مقدمة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فإنّا في غنى أن نقدّم لهذا الكتاب بمقدمة حول أهمية علم إعراب القرآن، وأهمّ المتصدرين لهذا العلم من المتقدمين والمتأخرين، وسرد الكتب التي صنّفت في ذلك. إذ هذا له مواضع مطوّلة، ليست مقصودة في هذه الطبعة التي نخرجها تبسيطا للطلبة والدارسين في ثوب مميّز وسبب اختياري لهذا الكتاب كي ينشر، يعود لشهرته وكثرة طبعاته، وسعة مادته على اختصارها، فقد طبع أول مرة سنة (1860) في طهران، ثم تلاها طبعات أخرى في الهند ومصر فانتشر انتشارا واسعا، وهو أشهر كتب الإعراب فيما ذكر حاجي خليفة.
وقد لا حظنا أثناء تقليبنا للكتاب أنّ أبا البقاء رحمه الله اعتنى بذكر القراءات وتوجيهها، وبيان الراجح منها في بعضها. وتوسّع بذكر شواذّ القراءات، ووجّه المعنى بعد الإعراب لبيان مواضع الخلاف عند اختلاف القراءة، وذكر المشكلات والمبهمات، وحاول أن يسند توجيهه في الإعراب إلى أئمة النحو وعلمائه ومدارسه، ويغلب انتصاره لأهل البصرة. ثمّ إنّه اعتنى بالتصريف كبير اعتناء، فأرجع الألفاظ إلى أصولها، وبيّن عللها، واستشهد على هذا كلّه بما يحفظ من الشواهد الشعرية في تثبيت قاعدة أو وجهة لغوية.
لذا جاء هذا الكتاب جامعا في بابه، وإن كان اقتصر فيه على المهمات، لأنّ سرد ما يعرف، أو ما كان من نافلة القول لم يكن مرادا في عصره، وإنّما تطلّبه الناس الآن لبعدهم عن مبادئ النحو، ومن بعد عن المبادئ لم يلزمه هذا الكتاب ولا غيره، لأنّه مرحلة في التطبيق بعد المعرفة، فلا يمكن تجاوز مرحلة عمّا قبلها لمن يريد الاستمرار في طريقة صحيحة للتعليم.
أمّا اعتنائي بهذا الكتاب فكان متابعة للنصّ وتصحيحه، وتوزيعه على صفحات المصحف حسب الورود، وحذف نصّ الآية من الكتاب للاستعاضة عنها بما أثبتنا من النصّ الكامل من المصحف. وتنظيم العمل فيه حتى يتمّ التعامل معه بالنظر إلى رقم الآية والبحث عنها في الترويسة، وعن طريق بروز الحرف.
واعتمدنا في هذه النسخة على طبعة علي محمد البجاوي الواقعة في مجلدين باسم: «التبيان في إعراب القرآن». وقد سبق طبع الكتاب باسم «إملاء ما منّ به الرحمن في وجوه القراءات وإعراب القرآن» وليس من دليل على هذه التسمية، بل النسخ الخطية والمصادر التي ذكرت الكتاب للمؤلف إنّما نصّت على «التبيان»، وليس الاسم الذي اشتهر به الكتاب مطبوعا.
ونسأل الله تعالى أن نكون وفّقنا في إخراج هذا الكتاب ليناله القبول، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
12/ جمادى الأولى / 1419 3/ 9/ 1998(1/5)
ترجمة المصنّف
هو العلّامة النحويّ، البارع، محبّ الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبريّ، ثمّ البغداديّ الأزجيّ، الضرير النحويّ الحنبليّ الفرضيّ، صاحب التصانيف.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة ببغداد. وينسب إلى عكبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ، خرج منها جماعة من العلماء.
قال ابن النجار: كان أضرّ في صباه بجدريّ لحقه، وكان يحبّ الاشتغال ليلا ونهارا، ما يمضي عليه ساعة إلّا وأحد يقرأ عليه أو يطالع، حتى إنّه بالليل تقرأ له زوجته في كتب الأدب وغيرها.
بقي مدة من عمره فقيد النظير، متوحدا في فنونه التي جمعها من علوم الشريعة والآداب والحساب في سائر البلاد.
وكان ثقة متدينا، حسن الأخلاق متواضعا، كثير المحفوظ.
قرأ القرآن بالروايات على عليّ بن عساكر البطائحيّ.
وقرأ الحديث وسمعه من أبي الحسن بن البطّي، وأبي زرعة المقدسيّ، وأبي بكر بن النقور، وابن هبيرة الوزير.
وقرأ الفقه على القاضي أبي يعلى الصغير، وأبي حكيم النهرواني حتى برع فيه.
وأخذ النحو من أبي محمد بن الخشّاب، وأبي البركات بن نجاح.
وأخذ اللغة من ابن القصّاب، ومكي بن ريّان الماكسيني الموصلي، وأبي محمد عبد المنعم بن صالح التميميّ النحويّ.
وأفاد منه ابن الدّبيثي، وابن النجّار، والضياء المقدسي، والجمال بن الصّيرفيّ، وعلي بن عدلان بن حماد النحوي الموصلي، وياقوت الحموي، وعبد العظيم المنذري، وأبو الفرج بن الحنبلي، والكمال البزار البغدادي.
قال أبو الفرج بن الحنبلي: قرأت عليه كتاب «الفصيح» لثعلب، من حفظي، وقرأت عليه بعض كتاب «التصريف» لابن جني.
وقال المنذري: لنا منه إجازة كتبت لنا عنه غير مرة، منها ما هو في شوّال سنة ثمان وستّ مئة.
كان معيدا للشيخ أبي الفرج بن الجوزي في المدرسة.
وكان بارعا في فقه الإمام أحمد بن حنبل، وقد جاء إليه مرة جماعة من الشافعية، فقالوا: انتقل إلى مذهبنا، ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية، فأقسم وقال: لو أقمتموني وصببتم عليّ الذهب حتى أتوارى ما رجعت عن مذهبي.
وكان أبو البقاء إذا أراد أن يصنّف كتابا، أحضرت له عدة مصنفات في ذلك الفنّ، وقرئت عليه، فإذا حصّله في خاطره أملاه. فكان بعض الفضلاء يقول: أبو البقاء تلميذ تلامذته، يعني: هو تبع لهم فيما يلقونه عليه.
وقال الشعر، ومن شعره في الوزير ناصر بن مهدي العلويّ:
بك أضحى جيد الزمان محلّى ... بعد أن كان من حلاه مخلّى
لا يجاريك في نجاريك خلق ... أنت أعلى قدرا وأعلى محلّا
دمت تحيي ما قد أميت من الفض ... ل وتنفي فقرا وتطرد محلا
وذكر ابن الشعّار أيضا أبياتا له في جواب سائل عن الحساب، وأنشد ابن القطيعي له أبياتا نقلها ابن رجب في «الذيل». وادّعى ابن الساعي أنّ أبا البقاء لم يعمل من الأبيات سوى الأبيات في الوزير ناصر العلوي.(1/6)
بك أضحى جيد الزمان محلّى ... بعد أن كان من حلاه مخلّى
لا يجاريك في نجاريك خلق ... أنت أعلى قدرا وأعلى محلّا
دمت تحيي ما قد أميت من الفض ... ل وتنفي فقرا وتطرد محلا
وذكر ابن الشعّار أيضا أبياتا له في جواب سائل عن الحساب، وأنشد ابن القطيعي له أبياتا نقلها ابن رجب في «الذيل». وادّعى ابن الساعي أنّ أبا البقاء لم يعمل من الأبيات سوى الأبيات في الوزير ناصر العلوي.
توفي أبو البقاء ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وست مئة، ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد بباب حرب. رحمه الله.
كتبه:
1 «تفسير القرآن»: ذكره الصفدي، وابن الشعار، والذهبي، وابن رجب، وحاجي خليفة، والسيوطي.
2 «إعراب القرآن»: ذكره الصفدي، وأبو شامة، والذهبي، والمنذري، وابن رجب، وابن خلكان.
وذكره باسم: «إعراب القرآن والقراءات»: القفطي.
وذكره باسم: «البيان في إعراب القرآن»: ابن الشعار، وحاجي خليفة.
وهو الكتاب الذي نحن بصدده.
3 «إعراب الشواذّ من القراءات»: ذكره الصفدي، والذهبي، وابن الشعار.
4 «متشابه القرآن»: ذكره الصفدي، والذهبي.
5 «عدد آي القرآن»: ذكره الصفدي، والذهبي، وابن الشعار.
6 «إعراب الحديث»: ذكره الصفدي، وابن رجب، والقفطي، والذهبي، والمنذري، وابن خلكان.
وهو مطبوع بتحقيق عبد الإله نبهان، وغيره.
7 «المرام في نهاية الأحكام»: ذكره الصفدي، وابن رجب، والذهبي، وابن الشعار.
8 «الاعتراض على دليل التلازم ودليل التنافي»: ذكره ابن رجب. وسمّاه الصفدي: «الكلام على دليل التلازم».
9 «تعليق في الخلاف»: ذكره الصفدي، وابن رجب، والذهبي، وحاجي خليفة.
10 «الملقّح في الخطل» في الجدل: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
11 «شرح الهداية لأبي الخطاب»: ذكره الصفدي، وابن رجب، والذهبي.
12 - الناهض في علم الفرائض»: ذكره الصفدي، والذهبي (لم يسمه)، وابن رجب، وابن الشعار.
13 «بلغة الرائض في علم الفرائض»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
14 «التلخيص في الفرائض»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
15 «الاستيعاب في أنواع الحساب»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
16 «مقدمة في الحساب»: ذكره الصفدي، وابن الشعار.
17 «شرح الفصيح»: ذكره الصفدي، والذهبي، وحاجي خليفة.
18 «المشرف المعلم في ترتيب كتاب إصلاح المنطق على حروف المعجم» ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
19 «شرح الحماسة»: ذكره الصفدي، وابن رجب، والذهبي، وابن الشعار. وقال حاجي خليفة:
هو مقتصر على إعرابه.
20 «شرح المقامات الحريرية»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، وأبو شامة، والذهبي، والمنذري، وابن الشعار، وحاجي خليفة. وقد حقّق القسم الأول منه في جامعة بغداد 1971م باسم:(1/7)
هو مقتصر على إعرابه.
20 «شرح المقامات الحريرية»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، وأبو شامة، والذهبي، والمنذري، وابن الشعار، وحاجي خليفة. وقد حقّق القسم الأول منه في جامعة بغداد 1971م باسم:
«شرح ما في المقامات الحريرية من الألفاظ اللغوية» تحقيق علي صائب حسون.
21 «شرح الخطب النباتية»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، والذهبي، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
22 «المصباح في شرح الإيضاح» لأبي علي الفارسي: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، والقفطي، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
23 «التكملة»: ذكره الصفدي.
24 «المتبع في شرح اللمع»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، والقفطي، وابن الشعار، وحاجي خليفة. ومنه نسخة خطية في مكتبة البلدية بالاسكندرية: 33نحو.
25 «لباب الكتاب» (كتاب سيبويه): ذكره الصفدي، وحاجي خليفة.
26 «شرح أبيات كتاب سيبويه»: ذكره الصفدي، وزاد ابن الشعار: على حروف المعجم.
27 «إعراب الحماسة»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، والقفطي، وابن الشعار. قلت:
وكلام حاجي خليفة سابقا يشير أن شرح الحماسة هو إعرابه، لكن الصفدي وابن الشعار فرّقا بينهما.
28 «الإفصاح عن معاني أبيات الإيضاح»: ذكره الصفدي وابن الشعار.
29 «تلخيص أبيات الشعر لأبي علي»: ذكره الصفدي، وابن رجب. وسمّاه ابن الشعار: «تلخيص كتاب الشعر».
30 «المحصل في إيضاح الفصل»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وأبو شامة، والقفطي، وابن الشعار.
وسمّاه حاجي خليفة أيضا: الإيضاح في شرح المفصل. وقال ابن رجب:
تعليق على مفصل الزمخشري. ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية رقم 292الجزء الثاني.
31 «نزهة الطرف في إيضاح قانون الصّرف»: ذكره الصفدي، وابن الشعار.
32 «الترصيف في علم التصريف»: ذكره الصفدي، وابن الشعار.
33 «اللباب في علل البناء والإعراب»: ذكره الصفدي، وابن الشعار، وحاجي خليفة. وسمّاه ابن خلّكان والقفطي: «اللباب في علل النحو». وسمّاه ابن رجب: «اللباب في البناء والإعراب»، و «الإعراب عن علل الإعراب». وسماه أبو شامة:
«اللباب في النحو». وقد حققه خليل بنيان الحسون في جامعة القاهرة (رسالة دكتوراه) سنة 1976.
34 «الإشارة في النحو»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار، وحاجي خليفة.
35 «مقدمة في النحو»: ذكره الصفدي.
36 «أجوبة في المسائل الحلبيات»: ذكره الصفدي، وابن رجب.
37 «التلخيص في النحو»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار.
38 «التلقين في النحو»: ذكره الصفديّ، وابن رجب، وابن الشعار.(1/8)
37 «التلخيص في النحو»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار.
38 «التلقين في النحو»: ذكره الصفديّ، وابن رجب، وابن الشعار.
39 «التهذيب في النحو»: ذكره الصفدي، وحاجي خليفة.
40 «شرح شعر المتنبي»: ذكره الصفدي، وابن خلكان، وابن رجب، والقفطي، وأبو شامة، والمنذري، وابن الشعار، وحاجي خليفة. وقد طبع مرات. ويرى الدكتور مصطفى جواد أنّ المطبوع ليس للعكبري. مجلة دمشق 22/ 1، 2.
41 «شرح بعض قصائد رؤبة»: ذكره الصفدي، وابن رجب، وابن الشعار.
42 «مسائل في الخلاف في النحو»: ذكره الصفدي، وابن الشعار. وقد نشره محمد خير الحلواني، مكتبة الشهباء حلب.
43 «تلخيص التنبيه لابن جني»: ذكره الصفدي، وسمّاه ابن الشعار: «تلخيص التنبيه في إعراب الحماسة لابن جني».
44 «العروض» (معلّل): ذكره الصفدي، وابن الشعار.
45 «العروض» (مختصر): ذكره الصفدي، وابن الشعار.
46 «مختصر أصول ابن السراج»: ذكره الصفدي.
47 «مسائل نحو مفردة»: ذكره الصفدي، وابن رجب.
48 «مسألة في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّما يرحم الله من عباده الرحماء». ذكره الصفدي.
49 «المنتخب من كتاب المحتسب»: ذكره الصفدي، وابن الشعار.
50 «لغة الفقه»: ذكره الصفدي، وابن الشعار. وقال ابن رجب: أملاه على ابن النجار الحافظ.
51 «مذاهب الفقهاء»: ذكره ابن رجب.
52 «تهذيب الإنسان بتقويم اللسان»: ذكره ابن رجب. وسمّاه ابن الشعار: «تهذيب اللسان».
53 «كتاب القوافي»: ذكره ابن الشعار.
54 «شرح سيبويه»: ذكره ابن الشعار.
55 «شرح البداية»: ذكره ابن الشعار، وقال: لم يتمّه.
56 «كتاب في الجبر والمقابلة»: ذكره ابن الشعار.
57 «شرح لامية العرب للشنفرى»: منه نسختان خطيتان في دار الكتب المصرية برقم 28ش نحو، 87ش.
مصادر ترجمته:
1 «إنباه الرواة على أنباه النحاة» (3/ 116) للقفطي (624) دار الفكر العربي القاهرة ت محمد أبو الفضل.
2 «التكملة لوفيات النقلة» (2/ 461) لعبد العظيم المنذري (656) ت الدكتور بشار عواد مؤسسة الرسالة.
3 «قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان» 3/ 265لابن الشعار (654) مصوّرة فؤاد سزكين.
