[الطويل]
وإنّك لم تبعد على متعهّد ... بلى كلّ ما تحت التّراب بعيد (1)
وهذا هو الاستدراك.
ومثله قول زهير (2):
[البسيط]
حىّ الدّيار الّتى لم يبلها القدم ... بلى وغيّرها الأرواح والدّيم (3)
وقول جرير (4):
[الطويل]
غدا باجتماع الحىّ نقضى لبانة ... وأقسم لا تقضى لبانتنا غدا (5)
وأنشد (6) ابن المعتز فى هذا النوع، وهو لبشار (7):
[الكامل]
نبّئت فاضح قومه يغتابنى ... عند الأمير، وهل علىّ أمير؟ (8)
ومن مليح ما سمعته قول نصيب (9):
__________
هبيرة، وقد صحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ذلك فى الهامش. والبيت فى الأمالى 1/ 272آخر أربعة أبيات، وزهر الآداب 2/ 797، ووفيات الأعيان 6/ 317، وتاريخ الطبرى 7/ 456، وفيهم أنها فى ابن هبيرة، وجاء فى أمالى المرتضى 1/ 223آخر أربعة أبيات منسوبة إلى معن ابن زائدة فى رثاء ابن هبيرة.
(1) فى المصادر المذكورة: «فإنك»، وفى المطبوعتين: «وإنك لا تبعد».
(2) ديوان زهير 145، وانظره فى كفاية الطالب 223، وانظر ما قيل عن التناقض فى البيت فى نقد الشعر 212و 213، والوساطة 442، والموشح 62، وإعجاز القرآن 101و 161، وسر الفصاحة 232
(3) فى الديوان «قف بالديار»، وفى ف والديوان: «التى لم يعفها».
(4) ديوان جرير 2/ 848، وانظره فى كفاية الطالب 223
(5) فى ع وف: «تقضى لبانة»، وفى المطبوعتين: «فأقسم».
(6) هذا الإنشاد فى بديع ابن المعتز 60، وانظره فى كفاية الطالب 223، وبديع أسامة 121، وفى الصناعتين 395دون نسبة.
(7) ديوان بشار 3/ 265
(8) فى الديوان «نبئت آكل خرئه».
(9) البيت جاء مرتين فى الأغانى 1/ 364، والموشح 300، وكفاية الطالب 222، ومعاهد التنصيص 1/ 371، والبيت بهذه الرواية مع قوله: «ويروى» ساقط من المطبوعتين.(2/646)
[الطويل]
وكدت ولم أخلق من الطّير إن بدا
سنا بارق نحو الحجاز أطير (1)
(2) ويروى:
وددت ولم أخلق من الطّير أنّنى ... أعار جناحى طائر فأطير (2)
فقوله: «ولم أخلق من الطير» عجب. ولما سمعت (3) التى قيل فيها هذا البيت تنفّست نفسا شديدا، فصاح ابن أبى عتيق (4) «أوّه»، / قد (5) والله أجبته بأحسن من شعره، والله لو سمعك لنعق وطار، فجعله / غرابا لسواده.
وأنشد الصولى للعباس بن الأحنف (6):
[المنسرح]
قد كنت أبكى وأنت راضية ... حذار هذا الصّدود والغضب
إن تمّ ذا الهجر يا ظلوم ولا ... تمّ فمالى فى العيش من أرب (7)
وقال سمعت ثعلبا يقول: ما رأيت أحدا إلا وهو يستحسن هذا الشعر.
ومن المليح أيضا قول القحيف (8) بن سليم العقيلى (9):
__________
(1) فى الأغانى فى الرواية الأولى: «لها بارق»، وفى ف والمعاهد: «فكدت».
(22) ما بين الرقمين ساقط من ع وص، وفى ف: «وددت من الشوق المبرح أننى»، والبيت بهذه الرواية جاء فى العقد الفريد 6/ 62دون نسبة، واعتمدت ما فى المطبوعتين والمغربيتين.
(3) انظر هذا القول فى الأغانى 1/ 365، ومعاهد التنصيص 1/ 371، وهناك رواية أخرى تجدها فى الموشح 300، وفى الأغانى 1/ 364
(4) هو عبد الله بن أبى عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه، كان أديبا ناقدا، وصديقا مقربا لعمر بن أبى ربيعة، وكان صاحب مزح وظرف وفكاهة.
الأغانى 12/ 158156، وله ذكر كثير فى الجزء الأول منه، والوافى بالوفيات 17/ 425
(5) سقطت «قد» من م.
(6) ديوان العباس بن الأحنف 50مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وانظرهما فى كفاية الطالب 222
(7) فى المطبوعتين: «فلا تم فما فى العيش من أرب» [كذا] وفى الديوان: «إن دام ذا الهجر ولا دام».
(8) فى ع وم: «القحيف بن سليمان»، وفى ف: «القحيف العقيلى» وفى خ «النحيف ابن سليمان»، وفى هامش م كتب المحقق «فى عامة الأصول «النحيف» بالنون، وهو تحريف».
يبدو لى أن الأصول عنده هى الأصول التى فى خ. ولو كان رجع إلى أى أصل لوجد غير ذلك.
(9) هو القحيف بن سليم العقيلى وقيل: القحيف بن حميّر بن سليم النّدى» شاعر من شعراء الدولة العباسية، وكان يشبب بخرقاء التى كان ذو الرمة يشبب بها.(2/647)
[الوافر]
أمنكم يا حنيف نعم لعمرى ... لحى مخضوبة ودم سجال (1)!
وقال عدىّ بن زيد العبادى، وهو فى حبس النعمان يخاطب ابنه زيدا (2) ويحضضه (3):
فلو كنت الأسير ولا تكنه ... إذا علمت معدّ ما أقول (4)
* * *
__________
طبقات ابن سلام 2/ 770و 791، ومعجم الشعراء 211، والموشح 345، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 383، والأغانى 24/ 83، والسمط 2/ 751هامش.
(1) البيت فى طبقات ابن سلام 2/ 796
وفى هامش الطبقات كتب الأستاذ محمود شاكر رحمه الله: «سجال جمع سجل: وهو الدلو العظيمة، وليس بصفة. وسجل الماء سجلا: صبه صبا. وهو هنا جعل «سجالا» صفة، كأنه أضمر فى «سجال» معنى الصفة ووصف بها، أو وصف بالمصدر ثم جمعه، يريد: دم صب سجلا بعد سجل، وهو يسخر ببنى حنيفة يقول: أمنكم هذه اللحى المخضوبة بالدماء، وهذه الدماء المراقة المصبوبة على الثرى؟ نعم لعمرى! فقد كنتم تختالون فغزوتمونا فى ديارنا عدوانا، وظنا بأنفسكم شدة البأس! فهذا ما لقيتم».
(2) فى ص: «ابنه عليا»، وفى ف: «ويحصنه»، وفى المطبوعتين: «
ويحرضه»، وما فى ص وع يوافق المغربيتين.
(3) ديوان عدى بن زيد 34وانظر ما قيل عن حسن البيت فى ثمار القلوب 610و 611
(4) فى الديوان: «ولم أكنه»، وأشير فى هامشه إلى رواية العمدة، وما فى العمدة يوافق ثمار القلوب(2/648)
باب الاستثناء (6)
وابن المعتز يسميه توكيد (1) مدح بما يشبه الذم، وذلك مثل قول النابغة (2):
[الطويل]
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب
فجعل فلول السيف عيبا، وهو أوكد فى المدح.
وقال النابغة الجعدى (3):
[الطويل]
فتى كملت أخلاقه غير أنّه ... جواد فما يبقى من المال باقيا
فاستثنى جوده الذى يستأصل ماله، بعد أن وصفه بالكمال، / وبهذا الاستثناء زاد كمالا، وتأكد حسنه.
وكذلك قوله (4):
[الطويل]
فتى تمّ فيه ما يسرّ صديقه ... على أنّ فيه ما يسوء الأعاديا
فكأنه لما كان فيه ما يسوء أعاديه لم يطلق عليه أنه يسر فقط، وذلك زيادة فى مدحه، وليس هذا الاستثناء على ما رتّبه النحويون، فيطالب (5) الشاعر بحروف
__________
(6) انظره فى بديع ابن المعتز 62، تحت عنوان «تأكيد مدح بما يشبه الذم» والصناعتين 408تحت عنوان «فى الاستثناء»، وحلية المحاضرة 1/ 162تحت عنوان «أحسن ما قيل فى الاستثناء» وإعجاز القرآن 106، والمنصف 71، وبديع أسامة 120تحت عنوان «باب الرجوع والاستثناء»، ومعاهد التنصيص 3/ 107، وتحرير التحبير 133تحت عنوان «باب تأكيد المدح بما يشبه الذم»، ونهاية الأرب 7/ 121تحت قوله: «وأما تأكيد المدح بما يشبه الذم»، وكفاية الطالب 225، وسر الفصاحة 265دون عنوان وإن كان قال بعد بيت النابغة: «وإنما كان هذا الاستثناء من المبالغة فى المدح»
(1) فى ع والمطبوعتين: «توكيد المدح»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين، ويوافق البديع.
(2) ديوان النابغة الذبيانى 44، وانظره فى المصادر السابقة.
(3) ديوان النابغة الجعدى 173، وانظره فى المصادر المذكورة قبل.
(4) ديوان النابغة الجعدى 174، وقد سبق البيت فى باب المقابلة ص 585، وانظره فى المصادر السابقة.
(5) فى ع: «فيطلب الشاعر»، وفى المطبوعتين: «فتطلبه بحروف»، واعتمدت ما فى ص وف ومغربية، وسقط القول من المغربية الأخرى.(2/649)
الاستثناء المعروفة، وإنما سمى استثناء (1) اصطلاحا وتقريبا، سماه هؤلاء المحدثون، نحو الحاتمى (2) / وأصحابه، ولم يسمّ حقيقة.
ومن مليح هذا النوع قول أبى هفان (3)، فقد (4) تقدم به، وجوّد فيه (5) غاية التجويد (6):
[الطويل]
ولا عيب فينا غير أنّ سماحنا ... أضرّ بنا والبأس من كلّ جانب (7)
فأفنى الرّدى أرواحنا غير ظالم ... وأفنى النّدى أموالنا غير عائب
(8) فقوله: إن عيبهم إضرار السماح والبأس بهم ليس بعيب على الحقيقة (8)، ولكن توكيد مدح، والمليح كل المليح قوله: «غير ظالم»، و «غير غائب»، فهذا الاستثناء (9) الثانى أعجب من الأول، وألطف موقعا.
وقال آخر (10):
__________
(1) سقطت كلمة «استثناء» من ع وف والمطبوعتين وإحدى المغربيتين.
(2) حلية المحاضرة 1/ 163
(3) هو عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمى، يكنى أبا هفان، كان أحد غلمان أبى نواس، وأخذ عن الأصمعى، فكان ذا حظ وافر من الأدب، وشعره جيد، إلا أنه مقل. ت 257هـ.
تاريخ بغداد 9/ 370، وطبقات ابن المعتز 408، والفهرست 161، ونزهة الألباء 156، ومعجم الأدباء 12/ 54، وسمط اللآلى 1/ 335، وبغية الوعاة 2/ 31، والوافى بالوفيات 17/ 27، وله اسم آخر فى زهر الآداب 2/ 967هو منصور بن بجرة.
(4) فى م «وقد»، وكتبت الواو بين معقوفين!!
(5) سقطت «فيه» من ع والمطبوعتين والمغربيتين.
(6) البيتان ضمن أربعة أبيات فى كل من الأمالى 3/ 96و 97، وحلية المحاضرة 1/ 163، والمنصف 72، وبديع أسامة 123، وضمن ثلاثة أبيات فى تحرير التحبير 133و 134، وسر الفصاحة 265، والبيتان وحدهما فى نهاية الأرب 7/ 122دون نسبة فيه، ونسبا فى هامشه، وكفاية الطالب 225، والمعاهد 3/ 109
(7) الشطر الأول من هذا البيت جاء فى الأمالى هكذا: «وليس بنا عيب سوى أن جودنا».
(88) ما بين الرقمين جاء فى ع والمطبوعتين هكذا: «فقوله إن السماح والباس أضرّابهم غير عيب» وما فى ص وف يوافق المغربيتين، وإن كان فى ف: «إضرار السماح بهم والبأس»، وفى المغربيتين: «إضرار السماح والبأس فيهم».
(9) سقطت كلمة «الاستثناء» من المطبوعتين فقط.
(10) هو عمرو بن حممة الدوسى كما فى المعانى الكبير 1/ 563و 2/ 637، وانظر ما قيل عنه فى الاشتقاق 505، ومعجم الشعراء 17، وانظر التعليق الآتى.(2/650)
[الطويل]
ولا عيب فينا غير عرق لمعشر ... كرام وأنّا لا نخطّ على النّمل (1)
فقصّر من جهة قوله: «غير عرق لمعشر كرام» لأن سبيل هذا الباب أن (2) يؤتى فيه بما يظنّ أنه عيب أو تقصير، وإن كان على التحصيل فخرا وفضلا، كالفلول فى سيوف النابغة الذبيانى، وإتلاف المال فى شعر الجعدى، وترك / الخطّ على النمل فى شعر الآخر، وأنهم لا يشفون صاحبها، وهى داء واحدتها (3) «نملة»، وأما ذكر الكرم فلا وجه له هاهنا.
ومن هذا الباب قول ابن الرومى (4):
[السريع]
ليس له عيب سوى أنّه ... لا تقع العين على شبهه (5)
فجعل انفراده فى الدنيا بالحسن دون أن يكون له قرين يؤنسه عيبا، وهو (6)
يريد توكيد حسنه.
وقال حاتم الطائى (7):
__________
(1) جاء البيت مرتين فى المعانى الكبير 1/ 563، و 2/ 737، إلا أنه فى الأولى جاء الشطر الأول هكذا: «ولا عيب إلا نزع عرق لمعشر»، ثم قال المؤلف بعده: «قال أبو عمرو: إذا كان الرجل من أخته، ثم خط على النملة وهى قريحة تظهر فى ظهر الكف لم تلبث أن تجف، وهذا من فعل المجوس، وإنما عرّض برجل أخواله مجوس فقال: لست أنا كأولئك»، وقال ما يقرب من ذلك فى المرة الثانية مع زيادة فى الشرح، وجاء دون نسبة فى اللسان فى [نمل] وفيه: «غير نسل»
وأدب الكاتب 17و 18، وفى هامشه نسب إلى عمرو بن حممة الدوسى وإلى مزاحم العقيلى وإلى عروة بن أحمد الخزاعى.
(2) فى ع «أن يؤتى فيه ما يظن»، وفى ف «أن يؤتى بما فيه يظن» وفى المطبوعتين:
«أن يؤثر فيه بما يظن» واعتمدت ما فى ص والمغربيتين.
(3) فى ص «وواحدتها» وفى ف «واحدها نملة»، وفى المطبوعتين: «واحدتها النملة»، وما اعتمدته من ع يوافق المغربيتين.
(4) لم أجده فى ديوان ابن الرومى، وقد ذكر فى كفاية الطالب 226، ومعاهد التنصيص 3/ 109بنسبته إلى ابن الرومى فيهما.
(5) فى كفاية الطالب: «على مثله».
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «فهو يزيد».
(7) ديوان حاتم الطائى 232و 233، وانظرهما فى كفاية الطالب 225، مع بعض اختلاف.
[العمدة ج 452](2/651)
[الطويل]
وما تتشكّى جارتى غير أنّنى ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها (1)
سيبلغها خيرى ويرجع أهلها ... إليها ولم تقصر علىّ ستورها (2)
لما كان فى ترك الزيارة إشكال بيّن مراده.
ومن أصحاب التأليف / من يعدّ فى هذا الباب ما ناسب قول الشاعر (3):
[الطويل]
فأصبحت ممّا كان بينى وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد
وقول (4) الرّبيع بن ضبع (5) الفزارى (6):
[الطويل]
فنيت وما يفنى صنيعى ومنطقى ... وكلّ امرئ إلّا أحاديثه فانى (7)
وليس من هذا الباب عندى، وإنما هو من باب الاحتراس والاحتياط، ولو (8) أدخلنا فى هذا الباب كلّ ما وقع فيه استثناء لطال، وخرجنا به عن قصده وغرضه، ولكل نوع موضع.
* * * __________
(1) فى ف: «وما تشكى إذا غاب عنها أهلها»، وفى الديوان: «وما تشتكى».
(2) فى ع: «سيبغلها خيرى» وهو سهو من الناسخ، وفى الديوان: «ويرجع بعلها
ولم يقصر».
(3) البيت جاء آخر بيتين فى الزهرة 1/ 257، وينسبان فيه إلى الأحوص، ولم أجدهما فى ديوانه.
(4) فى ع والمطبوعتين: «وقال».
(5) فى ص والمطبوعتين: «ابن ضبيع»، وفى ف: «ابن أضبع»، وبإسقاط
الفزارى، وما اعتمدته من ع يوافق المغربيتين.
(6) هو الرّبيع بن ضبع بن وهب بن بغيض الفزارى، عاش أربعين وثلاثمائة سنة ولم يسلم.
المؤتلف والمختلف 182، وسمط اللآلى 2/ 802، وله شعر فى الأمالى 2/ 185، والمعمرون والوصايا 108، وخزانة الأدب 7/ 388384
(7) البيت فى حلية المحاضرة 1/ 162
(8) فى المطبوعتين فقط: «فلو».(2/652)
باب التتميم (12)
وهو التمام أيضا، وبعضهم يسمى ضربا منه احتراسا (1) واحتياطا.
ومعنى (2) التتميم: أن يحاول الشاعر معنى، فلا يدع شيئا يتمم به حسنه إلا أورده، وأتى به، إما مبالغة، وإما احتياطا واحتراسا من التقصير، وينشدون بيت طرفة (3):
[الكامل]
فسقى ديارك، غير مفسدها، ... صوب الرّبيع وديمة تهمى (4)
لأن قوله: «غير مفسدها» تتميم للمعنى، واحتراس للديار من الفساد بكثرة المطر.
ومثله قول جرير (6):
[الكامل]
فسقاك، حيث حللت، غير فقيدة،
هزج الرّواح وديمة لا تقلع
فقوله: «غير فقيدة» تتميم لما أراد من دنوّها، وسقياها غير راحلة / ولا ميتة إذ كانت العادة أن (9) يدعى للغائب والميت بالسقيا، فاحترس من ذلك.
وقد عاب (10) قدامة على ذى الرمة قوله (11):
__________
(12) انظره فى نقد الشعر 137تحت عنوان «التتميم»، والصناعتين 389تحت عنوان «فى التتميم والتكميل» وحلية المحاضرة 1/ 153تحت عنوان «أحسن ما قيل فى التتميم»، وإعجاز القرآن 95، والمنصف 63، وبديع أسامة 53و 55، وسر الفصاحة 265فى حديثه عن التحرز مما يوجب الطعن، وتحرير التحبير 245تحت عنوان «باب الاحتراس» وتحرير التحبير 127تحت «باب التمام»، ونهاية الأرب 7/ 118تحت قوله: «وأما التمام»، وكفاية الطالب 227، ومعاهد التنصيص 1/ 362
(1) كما فى بديع أسامة 55وتحرير التحبير 245
(2) انظر ما يقرب من هذا التعريف فى المصادر السابقة.
(3) ديوان طرفة 97، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(4) فى الديوان: «فسقى بلادك».
(6) ديوان جرير 2/ 911، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(9) فى المطبوعتين فقط: «أن يدعى للغائب الميت [كذا] بالسقى».
(10) نقد الشعر 138.
(11) ديوان ذى الرمة 1/ 559، وانظره فى نقد الشعر وبعض المصادر السابقة. وسيأتى فى 1069و 1126(2/653)
[الطويل]
ألا يا اسلمى يا دار مىّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر
فإنه لم يحترس كما احترس طرفة، فردّ ذلك عليه بأن (1) الشاعر قد قدم الدعاء للدار بالسلامة فى أول البيت، وهذا هو الصواب.
وقال زهير (2):
[البسيط]
من يلق يوما على علّاته هرما ... يلق السّماحة منه والنّدى خلقا
فقوله: «على علاته» مبالغة وتتميم عجيب.
والأصل فى هذا قول (3) الله تعالى (4): {وَيُطْعِمُونَ الطَّعََامَ عَلى ََ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}، [سورة الإنسان: 8] فقوله: {«عَلى ََ حُبِّهِ»} هو التتميم والمبالغة فى قول من قال: إن الهاء ضمير الطعام، وإن (5) كانت كناية عن اسم الله عز وجل خرج المعنى عن هذا الباب.
وقال (6) جلّ اسمه (7): {وَمَنْ عَمِلَ صََالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولََئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}، [سورة غافر: 40] فتمم واحتاط (8)
بقوله: «وهو مؤمن».
ومن أناشيد قدامة، والحاتمى، وغيرهما قول نافع بن خليفة الغنوى (9):
__________
(1) فى ف: «بأن الشاعر قد تقدم الدعاء»، وفى المطبوعتين: «بأن الشاعر قدم الدعاء بالسلامة للدار».
(2) ديوان زهير 53، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «قول الله عز وجل».
(4) سقط من ف قوله تعالى: «ويتيما وأسيرا».
(5) فى ف والمغربيتين: «فإن»، وفى المطبوعتين: «وإن كان كناية عن الله تعالى».
(6) فى ع: «وقال الله عز وجل»، وفى ف: «وقال تعالى»، وفى المطبوعتين: «وقال الله جل اسمه»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(7) فى ع والمطبوعتين: «من عمل» بإسقاط الواو، وفى ف: «ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما».
(8) سقط قوله: «واحتاط» من ع والمطبوعتين فقط.
(9) البيت فى نقد الشعر 137، وحلية المحاضرة 1/ 154، والمنصف 63، وإعجاز القرآن 95، وسر الفصاحة 262ونضرة الإغريض 107، ومعاهد التنصيص 1/ 364، وفى الصناعتين 389دون نسبة، وتحرير التحبير 128، ونهاية الأرب 7/ 118دون نسبة فيهما، ونسب فى هامشهما.(2/654)
[الطويل]
رجال إذا لم يقبل الحقّ منهم ... ويعطوه عادوا بالسّيوف القواضب (1)
قال الحاتمى (2): فإن المعنى تمّ بقوله: «ويعطوه»، وإلا كان ناقصا.
ويجرى مجراه عندى أنا (3) قول عنترة العبسى (4):
[الكامل]
أثنى علىّ بما علمت فإنّنى ... سهل مخالفتى إذا لم أظلم
فقوله: «إذا لم أظلم» تتميم حسن.
وقال آخر (5):
[الطويل]
فلا تبعدن إلّا من السّوء إنّنى
إليك وإن شطّت بك الدّار نازع
فاستثناؤه السوء تتميم واحتراس جيد.
وقال أبو الطيب بن الوشّاء (6):
[الطويل]
لئن كان باقى عيشنا مثل ما مضى
فللموت إن لم ندخل النّار أروح (7)
__________
(1) فى حلية المحاضرة جاءت بعض الكلمات هكذا: «رجال إذا لم يضمن الحق عاثوا بالسيوف»، وفى تحرير التحبير ونهاية الأرب: «أناس إذا» وفى ص والمغربيتين ونقد الشعر وتحرير التحبير وسر الفصاحة ونضرة الإغريض: «عاذوا بالسيوف» بالذال المعجمة، والمعنى يستقيم بالكلمتين، وفى إعجاز القرآن: «بالسيوف القواطع». وعاذوا بالسيوف: احتموا بها.
(2) حلية المحاضرة 1/ 154
(3) سقط قوله: «أنا» من ف والمطبوعتين.
(4) ديوان عنترة 205، وفيه: «سمح مخالقتى»، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(5) البيت دون نسبة فى كل من الصناعتين 408، وحلية المحاضرة 1/ 162، والمنصف 72، وبديع أسامة 122ونضرة الإغريض 129
(6) هو محمد بن أحمد بن إسحاق، يكنى أبا الطيب، ويعرف بابن الوشاء، ولكن صاحب معجم الأدباء يقول إن له ابنا يعرف بابن الوشاء، واتبعه فى هذا صاحب الوافى، من أهل الأدب، حسن التصانيف، مليح الأخبار. ت 325هـ
تاريخ بغداد 1/ 253، والفهرست 93، ومعجم الأدباء 17/ 132، وإنباه الرواة 3/ 61، ونزهة الألباء 223، والوافى بالوفيات 2/ 32
(7) لم أعثر على البيت فى مصادره، وهناك بيت لذى الرمة فى ديوانه 2/ 1212، والزهرة 1/ 203، اعتقد أنه أصله، وهو:
لئن كانت الدنيا علىّ كما أرى ... تباريح من مىّ فللموت أروح(2/655)
وقال سراقة البارقى (1) يهجو رهط جرير (2):
[الطويل]
صغار مقاريهم عظام جعورهم ... بطاء عن الدّاعى إذا لم يكن أكلا (3)
(4) كأنه قال: إذا لم يكن المدعو إليه أكلا (4).
وقال مربع بن وعوعة الكلابى (5)، وقد قتل رجلا نهشليّا: (6)
[الطويل]
وقلت لأصحابى النّجاء فإنّما
مع الصّبح إن لم تسبقوا جمع نهشل
ويجرى على آثار (7) هذه الأناشيد قول ابن محكان السّعدى / حين قدّم للقتل (8):
[الطويل]
ولست وإن كانت إلىّ حبيبة ... بباك على الدّنيا إذا ما تولّت
فاستثنى بقوله: «وإن كانت إلى حبيبة» استثناء مليحا، ونوى التقديم، والتأخير، فلذلك جاز له أن يأتى بالضمير مقدّما على مظهره، هكذا قال فيه أبو العباس المبرد (9).
__________
(1) هو سراقة بن مرداس البارقى الأصغر، شاعر مشهور خبيث.
طبقات ابن سلام 1/ 439، والمؤتلف والمختلف 197، وله خبر طريف مع المختار الثقفى فى العقد الفريد 2/ 170، وانظر مقدمة ديوانه.
(2) ديوان سراقة البارقى 48، وفيه: «بطاء إلى الداعى».
(3) المقارى: القدور والقصاع، أى هم بخلاء. والجعور: الأدبار [من هامش الديوان]
(44) ما بين الرقمين ساقط من ص
(5) هو مربع بن وعوعة بن سعيد بن قرط بن عبد الله بن أبى بكر بن كلاب، وقيل: مربع: لقب وعوعة، أحد بنى أبى بكر بن كلاب، كان رواية لجرير، وكان نفر بأبى الفرزدق، فيقال: إنه مات فى تلك العلة، فحلف الفرزدق ليقتلنه، فقال جرير بيته «زعم الفرزدق» تكذيبا للفرزدق، وأنه أذل من أن يقتله.
من هامشى طبقات ابن سلام 1/ 409والشعر والشعراء 1/ 492، وانظر النقائض 2/ 1098 وجمهرة أنساب العرب 283
(6) البيت فى النقائض 2/ 1099ضمن قصيدة من عشرة أبيات.
(7) فى ع: «على إثر هذه»، وفى المطبوعتين: «على هذه الأناشيد»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(8) سبق الحديث عن البيت فى باب فى البديهة والارتجال ص 310
(9) فى الكامل 1/ 199قال المبرد بعد ذكره البيت: «إنما هو تقديم وتأخير، أراد: ولست(2/656)
ومن التتميم الحسن قول امرئ القيس (1):
[الطويل]
على هيكل يعطيك قبل سؤاله ... أفانين جرى غير كزّ ولاوانى (2)
فقوله: «قبل سؤاله» تتميم حسن لقوله (3): «يعطيك أفانين جرى».
وقول أعشى باهلة (4):
[البسيط]
وكلّ أمر سوى الفحشاء يأتمر (5)
يقول: هو يدبر كل شئ سوى الفحشاء فإنه لا يدبرها.
* * * __________
بباك على الدنيا وإن كانت إلى حبيبة، ولولا هذا التقديم لم يجز أن يضمر قبل الذّكر»، ثم ضرب مثلا مشابها لذلك بقول زهير: «إن تلق يوما على علاته هرما».
(1) ديوان امرئ القيس 91، وانظر ما قيل عنه فى نقد الشعر 153، وحلية المحاضرة 1/ 139، والمنصف 55، والصناعتين 74، ومعاهد التنصيص 1/ 364، وسر الفصاحة 20
(2) الهيكل: الفرس الضخم. والكز: الضنين. والوانى: الفاتر المبطئ.
(3) فى المطبوعتين فقط: «لقوله: أفانين جرى».
(4) هو عامر بن الحارث بن رياح، أحد بنى عامر بن عوف، يكنى أبا قحفان أو أبا قحافة، شاعر مشهور بقصيدته الرثائية فى أخيه لأمه.
طبقات ابن سلام 1/ 203و 210، والمؤتلف والمختلف 11، وجمهرة أنساب العرب 246، والاشتقاق 15و 403، والأصمعيات 87، وخزانة الأدب 1/ 187و 188
(5) هذا عجز بيت قاله أعشى باهلة ضمن قصيدة فى رثاء المنتشر بن وهب الباهلى، وصدره كما فى الطبقات 1/ 212، والأصمعيات 91، وأمالى المرتضى 2/ 22، وجمهرة أشعار العرب 2/ 718والخزانة 1/ 196:
لا يصعب الأمر إلّا ريث يركبه(2/657)
باب المبالغة (10)
وهى ضروب كثيرة، والناس فيها مختلفون: منهم من يؤثرها، ويقول بتفضيلها، ويراها الغاية القصوى فى الجودة، وذلك مشهور من مذهب نابغة بنى ذبيان، وهو القائل (1): «أشعر الناس من استجيد كذبه، وضحك من رديئه»، هكذا أعرفه، ورأيته (2) بخط جماعة منهم عبد الكريم، والباغانى (3):
«من استجيد جيده» ومطابقه «ضحك من رديئه» يوجب (4) ذلك.
وروى (5) قوم من حديث النابغة / ومطالبته حسان بن ثابت بالمبالغة، ونسبته إياه إلى التقصير فى قوله (6):
[الطويل]
لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضّحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ما هو مشهور عندهم، منصوص (7) فى كتبهم.
ومنهم من يعيبها، وينكرها، ويراها عيّا وهجنة فى الكلام، قال بعض الحذاق (8) بنقد الشعر: «المبالغة ربما أحالت المعنى، أو لبّسته (9) على السامع،
__________
(10) انظره فى بديع ابن المعتز 65تحت عنوان «الإفراط فى الصفة»، ونقد الشعر 141 «المبالغة»، والصناعتين 365 «فى المبالغة»، وحلية المحاضرة 1/ 155 «أبدع ما قيل فى التبليغ»، وبديع أسامة 104 «باب المبالغة»، وسر الفصاحة 263عند قوله: «وأما المبالغة والغلو»، وتحرير التحبير 147 «باب الإفراط فى الصفة»، وإعجاز القرآن 91، ونهاية الأرب 7/ 124عند قوله: «وأما المبالغة»، ومعاهد التنصيص 3/ 16، وكفاية الطالب 233 «باب المبالغة».
(1) انظر هذا فى حلية المحاضرة 1/ 195، وسر الفصاحة 263
(2) فى ع والمطبوعتين: «ورأيت»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(3) لم أعثر له على ترجمة.
(4) قوله: «يوجب ذلك» ساقط من المطبوعتين فقط.
(5) انظر ذلك فى الموشح 8482
(6) ديوان حسان بن ثابت 131
(7) فى المطبوعتين فقط: «مشهور».
(8) انظر ما فى معناه فى سر الفصاحة 263
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «ولبّسته».(2/658)
فليست لذلك من أحسن الكلام، ولا أفخره لأنها لا تقع موقع القبول، كما يقع الاقتصاد وما قاربه لأنه ينبغى أن يكون من أهم أغراض الشاعر والمتكلم أيضا الإبانة والإفصاح، وتقريب المعنى على السامع فإن العرب إنما فضّلت بالبيان والفصاحة، وحلا منطقها فى الصدور، وقبلته النفوس لأساليب حسنة، وإشارات لطيفة تكسبه بيانا، وتصوّره فى القلوب تصويرا.
ولو كان الشعر هو المبالغة لكانت الحاضرة والمتأخرون (1) أشعر من القدماء، وقد رأيناهم احتالوا للكلام، حتى قرّبوه من فهم السامع بالاستعارات وبالمجازات (2) التى استعملوها، وبالتّشكّك فى الشّبهين، كما قال ذو الرمة (3):
[الطويل]
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النّقا آأنت أم أمّ سالم؟ (4)
فلو (5) أنه قال: أنت أمّ سالم، على نفى التشكك (6)، بل لو قال: «أنت أحسن من الظبية» لما حلّ من القلوب محل التشكك، وكما قال جرير (7):
[الوافر]
فإنّك لو رأيت عبيد تيم ... وتيما، قلت: أيّهم العبيد؟ (8)
فلو قال: عبيدهم (9) خير منهم، لما ظنّ به الصدق، فاحتال فى تقريب المشابهة لأن فى قربها لطافة تقع فى القلوب، وتدعو إلى التصديق، وكذلك قول أبى النجم يصف عرف الخيل (10):
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «والمحدثون».
(2) فى المطبوعتين والمغربيتين: «والمجازات».
(3) ديوان ذى الرمة 2/ 767وسيأتى الشطر الأول فى ص 682
(4) فى ع والمطبوعتين: «فياظبية»، وأشير إليها فى هامش الديوان، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.
(5) فى ع: «فلو أنه قال أنت أم أم سالم، على الشك» [كذا] ولا يستقيم مع المقصود.
(6) فى المطبوعتين: «الشك»، وفى ف: «التشكيك».
(7) ديوان جرير 1/ 332وسيأتى الشطر الأول فى ص 683
(8) فى الديوان: «وإنك لو لقيت»، وفى ص جاء بعد البيت قوله:
فيقضى الأمر حين تغيب تيم ... ولا يستأذنون وهم شهود
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «عبيدهم أو خير منهم».
(10) ديوان أبى النجم العجلى 168و 170(2/659)
[الرجز]
كأنّه من عرق يسربله ... ككرسف النّدّاف لولا بلله (1)
فإنه لو قال: «فإنه الكرسف» لم يكن فى حسن هذا لأنه يشهد بتقارب الشبهين إلى أن وقع الشك.
والمبالغة فى صناعة الشعر كالاستراحة من الشاعر / إذا أعياه إيراد معنى حسن بالغ، فيشغل الأسماع بما هو محال، ويهوّل مع ذلك على السامعين، وإنما (2)
يقصدها من ليس بمتمكّن من محاسن الكلام إذ تمكنه، ولا تتعذر عليه، وتنجذب كلما أرادها إليه». انقضى كلامه.
وفيه كفاية وبلاغ، إلا أنه فيما يظهر من فحواه لم يرد إلا ما كان فيه بعد، وليس كل مبالغة كذلك، ألا ترى أن التتميم إذا طلبت حقيقته كان ضربا من المبالغة، وإن ظهر أنه من أنواع الحشو المستحسن، وقد مرّ ذكره، وكذلك ما ناسب قول ابن المعتز يصف خيلا (3):
[الطويل]
صببنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل (4)
وهذا عند جميع الناس من باب الحشو، وهو عندى مبالغة، وكذلك الإيغال، وسيرد فى بابه إن شاء الله.
فمن أحسن المبالغة وأغربها عند الحذاق التّقصّى، وهو بلوغ الشاعر أقصى ما يمكن من وصف الشئ، كقول عمرو بن الأيهم التغلبى (5):
__________
(1) سقط الشطر الأول من ع وص، وفى ف والمغربيتين: «كأنه من زبد فى كرسف»
وهو يوافق الديوان. ويسربله: يغطيه كالسربال وهو القميص. والكرسف: القطن.
(2) انظر هذا فى كفاية الطالب 233
(3) ديوان ابن المعتز 1/ 282وسيأتى فى باب الحشو وفضول الكلام ص 688
(4) انظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 191، فى أبدع حشو انتظمه بيت أورد لإقامة وزنه، والمنصف 76، وسر الفصاحة 266، وفى تحرير التحبير 321فى باب الإغراق، وفى نهاية الأرب 7/ 149تحت قوله: «وأما الإغراق»، وفى كفاية الطالب 341، فى باب الحشو.
(5) البيت فى نقد الشعر 141، والصناعتين 366، وإعجاز القرآن 91، وتحرير التحبير 147، ونهاية الأرب 7/ 124، ومعاهد التنصيص 3/ 25، وكفاية الطالب 233، وفى الجميع ما عدا كفاية الطالب «حيث مالا».(2/660)
[الوافر]
ونكرم جارنا مادام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث كانا
فتقصّى بما يمكن أن يقدر عليه فتعاطاه، ووصف به قومه.
ومن أغربها أيضا ترادف الصفات، وفى ذلك تهويل مع صحة لفظ لا تحيل معنى، كقول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمََاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشََاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحََابٌ ظُلُمََاتٌ بَعْضُهََا فَوْقَ بَعْضٍ} [سورة النور: 40].
فأما الغلو (1) فهو الذى ينكره من ينكر المبالغة / من سائر أنواعها، ويقع فيه الاختلاف، لا ما سواه مما بيّنت، ولو بطلت المبالغة كلها وعيبت لبطل التشبيه، وعيبت الاستعارة، إلى كثير من محاسن الكلام.
فمن أبيات المبالغة قول امرئ القيس (2):
[المتقارب]
كأنّ المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر
يعلّ به برد أنيابها ... إذا طرّب الطّائر المستحر (3)
فوصف فاها بهذه الصفة سحرا عند تغيّر الأفواه بعد النوم، فكيف تظنها فى أول الليل؟!.
ومثل ذلك قوله يصف نارا، وإن كان فيه إغراق (4):
[الطويل]
نظرت إليها والنّجوم كأنّها ... قناديل رهبان تشبّ لقفّال
__________
(1) انظره فى نقد الشعر 58تحت عنوان «الغلو والاقتصار» و 213تحت عنوان «إيقاع الممتنع»، والصناعتين 357تحت عنوان «فى الغلو»، وتحرير التحبير 323تحت عنوان «باب الغلو»، ونهاية الأرب 7/ 149تحت قوله: «وأما الغلو»، وفى كفاية الطالب 237تحت عنوان «باب الغلو»، وتجده فى سر الفصاحة 265263ضمن حديثه عن المبالغة والغلو، وإعجاز القرآن 77 عند قوله: [الغلو والافراط فى الصفة]. وسيأتى الحديث عن الغلو ص 672
(2) ديوان امرئ القيس 157و 158، وانظرهما فى كفاية الطالب 234
(3) فى ع والمطبوعتين: «إذا غرد الطائر»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.
(4) ديوان امرىء القيس 31(2/661)
يقول نظرت إلى نار هذه المرأة تشبّ لقفال، والنجوم كأنها / مصابيح رهبان، وقد قال (1):
[الطويل]
تنوّرتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عال (2)
وبين المكانين بعد أيام، وإنما يرجع القفّال من الغزو والغارات وجه الصباح، فإذا رآها (3) من مسافة أيام وجه الصباح، وقد خمد سناها، وكلّ موقدها، فكيف كانت أول الليل؟ وشبه النجوم بمصابيح الرهبان لأنها فى السحر يضعف نورها، كما يضعف نور المصابيح الموقدة ليلها أجمع، لا سيما مصابيح الرهبان لأنهم يكلّون من سهر الليل، فربما نعسوا ذلك الوقت، وهذا مما أورده شيخنا أبو عبد الله.
وقال امرؤ القيس يصف فرسا (4):
[المتقارب]
لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسدّ به فرجها من دبر
أراد طوله لأن العروس تجرّ ذيلها إما من الحياء، وإما من الخيلاء.
وزعم الجاحظ (5) أن قول غيلان ذى الرّمّة (6):
[الطويل]
وليل كجلباب العروس ادّرعته ... بأربعة والشّخص فى العين واحد
إنما أراد به / سبوغه لا لونه، وأكثر الناس على خلاف قوله.
__________
(1) ديوان امرىء القيس 31، وانظره فى المعاهد 3/ 25
(2) تنورتها: مثلت نارها وتوهمتها. وأذرعات: مكان فى حدود الشام.
(3) فى المطبوعتين فقط: «رأوها».
(4) ديوان امرئ القيس 164، وانظر ما قيل عن عيب فى هذا البيت فى الموازنة 1/ 371، وأمالى المرتضى 2/ 94و 95نقلا عن الموازنة، والموشح 38، وخزانة الأدب 9/ 177و 178، وسر الفصاحة 249، ثم انظر دفاع المرتضى عن البيت.
(5) انظره فى الحيوان 3/ 250
(6) ديوان ذى الرمة 2/ 1108، وقد سبق البيت فى باب التشبيه ص 488(2/662)
وأنا أرى أن هذا كقول عوف بن عطية بن الخرع التّيمىّ من تيم الرباب، يصف خيلا (1):
[المتقارب]
وجلّلن دمخا قناع العرو ... س تدنى على حاجبيها الخمارا (2)
«دمخ» جبل بعينه، أراد (3) أن الخيل كسونه قناعا من الغبار هذه صفته.
ومن معجز المبالغة قول الله عز وجل: {سَوََاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسََارِبٌ بِالنَّهََارِ} [سورة الرعد: 10]، فجعل من (4) يسرّ القول كمن يجهر به، والمستخفى بالليل كالسارب بالنهار، وكلّ واحد منهما أشدّ مبالغة فى معناه، وأتمّ صفة.
* * * __________
(1) البيت فى كتاب المعانى الكبير 1/ 104و 2/ 946، وهو فى المفضليات 416، ومعجم ما استعجم 1/ 443، وهو فى وصف الخيل.
(2) فى المعانى الكبير والمفضليات: «أدنت على حاجبيها»، وفى ع: «على حاجبيها الإزارا»، وفى ص: دمجا» وهو تصحيف. وجللن: غطين. ودمخ: جبل، يريد قناعا من الغبار الذى أثارته [من المعانى الكبير].
(3) فى المطبوعتين فقط: «فأراد».
(4) قوله: «من يسر القول كمن يجهر به و» ساقط من ع وص وف، واعتمدته من المطبوعتين. وفى المغربيتين سقط من قوله: «فجعل من يسر» إلى قوله: «وكل واحد».(2/663)
باب الإيغال (5)
وهو ضرب من المبالغة كما قدمت، إلا أنه فى القوافى خاصة لا يعدوها، والحاتمى وأصحابه يسمونه التبليغ، وهو «تفعيل» من بلوغ الغاية، وذلك يشهد بصحة ما قلته، ويدل على ما رتّبته.
وحكى الحاتمى (1) عن عبد الله بن جعفر (2) عن محمد بن يزيد المبرد قال: حدثنى التّوّزىّ (3) قال: قلت للأصمعى: من أشعر الناس؟ قال: الذى يجعل المعنى الخسيس بلفظه كبيرا، أو يأتى إلى المعنى الكبير فيجعله خسيسا، أو ينقضى كلامه قبل / القافية، فإذا احتاج إليها أفاد بها معنى، قال: قلت: نحو من؟ قال نحو الأعشى إذ يقول (4):
[البسيط]
كناطح صخرة يوما ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
__________
(5) انظره فى نقد الشعر 169تحت عنوان «الإيغال»، والصناعتين 380تحت عنوان «فى الإيغال»، وحلية المحاضرة 1/ 155تحت عنوان «أبدع ما قيل فى التبليغ وقد سماه قوم الإيغال»، وإعجاز القرآن 92 «الإيغال»، ونهاية الأرب 7/ 138تحت قوله: «وأما الإيغال»، وكفاية الطالب 235تحت عنوان «باب الإبغال»، ونضرة الإغريض 131، والمعاهد 1/ 346
(1) انظر هذه الحكاية فى حلية المحاضرة 1/ 156، مع اختلاف فى التعبير، وأصلها فى نقد الشعر 170، والصناعتين 380، وانظرها فى سر الفصاحة 146، وتحرير التحبير 233، ونهاية الأرب 7/ 139
(2) هو عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، يكنى أبا محمد، انتقل من فارس إلى بغداد فى صباه، واستوطنها، وبرع فى العربية، وصنف التصانيف، ورزق الإسناد العالى، وكان ثقة، وكان تلميذا للمبرد. ت 347هـ.
تاريخ بغداد 9/ 428، والفهرست 68، وطبقات الزبيدى 116، وإنباه الرواة 2/ 113، ونزهة الألباء 213، ووفيات الأعيان 3/ 44، وبغية الوعاة 2/ 36، والشذرات 2/ 375، وسير أعلام النبلاء 15/ 531وما فيه من مصادر، والوافى 17/ 103
(3) هو عبد الله بن محمد بن هارون التّوّزى، يكنى أبا محمد، مولى قريش، كان من أكابر علماء اللغة، اختلف فى سنة وفاته فقيل سنة 233، وقيل 238هـ
الفهرست 63، وإنباه الرواة 2/ 126، وطبقات الزبيدى 99، ونزهة الألباء 135، وبغية الوعاة 2/ 61، والوافى 17/ 521، ومعجم البلدان فى [توّز] 2/ 58
(4) ديوان الأعشى 97(2/664)
فقد تم المثل بقوله: «وأوهى قرنه»، فلما احتاج إلى القافية / قال:
«الوعل»، فزاد معنى، قال: قلت: وكيف صار الوعل مفضّلا على كل ما ينطح؟ قال: لأنه ينحط من قمة الجبل على قرنه فلا يضيره، قال: قلت: ثم نحو من؟ قال: نحو ذى الرمة بقوله (1):
[الطويل]
قف العيس فى أطلال ميّة فاسأل ... رسوما كأخلاق الرّداء المسلسل (2)
فتم كلامه، ثم احتاج إلى القافية، فقال: المسلسل. فزاد شيئا.
وقوله (3):
[الطويل]
أظنّ الّذى يجدى عليك سؤالها ... دموعا كتبديد الجمان المفصّل (4)
فتم كلامه، ثم احتاج إلى القافية، فقال: «المفصل». فزاد أيضا (5) شيئا.
وليس بين الناس اختلاف أن امرأ القيس أول من ابتكر هذا المعنى بقوله يصف الفرس (6):
[الطويل]
إذا ما جرى شأوين وابتلّ عطفه ... تقول هزيز الرّيح مرّت بأثأب (7)
فبالغ (8) فى صفته بأن جعله على هذه الصفة، بعد أن يجرى شأوين، ويبتلّ
__________
(1) ديوان ذى الرمة 3/ 1451، وانظره فى بعض المصادر المذكورة سابقا.
(2) فى ص وف والمطبوعتين: «واسأل»، وما فى ع والمغربيتين يوافق الديوان، وفى الديوان:
«قف العنس». والعيس: قيل الإبل تضرب إلى الصفرة، وقيل: هى الإبل البيض مع شقرة يسيرة، والعيس والعيسة: بياض يخالطه شىء من شقرة، وقيل: هو لون أبيض مشرب صفاء فى ظلمة خفية.
انظر اللسان فى [عيس]. والأخلاق جمع خلق: وهو القديم. والمسلسل: الذى رقّ من البلى.
(3) ديوان ذى الرمة 3/ 1451، وانظره فى بعض المصادر المذكورة.
(4) فى الديوان: «كتبذير الجمان».
والجمان: لؤلؤ من فضة. ومفصّل: بين كل لؤلؤتين خرزة.
(5) سقط قوله: «أيضا» من ف ومغربية، وفى المطبوعتين فقط: «فزاد شيئا أيضا».
(6) ديوان امرئ القيس 49، وانظره فى بعض المصادر المذكورة سابقا فى أول الباب.
(7) الشأوان مثنى شأو: وهو المسافة. والهزيز: الصوت. وأثأب: شجر يشبه الأثل يشتد صوت الريح فيه.
(8) فى المطبوعتين فقط: «فبالغ فى صفته وجعله».(2/665)
عطفه بالعرق، ثم زاد (1) إيغالا فى المبالغة بذكر الأثأب، وهو شجر للريح فى أضعاف أغصانه حفيف عظيم، وشدة صوت.
ومثل ذلك قوله (2):
[الطويل]
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الّذى لم يثقّب (3)
فقوله: «لم يثقب» إيغال فى التشبيه.
واتبعه زهير فقال (4):
[الطويل]
كأنّ فتات العهن فى كلّ منزل ... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم (5)
فأوغل فى التشبيه أيضا بتشبيهه ما تناثر (6) من فتات الأرجوان بحبّ الفنا الذى لم يحطم لأنه أحمر الظاهر، أبيض الباطن، فإذا لم يحطّم لم يظهر فيه بياض البتّة، وكان خالص الحمرة.
وتبعهما الأعشى فقال يصف امرأة (7):
[البسيط]
غرّاء فرعاء مصقول عوارضها
تمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل (8)
فأوغل بقوله: «الوحل»، بعد أن قال: «الوجى»، وكذلك قوله:
«الوعل» (9).
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «ثم زاد إيغالا فى صفته بذكر».
(2) ديوان امرئ القيس 53، وانظره أيضا فى بعض المصادر المذكورة فى أول الباب.
(3) الجزع: خرز أسود مجزّع ببياض.
(4) ديوان زهير 12، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(5) العهن: الصوف صبغ أو لم يصبغ، وهو هنا المصبوغ، لأنه شبه بحب الفنا. والفنا: شجر ثمره حبّ أحمر وفيه نقطة سوداء.
(6) فى ع والمطبوعتين: «فأوغل فى التشبيه إيغالا»، وفى المطبوعتين: «ما يتناثر».
وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(7) ديوان الأعشى 91، وانظره فى بعض المصادر المذكورة سابقا.
(8) الغراء: البيضاء. والفرعاء: كثيرة الشعر طويلته. والعوارض: ما يبدو من الأسنان عند الابتسام. والوجى: الذى حفى قدمه أو حافره. والوحل: الذى غاصت قدمه فى الوحل.
(9) يقصد قوله السابق: «وأوهى قرنه الوعل».(2/666)
وكان (1) الرشيد كثيرا (2) ما يعجب بقول صريع (3):
[الطويل]
إذا ما علت منّا ذؤابة شارب ... تمشّت به مشى المقيّد فى الوحل
ويقول: قاتله الله، ما كفاه أن جعله مقيّدا حتى صيّره (4) فى وحل! وأنا أقول: إنه بيت الأعشى بعينه.
ومن الإيغال قول الطّرمّاح العقيلىّ يصف فرسا بسعة المنخر (5):
[البسيط]
لا يكتم الرّبو إلّا ريث يخرجه ... من منخر كوجار الثّعلب الخرب (6)
وكونه كوجار الثعلب غاية فى المبالغة، فيكف إذا كان خربا؟!
ومن الإيغال الحسن قول الخنساء (7):
[البسيط]
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علم فى رأسه نار
فبالغت فى الوصف أشدّ مبالغة، وأوغلت إيغالا شديدا بقولها: «فى رأسه نار» بعد أن جعلته علما، وهو الجبل العظيم.
وأنشد الجاحظ (8):
[الطويل]
ألوّى حيازيمى بهنّ صبابة ... كما تتلوّى الحيّة المتشرّق (9)
__________
(1) انظر قصة إعجاب الرشيد بقول صريع فى العقد الفريد 2/ 181و 182، ومعاهد التنصيص 1/ 357، وكفاية الطالب 236
(2) فى ع: «كثيرا يعجب»، وهو سهو من الناسخ، وفى المطبوعتين: «كثير العجب».
(3) شرح ديوان صريع الغوانى 42
(4) فى المطبوعتين: «حتى جعله».
(5) لم أجده فى ديوان الطرماح مع أن فى أوله قصيدة بوزنه وقافيته. لكننى وجدت البيت ثانى خمسة أبيات تنسب إلى الطماح [كذا] العقيلى فى كتاب الخيل 149ط الهند و 311ط مصر.
(6) فى كتاب الخيل ط الهند: «الربو الأريث [كذا] يخرجه فى منحر».
والربو: النفس العالى: والوجار: حجر الضبع والأسد والذئب والثعلب.
(7) البيت فى الصناعتين 391، وتحرير التحبير 234، وكفاية الطالب 248، ونهاية الأرب 7/ 139، ومعاهد التنصيص 1/ 346والبيت بنصه فى الديوان 50ط دار الفكر، ومع بعض اختلاف فى الديوان 230ط دار الكتاب العربى وديوان المعانى 1/ 41و 42وسيأتى البيت فى ص 700و 820
(8) البيت ثانى بيتين فى الحيوان 4/ 239، دون نسبة، ونسبا فى الهامش إلى صخر بن الجعد الخضرى، وانظرهما فى نقد الشعر 125، والأغانى 22/ 35، بذات النسبة.
(9) الحيازيم جمع حيزوم: وهو الصدر أو وسطه، والحية المتشرق: التى تحاول الدفء عند شروق الشمس.(2/667)
فقوله (1): «المتشرق» إيغال لأنه أشد لتلوّيه.
وكذلك قول جرير (2):
[الكامل]
بات الفرزدق عائرا وكأنّها ... قعو تعاوره السّقاة معار (3)
وإذا كان معارا كان أشدّ لاستعماله، وأقلّ للتحفظ عليه.
وقال النجاشى يذكر عبد الرحمن بن حسان (4):
[الطويل]
لمّا أتانى ما يقول ودونه ... مسيرة شهر للمطىّ المفرّد
فأوغل بقوله: «المفرّد» إيغالا عجيبا لأنه أسير من المحمّل.
وقال جميل (5):
[الكامل]
إنّى لأكتم حبّها إذ بعضهم ... فيمن يحبّ كناشد الأغفال (6)
الناشد: طالب الضالة، وإذا كانت غفلا ليس فيها سمة كان أشدّ للبحث عنها (7)، وأكثر للسؤال والذّكر.
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «فقوله: الحية المتشرق».
(2) ديوان جرير 2/ 869، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(3) فى ص: «عابدا»، وفى ف: «عابدا وكأنه»، وفى المطبوعتين: «عائرا وكأنه» وفى الديوان «عائذا وكأنها».
والعائر: كل ما أعل العين فعقر، سمى بذلك لأن العين تغمض له، ولا يتمكن صاحبها من النظر، وكما يكون هذا فى الأمر الحسى يكون فى المعنوى، فإن الإنسان إذا أصابه عار انكسرت عينه، ولا يستطيع رفعها فى أحد، ويأتى من هذا الاشتقاق العوراء وهى الكلمة القبيحة أو الفعلة القبيحة فهما تمنعان العين من الطموح وحدة النظر. والضمير فى «كأنها» يعود على أخت الفرزدق المذكورة فى الأبيات السابقة. والقعو: بكرة يستقى عليها. ومعنى البيت أن الفرزدق خجل من فعلة أخته التى أصبحت مستعملة من الجميع، كالبكرة التى تتداولها الأيدى.
(4) لم أعثر على البيت فيما تحت يدى من المصادر، وليس عندى ديوان النجاشى، والبيت فيه عيب الخرم فى أوله وهو قبيح.
(5) ديوان جميل 171نقلا عن العمدة.
(6) الأغفال جمع غفل: وهو الشىء الذى لا علامة له تميزه، ويشمل ذلك الأرض والحيوان وغير ذلك.
(7) فى المطبوعتين فقط: «للبحث عليها».(2/668)
ومن أحسن إيغال المحدثين قول مروان بن أبى حفصة (1):
[الطويل]
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
فقوله: «وأجزلوا» قد أتى (2) فى نهاية الحسن.
وكذلك قول بشار بن برد (3):
[الطويل]
وغيران من دون النّساء كأنّه ... أسامة ذو الشّبلين حين يجوع
فقوله: «حين يجوع» إيغال حسن.
وقال ابن المعتز (4):
[الطويل]
وداع دعا واللّيل بينى وبينه ... فكنت مكان الظّنّ منه وأعجلا (5)
فقوله: «وأعجل» (6) زيادة وصف، وإيغال ظاهر.
وقال أبو الطيب فى رثاء أم سيف الدولة (7):
[الوافر]
مشى الأمراء حوليها حفاة ... كأنّ المرو من زفّ الرّئال
فالزّفّ: أصغر الرّيش وألينه، ولا سيما ريش النعام، ولم يرض بذلك حتى جعله زفّ رئال (8)، شبه به المرو وهو ما صغر من الحصى وحدّ (9) فهذا فوق كل مبالغة وإيغال.
__________
(1) شعر مروان بن أبى حفصة 88، وفيه تخريج جيد. وسيأتى البيت فى ص 821
(2) فى ع سقطت «قد»، وفى المطبوعتين والمغربيتين: «قد أتى به».
(3) ديوان بشار بن برد 4/ 124، جاء مفردا نقلا عن العمدة والمثل السائر والطراز.
(4) ديوان ابن المعتز 2/ 96
(5) فى الديوان: «مكان الظن منه وأفضلا».
(6) فى ع فقط: «وأعجلا».
(7) ديوان المتنبى 3/ 17
المرو: حجارة بيض براقة، يكون فيها النار. الزّفّ: صغار الريش. والرئال جمع رأل: وهو ولد النعام.
(8) فى المطبوعتين فقط: «زف الرئال».
(9) فى م: «وحده»، ولا معنى له، وسقطت الكلمة من المغربيتين.(2/669)
ومن هذا الباب (1) نوع يسمى الاستظهار (2)، وهو نحو قول ابن المعتز لابن طباطبا العلوىّ، أو غيره (3):
[المتقارب]
فأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمّه المسلم
فقوله: «المسلم» استظهار لأن العلويّة من بنى عم النبى (4) صلى الله عليه وسلم / أيضا، أعنى أبا طالب، ومات جاهليا، فكأن ابن المعتز أشار بحذقه إلى ميراث الخلافة.
وليس بين الإيغال والتتميم كبير فرق، إلا أن هذا فى القافية لا يعدوها، وذلك فى حشو البيت.
واشتقاق الإيغال من الإبعاد، يقال: أوغل فى الأرض، إذا أبعد فيها، حكاه ابن دريد، قال (5): وكلّ داخل فى شئ دخول مستعجل فقد أوغل فيه.
وقال الأصمعىّ فى شرح قول ذى الرمة (6):
[البسيط]
كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج (7)
__________
(1) سقطت كلمة: «الباب» من ع والمطبوعتين فقط.
(2) لم أعثر على هذه التسمية إلا فى معاهد التنصيص 3/ 24
(3) لم أجده فى ديوان ابن المعتز. وانظره فى تحرير التحبير 236، ونهاية الأرب 7/ 139 والمعاهد 3/ 24
(4) فى المطبوعتين: «عليه الصلاة والسلام».
(5) فى المطبوعتين فقط: «وقال». وانظر جمهرة اللغة 2/ 961
(6) ديوان ذى الرمة 2/ 996
(7) فى الديوان: «أنقاض الفراريج».
وفى الديوان: «يريد كأن أصوات أواخر الميس أنقاض، أى صوت الفراريج، والإيغال: المضى والإبعاد، يقال: أوغل فى الأرض، إذا أبعد. والميس: الرّحل، والميس: شجر تعمل منه الرحال.
والأواخر جمع آخرة الرّحل، وهو العود الذى فى آخر الرّحل يستند إليه الراكب، يريد: أن رحالهم جديدة، وقد طال سيرهم، فبعض الرحل يحك بعضا، فيحصل مثل أصوات الفراريج من اضطراب الرحال، ولشدة السير» [من شرح الديوان وهامشه بتصرف].
ويلاحظ أن الشاعر قد فصل بين المضاف «أصوات» والمضاف إليه «أواخر الميس» وهو من ضرورات الشعر، انظر البيت وهذه الضرورة فى الموشح 292، والصناعتين 164، وعيار الشعر 70، والوساطة 464، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 178، وفى الجميع جاء بعد البيت: «يريد: كأن أصوات أواخر الميس أصوات الفراريج من إيغالهن بنا».(2/670)
الإيغال: سرعة الدخول فى الشئ، يقال: أوغل فى الأمر، إذا دخل فيه بسرعة.
فعلى القول الأول كأن الشاعر أبعد فى المبالغة، وذهب فيها كل الذهاب، وعلى القول الثانى كأنه أسرع الدخول فى المبالغة بمبادرته هذه القافية.
وكلما كثّرت (1) من الشواهد فى باب فإنما أريد بذلك تأنيس المتعلم، وتجسيره على الأشياء الرائعة، ولأريه كيف تصرّف الناس فى ذلك الفن، وقلّبوا تلك المعانى والألفاظ.
* * * __________
(1) فى ع: «كثرت الشواهد»، وفى م «أكثرت»، وكتبت الهمزة بين معقوفين!!(2/671)
باب الغلو (6)
ومن أسمائه أيضا الإغراق، والإفراط.
ومن الناس من يرى أن فضيلة الشاعر إنما هى فى معرفته بوجوه الإغراق والغلو، ولا أرى ذلك إلا محالا لمخالفته الحقيقة، وخروجه عن الواجب والمتعارف، وقد قال الحذاق: خير الكلام الحقائق، فإن لم تكن فما قاربها وناسبها، وأنشد (1) المبرد قول الشاعر (2):
[الطويل]
فلو أنّ ما أبقيت منّى معلّق ... بعود ثمام ما تأوّد عودها (3)
فقال (4): «هذا متجاوز، وأحسن الشعر ما قارب فيه القائل إذا شبّه، وأحسن منه ما أصاب الحقيقة» (5)، انقضى كلامه.
__________
(6) انظره فى نقد الشعر 58تحت عنوان «الغلو والاقتصار»، و 213تحت عنوان «إيقاع الممتنع»، والصناعتين 357تحت عنوان «فى الغلو»، والوساطة 420، وإعجاز القرآن 91 «المبالغة والغلو»، وبديع أسامة 83تحت عنوان «باب الإغراق»، وفى تحرير التحبير تجد البابين: باب الغلو 323وباب الإغراق 321، وفى نهاية الأرب 7/ 149تجد العنوانين «وأما الإغراق»، ثم «وأما الغلو»، ثم قال فى الغلو: «فمنهم من يجعله هو والإغراق شيئا واحدا»، وكفاية الطالب 237تحت عنوان «باب الغلو»، ومعاهد التنصيص 3/ 27
(1) انظر الكامل 1/ 294، وفى ف والمطبوعتين: «وأنشد المبرد قول الأعشى»، فى حين أنه غير منسوب عند المبرد. ولم أجده فى ديوان الأعشى. انظر التعليق الآتى.
(2) البيت فى ديوان المجنون 107، وينسب البيت وحده إلى رجل من الأعراب فى الشعر والشعراء 2/ 556، وفى الأمالى 1/ 43جاء آخر أحد عشر بيتا لأعرابى، وفى التنبيه على الأمالى 31 انتقد البكرى عمل القالى فى جمع هذه الأبيات المتشابهة، وذكر أن بعضها لابن الدمينة، وبعضها للحسين بن مطير، وبعضها مجهول القائل، وجاء البيت وحده فى العقد الفريد 5/ 403تحت قوله:
وقال أعرابى فى النحول، وجاء وحده دون نسبة فى الكامل 1/ 294، والوساطة 420، والمحاضرات 2/ 3/ 91، وكفاية الطالب 237، وجاء فى شرح ديوان الحماسة هامش 3/ 1414آخر سبعة أبيات منسوبة إلى العوام بن عقبة بن كعب بن زهير، وذكر هذا فى هامش ديوان المجنون نقلا عن شرح ديوان الحماسة.
(3) فى المطبوعتين فقط: «فلو أن ما أبقين»، وفى العقد الفريد: «ولو أن».
والثمام بضم الثاء وتخفيف الميم نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص. تأوّد: تعوّج.
[من الشعر والشعراء].
(4) انظر هذا القول فى الكامل 1/ 294، مع اختلاف يسير.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «ما أصاب الحقيقة فيه».(2/672)
وأصحّ الكلام عندى ما قام عليه الدليل، وثبت فيه الشاهد من كتاب (1) الله عز وجل، ونحن نجده قد قرن الغلوّ فيه بالخروج / عن الحق، فقال جلّ من قائل:
{يََا أَهْلَ الْكِتََابِ لََا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [سورة المائدة: 77].
والغلوّ عند قدامة (2) تجاوز فى نعت ما للشىء أن يكون عليه، وليس خارجا عن طباعه، كقول النمر بن تولب فى صفة / سيف شبه به نفسه (3):
[البسيط]
تظلّ تحفر عنه إن ضربت به ... بعد الذّراعين والسّاقين والهادى
إذ ليس خارجا عن طباع السيف أن يقطع الشىء العظيم، ثم يغوص / بعد ذلك فى الأرض، ولأن مخارج الغلو عنده على «يكاد» (4)، وعلى هذا تأوّل أصحاب التفسير قول الله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنََاجِرَ} [سورة الأحزاب: 10]، أى كادت.
وقال الجرجانى فى كتاب الوساطة (5): «الإفراط (6) مذهب عام فى المحدثين، وموجود كثير فى الأوائل، والناس فيه مختلفون: من مستحسن قابل، ومستقبح رادّ، وله رسوم متى وقف الشاعر عندها، ولم يتجاوز بالوصف حدّها سلم، ومتى تجاوزها اتسعت له الغاية، وأدّته الحال إلى الإحالة، وإنما الإحالة نتيجة الإفراط، وشعبة من الإغراق».
وقال الحاتمى (7): «وجدت العلماء بالشعر يعيبون على الشاعر أبيات الغلو والإغراق، ويختلفون فى استحسانها واستهجانها، ويعجب بعض منهم بها، وذلك على حسب ما يوافق طباعه واختياره، ويرى أنها من إبداع الشاعر الذى يوجب الفضيلة له، فيقولون: أحسن الشعر أكذبه، وإن الغلو إنما يراد به المبالغة
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «من كتاب الله تعالى».
(2) انظر نقد الشعر 59
(3) سبق البيت فى باب التتبيع ص 522و 523
(4) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين «تكاد»، وفى ف زيادة «لا» قبل «تكاد» وهو خطأ.
(5) الوساطة 420مع بعض اختلاف.
(6) فى المطبوعتين فقط: «والإفراط».
(7) حلية المحاضرة 1/ 195مع بعض اختلاف.(2/673)
والإفراط، قالوا (1): وإذا أتى الشاعر من الغلو بما يخرج عن الموجود، ويدخل فى باب المعدوم فإنما يريد به المثل، وبلوغ الغاية فى النعت، واحتجوا بقول / النابغة، وقد سئل: من أشعر الناس، فقال: من استجيد كذبه، وأضحك رديئه، / وقد طعن قوم على هذا المذهب بمنافاته الحقيقة، وأنه لا يصح عند التأمل والفكرة».
انقضى كلامه.
فمن (2) أبيات الغلو للقدماء قول مهلهل (3):
[الوافر]
فلولا الرّيح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور (4)
وقد قيل (5): إنه أكذب بيت قالته العرب، وبين «حجر» وهى قصبة اليمامة وبين مكان الوقعة مسافة عشرة أيام، وهذا أشد غلوّا من (6) امرىء القيس فى النار (7) لأن حاسة البصر أقوى من حاسة السمع، وأشدّ إدراكا.
ومنها قول النابغة فى صفة السيوف (8):
[الطويل]
تقدّ السّلوقىّ المضاعف نسجه ... وتوقد بالصّفاح نار الحباحب (9)
__________
(1) فى ع والمطبوعتين: «وقالوا: إذا» وفى المغربيتين: «وقالوا وإذا»، وما فى ص وف يوافق حلية المحاضرة.
(2) فى المطبوعتين فقط: «ومن أبيات».
(3) البيت فى البيان والتبيين 1/ 124، والحيوان 6/ 418، والشعر والشعراء 1/ 297، وتأويل مشكل القرآن 174، والأمالى 2/ 133، والكامل 2/ 204، والأصمعيات 155، والموشح 106 و 113، ونقد الشعر 59و 214، والأغانى 5/ 41و 54و 60، وحلية المحاضرة 1/ 197و 329، وشرح الحماسة 1/ 185، والوساطة 422، والعقد الفريد 5/ 220، وتحرير التحبير 324، ونهاية الأرب 7/ 149، وكفاية الطالب 238
(4) فى بعض المصادر السابقة: «ولولا» وفى بعضها: «أسمع أهل حجر».
وحجر بفتح الحاء مدينة باليمامة. والصليل: الصوت. والبيض: الخوذات. والذكور:
أجود السيوف وأيبسها وأشدها.
(5) انظر هذا القول، أو ما فى معناه، فى المصادر السابقة.
(6) فى م: «من قول امرئ القيس»، ووضع قوله: «قول» بين معقوفين!!، وفى المغربيتين:
«وهذا أشد من غلو امرئ القيس فى النار».
(7) يقصد قوله: «تنورتها من أذرعات».
(8) ديوان النابغة الذبيانى 46، وقد سبق البيت فى باب التتبيع ص 522، وانظره فى بعض المصادر المذكورة أول الباب.
(9) فى ع والمطبوعتين: «ويوقدن بالصفاح»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.(2/674)
وهو دون بيت امرئ القيس فى تنوّر صاحبة النار إفراطا، ودون بيت النابغة قول النمر بن تولب فى صفة السيف أيضا، وقد أنشدته فيما مضى من هذا الباب.
وقد اختار قوم على بيتى النابغة والنّمر قول أبى تمام (1):
[الطويل]
ويهتزّ مثل السّيف لو لم تسلّه ... يدان لسلّته ظباه من الغمد (2)
ومن الغلوّ قول جرير (3):
[الوافر]
ولو وضعت فقاح بنى نمير ... على خبث الحديد إذا لذابا
لأنه شىء لا يذوب أبدا.
وقد نعى على أبى / نواس قوله (4)
[الكامل]
وأخفت أهل الشّرك حتّى إنّه ... لتخافك النّطف الّتى لم تخلق
إذ جعل ما لم يخلق يخاف.
وكذلك قوله (5):
[الكامل]
حتّى الّذى فى الرّحم لم يك صورة ... لفؤاده من خوفه خفقان
وزعم بعض المتعقبين أن الذى كثّر هذا الباب أبو تمام، وتبعه / الناس بعد. وأين أبو تمام مما نحن فيه؟!
وإذا (6) صرت إلى أبى الطيب صرت إلى أكثر الناس غلوّا، وأبعدهم
__________
(1) ديوان أبى تمام 2/ 66
(2) فى الديوان: «ونبهن مثل السيف». وظباه جمع ظبة: وهى حد السيف. والغمد:
جراب السيف.
(3) ديوان جرير 2/ 820، وانظره فى بعض المصادر المذكورة فى أول الباب.
والفقاح جمع فقحة بفتح فسكون وهى حلقة الدبر، أو الدبر بجمعها. وخبث الحديد: أصله.
(4) ديوان أبى نواس 401، وانظر ما قيل عنه فى بعض المصادر المذكورة فى أول الباب بالإضافة إلى عيار الشعر 60، والوساطة 62و 428، والموشح 114و 382و 403و 416و 419و 438 و 439، وسر الفصاحة 263
(5) ديوان أبى نواس 406، وانظر ما قيل عنه فى بعض المصادر المذكورة سابقا.
(6) فى المطبوعتين فقط: «فإذا».(2/675)
فيه همّة، حتى لو قدر ما أخلى منه بيتا واحدا، وحتى يبلغ به الحال إلى (1) ما هو عنه غنىّ، وله فى غيره مندوحة كقوله (2):
[الخفيف]
يترشّفن من فمى رشفات ... هنّ فيه أحلى من التّوحيد (3)
وإن كان له فى هذا تأويل ومخرج بجعله التوحيد غاية المثل فى الحلاوة بفيه.
وقوله (4):
[الكامل]
لو كان ذو القرنين أعمل رأيه ... لمّا أتى الظّلمات صرن شموسا (5)
أو كان صادف رأس عازر سيفه ... فى يوم معركة لأعيا عيسى
أو كان لجّ البحر مثل يمينه ... ما انشقّ حتّى جاز فيه موسى
فما دعاه إلى هذا، وفى الكلام عوض منه بلا تعلّق عليه؟!
فكيف إذا قال (6):
[الطويل]
كأنّى دحوت الأرض من خبرتى بها
كأنّى بنى الإسكندر السّدّ من عزمى
فشبه نفسه بالخالق، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّا كبيرا، ثم انحطّ إلى الإسكندر.
__________
(1) فى ع فقط: «إلى ما هو عنه فى غنى».
(2) ديوان المتنبى 1/ 315، وانظره فى بعض المصادر المذكورة سابقا.
(3) انظر ما قاله الثعالبى فى اليتيمة 1/ 184و 185عن هذا البيت والبيت التالى، وانظر الرسالة الموضحة 123، والمنصف 146، وفى ع: «هن فيه حلاوة» ولعل هذه الرواية طريقة من طرق الدفاع عن البيت حيث إن من معانى التوحيد أنه نوع من التمر، ومثل هذا فى المعاهد 3/ 33، ولكن هناك توجيها جيدا لأفعل التفضيل فى شرح التبيان على ديوان المتنبى يخرج به من هذا المنزلق الذى أريد له، ويحسن الرجوع إليه، ولولا طوله لنقلته.
(4) ديوان المتنبى 2/ 198و 199
(5) انظر اليتيمة 1/ 185، والمنصف 267
(6) ديوان المتنبى 4/ 52، وانظر ما قاله الحاتمى عن هذا البيت فى الرسالة الموضحة 39، وانظره فى كفاية الطالب 238(2/676)
وربما أفسد أبو الطيب إغراقه هكذا، ونقص منه بما يظنه إصلاحا له، وزيادة فيه، نحو قوله يصف شعره (1):
[الطويل]
إذا قلته لم يمتنع من وصوله ... جدار معلّى أو خباء مطنّب
فما وجه ذكر (2) الخباء المطنّب بعد الجدار المنيف؟ بينما (3) هو فى الثريا صار فى الثرى! وإنما أراد الحاضرة والبادية.
وكذلك قوله (4):
[الطويل]
تصدّ الرّياح الهوج عنها مخافة ... وتفزع فيها الطّير أن تلقط الحبّا (5)
فكم بين خوف الرياح الهوج وصدودها، وبين فزع الطير أن تلقط الحب، لا سيما (6) وأفزع الطير بهائمه التى تأكل (7) الحبّ لضعفها / وعدمها السلاح، وأقل خيال أو تمثال يحمى مزدرعات (8) جماعة (9).
وقد رجّح صاحب الوساطة (10) هذا البيت على قول أبى تمام (11):
[الطويل]
فقد بثّ عبد الله خوف انتقامه ... على اللّيل حتّى ما تدبّ عقاربه
فاعتبروا يا أولى الأبصار!!
__________
(1) ديوان المتنبى 1/ 187
(2) سقطت كلمة «ذكر» من المطبوعتين فقط.
(3) فى ع فقط: «بينا» وكلاهما صحيح.
(4) ديوان المتنبى 1/ 67، وانظره فى الوساطة 238
(5) فى ع فقط: «عنه مخافة»، وفى الديوان: «وتفزع منها الطير».
(6) فى المطبوعتين فقط: «ولا سيما».
(7) فى المطبوعتين فقط: «التى تلقط»، وكذلك فى كفاية الطالب 239
(8) فى م فقط: «مزروعات».
ومزدرعات جمع مزدرع بمعنى موضع الزرع.
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «جمّة».
(10) انظر الوساطة 238
(11) ديوان أبى تمام 1/ 229وانظر ما قيل عنه فى الموازنة 3/ 1/ 319(2/677)
ومما يشاكل قول أبى الطيب فى انحطاطه قول نصر (1) الخابز (2):
[السريع]
ذبت من الشّوق فلو زجّ بى ... فى مقلة النّائم لم ينتبه (3)
وكان لى فيما مضى خاتم ... فالآن لو شئت تمنطقت به
فبين الإغراقين (4) بون بعيد، واختلاف شديد.
وإن (5) لم يجد الشاعر بدّا من الإغراق لحبه ذلك، ونزوع طبعه إليه فليكن (6) منه ذلك فى النّدرة، وبيتا فى القصيدة إن أفرط، ولا يجعله (7)
هجّيراه، كما يفعل أبو الطيب.
وأحسن الإغراق ما نطق فيه الشاعر، أو المتكلم، ب «كاد»، وما شاكلها (8)، نحو «لو»، و «كأن»، و «لولا»، وما أشبه ذلك، ما لم يناسب / أبيات أبى الطيب المتقدم ذكرها فى البشاعة، ألا تسمع (9) ما أعجب
__________
(1) فى ع: «الخابزروز»، وفى المطبوعتين فقط: «الخابز أرزى».
(2) هو نصر بن أحمد بن المأمون البصرى، يكنى أبا القاسم، واشتهر بصناعته، فقد كان يخبز خبز الأرز فى دكان بمربد البصرة، فاشتهر بالخبز أرزى أو الخبز رزى أو الخابز، وكان ينشد شعره فى أثناء عمله، وكان أميا، فكان الناس يتعجبون من شعره وعمله، وكان يجتمع حوله الصبيان لإثارته واستماع شعره. ت 317هـ.
تاريخ بغداد 13/ 296، واليتيمة 2/ 366، ومعجم الأدباء 19/ 218، والشذرات 2/ 276، وسمط اللآلى 1/ 498، والنجوم الزاهرة 3/ 276، ووفيات الأعيان 5/ 376، ومسائل الانتقاد 149
(3) البيتان ضمن أربعة أبيات تنسب إلى الخبزرزى فى المنصف 516، بتقديم الثانى على الأول، ونسبا إلى نصر بن أحمد فى ديوان المعانى 1/ 272، ونهاية الأرب 2/ 260، وهما ينسبان إلى الخبز أرزى أو الخبزرزى فى محاضرات الأدباء 2/ 3/ 91، وكفاية الطالب 239، وينسبان إلى التمار فى سمط اللآلى 1/ 181و 182، بتقديم الثانى على الأول، وينسبان إلى التمار الواسطى أو نصر الخابز فى معاهد التنصيص 3/ 29، بتقديم الثانى على الأول، وهناك اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(4) فى المطبوعتين فقط: «فبين الإغراق والإغراق».
(5) فى ع «إذا» وفى المطبوعتين فقط: «وإذا لم».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «فليكن ذلك منه».
(7) فى م فقط: «ولا يجعل ذلك» وكتبت «ذلك» بين معقوفين!!
وهجيراه: عادته ودأبه وشأنه.
(8) فى ع والمطبوعتين فقط: «أو ما شاكلها نحو كأن ولو ولولا».
(9) فى المطبوعتين فقط: «ألا ترى».(2/678)
قول زهير (1):
[البسيط]
لو كان يقعد فوق الشّمس من كرم
قوم بأحسابهم أو مجدهم قعدوا (2)
فبلغ ما أراد من الإفراط، وبنى كلامه على صحّة.
ومما استحسنه الرواة، ونصّ عليه العلماء قول امرئ القيس يصف سنانا (3):
[الطويل]
جمعت ردينيّا كأنّ سنانه ... سنا لهب لم يتّصل بدخان (4)
وإذا نظرت (5) بين قول أبى صخر (6):
[الطويل]
تكاد يدى تندى إذا ما لمستها ... وينبت فى أطرافها الورق الخضر (7)
__________
(1) ديوان زهير 282وانظره فى الحلية 1/ 199
(2) فى الديوان: «أو كان قوم بأولهم».
(3) ديوان امرئ القيس 478، فى الشعر المنسوب إليه نقلا عن العمدة والصناعتين.
(4) فى ف والمطبوعتين: «حملت» وهذا هو محفوظنا، ولكن ما فى ع وص والصناعتين وكفاية الطالب يوافق الحلية الذى يعتمد عليه صاحب العمدة. وفى المطبوعتين: «كأن شباته»، وفى م كتب المحقق فى الهامش: «فى الديوان كأن سنانه، وهو المحفوظ، وهو الموافق لقول المؤلف: يصف سنانا»!! أقول: ولو عاد المحقق إلى أية مخطوطة لوجد ما يقول، ولكنه اعتمد على النسخة خ!!
(5) فى ص: «من قول»، وفى المطبوعتين: «إلى قول».
(6) هو عبد الله بن سلمة السهمى، من بنى هذيل بن مدركة، كان مواليا للأمويين، شديد العصبية لهم، وله فى عبد الملك بن مروان وأخيه عبد العزيز مدائح كثيرة، وقضى فى حبس عبد الله ابن الزبير عاما، وأطلقه بشفاعة رجال من قريش، وكان له ابن يقال له: داود، ثم لم يكن له ولد غيره، فمات فجزع عليه جزعا شديدا حتى خولط. ت 80هـ.
الأغانى 24/ 110، وديوان الحماسة 1/ 127، وسمط اللآلى 1/ 399، وخزانة الأدب 3/ 261، وشرح أبيات مغنى اللبيب 1/ 345، وشرح أشعار الهذليين 2/ 915
(7) البيت فى شرح أشعار الهذليين 2/ 957، وكتب تحته: هذا لمجنون، وكتب فى الهامش تعليقا عليه: «زيادة فى الشرح المطبوع، ولعلها إشارة إلى أن هذا البيت يروى لمجنون ليلى، وتكون هذه الزيادة مقحمة على شرح السكرى، أو إشارة منه». وكان يمكن للمحقق أن يذكر أن ابن قتيبة ذكر فى الشعر والشعراء 2/ 563فى ترجمة المجنون أنهم قد نحلوه شعرا كثيرا رقيقا يشبه شعره، وذكر شعرا لأبى صخر هو فى شعره الذى منه البيت، والبيت لأبى صخر فى الأمالى 1/ 149(2/679)
وقول (1) أبى الطيب (2):
[الكامل]
وعجبت من أرض سحاب أكفّهم
من فوقها وصخورها لا تورق
لم يخف عنك وجه الحكم فيها، على أن فى قول أبى الطيب «عجبت» (3)
بعض الملاحة، والمخالفة لطبعه فى حب الإفراط، وقلة المبالاة فيه، إذ كان ممكنا أن يقول: إن الصخور أورقت.
ولغة القرآن أفصح اللغات / وأنت تسمع قول الله تعالى: {يَكََادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصََارَهُمْ} [سورة البقرة: 20]، وقوله: {إِذََا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرََاهََا}
[سورة النور: 40]، وقوله: {يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ} [سورة النور: 35].
واشتقاق (4) الغلوّ من غلوة السهم، وهى مدى رميته، تقول:
غاليت فلانا مغالاة وغلاء، إذا (5) اختبرتما أيكما أبعد غلوة سهم، ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم (6): «جرى المذكّيات غلاء»، وقد جاء فى حديث
__________
ضمن قصيدة طويلة، وهو له فى حلية المحاضرة 1/ 199، والأغانى 24/ 124، وكفاية الطالب 239، وجاء البيت فى ديوان مجنون ليلى 130
وفى شرح أشعار الهذليين: «إذا ما مسستها وتنبت».
(1) فى ع فقط: «وبين قول»، وفى ف: «وفى قول».
(2) ديوان المتنبى 2/ 337
(3) قوله: «عجبت» ساقط من المطبوعتين فقط.
(4) فى خ: «واشتقاق الغلو المغالاة»، وفى م وضعت «من» قبل «المغالاة» بين معقوفين!! أقول: وهذا لأنه اعتمد على النسخة خ، ولو نظر فى أية مخطوطة لكفى ذلك، وما فى ع وص وف يوافق المغربيتين.
(5) فى ص: «إذا اختبرتم أيكما»، وفى ف: «إذا اختبرته أيكما».
(6) هذا المثل موجود فى كتاب الأمثال 91و 107وجمهرة الأمثال 1/ 599، ومجمع الأمثال 1/ 281، وفصل المقال 127، والأغانى 17/ 193، ولم يأت فى واحد منها أنه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول قيس بن زهير فى قصة داحس والغبراء. والمذكية من الخيل: التى أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان. والغلاب: المغالبة، أى أن المذكى يغالب مجاريه فيغلبه لقوته.(2/680)
داحس (1): «غلاء» و «غلاب» بالباء أيضا، وإذا قلت: غلا السّعر غلاء، فإنما تريد أنه ارتفع، وزاد على ما كان، وكذلك: غلت القدر غليا وغليانا، إنما هو أن يجيش ماؤها ويرتفع.
والإغراق أيضا أصله فى الرّمى، وذلك أن تجذب السهم فى الوتر عند النزع حتى تستغرق جميعه بينك وبين حنية القوس، وإنما تفعل ذلك لبعد الغرض الذى ترميه، وهذه التسمية تدل على صحة ما نحوت إليه، وأشرت نحوه.
* * * __________
والغلاء جمع غلوة، يعنى أن جريها يكون غلوات، ويكون شأوها بطينا، لا كالجذع. والغلوة:
قدر رمية السهم.
(1) يقصد خبر داحس والغبراء، وداحس: فرس قيس بن زهير العبسى. والغبراء: فرس حمل ابن بدر الفزارى، وقال ابن الأعرابى: الغبراء لبنى زهير. انظر كتاب الأغانى وكتب الأمثال والحلبة فى أسماء الخيل فى الجاهلية والإسلام.(2/681)
باب التشكك (7)
وهو من ملح الشعر، وطرف الكلام، وله فى النفس حلاوة وحسن موقع، بخلاف ما للغلو والإغراق.
وفائدته الدلالة / على قرب الشبهين حتى (1) لم يفرّق بينهما، ولا يميّز (2) أحدهما من الآخر، وذلك نحو قول زهير (3):
[الوافر]
وما أدرى وسوف إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم نساء؟!
فإن تكن النّساء مخبّآت ... فحقّ لكلّ محصنة هداء (4)
فقد (5) أظهر أنه لم يعلم أهم رجال أم نساء، وهذا أملح من أن يقول: هم نساء، وأقرب إلى التصديق.
ولهذه العلة اختاروه، كما تقدم القول فى بيت ذى الرمة (6):
[الطويل]
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل
__________
(7) انظره فى بديع ابن المعتز 62تحت عنوان «تجاهل العارف»، والصناعتين 396تحت عنوان «فى تجاهل العارف، ومزج الشك باليقين»، وبديع أسامة 93تحت عنوان «باب التجاهل»، وتحرير التحبير 135تحت عنوان «باب تجاهل العارف»، وفيه باب مستقل عنوانه «باب التشكيك» 563، ونهاية الأرب 7/ 123تحت قوله: «وأما تجاهل العارف»، وفيه فصل مستقل آخر تحت قوله: «وأما التشكيك» 169، وكفاية الطالب 199تحت عنوان «باب التشكيك»، ومعاهد التنصيص 3/ 159 تحت «تجاهل العارف».
(1) فى المطبوعتين فقط: «حتى لا يفرق».
(2) فى ع وص ومغربية: «ولا ميز»، واعتمدت ما فى ف والمطبوعتين والمغربية الأخرى.
(3) ديوان زهير 73و 74، وانظره فى بعض المصادر السابقة.
(4) سقط هذا البيت من ف.
(5) فى ف: «فقال: إنه لم يعلم»، وفى المطبوعتين فقط: «فقد أظهر أنه لم يعلم أنهم».
(6) ديوان ذى الرمة 2/ 767، وقد سبق البيت فى باب المبالغة ص 659وفى المطبوعتين جاءت تكملة البيت، وفى ص وف والمغربيتين اكتفى بقوله: «أياظبية الوعساء»، وفى ع: «بين حلاحل» بالحاء المهملة، وهى رواية، واعتمدت المطبوعتين لموافقة الديوان والرواية السابقة فى باب المبالغة.(2/682)
وبيت جرير (1):
[الوافر]
فإنّك لو رأيت عبيد تيم
وبيت أبى النجم فى صفة عرف الخيل (2).
وقال (3) العرجى (4):
[البسيط]
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاى منكنّ أم ليلى من البشر؟ (5)
وإنما سلك طريق ذى الرمة.
وقال (6) سلم الخاسر (7):
__________
(1) ديوان جرير 1/ 332، وقد سبق فى باب المبالغة ص 659
(2) يقصد قوله: «كأنه من عرق يسربله»، وقد سبق فى باب المبالغة ص 660
وفى الجميع: «عرق»، واعتمدت ما سبق هناك.
(3) فى ع: «وقال العربى وأظنه العرجى»، وفى ص: «وقال العرفى»، وفى ف والمغربيتين:
«وقال الغرينى»
(4) هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان، يكنى أبا عمرو، وكان ينزل بموضع فى الطائف يقال له «العرج» فنسب إليه، وهو أشعر بنى أمية، وكان يهجو محمد بن هشام المخزومى ويشبب بأمه ليفضحه بها، فلما تولى مكة فى عهد هشام بن عبد الملك حبس العرجى تسع سنوات حتى مات فى حبسه 120هـ.
الشعر والشعراء 2/ 574، والأغانى 1/ 383و 19/ 216، وسمط اللآلى 1/ 422، وسير أعلام النبلاء 5/ 268وما فيه من مصادر، ومعاهد التنصيص 3/ 172
(5) ديوان العرجى 182، فى ذيل الديوان، وهو فى ديوان مجنون ليلى 168، والبيت مختلف فى نسبته: فمرة ينسب إلى العرجى كما فى بديع أسامة 93، وتحرير التحبير 136، ومرة ينسب إلى أكثر من واحد كما فى معاهد التنصيص 3/ 167، فهو فيه ينسب إلى العرجى أو المجنون أو ذى الرمة أو الحسين الغزى أو كامل الثقفى، ومرة يسكت عن نسبته كما فى أصل الصناعتين 396، ونهاية الأرب 7/ 123، وجاء البيت ضمن ستة أبيات فى الزهرة 1/ 359، تحت عنوان: «وقال آخر»، وقد نسبها المحقق فى الهامش إلى المجنون.
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «وقال سلم بن عمرو الخاسر».
(7) البيتان فى تحرير التحبير 564، فى باب التشكيك، وينسبان إلى سلم، وجاءا فى كفاية الطالب 200فى باب التشكيك وينسبان إلى مسلم، ويبدو أن هناك خطأ فى الاسم.(2/683)
[الطويل]
تبدّت فقلت: الشّمس عند طلوعها
بجلد غنىّ الّلون عن أثر الورس
فلمّا كررت الطّرف قلت لصاحبى
على مرية: ما ها هنا مطلع الشّمس
فأنت ترى كيف موقع هذا الشك من اليقين، وكيف حلاوته / فى الصدر وقبوله، وأنه (1) لو كان يقينا ما بلغ هذا المبلغ.
وتناول هذا المعنى أبو بديل (2) الوضاح بن محمد التميمى (3)، فقال يمدح المستعين بالله (4):
[الطويل]
وقائلة والّليل قد نشر الدّجى ... فغطّى بها ما بين سهل وقردد (5)
أرى بارقا يبدو من الجوسق الّذى ... به حلّ ميراث النّبىّ محمّد (6)
فظلّ عذارى الحىّ ينظمن تحته ... ظفاريّة الجزع الّذى لم يسرّد (7)
أضاءت له الآفاق حتّى كأنّما ... رأينا بنصف اللّيل نور ضحى الغد (8)
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «فإنه».
(2) فى ع: «أبو زيد الوضاح بن محمد الثقفى»، وفى ف: «الوضاح بن محمد التميمى أبو بديل»، وفى المطبوعتين: «أبو زيد الوضاح بن محمد الثقفى»، وفى كفاية الطالب 200 «أبو بديل الوضاح بن محمد الثقفى»، واعتمدت فى الكنية والاسم ما فى ص وف والمغربيتين لموافقته ما جاء فى حلية المحاضرة 1/ 401، وزهر الآداب 1/ 509، وإن كان فيه «أبو البديل الوضاح بن محمد التيمى».
(3) لم أعثر على ترجمة لهذا الشاعر على كل الحالات التى سبق ذكرها فى التعليق السابق.
(4) الأبيات جميعها فى زهر الآداب 1/ 509، وكفاية الطالب 200، وجاءت الأبيات ما عدا الرابع فى حلية المحاضرة 1/ 401
(5) فى الحلية: «فغشى به ما بين». والقردد: ما ارتفع من الأرض.
(6) الجوسق: القصر.
(7) فى ع وص والمغربيتين والحلية وأصل كفاية الطالب: «عذارى الجزع» وفى زهر الآداب: «ينظمن تحته سلوكا من الجزع».
وظفاريّة: العقد الذى يجلب من ظفار، فنسب إليها. والجزع: هو الخرز الذى فيه بياض وسواد وتشبه به العين. ولم يسرد: لم يثقب.
(8) هذا البيت جاء فى زهر الآداب قبل البيت السابق، ويبدو لى أن السياق يؤيده.(2/684)
فقلت: هو البدر الّذى تعرفينه ... وإلّا يكن فالنّور من وجه أحمد (1)
فأما (2) قول أبى تمام حين قصد عبد الله بن طاهر إلى خراسان يذكر شكّ رفقائه واستبعادهم الطريق (3):
[البسيط]
يقول فى قومس صحبى وقد أخذت
منّا السّرى وخطا المهريّة القود (4)
أمطلع الشّمس تبغى أن تؤمّ بنا؟
فقلت: كلّا ولكن مطلع الجود (5)
فقد صرف المعنى فيه عن وجهه، وخالف به (6) قصده، ونسب الشك إلى غيره، وهو بعيد من قول «سلم»، وليس ذكرهما / جميعا مطلع الشمس قدوة، ولا عليه معوّل.
وقال ابن ميادة (7):
[الطويل]
وأشفق من وشك الفراق وإنّنى ... أظنّ لمحمول عليه فراكبه
فو الله ما أدرى أيغلبنى الهوى ... إذا جدّ جدّ البين أم أنا غالبه؟!
فقوله فى البيت الأول: «أظن» مليح جدا، وكذلك قوله فى البيت الثانى:
«ما أدرى أيغلبنى الهوى أم أنا غالبه».
__________
(1) فى زهر الآداب وكفاية الطالب: «الذى تعرفونه»، وفى الحلية: «إلا يكن»
بإسقاط الواو، وهو خطأ مطبعى كما يبدو لى. وأحمد: هو اسم المستعين بالله.
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «وأما».
(3) ديوان أبى تمام 2/ 132، وانظرهما فى معجم البلدان فى [قومس].
(4) قومس: كورة كبيرة واسعة، تشتمل على مدن وقرى ومزارع، وهى فى ذيل جبال طبرستان. انظر معجم البلدان.
(5) فى الديوان: «تلوى أن تؤم بنا».
(6) فى المطبوعتين فقط: «وخالف فيه».
(7) البيتان ضمن أربعة أبيات فى كل من الأمالى 1/ 165، وطبقات ابن المعتز 108، وضمن ثلاثة أبيات فى كفاية الطالب 199، والثانى فى الأغانى 2/ 302، وفى جميعها كانت النسبة إلى ابن ميادة، وجاءا ضمن ستة أبيات دون نسبة فى الزهرة 1/ 325، وقد عثرت بآخرة على شعر ابن ميادة، والبيتان فيه 72و 73ضمن قصيدة من ستة عشر بيتا وتجد بعض اختلاف فى الجميع.(2/685)
وأخذ هذا المعنى ابن أبى أمية (1)، فقال وزاد ملاحة (2):
[الطويل]
فديتك لم تشبع ولم ترو من هجرى
أتستحسن الهجران أكثر من شهر؟ (3)
أرانى سأسلو عنك إن دام ما أرى
بلا ثقة لكن أظنّ ولا أدرى (4)
وقد أحسن أبو الطيب فى قوله (5):
[الطويل]
أريقك أم ماء الغمامة أم خمر؟ ... بفىّ برود وهو فى كبدى جمر
لولا أنه كدّر صفوه، ومرّر حلوه بما أضاف إليه من قوله: (6)
[الطويل]
أذا الغصن أم ذا الدّعص أم أنت فتنة؟
وذيّا الّذى قبّلته البرق أم ثغر؟ (7)
ولله (8) درّ أبى نواس إذ يقول (9):
__________
(1) هو أمية بن أبى أمية بن عمرو، مولى بنى أمية بن عبد شمس، أصله من البصرة، وله إخوة وأقارب كلهم شعراء، وكان أمية يكتب للمهدى على بيت المال، وكان إليه ختم الكتب بحضرته، وكان يأنس به لأدبه وفضله ومكانه من ولائه.
الأغانى 12/ 145، فى ترجمة محمد بن أمية، والفهرست 185، وتاريخ بغداد 2/ 8785
(2) البيتان فى بديع ابن المعتز 62، وكفاية الطالب 199
(3) فى ص: «فديتك لم تسمع»، وفى ف والمطبوعتين وكفاية الطالب: «أيستحسن» بالمثناة فى أوله، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق بديع ابن المعتز.
(4) فى بديع ابن المعتز: «إن دام ما ترى».
(5) ديوان المتنبى 2/ 123، وانظر التمثيل بالشطر الأول فى الصناعتين 397، وانظره فى كفاية الطالب 200
(6) ديوان المتنبى 2/ 123
(7) فى المطبوعتين فقط: «وهذا الذى قبلته»، وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق الديوان.
والدعص: هو الكثيب الصغير. والمقصود ردف المحبوبة.
(8) فى ع وص: «ولله أبو نواس»، وفى ف: «ولله در أبو نواس» [كذا].
(9) ديوان أبى نواس 87، وانظره فى الحلية 1/ 208وزهر الآداب 1/ 240وكفاية الطالب 200(2/686)
[الطويل]
ألا لا أرى مثلى امترى اليوم فى رسم
تغصّ به عينى ويلفظه وهمى
أتت صور الأشياء بينى وبينه
فظنّى كلا ظنّ وعلمى كلا علم (1)
وأول من نطق بهذا المعنى امرؤ القيس فقال (2):
[المتقارب]
لمن طلل داثر آيه ... أضرّ به سالف الأحرس؟ (3)
تنكّره العين من جانب ... ويعرفه شعف الأنفس (4)
وقال أعرابىّ (5) فى معنى أبيات الوضّاح بن محمد:
[البسيط]
أقول والنّجم قد مالت مياسره ... إلى الغروب: تأمّل نظرة حار
ألمحة من سنا برق رأى بصرى ... أم وجه نعم بدا لى أم سنا نار؟ (6)
بل وجه نعم بدا والّليل معتكر ... فلاح من بين حجّاب وأستار
* * *
__________
(1) فى الديوان: «فجهلى كلا جهل وعلمى كلا علم».
(2) البيتان فى زهر الآداب 1/ 240، والأول فى ديوان امرىء القيس 339، فى الزيادات أول أربعة أبيات ليس منها الثانى، والثانى فى الديوان 451نقلا عن زهر الآداب، والبيتان فى كفاية الطالب 200مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «دارس آيه». والأحرس جمع حرس: وهو الدهر.
(4) فى ع: «وتعرفه». والشّعف من شعفة القلب وهى رأسه عند معلّق النياط.
(5) الأبيات الثلاثة جاءت منسوبة إلى أعرابى فى زهر الآداب 2/ 599، ويبدو أن المؤلف اتبع ذلك، والأبيات من مجمهرة النابغة الذبيانى فى جمهرة أشعار العرب 1/ 308، وفى ديوان النابغة 202و 203، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(6) فى المطبوعتين فقط: «رأى بصرى ووجه نعم».(2/687)
باب من الحشو وفضول الكلام (7) (1)
وسماه قوم «الاتكاء» وذلك أن يكون فى داخل البيت من الشعر لفظ لا يفيد معنى، وإنما أدخله الشاعر لإقامة الوزن، فإن كان ذلك (2) فى القافية فهو الاستدعاء، وقد يأتى فى حشو البيت ما هو زيادة فى حسنه، وتقوية لمعناه، كالذى تقدم من التتميم، والالتفات، والاستثناء، وغير ذلك مما أنا ذاكره آنفا، من ذلك قول عبد الله بن المعتز يصف خيلا (3):
[الطويل]
صببنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيد سراع وأرجل
وقد مرّ ذكره فى باب المبالغة، فقوله: «ظالمين» حشو أقام به الوزن، وبالغ فى المعنى أشدّ مبالغة من جهته، حتى علمنا ضرورة أن إتيانه بهذه اللفظة التى هى حشو فى ظاهر الأمر أفضل من تركها، وهذا شبيه بالتتميم.
وقال الفرزدق (4):
[الطويل]
ستأتيك منّى إن بقيت قصائد ... يقصّر عن تحبيرها كلّ قائل
فقوله: «إن بقيت» حشو فى ظاهر لفظه، وقد أفاد به معنى زائدا، وهو شبيه بالالتفات من جهة، وبالاحتراس من جهة أخرى.
فما كان هكذا فهو الجيد، وليس بحشو إلا على المجاز، أو بعد أن ينعت بالجودة والحسن، أو يضافا إليه.
وإنما / يطلق اسم الحشو على مثل (5) ما قدّمت ذكره مما لا فائدة / فيه، وقد أتى العتّابى بما فيه كفاية حيث يقول (6):
__________
(7) انظره فى نقد الشعر 218، وحلية المحاضرة 1/ 192، فى أثناء حديثه عن «أبدع حشو انتظمه بيت أورد لإقامة وزنه»، والصناعتين 48، وفقه اللغة 2/ 674، وبديع أسامة 142، وكفاية الطالب 241، ومعاهد التنصيص 1/ 323
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «باب الحشو».
(2) فى المطبوعتين فقط: «فإن كان ذاك فى القافية فهو استدعاء».
(3) ديوان ابن المعتز 1/ 282، وقد سبق البيت فى باب المبالغة ص 660
(4) ديوان الفرزدق 2/ 111، وانظره فى كفاية الطالب 241
(5) سقطت كلمة «مثل» من ف والمطبوعتين فقط، وفى ف: «على ما قد قدمت».
(6) البيت دون نسبة فى بديع أسامة 145، وفيه: «وإيجازه من الإحسان».(2/688)
[الخفيف]
إنّ حشو الكلام من لكنة المر ... ء وإيجازه من التّقويم (1)
فجعل الحشو لكنة، وليس كلّ ما حشى به الكلام لزيادة فائدة لكنة، وإنما أراد ما لا حاجة إليه، ولا منفعة / فيه، كقول أبى صفوان الأسدى (2) يذكر بازيا (3):
[المتقارب]
ترى الطّير والوحش من خوفه ... جواحر منه إذا ما اغتدى (4)
فقوله: «منه»، بعد قوله: «من خوفه» حشو لا فائدة فيه، ولا معنى له.
وكذلك قول أبى تمام يصف قصيدة (5):
[الكامل]
خذها ابنة الفكر المهذّب فى الدّجى ... والّليل أسود رقعة الجلباب
فقوله: «فى الدّجى» حشو لأن فى القسيم (6) الثانى ما يدل عليه، مع
__________
(1) فى بديع أسامة: «وإيجازه من الإحسان».
(2) لم أعثر له على ترجمة، ولكننى وجدت هذه الكنية بنسبتها فى معجم الشعراء 511، فى حرف الصاد مع كنى كثيرة قدم لها المؤلف فى 507بعنوان: «ذكر من غلبت كنيته على اسمه»، ثم قال: «ومن الشعراء المجهولين، والأعراب المغمورين ممن لم يقع إلينا اسمه، وقد ثبتت أخبارهم وأشعارهم فى الكتاب المفيد، فاقتصرت فى هذا الموضع على ذكر كناهم وقبائلهم، وسقتهم على حروف المعجم»، وفى سمط اللآلى 2/ 865، لم يذكر المؤلف عنه شيئا إلا قوله: «وهو شاعر إسلامى».
(3) البيت فى الأمالى 2/ 238، ضمن قصيدة مقصورة طويلة تتكون من خمسة وستين بيتا منسوبة إلى أبى صفوان الأسدى، وقد وجدت البيت فى الحيوان 3/ 200آخر عشرة أبيات من ذات القصيدة منسوبة إلى جهم بن خلف، وفى سمط اللآلى 2/ 865قال المؤلف: «القصيدة المقصورة فى صفة الفرس لأبى صفوان الأسدى أنشدها ابن أبى طاهر فى كتابه «المنظوم والمنثور» له، وعزاها إلى جهم بن خلف ابن أخت أبى عمرو بن العلاء، وأنشد منها عمرو بن بحر أبياتا فى الحيوان، وعزاها إلى جهم بن خلف أيضا، قال ابن أبى طاهر: وزعم قوم أنها لأبى البيداء، وأن ابن الأعرابى إنما أنشدها لأبى صفوان، كما نقل أبو على، وهو شاعر إسلامى»، والبيت فى كفاية الطالب 241، بنسبته إلى أبى صفوان.
(4) فى الحيوان: «من خوفه جوامز».
جواحر: دخلت جحورها. وجوامز: مسرعة من الفعل جمز بمعنى عدا وأسرع.
(5) ديوان أبى تمام 1/ 90، وانظره فى الموازنة 3/ 2/ 690وكفاية الطالب 242
(6) فى خ «القسم». وكذلك فى السطر الآتى.(2/689)
زيادة (1) استعارتين مليحتين، فإن لم يكن فى القسيم الأول حشو كان (2) الثانى بأسره فضلة.
وقال أبو الطيب فى نحو من ذلك (3):
[الطويل]
إذا اعتلّ سيف الدّولة اعتلّت الأرض
ومن فوقها والبأس والكرم المحض
فقوله: «والبأس» حشو لأن قوله: «ومن فوقها» دالّ على الإنس والجن جميعا، والبأس والكرم، اللهم إلا أن يحمله على تأويلهم فى قول الله تعالى:
{فِيهِمََا فََاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمََّانٌ} [سورة الرحمن: 68]، فأعاد ذكرهما، وهما من الفاكهة لفضلهما، وقوله تعالى: {مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِلََّهِ وَمَلََائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكََالَ} [سورة البقرة: 98]، فإن هذا سائغ، وليس (4) حينئذ بحشو.
ومن الحشو قول الكلحبة اليربوعى (5):
[الطويل]
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت
حبال الهوينا بالفتى أن تقطّعا (6)
فقوله: «بالفتى» حشو، وكان الواجب أن يقول: «به» لأن ذكر المرء
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «من زيادة».
(2) فى ع: «كان القسيم الثانى كله فضلة». وفى خ: «كان القسم الثانى بأثره»، وفى م: «كان القسيم الثانى بأثره» [كذا] فيهما، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(3) ديوان المتنبى 2/ 218وانظر الوساطة 240
(4) فى المطبوعتين فقط: «وليس بحشو حينئذ».
(5) هو هبيرة بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع، والكلحبة لقبه، ومعناها: صوت النار، وهو أحد فرسان بنى تميم وساداتها، وهو شاعر محسن.
المؤتلف والمختلف 263، والكامل 1/ 3، وجمهرة أنساب العرب 224، وفيه اسمه الكلحبة بن هبيرة بن أقوم، والنوادر 435، والخزانة 1/ 932، وهامش المفضليات 31
(6) البيت فى المفضليات 32، والنوادر 436، والخزانة 1/ 386و 387، بنسبته إلى الكلحبة، وجاء فى الوساطة 202منسوبا إلى هبيرة بن عبد مناف، وشرح نهج البلاغة 3/ 277 و 298بنسبته إلى الكلحبة.
والكريهة: الحرب، وقيل: شدتها، وقيل: النازلة، وهو المراد هنا، الهوينى: الرفق والراحة.(2/690)
قد تقدم، إلا أن يريد فى قوله: «بالفتى» معنى الزراية والأطنوزة (1)، فإنه يحتمل.
وقال زيد الخيل يخاطب كعب بن زهير (2):
[الطويل]
تقول: أرى زيدا وقد كان مصرما ... أراه لعمرى قد تموّل واقتنى (3)
فقوله: «أراه لعمرى» حشو، واستراحة يستغنى عنها بقوله: «أرى زيدا».
ومما يكثر به حشو الكلام «أضحى» و «بات»، و «ظل»، و «غدا»، و «قد»، و «يوما»، وأشباهها، وكان أبو تمام كثيرا ما يأتى بها.
ويكره للشاعر استعمال «ذا»، و «ذى» و «الذى»، و «هو»، و «هذا»، و «هذى»، وكان أبو الطيب مولعا بها، مكثرا منها فى شعره، حتى حمله حبّه فيها على استعمال الشاذ، وركوب الضرورة فى قوله (4):
[الكامل]
لو لم تكن من ذا الورى اللّذ منك هو
عقمت بمولد نسلها حوّاء
وكذلك يكره للشاعر قوله فى شعره «حقّا»، إلا أن تقع (5) له موقعها فى قول الأخطل (6):
[البسيط]
وأقسم المجد حقّا لا يحالفهم ... حتّى يحالف بطن الرّاحة الشّعر (7)
فإن قوله هاهنا: «حقا» زاد المعنى حسنا وتوكيدا ظاهرا.
__________
(1) الأطنوزة: الاستهزاء، قال صاحب اللسان: «طنز يطنز طنزا: كلّمه باستهزاء، فهو طنّاز، قال الجوهرى: أظنه مولّدا، أو معربا، والطّنز: السخرية. انظر اللسان فى [طنز].
(2) البيت فى الشعر والشعراء 1/ 287ثانى أربعة أبيات، والأمالى 3/ 24 [الذيل] سادس ثمانية أبيات، وانظر فيهما قصة قول هذا الشعر.
(3) فى المطبوعتين فقط: «يقول» بالمثناة التحتية. ومصرما: فقيرا.
(4) ديوان المتنبى 1/ 31، وانظر الوساطة 96، واليتيمة 1/ 170، وكفاية الطالب 242
(5) فى ع: «إلا أن تقع فى موقعها»، وفى المغربيتين: «يقع»
(6) ديوان الأخطل 1/ 211، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 191، وكفاية الطالب 242
(7) فى الديوان: «قد أقسم»، وفى ع والمطبوعتين فقط: «فأقسم»، وفى ف:
«لا يخالفهم حتى يخالف» بالخاء المعجمة فيهما.(2/691)
ولقد (1) أحسن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر فى قوله لابن المعتز (2):
[الطويل]
ولو قبلت فى حادث الدّهر فدية ... لقلنا على التّحقيق نحن فداؤه
فقوله: «على التحقيق» حشو مليح، فيه زيادة فائدة.
ومن الناس من يسمى هذا النوع من الكلام «ارتفادا»، وأنشد بعض العلماء قول (3) قيس بن الخطيم (4):
[المنسرح]
قضى لها الله حين صوّرها ال ... خالق أن لا يكنّها سدف (5)
والاتكاء عنده والارتفاد هو قول الشاعر: «صورها الخالق» / لأن اسم الله تعالى قد تقدم.
ووجدت الحذّاق يعيبون قول ابن الحدادية وهى أمّه واسمه قيس بن منقذ (6):
[البسيط]
إنّ الفؤاد قد امسى هائما كلفا ... قد شفّه ذكر سلمى اليوم فانتكسا (7)
لحشوه ب «قد» فى موضعين من البيت، ثم ب «أمسى»، وب «اليوم» على تناقضهما.
وعاب الحاتمىّ (8) على الأعشى قوله (9):
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «ولقد أحسن عبد الله بن طاهر»، وكذلك فى كفاية الطالب 242
(2) البيت فى كفاية الطالب 242بنسبته إلى عبد الله بن طاهر.
(3) فى ع وص: «قول ابن الخطيم»، واعتمدت ما فى ف والمطبوعتين والمغربيتين.
(4) ديوان قيس بن الخطيم 56، وانظره فى الحلية 1/ 400وكفاية الطالب 243
(5) فى الديوان: «حين يخلقها الخالق». والسدف والسدفة: الظّلمة.
(6) هو قيس بن منقذ بن عمرو، والحدادية بضم الحاء وكسرها أمّه، وهى امرأة من محارب بن خصفة، وهو شاعر من شعراء الجاهلية، كان فاتكا شجاعا صعلوكا خليعا، خلعته خزاعة بسوق عكاظ، وأشهدت على أنفسها بخلعها إياه، فلا تحتمل جريرة له، ولا تطالب بجريرة يجرها أحد عليه.
الأغانى 14/ 144ومعجم الشعراء 202
(7) لم أعثر على البيت فى مصادرى الكثيرة.
(8) انظر حلية المحاضرة 1/ 192
(9) ديوان الأعشى 63، وانظر ذكر عيوبه فى الموشح 71و 75و 140، وفى الديوان:
«فرميت غفلة عينه».(2/692)
[الكامل]
فرميت غفلة قلبه عن شاته ... فأصبت حبّة قلبها وطحالها
لأن تكرير «القلب» عنده حشو لا فائدة فيه.
وهذا تعسّف من الحاتمى لأن قلبه غير قلبها، فإنما كرّر اللفظ دون المعنى، ورأيت روايته فى أكثر النسخ «حبة قلبه وطحالها»، وهو غلط، ومن هاهنا عابه فيما أظن، ومن الناس من روى: «فرميت غفلة عينه عن شاته»، وهى رواية مشهورة صحيحة.
ونعوا على أبى العيال الهذلى قوله (1):
[مجزوء الوافر]
ذكرت أخى فعاودنى ... صداع الرّأس والوصب (2)
لأن الصداع من أدواء الرأس خاصة، فليس لذكر الرأس بعد (3) معنى.
وعلى جميل قوله (4):
[الطويل]
وما ذكرتك النّفس يابثن مرّة ... من الدّهر إلّا كادت النّفس تتلف
فتكرير «النفس» ليس له وجه هاهنا، وللتكرير موضع يحسن فيه، وسيرد إن شاء الله مفردا (5) فى بابه.
ومن الحشو نوع سماه قدامة «التفصيل» (6) بالفاء، وزعم قوم أنه بالعين، كأنهم يجعلونه اعوجاجا، من قولهم: «ناب أعصل»، وجعله آخرون
__________
(1) شرح أشعار الهذليين 1/ 424، وانظره بنسبته فى حلية المحاضرة 1/ 192، والموشح 139، والصناعتين 35و 107، وجاء غير منسوب فى فقه اللغة 2/ 674ونسب فى هامشه، وبديع أسامة 143، ولكن المحققين نسباه فى الهامش، والمعاهد 1/ 326
(2) فى شرح أشعار الهذليين: «فعاودنى رواع السقم».
(3) فى المطبوعتين فقط: «معه معنى».
(4) ديوان جميل 133
(5) سقطت كلمة «مفردا» من المطبوعتين فقط.
(6) انظره فى نقد الشعر 221، وعرفه قدامة بقوله: «وهو ألا ينتظم للشاعر نسق الكلام على ما ينبغى لمكان العروض، فيقدم ويؤخر»، ثم ذكر بيت دريد بن الصمة، وانظر هذا القول ذاته فى الموشح 127مع بيت دريد.(2/693)
بالعين وضاد معجمة، كأنه عندهم من «تعضّل الولد» إذا عسر خروجه، واعترض / فى الرحم، وظاهر البيت الذى / أنشده قدامة يدل على أنه التفصيل بالفاء وهو قول دريد بن الصّمة (1):
[الطويل]
وبلّغ نميرا إن عرضت ابن عامر ... وأىّ أخ فى النّائبات وطالب
ويجرى هذا المجرى عندى قول أبى الطيب، بل هو أقبح منه (2):
[الطويل]
حملت إليه من لسانى حديقة
سقاها الحجى سقى الرّياض السّحائب
لأن التفرقة بين النعت والمنعوت أسهل من التفرقة بين المضاف والمضاف إليه، وهما بمنزلة اسم واحد، وإذا (3) شئت أن تجعل قول ابن الخطيم: «حين صوّرها الخالق» من هذا النوع جاز (4) ذلك، فيكون التقدير «قضى لها الله الخالق حين صورها».
* * * __________
(1) البيت فى الأصمعيات 111، ونقد الشعر 221، والموشح 127، وكفاية الطالب 243، مع اختلاف كبير فى الأصمعيات، وهو فى ديوان دريد بن الصمة 36على صورة الأصمعيات، وذكرت رواية العمدة فى الهامش.
(2) ديوان المتنبى 1/ 158وانظر الوساطة 464
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «فإذا».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «جاز لك» وفى إحدى المغربيتين سقط قوله: «جاز ذلك».(2/694)
باب الاستدعاء (8)
وهو أن لا تكون للقافية فائدة إلا كونها قافية فقط، فتخلو حينئذ من المعنى كقول أبى عدى القرشى (1)، أنشده قدامة (2):
[الخفيف]
ووقيت الحتوف من وارث وا ... ل وأبقاك صالحا ربّ هود (3)
فإنه (4) لم يأت لهود صلى الله عليه هاهنا معنى إلا كونه قافية (5).
وما أعجب السيد الحميرىّ (6) فى قوله (7):
__________
(8) انظره فى عيوب ائتلاف المعنى والقافية فى نقد الشعر 224و 225، وفى عيوب القوافى فى الصناعتين 450و 451، وفى سر الفصاحة 177فى قوله: «ومن القوافى التى جاءت حشوا لأجل حرف الروى من غير معنى» والموشح 370368، تحت عنوان «من عيوب ائتلاف المعنى والقافية»، ومسائل الانتقاد 196تحت عنوان «قلق القافية»، وكفاية الطالب 244تحت عنوان «باب الاستدعاء».
(1) هو عبد الله بن عمر بن عبد الله بن على، يكنى أبا عدى، ويعرف بأبى عدى القرشى، شاعر مجيد من شعراء قريش، ومن مخضرمى الدولتين، وكان يميل إلى بنى هاشم، ويذم بنى أمية، وقد نجا من بطش العباسيين بسبب ذلك.
الأغانى 11/ 293، والوافى بالوفيات 17/ 365
(2) انظره فى نقد الشعر 225، وانظره أيضا فى المصادر المذكورة فى أول الباب.
(3) فى الجميع جاء البيت كما فى العمدة، ولكنه جاء فى مسائل الانتقاد دون نسبة ونسبته فى الهامش هكذا:
فبلغت المنى برغم أعادي ... ك وأبقاك سالما رب هود
(4) فى ص: «فإنه لم يأت بهود»، وفى ف: «فإنه لم يأت لهود ههنا معنى»، وفى المطبوعتين، فإنه لم يأت لهود النبى عليه السلام ههنا».
(5) فى ع تبدأ ص (63/ و) بقوله: «فقط فيخلو حينئذ» إلى قوله: «ههنا معنى إلا كونه قافية» ثم كتب الناسخ «مكرر من هنا» فوق «فقط» وكتب: «إلى هنا» فوق «إلا كونه قافية». ومن هنا اعتبرت أن أول الصفحة قوله: «وما أعجب السيد الحميرى» وإن كان فى السطر الخامس منها.
(6) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى، يكنى أبا هاشم، أو أبا عامر، كان إمامى المذهب رافضيا، ويقال: إن أكثر الناس شعرا فى الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار، وأبو العتاهية، والسيد الحميرى، وقد أخمل ذكره خوضه فى بعض الصحابة، وأزواج النبى صلى الله عليه وسلم. ت 173هـ.
طبقات ابن المعتز 32، والأغانى 7/ 229، والبداية والنهاية 10/ 173، ولسان الميزان 1/ 436، وسير أعلام النبلاء 8/ 44وما فيه من مصادر، وفوات الوفيات 1/ 188
(7) لم أجد فى ديوان السيد الحميرى إلا البيتين الثالث والرابع 446و 447ضمن مقطّعة من أربعة أبيات.(2/695)
[السريع]
أقسم بالفجر وبالعشر والش ... شفع ووتر ربّ لقمان (1)
فى منزل من محكم ناطق ... بنور آيات وبرهان (2)
فالفجر فجر الصّبح والعشر عش ... ر النّحر والشّفع نجيّان (3)
محمّد وابن أبى طالب ... والوتر ربّ العزّة البانى (4)
بانى سماوات بناها بلا ... تقدير إنسىّ ولا جان (5)
فانظر إلى قوله: «رب لقمان» ما أكثر قلقه، وأشدّ ركاكته!! / وأما قوله:
«البانى» فقد (6) خرج فيه عن حد اللّين والبرد، وتجاوز به (7) الغاية فى ثقل الروح، والله حسيبه.
ومن أناشيد قدامة (8) قول على بن محمد (9) صاحب البصرة (10):
__________
(1) البيت جاء فى ف: «وبالشفع ووتر ورب»، وفى المطبوعتين: هكذا:
أقسم بالفجر وبالعشر ... والشفع والوتر ورب لقمان!!
وفى هذا يكون محقق م قد اتبع الخطأ الموجود فى خ، وهذا من العجب العجاب!!
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «فى منزل محكم ناطق»، وهو خطأ من حيث الوزن.
(3) فى الديوان: «والعشر عشر الفجر والشفع النجيبان».
(4) فى الديوان: «رب العزة الثانى»، وفيه فسرت كلمة «الثانى» من الثناء.
(5) هذا البيت ليس فى الديوان، وفى ع: «تقدير إنسان»، وفى المطبوعتين: «
تقدير إنس» وهو خطأ من حيث الوزن، ومن العجب أن محقق م يتبع الخطأ فى خ دون مراجعة!!
(6) فى ف: «فقد يخرج فيه عن حد»، وفى المطبوعتين: «فقد خرج فيه من حد».
(7) فى ع: «وتجاوز فيه ثقل الروح»، وفى المطبوعتين: «وتجاوز فيه».
(8) فى نقد الشعر 224
(9) هو على بن محمد بن عبد الرحمن وقيل: عبد الرحيم العبدى، أو العبقسى، من عبد القيس، وينسب إلى قريته «ورزنين»، فيقال: الورزنينى، كان منجما ذكيا، ماكرا داهية، جمع عبيد الناس وأوباشهم، فخرب البصرة، واستمرت فتنته أربع عشرة سنة. وقتل سنة 270هـ.
تاريخ الطبرى 9/ 435423، وغيرها، انظر فهارس الكتاب، وجمهرة أنساب العرب 56 58، ومعجم الشعراء 148، وسير أعلام النبلاء 13/ 129وما فيه من المصادر، وشذرات الذهب 2/ 155، وزهر الآداب 1/ 287، وجمع الجواهر 190
(10) البيت بنسبته إلى على بن محمد البصرى فى نقد الشعر 224، والموشح 369، وسر الفصاحة 145، وإلى على بن محمد صاحب البصرة فى كفاية الطالب 244، وجاء دون نسبة فى الصناعتين 450(2/696)
[الطويل]
وسابغة الأذيال زغف مفاضة ... تكنّفها منّى نجاد مخطّط (1)
فلا (2) أدرى ما معنى هذا الشاعر فى تخطيط النجاد (3)، وهذا أقل ما فى تكلّف القوافى الشردة (4) إذا ركبها غير فارسها، وراضها غير سائسها.
* * * __________
(1) الزغف: الدرع المحكمة، وقيل: الواسعة الطويلة، وقيل: الدرع اللينة. والنجاد: حمائل السيف. وفى الصناعتين: «بجاد مخطط» بالموحدة التحتية. والبجاد: كساء مخطط من أكسية الأعراب.
(2) انظر ما يقرب من هذا التعليق فى المصادر التى ذكر فيها البيت.
(3) فى الصناعتين: «البجاد» بالموحدة التحتية.
(4) فى المطبوعتين فقط: «الشاردة»، والأفصح: «القوافى الشوارد» وفى المفرد يقال: «قافية شرود». انظر اللسان وجمهرة اللغة. والقافية الشرود: هى العائرة السائرة فى البلاد، تشرد كما يشرد البعير.(2/697)
باب التكرار (10)
وللتكرار مواضع يحسن فيها، ومواضع يقبح فيها.
وأكثر (1) ما يقع التكرار فى الألفاظ دون المعانى، وهو فى المعانى دون الألفاظ أقل، فإذا تكرر اللفظ والمعنى جميعا فذلك الخذلان بعينه.
ولا يجب للشاعر أن يكرر اسما إلا على جهة التشوّق والاستعذاب، إن (2) كان فى تغزّل ونسيب (3)، كقول امرئ القيس، ولم يتخلص أحد تخلّصه، فيما ذكر عبد الكريم (4) وغيره، ولا سلم سلامته فى هذا الباب (5):
[الطويل]
ديار لسلمى عافيات بذى الخال ... ألحّ عليها كلّ أسحم هطّال (6)
وتحسب سلمى لا تزال كعهدنا ... بوادى الخزامى أو على رسّ أوعال (7)
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا ... من الوحش أو بيضا بميثاء محلال (8)
ليالى سلمى إذ تريك منصّبا ... وجيدا كجيد الرّيم ليس بمعطال (9)
__________
(10) انظره فى إعجاز القرآن 106تحت «التكرار»، وبديع أسامة 191تحت عنوان باب التكرير، وتحرير التحبير 375تحت عنوان باب التكرار، وما فيه من مصادر، وكفاية الطالب 247تحت عنوان باب التكرير.
(1) فى المطبوعتين فقط: «فأكثر».
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «إذا كان».
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «أو نسيب».
(4) لم أجد هذا فى كتاب الممتع.
(5) ديوان امرئ القيس 27و 28، وانظر الأبيات الثلاثة الأولى فى كفاية الطالب 247
(6) فى ف: «بذى خال» وهى مثل الديوان.
(7) فى ص وف والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «أو على رأس».
والرس: البئر. وأوعال: هضبة يقال لها: ذات أوعال.
(8) الميثاء: مسيل الوادى، وقيل: الطريق العظيم إلى الماء. والمحلال: الذى يحلّ عليه كثيرا، أى: ينزل.
(9) فى المطبوعتين فقط: «إذ تريك منضدا»، وفى هامش م كتب المحقق: «فى إحدى روايات الديوان إذ تريك منصبا، وأراد ثغرا متسقا مستويا».
والمعطال: الذى خلا من الزينة والحلى، وليس بمعطال: يريد أنه لم يعطّل من الحلىّ.(2/698)
وكقول قيس بن ذريح (1):
[الطويل]
ألا ليت لبنى لم تكن لى خلّة ... ولم تلقنى لبنى ولم أدر ما هيا (2)
أو (3) على سبيل التنويه والإشادة إن كان فى مدح كقول (4)
أبى الأسد (5):
[الطويل]
ولائمة لامتك يا فيض فى النّدى
فقلت لها: لن يقدح اللّوم فى البحر؟ (6)
أرادت لتثنى الفيض عن عادة النّدى
ومن ذا الّذى يثنى السّحاب عن القطر؟! (7)
مواقع جود الفيض فى كلّ بلدة
مواقع ماء المزن فى البلد القفر
__________
(1) ديوان قيس لبنى 160، والأغانى 9/ 207
(2) فى الديوان والأغانى: «ولم ترنى لبنى».
(3) فى ع: «أو على سبيل التنويه به والاشارة إليه بذكره إن كان»، وفى المطبوعتين: «أو على سبيل التنويه به، والإشارة بذكر»، وفى ف: «والإشارة»، واعتمدت ما فى ص وف والمغربيتين وكفاية الطالب.
(4) فى ف والمغربيتين: «كقول أبى الأسد، ويروى لحمزة بن بيض الحنفى»، أقول: والأبيات لأبى الأسد، انظر التعليق الآتى.
(5) هو نباتة بن عبد الله الحمانى، وهو شاعر مطبوع متوسط الشعر، من شعراء الدولة العباسية من أهل الدّينور، وكان مليح النوادر مزّاحا خبيث الهجاء، وقيل عنه فى الشعر والشعراء: «إنه من المتأخرين الأخفياء».
الشعر والشعراء هامش 1/ 71، وطبقات ابن المعتز 330، والأغانى 14/ 131
(6) الأبيات بنسبتها إلى أبى الأسد فى الشعر والشعراء 1/ 71و 72، والأغانى 14/ 134، وكفاية الطالب 247، والأبيات الثلاثة الأولى بنسبتها إليه أيضا فى عيون الأخبار 2/ 5، وهى فى الأمالى 1/ 239منسوبة إلى الأسدى، وجاءت فى ديوان المعانى 1/ 63و 64منسوبة إلى أبى الأسد الدينورى والأولان فيه 1/ 30، وفى الموازنة 3/ 1/ 185، وينسبان إلى أبى الأسد.
(7) فى الأغانى: «أرادت لتنهى الفيض».(2/699)
كأنّ وفود الفيض حين تحمّلوا
إلى الفيض لاقوا عنده ليلة القدر (1)
فتكرير اسم الممدوح هاهنا تنويه به، وإشادة (2) بذكره، وتفخيم له فى القلوب والأسماع.
وكذلك قول الخنساء (3):
[البسيط]
وإنّ صخرا لوالينا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار (4)
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنّه علم فى رأسه نار
أو على سبيل التقرير والتوبيخ، كقول بعضهم (5):
[الطويل]
إلى كم وكم أشياء منكم تريبنى
أغمّض عنها لست عنها بذى عمى
فأما قول محمد بن مناذر (6) فى معنى التكثير:
[الرمل]
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم
قال لى: أنجز حرّ ما وعد (7)
__________
(1) سقط من ع هذا البيت، وفى المطبوعتين جاء متقدما على البيت السابق، وفى الشعر والشعراء: «إلى الفيض وافوا» وفى المطبوعتين: «يوم تحملوا»، وفى الأغانى: «لما تحملوا».
(2) فى ع وف: «وإشارة».
(3) ديوان الخنساء 51منشورات دار الفكر، و 230ط دار الكتاب العربى، وبينهما بعض اختلاف، وهما فى كفاية الطالب 248، والمعاهد 1/ 246و 247، وانظرهما مع بعض اختلاف فى ديوان المعانى 1/ 41، وسبق البيت الثانى ص 667وسيأتى فى ص 820
(4) فى ص: «وإن صخرا لولينا» وهو سهو أيضا من الناسخ، وفى ف والمطبوعتين: «وإن صخرا لمولانا».
(5) البيت فى كفاية الطالب 248دون نسبة.
(6) فى ف فقط «محمد بن مناذر الصبيرى»، وفى المطبوعتين: «البصيرى»، وفى م كتب المحقق فى الهامش: «فى عامة أصول هذا الكتاب البصيرى بتقديم الباء، وإنما هو الصبيرى بتقديم الصاد على الباء، نسبة إلى مواليه بنى صبير بن يربوع».
أقول: وهذا الكلام صحيح إلا فى قوله: «فى عامة أصول الكتاب» حيث إن هذا التعميم خاطىء، فلو قرأ النسخة ف لما أصدر هذا الحكم، ولكن تعميمه أتى من النسخة خ التى اعتمد عليها.
(7) لم أعثر على البيت فى مصادر ترجمة ابن مناذر.(2/700)
فقد زاد على الواجب، وتجاوز الحد.
ولما أنشد (1) الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد قول أبى الطيب (2):
[الطويل]
عظمت فلمّا لم تكلّم مهابة
تواضعت وهو العظم عظما عن العظم
قال: ما أكثر عظام هذا البيت، مع أنه من قول الطائى (3):
[الطويل]
تعظّمت عن ذاك التّعظّم فيهم ... وأوصاك نبل القدر أن لا تنبّلا (4)
ومن المعجز فى هذا النوع قول الله تعالى فى سورة الرحمن (5): {فَبِأَيِّ آلََاءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ}، كلما عدّد منّة، أو ذكّر بنعمة كرر هذا.
وقد كرر أبو كبير الهذلى (6) قوله (7):
[الكامل]
فإذا وذلك ليس إلّا ذكره ... وإذا مضى شىء كأن لم يفعل
__________
(1) فى ع سقط الاسم «إسماعيل»، وفى ف: «ولما أنشد الصاحب قول أبى الطيب»، وفى المطبوعتين: «ولما أنشدوا للصاحب أبى القاسم»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(2) ديوان المتنبى 4/ 58، وانظر ما قيل عنه فى الوساطة 83، وبديع أسامة 144، فى باب الحشو، وكفاية الطالب 248فى باب التكرير. وانظر تعليق الصاحب على البيت فى الكشف عن مساوئ المتنبى 243و 244ضمن كتاب الإبانة.
(3) ديوان أبى تمام 3/ 100، وانظره فى كفاية الطالب 248والكشف عن مساوئ المتنبى 244
(4) فى ع فقط: «التعظم منهم» وهى مثل الديوان، وفى ف والمطبوعتين: «وأوصاك عظم القدر أن تتنبلا»، وفى ع والمغربيتين: «نبل القدر أن تتنبلا».
(5) جاءت هذه الآية الكريمة مكررة إحدى وثلاثين مرة فى سورة الرحمن.
(6) هو عامر بن الحليس، أحد بنى سعد بن هذيل، وذكر أنه أسلم، وأتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال:
أحلّ لى الزنا، فقال: «أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك؟» قال: لا، قال: «فارض لأخيك ما ترضى لنفسك»، قال: فادع الله لى أن يذهب عنى.
الشعر والشعراء 2/ 670، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1069، والسمط 1/ 387، والخزانة 8/ 209
(7) البيت آخر ثلاثة عشر بيتا فى الشعر والشعراء 2/ 672، وشرح أشعار الهذليين 3/ 1080، وفيه: «ليس إلا حينه».(2/701)
على بعض الروايات فى سبعة (1) مواضع (2) من قصيدته التى أولها (3):
[الكامل]
أزهير هل عن شيبة من معدل ... أم لا سبيل إلى الشّباب الأوّل؟
كلما وصف فصلا وأتمّه كرر هذا البيت.
أو على سبيل التعظيم للمحكىّ عنه، أنشد سيبويه (4):
[الخفيف]
لا أرى الموت يسبق الموت شىء ... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا
أو على جهة الوعيد والتهديد إن كان عتاب موجع، كقول الأعشى ليزيد بن مسهر الشيبانى (5):
[الطويل]
أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا ... أبا ثابت أقصر وعرضك سالم (6)
وذرنا وقوما إن هم عمدوا لنا ... أبا ثابت واقعد فإنّك طاعم (7)
أو على (8) وجه التوجع والتفجع إن كان رثاء وتأبينا، نحو قول متمم
__________
(1) فى ع وص فقط: «فى سبع»، وهذا جائز على رأى البغداديين الذين ينظرون إلى حالة الجمع لا إلى مفرده، انظر الأشمونى 3/ 619
(2) لم أجده مكررا فى شرح أشعار الهذليين، ولعله فى رواية كما قال المؤلف.
(3) شرح أشعار الهذليين 3/ 1069
(4) الكتاب 1/ 62، وفيه نسب البيت إلى سواد بن عدى، وجاء البيت فى ديوان عدى بن زيد 65ضمن قصيدة طويلة، وفيه «يسبق الموت شيئا» [كذا]، وجاء منسوبا إلى عدى بن زيد فى شرح أبيات مغنى اللبيب 7/ 77، وجاء فى الخزانة 1/ 379و 381، وفيه نسب إلى عدى بن زيد أو ابنه سوادة بن عدى، وانظره دون نسبة فى كفاية الطالب 248
(5) ديوان الأعشى 115، وانظرهما فى كفاية الطالب 248
(6) فى كفاية الطالب «وعمرك سالم»، وفى ف جاء البيت مشتملا على الشطر الأول من هذا البيت والشطر الثانى من البيت الثانى هكذا:
أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا ... أبا ثابت واقعد فإنك طاعم
(7) فى الديوان «واجلس فإنك ناعم».
(8) فى ع: «أو على وجه التفجع والتوجع»، وفى المطبوعتين: «أو على وجه التوجع»، باسقاط «التفجع»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.(2/702)
ابن نويرة (1):
[الطويل]
تقول: أتبكى كلّ قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللّوى فالدّكادك؟ (2)
فقلت لها: إنّ الأسى يبعث البكا ... دعونى فهذا كلّه قبر مالك (3)
(4) ويروى: إن الأسى يبعث الأسى دعونى، كأنه يقول: الحزن يثير الحزن، ويهيجه (4).
وأولى ما تكرر فيه الكلام باب الرثاء لمكان الفجيعة، وشدة القرحة التى يجدها المتفجّع، وهو كثير حيث التمس من الشعر وجد.
أو على سبيل الاستغاثة، وهى فى باب المديح، / نحو قول العديل بن الفرخ (5):
[الطويل]
بنى مسمع لولا الإله وأنتم ... بنى مسمع لم ينكر النّاس منكرا (6)
ويقع التكرار فى الهجاء على سبيل الشهرة، وشدة التوضيع بالمهجو، كقول ذى الرمة يهجو المرئىّ (7):
__________
(1) البيتان فى الأمالى 2/ 1، والكامل 1/ 260، وشرح ديوان الحماسة 2/ 797، والعقد الفريد 3/ 263، وحلية المحاضرة 1/ 289و 445والزهرة 2/ 539، ولباب الآداب 2/ 41، وكفاية الطالب 249، والثانى مع آخرين فى ديوان المعانى 2/ 174، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(2) فى ف والمغربيتين: «يقول» بالمثناة التحتية، وهى كذلك فى بعض المصادر.
(3) فى ص والمطبوعتين: «فقلت لهم»، وهو كذلك فى بعض المصادر، وفى ف والمغربيتين: «فقلت له» وهو كذلك فى بعض المصادر، وفى المطبوعتين: «إن الأسى يبعث الأسى»، وهو كذلك فى بعض المصادر.
(44) ما بين الرقمين ساقط من ع وص والمطبوعتين، واعتمدته من ف والمغربيتين، وسقطت «دعونى» من ف.
(5) هو العديل بن الفرخ العجلى، ولقبه العبّاب، وكان العبّاب كلبا له، أو كلبا لجده الأعلى، وهو من رهط أبى النجم العجلى، وكان هجا الحجاج فطلبه، فهرب منه إلى قيصر الروم، فطلبه من قيصر تحت التهديد، فرده قيصر إليه، ثم عفا عنه الحجاج، فمدحه.
الشعر والشعراء 1/ 413، والاشتقاق 345، والأغانى 22/ 327، وخزانة الأدب 5/ 190، والكامل 2/ 99، والعفو والاعتذار 2/ 353والنقائض 2/ 1090وفيه: «العديل بن الفرج».
(6) البيت له فى النقائض 2/ 1090مع بعض اختلاف، وجاء منسوبا إلى ابن العرجاء فى كفاية الطالب 249
(7) ديوان ذى الرمة 1/ 595592، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 249، ما عدا الأول والثانى. وفى ف: «يهجو المرى».
والمرئى: نسبة إلى امرئ القيس بن زيد مناة، والهجاء فى القصيدة وغيرها موجه إلى هشام بن قيس المرئى.(2/703)
[الطويل]
تسمّى امرأ القيس بن سعد إذا اعتزت
وتأبى السّبال الصّهب والأنف الحمر (1)
ولكنّما أصل امرىء القيس معشر
يحلّ لهم لحم الخنازير والخمر
نصاب امرىء القيس العبيد وأرضهم
ممرّ المساحى لا فلاة ولا مصر (2)
تخلّى إلى القفر امرؤ القيس إنّه
سواء على الضّيف امرؤ القيس والقفر (3)
تحبّ امرؤ القيس القرى أن تناله
وتأبى مقاريها إذا طلع النّسر (4)
__________
(1) فى الديوان: «تسمّى امرؤ القيس ابن سعد والآنف».
وتسمى: تدعى إلى سعد بن زيد مناة بن تميم. واعتزت: انتسبت. والسبال جمع سبلة: وهى ما على الشارب من الشعر، وقيل: طرفه. وتأبى السبال الصهب: أخبر أن سبالهم صهب حمر لأنهم عجم، ليسوا بعرب، وسبال العرب سود، [من الديوان وهامشه بتصرف].
(2) فى ف: «تصاب» بالمثناة الفوقية، وهو تصحيف، وفى الديوان: «مجر المساحى»، وفى ع: «لا ولاة».
النصاب: الحسب والأصل. والمساحى جمع مسحاة: وهى المجرفة، أى هم حراثون. لا فلاة:
لا بدو. [من الديوان بتصرف]
(3) فى الديوان: «تخط إلى القفر امرأ القيس»، وفى ف وخ والمغربيتين: «تخلى إلى الفقر سواء والفقر»، وفى ع: «سواء والفقر»، وفى م: «تخطى إلى الفقر سواء
والفقر»، وكتب فى الهامش: «فى عامة الأصول تخلى إلى القفر، بتقديم المثناة على الموحدة، وكذا فى قافية البيت، وهو تصحيف، وما أثبتناه عن الديوان».
(4) فى ف: «تحب امرئ القيس أن يناله» [كذا]، وفى المطبوعتين فقط: «إذا طلع الفجر»، وفى هامشهما ذكر أنه فى نسخة «إذا طلع النسر». وهذا مما يدل أن النسخة م صورة مكررة من النسخة خ فى الصواب والخطأ.
والمقارى جمع مقراة: وهى: القصعة أو الجفنة التى يقرى فيها الأضياف. إذا طلع النسر، أى فى الشتاء أى لا يطعمون فى الشتاء أيام القحط، وقيل: النسر كوكب يطلع فى الصيف. [انظر الديوان وهامشه].(2/704)
هل النّاس إلّا يا امرأ القيس غادر
وواف؟ وما فيكم وفاء ولا غدر!! (1)
وكذلك صنع جرير فى قصيدته الدّمّاغة التى هجا بها راعى الإبل، فإنه (2) كرر فيها «بنى نمير» فى كثير من أبياتها (3).
ويقع أيضا على سبيل الازدراء والتهكم والتنفير (4)، كقول حماد عجرد لابن نوح وكان يتعرب (5):
[مجزوء الرجز]
فيا ابن نوح يا أخ ال ... حلس ويا ابن القتب (6)
ومن نشا والده ... بين الرّبا والكثب (7)
يا عربى يا عربى ... يا عربى يا عربى
ومن المعيب فى التكرار قول ابن الزيات (8):
[الوافر]
أتعزف أم تقيم على التّصابى؟ ... فقد كثرت مناقلة العتاب (9)
__________
(1) هذا البيت فيه استهزاء كثير بالمرئى وقومه: حيث إنهم ضعاف لا يضرون ولا ينفعون، على طريقة قول النجاشى فى بنى العجلان: «لا يغدرون بذمة، ولا يظلمون الناس»، وهذا فى نظرهم منتهى الضعف، وقول الفرزدق فى بنى كليب: «لا يغدرون ولا يفون لجار».
(2) فى ع: «فإنه كرر نمير»، وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «فإنه كرر بنى نمير».
(3) انظر القصيدة فى ديوان جرير 2/ 825813
(4) فى المطبوعتين فقط: «والتنقيص».
(5) الرجز فى تحرير التحبير 570، وكفاية الطالب 250، وللأسف ذكر محقق تحرير التحبير أن الأبيات من مجزوء الكامل!!!
(6) الحلس: ما يوضع على ظهر الدابة من أقمشة تحت الرّحل أو السّرج. والقتب: هو الرحل.
(7) الرّبا جمع ربوة: وهى كل ما ارتفع من الأرض. والكثب جمع كثيب: وهو الرمل المجتمع فى مكان محدد.
(8) الأبيات الأربعة الأولى فى ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 2مع الشطر الثانى من الخامس وسقوط الثانى من الرابع ولذلك قال المحقق فى الهامش: «يبدو أن بعض الكلام ساقط».
(9) فى ف: «أتعرف فقد كثرت منا كثرة». وعزف عن الشىء: زهد فيه.(2/705)
إذا ذكر السّلوّ عن التّصابى ... نفرت من اسمه نفر الصّعاب (1)
وكيف يلام مثلك فى التّصابى ... وأنت فتى المجانة والشّباب؟!
سأعزف إن عزفت عن التّصابى ... إذا ما لاح شيب بالغراب (2)
ألم ترنى عذلت على التّصابى ... فأغرتنى الملامة بالتّصابى؟! (3)
فملأ الدنيا بالتصابى، على التصابى لعنة الله من أجله، فقد برّد به الشعر، ولا سيما وقد جاء به كله على معنى واحد من الوزن، / لم يعد به عروض البيت.
وأين هذا من تكريره على جهة التفخيم فى قوله للحسن / بن سهل من قصيدة (4):
[الرجز]
إلى الأمير الحسن استجدتها ... أىّ مزار ومناخ ومحل! (5)
أىّ مزار ومناخ ومحل ... لخائف ومستريش ذى أمل! (6)
وهذا كقول امرئ القيس (7):
[الطويل]
تقطّع أسباب اللّبانة والهوى ... عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا (8)
عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا ... أخو الجهد لا يلوى على من تعذّرا (9)
__________
(1) السلو: العزوف عن الشىء والزهد فيه. والصعاب جمع الصعب: وهو نقيض الذلول من الإبل.
(2) فى ف جاء الشطر الثانى هكذا: «فأغرتنى الملاحة بالتصابى»، وهو كذلك فى الديوان إلا فى قوله «الملامة» مكان «الملاحة» وسبق أن المحقق قال فى الهامش: «يبدو أن بعض الكلام ساقط».
(3) سقط هذا البيت من ف، وفى ص وإحدى المغربيتين: «عذلت عن التصابى»،
وفى المطبوعتين: «عدلت عن التصابى» وما فى ع والمغربية الأخرى أوفق للمعنى.
(4) ديوان محمد بن عبد الملك الزيات 58، وفى الأغانى 23/ 71جاء البيت الأول فقط.
(5) فى الديوان: «إلى الوزير الحسن استنجدتها إلى مناخ ومزار»، وفى ف: «يستجد بها»، فى ع فقط: «إلى مزار»، وفى ف «أى مراد».
(6) فى ف: «أى مراد»، وفى الديوان ومغربية «أو مستريش».
والمستريش: من راش يريش: جمع المال والأثاث واغتنى.
(7) ديوان امرىء القيس 62
(8) اللبانة: الحاجة. وشيزر: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة.
(9) فى الديوان جاء البيت هكذا: «يسير يضجّ العود منه يمنّه أخو الجهد»، وعلى هذا لا يكون فيه شاهد. أخو الجهد: أى الذى يجهد فى مسيره ويحمل عليه فوق طاقته. لا يلوى على من تعذرا: لا يحتبس ولا يتربص على من نابه عذر.(2/706)
ومن تكرير المعانى قول امرئ القيس، وما رأيت أحدا نبّه عليه (1):
[الطويل]
فيالك من ليل كأنّ نجومه ... بكلّ مغار الفتل شدّت بيذبل
كأنّ الثّريّا علّقت فى مصامها ... بأمراس كتّان إلى صمّ جندل
فالبيت الأول يغنى عن الثانى، والثانى يغنى عن الأول، ومعناهما واحد لأن النجوم تشتمل على الثريا، كما أن «يذبل» يشتمل على صمّ الجندل، وقوله: «شدّت بكل مغار الفتل» مثل قوله: «علقت بأمراس كتان».
ويقرب من ذلك وليس به قول كثير (2):
[الطويل]
وإنّى وتهيامى بعزّة بعدما ... تخلّيت ممّا بيننا وتخلّت
لكالمرتجى ظلّ الغمامة كلّما ... تبوّأ منها للمقيل اضمحلّت
كأنّى وإيّاها سحابة ممحل ... رجاها فلمّا جاوزته استهلّت (3)
لأن (4) كثيّرا تصرف فجعل رجاء الأول ظلّ الغمامة ليقيل تحتها من حرارة الشمس فاضمحلت، وتركته ضاحيا، وجعل الممحل فى البيت الثانى يرجو سحابة ذات ماء، فأمطرت بعد أن جاوزته (5).
ومن مليح هذا الباب فى تكرير (6) اللفظ ما أنشدنيه شيخنا أبو عبد الله محمد بن جعفر لابن المعتز، وهو قوله (7):
[المتقارب]
لسانى بسرّى كتوم كتوم ... ودمعى بحبّى نموم نموم
ولى مالك شفّنى حبّه ... بديع الجمال وسيم وسيم
له مقلتا شادن أحور ... ولفظ سحور رخيم رخيم
__________
(1) ديوان امرئ القيس 19، وانظرهما فى كفاية الطالب 250
(2) ديوان كثير 103، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 250
(3) سحابة ممحل: سحابة بلد مجدب. استهلت: بدأت إرسال المطر. شبه نفسه بالبلد الممحل وصاحبته بالسحابة.
(4) فى ع والمطبوعتين: «إلا أن»، وما فى ص وف والمغربيتين هو الأوفق لأنه تعليل لقوله فى السابق «ويقرب من ذلك وليس به».
(5) فى ف: «بعد أن تجاوزته»، وفى المطبوعتين: «بعد ما جاوزته».
(6) قوله: «فى تكرير اللفظ» ساقط من ع والمطبوعتين فقط.
(7) لم أجد الأبيات فى ديوان ابن المعتز، وانظرهما فى كفاية الطالب 250(2/707)
فدمعى عليه سجوم سجوم ... وجسمى عليه سقيم سقيم
باب منه: ذكر ابن المعتز أن الجاحظ سمّى هذا النوع «المذهب الكلامى» (1)، قال ابن المعتز: وهذا باب ما علمت أنى وجدت منه فى القرآن شيئا، وهو ينسب إلى التكلّف، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قال (2) أبو على صاحب الكتاب: غير أن ابن المعتز قد ختم بهذا النوع أنواع البديع الخمسة التى خصها بهذه التسمية، وقدّمها على غيرها، وأنشد للفرزدق (3):
[الطويل]
لكلّ امرىء نفسان: نفس كريمة ... وأخرى يعاصيها الفتى ويطيعها (4)
ونفسك من نفسيك تشفع للنّدى ... إذا قلّ من أحرارهنّ شفيعها
وأنشد لآخر (5)، ولا أظنه إلا إبراهيم / بن العباس (6)
[الطويل]
وعلّمتنى كيف الهوى وجهلته
وعلّمكم صبرى على ظلمكم ظلمى (7)
__________
(1) انظره فى بديع ابن المعتز 53، والصناعتين 410، وتحرير التحبير 119، ونهاية الأرب 7/ 14، ومعاهد التنصيص 3/ 48
(2) فى المطبوعتين والمغربيتين سقط: «أبو على».
(3) ديوان الفرزدق 2/ 514، وانظر ما قيل عنهما فى بديع ابن المعتز 54، والصناعتين 410، وتحرير التحبير 121، والمعاهد 3/ 49، ونهاية الأرب 7/ 114، وفيهم بعض اختلاف.
(4) فى ع وص وف: «أو يطيعها»، وهى مثل الديوان، واعتمدت ما فى المطبوعتين والمغربيتين لموافقته بديع ابن المعتز وبقية المصادر.
(5) انظر بديع ابن المعتز 55، والبيتان فيه بنسبتهما إلى إبراهيم بن العباس.
(6) هو إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول، يكنى أبا إسحاق، وهو ابن أخت العباس بن الأحنف، كان جده من دعاة الدولة العباسية ورجالها، فنشأ إبراهيم فى بغداد، وتأدب فيها، حتى أصبح أحد أعلامها، وعمل بالكتابة للمعتصم، والواثق، والمتوكل، وتنقل فى الأعمال والدواوين، ومات بسامراء سنة 343هـ.
تاريخ بغداد 6/ 117، والأغانى 10/ 43، ومعجم الأدباء 1/ 164، ووفيات الأعيان 1/ 44، وما فيه من مصادر، وسير أعلام النبلاء 11/ 468و 15/ 302وما فيه من مصادر، والوافى 6/ 24، ومن غاب عنه المطرب 85
(7) البيتان لإبراهيم بن العباس فى ديوانه 150، ضمن كتاب الطرائف الأدبية، والأغانى 10/ 60، ومعاهد التنصيص 3/ 49، مع اختلاف يسير بين الجميع.(2/708)
وأعلم مالى عندكم فيميل بى
هواى إلى جهلى فأعرض عن علمى (1)
وعاب (2) على أبى تمام قوله (3):
[الكامل]
فالمجد لا يرضى بأن ترضى بأن
يرضى امرؤ يرجوك إلّا بالرّضا
وحكى أن إسحاق الموصلى سمع الطائى ينشد، ويكثر من هذا وأمثاله عند الحسن بن وهب، فقال: يا هذا، لقد شددت على نفسك.
وأنشد ابن المعتز لنفسه (4):
[المجتث]
أسرفت فى الكتمان ... وذاك منّى دهانى (5)
كتمت حبّك حتّى ... كتمته كتمانى
فلم يكن لى بدّ ... من ذكره بلسانى (6)
وهذه الملاحة نفسها، والظّرف بعينه.
ومن هذا الباب نوع آخر هو أولى بهذه التسمية من كثير مما ذكره المؤلفون، وذلك (7) نحو قول إبراهيم بن المهدى يعتذر إلى المأمون من وثوبه على الخلافة (8):
__________
(1) فى ع: «وأعرض عن حلمى»، وفى المطبوعتين: «فأعلم مالى وأعرض».
(2) انظر بديع ابن المعتز 55، وفيه التعليق المذكور بعد البيت مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ.
(3) ديوان أبى تمام 2/ 307
(4) بديع ابن المعتز 56، وديوان ابن المعتز 1/ 431، ومعاهد التنصيص 3/ 49
(5) فى ع: «وذاك منى نهانى»، وفى ص والمغربيتين: «وذاك شىء دهانى».
(6) فى ف وبديع ابن المعتز «ولم يكن».
(7) سقط قوله: «وذلك» من المطبوعتين فقط.
(8) البيتان فى أشعار أولاد الخلفاء 19، وبديع ابن المعتز 54، والصناعتين 410، والعقد الفريد 4/ 234، ومعاهد التنصيص 3/ 49، والأغانى 10/ 119، وأدب الدنيا والدين 252، وكفاية الطالب 198، والثانى فقط فى عيون الأخبار 3/ 168، والأمالى 1/ 200، والعفو والاعتذار 1/ 218، ضمن خمسة أبيات فيهم، وزهر الآداب 1/ 570ضمن أربعة أبيات، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.(2/709)
[البسيط]
البرّ بى وطّا العذر عندك لى ... فيما فعلت فلم تعذل ولم تلم (1)
وقام علمك بى فاحتجّ عندك لى ... مقام شاهد عدل غير متّهم
وكذلك قول أبى عبد الرحمن العطوىّ (2):
[الخفيف]
فوحقّ البيان يعضده البر ... هان فى مأقط ألدّ الخصام (3)
ما رأينا سوى الحبيبة شيئا ... جمع الحسن كلّه فى نظام
هى تجرى مجرى الأصالة فى الرّأ ... ى ومجرى الأرواح فى الأجسام
وقد نقلت هذا الباب نقلا من كتاب (4) ابن المعتز، إلا ما لا خفاء به عن أحد من أهل التمييز، واضطرنى إلى ذلك قلة الشواهد فيه، إلا ما ناسب قول أبى نواس (5):
[المنسرح]
سخنت من شدّة البرودة حت ... تى صرت عندى كأنّك النّار
لا يعجب السّامعون من صفتى ... كذلك الثّلج بارد حار
فهذا مذهب كلامى فلسفى.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «البر منك وطاء العذر».
(2) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبى عطية، يكنى أبا عبد الرحمن، بصرى المولد والمنشأ، وكان شاعرا كاتبا من شعراء الدولة العباسية، واتصل بأحمد بن أبى دؤاد، وتقرب إليه بمذهبه وتقدمه فيه بقوة جداله عليه، وهو أحد المتكلمين الحذاق. ت 250هـ.
طبقات ابن المعتز 394، ومعجم الشعراء 377، والأغانى 23/ 123، والفهرست 230، والمصون فى الأدب 78، وسمط اللآلى 1/ 140و 339، وتاريخ بغداد 3/ 137، ووفيات الأعيان 6/ 39، فى أثناء ترجمة أبى البخترى، والوافى بالوفيات 3/ 225
(3) الأبيات فى الكامل 3/ 56، وبديع ابن المعتز 54، ومعجم الشعراء 377، والوافى 3/ 226، والمعاهد 3/ 50، وشرح نهج البلاغة 10/ 97
والمأقط: موضع الحرب، فضربه مثلا لموضع المناظرة والمحاجة. والألدّ: الشديد الخصومة [من الكامل].
(4) فى المطبوعتين والمغربيتين: «من كتاب عبد الله بن المعتز».
(5) ديوان أبى نواس 545(2/710)
وقوله أيضا (1):
[السريع]
فيك خلاف لخلاف الّذى ... فيه خلاف لخلاف الجميل
وأشباه ذلك مما فى هذا غنى عنه، ودالّ عليه (2)
* * * __________
(1) البيت ليس فى ديوان أبى نواس، ولكننى عثرت على البيت ومعه آخر فى معاهد التنصيص 3/ 50، وينسبان فيه إلى ابن رشيق، فعدت إلى ديوان ابن رشيق فوجدتهما فيه 157 و 158نقلا عن معاهد التنصيص والعمدة والبيت الآخر:
وغير من أنت سوى غيره ... وغير من غيرك غير البخيل
ولا أدرى كيف ينسب ابن رشيق بعض شعره إلى أبى نواس!! على أننى أستطيع أن أزعم أن هذين البيتين يخالفان عن طريقه أبى نواس وابن رشيق، فهما أقرب إلى أصحاب الأحاجى والألغاز.
والبيتان ينسبان إلى أبى نواس فى نزهة الأبصار 579
(2) فى المطبوعتين فقط: «ودلالة».(2/711)
باب نفى الشىء بإيجابه (8)
وهذا الباب من المبالغة، وليس بها محضا، إلا أنه من محاسن الكلام، فإذا تأملته وجدت باطنه نفيا، وظاهره إيجابا، قال امرؤ القيس (1):
[الطويل]
على لاحب لا يهتدى بمناره ... إذا سافه العود النّباطىّ جرجرا (2)
لم يرد (3) أن له منارا لا يهتدى به، ولكن أراد أنه لا منار فيه فيهتدى بذلك المنار.
وكذلك قول زهير (4):
[الطويل]
بأرض خلاء لا يسدّ وصيدها ... علىّ ومعروفى بها غير منكر (5)
فأثبت لها فى اللفظ وصيدا، وإنما أراد: ليس لها وصيد فيسد (6) علىّ.
ويتصل بهذا قول الزبير بن عبد المطلب يذكر عميلة بن / السباق بن عبد الدار، وكان نديما له وصاحبا (7):
__________
(8) انظره فى الصناعتين 405تحت عنوان «فى السلب والايجاب»، وحلية المحاضرة، 2/ 18 تحت عنوان «لفظه لفظ الموجب ومعناه معنى النفى»، وإعجاز القرآن 98 «السلب والإيجاب» وكفاية الطالب 229تحت عنوان «باب نفى الشىء بإيجابه»، وتحرير التحبير 377تحت عنوان «باب نفى الشىء بإيجابه» وما فيه من مصادر، ونهاية الأرب 7/ 163
(1) ديوان امرئ القيس 66، وانظر ما قيل عنه فى الحلية 2/ 18، وتحرير التحبير 377، ونهاية الأرب 7/ 163، وكفاية الطالب 229
(2) اللاحب: الطريق البيّن وسافه: شمه. والعود: المسنّ من الإبل. والنباطى: منسوب إلى النبط. وجرجر: صوّت.
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «فقوله: لا يهتدى بمناره» زيادة قبل «لم يرد» ولا معنى لهذه الزيادة. وفى المغربيتين: «فلم يرد».
(4) لم أجده فى ديوان زهير. وانظره فى كفاية الطالب 229بنسبته إلى زهير.
(5) فى ص: «لا يشد» بالمثلثة. والوصيد: الفناء.
(6) فى ص: «فيشد».
(7) البيتان فى تحرير التحبير 378، ونهاية الأرب 7/ 163، وتعليقهما على البيتين يكاد يكون واحدا.(2/712)
[الطويل]
صبحت بهم طلقا يراح إلى النّدى ... إذا ما انتشى لم تحتضره مفاقره (1)
ضعيفا بحبس الكأس قبض بنانه ... كليلا على وجه النّديم أظافره (2)
فظاهر كلامه أنه يخمش وجه النديم، إلا أن أظافره كليلة، وإنما أراد فى الحقيقة أنه لا يظفّر وجه النديم، ولا يفعل شيئا من ذلك، وكذلك قوله: «لم تحتضره مفاقره» أى: ليس له مفاقر فتحتضره.
وقال أبو كبير الهذلى يصف هضبة (3):
[الكامل]
وعلوت مرتقيا على مرهوبة ... حصّاء ليس رقيبها فى مثمل (4)
عيطاء معنقة يكون أنيسها ... ورق الحمام جميمها لم يؤكل (5)
يريد أنها ليس بها جميم فيؤكل، يدل على ذلك قوله فى البيت الأول:
«حصاء»، وهى التى لا نبت فيها.
وقال أبو ذؤيب يصف (6) فرسا (7):
__________
(1) المفاقر: الدواهى والهموم.
(2) فى ع والمغربيتين: «ضعيفا بجنب الكأس»، وفى ف والمطبوعتين: «ضعيفا بحث الكأس»، وفى ف: «فيض بنانه» وفى تحرير التحبير: «ضعيف يحث الكأس»، وفى نهاية الأرب: «ضعيف بحث الكأس»، وما اعتمدته من ص أوفق للمعنى وذلك ليبين أن أنامله لا تمسك الكأس، كما أن أظافره لا تخمش وجه النديم.
(3) شرح أشعار الهذليين 3/ 1077
(4) فى شرح أشعار الهذليين: «وعلوت مرتبئا»، وفى المطبوعتين فقط: «وعلوت مرتقبا»، وفى ع: «وليس دقيبها» بالدال المهملة [كذا].
ومرهوبة: يرهب أن يرقى فيها. وحصاء: ليس فيها نبات. ومثمل: حفظ.
(5) فى ص: «غيطاء» بالغين المعجمة، وفى ف: «هيطاء»، وفى ع وف:
«حميمها» بالحاء المهملة. العيطاء: الطويلة العنق. والمعنقة: الطويلة. ورق الحمام: الحمام الأخضر والجميم: النبت الكثير.
(6) قوله: «يصف فرسا» جاء فى ع فى آخر «68/ و»، ثم تكرر فى أول «68/ ظ» فاعتبرت أن أول الصفحة هو البيت.
(7) شرح أشعار الهذليين 1/ 35(2/713)
[الكامل]
متفلّق أنساؤها عن قانىء ... كالقرط صاو غبره لا يرضع (1)
فلم يرد أن هناك بقية لبن لا يرضع، لكن أراد أنها لا لبن لها فيرضع.
والشاهد على جميع ما قلته فى شرح هذه الأبيات ما جاء فى تفسير قول الله عز وجل: {لََا يَسْئَلُونَ النََّاسَ إِلْحََافاً} [سورة البقرة: 273]، قالوا:
معناه ليس يقع منهم سؤال فيكون (2) إلحافا، أى: هم لا يسألون البتة.
والمعيب من هذا الباب قول كثير يرثى عزة صاحبته (3):
[الطويل]
فهلّا وقاك الموت من أنت زينه ... ومن هو أسوا منك دلّا وأقبح (4)
لأنه قد أوهم السامع أن لها دلّا سيّئا، ولكن غيره أسوأ منه وأقبح / فكيف إن كان القبح راجعا عليها لا على دلّها (5).
* * * __________
(1) متفلق: منشق. وأنساء جمع نسا: وهو عرق فى الفخد والمراد الرّجل. القانىء: الضرع كان أسود فاحمرّ، فإذا ذهب لبنه اسودّ. وصاو: يابس، وإذا يبس الضرع احمرّ واسودّ، كما يقنأ الخضاب. والغبر: بقية اللبن، ولم يرد أنه ثم بقية لبن.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فيقع إلحافا».
(3) ديوان كثير 464
(4) فى الديوان: «فهلا فداك الموت».
(5) فى ف والمطبوعتين فقط زيادة: «وليس هذا فى شىء من قوله تعالى: {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [سورة الفرقان: 24]: لأن هذا لا إشكال فيه».
ويبدو لى أن هذه زيادة من القراء.(2/714)
باب الاطراد (8)
ومن حسن الصنعة أن تطّرد الأسماء من غير كلفة، ولا حشو فارغ فإنها إذا اطّردت دلّت على قوة (1) الشاعر، وقلّة كلفته، ومبالاته بالشعر، وذلك نحو قول الأعشى (2):
[الطويل]
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد
وأنت امرؤ ترجو شبابك / وائل
فأتى كالماء الجارى اطرادا، وقلّة كلفة، وبيّن النسب حتى أخرجه عن مواضع اللبس.
ولما سمع عبد الملك بن مروان قول دريد بن الصّمة (3):
[الطويل]
قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب
قال كالمتعجب منه (4): لولا (5) القافية بلغ به آدم (6). ورواه قوم:
«أبأت (7) بعبد الله».
__________
(8) انظره فى بديع أسامة 87، وتحرير التحبير 352، وكفاية الطالب 245، ونهاية الأرب 7/ 155، والمعاهد 3/ 201
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «قوة طبع الشاعر».
(2) ديوان الأعشى 219، وانظر ما قيل عنه فى تحرير التحبير 352، وكفاية الطالب 245، ونهاية الأرب 7/ 155، والمعاهد 3/ 202
(3) البيت فى الشعر والشعراء 2/ 752، والأمالى (التنبيه) 95، والأصمعيات 111، وبديع أسامة 89، وتحرير التحبير 352، وكفاية الطالب 245، ونهاية الأرب 7/ 155، والأغانى 10/ 13، والمعاهد 3/ 202، مع اختلاف يسير بين الجميع، وهو فى ديوانه 36
(4) سقطت «منه» من المطبوعتين فقط.
(5) انظر تعليق عبد الملك فى كثير من المصادر المذكورة سابقا.
(6) فى المطبوعتين فقط: «لبلغ به آدم»، وفى ع فقط: «بلغ به إلى آدم»، ودخول اللام وعدمه جائز وبهما جاء القرآن الكريم.
(7) أبأ: قتل.(2/715)
وقال أبو تمام (1):
[المنسرح]
عبد المليك بن صالح بن علي ... ى بن قسيم النّبىّ فى نسبه
فهذا سهل العنان، خفيف على اللسان، وإن كانت الياء فى «المليك (2)» ضرورة وتكلفا.
وقال الحارث بن دوس الإيادى (3):
[الرمل]
وشباب حسن أوجههم ... من إياد بن نزار بن معد (4)
فاطردت ثلاثة أسماء لا كلفة فيها.
وقال أبو تمام فى قالب بيت الأعشى، وإن نقص عنه اسما واحدا (5):
[الطويل]
بنصر بن منصور بن بسّام انفرى ... لنا شظف الأيّام عن عيشة رغد
وأما (6) من أتى بأكثر من هذا ومن الأول فقد قال بعضهم (7):
[الخفيف]
من يكن رام حاجة بعدت عن ... هـ وأعيت عليه كلّ العياء (8)
__________
(1) ديوان أبى تمام 1/ 274
(2) لأن الممدوح هو محمد بن عبد الملك بن صالح بن على الهاشمى، وقال محقق الديوان فى الهامش: «أراد عبد الملك، فأشبع الكسرة فى اللام، فنشأت الياء». أقول: وليست المسألة إرادة أو عدمها لأنه لو لم يرد لاختل البيت، ولكنها الضرورة كما قال ابن رشيق.
(3) لم أعثر على ترجمة له، وقد ذكر اسمه فقط فى السمط هامش 1/ 24، دون التعريف به.
(4) البيت آخر ثلاثة أبيات فى الممتع 92منسوبة إلى الحارث بن دوس الإيادى، وفيه «ورجال حسن»، والبيت جاء منفردا بذات النسبة فى تحرير التحبير 353، ومعاهد التنصيص 3/ 202، وجاء منفردا دون نسبة فى بديع أسامة 89، وذكر المحققان فى الهامش نقلا عن العمدة أنه للحارث الإيادى.
(5) ديوان أبى تمام 2/ 64، وانفرى: انشقّ.
(6) فى المطبوعتين فقط: «فأما».
(7) القائل هو محمد بن عبد الملك الزيات. انظر ص 1من ديوانه.
(8) البيتان دون نسبة فى تحرير التحبير 353، والمعاهد 3/ 303، وفى نهاية الأرب 7/ 155 نقلا عن صاحب تحرير التحبير، وكفاية الطالب 245، وجاءا فى بديع أسامة 88منسوبين إلى أبى تمام تحت قوله: «وقال أيضا» بعد أن ذكر نماذج كثيرة سابقة ولا حقة له. ولم يعلق المحققان على ذلك، ولم يذكرا أنهما رجعا إلى الديوان كما فعلا فى السابق واللاحق.(2/716)
فلها أحمد المرجّى بن يحيى ب ... ن معاذ بن مسلم بن رجاء (1)
فجاء كلامه نسقا واحدا، إلا أنه قد شغل البيت، وفصل بين الكلام بقوله:
«المرجّى»، غير أن مجانسة «رجاء» هوّنت خطبه (2)، وغفرت ذنبه.
وقال الطائى (3):
[الكامل]
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عت ... تاب بن سعد سهمكم لا يسهم
يخاطب (4) بذلك بنى عمرو بن غنم التغلبيين، وهم بنو عمّ مالك بن طوق، فانتظم له ما أراد من الأسماء، إلا أنه ظاهر التكلف.
وقال فأتى بستة (5):
[السريع]
مناسب تحسب من سروها ... منازلا للقمر الطّالع (6)
كالدّلو والحوت وأشراطه ... والبطن والنّجم إلى التّابع (7)
نوح بن عمرو بن حوىّ بن عم ... رو بن حوىّ بن الفتى ماتع (8)
فأحكم التصنيع، وقابل ستة بستة لأن الأشراط منزلة، وإن جمعها، إلا أن «الفتى» هاهنا غصة (9)، مع برد لفظ وركاكة، ما أحسن / أبا هؤلاء كلهم يقال له: «الفتى»، وإن كنا نعلم أنه لم يرد فتاء السن، ولكن الفتوة.
__________
(1) فى ف: «بل معاذ بن يحيى»، وهو خطأ من الناسخ، وفى بديع أسامة: «فلها أحمد ابن يحيى المرجى من معاذ».
(2) فى المطبوعتين فقط: «خطيئته».
(3) ديوان أبى تمام 3/ 198، وانظره فى بديع أسامة 88مع بعض اختلاف.
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «فخاطب».
(5) ديوان أبى تمام 2/ 353، وانظر الأبيات فى المعاهد 3/ 202، والأول الثالث فى بديع أسامة 89، مع بعض اختلاف.
(6) فى المطبوعتين فقط والديوان: «تحسب من ضوئها».
(7) فى ع: «إلى التالع»، وفى المطبوعتين: «والنجم إلى البالع»، وبهما ورد، والبالع:
سعد بلع، والتابع: الدّبران.
(8) فى ع وف والمطبوعتين: «بن الفتى مانع»، وفى الديوان: «ماتع اسم أبى حوىّ الثانى»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(9) فى المطبوعتين فقط: «غضة».(2/717)
وجاء أبو الطيب فجاءك (1) التعسف كله فى قوله لسيف الدولة (2):
[الطويل]
فأنت أبو الهيجا ابن حمدان يا ابنه
تشابه مولود كريم ووالد
وحمدان حمدون وحمدون حارث
وحارث لقمان ولقمان راشد
ففى هذا المعنى من التقصير أنه جاء به فى بيتين، وأنه جعلهم أنياب الخلافة بقوله:
أولئك أنياب الخلافة كلّها ... وسائر أملاك البلاد الزّوائد (3)
وهم سبعة بالممدوح، والأنياب فى المتعارف أربعة، إلا أن تكون / الخلافة تمساحا (4)، أو كلب بحر، فإن أنياب كل واحد منهما ثمانية، اللهم إلا أن يريد أن كل واحد منهم ناب الخلافة فى زمانه خاصة فإنه يصح.
وفيه من الزيادة على ما قبله أنه زاد واحدا فى العدد، وأنه جعل كل ابن هو أبوه فى الخلافة إلى أن بلغ راشدا، ولم يقصد إلى ذلك أحد من أصحابه، وإنما / مقّت شعره هذا تكريره كل اسم مرتين فى بيت واحد، وهى أربعة أسماء.
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فجاءك بالتعسف فى قوله».
(2) ديوان المتنبى 1/ 277، وانظر الثانى والثالث فى بديع أسامة 89، والأبيات الثلاثة فى كفاية الطالب 245و 246
(3) ديوان المتنبى 1/ 279
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «تمساح نيل أو كلب».(2/718)
باب التضمين والإجازة (8)
وهذا باب يختلط على كثير من الشعراء ممن ليس له ثقوب (1) فى العلم، ولا حذق بالصناعة، كجماعة ممن وسم فى بلدنا بالمعرفة، ونسب (2) إليها، مكذوبا عليه فيها، كاذبا فيما ادعاه منها، {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (3) [سورة محمد: 30].
فأما التضمين: فهو قصدك إلى البيت من الشعر، أو القسيم، فتأتى به فى آخر شعرك، أو فى وسطه كالمتمثل به (4)، نحو قول محمود بن الحسين كشاجم الكاتب (5):
[البسيط]
يا خاضب الشّيب والأيّام تظهره ... هذا شباب لعمر الله مصنوع
أذكرتنى قول ذى لبّ وتجربة ... فى مثله لك تأديب وتقريع
«إنّ الجديد إذا ما زيد فى خلق ... تبيّن النّاس أنّ الثّوب مرقوع» (6)
فهذا جيد فى بابه، (7) وأجود منه لو لم يكن بين البيت الأول والآخر واسطة (7)
__________
(8) انظره فى بديع ابن المعتز 64تحت عنوان «حسن التضمين»، وحلية المحاضرة 2/ 90تحت عنوان «الالتقاط والتلفيق»، وزهر الآداب 1/ 233، والصناعتين 36، وفى بديع أسامة 249تحت عنوان «باب التضمين»، وفى كفاية الطالب 251تحت عنوان «باب التضمين»، وفى تحرير التحبير 140تحت عنوان «باب حسن التضمين» وفى نهاية الأرب 7/ 126تحت قوله: «وأما حسن التضمين» ومعاهد التنصيص 4/ 152
(1) الثقوب: النفاذ.
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «وينسب».
(3) واستعماله القول القرآنى بهذه الطريقة هو الاقتباس.
(4) سقطت «به» من المطبوعتين والمغربيتين، وفى ص: «كالتمثل به».
(5) ديوان كشاجم 262، المقطوعة 3من قافية العين بتحقيقنا وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 251، ومعاهد التنصيص 4/ 169
(6) البيت ثانى بيتين فى عيون الأخبار 2/ 196، مع نسبتهما إلى إبراهيم بن إسماعيل البنوى أو النبوى، وديوان المعانى 1/ 182، وفيه فى الأصل: «النبوى»، وكتبت «النسوى»، وجاء البيت وحده دون نسبة فى العقد الفريد 4/ 187، مع اختلاف يسير فى عيون الأخبار.
(77) ما بين الرقمين جاء فى ع هكذا: «وأجود منه لو لم البيت الأول والآخرة» [كذا]، وفى المطبوعتين فقط: «وأجود منه أن لو لم يكن».(2/719)
لأن الشاعر قد دلّ بذلك على أنه متهم بالسّرق، أو على أن هذا البيت غير مشهور (1)، وليس كذلك، بل هو كالشمس اشتهارا، ولو أسقط البيت الأوسط لكان تضمينا عجيبا لأن ذكر الثوب قد أخرج الثانى من باب الأول إلا فى المعنى، وهذا عند الحذاق أفضل التضمين.
وإنما (2) احتذى كشاجم قول ابن المعتز فى أبيات له (3):
[الطويل]
ولا ذنب لى إن ساء ظنّك بعدما ... وفيت لكم، ربّى بذلك عالم
وها أناذا مستعتب متنصّل ... كما قال عبّاس وأنفى راغم:
«تحمّل عظيم الذّنب ممّن تحبّه ... وإن كنت مظلوما فقل: أنا ظالم» (4)
وأبيات عباس (5) بن الأحنف التى منها البيت المضمّن (6) هى قوله (7):
[الطويل]
وصبّ أصاب الحبّ سوداء قلبه ... فأنحله والحبّ داء ملازم
فقلت له إذا مات وجدا لما به ... مقالة نصح جانبتها المآثم (8)
تحمّل عظيم الذّنب ممّن تحبّه ... وإن كنت مظلوما فقل: أنا ظالم
فإنّك إن لم تحمل الذّلّ فى الهوى ... يفارقك من تهوى وأنفك راغم (9)
غير أن شيخنا أبا عبد الله روى هذه (10) الأبيات أيضا لابن المعتز (11).
__________
(1) انظر ما ذكرته سابقا عن البيت ونسبته.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فإنما».
(3) لم أجد البيتين فى ديوان ابن المعتز. وانظر الأبيات بنسبتها فى كفاية الطالب 251
(4) البيت فى ديوان العباس بن الأحنف 272، وفى ع وخ فقط: «عمن تحبه».
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «العباس»، وفى ف: «وأبيات عباس التى منها».
(6) سقطت كلمة «المضمن» من ع فقط.
(7) البيتان الثالث والرابع فقط فى ديوان العباس بن الأحنف 272، مع بعض اختلاف.
(8) فى المطبوعتين فقط: «إذا مات وجدا بحبه».
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «إن لم تحمل الذنب».
(10) فى ع «روى هذه الأبيات لابن المعتز أيضا»، وسقطت «أيضا» من ف.
(11) لم أعثر على الأبيات فى ديوان ابن المعتز.(2/720)
فهذا (1) نوع من التضمين جيد، وهو الذى أردنا من قبل، وأجود منه أن يصرف الشاعر المضمّن وجه البيت المضمّن عن معنى قائله إلى معناه، نحو قول بعض المحدثين، ونسبه قوم إلى ابن الرومى (2):
[الكامل]
يا سائلى عن خالد عهدى به ... رطب العجان وكفّه كالجلمد (3)
«كالأقحوان غداة غبّ سمائه ... جفّت أعاليه وأسفله ندى»
هكذا أعرفه، ورأيت من يرويه: «يا سائلى عن جعفر (4)» فصرف الشاعر قول النابغة فى صفة الثغر (5):
[الكامل]
تجلو بقادمتى حمامة أيكة ... بردا أسفّ لثاته بالإثمد (6)
كالأقحوان غداة غبّ سمائه ... جفّت أعاليه وأسفله ندى (7)
إلى معناه الذى أراده.
ومن (8) هذا المعنى أيضا قول ابن الرومى لا محالة (9):
[الوافر]
وسائلة عن الحسن بن وهب ... وعمّا فيه من كرم وخير
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فهذا النوع».
(2) لم أجد البيتين فى ديوان ابن الرومى، والبيتان فى زهر الآداب 1/ 233و 234، وينسبان فيه إلى بعض أهل العصر، وكفاية الطالب 252، وينسبان فيه إلى بعض المحدثين، ومعاهد التنصيص 4/ 169، وينسبان فيه إلى ابن الرومى يقولهما فى مأبون.
(3) فى زهر الآداب: «يا سائلى عن جعفر».
(4) انظر التعليق السابق، وفى المطبوعتين فقط: «وروى عن جعفر».
(5) ديوان النابغة الذبيانى 94و 95
(6) القادمتان: الريشتان اللتان فى مقدمتى الجناحين، وقيل: أراد أصبعيها. أسفّ: ذرّ.
والإثمد: الكحل، وكان أهل الجاهلية يغرزون الشفة بالإبرة ثم يذرون عليها الكحل، فيبقى سواده، فيحسّن بياض الثّغر.
(7) الأقحوان: نبت له نور أبيض وسطه أصفر، فشبه الأسنان ببياض ورقه. وغب: بعد.
والسماء: المطر.
(8) فى ف: «ومن هذا المعنى قول الآخر»، وفى المطبوعتين فقط: «بلا محالة».
(9) ديوان ابن الرومى 3/ 1148، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 252، وجاءت فى زهر الآداب 1/ 234دون نسبة. والخير: الأصل والحسب.(2/721)
فقلت: هو المهذّب غير أنّى ... أراه كثير إرخاء السّتور
وأكثر ما يغنّيه فتاه ... حسين حين يخلو بالسّرير (1)
«فلولا الرّيح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذّكور» (2)
والبيت (3) الأخير لمهلهل، فجاء قرع البيض / بالذكور هاهنا عجيبا، وإن كانت اللفظتان فى المعنى غير اللفظتين.
ومن الشعراء من يضمّن قسيما نحو قول بعضهم، أظنه الصولى (4):
[الطويل]
خلقت على باب الأمير كأنّنى ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل (5)
ومنهم من يقلب البيت، فيضمّنه معكوسا، نحو قول العباس بن الوليد ابن (6) عبد الملك (7) لمسلمة بن عبد الملك (8) فى أبيات
__________
(1) فى ص: «وأكثر ما يغنيه بليل حسين»، وفى ف: «ما يغنيه فتاه يماك إذ دنا خلف السرير».
(2) هذا البيت للمهلهل وقد سبق فى باب الغلو ص 674
(3) فى ص: «والبيت الآخر»، وفى المطبوعتين فقط: «فالبيت».
(4) لم أجده فى ديوان الصولى ضمن الطرائف الأدبية، ولكنه جاء بنسبته إلى الصولى فى كفاية الطالب 253، وقد وجدته فى مقدمة أخبار البحترى 21، وبديع أسامة 250أول أربعة أبيات، ووجدته أول ثلاثة أبيات فى نزهة الأبصار 497، ووجدت الأول آخر أربعة أبيات تنسب إلى أبى منصور العبدونى فى المعاهد 4/ 158، وهناك اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(5) فى المطبوعتين فقط جاءت ثلاثة أبيات بعد البيت المذكور، وهى:
إذا جئت أشكو طول ضيق وفاقة ... يقولون: لا تهلك أسى وتحمّل
ففاضت دموع العين من سوء ردّهم ... على النّحر حتّى بلّ دمعى محملى
لقد طال تردادى وقصدى إليكم ... فهل عند رسم دارس من معوّل
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «ابن عبد الملك بن مروان».
(7) هو العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، كان يطلق عليه فارس بنى مروان، وكانت أمه نصرانية، وكان متهما فى دينه، وهو الذى كان على مقدمة عمه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر.
المعارف 359، وجمهرة أنساب العرب 89، وتاريخ الطبرى 7/ 249247، ومعجم الشعراء 104
(8) هو مسلمة بن عبد الملك بن مروان، كان يكنى أبا سعيد، وأبا الأصبغ، ويلقب بالجرادة الصفراء، وهو الذى غزا القسطنطينية، وافتتح فتوحا كثيرة فى الروم، وولى العراق أشهرا، وله عقب كثير، وكان ميمون النقيبة، ت 120هـ.(2/722)
كثيرة (1):
[الوافر]
لقد أنكرتنى إنكار خوف ... يضمّ حشاك عن شتمى وذحلى
كقول المرء عمرو فى القوافى ... لقيس حين خالف كلّ عذل
عذيرك من خليلك من مراد ... أريد حياته ويريد قتلى (2)
والبيت المضمّن لعمرو بن معديكرب الزبيدى، يقوله لابن أخته (3) قيس (4)
ابن زهير بن هبيرة بن مكشوح المرادى، وكان بينهما بعد شديد، وعداوة عظيمة، وحقيقته فى شعر عمرو (5):
__________
المعارف 359و 360و 364و 365و 400و 556و 571وتاريخ الطبرى 6/ 532530 و 599597، وغير ذلك راجع فهارسه، ومعجم الشعراء 278، وجمهرة أنساب العرب 103 105، وسير أعلام النبلاء 5/ 241وما فيه من مصادر.
(1) الأبيات تنسب إلى العباس بن الوليد فى الأمالى 1/ 14ضمن ستة أبيات، وزهر الآداب 2/ 662ضمن ثمانية أبيات، ومعجم الشعراء 104ضمن ستة أبيات، والممتع 159ضمن ستة أبيات، وفى التنبيه على أمالى أبى على فى أماليه 23أنكر البكرى على أبى على نسبته الأبيات إلى العباس بن الوليد، وقال: «وهذا الشعر لعبد الرحمن بن الحكم يعاتب به مروان بن الحكم أخاه بلا اختلاف، ولم يكن العباس بن الوليد شاعرا، إنما كان رجلا بئيسا، وهو فارس بنى مروان، وإنما كتب العباس بهذا الشعر متمثلا لم يغير منه إلا الكنية، وعبد الرحمن شاعر متقدم، وهو الذى كان يهاجى عبد الرحمن بن حسان».
وقيل مثل هذا فى سمط اللآلى 1/ 6562، وينقض ما قيل فيهما من أن العباس لم يكن شاعرا ما أثبته المرزبانى من أشعار له فى معجم الشعراء، والبيتان الثانى والثالث فى كفاية الطالب 252، بنسبتهما إلى العباس بن الوليد، وهناك اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(2) فى ع: «عذيرى أريد حباءه»، وفى ص: «أريد حياه».
(3) فى ع فقط وكفاية الطالب: «أخيه».
(4) فى ع: «قيس بن زهير بن مكشوح»، وفى ص والمغربيتين: «قيس بن هبيرة»،
وفى ف: «قيس بن هبيرة بن المكشوح». ويحسن الرجوع إلى ما قاله محقق الديوان عن هذا فى ص 88وما بعدها.
(5) ديوان عمرو بن معديكرب 92و 96، وفى الأولى: «أريد حباءه»، وفى الأخرى:
«أريد حياته».(2/723)
[الوافر]
أريد حياته ويريد قتلى ... عذيرك من خليلك من مراد (1)
وكان علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه إذا رأى ابن ملجم تمثل بهذا البيت (2).
ومن التضمين ما يجمع فيه الشاعر قسيمين (3) من وزنين، كقول على ابن الجهم يعرّض بفضل الشاعرة جارية المتوكل وبنان (4) المغنى، وكانا يتعاشقان، فإذا (5) غنّى:
[مجزوء الرمل]
اسمعى أو خبّرينا ... يا ديار الظّاعنينا (6)
غنّت هى كالمجاوبة له عما يقول (7):
[الوافر]
ألا حيّيت عنّا يا مدينا ... وهل بأس بقول مسلّمينا؟!
فقال على منبها عليهما فى ذلك (8):
[مجزوء الرمل]
كلّما غنّى بنان ... اسمعى أو خبّرينا
أنشدت فضل ألا حي ... ييت عنّا يا مدينا
عارضت معنى بمعنى ... والنّدامى غافلونا
أحسنت إذ لم تجاوب ... هم ديار الظّاعنينا
__________
(1) فى ع: «أريد حباءه عذيرى، وفى ص: «أريد حياه».
(2) انظر فى هذا ما جاء فى الكامل 3/ 198، وشرح نهج البلاغة 6/ 115و 9/ 118، ونثر الدر 1/ 300
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «قسمين».
(4) انظر أخبار جنان وبنان فى الأغانى 19/ 301، وانظر عن فضل طبقات ابن المعتز 426، والإماء الشواعر 59
(5) فى ع: «فإذا» فقط بإسقاط «غنى بنان»، وفى ف والمطبوعتين فقط: «فإذا غنى بنان».
(6) هذا البيت والذى بعده فى ديوان على بن الجهم هامش 185نقلا عن العمدة.
(7) قائل البيت هو الكميت. انظر ديوانه 2/ 114
(8) ديوان على بن الجهم 185، وفيه «بنان»، ويشكل الضبط على الكثيرين، ففى الأغانى «بنان» أمة شاعرة، و «بنان» شاعر مغن. انظر الأغانى 19/ 304و 307، والإماء الشواعر 71، فى الأصل والهامش و 167(2/724)
لو أجابتهم لصرنا ... آية للسّائلينا
واستعاد الصّوت مولا ... ها وحثّ الشّاربينا
قلت للمولى وقد دا ... رت حميّا الكأس فينا
ربّ صوت حسن ين ... بت فى الرّأس قرونا
وأنشد ابن المعتز (1) فى باب التضمين قول الأخطل (2):
[الكامل]
ولقد سما للخرّمىّ فلم يقل ... يوم الوغى لكن تضايق مقدمى
(3) إشارة إلى قول عنترة العبسى (4):
[الكامل]
إذ يتّقون بى الأسنّة لم أخم ... عنها ولكنّى تضايق مقدمى (3) (5)
وهذا تضمين أنت ترى كيف هو.
وأنشد لآخر (6):
[السريع]
عوّذ لمّا بتّ ضيفا له ... أقراصه منّى بياسين (7)
فبتّ والأرض فراشى وقد ... غنّت «قفانبك» مصارينى
ومن التضمين ما يحيل الشاعر فيه إحالة، ويشير به إشارة، فيأتى (8)
كأنه نظم الأخبار، أو شبيه به، وذلك نحو قول بعضهم فى معنى قول ابن المعتز (9):
__________
(1) بديع ابن المعتز 64، وفيه: «الأخيطل»، وفى الصناعتين 36دون نسبة.
(2) البيت ليس فى ديوان الأخطل، وفى بديع أسامة 249أنه لمسلم بن الوليد، ولم أجده فى ديوانه، وفى الصناعتين 36دون نسبة.
(33) ما بين الرقمين ساقط من ع وف فقط.
(4) ديوان عنترة 215، وانظره فى بديع أسامة 249
(5) فى الديوان: «ولو أنى تضايق». و «لم أخم» لم أجبن عنها.
(6) فى بديع ابن المعتز 64، والصناعتين 36، وبديع أسامة 250، والمعاهد 4/ 157، دون نسبة فى الجميع.
(7) فى بديع ابن المعتز والصناعتين وبديع أسامة: «أقراصه بخلا بياسين».
(8) فى المطبوعتين فقط: «فيأتى به».
(9) سبق هذا فى ص 720(2/725)
[الطويل]
كما قال عبّاس وأنفى راغم
إنه لم يرد الأبيات المتقدم (1) ذكرها، وإنما أراد قوله / للرشيد حين هجرته ماردة (2):
[السريع]
لابدّ للعاشق من وقفة ... يكون بين الوصل والصّرم
حتّى إذا الهجر تمادى به ... راجع من يهوى على رغم (3)
وهذا النوع أبعد التضمينات كلها، وأقلّها وجودا، وذلك نحو قول أبى تمام (4):
[الطويل]
لعمرو مع الرّمضاء والنّار تلتظى ... أرقّ وأخفى منك فى ساعة الكرب
أراد البيت المضروب به المثل (5):
[البسيط]
المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرّمضاء بالنّار (6)
وقد صنعت أنا فى معنى الهجاء (7):
[مجزوء الرمل]
عرسه من غير ضير ... عرس زيد بن عمير
أبدا تزنى فإن تط ... مث تقد حبّا لأير (8)
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «المقدم».
(2) ديوان العباس بن الأحنف 282
(3) فى الديوان: «حتى إذا ما مضّه شوقه».
(4) ديوان أبى تمام 4/ 170، والمعاهد 4/ 201
(5) انظره فى ديوان أبى تمام 4/ 171، والمعاهد 4/ 201و 202و 203، وانظر الفاخر 94، والأمثال 263، وجمهرة الأمثال 2/ 160، وفصل المقال 377و 378، وفيه: إن القائل هو «التّكلام»، وعنه قال بعض محققى كتب الأمثال المذكورة آنفا، وفيه وفى غيره تبعا له: إن القائل «أبو نجدة لخيم بن ربيعة».
(6) الرمضاء: التراب الحار، وقد رمض التراب إذا حمى، ومنه قيل: شهر رمضان لأنهم حين سمّوا الشهور وافق شهر رمضان وقت شدة الحر.
(7) ديوان ابن رشيق 83و 84
(8) سقط البيت من ف ومغربية. وفى الديوان والمطبوعتين: «فإن حاضت تقد».(2/726)
ولها رجلان من نا ... قة كعب بن زهير
هكذا تبنى المعالى ... ليس إلّا كلّ خير
زيد بن عمير (1) هو الذى يقول فى زوجته (2): [الطويل]
تقود إذا حاضت وإن طهرت زنت
فهى أبدا يزنى بها وتقود (3)
وكعب بن زهير يقول فى صفة (4) ناقته (5): [البسيط]
تهوى على يسرات وهى لاهية
ذوابل وقعهنّ الأرض تحليل (6)
فكأن (7) هذه المرأة فى حاليها لا تقع رجلاها بالأرض: إما لكثرة (8)
مباضعة، أو (9) سرعة مشى فى فساد!!
ومن أنواع التضمين تعلّق (10) القافية بأول البيت الذى بعدها، وقد تقدم ذكره (11).
__________
(1) لم أعثر له على ترجمة. وفى ف: «زيد بن عمرو».
(2) فى العقد الفريد 6/ 112و 113: «يقول لأمته».
(3) فى العقد: «فإن طمثت قادت» وقبله:
أعاتبها حتى إذا قلت أقلعت ... أبى الله إلا خزيها فتعود
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «فى وصف».
(5) ديوان كعب بن زهير 33، مع بعض اختلاف.
(6) تهوى: تسرع. واليسرات: القوائم الخفاف. وذوابل: ليست برهلة. وتحليل: من تحلّة اليمين، بأن يفعل الإنسان الشىء اليسير مما حلف عليه تحلة ليمينه.
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «فكانت».
(8) فى ع والمغربيتين: «إما كثرة»، وفى ف: «إما من كثرة».
(9) فى ع فقط: «وإما سرعة»، وفى المطبوعتين: «أو شدة مشى».
(10) فى المطبوعتين فقط: «تعليق».
(11) انظر هذا الموضوع فى باب القوافى ص 273(2/727)
وأما الإجازة (1): فإنها بناء الشاعر بيتا أو قسيما يزيده على ما قبله، وربما أجاز بيتا أو قسيما بأبيات كثيرة.
فأما ما أجيز فيه قسيم بقسيم فقول بعضهم لأبى العتاهية أجز (2):
[مجزوء الرمل]
برد الماء وطابا
فقال:
حبّذا الماء شرابا
وأما ما أجيز فيه بيت ببيت فقول حسان بن ثابت، وقد أرق ذات ليلة / فقال (3):
[الطويل]
متاريك أذناب الأمور إذا اعترت ... أخذنا الفروع واجتنبنا أصولها
وأجبل، فقالت ابنته: يا أبه (4)، ألا أجيز عنك؟ قال: أو عندك ذلك (5)؟
قالت: بلى، قال: فافعلى، فقالت (6):
[الطويل]
مقاويل للمعروف خرس عن الخنا ... كرام يعاطون العشيرة سولها
فحمى الشيخ عند ذلك، فقال (7):
[الطويل]
وقافية مثل السّنان ردفتها ... تناولت من جوّ السّماء نزولها (8)
__________
(1) سبق هذا الموضوع فى باب فى البديهة والارتجال ص 308
(2) سبق هذا فى باب فى البديهة والارتجال ص 307
(3) ديوان حسان بن ثابت 329، وانظر الخبر كاملا فى الشعر والشعراء 1/ 307، والموشح 85و 86، والديوان.
وفى الديوان: «إذا التوت أخذنا».
(4) فى ف والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «يا أبت». وأجبل: انقطع عنه الشعر.
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «ذاك»، وفى المغربيتين: «وعندك ذلك».
(6) ديوان حسان بن ثابت 329
(7) ديوان حسان 329
(8) فى الديوان: «وقافية عجّت بليل ثقيلة تلقيت»، وفى الهامش: «وقافية مثل السنان رزينة».(2/728)
فقالت ابنته:
[الطويل]
براها الّذى لا ينطق الشّعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها (1)
وذكر أن العباس بن الأحنف دخل على الذّلفاء، فقال: أجيزى عنى هذا البيت (2):
[الكامل]
أهدى له أحبابه أترجّة ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر
فقالت غير مفكرة (3):
[الكامل]
خاف التّلوّن إذ أتته لأنّها ... لونان باطنها خلاف الظّاهر
فحلف (4) بكل الأيمان، وكانت تعزه، لئن ظهر البيت إن دخلت منزلكم أبدا، وأضافه إلى بيته.
وأما ما أجيز فيه قسيم (5) ببيت / ونصف فقول الرشيد للشعراء أجيزوا (6):
[المجتث]
الملك لله وحده
فقال الجمّاز:
وللخليفة بعده
وللمحبّ إذا ما ... حبيبه بات عنده
__________
(1) ليس فى الديوان ما يدل على أن ابنته قائلة البيت، وإنما هو له، وفيه: «يهاب الذى لا ينطق الشعر مثلها»، وفى الهامش: «يراها» وكذلك بالمثناة التحتية فى ف والمغربيتين والشعر والشعراء والموشح.
(2) ديوان العباس بن الأحنف 150، وليس فيه ما يدل على أن أحدا غيره قال البيت الثانى.
انظر كلام المؤلف بعدهما.
(3) ديوان العباس بن الأحنف 150، والبيتان دون نسبة فى العقد الفريد 2/ 302باختلاف يسير جدا.
(4) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «فحلف لها بكل».
(5) فى ع وف فقط: «قسيم بيت ونصف»، وفى ص: «قسيم بقسيم ونصف»،
وفى م: «قسيم بيت ببيت ونصف»، واعتمدت ما فى خ والمغربيتين.
(6) البيتان معا دون نسبة فى العقد الفريد 6/ 428، وقد سبق ذلك فى باب فى البديهة والارتجال ص 308(2/729)
واستجاز سيف الدولة أبا الطيب قول عباس بن الأحنف (1):
[المتقارب]
أمنّى تخاف انتشار الحديث ... وحظّى فى ستره أوفر؟! (2)
فصنع القصيدة المشهورة (3):
[المتقارب]
هواك هواى الّذى أضمر ... وسرّك سرّى فما أظهر؟ (4)
إلا أنه خرج فيها عن المقصد.
والإجازة فى هذا الموضع / مشتقة المعنى من الإجازة فى السّقى، يقال:
أجاز فلان فلانا، إذا سقى له، أو سقاه (5)، الشّكّ منى، وأما اللفظة فصحيحة فصيحة.
وقال ابن السكيت (6): يقال للذى يرد على أهل الماء فيستسقى مستجيز، قال القطامى (7):
[الطويل]
وقالوا: فقيم قيّم الماء فاستجز ... عبادة، إنّ المستجيز على قتر (8)
ويجوز أن يكون من «أجزت عن فلان الكأس»، إذا تركته وسقيت غيره، فجازت عنه دون أن يشربها، قال أبو نواس (9):
__________
(1) ديوان العباس بن الأحنف 171
(2) فى ع: «وحظى فى صونه» وفى الديوان: «وحظى من صونه»، وما فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق ما جاء فى ديوان المتنبى 2/ 92
(3) ديوان المتنبى 2/ 92
(4) فى الديوان جاء الشطر الأول هكذا: «رضاك رضاى الذى أوثر».
(5) انظر اللسان فى [جوز]، والكلام كله فى كفاية الطالب 46
(6) انظره فى اللسان فى [جوز] مع اختلاف فى التعبير.
(7) ديوان القطامى 73، والبيت فى كفاية الطالب 47، واللسان فى [جوز].
(8) فى م كتب المحقق رحمه الله: «قال شارح ديوانه: استجز: اطلب أن تسقى إبلك، يقال: أجزنا، أى: اسقنا، ونجيزك: نسقيك، والجواز: الذى تشربه من ماء قوم ثم تمر، وعلى قتر:
أى على خوف، ويقال: على خطر وحذر من ألا يسقى».
(9) ديوان أبى نواس 22(2/730)
[الطويل]
وقلت لساقينا: أجزها، فلم أكن ... ليأبى أمير المؤمنين وأشربا (1)
فجوّزها عنّى عقارا ترى لها ... إلى الشّرف الأعلى شعاعا مطنّبا
وقد تقدم ذكر الإجازة التى فى عيوب القوافى، وذكرت اشتقاقها (2).
ومن (3) هذا الباب نوع يسمّى «التمليط» (4)، وهو أن يتساجل الشاعران، فيصنع هذا قسيما، وهذا قسيما لينظر أيهما ينقطع قبل صاحبه.
وفى الحكاية (5) أن امرأ القيس قال للتوأم اليشكرى: إن كنت شاعرا كما تقول فملّط أنصاف ما أقول، فأجزها، قال: نعم، قال امرؤ القيس:
[الوافر]
أحار ترى بريقا هبّ وهنا
فقال التوأم:
/ كنار مجوس تستعر استعارا
فقال امرؤ القيس:
أرقت له ونام أبو شريح
فقال التوأم:
إذا ما قلت قد هدأ استطارا
ولم يزالا (6) هكذا، يصنع هذا قسيما، وهذا قسيما إلى آخر الأبيات، وقد تقدم إنشادها فى باب أدب الشاعر من هذا الكتاب.
__________
(1) فى ع وف فقط: «لساقيها»، وفى المطبوعتين: «أجزنا»، وفى الديوان والمغربيتين «فلم يكن».
(2) انظر ذلك فى باب القوافى ص 265وما بعدها.
(3) فى ع: «ومن هذا النوع باب»، وفى ص: «ومن هذا النوع نوع»، واعتمدت ما فى ف والمطبوعتين والمغربيتين.
(4) سبق هذا كله فى «باب فى أدب الشاعر» ص 323
(5) انظر الحكاية فى «باب فى أدب الشاعر» ص 324و 325
(6) فى م: «ولا يزالان»، وفى المغربيتين: «فلم يزالا».(2/731)
وربما ملّط الأبيات شعراء جماعة، كما حكى (1) أن أبا نواس، والعباس بن الأحنف، والحسين بن الضحاك الخليع، ومسلم بن الوليد الصريع خرجوا فى متنزه لهم، ومعهم يحيى (2) بن المعلى، فقام يصلى بهم، / فنسى «الحمد» (3)، وقرأ {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص: 1]، فأرتج عليه فى نصفها، فقال أبو نواس: أجيزوا (4):
[مجزوء الرجز]
أكثر يحيى غلطا ... فى قل هو الله أحد
فقال عباس:
قام طويلا ساهيا ... حتّى إذا أعيا سجد
فقال صريع (5):
يزحر فى محرابه ... زحير حبلى بولد
فقال الخليع:
كأنّما لسانه ... شدّ بحبل من مسد
وأنشدنى (6) هذه الأبيات بعض أصحابنا على طريق الاستملاح / لها، والإطراف (7) بها، وقال: هذا الذى يعجز الناس عنه، قلت: فما بال عباس
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «كما يحكى»، وانظر الحكاية فى كفاية الطالب 50
(2) فى بدائع البدائه 231، «يحيى بن معاذ»، وكذلك فى ديوان الخليع 40، ولكن فى هامشه ذكر مثل ما فى العمدة. وما فى العمدة يوافقه ما جاء فى أخبار أبى نواس لابن منظور 30/ 10078ضمن الأغانى ط الشعب.
(3) يقصد نسى قراءة فاتحة الكتاب.
(4) القصة بالرجز كله بما فيه قول ابن رشيق فى بدائع البدائه 231، وجاءت القصة مع الرجز دون قول ابن رشيق فى ديوان الخليع 40و 41، والمختار من قطب السرور 421، مع اختلاف فيها فى نسبة الأبيات، فالأول فيها لأبى نواس، والثانى لمسلم بن الوليد، والثالث للعباس بن الأحنف، والأخير للحسين بن الضحاك الخليع. وما فى أخبار أبى نواس السابق ذكره يوافق العمدة.
(5) فى ع فقط: «قال»، وفى ف والمطبوعتين: «فقال مسلم بن الوليد».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «وأنشدنى بعض أصحابنا هذه الأبيات»، ونقل ذلك فى كفاية الطالب 50
(7) فى ف: «والإظراف» وهو تصحيف، وفى المطبوعتين: «والاستظراف»، وما فى ع وص وف والمغربيتين بدون التصحيف يوافق كفاية الطالب.(2/732)
أو أبى نواس (1) لم يقل بعد البيت الأول (2):
[مجزوء الرجز]
ونسى الحمد فما ... مرّت له على خلد
لا سيما (3) وقد كان ذلك حقيقة، وكذلك (4) جرت الحكاية، فقال: ولمن البيت؟ فقلت: ابن (5) وقته.
واشتقاق التمليط من أحد شيئين: أولهما: أن يكون من الملاطين، وهما جانبا السّنام فى مردّ الكتفين، قال جرير (6):
[الطويل]
ظللن حوالى خدر أسماء وانتحى ... بأسماء موّار الملاطين أروح (7)
فكأن كلّ قسيم ملاط، أى: جانب من البيت، وهما عند ابن السكيت العضدان.
والآخر وهو الأجود: أن يكون اشتقاقه من الملاط، وهو الطين يدخل فى البناء يملّط به الحائط ملطا، أى: يدخل بين اللّبن حتى يصير شيئا واحدا.
وأما الملط وهو الذى لا يبالى ما صنع والأملط الذى لا شعر (8) فى جسده فليس لاشتقاقه منهما وجه.
* * * __________
(1) فى ع وف ومغربية: «وأبى نواس»، وفى المطبوعتين: «وأبى نواس لم يقولا»، وما فى ص يوافق المغربية الأخرى.
(2) هذا البيت ليس فى ديوان ابن رشيق، وهو فى بدائع البدائه 231
(3) فى المطبوعتين فقط «ولا سيما».
(4) فى ص: «وكذلك الحكاية»، وفى ف والمغربيتين: «وكذلك جرته الحكاية».
(5) فى ف: «من وقته»، وفى المطبوعتين فقط: «لابن وقته».
(6) ديوان جرير 2/ 835، وانظره فى كفاية الطالب 49و 63
(7) الموّار: الكثير الحركة. والأروح: الواسع ما بين القوائم.
(8) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «لا شعر عليه فى جسده».(2/733)
باب الاتساع (9)
/ وذلك أن يقول الشاعر بيتا يتسع فيه التأويل، فيأتى كل واحد بمعنى، وإنما يقع ذلك لاحتمال اللفظ، وقوّته، واتساع المعنى، من ذلك قول امرىء القيس (1):
[الطويل]
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
فإنما أراد أنه يصلح للكرّ والفرّ، ويحسن مقبلا ومدبرا، ثم قال: «معا» أى:
جميع ذلك فيه، وشبّهه فى سرعته، وشدة جريه وحضره (2) بجلمود صخر حطّه السيل من أعلى الجبل، وإذا انحطّ من عل (3) كان شديد السرعة، فكيف إذا أعانته قوة السيل من ورائه؟!
وذهب قوم منهم عبد الكريم إلى أن معنى قوله: «كجلمود صخر حطّه السيل من عل» إنما هو الصلابة لأن الصخر عندهم كلما كان أظهر للشمس والريح كان أصلب (4).
وقال بعض من فسّره من المحدثين: إنما أراد الإفراط، فزعم أنه يرى مقبلا مدبرا (5) فى حال واحدة عند الكر والفر لشدة سرعته، واعترض على نفسه، فاحتج (6) بما يوجد / عيانا، فمثّله بالجلمود المنحدر من قنّة (7) الجبل، فإنك ترى ظهره فى النّصبة (8) على الحال التى ترى فيها بطنه، وهو مقبل إليك، ولعل هذا
__________
(9) انظره فى تحرير التحبير 454، والمنزع البديع 429
(1) ديوان امرئ القيس 19، وانظره بما قيل عنه فى تحرير التحبير 454
(2) سقط قوله: «وحضره» من المطبوعتين فقط.
والحضر: ارتفاع الفرس فى عدوه.
(3) فى المطبوعتين فقط: «من عال».
(4) فى ف فقط بعد هذا: «وزعم بعض المتعقبين أنه جبل بعينه اسمه عل».
(5) فى ف والمغربيتين: «ومدبرا».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «واحتج».
(7) القنّة: أعلى الشىء.
(8) النّصبة: واحدة النّصب بمعنى الارتفاع، وقيل: النّصب: السير اللّيّن.(2/734)
ما مرّ قط ببال امرئ القيس، ولا خطر فى وهمه، ولا وقع فى خلده، ولا روعه.
ومثله قول أبى نواس (1):
[الطويل]
ألا سقّنى خمرا وقل لى هى الخمر (2)
فزعم بعض (3) من فسّره أنه إنما قال: «وقل لى هى الخمر» ليلتذّ السمع بذكرها، كما التذّت العين برؤيتها، والأنف بشمّها، واليد بلمسها، والفم بذوقها.
وأبو نواس ما أظنه ذهب هذا المذهب، ولا سلك هذا الشّعب، ولا أراه أراد إلا الخلاعة والعبث الذى بنى عليه القصيدة، ودليل ذلك أنه قال تمام (4) البيت:
ولا تسقنى سرّا إذا أمكن الجهر (5)
ويروى: «فقد أمكن الجهر»، فذهب / إلى المجاهرة، وقلّة المبالاة بالناس، والمداراة لهم فى شرب الخمر بعينها التى لا اختلاف بين المسلمين فيها.
وقد ثبت أن المأمون ذمّ أخاه (6) / الأمين على المنابر، وذكر فى مذامّه أنه صحب شاعرا من أمره ومن / قصّته أنه (7) يجاهر بالمعاصى، ويقول فى قصيدة أوّلها كذا، وأنشد البيت (8):
[الطويل]
فبتنا يرانا الله شرّ عصابة ... نجرّر أذيال الفسوق ولا فخر (9)
__________
(1) ديوان أبى نواس 28، والمذكور صدر بيت عجزه: «ولا تسقنى سرّا إذا أمكن الجهر» وسيأتى فى الشرح.
(2) فى الديوان والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «ألا فاسقنى».
(3) سقطت كلمة «بعض» من ع فقط.
(4) فى المطبوعتين فقط: «فى تمام».
(5) فى ف: «ولا تتعنى سرا» [كذا].
(6) انظر محاضرات الأدباء 1/ 2/ 681وديوان المعانى 1/ 202
(7) سقط قوله: «أنه»، من ع وص وف.
(8) ديوان أبى نواس 28
(9) فى م فقط: «نجر بأذيال»، وفى الهامش كتب: «يروى: نجرر أذيال وهى خير مما فى الأصل».(2/735)
ومثل ذلك قول المفضّل الضبى بين يدى الرشيد، والكسائى (1)
حاضر، فى معنى قول الفرزدق (2):
[الطويل]
أخذنا بآفاق السّماء عليكم ... لنا قمراها والنّجوم الطّوالع
وقد سأل الأمين والمأمون: ما معناه؟ فقالا: معناه فى قوله: «قمراها» تغليب المستعمل عندهم لأن القمر أكثر استعمالا عند العرب من الشمس، وكذلك قولهم: «العمران» لما كان «عمر» أطول أياما، وأكثر تأثيرا، فقال الرشيد: هكذا أخبرنا هذا الشيخ، وأشار إلى الكسائى (3).
فقال المفضل: بل مراده ب «العمرين» جدّاك «إبراهيم» و «محمد صلى الله عليهما» وب «النجوم الطوالع» أنت وآباؤك الطيبون. فأعجب الرشيد بذلك، ووصله.
والفرزدق ما قصد إلى شىء من ذلك، ولا أراده، ولا علم أن الرشيد / (4)
يكون بعده أمير المؤمنين، وإنما أراد أن كلّ مشهور فاضل فهو لنا عليكم، ومنّا لا منكم، فنحن أشرف بيتا، وأظهر فضلا، وأبعد صوتا، إلا أن التى جاء بها المفضل ملحة أفادت مالا (5).
__________
(1) هو على بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدى، مولاهم، يكنى أبا الحسن، ويلقب بالكسائى لكساء أحرم فيه، كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم فى الغريب، وأوحد فى علم القرآن، كان ذا منزلة رفيعة عند الرشيد. ت 189هـ.
المعارف 545، والفهرست 72، وطبقات الزبيدى 127، وتاريخ بغداد 11/ 403، ومعجم الأدباء 13/ 167، ووفيات الأعيان 3/ 295، وإنباه الرواة 2/ 256، ونزهة الألباء 58، وبغية الوعاة 2/ 162، والنجوم الزاهرة 2/ 130، والشذرات 1/ 321، وسير أعلام النبلاء 9/ 131وما فيه من مصادر.
(2) ديوان الفرزدق 2/ 519
(3) انظر البيت وموضوع التغليب فى الكامل 1/ 143، والعقد الفريد 2/ 486
(4) فى المطبوعتين فقط: «أن الرشيد بعده يكون».
(5) نفاق العلماء للحكام إما أن يفيدهم مالا، وإما أن يفيدهم منصبا يأتى بالمال، وإما أن يفيد الحاكم جبروتا وطغيانا، وليس هذا مقصورا على عصر دون آخر!! هذا ولم أعثر على مصدر ذكر قول المفضل هذا.(2/736)
وتعلّق (1) بهذا قول أبى الطيب يذكر الروم (2):
[الطويل]
وقد بردت فوق اللّقان دماؤهم ... ونحن أناس نتبع البارد السّخنا (3)
أراد أنّا نتبع البارد من الدماء سخنا، كأنه يتوعدهم بقتل آخر، فيكون قد أخذه من قول سويد بن كراع وهى أمّه يصف كلابا وثورا (4):
[الطويل]
فهنّ عليه الموت، والموت دونه ... على روقه منه مذاب وجامد (5)
قال الأصمعى: يعنى بالمذاب الحارّ، وبالجامد البارد.
ويجوز أن يكون أبو الطيب أراد: ونحن أناس نتبع البارد من الطعام سخنا، وكذلك أيضا عادتنا فى الدماء، فيكون قد فرّع.
وزعم قوم فى قوله يشفع لبنى كلاب إلى سيف الدولة (6):
[الوافر]
وتملك أنفس الثّقلين طرّا ... فكيف تحوز أنفسها كلاب؟
/ أنه لم يرد القبيلة، وإنما جعلهم كلابا، على باب التحقير لقدرهم، والتلطف لهم، كما جعلهم فى البيت الأول ذئابا سرّاقا.
ولا أظن ذلك، بل لا أحققه لأن فى القصيدة (7):
[الوافر]
ولو غير الأمير غزا كلابا ... ثناه عن شموسهم ضباب (8)
__________
(1) فى ف والمطبوعتين: «ويتعلق». وفى المغربيتين: «وتعلق بها» وهو سهو لأنهما يكتبان الكلمة دائما هكذا «هاذا».
(2) ديوان المتنبى 4/ 168
(3) اللّقان: بلد من بلاد الروم. انظر معجم البلدان. وفى الديوان: «فقد بردت».
(4) البيت من قصيدة لسويد بن كراع فى كتاب الاختياريين 434، وقد عرفت ذلك من إشارة فى هامش كتاب المعانى الكبير 1/ 490
(5) فى ص والمطبوعتين والمغربيتين: «فهز عليه»، وفى ف: «على رواقه»، وفى الاختيارين: «لهن عليه على حدّ روقيه مذاب».
(6) ديوان المتنبى 1/ 75
(7) ديوان المتنبى 1/ 83
(8) الشموس: النساء، أو السادة. والضباب: إما كثرة العدد، وإما ما يثار من الكر والفر من تراب المعركة.(2/737)
ولاقى دون ثأيهم طعانا ... يلاقى عنده الذّئب الغراب (1)
إلا إن يحملوا على الشاعر التناقض، وينسبوه إلى قلّة التحصيل، فذلك إليهم، على أن هذه القصيدة قليلة النظير فى شعره تناسبا، وطبعا، وصنعة، ومثلها الرائية (2) فى وزنها وذكر القصة بعينها.
* * * __________
(1) الثأى: حجارة توضع حول الأخبية بعيدا عنها لتكون مأوى للرعاة والحراسة، يلاقى عندها الذئب الغراب كناية عن كثرة الجثث التى تأكل منها سباع الطير والحيوان.
وفى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «يلاقى عندها»، وما فى ص وف يوافق الديوان.
(2) انظر الرائية فى ديوان المتنبى 2/ 100وأولها:
طوال قنا تطاعنها قصار ... وقطرك فى ندى ووغى بحار(2/738)
باب الاشتراك (9)
/ وهو أنواع: منها ما يكون فى اللفظ، ومنها ما يكون فى المعنى، فالذى يكون فى اللفظ ثلاثة أشياء:
أحدها (1): أن تكون اللفظتان راجعتين إلى حدّ واحد، ومأخوذتين من أصل واحد، فذلك اشتراك محمود، وهو التجنيس، وقد تقدم القول فيه.
والنوع الثانى: أن تكون (2) اللفظة تحتمل تأويلين: / أحدهما يلائم المعنى الذى / أتت فيه، والآخر لا يلائمه، ولا دليل فيها (3) على المراد، كقول الفرزدق (4):
[الطويل]
وما مثله فى النّاس إلّا مملّك ... أبو أمّه حىّ أبوه يقاربه (5)
فقوله: «حىّ» يحتمل القبيلة، ويحتمل الواحد الحى، وهذا اشتراك (6)
مذموم قبيح، والمليح (7) تحفّظ كثير فى قوله يشبب (8):
__________
(9) انظره فى كفاية الطالب 135تحت عنوان «باب الاشتراك»، وتحرير التحبير 339تحت عنوان «باب الاشتراك» وما فيه من مصادر، ونهاية الأرب 7/ 178، عند قوله: «وأما الاشتراك».
(1) فى المطبوعتين فقط: «فأحدها أن يكون اللفظان راجعين ومأخوذين».
(2) فى المطبوعتين فقط: «أن يكون اللفظ يحتمل».
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «فيه».
(4) ديوان الفرزدق 1/ 108، وتجده فى الكامل 1/ 28، والموشح 152و 162، والصناعتين 162، ونقد النثر 87، ومسائل الانتقاد 188، وسر الفصاحة 101، وتحرير التحبير 339، والمثل السائر 1/ 397، وكفاية الطالب 135، ومعاهد التنصيص 1/ 43
(5) فى جميع المصادر المذكورة سابقا ما عدا الديوان ومسائل الانتقاد وتحرير التحبير «إلا مملكا»، وكذلك فى ع وف والمطبوعتين، واعتمدت ما فى ص والمغربيتين والديوان ومسائل الانتقاد وتحرير التحبير وذلك لأن الفرزدق تميمى، وهم لا يعملون «ما» عمل «ليس»، ولذلك لا نراه بالنصب إلا فى رواية البصريين الذين يعملون «ما» عمل «ليس»، وفى أثناء تحقيقى كتاب مسائل الانتقاد كنت قد عثرت على البيت فى ديوان الفرزدق طبعة بيروت ضمن مجموعة دواوين، وفيه «مملك» انظر مسائل الانتقاد بتحقيقنا 188، ولم أكن تملكت الجزء الأول من طبعة الصاوى. وسيأتى البيت فى ص 1045
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «وهذا الاشتراك».
(7) فى خ: «والمليح يحفظ كثير»، وفى م: «والمليح الذى يحفظ لكثير» فزاد المحقق «الذى» بين معقوفين وزاد اللام قبل «كثير»، ولا ندرى لماذا كل هذا التكلف!! اللهم إلا اعتماده نسخة خ ومحاولة تصحيحها دون الرجوع إلى أى مخطوط!!
(8) ديوان كثير 369، وانظرهما فى كفاية الطالب 135، وتحرير التحبير 339،(2/739)
[الطويل]
لعمرى لقد حبّبت كلّ قصيرة ... إلىّ وما يدرى بذاك القصائر (1)
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطا شرّ النّساء البحاتر
فأنت ترى فطنته (2) لما أحسّ بالاشتراك كيف نفاه، وأعرب عن معناه الذى نحا إليه.
ومن نوع قول الفرزدق قول كشاجم يذكر الميدان (3):
[الرجز]
عمرته بفتية صباح ... سمح، بأعراضهم شحاح (4)
فنحن نعلم أنه أراد: «سمح شحاح بأعراضهم»، ولكن فيه من اللبس ما هو أولى به (5) من التأويل.
والنوع الثالث ليس من هذين (6) فى شىء، وهو سائر الألفاظ المبتذلة المتكلم (7) بها، لا يسمّى تناولها سرقة، ولا تداولها اتباعا لأنها مشتركة، لا أحد من الناس / أولى بها من الآخر، فهى مباحة غير محظورة، إلا أن تدخلها استعارة، أو تصحبها قرينة تحدث فيها معنى، أو تفيد فائدة، فهناك يتميز الناس، ويسقط اسم الاشتراك الذى يقوم به العذر، ولو غيرت اللفظة، وأتى بما يقوم مقامها، كقول ابن أحمر (8):
[الكامل]
بمقلّص درك الطّريدة متنه ... كصفا الخليفة بالفضاء الملبد (9)
__________
ونهاية الأرب 7/ 179، وفى الجميع ما عدا كفاية الطالب: «وأنت التى»، فى البيت الأول.
(1) فى ف وم: «وما تدرى» بالمثناة الفوقية، وفى ف: «وأنت الذى حببت
وما تدرى بذلك»، وفى مغربية: «وما تدرى بذلك» وفى الأخرى: «وما تدرى بذاك».
(2) فى ع: «فطنته كيف لما أحس بالاشتراك نفاه»، وفى ف: «فطنة» وفى المطبوعتين: «لما أحس باشتراك»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(3) ديوان كشاجم 84، المقطوعة رقم 12، من قافية الحاء، بتحقيقنا.
(4) فى ديوان: «بيض بأعراضهم».
(5) سقطت «به» من المطبوعتين فقط.
(6) فى المطبوعتين فقط: «ليس من هذا».
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «للتكلم بها».
(8) شعر عمرو بن أحمر 56، وانظره فى كتاب الخيل 149ط الهند، والمعانى الكبير 1/ 24، وكفاية الطالب 136
(9) المقلص: المشرف الطويل القوائم. ودرك الطريدة: أى هو إدراك الطريدة. والخليفة:(2/740)
فقوله: «درك الطريدة»، وقول الأسود بن يعفر (1):
[الكامل]
بمقلّص عتد جهيز شدّه ... قيد الأوابد والرّهان جواد (2)
جميعا (3) كقول امرىء القيس (4): [الطويل]
بمنجرد قيد الأوابد هيكل (5)
وكذلك قول أبى الطيب (6): [الكامل]
أجل الظّليم وربقة السّرحان (7)
فأما ما ناسب قول الأبيرد (8) يرثى أخاه (9):
__________
الملساء، مثل الخلقاء والمخلّقة، يقال: خلقت الشّعر إذا لينته وملسته، يريد أنه لين أملس كهذا الصفا. والفضاء: المتسع من الأرض. والملبد: الخاشع [من المعانى الكبير 1/ 24] بتصرف.
(1) البيت فى المعانى الكبير 1/ 24، والمفضليات 219، وإعجاز القرآن 70، وكفاية الطالب 136، وتحرير التحبير 341، والخزانة 3/ 158، واللسان فى [جهز].
(2) فى ع وص وف والمطبوعتين وكفاية الطالب وتحرير التحبير: «جهير شره» بالراء المهملة، والتصحيح من المغربيتين وباقى المصادر المذكورة، وفى المفضليات: «بمشمّر عتد».
والمقلّص: المشرف الطويل القوائم، والعتد بفتح التاء وكسرها: الذى هو عدة للجرى، يقال:
فرس عتد وعتد. جهيز شده: أى سريع شده أو عدوه، ومنه قيل: أجهز على الرجل إذا كان بآخر رمق فقتله. قيد الأوابد، وقيد الرهان: وهو الذى كأن طريدته فى قيد إذا طلبها. [من المعانى الكبير 1/ 24، يتصرف].
(3) انظر حكم سبق امرىء القيس للشاعرين فى المعانى الكبير 1/ 24
(4) ديوان امرىء القيس 19، وكفاية الطالب 136، وتحرير التحبير 341، والبيت كله فى المعانى الكبير 1/ 24
(5) فى ع وص والمغربيتين وكفاية الطالب وتحرير التحبير سقطت كلمة «بمنجرد»، والمذكور عجز بيت صدره: «وقد اغتدى والطير فى وكناتها».
وفسر أبو عبيدة المنجرد بأنه الذى لا يتعلق به فرس. [المعانى الكبير 1/ 24]، وفى الديوان:
الفرس القصير الشعر.
(6) ديوان المتنبى 4/ 179
(7) هذا عجز بيت صدره: «يتقيّلون ظلال كلّ مطهّم».
والظليم: ذكر النعام. والربقة: ما يكون فى رقبة الشاة تحبسها من التصرف. السّرحان: الذئب.
(8) هو الأبيرد بن المعذر بن قيس بن عتاب بن هرمى الرياحى اليربوعى، شاعر مشهور، محسن مقل، وكان جيد الرثاء. ت 68هـ.
الأغانى 13/ 126، والمؤتلف والمختلف 26، والاشتقاق 221، وسمط اللآلى 1/ 494
(9) انظر القصيدة الرائعة التى منها البيت فى الأغانى 13/ 136، والأمالى 3/ 2، والعقد(2/741)
[الطويل]
وقد كنت أستعفى الإله إذا اشتكى
من الأجر لى فيه وإن عظم الأجر (1)
وقول أبى نواس فى صفة الخمر (2): [الطويل]
ترى العين تستعفيك من لمعانها ... وتحسر حتّى ما تقلّ جفونها
فهو من المشترك الذى لا يعدّ سرقة، وقد نصّ عليه القاضى الجرجانى (3) أنه من المنقول (4) المبتذل.
وأما الاشتراك فى المعانى فنوعان: أحدهما: أن يشترك المعنيان، وتختلف العبارة عنهما، فيتباعد اللفظان، وذلك هو الجيد المستحسن، نحو قول امرئ القيس (5):
[الطويل]
كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلّل (6)
__________
الفريد 3/ 272، وانظر البيت ضمن ستة أبيات فى البيان والتبيين 4/ 86، وانظره مع بيت سابق عليه فى حلية المحاضرة 1/ 435وانظره منفردا فى الوساطة 211، وتحرير التحبير 340، وكفاية الطالب 136، ونهاية الأرب 7/ 178
(1) فى بعض المصادر السابقة: «لقد كنت استعفى»، وفى بعضها: «استعفى إلهى إذا شكا»، وفى بعضها: «من الأمر لى وإن عظم الأمر»، وفى بعضها: «وإن سرنى الأجر».
(2) ديوان أبى نواس 20، وانظر ما قيل عنه البيت فى كفاية الطالب 137، وتحرير التحبير 340، ونهاية الأرب 7/ 178
(3) انظر الوساطة 211
(4) فى ف والمطبوعتين فقط: «من المنقول المتداول».
(5) ديوان امرىء القيس 16، وانظر ما قيل عنه فى المعانى الكبير 1/ 361، وحلية المحاضرة 2/ 90، وتحرير التحبير 342، وكفاية الطالب 137، ونهاية الأرب 7/ 178
(6) فى ع والمغربيتين والديوان وبعض المصادر: «كبكر مقاناة»، وفى ف والمطبوعتين فقط: «غير محلل».
والبكر: البيضة الأولى من بيض النعام، وخصها لأن الأولى لا يخلص بياضها خلوص سائرها، يريد أن المرأة بيضاء يخالط بياضها صفرة، وكذلك لون الدر. المقاناة: المخالطة. النمير: الماء الزاكى أو الكثير. غير المحلل: أى لا ينزل عليه لأنه ملح لا يتغذّى به، ويجوز فى «غير» الرفع والنصب والجر.(2/742)
وقول غيلان ذى الرمة (1):
[البسيط]
كحلاء فى برج صفراء فى نعج ... كأنّها فضّة قد مسّها ذهب (2)
فوصفا (3) جميعا لونا بعينه، فشبّهه (4) الأول بلون بيضة النعام، وشبّهه (5)
الثانى بلون الفضة إذا (6) خلطت بالذهب يسيرا ولذلك قال: «قد مسّها».
ونحو قول عبدة بن الطبيب يصف ثورا وحشيا (7):
[البسيط]
مجتاب نصع جديد فوق نقبته ... وفى القوائم من خال سراويل (8)
وقول الطرماح يصف ظليما (9):
[الكامل]
مجتاب شملة برجد لسراته ... قدرا وأسلم ما سواه البرجد (10)
فوصف الأول بياض الثور، وسواد قوائمه، وتخطيطها، / فشبّه ظهره كأن عليه نصعا جديدا، وهو الثوب الأبيض، وشبه ما فى قوائمه من السواد والتخطيط بسراويل من الخال، وهو ضرب من الوشى.
__________
(1) ديوان ذى الرمة 1/ 33، وقد سبق ذكر البيت فى باب التقسيم ص 610، وانظر ما قيل عنه فى المعانى الكبير 1/ 361، والصناعتين 377، وحلية المحاضرة 2/ 90، وتحرير التحبير 342، وكفاية الطالب 137، وبديع أسامة 116، ونهاية الأرب 7/ 178
(2) الكحلاء: هى التى تراها فتظن أنها مكتحلة، وما هى مكتحلة، وإنما هو خلقة فيها.
والبرج: أن يكون بياض العين محدقا بالسواد كله، وقيل: سعة العين، وقيل: سعة العين فى شدة بياض صاحبها، وقيل غير ذلك. والنّعج: حسن اللون وخلوص بياضه.
(3) فى ص وخ فقط: «فوصفها»، وفى هامش م كتب المحقق: «فى المطبوعتين:
فوصفها، وليس بشىء».
(4) فى ف وخ وإحدى المغربيتين: «فشبه».
(5) فى ص وف وخ والمغربيتين: «وشبه».
(6) فى المطبوعتين فقط: «قد خالطها الذهب يسيرا».
(7) البيت فى المفضليات 138، وانظره فى كفاية الطالب 138
(8) المجتاب: اللابس. والنّصع: الأبيض، شبه الثور لبياضه بلابس ثوب أبيض. والنّقبة:
اللون. والخال: برود فيها خطوط سود وحمر.
(9) سبق البيت فى باب التشبيه ص 488
(10) المجتاب: اللابس. والبرجد: كساء مخطط ضخم. وسراته: ظهره.(2/743)
وقال الثانى: إنه مجتاب شملة برجد، يريد ما على الظليم من قرونه، والبرجد: كساء أسود مخمل، وجعل الشملة قدرا لسراته دون رجليه وعنقه، فدلّ على بياضهن.
وقال عنترة (1):
[الكامل]
صعل يعود بذى العشيرة بيضه ... كالعبد ذى الفرو الطّويل الأصلم (2)
فشبهه بعبد طويل عليه فرو أصلم، أى قصير الذيول، وإنما خصّ الفرو لأنهم كانوا يلبسونه مقلوبا، وجعله عبدا لبياض ساقيه وعنقه، وإشرابها الحمرة، يعنى صفات الروم، ولم تكن العبيد فى ذلك الوقت (3) إلا بيضا.
فهذا اشتراك فى وصف الظّهر والقوائم، واختلاف فى اللفظ والعبارة.
والنوع الثانى على ضربين: أحدهما: ما يوجد فى الطباع من تشبيه الجاهل بالثور، والحمار، والحسن بالشمس، والقمر، / والشجاع بالأسد وما شابهه، والسّخىّ بالغيث، والبحر، والعزيمة بالسيف، والسيل، ونحو ذلك لأن الناس كلهم الفصيح والأعجم، والناطق والأبكم فيه سواء لأنا نجده مركّبا فى الخليقة أولا.
والآخر: ضرب كان مخترعا، ثم كثر حتى استوى فيه الناس، وتواطأ عليه الشعراء آخرا عن أول، نحو قولهم فى صفة الخدّ: كالورد، وفى القدّ:
كالغصن، وفى العين: كعين المهاة / من الوحش، وفى العنق: كعنق الظبى، وكإبريق الفضة أو الذهب.
فهذا النوع وما ناسبه قد كان مخترعا، ثم تساوى الناس فيه، إلا (4) أن يولّد
__________
(1) ديوان عنترة 201، وانظره فى المعانى الكبير 1/ 329، وكفاية الطالب 137
(2) فى المعانى الكبير: «كالعبد ذى الفرو الطويل الأسحم».
والصّعل: الطويل العنق الصغير الرأس. وذو العشيرة: موضع. ويعود بيضه: يتعهده ويأتى إليه.
والأصلم: المقطوع الأذن، والظلمان كلها لا آذان لها.
(3) فى ع وف فقط: «فى ذلك الوقت فى الأكثر».
(4) فى ص فقط: «إلى أن».(2/744)
أحدهم فيه زيادة، ويخصه (1) بقرينة يستوجب بها الانفراد (2) من بينهم، ومثل ذلك تشبيه العزم بهبوب الريح، والذكاء بشواظ النار، وسيرد عليك من (3) هذا فى باب السرقات، وما ناسبها كثير، إن شاء الله تعالى.
* * * __________
(1) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «أو يخصه فيستوجب».
(2) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «الانفراد به».
(3) فى المطبوعتين فقط: «من قوافى باب السرقات».(2/745)
باب التغاير (7)
وهو أن يتضادّ المذهبان فى المعنى حتى يتقاوما / ثم يصحّا جميعا، وذلك من افتنان الشعراء وتصرفهم / وغوص أفكارهم.
من ذلك قول بعض العرب المتقدمين يذكر قوما بأنهم لا يأخذون إلا القود دون الدية (1):
[الكامل]
لا يشربون دماءهم بأكفّهم ... إنّ الدّماء الشّافيات تكال
وقال آخر، وقد أخذ بثأره، إلا أنه فيما زعم قتل دون من قتل له، ويروى لامرأة حارثية (2):
[الطويل]
فيقتل خير بامرىء لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدّم (3)
ويروى: «فى فتى لم يكن له وفاء» فالأول يقول: إنى (4) لا آخذ بالدم لبنا، لكن آخذ دما بقدره، فكان (5) ذلك مكايلة. والثانى يزعم أن قتيله قليل المثل والنظير، فمتى لم يقتل به نظيره بعد انتقامه، وعسر إدراكه الثأر فقال: إن الدماء ليست مما يكايل به فى الحقيقة، وقيل: إنما يعنى بذلك أن الإسلام لما جاء أزال المكايلة بالدم، وكانوا (6) لا يقتلون بالرئيس إلا رئيسا مثله.
__________
(7) انظره فى تحرير التحبير 277، ونهاية الأرب 7/ 145، وفى كفاية الطالب 143ضمن باب السرقات.
(1) البيت ثانى بيتين دون نسبة فى معانى الشعر 85، وحلية المحاضرة 2/ 165، وهو وحده دون نسبة فى تحرير التحبير 279
(2) البيت دون نسبة فى تحرير التحبير 280، وفيه: «لم يكن له وفاء».
(3) البواء: النظير والكفء.
(4) سقط قوله: «إنى» من المطبوعتين والمغربيتين.
(5) فى م: «فكأن» [كذا].
(6) فى المطبوعتين فقط: «فكانوا».(2/746)
ومن هذا الباب قول أبى تمام فى التكرم، / يفضله على الكرم المطبوع (1):
[الخفيف]
قد بلونا أبا سعيد حديثا ... وبلونا أبا سعيد قديما
ووردناه سائحا وقليبا ... ورعيناه بارضا وجميما (2)
فعلمنا أن ليس إلّا بشقّ الن ... نفس صار الكريم يدعى كريما
وقال أبو الطيب فى خلافه (3):
[المنسرح]
لو كفر العالمون نعمته ... لما عدت نفسه سجاياها
كالشّمس لا تبتغى بما صنعت ... تكرمة عندهم ولا جاها (4)
ويروى: «معرفة عندهم» (5).
وإلى هذا المذهب نحا السيد أبو الحسن فى قوله (6):
[الكامل]
جبر الكسير إذا يهاض جناحه ... لجأ المطرّد مستغاث المملق
جمع الفضائل والمحامد والعلا ... خلق لعمر أبيك غير تخلّق
وأصل معنى قول أبى الطيب من قول بشار (7):
[الخفيف]
ليس يعطيك للرّجاء وللخو ... ف ولكن يلذّ طعم العطاء (8)
__________
(1) ديوان أبى تمام 3/ 227، وانظره فى تحرير التحبير 281، ونهاية الأرب 7/ 145
(2) السائح: النهر. والقليب: البئر. والبارض: أول ما يظهر من البهمى، وهو النبات.
والجميم: ما غطى الأرض من النبات.
(3) ديوان المتنبى 4/ 279و 280، وانظره فى تحرير التحبير 281
(4) فى الديوان: «منفعة عندهم».
(5) فى ع والمغربيتين: «ويروى: معرفة» بإسقاط «عندهم». وسقط القول كله من المطبوعتين.
(6) لم أعثر على هذا الشعر فى مصادرى.
(7) ديوان بشار 1/ 136، وانظره فى تحرير التحبير 281
(8) فى ف والديوان: «للرجاء ولا الخوف».(2/747)
وقال البحترى فى نحو ذلك (1):
[البسيط]
لا يتعب النّائل المبذول همّته ... وكيف يتعب عين النّاظر / النّظر؟!
وكان أبو الطيب لقدرته واتساعه فى المعانى كثيرا ما يخالف الشعراء، ويغاير مذاهبهم، ألا ترى إلى قول علىّ بن العباس النوبختى (2) وهو فى رواية الزجاجى (3) لابن الرومى يصف القلم، ويفضله على السيف، وكتب بذلك إلى أبى (4) على بن مقلة (5)، (6) فى قصيدة (7):
__________
(1) ديوان البحترى 2/ 956، والبيت فى تحرير التحبير 281، ونسب خطأ إلى أبى تمام، وصحح فى الهامش. وانظر فيه الموازنة 3/ 1/ 226
(2) هو على بن العباس النوبختى، يكنى أبا الحسن، أحد مشايخ الكتاب وأهل الأدب والمروءة، وكان شاعرا محسنا، وأخباريا ممتازا. ت 324، وقيل 327وقيل 329هـ
معجم الشعراء 155، ومعجم الأدباء 13/ 267، وأخبار الراضى والمتقى (من كتاب الأوراق) 76، وسير أعلام النبلاء 15/ 326
(3) فى ع والمطبوعتين وكفاية الطالب: «وهو فى رواية الجرجانى» والكلام ليس فى الوساطة، ولم أجد الأبيات ولا الخبر فى أمالى الزجاجى ولا أخبار الزجاجى، وفى ف والمغربيتين جاء قوله: «وهو فى رواية الزجاجى لابن الرومى» متأخرا بعد كلمة فى قصيدة.
(4) فى المطبوعتين: «إلى على» [كذا]. انظر التعليق الآتى.
(5) هو محمد بن على بن الحسين بن مقلة، يكنى أبا على، وزير من الشعراء الأدباء، يضرب المثل بحسن خطه، ولد ببغداد، وتولى الوزارة عدة مرات، ثم يقصى منها بتهمة التآمر، ثم قطعت يده اليمنى بهذه التهمة، فكان يشد القلم على ساعده ويكتب به، ثم قطع لسانه. ت 328هـ.
ثمار القلوب 210، والتمثيل والمحاضرة 149، والشذرات 2/ 310، ووفيات الأعيان 5/ 113، وسير أعلام النبلاء 15/ 224وما فيه من مصادر، وعبر الذهبى 2/ 211، والوافى 4/ 109
(6) فى ع وكفاية الطالب: «وكتب بذلك إلى أبى على ابن مقلة وهو رواية لابن الرومى».
(7) الأبيات فى ديوان ابن الرومى 6/ 2294، والثانى والثالث فى كفاية الطالب 143على أنهما للنوبختى، وجاءت الأبيات فى زهر الآداب 1/ 431منسوبة إلى النوبختى، وقال المؤلف: «وقد رواه أبو القاسم الزجاجى لابن الرومى، وإنما وهم لاتفاق الاسمين»، والثالث جاء فى ديوان المعانى 2/ 77، ومحاضرات الأدباء 1/ 1/ 112لابن الرومى، وجاءت الأبيات فى نهاية الأرب 7/ 27 و 145و 146منسوبة إلى ابن الرومى، وكذلك فى تحرير التحبير 284، ونسبت إلى أبى تمام فى صبح الأعشى 2/ 448(2/748)
[البسيط]
إن يخدم القلم السّيف الّذى خضعت
له الرّقاب ودانت خوفه الأمم
فالموت والموت لا شىء يغالبه
ما زال يتبع ما يجرى به القلم (1)
كذا قضى الله للأقلام مذ بريت
أنّ السّيوف لها مذ أرهفت خدم (2)
وهذا كلام متقن البنية، صحيح المعنى لا مطعن فيه، فجاء أبو الطيب فخالفه، وذهب مذهبا آخر (3)، يشهد به العيان أيضا (4)، ويصحبه (5) البرهان، فقال (6):
[البسيط]
حتّى رجعت وأقلامى قوائل لى: ... المجد للسّيف ليس المجد للقلم
اكتب بنا أبدا بعد الكتاب به ... فإنّما نحن للأسياف كالخدم (7)
__________
(1) سقط البيت من ع، وفى ف: «والموت لا شىء يخالفه»، وفى المطبوعتين فقط جاء البيت آخر الأبيات الثلاثة، وفيهما: «لا شىء يعادله» وكذلك فى نهاية الأرب فى المرة الثانية وتحرير التحبير.
(2) فى زهر الآداب: «بذا قضى الله»، وفى ص: «للأقلام ما بريت»، وفى ف: «كذا قضاء الله للأقلام مذ خلقت».
(3) فى ع فقط: «مذهبا آخر أيضا»، وما فى ص وف والمطبوعتين يوافق المغربيتين.
(4) فى ع سقطت كلمة «أيضا»، وما فى ص يوافق المغربيتين. وفى ف: «يشهد العيان بصحته»، وفى المطبوعتين: «يشهد بصحته العيان».
(5) فى ف والمطبوعتين: «ويصححه»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق كفاية الطالب 143
(6) ديوان المتنبى 4/ 159و 160، وانظرهما فى زهر الآداب 1/ 431، وكفاية الطالب 143، وتحرير التحبير 385، ونهاية الأرب 7/ 146
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «اكتب بذا أبدا قبل الكتاب بها»، وفى ص والمغربيتين:
«بعد الكتاب بها» وهو خطأ من الناسخ، وفى تحرير التحبير ونهاية الأرب: «اكتب بها أبدا قبل الكتاب بنا»، وما اعتمدته من ع والمغربيتين يتفق مع الديوان وزهر الآداب وكفاية الطالب لأنه يناسب المعنى الذى قيل فيه الشعر.(2/749)
ومن التغاير (1) قول الفرزدق يصف إبله، ويفخر (2):
[الطويل]
ألم تسمعا يا ابنى حكيم حنينها ... إلى السّيف تستبكى إذا لم تعقّر؟ (3)
فجعلها إذا لم تعقّر حنّت إلى السيف، واستبكت لكثرة عادتها، وهذا غلوّ مفرط.
وقال (4) فى مكان آخر يصفها بالجزع إذا رأت الضيف لعلمها أنها تنحر له (5):
[الطويل]
ترى النّيب من ضيفى إذا ما رأينه ... ضموزا على جرّاتها ما تجيرها (6)
فزعم أنها تخفى حسّها حتى إنها لا تجتر خوفا من النحر.
وهذا المعنى مأخوذ من بيتين مدح بهما نبيّنا (7) صلى الله عليه وسلم، وهما (8):
[الكامل]
وأبيك حقّا إنّ إبل محمّد ... عزل نوائح أن تهبّ شمال
فإذا رأين لدى الفناء غريبة ... فدموعهنّ على الخدود سجال (9)
__________
(1) فى ف فقط: «ومن التغاير أيضا».
(2) ديوان الفرزدق 2/ 478ط الصاوى و 1/ 380ط دار صادر، وانظره فى كفاية الطالب 144، وتحرير التحبير 287
(3) فى الديوان: «الم تعلما يا ابن المجثر أنها».
(4) فى المطبوعتين فقط: «وكان».
(5) ديوان الفرزدق 2/ 457ط الصاوى و 1/ 365ط دار صادر، وانظره فى النقائض 1/ 522 وكفاية الطالب 145، وتحرير التحبير 287
(6) فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين وكفاية الطالب وتحرير التحبير: «ضمورا» بالراء المهملة، وهو تصحيف، وفى تحرير التحبير: «على جراتها ما يجيرها» بالمثناة التحتية، وفى كفاية الطالب والمطبوعتين: «ما تجيزها»، وهو خطأ، وفى الديوان والنقائض: «تحيرها»، وشرح المؤلف يؤكد ما فى ع وص وف.
النيب جمع ناب وهى الناقة المسنة. ضموزا: ساكتة. جراتها جمع جرّة: وهى ما يخرجه البعير من بطنه ليعيد مضغه ثم يبتلعه. [وقد أخطأ محقق تحرير التحبير فى تفسير هذا وما قبله وترتّب عليه خطأ فى المعنى انظره فى 287] تجيرها: تخرجها، وما تجيرها: تكتمها ولا تخرجها.
(7) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «النبى».
(8) البيتان دون نسبة فى كفاية الطالب 145، وتحرير التحبير 287
(9) فى ع وكفاية الطالب: «وإذا رأين»، وما فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق تحرير التحبير، وما فى ع يوافق كفاية الطالب.(2/750)
يقول: إذا هبت الشمال وهى من رياح الشتاء، وعلامات المحل أيقنّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينحر (1) منهن للضيفان والجيران، فهن نوائح لذلك، وقوله (2):
وإذا رأين لدى الفناء غريبة
أى: يعرفن بذلك أنها ناقة ضيف، فتذرى كل واحدة منهن دمعها لأنها (3) لا تدرى هل هى المنحورة أم لا؟ وهذا من مليح الشعر، ولطيف / المدح، وقلّ كلّ مديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن مليح التغاير قول أبى الشيص (4): [الكامل]
أجد الملامة فى هواك لذيذة ... حبّا لذكرك فليلمنى الّلوّم (5)
وقول أبى الطيب فى عكس هذا المعنى (6):
__________
(1) فى ع وف والمغربيتين والمطبوعتين: «ينحرهن»، وما فى ص يوافق الشرح الآتى، ويناسب السياق.
(2) سقط قوله: «وقوله» من ع، وفى ع فقط: «فإذا رأين».
(3) سقط قوله: «لأنها» من ع وف والمطبوعتين والمغربيتين، وسقطت «أم لا» من ع وص وف والمطبوعتين، واعتمدتها من المغربيتين.
(4) هو محمد بن عبد الله بن رزين، يكنى أبا جعفر، ولقبه أبو الشيص، واشتهر به، وهم عم دعبل بن على الخزاعى، أو ابن عمه، وكان متوسط المحل بين شعراء عصره لوقوعه بين مسلم بن الوليد، وأبى نواس، وقد انقطع لمدح أمير الرقة عقبة بن جعفر، فمدحه بأكثر شعره. ت 196هـ.
الشعر والشعراء 2/ 843، والأغانى 16/ 402، وطبقات ابن المعتز 72، وتاريخ بغداد 5/ 401، ونكت الهميان 257، ومسائل الانتقاد 198، ومعاهد التنصيص 4/ 87، وفوات الوفيات 3/ 402، والوافى بالوفيات 3/ 302
(5) البيت ضمن أربعة أبيات فى الشعر والشعراء 2/ 843، والأمالى 1/ 218، والأغانى 16/ 402، وطبقات ابن المعتز 74، والصناعتين 129، والعقد الفريد 5/ 374، ومن غاب عنه المطرب 129، ومعاهد التنصيص 4/ 85، ونكت الهميان 258، ومحاضرات الأدباء 2/ 3/ 47، والمصون فى سر الهوى المكنون 82، وأخبار أبى القاسم الزجاجى 35، وفوات الوفيات 3/ 402، والوافى بالوفيات 3/ 302، وجاء الأول وحده فى الوساطة 206، وديوان المتنبى 1/ 4بشرح التبيان، وكفاية الطالب 142، والصبح المنبى 189، وفى الجميع نسب الشعر إلى أبى الشيص، ولكن البكرى فى التنبيه 67أنكر على أبى على القالى نسبته الأبيات إلى أبى الشيص، وقال: «إن الأبيات لعلى بن عبد الله بن جعفر»، وكذلك جاء الاعتراض فى السمط 1/ 506و 507، وجاءت الأبيات فى الأغانى 22/ 225، منسوبة إلى على بن عبد الله بن جعفر. وسيأتى فى ص 1084
(6) ديوان المتنبى 1/ 4، وانظره فى كفاية الطالب 142وسيأتى فى ص 1084(2/751)
[الكامل]
أأحبّه وأحبّ فيه ملامة؟ ... إنّ الملامة فيه من أعدائه
وهذا عند الجرجانى هو النظر والملاحظة (1)، وهو يعدّه فى باب السرقات، قال: وأصله من قول أبى نواس (2):
[الوافر]
إذا غاديتنى بصبوح عذل ... فممزوجا بتسمية الحبيب (3)
* * *
__________
(1) انظر الوساطة 208206
(2) ديوان أبى نواس 254، وانظره فى الوساطة 207، وكفاية الطالب 143
(3) فى ص: «إذا غاديتنى فصبوح» [كذا]، وفى الديوان: «فشوبيه بتسمية الحبيب».
وفى المطبوعتين فقط جاء نص لم أجده فى إحدى المخطوطات فأسقطته، وهو: «ولأبى العلاء المعرى مثله من غير التزام:
لم يبق غير العذل من أسبابهم ... فأحبّ من يدنو إلىّ عذول
يغدو فلا مستخبر عن حالهم ... غيرى ولا مستخبر مسئول»
والسبب الذى من أجله أسقطته أنه ليس من المعقول أن تخلو خمس مخطوطات من هذا القول دفعة واحدة، ثم إننا لو نظرنا بدقة لوجدنا أنه يخالف عن النظام السابق عليه، مما يدل على أنه زيادة من أحد قراء المخطوطات.(2/752)
باب فى التصرف ونقد الشعر
يجب للشاعر أن يكون متصرفا فى أنواع الشعر (1)، من جدّ وهزل، وحلو وجذل، وأن لا يكون فى النسيب أبرع منه فى الرثاء، ولا فى المديح أنفذ منه فى الهجاء، ولا فى الافتخار أبلغ منه فى الاعتذار، ولا فى واحد مما ذكرت أبعد منه صوتا فى سائرها / فإنه متى كان كذلك حكم له بالتقدم، وحاز قصب / السبق، كما حازها بشار بن برد، وأبو نواس بعده.
حكى الصاحب بن عباد فى صدر رسالة صنعها على أبى الطيب، قال (2): حدثنى محمد بن (3) يوسف الحمادى قال: حضرت مجلس عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر، وقد حضر (4) البحترى، فقال: يا أبا عبادة، مسلم (5)
أشعر أم أبو نواس؟ فقال: بل أبو نواس لأنه يتصرف فى كل طريق، ويتنوع (6)
فى كل مذهب، إن شاء جدّ، وإن شاء هزل، ومسلم يلزم طريقا (7) لا يتعداه، ويتحقق بمذهب لا يتخطاه (8)، فقال له عبيد الله: إن أحمد بن يحيى / ثعلبا لا يوافقك على هذا، فقال: أيها الأمير، ليس هذا من علم ثعلب وأضرابه ممن يحفظ الشعر ولا يقوله، وإنما (9) يعرف الشعر من دفع إلى مضايقه، فقال:
وريت (10) بك زنادى يا أبا عبادة، إن حكمك فى عمّيك أبى نواس،
__________
(1) انظر الصناعتين 23، وكفاية الطالب 38، وفى المغربيتين: «يجب على الشاعر».
(2) انظر الكشف عن مساوئ شعر المتنبى 224 [ضمن كتاب الإبانة عن سرقات المتنبى]، ودلائل الإعجاز 252و 271، والصناعتين 24
(3) سقطت كلمة «بن» من ع.
(4) فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين: «وقد حضره»، وما فى ع يوافق الكشف عن مساوئ شعر المتنبى.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «أمسلم».
(6) فى ع: «وينزع»، وفى ص وف «ويتبرع» وفى المطبوعتين: «يبرع»،
وما اعتمدته من المغربيتين يوافق الكشف عن مساوئ شعر المتنبى.
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «طريقا واحدا».
(8) انظر الصناعتين 24
(9) فى ع وإحدى المغربيتين: «إنما»، وفى المطبوعتين: «فإنما».
(10) وريت: اتّقدت، وخرجت نارها.(2/753)
ومسلم وافق حكم أبى نواس فى عمّيه: جرير، والفرزدق، فإنه سئل عنهما، ففضل جريرا، فقيل له: إن أبا عبيدة لا يوافقك على هذا، فقال: ليس هذا من علم أبى / عبيدة، وإنما (1) يعرفه من دفع إلى مضايق الشعر.
وقد خالف البحترىّ أبا نواس فى الحكم بين جرير والفرزدق، فقدم الفرزدق، قيل له: كيف تقدمه وجرير أشبه (2) بك طبعا منه؟ فقال: إنما يزعم هذا من لا علم له بالشعر، جرير لا يعدو فى هجائه الفرزدق ذكر «القين» (3)
و «جعثن»، و «قتل الزّبير»، والفرزدق يرميه فى كل قصيدة بآبدة. حكى ذلك غير واحد من المؤلفين (4).
فإذا كان هذا فقد حكم له بالتصرف، وبهذا أقول أنا، وإياه أعتقد فيهما.
وإذا لم يكن شعر الشاعر نمطا واحدا لم يملّه السامع، حتى إن حبيبا ادعى ذلك لنفسه فى القصيدة الواحدة، فقال (5):
[البسيط]
الجدّ والهزل فى توشيع لحمتها
والنّبل والسّخف والأشجان والطّرب (6)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فإنما».
(2) فى المطبوعتين فقط: «أشبه طبعا بك منه».
(3) القين: الحداد، وكان أحد أجداد الفرزدق حدادا. أما «جعثن» فهى أخت الفرزدق، وكانت امرأة مسلمة عفيفة، اتهمها جرير اتهاما باطلا فى شرفها، ثم عاد يستغفر ربه مما قال لها، وأما قتل الزبير فإنه يروى أن الزبير بن العوام حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قد استجار بالنعر بن الزمام المجاشعى، من رهط الفرزدق، فقتل فى جواره بعد رحيله بقليل، فعير الفرزدق بسوء الجوار وإخفاره، إذ لم يبلغه مأمنه، كما يفعل أحرار الرجال. قال فى شرح ديوانه: «يقال إن بين منزل النعر بن الزمام، جار الزبير، وبين وادى السباع حيث قتل الزبير، سبعة أميال» يعنى أن الفرسخ ثلاثة أمثال. [من طبقات ابن سلام هامش 1/ 400و 414]، وانظر الموشح 193
(4) انظر الصناعتين 24، والموشح 197، وأخبار البحترى 174، وينسب مثل هذا القول فى الموشح 193إلى أبى عبيدة.
(5) ديوان أبى تمام 1/ 258، وانظر البيت وما قيل عنه فى الموازنة 1/ 193، وكفاية الطالب 38و 39
(6) التوشيع: التلوين والتنويع.(2/754)
وقد قال إسماعيل (1) بن القاسم أبو عتاهية (2):
[البسيط]
لا يصلح النّفس إذ كانت مصرّفة ... إلّا التّصرّف من حال إلى حال (3)
/ وأنشد الصاحب لأبى أحمد يحيى بن على المنجم فى نقد الشعر (4):
[الخفيف]
ربّ شعر نقدته مثل ما ين ... قد رأس الصّيارف الدّينارا
ثمّ أرسلته فكانت معاني ... هـ وألفاظه معا أبكارا
لو تأتّى لقالة الشّعر ما أس ... قط منه حلّوا به الأشعارا
إنّ خير الكلام ما يستعير الن ... ناس منه ولم يكن مستعارا
وقال الجاحظ (5): طلبت علم الشعر عند الأصمعى، فوجدته لا يحسن إلا غريبه، فرجعت إلى الأخفش / فألفيته (6) لا يتقن إلا إعرابه، فعطفت على أبى عبيدة، فرأيته لا ينقد (7) إلا فيما اتصل بالأخبار، وتعلق بالأيام والأنساب، فلم أظفر بما أردت إلا عند أدباء الكتاب كالحسن بن وهب، ومحمد بن عبد الملك الزيات.
قال الصاحب فى رسالته على أثر هذه الحكاية (8): فلله أبو عثمان!! فلقد غاص على سر الشعر، واستخرج أدق من السحر.
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية».
(2) ديوان أبى العتاهية 321، وانظره فى كفاية الطالب 39
(3) جاء البيت فى الديوان هكذا:
لن يصلح النفس إن كانت مصرّفة ... إلا التنقّل من حال إلى حال
(4) الأبيات فى معجم الشعراء 494، مع اختلاف فى بعض الألفاظ والترتيب، وجاءت فى الكشف عن مساوئ شعر المتنبى 225، وكفاية الطالب 41، والأول فى محاضرات الأدباء 1/ 1/ 93
(5) انظر هذا القول فى الكشف عن مساوئ شعر المتنبى 223، ونضرة الإغريض 233، وهو ليس بهذا النص فى البيان والتبيين 4/ 23و 24وفى 1/ 137تمجيد للكتّاب، راجعه فيه.
(6) فى ع والمغربيتين والمطبوعتين: «فوجدته»، وما فى ص وف يوافق كتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبى.
(7) فى المطبوعتين: «لا ينقل إلا ما اتصل»، وفى النضرة: «لا ينفذ» وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق الكشف عن المساوئ، إلا أنه فى المغربيتين: «إلا بما اتصل».
(8) انظر الكشف عن مساوئ شعر المتنبى 224، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.(2/755)
وسأذكر بعد هذا الباب قطعة من أشعار الكتّاب، يظهر فيها مرماهم، ويستدل بها على مغزاهم، ويعرف (1) حسن / اختيار الجاحظ فيما ذهب إليه من تفضيلهم، ويشهد لى بجودة الميز، وفرط التّثبّت والإنصاف، إن شاء الله تعالى.
* * * __________
(1) فى ع فقط: «ويستدل بها على حسن اختيار».(2/756)
باب فى أشعار الكتّاب
والكتّاب أرقّ الناس فى الشعر طبعا، وأملحهم تصنيعا، وأحلاهم ألفاظا، وألطفهم معانى، وأقدرهم على تصرف، وأبعدهم من تكلّف.
وقد قيل: الكتّاب دهاقين الكلام، وما نزيدك على قول إبراهيم بن العباس الصولى بين يدى المتوكل، حين أحضر لمناظرته أحمد بن المدبّر (1)، فقال ارتجالا (2):
[الخفيف]
صدّ عنّى وصدّق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذّالا
أتراه يكون شهر صدود ... وعلى وجهه رأيت الهلالا؟
فطرب المتوكل، واهتزّ، ووصله، وخلع عليه، وحمله / وجدّد له ولاية.
وهل (3) فى التلطّف، والاستعطاف أكثر من هذا؟
وأىّ مدح أبرع وأبدع من قوله فى الفضل بن سهل (4):
__________
(1) هو أحمد بن محمد بن عبيد الله يكنى أبا الحسن، ويعرف بأحمد بن المدبر، وكان من شأنه أنه إذا مدحه شاعر فلم يرض شعره قال لغلامه: امض به إلى المسجد الجامع فلا تفارقه حتى يصلى مائة ركعة، ثم خلّه، فتحاماه الشعراء، إلا من كان من المجيدين. قتل 270هـ.
زهر الآداب 1/ 492، والوزراء والكتاب 199و 252، ومروج الذهب 4/ 187، والأغانى 22/ 159، فى ترجمة إبراهيم بن المدبر، والنجوم الزاهرة 3/ 43، والوافى 8/ 38، وسير أعلام النبلاء 13/ 125فى ترجمة إبراهيم بن المدبر.
(2) ديوان إبراهيم بن العباس الصولى 149، ضمن كتاب الطرائف الأدبية، والأغانى 10/ 58 مع اختلاف يسير.
(3) فى المطبوعتين فقط: «وقيل له فى التلطف».
(4) هو الفضل بن سهل السّرخسى، يكنى أبا العباس، وكان يلقّب «ذا الرياستين»: لأنه تقلد الوزارة والحرب، وهو أخو الحسن بن سهل، أسلم أبوهما على يد المهدى، وأسلم الفضل على يد المأمون، وقد وزر للمأمون، واستولى عليه حتى ثقل أمره على المأمون، فدسّ عليه خاله فى جماعة فقتلوه فى حمام سرخس سنة 202هـ.
تاريخ بغداد 12/ 339، والوزراء والكتاب 232229وغيرها كثير فى فهرسته، ومعجم الشعراء 183، ومروج الذهب 4/ 5و 28، ووفيات الأعيان 4/ 41، والنجوم الزاهرة 2/ 172، والشذرات 2/ 4، وسير أعلام النبلاء 10/ 99وما فيه من مصادر.(2/757)
[مجزوء المتقارب]
لفضل بن سهل يد ... تقاصر عنها المثل (1)
فباطنها للنّدى ... وظاهرها للقبل
ونائلها للغنى ... وسطوتها للأجل
أليس هذا الماء الزلال، والسحر الحلال؟
ولقد أجاد ابن الرومى فى تناوله هذا المعنى حين قال (2):
[الطويل]
مقبّل ظهر الكفّ وهّاب بطنها ... له راحة فيها الحطيم وزمزم
فظاهرها للنّاس ركن مقبّل ... وباطنها عين من الجود عيلم (3)
إلا أن الأول أخفّ وزنا، وأرشق لفظا ومعنى، وهذان البيتان، وإن كانت فيهما زيادة، فإنما هما بإزاء البيت الأوسط من أبيات إبراهيم فقط.
ومن تغزل إبراهيم قوله (4):
[الوافر]
أراك فلا أردّ الطّرف كيلا ... يكون حجاب رؤيتك الجفون
ولو أنّى نظرت بكلّ عين ... لما استقصت محاسنك العيون
فهذا وأبيك البيان، والخبر الذى كأنه العيان.
وما أجد كل حلاوة، وحسن طلاوة إلا دون (5) قوله (6):
[مجزوء الرمل]
أبتداء بالتّجنّى ... وقضاء بالتّظنّى؟!
__________
(1) ديوان إبراهيم بن العباس الصولى 136، والصناعتين 224، وسير أعلام النبلاء 10/ 100، ووفيات الأعيان 4/ 43، مع اختلاف فى الترتيب فيهم، والأغانى 10/ 59، وزهر الآداب 1/ 301، وكفاية الطالب 75، مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ. وجاء الثانى منسوبا إلى دعبل فى الموازنة 1/ 127وصحح فى الهامش.
(2) ديوان ابن الرومى 5/ 2098، وانظر البيتين فى زهر الآداب 1/ 301، وكفاية الطالب 75
(3) فى ع فقط بعد البيت: «العيلم البئر الكبيرة»، وفى الديوان جاءت الكلمة فى البيت:
«غيلم» بالغين المعجمة، وكلاهما صحيح، فالغيلم: منبع الماء فى البئر. والعيلم: البئر الكثيرة الماء.
(4) ديوان إبراهيم بن العباس الصولى 187
(5) فى م: «إلا دون قوله» ولكن كتبت الهاء فى «قوله» بين معقوفين!!
(6) ديوان إبراهيم بن العباس الصولى 151(2/758)
واشتفاء بتجنّي ... ك لأعدائك منّى
بأبى قل لى لكى أع ... لم لم أعرضت عنّى؟ (1)
قد تمنّى ذاك أعدا ... ئى فقد نالوا التّمنّى
وأما الهجاء فقد بلغ فيه أبعد الغايات بقوله فى محمد بن عبد الملك الزيات (2):
[المتقارب]
فكن كيف شئت وكن ما تشاء ... وأرعد يمينا وأبرق شمالا (3)
نجا بك لؤمك منجى الذّباب ... حمته مقاذيره أن ينالا
ومن شعر محمد بن عبد الملك الزيات قوله لأحمد بن أبى دؤاد، وقد أمر الواثق أن يقوم جميع الناس لابن الزيات، ولم يجعل فى ذلك رخصة لأحد، وكان ابن أبى دؤاد يستعمل (4) صلاة الضحى إذا أحسّ بقدومه أنفة من القيام إليه فى دار السلطان، وامتثالا للأمر، فصنع ابن الزيات (5):
[الكامل]
صلّى الضّحى لمّا استفاد عداوتى ... وأراه ينسك بعدها ويصوم
لا تعدمنّ عداوة مسمومة ... تركتك تقعد تارة وتقوم (6)
ومن تغزله قوله، وهو فى غاية العذوبة (7):
[مجزوء الرجز]
قام بقلبى وقعد ... ظبى نفى عنّى الجلد (8)
__________
(1) فى ع: «بأبى قل لى كى» وما فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الديوان.
(2) ديوان إبراهيم بن العباس الصولى 163، وانظرهما فى ديوان المعانى 1/ 179، وأمالى المرتضى 1/ 488، ونهاية الأرب 3/ 279، ونسبا إلى إبراهيم بن المهدى فى المنتحل 132، وهو خطأ.
(3) فى الديوان وأمالى المرتضى وف والمطبوعتين: «كن كيف شئت»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق ديوان المعانى ونهاية الأرب، وفى المنتحل «وكن كيف»، وقد اعتمدته لئلا يكون فيه الخرم وهو حذف أول الوتد المجموع فى «فعولن»، ويقع أيضا فى أول الطويل.
(4) فى المطبوعتين فقط: «يشتغل بصلاة».
(5) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 66وانظر هما مع قصتهما فى زهر الآداب 2/ 697مع اختلاف يسير فيهما.
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «عداوة مشئومة»، وفى ع: «تقعد بعدها وتقوم».
(7) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 25و 26
(8) فى ع والمطبوعتين: «لما نفى عنى الجلد»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.(2/759)
يا صاحب القصر الّذى ... أسهر عينى ورقد (1)
واعطشى إلى فم ... يمجّ خمرا من برد
إن قسّم النّاس فحس ... بى بك من كلّ أحد (2)
وقال يرثى جاريته «سكرانة» (3)، وهى أم ولده «عمر» الأصغر (4):
[الطويل]
يقول لى الحذّاق لو زرت قبرها
فقلت: وهل غير الفؤاد لها قبر؟
على حين لم أحدث فأجهل فقدها
ولم أبلغ السّنّ الّتى معها الصّبر (5)
وقال أيضا، وأحسن ما شاء (6)،:
[البسيط]
مالى إذا غبت لم أذكر بواحدة
وإن مرضت فطال السّقم لم أعد
ما أعجب الشّىء ترجوه فتحرمه
قد كنت أحسب أنّى قد ملأت يدى
ومن شعره فى هذا الكتاب (7) مقطعات متفرقة، تغنى عن الإكثار منه / هاهنا.
__________
(1) فى الديوان «أرّق عينى ورقد».
(2) فى الديوان: «إن قسم الرزق».
(3) فى ع والمطبوعتين: «سلوانة»، وما فى ص وف يوافق ما جاء فى الأغانى 23/ 53، وفى ف «سكران»، وفى المغربيتين «سكرى» وهو خطأ من الناسخ، وانظر هامش الديوان من التعليق التالى.
(4) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 28و 29، وانظر هما فى الأغانى 23/ 53، مع اختلاف يسير.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط والأغانى: «فأجهل قدرها».
لم أحدث: من الحداثة. [من الديوان].
(6) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 17، والأول فى الأغانى 23/ 55
(7) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «الباب».(2/760)
وأما الحسن بن وهب (1) فمن قوله (2):
[الخفيف]
لم تنم مقلتى لطول بكاها ... ولما جال فوقها من قذاها
فالقذى كحلها إلى أن ترى وج ... هـ سليمى وكيف لى أن تراها؟
أسعدت مقلتى بإدمانها الدّم ... ع وهجرانها الكرى مقلتاها
فلعينى فى كلّ يوم دموع ... إنّما تستدرّها عيناها
وقدّم إليه كانون، ومعه قينة كان يهواها، فأمرت بابعاد الكانون، فصنع (3):
[الكامل]
بأبى كرهت النّار حتّى أبعدت ... فعرفت ما معناك فى إبعادها
هى ضرّة لك بالتماع شعاعها ... وبحسن صورتها لدى إيقادها
وأرى صنيعك بالقلوب صنيعها ... بأراكها وسيالها وعرادها (4)
شركتك فى كلّ الجهات بحسنها ... وضيائها وصلاحها وفسادها
ومن مليح الشعر قوله يمدح محمد بن عبد الله بن طاهر غبّ مطر (5):
[الخفيف]
هطلتنا السّماء هطلا دراكا ... جاوز المرزمان فيه السّماكا (6)
__________
(1) هو الحسن بن وهب بن سعيد بن عمرو بن حصين الحارثى، يكنى أبا على، وهو كاتب وشاعر، وكان من معاصرى أبى تمام والبحترى، وعمل بالكتابة لعدد من الخلفاء، وهو أخو سليمان ابن وهب وزير المعتز والمهتدى، وقد رثاه البحترى بعد موته، ولكنه رثى أبا تمام. ت 250هـ.
الأغانى 23/ 95، والفهرست 136، وزهر الآداب 2/ 626، وسمط اللآلى 1/ 506، وتهذيب ابن عساكر 4/ 252، وفوات الوفيات 1/ 367، والوافى 12/ 297
(2) لم أعثر على الأبيات فى مصادرى.
(3) الأبيات فى الأغانى 23/ 99، والأمالى 1/ 217و 218، وزهر الآداب 2/ 626، والوافى 12/ 298، وهناك اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(4) السيال: ما طال من السمر. والعراد: حشيش طيب الريح، وقيل: شجرة صلبة العود، وقيل غير ذلك. انظر اللسان.
(5) الأغانى 23/ 104، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(6) المرزمان: نجمان فى السماء مع الشعريين. والسماك: نجمان يطلق على أحدهما السماك الرامح، وعلى الآخر السماك الأعزل.(2/761)
قلت للبرق إذ تألّق فيه ... يا زناد السّماء من أوراكا (1)
أحبيب أحببته فجفاكا؟ ... فعسى ذاك أن يكون كذاكا (2)
أم تشبّهت بالأمير أبى العب ... باس فى جوده؟ فلست هناكا
وهذا هو الكلام الكتّابى، السهل، الرّسل (3) الحسن الطّلاوة، والظاهر (4)
الحلاوة.
ومن قوله يرثى حبيبا الطائى، وكان (5) صديقا له جدا (6):
[الوافر]
سقى بالموصل القبر الغريبا ... سحائب ينتحبن به نحيبا
إذا أظللنه أطلقن فيه ... شعيب المزن تتبعها شعيبا (7)
ولطّمت البروق له خدودا ... وشقّقت الرّعود له جيوبا (8)
فإنّ تراب ذاك القبر يحوى ... حبيبا كان لى يدعى حبيبا (9)
وهى قصيدة كاملة (10)، أتيت بهذا منها معرضا.
__________
(1) فى ع وص: «يا زناد السماء من أذكاكا»، وما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الأغانى.
والزناد: عود تقدح به النار، وهما زندان، وزناد السماء: البرق. وأوراكا: أوقدك.
(2) فى الأغانى جاء البيت هكذا:
أحبيبا نأيته فبكاكا ... فهو العارض الذى استبكاكا؟
وفى المطبوعتين والمغربيتين: «فعسى ذاك أن يعود كذاكا».
(3) فى المطبوعتين فقط: «المرسل». والرّسل: اللّيّن السهل، انظر اللسان فى [رسل].
(4) فى ع وف والمغربيتين: «الظاهر» بإسقاط الواو.
(5) فى ف: «ومن قوله يرثى أبا تمام الطائى»، وبإسقاط «وكان صديقا له جدا».
(6) الأبيات فى التعازى والمراثى 182و 183، وأخبار أبى تمام 275، مع اختلاف يسير فيهما.
(7) فى ع: «أظللن فيه»، وفى ع والمطبوعتين: «يتبعها» بالمثناة التحتية، وفى المغربيتين: «يتبعه».
الشّعيب: المزادة التى يحملها البعير. [من التعازى والمراثى].
(8) فى ع وف والمغربيتين: «ولطمن وشققن الرعود»، وفى ع وص والمغربيتين:
«به» مكان «له» فى المرتين، وفى ص: «فلطمت».
(9) فى المطبوعتين: «حبيبا كان يدعى لى حبيبا» وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق ما أشير إليه فى هامش التعازى والمراثى.
(10) القصيدة كاملة فى التعازى والمراثى، وأخبار أبى تمام.(2/762)
ومن شعراء الكتّاب / سعيد بن حميد (1)، وهو القائل فى طول الليل (2):
[مجزوء الرجز]
يا ليل، بل يا أبد ... أنائم عنك غد؟!
يا ليل، لو تلقى الّذى ... ألقى بها أو أجد
قصّر من طولك أو ... أضعف منك الجلد
ورواه قوم: «أنحل منك الجسد»، والأول عندى أصوب.
وعلى كل حال فمنه أخذ أبو الطيب قوله (3):
[الطويل]
ألم ير هذا الّليل عينيك رؤيتى ... فتظهر فيه رقّة ونحول؟ (4)
وليس يلزم الكاتب أن يجارى الشاعر فى إحكام صنعة الشعر لرغبة الكتّاب فى حلاوة الألفاظ وطيرانها، وقلّة الكلفة، والإتيان بما خف (5) على النفس، وأيضا فلأن (6) أكثر أشعارهم إنما تأتى تظرّفا، لا عن رغبة ولا رهبة، فهم مطلقون مخلّون وشهواتهم (7)، مسامحون فى مذهبهم، إذ كانوا إنما
__________
(1) هو سعيد بن حميد بن سعيد، يكنى أبا عثمان، وهو كاتب شاعر، أصله من النهروان الأوسط من أبناء الدهاقين، ومولده ببغداد، ولكنه أخذ يتنقل فى السكنى بينها وبين سامراء، وقلده المستعين ديوان رسائله، وأكثر أخباره مناقضات له مع فضل الشاعرة، وله شعر كثير فى زهر الآداب، ولكن الحصرى يقول عنه: «ولسعيد حلاوة فى منظومه ومنثوره، لكنه قليل الاختراع، كثير الإغارة على من سبقه، وكان يقال: لو رجع كلام كل أحد إلى صاحبه لبقى سعيد بن حميد ساكنا». ت 250هـ.
الأغانى 18/ 155، والفهرست 137، ووفيات الأعيان 3/ 79و 80، وسمط اللآلى 1/ 161، وزهر الآداب والتمثيل والمحاضرة فى صفحات كثيرة منهما.
(2) الرجز فى الأمالى 1/ 101، ضمن خمسة أبيات، وهو دون زيادة فى بهجة المجالس 2/ 93 ونثار الأزهار 25،، والثانى والثالث فى الوساطة 338، والأول وحده فى ديوان المعانى 1/ 349، مع اختلاف يسير فى الجميع.
(3) ديوان المتنبى 3/ 97
(4) فى خ فقط: «ألم تر».
(5) فى المطبوعتين فقط: «بما يخف على النفس منها».
(6) فى المطبوعتين فقط: «فإن».
(7) فى المطبوعتين فقط: «فى شهواتهم».(2/763)
يصنعون الشعر تخيّرا (1) واستطرافا، كما قال كشاجم الكاتب (2):
[مجزوء الكامل]
ولئن شعرت فما تعم ... مدت الهجاء ولا المديحه
لكن رأيت الشّعر لل ... آداب ترجمة فصيحه
وعلى هذا النمط يجرى الحكم فى أشعار الخلفاء والأمراء / والمترفين من أهل الأقدار، لا يحاسبون فيها / محاسبة الشاعر المبرّز، الذى الشعر صناعته، والمدح (3) بضاعته.
وقد أعرب أبو الفتح (4) بن أبى الفضل بن العميد (5) وأغرب فى قوله (6):
[الطويل]
فإن كان مرضيا فقل: شعر كاتب
وإن كان مسخوطا فقل: شعر كاتب
ولو حاولت أن أذكر من علمته من شعراء الكتّاب / سوى من ذكرت لبعد الأمد، وطالت الشّقة، واحتجت إلى أن أقيم لهذا الفن ديوانا مفردا، لكنى عوّلت على ابن الزيات، وابن وهب لإحالة الجاحظ فى الفضل عليهما، وآنستهما باثنين ليسا بدونهما.
__________
(1) فى ف: «تطرفا واستظرافا»، وفى المطبوعتين: «واستظرافا».
(2) ديوان كشاجم 67، القصيدة رقم 4من قافية الحاء مع اختلاف يسير فى البيتين.
(3) فى المطبوعتين فقط: «والمديح».
(4) فى م فقط: «أبو الفتح بن العميد» [كذا]!! وقد فعل المحقق هذا اتباعا لما جاء فى ص 558، وانظر ما قلته أنا هناك.
(5) هو على بن محمد بن الحسين العميد بن محمد، يكنى أبا الفتح، ويلقب بذى الكفايتين، خلف أباه فى وزارة ركن الدولة البويهى، واستمر إلى أيام مؤيد الدولة الذى حبسه، وقتله بعد أن أحس بتجمع القلوب حوله. ت 366هـ.
اليتيمة 3/ 185، معجم الأدباء 14/ 191، والإمتاع والمؤانسة 1/ 66، ونكت الهميان 215، ومعاهد التنصيص 2/ 124
(6) سبق البيت فى باب الترديد ص 558وانظر ما ذكرته عن نسبة البيت هناك، وفيه وفى مصادره: «فإن كان مسخوطا وإن كان مرضيا».(2/764)
ولو لم آت فى هذا الباب إلا بما بنيته عليه من ذكر أشعار السيد الرئيس أبى الحسن أيده الله لكان فى (1) ذلك فوق الرضا والكفاية، فمن ذلك قوله (2):
[الرمل]
باكر الرّاح ودع عنك العذل ... واسع فى الصّحّة / من قبل العلل
واغتنم لذّة يوم زائل ... فالمنايا ضاحكات بالأمل
ما ترى السّاقى كشمس طلعت ... تحمل المرّيخ فى برج الحمل؟
مائسا كالغصن فى دعص نقا ... فاتر المقلة زينت بالكحل (3)
وقوله أيضا يتغزل:
[السريع]
مرّ بنا يهتزّ فى مشيه ... مثل اهتزاز الغصن الرّطب
فمقلتى ترتع فى حسنه ... ومقلتاه أحرقت قلبى
قوله: «أحرقت» وهما مقلتان، كقول بعضهم، وأنشده ابن الجراح فى طبقات الشعراء (4):
[المديد]
أشركت عيناه ظالمة ... فى دمى يا عظم ما جنت (5)
فقال: «ظالمة»، وقال: «جنت» لأن التثنية جمع فى الحقيقة، والجماعة يخبر (6) عنها كما يخبر عن الواحد، لمكان التأنيث.
__________
(1) فى المطبوعتين وإحدى المغربيتين: «لكان ذلك».
(2) لم أعثر فى أى كتاب على إشارة إلى أشعار هذا الرجل.
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «فاتن المقلة».
والمائس: المتمايل.
(4) البيت آخر أربعة أبيات فى عيون الأخبار 4/ 140منسوبة إلى العباس بن جرير من ولد خالد ابن عبد الله، وانظر فى هامشه ما قيل عن التعبير بالواحد عن الاثنين.
(5) فى عيون الأخبار: «شركت عيناه من عظم».
(6) فى المطبوعتين فقط: «تخبر» بالمثناة الفوقية فى المرتين.(2/765)
والشاهد من شعر (1) القدماء قول أحدهم (2):
[الهزج]
لمن زحلوقة زلّ ... بها العينان تنهلّ (3)
وقال: «تنهلّ»، وكان حقه أن يقول: «تنهلان»، لكن العلة ما / قدمت.
ومن الموعظة الحسنة البالغة قوله:
[الكامل]
أمن الزّمان زمانة العقل ... فاخش الإله وخلّ عن جهل
واعلم بأنّك فى الحساب غدا ... تجزى بما قدّمت من فعل
ومن تشكّى أحوال الناس وقلّة ثقتهم وإنصافهم قوله:
[الطويل]
أيا ربّ إنّ النّاس لا ينصفوننى ... ولم يحسنوا قرضى على حسناتى
إذا ما رأونى فى رخاء تودّدوا ... إلىّ وأعداء لدى الأزمات (6)
ومهما أكن فى نعمة حزنوا لها ... ذوو أنفس فى شدّتى جذلات (7)
ثقاتى ما دامت صلاتى لديهم ... وإن عنهم أخّرتها فعداتى
سأمنع قلبى أن يحنّ إليهم ... وأصرف عنهم قاليا لحظاتى
وألزم نفسى الصّبر دأبا لعلّنى ... أعاين ما أمّلت قبل مماتى (9)
ألا إنّما الدّنيا كفاف وصحّة ... وأمن، ثلاث هنّ طيب حياتى
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «والشاهد من قول»، وفى ف: «والشاهد من أشعار».
(2) البيت فى الأمالى 1/ 42، وسمط اللآلى 1/ 172و 173، دون نسبة فيهما، وفى اللسان فى [ألل] دون نسبة ثم جاء مرة أخرى فى [ألل] مع نسبته إلى امرئ القيس فلما رجعت لديوانه وجدته فى الشعر المنسوب إليه 473نقلا عن اللسان وجمهرة اللغة وأمالى ابن الشجرى، وقد وجدته فى الجمهرة 1/ 59وأمالى ابن الشجرى 1/ 183بنسبته إليه فيهما.
(3) فى ص: «لمن زحلوفة» بالفاء. وزحلوفة بالفاء لغة أهل العالية، وزحلوقة بالقاف لغة تميم. انظر الأمالى واللسان، وكلاهما بمعنى آثار تزلج الصبيان من فوق إلى أسفل.
(6) فى ع فقط: «توددوا لدى وأعدائى»، وفى المطبوعتين فقط: «ترددوا إلى وأعدائى».
(7) فى ف: «وذو نفس» [كذا]، وفى المطبوعتين فقط: «ذوو أنفس فى شدة»، وفى ع: «فى شدتى خذلات».
(9) سقط هذا البيت من ف.(2/766)
قوله: «ثلاث» يعنى: ثلاث خصال، أو ثلاث أحوال، كما قال طرفة (1):
[الطويل]
ولولا ثلاث هنّ من لذّة الفتى
ثم فسّرهنّ فقال:
فمنهنّ سبق العاذلات بشربة (2)
وكرّى إذا نادى المضاف محنّبا (3)
وتقصير يوم / الدّجن (4)
والسبق (5)، والكرّ والتقصير كلها مذكرة، ولكن أراد ما قدمت.
ومن أحسن الأشعار قوله:
[الطويل]
خليلىّ إلّا تسعدانى فأقصرا ... فليس يداوى بالعتاب المتيّم
تريدان منّى النّسك فى غير حينه ... وغصنى ريّان ورأسى أسحم
وقوله فى قصيدة طويلة:
[الكامل]
غرّاء واضحة ينوس بقرطها ... جيد يرى جيد الغزال الأعنق (6)
صدّت فأغرت بالسّجوم مدامعى ... فالعين تذرف بالدّموع السّبّق (7)
تشكو البعاد إذا بعدت تستّرا ... وإن ارتجعت إلى الزّيارة تفرق (8)
__________
(1) سبق قول طرفة فى باب المخترع والبديع ص 421و 422والمذكور أوائل الأبيات.
(2) فى ع وف فقط: «سبقى العاذلات» وفى ص سقطت كلمة «بشربة».
(3) فى ع وص والمغربيتين سقط قوله: «محنبا»، وفى ف: «مجنبا» بالجيم.
(4) فى ع سقطت كلمة «يوم».
(5) فى المطبوعتين فقط: «والسبق والتقصير والكر».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «جيد حكى»
ينوس: يميل.
(7) البيت ساقط من ف، وفى ص: «يالعين تذرف» [كذا]، وفى المطبوعتين: «والعين تذرف».
والسجوم: سيلان الدموع.
(8) فى ف: «يشكو» بالمثناة التحتية، وفى المطبوعتين فقط: «إذا بعدت تصبرا».(2/767)
ولقد يبيت أخو المودّة لائمى ... فى حبّها لوم الشّفيق المشفق (1)
حتّى إذا طلعت وأبصر شخصها ... أخزى جهالة لائمى المستحمق
كم قد قطعت بوصلها من ليلة ... وشربت صافية كلون الزّئبق (2)
يسعى بها كالبدر ليلة تمّه ... سحّار ألحاظ رخيم المنطق (3)
آليت أترك ذا وتلك وهذه ... حتّى يفارقنى سواد المفرق
فلله سلاسة (4) هذا الطبع واندفاعه، وقرب هذا اللفظ وامتناعه (5)!!، ولله رقّة معانيه وإرهافها، وظهورها مع ذلك وانكشافها، ولطف مواقعها من القلوب، وسرعة تأثيرها فى النفوس!! وسيرد من شعره فيما بعد مالاق بالمواضع التى يذكر فيها إن شاء الله تعالى.
* * * __________
(1) فى ع فقط: «أخو الملامة».
(2) فى ص: «كم قطعت» [كذا]، وفى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «ويشرب»،
والبيت ساقط من ف.
(3) البيت ساقط من ف.
(4) فى المطبوعتين واحدى المغربيتين: «فلله سلامة».
(5) فى المطبوعتين فقط: «واتساعه».(2/768)
باب فى أغراض الشعر وصنوفه
وهو بسط لما بعده من الأبواب، وقد فرط البسط له، وفرغ من مقدمته فى باب حدّ الشعر وبنيته (1).
وأنا (2) أذكر هاهنا ما لابد من ذكره، تكلم قوم فى الشعر عند أبى الصقر إسماعيل بن بلبل (3)، من حيث لا يعلمون، فكتب إليه أبو العباس الناشىء (4):
[الخفيف]
لعن الله صنعة الشّعر، ماذا ... من صنوف الجهّال فيها لقينا؟
يؤثرون الغريب منه على ما ... كان سهلا للسّامعين مبينا
ويرون المحال معنى صحيحا ... وخسيس المقال شيئا ثمينا
يجهلون الصّواب منه ولايد ... رون للجهل أنّهم يجهلونا
فهم عند من سوانا يلامو ... ن وفى الحقّ عندنا يعذرونا
إنّما الشّعر ما تناسب فى النّظ ... م وإن كان فى الصّفات فنونا
فأتى بعضه يشاكل بعضا ... وأقامت له الصّدور المتونا (5)
كلّ معنى أتاك منه على ما ... تتمنّى لو لم يكن أن يكونا
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وتبيينه».
(2) فى ع «وأنا ذاكر ههنا مالا بدمنه»، وفى المطبوعتين: «وأنا ذاكر هنا مالا بد منه»، وفى المغربيتين: «وأنا ذاكر».
(3) هو إسماعيل بن بلبل الشيبانى، يكنى أبا الصقر، أحد الشعراء والبلغاء، والأجود الممدّحين. قتل سنة 278هـ.
تاريخ الطبرى 9/ 544و 10/ 2218، ووفيات الأعيان 4/ 206، وسير أعلام النبلاء 13/ 199
(4) القصيدة فى مقدمة ابن خلدون 1108، وجاءت حيث كان يتحدث عن صناعة الشعر، وما تتطلبه هذه الصناعة، ثم قال: «ومن أحسن ما قيل فى ذلك، وأظنه لابن رشيق» ثم ذكر القصيدة، ومن عجب أن يفعل ذلك ابن خلدون وهو الذى كان ينصح قبل قوله هذا بأن يعود الأديب إلى كتاب العمدة، ثم يزيد العجب عندما نراه يذكر قصيدة الناشىء الآتية ثم ينسبها إلى الناشىء، ومن البدهى أنه نقل ذلك من العمدة!! ويبدو أنه فى المرة الأولى اعتمد على ذاكرته ولم يرجع إلى العمدة.
(5) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «قد أقامت»، وما فى ص يوافق المقدمة.(2/769)
فتناهى من البيان إلى أن ... كاد حسنا يبين للنّاظرينا (1)
فكأنّ الألفاظ منه وجوه ... والمعانى ركّبن فيه عيونا (2)
فأتى فى المرام حسب الأمانى ... فتحلّى بحسنه المنشدونا (3)
فإذا ما مدحت بالشّعر حرّا ... رمت فيه مذاهب المسهبينا
فجعلت النّسيب سهلا قريبا ... وجعلت المديح صدقا مبينا (4)
وتنكّبت ما يهجّن فى السّم ... ع وإن كان لفظه موزنا (5)
وإذا ما قرضته بهجاء ... عفت فيه مذاهب المرفثينا (6)
فجعلت التّصريح منه دواء ... وجعلت التّعريض داء دفينا
وإذا ما بكيت فيه على الغا ... دين يوما للبين والظّاعنينا
حلت دون الأسى وذلّلت ما كا ... ن من الدّمع فى العيون مصونا
ثمّ إن كنت عاتبا شبت بالوع ... د وعيدا وبالصّعوبة لينا (7)
فتركت الّذى عتبت عليه ... حذرا آمنا، عزيزا مهينا
وأصحّ القريض ما فات فى النّظ ... م وإن كان واضحا مستبينا
فإذا قيل أطمع النّاس طرّا ... وإذا ريم أعجز المعجزينا (8)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فتناهى عن».
(2) فى المطبوعتين فقط: «فيه وجوه».
(3) فى ع وف: «فإننا فى المرام فيحلى بحسنه المنشدينا»، وفى المطبوعتين: «فائتا فى المرام» [كذا] «فيجلّى بحسنه المنشدينا»، وفى المغربيتين: «فائتا فى المرام فيحلّى بحسنه المنشدينا».
(4) فى ص وف والمغربيتين «صدقا متينا».
(5) فى ف: «ما يهجن» بنقطتين فوق وتحت الحرف، وفى المطبوعتين والمغربيتين «ما تهجن» وكذلك المقدمة.
(6) المرفث: المفحش فى القول.
(7) فى المطبوعتين فقط: «شبت فى الوعد».
(8) فى ع وف والمطبوعتين: «وإذا قيل»، وفى ع: «أطمع الناس فيه».(2/770)
قال (1) الوليد بن عبيد البحترى (2): كنت فى حداثتى أروم الشعر، وكنت أرجع فيه إلى طبع، ولم أكن أقف على تسهيل مآخذه، ووجوه اقتضابه (3)، حتى قصدت أبا تمام، وانقطعت (4) إليه، واتكلت فى تعريفه عليه، فكان أول ما قال لى:
يا أبا عبادة، تخيّر الأوقات وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم.
واعلم أن العادة فى الأوقات أن يقصد الإنسان لتأليف شىء أو حفظه فى وقت السّحر وذلك أن النفس قد أخذت حظّها من الراحة، وقسطها من النوم.
فإن (5) أردت النسيب (6) فاجعل (7) اللفظ رقيقا، والمعنى رشيقا، وأكثر فيه من بيان الصّبابة، وتوجّع الكآبة، وقلق الأشواق، ولوعة الفراق.
وإذا (8) أخذت فى مدح سيّد ذى أياد / فأشهر مناقبه، وأظهر مناسبه، وأبن معالمه، / وشرّف مقاومه (9)، وتقاصّ (10) المعانى، واحذر المجهول منها، وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الرّديّة (11)، وكن (12) كأنك خياط تقطّع (13) الثياب على مقادير الأجسام.
وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك، ولا تعمل (14) إلا وأنت فارغ القلب،
__________
(1) فى ف والمطبوعتين: «قال أبو عبادة الوليد بن عبيد البحترى»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق زهر الآداب.
(2) انظر هذا القول فى زهر الآداب 1/ 110
(3) فى ف والمطبوعتين: «اقتضائه»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق زهر الآداب.
واقتضابه: ارتجاله.
(4) فى المطبوعتين فقط: «فانقطعت» وما هنا يوافق زهر الآداب.
(5) فى زهر الآداب: «وإن».
(6) فى ع فقط وزهر الآداب: «التشبيب».
(7) فى زهر الآداب: «فاجعل اللفظ رشيقا، والمعنى رقيقا».
(8) فى ص: «وإن أخذت»، وفى زهر الآداب: «فإذا».
(9) فى المطبوعتين فقط وزهر الآداب: «مقامه». والمقاوم جمع مقام.
(10) فى ف: «وتقاصى»، وفى المطبوعتين وإحدى المغربيتين: «وتقاض»، وفى زهر الآداب «ونضد المعانى».
(11) فى ع والمطبوعتين: «الزرية»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق زهر الآداب.
(12) فى زهر الآداب: «ولتكن».
(13) فى ف والمغربيتين والمطبوعتين وزهر الآداب: «يقطع» بالمثناة التحتية.
(14) فى زهر الآداب: «ولا تعمل شعرك».(2/771)
واجعل شهوتك لقول الشعر الذّريعة إلى حسن نظمه فإن الشهوة نعم المعين.
وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين، فما استحسنه (1)
العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه، ترشد إن شاء الله.
قال صاحب الكتاب: قد كنت أردت ذكر هذا الفصل فيما تقدم من باب عمل الشعر، وشحذ القريحة له، فلم أثق بحفظى فيه، حتى صححته، فأثبتّه بمكانه من هذا الباب.
ومن قول الناشىء فى معنى شعره الأول (2):
[الكامل]
الشّعر ما قوّمت زيغ صدوره ... وشددت بالتّهذيب أسر متونه
ورأيت بالإطناب شعب صدوعه ... وفتحت بالإيجاز عور / عيونه
وجمعت بين قريبه وبعيده ... ووصلت بين مجمّه ومعينه (3)
فإذا بكيت به الدّيار وأهلها ... أجريت للمحزون ماء شؤونه
وإذا مدحت به جوادا ماجدا ... وقضيته بالشّكر حقّ ديونه (4)
أصفيته بنفيسه ورصينه ... وخصصته بخطيره وثمينه
فيكون جزلا فى اتّساق صنوفه ... ويكون سهلا فى اتّفاق متونه (5)
وإذا أردت كناية عن ريبة ... باينت بين ظهوره وبطونه (6)
فجعلت سامعه يشوب شكوكه ... ببيانه، وظنونه بيقينه
وإذا عتبت على أخ فى زلّة ... أدمجت شدّته له فى لينه
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فما استحسنته العلماء»، وهو صحيح لأن جمع التكسير يجوز معه تأنيث الفعل وتذكيره، وفى زهر الآداب: «فما استحسن».
(2) الأبيات فى زهر الآداب 2/ 632و 633، ضمن قصيدة من ثمانية عشر بيتا، وتجدها فى مقدمة ابن خلدون 1109و 1110، ضمن ستة عشر بيتا، وتجدها ما عدا الثانى فى نزهة الأبصار 503مع اختلاف يسير فيها.
(3) والمجمّ: مستقر الماء. والمعين: الماء الظاهر الذى تراه العين جاريا على وجه الأرض.
(4) فى المطبوعتين فقط: «وفّيته بالشكر».
(5) فى زهر الآداب: «فى اتفاق صنوفه فى اتساق فنونه».
(6) فى ع والمطبوعتين: «فإذا».(2/772)
فتركته مستأنسا بدماثة ... مستيئسا لوعوثه وحزونه (1)
وإذا نبذت إلى الّتى علّقتها ... إن صارمتك بفاتنات شؤونه
تيّمتها بلطيفه ورقيقه ... وشغفتها بخبيّه وكمينه
وإذا اعتذرت إلى أخ من زلّة ... واشكت بين محيله ومبينه
وهذا حين أبدأ الكلام على هذه / الأغراض والصنوف واحدا فواحدا إن شاء الله (2).
* * * __________
(1) فى ف: «فجعلته مستأنسا»، وفى زهر الآداب: «مستأنسا لدماثة».
الدماثة: سهولة الخلق. الوعوثة: ليونة الطريق وسهولته. الحزون والحزونة جمع حزن: وهو ما غلظ من الأرض.
(2) فى المطبوعتين فقط: «إن شاء الله سبحانه وتعالى».(2/773)
باب النسيب (6)
حق النسيب أن يكون حلو الألفاظ رسلها، قريب المعانى سهلها، غير كزّ ولا غامض، وأن يختار له من الكلام ما كان ظاهر الماء، ليّن (1) الأثناء، رطب المكسر، شفاف الجوهر، يطرب الحزين، ويستخفّ الرصين.
روى أبو على إسماعيل بن القاسم (2)، عن ابن دريد (3)، عن أبى حاتم عن الأصمعى عن أبى عمرو بن العلاء، عن رواية كثير، قال: كنت مع جرير وهو يريد الشام فطرب، وقال: أنشدنى لأخى بنى مليح يعنى كثيرا فأنشدته (4)، حتى انتهيت إلى قوله (5):
__________
(6) انظر نقد الشعر 123، وكفاية الطالب 57، ويمكن أن تقرأ فى حلية المحاضرة 1/ 370ما جاء تحت عنوان «أغزل بيت وأرق وأنسب بيت قالته العرب».
(1) فى ف: «لين خذ الانثنا» [كذا]، وفى المطبوعتين: «لين الإيثار»، وفى م كتب فى الهامش: «ربما قرئت: لين الأبشار»!!
(2) هو إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون، يكنى أبا على، ويعرف بالقالى نسبة إلى قرية قاليقلا، أخذ علوم العربية عن أساطينها فى عصره، فكان علامة لغويا ثقة، وكان ولاؤه لبنى مروان، ولهذا هاجر إلى الأندلس وعظم أمره هناك، وتوفى بقرطبة سنة 356هـ.
طبقات الزبيدى 185، ومعجم الأدباء 7/ 25، ووفيات الأعيان 1/ 226، وإنباه الرواة 1/ 204، وبغية الوعاة 1/ 453، والشذرات 3/ 18، وسير أعلام النبلاء 16/ 45وما فيه من مصادر، وجذوة المقتبس 164، وتاريخ علماء الأندلس 69
(3) فى الأمالى 2/ 228ليست الرواية عن ابن دريد، وإنما عن أبى بكر بن الأنبارى، فلعله أشكل على المؤلف، وجاء الخبر فى العقد الفريد 5/ 378، إلا أنه يبدأ بالرواية عن أبى عمرو بن العلاء، وليس فى الخبر ذكر لراوية كثير. وهذا الراوية اسمه السائب بن الحكيم السدوسى فى الشعر والشعراء هامش 1/ 510، واسمه السائب بن ذكوان فى الموشح 238
(4) فى ع سقط قوله: «حتى انتهيت إلى قوله»، وفى ص: «فأنشدته قوله».
(5) البيتان ينسبان إلى كثير فى الأمالى 2/ 228، وشرح ديوان الحماسة 3/ 1302، ومعجم الشعراء 243، وينسبان إلى المجنون فى الشعر والشعراء 2/ 571، وعيون الأخبار 3/ 78، والعقد الفريد 5/ 378، وزهر الآداب 1/ 567، والزهرة 1/ 94، والأغانى 2/ 90، وهما فى ديوان المجنون 94، وقد اعترض البكرى فى التنبيه 118على نسبتهما إلى كثير، وخطأ من يفعل ذلك، ونسبهما إلى المجنون. وتجد اختلافا يسيرا بين الجميع فى بعض الألفاظ. وقد عثرت بآخرة على ديوان كثير ووجدتهما فيه فى 526فى القسم الخاص بالأبيات التى تنسب إلى كثير، وفيه تخريج واسع.(2/774)
[الطويل]
وأدنيتنى حتّى إذا ما سبيتنى ... بقول يحلّ العصم سهل الأباطح (1)
تجافيت عنّى حين لا لى حيلة ... وخلّفت ما خلّفت بين الجوانح
فقال: لولا أنه لا يحسن بشيخ مثلى النخير لنخرت حتى يسمعنى (2) هشام على سريره.
وقيل (3) لأبى السائب المخزومى: أترى أحدا لا يشتهى النسيب؟ فقال:
أما من يؤمن بالله واليوم الآخر فلا.
والنسيب، والتغزّل، والتشبيب كلها بمعنى واحد.
وأما الغزل فهو إلف النساء، والميل (4) إليهن، والتخلق بما وافقهن (5)، وليس مما ذكرت (6) فى شىء، فمن جعله بمعنى التغزل / فقد أخطأ، وقد نبّه على ذلك قدامة، وأوضحه فى كتابه نقد الشعر (7).
وقال الحاتمى (8): من حكم التشبيب (9) الذى يفتتح به الشاعر كلامه أن يكون ممزوجا بما بعده من مدح، أو ذم، متصلا به غير منفصل منه، فإن القصيدة مثلها مثل خلق الإنسان فى اتصال بعض أعضائه ببعض، فمتى انفصل واحد عن الآخر وباينه فى صحة التركيب غادر بالجسم عاهة تتخوّن (10)
__________
(1) العصم جمع أعصم: وهو من الظباء والوعول ما فى ذراعيه أو أحدهما بياض وسائره أسود أو أحمر.
(2) فى المطبوعتين فقط: «حتى يسمع».
(3) انظر هذا القول فى زهر الآداب 1/ 166، وجاء فى المصون فى سر الهوى المكنون 36مع اختلاف فى التعبير.
(4) قوله: «والميل إليهن» ساقط من ع والمطبوعتين فقط.
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «بما يوافقهن»، وفى المغربيتين: «لما وافقهن».
(6) فى المطبوعتين فقط: «ذكرته».
(7) نقد الشعر 123
(8) حلية المحاضرة 1/ 215، وانظره فى زهر الآداب 2/ 597، مع بعض اختلاف فيهما.
(9) فى المطبوعتين فقط وحلية المحاضرة «النسيب»، وفى هوامش حلية المحاضرة كتب المحقق:
«فى الأصل «التشبيه»، وهو خطأ نسخى»، نعم هو خطأ نسخى صحته: «التشبيب».
(10) تتخوّن: تنقص.(2/775)
محاسنه، وتعفّى معالم جماله، ووجدت حذّاق الشعراء، وأرباب الصناعة من المحدثين / يحترسون فى (1) مثل هذه الحال احتراسا يحميهم شوائب النقصان، ويقف بهم على محجّة الإحسان.
ومن مختار ما قيل فى النسيب قول المرّار العدوىّ (2):
[الرمل]
وهى هيفاء هضيم كشحها ... فخمة حيث يشدّ المؤتزر (3)
صلتة الخدّ طويل جيدها ... ضخمة الثّدى ولمّا ينكسر (4)
يضرب السّبعون فى خلخالها ... فإذا ما أكرهته ينكسر (5)
لا تمسّ الأرض إلّا دونها ... عن بلاط الأرض ثوب منعفر (6)
تطأ الخزّ ولا تكرمه ... وتطيل الذّيل منه وتجر
ثمّ تنهدّ على أنماطها ... مثل ما مال كثيب منقعر (7)
عبق العنبر والمسك بها ... فهى صفراء كعرجون العمر (8)
__________
(1) فى م فقط: «من مثل».
(2) هو المرار أو زياد بن منقذ العدوى التميمى، وبنو العدوية ينسبون إلى أمهم، وهى تنتهى فى نسبها إلى عدى بن عبد مناة، وهو شاعر مشهور، وهو الذى سعى بجرير إلى سليمان بن عبد الملك فى موضوع ولاية العهد.
الشعر والشعراء 2/ 697، ومعجم الشعراء 338، والمؤتلف والمختلف 268، وزهر الآداب 2/ 1064، وسمط اللآلى 2/ 832، والخزانة 5/ 253، وهامش البيان والتبيين 4/ 8، وهامش عيون الأخبار 4/ 30، وهامش المفضليات 72
(3) الأبيات ضمن قصيدة فى المفضليات 9290، والاختيارين 361356، مع اختلاف فى الترتيب وفى بعض الألفاظ فيهما، والثانى وحده فى البيان والتبيين 4/ 8، وعيون الأخبار 4/ 30
الهيفاء: الضامرة البطن. وهضيم كشحها: هى ضامرة الكشح، والكشح ما بين آخر الأضلاع إلى الورك، وهو يقصد الخصر. وفخمة: ضخمة العجيزة.
(4) صلته الخد: أى منجردة الخد ليست برهلة.
(5) يضرب السبعون: يعنى سبعين مثقالا، فيعجز عنها فينكسر من امتلاء ساقها.
(6) منعفر: أصابه العفر وهو التراب.
(7) تنهدّ: كأنها تنكسر. والأنماط: ضرب من البسط. والكثيب: التّلّ من الرمل. ومنقعر:
منقطع، كما تنقعر النخلة.
(8) عبق: يمكن أن تقرأ اسما وأن تقرأ فعلا، وعبق العنبر: ما يعلق منه ويلصق. فهى صفراء:
أى من الطيب. والعرجون: أصل العذق الذى يعوجّ، ويقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا.
والعمر: نخلة السكر.(2/776)
أملح النّاس إذا جرّدتها ... غير سمطين عليها وسؤر (1)
قال عبد الكريم (2): هذا (3) أملح وأشرف ما وقع فيه الوصف، وهى أشبه بنساء الملوك.
وأنشد لغيره (4):
[الطويل]
قليلة لحم النّاظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد (5)
أرادت لتنتاش الرّواق فلم تقم ... إليه ولكن طأطأته الولائد (6)
تناهى إلى لهو الحديث كأنّها ... أخو سقطة قد أسلمته العوائد (7)
وأنواع النسيب كثيرة، وهذا الذى أنشدته أفضلها فى مذاهب المتقدمين.
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين: «وسور» بالتخفيف، وما فى ص يوافق المغربيتين.
والسمطان مثنى سمط: وهو النظم من اللؤلؤ. والسّؤر جمع سوار بضم السين وكسرها وهو معروف، ويكون من فضة أو ذهب.
(2) لم أعثر على هذا القول ولا على الأبيات فى الممتع.
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «هذه».
(4) الأبيات جاءت فى الأغانى 22/ 232و 233، ضمن ستة أبيات تنسب إلى عتيبة بن مرادس، المعروف بابن فسوة، مع اختلاف فى الترتيب وفى بعض الألفاظ. والأبيات فى ديوان الحماسة 2/ 64، تحت عنوان: «وقال آخر قيل هو عتيبة بن مرداس، ولم يخرّج المحقق الأبيات إلا من العمدة!! والأعجب أنه قال: إنه لم يعثر على ترجمة للشاعر!!! والأبيات مع اختلاف فى الترتيب فى الزهرة 1/ 129بنسبتها إلى ابن مرداس، والأبيات فى شرح ديوان الحماسة 3/ 1310، تحت عنوان:
«وقال العباس بن مرداس» والأول دون نسبة فى أصل معانى الشعر 255، وذكر المحقق فى الهامش أنه لعتيبة بن مرداس كما فى اللسان، والذى فى اللسان فى [برد] دون نسبة والأبيات دون نسبة فى كفاية الطالب 59، وعثرت بآخرة على نسخة من ديوان العباس بن مرداس، والأبيات فيه 170، مع تخريج هزيل جدا لا يناسب مكانة المحقق!!
(5) الناظران: عرقان فى مدمع العينين، يصفها بأنها ليست بجهمة الوجه، لكنها أسيلة الخدين.
العيش المخفوض: الخصيب فى دعة ولين. وبارد: هنىء طيب.
(6) تنتاش: تتناول، يصفها بأنها مخدّمة، فلا تبتذل نفسها فى مهنة. والرواق: مامدّ مع البيت من ستارة. والطأطأة: خفض الرأس وغيره عن الاشتراف. والولائد: الخادمات.
(7) تناهى إلى لهو الحديث: أراد أنها تنصبّ من كل أحوالها إلى اللهو، إذ كفيت كل أمورها، فهى منعمة لا تتعلل إلا باللهو والهزل، فكأنها عليل يشفق عليه، ويترك لما به.(2/777)
وللمحدثين طريق غير هذه كثيرة الأنواع أيضا، فمما أختاره (1) من ذلك ما ناسب قول أبى نواس (2):
[الكامل]
حلّت سعاد وأهلها سرفا ... قوما عدى ومحلّة قذفا (3)
وكأنّ سعدى إذ تودّعنا ... وقد اشرأبّ الدّمع أن يكفا
رشأ تواصين القيان به ... حتّى عقدن بأذنه شنفا (4)
فإن هذا فى غاية الجودة، ونهاية الإحسان.
وما ناسب قول مسلم بن الوليد (5):
[الطويل]
أحبّ الّتى صدّت وقالت لتربها: ... دعيه، الثّريّا منه أقرب من وصلى
أماتت وأحيت مهجتى فهى عندها ... معلّقة بين المواعيد / والمطل (6)
وما نلت منها نائلا غير أنّنى ... بشجو المحبّين الألى سلفوا قبلى
بلى ربّما وكّلت عينى بنظرة ... إليها تزيد القلب خبلا على خبل
ومن الجيد قول الوليد بن عبيد البحترى (7):
[البسيط]
رددن ما خفّفت منه الخصور إلى ... ما فى المآزر فاستثقلن أردافا
إذا نضون شفوف الرّيط آونة ... قشرن عن لؤلؤ البحرين أصدافا (8)
__________
(1) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «أختار».
(2) ديوان أبى نواس 432
(3) سرف: مكان فى مكة المكرمة قرب التنعيم [انظر معجم البلدان]. وقذف: بعيدة.
(4) الشنف: هو القرط.
(5) ديوان صريع الغوانى 34، وانظر ما قيل عن الأبيات فى كفاية الطالب 59
(6) فى ف والمغربيتين: «بين المواعد» وهى صحيحة من حيث الوزن وكذلك فى كفاية الطالب.
(7) ديوان البحترى 3/ 1380و 1381، وفيه جاء البيت الثانى قبل الأول بثلاثة أبيات، وانظر ما قيل عنهما فى كفاية الطالب 60
(8) الشفوف جمع الشّف: وهو الثوب الرقيق. والرّيط: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ونسجا واحدا.(2/778)
والبحترى أرقّ الناس نسيبا، وأملحهم طريقة، ألا تسمع قوله (1):
[الكامل]
إنّى وإن جانبت بعض بطالتى ... وتوهّم الواشون أنّى مقصر
ليشوقنى سحر العيون المجتلى ... ويروقنى ورد الخدود / الأحمر
وشعره من هذا النمط، لا سيما لو ذكر الطيف، فإنه الباب الذى شهر به.
ولم تكن (2) لأبى تمام حلاوة توجب له حسن التغزل، / وإنما يقع له من ذلك التافه اليسير فى خلال القصائد، مثل قوله (3):
[الخفيف]
بتّ أرعى الخدود حتّى إذا ما ... فارقونى بقيت أرعى النّجوما (4)
وقوله أول قصيدة (5):
[الوافر]
أرامة، كنت مألف كلّ ريم ... لو استمتعت بالأنس القديم (6)
أدار البؤس حسّنك التّصابى ... إلىّ فصرت جنّات النّعيم (7)
وممّا ضرّم البرحاء أنّى ... شكوت فما شكوت إلى رحيم
فأما (8) أبو الطيب فمن مليح ما سمعت له قوله (9):
[الطويل]
كئيبا توقّانى العواذل فى الهوى
كما يتوقّى ريّض الخيل حازمه (10)
__________
(1) ديوان البحترى 2/ 1071
(2) فى ع وف والمطبوعتين: «يكن»، وكلاهما صحيح، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(3) ديوان أبى تمام 3/ 222وانظر ما قيل عنه فى الموازنة 1/ 101
(4) فى الديوان: «كنت أرعى البدور أمسيت أرعى النجوما»، وفى ف: «بت أرعى النجوما».
(5) ديوان أبى تمام 3/ 160، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 61
(6) فى ع وف والمغربيتين والمطبوعتين: «بالأنس المقيم»، وما فى ص يوافق الديوان.
(7) فى ع فقط وكفاية الطالب: «حبّبك التصابى».
(8) فى ع والمطبوعتين فقط: «وأما».
(9) ديوان المتنبى 3/ 329
(10) الرّيّض من الخيل: الصعب المراس، وقد يستعمل بمعنى المذلل، فهو من الأضداد.(2/779)
قفى تغرم الأولى من اللّحظ مهجتى
بثانية والمتلف الشّىء / غارمه
سقاك وحيّانا بك الله إنّما
على العيس نور والخدور كمائمه (1)
فقد جاء بأملح شىء وأوفاه (2) حظّا من الطرفة والغرابة.
وقوله يذكر ربع (3) أحباب (4):
[الطويل]
نزلنا عن الأكوار نمشى كرامة ... لمن بان عنه أن نلمّ به ركبا
نذمّ السّحاب الغرّ فى فعلها به ... ونعرض عنها كلّما طلعت عتبا
وقوله فى ذكر الديار أيضا (5):
[الطويل]
ودسنا بأخفاف المطىّ ترابها ... فلا زلت أستشفى بلثم المناسم (6)
ديار اللّواتى دارهنّ عزيزة ... بطول القنا يحفظن لا بالتّمائم (7)
حسان التّثنّى ينقش الوشى مثله ... إذا مسن فى أجسامهنّ النّواعم (8)
ويبسمن عن درّ تقلّدن مثله ... كأنّ التّراقى وشّحت بالمباسم
ورد (9) جماعة من الكتاب على العتابى، وهو بحلب، وفى يده رقعة، وقد أطال فيها النظر والتأمل، فقال: أرأيتم الرقعة التى كانت فى يدى؟
قالوا: نعم، قال: لقد سلك صاحبها واديا ما سلكه / غيره، فلله درّه!!، وكان
__________
(1) فى ع فقط: «على العيس روض».
(2) فى ص: «وأوفاه حظه»، وفى ف: «وأوفاه حظا من الظرافة والغرابة»، وفى المطبوعتين: «وأوفاه من الظرفة والغرابة»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «ربع أحبابه».
(4) ديوان المتنبى 1/ 56و 57
(5) ديوان المتنبى 4/ 111، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 61
(6) المناسم جمع منسم: وهو للخفّ كالسنبك للحافر.
(7) فى ع والمطبوعتين: «بسمر القنا»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.
(8) مسن: تبخترن.
(9) انظر الخبر وشاهده فى حلية المحاضرة 1/ 210(2/780)
فى الرقعة قول أبى نواس (1):
[الكامل]
رسم الكرى بين الجفون محيل ... عفّى عليه بكا عليك طويل (2)
يا ناظرا ما أقلعت لحظاته ... حتّى تشحّط بينهنّ قتيل (3)
الأصمعى (4) عن أبى عمرو بن العلاء أنه قال: أغزل بيت قالته العرب قول (5) عمر بن أبى ربيعة (6):
[الرمل]
فتضاحكن وقد قلن لها: ... حسن فى كلّ عين من تود
وكان الأصمعى يقول (7): أغزل بيت قالته العرب قول امرئ القيس (8):
[الطويل]
وما ذرفت عيناك إلّا لتضربى ... بسهميك فى أعشار قلب مقتّل
وحكى (9) عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك (10) أنه قال: لم تقل
__________
(1) ديوان أبى نواس 255، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 210، وقد سبق البيت الأول فى باب المبدأ والخروج والنهاية ص 352
(2) فى ع: «بكا عليه». وعفّى عليه: محاه. ومحيل: مجدب، من المحل وهو الجدب وانقطاع المطر.
(3) فى الديوان: «ناظرا» بإسقاط «يا»، وهو خطأ مطبعى.
أقلعت لحظاته: كفت وانتهت عن النظر. تشحّط: مزج بالدم وتضرّج به واضطرب فيه.
(4) الرواية والبيت فى حلية المحاضرة 1/ 371، وفى ف: «وقال الأصمعى»، وفى م:
«[روى] الأصمعى» كذا بين معقوفين.
(5) فى ع: «قالته العرب بيت ابن أبى ربيعة»، وفى ص: «قول أبى ربيعة» [كذا] وفى ف: «قول ابن أبى ربيعة»، وما اعتمدته من المغربيتين والمطبوعتين يوافق حلية المحاضرة.
(6) ديوان عمر بن أبى ربيعة 321، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 371و 2/ 234، فى أحسن ما قيل فى حسن المحبوب فى عين محبه.
(7) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 370، والبيت ذكر مرتين أخريين فى الصفحتين التاليتين فيه، وفيه وفى الديوان: «إلا لتقدحى بسهميك»، وفى المغربيتين: «وقد كان».
(8) ديوان امرئ القيس 13، وقد سبق البيت فى أول باب التمثيل ص 450
(9) هذه الحكاية فى حلية المحاضرة 1/ 373و 374، وفيها البيت، وجاء فيها: «وكل قتيل عندهن».
(10) هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، يكنى أبا العباس، كان من فتيان بنى أمية وظرفائهم وشعرائهم وأجوادهم وأشدائهم، وكان فاسقا خليعا، متهما فى دينه، مرميّا بالزندقة،(2/781)
العرب بيتا أغزل من بيت جميل (1):
[الطويل]
لكلّ حديث بينهنّ بشاشة ... وكلّ قتيل بينهنّ شهيد
وفضّلته (2) بهذا البيت سكينة بنت الحسين بن على رضوان الله عليهم، وأثابته به دون جماعة من حضر من الشعراء.
وقال بعضهم (3): الأحوص أغزل الناس بقوله (4):
[الطويل]
إذا قلت إنّى مشتف بلقائها ... وحمّ التّلاقى بيننا زادنى سقما (5)
وقال غيره (6): بل جميل بقوله (7):
[الطويل]
يموت الهوى منّى إذا ما لقيتها ... ويحيا إذا فارقتها فيعود
وقال (8) آخر: بل جرير بقوله (9):
[الطويل]
فلمّا التقى الحيّان ألقيت العصا ... ومات الهوى لمّا أصيبت مقاتله
والأحوص عندى (10) أغزلهم فى هذه الأبيات الثلاثة لزيادته سقما إذا التقى بالمحبوب.
__________
وشاع ذلك من أمره وظهر حتى أنكره الناس فقتل سنة 126هـ.
المعارف 366، وجمهرة أنساب العرب 91، وكتاب نسب قريش 166و 167، وتاريخ الطبرى 7/ 258و 275وصفحات كثيرة فيه، ومروج الذهب 3/ 224، والأغانى 7/ 831، والفخرى فى الآداب السلطانية 134، وفوات الوفيات 4/ 256، وخزانة الأدب 2/ 228، وسير أعلام النبلاء 5/ 370
(1) ديوان جميل 64، وفيه: «لكل لقاء نلتقيه بشاشة وكل قتيل عندهن»، وأشير فى الهامش إلى ماهنا.
(2) هذا التفضيل تجده فى الأغانى 16/ 163
(3) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 374، والأغانى 4/ 265و 266
(4) ديوان الأحوص 244
(5) فى حلية المحاضرة: «من لقائها».
(6) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 373، والأغانى 1/ 114
(7) ديوان جميل 67
(8) هذا القول تجده فى طبقات ابن سلام 1/ 380، والأغانى 8/ 6
(9) ديوان جرير 2/ 964
(10) فى المطبوعتين فقط: «عندهم».(2/782)
وقال الحاتمى (1): أغزل (2) ما قالته / العرب قول أبى صخر الهذلى (3):
[الطويل]
فيا حبّها زدنى جوى كلّ ليلة ... ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر (4)
وقال أبو عبيدة (5): ما حفظت شعرا لمحدث إلا قول أبى نواس (6):
[مجزوء الوافر]
كأنّ ثيابه أطلع ... ن من أزراره قمرا
يزيدك وجهه حسنا ... إذا ما زدته نظرا
بعين خالط التّفت ... ير من أجفانها الحورا
وخدّ سابرىّ لو ... تصوّب ماؤه قطرا (7)
وللشعراء أسماء تخفّ على ألسنتهم، وتحلو فى أفواههم، فهم كثيرا.
ما يأتون بها زورا، نحو «ليلى»، و «هند»، و «سلمى»، و «دعد»، و «لبنى»، و «عفراء»، و «أروى»، و «نعم» (8)، و «أسماء» (9)، و «ريّا»، و «فاطمة»، و «ميّة»، و «علوة»، و «عائشة»، و «الرباب»، و «جمل»، و «زينب» وأشباههن.
__________
(1) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 370و 406، وفيه البيت.
(2) فى ف فقط: «أغزل بيت قالته» وهو يناسب الحلية.
(3) شرح أشعار الهذليين 2/ 958، والبيت جاء فى ديوان مجنون ليلى 130. وانظره فى كفاية الطالب 58
(4) فى شرح أشعار الهذليين: «ويا حبها».
(5) لم أعثر على قول أبى عبيدة فيما تحت يدى من المصادر، ولكنى وجدت فى زهر الآداب 2/ 760الأبيات، وقيل تحتها: «قيل للجاحظ: من أنشد الناس وأشعرهم؟ قال: الذى يقول، وأنشد هذه الأبيات»، ووجدت فى أخبار أبى نواس ضمن كتاب الأغانى 29/ 9865، (ط الشعب) «سئل ابن عائشة: من أشعر المحدثين؟ فقال: الذى يقول» وأنشد الأبيات.
(6) ديوان أبى نواس 559، مع اختلاف فى الترتيب. وانظر التعليق السابق.
(7) السابرى: ثوب رقيق شفاف ينسب إلى سابور، ومعنى هذا أنها أسيلة الخد رقيقة الجلد.
(8) فى ع والمغربيتين والمطبوعتين جاء اسم «نعم» فى الآخر.
(9) سقط اسم «أسماء» من ع والمطبوعتين فقط.(2/783)
ولذلك قال مالك (1) بن زغبة الباهلى (2)، أنشده الأصمعى (3)
[الطويل]
وما كان طبّى حبّها غير أنّه ... يقام بسلمى للقوافى صدورها (4)
فأما «عزّة»، و «بثينة» فحماهما «كثيّر» و «جميل»، حتى كأنما حرّما على الشعراء.
وربما أتى الشاعر بالأسماء الكثيرة فى القصيدة إقامة للوزن، وتحلية للنسيب، كما قال جرير (5):
[الطويل]
أجدّ رواح القوم؟ بل لات روّحوا ... نعم كلّ من يعنى بجمل / مترّح (6)
ثم قال بعد بيت واحد:
إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا
فأسماء من تلك الظّعائن أملح
ظللن حوالى خدر أسماء وانتحى
بأسماء موّار الملاطين أروح
صحا القلب عن سلمى وقد برّحت به
وما كان يلقى من تماضر أبرح (7)
__________
(1) فى ص وف: «مالك بن رعبة» بالراء والعين المهملتين، وفى كفاية الطالب «مالك بن زعة» وبإسقاط «الباهلى»، وفى المغربيتين: «مالك بن رغبة» براء مهملة فغين معجمة.
(2) لم أجد إلا أنه مالك بن زغبة شاعر جاهلى، انظر ما يقع فيه التصحيف والتحريف 160، وخزانة الأدب 8/ 134، ومجالس العلماء 203، وهامش الاختيارين 147
(3) البيت ضمن قصيدة طويلة فى الاختيارين 148، وانظره فى كفاية الطالب 62
(4) فى ع وص وكفاية الطالب: «وما كان ظنى»، وما فى المغربيتين وف والمطبوعتين يوافق الاختيارين.
وما كان طبّى حبها: أى ما كان دهرى حبها، تقول: ما ذاك بطبىّ ولا دهرى، أى: ليس ذلك أمرى الذى عمدت إليه. [من الاختيارين 148] وانظر طب بكسر الطاء فى اللسان.
(5) ديوان جرير 2/ 834و 835، مع اختلاف فى الترتيب.
(6) فى ص: «بل لا تروحوا» وفى الديوان: «أم لا تروّح»، وفى كفاية الطالب: بل لا تروح بلى كل»، وفى ص وكفاية الطالب: «من يعنى بجمل مبرح».
(7) فى ع والمطبوعتين: «صحا القلب عن أسما»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الديوان.(2/784)
فأما (1) قول السيد الحميرى (2):
[الكامل]
ولقد يكون بها أوانس كالدّمى ... هند وعبدة والرّباب وبوزع (3)
فإنه ثقيل من أجل «بوزع»، وأنكر هذه اللفظة عبد الملك بن مروان على جرير (4)، فما ظنّك بالسيد الحميرى؟!!
وكلما كانت اللفظة أحلى كان ذكرها فى الشعر أشهى، اللهم إلا أن يكون الشاعر لم يزوّر الاسم، وإنما قصد الحقيقة / لا إقامة الوزن، فحينئذ لا ملامة عليه، ما لم يجد فى الكنية مندوحة.
وقال يزيد بن أم الحكم (5):
[البسيط]
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا
إذا أقول صحا يعتاده عيدا (6)
كأنّ أحور من غزلان ذى بقر
أهدى لعائشة العينين والجيدا
على أن بعضهم روى:
أهدى لها شبه العينين والجيدا (7)
وهو أجود لا محالة، ومثل هذا كثير فى أشعار القدماء.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «وأما».
(2) ديوان السيد الحميرى 268، والأغانى 7/ 267
(3) فى ع وف والمطبوعتين: «ولقد تكون»، وفى ف: «هند ودعد»، وفى الديوان والأغانى: «جمل وعزة والرباب».
(4) انظر هذا الإنكار فى الشعر والشعراء 1/ 70، وانظر الأغانى 8/ 253
(5) البيتان فى الأغانى 12/ 288، ضمن أربعة أبيات واللسان فى [عود] ضمن ثلاثة أبيات مع اختلاف فى الشطر الثانى من البيت الثانى فيهما.
(6) معمود: هدّه العشق. والعيد: ما يعتاد من نوب وشوق وهمّ ونحوه.
(7) فى الأغانى مثل هذه الرواية: «أهدى لها شبه العينين» وفى المطبوعتين والمغربيتين سقطت كلمة «والجيدا».(2/785)
ولست أرى مثله من عمل المحدثين صوابا، ولا علمته وقع لأحد منهم، إلا ما ناسب قول السيد المتقدم آنفا، وقول أبى تمام الطائى (1):
[الطويل]
وإن رحلت فى ظعنهم وحدوجهم
زيانب من أحبابنا وعواتك (2)
ومن عيوب هذا الباب أن يكثر التغزل، ويقلّ المدح، كما حكى (3) عن شاعر أتى نصر بن سيار (4) بأرجوزة فيها مائة بيت نسيبا، وعشرة أبيات مدحا، فقال له نصر: والله ما بقّيت كلمة عذبة، ولا معنى لطيفا (5) إلا وقد شغلته عن مديحى بنسيبك، فإن أردت مديحى فاقتصد فى النسيب، فغدا عليه، فأنشده:
[الرجز]
هل تعرف الدّار لأمّ الغمر؟ ... دع ذا وحبّر مدحة فى نصر (6)
__________
(1) ديوان أبى تمام 2/ 457
(2) فى الديوان: «وإن بكرت فى ظعنهم»، وفى ص وف فقط: «وإن ظعنت فى ظعنهم».
والظّعن جمع ظعينة: وهى الجمل يظعن عليه، أو الهودج تكون فيه المرأة أو لا تكون، أو المرأة فى الهودج، سميت به على حد تسمية الشىء باسم الشىء لقربه منه، وقيل: سميت المرأة ظعينة لأنها تظعن مع زوجها وتقيم بإقامته. والحدوج جمع حدج: وهو من مراكب النساء يشبه المحفّة، والحدوج:
الإبل برحالها.
(3) انظر الحكاية فى الشعر والشعراء 1/ 76، وكفاية الطالب 64
(4) هو نصر بن سيّار بن رافع الكنانى، يكنى أبا الليث، تولى إمرة خراسان لهشام بن عبد الملك، فلم يزل واليا عليها عشر سنين، ولما استفحل أمر الدعوة العباسية نبّه الأمويين فلم ينتبهوا، ولم يستطع الوقوف فى وجه أبى مسلم الخراسانى، فخرج نصر من مرو، واستمر فى كفاحه إلى أن مات بساوة 131هـ.
المعارف 370و 409، والاشتقاق 174، وسير أعلام النبلاء 5/ 463، وخزانة الأدب 2/ 223، والبيان والتبيين هامش 1/ 47
(5) فى ع: «لطيف»، وعلى هذا تكون كلمة «بقّيت» عنده «بقيت» وسقطت كلمة «لطيفا» من ص، وما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الشعر والشعراء.
(6) فى ف والمطبوعتين: «لأم عمرو»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق الشعر والشعراء، وفى كفاية الطالب: «لأم العمرو» بالعين المهملة، وهو تصحيف.(2/786)
فقال نصر: لا ذلك (1) ولا هذا، ولكن بين الأمرين.
فأما مذهبه الأول فى طول النسيب وقصر المدح فإن صريعا (2) اتبعه فيه، لكن (3) ذلك منه إنما كان على اقتراح فى القصيدة التى مدح بها بنى جبريل (4).
وأما المذهب الثانى فانتحله أبو الطيب فى قوله (5):
[البسيط]
واحرّ قلباه ممّن قلبه شبم ... ومن بجسمى وحالى عنده سقم
ثم خرج إلى المدح فى البيت الثانى.
ويعاب على الشاعر إذا (6) نسب أن يفتخر أو يتعاطى قدرة (7)، كما أخذ على عباس فى قوله (8):
[الطويل]
فإن تقتلونى لا تفوتوا بمهجتى ... مصاليت قومى من حنيفة أو عجل (9)
وعيب على الفرزدق، وهو صميم بنى تميم، قوله (10):
__________
(1) فى ع: «لا ذا ولا ذاك»، وفى ص والمغربيتين وكفاية الطالب «لا ذاك ولا هذا» وفى المطبوعتين: «لا هذا ولا ذاك»، واعتمدت ما فى ف لموافقته الشعر والشعراء.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فإن نصيبا».
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «ولكن».
(4) انظر القصيدة فى شرح ديوان صريع الغوانى 53، والقصيدة تتكون من ثلاثين بيتا، تغزل فى ستة وعشرين، ومدح فى أربعة!!
(5) ديوان المتنبى 3/ 362
(6) فى ع فقط: «إذا مدح»، وفى المطبوعتين سقط قوله: «إذا نسب».
(7) فى م فقط «أو يتعاطى فوق قدره»، وكتبت كلمة «فوق» بين معقوفين!!
ويتعاطى قدرة: يدّعى قدرة.
(8) ديوان العباس بن الأحنف 235، وانظر ذكر العيب فى الشعر والشعراء 2/ 827، والموشح 446، وكفاية الطالب 64
(9) فى الديوان جاء الشطر الأول هكذا: «ولو كنتم ممّن يقاد لما ونت».
والمصاليت: السيوف المصقولة.
(10) ديوان الفرزدق 2/ 225، وانظر ذكر هذا العيب فى الموشح 165و 182و 446، وكفاية الطالب 64(2/787)
[الكامل]
يا أخت ناجية بن سامة إنّنى ... أخشى عليك بنىّ إن طلبوا دمى
اللهم إلا أن يكون (1) النسيب مجازا، كالذى يصنع فى بسط القصائد، فإن ذلك لا بأس به، ولا مكروه فيه.
وسمع ابن أبى عتيق قول ابن أبى ربيعة (2):
[الرمل]
بينما ينعتنى أبصرننى ... دون قيد الميل يعدو بى الأغر
قالت الكبرى: أتعرفن الفتى؟ ... قالت الوسطى: نعم هذا عمر
قالت الصّغرى، وقد تيّمتها: ... قد عرفناه وهل يخفى القمر؟! (3)
فقال له: أنت (4) لم تنسب بهن، وإنما نسبت بنفسك، إنما كان ينبغى لك أن تقول: قالت لى، فقلت لها، فوضعت خدّى فوطئت عليه.
وكذلك قال له كثيّر (5) لما سمع قوله (6):
[المنسرح]
قالت لها أختها تعاتبها ... لتفسدنّ الطّواف فى عمر (7)
قومى تصدّى له لأبصره ... ثمّ اغمزيه يا أخت فى خفر (8)
__________
(1) فى ع والمطبوعتين: «أن يكون النسيب الذى يصنع مجازا كالذى فى بسط القصائد»
وفيه ركاكة. وفى المغربيتين: «إلا إن كان كالذى صنع».
(2) الأبيات والتعليق فى الأغانى 1/ 119، والأول والثالث مع التعليق فى الموشح 320، والأول والثالث فقط فى ديوانه 151
(3) جاء الشطر الأول فى الديوان هكذا: «قلن تعرفن الفتى قلن نعم»، وجاء فى الموشح هكذا: «قالت: أتعرفن الفتى قلن نعم» [كذا].
(4) فى ف: «أنت لم تشتبهن وإنما تشببت بنفسك» [كذا] والظاهر أنه يريد ما جاء فى كفاية الطالب «لم تشبب بهن وإنما شببت بنفسك».
(5) انظر قول كثير فى الكامل 2/ 156، والموشح 257و 258، وكفاية الطالب 65، وانظر مثله فى الصناعتين 115، وفى العقد الفريد 5/ 372كلام كثير بصورة مختلفة، وفيه بيت واحد.
(6) ديوان عمر بن أبى ربيعة 145
(7) فى ف والكامل والصناعتين وكفاية الطالب: «لا تفسدن الطواف»، وفى الديوان: «قالت لترب لها ملاطفة» وفى الأغانى: «قالت لترب لها تلاطفها» وفى الموشح:
«قالت لترب لها تحدثها» وفيه: «قالت لأخت لها تعاتبها».
(8) فى الديوان ورواية فى الموشح: «قالت تصدى له ليبصرنا».
وفى الموشح والصناعتين والكامل: «قومى تصدى له ليبصرنا».(2/788)
قالت لها: قد غمزته فأبى ... ثمّ اسبطرّت تشتدّ فى أثرى (1)
أهكذا يقال للمرأة؟، إنما (2) توصف بأنها مطلوبة ممتنعة.
قال بعضهم أظنه عبد الكريم: العادة عند العرب أن الشاعر هو المتغزّل المتماوت، وعادة العجم جميعا أن يجعلوا المرأة هى الطالبة، والراغبة، والمخاطبة، وهذا دليل كرم النحيزة (3) فى العرب، وغيرتها على الحرم (4).
وعاب كثير (5) على نصيب قوله (6):
[الطويل]
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت
فياليت شعرى من يهيم بها / بعدى
حتى إنه قال له: كأنك اغتممت لمن يفعل بها بعدك، وهو لا يكنى.
ومثل هذه الحكاية ما قاله بعض الكتّاب، وقد دخل على علىّ بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب (7)، وهو محبوس، فقال: أين هذا الجعفرى الذى يتديث (8) فى شعره،
__________
(1) فى الديوان: «ثم اسبطرت تسعى على أثرى» وفى الصناعتين: «ثم اسبكرت تشتد»، وفى الموشح «قالت لها غمزته فأبى»، وهو خطأ مطبعى على ما يبدو لى.
(2) فى ع فقط: «إنما ينبغى أن توصف»، وفى العقد الفريد كلام يختلف عن هذا ويتفق مع الكامل.
(3) النحيزة: الطبيعة والسجية.
(4) لم أعثر على هذا القول فى كتاب الممتع.
(5) هذا العيب من كثير تجده فى الكامل 2/ 157، والموشح 260، والعقد الفريد 5/ 373، وتجده من الأقيشر فى الشعر والشعراء 1/ 412، والموشح 298، وتجده من السيدة سكينة بنت الحسين فى الموشح 253، والأغانى 16/ 164، وتجده غير منسوب فى الصناعتين 113
(6) البيت تجده فى جميع المصادر المذكورة فى التعليق السابق.
(7) هو على بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، شاعر حجازى ظريف، كان عمر بن الفرج الرخجى حمله من الحجاز إلى سر من رأى مع من حمل من الطالبيين فحبسه المتوكل معهم، وينسب إليه البكرى الأبيات المشهورة لأبى الشيص «وقف الهوى بى» بناء على ما جاء فى الأغانى
الأغانى 22/ 223، والتنبيه ضمن كتاب الأمالى 67
(8) فى ع وف: «الذى تديث». والتديث: هو أن لا يغار الرجل على حرمه.(2/789)
قال على: فعلمت أنه يريدنى لقولى (1):
[الطويل]
ولمّا بدا لى أنّها لا تحبّنى
وأنّ هواها ليس عنّى بمنجلى
تمنّيت أن تهوى سواى لعلّها
تذوق صبابات الهوى فترقّ لى (2)
فقلت: أنا هو جعلت فداك وأنا الذى أقول فى الغيرة (3):
[الخفيف]
ربّما سرّنى صدودك عنّى ... وطلابيك وامتناعك منّى
حذرا أن أكون مفتاح غيرى ... فإذا ما خلوت كنت التّمنّى
ويعاب ما ناسب قول الآخر، وهو جميل (4):
[الطويل]
فلو تركت عقلى معى ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلى
لأن الصواب قول عباس، أو مسلم (5):
__________
(1) البيتان وبيتا الغيرة مع القصة فى الأغانى 22/ 223، وانظرها فى كفاية الطالب 66، وروضة المحبين 312و 313، وفيه أن البيتين لأبى نواس، ولم أجدهما فى ديوانه، والبيتان فى الزهرة 1/ 248دون نسبة، مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ فى الجميع.
(2) فى ف والمطبوعتين فقط جاء بعد البيتين ثلاثة أبيات ليست فى ع وص والمغربيتين والمصادر المذكورة قبل، والأبيات هى:
فما كان إلّا عن قليل وأشغفت ... بحبّ غزال أدعج الطّرف أكحل
وعذّبها حتّى أذاب فؤادها ... وذوّقها طعم الهوى والتّذلّل
فقلت لها: هذا بهذا، فأطرقت ... حياء، وقالت: كلّ من عايب ابتلى
(3) البيتان ينسبان إلى على بن محمد العلوى فى الزهرة 1/ 126، وفى الأغانى ما يوحى بأن البيتين من صنعة الكاتب الذى دخل عليه.
(4) ديوان جميل 175، وانظر هذا المأخذ وهو قول السيدة سكينة بنت الحسين فى الموشح 252، والأغانى 16/ 164، وانظر المأخذ دون نسبة فى الصناعتين 112
(5) البيت لصريع الغوانى «مسلم» فى ديوانه 184(2/790)
[الكامل]
أبكى وقد ذهب الفؤاد وإنّما ... أبكى لفقدك لا لفقد الذّاهب
فأما طرد الخيال والمجازاة (1) فى المحبة فهو مذهب مشهور، وقد ركبه جلّة الشعراء، ورأوه (2) مروءة، منهم: طرفة، ولبيد، ثم جرير، وجميل، فقال طرفة، وهو أول (3) من طرده (4):
[الطويل]
فقل لخيال الحنظليّة ينقلب ... إليها فإنّى واصل حبل من وصل (5)
وقال لبيد فى مثل ذلك (6):
[الكامل]
فاقطع لبانة من تعرّض وصله ... ولشرّ واصل خلّة صرّامها (7)
يقول: اقطع المراد (8) ممن تعرّض وصله للقطيعة، فإن شر من وصلك من قطعك بلا ذنب، يريد الذى تعرّض وصله، ويقال: (9) تعرّض الشىء، إذا فسد، حكاه الخليل (9)، ومن الناس من رواه:
ولخير واصل خلّة صرّامها
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «والمجاراة» بالراء المهملة.
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «ورواه رواة»
(3) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «وهو أول من طرقه»، وما فى ص وف يناسب السياق، وانظر التعليق الآتى، وفى إحدى المغربيتين كتب فى الهامش ما يفيد أنه فى نسخة «طرده».
(4) انظر هذا الحكم فى الشعر والشعراء 1/ 196، وفيه: «وطرفة أول من طرد الخيال» ثم ذكر البيت، والعقد الفريد 5/ 346، وزهر الآداب 2/ 702، وفيهما: «وأول من طرد الخيال طرفة بن العبد» ثم ذكرا البيت، والأوائل 438وفيه: «أول من طرد الخيل [كذا] طرفة»، وطيف الخيال 67و 68، وفيه: «وأول من طرد الخيال طرفة» ثم ذكر البيت.
(5) ديوان طرفة 115
(6) ديوان لبيد 303، وانظر ما قيل عن جودته فى الشعر والشعراء 1/ 280
(7) اللبانة: الحاجة من غير فاقة. والخلة: الصداقة المختصة التى ليس فيها خلل.
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «المزار».
(99) ما بين الرقمين جاء فى ع والمطبوعتين قبل قوله: «فإن شر من وصلك» وما فى ص والمغربيتين يوافق السياق. وفى ف جاء القول من أوله هكذا: «يقول: اقطع المزار ممن تعرض وصله، ويقال: تعرض الشىء إذا فسد، حكاه الخليل، ومن الناس».(2/791)
يقول: إن خير من وصل الخلّة من قطعها باستحقاق، يعنى: نفسه.
وقال جرير (1):
[الكامل]
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... وقت الزّيارة فارجعى بسلام
على أن قوما زعموا أنه كا محرما، فلذلك طرد الخيال.
وقال جميل (2):
[الطويل]
ولست وإن عزّت علىّ بقائل ... لها بعد صرم يابثين صلينى
وجرى على سنن هؤلاء جماعة / من المولّدين، فاعتقدوا (3) هذا المذهب قولا وفعلا، حتى تعدّاه بعضهم إلى القتل، كعبد (4) السلام بن رغبان، ونصر الخابز (5)، ومن شاكلهما من / الشطّار، إلا أن أصل (6) المذهب عند قدامة فاسد (7)، وعاب على نابغة بنى تغلب واسمه الحارث بن عدوان، أحد بنى زيد بن عمرو بن غنم بن تغلب (8) قوله (9):
__________
(1) ديوان جرير 2/ 990، وانظر ما قيل عنه فى الشعر والشعراء 1/ 196، والموازنة 2/ 187 و 188، والموشح 201و 252و 264و 265و 269، والعقد الفريد 5/ 346، وزهر الآداب 2/ 702، والصناعتين 24، والأغانى 8/ 38، و 16/ 161و 162، وديوان المعانى 1/ 77، وطيف الخيال 7065، وسر الفصاحة 253
(2) ديوان جميل 208
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «واعتقدوا».
(4) فى ف والمطبوعتين فقط: «مثل عبد السلام»، وفى ف: «مثل عبد السلام بن رغبان ديك الجن».
(5) فى المطبوعتين فقط: «الخابز أرز».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «إلا أن أصل هذا المذهب».
(7) انظر نقد الشعر 197و 198
(8) هو الحارث بن عدوان أو الغذوان بالغين المعجمة والذال منقوطة مفتوحة، كما فى شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف أحد بنى زيد بن عمرو بن غنم بن تغلب، شاعر، هذا أقصى ما وجدت عنه.
المؤتلف والمختلف 296، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 389، والخزانة 2/ 138
(9) البيت فى نقد الشعر 198، والمؤتلف والمختلف 296، وبديع أسامة 172وينسب فيه إلى ابن شامة، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ، وسيأتى البيت فى باب السرقات ص 1086(2/792)
[المتقارب]
بخلنا لبخلك قد تعلمين ... فكيف يعيب بخيل بخيلا؟! (1)
لأن الواجب فى (2) التغزل عنده أن يكون على خلاف هذا.
وكل ما لا يليق بالمحبوب فهو مكروه فى باب النسيب، قالت (3) عزّة لكثير يوما ويقال: بثينة: ويحك (4)! ما أردت بنا حين قلت (5):
[الطويل]
وددت وبيت الله أنّك بكرة ... هجان وأنّى مصعب ثمّ نهرب
كلانا به عرّ فمن يرنا يقل ... على حسنها جرباء تعدى وأجرب
نكون لذى مال كثير مغفّل ... فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
إذا ما وردنا منهلا صاح أهله ... علينا فلا ننفكّ نرمى ونضرب
لقد أردت بنا الشقاء، أما وجدت أمنية أوطأ من هذه، فخرج من عندها خجلا.
وإنما اقتدى بالفرزدق حيث يقول، وهذا من سوء الاتّباع (6):
[الطويل]
ألا ليتنا كنّا بعيرين لا نرد ... على حاضر إلّا نشلّ ونقذف (7)
كلانا به عرّ يخاف قرافه ... على النّاس مطلىّ المساعر أخشف (8)
__________
(1) فى ع والمطبوعتين ومغربية: «لو تعلمين وكيف»، وما فى ص وف والمغربية الأخرى يوافق المصادر المذكورة.
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «عنده فى التغزل»، وفى ف سقطت كلمة «عنده».
(3) انظر الحكاية وما قيل عن الأبيات فى زهر الآداب 1/ 351، وجمع الجواهر 186، والصناعتين 76والموشح 246و 247، وحلية المحاضرة 2/ 83، وهناك اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(4) سقطت كلمة «ويحك» من المطبوعتين فقط.
(5) ديوان كثير 161و 162، وفيه اختلاف فى الترتيب وبعض الألفاظ.
(6) ديوان الفرزدق 2/ 555و 556، وانظر حلية المحاضرة 2/ 83، فى باب «تكافؤ السابق والسارق فى الإساءة والتقصير».
(7) فى ص: «على حاضر إلا نشكّ»، وفى الديوان: «فياليتنا على منهل إلا».
ونشلّ: نطرد.
(8) فى ع والمطبوعتين «مطلى الأشاعر»، وفى ف: «مطلى الأفاعر»
[كذا]، وفى المغربيتين: «مطلى المشاعر» وما فى ص يوافق الديوان وفى ع وف: «يخاف فراقه»، وفى المغربيتين: «نخاف قرابة»، وما فى ص والمطبوعتين يوافق الديوان.(2/793)
بأرض خلاء وحدنا، وثيابنا ... من الرّيط والدّيباج درع وملحف (1)
ولا زاد إلّا فضلتان: سلافة ... وأبيض من ماء الغمامة قرقف (2)
وأشلاء لحم من حبارى يصيدها ... إذا نحن شئنا صاحب متألّف (3)
لنا ما تمنّينا من العيش ما دعا ... هديلا بنعمان حمائم هتّف (4)
وإذا كان بعيرا فما هذه الأمنية التى كلها للحيوان الناطق / لولا أنه ردّها إلى نفسه حقيقة، وإلا فما أملح الجمل نشوان يصيد الحبارى بالبازى!!!
ومعايب هذا الباب كثيرة، وفيما قدمت منها دليل على باقيها.
واشتقاق التشبيب يجوز أن يكون من ذكر الشّبيبة (5)، وأصله الارتفاع، كأن الشباب ارتفع عن حال الطّفولية، أو رفع (6) صاحبه، ويقال:
شب الفرس، إذا رفع يديه، وقام على رجليه.
قال الجاحظ (7): يقال: شبّت النار شبوبا، وشبّ الفرس بيديه فهو يشبّ شبيبا، ويقال: مالك عضّاض ولا شبّاب. انقضى كلامه.
__________
والعرّ: الجرب. والقراف: المخالطة. والمساعر بالسين المهملة أصول الفخذين والإبطين.
والأخشف: الجلد اليابس.
(1) الرّيط جمع ريطة: وهى كل ثوب يشبه الملحفة. والدرع: ثوب يشبه القميص تلبسه المرأة.
والملحف: الثوب يلبس فوق الثياب الداخلية، أو كل ما يتغطى به.
(2) السّلافة: من الخمر ما سال منها قبل العصر، وهو أفضلها. والقرقف: الماء البارد.
(3) الأشلاء جمع شلو: وهو العضو. والحبارى طائر. وصاحب متألف: مدرب ويقصد به طيور الصيد المدربة.
(4) فى الديوان: «ما دعا هديلا حمامات بنعمان هتف»، وفى ف: «هذيلا»
بالذل المعجمة وهو تصحيف والهديل: فرخ الحمام. نعمان: جبل. هتّف: صوائح
(5) انظر اللسان فى كل ما ذكر.
(6) سقط قوله: «أو رفع صاحبه» من ع.
(7) الحيوان 5/ 132، وفيه: «وشب الفرس بيديه فهو يشب شبابا». انظر الجمهرة واللسان، وفى أدب الكاتب 369: «شبّ الفرس يشب» بضم الشين وكسرها.(2/794)
ويجوز أن يكون من الجلاء، يقال: شبّ / العجار (1) وجه الجارية إذا جلاه، ووصف ما تحته من محاسنه، فكأن (2) الشاعر قد أبرز هذه الجارية بوصفه إياها، وجلاها للعيون. ومن ذلك (3) الشبّ الذى تجلى (4) به وجوه الدنانير، ويستخرج غشّها. ومنها: شببت النار، إذا رفعت سناها، وزدتها ضياء.
وأنشد الأصمعى لعكاشة بن أبى مسعدة (5):
[الرجز]
يدفع عنها كلّ مشبوب أغر (6)
وقال: المشبوب الذى إذا رأيته فزعت لحسنه.
قال ابن دريد: نسبت (7) فى الشعر نسيبا مثل شبّبت تشبيبا، والمنسبة أكثر ما تستعمل فى الشعر (8).
* * * __________
(1) فى ف: «الفجار»، وفى المطبوعتين: «الخمار»، وفى إحدى المغربيتين: «الهجان».
والعجار: ثوب تلفّه المرأة على استدارة رأسها، ثم تجلبب فوقه بجلبابها. انظر اللسان فى [عجر].
(2) فى المطبوعتين فقط: «فكأن هذا الشاعر».
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «ومنه الشب».
(4) فى المطبوعتين فقط: «يجتلى».
(5) لم أعثر له على ترجمة.
(6) لم أعثر على هذا الرجز، ولكننى وجدت فى جمهرة اللغة فى [ب ش ش] 1/ 71، واللسان فى [شبب] والسمط 1/ 621، قول العجاج: «ومن قريش كل مشبوب أغر».
(7) فى المطبوعتين فقط: «شببت فى الشعر شبيبا مثل نسبت نسيبا، والنسيب أكثر ما يستعمل فى الشعر».
(8) الذى فى جمهرة اللغة 1/ 341: «ونسبت فى الشعر نسبة ونسيبا، وهو التشبيب، والنسيب والمنسب واحد، وكذلك المنسبه، وأكثر ما تستعمل النّسبة فى الشعر».(2/795)
باب فى المديح (10)
وسبيل الشاعر إذا مدح ملكا أن يسلك طريقة الإفصاح (1)، والإشادة بذكر (2) الممدوح، وأن يجعل معانيه جزلة، وألفاظه نقيّة، غير مبتذلة سوقية.
ويجتنب (3) مع ذلك التقعّر، والتجاوز، والتطويل فإن للملك سآمة وضجرا، ربما عاب من أجلها ما لا يعاب، وحرم من لا يريد حرمانه.
وقد رأيت عمل البحترى / إذا مدح الخليفة كيف يقلّ الأبيات، ويبرز وجوه المعانى، فإذا مدح الكتّاب عمل طاقته، وبلغ مراده.
وقد حكى عن عمارة أن جدّه جريرا قال (4): يا بنىّ، إذا مدحتم فلا تطيلوا الممادحة فإنه ينسى أولها، ولا يحفظ آخرها، وإذا هجوتم فخالفوا.
قال عبد الكريم: وهذا ضد قول / عقيل بن علّفة المرّى (5).
وحكى غيره (6) قال: دخل الفرزدق على عبد الرحمن بن أم الحكم، فقال عبد الرحمن: أبا فراس، دعنى من شعرك الذى ليس يأتى (7) آخره حتى ينسى أوله، وقل فىّ بيتين يعلقان (8) بالرواة، وأنا أعطيك عطية لم يعطكها أحد قبلى، فغدا عليه وهو يقول (9):
__________
(10) انظره فى نقد الشعر 9264و 192189، والصناعتين 10498، وحلية المحاضرة 1/ 338تحت عنوان: «أمدح بيت قالته العرب»، وكفاية الطالب 67
(1) فى المطبوعتين فقط: «الإيضاح».
(2) فى المطبوعتين فقط: «بذكره».
(3) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «ويجتنب مع ذلك التقصير والتطويل، فإن للملك».
(4) لم أعثر على هذا القول، وسيأتى فى ص 871
(5) قول عقيل بن علفة تجده فى الشعر والشعراء 1/ 76، وعيون الأخبار 2/ 184، والعقد الفريد 2/ 269و 5/ 296، وفى الجميع ما يفيد أنه سئل: لم لا تطيل الهجاء؟ فقال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق، وقد سبق القول فى ص 300وفيه تخريج أوسع.
(6) انظر الحكاية والبيتين فى العقد الفريد 1/ 312و 313، مع اختلاف فى بعض ألفاظ البيتين، وانظر الحكاية فى هامش ديوان الفرزدق 1/ 243
(7) فى ع فقط والعقد الفريد: «الذى لا يأتى».
(8) فى العقد: «يعلقان أفواه الرواة».
(9) البيتان فى ديوان الفرزدق 1/ 242و 243، ضمن مقطّعة من أربعة أبيات فى مدح عبد الرحمن ابن عبد الله بن شيبة الثقفى، وأمه أم الحكم بنت أبى سفيان، مع اختلاف فى بعض ألفاظ البيتين.(2/796)
[الطويل]
وأنت ابن بطحاوى قريش وإن تشأ
تكن من ثقيف سيل ذى حدب غمر (1)
وأنت ابن سوّار اليدين إلى العلا
تلقّت بك الشّمس المضيئة للبدر (2)
قال: أحسنت، وأمر له بعشرة آلاف درهم!!
وإذا كان الممدوح ملكا لم يبال الشاعر ما (3) قال فيه، ولا كيف أطنب، وذلك محمود، وسواه المذموم.
فإن (4) كان سوقة فإياك والتجاوز به خطّته فإنه متى تجاوز به خطته كان كمن نقصه منها، وكذلك لا يجب أن يقصّر به عما يستحق، ولا أن يعطيه صفة غيره، فيصف الكاتب بالشجاعة / والقاضى بالحميّة والمهابة، وكثيرا ما يقع هذا لشعراء وقتنا، وهو خطأ، إلا أن يصحبه قرينة تدل على صواب الرأى فيه.
وكذلك لا يجوز (5) أن يمدح الملك ببعض ما يتّجه فى غيره / من الرؤساء، وإن كان فضيلة، وذلك مثل قول البحترى فى (6) مدح المعتز بالله (7):
__________
(1) فى ع: «سيل ذى حدر»، وفى ف: «وإن نشأ تكن من ثقيف ذى حدر» [كذا].
وفى المطبوعتين: «سيل ذى خدر»، وفى المغربيتين: «من ثقيف نسل ذى».
وسميت قريش فى الجاهلية قريش البطحاء، وهم الذين كانوا ينزلون الشعب بين أخشبى مكة، وقريش الظواهر، وهم الذين كانوا ينزلون خارج الشعب، وأكرمهما قريش البطاح، فالمراد ببطحاوى قريش: بطحاء قريش، وقد قالت العرب: الرقمتان، ورامتان، وأمثال ذلك، وهى تريد واحدا، وقيل: أراد أعلى مكة وأسفلها، أى عبد شمس وبنى هاشم [من هامش العقد بتصرف وانظر معجم البلدان]. والحدب: الحدور فى صبب. والغمر: الكثير.
(2) فى ع: «وأنت ابن تواب اليدين تكفت بك الشمس المنيرة»، وفى ص: «فأنت ابن» وفى المطبوعتين: «تكفت بك الشمس».
وسوار اليدين: عاليهما ومرتفعهما.
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «كيف قال فيه».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط «وإن».
(5) فى المطبوعتين فقط: «لا يجب».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «يمدح».
(7) ديوان البحترى 1/ 614، وانظر ما قيل عن هذا العيب فى الموازنة 1/ 376و 3/ 1/ 182 و 183، وسر الفصاحة 248، وكفاية الطالب 78، وذكر المرتضى فى أماليه 2/ 93رأى الآمدى ورد عليه.(2/797)
[مجزوء الكامل]
لا العذل يردعه ولا الت ... تعنيف عن كرم يصدّه
فإنه مما أنكره عليه أبو العباس أحمد بن عبد الله، وقال: من ذا يعنّف الخليفة على الكرم أو يصدّه؟ هذا بالهجاء أولى منه بالمدح (1).
وعيب (2) على الأخطل قوله فى عبد الملك بن مروان (3):
[الطويل]
وقد جعل الله الخلافة منهم ... لأبيض لا عارى الخوان ولا جدب
وقالوا: لو مدح بهذا حرسيّا لعبد الملك لكان قد قصّر به.
قلت أنا: وإن (4) كان ولابد من ذكر الضّيافة والقرى فقول (5) ابن قيس الرقيات لمصعب بن الزبير (6):
[الخفيف]
يلبس الجيش بالجيوش ويسقى ... لبن البخت فى عساس الخلنج (7)
لأن هذا، وإن لم يعد به ممادحة العرب فى سقى اللّبن، فقد زاده / رتبة عرف بها أنه ملك.
وأجود منه فى معناه قول حسان فى آل جفنة (8):
__________
(1) هذا القول بنصه قاله الآمدى فى الموازنة 1/ 376، وقبله: «وهذا عندى من أهجى ما مدح به خليفة وأقبحه». وانظر ما قيل عنه مرة أخرى فى الموازنة 3/ 1/ 182و 183، ولكن الشريف المرتضى يدافع عن البيت فى أماليه 2/ 93ويصف الآمدى بالظلم.
(2) انظر هذا العيب فى الشعر والشعراء 1/ 487، والموشح 225، والصناعتين 75، والعقد الفريد 5/ 363، والموازنة 1/ 48، وسر الفصاحة 251، وكفاية الطالب 78
(3) ديوان الأخطل 1/ 47، والمصادر السابقة مع اختلاف يسير.
(4) فى ع: «فإن»، وفى ف: «ولو كان»، وفى المطبوعتين: «وإن كان فلابد»، وما فى ص يطابق ما فى المغربيتين.
(5) فى المطبوعتين فقط: «كقول».
(6) ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات 181
(7) البخت جمعها بخاتى: وهى الإبل الخراسانية التى تنتج بين عربية وفالج والفالج: هو الجمل ذو السنامين، ويؤتى به من بلاد السند للفحلة. والعساس جمع عس بضم العين وهو القدح الطويل الضخم. والخلنج: شجر تتخذ من خشبه الأوانى. [من هامش الديوان]
(8) ديوان حسان بن ثابت 122، وانظر معجم البلدان فى [بريص].(2/798)
[الكامل]
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل (1)
ويروى: «مسكا».
وعابوا على الأحوص قوله للملك (2):
[الكامل]
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم
مذق الحديث يقول مالا يفعل (3)
قالوا (4): لأن الملوك لا تمدح بما يلزمها فعله كما تمدح العامة به (5). وإنما تمدح بالإغراق والتفضيل بما لا يتسع غيرهم لبذله.
ومن هذا النوع قول كثير (6):
[الطويل]
رأيت ابن ليلى يعترى صلب ماله ... مسائل شتّى من غنىّ ومصرم (7)
مسائل إن توجد لديك تجد بها ... يداك وإن تظلم بها تتظلّم (8)
لكن (9) هذا إنما يقال لمن دون الخليفة والملك.
وإنما أخذه من قول / زهير فى هرم بن سنان، وليس بملك، فلذلك حسن قوله (10):
__________
(1) البريص: اسم نهر دمشق، أو اسم موضع، أو هو الغوطة بأجمعها [انظر معجم البلدان].
والرحيق: الخمر. والسلسل: السهلة. تصفق: تمزج.
(2) ديوان الأحوص 214، وانظره فى كفاية الطالب 77
(3) مذق الحديث: غير خالص، وأصله من مذق اللبن بالماء إذا خلطه.
والبيت ذكر فى زهر الآداب 1/ 201، وجمع الجواهر 71، والسمط 1/ 259، فى مجال تعريض طريف فاقرأه.
(4) فى ع: «قالوا: إن»، وفى المطبوعتين: «فقالوا: إن»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(5) فى ف: «كما تمدح به العامة»، وسقطت «به» من المطبوعتين، وع وص مثل المغربيتين.
(6) ديوان كثير 301، وانظر ما قيل عنهما فى كفاية الطالب 78
(7) يعترى صلب ماله: يقصد: يصيب ماله الحلال. والمصرم: الفقير.
(8) فى ف: «وإن تظلم بها تظلم»، وفى الديوان: «تجد بها يداه وإن يظلم بها يتظلم».
(9) فى ع وف: «لأن هذا»، وفى المطبوعتين: «لأن هذا إنما يقع»، وفى المغربيتين:
«لكن هذا إنما يقع».
(10) ديوان زهير 152(2/799)
[البسيط]
هو الجواد الّذى يعطيك نائله ... عفوا ويظلم أحيانا فيظّلم
يريد: أنه يسأل (1) ما ليس قبله، فيتحمله (2) هذا.
وقد قال الصولى فى شرح قول حبيب (3):
[الخفيف]
لو يفاجى ركن المديح كثيرا ... بمعانيه خالهنّ نسيبا (4)
طاب فيه المديح والتذّ حتّى ... فاق وصف الدّيار والتّشبيبا
سألت عون (5) بن محمد الكندى: لم خصّ كثيّرا؟ فقال (6): سمعته يقول: أمدح الناس زهير، والأعشى، ثم الأخطل، وكثير.
وحكى (7) غير الصولى أن مروان بن أبى حفصة كان يقدم كثيرا فى المدح على جرير والفرزدق.
ومما قدّم به زهير قوله (8):
[البسيط]
لو كان يقعد فوق الشّمس من كرم
قوم بأوّلهم أو مجدهم قعدوا (9)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «يسأل أحيانا».
(2) فى المطبوعتين وإحدى المغربيتين: «فيحتمله».
(3) ديوان أبى تمام 1/ 161، مع اختلاف فى الترتيب. وانظر ما قيل عنهما فى الموازنة 1/ 10و 11
(4) فى الديوان: لو يفاجا ركن النسيب كثير» وفى الشرح جاءت عدة روايات وتوجيهات.
(5) هو عون بن محمد الكندى، يكنى أبا مالك، أحد أصحاب ابن الأعرابى، يقول عنه الصولى: «ما رأيت أعلم بشعر أبى تمام منه»، وقد روى عنه الصولى فأكثر.
معجم الأدباء 16/ 145، وأخبار أبى تمام 31
(6) انظر هذا كله فى هامش الديوان 1/ 161
(7) انظر هذا فى الموشح 228، وانظر الأغانى 9/ 5و 6
وفى ص وف فقط: «وحكى الصولى»، وهو خطأ، انظر ما فى الموشح.
(8) ديوان زهير 282، مع اختلاف يسير، وانظر كلاما جيدا قيل عن هذه الأبيات فى العقد الفريد 1/ 291و 5/ 291، والأبيات تنسب فى الأمالى 1/ 105و 106ضمن خمسة أبيات إلى أبى جويرية الشاعر، ولم يشر البكرى فى التنبيه إلى هذا الأمر.
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «يقعد فوق النجم».(2/800)
قوم سنان أبوهم حين تنسبهم
طابوا وطاب من الأبناء ما ولدوا (1)
إنس إذا أمنوا جنّ إذا فزعوا
مرزّءون بهاليل إذا جهدوا (2)
(3) ويروى:
غرّ بهاليل فى أعناقهم صيد (3)
محسّدون على ما كان من نعم
لا ينزع الله منهم ماله حسدوا (4)
وقدمه قدامة بن جعفر الكاتب، فقال فى كتابه «نقد الشعر» (5): لما كانت فضائل الناس من حيث هم ناس، لا من طريق ما هم مشتركون فيه مع سائر الحيوان، على ما عليه أهل الألباب من الاتفاق فى ذلك، إنما هى العقل، والعفّة، والعدل، والشجاعة كان القاصد للمدح بهذه الأربعة مصيبا، وبما سواها مخطئا، وقد (6) قال زهير (7):
[الطويل]
أخى ثقة لا يهلك الخمر ماله ... ولكنّه قد يهلك المال نائله
لأنه قد وصفه بالعفّة لقلّة إمعانه فى اللذّات، وأنه لا ينفد فيها ماله، وبالسخاء لإهلاكه ماله فى النوال، وانحرافه فى ذلك عن اللّذّات، وذلك (8) هو
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وطاب من الأولاد».
(2) المرزّءون: السادة الذين يصابون فى أموالهم. وجهدوا: أصابهم قحوط من المطر فجهدوا جهدا شديدا.
(33) ما بين الرقمين جاء فى ع والمطبوعتين فقط بعد البيت الآتى، وسقط هذا القول من ف.
الصّيد مصدر الأصيد: وهو الذى يرفع رأسه كبرا.
(4) فى ع والمطبوعتين: «لا ينزع الله عنهم». وما فى ص وف يوافق الديوان.
(5) انظر نقد الشعر 6965، وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ والحذف والتقديم والتأخير.
(6) فى المطبوعتين فقط: «فقال زهير».
(7) ديوان زهير 141، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 383
(8) فى ع فقط: «وهم العقل»، وفى المطبوعتين فقط: «وذلك هو العدل ثم قال».(2/801)
العدل، قال: ثم قال (1):
[الطويل]
تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك معطيه الّذى أنت سائله (2)
أراد أنّ فرحه بما يعطى أكثر من فرحه بما يأخذ، فزاد فى وصف السخاء منه بأن جعله يهشّ، ولا يلحقه مضض، ولا / تكرّه لفعله، ثم قال (3):
[الطويل]
فمن مثل حصن فى الحروب ومثله ... لإنكار ضيم أو لخصم يجادله
فأتى فى هذا البيت بالوصف من جهة الشجاعة والعقل، فاستوفى ضروب المدح الأربعة، التى هى فضائل الإنسان على الحقيقة، وزاد (4) ما هو وإن كان داخلا فى الأربعة، فكثير (5) من الناس لا يعرف وجه دخوله فيها حيث قال:
«أخى ثقة»، فوصفه بالوفاء، والوفاء داخل فى هذه الفضائل التى قدمنا.
وقد تفتنّ (6) الشعراء فيعدون أنواع الفضائل الأربع وأقسامها، وكل داخل فى جملتها، مثل أن يذكروا ثقابة المعرفة، والحياء، والبيان، والسياسة، والصّدع بالحجة، والعلم، والحلم عن سفالة الجهلة، وغير ذلك مما يجرى هذا المجرى، وهى من أقسام العقل (7)، (8) وكذكرهم القناعة، وقلّة الشّره (9)، وطهارة الإزار، وغير ذلك، وهى من أقسام العفّة (8)، وكذكرهم الحماية، والأخذ بالثأر، والدفاع عن الجار، والنكاية فى العدوّ، وقتل الأقران، والمهابة، والسير فى المهامه، / والقفار الموحشة، وما يشاكل ذلك، وهى من أقسام الشجاعة، /
__________
(1) ديوان زهير 142، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 339و 371و 383وسيأتى البيت فى ص 815
(2) فى ف والمطبوعتين والديوان: «كأنك تعطيه»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق نقد الشعر.
(3) ديوان زهير 143
(4) فى هذا التعبير ركاكة بسبب السقط من أصل كلام قدامة، وكلام قدامة: «وزاد فى ذلك الوفاء، وهو وإن كان داخلا فى هذه الأربع فكثير».
(5) فى ع وص وف: «وكثير»، واعتمدت المطبوعتين والمغربيتين لموافقة نقد الشعر.
(6) فى ف: «وقد يفتن به الشعراء»، وفى المطبوعتين والمغربيتين: «وقد تفنن».
(7) فى ع: «العفة»، وهو خطأ من الناسخ ترتب عليه سقوط الكلام التالى. انظر التعليق الآتى.
(88) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(9) فى المطبوعتين فقط: «وقلة الشهوة».(2/802)
وكذكرهم السماحة، والتغابن، والانظلام، والتبرع بالنائل، والإجابة للسائل، وقرى الأضياف، وما جانس هذه الأشياء، وهى من أقسام العدل.
وأما تركيب بعضها مع (1) بعض فتحدث منه ستة أقسام: يحدث من تركيب العقل مع الشجاعة الصبر على الملمّات، ونوازل الخطوب، والوفاء بالإيعاد، وعن تركيب العقل مع السخاء البرّ، وإنجاز الوعد، وما أشبه ذلك، وعن تركيب العقل مع (2) العفّة التنزّه، والرغبة عن المسألة، والاقتصار على أدنى معيشة، وما أشبه ذلك، وعن تركيب الشجاعة / مع السخاء الإتلاف والإخلاف، وما جانس ذلك، وعن تركيب الشجاعة مع العفة إنكار الفواحش، والغيرة على الحرم، وعن (3) السخاء مع العفة الإسعاف بالقوت، والإيثار على النفس، وما شاكل ذلك.
قال: وكلّ واحدة من هذه الفضائل الأربع المتقدم ذكرها وسط بين طرفين مذمومين.
مدح أبو العتاهية (4) عمر بن العلاء، فأعطاه سبعين ألفا، وخلع عليه، حتى لم يستطع أن يقوم، فغار الشعراء / لذلك، فجمعهم، ثم قال: عجبا لكم معشر الشعراء، ما أشد حسد بعضكم لبعض!! إن أحدكم يأتينا (5) ليمدحنا، فيشبب (6)
فى قصيدته بصديقته بخمسين بيتا، فما يبلغنا حتى تذهب لذاذة مدحه، ورونق شعره، وقد أتى أبو العتاهية، فنسب (7) بأبيات يسيرة، ثم قال (8):
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «من بعض فيحدث منها».
(2) فى ص وف فقط: «والعفة».
(3) فى ع فقط: «وعن تركيب السخاء»، وما فى باقى النسخ يوافق نقد الشعر.
(4) انظر القصة كلها فى الأمالى 1/ 243، وزهر الآداب 1/ 324، والأغانى 4/ 38، وكفاية الطالب 74، والسمط 1/ 551
(5) فى ص وزهر الآداب «يأتى»، وما هنا يوافق الأمالى والكفاية.
(6) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «فينسب».
(7) فى ف: «فشبب»، وفى المطبوعتين فقط «فنسب فى أبيات».
(8) ديوان أبى العتاهية 605، وفيه أن القصيدة فى مدح عمرو بن العلاء، وهو خطأ، انظر المصادر السابقة. والأبيات فى المصادر السابقة، وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ.(2/803)
[الكامل]
إنّى أمنت من الزّمان وصرفه ... لمّا علقت من الأمير حبالا (1)
لو يستطيع النّاس من إجلاله ... لحذوا له حرّ الخدود نعالا (2)
إنّ المطايا تشتكيك لأنّها ... قطعت إليك سباسبا ورمالا (3)
فإذا وردن بنا وردن خفائفا ... وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا (4)
ومن مليح ما لأبى العتاهية فى المدح قوله (5):
[الطويل]
فتى ما استفاد المال إلّا أفاده ... سواه كأنّ المال فى كفّه حلم
إذا ابتسم المهدىّ نادت يمينه ... ألا من أتانا زائرا فله الحكم
وقوله (6) أيضا فى معنى بيتى الفرزدق اللذين صنعهما لعبد الرحمن / ابن أم الحكم (7):
[المتقارب]
فما مثل بيتيه فى العالمين ... أعزّ بناء ولا أرفع
فبيت بناه له هاشم ... وبيت بناه له تبّع
ولو حاول الدّهر ما فى يديه ... لعاد وعرنينه أجدع
ومن المديح المنصوص عليه قول زهير (8):
[الطويل]
وفيهم مقامات حسان وجوهها ... وأندية ينتابها القول والفعل
__________
(1) فى المطبوعتين والمغربيتين «من الزمان وريبه».
(2) حذوا: صنعوا.
(3) السباسب جمع سبسب: وهى الأرض القفر البعيدة. وسيأتى البيت فى ص 889
(4) فى الأغانى بعد البيت قيل: «أخذ هذا المعنى من قول نصيب:
فعاجوا فأثنوا بالذى أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
(5) ديوان أبى العتاهية 631، وانظر كفاية الطالب 70و 71
(6) فى ع: «وله أيضا قوله فى»، وفى المطبوعتين: «وله أيضا فى»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(7) ديوان أبى العتاهية 709فى المستدرك على الديوان، وفيه أن البيتين فى مدح هارون الرشيد.
(8) ديوان زهير 115113، وانظر ما قيل عن الأبيات فى نقد الشعر 73، وحلية المحاضرة 1/ 288و 295و 340و 348، وكفاية الطالب 70(2/804)
وإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم ... مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
على مكثريهم حقّ من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل (1)
سعى بعدهم قوم لكى يدركوهم ... فلم يفعلوا ولم يليموا ولم يألوا (2)
فما كان من خير أتوه فإنّما ... توارثه آباء آبائهم قبل (3)
وهل ينبت الخطّىّ إلّا وشيجه ... وتغرس إلّا فى منابتها النّخل؟
وكذلك أيضا قوله (4):
[البسيط]
من (5) يلق يوما على علّاته هرما ... يلق السّماحة منه والنّدى خلقا
ليث بعثّر يصطاد الرّجال إذا ... ما كذّب اللّيث عن أقرانه صدقا (6)
يطعنهم ما ارتموا حتّى إذا اطّعنوا ... ضارب حتّى إذا ما ضاربوا اعتنقا (7)
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا ... يعطى بذلك ممنونا ولا نزقا (8)
__________
(1) فى ص وف وكفاية الطالب: «على مكثريهم رزق من يعتريهم»، وفى ص كتب:
«ويروى: حق من يعتريهم»
وانظر ما قيل حول هذا البيت فى مسائل الانتقاد 181، فهناك كلام جيد، وقد تأثر به البكرى فقال فى التنبيه على أوهام أبى على فى أماليه (ضمن كتاب الأمالى) 75كلاما يعيب فيه البيت، وإن كان الحاتمى فى الحلية 1/ 340يذكر البيت على أنه جيد.
(2) لم يليموا: لم يأتوا ما يلامون عليه. ولم يألوا: أى يألوا أن يبلغوا آباءهم.
(3) فى ص: «فإن يك من خير»، وفى ف: «ومن يك وإنما»، وما فى ع والمغربيتين والمطبوعتين يوافق نقد الشعر والديوان.
(4) ديوان زهير 49و 5553، مع اختلاف فى الترتيب فى البيت الرابع، وقد سبق البيت الأول فى باب الترديد ص 553
(5) من هنا إلى قول محمد بن يزيد الأموى فى باب الاقتضاء والاستنجاز
لقد كنت أرجيك ... لما أخشى من الدهر
ساقط من ص، وذلك بمقدار سبع ورقات أو أربع عشرة صفحة من المخطوط.
(6) هذا البيت قد سبق فى باب الاستعارة ص 439
(7) فى المطبوعتين والمغربيتين: «حتى إذا طعنوا». وقد سبق البيت فى باب التقسيم ص 600وسيأتى فى ص 1083
(8) فى ف: «فضل الجياد». وممنونا: أى لا يعطيك نقصانا، أو ما يمنّ به عليك. ونزقا:
إذا جاءت منه حدّة فى العطية والجرى ثم يكف عن ذلك، ونزق ينزق: إذا سبق.(2/805)
هذا وليس كمن يعيا بخطبته ... وسط النّدىّ إذا ما ناطق نطقا
لو نال حىّ من الدّنيا بمكرمة ... أفق السّماء لنالت كفّه الأفقا
وينبغى أن يكون قصد الشاعر فى مدح (1) الوزير والكاتب على ما اختاره قدامة (2) وغيره، وذلك (3) ما ناسب حسن الرويّة، وسرعة الخاطر بالصواب، وشدة الحزم، وقلّة الغفلة، وجودة النظر للخليفة، والنيابة عنه فى المعضلات / بالرأى، أو بالذات، كما قال أبو نواس (4):
[الطويل]
إذا نابه أمر فإمّا كفيته ... وإمّا عليه بالكفىّ تشير (5)
وبأنه محمود السيرة، حسن السياسة، لطيف الحس، فإن أضاف إلى ذلك ذكر (6) البلاغة والخطّ، والتفنّن فى العلم كان غاية.
وأفضل (7) ما مدح به القائد الجود، والشجاعة، وما تفرع منهما، نحو التخرق فى الهبات (8)، والإفراط فى النجدة، وسرعة البطش، وما شاكل ذلك.
ويمدح القاضى بما ناسب العدل، والإنصاف، وتقريب البعيد فى الحق، وتبعيد القريب، والأخذ للضعيف من القوى، والمساواة بين الفقير والغنى، وانبساط (9) الوجه، ولين الجانب، وقلّة المبالاة فى إقامة الحدود واستخراج الحقوق، فإن زاد إلى ذلك ذكر الورع، والتحرج، وما شاكلهما فقد بلغ النهاية.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «فى مدح الكاتب والوزير ما اختاره».
(2) نقد الشعر 84
(3) سقط قوله: «وذلك» من ف والمغربيتين، وفى المطبوعتين: «وكذلك».
(4) ديوان أبى نواس 482
(5) فى الديوان: «إذا غاله أمر وإما عليه بالكفاء».
(6) سقطت كلمة «ذكر» من المطبوعتين فقط.
(7) هذا تابع لخطة قدامة فى نقد الشعر 85
(8) فى ف والمطبوعتين: «فى الهيئات»، وهو خطأ، وما فى ع والمغربيتين يوافق معنى ما جاء فى نقد الشعر: لأن فى نقد الشعر: «التخرق فى البذل»، وجاءت الكلمة صحيحة «الهبات» فى كفاية الطالب 71
(9) فى ف وبسط(2/806)
وصفات القاضى كلها لائقة بصاحب المظالم.
ومن كان دون هذه الثلاث الطبقات (1) سوى طبقة الملك فلا أرى لمدحه وجها، فإن دعت إلى ذلك ضرورة مدح كل إنسان / بالفضل فى صناعته، والمعرفة بطريقته التى هو فيها.
وأكثر ما يعوّل على الفضائل النفسية التى ذكرها قدامة (2)، وإن (3)
أضيف إليها فضائل عرضية، أو جسمية، كالجمال، والأبهة، وبسطة الخلق، وسعة الدنيا، وكثرة / العشيرة كان ذلك جيدا، إلا أن قدامة قد أبى منه، وأنكره جملة، وليس ذلك صوابا، وإنما الواجب عليه أن يقول: إن المدح بالفضائل النفسية أشرف وأصحّ، فأما إنكاره ما سواها كرّة واحدة فما (4) أظن أحدا يساعده فيه، ولا يوافقه عليه.
وقد كره الحذاق أن يمدح الملوك بما ناسب قول موسى شهوات (5)، وروى لغيره (6):
[الخفيف]
ليس فيما بدا لنا منك عيب ... عابه النّاس غير أنّك فانى (7)
__________
(1) فى م كتب المحقق رحمه الله فى الهامش: «هذا استعمال كوفى، وقد قال عنه الزمخشرى: إنه بمعزل عن الصواب، والصحيح عند البصريين أن يقال: ثلاث الطبقات، فيعرف المعدود ويضيف إليه العدد».
(2) فى نقد الشعر 65، وما بعدها.
(3) فى المطبوعتين فقط: «فإن».
(4) فى ع فقط: «فما أحد يساعده عليه، ولا يوافقه فيه».
(5) هو موسى بن يسار المدنى، يكنى أبا محمد، ولقب بشهوات لبيت شعر قاله فى يزيد بن معاوية، وقيل غير ذلك، نشأ وعاش بالمدينة، ورحل إلى الشام فى عهد سليمان بن عبد الملك، فكان من خاصته ت 110هـ.
الشعر والشعراء 2/ 577، والأغانى 3/ 351، ومعجم الشعراء 286، وخزانة الأدب 1/ 297
(6) البيتان بنسبتهما إلى موسى شهوات فى الشعر والشعراء 2/ 578، وعيون الأخبار 2/ 17، ومعجم الشعراء 286، والأغانى 3/ 360، وكفاية الطالب 78و 79، وجاء البيتان دون نسبة فى البيان والتبيين 3/ 144، وأدب الدنيا والدين 129، وينسبان إلى هارون بن يحيى المنجم فى المنتحل 104بتقديم الثانى على الأول.
(7) فى ف والبيان والتبيين وأدب الدنيا والدين والمنتحل جاء هذا البيت متأخرا، وفى البيان والتبيين، جاء الشطر الثانى هكذا: «كان فى الناس غير أنك فان».(2/807)
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان (1)
وذكر عن سليمان بن عبد الملك أنه خرج من الحمام، وهو الخليفة، يريد الصلاة، ونظر فى المرآة، فأعجبه جماله، وكان حسن الوجه، فقال: أنا الملك الشاب ويروى: / «الفتى» فتلقته إحدى حظاياه (2)، فقال: كيف تريننى؟
فتمثلت بالبيتين، فتطير منهما، ورجع فحمّ، فما بات إلا ميتا تلك الليلة (3)!!
وحكى (4) عن بعض الملوك أنه قال: ما لهؤلاء الشعراء قاتلهم الله ربما ذكّرونا شيئا نحن أكثر ذكرا له منهم، فينغصون به علينا أوقات لذّاتنا؟! يعنى بذلك الموت.
ومن أبشع (5) ما فى ذلك قول أبى تمام (6):
[الخفيف]
فليطل عمره فلو مات فى طو ... س مقيما لمات فيها غريبا (7)
ما الذى دعاه إلى ذكر الموت هاهنا إلا النكد والبغاضة؟
أجمع الناس على تقديم قول كعب بن زهير يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم (8):
[البسيط]
تحمله النّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلّى ليلة الظّلم (9)
__________
(1) فى عيون الأخبار ومعجم الشعراء: «أنت خير المتاع».
(2) فى ف: «خطاياه»، وهو تصحيف ما أجمله!!
(3) الحكاية فى أدب الدنيا والدين 129وكفاية الطالب 79، ولها رواية أخرى تقرب من العقل فى البيان والتبيين 3/ 144
(4) فى المطبوعتين فقط: «وروى».
(5) فى المطبوعتين فقط: «ومن أشنع».
(6) ديوان أبى تمام 1/ 162، وفيه اختلاف كبير عما هنا.
(7) يقصد بقوله: «غريبا» أنه لا نظير له.
(8) البيتان ليسا فى ديوان كعب بن زهير، ولكنهما ينسبان إليه فى حلية المحاضرة 1/ 326، وزهر الآداب 2/ 1090، ومعاهد التنصيص 2/ 81و 3/ 239، وهما له فى معجم الشعراء 231، وفيه قيل «ويروى لأبى دهبل»، والأول مع بيت آخر غير الذى هنا فى الشعر والشعراء 2/ 614لأبى دهبل الجمحى، والأول ضمن سبعة أبيات لأبى دهبل فى الأغانى 7/ 132، وضمن خمسة أبيات لأبى دهبل فى شرح ديوان الحماسة 4/ 1619، وجاء الأول منسوبا إلى عبد الله بن رواحة فى المعاهد 3/ 238وفيه: «جلى نوره الظلما»، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(9) الأدماء: البيضاء. ومعتجرا: معتمّا.(2/808)
وفى عطافيه أو أثناء ريطته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم (1)
والجهال (2) يروون البيت الأول لأبى دهبل الجمحى.
ويناسبه قول العجاج (3):
[الرجز]
يحملن كلّ سؤدد وفخر ... يحملن ما ندرى وما لا ندرى
قال الأصمعى (4): وأصله قول الحارث بن حلزة (5):
[الخفيف]
وفعلنا بهم كما علم الّل ... هـ وما إن للخائنين دماء (6)
قال: ولم يقل (7) شعر قط أحسن من هذه الثلاثة المعانى.
قال أبو العباس المبرد (8): من الشعراء من يجمل المدح، فيكون ذلك
__________
(1) العطافان مثنى عطف: وهو المنكب، وعطفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال. والرّيطة:
الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، ولم تكن لفقين، وكلها نسيج واحد.
(2) فى ع كتب: «قال الأصمعى»، ثم ضرب عليها بخط، وكتب بعدها «والجهال»، والحق أن هذا القول للأصمعى كما فى الحلية 1/ 326، وزهر الآداب 2/ 1090، وأيد الحصرى رأى الأصمعى فقال بعده: «والصواب ما ذكرناه، وهو بصفات النبى صلى الله عليه وسلم أعلم، وبمدحه أليق».
(3) لم أجده فى ديوان العجاج، ولكنه جاء ومعه بيت آخر فى حلية المحاضرة 1/ 326بنسبتهما إلى العجاج.
(4) لم يقل الأصمعى هذا، وقد حرّف ابن رشيق فى النقل، وإنما الموجود فى حلية المحاضرة 1/ 326أن الأصمعى قال: «لم يقل شعر قط أحسن من هذه الثلاثة المعانى»، وذكر قول كعب بن زهير، ثم قول الحارث بن حلزة، ثم قول العجاج. وسيذكر المؤلف هذا بعد.
(5) شرح القصائد السبع الطوال 495، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 326
(6) فى خ: «وفعلنا كما علم الله ذماء»، وفى الجميع والحلية ما عدا م: «للخائنين»، وهو تصحيف. واعتمدت ما فى م وشرح القصائد السبع الطوال، وهو الأوفق، ومعناه على هذا: «من عصى فقد حان أجله، وذلك أنه يجىء يغير فيخاطر بنفسه، وإذا قتل فليس له من يطلب بدمه» [من شرح القصائد السبع الطول].
(7) فى م: «ولم يقل قط شاعر كما يعلم أحسن»، وفى خ، «ولم يقل قط شاعرا [كذا] كما يعلم أحسن»، وما فى ع وف والمغربيتين يوافق حلية المحاضرة 1/ 326، وفى المغربيتين: «الثلاثة معان» وانظر التعليق الذى قبل ذكر مصدر قول العجاج.
(8) نسب هذا القول خطأ إلى المبرد فى حلية المحاضرة 1/ 340، وهو أساس قول المؤلف، ولم أجده فى كتب المبرد، والصحيح أنه من قول قدامة فى نقد الشعر 79، وجاء دون نسبة فى كفاية الطالب 72(2/809)
وجها حسنا لبلوغه الإرادة، مع خلوّه من الإطالة، وبعده من (1) الإكثار، ودخوله فى الاختصار، وذلك نحو قول الحطيئة (2):
[الطويل]
تزور فتى يعطى على الحمد ماله ... ومن يعط أثمان المكارم يحمد (3)
يرى البخل لا يبقى على المرء ماله ... ويعلم أنّ المرء غير مخلّد (4)
ورواه غيره: «أنّ المال غير مخلّد».