4 «معجم البلدان» (4/ 142) لياقوت الحموي (626) دار صادر.(1/9)
3 «قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان» 3/ 265لابن الشعار (654) مصوّرة فؤاد سزكين.
4 «معجم البلدان» (4/ 142) لياقوت الحموي (626) دار صادر.
5 «ذيل الروضتين» (120119) لأبي شامة (665) دار الجيل.
6 «وفيات الأعيان» (3/ 100) لابن خلكان (681) دار صادر.
7 «المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي» (15/ 214) للذهبي (748) الكتب العلمية.
8 «سير أعلام النبلاء» (22/ 91)، للذهبي (748) مؤسسة الرسالة.
9 «الوافي بالوفيات» (17/ 139)، للصفدي (764) دار النشر فرانز شتاينر.
10 «نكت الهميان في نكت العميان» (ص 178)، للصفدي (764) دار المدينة.
11 «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 109)، لابن رجب (795) دار المعرفة.
12 «المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد» (2/ 30)، لابن مفلح (884) مكتبة الرشد.
13 «البداية والنهاية» (13/ 85)، لابن كثير (774).
14 «بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» (2/ 38)، للسيوطي (911) دار الفكر.
15 «كشف الظنون» (81، 98، 108، 122، 212، 214، 253، 399، 424، 440، 480، 518، 692، 714، 811، 1273، 1428، 1543، 1563، 1774، 1789، 1820) لحاجي خليفة دار الفكر.
16 - الكتب المطبوعة من كتب العكبري.(1/10)
خطبة الكتاب
بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه عوني وثقتي قال الشيخ الإمام العالم محبّ الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري رحمه الله تعالى، ورحم أسلافه بمحمد وآله وأصحابه وأنصاره.
الحمد لله الذي وفّقنا لحفظ كتابه، ووقفنا على الجليل من حكمه وأحكامه وآدابه، وألهمنا تدبّر معانيه ووجوه إعرابه، وعرّفنا تفنّن أساليبه من حقيقته ومجازه، وإيجازه وإسهابه أحمده على الاعتصام بأمتن أسبابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مؤمن بيوم حسابه، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبرّز في لسنه وفصل خطابه، ناظم حبل الحق بعد انقضابه، وجامع شمل الدين بعد انشعابه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ما استطار برق في أرجاء سحابه، واضطرب بحر باذيّة وعبابه.
أما بعد: فإن أولى ما عني باغي العلم بمراعاته، وأحقّ ما صرف العناية إلى معاناته، ما كان من العلوم أصلا لغيره منها، وحاكما عليها ولها فيما ينشأ من الاختلاف عنها، وذلك هو القرآن المجيد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد وهو المعجز الباقي على الأبد، والمودع أسرار المعاني التي لا تنفد وحبل الله المتين، وحجّته على الخلق أجمعين.
فأوّل مبدوء به من ذلك تلقّف ألفاظه عن حفّاظه، ثم تلقّي معانيه ممن يعانيه وأقوم طريق يسلك في الوقوف على معناه، ويتوصّل به إلى تبيين أغراضه ومغزاه، معرفة إعرابه واشتقاق مقاصده من أنحاء خطابه، والنظر في وجوه القراءات المنقولة عن الأئمة الأثبات.
والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا، مختلفة ترتيبا وحدا فمنها المختصر حجما وعلما، ومنها المطوّل بكثرة إعراب الظواهر، وخلط الإعراب بالمعاني، وقلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم، فلما وجدتها على ما وصفت، أحببت أن أملي كتابا يصغر حجمه، ويكثر علمه، أقتصر فيه على ذكر الإعراب ووجوه القراءات، فأتيت به على ذلك والله أسأل أن يوفّقني فيه لإصابة الصواب، وحسن القصد به بمنّه وكرمه.
إعراب الاستعاذة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أعوذ: أصله أعوذ، بسكون العين وضمّ الواو، مثل اقتل فاستثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى العين وبقيت ساكنة. ومصدره عوذ وعياذ ومعاذ. وهذا تعليم. والتقدير فيه: قل أعوذ.
والشيطان: فيعال، من شطن يشطن إذا بعد، ويقال فيه شاطن. وتشيطن وسمّي بذلك كل متمردّ لبعد غوره في الشر.
وقيل: هو فعلان، من شاط يشيط، إذا هلك فالمتمرّد هالك بتمرّده.
ويجوز أن يكون سمّي بفعلان لمبالغته في إهلاك غيره.
والرجيم: فعيل بمعنى مفعول أي مرجوم بالطّرد واللّعن.
وقيل: هو فعيل بمعنى فاعل أي يرجم غيره بالإغواء.
سورة الفاتحة
1: 12
1 - قال تعالى: {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}:
الباء في {بِسْمِ} متعلقة بمحذوف، فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره، والتقدير ابتدائي بسم الله أي كائن باسم الله فالباء متعلقة بالكون والاستقرار.
وقال الكوفيون: المحذوف فعل تقديره ابتدأت، أو أبدا فالجارّ والمجرور في موضع نصب بالمحذوف.
وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال، فلو قلت: لاسم الله بركة، أو باسم ربك، أثبتّ الألف في الخط.
وقيل: حذفوا الألف لأنهم حملوه على سم، وهي لغة في اسم.
ولغاته خمس: سم بكسر السين وضمها، اسم بكسر الهمزة وضمها، وسمى مثل ضحى.
والأصل في اسم سمو، فالمحذوف منه لامه، يدلّ على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسام، وفي تصغيره سمىّ، وبنوا منه فعيلا، فقالوا: فلان سميّك: أي اسمه كاسمك. والفعل منه سمّيت واسميت فقد رأيت كيف رجع المحذوف إلى آخره.
وقال الكوفيون: أصله وسم لأنه من الوسم وهو العلامة، وهذا صحيح في المعنى، فاسد اشتقاقا.
فإن قيل: كيف أضيف الاسم إلى الله، والله هو الاسم؟
قيل: في ذلك ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ الاسم هنا بمعنى التسمية، والتسمية غير الاسم لأن الاسم هو اللازم للمسمّى، والتسمية هو التلفّظ بالاسم.
والثاني أن في الكلام حذف مضاف، تقديره باسم مسمّى الله. والثالث أنّ اسم زيادة ومن ذلك قوله:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما وقول الآخر: داع يناديه باسم الماء أي السلام عليكما، ويناديه بالماء.
والأصل في الله الإلاه، فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة، ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانية، ثم فخّمت إذا لم يكن قبلها كسرة، ورقّقت إذ كانت قبلها كسرة ومنهم من يرققها في كل حال، والتفخيم في هذا الاسم من خواصّه.
وقال أبو علي: همزة إلاه حذفت حذفا من غير إلقاء، وهمزة إلاه أصل وهو من أله يأله إذا عبد، فالإله مصدر في موضع المفعول أي المألوه، وهو المعبود.
وقيل أصل الهمزة واو لأنه من الوله، فالإله تتولّه إليه القلوب أي تتحيّر.
وقيل أصله لاه على فعل، وأصل الألف ياء لأنهم قالوا في مقلوبه لهي أبوك ثم أدخلت عليه الألف واللام.
{الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}: صفتان مشتقّتان من الرحمة.
والرّحمن من أبنية المبالغة. وفي الرحيم مبالغة أيضا إلا أن فعلانا أبلغ من فعيل.
وجرّهما على الصفة والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف.
وقال الأخفش: العامل فيها معنوىّ، وهو كونها تبعا.
ويجوز نصبهما على إضمار أعنى، ورفعهما على تقدير هو.
2 - الجمهور على رفع {الْحَمْدُ} بالابتداء.
و {لِلََّهِ} الخبر، واللام متعلقة بمحذوف أي واجب، أو ثابت.
ويقرأ الحمد بالنصب، على أنه مصدر فعل محذوف أي أحمد الحمد والرفع أجود لأنّ فيه عموما في المعنى.
ويقرأ بكسر الدال اتباعا لكسرة اللام كما قالوا: المعيرة ورغيف وهو ضعيف في الآية لأن فيه إتباع الإعراب البناء، وفي ذلك إبطال للإعراب.
ويقرأ بضم الدال واللّام على إتباع اللام الدال وهو ضعيف أيضا لأن لام الجر متّصل بما بعده، منفصل عن الدال، ولا نظير له في حروف الجرّ المفردة إلا أنّ من قرأ به فرّ من الخروج من الضم إلى(1/11)
ويقرأ بضم الدال واللّام على إتباع اللام الدال وهو ضعيف أيضا لأن لام الجر متّصل بما بعده، منفصل عن الدال، ولا نظير له في حروف الجرّ المفردة إلا أنّ من قرأ به فرّ من الخروج من الضم إلى
1: 36
إلى الكسر، وأجراه مجرى المتّصل لأنه لا يكاد يستعمل الحمد منفردا عما بعده.
والربّ: مصدر ربّ يربّ، ثم جعل صفة كعدل وخصم وأصله رابّ.
وجرّه على الصفة أو البدل. وقرئ بالنصب على إضمار أعنى وقيل على النداء. وقرئ بالرفع على إضمار هو.
{الْعََالَمِينَ}: جمع تصحيح، واحده عالم، والعالم: اسم موضوع للجمع، ولا واحد له في اللفظ واشتقاقه من العلم عند من خصّ العالم بمن يعقل أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات.
3 - وفي {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} الجر والنصب والرفع، وبكلّ قرئ على ما ذكرناه في ربّ.
4 - ملك يوم الدين:
يقرأ بكسر اللام من غير ألف، وهو من عمر ملكه يقال: ملك بيّن الملك بالضم.
وقرئ بإسكان اللام وهو من تخفيف المكسور، مثل فخذ وكتف وإضافته على هذا محضة، وهو معرفة فيكون جرّه على الصفة أو البدل من الله ولا حذف فيه على هذا.
ويقرأ بالألف والجر، وهو على هذا نكرة لأن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال لا يتعرّف بالإضافة فعلى هذا يكون جرّه على البدل لا على الصفة لأن المعرفة لا توصف بالنكرة.
وفي الكلام حذف مفعول، تقديره مالك أمر يوم الدين، أو مالك يوم الدين الأمر.
وبالإضافة إلى «يوم» خرج عن الظرفية لأنه لا يصحّ فيه تقدير في، لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه.
ويقرأ مالك بالنصب على أن يكون بإضمار أعنى أو حالا.
وأجار قوم أن يكون نداء.
ويقرأ بالرفع على إضمار هو، أو يكون خبرا للرحمن الرحيم على قراءة من ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرّا.
ويقرأ ملك يوم الدين على أنه فعل، ويوم مفعول أو ظرف.
والدين: مصدر دان يدين.
5 {إِيََّاكَ}: الجمهور على كسرة الهمزة وتشديد الياء.
وقرئ شاذّا بفتح الهمزة. والأشبه أن يكون لغة مسموعة.
وقرئ بكسر الهمزة وتخفيف الياء. والوجه فيه أنه حذف إحدى الياءين لاستثقال التكرير في حرف العلة، وقد جاء ذلك في الشعر قال الفرزدق:
تنظّرت نصرا والسمّاكين أيهما
عليّ مع الغيث استهلّت مواطره
وقالوا في أما: أيما، فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف.
وإيّا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر فأما الكاف فحرف خطاب عند سيبويه لا موضع لها. ولا تكون اسما لأنها لو كانت اسما لكانت ايا مضافة إليها، والمضمرات لا تضاف.
وعند الخليل هي اسم مضمر أضيفت إيّا إليه لأن إيّا تشبه المظهر لتقدّمها على الفعل والفاعل، ولطولها بكثرة حروفها. وحكى عن العرب: إذا بلغ الرجل الستين فإياه، وإيّا الشواب.
وقال الكوفيون: إياك بكمالها اسم وهذا بعيد لأن هذا الاسم يختلف آخره بحسب اختلاف المتكلم والمخاطب والغائب فيقال: إياي وإياك وإياه.
وقال قوم: الكاف اسم، وايا عماد له، وهو حرف وموضع إياك نصب بنعبد.
فإن قيل: إياك خطاب، والحمد لله على لفظ الغيبة فكان الأشبه أن يكون إياه.
قيل: عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة. وسيمرّ بك من ذلك مقدار صالح في القرآن.
قوله تعالى: {نَسْتَعِينُ}: الجمهور على فتح النون. وقرئ بكسرها وهي لغة وأصله نستعون نستفعل من العون فاستثقلت الكسرة على الواو، فنقلت إلى العين، ثم قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
6 {اهْدِنَا}: لفظه أمر، والأمر مبني على السكون عند البصريين، ومعرب عند الكوفيين فحذف الياء عند البصريين علامة السكون الذي هو بناء، وعند الكوفيين هو علامة الجزم.
وهدى يتعدّى إلى مفعول بنفسه، فأمّا تعدّيه إلى مفعول آخر فقد جاء متعدّيا إليه بنفسه ومنه هذه الآية وقد جاء متعديا بإلى كقوله تعالى: {«هَدََانِي رَبِّي إِلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ»}. وجاء متعديا باللام، ومنه قوله تعالى: {«الَّذِي هَدََانََا لِهََذََا»}.
والسّراط بالسين هو الأصل لأنه من سرط الشيء إذا بلعه، (وسمّي) الطريق سراطا لجريان الناس فيه كجريان الشيء المبتلع.
فمن قرأه بالسين جاء به على الأصل، ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق، والسين تشارك الصاد في الصّفير والهمس فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها فكانت مقاربتها لها مجوّزة قلبها إليها لتجانس الطاء في الإطباق.
ومن قرأ بالزاي قلب السين زايا، لأن الزاى والسين من حروف الصّفير والزاى أشبه بالطاء، لأنهما مجهورتان.
ومن أشمّ الصاد زايا قصد أن يجعلها بين الجهر والإطباق.
وأصل {الْمُسْتَقِيمَ} مستقوم، ثم عمل فيه ما ذكرنا في نستعين، ومستفعل هنا بمعنى فعيل أي السراط القويم.(1/12)
وأصل {الْمُسْتَقِيمَ} مستقوم، ثم عمل فيه ما ذكرنا في نستعين، ومستفعل هنا بمعنى فعيل أي السراط القويم.
1: 7
ويجوز أن يكون بمعنى القائم أي الثابت.
وسراط الثاني بدل من الأول، وهو بدل الشيء من الشيء، وهما بمعنى واحد، وكلاهما معرفة.
و {الَّذِينَ}: اسم موصول، وصلته أنعمت، والعائد عليه الهاء والميم.
والغرض من وضع الذي وصف المعارف بالجمل لأنّ الجمل تفسّر بالنكرات، والنكرة لا توصف بها المعرفة.
والألف واللام في الذي زائدتان وتعريفها بالصلة، ألا ترى أن «من» و «ما» معرفتان، ولا لام فيهما فدلّ أن تعرّفهما بالصلة.
والأصل في الذين اللّذيون لأن واحده الذي، إلا أنّ ياء الجمع حذفت ياء الأصل لئلا يجتمع ساكنان.
والذين بالياء في كل حال لأنه اسم مبني، ومن العرب من يجعله في الرفع بالواو، وفي الجر والنصب بالياء، كما جعلوا تثنيته بالألف في الرفع وبالياء في الجر والنصب.
وفي الذي خمس لغات:
إحداها لذي بلام مفتوحة من غير لام التعريف، وقد قرئ به شاذا.
والثانية الذي بسكون الياء.
والثالثة بحذفها وإبقاء كسرة الذال.
والرابعة بحذف الياء وإسكان الذال.
والخامسة بياء مشددة.
7 {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ}: يقرأ بالجر، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه بدل من الذين.
والثاني أنّه بدل من الهاء والميم في عليهم.
والثالث أنه صفة للذين.