كسوب ومتلاف إذا ما سألته ... تهلّل واهتزّ اهتزاز المهنّد
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير / موقد (5)
تصرّف (6) فى أبياته هذه فى أصناف المديح، وأتى بجمّاع الوصف، وجملة المدح على سبيل الاقتصاد (7) فى البيت الأخير.
ومثله قول الشماخ (8):
[الوافر]
رأيت عرابة الأوسىّ يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين (9)
__________
(1) فى ف فقط: «عن الإكثار»، وكذلك فى الحلية.
(2) ديوان الحطيئة 80و 81، وانظر ما قيل عن الأبيات فى حلية المحاضرة 1/ 340و 341، ونقد الشعر 79، وفى زهر الآداب 2/ 907، جاءت مصدرة بقول المؤلف: «ومن حر المديح وجيد الشعر قول الحطيئة»، وكفاية الطالب 79وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ بين هذه المصادر، وفى المطبوعتين تكرر الشطر الأول من البيت الأول والشطر الثانى من البيت الثانى مما أحدث خللا.
(3) فى الديوان: «تزور امرأ يؤتى ومن يعط أثمان المحامد»، وكذلك جاء فى بعض المصادر المذكورة سابقا.
(4) فى الديوان: «أن الشح غير مخلد».
(5) انظر ما قاله عبد الله بن عمر عن هذا البيت فى العقد الفريد 5/ 271و 292، وما قاله عمر عنه فى ثمار القلوب 575
(6) انظر هذا القول بنصه فى حلية المحاضرة 1/ 341، وبما يقرب منه فى نقد الشعر 79، وكفاية الطالب 73
(7) فى المطبوعتين: «الاقتصار»، وما فى ع وف والمغربيتين يوافق الحلية، وفى نقد الشعر وكفاية الطالب «الاختصار» وفى الحلية: «وحمله المدح على سبيل الاقتصاد».
(8) ديوان الشماخ 335و 336، وانظر ما قيل عنهما فى حلية المحاضرة 1/ 341، ونقد الشعر 79و 80، وكفاية الطالب 73، وجاءا فى العقد الفريد 2/ 288، والكامل 1/ 128، فى مجال الحديث عن سيادة عرابة الأوسى، وقد سبق البيتان فى «باب من رفعه الشعر ومن وضعه» ص 45
(9) فى المطبوعتين فقط: «يسمو إلى العلياء».(2/810)
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين
انتهى كلامه.
ومن أفضل ما مدح به الملوك وأكثره إصابة للغرض ما ناسب قول ابن هرمة للمنصور (1):
[الطويل]
له لحظات عن حفافى سريره ... إذا كرّها فيها عقاب ونائل (2)
فأمّ الّذى أمّنت آمنة الرّدى ... وأمّ الّذى أوعدت بالثّكل ثاكل
وقول أبى العتاهية (3) يمدح الهادى (4):
[المنسرح]
يضطرب الخوف والرّجاء إذا ... حرّك موسى القضيب أو فكّر
وكذلك (5) قول الحزين الكنانى (6) فى عبد الله بن / عبد الملك بن مروان، وقد وفد عليه بمصر، ويروى للفرزدق فى على بن الحسين بن على بن أبى
__________
(1) ديوان إبراهيم بن هرمة 168، وانظر ما قيل عنهما فى الحيوان 3/ 134، وعيون الأخبار 1/ 294، والأوائل 253، والعقد الفريد 1/ 37و 320و 6/ 351، وفى الجميع: إن البيتين فى المنصور ما عدا العقد الفريد 6/ 351ففيه أنهما فى المهدى، وهما فى كفاية الطالب 73
(2) فى خ: «عن خفافى سريره» بالخاء المعجمة، ويبدو أنه خطأ مطبعى.
(3) فى المطبوعتين فقط: «فى مدح الهادى».
(4) ديوان أبى العتاهية 555، وانظر ما قيل عنه فى نقد الشعر 84
(5) هذا القول بكل الاختلاف فيه جاء فى أصل زهر الآداب 1/ 6765، ويبدو لى أنه الأساس فى قول ابن رشيق، كما جاءت هذه الأقوال فى هامش الشعر والشعراء 1/ 64، ولم يشر المحقق رحمه الله إلى ما جاء فى زهر الآداب، وكذلك جاءت هذه الاختلافات فى الأغانى 15/ 329322
(6) هو عمرو بن عبيد بن وهيب الكنانى صليبة، يكنى أبا الشعثاء، أو أبا الحكم، وكان جده الأكبر بجير يطلق عليه راعى الشمس لأن الشمس لم تكن تطلع فى الجاهلية إلا وقدورهم تغلى للضيف، وهو من شعراء الدولة الأموية، حجازى مطبوع، ليس من فحول طبقته، وكان هجاء خبيث اللسان ساقطا.
الأغانى 15/ 323، والمؤتلف والمختلف 122(2/811)
طالب رضى الله عنهم، وقيل: بل قالها فيه اللعين المنقرى (1)، وقيل: بل الأبيات لداود بن سلم فى قثم بن العباس بن عبد الله بن العباس (2):
[البسيط]
فى كفّه خيزران ريحه عبق ... من كفّ أروع فى عرنينه شمم (3)
يغضى حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلّم إلّا حين يبتسم
اجتمع (4) الشعراء بباب المعتصم، فبعث إليهم: من كان منكم يحسن أن يقول مثل قول منصور النمرى (5) فى أمير المؤمنين الرشيد (6):
__________
(1) هو منازل بن زمعة وفى الشعر والشعراء ابن ربيعة من بنى منقر، يكنى أبا أكيدر مصغر أكدر كان هجاء للأضياف، وأطلق عليه اللعين لأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه سمعه ينشد شعرا والناس يصلّون، فقال: من هذا اللعين؟ فعلق به هذا الاسم.
الشعر والشعراء 1/ 499، والاشتقاق 251، وزهر الآداب 1/ 67، وخزانة الأدب 3/ 207
(2) هذان البيتان مثال صارخ على اختلاف الرواة فى إسناد الشعر، فقد نسب البيتان إلى الحزين الكنانى فى المؤتلف والمختلف 122، والأغانى 15/ 322و 325، وفى 329ضمن أحد عشر بيتا، وصاحب الأغانى يسفه رأى من يقول إنهما للفرزدق فى على بن الحسين 15/ 325، ويروى صاحب الأغانى أن هناك من يقول إنهما لداود بن سلم 15/ 328، ثم يصحح أن القصيدة للحزين 15/ 328، ويقول فى تصحيحه: «وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعانى متشابهة تنبىء عن نفسها»، ونسبا إلى الحزين فى زهر الآداب 1/ 67، كما نسبا فيه إلى الفرزدق، واللعين المنقرى، وداود بن سلم، وجاء الثانى فى نقد الشعر 64، ثم جاءا معا فيه 83بنسبتهما إلى الحزين، وينسبان إلى الحزين والفرزدق فى الحماسة 2/ 286، والثانى ضمن أبيات تنسب إلى الفرزدق فى أمالى المرتضى 1/ 68، وينسبان ضمن ستة أبيات إلى الفرزدق فى شرح ديوان الحماسة 4/ 1622، وينسبان إلى المتوكل الليثى فى لباب الآداب 108، وعنه نقل جامع ديوان المتوكل 281و 282، وجاء البيت الثانى فى لباب الآداب 2/ 57بنسبته إلى عروة ابن أذينة، ولم أجدهما فى ديوانه، وجاءا دون نسبة فى البيان والتبيين 1/ 370، والحيوان 3/ 133، والشعر والشعراء 1/ 65، وعيون الأخبار 1/ 294، والثانى فيه 2/ 196، والكامل 2/ 57، وبديع أسامة 292، ولم أجدهما فى ديوان الفرزدق ط الصاوى ولكنهما فى ديوانه 2/ 179ط دار صادر.
(3) الأروع: الجميل الوجه. والشمم: الطول. والعرنين: الأنف وما ارتفع من الأرض، وإذا قرن الشمم بالعرنين أو الأنف فالقصد إلى الكرم. من شرح ديوان الحماسة.
(4) انظر هذا الخبر فى زهر الآداب 2/ 648، والأغانى 19/ 74، وديوان المعانى 1/ 28
(5) هو منصور بن الزبرقان بن سلمة وقيل: منصور بن سلمة بن الزبرقان يكنى أبا الفضل، كان من شعراء الرشيد، فكان يجزل له العطاء، ثم غضب عليه لما علم مذهبه فى الإمامة.
طبقات ابن المعتز 241والأغانى 13/ 140وتاريخ بغداد 13/ 65
(6) الأبيات فى زهر الآداب 2/ 648، وتاريخ بغداد 13/ 68و 69، مع اختلاف فى الترتيب وفى بعض الألفاظ ومن الأبيات ثلاثة فى الأغانى 13/ 147و 19/ 74، والأول والأخير فى ديوان المعانى 1/ 28، وجاء الأول فيه مرة أخرى 1/ 58، وجاء الأخير فيه مرتين 1/ 59: مرة آخر ستة أبيات، والأخرى عند ما أراد العتابى أن يسخر من منصور النمرى، والأول فى لباب الآداب 2/ 65(2/812)
[البسيط]
إنّ المكارم والمعروف أودية ... أحلّك الله منها حيث تجتمع
إذا رفعت امرءا فالله رافعه ... ومن وضعت من الأقوام متّضع
من لم يكن بأمين الله معتصما ... فليس بالصّلوات الخمس ينتفع
إن أخلف الغيث لم تخلف أنامله ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتّسع (1)
فليدخل (2)، فقال محمد بن وهيب: فينا من يقول خيرا منه، وأنشد (3):
[البسيط]
ثلاثة تشرق الدّنيا ببهجتهم
شمس الضّحى وأبو إسحاق والقمر
يحكى أفاعيله فى كلّ نائبة
الغيث والّليث والصّمصامة الذّكر
فأمر بإدخاله، وأحسن صلته.
قالوا (4): لما حضرت الحطيئة الوفاة قال: أبلغوا الأنصار أن أخاهم أمدح الناس حيث يقول (5):
[الكامل]
يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل
قال (6) ثعلب: بل قول الأعشى (7):
__________
(1) انظر قولا طريفا للعتابى حول هذا البيت فى طبقات ابن المعتز 241و 242، والأغانى 13/ 148، وتاريخ بغداد 13/ 69، وديوان المعانى 1/ 59، والعقد الفريد 5/ 335، وزهر الآداب 2/ 649
(2) قوله: «فليدخل» ساقط من ع، وهو فى زهر الآداب وباقى النسخ.
(3) انظرهما فى الأغانى 19/ 73و 75، وزهر الآداب 2/ 648، وديوان المعانى 1/ 28، وفى تحرير التحبير 191جاء البيت الأول.
(4) انظر هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 338، وانظره فى كفاية الطالب 76
(5) ديوان حسان بن ثابت 123، وانظر صدره كشاهد فى الحلية 1/ 338، وكفاية الطالب 76، وانظر ما قال حماد عن البيت فى العقد الفريد 5/ 330مناقضا لذلك، وانظر زهر الآداب 2/ 1086
(6) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 338
(7) ديوان الأعشى 101، وانظر ما قيل عنه فى كتاب المعانى الكبير 1/ 546، وحلية المحاضرة 1/ 338، والصناعتين 360(2/813)
[الطويل]
فتى لو ينادى الشّمس ألقت قناعها
أو القمر السّارى لألقى المقالدا (1)
أمدح (2) منه.
وقال (3) أبو عمرو بن العلاء: بل بيت جرير (4):
[الوافر]
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح؟
أسير ما قيل فى المدح وأسهله.
وقال غيره: بل قول الأخطل (5):
[البسيط]
شمس العداوة حتّى يستقاد لهم ... وأعظم النّاس أحلاما / إذا قدروا
وقال دعبل (6): بل قول أبى الطّمحان القينىّ (7):
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «فتى لو يبارى»، وما فى ف والمغربيتين يوافق الديوان والمصادر المذكورة سابقا. وفى حلية المحاضرة: «ينادى الشمس أى يجلس معها فى ناد»، وفى المعانى الكبير: ينادى: يجالس من النادى. ألقت قناعها: أى ذهب نورها وحسنه بحسنه، ولألقى القمر المقاليد إليه أى أقر له بالحسن. والمقاليد: المفاتيح.
(2) فى ع: «أمدح» بإسقاط «منه»، وقوله: «أمدح منه» ساقط من المغربيتين.
(3) بل القائل هو معاوية بن أبى عمرو بن العلاء كما فى طبقات ابن سلام 1/ 494، وحلية المحاضرة 1/ 338و 342
(4) ديوان جرير 1/ 89، وانظر ما قيل عن البيت فى الشعر والشعراء 1/ 468، والأمالى 3/ 44، وحلية المحاضرة 1/ 338، وزهر الآداب 2/ 1086، وكفاية الطالب 75
(5) ديوان الأخطل 1/ 201، وانظر ما قيل عن البيت فى عيون الأخبار 1/ 208، والعقد الفريد 4/ 487و 5/ 314، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 338، وزهر الآداب 2/ 1086، وكفاية الطالب 75و 76
(6) الذى قاله دعبل هو أن هذا البيت من أكذب الأبيات، انظر حلية المحاضرة 1/ 330، ولكن هناك فى حلية المحاضرة 1/ 338، فى باب «أمدح بيت قالته العرب»: وقال غير أبى العباس ثعلب: بل قول أبى الطمحان القينى»، ثم ذكر البيت، وجاء فى الحلية 1/ 200فى باب «أبدع بيت قيل فى الإغراق، وبعضهم يسميه الغلو» وصدّر بقول المؤلف: «ومن الإغراق البعيد قول أبى العجل القينى».
(7) هو حنظلة بن الشّرقى، وقيل: ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر، كان فى الجاهلية صديقا للزبير بن عبد المطلب، وكان يصادقه الخلعاء، ثم أدرك الإسلام فأسلم، ولكنه لم ير النبى صلى الله عليه وسلم، وهو شاعر فارس معمر. ت 30هـ.(2/814)
[الطويل]
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبه (1)
وقد (2) تنازع فى هذا البيت يعنى بيت أبى الطمحان قوم، وفى بيت حسان فى آل جفنة، وبيت النابغة (3):
[الطويل]
فإنّك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب (4)
وبيت أبى الطمحان أشعرها.
قال الحاتمى (5): بل بيت زهير (6):
[الطويل]
تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك معطيه الّذى أنت سائله (7)
__________
الشعر والشعراء 1/ 388، والأغانى 13/ 3، والمؤتلف والمختلف 221، وسمط اللآلى 1/ 332، وخزانة الأدب 8/ 94، والاشتقاق 542، والمعمرون والوصايا 72
(1) البيت لأبى الطمحان فى الكامل 1/ 49و 3/ 129، وحلية المحاضرة 1/ 330و 338 و 400، والصناعتين 360، وديوان المعانى 1/ 22والمصون فى الأدب 22وعيار الشعر 78والموشح 106و 114و 381وشرح ديوان الحماسة 4/ 1598وطبقات الزبيدى 107، ولباب الآداب 2/ 30، والأغانى 12/ 347و 13/ 9، وزهر الآداب 2/ 1086، والمؤتلف والمختلف 222، وكفاية الطالب 76، وهامش الشعر والشعراء 1/ 388، ونهاية الأرب 3/ 178والمعاهد 1/ 100، ولكنه جاء فى الحيوان 3/ 93، وعيون الأخبار 4/ 24، والشعر والشعراء 2/ 711منسوبا إلى لقيط ابن زرارة، وقال فى الشعر والشعراء: «وبعض الرواة ينحل هذا الشعر أبا الطمحان القينى، وليس كذلك، إنما هو للقيط»، وجاء فى حلية المحاضرة 1/ 200منسوبا إلى أبى العجل القينى.
وفى المطبوعتين فقط: «حتى نظم العقد».
(2) انظر هذا القول فى التنازع فى حلية المحاضرة 1/ 339، وكذلك الحكم على من الأشعر.
وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «قال: وقد تنازع» وهذا يثبت أن القائل هو دعبل لأنه المذكور فى الفقرة السابقة، فى حين أن القائل كما فى الحلية هو أبو على الحاتمى، وما فى ع أصوب.
(3) ديوان النابغة الذبيانى 74، وانظر ما قيل عن حسن البيت فى طبقات ابن سلام 1/ 121، ونقد الشعر 82، وعيار الشعر 34، وحلية المحاضرة 1/ 174و 339، والصناعتين 198و 248، وأسرار البلاغة 140، وسر الفصاحة 243
(4) فى ف والحلية: «بأنك شمس».
(5) حلية المحاضرة 1/ 339، والذى فى الحلية: «وقالوا: بل بيت زهير أشعر وأمدح».
(6) سبق البيت فى أول باب المديح ص 802
(7) فى ع سقط الشطر الثانى من البيت، وفى ف والمطبوعتين فقط: «كأنك تعطيه»، واعتمدت ما فى المغربيتين، وانظر ما قيل ص 802(2/815)
وحكى (1) على بن هارون (2) عن أبيه (3) أنه قال: أجمع أهل العلم على أن بيتى أبى نواس أجود ما للمولّدين فى المديح، وهما قوله (4):
[البسيط]
أنت الّذى تأخذ الأيدى بحجزته ... إذا الزّمان على أبنائه كلحا (5)
وكّلت بالدّهر عينا غير غافلة ... من جود كفّك تأسو كلّ ما جرحا
وحكى (6) / الحاتمى (7) عن محمد بن عبد الواحد (8) عن أحمد بن
__________
(1) هذه الحكاية فى حلية المحاضرة 1/ 342
(2) هو على بن هارون بن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم، يكنى أبا الحسن، من بيت الأدب ومعدنه، ومعانى الشعر وموطنه، يقول عنه صاحب الفهرست: «رأيناه وسمعناه، وكان راوية للشعر، شاعرا أديبا ظريفا، متكلما خيّرا، نادم جماعة من الخلفاء» ت 352هـ.
الفهرست 161، ومعجم الشعراء 156، ومعجم الأدباء 15/ 112، واليتيمة 3/ 119، ووفيات الأعيان 3/ 375، والوافى بالوفيات 22/ 276
(3) هو هارون بن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم، يكنى أبا عبد الله، أديب قليل الشعر، وكان حافظا راوية للأشعار، حسن المنادمة، لطيف المجالسة، وهو من أهل بيت أدب وفضل ت 288هـ.
الفهرست 161، ومعجم الشعراء 464، ومعجم الأدباء 19/ 262، وسير أعلام النبلاء 13/ 404، ووفيات الأعيان 6/ 78
(4) ديوان أبى نواس 457، مع اختلاف فى الترتيب، وانظرهما فى حلية المحاضرة 1/ 342، وكفاية الطالب 73
(5) فى الديوان «إذا الزمان على أولاده». والحجزة: معقد الإزار، وهو يكنى بأخذها عن التعلق به والالتجاء إليه. كلح: تكشر فى عبوس.
(6) سقطت كلمة «وحكى» من ع وخ والمغربيتين، وفى م «روى»، وما فى ف يوافق كفاية الطالب 74.
(7) هذه الحكاية فى حلية المحاضرة 1/ 342، ورأى ابن الأعرابى تجده فى زهر الآداب 2/ 1088
(8) هو محمد بن عبد الواحد بن أبى هاشم الزاهد البغدادى، يكنى أبا عمر، ويعرف بغلام ثعلب، لازم ثعلبا فى العربية، فأكثر عنه إلى الغاية، حتى إن الأشراف والكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها، ولكن جماعة من أهل الأدب كانوا يطعنون عليه ولا يوثقونه فى علم اللغة. ت 345هـ.
تاريخ بغداد 2/ 356، والفهرست 82، وطبقات الزبيدى 209، ومعجم الأدباء 18/ 226، ووفيات الأعيان 4/ 329، وإنباه الرواة 3/ 171، وبغية الوعاة 1/ 164، والشذرات 2/ 370، وسير أعلام النبلاء 15/ 508وما فيه من مصادر، والوافى بالوفيات 4/ 72(2/816)
يحيى (1) قال: سمعت ابن الأعرابى يقول: أمدح بيت قاله مولّد قول أبى نواس (2):
[الطويل]
تغطّيت من دهرى بظلّ جناحه ... فعينى ترى دهرى وليس يرانى
فلو تسأل الأيّام عنّى ما درت ... وأين مكانى؟ ما عرفن مكانى (3)
قال صاحب الكتاب: نحن إلى الإنصاف أحوج منّا إلى المكابرة والخلاف، وأبو نواس ذهب مذهبا لطيفا، يخرج له فيه / العذر والتأويل، وإلا فما فى صفة الخمول أشد مما وصف، لا سيما على رواية من روى: «فلو تسأل الأيام عنى» (4).
ومن جيد ما سمعته لمحدث، وأظنه لابن الرومى (5) فى عبيد الله بن
__________
(1) هو أحمد بن يحيى بن يزيد الشيبانى ولاء، يكنى أبا العباس ويعرف بثعلب، كان إمام الكوفيين فى النحو واللغة، وكان ثقة حجة، ديّنا، صالحا، مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة، والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، مقدما عند الشيوخ منذ حداثته. ت 291هـ.
تاريخ بغداد 5/ 204، وطبقات الزبيدى 141، والفهرست 80، ومعجم الأدباء 5/ 102، ووفيات الأعيان 1/ 102، وإنباه الرواة 1/ 138، وبغية الوعاة 1/ 396، والشذرات 2/ 207، وسير أعلام النبلاء 14/ 5وما فيه من مصادر، والوافى بالوفيات 8/ 243
(2) ديوان أبى نواس 469، وانظر حلية المحاضرة 1/ 342، وزهر الآداب 2/ 1088، وكفاية الطالب 74
(3) فى ف والمغربيتين: «فلو تسأل الأحداث ما اسمى»، وفى المطبوعتين: «فلو تسأل الأحداث عنى».
وفى الديوان «فلو تسأل الأيام ما اسمى لما درت»، وما فى ع يوافق زهر الآداب.
(4) هذا الكلام تجده فى كفاية الطالب 74
(5) الأبيات فى ديوان ابن الرومى 3/ 1149، ما عدا البيت الخامس، وكذلك فى كفاية الطالب 179اتباعا للعمدة، وجاءت الأبيات ضمن سبعة أبيات منسوبة إلى أحمد بن محمد الكاتب فى زهر الآداب 2/ 974، وجاءت أربعة الأبيات الأولى منسوبة إلى أحمد بن أبى طاهر فى ديوان المعانى 1/ 48و 49، والصناعتين 425، وجاءت ضمن تسعة أبيات فى عيار الشعر 121و 122، ونهاية الأرب 3/ 183منسوبة إلى أحمد بن أبى طاهر، وفى نهاية الأرب 3/ 187جاءت خمسة أبيات ونسبت إلى ابن أبى البغل فى مدح أبى القاسم بن وهب، وفى بديع أسامة 65و 66جاءت أربعة(2/817)
سليمان بن وهب، ورأيت من يرويه لأبى الحسين (1) أحمد بن محمد الكاتب:
[البسيط]
إذا أبو قاسم جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان: البحر والمطر
وإن أضاءت لنا أنوار غرّته ... تضاءل النّيّران الشّمس والقمر
وإن مضى رأيه أوحدّ عزمته ... تأخّر الماضيان: السّيف والقدر
من لم يبت حذرا من خوف سطوته ... لم يدر ما المزعجان: الخوف والحذر
ينال بالظّنّ ما يعيا العيان به ... والشّاهدان عليه العين والأثر
كأنّه وزمام الدّهر فى يده ... يرى عواقب ما يأتى وما يذر
وقال خلف الأحمر (2): أخلب المدح وأكثره ملقا قول زهير (3):
[الطويل]
تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك معطيه الّذى أنت سائله (4)
أخو ثقة لا تتلف الخمر ماله ... ولكنّه قد يهلك المال نائله (5)
غدوت عليه غدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصّريم عواذله
يفدّينه طورا، وطورا يلمنه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله
__________
الأبيات الأولى غير منسوبة، ثم فى 67و 68جاءت الأبيات الرابع والخامس والسادس دون نسبة أيضا، وفى هامش 65ذكر المحققان أن الأبيات لأحمد بن أبى طاهر كما فى الصناعتين. وهناك اختلاف يسير بينها فى بعض الألفاظ. وهذا مثال من أمثلة اختلاف الرواة فى نسبة الشعر، وقد سبق مثله فى قول الشاعر: «يغضى حياء» ص 812
(1) فى زهر الآداب 2/ 974، «أبو الحسن»، وهناك كثير ممن يطلق عليهم «أحمد بن محمد» منهم على سبيل المثال «أحمد بن محمد بن سليمان بن بشار الكاتب» انظر معجم الأدباء 4/ 189
(2) قول خلف الأحمر هذا فى حلية المحاضرة 1/ 383، وقد وجدت ما يشبه ذلك فى الشعر والشعراء 1/ 139، وانظر ما قيل عن البيت الأول فى الديوان 142، والوساطة 331، ومسائل الانتقاد 179، وحلية المحاضرة 1/ 339
(3) ديوان زهير 142140، مع اختلاف فى الترتيب، وانظره فى المصادر السابقة، وقد سبق البيت فى باب المديح ص 802و 815
(4) فى ف والمطبوعتين فقط «كأنك تعطيه». انظر ص 802و 815
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «لا تهلك الخمر» وهى رواية، وفى ف والمغربيتين «ولكنه قد يتلف المال» وهى رواية.(2/818)
فأعرضن منه عن كريم مرزّا ... عزوم على الأمر الّذى هو فاعله (1)
وقال طفيل الغنوى (2):
[الطويل]
جزى الله عنّا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا فى الواطئين فزلّت (3)
أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا ... تلاقى الّذى لا قوه منّا لملّت (4)
وقال (5) الأصمعى: أخلب الشعر قول حمزة بن بيض (6):
[المنسرح]
تقول لى والعيون هاجعة ... أقم علينا يوما فلم أقم (7)
أىّ الوجوه انتجعت؟ قلت لها: ... لا أىّ وجه إلّا إلى الحكم
متى يقل حاجبا سرادقه ... هذا ابن بيض بالباب يبتسم
قد كنت أسلمت فيك مقتبلا ... فهات إذ حلّ أعطنى سلمى
السلم (8): السلف.
__________
(1) فى ف والمغربيتين: «فأعرضن عنه جموع على الأمر»، وهى رواية.
(2) البيتان فى زهر الآداب 1/ 33مع بيت ثالث، وهما فى حلية المحاضرة 1/ 383، ولباب الآداب 2/ 22وأدب الكتاب 190ودلائل الإعجاز 158
(3) فى ف: «بنا فعلنا»، وفى ع وف: «فى الواطئين وزلت».
(4) فى ع والمغربيتين وزهر الآداب: «تلاقى الذى يلقون»، وما فى ف والمطبوعتين يوافق حلية المحاضرة.
(5) قول الأصمعى فى حلية المحاضرة 1/ 383
(6) هو حمزة بن بيض بن نمر بن عبد الله بن شمر الحنفى، كان منقطعا إلى المهلب بن أبى صفرة وولده، ثم إلى بلال بن أبى بردة، وله أخبار وطرف مع عبد الملك بن مروان وغيره، وكان شاعرا مجيدا كثير المجون. ت 116أو 120هـ.
المؤتلف والمختلف 141، والأغانى 16/ 202، ومعجم الأدباء 10/ 280، وفوات الوفيات 1/ 395، وسير أعلام النبلاء 5/ 267، والوافى بالوفيات 13/ 185، ونهاية الأرب 4/ 65
(7) الأبيات منسوبة إلى حمزة بن بيض فى ديوان المعانى 1/ 11، والأغانى 16/ 214، وحلية المحاضرة 1/ 383، ومجالس العلماء 199، ومعجم الأدباء 10/ 286و 287، وعيار الشعر 141، وكفاية الطالب 76، ومنها ثلاثة أبيات فى طبقات الزبيدى 58، والمنتحل 73، والمحاسن والمساوئ 2/ 128، ومنها بيتان فى أمالى المرتضى 1/ 591، مع اختلاف فى بعضها فى بعض الألفاظ.
(8) هذا القول ساقط من المطبوعتين والمغربيتين.(2/819)
وسأل الرشيد (1) المفضّل الضبىّ: أى بيت (2) قالته العرب أمدح؟
فقال:
[البسيط]
أغرّ أبلج تأتمّ الهداة به ... كأنّه علم فى رأسه نار (3)
هكذا روايته فيه.
قال (4) شراحيل (5) بن معن بن زائدة: كنت أسير تحت قبّة يحيى بن خالد، وقد حجّ مع الرشيد، وعديله أبو يوسف القاضى، إذ أتاه أعرابى من بنى أسد، كان يلقاه إذا حجّ فيمدحه، فأنشده شعرا، أنكر يحيى منه بيتا، فقال يحيى: يا أخا بنى أسد، ألم أنهك عن مثل هذا الشعر؟ ألا قلت كما قال الشاعر (6):
[الطويل]
بنو مطر يوم الّلقاء كأنّهم
أسود لها فى غيل خفّان أشبل (7)
هم يمنعون الجار حتّى كأنّما
لجارهم بين السّماكين منزل
بهاليل فى الإسلام سادوا ولم يكن
كأوّلهم فى الجاهليّة أوّل (8)
__________
(1) الخبر فى ديوان المعانى 1/ 41، إلا أن السائل هو المهدى وليس الرشيد، والبيت فيه بروايته التى فى العمدة، والخبر ذاته فى الأغانى 16/ 21، والسائل أيضا هو المهدى، والبيت فيه مثل الديوان.
(2) فى ع: «أى مدح».
(3) البيت للخنساء فى ديوانها 51ط دار الفكر، و 230ط دار الكتاب العربى، مع اختلاف فى الشطر الأول. وسبق البيت فى ص 667و 700
(4) انظر الخبر فى طبقات ابن المعتز 43، وديوان المعانى 47و 48، والعقد الفريد 1/ 308 و 5/ 290و 291، ووفيات الأعيان 5/ 190و 191ونضرة الإغريض 325
(5) فى المطبوعتين: «شرحبيل»، وما فى ع وف والمغربيتين يوافق المصادر المذكورة قبل.
(6) الأبيات لمروان بن أبى حفصة فى ديوانه 88، وانظرها فى المصادر المذكورة فى الخبر، وانظر ما قيل عن الأبيات أو بعضها فى الشعر والشعراء 2/ 765، وزهر الآداب 2/ 843، والصناعتين 103، وعيار الشعر 109، والأغانى 10/ 90، ولباب الآداب 265و 365
(7) غيل خفان: مأسدة قرب الكوفة.
(8) بهاليل جمع بهلول: وهو العزيز الجامع لكل خير، والحيى الكريم.(2/820)
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا
أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا (1)
ولا يستطيع الفاعلون فعالهم
وإن أحسنوا فى النّائبات وأجملوا
فقال أبو يوسف: لمن هذا الشعر أصلحك الله فما سمعت / أحسن منه؟ فقال يحيى: يقوله ابن أبى حفصة فى أبى هذا الفتى، وأومأ إلىّ، فكان قوله أسرّ إلىّ من جليل الفوائد، ثم التفت (2) إلىّ وقال: يا شراحيل (3)، أنشدنى أجود ما قاله ابن أبى حفصة فى أبيك، فأنشدته (4):
[الكامل]
نعم المناخ لراغب ولراهب ... ممّن تصيب جوائح الأزمان
معن بن زائدة الّذى زيدت به ... شرفا على شرف بنو شيبان
إن عدّ أيّام اللّقاء فإنّما ... يوماه يوم ندى ويوم طعان
يكسو الأسرّة والمنابر بهجة ... ويزينها بجهارة وبيان
تمضى أسنّته ويسفر وجهه ... فى الحرب عند تغيّر الألوان
نفسى فداك أبا الوليد إذا بدا ... رهج السّنابك والرّماح دوانى (5)
فقال يحيى: أنت لا تدرى جيد ما مدح به أبوك، أجود من هذا قوله (6):
[الطويل]
تشابه يوماه علينا فأشكلا ... فلا نحن ندرى أىّ يوميه أفضل
أيوم نداه الغمر أم يوم بأسه؟ ... وما منهما إلّا أغرّ محجّل (7)
__________
(1) هذا البيت سبق فى باب الإيغال ص 669
(2) هذا الجزء مع الشعر تجده فى ديوان المعانى 1/ 47و 48، وليس فى بقية المصادر.
(3) فى المطبوعتين فقط: «يا شرحبيل».
(4) ديوان مروان بن أبى حفصة 106، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 77
(5) الرهج: الغبار المثار.
(6) ديوان مروان بن أبى حفصة 89، وانظرهما فى كفاية الطالب 71
(7) الغمر بفتح الغين المعجمة: الكثير.(2/821)
ومما أخذ (1) على الكميت قوله يمدح النبى صلى الله عليه وسلم (2):
[المنسرح]
فاعتتب القول من فؤادى والش ... شعر إلى من إليه معتتب
إلى السّراج المنير أحمد لا ... تعدلنى رغبة ولا رهب (3)
عنه إلى غيره ولو رفع الن ... ناس إلىّ العيون وارتقبوا
وقيل: أفرطت، بل قصدت ولو ... عنّفنى القائلون أو ثلبوا
إليك يا خير من تضمّنت ال ... أرض ولو عاب قولى العيب
لجّ بتفضيلك الّلسان ولو ... أكثر فيك الضّجاج والصّخب
قالوا (4): من هذا الذى يقول له فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم: «أفرطت»، أو يعنفه، أو يثلبه، أو يعيبه، حتى يكثر الضجاج والصخب؟
هذا (5) كله خطأ منه، وجهل بمواقع المدح، وقال من احتج له: لم يرد النبى صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد عليا رضى الله عنه، فورّى عنه بذكر النبى صلى الله عليه وسلم خوفا من بنى أمية.
ومن الشعراء من ينقل / المديح عن رجل إلى رجل، وكان ذلك دأب البحترى، وفعله أبو تمام فى قصائد معدودة منها (6):
[الكامل]
قدك اتّئب أربيت فى الغلواء
__________
(1) انظر هذا المأخذ فى البيان والتبيين 2/ 239و 240، والحيوان 5/ 171169، والموشح 311، وعيار الشعر 157
(2) الأبيات فى البيان والتبيين 2/ 239و 240، والحيوان 5/ 170، وشرح هاشميات الكميت 110و 111والبيت الخامس وحده فى الموشح 311، وعيار الشعر 157، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(3) فى المطبوعتين فقط: «لا يعدلنى».
(4) انظر هذا القول فى البيان والتبيين 2/ 240، والحيوان 5/ 171169، وما فى معناه فى الموشح 311، وعيار الشعر 157
(5) فى المطبوعتين فقط: «وهذا».
(6) ديوان أبى تمام 1/ 20، والمذكور صدر بيت، وعجزه: «كم تعذلون وأنتم سجرائى؟». وانظر ما قيل عنه فى الموازنة 1/ 26و 470و 3/ 2/ 597(2/822)
نقلها عن يحيى بن ثابت إلى محمد بن حسان الضبى (1). فأما الذى قال:
«هن بناتى (2) أنكحهن من شئت» فمعذور / إن لم يثب، فأما إن أثيب فذلك منه قلّة وفاء، وفرط خيانة.
* * * __________
(1) سقط قوله: «الضبى» من ع والمطبوعتين والمغربيتين، وصدرت القصيدة بذلك.
(2) فى المطبوعتين فقط: «هن بنياتى».(2/823)
باب الافتخار (11)
والافتخار هو المدح بعينه (1)، إلا أن الشاعر يخص به نفسه وقومه.
فكل (2) ما حسن فى المدح حسن فى الافتخار، وكل ما قبح فيه قبح فى الافتخار.
فمن أبيات الافتخار قول الفرزدق (3):
[الكامل]
إنّ الّذى سمك السّماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول
قال (4) أحمد بن يحيى ثعلب: أفخر بيت قالته العرب قول امرئ القيس (5):
[البسيط]
ما ينكر النّاس منّا حين نملكهم ... كانوا عبيدا وكنّا نحن أربابا؟ (6)
وقال (7) دعبل بن على: أفخر الشعر قول كعب بن مالك (8):
[الكامل]
وببئر بدر إذ يردّ وجوههم ... جبريل تحت لوائنا ومحمّد
وقال (9) الحاتمى: قول الفرزدق (10):
__________
(11) انظر حلية المحاضرة 1/ 332، وكفاية الطالب 81، ونهاية الأرب 3/ 196
(1) فى المطبوعتين فقط: «نفسه».
(2) فى المطبوعتين فقط: «وكل».
(3) ديوان الفرزدق 2/ 714، وانظره فى كفاية الطالب 82
(4) انظر هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 332
(5) ديوان امرىء القيس 279، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 332
(6) فى حلية المحاضرة: «يوم نملكهم».
(7) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 332، إلا أن القائل فيه «دغفل».
(8) ديوان كعب بن مالك 191، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 332وسيرة ابن هشام 43/ 158
(9) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 332
(10) ديوان الفرزدق 2/ 567، وانظره فى حلية المحاضرة 1/ 332، والبيت مسروق من قول جميل، المصدر السابق، والزهرة 2/ 810، وانظره فى ديوان جميل 139، وانظر موضوع سرقته فى ترجمة الفرزدق وترجمة جميل فى الأغانى. وانظره فى باب السرقات ص 1079(2/824)
[الطويل]
ترى النّاس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومأنا إلى النّاس وقّفوا
قال (1): ويتلوه قول جرير (2):
[الوافر]
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت النّاس كلّهم غضابا
وقال (3) آخرون (4): بل قول الفرزدق (5):
[الطويل]
ونحن إذا عدّت معدّ قديمها ... مكان النّواصى من وجوه السّوابق (6)
وقال غيرهم: بل قوله لجرير (7):
[الكامل]
وإذا نظرت رأيت فوقك دارما ... والشّمس حيث تقطّع الأبصار (8)
وقيل: بل قول ابن ميادة، واسمه الرماح بن أبرد (9):
[الطويل]
ولو أنّ قيسا قيس عيلان أقسمت
على الشّمس لم يطلع عليك حجابها
وأفخر بيت صنعه محدث عندهم قول بشار (10):
[الطويل]
إذا ما غضبنا غضبة مضريّة
هتكنا حجاب الشّمس أو قطرت دما (11)
إذا ما أعرنا سيّدا من قبيلة
ذرى منبر صلّى علينا وسلّما
__________
(1) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 332
(2) ديوان جرير 2/ 823، وحلية المحاضرة 1/ 332، وكفاية الطالب 82
(3) هذا القول فى الشعر والشعراء 1/ 481
(4) فى ف وإحدى المغربيتين: «وقال آخر»، ويبدو لى أنه الأوفق لأن القائل هو ابن قتيبة، انظر المصدر السابق.
(5) ديوان الفرزدق 2/ 595، وانظره فى الشعر والشعراء 1/ 481، وكفاية الطالب 82
(6) فى الديوان: «إذا عدت تميم»، وما هنا يوافق الشعر والشعراء.
(7) ديوان الفرزدق 2/ 468
(8) فى الديوان: «رأيت فوقك دارما فى الجو حيث».
(9) شعر ابن ميادة 78
(10) البيتان سبقا فى باب فى اللفظ والمعنى ص 200و 201
(11) فى ع: «هتكنا حجاب الله أو مطرت دما».(2/825)
ويروى (1):
هتكنا سماء الله أو أمطرت دما
ومن جيد الافتخار / قول بكر بن النطاح الحنفى (2):
[الطويل]
ومن يفتقر منّا يعش بحسامه ... ومن يفتقر من سائر النّاس يسأل
ونحن وصفنا دون كلّ قبيلة ... ببأس شديد فى الكتاب المنزّل
وإنّا لنلهو بالحروب كما لهت ... فتاة بعقد أو سخاب قرنفل
يعنى (3) قول الله عز وجل: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرََابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى ََ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [سورة الفتح: 16]، فدعوا فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه إلى قتال أهل الردة من بنى حنيفة.
وبسبب هذا الشعر وأشباهه طلبه الرشيد أشدّ طلب، وقال: كيف يفتخر على مضر، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البشر؟
فهذا افتخار بالشجاعة خاصة.
وممن افتخر بالكثرة أوس بن مغراء، قال (4):
[البسيط]
ما تطلع الشّمس إلّا عند أوّلنا ... ولا تغيّب إلّا عند أخرانا
وقد أنكر قدامة (5) أن يمدح الإنسان بآبائه دون أن / يكون ممدوحا بنفسه لأن كثيرا من الناس لا يكونون كآبائهم، والذى ذهب إليه حسن.
__________
(1) فى ف جاءت هذه الرواية بين البيتين، وفى ع سقطت كلمة «دما»، وسقط كله من المغربيتين.
(2) الأبيات فى زهر الآداب 2/ 966، وكفاية الطالب 81، والبيتان الأول والثالث فى الأغانى 9/ 108، وجاء الأول دون نسبة فى ديوان المعانى 1/ 88، وهناك بعض اختلاف فى زهر الآداب فى البيت الثانى.
(3) انظر هذا التفسير والاستشهاد بالآية الكريمة فى زهر الآداب 2/ 966، وجاء فى كفاية الطالب 81
وفى ف: «يعنى قول الله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ} كما فى زهر الآداب.
(4) البيت ثانى بيتين فى العقد الفريد 2/ 195و 3/ 333بنسبته إلى أوس بن مغراء، وجاء دون نسبة فى ديوان المعانى 1/ 82
(5) نقد الشعر 190و 191، وقد قال ذلك تعليقا على قول أيمن بن خريم فى بشر بن مروان.(2/826)
وأنكر الجرجانىّ (1) على أبى الطيب قوله (2):
[الخفيف]
ما بقومى شرفت بل شرفوا بى ... وبنفسى فخرت لا بجدودى
وقال (3): إنما أخذه من على بن جبلة حيث يقول (4):
[الطويل]
وما سوّدت عجلا مآثر غيرهم
ولكن بهم سادت على غيرها عجل (5)
قال: وهذا معنى سوء يقصّر بالممدوح، ويغضّ من حسبه، ويحقّر من شأن سلفه، وإنما طريقة المدح أن يجعل الممدوح يشرف بآبائه، والآباء تزداد شرفا به، فجعل لكل واحد منهم فى الفخر حظّا، وفى المدح نصيبا، وإذا حصّلت الحقائق كان النصيبان مقسومين، بل كان الكل خالصا لكل فريق منهم لأن شرف الوالد جزء من ميراثه، ومنتقل إلى ولده كانتقال ماله، فإن رعى وحرس ثبت وازداد، وإن أهمل وضيّع هلك وباد، وكذلك شرف الولد (6) يعم القبيلة، وللوالد (7) منه القسم الأوفر، والحظ الأكبر (8).
قال صاحب الكتاب: والذى يقع عليه الاختيار عندى ما ناسب قول المتوكل الليثى (9):
__________
(1) الوساطة 374
(2) ديوان المتنبى 1/ 322وفيه: «لا بقومى».
(3) فى ع والمطبوعتين: «وإنما» وبإسقاط «وقال»، وما فى ف يوافق المغربيتين.
(4) شعر على بن جبلة 98، والوساطة 373، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(5) فى المطبوعتين فقط: «سادت على غيرهم».
(6) فى ف والمطبوعتين: «الوالد»، وما فى ع والمغربيتين يوافق الوساطة.
(7) فى ف والمطبوعتين: «وللولد»، وما فى ع والمغربيتين يوافق الوساطة.
(8) هذا القول كله تجده فى الوساطة 373و 374، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(9) هو المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن وهب بن عمرو من بنى عبد مناة بن كنانة، يكنى أبا جهمة، وكان كوفيا، وكان فى عصر معاوية، وهو من شعراء الحماسة.
طبقات ابن سلام 2/ 686681، ومعجم الشعراء 339، والمؤتلف والمختلف 272، والأغانى 10/ 159(2/827)
[الكامل]
إنّا وإن أحسابنا كرمت ... لسنا على الأحساب نتّكل (1)
نبنى كما كانت أوائلنا ... تبنى ونفعل مثل ما فعلوا
وقول عامر بن الطفيل (2) الجعفرى (3):
[الطويل]
فإنّى وإن كنت ابن سيّد عامر ... وفارسها المشهور فى كلّ موكب (4)
فما سوّدتنى عامر عن وراثة ... أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب
ومن أفخر ما قال المولدون قول إسحاق بن إبراهيم الموصلى / يفتخر بولائه من خزيمة بن خازم النهشلى (5):
__________
(1) البيتان نسبا إلى المتوكل الليثى فى الحماسة 2/ 385، وفيه تخريج هزيل جدا، وشرح ديوان الحماسة 4/ 1790، ومعجم الشعراء 339و 340، وفيه قال المؤلف: «وأظنها تروى لغيره»، والوساطة 371، ولباب الآداب 2/ 47، وكفاية الطالب 83. ونسبا إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر فى الحيوان 7/ 160، والكامل 1/ 163، والعقد الفريد 2/ 290، وزهر الآداب 1/ 85.
وجاءا دون نسبة فى الأمالى 3/ 117، والعقد الفريد 3/ 411، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ، وهذا مثال آخر من اختلاف العلماء فى نسبة الشعر إلى أصحابه.
(2) فى ف سقطت كلمة «الجعفرى».
(3) هو عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب العامرى، وكان يكنى أبا على، على الرغم من أنه كان عقيما، وهو ابن عم لبيد الشاعر، وكان فارس قيس، أتى النبى صلى الله عليه وسلم، وطلب منه أن يجعل له نصف ثمار المدينة، وأن يوليه بعده ليسلم، فقال الرسول الكريم: اللهم اكفنى عامرا، واهد بنى عامر، فانصرف وهو يهدد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه طعن فى طريقه فمات وهو يقول: غدة كغدة البعير، وموت فى بيت سلولية.
الشعر والشعراء 1/ 334، والأغانى 16/ 283، والمفضليات 360، والأصمعيات 215، ولطائف المعارف 103، وشرح ديوان الحماسة 1/ 153، ومسائل الانتقاد 108، وسمط اللآلى 2/ 816، والخزانة 3/ 80، وسيرة ابن هشام 21/ 568
(4) البيتان فى ديوان عامر بن الطفيل 13، وعيون الأخبار 1/ 227، والكامل 1/ 163، والصناعتين 377، والعقد الفريد 2/ 291و 3/ 410، وزهر الآداب 1/ 86، ضمن تسعة أبيات، وكفاية الطالب 84، مع اختلاف بين الجميع فى البيت الأول. وفى ع وإحدى المغربيتين والديوان:
«إنى وإن كنت» وفيه الخرم، وفى ف «وإنى وفى السر منها والصريح المهذب».
(5) البيتان بنسبتهما إلى إسحاق فى الأمالى 3/ 70، وزهر الآداب 2/ 593والزهرة 2/ 647 و 648والأغانى 5/ 278وتاريخ بغداد 6/ 341وأمالى المرتضى 1/ 360وصبح الأعشى 1/ 376، وجاءا دون نسبة فى محاضرات الأدباء 1/ 1/ 268والمحاسن والأضداد 92وفى المحاسن والمساوىء 1/ 118وفى هامشه ذكر المحقق أنهما لخزيمة بن خازم [كذا] وهو خطأ، وبين الجميع اختلاف فى بعض الألفاظ، ولكن البيتين فى العمدة يتفقان مع الزهرة.(2/828)
[الطويل]
إذا مضر الحمراء كانت أرومتى ... وقام بنصرى خازم وابن خازم (1)
عطست بأنفى شامخا وتناولت ... يداى الثّريّا قاعدا غير قائم (2)
ومن قول السيد أبى الحسن يفخر بقومه بنى شيبان:
[البسيط]
يا آل شيبان لا غارت نجومكم ... ولا خبت ناركم من بعد توقيد
أنتم دعائم هذا الملك مذ ركضت ... قبل الخيول لإبرام وتوكيد (3)
المنعمون إذا ما أزمة أزمت ... والواهبون عتيقات المراويد (4)
سيوفكم أفقدت كسرى مرازبه ... فى يوم ذى قار إذ جاءوا لموعود
وهذا هو الفخر الحلال غير المدّعى فيه ولا المنتحل.
ومما عابه الأصمعى وغيره قول عامر (5) بن معشر بن أسحم (6) يصف أسيرا أسروه:
[الوافر]
فظلّ يخالس المذقات فينا ... يقاد كأنّه جمل ربيق (7)
__________
(1) فى المطبوعتين والمغربيتين: «وقام بمجدى».
(2) فى ع وف والأمالى: «عطست بأنف شامخ»، وما فى المطبوعتين يوافق المغربيتين.
(3) قبل الخيول: هى الخيول التى ترى كأنها تنظر إلى آنافها.
(4) المراويد جمع المرود: وهى الدابة التى تسير برفق، أو الإبل التى ترود إلى المرابط أو المراعى [اللسان رود].
(5) فى ع فقط: «عامر بن أسحم».
(6) هو عامر بن معشر بن أسحم بن عدى من بنى نكرة بن لكيز، واسمه اختلف فيه فمرة يقال هو عامر وأطلق عليه المفضل بسبب القصيدة التى منها البيت، ومرات غير ذلك كثيرة يمكنك الرجوع إليها فى المصادر المذكورة بعد، والقصيدة التى منها البيت يطلق عليها المنصفة، وهى من القصائد التى ينصف قائلوها فيها أعداءهم.
طبقات ابن سلام 1/ 274و 275، والمعارف 93، والاشتقاق 330و 331، والأصمعيات 199، وكتاب الاختيارين 241، والسمط 1/ 125، وشرح أبيات مغنى اللبيب 1/ 354349
(7) البيت جاء فى الاختيارين فقط 251، وفيه: «فيما يقاد» وهو ليس فى قصيدة الأصمعيات.
والمذقات جمع مذقة: وهى الطائفة من اللبن الممزوج بالماء. والربيق: المشدود فى الربقة وهى الحبل.(2/829)
وذلك لأنه (1) وصف أسيرهم بأنه جائع يخالس القليل الممذوق من اللبن، وإنما ذلك من الجهد.
ومن أجود قصيدة افتخر فيها شاعر قصيدة السّموءل بن عادياء اليهودى فإنها (2) قد جمعت ضروب الممادح، وأنواع المفاخر، وهى مشهورة (3).
* * * __________
(1) فى المطبوعتين: «بأنه»، وفى المغربيتين: «وذلك أنه». وانظر العيب فى الاختيارين.
(2) فى ف فقط: «فإنه قد جمع ضروب الممادح فيها».
(3) اقرأها إن شئت فى الأمالى 1/ 269و 270، واقرأ ما كتب عن أبياتها فى نقد الشعر 93 و 194و 195(2/830)
باب الرثاء (9)
وليس بين الرثاء والمدح فرق، إلا أن (1) يخلط بالرثاء شىء يدل على أن المقصود به ميت، مثل «كان» أو «عدمنا به كيت وكيت»، / أو (2) ما شاكل هذا ليعلم أنه ميت.
وسبيل الرثاء أن يكون ظاهر التفجّع، بيّن الحسرة، مخلوطا بالتلهف والأسف والاستعظام، إن كان الميّت ملكا، أو رئيسا كبيرا، كما قال النابغة فى حصن بن حذيفة بن بدر (3):
[الطويل]
يقولون حصن ثمّ تأبى نفوسهم ... وكيف بحصن والجبال جنوح؟!
ولم تلفظ الموتى القبور ولم تزل ... نجوم السّماء والأديم صحيح (4)
فعمّا قليل ثمّ جاء نعيّه ... فظلّ ندىّ الحىّ وهو ينوح (5)
فهذا وما شاكله رثاء الملوك والرؤساء الجلّة.
وإلى (6) هذا ذهب أبو العتاهية حين قال (7):
[الكامل]
مات الخليفة أيّها الثّقلان
فرفع الناس رؤوسهم، وفتحوا عيونهم، وقالوا: نعاه (8) إلى الجن والإنس، ثم أدركه اللّين والفترة فقال:
__________
(9) انظر نقد الشعر 100، وحلية المحاضرة 1/ 441، وديوان المعانى 172، وكفاية الطالب 111
(1) فى م فقط: «أنه».
(2) فى ف: «أو ما شاكل ذلك»، وفى المطبوعتين: «وما شاكل هذا»، وع مثل المغربيتين.
(3) ديوان النابغة الذبيانى 190، باختلاف فى بعض الألفاظ، وانظر كفاية الطالب 111
(4) الأديم: الجلد، وأديم كل شىء ظاهر جلده، ويسمى وجه الأرض أديما، وأديم السماء ما ظهر منها.
(5) الندىّ: المجلس.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وإلى هذا المعنى ذهب».
(7) ديوان أبى العتاهية 656، وانظر كفاية الطالب 111
(8) فى ع فقط: «نعاه إلى الإنس والجن».(2/831)
فكأنّنى أفطرت فى رمضان (1)
يريد: إنى بمجاهرتى بهذا القول كأنما جاهرت بالإفطار فى / رمضان نهارا، وكل (2) أحد ينكر ذلك علىّ، ويستعظمه من فعلى، وهذا معنى جيد غريب فى لفظ ردئ غير معرب عما فى النفس.
ومن أفضل الرثاء قول حسين بن مطير يرثى معن بن زائدة، ويروى لابن أبى حفصة (3):
[الطويل]
فياقبر معن كنت أوّل بقعة ... من الأرض حطّت للسّماحة مضجعا (4)
ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا
بلى قد وسعت الجود والجود ميّت ... ولو كان حيّا ضقت حتّى تصدّعا
فتى عيش فى معروفه بعد موته ... كما كان بعد السّيل مجراه مرتعا
وما قصّر أبو تمام فى رثائه محمد بن حميد بالقصيدة التى يقول فيها (5):
[الطويل]
ألا فى سبيل الله من عطّلت له
فجاج سبيل الله وانثغر الثّغر (6)
__________
(1) انظر ما قيل عن هذا البيت فى الصناعتين 128، وقد علق المؤلف على الشطر الثانى بأن الناس عندما استمعوا إليه ضحكوا.
(2) فى ف: «فكل أحد ينكر علىّ ذلك»، وفى المغربيتين: «فكل».
(3) الأبيات للحسين بن مطير فى البيان والتبيين 3/ 237و 238، والأمالى 1/ 275، وزهر الآداب 2/ 794والأغانى 16/ 24، ومعجم الأدباء 10/ 169، وأمالى المرتضى 1/ 227، ووفيات الأعيان 5/ 254، وشرح ديوان الحماسة 2/ 937934، وفوات الوفيات 1/ 389، وكفاية الطالب 112، ونهاية الأرب 5/ 180، والثلاثة الأول فى الخزانة 5/ 479، والأول والثانى والرابع باختلاف فى الترتيب فى ديوان المعانى 2/ 175و 176، والرابع وحده فى نقد الشعر 115، وسر الفصاحة 240، وذكرت الأبيات فى ديوان مروان بن أبى حفصة 115، فى الشعر الذى ينسب إليه وإلى غيره، وفيه قيل: والصحيح أنها للحسين بن مطير.
(4) فى ف فقط: «أنت أول بقعة»، وفى المطبوعتين فقط: «كنت أول حفرة» وبذلك جاء فى بعض المصادر.
(5) ديوان أبى تمام 4/ 80و 81، باختلاف يسير جدا. وانظر الأول فى الموازنة 3/ 2/ 496
(6) فى المطبوعتين: «فجاج سبيل الثغر»، وفى هامش الديوان قال ابن عمار:(2/832)
فتى كلّما فاضت عيون قبيلة
دما ضحكت عنه الأحاديث والنّشر
فتى مات بين الطّعن والضّرب ميتة
تقوم مقام النّصر إذ فاته النّصر
وما مات حتّى مات مضرب سيفه
من الضّرب واعتلّت عليه القنا السّمر
وقد كان فوت الموت سهلا فردّه
إليه الحفاظ المرّ والخلق الوعر
ونفس تخاف العار حتّى كأنّما
هو الكفر يوم الرّوع أو دونه الكفر (1)
فأثبت فى مستنقع الموت رجله
وقال لها: من تحت أخمصك الحشر
وقد أجاد أيضا فى القصيدة التى رثى بها إدريس بن بدر الشامى، يقول فيها (2):
[الطويل]
ولم أنس سعى الجود خلف سريره ... بأكسف بال يستقلّ / ويظلع (3)
وتكبيره خمسا عليه معالنا ... وإن كان تكبير المصلّين أربع (4)
وما كنت أدرى يعلم الله قبلها ... بأنّ النّدى فى أهله يتشيّع
__________
«وليس فى كلام العرب انثغر، وإنما يقولون: «اتّغر». أقول: واثغر، واتغر وادغر على البدل:
سقطت أسنانه، أو نبتت أسنانه. والثغر: الموضع الذى يكون حدا فاصلا بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.
(1) فى ع فقط: «بل دونه الكفر».
(2) ديوان أبى تمام 4/ 95و 96، باختلاف يسير.
(3) يظلع: يعرج ويغمز فى مشيه.
(4) فى الديوان جاء الشرح هكذا: «ذكر أن الجود كبّر عليه خمسا لأن الميت كان شيعيا، فأراد أن الجود اتبع مذهبه».(2/833)
وليس فى ابتداءات المراثى (1) المولدة مثل قوله (2):
[الطويل]
أصمّ بك النّاعى وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا
رثى بها ابن حميد، وجعل خاتمتها:
فإن ترم عن عمر تدانى به المدى ... فخانك حتّى لم تجد عنه منزعا (3)
فما كنت إلّا السّيف لاقى ضريبة ... فقطّعها ثمّ انثنى فتقطّعا
وأبو تمام من المعدودين فى إجادة الرثاء.
ومثله عبد السلام بن رغبان، ديك الجن، وهو أشهر فى هذا من حبيب، وله فيه طريق انفرد بها، وذلك أنه قتل جاريته، وقد اتّهم بها / أخاه، ثم قال يرثيها (4):
[الكامل]
يا مهجة جثم الحمام عليها ... وجنى لها ثمر الرّدى بيديها (5)
روّيت من دمها الثّرى ولطالما ... روّى الهوى شفتىّ من شفتيها (6)
حكّمت سيفى فى مجال خناقها ... ومدامعى تجرى على خدّيها
فوحقّ نعليها وما وطىء الحصى ... شىء أعزّ علىّ من نعليها (7)
ما كان قتليها لأنّى لم أكن ... أخشى إذا سقط الغبار عليها (8)
__________
(1) فى ع: «الرثاء لمولد»، وفى المغربيتين: «الرثاء المولد»
(2) ديوان أبى تمام 4/ 100، وانظر الحلية 1/ 209، وكفاية الطالب 113وانظر ما قيل عن البيت فى الموازنة 1/ 103و 3/ 1/ 458وفى الأول اتهام، وفى الثانى تمجيد.
(3) فى ع فقط: «حتى لم تجد منه».
(4) ديوان ديك الجن 90، والأغانى 14/ 57، والزهرة 1/ 138و 139، وفى الديوان أن المتهم بالجارية غلام له، فقد وجدهما متعانقين، فقتلها، ثم قتل الغلام، ثم رثاه فى 92من الديوان، وقد أشير إلى ذلك فى كفاية الطالب 113، وفى الرواية الأخرى فى العمدة وهناك اختلاف يسير فى الديوان.
(5) الحمام والردى: الموت والهلاك.
(6) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «رويت من دمها التراب وربما»، وما فى ف يوافق الديوان والأغانى 14/ 57والزهرة 1/ 139
(7) فى المطبوعتين: «لما وطىء»، وفى ع: «فما وطىء»، وما فى ف يوافق الديوان والأغانى.
(8) فى ف والمغربيتين: «لأنى لم أكن أشجى إذا».(2/834)
لكن بخلت على الأنام بحسنها ... وأنفت من نظر الحسود إليها (1)
وقال أيضا فيها على بعض الروايات (2):
[الكامل]
أشفقت أن يرد الزّمان بغدره ... أو أبتلى بعد الوصال بهجره (3)
فقتلته وله علىّ كرامة ... ملء الحشا وله الفؤاد بأسره
قمر أنا استخرجته من دجنه ... لبليّتى وزففته من خدره
عهدى به ميتا كأحسن نائم ... والحزن ينحر دمعتى فى نحره
الذى أعرف «ينحر مقلتى» (4)، وهو أصح استعارة.
لو كان يدرى الميت ماذا بعده ... بالحىّ منه بكى له فى قبره
غصص تكاد تفيض منها نفسه ... ويكاد يخرج قلبه من صدره
والرواية الأخرى أن المتهم بالجارية غلام كان يهواه، قتله أيضا، وصنع (5) فيه هذه الأبيات، فصنعت فيه أخت الغلام (6):
[الكامل]
يا ويح ديك الجنّ يا تبّا له ... ماذا تضمّن صدره من غدره
قتل الّذى يهوى وعمّر بعده ... يا ربّ لا تمدد له فى عمره
ويكون الرثاء مجملا كالمدح المجمل، فيقع موقعا حسنا لطيفا، كقول ابن المعتز يرثى المعتضد (7):
[الطويل]
قضوا ما قضوا من أمره ثمّ قدّموا ... إماما إمام الخير بين يديه
وصلّوا عليه خاشعين كأنّهم ... صفوف قيام للسّلام عليه
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «من نظر العيون»، وما فى ف يوافق الديوان والأغانى.
(2) ديوان ديك الجن 92، والأغانى 14/ 58و 59، والزهرة 1/ 139، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 113، مع اختلاف فى الترتيب وبعض الألفاظ.
(3) فى ع فقط: «أن يرد الزمان بهجره».
(4) هذا هو الموجود فى كفاية الطالب 114، وفى الزهرة 1/ 139: «يجرح مقلتى».
(5) فى ع والمطبوعتين: «فصنع»، وما فى ف يوافق المغربيتين.
(6) لم أعثر على البيتين إلا فى كفاية الطالب 114، وهما فيه عن العمدة.
(7) ديوان ابن المعتز 2/ 375، وكفاية الطالب 118، وفى الديوان اختلاف يسير.(2/835)
/ وقال فى عبيد الله (1) بن سليمان بن وهب (2):
[السريع]
قد استوى النّاس ومات الكمال ... وصاح صرف الدّهر أين الرّجال؟
هذا أبو القاسم فى نعشه ... قوموا انظروا كيف تسير الجبال (3)
يا ناصر الملك بآرائه ... بعدك للملك ليال طوال (4)
وذكر غير واحد أن أرثى بيت قيل (5)
[الطويل]
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه ... فطيب تراب القبر دلّ على القبر
ومن عادة القدماء أن يضربوا الأمثال فى المراثى بالملوك الأعزة، والأمم السالفة، والوعول الممتنعة فى قلل الجبال، والأسود الخادرة فى الغياض، وبحمر الوحش المتصرفة بين القفار، وبالنسور (6)، والعقبان، والحيّات لبأسها، وطول أعمارها، وذلك فى أشعارهم كثير موجود، لا تكاد (7) تخلو منه.
فأما (8) المحدثون فهم إلى / غير هذه الطريقة أميل، ومذهبهم فى الرثاء
__________
(1) هو عبيد الله بن سليمان بن وهب، ويكنى أبا القاسم، وهو وزير المعتضد، ومن ممدوحى ابن المعتز، كان شهما مهيبا، وبلغ من الرتبة ما لم يبلغه وزير، وكان حسن الخط. ت 288هـ.
زهر الآداب 1/ 431، وفوات الوفيات 2/ 434، وسير أعلام النبلاء 13/ 497، وأشعار أولاد الخلفاء 125، واسمه فيه «عبد الله». وقد سبقت ترجمته ص 634
(2) ديوان ابن المعتز 2/ 358، وكفاية الطالب 118، وفى الديوان اختلاف يسير.
(3) فى ع والمطبوعتين: «هذا أبو العباس»، واعتمدت ما فى ف والمغربيتين لموافقته كنية المرثى والديوان.
(4) فى ع فقط: «يا ناصر الدين بعدك للدين»، وفى ف فقط: «يا ناصر الدين بعدك للملك».
(5) البيت منسوب إلى مسلم بن الوليد فى معجم الشعراء 277، والأغانى 19/ 34، واليتيمة 1/ 149، وتاريخ بغداد 13/ 97، ولباب الآداب 2/ 68، وخاص الخاص 114، ومطلع الفوائد 327، والصبح المنبى 282، ومعاهد التنصيص 3/ 56، وقد وجدته فى ديوانه 320، وجاء غير منسوب فى عيون الأخبار 4/ 36، والمحاسن والمساوىء 1/ 399، وفى هامشهما ذكر أنه لمسلم وجاء دون نسبة فى ديوان المعانى 2/ 175، وسير أعلام النبلاء 3/ 317، وكفاية الطالب 114، ونسب إلى دريد بن الصمة فى حلية المحاضرة 1/ 445، ولم أجده فى ديوانه.
(6) فى المطبوعتين فقط: «والنسور»، بإسقاط الباء الموحدة.
(7) فى المطبوعتين فقط: «لا يكاد يخلو منه شعر».
(8) فى المطبوعتين فقط: «قال أبو على فأما».(2/836)
أمثل فى وقتنا هذا وقبله، وربما جروا على سنن من قبلهم اقتداء بهم، وأخذا بسنّتهم، كالذى صنع أبو نواس فى رثائه أبا البيداء الأعرابى، وخلف بن حيان الأحمر، ومراثيه فيهما فائيّتان وقافيّة مشهورات، إحداهن قوله (1)
[المنسرح]
لا تئل العصم فى الهضاب ولا ... شغواء تغذو فرخين فى لجف (2)
والثانية قوله (3):
[الرجز]
لو كان حىّ وائلا من التّلف
والثالثة قوله فى أبى البيداء (4):
[البسيط]
هل مخطىء يومه عفر بشاهقة ... ترعى بأخيافها شثّا وطبّاقا؟ (5)
وكما فعل ابن المعتز يرثى أباه بالقصيدة اللامية المقيدة فى الرمل، أولها (6):
[الرمل]
ربّ حتف بين أثناء الأمل ... وحياة المرء ظلّ منتقل
وهى أيضا معروفة، ولولا اشتهار هذه القصائد، ووجودها، وخيفة التطويل بها لأثبتّها بهذا الموضع.
وليس من عادة / الشعراء أن يقدموا قبل الرثاء نسيبا، كما يصنعون ذلك فى المدح، / والهجاء.
__________
(1) ديوان أبى نواس 574
(2) تئل: تلجأ. والعصم جمع أعصم: وهو من الظباء والوعول الذى فى ذراعه بياض.
والشّغواء: العقاب. واللّجف: سرّة الوادى، وملجأ السيل، وهو محبسه.
وفى ف: «ولا شعواء تعدو وخين» [كذا].
(3) ديوان أبى نواس 577، والشطر الثانى: «لوألت شغواء فى أعلى شعف».
(4) ديوان أبى نواس 572، باختلاف يسير.
(5) العفر بضم العين وسكون الفاء: الشجاع الجلد، ولعله يريد الوعل. والأخياف جمع خيف: وهو ما ارتفع عن موضع مجرى السيل ومسيل الماء وانحدر عن غلظ الجبل. والشّث: نبت طيب الرائحة. والطّبّاق: شجر ينبت بجبال مكة.
(6) ديوان ابن المعتز 2/ 360، باختلاف يسير جدا.(2/837)
وقال (1) ابن الكلبى وكان علّامة: لا أعرف (2) مرثية فى أولها نسيب إلا قصيدة دريد بن الصّمة (3):
[الطويل]
أرثّ جديد الحبل من أمّ معبد ... بعاقبة وأخلفت كلّ موعد
وحكى (4) النحاس عن على بن سليمان عن أبى العباس الأحول (5) أن القصيدة التى لأبى قحافة (6) أعشى باهلة إنما هى لابنة المنتشر، واسمها الدعجاء (7)، وقال على بن سليمان: حدثنى أبى أن أولها (8):
[البسيط]
هاج الفؤاد على عرفانه الذّكر ... وذكر خود على الأيّام ما يذر
قد كنت أعهدها والدّار جامعة ... والدّهر فيه هلاك النّاس والشّجر
هكذا أنشده النحاس، والذى أعرف «وذكر ميت»، وأعرف أيضا «والدهر فيه هلاك الناس والغير»، كذلك أنشده الموصلى فى الأغانى (9)، ثم عطف
__________
(1) لم أعثر على قول ابن الكلبى فيما تحت يدى من المصادر، إلا فى كفاية الطالب 121
(2) فى المطبوعتين فقط: «لا أعلم مرثية أولها نسيب».
(3) انظره فى الأصمعيات 106، والأغانى 10/ 7و 11، والتعازى والمراثى 13، وحلية المحاضرة 1/ 441، وجمهرة أشعار العرب 2/ 597، ومسائل الانتقاد 105، وكفاية الطالب 121 وديوان دريد بن الصمة 57واللسان فى [رثث]. بعاقبة: أى بآخرة.
(4) سقط قوله: «وحكى النحاس» من المطبوعتين فقط.
(5) هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن أبى سهل، يكنى أبا العباس، صاحب كتاب الخراج، يقول عنه صاحب وفيات الأعيان: ولم أعلم من حاله شيئا حتى أذكره، وكتابه مشهور، وما ذكرته إلا لأجل كتابه. ت 270هـ.
وفيات الأعيان 1/ 101، وهناك من يطلق عليه أبو العباس الأحول وهو أحمد بن أبى خالد، إلا أنه بعيد عن على بن سليمان، انظر سير أعلام النبلاء 10/ 255
(6) كنية أعشى باهله هى «أبو قحفان، أو أبو قحافة». انظر التعريف به فى باب التتميم ص 657
(7) هذا القول فى نسبة الشعر إلى ابنة المنتشر تجده فى أمالى المرتضى 1/ 24، والسمط 1/ 75
(8) القصيدة توجد فى مصادر كثيرة منها الأصمعيات والتعازى والمراثى وأمالى المرتضى والخزانة وليس فى واحد منها هذان البيتان، ولكن فى جمهرة أشعار العرب 2/ 714للهاشمى و 568 للبجاوى وجدت البيتين فى الهامش نقلا عن بعض المخطوطات، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(9) لم أعثر على هذا فى كل أجزاء الأغانى.(2/838)
النحاس فقال: هذان / البيتان لا يعرفان فى أول هذه القصيدة، ومما يزيد الاسترابة بهما أن المتعارف عند أهل اللغة أنه ليس للعرب فى الجاهلية مرثية أولها تشبيب إلا قصيدة دريد.
وأنا أقول: إنه الواجب فى الجاهلية والإسلام، وإلى وقتنا هذا، ومن بعده لأن الآخذ فى الرثاء يجب أن يكون مشغولا عن النسيب (1) بما هو فيه من الحسرة، والاهتمام بالمصيبة، وإنما تغزل دريد بعد قتل أخيه بسنة، وحين أخذ بثأره، وأدرك طائلته (2).
وربما قال الشاعر فى مقدمة الرثاء: «تركت كذا»، و «كبرت عن كذا»، و «شغلت عن كذا»، وهو فى ذلك كله يتغزل، ويصف أحوال النساء، وكان الكميت ركابا / لهذه الطريقة فى أكثر شعره.
فأما ابن مقبل فمن جفاء أعرابيّته أنه رثى عثمان بن عفان رضى الله عنه بقصيدة حسنة، أتى فيها على ما فى النفس، ثم (3) عطف فقال (4):
[الطويل]
فدع ذا ولكن علّقت حبل عاشق ... لإحدى شعاب الحين والقتل أرنب (5)
ولم تنسنى قتلى قريش ظعائنا ... تحمّلن حتّى كادت الشّمس / تغرب (6)
يطفن بغرّيد يعلّل ذا الصّبا ... إذا رام أركوب الغواية أركب (7)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «عن التشبيب».
(2) فى المطبوعتين فقط: «طلبته».
والطائلة هنا بمعنى الوتر، يقال: فلان يطلب بنى فلان بطائلة، أى بوتر، كأن له فيهم ثأرا فهو يطلبه بدم قتيله، وبينهم طائلة أى عداوة وترة. انظر اللسان.
(3) فى ف: «ثم تخلف فقال»، وفى المطبوعتين: «وقال»، وع مثل المغربيتين.
(4) ديوان ابن مقبل 17و 18، وهناك اختلاف فى ترتيب الأبيات. وانظر كفاية الطالب 121
(5) علّقت: أى علقت نفسى. الحين: الهلاك، يعنى أنه عشق للهلاك. وأرنب أى هى أرنب شبهها بالأرنب.
(6) فى الديوان: «ظعائن»، وانظر ما يقوله المحقق بعد ذلك، فقد بين أن الإساءة باقية حتى على هذا القول.
(7) الغرّيد: صاحب الصوت المطرب فى الغناء، وهو يريد حاديا غريدا. وأركوب الغواية:
جماعة الضلال.(2/839)
من الهيف ميدان ترى نطفاتها ... بمهلكة أخراصهنّ تذبذب (1)
والنسيب فى أول القصيدة على مذهب دريد خير مما ختم به هذا الجلف، على تقدّمه فى الصناعة، إلا أن تكون الرواية «ظعائن» بالرفع.
ومما عيب به الكميت فى الرثاء قوله فى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم (2):
[الطويل]
وبورك قبر أنت فيه وبوركت ... به وله أهل بذلك يثرب
لقد غيّبوا برّا وحزما ونائلا ... عشيّة واراه الضّريح المنصّب (3)
حكاه الجاحظ وغيره (4)، وأظن أن المراد الثانى من هذين البيتين، فأما الأول فجيد.
ومن العجب أن يقول عبدة بن الطبيب فى تأبين قيس بن عاصم (5):
[الطويل]
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما (6)
__________
(1) فى ع والمطبوعتين ومغربية: «من الهيف مبدان» بالموحدة التحتية، وفى المغربية الأخرى: «من الهيف هندان»، وما فى ف يوافق الديوان. الميدان: الناعمة [انظر اللسان والتكملة والذيل والصلة] وقد أخطأ شارح الديوان فى تفسير الكلمة. والنّطفات جمع نطفة: وهى القرط.
وبمهلكة: يريد أنها طويلة العنق، وأن أقراطها مشرفة على مهلكة لسحق مهواها، وهى كناية.
والأخراص جمع خرص بضم الخاء وفتحها وهى الحلقة الصغيرة من الذهب والفضة. [من الديوان بتصرف].
(2) انظرهما وما قيل عنهما فى الحيوان 5/ 171، والبيان والتبيين 2/ 240، مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ، والبيتان مع بعض اختلاف فى شرح هاشميات الكميت 61و 62
(3) قال الجاحظ بعد البيتين: «وهذا شعر يصلح فى عامة الناس، أو عامة العرب».
(4) انظر التعليقين السابقين.
(5) هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر، يكنى أبا على، كان سيدا فى الجاهلية والإسلام، وقد صحب النبى صلى الله عليه وسلم، وعاش بعده زمانا، وهو شاعر فارس شجاع، ومنه تعلم حلماء العرب الحلم.
المعارف 301و 403و 556، وعيون الأخبار 1/ 286، والأغانى 14/ 69
(6) الأبيات فى عيون الأخبار 1/ 287، والشعر والشعراء 2/ 728، والعقد الفريد 2/ 4 و 3/ 286و 287، وزهر الآداب 2/ 965، والمحاسن والمساوىء 2/ 39و 40، والأغانى 10/ 191 و 14/ 83، وأمالى المرتضى 1/ 114، وشرح ديوان الحماسة 2/ 792790، ووفيات الأعيان 1/ 183و 184، ونهاية الأرب 4/ 220و 221، وكفاية الطالب 114، والثالث فى البيان(2/840)
تحيّة من ألبسته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلّما
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما
ويقول الكميت فى تأبين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول.
فهلا قال مثل قول فاطمة رضى الله عنها (1):
[الكامل]
اغبرّ آفاق السّماء وكوّرت ... شمس النّهار وأظلم العصران (2)
فالأرض من بعد النّبىّ كئيبة ... أسفا عليه كثيرة الرّجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها ... وليبكه مضر وكلّ يمانى (3)
وليبكه الطّود المعظّم جوّه ... والبيت ذو الأستار والأركان (4)
يا خاتم الرّسل المبارك ضوءه ... صلّى عليك منزّل القرآن (5)
صلى الله عليه وسلم، ورحم، وشرّف، وكرم (6).
والنساء أشجى الناس قلوبا عند المصيبة، وأشدّ جزعا على هالك لما / ركّب الله عز وجل فى طباعهن (7) من الخور وضعف العزيمة.
وعلى شدة الجزع يبنى الرثاء، كما قال أبو تمام (8):
[الكامل]
لولا التّفجّع لا دّعى هضب الحمى ... وصفا المشقّر أنّه محزون (9)
__________
والتبيين 2/ 353و 3/ 188، والمعارف 301، وكتاب سيبويه 1/ 156، والمصون فى الأدب 15 ولباب الآداب 2/ 40، والرسالة الموضحة 153، ومعاهد التنصيص 1/ 102، والخزانة 5/ 204، والأول فى المجموع المغيث فى غريبى القرآن والحديث 2/ 119، وجاء دون نسبة فى سير أعلام النبلاء 6/ 56، وديوان المتنبى 1/ 87بشرح العكبرى، والمنتحل 45، ونسب إلى مرداس بن عبدة بن منبه فى الأغانى 14/ 90وسيأتى الثالث فى ص 1091
(1) الأبيات فى زهر الآداب 1/ 32، وكفاية الطالب 115
(2) فى كفاية الطالب: «وأظلم القمران».
(3) فى ع وكفاية الطالب: «ولتبكه مضر».
(4) فى ف: «المعظم جوده»، وقد أشير إلى مثل هذا فى هامش زهر الآداب.
(5) فى المطبوعتين فقط: «المبارك صنوه».
(6) فى ع وف: «ورحم وكرم»، وفى المطبوعتين: «ورحم وكرم وعظم»، واعتمدت ما فى المغربيتين.
(7) فى ع: «فى طباعهم» [كذا]، وفى المطبوعتين: «فى طبعهن»، وف مثل المغربيتين.
(8) ديوان أبى تمام 3/ 324، وانظره فى كفاية الطالب 115
(9) الصفا: الحجارة. والمشقّر: حصن.(2/841)
فانظر إلى قول جليلة (1) بنت مرة ترثى زوجها «كليبا»، حين قتله أخوها «جسّاس»، ما أشجى لفظها، وأظهر الفجيعة فيه!! وكيف يثير كوامن الأشجان، ويقدح شرر النّيران، وذلك (2): [الرمل]
يا ابنة الأقوام إن لمت فلا ... تعجلى بالّلوم حتّى تسألى
فإذا أنت تبيّنت الّتى ... عندها الّلوم فلومى واعذلى
إن تكن أخت امرىء ليمت على ... جزع منها عليه فافعلى
فعل جسّاس على وجدى به ... قاطع ظهرى ومدن أجلى (3)
لو بعين فديت عينى سوى ... أختها وانفقأت لم أحفل
تحمل العين قذى العين كما ... تحمل الأمّ قذى ما تفتلى
إنّنى قاتلة مقتولة ... ولعلّ الله أن يرتاح لى (4)
يا قتيلا قوّض الدّهر به ... سقف بيتىّ جميعا من عل
ورمانى فقده من كثب ... رمية المصمى به المستأصل
هدم البيت الّذى استحدثته ... وسعى فى هدم بيتى الأوّل (5)
مسّنى فقد كليب بلظى ... من ورائى ولظى مستقبلى
__________
(1) هى جليلة بنت مرة بن ذهل الشيبانية، شاعرة فصيحة، كانت متزوجة بكليب، وقتله أخوها جساس، وانصرفت إلى منازل قومها بعد قتل كليب، وظلت هناك حتى بعد قتل أخيها جساس.
الأمالى 2/ 133، والتنبيه 106، وأشعار النساء 183، والأغانى 5/ 62، وسمط اللآلى 2/ 756، ونهاية الأرب 5/ 217
(2) الأبيات فى أشعار النساء 187185ضمن ثمانية عشر بيتا، وفى التعازى والمراثى 291، والأغانى 5/ 63و 64، والوحشيات 128و 129، ونهاية الأرب 5/ 217و 218ضمن ستة عشر بيتا فيهم، والأبيات فى كفاية الطالب 115و 116، وذكرت خمسة أبيات من القصيدة فى التنبيه على أوهام أبى على فى أماليه 106، وسمط اللآلى 2/ 756، ومنها عشرة أبيات ضمن أحد عشر بيتا تنسب إلى ماوية بنت مرة زوجة كليب فى الزهرة 2/ 554، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(3) فى ع «على ظنى به»، وفى المطبوعتين والمغربيتين: «على ضنى به»، واعتمدت ما فى ف لموافقته كل المصادر ما عدا نهاية الأرب، وقد حفظناه على هذه الصورة.
(4) فى ع والمطبوعتين: «فلعل»، واعتمدت ما فى ف لموافقته كل المصادر ما عدا نهاية الأرب، وقد حفظناه على هذه الصورة.
(5) فى ع: «وبدا فى هدم»، وبه جاءت بعض المصادر.(2/842)
ليس من يبكى ليومين كمن ... إنّما يبكى ليوم ينجلى
درك الثّائر شافيه وفى ... دركى ثأرى ثكل المثكل
ليته كان دمى فاحتلبوا ... دررا منه دمى من أكحلى (1)
ومن أشد الرثاء صعوبة على الشاعر أن يرثى طفلا، أو امرأة لضيق الكلام عليه فيهما، وقلّة الصفات، ألا ترى ما صنعوا بأبى الطيب وهو فحل مجوّد إذا ذكر المحدثون فى قوله يذكر أمّ سيف الدولة (2):
[الوافر]
صلاة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفّن فى الجمال (3)
وقالوا (4): ما له ولهذه العجوز يصف جمالها.
وقال الصاحب بن عباد (5): هذه (6) استعارة حداد فى عرس.
فإن كان أراد الصاحب بالاستعارة الحنوط فقد والله / ظلم، وتعسّف، وإن كان أراد استعارة الكفن لجمال العجوز فقد اعترض فى موضع اعتراض إلى مواضع كثيرة فى هذه القصيدة، على أن فيها ما يمحو كل زلّة، ويعفّى على كل إساءة.
قال (7) الصاحب بن عباد: ولقد مررت على مرثية له فى أم سيف الدولة تدل مع فساد الحس على سوء أدب النفس، وما ظنك بمن يخاطب ملكا فى أمّه بقوله (8):
__________
(1) فى ع والمغربيتين: «فاحتلبوا دركا».
(2) ديوان المتنبى 3/ 12، وانظره فى كفاية الطالب 118
(3) فى ع والمغربيتين: «سلام الله». والحنوط: هو ما يوضع على الميت من طيب.
(4) فى المطبوعتين فقط: «فقالوا».
(5) هذا القول تجده فى الكشف عن مساوىء شعر المتنبى 233، ضمن كتاب الإبانة عن سرقات المتنبى.
(6) سقطت كلمة «هذه» من المطبوعتين فقط.
(7) هذا القول تجده فى الكشف عن مساوىء شعر المتنبى 232
(8) ديوان المتنبى 3/ 13، وانظره فى كفاية الطالب 118(2/843)
[الوافر]
رواق العزّ فوقك مسبطرّ ... وملك علىّ ابنك فى كمال
ولعل لفظة «الاسبطرار» فى مراثى النساء من الخذلان الصفيق الرقيق (1).
وأنا أقول: إن أشد ما هجّن هذه اللفظة، وجعلها مقام قصيدة هجاء أنه قرنها ب «فوقك» فجاء عملا تاما لم يبق (2) فيه إلا الإفضاء.
ومن صعب الرثاء أيضا جمع تعزية وتهنئة فى موضع، قالوا (3): لما مات معاوية رحمه الله اجتمع الناس بباب يزيد، فلم يقدر أحد على الجمع بين التهنئة والتعزية، حتى أتى عبد الله (4) بن همام السلولى (5)، فدخل فقال: يا أمير المؤمنين، آجرك الله على الرزيّة، وبارك لك فى العطيّة، / وأعانك على الرعية، فقد رزيت عظيما، وأعطيت جسيما، فاشكر الله على ما أعطيت، واصبر على ما رزيت، فقد فقدت خليفة الله، وأعطيت خلافة الله، ففارقت جليلا، ووهبت جزيلا إذ قضى معاوية نحبه، ووليت الرياسة، وأعطيت السياسة، فأورده موارد السّرور، ووفقك لصالح الأمور:
[البسيط]
فاصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة ... واشكر حباء الّذى بالملك أصفاكا (6)
__________
(1) فى الكشف عن مساوىء شعر المتنبى: «الصفيق الدقيق».
(2) فى ف والمطبوعتين: «لم يبق فيه الإفضاء».
(3) هذا القول بنصه تجده فى زهر الآداب 1/ 53و 54، وتجده مع اختلاف فى قائل الخطبة السابقة على الشعر فى البيان والتبيين 2/ 131و 132، والكامل 4/ 111و 112، والعقد الفريد 3/ 308و 4/ 88و 374، وكفاية الطالب 116، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(4) فى المطبوعتين فقط: «عبيد الله».
(5) هو عبد الله بن همام بن نبيشة بن رياح السلولى، كان رجلا له جاه عند السلطان ووصلة بهم، وكان عند آل حرب مكينا حظيا فيهم، عاش إلى أيام سليمان بن عبد الملك، وهو الذى دفع يزيد بن معاوية إلى مبايعة ابنه معاوية من بعده، وكان يقال له العطار لحسن شعره. ت 100هـ.
طبقات ابن سلام 2/ 625، والشعر والشعراء 2/ 651، وسمط اللآلى 2/ 682، وخزانة الأدب 9/ 35
(6) الأبيات فى البيان والتبيين 2/ 132، والشعر والشعراء 2/ 652، والكامل 4/ 112، والعقد الفريد 3/ 308و 4/ 88و 374، وزهر الآداب 1/ 54، وكفاية الطالب 116، وخزانة الأدب 9/ 36و 37، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.(2/844)
لا رزء أصبح فى الأقوام نعلمه ... كما رزيت ولا عقبى كعقباكا
أصبحت والى أمر النّاس كلّهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفى معاوية الباقى لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا (1)
ففتح للناس باب القول.
وعلى هذا السّنن جرى الشعراء بعده، فقال أبو نواس، يعزّى الفضل بن الربيع عن الرشيد، / ويهنئه بالأمين (2):
[الطويل]
تعزّ أبا العبّاس عن خير هالك ... بأكرم حىّ كان أو هو كائن (3)
حوادث أيّام تدور صروفها ... لهنّ مساو مرّة ومحاسن
وفى الحىّ بالميت الّذى غيّب الثّرى ... فلا الملك مغبون ولا الموت غابن (4)
ويروى: «فلا أنت مغبون».
واتبعه أبو تمام بالقصيدة التى أولها (5): [الكامل]
ما للدّموع تروم كلّ مرام
يقولها للواثق بعد موت المعتصم، صرّف (6) فيها الكلام كيف شاء، وأطنب كما أراد، واحتج (7) فأسهب، وتقدم فيها على كل من سلك هذه الناحية من الشعر.
__________
(1) فى خ: «إذا بقيت ولا نسمع»، وفى هامش م كتب المحقق: «فى عامة الأصول «إذا بقيت ولا تسمع بمعناكا، وهو تحريف، ولا يتم معه معنى» [كذا].
وأقول: أية أصول يقصد؟ هل رجوعه إلى النسخة خ هو كل الأصول؟ إن هذا لعجيب!! فلو رجع إلى مكتبة الأزهر واطلع على النسخة فى لرأى الاختلاف، على أنه يمكن أن يكون الخطأ لو وقع فى النسخة خ تصحيفا مطبعيا، وقد صحف هو عندما نقل عن النسخة خ، فقد كتب فى الهامش «ولا تسمع» بالمثناة الفوقية، فى حين أن الكلمة بالنون.
(2) ديوان أبى نواس 581، وانظر كفاية الطالب 117
(3) فى خ: «تعزّى» [كذا].
(4) فى الديوان: «فلا أنت مغبون»، وبهذا جاءت الرواية الأخرى فى العمدة.
(5) ديوان أبى تمام 3/ 203، والمذكور صدر بيت، وعجزه «والجفن ثاكل هجعة ومنام»، وانظره فى كفاية الطالب 117وانظر ما قيل عنه فى الموازنة 3/ 2/ 460
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «صرف الكلام فيها»، وما فى ف يوافق المغربيتين.
(7) فى المطبوعتين: «واحتج فيها فأسهب»، وفى ف: «وأسهب»، وع مثل المغربيتين.(2/845)
وأراد ابن الزيات مجاراته، فعلم من نفسه التقصير، فاقتصر على قوله (1):
[المنسرح]
قد قلت إذ غيّبوك واصطفقت ... عليك أيد بالتّرب والطّين (2)
اذهب فنعم المعين كنت على الد ... دنيا ونعم الظّهير للدّين
لن يجبر الله أمّة فقدت ... مثلك إلّا بمثل هارون (3)
/ ومن جيد ما رثى به النساء وأشجاه، وأشدّ تأثيرا فى القلب، وإثارة للحزن قول (4) ابن عبد الملك هذا فى أم ولده (5):
[الطويل]
ألا من رأى الطّفل المفارق أمّه ... بعيد الكرى عيناه تبتدران
رأى كلّ أمّ وابنها غير أمّه ... يبيتان تحت اللّيل ينتجيان
وبات وحيدا فى الفراش تحثّه ... بلابل قلب دائم الخفقان
يقول فيها بعد أبيات (6):
ألا إنّ سجلا واحدا قد أرقته ... من الدّمع أو سجلين قد شفيانى
فلا تلحيانى إن بكيت فإنّما ... أداوى بهذا الدّمع ما تريان
وإنّ مكانا فى الثّرى خطّ لحده ... لمن كان من قلبى بكلّ مكان (7)
أحقّ مكان بالزّيارة والهوى ... فهل أنتما إن عجت منتظران؟
ومن أشجى الشعر رثاء قوله فى هذه القصيدة:
__________
(1) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 76و 77، والفخرى فى الآداب السلطانية 234، مع اختلاف يسير فيهما.
(2) فى الديوان: «أقول إذا» وهو خطأ مطبعى فيما يبدو لى.
(3) هارون: هو هارون الواثق خليفة المعتصم، من الفخرى وهامش الديوان.
(4) فى المطبوعتين فقط: «قول محمد بن عبد الملك هذا».
(5) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 67و 68، باختلاف يسير، وانظر كفاية الطالب 119ومنها أربعة أبيات ضمن خمسة فى الزهرة 2/ 553
(6) هذا القول يبين أن القصيدة سقطت منها أبيات وذلك لأن الأبيات الآتية تأتى تالية للأبيات السابقة فى الديوان دون فاصل.
(7) فى المطبوعتين: «لمن كان فى قلبى»، وما فى ع وف والمغربيتين يوافق الديوان.(2/846)
فهبنى عزمت الصّبر عنها لأنّنى ... جليد فمن بالصّبر لابن ثمان؟
ضعيف القوى لا يعرف الأجر حسبة ... ولا يأتسى بالنّاس فى / الحدثان
ألا من أمنّيه المنى وأعدّه ... لعثرة أيّامى وصرف زمانى (1)
ألا من إذا ما جئت أكرم مجلسى ... وإن غبت عنه حاطنى ورعانى
فلم أر كالأقدار كيف تصيبنى ... ولا مثل هذا الدّهر كيف رمانى
فهذه الطريقة هى الغاية التى يجرى حذّاق الشعر إليها، ويعتمدون فى الرثاء عليها، ما لم تكن المرثية من نساء الملوك، وبنات الأشراف، وغير ذوات محارم الشاعر، فإنه يتجافى عن هذه الطريقة إلى أرفع منها، نحو قول أبى الطيب (2):
[الوافر]
ولو أنّ النّساء كمن فقدنا ... لفضّلت النّساء على الرّجال (3)
وقوله فى هذه القصيدة: [الوافر]
مشى الأمراء حوليها حفاة ... كأنّ المرو من زفّ الرّئال (4)
ونحو قوله لأخت سيف الدولة (5):
[البسيط]
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب ... كناية بهما عن أشرف النّسب
أجلّ قدرك أن تسمى مؤبّنة ... ومن يصفك فقد سمّاك للعرب (6)
ورثاء الأطفال أن يذكر مخايلهم، وما كانت الفراسة تعطيه فيهم، مع تحزّن (7) لمصابهم، وتفجع بهم، كالذى صنع أبو تمام فى ابنى عبد الله بن طاهر (8).
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فأعده لعثرة».
(2) ديوان المتنبى 3/ 18، وانظر كفاية الطالب 119و 120
(3) فى الديوان: «ولو كان النساء».
(4) المرو: حجارة بيض براقة، يكون فيها النار. والزّف: صغار الريش. والرئال جمع رأل:
وهو ولد النعام.
(5) ديوان المتنبى 1/ 86، وانظر كفاية الطالب 120
(6) فى ع والمطبوعتين: «أن تدعى»، وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «مؤنثة».
(7) فى ف: «ممّن تحنن»، وفى المغربيتين: «مع تحيّر بمصابهم».
(8) انظر ديوان أبى تمام 4/ 113، فى قصيدته التى أولها: «مازالت الأيام تخبر سائلا».(2/847)
باب الاقتضاء والاستنجاز (6)
حسب الشاعر أن يكون مدحه شريفا، واقتضاؤه لطيفا، وهجاؤه إن هجا عفيفا فإن الاقتضاء الخشن ربما كان / سبب المنع والحرمان، وداعية القطيعة والهجران.
وقوم يدرجون العتاب فى الاقتضاء، والاقتضاء فى العتاب.
وأنا أرى غير هذا المذهب أصوب فالاقتضاء طلب حاجة، وباب التلطف (1) فيه أجود، فإن بلغ الأمر العتاب فإنما هو طلب الإبقاء على المودة والمراعاة، وفيه توبيخ ومضاضة (2) لا يجوز معها بعد اقتضاء (3)، إلا أن الناس قد (4) خلطوا هذين / البابين، وساووا بينهما.
فمن أحسن الاقتضاء على ما تخيّرته ونحوت إليه قول أمية بن أبى الصلت لعبد الله بن جدعان (5):
[الوافر]
أأذكر حاجتى أم قد كفانى ... حياؤك؟ إنّ شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فرع ... لك الحسب المهذّب والسّناء
خليل لا يغيّره صباح ... عن الخلق الجميل ولا مساء
فأرضك كلّ مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لها سماء
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرّضه الثّناء
__________
(6) انظر كفاية الطالب 85
(1) فى المطبوعتين فقط: «التلطيف».
(2) فى المطبوعتين فقط: «ومعارضة».
(3) فى المطبوعتين فقط «الاقتضاء».
(4) سقطت «قد» من المطبوعتين فقط.
(5) الأبيات ما عدا الرابع فى الاشتقاق 143، وتوجد أربعة أبيات فى لباب الآداب 2/ 24، والأول والثالث والرابع فى طبقات ابن سلام 1/ 265، وديوان المعانى 1/ 26، ووفيات الأعيان 2/ 469، والأول والثالث والخامس فى بهجة المجالس 1/ 322و 592، والأول والخامس فى عيون الأخبار 3/ 149، والمنتحل 62، وشرح نهج البلاغة 6/ 190، والأول والثانى فى لباب الآداب لأسامة 285، والأبيات فى كفاية الطالب 85، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وعثرت بآخرة على ديوانه والأبيات فيه 152و 153(2/848)
تبارى الرّيح مكرمة وجودا ... إذا ما الكلب أجحره الشّتاء (1)
فأنت ترى هذا الاقتضاء كيف يلين الصخر، ويستنزل القطر، ويحطّ العصم إلى السهل.
ومثله قول الآخر (2):
[البسيط]
لأشكرنّك معروفا هممت به ... إنّ اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يمضه قدر ... فالشّىء بالقدر المحتوم مصروف
/ فأما (3) ما ناسب قول محمد بن يزيد الأموى (4) لعيسى بن فرخانشاه (5)، إذ يقول له مستبطئا (6):
[الهزج]
أبا موسى سقى أرض ... ك دان مسبل القطر
وزاد الله فى قدر ... ك ما أخملت من قدرى
لقد كنت أرجّيك ... لما أخشى من الدّهر (7)
__________
(1) فى ع: «أحجره الشناء»، وهو تصحيف، وفى ف: «أجحر». وأجحره: بمعنى أدخله الجحر. انظر القاموس واللسان.
(2) البيتان دون نسبة فى عيون الأخبار 3/ 165، والفاضل 96، وبهجة المجالس 1/ 316، والمحاضرات 1/ 2/ 377والموازنة 3/ 1/ 220، وأدب الدنيا والدين 207، والبرهان فى وجوه البيان 171و 172، ووفيات الأعيان 1/ 477، وكفاية الطالب 86، والمستطرف 1/ 506، ونسبا إلى الباهلى فى المنتحل 82و 83، ونهاية الأرب 3/ 251، وانظر هامش الفاضل وبهجة المجالس.
(3) فى المطبوعتين: «وأما».
(4) هو محمد بن يزيد البشرى الأموى، من ولد بشر بن مروان بن الحكم، يكنى أبا جعفر، جزرى من أهل ميّافارقين، قدم سرّ من رأى، فأقام بها دهرا، واتصل بعيسى بن فرخانشاه، وله فى المتوكل مراث.
معجم الشعراء 398، وجمهرة أنساب العرب 106، والوافى بالوفيات 5/ 215
(5) هو عيسى بن فرخانشاه الكاتب، يكنى أبا موسى، من أهل ديرقنّى، وزر للمعتز بعد جعفر ابن محمود.
معجم الشعراء 100، وتاريخ الطبرى 9/ 216و 264وغيرهما انظر فهرسه.
(6) وجدت من القصيدة تسعة أبيات فى المنتحل 128وأربعة فى معجم الشعراء 399، والوافى بالوفيات 5/ 215، والأبيات كلها فى كفاية الطالب 86، مع اختلاف بين الجميع فى بعض الألفاظ.
(7) من هنا تبدأ النسخة ص بعد السقط الذى سبق أن أشرت إليه، وقدّرته بأربع عشرة صفحة.(2/849)
فقد أصبحت من أوك ... د أسبابى إلى الفقر
أترضى لى بأن أرضى ... بتقصيرك فى أمرى؟
وقد أفنيت ما أفني ... ت فى شكرك من عمرى
مواعيد كما اختبّ ... سراب المهمه القفر (1)
فمن يوم إلى يوم ... ومن شهر إلى شهر
فلم أحصل على قيم ... ة ما قلّمت من ظفرى
لعلّ الله أن يصن ... ع لى من حيث لا تدرى (2)
فألقاك بلا شكر ... وتلقانى بلا عذر
ولا أرجوك فى الحالي ... ن لا العسر ولا اليسر
فهو العتاب الممضّ (3)، والتوبيخ الذى دونه الجلد بالسوط، / بل بالسيف!!
وممّا صنعته فى العتاب على هذا الشكل، بعد اليأس المستحكم كما (4)
شرطت (5):
[الطويل]
رجوتك للأمر المهمّ وفى يدى ... بقايا أمنّى النّفس فيها الأمانيا
فساوفت بى الأيّام حتّى إذا انقضت ... أواخر ما عندى قطعت رجائيا
وكنت كأنّى نازف البئر طالبا ... لإجمامها أو يرجع الماء صافيا
فلا هو أبقى ما أصاب لنفسه ... ولا هى أعطته الّذى كان راجيا
ومن أملح ما رأيت (6) فى الاقتضاء والاستبطاء قول أبى العتاهية لعمر بن
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «كما أخبت». واختبّ: خدع.
(2) فى ف: «أحل الله» [كذا]، وفى ع وف والمطبوعتين وكفاية الطالب: «من حيث لا أدرى»، وما فى ص والمغربيتين يوافق باقى المصادر.
(3) الممض: المؤلم.
(4) فى المطبوعتين فقط: «على ما شرطته».
(5) ديوان ابن رشيق 224
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «رأيته».(2/850)
العلاء، وابن المعتز يسمى هذا النوع مزحا يراد به الجد (1)، وهو (2):
[الطويل]
أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغى التّمائم والنّشر
سنرقيك بالأشعار حتّى تملّها ... فإن لم تفق منها رقيناك بالسّور
وكنت أنا صنعت فى استبطاء (3):
[السريع]
أحسنت فى تأخيرها منّة ... / لو لم تؤخّر لم تكن كامله
وكيف لا يحسن تأخيرها ... بعد يقينى أنّها حاصله
وجنّة الفردوس يدعى بها ... آجلة للمرء لا عاجله
لكنّما أضعف من همّتى ... أيّام عمر دونها زائله
والعتاب أوسع جدّا من الاقتضاء لأنه يكون مثله بسبب الحاجات، وقد يكون بسبب غيرها كثيرا، والاقتضاء لا يكون إلا فى حاجة.
* * * __________
(1) بديع ابن المعتز 63، تحت قوله: «ومنها هزل يراد به الجد».
(2) ديوان أبى العتاهية 557، وانظر هذا الاستبطاء فى زهر الآداب 1/ 325
(3) ديوان ابن رشيق 150(2/851)
باب العتاب (5)
العتاب وإن كان حياة المودة، وشاهد الوفاء، فإنه باب من أبواب الخديعة يشرع إلى الهجاء، وسبب وكيد من أسباب القطيعة والجفاء، فإذا قلّ كان داعية الألفة، وقيد الصحبة، وإذا كثر خشن جانبه، وثقل صاحبه.
وللعتاب طرائق كثيرة، والناس فيه ضروب مختلفة: فمنه ما يمازجه الاستعطاف والاستئلاف، ومنه ما يدخله / الاحتجاج / والانتصاف، وقد يعرض فيه المنّ والإجحاف، مثل ما يشركه الاعتذار والاعتراف.
وأحسن الناس طريقا فى عتاب الأشراف شيخ الصناعة، وسيد الجماعة أبو عبادة البحترى الذى يقول (1):
[المتقارب]
يريّبنى الشّىء تأتى به ... وأكبر قدرك أن أستريبا
وأكره أن أتمادى على ... سبيل اغترار فألقى شعوبا (2)
أكذّب ظنّى بأن قد سخطت ... وما كنت أعهد ظنّى كذوبا
ولو لم تكن ساخطا لم أكن ... أذمّ الزّمان وأشكو الخطوبا
ولابدّ من لومة أنتحى ... عليك بها مخطئا أو مصيبا
أيصبح وردى فى ساحتي ... ك طرقا ومرعاى محلا جديبا؟ (3)
أبيع الأحبّة بيع السّوام ... وآسى عليهم حبيبا حبيبا (4)
ففى كلّ يوم لنا موقف ... يشقّق فيه الوداع الجيوبا
وما كان سخطك إلّا الفراق ... أفاض العيون وأشجى القلوبا
__________
(5) انظر كفاية الطالب 87
(1) ديوان البحترى 1/ 152و 153، وانظر ما قيل عن الأبيات فى الوساطة 28، والموازنة 3/ 2/ 555، وكفاية الطالب 87، وما قيل عن البيت الرابع فى سر الفصاحة 269
(2) الشّعوب: الهلاك.
(3) الطّرق: الماء الذى طرقته الإبل وبالت فيه. والمحل: المجدب.
(4) السّوام بضم السين المشددة المغالاة فى السعر، أما السّوام بفتح السين المشددة فهى الإبل والماشية، وهذا ليس مقصود البحترى، وضبطت السين فى الديوان بالفتح وهو خطأ. انظر القاموس واللسان(2/852)
ولو كنت أعرف ذنبا لما ... تخالجنى الشّكّ فى أن أتوبا
سأصبر حتّى ألاقى رضا ... ك إمّا بعيدا وإمّا قريبا
أراقب رأيك حتّى يصحّ ... وأنظر عطفك حتّى يؤوبا (1)
والذى يقول أيضا (2):
[الطويل]
وأصيد إن نازعته الّلحظ ردّه ... كليلا وإن راجعته القول جمجما (3)
ثناه العدى عنّى فأصبح معرضا ... وأوهمه الواشون حتّى توهّما
وقد كان سهلا واضحا فتوعّرت ... رباه، وطلقا ضاحكا فتجهّما
أمتّخذ عندى الإساءة محسن ... ومنتقم منّى امرؤ كان منعما؟
ومكتسب فىّ الملامة ماجد ... يرى الحمد غنما والملامة مغرما
يخوّفنى من سوء رأيك معشر ... ولا خوف إلّا أن تجور وتظلما
أعيذك أن أخشاك من غير حادث ... تبيّن أو جرم إليك تقدّما
ألست الموالى فيك غرّ قصائد ... هى الأنجم اقتادت مع اللّيل / أنجما؟ (4)
ثناء كأنّ الرّوض منه منوّرا ... ضحى، وكأنّ الوشى فيه منمنما (5)
ولو أنّنى وقّرت شعرى وقاره ... وأجللت مدحى فيك أن يتهضّما (6)
لأكبرت أن أومى إليك بإصبع ... تضرّع، أو أدنى لمعذرة فما
وكان الّذى يأتى به الدّهر هيّنا ... علىّ، ولو كان الحمام المقدّما
ولكنّنى أعلى محلّك أن أرى ... مدلّا وأستحييك أن أتعظّما (7)
__________
(1) فى الديوان: «حتى يثوبا». وهما بمعنى واحد.
(2) ديوان البحترى 3/ 1983و 1984
(3) الأصيد: الذى يرفع رأسه كبرا، ولا يلتفت يمنة أو يسرة. وجمجم: لم يبيّن كلامه.
(4) فى ف: «نظم قصائد» وهى رواية المتن فى الديوان، وأشير فى الهامش إلى ما يوافق ما جاء فى ع وص والمغربيتين والمطبوعتين.
(5) فى ع: «ثناء كأن النور منه منور»، وفى المطبوعتين: «كأن الروض فيه منور»،
وما فى ص وف يوافق المغربيتين. وفى الديوان: «وكأن الوشى مسهما»، وهو خطأ، والصواب ما جاء فى زهر الآداب 2/ 602، ففيه جاءت كلمة «تخال» مكان كلمة «كأن».
(6) يتهضم: يظلم.
(7) فى المطبوعتين فقط: «ولكننى أعلى محلى». والمدلّ: الواثق بنفسه وبآلاته وعدّته.(2/853)
فهذا عتاب كما قال (1):
[الطويل]
عتاب بأطراف القوافى كأنّه ... طعان بأطراف القنا المتكسّر
وقد نحوت أنا بعض هذا النحو فى كلمة عاتبت بها القاضى / جعفر بن عبد الله الكوفى (2)، قلت فيها (3):
[الطويل]
وقد كنت لا آتى إليك مخاتلا ... لديك ولا أثنى عليك تصنّعا
ولكن رأيت المدح فيك فريضة ... علىّ إذا كان المديح تطوّعا
فقمت بما لم يخف عنك مكانه ... من القول حتّى ضاق ممّا توسّعا
ولو غيرك الموسوم عنّى بريبة ... لأعطيت فيه مدّعى القول ما ادّعى (4)
فلا تتخالجك الظّنون فإنّها ... مآثم واترك فىّ للصّنع موضعا
فو الله ما طوّلت بالّلوم فيكم ... لسانا ولا عرّضت للذّمّ مسمعا (5)
ولا ملت عنكم بالوداد ولا انطوت ... حبالى ولا ولّى ثنائى مودّعا
بلى ربّما أكرمت نفسى فلم تهن ... وأجللتها عن أن تذلّ وتخضعا
ولم أرض بالحظّ الزّهيد ولم أكن ... ثقيلا على الإخوان كلّا مدفّعا
فباينت، لا أنّ العداوة باينت ... وقاطعت، لا أنّ الوفاء تقطّعا
ألوذ بأكناف الرّجاء وأتّقى ... شمات العدا إن لم أجد فيك مطمعا
ومن معاتبات أبى تمام قوله لابن عبد الملك الزيات (6):
[الطويل]
لئن هممى أوجدننى فى تقلّبى ... مآلا لقد أفقدننى منك موئلا
__________
(1) ديوان البحترى 2/ 890وانظر ما قيل عنه مع أبيات فى الموازنة 3/ 2/ 556
(2) هو جعفر بن عبد الله الكوفى، من بيت آل الكوفى، تولوا قضاء صبرة «المنصورية» نيفا وسبعين سنة. معالم الإيمان 3/ 245، [من أنموذج الزمان فى شعراء القيروان هامش 320].
(3) ديوان ابن رشيق 101
(4) فى الديوان: «لأعطيت منها».
(5) فى ف فقط: «ما طولت باللوم فيكم لسانى».
(6) ديوان أبى تمام 3/ 107و 108وانظر الموازنة 3/ 2/ 546(2/854)
وإن رمت أمرا مدبر الوجه إنّنى ... (1) لأترك حظّا فى فنائك مقبلا (2)
وإن كنت أخطو ساحة المحل إنّنى (1) ... لأترك روضا من جداك وجدولا
كذلك لا يلقى المسافر رحله ... إلى منقل حتّى يخلّف منقلا
ولا صاحب التّطواف يعمر منهلا ... وربعا إذا لم يخل ربعا ومنهلا
ومن ذا يدانى أو ينائى وهل فتى ... يحلّ عرى التّرحال أو يترحّلا؟
فمرنى بأمر أحوذىّ فإنّنى ... أرى النّاس قد أثروا وأصبحت مرملا (3)
فسيّان عندى صادفوا لى مطمعا ... أعاب به أو صادفوا لى مقتلا (4)
ومن (5) قصيدة أخرى مشهورة (6):
[الطويل]
تقطّعت الأسباب إن لم تغر لها ... قوى أو يصلها من يمينك واصل (7)
سوى مطلب ينضى الرّجاء بطوله ... وتخلق إخلاق الجفون الوسائل (8)
وقد تألف العين الدّجى وهو قيدها ... ويرجى شفاء السّمّ والسّمّ قاتل
ولى عدة تمضى العصور وإنّها ... كعهدك من أيّام مصر لحامل (9)
سنون قطعناهنّ حتّى كأنّ ما ... قطعنا لقرب العهد منها مراحل (10)
__________
(11) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(2) فى الديوان: «إننى سأترك حظا» وفى هامشه مثل رواية العمدة.
(3) فى الديوان «فإننى رأيت العدا أثروا». الأمر الأحوذى: السريع.
(4) فى ع والمغربيتين: «صادفوا لى مطعما»، وما فى ص وف يوافق الموازنة، وأشير إليها فى هامش الديوان. وفى المطبوعتين: «صادفوا لى مطعنا».
(5) فى ف: «ومن قصيدة» بإسقاط قوله: «أخرى مشهورة»، وفى المطبوعتين: «ومن قصيدة أخرى لأبى تمام»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.
(6) ديوان أبى تمام 3/ 131127
(7) فى ع والديوان: «قوى ويصلها».
ولم يغر: لم تقوّ، يقال: أغرت الحبل إذا أحكمت فتله، ومنه «بكل مغار الفتل».
(8) أى: مطلب غيرك ينضى الرجاء، ويخلق الوسائل إخلاق الجفون السيوف. [من الديوان].
(9) فى الديوان: «ولى همة من أيام وعدك حامل» وفى ع والمطبوعتين: «من أيام مصر لحائل»، وفى ف «من أيام مصر لحاصل»، وكل ذلك أشير إليه فى هامش الديوان، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(10) فى ع والمطبوعتين فقط: «سنون قطعناهن عشرا كأن ما»، وأشير إلى ذلك فى هامش الديوان.(2/855)
وإنّ جزيلات الصّنائع لامرىء ... إذا ما الّليالى ناكرته معاقل
وإنّ المعالى يسترمّ بناؤها ... وشيكا كما قد تسترمّ المنازل
ولو حاردت شول عذرت لقاحها ... ولكن حرمت الدّرّ والضّرع حافل (1)
منحتكها تشفى الجوى وهو لاعج ... وتبعث أشجان الفتى وهو ذاهل
تردّ قوافيها إذا هى أرسلت ... هوامل مجد القوم وهى هوامل
فكيف إذا حلّيتها بحليّها ... تكون وهذا حسنها وهى عاطل؟ (2)
أكابرنا عطفا علينا فإنّنا ... بنا ظمأ برح وأنتم مناهل (3)
وقال ابن الرومى لأبى الصقر إسماعيل بن بلبل يعاتبه فى قصيدة جيدة مختارة (4):
[الطويل]
عقيد النّدى أطلق مدائح جمّة ... خواسى حسرى قد أبت أن تسرّحا (5)
وكنت متى تنشد مديحا ظلمته ... يكن لك أهجى كلّما كان أمدحا (6)
عذرتك لو كانت سماء تقشّعت ... سحائبها أو كان روض تصوّحا (7)
ولكنّها سقيا حرمت رويّها ... وعارضها ملق كلاكل جنّحا (8)
وأكلاء معروف حميت مريعها ... وقد عاد منها السّهل والحزن مسرحا (9)
__________
(1) المحاردة: قلّة اللبن. والشّؤل: النوق القليلات الألبان. والحافل: الممتلىء.
(2) فى المطبوعتين فقط: «وكيف». والعاطل: التى لا حلىّ عليها.
(3) فى ص: «بنا ظمأ جمّ»، وفى الديوان: «ظمأمرد»، وما هنا جاء فى هامشه.
والظمأ البرح: الشديد.
(4) ديوان ابن الرومى 2/ 520518، وانظر زهر الآداب 1/ 276، وكفاية الطالب 88، مع اختلاف فى الترتيب.
(5) فى ع والمغربيتين والمطبوعتين: «عقيل الندى»، وفى ص: «طلق مدائح»،
وفى ع وكفاية الطالب «جواسى حسرى» وفى الديوان: «حبائس عندى قد أنى أن تسرحا».
وخواسى: حبائس
(6) فى الديوان: «متى ينشد مديح».
(7) تصوّح: جفّ.
(8) الكلاكل جمع كلكل: وهو الصدر. وجنّح: مائلة.
(9) فى ف والمطبوعتين: «وأكلأ معروف»، وفى ف: «حرمت مرتعها» [كذا]، وفى ع وف والمغربيتين والمطبوعتين: «وقد عاد منها الحزن والسهل»، وما فى ص يوافق الديوان.
والأكلاء جمع كلأ: وهو العشب. وحميت: أنفت. والمريع: الخصب.(2/856)
فيالك بحرا لم أجد منه مشربا
وإن كان غيرى واجدا فيه مسبحا!! (1)
مديحى عصا موسى وذاك لأنّنى
ضربت به بحر النّدى فتضحضحا (2)
فياليت شعرى إن ضربت به الصّفا
أيحدث لى فيه جداول سيّحا؟ (3)
كتلك الّتى أبدت ثرى البحر يابسا
وشقّت عيونا فى الحجارة سفّحا (4)
سأمدح بعض الباخلين لعلّه
إذا اطّرد المقياس أن يتسمّحا (5)
فهذا هو الذى لا يبلغ جودة، ولا يجارى سبقا.
على أن البحترى قد تقدم إلى بعض المعنى فى قوله للفتح بن خاقان (6):
[الطويل]
غمام خطانى صوبه وهو مسبل ... وبحر عدانى فيضه وهو مفعم (7)
وبدر أضاء الأرض شرقا ومغربا ... وموضع رجلى منه أسود مظلم (8)
وما بخل الفتح بن خاقان بالنّدى ... ولكنّها الأقدار تعطى وتحرم (9)
__________
(1) فى ف: «لم أجد منه مشرعا».
(2) فى ف: «وذلك أننى» وهى توافق الديوان.
وتضحضح الماء: قلّ حتى يصير قاع النهر والبحر واضحا يمكن السير فيه.
(3) فى الديوان: «أيبعث لى منه جداول».
(4) اعتبرت هذا البيت أول صفحة (155/ و) على الرغم من أنه أتى فى وسط الصفحة، وذلك لأن هذه النسخة كان فيها سقط أكمل بالخط المغربى ذاته، إلا أن الصفحة أصبحت تحتوى على واحد وثلاثين سطرا بدل ما كان سابقا وهو واحد وعشرون سطرا، وسيستمر هذا التغيير فى ست عشرة صفحة.
(5) فى الديوان: «إن طرد المقياس»، وأشير فى هامشه إلى ما هنا.
(6) ديوان البحترى 3/ 1980، مع اختلاف فى الترتيب وانظر الموازنة 3/ 1/ 221و 3/ 2/ 540 وكفاية الطالب 89
(7) فى الديوان: «سحاب خطانى جوده».
(8) فى ف والمغربيتين والمطبوعتين: «وموضع رحلى» بالحاء المهملة، وما فى ع وص يوافق الديوان والموازنة.
(9) فى الديوان والموازنة: «وما منع الفتح بن خاقان نيله».(2/857)
فأما أبو الطيب فكان فى طبعه غلظة، وفى عتابه شدة، وكان كثير التحامل، ظاهر الكبر والأنفة، وما ظنك بمن يقول لسيف الدولة (1):
[البسيط]
يا أعدل النّاس إلّا فى معاملتى ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشّحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخى الدّنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظّلم
أنا الّذى نظر الأعمى إلى أدبى ... وأسمعت كلماتى من به صمم
أنام ملء جفونى عن شواردها ... ويسهر الخلق جرّاها ويختصم (2)
وجاهل مدّه فى جهله ضحكى ... حتّى أتته يد فرّاسة وفم (3)
إذا رأيت نيوب اللّيث بارزة ... فلا تظنّنّ أنّ اللّيث مبتسم (4)
فهذا الكلام فى ذاته نهاية الجودة، غير أنه من جهة / الواجب والسياسة غاية فى القبح والرداءة، وإنما عرّض بقوم كانوا ينتقصونه عند سيف الدولة، ويعارضونه فى أشعاره، والإشارة كلها إلى سيف الدولة، ثم قال بعد أبيات:
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم ... وجداننا كلّ شىء بعدكم عدم (5)
ما كان أخلقنا منكم بتكرمة ... لو أنّ أمركم من أمرنا أمم (6)
إن كان سرّكم ما قال حاسدنا ... فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة ... إنّ المعارف فى أهل النّهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ... ويكره الله ما تأتون والكرم!!
ما أبعد العيب والنّقصان من شرفى ... أنا الثّريّا وذان الشّيب والهرم!!
ليت الغمام الّذى عندى صواعقه ... يزيلهنّ إلى من عنده الدّيم
__________
(1) ديوان المتنبى 3/ 372366، وانظر الوساطة 106وكفاية الطالب 90
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «ويسهر الناس».
(3) فى ص وإحدى المغربيتين: «حتى أتاه يد».
(4) فى الديوان: «إذا نظرت نيوب» وفى م: «أن الليث يبتسم».
(5) فى ص وف والمغربيتين: «أن نفارقه».
(6) هذا البيت ساقط من ع. والأمم: القصد، وهو أمر بين أمرين، لا قريب ولا بعيد.(2/858)
أرى النّوى تقتضينى كلّ مرحلة ... لا تستقلّ بها الوخّادة الرّسم (1)
لئن تركن ضميرا عن ميامننا ... ليحدثنّ لمن ودّعتهم ندم (2)
وإنما قال أولا:
ليحدثنّ لسيف الدّولة النّدم
ثم بدّله، وليس هذا عتابا، لكنه سباب، وبسبب هذه القصيدة كاد يقتل عند انصرافه من مجلس إنشادها، وهذا (3) هو الغرر بعينه.
فأما عتاب الأكفاء، وأهل المودّات، والمتعشقين من الظرفاء فبابة أخرى جارية على طرقاتها، قال إبراهيم بن العباس الصولى يعاتب محمد بن عبد الملك الزيات، وقد تغيّر عليه لمّا وزر (4):
[المتقارب]
وكنت أخى بإخاء الزّمان ... فلمّا نبا صرت حربا عوانا
وكنت أذمّ إليك الزّمان ... فأصبحت فيك أذمّ الزّمانا (5)
وكنت أعدّك للنّائبات ... فها أنا أطلب منك الأمانا
وهذا عندى من أشدّ العتاب وأوجعه.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «أرى النوى يقتضينى»: بالمثناة التحتية.
النوى: البعد. الوخّادة من الإبل التى تسير بالوخد، وهو السرعة وسعة الخطو، والمفرد:
واخدة. والرّسم جمع رسوم: وهى الناقة التى تؤثر فى الأرض من شدة الوطء، والرسيم: ضرب من السير سريع مؤثر فى الأرض.
(2) فى ص ومغربية: «لئن تركنا»، وفى ع وص: «لمن ودعته الندم». وضمير:
جبل قريب من دمشق.
(3) فى ع: «فهذا الغرر»، وفى ف وخ والمغربيتين: «وهذا الغرر»، وفى م: «وهذا الغرور».
والغرر بمعنى مغرور، يقال: أنا غرر منك، أى مغرور، والمغرور: هو المخدوع بالباطل.
(4) ديوان ابراهيم بن العباس الصولى (ضمن كتاب الطرائف الأدبية) 166و 167، وانظر الأبيات فى المنتحل 99و 100وكفاية الطالب 91والأول والثانى فى لباب الآداب 2/ 92
(5) فى ف: «فقد صرت فيك»، وهى توافق الديوان، وما فى ع وص والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الأغانى ومعجم الأدباء ووفيات الأعيان والوافى بالوفيات ولباب الآداب والمنتحل، ارجع إلى مصادر ترجمته.(2/859)
ومن أكرم / العتاب قول السيد أبى الحسن، أدام الله سيادته (1):
[الطويل]
وإنّى لأطرى كلّ خلّ صحبته ... وأنت ترى شتمى بغير حياء
ستعلم يوما ما أسأت بصاحب ... تكرّم أخلاقى وحسن وفائى (2)
ومن مليح ما سمعت قول سعيد بن حميد يعاتب صديقا له (3):
[الكامل]
أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدّهر يعدل تارة ويميل (4)
لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلّا بكيت عليه حين يزول
ولكلّ نائبة ألّمت مدّة ... ولكلّ حال أقبلت تحويل
والمنتمون إلى الإخاء عصابة ... إن حصّلوا أفناهم التّحصيل (5)
ولعلّ أحداث المنيّة والرّدى ... يوما ستصدع بيننا وتحول
فلئن سبقت لتبكينّ بحسرة ... وليكثرنّ علىّ منك عويل
ولتفجعنّ بمخلص لك وامق ... حبل الوفاء بحبله موصول
ولئن سبقت ولا سبقت ليمضين ... من لا يشاكله لدىّ خليل
وليذهبنّ بهاء كلّ مروءة ... وليفقدنّ جمالها المأهول
وأراك تكلف بالعتاب وودّنا ... صاف عليه من الوفاء دليل
ودّ بدا لذوى الإخاء جماله ... وبدت عليه بهجة وقبول
ولعلّ أيّام الحياة قصيرة ... فعلام يكثر عتبنا ويطول؟
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «سيادته وسعادته».
(2) فى المطبوعتين فقط: «ما أسأت لصاحب».
(3) الأبيات فى الأغانى 18/ 161و 162، وزهر الآداب 1/ 563، وكفاية الطالب 92، ومنها سبعة أبيات فى المنتحل 119، مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ.
(4) فى ع وف والمطبوعتين: «والدهر يعدل مرة»، وما فى ص والمغربيتين يوافق المصادر المذكورة ماعدا المنتحل.
(5) فى المطبوعتين فقط: «فالمنتمون».(2/860)
إلى (1) هاهنا أومأ أبو الطيب بقوله (2):
[الطويل]
ذر النّفس تأخذ وسعها قبل بينها
فمفترق جاران دارهما العمر
وأشار إليه أيضا بقوله، وأردت البيت الأخير (3):
[الخفيف]
زوّدينا من حسن وجهك مادا ... م فحسن الوجوه حال تحول
وصلينا نصلك فى هذه الدّن ... يا فإنّ المقام فيها قليل
والجميع من قول الأول (4):
[الكامل]
ولقد علمت فلا تكن متجنّيا ... أنّ الصّدود هو الفراق الأوّل
حسب الأحبّة أن يفرّق بينهم ... ريب المنون فما لنا نستعجل؟!
إلا أن ابن حميد قد فنّن وبيّن، وشرح ما أجمل غيره بقوله: «لئن سبقت أنا»، و «لئن سبقت أنت»، «ولا سبقت»، فله بذلك فضل بيّن، ورجحان ظاهر.
وما أحسن إيجاز الذى قال (5):
[مجزوء الكامل]
العمر أقصر مدّة ... من أن يمحّق بالعتاب
وقال أبو المحدثين بشار (6):
[الطويل]
إذا كنت فى كلّ الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق / الّذى لا تعاتبه (7)
__________
(1) فى ع فقط: «وإلى ههنا».
(2) ديوان المتنبى 2/ 148، وانظر كفاية الطالب 92، وفى الديوان: «دع النفس».
(3) ديوان المتنبى 3/ 149، وانظر كفاية الطالب 93
(4) البيتان دون نسبة فى زهر الآداب 1/ 564و 565، وكفاية الطالب 93.
(5) البيت أول ثلاثة أبيات تنسب إلى سعيد بن حميد فى المنتحل 119، وجاءت دون نسبة فى كفاية الطالب 93
(6) ديوان بشار 1/ 326، وانظر كفاية الطالب 93
(7) فى الديوان: «إذا كنت فى كل الذنوب».(2/861)
فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه
مقارف ذنب مرّة ومجانبه (1)
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت، وأىّ النّاس تصفو مشاربه؟!
* * *
__________
(1) فى الديوان: «مفارق ذنب» وكذلك فى ف.(2/862)
باب الوعيد والإنذار (10)
كان العقلاء من الشعراء، وذوو الحزم يتوعدون بالهجاء، ويحذرون من سوء الأحدوثة، ولا يمضون القول إلا (1) ضرورة، حين لا يحسن السكوت، قال ابن مقبل (2):
[الطويل]
بنى عامر ما تأمرون بشاعر ... تخيّر بابات الكتاب هجائيا
أأعفو كما يعفو الكريم؟ فإنّنى ... أرى الشّعب فيما بيننا متدانيا (3)
أم اغمض بين الجلد والّلحم غمضة ... بمبرد رومىّ يقطّ النّواحيا؟ (4)
فأمّا سراقات الهجاء فإنّها ... كلام تهاداه الّلئام تهاديا (5)
أم اخبط خبط الفيل هامة رأسه ... بحرد فلا يبقى من العظم باقيا؟ (6)
وعندى الدّهيم لو أحلّ عقالها ... فتصبح لم تعدم من الجنّ حاديا (7)
شبّه لسانه بمبرد (8) الرومى لمضائه، وشبه القصيدة التى / لو شاء هجاهم بها بالدّهيم، وهى الداهية، وأصل ذلك أن الدّهيم ناقة عمرو بن زبّان الذّهلى التى حملت رءوس بنيه معلقة فى عنقها، فجاءت بها الحى، فضرب بها المثل للداهية.
وقال جرير لبنى حنيفة، وكان ميلهم مع الفرزدق عليه (9):
__________
(10) انظر كفاية الطالب 95
(1) فى المطبوعتين فقط: «إلا لضرورة لا يحسن».
(2) ديوان ابن مقبل 412411، فى الشعر الذى ينسب إليه، وفيه تخريج الأبيات.
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «الشغب» بالغين المعجمة، وهى بمعنى الفرقة، وبالمهملة معناها:
الانصداع والبعد.
(4) فى الديوان: «يقط النواصيا». وكذلك فى م.
(5) السراقات: اسم ما سرق.
(6) البيت ساقط من ف. والحرد: الغضب.
(7) فى الديوان: «فتصعد لم تعدم».
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «بمبرد رومى».
(9) ديوان جرير 1/ 466، وانظر كفاية الطالب 95(2/863)
[الكامل]
أبنى حنيفة حكّموا سفهاءكم ... إنّى أخاف عليكم أن أغضبا (1)
أبنى حنيفة إنّنى إن أهجكم ... أدع اليمامة لا توارى أرنبا
«حكّموا» (2): كفّوا، من حكمة اللجام.
وقال أيضا لتيم الرّباب رهط عمر بن لجأ (3):
[البسيط]
يا تيم تيم عدىّ لا أبا لكم ... لا يلقينّكم فى سوأة عمر (4)
وكان علىّ بن سليمان الأخفش فى صباه يعبث بابن الرومى لما يعلم من طيرته، فيجعل من يقرع الباب عليه بكرة، ويتسمى / له أقبح (5) الأسماء، فيمنعه ذلك من التصرف، فقال يتوعده (6):
[المنسرح]
قولوا لنحويّنا أبى حسن ... إنّ حسامى متى ضربت مضى (7)
وإنّ نبلى إذا هممت بأن ... أرمى نصّلتها بجمر غضى (8)
لا تحسبنّ الهجاء يحفل بالر ... رفع ولا خفض خافض خفضا
ولا تخل عودتى كبادئتى ... سأسعط السّمّ من عصى الحضضا (9)
أعرف فى الأشقياء بى رجلا ... لا ينتهى أو يصير لى غرضا (10)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط والديوان: «أحكموا سفهاءكم»، وكلاهما بمعنى واحد وهو المنع والرد.
(2) فى المطبوعتين فقط: «أحكموا».
(3) ديوان جرير 1/ 212
(4) فى الديوان: «لا يوقعنكم فى سوأة».
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «بأقبح».
(6) ديوان ابن الرومى 4/ 14121410، وانظر زهر الآداب 1/ 485، وكفاية الطالب 95
(7) فى الديوان: «قولا لنحوينا».
(8) فى المطبوعتين والديوان: «متى هممت» وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق زهر الآداب.
(9) أسعط: أدخله فى أنفه. والحضض: دواء يتخذ من أبوال الإبل، وقيل: عقار منه مكى وهندى، وقيل: عصارة شجر معروف.
(10) فى ف: «ويصير» بحذف همزة «أو»، وفى ف والمطبوعتين: «فى الأشقياء لى»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.(2/864)
يليح لى صفحة السّلامة والس ... سلم ويخفى فى قلبه مرضا (1)
أضحى مغيظا علىّ أن غضب ال ... له عليه ونلت منه رضا
وليس تجدى عليه موعظتى ... إن قدّر الله حينه فقضى
كأنّنى بالشّقىّ معتذرا ... إذا القوافى أذقنه مضضا
ينشدنى العهد يوم ذلك وال ... عهد خضاب أذاله فنضا (2)
لا يأمننّ السّفيه بادرتى ... فإنّنى عارض لمن عرضا
عندى له السّوط إن تلوّم فى الس ... سير وعندى اللّجام إن / ركضا (3)
أسمعت إنباضتى أبا حسن ... والنّصح لا شكّ نصح من محضا (4)
وهو معافى من السّهاد فلا ... يجهل، فيشرى فراشه قضضا (5)
أقسمت بالله لا غفرت له ... إن واحد من عروقه نبضا
وكذلك (6) فعل، قد مزّقه بالهجاء كل ممزّق، وجعله مثلة بين أصحابه، على أن الأخفش كان يتجلّد عليه، ويظهر قلّة المبالاة به، وهيهات! قد (7) وسمه سمة الدهر، وسامه / سوم الخسف والقهر.
ومما قلته فى هذا الباب (8):
[السريع]
يا موجعى شتما على أنّه ... لو فرك البرغوث ما أوجعا (9)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «ويخفى فى قلبه المرضا».
(2) أذال: يقال: أذلته والشىء هان وحاله تواضعت، وأذلته: أهنته ولم أحسن القيام عليه.
ونضا: ألقى، يقال: نضا الثوب الصبغ: ألقاه.
(3) تلوّم فى السير: تلكأ. وركضا: أسرع.
(4) فى ف: «أسمعت أنت صننتى أبا حسن» [كذا]، وفى المطبوعتين: «أسمعت أنباء صيتى»، وأشير إلى ذلك فى هامش الديوان على أنه تحريف، وع وص مثل المغربيتين.
أصل الإنباض أن تمد الوتر ثم ترسله فتسمع له صوتا، وهذا كناية عن الشر والتهديد.
(5) يشرى بمعنى يشترى. والقضص: التراب يعلو الفراش، أو الحصى والتراب.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وكذلك قد فعل، وقد مزقه»، وإحدى المغربيتين مثل ع وص وف، وفى الأخرى: «وكذلك قد مزقه»، وهو سهو من الناسخ.
(7) فى المطبوعتين فقط: «وقد».
(8) ديوان ابن رشيق 104
(9) فى الديوان: «لوفرك» [كذا] بهذا الضبط.(2/865)
كلّ له من نفسه آفة ... وآفة النّحلة أن تلسعا
وقلت من قصيدة خاطبت فيها بعض بنى مناد (1):
[البسيط]
من يصحب النّاس مطويّا على دخل ... لا يصحبوه، فخلّوا كلّ تدخيل
لا تستطيلوا على ضعفى بقوّتكم ... إنّ البعوضة قد تعدو على الفيل
وجانبوا المزح إنّ الجدّ يتبعه ... فربّ موجعة فى إثر تقبيل
ومنها بعد أبيات لا تليق بالموضع خوف الحشو (2):
يا قوم لا يلقينّى منكم أحد ... فى المهلكات فإنّى غير مغلول
لا تدخلوا بالرّضا منكم على غرر ... فتخرجوا اللّيث غضبانا من الغيل (3)
إلّا تكن حملت خيرا ضمائركم ... أكن تأبّط شرّا ناكح الغول (4)
* * *
__________
(1) ديوان ابن رشيق 154و 155
(2) هذا القول يثبت أن هناك أبياتا سقطت من قول ابن رشيق وذلك لأن الأبيات فى الديوان متتابعة، وليس بينها فاصل.
(3) الغيل: عرين الأسد.
(4) انظر موضوع الغول مع تأبط شرا فى الشعر والشعراء 1/ 313و 314، والأغانى 21/ 127 وانظر سمط اللآلى 1/ 159(2/866)
باب الهجاء (9)
يروى عن أبى عمرو بن العلاء أنه / قال (1): خير الهجاء ما تنشده العذراء فى خدرها فلا يقبح بمثلها، نحو قول أوس (2):
[الطويل]
إذا ناقة شدّت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدى فضلّ ضلالها
واختار أبو العباس (3) ثعلب مثل قول جرير (4):
[الكامل]
لو أنّ تغلب جمّعت أحسابها ... يوم التّفاخر لم تزن مثقالا
/ ومثل قوله (5):
[الوافر]
فغضّ الطّرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وبين الاختيارين تناسب فى عفّة المذهب، غير أن بيت جرير الثانى أشدّ هجاء لما فيه من التفضيل، فقد حكى محمد بن سلام عن يونس بن حبيب أنه قال (6): أشدّ الهجاء الهجاء بالتفضيل، وهو الإقذاع (7) عندهم، قال النبى صلى الله عليه وسلم: «من قال فى الإسلام هجاء مقذعا فلسانه هدر».
ولما أطلق (8) عمر بن الخطاب رضى الله عنه الحطيئة من حبسه إياه
__________
(9) انظر نقد الشعر 92و 192، وحلية المحاضرة 1/ 345و 365و 391، وفى الصناعتين 104 106، وكفاية الطالب 97، ونهاية الأرب 3/ 267
(1) القول مع الشاهد فى ديوان المعانى 1/ 176، وحلية المحاضرة 1/ 365و 366
(2) البيت فى حلية المحاضرة 1/ 365، وديوان المعانى 1/ 176وديوان أوس 100. والنمرق:
كساء يوضع على الناقة.
(3) هذا الاختيار فى حلية المحاضرة 1/ 365، وفى ف: «واختار ثعلب مثل»، وفى المطبوعتين: «واختار أبو العباس قول»، وما فى ع وص مثل المغربيتين.
(4) ديوان جرير 1/ 65، وفيه: «ولو انّ».
(5) ديوان جرير 2/ 821، وانظر هذا التمثيل فى حلية المحاضرة 1/ 365، وكفاية الطالب 101، وقد سبق هذا البيت فى باب من رفعه الشعر ومن وضعه ص 61و 62
(6) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 391، فى باب «أبدع ما قيل فى تفضيل سيد قبيلة على سيد أخرى، وهى المنافرة»، وقد ذكر الأستاذ محمود شاكر رحمه الله هذا القول فى هامش طبقات ابن سلام 1/ 4نقلا عن العمدة، وقد ذكر الحديث الشريف.
(7) الإقذاع: الرمى بالفحش والخنى، وإساءة القول. انظر هامش الطبقات 1/ 4
(8) هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 391مع رواية محمد بن سلام، وليس فيه الحديث،(2/867)
بسبب هجائه الزّبرقان بن بدر قال له: إياك والهجاء المقذع، قال: وما المقذع يا أمير المؤمنين؟ قال: المقذع أن تقول: هؤلاء أفضل من هؤلاء وأشرف، وتبنى شعرا على مدح لقوم وذمّ لمن يعاديهم (1)، قال (2): يا أمير المؤمنين، أنت والله أعلم منى بمذاهب الشعر، ولكن حبانى هؤلاء فمدحتهم، وحرمنى هؤلاء فذكرت حرمانهم، ولم أنل من أعراضهم شيئا، وصرفت مدحى إلى من أراده، ورغبت به عمّن كرهه / وزهد فيه، يريد بذلك قصيدته المهموزة التى يقول فيها (3):
[الوافر]
وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بى الأناء
وهى أخبث ما صنع.
وفيها، أو من أجلها، قال خلف الأحمر (4): أشدّ الهجاء أعفّه وأصدقه، وقال مرة أخرى: ما عفّ لفظه، وصدق معناه.
ومن كلام صاحب الوساطة (5): فأما / الهجو فأبلغه ما خرج مخرج التهزّل والتهافت، وما اعترض (6) بين التصريح والتعريض، وما قربت معانيه، وسهل حفظه، وأسرع علوقه بالقلب، ولصوقه بالنفس، فأما القذف والإفحاش فسباب محض، وليس للشاعر فيه إلا إقامة الوزن.
ومما يدل على صحة ما قاله صاحب الوساطة وحسن ما ذهب إليه إعجاب الحذاق من العلماء وفرسان الكلام بقول زهير فى تشكّكه، وتهزّله،
__________
وفى كفاية الطالب 100
(1) فى المطبوعتين فقط: «تعاديهم» بالمثناة الفوقية.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فقال»، وفى ع وف والمطبوعتين: «أنت والله يا أمير المؤمنين»،
وما فى ص يوافق المغربيتين.
(3) ديوان الحطيئة 83، وانظر البيت والرواية كلها فى كفاية الطالب 100. وآنيت: انتظرت.
(4) لم أعثر على هذا القول فيما تحت يدى من المصادر وإن كان هناك ما فى معناه، وفى ذات الشاعر فى الحلية 1/ 392، وقد نقل ابن الأثير ما فى العمدة فى كفاية الطالب 100
(5) الوساطة 24
(6) فى ع وف: «وما اعرض»، وفى ص والمغربيتين: «وما عرض» وما فى المطبوعتين يوافق الوساطة.(2/868)
وتجاهله فيما يعلم (1):
[الوافر]
وما أدرى ولست إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم نساء؟!
فإن تكن النّساء مخبّآت ... فحقّ لكلّ محصنة خباء
فإن هذا عندهم من أشد الهجاء، وأمضّه.
ولما قدم النابغة / بعد وقعة حسى، سأل بنى ذبيان: ما قلتم لعامر بن الطفيل؟ وما قال لكم؟ فأنشدوه، فقال: أفحشتم على الرجل، وهو شريف لا يقال له مثل هذا، ولكنى سأقول، ثم قال (2):
[الوافر]
فإن يك عامر قد قال هجرا ... فإنّ مظنّة الجهل الشّباب (3)
فكن كأبيك أو كأبى براء ... تصادفك الحكومة والصّواب (4)
ولا تذهب بلبّك طائشات ... من الخيلاء ليس لهنّ باب (5)
فإنّك سوف تحلم أو تناهى ... إذا ما شبت أو شاب الغراب (6)
__________
(1) ديوان زهير 73و 74، وانظر القول والتمثيل فى كفاية الطالب 97، وقد سبق الشعر فى باب التشكك ص 682
(2) ديوان النابغة الذبيانى 109، 110، وانظر كفاية الطالب 97، مع اختلاف يسير فى الديوان.
(3) فى ع: «السباب» بالسين المهملة، وفى المطبوعتين والديوان: «فإن مطية الجهل السباب»، وقد اعتمدت ما فى ص وف والمغربيتين لأن ابن قتيبة قال فى الشعر والشعراء 2/ 820 و 821، فى أثناء حديثه عن قول أبى نواس: «كان الشباب مظنة الجهل»: يرويه الناس «مطية»، ولا أراه إلا «مظنة» لأن هذا الشطر للنابغة فأخذه منه، وهو قول: «فإن مظنة الجهل الشباب»، وانظر مثله فى الصناعتين 294، حول الشطرين، وكذلك لأن النابغة يريد أن يقول عن عامر إن فيه طيش وجهل الشباب، فهو لم تكتمل خبرته بحكم السن.
(4) فى ف والديوان: «توافقك الحكومة». وأبو براء كنية عامر بن مالك ملاعب الأسنة العقد 3/ 355
(5) فى الديوان: «ولا تذهب بحلمك طاميات»، وفى ف: «فلا تذهب بحكمك ظاميات»، وفى المطبوعتين: «فلا يذهب»، وع وص مثل المغربيتين.
وليس لهن باب: أى لا آخر لهن ولا منتهى.
(6) فى ع والمغربيتين: «وإنك سوف تترك»، وفى ص «فإنك سوف تكبر»، وما فى ف وم يوافق الديوان، وفى خ: «فإنك سوف تحكم».(2/869)
فإن تكن الفوارس يوم حسى ... أصابوا من لقائك ما أصابوا (1)
فما إن كان عن نسب بعيد ... ولكن أدركوك وهم غضاب (2)
فلما بلغ عامرا ما قال النابغة شقّ عليه، وقال: ما هجانى أحد حتى هجانى النابغة جعلنى القوم سيدا (3) رئيسا، وجعلنى النابغة سفيها جاهلا، وتهكّم بى.
وروى (4) أن شاعرا مدح الحسن (5) بن على رضى الله عنهما، فأجزل عطيّته، فليم (6) على ذلك، فقال: أترونى خفت أن يقول لست ابن فاطمة بنت رسول / الله صلى الله عليه وسلم، ولا ابن على بن أبى طالب رحمه (7) الله ورضى عنه، ولكنى (8) خفت أن يقول لست كرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولست كعلىّ فيصدّق، ويحمل عنه، ويبقى مخلدا فى الكتب، ومحفوظا (9) على ألسنة الرواة، فقال الشاعر: أنت والله يا ابن (10) رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بالمدح والذم منّى.
وقد (11) وقع الحسن (12) بن زيد بن الحسين بن على رضى الله عنهم
__________
(1) يوم حسى: يوم من أيام العرب لذبيان على عبس، انظر العقد الفريد 5/ 154، والديوان.
(2) فى ف: «فما كان من نسيب ولكن أدركوا» [كذا]، وفى المطبوعتين فقط:
«من سبب بعيد». وفى هامش م أشار إلى رواية الديوان: «فما إن كان من نسب بعيد».
(3) سقطت كلمة «سيدا» من المطبوعتين فقط.
(4) انظر هذه الرواية فى زهر الآداب 1/ 60، وكفاية الطالب 100، وفى ع: «روى»،
وفى ف: «ويروى».
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «الحسين»، وهى مثل زهر الآداب، وما فى باقى النسخ مثل كفاية الطالب.
(6) فى المطبوعتين فقط: «فعوتب على ذلك».
(7) قوله: «رحمه الله ورضى عنه» ساقط من ع والمطبوعتين.
(8) فى ع والمطبوعتين: «ولكن»، وما فى ص وف يوافق زهر الآداب.
(9) فى ف وزهر الآداب: «محفوظا» بحذف الواو.
(10) سقط قوله: «صلى الله عليه وسلم» من ع وف والمطبوعتين، وهو غير موجود فى زهر الآداب.
(11) انظر هذا فى زهر الآداب 1/ 86، والوافى بالوفيات 3/ 26، وكفاية الطالب 100 و 101، ولكن فى الكامل 2/ 138، أن الذى حدث له هو عبد الله بن حسن بن حسن، وأن القائل هو عائد الكلب الزبيرى.
(12) فى ف: «الحسن بن زيد فى بعض ما قال فيه أبو عاصم محمد»، وفى ع والمطبوعتين فقط: «بن على فى بعض ما قال جده، قال فيه أبو عاصم».(2/870)
فى بعض ما قال فيه أبو عاصم المدنى (1)، واسمه محمد بن حمزة الأسلمى (2):
[الوافر]
له حقّ، وليس عليه حقّ ... ومهما قال فالحسن الجميل (3)
وقد كان الرّسول يرى حقوقا ... عليه لغيره وهو الرّسول
وجميع الشعراء يرون قصر الهجاء أجود، وترك الفحش فيه أصوب، إلا جريرا، فإنه قال لبنيه: إذا مدحتم فلا تطيلوا الممادحة، وإذا هجوتم فخالفوا.
وقال أيضا (4): إذا هجوت فأضحك، وسلك (5) طريقته سواء فى الهجاء علىّ ابن العباس الرومى، فإنه كان يطيل ويفحش.
وأنا أرى أن التعريض أهجى من التصريح لا تساع الظن فى التعريض، وشدة / تعلّق النفس به، والبحث عن معرفته، وطلب حقيقته، فإذا كان الهجو (6) تصريحا أحاطت النفس به علما، وقبلته يقينا فى أول وهلة، فكان كل يوم فى نقصان (7) لنسيان أو ملل يعرض، هذا (8) المذهب الصحيح، على أن يكون / المهجوّ ذا قدر فى حسبه (9) ونفسه، فأما إن كان ممن لا يوقظه التلويح، ولا يؤلمه إلا التصريح فذاك (10)، ولهذه العلة اختلف هجاء أبى نواس، وكذلك هجاء أبى الطيب فيه اختلاف لاختلاف مراتب المهجوّين.
__________
(1) فى ص: «أبو عاصم المدينى»، وفى المطبوعتين: «ابن عاصم المدينى»، وما فى ع وف والمغربيتين يوافق زهر الآداب لأنها الرواية التى اعتمدها صاحب العمدة.
(2) هو محمد بن حمزة الأسلمى، يكنى أبا عاصم، وقيل: اسمه عبد الله، مدينى منصورى، ولم أعثر على تعريف به إلا هذا الذى ذكرته من الوافى بالوفيات 3/ 26
(3) البيتان بذات النسبة هنا فى زهر الآداب 1/ 86، والبيتان أيضا فى الكامل 2/ 138، وينسبان فيه إلى عائد الكلب الزبيرى، وجاءا دون نسبة فى عيون الأخبار 3/ 20، وفى هامشه ذكر أنهما لعائد الكلب قالهما فى عبد الله بن حسن بن حسن كما فى الكامل، وجاءا دون نسبة فى بهجة المجالس 1/ 716، وذكر المحقق فى الهامش خطأ أنهما لعبد الله بن حسن بن حسن نقلا عن الكامل، وهو خطأ فى القراءة.
(4) هذا القول تجده فى العقد الفريد 5/ 300، ولم أعثر على القول السابق فى المصادر التى تحت يدى.
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «طريقته فى الهجاء سواء»، وفى ف: «وسلك طريقة سواء فى الهجاء».
(6) فى المطبوعتين فقط: «الهجاء».
(7) فى ع وف فقط: «نقص».
(8) فى ع: «وهذا»، وفى المطبوعتين: «هذا هو المذهب»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(9) فى ع وف والمطبوعتين: «فى نفسه وحسبه».
(10) فى ف والمطبوعتين فقط: «فذلك».(2/871)
فمن التفضيل فى الهجاء قول (1) ربيعة الرّقّىّ (2):
[الطويل]
لشتّان ما بين اليزيدين فى النّدى ... يزيد سليم والأغرّ بن حاتم (3)
فهمّ الفتى الأزدىّ إتلاف ماله ... وهمّ الفتى القيسىّ جمع الدّراهم
فلا يحسب التّمتام أنّى هجوته ... ولكنّنى فضّلت أهل المكارم
ومن الاستحقار (4) والاستخفاف قول زياد الأعجم (5):
[الطويل]
قم صاغرا يا شيخ جرم فإنّما ... يقال لشيخ الصّدق قم غير صاغر (6)
فمن أنتم؟ إنّا نسينا من أنتم ... وريحكم من أىّ ريح الأعاصر؟!
أأنتم أولى جئتم مع النّمل والدّبا ... فطار، وهذا شخصكم غير طائر؟ (7)
قضى الله خلق النّاس ثمّ خلقتم ... بقيّة خلق الله آخر آخر (8)
__________
(1) فى ع: «قول أبى ربيعة الرقى»، وفى ف والمطبوعتين: «قول ربيعة بن عبد الرحمن الرقى» وهو خطأ فى الجميع، والصواب ما فى ص والمغربيتين لأنه الموافق للمصادر المذكورة بعد.
(2) هو ربيعة بن ثابت بن لجأ الأسدى، يكنى أبا ثابت، وأبا شبانة، مولده ونشأته بالرقة، وإليها ينسب، وبها يعرف، كان الرشيد يأنس به، وكان من المجيدين، إلا أنه أخمل بسبب بعده عن العراق، وعن مخالطة الشعراء. ت 198هـ.
طبقات ابن المعتز 157، والأغانى 16/ 254، ومعجم الأدباء 11/ 134، ونكت الهميان 151، وخزانة الأدب 6/ 301
(3) الأبيات بنسبتها إلى ربيعة الرقّى فى الكامل 2/ 222، وطبقات ابن المعتز 159، والأغانى 16/ 254، والعقد الفريد 1/ 287و 306و 5/ 305، والخزانة 6/ 287و 288، ومعجم الأدباء 11/ 134، والأول والثانى فى لباب الآداب 2/ 73، والأول والثالث فى الزهرة 2/ 581، وفى كفاية الطالب 99و 100تنسب الأبيات إلى ربيعة، وانظر فى الجميع قصة هذه الأبيات، ففيها شىء جيد يحسن أن تعرفه.
(4) فى ع وف فقط: «الاحتقار».
(5) الأبيات الأول والرابع والخامس فى الوحشيات 224، والأغانى 15/ 394، والرابع والخامس فى العقد الفريد 5/ 301و 302، والأبيات كلها فى كفاية الطالب 102، ونقل محقق ديوان الطرماح الأبيات فيه 341
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «فقم صاغرا»، وهذا يخرج البيت عن عيب الخرم أو الثلم.
(7) فى ع: «أأنتم ألى». والدبا جمع دباة: وهى الجرادة الصغيرة. وأولى: مقصور أولاء، وأولئك.
(8) فى كفاية الطالب: «خلق الناس ثم قضيتم».(2/872)
فلم تسمعوا إلّا بمن كان قبلكم ... ولم تدركوا إلّا مدقّ الحوافر
أخذ (1) منه الطرماح هذا المعنى فقال (2):
[الطويل]
وما خلقت تيم وعبد مناتها ... وضبّة إلّا بعد خلق القبائل (3)
ومن الاحتقار أيضا قول جرير فى التيم (4):
[الوافر]
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ... ولا يستأذنون وهم شهود
وإنّك لو رأيت عبيد تيم ... وتيما قلت: أيّهم العبيد؟ (5)
ومن مليح التهكم والاستخفاف قول أبى هفّان (6):
[الطويل]
سليمان ميمون النّقيبة حازم ... ولكنّه وقف عليه الهزائم
ألا عوّذوه من توالى فتوحه ... عساه تردّ العين عنه التّمائم
وفيه يقول ابن الرومى (7):
[المنسرح]
قرن سليمان قد أضرّ به ... شوق إلى وجهه سيتلفه
كم يعد القرن باللّقاء، وكم ... يكذب فى وعده ويخلفه!!
لا يعرف القرن وجهه، ويرى ... قفاه من فرسخ فيعرفه
__________
(1) فى ع: «أخذ الطرماح هذا»، وفى المطبوعتين: «وأخذ الطرماح منه هذا»،
وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(2) ديوان الطرماح 340، وانظر ما قيل عنه فى العقد الفريد 5/ 302، وكفاية الطالب 102
(3) فى العقد الفريد والديوان: «وما خلقت تيم وزيد مناتها»، وفى الهامش ذكر أنه فى الديوان: «وعبد مناتها».
(4) ديوان جرير 1/ 332، وانظر ما قيل عنه فى الحلية 1/ 357، وكفاية الطالب 102
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «فإنك»، وفى الديوان: «وإنك لو لقيت عبيد تيم».
(6) البيتان فى جمع الجواهر 100لابن الرومى فى هجاء سليمان بن عبد الله، وقد وجدتهما فى ديوانه 6/ 2239، وفى هامشه إشارة إلى جمع الجواهر، فقد أخطأ ابن رشيق فى إسنادهما إلى أبى هفان.
(7) ديوان ابن الرومى 4/ 1564، وفيه فى البيت الأول: «سيدنفه» وما هنا يوافق زهر الآداب 2/ 686، وما فى الديوان يوافق جمع الجواهر 99(2/873)
أخذ معنى البيت الأخير من قول الخارجىّ (1)، وقد قال له المنصور: أىّ أصحابى كان أشدّ إقداما فى مبارزتكم؟ فقال: ما أعرف وجوههم، ولكن أعرف أقفاءهم، فقل لهم يدبروا أعرفك (2).
وأجود (3) ما فى الهجاء أن يسلب الإنسان الفضائل / النفسية وما تركّب من بعضها مع بعض، فأمّا ما كان فى الخلقة الجسمية من المعايب فالهجاء به دون ما تقدم، وقدامة لا يراه هجوا البتّة، وكذلك ما جاء من قبل الآباء والأمهات من النقص والفساد لا يراه عيبا، ولا يعدّ الهجو به صوابا، والناس إلا (4) من لا يعدّ قلّة على خلاف / رأيه، وكذلك يوجد فى الطباع (5)، مع ما أكد ذلك من أحكام الشريعة.
وقد جمع السيد أبو الحسن أنواع الفضائل، وسلبها بعض من رأى ذلك فيه صوابا، فقال (6):
[الوافر]
وخلّ لا سبيل لصرم حبله ... يعرّض بى لحتف فرط جهله (7)
ردىء الظّنّ لا يأوى لخلق ... ولا يؤوى إليه لسوء فعله
يصدّق هاجسا يعدو ويغرى ... بتكذيب العيان لضعف عقله (8)
ويشنأ كلّ ذى دين وعلم ... وأصل ثابت لفساد أصله (9)
__________
(1) انظر قول الخارجى فى زهر الآداب 2/ 686، وجمع الجواهر 99
(2) فى المطبوعتين فقط: «لأعرف».
(3) انظر نقد الشعر 92و 192، وفى الصناعتين 104
(4) فى ع فقط: «إلا من يعد قلة».
(5) فى خ: «فى الطباع ما أكد»، وفى م: «فى الطباع [وقد جاء] ما أكد»
وزاد ما ترى بين معقوفين، وما فى ع وف وص يوافق المغربيتين.
(6) لم أعثر على هذا الشعر فى المصادر التى تحت يدى.
(7) فى المطبوعتين فقط: «تعرض لى بحتف»، وفى ف: «تعرض».
(8) فى ع فقط: «هاجسا يعزو»، وفى المطبوعتين: «هاجسا يغرى ويغرى»، وفى ف: «هاجسا يعرو ويعرى» [كذا] بدون إعجام. وما فى ص يوافق المغربيتين، وفى إحدى المغربيتين: «هاجسا يعدو ويعوى»، وهو تحريف. ويعدو: يظلم ويجور.
(9) يشنأ من الشنآن: وهو البغض.(2/874)
وكان السيد أبو الحسن فى هذا الباب الذى سلكه من الهجاء كما قال ولىّ إحسانه (1):
[الطويل]
إذا لم تجد بدّا من القول فانتصف
بحدّ لسان كالحسام المهنّد (2)
فقد يدفع الإنسان عن نفسه الأذى
بمقوله إن لم يدافعه باليد
ويقال (3): إن أهجى بيت قاله شاعر قول الأخطل فى بنى يربوع رهط جرير (4):
[البسيط]
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمّهم بولى على النّار
لأنه (5) قد جمع فيه ضروبا من الهجاء، فنسبهم (6) إلى البخل بوقود النار لئلا يهتدى بها الضيفان، ثم البخل بإيقادها للسارين والسابلة، ورماهم بالبخل بالحطب، وأخبر عن قلّتها، وأن بولة تطفئها، وجعلها بولة عجوز، وهى أقل من بولة الشابة، ووصفهم بامتهان أمهم، وابتذالها فى مثل هذا (7) الحال، فدل بذلك على العقوق والاستخفاف، وعلى أن لا خادم لهم، وأخبر فى أضعاف ذلك ببخلهم بالماء.
وقال محمد بن الحسين بن عبد الله الأنصارى: إنه قد رماهم فى هذا
__________
(1) ديوان ابن رشيق 64، وانظرهما فى كفاية الطالب 99
(2) فى كفاية الطالب: «كالحسام المجرد».
(3) انظر هذا القول فى حلية المحاضرة 1/ 345و 346و 349و 371، وفى المكان الثالث شرح واف للبيت نقله صاحب العمدة.
(4) ديوان الأخطل 2/ 636وسيأتى فى ص 884
(5) انظر فى هذا الشرح ما جاء فى حلية المحاضرة 1/ 349، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك سابقا.
(6) فى الحلية: «من نسبهم إلى البخل بإطفاء النار، لئلا يهتدى» وهو الأوفق.
(7) فى ع والمغربيتين: «هذه الحال»، وفى ف: «هذه الحالة».(2/875)
البيت بالمجوسية لأن المجوس لا ترى إطفاء النار بالماء، ولا أدرى أنا كيف هذا والبول ماء؟ غير أنه ماء نجس قذر.
وقيل (1) لبنى كليب: ما أشدّ ما هجيتم به؟ قالوا: قول البعيث (2):
[الطويل]
ألست كليبيّا إذا سيم خطّة ... أقرّ كإقرار الحليلة للبعل؟ (3)
وكلّ كليبىّ صحيفة وجهه ... أذلّ لأقدام الرّجال من النّعل
وكان النابغة الجعدىّ يقول (4): إنى وأوسا (5) لنبتدر بيتا من الهجاء، فمن سبق منا إليه غلب صاحبه، فلما قال أوس بن مغراء (6):
[الطويل]
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر ... من اللّؤم مادامت عليها جلودها
قال النابغة: هذا (7) البيت الذى كنا نبتدره.
والذى أراه أنا (8) على كل حال أن أشدّ الهجاء ما أصاب الغرض، ووقع على النكتة، وهو الذى قال خلف الأحمر بعينه.
* * * __________
(1) هذا الخبر تجده فى الشعر والشعراء 1/ 497، والسائل هو أبو عبيدة، وفى العقد الفريد 5/ 298يأتى الخبر، ولكن السائل هو بلال بن جرير، والمسئول هو جرير.
(2) هو خداش بن بشر بن خالد بن ربيعة بن قرط التميمى المجاشعى، يكنى أبا مالك، وأبا زيد، والبعيث لقب غلب على اسمه لبيت شعر قاله، وكان البعيث أخطب بنى تميم إذا أخذ القناة، وقد نشب الهجاء بينه وبين جرير والفرزدق، وسقط البعيث مغلّبا، ويقال: لم يتهاج شاعران بمثل ما وقع بين جرير والبعيث. ت 134هـ.
طبقات ابن سلام 1/ 386، والبيان والتبيين 1/ 204، والشعر والشعراء 1/ 497، والاشتقاق 241، والمؤتلف والمختلف 71و 153، ومعجم الأدباء 11/ 52
(3) البيتان فى النقائض 1/ 157والشعر والشعراء 1/ 497، والعقد الفريد 5/ 298، وكفاية الطالب 103
(4) هذا القول تجده فى طبقات ابن سلام 1/ 125و 126، والأغانى 5/ 12، وحلية المحاضرة 1/ 347، والموشح 92و 93، وكفاية الطالب 103
(5) يقصد «أوس بن مغراء» كما سيأتى فى القول.
(6) البيت فى طبقات ابن سلام 1/ 126، والأغانى 5/ 12، وحلية المحاضرة 1/ 347، والموشح 93، وكفاية الطالب 103
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «هذا والله البيت».
(8) سقط الضمير «أنا» من ف.(2/876)
باب الاعتذار (7)
وينبغى للشاعر أن لا يقول شيئا يحتاج أن يعتذر منه، فإن اضطره المقدار (1) إلى ذلك، وأوقعه فيه القضاء، فليذهب مذهبا لطيفا، وليقصد مقصدا عجيبا، وليعرف كيف يأخذ بقلب المعتذر إليه، وكيف يمسح أعطافه، ويستجلب / رضاه فإن إتيان المعتذر من باب الاحتجاج وإقامة الدليل خطأ، لا سيما مع الملوك وذوى السلطان، وحقّه أن يلطّف برهانه مدرجا (2) فى التضرع، والدخول تحت عفو الملك، وإعادة النظر فى الكشف عن كذب الناقل، (3) ولا يعترف بما لم يجنه، خوف كذب سلطانه، أو رئيسه، وليحل الكذب على الناقل (3) والحاسد، فأما مع الإخوان فتلك طريقة أخرى.
وقد أحسن محمد [بن داود] (4) بن على الأصفهانى حيث يقول (5):
[البسيط]
العذر يلحقه التّحريف والكذب ... وليس فى غير ما يرضيك لى أرب
وقد أسأت فبالنّعمى الّتى سلفت ... إلّا مننت بعفو ماله سبب
وقال إبراهيم بن المهدى للمأمون فى أبيات (6):
__________
(7) انظره فى كفاية الطالب 105
(1) المقدار: القدر.
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «مدمجا»، وفى ص ومغربية: «مدرجا فى التضريع».
(33) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ف.
(4) زدت ما بين القوسين ليصح الاسم، وتصح نسبة الشعر، انظر التعليق الآتى.
(5) البيتان ينسبان إلى على بن محمد بن على الأصفهانى فى كفاية الطالب 106، ولكننى وجدتهما فى بهجة المجالس 1/ 485ينسبان إلى محمود بن داود القياسى، فكان هذا مفتاح سيرى خلف البيتين، فالقياسى هو محمد بن داود، انظر ترجمته ص 39، فرجعت إلى تاريخ بغداد فوجدت البيتين فى 5/ 259تحت خبر طويل فى نهايته: «سمعت أبا بكر محمد بن داود الأصبهانى ينشد»، ثم ذكر البيتين، ثم عدت إلى كتاب الزهرة فوجدت البيتين فى 1/ 211، تحت عنوان: «ولبعض أهل العصر». وهذه طريقته فى شعره. وهما دون نسبة فى أدب الدنيا والدين 330
(6) البيتان ضمن قصيدة طويلة فى الأغانى 10/ 117، وجاءا فى كفاية الطالب 106، والثانى فى أشعار أولاد الخلفاء 19ضمن خمسة أبيات، وأشار المؤلف إلى أنها قصيدة طويلة وذكر بدايتها.
وفى ف والمطبوعتين فقط: «وقال ابراهيم بن المهدى للمأمون فى أبيات يعتذر إليه».(2/877)
[الكامل]
الله يعلم ما أقول فإنّها ... جهد الأليّة من مقرّ خاضع (1)
ما إن عصيتك والغواة تمدّنى ... أسبابها إلّا بنيّة طائع
وقد سلك أبو على البصير مذهب الحجّة وإقامة الدليل / بعد إنكار الجناية، فقال (2):
[المنسرح]
لم أجن ذنبا، فإن زعمت بأن ... جنيت ذنبا فغير معتمد
قد تطرف الكفّ عين صاحبها ... ولا يرى قطعها من الرّشد
ونحوت أنا هذا النحو، فقلت (3):
[السريع]
لا يبعد الله أبا جعفر ... دعابة بتّ على نارها
وإن تأذّيت فيا ربّما ... تأذّت العين بأشفارها
وأجلّ ما وقع فى الاعتذار من مشهورات العرب قصائد النابغة الثلاث:
إحداهن (4):
[البسيط]
يادار ميّة بالعلياء فالسّند (5)
يقول فيها:
فلا لعمر الّذى مسّحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطّير تمسحها ... ركبان مكّة بين الغيل والسّعد (6)
__________
(1) فى الأغانى: «والله يعلم من حنيف راكع».
(2) البيتان بنسبتهما إلى أبى على البصير فى بهجة المجالس 1/ 485، وكفاية الطالب 106 ونسبا إلى سعيد بن حميد فى نهاية الأرب 3/ 265، وجاءا بنسبتهما إلى بعض أهل العصر فى الزهرة 1/ 211، وجاء الثانى دون نسبة فى نهاية الأرب 2/ 115، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(3) ديوان ابن رشيق 84
(4) ديوان النابغة الذبيانى 14و 25، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(5) هذا صدر البيت فى أول القصيدة، وعجزه: «أقوت وطال عليها سالف الأبد».
وفى ف: «بالعلياء والسند».
(6) فى المطبوعتين: «بين الغيل والسند»، وفى ع وص: «بين الغيل والصعد، وما فى ف والمغربيتين يوافق الديوان». المؤمن: الله تبارك وتعالى. والعائذات: التى عاذت بالحرم، فقد أمنها(2/878)
ما قلت من سيّىء ممّا أتيت به ... إذا فلا رفعت سوطى إلىّ يدى (1)
إذا فعاقبنى ربّى معاقبة ... قرّت بها عين من يأتيك بالحسد (2)
إلّا مقالة أقوام شقيت بها ... كانت مقالتهم قرعا على الكبد
نبّئت أنّ أبا قابوس أوعدنى ... ولا قرار على زأر من الأسد
والثانية (3):
[الطويل]
أرسما جديدا من سعاد تجنّب؟ (4)
يقول فيها معتذرا من مدح آل جفنة، ومحتجّا بإحسانهم إليه:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب (5)
لئن كنت قد بلّغت عنّى خيانة ... لمبلغك الواشى أغشّ وأكذب (6)
ولكنّنى كنت امرءا لى جانب ... من الأرض فيه مستراد ومهرب
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكّم فى أموالهم وأقرّب (7)
كفعلك فى قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم فى شكر ذلك أذنبوا (8)
فلا تتركنّى بالوعيد كأنّنى ... إلى النّاس مطلىّ به القار أجرب
__________
الله أن تهاج أو تصاد فى الحرم. والغيل: الشجر الملتف، وكذلك السّعد، وقال الأصمعى:
لا يقال: الغيل هنا إنما هو عين الغيل والسعد، والغيل: ماء يجرى فى أصل أبى قبيس فيغسل فيه القصارون.
(1) فى ص وف: «ما قلت من شىء»، وفى ع: «فيما أتيت به».
(2) فى ص كتب خطأ: «قرت بها كانت مقالتهم قرعا على الكبد»، ثم صحح فى الهامش، والبيت ساقط من الديوان.
(3) البيت الذى منه الشطر المذكور فى ديوان النابغة 241، وباقى الأبيات فى الديوان 7472 وفى ص «والثانية يقول فيها بإحسانهم إليه» [كذا] وقد سقط منه الشطر المذكور، وفى ف سقط قوله: «والثانية»، ولكن الشطر مذكور.
(4) هذا صدر بيت عجزه: «عفت روضة الأجداد منها فيثقب».
(5) ديوان النابغة 7472، وانظر ما قيل عن هذه الأبيات فى الشعر والشعراء 1/ 172، وسر الفصاحة 269، وكفاية الطالب 107
(6) فى ع وف فقط: «جناية».
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «وإخوان إذا ما لقيتهم».
(8) فى ع والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «فلم ترهم فى شكرهم لك أذنبوا».(2/879)
وذلك أنّ الله أعطاك سورة ... ترى كلّ ملك دونها يتذبذب (1)
وإنّك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب (2)
والثالثة (3):
[الطويل]
عفا ذو حسى من أهله فالفوارع (4)
يقول فيها بعد قسم قدّمه على عادته (5):
لكلّفتنى ذنب امرىء وتركته ... كذى العرّ يكوى غيره وهو راتع
فإن كنت لا ذو الضّغن عنّى مكذّب ... ولا حلفى على البراءة نافع (6)
ولا أنا مأمون بقول أقوله ... وأنت بأمر لا محالة واقع (7)
فإنّك كاللّيل الّذى هو مدركى ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع
وقد (8) تعلّق بهذا المعنى جماعة من الشعراء، فقال (9) سلم الخاسر يعتذر إلى المهدى (10):
__________
(1) فى ف: «ألم تر أن الله أعطاك»، وفى ص: «وذاك أن» وهو خطأ من الناسخ.
والسّورة: المنزلة الرفيعة.
(2) فى ف: «بأنك شمس»، وفى المطبوعتين فقط: «فإنك شمس».
(3) ديوان النابغة الذبيانى 30، وانظر ما قيل عن البيت الأول وحسنه فى حلية المحاضرة 1/ 303، وانظر ما قيل عن حسن البيت الأخير فى طبقات ابن سلام 1/ 87، والشعر والشعراء 1/ 159و 171 و 344، وعيون الأخبار 2/ 189، وعيار الشعر 34و 79، وحلية المحاضرة 1/ 172، والصناعتين 75و 236و 248، وإعجاز القرآن 75، وأسرار البلاغة 28و 140و 224و 244و 247 و 248و 252و 254، وسر الفصاحة 238، وانظر الأبيات فى كفاية الطالب 107
(4) هذا صدر بيت، وعجزه: «فجنبا أريك فالتّلاع الدّوافع».
وفى ع: «عفا حسم من أهله»، وفى ف والمطبوعتين فقط: «ذو حسى من فرتنا».
«وذو حسّى»: مكان فى ديار بنى مرة.
(5) وانظر الأبيات فى الديوان 37و 38، وانظر كفاية الطالب 107
(6) فى ع فقط: «مكذبا»، وفى ص: «فإن كنت لاذا الضغن عنى مكذبا».
(7) فى ف والديوان: «بشىء أقوله».
(8) فى ف: «علق بهذا».
(9) فى المطبوعتين فقط: «قال».
(10) الأبيات فى زهر الآداب 2/ 1031، وكفاية الطالب 108، والثالث فى الأغانى 19/ 275، ضمن ستة أبيات. والثانى والثالث فى المنتحل 180ضمن أربعة أبيات.(2/880)
[البسيط]
إنّى أعوذ بخير النّاس كلّهم ... وأنت ذاك بما تأتى وتجتنب (1)
وأنت كالدّهر مبثوثا حبائله ... والدّهر لا ملجأ منه ولا هرب
ولو ملكت عنان الرّيح أصرفه ... فى كلّ ناحية ما فاتك الطّلب
فليس إلّا انتظارى منك عارفة ... فيها من الخوف منجاة ومنقلب
وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر (2):
[الطويل]
وإنّى وإن حدّثت نفسى بأنّنى ... أفوتك إنّ الرّأى منّى لعازب (3)
لأنّك لى مثل المكان المحيط بى ... من الأرض أنّى استنهضتنى المذاهب
وإلى هذه الناحية أشار أبو الطيب بقوله (4):
[الطويل]
ولكنّك الدّنيا إلىّ حبيبة ... فما عنك لى إلّا إليك ذهاب
غير (5) أنه حرّف الكلام (6) عن مواضعه.
واختار العلماء بهذا الشأن قول علىّ بن جبلة (7):
[الطويل]
وما لامرىء حاولته منك مهرب ... ولو رفعته فى السّماء / المطالع
بلى هارب لا يهتدى لمكانه ... ظلام ولا ضوء من الصّبح ساطع
لأنه قد أجاد مع معارضته النابغة، وزاد عليه ذكر الصبح، وأظنه اقتدى بقول الأصمعى (8) فى قول النابغة: ليس الليل أولى بهذا المثل من النهار، وفى هذا الاعتراض كلام يأتى فى موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «بما نأتى ونجتنب». وفى ف: «لما نأتى».
(2) البيتان فى زهر الآداب 2/ 1032، وانظرهما فى كفاية الطالب 108
(3) عازب: غائب، والغرض مخطىء.
(4) ديوان المتنبى 1/ 201، وانظره فى كفاية الطالب 108
(5) فى المطبوعتين فقط: «إلا أنه».
(6) فى ع والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «الكلم».
(7) ديوان على بن جبلة 80، وانظرهما فى كفاية الطالب 108، والأول وحده فى زهر الآداب 2/ 1032
(8) لم أعثر على هذا القول إلا فى كفاية الطالب 107(2/881)
وأفضل من هذا كله قول الله تعالى: {يََا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطََارِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا} [سورة الرحمن: 33].
وجد (1) الفضل بن يحيى على أبى الهول الحميرى فدخل إليه، فأنشده (2):
[الطويل]
كسانى وعيد الفضل ثوبا من البلى
وإيعاده الموت الّذى ماله ردّ
ومالى إلى الفضل بن يحيى بن خالد
من الجرم ما يخشى على مثله الحقد
فجد بالرّضا لا أبتغى منك غيره
ورأيك فيما كنت عوّدتنى بعد
فقال له الفضل على مذهب الكتّاب فى تحرير الخطاب: لا أحتمل والله قولك: «ورأيك فيما كنت عوّدتنى»، فقال أبو الهول: لا تنظر أعزك الله إلى قصر باعى، وقلّة تمييزى، وافعل فىّ (3) ما أنت أهله، فأمر له بمال جسيم، ورضى عنه، وقرّبه.
وفى اشتقاق الاعتذار ثلاثة أقوال:
أحدها: أن يكون من المحو، كأنك محوت آثار الموجدة، من قولهم:
اعتذرت المنازل، إذا درست، وانشدوا قول ابن أحمر (4):
[البسيط]
أو كنت تعرف آيات فقد جعلت ... أطلال إلفك بالودكاء تعتذر (5)
والثانى: أن يكون من الانقطاع، كأنك (6) قلت: قطعت الرجل عما
__________
(1) انظر هذا الخبر فى طبقات ابن المعتز 153، وفى المطبوعتين فقط: «ووجد».
(2) البيتان الثانى والثالث فى طبقات ابن المعتز 153، باختلاف يسير.
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «وافعل بى».
(4) ديوان عمرو بن أحمر 96، وانظره فى كفاية الطالب 105
(5) فى الديوان وم وكفاية الطالب «أم كنت تعرف». والودكاء: مكان.
(6) فى ع وف والمطبوعتين: «كأنك قطعت»، وما فى ص يوافق المغربيتين.(2/882)
أمسك فى قلبه من الموجدة، ويقولون: اعتذرت المياه، إذا انقطعت، وأنشدوا للبيد (1):
[الوافر]
شهور الصّيف واعتذرت عليه ... نطاف الشّيّطين من السّمال (2)
والقول الثالث: أن يكون من الحجز (3) والمنع، قال أبو جعفر: يقال:
عذرت الدابة، أى جعلت لها عذارا يحجزها من الشراد، فمعنى / «اعتذر الرجل» احتجز، و «عذرته» جعلت له بقبول ذلك منه حاجزا بينه وبين العقوبة، والعتب عليه، ومنه: «تعذّر الأمر» احتجز أن يقضى، ومنه: «جارية عذراء».
* * * __________
(1) ديوان لبيد 82، وانظره فى كفاية الطالب 105
(2) فى ع وف وخ والمغربيتين: «نطاف الشيطين من السماك»، وفى م: «من السماء»!!
والنطاف: المياه. والشيطان مثنى الشيّط: وهما واديان لبنى تميم بالصّمان فيهما مساكات للمطر. وكان عندهما يوم لبكر على تميم العقد 5/ 206. والسّمال: الماء القليل: وكلمة «شهور» منصوبة: لأنها ظرف متعلق بقوله: «تبينت» فى البيت السابق.
(3) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «الحجر» بالراء المهملة.(2/883)
باب سيروة الشعر، والحظوة فى المدح
كان الأعشى أسير الناس شعرا، وأعظمهم فيه حظّا، حتى كاد أن ينسى (1) الناس أصحابه المذكورين معه وقبله (2) زهيرا، والنابغة، وامرأ القيس.
وكان جرير باقعة (3) سائر الشعر مظفّرا، قال (4) الأخطل للفرزدق: أنا والله أشعر من جرير، غير أنه رزق من سيرورة الشعر ما لم أرزقه (5)، وقد (6) قلت بيتا لا أحسب أن أحدا قال أهجى منه، وهو (7):
[البسيط]
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمّهم: بولى على النّار
وقال هو (8):
[الكامل]
والتّغلبىّ إذا تنحنح للقرى ... حكّ استه وتمثّل الأمثالا
فلم (9) تبق سقّاءة، ولا أمة حتى روته، قال الأصمعى: فحكما (10) له بسيرورة الشعر.
قال (11) الحسين بن الضحاك الخليع: أنشدت أبا نواس قولى:
[المنسرح]
وشاطرىّ الّلسان مختلق الت ... تكريه شاب المجون بالنّسك (12)
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين «كاد ينسى»، ودخول «أن» على خبر «كاد» قليل، وإن كان جائزا.
(2) فى المطبوعتين فقط: «ومثله زهير والنابغة وامرؤ القيس».
(3) الباقعة: الرجل الداهية، وفى المطبوعتين فقط: «نابغة الشعر».
(4) انظر هذا القول بشاهديه فى حلية المحاضرة 1/ 346
(5) فى ع: «ما لم نرزقه» وكذلك فى الحلية لأن الحديث فى الحلية: «أنا والله وأنت أشعر».
(6) فى ع وف فقط: «قد» بإسقاط الواو.
(7) ديوان الأخطل 2/ 636وسبق البيت فى ص 875
(8) ديوان جرير 1/ 52، وانظر حلية المحاضرة 1/ 365
(9) فى المطبوعتين فقط: «فلم يبق سقّاء»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق حلية المحاضرة.
(10) فى ص والمغربيتين: «فحكم»، وما فى ع وف والمطبوعتين يوافق حلية المحاضرة.
(11) هذا القول بما فيه تجده فى زهر الآداب 1/ 417، والأغانى 7/ 155، وانظر ديوان أبى نواس هامش ص 22وأشعار الخليع 87
(12) الشاطر: من أعيا أهله خبثا. وكرهه تكريها: صيره كريها. والمجون: الخلاعة. والنّسك:
التدين.(2/884)
إلى أن بلغت إلى قولى:
كأنّما نصب كأسه قمر ... يكرع فى بعض أنجم الفلك (1)
فنعر (2) نعرة منكرة، فقلت: ما لك؟ فقد أفزعتنى، قال (3): هذا معنى مليح، وأنا أحق به، وسترى لمن يروى، ثم أنشدنى / بعد أيام (4):
[الطويل]
إذا عبّ فيها شارب القوم خلته ... يقبّل فى داج من الّليل كوكبا
فقلت: هذه مصالتة (5) يا أبا على، فقال: أتظن أنه يروى لك معنى مليح وأنا (6) فى الحياة؟!
فأنت ترى سيرورة بيت أبى نواس كيف نسى معها بيت الخليع، على أن له فضل السبق، وفيه زيادة ذكر القمر.
وقد (7) أربى ابن الرومى عليهما جميعا بقوله (8):
[الكامل]
أبصرته والكأس بين فم ... منه وبين أنامل خمس
فكأنّها وكأنّ شاربها ... قمر يقبّل عارض الشّمس (9)
ولكن بيت أبى نواس أملأ للفم والسمع، وأعظم هيبة فى النفس والصدر، فلذلك كان أسير.
وفى زماننا هذا قوم {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللََّهِ بِأَفْوََاهِهِمْ وَاللََّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكََافِرُونَ} (10) [سورة الصف: 8].
__________
(1) فى ص وإحدى المغربيتين: «تكرع» بالمثناة الفوقية. ويكرع: يشرب.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فنفر نفرة» بالفاء فيهما، ونعر: صاح وصوت من خياشيمه.
(3) فى المطبوعتين فقط: «فقال».
(4) ديوان أبى نواس 22
(5) المصالتة: لون من ألوان السرقات الشعرية. وفى ف: «هذه مقالتة» [كذا]، وفى زهر الآداب: «هذه مطالبة» [كذا].
(6) فى ف: «وأنا حىّ».
(7) انظر هذا فى زهر الآداب 1/ 417، وقد ذكر فيه أربعة أبيات منها البيتان المذكوران هنا.
(8) ديوان ابن الرومى 3/ 1175
(9) فى المطبوعتين فقط: «وكأنها».
(10) هذا من الاقتباس، فقد اقتبس قول الله تعالى وأدخله فى سياق قوله.(2/885)
وليس من (1) العرب قبيلة إلا وقد نيل منها، وهجيت، وعيّرت، فحطّ الشعر بعضا منهم بموافقة الحقيقة، ومضى صفحا عن (2) الآخرين لما لم يوافق الحقيقة، ولا صادف موضع الريبة.
فمن الذين لم يحك فيهم هجاء إلا قليلا على كثرة ما قيل فيهم تميم بن مرّ (3)، وبكر بن وائل (4)، وأسد بن خزيمة (5)، ونظراؤهم من قبائل اليمن.
ومن الذين شقوا بالهجاء، ومزّقوا كل ممزق على تقدّمهم فى الشجاعة والفضل أحياء من قيس: نحو غنىّ، وباهلة ابنى أعصر بن قيس بن سعد بن عيلان (6)، واسم غنىّ: عمرو (7)، وكانوا موالى عامر بن صعصعة، يحملون عنهم الديات والنوائب، ونحو محارب (8) بن خصفة بن قيس (9) بن عيلان، وجسر بن محارب، حالفوا بنى عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة / على لوم الحلف، ومن ولد طابخة بن إلياس بن مضر تيم، وعكل ابنا (10) عبد مناة ابن أد (11)، صادف الشعر سباء كان وقع عليهم فى الجاهلية / فاستهانت العرب
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فى العرب».
(2) فى ع وف فقط: «على الآخرين».
(3) فى ف والمطبوعتين: «تميم بن مرة»، وهو خطأ، والصواب ما فى ع وص والمغربيتين.
انظر شعرا فى النقائض 1/ 245و 529و 2/ 1050وانظر العقد الفريد 3/ 344
(4) انظر النقائض 1/ 14و 267و 452و 474وغير ذلك كثير، وانظر العقد الفريد 3/ 360
(5) انظر النقائض 1/ 99و 2/ 656و 660و 661وغير ذلك كثير، وانظر العقد الفريد 3/ 340
(6) انظر العقد الفريد 3/ 352. وفى المطبوعتين: «ابن قيس عيلان».
(7) فى ص والمغربيتين: «عمر»، وفى المطبوعتين: «عمرة»، وهو خطأ فيها، والصواب ما فى ع وف. ففى جمهرة الأنساب 247ذكر نسب أحدهم وفى نهايته: «ابن جلّان بن غنم ابن عمرو، وهو غنىّ».
(8) انظر العقد الفريد 3/ 353
(9) فى المطبوعتين فقط: «ابن قيس عيلان».
(10) فى ص والمغربيتين: «ابنى» وهو خطأ، وفى ع: «ابنا عبد مناف»، وهو خطأ انظر التعليق الآتى.
(11) من الرباب، انظر العقد الفريد 3/ 343و 344.(2/886)
بهم، وانطبع الهجاء فيهم، وعدىّ (1) بن عبد مناة، كانوا قطينا (2) لحاجب بن زرارة، وأراد أن يستملكهم ملك رقّ بسجلّ من قبل المنذر، والحبطات (3)، وهم ولد الحارث بن عمرو بن تميم، وسمّى الحارث «الحبط» لعظم بطنه، شبهوه بالجمل الحبط، وهو الذى انتفخ بطنه مما رعى الخلا (4).
فأما سلول (5) فقد قال فيهم أبو زياد (6) الكلابى: كرام من كرام صعصعة (7)، لم يحالفوا، ولم يدخلوا فى صغار، وإنما كلمة عامر بن الطّفيل التى حدثت هى التى شأمتهم، يريد قوله: أغدّة (8) كغدّة البعير، وموت فى بيت سلولية؟
قلت أنا (9): أما عامر فقد قال هذه الكلمة حين دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يصنع بقول السموءل بن عادياء (10):
[الطويل]
ونحن أناس لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول
والسموءل فى زمان امرئ القيس، وبين امرئ القيس ومبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأربع وخمسون سنة.
__________
(1) انظر التعليق السابق.
(2) القطين: تبّاع الملك ومماليكه، والخدم والحشم، والأحرار.
(3) انظر فيهم العقد الفريد 3/ 345
(4) الخلا: الرّطب من النبات والحشيش.
(5) انظر العقد الفريد 3/ 355
(6) هو يزيد بن عبد الله بن الحرّ بن همام ابن كلاب، ويعرف بأبى زياد الكلابى، أو الأعرابى، وهو أعرابى بدوى، قدم بغداد أيام المهدى حين أصابت الناس المجاعة بسبب القحط، فأقام فى بغداد أربعين سنة.
الفهرست 50، وتاريخ بغداد 14/ 398، وخزانة الأدب 6/ 466
(7) فى المطبوعتين فقط: «من كرام من صعصعة».
(8) فى ع وف فقط «أعدة وموتا»، وقد جاء هذا القول فى الشعر والشعراء 1/ 335، هكذا: «غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية»، وكان يقول ذلك وهو يموت.
(9) سقط الضمير «أنا» من ف والمطبوعتين فقط.
(10) سبق البيت فى أول باب الاستطراد ص 629(2/887)
قال / الجاحظ (1): لم تمدح قبيلة قطّ / فى الجاهلية من قريش كما مدحت مخزوم، قال: وكان عبد العزيز بن مروان أحظى فى الشعر من كثير من خلفائهم، قال: ولم يكن من أصحابنا وخلفائنا أحظى فى الشعر من الرشيد، وقد كان يزيد بن مزيد، وعمه معن بن زائدة ممن أحظاه الشعر، وما (2) أعلم فى الأرض نعمة /، بعد ولاية الله تعالى أعظم من أن يكون الرجل ممدوحا (3).
قلت أنا: أما هذه النعمة فقد أحلها الله مضاعفة عند السيد أبى الحسن، وقرنها منه بالاستحقاق، فقرت مقرّها، ونزلت منزلها المختار لها وأحيا الله به (4)
لبنى شيبان حمدا، لم يشبه ذمّ، وجودا لم يعقبه ندم، مما زاد على يزيد، ولم يدع لمعن معنى فى الجود.
وقال غيره (5): كان عمر بن العلاء ممدّحا (6)، وفيه يقول بشار بن برد (7):
[المتقارب]
فقل للخليفة إن جئته ... نصيحا ولا خير فى المتّهم (8)
إذا أيقظتك حروب العدا ... فنبّه لها عمرا ثمّ نم
فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلّا بدم (9)
__________
(1) الحيوان 4/ 383381، وهناك فى الحيوان 6/ 72ما يفيد كبر بنى مخزوم بسبب فضيلتهم.
(2) فى ع والمطبوعتين: «ولا أعلم» وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الحيوان.
(3) فى ف: «ممدّحا».
(4) سقطت «به» من المطبوعتين فقط.
(5) انظر اجتماع الشعراء على بابه للمدح فى كتاب الأمالى 1/ 243، وانظر الأغانى 3/ 192 و 193و 4/ 38و 19/ 266
(6) فى ع وص والمغربيتين: «ممدوحا»، واعتمدت ما فى ف والمطبوعتين لموافقته الأغانى 4/ 38، ولإفادته كثرة المديح.
(7) ديوان بشار 4/ 181و 82، مع اختلاف فى الترتيب وبعض الألفاظ اليسيرة.
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «قل للخليفة»، وفيه عيب الخرم، وإن كان ذلك جائزا، ولكنه قبيح.
(9) الدمنة: الحقد، وقيل: لا يكون الحقد دمنة حتى يأتى عليه الدهر، وقد دمن عليه بمعنى ضغن عليه.(2/888)
دعانى إلى عمر جوده ... وقول العشيرة: بحر خضم
ولولا الّذى زعموا لم أكن ... لأمدح ريحانة قبل شم
وله يقول أبو العتاهية (1):
[الكامل]
إنّ المطايا تشتكيك لأنّها ... قطعت إليك سباسبا ورمالا
وقد مرت الأبيات فيما مضى من هذا الكتاب (2).
قال أبو عبيدة (3): لم يمدح أحد قط بنى كليب غير الحطيئة بقوله (4):
[الوافر]
لعمرك ما المجاور فى كليب ... بمقصى فى الجوار ولا مضاع (5)
هم صنعوا لجارهم وليست ... يد الخرقاء مثل يد الصّناع (6)
ويحرم سرّ جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع (7)
كانت (8) قيس تفتخر على تميم لأن (9) شعراء تميم تضرب المثل بقبائل قيس ورجالها، فأقامت تميم دهرا لا ترفع رؤوسها، / حتى (10) قال لبيد بن ربيعة (11):
__________
(1) سبق البيت فى باب المديح ص 804ثالث أربعة أبيات.
(2) انظر التعليق السابق.
(3) لم أعثر على هذا القول فى مصادرى.
(4) ديوان الحطيئة 137و 138، وفى الديوان: «وقال يمدح كليب بن يربوع»، وفيه بعض اختلاف.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «بمقصىّ الجوار».
(6) فى الديوان: «هم صنع»، وما فى العمدة يوافق الكامل 3/ 35
الخرقاء: التى لا تحسن شيئا. والصّناع: الماهرة.
(7) أنف القصاع: كناية عن أول الأكل منها، حيث لم تمسّ قبل أن تقدم إليهم.
(8) انظر هذا الكلام فى الحيوان 5/ 173، وذكرت الأبيات فى 171و 172
(9) فى المطبوعتين: «لأن شعراءهم»، وما فى ع وص وف والمغربيتين أوفق فى إيضاع المقصود، ويبدو لى أن السبب فى ما جاء فى المطبوعتين هو أن قارئ النسخ المغربية يتوهم أن «تميم» هى الضمير «هم» حيث إن كتابتها المغربية تقرب منها، والتعبير فى الحيوان مثل الموجود هنا.
(10) فى المطبوعتين فقط: «حتى قال لبيد» بإسقاط «ابن ربيعة».
(11) ديوان لبيد 23، مع اختلاف فى الترتيب.(2/889)
[الكامل]
أبنى كليب كيف تنفى جعفر ... وبنو ضبينة حاضرو الأجباب (1)
قتلوا ابن عروة ثمّ لطّوا دونه ... حتّى نحاكمهم إلى جوّاب (2)
(3) وجواب رجل من رؤساء بنى بكر بن كلاب (3).
يرعون منخرق الّلديد كأنّهم ... فى العزّ أسرة حاجب وشهاب (4)
متظاهر حلق الحديد عليهم ... كبنى زرارة أو بنى عتّاب (5)
قوم لهم عرفت معدّ فضلها ... والفضل يعرفه ذوو الألباب (6)
وقال زبّان (7) بن منظور (8) بن سيار الفزارى (9):
[الطويل]
فجاءوا بجمع مجزئلّ كأنّهم ... بنو دارم إذ كان فى النّاس دارم (10)
__________
(1) الأجباب جمع جب: والأجباب آبار. وبنو ضبينة: حى الذين قتلوا عروة، وقد كانوا قتلوا ابن أخ لجواب، فقال جواب: لا أديه لأنهم قتلوا ابن أخى فيكون قتيل بقتيل. وفى هامش ص كتب:
«بنو ضبينة قوم من غنى».
(2) فى ف: «ابن عرق».
(33) ما بين الرقمين ساقط من ع وف والمطبوعتين فقط، وأقول: انظر جمهرة أنساب العرب 282. لطّوا: ستروا.
(4) فى الديوان جاء هذا البيت قبل البيتين الأولين.
منخرق اللديد: حيث انخرق فمضى. واللديد: جانبا الوادى جميعا. [من الديوان].
(5) جاء هذا البيت فى هامش الديوان، ولكنه فى الحيوان، وفى المطبوعتين: «متظاهرى حلق».
(6) فى ف: «فضلهم»، وفى الديوان: «والحق يعرفه»، وما هنا يوافق الحيوان.
(7) ليس اسمه زبّان بن منظور، وإنما هو منظور بن زبّان بن سيار، وقد وقع ابن رشيق فى الخطأ لأنه نقل من كتاب الحيوان 5/ 172، وقد قال المحقق رحمه الله فى الهامش: «فى الأصل: زبان بن منظور». وانظر صحة اسمه فى المعارف 112، والشعر والشعراء 1/ 476، والاشتقاق 283، وتاريخ الطبرى 3/ 242و 4/ 394، وجمهرة أنساب العرب 258، والأغانى 12/ 93، والعقد الفريد 3/ 351، وديوان النابغة 29
(8) وفى ف: «وقال ابن منظور بن سيار الفزارى»، وفى المطبوعتين: «زبان بن منصور» [كذا].
(9) البيت فى الحيوان 5/ 173
(10) المجزئلّ: المجتمع، من اجزأل القوم: اجتمعوا، وانضم بعضهم إلى بعض.(2/890)
فتكلمت تميم، وافتخرت لمكان هذين الشاعرين العظيمى القدر فى قيس، فدل / هذا على أن قيسا أحظى بالمدح من تميم.
والأوابد من الشعر الأبيات السائرة كالأمثال، وأكثر ما تستعمل الأوابد فى الهجاء، يقال: «رماه (1) بآبدة»، فتكون الآبدة هاهنا (2) الداهية.
قال الجاحظ (3): الأوابد: الدواهى، ومنه أوابد الشعر، حكاه عن أبى زيد، وحكى: الأوابد: الإبل التى توحّش (4) فلا يقدر عليها إلا بالعقر، والأوابد: الطير التى تقيم صيفا وشتاء، والأوابد: الوحش.
فإذا حملت أبيات الشعر على ما قال الجاحظ كان (5) المعنى «السائرة»، كالإبل / الشاردة المتوحشة، وإن شئت المقيمة على من قيلت فيه لا تفارقه، كإقامة الطير التى ليست بقواطع، وإن شئت قلت: إنها فى بعدها من الشعراء، وامتناعها عليهم كالوحش فى نفارها من الناس.
وأما المجدودون فى الكسب (6) بالشعر، والحظوة عند الملوك فمنهم:
سلم الخاسر، مات عن مائة ألف دينار، ولم يترك وارثا، وأبو العتاهية صنع (7):
[الوافر]
تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذلّ الحرص أعناق الرّجال
وكان صديقه جدا، فقال سلم: ويلى من ابن الفاعلة، جمع القناطير من الذهب، ونسبنى أنا (8) إلى ما ترون من الحرص. ولم يرد ذلك أبو العتاهية، لكن دعاه تعجّبه كما يفعل الصديق مع صديقه (9).
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «رماها».
(2) فى المطبوعتين فقط: «هنا».
(3) الحيوان 3/ 432و 433، مع تقديم وتأخير، وهناك ما يقرب منه فى الحيوان 6/ 406
(4) فى ف والمطبوعتين وإحدى المغربيتين: «تتوحش».
(5) أى كان معنى الأوابد: «السائرة»، وفى ع: «كان المعنى السائر»، وفى ف: «كان المعانى السائرة» وفى المطبوعتين: «كانت المعانى السائرة». وما فى ص يوافق المغربيتين.
(6) فى م: «فى التكسب»، وفى المغربيتين: «وأما المحدثون فى الكسب».
(7) ديوان أبى العتاهية 296
(8) سقطت «أنا» من ع والمطبوعتين فقط، وفى ف: «وقد نسبنى».
(9) انظر هذا فى الأغانى 4/ 75و 83و 19/ 270268و 276(2/891)
ومروان بن أبى حفصة أعطى مائة ألف درهم (1) مرّات عدة (2)، وكان لا يقابل إلا بالكثير، وهو لعمرى من ذوى البيوتات، والمعرقين فى الكسب (3) والشعر.
وكان أبو نواس محظوظا، لا يدرى ما وصل إليه، لكنه كان متلفا (4)
سمحا، وكان يتساجل فى الإنفاق هو وعباس بن الأحنف، / وصريع (5).
وكان البحترى مليّا، قد فاض كسبه من الشعر، وكان يركب فى موكب من عبيده.
فأما (6) أبو تمام فما وفّى حقّه مع كثرة ما صار إليه من الأموال لأنه تبذّل، وجاب الأرض، وكذلك أبو الطيب.
* * * __________
(1) انظر هذا مع المروانين الأكبر والأصغر فى الأغانى 10/ 77و 23/ 208
(2) فى ف: «عديدة»، وفى المطبوعتين: «غير مرات»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.
(3) فى خ: «فى الكسب بالشعر»، وفى م: «فى التكسب بالشعر».
(4) فى المطبوعتين فقط: «متلافا».
(5) فى المطبوعتين فقط: «وصريع الغوانى»، وفى ف: «وسريع» [كذا].
(6) فى ص والمغربيتين سقط قوله: «فأما أبو تمام»، وفى ف وخ: «وأما أبو تمام»، وفى م:
«وأبو تمام».(2/892)
باب ما أشكل من المدح والهجاء (1)
أنشدنا أبو عبد الله محمد بن جعفر النحوى، عن أبى على الحسين بن إبراهيم الآمدى، لرجل من بنى عبد شمس بن سعد بن تميم (2):
[الطويل]
تضيّفنى وهنا فقلت: أسابقى ... إلى الزّاد؟ شلّت من يدىّ الأصابع
ولم تلق للسّعدىّ ضيفا بقفرة ... من الأرض إلّا وهو غرثان جائع (3)
لم يرد أنه يسبق ضيفه إلى الزاد، فيكون قد هجا نفسه، لكنه وصف ذئبا لقيه ليلا، فقال له (4): أتسبقنى أنت إلى الأكل؟ أى: / تأكلنى، شلّت إذا أصابعى إن لم أرمك فأقتلك، فآكل من لحمك، ثم قال على جهة المثل: لم تلق للسعدى يعنى نفسه ضيفا بقفرة، لا مستعتب فيها يعنى الذئب إلا وهو جائع / يقول: فهو لا يبقى علىّ لأنى بغيته.
ومن أناشيدهم (5):
[الطويل]
أبوك الّذى نبّئت يحبس خيله ... غداة النّدى حتّى يجفّ لها البقل (6)
قالوا: إذا أخذ مطر الصيف الأرض أنبت بقلا فى أصول بقل قد يبس، فذلك الأخضر هو النّشر، وهو الغمير، فتأكله الإبل، فيأخذها السّهام، ولا سهام فى الخيل، فعابه بالجهل بالخيل.
__________
(1) فى ص ذكر العنوان ثم سقطت ورقة بمقدار صفحتين، إلى قوله: «إنهما إذ اجتمعا لم يؤذيا»، وهذا آخر سقط فى ص.
(2) البيتان بذات النسبة فى معانى الشعر 12باختلاف يسير جدا.
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «وهو عريان»، وهى توافق ما جاء فى معانى الشعر، ولكن ما جاء فى ع وص والمغربيتين أوفق من حيث المعنى، انظر هامش معانى الشعر.
(4) سقطت «له» من ف والمطبوعتين فقط.
(5) البيت فى المعانى الكبير 1/ 95، دون نسبة.
(6) فى المعانى الكبير: «حذار الندى»، وقال فى شرحه: «الندى ههنا النشر، والنشر نبت ينبت عن مطر يكون فى الصيف بعد يبس الكلأ، والخيل إذا رعته دويت، فيقول: أبوك عالم بالخيل، فإذا جاء ذلك الوقت حبسها، حتى يذهب ذلك عنها، وفسر هذا البيت فقيل: إنما حمّقه بهذا لأن الحافر كله لا يضره السّهام، والسّهام داء يعتريها من النشر إذا رعته، وإنما يضر الإبل، ويقول: فأبوك يحبس خيله من أن تسهم لقلة علمه بالخيل».(2/893)
قال (1) الأصمعى: هذا القول خطأ، بل مدحه بمعرفة الخيل لأن النّشر مؤذ لكل ما أكله (2)، وإن لم يكن ثمّ سهام.
وقال سليمان (3) بن قتّة (4) فى رثاء الحسين بن على رضى الله عنهما، وذكر آل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويروى للفرزدق (5):
[الطويل]
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم ... ولم تكثر القتلى بها حين سلّت (6)
قال (7) قوم: أراد لم يغمدوا سيوفهم إلا بعد أن كثرت بها القتلى، كما تقول: لم أضربك (8)، ولم أجن عليك، أى: إلا بعد أن جنيت علىّ، وقال آخرون: أراد لم يسلّوا سيوفهم إلا (9) وكثرت بها / القتلى، كما تقول: لم ألقك، ولم أحسن إليك، أى: إلا وقد أحسنت إليك، والقولان جميعا صحيحان، لأنه من الأضداد.
__________
(1) المعانى الكبير 1/ 96، وفى المطبوعتين فقط: «وقال».
(2) فى المطبوعتين فقط: «لكل من أكله».
(3) فى ف «سليمان بن قبّة»، وفى المطبوعتين: «سليمان بن قنة»، وفى مغربية: «ابن قتيبة».
(4) هو سليمان بن قتّة التيمىّ، مولاهم البصرى، المحدث، المقرئ، من فحول الشعراء، وقتّة هى أمه.
المعارف 487، والشعر والشعراء 1/ 62، وسير أعلام النبلاء 4/ 596وما فيه من مصادر.
(5) لسليمان بن قتة سبعة أبيات على ذات الوزن والروى فى رثاء الحسين رضى الله عنه فى مقاتل الطالبين 121و 122، ونسب قريش 41، ومنها ستة أبيات فى الكامل 1/ 223، ومنها أربعة أبيات فى زهر الآداب 1/ 94، وشرح ديوان الحماسة 2/ 961، والزهرة 2/ 517، وليس فيها البيت المذكور هنا.
(6) البيت فى ديوان الفرزدق 1/ 139، وقد وجدته فى المعانى الكبير 2/ 899و 1081 و 3/ 1265، والكامل 1/ 308، والأضداد 258و 259، وفى اللسان فى [شيم] وفى الجميع نسب إلى الفرزدق، وجاء فى شرح ديوان الحماسة 1/ 122دون نسبة، وفى هامشه ذكر أنه لسليمان ابن قتة أو الفرزدق.
شام سيفه: سلّه أو أغمده، فهو من ألفاظ الأضداد، انظر المصادر السابقة.
(7) انظر شرح البيت فى المعانى الكبير والكامل والأضداد. وسقط قوله: «قال قوم» من المطبوعتين فقط.
(8) فى ف والمطبوعتين: «لم أضريك ولم تجن علىّ إلا بعد أن جنيت علىّ»، وفى المغربيتين:
«لم أضربك ولم تجن علىّ أى لم أضربك إلا بعد أن جنيت علىّ» ولا يستقيم المعنى بهذا.
(9) فى المطبوعتين فقط: «إلا وقد كثرت».(2/894)
وينشدون قول الآخر (1):
[الطويل]
هجمنا عليه وهو يكعم كلبه ... دع الكلب ينبح إنّما الكلب نابح
(2) ويروى (3):
دفعت إليه وهو يخنق كلبه ... ألا كلّ كلب لا أبالك نابح (2)
قالوا (4): فالمدح أن يكون إنما يكعمه لئلا يعقر الضيوف، ومن (5) الذمّ أن يكون ذلك لئلا ينبح فيدلّ عليه الضيف.
وأنا (6) أعرف هذا البيت فى هجاء محض للراعى، هجا به الحطيئة، وهو (7):
[الطويل]
ألا قبّح الله الحطيئة إنّه ... على كلّ من وافى من النّاس سالح (8)
__________
(1) لم يذكر ابن رشيق اسم الشاعر هنا اتباعا لما جاء فى الحيوان 1/ 367و 385وفى هامش الأول ذكر المحقق أن البيت للراعى كما فى العمدة. ولكن مرة أخرى فى الحيوان 1/ 385جاء البيت مسبوقا ببيت آخر ونسبا إلى الراعى يهجو الحطيئة، وفيه: «وقعنا إليه وهو يخنق» وجاء البيت غير منسوب فى أمالى المرتضى 2/ 25وفيه: «مررنا عليه» وذكر أنه من إنشاد ابن الأعرابى. وكعم الكلب: أغلق فمه لئلا يعقر أو ينبح.
(22) ما بين الرقمين ساقط من ع فى هذا المكان، ولكنه ذكر بعد الشرح الآتى، وسقط تماما من المغربيتين.
(3) هذه الرواية جاءت فى المعانى الكبير 1/ 238والمحاضرات 1/ 2/ 665وكنايات الجرجانى 114ونسب البيت فيها خطأ للحطيئة، وفى هامش المعانى الكبير ذكر أن البيت للراعى يهجو الحطيئة كما فى الحيوان، وهو خطأ، وإنما المذكور من هذه الرواية الشطر الثانى فى الحيوان 1/ 386دون نسبة، وجاء البيت بهذه الرواية ثانى ثلاثة أبيات فى الأغانى 2/ 172و 173لصخر بن أعيى يهجو الحطيئة.
(4) من هنا إلى قوله: «وأنشدنا أبو عبد الله» ساقط من ف.
(5) فى المطبوعتين فقط: «والذم».
(6) يبدو لى أن هذا القول ليس من قول المؤلف، وإنما هو من قول أحد المعلقين على نسخة المؤلف، وكأنه يستدرك على المؤلف قوله: «وينشدون قول الآخر»، ثم يذكر رواية القول كله، والذى يجعلنى أقول ذلك هو أن المؤلف يقول: «قال صاحب الكتاب، أو قال أبو على، أو قلت أنا، أو ما شابه ذلك» ولكن هذا الأسلوب يوحى بالتعليق على قول المؤلف إيحاء شديدا، وبخاصة لأن فيه رواية تعارض رواية المؤلف.
(7) ديوان الراعى 302و 303، فى ملحق الديوان. ولكن البيت فيه مع الرواية الثانية، انظر التعليق رقم 3فيما يخص الأغانى
(8) سالح من سلح بمعنى تبوّل.(2/895)
(1) ويروى:
على كلّ ضيف ضافه فهو سالح
هجمنا عليه وهو يكعم كلبه ... دع الكلب ينبح إنّما الكلب نابح
بكيت على مذق خبيث قريته ... ألا كلّ عبسىّ على الزّاد نائح (1)
وأنشدنا أبو عبد الله (2):
[الوافر]
فجنّبت الجيوش أبا خبيب ... وجاد على منازلك السّحاب (3)
ويروى: «أبا زنيب» (4).
قال: إن دعا له فإنما أراد أن يعافى من الجيوش، وأن يجوده السحاب فتخصب أرضه، وإن دعا عليه قال: لا بقى لك خير تطمع فيه الجيوش، فهى تتجنب ديارك لعلمهم بقلّة الخير فيها، ويدعو على محلّته بأن تدرسها الأمطار.
وقال غيره: إنما (5) معناه: جاد على محلّتك السّحاب، فأخصبت، ولا ماشية لك، فذلك أشدّ لهمّك وغمّك، ويكون المعنى حينئذ كقول الآخر (6):
[الطويل]
وخيفاء ألقى الّليث فيها ذراعه ... فسرّت وساءت كلّ ماش ومصرم (7)
__________
(11) ما بين الرقمين ساقط من ع، وهذا يؤكد مقولتى السابقة من أن هذا القول استدراك على قول المؤلف الذى لم يعرف القائل ولم يعرف الرواية الصحيحة التى يراها المستدرك عليه.
(2) اليت دون نسبة فى البيان والتبيين 2/ 162، وهو من إنشاد الأصمعى، وهو دون نسبة فى المعانى الكبير 2/ 833، وفى لسان العرب فى [ز ن ب] ومعانى الشعر 130، وفى الوساطة 419، مع بعض اختلاف.
(3) فى المطبوعتين فقط: «تجنبك الجيوش» وما فى ع وف والمغربيتين يوافق المصادر السابقة، وفى المصادر السابقة: «أبا زنيب» ولكنه فى معانى الشعر كتب: «أبا ذنيب»،
وفى المغربيتين: «على محلتك».
(4) فى المطبوعتين: «أبا ربيب» بالراء المهملة، وسقط القول من المغربيتين.
(5) سقطت «إنما» من المطبوعتين فقط.
(6) البيت جاء أول بيتين فى معانى الشعر 27، وينسبان فيه إلى رجل من بنى سعد بن زيد مناة، وقد وجدتهما فى اللسان فى [أون] وينسبان فيه إلى ذى الرمة، فعدت إلى الديوان فوجدتهما فى ملحقه 3/ 1912، وهو فى خزانة الأدب 10/ 409
(7) فى المطبوعتين فقط: «ألقى الغيث» [كذا].
والخيفاء: الروضة التى فيها رطب ويبيس، وهما لونان أخضر وأصفر، وكل لونين خيف،(2/896)
أى: فسرّت كلّ (1) ذى ماشية، وساءت كلّ فقير.
وأنشد (2) أبو عبد الله أيضا (3):
[البسيط]
إنّى على كلّ أيسار ومعسرة ... أدعو حبيشا كما تدعى ابنة الجبل (4)
وروى المبرد: «أدعو حنيفا».
يريد: أنه يجيبه (5) بسرعة / كالصدى، وهو ابنة الجبل، وقيل ابنة الجبل:
الصخرة المنحدرة من أعلاه.
وزاد أبو زيد فى روايته بيتا، وهو (6):
[البسيط]
إن تدعه موهنا يعجل بجابته ... عارى الأشاجع يسعى غير مشتمل (7)
فهذا مدح لا محالة.
__________
وسمى الخيف خيفا لأن فيه حجارة سودا وبيضا، وقوله: «ألقى الليث فيها ذراعه» يقول: مطرت بنوء الذراع، وهى ذراع الأسد، فسرّت صاحب الماشية، وساءت المصرم الذى لا ماشية له لأن صاحب الماشية يرعيها ما شيته، والمحروم من الماشية يتحسر على ما يرى دون أن ينتفع [من معانى الشعر بتصرف].
(1) فى خ: «فسرت كل ماشية»، وفى م: «فسرت كل [ذى] ماشية»، وكتب المحقق كلمة «ذى» بين معقوفين على أنها زيادة من عنده!!
(2) فى خ: «وأنشد عبد الله»، وفى م: «وأنشد [أبو عبد الله]» بين معقوفين كما ترى!!
(3) البيت فى كتاب النوادر 414، وينسب فيه إلى سدوس بن ضباب، وجاء بذات النسبة فى سمط اللآلى 2/ 663واللسان فى [جبل]، وجاء دون نسبة فى الكامل 1/ 374، مع اختلاف يسير فى الجميع.
(4) الأيسار: واحدها يسر وهو الذى يضرب بالقداح، وقوله: ابنة الجبل هو الصوت الذى يجيبك من الجبال والصحراء، وفى اللسان هذا وكذلك يطلق على الحية ابنة الجبل انظر النوادر واللسان والكامل، وانظر ابنة الجبل فى ثمار القلوب 271، 423و 557
(5) فى المطبوعتين فقط: «أنه يجيب».
(6) كتاب النوادر 415، والسمط 2/ 663، واللسان فى [جبل].
(7) الموهن والوهن: نحو من نصف الليل، أو بعد ساعة منه. وجابته: إجابته. والأشاجع جمع أشجع وهو مفاصل الأصابع، أو عروق ظاهر الكف، وعارى الأشاجع أى أن اللحم يكون عليها قليلا.(2/897)
ومنهم من حمله على قول الآخر (1):
[الوافر]
كأنّى إذ دعوت بنى حنيف ... دعوت بدعوتى لهم الجبالا
ورواه قوم: «بنى سليم» (2)، فمن مدح جعله (3) مثل الأول فى سرعة الإجابة (4)، ومن ذم نسبهم إلى الثّقل عن إجابته، مثل الجبال.
ومن الدعاء الذى يدخل فى هذا الباب قول الآخر (5):
[البسيط]
تفرّقت غنمى يوما فقلت لها: ... يا ربّ سلّط عليها الذّئب والضّبعا
قيل: / إنهما (6) إذا اجتمعا لم يؤذيا، وشغل كلّ واحد منهما الآخر / وإذا تفرقا آذيا، وقيل: إن معناه فى الدعاء عليها قتل الذئب الأحياء عبثا (7)، وأكلت الضبع الأموات، فلم يبق منها بقية.
ومن لطيف ما وقع فى هذا الباب قول النابغة الذبيانى (8):
[الوافر]
يصدّ الشّاعر الثّنيان عنّى ... صدود البكر عن قرم الهجان (9)
ولم (10) يرد أنه يغلب الثّنيان، ولا يغلب الفحل، لكن أراد التصغير بالذى هاجاه، فجعله ثنيانا (11).
وقال الآخر (12):
__________
(1) البيت فى الكامل 1/ 374، واللسان فى [جبل] دون نسبة فيهما. وفيهما: «بنى سليم».
(2) انظر: التعليق السابق.
(3) فى المطبوعتين فقط: «جعله كالأول».
(4) فى ع: «الجابة».
(5) البيت فى اللسان فى [ضبع] والمعنى المذكور بعد البيت تجده فى اللسان.
(6) بداية ص بعد سقط صفحتين، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك، وفى ص: «فإنهما».
(7) فى ع جاءت الكلمة غير معجمة، وفى المطبوعتين فقط: «عيثا» بالمثناة التحتية، وفى م: «عيثا وأكل». ومعنى عبثا: أن يقتل الحيوان لغير قصد الأكل، ولا على جهة التصيّد للانتفاع. انظر اللسان.
(8) سبق ذكره فى باب فى الشعر والشعراء ص 190
(9) فى المطبوعتين: «عن قرم هجان»، وهو يوافق الديوان.
(10) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «لم يرد».
(11) فى خ: «فجعله ثنيا»، وفى م: «فجعله ثانيا»، وهو خطأ فيهما.
(12) البيت فى الحيوان 6/ 488، والكامل 2/ 74، واللسان فى [ثنى] دون نسبة فى الجميع.(2/898)
[الوافر]
ومن يفخر بمثل أبى وجدّى ... يجىء قبل السّوابق وهو ثانى
أراد: وهو ثان من عنانه لأنه يسبق متمهلا.
وقال ابن مقبل (1):
[البسيط]
إذا الرّفاق أناخوا حول منزله ... حلّوا بذى فجرات زنده وارى (2)
قال ابن السكيت: (3) «بذى فجرات» أى: يتفجر بالسخاء والعطاء، ويدل على ما قال ابن السكيت (3) أن لصيق هذا البيت (4):
جمّ المخارج أخلاق الكرام له ... صلت الجبين كريم الخال مغوار (5)
ومما يمدح به ويذم قولهم: «هو بيضة البلد»، فمن مدح أراد (6) أنها أصل الطائر، ومن ذم أراد أنها لا أصل لها، قالت أخت (7) عمرو بن عبد ودّ فى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لما قتل أخاها (8):
[البسيط]
لو كان قاتل عمرو غير قاتله ... لقد بكيت عليه آخر الأبد
لكنّ قاتله من لا يعاب به ... من كان يدعى قديما بيضة البلد (9)
__________
(1) ديوان ابن مقبل 116
(2) فى ف: «أناخوا قبل منزله»، وفى المغربيتين: «أناخوا قبل قبته». ذو فجرات: أى:
ذو عطايا.
(33) ما بين الرقمين ساقط من ف، وهو سهو من الناسخ.
(4) ديوان ابن مقبل 116
(5) فى ع: «أخلاق الكريم». صلت الجبين: واضح الجبين أبيضه.
(6) فى المطبوعتين فقط: «أراد بها أصل».
(7) هى أم كلثوم بنت عبد ودّ بن نضر بن حسل، وأخوها عمرو بن عبد ود، قتله على بن أبى طالب رضى الله عنه فى يوم الخندق فى مبارزة قوية بينهما، فقالت أخته أبياتا ترثيه بها، منها البيتان المذكوران هنا.
زهر الآداب 1/ 46و 47، وثمار القلوب 496، وفيه اسمها عمرة.
(8) البيتان بنسبتهما إلى أم كلثوم أخت عمرو ضمن خمسة أبيات فى زهر الآداب 1/ 47، وهما وحدهما بنسبتهما إلى عمرة أخت عمرو فى ثمار القلوب 496، وبنسبتهما إلى أخت عمرو فى شرح ديوان الحماسة 2/ 804، وشرح نهج البلاغة 1/ 20و 21، وبنسبتهما إلى امرأة فى مجمع الأمثال 1/ 170، والثانى دون نسبة فى شرح نهج البلاغة 20/ 193
(9) فى المطبوعتين فقط: «وكان يدعى».(2/899)
فهذا مدح كما تراه.
وقال الراعى (1) يهجو عدىّ بن الرقاع (2):
[البسيط]
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم
يا ابن الرّقاع ولكن لست من أحد (3)
تأبى قضاعة أن ترضى لكم نسبا
وابنا نزار فأنتم بيضة البلد (4)
وأنشد بعض العلماء (5):
[الطويل]
وإنّى لظلّام لأشعث بائس ... عرانا، ومقرور برى ماله الدّهر (6)
وجار قريب الدّار، أو ذى جنابة ... غريب بعيد الدّار ليس له وفر (7)
يظنه السامع هجا نفسه بظلم هؤلاء الذين ذكر، وإنما مدحها بأنه يظلم الناقة، فينحر فصيلها من غير علّة ولا داء، إلا لضيافة هذا الأشعث، والجار، وأشباههما.
* * * __________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «الراعى النميرى».
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «ابن الرقاع العاملى».
(3) ديوان الراعى 79، وانظر ما قيل عنهما فى زهر الآداب 1/ 47، وحلية المحاضرة 1/ 345، وثمار القلوب 496، فى المتن والهامش، والثانى فى شرح نهج البلاغة 20/ 193، دون نسبة.
وفى ص: «لو كان من أحد يهجو» [كذا]، وفى مغربية: «لو كانت من أحد يهجى» [كذا].
(4) فى ف والمغربيتين: «أن ترضى بكم»، وهو أحسن فى رأيى.
(5) البيتان دون نسبة فى الوساطة 419، وانظر فيه الشرح مع بعض اختلاف.
(6) عرانا: نزل بنا طالبا معروفنا. برى ماله: أهلكه.
(7) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «أو ذى جناية». والجنابة: الغربة.(2/900)
باب فى أصول النسب وبيوتات العرب (11)
أول النسب بعد آدم صلى الله عليه وسلم من نوح عليه السلام لأن جميع من كان قبله قد هلك، فإنما (1) بقى ولده سام، وحام، ويافث، فولد يافث: الصقالبة، وبرجان، والأشبان (2)، وكانت منازلهم أرض الروم، قبل (3) أن تكون الروم، ومن ولده التّرك، والخزر، ويأجوج ومأجوج. وولد حام: كوش، وكنعان / وقوط، فأما قوط فنزل أرض الهند والسند، فأهلها من ولده، وأما كوش / وكنعان فأجناس السودان، والنوبة، والزنج، والزّغاوة (4)، والحبشة، والقبط، وبربر من أولادهما. وولد سام: إرم، وأرفخشد (5)، فعاد بن عوص بن إرم، وطسم، وجديس ابنا لاود (6) بن إرم، ومنهم العماليق، ومنهم فراعنة مصر، والجبابرة، ومنهم ملوك فارس، وأجناس الفرس كلها ولده، وثمود بن عابر بن سام، وماش بن إِرم نزل بابل (7)، وولد (8) نمرود الذى فرّق الله الألسنة فى زمانه، وهو الذى بنى الصرح ببابل، ويقال: إن النّبط من ولد ماش، ويقال أيضا: إنهم من ولد شاروخ بن فالغ بن أرفخشد. والأنبياء / كلها (9) عربيّها وعجميّها، والعرب كلها يمنيّها ونزاريّها من ولد سام بن نوح، حكى جميع ذلك ابن قتيبة (10).
__________
(11) انظر المعارف 24، وجمهرة أنساب العرب 462، والعقد الفريد 3/ 312، ومروج الذهب 1/ 41، وكتاب الأساس فى اللغة العبرية 547وانظر المحبر 52
(1) فى ف: «وإنما»، وفى المطبوعتين فقط: «وإنما بقى من ولده».
(2) فى ع: «الأشنان»، وفى المغربيتين: «الأسنان».
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «من قبل».
(4) فى ف: «وزغاوة»، وفى المطبوعتين فقط: «والزعارة».
(5) فى المطبوعتين فقط: «إرفخشذ» بالذال المعجمة، وهو كذلك فى المعارف ومروج الذهب، وهو خطأ، والصواب ما جاء فى جمهرة أنساب العرب، وكتاب الأساس فى اللغة العبرية وذلك لأن الكلمة فى العبرية هكذا: [].
(6) فى ف: «لاون»، وفى المطبوعتين: «لاوذ».
(7) فى المطبوعتين: «ببابل».
(8) فى ف: «وولد نمروذ»، وفى خ «وولده نمرود»، وفى م «و [من] ولده» [كذا] بزيادة لا أدرى سببها!!
(9) فى ف: «كلهم عربيهم وعجميهم».
(10) المعارف 24وما بعدها.(2/901)
ومن ولد أرفخشد (1): قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد، وكان مسكن قحطان اليمن، فكل يمان من ولده، فهم من العرب العاربة، ويقطن بن عابر، وهو أبو جرهم، وكانت مساكن جرهم اليمن، ثم نزلوا مكة، فسكنوا بها، وتزوج إسماعيل صلى الله عليه وسلم امرأة منهم فهم / أخوال العرب المستعربة.
قال الزبير بن بكار (2): العرب ست طبقات: شعب، وقبيلة، وعمارة، وبطن، وفخذ، وفصيلة، فمضر شعب، وربيعة شعب، ومذحج شعب، وحمير شعب، وأشباههم. وإنما سميت الشعوب لأن القبائل تشعبت منها، وسميت القبائل لأن العمائر تقابلت عليها. أسد قبيلة، ودودان بن أسد عمارة، فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطون تجمع الأفخاذ، والأفخاذ تجمع الفصائل. كنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصىّ بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة.
وزعم أبو أسامة (3) فيما رأيت بخطه، وقد عاصرته، وكان علّامة باللغة أن تأليف هذه الطبقات على تأليف خلق الإنسان، الأرفع فالأرفع، فالشعب أعظمها، مشتق من شعب الرأس، ثم القبيلة من قبيلته (4)، ثم العمارة، قال: والعمارة الصدر، ثم البطن، ثم الفخد، ثم الفصيلة، قال: وهى الساق، أو قال: المفصل الشكّ منى أنا وأما (5) غيره فيقول: هى قطعة من لحم
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «إرفخشذ»، انظر ما سبق فى هذه الكلمة.
(2) وجدت كلاما مثل هذا فى العقد الفريد 3/ 335، ولكنه ينسب إلى ابن الكلبى.
(3) هناك اثنان يطلق عليهما فى الكنية أبو أسامة، ويعاصران ابن رشيق، أولهما: محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروى شيخ الحرم، حدث بمكة ودمشق، وتوفى سنة سبع عشرة وأربعمائة، والآخر: جنادة بن محمد بن الحسين الهروى، اللغوى النحوى، قتله الحاكم بأمر الله سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ومعنى هذا أنه قتل بعد مولد ابن رشيق بتسع سنين.
انظر فى الأول سير أعلام النبلاء 17/ 364وما فيه من مصادر، وانظر فى الثانى معجم الأدباء 7/ 209، وبغية الوعاة 2/ 488، ووفيات الأعيان 1/ 372، والذخيرة 4/ 2/ 484هامش، والوافى بالوفيات 11/ 192
(4) القبيلة واحدة قبائل الرأس الأربع، وهى أطباقه، أو قطعه المشعوب بعضها إلى بعض. انظر القاموس واللسان.
(5) من هنا إلى: «ما لا شك فيه» ساقط من ع والمطبوعتين.(2/902)
الفخذ، وهذا مالا (1) شك فيه، قال: والحىّ أعظم من / الجميع لاشتمال هذا الاسم على جملة الإنسان.
وأما أبو / عبيدة فجعل بعد الفخذ العشيرة، قال: وهم رهط الرجل دنيا (2)، ثم الفصيلة، قال: وهم دون ذلك بمنزلة المفصل من الجسد، وهم أهل بيت الرجل، فأما البيوتات فكلّ يدعى لنفس سابقة، ويمتّ بفضيلة. غير أن الصحيح ما اتفق عليه العلماء، وتداوله الرواة.
قال ابن الكلبى: كان أبى يقول: العدد من تميم فى بنى سعد، والبيت فى بنى دارم، والفرسان فى (3) يربوع، والبيت من قيس / فى بنى (4) غطفان، ثم فى بنى فزارة، والعدد فى بنى عامر، والفرسان فى بنى سليم، والعدد (5) من ربيعة، والبيت والفرسان فى بنى (6) شيبان.
قال ابن سلّام الجمحى (7): كان يقال: إذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد، وحارب بعمرو، وإذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوازن، وحارب بسليم، وإذا كنت من بكر ففاخر بشيبان، وكاثر بشيبان، وحارب بشيبان.
قال أبو عبيدة: ليس فى العرب أربعة إخوة أنجب، ولا أعدّ، ولا أكثر فرسانا من بنى ثعلبة بن عكابة، وكان يقال له «الأغرّ» / و «الحصن»، وبنوه:
شيبان، وذهل، وقيس، وتيم الله، قال: وفارس (8) غطفان: الربيع بن زياد
__________
(1) فى ف: «أشك».
(2) فى خ: «رهط الرجل دينا».
(3) فى المطبوعتين فقط: «فى بنى يربوع».
(4) سقطت كلمة «بنى» من ع وف والمطبوعتين، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(5) فى م: «والعدد من ربيعة [فى بكر]» كذا بزيادة من عنده!!
(6) سقطت كلمة «بنى» من ف والمطبوعتين فقط.
(7) لم أعثر على هذا التفصيل فى طبقات ابن سلام، وإن كان هناك ذكر لحنظلة الأغر الذى فيه بيت تميم وشرفها فى 1/ 31، وقد وجدت فى العقد الفريد 3/ 329قولا لدغفل يقرب مما نسب هنا إلى ابن سلام. وفى عيون الأخبار 1/ 293: «أبو عبيدة عن عوانة قال: إذا كنت من مضر ففاخر بكنانة، وكاثر بتميم، والق بقيس، وإذا كنت من قحطان فكاثر بقضاعة، وفاخر بمذحج، والق بكلب، وإذا كنت من ربيعة ففاخر بشيبان، والق بشيبان، وكاثر بشيبان».
(8) فى المطبوعتين فقط: «ففارس».(2/903)
العبسى، وفاتكها: الحارث بن ظالم، وحكمها (1): هرم بن قطبة، وجوادها:
هرم بن سنان المرّى، وشاعرها: النابغة الذبيانى، وفارس بنى تميم: عتيبة (2) بن الحارث بن شهاب، أحد بنى يربوع، وفارس عمرو بن تميم: طريف / بن تميم العنبرى، وفارس دارم: عمرو بن عمرو بن عدس، وفارس سعد: فدكى بن أعبد المنقرى، وفارس الرّباب: زيد الفوارس بن حصين الضبى (3)، وفارس قيس:
عامر بن الطّفيل، وفارس ربيعة: بسطام بن قيس.
قال أبو عبيدة: بيوت العرب ثلاثة: فبيت قيس فى الجاهلية بنو فزارة، ومركزه بنو بدر، وبيت ربيعة بنو شيبان، ومركزه ذو الجدّين، وبيت تميم بنو عبد الله بن دارم، ومركزه بنو زرارة.
وقال أبو عمرو بن العلاء: بيت بنى سعد اليوم إلى الزّبرقان بن بدر، من بنى بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد، وبيت بنى ضبة بنو ضرار بن عمرو الرّديم، وبيت بنى عدى بن عبد مناة آل شهاب / من بنى ملكان، وبيت التّيم آل النعمان بن جسّاس (4).
قال الجمحى (5): فارس اليمن فى بنى زبيد: عمرو بن معديكرب، وشاعرها امرؤ القيس، وبيتها فى كندة: الأشعث بن قيس، لا يختلف فى هذا، وإنما (6) اختلفت فى هذا نزار، قال: وإنما (7) الشرف ما كان قبل النبى صلى الله عليه وسلم (8) إلى عهد النبى صلى الله عليه وسلم (8)، واتصل فى الإسلام.
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين: «وحاكمها»، والصحيح ما فى ص والمغربيتين لأنه لم يكن حاكما، وإنما كان حكما فى المنافرة بين عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة. انظر الشعر والشعراء 1/ 227و 335والمحبر 135
(2) فى المطبوعتين فقط: «عتيب»، وفى هامش م كتب: «هكذا فى النسخ، والمحفوظ عتيبة»، أى نسخ يقصد!!!
(3) فى ع «الظبى»، وفى المطبوعتين: «زيد الفوارس بن حصن».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط بعد هذا: «قال: وليس فى العرب جسّاس غيره». [كذا].
وأقول: هناك أكثر من جسّاس، وانظر فهارس النقائض والمحبر وغيرهما.
(5) لم أعثر على هذا القول فى طبقات ابن سلام.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وإنما اختلف فى نزار».
(7) فى خ: «وأما الشرف ما كان» وفى م: «وأما الشرف [ف] ما كان» [كذا]، فهذا تصحيح لأسلوب خ دون الرجوع إلى أصل مخطوط.
(88) ما بين الرقمين ساقط من ف والمغربيتين، وقوله: «صلى الله عليه وسلم» ساقط من ع والمطبوعتين.(2/904)
قال أبو إياس البصرى (1): كان بيت قيس فى آل عمرو بن ظرب (2)
العدوانى، ثم فى غنىّ فى آل عمرو بن يربوع، ثم تحوّل إلى بنى بدر، فجاء الإسلام وهو فيهم.
وقال الأخفش علىّ بن سليمان: فرعا قريش: هاشم، وعبد شمس، وفرعا غطفان: بدر بن عمرو بن لوذان، وسيار بن عمرو بن جابر، وفرعا حنظلة:
رياح، وثعلبة ابنا يربوع، وفرعا ربيعة بن عامر بن صعصعة: جعفر، وأبو بكر (3)
ابنا كلاب / وفرعا قضاعة: عذرة، والحارث بن سعد.
* * * __________
(1) لم أعثر له على ترجمة، وما ذكر موجود فى ع وص وف والمطبوعتين، وفى المغربيتين:
«أبو إياس النصرى»، وقد وجدته فى البيان والتبيين 1/ 323، ولم تذكر له ترجمة.
(2) فى ف: «بن الظرب».
(3) فى ص: «وأبو بكر بن»، وفى م: «وبكر».(2/905)
باب مما يتعلق بالأنساب (10)
قال أبو عبيدة: قريش البطاح: قبائل كعب بن لؤى، بنو (1) عبد مناف، / وبنو عبد الدار، وعبد العزّى بن (2) قصى، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو مخزوم بن يقظة، وبنو تيم بن مرّة، وبنو جمح وسهم (3) ابنى هصيص بن كعب، وبعض بنى عامر بن لؤى.
وقريش الظواهر: بنو محارب، والحارث ابنى (4) فهر، وبنو الأدرم بن غالب بن فهر، وعامة بنى عامر بن لؤى، وغيره.
كان يقال (5): مازن غسّان أرباب الملوك، وحمير أرباب العرب، وكندة كندة الملك، ومذحج مذحج الطّعّان (6)، وهمدان أحلاس (7) الخيل، والأزد أسد البأس.
والذّهلان: أحدهما: ذهل بن شيبان بن ثعلبة، ويشكر، والآخر: ضبيعة، وذهل بن ثعلبة، واللهزمتان: إحداهما (8): عجل، وتيم اللات، والأخرى: قيس ابن ثعلبة، وعنزة، وكلهم من بكر بن وائل، إلا عنزة بن أسد بن ربيعة.
الأحابيش حلفاء قريش، قال ابن قتيبة (9): هم بنو المصطلق، والحياء
__________
(10) انظر المعارف 63وجمهرة أنساب العرب 12و 159، ونسب قريش 12والعقد الفريد 3/ 319 والمحبر 167و 168
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «بن عبد مناف».
(2) فى المطبوعتين فقط: «ابنا قصى».
(3) فى ع وص: «ومنهم ابنى هصيص»، وفى ف وخ «بن هصيص»، وفى م: «
ابنا هصيص»، وما فى المغربيتين هو الصحيح.
(4) فى خ: «بن فهر»، وفى م: «ابنا فهر».
(5) المعارف 107
(6) والطّعّان كما فى العقد الفريد جمع طاعن: وهو الذى يضرب بالرمح، وفى المعارف «الطّعان».
(7) أحلاس خيل: أى أنهم فرسان يلزمون ظهورها لزوم الحلس لها، والحلس: ما يكون تحت الرحل والقتب والسرج.
[من هامش العقد الفريد 3/ 334].
(8) فى ص وف فقط: «أحدهما»، وتجد كلاما مغايرا فى المعارف 98
(9) المعارف 616، باختلاف يسير جدا.(2/906)
ابن سعد بن عمرو، وبنو الهون بن خزيمة، اجتمعوا بذنب حبشىّ وهو جبل بأسفل مكة فتحالفوا بالله: إنا ليد على غيرنا ما سجا ليل، وأوضح نهار، وما أرسى حبشىّ مكانه.
وقال (1) حمّاد الرواية: إنما سمّوا بذلك / لاجتماعهم، والتّحابش (2):
التجمع فى كلام العرب.
المطيّبون (3): عبد مناف، وزهرة، وأسد بن عبد العزى، وتيم، والحارث بن فهر، وعبد (4) قصى.
الأحلاف (5) مخزوم، وعدىّ، وسهم، وجمح، وعبد الدار.
يسمّى (6) أولئك المطيّبين لخلوق صنعته لهم أمّ حكيم، فغمسوا أيديهم فيه، وسمّى (7) الآخرون أحلافا لجزور نحروه، فدافوا (8) دمه فى جفنة، فمسّوه بأيديهم، ولعقوا منه، فسمّوا (9) «الأحلاف» و «لعقة الدم».
والأراقم (10): جشم، ومالك، وعمرو، وثعلبة، ومعاوية، والحارث، بنو بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب بن وائل.
البراجم (11) خمسة بطون من بنى حنظلة: قيس، وغالب، وعمرو، وكلفة، والظّليم، وهو مرّة، تبرجموا (12) على إخوتهم: يربوع، وربيعة،
__________
(1) المعارف 616، ببعض اختلاف.
(2) فى ف: «والتحبش» وهو مثل المعارف، وفى ع والمطبوعتين فقط: «والتحابش هو».
(3) المعارف 604، وجمهرة أنساب العرب 158والمحبر 166
(4) فى ف: «عبد قصى» بإسقاط الواو.
(5) انظر المعارف 91والمحبر 166والنقائض 1/ 238
(6) فى ع وف: «سمى»، وفى المطبوعتين: «سمّوا أولئك». وانظر جمهرة أنساب العرب 158
(7) فى ص فقط: «وتسمّى»، وفى المطبوعتين: «وسموا الآخرون».
(8) دافوا الدم: أذابوه بخلطه بالماء.
(9) فى المطبوعتين فقط: «وسموا».
(10) النقائض 1/ 266و 373والمعارف 96
(11) النقائض 1/ 53و 186وجمهرة أنساب العرب 222و 467
(12) تبرجموا: تجمعوا.(2/907)
ومالك، وكلهم إخوة، أبوهم حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (1).
الثعلبات (2): (3) ثعلبة بن سعد بن ضبّة، وثعلبة بن سعد بن ذبيان (3)، وثعلبة بن عدى بن فزارة، وأضاف قوم إليهم ثعلبة بن يربوع.
الرّباب (4) هم: ضبّة بن أدّ بن طابخة، وتيم، وعدىّ، وعوف، وهو عكل، وثور أطحل، / هؤلاء (5) بنو عبد مناة بن أدّ بن طابخة.
الأجارب (6) خمس قبائل من بنى سعد وهم: ربيعة، ومالك، والحارث، وهو الأعرج، وعبد العزّى، وهو حمّان (7)، والحرام (8)، بنو كعب ابن سعد بن زيد مناة.
الضّباب (9): هم أربعة بطون من بنى كلاب: ضبّ، وضبيب، وحسل، وحسيل، بنو معاوية بن كلاب، كذا (10) زعم ابن قتيبة وغيره.
وقال أبو زياد الكلابى (11) وهو أعلم بقومه: هم بنو عمرو بن
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «ابن تميم بن مر».
(2) انظر هذا فى النقائض 1/ 75وجمهرة أنساب العرب 203و 206و 224، و 249 و 255و 467و 481
(33) ما بين الرقمين ساقط من ص، وفى ع: «ثعلبة بن زيد ثعلبة بن زيد» [كذا]، وما فى ف والمطبوعتين يوافق النقائض وجمهرة أنساب العرب.
(4) النقائض 2/ 1063والمعارف 75و 114و 601وجمهرة أنساب العرب 198و 480
(5) فى م: «وكل هؤلاء».
(6) انظر هذا فى النقائض 2/ 970و 1023والعقد الفريد 3/ 346، وجمهرة أنساب العرب 216
(7) فى ف: «وهو حماد»، وهو خطأ، وفى المطبوعتين: «وبنو حمار»، وهو خطأ. انظر النقائض 2/ 970و 1023والعقد 3/ 346، ففيه «وحمّان وهو عبد العزى»، وذكر فى هامشه أن هذا يوافق الاشتقاق، والذى فى الطبرى والجمهرة أن حمان ابن لعبد العزى. وأقول: انظر هذا فى الاشتقاق 246، والطبرى 7/ 48، وجمهرة أنساب العرب 213
(8) انظر النقائض 2/ 970والعقد الفريد 3/ 346، وجمهرة أنساب العرب 216
(9) النقائض 2/ 916والمعارف 88، وجمهرة أنساب العرب 287و 469، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 493
(10) من هنا إلى «الأكابر» ساقط من ع.
(11) فى ف والمطبوعتين: «أبو زيد الكلابى»، وما فى ص والمغربيتين يوافق البيان والتبيين 2/ 156 و 161، وجمهرة أنساب العرب 308، وقد سبقت ترجمة أبى زياد الكلابى فى باب سيرورة الشعر ص 887ونسبته الضباب إلى بنى عمرو بن معاوية بن كلاب يخالف المصادر التى سبقت الإشارة إليها.(2/908)
معاوية بن كلاب، وإنما (1) ضبّهم أنه سمّى فيهم ضبّا، وحسلا، وحسيلا، فقال له رجل (2) وسمعه / يهتف بهم: والله ما بنوك هؤلاء إلا الضّباب، فذهبوا (3) الضباب إلى اليوم، قال: ومن ولد عمرو بن معاوية بن كلاب: ضبّ وحسل، وحسيل، وحصن، / وحصين، وخالد، وعبد الله، وقاسط، والأعرف، وتولب، وشقيق، وخزيم، والوليد، وزهير، فهؤلاء أربعة عشر لم تدرج (4) منهم قبيلة، وهم الضباب جميعا.
الأكابر (5): شيبان، وعامر، وجليحة، بنو (6) الحارث بن تيم (7)
اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل.
بنو أم البنين (8): عامر، والطفيل، وربيعة، ومعاوية، وعبيدة (9)، بنو مالك بن جعفر بن كلاب، هكذا عند أكثر الناس، قالوا: وإنما اضطرت القافية (10) لبيدا فجعلهم أربعة، وهم خمسة.
وقال (11) أبو زياد الكلابى وهو أعلم بقومه: إن بنى أم البنين أربعة كما قال لبيد، ابتكرت عامرا ملاعب الأسنة، وثنّت بالطّفيل، ثم تزوج عليها مالك سلامة السّلمية: فغارت أمّ البنين، وأسقطت (12) له ثلاثة ذكورا، وجاءت السّلميّة بثلاثة وهم: سلمى، وعبيدة، / وعتبة، وأدار (13) مالك الحيلة على أم
__________
(1) فى م: «وإنما سموا ضبابا لأنه سمى فيهم».
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «فقال له الرجل».
(3) فى ع وف والمطبوعتين: «فسموا».
(4) أى لم ينجبوا، ومنه درج القوم إذا انقرضوا.
(5) انظر نسبهم فى النقائض 1/ 196و 1058وجمهرة أنساب العرب 315، وليس فيه كلمة الأكابر.
(6) فى المطبوعتين فقط: «والحارث بن ثعلبة».
(7) فى ف: «تيم الله»، وكذلك فى الجمهرة. ولكن فى المحبر 213: «تيم اللات».
(8) انظر الجمهرة 385، والعقد 3/ 355والمحبر 458
(9) فى ع وف والمطبوعتين فقط جاء «عبيدة» قبل «معاوية».
(10) يقصد قول لبيد: «يا رب هيجا هى خير من دعه». انظر هذا فى باب من رفعه الشعر ومن وضعه ص 63وانظر أمالى المرتضى 1/ 194
(11) فى ف: «قال»، وفى المطبوعتين فقط: «وقال أبو زيد».
(12) فى ف: «فأسقطت له ثلاثة أولاد ذكورا».
(13) فى ع والمطبوعتين فقط: «فأدار».(2/909)
البنين بأخيها (1) زهير بن خداش (2) بن زهير حتى أخذ عليها حكما بأن لا تسقط له (3) ولدا، وكانت حاملا، فولدت معاوية معوّد (4) الحكماء، (5) ثم ثنّت بربيعة أبى لبيد، وزعم (6) عن بعض شيوخه الذين (7) أخذ عنهم أنه سمّى معوّد الحكماء (5) (8) من أجل أنه كان (9) حكما من أخيه زهير بن عمرو على أخته، وروى أبيات معاوية التى سمّى من أجلها معود الحكماء (8) لزيد الخيل، غير أنه لم ينشد البيت (10)، وزعم أنه ناقض بها طفيلا (11) الغنوى.
وأم البنين (12) بنت عمرو بن عامر، فارس الضحياء (13).
الكملة (14): بنو زياد العبسيّون، وهم: أنس الحفّاظ، ويقال له أيضا:
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وأخيها».
(2) فى ع وف والمغربيتين «زهير أبى خراش».
(3) سقطت «له» من المطبوعتين فقط.
(4) فى المطبوعتين فقط «معوذ» بالذال المعجمة فى كل مرة، وفى هامش م كتب المحقق ما يفيد أنه يفضل ما كان بالمهملة، وأحال إلى القاموس، ولو عاد إلى إحدى المخطوطات لوجد ذلك!!
(55) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ص، وفى ف: «ثم ثنّت بأبى ربيعة»، وفى خ: «ثم ثنّت بربيعة أبا لبيد» [كذا].
(6) فى المطبوعتين فقط: «وزعم بعض».
(7) فى ع: «الذى».
(88) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ع، ولم أعثر على هذا القول فى المصادر التى تحدثت عنه.
(9) فى المطبوعتين فقط: «من أجل أنه تولى حكما عن زهير بن عمرو على أخيه». وفى ف:
«من أجل أنه كان حكما من زهير بن عمرو على أخته».
(10) يقصد قول معاوية الذى جاء فى المفضليات 358، والمؤتلف والمختلف 288، وألقاب الشعراء 313، ضمن كتاب نوادر المخطوطات، وأمالى المرتضى 1/ 193، والسمط 1/ 190، وهو:
أعوّد مثلها الحكماء بعدى ... إذا ما الحقّ فى الأشياع نابا
(11) القصيدة كلها فى المفضليات 360357
(12) فى ع والمطبوعتين فقط: «وقال أم البنين».
(13) الضحياء: فرس عمرو. انظر العقد الفريد 3/ 354، وجمهرة أنساب العرب 280، وأسماء خيل العرب 154، والحلية فى أسماء الخيل 52والمحبر 458
(14) انظر النقائض 1/ 193والمعارف 82وجمهرة أنساب العرب 250والمحبر 458(2/910)
أنس الفوارس، وعمارة الوهّاب، وربيع الكامل /، وقيس الجواد، هكذا روينا (1)
عن النحاس.
وقال (2) المبرد وغيره (3): ربيع الحفّاظ (4)، وعمارة الوهّاب، وأنس الفوارس، أمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية.
الحمس (5): هم قريش، وكنانة، ومن دان بدينهم من بنى عامر بن صعصعة.
قال أبو عمرو بن العلاء: الحمس من بنى عامر: كلاب، وكعب، وعامر، بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمهم: مجد بنت تيم (6) الأدرم بن غالب بن فهر بن مالك، وكانوا فى الجاهلية يتحمسون فى أديانهم، أى: يتشددون، لا يستظلون أيام منى، ولا يدخلون البيوت من أبوابها، وقيل: سمّوا حمسا لشدة بأسهم، ويعدّون أيضا (7) فى الحمس خزاعة.
العنابس (8): حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو، بنو أمية بن عبد شمس.
والأعياص (9): العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص، بنوه (10) أيضا.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «رويناه».
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «قال».
(3) انظر الكامل 1/ 226، ففيه قصة عجيبة عن فاطمة هذه وأبنائها الكملة.
(4) ضبطت الكلمة فى الكامل 1/ 227، هكذا: «الحفّاظ»، وضبطت فى م «الحفاظ» واعتمدت الكامل واللسان.
(5) انظر الاشتقاق 250، وجمهرة أنساب العرب 486والمحبر 178
(6) فى المطبوعتين فقط: «التيم».
(7) سقطت «أيضا» من ع والمطبوعتين فقط.
(8) انظر الاشتقاق 165و 166، وجمهرة أنساب العرب 78و 79
(9) انظر النقائض 1/ 427و 1027والمصدرين السابقين 54، 78
(10) فى المطبوعتين فقط: «وبنوه».(2/911)
أم القبائل: هند بنت تميم بن مر (1)، ولدت لعمرو بن قاسط تيم الله، وأوس الله، وعائذ الله، وولدت لوائل بن قاسط بكرا، وتغلب، وأعنز (2)، وقيل: هو عنز بن وائل، وولدت لعبد القيس بن (3) أفصى الّلبو بن عبد القيس، وبعضهم يقول: الّلبوء بالهمز وضمّ الباء / فيه (4) اختلاف بين العلماء (5).
الجمرات (6): جمرات العرب: ضبّة، وعبس، والحارث بن كعب سمّوا بذلك لأن أمهم الخشناء (7) بنت وبرة فيما يقال رأت فى المنام كأن ثلاث جمرات خرجت منها.
قال أبو عبيدة (8): طفئت (9) من الجمرات اثنتان: الحارث بن كعب، حالفت فى غطفان، وضبّة، حالفت الرباب، / وسعدا، وبقيت عبس، لم تطفأ لأنها لم تحالف.
وأما الجاحظ (10) فجعلها عبسا، وضبّة، ونميرا، وأشار إلى أن فى تميم جمارا أيضا / وصرّح بذلك المفضل فقال: هم بنو يربوع، وزعم الفرزدق أنهم بنو العدوية، نسبوا إلى أمهم، وهم: زيد، وصدى، وجشيش، بنو مالك بن
__________
(1) فى ع: «مرة»، وهو خطأ. انظر العقد الفريد 2/ 318و 3/ 344، وجمهرة أنساب العرب 302، والاشتقاق 201
(2) فى المطبوعتين فقط: «وعنزا». وانظر الاشتقاق 6و 335
(3) فى ع: «ابن أبضى»، وفى المطبوعتين فقط: «ابن قصى».
(4) فى المطبوعتين فقط: «وفيه»، وفى ص: «من العلماء»، وفى ف: «فيه خلاف».
(5) انظر كتابته وتوجيهه فى الاشتقاق 324، وجمهرة اللغة 1/ 380و 2/ 1028و 1103، والعقد الفريد 3/ 357، والقاموس واللسان فى [لبأ].
(6) انظر النقائض 2/ 946والمحبر 234وكتاب الديباج 77والكامل 2/ 233وجمهرة أنساب العرب 486والعقد الفريد 3/ 367، وجمهرة أنساب العرب 486، وثمار القلوب 160، وانظر جمهرة اللغة 1/ 465، ومعجم مقاييس اللغة 1/ 477و 478، وزهر الآداب 1/ 20وخزانة الأدب 1/ 74 والقاموس واللسان وأساس البلاغة فى [جمر].
(7) فى ع: «الخنساء»، وفى ف وإحدى المغربيتين «الحسناء» وهو خطأ، ولم أجد اسمها إلا فى القاموس فى [خشن] فقال: «الخشناء بنت وبرة»، والمغربية الأخرى.
(8) انظر هذا فى المصادر السابقة.
(9) فى المطبوعتين فقط: «فطفئت».
(10) الحيوان 5/ 123و 128(2/912)
حنظلة، وزعم آخرون أنهم بنو مالك بن خزيمة بن تميم بن جلّ (1) بن عبد مناة بن أدّ، غير أنهم جعلوا مكان جشيش يربوعا.
ومن الجمرات التى لم تطفأ عند بعضهم نمير بن عامر بن صعصعة لأنهم لم يحالفوا أحدا من العرب.
قال الجاحظ (2): إنما قيل لكل واحدة (3) منها جمرة لأنهم تجمعوا حتى قووا على عدوهم، واشتدوا، قال: ويجوز أن يكون اشتقاقه من تجمير المرأة شعرها، إذا (4) ضفرته، قيل: قد جمرته، قال (5) غيره: ومنه قيل (6): «خفّ مجمر» (7)، إذا كان مجتمعا شديدا.
طهيّة (8) بنت عبشمس بن سعد ولدت لمالك بن حنظلة عوفا (9)، وأبا سود، وربيعة، وآخر لم يعرفه ابن الكلبى (10)، فعرف أولادها بها.
/ الموالى (11) ثلاثة: مولى اليمين المحالف، ومولى الدار المجاور، ومولى النسب ابن العم والقرابة، قال الشاعر (12):
__________
(1) فى ص والمغربيتين: «جبل»، ولم أعثر على هذا الاسم فى مصادرى.
(2) الحيوان 5/ 128
(3) فى المطبوعتين فقط: «واحد».
(4) فى م: «وإذا».
(5) فى م: «وقال».
(6) سقطت كلمة «قيل» من ع وف والمطبوعتين وإحدى المغربيتين.
(7) هذا القول بنصه تجده فى اللسان فى [جمر] وذكر الخف مع الحافر فى القاموس، وذكر الحافر والمنسم فى أساس البلاغة 1/ 132، وذكر الحافر وحده فى جمهرة اللغة.
(8) انظر النقائض 1/ 183و 434و 462و 958والاشتقاق 233، وجمهرة أنساب العرب 228، والعقد الفريد 3/ 349، واللسان فى [طها] وجاء اسم طهية فقط فى القاموس وجمهرة اللغة والتكملة والذيل والصلة فى [طها]. وفى ص: «طهية بنت عبد شمس».
(9) فى جمهرة أنساب العرب: «عون»، والاشتقاق جعل أبناءها «صديّا، وأبا سرد، وجشيش» واللسان جعل أبناءها «أبا سود، وعوفا، وحبيشا».
(10) هو هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبى، الكوفى الشيعى، يكنى أبا المنذر، كان عالما بالنسب وأخبار العرب، وأيامها ومثالبها ووقائعها، وله مصنفات كثيرة. ت 206هـ.
المعارف 536، والفهرست 108، ونزهة الألباء 75، ووفيات الأعيان 6/ 82ومعجم الأدباء 6/ 2779 [ط إحسان] والشذرات 2/ 13وسير أعلام النبلاء 10/ 101وما فيه من مصادر.
(11) فى ص: «المولى»، وفى المطبوعتين فقط: «والموالى».
(12) هو عتبة بن شتير بن خالد كما فى معجم ما استعجم 2/ 742(2/913)
[البسيط]
نبّئت حيّا على سقمان أفردهم ... مولى اليمين ومولى الدّار والنّسب (1)
* * *
__________
(1) فى ص: «على سهمان»، ولم أعثر على موضع بهذا الاسم، وفى المطبوعتين: «على نعمان»، وفى المغربيتين: «على سقمين»، وفى معجم ما استعجم: «أنبئت أسلمهم
ومولى الجار» وفيه ضبطت «سقمان» بضم الأول وسكون الثانى، وفى معجم البلدان بضم الأول وسكون الثانى أيضا، وقال محقق معجم ما استعجم رحمه الله فى الهامش: «ضبطه ياقوت بفتح أوله وثانيه» [كذا].(2/914)
باب فى (1) ذكر الوقائع والأيام (8)
قد أثبتّ فى هذا الباب ما تأدّى إلىّ حفظه (2) من أيام العرب ووقائعهم، مستخرجة من النقائض وغيرها (3)، ولم أشرط استقصاءها، ولا ترتيبها إذ كان فى أقل مما (4) جئت به غنى ومقنع، ولأن أبا عبيدة ونظراءه قد فرغوا مما ذكرت، فإنما هذه القطعة تذكرة للعالم، وذريعة للمتعلم، وزينة لهذا الكتاب، ووفاء (5)
بشرطه، وزيادة فى حسنه / إذ كان الشاعر كثيرا ما يؤتى عليه فى هذا الباب، وأنا أذكر ما علمته من ذلك فى أقرب ما أقدر عليه من الاختصار إن شاء الله تعالى، بعد أن أقدم فى صدره أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقائعه مع المشركين لأنه أولى بالتقديم، وأحقّ بالتعظيم، ولما أرجوه من بركة اسمه، وافتتاح القصص بذكره.
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة «ودّان» (6) على رأس الحول من الهجرة، ثم غزا عيرا / لقريش بعد شهر وثلاثة أيام، ثم غزا فى طلب كرز (7) حتى بلغ «بدرا» بعد عشرين يوما، ووجّهت القبلة إلى الكعبة.
__________
(8) سيرة ابن هشام المعارف تاريخ الطبرى الكامل فى التاريخ جمهرة أنساب العرب أنساب الأشراف النقائض العقد الفريد الأغانى الأنوار ومحاسن الأشعار معجم ما استعجم معجم البلدان إمتاع الأسماع الاشتقاق الفاخر.
(1) سقطت «فى» من ع والمطبوعتين.
(2) سقطت كلمة «حفظه» من ع وف والمطبوعتين والمغربيتين.
(3) سقط قوله: «وغيرها» من ع فقط.
(4) فى ف والمغربيتين: «ما جئت».
(5) فى المطبوعتين فقط: «ووفاء لشرطه، وزيادة لحسنه».
(6) انظر سيرة ابن هشام 21/ 591، وتاريخ الطبرى 2/ 403و 407و 3/ 152، والمعارف 152، وإمتاع الأسماع 53
(7) فى ف والمطبوعتين: «كرز بن حفص»، وهو خطأ، وما فى ع وص والمغربيتين هو الأوفق لأن المؤلف نقل عن المعارف 152، وهو لم يذكر «ابن حفص»، والمذكور هو كرز بن جابر الذى أغار على سرح المدينة فطلبه النبى صلى الله عليه وسلم، وانظر فى كرز بن جابر سيرة ابن هشام 43/ 608، وتاريخ الطبرى 2/ 406و 407و 410و 3/ 153(2/915)
ثم غزا «بدرا» (1)، فكان يوم بدر لستة عشر يوما خلت من شهر رمضان سنة (2) اثنتين، وكان المشركون يومئذ تسعمائة وخمسين رجلا، والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، فقتل من المشركين خمسون رجلا، وأسر أربعة وأربعون (3)، واستشهد يومئذ (4) من المسلمين أربعة عشر رجلا.
يوم «أحد» (5): كان فى شوال من سنة ثلاث، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سبعمائة، وقريش ثلاثة (6) آلاف، وفى هذه الغزوة (7) استشهد حمزة رضى الله عنه.
يوم «الخندق»: كان (8) فى سنة أربع.
ويوم (9) «بنى المصطلق» و «بنى لحيان»: فى شعبان سنة خمس.
ويوم (10) «خيبر»: فى سنة ست.
وكان (11) يوم «مؤته» فى سنة ثمان، واستشهد فيه زيد بن حارثة أمير الجيش، وجعفر بن أبى طالب أمير (12) الجيش بعده، وعبد الله بن رواحة أمير الجيش بعدهما، وقام بأمر الناس خالد بن الوليد، وكانوا / فى ثلاثة آلاف.
__________
(1) المعارف 152، وسيرة ابن هشام 21/ 606و 43/ 608، وتاريخ الطبرى 2/ 421و 3/ 152، وإمتاع الأسماع 60، والأغانى 4/ 170
(2) فى المطبوعتين فقط: «من سنة».
(3) هناك اختلاف بين العلماء فى تقدير القتلى والأسرى من المشركين فى غزوة بدر. [انظر المعارف. وسيرة ابن هشام. وتاريخ الطبرى. والكامل لابن الأثير وغير ذلك من كتب التاريخ والسيرة].
(4) سقطت كلمة «يومئذ» من المطبوعتين فقط.
(5) انظر المعارف 158، وسيرة ابن هشام 43/ 60، وتاريخ الطبرى 2/ 499و 3/ 153، وإمتاع الأسماع 113
(6) فى المطبوعتين والمغربيتين: «فى ثلاثة».
(7) فى ع وف ومغربية: «الغزاة».
(8) فى ص فقط: «وكان»، انظر المعارف 161، وكتب التاريخ.
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «يوم»، انظر المعارف 161، وكتب التاريخ.
(10) فى ع فقط: «يوم» انظر المعارف 161، وكتب التاريخ.
(11) سقطت «كان» من ف. انظر المعارف 163، وكتب التاريخ.
(12) فى المطبوعتين فقط: «أمير الجيش أيضا بعده».(2/916)
وكان فتح «مكة» (1) فى شهر رمضان من (2) سنة ثمان.
وبعده بخمس عشرة ليلة سار إلى «حنين» (3) فى شوال، ولقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع هوازن فى شوال للنّصف منه، فانهزم المسلمون، وكان الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: علىّ بن أبى طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابنه، وأيمن (4) بن عبيد، وهو ابن أم أيمن، واستشهد (5) ذلك اليوم، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة، وفى رواية أخرى: أبو بكر، وعمر، وعلى، والعباس، وابنه، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن، وأسامة، ثم رجع الناس من وقتهم، وانهزم المشركون، وكانت الكرّة عليهم لله ورسوله.
ثم سار بعد «حنين» إلى «الطائف» فحاصرها شهرا، ولم يفتتحها (6).
وغزا بلد الروم فى رجب من سنة تسع، فبلغ «تبوك»، وبنى (7) بها مسجدا، هو بها إلى اليوم.
وفتح الله عز وجل عليه فى سفره ذلك «دومة الجندل» على (8) يدى خالد / بن الوليد.
كل (9) هذا مختصر من كلام ابن قتيبة، وإياه قلّدت فيما ركبت من هذه الطريقة، والله المستعان، وعليه توكلت.
__________
(1) المعارف 163، وانظر كتب التاريخ.
(2) فى ص: «فى سنة»، وفى المطبوعتين والمغربيتين: «سنة» بإسقاط «من».
(3) المعارف 163، وكتب التاريخ.
(4) فى المطبوعتين فقط: «أيمن بن عبد الله»، وهو خطأ. انظر المعارف 164، وتاريخ الطبرى 3/ 74، وباقى كتب التاريخ.
(5) فى ع وص وف والمغربيتين: «واستشهد ذلك اليوم ربيعة»، وهو خطأ. انظر المصادر السابقة.
(6) فى ف: «ولم يفتحها». انظر المعارف 164، وكتب التاريخ
(7) فى ف: «وبنى بها مسجدا إلى اليوم هو بها». انظر المعارف 165
(8) فى ص: «على يد خالد». انظر المعارف 165
(9) فى المطبوعتين فقط: «وكل».(2/917)
وهذه أيام العرب: يوم «إراب» (1) لبنى ثعلبة بن بكر، رئيسهم:
الهذيل أبو (2) حسان، على بنى رياح بن يربوع، وقد (3) كان الهذيل سبى نساء بنى رياح، والتقى بهم على «إراب»، وقد سبقه بنو رياح إليه ليمنعوهم الماء حتى يردّوا (4) السّبى، فأقسم الهذيل: لئن رددتم إلينا إناء فارغا (5) ليأتينّكم (6) فيه رأس إنسان منكم (7) تعرفونه، فاشتروا منه بعض السّبى، وأطلق البعض.
/ يوم «نعف قشاوة» (8): لبسطام بن قيس، رئيس بنى شيبان، على بنى يربوع، قتل فيه بجيرا، وأسر أباه، أبا مليل، ثم / منّ عليه من وقته، وترك له «مليلا» ولده، وكان أسيرا عنده، بعد أن كساه وحمله.
يوم «نجران» (9) للأقرع بن حابس فى قومه بنى تميم، على اليمن، هزمهم، وكانوا أخلاطا، وفيهم الأشعث بن قيس، وأخوه، وفيهم ابن ناكور (10) الكلاعى، الذى أعتق فى زمان عمر / بن الخطاب أربعة آلاف أهل بيت فى الجاهلية أسروا.
__________
(1) النقائض 1/ 473و 2/ 1088، والعقد الفريد 5/ 240، ومعجم البلدان 1/ 133، وفى معجم ما استعجم 1/ 133، وإراب بفتح الهمزة وضمها وكسرها: من مياه البادية.
(2) فى ع والمطبوعتين: «ابن حسان»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق النقائض 1/ 473، وإن كان فى بعض المصادر: «الهذيل بن هبيرة بن حسان»، وفى بعضها: «الهذيل بن هبيرة التغلبى» كما فى الاشتقاق 336، ومعجم البلدان.
(3) سقطت «قد» من المطبوعتين فقط.
(4) فى المطبوعتين فقط: «حتى يرد».
(5) فى ع: «فارغة».
(6) فى المطبوعتين فقط: «لنأتينكم فيه برأس».
(7) سقطت «منكم» من المطبوعتين فقط.
(8) النقائض 1/ 19، والكامل فى التاريخ 1/ 596، ومعجم ما استعجم 3/ 1075، ومعجم البلدان 4/ 351، والنّعف: ما انحدر من حزونة الجبل وارتفع من منحدر الوادى والقشاوة: المسناة المستطيلة فى الأرض، وماءة بنجد، أو موضع متصل بنقا الحسن.
(9) نجران: مدينة بالحجاز من مخاليف اليمن. انظر معجم البلدان فى نجران، ومعجم ما استعجم 4/ 1298
(10) فى ع: «ابن باكون»، وفى ص: «ابن ناكون»، وفى ف: «ابن ناكول»، وفى المطبوعتين: «ابن باكور»، وفى المغربيتين: «وفيهم باكور»، وهو خطأ فى الجميع، والتصحيح من النقائض 1/ 46والاشتقاق 525، وجمهرة أنساب العرب 434، وتاريخ الطبرى 3/ 323، واسمه فى جميع هذه المصادر «سميفع بن ناكور».(2/918)
يوم «الصّمد» (1): هو يوم «طلح» ويوم «بلقاء»، ويوم «أود»، ويوم «ذى طلوح»، كلها يوم واحد لبنى يربوع على بنى شيبان، ورئيسهم:
الحوفزان، ورئيس اللهازم: أبجر بن بجير العجلىّ.
يوم «طخفة» (2): وهو أيضا يوم «ذات كهف»، ويوم «خزاز» فى قول بعضهم، لبنى يربوع والبراجم على المنذر بن ماء السماء، أسروا فيه أخاه «حسان»، وابنه «قابوس»، وجزّت ناصية قابوس، وكان ذلك بسبب إزالة الردافة (3) عن عوف بن عتّاب الرياحى.
يوم «المرّوت» (4): وهو أيضا يوم «إرم الكلبة» نقا قريب من «النّباج» لبنى حنظلة، وبنى عمرو بن تميم، على بنى قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وكان الذّكر فيه لبنى يربوع، وإنما أغارت قشير على بنى العنبر، فاستنقذ بنو يربوع أموال بنى العنبر وسبيهم من بنى عامر.
__________
(1) النقائض 1/ 66و 73و 2/ 781و 1019، وفيه أنه يطلق عليه أيضا يوم ذى طلوح، وفى العقد الفريد 5/ 188، جاء تحت اسم يوم ذى طلوح، وفى الكامل 1/ 637، جاء تحت يوم ذى طلوح، ثم قيل وهو يوم الصّمد، ويوم أود، وانظر معجم ما استعجم 3/ 841، ومعجم البلدان 3/ 423، والصّمد: موضع فى ديار بنى يربوع، أو ماء للضباب.
(2) النقائض 1/ 66و 448و 530، والعقد الفريد 5/ 234، والكامل فى التاريخ 1/ 649، ومعجم ما استعجم 3/ 888، ومعجم البلدان 4/ 23، وذكرت فى بعضها الأسماء الأخرى.
وطخفة: موضع بعد النباج وبعد إمّرة فى طريق البصرة إلى مكة، وقيل: جبل أحمر طويل حذاءه بئار ومنهل.
(3) الردافة: هى أن يجلس الرديف على يمين الملك، وأن يردفه إذا ركب، وأن يثنى بصاحب الردافة فى الشراب، وإن غاب الملك خلفه فى المجلس، فهى فى الجاهلية بمنزلة الوزراء فى الإسلام، ولها مميزات كثيرة.
المعارف 651، والعقد الفريد 5/ 234، وجمهرة الأنساب 227، وثمار القلوب 184، ومعجم البلدان 4/ 23
(4) النقائض 1/ 70و 482، والعقد الفريد 5/ 179، والكامل فى التاريخ 1/ 631، ومعجم البلدان 5/ 111
والمرّوت: موضع قرب النباج. وانظر النباج فى معجم ما استعجم 4/ 1291، ومعجم البلدان 5/ 255(2/919)
يوم «مليحة» (1): لبنى شيبان، رئيسهم: بسطام بن قيس، على بنى (2) يربوع وقتل ذلك اليوم عصمة / بن النجار، فلما رآه بسطام قال: ما قتل هذا إلا لتثكل رجلا أمّه، فقتل به يوم العظالى، قاتله الهيش (3) بن المقعاس.
يوم «الّلوى» (4): لفزارة على هوازن، وفيه قتل عبد الله بن الصّمة، وأثخن (5) دريد أخوه.
يوم «الصلعاء» (6): لهوازن على فزارة، وعبس، وأشجع، وفيه قتل دريد بأخيه ذؤاب بن أسماء.
يوم «الهباءة» (7): / وهو يوم «الجفر»، لعبس على ذبيان، وفيه قتل حذيفة بن بدر، وأخوه حمل، سيدا (8) بنى فزارة، وكان يقال لحذيفة «ربّ معدّ».
__________
(1) النقائض 2/ 580، تحت عنوان يوم الإياد، ثم قيل: هو يوم العظالى ويوم الأفاقة ويوم أعشاش ويوم مليحة، والكامل فى التاريخ 1/ 612، تحت عنوان يوم الإياد وهو يوم أعشاش ويوم العظالى، والعقد الفريد 5/ 192، ومعجم ما استعجم 4/ 1260، ومعجم البلدان 5/ 196و 197، وانظره غير مستقل بنفسه فى النقائض 1/ 73، ضمن الحديث عن يوم الصمد.
(2) جاء قوله: «على بنى يربوع» فى ع والمطبوعتين فقط بعد قوله: «لبنى شيبان».
(3) فى المطبوعتين: «الهبش» بالموحدة التحتية، وهو خطأ، والصحيح ما فى ع وص وف والمغربيتين. انظر النقائض 1/ 73
(4) النقائض 2/ 777، ضمن الحديث عن بعض الأيام، والعقد الفريد 5/ 168، ومعجم البلدان 5/ 23
واللوى: واد من أودية بنى سليم. انظر معجم ما استعجم 4/ 1165
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «وأثخن أخوه دريد». وأثخن: جرح جراحات كثيرة.
(6) العقد الفريد 5/ 173، ومعجم ما استعجم 3/ 840، ومعجم البلدان 3/ 421
وفى ص وف والمطبوعتين: «الصليفاء»، وفى هامش م كتب المحقق ما يبين أن صحتها «الصلعاء»، والصحيح ما فى ع والمغربيتين.
(7) الفاخر 226والعقد الفريد 5/ 156، ومعجم ما استعجم 4/ 1344، ومعجم البلدان 5/ 389. الهباء: التراب وتؤنث للأرض، وجفر الهباءة مستنقع فى هذه الأرض، وانظر الحديث عن الهباءة عرضا فى النقائض 1/ 420
(8) فى ص: «سيد بنى» بالإفراد.(2/920)
يوم «عراعر» (1): لعبس على كلب وذبيان، وفيه قتل مسعود بن مصاد (2) الكلبى، وكان شريفا.
يوم «الفروق» (3): بين عبس وبنى سعد بن زيد مناة، قاتلوهم، فمنعت عبس أنفسها، وحريمها، وخابت غارة بنى سعد، وقيل لقيس بن زهير ويقال: عنترة كم كنتم يوم «الفروق»؟ قال: مائة فارس كالذهب، لم نكثر فنفشل، ولم نقلّ فنذلّ.
يوم «شعب جبلة» (4): قال أبو عبيدة: كانت عظام أيام العرب ثلاثة:
يوم كلاب ربيعة، / ويوم شعب جبلة، ويوم ذى قار، / وكان يوم الشّعب لبنى عامر بن صعصعة، وعبس حلفائهم، على الحليفين: أسد، وذبيان، رئيسهم (5):
حصن بن حذيفة، يطلب (6) عبسا بدم أبيه، وتطلب (6) عبس بن بغيض بدم أبيهم، ومعهم معاوية بن الجون الكندى فى جمع من كندة، وعلى بنى حنظلة بن مالك، والرّباب، رئيسهم: لقيط بن زرارة يطلب بدم معبد أخيه، ويثربىّ بن عدس، ومعهم حسان بن الجون، أخو معاوية، وقيل: بل عمرو بن الجون، وحسان بن وبرة الكلبىّ، أخو النعمان بن المنذر لأمّه.
__________
(1) معجم ما استعجم 3/ 928، ومعجم البلدان 4/ 93. والعراعر: ماء ملح أو مرّ فى ديار كلب.
(2) هناك ذكر لبنى مصاد فى الاشتقاق 384و 566، وجمهرة أنساب العرب 457، دون ذكر مسعود.
(3) النقائض 2/ 1071، والفاخر 228، والعقد الفريد 5/ 158، ومعجم ما استعجم 3/ 1023، ومعجم البلدان 4/ 258. والفروق بفتح الفاء وضم الراء: عقبة دون هجر إلى نجد، بين هجر ومهب الشمال.
(4) النقائض 1/ 407و 2/ 654، والعقد الفريد 5/ 141، والكامل فى التاريخ 1/ 583، والأغانى 11/ 131، ومعجم ما استعجم 2/ 365، [جبلة] ومعجم البلدان 2/ 104، [جبلة] و 3/ 347، [شعب جبلة]. وجبلة: هضبة حمراء بين الشّريف ماء لبنى نمير، وبين الشّرف ماء لبنى كلاب.
(5) فى المطبوعتين وإحدى المغربيتين: «ورئيسهم».
(66) ما بين الرقمين ساقط من ع وص والمغربيتين، وقوله: «وتطلب عبس بن بغيض بدم أبيهم» ساقط من ف.(2/921)
وقال غير أبى عبيدة: كان مع أسد وذبيان معاوية (1) بن شرحبيل بن أخضر ابن الجون (2) بن آكل المرار، ومع بنى حنظلة والرّباب حسّان بن عمرو بن الجون فى جموع من كندة وغيرهم، فأقبلوا إليهم بوضائع (3) كانت تكون مع الملوك بالحيرة وغيرها، وهم الرابطة، وجاءت بنو تميم فيهم لقيط، وحاجب، وعمرو بن عمرو، ولم يتخلف منهم إلا بنو سعد لزعمهم أن صعصعة هو / ابن سعد، ولم يتخلف من بنى عامر إلا هلال بن عامر، وعامر بن ربيعة بن عامر، وشهدت غنىّ، وباهلة، وناس من بنى سعد بن بكر، / وقبائل بجيلة كلها (4) إلا قشيرا، وشهدت بنو عبس بن رفاعة بن بهثة بن سليم، عليهم مرداس بن أبى عامر، أبو العباس بن مرداس، (5) صاحب النبى صلى الله عليه وسلم (5)، وشهد معهم نفر من عكل، فانتهى جمع (6) أهل الشّعب يومئذ ثلاثين ألفا، وجاء الآخرون فى عدد لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولم يجتمع قط فى الجاهلية جمع مثله، فانهزمت تميم، وذبيان، وأسد، وكندة، ومن لفّ لفّهم، وقتل لقيط بن زرارة، طعنه شريح بن الأحوص، فحمل مرتثّا (7)، فمات بعد يوم (8)، وأسر حسان بن الجون، أسره طفيل بن مالك، وأسر معاوية بن الجون، أسره عون بن الأحوص، وجزّ ناصيته، وأطلقه على الثواب، فلقيه (9) قيس بن زهير فقتله، وأسر حاجب بن زرارة، أسره ذو الرقيبة
__________
(1) فى م: «معاوية بن شرحبيل بن الحارث بن عمر بن آكل المرار» وفى خ: «ابن خضر».
وفى جمهرة أنساب العرب 428: «معاوية بن شراحيل بن أخضر بن الجون».
(2) فى ع: «ابن الجون آكل المرار»، وآكل المرار هو حجر، انظر جمهرة أنساب العرب 427و 428، والاشتقاق 22و 545
(3) الوضائع: الرهائن، وهم قوم كان يأخذهم كسرى كرهائن وينزلهم بعض بلاده. انظر القاموس واللسان.
(4) سقطت «كلها» من المطبوعتين فقط.
(55) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «جميع».
(7) أى فيه بقية من روح.
(8) فى المطبوعتين فقط: «بعد يوم أو يومين».
(9) من هنا إلى قوله: «وكان يوم جبلة» ساقط من ف سهوا، وفى المطبوعتين: «ولقيه».(2/922)
مالك بن سلمة بن قشير، وأسر عمرو بن عمرو بن عدس، أسره قيس بن المنتفق، فجزّ ناصيته، وأطلقه على الثواب.
وكان يوم جبلة قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة، وقبل / مولد النبى صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة، وفى يوم الشّعب ولد عامر بن الطفيل، هكذا روى محمد ابن حبيب (1) عن أبى عبيدة، وروى (2) غيره عنه خلاف ذلك.
يوم «أقرن» (3): لبنى عبس على بنى تميم، وبخاصة بنى مالك بن حنظلة، وفى هذا اليوم قتل عمرو بن عمرو بن عدس، وابنه شريح، وأخوه ربعى، وكان عمرو بن عمرو خرج مراغما للنعمان بن المنذر، فسبى سبيا / من عبس، وغنم مالا، وابتنى بجارية من السّبى، فأدركته عبس، فكان من أمره ما كان.
يوم «زبالة» (4): لبنى بكر بن وائل، وبخاصة بنى شيبان، وبنى تيم الله، رئيسهم: بسطام، على بنى تميم، ورئيسهم: الأقرع بن حابس، أسر فيه الأقرع، وأخوه فراس، فاستنقذهما (5) بسطام، / بعد أن حكم عليه عمران بن مرّة بمائة ناقة.
__________
(1) هو محمد بن حبيب، نسب إلى أمه حبيب حيث لا يعرف أبوه، يكنى أبا جعفر، كان من ثقات العلماء فى اللغة والشعر والأخبار والأنساب، له مؤلفات كثيرة، ويتهمه البعض بأنه كان يأخذ كتب السابقين فينسبها إلى نفسه. ت 245هـ.
الفهرست 119، وتاريخ بغداد 2/ 277، وطبقات الزبيدى 139و 198، وإنباه الرواة 3/ 119، وبغية الوعاة 1/ 73، ومعجم الأدباء 6/ 473، والوافى بالوفيات 2/ 325
(2) فى ع: «وروى عنه غيره». ولم أجد فى المحبر ما يفيد ذلك.
(3) العقد الفريد 5/ 178، والكامل فى التاريخ 1/ 638، ومعجم ما استعجم 1/ 180، وفى معجم البلدان 1/ 236ذكرت «أقرن» دون ذكر الموقعة. وأقرن: موضع بديار بنى عبس.
(4) النقائض 2/ 680، وفى معجم ما استعجم 2/ 693، دون ذكر الوقعة، وجاء ذكرها فى معجم البلدان 3/ 129. وزبالة: منزل معروف بطريق مكة، وقيل: هى من أعمال المدينة، وسميت بذلك لزبلها الماء أى بضبطها له وأخذها منه.
(5) فى المطبوعتين فقط: «واستنقذوهما».(2/923)
يوم «جدود» (1): لبنى سعد بن زيد مناة على بنى شيبان، وكانت (2)
شيبان أغارت مع الحوفزان على سعد، فأدركهم قيس بن عاصم المنقرىّ، ففلّهم (3)، واستنقذ ما كان فى أيديهم، وفاته / الحوفزان لصلابة (4) فرسه، فلما يئس من أسره حفزه بالرمح فى خرابة (5) وركه، فانتقضت عليه بعد حول، فمات منها، وسالمت فى هذا اليوم بنو يربوع الجيش على تمر أخذوه منهم، وفضل ثياب، فعيّرتهم بذلك «منقر».
يوم «الكلاب الأول» (6): لسلمة بن الحارث بن عمرو المقصور (7)، (8) ومعه بنو تغلب، والنّمر بن قاسط، وسعد بن زيد مناة، والصنائع على أخيه شرحبيل بن الحارث بن عمرو (8)، ومعه بكر بن وائل، وحنظلة بن مالك، وبنو (9) أسيّد، وطوائف من بنى عمرو بن تميم، والرّباب، ولم يكونوا ذلك الوقت يدعون «ربابا»، وإنما تربّبوا بعد ذلك، حكاه أبو عبيدة، فقتل شرحبيل،
__________
(1) النقائض 1/ 144و 326، والعقد الفريد 5/ 199، والكامل فى التاريخ 1/ 610، والأغانى 14/ 178، ومعجم البلدان 2/ 114، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 87، وذكر الموقع دون ذكر الموقعة فى معجم ما استعجم 2/ 372، وجدود: اسم ماء فى ديار بنى سعد من بنى تميم.
(2) فى المطبوعتين فقط: «وكانت بنو شيبان».
(3) فى المطبوعتين فقط: «فقتلهم». وفلّهم: هزمهم [اللسان].
(4) فى ع وف والمغربيتين: «بصلابة».
(5) فى المطبوعتين فقط: «فى خزانة» وهو خطأ.
وحفزه: طعنه. وخرابة الورك وقد تشدد الراء مغرز رأس الفخذ، أو ثقب رأس الورك.
[القاموس واللسان].
(6) النقائض 1/ 448و 452و 2/ 1073، والعقد الفريد 5/ 222، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 196، والأغانى 15/ 77، والكامل 1/ 549، ومعجم ما استعجم 4/ 1132، ومعجم البلدان 4/ 472. والكلاب: ماء بين الكوفة والبصرة، أو ماء بين جبلة وشمام على سبع ليال من اليمامة. وفى كتاب الأنوار ذكرت أحداث الكلاب الأول فى الثانى والعكس.
(7) يبدو لى أنه أطلق عليه المقصور لأنه كان قد قصر على الملك بعد موت أبيه وأخيه. انظر جمهرة أنساب العرب 427و 428
(88) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ف.
(9) فى ع: «وهو أسيد بن» [كذا]، وفى ص: «بنو أسيد» وفى المطبوعتين: «بنو أسد»، انظر العقد الفريد 5/ 224، لأن المقصود أنهم أتباع أكثم بن صيفى الأسيدى، وما فى ف يوافق المغربيتين.(2/924)
قتله أبو حنش (1) عصم بن النعمان الجشمىّ، ويقال: بل قتله ذو السنينة (2)
حبيب بن عتبة الجشمىّ، وكانت له سنّ زائدة، وهو أخو أبى حنش لأمه، وهى سلمى بنت عدى بن ربيعة أخى مهلهل، هكذا أثبتوا فى هذا الموضع أن عديّا أخو مهلهل، ويسمّى الكلاب الأول أيضا يوم (3) «الشّعيبة».
يوم «الكلاب الثانى (4)»: لبنى (5) تميم، وبخاصة بنى سعد، والرّباب، / رئيسهم: قيس بن عاصم، على قبائل مذحج، وكانت (6) مذحج فى نحو اثنى عشر ألفا، رئيسهم: يزيد (7) بن المأمور، وهم (8) مذحج، وهمدان، وكندة، وفى هذا اليوم أسر عبد يغوث بن وقّاص الحارثى، وهتم فم.
سنان (9) بن سمىّ بن سنان بعد أن أسر رئيس كندة، هتمه قيس بن عاصم بقوسه، وانتزع عبد يغوث من يد (10) الأهتم / بعد أن شرط المأسور لموصله إليه
__________
(1) فى خ: «أبو حبيش عاصم»، وفى م: «عاصم»، وهو خطأ فيهما. انظر الاشتقاق 338، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 215، وجمهرة أنساب العرب 304، ومعجم البلدان 4/ 473، والنقائض 1/ 454
(2) فى المطبوعتين فقط: «ذو الثنية»، وفى ص «الشنينة» وهو تصحيف.
انظر النقائض 1/ 455و 2/ 1075
(3) قوله: «يوم الشعيبة» جاء فى خ هكذا: «يوم الشعيبة يوم الكلام الثانى»، وفى م: «يوم الشعيبة [وهو] يوم الكلاب الثانى»، وهو خطأ فيهما: لأن الكلام السابق يكون ناقصا.
(4) النقائض 1/ 149، والعقد الفريد 5/ 224، والأغانى 14/ 81، والكامل فى التاريخ 1/ 622، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 196، ولكنه جعله الأول، ومعجم ما استعجم 4/ 1132، ومعجم البلدان 4/ 473
(5) فى المطبوعتين فقط: «لبنى تميم وبنى سعد».
(6) فى ص: «وكان مذحج اثنى عشر» وسقط «وكانت مذحج» من المطبوعتين.
(7) فى ص والمطبوعتين: «زيد» والصحيح ما فى ع وف والمغربيتين. انظر النقائض 1/ 150، والعقد الفريد 5/ 225، وباقى المصادر.
(8) فى المطبوعتين فقط: «وهو».
(9) فى ع وص والمطبوعتين «سمى بن سنان»، وهو خطأ لأن الأهتم هو سنان وليس سميّا، فسمىّ أبو الأهتم، وما فى ف يوافق المغربيتين.
انظر الشعر والشعراء 2/ 632، والاشتقاق 251، وجمهرة أنساب العرب 217، والنقائض 1/ 152و 258و 349
(10) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «من يدى».(2/925)
مائة (1) من الإبل، انتزعته التّيم، فقتلوه برئيسهم النّعمان بن جسّاس، وكان قد قتل ذلك اليوم، ويسمّى (2) الكلاب الثانى أيضا يوم (3) «حزّ الدّوابر»، قال أبو عبيدة: لم يشهده من تيم إلا الرّباب، وسعد خاصة، وكان الغناء من الرّباب للتّيم (4)، ومن سعد لمقاعس.
يوم «ذى (5) بيض»: أغار الحوفزان على بنى يربوع، فسبى نسوة منهم، فأصرختهم بنو مالك بن حنظلة، فاستنقذوا (6) النسوة، وأسر (7)
الحوفزان، أسره حنظلة بن بشر بن عمرو بن (8) عمرو، وزعم قوم أن هذا اليوم يوم «الصّمد».
يوم «عاقل» (9): لبنى حنظلة على هوازن، وفيه / أسر الصّمّة بن الحارث بن جشم، وهزم / جيشه، وكان الذى أسره الجعد بن الشّمّاخ، أحد بنى عدىّ بن مالك بن حنظلة، ثم أطلقه بعد سنة، وجزّ ناصيته على أن يثيبه، فأتاه
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «مائة ناقة من الإبل».
(2) فى المطبوعتين فقط: «وسمى».
(3) فى المطبوعتين «يوم حر الدوابر» بالراء المهملة فى «حر»، وجعل فيهما يوما مستقلا، وهو خطأ، وفى ف: «حز الدورا» فقد جاء فى العقد الفريد 5/ 227: «وقال أبو عبيدة: أمر قيس بن عاصم أن يتبعوا المنهزمة، ويقطعوا عرقوب من لحقوا، ولا يشتغلوا بقتلهم عن أتباعهم، فجزّوا دوابرهم، فذلك قول وعلة:
فدى لكم أهلى وأمى ووالدى ... عداة كلاب إذ تجزّ الدوابر»
(4) فى المطبوعتين فقط: «لتيم».
(5) ذكر المكان فى معجم ما استعجم 1/ 295، وقد اعتمدت ضبطه، وجاء فى معجم البلدان 1/ 531، بفتح الباء وفيه كلام كثير، ولم يذكر فيهما شىء عن الموقعة. وذو بيض: موضع بالحزن من بلاد بنى يربوع.
(6) فى المطبوعتين فقط: «واستنقذوا».
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «وأسروا».
(8) سقط (ابن عمرو) الثانى من المطبوعتين والمغربيتين.
(9) النقائض 1/ 119، فى العقد الفريد 5/ 137، يوم بطن عاقل وأشير إليه فى معجم ما استعجم 3/ 913، وفى معجم البلدان 4/ 68، وعاقل: ماء لبنى أبان بن دارم، وفى الأنوار ومحاسن الأشعار ذكر ليوم عاقل 1/ 239بطريقة مختلفة.(2/926)
على الثواب، فضرب الصّمّة عنقه، ثم غزا بنى حنظلة ثانية، فأسره الحارث بن بيبة (1) المجاشعىّ، وأسر رجل من بنى أسد، كان نزيلا عند ابن أخت له فى بنى يربوع ابنا للصّمّة، فافتدى الصّمّة نفسه، ومضى مع ابن بيبة (2) فى فداء ابنه إلى الأسدى النازل فى بنى يربوع، فطعنه أبو مرحب بالسيف فقتله لشىء كان بينهما عند حرب بن أمية، فبنو مجاشع تعيّر بذلك.
يوم «عينين» (3): لبنى نهشل على عبد القيس، منعوا فيه بنى منقر، وقد خرجوا ممتارين (4) من البحرين، فعرضت لهم عبد القيس، فاستغاثوا (5) ببنى نهشل، فحموهم واستنقذوهم.
يوم «قلهى» (6): منعت فيه بنو ثعلبة / بن سعد بن ذبيان بنى عبس الماء، وغلبتهم عليه، بعد اصطلاح (7) فزارة، ومرّة، حتى أخذوا دية عبد / العزّى بن حذار (8)، ومالك بن سبيع.
__________
(1) فى المطبوعتين: «ابن نبيه» وهو تصحيف، وفى ف: «ابن شيبة»، وهو خطأ، والصحيح ما فى ص وع والمغربيتين. انظر صحة اسمه فى الاشتقاق 241
(2) انظر التعليق السابق.
(3) عينان ويتلفظ بها على هذه الصيغة: عينين: قرية بالبحرين كثيرة النخل. معجم ما استعجم 3/ 986، ومعجم البلدان 4/ 180
وفى ف وخ: «يوم عنين» [كذا]، وقد صححه محقق م من قول لأبى عبيدة دون المخطوطات.
(4) يمتارون من الميرة وهو جلب الطعام، وهم يمتارون لأنفسهم ويميرون غيرهم.
(5) فى المطبوعتين فقط: «واستغاثوا».
(6) النقائض 1/ 107، والعقد الفريد 5/ 159، ومعجم ما استعجم 3/ 1093، ومعجم البلدان 4/ 393
وقلهى بفتح القاف واللام، أو بتسكين اللام: ماء أو موضع بالقرب من مكة.
(7) فى المطبوعتين والمغربيتين: «بعد اصلاح».
(8) فى ع وص: «جدار» وهو تصحيف، وفى خ: «يوم جدار» [كذا] وفى ف ومعجم البلدان: «جداد» وفى: م «حذار» بكسر أوله وفى المغربيتين: «حدار»، واعتمدت ما فى ف والنقائض 1/ 107، وانظر اسمه فيه فى حرب داحس 1/ 94(2/927)
يوم «بزاخة» (1): لبنى ضبّة على محرّق الغسّانى، وأخيه فارس مردود (2)، أغارا (3) على بنى ضبّة ببزاخة فى طوائف من العرب: من إياد، وتغلب، وغيرهما، فأدركتهم بنو ضبة، فأسر زيد الفوارس محرّقا، وأسر أخاه حبيش بن الدّلف، ثم قتلاهما بعد أن هزم من كان معهما، وقتل منهم عدّة.
يوم «إضم» (4): لبنى عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة، على الحارث بن مزيقيا الملك الغسّانى، ومزيقيا (5) هو عمرو بن عامر، وفيهم كان ملك غسّان بالشام فى آل (6) جفنة بن علبة (7) بن عمرو بن عامر، قتل بنى عائذة قتلا ذريعا، وفى ذلك اليوم قتل الرّديم (8)، وحمل رجل (9) من بنى قيس بن
__________
(1) النقائض 1/ 195. وبزاخة: ماء لطئ بأرض نجد، وقيل: ماء لبنى أسد، وقيل: رملة من وراء النباج. انظر معجم ما استعجم 1/ 246، ومعجم البلدان 1/ 408، وليس فيهما ذكر ليوم بزاخة هذا، وفيهما أن المعلوم عن يوم بزاخة أنه اليوم الذى حارب فيه خالد بن الوليد رضى الله عنه طليحة الأسدى الذى كان قد ادعى النبوة.
(2) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «مودود»، وهو خطأ، والسبب فى هذا الخطأ أن رأس الراء فى الكتابة المغربية تقرب من الواو وما فى ص هو الصحيح. انظر أنساب الخيل 99وأسماء خيل العرب 227، والحلبة فى أسماء الخيل 61، والنقائض 1/ 195
(3) فى ص وف والمغربيتين: «أغار»، وفى المطبوعتين: «أغاروا».
(4) النقائض 1/ 195
وإضم: جبل أو واد لأشجع وجهينة، أو واد دون المدينة. انظر ما قيل عنه فى معجم ما استعجم 1/ 165، ومعجم البلدان 1/ 214
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «وهو عمرو» بإسقاط «مزيقيا».
(6) فى المطبوعتين: «فى آل جفنة علثة»، وفى ع: «ابن عليّة» [كذا]، وفى المغربيتين: «ابن غلبة»، وما اعتمدته من ص وف يوافق ما جاء فى النقائض، وهو مصدر المؤلف.
(7) ربما كان صحة القول: «وفيهم كان ملك غسان فى آل جفنة فى ثعلبة بن عمرو بن عامر» وذلك لأن ثعلبة هو ابن عمرو مزيقياء. انظر الاشتقاق 435، وجمهرة أنساب العرب 331 و 372، والكامل فى التاريخ 1/ 655و 656. وآخر قول المؤلف يؤيد وجهة نظرى.
(8) الرديم لقب لأبى ضرار عمرو بن زيد الضبى. انظر الاشتقاق 194، والنقائض 1/ 196، والعقد الفريد 5/ 177و 178
(9) فى ف: «رجل من بنى عائذة ثم من بنى قيس» [كذا]، وفى المطبوعتين: «من بنى عائذة بن قيس».(2/928)
عائذة يدعى: عامر بن ضامر، فقال: والله لأطعننّ طعنة كمنخر الثور النّعر (1)، ثم قصد ابن مزيقيا، فطعنه، فقتله، وانهزم أصحابه هزيمة فاحشة، وزعم قوم أن هذا اليوم هو يوم «بزاخة»، وقال آخرون: بل كانت / الوقعة مع غير (2) الحارث من ولد مزيقيا، وزعم غيرهم أيضا أنها مع مزيقيا بنفسه (3)، لا مع ولده، والله أعلم.
يوم «نقا الحسن (4)»: الحسن شجر، سمى بذلك لحسنه، وقيل: هو جبل، وهذا اليوم لبنى ثعلبة بن سعد بن ضبة، على بكر بن وائل، وفيه قتل بسطام بن قيس، قتله عاصم بن خليفة، أخو بنى صباح، وكان رجلا أعسر، فأصاب صدغه الأيسر حتى نجم السّنان من الصدغ الأيمن.
يوم «أعيار» (5): وهو أيضا يوم «النّقيعة» (6)، لبنى ضبّة، على بنى عبس، وفيه قتل عمارة / الوهّاب، قتله شرحاف بن المثلّم بابن عمّ له يدعى «معضالا» (7)، كان عمارة / قد قتله، وانطوى خبره، ثم
__________
(1) الثور النّعر: هو الذى يصوت ويجرى لا يلوى على شىء بسبب ذبابة زرقاء تدخل آناف الحيوانات فتؤذيها. انظر القاموس واللسان فى [نعر].
(2) فى المطبوعتين فقط: «مع عبد الحارث»، وهو خطأ، فابن مزيقيا هو الحارث كما ورد فى أول الحديث عن يوم إضم.
(3) فى المطبوعتين فقط: «نفسه».
(4) النقائض 1/ 190و 233و 234، والعقد الفريد 5/ 202، والأغانى 11/ 48، والكامل فى التاريخ 1/ 613، فى يوم الشقيقة فيهما، ومعجم ما استعجم 4/ 1319، ومعجم البلدان 1/ 260 فى [الحسن].
(5) النقائض 1/ 193، والكامل فى التاريخ 1/ 645. وأعيار على لفظ جمع عير الحمار: هى الآكام التى ينسب إليها جشّ أعيار هكذا جاء فى معجم ما استعجم 1/ 173و 383، وفى معجم البلدان 1/ 223: هى هضبات فى بلاد ضبة، وأعيار أيضا جبل فى بلاد غطفان، وأحسبه بين المدينة وفيد.
(6) النقيعة: خبراوات بلبب الدهناء الأعلى، ينتقع فيها الماء، هكذا جاء فى معجم ما استعجم 2/ 383، فى جشّ أعيار. وفى معجم البلدان 5/ 302: النقيعة خبراء بين بلاد بنى سليط وضبة، والخبراء أرض تنبت الشجر.
(7) فى ع وص والمطبوعتين والمغربيتين: «مفضالا» بالفاء، وفى ف: «مقصالا»، وهو خطأ فى الجميع، والتصحيح من النقائض 1/ 194، والكامل فى التاريخ 1/ 645(2/929)
سمعه (1) شرحاف، ذكره على شراب، وكان حينئذ غلاما، فحين شبّ أخذ بثأر ابن عمه يوم «النقيعة»، واستنقذت بنو ضبّة إبلها من عبس، وقد كانوا أدركوهم فى المرعى (2).
يوم «رحرحان» الأول (3)»: غزا يثربىّ بن عدس بن زيد بن عبد الله ابن دارم، بنى عامر بن صعصعة، وعلى (4) بنى عامر (5) يومئذ / الأحوص بن جعفر بن كلاب، فقتل من بنى عامر (5) قريط (6) بن عبد [الله] بن أبى بكر، وقتل يثربىّ.
يوم «رحرحان الثانى (7)»: لبنى عامر بن صعصعة، ورئيسهم الأحوص، على بنى دارم، وفى ذلك اليوم أسر معبد بن زرارة، أسره عامر بن مالك، وأخوه طفيل، وشاركهما فى أسره رجل من غنىّ يقال له: أبو عميلة (8)
__________
(1) فى ص والمطبوعتين فقط: «ثم سمع».
(2) فى المطبوعتين فقط: «فى المراعى».
(3) النقائض 1/ 226، وفى 2/ 1060، ذكر ليوم رحرحان الأول والثانى، والأغانى 11/ 112، وجاء فى الكامل فى التاريخ 1/ 556دون تقسيم، وجاء فى الأغانى 5/ 21ذكر ليوم رحرحان، ولكنه مختلف فى سياقاته اختلافا كبيرا، ومعجم ما استعجم 2/ 633فى الربذة، ومعجم البلدان 3/ 36
ورحرحان: جبل قريب من عكاظ خلف عرفات قيل هو لغطفان، وكان فيه يومان للعرب أشهرهما الثانى.
(4) فى م: «وعلى عامر».
(55) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين مما يخلف المعنى.
(6) فى ع وص: «قريظ» بالظاء المعجمة، وهو تصحيف، وفى ص وف والمغربيتين:
«ابن عبد بن أبى بكر»، وفى ف زيادة «ابن كلاب» وفى ع والمطبوعتين: «ابن عبيد بن أبى بكر»، وهو خطأ وذلك لأن «عبيدا» هو أبو بكر، وقد زدت لفظ الجلالة ليصح الاسم والخبر.
انظر النقائض 2/ 1060، وجمهرة أنساب العرب 282، وقد نسب ابن قتيبة فى المعارف 89قريطا وإخوته «القرطات» إلى أبى بكر عبيد، وقد علقت عليه فى هامشه، والصحيح أن القرطات أبناء عبد الله بن عبيد «أبو بكر» بن كلاب.
(7) النقائض 2/ 1060، والأغانى 11/ 124، والعقد الفريد 5/ 139، دون تقسيم فيه.
(8) فى المطبوعتين: «أبو عميرة»، وهو خطأ، وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق النقائض 2/ 1063، والأغانى 11/ 127(2/930)
عصمة بن وهب، وكان أخا طفيل من الرضاعة، وفى أسرهم مات معبد (1)، شدّوا عليه القدّ (2) وبعثوا به إلى الطائف خوفا من بنى تميم أن يستنقذوه، وكان (3) هذا كله بسبب قتل الحارث بن ظالم المرّىّ (4) من مرّة بن سعد بن ذبيان (4)، خالد بن جعفر غدرا عند الأسود بن المنذر، وقيل: عند النعمان، والتجائه إلى زرارة بن عدس، فلما انقضت وقعة رحرحان جمع لقيط بن زرارة لبنى عامر، وألّب عليهم، وكان بين يوم رحرحان ويوم (5) جبلة سنة واحدة (6).
يوم «ضريّة» (7): اختلفت سعد والرّباب على بنى حنظلة، وكان بنو عمرو بن / تميم حالفوا بكر بن وائل، فضاقت حنظلة بسعد والرّباب، فساروا إلى عمرو بن تميم، فردّوهم، وحالفوهم / ثم جمعوا لسعد والرّباب، ورئيسهم يومئذ:
ناجية بن عقال، ورئيس سعد والرّباب: قيس بن عاصم، فقال ابن خفاف لسعد والرّباب: من لعيال عمرو وحنظلة إن قتلتم مقاتلتهم؟ قالوا: نحن، قال: فمن لعيالكم (8) إن قتلوا مقاتلتكم؟ قالوا: هم، قال: فدعوهم لعيالهم، وليدعوكم لعيالكم (8)، وتكلم الأهتم بمثل ذلك، ورجال من أشراف سعد، وساروا إلى عمرو وحنظلة إلى النّسار من حمى ضريّة، فأجابهم ناجية بن عقال، والقعقاع بن معبد بن زرارة، وسنان بن علقمة بن زرارة إلى الصلح، وأبى (9) من ذلك مالك بن نويرة.
__________
(1) انظر قصة مقتله فى النقائض 2/ 1063و 1064، والأغانى 11/ 128، والعقد الفريد 5/ 140، والكامل 1/ 562
(2) القدّ: سير يقدّ من جلد غير مدبوغ، وهذا فى الأغانى، وفى النقائض: «القيد».
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «كان».
(44) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(5) فى المطبوعتين فقط: «وغزوة جبلة».
(6) انظر يوم شعب جبلة ص 921
(7) النقائض 1/ 258، لكنه لم يأت تحت عنوان يوم ضرية، وليس له عنوان، وإنما يبدأ القول بقوله: «كان من حديث يوم النسار أن الرباب وسعدا اختلفوا» ثم ذكرت القصة التى هنا، هذا على الرغم من أن هناك حديثا آخر عن النسار سيأتى ذكره بعد هذا.
وضريّة: أرض مربّ منبات كثيرة العشب. معجم ما استعجم 3/ 859، ومعجم البلدان 3/ 457
(88) ما بين الرقمين ساقط من م، وهو سهو مطبعى.
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «وأبى ذلك»، وإن كان فى ع: «فأبى». وفى اللسان فى [أبى] «قال الفارسى: أبى زيد من شرب الماء».(2/931)
يوم «النّسار» (1): وذلك أن عامر بن صعصعة ومن معهم من هوازن انتجعوا بلاد سعد والرّباب، وهم يمتّون إليهم برحم لأنهم يزعمون أن صعصعة أبا عامر هو ولد سعد بن زيد مناة بن تميم، وقال آخرون: إنما غضب (2) على سعد لما أنهب / المعزى بعكاظ، فلحق ببنى أمّه ولد معاوية بن بكر (3) بن هوازن، وكان سعد قد فارقها بعد أن ولدت له صعصعة، وتزوجها معاوية بن بكر، فضمن سعدا (4) والرّباب الأهتم، واسمه سنان بن سمىّ بن سنان، وقيل: سمىّ ابن سنان، وضمن هوازن قرّة (5) بن هبيرة، فسرقت خيل لذى الرّقيبة (6)، ثم اعترفت (7) بعد ذلك بيسير / عند الحنتف (8) بن السّجف، اعترفها بعض القشيريّين، فاقتتلا، فضربه القشيرىّ على ساعده، وضربه الحنتف (9) فقتله، فأرادت هوازن القود من الرّباب، وطلبهم (10) بذلك ضامن سعد، فأبت الرّباب إلا الدّية، ففارقتهم / سعد، وظافرت هوازن، فاستمدّت (11) بنو ضبة أسدا وطيّئا، والتقوا بالنّسار، عبّئت (12) أسد لسعد، والرّباب لهوازن، فانهزمت
__________
(1) النقائض 1/ 238، و 2/ 1064، وذكر فى 1/ 258، عن يوم ضرية. انظر ما سبق فى هذا. والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 141، والعقد الفريد 5/ 248، والكامل فى التاريخ 1/ 617، ومعجم ما استعجم 4/ 1306، ومعجم البلدان 5/ 283. والنّسار: جبال صغار، وقيل: ماء لبنى عامر بن صعصعة.
(2) فى المطبوعتين فقط: «غضبوا».
(3) فى ص: «بن بكر هوازن»، وفى المطبوعتين: «بن بكر وهوازن» وهو خطأ فيهما.
انظر النقائض 2/ 1064، والاشتقاق 291، وجمهرة أنساب العرب 264و 269
(4) فى خ: «فضمن سعد» وهو خطأ.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «مرة» وهو خطأ.
(6) جاء اسمه فى آخر يوم شعب جبلة ص 922و 923فارجع إليه.
(7) أى عرفت.
(8) فى المطبوعتين فقط: «عند الحنيف بن المنتجف»، وهو خطأ، انظر النقائض 1/ 186 و 2/ 699و 898وجمهرة أنساب العرب 228، والاشتقاق 68و 197
(9) فى المطبوعتين فقط: «الحنيف». انظر التعليق السابق.
(10) فى المطبوعتين فقط: «فطلبهم».
(11) أى طلبت المدد والمساعدة.
(12) فى خ: «فعبيت»، وفى ف: «عبيت» بالتخفيف فيهما، وفى م: «فعبأت»
وعبّأ: تهيأ للحرب.(2/932)
هوازن وسعد، وكان حامى أدبار بنى عامر يومئذ قدامة بن عبد الله القشيرى، فرماه ربيعة بن أبىّ وكان أرمى الناس فقتله (1)، فلما رأت ذلك بنو (2)
عامر، وسائر هوازن، سألوا أن يؤخذ منهم شطور أموالهم / وسلاحهم، فقبل ذلك منهم، وهذا يوم «المشاطرة»، ويوم «النّسار»، وهو من مذكورات أيام العرب فى الجاهلية، وبنو ضبة تزعم أن هذا اليوم قبل يوم «جبلة»، وأبو عبيدة (3)
لا يشك أنه بعده.
يوم «الصرائم» (4): وهو أيضا يوم «ذات الجرف» (5)، لبنى رياح بن يربوع، على بنى عبس، وفى هذا اليوم أسر الحكم بن مروان بن زنباع العبسى، أسره أسيد بن حنّاءة (6) السّليطى، وأسر بنو حميرى بن رياح (7) زنباعا، وفروة ابنى مروان بن زنباع، واستنقذوا جميع ما أصابته عبس لربيعة بن مالك بن حنظلة، وأسرفوا يوم (8) ذلك فى قتل بنى عبس.
يوم «الغبيط» (9): لبنى يربوع، على بنى شيبان، وكان الشيبانيون قد
__________
(1) انظر النقائض 1/ 388
(2) فى المطبوعتين فقط: «بنو عامر منه».
(3) فى ف: «ولا يشك أبو عبيدة».
(4) النقائض 1/ 248و 336و 2/ 992
والصرائم: موضع كانت فيه وقعة بين تميم وعبس، وهو أودية ذات طلح تنحدر من الخشبة.
انظر ما قيل عن ذلك فى معجم ما استعجم 3/ 829، ومعجم البلدان 3/ 400
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «يوم الجرف». وانظر النقائض 1/ 248و 336و 2/ 992 وانظر معجم ما استعجم 2/ 376، ومعجم البلدان 2/ 128
(6) فى ف: «ابن جناة»، وفى المطبوعتين: «ابن حياة»، وهو خطأ فى الجميع، انظر صحة اسمه فى النقائض 1/ 337وجمهرة أنساب العرب 225، ومعجم ما استعجم 3/ 1028 و 1029، والعقد الفريد 5/ 193و 197، والنقائض 1/ 337
(7) فى ف: «ابن رياح بن يربوع»، وهى نسبة صحيحة. انظر جمهرة الأنساب 227، ومعجم ما استعجم 3/ 1016، ولكننى اعتمدت ما فى ع وص والمغربيتين والمطبوعتين لموافقته ما جاء فى هامش النقائض 1/ 337
(8) فى ع سقط لفظ «ذلك»، وفى المطبوعتين فقط: «ذلك اليوم».
(9) النقائض 1/ 313و 2/ 1068، والعقد الفريد 5/ 196، والكامل 1/ 598، ومعجم البلدان 4/ 186، ومعجم ما استعجم 3/ 1027و 1028فى [فلج].
والغبيط وتسمى غبيط المدرة: أرض لبنى يربوع، وسميت بذلك لأنها كهيئة الغبيط.(2/933)
غزوهم متساندين على ثلاثة ألوية: الحوفزان بن شريك، والأسود أخوه، وبسطام ابن قيس، وفى هذا اليوم أسر الأسود بن الحوفزان، وزيد بن الأسود بن شريك، وحمى بسطام أخريات (1) القوم، حتى حسبوه قتل (2)، أو أسر، ورثاه بعضهم بمراث عدة.
وزعم سعدان (3) عن أبى عبيدة أن يوم «الغبيط» هو يوم «الإياد» ويوم «العظالى»، سمّى بذلك لأن بسطام بن قيس، وهانىء بن قبيصة، ومفروق (4)
ابن عمرو / والحوفزان بن شريك تعاظلوا (5) على الرياسة (6).
وقال مرة أخرى: لم يشهد الحوفران يوم «العظالى»، قال: وهو أيضا يوم «الأفاقة»، (7) ويوم «أعشاش»، ويوم «مليحة» (7).
يوم «ذى نجب (8)»: لبنى يربوع، على بنى عامر، وفيه قتل حسان بن
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «آخر».
(2) فى المطبوعتين فقط: «قتل وأسر».
(3) هو سعدان بن المبارك، يكنى أبا عثمان، النحوى الرواية الضرير، كان من رواة العلم والأدب، كان كوفى المذهب، ولكنه روى عن أبى عبيدة من البصريين.
تاريخ بغداد 9/ 203، والفهرست 77، وإنباه الرواة 2/ 55، ونزهة الألباء 119، وبغية الوعاة 1/ 581، ومعجم الأدباء 11/ 189، ونكت الهميان 157
وفى ف والمطبوعتين فقط: «سعد» وهو خطأ، وقد جاء اسمه كثيرا فى النقائض مثلا 1/ 372و 2/ 811و 901، وغير ذلك كثير.
(4) فى المطبوعتين فقط: «ومقرون»، وهو خطأ. انظر النقائض 1/ 313و 2/ 581و 587 والاشتقاق 359، وجمهرة أنساب العرب 324و 326
(5) اجتمعوا.
(6) انظر ما ذكره المؤلف من زعم سعدان فى النقائض 2/ 580، وانظر تسمية أخرى ليوم الغبيط فى العقد الفريد 5/ 196، وانظر تسميات الإياد، والعظالى، وأعشاش، ومليحة فى ما سبق ذكره فى يوم مليحة ص 920
والإياد: موضع بالحزن لبنى يربوع بين الكوفة وفيد، والعظالى سمى بذلك لأن الناس فيه ركب بعضهم بعضا، وقيل: بل ركب الاثنان والثلاثة فيه الدابة الواحدة، هذا بالإضافة إلى ما ذكره ابن رشيق. والأفاقة: ماء لبنى يربوع. وأعشاش: موضع فى بلاد بنى تميم، لبنى يربوع بن حنظلة.
ومليحة. موضع فى بلاد تميم.
(77) ما بين الرقمين ساقط من ص، وانظر هذا القول فى النقائض 2/ 580
(8) النقائض 1/ 438و 2/ 587و 1079، والكامل فى التاريخ 1/ 595، ومعجم ما استعجم(2/934)
معاوية بن آكل المرار الملك، قتله حشيش بن نمران من بنى رياح بن يربوع، وقيل: بل هو عمرو بن معاوية أعنى المقتول، وأما حسان فأسر، أسره دريد ابن المنذر، وكانت بنو عامر أتت به يغزو (1) بنى حنظلة بن مالك بعد يوم «جبلة» بعام، فتنحّى لهم بنو (2) مالك بن أبى عمرو بن عمرو بن عدس، وتركوا فى صدورهم بنى يربوع، فهزمت بنو عامر هزيمة عظيمة، وأسر يومئذ يزيد بن الصّعق، وقتلت بنو نهشل خليف بن عبد الله (3) النميرى، وأسر زيد بن ثعلبة الهصّان، وهو عامر بن كعب بن أبى بكر بن كلاب، وقتل / خالد بن ربعى النّهشلى عمرو بن / الأحوص، وكان رئيس بنى عامر يومئذ.
يوم «خزازى»، ويقال: «خزاز» (4): اختلف (5) فيه، فقال قوم:
كان رئيس نزار فيه كليب بن ربيعة، وقال آخرون: رئيسهم زرارة بن عدس، وقال آخرون: بل ربيعة الأحوص (6).
وقد أنكر أبو عمرو بن العلاء جميع ذلك، والذى ثبت عنه (7) أنه قال. هو يوم لنزار على ملك من ملوك اليمن قديم، لا يعرف من هو منهم.
__________
4/ 1297، ومعجم البلدان 5/ 261. وذو نجب: موضع كانت فيه وقعة لبنى تميم على بنى عامر.
والنّجب: قشور الشجر.
(1) فى المطبوعتين فقط: «تغزو» بالمثناة الفوقية.
(2) فى ف: «بنو مالك بن أبى عمرو وابن عمرو بن عدس»، وهو خطأ، والذى فى النقائض فى سياق الخبر هو: «عمرو بن عمرو بن عدس»، وانظر اسمه فى النقائض 1/ 45، وجمهرة الأنساب 232
(3) فى المطبوعتين فقط: «عبيد الله».
(4) النقائض 2/ 1093، والكامل فى التاريخ 1/ 520، ومعجم ما استعجم 2/ 496، ومعجم البلدان 2/ 364
وخزازى وخزاز جبل لغنى، وهو جبل أحمر، وله هضبات حمر، وفى أصل خزاز ماء لغنى، وقد يطلق على هذا اليوم يوم طخفة، ويوم الرخيخ، ويوم ذات كهف ويوم خزاز. انظر النقائض 1/ 448، ومعجم ما استعجم ومعجم البلدان، وسيشير ابن رشيق إلى هذا فى آخر حديثه عن هذا اليوم.
(5) فى المطبوعتين فقط: «واختلف».
(6) فى م: «ربيعة بن الأحوص» [كذا] وهو خطأ، وهو ربيعة الأحوص بن جعفر، يطلق عليه أحيانا الأحوص بن جعفر. انظر النقائض 1/ 226و 426و 2/ 655و 1060، وانظر جمهرة الأنساب 284
(7) فى المطبوعتين فقط: «عنده».(2/935)
وأما ربيعة فتقول (1): لا شك أن (2) يوم «خزاز» لكليب بن ربيعة، على مذحج وغيرهم من اليمن، وكان بعقب يوم «السّلّان» (3)، فجمع كليب جموع ربيعة / واقتتلوا، فانهزمت مذحج والذين معهم من اليمن.
يوم «ملزق» (4)، وهو أيضا يوم «السّوبان» (5): كان لبنى تميم على عبس وعامر، بعد أن قاتلت تميم جميع من أتى بلادها من القبائل، وهم إياد، وبلحارث بن كعب، وكلب، وطىء، وبكر، وتغلب، وأسد، كانوا يأتونهم حيّا حيّا، فتقتلهم تميم، وتنفيهم عن البلد، وآخر من أتاهم بنو عبس، وبنو عامر.
يوم «الوتدة» (6): / وهى بالدهناء (7)، أغارت بنو هلال (8) (على نعم بنى نهشل، فأدركتهم بنو نهشل بالوتدة (9)، فما أفلت من بنى هلال) (8) إلا رجل
__________
(1) فى المطبوعتين: «فيقول» بالمثناة التحتية، وفى ع جاءت الكلمة غير معجمة.
(2) فى المطبوعتين فقط: «أنه يوم».
(3) السّلّان بضم السين وكسرها: موضع بين البصرة واليمامة، وانظر ما قيل عنه فى معجم البلدان 3/ 234، ومعجم ما استعجم 3/ 749
(4) النقائض 1/ 386، وفيه [ملزق] ولم أجدها هكذا فى غيره، ومعجم ما استعجم 4/ 1255، ومعجم البلدان 5/ 192، وفيه [ملزق] بفتح الميم والزاى ويقول: والأكثر على كسر الميم، والعقد الفريد 5/ 177، تحت يوم السوبان. وملزق: موضع قريب من الفروقين فى ديار عبس.
انظر معجم ما استعجم 3/ 1023، فى الفروقين.
(5) السوبان: واد فى ديار العرب، وقيل: أرض كانت بها حرب بين بنى عبس وبنى حنظلة، وانظر ما قيل عنه فى معجم البلدان 3/ 277، والعقد الفريد 5/ 177
(6) النقائض 1/ 389، وفيه [الوتدات] ومعجم ما استعجم 4/ 1367، وفيه [الوتد] ومعجم البلدان 5/ 360، وفيه [الوتدة والوتدات].
والوتدة والوتدات: رمال بالدهناء.
وفى المطبوعتين فقط: «الوندة» بنون بعد الواو.
(7) الدهناء: رمال فى طريق اليمامة إلى مكة لا يعرف طولها، وأما عرضها فثلاث ليال وهى على أربعة أميال من هجر، وهى سبعة أجبل، وهى من أكثر الأرض كلأ. معجم ما استعجم 2/ 559، ومعجم البلدان 2/ 493
(88) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ف.
(9) فى المطبوعتين فقط: «الوندة، وهى بالدهناء».(2/936)
واحد يقال له: فارس طوّاب (1)، وقيل: أوّاب.
يوم «فيف الرّيح» (2)، ورأيته بخط البصرى «فيفا الريح» (3) مقصورا فى مواضع من كتاب نوادر أبى زياد الكلابى (4)، وأنشد (5) (أبو زياد لعامر بن الطفيل (6):
[الوافر]
وبالفيفا من اليمن استنارت ... قبائل سار ألّبهم فجاءوا (7)
قال: والفيفا (8): جبل طويل من جبال «خثعم»، يقال له: «فيفا الريح») (5)، كان (9) الصبر فيه والشرف لبنى عامر، وقد اجتمعت كلها إلى عامر بن الطفيل على قبائل «مذحج»، وقد غزتهم مذحج فى عدد عظيم من بنى الحارث بن كعب (10)، وجعفىّ، وزبيد، وقبائل سعد العشيرة، ومراد، وصداء (11)،
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فراس طواف»، ولم أعثر على رجل بهذه الأسماء كلها، ولكن جاء فى النقائض هامش 1/ 389، فارس أوانب [كذا دون إعجام] ولعله أواب كما فى الرواية الثانية فى العمدة.
(2) النقائض 1/ 469، والعقد الفريد 5/ 235، والكامل 1/ 632، ومعجم ما استعجم 3/ 1038، ومعجم البلدان 5/ 285. والفيف: المفازة التى لا ماء فيها من الاستواء والسعة. وفيف الريح: مكان بأعالى نجد بين ديار عامر بن صعصعة وديار مذحج وخثعم.
(3) سقطت كلمة «الريح» من ع والمطبوعتين فقط.
(4) ذكر هذا الكتاب فى الفهرست 50فى ترجمة أبى زياد.
(55) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(6) ديوان عامر بن الطفيل 80نقلا عن النسخة المطبوعة من العمدة.
(7) فى المطبوعتين فقط: «استثارت كان ألّبهم فخاروا»، وكذلك فى الديوان لأنه ناقل من المطبوعة.
(8) فى المطبوعتين فقط: «الفيفا» بإسقاط «قال و».
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «وكان».
(10) فى المطبوعتين فقط: «ابن كلب»، وهو خطأ، انظر النقائض 1/ 469والعقد الفريد 3/ 395و 5/ 235، والاشتقاق 185و 246و 273، وجمهرة أنساب العرب 284و 325 و 413و 416
(11) فى المطبوعتين فقط: «وصدى»، وهو خطأ، انظر النقائض 1/ 469وجمهرة أنساب العرب 413والاشتقاق 405العقد الفريد 3/ 395(2/937)
ونهد، رئيسهم (1): الحصين بن زيد الحارثى، واستعانوا (2) بخثعم، فجاءت شهران (3)، وناهس، وأكلب، عليهم أنس بن مدرك، وأسرع القتل فى الفريقين، فافترقوا، لم (4) تغنم طائفة منهم طائفة، وفى هذا اليوم أصيبت عين عامر.
وزعم عبد الكريم وغيره أن يوم «فيف الريح» هو يوم «طلح» (5).
يوم «ذى بهدى» (6): لبنى يربوع على تغلب، أسر فيه الهذيل، قال جرير للأخطل يعيره (7) بذلك (8):
[البسيط]
هل تعرفون بذى بهدى فوارسنا ... يوم الهذيل بأيدى القوم / مقتسر؟ (9)
يوم «البشر» (10): لبنى كلاب على الأراقم (11)، ورئيس قيس يومئذ الجحّاف بن حكيم الكلابى، وكان سبب ذلك تعيير الأخطل إياه (12).
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «ورئيسهم»
(2) فى المطبوعتين فقط: «واستغاثوا».
(3) فى ع: «شهوان»، وهو خطأ، وفى ص: «سهران»، وهو تصحيف، وفى ف «سهدان» وهو خطأ، وما فى المغربيتين هو الصحيح، انظر النقائض 1/ 469، والعقد الفريد 3/ 388، والاشتقاق 520، والجمهرة 390
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «ولم».
(5) طلح: موضع فى ديار بنى يربوع والطّلح: النعمة. انظر معجم ما استعجم 3/ 892ومعجم البلدان 4/ 38
(6) ذو بهدى، أو بهدى، فهما بمعنى أو معنيين: قرية ذات نخيل باليمامة من ديار بنى ضبة.
معجم ما استعجم 1/ 281ومعجم البلدان 1/ 514. وذكر ذو بهدى فى النقائض 1/ 395و 2/ 647
(7) سقط «يعيره بذلك» من ع، وفى ص: «يعيره ذلك».
(8) ديوان جرير 1/ 153
(9) فى ف: «بذى نهد إذا الهذيل»، وفى المغربيتين: «بذى نهدى».
والهذيل هو الهذيل بن هبيرة التغلبى. انظر الديوان، والعقد الفريد 3/ 360وجمهرة الأنساب 307 والاشتقاق 249و 336ومعجم ما استعجم 1/ 281. ومقتسر: مغلوب مقهور.
(10) النقائض 1/ 401، ومعجم ما استعجم 1/ 251، ومعجم البلدان 1/ 426، والأغانى 12/ 198، وطبقات ابن سلام 1/ 478
والبشر: اسم جبل يمتد من عرض الفرات من أرض الشام، وسمى باسم البشر بن هلال بن عقبة.
(11) بطون من تغلب، وسمّوا الأراقم لأن عيونهم كعيون الأراقم. انظر العقد الفريد 3/ 359
(12) انظر ما قيل عن السبب فى يوم البشر فى المصادر السابقة.(2/938)
يوم «الرّغام» (1): لبنى ثعلبة بن يربوع، ورئيسهم عتيبة بن الحارث بن شهاب، أغار فيه على بنى كلاب، فأطرد إبلهم، وقتل يومئذ أخوه حنظلة، قتله الحوثرة، وأسر الحوثرة ذلك اليوم، فدفع إلى عتيبة، فقتله / صبرا (2) بأخيه، وانهزم الكلابيون بعد أن أسرع فيهم القتل والأسر.
يوم «هراميت» (3): للضّباب، وهم بنو معاوية بن كلاب، على إخوتهم بنى جعفر بن كلاب، وكان هذا اليوم فى زمان عبد الملك بن مروان، وكذلك يوم البشر.
يوم «الوقيط» (4): كان فى فتنة عثمان بن عفان رضى الله عنه، وهو للهازم (5)، رئيسهم أبجر بن بجير، على بنى مالك بن حنظلة، فأما بنو عمرو بن تميم فأنذرهم ناشب بن بشامة العنبرى، فدخلوا الدّهناء، فنجوا، وفى هذا اليوم أسر ضرار بن القعقاع بن معبد، أسره الفزر / الشيبانى، ورجل من تيم اللات، فجزّت تيم اللات ناصيته، وخلّته تحت الليل مضارّة (6) للفزر، ويسمّى (7) هذا اليوم أيضا يوم «الحنو» (8).
__________
(1) النقائض 1/ 410، وفيه أطلق عليه يوم الجونين أو يوم الرغام، والأغانى 15/ 345، ومعجم ما استعجم 2/ 662، وفيه ضبط بضم الراء [الرّغام] ومعجم البلدان 3/ 54
والرّغام: دقاق التراب، وهو اسم رملة بعينها من نواحى اليمامة بالوشم.
(2) فى ف: «بأخيه صبرا».
(3) النقائض 2/ 927، ومعجم البلدان 5/ 396، وانظر تعريفها دون ذكر الوقعة فى معجم ما استعجم 4/ 1350. والهراميت: بئر أو آبار فى ناحية الدهناء.
(4) النقائض 1/ 305، والعقد الفريد 5/ 182، ومعجم ما استعجم 4/ 1382، وفيه [الوقيط] بالظاء المعجمة والطاء المهملة. ومعجم البلدان 5/ 382
والوقيط: المكان الصلب الذى يستنقع فيه الماء فلا يزال فيه الماء، وهو ماء لبنى مجاشع بأعلى بلاد بنى تميم.
(5) اللهازم فى الأصل: أصول الحنكين، ثم تستعار لمتوسط النسب والقبيلة، واللهازم: هم عنزة ابن أسد بن ربيعة، وعجل بن لجيم، وتيم الله، وقيس ابنا ثعلبة، من بكر بن وائل، وقد كانوا جميعا حلفاء. انظر النقائض والعقد الفريد 5/ 182هامش و 5/ 185
(6) فى ف: «مضادة».
(7) فى ع والمطبوعتين: «ويسمى أيضا هذا اليوم».
(8) الحنو: وهو فى اللغة كل شىء فيه اعوجاج، وهذا اليوم كان بين بكر وتغلب. انظر النقائض 2/ 638فى يوم ذى قار، ومعجم ما استعجم 4/ 1362فى [واردات]، ومعجم البلدان 2/ 312(2/939)
يوم «جزع ظلال» (1): لفزارة، ورئيسهم عيينة بن حصن بن حذيفة ابن بدر، على التّيم، وعدىّ، وعكل، وثور أطحل بنى (2) عبد مناة، وأخذ يومئذ شريك بن مالك بن حذيفة من التّيم وعكل أربعين امرأة، (3) (ثم أطلقهنّ، وأخذ خارجة بن حصن نفرا من التيم) (3) فأطلقهم بغير فداء، ثم أغارت فزارة عليهم (4) بعد ذلك، ورأسهم (5) عيينة، فقتلوا التّيم قتلا / ذريعا، وأخذوا منهم مائة امرأة، فقسمهن عيينة فى بنى بدر، وجعلهن مع أزواجهن الأسارى ينقلن الخمر (6) هوانا (7) لهم، ثم أطلق (8) الجميع بغير فداء، وأغارت عليهم بعد ذلك بنو غيظ بن مرّة، رئيسهم (9) يزيد بن سنان بن أبى حارثة، فقتلوا التّيم، وعديّا، وسبوا سبيا كثيرا لم يردّوا منه شيئا، فنعى هذا كله عليهم جرير (10).
يوم «أوارة الأول» (11): لتغلب، والنمر بن قاسط، مع المنذر بن ماء السماء، على بكر بن وائل، مع سلمة بن الحارث، واسم سلمة معديكرب، وهو
__________
(1) النقائض 1/ 301و 302، 2/ 1067، ومعجم البلدان 4/ 61، فى [ظلال].
وظلال جاء بالظاء المعجمة وبالطاء المهملة كما فى معجم البلدان وفيه أيضا بفتح أوله وتشديد اللام وجاء بالتخفيف. وهو على يسار طخفة وأنت مصعد إلى مكة، وهو لبنى جعفر بن كلاب.
(2) فى ص: «بنى عبد مناف»، وهو خطأ، لأن هؤلاء هم الرّباب، انظر العقد الفريد 3/ 343، وفى ف: «ابن عبد مناة».
(33) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(4) فى ع وف والمطبوعتين فقط: «بعد ذلك عليهم».
(5) فى ف والمطبوعتين: «ورئيسهم»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق النقائض 2/ 1068
(6) فى ع وف والمطبوعتين: «الخرى»، وما فى ص والمغربيتين يوافق النقائض 2/ 1068
(7) فى المطبوعتين فقط: «هونا».
(8) فى المطبوعتين فقط: «ثم أطلق الجميع بعد ذلك».
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «ورئيسهم».
(10) انظر قول جرير فى النقائض 2/ 1068، وديوانه 2/ 597
(11) هذا اليوم بالرواية التى فيه لم أعثر عليه إلا فى كتاب الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 222، والكامل فى التاريخ 1/ 552، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
وأوارة: ماء أو جبل لبنى تميم، قيل: بناحية البحرين.(2/940)
أيضا الغلفاء، بعد قتل أخيه / شرحبيل، والذى قتل سلمة الغلفاء أنّ (1) عمرو بن كلثوم عرفه فحمل عليه حتى قنّعه (2) السيف، وكان سبب هزيمة بكر بن وائل، وحلف المنذر يومئذ ليقتلنّ بكرا على رأس أوارة حتى يلحق الدم الحضيض (3)، فشفع لهم مالك بن كعب العجلى، وقال للمنذر: أنا أخرجك من يمينك، فصبّ الماء على الدم، فلحق الأرض، وبرّت يمين المنذر، فكفّ عن القتل، وكان مالك هذا رضيع المنذر.
يوم «أوارة الأخير (4)»: كان لعمرو بن هند، على بنى دارم، وذلك أن ابنا له كان مسترضعا عند زرارة بن عدس، اسمه أسعد، وقد (5) تبنّاه، فعبث بناقة لأحد بنى دارم يقال له سويد، فخرق ضرعها، فشدّ عليه فقتله، وأتى الخبر زرارة، وكان (6) عند عمرو كالوزير له، فلحق بقومه، وأدركه الموت على عقب ذلك، فغزا عمرو بنى دارم، وحلف ليقتلنّ منهم مائة، فقتل منهم تسعة وتسعين، وأتم المائة برجل من البراجم.
وفى حكاية أخرى أنه أحرقهم (7)، وبذلك تشهد / مقصورة ابن دريد (8)،
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «الغلفاء بن عمرو».
(2) قنّعه السيف: علاه، وقنّعه بالسيف: علاه به.
(3) فى المطبوعتين فقط: «بالحضيض».
(4) النقائض 1/ 45و 2/ 652و 887و 1081، والأغانى 22/ 193186، والكامل فى التاريخ 1/ 523، ومعجم ما استعجم 1/ 207، ومعجم البلدان 1/ 273، وفى الجميع جاءت الحادثة تحت يوم أوارة دون تقسيم، ومن هنا أرى أن ابن رشيق لما وجد يوما فى أوارة لتغلب على بكر بن وائل أطلق عليه أوارة الأول، وأطلق على أوارة الذى كان فيه عمرو بن هند أوارة الأخير. وفى ف: «يوم إدارة الأخيرة» [كذا].
(5) فى المطبوعتين فقط: «وكان قد تبناه».
(6) فى المطبوعتين فقط: «وهو عند عمرو، وكان كالوزير له».
(7) النقائض 1/ 45و 2/ 1085، والأغانى 22/ 192، ومعجم البلدان 1/ 274
(8) انظر شرح مقصورة ابن دريد وإعرابها 44، وديوانه 171فى قوله:
ثم ابن هند باشرت نيرانه ... يوم أوارات تميما بالصّلى(2/941)
وشعر الطرماح (1). وزعم (2) أبو عبيدة أن من زعم أنه أحرقهم فقد / أخطأ، وذكر (3) شعر الطرماح، فقال: لا علم له بهذا، واستشهد بقول جرير (4):
[الكامل]
أين الّذين بسيف عمرو قتّلوا ... أم أين أسعد فيكم المسترضع؟
يوم «زرود الأول (5)»: لشيبان مع الحوفزان، على بنى عبس، وأثخن ذلك اليوم عمارة الوهاب جراحا، غير أنه سلم، فلم يمت منها.
يوم «زرود الآخر» (6): أغار خزيمة بن طارق التغلبى على بنى يربوع، (7) (فاستاق النّعم، (8) وأدركوه) (7)، فأسره أسيد بن حنّاءة السّليطى، وأنيف بن جبلة الضّبىّ، وكان نقيلا (9) فى بنى يربوع، وردّوا الغنيمة من أيدى التغلبيين.
يوم «تثليث» (10): غزت سليم مع عباس (11) بن مرداس مرادا،
__________
(1) انظر ديوان الطرماح 164162، الأبيات من 2920
(2) انظر الزعم ورده على الطرماح فى النقائض 2/ 654
(3) فى م: «وذكر [له] شعر» [كذا].
(4) النقائض 2/ 654و 977، وانظره فى ديوان جرير 2/ 917
(5) العقد الفريد 5/ 237، ومعجم ما استعجم 1/ 697
وزرود: جبل رمل يبتلع المياه التى تمطرها السحائب، وهى رمال بين الثعلبية والأجفر، وهو بين ديار عبس وديار بنى يربوع. انظر النقائض 1/ 127، ومعجم ما استعجم 2/ 697، ومعجم البلدان 3/ 139
(6) العقد الفريد 5/ 187، ومعجم ما استعجم 1/ 697، ومعجم البلدان 3/ 139
(77) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(8) فى المطبوعتين فقط: «فأدركوه».
(9) فى ص: «تقيلا» وهو تصحيف، وفى ف والمطبوعتين: «ثقيلا»، وفى العقد الفريد 5/ 188، «معتلا»، ولا معنى للجميع، وما فى ع والمغربيتين يوافق ما جاء فى معجم ما استعجم 1/ 697، والنقيل: الغريب.
(10) ذكر هذا اليوم فى معجم البلدان 2/ 15، كما ذكر فى الأصمعيات هامش 204، وذكر التعريف بالمكان فقط فى معجم ما استعجم 1/ 304
وتثليث: قيل موضع فى بلاد بنى عقيل، وقيل فى ديار بنى تميم، أو مذحج، وقيل: واد بنجد على بعد يومين من جرش وعلى ثلاث مراحل ونصف من نجران وهى لبنى زبيد، وقيل: موضع بالحجاز قرب مكة.
(11) فى المطبوعتين فقط: «العباس».(2/942)
فجمع لهم عمرو بن معديكرب، فالتقوا بتثليث، فصبر الفريقان، ولم تظفر طائفة منهم بالأخرى، وفى ذلك صنع عباس قصيدته السينية (1)، وهى إحدى المنصفات (2).
يوم «ذى علق» (3): كان بين بنى عامر وبنى أسد، وفى هذا اليوم قتل ربيعة أبو لبيد.
يوم «العذيب» (4): كان لبنى سعد بن زيد مناة، وعنزة، / على مذحج وحمير، وكان رأس اليمن الأصهب الجعفىّ، بعث إليه النعمان ينكر عليه بلوغ سعد وعنزة «العذيب»، فحشد لهم، ولقوه (5) فقتلوه، قتله الأحمر بن جندل، وانهزمت اليمانية (6) هزيمة شديدة، وأخذ منهم مال كثير وسبى.
يوم «الصفقة» (7)، وهو أيضا يوم «المشقّر» (8)، كان على بنى تميم
__________
(1) انظر هذه القصيدة فى الأصمعيات 204، وجاءت فى ديوان العباس بن مرداس 90نقلا عن الأصمعيات.
(2) الأشعار المنصفة هى القصائد التى أنصف قائلوها فيها أعداءهم، وصدقوا عنهم وعن أنفسهم، فيما اصطلوه من حر اللقاء، وفيما وصفوه من أحوالهم من إمحاض الإخاء. انظر طبقات ابن سلام 1/ 145، والاشتقاق 330، والاختيارين 241، والبيان والتبيين 4/ 23، والأصمعيات 199
(3) جمهرة أنساب العرب 285، ومعجم ما استعجم 3/ 964، ومعجم البلدان 4/ 146، والكامل فى التاريخ 1/ 641. وذو علق: جبل فى ديار بنى أسد. وربيعة المقتول هو ربيعة بن مالك ويطلق عليه: ربيع المقترين.
(4) لم أعثر على هذا اليوم فى مصادرى، ولكنّ هناك تعريفا بالعذيب فى معجم ما استعجم 3/ 927، ومعجم البلدان 4/ 92. والعذيب: قيل واد بظاهر الكوفة، وقيل: ماء لبنى تميم.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «ولقيهم».
(6) فى ف: «اليمن».
(7) النقائض 1/ 149، فى بداية الحديث عن يوم الكلاب الثانى، والأغانى 17/ 318، والكامل فى التاريخ 1/ 620، وذكر صاحب العقد الفريد تسمية أخرى للصفقة غير التى ذكرها المؤلف هنا، فقد قال 5/ 224: «وكان من حديث الصفقة أن كسرى الملك كان قد أوقع ببنى تميم، فأخذ الأموال، وسبى الذرارى بمدينة هجر، وذلك أنهم أغاروا على لطيمة له فيها مسك وعنبر وجوهر كثير، فسميت تلك الوقعة يوم الصفقة».
(8) المشقر: قيل: قصر بالبحرين بناه معاوية بن الحارث الملك الكندى، وقيل حصن بين نجران والبحرين، وقيل: مدينة هجر. انظر المعارف 634، ومعجم ما استعجم 4/ 1232، ومعجم البلدان 5/ 134(2/943)
بسبب عير كسرى التى كان يجيزها (1) هوذة بن على / السّحيمى، فلما صارت ببلاد بنى حنظلة اقتطعوها برأى صعصعة بن ناجية، جد الفرزدق، فكتب كسرى إلى «المكعبر» عامله على هجر، فاغتالهم، وأراهم أنه يعرضهم للعطاء، ويصطنعهم، فكان أحدهم يدخل من باب «المشقّر» فينزع سلاحه، ويخرج من الباب الآخر فيقتل، إلى أن فطنوا، وأصفق الباب على من حصل منهم، فلذلك سميت الصّفقة، وشفع هوذة فى مائة رجل (2) من أسراهم، فتركوا له، فكساهم، وأطلقهم يوم «الفصح»، وكان نصرانيا.
يوم «ذى قار» (3): كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لبكر (4) بن وائل، / وبخاصة (5) بنى شيبان، وبعدهم «عجل» (6)، على الأعاجم جنود كسرى ومن معهم من العرب، رئيسهم إياس بن قبيصة الطائىّ، وكان مكان النعمان بن المنذر بعد قتل كسرى إياه، تحت (7) يديه طىء، وبهراء، وإياد، وقضاعة، وتغلب (8)، والعباد، والنمر بن قاسط، قد رأس عليهم النعمان بن زرعة أعنى: النمر، وتغلب (9) وكان سبب يوم ذى قار طلب كسرى تركة النعمان بن المنذر، وكان النعمان قد تركها، وترك ابنا له وبنتا عند هانىء بن قبيصة بن هانىء بن مسعود الشيبانى، فمنع رسول كسرى / من الوصول إلى
__________
(1) يجعلها تعبر.
(2) سقطت كلمة «رجل» من ع وف والمطبوعتين فقط.
(3) النقائض 2/ 638، وتاريخ الطبرى 2/ 212193، والأوائل 428، والعقد الفريد 5/ 262، والأغانى 24/ 53، والكامل فى التاريخ 1/ 482، ومعجم ما استعجم 3/ 1042، ومعجم البلدان 4/ 293، ومروج الذهب 1/ 278
وذو قار: ماء لبكر بن وائل، وهو متاخم لسواد العراق.
(4) فى المطبوعتين فقط: «لبنى بكر».
(5) فى المطبوعتين فقط: «وقادمة بنى شيبان».
(6) فى المطبوعتين فقط: «بنو عجل».
(7) فى المطبوعتين فقط: «وتحت يديه طىء وإياد وبهراء».
(8) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «والعباد وتغلب».
(9) سقط «وتغلب» من ف.(2/944)
ما طلب، وكتب (1) كسرى إلى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد، وكان عاملا له على «الطّفّ» (2)، بأن يعين إياسا، فانفتل (3) إلى قومه ليلا، وحرّضهم على القتال، وتواطأت العرب على العجم، فطارت إياد عن العجم حين تشاجرت الرماح، كأنهم منهزمون، وقتل «الهامرز» وخلابزين (4) عاملا كسرى، وأسر (5) النعمان بن زرعة التغلبى، وبسبب ما صنع قيس بن مسعود استدرجه / كسرى حتى (6) أتاه فقتله.
/ «الفجار الأول (7)»: كان بين كنانة بن خزيمة وبين عجز هوازن بسوق عكاظ أول يوم من ذى القعدة، وبذلك سمّى (8) «فجارا» لأنهم فجروا فى الشهر الحرام، وكان سبب ذلك أن بدر بن معشر (9) الكنانى كان يستطيل على من ورد عكاظ، فيمدّ رجله، ويقول: أنا أعزّ العرب، فمن كان أعزّ (10)
منى فليضربها بالسيف، فضربها الأحمر بن مازن (11) من بنى نصر بن معاوية،
__________
(1) فى م: «وكتب كسرى إلى قيس بن خالد».
(2) الطّفّ: ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق، والطّفّ: أرض من ضاحية الكوفة فى طريق البرية، انظر معجم ما استعجم 3/ 891، ومعجم البلدان 4/ 35
(3) فى ع: «فانعل»، وفى ص وف والمغربيتين: «فانفل»، وهو خطأ من النساخ، وفى المطبوعتين: «فأنفذ» ولا معنى له. والتصحيح من الأوائل 429، وفى النقائض 2/ 640، وتاريخ الطبرى 2/ 208، والعقد 5/ 263: «فانسلّ». وانفتل بمعنى انصرف.
(4) فى ع: «وجلايربر» وهو خطأ، وفى المطبوعتين: «وقتل الهامرز بن خلابزر عامل» وفى النقائض 2/ 643و 644 «خنابزين»، وفى تاريخ الطبرى 2/ 209و 210و 211 «جلابزين».
(5) فى ص: «وأسر الفدن بن زرعة» وهو خطأ، انظر العقد الفريد 5/ 264
(6) فى ف: «حتى قتله لما أتاه».
(7) فى المطبوعتين فقط: «يوم الفجار».
(8) قال أبو عبيدة: «فهذه الأيام تسمى فجارا لأنها كانت فى الأشهر الحرم، وهى الشهور التى يحرمونها، ففجروا فيها، فلذلك سميت فجارا» العقد الفريد 5/ 252، وانظر فى أيام الفجار كلها العقد الفريد 5/ 260251، والأغانى 22/ 7554، والكامل فى التاريخ 1/ 588
(9) فى المطبوعتين فقط: «معسر» بالسين المهملة، وهو خطأ، انظر العقد الفريد 5/ 251، والأغانى 22/ 54و 55
(10) فى المطبوعتين فقط: «أعز منها».
(11) فى المطبوعتين فقط: «الأحمر بن هوازن»، وهو خطأ، انظر الأغانى 22/ 55، والعقد الفريد 5/ 251، وفيه الأحيمر وفى ف: «أحمر بن مازن من بنى نضر».(2/945)
وكان بين القبيلتين مشاجرة دون أن تقع (1) بينهما دماء، وليس هذا الفجار عند ابن قتيبة (2)، وقد ذكره أبو عبيدة.
«الفجار الثانى (3)»: كان بسبب فتيان من عرمة (4) قريش وكنانة رأوا امرأة وضيئة من بنى عامر بن صعصعة بسوق عكاظ، فسألوها أن تسفر لهم، فأبت، فحلّ أحدهم ذيلها إلى ظهر درعها بشوكة، فلما قامت انكشفت، فقالوا: منعتنا رؤية وجهك، وأريتنا دبرك، فصاحت: يالعامر، فتهايجوا، وجرت بين الفريقين دماء يسيرة حملها حرب (5) بن أمية، (6) (وليس هذا الفجار أيضا عند ابن قتيبة (7)، وقد ذكره أبو عبيدة) (6).
«الفجار الثالث (8)»: كان بسبب دين لأحد بنى نصر (9) على أحد كنانة، فأتى النّصرىّ بقرد، فقال: من يبيعنى مثل هذا / بمالى على فلان؟ فمرّ أحد بنى كنانة، فقتل القرد، فتصايح الفريقان، ثم سكتوا، وكان هذا (10)
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «يقع».
(2) للفجار الأول سبب آخر عند ابن قتيبة انظره فى المعارف 603، وسيأتى.
(3) فى المطبوعتين فقط: «يوم الفجار».
(4) فى ص: «من عزبة»، وفى المطبوعتين: «من غزية»، وهو خطأ، وما فى ع وف يوافق المغربيتين. وفى الأغانى 22/ 55: «ذوى غرام» ولعلها «عرام» بالعين المهملة، فقرئت وكتبت بالمعجمة خطأ.
والعرمة جمع عارم: يقال غلمان عققة عرمة، والعارم: الشرس الخبيث الشرير، والعرام: الشدة والقوة والشراسة والأذى. انظر القاموس واللسان.
(5) فى خ: «حارث بن أمية»، وفى م: «الحارث بن أمية»، وهو خطأ فيهما، انظر العقد الفريد 5/ 252، والأغانى 22/ 56
(66) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(7) للفجار الثانى سبب آخر عند ابن قتيبة انظره فى المعارف 603، وسيأتى ذكره.
(8) فى المطبوعتين فقط: «يوم الفجار». ومن قراءة العقد الفريد 5/ 252و 253، يلاحظ أن المؤلف هنا أدمج الفجار الثالث مع الفجار الآخر.
(9) فى ف: «نضر» بالضاد المعجمة، وهو تصحيف، انظر العقد الفريد 5/ 252
(10) سقط اسم الإشارة «هذا» من ص، ويلاحظ هنا كما قلت أن ابن رشيق أدمج سبب الفجار الثالث مع الآخر.(2/946)
سبب الأمر العظيم من قتل البرّاض الكنانى عروة الرحّال بن عتبة (1) بن جعفر ابن كلاب، واتّبعت هوازن قريشا، وكانوا قد أدركوهم بنخلة (2) حتى دخلوا الحرم، وجنّهم الليل، ثم التقوا بعد حول، فكانت الوقعة أيضا عليهم، وهو يوم «شمطة» (3)، ثم التقوا أيضا بعد حول، فكانت الكرّة على / هوازن، وفى ذلك اليوم سمّى (4) بنو أمية «العنابس» لما فعل (5) حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان من تقييدهم أنفسهم حتى يظفروا، أو يقتلوا. هذه رواية أبى عبيدة.
وأما ابن قتيبة (6) فجعل ما جرى بين النّصرى والكنانى هو الفجار الأول، وقال فى آخره: ولم يكن بينهم قتال، إنما كان ذلك القتال فى الفجار الثانى، وجعل سبب الفجار الثانى أن عيينة بن حصن بن حذيفة أتى سوق عكاظ فرأى الناس يتبايعون، فقال: أرى هؤلاء مجتمعين بلا عهد ولا عقد، ولئن بقيت إلى قابل / ليعلمنّ، فغزاهم من قابل، وأغار عليهم، قال: فهذا الفجار الثانى، والحرب فيه بين كنانة وقيس، والدّبرة (7) على قيس عيلان.
__________
(1) فى ع: «عيينة» [كذا] دون إعجام، وفى ص وف والمغربيتين: «عتيبة»، وفى المطبوعتين: «عيينة»، وهو خطأ فى الجميع، والتصحيح من النقائض 2/ 674و 675، وجمهرة أنساب العرب 185و 286، والأغانى 22/ 68، والعقد الفريد 5/ 253، والكامل لابن الأثير 1/ 590، وأنساب الأشراف 1/ 101
(2) نخلة: موضع بالحجاز قريب من مكة، فيه نخل وكروم، ويطلق عليها فى معجم البلدان [نخلة محمود] انظر معجم ما استعجم 4/ 1304، ومعجم البلدان 5/ 277، وأنساب الأشراف 1/ 100
(3) شمطة بالمهملة والمعجمة موضع قريب من عكاظ، ويوم شمطة ذكر مستقلا بنفسه فى العقد الفريد 5/ 256، وانظر معجم ما استعجم 3/ 809، ومعجم البلدان 3/ 363، وأنساب الأشراف 1/ 102
(4) فى ف: «سمى أمية»، وفى المطبوعتين: «سموا بنى أمية». والعنابس جمع عنبسة: وهو الأسد. انظر الأغانى 1/ 14
(5) فى ف: «بما فعل».
(6) انظر المعارف 603و 604
(7) فى ص: «والدرة» [كذا]، وفى المطبوعتين: «والدائرة»، وع وف مثل المغربيتين.
والدّبرة: الهزيمة فى القتال. انظر القاموس واللسان.(2/947)
/ يوم «الجفار» (1): للأحاليف من (2) ضبّة، وإخوتها الرّباب، وأسد، وطىء، على بنى تميم، واستحرّ (3) القتل يومئذ فى بنى عمرو بن تميم، فقتلوا قتلا ذريعا.
يوم «الصّريف» (4): كانت هذه الوقعة فى أيام الرشيد، وهى لبنى ضبّة على بنى حنظلة، وفى ذلك اليوم (5) يقول شاعرهم، وأظنه من ولد جرير (6):
[الكامل]
صبرت كليب للطّعان ومالك ... يوم الصّريف وفرّت الأحمال
«الأحمال (7)»: بطون من بنى حنظلة.
قد (8) أوفيت بما عقدته فى صدر هذا الباب من إثبات ما انتهى إلىّ من أيام العرب، مجتهدا فى اختصارها، بريّا (9) مما وقع فيها من الاختلاف، فإنما (10) عهدة ذلك على الرواة.
وسأذكر من مفاخر بنى شيبان لمعا أختم بها هذا الباب كما بدأته لأنى لو تقصيت ذلك لأفنيت العمر دون / الجزء الذى لا يتجزأ منه قلّة، لكننى ذهبت فيهم وفى سيدهم أبى الحسن / مذهب أبى الطيب فى إخوتهم بنى تغلب، وفى سيدهم علىّ بن حمدان حيث يقول (11):
__________
(1) الجفار: موضع أو ماء بنجد لبنى تميم، وانظر معجم ما استعجم 2/ 385، ومعجم البلدان 2/ 144، وفيه ذكر لهذا اليوم، وانظر الكامل فى التاريخ 1/ 619، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 149و 183
(2) فى المطبوعتين فقط: «فى ضبة».
(3) استحرّ: اشتد.
(4) الصريف: موضع من النباج على عشرة أميال، وهو بلد لبنى أسيّد بن عمرو بن تميم معترض للطريق، مرتفع به نخل. انظر معجم ما استعجم 3/ 831، ومعجم البلدان 3/ 403ويقال: الطريف، وانظر النقائض 2/ 687
(5) فى ص فقط: «وفى هذا».
(6) لم أعثر على البيت ولم أعرف قائله.
(7) فى المطبوعتين فقط: «والأحمال».
(8) فى المطبوعتين فقط: «وقد».
(9) فى م: «بريئا».
(10) فى ع والمطبوعتين فقط: «وإنما».
(11) ديوان المتنبى 3/ 80و 81(2/948)
[البسيط]
ليت المدائح تستوفى مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول؟ (1)
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... فى طلعة الشّمس ما يغنيك عن زحل (2)
قال أبو عبيدة: قدم على النعمان بن المنذر وفود ربيعة، ومضر ابنى نزار، فكان (3) فيمن قدم عليه (4) (من وفود ربيعة بسطام بن قيس، والحوفزان بن شريك البكريان، وفيمن قدم عليه) (4) من وفد مضر من قيس عيلان عامر بن مالك، وعامر بن الطفيل (5)، ومن تميم قيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، فلما انتهوا إلى النعمان أكرمهم، وحباهم، وكان يتخذ للوفود عند انصرافهم مجلسا يطعمون فيه معه، ويشربون، وكان إذا وضع الشراب سقى النعمان / فمن بدئ به على أثره فهو أفضل الوفد، فلما شرب النعمان قامت القينة تنظر إلى النعمان من الذى يأمرها أن تسقيه، وتفضّله من الوفد، فنظر فى وجهها ساعة، ثم أطرق، ثم رفع رأسه، وأنشأ يقول (6):
[البسيط]
سقّى وفودك ممّا كنت ساقيتى
وابدى بكأس ابن ذى الجدّين بسطام (7)
__________
(1) فى ص: «تستوفى مدائحه فما كلب».
(2) فى ع: «فى طلعة البدر».
(3) فى المطبوعتين فقط: «وكان».
(44) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ف.
(5) فى ف: «ابن الطفيل بن مالك».
(6) الأبيات ما عدا الأخير فى الممتع 105و 106، منسوبة إلى قابوس الشاعر فى بسطام، ولم تذكر فيه القصة التى هنا، وفيه اختلاف فى بعض الألفاظ.
(7) فى ع: «مما أنت»، وفى ص: «مما كنت سقيتى» [كذا]، وفى المطبوعتين:
«فابدى»، وفى م: «اسقى».
ذو الجدين هو عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام، وأطلق عليه هذا اللقب لأنه أسر أسيرا شريفا، فقيل له: إنك لذو جدّ فى الأسر، فقال: فعندى من هو فوقه، فقيل له: إنك لذو جدّين أى حظين، انظر الممتع 105، وفيه: «الحارث بن عمرو» وجمهرة أنساب العرب هامش 326، وفى العقد الفريد 6/ 84أن ذا الجدين هو قيس بن مسعود، وانظر هذا الاختلاف فى النقائض 2/ 637 و 640و 1019وفى هذا الأخير أن ذا الجدين هو بسطام بن قيس.(2/949)
أغرّ ينميه من شيبان ذو أنف ... حامى الذّمار وعن أعراضها رامى (1)
قد كان قيس بن مسعود ووالده ... تبدا الملوك به أيّام أيّام (2)
فارضوا بما فعل النّعمان فى مضر ... وفى ربيعة من تعظيم أقوام
هم الجماجم والأذناب غيرهم ... فارضوا بذلك أو بوءوا بإرغام (3)
فقال عامر بن الطفيل (4):
[البسيط]
كان التّبابع فى دهر لهم سلف ... وابن المرار وأملاك على الشّام (5)
حتّى انتهى الملك من لخم إلى ملك ... بادى السّنان لمن لم يرمه رامى
أنحى علينا بأظفار فطوّقنا ... طوق الحمام بإتعاس وإرغام
إن يمكن الله من يوم تساء به ... نتركك وحدك تدعو رهط بسطام (6)
فانظر إذا الصّيد لم يحموك من مضر ... هل فى ربيعة إن لم تدعنا حامى؟ (7)
فأجابه بسطام بن قيس، فقال (8):
[الطويل]
لعمرى لئن ضجّت تميم وعامر ... لقد كنت يوما فى حلوقهم شجى
أرونى كمسعود وقيس وخالد ... وعمرو وعبد الله ذى الباع والنّدى
فكانوا على أفناء بكر بن وائل ... ربيعا إذا ما سال سائلهم جدا (9)
وسرت على آثارهم غير تارك ... وصيّتهم حتّى انتهيت إلى المدى (10)
__________
(1) ينميه: يرفعه. والأنف: الإباء والعزة.
(2) فى ع والمطبوعتين: «تبدا الملوك بهم»، وفى ف والمطبوعتين: «أيام أيامى».
(3) هذا البيت غير موجود فى الممتع.
(4) ديوان عامر بن الطفيل 133، وكتب فى هامشه: «وردت هذه القصيدة فى الملحق عن العمدة».
(5) التبابع جمع تبّع: وهو ما كان يطلق على ملك اليمن قديما.
(6) فى المطبوعتين فقط: «من دهر نساء».
(7) فى الديوان والمطبوعتين: «إلى الصيد».
(8) لم أعثر على الأبيات فى مصادرى.
(9) فى المطبوعتين فقط: «وكانوا».
(10) فى المطبوعتين فقط: «فسرت».(2/950)
قال: وافتخر رجلان بباب معاوية بن أبى سفيان، أحدهما من بنى شيبان، والآخر من بنى عامر بن صعصعة، فقال العامرى: أنا أعد عليك عشرة من بنى عامر، فعد علىّ عشرة من بنى شيبان، فقال الشيبانى: هات إذا شئت، فقال العامرى: خذ عامر بن مالك ملاعب الأسنّة، والطفيل بن مالك قائد هوازن، وفارس قرزل، ومعاوية بن مالك معود (1) الحكماء، وربيعة بن مالك، فارس ذى علق، وعامر بن الطفيل، وعلقمة بن علاثة، وعتبة بن سنان، ويزيد ابن الصّعق، وأربد بن قيس، وهو أربد الحتوف (2)، فقال الشيبانى: خذ قيس ابن مسعود، رهينة بكر بن وائل، وبسطام بن قيس، سيد فتيان ربيعة، والحوفزان ابن شريك، فارس بكر بن وائل، وهانىء بن قبيصة، أمين النعمان بن المنذر، وقبيصة بن مسعود، وافد المنذر، ومفروق بن عمرو، حاضن الأيتام، وسنان بن مفروق، ضامن / الدّين، والأصم عمرو بن قيس، صاحب رءوس بنى تميم، وعمران بن مرّة، الذى أسر يزيد بن الصّعق مرتين، وعوف بن النعمان، فتلاحيا، وتواثبا، حتى أدمى كلّ واحد منهما صاحبه، فخرج حاجب معاوية، فصادفهما على تلك / الحال، فدخل على معاوية، فأخبره القصة (3)، فدعا بهما، فلما دخلا عليه نسبهما، فانتسبا له، فقال معاوية: عامر أفخر هوازن، وشيبان أفخر بكر بن وائل، وقد كفا كما الله المؤونة، هذان رجلان من غير قومكما عندى يحكمان بينكما: عدى بن حاتم، وشريك بن الأعور الحارثى، احكما بينهما، ثم قال معاوية للشيبانى: من تعبأ (4) لعامر بن مالك؟ قال: أصم (5)
__________
(1) فى المطبوعتين «معوذ» بالذال المعجمة، وقد سبق تصحيح ذلك فى باب مما يتعلق بالأنساب ص 910
(2) يلاحظ أن العامرى ذكر تسعة فقط، وقد أشار إلى ذلك محقق م، وسيأتى العاشر على لسان معاوية فى أثناء المناظرة، وهو «عوف بن الأحوص»، كما سيأتى فى شعر العامرى.
(3) فى المطبوعتين فقط: «فأخبره بالقضية».
(4) فى ف: «تعبى»، وفى المطبوعتين: «يعنى»، هكذا فى كل مرة. وتعبأ: تهئ أو تقدر.
(5) فى المطبوعتين فقط: «الأصم»، وهو عمرو بن قيس بن مسعود الشيبانى. النقائض 2/ 806.
ووجدت فى الاشتقاق 311: «العباس بن أنس الأصم، كان من فرسانهم فى الجاهلية، له ذكر فى وقائعهم» وجاء عباس الأصم الرّعلى فى معجم ما استعجم 1/ 293و 313و 2/ 549(2/951)
بنى (1) أبى ربيعة، الذى قتل من بنى تميم مائة رجل على دم، فقال معاوية للرجلين: ما تقولان؟ قالا: رجح الأصمّ على عامر / بن مالك، قال معاوية: فمن تعبأ لعامر بن الطفيل؟ فقال (2) الشيبانى: الحوفزان بن شريك، فقال (2)
الحكمان: رجح الحوفزان، قال: فمن تعبأ لعلقمة بن علاثة؟ قال الشيبانى:
بسطام بن قيس، (3) (فنظر معاوية / إلى الحكمين) (3)، فقالا: رجح بسطام، قال معاوية: فمن (4) (تعبأ لعتبة بن سنان؟ فقال الشيبانى: مفروق بن عمرو، فقالا:
رجح مفروق، قال معاوية: فمن تعبأ للطفيل بن مالك؟ قال الشيبانى: عمران بن مرة، فقالا: رجح عمران بن مرة) (4)، قال معاوية: فمن تعبأ لمعاوية بن مالك؟
قال الشيبانى: عوف بن النعمان، فقالا (5): رجح عوف بن النعمان، قال (6):
فمن تعبأ لعوف بن الأحوص؟ قال: قبيصة بن مسعود، قالا: رجح قبيصة، قال: فمن تعبأ لربيعة بن مالك؟ قال: هانىء بن قبيصة، قالا: رجح هانىء بن قبيصة، قال معاوية: فمن تعبأ ليزيد بن الصّعق؟ قال: سنان بن مفروق، قالا:
رجح سنان بن مفروق، قال: فمن تعبأ لأربد بن قيس؟ قال: الأسود بن شريك، قال (7) معاوية للشيبانى: فأين نسيت قيس بن مسعود؟ قال: أصلحك الله، قيس ليس من هذه الطبقة (8)، فاتهم قيس مجدا وطولا (9)، فقال العامرى فى ذلك (10):
__________
(1) فى ع: «ابن ربيعة»، وفى المطبوعتين فقط: «ابن أبى ربيعة».
(2) فى المطبوعتين فقط: «قال».
(33) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين فقط.
(44) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(5) فى ف: «قال: رجح عوف».
(6) فى المطبوعتين فقط: «قال معاوية».
(7) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «فقال».
(8) فى المطبوعتين فقط: «الطائفة».
(9) فى ف «وقولا»، وفى المطبوعتين فقط: «مجدا طويلا».
(10) لم أعثر على الأبيات فى مصادرى.(2/952)
[الوافر]
أعدّ إذا عددت أبا براء ... وكان علا على الأقوام فضلا (1)
وكان الجعفرىّ أبو علىّ ... إذا ما هاجت الهيجاء علّا (2)
ووالده الّذى حدّثت عنه ... طفيل خيرنا يفعا وكهلا (3)
وكان معوّد الحكم المبارى ... رياح الصّيف أعلى القوم فعلا
وقد أورت زناد أبى لبيد ... ربيعة يوم ذى علق فأبلى
وعلقمة بن الاحوص كان كهفا ... كلابيّا رحيب الباع سهلا (4)
وعتبة والأغرّ يزيد إنّى ... رأيتهما لكلّ الفخر أهلا (5)
وعوفا ثمّ أربد ذا المعالى ... كفى بهما عليك ندى وبذلا (6)
أولئك من كلاب فى ذراها ... وخير قرومها حسبا ونبلا
فقال (7) الشيبانى مجيبا له:
[الوافر]
أعدّ إذا عددت أبا خفاف ... وعمران بن مرّة والأصمّا (8)
وهانئنا الّذى حدّثت عنه ... وكان قبيصة الأنف الأشمّا (9)
__________
(1) أبو براء كنية لعامر بن مالك. انظر العقد الفريد 3/ 355
(2) أبو على كنية لعامر بن الطفيل، والجعفرى نسبة إلى جعفر بن كلاب.
(3) يفعا: شابا.
(4) فى المطبوعتين: «وعلقمة بن أحوص»، وكلاهما صحيح، والمقصود به علقمة بن علاثة ابن عوف بن الأحوص، والعرب قد اعتادوا أن ينسبوا الشخص إلى جده، سواء كان قريبا أو بعيدا.
(5) فى ع: «وعتبة الأغر» بإسقاط واو العطف، وهو سهو، والمقصود بهما: عتبة بن سنان، ويزيد بن الصعق.
(6) وعوفا بالنصب عطفا على الضمير المنصوب فى «رأيتهما» فى البيت السابق، والمقصود هو عوف بن الأحوص. الذى كان قد نسيه العامرى فى أثناء ملاحاته مع الشيبانى، وذكره معاوية فى أثناء المناظرة، وقد أشرت إلى ذلك فى حينه.
(7) فى ص: «وقال»، وفى ف: «فقال الشيبانى» بإسقاط «مجيبا له»، ولم أعثر على الأبيات فى مصادرى.
(8) يبدو لى أن الأصح: «أعد إذا عددت أبا حمار» حتى يكون قد تحدث عن الحوفزان، وهو من فرسانهم، والحوفزان يكنى أبا حمار، فقد كان للحوفزان ابنان: أحدهما يقال له الحمار، والآخر:
العفو، وهو الجحش. انظر النقائض 1/ 55
(9) فى المطبوعتين فقط: «وهانئا».(2/953)
ومفروقا وذا النّجدات عوفا ... وبسطاما ووالده الخضمّا
وأسود كان خير بنى شريك ... ولم يك قرنه كبشا أجمّا (1)
أولئك من عكابة خير بكر ... وأكرم من يليك أبا وأمّا
وأفضل من ينصّ إلى المعالى ... إذا ما حصّلوا خالا وعمّا (2)
وأكثر قومهم بالشّرّ طوقا ... وأبعد قومهم فى الخير همّا (3)
فقال معاوية للحكمين: ما تقولان؟ قالا: شيبان أكرم الحيين، فقال معاوية:
وذلك قولى، فأكرمهما، وحباهما، وفضّل الشيبانىّ على العامرى.
قال: وكان من حديث ذى الجدّين أن الملك النعمان قال: لأعطينّ أفضل العرب مائة من الإبل، فلما أصبح الناس اجتمعوا لذلك، فلم يكن (4) قيس ابن مسعود فيهم، وأراده قومه على أن ينطلق، فقال: لا (5)، لئن كان يريد بها غيرى لا أشهد ذلك، وإن كان يريدنى بها لأعطينّها، فلما رأى النعمان اجتماع الناس، قال لهم: ليس صاحبها شاهدا، فلما كان من الغد (6) قال له قومه:
انطلق، فانطلق، فدفعها الملك (7) إليه، فقال حاجب بن زرارة: أبيت اللعن، ما هو أحق بها منى / فقال قيس بن مسعود: أنافره عن أكرمنا قعيدة (8)، وأحسننا أدب ناقة، وأكرمنا لئيم قوم، فبعث معهما النعمان من ينظر فى ذلك، فلما انتهوا إلى بادية حاجب بن زرارة مرّوا على / رجل من قومه، فقال حاجب: هذا الأم
__________
(1) الأجم: هو الكبش الذى لا قرن له.
(2) فى ف: «وأفضل من بيض» وهو تصحيف، وفى خ: «من بيض». وينصّ:
من النّص وهو السير الشديد والحث.
(3) فى ع سقطت كلمة «بالشر»، وفى ص: «بالشر طرقا»، وفى م: «بالشر طوفا» بالفاء، وهو تصحيف.
(4) فى ع وص وإحدى المغربيتين: «فلم يك».
(5) سقطت «لا» من المطبوعتين فقط.
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «الغداة».
(7) فى ف والمغربيتين: «فدفعها إليه» بإسقاط «الملك»، وفى المطبوعتين: «فدفعها إليه الملك».
(8) قعيدة الرجل: امرأته.(2/954)
قومى، وهو فلان بن فلان، والرجل عند حوضه ومورد إبله، فأقبلوا إليه، فقالوا:
يا عبد الله، دعنا فلنستق (1)، فإنا قد هلكنا عطشا، وأهلكنا ظهورنا، فتجهم، وأبى عليهم، فلما أعياهم قالوا لحاجب بن زرارة: اسفر، فسفر، فقال: أنا حاجب بن زرارة، فدعنا فلنشرب (2)، قال: أنت؟ فلا مرحبا بك، ولا أهلا، فأتوا بيته، فقالوا لامرأته: هل من منزل يا أمة الله؟ قالت: والله ما ربّ المنزل شاهد (3)، وما عندنا من منزل، وأرادوها (4) على ذلك فأبت.
ثم أتوا رجلا من بكر بن وائل على ماء يورد، فقال قيس: هذا والله ألأم قومى، فلما وقفوا عليه قالوا له مثل ما قالوا للآخر، فأبى عليهم، وهمّ أن يضربهم، فقال له قيس بن مسعود: ويلك، أنا قيس بن مسعود، فقال له:
مرحبا، وأهلا، أورد، ثم أتوا بيته فوجدوا فيه امرأته، قدرها (5) تغطّ، فلما رأت الركب من بعيد أنزلت القدر، وثردت (6)، فلما انتهوا إليها قالوا: هل عندك يا أمة الله من منزل؟ قالت: نعم، انزلوا فى الرّحب / والسّعة، فلما (7) نزلوا، وطعموا، وارتحلوا، أخذوا ناقتيهما فنوّخوهما (8) على قريتين للنّمل، فأما ناقة قيس بن مسعود فتضوّرت، وتقلّبت، ثم (9) لم تثر، وأما ناقة حاجب فمكثت،
__________
(1) فى المطبوعتين: «نستقى» [كذا] وهو جائز، والأحسن الجزم «نستق» فى جواب الطلب.
(2) فى ف: «فدعنا نشرب».
(3) فى ع: «شاهدا» بالنصب على أن «ما» حجازية. تعمل عمل ليس، وبالرفع تكون «ما» تميمية لا تعمل، ومثل هذا قول الفرزدق «وما مثله فى الناس إلا مملكا» و «إلا مملك»، وفى ف «بشاهد».
(4) سقط قوله: «وأرادوها» من ف، وفى المطبوعتين فقط: «وراودوها».
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «وقدرها»، وفى خ: «يغط» بالمثناة التحتية، وفى م «تئط».
وغطّت القدر: اشتد غليان ما فيها فأخرجت صوتا.
(6) فى ف والمغربيتين: «وتردت» بمثناة فوقية فى أوله، وهو تصحيف، وفى المطبوعتين:
«وبردت». وثردت: أى صنعت الثريد.
(7) فى المطبوعتين فقط: «فلما نزلوا طعموا وارتحلوا فأخذوا».
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «فأناخوهما».
(9) فى ع «ولم تثر» بإسقاط «ثم»، وفى ف: «ثم لم تثن»، وفى المطبوعتين: «ثم لم تنز».(2/955)
وثبتت حتى إذا قالوا قد اطمأنت طفقت هاربة، فأتوا الملك، فأخبروه بذلك، فقال له: قد كنت ياقيس / ذا جدّ، فأنت اليوم ذو جدّين، فبذلك سمى «ذا الجدين».
وقيل: إنما سمى بذلك لأسيرين أسرهما مرّتين، وقيل: بل سبق (1) فى سبقين، هكذا جاءت الرواية.
والذى أعرف أنا أن ذا الجدّين إنما هو عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام سمى بذلك لأنه اشترى كعب بن مامة من أيدى قوم عنزيين أسروه، فكتم نفسه، وعرّفه (2) عبد الله أنه لم يشتره إلا عن معرفة، فوهبه (3) كلّ ما لقى فى طريقه من إبل أبيه بعبدانها، وكانت سودا، وحمرا، وصهبا، وبلغ به إلى أبيه، فأجاز له ذلك، وأعطاه قبّة بما فيها، فلما أتى الحيرة قال بعض من رآه لصاحبه: إنه لذوجدّ، قال الآخر: بل هو ذو جدّين، فسمى بذلك (4).
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «بل سبق سبقين».
(2) فى م: «وعرفه عبد الله [وأظهر] أنه» [كذا]!!!.
(3) فى ف: «فوهب له».
(4) ولكن الذى فى العقد الفريد 6/ 84أن ذا الجدين هو قيس بن مسعود، وفى جمهرة أنساب العرب 326أن ذا الجدين هو عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام، وفى الممتع 105أن ذا الجدين هو الحارث بن عمرو بن الحارث بن همام»، وفى الأغانى 22/ 195ذكر فيه ذو الجدين مرتين:
الأولى: ذو الجدين بن قيس بن خالد، والأخرى: قيس بن خالد ذو الجدين، وقد سبق أن ذكرت السبب فى هذه التسمية له ص 949(2/956)
باب فى معرفة ملوك العرب (11)
/ وأنا أذكر (1) فى هذا الباب من ملوك النواحى من أخذه حفظى، وبلغته روايتى، على شريطة (2) الاختصار والتلخيص، بحسب الطاقة والاجتهاد، إن شاء الله تعالى.
ملوك اليمن: قال ابن قتيبة (3) وغيره: إن أول من حيّى بتحيّة الملك (4)
«أبيت اللّعن» و «أنعم صباحا» يعرب بن قحطان، فولد له «يشجب»، وولد (5) ل «يشجب» «سبأ»، وقيل: إنه أول من سبى السّبى من ولد قحطان، واسمه عبد شمس، وقيل: عامر، وأول الملوك المتوّجين من ولده «حمير بن سبأ»، ملك حتى مات هرما، ولم يزل الملك فى ولد «حمير» لا يعدو ملكهم اليمن حتى مضت قرون.
وصار الملك إلى الحارث الرّائش (6)، وبينه وبين حمير خمسة عشر أبا، فخرج من اليمن، وغزا وجلب الأموال، فراش النّاس، وبذلك سمى (7)، وفى عصره مات لقمان صاحب النسور، وهو لقمان الذى بعثته عاد ليستقى لها بمكة (8)، وكان ملك الرائش مائة وخمسا وعشرين سنة، وذكر نبيّنا صلى الله عليه وسلم، / أنشد (9) ابن قتيبة (10):
__________
(11) انظر المعارف 626، والمحبر 358و 364و 368و 370، والعقد الفريد 3/ 368
(1) فى ص: «ذكر».
(2) فى ف: «على شرط».
(3) المعارف 626
(4) فى المطبوعتين فقط: «بتحية الملوك»، وهى توافق المعارف.
(5) فى ص وف: «وولد يشجب» وما فى ع والمغربيتين والمطبوعتين يوافق المعارف.
(6) فى المعارف: «وسمى الرائش: لأنه أدخل اليمن الغنائم والأموال والسبى، فراش الناس»، وفى القاموس واللسان ما يفيد أن «راش» يفيد الإطعام والكسوة وإصلاح الحال، ومنه يكون «الرائش».
(7) فى المطبوعتين فقط: «سمى الرائش».
(8) انظر قصة استقائه وما فيها فى المعارف 626
(9) فى ف: «أنشد ابن قتيبة له»، وفى المطبوعتين فقط: «وأنشد».
(10) البيت ثانى بيتين فى المعارف 627، ينسبان إلى الرائش.(2/957)
[الوافر]
وأحمد إسمه ياليت أنّى ... أعمّر بعد مخرجه بعام (1)
ثم أبرهة ذو المنار بن الرائش، وكان ملكه مائة وثلاثا وثمانين سنة، ثم إفريقيس (2) بن أبرهة، وهو الذى بنى إفريقية، وبه سميت، وكان ملكه مائة وستين سنة. ثم العبد بن أبرهة، وهو ذو الأذعار (3)، سمى بذلك لقوم سباهم منكرى الوجوه، تزعم اليمن (4) أنهم النسناس، وكان ملكه خمسا وعشرين سنة. ثم هدهاد (5) بن شرحبيل بن عمرو بن الرائش، وهو أبو بلقيس، ملك سنة واحدة، ثم بلقيس إلى أن أسلمت على يد (6) سليمان صلى الله عليه وسلم، ثم ناشر (7) بن عمرو بن يعفر بن شرحبيل، وكان ملكه خمسا وثمانين سنة، ثم شمر بن إفريقيس (8)، وهو الذى أخرب مدينة «سمرقند»، وبه سميت / سمركند، ومعنى (9) «كند» أخربها، وهو الذى يسمّى «شمر يرعش» لارتعاش كان به، وكا ملكه مائة وسبعا وثلاثين سنة، ثم ابنه الأقرن بن شمر يرعش، وكان ملكه ثلاثا وخمسين سنة، ثم تبّع الأكبر بن الأقرن، وكان ملكه مائة وثلاثا وستين سنة، ثم ابنه / كليكرب، ولم يغز حتى مات، وكان ملكه خمسا وثلاثين سنة،
__________
(1) فى المعارف: «يسمّى أحمدا يا ليت»، وفى ع وخ ضبط هكذا: «وأحمد اسمه».
وفى م ضبط هكذا «وأحمد اسمه» وهو خطأ فى الجميع لأنه لابد من إظهار همزة «إسمه» ليستقيم الوزن. وفى ف والمطبوعتين: «بعد مبعثه بعام»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق المعارف.
(2) فى ص: «إفرنقيس»، وهو تصحيف. وفى ف: «إفريقى من» وهو خطأ، وفى المطبوعتين «إفريقس» وفى العقد الفريد «أبو فريقيش»، واعتمدت ما فى ع والمغربيتين.
(3) المعارف 628، وفيه ذكر سبب هذا الإطلاق عليه.
(4) فى المطبوعتين فقط: «تزعم العرب».
(5) فى المعارف 628/ «هداد»، وفى ص: «هداهد».
(6) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «على يدى»، وفى ف: «على يد سليمان بن داود عليه السلام».
(7) فى المعارف 629: «ياسر»، وفى ف: «ناش» [كذا].
(8) فى ف والمطبوعتين: «إفريقس»، وفى ص: «افرنقيس». وفى المعارف: «أفريقيش».
(9) فى ص: «سمركند أى خربها»، وفى المعارف 629، «فسميت شمركند، أى:
شمر خرّبها».(2/958)
ثم تبّع بن كليكرب، وهو أبو كرب تبع الأوسط، وكان يغزو بالنجوم، ويعمل أعماله كلها بأحكامها، ويقال: إنه آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل فيه (1):
[المتقارب]
شهدت على أحمد أنّه ... رسول من الله بارى النّسم (2)
فلو مدّ عمرى إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم
ثم حسان بن تبّع الأوسط، وهو الذى غزا جديسا، وقتل اليمامة التى سميت بها جوّ اليمامة (3)، ثم عمرو بن تبع أخو حسان، وكان ملكه ثلاثا وستين سنة، ثم عبد كلال بن مثوب، وكان على دين عيسى عليه (4) السلام، يسرّ (5) إيمانه، وكان ملكه أربعا وسبعين سنة، ثم تبّع بن حسان، وهو الأصغر، وكان الحارث ابن عمرو بن حجر جدّ امرئ القيس ابن أخته، وتبّع (6) هذا هو الذى عقد الحلف بين ربيعة واليمن، وهو الذى أدخل (7) اليمن دين اليهود، وكان ملكه ثمانيا وسبعين سنة، ثم أخوه لأمه مرثد / بن عبد كلال، وقيل: مزيد، وكان ملكه إحدى وأربعين سنة، ثم ابنه وليعة بن مرثد، ملك سبعا وثلاثين سنة، ثم أبرهة بن الصّبّاح، ملك ثلاثا وسبعين سنة، وكان يكرم معدّا، ويعلم أن الملك كائن فى بنى النضر بن كنانة، ثم حسان بن عمرو بن تبّع بن كليكرب، ملك سبعا (8)
__________
(1) البيتان فى المعارف 631
(2) فى المعارف: «على أحمد» [كذا] والواجب أن ينوّن للضرورة كى يستقيم الوزن، ويبدو أن من قام بتحقيقه لا يعرف ذلك!!
(3) الجوّ بفتح الجيم وتشديد الواو: هو ما اتسع من الأودية، وجوّ: اسم لناحية اليمامة، وإنما سميت اليمامة بعد اليمامة الزرقاء. انظر معجم البلدان 2/ 190، ومعجم ما استعجم 2/ 407
(4) فى ع: «صلى الله عليه وسلم» وسقط «عليه السلام» وغيره من المطبوعتين فقط.
(5) فى ع والمطبوعتين: «يستر»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق المعارف 634، وفى المعارف عبد كلال جاء بعد عمرو بن تبع.
(6) فى ف «وتبع هذا الذى»، وفى المطبوعتين: «وتبع هو الذى»، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق المعارف 635
(7) فى المطبوعتين فقط: «وهو الذى أدخل فى اليمن دين اليهود ثمانية وسبعين سنة» [كذا] [كذا]!!
(8) فى المطبوعتين فقط: «سبعا وثلاثين سنة».(2/959)
وخمسين سنة، ومدحه خالد بن جعفر بن كلاب لما شفّعه فى أسارى من قومه، ثم ذو الشّناتر، واسمه لخيعة (1) ينوف، ولم يكن من أهل بيت المملكة، لكنه من أبناء المقاول (2)، قتله ذو نواس، وكان غلاما من أبناء الملوك، حسن الوجه، له ذؤابتان، أراده (3) على نفسه، فوجأه بخنجر كان قد أعده له فقتله، ورضيته حمير لأنفسها لما أراحها من ذى (4) شناتر، وذو نواس صاحب الأخدود الذى ذكره الله عز وجل (5)، وكان يهوديا، فخدّ الأخدود لقوم من أهل نجران تنصّروا على يدى رجل من قبل آل جفنة، وعلى (6) ذى نواس دخلت الحبشة اليمن، واقتحم / البحر منهزما فغرق، وكان ملكه ثمانيا وستين سنة / ثم قام بعده ذو جدن (7)، فهزمته الحبشة، واقتحم (8) البحر أيضا فهلك. وملك اليمن أبرهة الأشرم، وهو الذى زحف إلى مكة بالفيل، فهلك جيشه، وابتلى بالأكلة (9)، فحمل إلى اليمن، فهلك بها. وملك بعده ابنه يكسوم / فساءت سيرته باليمن، واستجاش (10) عليه سيف بن ذى يزن كسرى، فجيّش له جيشا عظيما (11)، وقد مات يكسوم، وولى بعده مسروق (12) أخوه، وهو أيضا أخو سيف لأمّه،
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «نجيعة»، وفى ص: «بتوف»، وقوله: «لخيعة ينوف» ليس فى المعارف.
(2) فى اللسان: المقاول جمع مقول، وهو القيل بلغة أهل اليمن، والمقول والقيل: الملك من ملوك حمير، وقيل: هو دون الملك الأعلى. وفى العقد الفريد 3/ 371: القيل هو الذى يكلم الملك فيسمع كلامه، ولا يكلم غيره.
(3) فى المطبوعتين فقط: «أراده ذو الشناتر»، ومعنى ذلك أنه أراد منه عمل الفاحشة.
(4) فى المطبوعتين فقط: «ذى الشناتر».
(5) جاء ذلك فى سورة البروج.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وعلى أيام ذى نواس».
(7) فى ع: «ذو يزن»، وهو خطأ. انظر المعارف 637، والعقد الفريد 3/ 370
(8) فى المطبوعتين: «فاقتحم»، وسقطت «أيضا» من ع وف والمطبوعتين فقط.
(9) الأكلة: داء يقع فى العضو فيأتكل منه، أى يأكل بعضه بعضا. انظر القاموس واللسان.
(10) فى المطبوعتين فقط: «فاستجاش».
واستجاش: طلب الجيش، أو جمعه. [انظر القاموس واللسان فى جيش].
(11) سقطت كلمة «عظيما» من ع.
(12) لم يرد ذكر مسروق فى المعارف.(2/960)
فقتلت (1) الحبشة، وسبيت نساؤهم، وأقام (2) سيف ملكا من قبل كسرى، حتى غدره خدّامه من الحبشة، ولم يجتمع ملك اليمن بعده (3) لأحد.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانكشفت به الظّلمة، واهتدت بهديه الأمّة، واستقرّ الملك فى نصابه بعد الخلفاء الأربعة من أصحابه، ممن وجبت طاعته، وصحّت بيعته، وأنا واقف عند الشبهة، قائل فى هذا بما قالت فيه (4) الجماعة، فقد تنازع اسم أمير المؤمنين من لا يصح له، ولا يسلّم إليه، فلذلك (5) أعرضت عن ذكر من لم أذكره، ولولا ذلك لذكرت كل / واحد منهم (6)، وزمانه، ومنتهى عمره إلى وقتنا هذا، (7) (وما توفيقى إلا بالله) (7).
ملوك الشام (8): كانت بالشام «سليح» (9)، وهم من غسان، ويقال: من قضاعة، وأول ملوكهم: النعمان بن عمرو بن مالك، ثم من بعده ابنه مالك، ثم (10) من بعد مالك ابنه عمرو، إلى خروج «مزيقياء»، وهو عمرو بن عامر من اليمن فى قومه من الأزد، وسمّى «مزيقياء» لأنه كان يمزّق كل يوم حلّة لا يعود إلى لباسها، ثم يهبها، وسمّى (11) «عامر» ماء السماء لأنه كان يحتبى (12) فى
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فقتلته»!!.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فقام سيف ملكا».
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «لأحد بعده».
(4) سقطت «فيه» من ع ومغربية، وفى ف والمطبوعتين: «به» وفى ف: «ما قالت به».
(5) فى ف: «فلذلك أنا أعرضت».
(6) سقطت «منهم» من المطبوعتين فقط.
(77) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(8) انظر هذا فى المعارف 640والمحبر 370
(9) فى خ: «سليخ» بالخاء المعجمة، وكتب فى الهامش: «ن. سليح». وكل ما فعله محقق م أن عكس المسألة وقال فى الهامش: «فى بعض الأصول «سليخ» بالخاء المعجمة». وأقول: انظره فى جمهرة أنساب العرب 450
(10) فى ف: «ثم ابنه عمرو بن مالك إلى».
(11) فى المطبوعتين فقط: «ويسمى».
(12) فى ف: «يجتنى»، وفى المطبوعتين فقط: «يجىء». واحتبى من الاحتباء: وهو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين. والمحل: الجدب.(2/961)
المحل فينوب عن الغيث بالرّفد والعطاء ابن (1) حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن قاتل الجوع بن الأزد، ومعه رجل يقال / له:
جذع بن سنان، فنزلوا بلاد «عكّ» فقتل جذع ملك بلاد «عكّ»، وافترقت (2)
الأزد، والملك فيهم حينئذ ثعلبة بن عمرو بن عامر، فانصرف عامله، فحارب جرهم، وأجلاهم (3) عن مكة، واستولوا عليها زمانا، ثم أحدثوا الأحداث، وجاء قصىّ بن كلاب / فجمع معدّا، وبذلك سمّى «مجمّعا» واستعان (4) ملك الروم فأعانه، وحارب الأزد فغلبهم، واستولى على مكة دونهم، فلما رأت الأزد ضيق العيش بمكة ارتحلت، وانخزعت (5) خزاعة لولاية البيت، وبذلك سمّيت، فسار (6) بعض الأزد إلى السواد، فملّكوا عليهم مالك (7) بن فهم أبا جذيمة الأبرش، وسار قوم إلى يثرب، فهم الأوس والخزرج، وسار قوم إلى عمان، وسار قوم إلى الشام، وفيهم جذع (8) بن سنان، وأتاه عامل الملك فى خرج وجب عليه، فدفع إليه سيفه رهنا، فقال الرومى: أدخله فى كذا من أم الآخر، فغضب جذع وقنّعه (9) به، فقيل: «خذ من جذع ما أعطاك»، وسارت مثلا (10)،
__________
(1) فى م: «[وهو] ابن حارثة» [كذا] بهذه الزيادة، ويبدو أن الشيخ لم يعرف وجه قراءة الكلام، وفى خ: «ابن جارية»، وفى هامشه كتب: «ن. حارثة»، وقد عكس الشيخ ذلك!!!، فحارثة هو أبو عامر، وعامر هو أبو عمرو. انظر الاشتقاق 435
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «فافترقت».