فإن قلت: الذين معرفة وغير لا يتعرّف بالإضافة، فلا يصحّ أن يكون صفة له؟
ففيه جوابان:
أحدهما أنّ غير إذا وقعت بين متضادين، وكانا معرفتين، تعرفت بالإضافة، كقولك: عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الأمر هنا لأنّ المنعم عليه والمغضوب عليه متضادّان.
والجواب الثاني أنّ الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم، وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالإضافة فكلّ واحد منهما فيه إبهام من وجه واختصاص من وجه.
ويقرأ غير بالنصب، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه حال من الهاء والميم، والعامل فيها أنعمت، ويضعف أن يكون حالا من الذين، لأنه مضاف إليه، والصراط لا يصحّ أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل: إنه ينتصب على الحال من الذين، ويعمل فيها معنى الإضافة.
والوجه الثاني أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم.
والثالث أنه ينتصب بإضمار أعنى.
والمغضوب: مفعول، من غضب عليه، وهو لازم، والقائم مقام الفاعل {«عَلَيْهِمْ»}. والتقدير: غير الفريق المغضوب، ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل، ولذلك لم يجمع، فيقال الفريق المغضوبين عليهم، لأنّ اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة.
{وَلَا الضََّالِّينَ}: «لا» زائدة عند البصريين للتوكيد، وعند الكوفيين هي بمعنى غير، كما قالوا:
جئت بلا شيء، فأدخلوا عليها حرف الجر، فيكون لها حكم غير.
وأجاب البصريون عن هذا بأن «لا» دخلت للمعنى، فتخطّاها العامل، كما يتخطى الألف واللام.
والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السّختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدّد نحو:
ضالّ، ودابة، وجان.
والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصحّ حركتها لئلا يجمع بين ساكنين.
فصل
وأما (آمين) فاسم للفعل، ومعناها: اللهم استجب، وهو مبنيّ لوقوعه موقع المبني، وحرّك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين.
وقيل (آمين): اسم من أسماء الله تعالى وتقديره: يا آمين وهذا خطأ لوجهين: أحدهم أنّ أسماء الله لا تعرف إلا تلقّيا، ولم يرد بذلك سمع.
والثاني أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود.
وفيه لغتان: القصر، وهو الأصل. والمد، وليس من الأبنية العربية بل هو من الأبنية الأعجمية كهابيل، وقابيل. والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة، فنشأت الألف فعلى هذا لا تخرج عن الأبنية العربية.
فصل
في هاء الضمير نحو: عليهم وعليه، وفيه وفيهم وإنما أفردناه لتكرّره في القرآن:
الأصل في هذه الهاء الضم لأنها تضمّ بعد الفتحة والضمة والسكون، نحو: إنّه وله، وغلامه، ويسمعه، ومنه وإنّما يجوز كسرها بعد الياء نحو:
عليهم وأيديهم، وبعد الكسر نحو: به وبداره وضمّها في الموضعين جائز لأنه الأصل وإنّما كسرت لتجانس ما قبلها من الياء والكسرة وبكلّ قد قرئ.
فأما عليهم ففيها عشر لغات، وكلها قد قرئ به: خمس مع ضمّ الهاء، وخمس مع كسرها.
فالتي مع الضم: إسكان الميم، وضمها من غير إشباع، وضمها مع واو، وكسر الميم من غير ياء، وكسرها مع الياء.
وأما التي مع كسر الهاء فإسكان الميم، وكسرها من غير ياء، وكسرها مع الياء، وضمها من غير واو، وضمها مع الواو.
والأصل في ميم الجمع أن يكون بعدها واو، كما قرأ ابن كثير، فالميم لمجاوزة الواحد، والألف دليل التثنية نحو: عليهما، والواو للجمع نظير الألف ويدل على ذلك أن علامة الجمع في المؤنث نون مشدّدة، نحو: عليهنّ فكذلك يجب أن يكون علامة الجمع للمذكر حرفين، إلا أنهم حذفوا الواو تخفيفا ولا لبس في ذلك لأنّ الواحد لا ميم فيه، والتثنية بعد ميمها ألف، وإذا حذفت الواو سكنت الميم لئلا تتوالى الحركات في أكثر المواضع نحو: ضربهم ويضربهم.
فمن أثبت الواو أو حذفها وسكّن الميم فلمّا ذكرنا.
ومن ضمّ الميم دلّ بذلك على أنّ أصلها الضم، وجعل الضمة دليل الواو المحذوفة.
ومن كسر الميم وأتبعها ياء فإنه حرّك الميم بحركة الهاء المكسورة قبلها، ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
ومن حذف الياء جعل الكسرة دليلا عليها.
ومن كسر الميم بعد ضمّة الهاء فإنه أراد أن يجانس بها الياء التي قبل الهاء.
ومن ضمّ الهاء قال: إنّ الياء في «عليه»، حقّها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر، وليست
الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضمّ بعد الألف فكذلك تضمّ بعد الياء المبدلة منها.(1/13)
ومن ضمّ الهاء قال: إنّ الياء في «عليه»، حقّها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر، وليست
الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضمّ بعد الألف فكذلك تضمّ بعد الياء المبدلة منها.
ومن كسر الهاء اعتبر اللفظ، فأمّا كسر الهاء وإتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف، أما جوازه فلخفاء الهاء بيّنت بالإشباع، وأما ضعفه فلأنّ الهاء خفيّة، والخفيّ قريب من الساكن، والساكن غير حصين، فكأن الياء وليت الياء.
وإذا لقى الميم ساكن بعدها جاز ضمّها، نحو:
عليهم الذّلّة لأنّ أصلها الضم، وإنما أسكنت تخفيفا، فإذا احتيج إلى حركتها كان الضمّ الذي هو حقّها في الأصل أولى، ويجوز كسرها اتباعا لما قبلها.
وأما: فيه، وبنيه، ففيه الكسر من غير إشباع، وبالإشباع، وفيه الضمّ من غير إشباع، وبالإشباع.
وأما إذا سكن ما قبل الهاء، نحو: منه، وعنه، وتجدوه، فمن ضمّ من غير إشباع فعلى الأصل، ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها.
سورة البقرة
2: 13
1 {الم}: هذه الحروف المقطعة كلّ واحد منها اسم فألف: اسم يعبّر به عن مثل الحرف الّذي في قال. ولام يعبّر بها عن الحرف الأخير من قال، وكذلك ما أشبهها.
والدليل على أنها أسماء أنّ كلا منها يدلّ على معنىّ في نفسه.
وهي مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت أسماء لها فهي كالأصوات نحو: غاق في حكاية صوت الغراب.
وفي موضع {«الم»} ثلاثة أوجه:
أحدها الجر على القسم، وحرف القسم محذوف، وبقي عمله بعد الحذف لأنه مراد، فهو كالملفوظ به، كما قالوا: الله لتفعلنّ، في لغة من جرّ.
والثاني موضعها نصب وفيه وجهان: أحدهما هو على تقدير حذف القسم، كما تقول: الله لأفعلن، والناصب فعل محذوف تقديره: التزمت الله أي اليمين به.
والثاني هي مفعول بها تقديره: اتل آلم.
والوجه الثالث موضعها رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر.
2 {ذََلِكَ}: ذا اسم إشارة، والألف من جملة الاسم.
وقال الكوفيون: الذال وحدها هي الاسم، والألف زيدت لتكثير الكلمة، واستدلوا على ذلك بقولهم: ذه أمة الله وليس ذلك بشيء لأنّ هذا الاسم اسم ظاهر، وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدلّ على ذلك قولهم في التصغير: ذيّا فردّوه إلى الثلاثي، والهاء في ذه بدل من الياء في ذي.
وأما اللام فحرف زيد ليدلّ على بعد المشار إليه.
وقيل: هي بدل من ها ألا تراك تقول: هذا، وهذاك ولا يجوز هذلك.
وحرّكت اللام لئلا يجتمع ساكنان، وكسرت على أصل التقاء الساكنين وقيل: كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لا لتبس بمعنى الملك.
وقيل: ذلك هاهنا بمعنى هذا.
وموضعه رفع إما على أنه خبر آلم، والكتاب عطف بيان، ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقّا، أو غير ذي شك وإمّا أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره، ولا ريب حال. ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان، ولا ريب فيه الخبر.
و {«رَيْبَ»}: مبنىّ عند الأكثرين، لأنه ركب مع لا وصيّر بمنزلة خمسة عشر وعلّة بنائه تضمّنه معنى من إذ التقدير: لا من ريب، واحتيج إلى تقدير من لتدلّ «لا» على نفي الجنس ألا ترى أنك تقول: لا رجل في الدار، فتنفي الواحد وما زاد عليه، فإذا قلت: لا رجل في الدار، فرفعت ونوّنت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر.
وقوله: {(فِيهِ)} فيه وجهان:
أحدهما هو في موضع خبر لا، ويتعلّق بمحذوف، تقديره: لا ريب كائن فيه، فتقف حينئذ على «فيه».
والوجه الثاني أن يكون لا ريب آخر الكلام، وخبره محذوف للعلم به، ثم تستأنف، فتقول: فيه هدى، فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وإن شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلّق «فى» على الوجهين بفعل محذوف.
وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك:
هديت، والهدي.
وفي موضعه وجهان:
أحد هما رفع، إما مبتدأ، أو فاعل على ما ذكرنا وإما أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو هدى وإما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر.
والوجه الثاني أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل، والعامل في الحال معنى الجملة، تقديره: أحقّقه هاديا.
ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والإشارة الحاصل من قوله ذلك. {لِلْمُتَّقِينَ}: اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن، أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر، والمصدر يعمل عمل الفعل.
وواحد المتقين متّقي وأصل الكلمة من وقى فعل، ففاؤها واو ولامها ياء، فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الواو تاء وأدغمتها في التاء الأخرى، فقلت: اتّقى، وكذلك في اسم الفاعل وما تصرّف منه نحو متّق ومتّقى.
ومتّق: اسم ناقص، وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع بعدها كقولك: متّقون ومتّقين، ووزنه في الأصل مفتعلون لأنّ أصله موتقيون، فحذفت اللام لما ذكرنا، فوزنه الآن مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى، إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل، فكان إبقاؤها أولى.
3 {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ}: هو في موضع جرّ صفة للمتقين.
ويجوز أن يكون في موضع نصب، إما على موضع للمتقين، أو بإضمار أعني.
ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار «هم»، أو مبتدأو خبره أولئك على هدى.
وأصل يؤمنون يؤامنون لأنه من الأمن، والماضي منه آمن، فالألف بدل من همزة ساكنة قلبت ألفا كراهية اجتماع همزتين، ولم يحققوا الثانية في موضع ما لسكونها وانفتاح ما قبلها.
ونظيره في الأسماء: آدم، وآخر.
فأما في المستقبل فلا تجمع بين الهمزتين اللتين هما الأصل لأن ذلك يفضي بك في التّكلم إلى ثلاث همزات: الأولى همزة المضارعة، والثانية همزة افعل التي في آمن، والثالثة الهمزة التي هي فاء الكلمة فحذفوا الوسطى كما حذفوها في أكرم لئلا تجتمع الهمزات، وكان حذف الوسطى أولى من حذف الأولى لأنها حرف معنى، ومن حذف الثالثة لأنّ الثالثة فاء الكلمة. والوسطى زائدة.
وإذا أردت تبيين ذلك فقل: إن آمن أربعة أحرف، فهو مثل دحرج، فلو قلت: أدحرج لأتيت بجميع ما كان في الماضي وزدت عليه همزة المتكلم، فمثله يجب أن يكون في أومن، فالباقي من الهمزات:
الأولى، والواو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة، والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها وانضمام ما قبلها.(1/14)
الأولى، والواو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة، والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها وانضمام ما قبلها.
2: 45
فإذا قلت: نؤمن وتؤمن، ويؤمن، جاز لك فيه وجهان:
أحدهما الهمز على الأصل.
والثاني قلب الهمزة واوا تخفيفا، وحذفت الهمزة الوسطى حملا على أومن، والأصل يوأمن فأما أومن فلا يجوز همز الثانية بحال لما ذكرنا.
والغيب هنا: مصدر بمعنى الفاعل، أي يؤمنون بالغائب عنهم.
ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب كقوله: {«هََذََا خَلْقُ اللََّهِ»} أي مخلوقه. ودرهم ضرب الأمير أي مضروبه.
{وَيُقِيمُونَ}: أصله يؤقومون، وماضيه أقام، وعينه واو لقولك فيه: يقوم، فحذفت الهمزة كما حذفت في أقيم لاجتماع الهمزتين، وكذلك جميع ما فيه حرف مضارعة لئلا يختلف باب أفعال المضارعة. وأما الواو فعمل فيها ما عمل في نستعين، وقد ذكرناه.
وألف الصلاة منقلبة عن واو لقولك:
صلوات، والصلاة مصدر صلى ويراد بها هاهنا الأفعال والأقوال المخصوصة فلذلك جرت مجرى الأسماء غير المصادر.
{وَمِمََّا رَزَقْنََاهُمْ}: «من» متعلقة بينفقون والتقدير: وينفقون مما رزقناهم فيكون الفعل قبل المفعول، كما كان قوله: يؤمنون، ويقيمون كذلك، وإنما أخّر الفعل عن المفعول لتتوافق رؤوس الآي.
وما بمعنى الذي.
ورزقنا يتعدّى إلى مفعولين وقد حذف الثاني منهما هنا، وهو العائد على «ما»، تقديره:
رزقناهموه، أو رزقناهم إياه.
ويجوز أن تكون «ما» نكرة موصوفة بمعنى شىء أي: ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في موضع جرّ صفة لما.
وعلى القول الأول لا يكون له موضع لأن الصلة لا موضع لها، ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن الفعل لا ينفق.
ومن للتبعيض، ويجوز أن تكون لابتداء غاية الإنفاق.
وأصل ينفقون: يؤنفقون، لأن ماضيه أنفق، وقد تقدّم نظيره.
4 {بِمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}: «ما» هاهنا بمعى الذي ولا يجوز أن تكون نكرة موصوفة، أي بشيء أنزل إليك لأنه لا عموم فيه على هذا، ولا يكمل الإيمان إلا أن يكون بجميع ما أنزل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما للعموم، وبذلك يتحقق الإيمان.
والقراءة الجيدة أنزل إليك، بتحقيق الهمزة.
وقد قرئ في الشاذ أنزل ليك بتشديد اللام.
والوجه فيه أنه سكّن لام أنزل، وألقى عليها حركة الهمزة، فانكسرت اللام، وحذفت الهمزة، فلقيتها لام إلى فصار اللفظ بما أنزل ليك، فسكنت اللام الأولى، وأدغمت في اللام الثانية.
والكاف هنا ضمير المخاطب، وهو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب، ويكون في معنى الجمع.
وقد صرح به في آي أخر كقوله: {«لَقَدْ أَنْزَلْنََا إِلَيْكُمْ كِتََاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ»}.
{وَبِالْآخِرَةِ}: الباء متعلقة بيوقنون ولا يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدأ، وهذا يدلّ على أن تقديم الخبر على المبتدأ جائز إذ المعمول لا يقع في موضع لا يقع فيه العامل.
والآخرة صفة، والموصوف محذوف، تقديره:
وبالساعة الآخرة، أو بالدار الآخرة، كما قال:
{«وَلَلدََّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ»}. وقال: {«وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»}.
{هُمْ يُوقِنُونَ}: هم مبتدأ ذكر على جهة التوكيد، ولو قال: وبالآخرة يوقنون لصحّ المعنى والإعراب، ووجه التوكيد في «هم» تحقيق عود الضمير إلى المذكورين لا إلى غيرهم، ويوقنون الخبر.
وأصله يؤيقنون، لأن ماضيه أيقن، والأصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضي، إلا أنّ الهمزة حذفت لما ذكرنا في يؤمنون، وأبدلت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها.