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «فأجلاهم».
(4) أى طلب معونته.
(5) انخزعت: تخلفت وبقيت فى مكة. وانظر مادة خزع فى القاموس واللسان، وانظر العقد الفريد 3/ 381
(6) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «فصار»، وهكذا فى كل مرة.
(7) فى ف: «مالك بن نهم وهو ابن».
(8) كذا فى المعارف 641، «جذع بن سنان»، وفى الاشتقاق 486، وجمهرة الأنساب 374، «جذع بن عمرو»، وانظر الحديث عن المثل فيما يأتى.
(9) فى المطبوعتين فقط: «فقنعه فقتله». وقنعه بالسيف: علاه به.
(10) انظر المثل فى كتاب الأمثال 311، وفيه أنه جذع بن عمرو الغسانى، وانظر جمهرة الأمثال 1/ 421، ولم يذكر فيه نسبة جذع. ومجمع الأمثال 1/ 410، وفيه مثل كتاب الأمثال، وفصل المقال 343، ولم يذكر عن جذع شيئا، وإنما أحال على كتاب الأمثال، والمثل فى الاشتقاق 486(2/962)
وولوا الشام، فكان أولهم الحارث بن عمرو محرّق، سمى بذلك لأنه أول من حرّق العرب فى ديارها، وهو الحارث الأكبر، يكنى أبا شمر، ثم ابنه الحارث بن أبى شمر (1)، وهو الحارث الأعرج، وأمه مارية ذات القرطين، وهى مارية / بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية / الكندىّ، وأختها هند الهنود امرأة حجر آكل المرار الكندىّ (2)، وإلى الحارث الأعرج زحف المنذر الأكبر، فانهزم جيشه وقتل هو (3)، ثم الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر، ومن ولد الحارث الأعرج عمرو بن الحارث، وكان يقال له: أبو شمر الأصغر، وله يقول نابغة بنى ذبيان (4):
[الطويل]
علىّ لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب (5)
والنعمان بن الحارث هو أخو الحارث الأصغر، وله يقول النابغة (6):
[السريع]
هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التّمام
وللنعمان هذا ثلاثة بنين: عمرو، وحجر، والنعمان، ومن ولد الأعرج أيضا المنذر، والأيهم أبو جبلة، وجبلة آخر ملوك غسان، وكان طوله اثنى عشر شبرا، وهو الذى تنصّر أيام (7) عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
/ ملوك الحيرة (8): أوّلهم مالك بن فهم بن عمرو بن دوس من (9)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «ابن أبى شمر الغسانى».
(2) سقطت كلمة «الكندى» من ف، وقوله: «وهى مارية بنت» إلى «آكل المرار الكندى» غير موجود فى المعارف 642
(3) سقط الضمير «هو» من المطبوعتين فقط.
(4) ديوان النابغة الذبيانى 41، والبيت فى سياقه فى المعارف 643
(5) ليست بذات عقارب: أى ليس فيه مكروه، ولا يكدّرها منّ ولا أذى
(6) ديوان النابغة الذبيانى 166
(7) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «فى أيام».
(8) انظر هذا فى المعارف 645والمحبر 358
(9) فى المعارف: «مالك بن فهم بن غنم بن دوس من الأزد»، وفى ص ومغربية: «ابن دوس الأزد»، وفى ف والمطبوعتين ومغربية: «ابن دوس بن الأزد»، وما فى ع يوافق المعارف، وانظر مثل المعارف فى جمهرة الأنساب 379، العقد الفريد 3/ 387، والاشتقاق 542، وفصل المقال 124(2/963)
الأزد، ملك العرب بالعراق عشرين سنة، ثم ابنه جذيمة (1) بن مالك، وهو (2)
الأبرش، والوضّاح، كان ملكه ستين سنة، ثم عمرو بن عدىّ بن نصر بن ربيعة اللّخمىّ، ويقال: إن نصرا هو «السّاطرون» صاحب (3) الحضر، وهو جرمقانىّ من أهل الموصل (4)، وقيل: بل هو من أشلاء قنص بن معدّ بن عدنان، وعمرو هذا هو ابن أخت جذيمة الأبرش، وفيه قيل: «شبّ عمرو عن الطّوق» (5)، ثم امرؤ القيس بن عمرو بن عدى، ويقال: بل الحارث بن عمرو، وإنه الذى يدعى محرّقا، ثم النعمان بن امرئ القيس، وهو النعمان الأكبر الذى بنى الخورنق (6)، ثم المنذر بن امرئ القيس، وهو المنذر الأكبر بن ماء السماء، أخو النعمان الأكبر، ثم المنذر بن المنذر، وهو الأصغر، ثم أخوه عمرو بن المنذر، وهو عمرو بن هند، وسمّى (7) محرّقا أيضا (8): لأنه حرّق بنى تميم، وقيل: بل حرّق نخل اليمامة،
__________
(1) فى ص وف فقط: «خزيمة»، وهو خطأ. انظر المعارف 645، والاشتقاق 377و 378 و 497، والعقد الفريد 3/ 387، وجمهرة أنساب العرب 379
(2) فى المطبوعتين: «وهو الأبرش، وهو الوضاح»، وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق المعارف.
وقد أطلق عليه ذلك لأنه كان أبرص، فتهيبت العرب أن تقول أبرص فقالت: أبرش ووضاح.
انظر الاشتقاق 497والمحبر 299
(3) فى المعارف: «ويقال: إن أباه نصرا هو نصر بن الساطرون ملك السريانيين صاحب الحصن»، ويبدو أن قارئ المعارف حرّف «الحضر» إلى «الحصن». وقوله: «صاحب الحضر» ساقط من ف.
والحضر: مدينة بإزاء تكريت فى البرية، بينها وبين الموصل والفرات، وهى مبنية بالحجارة وفيها أبراج كثيرة مما جعلها كالحصن، ولذلك قيل عنها: حصن بجبال تكريت. انظر معجم ما استعجم 2/ 453، ومعجم البلدان 2/ 267، والقاموس واللسان فى [حضر] وفى الجميع أن بانيها هو الساطرون.
(4) المعارف 645
(5) المثل تجده فى المعارف 646، والاشتقاق 378، وجمهرة الأنساب 423، وكتاب الأمثال 297، والفاخر 73، وفيهما كبر عمرو، وجمهرة الأمثال 1/ 547، وفصل المقال 125
(6) الخورنق: قصر بظهر الحيرة، استغرق بناؤه ستين سنة، واختلف فى صاحبه. انظر معجم ما استعجم 2/ 515، ومعجم البلدان 2/ 401
(7) فى المطبوعتين فقط: «ويسمى».
(8) سقطت «أيضا» من ع وف والمطبوعتين فقط.(2/964)
ثم النعمان بن المنذر صاحب النابغة (1)، وهو / آخر ملوك لخم، ثم ولى بعده إياس (2) بن قبيصة الطائى ثمانية أشهر، واضطرب ملك فارس، وضعفوا، وكانت ملوك الحيرة من تحت أيديهم، وأتى الله عز وجل بالإسلام / فعز أهله بالنبى (3) عليه السلام.
* * * __________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «النابغة الذبيانى».
(2) فى المطبوعتين فقط: «إياس بن قبيصة الطائى، ثم ابنه أشهر» أليس عجيبا أن يتبع محقق م كتابة خ!
وانظر المعارف 650، ففيه: «وولّى كسرى إياس بن قبيصة الطائى ثمانية أشهر».
(3) فى ف: «بالنبى عليه الصلاة والسلام»، وفى المطبوعتين: «بالنبى صلى الله عليه وسلم»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.(2/965)
باب من النسبة (10)
قال ابن دريد (1): الإبل الأرحبية منسوبة إلى أرحب (2) بن همدان.
أسد خفيّة، وأسد خفّان (3)، وهما أجمتان من العذيب على ليلة.
الرّماح اليزنيّة منسوبة إلى ذى يزن الملك (4)، ويقال: اليزانية (5)، قال ذو الرمة (6):
[الطويل]
أرين الّذى استودعن سوداء قلبه ... هوى مثل شكّ الأزأنىّ النّواجم (7)
هكذا جاءت الرواية فى هذا البيت.
الدروع تنسب إلى فرعون (8)، قال راشد بن كثير (9):
__________
(10) انظر المعانى الكبير الاشتقاق جمهرة اللغة العقد الفريد جمهرة أنساب العرب القاموس اللسان معجم ما استعجم معجم البلدان.
(1) انظره فى الاشتقاق 430، وجمهرة اللغة 1/ 276و 2/ 926، وانظر القول ونسبته إلى ابن دريد فى القاموس واللسان.
(2) فى ف: «إلى رحب»، وفى ع وف: «من همدان»، وجاء فى بعض المعاجم أن أرحب اسم جمل تنسب إليه الإبل.
(3) انظر هذا فى معجم ما استعجم 2/ 505و 506، فى [خفان وخفية] وكذلك فى معجم البلدان 2/ 379و 380، والقاموس واللسان وجمهرة اللغة وأساس البلاغة والتكملة والذيل والصلة فى [خفى].
(4) الاشتقاق 530، والعقد الفريد 3/ 370، واللسان فى [أزن] والتكملة والذيل والصلة فى [يزن] وجمهرة اللغة 3/ 1250، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 48
(5) فى ف: «اليزنية»، وفى م: «الأيزنية».
(6) ديوان ذى الرمة 2/ 755، وفيه: يقال: رمح يزنىّ، وأزنىّ، وأزأنىّ. ولم أجد هذه فى المعاجم، وإنما الموجود فى اللسان: «وبعضهم يقول: يزانى وأزانى» بألف غير مهموزة قبل النون.
(7) فى ص: «أزن الذى استودعنا»، وفى ف: «هو مثل» وفى ع وف وخ: «شك الأزانى» بدون همزة على الألف، التى قبل النون، وذلك يخل بالوزن، وفى م: «الأيزنى» مثل الديوان الذى اعتمده، ويبدو أن طابعى هذا الديوان كتبوها «الأيزنى» لتصحيح الوزن، ولو كانت كذلك لما قال ابن رشيق بعد البيت: «هكذا جاءت الرواية فى هذا البيت» وما فى ص والمغربيتين «الأزأنى» يوافق الديوان المحقق وشرحه والنقائض 2/ 565ويؤكد تعليق ابن رشيق. والنواجم: النوافذ الطوالع.
(8) تجد هذه النسبة فى اللسان فى [فرعن].
(9) لم أعثر له على ترجمة.(2/966)
[السريع]
بكلّ فرعونيّة لونها ... لون فضيض البغشة الغادية (1)
وتنسب إلى داود (2)، وسليمان عليهما (3) السلام، وتبع، ومحرّق، يريدون بذلك / القدم، وجودة الصنعة.
الكنائن الزّغريّة منسوبة إلى زغر (4)، وهو موضع بالشام تعمل فيه كنائن حمر مذهبة، قال أبو داود يصف فرسا (5):
[مجزوء الكامل]
ككنانة الزّغرىّ زي ... ينهها من الذّهب الدّلامص (6)
السّمهرىّ (7): الرمح الشديد، يقال: اسمهرّ الأمر إذا اشتدّ.
الأتحمية (8): برود منسوبة إلى أتحم باليمن.
__________
(1) فى ص: «لونها فضيض» بإسقاط كلمة «لون»، وهو سهو، وفى ف: «لونها لون قضيض النعشة»، وهو تصحيف، وفى المطبوعتين: «لونها مثل بصيص» وهو خطأ.
والفضيض: الماء العذب، أو الماء يخرج من العين، أو ينزل من السحاب. والبغشة والبغش:
المطر الضعيف الصغير القطر، وقيل: هما السحابة التى تدفع مطرها دفعة.
(2) انظر هذه النسبة فى ثمار القلوب 56
(3) سقط قوله: «عليهما السلام» من ع وف والمطبوعتين والمغربيتين.
(4) تجد نسبة الكنائن إلى زغر فى المعانى الكبير 1/ 2، والقاموس ففيهما ما يفيد أنها كنائن تعمل من أدم أحمر وتذهّب. وزغر: قرية بالشام أو موضع بالشام. انظر جمهرة اللغة 2/ 705، والقاموس واللسان فى [زغر] ومعجم البلدان 3/ 142، ومعجم ما استعجم 2/ 699
(5) البيت بصورته التى هنا فى المعانى الكبير 1/ 2، والاشتقاق 28دون نسبة، وجاء بنسبته إلى أبى دؤاد فى جمهرة اللغة 2/ 705، ومعجم البلدان 3/ 143، واللسان فى [زغر] وفى [دلمص].
(6) فى جمهرة اللغة واللسان ومعجم البلدان: «غشاها من الذهب» وقال فى الجمهرة بعد البيت: «فلا أدرى إلى ما نسبت، وذكر ذلك فى اللسان، وفى اللسان ومعجم البلدان: «ككتابة الزغرى» وهو تصحيف، وفى اللسان فى [دلمص]: «ككنانة العذرى».
والدلامص: البرّاق، يقال: امرأة دملصة، ودلمصة مقلوب إذا كانت ملساء تبرق، شبه لونه بألوان من هذه الكنائن [من المعانى الكبير 1/ 3].
(7) فى القاموس: «السمهرىّ: الرمح الصلب والمنسوب إلى سمهر زوج ردينة وكانا مثقفين للرماح، أو إلى قرية بالحبشة» وجاءت النسبة ذاتها فى اللسان ما عدا النسبة إلى القرية، وجاءت النسبة إلى القرية فى معجم البلدان، وأنكر النسبة إلى سمهر اسم امرأة. وفى التكملة والذيل والصلة 3/ 36، أنكر النسبة إلى قرية من قرى الحبشة. وفى ف: «السمهرية: الرماح الشديدة، يقال: اسمهرّ الرمح إذا اشتد».
(8) انظر نسبتها فى معجم ما استعجم 1/ 104، واللسان فى [تحم].(2/967)
القعضبيّة (1): ضرب من الأسنّة تنسب إلى قعضب، رجل قشيرىّ كان يعملها.
وكذلك الشّرعبيّة (2) أيضا، قال الأعشى (3):
[الطويل]
ولدن من الخطّىّ فيها أسنّة ... ذخائر ممّا سنّ أبزى وشرعب
والشرعبيّة (4) أيضا من الثياب الحاريّة فى قول امرئ القيس (5):
[الطويل]
فلمّا دخلناه أضفنا ظهورنا ... إلى كلّ حارىّ جديد مشطّب (6)
قال (7) الأصمعى: احتبوا بحمائل سيوفهم.
قال أبو عبيدة: ما نسب (8) إلى الحيرة سيوف قط، وإنما يريد «الرّحال»، كما قال (9) الآخر (10):
__________
(1) انظرها فى القاموس واللسان فى [قعضب].
(2) فى الاشتقاق 524: «وإلى شرعب تنسب الرماح الشرعبية، وكذلك البرود أيضا»، ونسبة الرماح إلى شرعب فى العقد الفريد 3/ 369
(3) ديوان الأعشى 241، وفيه: «فيه أسنة». واللدن: اللينة. وأبزى وشرعب: رجلان يصنعان الرماح.
(4) فى القاموس واللسان فى [شرعب]: «والشرعبى والشرعبية ضرب من البرود».
(5) ديوان امرئ القيس 53
(6) فى المطبوعتين فقط: «فلما دخلناها»، وفى ف: «إلى كل حارى شديد».
وفى الديوان: «لما دخلنا هذا البيت أملنا ظهورنا وأسندناها إلى كل رحل حارىّ، أى منسوب إلى الحيرة، والرحال تنسب إليها، وقيل أراد بذلك الاحتباء بحمائل السيوف الحيرية. والمشطّب:
الذى فيه خطوط وطرائق كمدارج النمل، وشطب السيف: طرائقه، وهذا يقوى قول من جعل الحارى السيف، ومن جعله الرحل فيقويه قول النابغة: مشدودة برحال الحيرة الجدد».
(7) انظر هذا القول فى الشرح السابق.
(8) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «ما نسبت» وكلاهما جائز.
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «كما قال النابغة»، وهو صحيح، ولكنه فى رأيى من عمل النساخ.
(10) ديوان النابغة الذبيانى 22، والمذكور عجز بيت، وصدره: «والأدم قد خيّست فتلا مرافقها».(2/968)
[البسيط]
مشدودة برحال الحيرة الجدد
قال ابن الكلبى: أول من اتخذ الرّحال علاف (1)، وهو ربّان (2)
أبو جرم، فلذلك قيل للرّحال (3) علافيّة.
وأول من عمل / الحديد من العرب الهالك (4) بن عمرو بن أسد بن خزيمة، فلذلك قيل لبنى أسد «القيون»، وقيل: لكل حداد هالكىّ (5).
قال (6) أبو عبيدة: أجود السهام التى وصفتها (7) العرب فى الجاهلية سهام «بلاد» (8)، وسهام «يترب» (9)، وهما بلدان قريبان من حجر اليمامة، وأنشد للأعشى (10):
__________
(1) انظر المعانى الكبير 2/ 897، والعقد الفريد 3/ 372، وجمهرة أنساب العرب 450، وجمهرة اللغة 2/ 937، والقاموس واللسان فى [علف].
(2) فى ع: «زنان» بزاى فنون، وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين واللسان: «زبان» بزاى فباء، واعتمدت ما فى ص لموافقته ما جاء المعانى الكبير هامش 2/ 896، والاشتقاق 536و 543، وجمهرة أنساب العرب 450و 451
(3) فى العقد الفريد 3/ 372: «الرجال» وهو تصحيف مطبعى.
(4) فى ع وص والمغربيتين والمطبوعتين: «الهالك بن مراد»، واعتمدت ما فى ف لموافقته ما جاء فى جمهرة اللغة 2/ 983، وجمهرة أنساب العرب 190و 191، وأدب الكاتب 54وفى اللسان فى [قين]: «الهالك بن أسد بن خزيمة».
(5) فى ع: «هاللى» بلامين، وهو خطأ من الناسخ. وانظر النسبة هذه فى جمهرة اللغة 2/ 983
(6) انظر هذا القول فى معجم البلدان 1/ 476
(7) فى خ: «التى وضعتها»، وفى م: «التى صنعتها»، وهذا تصرف من الشيخ يدخل فى مجال تزييف النص.
(8) فى ف والمطبوعتين: «بلام» وفى م قام الشيخ بعمل تفسير مضحك فى الهامش!!.
وبلاد على وزن حذام: أرض دون اليمامة تقضب منها السهام الجياد. معجم ما استعجم 1/ 271، ومعجم البلدان 1/ 476
(9) فى المطبوعتين والمغربيتين: «يثرب». وهو خطأ. ويترب بمثناة تحتية فمثناة فوقية فراء مفتوحة قرية بين اليمامة والوشم. معجم ما استعجم 4/ 1388، ومعجم البلدان 5/ 429، وجمهرة اللغة 1/ 253، واللسان فى [ترب] والنقائض 1/ 147فى بيت من الشعر.
(10) ديوان الأعشى 167، والمذكور عجز بيت، وصدره: «منعت قياس الماسخيّة رأسه»، والشطر الثانى وهو محل الشاهد ذكر مرتين فى معجم البلدان: الأولى فى [بلاد] وفيها: بسهام يثرب» بالمثلثة، والأخرى فى [يترب] وفيها: بسهام يترب بالمثناة الفوقية.(2/969)
[الكامل]
بسهام يترب أو سهام بلاد (1)
سلوق (2): قرية باليمن، وإليها تنسب الكلاب والدروع.
سيف مشرفىّ (3): منسوب إلى مشرف: وهى (4) قرية من قرى اليمن، كانت السيوف تعمل بها، وليس قول من قال إنه منسوب إلى مشارف الشام، أو مشارف الريف بشىء عند العلماء، وإن قاله بعضهم.
والسيوف السّريجيّة منسوبة إلى «سريج» (5) رجل من بنى أسد، قال محمد بن حبيب هو أحد بنى معرّض بن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكانوا قيونا.
الدروع الحطميّة (6) منسوبة إلى حطمة بن محارب بن وديعة بن
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «بسهام يثرب»، وما فى ص يوافق الديوان والرواية الثانية فى معجم البلدان، وفى ص: «أو سهام بلد»، وهو خطأ من الناسخ، وفى ف:
«أو سهام بلام»، وفى المطبوعتين: «أم سهام بلام» وفى م كتب المحقق فى الهامش ما يفيد أن صاحب معجم البلدان لم يذكر [بلاما]، وكان الواجب عليه أن يرجع إلى ديوان الأعشى، ولكنه لم يفعل!!!
(2) سلوق: موضع باليمن. انظره مع نسبة الكلاب والدروع إليه فى جمهرة اللغة 2/ 851، ومعجم ما استعجم 3/ 751و 752، ومعجم البلدان 3/ 242، واللسان فى [سلق] وانظر فى الجميع ما قيل عن [سلقية].
(3) السيف المشرفى يصنع فى المشارف، وهى قرى من أرض اليمن، وقيل من أرض العرب تدنو من الريف، ولكن النسبة فيه إلى المفرد [مشرف]. انظر معجم ما استعجم 3/ 792و 793فى [مشرف] ومعجم البلدان 5/ 131، فى [المشارف]، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 28، واللسان فى [شرف] وفى الجميع الاختلاف حول مكان صنع السيوف.
(4) فى ص: «وهو»، وهو خطأ من الناسخ، وفى ف: «وهى قرية من قرى الشام التى كانت السيوف تعمل بها، وليس قول من قال إنه منسوب إلى مشارف الديم أو مشارف الهند بشىء».
(5) سريج قين معروف تنسب إليه السيوف السريحية. انظر جمهرة اللغة 1/ 458، والقاموس واللسان فى [سرج]. وفى ف: «شريح» وهو خطأ من الناسخ.
(6) نسبت الدروع إلى حطمة فى جمهرة أنساب العرب 297، والعقد الفريد 3/ 358، والقاموس واللسان والتكملة والذيل والصلة فى [حطم]، وفى جمهرة اللغة 1/ 550، قيل:
«والحطم: رجل من عبد القيس تنسب إليه الدروع الحطمية عرفه ابن الكلبى، وقال الأصمعى:
لا أدرى إلى ما نسبت».(2/970)
لكيز (1) بن عبد القيس بن أفصى، قال ابن الكلبى: هى منسوبة إلى حطم (2)، وهو أحد بنى عمرو بن مرثد من بنى قيس بن ثعلبة. وقال الأصمعى: (3) لا أعلم إلى ما نسبت.
الخطّ (4): جزيرة / بالبحرين تنسب إليها الرماح، قال الأصمعى: ليست تنبت الرماح، لكن سفن الرماح ترفأ إلى هذا الموضع، فقيل للرماح «خطيّة» (5).
والمسك الدارى (6): منسوب إلى «دارين»، يعنى عطارا بالبحرين، زعم ذلك أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادى، والأكثر المشهور عند العلماء أن «دارين» و «غزّة» موضعان بالشام.
عصفور (7)، وداعر، وشاغر (8)، وذو الكبلين (9)، فحول إبل النعمان ابن المنذر، وعصافير النعمان أولاد عصفور الفحل، وهو أكرم فحل للعرب فيما يزعمون.
__________
(1) فى ع: «ابن بلير» [كذا] دون إعجام، وفى ص: «ابن نكيز» [كذا]، وفى خ ومغربية: «ابن بكير» [كذا]، وفى العقد الفريد 3/ 358: «وبنو حطمة بن محارب بن عمرو ابن أنمار بن وديعة بن لكيز إليهم تنسب الدروع الحطمية»، وما فى ف والمغربية الأخرى وم هو الصحيح.
(2) انظر ما سبق أن ذكرته نقلا عن جمهرة اللغة. وفى ف: «إلى حطم أحد بنى».
(3) من هنا إلى قوله: «تنسب إليها الرماح» ساقط من ص، وفى ع والمطبوعتين: «ما تنسب إليه» وفى ف: «لا أعلم الجب ما نسبت» [كذا]، ويبدو لى أن صحته: «لا أعلم إلى ما نسبت»، وقد وجدته كذلك فى المغربيتين بعد حصولى عليهما، وصححته عليهما، وانظر ما سبق أن ذكرته من قول الأصمعى نقلا عن جمهرة اللغة.
(4) تنسب الرماح إلى الخط فى جمهرة اللغة 1/ 106، وجمهرة الأنساب 81، وثمار القلوب 534، واللسان فى [خط] ومعجم ما استعجم 2/ 503، ومعجم البلدان 2/ 378
(5) انظر قول الأصمعى هذا فى القاموس واللسان ومعجم ما استعجم ومعجم البلدان.
(6) انظر مسك دارين فى معجم ما استعجم 2/ 504و 2/ 538، ومعجم البلدان 2/ 432، واللسان فى [خطط]. ودارين: قرية فى بلاد فارس على شاطىء البحر، وهى مرفأ سفن الهند بأنواع الطيب.
(7) انظر هذا كله فى الحيوان 5/ 233
(8) فى الجميع «شاعر» بالعين المهملة، وهو تصحيف، والتصحيح من الحيوان والقاموس والتكملة والذيل.
(9) فى ع وص وف والمغربيتين: «ذو الكلبين»، والتصحيح من الحيوان واللسان، وفى المطبوعتين: «ذا الكلبتين»، وذو الكبلين بفتح الكاف وكسرها.(2/971)
والقسىّ العصفورية: منسوبة إلى رجل / يسمى عصفورا، حكاه الجاحظ (1)، وأنشد لابن (2) يسير (3):
[الكامل]
عطف السّيات موانع فى بذلها ... تعزى إذا نسبت إلى عصفور (4)
يعنى: قسىّ البندق (5)، دعا بها على حمام جاره.
ويقال للقسىّ أيضا الماسخيّة (6)، منسوبة إلى رجل من الأزد اسمه «ماسخة»، هو أول من عملها.
والإبل (7) العسجديّة، والعيديّة (8)، والعمانيّة /: إبل ضربت فيها الحوش (9).
__________
(1) الحيوان 5/ 233، وفى المعنى ذاته فى البيان والتبيين 3/ 93
(2) فى ع وص والمغربيتين والمطبوعتين: «لابن بشير»، وهو تصحيف، وما فى ف يوافق المصادر المذكورة قبل وبعد.
(3) البيت بنصه هنا فى الحيوان 5/ 235، ويوجد مع بعض اختلاف فى البيان والتبيين 3/ 72، والأغانى 14/ 37
(4) فى البيان والتبيين: «موانع فى عطفها»، وفى الأغانى: «دوائرا فى عطفها»،
وفى خ: «بواتع فى بذلها»، وفى م: «بواقع فى بذلها».
وعطف جمع عطفاء: وهى المنحنية. والسيات جمع سية، وسية القوس: ما عطف من طرفيها.
[من الحيوان والبيان والأغانى].
(5) البندق: هو الذى يرمى به الصيد.
(6) انظر الاشتقاق 490، وجمهرة أنساب العرب 376، والعقد الفريد 3/ 385، وأساس البلاغة 3/ 385، والقاموس واللسان فى [مسخ].
(7) انظر هذا كله فى الحيوان 1/ 154و 6/ 216
(8) جاءت كلمة «العيدية» فى ع غير معجمة، وفى ف والمطبوعتين: «العبدية» بموحدة تحتية بعد العين، وهو خطأ بسبب التصحيف، وما فى ص والمغربيتين يوافق الحيوان 6/ 216، وفيه:
«والعيدية نسبة إلى «العيد» وهم حى من أحياء العرب، أو فحل منجب، أو منسوبة إلى عاد بن عاد، أو عادى بن عاد على الشذوذ»، والعسجدية نسبة إلى فحل كريم يقال له عسجد.
(9) فى المطبوعتين والمغربيتين: «الوحوش» وهو خطأ.
والحوش من الإبل عندهم هى التى ضربت فيها فحول إبل الجن، أو هى التى من بقايا إبل وبار، فلما أهلكهم الله بقيت إبلهم فى أماكنهم التى لا يدخلها إنسى. [من الحيوان 1/ 154و 6/ 216 ببعض تصرف].(2/972)
والإبل الشّدقميّة (1)، والجديليّة (2)، عن غيره: منسوبة إلى شدقم، وجديل، وهما فحلان (3) مشهوران.
الحمير (4) الأخدرية: منسوبة إلى حمار يسمى «أخدر» (5)، وقيل (6): هو فرس كان لبعض الملوك أظنه أردشير (7) بن بابك توحّش، فضرب فى عانة (8)، فنسب (9) أولاده إليه، وهى أفره (10) الحمر، هكذا تزعم العرب، والعادة أن يكون ما تناتج منه بغالا.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «الشذقمية» بالذال المعجمة، وهو خطأ.
وفى جمهرة اللغة 1/ 449: «شدقم فحل كان لطىء، وفى اللسان: «شدقم فحل من فحول إبل العرب، وقيل: فحل كان للنعمان بن المنذر تنسب إليه الشدقميات من الإبل، انظر اللسان فى [شدقم وجدل].
(2) جديل: فحل كان لمهرة بن حيدان، أو للنعمان بن المنذر، أو لطىء. انظر جمهرة اللغة 1/ 449، والقاموس واللسان فى [جدل] وهامش الحيوان 1/ 121
(3) فى ف: «منسوبة إلى شدقم وجديل فحلين مشهورين».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «الحمر».
(5) لم أعثر فى مصادرى على حمار بهذا الاسم، انظر التعليق الآتى.
(6) هذا القول تجده فى الحيوان 1/ 139، إلى قوله: «وهى أفره الحمر» مع اختلاف يسير وقريب منه فى كتاب القول فى البغال 85، وفى الاشتقاق 373: والأخدر فرس كان فى الجاهلية صار فى الوحش فنسب إليه الحمير الأخدرية»، وجاء مثل هذا فى جمهرة اللغة 1/ 577، وفيه أيضا:
«حمار أخدرى اسم تنسب إليه حمير الوحش، قال الأصمعى: لا أدرى ما هو»، وفى أسماء خيل العرب 47: «أخدر: فحل من الخيل، أفلت فتوحش، فضرب فى حمر كاظمة، والأخدرية من الحمر منسوبة إليه».
(7) فى ص والمطبوعتين والمغربيتين: «أزدشير»، وهو تصحيف، وفى ف: «أزدشين»، وما فى ع يوافق الحيوان 1/ 139
(8) العانة: القطيع من حمر الوحش، والعانة: الأتان. انظر اللسان فى [عون].
(9) فى المطبوعتين فقط: «فنسبت»، وفى ص: «فنسب أولاده إليهم»، وفى ف: «فنسب إليه أولاده».
(10) أفره الحمر: حاذقة، أو نادرة، أو نشيطة حادة قوية، من فاره، وهو وصف خاص بالبغل والحمار والكلب، ولا يقال للفرس فاره. انظر جمهرة اللغة 2/ 789، ومعجم مقاييس اللغة 4/ 496، والقاموس واللسان فى [فره].(2/973)
فأما الكداد (1) فحمار معروف من الوحشية نتج، قال الفرزدق (2):
[المتقارب]
حمار لهم من بنات الكداد ... يدهمج بالوطب والمزود (3)
والبغال (4) يزعمون أن قارون أول من نتجها (5)، فهى تنسب إليه، وقيل: بل نتجها (5) قبله أفريدون.
* * * __________
(1) فى معجم مقاييس اللغة 5/ 126: «والكداد: حمار ينسب إليه الحمر»، وقريب من هذا فى التكملة والذيل والصلة 2/ 329و 330، وفى القاموس واللسان فى [كدد]: «كداد: فحل تنسب إليه الحمر».
(2) ديوان الفرزدق 1/ 206، وجاء البيت كشاهد فى التكملة والذيل 2/ 329، واللسان باختلاف يسير فيهما.
(3) يدهمج من الدهمجة: اختلاط فى المشى، أو مقاربة الخطو والإسراع، ومشى الكبير كأنه فى قيد. والوطب: سقاء اللبن. والمزود: آنية الطعام.
(4) لم أعثر على هذا فى أى كتاب.
(5) فى المطبوعتين: «أنتجها».(2/974)
باب عتاق الخيل ومذكوراتها (13) (1)
فأول (2) ما أذكر منها خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومراكبه، جريا على العادة فى التبرّك بذكره (3)، فمنها (4): «السّكب (5)»، وهو فرسه يوم أحد، حكاه ابن قتيبة، ومنها: «المرتجز» (6) / وكان له فرس يقال له: «لزاز» (7)، وفرس يقال له: «الظّرب» (8)، وفرس (9) يقال له: «اللّحيف» (10)، وفرس يقال له: «الورد» (11)، وزاد غير ابن قتيبة فرسا يقال له: «سبحة» (12)،
__________
(13) انظر كتاب الخيل والمعارف والاشتقاق وجمهرة أنساب العرب والعقد الفريد والأنوار ومحاسن الأشعار وأنساب الخيل وأسماء خيل العرب والحلبة فى أسماء الخيل وحلية الفرسان وشعار الشجعان ونهاية الأرب وكتب المعاجم.
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «باب العتاق من الخيل ومذكوراتها».
(2) فى المطبوعتين فقط: «وأول».
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «فى التبرك باسمه».
(4) انظر هذا الذى جاء خاصا بالرسول صلى الله عليه وسلم من حيث الخيل والبغال والحمير والإبل فى المعارف 149، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 277وما بعدها، وأنساب الخيل 19و 20، وحلية الفرسان 151، ونهاية الأرب 10/ 33، فقد جاء فى هذه الكتب مجموعا فى مكان واحد، وانظر السكب واللحيف واللزز والمرتجز فى غريب الحديث للخطابى 1/ 504
(5) المصادر السابقة والقول فى البغال 21، وأسماء خيل العرب 127، والحلبة فى أسماء الخيل 47
(6) المصادر السابقة وأسماء خيل العرب 225، والحلبة فى أسماء الخيل 61، والقاموس واللسان فى [رجز].
(7) المصادر السابقة وأسماء خيل العرب 217، والحلبة فى أسماء الخيل 58، والقاموس واللسان والتكملة والذيل فى [لزز].
(8) المصادر السابقة وأسماء خيل العرب 161، والحلبة فى أسماء الخيل 58، والقاموس والتكملة والذيل فى [ظرب]. وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «الضرب».
(9) قوله: «وفرس يقال له اللحيف» ساقط من ع.
(10) المصادر السابقة، وفى أنساب الخيل «لحاف»، وعلق عليه فى هامشه، وأنساب خيل العرب 217، والحلبة فى أسماء الخيل 59، وفيه «لحاف ولحيف» والقاموس والتكملة والذيل واللسان فى [لحف] وفى اللسان: «لحاف ولحيف» من خيل الرسول صلى الله عليه وسلم.
(11) المصادر السابقة وأسماء خيل العرب 262، فى المستدركات على حرف الواو، والحلبة فى أسماء الخيل 69
(12) فى أسماء خيل العرب 126، وفى الحلبة فى أسماء الخيل 92 «السبحاء والسبحة» من خيل الرسول صلى الله عليه وسلم، والقاموس والتكملة والذيل فى [سبح].(2/975)
وكانت بغلته يقال لها: «دلدل» (1)، وكان حماره يقال له «يعفور» (2)، وكانت ركائبه: «القصواء» (3)، و «الجدعاء» (3)، و «العضباء» (3).
وهذه خيل العرب: قال ابن (6) حبيب عن أبى عبيدة: الغراب (7)، والوجيه، ولاحق، والمذهّب، ومكتوم، كانت كلها لغنىّ.
وقال أحمد (8) بن سعد الكاتب: / كان «أعوج» (9) أولا لكندة، ثم أخذته سليم، ثم صار لبنى عامر، ثم لبنى هلال.
قال ابن حبيب: ركب (10) رطبا فاعوجّت قوائمه، وكان من أجود خيل
__________
وفى ف: «سمحة»، وفى المطبوعتين: «سحّة» [كذا].
(1) المصادر التى ذكرت فى الأول، والقول فى البغال 21
(2) المصادر السابقة.
(3) المصادر السابقة أولا، وفى الحيوان 1/ 160، والقول فى البغال 21ذكرت العضباء والقصواء. وذكرت الجدعاء فى القاموس فى [جدع]، وذكرت القصواء والعضباء فى اللسان فى [قصى وعضب]، وذكرت القصواء فى الاشتقاق 20
(6) فى المطبوعتين فقط: «قال ابن قتيبة».
(7) انظر الغراب والوجيه ولاحق والمذهب فى المعانى الكبير 1/ 96و 97، وكتاب الخيل 62 ط الهند وانظر الخمسة فى الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 272بنسبتها إلى غنى عن رواية الأصمعى، وانظرها بنسبتها إلى غنى فى حلية الفرسان 152، وأنساب الخيل 22، ونهاية الأرب 10/ 40، والغراب فى أسماء خيل العرب 184، والحلبة 56، والوجيه فى أسماء خيل العرب 251، وفى الحلبة 69ولاحق فى أسماء خيل العرب 214، وفى الحلبة 58، والمذهب فى أسماء خيل العرب 223، وفى الحلبة 61، ومكتوم فى أسماء خيل العرب 225، وفى الحلبة 64، وفى ع والمطبوعتين فقط:
«مذهب».
(8) هو أحمد بن سعد، يكنى أبا الحسين، من أهل أصبهان، وكان كاتبا مترسلا، وعمل فى الخراج لبنى بويه.
معجم الأدباء 3/ 38، وبغية الوعاة 1/ 308، والوافى بالوفيات 6/ 385
(9) انظر [أعوج] فى كتاب الخيل 62وأنساب الخيل 21و 42، وأسماء خيل العرب 37، تحت [أعوج الأصغر] وحلية الفرسان 152، والأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 272، والحلبة 23، والمعانى الكبير 1/ 97، والكامل 3/ 88، والعقد الفريد 1/ 158، والنقائض 1/ 303، ونهاية الأرب 10/ 40
(10) هناك تعليل آخر غير هذا فى الحلبة 23وما هنا ذكر بنصه فى نهاية الأرب 10/ 40(2/976)
العرب، وأمّه «سبل» (1) كانت لغنىّ، وأم سبل «القسامة» (2)، وكانت لجعدة، ولهم أيضا «الفيّاض» (3).
قال ابن سعد: والوجيه (4)، ولاحقّ لبنى أسد (5)، قيد (6)، وحلّاب لبنى تغلب (7)، الصريح (8) لبنى نهشل، وزعم غيره أنه كان لآل المنذر.
جلوى (9) لبنى ثعلبة بن يربوع. وذو العقّال (10) لبنى رياح بن يربوع، وهو
__________
(1) كتاب الخيل 63وأنساب الخيل 21، والأنوار 1/ 272، وأسماء خيل العرب 123، وحلية الفرسان 153، والحلبة 47، ونهاية الأرب 10/ 40، والقاموس واللسان فى [سبل].
(2) كتاب الخيل 63وأنساب الخيل 21، وأسماء الخيل 203، فى المستدركات على حرف القاف وفيه 198، (قسام) لبنى جعدة وكذلك فى حلية الفرسان 153، والحلبة 57، والقاموس واللسان فى [قسم] ونهاية الأرب 10/ 40
(3) كتاب الخيل 63وأنساب الخيل 21و 26، وأسماء الخيل 191، وحلية الفرسان 153، والحلبة 57، ونهاية الأرب 10/ 40، والقاموس واللسان فى [فيض].
(4) انظر نسبتهما إلى بنى أسد فى المعانى الكبير 1/ 96، والأنوار 1/ 271، ونهاية الأرب 10/ 40وينسبان إلى غنى فى كتاب الخيل 62وفى المغربيتين: «قال ابن مسعود: والوجيه» [كذا].
(5) فى خ: «لبنى أسعد»، وفى م: «لبنى سعد»!!!
(6) فى المطبوعتين فقط: «قيل»!!!
(7) قيد وحلاب انظرهما فى الأنوار 1/ 275، ونهاية الأرب 10/ 40، وفى أسماء الخيل 190 «الغيد» بالغين فى المستدرك على حرف الغين، وهو خطأ فى رأيى وذلك لأنه نسبه إلى بنى تغلب، وليس لهم فرس بهذا الاسم، وفيه «حلاب» 77، وفى الحلبة «قيد» 57، و «حلاب» 32، و «حلاب» وحده فى المعانى الكبير 1/ 97، وكتاب الخيل 64، وأنساب الخيل 42، و «قيد» وحده فى أنساب الخيل 113، وحلية الفرسان 164، ونسب فيهما إلى ملوك بنى ماء السماء.
(8) انظر الصريح بنسبته إلى آل المنذر فى كتاب الخيل 63وأنساب الخيل 113، وأسماء خيل العرب 143، وحلية الفرسان 164، وهو لبنى نهشل فى المعانى الكبير 1/ 97، ونهاية الأرب 10/ 40وأسماء الخيل 144، وفيه أنه غير الأول والحلبة 52. وفى المطبوعتين فقط: «والصريح».
(9) انظرها فى أنساب الخيل 24وأسماء الخيل 62ونهاية الأرب 10/ 41بذات النسبة، وفى الحلبة 29 «جلوى» لبنى تغلب، و «جلوى» لخفاف بن ندبة، والنقائض 1/ 83. وفى المطبوعتين فقط: «وجلوى».
(10) انظره فى كتاب الخيل 63وأنساب الخيل 17والنقائض 1/ 83و 303، وأسماء خيل العرب 105، والمعانى الكبير 1/ 97، والأنوار 1/ 271، وحلية الفرسان 152، والحلبة 40، ونهاية الأرب 10/ 41(2/977)
أبو داحس، وكان داحس والغبراء (1) لبنى زهير، وهى خالة / داحس، وأخته من أبيه ذى العقّال. قرزل (2)، والخطّار، والحنفاء (3) لحذيفة بن بدر، وهى أخت داحس من أبيه وأمه. قرزل (2) آخر للطفيل بن مالك.
حذفة (4) لخالد بن جعفر بن كلاب. وحذفة أيضا لصخر (5) بن عمرو بن الشريد. الشقراء (6) لزهير بن جذيمة العبسى. الزعفران (7) لبسطام بن قيس.
__________
(1) داحس فى أنساب الخيل 24، وأسماء خيل العرب 97، وحلية الفرسان 152، والحلية 40، والنقائض 1/ 83، وانظر الغبراء فى أنساب الخيل 25، وأسماء خيل العرب 186، وفيه أنها لقدامة بن مصاد الكلبى، وحلية الفرسان 153، وفيه أنها لحمل بن بدر الفزارى، والحلية 56وفيه أنها لحمل بن بدر، ثم نقل عن ابن الكلبى أنها لبنى زهير. وانظرهما فى المعانى الكبير 1/ 21، والأغانى 17/ 186، ونهاية الأرب 10/ 41وفى الأنوار 1/ 85دون ذكر النسبة.
(2) فى م: «[و] قرزل» [كذا].
(3) قرزل انظره فى أنساب الخيل 77و 130، وفيه الخطار 131، والحنفاء 25و 131، وفى أسماء خيل العرب: قرزل 195، والخطار 86، والحنفاء 75وفى حلية الفرسان قرزل 157، والحنفاء 152، وفى الحلبة قرزل 57، والخطار 36، والحنفاء 33، وفى الأنوار قرزل 1/ 273، والجميع فى نهاية الأرب 10/ 41، وانظر فى الجميع نسبة قرزل إلى حذيفة بن بدر والطفيل بن مالك.
(4) كتاب الخيل 9وأنساب الخيل 65و 131، وأسماء خيل العرب 75، وحلية الفرسان 156، ونهاية الأرب 10/ 41، والحلبة 33، وفيه أنها لجعفر بن كلاب وقيل لخالد بن جعفر ولده.
وفى مصادرى لم ينسبها أحد إلى صخر بن عمرو.
(5) هو صخر بن عمرو بن الشريد، كان شريفا فى بنى سليم، وخرج فى غزاة فقاتل فيها قتالا شديدا، وأصابه جرح كبير ظل يعانى منه حتى مات، ورثته الخنساء رثاء حارا. وفى ف: «ابن الرشيد»، وفى خ: «ابن عمرو الشريد» وفى م: «ابن عمرو و [بن]» كذا.
طبقات ابن سلام 1/ 210، والشعر والشعراء 1/ 343، وجمهرة أنساب العرب 261، والأغانى 15/ 77، وخزانة الأدب 1/ 436، ومعاهد التنصيص 1/ 349
(6) فى أنساب الخيل 59هى للرقاد بن المنذر الضبى وفى 66لخالد بن جعفر، وهى حذفة السابقة، وعليها قتل خالد زهير بن جذيمة، وهذا الأخير فى الأغانى 11/ 87، وفى أسماء خيل العرب 132، للرقاد بن المنذر الضبى وكذلك فى حلية الفرسان 155، ثم ذكرت الشقراء مرة أخرى فى أسماء خيل العرب 136، على أنها لزهير بن جذيمة، ثم قال المؤلف: «وأنكر أبو الندى ذلك وقال:
هى لخالد بن جعفر بن كلاب واسمها حذقة، وفى الحلبة 50لزهير بن جذيمة: وكذلك فى نهاية الأرب 1/ 41، وفى م: «[و] الشقراء» [كذا].
(7) فى أسماء خيل العرب 116للسليل بن قيس أخى بسطام، وفى الحلبة 45لبسطام ابن قيس، وقيل للسليل، وفى نهاية الأرب 10/ 42لبسطام بن قيس. وفى م: «والزعفران».(2/978)
الوريعة (1)، ونصاب (2)، وذو الخمار (3) لمالك بن نويرة. / الشقراء (4) أخرى لأسيد (5) بن حناءة السّليطى. الشّيّط (6) لأنيف بن جبلة الضبى. الوحيف (7)
لعامر بن الطفيل. الكلب (8)، والمزنوق، والورد (9) له أيضا. الخنثى (10) لعمرو ابن عمرو بن عدس. الهدّاج (11) فرس الرّيب بن شريق السعدى. وجزة فرس
__________
(1) فى ف والمغربيتين: «الوديعة»، وفى المطبوعتين: «الوديقة» [كذا]، وما فى ع يمكن قراءته بالراء والدال.
والوريعة فى أنساب الخيل 103، وأسماء خيل العرب 253، وحلية الفرسان 162، والحلبة 70، ونهاية الأرب 10/ 42
(2) أنساب الخيل 103، وأسماء خيل العرب 247، وحلية الفرسان 162، والحلبة 67
(3) المعانى الكبير 1/ 88، والأنوار 1/ 274، والنقائض 1/ 243، وأسماء خيل العرب 104، ونهاية الأرب 10/ 42، وفى ع: «والحمار»، وفى المطبوعتين: «وذو الحمار» بالحاء المهملة.
(4) أسماء خيل العرب 136، والحلبة 51، ونهاية الأرب 10/ 42
(5) فى ص وف فقط: «لأسد»، وهو خطأ.
(6) أنساب الخيل 45، والأنوار 1/ 274، وفيه أنها لبنى سدوس، وأسماء خيل العرب 135، وحلية الفرسان 155، وفيه: صاحبها لبيد بن جبلة، وصحح فى الهامش، والحلبة 51، ونهاية الأرب 10/ 42
(7) أسماء خيل العرب 251، والحلبة 69، وفيهما أنه لعقيل بن الطفيل وفى نهاية الأرب 10/ 42، لعامر بن الطفيل. ومن «الوحيف» إلى «الخنثى» ساقط من ص وفى المطبوعتين:
«الوجيف» بالجيم!!!
(8) فى ف وم: «والكلب»
(9) الكلب فى الأنوار 1/ 273لرجل من بنى عامر أو غطفان، وفى النقائض 1/ 407المزنوق فرس قيس بن زهير وفى أسماء خيل العرب 206الكلب والمزنوق والورد كلها اسم لفرس واحد، وفى حلية الفرسان 156الورد والجمانة فرسا عامر بن الطفيل. والمزنوق فى الحلبة 62، وأسماء خيل العرب 237 فى المستدركات على حرف الميم. والورد فى الحلبة 69، والثلاثة فى نهاية الأرب 10/ 42و 43
(10) أسماء خيل العرب 86، والحلبة 37، ونهاية الأرب 10/ 43
وفى خ «الخنثى فرس لعمرو» وفى م: «والخنثى».
(11) أنساب الخيل 101و 132، وحلية الفرسان 162، وأسماء خيل العرب 264، والحلبة 68، ونهاية الأرب 10/ 43وفى الأنوار 1/ 273: وهدّاج لباهلة لبنى أعيا.(2/979)
يزيد (1) بن سنان المرّى فارس غطفان. والنّعامة (2) للحارث بن عباد، وابن (3)
النعامة لعنترة، والنّحّام (4) فرس السّليك بن السّلكة السعدى. والعصا (5) فرس جذيمة ابن مالك الأزدى. والهراوة (6) لعبد القيس بن أفصى. واليحموم (7) فرس النعمان ابن المنذر. وكامل (8) فرس زيد الخيل. والزّبد (9) فرس الحوفزان، وهو (10)
__________
(1) أنساب الخيل 69، وحلية الفرسان 56، وأسماء خيل العرب 254، والحلبة 69، ونهاية الأرب 10/ 44
(2) أنساب الخيل 84، والأنوار 1/ 274، وأسماء خيل العرب 243، وحلية الفرسان 158، والحلبة 67، ونهاية الأرب 10/ 44
وفى ع وف فقط: «النعامة» بإسقاط الواو.
(3) أسماء خيل العرب 250فى المستدرك على حرف النون، والحلبة 67، وفيهما أن صاحب النعامة هو عنترة بن عمرو بن معاوية، والمعانى الكبير 1/ 90، وصاحبه عنترة فقط دون ذكر نسبه وكذلك فى نهاية الأرب 10/ 44، ويبدو لى أن كتاب المعانى هو مصدر مؤلف العمدة.
(4) أنساب الخيل 61، والأنوار 1/ 275، وأسماء خيل العرب 242، وحلية الفرسان 156، والحلبة 66، ونهاية الأرب 10/ 44
(5) أنساب الخيل 94، والأنوار 1/ 275وفى 1/ 276: «وفى بنى تغلب فرس يقال لها العصا، وفارسها الأخنس بن شهاب»، وحلية الفرسان 159، وأسماء خيل العرب 167، والحلبة 54، ونهاية الأرب 10/ 44
(6) أنساب الخيل 90، وأسماء خيل العرب 265، وفيه أنها للريان بن حويص العبدى وكذلك فى الاشتقاق 326، وجمهرة الأنساب 295، وكذلك فى الحلبة 68، ويطلق عليها فى الجميع «هراوة الأعزاب» ونهاية الأرب 10/ 44و 45، بنسبتها فى العمدة. انظر «هراوة العزاب» فيما يأتى.
(7) أنساب الخيل 92، والأنوار 1/ 275، وحلية الفرسان 160، وأسماء خيل العرب 270، والحلبة 71، ونهاية الأرب 10/ 45
(8) أنساب الخيل 52، وفيه أنه لزيد الفوارس الضبى، وحلية الفرسان 159، وأسماء خيل العرب 211فى المستدرك على حرف الكاف، وجاء فى الأنوار 1/ 275، والحلبة 58أنه للحوفزان، وفى أسماء خيل العرب «كاملان»: أحدهما للهلقام الكلبى، والآخر للحوفزان، وفى المعانى الكبير 1/ 32، «كامل اسم فرس» وفى نهاية الأرب 10/ 45ما فى العمدة.
(9) الأنوار 1/ 275، وأسماء خيل العرب 115، والحلبة 45، وفيه «الزند» بالنون، وأشير فى الهامش إلى مثل ما معنا، ونهاية الأرب 10/ 45
وفى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «والربد» بالراء، وفى ف: «والرند» بالنون، وهو تصحيف فى الجميع، والصحيح ما فى ص والمصادر المذكورة قبل.
(10) فى م: «وأبو الزعفران» بإسقاط «هو».(2/980)
أبو الزعفران (1) / فرس بسطام. والحمالة (2) فرس الكلحبة اليربوعى. انتهى / كلام أحمد بن سعد.
وعن ابن دريد: القطيب (3) فرس كان للعرب، وكذلك البطين (4)، واللّعاب (5). والعباءة (6) فرس حرّى بن ضمرة (7). والمدعاس (8) فرس
__________
(1) سبق ذكر الزعفران، فعد إليه.
(2) فى أنساب الخيل 27الحمالة لبنى سليم بن منصور، وفى 76الحمالة فرس الطفيل بن مالك وصارت إلى عامر بن الطفيل، وفى حلية الفرسان 153الحمالة لبنى سليم، وفى 154الحمالة فرس طليحة بن خويلد الأسدى، وفى أسماء خيل العرب 74الحمالة لطليحة بن خويلد الأسدى، وفى 81 الحمالة لجبار بن سلمى، وفى الحلبة 32الحمالة فرس بنى سليم، وفى 33الحمالة أيضا فرس طليحة الأسدى. وفى نهاية الأرب 10/ 45مثل ما فى العمدة.
من هذا العرض يتضح أن رواية أحمد بن سعد التى ذكرها ابن رشيق خاطئة وذلك لأن فرس الكلحبة اسمها «العرادة» كما فى أنساب الخيل 47، وحلية الفرسان 155، وأسماء خيل العرب 165وفيه لابن الكلحبة، والحلبة 54
وفى خ: «والجمالة» بالجيم، وفى م: «والعرادة»، ثم كتب المحقق فى الهامش: «فى الأصول: والجمالة»، ثم أحال إلى أنساب الخيل.
أقول: وليس من حقه أن يغير فى نص الكتاب، ولكن كان يصحح فى الهامش.
(3) الاشتقاق 283، وفيه جاء على صيغة نمير، وجمهرة اللغة 1/ 359، وفيهما أنه فرس معروف من خيل العرب، وفى أسماء خيل العرب 197هو لصرد بن جمرة اليربوعى، وفى الحلبة 57 فرس معروف عن ابن دريد، وفى القاموس فى [قطب]، «القطيب فرس صرد بن حمزة اليربوعى [يبدو لى أن فيه خطأ فى حمزة] وكزبير فرس سابق بن صرد، وفى اللسان [فى قطب]:
«والقطيب: فرس معروف لبعض العرب، والقطيب فرس سابق بن صرد، وفى التكملة والذيل 1/ 243: «والقطيب: فرس صرد بن جمرة اليربوعى» وفى نهاية الأرب 10/ 46مثل ما فى العمدة.
(4) جمهرة اللغة 1/ 361، وفيه أنه فرس معروف من خيل العرب، وفى أنساب الخيل 119 البطين أحد أفراس مسلم بن عمرو، وكذلك فى الأنوار 1/ 276، وحلية الفرسان 165، والحلبة 25، وفيه أن الحجاج أخذ البطين من قتيبة بن مسلم فبعث به إلى عبد الملك، فوهبه لابنه الوليد، وفى أسماء خيل العرب 49لمحمد بن الوليد بن عبد الملك، وفى نهاية الأرب 10/ 46، وفى بعض هذه المصادر ضبط الاسم بفتح الباء وكسر الطاء.
(5) فى جمهرة اللغة 1/ 367: «واللعاب فرس من خيل العرب معروف»، وفى أسماء خيل العرب 218فى المستدرك على حرف اللام، وفى الحلبة 59هو فرس حرى بن ضمرة، وكذلك فى نهاية الأرب 10/ 46والأنوار 1/ 307
(6) أسماء خيل العرب 164، والقاموس فى [عبى] ونهاية الأرب 10/ 46، وفى الجميع «العباية».
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «ابن ضمرة النهشلى».
(8) فى النقائض 2/ 1096المدعاس فرس نواس بن عامر، وفيه 2/ 945المدعاس فرس(2/981)
نواس (1) بن عامر المجاشعىّ. صهبى (2) فرس النمر بن تولب. وجافل (3)
فرس مشهور ذكره مزرّد بن ضرار فى قوله (4):
[الطويل]
كميت عبنّاة السّراة نمى بها ... إلى نسب الخيل الصّريح وجافل
والعسجدىّ (5) لبنى أسد. والشّموس (6) فرس يزيد (7) بن خذّاق (8)
العبدى. والضيف (9) لبنى تغلب. هراوة (10) العزّاب فرس الريان بن حويص
__________
الأقرع بن سفيان مع أن القصة واحدة، وفى أسماء خيل العرب 219المدعاس فرس الأقرع بن حابس، وكذلك فى القاموس واللسان فى [دعس]، وفى الحلبة 61المدعاس فرس النواس بن عامر المجاشعى، وفرس الأقرع بن حابس. وفى نهاية الأرب 10/ 46مثل ما فى العمدة.
(1) فى المطبوعتين: «النواس»، وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق النقائض 2/ 1096
(2) أنساب الخيل 109، وحلية الفرسان 163، وأسماء خيل العرب 146، والحلبة 51، ونهاية الأرب 10/ 47، واللسان فى [صهب]، وفى الجميع هى للنمر بن تولب.
وفى خ: «صهباء»، وفى م: «وصهباء» [كذا].
(3) فى جميع النسخ ونهاية الأرب 10/ 47نقلا عن العمدة «حافل» بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والتصحيح من المفضليات 97، والقاموس فى [جفل] والتكملة والذيل 5/ 219، وفيهما «جافل فرس كان لبنى ذبيان».
(4) البيت فى المفضليات 97، وفيه: «الصريح وجافل»، وفى جميع النسخ «حافل» بالحاء المهملة. انظر التعليق السابق.
الكميت: مالونه بين السواد والحمرة، ليس بأشقر ولا أدهم، يكون فى الخيل والإبل وغيرها، ويستوى فيه المذكر والمؤنث. العبنّاة: الموثقة الخلق الشديدة. السراة هنا: الظّهر. نمى بها: ارتفع بها.
الصريح وجافل: فحلان ينسب إليهما الخيل.
(5) كتاب الخيل 62والمعانى الكبير 1/ 96وأنساب الخيل 32، والأنوار 1/ 271، وحلية الفرسان 155، وأسماء خيل العرب 167، والحلبة 54، ونهاية الأرب 10/ 47
(6) كتاب الخيل 62وأنساب الخيل 88، وحلية الفرسان 158، وأسماء خيل العرب 133، والحلبة 95، ونهاية الأرب 10/ 47
(7) فى المطبوعتين: «زيد».
(8) فى الجميع: «ابن حذاق» بالحاء المهملة، والتصحيح من المصادر السابقة والاشتقاق 331
(9) كتاب الخيل 64وأنساب الخيل 121، وحلية الفرسان 165، وأسماء خيل العرب 154، والحلبة 99، ونهاية الأرب 10/ 47
(10) حدث خلط عند ابن رشيق عندما ذكر «الهراوة» سابقا وذكر أنها لعبد القيس بن أفصى، ثم ذكر هنا «هراوة العزاب» للريان بن حويص، وسبب الخلط أنه ظن أن الريان غير عبد القيس، ولو علم نسبه لعرف أنه من بنى عبد القيس بن أفصى.(2/982)
العنبرى، يقال: إنها جاءت سابقة أربع عشرة سنة، فتصدق بها على العزّاب يتكسبون عليها فى السباق والغارات. والحرون (1) فرس تنسب إليه الخيل، وكان لمسلم بن عمرو بن أسيد الباهلى. والذائد (2) فرس مشهور، وهو من نسل الحرون. ومناهب (3) فرس تنسب إليه الخيل أيضا، قال الشمردل (4):
[الرجز]
لأفحل ثلاثة سمّينا ... مناهبا والضّيف والحرونا (5)
والعلهان (6) فرس أبى مليل (7) عبد الله بن الحارث اليربوعى.
__________
(1) كتاب الخيل 64والمعانى الكبير 1/ 171، و 2/ 717، وأنساب الخيل 121117، وأسماء خيل العرب 71، والأنوار 1/ 275وفيه 1/ 276: «والحرون هو ابن الأثاثى»، وحلية الفرسان 165، والحلبة 32، ونهاية الأرب 10/ 48
(2) المعانى الكبير 1/ 171، وأنساب الخيل 132، ضمن الحديث عن الحرون، والأنوار 1/ 275، وحلية الفرسان 165، وأسماء خيل العرب 103، والحلبة 40، ونهاية الأرب 10/ 48، واللسان فى [ذود].
وفى المطبوعتين: «الزليف»، وفى ع وص وف والمغربيتين «الزائد» بالزاى، والتصحيح من المصادر السابقة ما عدا نهاية الأرب ففيه «الزائد»، وجاء فى معجم الأدباء فى ترجمة حفص الأموى باسم «الزابد» بموحدة بعد الألف وله فيه شعر.
(3) كتاب الخيل 64وفى أنساب الخيل 121، وحلية الفرسان 165، وفيهما لبنى تغلب بن يربوع، وأسماء خيل العرب 225وفيه لبنى ثعلبة بن يربوع، والحلبة 64وفيه فرس لبنى يربوع، وفى القاموس فى [نهب] والتكملة والذيل 1/ 281، ومناهب فرس لبنى ثعلبة بن يربوع، وأرى أن ما فى أسماء خيل العرب والقاموس والتكملة والذيل هو الصحيح لأن بنى ثعلبة من بنى يربوع.
(4) هو الشمردل بن شريك بن عبد الملك بن ثعلبة بن يربوع، وهو من شعراء الدولة الأموية، وكان يقال له: ابن الخريطة وذلك أنه جعل وهو صبى فى خريطة، وفى المؤتلف: ابن الخربطة بموحدة تحتية بعد الراء.
الشعر والشعراء 2/ 704، والأغانى 13/ 351، والمؤتلف والمختلف 205، وسمط اللآلى 1/ 544
(5) الرجز فى كتاب الخيل 64وأنساب الخيل 121، ونهاية الأرب 10/ 48، وهامش أسماء خيل العرب 225، نقلا عن أنساب الخيل.
(6) الحلبة 55، وأسماء خيل العرب 180فى المستدرك على حرف العين، والقاموس واللسان فى [عله] والتكملة والذيل 6/ 349، وجاء فى بعضها بإسكان اللام قبل الهاء، وفى بعضها الآخر بفتح اللام.
(7) فى المطبوعتين والمغربيتين: «أبى مليك» وهو خطأ، وقد سبق ذكر أبى مليل فى باب فى ذكر الوقائع والأيام فى يوم نعف قشاوة ص 918وانظر النقائض 2/ 896(2/983)
ومن أقدم الخيل زاد الركب (1)، وهبه سليمان (2) صلى الله عليه وسلم لقوم من الأزد كانوا أصهاره.
وكان (3) إسماعيل (4) صلى الله عليه وسلم أول من ذلّل الخيل، وركبها، وكانت قبل من سائر الوحش (5).
* * * __________
(1) زاد الركب فى الأنوار 1/ 270و 272و 276، وأسماء خيل العرب 116، والحلبة 47، والقاموس واللسان وأساس البلاغة والتكملة والذيل فى [زود]. وزاد الراكب فى أنساب الخيل 14، والعقد الفريد 1/ 157، وحلية الفرسان 151، ونهاية الأرب 10/ 39، وما اعتمدته هو الأصح انظر القصة التى تؤيد ذلك فى المصادر المذكورة. وفى ع والمطبوعتين: «زاد الراكب».
(2) فى ف: «سليمان بن داود عليه السلام»، وفى المطبوعتين: «سليمان عليه السلام»، وما فى ع وص يوافق المغربيتين.
(3) انظر هذا فى أنساب الخيل 12، والأوائل 425
(4) فى ف والمطبوعتين فقط: «عليه السلام».
(5) فى المطبوعتين فقط: «الوحوش».(2/984)
باب فى (1) المعانى المحدثة
قال أبو الفتح عثمان بن جنى (2): المولّدون (3) يستشهد بهم فى المعانى، كما يستشهد بالقدماء فى الألفاظ.
والذى ذكره أبو الفتح صحيح بيّن لأن المعانى إنما اتّسعت باتساع (4)
الناس فى الدنيا، وانتشار العرب بالإسلام فى أقطار الأرض، فمصّروا الأمصار، وحضّروا الحواضر، وتفننوا (5) فى المطاعم والملابس، وعرفوا بالعيان عاقبة ما دلّتهم (6) عليه بداية (7) عقولهم من فضل التشبيه، / وغيره (8).
وإنما خصصت التشبيه لأنه أصعب أنواع الشعر، وأبعدها متعاطى، وكلّ / يصف الشىء بمقدار ما فى نفسه من ضعف أو قوة، وعجز (9) أو قدرة، وصفة
__________
(1) فى المطبوعتين والمغربيتين: «باب من».
(2) هو عثمان بن جنى الموصلى، يكنى أبا عثمان، كان جنى أبوه مملوكا روميا، وكان ابن جنى من أحذق أهل الأدب، وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصنف فى ذلك كتبا تفوق بها على المتقدمين، وأعجز المتأخرين. ت 392هـ.
الفهرست 95، وتاريخ بغداد 11/ 311، ومعجم الأدباء 12/ 81، وإنباه الرواة 2/ 335، ووفيات الأعيان 3/ 246، ونزهة الألباء 244، وبغية الوعاة 2/ 132، واليتيمة 1/ 124، والشذرات 3/ 140، والنجوم الزاهرة 4/ 205، وسير أعلام النبلاء 17/ 17وما فيه من مصادر.
(3) تجده فى الخصائص 1/ 25فى أثناء حديثه عن القديم والمولد يقول: «فإن المعانى يتناهبها المولدون، كما يتناهبها المتقدمون» وتجد فى 1/ 216، بابا هو: «باب فى الرد على من ادعى على العرب عنايتها بالألفاظ وإغفالها المعانى».
(4) فى المطبوعتين فقط: «لاتساع».
(5) فى المطبوعتين فقط: «وتأنقوا».
(6) فى ع: «ما دلتهم عليه العقول»، وفى ف: «عاقبة دلتهم» بإسقاط «ما» وهو سهو، وفى المطبوعتين: «ما دلتهم عليه بداهة العقول».
(7) فى المطبوعتين فقط: «بداهة»، وفى ع: «بداءة»، وبداءة هى الأصل، وما اعتمدته بتخفيف الهمزة، أما بداهة، فالهاء بدل من الهمزة، انظر اللسان فى [بدأ وبده].
(8) فى ف: «وغيرهم إنما».
(9) فى ف وخ: «أو عجز».(2/985)
الإنسان / ما رأى تكون (1) لا شك أصوب من صفته ما لم ير، وتشبيهه ما عاين بما عاين أفضل من تشبيهه ما أبصر بما لم يبصر.
ومن هاهنا (2) يحكى عن ابن الرومى أن لائما لامه (3): لم لا تشبّه تشبيه ابن المعتز، وأنت أشعر منه، قال: أنشدنى شيئا من قوله الذى استعجزتنى فى مثله، فأنشده فى صفة الهلال (4):
[الكامل]
فانظر إليه كزورق من فضّة ... قد أثقلته حمولة من عنبر (5)
فقال: زدنى، فأنشده (6):
[الرجز]
كأنّ آذريونها ... والشّمس فيه كاليه
مداهن من ذهب ... فيها بقايا غاليه
فصاح: واغوثاه، يالله!! لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ذلك إنما يصف ماعون بيته لأنه ابن الخلفاء، وأنا أى شىء أصف؟! ولكن انظروا إذا وصفت أين يقع الناس جميعا (7) منى، هل قال أحد قطّ أملح من قولى فى قوس الغمام (8):
[الطويل]
وقد نشرت أيدى السّحاب مطارفا
على الجوّ دكنا وهى خضر على الأرض
يطرّزها قوس الغمام بأصفر
على أحمر فى أخضر وسط مبيضّ (9)
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط: «يكون» بالمثناة التحتية.
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «ومن هنا».
(3) لم أعثر على هذه الحكاية إلا فى معاهد التنصيص 1/ 108ويبدو أنها من العمدة.
(4) ديوان ابن المعتز 2/ 185
(5) فى ف: «انظر».
(6) ديوان ابن المعتز 2/ 483
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «الناس كلهم».
(8) ديوان ابن الرومى 4/ 1419، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وانظر فيه تخريج الأبيات، فهو مفيد.
(9) فى خ: «وسط أبيض».(2/986)
كأذيال خود أقبلت فى غلائل
مصبّغة والبعض أقصر من بعض (1)
وقولى (2) فى صفة الرقاقة (3):
[البسيط]
ما أنس لا أنس خبّازا مررت به ... يدحو الرّقاقة وشك الّلمح بالبصر (4)
ما بين رؤيتها فى كفّه كرة ... وبين رؤيتها زهراء كالقمر (5)
إلّا بمقدار ما تنداح دائرة ... فى صفحة الماء يرمى فيه بالحجر (6)
وهذا كلام إن صح عن ابن الرومى ولا (7) أظن ذلك لزمه فيه الدّرك / لأن جميع ما رآه (8) ابن المعتز وأبوه وجدّه فى ديارهم كما ذكر إن كان ذلك علّة للإجادة وعذرا فقد رآه ابن الرومى هنالك أيضا، اللهم إلا أن يريد أنّ ابن المعتز ملك (9) شغل نفسه بالتشبيه / فهو ينظر ماعون بيته وأثاثه، ويشبه (10)
ما أراد، وأنا (11) مشغول بالتصرف فى الشعر طالبا به الرزق، أمدح هذا مرة، وأهجو هذا كرّة، وأعاتب هذا تارة، وأستعطف هذا طورا، ولا يمكن (12) أيضا أن يقع تحت هذا وفى شعره من مليح التشبيه ما دونه النهايات التى لا تبلغ، وإن لم يكن التشبيه غالبا عليه كابن المعتز.
__________
(1) فى ص: «كأذيال بكر».
والخود: الفتاة الحسنة الخلق الشابة ما لم تصر نصفا، وقيل: الجارية الناعمة.
(2) فى ص: «ولى فى»، وفى المطبوعتين: «وقولى فى قصيدة فى»، وفى ف: «رقاقة».
(3) ديوان ابن الرومى 3/ 1110، باختلاف يسير فى البيت الثانى.
(4) فى ص: «وشك اللحم» وهو سهو من الناسخ.
(5) فى ف: «قوراء كالقمر» وكذلك فى الديوان.
(6) فى ص: «فى صحفة الماء»، وفى ف: «فى صنة الماء» وهو خطأ من الناسخ.
(7) قوله: «ولا أظن ذلك» ساقط من ع، وفى م: «وما أظن»، وفى المطبوعتين:
«أظن ذلك أمرا»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(8) فى المطبوعتين فقط: «ما أراه ابن المعتز أبوه وجده».
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «ملك قد شغل»، وفى ف: «ملك يشغل».
(10) فى ع والمطبوعتين فقط: «فيشبه به»، وفى ف: «ويشبه به ما أراده».
(11) فى ف: «وأنا مشغول بالشعر طالب».
(12) فى ع: «ولا يمكن أيضا عندى تحت» بإسقاط «أن يقع»، وفى ف: «ولا يمكن أن يقع».(2/987)
ولم أدل بهذا البسط كله على أن العرب خلت من المعانى جملة، ولا أنها أفسدتها، لكن دللت على أنها قليلة فى أشعارها، تكاد تحصر لو حاول ذلك محاول، وهى كثيرة فى أشعار هؤلاء، وإن كان الأولون قد نهجوا الطريق، ونصبوا الأعلام للمتأخرين.
فإن (1) قال قائل: ما بالكم معشر المتأخرين كلما تمادى (2) الزمان قلّت فى أيديكم المعانى، وضاق عليكم (3) / المضطّرب؟
قلنا: أما المعانى فما قلّت، غير أن العلوم والآلات ضعفت، وليس يدفع أحد أن الزمان كل يوم فى نقص، وأن الدنيا على آخرها، ولم يبق من العلم إلا رمقه معلقا بالقدرة، ما يمسكه (4) / إلا الذى يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه.
وإذا تأملت هذا تبيّن لك ما فى أشعار الصدر الأول الإسلاميين (5) من الزيادات على معانى القدماء والمخضرمين، ثم ما فى أشعار طبقة جرير (6) والفرزدق وأصحابهما من التوليدات (7) والإبداعات العجيبة التى لا يقع مثلها للقدماء إلا فى الندرة القليلة والفلتة المفردة.
ثم / أتى بشار (8) وأصحابه فزادوا معانى ما مرّت قطّ بخاطر جاهلىّ ولا مخضرم ولا إسلامىّ، فالمعانى أبدا تتردّد وتتولّد، والكلام يفتح بعضه بعضا.
وكان ابن الرومى ضنينا بالمعانى، حريصا عليها، يأخذ المعنى، أو يولّده، فلا يزال يقلبه بطنا (9) لظهر، ويصرّفه فى كل وجه، وإلى كل ناحية،
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وإن قال».
(2) فى المطبوعتين فقط: «تمادى بكم الزمان».
(3) فى المطبوعتين فقط: «وضاق بكم».
(4) فى ع: «وما يمسكه» وفى خ: «ما يمسكها».
(5) فى ف: «من الإسلاميين».
(6) فى ف: «الفرزدق وجرير».
(7) فى ف: «من الزيادات والتوليدات».
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «بشار بن برد».
(9) فى ع والمطبوعتين: «ظهرا لبطن».(2/988)
حتى يميته، ويعلم أنه لا مطمع (1) فيه، ثم نجد (2) من بعده من لا ينتهيه فى الشعر بل لا يعشره قد أخذ المعنى بعينه، فولّد فيه زيادة، ووجّه له وجهة حسنة، لا يشك البصير بالصناعة أن ابن الرومى مع شرهه لم يتركها عن قدرة، ولكن الإنسان مبنىّ على النقصان.
وسأورد عليك من معانى / المتقدمين، وأناظرها (3) بأمثالها من أقوال المولّدين لا أعدوها ليتبيّن البرهان.
هذا على أنى ذممت إلى المحدثين أنفسهم فى أماكن من هذا الكتاب، وكشفت لهم عوارهم، ونعيت عليهم أشعارهم، ليس جهلا بالحق، ولا ميلا إلى بنيّات (4) الطّرق، ولكن (5) غضّا من الجاهل المتعاطى، والمتحامل الجافى، الذى إذا أعطى حقّه تعاطى فوقه، وادّعى على الناس الحسد، وقال: أنا ولا أحد، وإلى كم أعيش لكم؟ وأى علم بين جنبىّ لو وجدت له مستودعا؟!! فإذا عورض فى شعره بسؤال عن معنى فاسد، أو متّهم، أو طولب بحجّة فى لحنة، أو شاذّ، أونوظر فى كلمة من ألفاظ العرب مصحّفة، أو نادرة، قال: هكذا أعرف، كأنما (6) أوتى جوامع الكلم حاش لله، وأستغفر الله بل هو العمى الأكبر، والموت الأصغر، وبأى إمام يرضى؟ وإلى أى كتاب يرجع؟، / وعنده أن الناس أجمعين بضعة منه، بل فضلة عنه، فهو كما قال حمّاد عجرد فى يونس بن فروة (7):
__________
(1) فى ع والمطبوعتين فقط: «لا مطمع لأحد فيه».
(2) فى ص: «ثم نجد من بعده لا ينتميه فى الشعر بل لا يشعر»، وفى ف: «ثم تجد من بعده لا ينتهيه فى الشعر بل يعسره» [كذا]، وفى خ: «ثم نجد من بعده لا»، وفى م: «ثم نجد من بعده [من]»، وفى المغربيتين: «ثم نجد من لا ينتهيه».
ومن لا ينتهيه: أى: لا يبلغ غايته. لا يعشره: أى لا يبلغ عشره.
(3) فى ع وف والمطبوعتين ومغربية: «وأنظرها».
(4) فى ف: «بينات»، وهو تصحيف، وفى خ: «ثنيات»، وهو تصحيف.
وبنيّات الطرق: هى الطرق الصغار تتشعب من الجادة، وهى التّرّهات.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «لكن».
(6) فى المطبوعتين فقط: «وكأنما».
(7) البيتان ضمن ستة أبيات فى الحيوان 4/ 446لحماد عجرد فى يونس بن فروة، أحد(2/989)
[الكامل]
أمّا ابن فروة يونس فكأنّه ... من كبره أير الحمار القائم
ما النّاس عندك غير نفسك وحدها ... والنّاس عندك ما خلاك بهائم (1)
/ وأين من (2) ذكرت من بشّار بن برد حين قيل له: بم فقت أهل عمرك، وسبقت أبناء عصرك فى حسن معانى الشعر، وتهذيب ألفاظه؟ قال:
لأنى لم أقبل كلّ ما تورده علىّ قريحتى، ويناجينى به طبعى، ويبعثه (3) فكرى، ونظرت إلى مغارس الفطن، ومعادن الحقائق، ولطائف التشبيهات، فسرت إليها بفكر جيد، وغريزة قوية، فأحكمت سبرها (4)، وانتقيت حرّها، وكشفت عن حقائقها، واحترزت من (5) متكلّفها، ولا والله ما ملك قيادى قطّ (6) الإعجاب بشئ مما آتى به.
كم (7) فى بلدنا من هذا الحفّاث قد صاروا ثعابين، ومن (8) هذا
__________
الزنادقة باختلاف يسير، وجاء البيتان دون نسبة فى عيون الأخبار 1/ 272، وجمع الجواهر 256، وجاء البيت الأول فى الأغانى 14/ 365، ولكن الشطر الثانى فيه مختلف جدا، ففيه: «من كبره ابن للإمام القائم».
(1) فى ع وص وف جاء أول الشطر الثانى هكذا: «الناس» بإسقاط الواو، وهو صحيح من حيث الوزن أيضا، ولكننى اعتمدت ما فى المغربيتين والمطبوعتين لموافقته المصادر السابقة.
(2) فى ف: «ما ذكرت».
(3) فى خ: «ويبعث».
(4) السّبر: استخراج كنه الأمر، ومعرفة قدره.
(5) فى المطبوعتين فقط: «عن متكلفها».
(6) سقطت كلمة «قط» من المطبوعتين فقط.
(7) فى ع: «كم فى بلدنا هذا من هذا الحفاث»، وفى المطبوعتين: «وكم فى بلدنا هذا من الحفاث»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
والحفاث: حية كأعظم ما يكون من الحيّات، أرقش أبرش، يأكل الحشيش، يتهدد ولا يضرّ أحدا. وضبطت فى م بفتح الفاء وهو خطأ.
(8) فى ع والمطبوعتين: «ومن هذا البغاث قد صاروا»، وفى ف: «ومن هذا البغاث استحالوا»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
البغاث بضم الباء وفتحها وكسرها كل طائر ليس من جوارح الطير، وألائم الطير وشرارها، ومالا يصيد منها.(2/990)
البغاث قد استحالوا شواهين (1)، «إنّ البغاث بأرضنا يستنسر» (2)، ولولا أن يعرفوا بعد اليوم بتخليد ذكرهم فى هذا الكتاب، ويدخلوا (3) فى جملة من يعدّ خطؤه (4)، ويحصى زلله لذكرت من لحن كلّ واحد منهم، وتصحيفه، وفساد / معانيه، وركاكة لفظه ما يدلّك على مرتبته من هذه الصناعة التى ادّعوها باطلا، وانتسبوا إليها انتحالا.
وقد بلغنى أن بعض من لا يزع (5) عن كذب، ولا يستحيى من فضيحة زعم أنى أخذت عنه مسائل من هذا الكتاب، لو سئل عنها الآن ما علمها، والامتحان يقطع الدعوى، كما قال بعض الشعراء (6):
[الخفيف]
من تحلّى بغير ما هو فيه ... فضحته شواهد الإمتحان (7)
وكنت غنيّا عن تهجين هذا الكتاب بالإشارة إلى من أشرت إليه أنفة (8) من ذكره، وعزوفا بهمّتى عن الانحطاط إلى مساواته، لكن رأيت السكوت عنه عجزا وتقصيرا (9)، كما قال أبو تمام (10):
__________
(1) الشواهين جمع شاهين: وهو من سباع الطير، ليس بعربى محض. انظر اللسان فى [شهن].
(2) انظر هذا المثل فى كتاب الأمثال 93، وجمهرة الأمثال 1/ 197، ومجمع الأمثال 1/ 13، وفصل المقال 129
(3) فى ف: «وأن يدخلوا».
(4) فى المطبوعتين فقط: «خطله».
(5) فى ع: «من لا يزع من»، وفى ف والمغربيتين: «من لا يرع» بالراء، وهو تصحيف، وفى المطبوعتين: «من لا يتورع» ويزع: يكف.
(6) البيت جاء أول بيتين دون نسبة فى الزهرة 2/ 806، وجاء فى العقد الفريد 2/ 218من إنشاد أبى عمرو بن العلاء فى انتحال العلم.
(7) فى ف: «قطعته شواهد»، وفى المطبوعتين فقط جاء الشطر الثانى هكذا: «فضح الإمتحان ما يدّعيه».
(8) فى ف: «أنفة بذكره»، وفى المطبوعتين فقط: «أنفا من ذكره».
(9) إنه فى هذا القول يلمح بل يكاد يصرح بتلميحه إلى ما كان بينه وبين معاصره ابن شرف القيروانى، انظر ما ذكرته عن مساجلاتهما فى مقدمة تحقيقى لكتاب مسائل الانتقاد لابن شرف.
(10) ديوان أبى تمام 4/ 355(2/991)
[الكامل]
ترك الّلئيم ولم يمزّق عرضه ... نقص على الرّجل الكريم وعار
وكما قال (1) أبو الطيب، وقد استحق المعنى عليه (2):
[الوافر]
إذا أتت الإساءة من وضيع ... ولم ألم المسىء فمن ألوم؟! (3)
/ ثم أعود إلى التنظير (4) فأطرح عن المحدث المولّد ما كان من جنس تشبيه النعامة للطرمّاح (5)، وصفة الثور الوحشى له أيضا، وصفة مغارز ريش النعامة إذا أمرط للشماخ (6)، ومثل بيت العنكبوت فيما يمتد من لغام الناقة تحت لحييها فى شعر الحطيئة (7)، وتشبيه الذباب بالأجذم، ولحيى الغراب بالجلم لعنترة (8)، وأشباه هذا مما انفردت به الأعراب والبادية لعادتها (9)، كانفرادها بصفة (10) النيران، والفلوات الموحشة، وورود مياهها الآجنة، وتعسّف طرقاتها المجهولة، إلى غير ذلك مما يعرف عيانا، إذ كان المحدث غير مأخوذ به، ولا محمول عليه.
ألا ترى أن أبا نواس وهو مقدّم فى المحدثين لما وصف الأسد وليس من معارفه، ولعله ما شاهده قط إلا مرة فى العمر من بعيد (11) إن كان شاهده دخل عليه / الوهم، فجعل عينه (12) بارزة، وشبهها بعين المخنوق، وقام (13)
__________
(1) فى ف: «وكما قال المتنبى» وسقط منه «وقد استحق المعنى عليه».
(2) ديوان المتنبى 4/ 152
(3) فى الديوان: «إذا أتت الإساءة من لئيم»، وفى ف: «من رضيع».
(4) فى ص: «إلى الشطر»، وفى خ: «إلى الشطير»، وفى م: «إلى التسطير»، وهو خطأ فى الجميع، والصحيح ما فى ع وف والمغربيتين.
(5) انظرهما فى باب التشبيه ص 475و 488
(6) باب التشبيه ص 487
(7) باب التشبيه ص 486
(8) باب التشبيه ص 486
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «كعادتها».
(10) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «بصفات».
(11) قوله: «من بعيد» ساقط من ع.
(12) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «عينيه».
(13) قام عنده: بدا له.(2/992)
عنده أن هذا أشنع، وأشبه بشتامة (1) وجه الأسد (2)، وذهب عنه من صفة أبى زبيد (3) وغيره لغؤور (4) عينيه ما هو أعلم به ممن أخذ عليه.
وأكثر / ظنى والله أعلم أن أبا نواس إنما رجع بالصفة إلى الرجل المشبه / بالأسد، وجعل ازورار عينيه، وبروز جفنيه من علامات الغيظ والحنق على أقرانه فى الحرب.
وكذلك لما تعاطى الأعرابىّ أبو نخيلة (5) ما لا يعرف قال (6):
[الرجز]
ولم تذق من البقول الفستقا
فجعله بقلا على ما فى نفسه من لعاع (7) البقل.
__________
(1) الشتامة: القبح.
(2) قول أبى نواس المقصود بالحديث هو:
كأنما عينه إذا نظرت ... بارزة الجفن عين مخنوق
وقول أبى زبيد الآتى هو:
كأن عينيه فى وقبين من حجر ... قيضا اقتياضا بأطراف المناقير
وانظر النقد الذى وجه إلى أبى نواس وتأثر به ابن رشيق فى الحيوان 4/ 457، والشعر والشعراء 2/ 801، وبيت أبى زبيد هنا من الحيوان، وفيه بعض اختلاف عنه فى الشعر والشعراء.
(3) هو حرملة بن المنذر، وقيل: المنذر بن حرملة، يكنى أبا زبيد، أدرك الإسلام، ولم يسلم، ومات نصرانيا، كان من زوّار الملوك، وخاصة ملوك العجم، وكان عالما بسيرهم، وكان عثمان بن عفان رضى الله عنه يقربه على ذلك، ويدنى مجلسه، وقد عمّر أبو زبيد مائة وخمسين سنة.
طبقات ابن سلام 2/ 593، والشعر والشعراء 1/ 301، والاشتقاق 386، وجمهرة أنساب العرب 401، والأغانى 12/ 127، والمعمرون والوصايا 108، ومعجم الأدباء 3/ 1167 [ط إحسان عباس] وسمط اللآلى 1/ 118، والخزانة 4/ 192، والوافى 11/ 335
(4) فى ف: «بغؤور عينه».
(5) فى خ: «أبو جبلة»، ثم ذكر فى الهامش أنه فى نسخة «أبو نخيلة»، وفى م عكس المحقق الأمر!!
(6) الرجز فى الشعر والشعراء 2/ 602، وقبله: «بريّة لم تأكل المرقّقا»، وفى اللسان فى [بقل] وحلية المحاضرة 2/ 7، والعقد الفريد 5/ 366، وشرح أبيات مغنى اللبيب 2/ 329و 5/ 323 و 324، وفيهم أنه لأبى نخيلة، وجاء الرجز فى جمهرة اللغة 3/ 1329، والوساطة 15، والمزهر 2/ 503، دون نسبة فيهم، وذكرت فى هامشهم نسبته، وفى الجميع قيل: ظن أن الفستق بقل.
(7) اللّعاع: البقل الناعم أول ما يبدو، وقيل: أول النبت، وفى ف: «لفاع».(2/993)
على أن المحدثين قد شاركوا القدماء فى كل ما ذكرته آنفا، إلا أن أولئك أولى به، وأحقّ بالتقدمة فيه، كما خالطوهم فى صفات النجوم ومواقعها، والسحب وما فيها من البروق والرعود، والغيث وما ينبت عنه، وبكاء الحمام، وكثير مما لا يتسع له هذا الباب، ولكنى أفرد له كتابا قائما بنفسه، أذكر فيه ما انفرد به المحدثون، وما شاركهم فيه المتقدمون، وآتى هاهنا من النوعين بما يسدّ خلّة (1)
المفتقر إلى سماعه من المبتدئين، إن (2) شاء الله.
قال النابغة يذكر طول ليله (3):
[الطويل]
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطىء الكواكب
تطاول حتّى قلت ليس بمنقض ... وليس الّذى يرعى النّجوم بآيب
وقال أبو الطيب فى وزنه ورويّه (4):
[الطويل]
أعيدوا صباحى فهو عند الكواعب ... وردّوا رقادى فهو لحظ الحبائب
فإنّ نهارى ليلة مدلهمّة ... على مقلة من فقدكم فى غياهب (5)
فأنت ترى ما فيه من الزيادات (6)، وحسن المقصد، على أن بيتى النابغة عندهم غاية فى الجودة.
وقال يزيد بن الطّثرية (7) حين حلق أخوه ثور جمّته (8):
__________
(1) الخلّة: الحاجة. انظر اللسان فى [خلل].
(2) قوله: «إن شاء الله» ساقط من ف والمطبوعتين فقط.
(3) ديوان النابغة الذبيانى 40
(4) ديوان المتنبى 1/ 147و 148
(5) المدلهمة: الشديدة الظلمة.
(6) فى المطبوعتين فقط: «من الزيادة».
(7) هو يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة الخير، يكنى أبا المكشوح، ويعرف بابن الطّثرية، والطثرية أمّه، وطثرة اللبن زبدته، كان يلقب مورقا لحسن وجهه وشعره، وحلاوة حديثه، وكان جوادا متلافا، يغشاه الدين، فإذا أخذ به قضاه عنه أخوه ثور، وكان صاحب غزل، زير نساء، يجلس إليهن فيحادثهن، وقتل فى الوقعة التى قتل فيها الوليد بن يزيد. ت 126هـ
طبقات ابن سلام 2/ 777، والشعر والشعراء 1/ 427، والأغانى 8/ 155، ومعجم الأدباء 20/ 46، ووفيات الأعيان 6/ 376، ومسائل الانتقاد 122، وسمط اللآلى 1/ 103، وكتاب من نسب إلى أمه (فى نوادر المخطوطات) 1/ 89، وأسماء المغتالين (ضمن نوادر المخطوطات) 2/ 247، وكنى الشعراء (فى النوادر) 2/ 292، وديوان المعانى 2/ 162و 163
(8) الجمّة: مجتمع شعر الرأس، وهى أكثر من الفروة.(2/994)
[الطويل]
فأصبح رأسى كالصّخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثمّ طارت عقابها (1)
وهذا البيت من أفضل الأوصاف، وأحسنها بيانا عند قدامة (2) وغيره.
وقال بعض المتأخرين وأظنه (3) المرادى (4) فى غلام حلقت وفرته (5):
[الخفيف]
حلقوا شعره ليكسوه قبحا ... غيرة منهم عليه وشحّا (6)
كان صبحا عليه ليل بهيم ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا (7)
وقال رؤبة بن العجاج (8):
[الرجز]
أمست شواتى كالصّفاة صفصفا ... وصار رأسى جبهة إلى القفا (9)
__________
(1) البيت بنسبته إلى ابن الطثرية فى نقد الشعر 114، والأغانى 8/ 179، وديوان المعانى 2/ 163، وكفاية الطالب 129، ونسب إلى يزيد بن المنتشر من بنى قشير فى الأمالى 3/ 75
(2) انظر نقد الشعر 114
(3) فى ع: «وأحسبه»، وفى ع وص وف والمغربيتين: «الرمادى»، وهو خطأ، تصحيحه من المصادر الآتية، وفى المطبوعتين: «وأحسبه الزيادى» [كذا]، ولم أعرف السبب فى إطلاق المرادى عليه، ولكننى وجدتها فى فهارس الذخيرة.
(4) هو الحسين بن على بن الحسين بن يزدجرد ملك فارس، يكنى أبا القاسم، ويعرف بالوزير المغربى، كان ذكيا ألمعيا، وكان سريع البديهة فى النظم والنثر، حسن الخط، إلا أنه سخّر ذكاءه فى الفساد والإفساد بين الحكام، واضطر من أجل ذلك إلى التنقل والترحال خوفا من بطش الولاة به. ت 418هـ.
تتمة اليتيمة 1/ 24، ومعجم الأدباء 10/ 79، ودمية القصر 1/ 94، ووفيات الأعيان 2/ 172، والذخيرة 4/ 2/ 475وما فيه من مصادر، والشذرات 3/ 210، والوافى بالوفيات 12/ 440وما فيه من مصادر، وأمل الآمل 2/ 97
(5) البيتان ينسبان إلى الوزير المغربى فى وفيات الأعيان 2/ 174، ومعجم الأدباء 10/ 86، والوافى 12/ 445، وجاءا دون نسبة فى الذخيرة 2/ 1/ 230، وفى كفاية الطالب 129و 130، لبعض المتأخرين.
(6) فى الذخيرة: «حلقوا رأسه حذرا منهم عليه».
(7) فى الذخيرة: «كان قبل الحلاق ليلا وصبحا»، وفى الوافى: «كان صبحا علاه ليل».
(8) فى ع فقط: «وقال رؤبة بن العجاج أو غيره».
(9) الرجز جاء أول أربعة أشطار فى ديوان المعانى 2/ 161، وأول ثلاثة أشطار فى زهر الآداب(2/995)
قال (1) ابن الرومى، وأحسن ما شاء (2):
[السريع]
يجذب من نقرته طرّة ... إلى مدى تقصر عن نيله (3)
فوجهه يأخذ من رأسه ... أخذ نهار الصّيف من ليله
ولو تتبعت هذا لأطلت فى غير موضع الإطالة.
وأما (4) ما انفرد به المحدثون / فمثل قول (5) بشار (6):
[البسيط]
يا قوم أذنى لبعض الحىّ عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذى؟ فقلت لهم:
الأذن كالعين توفى القلب ما كانا
وكرره فقال (7):
[البسيط]
قالت عقيل بن كعب إذ تعلّقها
قلبى وأمسى به من حبّها أثر (8)
أنّى ولم ترها تهذى؟ فقلت لهم:
إنّ الفؤاد يرى ما لا يرى البصر
__________
1/ 259، ونسب فيهما إلى أعرابى، وفيهما: «قد ترك الدهر صفاتى صفصفا فصار»،
ونسب إلى رؤبة فى كفاية الطالب 130
(1) فى ع: «وقال»، وفى ف والمطبوعتين: «فقال»، وما فى ص مثل المغربيتين.
(2) ديوان ابن الرومى 5/ 1931و 1932، باختلاف يسير، وانظر ما قيل عنهما فى ديوان المعانى 2/ 162، وزهر الآداب 1/ 258
(3) فى ع: «يجذب منى فقرة» [كذا]، وفى ف والمطبوعتين: «إلى مدى يقصر».
والنقرة فى القفا: منقطع القمحدوة، وهى وهدة فيها. انظر اللسان فى [نقر].
(4) فى المطبوعتين فقط: «فأما».
(5) فى ف: «قول بشار بن برد».
(6) فى ديوان بشار جاء البيت الأول مرتين: الأولى 4/ 217، وليس فيها البيت الثانى، والأخرى فى 4/ 228، مع بيتين منهما البيت الثانى هنا، وهناك اختلاف يسير جدا.
(7) ديوان بشار 3/ 145، باختلاف فى بعض الألفاظ.
(8) فى ف: «فأمسى به».(2/996)
وقوله أيضا (1):
[الطويل]
وكيف تناسى من كأنّ حديثه ... بأذنى وإن غيّبت قرط معلّق
واختراعاته كثيرة، واشتهاره بذلك يغنى عن الإنشاد له.
وكقول أبى نواس (2)، وقد ذكر المبرد (3) أنه لم يسبق إليه، وهو:
[الخفيف]
أيّها الرّائحان باللّوم لوما ... لا أذوق المدام إلّا شميما (4)
نالنى بالملام فيها إمام ... لا أرى لى خلافه مستقيما
فاصرفاها إلى سواى فإنّى ... لست إلّا على الحديث نديما
كبر حظّى منها إذا هى دارت ... أن أراها وأن أشمّ النّسيما (5)
فكأنّى وما أزيّن منها ... قعدىّ يزيّن التّحكيما
كلّ عن حمله السّلاح إلى الحر ... ب فأوصى المطيق ألّا يقيما
القعد (6): فرقة من الخوارج، ترى الخروج، وتأمر به، وتقعد عنه.
/ وقوله أيضا (7):
[الطويل]
بنينا على كسرى سماء مدامة
مكلّلة حافاتها بنجوم (8)
فلو ردّ فى كسرى بن ساسان روحه
إذا لاصطفانى دون كلّ نديم
وهذا المعنى أيضا لم يتناوله أحد قبله.
__________
(1) ديوان بشار 4/ 140
(2) ديوان أبى نواس 29
(3) انظر قول المبرد فى الكامل 3/ 140، وانظر كفاية الطالب 131
(4) الأبيات الأربعة الأولى ساقطة من ف.
(5) فى المطبوعتين فقط: «أو أن أشم».
(6) فى ص وخ: «القعدة»، وفى م: «القعدية» [كذا].
(7) ديوان أبى نواس 448، وانظر قول المبرد عن البيتين فى الكامل 3/ 144
(8) فى ف: «على كسر» [كذا]، وفى م: «مكلّة» وهو سهو مطبعى فى رأيى.(2/997)
وكذلك قوله (1):
[الكامل]
قد قلت للعبّاس معتذرا ... من ضعف شكريه ومعترفا
أنت امرؤ جلّلتنى نعما ... أوهت قوى شكرى فقد ضعفا
فإليك منّى اليوم تقدمة ... تلقاك بالتّصريح منكشفا (2)
لا تسدينّ إلىّ عارفة ... حتّى أقوم بشكر ما سلفا
وقوله (3) أيضا فى صفة النساء الخمارات، ويروى لابن المعتز (4):
[الطويل]
وتحت زنانير شددن عقودها ... زنانير أعكان معاقدها السّرر
فهذا تشبيه ما علمت أنه سبق إليه.
وقال أيضا (5):
[الخفيف]
لست أدرى أطال ليلى أم لا ... كيف يدرى بذاك من يتقلّى؟
لو تفرّغت لاستطالة ليلى ... ولرعى النّجوم كنت مخلّا
ومعانى أبى نواس واختراعاته كثيرة.
وأكثر المولّدين / معانى وتوليدا فيما ذكر العلماء أبو تمام، غير أن القاسم ابن مهرويه قد زعم (6) أن جميع ما لأبى تمام من المعانى ثلاثة: أحدها قوله (7):
__________
(1) ديوان أبى نواس 433، وجاءت الأبيات فى الكامل 2/ 9ضمن المختار من أشعار المولدين.
وجاء الأول والثانى والرابع فى المنتحل 81
(2) فى الديوان: «فإليك قبل اليوم لاقتك بالتصريح».
(3) فى المطبوعتين فقط: «وقال».
(4) لم أجده فى ديوان أبى نواس، وهو فى ديوان ابن المعتز 2/ 248، وانظر كفاية الطالب 131
(5) لم أجدهما فى ديوان أبى نواس، وقد وجدتهما ضمن ثلاثة أبيات دون نسبة فى العقد الفريد 6/ 425، وهما فى الموشى 226دون نسبة، وعن حكاية يرويها على بن الجهم تختلف فى كل منهما، ووجدتهما منسوبين إلى الطائى فى الزهرة 1/ 382، وهما ليسا فى ديوانه.
(6) انظر الموازنة 1/ 139137و 324و 422و 3/ 1/ 116، والوساطة 1وأسرار البلاغة 100، وسر الفصاحة 268، وكفاية الطالب 131
(7) ديوان أبى تمام 1/ 397(2/998)
[الكامل]
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النّار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
والثانى قوله (1):
[الطويل]
بنى مالك قد نبّهت خامل الثّرى ... قبور لكم مستشرفات المعالم
غوامض قيد الكفّ من متناول ... وفيها علا لا ترتقى بالسّلالم (2)
والثالث قوله (3):
[الكامل]
تأبى على التّصريد إلّا نائلا ... إلّا يكن محضا قراحا يمذق (4)
نزرا كما استكرهت عائر نفحة ... من فارة المسك الّتى لم تفتق (5)
وأنا أقول: إن أكثر الشعراء اختراعا ابن الرومى، وسيأتى برهان ذلك فى الكتاب الذى شرطت تأليفه إن شاء الله، ولابدّ هاهنا من نبذ يسيرة أشغل بها الموضع، منها قوله (6):
[الكامل]
عينى لعينك حين تنظر مقتل ... لكنّ لحظك سهم حتف مرسل
ومن العجائب أنّ معنى واحدا ... هو منك سهم وهو منّى مقتل
__________
(1) ديوان أبى تمام 4/ 134، باختلاف يسير. وانظر الموازنة 1/ 138و 3/ 2/ 512و 513
(2) فى المطبوعتين فقط: «لا يرتقى».
(3) ديوان أبى تمام 2/ 407، باختلاف يسير. وانظر الموازنة 1/ 137و 2/ 132
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «إن لم يكن»، وفى ف: «إلا يكن ماء»، وكذلك فى الديوان.
والتصريد: قطع الشرب وتنغيصه، وهذا المعنى مبنى على أن العرب كانوا إذا نزل الضيف منهم بالقوم فلم يجد عندهم إلا الماء ذمهم، وجعل ذلك مسبة، وإنما يفتخرون بنحر الإبل والإكثار من اللبن. والمحض: الخالص. والقراح من الماء الخالص الذى لا يمازجه غيره.
(5) العائر: أصله فى الخيل والسهام، يقال: فرس عائر إذا ذهب على وجهه فى الأرض، وسهم عائر إذا أصاب غير الوجه الذى رمى به. وفارة المسك: الوعاء الذى يكون فيه. أى: عطاء نزر لاغناء فيه كالرائحة التى تفلت من فارة مسك لم تفتق، أى: بعد نائلها، كشمة من هذه الفارة، ولا تغنى هذه الشمة غناء، فكذلك نائلها.
(6) ديوان ابن الرومى 5/ 1945، باختلاف يسير، وانظر كفاية الطالب 132(2/999)
وقوله فى عتاب (1):
[الطويل]
تودّدت حتّى لم أجد متودّدا ... وأفنيت أقلامى عتابا مردّدا (2)
كأنّى أستدعى بك ابن حنيّة ... إذا النّزع أدناه من الصّدر أبعدا (3)
وقوله فى (4) أبيات يتغزل فيها، وإن كان قد كرر المعنى (5):
[الكامل]
نظرت فأقصدت الفؤاد بلحظها ... ثمّ انثنت عنه فكاد يهيم (6)
فالموت إن نظرت وإن هى أعرضت ... وقع السّهام ونزعهنّ أليم
وقوله (7)، ولم أسمع بأحسن منه فى بابه (8):
[الطويل]
وما تعتريها آفة بشريّة ... من النّوم إلّا أنّها تتختّر (9)
(10) (تتختر بالتاء معجمة بثنتين من فوقها: أى تكسل) (10).
وغير عجيب طيب أنفاس روضة ... منوّرة باتت تراح وتمطر
كذلك أنفاس الرّياض بسحرة ... تطيب وأنفاس الورى تتغيّر
* * *
__________
(1) ديوان ابن الرومى 2/ 770، باختلاف يسير، وانظر كفاية الطالب 132
(2) فى المطبوعتين فقط: «حتى لم أدع».
(3) الحنية: القوس. وابن الحنية: هو السهم.
(4) فى ص: «وقوله من أبيات يتغزل وإن كان تكرر»، وفى ف: «وقوله من أبيات يتغزل وإن كان كرر».
(5) ديوان ابن الرومى 6/ 2397، مع بعض اختلاف. وانظر حلية المحاضرة 2/ 87، وكفاية الطالب 132
(6) فى ص وف والمطبوعتين والمغربيتين: «فظل يهيم»، وما فى ع أقرب إلى الديوان، وفيه: «ثم انثنت نحوى فكدت» وهو بنصه فى الحلية وكفاية الطالب.
(7) ديوان ابن الرومى 3/ 907، باختلاف يسير.
(8) قوله: «فى بابه» ساقط من ع، وفى المطبوعتين: «فى معناه»، وص وف مثل المغربيتين.
(9) فى ع: «إلا أنها تتخصر»، وفى المطبوعتين: «وما يعتريها»، وفى خ: «أنها تتحتر» بالحاء المهملة وفى م: «أنها تتبختر»!! ولا أدرى من أين أتى بها المحقق.
(1010) ما بين الرقمين ساقط من ع والمطبوعتين فقط. والتختّر: التفتّر والاسترخاء.(2/1000)
باب فى أغاليط الشعراء والرواة (10)
ولا بد أن يؤتى (1) على الشاعر المفلق، والعالم المتقن (2) لما بنى الإنسان (3) عليه من / النقص والتقصير، وخير ما فى ذلك أن يرجع المرء إلى الحق إذا سمعه، ولا يتمادى على الباطل لجاجة وأنفة (4) من الخطأ فإن تماديه زيادة فى الخطأ الذى أنف منه.
أخبرنا (5) أبو عبد الله محمد بن جعفر النحوى عن أبى على الآمدى عن على بن سليمان الأخفش عن محمد بن يزيد المبرد / قال: تلاحى مسلم بن الوليد، وأبو نواس، فقال (6) مسلم: ما أعلم لك بيتا يخلو من سقط، فقال أبو نواس: اذكر شيئا (7) من ذلك، فقال: بل أنشد أنت أىّ بيت شئت، فأنشده (8):
[الكامل]
ذكر الصّبوح بسحرة فارتاحا ... وأملّه ديك الصّباح صياحا
فقال مسلم: قف عند هذا، لم أملّه ديك الصباح، وهو (9) الذى يبشره بالصبوح، وهو الذى ارتاح إليه؟
__________
(10) انظر التنبيه على حدوث التصحيف 9657، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف.
(1) يؤتى على الشاعر: أى يتغير عليه حسه فيتوهم ما ليس بصحيح صحيحا. انظر اللسان فى [أتى].
(2) فى ع: «المتفنن».
(3) فى المطبوعتين فقط: «عليه الإنسان».
(4) فى ع: «أو أنفه».
(5) انظر الخبر بنصه وإسناده فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 122، وهو من تأليف أبى عبد الله محمد بن جعفر النحوى القزاز أستاذ ابن رشيق، وانظره بإسناد قريب من هذا فى الأغانى 19/ 33، وانظره دون إسناد فى الشعر والشعراء 2/ 806، والموشح 419و 436، والعقد الفريد 5/ 333، وعلى كل حال فإن ما جاء فى العمدة نقلا عن القزاز يكاد يكون بنصه من الشعر والشعراء.
(6) فى المطبوعتين فقط «فقال: ما أعلم بيتا لك يخلو عن»، وبإسقاط «مسلم»، وما فى ع وص وف يوافق ما جاء فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة.
(7) فى ص: «بيتا».
(8) ديوان أبى نواس 1
(9) فى ف: «فهو يبشره بالصبوح وهو الذى يرتاح»، وفى المغربيتين: «وهو يبشره» بإسقاط «الذى».(2/1001)
قال أبو نواس: / فأنشدنى أنت، فأنشده (1):
[الكامل]
عاصى الشّباب فراح غير مفنّد ... وأقام بين عزيمة وتجلّد
فقال أبو نواس: ناقضت (2)، ذكرت أنه راح، والرواح لا يكون إلا بالانتقال (3) من مكان إلى مكان، ثم قلت: «وأقام» فجعلته منتقلا مقيما فى حال، وهذا (4) متناقض.
قال أبو العباس: وكلا البيتين صحيح، ولكن من طلب عيبا وجده، ومن طلب له مخرجا لم يفته.
قال الأصمعى: أخطأ (5) زهير فى قوله: «كأحمر عاد» (6).
ولا أدرى (7) لم خطّأه وقد سمع قول الله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عََاداً الْأُولى ََ}، [سورة النجم: 50] فهل قيل (8) هذا إلا وثمّ عاد أخرى، وهى التى هلكت بالنمل من ولد قحطان؟.
وقال قيس بن سعد بن عبادة (9):
__________
(1) شرح ديوان مسلم 230
(2) فى ص: «نقضت».
(3) فى ف: «بانتقال».
(4) فى ع: «هذا» بإسقاط الواو، وفى ما يجوز للشاعر: «وهذا منتقض».
(5) انظر ذكر هذا الخطأ سواء بنسبته إلى الأصمعى أو دون نسبة فى ديوان زهير 20، وطبقات ابن سلام 1/ 89، والشعر والشعراء 1/ 111، والموشح 56، والوساطة 13، وثمار القلوب 79 و 80، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 124وما فيه من مصادر، والسمط 2/ 845و 846، والأمثال 332، وجمهرة الأمثال 1/ 558، وفصل المقال 459، والمزهر 2/ 501و 503
(6) هذا جاء فى قوله:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
(7) قوله: «ولا أدرى» يوحى بأن الكلام كلامه، مع أن هذا بعينه فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 124، وبعض المصادر المذكورة قبل.
(8) فى المطبوعتين فقط: «فهل قال».
(9) هو قيس بن سعد بن عبادة الأنصارى الخزرجى، يكنى أبا عبد الملك وقيل غير ذلك، كان صاحب لواء النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض مغازيه، وشهد فتح مصر، واختط بها دارا، وولى إمرتها بعض الوقت فى عهد على بن أبى طالب، وكان من أتباعه، فلما قتل على رضى الله عنه رجع إلى وطنه، وتوفى فى آخر خلافة معاوية.(2/1002)
[الطويل]
سراويل عادىّ نمته ثمود (1)
وكان يقال ل «ثمود» «عاد الصغرى».
وخطّأ (2) الشمّاخ فى قوله يصف ناقة (3):
[الوافر]
رحى حيزومها كرحى الطّحين
ظنّه يصفها بالكبر، وهو عيب / لا محالة، وإنما (4) أراد الصلابة لا غير.
وأخذ ابن بشر (5) الآمدى على البحترى (6) فى قوله (7):
[الخفيف]
هجرتنا يقظى وكانت على عا ... دتها فى المنام تهجر وسنى (8)
__________
المعارف 259و 593، وتاريخ بغداد 1/ 177، وتاريخ الطبرى 4/ 546و 5/ 163، والاشتقاق 456، وجمهرة أنساب العرب 365، والنجوم الزاهرة 1/ 95، والاستيعاب 3/ 1289، وسير أعلام النبلاء 3/ 102وما فيه من مصادر.
(1) لهذا القول حكاية جاءت فى المعارف 593، وهى أنه «كتب ملك الروم إلى معاوية أرسل إلىّ سراويل أجسم أطول رجل عندك، فقال معاوية: ما أعلم إلا قيس بن سعد، فقال لقيس: إذا انصرفت فابعث إلىّ سراويلك، فخلعها ورمى بها، فقال: ألا بعثت بها من منزلك؟ فقال:
أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود
وألّا يقول الناس بالظنّ إنها ... سراويل عادىّ نمته ثمود
وانظر البيتين فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 124، والحكاية وفيها البيتان ضمن أربعة أبيات فى النجوم الزاهرة 1/ 96، وسير أعلام النبلاء 3/ 112، وثمار القلوب 601، وكذّب صاحب الاستيعاب الحكاية والشعر 3/ 1193
(2) التخطىء بنسبته إلى الأصمعى فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 125، والصناعتين 114، وانظره دون النسبة فى عيار الشعر 159، والموشح 133
(3) ديوان الشماخ 324، والمذكور عجز بيت صدره: «فنعم المعترى رحلت إليه».
والرّحى: هى كركرة الناقة والبعير، وهى الموضع الذى يصيب الأرض من صدرهما إذا بركا، تكون ناتئة كالقرص، وهى إحدى الثفنات الخمس. والحيزوم: الصدر.
(4) انظر هذا الاعتذار عن الشماخ فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 125، والصناعتين 114
(5) انظر الموازنة 1/ 374و 375
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «على البحترى قوله»، وكلاهما جائز.
(7) ديوان البحترى 4/ 2143
(8) فى المطبوعتين فقط: «وكادت على مذهبها فى الصدود»، وفى الديوان:
«وكادت على عاداتها فى الصدود».(2/1003)
قال: هذا غلط لأن خيالها (1) يتمثل له فى كل أحوالها، يقظى كانت أو وسنى أو ميتة، والجيد قوله (2):
[البسيط]
أردّ دونك يقظانا ويأذن لى ... عليك سكر الكرى إن جئت وسنانا
وأنا أقول: إن مراده أنها لشدة هجرها له، ونخوتها عليه، لا تراه فى المنام إلا مهجورا، ولا (3) تراه جملة، فالمعنى حينئذ صحيح لا فساد فيه، ولا غلط.
(4) (ولعل الرواية «وكادت») (4)، وهذا (5) موجود فى كلام الناس اليوم وقبله (6)، يقولون: فلان لا يرى لى مناما صالحا.
وليس بين بيتى البحترى تناسب من جهة المعنى جملة واحدة لأنه أولا يحكى عنها، وثانيا يحكى عن نفسه، بلى إن فى اللفظ اشتراكا ظاهرا.
وفى كتاب (7) عبد الكريم: من المأخوذ على أبى تمام قوله (8):
[الطويل]
مها الوحش إلّا أنّ هاتا أوانس ... قنا الخطّ إلّا أنّ تلك ذوابل
قال: فيه غلط من أجل (9) أن نفى عن صفة النساء لين القنا، وإنما قيل للرماح ذوابل للينها وتثنّيها، فنفى ذلك أبو تمام عن قدود النساء التى من أكمل أوصافها اللّين والتثنّى والانعطاف.
__________
(1) فى ع وص: «حالها» وهو خطأ، وما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الموازنة.
(2) ديوان البحترى 4/ 2149، وانظره فى الموازنة. 1/ 314و 374
(3) فى ف: «أو لا تراه».
(44) ما بين الرقمين ساقط من ع.
(5) فى ص: «وكادت من كلام الناس»، وفى ف: «وهذا هو موجود»، وفى خ: «هذا موجود».
(6) فى ع: «وقبل اليوم»، وفى المطبوعتين: «ومثله»، وص وف مثل المغربيتين.
(7) ليس هذا فى كتاب الممتع، ويمكن أن تقرأه فى الموازنة 1/ 157و 158، وسيأتى هذا فى كلام المؤلف لاحقا.
(8) ديوان أبى تمام 3/ 116، وانظر ما قيل عنه فى باب المطابقة ص 570و 571
(9) فى ع وم: «أنه نفى عن النساء»، وفى خ: «أن نفى عن النساء»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.(2/1004)
/ قلت أنا: أما أبو تمام فقوله الصواب لأنهم يقولون: رمح ذابل، إذا كان شديد الكعوب صلبا، وهذا (1) الذى تعرف العرب، ومنه قولهم: ذبلت شفتاه، إذا يبستا من الكرب أو العطش (2) أو نحوهما.
فأما كلام المعترض فغير معروف إلا عند المولّدين فإنهم / يقولون: نوّارة ذابلة، وليسوا بقدوة، على أن كلامهم راجع إلى ما قلت (3)، إنما ذلك لقلّة المائية، وابتداء اليبس، وإنما نقل عبد الكريم كلام ابن بشر الآمدى.
قال الأصمعى (4): قرأت على أبى محرز خلف بن حيان الأحمر شعر جرير، فلما بلغت (5) إلى قوله (6):
[الطويل]
وليل كإبهام الحبارى محبّب ... إلىّ هواه غالب لى باطله
رزقنا به الصّيد العزيز ولم نكن ... كمن نبله محرومة وحبائله (7)
فيالك يوما خيره قبل شرّه ... تغيّب واشيه وأقصر عاذله
قال خلف: ويحه! وما ينفعه خير يؤول إلى شر؟ فقلت: هكذا قرأته على أبى عمرو بن العلاء، قال: صدقت، وكذا قال جرير، وكان قليل التنقيح لألفاظه، وما كان أبو عمرو ليقرئك إلا كما سمع، قلت: فكيف يجب أن يكون؟ قال: الأجود (8) أن يكون «خيره دون شره»، فاروه كذلك، فقد (9)
كانت الرواة قديما تصلح أشعار الأوائل، فقلت: والله لا أرويه إلا كذا.
__________
(1) فى المطبوعتين ومغربية: «وهو».
(2) فى ع: «والعطش»، وفى ف: «أو من العطش».
(3) فى المطبوعتين فقط: «قلناه».
(4) اقرأ هذا فى ديوان المعانى 1/ 352، وزهر الآداب 1/ 298، والموشح 198، وما فى العمدة أقرب إلى زهر الآداب.
(5) فى ف: «فلما انتهيت».
(6) ديوان جرير 2/ 964و 965، باختلاف يسير.
(7) فى ف والمطبوعتين: «الصيد الغزير»، وفى المغربيتين «الغرير».
(8) فى ف: «الجيد أن يكون».
(9) فى المطبوعتين فقط: «وقد».(2/1005)
قلت أنا: أما هذا الإصلاح فمليح الظاهر، غير أنه خلاف (1) قصد الشاعر وذلك أن الشاعر أراد أنه كان ليله فى وصال، ثم فارق حبيبه نهارا، وذلك هو الشرّ الذى ذكر، والرواية جعله لم يفارق، فغيّر عليه المعنى، إلا أن تكون الرواية: «ويوم كإبهام الحبارى» فحينئذ، على أن «دون» تحتمل ما قصد، وتحتمل معنى «قبل»، فهى لفظة مشتركة، وتكون أيضا بمعنى «بعد» لأنها من الأضداد، ولكن فى غير هذا الموضع.
وخطّأ الأصمعىّ (2) بشامة بن الغدير (3) فى قوله يصف راحلته (4):
[المتقارب]
وصدر لها مهيع كالخليف ... تخال بأنّ عليه شليلا (5)
لأن من صفة النجائب قلّة الوبر.
وغلّط (6) أيضا كعب بن زهير فى قوله يصف راحلته (7):
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «خلاف الظاهر».
(2) لم أعثر على رأى الأصمعى فى أى مصدر، ولا أعرف من أين أتى به المؤلف!!
(3) هو بشامة بن الغدير بن عمرو بن ربيعة بن هلال أو بشامة بن الغدير، وهو عمرو بن هلال ابن مرة بن عوف، كان كثير المال، وكان ممن فقأ عين بعير فى الجاهلية وذلك لأن الرجل إذا ملك ألف بعير فقأعين فحلها، ولما حضره الموت قسم ماله بين إخوته وبنى أخيه وأقاربه، فقال له زهير بن أبى سلمى وهو ابن أخته ماذا قسمت لى يا خالاه؟ قال: أفضل ذلك كله! قال:
ما هو؟ قال: شعرى.
طبقات ابن سلام 2/ 709و 718، والمؤتلف والمختلف 86و 246، وخزانة الأدب 8/ 314
(4) البيت فى المفضليات 57
(5) فى ص: «مهيع كالخريف» [كذا]، وفى المطبوعتين: «كالحليف» بالحاء المهملة.
والمهيع: الواسع. والخليف: الطريق. والشليل: مسح من صوف أو شعر يجعل على عجز البعير من وراء الرّحل، وبهذا المعنى يكون الخطأ موجودا، ولو أخذنا المعنى الثانى لكلمة الشليل وهو الغلالة التى تلبس فوق الدرع لانتفى الخطأ. انظر المعنيين فى اللسان فى [شلل].
(6) انظر هذا فى الشعر والشعراء 1/ 152، وشرح ديوان كعب بن زهير 31، والصناعتين 107، وسر الفصاحة 254
(7) ديوان كعب بن زهير 31، والمذكور صدر بيت، وعجزه: «فى خلقها عن بنات الفحل تفضيل»، وفى الديوان والشعر والشعراء: «ضخم مقلدها فعم مقيدها». وفعم: ضخم. مقيدها:
رسغها. ومقلدها: رقبتها.(2/1006)
[البسيط]
فعم مقيّدها ضخم مقلّدها
لأن النجائب دقيقات المذابح.
نبّه (1) أبو الفضل بن العميد على البحترى فى بيت كسره، وهو قوله (2):
[الخفيف]
ولماذا تتبّع النّفس شيئا ... جعل الله الفردوس منه جزاء (3)
وقال: تنشده:
جعل الله الخلد منه جزاء
ليستقيم (4)، حكى ذلك الصاحب بن عباد.
وأنشد (5) له أيضا (6):
[الطويل]
أبا غالب بالجود يذكر واجبى ... إذا ما غبىّ الباخلين نسيه (7)
وزعم أنه لحن.
ولست أرى / به بأسا، هذا الشاعر أسكن الياء لما يقتضيه بناء القافية، وإذا (8) أسكن الياء وما قبلها مكسور لم تكن الهاء إلا مكسورة اتباعا لما قبلها،
__________
(1) هذا الرأى لابن العميد موجود فى الكشف عن مساوئ المتنبى (ضمن كتاب الإبانة عن سرقات المتنبى) 227ويمكنك أن ترى هذا الرأى أيضا للآمدى فى الموازنة 1/ 408، وعبث الوليد 27
(2) ديوان البحترى 1/ 40
(3) فى ع: «جعل الله الفردوس فيه»، وفى الديوان والمصادر السابقة: «منه بواء».
وبواء: سواء.
(4) لأنه لو بقى على حالته قبل الإصلاح لكان فيه زيادة سبب فى [مستفعلن] وهو يمثل الهاء من لفظ الجلالة، واللام من الفردوس، وبالإصلاح يستقيم الوزن. انظر الكشف عن مساوئ المتنبى والموازنة وعبث الوليد.
(5) هذا الإنشاد تجده فى الكشف عن مساوئ المتنبى 227
(6) ديوان البحترى 4/ 2399
(7) فى الديوان: «أبو غالب»، وفى ف: «تذكر»، وفى ص وف والمطبوعتين والمغربيتين: «إذا ما غنى»، وما فى ع يوافق الديوان.
(8) فى المطبوعتين: «فإذا».(2/1007)
لا سيما وهى طرف، وقد فعلوا مثل هذا فى وسط الكلمة، قال رؤبة (1):
[الرجز]
كأنّ أيديهنّ بالقاع القرق
ولم يقل «أيديهنّ» بضم (2) الهاء استثقالا.
وأيضا فكأنه أعنى البحترى نوى الوقوف، ثم جرّ للقافية، ولعادتهم (3)
فى تحريك الساكن أبدا إلى الجرّ.
وأنشد الصاحب بن عباد قال (4): (5) (أنشدنى على بن المنجم قال) (5):
أنشدنى أبو الغوث (6) لأبيه (7):
[الخفيف]
وأحقّ الأيّام بالأنس أن يؤ ... ثر فيه يوم المهرجان الكبير (8)
وأنا أقول: إن أبا الغوث من قبله (9) جاء الخذلان فى هذه الرواية، فويل للآباء من أبناء السوء، ودع المثل القديم، ولا أظن البحترىّ قال إلا:
__________
(1) ديوان المعانى 2/ 123، وبعده: «أيدى العذارى يتعاطين الورق»، والمقتصد 2/ 1038، والمجموع المغيث فى غريبى القرآن والحديث 2/ 692، وانظره فى التكملة والذيل والصلة 5/ 143، واللسان فى [قرق]. والقرق: المكان المستوى، والقرق: القاع الطيب لا حجارة فيه.
(2) فى المطبوعتين فقط: «بالضم».
(3) فى المطبوعتين فقط: «كعادتهم».
(4) هذا تجده فى الكشف عن مساوىء المتنبى 227، وانظره فى الموشح 505و 506
(55) ما بين الرقمين ساقط من ع وص، وما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق المصدرين السابقين.
(6) هو يحيى بن الوليد البحترى، يكنى أبا الغوث، كان مقيما بالشام، وقدم بغداد، وروى شعر أبيه، وكان يستمع إليه وجوه بغداد وهو يروى شعر أبيه.
معجم الشعراء 493، وتاريخ بغداد 14/ 228
(7) ديوان البحترى 2/ 887
(8) البيت بصورته هنا فى الكشف عن مساوئ المتنبى، وفى الموشح:
وكأنّ الأيام أوثر بالحس ... ن عليها يوم المهرجان الكبير
وفى الديوان مثل الموشح إلا فى قوله: «عليها ذو المهرجان الكبير».
وليس فى رواية الديوان خطأ، ولكن الروايتين الأوليين فيهما زيادة سبب وهو الياء والواو من كلمة «يوم».
(9) فى المطبوعتين: «جاء من قبله».(2/1008)
وأحقّ الأيّام بالأنس أن تؤ ... ثره يوم المهرجان الكبير
أخذ (1) الأحمر على المفضل (2) روايته (3) فى قول امرئ القيس (4):
[الطويل]
نمسّ بأعراف الجياد أكفّنا
وإنما (5) هو «نمشّ» أى: نمسح، والمشوش: المنديل.
وفى (6) قول المخبل (7): [الكامل]
وإذا ألمّ خيالها طرقت ... عينى فماء شؤونها سجم (8)
وإنما هو «طرفت» بالفاء.
وأخذ (9) عليه الأصمعىّ فى قول أوس بن حجر (10):
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وأخذ».
(2) انظر هذا المأخذ بنسبته هنا فى شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 136و 233و 234 والتنبيه على حدوث التصحيف 70
(3) فى ص: «قوله فى قول».
(4) ديوان امرئ القيس 54، وانظره فى المصدرين السابقين. والمذكور صدر بيت، وعجزه:
«إذا نحن قمنا عن شواء مضهب». وانظر البيت فى 1089
(5) فى المطبوعتين فقط: «وما هو إلا».
(6) فى المطبوعتين فقط: «وكذلك قول المفضل» [كذا] وهذا عجب!!
(7) هو ربيعة بن مالك بن ربيعة بن أنف الناقة بن قريع واختلف فى اسمه يكنى أبا يزيد ولقب بالمخبل، وبه يعرف، شاعر فحل من مخضرمى الجاهلية والإسلام، وعمّر عمرا كبيرا، ويقال إنه مات فى خلافة عمر أو عثمان رضى الله عنهما.
طبقات ابن سلام 1/ 143و 149، والشعر والشعراء 1/ 420، والأغانى 13/ 189، والمؤتلف والمختلف 270، وسمط اللآلى 1/ 418، و 2/ 857، وخزانة الأدب 6/ 93وفيه ربيع بن ربيعة.
(8) البيت فى شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 136، والفاضل 82، والتنبيه على حدوث التصحيف 69و 70وفيها جاء التصحيف وتصحيحه، وجاء البيتان دون تصحيف فى المفضليات 113، وخزانة الأدب 1/ 169
(9) هذا المأخذ تجده فى الحيوان 4/ 25و 26، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف 134، والفاضل 82، والتنبيه على حدوث التصحيف 71وفيهم جاء التصحيف وتصحيحه، وجاء البيت دون المأخذ فى المعانى الكبير 1/ 412و 3/ 1248، والموشح 88، وحلية المحاضرة 2/ 25، ونقد الشعر 177، والصناعتين 163، وسر الفصاحة 149، والموازنة 3/ 2/ 500، وأسرار البلاغة 39
(10) المذكور عجز بيت فى ديوان أوس 55، وصدره: «وذات هدم عار نواشرها».(2/1009)
[المنسرح]
تصمت بالماء تولبا جذعا
وإنما هو «جدع» (1) بدال مكسورة / غير معجمة.
ولأمر ما قال (2) ذو الرمة لعيسى بن عمر (3): اكتب شعرى فالكتاب (4) أعجب إلىّ من الحفظ لأن الأعرابى ينسى الكلمة قد تعبت (5) فى طلبها ليلة، فيضع فى موضعها كلمة فى وزنها، ثم ينشده (6) الناس، والكتاب لا ينسى، ولا يبدل كلاما بكلام.
__________
والهدم: الثوب الخلق. والنواشر: عصب الذراع، الواحدة ناشرة، والتولب: ولد الحمار.
والجدع: السىء الغذاء. وجاء فى الديوان بالدال المهملة. وسيأتى البيت مرة أخرى فى ص 1039
(1) فى المطبوعتين فقط: «جدعا».
(2) لم أجد هذا القول بنصه، ولكنى وجدت ما يؤدى معناه بروايته عن عيسى بن عمر، فقد جاء فى الموشح 281: «حدثنى عن إسحاق الموصلى قال: أصبت فى كتبى رقعة أظنها من كتب ابن جناح، فيها: حدثنى أبو عبيدة، قال: حدثنى عيسى بن عمر قال: قال لى ذو الرمة: أنت والله أعجب إلىّ من هؤلاء الأعراب أنت تكتب، وتؤدى ما تسمع، وهؤلاء يهون على أحدهم وقد نحته من جبل أن يجىء به على غير وجهه». وهناك فى الموشح 280و 281، والأغانى 12/ 30ما يفيد أن ذا الرمة كان يهتم بالكتابة ويعرفها، ولكنه يكتمها.
(3) هو عيسى بن عمر الثقفى البصرى، يكنى أبا عمر، وولاؤه لبنى مخزوم، نزل فى ثقيف فاشتهر بهم، كان علامة وإماما فى النحو، وصاحب فصاحة وتقعّر، وتشدّق فى خطابه، وكان صاحب افتخار بنفسه، وهو من أهل القراءة إلا أن الغريب والشعر كان أغلب عليه. توفى سنة 149هـ ولكن صاحب السير ينكر ذلك. وفى المطبوعتين: «لموسى بن عمرو» [كذا].
المعارف 531، والفهرست 47، وطبقات الزبيدى 40، وإنباه الرواة 2/ 374، ومعجم الأدباء 16/ 146، ووفيات الأعيان 3/ 486، وبغية الوعاة 2/ 237، والشذرات 1/ 224، والنجوم الزاهرة 2/ 11، وسير أعلام النبلاء 7/ 200وما فيه من مصادر.
(4) فى ع: «فالكتاب أحب إلى»، وفى ص: «فالكتاب إلىّ أعجب»، وفى الموشح 281: «أنت والله أعجب إلىّ».
(5) فى ع والمطبوعتين: «قد تعب»، وفى ف: «قد يعنت [كذا] فى طلبها الليلة».
وما فى ص يوافق المغربيتين.
(6) فى المطبوعتين: «ثم ينشدها».(2/1010)
قال (1) الأخطل بالكوفة: أخطأ (2) الفرزدق حيث قال (3):
[الكامل]
أبنى غدانة إنّنى حرّرتكم ... فوهبتكم لعطيّة بن جعال
لولا عطيّة لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألأم أوجه وسبال (4)
كيف يكون وهبهم (5) له وهو يهجوهم هذا الهجاء؟
فانبرى له فتى من بنى تميم فقال (6): وأنت الذى قلت فى سويد بن منجوف (7):
[الطويل]
فما جذع سوء خرّق السّوس بطنه ... لما حمّلته وائل بمطيق
أردت هجاءه فزعمت أن وائلا تعصب (8) به الحاجات، وقدر سويد لا يبلغ ذلك عندهم، فأعطيته الكثير، ومنعته القليل.
وأردت (9) أن تهجو حاتم بن النعمان الباهلى، وأن تصغّر شأنه، وتضع من قدره، فقلت (10):
[الوافر]
وسوّد حاتما أن ليس فيها ... إذا ما أوقد النّيران نار
فأعطيته السؤدد من قيس الجزيرة، ومنعته ما لا يضرّه.
__________
(1) نقد الأخطل للفرزدق، ونقد الفتى للأخطل تجده كله مع شواهده فى الحيوان 5/ 161 164، تحت عنوان: «من أراد أن يمدح فهجا»، وانظر الهوامش الآتية.
(2) الخبر فى طبقات ابن سلام 1/ 492و 493، والشعر والشعراء 1/ 481، والأغانى 21/ 399و 400، والموازنة 1/ 47
(3) ديوان الفرزدق 2/ 726، باختلاف يسير.
(4) فى ف: «من بين الأم آنف». والسبال: شعر الشارب.
(5) فى ص والمغربيتين: «وهبه لهم»، وفى ف: «قد وهبهم»، وهى مثل الحيوان.
(6) هذا العيب تجده فى طبقات ابن سلام 1/ 469و 471، والشعر والشعراء 1/ 488، والموشح 65و 213و 216، والأغانى 8/ 312، والصناعتين 86، والموازنة 1/ 48، وسر الفصاحة 250
(7) ديوان الأخطل 2/ 666، باختلاف يسير.
(8) تعصب به الحاجات: تجتمع حوله ليقضيها، ولا يكون هذا إلا فى السادة.
(9) انظر هذا العيب فى الصناعتين 86
(10) ديوان الأخطل 2/ 475(2/1011)
وأردت (1) أن تمدح سماكا الأسدى فقلت (2):
[البسيط]
نعم المجير سماك من بنى أسد ... بالطّفّ إذ قتلت جيرانها مضر
قد كنت أحسبه قينا وأنبؤه ... فالآن طيّر عن أثوابه الشّرر
فانصرف الأخطل خجلا.
قال (3) الحسن لعلى بن زيد: أرأيت قول الشاعر (4):
[الرجز]
لولا جرير هلكت بجيله ... نعم الفتى وبئست القبيله (5)
أمدحه أم هجاه؟ قال: مدحه، وهجا قومه، قال الحسن: ما مدح من هجى قومه.
وقال (6) من اعتذر للنابغة فى قوله (7):
__________
(1) هذا العيب تجده فى طبقات ابن سلام 1/ 471469، والشعر والشعراء 1/ 487 و 488، والأغانى 8/ 312، والموشح 216213، والموازنة 1/ 48، والصناعتين 86، وسر الفصاحة 250
(2) ديوان الأخطل 2/ 673و 674
(3) انظر قول الحسن مع على بن زيد فى الأغانى 21/ 305وانظر التعليق الآتى وما بعده، وانظر الخبر مختصرا مع البيت فى المحاضرات 1/ 1/ 334
(4) هو عويف القوافى، وأطلق عليه ذلك ببيت قاله، وهو عويف بن معاوية ابن فزارة ابن غطفان، وهو شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية من ساكنى الكوفة، وبيته أحد البيوت المقدّمة الفاخرة فى العرب.
معجم الشعراء 127، والأغانى 19/ 184، وخزانة الأدب 6/ 384
(5) الرجز بنسبته إلى عويف فى الأغانى 19/ 188، وخزانة الأدب 6/ 385، وفيهما أن عويفا وقف على جرير بن عبد الله البجلى وهو فى مجلسه، وأنشد شعرا فى هجاء قبيلة بجيلة، فقال له جرير: ألا أشترى منك أعراض بجيلة؟ قال: بلى، قال: بكم؟ قال: بألف درهم وبرذون، فأمر له بما طلب، فقال هذا الرجز، فقال جرير: ما أراهم نجوا منك بعد. وجاء البيت دون نسبة فى الأغانى 21/ 305، والعقد الفريد 3/ 388
(6) يبدو لى أن هذا الاعتذار عن النابغة من قول ابن رشيق، وكأنه يرد على قول الأصمعى:
«ليس الليل أولى بهذا المثل من النهار». انظر باب الاعتذار ص 881وفيه قال المؤلف هناك: «وفى هذا الاعتراض كلام يأتى فى موضعه من هذا الكتاب»، ونقل ابن الأثير هذا الاعتذار فى كفاية الطالب 107
(7) ديوان النابغة الذبيانى 38، وانظره فى باب الاعتذار ص 880وانظر كتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 121وحلية المحاضرة 1/ 172(2/1012)
[الطويل]
فإنّك كاللّيل الّذى هو مدركى ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع (1)
إنما قدموا (2) الليل فى كلامهم لأنه أهول، ولأنه أول، ولأن أكثر أعمالهم إنما كانت فيه لشدة حرّ بلدهم (3)، فصار ذلك عندهم / متعارفا.
وكذلك اعتذروا (4) لزهير فى قوله (5) يصف الضفادع (6):
[البسيط]
يخرجن من شربات ماؤها طحل ... على الجذوع يخفن الغمّ والغرقا (7)
فقالوا (8): لم يرد أنها تخاف الغرق حقيقة، ولكنها عادة من هرب من الحيوان من الماء، فكأنه مبالغة فى التشبيه، كما قال الله عز وجل: {وَإِنْ كََانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبََالُ} [سورة ابراهيم: 46]، وقال: {وَبَلَغَتِ}
__________
(1) الشطر الثانى ساقط من ع وص والمغربيتين.
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «إنما قدم».
(3) فى ف: «بلادهم».
(4) تجد الاعتذار عن العيب فى قول زهير فى كتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 127و 128، وفيه قيل: «قالوا: ليس خروج الضفادع من الماء مخافة الغم والغرق إذ كانت حياتهن إنما تكون مع كثرة الماء، وهذا أيضا ليس بعيب، وإنما أراد التبالغ أن يخبر أن هذه الضفادع التى إنما حياتها مع كثرة الماء، قد زاد الماء عليها حتى صارت تهرب منه، وجعل ذلك خوف الغم والغرق، لأنه عادة من هرب من الماء من الحيوان، وهذا على الاستعارة والإفراط».
وتجد العيب وتعليل خروج الضفادع من الماء فى المعانى الكبير 2/ 639، والشعر والشعراء 1/ 151، والموازنة 1/ 39، والموشح 60و 61، والعقد الفريد 5/ 358، وتجد العيب دون التعليل فى الصناعتين 72، والوساطة 10وديوان زهير 41، وسر الفصاحة 253، ومن نماذج التعليل ما قيل فى المعانى الكبير: «إنها تظهر على شطوط الأنهار والمياه فى المواضع التى تبيض فيها». وفى المطبوعتين: «وكذلك اعترفوا».
(5) سقط قوله: «فى قوله» من خ، وكتب فى م بين معقوفين!!!
(6) ديوان زهير 40
(7) فى ص: «يخفن الهم». والشّربات واحدتها شربة وهى حياض تحفر فى أصول النخل من شقّ واحد فتملأ ماء، فإذا بلغت أن تملأ فهو رىّ النخلة، فيقول: ملىء على الضفادع ذلك الشّرب حتى خرجت فصعدت على جذوع النخل. وطحل: قد اخضر مما يمكث فيه الماء، وقيل:
طحل: كدر. [من شرح الديوان 41].
(8) فى ع وف: «قالوا»، وفى المطبوعتين: «فقال»، وص مثل المغربيتين.(2/1013)
{الْقُلُوبُ الْحَنََاجِرَ} [سورة الأحزاب: 10]، والقول فيها (1) محمول على «كاد»، هكذا ذكر الحذاق من المفسرين (2).
مع أنا نجد الأماكن البعيدة القعر من البحار لا تقربها دابة خوفا على نفسها من الهلكة، فكأنه أراد المبالغة فى كثرة ماء هذه الشّربات، وإنما اقتدى فيه بقول أوس ابن حجر (3):
[الطويل]
فباكرن جونا للعلاجيم فوقه ... مجالس غرقى لا يحلّأ ناهله (4)
وعدّ (5) القاضى الجرجانى (6) من غلط (7) أبى نواس فى الوزن قوله (8):
[مجزوء الرجز]
رأيت كلّ من كا ... ن أحمقا معتوها
فى ذا الزّمان صار ال ... مقدّم / الوجيها
يا ربّ نذل وضيع ... نوّهته تنويها
هجوته لكيما ... أزيده تشويها
ولم يقل أبو نواس فيما علمت إلا «رب وضيع نذل»، وهذا إفراط (9) فى التعصب والحميّة على أبى نواس وغيره لمن لا يجرى فى حلبتهم، ولا يشق غبارهم.
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «فيهما».
(2) انظر تفسير الآيتين فى تفسير القرطبى 9/ 380و 14/ 145
(3) المعانى الكبير 2/ 639والبيت فى ديوان أوس 140فى الشعر الذى ينسب إليه وإلى غيره.
(4) فى ص وف فقط: «للعلاجم» وكلاهما صحيح. والجون: يريد غديرا كثير الماء، وإذا كثر الماء وكثر عمقه اسودّ فى العين. والعلاجيم جمع علجوم: وهو الضّفدع عامة، وقيل: هو الذكر منها، أو الشديد السواد. لا يحلّأ ناهله: أى: لا يمنع من وروده من حلّأ الإبل عن الماء: طردها أو حبسها عن الورود، ومنعها أن ترد. انظر اللسان.
(5) فى المطبوعتين فقط: «وعند».
(6) انظر الوساطة 62
(7) فى ص: «أغاليط»
(8) لم أجد الرجز فى ديوان أبى نواس. وقد جاء الرجز فى الجميع على صورة بيتين، وهو خطأ.
(9) فى المطبوعتين فقط: «أفرط».(2/1014)
باب (1) فى ذكر منازل القمر (9)
ولما رأيت العرب وهم أعلم الناس بهذه المنازل وأنوائها لأنها سقف بيوتهم، وسبب معايشهم وانتجاعهم غلطوا فيها، فقال أحدهم (2):
[المتقارب]
من الأنجم العزل والرّامحه (3)
وقال امرؤ القيس (4):
[الطويل]
إذا ما الثّريّا فى السّماء تعرّضت
قالوا (5): إنما (6) تتعرض الجوزاء.
ورأيت كلّ من عبأ (7) النجوم من المحدثين، واستوفى جميع المنازل مخطئا (8) لا شك لأنه إنما يصف نجوم ليلة سهرها، والمنازل كلها لا تظهر فى
__________
(9) انظر أدب الكاتب، ونهاية الأرب الجزء الأول، وصبح الأعشى الجزء الثانى، وأدب الكتاب 187
(1) سقط من ع «باب فى»، وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «باب ذكر منازل القمر».
(2) هو الطرماح بن حكيم، والقول فى ديوانه 68
(3) هذا عجز بيت، وصدره: «محاهنّ صيّب نوء الربيع»، وفى المطبوعتين جاء العجز كأنه قول نثرى، وفيهما جاء الضبط هكذا: «من الأنجم العزل» [كذا].
والصيب: المطر. ونوء الربيع: وقت مطر الربيع، والنوء عند العرب سقوط نجم من نجوم منازل القمر فى المغرب مع الفجر، وطلوع نجم آخر يقابله من المشرق، وسقوط كل نجم منها فى ثلاثة عشر يوما، وكانت العرب تقول: لابد لكل نجم من مطر أو ريح أو برد أو حرّ فى نوئه. والعزل والرامحة:
يريد السماكين: السماك الأعزل، والسماك الرامح، وسمى الرامح رامحا لنجم صغير بين يديه، تجعله العرب رمحا له، ويقال له: راية السماك، وسمى الأعزل أعزل لأنه لا شىء بين يديه من النجوم كالأعزل الذى لا سلاح معه كما كان مع الرامح [من الشرح بهامش الديوان].
(4) ديوان امرئ القيس 14وانظر البيت فى باب التشبيه ص 482وانظر العيب فى ديوان المعانى 1/ 334
(5) انظر العيب وتخريجه فى طبقات ابن سلام 1/ 88، والموشح 41
(6) فى ع: «وإنما» بإسقاط «قالوا»، وفى ف: «فإنما»، وفى المطبوعتين:
«فأتى بتعرض»، وما فى ص يوافق المغربيتين، إلا أن فيهما «وإنما».
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «عنى بالنجوم».
وعبأ وعبّأ: رتّب، وصنع.
(8) فى ف: «محيطا» [كذا]، وفى المطبوعتين فقط: «مخطئا لا شك فى خلافه».(2/1015)
ليلة (1)، ولذلك قلت أنا احتياطا فى ذكر / الليل من نسيب قصيدة مدحت بها السيد أبا الحسن أدام الله عزّه (2):
[مجزوء الكامل]
قد طال حتّى خلته ... من كلّ ناحية وسط
وتكرّرت فيه المنا ... زل منه لا منّى الغلط
وجب (3) علىّ أن أذكر هذه المنازل وأنواءها، واختلاف الناس فيها، وعوّلت فى ذلك على ما ذكره أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجى (4)، مجتهدا فيما استطعت من البيان والاختصار، إن شاء الله.
السّنة أربعة أجزاء، لكل جزء منها سبعة أنواء، لكل نوء (5) ثلاثة عشر يوما، إلا نوء الجبهة فإنه أربعة عشر يوما، زيد فيه يوم لتكمل السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما، وهو المقدار الذى تقطع فيه الشمس بروج الفلك الاثنى عشر، وكل (6) برج منزلتان وثلث منزلة، / وكلما نزلت الشمس منزلا (7) من هذه المنازل سترته لأنها تستر ثلاثين درجة: خمس عشرة من خلفها، ومثلها من أمامها، فإذا انتقلت عنه ظهر. هكذا / قال الزجاجى.
فإذا (8) اتفق أن يطلع منزل من هذه المنازل مع الغداة (9)، ويغرب رقيبه، فذلك النّوء، ولا يتفق ذلك لكل منزل (10) منها إلا مرة واحدة فى السنة، وهو مأخوذ من «ناء ينوء» إذا نهض متثاقلا، والعرب تجعل النوء للغارب لأنه ينهض للغروب متثاقلا، وعلى ذلك أكثر أشعارها، وتفسير بعض العلماء فى قوله
__________
(1) فى المطبوعتين: «فى ليلة واحدة».
(2) ديوان ابن رشيق 100
(3) قوله: «وجب» جواب «ولما» فى أول الباب.
(4) لم أعثر على أصل كلام الزجاجى.
(5) فى ع: «لكل نوء منها».
(6) فى ع: «ولكل برج»، وفى المطبوعتين: «لكل».
(7) فى المطبوعتين فقط: «منزلة».
(8) فى المطبوعتين فقط: «وإذا اتفق أن تطلع منزلة».
(9) فى ع والمطبوعتين: «بالغداة»، وفى المغربيتين «للغداة».
(10) فى المطبوعتين فقط: «لكل منزلة».(2/1016)
تعالى: {مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [سورة القصص: 76]، أى: تميل بهم إلى الأرض، وهذا التفسير أوجه من قول من جعل الكلمة من المقلوب (1). قال: وبعضهم يجعله للطالع، وهذا هو مذهب المنجمين لأن الطالع له التأثير والقوة، والغارب ساقط لا قوة له ولا تأثير.
قال المبرد (2): النوء على الحقيقة للطالع من الكوكبين، لا للغارب (3).
وهذه المنازل كلها يطلع بها الفلك من المشرق، ويغرب فى المغرب كل يوم وليلة، وتلك دورة من دوراته.
__________
(1) فى تفسير القرطبى 13/ 312، جاء هكذا: {لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} أحسن ما قيل فيه أن المعنى لتنيىء العصبة، أى تميلهم بثقلها، فلما انفتحت التاء دخلت الباء، كما قالوا: هو يذهب بالبؤس، ويذهب البؤس. فصار «لتنوء بالعصبة» فجعل العصبة تنوء، أى تنهض متثاقلة، كقولك قم بنا، أى اجعلنا نقوم، يقال: ناء ينوء نوءا إذا نهض بثقل وأناءنى إذا أثقلنى، عن أبى زيد، وقال أبو عبيدة: قوله: «لتنوء بالعصبة» مقلوب، والمعنى لتنوء بها العصبة، أى تنهض بها. أبو زيد: نؤت بالحمل إذا نهضت والأول معنى قول ابن عباس وأبى صالح والسدّى، وهو قول الفراء واختاره النحاس، كما يقال: ذهبت به وأذهبته، وجئت به وأجأته، ونؤت به وأنأته».
وفى الكامل 1/ 217، جاء فى تفسير قول النمر بن تولب:
ينوء إذا رام القيام ويحمل
«وقوله: ينوء إذا رام القيام، يقول: ينهض فى تثاقل قال الله عز وجل: {مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ}، والمعنى أن العصبة تنوء بالمفتاح»، ثم قال 1/ 369و 370، فى تفسير قول الفرزدق:
رفعت لنارى موهنا فأتانى
وقوله: رفعت لنارى، من المقلوب، إنما أراد رفعت له نارى، والكلام إذا لم يدخله لبس جاز القلب للاختصار، قال الله عز وجل: {وَآتَيْنََاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}، والعصبة تنوء بالمفاتيح، أى تستقل بها فى ثقل، ومن كلام العرب: إن فلانة لتنوء بها عجيزتها، والمعنى: لتنوء بعجيزتها». وفى 3/ 373قيل: «يقال: ناء بحمله، إذا حمله فى ثقل وتكلف، وفى القرآن {مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}، والمعنى: أن العصبة تنوء بالمفاتيح».
وجاء فى تفسير النوء فى أدب الكاتب 69: «ومعنى النوء سقوط نجم منها فى المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله فى المشرق من ساعته، وإنما سمى نوءا لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع ينوء نوءا، وذلك النهوض هو النوء، وكل ناهض بثقل فقد ناء به، وبعضهم يجعل النوء السقوط، كأنه من الأضداد، وسقوط كل نجم منها فى ثلاثة عشر يوما، وانقضاء الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول فى استئناف السنة المقبلة، وكانوا يقولون: إذا سقط منها نجم، وطلع آخر، وكان عند ذلك مطر أو ريح أو حرّ أو برد نسبوه إلى الساقط إلى أن يسقط الذى بعده، فإن سقط ولم يكن معه مطر قيل: قد خوى نجم كذا، وقد أخوى».
(2) الكامل 4/ 69
(3) فى ع: «لا للغابر»، وهو سهو.(2/1017)
الربع الأول من السنة ابتداؤه (1) فى تسعة عشر يوما من آذار (2)، وبعضهم يجعله فى عشرين يوما منه، فيستوى حينئذ الليل والنهار (3)، ويطلع مع الغداة فرغ (4) الدّلو الأسفل، وهو المؤخّر، وتسقط (5) العوّاء، وإليها / ينسب النّوء، وهى تمدّ وتقصر، وصورتها (6) خمسة كواكب، كأنها ألف معطوفة الذّنب إلى اليسار، وبذلك سمّيت، تقول (7) العرب: عويت الشىء:
عطفته (8)، وقال آخرون: بل هى كأنها خمسة أكلب تعوى خلف الأسد، وقال ابن دريد (9): بل (10) هى دبر الأسد، والعوّاء فى كلامهم: الدّبر.
النّوء الثانى السماك، وهما سماكان: أحدهما: الأعزل (11)، نجم وقّاد، شبهوه / بالأعزل من الرجال، وهو الذى لا سلاح معه، وهو منزل القمر.
والآخر: كوكب يقدمه (12) آخر، شبهوه بالرّمح، وهما ساقا الأسد.
وسمّى سماكا لعلوّه، ولا يقال لغيره إذا علا «سماك»، هكذا قال سيبويه فيما (13) حكى الزجاجىّ عن أبى إسحاق الزجاج، غير أنه قال فى الأعزل:
وقيل: إنما سمّى «أعزل» لأن القمر لا ينزل به (14).
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وابتداؤه»، ويلاحظ أن المؤلف لم يسم هذا الربع لأن البعض يسميه الربيع والبعض يسميه الخريف.
(2) هذا اسم شهر من الشهور عند اليهود والسريان، ويقابله الآن شهر مارس، انظر نهاية الأرب 1/ 153و 154، وصبح الأعشى 2/ 382وانظر أسماء النجوم كلها التى وردت هنا فى أدب الكتاب 187
(3) فى المطبوعتين فقط: «والنهار منه».
(4) فى ف والمطبوعتين: «فرع» بالعين المهملة، وما فى ع وص والمغربيتين يوافق ما جاء فى أدب الكاتب 69
(5) فى المطبوعتين فقط: «ويسقط» بالمثناة التحتية. ويجوز فى عين «العواء» الفتح والضم، فالفتح يكون المعنى النجم، وبالضم يكون المعنى الدّبر.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وصفتها».
(7) فى المطبوعتين فقط: «وتقول».
(8) فى المطبوعتين فقط: «إذا عطفته».
(9) انظر جمهرة اللغة 1/ 158، 243و 2/ 1080
(10) سقطت «بل» من ص والمطبوعتين.
(11) انظر أدب الكاتب 72، وفى المطبوعتين فقط: «السماك الأعزل».
(12) فى المطبوعتين فقط: «تقدمه» بالمثناة الفوقية.
(13) فى المطبوعتين فقط: «مما حكى»، وفى ع: «فيما ذكر».
(14) فى جمهرة اللغة 2/ 855 «والسّماكان: نجمان من نجوم السماء، أحدهما: الرامح، والآخر: الأعزل، فالأعزل منزل من منازل القمر».(2/1018)
وأنا أقول: إن القول الأخير (1) خلاف ما عليه جميع الناس، ورؤية العين تدركه على غير ما زعم (2) الزاعم.
النوء الثالث: الغفر: وهو ثلاثة كواكب غير زهر / وبذلك سمّيت، من قولك: غفرت الشىء، إذا غطيته، ومنه سميت الغفارة (3) التى تلبس، وقيل:
إنما سمّى غفرا من الغفرة (4) وهى الشّعر الذى فى طرف ذنب الأسد، وقال أبو عبيدة: الغفر (5): كل شعر صغر (6) دون الكبير، وكذلك هو فى الرّيش.
وقال قوم: هو من النّكس (7)، يقال: غفر (8) المريض، إذا نكس، كأن النكس غطاء العافية.
النوء الرابع: الزّبانى (9): كوكبان مفترقان، وهما قرنا العقرب، وقيل:
يداها. وسمّيا زبانين لبعد كل واحد منهما عن صاحبه، من قولهم: زبنت كذا،
__________
(1) فى ف والمطبوعتين فقط «الآخر».
(2) فى المطبوعتين فقط: «ما يزعم».
(3) فى جمهرة اللغة 2/ 779: «والغفارة: خرقة توقّى بها المرأة مقنعها من الدهن وغيره، والمغفر: الكمّة من الزّرد. والغفر: نجم من منازل القمر».
وفى اللسان فى [غفر]: «والغفارة: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة، والغفارة: خرقة تلبسها المرأة فتغطى رأسها ما قبل منه وما دبر غير وسط رأسها» وفيه كلام كثير يحسن الرجوع إليه.
(4) لم أجد الكلمة بهذا المعنى فى جمهرة اللغة ولا فى القاموس ولا اللسان ولا التكملة والذيل، وقد ضبطت الكلمة بضم الغين فى النسخة ع، ومعناها فى هذه الحالة الأنثى من ولد الأروية، وإذا تصورنا أنها بفتح الغين فإن معناها زئبر الثوب. انظر اللسان فى [غفر].
(5) فى اللسان: «والغفر والغفار والغفير: شعر العنق واللحيين والجبهة والقفا، وقيل: هو الشعر الصغير القصير الذى هو مثل الزغب، وقيل: الغفر: شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك، وكذلك الغفر بالتحريك» وغفر الدابة: نبات الشعر فى موضع العرف، والغفر أيضا:
هدب الثوب وهدب الخمائص وهى القطف دقاقها ولينها، وليس هو أطراف الأردية ولا الملاحف».
(6) فى المطبوعتين فقط: «صغير دون الكثير».
(7) انظره فى اللسان أيضا. وفى المطبوعتين فقط: «هو من النكس فى المرض».
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «أغفر المريض»، ولم أجده على هذه الصيغة، وإنما الموجود «غفر».
(9) فى المطبوعتين فقط: «الزبانان».(2/1019)
إذا دفعته لتبعده عن نفسك، ومنه اشتقاق الزبانية لأنهم يدفعون أهل النار إليها.
النوء الخامس: الإكليل: ثلاثة كواكب على رأس العقرب، وبذلك سمّيت إكليلا.
النوء السادس: القلب: كوكب أحمر وقّاد، جعلوه للعقرب قلبا، على معنى التشبيه.
النوء السابع: الشّولة: كوكبان، أحدهما أخفى من الآخر، وهما ذنب (1) العقرب، وذنب العقرب شائل أبدا، فشبّه به، هذا قول بعضهم، والبعض يجعل / الشّولة الإبرة التى فى ذنب العقرب، وهم أهل الحجاز، فهو (2)
أصح على مذهب من زعم أنهما / الكوكبان (3) فقط.
الرّبع الثانى: الصيف (4): أول أنوائه النعائم، وهى ثمانية كواكب نيرة: أربعة منها فى المجرّة، تسمى الواردة، وأربعة خارجة منها تسمى الصادرة، وشبهت بالخشبات التى تكون على البئر تعلق فيها (5) البكرة والدلاء.
الثانى من الصيف: البلدة: وهو فرجة لطيفة لا شىء فيها، لكن جوارها (6)
كواكب تسمى القلادة، وإنما قيل لتلك الفرجة بلدة تشبيها بالفرجة التى بين الحاجبين إذا لم يكونا مقرونين، يقال منه: رجل أبلد، ويقال: بل شبّهت بالبلدة، وهى باطن الراحة كلها، وقيل: باطن ما بين السبابة والإبهام.
الثالث منه: سعد الذابح، وهما نجمان صغيران: أحدهما مرتفع فى الشمال، معه كوكب آخر يقال هو شاته التى يذبح (7)، والآخر هابط فى الجنوب.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «ذنبا».
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «وهو».
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «كوكبان».
(4) يلاحظ هنا وفيما سبق فى الربع الأول وفى الآتى أن هناك اختلافا بين ما هو مذكور هنا وبين ما هو مذكور فى أدب الكاتب ونهاية الأرب وصبح الأعشى، ويبدو لى أن السبب هو اختلاف المطالع باختلاف البلدان فى المشرق والمغرب.
(5) فى ع: «إليها»، وفى ص: «فيه»، وفى المطبوعتين: «بها»، وما فى ف يوافق المغربيتين.
(6) فى المطبوعتين فقط: «بجوارها».
(7) فى ع جاءت الكلمة دون إعجام، وفى ف والمطبوعتين فقط: «تذبح».(2/1020)
الرابع منه: سعد بلع، وهو (1) كوكبان صغيران مستويان فى المجرى (2)، شبّها بفم مفتوح يريد أن يبتلع شيئا، وقيل: إنما قيل (3) / له بلع كأنه قد بلع شاته، وبلع غير مصروف لأنه معدول عن (4) بالع، مثل زفر، وقثم، وسعد مضاف إليه.
الخامس منه: سعد السعود، وهو (5) كوكبان / أحدهما أنور من الآخر، سمّى بذلك لأن وقت طلوعه ابتداء كمال الزرع، وما يعيش به الحيوان من النبات.
السادس منه: سعد الأخبية وهو (6) (كوكبان عن شمال الخباء) (6)، والأخبية أربعة كواكب، واحد منها فى وسطها يسمى الخباء لأنه على صورة الخباء، وزعم ابن (7) قتيبة أنه إنما سمى بذلك لطلوعه وقت انتشار الحيّات والهوام، وخروج ما كان مختبئا منها (8).
السابع منه: فرغ (9) الدّلو الأعلى، وهو المقدّم، وبعضهم يسميه العرقوة العليا / تشبيها بعرقوة الدلو، وهما كوكبان مفترقان نيّران، وقيل له «الفرغ» (10)
لأنه تأتى فيه الأمطار العظيمة، ويقال: بل سمّيا بذلك لأنهما مثل صليب الدلو الذى يفرغ منه الماء.
الربع الثالث: الخريف: أول أنوائه فرغ (11) الدلو الأسفل، وصورته كوكبان مضيئان، بينهما بعد صالح، يتبعان (12) / العرقوة العليا.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وهما».
(2) فى المطبوعتين فقط: «فى المجرّة».
(3) فى المطبوعتين فقط: «إنما قيل بلع كأنه بلع».
(4) فى المطبوعتين فقط: «من».
(5) فى ص والمطبوعتين فقط: «وهما».
(66) ما بين الرقمين ساقط من ع، وفى ص: «وهما».
(7) لم أعثر على هذا القول فى أدب الكاتب.
(8) سقطت «منها» من المطبوعتين فقط.
(9) فى ف وخ فقط: «فرع» بالعين المهملة.
(10) فى المطبوعتين فقط: «الدلو».
(11) فى ف وخ فقط: «فرع» بالعين المهملة.
(12) فى م: «يتتبعان».(2/1021)
ثم الحوت، وهو كوكب أزهر نيّر فى وسط السمكة (1) (مما يلى رأسها، يسمى قلب السمكة) (1). ثم الشّرطان (2)، وهما كوكبان مفترقان، مع الشمالىّ (3) منهما كوكب دونه فى القدر، وسمّيا شرطين لأن سقوطهما علامة ابتداء المطر واتصاله، وكل من جعل لنفسه علامة فقد أشرطها (4)، ومنه سمّى الشّرط لأن لهم علامة يعرفون بها.
ثم البطين: وهو ثلاثة كواكب طمس خفيّات، وهو بطن الحمل، إلا أنه قد صغّر.
ثم الثريا: وهى (5) النجم، وصورتها ستة كواكب متقاربة حتى كادت
__________
(11) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين فقط.
(2) فى ف ومغربية: «السرطان» بالسين المهملة، وكذلك فى أدب الكاتب ونهاية الأرب وصبح الأعشى.
وفى القاموس فى [سرط]: «والسّرطان برج فى السماء»، وفى اللسان فى [سرط] «السرطان برج فى الفلك» وفى جمهرة اللغة 2/ 714: «فأما السرطان المنزل من منازل القمر فليس بالعربى المحض»، ثم يقول 2/ 726: «والشّرطان: نجمان من منازل القمر، ولهما نوء ليس بغزير، ويقال: مطرنا بنوء الشّرطين وبالأشراط أيضا»، وفى الاشتقاق 261: «والشّرطان: نجمان من منازل القمر»، وفى 502منه: «واشتقاق (شرطان) فعلان إما من الشّرط واحد الشروط، أو من الشّرطين وهو منزل من منازل القمر»، وفى القاموس فى [شرط]: «والشّرطان محركة نجمان من الحمل، وهما قرناه، وإلى جانب الشمالى كوكب صغير، ومنهم من يعدّه معهما، فيقول: هذا المنزل ثلاثة كواكب، ويسميها الأشراط»، وفى اللسان فى [شرط]: «والشّرطان: نجمان من الحمل، يقال لهما قرنا الحمل، وهما أول نجم من الربيع، ومن ذلك صار أوائل كل أمر يقع أشراطه»، وفى أساس البلاغة 1/ 486: «وطلع الشّرطان: قرنا الحمل، وذلك فى أول الربيع».
(3) فى ع والمطبوعتين: «مع الشمال»، وما فى ص وف والمغربية الأخرى يوافق القاموس فى [شرط].
(4) فى المطبوعتين فقط: «فقد شرطها».
وفى جمهرة اللغة 2/ 726: «وأشرط فلان نفسه لهذا الأمر، أى جعل نفسه علما له، وبه سمى الشّرط: لأنهم جعلوا لأنفسهم أعلاما للناس يعرفون بها»، وكذلك فى اللسان فى [شرط] وأساس البلاغة 1/ 486، وفى الاشتقاق 261: «والشّرط: العلامة، وبه سمّى الشّرط لأنهم قد جعلوا علامة يعرفون بها، قال الشاعر: [هو أوس بن حجر]:
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكّلا
أى جعل على نفسه علامة لذلك».
(5) فى المطبوعتين ومغربية: «وهو».(2/1022)
تتلاصق، وأكثر الناس يجعلها سبعة، وقد جاء الشّعر بالقولين جميعا، سمّيت بهذا لأن مطرها عنه تكون الثّروة وكثرة العدد والغنى، وهى تصغير «ثروى»، ولم ينطق بها إلا مصغّرة.
ثم الدّبران: كوكب وقّاد على أثر نجوم تسمى القلاص، وقيل له «دبران» لأنه دبر الثريا، أى جاء خلفها، ويقال أيضا «الراعى» و «التالى» / و «التابع» و «الحادى» على التشبيه.
ثم الهقعة، سمّيت بهذا تشبيها بالدائرة التى تكون عند عقب الفارس فى جنب الفرس، وصورتها ثلاثة أنجم صغار متقاربة، كآثار رؤوس أصابع ثلاث فى ثرى، إذا جمعت الوسطى والسبابة والإبهام، وهى رأس الجوزاء.
الربع الرابع: الشتاء، وهو آخر أرباع / السنة، أول أنوائه «الهنعة» سميت بذلك لأنها كوكبان مقترنان، كأن كل واحد منهما منعطف (1) على صاحبه، من قولك: هنعته (2)، إذا عطفت بعضه على بعض، واقترانهما فى المجرّة بين الجوزاء والذراع المقبوضة.
الذراع (3): وهو ذراع الأسد (4) (المقبوضة، وقيل لها مقبوضة لانقباضها عن سمت الذراع) (4) المبسوطة، والمقبوضة كوكبان نيّران بينهما كواكب صغار تسمى الأظفار.
النثرة (5): لطخة (6) ضعيفة (7) بين كوكبين، وهى عندهم / ما بين فم الأسد وأنفه، ومن الإنسان فرجة ما بين الشاربين حيال وترة الأنف، وقيل: إنما سميت / نثرة لأنها كقطعة سحاب نثرت.
__________
(1) فى ف: «معطوف».
(2) فى المطبوعتين فقط: «هنعه إذا عطف».
(3) فى ف فقط: «الثانى ذراع الأسد»، وفى المطبوعتين: «ثم الذراعان وهى ذراع»،
وفى ع: «وهى ذراع».
(44) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين.
(5) فى ف: «الثالث: النثرة»، وفى المطبوعتين: «ثم النثرة».
(6) فى ف: «وهى لطخة».
(7) فى المطبوعتين فقط: «لطيفة».(2/1023)
الطّرف (1): عينا الأسد، وهما كوكبان صغيران، بينهما نحو قامة فى مرأى العين.
الجبهة (2): أربعة كواكب معوجّة، فى اليمانىّ منها بريق، وهى جبهة الأسد عندهم.
الزّبرة (3): (4) (كوكبان نيّران فى زبرة الأسد، وهى موضع الشّعر من (5)
أكتافه) (4)، ويقال لهما: الخراتان (6)، كأنهما نفذا إلى جوف الأسد، مشتق من «الخرت» (7) (وهو الثقب، وزعم قوم أنهما عجز الأسد) (7)، والعيان يبطل ذلك، كما قال الزجاجى.
الصّرفة (8): كوكب وقّاد، عنده كواكب طمس، سمى بذلك لانصراف البرد بسقوطه (9)، والحر (10) بطلوعه.
فهذه عدة المنازل وصفاتها، وإنما أضيفت إلى القمر دون الشمس، وحظهما فيها واحد لظهورها معه، وتسمّى نجوم الأخذ، لأن الأرض تأخذ عنها بركات
__________
(1) فى ف فقط: «الرابع الطرف»، وفى ع: «الطرفة»، وفى المطبوعتين: «ثم الطرف».
(2) فى ف فقط «الخامس الجبهة»، وفى المطبوعتين: «ثم الجبهة».
(3) فى ف فقط: «السادس الزبرة»، وفى المطبوعتين: «ثم الزبرة».
(44) ما بين الرقمين جاء فى المطبوعتين هكذا: «نجمان يرى أحدهما أكبر من الآخر».
(5) فى ف: «فى كتفيه»، وفى ع والمغربيتين: «فى أكتافه».
(6) فى ص: «الخرثان» وهو خطأ، وفى خ ومغربية: «الخرتان»، وهو خطأ أيضا.
جاء فى اللسان فى [زبر]: «والزّبرة: كوكب من المنازل على التشبيه بزبرة الأسد، قال ابن كناسة: من كواكب الأسد الخراتان، وهما كوكبان نيران بينهما قدر سوط، وهما كتفا الأسد، ينزلهما القمر، وهى كلها ثمانية».
(77) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين فقط.
(8) فى ف فقط: «السابع الصرفة»، وفى المطبوعتين: «ثم الصرفة».
(9) فى المطبوعتين: «لسقوطه».
(10) قوله: «والحر بطلوعه» ساقط من ع والمطبوعتين فقط.(2/1024)
المطر، وقيل (1): بل لأخذ الشمس والقمر سمتهما فى سيرها.
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وقيل لأخذ».(2/1025)
باب فى معرفة الأماكن والبلدان (8)
قال أبو عبيدة: الحجاز هو ما بين / الجحفة (1) وجبلى طىء، وإنما / سمّى حجازا لأنه حجز ما بين نجد والغور (2).
وحكى ابن قتيبة (3) عن الرّياشى (4) عن الأصمعى: إذا خلّفت (5)
عجلزا مصعدا (6) فقد أنجدت، فلا تزال منجدا حتى تنحدر من ثنايا ذات عرق، فإذا فعلت فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار، وأنت منجد، فتلك الحجاز، وإذا تصوبت من ثنايا العرج، واستقبلك المرخ والأراك فقد أتهمت، وإنما (7) سمى حجازا لأنه حجز ما بين نجد وتهامة.
__________
(8) المعارف والاشتقاق ومعجم ما استعجم ومعجم البلدان وكتب المعاجم.
وسأكتفى بالإشارة إلى المكان فى المصدر خوف التطويل، إلا ما استدعته الضرورة.
(1) انظر سبب تسمية الجحفة بهذا الاسم فى المعارف 357، وانظره مع تحديد موقعها فى معجم ما استعجم 2/ 367و 368، ومعجم البلدان 2/ 111
(2) انظر الاشتقاق 515
(3) المعارف 567، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(4) هو العباس بن الفرج، يكنى أبا الفضل، ويعرف بالرياشى، نسبة إلى من كان مولى لهم، كان حافظا للغة والشعر، كثير الرواية عن الأصمعى، وكان يحفظ كتبه، مات مقتولا فى واقعة الزنج بالبصرة سنة 257هـ.
الفهرست 63، وتاريخ بغداد 12/ 138، وطبقات الزبيدى 97، وإنباه الرواة 2/ 367، ونزهة الألباء 152، ووفيات الأعيان 3/ 27، ومعجم الأدباء 12/ 44، وبغية الوعاة 2/ 27، والنجوم الزاهرة 3/ 27، والشذرات 2/ 136، وسير أعلام النبلاء 12/ 372وما فيه من مصادر، والوافى بالوفيات 16/ 652
(5) فى المعارف: «إذا خلفت الحجاز»، وهو خطأ، ويبدو أن المحقق لم يعرف قراءتها، وفى ص: «إذا خلفت عجلك» وفى ف: «إذا خلفت مجلزا»، وهو تحريف العين بالميم، وفى المطبوعتين: «إذا خلفت حجرا»، وما فى ع يوافق المغربيتين.
والنص المذكور هنا تجده فى معجم البلدان 4/ 86، وهو: «وقال الأصمعى: سمعت الأعراب يقولون: إذا خلّفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت، قال: وعجلز فوق القريتين».
(6) فى ع وف والمغربيتين: «صعدا»، وما فى ص والمطبوعتين هو الصحيح انظر المعارف ومعجم البلدان.
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «وسمى» بإسقاط «إنما».(2/1026)
فأما محمد بن عبد الملك الأسدى (1) فقال (2): حدّ الحجاز الأول «بطن نخل»، وظهر (3) «حرّة ليلى». والحدّ الثانى مما يلى الشام «شغب» (4)
و «بدا». والحد الثالث مما يلى تهامة «بدر» و «السّقيا» و «رهاط» و «عكاظ» (5).
والحد الرابع «ساية» (6) و «ودّان» ثم ينحدر (7) إلى الحد الأول «بطن نخل».
__________
(1) هو محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدى، يكنى أبا عبد الله الأسدى الكوفى ثم الهمذانى، ويقال له محمد بن أبى عبد الملك، قيل عنه: لو كان ببغداد لكان شبيها بأحمد بن حنبل، كان محدثا، صالحا فى حياته، يقال: إنه صام ستين سنة. ت 249هـ.
سير أعلام النبلاء 11/ 546وما فيه من مصادر.
(2) هذا القول بنسبته كما هنا فى المعارف 567، ومعجم ما استعجم 1/ 10، وفى ص:
«محمد بن عبد الملك الأزدى»، وفى المطبوعتين: «محمد بن عبد الله الأسدى» [كذا].
(3) فى خ: «وظهر حدة»، ثم قيل فى الهامش: «نسخة حرة ليلى»، وفى م: «وظهر جدة» [كذا].
انظر بطن نخل فى معجم ما استعجم 4/ 1304فى [نخلة]، ومعجم البلدان 1/ 449، وانظر حرة ليلى فى معجم ما استعجم 2/ 436، ومعجم البلدان 2/ 247
(4) فى ع جاءت الكلمة غير معجمة، وفى ص وف وخ والمغربيتين: «شعب» بالعين المهملة، وفى م: «شغبى»، وإعجام الكلمة جاء من المعارف، ومعجم ما استعجم 1/ 11و 3/ 802، ومعجم البلدان 3/ 351و 352، وفى الأخير «شغبى» و «شغب»، وانظر «بدا» فى معجم ما استعجم 1/ 230، ومعجم البلدان 1/ 356
(5) انظر «بدر» فى معجم ما استعجم 2/ 231، ومعجم البلدان 1/ 357، وانظر «السّقيا» فى معجم ما استعجم 3/ 742، ومعجم البلدان 3/ 228، وانظر «رهاط» فى معجم ما استعجم 2/ 678، ومعجم البلدان 3/ 107، وانظر «عكاظ» فى معجم ما استعجم 3/ 959، ومعجم البلدان 4/ 142
(6) فى خ: «ساية ودان»، وفى م: «ساية [و] ودان»، ولو رجع المحقق لأية مخطوطة لاستغنى عن هذه الزيادة!!
وانظر «ساية» فى معجم ما استعجم 3/ 715، ومعجم البلدان 3/ 180، وانظر «ودان» فى معجم ما استعجم 4/ 1374، ومعجم البلدان 5/ 365
(7) فى ص والمطبوعتين والمغربيتين: «ثم تنحدر»، وجاءت الكلمة غير معجمة فى ع، وما فى ف يوافق المعارف.(2/1027)
وأما الجزيرة (1) فإنها ما بين دجلة، والفرات، والموصل.
والسّوادان (2): سواد البصرة (3): الأهواز، ودست ميسان، وفارس، وسواد الكوفة: كسكر إلى الزاب، وحلوان إلى القادسية (4).
وجزيرة العرب (5)، قال أبو عبيدة: / هى فى الطول ما بين حفر (6) أبى موسى إلى أقصى اليمن، وفى العرض ما بين «يبرين» إلى «السماوة» (7).
وقال (8) الأصمعى: هى ما بين نجران والعذيب، حكاه ابن قتيبة عن الرياشى عنه.
قال: وحكى (9) عنه أبو عبيدة: أنها فى الطول من أقصى «عدن» إلى ريف العراق، وفى العرض من «جدة» وما والاها من طراز البحر إلى طراز الشام (10).
__________
(1) المعارف 566، ومعجم ما استعجم 1/ 7و 2/ 381، وفى ص: «فأما الجزيرة».
(2) المعارف 566، ومعجم البلدان 3/ 272وانظر حد السواد فى أدب الكتاب 119
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «البصرة والأهواز».
(4) انظر الموصل فى معجم ما استعجم 4/ 1278، ومعجم البلدان 5/ 223، وانظر البصرة فى معجم ما استعجم 1/ 254، ومعجم البلدان 1/ 430، وانظر الأهواز فى معجم ما استعجم 1/ 260، ومعجم البلدان 1/ 584، وانظر دست ميسان فى معجم ما استعجم 2/ 551، ومعجم البلدان 2/ 455، وانظر فارس فى معجم البلدان 4/ 226، وانظر كسكر فى معجم ما استعجم 4/ 1128، ومعجم البلدان 4/ 461، وانظر الزاب فى معجم البلدان 3/ 123، وانظر حلوان فى معجم ما استعجم 2/ 463، ومعجم البلدان 2/ 290، وانظر القادسية فى معجم ما استعجم 3/ 1042فى [قادس] ومعجم البلدان 4/ 291
(5) المعارف 566، ومعجم ما استعجم 1/ 5، وما بعدها و 2/ 381، ومعجم البلدان 2/ 137
(6) فى المطبوعتين فقط: «حفير».
(7) انظر حفر أبى موسى فى معجم ما استعجم 2/ 457، ومعجم البلدان 2/ 275فى [حفر]، وانظر يبرين فى معجم ما استعجم 4/ 1386، ومعجم البلدان 5/ 427، وانظر السماوة فى معجم ما استعجم 3/ 754، ومعجم البلدان 3/ 245
(8) هذا القول فى المعارف 566، وانظر نجران فى معجم ما استعجم 4/ 1298، ومعجم البلدان 5/ 266، وانظر العذيب فى معجم ما استعجم 3/ 926، ومعجم البلدان 4/ 92
(9) هذا القول تجده فى المعارف 566، ومعجم ما استعجم 1/ 6
(10) انظر عدن فى معجم ما استعجم 1/ 128فى [أدنة] و 3/ 924، فى [عدن أبين] ومعجم البلدان 4/ 89، وانظر جدة فى معجم ما استعجم 2/ 371، ومعجم البلدان 2/ 114(2/1028)
وقيل (1): سمّى العراق / تشبيها بعراق المزادة، وهو موضع الخرز المستطيل فى أسفلها، وقال بعضهم: هو جمع عرق لاشتباك عروق النخل والشجر فى تلك الأرض، وقيل: إن اسمه كان بالفارسية «إيران شهر» أى أسفل الأرض، فعرّب (2).
/ وأما الشام (3) واليمن (4) فمن اليد اليمنى واليد الشّؤمى، وهى الشمال لأن الذى يستقبل الشمس يكون اليمن عن يمينه، والشام عن شماله، ويقال (5): شأم وشام، ومن الناس من جعل الشام جمع شامة، وهى النكتة تكون فى الجسم سوداء، ونحو (6) ذلك، وكذلك فى الأرض، قال ذو الرمة (7):
[الطويل]
وإن لم تكونى غير شام بقفرة ... تجرّ بها الأذيال صيفيّة كدر (8)
* * *
__________
(1) هذه التعليلات تجدها فى جمهرة اللغة 2/ 769، واللسان فى [عرق] ومعجم البلدان 4/ 93، وتجد تعليلات أخرى فى معجم ما استعجم 3/ 929، والتكملة والذيل 5/ 112
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «فعربت».
(3) انظر تعليل تسمية الشام فى القاموس واللسان فى [شأم] ومعجم ما استعجم 3/ 773، ومعجم البلدان 3/ 311
(4) انظر تعليل تسمية اليمن فى القاموس واللسان فى [يمن] ومعجم ما استعجم 4/ 1401، ومعجم البلدان 5/ 447
(5) فى المطبوعتين فقط: «ويقال شأم بالهمز والتخفيف».
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «أو نحو ذلك».
(7) ديوان ذى الرمة 1/ 561
(8) فى شرح الديوان: الشام: لون يخالف لون الأرضين، وهو جمع شامة، أى آثار كأنها شام فى جسد، وهى بقاع مختلفة الألوان، مثل لون الشامة، وإنما يريد آثار الرماد. بقفرة: أرض خالية.
والأذيال: مآخير الرياح وما جرّت، كما تجر المرأة ذيلها. صيفية: رياح. كدر: فيها غبرة.(2/1029)
باب فى (1) الزجر والعيافة (10)
وعنهما يكون الفأل والطّيرة.
وبين (2) الفأل والطيرة فرقان عند أهل النظر والمعرفة بحقائق الأشياء وذلك أن الفأل تقوية للعزيمة، وتحضيض على البعثة (3)، وإطماع فى البغية.
والطّيرة تكسر النّيّة، وتصدّ عن الوجهة، وتثنى العزيمة، وفى ذلك ما يعطّل الإحالة على المقادير (4).
وقد تفاءل النبى صلى الله عليه وسلم، ونهى عن الطيرة فى قوله (5): «لا عدوى (6)، ولا هامة، ولا صفر» (7)، وقد تقدم ذكرها (8).
وقيل فى الهامة: إنها هذه المعروفة (9). والطيرة مشتقّة من أحد شيئين:
__________
(10) انظر الحيوان 3/ 461438، ومحاضرات الأدباء 1/ 1/ 142، وزهر الآداب 1/ 477، والمحاسن والمساوئ 2/ 3والمستطرف 2/ 180
(1) فى ع وف والمغربيتين والمطبوعتين: «باب من».
(2) فى ف والمطبوعتين فقط: «وبين الطيرة والفأل».
(3) فى المطبوعتين فقط: «على البغية وإطماع فى النية». «والبعث: يكون بعثا للقوم يبعثون إلى وجه من الوجوه، مثل السفر والركب، وبعثه على الشىء حمله على فعله، والبعثة: الإثارة والتهيج، وفى الحديث: إن للفتنة بعثات ووقفات، فالبعثات الإثارات والتهيجات جمع بعثة، وكل شىء أثرته فقد بعثته» من اللسان فى [بعث]. والبغية: الحاجة، والغرض، والطلب.
(4) فى ص: «المقادر»، وفى زهر الآداب 1/ 483: «وفى ذلك ما يصرف عن الإحالة على المقادير».
(5) اقرأ الحديث وتفسيره فى غريب الحديث 1/ 25، وتأويل مختلف الحديث 69، ومسند أحمد 2/ 332، وأدب الدنيا والدين 305، وأمالى المرتضى 2/ 204200، وفيه 1/ 377جاء الحديث مع شرح موجز.
(6) فى المطبوعتين فقط: «لا عدوى ولا طيرة».
(7) فى غريب الحديث: «لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا غول»، وفى تأويل مختلف الحديث: «لا عدوى ولا طيرة»، وفى أمالى المرتضى: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» و «لا عدوى ولا هامة ولا طيرة».
(8) انظر باب من فأل الشعر وطيرته ص 94
(9) فى غريب الحديث 1/ 26: «وأما الهامة فإن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصير(2/1030)
إما من الطيران، كأن الذى يرى ما يكره أو يسمع به يطير، كما قال بعضهم (1):
[الطويل]
عوى الذّئب فاستأنست بالذّئب إذ عوى
وصوّت إنسان فكدت أطير (2)
وإما من الطّير، وهو الأصل، والمختار من الوجهين، هكذا / ذكر الزجاجى.
وكانت العرب تزجر الطير والوحش، فمن قال بالقول الأول احتج بأن الوحش تطيّر (3) منها، وزجرت مع الطير، ومن قال بالقول الثانى قال: إنما كان الأصل فى الطير، ثم صار فى الوحش، وقد يجوز أن يغلّب أحد الشيئين على الآخر فيذكر دونه، / ويرادان جميعا، أنشد الجاحظ (4) للأعشى (5):
[الرمل]
ما تعيف اليوم فى الطّير الرّوح ... من غراب البين أو تيس برح
قال (6): فجعل التّيس من الطير إذ قدّم ذكر الطير، وجعله من الطير فى معنى التطيّر.
__________
هامة فتطير»، ثم يأتى فيه عن الهامة 1/ 27: «كانوا يقولون: يسمون الطائر الذى يخرج من هامة الميت إذا بلى الصدى».
(1) هو الأحيمر السعدى اللص، انظر التعليق الآتى.
(2) البيت بنسبته إلى الأحيمر فى الشعر والشعراء 2/ 787، والمؤتلف والمختلف 43، وجاء ضمن خمسة أبيات فى الأول وأربعة فى الثانى، وضمن ثلاثة فى سمط اللآلىء 1/ 196بذات النسبة، وجاء منفردا بذات النسبة فى الحيوان 1/ 379، وجاء دون نسبة ضمن خمسة أبيات فى عيون الأخبار 1/ 237. وفى ص والمغربيتين: «فاستأنست للذئب» وهى كذلك فى عيون الأخبار فقط.
(3) فى المطبوعتين فقط: «يطير بها».
(4) الحيوان 3/ 442
(5) ديوان الأعشى 273، وفى المطبوعتين فقط سقط قوله: «للأعشى».
(6) أى الجاحظ، والقول فى الحيوان 3/ 442، باختلاف يسير جدا، وسقطت كلمة «قال» من ص.(2/1031)
والعرب تتطير بأشياء كثيرة: منها العطاس (1)، وسبب طيرتهم منه دابة يقال لها العاطوس (2) يكرهونها.
والغراب أعظم ما يتطيّرون منه (3)، والقول فيه أكثر من أن يطلب عليه شاهد، ويسمونه «حاتما» لأنه (4) عندهم يحتم بالفراق، ويسمونه «الأعور» على جهة التّطيّر له بذلك إذ كان أصح الطير بصرا، وقيل: بل سمى بذلك لقولهم: عوّرت الرجل عن حاجته، إذا رددته عنها.
وقد / اعتذر أبو الشّيص للغراب، وتطير بالإبل، فقال، وإن كان غيره سبقه إلى المعنى (5):
[مجزوء الرجز]
النّاس يلحون غرا ... ب البين لمّا جهلوا
وما على ظهر غرا ... ب البين تطوى الرّحل
ولا إذا صاح غرا ... ب فى الدّيار احتملوا
ما فرّق الأحباب بع ... د الله إلّا الإبل
وما غراب البين إل ... لا ناقة أو جمل
هكذا رويته، وبعضهم يجعل (6) أول الشعر: «ما فرّق الأحباب»، ثم بعده: «والناس يلحون» بواو مكان الهمزة، يعطف بها.
__________
(1) فى جمهرة اللغة 2/ 835: «وكانت العرب تتشاءم بالعطاس» وذكر شواهد شعرية، وفى ف: «منها عطاس».
(2) فى اللسان فى [عطس]: «ابن الأعرابى: العاطوس دابة يتشاءم بها».
(3) انظر الحيوان 3/ 443
(4) انظر تسميته حاتما والأعور وتعليل التسمية فى الحيوان 2/ 315و 316، 3/ 439436، وثمار القلوب 463458، والسمط 3/ 50، وفى ع والمطبوعتين: «لأنه يحتم عندهم».
(5) الرجز كله فى الشعر والشعراء 2/ 844، والكامل 2/ 287، والزهرة 1/ 349، والعقد الفريد 5/ 347، وزهر الآداب 1/ 481، والمحاسن والمساوئ 2/ 23، وبهجة المجالس 1/ 251 و 252، وتجد منه بيتين فى التمثيل والمحاضرة 369، وأربعة فى الأنوار ومحاسن الأشعار 1/ 384، وهناك اختلاف فى الترتيب وبعض الألفاظ.
(6) فى المطبوعتين فقط: «يجعل الشعر».(2/1032)
وقال آخر، فملح وظرف (1):
[الكامل]
زعموا بأنّ مطيّهم عون النّوى ... والمؤذنات بفرقة الأحباب
لو أنّها حتفى لما أبغضتها ... ولها بهم سبب من الأسباب
ويتطيّرون بالصّرد (2)، ومن أسمائه الأخيل، والأخطب (3)، ويقال:
الأخيل: الشّقراق (4)، ويقال: بل طائر يشبهه، والواق (5) أيضا الصّرد.
قال زبان (6) بن منظور الفزارى فى حديث كان له مع نابغة بنى ذبيان (7)، وقد تطيّر من جرادة سقطت عليه، فرجع عن الغزو، / ومضى زبان / فظفر وغنم (8):
[الوافر]
تعلّم أنّه لا طير إلّا ... على متطيّر وهى الثّبور
__________
(1) البيتان دون نسبة فى زهر الآداب 1/ 481، مع اختلاف فى أول البيت الثانى «ولوانها».
(2) انظر ما قيل عن الصرد فى الحيوان 3/ 437و 4/ 288، والصّرد: طائر أبقع ضخم الرأس، ضخم المنقار شديده، فوق العصفور، ويصيد العصافير، غذاؤه من اللحم. [من هامش الحيوان 3/ 437] وانظر سمط اللآلى [ذيل السمط] 50
(3) فى ف: «فالأخطب»، وفى خ: «والأحطب» بالحاء المهملة.
(4) الشّقراق بفتح الشين وكسرها: طائر صغير يسمى الأخيل، وهو أخضر مليح بقدر الحمامة، وخضرته حسنة مشبعة، وفى أجنحته سواد، والعرب تتشاءم به، وقال الجاحظ: إنه نوع من الغربان، وفى طبعه العفة عن السفاد، وهو كثير الاستغاثة، إذا ضاربه طائر ضربه، وصاح كأنه المضروب [من هامش الحيوان 2/ 51].
(5) فى ف فقط: «والواقى»، وانظر ذيل سمط اللآلى 50وفى معجم مقاييس اللغة 6/ 79 «الوأق».
(6) زبّان هو أبو منظور، وليس العكس، وقد سبق أن أوضحت ذلك فى «باب سيرورة الشعر والحظوة فى المدح» ص 890فارجع إليه إذ فيه مصادر كثيرة، والقصة هنا مع زبان بن سيار بن عمرو الفزارى، انظر المصادر الآتية.
(7) انظر هذه القصة فى الحيوان 3/ 447و 5/ 554و 555
(8) البيتان ضمن أربعة أبيات مع القصة فى الحيوان 3/ 447و 5/ 555، وجاءا ضمن خمسة أبيات دون القصة فى البيان والتبيين 3/ 305، باختلاف يسير جدا فى قوله: «وهو الثبور»، وجاء البيتان فقط دون نسبة فى عيون الأخبار 1/ 146ونسب البيتان إلى النابغة فى تحرير التحبير 288ولم يعلق المحقق على ذلك.(2/1033)
بلى شىء يوافق بعض شىء ... أحايينا، وباطله كثير
يقولهما (1) فى أبيات لا أقف على جملتها.
وقال شاعر قديم، ورويت (2) لزبّان أيضا (3):
[مجزوء الكامل]
لا يمنعنّك من بغا ... ء الخير تعقاد التّمائم
ولا التّشاؤم بالعطا ... س ولا التّيامن بالمقاسم (4)
ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم (5)
فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم (6)
قد خطّ ذلك فى الزّبو ... ر والأوّليّات القدائم
ويتشاءمون بالثور الأعضب (7): وهو المكسور القرن، قال الكميت
__________
(1) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «يقولها».
(2) سقط قوله: «ورويت» من المطبوعتين فقط.
(3) الأبيات ضمن ستة أبيات دون نسبة فى الأمالى [الذيل] 3/ 106، وزهر الآداب 1/ 479، وجاء منها بيتان ضمن ثلاثة تنسب إلى المرقش السدوسى فى الحيوان 3/ 436و 449، والزهرة 1/ 341، وجاء منها ثلاثة ضمن ثمانية أبيات منسوبة إلى خزز بن لوذان المعروف بالمرقم الذهلى فى المؤتلف والمختلف 143، وجاء منها بيتان فى الأغانى 11/ 9دون نسبة، وفى هامشه ذكر أنها لمرقش السدوسى وذكرت الأبيات الثلاثة الأخرى، وجاء منها أربعة أبيات ضمن خمسة فى اللسان فى [حتم] منسوبة إلى خزز بن لوذان وفيه جاء ثلاثة أبيات ضمن أربعة فى [يمن] بذات النسبة، وجاء منها بيتان ضمن ثلاثة تنسب إلى المرقش فى تأويل مختلف الحديث 72، وجاء الثالث فى معجم مقاييس اللغة فى [حتم] 2/ 135، وفيه جاء الثالث فى [وأق] 6/ 79، والأول فى الفاخر 184 ونسب فيه إلى عمرو بن براقة الهمدانى وفى هامشه المرقش أو خزز، وعلى هذا كله لم أجد نسبتها إلى زبان كما قال المؤلف، وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ فى بعضها.
(4) فى ص وف: «ولا التيمّن»، وما فى ع والمغربيتين والمطبوعتين يوافق بعض المصادر السابقة.
(5) فى ع وخ: «ولقد عدوت» بالعين المهملة، وفى خ: «وكنت لا أعدو» بالعين المهملة.
(6) فى المطبوعتين فقط: «وإذا الأشائم».
(7) انظر الحيوان 3/ 438و 3/ 542، فى موضوع «النّظام وعدم إيمانه بالطيرة». والأعضب:
هو مكسور القرن، والعرب كانوا يتشاءمون من كل ما هو مكسور القرن حتى ولو كان ظبيا. انظر جمهرة اللغة 1/ 352، وقد يكون العضب فى الأذن.(2/1034)
ينفى الطيرة، ويدفعها عن نفسه (1):
[الطويل]
وما أنا ممّن يزجر الطّير همّه ... أصاح غراب أم تعرّض ثعلب
ولا السّانحات البارحات عشيّة ... أمرّ صحيح القرن أم مرّ / أعضب
والبيت الأول من هذين يشبه بيت الأعشى الذى أنشده الجاحظ (2).
ومن أمثال العرب: فلان (3) كبارح الأروى، وفيه قولان: أحدهما:
أن الأروى يتشاءم بها، فإذ كانت بارحا فقد عظم الأمر. والآخر: أنها إنما تكون فى قرون الجبال (4)، فلا تكاد تكون سانحة ولا بارحة.
وفى السانح والبارح اختلاف (5): قال (6) أبو عمرو بن العلاء: سأل يونس رؤبة وأنا شاهد عن السانح والبارح، فقال: السانح ما ولّاك ميامنه، والبارح ما ولّاك مياسره. قال ابن دريد (7): السانح يتيمّن به أهل نجد،
__________
(1) لم أجد البيتين فى شعر الكميت، ولكنهما فى شرح هاشميات الكميت 44، وقد وجدتهما فى الزهرة 1/ 342، وزهر الآداب 1/ 479، والأول وحده فى بهجة المجالس 2/ 186، دون نسبة وفيه جاء الشطر الأول منه: «ولست أبالى حين أغدو مسافرا»، وهناك اختلاف فى المصدرين الأولين فى قوله فى البيت الثانى: «أمر صحيح القرن».
(2) انظره فى أول الباب.