5 {أُولََئِكَ}: هذه صيغة جمع على غير لفظ واحده، وواحده ذا ويكون أولئك للمؤنث والمذكر، والكاف فيه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت إمّا مرفوعة أو منصوبة ولا يصحّ شىء منهما إذ لا رافع هنا ولا ناصب وإما أن تكون مجرورة بالإضافة، وأولاء لا تصح إضافته لانه مبهم، والمبهمات لا تضاف فبقى أن تكون حرفا مجرّدا للخطاب.
ويجوز مدّ أولاء، وقصره في غير القرآن.
وموضعه هنا رفع بالابتداء، و {عَلى ََ هُدىً} الخبر، وحرف الجر متعلق بمحذوف، أي أولئك ثابتون على هدى.
ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب، وقد ذكر.
فإن قيل: أصل «على» الاستعلاء، والهدى لا يستعلى عليه، فكيف يصحّ معناها هاهنا؟
قيل: معنى الاستعلاء حاصل لأنّ منزلتهم علت باتّباع الهدى.
ويجوز أن يكون لما كانت أفعالهم كلّها على مقتضى الهدى كان تصرّفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه.
{مِنْ رَبِّهِمْ}: في موضع جرّ صفة لهدى، ويتعلق الجارّ بمحذوف تقديره: هدى كائن، وفي الجارّ والمجرور ضمير يعود على الهدى.
ويجوز كسر الهاء وضمّها على ما ذكرنا في عليهم في الفاتحة.
{وَأُولََئِكَ}: مبتدأ، و {هُمُ} مبتدأ ثان، و {الْمُفْلِحُونَ} خبر المبتدأ الثاني، والثاني وخبره خبر الأول.(1/15)
{وَأُولََئِكَ}: مبتدأ، و {هُمُ} مبتدأ ثان، و {الْمُفْلِحُونَ} خبر المبتدأ الثاني، والثاني وخبره خبر الأول.
2: 68
ويجوز أن يكون هم فصلا لا موضع له من الإعراب، والمفلحون خبر أولئك.
والأصل في مفلح مؤفلح، ثم عمل فيه ما ذكرناه في يؤمنون.
6 {سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ} رفع بالابتداء، وأ أنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل، وسدّت هذه الجملة مسدّ الخبر والتقدير: يستوي عندهم الإنذار وتركه وهو كلام محمول على المعنى.
ويجوز أن تكون هذه الجملة في موضع مبتدأ، وسواء خبر مقدم، والجملة على القولين خبر «إنّ».
ولا يؤمنون: لا موضع له على هذا.
ويجوز أن يكون سواء خبر إنّ وما بعده معمول له.
ويجوز أن يكون لا يؤمنون خبر إنّ، وسواء عليهم وما بعده معترض بينهما.
ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر.
وسواء: مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو، ومستو يعمل عمل يستوى ومن أجل أنه مصدر لا يثنّى ولا يجمع.
والهمزة في سواء مبدلة من ياء لأن باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوّة، فحمل على الأكثر.
{أَأَنْذَرْتَهُمْ} قرأ ابن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر، وهمزة الاستفهام مرادة، ولكن حذفوها تخفيفا وفي الكلام ما يدلّ عليها وهو قوله: {أَمْ لَمْ} لأنّ «أم» تعادل الهمزة.
وقرأ الأكثرون على لفظ الاستفهام، ثم اختلفوا في كيفية النطق به فحقّق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الأصل إلا أنّ الجمع بين الهمزتين مستثقل لأنّ الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة، فالنطق بها يشبه التهوّع، فإذا اجتمعت همزتان كان أثقل على المتكلم، فمن هنا لا يحققهما أكثر العرب.
ومنهم من يحقّق الأولى ويجعل الثانية بين بين أي بين الهمزة والألف، وهذه في الحقيقة همزة ملينة وليست ألفا.
ومنهم من يجعل الثانية ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن.
ومنهم من يليّن الثانية ويفصل بينها وبين الأولى بالألف.
ومنهم من يحقّق الهمزتين ويفصل بينهما بألف.
ومن العرب من يبدل الأولى هاء ويحقق الثانية ومنهم من يلين الثانية مع ذلك، ولا يجوز أن يحقّق الأولى، ويجعل الثانية ألفا صحيحا، ويفصل بينهما بألف لأن ذلك جمع بين ألفين.
ودخلت همزة الاستفهام هنا للتسوية، وذلك شبيه بالاستفهام لأن المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم، فكذلك يفعل من يريد التسوية ويقع ذلك بعد سواء كهذه الآية، وبعد ليت شعري كقولك: ليت شعري أقام أم قعد، وبعد: لا أبالي، ولا أدري.
وأم هذه هي المعادلة لهمزة الاستفهام، ولم تردّ المستقبل إلى معنى المضيّ حتى يحسن معه أمس، فإن دخلت عليها إن الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الاستقبال.
7 {وَعَلى ََ سَمْعِهِمْ}: السمع في الأصل مصدر سمع، وفي تقديره هنا وجهان:
أحدهما أنه استعمل مصدرا على أصله، وفي الكلام حذف تقديره: على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه. والثاني أنّ السمع هنا استعمل بمعنى السامعة، وهي الأذن، كما قالوا: الغيب بمعنى الغائب، والنّجم بمعنى الناجم، واكتفى بالواحد هنا عن الجمع، كما قال الشاعر:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها
فبيض وأمّا جلدها فصليب
يريد جلودها.
{وَعَلى ََ أَبْصََارِهِمْ غِشََاوَةٌ}: يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ، وعلى أبصارهم خبره، وفي الجار على هذا ضمير.
وعلى قول الأخفش غشاوة مرفوع بالجار، كارتفاع الفاعل بالفعل، ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية، والوقف على هذه القراءة على {«وَعَلى ََ سَمْعِهِمْ»}.
ويقرأ بالنصب بفعل مضمر، تقديره: وجعل على أبصارهم غشاوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه يتعدّى بنفسه.
ويجوز كسر الغين وفتحها، وفيها ثلاث لغات أخر، غشوة بغير ألف، بفتح الغين وضمها وكسرها.
{وَلَهُمْ عَذََابٌ}: مبتدأ وخبر، أو فاعل عمل فيه الجار على ما ذكرنا قبل.
وفي {عَظِيمٌ} ضمير يرجع على العذاب، لأنه صفته.
8 {وَمِنَ النََّاسِ}: الواو دخلت هنا للعطف على قوله: {«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ»} وذلك أنّ هذه الآيات استوعبت أقسام الناس فالآيات الأول تضمّنت ذكر المخلصين في الإيمان، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} تضمّن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه، وهذه الآية تضمّنت ذكر من أظهر الإيمان وأبطن الكفر فمن هنا دخلت الواو لتبيّن أنّ المذكورين من تتمّة الكلام الأول.
ومن هنا للتبعيض، وفتحت نونها ولم تكسر لئلا تتوالى الكسرتان.
وأصل الناس عند سيبويه أناس، حذفت همزته، وهي فاء الكلمة، وجعلت الألف واللام كالعوض منها، فلا يكاد يستعمل الناس إلا بالألف واللام، ولا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام فالألف في الناس على هذا زائدة، واشتقاقه من الأنس.
وقال غيره: ليس في الكلمة حذف، والألف منقلبة عن واو، وهي عين الكلمة، واشتقاقه من ناس ينوس نوسا إذا تحرك، وقالوا في تصغيره: نويس.
{مَنْ يَقُولُ}: من: في موضع رفع بالابتداء، وما قبله الخبر، أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم.(1/16)
{مَنْ يَقُولُ}: من: في موضع رفع بالابتداء، وما قبله الخبر، أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم.
2: 911
ومن هنا نكرة موصوفة، ويقول: صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن «الذي» يتناول قوما بأعيانهم، والمعنى هاهنا على الإبهام. والتقدير:
ومن الناس فريق يقول.
ومن موحّدة اللفظ، وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد، والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها، وأن يثنّى ويجمع ويؤنث حملا على معناها. وقد جاء في هذه الآية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد، وفي آمنّا وما هم:
جمع.
والأصل في يقول: يقول بسكون القاف وضمّ الواو لأنه نظير يقعد ويقتل، ولم يأت إلا على ذلك، فتقلت ضمة الواو إلى القاف ليخفّ اللفظ بالواو، ومن هاهنا إذا أمرت لم تحتج إلى الهمزة بل تقول:
قل لأن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل.
{آمَنََّا}: أصل الألف همزة ساكنة، فقلبت ألفا لئلا تجتمع همزتان، وكان قلبها ألفا من أجل الفتحة قبلها، ووزن آمن أفعل من الأمن.
و {الْآخِرِ}: فاعل، فالألف فيه غير مبدلة من شيء.
{وَمََا هُمْ}: «هم» ضمير منفصل مرفوع ب «ما» عند أهل الحجاز، ومبتدأ عند بني تميم، والباء في الخبر زائدة للتوكيد غير متعلقة بشيء وهكذا كلّ حرف جر زيد في المبتدأ أو الخبر، أو الفاعل، و «ما» تنفي في الحال، وقد تستعمل لنفي المستقبل.
9 {يُخََادِعُونَ اللََّهَ}: في الجملة وجهان:
أحد هما: لا موضع لها.
والثاني: موضعها نصب على الحال، وفي صاحب الحال والعامل فيها وجهان:
أحد هما هي من الضمير في يقول، فيكون العامل فيها يقول، والتقدير: يقول آمنّا مخادعين.
والثاني: هي حال من الضمير في قوله:
بمؤمنين، والعامل فيها اسم الفاعل والتقدير:
وما هم بمؤمنين في حال خداعهم.
ولا يجوز أن يكون في موضع جرّ على الصفة لمؤمنين لأنّ ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع.
ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنّا لأن آمنّا محكيّ عنهم بيقول، فلو كان يخادعون حالا من الضمير في آمنّا لكانت محكيّة أيضا، وهذا محال لوجهين:
أحدهما: أنهم ما قالوا آمنّا وخادعنا. والثاني: أنه أخبر عنهم بقوله: يخادعون، ولو كان منهم لكان: نخادع بالنون.
وفي الكلام حذف تقديره: يخادعون نبيّ الله.
وقيل: هو على ظاهره من غير حذف.
وما يخادعون. وأكثر القراءة بالألف، وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين، وهي على ذلك هنا لأنهم في خداعهم ينزلون أنفسهم منزلة أجنبي يدور الخداع بينهما، فهم يخدعون أنفسهم، وأنفسهم تخدعهم وقيل المفاعلة هنا من واحد كقولك: سافر الرجل، وعاقبت اللّص.
ويقرأ يخدعون بغير ألف مع فتح الياء.
ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال: وما يخدعهم الشيطان.
{إِلََّا أَنْفُسَهُمْ} أي عن أنفسهم، وأنفسهم منصوب بأنه مفعول، وليس نصبه على الاستثناء لأن الفعل لم يستوف مفعوله قبل إلا.
10 {فَزََادَهُمُ اللََّهُ}: زاد يستعمل لازما، كقولك: زاد الماء. ويستعمل متعديا إلى مفعولين، كقولك: زدته درهما، وعلى هذا جاء في الآية.
ويجوز إمالة الزاي لأنها تكسر في قولك زدته، وهذا يجوز فيما عينه واو مثل خاف إلا أنه أحسن فيما عينه ياء.
{أَلِيمٌ}: هو فعيل بمعنى مفعل لأنه من قولك: الم فهو مؤلم، وجمعه آلام وإلام، مثل شريف وشرفاء وشراف.
{بِمََا كََانُوا يَكْذِبُونَ}: هو في موضع رفع صفة لأليم، وتتعلق الباء بمحذوف، تقديره: أليم كائن بتكذيبهم، أو مستحقّ.
وما هنا مصدرية، وصلتها يكذبون، وليست «كان» صلتها لأنها الناقصة، ولا يستعمل منها مصدر.
ويكذبون في موضع نصب خبر كان.
وما المصدرية حرف عند سيبويه، واسم عند الأخفش، وعلى كلا القولين لا يعود عليها من صلتها شيء.
11 {وَإِذََا قِيلَ لَهُمْ}: إذا في موضع نصب على الظرف، والعامل فيها جوابها، وهو قوله: قالوا.
وقال قوم: العامل فيها قيل وهو خطأ لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف.
وأصل قيل قول، فاستثقلت الكسرة على الواو فحذفت، وكسرت القاف لتنقلب الواو ياء، كما فعلوا في أدل وأحق. ومنهم من يقول: نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف لأنك لا تنقل إليها الحركة إلا بعد تقدير سكونها، فيحتاج في هذه إلى حذف ضمة القاف، وهذا عمل كثير.
ويجوز إشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل.
ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع: قول وبوع، ويسوّى بين ذوات الواو والياء، قالوا: وتخرّج على أصلها، وما هو من الياء تقلب فيه واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية.
والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر، وهو القول، وأضمر لأنّ الجملة بعده تفسره. والتقدير:
وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا. ونظيره: {«ثُمَّ بَدََا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مََا رَأَوُا الْآيََاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ»} أي بدا لهم بداء ورأي. وقيل: «لهم» هو القائم مقام الفاعل لأن الكلام لا يتم به، وما هو مما تفسره الجملة بعده.
ولا يجوز أن يكون قوله: لا تفسدوا قائما مقام الفاعل لأنّ الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل.
ولهم في موضع نصب مفعول قيل.
{فِي الْأَرْضِ}: الهمزة في الأرض أصل وأصل الكلمة من الاتّساع، ومنه قولهم: أرضت القرحة إذا اتّسعت. وقول من قال: سميت أرضا لأنّ الأقدام ترضّها ليس بشيء لأنّ الهمزة فيها أصل، والرضّ ليس من هذا.
ولا يجوز أن يكون في الأرض حالا من الضمير في تفسدوا لأنّ ذلك لا يفيد شيئا، وإنما هو ظرف متعلق بتفسدوا.
{إِنَّمََا نَحْنُ}: «ما» هاهنا كافّة لإنّ عن العمل، لأنها هيّأتها للدخول على الاسم تارة وعلى الفعل اخرى، وهي إنما عملت لاختصاصها بالاسم.
وتفيد «إنما» حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر، كقوله: {«إِنَّمَا اللََّهُ إِلََهٌ وََاحِدٌ»} وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره، كقولك: إنما زيد كريم أي ليس فيه من الأوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم، ومنه قوله تعالى: {«إِنَّمََا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ»} لأنهم طلبوا منه ما لا يقدر عليه البشر فأثبت لنفسه صفة البشر، ونفى عنه ما عداها.
{نَحْنُ}: هو اسم مضمر منفصل مبنيّ على الضم. وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الأسماء، وحرّك آخرها لئلا(1/17)
{نَحْنُ}: هو اسم مضمر منفصل مبنيّ على الضم. وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الأسماء، وحرّك آخرها لئلا
2: 1217
يجتمع ساكنان وضمّت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم، فأشبهت التاء في قمت. وقيل ضمّت لأنّ موضعها رفع وقيل النون تشبه الواو، فحركت بما يجانس الواو.
ونحن ضمير المتكلم ومن معه، وتكون للاثنين والجماعة ويستعمله المتكلم الواحد العظيم. وهو في موضع رفع بالابتداء. و {(مُصْلِحُونَ)} خبره.
12 {أَلََا}: هي حرف يفتتح به الكلام لتنبيه المخاطب.
وقيل معناه: حقّا، وجوّز هذا القائل أن تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقّا، وهو في غاية البعد.
{هُمُ الْمُفْسِدُونَ}: هم مبتدأ، والمفسدون خبره، والجملة خبر إن.
ويجوز أن تكون هم في موضع نصب توكيدا لاسم إن.
ويجوز أن يكون فصلا لا موضع لها لأنّ الخبر هنا معرفة، ومثل هذا الضمير يفصل بين الخبر والصفة، فيعين ما بعده للخبر.