(3) انظر المثل فى كتاب الأمثال 314، وفيه «إنما هو كبارح الأروى» وفى كتاب جمهرة الأمثال 2/ 169، وفيه: «كبارح الأروىّ» ثم قيل: «يقال: فلان كبارح الأروىّ»، ويبدو لى أن المؤلف نقل من جمهرة الأمثال، وفى مجمع الأمثال 1/ 41: «إنما هو كبارح الأروى، قليلا ما يروى»، وتلاحظ أن هناك اختلافا فى ضبط «الأروى»، وبسبب الاختلاف اختلف فى التسمية، ويحسن الرجوع إلى هذا فى اللسان والحيوان 3/ 498، ولولا طول ما فيه لنقلته. ولذلك أقول:
الأروى: تيس الجبل أو عنزته، وانظر التمثيل والمحاضرة 361
(4) انظر معيشة الأروى فى الحيوان 3/ 498و 4/ 352، وكتب الأمثال السابقة ومجمع الأمثال 1/ 245
(5) انظر السانح والبارح فى الحيوان 2/ 316و 3/ 438، وأدب الكاتب 160، والأغانى 11/ 9، وانظر المعاجم اللغوية ففيها كلام طويل جدا.
(6) هذا القول تجده فى اللسان فى [سنح] لكن الراوى فيه هو أبو عبيدة.
(7) وهذا القول تجده فى جمهرة اللغة 1/ 272، فى [جبه]، وفيه شاهد أبى ذؤيب الهذلى:
«زجرت لها طير» الآتى.(2/1035)
ويتشاءمون بالبارح، ويخالفهم أهل العالية: فيتشاءمون بالسانح، ويتيمّنون بالبارح، قال الشاعر الهذلى يذكر امرأته (1):
[الطويل]
زجرت لها طير السّنيح فإن تكن
هواك الّذى تهوى يصبك اجتنابها (2)
قال (3): والسانح: الذى يلقاك وميامنه عن ميامنك، والبارح: / الذى يلقاك وشمائله عن شمائلك، والجابه والناطح: اللذان يستقبلانك، والقعيد: الذى يأتيك من ورائك.
قال صاحب الكتاب: والكادس (4): الذى ينزل عليك من الجبل، حكاه الثعالبى (5).
قال أبو جعفر النحاس (6): السنيح عند أهل الحجاز ما أتى عن اليمين إلى اليسار، والبارح عندهم ما أتى عن (7) اليسار إلى اليمين، وهم يتشاءمون بالسانح، ويتيمّنون بالبارح، (8) (وأهل نجد يتيمّنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح، والسانح عندهم الذى هو عند أهل الحجاز البارح، والبارح عندهم ما هو عند أهل الحجاز السانح) (8).
__________
(1) شرح أشعار الهذليين 1/ 42، والبيت لأبى ذؤيب وانظره فى جمهرة اللغة 1/ 272
(2) فى شرح أشعار الهذليين: «زجرت لها طير الشمال» وما فى العمدة يوافق ما فى جمهرة اللغة لأنه نقل منه.
(3) يعنى ابن دريد، وهذا القول فى جمهرة اللغة 1/ 272، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك.
(4) فى ف: «والكاسد»، وفى المطبوعتين فقط: «والكارس» بالراء!!
(5) لم أستطع العثور عليه فى كتب الثعالبى، وقد وجدت فى اللسان: «الكدسة: العطسة.
والكوادس: ما يتطير منه مثل الفأل والعطاس ونحوه، والكادس كذلك، ومنه قيل للظبى وغيره إذا نزل من الجبل: كادس، يتشاءم به كما يتشاءم بالبارح. والكادس: القعيد من الظباء وهو الذى يجيئك من ورائك».
(6) لم أجد هذه النسبة، ولكن الكلام ودلالته فى كتب اللغة.
(7) فى المطبوعتين: «من اليسار».
(88) ما بين الرقمين جاء فى المطبوعتين فقط هكذا: «وأهل نجد بالضد من ذلك، والسانح عندهم هو البارح عند أهل الحجاز» [كذا].(2/1036)
وقال المبرد (1): السانح ما أراك مياسره، فأمكن (2) الصائد، والبارح ما أراك ميامنه فلم (3) يمكن الصائد، إلا أن ينحرف له.
وقد يتطيّرون من البازى والغراب وأشياء كثيرة من جهة التسمية، ويتيمّن بها آخرون (4).
ومن مليح ما رأيت فى الزجر والعيافة، قال الصولى (5): كان لأبى نواس إخوان لا يفارقهم، فاجتمعوا يوما فى موضع أخفوه عنه، ووجهوا إليه برسول معه ظهر قرطاس أبيض (6)، لم يكتبوا فيه شيئا، وخزموه (7) بزير (8)، وختموه بقار وتقدموا إلى رسولهم أن يرمى بالكتاب من وراء الباب، فلما رآه استعلم خبرهم، فعلم أنه من فعلهم، وتعرّف موضعهم، فأتاهم (9)، وأنشدهم (10):
[الوافر]
زجرت كتابكم لمّا أتانى ... بمرّ سوانح الطّير الجوارى (11)
نظرت إليه مخزوما بزير ... على ظهر ومختوما بقار (12)
__________
(1) الكامل 1/ 323
(2) فى ع وص: «وأمكن»، وما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الكامل.
(3) فى ع: «ولم يمكن»، وما فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق الكامل.
(4) انظر هذا فى الحيوان 3/ 446443
(5) انظر القصة ومعها الأبيات فى زهر الآداب 1/ 491و 492
(6) سقطت كلمة «أبيض» من المطبوعتين فقط.
(7) فى ع والمطبوعتين: «وحزموه»، وفى ف: «وخرموه»، وما فى ص والمغربيتين يوافق زهر الآداب، ويوافق الشعر. وخزم الكتاب شدّه، انظر أدب الكتاب 125
(8) الزّير: الكتان، والزير من الأوتار: الدقيق، وما استحكم فتله، وزير المزهر منه. انظر اللسان.
(9) فى المطبوعتين فقط: «وأتاهم فأنشدهم».
(10) ديوان أبى نواس 265باختلاف فى بعض الألفاظ وبعض الترتيب.
(11) فى المطبوعتين فقط: «لما أتانى كزجر سوانح».
(12) فى ص والمطبوعتين: «محزوما بزير» بحاء مهملة فزاى، وفى ف: «مخروما» بخاء معجمة وراء مهملة، وجاءت الكلمة غير معجمة فى ع، واعتمدت ما فى المغربيتين وزهر الآداب والديوان.(2/1037)
فعفت الزّير ملهية ولهوا ... وخلت القار من دنّ العقار (1)
وعفت الظّهر أهيف قرطقيّا ... يحير العقل منّى باحورار (2)
فهمت إليكم طربا وشوقا ... فما أخطأت داركم بدار (3)
فكيف تروننى وترون زجرى ... ألست من الفلاسفة الكبار؟! (4)
* * *
__________
(1) فى المطبوعتين وزهر الآداب والديوان: «فقلت الزير»، وفى زهر الآداب «ملهية ولهو»، وفى الديوان: «وقلت الزير ملهاة لمله»، وفى المطبوعتين: «وقلت القار»، وما فى ع وص وف والمغربيتين يوافق زهر الآداب، وفى الديوان: «وطين الختم من دن العقار».
وعفت: تكهّنت من العيافة وهى التكهن والزجر.
(2) سقط البيت من مغربية، وفى الأخرى: «وعفت الدهر»، وفى المطبوعتين:
وقلت الظّهر أهيف ذو جمال ... تركّب صدغه فوق العذار
وفى الديوان:
فقلت الظّهر أحور قرطقىّ ... يشابه شكله شكل الجوارى
وفى زهر الآداب: «وخلت الظهر يحيل العقل».
(3) هذا البيت ساقط من ع، وفى المطبوعتين والديوان: «فجئت إليكم».
(4) فى زهر الآداب: «وترون وجدى»، وفى الديوان: «فكيف ترون زجرى واعتيافى».(2/1038)
ذكر المعاظلة والتثبيج (9) (1)
العظال (2) فى القوافى: التضمين، حكاه الخليل.
وزعم قدامة (3) أن المعاظلة سوء الاستعارة، وهو عندهم مشتق من التداخل والتراكب، ومنه: تعاظلت (4) الجراد والكلاب، وأنشد قدامة بيت أوس ابن حجر (5):
[المنسرح]
وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبا جدعا (6)
لأنه قد أساء الاستعارة (7) عنده بجعله الطفل تولبا، وهو ولد / الحمار.
وأما التثبيج (8) فهو طول الكلام / واضطرابه، ولا يقال «كلام مثبّج» حتى يكون هكذا، ويقال: رجل مثبّج الخلق إذا كان طويلا فى اضطراب.
__________
(9) انظر نقد الشعر 176ضمن باب «عيوب الشعر»، والصناعتين 162، وبديع أسامة 158 تحت عنوان «باب الالتجاء والمعاظلة». وكفاية الطالب 259ضمن «باب يشتمل على أنواع من عيوب الشعر».
(1) فى ع: «باب المعاظلة والتثبيج» وفى المطبوعتين فقط: «باب ذكر».
(2) العظال فى اللغة: الملازمة فى السفاد من الكلاب والسباع والجراد وغير ذلك مما يتلازم فى السفاد وينشب. أما العظال فى القوافى فهو التضمين. انظر اللسان فى [عظل] وانظر العظال فى كتاب القوافى 136، وانظر التضمين فى الموشح 23و 43و 49و 405، وكتاب القوافى 135، وكتاب الكافى فى العروض والقوافى 160و 166
(3) انظر نقد الشعر 180176
(4) فى ص: «تعاظلت الكلاب والجرد».
(5) البيت سبق ذكره فى «باب فى أغاليط الشعراء والرواة» ص 1010. وذات بالرفع معطوف على ما جاء فى البيت قبله.
(6) فى ف وخ: «تولبا جذعا» وهو خطأ، انظر ما سبق فى باب فى أغاليط الشعراء والرواة ص 1010
(7) انظر الحديث عن سوء الاستعارة فى البيت فى المعانى الكبير 1/ 412و 3/ 1248، فقد ألمح إلى ذلك، ولكن انظر التصريح بسوء الاستعارة فى الموشح 88، وحلية المحاضرة 2/ 25و 26، وكفاية الطالب 259، وفيه: «جذعا» انظر التعليق السابق.
(8) فى اللسان: «ثبّج الكتاب والكلام تثبيجا: لم يبينه، وقيل: لم يأت به على وجهه، والثّبج: اضطراب الكلام وتفننه».(2/1039)
والتثبيج عند الصولى فى الخط أن لا يكون بيّنا (1)، وكذلك هو فى الكلام (2).
وزعم بعضهم (3) أن المعاظلة تداخل الحروف وتراكبها، كما عيب على كعب بن زهير قوله (4):
[البسيط]
تجلو عوارض ذى ظلم إذا ابتسمت
كأنّه منهل بالرّاح معلول (5)
وعاب (6) ابن العميد حبيبا لقوله (7):
[الطويل]
كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معى ومتى مالمته لمته وحدى
بالتكرير فى «أمدحه أمدحه» مع الجمع بين الحاء والهاء فى كلمة (8)، وهما جميعا من حروف الحلق، وقال: هو خارج عن حد الاعتدال، نافر كل النّفار.
حكى ذلك عنه الصاحب بن عباد.
/ وزعم آخرون أنها تركيب الشئ فى غير موضعه (9)، كقول الكميت (10):
__________
(1) فى خ: «بيتا»، وهو تصحيف مطبعى.
(2) فى اللسان: «والثّبج: تعمية الخط، وترك بيانه، الليث: التثبيج: التخليط. وكتاب مثبج، وقد ثبج تثبيجا». ولم أعثر على هذا القول فى أدب الكتاب.
(3) فى المطبوعتين فقط: «وزعم قوم».
(4) ديوان كعب بن زهير 27، وانظر ما قيل عن البيت فى شرح قصيدة بانت سعاد 8877، وحاشية على شرح بانت سعاد 1/ 474404، وكفاية الطالب 259
(5) العوارض: الأسنان، وهى ما بين الثّنيّة والضرس. والظّلم: ماء الأسنان. ومنهل: قد أنهل بالخمر، والنّهل: أول شربة. والمعلول: قد سقى مرتين، والعلل: الشّرب الثانى. [من شرح الديوان].
(6) انظر هذا فى الكشف عن مساوئ المتنبى 226، ضمن كتاب الإبانة عن سرقات المتنبى، وكفاية الطالب 259
(7) ديوان أبى تمام 2/ 116وانظر الموازنة 1/ 328
(8) فى ف: «فى كلمة واحدة».
(9) انظر ما يؤدى هذا المعنى فى الكامل 2/ 160، وسأنقل منه فيما بعد فانظره.
(10) شعر الكميت 1/ 93(2/1040)
[البسيط]
وقد رأينا بها حورا منعّمة ... بيضا تكامل فيها الدّلّ والشّنب (1)
وهذا البيت مما عابه عليه نصيب (2).
ومثله عندى قول أبى الطيب (3):
[الخفيف]
تحمل المسك عن غدائرها الرّي ... ح وتفترّ عن شتيت برود (4)
* * *
__________
(1) الدّلّ: من دلّ المرأة ودلالها: وهو تدللها على زوجها، وذلك أن تريه جراءة عليه فى تغنج وتشكّل، كأنها تخالفه وليس بها خلاف.
والشنب: ماء ورقة يجرى على الثغر، وقيل: رقة وبرد وعذوبة فى الأسنان، وقيل: نقط بيض فى الأسنان، وقيل غير ذلك. انظر اللسان.
(2) انظر مأخذ نصيب على الكميت فى الكامل 2/ 159و 160، والموشح 307304، والأغانى 1/ 348، وسر الفصاحة 192، وكفاية الطالب 259، وفى الكامل قيل: «قال أبو العباس: والذى عابه نصيب من قوله: تكامل فيها الدل والشنب، قبيح جدا، وذلك أن الكلام لم يجر على نظم، ولا وقع إلى جانب الكلمة ما يشاكلها، وأول ما يحتاج إليه القول أن ينظم على نسق، وأن يوضع على رسم المشاكلة»، وفى الأغانى: «باعدت فى القول، ما الأنس من الشنب»، وانظر العيب دون ذكر نصيب فى الموازنة 1/ 50
(3) ديوان المتنبى 1/ 317
(4) فى ف: «عن غدائره»، وفى خ: «عن شنب برود»، وفى م: «شنيب» وقال المحقق فى الهامش: «فى الأصول «عن شنب» [كذا]، وهو تصحيف» ثم ذكر معنى الشنيب، ولكنى أتساءل: أية أصول يقصد؟ إنه لا شىء إلا النسخة خ التى نقلها بكل ما فيها من أخطاء، وكان يمكنه أن يرجع إلى نسخ الديوان، أو إلى النسخة الخطية بالأزهر!!!
الغدائر: واحدها غديرة، وهى الذؤابة. والشتيت: الثغر المتفرق على استواء. والبرود: البارد.
[من شرح الديوان]
باب الوحشى (1) المتكلّف، والركيك المستضعف(2/1041)
باب الوحشى (1) المتكلّف، والركيك المستضعف
الوحشىّ من الكلام: ما نفر عنه (2) السمع. والمتكلّف: ما بعد عن الطبع. والركيك: ما ضعفت بنيته، وقلّت فائدته، واشتقاقه من الرّكّة (3): وهى المطر الضعيف، وقيل: من الرّك: وهو الماء القليل على وجه الأرض. وأنشد النحاس (4):
[الطويل]
تهادى كعوم الرّكّ كعكعة الحيا ... بأبطح سهل حين يمشى تأوّدا (5)
وفلان ركيك: أى ضعيف العقل.
ويقال للوحشى أيضا: حوشى، كأنه منسوب إلى الحوش، وهى بقايا (6) إبل وبار بأرض قد غلبت عليها الجنّ، فعمرتها، ونفت عنها الإنس، لا يطورها (7) إنسىّ إلا خبلوه، قال رؤبة (8):
[الرجز]
جرّت رحانا من بلاد الحوش (9)
__________
(1) فى ف: «ذكر الوحشى»، وبإسقاط كلمة «باب».
(2) فى ع وف ومغربية: «عن السمع»، وفى المغربية الأخرى: «عند السمع».
(3) لم أجد فى المعاجم «الرّكة» بمعنى المطر الضعيف، وإنما الموجود «الركيكة»، وفى اللسان: «الركيكة من المطر كالرّك» وكذلك فى باقى المعاجم.
(4) لم أجده إلا فى كفاية الطالب 256
(5) كعكعه: حبسه. والتأوّد: التّثنى.
(6) انظر هذا القول بنصه تقريبا فى الحيوان 1/ 154، وقريبا منه فى 6/ 216، واللسان فى [حوش].
(7) فى ع: «لا يطور بها» وفى المطبوعتين: «لا يطؤها» [كذا]، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الحيوان.
ويطور: يقرب، وفى اللسان: «فلان لا يطورنى: أى لا يقرب طوارى، ويقال: لا تطر حرانا:
أى لا تقرب ما حولنا، وفلان يطور بفلان: أى كأنه يحوم حواليه، ويدنو منه، ويقال: لا أطور به:
أى لا أقربه».
(8) الرجز فى الحيوان 1/ 155و 6/ 217، وكفاية الطالب 255
(9) فى ص وف والمطبوعتين: «جرت رجالا»، وما فى ع والمغربيتين يوافق الحيوان وكفاية الطالب، وفى اللسان فى [حوش]: «إليك سارت من بلاد الحوش».(2/1042)
وإذا كانت اللفظة خشنة مستغربة لا (1) يعلمها إلا العالم المبرّز، والأعرابىّ القحّ، فتلك وحشيّة، وكذلك إن / وقعت غير موقعها، وأتى بها مع ما ينافرها، ولا يلائم شكلها.
وكان أبو تمام يأتى بالوحشىّ (2) الخشن كثيرا، ويتكلّف.
وكذلك أبو الطيب كان يأتى بالمستغرب ليدلّ على معرفته، نحو قوله (3):
[الخفيف]
كلّ آخائه كرام بنى الدّن ... يا ولكنّه كريم الكرام
وهذا مع غرابته وتكلّفه غير محمول على ضرورة يكون فيها / عذر لأن قوله: «كل إخوانه» يقوم مقامه بلا بغاضة.
ومن التكلّف قول إبراهيم بن سيّار (4) للفضل بن الربيع، وروى أيضا لإبراهيم (5) بن سيابة (6):
__________
والرّحى هنا بمعنى جماعة الإبل، والمعنى: ساقت تلك السنة الجدبة إبلنا الكثيرة من بلاد الحوش.
(1) فى ف وخ: «لا يعلمها العالم»، وفى م: «لا يعلمها [إلا] العالم» [كذا]!!
(2) فى ص وف: «بالحوشى».
(3) ديوان المتنبى 3/ 378، وانظر ما قيل عنه فى الكشف عن مساوئ المتنبى 237، والوساطة 329، والصبح المنبى 369
(4) هو إبراهيم بن سيّار بن هانئ، مولى آل الحارث بن عباد الضبعى، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بالنظام، كان من أئمة المعتزلة، وانفرد بآراء خاصة فى الاعتزال، ونسبت إليه فرقة من المعتزلة تعرف بالنظامية. ت 231هـ
تأويل مختلف الحديث 15، والفهرست 205، وتاريخ بغداد 6/ 97، وأمالى المرتضى 1/ 187، والنجوم الزاهرة 2/ 234، والوافى بالوفيات 6/ 14، وسير أعلام النبلاء 10/ 541وما فيه من مصادر.
(5) هو إبراهيم بن سيابة مولى بنى هاشم، وكان يقال: إن جده حجّام أعتقه بعض الهاشميين، وهو من مقاربى شعراء وقته، ليست له نباهة، ولا شعر شريف، وكان خليعا ماجنا، طيب النادرة.
الأغانى 12/ 88، والوزراء والكتاب 203و 297، والوافى بالوفيات 6/ 13
(6) فى الوزراء والكتاب 203و 297، ابراهيم بن شبابة، ويبدو أنه تصحيف.(2/1043)
[الكامل]
هبنى ظلمت، وما ظلمت، بلى ظلم
ت، أقرّ كى يزداد طولك طولا (1)
إن كان جرمى قد أحاط بحرمتى
فأحط بجرمى عفوك المأمولا
فتبارك الله، كأنهما لم يخرجا من ينبوع واحد!!
قال (2) إبراهيم بن المهدى لعبد الله بن صاعد كاتبه: إياك وتتبّع وحشى (3) الكلام طمعا فى نيل المبالغة فإن ذلك هو العى الأكبر، وعليك (4) بما سهل، مع تجنبك ألفاظ السّفل.
وقال أبو تمام يمدح الحسن / بن وهب بالبلاغة (5):
[الكامل]
لم يتّبع شنع اللّغات ولا مشى ... رسف المقيّد فى طريق المنطق
تنشقّ فى ظلم المعانى إن دجت ... منه تباشير الكلام المشرق (6)
وقال علىّ بن بسّام (7):
__________
(1) البيتان فى الأغانى 12/ 91، ضمن خمسة أبيات لإبراهيم بن سيابة، والبيتان وحدهما فى الوزراء والكتاب 297لإبراهيم بن شبابة، وجاءا فى كتاب العفو والاعتذار 1/ 217و 218منسوبين إلى إبراهيم بن المهدى ولم أجدهما ينسبان إلى إبراهيم النظام إلا فى كفاية الطالب 256، وجاء الثانى وحده فى العقد الفريد 2/ 157منسوبا إلى صريع الغوانى مع اختلاف فى بعض الألفاظ، ولم أجده فى ديوانه وفى الأغانى جاء البيت هكذا:
هبنى أسأت وما أسأت أقرّكى ... يزداد عفوك بعد طولك طولا
وفى كتاب العفو والاعتذار وكفاية الطالب:
هبنى أسأت وما أسأت بلى أسأ ... ت أقرّكى يزداد طولك طولا
وما فى العمدة يوافق كتاب الوزراء والكتاب، وفيه جاء الثانى قبل الأول، وفى الأغانى جاء الثانى قبل الأول بيتين.
(2) انظر هذا القول فى زهر الآداب 1/ 117
(3) فى المطبوعتين فقط: «الوحشى من الكلام».
(4) فى المطبوعتين فقط: «عليك».
(5) ديوان أبى تمام 2/ 419و 421، باختلاف يسير.
(6) فى المطبوعتين فقط: «ينشق».
(7) هو على بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام، يكنى أبا الحسن، ويعرف بالبسام، ويقال له البسامى، شاعر هجاء، جمع بين الكتابة والأدب، نشأ فى بيت كتابة، وله هجاء خبيث فى(2/1044)
[الطويل]
ولا خير فى اللّفظ الكريه استماعه
ولا فى قبيح الّلحن والقصد أزين (1)
وقال (2) على بن عيسى الرمانى: أسباب الإشكال ثلاثة: التغيير عن الأغلب، كالتقديم، والتأخير، وما أشبه ذلك، وسلوك الطريق الأبعد، وإيقاع المشترك، وكل ذلك اجتمع فى بيت الفرزدق (3):
[الطويل]
وما مثله فى النّاس إلّا مملّك ... أبو أمّه حىّ أبوه يقاربه (4)
فالتغيير عن الأغلب سوء الترتيب لأن التقدير: وما مثله فى الناس حىّ يقاربه إلا مملّك أبو أمه أبوه، يريد بالمملّك هشام بن عبد الملك، والممدوح هو إبراهيم بن هشام (5)، خال هشام / بن عبد الملك، وأما سلوك الطريق الأبعد فقوله: «أبو أمه أبوه»، وكان يجزئه أن يقول: «خاله»، وأما المشترك فقوله: «حى يقاربه» لأنها لفظة تشترك فيها القبيلة، والحىّ من سائر الحيوان بالحياة (6). قال: وإذا تفقدت أبيات المعانى رأيتها لا تخرج عن هذه / الأسباب الثلاثة.
وحكى الصولى (7) قال: أنشد (8) بعض الكتّاب أحمد بن يحيى ثعلبا
__________
أبيه، وفى الخلفاء والوزراء. ت 302هـ.
الفهرست 167، وتاريخ بغداد 12/ 63، ومعجم الشعراء 154، وزهر الآداب 2/ 670، ومروج الذهب 4/ 297، ومعجم الأدباء 4/ 1859 [ط إحسان] ووفيات الأعيان 3/ 363، وفوات الوفيات 3/ 92، والنجوم الزاهرة 3/ 189، ومن غاب عنه المطرب 66، وسير أعلام النبلاء 14/ 112وما فيه من مصادر.
(1) البيت فى معجم الشعراء 154، ومعجم الأدباء 4/ 1865 [ط إحسان]، آخر خمسة أبيات فيهما، وفى معجم الشعراء: «والقصد أبين»، وما فى العمدة يوافق معجم الأدباء.
(2) لم أستطع العثور على هذا القول فى رسالة النكت فى إعجاز القرآن، وهو موجود فى كفاية الطالب 258
(3) ديوان الفرزدق 1/ 108، وقد سبق فى باب الاشتراك ص 739فانظر ما قيل عنه هناك.
(4) فى ف والمطبوعتين فقط: «مملكا» انظر ما قيل عن ذلك فى باب الاشتراك ص 739
(5) فى ف: «ابراهيم بن هشام المخزومى».
(6) فى م: «من سائر الحيوان [المتصف] بالحياة» [كذا].
(7) انظر أخبار البحترى 169و 170
(8) فى المطبوعتين فقط: «أنشدنى بعض الكتاب عن أحمد»، وفى ف: «أنشد بعض الكتاب أبا العباس ثعلبا».(2/1045)
قول البحترىّ للحسن بن وهب (1):
[الكامل]
وإذا دجت أقلامه ثمّ انتحت ... برقت مصابيح الدّجى فى كتبه
فاللّفظ يقرب فهمه فى بعده ... منّا ويبعد نيله فى قربه (2)
حكم سحائبها خلال بنانه ... هطّالة وقليبها فى قلبه
كالرّوض مؤتلفا بحمرة نوره ... وبياض زهرته وخضرة عشبه
وكأنّها والسّمع معقود بها ... شخص الحبيب بدا لعين محبّه
فاستعادها (3) أبو العباس حتى فهمها، ثم قال: لو سمع الأوائل هذا الشعر لما فضّلوا عليه شعرا.
* * * __________
(1) ديوان البحترى 1/ 165، باختلاف يسير جدا.
(2) فى ع وف والمغربيتين: «باللفظ» وكذلك فى الديوان، وما فى ص والمطبوعتين يوافق أخبار البحترى، وفى المطبوعتين فقط: «من بعده».
(3) فى المطبوعتين فقط: «واستعادها»، وهى كذلك فى أخبار البحترى.(2/1046)
باب الإحالة والتغيير
وهذه لمح أتيت بها، تدل من عرفها على رداءتها، وتدعوه إلى كراهتها / واجتنابها، وقد وقعت فى أشعار الجلّة من المتقدمين، والتمس لهم فيها (1) العذر لأنهم أرباب اللغة / وأصحاب اللسان، وليس المولّد الحضرىّ منهم فى شىء.
فمن الإحالة قول ابن مقبل (2):
[البسيط]
أمّا الأداة ففينا ضمّر صنع ... جرد عواجر بالألباد واللّجم (3)
ونسج داود من بيض مضاعفة ... من عهد عاد وبعد الحىّ من إرم (4)
وكيف (5) يكون نسج داود من عهد عاد؟! اللهم إلا أن يريد فينا ضمّر صنع من عهد عاد، فذلك على سبيل المبالغة، مع أن (6) الإحالة / لم تفارقه، كم (7)
بين قيس عيلان وبين عاد، فضلا عن بنى العجلان؟!!
وقال عبد الرحمن بن حسان (8):
[الوافر]
وإن مال الضّجيع بها فدعص ... من الكثبان ملتبد مهيل
قالوا: كيف يكون ملتبدا مهيلا؟ وهذا مستحيل متناقض.
__________
(1) فى ف: «العذر فيها».
(2) ديوان ابن مقبل 398
(3) الأداة: يريد بها أداة الحرب. والضمر: الخيل المضمرة. والصّنع جمع صنيع، وهو الفرس الذى صنع وأحسن القيام عليه. والجرد جمع أجرد، وهو الفرس القصير الشعر. والعواجر من عجر الفرس إذا مرّ سريعا، يقول: عليها ألبادها ولجمها.
(4) البيض المضاعفة: الدروع البيض المنسوجة زردها من حديد أبيض نسجا مضاعفا. وإرم:
قبيلة قديمة، قيل: إرم والد عاد الأولى، وقيل: إرم عاد الأخيرة. والمعنى أن هذه الدروع جديدة وقديمة [من الديوان بتصرف].
(5) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «فكيف».
(6) فى ع: «مع ما أن».
(7) فى المطبوعتين فقط: «وكم».
(8) لم أعثر على البيت فى مصادرى الكثيرة. والدّعص: قور من الرمل مجتمع، والطائفة منه دعصة. انظر القاموس واللسان.(2/1047)
والذى عندى فيه أنه صواب لأنه إنما أراد بالتباده صلابة ملمس العجيزة، وأنها غير مسترخية، وجعله مهيلا لارتعاده واضطرابه من العظم، كما قال ابن مقبل (1):
[البسيط]
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حينا وينهاه الثّرى / حينا
فقد جعله مرة ينهال، ومرة ينهاه الثرى والندى (2) الذى فيه.
وقال جميل فى التغيير (3):
[الكامل]
لا حسنها حسن، ولا كدلالها ... دلّ، ولا كوقارها توقير
فحذف كاف التشبيه، فصار المعنى كأنه ليس حسنها حسنا.
وقد يغيّرون اللفظ، كما قال النابغة (4):
[الطويل]
ونسج سليم كلّ قضّاء ذائل (5)
وهذا أسهل من قول الآخر (6):
__________
(1) ديوان ابن مقبل 326والهيل من الرمل: الذى لا يثبت مكانه حتى ينهال فيسقط، والنقا:
الكثيب من الرمل. [من الديوان].
(2) فى المطبوعتين فقط: «والتثنى» [كذا]، وفى ع: «ومرة ينهاه الثرى الذى فيه والندى».
(3) ديوان جميل 98
(4) ديوان النابغة الذبيانى 146، وانظر ما قيل عنه فى المعانى الكبير 2/ 1036، ونقد الشعر 220و 221، والوساطة 14، والموشح 367، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 322وما فيه من مصادر، وحلية المحاضرة 2/ 8
(5) هذا عجز بيت، وصدره: «وكلّ صموت نثلة تبّعيّة».
كل صموت، يعنى درعا لينة المتن ليست بخشنة ولا صدئة فيسمع لها صوت. والنثلة والنثرة:
السابغة. ونسج سليم: أراد نسج سليمان، وأراد بسليمان داود لأنه أول من عمل الدروع، فنسبت إليه. والقضّاء: الدروع الحديثة العمل، الخشنة المسّ، واشتقاقها من القضه، والقضض، وهو الصغير الخشن من الحصى. والذائل: الدروع الواسعة ذات الذيل. [من شرح الديوان].
(6) هو الأسود بن يعفر، والمذكور عجز بيت، وصدره: «ودعا بمحكمة أمين سكّها».(2/1048)
[الكامل]
من نسج داود أبى سلّام (1)
ومثل (2) هذا كثير يجزئ (3) منه فى هذا الموضع ما ذكرت.
* * * __________
(1) انظر ما قيل عنه فى ديوان النابغة 146، ونقد الشعر 221، وحلية المحاضرة 2/ 8، والموشح 367، وتحرير التحبير 221، وسر الفصاحة 72، وفى ص: «أبى كلام» وفى خ: «أتى سلكان»، وفى ف: «من نسج أوداى سلام» [كذا]، والصحيح ما فى ع وم والمغربيتين.
(2) فى ع: «وهذا مثله». وفى المطبوعتين فقط: «وهذا كثير».
(3) فى المطبوعتين فقط: «يخرج منه» [كذا]!!(2/1049)
باب الرّخص فى الشعر (10)
وأذكر هاهنا ما يجوز للشاعر إذا اضطّر إليه، على أنه لا خير فى الضرورة، غير (1) أن بعضها أسهل من بعض، ومنها ما يسمع عن العرب ولا يعمل به لأنهم أتوا به على جبلّتهم، والمولّد المحدث قد عرف أنه عيب، ودخوله على (2) العيب يلزمه إياه.
من (3) ذلك قصر الممدود على مذاهب / أهل البصرة والكوفة جميعا، وله (4) على ما أجازوا وصل ألف القطع، وهو / قبيح، قال حاتم طىء (5):
[الطويل]
أبوه أبى والأمّهات امّهاتنا ... فأنعم فداك اليوم نفسى ومعشرى (6)
وقال بعضهم: إنما الرواية «والأمّ من أمهاتنا» (7)
وله تخفيف المشدّد فى القافية، وأما فى حشو البيت فمكروه جدا، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، وربما حذفوا النون الساكنة، كما قال النجاشى: (8)
[الطويل]
فلست بآتيه ولا أستطيعه
ولاك اسقنى، إن كان ماؤك ذا فضل (9)
__________
(10) انظر الكتاب 1/ 26، وما يجوز للشاعر فى الضرورة، وكتاب الشعر، وما يحتمل الشعر فى الضرورة.
(1) فى المطبوعتين فقط: «على أن».
(2) فى المطبوعتين فقط: «فى العيب».
(3) فى المطبوعتين فقط: «فمن».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «على ما أجاز الكوفيون»، ويبدو أن هذا من عمل قراء النسخ.
(5) ديوان شعر حاتم 185باختلاف يسير، وانظر تخريجه ورواياته فى الديوان.
(6) فى المطبوعتين فقط: «فداك اليوم أهلى».
(7) انظر هذه الرواية فى الشعر والشعراء 2/ 585، فى ترجمة الطرماح.
(8) سقط اسم «النجاشى» من ع وص والمطبوعتين والمغربيتين، واعتمدته من ف وإن كان يمكن أن يكون من زيادة قراء النسخة. انظر التعليق الآتى.
(9) البيت بنسبته إلى النجاشى فى المعانى الكبير 1/ 207، والكتاب 1/ 27، وأمالى المرتضى 2/ 211، وخزانة الأدب 10/ 419، وشرح أبيات مغنى اللبيب 5/ 195، خامس سبعة أبيات فى(2/1050)
وأن (1) يحذف الألف واللام، أو للإضافة (2) ما يحذف للتنوين، مثل قول خفاف (3):
[الكامل]
كنواح ريش حمامة نجديّة ... ومسحت باللّثتين عصف الإثمد (4)
وأن يحذف حرفا من الكلمة، كقول العجاج (5):
__________
الجميع، وجاء مفردا بنسبته إلى النجاشى فى الموشح 147، وسر الفصاحة 69، ونضرة الإغريض 267و 270، وجاء دون نسبة فى العقد الفريد 4/ 185، والوساطة 441، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 207وفيه تخريج واسع، وخزانة الأدب 5/ 265، ونهاية الأرب 7/ 188، وجاء دون نسبة ونسب فى الهامش فى المجموع المغيث فى غريبى القرآن والحديث 3/ 89وفيه: «ولك اسقنى»، وجاء عجزه دون نسبة فى تأويل مشكل القرآن 306وخرجه المحقق فى الهامش.
(1) فى ف والمطبوعتين ومغربية: «وأن تحذف».
(2) فى ص والمطبوعتين: «والإضافة».
(3) هو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد السلمى، ويكنى أبا خراشة، وأمه «ندبة»، سوداء، وإليها ينسب، وهو من أغربه العرب، وابن عم الخنساء، وشاعر من شعراء الجاهلية، وفارس من فرسانهم، أسلم وعاش إلى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
الشعر والشعراء 1/ 341، والأغانى 18/ 74، وفيه أن ابن سلام جعله فى الطبقة الخامسة، ولم أجده فى طبقات ابن سلام، والاشتقاق 309، والمؤتلف والمختلف 153، ونوادر المخطوطات المجلد الأول فى تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه 104، وفى المجلد الثانى فى ألقاب الشعراء 311، والاستيعاب 2/ 450، وخزانة الأدب 5/ 443، وشرح أبيات مغنى اللبيب 1/ 174و 2/ 331
(4) البيت بنسبته إلى خفاف فى الكتاب 1/ 27، وما يحتمل الشعر من الضرورة 123و 268، وفيه تخريج للبيت، وعبث الوليد 228، وسر الفصاحة 69، وجاء دون نسبة فى الموشح 146، وفى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 232، ونسبه محققاه فى الهامش وفيه تخريج له، وشرح أبيات مغنى اللبيب 2/ 336، وجاء دون نسبة فى صنعة الشعر 176ونضرة الإغريض 271، ونسب فى هامشهما، وجاء الشطر الثانى فى كتاب الشعر 2/ 354، دون نسبة، وفى هامشه نسبه المحقق وخرجه.
وفى ف سقط الشطر الثانى.
(5) ديوان العجاج 295، وانظر ما قيل عنه فى الكتاب 1/ 26، والأمالى 2/ 199، وتأويل مشكل القرآن 308، والعقد الفريد 4/ 185، والموشح 148، وسر الفصاحة 69، وكتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 211، ونهاية الأرب 7/ 187، وفيه: «الحما»، وما يحتمل الشعر من الضرورة 106، وفى ما يجوز للشاعر فى الضرورة قيل: «قالوا: يريد الحمام، فحذف الميم الآخرة، فبقى «الحمى» فأبدل من الألف ياء للقافية، فقال: «الحمى»، وقيل: أراد «الحمام» فحذف الألف الزائدة، فبقى «الحمم» فاجتمع حرفان من لفظ واحد، فأبدل أحدهما ياء، كما قالوا: «تظنيت»، والأصل «تظننت».(2/1051)
[الرجز]
قواطنا مكّة من ورق الحمى
يريد «الحمام».
وحرفين، كقول علقمة بن عبدة (1):
[البسيط]
مفدّم بسبا الكتّان ملثوم (2)
يريد «بسبائب الكتان».
وأن يحذف من المكنّى فى الوصل ما يحذف منه فى الوقف، نحو قول الشاعر (3):
[الطويل]
سأجعل عينيه لنفسه مقنعا (4)
وأقبح منه أن يحذف من المكنّى المنفصل كقول الآخر (5):
[الطويل]
فبيناه يشرى رحله قال قائل: ... لمن جمل رخو الملاط نجيب (6)
__________
(1) المفضليات 402، وفيه: «مرثوم»، والمذكور عجز بيت وصدره «كأن إبريقهم ظبى على شرف»، وانظر ما قيل عن البيت فى نقد الشعر 219، والموشح 366، والكامل 3/ 42، وما يحتمل الشعر من الضرورة 103وفيه تخريج له، والمحتسب 2/ 77
(2) مفدّم، من فدم الإبريق وعلى الإبريق: وضع الفدام عليه، والفدام: مصفاة صغيرة أو خرقة توضع على فم الإبريق ليصفى بها ما فيه. [من هامش نقد الشعر].
(3) هو مالك بن خريم كما فى الأصمعيات والكتاب وسمط اللآلى وسر الفصاحة. انظر التعليق الآتى.
(4) هذا عجز بيت فى الأصمعيات 67، وصدره: «فإن يك غثا أو سمينا فإننى»، وانظر ما قيل عنه فى الكتاب 1/ 28، والكامل 2/ 37، والمقتضب 1/ 176و 401، وكتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 224، وما يحتمل الشعر من الضرورة 127، وسمط اللآلى 2/ 749، وسر الفصاحة 70، وفى الكامل قال المؤلف: «لأنه إذا وقف وقف على الهاء وحدها، فأجرى الوصل على الوقف» ومثل ذلك فى المقتضب، وفى ما يجوز للشاعر فى الضرورة قيل: «يريد لنفسهى، وهو الأصل، ولكن حذف فى الوصل ما يحذفه فى الوقف على أصل ما ذكرنا».
(5) ينسب البيت إلى العجير السلولى فى الكتاب هامش 1/ 32، وكتاب القوافى 21، وخزانة الأدب 5/ 257، وفى 260للعجير السلولى، أو للمخلب الهلالى، وجاء البيت دون نسبة فى الموشح 46، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 243، ونسبه محققاه وخرجاه، وخزانة الأدب 1/ 150
(6) الملاط: جانب السنام والجنب والكتف. والمقصود: «فبينا هو».(2/1052)
وأقبح من ذلك أن يحذف الألف من ضمير المؤنث، أنشد قطرب (1):
[البسيط]
إمّا تقود به شاة فتأكلها ... أو أن تبيعه فى بعض الأراكيب (2)
أراد تبيعها، فحذف الألف، قال: ولا يجوز استعمال هذا للمحدث لشذوذه وقبحه، ويجوز له حذف الياء والواو من المضمر المذكر لكثرته واطراده.
وللشاعر أن يحذف اسم «ليت»، إذا كان مضمرا، أنشد المفضل لعدى بن زيد (3):
[الطويل]
فليت دفعت الهمّ عنّى ساعة ... فبتنا على ما خيّلت ناعمى بال
يريد: فليتك (4).
وله حذف الفاء من «افتعلته» (5) من التقوى، وما / تصرف منها، أنشد المفضّل لخداش بن زهير (6):
__________
(1) هو محمد بن المستنير بن أحمد، يكنى أبا على، ويعرف بقطرب، والذى أطلق عليه ذلك هو سيبويه، وهو أحد أئمة النحو واللغة البصريين، وكان معتزليا على طريقة النظام، وله مؤلفات كثيرة ت 206هـ.
الفهرست 58، وتاريخ بغداد 3/ 298، وطبقات الزبيدى 99، ومعجم الأدباء 19/ 52، ووفيات الأعيان 4/ 312، وإنباه الرواة 3/ 219، وبغية الوعاة 1/ 242، والشذرات 2/ 15، ونزهة الألباء 76، والوافى 5/ 19
(2) البيت جاء ثانى بيتين فى اللسان فى [ركب] وهما فيه من إنشاد ابن جنى باختلاف يسير، وخزانة الأدب 5/ 272دون اختلاف.
(3) ديوان عدى بن زيد 162، وانظر ما قيل عنه فى كتاب النوادر 196
(4) فى كتاب النوادر: «وقوله: فليت دفعت، أراد فليتك دفعت. أى فليت الأمر، لأن ليت حرف مشبّه بالفعل، ولا يجوز أن يليه الفعل فأضمر، والإضمار كثير فى الكلام، وقال أبو الحسن:
قوله: فليت دفعت، الأحسن فى العربية أن يكون أضمر الهاء، كأنه قال: فليته دفعت، يريد: فليت الأمر هذا». وفى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «ليتك».
(5) فى ف: «افتعلت».
(6) البيت بنسبته إلى خداش فى كتاب النوادر 200، وإصلاح المنطق 24، والمسلسل(2/1053)
[الوافر]
تقوه أيّها الفتيان إنّى ... رأيت الله قد غلب الجدودا
وأنشد أبو زيد الأنصارى (1):
[البسيط]
إنّ المنيّة بالفتيان ذاهبة ... وإن تقوها بأرماح وأدراع
وحذف الفاء من جواب الجزاء، كما قال (2):
[الرجز]
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنّك إن يصرع أخوك تصرع
قال سيبويه: تقديره: إنك إن (3) يصرع أخوك فتصرع (4).
ومثله أيضا (5):
[البسيط]
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان
يريد: فالله يشكرها، وهذا أبين من الأول.
__________
305، وجاء دون نسبة فى النوادر 147، والمشوف المعلم 1/ 54، وأشير فى هامشهما إلى أنه لخداش، وجاء دون نسبة ودون ذكر شىء فى الهامش فى لزوم مالا يلزم 1/ 13، فى المقدمة.
(1) لم أجده فى النوادر، ولم أعثر عليه فى مصادرى.
(2) الرجز ينسب مرة إلى جرير بن عبد الله البجلى، ومرة إلى عمرو بن خثارم العجلى ومرة لا ينسب، انظر ذلك فى الكتاب 3/ 67، والكامل 1/ 134، والمقتضب 2/ 70، وأمالى ابن الشجرى 1/ 125، وما يحتمل الشعر من الضرورة 134، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 250، والمقتصد 2/ 1103، وخزانة الأدب 8/ 20و 23و 27و 28و 9/ 47و 52، وشرح أبيات مغنى اللبيب 7/ 180و 181
(3) فى خ: «إن تصرع أخاك».
(4) الذى فى الكتاب: «أى إنك تصرع إن يصرع أخوك»، وفى الكامل: «أراد سيبويه: إنك تصرع إن يصرع أخوك، وهو عندى على قوله: إن يصرع أخوك فأنت تصرع يافتى».
(5) البيت ينسب مرة إلى حسان بن ثابت، ومرة إلى عبد الرحمن بن حسان، وأخرى إلى كعب بن مالك، انظر الكتاب 3/ 64، والمقتضب 2/ 70، والنوادر 207، وأمالى ابن الشجرى 1/ 124، والمقتصد 2/ 1102، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 249، وما يحتمل الشعر من الضرورة 135، والخزانة 2/ 365و 9/ 40و 49و 52و 77و 11/ 357، وشرح أبيات مغنى اللبيب 3/ 214و 4/ 37و 6/ 289و 7/ 122و 330و 8/ 6(2/1054)
وحذف النون من تثنية الذى وجمعه (1)، كما (2) قال الأخطل (3):
[الكامل]
أبنى كليب إنّ عمّىّ اللّذا ... قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا
وأنشد سيبويه (4):
[الطويل]
وإنّ الّذى حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (5)
أراد: الذين.
وعلى هذا قال أبو الطيب (6):
[الطويل]
ألست من القوم الّذى من رماحهم ... نداهم ومن قتلاهم مهجة البخل (7)
ويجوز أن يكون جعل «الذى» للجماعة والواحد، كما تجعل (8) «من» و «ما» حكى ذلك الزجاجى.
__________
(1) فى ف: «ومن جمعه».
(2) فى المطبوعتين فقط سقطت «كما».
(3) ديوان الأخطل 1/ 108
وانظر ما قيل عنه فى الكتاب 1/ 186، والمقتضب 4/ 146، وكتاب الشعر 1/ 125، وأمالى ابن الشجرى 3/ 55، والمقتصد 1/ 530، وما يحتمل الشعر من الضرورة 248، وكتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 112و 188و 220
(4) البيت ينسب إلى أشهب بن رميلة فى الكتاب 1/ 186و 187، ومجاز القرآن 2/ 190، وتأويل مشكل القرآن 361، والمؤتلف والمختلف 37، وسمط اللآلى 1/ 35، وخزانة الأدب 2/ 315 و 6/ 7و 2825و 133و 8/ 210، وشرح أبيات مغنى اللبيب 4/ 141و 7/ 180، وجاء دون نسبة فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 252، وفى الهامش نسب إلى أشهب وخرّج تخريجا واسعا، وأمالى ابن الشجرى 3/ 57وفيه تخريج أيضا. وجاء دون نسبة فى المتن والهامش فى المحتسب 1/ 185
(5) فى ع وص والمغربيتين وما يجوز للشاعر فى الضرورة: «إن الذى»، واعتمدت ما فى ف والمطبوعتين لموافقته بقية المصادر المذكورة، ثم لنبتعد عن عيب الخرم فى أول الطويل.
(6) ديوان المتنبى 3/ 45
(7) معنى البيت: ألست يخاطب الميت من القوم الذين كرمهم من سلاحهم، ونداهم من رماحهم، والبخل من قتلاهم، فهم يسطون على الأعداء بما يرهبونهم به من الفضل، ويتملكونهم بما يسمعون فيهم من الإنعام والجود، واستعار للبخل مهجة. [من شرح الديوان].
(8) فى ف: «كما يجعل»، وفى المطبوعتين فقط: «كما جعل «من» وقد حكى».(2/1055)
وقال (1) ابن قتيبة (2) فى قول الله عز وجل: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نََاراً فَلَمََّا أَضََاءَتْ مََا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ لََا يُبْصِرُونَ} [سورة البقرة: 17]: / إن «الذى» هاهنا بمعنى «الذين» والله أعلم.
وحذف الياء من «الذى»، فمنهم من يسكّن الذال من (3) «الذى» بعد الحذف، ومنهم من يدعها مكسورة على لفظها. أنشد البصريون والكوفيون جميعا:
[الرجز]
وظلت فى شرّ من اللّذ كيدا ... كالّلذ تزبّى زبية فاصطيدا (4)
ويروى «كالّلذ (5) زبّى»، فجمع الشاعر بين اللغتين.
ونظير هذا حذف الياء من «التى» وإسكان التاء، وأنشدوا:
[الوافر]
فقل للّت تلومك إنّ نفسى ... أراها لا تعوّد بالتّميم (6)
وحذف التاء والياء من اللواتى، أنشد الزجاجى (7):
[الرجز]
جمعتها من أينق غزار ... من اللّوا شرفن بالصّرار (8)
__________
(1) فى ص والمطبوعتين فقط: «قال».
(2) انظر تأويل مشكل القرآن 361
(3) قوله: «من الذى» ساقط من ع وف والمطبوعتين والمغربيتين.
(4) الرجز فى شرح أشعار الهذليين 2/ 651، وينسب إلى رجل من هذيل لم يسمّ، وجاء دون نسبة فى الكامل 1/ 17، وأمالى ابن الشجرى 3/ 53وفيه تخريج، وما يحتمل الشعر من الضرورة 197، وفيه تخريج كبير، وشرح أبيات مغنى اللبيب 6/ 33، وخزانة الأدب 6/ 3و 11/ 421، وفى المطبوعتين فقط: «فظلت» وهى توافق جميع المصادر، ولكن يبدو لى أنها من عمل المحقق، وفى ف والمطبوعتين: «كمن تزبّى»، وفى المغربيتين «كالذ زبّا». والزّبية: مصيدة الأسد، ولا تتّخذ إلا فى قلّة، أو رابية، أو هضبة. [من الكامل].
(5) فى ع: (كالذى)، وإسقاط «زبى»، وفى ف: «كاللذى تزبى زبية، وروى كالذى زبّا»، وفى المطبوعتين «كالّلذتزبّى»، وفى م كتب فى الهامش ما يفيد أن ذلك يخالف العروض، وأن ذلك لغة واحدة، وفى ص والمغربيتين: «كالذى زبّا» مثل الرواية الثانية فى ف، فحذفت الياء ليستقيم الأسلوب والوزن.
(6) البيت فى أمالى ابن الشجرى 3/ 59وفيه تخريج، وخزانة الأدب 6/ 6
وفى ص: «فقلت»، وهو خطأ.
(7) الرجز فى اللسان فى [لنا]، ولم أعثر عليه فى غيره.
(8) فى ص: «عزار»، وفى ف: «شرقن»، وهو تصحيف فيهما، وفى اللسان:
«من أنوق خيار».(2/1056)
وحذف الموصول، وترك الصلة، كما قال يزيد بن مفرّغ (1):
[الطويل]
عدس ما لعبّاد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق (2)
أراد: «وهذا الذى تحملين» فحذف (3).
وحذف اسم «لكنّ»، و «إنّ» (4)، كما قال (5) بعضهم (6):
[الطويل]
ولكنّ من لا يلق أمرا ينوبه ... بعدّته ينزل به وهو أعزل
فحذف الهاء من «لكنه» لأنه قد جازى ب «من»، ولو أعمل فيها «لكنّ» لم يجز أن يجازى (7) بها.
__________
والصّرار: الخيط الذى تشد به التوادى على أطراف الناقة، وصررت الناقة، شددت عليها الصرار وهو خيط يشد فوق الخلف لئلا يرضعها ولدها.
(1) هو يزيد بن ربيعة وقيل: ابن زياد بن مفرّغ الحميرى، يكنى أبا عثمان، ولقّب جده مفرّغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه كله فشربه كله حتى فرّغه، وقد طعن النسابون فى نسبته إلى حمير، وكان يصحب عباد بن زياد فجرت بينهما وحشة فحبسه عباد، فكان يهجوه وهو فى السجن، ولابن مفرغ هجو مقذع، ومديح، ونظمه سائر. ت 69هـ.
طبقات ابن سلام 2/ 686، والشعر والشعراء 1/ 360، والأغانى 18/ 258، والاشتقاق 529، وأمالى الزجاجى 41، ووفيات الأعيان 6/ 342، وجمهرة أنساب العرب 436، ومعجم الأدباء 20/ 43، وخزانة الأدب 4/ 325، وسير أعلام النبلاء 3/ 522وما فيه من مصادر.
(2) ديوان يزيد بن مفرغ 170، وفيه تخريج ممتاز، وانظره فى المحتسب 2/ 94، ومعانى القرآن 1/ 138. وعدس: زجر للبغلة، وقد جعله هنا اسما للبغلة، وانظر ما قيل عن البيت فى كتب النحو وذلك لأن فيها كلاما طويلا لا أرى داعيا لذكره هنا.
(3) فى ف: «فحذف الذى».
(4) قوله: «وإن» ساقط من ع، وفى المطبوعتين فقط: «اسم إن ولكن».
(5) فى ف: «كما قال الشاعر»، وفى المطبوعتين فقط: «كما قال».
(6) البيت لأمية بن أبى الصلت كما فى الكتاب 3/ 73، وخزانة الأدب 10/ 450، وجاء دون نسبة فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 346، وأمالى ابن الشجرى 2/ 19ووجدته فى ديوانه 250
(7) فى الكتاب: «فزعم الخليل أنه إنما جازى حيث أضمر الهاء»، وفى أمالى ابن الشجرى 2/ 18قيل عن بيت مشابه آخذ منه المطلوب وهو: «دل على أن «من» شرطية، وإذا كانت شرطية لم يكن بدّ من الفصل بينها وبين «إن» لأن أسماء الشرط حكمها حكم أسماء الاستفهام، فى أن العامل فيها يقع بعدها، كقولك: أيّهم تكرم أكرم».(2/1057)
ومثله قول الآخر (1):
[الخفيف]
إنّ من يدخل الكنيسة يوما ... يلق فيها جآذرا وظباء
أراد: «إنه»
ويبدلون من الحروف السالمة حروف المدّ واللّين، وأنشدوا (2):
[البسيط]
لها أشارير من لحم تتمّره ... من الثّعالى ووخز من أرانيها
أراد: «من الثعالب» و «من أرانبها».
ويليّنون الهمزة، وذلك كثير جدا جائز فى المنثور الفصيح (3).
وله حذف ألف الاستفهام، كما قال الأخطل (4):
[الكامل]
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظّلام من الرّباب خيالا؟
وهذا ردئ فى المنثور جدا.
__________
(1) البيت نسب إلى الأخطل فى هامش كتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 346بناء على أن المحققين قرآه فى ملحق ديوانه، وإننى لم أعثر عليه فى ديوانه الذى صنعه السكرى، وهو للأخطل أيضا فى خزانة الأدب 1/ 457و 458، وذكر فى 5/ 420و 9/ 155و 10/ 448، بالإحالة على السابق، وشرح أبيات مغنى اللبيب 1/ 185و 186، وجاء دون نسبة فى أمالى ابن الشجرى 2/ 19، وذكر محققه الفاضل أنه لم يجده مثلى فى ديوانه صنعة السكرى، ثم خرّجه من حيث أماكن وجوده.
ومن أجل ذلك فإننى أتصور أن الديوان المذكور فيه البيت ذكر نسبته إلى الأخطل من بعض من ذكروا، وإن كان ليس للأخطل، وقد أكون مخطئا فى تصورى.
(2) البيت نسب فى الكتاب 2/ 272إلى رجل من بنى يشكر، وفى هامشه ذكر أنه أبو كاهل اليشكرى، وفيه تخريج البيت، وكذلك نسب فى هامش ما يجوز للشاعر فى الضرورة 277، ولكنه خرّج تخريجا ممتازا، وفيه ذكر أنه يقال إنه للنمر بن تولب، ولم أجده فى ديوانه، وكذلك قيل فى ما يحتمل الشعر من الضرورة 157، والبيت فى الشعر والشعراء 1/ 101، والموشح 155، والعقد الفريد 5/ 355، ولزوم مالا يلزم 1/ 38، وسر الفصاحة 72، وجاء الشطر الثانى فى الصناعتين 151، والشطر الأول فى هامشه، وفى الجميع ما عدا سر الفصاحة نسب فى الهامش إلى أبى كاهل اليشكرى. والأشارير جمع إشرارة: وهى القطعة من اللحم يجفف للادخار. تتمره: تجففه وتيبسه.
والوخز: الشىء القليل.
(3) فى ف: «الصحيح»، وفى المطبوعتين فقط: «والفصيح».
(4) ديوان الأخطل 1/ 105، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 1/ 346(2/1058)
ونقصان الجموع عن أوزانها لضرورة القافية، كما قال رؤبة (1):
[الرجز]
حتّى إذا بلّت حلاقيم الحلق (2)
يريد: «الحلوق».
وترك صرف ما ينصرف لأنه يحذف منه التنوين، وهو يستحقّه، وهو غير جائز عند البصريين، إلا أنه قد جاء فى / الشعر، قال عباس بن مرداس يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3):
[المتقارب]
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس فى مجمع (4)
وعلى هذا المذهب قال أبو نواس (5):
[الكامل]
عبّاس عبّاس إذا احتدم الوغى ... والفضل فضل والرّبيع ربيع (6)
ويروى: «إذا حضر الوغى».
والفراء يرى ترك الصرف لعلة واحدة، وهى التعريف، والبصريون يخالفونه فى ذلك ويأبونه.
ومن أقبح الحذف حذف حركة الإعراب للضرورة، وأنشدوا (7) فى
__________
(1) الرجز فى اللسان فى [حلق]، ولكنه غير منسوب إلى رؤبة، وهو من إنشاد الفارسى، ولم أعثر عليه فى أى مصدر من مصادرى الكثيرة.
(2) فى اللسان: «حتى إذا ابتلّت».
(3) البيت جاء فى الشعر والشعراء 1/ 101منفردا، وفيه 1/ 300ضمن ثلاثة أبيات و 2/ 748 ضمن خمسة أبيات، وفى الأغانى 14/ 308ضمن ستة أبيات، والعقد الفريد 1/ 277ضمن ثلاثة أبيات و 5/ 357وحده، وزهر الآداب 2/ 939ضمن ثلاثة أبيات، ومفردا فى ما يحتمل الشعر من الضرورة 47، وكتاب ما يجوز للشاعر فى الضرورة 193، والموشح 144، وتحرير التحبير 251، وسر الفصاحة 73، وفى سمط اللآلى 1/ 33ضمن أربعة أبيات، ونهاية الأرب 17/ 340ضمن سبعة أبيات، وصنعة الشعر 174وغير ذلك كثير من كتب الشواهد اللغوية، وفى البعض اختلاف يسير، ووجدته بآخرة فى ديوانه 112
(4) فى ص: «المجمع» وقد جاء هكذا فى بعض المصادر السابقة.
(5) ديوان أبى نواس 463، وقد سبق فى باب التجنيس ص 532
(6) فى ص: «إذا احتدم الورى»، وفى ف: «إذا اقتحم».
(7) انظر هذا الإنشاد لهذا العيب فى الشعر والشعراء 1/ 98، والكتاب 4/ 204، والنوادر(2/1059)
ذلك لامرئ القيس (1):
[السريع]
فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
وقال (2) الفرزدق (3):
[السريع]
رحت وفى رجليك ما فيهما ... وقد بدا هنك من المئزر
وزعم قوم أن الرواية الصحيحة فى قول امرئ القيس «فاليوم (4) أسقى»، وبذلك كان المبرد يقول (5)، وقال آخرون: بل خاطب نفسه كما يخاطب غيره فقال: «فاليوم (6) فاشرب»، وفى بيت الفرزدق:
وقد بدا ذاك من المئزر
كناية عن «الهن»، وهذا مما يسمع، ويحكى، ولا يقاس عليه البتّة.
هذا صدر جيد مما علمته يجوز للشاعر من الحذف والنقصان.
والذى يجوز له من الزيادات أنا ذاكر منه أيضا ما وسعته قدرتى إن شاء الله، فمن ذلك صرف ما لا ينصرف، وإجراء المعتل مجرى الصحيح، فيعرب فى
__________
فى اللغة 187و 188، والموشح 150، والعقد الفريد 5/ 356، والوساطة 5، وسر الفصاحة 73، وما يحتمل الشعر من الضرورة 139، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 225، وغير ذلك كثير جدا
(1) ديوان امرئ القيس 122، برواية «فاليوم أسقى». وغير مستحقب: غير محتمل إثما.
والواغل: الداخل على من يشربون ولم يدع.
(2) فى ع والمطبوعتين: «ومثله للفرزدق»، وفى ف والمغربيتين: «وقول».
(3) ليس فى ديوان الفرزدق، ولكنه نسب إليه فى الشعر والشعراء 1/ 100، وأمالى ابن الشجرى 2/ 235و 238، وفى هامشه ذكر أنه ينسب إلى الفرزدق، وإلى الأقيشر، وإلى ابن قيس الرقيات، وفيه تخريج واسع يحسن الرجوع إليه، ونسب إلى الأقيشر فى التنبيه على حدوث التصحيف 77، وفى 78أنكر الأصمعى هذه النسبة، وجاء دون نسبة فى الكتاب 4/ 203، وفى هامشه ذكر أنه للأقيشر، وفيه تخريج بسيط، وما يحتمل الشعر من الضرورة 140، وفى هامشه ذكر الاختلاف فى نسبته، وفيه تخريجه.
(4) انظرها فى الديوان 122، والشعر والشعراء 1/ 98
(5) الكامل 1/ 244
(6) انظر ذلك فى أمالى المرتضى 1/ 358و 453(2/1060)
حال الرفع والخفض، تقول: هذا القاضى، ومررت بالقاضى، وزيد يقضى، ويغزو، ولا يجوز فى المنثور من الكلام، وعلى هذا قول قيس بن زهير (1):
[الوافر]
ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بنى زياد؟ (2)
كأنه يقول فى الرفع «يأتيك» بضم الياء، فلما جزم أسكنها، (3) (كما يفعل فى السالم) (3).
ومنهم من يبدل من الياء همزة، وهو قليل، / فيقول: القاضئ، والغازئ، وأنشدوا (4):
[الرجز]
يادار سلمى بدكاديك البرق ... سقيا وإن هيّجت وجد المشتئق
فهمز (5) الياء، وليس أصلها الهمز.
وله إظهار التضعيف، كقوله (6):
__________
(1) هو قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسى، كان سيد قومه، ونشأت بينه وبين الربيع بن زياد شحناء فى شأن درع ساومه فيها الربيع، ثم أخذها وفرّ بها على فرسه، فأخذ قيس إبلا لبنى زياد، فقدم بها مكة، وباعها هناك فى قصة يحسن الرجوع إليها فى مصادرها، وقيس هذا هو فارس داحس والغبراء.
النقائض 1/ 98و 3/ 383، والأغانى 11/ 92وما بعدها و 17/ 179فى ذكر نسب الربيع بن زياد والعقد الفريد 5/ 150فى حرب داحس، وأمالى ابن الشجرى 1/ 126
(2) البيت فى الكتاب 3/ 316، وكتاب النوادر 523، وأمالى ابن الشجرى 1/ 126و 127 و 328، والصناعتين 150، والمحتسب 1/ 67، ومعانى القرآن 1/ 161، والتنبيه على حدوث التصحيف 153، وما يحتمل الشعر من الضرورة 67، وكتاب الشعر 1/ 204و 2/ 440، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 158، وفى الأغانى 17/ 198، والعقد الفريد 5/ 152برواية «ألم يبلغك»، وجاء فى بعض هذه المصادر دون نسبة.
(33) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين، وفى ع والمغربيتين: «بالسالم».
(4) الرجز فى اللسان فى [شوق] دون نسبة، ولم أعثر عليه فى غيره، وفيه: «صبرا فقد هيجت شوق»، وبعده إنما أراد المشتاق فأبدل الألف همزة» وفيه تفصيل لآراء كثيرة يحسن الرجوع إليها.
(5) فى المطبوعتين فقط: «همز» بإسقاط الفاء.
(6) الرجز للعجاج فى ديوانه 155، والصناعتين 150، وجاء دون نسبة فى الكتاب 3/ 335، وكتاب النوادر فى اللغة 230، وما يحتمل الشعر من الضرورة 64، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 272، وفى الجميع نسب فى الهامش إلى العجاج، وفى هامش الكتاب زاد نسبته إلى أبى النجم العجلى، وفى الجميع تخريج للرجز.(2/1061)
[الرجز]
تشكو الوجى من أظلل وأظلل (1)
وإنما هو «الأظلّ»، وهو باطن خفّ البعير.
وتثقيل المخفّف فى وصل الكلام على نيّة من يقف على التّثقيل، وأنشدوا (2):
[الرجز]
ببازل وجناء أو عيهلّ ... كأنّ مهواها على الكلكلّ (3)
موقع كفّى راهب يصلّى (4)
فثقّل «العيهل»، وهى السريعة. و «الكلكل» فى صلة الشعر، وهما مخففان (5).
وله إدخال النون الثقيلة (6) أو الخفيفة فى الواجب، وإنما تدخل فيما ليس بواجب، نحو (7) الأمر، والنهى، والاستفهام، قال القطامى (8):
[الكامل]
وهم الرّجال وكلّ ذلك منهم ... يحزنّ فى رحب وفى متضيّق (9)
__________
(1) الوجى: الحفا. والأظلل: ما تحت منسم البعير، وإنما هو فى الأصل «الأظلّ».
(2) الرجز كله جاء دون نسبة فى كتاب النوادر فى اللغة 248، وفى مجالس ثعلب 2/ 535 و 536جاء ضمن رجز طويل تحت عنوان: «أنشدتنى الدبيريّة»، وفى هامشها نسب إلى منظور بن مرثد الأسدى، وجاء الشطران الأول والثانى فى المحتسب 1/ 102، دون نسبة، ونسب فى الهامش إلى منظور بن مرثد الأسدى، وجاء الشطر الأول فى الكتاب 4/ 170ونسب فيه إلى رجل من بنى أسد، وفى الهامش ذكر أنه منظور، وجاء فى ما يجوز للشاعر فى الضرورة 163دون نسبة، ونسب فى الهامش وجاء الشطر الثانى دون نسبة فى المعانى الكبير 1/ 218، وجاء الثانى والثالث فى اللسان فى [كلل] مع نسبتهما إلى منظور بن مرثد الأسدى.
(3) البازل: الناقة أو الجمل الداخل فى التاسعة من عمره. والمهوى: السقوط. والكلكل:
الصدر. [من النوادر بتصرف].
(4) هذا الشطر ساقط من ع وص والمغربيتين.
(5) فى المطبوعتين فقط: «مخففتان».
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «الخفيفة أو الثقيلة».
(7) فى ف: «كالأمر».
(8) ديوان القطامى 111، وفيه: «يجدون فى رحب»، وفى الهامش: «تجدن فى»،
وما هنا يناسب سياق الأبيات فى الديوان.
(9) سقطت كلمة «متضيق» من ص، وفى مكانها بياض.(2/1062)
وأنشدوا لآخر، وهو جذيمة الأبرش (1):
[المديد]
ربّما أوفيت فى علم ... ترفعن ثوبى شمالات (2)
وله إدخال الفاء فى جواب الواجب، والنصب بها على إضمار «أن» / قال طرفة (3):
[الطويل]
لنا هضبة لا ينزل الذّلّ وسطها ... ويأوى إليها المستجير فيعصما
فنصب بالفاء على الجواب.
وقال آخر (4):
[الوافر]
سأترك منزلى لبنى تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا
وقطع ألف الوصل لأنه زيادة حركة، والخزم (5) بحرف وحرفين (6)
__________
(1) هو جذيمة بن مالك، صاحب الزباء وقصير، وهو أول من حذا النعال، ووضع المنجنيق، ورفع له الشمع، وكان ينادم الفرقدين، ذهابا بنفسه، وكان يشرب قدحا، ويصب لكل نجم قدحا فى الأرض، حتى نادمه مالك وعقيل، وقيل له الأبرش بعد أن كان يقال له الأبرص، إكبارا له، وكناية عما يكره، ولما عظم أمره قيل له: جذيمة الوضاح
المحبر 299والبرصان والعرجان والعميان والحولان 94و 105و 106و 118و 330، والمعارف 108و 554و 580و 618و 641و 645و 646، والأغانى 15/ 312، والمؤتلف والمختلف 39
(2) البيت فى طبقات ابن سلام 1/ 38، والمؤتلف والمختلف 39، والأغانى 15/ 321، والكتاب 3/ 518، والمقتصد 2/ 834، وما يحتمل الشعر من الضرورة 82بنسبته إلى جذيمة فى الجميع، وجاء دون نسبة فى كتاب النوادر 536، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 160، وكتاب الشعر 2/ 392، وأمالى ابن الشجرى 2/ 565ثم نسب فى هامش الجميع.
(3) ديوان طرفة 194، وانظر ما قيل عن البيت فى الكتاب 3/ 40، وما يحتمل الشعر من الضرورة 244، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 314
(4) البيت فى الكتاب 3/ 39و 92، ونسب فى الهامش إلى المغيرة بن حبناء، وكذلك جاء فى ما يحتمل الشعر من الضرورة 241، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 313، وأمالى ابن الشجرى 1/ 427، والمقتصد 2/ 1068، وجاء فى خزانة الأدب 8/ 522، ونسب فى 524إلى المغيرة ثم قال المؤلف إنه رجع إلى ديوانه فلم يجده فيه، وجاء دون نسبة فى المتن والهامش فى المحتسب 1/ 197
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «والجزم»، انظر التعليق بعد الآتى.
(6) فى ص ومغربية «أو حرفين».(2/1063)
وأكثر من ذلك، وقد مضى (1) (2) (فيما تقدم من هذا الكتاب) (2).
وزيادة فى الجموع (3)، نحو قول الشاعر (4):
[البسيط]
تنفى يداها الحصى فى كلّ هاجرة ... نفى الدّراهيم تنقاد الصّياريف
فزاد ياء فى «الدراهم»، وياء فى «الصيارف» إن لم تكن الرواية تختلف، على أن «الدراهم» لا يضطر فيها إلى زيادة / الياء إذ كان الوزن يقوم دونها، وإن قيل فى بعض اللغات «درهام».
وله على مذهب (5) الكوفيين خاصة مدّ المقصور، وقد ألزم ابن ولّاد (6)
البصريين مدّه على مذهب سيبويه فى إشباع / الحركة.
ويجوز له التقديم والتأخير، كما قال العجير السلولى (7):
__________
(1) لم يسبق أن تحدث المؤلف عن الجزم، وإنما كان حديثه فى الزيادة عن «الخزم» فى باب الأوزان ص 277و 228وضرب أمثلة له، مثل «اشدد حيازيمك» و «لقد عجبت لقوم»
و «نحن قتلنا» الخ، ومن هنا يبدو لى أن كلمة «الجزم» فى ع والمطبوعتين فيها تصحيف، ثم إنه ليس هناك جزم بحرف وحرفين وأكثر.
(22) ما بين الرقمين ساقط من ف.
(3) فى ف: «فى الجميع»، وفى المطبوعتين فقط: «فى المجموع».
(4) هو الفرزدق، والبيت فى ديوانه 2/ 570، وانظره فى الكتاب 1/ 28، والكامل 1/ 253، وما يحتمل الشعر من الضرورة 80، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 213، وسر الفصاحة 71، وأمالى ابن الشجرى 1/ 215و 337و 2/ 322و 419، وجاء الشطر الثانى فى الخصائص 2/ 317دون نسبة، ونسبه المحقق فى الهامش إلى الفرزدق، وأشير إليه فى هامش المحتسب 1/ 258، وجاء فى كثير من الكتب غير ما ذكرت، وجاء فى بعض ما ذكرت غير منسوب، ثم نسب فى الهامش.
(5) فى المطبوعتين فقط: «مذاهب».
(6) هو محمد بن ولّاد، هكذا اشتهر، وإنما هو محمد بن الوليد بن ولّاد التميمى، يكنى أبا الحسن، صاحب التصانيف، وكان جيد الخط والضبط، وكان فيه عرج، وغلب عليه الشيب فى سنّ مبكرة. ت 298هـ.
طبقات الزبيدى 217، ومعجم الأدباء 19/ 105، وبغية الوعاة 1/ 259، وإنباه الرواة 3/ 224، والوافى بالوفيات 5/ 175
(7) هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب ابن سلول، شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية.
طبقات ابن سلام 2/ 593و 625615، والمؤتلف والمختلف 250، ومعجم الشعراء 53فى ترجمة عمرو بن الفرزدق، والأغانى 13/ 58(2/1064)
[الطويل]
وما ذاك أن كان ابن عمّى ولا أخى
ولكن متى ما أملك الضّرّ أنفع (1)
بالرفع، أراد: ولكن أنفع متى ما أملك الضر (2)
ولا أدرى ما الفرق بين هذا وبين: [الرجز]
إنّك إن يصرع أخوك تصرع (3)
حيث فرقوا بينهما، غير أنّا نسلّم لهم لما سلم من هو أثقب منّا حسّا، وأذكى خاطرا (4).
وقال عمرو بن قميئة (5):
[السريع]
لمّا رأت ساتيدما استعبرت ... لله درّ اليوم من لامها (6)
__________
(1) البيت بنصه هنا فى الكتاب 3/ 78، وجاء فى الأغانى 13/ 71هكذا.
ولست بمولاه ولا بابن عمّه ... ولكن متى ما أملك النفع أنفع
(2) انظر هذا فى الكتاب 3/ 78، وفيه بعد هذا: «ويكون أملك على متى فى موضع جزاء، و «ما» لغو، ولم يجد سبيلا إلى أن يكون بمنزلة «من» فتوصل، ولكنها كمهما».
(3) سبق هذا القول فى ص 1054وفى المطبوعتين سقط «إنك».
(4) فى ف: «وأذكى ذهنا».
(5) هو عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك ابن ربيعة بن نزار، كان من قدماء الشعراء فى الجاهلية، ويقال: إنه أول من قال الشعر من نزار، وهو أقدم من امرئ القيس، ولقيه امرؤ القيس فى آخر عمره، فأخرجه معه إلى قيصر لما توجه إليه، فمات معه فى طريقه، وسمّته العرب عمرا الضائع لموته فى غربة، وفى غير أرب ولا مطمع.
الشعر والشعراء 1/ 376، ومعجم الشعراء 3، والمؤتلف والمختلف 254، والأغانى 18/ 139، والمعمرون والوصايا 112، والخزانة 4/ 411و 412
(6) البيت فى الكتاب 1/ 178، وقد صدّر البيت بقوله: «ومما جاء فى الشعر قد فصل بينه وبين المجرور قول»، وفى هامشه: «والشاهد فيه إضافة «درّ» إلى «من» مع الفصل بينهما بالظرف للضرورة»، وانظر البيت وما قيل عنه فى مجالس ثعلب 1/ 125، وعيار الشعر 71، والموشح 115، وما يجوز للشاعر فى الضرورة 177، والوساطة 464، وسر الفصاحة 103، وخزانة الأدب 4/ 406و 407، ووجدت بآخرة البيت فى ديوان عمرو بن قميئة 182
وجاء البيت فى معجم ما استعجم 3/ 711، ومعجم البلدان 3/ 168، فى ساتيدما فيهما.
وساتيدما: جبل أو نهر متصل من بحر الروم إلى بحر الهند، وليس يأتى يوم من الدهر إلا سفك عليه دم فسمى بذلك.
والضمير فى «رأت» يعود على ابنته التى أخذها معه فى سفرته مع امرئ القيس.(2/1065)
وهذه أشياء من القرآن وقعت فيه بلاغة وإحكاما لا تكلفا (1) وضرورة، فإذا (2) وقع مثلها فى الشعر لم ينسب إلى قائله عجز، ولا تقصير، كما يظن من لا علم له، ولا تفتيش عنده، من ذلك أن يذكر شيئين، ثم يخبر عن أحدهما دون صاحبه اتساعا، كما قال الله (3) عز وجل: {وَإِذََا رَأَوْا تِجََارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهََا} [سورة الجمعة: 11]، أو يجعل الفعل لأحدهما، ويشرك (4) الآخر معه، أو يذكر (5) شيئا فيقرن به ما يقاربه، ويناسبه، ولم يذكره، كقوله تعالى فى أول سورة الرحمن (6): {فَبِأَيِّ آلََاءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ}، [سورة الرحمن: 13] وقد ذكر الإنسان قيل هذه الآية دون الجان، وذكر الجان بعدها.
وقال المثقّب العبدى (7):
[الوافر]
فما أدرى إذا يمّمت أرضا ... أريد الخير أيّهما يلينى (8)
أألخير الّذى أنا أبتغيه ... أم الشّرّ الّذى هو يبتغينى؟
فقال: «أيّهما» قبل أن يذكر الشر لأن كلامه يقتضى ذلك.
وأن يحذف جواب القسم وغيره، نحو قوله عز وجل (9):
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «لا تصرفا».
(2) فى المطبوعتين فقط: «وإذا».
(3) فى ع وف فقط: «الله تعالى».
(4) فى ص والمغربيتين: «وتشرك»، وفى ف: «ويشترك».
(5) فى ص والمغربيتين: «أو تذكر فتقرن».
(6) وانظر تأويل مشكل القرآن 228، والصناعتين 185
(7) هو عائذ بن محصن بن ثعلبة ابن عبد القيس، يكنى أبا عدى، وسمى المثقب ببيت قاله، وهو شاعر جاهلى، كان فى زمن عمرو بن هند.
طبقات ابن سلام 1/ 274271، والشعر والشعراء 1/ 395، والاشتقاق 329، ومعجم الشعراء 167، وسمط اللآلى 1/ 113، والخزانة 11/ 84
(8) البيتان بنصهما هنا فى الشعر والشعراء 1/ 396، وتأويل مشكل القرآن 228، والصناعتين 185، وهما فى المفضليات 292، ومعجم الشعراء 167و 168باختلاف يسير. ووجدتهما بآخرة فى ديوان المثقب العبدى 212و 213مع بعض اختلاف.
(9) انظر تأويل مشكل القرآن 223(2/1066)
{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جََاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، [سورة ق: 1و 2] وقوله: {وَالنََّازِعََاتِ غَرْقاً} [سورة النازعات: 1] إلى قوله (1): {يَوْمَ تَرْجُفُ الرََّاجِفَةُ}، [سورة النازعات: 6] فلم يأت بجواب لدلالة الكلام عليه، وقال عز وجل (2): {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللََّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}
[سورة النور: 20] أراد: لعذبكم، ونحوه (3).
ومن هذا قول امرئ القيس (4):
[الطويل]
فلو أنّها نفس تموت سويّة ... ولكنّها نفس تساقط أنفسا (5)
وقد تقدّم ذكره (6).
ومن ذلك إضمار ما لم يذكر، كقوله جلّ اسمه (7): {حَتََّى تَوََارَتْ بِالْحِجََابِ}، [سورة ص: 32] يعنى: الشمس، وقوله (8): {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}، [سورة العاديات: 4] ولم يجر للوادى ذكر.
وقال حاتم طىء (9):
[الطويل]
أماوىّ ما يغنى الثّراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر
يعنى النفس.
وأنشد ابن قتيبة عن الفراء (10):
__________
(1) انظر تأويل مشكل القرآن 224
(2) انظر تأويل مشكل القرآن 214
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «أو نحوه».
(4) ديوان امرئ القيس 107وانظره فى ص 402وسيأتى فى ص 1090
(5) فى ف والمطبوعتين فقط والديوان: «تموت جميعة»، وانظر ما قيل عن ذلك فى الصناعتين 339
(6) انظره فى باب الإيجاز ص 402وفى ف: «ذكرها».
(7) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 226
(8) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 226
(9) ديوان شعر حاتم الطائى 199، وانظره فى تأويل مشكل القرآن 227
(10) تأويل مشكل القرآن 227، وفيه تخريجه فارجع إليه، وانظره فى المحتسب 1/ 170، ومعانى القرآن 1/ 104والخزانة 3/ 364و 5/ 228226وفى بعض هذه: «إذا زجر السفيه».(2/1067)
[الوافر]
إذا نهى السّفيه جرى إليه ... وخالف، والسّفيه إلى خلاف
يعنى: جرى إلى السّفه.
وحذف «لا» من الكلام، وأنت تريدها، كقوله تعالى (1): {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمََالُكُمْ}، [سورة الحجرات: 2] (2) (أى: أن لا تحبط أعمالكم) (2).
وزياد «لا» فى الكلام، كقوله سبحانه (3): {وَمََا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ لََا يُؤْمِنُونَ}، [سورة الأنعام: 109] فزاد «لا» لأنهم لا يؤمنون، هذا قول ابن قتيبة.
وقال جلّ اسمه (4): {مََا مَنَعَكَ أَلََّا تَسْجُدَ}، [سورة الأعراف: 12] أي:
ما منعك أن تسجد.
قال (5): وإنما (6) تزاد لإباء فى الكلام، أو جحد، وقال (7): {لِئَلََّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتََابِ أَلََّا يَقْدِرُونَ عَلى ََ شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللََّهِ}، [سورة الحديد: 29] أى: ليعلم أهل الكتاب.
وقال أبو النجم (8):
[الرجز]
فما ألوم البيض ألّا تسخرا (9)
يريد: أن تسخر.
وحذف المنادى، كقوله (10): {أَلََّا يَسْجُدُوا لِلََّهِ} [سورة النمل:
25]، كأنه قال: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
__________
(1) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 225
(22) ما بين الرقمين ساقط من ع، وفى ف سقط «أعمالكم».
(3) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 244
(4) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 244
(5) تأويل مشكل القرآن 245
(6) فى المطبوعتين فقط: «وإنما تزاد «لا» فى الكلام لإباء أو جحد»، ويبدو لى أن هذا من عند من قاموا بالإشراف على الطباعة، وليس التحقيق.
(7) تأويل مشكل القرآن 245
(8) ديوان أبى النجم 121، وانظره فى تأويل مشكل القرآن 245و 304، وفيه تخريجه وانظره فى المحتسب 1/ 181، والخصائص 3/ 134
(9) فى ف والديوان: «وما ألوم»، وفى المطبوعتين: «فما ألوم النجم ألا تسهرا» يريد أن تسهرا».
(10) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 223و 306، ومجاز القرآن 2/ 93ومعانى القرآن للفراء 2/ 290، والتبيان فى إعراب القرآن 2/ 1007ومعانى القرآن للأخفش الأوسط 2/ 465، وكتاب الشعر 1/ 66وأمالى ابن الشجرى 2/ 69و 410ومشكل إعراب القرآن 2/ 147(2/1068)
وقال ذو الرمة فى مثل ذلك (1): [الطويل]
ألا يا اسلمى يا دارمىّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر
وأن تخاطب الواحد بخطاب الاثنين أو الجماعة، أو تخبر عنه / كقوله تعالى (2): {إِنَّ الَّذِينَ يُنََادُونَكَ مِنْ وَرََاءِ الْحُجُرََاتِ}، [سورة الحجرات: 4] وإنما كان رجلا واحدا.
وقوله (3): {أَلْقِيََا فِي جَهَنَّمَ}، [سورة ق: 24] وإنما يخاطب ملك (4)
النار، وقيل: بل أراد: ألق، ألق، فثنى الفعل.
وقوله (5): {فَلََا يُخْرِجَنَّكُمََا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى ََ}، [سورة طه: 117] فخاطب الاثنين بخطاب الواحد.
وقوله (6): {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمََا}، [سورة التحريم: 4].
وقوله: {وَأَلْقَى الْأَلْوََاحَ}، [سورة الأعراف: 150] وهما لوحان فيما زعم المفسرون، حكاه (7) ابن قتيبة.
وأن يصف الجماعة بصفة الواحد، كقوله (8): {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا} (9) [سورة المائدة: 6].
ومن غرائب هذا الباب أن يأتى المفعول بلفظ الفاعل، كقوله تعالى (10):
{لََا عََاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللََّهِ}، [سورة هود: 43] أى: لا معصوم.
__________
(1) ديوان ذى الرمة 1/ 559، وقد سبق البيت فى باب التتميم ص 654وسيأتى فى 1126
(2) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 283
(3) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 422
(4) فى المطبوعتين فقط: «مالك خازن النار».
(5) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 290
(6) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 283، وانظر هامشه.
(7) تأويل مشكل القرآن 283
(8) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 285
(9) سقط قوله: «فاطهروا» من ع وص والمطبوعتين، واعتمدت ما فى ف والمغربيتين لموافقته الاستشهاد فى تأويل مشكل القرآن.
(10) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 296، وانظر هذا الموضوع بشواهده الشعرية فى حلية المحاضرة 2/ 13(2/1069)
وكذلك قوله (1): {مِنْ مََاءٍ دََافِقٍ}، [سورة الطارق: 6] أى: مدفوق.
وقوله (2): {فِي عِيشَةٍ رََاضِيَةٍ}، [سورة الحاقة: 21وسورة القارعة: 7] أى: مرضىّ بها.
وقوله (3): {وَجَعَلْنََا آيَةَ النَّهََارِ مُبْصِرَةً}، [سورة الإسراء: 12] أى:
مبصرا فيها.
وأن يأتى الفاعل بلفظ المفعول به، كقوله تعالى (4): {كََانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}، [سورة مريم: 61] أى: آتيا (5).
وقد جاء الخصوص بمعنى العموم فى قوله تعالى (6): {يََا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبََاتِ وَاعْمَلُوا صََالِحاً}، [سورة المؤمنون: 51].
ومن / الحمل على المعنى قوله تعالى: {وَكَذََلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلََادِهِمْ شُرَكََاؤُهُمْ} [سورة الأنعام: 137]، كأنه قيل: من (7)
زيّنه؟ فقيل: شركاؤهم.
والحمل على المعنى فى الشعر كثير، ومن أنواعه: التذكير، والتأنيث، ولا يجوز أن يؤنث مذكّرا على الحقيقة من الحيوان، ولا أن (8) يذكّر مؤنثا، قال ابن أبى ربيعة المخزومى (9):
__________
(1) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 296
(2) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 296
(3) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 296
(4) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 298، وانظر هذا الموضوع بشواهده الشعرية فى حلية المحاضرة 2/ 13
(5) فى ف بعد هذا التفسير: {حِجََاباً مَسْتُوراً} أى ساترا».
(6) انظرها فى تأويل مشكل القرآن 282. وفى ف: «قوله تعالى».
(7) هذا التفسير تجده فى الكشاف 2/ 54، وانظر فيه كلاما كثيرا فى توجيه قراءة فيها، وانظر تأويل مشكل القرآن 208وما فى هامشه.
(8) فى ص: «وأن لا يذكر مؤنث»، وفى ف: «ولا أن تذكر».
(9) ديوان عمر بن أبى ربيعة 100، وانظر ما قيل عن البيت فى عيون الأخبار 2/ 158، والكامل 2/ 250، والكتاب 3/ 566، وما يحتمل الشعر من الضرورة 257، والمسلسل 161،(2/1070)
[الطويل]
فكان مجنّى دون من كنت أتّقى ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر
فأنث الشخوص على المعنى.
وكلّ جمع مكسر جائز تأنيثه، وإن كان واحده مذكرا حقيقيا (1)، ومما أنّث من المذكر حملا على اللفظ قول الشاعر، أنشده الكسائى (2):
[الوافر]
أبوك خليفة ولدته أخرى ... وأنت خليفة ذاك الكمال
ومثل هذا فى الشعر كثير موجود.
* * * __________
وفى الكامل قيل: «وقوله: ثلاث شخوص، والوجه، ثلاثة أشخص، ولكنه لما قصد إلى النساء أنّث على المعنى، وأبان ما أراد بقوله: كاعبان ومعصر».
(1) وكذلك يجوز مع جمع التكسير تذكير الفعل وتأنيثه، فمن الأول قوله تعالى: {وَقََالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} ومن الثانى قوله تعالى: {قََالَتِ الْأَعْرََابُ آمَنََّا}.
(2) البيت فى معانى القرآن 1/ 208دون نسبة، وجاء فى اللسان فى [خلف]، وهو من إنشاد الفراء، وبعد البيت قيل: «قال: ولدته أخرى لتأنيث اسم الخليفة، والوجه أن يكون ولده آخر».(2/1071)
باب السرقات وما شاكلها (7)
وهذا / باب متّسع جدا، لا يقدر أحد من الشعراء أن يدعى السلامة منه، وفيه أشياء غامضة، إلا عن البصير الحاذق بالصناعة، وأخر فاضحة لا تخفى عن الجاهل المغفّل.
وقد أتى الحاتمىّ / فى «حلية المحاضرة» (1) بألقاب محدثة، تدبرتها، ليس لها محصول إذا حقّقت: كالاصطراف، والاجتلاب، والانتحال، والاهتدام، والإغارة، والمرافدة، والاستلحاق، وكلها قريب من قريب، قد استعمل بعضها فى مكان بعض، غير أنى ذاكرها على ما خيّلت فيما بعد.
وقال الجرجانى (2) وهو أصحّ مذهبا، وأكثر تحققا من كثير ممن نظر فى هذا الشأن: ولست تعدّ من جهابذة الكلام، ونقّاد (3) الشعر حتى تميّز بين أصنافه وأقسامه، وتحيط علما برتبه ومنازله، فتفصل بين السّرق والغصب، وبين الإغارة والاختلاس، وتعرف الإلمام من الملاحظة، وتفرق بين المشترك الذى لا يجوز ادعاء السّرق فيه، والمبتذل الذى ليس واحد أولى به من الآخر، وبين المختص الذى حازه المبتدىء فملكه، وأحياه (4) السابق فاقتطعه.
وقال عبد الكريم: قالوا (5): السّرق فى الشعر ما نقل معناه دون لفظه، وأبعد فى أخذه، على أن من الناس من يبعد (6) ذهنه إلا عن مثل بيت امرئ القيس، وطرفة، حين لم يختلفا إلا فى القافية، فقال / أحدهما: «وتجمل»،
__________
(7) حلية المحاضرة 2/ 28، والصناعتين 196، وعيار الشعر 123، والوساطة 183، والموشح، والمنصف، وقراضة الذهب، ودلائل الإعجاز 468، ومعاهد التنصيص 4/ 1094، وكفاية الطالب 141
(1) انظر حلية المحاضرة 2/ 9728
(2) الوساطة 183
(3) فى ع والمطبوعتين: «ولا من نقاد»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق الوساطة.
(4) فى ص وف: «واجتناه»، وفى المغربيتين: «وجناه» وفى المطبوعتين: «واجتباه»، وما فى ع والمغربيتين يوافق الوساطة.
(5) لم أعثر على هذا القول فى الممتع.
(6) فى المطبوعتين فقط: «من بعد».(2/1072)
وقال الآخر: «وتجلّد»، ومنهم من يحتاج إلى دليل من اللفظ مع المعنى، ويكون الغامض عندهم بمنزلة الظاهر، وهم قليل.
والسّرق أيضا إنما هو فى البديع المخترع الذى يختص به الشاعر، لا فى المعانى المشتركة التى هى جارية فى عاداتهم، ومستعملة فى أمثالهم ومحاوراتهم / مما ترتفع الظّنّة فيه عن الذى يورده أن يقال: إنه أخذه من غيره.
قال: واتكال الشاعر على السرقة بلادة وعجز، وتركه كلّ معنى سبق إليه جهل، ولكن المختار عندى أوسط الحالات.
وقال (1) بعض الحذّاق من المتأخرين: من أخذ معنى بلفظه كما هو كان سارقا، فإن غيّر بعض اللفظ كان سالخا، فإن غيّر بعض المعنى ليخفيه، أو قلبه عن وجهه، كان ذلك دليل حذقه.
وأما ابن وكيع فقدم (2) فى صدر كتابه على أبى الطيب مقدّمة لا يصح لأحد معها شعر، إلا للصدر (3) الأول، إن سلّم ذلك لهم، وسمّى كتابه «المنصف»، مثل ما سمّى اللديغ سليما، وما أبعد الإنصاف منه!!
الاصطراف (4): أن يعجب الشاعر بيت من الشعر فيصرفه / إلى نفسه، فإن صرفه إليه على جهة المثل فهو «اجتلاب» (5) و «استلحاق»، فإن (6) ادعاه جملة فهو «انتحال»، ولا يقال «منتحل» إلا لمن ادعى شعرا لغيره، وهو يقول الشعر، (7) (فأما إن كان لا يقول الشعر) (7) فهو «مدّع» غير منتحل، وإن (8) كان الشعر لشاعر حىّ أخذ منه غلبة فتلك «الإغارة» و «الغصب»، وبينهما فرق
__________
(1) انظر هذا القول فى الصناعتين 197باختلاف يسير.
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «فقدم قدم».
(3) فى ص والمطبوعتين فقط: «الصدر».
(4) انظره فى حلية المحاضرة 2/ 9229، وفى ع والمطبوعتين فقط: «والاصطراف».
(5) فى المطبوعتين فقط: «اختلاب».
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «وإن».
(77) ما بين الرقمين ساقط سهوا من ص، وفى ع: «فأما من لا يقول»، وفى ف والمطبوعتين: «وأما» واعتمدت ما فى المغربيتين.
(8) فى ع وف فقط: «فإن».(2/1073)
أذكره فى موضعه إن شاء الله. فإن أخذه هبة فتلك «المرافدة»، ويقال «الاسترفاد»، فإن كانت السرقة فيما دون البيت فذلك (1) «الاهتدام»، ويسمّى أيضا «النّسخ».
فإن تساوى المعنيان دون اللفظ، وخفى الأخذ فذلك هو (2) «النظر» و «الملاحظة»، وكذلك إن تضادّا، ودلّ أحدهما على الآخر، ومنهم من يجعل هذا «الإلمام» (3)، فإن حوّل المعنى من نسيب إلى مدح (4)، (5) (أو فخر، أو هجاء، أو من أحدهما إلى الآخر) (5) فذلك هو (6) «الاختلاس»، / ويسمّى أيضا «نقل المعنى».
فإن أخذ بنيّة الكلام فقط فتلك «الموازنة»، فإن جعل مكان كل لفظة ضدها فذلك هو «العكس».
فإن صح أن الشاعر لم يسمع بقول الآخر، وكانا فى عصر واحد، فتلك «المواردة»، فإن (7) ألّف البيت من أبيات قد ركّب / بعضها من بعض فذلك هو «الالتقاط» و «التلفيق»، وبعضهم يسميه «الاجتذاب» و «التركيب».
ومن هذا الباب كشف المعنى والمجدود من الشعر، وسوء الاتباع، وتقصير الآخذ عن المأخوذ منه، وسأورد عليك مما رويته، أو تأدّى إلىّ فهمه لكل واحد من هذه الألقاب مثالا يعرفه العالم، ويقتدى به المتعلم، إن شاء الله.
أما الاصطراف (8) فيقع من الشعر على نوعين: أحدهما:
الاجتلاب (9)، وهو الاستلحاق أيضا، كما قدمت، والآخر: الانتحال (10).
__________
(1) فى ع: «فذلك هو»، وفى ف: «فهو اهتدام».
(2) سقط الضمير «هو» من المطبوعتين فقط.
(3) فى ص: «الإلهام».
(4) فى المطبوعتين فقط: «مديح».
(55) ما بين الرقمين ساقط من المطبوعتين فقط، وفى ف: «إلى آخر».
(6) سقط الضمير «هو» من ف والمطبوعتين فقط.
(7) فى المطبوعتين فقط: «وإن».
(8) انظر حلية المحاضرة 2/ 61
(9) انظر الاجتلاب والاستلحاق فى حلية المحاضرة 2/ 58
(10) انظر الانتحال فى حلية المحاضرة 2/ 30(2/1074)
فأما الاجتلاب فنحو قول النابغة الذبيانى (1):
[الطويل]
وصهباء لا تخفى القذى وهو دونها ... تصفّق فى راووقها حين تقطب
تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
فاستلحق الفرزدق البيت الأخير، فقال (2):
[الطويل]
وإجّانة ريّا السّرور كأنّها ... إذا غمست فيها الزّجاجة كوكب (3)
تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
وربما أخذ الشاعر البيتين على الشريطة التى قدمت فلا يكون بذلك بأس، كما قال عمرو ذو الطوق (4):
[الوافر]
صددت الكأس عنّا أمّ عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا (5)
وما شرّ الثّلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الّذى لا تصبحينا
فاستلحقهما عمرو بن كلثوم، فهما فى قصيدته (6). وكان أبو عمرو / بن العلاء وغيره لا يرون ذلك عيبا.
__________
(1) لم أجدهما فى ديوان النابغة الذبيانى ولا فى الشعر المنسوب إليه فى الديوان، وهما فى حلية المحاضرة 2/ 58باختلاف يسير، وجاء هذا فى كفاية الطالب 147نقلا عن العمدة.
(2) البيت الأول جاء أول ثلاثة أبيات فى ديوان الفرزدق 1/ 15، ليس بينها قوله: «تمززتها»
وفيه اختلاف يسير، وتجد البيتين فى حلية المحاضرة 2/ 58، وكذلك فى كفاية الطالب 147
(3) الإجانة: وعاء من الفخار.
(4) هو عمرو بن عدى بن نصر هو أول ملوك الحيرة، ملك بعد خاله جذيمة الأبرش، وهو قاتل الزباء، كما أنه أبو ملوك الحيرة بأسرهم، وأطلق عليه ذو الطوق لأن أمه كانت تلبسه طوقا فلما رآه خاله على تلك الحال وقد ظهرت لحيته قال: شب عمرو عن الطوق. فصارت مثلا.
المحبر 358والمعارف 618و 646، ومعجم الشعراء 10، ومن اسمه عمرو من الشعراء 72 والأغانى 15/ 322312
(5) البيتان دون اختلاف ينسبان إلى عمرو بن عدى فى معجم الشعراء 11ومن اسمه عمرو 72 عن رواية المفضل، وجاءا فى الأغانى 15/ 314دون اختلاف وبذات النسبة، ثم قيل فيه: وزعم بعض الرواة أن هذا الشعر لعمرو بن معديكرب، وجاءا باختلاف يسير جدا فى أول البيت الأول فى رسالة الغفران 278، وبذات النسبة، وذكر فيه أن عمرو بن كلثوم أخذهما فحسّن بهما كلامه، واستزادهما فى أبياته.
(6) إنهما ليسا فى قصيدته الموجودة فى شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات 427371، ولكنهما فى القصيدة فى جمهرة أشعار العرب 1/ 390، باختلاف يسير فى أول البيت الأول.(2/1075)
وقد يصنع المحدثون مثل هذا، قال زياد الأعجم (1):
[الطويل]
أشمّ إذا ما جئت للعرف طالبا ... حباك بما تحنو عليه أنامله
ولو لم يكن فى كفّه غير نفسه ... لجاد بها فليتّق الله سائله (2)
ويروى هذا الشعر لأخت يزيد بن الطثرية (3)، فاستلحق (4) البيت الأخير أبو تمام، فهو فى شعره (5).
فأما (6) قول جرير للفرزدق، وكان يرميه بانتحال شعر أخيه الأخطل بن غالب (7):
[الوافر]
ستعلم من يكون أبوه قينا ... ومن كانت قصائده اجتلابا
فإنما وضع الاجتلاب موضع السّرق والانتحال لضرورة القافية، هكذا ذكر العلماء من هؤلاء المحدثين (8).
فأما الجمحىّ فقال (9): من السرقات ما يأتى على سبيل المثل ليس اجتلابا، مثل قول أبى الصّلت بن أبى ربيعة الثقفى (10):
__________
(1) البيتان فى وفيات الأعيان 6/ 375، وينسبان فيه إلى زينب بنت الطثرية، ثم قيل فيه:
وينسب هذان البيتان إلى زياد الأعجم أيضا، ثم قيل فيه: والبيت الثانى منهما يوجد فى ديوان أبى تمام الطائى فى قصيدته التى أولها: أجل أيها الربع، والثانى وحده فى لباب الآداب 2/ 70بنسبته إلى الباهلى وفى هوامشه ذكر أنه ينسب إلى زهير وإلى بكر بن النطاح، وانظرهما فى كفاية الطالب 148 لزياد الأعجم.
(2) فى ع ووفيات الأعيان: «فى كفه غير روحه».
(3) انظر التعليق حول تخريج البيتين، ولأخت يزيد قصيدة فى الأمالى 2/ 85، وشرح ديوان الحماسة 3/ 1046من نفس الوزن والقافية ليس فيها البيتان.
(4) فى المطبوعتين فقط: «واستحلق».
(5) انظره فى ديوان أبى تمام 3/ 29
(6) فى ع والمطبوعتين فقط: «وأما».
(7) ديوان جرير 2/ 814، وانظر ما قيل عنه فى حلية المحاضرة 2/ 29و 58، فى هذا الشأن، وانظره فى كفاية الطالب 148، وهناك اختلاف يسير فى الديوان، ولكن المؤلف اعتمد رواية حلية المحاضرة.
(8) انظر هذا فى حلية المحاضرة 2/ 29و 58
(9) طبقات ابن سلام 1/ 58، وهو بالمعنى هنا، وانظر الخبر فى حلية المحاضرة 2/ 59
(10) هو أبو الصلت بن أبى ربيعة، من شعراء الطائف الذين قال ابن سلام فى شعرهم:
«وبالطائف شعر وليس بالكثير، وهو أبو أمية، وكان أبو الصلت يمدح أهل فارس حين قتلوا الحبشة».
طبقات ابن سلام 1/ 259و 260، وجاء ذكره فى ترجمة ابنه فى الشعر والشعراء 1/ 461(2/1076)
[البسيط]
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (1)
ثم قاله بعينه الجعدى (2) لما أتى موضعه، فبنو عامر ترويه للجعدى، والرواة مجمعون أنه لأبى الصلت، فقد ذهب الجمحى فى الاجتلاب مذهب جرير أنه انتحال، ولم أر محدثا غيره يقول هذا القول.
والانتحال (3) عندهم قول جرير (4):
[الكامل]
إنّ الّذين غدوا بلبّك غادروا ... وشلا بعينك لا يزال معينا (5)
غيّضن من عبراتهنّ وقلن لى ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا (6)
فإن الرواة مجمعون على أن البيتين للمعلوط السعدى (7)، انتحلهما جرير.
__________
(1) البيت لأبى الصلت فى طبقات ابن سلام 1/ 58و 262، والشعر والشعراء 1/ 462، وفى المعانى الكبير 2/ 1026نسب إلى الجعدى، ثم قيل: «وقيل: هو لأبى الصلت» وجاء فى العقد الفريد 2/ 24آخر قصيدة لأبى الصلت، وفى أمالى ابن الشجرى 1/ 259و 260جاء آخر القصيدة، وقيل فى تصديرها إنها لأبى الصلت، وقيل: إن قائلها هو أمية بن أبى الصلت، وجاء آخر القصيدة ذاتها فى الأغانى 17/ 312و 313، وتنسب فيه لأمية بن أبى الصلت وجاء فيه فى 302بذات النسبة ثانى بيتين، وتكرر ذكره فى حلية المحاضرة 2/ 59لأبى الصلت وغيره.
(2) ديوان النابغة الجعدى 112، وانظره فى طبقات ابن سلام 1/ 59، والمعانى الكبير 2/ 1026، وحلية المحاضرة 2/ 59
(3) فى ف: «وأما الانتحال».
(4) ديوان جرير 1/ 386باختلاف فى الترتيب، وهما لجرير فى الكامل 2/ 261، والعقد الفريد 6/ 24و 34، والأول فى 57، والأغانى 16/ 320316، وفيه عن ابن قتيبة أنهما للمعلوط، وأن جريرا سرقهما، وحلية المحاضرة 1/ 376، ثم قال: هذان البيتان للمعلوط السعدى، وإنما انتحلهما جرير، والثانى وحده لجرير فى أمالى ابن الشجرى 1/ 409
(5) الوشل بفتح الواو والشين: الدمع سواء كان قليلا أو كثيرا.
(6) غيضن: نقضن
(7) لم أجد من ينسبهما أو أحدهما إلى المعلوط إلا فى الشعر والشعراء 1/ 67، وحلية المحاضرة 2/ 32، وهذا يتعارض مع الأول فى 1/ 376، والثانى ثالث عشرة أبيات للمعلوط فى الأمالى 3/ 80، وثانى ثلاثة أبيات له فى شرح ديوان الحماسة 3/ 1382، وآخر بيتين له فى الوساطة 194(2/1077)
وانتحل (1) أيضا قول طفيل الغنوى (2):
[الطويل]
ولمّا التقى الحيّان ألقيت العصا ... ومات الهوى لمّا أصيبت مقاتله
/ ولذلك يقول (3) الفرزدق (4):
[الكامل]
إن تذكروا كرمى بلؤم أبيكم ... وأوابدى تتنحّلوا الأشعارا
وكانا يتقارضان الهجاء، ويعكس كلّ واحد منهما المعنى على صاحبه، وليس ذلك عيبا فى المناقضات.
ولما قال الفرزدق فى بنى ربيع (5):
[الطويل]
تمنّى ربيع أن يجىء صغارها ... بخير، وقد أعيا ربيعا كبارها
أخذه البعيث بعينه فى بنى كليب رهط جرير، فقال الفرزدق: (6)
[الوافر]
إذا ما قلت قافية شرودا ... تنحّلها ابن حمراء العجان
يعنى: البعيث، وكان ابن سرّيّة (7).
__________
(1) هذا القول تجده فى حلية المحاضرة 2/ 32
(2) ديوان جرير 2/ 964، وهو لجرير فى طبقات ابن سلام 1/ 380و 413، والفاضل 109، والأغانى 8/ 6
(3) فى المطبوعتين فقط: «قال».
(4) ديوان الفرزدق 2/ 448، وحلية المحاضرة 2/ 30، وفيهما جاء البيت هكذا:
لن تدركوا كرمى بلؤم أبيكم ... وأوابدى بتنحّل الأشعار
وهو كذلك فى اللسان فى [أبد].
(5) ديوان الفرزدق 1/ 338، ودلائل الإعجاز 469، باختلاف يسير فى أوله فيهما.
(6) لم أجده فى ديوان الفرزدق فى طبعتيه: طبعة الصاوى، وطبعة دار صادر، وهو فى طبقات ابن سلام 1/ 327، ودلائل الإعجاز 469، وكتب فى هامشه: هو فى ديوانه، ولعل الأصل فى هذا القول «هو ليس فى ديوانه» ليوافق ما جاء فى هامش الطبقات، وفى هامش الدلائل ذكر أنه فى النقائض 125، وانظره فى كفاية الطالب 149، والقافية الشرود: هى السائرة فى البلاد.
(7) السّرّيّة: الجارية المتخذة للملك والجماع. انظر اللسان فى [سرر].(2/1078)
وأما قول البحترىّ (1):
[الطويل]
رمتنى غواة الشّعر من بين مفحم ... ومنتحل ما لم يقله ومدّعى (2)
فيشهد لك بما قدمت لأنه قسّمهم ثلاثة أقسام: فالأول (3): مفحم قد عجز عن الكلام، فضلا عن التحلّى بالشعر، غير أنه يتتبّع الشعراء، والثانى (4):
منتحل لأجود من شعره، والثالث: مدّع جملة، لا يحسن شيئا.
والإغارة (5): أن يصنع الشاعر بيتا، أو (6) يخترع معنى مليحا، فيتناوله من هو أعظم منه ذكرا، وأبعد صوتا، فيروى له دون قائله، كما صنع الفرزدق بجميل، وقد سمعه ينشد (7):
[الطويل]
ترى النّاس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومأنا إلى النّاس / وقّفوا
فقال له: متى كان الملك فى بنى عذرة؟! إنما هو فى مضر، وأنا شاعرها، فغلب الفرزدق / على البيت، ولم يتركه جميل، ولا أسقطه من شعره، وقد زعم بعض الرواة أنه قال له: تجاف لى عنه، فتجافى جميل عنه، والأول أصح، فما كان هكذا فهو «إغارة».
وقوم يرون / أن الإغارة أخذ اللفظ بأسره، أو المعنى بأسره، والسّرق أخذ بعض اللفظ، أو بعض المعنى، كان ذلك لمعاصر أو لقديم.
__________
(1) ديوان البحترى 2/ 1241، وانظره فى كفاية الطالب 150
(2) فى الديوان: «وقد نافستنى عصبة من مقصر»، وفى كفاية الطالب:
«وبمدعى».
(3) سقطت كلمة «فالأول» من المطبوعتين فقط.
(4) فى المطبوعتين فقط: «والآخر».
(5) انظر حلية المحاضرة 2/ 39
(6) فى المطبوعتين ومغربية: «ويخترع».
(7) البيت فى ديوان الفرزدق 2/ 567، وهو فى ديوان جميل 139، وانظر قصة سرقته المروية هنا فى حلية المحاضرة 1/ 332، و 333و 2/ 64، والأغانى 8/ 96و 9/ 342340، والموشح 173والزهرة 2/ 810وقد سبق البيت فى ص 825(2/1079)
وأما الغصب (1): فمثل صنيعه (2) بالشّمردل اليربوعى، وقد أنشد فى محفل (3):
[الطويل]
فما بين من لم يعط سمعا وطاعة ... وبين تميم غير حزّ الحلاقم (4)
فقال له (5): والله لتدعنّه، أو لتدعنّ عرضك، فقال: خذه، لا بارك الله لك فيه.
وقال ذو الرمة (6) بحضرته: لقد قلت أبياتا، إن لها لعروضا، وإن لها لمرادا ومعنى بعيدا، قال: وما قلت؟ قال: قلت (7):
[الطويل]
أحين أعاذت بى تميم نساءها ... وجرّدت تجريد اليمانى من الغمد (8)
ومدّت بضبعىّ الرّباب ومالك ... وعمرو وسالت من ورائى بنو سعد (9)
ومن آل يربوع زهاء كأنّه ... دجى الّليل محمود النّكاية والرّفد (10)
فقال له الفرزدق: إياك وإياها، لا تعودنّ فيها (11) فأنا أحق بها منك، قال: والله لا أعود فيها، ولا أنشدها أبدا إلا لك.
__________
(1) انظره فى حلية المحاضرة 2/ 39و 40، تحت عنوان «الإغارة».
(2) فى ص: «صنيعة الشمردل».
(3) انظر هذه القصة فى الأغانى 13/ 356و 357، والموشح 171، وحلية المحاضرة 2/ 40، والزهرة 2/ 811ومحاضرات الأدباء 1/ 1/ 85، وكفاية الطالب 150و 151
(4) البيت بنصه هنا فى ديوان الفرزدق 2/ 855، وفى ع وكفاية الطالب: «حز الغلاصم»، وفى حلية المحاضرة والمحاضرات «جز الغلاصم»، وفى الأغانى: «جز الحلاقم»، وفى الموشح والزهرة والمحاضرات: «وما بين»، وفى الزهرة: «خز الحلاقم».
(5) فى ع وف فقط: «فقال والله»، وفى المطبوعتين فقط: «فقال الفرزدق والله».
(6) انظر هذا الخبر كاملا فى طبقات ابن سلام 2/ 554، والأغانى 18/ 16، وحلية المحاضرة 2/ 40، والموشح 171169وكفاية الطالب 151
(7) الأبيات فى ديوان ذى الرمة 2/ 664و 665باختلاف يسير.
(8) الأبيات فى ديوان الفرزدق 1/ 208
(9) أصل الضبع: العضد، أى أعانتنى ورفعتنى، أى: كانوا تبعا لى ومعونة.
(10) الزهاء: الجيش الكثير. والرفد: المعونة.
(11) فى ع والمطبوعتين فقط: «إليها»، وفى المطبوعتين فقط: «إليها وأنا».(2/1080)
وسمعت بعض المشايخ يقول: الاصطراف فى شعر الأموات كالإغارة على شعر الأحياء، إنما هو (1) أن يرى الشاعر نفسه أولى بذلك الكلام من قائله.
وأما المرافدة (2): فأن يعين الشاعر صاحبه بالأبيات (3) يهبها له، كما قال جرير لذى الرمة (4): أنشدنى ما قلت لهشام المرئىّ، فأنشده قصيدته (5):
[الوافر]
نبت عيناك عن طلل بحزوى ... محته الرّيح وامتنح القطارا (6)
فقال: ألا أعينك؟ قال: بلى، بأبى أنت وأمى، قال: قل له (7):
يعدّ النّاسبون إلى تميم ... بيوت المجد أربعة كبارا
يعدّون الرّباب وآل سعد ... وعمرا ثمّ حنظلة الخيارا
ويهلك بينها المرئىّ لغوا ... كما ألغيت فى الدّية الحوارا (8)
فلقيه الفرزدق، فاستنشده، فلما بلغ هذه الأبيات قال: جيد، أعد (9)، فأعاد، فقال: كلا والله، لقد علكهنّ من هو أشدّ لحيين منك، هذا شعر ابن المراغة.
واسترفد (10) هشام المرئى جريرا على ذى الرمة، فقال فى أبيات (11):
__________
(1) فى ف والمغربيتين: «إنما هما».
(2) انظر حلية المحاضرة 2/ 49
(3) فى ف فقط: «بأبيات».
(4) انظر هذا فى الأمالى 2/ 140و 141، والأغانى 8/ 58و 18/ 20و 21، وحلية المحاضرة 2/ 50، وكفاية الطالب 151
(5) ديوان ذى الرمة 2/ 1371
(6) فى ع والديوان: «عفته الريح». ونبت عيناك: أنكرته. وامتنح: طلب العطية.
والقطار: القطر، أى المطر.
(7) ديوان ذى الرمة 2/ 13791377
(8) الحوار: ولد الناقة ساعة تضعه، أو إلى أن يفصل عن أمه.
(9) فى ص: «أعده».
(10) انظر هذا فى طبقات ابن سلام 2/ 559557، والأغانى 8/ 5755و 18/ 18 20وحلية المحاضرة 2/ 50و 51، مع اختلاف يسير فى بعض الألفاظ.
(11) الأبيات فى ديوان جرير 2/ 134نقلا عن الطبقات والأغانى.(2/1081)
[الطويل]
يماشى عديّا لؤمها ما تجنّه ... من النّاس ما ماشت عديّا ظلالها
فقل لعدىّ تستعن بنسائها ... علىّ فقد أعيا عديّا رجالها
أذا الرّمّ قد قلّدت قومك رمّة ... بطيئا بأيدى العاقدين انحلالها
ويروى: «بأيدى المطلقين» (1)، فقال ذو الرمّة لما سمعها: يا ويلتا، هذا والله شعر حنظلى، وغلّب هشام على ذى الرمة بعد أن كان ذو الرمة مستعليا عليه.
وقد استرفد نابغة بنى ذبيان زهيرا، فأمر ابنه كعبا فرفده (2).
والشاعر يستوهب البيت والبيتين والثلاثة، وأكثر من ذلك إذا كانت (3)
شبيهة بطريقته، ولا يعدّ ذلك عيبا لأنه يقدر على عمل مثلها، ولا يجوز ذلك إلا للحاذق المبرّز.
والاهتدام (4): نحو قول النجاشى (5):
[الطويل]
وكنت كذى رجلين: رجل صحيحة
ورجل رمت فيها يد الحدثان (6)
__________
(1) هذه الرواية هى الموجودة فى الطبقات والأغانى والحلية والديوان.
(2) انظر هذا فى الموشح 58حول قول النابغة:
تراك الأرض إمّامتّ خفّا ... وتحيى إن حييت بها ثقيلا
وأمده كعب بقوله:
وذاك بأن حللت العزّ منها ... فتمنع جانبيها أن يزولا
وجاءت هذه القصة بطريقة معكوسة فى الأغانى 17/ 83، ففيها أن كعبا أمد أباه والحقيقة غير ذلك، ومن هنا فإن رواية الموشح أصح لأن البيت الأول هنا للنابغة وليس لزهير.
(3) فى ف فقط: «إذا كانت طريقته شبيهة».
(4) انظر حلية المحاضرة 2/ 64
(5) انظره فى الوحشيات 113، ضمن قصيدة طويلة للنجاشى، وانظره فى المقتضب 4/ 291، وخزانة الأدب 2/ 386، و 5/ 214، وشرح أبيات مغنى اللبيب 7/ 39و 40، وأشير فيهما إلى ما ذكر فى العمدة من الاهتدام.
(6) فى الوحشيات: «وكنتم كذى رجلين».(2/1082)
فأخذ كثير القسيم (1) الأول، واهتدم باقى البيت (2)، فجاء بالمعنى فى غير اللفظ، فقال (3):
[الطويل]
ورجل رمى فيها الزّمان فشلّت (4)
وأما النظر (5) والملاحظة: فمثل قول مهلهل (6):
[الخفيف]
أنبضوا معجس القسىّ وأبرق ... نا كما توعد الفحول الفحولا (7)
نظر إليه زهير بقوله (8):
[البسيط]
يطعنهم ما ارتموا حتّى إذا اطّعنوا ... ضارب حتّى إذا ما ضاربوا اعتنقا
وأبو ذؤيب بقوله (9):
[الطويل]
ضروب لهامات الرّجال بسيفه ... إذا حنّ نبغ بينهم وشريج (10)
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين فقط: «القسم».
(2) على أنك تجد فى حلية المحاضرة 2/ 40، والموشح 243و 244، ما يفيد أن بيت كثير كله مسروق من أمية بن الأسكر، وقد اعترف كثير بذلك فى روايتيهما.
(3) ديوان كثير 99، ونسب إلى كثير فى الكتاب 1/ 433، والمقتضب 4/ 290، وجاء دون نسبة فى العقد الفريد 3/ 470و 6/ 102، وأوله: «وما تستوى الرجلان».
(4) فى ف ذكر الشطر الأول من البيت.
(5) انظر حلية المحاضرة 2/ 86
(6) البيت جاء خامس ثمانية أبيات لمهلهل فى الأغانى 5/ 57، وهو له فى حلية المحاضرة 2/ 36 و 87، وكفاية الطالب 142، وفى الموشح 310308ما يفيد أن هذا البيت مصنوع محدث.
(7) أنبض الرامى القوس وعن القوس: جذب وترها لتصوّت. ومعجس: مقبض القوس، وفى الموشح 310، الإنباض: أن يجذب الوتر، ثم يرسل فيصيب كبد القوس. ومعجس القوس:
مقبضها. وأبرقنا: لمعنا بالسيوف.
(8) ديوان زهير 54، وانظره فى شرح أشعار الهذليين 1/ 139على أنه مثل البيت الآتى، وهو ليس من شواهد الحلية، وينسب إلى المهلهل فى المحاضرات 2/ 3/ 137. وقد سبق فى باب التقسيم 600والمديح 805
(9) حلية المحاضرة 2/ 87، وشرح أشعار الهذليين 1/ 138
(10) فى ص وف وخ فقط: «وشريح» بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
والنبع: شجر معروف تصنع منه القسى، والشريج: خشبة تشق بثنتين فيصل منها قوسان، فقوسه شقّة ليست من قضيب، فإذا عمل منها قوسان فتلك الشريجة.(2/1083)
والإلمام ضرب من النظر، وهو مثل قول أبى الشيص (1):
[الكامل]
أجد الملامة فى هواك لذيذة
البيت (2)، وقول أبى الطيب:
[الكامل]
أأحبّه وأحبّ فيه ملامة؟
البيت (2)، وقد تقدم ذكرهما فى (3) التغاير.
وأما الاختلاس (4): فنحو (5) قول أبى نواس (6):
[الكامل]
ملك تصوّر فى القلوب مثاله ... فكأنّه لم يخل منه مكان
اختلسه من قول كثير (7):
[الطويل]
أريد لأنسى ذكرها فكأنّما ... تمثّل لى ليلى بكلّ سبيل
وقول عبد الله بن مصعب (8):
[الوافر]
كأنّك كنت محتكما عليهم ... تخيّر فى الأبوّة ما تشاء
(9) (ويروى «كأنك جئت محتكما) (9)»، اختلسه من قول أبى نواس (10):
__________
(1) سبق هذا فى باب التغاير 751فانظره، وانظر ديوان المتنبى بشرح التبيان 1/ 4، والوساطة 206
(2) سقطت كلمة «البيت» من ف فى المرتين، ومن المطبوعتين فى المرة الأولى.
(3) فى ع والمغربيتين: «فى باب التغاير».
(4) انظر الوساطة 204و 205، فى التفنن فى السرقة، وفيه البيتان.
(5) فى ع: «فمثل قول»، وفى المطبوعتين فقط: «فهو قول».
(6) ديوان أبى نواس 405
(7) ديوان كثير 108، وانظر ما قيل عنه فى الأغانى 8/ 95و 96و 9/ 341و 342، والوساطة 205و 220، وحلية المحاضرة 1/ 333و 374و 2/ 64، وينسب فيه لأبى صخر والموشح 234و 235و 255وسر الفصاحة 251، حول استحسانه أو سرقته من جميل.
(8) انظره مع قول أبى نواس الآتى فى الوساطة 205باختلاف يسير.
(99) ما بين الرقمين ساقط من ف، وفى المطبوعتين: «محتكما عليهم».
(10) ديوان أبى نواس 239، والوساطة 205، وكفاية الطالب 146(2/1084)
[المديد]
خلّيت والحسن تأخذه ... تنتقى منه وتنتخب (1)
فاكتست منه طرائفه ... ثمّ زادت فضل ما تهب
أردت البيت الأول.
ومن هذا النوع (2) قول امرئ القيس (3):
[الطويل]
إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتى الصّيد نحطب
نقله ابن مقبل إلى القدح فقال (4):
[الطويل]
إذا امتنحته من معدّ عصابة ... غدا ربّه قبل الإفاضة يقدح (5)
نقله ابن المعتز إلى البازى فقال (6):
[الرجز]
قد وثق القوم له بما طلب ... فهو إذا عرّى لصيد واضطرب (7)
عرّوا سكاكينهم من القرب
نقلته أنا إلى قوس البندق فقلت (8):
[البسيط]
طير أبابيل جاءتنا فما برحت ... إلّا وأقواسنا الطّير الأبابيل
__________
(1) فى ص والديوان: «حليت»، وما فى باقى النسخ يناسب الانتقاء والانتخاب.
(2) انظر هذا النوع بأمثلته الثلاثة الأولى فى حلية المحاضرة 2/ 82، فى باب «نقل المعنى إلى غيره»، وقراضة الذهب 21، وسمط اللآلى 1/ 67و 68، وكفاية الطالب 146و 147
(3) ديوان امرئ القيس 389فى الملحقات.
(4) ديوان ابن مقبل 30باختلاف يسير.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «إذا امتحنته»، وفى المطبوعتين: «عصابة عدارية»
[كذا]، ولو رجع محقق م لنسخة الأزهر لوجد الصحيح من القول، ولكنه اتبع الخطأ الموجود فى خ!!! وفيهما كتب فى الهامش ما يفيد أنه فى نسخة «غدارية» [كذا] أيضا.
(6) ديوان ابن المعتز 2/ 115، مع اختلاف فى بعض الألفاظ.
(7) عرّى: خلّى بينه وبين الصيد، وأرسل إليه. يقال عن الناقة: عرّيت: ألقى عنها الرحل، وتركت من الحمل عليها، وأرسلت ترعى». انظر اللسان فى [عرا].
(8) ديوان ابن رشيق 144، وقراضة الذهب 21(2/1085)
يرمينها بحصى طين مسوّمة ... كأنّ معدنها للرّمى سجّيل (1)
نغدوا على ثقة منها بأطيبها ... والنّار تقدح والطّنجير مغسول (2)
والموازنة: مثل قول كثير (3):
[المتقارب]
تقول: مرضنا فما عدتنا ... وكيف يعود مريض مريضا؟!
وازن فى القسيم (4) الأخير قول نابغة بنى تغلب (5):
[المتقارب]
بخلنا لبخلك قد تعلمين ... فكيف يعيب بخيل بخيلا؟! (6)
والعكس قول ابن (7) أبى فنن، ويروى (8) لأبى حفص البصرى (9):
[الكامل]
ذهب الزّمان برهط حسّان الألى ... كانت مناقبهم حديث الغابر (10)
__________
(1) فى المطبوعتين: «ترميهم بحصى طير»، وفى إحدى المغربيتين: «بحصى طير».
(2) فى ف: «تعرو»، وفى الديوان والمطبوعتين والقراضة: «تعدو».
(3) البيت فى صورته التى هنا جاء فى الأمالى 1/ 31، ولكنه فى الديوان 449جاء الشطر الثانى هنا فى البيت الثالث.
(4) فى ص والمطبوعتين فقط: «فى القسم الآخر»، وفى ف: «فى القسيم الآخر».
(5) هو الحارث بن عدوان، أحد بنى زيد بن عمرو بن غنم بن تغلب، شاعر.
(6) البيت فى المؤتلف والمختلف 296، آخر ثلاثة أبيات، وفيه: «فكيف يلوم»، وفى المطبوعتين فقط: «وكيف». وقد سبق ذكر البيت فى 793فانظر فيه تخريجه الكامل.
(7) فى المطبوعتين فقط: «ابن أبى قيس»، وهذا من العجب العجاب، فإن وقع فيه مصحح النسخة خ فما كان ينبغى أن يقع فيه محقق النسخة م، ولكننا فى باب السرقات، فقد اتبع النسخة اتباعا سيئا فى كل ما فيها.
(8) قوله: «ويروى لأبى حفص البصرى» ساقط من ف.
(9) لم أعثر له على ترجمة، ولكن ذكره ابن المعتز فى طبقاته 417، تحت عنوان «أخبار البصرى واسمه أبو حفص» ثم قال: «تذاكرنا الشعراء عند المبرد فقال لى: لا أعرف بمدينة السلام أحدا غير أبى حفص، فدخلت على المبرد بعد أيام فقلت: بلغنى أنك تجيد شعر أبى حفص البصرى، فبأى شىء؟ فقال: بكل قول سليم من السرف، ليس فيه تخليط».
(10) الأبيات لابن أبى فنن فى المنصف 31، ولم يشر فيه إلى أنها تروى لأبى حفص البصرى، وذكر ذلك فى الهامش نقلا عن العمدة والأبيات فى كفاية الطالب 145، ونسبت لأبى قيس، أو لأبى حفص البصرى.(2/1086)
وبقيت فى خلف تحلّ ضيوفهم ... منهم بمنزلة الّلئيم الغادر (1)
سود الوجوه لئيمة أحسابهم ... فطس الأنوف من الطّراز الآخر
وقد عاب ابن وكيع هذا النوع بقلّة (2) ميز منه، أو غفلة عظيمة (3).
وأما المواردة (4): فقد ادعاها قوم فى بيت امرئ القيس، وطرفة، ولا أظن هذا مما يصح لأن طرفة فى زمان عمرو بن هند شابّ حول العشرين، وكان امرؤ القيس فى زمان المنذر الأكبر رجلا كهلا، واسمه وشعره أشهر من الشمس، فكيف يكون هذا مواردة!! إلا أنهم ذكروا أن طرفة لم يثبت له البيت حتى استحلف أنه لم يسمعه قط، فحلف، وإذا صح هذا كان مواردة، وإن لم يكونا فى عصر.
وسئل أبو عمرو بن العلاء (5): أرأيت الشاعرين يتفقان فى المعنى، ويتواردان فى اللفظ، لم (6) يلق واحد منهما صاحبه، ولا (7) سمع شعره؟ قال:
تلك / عقول رجال توافت على ألسنتها.
وسئل أبو الطيب عن مثل ذلك فقال (8): الشعر محجّة (9)، فربما وقع الحافر على موضع الحافر.
__________
(1) فى المطبوعتين فقط والمنصف: «يحل ضيوفهم».
(2) فى ف: «لقلة تمييز»، وفى المطبوعتين: «بقلة تمييز»، وفى المغربيتين: «لقلة ميز».
(3) الذى جاء فى المنصف هكذا: «القسم الرابع: عكس ما يصير بالعكس هجاء بعد أن كان ثناء» ثم ضرب مثالين: أحدهما لأبى نواس وابن الرومى، والآخر لحسان وابن أبى فنن.
(4) انظر حلية المحاضرة 2/ 45
(5) انظر هذا القول فى حلية المحاضرة 2/ 45، وانظره باختصار فى الصناعتين 229، ونسب إلى أبى عمرو بن العلاء، وجاء السؤال ونسب الجواب إلى الأصمعى فى العقد الفريد 5/ 340، وانظر كفاية الطالب 139
(6) فى ع وكفاية الطالب: «لم يلق أحدهما صاحبه»، وما فى ص وف والمغربيتين والمطبوعتين يوافق حلية المحاضرة.
(7) فى المطبوعتين: «ولم يسمع»، وفى المغربيتين: «ولا يسمع».
(8) لم أعثر على هذا القول.
(9) فى ع والمطبوعتين فقط: «الشعر جادة». وفى اللسان: «والمحجّة: الطريق، وقيل:
جادة الطريق، وقيل محجّة الطريق سننه».(2/1087)
وأما الالتقاط والتلفيق (1) فمثل قول يزيد بن الطّثرية:
[الطويل]
إذا ما رآنى مقبلا غضّ طرفه ... كأنّ شعاع الشّمس دونى يقابله
فأوّله من قول جميل (2):
[الطويل]
إذا ما رأونى طالعا من ثنيّة ... يقولون: من هذا؟ وقد عرفونى
ووسطه من قول جرير (3):
[الوافر]
فغضّ الطّرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وعجزه من قول عنترة (4) الطائى (5):
[الوافر]
إذا أبصرتنى أعرضت عنّى ... كأنّ الشّمس من قبلى تدور (6)
وأما (7) كشف المعنى (8) فنحو قول امرئ القيس (9):
__________
(1) انظر حلية المحاضرة 2/ 90و 91، وفيه الشواهد المذكورة هنا، وانظر كفاية الطالب 152 و 153، وفى السمط 1/ 452، قول ابن الطثرية وقول عنترة الطائى.
(2) ديوان جميل 209، باختلاف يسير جدا.
(3) ديوان جرير 2/ 821
(4) سقطت كلمة «الطائى» من ع وف فقط، وفى ف: «عنترة بن الأخرس».
(5) هو عنترة بن عكبرة الطائى، وعكبرة أم أمه، وبها يعرف، وهو عنترة بن الأخرس بن ثعلبة ابن صبيح بن معن، ولذلك يقال له: «المعنىّ، شاعر محسن وفارس، والعنترة: واحدة العنتر، وهو الذباب الأزرق.
المؤتلف والمختلف 225، وشرح ديوان الحماسة 1/ 220هامش.
(6) البيت جاء بنسبته إلى عنترة بن عكبرة الطائى فى المؤتلف والمختلف 226آخر خمسة أبيات، والوساطة 379منفردا، وشرح ديوان الحماسة 1/ 221آخر أربعة أبيات، وجاء آخر ثلاثة أبيات له فى الزهرة 2/ 695، وسمط اللآلى 1/ 452منفردا، وجاء ثانى بيتين منسوبين إلى عبد الله بن الحشرج فى الأغانى 12/ 22، ثم جاء ثالث ثمانية أبيات له فى الأغانى 12/ 25، وجاء منفردا دون نسبة فى الحيوان 3/ 113. وفى ع والمطبوعتين: «كأن الشمس من حولى»، وما فى ص وف والمغربيتين يوافق المصادر المذكورة.
(7) من هنا إلى آخر بيت امرئ القيس ساقط من ع وخ، وهذا السقط يخل بالمعنى، وفى م:
فأما» وهذه أول مرة تختلف فيها النسخة م عن النسخة خ.
(8) انظر موضوع كشف المعنى بشاهديه فى حلية المحاضرة 2/ 90، وكفاية الطالب 153، وانظر الحديث عن السرقة فى الشعر والشعراء 2/ 728
(9) ديوان امرئ القيس 54، والشعر والشعراء 2/ 728، وجاء صدره فى باب فى أغاليط الشعراء والرواة ص 1009(2/1088)
[الطويل]
نمشّ بأعراف الجياد أكفّنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهّب (1)
وقال عبدة بن الطبيب بعده (2):
[البسيط]
ثمّت قمنا إلى جرد مسوّمة ... أعرافهنّ لأيدينا مناديل
فكشف المعنى وأبرزه.
وأما المجدود من الشعر (3) فنحو قول عنترة العبسى (4):
[الكامل]
وكما علمت شمائلى وتكرّمى
رزق جدّا واشتهارا على قول امرئ القيس (5):
[الكامل]
وشمائلى ما قد علمت وما ... نبحت كلابك طارقا مثلى
ومنه أخذ عنترة.
والمخترع معروف له فضله، منزول له عن درجته، غير أن المتّبع إذا تناول معنى فأجاده بأن يختصره إن كان طويلا، أو يبسطه إن كان كزّا (6)، أو يبيّنه إن كان غامضا، أو يختار له حسن الكلام إن كان سفسافا (7)، ورشيق (8)
الوزن إن كان جافيا فهو أولى به من مبتدعه، وكذلك إن قلبه وصرفه عن وجهه
__________
(1) فى ف: «نمس» بالسين المهملة، وهو خطأ سبق الحديث عنه، انظر التعليق السابق، وفى ف وحلية المحاضرة «شواء مهضب»، وهو خطأ. والمضهّب: الذى لم يدرك نضجه.
(2) البيت له فى الشعر والشعراء 2/ 728، والمفضليات 141، والكامل 2/ 146، والأغانى 21/ 27، آخر ثلاثة أبيات لعبدة بن الطبيب، وما يقع فيه التصحيف والتحريف 234، وحلية المحاضرة 2/ 90وما فى الكامل نقل فى بديع أسامة 215
(3) انظر حلية المحاضرة 2/ 67
(4) ديوان عنترة 207، والمذكور عجز بيت، وصدره: «وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى»، وانظر الحلية 2/ 67
(5) ديوان امرئ القيس 239، وانظر الحلية 2/ 67
(6) الكزّ هنا بمعنى الضّيّق، والكزّ: الذى لا ينبسط. انظر اللسان فى [كزز].
(7) السفساف: الردىء.
(8) فى المطبوعتين وإحدى المغربيتين: «أو رشيق».(2/1089)
إلى وجه آخر، فأما إن ساوى / المبتدع فله فضيلة حسن الاقتداء لا غيرها، فإن قصّر كان ذلك دليلا على سوء طبعه، وسقوط همّته، وضعف قدرته.
فمما أجاد (1) فيه المتّبع على المبتدع قول الشّمّاخ (2):
[الوافر]
إذا بلّغتنى وحططت رحلى ... عرابة فاشرقى بدم الوتين
فقال أبو نواس (3):
[الوافر]
أقول لناقتى إذ بلّغتنى: ... لقد أصبحت منّى باليمين
فلم أجعلك للغربان نحلا ... ولا قلت: اشرقى بدم الوتين
وكرّره فقال (4):
[الكامل]
وإذا المطىّ بنا بلغن محمّدا ... فظهورهنّ على الرّجال حرام
قرّبننا من خير من وطىء الحصى ... فلها علينا حرمة وذمام
ومما تساوى (5) فيه السارق والمسروق (6) قول امرئ القيس (7):
[الطويل]
فلو أنّها نفس تموت جميعة (8)
البيت، وقول عبدة بن الطبيب (9):
__________
(1) انظر هذا فى حلية المحاضرة 2/ 8683، تحت عنوان «تكافؤ السابق والسارق فى الإساءة والتقصير»، وانظر ما قيل عن نقد الشماخ وتفضيل غيره فى الكامل 1/ 130128، والأغانى 9/ 168و 169، والمنصف 298، والموشح 9894، والعقد الفريد 5/ 340
(2) ديوان الشماخ 323
(3) ديوان أبى نواس 32و 33، باختلاف يسير. والنّحل بالضم: إعطاؤك الإنسان شيئا بلا استعاضة. انظر القاموس واللسان.
(4) ديوان أبى نواس 408
(5) فى المطبوعتين: «ومما يتساوى».
(6) انظر هذا فى حلية المحاضرة 2/ 73، تحت عنوان «تكافؤ المتبع والمبتدع فى إحسانهما».
(7) ديوان امرئ القيس 107، وقد سبق البيت بتمامه فى ص 402و 1067
(8) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «فلو أنها نفس البيت»، وفى ف: «سرية» مكان «جميعة».
(9) سبق ذكر البيت وتخريجه فى باب الرثاء ص 841(2/1090)
[الطويل]
فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما (1)
وسوء الاتباع: أن يصنع (2) الشاعر معنى رديّا، أو لفظا (3) / هجينا (4)، ثم يأتى من بعده فيتبعه فيه على رداءته، نحو قول أبى تمام (5):
[الكامل]
باشرت أسباب الغنى بمدائح ... ضربت بأبواب الملوك طبولا
فقال أبو الطيب (6):
[الطويل]
إذا كان بعض النّاس سيفا لدولة ... ففى النّاس بوقات لها وطبول
فسرق هذه اللفظة لئلا تفوته.
ومما قصّر فيه الآخذ عن المأخوذ منه قول أبى دهبل الجمحى (7) فى معنى بيت الشماخ:
[مجزوء الكامل]
يا ناق سيرى واشرقى ... بدم إذا جئت المغيرة (8)
سيثيبنى أخرى سوا ... ك وتلك لى منه يسيره
فأنت ترى أين بلغت همته.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين «فما كان قيس البيت».
(2) فى المطبوعتين فقط: «أن يعمل».
(3) سقط قوله: «أو لفظا» من ص، وفى المطبوعتين فقط: «ولفظا».
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «رديا».
(5) لم أجده فى ديوان أبى تمام، ولكن انظره فى الوساطة 40فى سوء الاستعارة، وانظره فى كفاية الطالب 155
(6) ديوان المتنبى 3/ 108، وانظر ما قيل فى شرحه ففيه كلام جيد، وانظر الوساطة 443، وستجد فيه ما جاء فى الديوان.
(7) هو وهب بن زمعة بن أسيد ابن كعب بن لؤى، كان شاعرا محسنا مداحا، وكانت له جمّة يرسلها فتضرب منكبيه، وكان عفيفا. ودهبل دهبلة: إذا مشى مشيا خفيفا.
الشعر والشعراء 2/ 614، والاشتقاق 129، والمؤتلف والمختلف 168، والأغانى 7/ 114، والخزانة 7/ 315، وكنى الشعراء [فى نوادر المخطوطات] 2/ 281
(8) البيتان لأبى دهبل فى حلية المحاضرة 2/ 84، والموشح 98، وكفاية الطالب 156(2/1091)
ومما يعدّ سرقا، وليس بسرق (1)، اشتراك اللفظ المتعارف، كقول عنترة (2): [الوافر]
وخيل قد دلفت لها بخيل ... عليها الأسد تهتصر اهتصارا (3)
/ وقول عمرو بن معديكرب (4):
[الوافر]
وخيل قد دلفت لها بخيل ... تحيّة بينها ضرب وجيغ (5)
وقول الخنساء ترثى أخاها صخرا (6):
[الوافر]
وخيل قد دلفت لها بخيل ... فدارت بين كبشيها رحاها
وقال (7) أعرابى:
[الوافر]
وخيل قد دلفت لها بخيل ... ترى فرسانها مثل الأسود
وأمثال هذا كثير.
وكانوا يقضون فى السرقات (8) أن الشاعرين إذا ركبا معنى كان أولاهما به أقدمهما موتا وأعلاهما سنّا، وإن جمعهما عصر واحد كان ملحقا بأولاهما بالإحسان، فإن كانا فى مرتبة واحدة روى لهما جميعا.
__________
(1) انظر حلية المحاضرة 2/ 68و 69، تحت عنوان «الاشتراك فى اللفظ»، وفيه الشواهد المذكورة هنا، وكفاية الطالب 158
(2) ديوان عنترة 239، باختلاف يسير.
(3) دلف يدلف: مشى وقارب الخطو، ودلفت الكتيبة إلى الكتيبة فى الحرب أى تقدمت. وهو المقصود هنا. والاهتصار: جذب الشىء ليكسر.
(4) شعر عمرو بن معديكرب 137، وفيه تخريج واف، وفيه اختلاف يسير، وجاء فى الحلية 1/ 289دون نسبة.
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «تحية بينهم»، وهى توافق كل مصادر تخريج الديوان، وإن كنت أرى أن هذا من عمل قراء النسخة والمحقق لأنه ليس من المعقول أن تتفق أربع مخطوطات على شئ واحد إلا إذا كان هو الأصل فى عمل المؤلف.
(6) ديوان الخنساء. 142ط دار الفكر، وفيه: «وخيل قد لفقت بجول»، و 163ط دار الكتاب العربى دون اختلاف.
(7) فى المطبوعتين: «ومثله» مكان «وقال أعرابى» وما فى ع وص والمغربيتين وف يوافق الحلية والبيت دون نسبة فى الحلية 2/ 69
(8) هذا القول بمعناه مع كثير من ألفاظه فى حلية المحاضرة 2/ 69و 70، وباختصار فى كفاية الطالب 159(2/1092)
وإنما هذا فيما سوى المختص الذى حازه قائله، واقتطعه صاحبه، ألا ترى أن الأعشى سبق إلى قوله (1):
[الطويل]
وفى كلّ عام أنت جاشم غزوة ... تشدّ لأقصاها عزيم عزائكا (2)
مورّثة مالا وفى الأصل رفعة ... لما ضاع فيها من قروء نسائكا (3)
فأخذه النابغة فقال (4):
[الكامل]
شعب العلافيّات بين فروجهم ... والمحصنات عوازب الأطهار (5)
وبيت النابغة خير من بيتى الأعشى باختصاره، وبما فيه من المناسبة بذكر الشعب بين الفروج، وذكر النساء بعد ذلك، وأخذه الناس من بعده، فلم يغلبه على معناه (6)، ولا شاركه فيه، بل جعل مقتديا تابعا، وإن كان مقدّما عليه فى حياته، وسابقا له بمماته.
وقال أوس بن حجر (7):
[البسيط]
كأنّ هرّا جنيبا عند غرضتها ... والتفّ ديك برجليها وخنزير (8)
فلم يقربه أحد، وكذلك سائر المعانى المفردة، والتشبيهات العقم تجرى هذا المجرى.
__________
(1) ديوان الأعشى 127، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، وانظر كفاية الطالب 159
(2) جشم الشىء وتجشمه: تكلفه، وتحمل متاعبه.
(3) فى ف: «وفى الحى رفعه». والقرء: الحيض، أو ما بين الحيضتين.
(4) ديوان النابغة 57، وانظر كفاية الطالب 159
(5) فى ص: «والمحصنات غرائب». وشعب العلافيات: هى جمع شعبة، وهى الفرجة بين أعواد الرحل وبين القربوس ومؤخر السرج. والعلافيات: الرحال منسوبة إلى حى من اليمن يقال لهم علاف، أو هو رجل كان أول من اتخذ الرحال فنسبت إليه [انظر باب من النسبة ص 969] والفروج جمع فرج: وهو ما بين الرّجلين. [من شرح الديوان بتصرف].
(6) فى م: «فلم يغلبه على معناه [أحد]» [كذا]!!
(7) البيت لأوس بن حجر فى الشعر والشعراء 1/ 206، والصناعتين 258، وفيه أنه من التشبيه الردىء. وهو فى ديوانه 42وفيه: «تحت غرضتها واصطك».
(8) فى ص والمغربيتين: «كأن هرا خبيتا». جنيب: مجنوب. الغرضة: حزام الرّحل.(2/1093)
وأجلّ السرقات نظم النثر، وحلّ الشعر (1)، وهذه لمحة منه (2)، قال نادب الإسكندر (3): حرّكنا الملك بسكونه. فتناوله / أبو العتاهية فقال (4):
[الخفيف]
قد لعمرى حكيت لى غصص المو ... ت وحرّكتنى لها وسكنتا
وقال أرسطاطاليس يندبه (5): قد كان هذا الشخص واعظا بليغا، وما وعظ بكلامه عظة قط أبلغ من موعظته بسكوته. فقال أبو العتاهية (6):
[الوافر]
وكانت فى حياتك لى عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيّا
/ وقال عيسى عليه السلام (7): تعملون السيئات، وترجون أن تجازوا (8) بما يجازى به (9) أهل الحسنات، أجل، كما (10) يجتنى من الشوك العنب. فقال ابن عبد القدوس (11):
[البسيط]
إذا وترت امرءا فاحذر عداوته ... من يزرع الشّوك لا يحصد به عنبا
وأخذ الكتّاب قولهم: قدّمت قبلك، من قول الأقرع بن حابس (12)،
__________
(1) انظر حلية المحاضرة 2/ 92، تحت عنوان «فى نظم المنثور».
(2) فى ع فقط: «وهذه لمحة دالة».
(3) انظر هذا القول أو ما يشبهه فى الحيوان 6/ 505، والكامل 2/ 11، والزهرة 2/ 559، وحلية المحاضرة 2/ 93، والتمثيل والمحاضرة 176، وزهر الآداب 2/ 673و 674، وجمع الجواهر 210و 211، والصناعتين 15، وكفاية الطالب 156، وفى الجميع قول أبى العتاهية أيضا.
(4) ديوان أبى العتاهية 70
(5) هذا القول تجده فى المصادر المذكورة قبل.
(6) ديوان أبى العتاهية 242
(7) لم أعثر على هذا القول، ولكن جاء الجزء الأخير دون نسبة هكذا فى التمثيل والمحاضرة 270: «إنك لا تجنى من الشوك العنب» ومثله فى العقد الفريد 3/ 128وفيه: «فإنك».
(8) فى ع والمطبوعتين فقط: «تجازوا عليها».
(9) سقطت «به» من ع.
(10) فى المطبوعتين فقط: «لا يجتنى الشوك من العنب»، وهذا التغيير من عمل المحقق وقارئ المخطوطة.
(11) البيت أول بيتين لصالح بن عبد القدوس فى بهجة المجالس 1/ 690و 700و 2/ 262
(12) فى ص: «الأغز بن كابس»، وفى ف: «الأغر بن كابس».(2/1094)
ويروى لحاتم (1):
[الطويل]
إذا ما أتى يوم يفرّق بيننا ... بموت فكن أنت الّذى تتأخّر (2)
وقولهم: وأتمّ نعمته / عليك، من قول عدىّ بن الرقاع العاملى (3):
[الكامل]
صلّى الإله على امرىء ودّعته ... وأتمّ نعمته عليه وزادها
فما جرى هذا المجرى لم يكن فيه (4) على سارقه جناح عند الحذّاق، وفى (5)
أقل مما جئت به منه كفاية.
* * * __________
(1) البيت فى ديوان حاتم 259، وله فى الشعر والشعراء 1/ 249، وللأقرع فى كفاية الطالب 156
(2) فى الديوان: «فكن ياوهم ذو يتأخر»، وما فى العمدة يوافق الشعر والشعراء وإن كان فيه «يتأخر».
(3) ديوان عدى بن الرقاع 91، وانظره فى الطرائف الأدبية 89، وكفاية الطالب 157
(4) سقطت «فيه» من ع والمطبوعتين فقط.
(5) فى ف: «فى أقل» بحذف الواو، وفى المطبوعتين فقط: «وفى أقل ما جئت».(2/1095)
باب الوصف (9)
الشعر إلا أقلّه راجع إلى باب الوصف، فلا (1) سبيل إلى حصره واستقصائه، وهو مناسب للتشبيه، مشتمل عليه، وليس به، لكنه (2) كثيرا ما يأتى فى أضعافه.
والفرق بين الوصف والتشبيه / أن هذا إخبار عن حقيقة الشىء، وأن ذلك مجاز وتمثيل.
وأحسن الوصف ما نعت به الشىء حتى تكاد (3) تمثله عيانا للسامع، كما قال النابغة الجعدى يصف ذئبا افترس جؤذرا (4):
[الطويل]
فبات يذكّيه بغير حديدة ... أخو قنص يمسى ويصبح مفطرا (5)
إذا ما رأى منه كراعا تحرّكت ... أصاب مكان القلب منه وفرفرا (6)
فأنت ترى كيف قام هذا الوصف بنفسه ومثل الموصوف فى قلب سامعه.
قال قدامة (7): الوصف إنما هو ذكر الشىء بما فيه من الأحوال والهيئات، ولمّا كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعانى كان أحسنهم وصفا من أتى فى شعره بأكثر المعانى التى الموصوف (8)
__________
(9) نقد الشعر 118تحت عنوان «نعت الوصف»، وكفاية الطالب 123بعنوان «باب الوصف».
(1) فى المطبوعتين فقط: «ولا سبيل».
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «لأنه».
(3) فى المطبوعتين والمغربيتين: «حتى يكاد يمثله».
(4) شعر النابغة الجعدى 40، وانظرهما فى المعانى الكبير 1/ 184، وكفاية الطالب 123، والجؤذر: ولد البقرة الوحشية.
(5) يذكيه: يذبحه. وأخو قنص: كناية عن الذئب لأن حياته تلازم القنص.
(6) فى الديوان: «ففرفرا»، وهو الأوفق، وفى ف: «وقرقرا» بالقاف، والكراع من الدواب:
مادون الكعب. وفرفر: مزّق. يقول: إذا تحركت قائمة من قوائمه غمز بطنه وعضّه، فلا يزال يفعل ذلك حتى تسكن حركته ويموت، وهكذا تفعل السباع. [من الديوان والمعانى الكبير].
(7) نقد الشعر 118و 119باختلاف يسير جدا.
(8) فى المطبوعتين فقط: «الموصوف بها».(2/1096)
مركّب فيها، ثم بأظهرها فيه، وأولاها به، حتى يحكيه، ويمثّله للحسّ بنعته.
وقال بعض المتأخرين (1): أبلغ الوصف ما قلب السمع بصرا.
وأصل الوصف الكشف والإظهار، يقال: قد وصف الثوب الجسم، إذا نمّ عليه، ولم يستره، ومنه قول (2) أشجع السلمى (3):
[الطويل]
إذا وصفت ما فوق مجرى وشاحها
غلائلها ردّت شهادتها / الأزر (4)
إلا أن من الشعراء والبلغاء من إذا وصف شيئا بالغ فى وصفه، فطلب (5)
الغاية القصوى التى لا بعدها (6)، إن مدحا فمدحا، وإن ذمّا فذمّا.
والناس يتفاضلون فى الأوصاف كما يتفاضلون فى سائر الأصناف،
__________
(1) انظر هذا بمعناه فى الصناعتين 128
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «قول ابن الرومى» وهو خطأ. انظر التخريج الآتى والذى بعده.
(3) هو أشجع بن عمرو السلمى، يكنى أبا الوليد، مات أبوه باليمامة بعد مولده، فذهبت أمه إلى البصرة تطلب ميراثها، فماتت هناك، فنشأ أشجع بالبصرة، فكان من لا يعرفه يدفع نسبه، ثم كبر، وقال الشعر وأجاد فيه، وعدّ من الفحول، مدح الرشيد والبرامكة.
الشعر والشعراء 2/ 881، وطبقات ابن المعتز 250، وأخبار الشعراء المحدثين [ضمن كتاب الأوراق] 74، والأغانى 18/ 212، والموشح 452، وتاريخ بغداد 7/ 45، وفوات الوفيات 1/ 196، وخزانة الأدب 1/ 296، ومعاهد التنصيص 4/ 62، والوافى بالوفيات 9/ 265
(4) البيت جاء ترتيبه الثامن عشر فى قصيدة عدد أبياتها سبعة وثلاثون بيتا لأشجع السلمى فى مدح القاسم بن الرشيد فى كتاب أخبار الشعراء المحدثين 99 [ضمن كتاب الأوراق]، وجاء آخر بيتين فى جمع الجواهر 137، وجاء وحده فى كفاية الطالب 123بنسبته إلى أشجع فيهما.
وللأسف جاء البيت منفردا فى ديوان ابن الرومى 3/ 1149نقلا عن العمدة، ولم يكلف أحد نفسه مشقة البحث، ولو كان محقق النسخة م قرأ نسخة الأزهر لأخرج نفسه من أزمة متابعة النسخة خ بكل أخطائها!!
(5) فى ع وف والمغربيتين والمطبوعتين: «وطلب».
(6) فى ع: «التى لا يعدوها»، وفى المطبوعتين فقط: «التى لا يعدوها شىء»، ويبدو لى أن كلمة «شىء» زيادة فيهما.(2/1097)
فمنهم من يجيد وصف شىء، ولا يجيد وصف آخر، ومنهم من يجيد الأوصاف كلها، وإن غلبت عليه الإجادة فى بعضها، كامرىء القيس قديما، وأبى نواس فى عصره، والبحترىّ، وابن الرومى فى وقتهما، وابن المعتز، وكشاجم، فإن هؤلاء كانوا متصرفين مجيدين للأوصاف (1).
وليس بالمحدث من الحاجة إلى أوصاف الإبل ونعوتها، والقفار ومنابتها، وحمر الوحش، والبقر، والظّلمان، والوعول ما بالأعراب، وأهل البادية لرغبة الناس فى الوقت عن تلك الصفات، وعلمهم أن الشاعر إنما يتكلّفها تكلّفا ليجرى على سنن / الشعراء قديما، وقد صنع ابن / المعتز، وأبو نواس قبله، ومن شاكلهما فى تلك / الطريق ما هو مشهور فى أشعارهم، كرائية الحسن فى الخصيب (2)، وجيميّة ابن المعتز (3) المردفة فى الضرب الثانى من الكامل.
والأولى بنا فى هذا الوقت صفات الخمر (4)، والقيان، وما شاكلها (5)، وما كان مناسبا لها (6)، كالكؤوس، والقنانى، والأباريق، وتفاح التحيّات، وباقات الزهر، إلى ما لا بد منه من صفات الخدود، والقدود، والنهود، والوجوه، والشعور، والريق، والثغور، والأرداف، والخصور، ثم صفات الرياض، والبرك، والقصور، وما شاكل المولدين.
فإن ارتفعت البضاعة فصفات الجيوش، وما يتصل بها من ذكر الخيل والسيوف، والرماح، والدروع، والقسىّ، والنّبل، إلى نحو ذلك من ذكر الطبول، والبنود، والمنجوفات (7)، والمنجنيقات.
__________
(1) فى المطبوعتين ومغربية: «الأوصاف».
(2) انظرها فى ديوان أبى نواس 480
(3) انظرها فى ديوان ابن المعتز 2/ 51
(4) هذا من العجب العجاب أن يكون هذا هو الأولى، وكأن كل أبواب الشعر أغلقت، ولم يبق منها إلا الخمر المحرمة تحريما قاطعا!!
(5) فى ف والمطبوعتين والمغربيتين: «وما شاكلهما».
(6) ف ف والمطبوعتين ومغربية: «لهما».
(7) المنجوفات: المعرّضات، من نجف السهم: عرّضه، والنجيف: السهم العريض الواسع الجرح. انظر اللسان فى [نجف].(2/1098)
وليس يتسع بنا هذا الموضع لاستقصاء ما فى النفس من هذه الأوصاف، فحينئذ أدل على مظانها دلالة مجملة، وأذكر مما قلّ شكله، وعزّ نظيره شواهد وأمثلة يعرف بها المتعلم كيف العمل فيها، ومن حيث المسلك إليها، إن شاء الله عز وجل.
أمّا نعّات / الخيل فامرؤ القيس، وأبو دؤاد، وطفيل الغنوى، والنابغة الجعدى.
وأمّا نعّات الإبل فطرفة فى معلقته من أفضلهم، وأوس بن حجر، وكعب بن زهير، والشماخ، وأكثر القدماء يجيد وصفها لأنها مراكبهم، ألا ترى رؤبة لمّا غلط فى وصف الفرس كيف قال: أدننى من ذنب البعير، وكان عبيد بن حصين الراعى النّميرى أوصف الناس للإبل ولذلك سمّى راعيا.
وأما الحمر الوحشيّة، والقسىّ فأوصف الناس لها الشمّاخ، شهد له بذلك الحطيئة، والفرزدق، وهذيل يجيدون (1) صفات النخل / وصفات القسىّ أيضا، والنّبل.
وأما الخمر فمن أوصاف الأعشى، والأخطل، وأبى نواس، وابن المعتز، ولأبى نواس (2)، وابن المعتز أيضا الصيد والطّرد، فما شئت من هذه الأوصاف فالتمسها حيث ذكرت لك.
ومن الأوصاف القليلة المثل قول رؤبة يصف الفيل (3):
[الرجز]
أجرد كالحصن طويل النّابين ... مشرّف اللّحى صغير الفقمين (4)
__________
وفى ص: «المنجنونات» وهى غير مناسبة لآلة الحرب، وسقطت الكلمة من ف، وفى المطبوعتين:
«والمنحرفات» [كذا]، وما فى ع يوافق المغربيتين.
والمنجنونات جمع منجنون: وهو الدولاب التى يستقى عليها، أو أداة الساقية التى تدور، وهى مؤنثة وقيل: المنجنون البكرة. انظر اللسان فى [منجنون] وجاءت فى آخر [جنن].
(1) فى ف: «تجيد من صفات». وفى المطبوعتين فقط: «وهذان يجيدان».
(2) فى المطبوعتين فقط: «ولأبى نواس أيضا وابن المعتز».
(3) الرجز بنسبته إلى رؤبة يصف الفيل فى الحيوان 7/ 79، وانظر كفاية الطالب 125
(4) فى المطبوعتين ومغربية: «أجرد الخصر». والفقمان: اللحيان.(2/1099)
عليه أذنان كفضل الثّوبين
وقال آخر يصفه، أنشده عبد الكريم:
[الرجز]
من يركب الفيل فهذا الفيل ... إنّ الّذى يحمله محمول (1)
على تهاويل لها تهويل ... كالطّود إلّا أنّه يجول
وأذن كأنّها منديل
هكذا أنشده، وبين البيتين الأخيرين أبيات كثيرة أسقطتها، وقد أنشدها غلام ثعلب عنه عن ابن الأعرابى.
وقال عبد الكريم فجمع (2) ما فرّقا، وزاد عليهما (3):
[الطويل]
وأصحم هندىّ النّجار تعدّه ... ملوك بنى ساسان إن رابها دهر (4)
من الورق لا من ضربه الورق ترتعى ... أضاخ ولا من ورده الخمس والعشر (5)
يجىء كطود جائل فوق أربع ... مضبّرة لمّت كما لمّت الصّخر (6)
له فخذان كالكثيبين لبّدا ... وصدر كما أوفى من الهضبة الصّدر
ووجه به أنف كراووق خمرة ... ينال به ما تدرك الأنمل العشر (7)
وأذن كنصف البرد تسمعه النّدا ... خفيّا وطرف ينفض الغيب مزورّ (8)
__________
(1) الرجز دون نسبة فى الحيوان 7/ 173، باختلاف يسير جدا.
(2) فى ص: «فجمع فرقا» وفى ع والمطبوعتين فقط: «ما فرقاه».
(3) الأبيات له فى أنموذج الزمان 175، ونهاية الأرب 9/ 309، وكفاية الطالب 125
(4) فى ص ومغربية: «وأضحم»، وفى ف: «وأضجم»، وفى المطبوعتين ومغربية:
«وأضخم».
والأصحم: الأسود إلى صفرة، وقيل: لون من الغبرة إلى سواد قليل.
(5) الورق جمع أورق: وهو من الإبل ما فى لونه بياض إلى سواد، والورقة: سواد فى غبرة.
وأضاخ: جبل و «لا» فى المرتين بمعنى «ليس». وفى ع: «أضاخا»، وفى المطبوعتين: «ولا من ضربة الخمس».
(6) فى ص: «مضبرة تمت». الطود: الجبل. جائل: متحرك. مضبرة: مكتنزة.
(7) راووق الخمر: المصفاة. والأنمل جمع أنملة: وهى أطراف الأصابع.
(8) فى ص وف والمطبوعتين فقط: «ينقض الغيب»، وفى المطبوعتين: «يسمعه الندا».(2/1100)
ونابان شقّا لا يريد سواهما ... قناتين سمراوين طعنهما نثر (1)
له لون ما بين الصّباح وليله ... إذا نطق العصفور أو غلّس الصّقر
وصنعت أنا فى صفة (2) زرافة أتت فى الهديّة من مصر إلى مولانا / خلّد الله ملكه من قصيدة مطوّلة (3):
[الكامل]
وأتتك من كسب الملوك زرافة ... شتّى الصّفات لكونها أنباء (4)
جمعت محاسن ما حكت فتناسبت ... فى خلقها وتنافت الأعضاء (5)
تحتثّها بين الخوافق مشية ... باد عليها الكبر والخيلاء (6)
وتمدّ جيدا فى الهواء يزينها ... فكأنّه تحت اللّواء لواء
حطّت مآخرها وشرّف صدرها ... حتّى كأنّ وقوفها إقعاء (7)
وكأنّ فهر الطّيب ما رجمت به ... وجه الثّرى لو لمّت الأجزاء (8)
وتخيّرت دون الملابس حلّة ... عيّت بصنعة مثلها صنعاء (9)
لونا كلون الذّبل إلّا أنّه ... حلّى وجزّع بعضه الحلّاء (10)
__________
(1) فى ع: «قناتان» وفى ع ونهاية الأرب: «بتر»، والنثر: نثرك الشى بيدك ترمى به متفرقا. وفى أنموذج الزمان: «نتر»، وهو الجذب بجفاء.
(2) سقطت كلمة «صفة» من المطبوعتين فقط. ويقصد بمولاه المعز بن باديس.
(3) سقطت كلمة «مطولة» من ف، وفى المطبوعتين «طويلة».
(4) ديوان ابن رشيق 17وانظر القصيدة فى نهاية الأرب 9/ 320، وفيه بعض اختلاف، وفى الديوان تخريج.
(5) فى ع: «فتناسبت فى وصفها».
(6) فى ع: «تحتثها تحت».
(7) فى ف: «وشرق صدرها» وهو تحريف، وفى المطبوعتين والديوان ونهاية الأرب «وأشرف صدرها»، ويبدو لى أن ما اعتمدته فى المخطوطات بالبناء للمجهول يناسب «حطّت».
(8) فهر الطيب: الحجر الذى يدق به الطيب، يريد تشبيه حوافرها به فى الصلابة والقوة [من هامش نهاية الأرب].
(9) فى ع: «عيت بمثل صنيعها»، وفى المطبوعتين فقط: «لصنعة مثلها».
(10) فى المطبوعتين فقط: «كلون الزبل الجلاء»، وهو خطأ، وفى ع: «لون».
والذّبل: جلد السلحفاة البحرية، أو عظام دابة بحرية تتخذ منها الأسورة والأمشاط. والحلّاء:
من حلأ، تقول: حلأت الأديم: إذا قشرت عنه التحلىء، والتحلىء: القشر على وجه الأديم مما يلى الشعر، وحلأ الجلد: قشره وبشره. انظر اللسان فى [حلأ].(2/1101)
أو كالسّحاب المكفهرّة خيّطت ... فيها البروق وميضها إيماء
أو مثل ما صدئت صفائح جوشن
وجرى على حافاتهنّ جلاء (1)
نعم التّجافيف الّذى ادّرعت به ... من جلدها لو كان فيه وقاء (2)
وصنعت (3) أيضا (4):
[المتقارب]
ومجنونة أبدا لم تكن ... مذلّلة الظّهر للرّاكب
قد اتّصل الجيد من ظهرها ... بمثل السّنام بلا غارب
ملمّعة مثل ما لمّعت ... بحنّاء وشى يد الكاعب
كأنّ الجوارى كفّفنها ... لخالخ من كلّ ما جانب (5)
/ وقال كشاجم يصف اصطرلابا (6):
[البسيط]
ومستدير كجرم البدر مسطوح ... عن كلّ رائعة الأشكال مصفوح (7)
__________
(1) الجوشن: الدرع.
(2) فى ف: «التى ادعرت بها» [كذا] وفى المطبوعتين فقط: «التى ادرعت به».
والتجافيف جمع تجفاف: وهو آلة للحرب من حديد وغيره، يلبسه الفرس، وقد يلبسه الإنسان للوقاية فى الحرب.
(3) فى ف: «وصنعت فيها»، وفى المطبوعتين فقط: «وصنعت أنا أيضا».
(4) ديوان ابن رشيق 30، ونهاية الأرب 9/ 319، وكفاية الطالب 125
(5) فى م والديوان ونهاية الأرب: «كنّفنها تخلّج» و، ويبدو لى أن محقق م رجع إلى نهاية الأرب، وإن كان لم يصرح بذلك، ولكنه كتب فى الهامش: «فى المطبوعتين: لخالخ من كل جانب، وليس بمستقيم الوزن ولا المعنى». أقول: ولو رجع لمخطوطة الأزهر لوجد ضالته، ولكنه نظر إلى النسخة خ التى فيها: «كنفنها لخالخ من كل جانب» بإسقاط «ما» التى قبل «جانب».
وكفّفنها: أحطنها، أو أحطن بها، فيتعدى ولا يتعدى، أو جمعن حولها، وفى حديث الحسن أن رجلا كانت به جراحة فسأله: كيف يتوضأ؟ فقال: كفّه بخرقة: أى اجمعها حوله. واللخالخ جمع لخلخة: وهى ضرب من الطّيب. انظر اللسان فى [كنف ولخخ].
(6) ديوان كشاجم 81القصيدة 9من قافية الحاء بتحقيقنا، وفيه التخريج، والقصيدة فى زهر الآداب 1/ 390و 391، وفيهما بعض اختلاف والاصطرلاب: آلة من آلات علماء الفلك.
(7) فى ص والمغربيتين: «عن كل رايقة»، وفى ف «عن كل رابقة»، وفى المطبوعتين: «عن كل رابعة»، وهو خطأ، وما فى ع يوافق الديوان.(2/1102)
(1) (ويروى: رافعة الأشكال) (1).
صلب يدار على قطب يليّنه ... تمثال طرف بشكم الحذق مكبوح (2)
ملء البنان وقد أوفت صفائحه ... على الأقاليم فى أقطارها الفيح
كأنّما السّبعة الأفلاك محدقة ... بالماء والنّار والأرضين والرّيح
تنبيك عن طالع الأبراج هيئته ... بالشّمس طورا وطورا بالمصابيح
وإن مضت ساعة أو بعض ثانية ... عرفت ذاك بعلم منه مشروح (3)
وإن تعرّض فى وقت يقدّره ... لك التّشكّك جلّاه بتصحيح
مميّز فى قياسات النّجوم به ... بين المشائيم منها والمناجيح (4)
له على الظّهر عينا حكمة بهما ... يحوى الضّياء ويجنيه من اللّوح
وفى الدّوائر من أشكاله حكم ... تلقّح الفهم منها أىّ تلقيح (5)
لا يستقلّ بما فيها بمعرفة ... إلّا الحصيف الّلطيف الحسّ والرّوح (6)
حتّى ترى الغيب عنه وهو منغلق ال ... أبواب عمّن سواه جدّ مفتوح
نتيجة الذّهن والتّفكير صوّره ... ذوو العقول الصّحيحات المراجيح (7)
__________
(11) ما بين الرقمين ساقط من ع والمطبوعتين والمغربيتين، ويبدو أن قارىء النسخة خ قرأ فى نسخته «رابعة» مكان «رافعه» واتبعه محقق م، ولو كان قرأ نسخة الأزهر لخرج من المأزق.
(2) فى ف: «يدار على قطن» وفى الديوان: «صلت قطب يثبته» وهو الأوفق، والصلت: الناعم الأملس. والطّرف من الخيل الكريم العتيق.
(3) فى الديوان وزهر الآداب: «بعلم فيه مشروح»، ويبدو لى أنها أوفق.
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «قياسات النجوم لنا»، وفى ع: «بين المناحيس»، وفى ص: «بين المشائم»، وهو صحيح من حيث الوزن واعتمدت ما فى ف والمغربيتين والمطبوعتين لموافقته الديوان.
(5) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «تلقح الفهم منا»، وفى الديوان: «تنقح العقل منها أى تنقيح»، والضمير فيما اعتمدته وفى الديوان فى «تلقح» يكون للمخاطب»، أما فى الروايات الأخرى فيكون الضمير للغائبة «هى» يعود على الدوائر.
(6) فى ع: «لما فيها لمعرفة»، وفى المطبوعتين فقط: «لما فيها بمعرفة»، وفى الديوان وزهر الآداب: «لا يستقل لما فيه بمعرفة».
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «نتيجة الدهر».(2/1103)
/ وقال أيضا يصف تخت حساب (1) الهندسة (2):
[الرجز]
وقلم مداده تراب ... فى صحف سطورها حساب
يكثر فيها المحو والإضراب ... من غير أن يسوّد الكتاب
حتّى يبين الحقّ والصّواب ... وليس إعجام ولا إعراب
فيه ولا شكّ ولا ارتياب
وقال يستهدى بركارا (3):
[المنسرح]
جد لى ببركارك الّذى صنعت ... فيه يدا قينه أعاجيبا (4)
ملتئم الشّفرتين معتدل ... ماشين من جانب ولا عيبا
شخصان فى شكل واحد قدرا ... وركّبا فى العقول تركيبا
أشبه شيئين فى اشتباههما ... بصاحب لا يملّ مصحوبا (5)
أوثق مسماره وغيّب عن ... نواظر النّاقدين تغييبا
فعين من يجتليه تحسبه ... فى قالب الإعتدال مصبوبا
وضمّ شطريه محكم لهما ... ضمّ محبّ إليه محبوبا
يزداد حرصا عليه مبصره ... ما زاده بالبنان تقليبا
فقوله كلّما تأمّله ... طوبى لمن كان ذا له طوبى
__________
(1) فى ع وف والمغربيتين: «الهندى»، وفى ص كتبت الكلمة «الهند» بالخط المغربى الذى تكون فيه الدال كبيرة جدا ولها شكل دائرى، وكتب فى وسط الدال هذه تداركا للسهو الحرفان «سه» بشكل صغير، والذى سهل قراءتها علىّ أننى وجدت الرجز فى محاضرات الأدباء 1/ 116، مصدرا بقوله: «لوح الهندسة»، وهذا أكده ما جاء فى المطبوعتين.
(2) ديوان كشاجم 40رقم 26من قافية الباء بتحقيقنا.
(3) ديوان كشاجم 2523، رقم 8فى قافية الباء، وزهر الآداب 1/ 389، وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ والبركار معرب بركار: وهى آلة ذات ساقين ترسم بها الدوائر، والفرجار والفركار لغتان فيه. انظر كتاب الألفاظ الفارسية المعربة 20
(4) فى ص وف والمطبوعتين ومغربية: «يداقينة»، وفى ف: «الأعاجيبا».
(5) فى ع: «أشبه شيئين فى اجتماعهما»، وفى ف: «اجتنابهما».(2/1104)
ذو مقلة بصّرته مذهبة ... لم تأله زينة وتذهيبا
ينظر منها إلى الصّواب به ... فلا يزال الصّواب مطلوبا
لولاه ما صحّ شكل دائرة ... ولا وجدنا الحساب محسوبا
الحقّ فيه فإن عدلت إلى ... سواه كان الحساب تقريبا
لو عين إقليدس به بصرت ... خرّ له بالسّجود مكبوبا
فابعثه واجنبه لى بمسطرة ... تلق الهوى بالثّناء مجنوبا
لا زلت تجدى وتجتدى حكما ... مستوهبا للصّديق موهوبا
وقال فى صفة البنكام (1):
[البسيط]
روح من الماء فى جسم من الصّفر ... مؤلّف بلطيف الحسّ والنّظر (2)
مستعبر لم يغب عن إلفه سكن ... ولم يبت قطّ من طعن على حذر
له على الظّهر أجفان محجّرة ... ومقلة دمعها يجرى على قدر (3)
تنشا له حركات فى أسافله ... كأنّها حركات الماء فى الشّجر
وفى أعاليه حسبان يفصّله ... للنّاظرين بلا ذهن ولا فكر
إذا بكى دار فى أحشائه فلك ... خافى المسير ولو لم يبك لم يدر
مترجم عن مواقيت يخبّرنا ... عنها فيوجد فيها صادق الخبر
تقضى به الخمس فى وقت الوجوب وإن
غطّى على الشّمس ستر الغيم والمطر
وإن سهرت لأسباب تؤرّقنى ... عرفت مقدار ما ألقى من السّهر
محرّر كلّ ميقات تخيّره ... ذوو التّخيّر للأسفار والحضر
__________
(1) ديوان كشاجم 167و 168رقم 26من قافية الراء، والقصيدة فى زهر الآداب 1/ 390، وفى نهاية الأرب 1/ 149الأبيات 1ثم من 113، والترتيب مختلف، وهناك اختلاف فى بعض الألفاظ.
والبنكام فيه كلام كثير فى كتاب الألفاظ الفارسية المعربة 28، وخلاصته أن البنكام آلة لضبط الوقت كالساعة المائية وقوله: «وقال فى صفة البنكام»، مطموس فى ع، وفى ف: «وقال فى وصف بنكام».
(2) فى المطبوعتين فقط: «مؤتلف»، وفى ع وف فقط «الحسن والفكر».
(3) هذا البيت ساقط من ص والمغربيتين.(2/1105)
ومخرج لك بالأجزاء ألطفها ... من النّهار وقوس الّليل والسّحر
نتيجة العلم والتّفكير صوّره ... يا حبّذا بدع الأفكار فى الصّور (1)
وقال يصف رزنامج أبنوس (2):
[البسيط]
نعم المعين على الآداب والحكم ... صحائف حلك الألوان كالظّلم
لا تستمدّ مدادا غير صبغتها ... فسرّ ذى الّلبّ منها جدّ مكتتم
خفّت وجفّت فلم يدنس لحاملها ... ثوب ولم يخش فيها نبوة القلم (3)
وأمكن المحو فيها الكفّ فاتّسعت ... لما تضمّن من نثر ومنتظم
حلّيتها بلجين وانتخبت لها ... وقاية من ذكىّ العود لا الأدم
فالكمّ يعبق منها حين تودعه ... عرفا تنسّم منه أطيب النّسم
لو كنّ ألواح موسى حين يغضبه ... هارون لم يلقها خوفا من النّدم
وله من قصيدة ذكر فيها طاووسا مات له (4):
[المنسرح]
رزئته روضة تروق ولم ... أسمع بروض يمشى على قدم (5)
جثل الذّنابى كأنّ سندسة ... زرّت عليه موشيّة العلم (6)
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «نتيجة العلم والأفكار».
(2) ديوان كشاجم 370، رقم 22فى قافية الميم، والأبيات 1و 3و 7، فى محاضرات الأدباء 1/ 116
وفى المطبوعتين فقط: «وقال يصف رزمانج»، وفى ف سقطت كلمة «يصف».
ووجدت فى كتاب الألفاظ الفارسية المعربة 75 «الرزنامة: مركبة من روز أى يوم ومن نامة أى كتاب».
وفى الديوان: «وقال يصف ألواح أبنوس».
(3) فى المطبوعتين فقط: «فلم تدنس لحاملها ثوبا ولم يخش منها».
(4) ديوان كشاجم 364و 365، رقم 13من قافية الميم، والأبيات 1ومن 73، فى نهاية الأرب 10/ 217، وهناك بعض اختلاف.
(5) فى ع فقط: «روضة تزور».
(6) هذا البيت ساقط من ص والمغربيتين. والجثل من الشجر والثياب والشعر: الكثير الملتف، وقيل: هو من الشعر ما غلظ وقصر، وقيل: ما كثف واسودّ، وقيل: هو الضخم الكثيف من كل شىء. انظر اللسان فى [جثل].(2/1106)
متوّجا خلقة حباه بها ... ذو الفطر المعجزات والحكم
كأنّه يزدجرد منتصبا ... يبنى فيعلى مآثر العجم
يطبق أجفانه ويحسر عن ... فصّين يستصبحان فى الظّلم
أدلّ بالحسن فاستذال له ... ذيلا من الكبر غير محتشم (1)
ثمّ مشى مشية العروس فمن ... مستطرف معجب ومبتسم (2)
فهذا طرف مما شرطته كاف، يرى به المتعلم نهج هذه الطريقة، إن (3) شاء الله سبحانه.
* * * __________
(1) فى ص: «أذل بالحسن» بالذال المعجمة، وهو تصحيف، وفى ف: «أول بالحسن» بالواو، وهو تحريف.
(2) فى المطبوعتين فقط: «فمن مستظرف».
(3) سقط قوله: «إن شاء الله سبحانه» من ع، وفى ف والمطبوعتين «إن شاء الله تعالى»، وفى المغربيتين: «إن شاء الله».(2/1107)
باب ذكر الشطور وبقية الزحاف (1)
/ القول فى الشطور على أحد وجهين: إما أن يراد بالشطر نصف البيت، وإما أن يراد به القصد وذلك أنهم إذا ذكروا الشطور فربما أنشدوا أبياتا كاملة، وليست أقسمة، فيكون هذا من قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ} [سورة البقرة: 144، 149، 150].
وكذلك القسيم أيضا، يجوز أن يكون شطر (2) البيت، ويجوز أن يكون بمعنى الحظ من الوزن لأن الحظّ يقال له «قسم» (3) و «قسيم»، قال جرير (4):
[الطويل]
أتاركة أكل الخزيز مجاشع ... وقد خسّ إلّا فى الخزيز قسيمها؟ (5)
يريد: حظها.
وقالت بنت (6) المنذر بن ماء السماء (7):
[الوافر]
بعين أباغ قاسمنا المنايا ... فكان قسيمها خير القسيم
وهذا حين أبدأ الشطور على مذهب الجوهرى لقلّة حشوه.
__________
(1) فى ع والمطبوعتين: «باب الشطور»، بإسقاط كلمة «ذكر»، وفى ص وف والمغربيتين: «ذكر الشطور» بإسقاط كلمة «باب».
(2) فى ع والمطبوعتين والمغربيتين: «نصف البيت».
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «قسيم وقسم».
(4) ديوان جرير 2/ 988
(5) الخزيز: أن يطبخ الدقيق بودك أو قديد أو لحم. وخس: نقص. قسيمها: حظها.
(6) فى المطبوعتين فقط: «ابنة».
(7) البيت جاء أول بيتين ينسبان إلى بنت المنذر بن ماء السماء فى الحيوان 6/ 422، وجاء البيتان مع اختلاف فى الثانى لابنة فروة بن مسعود فى معجم البلدان 1/ 61، وجاء وحده غير منسوب فى معجم ما استعجم 1/ 95
وبنت المنذر قالت البيتين فى رثاء أبيها الذى قتل فى يوم عين أباغ، وكان بينه وبين الحارث بن الأعرج الغسانى.(2/1108)
الطويل: مثمّن قديم، مسدّس محدث، أجزاؤه: «فعولن مفاعيلن» ثمانى (1) مرات، وزحافه: القبض، الثّلم، الثّرم، الكفّ، الحذف، ومسدّسه أن يحذف منه «مفاعيلن» الآخرة من كل قسيم.
المديد: مثمّن محدث، مسدّس قديم، مربع قديم، أجزاؤه: فاعلاتن فاعلن ثمانى مرات، وعلى ذلك أتى محدثه، وبيت مربّعه السالم:
[مربع المديد]
بؤس للحرب الّتى ... غادرت قومى سدى (2)
قال: وهذا شعر قديم، إلا أن الخليل لم يذكره، زحافه: الخبن، الكفّ، الشكل، القصر، الحذف، الصّلم.
البسيط: مثمّن قديم، مسدّس قديم، مربع محدث، أجزاؤه: مستفعلن فاعلن ثمانى مرات، ومسدسه: مستفعلن فاعلن مستفعلن مكررة، قال: وله مسدّس آخر يسميه الخليل: السريع، وقد / نقص منه «فاعلن» الأولى (3)
والثالثة، وبيته المربع المحدث (4):
[مربع البسيط]
دار عفاها القدم ... بين البلى والعدم
زحافه: الخبن، الطّىّ، الخبل، القطع، الإذالة، التخليع، ومعنى التخليع:
قطع مستفعلن فى العروض / والضرب جميعا.
الوافر: مسدّس قديم، مربع قديم، أجزاؤه: مفاعلتن ست مرات، ولم يجىء عن العرب / فى مسدّسه بيت صحيح، زحافه: العصب، القطف (5)، النقص، العقل، العضب، القصم، العقص، الجمم.
__________
(1) إنه يقصد أن التفعيلات كلها تأتى ثمانى مرات، وليس كل واحدة، وإلا فإن كل تفعيلة تأتى أربع مرات.
(2) عروض الورقة 18
(3) فى ف: «الأول والثالث» وفى خ: «الأول والثالثة». وفى عروض الورقة: «الثانية والرابعة»، وفى المغربيتين: «فاعلن الأولى والثانية».
(4) عروض الورقة 24
(5) فى ص فقط: «القطع»، وهو خطأ لأن القطع لا يدخل الوافر، وفى ف زيدت واو العطف قبل كل كلمة من هنا إلى الآخر.(2/1109)
الكامل: مسدّس قديم، مربّع قديم، أجزاؤه: متفاعلن ست مرات، زحافه: الإضمار، الوقص، الخزل، القطع، الحذذ، الترفيل، الإذالة.
الهزج: مسدّس محدث، مربّع قديم، أجزاؤه: مفاعيلن أربع مرات، وبيته (1) المسدّس المحدث (2):
[مسدس الهزج]
ألا هل هاجك الأظعان إذ بانوا ... وإذ صاحت بشطّ البين غربان؟
زحافه: الخرم (3)، الكفّ، القبض، والخرب، الشتر، الحذف.
الرجز: / مسدّس، مربّع، مثلّث، مثنّى، كله قديم، موحّد محدث، أجزاؤه: مستفعلن ست مرات، زحافه: الخبن، الطىّ، الخبل، القطع، الفرق، الوقف، ومعنى قوله: الفرق، أن يفرق الوتد المجموع فى حشو مسدّسه، فيعود «مستفعلن» «مستفعنل» بتقديم النون، فيكون وزنه «مفعولات»، قال: وهو الذى يسميه الخليل «المنسرح»، ولم يجىء ضربه إلا مطويّا وفى صدر مربّعه قال: وهو الذى يسميه الخليل «المقتضب» وفى ضرب مثنّاه ومثلّثه، إلا أنه ساكن اللام لأن آخر البيت لا يكون متحركا، وذلك هو الوقف.
الرّمل: مسدّس قديم، مربّع قديم، أجزاؤه «فاعلاتن» ست مرات، زحافه: الخبن، الكفّ، الشكل، الحذف، القصر، الإسباغ.
الخفيف: مسدّس قديم، مربّع قديم، أجزاؤه «فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن»، مكررة، ومربّعه: «فاعلاتن مستفعلن» ومثله، قال: وقد ركّب منه مربّع آخر يسميه الخليل «مجتثّا»، وقد نقص منه «فاعلاتن» الأولى / والرابعة، زحافه: الخبن، الكفّ، الشكل / الحذف، القطع، التشعيث، الإسباغ، الطىّ.
المضارع: مربّع قديم لا غير، أجزاؤه: «مفاعيلن (4) فاعلاتن» مكرر،
__________
(1) فى ع والمطبوعتين: «بيته»، وفى ع وف والمغربيتين: «فى المسدس».
(2) عروض الورقة 41
(3) فى ف «الحزم» بالحاء المهملة تصحيفا، وفيه جاءت كل كلمة تالية مسبوقة بواو العطف.
(4) فى المطبوعتين: «مفاعلن» [كذا].(2/1110)
ولم يجىء عن العرب فيه بيت صحيح، زحافه: القبض، الكفّ، الخرب، الشّتر، الخبن.
المتقارب: مثمّن قديم، مسدّس قديم، مربّع محدث، أجزاؤه:
«فعولن» ثمانى مرات، زحافه: القبض، الثّلم، والثّرم، القصر، الحذف، البتر، وبيت مربّعه المحدث (1):
[مربع المتقارب]
وقفنا هنيّه ... بأطلال ميّه
المتدارك: مثمّن قديم، مسدّس محدث، أجزاؤه: «فاعلن» ثمانى مرات، وبيته السالم من مثمّنه (2):
[المتدارك]
لم يدع من مضى للّذى قد غبر ... فضل علم سوى أخذه بالأثر
وشعر عمرو الجنى مخبون منه (3)، زحافه: الخبن، القطع، الإذالة، الترفيل.
* * * __________
(1) عروض الورقة 64
(2) عروض الورقة 68
(3) هذا القول عن عمرو الجنى سبق فى باب الأوزان ص 221(2/1111)
باب (1) شرح الألقاب
عن أبى زهرة النحوى وغيره: كلّ ما حذف ثانيه الساكن فهو مخبول، وما حذف رابعه الساكن فهو مطوى، وما حذف خامسه الساكن فهو مقبوض، وما حذف سابعه / الساكن فهو مكفوف.
وما حذف ثانيه ورابعه الساكنان فهو مخبول، وما حذف ثانيه وسابعه الساكنان فهو مشكول.
وما حذف / ثانيه المتحرك فهو موقوص، وما حذف خامسه المتحرك فهو معقول، وما حذف سابعه المتحرك فهو مكسوف عند الخليل، ولم يعتد به الجوهرى.
وما حذف رابعه الساكن، وأسكن ثانيه المتحرك فهو مخزول.
وما أسكن ثانيه المتحرك فهو مضمر، وما أسكن خامسه المتحرك فهو معصوب، وما أسكن سابعه المتحرك فهو موقوف.
وما حذف ساكن سببه، وأسكن متحركه فهو مقصور، وإن كان هذا العمل فى وتد فهو مقطوع.
وكل سبب زيد عليه حرف ساكن ليس من / الجزء الذى هو فيه فهو مسبّغ، فإن كان ذلك فى وتد فهو مذيّل، فإن زيد على الوتد حرفان فهو مرفّل.
وكل ما حذف منه سبب فهو محذوف، فإن حذف منه وتد مجموع فهد أحذّ، فإن حذف وتد مفروق فهو أصلم.
وإذا حذف من الجزء سبب، وأسكن المتحرك الذى يليه فهو مقطوف.
وكل وتد مجموع كان فى مبتدإ البيت فحذف أول الوتد فهو مخروم.
فإن كان ذلك فى «فعولن» فهو أثلم / فإن كان فيه مع الخرم قبض فهو أثرم.
__________
(1) سقطت كلمة «باب» من ف، وفى ع والمطبوعتين والمغربيتين سقط العنوان كله وجاء مكانه: «وهذا شرح الألقاب».(2/1112)
وإن كان الخرم فى «مفاعلتن» فهو أعضب (1)، فإن كان مع ذلك عصب فهو أقصم، وإن كان فيه مع الخرم نقص (2) فهو أعقص، فإن كان فيه مع الخرم عقل فهو أجمّ.
وإذا خرمت «مفاعيلن» فهو أخرم، فإذا كففته مع ذلك فهو أخرب، فإذا خرمته وقبضته فهو أشتر.
وما ذهب منه جزآن من العروض والضرب فهو مجزوّ، وما ذهب منه شطره فهو مشطور، وما ذهب ثلثاه فهو منهوك.
وما سلم من الزحاف، وهو يجوز فيه، فهو سالم، وما سلم من الخرم فهو موفور.
وما استوفى دائرته فهو تامّ، وما استوفى أجزاء دائرته، وكان فى بعض الأجزاء نقص، فهو واف.
وكل جزء كان فى ضرب أو عروض، فكان بمنزلة الحشو، فهو صحيح، وإن خالف الحشو فهو معتلّ.
ومخالفته (3) الحشو أن يدخل فيه من النقص والزيادة ما لا يدخل الحشو، أو يمتنع من النقص الذى يدخل الحشو.
والمعتل على أربعة أوجه: ابتداء، وفصل، وغاية، واعتماد، وقد / شرحتها فيما تقدم (4).
* * * __________
(1) فى ع وص والمطبوعتين: «أعصب» بالصاد المهملة، وهو خطأ، واعتمدت ما فى ف وإحدى المغربيتين وذلك لأن العصب هو إسكان الخامس المتحرك فى مفاعلتن، أما العضب فهو إسقاط حرف من أول مفاعلتن، وسقط القول كله من المغربية الأخرى.
(2) فى المطبوعتين فقط: «قبض» بدل «نقص»، وهو خطأ، وذلك لأن الأعقص هو الذى يجتمع فيه الخرم والنقص، انظر جميع كتب العروض.
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «ومخالفة».
(4) انظره فى باب فى الأوزان ص 233و 234(2/1113)
بيوتات الشعر والمعرقون فيه
منها فى الجاهلية بيت أبى / سلمى، وكان (1) شاعرا، واسمه ربيعة، وكان (2) ابنه زهير شاعرا، وله خؤولة فى الشعر، خاله بشامة بن الغدير، وكان كعب وبجير ابنا زهير شاعرين، وجماعة من أبنائهما.
ومن المخضرمين حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، هو (3) وأبوه، وجدّه، وأبو جده شعراء، وابنه / عبد الرحمن شاعر، وسعيد بن عبد الرحمن شاعر، ذكر ذلك المبرد (4).
وبعد هذين البيتين (5) بيت النعمان بن بشير (6)، وبنوه: أبان، وبشير، وشبيب، وابنته حميدة، ومن بنى بنيه عبد الخالق بن عبد الواحد، وعبد القدوس ابن عبد الواحد بن النعمان، وأم النعمان عمرة بنت رواحة شاعرة، وخاله عبد الله ابن رواحة أحد شعراء النبى صلى الله عليه وسلم.
ومن المعرقين فى الشعر عن عبد الكريم نهشل (7) بن حرّى بن ضمرة بن (8) ضمرة بن جابر بن قطن، ستة ليس يتوالى فى بنى تميم مثلهم شعرا، وشرفا، وفعالا.
__________
(1) فى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «كان».
(2) فى ع والمطبوعتين فقط: «وابنه زهير كان».
(3) فى ف وم فقط: «وهو».
(4) الكامل 1/ 264
(5) سقطت كلمة «البيتين» من ف والمطبوعتين فقط.
(6) انظر ما قيل عنه وعن أولاده وأمه وابنته فى جمهرة أنساب العرب 364، وطبقات ابن سلام 1/ 228و 463و 464، والمعارف 294، والكامل 1/ 178و 179و 3/ 246، والأغانى 16/ 28، والاستيعاب 4/ 1496، والشذرات 1/ 72، وسير أعلام النبلاء 3/ 411وما فيه من مصادر، والخزانة 2/ 373و 3/ 216و 11/ 211، والعقد الفريد 5/ 321
(7) انظر ترجمته وكل ما يتصل بأسرته فى طبقات ابن سلام 2/ 583، ويكاد يكون كلام العمدة منه، والشعر والشعراء 2/ 637، والاشتقاق 244، والخزانة 1/ 312، وشرح أبيات مغنى اللبيب 4/ 128و 129
(8) سقط قوله: «ابن ضمره» الثانى من ع وف والمطبوعتين، وما فى ص والمغربيتين يوافق المصادر المذكورة قبل.(2/1114)
وعن ابن قتيبة: القاسم بن أمية بن / أبى الصلت (1)، وهو القائل (2):
[الكامل]
قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... تركوه ربّ صواهل وقيان
وربيعة بن أمية (3) عن غير ابن قتيبة.
ومن بيوتات الشعر فى الإسلام بيت جرير، كان هو وأبوه عطية، وجدّه الخطفى شعراء، وكان بنوه كلهم (4)، وبنو بنيه شعراء، قال أبو زياد الكلابى (5): رأيت باليمامة نوحا وبلالا ابنى جرير وهما يتسايران، لهما جمال وهيئة، وقدر عظيم، وأشعر من باليمامة يومئذ حجناء بن نوح بن جرير، وكان عقيل بن بلال شاعرا، وعمارة (6) ابنه شاعرا، أدرك الطائى حبيبا، ولقيه المبرد.
ومن المعرقين عقبة بن رؤبة / بن العجاج.
ومن البيوتات بيت أبى حفصة، كان مروان شاعرا، وجماعة (7) بنيه، وبنى (8) بنيه شعراء، يضربون بألسنتهم أنوفهم، حكاه الجاحظ (9)، وكان يحيى جدّ مروان شاعرا يهاجى اللّعين المنقرى، وجريرا، وأكثر أهل بيته شعراء رجالا ونساء.
__________
(1) ذكر اسمه مع اسم أبيه وجده دون ذكر شىء عنه فى الشعر والشعراء 1/ 462، ومعجم الشعراء 213، والأغانى 4/ 120
(2) البيت بنصه الذى هنا فى الشعر والشعراء 1/ 462، وتجده فى معجم الشعراء 213، والأغانى 4/ 120، باختلاف يسير فى الأغانى، واختلاف كبير فى معجم الشعراء.