13 {وَإِذََا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا}: القائم مقام المفعول هو القول، ويفسّره آمنوا، لأن الأمر والنهي قول.
{كَمََا آمَنَ النََّاسُ}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي إيمانا مثل إيمان الناس ومثله: {كَمََا آمَنَ السُّفَهََاءُ}.
{السُّفَهََاءُ أَلََا إِنَّهُمْ}: في هاتين الهمزتين أربعة أوجه:
أحدها تحقيقهما، وهو الأصل.
والثاني تحقيق الأولى وقلب الثانية واوا خالصة فرارا من توالي الهمزتين، وجعلت الثانية واوا لانضمام الأولى.
والثالث تليين الأولى، وهو جعلها بين الهمزة وبين الواو وتحقيق الثانية.
والرابع كذلك، إلا أنّ الثانية واو.
ولا يجوز جعل الثانية بين الهمزة والواو لأنّ ذلك تقريب لها من الألف، والألف لا يقع بعد الضمة والكسرة. وأجازه قوم.
14 {لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا}: أصله لقيوا، فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها، ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وحرّكت القاف بالضم تبعا للواو.
وقيل: نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت. وقرأ ابن السميفع: لاقوا بألف وفتح القاف وضمّ الواو، وإنما فتحت القاف وضمت الواو لما نذكره في قوله: {«اشْتَرَوُا الضَّلََالَةَ»}.
{خَلَوْا إِلى ََ}: يقرأ بتحقيق الهمزة، وهو الأصل.
ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الواو، وحذف الهمزة، فتصير الواو مكسورة بكسرة الهمزة.
وأصل خلوا خلووا، فقلبت الواو الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لئلا يلتقي ساكنان، وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة.
{إِنََّا مَعَكُمْ}: الأصل: إنّنا، فحذفت النون الوسطى على القول الصحيح، كما حذفت في إن إذا خفّفت، كقوله تعالى {«وَإِنْ كُلٌّ لَمََّا جَمِيعٌ»}. ومعكم ظرف قائم مقام الخبر، أي كائنون معكم.
15 {مُسْتَهْزِؤُنَ}: يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل، وبقلبها ياء مضمومة لانكسار ما قبلها ومنهم من يحذف الياء لشبهها بالياء الأصلية في مثل قولك: يرمون، ويضمّ الزاي.
وكذلك الخلاف في تليين همزة {«يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ»}.
{يَعْمَهُونَ}: هو حال من الهاء والميم في يمدّهم.
وفي طغيانهم متعلق بيمدّهم أيضا، وإن شئت بيعمهون. ولا يجوز أن تجعلها حالين من يمدّهم لأنّ العامل الواحد لا يعمل في حالين.
16 {اشْتَرَوُا الضَّلََالَةَ}: الأصل اشتريوا، فقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف لئلا يلتقي ساكنان الألف والواو.
فإن قلت: فالواو هنا متحركة؟
قيل: حركتها عارضة، فلم يعتدّ بها، وفتحة الراء دليل على الألف المحذوفة.
وقيل: سكنت الياء لثقل الضمة عليها، ثم حذفت لئلا يلتقي ساكنان.
وإنما حركت الواو بالضم دون غيره ليفرق بين واو الجمع والواو الأصلية في نحو قوله: لو استطعنا.
وقيل: ضمّت، لأنّ الضمة هنا أخفّ من الكسرة لأنها من جنس الواو.
وقيل: حركت بحركة الياء المحذوفة.
وقيل: ضمّت لأنها ضمير فاعل، فهي مثل التاء في قمت.
وقيل: هي للجمع، فهي مثل نحن. وقد همزها قوم شبّهوها بالواو المضمومة ضمّا لازما، نحو: أثؤب.
ومنهم من يفتحها إيثار للتخفيف.
ومنهم من يكسرها على الأصل في التقاء الساكنين.
ومنهم من يختلسها فيحذفها لالتقاء الساكنين، وهو ضعيف، لأنّ قبلها فتحة والفتحة لا تدلّ عليها.
17 {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ}: ابتداء وخبر.
والكاف يجوز أن يكون حرف جرّ فيتعلق بمحذوف.
ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل، فلا يتعلّق بشيء.
{الَّذِي اسْتَوْقَدَ}: الذي هاهنا مفرد في اللفظ، والمعنى على الجمع، بدليل قوله: {«ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ»} وما بعده.
وفي وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان:
أحد هما هو جنس، مثل: من، وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد، وتارة بلفظ الجمع.
والثاني أنه أراد الذين، فحذفت النون لطول الكلام بالصلة، ومثله: {«وَالَّذِي جََاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ»}، ثم قال: {«أُولََئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»}.
واستوقد بمعنى أوقد، مثل استقرّ بمعنى قرّ وقيل: استوقد استدعى الإيقاد.
{فَلَمََّا أَضََاءَتْ}: لما هاهنا اسم، وهي ظرف زمان، وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضي، وكان لها جواب. والعامل فيها جوابها، مثل:
إذا.
وأضاءت: متعدّ، فيكون «ما» على هذا مفعولا به وقيل أضاء لازم، يقال: ضاءت النار وأضاءت بمعنى فعلى هذا يكون «ما» ظرفا.
وفي «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها: هي بمعنى الذي.
والثاني: هي نكرة موصوفة أي مكانا حوله.
والثالث: هي زائدة.
{ذَهَبَ اللََّهُ بِنُورِهِمْ}: الباء هنا معدّية للفعل، كتعدية الهمزة له. والتقدير: أذهب الله نورهم. ومثله في القرآن كثير.
وقد تأتى الباء في مثل هذا للحال كقولك:
ذهبت بزيد، أي ذهبت ومعي زيد.
{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ}: تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعولين لأنّ المعنى صيّرهم وليس المراد به التّرك الذي هو الإهمال(1/18)
{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ}: تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعولين لأنّ المعنى صيّرهم وليس المراد به التّرك الذي هو الإهمال
2: 1820
فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثاني في ظلمات، فلا يتعلق الجارّ بمحذوف، ويكون {«لََا يُبْصِرُونَ»} حالا.
ويجوز أن يكون لا يبصرون هو المفعول الثاني، وفي ظلمات ظرف يتعلق بتركهم أو ب «يبصرون».
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يبصرون، أو من المفعول الأول.
18 {صُمٌّ بُكْمٌ}: الجمهور على الرفع، على أنه خبر ابتداء محذوف أي هم صمّ.
وقرئ شاذّا بالنصب على الحال من الضمير في يبصرون.
قوله تعالى: {فَهُمْ لََا يَرْجِعُونَ}: جملة مستأنفة وقيل: موضعها حال وهو خطأ لأنّ ما بعد الفاء لا يكون حالا لأنّ الفاء ترتّب، والأحوال لا ترتيب فيها.
و «يرجعون» فعل لازم أي لا ينتهون عن باطلهم، أو لا يرجعون إلى الحق.
وقيل: هو متعدّ ومفعوله محذوف، تقديره:
فهم لا يردّون جوابا، مثل قوله:
{«إِنَّهُ عَلى ََ رَجْعِهِ لَقََادِرٌ»}.
19 {أَوْ كَصَيِّبٍ}: في «أو» أربعة أوجه:
أحدها أنها للشك، وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين فلا يدري أيشبههم بالمستوقد، أو بأصحاب الصيّب كقوله: {«إِلى ََ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ»} أي يشك الرائي لهم في مقدار عددهم.
والثاني أنها للتخيير أي شبّهوهم بأيّ القبيلتين شئتم.
والثالث أنها للإباحة.
والرابع أنها للإبهام أي بعض الناس يشبههم بالمستوقد، وبعضهم بأصحاب الصيّب. ومثله قوله تعالى: {«كُونُوا هُوداً أَوْ نَصََارى ََ»} أي قالت اليهود:
كونوا هودا، وقالت النصارى: كونوا نصارى.
ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل «أو» على الواو، ولا على «بل» ما وجد في ذلك مندوحة.
والكاف في موضع رفع عطفا على الكاف في قوله: {«كَمَثَلِ الَّذِي»}.
ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف، تقديره: أو مثلهم كمثل صيّب.
وفي الكلام حذف تقديره: أو كأصحاب صيّب، وإلى هذا المحذوف يرجع الضمير من قوله: يجعلون.
والمعنى على ذلك لأنّ تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لا بنفس المطر.
وأصل صيّب: صيوب على فيعل فأبدلت الواو ياء وأدغمت الأولى فيها، ومثله: ميّت وهيّن. وقال الكوفيون: أصله صويب على فعيل وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لصحّت الواو كما صحّت في طويل وعويل.
{مِنَ السَّمََاءِ}: في موضع نصب. و «من» متعلقة بصيّب لأن التقدير:
كمطر صيّب من السماء، وهذا الوصف يعمل عمل الفعل. ومن لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيّب فيتعلق من بمحذوف أي كصيّب كائن من السماء.
والهمزة في السماء بدل من واو قلبت همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة، ونظائره تقاس عليه.
{فِيهِ ظُلُمََاتٌ}: الهاء تعود على صيّب، وظلمات رفع بالجار والمجرور لأنه قد قوي بكونه صفة لصيّب.
ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ، وفيه خبر مقدم، وفيه على هذا ضمير، والجملة في موضع جر صفة لصيّب.
والجمهور على ضمّ اللام، وقد قرئ بإسكانها تخفيفا، وفيه لغة أخرى بفتح اللام.
والرعد: مصدر رعد يرعد، والبرق: مصدر أيضا وهما على ذلك موحّدتان هنا ويجوز أن يكون الرعد والبرق بمعنى الراعد والبارق، كقولهم:
رجل عدل وصوم.
{يَجْعَلُونَ}: يجوز أن يكون في موضع جر صفة لأصحاب صيّب، وأن يكون مستأنفا.
وقيل: يجوز أن يكون حالا من الهاء في فيه، والراجع على الهاء محذوف، تقديره: من صواعقه وهو بعيد لأن حذف الراجع على ذى الحال كحذفها من خبر المبتدأ، وسيبويه يعدّه من الشذوذ.
{مِنَ الصَّوََاعِقِ}: أي من صوت الصواعق.
{حَذَرَ الْمَوْتِ}: مفعول له. وقيل مصدر أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت. والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به.
{مُحِيطٌ}: أصله محوط لأنه من حاط يحوط، فنقلت كسرة الواو إلى الحاء فانقلبت ياء. 20 {يَكََادُ}: فعل يدن على مقاربة وقوع الفعل بعدها ولذلك لم تدخل عليه أن لأنّ أن تخلّص الفعل للاستقبال. وعينها واو، والأصل:
يكود، مثل خاف يخاف، وقد سمع فيه، كدت بضم الكاف وإذا دخل عليها حرف نفي دل على أن الفعل الذي بعدها وقع، وإذا لم يكن حرف نفي لم يكن الفعل بعدها واقعا، ولكنه قارب الوقوع.
وموضع {يَخْطَفُ} نصب، لأنه خبر كاد.
والمعنى: قارب البرق خطف الأبصار.
والجمهور على فتح الياء والطاء وسكون الخاء، وماضيه خطف، كقوله تعالى: {«إِلََّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ»}.
وفيه قراءات شاذة:
إحداها كسر الطاء على أن ماضيه خطف بفتح الطاء.
والثانية بفتح الياء والخاء والطاء وتشديد الطاء، والأصل: يختطف، فأبدل من التاء طاء، وحركت بحركة التاء.
والثالثة كذلك، إلا أنها بكسر الطاء على ما يستحقّه في الأصل.
والرابعة كذلك، إلا أنها بكسر الخاء أيضا على الإتباع.
والخامسة بكسر الياء أيضا اتباعا أيضا.(1/19)
والخامسة بكسر الياء أيضا اتباعا أيضا.
2: 2125
والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين.
{كُلَّمََا}: هي هنا ظرف، وكذلك كلّ موضع كان لها جواب.
و «ما» مصدرية والزمان محذوف أي كل وقت إضاءة.
وقيل «ما» هنا نكرة موصوفة، ومعناها الوقت، والعائد محذوف أي كل وقت أضاء لهم فيه. والعامل في كلّ جوابها.
و {فِيهِ} أي في ضوئه. والمعنى بضوئه.
ويجوز أن يكون ظرفا على أصلها. والمعنى: إنهم يحيط بهم الضوء.
{شََاءَ}: ألفها منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره:
شئت شيئا وقالوا: شيّأته أي حملته على أن يشاء.
{لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ}: أي أعدم المعنى الذي يسمعون به.
و {عَلى ََ كُلِّ} متعلق ب {«قَدِيرٌ»} في موضع نصب.
21 {يََا أَيُّهَا النََّاسُ}: أي: اسم مبهم لوقوعه على كل شيء أتي به في النداء توصّلا إلى نداء ما فيه الألف واللام إذ كانت «يا» لا تباشر الألف واللام وبنيت لأنها اسم مفرد مقصود.
وها مقحمة للتنبيه لأن الأصل أن تباشر «يا» الناس، فلما حيل بينهما بأي عوض من ذلك «ها».
والناس: وصف لأي لا بدّ منه لأنه المنادى في المعنى، ومن هاهنا رفع ورفعه على أن يجعل بدلا من ضمة البناء.
وأجاز المازني نصبه كما يجيز: يا زيد الظريف وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره، والصفة لا يلزم ذكرها.
{مِنْ قَبْلِكُمْ}: من هنا لابتداء الغاية في الزمان. والتقدير: والذي خلقهم من قبل خلقكم فحذف الخلق، وأقام الضمير مقامه.
{لَعَلَّكُمْ}: متعلق في المعنى باعبدوا أي اعبدوه ليصحّ منكم رجاء التقوى والأصل توتقيون، فأبدل من الواو تاء، وأدغمت في التاء الأخرى، وسكنت الياء ثم حذفت، وقد تقدمت نظائره، فوزنه الآن تفتعون.
22 {الَّذِي جَعَلَ}: هو في موضع نصب بتتقون، أو بدل من ربّكم، أو صفة مكررة، أو بإضمار أعنى.
ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو الذي.
وجعل هنا متعدّ إلى مفعول واحد، وهو الأرض.
وفراشا حال، ومثله: {«وَالسَّمََاءَ بِنََاءً»}.
ويجوز أن يكون جعل بمعنى صيّر، فيتعدى إلى مفعولين وهما الأرض. وفراشا. ومثله: والسماء بناها. و {لَكُمُ} متعلق بجعل أي لأجلكم.
{مِنَ السَّمََاءِ}: متعلق بأنزل، وهي لابتداء غاية المكان.
ويجوز أن يكون حالا. والتقدير: ماء كائنا من السماء فلما قدّم الجارّ صار حالا وتعلّق بمحذوف.
والأصل في ماء موه لقولهم: ماهت الركيّة تموه، وفي الجمع أمواه، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثم أبدلوا من الهاء همزة، وليس بقياس.
{مِنَ الثَّمَرََاتِ}: متعلق بأخرج، فيكون «من» لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون في موضع الحال، تقديره:
رزقا كائنا من الثمرات.
و {لَكُمُ}: أي من أجلكم. والرّزق هنا بمعنى المرزوق، وليس بمصدر.
{فَلََا تَجْعَلُوا}: أي لا تصيّروا، أو لا تسمّوا، فيكون متعديّا إلى مفعولين.
والأنداد: جمع ندّ ونديد.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: مبتدأ وخبر في موضع الحال.
ومفعول تعلمون محذوف أي تعلمون بطلان ذلك.
والاسم من أنتم «أن»، والتاء للخطاب، والميم للجمع، وهما حرفا معنى.
23 {وَإِنْ كُنْتُمْ}: جواب الشرط {«فَأْتُوا بِسُورَةٍ»}. و {«إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ»} شرط أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط الأول أي إن كنتم صادقين فافعلوا ذلك.
ولا تدخل إن الشرطية على فعل ماض في المعنى، إلا على كان لكثرة استعمالها، وأنها لا تدل على حدث.
{مِمََّا نَزَّلْنََا}: في موضع جر صفة لريب أي ريب كائن مما نزلنا.
والعائد على «ما» محذوف أي نزلناه، و «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
ويجوز أن يتعلق «من» بريب أي إن ارتبتم من أجل ما نزّلنا.
{فَأْتُوا}: أصله: ائتيوا، وماضيه أتى، ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة، فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين، وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها، فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها.
ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الآية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله: «الذي إيتمن»، فتصيرها ياء في اللفظ وواوا إذا انضمّ ما قبلها كقوله: {«يََا صََالِحُ ائْتِنََا»}. ومنهم من يقول: ذن لي.
{مِنْ مِثْلِهِ}: الهاء تعود على النبي صلّى الله عليه وسلّم فيكون من للابتداء ويجوز أن تعود على القرآن، فتكون من زائدة، ويجوز أن تعود على الأنداد بلفظ المفرد، كقوله تعالى:
{«وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعََامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمََّا فِي بُطُونِهِ»}.
{وَادْعُوا}: لام الكلمة محذوف لأنه حذف في الواحد دليلا على السكون الذي هو جزم في المعرب، وهذه الواو ضمير الجماعة.
{مِنْ دُونِ اللََّهِ}: في موضع الحال من الشهداء، والعامل فيه محذوف، تقديره شهداءكم منفردين عن الله، أو عن أنصار الله.
24 {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا}: الجزم بلم لا بإن لأن «لم» عامل شديد الاتصال بمعموله، ولم يقع إلا مع الفعل المستقبل في اللفظ، وإن قد دخلت على الماضي في اللفظ، وقد وليها الاسم، كقوله تعالى:
{«وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»}.
{وَقُودُهَا النََّاسُ}: الجمهور على فتح الواو وهو الحطب، وقرئ بالضم، وهو لغة في الحطب والجيّد أن يكون مصدرا بمعنى التوقد، ويكون في الكلام حذف مضاف تقديره: توقّدها احتراق الناس، أو تلهّب الناس، أو ذو وقودها الناس.
{أُعِدَّتْ}: جملة في موضع الحال من النار والعامل فيها فاتّقوا.
ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في وقودها لثلاثة أشياء:
أحدها أنّها مضاف إليها.
والثاني أنّ الحطب لا يعمل في الحال.
والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ما عمل عمله، وبين ما يعمل فيه بالخبر، وهو النّاس.
25 {أَنَّ لَهُمْ جَنََّاتٍ}: فتحت أنّ هاهنا لأن التقدير بأنّ لهم، وموضع أنّ وما عملت فيه نصب ببشّر لأن حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه. هذا مذهب سيبويه.
وأجاز الخليل أن يكون في موضع جرّ بالباء المحذوفة لأنه موضع تزاد فيه فكأنها ملفوظ بها ولا يجوز ذلك مع غير أن، ولو قلت بشره بأنه مخلّد في الجنة جاز حذف الباء لطول الكلام، ولو قلت بشره الخلود لم يجز وهذا أصل يتكرر في القرآن كثيرا، فتأمله واطلبه هاهنا.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ}: الجملة في موضع نصب صفة للجنّات، والأنهار مرفوعة بتجري لا بالابتداء، ومن تحتها الخبر، ولا بتحتها لأنّ تجري لا ضمير فيه إذ كانت الجنات لا تجري، وإنما تجري أنهارها.
والتقدير: من تحت شجرها، لا من تحت أرضها، فحذف المضاف.(1/20)
والتقدير: من تحت شجرها، لا من تحت أرضها، فحذف المضاف.
2: 2628
ولو قيل: إن الجنة هي الشجر، فلا يكون في الكلام حذف، لكان وجها.
{كُلَّمََا رُزِقُوا مِنْهََا} إلى قوله: {مِنْ قَبْلُ} في موضع نصب على الحال من الذين آمنوا، تقديره: مرزوقين على الدوام.
ويجوز أن يكون حالا من الجنات لأنها قد وصفت، وفي الجملة ضمير يعود إليها، وهو قوله: منها.
{رُزِقْنََا مِنْ قَبْلُ}: أي رزقناه، فحذف العائد.
وبنيت قبل لقطعها عن الإضافة لأن التقدير من قبل هذا.
{وَأُتُوا بِهِ}: يجوز أن يكون حالا، و «قد» معه مرادة تقديره: قالوا ذلك وقد أوتوا به.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
و {مُتَشََابِهاً}: حال من الهاء في به.
{وَلَهُمْ فِيهََا أَزْوََاجٌ}: أزواج مبتدأ، ولهم الخبر، وفيها ظرف للاستقرار ولا يكون «فيها» الخبر لأن الفائدة تقلّ إذ الفائدة في جعل الأزواج لهم، و {«فِيهََا»} الثانية تتعلق ب {«خََالِدُونَ»}.
وهاتان الجملتان مستأنفتان. ويجوز أن تكون الثانية حالا من الهاء والميم في لهم، والعامل فيها معنى الاستقرار.
26 {لََا يَسْتَحْيِي} وزنه يستفعل، ولم يستعمل منه فعل بغير السين، وليس معناه الاستدعاء، وعينه ولامه ياءان، وأصله الحياء، وهمزة الحياء بدل من الياء.
وقرئ في الشاذ يستحي، بياء واحدة، والمحذوفة هي اللام كما تحذف في الجزم، ووزنه على هذا يستفع، إلا أنّ الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت. وقيل: المحذوف هو العين، وهو بعيد.
{أَنْ يَضْرِبَ} أي من أن يضرب فموضعه نصب عند سيبويه، وجرّ عند الخليل.
{مََا}: حرف زائد للتوكيد. و {«بَعُوضَةً»}:
بدل من مثلا.
وقيل: ما نكرة موصوفة، وبعوضة بدل من «ما».
ويقرأ شاذّا بعوضة بالرفع على أن تجعل ما بمعنى الذي، ويحذف المبتدأ أي الذي هو بعوضة.
ويجوز أن يكون «ما» حرفا ويضمر المبتدأ، تقديره: مثلا هو بعوضة.
{فَمََا فَوْقَهََا}: الفاء للعطف، وما نكرة موصوفة، أو بمنزلة الذي والعامل في فوق على الوجهين الاستقرار، والمعطوف عليه بعوضة. {فَأَمَّا}: حرف ناب عن حرف الشرط وفعل الشرط، ويذكر لتفصيل ما أجمل، ويقع الاسم بعده مبتدأ، وتلزم الفاء خبره، والأصل مهما يكن من شيء فالذين آمنوا يعلمون لكن لما نابت «أمّا» عن حرف الشرط كرهوا أن يولوها الفاء، فأخّروها إلى الخبر، وصار ذكر المبتدإ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط.
{مِنْ رَبِّهِمْ}: في موضع نصب على الحال.
والتقدير: أنه ثابت أو مستقرّ من ربهم، والعامل معنى الحقّ وصاحب الحال الضمير المستتر فيه.
{مََا ذََا}: فيه قولان:
أحد هما أن «ما» اسم للاستفهام، موضعها رفع بالابتداء، وذا بمعنى الذي و {«أَرََادَ»}: صلة له، والعائد محذوف، والذي وصلته خبر المبتدأ.
والثاني أن «ما، وذا» اسم واحد للاستفهام، وموضعه نصب بأراد، ولا ضمير في الفعل.
والتقدير: أي شيء أراد الله.
{مَثَلًا}: تمييز أي من مثل ويجوز أن يكون حالا من هذا أي متمثّلا، أو متمثّلا به فيكون حالا من اسم الله.
{يُضِلُّ}: يجوز أن يكون في موضع نصب صفة للمثل ويجوز أن يكون حالا من اسم الله ويجوز أن يكون مستأنفا.
{إِلَّا الْفََاسِقِينَ}: مفعول يضلّ، وليس بمنصوب على الاستثناء لأنّ يضلّ لم يستوف مفعوله قبل إلا.
27 {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ}: في موضع نصب صفة للفاسقين.
ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى، وأن يكون رفعا على الخبر أي هم الذين.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر قوله: {«أُولََئِكَ هُمُ الْخََاسِرُونَ»}.
{مِنْ بَعْدِ}: من لابتداء غاية الزمان على رأي من أجاز ذلك، وزائدة على رأي من لم يجزه، وهو مشكل على أصله لأنّه لا يجيز زيادة «من» في الواجب.
{مِيثََاقِهِ}: مصدر بمعنى الإيثاق، والهاء تعود على اسم الله، أو على العهد فإن أعدتها إلى اسم الله كان المصدر مضافا إلى الفاعل، وإن أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول.
{مََا أَمَرَ}: ما بمعنى الذي ويجوز أن يكون نكرة موصوفة، و {«أَنْ يُوصَلَ»} في موضع جرّ بدلا من الهاء أي بوصله.
ويجوز أن يكون بدلا من ما بدل الاشتمال تقديره: ويقطعون وصل ما أمر الله به.
ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هو أن يوصل.
{أُولََئِكَ}: مبتدأ، و {«هُمُ»}: مبتدأثان، أو فصل، و {«الْخََاسِرُونَ»} الخبر.
28 {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللََّهِ}: كيف في موضع نصب على الحال، والعامل فيه تكفرون وصاحب الحال الضمير في «تكفرون» والتقدير:
أمعاندين تكفرون؟ ونحو ذلك.
و {تَكْفُرُونَ} يتعدّى بحرف الجر، وقد عدّي بنفسه في قوله: {«أَلََا إِنَّ عََاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ»} وذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا.(1/21)
و {تَكْفُرُونَ} يتعدّى بحرف الجر، وقد عدّي بنفسه في قوله: {«أَلََا إِنَّ عََاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ»} وذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا.
2: 2932
{وَكُنْتُمْ}: «قد» معه مضمرة، والجملة حال.
{ثُمَّ إِلَيْهِ}: الهاء ضمير اسم الله. ويجوز أن يكون ضمير الإحياء المدلول عليه بقوله:
{«فَأَحْيََاكُمْ»}.
29 {جَمِيعاً}: حال في معنى مجتمعا.
{فَسَوََّاهُنَّ}: إنما جمع الضمير لأنّ السماء جمع سماوة، أبدلت الواو فيها همزة، لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة.
{سَبْعَ سَمََاوََاتٍ}: سبع منصوب على البدل من الضمير. وقيل التقدير: فسوّى منهن سبع سموات كقوله: {«وَاخْتََارَ مُوسى ََ قَوْمَهُ»} فيكون مفعولا به.
وقيل: سوّى بمعنى صيّر، فيكون مفعولا ثانيا.
{وَهُوَ}: يقرأ بإسكان الهاء، وأصلها الضم وإنما أسكنت لأنها صارت كعضد فخفّفت، وكذلك حالها مع الفاء واللام نحو: فهو، لهو.
ويقرأ بالضم على الأصل.
30 {وَإِذْ قََالَ}: هو مفعول به، تقديره:
واذكر إذ قال.
وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
وابتداء خلقي إذ قال ربّك.
وقيل: إذ زائدة. و {لِلْمَلََائِكَةِ}:
مختلف في واحدها وأصلها فقال قوم: أحدهم في الأصل مألك على مفعل لأنه مشتقّ من الألوكة وهي الرسالة، ومنه قول الشاعر:
وغلام أرسلته أمّه
بألوك فبذلنا ما سأل
فالهمزة فاء الكلمة، ثم أخّرت فجعلت بعد اللام، فقالوا: ملأك قال الشاعر:
فلست لإنسيّ ولكن لملأك تنزّل من جو السّماء يصّوب فوزنه الآن معفل، والجمع ملائكة على معافلة.
وقال آخرون: أصل الكلمة لأك، فعين الكلمة همزة، وأصل ملك: ملأك من غير نقل. وعلى كلا القولين ألقيت حركة الهمزة على اللام، وحذفت فلما جمعت ردّت، فوزنه الآن مفاعلة.
وقال آخرون: عين الكلمة واو، وهو من لاك يلوك، إذا أدار الشيء في فيه فكأنّ صاحب الرسالة يديرها في فيه، فيكون أصل ملك: ملاك مثل معاد، ثم حذفت عينه تخفيفا فيكون ملائكة مثل مقاولة فأبدلت الواو همزة، كما أبدلت واو مصائب.
وقال آخرون: ملك فعل من الملك، وهي القوّة، فالميم أصل، ولا حذف فيه، لكنه جمع على فعائلة شاذّا.
{جََاعِلٌ}: يراد به الاستقبال، فلذلك عمل.
ويجوز أن يكون بمعنى خالق، فيتعدى إلى مفعول واحد، وأن يكون بمعنى مصيّر، فيتعدّى إلى مفعولين، ويكون، {«فِي الْأَرْضِ»} هو الثاني.
{خَلِيفَةً}: فعيلة بمعنى فاعل أي يخلف غيره، وزيدت الهاء للمبالغة.
{أَتَجْعَلُ}: الهمزة للاسترشاد أي أتجعل فيها من يفسد كمن كان فيها من قبل.
وقيل: استفهموا عن أحوال أنفسهم أي أتجعل فيها مفسدا ونحن على طاعتك، أو نتغيّر؟
{يَسْفِكُ}: الجمهور على التخفيف وكسر الفاء وقد قرئ بضمها، وهما لغتان. ويقرأ بالتشديد للتكثير.
وهمزة {الدِّمََاءَ} منقلبة عن ياء لأن الأصل دمي لأنهم قالوا دميان. {بِحَمْدِكَ}: في موضع الحال تقديره نسبّح مشتملين بحمدك، أو متعبّدين بحمدك.
{وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي لأجلك ويجوز أن تكون اللام زائدة أي نقدّسك.
ويجوز أن تكون معدّية للفعل، كتعدية الباء، مثل سجدت لله.
{إِنِّي أَعْلَمُ}: الأصل إنني، فحذفت النون الوسطى لا نون الوقاية هذا هو الصحيح.
و {أَعْلَمُ}: يجوز أن يكون فعلا، ويكون {«مََا»} مفعولا، إما بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف.
ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل فيكون «ما» في موضع جر بالإضافة.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بأعلم، كقولهم: هؤلاء حواج بيت الله، بالنصب والجر وسقط التنوين، لأنّ هذا الاسم لا ينصرف.
فإن قلت: أفعل لا ينصب مفعولا.
قيل: إن كانت «من» معه مرادة لم ينصب، واعلم هنا بمعنى عالم، ويجوز أن يريد بأعلم: أعلم منكم، فيكون «ما» في موضع نصب بفعل محذوف دلّ عليه الاسم، ومثله قوله: {«هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ»}.
31 {وَعَلَّمَ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون معطوفا على: {«قََالَ رَبُّكَ»}، وموضعه جرّ، كموضع قال، وقوّى ذلك إضمار الفاعل.
وقرئ «وعلّم آدم» على ما لم يسمّ فاعله.
وآدم: افعل، والألف فيه مبدلة من همزة هي فاء الفعل لأنه مشتق من أديم الأرض، أو من الأدمة ولا يجوز أن يكون وزنه فاعلا إذ لو كان كذلك لانصرف مثل عالم وخاتم، والتعريف وحده لا يمنع وليس بأعجمي.
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ}: يعنى أصحاب الأسماء، فلذلك ذكّر الضمير.
{هََؤُلََاءِ إِنْ كُنْتُمْ}: يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل. ويقرأ بهمزة واحدة قيل: المحذوفة هي الأولى، لأنها لام الكلمة، والأخرى أوّل الكلمة الأخرى، وحذف الآخر أولى.
وقيل: المحذوفة الثانية لأن الثقل بها حصل.