(3) فى الأغانى 4/ 121
(4) سقطت كلمة «كلهم» من المطبوعتين فقط.
(5) لم أعثر على هذا القول فى مصادرى.
(6) انظر ترجمته فى الأغانى 24/ 245، وله ذكر كثير فى الجزء الأول من الكامل، وطبقات ابن المعتز 316، ومعجم الشعراء 78، وتاريخ بغداد 12/ 282، وانظر الموشح 210187فى ترجمة جرير، ففيه حديث طويل عنه وعن أبنائه وأبناء أبنائه، وجمهرة أنساب العرب 225و 226، وانظر المصادر التى ذكرتها فى ترجمة جرير ص 70
(7) فى المطبوعتين فقط: «وجماعة بيته».
(8) سقط قوله: «وبنى بنيه» من ع والمطبوعتين، وفى مغربية «وبنو بنيه».
(9) البيان والتبيين 1/ 63و 64، وانظر مصادر ترجمة مروان بن أبى حفصة التى سبق ذكرها، وانظر الورقة 47(2/1115)
وبنو (1) أبى عيينة (2) بيت شعر، منهم: محمد (3)، وبنوه أبو عيينة، وعبد الله، وداود، وعبّاد بن داود، / لقبه المخرّق (4) لقوله (5):
[البسيط]
أنا المخرّق أعراض الّلئام كما ... كان الممزّق أعراض الّلئام أبى
وبيت الرقاشيين، منهم عبد الصمد بن الفضل، وابناه الفضل (6)، والعباس، وأكثرهم (7) شعراء.
وبيت اللاحقيين، كان حمدان (8) شاعرا، وابنه (9) شاعرا، وأبوه أبان (10) شاعرا، وجده عبد الحميد شاعرا، ولا حق (11) أبو عبد الحميد شاعرا، وإليه نسبوا، وهو مولى الرقاشيين، وأكثر أهل هذا البيت شعراء.
وبيت (12) أبى أمية الكتّاب، ذكرهم دعبل، وهم: أمية، وإخوته:
__________
(1) فى ص فقط: «وبنو عيينه» [كذا]، وفى م: «و [بيت] أبى عيينة» [كذا].
(2) انظر ترجمته وأخباره وأسرته فى الشعر والشعراء 2/ 872، ومعجم الشعراء 190و 320، والأغانى 20/ 74، وطبقات ابن المعتز 288
(3) فى المطبوعتين: «منهم مجد» [كذا].
(4) هو عباد بن داود، يكنى أبا المظفر، وله أشعار وهجاء كثير، وكان أبوه داود الملقب بالممزّق شاعرا هجاء.
المؤتلف والمختلف 284والورقة 104
(5) البيت للمخرّق فى المؤتلف والمختلف 284والورقة 104
(6) انظر فيه طبقات ابن المعتز 226، وتاريخ بغداد 12/ 345، ومعجم الشعراء 180والموشح 456، والأغانى 16/ 245، وفوات الوفيات 3/ 183
(7) فى ف فقط: «وكان أكثرهم شعرا».
(8) انظره فى أخبار الشعراء المحدثين 53 [ضمن كتاب الأوراق].
(9) سقط «وابنه شاعرا» من ع فقط، وسقطت «شاعرا» من المطبوعتين فقط.
(10) انظر طبقات ابن المعتز 240، والأغانى 23/ 154، وتاريخ بغداد 7/ 44، وأخبار الشعراء المحدثين 521 [ضمن كتاب الأوراق].
(11) معجم الشعراء 477، وانظر فى بيت اللاحقيين كتاب الشعراء المحدثين 7362
(12) فى المطبوعتين فقط: «وبيت أمية الكاتب»، وفى ف: «وبيت أبى أمية الكاتب».(2/1116)
على، ومحمد، والعباس، وسعيد، ومن أولاد (1) هؤلاء: أبو العباس بن أمية، وأخواه: على، وعبد الله، وابن عمهم محمد بن على بن أبى أمية (2).
وبنو (3) رزين بيت شعر، منهم عبد الله شاعر، وابنه أبو الشيص شاعر، واسمه محمد، وعبد الله بن أبى الشيص، ومنهم على شاعر، وابناه دعبل، ورزين (4) شاعران (5).
وبيت حميد بن عبد الحميد، كان حميد شاعرا، وبنوه: أصرم، وأبو عبد الله، وأبو نصر، / وأبو نهشل شعراء، ذكرهم دعبل (6).
والفرق بين / المعرق وبين ذى البيت أن المعرق من تكرر الأمر فيه وفى أبيه وفى جده فصاعدا، ولا يكون معرقا حتى يكون الثالث فما فوقه، وعلى هذا فسّر قول أبى الطيب (7):
[البسيط]
العارض الهتن ابن العارض الهتن اب
ن العارض الهتن ابن العارض الهتن (8)
__________
(1) فى ف فقط: «ومن أولادهم».
(2) انظر فى بيت أبى أمية طبقات ابن المعتز 322، والورقة 5550، والفهرست 162، ومعجم الشعراء 368فى أبى حشيشة الطنبورى محمد بن على بن أمية، وتاريخ بغداد 2/ 85، والأغانى 12/ 145و 23/ 75فى أبى حشيشة و 23/ 134، ونهاية الأرب 5/ 35
(3) فى م فقط: «وبيت رزين» [كذا].
(4) فى المطبوعتين فقط: «وعلى».
(5) انظر ما سبق أن ذكرته من مصادر فى ترجمة دعبل وأبى الشيص، وأضف طبقات ابن المعتز 364فى ترجمة عبد الله بن أبى الشيص، وفى الورقة 34من اسمه رزين بن زندود وله صلة بدعبل فهل هى صلة قرابة أم صلة الأدب؟
(6) ليس بين أيدينا كتاب دعبل، ولعل الأيام تجود به، ويرى النور مع باقى تراثنا الضائع.
(7) ديوان المتنبى 4/ 216
(8) عاب قوم هذا البيت، وقالوا: من العىّ تكرار اللفظ، وردّ عليهم أحد العلماء قائلا: إن كان هذا عيّا فحديث النبى صلى الله عليه وسلم أصله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم»، وإنما تكرر الألفاظ لشرف الآباء. انظر شرح الديوان.(2/1117)
فقالوا (1): إنما أراد أنه معرق، وزاد واحدا على الشرط المتعارف، وإنما أخذه أبو الطيب من قول محمد بن عبد الملك الزيات (2):
[الكامل]
ما كان ينقذنا ويؤمن سربنا ... ويجيرنا من شرّ كلّ مخوفه (3)
إلّا مقام خليفة لخليفة ... لخليفة لخليفة لخليفة
يعنى الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدى بن المنصور، فصدق، وحسن (4) معناه، ونقص المتنبى واحدا (5) بعد سرقته (6).
وذو البيت من عمّ الأمر جميع أهل بيته وأكثرهم، فهذا فرق بينهما.
ومن الإخوة ومن لم يعرق «لبيد» وأخوه لأمه «أربد»، و «الشماخ» وأخوه «جزء» و «يزيد»، وهو مزرّد، وبنو (7) أبى بن مقبل، وهم عشرة إخوة: تميم وفضاله، وحيّان، ورفاعة، ووبرة، والمضاء، وأعقد، وعبد الله، وخفاف، وأبو الشمال، وأمّ تميم بنت (8) أمية بن أبى الصلت، وفى أولاد إخوته المذكورين آنفا شعر، وقيس / بن عمرو النجاشى، وأخوه حديج (9)، وعمرو بن
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «قالوا».
(2) ديوان الوزير محمد بن عبد الملك الزيات 88باختلاف يسير جدا.
(3) فى ف والمطبوعتين فقط: «من شر كل مخيفة»، وفى خ: «ما كان ينذنا) [كذا]، وفى م: «ما كان ينذرنا» [كذا].
(4) فى ع والمطبوعتين فقط: «وحسن فى معناه».
(5) فى المطبوعتين فقط: «بواحد».
(6) بل لم يسرق من هذا، وإنما تمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم» فإن كان هذا سرقة فأحبب بها من سرقة!!
(7) من هنا إلى قوله: «وقيس بن عمرو النجاشى» ساقط من ع، وفى ص: «وبنو أبى مقبل»، وفى المطبوعتين: «وبنو ابن مقبل»، وما فى ف والمغربيتين هو الصواب، وسبق ذكر ذلك فى باب المقلين من الشعراء ص 168
(8) فى ص: «بنت بنت»، ولم أعثر فى المصادر على ما يفيد فى هذا النسب، وفى ف وم «ابنة»، وفى خ «بنة» [كذا]، وما فى ع يوافق المغربيتين.
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «خديج»، وهو خطأ، انظر الشعر والشعراء 1/ 333(2/1118)
أحمر، وأخواه: سنان، وسيّار، وغيلان ذو الرمة، وإخوته: أوفى، ومسعود، وهشام، وجرفاس (1)، شعراء خمستهم، ومسلم بن الوليد صريع (2)، وأخوه سليمان الكفيف، وأشجع السلمى، وأخوه أحمد.
وأما الشاعر ابن الشاعر فقط فيقال (3): إنه «الثّنيان»، حكاه عبد الكريم عن غيره، وهم (4) كثير، لو أخذنا فى ذكرهم لطالت مسافة الباب.
* * * __________
(1) فى المطبوعتين فقط: «وحرقاس».
(2) سقطت «صريع» من ع والمطبوعتين فقط.
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «فيقال له»، وفى ف: «فقط فإنه».
(4) فى المطبوعتين فقط: «وهو».(2/1119)
البسملة (1) قبل الشعر (5)
قال أبو جعفر النحاس: اختلف العلماء فى كتب «بسم الله الرحمن الرحيم» أمام الشعر، فكره ذلك سعيد بن المسيب، والزّهرى، وأجازه النّخعى (2)، وكذا يروى عن ابن عباس قال: اكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» أمام الشعر وغيره، قال أبو جعفر: ورأيت علىّ بن سليمان يميل إلى هذا، وقال:
ينبغى أن يكتب أمام الشعر «بسم الله الرحمن الرحيم» لأنه يأتى بعده قال فلان، وما أشبه ذلك.
قلت أنا: إنما هذا فى الشعر إذا دوّن، فأما قصيدة يرفعها (3) الشاعر إلى ممدوحه فلا يكتب / قبلها (4) اسم قائلها، لكن بعدها، وإذا كان الأمر هكذا فلا سبيل إلى كتب / البسملة لأن العذر حينئذ ساقط.
* * * __________
(5) اقرأ عن البسملة ما جاء فى أدب الكتاب للصولى 31وما بعدها، وانظر إحكام صنعة الكلام 55و 56
(1) فى المطبوعتين فقط: «باب حكم البسملة قبل الشعر».
(2) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعى، اليمامى ثم الكوفى، يكنى أبا عمران، إمام حافظ، روى عن جلة من أهل العلم، وروى عنه جلة منهم، وكان مفتى أهل الكوفة هو والشعبى فى زمانهما، وكان رجلا صالحا فقيها متوقّيا، قليل التكلف، وهو مختف من الحجاج، ويقال عنه:
إنه كان صيرفىّ الحديث. ت 96هـ.
المعارف 463، والاشتقاق 404، وجمهرة أنساب العرب 415، ووفيات الأعيان 1/ 25، والشذرات 1/ 111، وفيه: إنه مات فى سنة خمس وتسعين، وسير أعلام النبلاء 4/ 520وما فيه من مصادر.
(3) فى المطبوعتين فقط: «رفعها».
(4) فى ص وف فقط: «فيها».(2/1120)
أحكام (1) القوافى فى الخط (9)
إذا صارت الواو الأصلية، أو (2) الياء الأصلية وصلا للقافية سقطت فى الخط، كما تسقط واو الوصل وياؤه، وذلك (3) مثل واو «يغزو» للواحد، و «لم يغزوا» للجماعة إذا كانت القافية على الزاى، ألا ترى أنهم أسقطوها فى اللفظ فضلا عن الخط فقال الراجز (4):
[الرجز]
كريمة قدرتهم إذا قدر
يريد: قدروا (5).
قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السمين وقد سألته عن هذا:
لا يجوز حذف هذه الواو إلا فى أشد ضرورة للعرب، لا للمولّدين لأنها علامة جمع وإضمار، فحذفها يلبس بالواحد، قال: وهذا مذهب سيبويه (6)
والبصريين (7).
ومثل واو «يغزو» ياء (8) «يقضى» للغائب، و «تقضى» للمؤنثة
__________
(9) انظر الكتاب الجزء الرابع، وأدب الكتاب 251وما بعدها.
(1) فى المطبوعتين فقط: «باب أحكام».
(2) فى ع وف والمطبوعتين: «والياء»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(3) سقط قوله: «وذلك» من ص والمطبوعتين فقط.
(4) لم أعثر على هذا الرجز فى مصادرى.
(5) فى ع والمطبوعتين فقط: «إذا قدروا».
(6) هو عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسى، يكنى أبا بشر أو أبا الحسن، وسيبويه لقب له، ومعناه بالفارسية رائحة التفاح، كان من أهل البصرة أخذ عن الخليل الذى كان يجله، ولما ورد بغداد جرت بينه وبين الكسائى مناظرة فى المسألة الزنبورية، ويقال: مات بسببها، ألف كتابه الذى لم يسبقه إليه أحد قبله، ولم يلحق به أحد. ت 180هـ وقيل غير ذلك.
المعارف 544، والفهرست 57، وطبقات الزبيدى 66، وتاريخ بغداد 12/ 195، ونزهة الألباء 54، وإنباه الرواة 2/ 346، ووفيات الأعيان 1/ 487، ومعجم الأدباء 5/ 2122 [ط إحسان]، والنجوم الزاهرة 2/ 88، والشذرات 1/ 252، وسير أعلام النبلاء 8/ 351وما فيه من مصادر.
(7) انظر الكتاب 4/ 209، فى باب «هذا باب وجوه القوافى فى الإنشاد»، وأدب الكتاب 253
(8) فى ف والمطبوعتين فقط: «ويا»، ولا معنى لهذه الواو.(2/1121)
الغائبة، والمذكر المخاطب، وكذلك ياء «القاضى» و «الغازى» إذا كانا معرّفين بالألف واللام، هذا / هو الوجه، فإن كتب بإثبات الياء أو الواو فعلى باب المسامحة، والأجود أن يكون (1) الواو والياء خارجا فى العرض (2).
وكذلك ياء الضمير نحو «غلامى»، إذا كانت القافية الميم، فالوجه سقوط الياء، فإن كتبت مسامحة ففى العرض (3)، كما قدمت، وقد أسقطها بعضهم فى اللفظ، أنشدنى أبو عبد الله للأعشى (4):
[المتقارب]
ومن شانىء كاسف وجهه ... إذا ما انتسبت له أنكرن (5)
قال: يريد «أنكرنى»، فحذف الياء.
فأما ما كان (6) منوّنا نحو «غاز» (7) و «قاض»، / أو مجزوما نحو «لم يقض» و «لم يغز» فلا يجوز أن تثبت فيهما الياء والواو على المسامحة لأنهما سقطتا بالتنوين والعامل، ومن العرب من يقول: هذا الغاز، ومررت بالقاض، بغير ياء، وهذا تقوية لمذهب من حذفها فى الخط إذا كانت وصلا للقافية.
وإذا (8) كان فى قوافى قصيدة ما يكتب بالياء، وما يكتب بالألف كتبا جميعا بالألف لتستوى القوافى، وتشتبه صورها (9) فى الخط.
* * * __________
(1) فى المطبوعتين والمغربيتين: «أن تكون»، وما فى ع وص وف محمول على معنى أن يكون حرف الواو والياء، بدليل قوله بعد: «خارجا».
(2) هذا إن جاز قديما حيث الكتابة باليد فإنه لا يمكن الآن مع الطباعة.
(3) فى المطبوعتين: «الغرض» [كذا].
(4) ديوان الأعشى 55
(5) والشانىء: المبغض. الكاسف الوجه: العابس المتغير.
(6) فى المطبوعتين فقط: «يكون».
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «قاض وغاز».
(8) فى المطبوعتين فقط: «وإن».
(9) فى ف والمطبوعتين فقط: «صورتها».(2/1122)
باب النسبة إلى الرّوى (8)
إذا قلت قصيدة فنسبتها إلى ما على (1) حرفين قلت: هذه قصيدة بائية وحائية، وكذلك أخواتهما، وإن شئت جعلت الهمزة واوا فقلت «باوية».
وكان أبو جعفر الرؤاسى (2) ينسب إلى ما كان على حرفين فيقول: هذا يبوىّ، وينوىّ (3)، وكذلك أخواتهما، إلا «ما» و «لا» فإنه يقول: مووىّ، ولووىّ، على «فعلىّ»، وتقول على هذا القول: قصيدة موويّة، ولوويّة.
قال ثعلب: ما كان على ثلاثة أحرف / الأوسط ياء فليس فيه إلا وجه واحد، تقول: سيّنت (4) سينا، وعيّنت عينا، إذا كتبت سينا وعينا، فتقول (5)
على هذا: قصيدة مسيّنة، ومعيّنة، وسينية، وعينية، وكذلك (6) قصيدة ميميّة، ولا تقول: مؤوّمة، فإنه خطأ، وتقول فى الواو وهى على ثلاثة أحرف الأوسط ألف بالياء لا غير: لكثرة الواوات، فتقول: ووّيت واوا حسنة، وبعضهم يجعل الواو الأولى همزة لاجتماع الواوات (7) فتقول: أوّيت واوا حسنة، فالقصيدة على هذا واويّة، ومؤوّاة، ومووّاة.
وقال بعضهم فى «ما» و «لا» من بين أخواتهما: موّيت ماء حسنة، ولوّيت لاء حسنة بالمدّ / لمكان الفتحة من «ما» و «لا».
* * * __________
(8) انظر كلاما جيدا مفصلا عن هذا فى اللسان فى [وا].
(1) فى م فقط: «ما [كان] على».
(2) هو محمد بن الحسن بن أبى سارة الرؤاسى، يكنى أبا جعفر، وسمى الرؤاسى لكبر رأسه، وكان ينزل النيل، فقيل له: النيلى، وكان رجلا صالحا، مات فى زمن الرشيد.
الفهرست 71، وطبقات الزبيدى 125، ومعجم الأدباء 6/ 480، ونزهة الألباء 50، وإنباه الرواة 4/ 99، وبغية الوعاة 1/ 82، والوافى بالوفيات 2/ 334
(3) فى ع جاءت الكلمتان غير معجمتين، وفى ف والمغربيتين: «بيوى بموحدة تحتية فمثناة تحتية وتيوى بمثناة فوقية فمثناة تحتية» وفى المطبوعتين: «يبوى بمثناة تحتية فموحدة تحتية ويتوى بمثناة تحتية فمثناة فوقية».
(4) فى ف والمغربيتين: «شينت شينا إذا كتبت شينا مشينة وشينية».
(5) فى المطبوعتين فقط: «فيقول».
(6) فى ع فقط: «وكذلك القول»، وفى ف ومغربية: «وكذلك تقول».
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «الواوين».(2/1123)
باب الإنشاد وما ناسبه (8)
ليس بين العرب اختلاف إذا أرادوا التّرنّم، ومدّ الصوت / فى الغناء والحداء فى إتباع القافية المطلقة وصلها (1) من حروف المد واللّين، فى حال الرفع والنصب والخفض، كانت مما ينوّن، أو مما لا ينوّن.
فإذا لم يقصدوا ذلك اختلفوا: فمنهم من يصنع كما كان (2) يصنع فى حال الغناء والترنّم ليفصل بين الشعر والكلام المنثور، وهم أهل الحجاز.
ومنهم من ينوّن ما ينوّن وما لا ينوّن إذا وصل (3) الإنشاد أتى بنون خفيفة مكان الوصل، يفعل (4) ذلك فصلا بين كل بيتين، فينشد للنابغة (5):
[البسيط]
يا دارميّة بالعلياء فالسّند
منونا إلى آخر القصيدة، لا يبالى بما فيه ألف ولام، ولا بمضاف، ولا بفعل ماض، ولا مستقبل، وهم ناس كثير من بنى تميم.
ومنهم من يجرى القوافى مجراها، ولو لم تكن قوافى، فيقف على المرفوع والمكسور موقوفين، ويعوّض المنصوب ألفا على كل حال، وهم ناس كثير من قيس / وأسد، فينشدون (6):
[البسيط]
لا يبعد الله جيرانا لنا ظعنوا ... لم أدر بعد غداة البين ما صنع (7)
__________
(8) انظر الكتاب 4/ 216204، وكتاب الشعر 1/ 208204، وأدب الكتاب 255، فى كتابة النون الخفيفة.
(1) فى خ: «ومثلها»، وفى م: «مثلها» [كذا] فيهما فقط.
(2) سقطت «كان» من ع والمطبوعتين فقط.
(3) فى م: «إذا وصل لإنشاد» [كذا].
(4) فى المطبوعتين فقط: «فجعل»، وفى ف فقط: «يفصل فصلا بين».
(5) ديوان النابغة الذبيانى 14، والشطر الثانى منه: «أقوت وطال عليها سالف الأبد».
(6) البيت لابن مقبل فى ديوانه 168، وانظره فى الكتاب 4/ 211، باختلاف يسير.
(7) فى ف فقط: «جيرانا تركتهم» وهو كذلك فى الديوان والكتاب.(2/1124)
يريدون (1) «ما صنعوا» (2). وكذلك ينشدون (3):
[الطويل]
ففاضت دموع العين منّى صبابة ... على النّحر حتّى بلّ دمعى محمل (4)
فإذا وصلوا جعلوه كالكلام، وتركوا المدّة لعلمهم أنها فى أصل البناء، قال سيبويه (5): سمعناهم ينشدون (6):
[الوافر]
أقلّى الّلوم عاذل والعتاب (7)
وإذا كان منوّنا أثبتوا تنوينه، ووصلوه، كما يفعلون فى الكلام (8) المنثور.
ومن العرب من فى لغته أن يقف على إشباع الحركة، فتجرّ الضمة واوا، والكسرة ياء، والفتحة ألفا، فينشد هذا كله موصولا من غير قصد غناء ولا ترنم.
ومنهم من فى لغته أن لا يعوض (9) شيئا فى النصب (10)، فهو ينشد هذا كلّه موقوفا من غير اعتقاد تقييد.
/ وإذا كان الشعر مقيّدا كان تنوينه بإزاء إطلاقه / فهو غير جائز لأن الشعر المقيّد / ينكسر بتنوينه، كما ينكسر بإطلاقه، ما خلا الأوزان التى تقدم (11)
القول فيها أنها من بين ضروب الشعر يجوز إطلاقها وتقييدها.
وقد حكى (12) عن رؤبة (13) أنه أنشد قصيدته القافيّة المقيّدة منوّنة،
__________
(1) فى المطبوعتين ومغربية: «يريد».
(2) هذا هو الموجود فى الديوان.
(3) البيت لامرئ القيس فى ديوانه 9
(4) الشطر الأول ساقط من ف. والمحمل: سير يحمل به السيف.
(5) الكتاب 4/ 205
(6) القول لجرير، وهو فى ديوانه 2/ 813، وتكملة البيت: «وقولى إن أصبت لقد أصابا».
(7) فى الكتاب والديوان: «والعتابا».
(8) فى ع والمطبوعتين فقط: «بالكلام».
(9) فى خ: «يعرض»، وفى ص فقط: «تعوض».
(10) فى المطبوعتين: «من النصب».
(11) فى ع والمطبوعتين فقط: «قدمنا».
(12) فى ع: «وقد يحكى»، وفى المطبوعتين فقط: «ويحكى».
(13) انظر هذا فى كتاب القوافى 115، إلا أنه ليس فيه الزجاجى.(2/1125)
فردّ ذلك الزجاجى، وأنكره، وذكر أنه وهم من السامع، وأن الوجه فيه أن من العرب من يزيد بعد كل قافية «إن» الخفيفة المكسورة إعلاما بانقضاء البيت، فينشد (1):
[الرجز]
وقاتم الأعماق خاوى المخترق ان ... مشتبه الأعلام لمّاع الخفق ان (2)
يكلّ وفد الرّيح من حيث انخرق ان
وإذا كان ما قبل حرف الرّوىّ ساكنا، وكانت لغة منشده الوقوف على المضموم والمكسور نقل الحركة، كما أنشد أعرابى من بنى سنبس فى قول ذى الرمة (3):
[الطويل]
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر
بضم الطاء، وإسكان الراء لمّا وقف، حكى ذلك عبد الكريم.
وعلى هذا قال الآخر (4):
[الرجز]
أنا ابن ماويّة إذ جدّ النّقر
أراد (5): النّقر بالخيل.
__________
(1) انظر الرجز فى مجاز القرآن 1/ 380وجمهرة اللغة 1/ 243و 408و 614و 2/ 941، والمقتصد 1/ 75، وفيه تخريج ممتاز، ومعانى الشعر 133وكتاب القوافى 115
(2) فى المقتصد كتبت نهاية الرجز هكذا: «المخترقن الخفقن» ثم قيل بعد ذلك: «الغرض فى إلحاق هذا التنوين الدلالة على الوقف لأجل أن الشعر مسكّن الآخر، فإذا قلت: خاوى المخترق، لم يعلم أواصل أنت أم واقف، وإذا ألحقت هذه الزيادة انفصل الوقف من الوصل، وليس هذا بخارج من القياس».
(3) ديوان ذى الرمة 1/ 559، وقد سبق البيت بأكمله فى ص 653و 654و 1069
(4) الرجز فى الكتاب 4/ 173، ونسب فيه إلى بعض السعديين، وفى هامشه ذكر أنه فدكى ابن أعبد بن أسعد بن منقر، وخرج البيت، وهو فى اللسان فى [نقر] ونسب فيه إلى عبيد بن ماوية الطائى، وفيهما شرح للحالة التى هنا.
(5) فى الكتاب: أراد النقر، إذا نقر بالخيل. وفى الهامش قيل: النقر: صوت باللسان، وهو أن يلزق طرفه بمخرج النون، ثم يصوت به فينقر بالدابة لتسير. وفى المطبوعتين فقط: «أراد النفر» بالفاء.(2/1126)
/ وأنشد أبو العباس ثعلب (1):
[المتقارب]
أرتنى حجلا على ساقها ... فهشّ الفؤاد لذاك الحجل
فقلت ولم أخف من صاحبى: ... ألا بأبى أصل تلك الرّجل
وقال: وقد ثقّل (2) لاضطرار القافية.
ومما يدخل فى شفاعة هذا الباب ذكر (3) الغناء، والحداء، والتّغبير، قال الشاعر (4):
[البسيط]
تغنّ بالشّعر إمّا كنت قائله ... إنّ الغناء لهذا الشّعر مضمار (5)
ويقولون: فلان يتغنّى بفلان أو بفلانة، إذا صنع فيه شعرا، قال ذو الرمة (6):
[الطويل]
أحبّ المكان القفر من أجل أنّنى ... به أتغنّى باسمها غير معجم (7)
وكذلك يقولون: حدا به، إذا عمل فيه شعرا، قال المرار الأسدى (8):
__________
(1) مجالس ثعلب 1/ 97و 98
(2) فى مجالس ثعلب 1/ 98: «يريد بالحجل الخلخال، وإنما ثقّله وثقّل الرّجل لاضطرار القافية». وفى ع وف والمطبوعتين والمغربيتين: «وقد نقل»، وفى ف: «وقد نقل لأجل اضطرار»، وهو خطأ، والصواب ما اعتمدته من ص.
(3) فى المطبوعتين فقط سقطت كلمة «ذكر».
(4) هو حسان بن ثابت كما فى ديوانه 177، والموشح 47
(5) الشطر الأول فى الديوان والموشح هكذا: «تغنّ فى كل شعر أنت قائله»، وجاء بنصه تقريبا هنا ودون نسبة فى اللسان فى [غنا]، وفيه: «بهذا الشعر».
(6) ديوان ذى الرمة 2/ 1172
(7) فى ف فقط: «أتغنى باسمه». وغير معجم: أفصح به.
(8) هو المرار بن سعيد بن حبيب الفقعسى، من بنى أسد من شعراء الدولة الأموية، كان قصيرا مفرط القصر ضئيل الجسم.
الشعر والشعراء 2/ 699، ومعجم الشعراء 337، والأغانى 10/ 317، والمؤتلف والمختلف 268، وسمط اللآلى 1/ 231، والخزانة 7/ 252، وشرح أبيات مغنى اللبيب 5/ 247(2/1127)
[الوافر]
ولو أنّى حدوت به ارفأنّت ... نعامته وأبصر ما يقول (1)
وغناء (2) العرب قديما على ثلاثة أوجه: النّصب، والسّناد، والهزج.
فأما النّصب فغناء الرّكبان والفتيان (3).
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلى: وهو الذى يقال له المراثى (4)، وهو الغناء الجنابى، اشتقّه رجل من كلب يقال له: جناب بن عبد الله بن هبل، فنسب إليه، ومنه كان أصل الحداء (5)، وكله يخرج من الطويل (6) فى العروض.
وأما السناد: فالثقيل ذو الترجيع الكثير / النغمات والنبرات، وهو على ست طرائق: / الثقيل الأول وخفيفه، والثقيل الثانى وخفيفه، والرّمل وخفيفه.
وأما الهزج: فالخفيف الذى يرقص عليه، ويمشى بالدفّ والمزمار، فيطرب، ويستخفّ الحليم.
قال إسحاق: فهذا (7) غناء العرب، حتى جاء الله بالإسلام، وفتحت العراق، وجلب الغناء الرقيق من فارس والروم، فغنّوا الغناء المجزّأ المؤلف بالفارسية والرومية، وغنّوا جميعا بالعيدان والطنابير والمعازف والمزامير.
قال الجاحظ (8): العرب تقطّع الألحان الموزونة على الأشعار
__________
(1) البيت آخر بيتين ذكرا فى الحيوان 1/ 230و 5/ 465، مع اختلاف فى المرتين ولم ينسب فيه إلا فى الهامش، وجاء فى اللسان فى [نعم] قريبا مما هنا ونسب فيه إلى المرار الفقعسى. وارفأنّت:
سكنت بعد غضب، ويكنون بالنعامة عن الجهل.
(2) هذا القول بتقسيمه وتفصيله، ما عدا قول إسحاق، تجده فى العقد الفريد 6/ 27
(3) فى العقد: «القينات» وهو الأوفق، وفى ف: «وغناء الفتيان».
(4) الكلمة غير معجمة فى ع، وفى المطبوعتين «المرائى» ولا معنى له، وما فى ص وف والمغربيتين هو الصواب لأن المراثى نوع من أنواع الغناء. انظر محاضرات الأدباء 1/ 2/ 718
(5) فى ف والمطبوعتين فقط: «أصل الحداء كله وكله».
(6) فى المطبوعتين فقط: «من أصل الطويل».
(7) فى ف والمطبوعتين فقط: «هذا».
(8) البيان والتبيين 1/ 385فى أثناء حديثه عن الفرق بين الشعر العربى والشعر الرومى والفارسى.(2/1128)
الموزونة (1)، والعجم تمطّط الألفاظ، فتقبض وتبسط، حتى تدخل فى وزن اللحن، فتضع موزونا على غير موزون.
ويقال: (2) إن أول من أخذ من ترجيعه الحداء مضر بن نزار، سقط (3) عن جمل فانكسرت يده، فحملوه وهو يقول: وايداه، وايداه، وكان أحسن خلق الله صوتا وجرما، فأصغت إليه الإبل، وجدّت فى السير، فجعلت العرب مثالا لقوله:
هايدا، هايدا، يحدون به الإبل، حكى ذلك عبد الكريم فى كتابه (4).
وزعم ناس من مضر / أن أول من حدا رجل منهم كان / فى إبله أيام الربيع، فأمر غلاما له ببعض أمره (5)، فاستبطأه، فضربه بالعصا، فجعل يشتدّ (6)
فى الإبل، ويقول: يا يداه، يا يداه، فقال له: الزم، الزم، فاستفتح (7) الناس الحداء من ذلك الوقت.
وذكر ابن قتيبة (8) أنهم قالوا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، وحكى الزبير بن بكار فى حديث يرفعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوم من بنى غفار، سمع حاديهم بطريق مكة ليلا، فمال إليهم: إن أباكم مضر خرج إلى بعض رعائه (9)، فوجد إبله قد تفرقت، فأخذ عصا، فضرب بها كفّ غلامه، فعدا الغلام فى الوادى، وهو يصيح: وايداه، وايداه، فسمعت الإبل ذلك، فعطفت (10) عليه (11)، فقال مضر: لو اشتقّ مثل هذا لانتفعت به الإبل واجتمعت، فاشتقّ الحداء.
__________
(1) سقطت كلمة «الموزونة» من ص، وفى البيان والتبيين بعد هذا: «فتضع موزونا على موزون» وبه يتم القول، وينسجم مع ما سيأتى.
(2) انظر هذا فى مروج الذهب 4/ 221
(3) فى ع والمطبوعتين فقط: «فإنه سقط».
(4) لم أجده فى الممتع.
(5) فى المطبوعتين فقط «ببعض أمر».
(6) فى ف والمطبوعتين فقط: «ينشد».
(7) فى ع والمطبوعتين فقط: «واستفتح».
(8) لم أستطع العثور على هذا فى كتب ابن قتيبة، ولكننى وجدته فى المستطرف 2/ 315
(9) فى المطبوعتين فقط: «رعاته»، وكلاهما صحيح لأن الراعى جمعه «رعاة ورعاء».
(10) عطفت: أى مالت إليه، واجتمعت حوله.
(11) سقطت «عليه» من المطبوعتين فقط.(2/1129)
وأما التغبير فهو تهليل أو تردّد صوت بقراءة أو غيرها، حكى ذلك ابن دريد (1).
وحكى أبو إسحاق الزجاج (2) قال (3): سألنى بعض الرؤساء: لم سمّى التغبير تغبيرا؟ قلت: لأنه وضع على أنه يرغّب فى الغابر، أى الباقى، أى يرغّب فى نعيم الجنة، وفيما يعمل للآخرة، وقال غيرى (4): / إنما قيل له تغبير: لأنه جعل ما يخرج من الفم بمنزلة الغبار، فعرض جوابانا (5) على أحمد بن يحيى، فاستجاد جوابى.
ويقال للمراسل فى الغناء المتالى (6)، حكاه غلام ثعلب.
* * * __________
(1) جمهرة اللغة 1/ 321، والاشتقاق 341
(2) هو إبراهيم بن محمد بن السرى بن سهل الزجاج، يكنى أبا إسحاق، كان فى بداية حياته يصنع الزجاج، ثم تعلم النحو على يد المبرد، فكان من أقدم أصحابه قراءة عليه، اتصل بعبيد الله بن سليمان بن وهب لتعليم ولده، وعن طريقه صارت له مكانة رفيعة عند المعتضد، فكان له نديما، ولولده معلما، كان الزجاج من أهل الفضل والدين. ت 310أو 311
الفهرست 66، وتاريخ بغداد 6/ 89، وطبقات الزبيدى 111، ونزهة الألباء 183، ومعجم الأدباء 1/ 51 [ط إحسان]، ووفيات الأعيان 1/ 49، وبغية الوعاة 1/ 411، والشذرات 2/ 259، وإنباه الرواة 1/ 159، والوافى بالوفيات 5/ 345، والنجوم الزاهرة 3/ 208، وسير أعلام النبلاء 14/ 360وما فيه من مصادر.
(3) لم أعثر على هذا فى مصادرى.
(4) فى المطبوعتين فقط: «غيره».
(5) فى ع وف: «جوابا»، وفى المطبوعتين: «فعرض الجوابان»، وما فى ص يوافق المغربيتين.
(6) فى اللسان فى [رسل]: «قال ابن الأعرابى: العرب تسمى المراسل فى الغناء والعمل:
المتالى».(2/1130)
باب الجوائز والصلات
قال أبو جعفر النحاس (1): أصل الجائزة أن يعطى الرجل ما يجيزه ليذهب إلى وجهه، وكان الرجل إذا / ورد ماء قال لقيّمه: أجزنى، أى أعطنى ماء حتى أذهب لوجهى، وأجوز عنك، ثم كثر حتى جعلت الجائزة عطية، قال الراجز (2):
[الرجز]
يا قيّم الماء فدتك نفسى ... أحسن جوازى وأقلّ حبسى (3)
/ قال ابن قتيبة (4): أصل الجائزة والجوائز أن قطن (5) بن عبد عوف بن أصرم من بنى هلال بن عامر بن صعصعة ولى فارس لعبد الله بن عامر، فمر به الأحنف بن قيس فى جيشه غازيا إلى خراسان، فوقف لهم على قنطرة الكرّ، فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه، فكان (6) يعطيهم مائة مائة (7)، فلما كثروا عليه، قال: أجيزوهم، فأجيزوا، فهو أول من سنّ الجوائز، قال الشاعر (8):
[الوافر]
فدى للأكرمين بنى هلال ... على علّاتهم عمّى وخالى
هم سنّوا الجوائز فى معدّ ... فصارت سنّة أخرى الّليالى
غيره: والبدرة (9): عشرة آلاف درهم، سميت بذلك لوفورها، قال
__________
(1) هذا الكلام بما يكاد يكون نصا تجده فى الفاخر 244، وأساس البلاغة واللسان فى [جوز]، ولكنه غير منسوب إلى أبى جعفر النحاس.
(2) الرجز دون نسبة فى الفاخر 244بنصه، وفى أساس البلاغة فى [جوز] 1/ 141، وفيه «عجل جوازى» وتجد الشطر الثانى بنصه فى اللسان فى [جوز].
(3) فى ص: «يقيم الماء» [كذا].
(4) المعارف 615، وانظره نفسه فى اللسان فى [جوز].
(5) فى ع والمطبوعتين: «أن عبد عوف»، وفى ف: «أن قطن بن عوف بن عوف»
[كذا]، وما فى ص والمغربيتين يوافق المعارف واللسان.
(6) فى ف فقط: «وكان»، وهى توافق المعارف.
(7) سقطت «مائة» الثانية من ف.
(8) البيتان دون نسبة فى المعارف 616، واللسان فى [جوز].
(9) انظر اللسان فى [بدر].(2/1131)
بعضهم: ومنه سمّى القمر ليلة أربع عشرة «بدرا» لتمامه، وامتلائه من النور، ويقال: بل لمبادرته الشمس، وقيل: بل البدرة جلد (1) السّخلة إذا فطمت، أو الجذع (2) من المعزى يملأ مالا، فسمّى المال بدرة باسم الوعاء مجازا.
والصّلة: ما أخذه الرجل من السلطان أوّل ما يتصل به، ثم كثر ذلك حتى قيل لهبة الملك «صلة».
وهذه أبيات كنت صنعتها للسيد أدام الله عزه ختمت بها هذا الكتاب لمّا جاء موضعها (3):
[الكامل]
إنّ الّذى صاغت يدى وفمى ... وجرى لسانى فيه أو قلمى
ممّا عنيت بسبك خالصه ... واخترته من جوهر الكلم (4)
لم أهده إلّا لتكسوه ... ذكرا يجدّ به على القدم (5)
لسنا نزيدك فضل معرفة ... لكنّهنّ مصائد الكرم
فاقبل هديّة من أشدت به ... ونسخت عنه آية العدم
لا تحسن الدّنيا أبا حسن ... تأتى بمثلك فابق للهمم (6)
* * *
__________
(1) فى المطبوعتين فقط: «جلدة».
(2) فى ع والمطبوعتين: «من المعز»، وفى المطبوعتين: «والجذع»، وما فى ص وف يوافق المغربيتين.
(3) ديوان ابن رشيق 173باختلاف فى بعض الألفاظ.
(4) فى المطبوعتين فقط: «لسبك».
(5) فى ص: «يجيد به»، وفى المطبوعتين: «تجدده» وفى الديوان «يجدده»، وفى ع ضبطت كلمة «يجد» هكذا «يجدّ» وهو صحيح أيضا، وما فى ع وف يوافق المغربيتين.
(6) فى ص ومغربية: «لا تحسبن»، وهو خطأ، وفى المطبوعتين فقط: «لا تحسب فائق الهمم».(2/1132)
وختم الكتاب فى النسخة ع بالآتى: «كمل الجزء الثانى من كتاب العمدة فى محاسن الشعر وآدابه لأبى على بن رشيق الأزدى، رحمه الله، وبه كمل جميع الديوان، والحمد لله وحده، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه وسلامه، الحمد لله وحده، وهو حسبنا ونعم الوكيل».
وفى النسخة ص: «كمل بحمد الله تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، تم كتاب العمدة فى محاسن الشعر وآدابه، والحمد لله حق حمده، والصلاة التامة على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وذريته وصحبه وسلم تسليما، وذلك بتاريخ ذى الحجة من عام ثمانية وتسعين وتسعمائة، جزانا الله خيره، وكفانا شره، بجاه محمد وآله، والحمد لله رب العالمين، على يد عبد الله ابن عمر بن عثمان الترعى [كذا] وطنا، غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات، إنك جواد كريم، يا نعم المولى، يا نعم النصير، وصلى الله على سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين».
وفى النسخة ف: «تم كتاب العمدة فى محاسن الشعر وآدابه، تأليف أبى على حسن بن رشيق القيروانى الأزدى، وكان الفراغ منه فى شهر جمادى الأولى سنة اثنين [كذا] ومائة بعد الألف، وكان الفراغ من نقل هذه النسخة يوم الأربع [كذا] المبارك السادس من شهر ذى القعدة سنة ألف وثلاثمائة وستة [كذا] من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التحية، وعلى آله وصحبه ذى [كذا] النفوس الزكية، على يد أفقر العباد إلى ربه فى الدنيا ويوم التناد محمد بن عبد الله بن الزمرانى، غفر الله له ولوالديه، آمين، آمين، تم».
وفى النسخة خ: «تم كتاب العمدة فى محاسن الشعر وآدابه لأبى الحسن بن رشيق الأزدى، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم».
أما النسخة م فقد ختمها محققها بذكر عمله وإنجازه [كذا] فى إخراج الكتاب.
وانتهت النسخة المغربية التى تحمل رقم 2024فى معهد المخطوطات بقول الناسخ: انتهى الكتاب المبارك الموسوم بالعمدة بحمد الله وجميل عونه
وتوفيقه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين والحمد لله رب العالمين؟(2/1133)
وانتهت النسخة المغربية التى تحمل رقم 2024فى معهد المخطوطات بقول الناسخ: انتهى الكتاب المبارك الموسوم بالعمدة بحمد الله وجميل عونه
وتوفيقه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين والحمد لله رب العالمين؟
وانتهت النسخة المغربية التى تحمل رقم 2025فى معهد المخطوطات بقول الناسخ: كمل الكتاب معارضة مصححة مبذولا فيها الجهد والحمد لله كثيرا.
* * * وأقول أنا: انتهى بتوفيق من الله عملى النهائى فى تحقيق هذا السفر عند أذان عصر يوم الخميس فى الثامن والعشرين من شهر ذى الحجة المبارك سنة ست عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق للسادس عشر من شهر مايو سنة ست وتسعين وتسعمائة وألف من الميلاد، وكانت فرحتى مضاعفة حين أردت أن أدخل السرور على قلب زوجتى وأولادى بانتهاء هذا العمل المضنى، الذى أبعدنى عنهم كثيرا جدا، فإذا بهم يفاجئوننى بعمل احتفال بسيط بذكرى ميلادى، ونسيت عند هذه الحالة كل متاعبى التى لازمتنى مع عملى فى هذا الكتاب مدة خمسة عشر عاما، والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، هذا وبالله التوفيق، وهو حسبى ونعم الوكيل.
الدكتور / النبوى عبد الواحد شعلان
القاهرة فى مدينة نصر 28من ذى الحجة 1416هـ
16 - من مايو 1996م
القاهرة مدينة نصر
34 - شارع حمودة محمود
متفرع من نهاية شارع مكرم عبيد
* * *
فهرس الفهارس(2/1134)
* * *
فهرس الفهارس
1 - فهرس آيات القرآن الكريم 1136
2 - فهرس الأحاديث الشريفة 1147
3 - فهرس الأمثال 1150
4 - فهرس الأقوال 1151
5 - فهرس الأشعار 1180
6 - فهرس أنصاف الأبيات 1296
7 - فهرس الأعلام والقبائل ونحوها 1300
8 - فهرس الأماكن وأيام العرب 1353
9 - فهرس المصادر والمراجع 1361
10 - فهرس الموضوعات 1387(2/1135)
1 - فهرس آيات القرآن الكريم
2 - سورة البقرة الآية: رقمها: الصفحة
{مُسْتَهْزِؤُنَ (14) اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}: 14و 15: 548
{كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نََاراً فَلَمََّا أَضََاءَتْ مََا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ لََا يُبْصِرُونَ}: 17: 1056
{يَكََادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصََارَهُمْ}: 20: 680
{إِنَّ اللََّهَ لََا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مََا بَعُوضَةً فَمََا فَوْقَهََا}: 26: 458
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}: 93: 431
{مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِلََّهِ وَمَلََائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكََالَ}: 98: 690
{صِبْغَةَ اللََّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللََّهِ صِبْغَةً}: 138: 442
{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ}: 144: 1108
{وَلَكُمْ فِي الْقِصََاصِ حَيََاةٌ}: 179: 408و 570
{فَمَنِ اعْتَدى ََ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ}: 194: 548
{فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}: 260: 505
{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوََانٍ عَلَيْهِ تُرََابٌ}: 264: 458
{فَإِنْ لَمْ يُصِبْهََا وََابِلٌ}: 265: 512
{لََا يَسْئَلُونَ النََّاسَ إِلْحََافاً}: 273: 714
3 - سورة آل عمران {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ}: 21: 431
{وَاللََّهُ خَيْرُ الْمََاكِرِينَ}: 54: 431
{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمََانِكُمْ}: 106: 402(2/1136)
4 - سورة النساء {يُخََادِعُونَ اللََّهَ وَهُوَ خََادِعُهُمْ}: 142: 548
5 - سورة المائدة {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}: 6: 1069
{كََانََا يَأْكُلََانِ الطَّعََامَ}: 75: 434
{يََا أَهْلَ الْكِتََابِ لََا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}: 77: 673
6 - سورة الأنعام {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}: 26: 539
{وَمََا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهََا إِذََا جََاءَتْ لََا يُؤْمِنُونَ}: 109: 1068
{وَكَذََلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلََادِهِمْ شُرَكََاؤُهُمْ}: 137: 1070
7 - سورة الأعراف {مََا مَنَعَكَ أَلََّا تَسْجُدَ}: 12: 1068
{وَأَلْقَى الْأَلْوََاحَ}: 150: 1069
{وَلَمََّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ}: 154: 446
{وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلََالَ الَّتِي كََانَتْ عَلَيْهِمْ}: 157: 452
{فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}: 176: 457و 458
{فَلَمََّا تَغَشََّاهََا}: 189: 434
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجََاهِلِينَ}: 199: 405
9 - سورة التوبة {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ}: 34: 431
{لِيُوََاطِؤُا عِدَّةَ مََا حَرَّمَ اللََّهُ}: 37: 272
{ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللََّهُ قُلُوبَهُمْ}: 127: 531(2/1137)
10 - سورة يونس {حَتََّى إِذََا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}: 22: 645
11 - سورة هود {لََا عََاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللََّهِ}: 43: 1069
{وَقِيلَ يََا أَرْضُ ابْلَعِي مََاءَكِ وَيََا سَمََاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمََاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظََّالِمِينَ}: 44: 339و 405
12 - سورة يوسف {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}: 82: 400و 401و 431
{وَقََالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ}: 30: هـ 1071
13 - سورة الرعد {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلََاتُ}: 6: 455
{سَوََاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسََارِبٌ بِالنَّهََارِ}: 10: 663
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً}: 12: 627
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبََالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ََ}: 31: 401و 402
14 - سورة إبراهيم {وَإِنْ كََانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبََالُ}: 46: 1013
17 - سورة الإسراء {وَجَعَلْنََا آيَةَ النَّهََارِ مُبْصِرَةً}: 12: 1070
{حِجََاباً مَسْتُوراً}: 45: هـ 1070(2/1138)
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى ََ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ لََا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كََانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}: 88: 11
18 - سورة الكهف {فَوَجَدََا فِيهََا جِدََاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقََامَهُ}: 77: 429
{وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}: 104: 546
19 - سورة مريم {كََانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}: 61: 1070
20 - سورة طه {إِنَّ السََّاعَةَ آتِيَةٌ أَكََادُ أُخْفِيهََا}: 15: 582
{فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مََا غَشِيَهُمْ}: 78: 498
{فَلََا يُخْرِجَنَّكُمََا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى ََ}: 117: 1069
{إِنَّ لَكَ أَلََّا تَجُوعَ فِيهََا وَلََا تَعْرى ََ (118) وَأَنَّكَ لََا تَظْمَؤُا فِيهََا وَلََا تَضْحى ََ}: 118و 119: 414
23 - سورة المؤمنون {فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ}: 14: 431
{يََا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبََاتِ وَاعْمَلُوا صََالِحاً}: 51: 1070
24 - سورة النور {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللََّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}: 20: 1067
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصََارِهِمْ}: 30: 61
{يَكََادُ زَيْتُهََا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نََارٌ}: 35: 680
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمََالُهُمْ كَسَرََابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مََاءً حَتََّى إِذََا جََاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً}: 39: 458و 489(2/1139)
{أَوْ كَظُلُمََاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشََاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحََابٌ ظُلُمََاتٌ بَعْضُهََا فَوْقَ بَعْضٍ}: 40: 458و 661
{إِذََا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرََاهََا}: 40: 680
25 - سورة الفرقان {أَصْحََابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}: 24: 714
26 - سورة الشعراء {وَالشُّعَرََاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغََاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وََادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مََا لََا يَفْعَلُونَ}: 224: 226: 28وهـ 30
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ وَذَكَرُوا اللََّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مََا ظُلِمُوا}: 227: 28
27 - سورة النمل {يََا أَيُّهَا النََّاسُ عُلِّمْنََا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}: 16: 431
{أَلََّا يَسْجُدُوا لِلََّهِ}: 25: 1068
{وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمََانَ}: 44: 530
28 - سورة القصص {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}: 73: 586
{مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}: 76: 1017
29 - سورة العنكبوت {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً}: 41: 457(2/1140)
30 - سورة الروم {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ََ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ}: 27: 456
31 - سورة لقمان {وَإِذََا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ}: 32: 490
33 - سورة الأحزاب {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنََاجِرَ}: 10: 673و 1013
34 - سورة سبأ {وَجِفََانٍ كَالْجَوََابِ}: 13: هـ 59
{وَإِنََّا أَوْ إِيََّاكُمْ لَعَلى ََ هُدىً أَوْ فِي ضَلََالٍ مُبِينٍ}: 24: 587
35 - سورة فاطر {وَمََا يَسْتَوِي الْأَعْمى ََ وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمََاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمََا يَسْتَوِي الْأَحْيََاءُ وَلَا الْأَمْوََاتُ}: 19: 22: 570
36 - سورة يس {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنََاهُ مَنََازِلَ حَتََّى عََادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}: 39: 489
{وَمََا عَلَّمْنََاهُ الشِّعْرَ وَمََا يَنْبَغِي لَهُ}: 69: 11
37 - سورة الصافات {طَلْعُهََا كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّيََاطِينِ}: 65: 470
38 - سورة ص {إِنَّ هََذََا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وََاحِدَةٌ}: 23: 514
{حَتََّى تَوََارَتْ بِالْحِجََابِ}: 32: 1067(2/1141)
{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوََّابٌ} *: 44: 397
39 - سورة الزمر {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لََا يَعْلَمُونَ}: 9: 578
40 - سورة غافر {وَمَنْ عَمِلَ صََالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولََئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}: 40: 654
41 - سورة فصلت {وَقََالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنََا}: 21: 516
42 - سورة الشورى {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولََئِكَ مََا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النََّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذََلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}: 41: 43: 118
44 - سورة الدخان {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}: 49: 501
47 - سورة محمد {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}: 15: 456
{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}: 30: 506و 719(2/1142)
48 - سورة الفتح {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرََابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى ََ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}: 16: 826
{وَأُخْرى ََ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهََا قَدْ أَحََاطَ اللََّهُ بِهََا}: 21: 405
{سِيمََاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}: 29: 447
{ذََلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرََاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}: 29: 456
49 - سورة الحجرات {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمََالُكُمْ}: 2: 1068
{إِنَّ الَّذِينَ يُنََادُونَكَ مِنْ وَرََاءِ الْحُجُرََاتِ}: 4: 1069
{قََالَتِ الْأَعْرََابُ آمَنََّا}: 14: هـ 1071
50 - سورة ق {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جََاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}: 1و 2: 1066و 1067
{أَلْقِيََا فِي جَهَنَّمَ}: 24: 1069
53 - سورة النجم {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمََا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}: 23: 405
{فَلََا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}: 32: 322
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عََاداً الْأُولى ََ}: 50: 1002
54 - سورة القمر {كَأَنَّهُمْ جَرََادٌ مُنْتَشِرٌ}: 7: 490
55 - سورة الرحمن {فَبِأَيِّ آلََاءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ}: 13: 701و 1066(2/1143)
{يََا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطََارِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا}: 33: 882
{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمََاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوََاصِي وَالْأَقْدََامِ}: 41: 584
{فِيهِمََا فََاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمََّانٌ}: 68: 690
57 - سورة الحديد {لِئَلََّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتََابِ أَلََّا يَقْدِرُونَ عَلى ََ شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللََّهِ}: 29: 1068
61 - سورة الصف {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللََّهِ بِأَفْوََاهِهِمْ وَاللََّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكََافِرُونَ}: 8: 885
62 - سورة الجمعة {كَمَثَلِ الْحِمََارِ يَحْمِلُ أَسْفََاراً}: 5: 458
{وَإِذََا رَأَوْا تِجََارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهََا}: 11: 1066
63 - سورة المنافقون {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}: 4: 405
65 - سورة الطلاق {يََا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذََا طَلَّقْتُمُ النِّسََاءَ}: 1: 1070
{لَعَلَّ اللََّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذََلِكَ أَمْراً}: 1: 8
66 - سورة التحريم {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمََا}: 4: 1069(2/1144)
{ضَرَبَ اللََّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ}: 10: 458
{وَضَرَبَ اللََّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}: 11: 458
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرََانَ}: 12: 458
67 - سورة الملك {سَمِعُوا لَهََا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكََادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ}: 7و 8: 446
68 - سورة القلم {هَمََّازٍ مَشََّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنََّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذََلِكَ زَنِيمٍ}: 11: 13: 397
69 - سورة الحاقة {إِنََّا لَمََّا طَغَى الْمََاءُ حَمَلْنََاكُمْ}: 11: 446
{فِي عِيشَةٍ رََاضِيَةٍ}: 21: 247و 1070
73 - سورة المزمل {إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا}: 6: 335
76 - سورة الإنسان {وَيُطْعِمُونَ الطَّعََامَ عَلى ََ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}: 8: 654
79 - سورة النازعات {وَالنََّازِعََاتِ غَرْقاً}: 1: 1067
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرََّاجِفَةُ}: 6: 1067
84 - سورة الانشقاق {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ}: 24: 431(2/1145)
86 - سورة الطارق {مِنْ مََاءٍ دََافِقٍ}: 6: 247و 1070
100 - سورة العاديات {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}: 4: 1067
101 - سورة القارعة {الْقََارِعَةُ (1) مَا الْقََارِعَةُ}: 1: 2: 498
{فِي عِيشَةٍ رََاضِيَةٍ}: 7: 247و 1070
112 - سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ (1) اللََّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}: 1: 4: 408
* * *
2 - فهرس الأحاديث النبوية(2/1146)
* * *
2 - فهرس الأحاديث النبوية
الحديث الصفحة
أترى الله نسى قولك؟ قاله النبى صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك فى شأن قوله:
زعمت سخينة 112
إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ. 94
أعطيت جوامع الكلم. 405
الأعمال بخواتيمها. 350
أليس قد عرفتم ذلك لهم؟ قالوا: بلى، قال: فإن ذلك. قاله الرسول.
صلى الله عليه وسلم فى حوار مع المهاجرين وقد شكروا الأنصار عنده. 402
أنزلوا الناس منازلهم. 26
إن أباكم آدم خرج إلى بعض رعاته 1129
إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع. 405
إنما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن، وما لم يوافق الحق فلا خير فيه. 22
إنما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب. 22
إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكما، أو «لحكمة». 20و 396 و 407
إن من الشعر لحكما، أو «لحكمة». 5و 408
إنه أشعر الشعراء، وقائدهم إلى النار. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى امرئ القيس. 143
أنهاكم عن قيل وقال، وعن كثرة السؤال، وإضاعة المال، وعقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات. 119
اهجهم فو الله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام فى غلس الظلام، اهجهم ومعك جبريل روح القدس، والق أبا بكر يعلمك تلك الهنات.
قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فى شأن قريش. 29
إياكم وخضراء الدمن. 459
أين المظهر يا أبا ليلى. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم للنابغة الجعدى عندما قال فى شعر له: وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا. 66
تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة. 446
ثلاثة لا يسلم منهن أحد: الطيرة، والظن، والحسد. 94
جزاؤك عند الله الجنة يا حسان. 66
الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. 490
دع داعى اللبن. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لحالب حلب ناقة. 446
الدنيا حلوة خضرة. 446(2/1147)
ذلك والله ألأم لجدك، وأضرع لخدّك، وأفلّ لحدّك، وأقلّ لعدّك، وأبعد لك من الله ورسوله. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل يفتحر بأنه حميرى، ولا ينتمى إلى ربيعة أو مضر. 540
ربّ تقبل توبتى، واغسل حوبتى. 446
رفقا بالقوارير. 434
سليم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله ورسوله. 531
الشعر الحسن مما يزين الله به الرجل المسلم. هـ 22
الشعر ديوان العرب (1). هـ 22
الشعر كلام من كلام العرب جزل تتكلم به فى نواديها، وتسل به الضغائن بينها. 23
الصوم فى الشتاء الغنيمة الباردة. 453
ظهر المؤمن مشجبه، وخزانته بطنه، وراحلته رجله، وذخيرته ربه. 453
العين وكاء السّه. 434
فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فو الذى نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار. 570
فى اللسان. قال هذا جوابا لمن سأله: فيم الجمال؟. 382
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا فى المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينافح، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هـ 22و 29
كفى بالسلامة داء. 405
كفى بالسيف شا، لولا أن يتتايع فيه الغيران والسكران. 405و 406
كل الصيد فى جوف الفرا. قاله النبى صلى الله عليه وسلم لأبى سفيان، وأصله المثل العربى. 458
كم دون لسانك من حجاب؟ قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل تكلم عنده، فقال الرجل: شفتاى ولسانى، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله يكره الانبعاق فى الكلام، فنضر الله وجه رجل أوجز فى كلامه، واقتصر على حاجته. 382
كيف تقول الشعر؟ قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة كالمتعجب من قوله الشعر، فقال: أنظر فى ذلك ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين. 337
لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا. 29
لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا أو دما خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به. هـ 30
__________
(1) ضمن كلام لابن عباس.(2/1148)
لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين. 28
لا تمسح عارضيك بمكة تقول: خدعت محمدا مرتين. 81
لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر. 1030
لا يلسع المؤمن من جحر مرتين. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى شأن أبى عزة الجمحى عندما نقض عهده، وهجا الرسول والمسلمين، فقتله الرسول صبرا. 81
لو سألتمونى أن أصف لكم الشمس لم أقدر على ذلك. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ردّا على اليهود الذين قالوا له: صف لناربك. 408
لو كنت سمعت شعرها هذا ما قتلته. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ما سمع شعر قتيلة بنت النضر بن الحارث، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قتل أباها قبل ذلك. 74
مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا، ومثل المنافق كمثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة. 458
المرء كثير بأخيه. 409
المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم. 409
من فى الدنيا ضيف، وما فى يده عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة. 453
من قال فى الإسلام هجاء مقذعا فلسانه هدر. 867
الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية. 490
نعم الصهر القبر (1). 453
نعوذ بالله من الأيمة، والعيمة، والغيمة، والكزم، والقرم. 540
هل تروى من الشعر شيئا؟ قاله الرسول صلى الله عليه وسلم للعلاء بن الحضرمى. 407
هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى شأن حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. 29
وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم. 459
وإياك فثبت الله يا ابن رواحة. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة عندما قال: «فثبت الله ما آتاك من حسن». 338
وقاك الله حر النار. قاله الرسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان عندما قال: «فإن أبى
لعرض محمد منكم وقاء». 66
وكيف بك إذا بقيت فى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم، وأماناتهم، فاختلفوا، فكانوا هكذا؟ وشبك بين أصابع يديه. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص. 509
وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟!. 596
* * * __________
(1) ذكرت فى التخريج أن هذا قيل فى الجاهلية.(2/1149)
3 - فهرس الأمثال
إن البغاث بأرضنا يستنسر. 991
إن لكل مقام مقالا. 110
إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكما. 20و 396و 407
إن من الشعر لحكما أو لحكمة. 5و 408
إياكم وخضراء الدمن. قيل: وما خضراء الدمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: المرأة الحسناء فى المنبت السوء. 459
تسمع بالمعيدى لا أن تراه. 465
الحمى أضرعتنى لك. 452
الحمى أضرعتنى للنوم. 452
خذ من جذع ما أعطاك. 962
شبّ عمرو عن الطوق. 964
على أهلها دلّت براقش. 465
فلان كبارح الأروى. 1035
كل الصيد فى جوف الفرا. 458
لا يلسع المؤمن من جحر مرتين. 81
مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة هكذا ومرة هكذا 458
الناس كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية. 490
وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم. 459
* * *
4 - فهرس الأقوال(2/1150)
* * *
4 - فهرس الأقوال
القول وصاحبه الصفحة
أأنجدت أمك؟ قاله الحطيئة للفرزدق فى محاورة بينهما. 117
الإبل الأرحبية منسوبة إلى أرحب بن همدان قاله ابن دريد. 966
إبلاغ المتكلم حاجته قاله بعضهم عندما سئل: ما البلاغة؟ 387
أبلغ الكلام ما حسن إيجازه قاله الثعالبى. 392
أبلغ الوصف ما قلب السمع بصرا قاله بعض المتأخرين. 1097
أبلغوا الأنصار أن أخاهم أمدح الناس قاله الحطيئة عندما حضرته الوفاة. 813
أتدرى ما هذا الشعر؟ قاله أبو تمام للبحترى. 632
أترونى خفت أن يقول: لست ابن فاطمة ولا ابن على قاله الحسين ابن على بعد أن عوتب على أن أجزل عطية شاعر. 870
أتعرف التفات جرير قاله الأصمعى لإسحاق الموصلى. 644
اتفقوا على أن أشعر المقلين فى الجاهلية ثلاثة قاله أبو عبيدة. 163
أتقول الشعر اليوم؟ قاله عبد الملك بن مروان لأرطاة بن سهية. 194
الإجارة بالراء لا غير، وهى من الجوار وهو الموج من قول للنجيرمى. 265
الإجارة فى القوافى مشتقة من الجوار فى السكنى والذمام، أو من الجور
قاله بعض الشيوخ. 266
الإجازة بالزاى معجمة اختلاف حركات ما قبل الروى. قاله أبو عبد الله. 249
اجتمع الشعراء بباب الرشيد فأذن لهم من قول قائل. 308
أجد فى التوراة قوما من ولد إسماعيل أناجيلهم فى صدورهم قاله كعب الأحبار عندما سأله عمر: هل تجد للشعر ذكرا فى التوراة؟ 18
اجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر آدابكم قاله معاويه. 24
أجل والله أيها الأمير يتعلم العوم فيه صبيانهم قاله غيلان بن خرشة عندما قال له عبد الله بن عامر وقد مرا بنهر أم عبد الله الذى يشق البصرة: ما أصلح هذا النهر لأهل هذا المصر. 395
أجمع أهل العلم على أن بيتى أبى نواس أجود ما للمولدين فى المدح
حكاه على بن هارون عن أبيه. 816
أجود السهام التى وصفتها العرب سهام بلاد وسهام يترب قاله أبو عبيدة. 969
أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء قاله الجاحظ. 412
أحب أن أرى ابن روميّك هذا من كلام عبيد الله بن القاسم. 102(2/1151)
أحسن البلاغة أن تصور الحق فى صورة الباطل من كتاب عبد الكريم 394
أحسن الشعر أكذبه، وإن الغلو إنما يراد به المبالغة والإفراط
قاله الحاتمى. 673
أحسن والله فيما قسم حين جعل حيال كل شئ ضده قاله محمد ابن موسى المنجم عن قول العباس بن الأحنف: وصالكم صرم 604
احفظ الصهر الذى جعله بيننا أبو الشمقمق. قاله أبو دهمان لجميل بن محفوظ. 100
أخاكم، أخاكم يا بنى لبينى من قول للفرزدق عندما كان ينغلق عليه باب الشعر. 333و 334
أخبرنى عمرو بن معاذ المعمرى قال: فى التوراة مكتوب أبو ذؤيب مؤلف زورا حكى ذلك الجمحى. 133
اختلف العلماء فى كتب «بسم الله الرحمن الرحيم» أمام الشعر
قاله أبو جعفر النحاس. 1120
أخطأ زهير فى قوله: كأحمر عاد. قاله الأصمعى. 1002
أخطأ الفرزدق حيث قال: أبنى غدانة إننى حررتكم قاله الأخطل. 1011
أخو تميم، يعنى علقمة قاله نصيب عندما سئل: من أشعر الناس؟ 150
أخلب الشعر قول حمزة بن بيض قاله الأصمعى. 819
أخلب المدح وأكثره ملقا قول زهير قاله خلف الأحمر. 818
أدخلت أمك البصرة؟ قاله الفرزدق لمضرس، فى محاورة بينهما، وقد حسده على شعره. 116
إذا بلغت الأبيات سبعة فهى قصيدة من قول قائل (1). 302
إذا جمعت بينهما على حذو واحد وألصقتهما قاله الخليل فى المطابقة. 567
إذا خلفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت من قول للأصمعى. 1026
إذا قرأتم شيئا من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه فى أشعار العرب
قاله ابن عباس. 27
إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرا قاله جعفر بن يحيى فى كتابه إلى عمرو بن مسعدة. 384
__________
(1) فى هامش 11. قول عمر: إذا أذنت فترسّل.(2/1152)
إذا كان الرأى عند من لا يقبل منه، والسلاح عند من لا يستعمله
قاله بعض الأعراب. 596
إذا كان الشاعر مصنعا بأن جيده من سائر شعره قيل. 212
إذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد رواه ابن سلام. 903
إذا مدحتم فلا تطيلوا الممادحة، وإذا هجوتم فخالفوا. قاله جرير لبنيه. 796و 871
إذا هجوت فأضحك. قاله جرير لبنيه. 871
أرأيت الشاعرين يتفقان فى المعنى ويتواردان فى اللفظ سؤال وجه إلى أبى عمرو بن العلاء. 1087
أرأيت قول الشاعر: لولا جرير هلكت بجيلة أمدحه أم هجاه قاله الحسن لعلى بن زيد. 1012
أرجلا أم حيّا؟ قيل: بل حيّا، قال: أشعر الناس حيا هذيل قاله حسان عندما سئل: من أشعر الناس؟ 133
أرأيتم الرقعة التى كانت فى يدى؟ قاله العتابى لجماعة من الكتاب فى شأن شعر لأبى نواس. 780
أردت أن أنشدك مذارعة؟ قاله الجماز لمن قال له: ما تزيد على هذا البيت والبيتين؟ 299
أرغاء كرغاء البكر؟ قاله عمر لحسان. 24
اركب لا حملت قاله الوليد بن عبد الملك لجميل. 124
أسباب الأشكال ثلاثة: التغيير عن الأغلب، كالتقديم والتأخير وما أشبهه قاله الرمانى. 1045
الاستطراف فى شعر الأموات كالإغارة على شعر الأحياء. قاله بعض المشايخ. 1081
استأذنت عليه، وكان لا يستتر علىّ، فأذن لى فدخلت من قول أحد أصحاب أبى تمام عنه فى عمل الشعر. 335
الاستعارة استعمال العبارة على غير ما وضعت له فى أصل اللغة
قاله الرمانى. 439
الاستعارة الحسنة ما أوجبت بلاغة ببيان لا تنوب منابه الحقيقة قاله الرمانى. 440
الاستعارة لا تكون إلا للمبالغة وإلا فهى حقيقة قاله ابن جنى. 438
الاستعارة ما اكتفى فيها بالاسم المستعار على الأصلى قاله الجرجانى. 437
أسلم قوم فى الجاهلية على إبل قطعوا آذانها حكى ذلك ابن قتيبة عن عبد الرحمن بن أخى الأصمعى. 180(2/1153)
اسم لمعان تجرى فى وجوه كثيرة قاله ابن المقفع عندما سئل:
ما البلاغة؟ 385
أسهلهم لفظا وأحسنهم بديهة قاله بعض الأعراب عندما سئل من أبلغ الناس؟ 383
أشدّ الهجاء أعفه وأصدقه، أو ما عف لفظه وصدق معناه قاله خلف. 868
أشدّ الهجاء الهجاء بالتفضيل، وهو الإقذاع عندهم قاله يونس فى رواية الجمحى عنه. 867
أشرب حتى إذا ما كنت أطيب ما أكون نفسا قاله أبو نواس عندما قيل له: كيف عملك حين تصنع الشعر؟
أشعر الجاهلية امرؤ القيس قاله قتيبة بن مسلم فى رده على سؤال الحجاج: من أشعر شعراء الجاهلية، وأشعر شعراء وقته؟ 148
أشعر الجاهلية مرقش، وأشعر الإسلاميين كثير قاله ابن أبى إسحاق. 150
أشعر الناس حيّا هذيل من كلام لحسان عندما سئل: من أشعر الناس. 133
أشعر الناس من أنت فى شعره قيل. 136
أشعر الناس أربعة زعم ابن أبى الخطاب أن أبا عمرو كان يقوله. 149
أشعر الناس من استجيد كذبه، وضحك من رديئه قاله النابغة. 658
أشعر الناس من تخلص فى مدح امرأة ورثائها قاله بعض الحذاق من المتعقبين. 199
اشكرى هذا الرجل فإنى لا أجد نفسى تجيبنى من قول لبيد لابنته. 121
إصابة المعنى وحسن الإيجاز قيل من أحدهم عندما سئل: ما البلاغة؟ 383
إصابة المعنى والقصد للحجة قاله خالد بن صفوان عندما سئل:
ما البلاغة؟ 390
أصحاب السبع التى تسمى السمط قاله أبو عبيدة. 146
أصعب الشعر الرثاء. قاله بعض النقاد. 198
أصل الاستطراد أن يريك الفارس أنه يفر، وإنما فر ليكر. قيل. 633
أصل البلاغة الطبع، ولها مع ذلك آلات تعين عليها قاله الرمانى. 385
أصل الجائزة أن يعطى الرجل ما يجيزه ليذهب إلى وجهه قاله النحاس. 1131
أصل الجائزة والجوائز أن قطن بن عوف من قول لابن قتيبة. 1131
أصلها وضع الرّجل موضع اليد فى مشى ذوات الأربع قاله الأصمعى فى المطابقة. 565و 568
أطوف بالرباع المخلية والرياض المعشبة قاله كثير عندما قيل له: كيف تصنع إذا عسر عليك الشعر؟ 332(2/1154)
الأعشى أجمعهم قاله خلف الأحمر. 145
الأعشى أشعر الناس. قاله الأخطل. 149
الأعشى أشعر الأربعة. قيل: فأين الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله بعض متقدمى العلماء. 153
أعن الجاهلية تسألنى أم الإسلام؟ قاله جرير عندما سأله ابنه عكرمة:
من أشعر الناس؟ 147
أغدة كغدة البعير وموت فى بيت سلولية؟ قاله عامر بن الطفيل. 887
أغزل بيت قالته العرب قول أبى صخر الهذلى قاله الحاتمى. 783
أغزل بيت قالته العرب قول امرئ القيس قاله الأصمعى. 781
أغزل بيت قالته العرب قول عمر بن أبى ربيعة من قول أبى عمرو ابن العلاء. 781
افتتح الشعر بامرئ القيس. وختم بابن هرمة. قاله أبو عبيدة. 136
أفخر بيت قالته العرب قول امرئ القيس قاله ثعلب. 824
أفخر الشعر قول كعب بن مالك قاله دعبل. 824
الإفراط مذهب عام فى المحدثين، وموجود كثير فى الأوائل
من كلام للجرجانى. 673
أفصح الناس ألسنا وأعربهم أهل السروات قاله أبو عمرو بن العلاء، ورواه عنه الأصمعى. 133
أفصح الناس سافلة العالية، وعالية السافلة قاله أبو زيد. 133و 134
أفصح الناس عليا تميم وسفلى قيس قاله أبو عمرو بن العلاء. 133
أفضل البديهة بديهة أمن وردت فى موضع خوف. قيل. 306
اكتب شعرى فالكتاب أعجب إلىّ من الحفظ قاله ذو الرمة لعيسى ابن عمر. 1010
أكثر ما تجرى عليه أغراض الشعر خمسة قاله الرمانى. 194
الإكفاء اختلاف الحروف فى الروى قاله المفضل والمبرد. 264
الإكفاء القلب. قاله الأخفش البصرى. 264
الذى يجعل المعنى الخسيس بلفظه كبيرا قاله الأصمعى عندما قيل له: من أشعر الناس؟ 664
الألفاظ فى الأسماع كالصور فى الأبصار قاله أحدهم. 206
ألفاظه قوالب لمعانيه من قول العباس بن الحسن العلوى فى صفة بليغ. 205
أما إنى لو كنت ألأم الناس ما هجوته من كلام لعلى التونسى. 176
أما بعد، فإنه قد جاوز الماء الزبى من قول عثمان فى رسالة لعلى رضى الله عنهما. 410(2/1155)
أما بعد فقد أمر أمير المؤمنين من الاستكثار من المصابيح فى شهر رمضان كتبه أحمد بن مسعدة عن المأمون. 627
أما من يؤمن بالله واليوم الآخر فلا. قاله أبو السائب المخزومى عندما سئل: أترى أحدا لا يشتهى النسيب؟ 775
أما هذا فقد كفى ناحيته من قول أبى تمام فى ابن المعذل. 169
أما والله لو كان الشعر حراما لوردنا الرحبة فى كل يوم مرارا. قاله أبو السائب المخزومى. 28
أمدح بيت قاله مولد قول أبى نواس من قول ابن الأعرابى. 817
امرؤ القيس إذا ركب قاله كثير عندما سئل: من أشعر العرب؟ 145
امرؤ القيس أشعر الناس قاله الفرزدق عندما سئل: من أشعر الناس؟ 149
امرؤ القيس سابقهم، خسف لهم عين الشعر قاله عمر عندما سأله العباس عن الشعراء. 143
أمسك، فو الله ما ظننتك تتم البيت إلا وقد غشى عليك من قول دعبل لديك الجن. 353
أنا أشعر منك من قول رؤبة لأبيه. 549
أنا أول من تنبأ بالشعر، وادعى النبوة من بنى الفصيص من كلام للمتنبى. 109
أنا بين نعمة وذنب. فأحمد الله على النعمة من قول ثابت البنانى عندما سئل: لم يذكر الحمد لله وأستغفر الله؟ 596
أنا على الإقصار أقدر قاله الكميت لمن لاموه على الإطالة. 301
أنا لا أحكم بين الشعراء الأحياء قاله أبو عبيدة عندما سئل: أى الرجلين أشعر أبو نواس أم ابن أبى عيينة؟ 111
أنا الملك الشاب قاله سليمان بن عبد الملك عندما خرج من الحمام ونظر فى المرآة، وأعجب بجماله. 808
أنا والله أشعر من جرير، غير أنه رزق من سيرورة الشعر ما لم أرزقه
من قول الأخطل. 884
أنت صاحب بعاذين؟ من قول المتنبى للصنوبرى. 156
أنت فى مدائحك لمحمد بن منصور كاتب البرامكة أشعر منك فى مراثيك له قاله أحمد بن يوسف الكاتب لأبى يعقوب الخريمى. 198
أنت غير مدافع فى الشعر، ولكنك لا تخطب. قاله الخصيب لأبى نواس. 306
أنت لم تنسب بهن، وإنما نسبت بنفسك قاله ابن أبى عتيق لعمر ابن أبى ربيعة. 788(2/1156)
أنشد بعض الكتاب أحمد بن يحيى ثعلب قول البحترى للحسن ابن وهب حكاية للصولى. 1045
أنشدنى على بن المنجم قال أنشدنى أبو الغوث لأبيه قاله الصاحب ابن عباد. 1008
أنشدنى لأشعر شعرائكم قاله عمر بن الخطاب لابن عباس. 150
أنشدنى ما قال فيكم زهير من قول عمر بن الخطاب لبعض ولد هرم ابن سنان. 121
انصرف إلى مولاك فأنت ناقص من قول ابن الرومى لخادم اسمه إقبال. 97
إن قلت لم أقل إلا ما تكره قاله علىّ لعثمان عندما قال له: ما بالك لا تقول. 410
أن لا تبطئ ولا تخطئ قاله ابن القبعثرى عندما سأله الحجاج: ما أوجز الكلام؟ 383
إن يكن البذاء صفة المحسن بإحسانه من قول أبى العيناء للمتوكل عندما قال له: بلغنى عنك بذاء. 397
أن يكون القول يحيط بمعناك قاله جعفر بن يحيى عندما قال له ثمامة ابن أشرس: ما البيان؟ رواية الجاحظ. 398
إن الأعشى قد قدم، وهو رجل مفوّه مجدود الشعر من قول المحلق أو زوجته له. 58
إن امرأ القيس لم يتقدم الشعراء لأنه قال ما لم يقولوا قاله العلماء بالشعر. 144
إن أول من أخذ من ترجيعه الحداء مضر بن نزار من قول حكاه عبد الكريم. 1129
إن أول من حيى بتحية الملك «أبيت اللعن» و «أنعم صباحا» يعرب ابن قحطان من كلام ابن قتيبة. 957
إن الشعر كالبحر أهون ما يكون على الجاهل قيل هذا عن الشعر. 86و 187
إن الشعراء ثلاثة: شاعر، وشويعر، وماصّ بظر أمه من قول رجل لآخر. 186
إن شهادتى لا تنفعك عنده من قول أبى دلامة لرجل طلب شهادته عند القاضى. 68
إن الطعام الطيب، والشراب الطيب، وسماع الغناء مما يرق الطبع قيل. 339
إن علماء البصرة كانوا يقدمون امرأ القيس قاله يونس بن حبيب. 150
إن قوما بالعراق يكرهون الشعر. قيل هذا لسعيد بن المسيب، فقال:
نسكوا نسكا أعجميا. 26(2/1157)
إنك تقصر أشعارك قيل هذا لابن الزبعرى، فقال: لأن القصار أولج 299
إن لكل مقام مقالا قاله الحطيئة لعمر بن الخطاب. 110
إن لنا أحسابا تمنعنا من أن نظلم قاله العجاج لمن قال له: لم لا تهجو؟ 176
إن لى حاجة رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك من قول أعرابى لعلى رضى الله عنه. 25
إن موت الجعدى كان بسبب ليلى الأخيلية من قول قائل. 166
إن الموت حق، ولنا فيه نصيب، غير أن الملوك تكره ذكر ما ينكد عيشها من قول بعض الملوك لأحد الشعراء. 357
إن النابغة إن تمثلت ببيت من شعره اكتفيت به قاله حماد الرواية عندما سئل: بأى شئ فضل النابغة؟ 459
إن النابغة الذبيانى تشفع عند الحارث الغسانى من قول قائل. 167
إن يسار النفس أفضل من يسار المال قاله واحد لصاحبه. 569
إنما تروى لعذوبة ألفاظها ورقتها، وحلاوة معانيها من قول ابن وكيع عن شعر المولدين. 139
إنما حبيب كالقاضى العدل، يضع اللفظة موضعها من قول بعض من نظر فى شعر أبى تمام والمتنبى. 215
إنما دعا عليكم، ولعله لا يجاب من قول عمر لبنى عجلان بسبب شكواهم من النجاشى. 64
إنما سمّوا بذلك لاجتماعهم قاله حماد الرواية عن الأحابيش. 907
إنما سمى الأعشى صناجة العرب من قول أبى عبد الله. 212
إنما سمى بهذا الاسم تشبيها بسمط اللؤلؤ قاله الزجاجى عن الشعر المسمط. 288
إنما سمى مثلا لأنه ماثل لخاطر الإنسان أبدا من قول قائل. 455
إنما قيل لكل واحدة منهم جمرة لأنهم تجمروا قاله الجاحظ عن الجمرات. 913
إنما كان الشاعر يقول من الرجز البيتين أو الثلاثة أو نحو ذلك إذا حارب أو شاتم قاله أبو عبيدة. 135
إنما معنى المثل المثال الذى يحذى عليه من قول قوم. 455
إنما الناس أحد ثلاثة: رجل لم أعرض لسؤاله فما وجه ذمّه من قول نصيب عندما سئل: لم لا تهجو؟ 177(2/1158)
إنما هو كلام، فأجودهم كلاما أشعر من كلام يونس فى تفضيل العجاج. 135
إنما يزعم هذا من لا علم له بالشعر من قول البحترى عندما سئل:
كيف تقدم الفرزدق على جرير؟ 754
إنه رماهم بالمجوسية قاله محمد بن الحسين الأنصارى تعليقا على قول الأخطل: قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم 875و 876
إنه يرفع من قدر الوضيع الجاهل مثلما يضع من قدر الشريف الكامل
قيل هذا عن الشعر. 44
إنى أقللت الحز قاله بعض الحذاق بصناعة الشعر عندما قيل له:
لقد طار اسمك واشتهر. 350
إنى لأرى رءوسا قد أينعت من قول الحجاج. 439
إنى وأوسا لنبتدر بيتا من الهجاء فمن سبق منا إليه من قول النابغة الجعدى 876
إنه إنما كان شعره نظيفا من العيوب لأنه قاله كبيرا من قول عن النابغة. 330
إنه جمعك بين الشيئين على حذو واحد. قاله الخليل فى المطابقة. 568
أهجى من ابن الرومى. يقال 467
الأوابد الدواهى، ومنه أوابد الشعر قاله الجاحظ 891
أورّثك أبوك مثل هذا؟ من كلام الحجاج ليزيد بن أم الحكم. 106
أوس أشعر من زهير ولكن النابغة طأطأ منه قاله الأصمعى. 132
أوصيكما أن ترويا عنى بيت شعر من قول مهلهل لعبديه عندما أرادا قتله 507
أول من اتخذ الرحال علاف قاله ابن الكلبى. 969
أول من تكلف البديع من المحدثين بشار بن برد قالوا ذلك. 211
أول من طوّل الرجز الأغلب العجلى قيل. 136
أول من لطف المعانى، واستوقف على الطلول من قول فى امرئ القيس 144
الإيجاز من غير عجز، والإطناب من غير خطل رواه المفضل عن أعرابى سئل: ما البلاغة عندكم؟ 384
أى أصحابى كان أشد إقداما فى مبارزتكم؟ قاله المنصور لأحد الخوارج. 874
أى بيت قالته العرب أشعر؟ سؤال المنصور لأبى دلامة. 585
أى بيت قالته العرب أمدح؟ سؤال الرشيد للأصمعى. 820
إياك وتتبع الوحشى من الكلام طمعا فى نيل البلاغة قاله إبراهيم بن المهدى. 1044(2/1159)
إياك والكسل والضجر قاله لقمان لابنه. 628
إياك والهجاء المقذع قاله عمر رضى الله عنه للحطيئة. 868
إياكم ومنصورا إذا رمح بالزوج قيل ذلك. 302
أين من سعى واجتهد وجمع وعدد قاله علىّ رضى الله عنه. 414
أين هذا الجعفرى الذى يتدّيث فى شعره قاله أحد الكتاب لعلى بن عبد الله بن جعفر. 789
أيها الأمير، ما أقبح بى أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة
من قول أسير لمصعب بن الزبير، وكان قد أمر بقتله. 100
أيها الناس، إنه والله ما فيكم أحد أقوى عندى من الضعيف
من قول عمر رضى الله عنه. 409
بدئ الشعر بكندة، وختم بكندة قيل. 134
بدئ الشعر بملك، وختم بملك من قول الصاحب بن عباد. 134
بشر بن أبى خازم قاله الفرزدق عندما سئل: من أشعر العرب؟ 146
بشر بن أبى خازم قاله جرير عندما سئل عن أشعر العرب. 146
بعض الناس من العلماء يرى أن القافية حرفان من آخر البيت.
قاله الزجاجى. 246
بل الثلاثة: الأعشى، والأخطل، وأبو نواس من قول لأصحاب الخمر. 154
بل الثلاثة: مهلهل، وابن أبى ربيعة، وعباس بن الأحنف من قول من يؤثر الأنفة. 154
بل سمى صناجة لقوة طبعه قيل هذا عن الأعشى. 212
بل فؤادك يا ابن الفاعلة. قاله عبد الملك لجرير لسوء ابتدائه. 356
بل هو شاعر مفلق من قول قائل. 182
البلاغة إجاعة اللفظ وإشباع المعنى قاله قائل. 382
البلاغة أن تفهم المخاطب بقدر فهمه من قول قائل. 387
البلاغة أن يكون أول كلامك يدل على آخره، وآخره يربط بأوله
قيل. 387
البلاغة إهداء المعنى إلى القلب فى أحسن صورة من اللفظ قاله بعض المحدثين. 392
البلاغة بلوغ المعنى ولما يطل سفر الكلام قاله ابن المعتز. 391
البلاغة التقرب من البلغة، ودلالة قليل على كثير قاله ابن الأعرابى. 392(2/1160)
البلاغة حسن العبارة قاله قائل. 387
البلاغة حسن العبارة مع صحة الدلالة قيل 387
البلاغة شد الكلام معانيه وإن قصر، وحسن التأليف وإن طال
قاله بعضهم. 399
البلاغة ضد العى قالوا. 389
البلاغة الفهم والإفهام، وكشف قناع المعانى بالكلام قاله عبد الله بن محمد بن جميل (الباحث). 393
البلاغة القوة على البيان مع حسن النظام قيل. 387
البلاغة كلمة تكشف عن البغية قاله الخليل. 384
البلاغة لمحة دالة قاله خلف. 384
البلاغة ما صعب على التعاطى، وسهل على الفطنة حكاه الثعالبى. 392
البلاغة ما قرب طرفاه، وبعد منتهاه قاله الخليل. 389
البلاغة معرفة الفصل من الوصل قاله آخر. 387
البليغ البلغ قاله أبو عبيدة. 199
البلغ الذى يبلغ ما يريده من قول أو فعل، والبلغ الذى لا يبالى ما قال وما قيل فيه قيل من بعضهم. 399
بلغنى عنك بذاء قاله المتوكل لأبى العيناء. 297
البليغ من أجزأ بالقليل عن الكثير قاله أبو العيناء. 390
البليغ من طبق المفصل، وأغناك عن المفسر قاله الأصمعى. 398
البليغ من يجتنى من الألفاظ نوارها ومن المعانى ثمارها حكاه الثعالبى. 392
البليغ من يحوك الكلام على حسب الأمانى قاله الثعالبى. 306
بم فقت أهل عمرك، وسبقت أبناء عصرك فى حسن معانى الشعر وتهذيب ألفاظه؟ قيل هذا لبشار. 990
بنى الشعر على أربعة أركان قاله بعض العلماء. 193
البيان الكشف عن المعنى حتى تدركه النفس من غير عقلة
قاله الرمانى. 407
بيت بنى سعد اليوم إلى الزبرقان من قول أبى عمرو بن العلاء. 904
بيوت العرب ثلاثة: فبيت قيس فى الجاهلية بنو فزارة من قول أبى عبيدة. 904
التشبيه والتمثيل يقع مرة بالصورة والصفة وأخرى بالحالة والطريقة
قاله الجرجانى. 484(2/1161)
تقصير الطويل وتطويل القصير قاله بعض الجلة عندما سئل:
ما البلاغة؟ 390
تلاحى مسلم بن الوليد وأبو نواس فقال مسلم: ما أعلم لك بيتا يخلو من سقط قاله المبرد. 1001
تلخيص المعانى رفق، والاستعانة بالغريب عجز من قول بعضهم. 393
تلك عقول رجال توافت على ألسنتها. قاله أبو عمرو بن العلاء. 1087
تعملون السيئات وترجون أن تجازوا عليها بمثل ما يجازى به أهل الحسنات قاله عيسى عليه السلام. 1094
تمر علىّ ساعة وقلع ضرس من أضراسى أهون علىّ من عمل بيت من الشعر. قاله الفرزدق. 329
الثنيان الذى ليس بالرئيس، بل هو دونه من قول قائل. 190
جرى المذكيات غلاء. نسبه المؤلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من قول قيس بن زهير. 980
الجزالة والإطالة قاله إبراهيم الإمام عندما سئل: ما البلاغة؟ 390
جلست إليه عشر حجج فما سمعته يحتج ببيت إسلامى قاله الأصمعى عن أبى عمرو بن العلاء. 137
جيد، أعده، فأعاد، فقال: كلا والله لقد علكهن من هو أشد لحيين منك قاله الفرزدق بعد أن سمع قول جرير معاونا ذا الرمة: يعد الناسبون إلى تميم 1081
الحجاز هو ما بين الجحفة وجبلى طئ من قول أبى عبيدة. 1026
حد الإنسان الحى الناطق الميت قاله أصحاب المنطق. 382
حدابه إذا عمل فيه شعرا يقولون. 1127
حد الحجاز الأول بطن نخل، وظهره حرة ليلى قاله محمد ابن عبد الملك الأسدى. 1027
حرّكنا الملك بسكونه قاله نادب الإسكندر فتناوله أبو العتاهية فقال 1094
حسب الشاعر عونا على صناعته أن يجمع خاطره بعد أن يخلى قلبه من فضل الأشغال قاله بعض أهل الأدب. 344
حسن الإستعارة قاله أرسطاطاليس عندما سئل: ما البلاغة؟ 389
حسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان قاله الرمانى، ومثله للجاحظ. 509(2/1162)
الحيلة لكلال القريحة انتظار الجمام قالوا. 340
ختم الشعر بذى الرمة والرجز برؤبة بن العجاج قاله أبو عمرو بن العلاء. 135
خذ من نفسك ساعة فراغك وفراغ بالك من رسالة لبشر بن المعتمر. 341
خرجنا حفاة حين انتعل كل شئ ظله قاله أعرابى. 569
خرعت الثوب إذا شققته. قاله بعضهم. 427
خلف الوعد خلق الوغد قاله آخر. 542
خير الاستعارة ما بعد وعلم فى أول وهلة أنه مستعار فلم يدخله لبس
قيل. 437
خير الشعر الحولى المحكك قاله الحطيئة. 322
خير الشعر ما فهمته العامة ورضيته الخاصة قاله أبو عبيد الله وزير المهدى. 199
خير الكلام الحقائق، فإن لم تكن فما قاربها وناسبها قاله الحذاق. 672
خير الكلام ما قل ودل وجل ولم يمل قاله الثعالبى. 392
خير الهجاء ما تنشده العذراء فى خدرها فلا يقبح بمثلها قاله أبو عمرو بن العلاء. 867
دعانى يزيد بن عبد الملك، وقد مضى شطر الليل، فأتيته فزعا
من كلام لابن شهاب الزهرى. 101
دعنى عنك يا عمر قاله حسان لعمر عندما لامه على إنشاد الشعر فى المسجد النبوى. 24
دعنى من شعرك الذى ليس يأتى آخره حتى ينسى أوله من قول عبد الرحمن بن أم الحكم للفرزدق. 796
الدراهم مياسم تسم حمدا أو ذما قاله أعرابى. 569
ذلك والبة بن الحباب يا أمير المؤمنين، وأين تذهب عن معرفته
من قول بعضهم للرشيد. 105
ذو القروح قاله الفرزدق عندما سئل: من أشعر الناس؟ 144
ربما أسفر السفر عن الظفر، وتعذر فى الوطن قضاء الوطر
قاله بعض البلغاء. 542
رحم الله من تصدق من فضل، أو واسى من كفاف قاله أعرابى فى مجلس الحسن البصرى. 597(2/1163)
رغب فى عطائه وعصافيره قاله أبو عمرو بن العلاء عندما سئل:
لم خضع النابغة للنعمان؟ 120
ركنها اللفظ وهو على ثلاثة أنواع من قول الكندى عندما سئل عن البلاغة. 394
الروح عماد البدن، والعلم عماد الروح قاله أصحاب المنطق (ابن التوأم أو سهل بن هارون). 382
رووا أولادكم الشعر، فإنه يحل عقدة اللسان من قول العمرى. 27
الزحاف فى الشعر كالرخصة فى الفقه. قاله الأصمعى. 226
زهير أشعر الناس قاله ابن أحمر 149
زهير والنابغة من عبيد الشعر قاله الأصمعى. 251
سألنى بعض الرؤساء: لم سمى التغبير تغبيرا؟. قاله أبو إسحاق الزجاج. 1130
السانح ماولاك ميامنه من جواب رؤبة عن سؤال يونس. 1035
السانح يتيمن به أهل نجد من قول لابن دريد. 1035و 1036
السانح ما أراك مياسره فأمكن الصائد، والبارح ما أراك ميامنه
من قول المبرد. 1037
سبحان الله! أأرد على أمير المؤمنين وهذه الشربة تكفينى؟ قاله ابن ميادة. 123
السرق فى الشعر ما نقل معناه دون لفظه قاله عبد الكريم فيما يرويه. 1072
السناد اختلاف ما قبل حرف الروى قاله الرمانى. 270
السناد كل عيب يحدث قبل الروى قاله ابن جنى. 270
السناد كل عيب يلحق القافية قاله الزجاجى. 270
السنيح عند أهل الحجاز ما أتى عن اليمين إلى اليسار من قول أبى جعفر النحاس. 1036
السواد والبياض ضدان، وسائر الألوان يضاد كل واحد منهما صاحبه
قاله الرمانى. 575
شاعر محضرم بالحاء غير معجمة مأخوذ من الحضرمة قاله كراع. 180
شاعر وشويعر وشعرور. قاله بعضهم. 184
شب العجار وجه الجارية إذا جلاه. يقال. 795
شب الفرس إذا رفع يديه، وقام على رجليه. يقال. 794
شبت النار شبوبا، وشب الفرس بيديه رواه الجاحظ. 794
شر الشعر ما سئل عن معناه قاله بعض المتقدمين. 322
الشعر أربعة أصناف: فشعر خير كله من كلام لعبد الكريم. 188
الشعر ثلاثة وستون ضربا قاله الزجاجى. 237(2/1164)
الشعر شعران: جيد محكك، وردئ مضحك قاله بعضهم. 186
الشعر علم قوم، ولم يكن لهم علم أعلم منه. قاله عمر رضى الله عنه. 22
الشعر علم من علوم العرب من قول الجرجانى صاحب الوساطة. 196
الشعر كلام عقد بالقوافى، فما حسن فى الكلام حسن فى الشعر
قاله ابن سيرين. 26
الشعر كلام فيه حسن وقبيح، فخذ الحسن، ودع القبيح
قالته عائشة رضى الله عنها. 22
الشعر كله فى ثلاث لفظات من قول عبد الصمد بن المعذل. 198
الشعر كله نوعان: مدح وهجاء قاله قوم. 195
الشعر ما اشتمل على المثل السائر من كلام لبعض العلماء. 197
الشعر مثل عين الماء إن تركتها اندفنت من قول بكر بن النطاح. 331
الشعر محجة، فربما وقع الحافر على الحافر. قاله المتنبى. 1087
الشعر ميزان القول، أو الشعر ميزان القوم قاله على رضى الله عنه. 23
الشعراء أربعة: شاعر خنذيذ، وهو الذى من قول بعضهم. 182
الشعراء ثلاثة: جاهلى، وإسلامى، ومولد من قول لطائفة من المتعقبين. 154
صدقت والله، لقد أغفلنا عن حزم وآل حزم. قاله الوليد بن عبد الملك. 86
طابقت بين الشيئين إذا جمعت بينهما على حذو واحد ولصقتهما
قاله الخليل. 565
طرفة أشعر الناس، قاله ابن مقبل. 149
طلبت علم الشعر عند الأصمعى فوجدته لا يحسن إلا غريبة، فرجعت إلى الأخفش من قول للجاحظ. 755
العادة عند العرب أن الشاعر هو المتغزل المتماوت، وعادة العجم جميعا
من قول عبد الكريم. 789
العباس عمر العراق قاله مصعب الزبيرى عن العباس بن الأحنف. 124
عجبا لكم معشر الشعراء! ما أشد حسد بعضكم لبعض من قول عمر ابن العلاء بعد أن أعطى أبا العتاهية سبعين ألفا وخلع عليه فغار الشعراء. 803
العبد العجلانى قاله الأخطل عندما سأله عبد الملك عن أشعر الشعراء. 150
عدىّ فى الشعر مثل سهيل فى النجوم من قول لبعض العلماء. 162
العرب تطوّل الكلام وتكثّر لتفهم من كلام للخليل. 298
العرب تقطع الألحان الموزونة على الأشعار الموزونة، والعجم تمطط الألفاظ من قول الجاحظ. 1128(2/1165)
العرب تقول: بأرض بنى فلان شجر قد صاح. قاله يعقوب ابن السكيت. 432
العرب ست طبقات من قول الزبير بن بكار. 902
العربى يعاف الشئ ويهجو به غيره، فإذا ابتلى به فخربه قاله الجاحظ. 397
العلم عند الفلاسفة ثلاث طبقات من كلام للناشئ. 19
علمى به هو الذى يمنعنى من قوله. جواب المفضل عندما سئل:
لم لا تقول الشعر؟. 188
عمرو بن كلثوم أشعر الناس. قاله الكميت. 149
عمل الشعر على الحاذق به أشد من نقل الصخر قيل. 186
عنده خمار بواف من قول الأصمعى عن النابغة الجعدى. 167
غلّب فلان فهو الغالب قالوا. 165
فارس اليمن فى بنى زبيد عمرو بن معديكرب قاله ابن سلام. 904
الفأل لسان الزمان، والطيرة عنوان الحدثان. قاله ابن الرومى. 97
فأما الهجو فأبلغه ما خرج مخرج التهزل والتهافت من قول صاحب الوساطة. 868
فإن أهل الرأى والنصح لا يساويهم ذوو الأفن قاله بعض الكتاب. 588
فإن ذلك. قاله عمر بن عبد العزيز لمن جاء يطلب حاجة. 403
فاوضت ابن الجهم عليا فى الشعر، وذكر أشجع السلمى فقال: إنه كان يخلى. من حكاية للبحترى. 330
الفحول فى الجاهلية ثلاثة، وفى الإسلام ثلاثة يقوله الحذاق. 145
الفرزدق أشعر لأنه أقواهما أسر كلام قاله بعض الحكام بين الفرزدق وجرير. 298
فرعا قريش هاشم وعبد شمس، وفرعا غطفان من قول الأخفش على بن سليمان. 905
فلان يتغنى بفلان أو بفلانة إذا صنع شعرا. يقولون. 1127
فلله أبو عثمان! فلقد غاص على سر الشعر، واستخرج أدق من السحر
من قول الصاحب بن عباد تعليقا على قول الجاحظ: طلبت علم الشعر 755
فى القرآن معان لا تكاد تفترق من قول للجاحظ. 415
فى المثل ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه
من قول بعضهم. 456
القافية آخر كلمة من البيت. تعريف الأخفش للقافية. 244
القافية ما لزم الشاعر تكراره فى آخر كل بيت. تعريف الحامض للقافية. 245(2/1166)
القافية من آخر حرف فى البيت إلى أول ساكن يليه من قبله من تعريف الخليل للقافية. 243
قال أهل النظر: كان زهير أحصفهم شعرا من رواية لابن سلام. 151
قال العلماء: اللفظ أغلى من المعنى ثمنا، وأعظم قيمة، وأعز مطلبا
قاله بعض الحذاق. 204
قبحكم الله يا بنى نمير من قول امرأة لبنى نمير. 61
قد أجبته بأحسن من شعره، والله لو سمعك لنعق وطار قاله ابن أبى عتيق فى نصيب. 647
قد كان هذا الشخص واعظا بليغا، وما وعظ بكلامه عظة قط أبلغ من موعظته بسكوته قاله أرسطاطاليس يندب الإسكندر. 1094
قرأت على أبى محرز خلف بن حيان الأحمر شعر جرير، فلما بلغت إلى قوله من قول الأصمعى. 1005
قريش البطاح قبائل كعب بن لؤى بنو عبد مناف من قول أبى عبيدة. 906
القريض عند أهل اللغة العربية الشعر الذى ليس برجز يكون مشتقا
من قول النحاس. 294
قل من الشعر ما يخدمك قالوا. 215
قليل يفهم وكثير لا يسام قاله بعض العلماء عندما سئل: ما البلاغة؟ 382
قواعد الشعر أربع قالوا. 193
قوموا التقطوا هذا الجوهر لا يضيع قاله المتوكل لما سمع رجزا لابن الجهم. 314
قيّم الكلام العقل، وزينته الصواب قاله العتابى. 393
كان أبى يقول: العدد من تميم فى بنى سعد، والبيت فى بنى دارم
من قول ابن الكلبى. 903
كان أحسنهم ديباجة شعر من قول من يحتج للنابغة. 153
كان بيت قيس فى آل عمرو بن الظرب قاله أبو إياس النصرى. 905
كان البعيث مغلّبا فى الشعر غلّابا فى الخطب قاله يونس. 168
كأن خطها أشكال صورتها، وكأن بيانها سحر مقلتها قاله ابن شيرزاد فى وصف جارية كاتبة. 637
كان لأبى نواس إخوان لا يفارقهم، فاجتمعوا يوما فى موضع أخفوه عنه
من حكاية للصولى. 1037
كان مسلم بن الوليد نظير أبى نواس قاله جماعة من العلماء. 306(2/1167)
كان النابغة الجعدى أقدم من الذبيانى قاله الجمحى. 166
كان يقال: إذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد
حكاه ابن سلام. 902
كأنك اغتممت لمن يفعل بها بعدك قاله كثير عندما سمع قول نصيب: أهيم بدعد ما حييت 789
الكتّاب دهاقين الكلام قيل. 757
كتابى إلى أمير المؤمنين أعزه الله ومن قبلى من قواده وأجناده فى الطاعة والانقياد من كتاب عمرو بن مسعدة إلى المأمون. 635
كذب من أخبركم أن أبا بكر قال بيت شعر فى الإسلام قالته السيدة عائشة رضى الله عنها. هـ 31
كرام من كرام صعصعة، لم يحالفوا، ولم يدخلوا فى صغار
من قول أبى زياد الكلابى فى سلول. 887
كفى بالمرء غيا أن تكون فيه خلة من ثلاث من قول عمر رضى الله عنه. 410
كفى من حظ البلاغة أن لا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق
من حكاية الجاحظ عن إبراهيم الإمام. 391
كفاك من الشعر أربعة من حكاية الأصمعى عن ابن أبى طرفة. 145
كل ذى كلام أفهمك حاجته قاله العتابى لما سئل: ما البلاغة؟ 348
كلام بلغ وبليغ. حكاه أبو زيد. 399
الكلام الجزل أغنى عن المعانى اللطيفة من المعانى اللطيفة
من قول عبد الكريم. 204
كما لا ينبغى أن يكون اللفظ عاميا ولا ساقطا سوقيا
من كلام للجاحظ. 214
الكناية على ثلاثة أوجه من قول المبرد وغيره. 516
كنت أسير تحت قبة يحيى بن خالد وقد حج الرشيد، وعديله أبو يوسف القاضى من حديث لشراحيل بن معن بن زائدة. 820
كنت فى حداثتى أروم الشعر، وكنت أرجع فيه إلى طبع قاله البحترى. 771
كيف ترى يا أبا معاذ؟ سؤال وجهه عقبة بن رؤبة إلى بشار. 326
كيف تصنع إذا عسر عليك الشعر؟ سؤال وجّه لكثير. 332
كيف تعمل إذا انقفل دونك الشعر؟ سؤال وجّه لذى الرمة، فقال:
كيف ينقفل دونى وعندى مفاتحه. 331(2/1168)
كيف عملك حين تصنع الشعر؟ سؤال وجّه لأبى نواس. 334
كيف المخارق بن شهاب فيكم؟ سؤال وجهه النعمان بن المنذر لابن قيس. 630
كيف يفتخر على مضر، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قاله الرشيد فى بكر بن النطاح. 826
لا أجيب منهم أحدا إلا أن يهجونى على التونسى من كلام لابن هانىء الأندلسى لما هجاه الشعراء. 176
لا أعرف مرثية فى أولها نسيب إلا قصيدة دريد بن الصمة قاله ابن الكلبى. 838
لا تعجل وأنا مهد إليك هدية. قاله زياد الأعجم للفرزدق. 89
لا تكدوا القلوب ولا تهملوها قاله بكر بن عبد الله المزنى. 340
لا تنظر أعزك الله إلى قصر باعى وقلة تمييزى، وافعل فىّ ما أنت أهله من قول لأبى الهول. 882
لا يتحدث الناس عنك بالفرار أبدا من كلام غلام المتنبى له. 108
لا يزال المرء مستورا وفى مندوحة مالم يصنع شعرا قيل. 881
لا يصير الشاعر فى قريض الشعر فحلا حتى يروى أشعار العرب
قاله الأصمعى. 318
لا يكون الكلام يستوجب اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه قيل. 389
لبيد أشعر الناس. قاله ذو الرمة. 149
لحم طير ذكى قاله عثمان رضى الله عنه فى شأن مال السلطان. 123
لعل ذلك. قاله عمر بن عبد العزيز لمن جاءه يطلب حاجة. 403
لقد حسن هذا المولد حتى لقد هممت أن آمر صبياننا بروايته
قاله عمرو بن العلاء. 137
لقد طار اسمك واشتهر قيل هذا لبعض الحذاق بصناعة الشعر، فقال: إنى أقللت الحز. 350
لقد قلت أبياتا إن لها لعروضا من قول لذى الرمة بحضرة الفرزدق. 1080
لم تمدح قبيلة قط فى الجاهلية من قريش كما مدحت مخزوم
من قول للجاحظ. 888
لم تقل العرب بيتا أغزل من بيت جميل قاله الوليد بن يزيد. 781
لم سميت الطويل طويلا؟ من سؤال وجه للخليل. 220
لم لا تشبه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه؟ من كلام قاله أحد اللّوام لابن الرومى. 986(2/1169)
لم لا تطول؟ سؤال وجه للجماز، فقال: لحذقى بالفصول. 299
لم لا تطيل الهجاء؟ سؤال وجه لأبى المهوش فقال: لم أجد المثل السائر إلا بيتا واحدا. 300
لم لا تقول الشعر وأنت أعلم الناس به سؤال وجه للمفضل الضبى. 188
لم لا تقول من الشعر ما يفهم؟ قاله أبو العميثل لأبى تمام. 214
لم يقصر الله الشعر والعلم على زمن دون زمن من كلام لابن قتيبة. 138
لم يمدح أحد قط بنى كليب غير الحطيئة قاله أبو عبيدة. 889
لما كانت فضائل الناس من حيث هم ناس لا من طريق ما هم مشتركون فيه من قول لقدامة. 801
لمج أمه من كلام لرجل شتم به آخر فقدم إلى السلطان، فقال:
إنما قلت: ملج أمه. 539
لو أن الشعراء المتقدمين ضمهم زمان واحد، ونصبت لهم راية فجروا معا
من كلام لعلى رضى الله عنه. 46
لو كان المجاز كذبا لكان أكثر كلامنا باطلا من كلام لعبد الله ابن مسلم بن قتيبة. 429
لو كانت البلاغة فى التطويل ما سبق إليه من كلام للحذاق. 199
لولا أن الكلام يعاد لنفد قاله على رضى الله عنه. 138
لولا أنه لا يحسن بشيخ مثلى النخير لنخرت. من كلام لجرير عندما استمع إلى قول كثير: وأدنيتنى حتى إذا ما سبيتنى 775
لولا القافية بلغ به آدم قاله عبد الملك بن مروان عندما سمع قول دريد: قتلنا بعبد الله 715
ليس فى العرب أربعة إخوة أنجب ولا أعدّ وأكثر فرسانا من قول لأبى عبيدة. 903
ليس لأحد من الناس أن يطرى نفسه ويمدحها فى غير منافرة قيل. 18
ليس للجودة فى الشعر صفة إنما هو شئ يقع فى النفس قاله بعض الحذاق. 192
ليكن الشعر فى حكمك، ولا تكن فى حكمه قيل. 338
لينشد كل واحد قصيدة لنفسه فى مراده من كلام أبى نواس لزميليه. 203
ما أبالى إذا سمعت شعرا أستحسنه ما قلت أنت وأصحابك من كلام رجل لخلف. 187(2/1170)
ما أحسن الشعر؟ سؤال وجه إلى بعضهم فقال: ما أعطى القياد وبلغ المراد. 199
ما أحسن الشعر؟ سؤال وجه إلى معتوه فقال: ما لم يحجبه عن القلب شئ رواه ابن المعتز. 199
ما استدعى شارد الشعر بمثل الماء الجارى من كلام للأصمعى. 332
ما اسمه؟ سؤال سأله جرير عن البردخت عندما هجاه. 326
ما أشد ما هجيتم به؟ سؤال وجه إلى كلب فقالوا: قول البعيث 876
ما أصفى شاعر مغترب قط قاله ديك الجن. 341
ما أصلح هذا النهر لأهل هذا المصر من حوار بين غيلان بن خرشة وعبد الله بن عامر، وقد مرا بنهر أم عبد الله بالبصرة. 395
ما أكثر عظام هذا البيت من قول للصاحب عندما سمع قول المتنبى:
عظمت فلما لم تكلم 701
ما أنت والشعر، لقد نلت منه حظا عظيما وأنت من العجم قاله رجل فى محاورة مع ابن الرومى. 113
ما بالك لا تقول؟ قاله عثمان لعلى رضى الله عنهما. 410
ما ترك الأول للآخر شيئا قيل. 139
ما بين أخشبيها أعزمنى ولا أكرم قاله أبو جهل. 501
ما تقول يا ربيع؟ من حوار بين النعمان والربيع بن زياد. 63
ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون من كلام لعبد الصمد بن الفضل الرقاشى. 10
ما حفظت شعرا لمحدث إلا قول أبى نواس من قول لأبى عبيدة. 783
ما حملك على الخروج علينا وأخذ مال حمل إلينا؟ من كلام يزيد بن معاوية لقسيم الغنوى. 99
ما رضيت أن أسميه وأنا قاعد حتى أقوم على رجلى قاله الرشيد للعمانى فى محاورة. 76
مازن غسان أرباب الملوك، وحمير أرباب العرب من قول قائل. 906
ما الشئ الملفف فى البجاد؟ قاله معاوية للأحنف. 111
ما صنعت شيئا، شبهت ابن أمير المؤمنين بصعاليك العرب. قاله الكندى لأبى تمام. 308
ما ظنك بقوم الاقتصار محمود إلا منهم، والكذب مذموم إلا منهم
من كلام للخوارزمى. 18(2/1171)
ما فعلت حلل هرم بن سنان التى كساها أباك من حوار لعمر رضى الله عنه مع ابنة زهير. 120و 121
ما قرّ بى القرار مذ سمعت قول امرئ القيس: كأن قلوب الطير
من قول لبشار. 475
ما قلتم لعامر بن الطفيل؟ وما قال لكم؟ فأنشدوه من حوار بين النابغة وبنى ذبيان بعد وقعه حسى. 869
ما كان من حسن فقد سبقوا إليه، وما كان من قبيح فمن عندهم من كلام لأبى عمرو بن العلاء فى المولّدين، رواه الأصمعى. 137
ما كان ينبغى لبشار أن يضاد حماد عجرد من جهة الشعر من كلام للجاحظ. 174
ما لكم لا تعجبون؟ أما حسن ما تسمعون؟ من قول للبحترى. 327
ما لهؤلاء الشعراء قاتلهم الله ربما ذكرونا شيئا نحن أكثر ذكرا له منهم قاله بعض الملوك. 808
مانع لحوزته مطاع فى أدنيه من كلام للأهتم عن الزبرقان بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم. 396
ما هجانى أحد حتى هجانى النابغة من قول لعامر بن الطفيل. 870
ما يضحككن؟ وما حملتنى أنثى قط إلا وفعلت مثل هذا من كلام للفرزدق فى حوار مع نسوة. 116
المبالغة ربما أحالت المعنى ولبسته على السامع من كلام لبعض الحذاق بنقد الشعر. 658
مبلغ الإشارة أبلغ من مبلغ الصوت قالوا. 509
متى كان الملك فى بنى عذرة؟ إنما هو فى مضر وأنا شاعرها قاله الفرزدق لجميل عندما قال: ترى الناس ما سرنا 1079
مثله مثل البازى يضرب كبير الطير وصغيره قاله أبو عمرو بن العلاء. 145
مثله مثل صاحب الخلقان من كلام للفرزدق عن الجعدى. 167
المجانسة أن تشبه اللفظة اللفظة فى تأليف حروفها من كلام لابن المعتز. 548
مذهبهم فى الخزم أنه إذا كان البيت يتعلق بما بعده من كلام لعبد الكريم. 231
مر الزبير بن العوام بمجلس لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسان ينشدهم من كلام لأسماء بنت أبى بكر. 23(2/1172)
مر من قبلك بتعلم الشعر فإنه يدل على معالى الأخلاق من كلام عمر لأبى موسى الأشعرى. 24
المشبوب الذى إذا رأيته فزعت لحسنه قاله الأصمعى. 795
المطابقة مساواة المقدار من غير زيادة ولا نقصان من قول للرمانى. 567
معان كثيرة فى ألفاظ قليلة قاله بعضهم إجابة عن سؤال: ما البلاغة؟ 383
معانيه قوالب لألفاظه قاله العباس بن الحسن العلوى فى صفة بليغ. 205
المعنى مثال واللفظ حذو رواه عبد الكريم عن بعض الحذاق. 205
مقود الشعر الغناء به قيل. 340
الملك الضليل من جواب للبيد عندما سئل: من أشعر العرب؟ 145
ممن الرجل؟ سؤال قاله رجل للصينى فقال: من العجم، فقال ما للعجم والشعر؟ 113
من أخذ معنى بلفظه كان سارقا قاله بعض الحذاق من المتأخرين. 1073
من أراد أن يقول الشعر فليعشق قاله بعضهم. 340
من أراد المديح فبالرغبة من كلام لدعبل. 196
من استجيد جيده وأضحك رديئه جواب النابغة عندما سئل:
من أشعر الناس؟ 184و 185
من استجيد كذبه جواب النابغة عندما سئل: من أشعر الناس؟ 674
من أشعر العرب؟ سؤال وجّه إلى الفرزدق وجرير فقالا: بشر بن أبى خازم. 146
من أشعر العرب؟ سؤال وجّه إلى كثير فكان من جوابه: امرؤ القيس إذا ركب 145
من أشعر الناس؟ سؤال وجهه إسحاق الموصلى لأعرابى فقال: الذى إذا قال أسرع، رواه الحاتمى. 197
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى الأصمعى فى رواية للحاتمى فقال:
الذى يجعل المعنى الخسيس بلفظه كبيرا. 664
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى الأخطل من عبد الملك بن مروان. 150
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى جرير من ابنه عكرمة. 147
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى حسان فقال: أرجلا أم حيّا؟ 133
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى الفرزدق فقال: ذو القروح. 144
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى لبيد فقال: الملك الضليل. 45
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى بعض أهل الأدب فقال: من أكرهك شعره على هجو ذويك. 197(2/1173)
من أشعر الناس؟ سؤال وجه إلى ابن مناذر فقال: الذى يقول:
يا قمرا أبصرت 479
من اقتصر على الإيجاز وتنكب الفضول قاله عمرو بن العاص جوابا عن سؤال معاوية: من أبلغ الناس؟ 385
من أين أقبلت عمتنا؟ قاله الفرزدق فى محاورة مع رجل فيه لين. 116
من حلّى المعنى المزيز من جواب لحممة الدوسى عن سؤال عامر بن الظرب: من أبلغ الناس؟ 389
من حكم النسيب الذى يفتتح به الشاعر كلامه أن يكون ممزوجا بما بعده قاله الحاتمى. 775
من ذا يعنف الخليفة على الكرم أو يصده قاله أبو العباس أحمد بن عبد الله عندما سمع قول البحترى: لا العذل يردعه 798
من زعم أن فى السبع التى تسمى السمط لأحد غير هؤلاء فقد أبطل
قاله المفضل. 146
من السرقات ما يأتى على سبيل المثل ليس اجتلابا قاله الجمحى. 1076
من الشعراء من يجمل المدح فيكون ذلك وجها حسنا قاله المبرد. 809
من صنع شعرا أو وضع كتابا فقد استهدف من قول للجاحظ. 181
من كان منكم يحسن أن يقول مثل قول منصور النمرى فى أمير المؤمنين الرشيد؟ من كلام للمعتصم. 812
من لم يأت شعره مع الوحدة فليس بشاعر قاله الخليع. 341
من هذا الذى يقول له فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم: أفرطت قيل فى نقد شعر للكميت. 822
المولدون يستشهد بهم فى المعانى كما يستشهد بالقدماء فى الألفاظ
قاله ابن جنى. 985
النابغة أشعر الناس. قاله جرير فى الرد على سؤال عن أشعر الناس. 149
الناس موكلون بتفضيل جودة الابتداء وبمدح صاحبه من قول لشبيب ابن شيبه فيما يرويه الجاحظ. 347
الناس أشعر الناس قاله مروان بن أبى حفصة عندما أنشد لجماعة كثيرة من الشعراء. 136
نسبت فى الشعر نسيبا مثل شبّبت تشبيبا من قول لابن دريد. 795
نسكوا نسكا أعجميا قاله سعيد بن المسيب عندما قيل له: إن قوما بالعراق يكرهون الشعر. 26(2/1174)
نعم ما تعلمته العرب الأبيات من الشعر يقدمها الرجل أمام حاجته من قول لعمر رضى الله عنه. 5و 121
نعيت إلينا أنفسنا يا أبا نواس قاله أحد البرامكه. 359
نفاها الأغر ابن عبد العزيز قاله رجل للفرزدق فى محاورة بينهما. 116
النوء على الحقيقة للطالع من الكوكبين لا الغارب من قول للمبرد. 1017
هجا الأعور بن براء بنى كعب، ومدح قومه بنى كلاب من قول لأبى عبد الله بن جعفر. 168
هذا أشعر الناس قاله مروان بن أبى حفصة عندما أنشد لشاعر، فلما كثر المعروض عليه قال: الناس أشعر الناس. 136
هذا أمير المؤمنين فإن مات فهذا من كلام لرجل من بنى الكلاع بين يدى معاوية عندما أراد البيعة ليزيد. 509
هذا طراز لا تحسنه من قول عقبة بن رؤبة لبشار (1). 326و 327
هذه استعارة حداد فى عرس. قاله الصاحب فى قول المتنبى:
صلاة الله 843
هل تصنع شعرا لا قافية له؟ قاله الأمين لأبى نواس. 510
هل الشعر من رفث القول؟ سؤال وجّه إلى ابن عباس رضى الله عنه. 27
هل كانت العرب تطيل؟ سؤال وجّه إلى أبى عمرو بن العلاء. 298
هم بنو المصطلق، والحياء بن سعد بن عمرو من قول ابن قتيبة فى الأحابيش. 906
هم الرواة قاله رؤبة عندما سئل عن الفحولة. 182
هو أحسنهم شعرا وأعذبهم بحرا وأبعدهم قعرا قاله أبو بكر رضى الله عنه عن النابغة. 145
هو إحضار المعنى للنفس بسرعة إدراك قاله الرمانى عن البيان. 407
هو العبارة عن الغرض بأقل ما يمكن من الحروف. قاله الرمانى عن الإيجاز. 400
هو انصراف المتكلم عن الإخبار إلى المخاطبة من قول لابن المعتز عن الالتفات. 645
هو بيضة البلد. قيل. 899
هو الرواية قاله رؤبة عندما سئل عن الفحل من الشعراء. 317
هو ما اشترك فى لفظة واحدة بعينها قاله قدامة عن المطابق. 568
__________
(1) فى هامش 445قول ابن ميادة: هذا العيث لا الغيث.(2/1175)
هى فى الطول ما بين حفر أبى موسى إلى أقصى اليمين قاله أبو عبيدة عن جزيرة العرب. 1028
هى ما بين نجران والعذيب قاله الأصمعى عن جزيرة العرب. 1028
وإذا أتى الشاعر من الغلو بما يخرج عن الموجود ويدخل فى باب المعدوم قيل 674
وأشعر هذيل أبو ذؤيب غير مدافع قاله ابن سلام. 133
وأعد لمحسنهم جنة وثوابا، ولمسيئهم نارا وعقابا من كلام لإبراهيم الصابى. 589
واعلم أن التشبيه على ضربين: تشبيه حسن، وتشبيه قبيح من كلام للرمانى. 469
والله إنك لتصغى لحديثى، وتقف عند مقاطع كلامى. قاله المأمون لسعيد بن سليم. 349
والله لتدعنّه أو لتدعنّ عرضك من قول الفرزدق للشمردل. 1080
والله ما أطرب ولا أغضب، ولا أشرب ولا أرغب من كلام لأرطاة ابن سهية. 194
والله ما بقيت كلمة عذبة ولا معنى لطيفا إلا من كلام نصر لشاعر ذكره فى عشرة أبيات وتغزل فى مائة بيت. 786
وأما التغبير فهو تهليل أو تردد صوت بقراءة أو غيرها حكاه ابن دريد. 1130
وأنشد رجل قوما شعرا فاستغربوه من كلام للجاحظ. 214
وإنما ذلك لأنه يجتمع إلى جيد شعره معرفة جيّد غيره من قول ليونس فى الفحل من الشعراء. 318
والبلاغة تخير اللفظ فى حسن إفهام من كلام للباحث. 394
وجدت العلماء بالشعر يعيبون على الشاعر أبيات الغلو والإغراق
من قول للحاتمى. 673
والسانح الذى يلقاك وميامنه عن ميامنك من قول لابن دريد. 1036
والشويعر أيضا عبدياليل من قول للجاحظ. 183
الوصف إنما هو ذكر الشئ بما فيه من الأحوال والهيئات من كلام قدامة. 1096(2/1176)
وغلّب عليه من لم يكن إليه فى الشعر من قول ابن سلام فى الجعدى. 165
وقد تختلف المقامات والأزمنة والبلاد فيحسن عند أهل بلد ما لا يستحسن عند أهل غيره قاله عبد الكريم. 141
وقد يخلط من يقصر علمه، ويسوء تمييزه بالمطابق ما ليس منه.
قاله الجرجانى. 572
وكان الجعدى مختلف الشعر من قول للجمحى. 167
وكل داخل فى شئ دخول مستعجل فقد أوغل فيه. قاله ابن دريد فى الإيغال. 670
ولا تكونوا كالجراد أكل ما وجد، وأكله ما وجده. قاله جلهمة بن أدد. 579
ولست أفضل فى هذه القضية بين القديم والمحدث من كلام لصاحب الوساطة. 196
ولست أقول: قالت العرب إلا ما سمعت منهم من كلام لأبى زيد. 134
ولست تعد من جهابذة الكلام ونقاد الشعر حتى تميز بين أصنافه من قول لصاحب الوساطة. 1072
وللشعر أوقات يسرع فيها أبيّه من كلام لابن قتيبة. 334
وللشعر صناعة وثقافة من كلام للجمحى. 190
ولقد مررت على مرثية له فى أم سيف الدولة تدل مع فساد الحس على سوء الأدب من قول للصاحب منكرا رثاء المتنبى لأم سيف الدولة. 843
ولم أهجه لأغلبه، ولكن ليجيبنى فأكون من طبقته من كلام لبشار فى شأن جرير. 173
وليت أمركم ولست بخيركم من قول لأبى بكر رضى الله عنه. 409
وما سؤالك عن هذا يا جاهل؟ قاله عبد الملك لذى الرمة بسبب سوء ابتدائه. 356
ومعنى المجاز طريق القول ومأخذه حكاه الحاتمى. 429
والمقحم الذى يقتحم سنّا إلى سنّ أخرى من كلام لابن سلام فى شأن المقاحيم والثنيان. 189
وهذا باب ما علمت أنى وجدت منه فى القرآن شيئا من كلام لابن المعتز عن التكرار أو المذهب الكلامى. 708(2/1177)
وهذا معنى سوء يقصر بالممدوح، ويغض من حسنه، ويحقر من شأنه من كلام للجرجانى ينكر فيه على المتنبى وعلى بن جبله عدم افتخارهما بآبائهما. 827
وهو مشتق من القرض من قول أبى إسحاق فى القريض 294
ويحك، إن النبى صلى الله عليه وسلم قد أوعدك لما بلغه عنك من كلام بجير لأخيه كعب بن زهير. 14
يا أبا تمام، لم لا تقول من الشعر ما يفهم؟ قاله أحدهم لأبى تمام. 214
يا أبا سعيد، إنا نكون فى هذه البعوث والسرايا، فنصيب المرأة من العدو من كلام رجل للحسن البصرى. 17
يا أبا عبادة، أمسلم أشعر أم أبو نواس؟ فقال حكى الصاحب فى صدر رسالة صنعها على أبى الطيب أن هذا قيل للبحترى. 753
يا أبا عبادة، تخير الأوقات وأنت قليل الهموم من نصيحة أبى تمام للبحترى. 771
يا ابن الزانية، ما دعاك إلى هذا القول؟ قاله الغمر بن يزيد للعبدى. 85
يا أمير المؤمنين، آجرك الله على الرزية، وبارك لك فى العطية
من كلام عبد الله بن همام السلولى فى عزاء معاوية أمام يزيد. 844
يا بنى، اتقوا الله بطاعته، واتقوا السلطان بحقه من قول لنافع ابن خليفة. 596
يا بنى، إذا مدحتم فلا تطيلوا الممادحة من قول جرير لأولاده. 796
يا جوذاب باهلة من قول بنى نمير لمولى باهلة. 61
يا غلام، اعط نصيبا خمسمائة دينار، وألحق الفرزدق بنار أبيه. قاله سليمان بن عبد الملك. 107
يا قوم، من ادعى النبوة بعد النبى صلى الله عليه وسلم لا يدعى المملكة مع كافور؟
حسبكم. قاله كافور فى المتنبى. 109
يالكع، ألا تسمع ما يقول المؤذن؟ قاله الفرزدق للطرماح عندما قال له:
أعز من ماذا وأطول من ماذا فى قوله: إن الذى سمك السماء 403
يا هذا، لقد شددت على نفسك من قول لإسحاق الموصلى عندما سمع قول أبى تمام: فالمجد لا يرضى 709
يا ويلتاه، هذا والله شعر حنظلى قاله ذو الرمة بعدما سمع معاونة جرير للمرئى: يماشى عديا لؤمها ما تجنه 1082
يجب على الرجل تأديب ولده من كلام لمعاوية. 24
يحتاج الشاعر إلى القطع حاجته إلى الطوال من قول بعض العلماء. 298(2/1178)
يجمع أصناف الشعر أربعة من قول لعبد الكريم. 195
يسرّك أنى أبوك؟ قاله الفرزدق للكميت فى محاورة بينهما. 116
يقال: أجاز فلان فلانا إذا سقى له أو سقاه. قيل. 730
يقال: بلغ وبلغ قاله ابن الأعرابى. 399
يقال للذى يرد على أهل الماء فيستقى: مستجيز قاله ابن السكيت. 730
يقال: ماء خضرم إذا تناهى فى الكثرة قاله الأخفش. 179
يكفيك فى الشعر غرة لائحة قاله ابن الزبعرى عندما قيل له: لم لا تطول شعرك؟ 299
يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق قاله عقيل بن علفة عندما قيل له:
لم لا تطوّل شعرك؟ 300
* * *
5 - فهرس الأشعار (1)(2/1179)
* * *
5 - فهرس الأشعار (1)
باب الهمزة فصل الهمزة المضمومة صدر البيت: قافيته: البحر: القائل: عدد الأبيات: الصفحة ولو قبلت: فداؤه: الطويل: عبيد الله بن عبد الله بن طاهر: 1: 692
دع عنك: الداء: البسيط: أبو نواس: 1: 352
هجوت محمدا: الجزاء: الوافر: حسان: 2: 66
فإن أبى: وقاء: الوافر: حسان:
فإن الحق: جلاء: الوافر: زهير: 1: 72
عدمنا خيلنا: كداء: الوافر: حسان: 3: 94
ينازعن الأعنة: الظماء: الوافر: حسان::
تظل جيادنا: النساء: الوافر: حسان::
فلا وأبيك: شاءوا: الوافر: الحطيئة: 6: 208و 209
ولا وأبيك: أساءوا: الوافر: الحطيئة::
بعثرة جارهم: وشاء: الوافر: الحطيئة::
فيبنى مجدها: المشاء: الوافر: الحطيئة::
فإن الجار: الثواء: الوافر: الحطيئة::
وإنى قد علقت: الثراء: الوافر: الحطيئة::
فإنى لو لقيتك: كفاء: الوافر: زهير: 1: 496
وما أدرى: نساء: الوافر: زهير: 2: 682و 869
فإن تكن: هداء (2): الوافر: زهير::
أأذكر حاجتى: الحياء: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 6: 848و 849
وعلمك: السناء: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 6
خليل: مساء: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 6
فأرضك: سماء: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 6
إذا أثنى: الثناء: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 6
__________
(1) إذا وجدت اسم القائل بين قوسين فمعنى ذلك أن المؤلف لم يذكره، وقد ذكرته فى الهامش، وقد ذكرت فى هذا الفهرس أشعار المتن، أما الأشعار التى جاءت فى الهوامش فقد أشرت إليها فى الهوامش.
(2) فى 869: «لكل محصنة خباء».(2/1180)
تبارى: الشتاء: الوافر: أمية بن أبى الصلت::
وآنيت العشاء: الأناء: الوافر: الحطيئة: 1: 868
وبالفيفا من اليمن: فجاءوا: الوافر: عامر بن الطفيل: 1: 937
كأنك كنت: تشاء: الوافر: عبد الله بن مصعب: 1: 1084
ليواصلنّك ركب: الأعداء: الكامل: البحترى: 1: 198
فالسلم تكسر: الهيجاء: الكامل: المتنبى: 1: 577
لو لم تكن: حواء: الكامل: المتنبى: 1: 691
وأتتك من كسب: أنباء: الكامل: ابن رشيق: 11: 1101
جمعت محاسن: الأعضاء: الكامل: ابن رشيق: و 1102
تحتثها: الخيلاء: الكامل: ابن رشيق::
وتمدّ جيدا: لواء: الكامل: ابن رشيق::
حطّت مآخرها: إقعاء: الكامل: ابن رشيق::
وكأن فهر: الأجزاء: الكامل: ابن رشيق::
وتخيرت: صنعاء: الكامل: ابن رشيق::
لونّا كلون: الحلّاء: الكامل: ابن رشيق::
أو كالسحاب: إيماء: الكامل: ابن رشيق::
أو مثل: جلاء: الكامل: ابن رشيق::
نعم التجافيف: وقاء: الكامل: ابن رشيق::
إنما مصعب: الظلماء: الخفيف: عبيد الله بن قيس الرقيات: 1: 101
أسد فى اللقاء: غبراء: الخفيف: الحارث بن حلزة: 1: 233
وفعلنا بهم: دماء: الخفيف: الحارث بن حلزة: 1: 809
* * * فصل الهمزة المفتوحة أمؤثرة الرجال: النساء: الوافر: بعض الأعراب: 1: 569
وإذا امرؤ: هجاءه: الكامل: ابن الرومى: 2: 303
لو لم يقدر: رشاءة: الكامل: ابن الرومى::
تضرب الناس: الوفاء: الخفيف: العتابى (أو أحمد ابن يوسف): 1: 580
ولماذا تتبع: جزاء: الخفيف: البحترى: 1: 1007
إن من يدخل: وظباء: الخفيف: (الأخطل): 1: 1058
* * *
فصل الهمزة المكسورة وإنى لأطرى: حياء: الطويل: ابن أبى الرجال: 2: 860(2/1181)
* * *
فصل الهمزة المكسورة وإنى لأطرى: حياء: الطويل: ابن أبى الرجال: 2: 860
ستعلم يوما: وفائى: الطويل: ابن أبى الرجال::
كأن شقائق: من الدماء: الوافر: (الخباز البلدى): 1: 492
ولجف نوار: الماء: الكامل: أبو تمام: 1: 393
وتدير عينا: رجاء: الكامل:: 1: 472
ومسافة: والبرحاء: الكامل: أبو تمام: 1: 485
راح: فى الأحشاء: الكامل: أبو تمام: 1: 556
أأحبه: من أعدائه: الكامل: المتنبى: 1: 752
من يكن رام: العياء: الخفيف: (ابن الزيات): 2: 716 و 717
فلها أحمد: رجاء: الخفيف: (ابن الزيات)::
ليس يعطيك: العطاء: الخفيف: بشار: 1: 747
* * * باب الباء فصل الباء المضمومة توعدنى كعب: كعب: الطويل: عمر بن الخطاب: 2: 33
وما بى خوف: الذئب: الطويل: عمر بن الخطاب::
وهبت على: تطلب: الطويل: المتنبى: 2: 52
إذا لم تنط: يسلب: الطويل: المتنبى::
لنا عند: عتاب: الطويل: المتنبى: 8: 52و 53
أرى لى: يشاب: الطويل: المتنبى::
وهل نافعى: حجاب: الطويل: المتنبى::
أقلّ سلامى: جواب: الطويل: المتنبى::
وفى النفس: وخطاب: الطويل: المتنبى::
وما أنا بالباغى: ثواب: الطويل: المتنبى::
وما شئت: صواب: الطويل: المتنبى::
وأعلم قوما: وخابوا: الطويل: المتنبى::
وسميت: راغب: الطويل: مسكين الدارمى: 2: 55(2/1182)
وإنى امرؤ: المكاسب: الطويل: مسكين الدارمى::
طحابك: مشيب: الطويل: علقمة الفحل: 6: 74و 75 و 225
إلى الحارث: وجيب: الطويل: علقمة الفحل::
إليك: مهيب: الطويل: علقمة الفحل::
هدانى: علوب: الطويل: علقمة الفحل::
فلا تحرمنّى: غريب: الطويل: علقمة الفحل::
وفى كل حىّ: ذنوب: الطويل: علقمة الفحل: و 167
ملوك بنى: كتب: الطويل: دعبل أو غيره: 2: 103و 104
كذلك أهل: كلب: الطويل: دعبل أو غيره::
أقول لركب: قارب: الطويل: نصيب: 3: 107
قفو اخبرونى: طالب: الطويل: نصيب::
فعاجوا: الحقائب: الطويل: نصيب::
ولست بمستبق: المهذب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 148
وقد يقرض: لبيب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 188
مدحت الأمير: راغب: الطويل: أبو على البصير: 2: 194و 195
فأفنى فنون: والمناقب: الطويل: أبو على البصير::
لقد طال: يخطب: الطويل: جريبة بن الأشيم: 2: 229
حتى تأوّبت: يتثاءب: الطويل: جريبة بن الأشيم::
ويوم كليل: تغرب: الطويل: المتنبى: 7: 365و 366
وعينى إلى: كوكب: الطويل: المتنبى::
له فضلة: وتذهب: الطويل: المتنبى::
شققت به: فيلعب: الطويل: المتنبى::
وأصرع: أركب: الطويل: المتنبى::
وما الخيل: يجرب: الطويل: المتنبى::
إذا لم تشاهد: مغيب: الطويل: المتنبى::
أعز مكان: كتاب: الطويل: المتنبى: 2: 379
وبحر أبو المسك: وعباب: الطويل: المتنبى::
فتى يملأ: ويغضب: الطويل: المتنبى: 1: 438
وفى الشك: ويصيب: الطويل: ضابئ بن الحارث: 1: 463
أخى ما أخى: هيوب: الطويل: كعب بن سعد الغنوى: 1: 498(2/1183)
لقد كان: فعزيب: الطويل: كعب بن سعد الغنوى: 1: 572
وصالكم: حرب: الطويل: العباس بن الأحنف: 1: 604
فإن يك طعن: يضربوا: الطويل: حريث بن محفض: 1: 618
وكونى على: شغوب: الطويل: ابن الدمينة: 2: 618
وكونى إذا: صليب: الطويل: ابن الدمينة::
ترى ضيفها: يتحوّب: الطويل: مخارق بن شهاب: 1: 630
يموت به غيظا: وشبيب: الطويل: المتنبى: 1: 633
إذا قلته: مطنّب: الطويل: المتنبى: 1: 677
وددت وبيت الله: ثم نهرب: الطويل: كثير: 4: 793
كلانا به عرّ: وأجرب: الطويل: كثير::
نكون لذى مال: نطلب: الطويل: كثير::
إذا ماوردنا: ونضرب: الطويل: كثير::
فدع ذا: أرنب: الطويل: ابن مقبل: 4: 839و 840
ولم تنسنى: تغرب: الطويل: ابن مقبل::
يطفن: أركب: الطويل: ابن مقبل::
من الهيف: تذبذب: الطويل: ابن مقبل::
وبورك قبر: يثرب: الطويل: الكميت: 2: 840
لقد غيبوا: المنصّب: الطويل: الكميت::
حلفت: مذهب: الطويل: النابغة الذبيانى: 9: 879و 880
لئن كنت: وأكذب: الطويل: النابغة الذبيانى: و 459
ولكننى كنت: ومهرب: الطويل: النابغة الذبيانى::
ملوك وإخوان: وأقرّب: الطويل: النابغة الذبيانى::
كفعلك فى قوم: أذنبوا: الطويل: النابغة الذبيانى::
فلا تتركنّى: أجرب: الطويل: النابغة الذبيانى::
ولست بمستبق: المهذب: الطويل: النابغة الذبيانى::
وذلك أن: يتذبذب: الطويل: النابغة الذبيانى::
فإنك شمس: كوكب: الطويل: النابغة الذبيانى: و 815
وإنى وإن حدثت: لعازب: الطويل: عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر: 2: 881
لأنك لى: المذاهب: الطويل: ابن طاهر::(2/1184)
ولكنك الدنيا: ذهاب: الطويل: المتنبى: 1: 881
ولدن من الخطىّ: وشرعب: الطويل: الأعشى: 1: 968
وما أنا: ثعلب: الطويل: الكميت: 2: 1035
ولا السانحات: أعضب: الطويل: الكميت::
فبيناه يشرى: نجيب: الطويل: (العجير السلولى أو غيره): 1: 1052
وصهباء: تقطب: الطويل: النابغة الذبيانى: 2: 1075
تمزّزتها: فتصوّبوا: الطويل: النابغة الذبيانى::
وإجّانة: كوكب: الطويل: الفرزدق: 2: 1075
تمزّزتها: فتصوّبوا: الطويل: الفرزدق::
فنحن أخ: حاجبه: الطويل: الأخطل: 1: 451
كأن مثار: كواكبه: الطويل: بشار: 1: 475
ولم يكن المغتر: طالبه: الطويل: البحترى: 1: 541
بضرب يذوق: مثالبه: الطويل: بشار: 2: 594
فراح فريق: هاربه: الطويل: بشار::
فقد بث: عقاربه: الطويل: أبو تمام: 1: 677
وأشفق: فراكبه: الطويل: ابن ميادة: 2: 685
فوالله: غالبه: الطويل: ابن ميادة::
وما مثله: يقاربه: الطويل: الفرزدق: 1: 739و 1045
أضاءت لهم: ثاقبه: الطويل: أبو الطمحان القينى: 1: 815
ولو أن قيسا: حجابها: الطويل: ابن ميادة: 1: 825
إذا كنت: تعاتبه: الطويل: بشار: 3: 861و 862
فعش واحدا: ومجانبه: الطويل: بشار::
إذا أنت لم تشرب: مشاربه: الطويل: بشار::
فأصبح رأسى: عقابها: الطويل: يزيد بن الطثرية: 1: 995
زجرت لها: اجتنابها: الطويل: الهذلى: 1: 1036
خليت: وتنتخب: المديد: أبو نواس: 2: 1085
فاكتست: ماتهب: المديد: أبو نواس::
وأزرق الفجر: ينسكب: البسيط: (البحترى): 1: 7
ويلمها: مطلوب: البسيط: امرؤ القيس: 1: 144
إن الطرماح: القضب: البسيط: الفرزدق: 1: 173(2/1185)
كأنه كوكب: منقضب: البسيط: ذو الرمة: 1: 485
والقرط: يضطرب: البسيط: ذو الرمة: 1: 518
خفت دموعك: والكثب: البسيط: أبو تمام: 1: 554
أستحدث الركب: طرب: البسيط: ذو الرمة: 1: 593
إن يسمعوا: كذبوا: البسيط: طريح الثقفى: 1: 600
فالعين قادحة: غربيب: البسيط: أبو دؤاد أو غيره: 2: 607
والشدّ منهمر: ملحوب: البسيط: أبو دؤاد أو غيره::
كحلاء فى برج: ذهب: البسيط: ذو الرمة: 1: 610و 743
أحلامكم: الكلب: البسيط: الكميت: 1: 636
الجد والهزل: والطرب: البسيط: أبو تمام: 1: 754
العذر يلحقه: أرب: البسيط: محمد بن داود بن على الأصفهانى: 2: 877
وقد أسأت: سبب: البسيط: محمد بن داود بن على الأصفهانى::
إنى أعوذ: وتجتنب: البسيط: سلم الخاسر: 4: 881
وأنت كالدهر: هرب: البسيط: سلم الخاسر::
ولو ملكت: الطلب: البسيط: سلم الخاسر::
فليس إلا: ومنقلب: البسيط: سلم الخاسر::
وقد رأينا: والشنب: البسيط: الكميت: 1: 1041
أقفر من أهله: فالذنوب (1): مخلع البسيط: عبيد بن الأبرص: 1: 312
لعمرك إننى: والرباب: الوافر: الحسين بن على ابن أبى طالب: 2: 36
أحبهما: عتاب: الوافر: الحسين بن على ابن أبى طالب::
ترفّق أيها: عتاب: الوافر: المتنبى: 7: 80
فإنهم عبيدك: أجابوا: الوافر: المتنبى::
وعين المخطئين: فتابوا: الوافر: المتنبى::
وأنت حياتهم: عقاب: الوافر: المتنبى::
وما جهلت: الصّواب: الوافر: المتنبى::
وكم ذنب: اقتراب: الوافر: المتنبى::
__________
(1) الشطر الأول من المنسرح، والثانى من مخلع البسيط.(2/1186)
وجرم جرّه: العذاب: الوافر: المتنبى::
وقاهم جدهم: العقاب: الوافر: امرؤ القيس: 1: 144
وأفلتهنّ: الوطاب: الوافر: امرؤ القيس: 1: 159
تريك الحسن: تغيب: الوافر: كشاجم: 1: 589
وتملك أنفس: كلاب: الوافر: المتنبى: 1: 737
ولو غير الأمير: ضباب: الوافر: المتنبى: 2: 737و 738
ولاقى دون: الغراب: الوافر: المتنبى::
فإن يك عامر: الشباب: الوافر: النابغة الذبيانى: 6: 869و 870
فكن كأبيك: والصواب: الوافر: النابغة الذبيانى::
ولا تذهب بلبّك: باب: الوافر: النابغة الذبيانى::
فإنك سوف: الغراب: الوافر: النابغة الذبيانى::
فإن تكن: أصابوا: الوافر: النابغة الذبيانى::
فما إن كان: غضاب: الوافر: النابغة الذبيانى::
فجنبت: السحاب: الوافر:: 1: 896
ذكرت أخى: والوصب: مجزوء الوافر: أبو العيال الهذلى: 1: 693
يا مطر بن خارجة: الأبواب: الكامل:: 1: 228
عارضننا أصلا: الأشنب: الكامل: البحترى: 1: 371
سلسّ مقلده: جنابه: مجزوء الكامل: الأعشى: 1: 602
وقلم: تراب: الرجز: كشاجم: 7: 1104
فى صحف: حساب: الرجز: كشاجم::
يكثر: والإضراب: الرجز: كشاجم::
من غير: الكتاب: الرجز: كشاجم::
حتى يبين: والصواب: الرجز: كشاجم::
وليس: إعراب: الرجز: كشاجم::
فيه: ارتياب: الرجز: كشاجم::
يا حبذا: واقترابها: الرجز: جعفر بن أبى طالب: 4: 37
طيبة: شرابها: الرجز: جعفر بن أبى طالب::
والروم: عذابها: الرجز: جعفر بن أبى طالب::
علىّ إذ: ضرابها: الرجز: جعفر بن أبى طالب::
فاعتتب القول: معتتب: المنسرح: الكميت: 6: 822(2/1187)
إلى السراج: رهب: المنسرح: الكميت::
عنه إلى غيره: وارتقبوا: المنسرح: الكميت::
وقيل أفرطت: ثلبوا: المنسرح: الكميت::
إليك يا خير: العيب: المنسرح: الكميت::
لجّ بتفضيلك: والصخب: المنسرح: الكميت::
لم أر مثل: عواقبها: المنسرح: عدى بن زيد: 1: 162
شاعر: كلابه: مجزوء الخفيف: البحترى: 2: 174
إنّ من: جوابه: مجزوء الخفيف: البحترى::
إياك يا ابن: بويب: المجتث: ابن الرومى: 2: 113
قد تحسن: العريب: المجتث: ابن الرومى::
وأمك سوداء: الحنظب: المتقارب: حسان: 1: 492
دعا شجر: الأثأب: المتقارب: المسيب بن علس: 1: 512
* * * فصل الباء المفتوحة عليك بأوساط: صعبا: الطويل:: 1: 319
عليم بأسرار: الكتبا: الطويل: المتنبى: 1: 388
تصد الرياح: الحبّا: الطويل: المتنبى: 1: 677
وقلت لساقينا: وأشربا: الطويل: أبو نواس: 2: 731
فجوّزها: مطنّبا: الطويل: أبو نواس::
نزلنا عن الأكوار: ركبا: الطويل: المتنبى: 2: 780
نذم السحاب: عتبا: الطويل: المتنبى::
إذا عبّ فيها: كوكبا: الطويل: أبو نواس: 1: 885
سيرى أمام: أبا: البسيط: الحطيئة: 2: 60
قوم هم: الذنبا: البسيط: الحطيئة::
اعص العواذل: خببا: البسيط: يزيد بن معاوية: 3: 100
كالسّيد: لببا: البسيط: أو غيره::
حتى تصادف: فانشعبا: البسيط::
ما ينكر الناس: أربابا: البسيط: امرؤ القيس: 1: 824
إذا وترت امرءا: عنبا: البسيط: صالح بن عبد القدوس: 1: 1094(2/1188)
فغض الطرف: كلابا: الوافر: جرير: 1: 61و 62و 867و 1088
ثوى فى: اغترابا: الوافر: بشر بن أبى خازم: 1: 146
رهين بلى: انتحابا: الوافر: بشر بن أبى خازم: 1: 146
إذا سقط: غضابا: الوافر: جرير (أو معود الحكماء): 1: 430
أسرناهم: الترابا: الوافر: الطرماح: 2: 584
فما صبروا: ثوابا: الوافر: الطرماح::
أقلّب فيه: الذنوبا: الوافر: المتنبى: 1: 638
ولو وضعت: لذابا: الوافر: جرير: 1: 675
سقى بالموصل: نحيبا: الوافر: الحسن بن وهب: 4: 762
إذا أظللنه: شعيبا: الوافر: الحسن بن وهب::
ولطّمت: جيوبا: الوافر: الحسن بن وهب::
فإن تراب: حبيبا: الوافر: الحسن بن وهب::
إذا غضبت: غضابا: الوافر: جرير: 1: 825
ستعلم: اجتلابا: الوافر: جرير: 1: 1076
وحبيت: راكبا: الكامل: المتنبى: 1: 365
أسد فرائسها: ثعالبا: الكامل: المتنبى: 1: 559
الناعمات: غرائبا: الكامل: المتنبى: 1: 607
أبنى حنيفة: أغضبا: الكامل: جرير: 2: 864
أبنى حنيفة: أرنبا: الكامل: جرير::
جدلى: الأعاجيبا: المنسرح: كشاجم: 16: 1104 و 1105
ملتئم: عيبا: المنسرح: كشاجم::
شخصان: تركيبا: المنسرح: كشاجم::
أشبه: مصحوبا: المنسرح: كشاجم::
أوثق مسماره: تغييبا: المنسرح: كشاجم::
فعين من: مصبوبا: المنسرح: كشاجم::
وضمّ: محبوبا: المنسرح: كشاجم::
يزداد: تقليبا: المنسرح: كشاجم::
فقوله: طوبى: المنسرح: كشاجم::(2/1189)
ذو مقلة: وتذهيبا: المنسرح: كشاجم::
ينظر منها: مطلوبا: المنسرح: كشاجم::
لولاه: محسوبا: المنسرح: كشاجم::
الحق فيه: تقريبا: المنسرح: كشاجم::
لوعين: مكبوبا: المنسرح: كشاجم::
فابعثه: مجنوبا: المنسرح: كشاجم::
لازلت: موهوبا: المنسرح: كشاجم::
فإذا ما أردت: قليبا: الخفيف: أبو تمام: 1: 442
لويفاجى: نسيبا: الخفيف: أبو تمام: 2: 800
طاب فيه المديح: والتشبيبا: الخفيف: أبو تمام::
فليطل عمره: غريبا: الخفيف: أبو تمام: 1: 808
ما أنصف: الطرطبّه: المجتث: المتنبى: 1: 157
يريبنى الشئ: أستريبا: المتقارب: البحترى: 12: 852و 853
وأكره: شعوبا: المتقارب: البحترى::
أكذب ظنّى: كذوبا: المتقارب: البحترى::
ولو لم تكن: الخطوبا: المتقارب: البحترى::
ولا بد من: مصيبا: المتقارب: البحترى::
أيصبح: جديبا: المتقارب: البحترى::
أبيع الأحبة: حبيبا: المتقارب: البحترى::
ففى كل يوم: الجيوبا: المتقارب: البحترى::
وما كان سخطك: القلوبا: المتقارب: البحترى::
ولو كنت: أتوبا: المتقارب: البحترى::
سأصبر حتى: قريبا: المتقارب: البحترى::
أراقب رأيك: يؤوبا: المتقارب: البحترى::
* * * فصل الباء المكسورة وركب كأن: بالعصائب: الطويل: الفرزدق: 3: 107
سرؤا يخبطون: جانب: الطويل: الفرزدق::
إذا استوضحوا: غالب: الطويل: الفرزدق::
فلو كان يفنى: الذواهب: الطويل: أبو تمام: 2: 139(2/1190)
ولكنه صوب: بسحائب: الطويل: أبو تمام::
فلا يدعنى: وأثقب: الطويل: الأسعر الجعفى: 1: هـ 163
فإنك لم يفخر: مغلّب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 165
فنلت به: غيهب: الطويل: عبد العزى: 1: 183
ولست بخير: الكلب: الطويل: حسان: 1: 282
منحتكم يا أهل: بنصيب: الطويل: أبو نواس: 3: 306
رماكم أمير: شروب: الطويل: أبو نواس::
فإن يك: خصيب: الطويل: أبو نواس::
كلينى لهمّ: الكواكب: الطويل: النابغة الذبيانى: 2: 351 و 994
تطاول حتى: بآيب: الطويل: النابغة الذبيانى: و 502
ومن فوق: والغوارب: الطويل: العتابى: 1: 444
وقد أكلوا: كالغوارب: الطويل: أبو تمام: 1: 445
وأحسن من: المطالب: الطويل: أبو تمام: 1: 471
تراهنّ خلف: المرانب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 489
أحاجيك: وصاحب: الطويل: أبو عبد الله القزاز: 1: 508
سأكتم حتى: السواكب: الطويل: تلميذ أبى عبد الله: 1: 508
تقدّ السلوقى: الحباحب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 522 و 674
له نائل: خاطب: الطويل: ابن الرومى: 1: 534
يمدون: قواضب: الطويل: أبو تمام: 1: 538
فإن كان: كاتب: الطويل: ابن ابن العميد: 1: 558 و 764
وماكل: بلبيب: الطويل: أبو الأسود الدؤلى: 1: 562
إلى ملك: والترب: الطويل: عبد الكريم النهشلى: 1: 591
وأوتاده: قعضب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 610
عرضت عليها: بكوكب: الطويل: بكر بن النطاح: 5: 633
فقلت لها: مغرب: الطويل: بكر بن النطاح::
سلى كل: مذهب: الطويل: بكر بن النطاح::
فأقسم: مطلبى: الطويل: بكر بن النطاح::
فتى شقيت: تغلب: الطويل: بكر بن النطاح::(2/1191)
ولا عيب فيهم: الكتائب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 649
ولا عيب فينا: جانب: الطويل: أبو هفان: 2: 650
فأفنى الردى: عائب: الطويل: أبو هفان::
رجال إذا: القواضب: الطويل: نافع بن خليفة: 1: 655
إذا ما جرى: بأثأب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 665
كأن عيون: لم يثقب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 666
وبلغ نميرا: وطالب: الطويل: دريد بن الصمة: 1: 694
حملت إليه: السحائب: الطويل: المتنبى: 1: 694
قتلنا بعبد الله: قارب: الطويل: دريد بن الصمة: 1: 715
لعمرو مع: الكرب: الطويل: أبو تمام: 1: 726
وقد جعل الله: جدب: الطويل: الأخطل: 1: 798
فإنى وإن كنت: المهذب: الطويل: عامر بن الطفيل: 2: 828
فما سودتنى: ولا أب: الطويل: عامر بن الطفيل::
علىّ لعمرو: عقارب: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 963
فلما دخلناه: مشطب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 968
أعيدوا صباحى: الحبائب: الطويل: المتنبى: 2: 994
فإن نهارى: غياهب: الطويل: المتنبى::
إذا ما ركبنا: نحطب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 1085
نمش بأعراف: مضهب: الطويل: امرؤ القيس: 1: 1089
طوى الجزيرة: الكذب: البسيط: المتنبى: 2: 244
حتى إذا: يشرق بى: البسيط: المتنبى::
السيف أصدق: واللعب: البسيط: أبو تمام: 1: 371
بيض الصفائح: والريب: البسيط: أبو تمام: 1: 538
تدبير معتصم: مرتغب: البسيط: أبو تمام: 1: 608
لا يكتم الربو: الخرب: البسيط: الطرماح: 1: 667
يا أخت خير: النسب: البسيط: المتنبى: 2: 847
أجل قدرك: للعرب: البسيط: المتنبى::
نبئت حيّا: والنسب: البسيط: (عتبة بن شتير): 1: 914
إمّا تقود: الأراكيب: البسيط:: 1: 1053
أنا المخرق: أبى: البسيط: المخرّق: 1: 1116
فلو أدركت: بالإياب: الوافر: عبيد بن الأبرص: 1: 159(2/1192)
وقد طوفت: بالإياب: الوافر: امرؤ القيس: 1: 159
أتى لى: بالصواب: الوافر: محمد بن حازم: 2: 299
وإيجازى: من الجواب: الوافر: محمد بن حازم::
أتعزف: العتاب: الوافر: محمد بن عبد الملك الزيات: 5: 705
إذا ذكر: الصعاب: الوافر: محمد بن عبد الملك الزيات::
وكيف يلام: والشباب: الوافر: الزيات::
سأعزف: بالغراب: الوافر: الزيات::
ألم ترنى: بالتصابى: الوافر: الزيات::
إذا غاديتنى: الحبيب (1): الوافر: أبو نواس: 1: 752
ذكرت أخى: والوصب: مجزوء الوافر: أبو العيال الهذلى: 1: 693
ورأيت قومك: ناب: الكامل: أبو تمام: 12: 77و 78
هم صيّروا: عذاب: الكامل: أبو تمام::
فأقل إساءة: للوهاب: الكامل: أبو تمام::
رفدوك: كاللاب: الكامل: أبو تمام: و 543
وهم بعين: الحرّاب: الكامل: أبو تمام::
وليالى الثرثار: الأقراب: الكامل: أبو تمام::
فمضت: صواب: الكامل: أبو تمام::
لارقة: الأعراب: الكامل: أبو تمام::
فإذا كشفتهم: الآداب: الكامل: أبو تمام::
أسبل عليهم: بذناب: الكامل: أبو تمام::
لك فى رسول الله: وكتاب: الكامل: أبو تمام::
أعطى المؤلفة: الأحزاب: الكامل: أبو تمام::
زعمت سخينة: الغلاب: الكامل: كعب بن مالك: 1: 112
للجودباب: الباب: الكامل: أبو تمام: 1: 441
أومارأت: خضابى: الكامل: أبو تمام: 1: 442
صدق الغراب: غرّب: الكامل: البحترى: 1: 536
ريحانهم ذهب: على ذهب: الكامل: ابن الرومى: 1: 564
خذها: الجلباب: الكامل: أبو تمام: 1: 689
__________
(1) فى الهامش بيتان انفردت بهما المطبوعتان.(2/1193)
أبكى: الذاهب: الكامل: مسلم بن الوليد: 1: 791
أبنى كليب: الأجباب: الكامل: لبيد: 5: 890
قتلوا: جوّاب: الكامل: لبيد::
يرعون: وشهاب: الكامل: لبيد::
متظاهر: عتّاب: الكامل: لبيد::
قوم لهم: الألباب: الكامل: لبيد::
زعموا: الأحباب: الكامل:: 2: 1033
لو أنها حتفى: الأسباب: الكامل::
العمر: بالعتاب: مجزوء الكامل: (سعيد بن حميد): 1: 861
وإذا تألق: عضبه: الكامل: البحترى: 1: 637
وإذا دجت: فى كتبه: الكامل: البحترى: 5: 1046
فاللفظ يقرب: فى قربه: الكامل: البحترى::
حكم سحائبها: فى قلبه: الكامل: البحترى::
كالروض: عشبه: الكامل: البحترى::
وكأنها والسمع: محبّه: الكامل: البحترى: و 207
فيا ابن نوح: القتب: مجزوء الرجز: حماد عجرد: 3: 705
ومن نشا: والكثب: مجزوء الرجز: حماد عجرد::
يا عربى: يا عربى: مجزوء الرجز: حماد عجرد::
أصبحت محتاجا: كلب: السريع: أبو الهول: 3: 97
إذا شكا: وللصبّ: السريع: أبو الهول::
أعنى فتى: الصلب: السريع: أبو الهول::
بيكى فيذرى: بعناب: السريع: أبو نواس: 1: 479
يا قمرا أبصرت: أتراب: السريع: أبو نواس: 2: 479
بيكى فيذرى: بعناب: السريع: أبو نواس::
مر بنا: الرطب: السريع: على بن أبى الرجال: 2: 765
فمقلتى: قلبى: السريع: على بن أبى الرجال::
ذبت من الشوق: ينتبه: السريع: نصر الخابز: 2: 678
وكان لى فيما: به: السريع: نصر الخابز::
قد كنت أبكى: والغضب: المنسرح: العباس بن الأحنف: 2: 647
إن تم ذا: من أرب: المنسرح: العباس بن الأحنف::
عبد المليك: فى نسبه: المنسرح: أبو تمام: 1: 716(2/1194)
إن تناقش: بالعذاب: الخفيف: معاوية: 2: 35
أو تجاوز: كالتراب: الخفيف: معاوية::
ما على الركب: التصابى: الخفيف: البحترى: 1: 372
رب ليل: بانتحاب: الخفيف: محمد بن عبد الملك الزيات أومانى: 1: 484
رب خفض: من شحوب: الخفيف: أبو تمام: 1: 541
ومجنوبة: للراكب: المتقارب: ابن رشيق: 4: 1102
قد اتصل: غارب: المتقارب: ابن رشيق::
ملمعة: الكاعب: المتقارب: ابن رشيق::
كأن الجوارى: جانب: المتقارب: ابن رشيق::
فصل الباء الساكنة قد وثق: طلب: الرجز: ابن المعتز: 3: 1085
فهو إذا: واضطرب: الرجز: ابن المعتز::
عرّوا: القرب: الرجز: ابن المعتز::
إن أبا عثمان: لحوب: السريع: ضباعة بنت قرط: 2: 453
تفاقدوا: القليب: السريع: ضباعة بنت قرط::
بعيد مدى: القصب: المتقارب: أبو دؤاد الإيادى: 1: 603
* * * باب التاء فصل التاء المضمومة أرى الموت: أتلفت: الطويل: تميم بن جميل: 9: 313
وأكثر ظنى: يفلت: الطويل: تميم بن جميل::
وأى امرئ: مصلت: الطويل: تميم بن جميل::
يعز على: وأسكت: الطويل: تميم بن جميل::
فما حزنى: مؤقت: الطويل: تميم بن جميل::
ولكن خلفى: تتفتت: الطويل: تميم بن جميل::
كأنى أراهم: وصوّتوا: الطويل: تميم بن جميل::
فإن عشت: موّتوا: الطويل: تميم بن جميل::(2/1195)
فكم قائل: ويشمت: الطويل: تميم بن جميل::
ربما أوفيت: شمالات: المديد: جذيمة الأبرش: 1: 1063
فلولا نحن: يموتوا: الوافر: الزبير بن عبد المطلب: 3: 91
ثيابهم: الحميت: الوافر: الزبير بن عبد المطلب::
ولكنا: الفتيت: الوافر: الزبير بن عبد المطلب::
* * * فصل التاء المفتوحة قد لعمرى: وسكنتا: الخفيف: أبو العتاهية: 1: 1094
* * * فصل التاء المكسورة لقد أصبحت: لاستقرت: الطويل: (جعفر بن الزبير): 1: 26
ولى كبد: أجنت: الطويل: على بن أبى الرجال: 3: 216
تمنتكم: تمنت: الطويل: على بن أبى الرجال::
وعين جفاها: استهلت: الطويل: على بن أبى الرجال::
بنى أسد: اشمعلت: الطويل: مرة بن محكان: 2: 310
ولست: تولت: الطويل: مرة بن محكان: و 656
ظللت ردائى: عبراتى: الطويل: امرؤ القيس: 1: 503
وبتنا كأن: طلت: الطويل: الشنفرى: 1: 549
وو الله: أقلت: الطويل: كثير: 1: 569
وإنى وتهيامى: تخلت: الطويل: كثير: 3: 707
لكالمرتجى: اضمحلت: الطويل: كثير::
كأنى وإياها: استهلت: الطويل: كثير::
أيارب إن: حسناتى: الطويل: على بن أبى الرجال: 7: 766
إذا مارأونى: الأزمات: الطويل: على بن أبى الرجال::
ومهما أكن: جذلات: الطويل: على بن أبى الرجال::
ثقاتى: فعداتى: الطويل: على بن أبى الرجال::
سأمنع: لحظاتى: الطويل: على بن أبى الرجال::
وألزم نفسى: مماتى: الطويل: على بن أبى الرجال(2/1196)
ألا إنما: حياتى: الطويل: على بن أبى الرجال::
جزى الله: فزلت: الطويل: طفيل: 2: 819
أبوا أن يملونا: لملّت: الطويل: طفيل::
أولئك قوم: سلت: الطويل: الفرزدق: 1: 894
أشركت: جنت: المديد:: 1: 765
لا تعرضن: فى الشفة: البسيط: دعبل: 3: 113
فرب قافية: نمت: البسيط: دعبل::
إنى إذا قلت: يمت: البسيط: دعبل::
لو شئت: معافاة: البسيط: ابن المعتز: 1: 554
إن أبق: وعداتى: الكامل: البحترى: 4: 81
وغنيت: نشواتى: الكامل: البحترى::
وشفعت: طلباتى: الكامل: البحترى::
وصنعت: عناة: الكامل: البحترى::
هل أنت: دميت: مشطور الرجز: الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره: 2: 296
وفى سبيل: لقيت: مشطور الرجز::
أيها الموحى: الصموت: مجزوء الرمل: ابن رشيق: 4: 386
ما سكتنا: السكوت: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
لك بيت: العنكبوت: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
إن يهن: وقوت: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
أقول بيتا: أبيات: السريع: الجماز: 1: 299
أحسن من تسعين: فى بيت: السريع: ابن أبى دؤاد: 2: 301
ما أحوج الملك: الزيت: السريع: ابن أبى دؤاد::
صفية قومى: حمزة: المتقارب: (كعب بن مالك): 1: 238
* * * باب الثاء فصل الثاء المضمومة إذا الناس: مباحث (1): الطويل: أبو دلامة: 1: 68
* * * __________
(1) معه بيت آخر ذكر فى الهامش.(2/1197)
فصل الثاء المفتوحة ضاحى المحيّا: محراثا: الكامل: أبو تمام: 1: 442
* * * فصل الثاء المكسورة أمن طيف: حادث: الطويل: أبو بكر الصديق: 15: 31و 32
ترى من لؤى: باعث: الطويل: أبو بكر الصديق::
رسول: بماكث: الطويل: أبو بكر الصديق::
إذا ما دعوناهم: اللواهث: الطويل: أبو بكر الصديق::
فكم قدمتتنا: كارث: الطويل: أبو بكر الصديق::
فإن يرجعوا: الخبائث: الطويل: أبو بكر الصديق::
وإن يركبوا: بلابث: الطويل: أبو بكر الصديق::
ونحن أناس: الأثائث: الطويل: أبو بكر الصديق::
فأولى برب: الرثائث: الطويل: أبو بكر الصديق::
كأدم ظباء: النبائث: الطويل: أبو بكر الصديق::
لئن لم يفيقوا: بحانث: الطويل: أبو بكر الصديق::
لتبتدرنهم: الطوامث: الطويل: أبو بكر الصديق::
تغادر قتلى: حارث: الطويل: أبو بكر الصديق::
فأبلغ: باحث: الطويل: أبو بكر الصديق::
فإن تشعثوا: شاعث: الطويل: أبو بكر الصديق::
* * * باب الجيم فصل الجيم المضمومة ضروب لهامات: وشريج: الطويل: أبو ذؤيب: 1: 1083
وذيّال: زجوج: الوافر: ابن رشيق: 4: 367
يطير: عجيج: الوافر: ابن رشيق::
خرجت: الخروج: الوافر: ابن رشيق::
إلى الملك: أعيج: الوافر: ابن رشيق::
لو قلت للسيل: يعتلج: المنسرح: طريح أو أبو دهبل: 2: 598(2/1198)
لارتدّ: منعرج: المنسرح: طريح أو أبو دهبل::
* * * فصل الجيم المفتوحة لا أحسب الشر: الودجا: البسيط: عبد الله بن الزّبير: 2: 40
وما لقيت: فرجا: البسيط: أو عبد الله بن الزّبير::
* * * فصل الجيم المكسورة وإنى لنهاض: المتوج: الطويل: بشار: 1: 128
متى ما تقع: يتدحرج: الطويل: الشماخ: 1: 595
كأن أصوات: الفراريج: البسيط: ذو الرمة: 1: 670
وحسبت وقع: المشرج: الكامل: الحارث بن حلزة: 1: 476
الشعر شئ: من حرج: مجزوء الرجز: ابن رشيق: 10: 53
أقل ما فيه: الشجى: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
يحكم فى: الحجج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
كم نظرة: سمج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
وحرقة: منضج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
ورحمة: حرج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
وحاجة: غنج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
وشاعر: الفرج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
قرّبه: متوّج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
فعلموا: المهج: مجزوء الرجز: ابن رشيق::
يلبس الجيش: الخلنج: الخفيف: ابن قيس الرقيات: 1: 798
* * * فصل الجيم الساكنة وإذا عاندنا: فعرج: الرمل: دعبل: 2: 619
فعلى أيماننا: المهج: الرمل: دعبل::
* * *
باب الحاء فصل الحاء المضمومة عمدت لعود: أنجح: الطويل: جران العود: 2: 56و 57(2/1199)
* * *
باب الحاء فصل الحاء المضمومة عمدت لعود: أنجح: الطويل: جران العود: 2: 56و 57
خذا حذرا: يصلح: الطويل: جران العود::
تكاثر يربوع: مسرح: الطويل: الفرزدق: 1: 281
كأن أزيز: مائح: الطويل: الأشجعى: 1: 473
كأن البرى: أبطح: الطويل: ذو الرمة: 1: 537
لئن كان: أروح: الطويل: أبو الطيب بن الوشاء: 1: 655
فهلا وقاك: أقبح: الطويل: كثير: 1: 714
أجد رواح: متّرح: الطويل: جرير: 4: 784
إذا سايرت: أملح: الطويل: جرير::
ظللن حوالى: أروح: الطويل: جرير: و 733
صحا القلب: أبرح: الطويل: جرير::
يقولون حصن: جنوح: الطويل: النابغة الذبيانى: 3: 831
ولم تلفظ: صحيح: الطويل: النابغة الذبيانى::
فعما قليل: ينوح: الطويل: النابغة الذبيانى::
هجمنا عليه: نابح: الطويل: الراعى: 1: 895
دفعت إليه: نابح: الطويل: الراعى: 1: 895
ألا قبح الله: سالح: الطويل: الراعى: 3: 895و 896
هجمنا عليه: نابح: الطويل: الراعى::
بكيت على: نائح: الطويل: الراعى::
إذا امتنحته: يقدح: الطويل: ابن مقبل: 1: 1085
جللا كمابى: الشيح: الكامل: المتنبى: 1: 355
يابؤس للحرب: استراحوا: مجزوء الكامل: سعد بن مالك: 1: 131
بحّ صوت: يصيح: مجزوء الرمل: أبو نواس: 1: 436
وجهه غاية: قبيح: الخفيف: بعض المحدثين: 1: 576
* * * فصل الحاء المفتوحة عقيد الندى: تسرحا: الطويل: ابن الرومى: 10: 856و 857
وكنت متى: أمدحا: الطويل: ابن الرومى::(2/1200)
عذرتك: تصوّحا: الطويل: ابن الرومى::
ولكنها سقيا: جنّحا: الطويل: ابن الرومى::
وأكلاء معروف: مسرحا: الطويل: ابن الرومى::
فيالك بحرا: مسبحا: الطويل: ابن الرومى::
مديحى: فتضحضحا: الطويل: ابن الرومى::
فياليت شعرى: سيّحا: الطويل: ابن الرومى::
كتلك التى: سفّحا: الطويل: ابن الرومى::
سأمدح بعض: يتسمحا: الطويل: ابن الرومى::
أنت الذى تأخذ: كلحا: البسيط: أبو نواس: 2: 816
وكّلت بالدهر: جرحا: البسيط: أبو نواس::
سأترك: فأستريحا: الوافر: (المغيرة بن حبناء): 1: 1063
الرفق يمن: نجاحا: الكامل: النابغة الذبيانى: 1: 462
ذكر الصبوح: صياحا: الكامل: أبو نواس: 1: 1001
ولئن شعرت: المديحه: مجزوء الكامل: كشاجم: 2: 764
لكن رأيت: فصيحه: مجزوء الكامل: كشاجم::
غادر: صحيحا: الرجز:: 1: 404
هل رأيت: صاحا: مجزوء الرمل: أبو العتاهية: 2: 307
إنما بكى: وناحا: مجزوء الرمل: أبو العتاهية::
حلقوا رأسه: وشحّا: الخفيف: المرادى: 2: 995
كان صبحا: صبحا: الخفيف: المرادى::
* * * فصل الحاء المكسورة ومن يك مثلى: مطرح: الطويل: أبو العيال: 2: 57
ليبلغ عذرا: منجح: الطويل: أو غيره::
فيالك من حزم: الصفائح: الطويل: البحترى: 1: 538
وأدنيتنى: الأباطح: الطويل: كثير: 2: 775
تجافيت عنى: الجوانح: الطويل: كثير: و 499
نار الروية: تلويح: البسيط: ابن الرومى: 2: 309
وقد يفضلها: الريح: البسيط: ابن الرومى::(2/1201)
خد وثغر: والبلح: البسيط: ابن حاجب النعمان: 1: 480
ومستدير: مصفوح: البسيط: كشاجم: 13: 1102و 1103
صلب يدار: مكبوح: البسيط: كشاجم::
ملء البنان: الفيح: البسيط: كشاجم::
كأنما السبعة: والريح: البسيط: كشاجم::
تنبيك: بالمصابيح: البسيط: كشاجم::
وإن مضت: مشروح: البسيط: كشاجم::
وإن تعرض: بتصحيح: البسيط: كشاجم::
مميز: والمناجيح: البسيط: كشاجم::
له على الظهر: من اللوح: البسيط: كشاجم::
وفى الدوائر: تلقيح: البسيط: كشاجم::
لا يستقل: والروح: البسيط: كشاجم::
حتى ترى: مفتوح: البسيط: كشاجم::
نتيجة الذهن: المراجيح: البسيط: كشاجم::
أبت لى عفتى: الربيح: الوافر: عمرو بن الإطنابة: 4: 25
وإقحامى: المشيح: الوافر: عمرو بن الإطنابة::
وقولى كلما: تستريحى: الوافر: عمرو بن الإطنابة::
لأدفع: صحيح: الوافر: عمرو بن الإطنابة::
ولست بصائم: الأضاحى: الوافر: الأخطل: 4: 51
ولست بزاجر: للنجاح: الوافر: الأخطل::
ولست مناديا: الفلاح: الوافر: الأخطل::
ولكنى سأشربها: الصباح: الوافر: الأخطل::
وأفلتنا: السلاح: الوافر: عبد ياليل: 1: 184
ألستم خير: راح: الوافر: جرير: 1: 814
فوجدت: بالإصلاح: الكامل: ابن ميادة: 3: 123
وعفوت: جناح: الكامل: ابن ميادة::
قوم إذا: بالأرباح: الكامل: ابن ميادة::
فانع المغيرة: النابح: الكامل: زياد الأعجم أو الصلتان: 1: 530
ولها ولا ذنب: الرماح: مجزوء الكامل: والبة بن الحباب: 2: 105
فى القلب: النواحى: مجزوء الكامل: والبة بن الحباب::(2/1202)
عمرته: صباح: الرجز: كشاجم: 2: 740
سمح: شحاح: الرجز: كشاجم::
* * * فصل الحاء الساكنة ما تعيف اليوم: برح: الرمل: الأعشى: 1: 1031
كأنما يبسم: أقاح: السريع: البحترى: 1: 476و 477
أتى بعد: شرح: مجزوء المتقارب: ابن رشيق: 1: 624
* * * باب الخاء فصل الخاء المفتوحة ذاك أم أعصم: جاخا: الخفيف: الصنوبرى: 1: 157
كان عيشى: فشاخا: الخفيف: الصنوبرى: 1: 433
* * * باب الدال فصل الدال المضمومة أحبك حبا: شديد: الطويل: عبيد الله بن عبد الله::
أحبك حبا: بعيد: الطويل: ابن عتبة بن مسعود: 6: 42
وحبك يا أم: شهيد: الطويل: ابن عتبة بن مسعود::
ويعلم وجدى: وسعيد: الطويل: ابن عتبة بن مسعود::
ويعلم ما ألقى: ويعيد: الطويل: ابن عتبة بن مسعود::
متى تسألى: وتليد: الطويل: ابن عتبة بن مسعود::
رعى غير: واعد: الطويل: سويد بن كراع: 1: 432
وليل كجلباب: واحد: الطويل: ذو الرمة: 2: 488
أحمّ علافىّ: ماجد: الطويل: ذو الرمة: و 624
فأوجرته أخرى: الحقد: الطويل: البحترى: 1: 529
ليالينا: العهد: الطويل: أبو تمام: 1: 532(2/1203)
سحاب: جعد: الطويل: أبو تمام: 1: 533
رأى شخص: معتد: الطويل: ساعدة بن جؤية: 1: 541
مضى وبنوه: فرد: الطويل: المتنبى: 1: 625
وإنك لم تبعد: بعيد: الطويل: أبو عطاء السندى: 1: 646
وليل كجلباب: واحد: الطويل: ذو الرمة: 1: 662
فأنت أبو الهيجاء: ووالد: الطويل: المتنبى: 3: 618
وحمدان حمدون: راشد: الطويل: المتنبى::
أولئك أنياب: الزوائد: الطويل: المتنبى::
تقود إذا: وتقود (1): الطويل: زيد بن عمير: 1: 727
فهنّ عليه: وجامد: الطويل: سويد بن كراع: 1: 737
قليلة لحم: بارد: الطويل: (عتيبة بن مرداس): 3: 777
أرادت: الولائد: الطويل: (عتيبة بن مرداس)::
تناهى إلى: العوائد: الطويل: (عتيبة بن مرداس)::
لكل حديث: شهيد: الطويل: جميل: 1: 782
يموت الهوى: فيعود: الطويل: جميل: 1: 782
كسانى وعيد: ردّ: الطويل: أبو الهول الحميرى: 3: 882
ومالى إلى: الحقد: الطويل: أبو الهول الحميرى::
فجد بالرضا: بعد: الطويل: أبو الهول الحميرى::
بسود نواصيها: خدودها: الطويل: حسين بن مطير: 1: 574
هم سوّدوا: يسودها: الطويل: العباس بن مرداس: 1: 615
فلو أن ما أبقيت: عودها: الطويل: (المجنون أو غيره): 1: 672
لعمرك ما تبلى: جلودها: الطويل: أوس بن مغراء: 1: 876
لا شئ مما ترى: والولد: البسيط: عمر بن الخطاب: 4: 33
لم تغن عن: خلدوا: البسيط: أو ورقة بن نوفل::
ولا سليمان: ترد: البسيط: أو ورقة بن نوفل::
حوض هنالك: وردوا: البسيط: أو ورقة بن نوفل::
حلت صبيرة: ثكد: البسيط: الأخطل: 2: 280
وأقفر اليوم: الفرد: البسيط: الأخطل::
فعل الجميل: أحد: البسيط: أم معدان: 1: 346
__________
(1) فى الهامش بيت آخر معه.(2/1204)
لو كان يقعد: قعدوا: البسيط: زهير: 4: 679و 800و 801
قوم سنان: ولدوا: البسيط: زهير::
إنس إذا: جهدوا: البسيط: زهير::
محسّدون: حسدوا: البسيط: زهير::
من كان ذا: عضد: البسيط: الأجرد الثقفى: 2: 413
تنبو يداه: عدد: البسيط: الأجرد الثقفى::
ترفع الصوت: الغرد: البسيط: أبو محجن الثقفى: 1: 495
أبشر فقد: المبيد: مخلع البسيط:: 2: 96
لم يظفروا: يريد: مخلع البسيط:::
أقفر من أهله: يعيد: مخلع البسيط (1): عبيد بن الأبرص: 1: 312
وخير الشعر: العبيد: الوافر: الفرزدق: 1: 107
معاوية الخليفة: يزيد: الوافر: رجل من ذى الكلاع: 2: 510
ومن غلب: الحديد: الوافر: رجل من ذى الكلاع::
بياض فى: الخدود: الوافر: ابن المعتز: 1: 589
ويقضى الأمر: شهود: الوافر: جرير: 2: 873
فإنك لو رأيت: العبيد: الوافر: جرير: و 659
مالى مرضت: فأعود: الكامل: عائد الكلب: 1: 54
أفنت مودتها: مقيد: الكامل: المتنبى: 1: 433
يبدو وتضمره: ويغمد: الكامل: الطرماح: 1: 475و 592
مجتاب شملة: البرجد: الكامل: الطرماح: 1: 488 و 743
طللان طال: نضد: الكامل: محمد بن وهيب: 2: 639
لبسا البلى: أجد: الكامل: محمد بن وهيب::
وببئر بدر: ومحمد: الكامل: كعب بن مالك: 1: 824
لا العذل: يصدّه: مجزوء الكامل: الفرزدق: 1: 798
القلب منها: مجهود: الرجز:: 1: 292
ياليل: غد: مجزوء الرجز: سعيد بن حميد: 3: 763
ياليل: أجد: مجزوء الرجز: سعيد بن حميد::
قصّر: الجلد: مجزوء الرجز: سعيد بن حميد::
__________
(1) الشطر الأول من مخلع البسيط، والثانى من الرجز.(2/1205)
لا ناقتى تحمل: أجهدها: المنسرح: المتنبى: 2: 364
شراكها: مقودها: المنسرح: المتنبى::
بدر وليل: وقدّ (1): المجتث: ابن المعتز: 2: 478
خمر ودرّ: وخدّ: المجتث: ابن المعتز::
تشطّ غدّا: أبعد: المتقارب: ابن أبى ربيعة: 1: 616
* * * فصل الدال المفتوحة غدا باجتماع: غدا: الطويل: جرير: 1: 646
فتى لو ينادى: المقالدا: الطويل: الأعشى: 1: 814
توددت حتى: مردّدا: الطويل: ابن الرومى: 2: 1000
كأنى أستدعى: أبعدا: الطويل: ابن الرومى::
تهادى كعوم: تأوّدا: الطويل:: 1: 142
فالطعن: العضدا: البسيط: أبو كبير الهذلى: 2: 483
وللقسى: والبردا: البسيط: أبو كبير الهذلى::
أمسى بأسماء: عيدا: البسيط: يزيد بن أم الحكم: 2: 785
كأن أحور: والجيدا: البسيط: يزيد بن أم الحكم::
إذا هبت: الوليدا: الوافر: بنت لبيد: 5: 122
أغر الوجه: لبيدا: الوافر: بنت لبيد::
بأمثال الهضاب: قعودا: الوافر: بنت لبيد::
أبا وهب: الثريدا: الوافر: بنت لبيد::
فعد: يعودا: الوافر: بنت لبيد::
كأن التاج: عيدا: الوافر: أيمن بن خريم: 2: 500
يصافح خدّ: الخدودا (2): الوافر: أيمن بن خريم::
رمى الحدثان: سمودا: الوافر: ابن الزبير الأسدى: 2: 566
فرد شعورهن: سودا: الوافر: ابن الزبير الأسدى::
أبى حبى: جديدا: الوافر: (الوليد بن يزيد): 1: 579
تقوه: الجدودا: الوافر: خداش بن زهير: 1: 1054
__________
(1) له رواية أخرى فى الهامش.
(2) له رواية أخرى فى الهامش.(2/1206)
تزجى أغن: مدادها: الكامل: عدى بن الرقاع: 1: 424 و 487و 617
صلى الإله: وزادها: الكامل: عدى بن الرقاع: 1: 1095
نحن قتلنا: عباده: الهزج: الجن: 2: 228
رميناه: فؤاده: الهزج: الجن::
وظلت: كيدا: الرجز:: 2: 1056
كالّلذ تزبّى: فاصطيدا: الرجز::
ويل ام: سعدا: منهوك الرجز (1): (أم سعد بن معاذ): 1: 294
بكل فرعونية: الغاديه: السريع: راشد بن كثير: 1: 967
الملك لله: بعده: المجتث: الرشيد والجماز: 2: 308و 729
وللمحب: عنده: المجتث: الرشيد والجماز::
أذود القوافى: جرادا: المتقارب: امرؤ القيس: 3: 321
فأعزل: المستجادا: المتقارب: امرؤ القيس::
فلما كثرن: جيادا: المتقارب: امرؤ القيس::
أمير: يجودا: المتقارب: المتنبى: 1: 555
* * * فصل الدال المكسورة تذكر أمير: وفى الجدّ: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات: 6: 87
إذا هز: هند: الطويل: الزيات::
وو الله: ودّ: الطويل: الزيات::
فكيف بمن: نجد: الطويل: الزيات::
ومن صك: بعد: الطويل: الزيات::
وأى امرئ: فى اللحد: الطويل: الزيات::
فإن أنا: حامد: الطويل: أبو تمام: 1: 197
ستبدى لك: تزود: الطويل: طرفة: 1: 239و 455
فإن يك سيف: شاهد: الطويل: الفرزدق: 4: 304و 305
فسيف بنى: خالد: الطويل: الفرزدق::
__________
(1) هو عند الجوهرى من الرجز، وعند غيره من منهوك المنسرح.(2/1207)
كذاك سيوف: القلائد: الطويل: الفرزدق::
ولو شئت: جاسد: الطويل: الفرزدق::
أربع البلى: ودادى: الطويل: أبو نواس: 2: 359
سلام على: وغاد: الطويل: أبو نواس::
وفى الحى: وزبرجد: الطويل: طرفة: 1: 360
إذا مشقت: المعضد: الطويل: على بن أبى الرجال: 2: 388
يروق مجيد: المسدد: الطويل: على بن أبى الرجال::
ولولا ثلاث: عوّدى: الطويل: طرفة: 5: 421و 422
فمنهن سبق: تزبد: الطويل: طرفة::
وكرّى إذا: المتورد: الطويل: طرفة::
وتقصير يوم: المعمّد: الطويل: طرفة::
يشق حباب: باليد: الطويل: طرفة::
وجذت رقاب: خدّى: الطويل: بشار: 1: 436
يشق جيوب: يبرد: الطويل: السرى الرفاء: 1: 449
خذ العفو: تحمد: الطويل: ابن رشيق: 1: 464
ترى بين لحييها: الممدد: الطويل: الحطيئة: 1: 486
يخططن بالعيدان: النواهد: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 494
فإن يشغلونا: الولائد: الطويل: خلف الأقطع: 1: 535
حمتنى مياه: العناقد: الطويل:: 1: 548
فإن تقتلونى: يقيّد: الطويل: هدبة بن خشرم: 1: 572
وإنى لأغنى: بمهتدى: الطويل: قيس بن الخطيم أو (عدى بن زيد): 1: 581
وإنى وإن أوعدته: موعدى: الطويل: (عامر بن الطفيل): 1: 582
وأعلم أن: مخلد: الطويل: على بن أبى الرجال: 1: 582
صحا القلب: المغرد: الطويل: على بن أبى الرجال: 1: 582
لكفّاك أندى: مهنّد: الطويل: على بن أبى الرجال: 1: 593
تجلّى به رشدى: زندى: الطويل: أبو تمام: 1: 608
ولو أننى: بمسدّد: الطويل: (الحسين البغدادى): 2: 619
لقلت لأيام: أبعدى: الطويل: (الحسين البغدادى)::
فقالوا فما: عندى: الطويل: أبو تمام: 1: 640
فظلوا بيوم: يصرّد: الطويل: (جرير): 1: 643
فأصبحت مما كان: باليد: الطويل: (الأحوص): 1: 652(2/1208)
لما أتانى: المفرّد: الطويل: النجاشى: 1: 668
ويهتز مثل: الغمد: الطويل: أبو تمام: 1: 675
وقائلة والليل: قردد: الطويل: الوضاح بن محمد: 5: 684و 685
أرى بارقا: محمد: الطويل: الوضاح بن محمد::
فظل عذارى: يسرّد: الطويل: الوضاح بن محمد::
أضاءت له: الغد: الطويل: الوضاح بن محمد::
فقلت هو: أحمد: الطويل: الوضاح بن محمد::
بنصر بن منصور: رغد: الطويل: أبو تمام: 1: 716
أهيم بدعد: بعدى: الطويل: نصيب: 1: 789
تزور فتى: يحمد: الطويل: الحطيئة: 4: 810
يرى البخل: مخلد: الطويل: الحطيئة::
كسوب: المهند: الطويل: الحطيئة::
متى تأته: موقد: الطويل: الحطيئة::
أرثّ جديد: موعد: الطويل: دريد بن الصمة: 1: 838
إذا لم تجد: المهنّد: الطويل: ابن رشيق: 2: 875
فقد يدفع: باليد: الطويل: ابن رشيق::
كريم متى أمدحه: وحدى: الطويل: أبو تمام: 1: 1040
وإن الذى: خالد: الطويل: (الأشهب بن رميلة): 1: 1055
أحين أعاذت: الغمد: الطويل: ذو الرمة: 3: 1080
ومدّت بضبعىّ: سعد: الطويل: ذو الرمة::
ومن آل يربوع: والرفد: الطويل: ذو الرمة::
ومتعب العيس: البلد: البسيط: الإمام الشافعى: 3: 43
وضاحك: من كمد: البسيط: الإمام الشافعى::
من كان: غد: البسيط: الإمام الشافعى::
فاسأل قفيرة: والنضد: البسيط: الطرماح: 3: 172و 173
أم كان فى: صدد: البسيط: الطرماح::
جاءت به: بلد: البسيط: الطرماح::
لاتبك ليلى: كالورد: البسيط: أبو نواس: 1: 368
الخير يبقى: من زاد: البسيط: عبيد بن الأبرص: 1: 461
فأسبلت لؤلؤا: البرد: البسيط: أبو الفرج الوأواء: 1: 481(2/1209)
تظل تحفر: الهادى: البسيط: النمر بن تولب: 1: 523 و 673
يورى بزندك: محدود: البسيط: مسلم بن الوليد: 1: 608
يقول فى قومس: القود: البسيط: أبو تمام: 2: 685
أمطلع الشمس: الجود: البسيط: أبو تمام::
مالى إذا غبت: لم أعد: البسيط: محمد بن عبد الملك الزيات: 2: 760
ما أعجب الشئ: يدى: البسيط: محمد بن عبد الملك الزيات::
يا آل شيبان: توقيد: البسيط: على بن أبى الرجال: 4: 829
أنتم دعائم: وتوكيد: البسيط: على بن أبى الرجال::
المنعمون: المراويد: البسيط: على بن أبى الرجال::
سيوفكم: لموعود: البسيط: على بن أبى الرجال::
فلا لعمر الذى: من جسد: البسيط: النابغة الذبيانى: 6: 878و 879
والمؤمن: والسعد: البسيط: النابغة الذبيانى::
ما قلت: يدى: البسيط: النابغة الذبيانى::
إذا فعاقبنى: بالحسد: البسيط: النابغة الذبيانى::
إلا مقالة: الكبد: البسيط: النابغة الذبيانى::
نبئت: من الأسد: البسيط: النابغة الذبيانى::
لو كان قاتل: الأبد: البسيط: أخت عمرو بن عبدود: 2: 899
لكن قاتله: البلد: البسيط: أخت عمرو بن عبدود::
لو كنت من أحد: أحد: البسيط: الراعى النميرى: 2: 900
تأبى قضاعة: البلد: البسيط: الراعى النميرى::
إذا مامات: بزاد: الوافر: (يزيد بن الصعق): 2: 112
بخبز أو بلحم: البجاد: الوافر::
مقومة قوافيها: والإسناد: الوافر:: 1: 267
لكل قبيلة: هاد: الوافر: أمية بن أبى الصلت: 1: 425
وعن نجلاء: فى سواد: الوافر: كثير: 1: 568
ويبقى بعد: زادى: الوافر: عمرو بن معديكرب: 1: 585
حمار فى الكتابة: زياد: الوافر:: 1: 590
أريد حياته: مراد: الوافر: عمرو بن معديكرب: 1: 724
ألم يأتيك: زياد: الوافر: قيس بن زهير: 1: 1061(2/1210)
وخيل قد: الأسود: الوافر: أعرابى: 1: 1092
هلال فى إضاءته: اتقاده (1): الوافر: كشاجم: 1: 609
ولقد رحلت: معدّ: الكامل: امرؤ القيس: 1: 236
سقط النصيف: باليد: الكامل: النابغة الذبيانى: 1: 422
لو أنها عرضت: متعبد: الكامل: النابغة الذبيانى: 2: 422
لرنا لرؤيتها: يرشد: الكامل: النابغة الذبيانى::
سكاء عارية: كالمسرد: الكامل: مضرس بن ربعى: 1: 488
نظرت إليك: العوّد: الكامل: النابغة الذبيانى: 1: 493
أذكى وأوقد: زناد: الكامل: بكر بن النطاح: 1: 587
يا سائلى عن خالد: كالجلمد: الكامل: ابن الرومى: 2: 721
كالأقحوان: ندى: الكامل: من النابغة::
تجلو بقادمتى: بالإثمد: الكامل: النابغة الذبيانى: 2: 721
كالأقحوان: ندى: الكامل: النابغة الذبيانى::
بمقلّص درك: الملبد: الكامل: عمرو بن أحمر: 1: 740
بمقلّص عتد: جواد: الكامل: الأسود بن يعفر: 1: 741
وإذا أراد الله: حسود: الكامل: أبو تمام: 2: 999
لولا اشتعال: العود: الكامل: أبو تمام::
عاصى الشباب: وتجلد: الكامل: مسلم بن الوليد: 1: 1002
كنواح ريش: الإثمد: الكامل: خفاف بن ندبة: 1: 1051
ما أخطأت: قدّه: الكامل: الصنوبرى: 2: 637
وكأنما أنفاسه: جلده: الكامل: الصنوبرى::
بأبى كرهت: إبعادها: الكامل: الحسن بن وهب: 4: 761
هى ضرّة: إيقادها: الكامل: الحسن بن وهب::
وأرى صنيعك: وعرادها: الكامل: الحسن بن وهب::
شركتك: وفسادها: الكامل: الحسن بن وهب::
إلا بقايا من: يهتدى: الرجز: (ابن دريد): 1: 121
ياطلل: الصمد: الرجز: بشار: 2: 327
بالله: بعدى: الرجز: بشار::
جاءت: برده: الرجز: ابن ميادة: 3: 364
__________
(1) وانظر فى الهامش الصورة الخاطئة لهذا البيت التى جاءت فى المطبوعتين ومعاهد التنصيص.(2/1211)
سفواء: وحده: الرجز: ابن ميادة::
تقدح: زنده: الرجز: ابن ميادة::
وكل خير: عنده: الرجز: أبو نواس: 1: 641
كأن تلك: ورد: المنسرح: ابن الرومى: 1: 478
لم أجن ذنبا: معتمد: المنسرح: أبو على البصير: 2: 878
قد تطرف الكفّ: من الرشد: المنسرح: أبو على البصير::
ومعان لو: لبيد: الخفيف: البحترى: 3: 391
حزن مستعمل: التعقيد: الخفيف: البحترى::
وركبن اللفظ: البعيد: الخفيف: البحترى::
صدغه ضد: الوعيد: الخفيف:: 1: 469
وله غرة: الصدود: الخفيف:: 1: 470
مليتك الأحساب: وادى: الخفيف: أبو تمام: 1: 538
يترشفن: التوحيد: الخفيف: المتنبى: 1: 676
ووقيت الحتوف: هود (1): الخفيف: أبو عدى القرشى: 1: 695
ما بقومى شرفت: بجدودى: الخفيف: المتنبى: 1: 827
تحمل المسك: برود: الخفيف: المتنبى: 1: 1041
نفاك الأغر: المسجد: المتقارب: جرير: 1: 116
فصبح الوصال: الصدود: المتقارب:: 1: 559
فإن تدفنوا: نقعد: المتقارب: امرؤ القيس: 1: 582
حمار لهم: والمزود: المتقارب: الفرزدق: 1: 974
* * * فصل الدال الساكنة أنا جميل: معد: الرجز: جميل: 2: 124
فى الذروة: الأشد: الرجز: جميل::
أكثر يحيى: أحد: مجزوء الرجز: أبو نواس: 1: 732
قام طويلا: سجد: مجزوء الرجز: العباس بن الأحنف: 1: 732
يزحر فى: بولد: مجزوء الرجز: مسلم بن الوليد: 1: 732
كأنما لسانه: مسد: مجزوء الرجز: الخليع: 1: 732
ونسى: خلد: مجزوء الرجز: ابن رشيق: 1: 733
__________
(1) وله رواية أخرى فى الهامش.(2/1212)
قام بقلبى: الجلد: مجزوء الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات: 4: 759و 760
يا صاحب: ورقد: مجزوء الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات::
واعطشى: برد: مجزوء الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات::
إن قسم: أحد: مجزوء الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات::
لا تقل شعرا: فأجد: الرمل: محمد بن مناذر: 1: 182
كم وكم: وعد: الرمل: محمد بن مناذر: 1: 700
وشباب حسن: معد: الرمل: الحارث بن درس: 1: 716
فتضاحكن: تود: الرمل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 781
ضاق صدرى: أجد: مجزوء الخفيف: البحترى: 1: 414
* * * باب الراء فصل الراء المضمومة (1)
غنى النفس: الفقر: الطويل: عثمان بن عفان: 2: 33
وما عسرة: يسر: الطويل: عثمان بن عفان::
إذا طارقات الهم: عاكر: الطويل: عبد الله بن عباس: 4: 37
وباكرنى: ناصر: الطويل: عبد الله بن عباس::
فرجت: مسامر: الطويل: عبد الله بن عباس::
وكان له: شاكر: الطويل: عبد الله بن عباس::
إذا رمت عنها: المقابر: الطويل: الأحوص: 2: 101
ستبقى لها: السرائر: الطويل: الأحوص::
لست وإن: ذاكر: الطويل: ابن مقبل: 2: 169
فكم لى من: الأواصر: الطويل: ابن مقبل::
له مقلة عمياء: تشير: الطويل: حماد عجرد: 2: 173و 174
على ودّه: حمير: الطويل: حماد عجرد::
أقامت بها: الفجر: الطويل: ذو الرمة: 1: 435
يثير ويبدى: وتبشر: الطويل: بشر بن أبى خازم: 1: 487
__________
(1) فى هامش 2: 926بيت من الطويل: «فدى لكم الدوابر» من قول وعلة.(2/1213)
تقلب للإصغاء: المكاسر: الطويل: عبد الله بن الزّبير: 1: 489
خراعيب أمثال: تظهر: الطويل: ذو الرمة: 1: 490
فياعجبا كيف: غادر: الطويل: (كثير): 1: 583
وهبها كشئ: المقابر: الطويل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 597
تهيم إلى نعم: مقصر: الطويل: عمر بن أبى ربيعة: 2: 601و 602
ولا قرب نعم: تصبر: الطويل: عمر بن أبى ربيعة::
فكدت ولم أخلق: أطير: الطويل: نصيب: 1: 647
وددت ولم أخلق: فأطير: الطويل: نصيب: 1: 647
ألا يا اسلمى: القطر: الطويل: ذو الرمة: 1: 654و 1069
تكاد يدى: الخضر: الطويل: أبو صخر الهذلى: 1: 679
أريقك: جمر: الطويل: المتنبى: 1: 686
أذا الغصن: ثغر: الطويل: المتنبى: 1: 686
تسمى امرأ القيس: الحمر: الطويل: ذو الرمة: 6: 704و 705
ولكنما أصل: والخمر: الطويل: ذو الرمة::
نصاب امرئ القيس: مصر: الطويل: ذو الرمة::
تخلى إلى القفر: والفقر: الطويل: ذو الرمة::
تحب امرؤ القيس: النسر: الطويل: ذو الرمة::
هل الناس: غدر: الطويل: ذو الرمة::
فبتنا يرانا: فخر: الطويل: أبو نواس: 1: 735
لعمرى لقد: القصائر: الطويل: كثير: 2: 740
عنيت قصيرات: البحاتر: الطويل: كثير::
وقد كنت: الأجر: الطويل: الأبيرد اليربوعى: 1: 742
يقول لى: قبر: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات: 2: 760
على حين: الصبر: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
فياحبها زدنى: الحشر: الطويل: أبو صخر الهذلى: 1: 783
إذا نابه أمر: تشير: الطويل: أبو نواس: 1: 806
ألا فى سبيل الله: الثغر: الطويل: أبو تمام: 7: 832و 833
فتى كلما: والنشر: الطويل: أبو تمام::
فتى مات: والنصر: الطويل: أبو تمام::
ومامات حتى: السمر: الطويل: أبو تمام::(2/1214)
وقد كان فوت: الوعر: الطويل: أبو تمام::
ونفس تخاف: الكفر: الطويل: أبو تمام::
فأثبت فى مستنقع: الحشر: الطويل: أبو تمام::
ذر النفس: العمر: الطويل: المتنبى: 1: 861
وإن لظلام: الدهر: الطويل:: 2: 900
وجار قريب: وفر: الطويل: المتنبى::
وما تعتريها: تتختر: الطويل: ابن الرومى: 3: 1000
وغير عجيب: وتمطر: الطويل: ابن الرومى::
كذلك أنفاس: تتغير: الطويل: ابن الرومى::
وإن لم تكونى: كدر: الطويل: ذو الرمة: 1: 1029
عوى الذئب: أطير: الطويل: (الأحيمر السعدى): 1: 1031
أماوى ما يغنى: الصدر: الطويل: حاتم الطائى: 1: 1067
فكان مجنى: ومعصر: الطويل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 1071
إذا ما أتى يوم: تتأخر: الطويل: حاتم الطائى أو غيره: 1: 1095
إذا وصفت: الأزر: الطويل: أشجع السلمى: 1: 1097
وأصحم هندى: دهر: الطويل: عبد الكريم النهشلى: 8: 1100و 1101
من الورق: والعشر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
يجئ كطود: الصخر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
له فخذان: الصدر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
ووجه: العشر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
وأذن: مزورّ: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
ونابان شقا: نثر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
له لون: الصقر: الطويل: عبد الكريم النهشلى::
لعلك إما: تستخيرها: الطويل: خالد بن زهير: 1: 224
لعلك ياتيسا: أزورها: الطويل: توبة: 2: 273
علىّ دماء: أزورها: الطويل: توبة::
لطيفات أقدام: خصورها: الطويل: توبة: 1: 608
وما تتشكى جارتى: أزورها: الطويل: حاتم الطائى: 2: 652
سيبلغها خيرى: ستورها: الطويل: حاتم الطائى::
صبحت بهم: مفاقره: الطويل: الزبير بن عبد المطلب: 2: 713
ضعيفا بحبس: أظافره: الطويل: الزبير بن عبد المطلب::(2/1215)
ترى النّيب: تجيرها: الطويل: الفرزدق: 1: 750
وما كان طبّى: صدورها: الطويل: مالك بن زغبة: 1: 784
تمنى ربيع: كبارها: الطويل: الفرزدق: 1: 1078
شفّ المؤمل: بصر: البسيط: المؤمل بن أميل: 1: 96
أقذى بعينك: الدار: البسيط: الخنساء: 1: 230
يا خير من عقدت: مضر: البسيط: عمر بن عامر السعدى: 2: 305
إلا النبى: تفتخر: البسيط: عمر بن عامر السعدى::
فخبرونى أثمان: مضر: البسيط: عبد الله بن رواحة: 4: 337و 338
نجالد الناس: السور: البسيط: عبد الله بن رواحة::
وقد علمتم: كثروا: البسيط: عبد الله بن رواحة::
فثبت الله: نصروا: البسيط: عبد الله بن رواحة::
فأنت رأس: البصر: البسيط: نصيب: 1: 425
ياليلة لى: العصافير (1): البسيط: العتابى: 1: 430
فالهمّ فضل: منتظر: البسيط:: 1: 464
أصدر همومك: صدر: البسيط: الفرزدق: 1: 563
وإن صخرا: نار: البسيط: الخنساء: 1: 667و 700
فأقسم المجد: الشعر: البسيط: الأخطل: 1: 691
وإن صخرا: لنحار: البسيط: الخنساء:: 700
لا يتعب النائل: النظر: البسيط: البحترى: 1: 748
ثلاثة تشرق: القمر: البسيط: محمد بن وهيب: 813
يحكى أفاعيله: الذكر: البسيط: محمد بن وهيب::
شمس العداوة: قدروا: البسيط: الأخطل: 1: 814
إذا أبو قاسم: والمطر: البسيط: ابن الرومى أو غيره: 6: 818
وإن أضاءت: والقمر: البسيط: ابن الرومى أو غيره::
وإن مضى: والقدر: البسيط: ابن الرومى أو غيره::
من لم يبت: والحذر: البسيط: ابن الرومى أو غيره::
ينال بالظن: والأثر: البسيط: ابن الرومى أو غيره::
كأنه وزمام: يذر: البسيط: ابن الرومى أو غيره::
أغر أبلج: نار: البسيط: الخنساء: 1: 667 و 700و 820
هاج الفؤاد: ما يذر: البسيط: أعشى باهلة أو ابنة المنتشر: 2: 838
__________
(1) له رواية أخرى فى الهامش.(2/1216)
قد كنت أعهدها: والشجر: البسيط: أعشى باهلة أو ابنة المنتشر::
يا تيم تيم عدى: عمر: البسيط: جرير: 1: 864
أو كنت تعرف: تعتذر: البسيط: عمرو بن أحمر: 1: 882
هل تعرفون: مقتسر: البسيط: جرير: 1: 938
قالت عقيل: أثر: البسيط: بشار: 2: 996
أنّى ولم ترها: البصر: البسيط: بشار::
نعم المجير: مضر: البسيط: الأخطل: 2: 1012
قد كنت أحسبه: الشرر: البسيط: الأخطل::
كأن هرا: وخنزير: البسيط: أوس بن حجر: 1: 1093
تغن بالشعر: مضمار: البسيط: (حسان): 1: 1127
أعطتك ريحانها: انسفار: مخلع البسيط: أبو نواس: 1: 352
فأقرحت المقاود: العذار: الوافر: المتنبى: 1: 454
يغادر كل: وجار: الوافر: المتنبى: 1: 454
بنو كعب: السوار: الوافر: المتنبى: 2: 455
بهامن قطعة: افتخار: الوافر: المتنبى::
فإن حلّوا: مفرّ: الوافر:: 1: 541
وسوّد حاتما: نار: الوافر: الأخطل: 1: 1011
تعلّم أنه: الثبور: الوافر: زبان بن منظور: 2: 1033و 1034
بلى شئ: كثير: الوافر: زبان بن منظور::
إذا أبصرتنى: تدور: الوافر: عنترة الطائى: 1: 1088
إنى كبرت: ويفتر: الكامل: (حميد بن ثور): 1: 232
والشيب ينهض: نهار: الكامل: الفرزدق: 1: 431
أيام تدمى: الأقمار: الكامل: أبو تمام: 1: 537
إذ لا صدوف: نوار: الكامل: أبو تمام: 1: 551
نعم القرين: الأحجار: الكامل: جرير: 1: 643
نبئت فاضح: أمير: الكامل: بشار: 1: 646
بات الفرزدق: معار: الكامل: جرير: 1: 668
إنى وإن جانبت: مقصر: الكامل: البحترى: 2: 779
ليشوقنى سحر: الأحمر: الكامل: البحترى::
وإذا نظرت: الأبصار: الكامل: الفرزدق: 1: 825
ترك اللئيم: وعار: الكامل: أبو تمام: 1: 992(2/1217)
لا حسنها حسن: توقير: الكامل: جميل: 1: 1048
عين الأمير: البصير: مجزوء الكامل: ابن الرومى: 1: 426
قدهاج: مقفر: الرجز:: 1: 292
وقبر حرب: قفر: الرجز:: 2: 419
وليس قرب: قبر: الرجز:::
أطلس: غباره: الرجز: الأعرابى: 2: 403
فى فمه: وناره: الرجز:::
إن قصّرت: خاطر: السريع:: 2: 6
فإننى فيه: الظاهر: السريع:::
انظر إليه: منشور: السريع: مخلد بن بكار: 3: 175
ويحك من: مذعور: السريع: مخلد بن بكار::
إن ذكرت طاء: النور: السريع: مخلد بن بكار::
فاسقط علينا: زاجر: السريع: عمر بن أبى ربيعة أو وضاح: 1: 423
وشمسه حرة: نور: المنسرح: أبو نواس أو غيره: 1: 504
سخنت من شدة: النار: المنسرح: أبو نواس: 2: 710
لا يعجب: حار: المنسرح: أبو نواس::
لا يكاد الطويل: العذار: الخفيف: أبو دؤاد الإيادى: 1: 523
أمنى تخاف: أوفر: المتقارب: العباس بن الأحنف: 1: 730
هواك هواى: أظهر: المتقارب: المتنبى: 1: 730
هوّن عليك: مقاديرها: المتقارب: عمر بن الخطاب: 2: 32و 33
فليس بآتيك: مأمورها: المتقارب: أو الأعور الشنى::
* * * فصل الراء المفتوحة علونا السماء: مظهرا: الطويل: النابغة الجعدى: 1: 66
من الحنطبيين: قيصرا: الطويل:: 1: 70
لعمرك ما الجهم: الشعرا: الطويل:: مروان الأصغر: 2: 117
ولكنّ أبى: أمرا: الطويل: مروان الأصغر::
تذكرت والذكرى: يتذكرا (1): النابغة الجعدى: 2: 167
__________
(1) له رواية أخرى فى الهامش.(2/1218)
نداماى عند: مقفرا: الطويل: النابغة الجعدى::
لقد أنكرتنى: أنكرا: الطويل: امرؤ القيس: 1: 226
كتمتك ليلا: ظاهرا: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 351
إذا قلت روّحنا: أبترا: الطويل: امرؤ القيس: 4: 363
على كل مقصوص: بربرا: الطويل: امرؤ القيس::
إذا زعته: فرفرا: الطويل: امرؤ القيس::
أقب كسرحان: تحدّرا: الطويل: امرؤ القيس::
وماء بعيد: مهجرا: الطويل: ابن رشيق: 3: 368
على قدم: مسعّرا: الطويل: ابن رشيق::
فريدا من: المذكرا: الطويل: ابن رشيق::
أعر شعرك: الخمرا: الطويل: أبو نواس: 3: 369
دعانى إلى: أمرا: الطويل: أبو نواس::
فسمعا أمير: وعرا: الطويل: أبو نواس::
ومالى لا أبكى: وحميرا: الطويل: ابن مقبل: 2: 502
وجاء قطا: طيّرا: الطويل: ابن مقبل::
وأصغر من قعب: قفرا: الطويل: ذو الرمة: 1: 505
تغمرت منها: تغمّرا: الطويل: عمرو بن أحمر: 1: 563
بنى مسمع: منكرا: الطويل: العديل بن الفرخ: 1: 703
تقطع أسباب: شيزرا: الطويل: امرؤ القيس: 706
عشية جاوزنا: تعذرا: الطويل: امرؤ القيس::
على لاحب: جرجرا: الطويل: امرؤ القيس: 1: 712
فبات يذكيه: مفطرا: الطويل: النابغة الجعدى: 2: 1096
إذا ما رأى: وفرفرا: الطويل: النابغة الجعدى::
بها غير معذول: ابتكارها: الطويل: ديك الجن: 2: 353
ونل من عظيم: نارها: الطويل: ديك الجن::
أحارترى: استعارا: الوافر: امرؤ القيس والتوأم: 5: 324 و 325و 731
أرقت له: استطارا: الوافر: امرؤ القيس والتوأم::
كأن هزيره: عشارا: الوافر: امرؤ القيس والتوأم::
فلما أن علا: فحارا: الوافر: امرؤ القيس والتوأم::
فلم يترك: حمارا: الوافر: امرؤ القيس والتوأم::(2/1219)
جعلنا السيف: عذارا: الوافر:: 1: 497
نبت عيناك: القطارا: الوافر: ذو الرمة: 1: 1081
يعد الناسبون: كبارا: الوافر: جرير: 3: 1081
يعدون الرباب: الخيارا: الوافر: جرير::
ويهلك بينها: الحوارا: الوافر: جرير::
وخيل قد دلفت: اهتصارا: الوافر: عنترة: 1: 1092
كأن ثيابه: قمرا: مجزوء الوافر: أبو نواس: 4: 783
يزيدك وجهه: نظرا: مجزوء الوافر: أبو نواس::
بعين خالط: الحورا: مجزوء الوافر: أبو نواس::
وخد سابرىّ: قطرا: مجزوء الوافر: أبو نواس::
قطف الرجال: نوّرا: الكامل: المتنبى: 1: 393
خاطر تفد: الأكبرا: الكامل: القزاز السناط: 1: 464
من مبلغ الأعراب: والإسكندرا: الكامل: المتنبى: 5: 624
ومللت نحر: قرى: الكامل: المتنبى::
وسمعت بطليموس: متحضّرا: الكامل: المتنبى::
ولقيت كل: والأعصرا: الكامل: المتنبى::
نسقوا لنا: مؤخرا: الكامل: المتنبى::
إن تذكروا كرمى: الأشعارا: الكامل: الفرزدق: 1: 1078
ياناق سيرى: المغيرة: مجزوء الكامل: أبو دهبل الجمحى: 2: 1091
سيثيبنى: يسيره: مجزوء الكامل: أبو دهبل الجمحى::
لقد خشيت: ساحرا: الرجز: رؤبة: 2: 21و 318
راوية مرّا: شاعرا: الرجز: رؤبة::
فما ألوم: تسخرا: الرجز: أبو النجم العجلى: 1: 1068
وإذا لم يكن: الكبارا: الخفيف: (محمود الوراق): 1: 128
ناحل الجسم: ضرّا: الخفيف: أبو بكر الصولى: 1: 576
لا أرى الموت: الفقيرا: الخفيف: (سواد بن عدى): 1: 702
رب شعر: الدينارا: الخفيف: يحيى بن على المنجم: 4: 755
ثم أرسلته: أبكارا: الخفيف: يحيى بن على المنجم::
لو تأتّى: الأشعارا: الخفيف: يحيى بن على المنجم::
إن خير الكلام: مستعارا: الخفيف: يحيى بن على المنجم::
قدمت رجلا: القرارا: المتقارب:: 1: 226(2/1220)
ويوم يبيل: خمارا (1): المتقارب:: 1: 497
وجللن دمخا: الخمارا: المتقارب: عوف بن عطية ابن الخرع: 1: 663
* * * فصل الراء المكسورة (2)
ولولا النهى: زاجر: الطويل: عمر بن عبد العزيز: 2: 40
صبا ما صبا: الغوابر: الطويل: عمر بن عبد العزيز::
وما الشعر: قدرى: الطويل: على بن الجهم: 2: 46
ولكن إحسان: من الشعر: الطويل: على بن الجهم::
لقد عجبت: وللغدر: الطويل: كعب بن مالك: 1: 228
أقول لعمرو: القناطر: الطويل:: 1: 258
تعاطيكها كف: مدارى: الطويل: أبو نواس: 1: 491
أسيلة مجرى: يجرى: الطويل: الأخطل: 1: 519
إلى نفر: يخصر: الطويل: ابن فسوة: 1: 527
ومن يسر فوق: النسر: الطويل: قابوس بن وشمكير: 2: 543
ومن يختلف: نجر: الطويل: قابوس بن وشمكير::
فقال فريق: ندرى: الطويل: نصيب: 1: 595
متى ما يجئ: صفر: الطويل: حاتم أو عتيبة بن مرداس: 3: 622و 623
يجد فرسا: بالهبر: الطويل: حاتم أو عتيبة بن مرداس::
وأسمر خطيا: العشر: الطويل: حاتم أو عتيبة بن مرداس::
فديتك لم تشبع: من شهر: الطويل: ابن أبى أميه: 2: 686
أرانى سأسلو: أدرى: الطويل: ابن أبى أميه::
ولائمة لامتك: فى البحر: الطويل: أبو الأسد: 4: 699و 700
أرادت لتثنى: عن القطر: الطويل: أبو الأسد::
مواقع جود: القفر: الطويل: أبو الأسد::
كأن وفود: القدر: الطويل: أبو الأسد::
بأرض خلاء: منكر: الطويل: زهير: 1: 712
__________
(1) وله رواية أخرى فى الهامش.
(2) فى هامش 2/ 993بيت لأبى زبيد فى صفة الأسد.(2/1221)
وقالوا فقيم: على قتر: الطويل: القطامى: 1: 730
ألم تسمعا: تعقّر: الطويل: الفرزدق: 1: 750
وأنت ابن بطحاوى: غمر: الطويل: الفرزدق: 2: 797
وأنت ابن سوّار: للبدر: الطويل: الفرزدق::
أرادوا ليخفوا: على القبر: الطويل: (مسلم بن الوليد): 1: 836
عتاب بأطراف: المتكسر: الطويل: البحترى: 1: 854
قم صاغرا: صاغر: الطويل: زياد الأعجم: 5: 872و 873
فمن أنتم: الأعاصر: الطويل: زياد الأعجم::
أأنتم أولى: طائر: الطويل: زياد الأعجم::
قضى الله: آخر: الطويل: زياد الأعجم::
فلم تسمعوا: الحوافر: الطويل: زياد الأعجم::
أبوه أبى: ومعشرى: الطويل: حاتم الطائى: 1: 1050
لاترثيّن لحزمى: النار: البسيط: الأحوص: 2: 86
الناخسين: فى الدار: البسيط: الأحوص::
الحمد لله أنى: ضرار: البسيط: أبو العتاهية: 2: 401
لا يرفع الطرف: على عار: البسيط: أو الحطيئة::
إنى أقيد: على سفر: البسيط: ابن مقبل: 1: 453
قد شابهتنى: سهر: البسيط: أبو الفتح البستى: 1: 481
نحن المقيمون: يجر: البسيط: ابن مقبل: 1: 526
إنى امرؤ حميرى: مضر: البسيط:: 1: 540
أخلاق مجد: والخفر: البسيط: النابغة الذبيانى: 1: 592
بالله يا ظبيات: من البشر: البسيط: العرجى: 1: 683
أقول والنجم: حار: البسيط: (النابغة الذبيانى): 3: 687
ألمحة من سنا: نار: البسيط:::
بل وجه نعم: وأستار: البسيط:::
المستجير بعمرو: بالنار: البسيط: (لخيم بن ربيعة): 1: 726
قوم إذا استنبح: على النار: البسيط: الأخطل: 1: 875و 884
إذا الرفاق: وارى: البسيط: ابن مقبل: 1: 899
جم المخارج: مغوار: البسيط: ابن مقبل: 1: 899
ما أنس لا أنس: بالبصر: البسيط: ابن الرومى: 3: 987
ما بين رؤيتها: كالقمر: البسيط: ابن الرومى::(2/1222)
إلا بمقدار: بالحجر: البسيط: ابن الرومى::
روح من الماء: والنظر: البسيط: كشاجم: 12: 1105و 1106
مستعبر لم يغب: حذر: البسيط: كشاجم::
له على الظهر: قدر: البسيط: كشاجم::
تنشاله: الشجر: البسيط: كشاجم::
وفى أعاليه: فكر: البسيط: كشاجم::
إذا بكى دار: يدر: البسيط: كشاجم::
مترجم عن: الخبر: البسيط: كشاجم::
تقضى به: والمطر: البسيط: كشاجم::
وإن سهرت: السهر: البسيط: كشاجم::
محرر كل: والحضر: البسيط: كشاجم::
ومخرج لك: والسحر: البسيط: كشاجم::
نتيجة العلم: فى الصور: البسيط: كشاجم::
سأجزيك الذى: شكرى: الوافر: امرؤ القيس: 1: 119
ألا أبلغ: إزارى: الوافر: (بقيلة الأشجعى): 4: 515
قلائصنا: الحصار: الوافر: (بقيلة الأشجعى)::
فما قلص: النجار: الوافر: (بقيلة الأشجعى)::
يعقلهن: الظؤار: الوافر: (بقيلة الأشجعى)::
فلولا الريح: بالذكور: الوافر: مهلهل: 1: 674و 722
وسائلة عن: وخير: الوافر: ابن الرومى: 4: 721و 722
فقلت: الستور: الوافر: ابن الرومى::
وأكثر: بالسرير: الوافر: ابن الرومى::
فلولا الريح: بالذكور: الوافر: من لبيد::
زجرت كتابكم: الجوارى: الوافر: أبو نواس: 6: 1037و 1038
نظرت إليه: بقار: الوافر: أبو نواس::
فعفت الزير: العقار: الوافر: أبو نواس::
وعفت الظهر: باحورار (1): الوافر: أبو نواس::
فهمت إليكم: بدارى: الوافر: أبو نواس::
فكيف تروننى: الكبار: الوافر: أبو نواس::
__________
(1) للبيت روايتان فى الهامش.(2/1223)
فاشدد بهارون: قرار: الكامل: أبو تمام: 8: 77
بفتى بنى العباس: ونزار: الكامل: أبو تمام::
كرم العمومة: والأنصار: الكامل: أبو تمام::
هو نوء يمن: ونهار: الكامل: أبو تمام::
فاقمع شياطين: والبارى: الكامل: أبو تمام::
ليسير فى الآفاق: ووقار: الكامل: أبو تمام::
فالصين منظوم: ذمار: الكامل: أبو تمام::
ولقد علمت: سوار: الكامل: أبو تمام::
نبئت أن: المنذر: الكامل: أوس بن حجر: 1: 82
أما الدعاة إلى: النار: الكامل: العبدى: 4: 85
وبنو أمية: نصار: الكامل: العبدى::
أأمىّ مالك: وبار: الكامل: العبدى::
ولئن رحلت: وصغار: الكامل: العبدى::
وأبى الذى سلب: الطائر: الكامل: يزيد بن أم الحكم: 1: 106
كان الحطيئة: الجار: الكامل: جرير: 3: 117
من ثم أنت: نزار: الكامل: جرير::
لا تفخرنّ: فخار: الكامل: جرير::
ولقد حبيت بألف: وزير: الكامل: مروان بن أبى حفصة: 3: 128
مازلت آنف: وسرير: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
ماضرنى حسد: التقصير: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
ولأنت أشجع: فى الذعر: الكامل: زهير أو غيره: 1: 152
ولنعم حشو: فى الذعر: الكامل: زهير أو غيره: 1: 153
ولأنت أشجع: أجر: الكامل: زهير أو غيره: 1: 153
لا يأكل السرحان: المتكسر: الكامل: ابن هانئ الأندلسى: 1: 202
وجنيتم ثمر: الأخضر: الكامل: ابن هانئ الأندلسى: 1: 202
أفبعد مقتل: الأطهار: الكامل: الربيع بن زياد: 1: 231
نهوى الخليط: بالسائر: الكامل:: 2: 257
إن المطى: وتزاور: الكامل::
الحق أبلج: حذار: الكامل: أبو تمام: 1: 370
من سره كرم: الأنصار: الكامل: كعب بن زهير: 1: 500
حتى يلف: الأشقر: الكامل: أوس بن حجر: 1: 520(2/1224)
طرب الحمام: ناضر: الكامل: جرير: 1: 645
أهدى له: زاجر: الكامل: العباس بن الأحنف: 1: 729
خاف التلون: الظاهر: الكامل: الذلفاء: 1: 729
عطف السيات: عصفور: الكامل: ابن يسير: 1: 972
فانظر إليه: عنبر: الكامل: ابن المعتز: 1: 986
ذهب الزمان: الغابر: الكامل: ابن أبى فنن أو أبو حفص البصرى: 3: 1086و 1087
وبقيت فى: الغادر: الكامل: أبو حفص البصرى::
سود الوجوه: الآخر: الكامل: أبو حفص البصرى::
شعب العلافيات: الأطهار: الكامل: النابغة الذبيانى: 1: 1093
فكأن حمرة: من نشره: الكامل: ابن المعتز: 3: 636و 637
حتى إذا صب: من ثغره: الكامل: ابن المعتز::
مازال ينجزنى: من خمره: الكامل: ابن المعتز::
أشفقت أن: بهجره: الكامل: ديك الجن: 6: 835
فقتلته: بأسره: الكامل: ديك الجن::
قمر: من خدره: الكامل: ديك الجن::
عهدى به: فى نحره: الكامل: ديك الجن::
لو كان يدرى: فى قبره: الكامل: ديك الجن::
غصص تكاد: من صدره: الكامل: ديك الجن::
يا ويح ديك الجن: من غدره: الكامل: أخت الغلام: 2: 835
قتل الذى: فى عمره: الكامل::
دافعتها: الغدير: مجزوء الكامل: المنخل اليشكرى: 1: 482
أبا موسى: القطر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى: 12: 849و 850
وزاد الله: من قدرى: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
لقد كنت: من الدهر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
فقد أصبحت: إلى الفقر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
أترضى لى: فى أمرى: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
وقد أفنيت: من عمرى: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
مواعيد كما: الفقر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
فمن يوم: إلى شهر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::(2/1225)
فلم أحصل: من ظفر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
لعل الله: لا تدرى: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
فألقاك: عذر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
ولا أرجوك: اليسر: الهزج: محمد بن يزيد الأموى::
كأنه بعد: الزاجر: الرجز:: 2: 222
ومسحه: كاسر: الرجز:::
كالكرم اذ نادى: الكافور: الرجز: العجاج: 1: 432
هل تعرف: الغمر: الرجز:: 2: 786
دع ذا: نصر: الرجز:::
يحملن: وفخر: الرجز: العجاج: 2: 809
يحملن: ندرى: الرجز: العجاج::
جمعتها: غزار: الرجز:: 2: 1056
من اللوا: بالصرار: الرجز:::
عرسه من غير: عمير: مجزوء الرمل: ابن رشيق: 4: 726و 727
أبدا تزنى: لأير: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
ولها رجلان: زهير: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
هكذا تبنى: خير: مجزوء الرمل: ابن رشيق::
علقم ما أنت: الواتر: السريع: الأعشى: 4: 67
إن تسد الحوص: عامر: السريع: الأعشى: و 546
حكمتموه: الباهر: السريع: الأعشى::
لا يقبل الرشوة: الخاسر: السريع: الأعشى::
يقول من: للآخر: السريع: أبو تمام: 1: 138
اليوم مثل: كالشهر: السريع: عباس بن الأحنف: 1: 588
فى فمها مسك: الدرّ: السريع: كشاجم: 2: 628
فالمسك: للثغر: السريع: كشاجم::
رحت وفى: المئزر: السريع: الفرزدق: 1: 1060
لا يبعد الله: نارها: السريع: ابن رشيق: 2: 878
وإن تأذيت: بأشفارها: السريع: ابن رشيق::
قالت لها: فى عمر: المنسرح: عمر بن أبى ربيعة: 3: 788و 789
قومى تصدى: فى خفر: المنسرح: عمر بن أبى ربيعة::
قالت لها: فى أثرى: المنسرح: عمر بن أبى ربيعة::(2/1226)
ما بعينئ هذا: فتور: الخفيف: البحترى: 1: 541
لا تؤخر عنى: شهر: الخفيف: محمد بن أحمد العلوى: 1: 588
اشربا ما شربتما: وأسير: الخفيف: عمرو بن الأيهم: 1: 595
وأحق الأيام: الكبير (1): الخفيف: البحترى: 1: 1008و 1009
عدمتك: من شاعر: المتقارب: ابن الرومى: 3: 186
فما أنت: الفاتر: المتقارب: ابن الرومى::
وأنت كذاك: الخاثر: المتقارب: ابن الرومى::
طبيب بداء: يهذر: المتقارب:: 3: 385
فإن هو أطنب: المنزر: المتقارب:::
وإن هو أوجز: المكثر: المتقارب:::
* * * فصل الراء الساكنه رأيت القوافى: الإبر: الطويل: طرفة: 1: 115
وتعرف فيه: حجر: الطويل: امرؤ القيس: 2: 225
سماحة ذا: سكر: الطويل: امرؤ القيس::
فلما استطابوا: كدر: الطويل: امرؤ القيس: 1: 503
أصابت علينا: والنشر: الطويل: أبو العتاهية: 2: 851
سنرقيك: بالسور: الطويل: أبو العتاهية::
وتحت زنانير: السرر: الطويل: ابن المعتز أو أبو نواس: 1: 998
أبنى لا تظلم: الكبير: الكامل: (سبيعة بنت الأجب): 1: 237
كالناطقات: الذخائر: مجزوء الكامل: الكميت: 1: 607
عرسه من غير: عمير: مجزوء الكامل: ابن رشيق: 4: 726و 727
أبدا تزنى: لأير: مجزوء الكامل: ابن رشيق::
ولها رجلان: زهير: مجزوء الكامل: ابن رشيق::
هكذا تبنى: خير: مجزوء الكامل: ابن رشيق::
أعوذ بالله: القهار: الرجز: جرير: 2: 70
من ظلم حمان: الدار: الرجز: جرير::
__________
(1) وانظر فى هامشه صورة أخرى للبيت.(2/1227)
مالكليب: دار: الرجز: الحمانى: 3: 71
غير مقام: وأعيار: الرجز: الحمانى::
قب البطون: الأظفار: الرجز: الحمانى::
قد جبر الدين: فجبر: الرجز: العجاج: 1: 135
يدفع عنها: أغر: الرجز: عكاشة بن أبى مسعدة: 1: 795
كريمة: قدر: الرجز:: 1: 1121
أنا ابن: النقر: الرجز: (فدكى المنقرى): 1: 1126
وبلدة: زور: منهوك الرجز: أبو نواس: 2: 289
صعراء: صعر: منهوك الرجز: أبو نواس::
صبرا: عبد الدار: منهوك الرجز (1): (هند بنت عتبة): 1: 294
ميت النسا: الشفر: منهوك الرجز: أبو نواس: 1: 404
موسى: المطر: رجز على تفعيلة: سلم الخاسر: 17: 296
غيث: بكر: واحدة وهو: سلم الخاسر::
عند الجوهرى: سلم الخاسر::
ثم: انهمر: المقطع: سلم الخاسر::
ألوى: المرر: المقطع: سلم الخاسر::
كم: اعتسر: المقطع: سلم الخاسر::
ثم: ايتسر: المقطع: سلم الخاسر::
وكم: قدر: المقطع: سلم الخاسر::
ثم: غفر: المقطع: سلم الخاسر::
عدل: السير: المقطع: سلم الخاسر::
باقى: الأثر: المقطع: سلم الخاسر::
خير: وشر: المقطع: سلم الخاسر::
نفع: وضر: المقطع: سلم الخاسر::
خير: البشر: المقطع: سلم الخاسر::
فرع: مضر: المقطع: سلم الخاسر::
بدر: بدر: المقطع: سلم الخاسر::
و: المفتخر: المقطع: سلم الخاسر::
لمن: غبر: المقطع: سلم الخاسر::
وهى هيفاء: المؤتزر: الرمل: المرار العدوى: 8: 776و 777
__________
(1) هو عند الجوهرى من الرجز، وعند غيره من منهوك المنسرح.(2/1228)
صلتة الخد: ينكسر: الرمل: المرار العدوى::
يضرب السبعون: ينكسر: الرمل: المرار العدوى::
لا تمس الأرض: منعفر: الرمل: المرار العدوى::
تطأ الخز: وتجر: الرمل: المرار العدوى::
ثم تنهد: منقعر: الرمل: المرار العدوى::
عبق العنبر: العمر: الرمل: المرار العدوى::
أملح الناس: وسؤر: الرمل: المرار العدوى::
بينما ينعتننى: الأغر: الرمل: عمر بن أبى ربيعة: 3: 788
قالت الكبرى: عمر: الرمل: عمر بن أبى ربيعة::
قالت الصغرى: القمر: الرمل: عمر بن أبى ربيعة::
هل تعرف: والقور: مشطور السريع:: 7: 293
غيّرها: والمور: مشطور السريع::
ودرست: مكفور: مشطور السريع::
مكتئب: ممطور: مشطور السريع::
وغير نؤى: الدعثور: مشطور السريع::
أزمان: المسرور: مشطور السريع::
عيناء: الحور: مشطور السريع::
يضطرب الخوف: فكّر: المنسرح: أبو العتاهية: 1: 811
لا وأبيك: أفر: المتقارب: أمرؤ القيس: 3: 270
تميم بن مر: صبر: المتقارب: أمرؤ القيس::
إذا ركبوا: قر: المتقارب: أمرؤ القيس::
تروح من الحى: تنتظر: المتقارب: امرؤ القيس: 3: 279
أمرخ خيامهم: منحدر: المتقارب: امرؤ القيس: و 524
وشاقك بين: هر (1): المتقارب: امرؤ القيس::
أحار بن عمرو: يأتمر: المتقارب: امرؤ القيس: 1: 279
وهر تصيد: حجر: المتقارب: امرؤ القيس: 1: 439
إذا أقبلت: الغدر: المتقارب: امرؤ القيس: 3: 599
وإن أدبرت: أثر: المتقارب: امرؤ القيس::
وإن أعرضت: مسبطر: المتقارب: امرؤ القيس::
__________
(1) وللبيت رواية أخرى فى الهامش.(2/1229)
كأن المدام: القطر: المتقارب: امرؤ القيس: 2: 661
يعل به: المستحر: المتقارب: امرؤ القيس::
لها ذنب: من دبر: المتقارب: امرؤ القيس: 1: 662
لم يدع من مضى: بالأثر: المتدارك:: 1: 111
* * * باب الزاى فصل الزاى المضمومة وأغمدن فى: المفاوز: الطويل: ابن المعتز: 1: 472
* * * فصل الزاى المفتوحة ببيض الصفاح: وخزا: المتقارب: الخنساء: 1: 617
ونلبس فى الحرب: قزّا: المتقارب: الخنساء: 1: 617
* * * فصل الزاى المكسورة ملك منشد: بزّاز: الخفيف: المتنبى: 1: 388
* * * باب السين فصل السين المضمومة تلاعبها كف: الأنس: الطويل: أبو عون الكاتب: 2: 493
فتزبد من تيه: المسّ: الطويل: أبو عون الكاتب::
قرارتها كسرى: الفوارس: الطويل: أبو نواس: 2: 503
فللخمر مازرت: القلانس: الطويل: أبو نواس::
ومازال معقولا: حابس: الطويل: جرير: 1: 535
* * *
فصل السين المفتوحة فلو أنها نفس: أنفسا: الطويل: امرؤ القيس: 1: 402و 1067(2/1230)
* * *
فصل السين المفتوحة فلو أنها نفس: أنفسا: الطويل: امرؤ القيس: 1: 402و 1067
إن الفؤاد قد: فانتكسا: البسيط: قيس بن منقذ: 1: 692
لو كان ذو القرنين: شموسا: الكامل: المتنبى: 3: 676
أو كان صادف: عيسى: الكامل: المتنبى::
أو كان لج: موسى: الكامل: المتنبى::
وهن يمشين: هميسا: الرجز:: 2: 27
إن تصدق: لميسا: الرجز:::
وخيل يطابقن: الهراسا: المتقارب: النابغة الجعدى: 1: 566
* * * فصل السين المكسورة كأن ثناياه: نرجس: الطويل: ابن رشيق: 1: 478
تبدت فقلت: الورس: الطويل: سلم الخاسر: 2: 684
فلما كررت: الشمس: الطويل: سلم الخاسر::
إنى أحبك: الراسى: البسيط: دعبل: 1: 551
من يفعل الخير: الناس: البسيط: الحطيئة: 1: 461
دان بعيد: شرس: البسيط: المتنبى: 2: 613
ند أبى: ندس: البسيط: المتنبى::
أمير كله: اقتباسه: الوافر: عمر بن على المطوعى: 2: 544و 545
يحاكى النيل: باسه: الوافر: عمر بن على المطوعى::
ترك الصلاة: الرجس: الكامل: شريح بن عبد الله: 4: 41
فليأتينك: المتلمس: الكامل: شريح بن عبد الله::
فإذا هممت: فاحبس: الكامل: شريح بن عبد الله::
واعلم بأنك: الأنفس: الكامل: شريح بن عبد الله::
إقدام عمرو: إياس: الكامل: أبو تمام: 1: 308و 457
لا تنكروا ضربى: الباس: الكامل: أبو تمام: 2: 309و 457
فالله: والنبراس: الكامل: أبو تمام::
أبصرته والكأس: خمس: الكامل: ابن الرومى: 2: 885
فكأنها وكأن: الشمس: الكامل: ابن الرومى::
خوى: خمس: الرجز: العجاج: 2: 622(2/1231)
كركرة: ملس: الرجز: العجاج::
ياقيم: نفسى: الرجز:: 2: 1131
أحسن: حبسى: الرجز:::
والشيخ لا يترك: رمسه: السريع: (صالح بن عبد القدوس): 1: 254
فالناس جسم: الراس: السريع: على بن جبلة: 1: 426
بصحن خدّ: الناس: السريع: أبو نواس: 1: 448
أقصهم: الأرجاس: الخفيف: شبل بن عبد الله: 6: 83و 84
ذلها أظهر: المواسى: الخفيف: أو سديف بن ميمون::
ولقد غاظنى: وكراسى: الخفيف: أو سديف بن ميمون::
أنزلوها بحيث: والإتعاس: الخفيف: أو سديف بن ميمون::
واذكروا مصرع: المهراس: الخفيف: أو سديف بن ميمون::
والقتيل الذى: وتناس: الخفيف: أو سديف بن ميمون::
لا تقيلن عبد شمس: وأواس: الخفيف: شبل بن عبد الله أو سديف بن ميمون: 1: 84
نعم شبل: الإفلاس: الخفيف: شبل بن عبد الله أو سديف بن ميمون: 1: 84
لمن طلل دارس: الأحرس: المتقارب: امرؤ القيس: 2: 687
تنكّره العين: الأنفس: المتقارب: امرؤ القيس::
* * * فصل السين الساكنة وأقطع الهوجل: عيطموس: الأفوه الأودى: 1: 532
* * * باب الشين فصل الشين المكسورة جرّت رحانا: الحوش: الرجز: رؤبة: 1: 1042
أصبح الحسن: حبيش: الخفيف: أبو نواس: 1: 484
* * *
باب الصاد فصل الصاد الساكنة ككنانة: الدلامص: مجزوء الكامل: أبو دؤاد الإيادى: 1: 967(2/1232)
* * *
باب الصاد فصل الصاد الساكنة ككنانة: الدلامص: مجزوء الكامل: أبو دؤاد الإيادى: 1: 967
* * * باب الضاد فصل الضاد المضمومة إذا اعتلّ: المحض: الطويل: المتنبى: 1: 690
نبذت سفاهتى: اعتراض: الوافر: معاوية: 2: 35
على أنى أجيب: المراض: الوافر: معاوية::
وثناياك إنها: وميض: الخفيف: أبو تمام: 1: 477
* * * فصل الضاد المفتوحة فالمجد لا يرضى: بالرّضا: الكامل: أبو تمام: 1: 709
قولوا لنحوينا: مضى: المنسرح: ابن الرومى: 15: 864و 865
وإن نبلى: غضى: المنسرح: ابن الرومى::
لا تحسبن: خفضا: المنسرح: ابن الرومى::
ولا تخل: الحضضا: المنسرح: ابن الرومى::
أعرف فى: غرضا: المنسرح: ابن الرومى::
يليح لى: مرضا: المنسرح: ابن الرومى::
أضحى مغيظا: رضا: المنسرح: ابن الرومى::
وليس تجدى: فقضى: المنسرح: ابن الرومى::
كأننى بالشقى: مضضا: المنسرح: ابن الرومى::
ينشدنى العهد: فنضا: المنسرح: ابن الرومى::
لا يأمنن السفيه: عرضا: المنسرح: ابن الرومى::
عندى له السوط: ركضا: المنسرح: ابن الرومى::
أسمعت إنباضتى: محضا: المنسرح: ابن الرومى::
وهو معافى: قضضا: المنسرح: ابن الرومى::(2/1233)
أقسمت بالله: نبضا: المنسرح: ابن الرومى::
يا بياضا أذرى: بياضا: الخفيف: منصور بن الفرج: 1: 564
تقول مرضنا: مريضا: المتقارب: كثير: 1: 1086
* * * فصل الضاد المكسورة وأحييت لى ذكرى: بعض: الطويل: أبو نخيلة السعدى: 1: 48
أعنّى على برق: بيض: الطويل: امرؤ القيس: 1: 233
أبا منذر كانت: عرضى: الطويل: طرفه: 2: 311
أبا منذر أفنيت: بعض: الطويل: طرفه::
وقد نشرت أيدى: على الأرض: الطويل: ابن الرومى: 3: 986و 987
يطرزها قوس: مبيضّ: الطويل: ابن الرومى::
كأذيال خود: بعض: الطويل: ابن الرومى::
للسود فى السود: البيض: البسيط: ابن الرومى: 1: 533
* * * باب الطاء فصل الطاء المضمومة وسابغة الأذيال: مخطط: الطويل: على بن محمد: 1: 697
ناطوا الرعاث: القرط: البسيط: عبيد بن الأبرص: 1: 524
* * * فصل الطاء الساكنة قد طال حتى: وسط: مجزوء الكامل: ابن رشيق: 2: 1016
وتكررت فيه: الغلط: مجزوء الكامل: ابن رشيق::
جاءوا بضيح: قط: الرجز: (العجاج): 1: 498
* * *
باب الظاء فصل الظاء المكسورة وبعض قريض: المتحفظ: الطويل:: 1: 412(2/1234)
* * *
باب الظاء فصل الظاء المكسورة وبعض قريض: المتحفظ: الطويل:: 1: 412
* * * باب العين فصل العين المضمومة ألا هل أتى عرسى: تشرع: الطويل: العباس بن عبد المطلب: 4: 37
وقولى إذا ما النفس: تقطع: الطويل: العباس بن عبد المطلب::
وكيف رددت: وتمنع: الطويل: العباس بن عبد المطلب::
نصرنا رسول الله: فأقشعوا: الطويل: العباس بن عبد المطلب::
وتقفو إلى: يصرع: الطويل: أبو تمام: 1: 281
فأسبل منى عبرة: ودامع: الطويل: النابغة الذبيانى: 2: 376
على حين عاتبت: وازع: الطويل: النابغة الذبيانى::
ولكنّ همّا: الأصابع: الطويل: النابغة الذبيانى: 2: 376
وعيد أبى قابوس: فالضواجع: الطويل: النابغة الذبيانى::
فبت كأنى: ناقع: الطويل: النابغة الذبيانى: 3: 376
يسهد من ليل: قعاقع: الطويل: النابغة الذبيانى::
تناذرها الراقون: تراجع: الطويل: النابغة الذبيانى::
أتانى أبيت اللعن: المسامع: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 377
وعجزاء دفّت: مقنع: الطويل: طرفة: 1: 489
فغطت بأيديها: الجوامع: الطويل: مسلم بن الوليد: 1: 494
فلا كمدى يفنى: مطمع: الطويل: الحارثى: 1: 602
حبيبى غدا: أصنع: الطويل:: 3: 619
إذا لم أشيعه: يشيع: الطويل:::
فيايوم: مدفع: الطويل:::
فلا تبعدن إلا: نازع: الطويل:: 1: 655
وغيران من دون: يجوع: الطويل: بشار: 1: 669
أخذنا بآفاق: الطوالع: الطويل: الفرزدق: 1: 736(2/1235)
ولم أنس سعى: ويظلع: الطويل: أبو تمام: 3: 833
وتكبيره خمسا: أربع: الطويل: أبو تمام::
وما كنت أدرى: يتشيع: الطويل: أبو تمام::
لكلفتنى ذنب: راتع: الطويل: النابغة الذبيانى: 4: 880
فإن كنت: نافع: الطويل: النابغة الذبيانى::
ولا أنا مأمون: واقع: الطويل: النابغة الذبيانى::
فإنك كالليل: واسع: الطويل: النابغة الذبيانى: و 1013
وما لامرئ حاولته: المطالع: الطويل: على بن جبلة: 2: 881
بلى هارب: ساطع: الطويل: على بن جبلة::
تضيفنى وهنا: الأصابع: الطويل: رجل من بنى عبد شمس: 2: 893
ولم تلق للسعدى: جائع: الطويل: رجل من بنى عبد شمس::
وماذاك أن كان: أنفع (1): الطويل: العجير السلولى: 1: 1065
شواجر أرماح: قطوعها: الطويل: البحترى: 1: 539
لكل امرئ نفسان: ويطيعها: الطويل: الفرزدق: 2: 708
ونفسك من نفسك: شفيعها: الطويل: الفرزدق::
أكلمابان حى: فجعوا: البسيط: جميل: 2: 447
علقتنى: تتصدع: البسيط: جميل::
حلوا عن الناقة: فاصطنعوا (2): البسيط: (رجل من بنى تميم): 2: 506و 507
إن الذئاب: شبعوا: البسيط: (رجل من بنى تميم)::
للسبى ما نكحوا: زرعوا: البسيط: المتنبى: 1: 605
يا خاضب الشيب: مصنوع: البسيط: كشاجم: 3: 719
أذكرتنى قول: وتقريع: البسيط: كشاجم::
إن الجديد: مرقوع: البسيط: (من إبراهيم النبوى)::
إن المكارم: تجتمع: البسيط: منصور النمرى: 4: 813
إذا رفعت امرءا: متضع: البسيط: منصور النمرى::
من لم يكن: ينتفع: البسيط: منصور النمرى::
إن أخلف الغيث: فيتسع: البسيط: منصور النمرى::
__________
(1) له رواية أخرى فى الهامش.
(2) له رواية أخرى فى الهامش.(2/1236)
فأرسلنا ربيئتنا: رتوع: الوافر: عمرو بن معديكرب: 2: 625
رباعية وقارحها: زموع: الوافر: عمرو بن معديكرب::
وخيل قد دلفت: وجيع: الوافر: عمرو بن معديكرب: 1: 1092
فوردن والعيوق: يتتلع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى: 8: 209و 210
فشرعن فى: الأكرع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فشربن ثم سمعن: يقرع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فنكرنه فنفرن: جرشع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فرمى فأنفذ: متصمع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فبدا له أقراب: يرجع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فرمى فألحق: الأضلع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فأبدهن حتوفهن: متجعجع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى::
فله شهامة: صنتع: الكامل: محمد بن أبى حكيم: 1: 213
سبقوا هوىّ: مصرع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى: 1: 271و 461
فصرعنه تحت: مصرع: الكامل: أبو ذؤيب الهذلى: 1: 271
إما ترينى شاحبا: فيضيع: الكامل: ابن هرمة: 2: 274
فلرب لذة ليلة: مدفوع: الكامل: ابن هرمة::
راحت بمسلمة: المرتع: الكامل: الفرزدق: 1: 363
خرق الجناح: مولع: الكامل: عنترة: 1: 486
عباس عباس: ربيع: الكامل: أبو نواس: 1: 532و 1059
فسقاك حيث: تقلع: الكامل: جرير: 1: 653
متفلق أنساؤها: يرضع: الكامل: أبو ذؤيب: 1: 714
ولقد تكون بها: وبوزع: الكامل: السيد الحميرى: 1: 785
أين الذين بسيف: المسترضع: الكامل: جرير: 1: 942
يا أقرع بن: يا أقرع: الرجز: (جرير بن عبد الله البجلى أو غيره): 2: 1054
إنك إن يصرع: تصرع: الرجز: (جرير بن عبد الله البجلى أو غيره): و 1065
فما مثل بيتيه: أرفع: المتقارب: أبو العتاهية: 3: 804
فبيت بناه: تبّع: المتقارب: أبو العتاهية::
ولو حاول الدهر: أجدع: المتقارب: أبو العتاهية::
* * *
فصل العين المفتوحة لعمرى وما دهرى: فأوجعا: الطويل: متمم بن نويرة: 2: 274(2/1237)
* * *
فصل العين المفتوحة لعمرى وما دهرى: فأوجعا: الطويل: متمم بن نويرة: 2: 274
لقد كفن المنهال: أروعا: الطويل: متمم بن نويرة: و 497
فإن يك أنفى: بأجدعا: الطويل: هدبة بن خشرم: 1: 572
فلله عينا: نافعا: الطويل: النابغة الذبيانى: 2: 604
وأعظم أحلاما: وشافعا: الطويل: النابغة الذبيانى::
فإن يك شاب: أربعا: الطويل: مالك بن خريم: 5: 626
فواحدة: تضوّعا: الطويل: مالك بن خريم::
وثانية: مقذّعا: الطويل: مالك بن خريم::
وثالثة: لنودّعا: الطويل: مالك بن خريم::
ورابعة: لنشبعا: الطويل: مالك بن خريم::
إذا المرء لم يغش: تقطعا: الطويل: الكلحبة اليربوعى: 1: 690
فياقبر معن: مضجعا: الطويل: حسين بن مطير: 4: 832
ويا قبر معن: مترعا: الطويل: حسين بن مطير::
بلى قد وسعت: تصدعا: الطويل: حسين بن مطير::
فتى عيش: مرتعا: الطويل: حسين بن مطير::
أصم بك الناعى: بلقعا: الطويل: أبو تمام: 3: 834
فإن ترم عن عمر: منزعا: الطويل: أبو تمام::
فما كنت إلا: فتقطعا: الطويل: أبو تمام::
وقد كنت: تصنعا: الطويل: ابن رشيق: 11: 854
ولكن رأيت: تطوّعا: الطويل: ابن رشيق::
فقمت بما لم: توسّعا: الطويل: ابن رشيق::
ولو غيرك الموسوم: ادّعى: الطويل: ابن رشيق::
فلا تتخالجك: موضعا: الطويل: ابن رشيق::
فو الله ما طوّلت: مسمعا: الطويل: ابن رشيق::
ولا ملت عنكم: مودّعا: الطويل: ابن رشيق::
بلى ربما أكرمت: وتخضعا: الطويل: ابن رشيق::
ولم أرض بالحظ: مدفّعا: الطويل: ابن رشيق::
فباينت: تقطّعا: الطويل: ابن رشيق::
ألوذ بأكناف: مطمعا: الطويل: ابن رشيق::
فاشرب على الورد: فامتنعا: البسيط: ابن بسام: 1: 550(2/1238)
تفرقت غنمى: الضبعا: البسيط:: 1: 898
أحبك أو يقولوا: ريعا: الوافر: المتنبى: 1: 379
منعمة ممنّعة: الوقوعا: الوافر: المتنبى: 1: 539
أألوم من بخلت: صنيعا: الكامل: أبو تمام: 1: 317
بسطت إليك: ينبوعا: الكامل: أبو تمام: 1: 491
يا رب هيجا: دعه: الرجز: لبيد: 10: 63
نحن بنو أم: الأربعه: الرجز: لبيد::
ونحن خير: صعصعه: الرجز: لبيد::
المطعمون: المدعدعه: الرجز: لبيد::
والضاربون: الخيضعه: الرجز: لبيد::
مهلا أبيت: معه: الرجز: لبيد::
إن استه: ملمعه: الرجز: لبيد::
وإنه يولج: إصبعه: الرجز: لبيد::
يولجها: أشجعه: الرجز: لبيد::
كأنما يطلب: أودعه: الرجز: لبيد::
بل لم تجزعوا: مجزعا: الرجز:: 1: 228
الشعراء: أربعه: الرجز:: 5: 180و 181
فشاعر: لمنفعه: الرجز:::
وشاعر: المجمعه: الرجز:::
وشاعر: معه: الرجز:::
وشاعر: دعه: الرجز:::
يا موجعى شتما: أوجعا: السريع: ابن رشيق: 2: 865و 866
كل له من نفسه: تلسعا: السريع: ابن رشيق::
أيتها النفس: وقعا: المنسرح: أوس بن حجر: 1: 351
وذات هدم: جدعا: المنسرح: أوس بن حجر: 1: 1039
ليس ينفك: مصفوعا: الخفيف: البحترى: 1: 232
* * * فصل العين المكسورة وجدت طريق: المطامع: الطويل: على بن أبى الرجال: 2: 45
فلست بمطر: بواقع: الطويل: على بن أبى الرجال::(2/1239)
ودوّيّة قفر: ساجع: الطويل: ذو الرمة: 1: 264
ترى عنده علم: أجزع: الطويل: البحترى: 1: 372
فلما رأيت الليل: نازع: الطويل: ذو الرمة: 1: 445
سريع إلى ابن العم: بسريع: الطويل: (الأقيشر الأسدى): 1: 561
دفعناكم بالحلم: الأصابع: الطويل: الحصين بن الحمام: 4: 601
فلما رأينا جهلكم: راجع: الطويل: الحصين بن الحمام::
مسسنا من الآباء: واضع: الطويل: الحصين بن الحمام::
فلما بلغنا الأمهات: المضاجع: الطويل: الحصين بن الحمام::
رمتنى غواة الشعر: ومدعى: الطويل: البحترى: 1: 1079
إن المنية بالفتيان: أدراع: البسيط:: 1: 1054
ألا تنهى سراة: الأفاعى: الوافر: العبدى: 1: 184
أطار عقيقه: بديع: الوافر: الشماخ: 1: 427
لعمرك ما قراد: بمستطاع: الوافر: الحطيئة: 1: 527
ولم يحفظ مضاع: المضاع: الوافر: أبو تمام: 1: 564
لعمرك ما المجاور: مضاع: الوافر: الحطيئة: 3: 889
هم صنعوا: الصناع: الوافر: الحطيئة::
ويحرم سرّ: القصاع: الوافر: الحطيئة::
اصدق وعف: واشجع: الكامل: أبو العميثل: 2: 611
والطف ولن: وادفع: الكامل: أبو العميثل::
الله يعلم ما أقول: خاضع: الكامل: ابراهيم بن المهدى: 2: 878
ما إن عصيتك: طائع: الكامل: ابراهيم بن المهدى::
خرقاء: صناع: الرجز:: 1: 404
الحزم والقوة: والهاع: السريع: أبو قيس بن الأسلت: 1: 591
مناسب تحسب: الطالع: السريع: أبو تمام: 3: 717
كالدلو والحوت: التابع: السريع: أبو تمام::
نوح بن عمرو: ماتع: السريع: أبو تمام::
وما كان حصن: مجمع: المتقارب: عباس بن مرداس: 1: 1059
* * * فصل العين الساكنة لا يبعد الله: صنع: البسيط: (ابن مقبل): 1: 1124(2/1240)
ياليتنى: جذع: منهوك الرجز: دريد بن الصمة: 2: 295
أخب: وأضع: منهوك الرجز: دريد بن الصمة::
نهنهته عنك: وجاع: السريع: بكير بن معدان: 1: 417
* * * باب الغين فصل الغين المكسورة وأخرق أكّال: بمسيغ: الطويل: ابن رشيق: 2: 386
سكتّ له ضنّا: بليغ: الطويل: ابن رشيق::
* * * فصل الغين الساكنة قبحت: صدغ: الرجز: (جواس بن هريم): 2: 264
كأنها كشية: صقع: الرجز: (جواس بن هريم)::
* * * باب الفاء فصل الفاء المضمومة إليك يخاض البحر: زاحف: الطويل: ابن رشيق: 9: 366
ويبعث خلف: التنائف: الطويل: ابن رشيق::
من الموثقات اللاء: المتقاذف: الطويل: ابن رشيق::
يطير اللغام: ندائف: الطويل: ابن رشيق::
وقد نازعت: المشارف: الطويل: ابن رشيق::
فكيف ترانى: لمشارف: الطويل: ابن رشيق::
وقد قرّب: المساوف: الطويل: ابن رشيق::
ولولا شقائى: صارف: الطويل: ابن رشيق::
ولكننى أخطأت: عارف: الطويل: ابن رشيق::
وإنى للثغر المخوف: لرشوف: الطويل: عبد الله بن طاهر: 1: 533
أتعذلنى فى يوسف: يوسف: الطويل: ابن المعتز: 1: 554(2/1241)
وما ذكرتك النفس: تتلف: الطويل: جميل: 1: 693
ألا ليتناكنا: نقذف: الطويل: الفرزدق: 6: 793و 794
كلانا به عرّ: أخشف: الطويل: الفرزدق::
بأرض خلاء: وملحف: الطويل: الفرزدق::
ولا زاد إلا: قرقف: الطويل: الفرزدق::
وأشلاء لحم: متألف: الطويل: الفرزدق::
لنا ما تمنينا: هتّف: الطويل: الفرزدق::
ترى الناس ما سرنا: وقّفوا: الطويل: جميل والفرزدق: 1: 825و 1079
يزمّلون حديث: كلف: البسيط: أعرابى: 1: 471
لأشكرنك معروفا: معروف: البسيط: (الباهلى): 2: 849
ولا ألومك: مصروف: البسيط: (الباهلى)::
قضى لها الله: سدف: المنسرح: قيس بن الخطيم: 1: 692
قرن سليمان: سيتلفه: المنسرح: ابن الرومى: 3: 873
كم يعد القرن: ويخلفه: المنسرح: ابن الرومى::
لا يعرف القرن: فيعرفه: المنسرح: ابن الرومى::
* * * فصل الفاء المفتوحة لا شئ أعجب: ضعفا: البسيط: أبو العباس الناشئ: 1: 323
وذاكم أن ذل: الأنفا: البسيط: أحد بنى عبس: 1: 534
رددن ما خففت: أردافا: البسيط: البحترى: 2: 778
إذا نضون: أصدافا: البسيط: البحترى::
حلت سعاد: قذفا: الكامل: أبو نواس: 3: 778
وكأن سعدى: يكفا: الكامل: أبو نواس::
رشأ تواصين: شنفا: الكامل: أبو نواس::
قد قلت للعباس: ومعترفا: الكامل: أبو نواس: 4: 998
أنت امرؤ: ضعفا: الكامل: أبو نواس::
فإليك منى: منكشفا: الكامل: أبو نواس::
لا تسدين إلىّ: سلفا: الكامل: أبو نواس::
ما كان ينقذنا: مخوفه: الكامل: محمد بن عبد الملك الزيات: 2: 1118(2/1242)
إلا مقام خليفة: لخليفة: الكامل: محمد بن عبد الملك الزيات::
تخال أذنيه: تشوّفا: الرجز: العمانى: 2: 424
قادمة: محرّفا: الرجز: العمانى::
أمست شواتى: صفصفا: الرجز: رؤبة: 2: 995
فصار رأسى: إلى القفا: الرجز: رؤبة::
شيخ لنا: موصوفة: المنسرح: كشاجم: 2: 638
لوحول الله: فى صوفه: المنسرح: كشاجم::
* * * فصل الفاء المكسورة سقى الله قصرا: رصافى: الطويل: ابن الرومى: 2: 362و 491
أشار بقضبان: عفافى: الطويل: ابن الرومى::
تنفى يداها: الصياريف: البسيط: الفرزدق: 1: 1064
لئن نزّهت: طرفى: الوافر: ابن المعتز: 2: 542
له وجه: ويشفى: الوافر: ابن المعتز::
إذا نهى السفيه: خلاف: الوافر:: 1: 1068
وورثت جدّى: بالطائف: الكامل: يزيد بن أم الحكم: 1: 106
عن ثامر ضاف: خاف: الكامل: أبو تمام: 1: 608
كلامه أخدع: من طيفه: السريع: ابن المعتز: 1: 636
لا تئل العصم: فى لجف: المنسرح: أبو نواس: 1: 837
بفرع ووجه: وحقف: المتقارب: ابن رشيق: 1: 480
* * * فصل الفاء الساكنة قلت لها: قاف: الرجز: (الوليد بن عقبة): 1: 511
لو كان: التلف: الرجز: أبو نواس: 1: 837
* * *
باب القاف فصل القاف المضمومة أرقت وما هذا: معشق: الطويل: الأعشى: 7: 59(2/1243)
* * *
باب القاف فصل القاف المضمومة أرقت وما هذا: معشق: الطويل: الأعشى: 7: 59
نفى الذم: تفهق: الطويل: الأعشى::
ترى القوم: دردق: الطويل: الأعشى::
لعمرى لقد: تحرّق: الطويل: الأعشى::
تشب لمقرورين: والمحلق: الطويل: الأعشى::
رضيعى لبان: نتفرق: الطويل: الأعشى::
ترى الجود يجرى: رونق: الطويل: الأعشى::
أدارّا بحزوى هجت: يترقرق: الطويل: ذو الرمة: 1: 280
أمن مية اعتاد: تطرق: الطويل: ذو الرمة: 1: 281
أشرن: عقيق: الطويل: ابن المعتز: 1: 491
أبى الله إلا: تروق: الطويل: حميد بن ثور: 5: 513
فياطيب رياها: شروق: الطويل: حميد بن ثور::
فهل أنا إن عللت: طريق: الطويل: حميد بن ثور::
حمى ظلها: شفيق: الطويل: حميد بن ثور::
فلا الظل منها: تذوق: الطويل: حميد بن ثور::
لباسى الحسام: مخلق: الطويل: بكر بن النطاح: 1: 587
فتى كالسحاب: الصواعق: الطويل: المتنبى: 1: 627
ألوّى حيازيمى: المتشرق: الطويل: (صخر بن الجعد): 1: 667
وكيف تناسى: معلق: الطويل: بشار: 1: 997
عدس مالعباد: طليق: الطويل: يزيد بن مفرغ: 1: 1057
يا أيها المتحلى: الخلق (1): البسيط: العرجى أو سالم: 2: 400و 401
ولا يواتيك: تثق: البسيط: ابن وابصة::
فظل يخالس: ربيق: الوافر: عامر بن معشر: 1: 829
يا راكبا إن الأثيل: موفق: الكامل: قتيلة بنت النضر: 9: 73و 74
أبلغ به ميتا: تخفق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
منى إليه: تخنق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
__________
(1) وانظر فى الهامش رواية أخرى.(2/1244)
فليسمعن النضر: ينطق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
ظلت سيوف: تشقق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
قسرّا يقاد: موثق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
أمحمد ها أنت: معرق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
ما كان ضرك: المحنق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
والنضر أقرب: يعتق: الكامل: قتيلة بنت النضر::
يا رابع الشعراء: أنطق: الكامل:: 1: 182
والمرء يأمل: أنزق: الكامل: المتنبى: 1: 464
رقت ورقت: رقيق: الكامل: أبو نواس: 1: 564
وعجبت من أرض: تورق: الكامل: المتنبى: 1: 680
يوشك من فرّ: يوافقها: المنسرح: (أمية بن أبى الصلت): 1: 261
* * * فصل القاف المفتوحة وإن أشعر بيت: صدقا: البسيط: حسان أو غيره: 2: 181
وإنما الشعر لبّ: حمقا: البسيط: حسان أو غيره::
من يلق يوما: خلقا: البسيط: زهير: 6: 553و 654 و 805و 806
ليث بعثر: صدقا: البسيط: زهير: و 439و 566
يطعنهم ما ارتموا: اعتنقا: البسيط: زهير: و 600و 1083
فضل الجواد: نزقا: البسيط: زهير::
هذا وليس: نطقا: البسيط: زهير::
لونال حىّ: الأفقا: البسيط: زهير::
هل مخطئ يومه: وطباقا: البسيط: أبو نواس: 1: 837
يخرجن من: الغرقا: البسيط: زهير: 1: 1013
ولم تذق: الفستقا: الرجز: أبو نحيلة: 1: 993
نال إبراهيم: شرقا: مجزوء الرمل: أبو نواس: 1: 508
بكؤوس حكين: وريقا: الخفيف: ابن رشيق: 1: 478
* * *
فصل القاف المكسورة (1)
فإن كنت مأكولا: أمزّق: الطويل: الممزق: 1: 54و 410(2/1245)
* * *
فصل القاف المكسورة (1)
فإن كنت مأكولا: أمزّق: الطويل: الممزق: 1: 54و 410
وذات حليل: تطلق: الطويل: الفرزدق: 1: 72
وما ترك الهاجون: الفرزدق: الطويل: زياد الأعجم: 4: 89و 90
ولا تركوا عظما: للمتعرق: الطويل: زياد الأعجم::
سأكسر ما أبقوا: وأنتقى: الطويل: زياد الأعجم::
فإنا وما تهدى لنا: يغرق: الطويل: زياد الأعجم::
إذا امتحن الدنيا: صديق: الطويل: أبو نواس: 1: 462
وفى الحلم إدهان: فاصدق: الطويل: زهير: 1: 462
إذا ارتعثت خاف: يفرق: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 518
وإنا لتمضى: بالمعالق: الطويل: الفرزدق: 1: 585
ونحن إذا عدّت: السوابق: الطويل: الفرزدق: 1: 825
فما جذع سوء: بمطيق: الطويل: الأخطل: 1: 1011
ما بال عينك: راقى: البسيط: (أخت ابن مكدم): 1: 282
سأستأدى على: بساق: الوافر: أمية بن حرثان: 2: 75
إن الفاروق: زواقى: الوافر: أمية بن حرثان::
الجد يدنى: مغلق: الكامل: الإمام الشافعى: 6: 43
فإذا سمعت: فصدق: الكامل: الإمام الشافعى::
وإذا سمعت: فحقق: الكامل: الإمام الشافعى::
وأحق خلق الله: ضيق: الكامل: الإمام الشافعى::
ولربما عرضت: أخلق: الكامل: الإمام الشافعى::
ومن الدليل: الأحمق: الكامل: الإمام الشافعى::
كانت علالة: الأبرق: الكامل: بجير بن زهير: 1: 263
فضل الأنام: المنطق: الكامل: على بن أبى الرجال: 2: 387
وحكى لنا وشى: المهرق: الكامل: على بن أبى الرجال::
قبّل أنامله: الأرزاق: الكامل: ابن الرومى: 1: 441
فإذا بدا اقتادت: الحدق: الكامل: أبو نواس: 1: 448
بحوافر حفر: أخلق: الكامل: أبو تمام: 1: 536
__________
(1) فى هامش 993بيت لأبى نواس فى صفة الأسد.(2/1246)
وأخفت أهل: تخلق: الكامل: أبو نواس: 1: 675
جبر الكسير: المملق: الكامل: على بن أبى الرجال: 2: 747
جمع الفضائل: تخلّق: الكامل: على بن أبى الرجال::
غراء واضحة: الأعنق: الكامل: على بن أبى الرجال: 8: 767و 768
صدت فأغرت: السبّق: الكامل: على بن أبى الرجال::
تشكو البعاد: تفرق: الكامل: على بن أبى الرجال::
ولقد يبيت: المشفق: الكامل: على بن أبى الرجال::
حتى إذا طلعت: المستحمق: الكامل: على بن أبى الرجال::
كم قد قطعت: الزئبق: الكامل: على بن أبى الرجال::
يسعى بها كالبدر: المنطق: الكامل: على بن أبى الرجال::
آليت أترك: المفرق: الكامل: على بن أبى الرجال::
تأبى على التصريد: يمذق: الكامل: أبو تمام: 2: 999
نزراكما: تفتق: الكامل: أبو تمام::
لم يتّبع شنع: المنطق: الكامل: أبو تمام: 2: 1044
تنشق فى ظلم: المشرق: الكامل: أبو تمام::
وهم الرجال: متضيّق: الكامل: القطامى: 1: 1062
* * * فصل القاف الساكنه فمن داع: مطرق: الهزج:: 2: 542
وكل خاشع: المنطق: الهزج:::
مبارك: رزق: الرجز: ابن المعتز: 1: 404
سوّى مساحيهن: الحقق: الرجز: رؤبة: 1: 521
عود على عود: خلق: الرجز:: 1: 531
كأن أيديهن: القرق: الرجز: رؤبة: 1: 1008
حتى إذا بلّت: الحلق: الرجز: رؤبة: 1: 1059
يادار سلمى: البرق: الرجز:: 2: 1061
سقيّا وإن: المشتئق: الرجز:::
وقاتم الأعماق: المخترق: الرجز: رؤبة: 3: 1126
مشتبه الأعلام: الخفق: الرجز: رؤبة::
يكل وفد الريح: انخرق: الرجز: رؤبة::(2/1247)
أنا مسكين لمن: نطق: الرمل: مسكين الدارمى: 1: 55
جعلت يدىّ: يعتنق: المتقارب: (المهلهل أو غيره): 1: 496
* * * باب الكاف فصل الكاف المضمومة وإن رحلت: وعواتك: الطويل: أبو تمام: 1: 786
* * * فصل الكاف المفتوحة عطايا أمير المؤمنين: أولئكا: الطويل: ذو الرمة أو مروان::
ابن أبى حفصة: 2: 126
ومانلت: ردائكا: الطويل: ذو الرمة أو مروان ابن أبى حفصة::
من مبلغ مروان: لقائكا (1): الطويل: سلم الخاسر: 3: 127
حبانى أمير المؤمنين: حبائكا: الطويل: سلم الخاسر::
ثمانين ألفا: وأولئكا: الطويل: سلم الخاسر::
أسلم بن عمرو: عنائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة: 11: 127و 128
وإنى لسباق: ذلكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
فدع سابقا: السنابكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
رأيت امرءا: بدائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
طلبت من المهدى: هنالكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
فما أعولت: بكائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
عضضت على: مالكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
حبيت بأوقار: حبائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
ومانلت حتى: ردائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
وأقسم لولا: رشائكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
وما عبت من قسم: وأولئكا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
وفى كل عام: عزائكا: الطويل: الأعشى: 2: 1093
مورثة مالا: نسائكا: الطويل: الأعشى::
ولو نقصت كما: شانيكا: البسيط: المتنبى: 1: 639
__________
(1) وانظر رواية أخرى للبيت فى الهامش.(2/1248)
فاصبر يزيد: أصفاكا: البسيط: عبد الله بن همام::
السلولى: 4: 844و 845
لارزء أصبح: كعقباكا: البسيط: عبد الله بن همام السلولى::
أصبحت والى: يرعاكا: البسيط: عبد الله بن همام السلولى::
وفى معاوية: بمنعاكا: البسيط: عبد الله بن همام السلولى::
اشدد حيازيمك: لاقيكا: الهزج: على بن أبى طالب: 2: 227و 228
ولا تجزع: بواديكا: الهزج: أو غيره::
هطلتنا السماء: السماكا: الخفيف: الحسن بن وهب: 4: 761و 762
قلت للبرق: أوراكا: الخفيف: الحسن بن وهب::
أحبيب أحببته: كذاكا: الخفيف: الحسن بن وهب::
أم تشبهت: هناكا: الخفيف: الحسن بن وهب::
* * * فصل الكاف المكسورة تراغت لوشك: بارتحالك: الطويل: كثير أو غيره: 1: 260
أما استحلبت: مالك: الطويل: ذو الرمة: 2: 260
أناخت روايا: المبارك: الطويل: ذو الرمة::
وقالوا أتبكى: فالدكادك: الطويل: متمم بن نويرة: 2: 703
فقلت لهم: مالك: الطويل: متمم بن نويرة::
وشاطرىّ اللسان: بالنسك: المنسرح: الخليع: 2: 884و 885
كأنما نصب: الفلك: المنسرح: الخليع::
ولقد قلت: لمن يحبك::
(إشارة قبلة) الخفيف: أبو نواس: 3: 510
فأشارت بمعصم: خلاف قولى (إشارة لا): أبو نواس: 3
فتنفست ساعة: عند ذلك (إشارة امش): أبو نواس: 3
* * * فصل الكاف الساكنة أنت للمال: لك: الرمل:: 1: 569
* * *
باب اللام فصل اللام المضمومة نسوّد أعلاها: الأصل: الطويل: الحسن بن على أو غيره: 1: 35(2/1249)
* * *
باب اللام فصل اللام المضمومة نسوّد أعلاها: الأصل: الطويل: الحسن بن على أو غيره: 1: 35
لعمرى لقد برّ: سعال: الطويل: ضباب بن سبيع: 1: 232
وإن أحق الناس: يبخل: الطويل: ابن أبى فنن: 1: 316
أحب التى للبدر: شكل: الطويل: المتنبى: 1: 374
فليس كعهد الدار: السلاسل: الطويل: أبو خراش الهذلى: 1: 452
أيا سرحة البستان: سبيل: الطويل: علية بنت المهدى: 2: 512
متى يشتفى: دخول: الطويل: علية بنت المهدى::
تقاعس حتى فاته: المضلّل: الطويل: جرير: 1: 535
فقلقلت: قلاقل: الطويل: المتنبى: 1: 559
مها الوحش: ذوابل: الطويل: أبو تمام: 1: 571و 1004
إذا أنت لم تعرض: جاهل: الطويل: زهير أو أوس ابن حجر: 1: 574
فمن كان للآثام: معقل: الطويل: يزيد المهلبى: 1: 586
أرى الفضل للدنيا: النصل: الطويل: أبو نواس: 1: 590
وذى أمل يرجو: لقليل: الطويل: عروة بن الورد أو غيره: 3: 623
ومالى مال: صقيل (1): الطويل: عروة بن الورد أو غيره::
وأسمر خطى: طويل: الطويل: عروة بن الورد أو غيره::
ونحن أناس: سلول: الطويل: السموءل: 2: 629و 887
يقرب حب الموت: فتطول: الطويل: السموءل::
صببنا عليها ظالمين: أرجل: الطويل: ابن المعتز: 1: 660و 688
هم القوم إن قالوا: أجزلوا: الطويل: مروان بن أبى حفصة: 1: 669
أقيس بن مسعود: وائل: الطويل: الأعشى: 1: 715
ألم ير هذا الليل: ونحول: الطويل: المتنبى: 1: 763
وفيهم مقامات: الفعل: الطويل: زهير: 6: 804و 805
وإن جئتهم: الجهل: الطويل: زهير::
على مكثريهم: والبذل: الطويل: زهير::
__________
(1) فيه إقواء، انظر ما قيل عنه فى الكتاب.(2/1250)
سعى بعدهم قوم: يألوا: الطويل: زهير::
فما كان من خير: قبل: الطويل: زهير::
وهل ينبت الخطىّ: النخل: الطويل: زهير::
له لحظات عن: نائل: الطويل: ابن هرمة: 2: 811
فأم الذى: ثاكل: الطويل: ابن هرمة::
بنو مطر يوم اللقاء: أشبل: الطويل: مروان بن أبى حفصة: 5: 820و 821
هم يمنعون الجار: منزل: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
بهاليل فى الإسلام: أول: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
هم القوم إن قالوا: وأجزلوا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
ولا يستطيع: وأجملوا: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
تشابه يوماه: أفضل: الطويل: مروان بن أبى حفصة: 2: 821
أيوم نداه الغمر: محجل: الطويل: مروان بن أبى حفصة::
وما سوّدت: عجل: الطويل: على بن جبلة: 1: 827
تقطعت الأسباب: واصل: الطويل: أبو تمام: 12: 855و 856
سوى مطلب: الوسائل: الطويل: أبو تمام::
وقد تألف العين: قاتل: الطويل: أبو تمام::
ولى عدة تمضى: لحامل: الطويل: أبو تمام::
سنون قطعناهن: مراحل: الطويل: أبو تمام::
وإن جزيلات: معاقل: الطويل: أبو تمام::
وإن المعالى يسترم: المنازل: الطويل: أبو تمام::
ولو حاردت شول: حافل: الطويل: أبو تمام::
منحتكها تشفى: ذاهل: الطويل: أبو تمام::
ترد قوافيها: هوامل: الطويل: أبو تمام::
فكيف إذا حليتها: عاطل: الطويل: أبو تمام::
أكابرنا عطفا: مناهل: الطويل: أبو تمام::
أبوك الذى نبئت: البقل: الطويل:: 1: 893
كميت عبنّاة: جافل: الطويل: مزرد بن ضرار: 1: 982
ولكنّ من لا يلق: أعزل: الطويل: (أمية بن أبى الصلت): 1: 1057
إذا كان بعض: وطبول: الطويل: المتنبى: 1: 1091
سأقضى ببيت: حامله: الطويل: دعبل: 2: 182(2/1251)
يموت ردئ الشعر: قائله: الطويل: دعبل::
من القول ما يكفى: قائله: الطويل: الأحيمر السعدى: 3: 217
يصد عن المعنى: يطاوله: الطويل: الأحيمر السعدى::
فلاتك مكثارا: تزاوله: الطويل: الأحيمر السعدى::
فإنى أنا الموت: محاوله: الطويل: الفرزدق: 1: 366
أنا الدهر يفنى: يطاوله: الطويل: جرير: 1: 337
وملجمنا ما إن: أنامله: الطويل: زهير: 1: 523
تمطيت أخليه: طائله: الطويل: ابن مقبل: 1: 523
فلما التقى الحيان: مقاتله: الطويل: جرير: 1: 782
تراه إذا ما جئته: سائله: الطويل: زهير: 5: 802و 815 و 819
أخو ثقة: نائله: الطويل: زهير::
غدوت عليه: عواذله: الطويل: زهير::
يفدينه طورا: مخاتله: الطويل: زهير::
فأعرضن منه: فاعله: الطويل: زهير::
ولما التقى الحيان: مقاتله: الطويل: طفيل: 1: 1078
فمن مثل حصن: يحاوله: الطويل: طفيل: 1: 802
إذا ناقة: ضلالها: الطويل: أوس بن حجر: 1: 867
وليل كإبهام: باطله: الطويل: جرير: 3: 1005
رزقنا به الصيد: وحبائله: الطويل: جرير::
فيالك يوما: عاذله: الطويل: جرير::
فباكرن جونا: ناهله: الطويل: أوس بن حجر: 1: 1014
أشم إذا ما جئت: أنامله: الطويل: زياد الأعجم: 2: 1076
ولو لم يكن: سائله: الطويل: زياد الأعجم::
يماشى عديّا: ظلالها: الطويل: جرير: 3: 1082
فقل لعدىّ: رجالها: الطويل: جرير::
إذا الرمّ: انحلالها: الطويل: جرير::
إذا مارآنى مقبلا: يقابله: الطويل: يزيد بن الطثرية: 1: 1088
بانت سعاد: مكبول: البسيط: كعب بن زهير: 1: 15
نبئت أن رسول الله: مأمول: البسيط: كعب بن زهير: 3: 16
مهلا هداك الذى: وتفصيل: البسيط: كعب بن زهير::(2/1252)
لا تأخذنى بأقوال: الأقاويل: البسيط: كعب بن زهير::
شرست بل لنت: الجبل: البسيط: أبو تمام: 1: 336
تجلو عوارض: معلول: البسيط: كعب بن زهير: 1: 419و 1040
رمت السلوّ: الحجل: البسيط: مسلم بن الوليد: 1: 441
والناس من يلق: الهبل: البسيط: القطامى: 1: 460
فهن كالخلل: البلل: البسيط: القطامى: 1: 476
كأنما منثنى أقماع: الثآليل: البسيط: الشماخ: 1: 487
فى فتية من قريش: زولوا: البسيط: كعب بن زهير: 1: 499
يمشون مشى: التنابيل: البسيط: كعب بن زهير: 1: 499
صفر الوشاح: ينخزل: البسيط: الأعشى: 1: 519
بساهم الوجه: مبذول: البسيط: طفيل: 1: 567
كأنه قمر: هطل: البسيط: مسلم بن الوليد: 1: 608
كناطح صخرة: الوعل: البسيط: الأعشى: 1: 664
غرّاء فرعاء: الوحل: البسيط: الأعشى: 1: 666
تهوى على يسرات: تحليل: البسيط: كعب بن زهير: 1: 727
مجتاب نصع: سراويل: البسيط: عبدة بن الطبيب: 1: 743
طير أبابيل: الأبابيل: البسيط: ابن رشيق: 3: 1085و 1086
يرمينها بحصى: سجيل: البسيط: ابن رشيق::
نغدوا على ثقة: مغسول: البسيط: ابن رشيق::
ثمت قمنا إلى: مناديل: البسيط: عبدة بن الطبيب: 1: 1089
والعيش همّ: ضلال: مخلع البسيط: ابن المعتز: 2: 463
والحرص ذل: المطال: مخلع البسيط: ابن المعتز::
سكرت من لحظه: تمايله: البسيط: أبو فراس: 3: 545
وما السلاف دهتنى: شمائله: البسيط: أبو فراس::
ألوى بصبرى: غلائله: البسيط: أبو فراس::
أبا مروان أنت: الكهول: الوافر: جميل: 3: 124
توليه العشيرة: بخيل: الوافر: جميل::
كلا يوميه: جميل: الوافر: جميل::
أمنكم يا حنيف: سجال: الوافر: القحيف بن سليم: 1: 648
فلو كنت الأسير: أقول: الوافر: عدى بن زيد: 1: 648
له حق وليس: الجميل: الوافر: محمد بن حمزة الأسلمى: 2: 871(2/1253)
وقد كان الرسول: الرسول: الوافر: محمد بن حمزة::
وإن مال الضجيع: مهيل: الوافر: عبد الرحمن بن حسان: 1: 1047
أبوك خليفة: الكمال: الوافر:: 1: 1071
ولو أنى حدوت: يقول: الوافر: المرار الأسدى: 1: 1128
رسم الكرى: طويل: الكامل: أبو نواس: 2: 352
يا ناظرا: قتيل: الكامل: أبو نواس::
لو أن فناخسر: الغزل: الكامل: المتنبى: 5: 374
وتفرقت عنكم: قتل: الكامل: المتنبى::
ما كنت فاعلة: البخل: الكامل: المتنبى::
أتمنعين قرى: يسل: الكامل: المتنبى::
بل لا يحل: وجل: الكامل: المتنبى::
لولا الرجاء لمت: موكل: الكامل: البحترى: 2: 378
إن الرعية لم تزل: المتوكل: الكامل: البحترى::
إن الذى سمك: وأطول: الكامل: الفرزدق: 1: 403و 824
فوضعت رحلى: الرحل: الكامل: طفيل: 1: 444
لا يشربون دماءهم: تكال: الكامل:: 1: 746
وأبيك حقا: شمال: الكامل:: 2: 750
فإذا رأين لدى: سجال: الكامل::
وأراك تفعل: يفعل: الكامل: الأحوص: 1: 799
إنا وإن أحسابنا: نتكل: الكامل: المتوكل الليثى: 2: 828
نبنى كما كانت: فعلوا: الكامل: المتوكل الليثى::
أقلل عتابك: يميل: الكامل: سعيد بن حميد: 12: 860
لم أبك من زمن: يزول: الكامل: سعيد بن حميد::
ولكل نائبة ألمت: تحويل: الكامل: سعيد بن حميد::
والمنتمون إلى: التحصيل: الكامل: سعيد بن حميد::
ولعل أحداث المنية: وتحول: الكامل: سعيد بن حميد::
فلئن سبقت: عويل: الكامل: سعيد بن حميد::
ولتفجعن بمخلص: موصول: الكامل: سعيد بن حميد::
ولئن سبقت: خليل: الكامل: سعيد بن حميد::
وليذهبن بهاء: المأهول: الكامل: سعيد بن حميد::(2/1254)
وأراك تكلف: دليل: الكامل: سعيد بن حميد::
ودّبدا لذى الإخاء: وقبول: الكامل: سعيد بن حميد::
ولعل أيام الحياة: ويطول: الكامل: سعيد بن حميد::
ولقد علمت: الأول: الكامل:: 2: 861
حسب الأحبة: نستعجل: الكامل:::
صبرت كليب: الأحمال: الكامل: ولد لجرير: 1: 948
عينى لعينك: مرسل: الكامل: ابن الرومى: 2: 999
ومن العجائب: مقتل: الكامل: ابن الرومى::
ويلى على الأظعان: استقلّوا: مجزوء الكامل: أبو العتاهية: 1: 282
وعلىّ من كلفى: وغلّ: مجزوء الكامل: أبو العتاهية: 1: 598
لمن زحلوقة: تنهلّ: الهزج: (امرؤ القيس): 1: 766
من يركب: الفيل: الرجز:: 5: 1100
إن الذى: محمول: الرجز:::
على تهاويل: تهويل: الرجز:::
كالطود: يجول: الرجز:::
وأذن: منديل: الرجز:::
الناس يلحون: جهلوا: مجزوء الرجز: أبو الشيص: 5: 1032
وما على ظهر: الرحل: مجزوء الرجز: أبو الشيص::
ولا إذا صاح: احتملوا: مجزوء الرجز: أبو الشيص::
ما فرق الأحباب: الإبل: مجزوء الرجز: أبو الشيص::
وما غراب: جمل: مجزوء الرجز: أبو الشيص::
كأنه من عرق: يسربله: الرجز: أبو النجم: 2: 660
ككرسف: بلله: الرجز: أبو النجم::
ومهمه جبته: الذلل: المنسرح: المتنبى: 2: 365
بصارمى مرتد: مشتمل: المنسرح: المتنبى::
كل آت لابد آت: فضل: الخفيف: صالح بن عبد القدوس: 1: 463
زودينا من حسن: تحول: الخفيف: المتنبى: 2: 861
وصلينا نصلك: قليل: الخفيف: المتنبى::
هواى هوى: جليل: المتقارب: ابن المعتز أو ابن المعذل: 1: 569(2/1255)
فصل اللام المفتوحة (1)
لقد زدت أوضاحى: مجهلا: الطويل: أبو تمام: 2: 47
ولكن أياد: محجلا: الطويل: أبو تمام::
وأقبل نحو الماء: منصلا: الطويل: ابن المعتز: 1: 472
صغار مقاريهم: أكلا: الطويل: سراقة البارقى: 1: 656
وداع دعا: وأعجلا: الطويل: ابن المعتز: 1: 669
تعظمت عن ذاك: تنبّلا: الطويل: أبو تمام: 1: 701
لئن هممى: موئلا: الطويل: أبو تمام: 8: 854و 855
وإن رمت أمرا: مقبلا: الطويل: أبو تمام::
وإن كنت أخطو: وجدولا: الطويل: أبو تمام::
كذلك لا يلقى: منقلا: الطويل: أبو تمام::
ولا صاحب: ومنهلا: الطويل: أبو تمام::
ومن ذا يدانى: يترحلا: الطويل: أبو تمام::
فمرنى بأمر: مرملا: الطويل: أبو تمام::
فسيان عندى: مقتلا: الطويل: أبو تمام::
على ابن أبى العاصى: أذالها: الطويل: كثير: 1: 261
متاريك أذناب: أصولها: الطويل: حسان: 1: 728
مقاويل للمعروف: سولها: الطويل: بنت حسان: 1: 728
وقافية مثل السنان: نزولها: الطويل: حسان: 1: 728
يراها الذى: أن يقولها: الطويل: بنت حسان: 1: 729
كسوتنى حلة: حللا: البسيط: أعرابى: 3: 25
إن الثناء ليحيى: والجبلا: البسيط::
لا تزهد الدهر: فعلا: البسيط::
قد قيل ما قيل: قيلا: البسيط: النعمان بن المنذر: 1: 64
ها فانظرى: وألا: البسيط: المتنبى: 2: 373
علّ الأمير يرى: مثلا: البسيط: المتنبى::
أيقنت أن سعيدا: معتقلا: البسيط: المتنبى: 1: 374
تلك المكارم: أبوالا: البسيط: أبو الصلت الثقفى: 1: 1077
بدت قمرا: غزالا: الوافر: المتنبى: 1: 479
__________
(1) فى هامش 1022بيت لأوس بن حجر، وهامش 1082بيتان للنابغة وكعب بن زهير.(2/1256)
فيا ابن الطاعنين: السعالا: الوافر: المتنبى: 1: 528
تعاورن الحديث: المثالا: الوافر: لبيد: 1: 568
لو أن الباخلين: المطالا: الوافر: كثير: 1: 642
كأنى إذ دعوت: الجبالا: الوافر:: 1: 898
أعد إذا عددت: فضلا: الوافر: العامرى: 9: 953
وكان الجعفرى: علا: الوافر: العامرى::
ووالده الذى: وكهلا: الوافر: العامرى::
وكان معود الحكم: فعلا: الوافر: العامرى::
وقد أورت زناد: فأبلى: الوافر: العامرى::
وعلقمة بن: سهلا: الوافر: العامرى::
وعتبة والأغر: أهلا: الوافر: العامرى::
وعوفا ثم أربد: وبذلا: الوافر: العامرى::
أولئك من كلاب: ونبلا: الوافر: العامرى::
وللشعراء ألسنة: دليله: الوافر: أبو الدلهات: 3: 114
ومن عقل الكريم: جميله: الوافر: أبو الدلهات::
إذا وضعوا مكاويهم: حيله: الوافر: أبو الدلهات::
ما كان مندق اللواء: معجلا: الكامل: أبو الشمقمق: 2: 95
لكن هذا العود: الموصلا (1): الكامل: أبو الشمقمق::
لما توقل فى الكراع: صنبلا: الكامل: المهلهل: 1: 129
لم ينصبوا بالشاذياخ: مجهولا: الكامل: على بن الجهم: 3: 314
نصبوا: تبجيلا: الكامل: على بن الجهم::
ما ضرّه: مسلولا: الكامل: على بن الجهم::
واعلم بأن: خبالا: الكامل: بعض الكلبيين: 1: 386
إن الفرزدق صخرة: الأوعالا: الكامل: الفرزدق: 1: 417
جدلا أسك: فلفلا: الكامل: الراعى: 1: 487
من مبلغ الحيين: مجدلا (2): الكامل: مهلهل: 2: 507
لله درّكما: يقتلا: الكامل: مهلهل::
إنى أمنت: حبالا: الكامل: أبو العتاهية: 4: 804
لو يستطيع الناس: نعالا: الكامل: أبو العتاهية::
إن المطايا تشتكيك: ورمالا: الكامل: أبو العتاهية: و 889
__________
(1) لهذا البيت صورة أخرى فى الهامش.
(2) انظر رواية أخرى فى الهامش.(2/1257)
فإذا وردن بنا: ثقالا: الكامل: أبو العتاهية::
لو أن تغلب: مثقالا: الكامل: جرير: 1: 867
والتغلبى إذا تنحنح: الأمثالا: الكامل: جرير: 1: 884
هبنى ظلمت: طولا (1): الكامل: إبراهيم بن سيار: 2: 1044
إن كان جرمى: المأمولا: الكامل: أو إبراهيم بن سيابه::
أبنى كليب: الأغلالا: الكامل: الأخطل: 1: 1055
كذبتك عينك: خيالا: الكامل: الأخطل: 1: 1058
باشرت أسباب: طبولا: الكامل: أبو تمام: 1: 1091
فرميت غفلة: وطحالها: الكامل: الأعشى: 1: 693
لولا جرير: بجيله: الرجز: (عويف القوافى): 2: 1012
نعم الفتى: القبيله: الرجز:::
فديت من أنصفنى: ملّه: السريع:: 2: 248و 249
آمن ما كنت: كلّه: السريع:::
أحسنت فى: كامله: السريع: ابن رشيق: 4: 851
وكيف لا يحسن: حاصله: السريع: ابن رشيق::
وجنة الفردوس: عاجله: السريع: ابن رشيق::
لكنما أضعف: زائله: السريع: ابن رشيق::
قلدتك الشعر: جعلا: المنسرح: الأعشى: 2: 23
والشعر يستنزل: السبلا: المنسرح: الأعشى::
وغلام رأيته: غزالا (2): الخفيف: أبو المقدام: 1: 505
إن تغيبى عنا: وسهلا: الخفيف: يزيد المهلبى: 1: 586
قف مشوقا: عذولا: الخفيف: البحترى: 1: 605
صدّ عنى وصدق: العذالا: الخفيف: ابراهيم الصولى: 2: 757
أتراه يكون: الهلالا: الخفيف: ابراهيم الصولى::
لست أدرى: يتقلّى: الخفيف: أبو نواس أو غيره: 2: 998
لو تفرغت: مخلّا: الخفيف: أبو نواس أو غيره::
انبضوا معجس: الفحولا: الخفيف: مهلهل: 1: 1083
عهدت لها منزلا: آلا: المتقارب: أبو دؤاد الإيادى: 1: 525
فأقسم يا عمرو: عضالا: المتقارب: جنوب أخت عمرو ذى الكلب: 4: 614و 615
إذا نبّها ليث: ومالا: المتقارب: ذى الكلب::
__________
(1) لهما رواية أخرى فى الهامش.
(2) له رواية أخرى ومعها بيت آخر فى الهامش.(2/1258)
وخرق تجاوزت: الكلالا: المتقارب: أخت ذى الكلب::
فكنت النهار: الهلالا: المتقارب: أخت ذى الكلب::
فكن كيف شئت: شمالا: المتقارب: ابراهيم الصولى: 2: 759
نجا بك لؤمك: ينالا: المتقارب: ابراهيم الصولى::
بخلنا لبخلك: بخيلا: المتقارب: نابغة بنى تغلب: 1: 793و 1086
وصدر لها مهيع: شليلا: المتقارب: بشامة بن الغدير: 1: 1006
* * * فصل اللام المكسورة وقبلك ما أعطى: بازل: الطويل: الأحوص: 2: 17
رسول الإله: والأصائل: الطويل: الأحوص::
حصان رزان: الغوافل: الطويل: حسان: 3: 17
فإن كنت قد قلت: أناملى: الطويل: حسان::
فإن الذى قد قيل: ماحل: الطويل: حسان::
عشية ساروا: تغلى: الطويل: حمزة بن عبد المطلب: 5: 36
فلما تراءينا: النبل: الطويل: حمزة بن عبد المطلب::
وقلنا لهم: حبل: الطويل: حمزة بن عبد المطلب::
فثار أبو جهل: أبى جهل: الطويل: حمزة بن عبد المطلب::
وما نحن إلا: فضل: الطويل: حمزة بن عبد المطلب::
إذا الله عادى: مقبل: الطويل: النجاشى: 5: 64و 65
قبيلة لا يغدرون: خردل: الطويل: النجاشى::
ولا يردون الماء: منهل: الطويل: النجاشى::
تعاف الكلاب: ونهشل: الطويل: النجاشى::
وما سمى العجلان: واعجل: الطويل: النجاشى::
رأيت جميل الأزد: جميل: الطويل: أبو الشمقمق: 1: 100
تعلم رسول الله: ضحل: الطويل: المزرد: 2: 132
تعلم رسول الله: للفضل: الطويل: المزرد::
قفانبك من ذكرى: فحومل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 278(2/1259)
توهمت من هند: الخالى: الطويل (1): امرؤ القيس: 4: 285و 286
مرابع من هند: وعوازف: الطويل: امرؤ القيس::
وغيّرها هوج: رادف: الطويل: امرؤ القيس::
بأسحم: هطّال: الطويل: امرؤ القيس::
كأن السباع فيه: عنصل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 380
وشعر كبعر الكبش: دخيل: الطويل:: 1: 413
كأنى لم أركب: خلخال: الطويل: امرؤ القيس: 2: 414
ولم أسبأ الزق: إجفال: الطويل: امرؤ القيس::
كأنى لم أركب: إجفال: الطويل: امرؤ القيس: 2: 414
ولم أسبإ الزق: خلخال: الطويل: امرؤ القيس::
سموت إليها: حال: الطويل: امرؤ القيس: 1: 421و 423و 482
كأن قلوب الطير: البالى: الطويل: امرؤ القيس: 1: 421و 474و 592
وقد مدت الخيل: النعل: الطويل: المتنبى: 1: 437
وليل كموج: ليبتلى: الطويل: امرؤ القيس: 2: 447
فقلت له لما تمطى: بكلكل: الطويل: امرؤ القيس::
وماذرفت عيناك: مقتل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 450
أبأنا بقتلانا: النخل: الطويل: حريث بن زيد الخيل: 1: 450
أيقتلنى والمشرفى: أغوال: الطويل: امرؤ القيس: 1: 471
له أيطلاظبى: تتفل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 473و 479و 602
إذا ما الثريا: المفصل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 482
كأن ثبيرا: مزمل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 489
وتعطو برخص: إسحل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 490
عقلت لها: أصيل (2): الطويل: (ربيعة بن مكدم): 1: 503
وبيضة خدر: معجل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 514
ويضحى فتيت: تفضل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 517
سقى الرمل جون: بالرمل: الطويل: جرير: 1: 562
لعمرى لئن طال: بطويل: الطويل:: 1: 578
لعمرى لئن قلّ: بقليل: الطويل: الفرزدق: 1: 579
رأيتكم من مالك: النسل: الطويل: الكميت: 1: 590
__________
(1) وفيه إقواء واختلاف فى القافية، وهو المسمّط.
(2) له رواية أخرى فى الهامش(2/1260)
فلو أن ما أسعى: من المال: الطويل: امرؤ القيس: 1: 625
كأن فقاح الأزد: وائل: الطويل: الفرزدق: 1: 630
ولا عيب فينا غير: النمل: الطويل: (عمرو بن حممة): 1: 651
وقلت لأصحابى: نهشل: الطويل: مربع بن وعوعة: 1: 656
نظرت إليها: لقفال: الطويل: امرؤ القيس: 1: 661
تنورتها من: عال: الطويل: امرؤ القيس: 1: 662
قف العيس: المسلسل: الطويل: ذو الرمة: 1: 665
أظن الذى يجدى: المفصل: الطويل: ذو الرمة: 1: 665
إذا ما علت منا: فى الوحل: الطويل: صريع: 1: 667
ستأتيك منى: قائل: الطويل: الفرزدق: 1: 688
ديار لسلمى: هطال: الطويل: امرؤ القيس: 4: 698
وتحسب سلمى: أوعال: الطويل: امرؤ القيس::
ليالى سلمى: بمعطال: الطويل: امرؤ القيس::
فيالك من ليل: بيذبل: الطويل: امرؤ القيس: 2: 707
كأن الثريا: جندل: الطويل: امرؤ القيس::
خلقت على باب: ومنزل (1): الطويل: الصولى: 1: 722
مكر مفر: من عل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 734
كبكر المقاناة: المحلل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 742
أحب التى صدت: وصلى: الطويل: مسلم بن الوليد: 4: 778
أماتت وأحيت: والمطل: الطويل: مسلم بن الوليد::
ومانلت منها نائلا: قبلى: الطويل: مسلم بن الوليد::
بلى ربما وكلت: خبل: الطويل: مسلم بن الوليد::
وماذرفت عيناك: مقتل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 781
فإن تقتلونى: عجل: الطويل: العباس بن الأحنف: 1: 787
ولما بدا لى أنها: بمنجلى (2): الطويل: على بن عبد الله ابن جعفر: 2: 790
تمنيت أن تهوى: لى: الطويل: على بن عبد الله ابن جعفر::
__________
(1) وفى الهامش ثلاثة أبيات.
(2) فى الهامش ثلاثة أبيات.(2/1261)
فلو تركت عقلى: عقلى: الطويل: جميل: 1: 790
ومن يفتقر منا يعش: يسأل: الطويل: بكر بن النطاح: 3: 826
ونحن وصفنا: المنزّل: الطويل: بكر بن النطاح::
وإنا لنلهو بالحروب: قرنفل: الطويل: بكر بن النطاح::
وما خلقت تيم: القبائل: الطويل: الطرماح: 1: 873
ألست كليبيا: للبعل: الطويل: البعيث: 2: 876
وكل كليبى: النعل: الطويل: البعيث::
فلست بآتيه: فضل: الطويل: (النجاشى): 1: 1050
فليت دفعت: بال: الطويل: عدى بن زيد: 1: 1053
ألست من القوم: البخل: الطويل: المتنبى: 1: 1055
أريد لأنسى ذكرها: سبيل: الطويل: كثير: 1: 1084
نبئت أن فتاة: الطول: البسيط: ابن سيرين: 1: 26
علىّ عين وأذن: الغزل: البسيط: أبو نواس: 2: 361
كلاهما نحوها: العمل: البسيط: أبو نواس::
فلاهجمت بها: أمل: البسيط: المتنبى: 1: 380
وليلة خلست للعين: الحجل: البسيط: مسلم بن الوليد: 1: 440
ما أحسن الدين: بالرجل: البسيط: أبو دلامة: 1: 586
أقل أنل: صل: البسيط: المتنبى: 1: 611
غراء فرعاء: الوحل: البسيط: الأعشى: 1: 666
لا يصلح النفس: حال: البسيط: أبو العتاهية: 1: 755
من يصحب الناس: تدخيل: البسيط: ابن رشيق: 6: 866
لا تستطيلوا على: الفيل: البسيط: ابن رشيق::
وجانبوا المزح: تقبيل: البسيط: ابن رشيق::
يا قوم لا يلقينّى: مغلول: البسيط: ابن رشيق::
لا تدخلوا بالرضا: من الغيل: البسيط: ابن رشيق::
إلا تكن حملت: الغول: البسيط: ابن رشيق::
إنى على كل: الجبل: البسيط: (سدوس بن ضباب): 1: 897
إن تدعه موهنا: مشتمل: البسيط:: 1: 897
ليت المدائح: الأول: البسيط: المتنبى: 2: 949
خذ ما تراه: عن زحل: البسيط: المتنبى::
فمايك فىّ من: الفصيل: الوافر:: 1: 524(2/1262)
وذكرنيك والذكرى: الشكول: الوافر: البحترى: 2: 537
نسيم الروض: شمول: الوافر: البحترى::
نصيبك فى حياتك: خيال: الوافر: المتنبى: 1: 592
مشى الأمراء: الرئال: الوافر: المتنبى: 1: 669و 847
لقد أنكرتنى إنكار: ذحلى: الوافر: العباس بن الوليد: 3: 723
كقول المرء: عذل: الوافر: العباس بن الوليد::
عذيرك من خليلك: قتلى: الوافر: مضمن من قول عمرو بن معديكرب::
صلاة الله: فى الجمال: الوافر: المتنبى: 1: 843
رواق العز: فى كمال: الوافر: المتنبى: 1: 844
ولو أن النساء: الرجال: الوافر: المتنبى: 1: 847
شهور الصيف: السمال: الوافر: لبيد: 1: 883
تعالى الله: الرجال: الوافر: أبو العتاهية: 1: 891
فدى للأكرمين: خالى: الوافر:: 2: 1131
هم سنّوا: الليالى: الوافر::
وخلّ لا سبيل: جهله: الوافر: على بن أبى الرجال: 4: 874
ردئ الظن: فعله: الوافر: على بن أبى الرجال::
يصدق هاجسا: عقله: الوافر: على بن أبى الرجال::
ويشنأكل ذى: أصله: الوافر: على بن أبى الرجال::
جدث على الأهواز: بالموصل: الكامل: البحترى: 1: 104
شلو بأعلى: بالموصل: الكامل: البحترى: 1: 105
حملت حمائله: تذبل: الكامل: البحترى: 1: 202
يابثن إنك: واصل: الكامل: جميل: 1: 283
الله أنجح: الرحل: الكامل: امرؤ القيس: 1: 461
أولاد جفنة: المفضل: الكامل: حسان: 1: 505و 526
فدعوا نزال: أنزل: الكامل: ربيعة بن مقروم: 1: 570
ولقد سلوت: يجهل: الكامل: أبو تمام: 1: 573
إن يلحقوا أكرر: أنزل: الكامل: عنترة: 1: 600
لما وضعت: الأخطل: الكامل: جرير: 1: 630
إنى لأكتم حبها: الأغفال: الكامل: جميل: 1: 668
فإذا وذلك: يفعل: الكامل: أبو كبير الهذلى: 1: 701(2/1263)
أزهير هل عن: الأول: الكامل: أبو كبير الهذلى: 1: 702
وعلوت مرتقيا: مثمل: الكامل: أبو كبير الهذلى: 2: 713
عيطاء: يؤكل: الكامل: أبو كبير الهذلى::
أمن الزمان: عن جهل: الكامل: على بن أبى الرجال: 2: 766
واعلم بأنك: من فعل: الكامل: على بن أبى الرجال::
يسقون من ورد: السلسل: الكامل: حسان: 1: 799
يغشون حتى ماتهر: المقبل: الكامل: حسان: 1: 813
أبنى غدانة: جعال: الكامل: الفرزدق: 2: 1011
لولا عطية: وسبال: الكامل: الفرزدق::
وشمائلى ماقد: مثلى: الكامل: امرؤ القيس: 1: 1089
سمح البديهة: من ماله: الكامل: الخوارزمى: 3: 640
وكأنما عزماته: من إقباله: الكامل: الخوارزمى::
متبسم فى الخطب: بفعاله: الكامل: الخوارزمى::
الحمد لله: المجزل: الرجز: أبو النجم: 2: 289
أعطى فلم: يبخّل: الرجز: أبو النجم::
أهلا وسهلا: من رسول: الرجز: على بن الجهم: 3: 314
جئت بما يشفى: الغليل: الرجز: على بن الجهم::
برأس: اسماعيل: الرجز: على بن الجهم::
والشمس: تفعل: الرجز: أبو النجم: 2: 357
كأنها فى الأفق: الأحول: الرجز: أبو النجم::
تشكو الوجى: أظلل: الرجز: (العجاج): 1: 1062
ببازل: عيهلّ: الرجز: (منظور بن مرثد): 3: 1062
كأن مهواها: الكلكلّ: الرجز:::
موقع كفّى: يصلّى: الرجز:::
كم للدمى الأبكار: من منازل: مربوع الرجز (1) أو القواديسى: طلحة بن عبيد الله العوفى: 4: 285
بمهجتى للوجد: منازل: مربوع الرجز أو القواديسى: طلحة بن عبيد الله العوفى::
معاهد: الهواطل: مربوع الرجز أو القواديسى: طلحة بن عبيد الله العوفى::
لمّانأى: هواطل: مربوع الرجز أو القواديسى: طلحة بن عبيد الله العوفى::
يا ابنة الأقوام: تسألى: الرمل: جليلة بنت مرة: 14: 842و 843
__________
(1) فيه إقواء فى الثانى والرابع.(2/1264)
فإذا أنت: واعذلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
إن تكن أخت: فافعلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
فعل جساس: أجلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
لوبعين فديت: أحفل: الرمل: جليلة بنت مرة::
تحمل العين: تفتلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
إننى قاتلة: لى: الرمل: جليلة بنت مرة::
يا قتيلا قوض: عل: الرمل: جليلة بنت مرة::
ورمانى فقده: المستأصل: الرمل: جليلة بنت مرة::
هدم البيت: الأول: الرمل: جليلة بنت مرة::
مسّنى فقد: مستقبلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
ليس من يبكى: ينجلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
درك الثائر: المثكل: الرمل: جليلة بنت مرة::
ليته كان دمى: من أكحلى: الرمل: جليلة بنت مرة::
غيّروا عارضه: أسيل: مجزوء الرمل: ابن المعتز: 3: 256
تحت صدغين: جميل: مجزوء الرمل: ابن المعتز::
عندى الشوق: لى: مجزوء الرمل: ابن المعتز::
يا إخوتى: عاجل: السريع: أبو العتاهية: 7: 203
ولا تلوموا: شاغل: السريع: أبو العتاهية::
عينى على: السائل: السريع: أبو العتاهية::
يا من رأى: القاتل: السريع: أبو العتاهية::
بسطت كفّى: السائل: السريع: أبو العتاهية::
إن لم تنيلوه: النائل: السريع: أبو العتاهية::
أو كنتم العام: قابل: السريع: أبو العتاهية::
فاليوم أشرب: واغل: السريع: امرؤ القيس: 1: 1060
يجذب من نقرته: عن نيله: السريع: ابن الرومى: 2: 996
فوجهه يأخذ: من ليله: السريع: ابن الرومى::
أنت بين اثنتين: مذال: الخفيف: عبد الصمد بن المعذل: 3: 170
لست تنفك: فى نوال: الخفيف: عبد الصمد بن المعذل::
أى ماء لحر وجهك: السؤال: الخفيف: عبد الصمد بن المعذل::
لم يضرها: ذهول: الخفيف: ابن يسير: 1: 418(2/1265)
مدمج سابغ: الأعالى: الخفيف: عمرو بن شأس: 1: 603
احل وامرر: للمعالى: الخفيف: ديك الجن: 1: 611
يا سائلا كيف: بحالى: المجتث: ابن المعتز: 1: 282
وأطعن للقرن: الماحل: المتقارب: ابن هرمة: 1: 540
* * * فصل اللام الساكنة جزى الله عبسا: فعل: الطويل: النابغة الذبيانى: 1: 232و 283
وما بيضة بات: محلال: الطويل: عمرو بن شأس: 4: 238
بأحسن منها: سال: الطويل: عمرو بن شأس::
لطيفة طى الكشح: متفال: الطويل: عمرو بن شأس::
تميل على مثل: مال: الطويل: عمرو بن شأس::
حىّ ذوى الأضغان: النغل: الطويل: العلاء بن الحضرمى: 3: 408
فإن دحسوا بالكره: تسل: الطويل: العلاء بن الحضرمى::
فإن الذى يؤذيك: يقل: الطويل: العلاء بن الحضرمى::
عش ابق: بل: الطويل: المتنبى: 1: 612
فقل لخيال الحنظلية: وصل: الطويل: طرفة: 1: 791
ففاضت دموع: محمل: الطويل: امرؤ القيس: 1: 1125
بنات وطاء: الليل: الرجز: أعرابى أو (النضر بن سلمة): 1: 246
باكرنى بسحرة: الخبل: الرجز: عبدة بن الطبيب: 2: 292
يلمننى فى حاجة: نسل: الرجز: عبدة بن الطبيب::
كأنها حين تناءى: القلل: الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات: 1: 354
إلى الأمير الحسن: ومحل: الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات: 2: 706
أى مزار: أمل: الرجز: محمد بن عبد الملك الزيات::
يا بنى الصيداء: بالذليل: الرمل: زيد الخيل: 1: 237
رب ركب قد: الزلال: الرمل: عدى بن زيد: 3: 358(2/1266)
عكف الدهر عليهم: حال (1): الرمل: عدى بن زيد::
من رآنا فليوطن: زوال (2): الرمل: عدى بن زيد::
سألتنى عن أناس: أكل: الرمل: (النابغة الجعدى): 1: 433
ما ترى الساقى: الحمل: الرمل: على بن أبى الرجال: 1: 546
رب حتف: منتقل: الرمل: ابن المعتز: 1: 837
فيك خلاف: الجميل (3): السريع: أبو نواس: 1: 711
باكر الراح: العلل: السريع: على بن أبى الرجال: 4: 765
واغتنم لذة يوم: بالأمل: السريع: على بن أبى الرجال::
ما ترى الساقى: الحمل: السريع: على بن أبى الرجال::
مائسا كالغصن: بالكحل: السريع: على بن أبى الرجال::
قد استوى الناس: الرجال: السريع: ابن المعتز: 3: 836
هذا أبو القاسم: الجبال: السريع: ابن المعتز::
يا ناصر الملك: طوال: السريع: ابن المعتز::
كأنى ورحلى: بالرمال: المتقارب: (أمية بن أبى عائذ): 1: 237
أفاد فجاد: وأفضل: المتقارب: امرؤ القيس: 1: 613
أرتنى حجلا: الحجل: المتقارب:: 2: 1127
فقلت ولم أخف: الرجل: المتقارب:::
لفضل بن سهل: المثل: مجزوء المتقارب: ابراهيم الصولى: 3: 758
فباطنها: للقبل: مجزوء المتقارب: ابراهيم الصولى::
ونائلها: للأجل: مجزوء المتقارب: ابراهيم الصولى::
* * * باب الميم فصل الميم المضمومة أيقظان أنت اليوم: هائم: الطويل: عمر بن عبد العزيز: 4: 38و 39
فلو كنت يقظان: السواجم: الطويل: عمر بن عبد العزيز::
نهارك يا مغرور: لازم: الطويل: عمر بن عبد العزيز::
وتشغل فيما سوف: البهائم: الطويل: عمر بن عبد العزيز::
__________
(1) للبيت رواية أخرى فى الهامش.
(2) فى الهامش بيت آخر معه.
(3) للبيت رواية أخرى فى الهامش.(2/1267)
يرى حكمة ما فيه: ظالم: الطويل: أبو تمام: 1: 67
أأترك إن قلّت: للئيم: الطويل: عمارة بن عقيل: 1: 99
إذا كان مدح: متيم: الطويل: المتنبى: 1: 368
إذا ما هبطن القاع: هشيم: الطويل: ابن ميادة: 1: 445
ضممت جناحيهم: القوادم: الطويل: المتنبى: 1: 448
بعيدة مهوى القرط: هاشم: الطويل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 518
ومن لا منى فيه: حميم: الطويل:: 1: 553
محارمك امنعها: المحارم: الطويل: طفيل: 1: 562
ألاليت أياما: فننعم: الطويل: على بن أبى الرجال: 4: 575
وصفراء تحكى: يتكرم: الطويل: على بن أبى الرجال::
إذا مزجت فى: وتنظم: الطويل: على بن أبى الرجال::
جمعنا بها الأشتات: محرم: الطويل: على بن أبى الرجال::
يقيض لى من: أعلم: الطويل: البحترى: 1: 578
أبى دهرنا إسعافنا: نكرم: الطويل: عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر: 2: 634
فقلت له نعماك: المقدم: الطويل: عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر::
أبا ثابت لا تعلقنك: سالم: الطويل: الأعشى: 2: 702
وذرنا وقوما: طاعم: الطويل: الأعشى::
ولا ذنب لى إن ساء: عالم: الطويل: ابن المعتز: 3: 720
وها أناذا: راغم: الطويل: ابن المعتز::
تحمل عظيم الذنب: ظالم: الطويل: (تضمين من العباس)::
وصب أصاب: ملازم: الطويل: العباس بن الأحنف: 4: 720
فقلت له إذ مات: المآثم: الطويل: العباس بن الأحنف::
تحمل عظيم الذنب: ظالم: الطويل: العباس بن الأحنف::
فإنك إن لم تحمل: راغم: الطويل: العباس بن الأحنف::
مقبل ظهر الكف: زمزم: الطويل: ابن الرومى: 2: 758
فظاهرها للناس: عيلم: الطويل: ابن الرومى::
خليلى إلا تسعدانى: المتيم: الطويل: على بن أبى الرجال: 2: 767
تريدان منى النسك: أسحم: الطويل: على بن أبى الرجال::
فتى ما استفاد: حلم: الطويل: أبو العتاهية: 2: 804
إذا ابتسم المهدى: الحكم: الطويل: أبو العتاهية::(2/1268)
غمام خطانى: مفعم: الطويل: البحترى: 3: 857
وبدر أضاء الأرض: مظلم: الطويل: البحترى::
وما بخل الفتح: وتحرم: الطويل: البحترى::
سليمان ميمون: الهزائم: الطويل: أبو هفان (أو ابن الرومى): 2: 873
ألا عوذوه: التمائم: الطويل: أبو هفان (أو ابن الرومى)::
فجاءوا بجمع: دارم: الطويل: زبان الفزارى: 1: 890
لعمرك ما جاءت: ألومها: الطويل: عبد الله بن الزبعرى: 4: 90
فودّ جناة الشر: نشيمها: الطويل: عبد الله بن الزبعرى::
وإن قصيّا: قديمها: الطويل: عبد الله بن الزبعرى::
هم منعوا: قرومها: الطويل: عبد الله بن الزبعرى::
وفاؤكما كالربع: ساجمه: الطويل: المتنبى: 1: 379
تطيب بمسراها: نسيمها: الطويل: البحترى: 1: 413
بليت بلى الأطلال: خاتمه: الطويل: المتنبى: 1: 484
أنيخت فألقت: بغامها: الطويل: ذو الرمة: 1: 531
كئيبا توقانى: حازمه: الطويل: المتنبى: 3: 779و 780
قفى تغرم الأولى: غارمه: الطويل: المتنبى::
سقاك وحيانا: كمائمه: الطويل: المتنبى::
أتاركة أكل الخزيز: قسيمها: الطويل: جرير: 1: 1108
أشجاك الربع: حممه: المديد: طرفة: 1: 229
فالخيل والليل: والقلم: البسيط: المتنبى: 1: 108
ياشدة ما شددنا: الحرم: البسيط: خداش بن زهير: 1: 111
أأن ترسمت: مسجوم: البسيط: ذو الرمة: 1: 284
كأن إبريقهم ظبى: ملثوم: البسيط: علقمة: 1: 406
صدمتهم: غمم: البسيط: المتنبى: 1: 448
كلّ إلى أجل: مقسوم: البسيط: ابن رشيق: 1: 464
إن البخيل ملوم: هرم: البسيط: زهير: 1: 632
حىّ الديار: والديم: البسيط: زهير: 1: 646
إن يخدم القلم: الأمم: البسيط: على بن العباس النوبختى أو ابن الرومى: 3: 749(2/1269)
فالموت والموت: القلم: البسيط: النوبختى أو ابن الرومى::
كذا قضى الله: خدم: البسيط: النوبختى أو ابن الرومى::
واحر قلباه: سقم: البسيط: المتنبى: 1: 787
هو الجواد الذى: فيظلم: البسيط: زهير: 1: 800
فى كفه خيزران: شمم: البسيط: الحزين الكنانى أو غيره: 2: 812
يغضى حياء: يبتسم: البسيط: الحزين الكنانى أو غيره::
يا أعدل الناس: الحكم: البسيط: المتنبى: 16: 858و 859
أعيذها نظرات: ورم: البسيط: المتنبى::
وما انتفاع: والظلم: البسيط: المتنبى::
أنا الذى نظر: صمم: البسيط: المتنبى::
أنام ملء جفونى: ويختصم: البسيط: المتنبى::
وجاهل مدّه: وفم: البسيط: المتنبى::
إذا رأيت نيوب: مبتسم: البسيط: المتنبى::
يا من يعز علينا: عدم: البسيط: المتنبى::
ما كان أخلقنا: أمم: البسيط: المتنبى::
إن كان سرّكم: ألم: البسيط: المتنبى::
وبيننا لو رعيتم: ذمم: البسيط: المتنبى::
كم تطلبون لنا: والكرم: البسيط: المتنبى::
ما أبعد العيب: والهرم: البسيط: المتنبى::
ليت الغمام: الديم: البسيط: المتنبى::
أرى النوى: الرسم: البسيط: المتنبى::
لئن تركن ضميرا: ندم: البسيط: المتنبى::
أمين الله هب: الهمام: الوافر: أبو قابوس: 9: 79
وما طلبى إليك: وقاموا: الوافر: أبو قابوس::
أرى سبب الرضا: والتمام: الوافر: أبو قابوس::
نذرت علىّ فيه: الصيام: الوافر: أبو قابوس::
وهذا جعفر: قتام: الوافر: أبو قابوس::
أما والله: تنام: الوافر: أبو قابوس::
لطفنا حول: استلام: الوافر: أبو قابوس::
وما أبصرت قبلك: الحسام: الوافر: أبو قابوس::(2/1270)
عقاب خليفة: الحمام: الوافر: أبو قابوس::
ولست بشاتم كعبا: السلام: الوافر: الأعور بن براء: 3: 169
ولست ببائع قوما: والسنام: الوافر: الأعور بن براء::
وكائن فى المعاشر: كرام: الوافر: الأعور بن براء::
عزيز بنى سليم: سهام: الوافر: (أشجع السلمى): 1: 561
كذلك خيمهم: خيم: الوافر: زهير: 1: 561
له فى الذاهبين: أروم: الوافر: زهير: 1: 561
إذا عد الكرام: عام: الوافر: المتنبى: 1: 625
أتنسى إذ تودعنا: البشام: الوافر: جرير: 1: 644
متى كان الخيام: الخيام: الوافر: جرير: 1: 645
إذا أتت الإساءة: ألوم: الوافر: المتنبى: 1: 992
ظلمتك ظالمة: مذموم: الكامل: أبو تمام: 4: 377
زعمت هواك: ورسوم: الكامل: أبو تمام::
لا والذى هو عالم: كريم: الكامل: أبو تمام::
ما زلت عن سنن: تحوم: الكامل: أبو تمام::
لمحمد بن الهيثم: مقيم: الكامل: أبو تمام: 1: 377
إن أقبلت فالبدر: فالريم: الكامل: ابن الرومى: 1: 478
وثنية جاوزتها: أدهم: الكامل:: 1: 531
عمرو بن كلثوم: يسهم: الكامل: أبو تمام: 1: 717
أجد الملامة: اللوّم: الكامل: أبو الشيص: 1: 751
صلى الضحى: ويصوم: الكامل: محمد بن عبد الملك الزيات: 2: 759
لا تعدمنّ عداوة: وتقوم: الكامل: محمد بن عبد الملك الزيات::
أما ابن فروة: القائم: الكامل: حماد عجرد: 2: 990
ما الناس عندك: بهائم: الكامل: حماد عجرد::
نظرت فأقصدت: يهيم: الكامل: ابن الرومى: 2: 1000
فالموت إن نظرت: أليم: الكامل: ابن الرومى::
وإذا ألم خيالها: سجم: الكامل: المخبل السعدى: 1: 1009
وإذا المطى: حرام: الكامل: أبو نواس: 2: 1090
قربننا من خير: وذمام: الكامل: أبو نواس::
وغداة ريح: زمامها: لبيد: 1: 435(2/1271)
وجلا السيول: أقلامها: الكامل: لبيد: 1: 475
فاقطع لبانة: صرامها: الكامل: لبيد: 1: 791
حرّ الإهاب: صميمه: الكامل: ديك الجن: 1: 609
الحمد لله: انتقامه: مجزوء الكامل: (عمران بن حطان): 2: 248
فى كرههم: اهتضامه: مجزوء الكامل: (عمران بن حطان)::
الشعر صعب: سلمه: الرجز: الحطيئة: 5: 185
والشعر لا يسطيعه: يظلمه: الرجز: الحطيئة::
إذا ارتقى: يعلمه: الرجز: الحطيئة::
زلت به: قدمه: الرجز: الحطيئة::
يريد أن: فيعجمه: الرجز: الحطيئة::
إنما الذلفاء: يلوم: مجزوء الرمل: (الأحوص): 3: 401
أحسن الناس: وتقوم: مجزوء الرمل: (الأحوص)::
أصل الحبل: صروم: مجزوء الرمل: (الأحوص)::
هل تذكرون: عدمه: السريع: طرفة: 1: 229
لا أعد الإقتار: الإعدام: الخفيف: أبو دؤاد: 1: 148
لسانى بسرّى: نموم: المتقارب: ابن المعتز: 4: 707و 708
ولى مالك: وسيم: المتقارب: ابن المعتز::
له مقلتا شادن: رخيم: المتقارب: ابن المعتز::
فدمعى عليه: سقيم: المتقارب: ابن المعتز::
* * * فصل الميم المفتوحه لمن راية سوداء: تقدما: الطويل: على بن أبى طالب: 2: 34و 35
فيوردها فى الصف: والدما: الطويل: على بن أبى طالب::
وكم من عدو: لتندما: الطويل: عبد الله بن الزبير: 2: 40
كثير الخنا: أقسما: الطويل: أو ابن الزّبير::
ألاقف برسم الدار: نعمى: الطويل: الأحوص: 1: 91
تمشى بشتمى: النجما: الطويل: الأحوص: 1: 92
عددنا له: ضخما: الطويل: أخت طرفة: 2: 158
فجعنابه: قحما: الطويل: أخت طرفة::
أبى الشعر إلا: محكما: الطويل: الأصمعى أو غيره: 2: 188(2/1272)
فياليتنى إذ لم أجد: مفحما: الطويل: الأصمعى أو غيره::
إذا ما غضبنا: دما: الطويل: بشار: 2: 200و 201 و 825
إذا ما أعرنا: وسلما: الطويل: الأصمعى أو غيره بشار::
فإن شئتما ألقحتما: هما: الطويل: عوف بن عطية: 2: 259
فإن كان عقلا: المقاحما: الطويل: عوف بن عطية::
سل الربع أنّى: يتكلما: الطويل: حميد بن ثور: 1: 283
لنا الجفنات الغر: دما: الطويل: حسان: 1: 333و 658
إذا أنا بالمعروف: المذمما: الطويل: (أبو العالية الرياحى أو أبو عمران الضرير): 2: 398
ففيم عرفت الخير: والفما: الطويل: (أبو العالية الرياحى أو أبو عمران الضرير)::
خلقنا سماء: أقتما: الطويل: بشار: 1: 476
قتلنا به خير: أضجما: الطويل: (حاجب بن زرارة): 1: 547
لقد ملأت عينى: هموما: الطويل: الخليع: 1: 556
تبسم عن مثل: فتبسما: الطويل: مسلم بن الوليد: 1: 564
فكنت لناشيهم: ابنما: الطويل: أبو تمام: 1: 593
إذا قلت إنى: سقما: الطويل: الأحوص: 1: 782
عليك سلام الله: يترحما: الطويل: عبدة بن الطبيب: 3: 840و 841
تحية من ألبسته: سلّما: الطويل: عبدة بن الطبيب::
فما كان قيس: تهدما: الطويل: عبدة بن الطبيب: و 1091
وأصيد إن نازعته: جمجما: الطويل: البحترى: 13: 853
ثناه العدى: توهما: الطويل: البحترى::
وقد كان سهلا: فتجهما: الطويل: البحترى::
أمتخذ عندى: منعما: الطويل: البحترى::
ومكتسب فىّ: مغرما: الطويل: البحترى::
يخوفنى من سوء: وتظلما: الطويل: البحترى::
أعيذك أن أخشاك: تقدما: الطويل: البحترى::
ألست الموالى: أنجما: الطويل: البحترى::
ثناء كأن الروض: منمنما: الطويل: البحترى::
ولو أننى وقرت: يتهضما: الطويل: البحترى::
لأكبرت أن أومى: فما: الطويل: البحترى::(2/1273)
وكان الذى يأتى: المقدما: الطويل: البحترى::
ولكننى أعلى: أتعظما: الطويل: البحترى::
لناهضبة لا ينزل: فيعصما: الطويل: طرفة: 1: 1063
صب الفراق علينا: منتقما: البسيط: أبو تمام: 2: 372
سيف الإمام: مخترما: البسيط: أبو تمام::
ليست من السود: البرما: البسيط: النابغة الذبيانى: 1: 517
عذيرى فيك: ملاما: الوافر: البحترى: 1: 282
أعدّ إذا عددت: الأصمّا: الوافر: رجل من شيبان: 7: 953و 954
وهانئنا: الأشمّا: الوافر: رجل من شيبان::
ومفروقا: الخضمّا: الوافر: رجل من شيبان::
وأسود كان: أجمّا: الوافر: رجل من شيبان::
أولئك من عكابة: وأمّا: الوافر: رجل من شيبان::
وأفضل من ينص: وعمّا: الوافر: رجل من شيبان::
وأكثر قومهم: همّا: الوافر: رجل من شيبان::
سقيت رباك: معلوما: الكامل: البحترى: 2: 372
ولو اننى أعطيت: إبراهيما: الكامل: البحترى::
من مبلغ: أبيكما (1): الكامل: مهلهل: 1: 507
ومخرق عنه: سقيما: الكامل: ليلى الأخيلية: 1: 520
فهناك مجزأة: أسامه: الكامل: عمران بن حطان: 1: 152
ضيعتى مثل: مسترمّه: مجزوء الرمل:: 1: 551
لما رأت ساتيدما: لامها: السريع: عمرو بن قميئة: 1: 1065
كأنها ما كأنه: بغما: المنسرح: ديك الجن: 1: 353
قد بلونا أبا سعيد: قديما: الخفيف: أبو تمام: 3: 747
ووردناه سائحا: وجميما: الخفيف: أبو تمام::
فعلمنا أن ليس: كريما: الخفيف: أبو تمام::
بت أرعى الخدود: النجوما: الخفيف: أبو تمام: 1: 779
أيها الرائحان: شميما: الخفيف: أبو نواس: 6: 997
نالنى بالملام: مستقيما: الخفيف: أبو نواس::
فاصرفاها إلى: نديما: الخفيف: أبو نواس::
__________
(1) انظر أصل البيت من بيتين فى الهامش.(2/1274)
كبر حظى منها: النسيما: الخفيف: أبو نواس::
فكأنى وما أزين: التحكيما: الخفيف: أبو نواس::
كلّ عن حمله: يقيما: الخفيف: أبو نواس::
أشاقك: حمامه: المضارع:: 1: 290
* * * فصل الميم المكسورة ولما رأيت الخيل: دوام: الطويل: على بن أبى طالب: 7: 34
وأعرض نقع: بقتام: الطويل: على بن أبى طالب::
ونادى ابن هند: جذام: الطويل: على بن أبى طالب::
تيممت همدان: وسهامى: الطويل: على بن أبى طالب::
فجاوبنى من خيل: لئام: الطويل: على بن أبى طالب::
فخاضوا لظاها: مدام: الطويل: على بن أبى طالب::
فلو كنت بوابا: بسلام: الطويل: على بن أبى طالب::
إذا لم أجد بالحلم: للحلم: الطويل: معاوية: 2: 36
خذيها هنيئا: بالسلم: الطويل: معاوية::
فقلن لها فى السر: فألممى: الطويل: أبو حية النميرى: 1: 102
وما كان مالى: مأثم: الطويل: ذو الرمة: 2: 126
ولكن عطاء: خضرم: الطويل: ذو الرمة::
ومن يجعل المعروف: يشتم: الطويل: زهير: 1: 148
فإنى زعيم أن أقول: المخارم: الطويل: الراعى: 2: 166
خفيفة أعجاز المطى: بالمواسم: الطويل: الراعى::
ما أنت ان قرما تميم: العظم: الطويل: الفرزدق: 2: 172
فلو كنت مولى: الظّلم: الطويل: الفرزدق::
وقد رام بحرى: ومقحم: الطويل: أوس بن حجر: 1: 189
وأسمع من ألفاظه: شتمى: الطويل: المتنبى: 1: 197
أصاخت فقالت: مخذم: الطويل: ابن هانئ: 2: 201
وما ذعرت: مخدّم: الطويل: ابن هانئ::
أقول لعبد الله: وهاشم (1): الطويل:: 1: 258
__________
(1) وله رواية أخرى فى الهامش.(2/1275)
ولا نقتل الأسرى: المغارم: الطويل: الفرزدق: 1: 305
لمن دمن تزداد: رسوم: الطويل: أبو نواس: 1: 352
إذا ما اتقى الله: جرم: الطويل: (زياد الأعجم): 2: 375
ولو أن جرما: الشحم: الطويل: (زياد الأعجم)::
على حالة لو أن: حاتم: الطويل: الفرزدق: 1: 416
نفلق هاما: القماقم: الطويل: الفرزدق: 1: 416
وقد لبست لبس: معصم: الطويل: كثير: 2: 438
وترمض أحيانا: المنظم: الطويل: كثير::
فقلت لها: أديمى: الطويل: أرطاة بن سهية: 1: 443
أشارت بطرف: تتكلم: الطويل: (عمر بن أبى ربيعة): 2: 509
فأيقنت أن الطرف: المسلّم: الطويل: (عمر بن أبى ربيعة)::
تجرّم أهلوها: التجرم: الطويل: حميد بن ثور: 3: 513
ومالى من ذنب: اسلمى: الطويل: حميد بن ثور::
بلى فاسلمى: تكلمى: الطويل: حميد بن ثور::
ألم يأته أنّى تخلل: النواعم: الطويل: الفرزدق: 1: 550
ومن هاب أسباب: بسلم: الطويل: زهير: 1: 553
لقد خنت قوما: مغرم: الطويل: الفرزدق: 2: 621
لألفيت فيهم: المقوّم: الطويل: الفرزدق::
بأروع من طىّ: حاتم: الطويل: البحترى: 2: 627
سماحا وبأسا: المتراكم: الطويل: البحترى::
أيا ظبية الوعساء: أم سالم: الطويل: ذو الرمة: 1: 659
كأن فتات: يحطم (1): الطويل: زهير: 1: 666
كأنى دحوت: عزمى: الطويل: المتنبى: 1: 676
ألا لا أرى مثلى: وهمى: الطويل: أبو نواس: 2: 687
أتت صور: علم: الطويل: أبو نواس::
عظمت فلما: العظم: الطويل: المتنبى: 1: 701
وعلمتنى كيف: ظلمى: الطويل: ابراهيم بن العباس: 2: 708و 709
وأعلم مالى: علمى: الطويل: ابراهيم بن العباس::
فيقتل خير امرئ: بالدم: الطويل:: 1: 746
ودسنا بأخفاف: المناسم: الطويل: المتنبى: 4: 780
__________
(1) فى هامش 2/ 1002بيت من هذه القصيدة فى مناسبة (أحمر عاد).(2/1276)
ديار اللواتى: بالتمائم: الطويل: المتنبى::
حسان التثنى: النواعم: الطويل: المتنبى::
ويبسمن عن درّ: بالمباسم: الطويل: المتنبى::
رأيت ابن ليلى: ومصرم: الطويل: كثير: 2: 799
مسائل إن توجد: تتظلّم: الطويل: كثير::
إذا مضر الحمراء: خازم: الطويل: إسحاق الموصلى: 2: 829
عطست بأنفى: قائم: الطويل: إسحاق الموصلى::
لشتان ما بين: حاتم: الطويل: ربيعة الرقى: 3: 872
فهمّ الفتى الأزدى: الدراهم: الطويل: ربيعة الرقى::
فلا يحسب التمتام: المكارم: الطويل: ربيعة الرقى::
وخيفاء ألقى الليث: مصرم: الطويل: (رجل من بنى سعد): 1: 896
أرين الذى: النواجم: الطويل: ذو الرمة: 1: 966
بنينا على كسرى: بنجوم: الطويل: أبو نواس: 2: 997
فلورد فى كسرى: نديم: الطويل: أبو نواس::
بنى مالك قد: المعالم: الطويل: أبو تمام: 2: 999
غوامض قيد الكف: بالسلالم: الطويل: أبو تمام::
فما بين من لم يعط: الحلاقم: الطويل: الشمردل: 1: 1080
أحب المكان القفر: معجم: الطويل: ذو الرمة: 1: 1127
أسير إلى إقطاعه: بحسامه: الطويل: المتنبى: 2: 640
وما مطرتنيه: غمامه: الطويل: المتنبى::
يخرجن من: أقلام: البسيط: جرير: 1: 424
ترنو إلىّ بعين: بالعنم: البسيط: المتنبى: 1: 479
لئن جحدتك: فى الكرم: البسيط: ابراهيم بن المهدى: 1: 484
لا يصطلين دخان: على فحم: البسيط: الأخطل: 1: 517
البر بى منك: تلم: البسيط: ابراهيم بن المهدى: 2: 710
وقام علمك بى: متّهم: البسيط: ابراهيم بن المهدى::
حتى رجعت: للقلم: البسيط: المتنبى: 2: 749
اكتب بنا أبدا: كالخدم: البسيط: المتنبى::
تحمله الناقة: الظلم: البسيط: كعب بن زهير: 2: 808و 809
وفى عطافيه: كرم: البسيط: كعب بن زهير::
سقى وفودك: بسطام: البسيط: النعمان بن المنذر: 5: 949و 950(2/1277)
أغر ينميه: رامى: البسيط: النعمان بن المنذر::
قد كان قيس: أيام: البسيط: النعمان بن المنذر::
فارضوا بما فعل: أقوام: البسيط: النعمان بن المنذر::
هم الجماجم: بإرغام: البسيط: النعمان بن المنذر::
كان التبابع: على الشام: البسيط: عامر بن الطفيل: 5: 950
حتى انتهى الملك: رامى: البسيط: عامر بن الطفيل::
أنحى علينا بأظفار: وإرغام: البسيط: عامر بن الطفيل::
إن يمكن الله: بسطام: البسيط: عامر بن الطفيل::
فانظر إذا الصيد: حامى: البسيط: عامر بن الطفيل::
أما الأداة ففينا: اللجم: البسيط: ابن مقبل: 2: 1047
ونسج داود: إرم: البسيط: ابن مقبل::
نعم المعين: كالظلم: البسيط: كشاجم: 7: 1106
لا تستمد مدادا: مكتتم: البسيط: كشاجم::
خفت وجفت: القلم: البسيط: كشاجم::
وأمكن المحو: ومنتظم: البسيط: كشاجم::
حليتها بلجين: الأدم: البسيط: كشاجم::
فالكمّ يعبق: النسم: البسيط: كشاجم::
لو كنّ ألواح: من الندم: البسيط: كشاجم::
ومن يك خائفا: بنو حرام: الوافر: الفرزدق: 2: 91
هم قادوا: الحمام: الوافر: الفرزدق::
أقرحشا: الظلام: الوافر: امرؤ القيس: 1: 119
أيا قمر التمام: التمام: الوافر: (البحترى): 1: 547
نعرض للسيوف: للطام: الوافر: الجحاف أو ابن مرداس: 1: 557
أرامة كنت مألف: القديم: الوافر: أبو تمام: 3: 779
أدار البؤس: النعيم: الوافر: أبو تمام::
ومما ضرّم البرحاء: رحيم: الوافر: أبو تمام::
وأحمد اسمه: بعام: الوافر: الرائش: 1: 958
فقل للّت تلومك: بالتميم: الوافر:: 1: 1056
بعين أباغ: القسيم: الوافر: بنت المنذر بن ماء السماء: 1: 1108
عوجا على الطلل: حمام: الكامل: امرؤ القيس: 1: 130(2/1278)
صفة الطول: الكرم: الكامل: أبو نواس: 4: 140و 141و 369
لا تخدعنّ: السقم: الكامل: أبو نواس::
تصف الطلول: الحكم: الكامل: أبو نواس::
وإذا وصفت: وهم: الكامل: أبو نواس::
أعياك رسم الدار: الأعجم: الكامل: عنترة: 3: 279
هل غادر: الشعراء: توهم: الكامل: عنترة::
يادار عبلة: واسلمى: الكامل: عنترة::
نبئت عمرا: المنعم: الكامل: عنترة: 1: 461
وخلا الذباب: المترنم: الكامل: عنترة: 2: 486
هزجا يحك: الأجذم: الكامل: عنترة::
وكأنها وسط: جاسم: الكامل: عدى بن الرقاع: 2: 494
وسنان أقصده: بنائم: الكامل: عدى بن الرقاع::
ياشاة ما قنص: تحرم: الكامل: عنترة: 1: 514
بطل كأن ثيابه: بتوأم: الكامل: عنترة: 1: 526
يلفى إذا ما الجيش: عرمرم: الكامل:: 1: 560
فسقى: ديارك: تهمى: الكامل: طرفة: 1: 653
أثنى علىّ بما علمت: أظلم: الكامل: عنترة: 1: 655
ولقد سما للخرّمى: مقدمى: الكامل: الأخطل: 1: 725
إذ يتقون بى: مقدمى: الكامل: عنترة: 1: 725
صعل يعود: الأصلم: الكامل: عنترة: 1: 744
يا أخت ناجية: دمى: الكامل: الفرزدق: 1: 788
طرقتك صائدة: بسلام: الكامل: جرير: 1: 792
إن الذى صاغت: قلمى: الكامل: ابن رشيق: 6: 1132
مما عنيت بسبك: الكلم: الكامل: ابن رشيق::
لم أهده إلا: القدم: الكامل: ابن رشيق::
لسنا نزيدك: الكرم: الكامل: ابن رشيق::
فاقبل هدية: العدم: الكامل: ابن رشيق::
لا تحسن الدنيا: للهمم: الكامل: ابن رشيق::
فخندف هامة: العالم: الرجز: العجاج: 1: 269
يادار سلمى: اسلمى: الرجز: العجاج: 1: 269
قواطنا مكة: الحمى: الرجز: العجاج: 1: 1052(2/1279)
قل للإمام: بأمّه: الرجز: العمانى (1): 3: 76
ما قاسم: أمّه: الرجز: العمانى::
وقد رضيناه: فسمّه: الرجز: العمانى::
لابد للعاشق: الصرم: السريع: العباس بن الأحنف: 2: 726
حتى إذا الهجر: على رغم: السريع: العباس بن الأحنف::
تقول لى والعيون: أقم: المنسرح: حمزة بن بيض: 4: 819
أى الوجوه: الحكم: المنسرح: حمزة بن بيض::
متى يقل: يبتسم: المنسرح: حمزة بن بيض::
قد كنت أسلمت: سلمى: المنسرح: حمزة بن بيض::
رزئته روضة: على قدم: المنسرح: كشاجم: 7: 1106و 1107
جثل الذنابى: العلم: المنسرح: كشاجم::
متوجا خلقة: والحكم: المنسرح: كشاجم::
كأنه يزدجرد: العجم: المنسرح: كشاجم::
يطبق أجفانه: فى الظلم: المنسرح: كشاجم::
أدل بالحسن: محتشم: المنسرح: كشاجم::
ثم مشى مشية: ومبتسم: المنسرح: كشاجم::
إن حشو الكلام: التقويم: الخفيف: العتابى: 1: 689
فوحق البيان: الخصام: الخفيف: أبو عبد الرحمن العطوى: 3: 710
ما رأينا سوى: فى نظام: الخفيف: أبو عبد الرحمن العطوى::
هى تجرى مجرى: فى الأجسام: الخفيف: أبو عبد الرحمن العطوى::
كل آخائه كرام: الكرام: الخفيف: المتنبى: 1: 1043
فأنتم بنو بنته: المسلم: المتقارب: ابن المعتز: 1: 670
* * * فصل الميم الساكنة ديار التى بتّت: صرم: الطويل: كعب بن زهير: 2: 273
فزعت إلى وجناء: استحم: الطويل: كعب بن زهير::
دارعفاها: العدم: مربع البسيط:: 1: 1109
__________
(1) انظر هامش الصفحة.(2/1280)
عن أى ثغر: تحتكم: مجزوء الكامل: البحترى: 1: 327
من أى سلح: تلتطم: مجزوء الكامل: أبو العنبس الصيمرى: 3: 328
ذقن الوليد: فى الرحم: مجزوء الكامل: أبو العنبس الصيمرى::
أدخلت رأسك: تنهزم: مجزوء الكامل: أبو العنبس الصيمرى::
لقد اصطفى: والشيم: مجزوء الكامل: البحترى: 1: 414
إن المكارم: فى المغارم: مجزوء الكامل: فابوس بن وشمكير: 1: 542
لا يمنعنك: التمائم: مجزوء الكامل: زبان بن منظور أو غيره: 5: 1034
ولا التشاؤم: بالمقاسم: مجزوء الكامل: زبان بن منظور أو غيره::
ولقد غدوت: وحاتم: مجزوء الكامل: زبان بن منظور أو غيره::
فإذا الأشائم: كالأشائم: مجزوء الكامل: زبان بن منظور أو غيره::
قد خط ذلك: القدائم: مجزوء الكامل: زبان بن منظور أو غيره::
طيف: ألم: الرجز (1): على بن يحيى المنجم: 8: 295
بذى: سلم: الرجز: أو يحيى بن على::
بعد: العتم: الرجز:::
يطوى: الأكم: الرجز:::
جاد: بفم: الرجز:::
و: ملتزم: الرجز:::
فيه: هضم: الرجز:::
إذا: يضم: الرجز:::
عاصم: اعتصم: الرجز: العجاج: 1: 549
يا نبى الله: مريم: مجزوء الرمل: مخلد بن بكار: 2: 174و 175
أنت من أشعر: تتكلم: مجزوء الرمل: مخلد بن بكار::
النشر مسك: عنم: السريع: المرقش الأكبر: 1: 477
فى باعه طول: شمم: السريع: داود بن سلم: 1: 603
هذا غلام حسن: التمام: السريع: النابغة الذبيانى: 1: 963
جهير الكلام: النغم: المتقارب: (العمانى): 1: 557
فقل للخليفة: المتهم: المتقارب: بشار: 5: 888و 889
إذا أيقظتك: نم: المتقارب: بشار::
فتى لا يبيت: بدم: المتقارب: بشار::
دعانى إلى: خضم: المتقارب: بشار::
__________
(1) على تفعيلة واحدة.(2/1281)
ولولا الذى: شم: المتقارب: بشار::
شهدت على: النسم: المتقارب: تبع بن كليكرب: 2: 959
فلو مدّ عمرى: عم: المتقارب: تبع بن كليكرب::
* * * باب النون فصل النون المضمومة خليلىّ من كعب: معين: الطويل: بشار أو دعبل: 3: 631
ولا تبخلا بخل: حزين: الطويل: بشار أو دعبل::
إذا جئته: كمين: الطويل: بشار أو دعبل::
تعزّ أبا العباس: كائن: الطويل: أبو نواس: 3: 845
حوادث أيام: ومحاسن: الطويل: أبو نواس::
وفى الحى بالميت: غابن: الطويل: أبو نواس::
ولا خير فى اللفظ: أزين: الطويل: على بن بسام: 1: 1045
وقد أيقنت: اليقين: الوافر: نصيب الأكبر: 1: 616
أراك فلا أرد: الجفون: الوافر: ابراهيم بن العباس الصولى: 2: 758
ولو أنى نظرت: العيون: الوافر: ابراهيم بن العباس الصولى::
ويسئ بالإحسان: مفتون: الكامل: أبو تمام: 1: 322
ساس الأمور: جنين: الكامل: أبو تمام: 1: 437
حتى الذى فى: خفقان: الكامل: أبو نواس: 1: 675
لولا التفجع لادعى: محزون: الكامل: أبو نواس: 1: 841
ملك تصور: مكان: الكامل: أبو نواس: 1: 1084
ألا هل هاجك: غربان: مسدس الهزج:: 1: 1110
أنت عذرى: تخون: الخفيف: الصنوبرى: 1: 554
* * * فصل النون المفتوحة إليك أبا العباس: الملسنا: الطويل: أبو نواس: 2: 364
قلائص لم تعرف: الهنا: الطويل: أبو نواس::(2/1282)
سأشكو إلى الفضل: بيننا: الطويل: أبو نواس: 2: 373
أمير رأيت المال: موقنا: الطويل: أبو نواس::
ضربن إلينا بالسياط: عنّا: الطويل: المتنبى: 1: 571
وقد بردت فوق: السخنا: الطويل: المتنبى: 1: 737
ترى العين: جفونها: الطويل: أبو نواس: 1: 742
ترى ثنانا: ثنيانا: البسيط: أوس بن مغراء: 1: 189
أو كاهتزاز ردينىّ: لينا: البسيط: ابن مقبل: 1: 270
نازعت ألبابها: لينا: البسيط: ابن مقبل: 1: 270
إن العيون التى: قتلانا: البسيط: جرير: 2: 323
يصرعن ذا اللب: أركانا: البسيط: جرير::
ضحوا بأشمط: قرآنا: البسيط: حسان: 1: 447
بيض مفارقنا: أيدينا: البسيط: نهشل بن حرى: 1: 605
إن كوتبوا أو لقوا: فرسانا: البسيط: المتنبى: 1: 627
ما تطلع الشمس: أخرانا: البسيط: أوس بن مغراء: 1: 826
يا قوم أذنى: أحيانا: البسيط: بشار: 2: 996
قالوا بمن لا ترى: كانا: البسيط: بشار::
أرد دونك يقظانا: وسنانا: البسيط: البحترى: 1: 1004
يمشين هيل النقا: حينا: البسيط: ابن مقبل: 1: 1048
ونحن الكاتبون: الكاتبينا: الوافر: أحد كتاب المنصور: 1: 99
بأنا نورد الرايات: روينا: الوافر: عمرو بن كلثوم: 1: 575
وإن وزن الحصى: رزينا: الوافر: الراعى: 1: 615
ونكرم جارنا: كانا: الوافر: عمرو بن الأيهم: 1: 661
ألا حييت عنا: مسلمينا: الوافر: (الكميت): 1: 724
صددت الكأس عنا: اليمينا: الوافر: عمرو ذو الطوق: 2: 1075
وما شر الثلاثة: تصبحينا: الوافر: عمرو ذو الطوق
خيال هاج: حزنا: مجزوء الوافر (1):: 4: 286
عميد القلب: والطرب: مجزوء الوافر:::
سبتنى ظبية: عسل: مجزوء الوافر:::
ينوء بخصرها: الحقب: مجزوء الوافر:::
__________
(1) وفيه إقواء واختلاف فى القافية.(2/1283)
إن الذين غدوا: معينا: الكامل: جرير: 2: 1077
غيّضن من عبراتهن: ولقينا: الكامل: جرير::
لأفحل ثلاثة: سمينا: الرجز: الشمردل: 2: 983
مناهبا: والحرونا: الرجز: الشمردل::
اسمعى: الظاعنينا: مجزوء الرمل:: 1: 724
كلما غنى: خبرينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم: 8: 724و 725
أنشدت فضل: مدينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
عارضت معنى: غافلونا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
أحسنت: الظاعنينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
لو أجابتهم: للسائلينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
واستعاد الصوت: الشاربينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
قلت للمولى: فينا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
رب صوت: قرونا: مجزوء الرمل: على بن الجهم::
منطق صائب: لحنا: الخفيف: (مالك بن أسماء): 1: 506
لعن الله صنعة: لقينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ: 22: 769و 770
يؤثرون الغريب: مبينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
ويرون المحال: ثمينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
يجهلون الصواب: يجهلونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فهم عند من سوانا: يعذرونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
إنما الشعر: فنونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فأتى بعضه يشاكل: المتونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
كل معنى أتاك: يكونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فتناهى من البيان: للناظرينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فكأن الألفاظ: عيونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فأتى فى المرام: المنشدونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فإذا ما مدحت: المسهبينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فجعلت النسيب: مبينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
وتنكبت: ما يهجّن: موزونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
وإذا ما قرضته: المرفثينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فجعلت التصريح: دفينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
وإذا ما بكيت: والظاعنينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::(2/1284)
حلت دون الأسى: مصونا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
ثم إن كنت عاتبا: لينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فتركت الذى: مهينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
وأصح القريض: مستبينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
فإذا قيل أطمع: المعجزينا: الخفيف: أبو العباس الناشئ::
هجرتنا يقظى: وسنى: الخفيف: البحترى: 1: 1003
فرمنا القصاص: المسلمينا: المتقارب:: 1: 222
فنعم الفتى: روينا: المتقارب: الخنساء: 1: 417
وكنت أخى بإخاء: عوانا: المتقارب: ابراهيم بن العباس الصولى: 3: 859
وكنت أذم إليك: الزمانا: المتقارب: ابراهيم بن العباس الصولى::
وكنت أعدك: الأمانا: المتقارب: ابراهيم بن العباس الصولى::
* * * فصل النون المكسورة قفانبك: أزمان: الطويل: امرؤ القيس: 1: 277
لمن طلل أبصرته: يمانى: الطويل: امرؤ القيس: 1: 277
لقد نكرت عينى: فانى (1): الطويل: خالد القناص: 7: 287
توهمتها من بعد: بعرفان: الطويل: خالد القناص::
فقلت لها حييت: إخوانى: الطويل: خالد القناص::
وأى بلاد: جيرانى: الطويل: خالد القناص::
فما نطقت: ترمرمت: الطويل: خالد القناص::
وكان شفائى: وسلمت: الطويل: خالد القناص::
ولكنها: بتبيان: الطويل: خالد القناص::
فنيت وما يفنى: فانى: الطويل: الربيع الفزارى: 1: 652
على هيكل يعطيك: وانى: الطويل: امرؤ القيس: 1: 657
جمعت ردينيا: بدخان: الطويل: امرؤ القيس: 1: 679
ولست وإن عزت: صلينى: الطويل: جميل: 1: 792
تغطيت من دهرى: يرانى: الطويل: أبو نواس: 2: 817
__________
(1) فى الأبيات إقواء واختلاف فى القافية.(2/1285)
فلو تسأل الأيام: مكانى: الطويل: أبو نواس::
ألا من رأى الطفل: تبتدران: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات: 12: 846و 847
رأى كل أم وابنها: ينتجيان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
وبات وحيدا: الخفقان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
ألا إن سجلا: شفيانى: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
فلا تلحيانى: ماتريان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
وإن مكانا: مكان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
أحق مكان: منتظران: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
فهبنى عزمت: ثمان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
ضعيف القوى: الحدثان: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
ألا من أمنيه: زمانى: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
ألا من إذا ما جئت: ورعانى: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
فلم أر كالأقدار: رمانى: الطويل: محمد بن عبد الملك الزيات::
وكنت كذى: الحدثان: الطويل: النجاشى: 1: 1082
إذا ما رأونى طالعا: عرفونى: الطويل: جميل: 1: 1088
يا أمين الله: والزمن: المديد: أبو نواس: 2: 359
أنت تبقى: فكن: المديد: أبو نواس::
إنا لنأمل أن ترتد: والإحن: البسيط: سديف: 3: 108
وتنقضى دولة: وثن: البسيط: سديف::
فانهض ببيعتكم: حسن: البسيط: سديف::
من كل مشتهر: نجمان: البسيط: بشار: 1: 476
كتمت حبّك: وإعلانى: البسيط: المتنبى: 2: 501
لأنه زاد حتى: كتمانى: البسيط: المتنبى::
يا عمرو إلا تدع: اسقونى: البسيط: ذو الإصبع العدوانى: 1: 528
لو كان للدهر مال: قنيان: البسيط: أبو المثلم: 6: 606
آبى الهضيمة: وانى: البسيط: أبو المثلم::
حامى الحقيقة: ثنيان: البسيط: أبو المثلم::
رباء مرقبة: أقران: البسيط: أبو المثلم::
هباط أودية: فتيان: البسيط: أبو المثلم::(2/1286)
يعطيك ما لا تكاد: منّان: البسيط: أبو المثلم::
وسابح هطل: خوان: البسيط: أبو تمام: 4: 632
أظمى الفصوص: ريّان: البسيط: أبو تمام::
فلو تراه مشيحا: ووحدان: البسيط: أبو تمام::
أيقنت إن لم تثبّت: عثمان: البسيط: أبو تمام::
من يفعل الحسنات: مثلان: البسيط: (حسان أو غيره): 1: 1054
العارض الهتن: الهتن: البسيط: المتنبى: 1: 1117
رأيت عرابة الأوسى: القرين: الوافر: الشماخ: 2: 45و 810و 811
إذا ما راية رفعت: باليمين: الوافر: الشماخ::
عذرت البزل: لبون: الوافر: سحيم بن وثيل: 1: 171
يصد الشاعر: هجان: الوافر: النابغة الذبيانى: 1: 190و 898
وهم وردوا الجفار: إنّى: الوافر: النابغة الذبيانى: 2: 273
شهدت لهم مواطن: منّى: الوافر: النابغة الذبيانى::
لقد جارى أبو ليلى: وان: الوافر: الأخطل: 2: 451
إذا هبط الخبار: والجران: الوافر: الأخطل::
فإنك لن ترى: الهوان: الوافر:: 1: 462
ألا زعمت: فانى: الوافر: النابغة الذبيانى: 1: 642
أبعد الحارث الملك: عمان: الوافر: امرؤ القيس: 3: 644
مجاورة بنى: الهوان: الوافر: امرؤ القيس::
ويمنحها بنو شمجى: الحنان: الوافر: امرؤ القيس::
ومن يفخر بمثل: ثانى: الوافر:: 1: 899
فما أدرى إذا: يلينى: الوافر: المثقب العبدى: 2: 1066
أألخير الذى: يبتغينى: الوافر: المثقب العبدى::
إذا ما قلت قافية: العجان: الوافر: الفرزدق: 1: 1078
إذا بلغتنى وحملت: الوتين: الوافر: الشماخ: 1: 1090
أقول لناقتى: باليمين: الوافر: أبو نواس: 2: 1090
فلم أجعلك للغربان: الوتين: الوافر: أبو نواس::
نعم المناخ لراغب: الأزمان: الكامل: مروان بن أبى حفصة: 6: 821
معن بن زائدة: شيبان: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
إن عد أيام اللقاء: طعان: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
يكسو الأسرة: وبيان: الكامل: مروان بن أبى حفصة::(2/1287)
تمضى أسنته: الألوان: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
نفسى فداك: دوانى: الكامل: مروان بن أبى حفصة::
مات الخليفة: رمضان: الكامل: أبو العتاهية: 1: 831و 832
اغبرّ آفاق السماء: العصران: الكامل: فاطمة بنت: 5: 841
فالأرض من بعد: الرجفان: الكامل: الرسول صلى الله عليه وسلم::
فليبكه شرق: كل يمانى: الكامل: الرسول صلى الله عليه وسلم::
وليبكه الطود: والأركان: الكامل: الرسول صلى الله عليه وسلم::
يا خاتم الرسل: القرآن: الكامل: الرسول صلى الله عليه وسلم::
قوم إذا نزل: قيان: الكامل: القاسم بن أمية ابن أبى الصلت: 1: 1115
إنى لأعجب: إحسانه: الكامل: ابن رشيق: 2: 338
ماذاك إلا أنه: دهقانه: الكامل: ابن رشيق::
الشعر ما قومت: متونه: الكامل: أبو العباس الناشئ: 14: 772و 773
ورأيت بالإطناب: عيونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وجمعت بين قريبه: ومعينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
فإذا بكيت به: شؤونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وإذا مدحت به: ديونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
أصفيته بنفيسه: وثمينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
فيكون جزلا: متونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وإذا أردت كناية: وبطونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
فجعلت سامعه: بيقينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وإذا عتبت: فى لينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
فتركته مستأنسا: وحزونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وإذا نبذت إلى: شؤونه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
تيّمتها بلطيفه: وكمينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
وإذا اعتذرت: ومبينه: الكامل: أبو العباس الناشئ::
شربنا فى: الميادين: الهزج: الصنوبرى: 1: 157
سقنى يا ابن: الزرجون: مجزوء الرمل: أبو نواس: 1: 156
ابتداء: بالتظنّى: مجزوء الرمل: ابراهيم بن العباس الصولى: 4: 758و 759
واشتفاء: منّى: مجزوء الرمل: ابراهيم بن العباس الصولى::(2/1288)
بأبى قل لى: عنّى: مجزوء الرمل: ابراهيم بن العباس::
قد تمنّى: التمنّى: مجزوء الرمل: ابراهيم بن العباس::
أقسم بالفجر: لقمان: السريع: السيد الحميرى: 5: 696
فى منزل من: وبرهان: السريع: السيد الحميرى::
فالفجر فجر: نجيّان: السريع: السيد الحميرى::
محمد وابن: البانى: السريع: السيد الحميرى::
بانى سماوات: جان: السريع: السيد الحميرى::
عوّذ لمابت: بياسين: السريع:: 2: 725
فبت والأرض: مصارينى: السريع:::
قد قلت: والطين: المنسرح: ابن الزيات: 3: 846
اذهب فنعم: للدين: المنسرح: ابن الزيات::
لن يجبر: هارون: المنسرح: ابن الزيات::
أيها المنكح الثريا: يلتقيان: الخفيف: عمر بن أبى ربيعة: 2: 454
هى شامية: يمانى: الخفيف: عمر بن أبى ربيعة::
عارضاه فيما جنى: أودعانى: الخفيف: أبو الفتح البستى: 1: 554
ربما سرنى: منّى: الخفيف: على بن عبد الله الجعفرى: 2: 790
حذرا أن أكون: التمنّى: الخفيف: على بن عبد الله الجعفرى::
ليس فيما بدا لنا: فانى: الخفيف: موسى شهوات: 2: 807و 808
أنت نعم المتاع: للإنسان: الخفيف: موسى شهوات::
من تحلّى: الإمتحان: الخفيف:: 1: 991
أسرفت فى: دهانى: المجتث: ابن المعتز: 3: 709
كتمت حبك: كتمانى: المجتث: ابن المعتز::
فلم يكن: بلسانى: المجتث: ابن المعتز::
له سائس: متنه: مجزوء المتقارب: ابن الرومى: 3: 640
ويطعن: طعنه: مجزوء المتقارب: ابن الرومى::
بأطول من: ذهنه: مجزوء المتقارب: ابن الرومى::
* * *
فصل النون الساكنة أحنظل لوحاميتم: ولأرضان: الطويل: امرؤ القيس: 4: 239(2/1289)
* * *
فصل النون الساكنة أحنظل لوحاميتم: ولأرضان: الطويل: امرؤ القيس: 4: 239
ثياب بنى عوف: غرّان: الطويل: امرؤ القيس::
عوير ومن مثل: صفوان: الطويل: امرؤ القيس::
فقد أصبحوا: بجيران: الطويل: امرؤ القيس::
كأننى فوق: الأرنان: الرجز: (المرار الأسدى) أو غيره: 1: 235
إن تمنع اليوم: يمنعن: الرجز: (ربيعة بن مكدم): 1: 236
أجرد كالحصن: النابين: الرجز: رؤبة: 3: 1099و 1100
مشرف اللحى: الفقمين: الرجز: رؤبة::
عليه أذنان: الثوبين: الرجز: رؤبة::
إن الثمانين: ترجمان: السريع: عوف بن محلم: 1: 644
هريت قصير: الرسن: المتقارب: طفيل: 1: 518
وأحوى قصير: الرسن: المتقارب: طفيل: 1: 519
ومن شأنىء: أنكرن: المتقارب: الأعشى: 1: 1122
* * * باب الهاء فصل الهاء المضمومة أفنى العداة إمام: نره: البسيط: ابن المعتز: 3: 252
ضار إذا انقض: منتبه: البسيط: ابن المعتز::
ما يحسن القطر: له: البسيط: ابن المعتز::
وإن أقر: له: البسيط: أبو الفتح البستى: 1: 544
كأن دواته: كريه: الوافر:: 1: 638
أنا بالوشاة: فتكره: الكامل: المتنبى: 2: 252
وإذا رأيتك: نصره: الكامل: المتنبى::
* * *
فصل الهاء المفتوحة وأحور مخضوب: وجها: الطويل: عبد الله بن عبد المطلب: 2: 38(2/1290)
* * *
فصل الهاء المفتوحة وأحور مخضوب: وجها: الطويل: عبد الله بن عبد المطلب: 2: 38
بخلت بنفسى: كرها: الطويل: عبد الله بن عبد المطلب::
لها أشارير من لحم: أرانيها: البسيط: (أبو كاهل اليشكرى): 1: 1058
وخيل قد دلفت: رحاها: الوافر: الخنساء: 1: 1092
الله صورها: ترها: الكامل: بشار: 2: 253
نصبا لعينك: شبها: الكامل: بشار::
يا مهجة جثم: بيديها: الكامل: ديك الجن: 6: 834و 835
روّيت من دمها: شفتيها: الكامل: ديك الجن::
حكّمت سيفى: خديها: الكامل: ديك الجن::
فوحق نعليها: نعليها: الكامل: ديك الجن::
ما كان قتليها: عليها: الكامل: ديك الجن::
لكن بخلت: إليها: الكامل: ديك الجن::
إن خرطت: ترها: الرجز: ابن المعتز: 4: 252
إلا وما شاءت: لها: الرجز: ابن المعتز::
تمسكه عضّا: بها: الرجز: ابن المعتز::
غريزة: تفقّها: الرجز: ابن المعتز::
شلت يدا: فرتها: الرجز:: 1: 255
رأيت كل: معتوها: مجزوء الرجز: أبو نواس: 4: 1014
فى ذا الزمان: الوجيها: مجزوء الرجز: أبو نواس::
يا رب نذل: تنويها: مجزوء الرجز: أبو نواس::
هجوته: تشويها: مجزوء الرجز: أبو نواس::
ومقلة قدبات: مآقيها: مشطور السريع: ابن المعتز: 5: 293
وكّلها طول: تراعيها: مشطور السريع: ابن المعتز::
ومهجة قد كاد: فيها: مشطور السريع: ابن المعتز::
وبرؤها فى كف: يشفيها: مشطور السريع: ابن المعتز::
ليس لها من حبها: يعديها: مشطور السريع: ابن المعتز::
لو كفر العالمون: سجاياها: المنسرح: المتنبى: 2: 747
كالشمس لا تبتغى: جاها: المنسرح: المتنبى::(2/1291)
لم تنم مقلتى: قذاها: الخفيف: الحسن بن وهب: 4: 761
فالقذى كحلها: تراها: الخفيف: الحسن بن وهب::
أسعدت مقلتى: مقلتاها: الخفيف: الحسن بن وهب::
فلعينى فى كل: عيناها: الخفيف: الحسن بن وهب::
* * * فصل الهاء المكسورة قضوا ما قضوا: يديه: الطويل: ابن المعتز: 2: 835
وصلوا عليه: عليه: الطويل: ابن المعتز::
أبا غالب بالجود: نسيه: الطويل: البحترى: 1: 1007
والقول بعد الفكر: بديه: الكامل: ابن المعتز: 1: 309
ليس له عيب: شبهه: السريع: ابن الرومى: 1: 651
* * * فصل الهاء الساكنة أية جاراتك: الموصيه: الرجز:: 4: 259
قائلة: بحبليه: الرجز:::
لو كنت حبلا: بيه: الرجز:::
أو قاصرا: بثوبيه: الرجز:::
كأن آذريونها: كاليه: مجزوء الرجز: ابن المعتز: 2: 986
مداهن من ذهب: غاليه: مجزوء الرجز: ابن المعتز::
بكل فرعونية: الغاديه: السريع: راشد بن كثير: 1: 967
وقفنا هنيّه: ميّه: مربع المتقارب:: 1: 1111
* * * باب الواو فصل الواو المكسورة وكلفت حاجاتى: تنطوى: الطويل: ابن رشيق: 2: 599و 600
إذا أقبلت: فتستوى: الطويل: ابن رشيق::
* * *
باب الياء فصل الياء المفتوحة بأى نجاد تحمل: باقيا: الطويل: جرير: 8: 92و 93(2/1292)
* * *
باب الياء فصل الياء المفتوحة بأى نجاد تحمل: باقيا: الطويل: جرير: 8: 92و 93
بأى سنان تطعن: ماضيا: الطويل: جرير::
ألا لا تخافا: بيا: الطويل: جرير::
فقد كنت نارا: ورائيا: الطويل: جرير::
وباسط خير: بشماليا: الطويل: جرير::
وإنى لعف الفقر: انتقاليا: الطويل: جرير::
جرئ الجنان: شماليا: الطويل: جرير::
وليست لسيفى: لسانيا: الطويل: جرير::
قضاها لغيرى: ابتلانيا: الطويل: مجنون ليلى: 1: 96و 554
ولست بهاج: البواكيا: الطويل: منظور الفقعسى: 3: 178
فإما كرام موسرون: كفانيا: الطويل: منظور الفقعسى::
وإما كرام معسرون: حيائيا: الطويل: منظور الفقعسى::
تزيد حسى الكأس: هيا (1): الطويل: (أبو نواس): 1: 258
فردّى جمال الحى: ليا: الطويل: جرير: 1: 259
ألم تر أنى يوم: ليا: الطويل: الفرزدق: 1: 281
أقول وقد شدوا: لسانيا: الطويل: عبد يغوث بن صلاءة: 2: 311
فياراكبا إما عرضت: تلاقيا: الطويل: عبد يغوث بن صلاءة::
فإن تقتلونى: بماليا: الطويل: عبد يغوث: 1: 311
كفى بك داء: أمانيا: الطويل: المتنبى: 1: 356
أقول إذا نفسى: ماهيا: الطويل: قيس بن ذريح: 1: 499
لقد كنت أعلو: علانيا: الطويل: مجنون ليلى: 1: 501
فلا عهد إلا: باليا: الطويل: جرير: 1: 525
ألا حى من أجل: اللياليا: الطويل: أبو حية النميرى: 2: 555
إذا ما تقاضى: التقاضيا: الطويل: أبو حية النميرى::
فتى تمّ فيه ما يسر: الأعاديا: الطويل: النابغة الجعدى: 1: 185و 649
__________
(1) وفى الهامش رواية أخرى وبيت يتبع هذا البيت.(2/1293)
فتى كملت أخلاقه: باقيا: الطويل: النابغة الجعدى: 1: 649
ألا ليت لبنى: ماهيا: الطويل: قيس بن ذريح: 1: 699
رجوتك للأمر المهم: الأمانيا: الطويل: ابن رشيق: 4: 850
فساوفت بى: رجائيا: الطويل: ابن رشيق::
وكنت كأنى: صافيا: الطويل: ابن رشيق::
فلا هو أبقى: راجيا: الطويل: ابن رشيق::
بنى عامر ما تأمرون: هجائيا: الطويل: ابن مقبل: 6: 863
أأعفو كما يعفو: متدانيا: الطويل: ابن مقبل::
أم اغمض: النواحيا: الطويل: ابن مقبل::
فأما سراقات الهجاء: تهاديا: الطويل: ابن مقبل::
أم أخبط خبط: باقيا: الطويل: ابن مقبل::
وعندى الدّهيم: حاديا: الطويل: ابن مقبل::
وكانت فى حياتك: حيّا: الوافر: أبو العتاهية: 1: 1094
قلت لساقينا: راسيا: السريع: والبة بن الحباب: 2: 105
ونم على وجهك: جلّاسيا: السريع: والبة بن الحباب::
لا يغرنك ما ترى: دويّا: الخفيف: سديف: 2: 83
فضع السيف: أمويّا: الخفيف: سديف::
* * * باب الألف المقصورة فياشوق ما أبقى: أصبى: الطويل: المتنبى: 1: 605
تقول أرى زيدا: اقتنى: الطويل: زيد الخيل: 1: 691
إلى كم وكم: عمى: الطويل:: 1: 700
لعمرى لئن: شجى: الطويل: بسطام بن قيس: 4: 950
أرونى: والندى: الطويل: بسطام بن قيس::
فكانوا على: جدا: الطويل: بسطام بن قيس::
وسرت على: المدى: الطويل: بسطام بن قيس::
بؤس للحرب: سدى: مربع المديد:: 1: 1109
أما إذا استقبلته: رأى: الكامل: الأسعر الجعفى: 3: 598و 599
أما إذا استدبرته: النّسا: الكامل: الأسعر الجعفى::
أما إذا استعرضته: الغضا: الكامل: الأسعر الجعفى::(2/1294)
إنه الفؤاد: للهوى: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز: 6: 39
فلعمر ربك: والجلا: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز::
لك واعظا: النهى: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز::
حتى متى: متى: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز::
بلى الشباب: للبلى: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز::
وكفى بذلك: كفى: مجزوء الكامل: عمر بن عبد العزيز::
إلا بقايا: يهتدى: مجزوء الكامل: ابن دريد: 1: 121
إن شئت أشرفنا: فدعا: الرجز: لقيم بن أوس: 4: 510
الله كل: فأسمعا: الرجز: لقيم بن أوس::
بالخير خيرات: فآ: الرجز: لقيم بن أوس::
ولا أريد: تآا: الرجز: لقيم بن أوس::
ثم تنادوا: الضوضا: الرجز:: 4: 511
منهم بهات: يايا: الرجز:::
نادى مناد: تا: الرجز:::
قالوا جميعا: فا: الرجز:::
يدير إعيليطين: اللأى: الرجز: ابن دريد: 1: 521
قريب ما بين القطاة: الصلا (1): الرجز: ابن دريد: 1: 524
سقى طللا: أحوى (2): المضارع:: 8: 289و 290
عهدنا فيه: أقوى: المضارع:::
وأروى: صدود: المضارع:::
لها طرف: برود: المضارع:::
لئن شط: ديار: المضارع:::
فقلبى: قرار: المضارع:::
ستدنيها: ذلول: المضارع:::
إذا عرضت: يطول: المضارع:::
ترى الطير: اغتدى: المتقارب: أبو صفوان الأسدى أو غيره: 1: 689
* * * __________
(1) انظر بيتا من مقصورة ابن دريد فى هامش 941
(2) لا قافية له ويسميه المؤلف مشطرا محير الفصول.(2/1295)
6 - فهرس أنصاف الأبيات (1)
ومن وجد الإحسان قيدا تقيّدا: الطويل: (المتنبى): 7
لخولة أطلال ببرقة ثهمد: الطويل: طرفة: 158و 254
طحابك قلب فى الحسان طروب: الطويل: علقمة الفحل: 160
ذهبت من الهجران فى كل مذهب: الطويل: علقمة الفحل: 160
أتعرف رسم الدار من أم معبد: الطويل: عدى بن زيد: 161
هنّ عوادى يوسف وصواحبه: الطويل: أبو تمام: 227
كأن ثبيرا فى عرانين وبله (2): الطويل: امرؤ القيس: 230
وكأن ذرى رأس المجيمر غدوة: الطويل: امرؤ القيس: 230
وكأن السباع فيه غرقى عشية: الطويل: امرؤ القيس: 230
كجلمود صخر حطه السيل من عل: الطويل: امرؤ القيس: 243
إذا جاش فيه حميه غلى مرجل: الطويل: امرؤ القيس: 243
ويلوى بأثواب العنيف المثقّل: الطويل: امرؤ القيس: 243
أبين ضلوعى جمرة تتوقد: الطويل: ابن الرومى: 249
قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل: الطويل: امرؤ القيس: 249و 351
ألا عم صباحا أيها الطلل البالى: الطويل: امرؤ القيس: 255و 351
يزرن إلالا سيرهنّ التّدافع: الطويل: النابغة الذبيانى: 268
خليلىّ مرّا بى على أم جندب: الطويل: امرؤ القيس: 272
عزفت بأعشاش وماكدت تعزف: الطويل: الفرزدق: 333
أبى طلل بالجزع أن يتكلما: الطويل: بشار: 352
على مثلها من أربع وملاعب: الطويل: أبو تمام: 355
ضمان على عينيك أنى لا أسلو: الطويل: البحترى: 372
وخبرت خير الناس أنك لمتنى: الطويل: النابغة الذبيانى: 377
وبيضة خدر لا يرام خباؤها: الطويل: امرؤ القيس: 441
وليس وراء الله للمرء مذهب: الطويل: النابغة الذبيانى: 460
ولست بمستبق أخا لا تلمّه: الطويل: النابغة الذبيانى: 460
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا: الطويل: امرؤ القيس: 475
لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم: الطويل: زهير: 528
أياظبية الوعساء بين جلاجل: الطويل: ذو الرمة: 682
كما قال عباس وأنفى راغم: الطويل: ابن المعتز: 726
ألا سقّنى خمرا وقل لى هى الخمر: الطويل: أبو نواس: 735
__________
(1) ذكرت هنا نصف البيت الذى جاء فى المتن، وأغفلت نصفه الذى ذكرته فى الهامش.
(2) انظر رواية أخرى لهذا وما بعده فى الهامش.(2/1296)
ولا تسقنى سرّا إذا أمكن الجهر: الطويل: أبو نواس: 735
بمنجرد قيد الأوابد هيكل: الطويل: امرؤ القيس: 741
ولولا ثلاث هن من لذة الفتى: الطويل: طرفة: 767
فمنهن سبق العاذلات بشربة: الطويل: طرفة: 767
وكرّى إذا نادى المضاف محنبا: الطويل: طرفة: 767
وتقصير يوم الدجن: الطويل: طرفة: 767
يا دارمية بالعلياء فالسند: الطويل: النابغة الذبيانى: 878
أرسما جديدا من سعاد تجنب: الطويل: النابغة الذبيانى: 879
عفا ذو حسى من أهله فالفوارع: الطويل: النابغة الذبيانى: 880
مشدودة برحال الحيرة الجدد: الطويل: النابغة الذبيانى: 969
سراويل عادىّ نمته ثمود (1): الطويل: قيس بن سعد ابن عبادة: 1003
نمس بأعراف الجياد أكفنا (2): الطويل: امرؤ القيس: 1009
إذا ما الثريا فى السماء تعرضت (3): الطويل: امرؤ القيس: 1015
ونسج سليم كل قضّاء ذائل: الطويل: النابغة الذبيانى: 1048
سأجعل عينيه لنفسه مقنعا: الطويل: (مالك بن خريم): 1052
ورجل رمى فيها الزمان فشلت: الطويل: كثير: 1083
فلو أنها نفس تموت جمعة (4): الطويل: امرؤ القيس: 1090
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر: الطويل: ذو الرمة: 1126
أشجاك الرّبع أم قدمه: المديد: (طرفة): 250
هل ما عملت وما استودعت مكتوم: البسيط: علقمة: 161
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند: البسيط: أبو نواس: 236
إنا محيّوك فاسلم أيها الطلل: البسيط: القطامى: 351
ما بال عينك منها الماء ينسكب: البسيط: ذو الرمة: 356
أصغى إلى البين مغترّا فلا جرما: البسيط: أبو تمام: 371
والله مفتاح باب المعقل الأشب: البسيط: أبو تمام: 441
شدّوا العناج وشدوا فوقه الكربا: البسيط: الحطيئة: 465
سلّم على الربع من سلمى بذى سلم: البسيط: أبو تمام: 536
واسترجفت هامها الهيم الشغاميم: البسيط: ذو الرمة: 536
فى حده الحد بين الجدّ واللعب: البسيط: أبو تمام: 550
لو مسّها حجر مسّته سرّاء: البسيط: أبو نواس: 556
__________
(1) فى الهامش بيتان يكملان هذا الشطر.
(2) جاء البيت كاملا فى 1089
(3) فى هامش 1017شطران من الطويل للنمر بن تولب والفرزدق.
(4) جاء البيت كاملا فى 402و 1067(2/1297)
وفعله ما تريد الكفّ والقدم: البسيط: المتنبى: 584
وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر: البسيط: أعشى باهلة: 657
ليحدثنّ لسيف الدولة الندم: البسيط: المتنبى: 859
يادار ميّة بالعلياء فالسند: البسيط: النابغة الذبيانى: 878و 1124
فعم مقيّدها ضخم مقلّدها: البسيط: كعب بن زهير: 1007
مفدّم بسبا الكتان ملثوم: البسيط: علقمة: 1052
فقد نبغت لنا منهم شئون: الوافر: النابغة الذبيانى: 56و 330
أرواح مودّع أم بكور: الوافر: عدى بن زيد: 161
أمن ريحانة الداعى السميع: الوافر: عمرو بن معديكرب: 163
ألا هبّى بصحنك فاصبحينا: الوافر: عمرو بن كلثوم: 254
ولولا الله جار بها الجوار: الوافر: القطامى: 266
أتصحو أم فؤادك غير صاح: الوافر: جرير: 356و 580
لسان المرء من خدم الفؤاد: الوافر: أبو تمام: 369
فإنك لو رأيت عبيدتيم: الوافر: جرير: 683
رحى حيزومها كرحى الطحين: الوافر: الشماخ: 1003
أقلّى اللوم عاذل والعتاب: الوافر: جرير: 1125
وقف المتيمّ فى رسوم ديار: الكامل: العبدى: 85
ومهلهل الشعراء ذاك الأول: الكامل: الفرزدق: 130
هل غادر الشعراء من متردّم: الكامل: عنترة: 138
هل بان قلبك من سليمى فاشتفى: الكامل: الأسعر الجعفى: 163
نام الخلىّ فما أحسّ رقادى: الكامل: الأسود بن يعفر: 164
بحوافر حفر وصلب صلّب: الكامل: أبو تمام: 213
أمن المنون وريبها تتوجّع: الكامل: أبو ذؤيب: 249
عفت الديار محلها فمقامها: الكامل: لبيد: 255
والناذرين إذا لم القهما دمى: الكامل: عنترة: 258
كالدهر فيه شراسة وليان: الكامل: أبو نواس: 336
جللا كما بى فليك التبريح: الكامل: المتنبى: 340
يا ربع لو ربعوا على ابن هموم: الكامل: أبو تمام: 371
درس المنا بمتالع فأبان: الكامل: لبيد: 406
والشاة ممكنة لمن هو مرتمى: الكامل: عنترة: 514
أجل الظليم وربقة السرحان: الكامل: المتنبى: 741
قدك اتئب أربيت فى الغلواء: الكامل: أبو تمام: 822
ما للدموع تروم كل مرام: الكامل: أبو تمام: 845
بسهام يترب أو سهام بلاد: الكامل: الأعشى: 970(2/1298)
من نسج داود أبى سلّام: الكامل: الأسود بن يعفر: 1049
أجد الملامة فى هواك لذيذة (1): الكامل: أبو الشيص: 1084
أأحبه وأحب فيه ملامة (2): الكامل: المتنبى: 1084
وكما علمت شمائلى وتكرّمى: الكامل: عنترة: 1089
بسطت رابعة الحبل لنا: الرمل: سويد بن أبى كاهل: 164
برد الماء وطابا: مجزوء الرمل:: 307و 728
حبذا الماء شرابا: مجزوء الرمل: أبو العتاهية: 307و 728
وأطراف الأكف عنم: السريع: المرقش الأكبر: 275
قد قلت فيه غير ما تعلم: السريع: المرقش الأكبر: 276
واسم عليه جنن للصفا: السريع: أبو نواس: 508
أيتها النفس أجملى جزعا: المنسرح: (أوس بن حجر): 250
أقفر من أهله ملحوب: المنسرح: عبيد بن الأبرص: 255
تصمت بالماء تولبا جذعا: المنسرح: أوس بن حجر: 1010
آذنتنا ببينها أسماء: الخفيف: الحارث بن حلزة: 49
ليس شئ على المنون بباق: الخفيف: عدى بن زيد: 161
فاملئى وجهك الجميل خموشا: الخفيف: الفضل بن العباس اللهبى: 267
وبنا سميت قريش قريشا (3): الخفيف: الفضل بن العباس اللهبى: 268
كل وقت يبول زب السحاب: الخفيف: ابن المعتز: 437
أسفرى لى النقاب يا ضرة الشمس: الخفيف:: 440
وجرح اللسان كجرح اليد: المتقارب: امرؤ القيس: 115
أحار بن عمرو كأنى خمر: المتقارب: امرؤ القيس: 248
وكندة حولى جميعا صبر: المتقارب: امرؤ القيس: 248
تحرقت الأرض واليوم قر: المتقارب: امرؤ القيس: 248
سمان الكلاب عجاف الفصال: المتقارب: امرؤ القيس: 524
فثوبا نسيت وثوبا أجر: المتقارب: امرؤ القيس: 557
فتور القيام قطوع الكلام: المتقارب: امرؤ القيس: 610
ألصّ الضروس حنّى الضلوع: المتقارب: امرؤ القيس: 611
من الأنجم العزل والرامحه: المتقارب: (الطرماح): 1015
* * * __________
(1) وجاء البيت كاملا فى 751
(2) جاء البيت كاملا فى 752
(3) وانظر ما قيل فى الهامش عن خطإ فى الرواية.(2/1299)
7 - فهرس الأعلام والقبائل ونحوها (1)
(أ) آدم (عليه السلام) 434و 715و 901
الآمدى ابن بشر الآمدى
بنو أبان بن دارم 926
أبان بن عبد الحميد اللاحقى 155و 1116
أبان بن النعمان بن بشير 1114
أبجر بن بجير العجلى 919و 939
إبراهيم (عليه السلام) 736
ابن إبراهيم (فى شعر للمتنبى) 379
إبراهيم بن إسماعيل النبوى 719
إبراهيم الإمام 387و 390و 391
إبراهيم بن بشير الأنصارى 144و 607
إبراهيم (بن الحسن بن سهل فى شعر) 372
إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك 82
إبراهيم بن سيار إبراهيم النظام
إبراهيم بن سيابة 1043و 1044
إبراهيم بن شبابة 1043و 1044
إبراهيم بن العباس الصولى 708و 757و 758 و 759و 859
إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق النجيرمى
إبراهيم بن على بن سلمة بن هرمة ابن هرمة
إبراهيم بن محمد إبراهيم الإمام
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبى عون 493
إبراهيم بن محمد بن السرى أبو إسحاق الزجاج
إبراهيم بن المدبر 757
إبراهيم بن المهدى 86و 88و 483و 484و 709 و 759و 877و 1044
إبراهيم بن المنذر 462
إبراهيم النظام 631و 1034و 1043و 1044 و 1053
إبراهيم بن هشام (خال هشام بن عبد الملك) 1045
إبراهيم بن هلال الصابى 589
إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعى
أبرهة الأشرم 960
أبرهة ذو المنار بن الرائش 958
أبرهة بن الصباح 959
أبرواز (ملك فارس) 161
أبزى (رجل يصنع الرماح) 968
إبل الجن 972
الإبل الجديلية 973
الإبل الشدقمية 973
الإبل العسجدية 972
الإبل العمانية 972
الإبل العيدية 972
إبل وبار 972و 1042
الأبيرد بن المعذر 171و 741
أبو الأبيض العبسى 623
أبى بن كعب 26
بنو أبى بن مقبل 1118
ابن الأثير 316و 319و 464و 465و 504و 553 و 1012
الأجارب 908
الأجرد الثقفى الثقفى
أجناس السودان 901
أجناس الفرس 901
الأحابيش (أو الحبش) 309و 906
الأحاليف 948
أحد بنى نصر 947
الأحلاف 907
الأحمال (فى شعر لولد جرير) 948
__________
(1) الأرقام المذكورة فى هذا الفهرس تشير إلى الأعلام التى ذكرت فى متن الكتاب وهوامشه، بما فى ذلك الأعلام التى ذكرت فى الشعر وغيره، وإذا جاء الرقم بخط أكبر من سابقه ولاحقه فمعنى ذلك أن فى الصفحة ترجمة للعلم، ولم ننظر إلى كلمة «ابن» أو «أبو» فى الترتيب.(2/1300)