ويقرأ بتليين الهمزة الأولى وتحقيق الثانية، وبالعكس ومنهم من يبدل الثانية ياء ساكنة، كأنه قدّر هما في كلمة واحدة طلبا للتخفيف.
32 {سُبْحََانَكَ}: سبحان اسم واقع موقع المصدر، وقد اشتقّ منه سبحت والتسبيح، ولا يكاد(1/22)
32 {سُبْحََانَكَ}: سبحان اسم واقع موقع المصدر، وقد اشتقّ منه سبحت والتسبيح، ولا يكاد
2: 3336
يستعمل إلا مضافا لأن الإضافة تبين من المعظّم، فإذا أفرد عن الإضافة كان اسما علما للتسبيح لا ينصرف للتعريف، والألف والنون في آخره مثل عثمان، وقد جاء في الشعر منوّنا على نحو تنوين العلم إذا نكّر، وما يضاف إليه مفعول به لأنه المسبّح.
ويجوز أن يكون فاعلا لأن المعنى تنزهت. وانتصابه على المصدر بفعل محذوف تقديره: سبحت الله تسبيحا.
{إِلََّا مََا عَلَّمْتَنََا}: ما مصدرية أي إلّا علما علمتناه، وموضعه رفع على البدل من موضع {«لََا عِلْمَ»}، كقولك: لا إله إلا الله.
ويجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، ويكون «علم» بمعنى معلوم أي لا معلوم لنا إلا الذي علمتناه.
ولا يجوز أن تكون «ما» في موضع نصب بالعلم، لأنّ اسم «لا» إذا عمل فيما بعده لا يبنى.
{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ}: أنت مبتدأ، والعليم خبره، والجملة خبر إنّ.
ويجوز أن يكون أنت توكيدا للمنصوب، ووقع بلفظ المرفوع، لأنه هو الكاف في المعنى ولا يقع هاهنا إياك للتوكيد لأنها لو وقعت لكانت بدلا، وإياك لم يؤكّد بها.
ويجوز أن تكون فصلا لا موضع لها من الإعراب.
و {الْحَكِيمُ}: خبر ثان، أو صفة للعليم على قول من أجاز صفة الصفة، وهو صحيح لأنّ هذه الصفة هي الموصوف في المعنى.
والعليم بمعنى العالم.
وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم، وأن يكون بمعنى المحكم.
33 {أَنْبِئْهُمْ}: يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل، وبالياء على تليين الهمزة ولم يقلبها قلبا قياسيّا لأنه لو كان كذلك لحذفت الياء كما تحذف من قولك: أبقهم من بقيت.
وقد قرئ «أنبهم» بكسر الباء من غير همزة ولا ياء، على أن يكون إبدال الهمزة ياء إبدالا قياسيا.
وأنبأ يتعدّى بنفسه إلى مفعول واحد، وإلى الثاني: بحرف الجر، وهو قوله: {«بِأَسْمََائِهِمْ»}. وقد يتعدى بعن، كقولك: أنبأته عن حال زيد. وأما قوله تعالى: {«قَدْ نَبَّأَنَا اللََّهُ مِنْ أَخْبََارِكُمْ»} فيذكر في موضعه.
{وَأَعْلَمُ مََا تُبْدُونَ}: مستأنف، وليس بمحكي بقوله: {«أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ»}.
ويجوز أن يكون محكيّا أيضا، فيكون في موضع نصب. وتبدون وزنه تفعون، والمحذوف منه لامه وهي واو لأنه من بدا يبدو.
والأصل في الياء التي في «إني» أن تحرّك بالفتح، لأنها اسم مضمر على حرف واحد، فتحرّك مثل الكاف في إنك، فمن حركها أخرجها على الأصل، ومن سكّنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة.
34 {لِلْمَلََائِكَةِ اسْجُدُوا}: الجمهور على كسر التاء.
وقرئ بضمها، وهي قراءة ضعيفة جدّا، وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الراوي لم يضبط على القارئ، وذلك أن يكون القارئ أشار إلى الضمّ تنبيها على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء، ولم يدرك الراوي هذه الإشارة.
وقيل: إنه نوى الوقف على التاء ساكنة، ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف.
ومثله ما حكي عن امرأة رأت نساء معهنّ رجل، فقالت: أفي السّوتتنّه، بفتح التاء، وكأنها نوت الوقف على التاء، ثم ألقت عليها حركة الهمزة فصارت مفتوحة.
{إِلََّا إِبْلِيسَ}: استثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة.
وقيل: هو متّصل لأنه كان في الابتداء ملكا.
وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف.
وقيل: هو عربي، واشتقاقه من الإبلاس، ولم ينصرف للتعريف، وإنه لا نظير له في الأسماء، وهذا بعيد على أنّ في الأسماء مثله، نحو:
إخريط، وإجفيل، وإصليت، ونحوه.
و {أَبى ََ}: في موضع نصب على الحال من إبليس تقديره: ترك السجود كارها له ومستكبرا.
{وَكََانَ مِنَ الْكََافِرِينَ}: مستأنف ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا.
35 {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ}: أنت توكيد للضمير في الفعل أتى به ليصحّ العطف عليه.
والأصل في (كل) أأكل، مثل اقتل، إلا أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا، ومثله خذ ولا يقاس عليه فلا تقول في الأمر من أجر يأجر جر.
وحكى سيبويه أو كل شاذّا.
{مِنْهََا}: أي من من ثمرتها فحذف المضاف، وموضعه نصب بالفعل قبله، «ومن» لابتداء الغاية.
و {رَغَداً}: صفة مصدر محذوف أي أكلا رغدا، أي طيّبا هنيئا. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، تقديره: كلا مستطيبين متهنئين.
{حَيْثُ}: ظرف مكان، والعامل فيه كلا.
ويجوز أن يكون بدلا من الجنة فيكون حيث مفعولا به لأن الجنة مفعول، وليس بظرف لأنك تقول: سكنت البصرة وسكنت الدار، بمعنى نزلت فهو كقولك: أنزل من الدار حيث شئت.
{هََذِهِ الشَّجَرَةَ}: الهاء بدل من الياء في هذي، لأنك تقول في المؤنث: هذي، وهاتا، وهاتي، والياء للمؤنث مع الذال لا غير، والهاء بدل منها، لأنها تشبهها في الخفاء. والشجرة:
نعت لهذه.
وقرئ في الشاذ «هذه الشّيرة» وهي لغة أبدلت الجيم فيها ياء لقربها منها في المخرج.
{فَتَكُونََا}: جواب النّهي لأنّ التقدير: إن تقربا تكونا. وحذف النون هنا علامة النصب لأنّ جواب النهي إذا كان بالفاء فهو منصوب ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف.
36 {فَأَزَلَّهُمَا}: يقرأ بتشديد اللام من غير ألف أي حملهما على الزلّة ويقرأ «فأزالهما» أي نحاهما، وهو من قولك: زال الشيء يزول، إذا فارق موضعه، وأزلته: نحّيته، وألفه منقلبة عن واو.
{مِمََّا كََانََا فِيهِ}: ما بمعنى الذي، ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي من نعيم أو عيش.
{اهْبِطُوا}: الجمهور على كسر الباء، وهي اللغة الفصيحة، وقرئ بضمها، وهي لغة.
{بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}: جملة في موضع الحال من الواو في «اهبطوا» أي اهبطوا متعادين، واللام متعلقة بعدوّ، لأن التقدير بعضكم عدوّ لبعض، ويعمل «عدوّ» عمل الفعل، لكن بحذف الجر.
ويجوز أن يكون صفة لعدو، فلما تقدم عليه صار حالا.
ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة.
وأما إفراد عدوّ فيحتمل أن يكون لما كان «بعضكم» مفردا في اللفظ أفرد عدوّ. ويحتمل أن يكون وضع الواحد موضع الجمع، كما قال:
{«فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي»}.
{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}: ويجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون حالا أيضا وتقديره: اهبطوا متعادين مستحقّين الاستقرار.
و {مُسْتَقَرٌّ}: يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار، ويجوز أن يكون مكان الاستقرار.(1/23)
و {مُسْتَقَرٌّ}: يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار، ويجوز أن يكون مكان الاستقرار.
2: 3740
و {إِلى ََ حِينٍ}: يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع، فيتعلق بمحذوف.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لأنه في حكم المصدر والتقدير: وأن تمتّعوا إلى حين.
37 {فَتَلَقََّى آدَمُ}: يقرأ يرفع آدم ونصب كلمات، وبالعكس: لأن كل ما تلقّاك فقد تلقّيته.
{مِنْ رَبِّهِ}: يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقّي. ويكون لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون في موضع نصب صفة لكلمات، تقديره: كلمات كائنة من ربّه، فلما قدمها انتصبت على الحال.
{إِنَّهُ هُوَ التَّوََّابُ}: هو هاهنا مثل أنت في:
{«إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»} وقد ذكر.
38 {مِنْهََا جَمِيعاً}: حال أي مجتمعين، إما في زمن واحد، أو في أزمنة، بحيث يشتركون في الهبوط.
{فَإِمََّا}: إن حرف شرط، وما حرف مؤكّد له.
و {يَأْتِيَنَّكُمْ}: فعل الشرط مؤكد بالنون الثقيلة والفعل يصير بها مبنيا أبدا. وما جاء في القرآن من أفعال الشرط عقيب إمّا كلّه مؤكّد بالنون، وهو، القياس لأنّ زيادة «ما» تؤذن بإرادة شدّة التوكيد، وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون. وجواب الشرط {«فَمَنْ تَبِعَ»} وجوابه.
و «من» في موضع رفع بالابتداء، والخبر تبع، وفيه ضمير فاعل يرجع على من، وموضع «تبع» جزم بمن، والجواب: {«فَلََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ»}.
وكذلك كلّ اسم شرطت به وكان مبتدأ فخبره فعل الشرط لا جواب الشرط ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدأ، ولا يلزم ذلك الضّمير في الجواب حتى لو قلت: من يقم أكرم زيد، أجاز، ولو قلت:
من يقم زيدا أكرمه، وأنت تعيد الهاء إلى «من» لم يجز.
وذهب قوم إلى أنّ الخبر هو فعل الشرط والجواب وقيل الخبر منهما ما كان فيه ضمير يعود على من.
و {خَوْفٌ} مبتدأ، عليهم الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لما فيه من معنى العموم بالنفي الذي فيه.
والرّفع والتنوين هنا أوجه من البناء على الفتح، لوجهين:
أحد هما أنه عطف عليه ما لا يجوز به إلا الرفع. وهو قوله: {«وَلََا هُمْ»} لأنه معرفة، و «لا» لا تعمل في المعارف، فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان، كما قالوا في الفعل المشغول بضمير الفاعل نحو: قام زيد وعمرا كلّمته فإنّ النصب في عمرو أولى ليكون منصوبا بفعل، كما انّ المعطوف عليه عمل فيه الفعل.
والوجه الثاني من جهة المعنى وذلك بأنّ البناء يدلّ على نفي الخوف عنهم بالكلّية وليس المراد ذلك بل المراد نفيه عنهم في الآخرة.
فإن قيل: لم لا يكون وجه الرفع انّ هذا الكلام مذكور في جزاء من اتّبع الهدى، ولا يليق أن ينفي عنهم الخوف اليسير، ويتوهم ثبوت الخوف الكثير.
قيل: الرفع يجوز أن يضمر نفي الكثير تقديره: ولا خوف كثير عليهم، فيتوهّم ثبوت القليل، وهو عكس ما قدّر في السؤال، فبان أنّ الوجه في الرفع ما ذكرنا. {هُدََايَ}: المشهور إثبات الألف قبل الياء على اللفظ المفرد قبل الإضافة.
ويقرأ هدى بياء مشددة ووجهها أنّ ياء المتكلم يكسر ما قبلها في الاسم الصحيح، والألف لا يمكن كسرها، فقلبت ياء من جنس الكسرة ثم أدغمت.
39 {بِآيََاتِنََا}: الأصل في آية أيّة لأنّ فاءها همزة، وعينها ولامها باءان لأنها من تأيى القوم، إذا اجتمعوا. وقالوا في الجمع آياء فظهرت الياء الأولى والهمزة الأخيرة بدل من ياء، ووزنه أفعال، والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة، ولو كانت عينها واوا لقالوا: آواء. ثم إنهم أبدلوا الياء الساكنة في أيّة ألفا على خلاف القياس، ومثله: غاية، وثاية.
وقيل: أصلها أيية، ثم قلبت الياء الأولى الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
وقيل: أصلها أبية بفتح الأولى والثانية، ثم فعل في الياء ما ذكرنا. وكلا الوجهين فيه نظر لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف.
وقيل: أصلها آيية على فاعلة وكان القياس أن تدغم، فيقال أية مثل دابة، إلا انها خففت كتخفيف كينونة في كيّنونة.
وهذا ضعيف لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة.
{أُولََئِكَ}: مبتدأ، و {«أَصْحََابُ النََّارِ»} خبره.
و {«هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ»}: مبتدأ وخبر في موضع الحال من أصحاب.
وقيل: يجوز أن يكون حالا من النار لأنّ في الجملة ضميرا يعود عليها، ويكون العامل في الحال معنى الإضافة، أو اللام المقدرة.
40 {يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ}: إسرائيل لا ينصرف، لأنه علم أعجمي، وقد تكلّمت به العرب بلغات مختلفة، فمنهم من يقول إسرائيل بهمزة بعدها ياء بعدها لام. ومنهم من يقول كذلك، إلا أن يقلب الهمزة ياء ومنهم من يبقي الهمزة وبحذف الياء ومنهم من يحذفهما فيقول: إسرال. ومنهم من يقول: إسراين بالنون.
و «بني»: جمع ابن جمع جمع السلامة، وليس بسالم في الحقيقة لأنه لم يسلم لفظ واحده في جمعه، وأصل الواحد بنو على فعل بتحريك العين لقولهم في الجمع أبناء، كجبل وأجبال. ولامه واو.
وقال قوم: لامه ياء، ولا حجة في البنوة، لأنهم قد قالوا الفتوّة، وهي من الياء.
{أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: الأصل أنعمت بها ليكون الضمير عائدا على الموصول، فحذف حرف(1/24)
{أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: الأصل أنعمت بها ليكون الضمير عائدا على الموصول، فحذف حرف
2: 4150
الجر فصار أنعمتها، ثم حذف الضمير كما حذف في قوله: {«أَهََذَا الَّذِي بَعَثَ اللََّهُ رَسُولًا»}.
{وَأَوْفُوا}: يقال في الماضي وفى، ووفّى، وأوفى، ومن هنا قرئ {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}. والفاء بالتخفيف والتشديد.
{وَإِيََّايَ}: منصوب بفعل محذوف دلّ عليه {«فَارْهَبُونِ»}، تقديره: وارهبوا إياي فارهبون، ولا يجوز أن يكون منصوبا بارهبون لأنه قد تعدّى إلى مفعوله.
41 {مُصَدِّقاً}: حال مؤكدّه من الهاء المحذوفة في أنزلت.
و {مَعَكُمْ}: منصوب على الظرف، والعامل فيه الاستقرار.
{أَوَّلَ}: هي أفعل، وفاؤها وعينها واوان عند سيبويه. ولم يتصرّف منها فعل لاعتلال الفاء والعين وتأنيثها أولى، وأصلها وولى فأبدلت الواو همزة لانضمامها ضمّا لازما، ولم تخرج على الأصل كما خرج وقتت ووجوه، كراهية اجتماع الواوين.
وقال بعض الكوفيين: أصل الكلمة من وأل يئل إذا نجا، فأصلها أوال ثم خففت الهمزة بأن أبدلت واوا، ثم أدغمت الأولى فيها، وهذا ليس بقياس، بل القياس في تخفيف مثل هذه الهمزة أن تلقى حركتها على الساكن قبلها وتحذف.
وقال بعضهم: من آل يؤول فأصل الكلمة أأول، ثم أخّرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الواو، ثم عمل فيها ما عمل في الوجه الذي قبله فوزنه الآن أعفل.
{كََافِرٍ}: لفظه واحد، وهو في معنى الجمع أي أول الكفّار كما يقال: هو أحسن رجل. وقيل: التقدير: أول فريق كافر.
42 {وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}: هو مجزوم بالعطف على {«وَلََا تَلْبِسُوا»} ويجوز أن يكون نصبا على الجواب بالواو أي لا تجمعوا بينهما كقولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن.
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: في موضع نصب على الحال، والعامل: لا تلبسوا، وتكتموا.
43 {وَأَقِيمُوا الصَّلََاةَ}: أصل اقيموا أقوموا، فعمل فيه ما ذكرناه في قوله {«وَيُقِيمُونَ الصَّلََاةَ»} في أول السورة.
{وَآتُوا الزَّكََاةَ}: أصله آتيوا، فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت لالتقاء الساكنين، ثم حركت التاء بحركة الياء المحذوفة. وقيل: ضمّت تبعا للواو كما ضمّت في اضربوا ونحوه وألف الزكاة منقلبة عن واو، لقولهم: زكا الشيء يزكو، وقالوا في الجمع زكوات.
{مَعَ الرََّاكِعِينَ}: ظرف.
44 {وَتَنْسَوْنَ}: أصله تنسيون، ثم عمل فيه ما ذكرناه في قوله تعالى: {«اشْتَرَوُا الضَّلََالَةَ»}. {أَفَلََا تَعْقِلُونَ}: استفهام في معنى التوبيخ، ولا موضع له.
45 {وَاسْتَعِينُوا}: أصله استعونوا، وقد ذكر في الفاتحة.
{وَإِنَّهََا}: الضمير للصلاة، وقيل للاستعانة لأنّ استعينوا يدلّ عليها.
وقيل على القبلة، لدلالة الصلاة عليها، وكان التحوّل إلى الكعبة شديدا على اليهود.
{إِلََّا عَلَى الْخََاشِعِينَ}: في موضع نصب بكبيرة، و «إلا» دخلت للمعنى ولم تعمل لأنه ليس قبلها ما يتعلق بكبيرة ليستثنى منه، فهو كقولك: هو كبير على زيد.
46 {الَّذِينَ يَظُنُّونَ}: صفة للخاشعين.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعنى، ورفع بإضمار «هم».
{أَنَّهُمْ}: أنّ واسمها وخبرها سادّ مسدّ المفعولين لتضمّنه ما يتعلّق به الظن، وهو اللقاء، وذكر من أسند إليه اللقاء.
وقال الأخفش: أن وما عملت فيه مفعول واحد، وهو مصدر، والمفعول الثاني محذوف تقديره: يظنون لقاء الله واقعا.
{مُلََاقُوا}: أصله ملاقيو ثم عمل فيه ما ذكرنا في غير موضع، وحذفت النون تخفيفا لأنه نكرة إذا كان مستقبلا، ولما حذفها أضاف.
{إِلَيْهِ}: الهاء ترجع إلى الله، وقيل الى اللقاء دلّ عليه ملاقو.
47 {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ}: في موضع نصب، تقديره: واذكروا تفضيلي إياكم.
48 {وَاتَّقُوا يَوْماً}: يوما هنا مفعول به لأنّ الأمر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة والتقدير:
واتقوا عذاب يوم، أو نحو ذلك.
{لََا تَجْزِي نَفْسٌ}: الجملة في موضع نصب صفة اليوم، والعائد محذوف، تقديره: تجزي فيه ثم حذف الجار والمجرور عند سيبويه لأنّ الظروف يتّسع فيها ويجوز فيها ما لا يجوز في غيرها.
وقال غيره: تحذف «في» فتصير تجزيه، فإذا وصل الفعل بنفسه حذف المفعول به بعد ذلك.
{عَنْ نَفْسٍ}: في موضع نصب بتجزي.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال، على أن يكون التقدير: شيئا عن نفس.
و {شَيْئاً}: هنا في حكم المصدر لأنه وقع موقع جزاء، وهو كثير في القرآن لأن الجزاء شيء فوضع العامّ موضع الخاص. {وَلََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ وَلََا يُؤْخَذُ مِنْهََا عَدْلٌ} أي فيه وكذلك {وَلََا هُمْ يُنْصَرُونَ}.
و «منها» في الموضعين يجوز أن يكون متعلقا بيقبل ويؤخذ ويجوز أن يكون صفة لشفاعة وعدل، فلما قدّم انتصب على الحال.
و «يقبل»: يقرأ بالتاء لتأنيث الشفاعة، وبالياء لأنه غير حقيقي، وحسن ذلك للفصل.
49 {وَإِذْ نَجَّيْنََاكُمْ}: إذ في موضع نصب معطوفا على {«اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ»}، وكذلك: وإذ فرقنا، وإذ واعدنا، وإذ قلتم يا موسى، وما كان مثله من المعطوف.
{مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}: أصل آل: أهل، فأبدلت الهاء همزة لقربها منها في المخرج، ثم أبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح الهمزة قبلها مثل: آدم، وآمن. وتصغيره أهيل لأنّ التصغير يردّ إلى الأصل. وقال بعضهم: أويل، فأبدل الألف واوا، ولم يردّه إلى الأصل، كما لم يردّوا عيدا في التصغير إلى أصله.
وقيل أصل آل: أول، من آل يؤول لأن الإنسان يؤول إلى أهله.
وفرعون أعجمي معرفة.
{يَسُومُونَكُمْ}. في موضع نصب على الحال من آل.
{سُوءَ الْعَذََابِ}: مفعول به لأن يسومونكم متعدّ إلى مفعولين يقال: سمته الخسف أي ألزمته الذل.
{يُذَبِّحُونَ}: في موضع حال إن شئت من «آل» على أن يكون بدلا من الحال الأولى لأن حالين فصاعدا لا تكون عن شيء واحد إذ كانت الحال مشبهة بالمفعول، والعامل لا يعمل في مفعولين على هذا الوصف، وإن شئت جعلته حالا من الفاعل في «يسومونكم».
والجمهور على تشديد الباء للتكثير. وقرئ بالتخفيف.
{بَلََاءٌ}: الهمزة بدل من واو لأنّ الفعل منه بلوته، ومنه قوله: {«وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ»}.
{مِنْ رَبِّكُمْ}: في موضع رفع صفة لبلاء، فيتعلق بمحذوف.
50 {فَرَقْنََا بِكُمُ الْبَحْرَ}: بكم في موضع نصب مفعول ثان، والبحر مفعول أول، والباء هنا في معنى اللام.
ويجوز أن يكون التقدير: بسببكم.(1/25)
ويجوز أن يكون التقدير: بسببكم.
2: 5158
ويجوز أن تكون المتعدية، كقولك: ذهبت بزيد، فيكون التقدير: أفرقناكم البحر، ويكون في المعنى كقوله تعالى: {«وَجََاوَزْنََا بِبَنِي إِسْرََائِيلَ الْبَحْرَ»}.
ويجوز أن تكون الباء للحال أي فرقنا البحر وأنتم به، فيكون إمّا حالا مقدّرة، أو مقارنة.
{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}: في موضع الحال، والعامل {«أَغْرَقْنََا»}.
51 - وعدنا موسى: وعد يتعدى إلى مفعولين، تقول: وعدت زيدا مكان كذا ويوم كذا، فالمفعول الأول موسى، و {«أَرْبَعِينَ»} المفعول الثاني وفي الكلام حذف تقديره تمام أربعين وليس أربعين ظرفا، إذ ليس المعنى: وعده في أربعين.
ويقرأ واعدنا بألف. وليس من باب المفاعلة الواقعة من اثنين، بل مثل قولك: عافاه الله، وعاقبت اللص.
وقيل: هو من ذلك لأن الوعد من الله والقبول من موسى، فصار كالوعد منه.
وقيل: إنّ الله أمر موسى أن يعد بالوفاء، ففعل.
وموسى مفعل، من أوسيت رأسه، إذا حلقته فهو مثل أعطى فهو معطى.
وقيل: فعلى من ماس يميس، إذا تبختر في مشيه، فموسى الحديد من هذا المعنى، لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها. وموسى اسم النبيّ لا يقضى عليه بالاشتقاق لأنه أعجمي، وإنما يشتقّ موسى الحديد.
{ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ}:
أي إلها، فحذف المفعول الثاني ومثله: {«بِاتِّخََاذِكُمُ الْعِجْلَ»}.
وقد تأتي اتخذت متعدية إلى مفعول واحد إذا كانت بمعنى جعل وعمل، كقوله تعالى: {«وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً»}، وكقولك: اتخذت دارا وثوبا وما أشبه ذلك.
ويجوز إدغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الإظهار على الأصل.
{مِنْ بَعْدِهِ}: أي من بعد انطلاقه، فحذف المضاف.
52 {لَعَلَّكُمْ}:
السلام الأولى أصل عند جماعة وإنما تحذف تخفيفا في قولك: علّك، وقيل هي زائدة، والأصل علك ولعل حرف، والحذف تصرّف، والحرف بعيد منه.
53 {وَالْفُرْقََانَ}: هو في الأصل مصدر، مثل الرّجحان والغفران، وقد جعل اسما للقرآن.
54 {لِقَوْمِهِ}: اللغة الجيدة أن تكسر الهاء إذا انكسر ما قبلها وتزاد عليها ياء في اللفظ، لأنها خفية لا تبين كلّ البيان بالكسر وحده فإن كان قبلها ياء مثل «عليه» فالجيد أن تكسر الهاء من غير ياء، لأن الهاء خفية ضعيفة، فإذا كان قبلها ياء وبعدها ياء لم يقو الحاجز بين الساكنين فإن كان قبل الهاء فتحة أو ضمة ضمّت ولحقتها واو في اللفظ نحو: إنه وغلامه، لما ذكرنا.
{يََا قَوْمِ}: حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة، وهذا يجوز في النداء خاصة لأنه لا يلبس ومنهم من يثبت الياء ساكنة ومنهم من يفتحها، ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها، ومنهم من يقول: يا قوم، بضمّ الميم.
{إِلى ََ بََارِئِكُمْ}: القراءة بكسر الهمزة، لأنّ كسرها إعراب وروي عن أبي عمرو تسكينها فرارا من توالى الحركات، وسيبويه لا يثبت هذه الرواية، وكان يقول: إن الراوي لم يضبط عن أبي عمرو لأن أبا عمرو اختلس الحركة فظنّ السامع أنه سكّن. {ذََلِكُمْ}: قال بعضهم: الأصل ذانكم لأنّ المقدم ذكره: التوبة والقتل فأوقع المفرد موقع التثنية لأن ذا يحتمل الجميع وهذا ليس بشيء لأن قوله: فاقتلوا تفسير للتوبة، فهو واحد.
{فَتََابَ عَلَيْكُمْ}: في الكلام حذف تقديره:
ففعلتم فتاب عليكم.
55 {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}: إنما قال: نؤمن لك لا بك لأن المعنى لن نؤمن لأجل قولك، أو يكون محمولا على: لن نقرّ لك بما ادّعيته.
{جَهْرَةً}: مصدر في موضع الحال من اسم الله أي نراه ظاهرا غير مستور.
وقيل حال من التاء والميم في {«قُلْتُمْ»} أي قلتم ذلك مجاهرين.
وقيل: هو مصدر منصوب بفعل محذوف أي جهرتم جهرة.
و {الصََّاعِقَةُ}: فاعلة بمعنى مفعلة يقال:
أصعقتهم الصاعقة فهو كقولهم: أورس النبت فهو وارس، واعشب فهو عاشب.
57 {وَظَلَّلْنََا عَلَيْكُمُ الْغَمََامَ}: أي جعلناه ظلا، وليس كقولك: ظلّلت زيدا بظلّ لأن ذلك يؤدّي إلى أن يكون الغمام مستورا بظلّ آخر.
ويجوز أن يكون التقدير بالغمام.
والغمام: جمع غمامة. والصحيح أن يقال هو جنس، فإذا أردت الواحد زدت عليها التاء.
{الْمَنَّ وَالسَّلْوى ََ}: جنسان.
{كُلُوا مِنْ طَيِّبََاتِ}: «من» هنا للتبعيض، أو لبيان الجنس، والمفعول محذوف والتقدير: كلوا شيئا من طيبات.
{أَنْفُسَهُمْ}: مفعول {«يَظْلِمُونَ»}، وقد أوقع «أفعلا»، وهو من جموع القلة، موضع جمع الكثرة.
58 {هََذِهِ الْقَرْيَةَ}: القرية نعت لهذه.
{سُجَّداً}: حال، وهو جمع ساجد وهو أبلغ من السجود.
{حِطَّةٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي سؤالنا حطّة، وموضع الجملة نصب بالقول.
وقرئ حطّة بالنصب على المصدر أي حطّ عنا حطّة.
{نَغْفِرْ لَكُمْ}: جواب الأمر، وهو مجزوم في الحقيقة بشرط محذوف، تقديره: إن تقولوا ذلك نغفر لكم.
والجمهور على إظهار الراء عند اللام، وقد أدغمها قوم وهو ضعيف لأن الراء مكررة، فهي في تقدير حرفين، فإذا أدغمت ذهب أحد هما،(1/26)
والجمهور على إظهار الراء عند اللام، وقد أدغمها قوم وهو ضعيف لأن الراء مكررة، فهي في تقدير حرفين، فإذا أدغمت ذهب أحد هما،
2: 5961
واللام المشددة لا تكرير فيها، فعند ذلك يذهب التكرير القائم مقام حرف.
ويقرأ «تغفر لكم»، بالتاء على ما لم يسمّ فاعله. وبالياء كذلك، لأنه فصل بين الفعل والفاعل، ولأن تأنيث الخطايا غير حقيقي.
{خَطََايََاكُمْ}: هو جمع خطيئة، وأصله عند الخليل: خطأئئ بهمزتين، الأولى منهما مكسورة، وهي المنقلبة عن الياء الزائدة في خطيئة، فهو مثل صحيفة وصحائف، فاستثقل الجمع بين الهمزتين، فنقلوا الهمزة الأولى إلى موضع الثانية، فصار وزنه فعالئ. وإنما فعلوا ذلك لتصير المكسورة طرفا فتنقلب ياء فتصير فعالى، ثم أبدلوا من كسرة الهمزة الأولى فتحة، فانقلبت الياء بعدها ألفا، كما قالوا في:
يا لهفى ويا أسفى فصارت الهمزة بين ألفين، فأبدل منها ياء لأن الهمزة قريبة من الألف، فاستكرهوا اجتماع ثلاث ألفات، فخطايا فعالى، ففيها على هذا خمس تغييرات: تقديم اللام عن موضعها، وإبدال الكسرة فتحة، وإبدال الهمزة الأخيرة ياء، ثم إبدالها ألفا، ثم إبدال الهمزة التي هي لام ياء.
وقال سيبويه: أصلها خطائئ، كقول الخليل، إلا أنه أبدل الهمزة الثانية ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدل من الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفا، ثم أبدل الهمزة ياء، فلا تحويل على مذهبه.
وقال الفراء: الواحدة خطية، بتخفيف الهمزة والإدغام، فهو مثل مطيّة ومطايا.
59 {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا}: في الكلام حذف تقديره: فبدّل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم فبدّل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه، وإلى آخر بالباء، والذي مع الباء يكون هو المتروك، والذي بغير باء هو الموجود، كقول أبي النجم:
وبدّلت والدّهر ذو تبدّل ... هيفا دبورا بالصّبا والشّمال
فالذي انقطع عنها «الصبا»، والذي صار لها «الهيف»، فكذلك هاهنا.
ويجوز أن يكون «بدل» محمولا على المعنى، تقديره: فقال الذين ظلموا قولا غير الذي لأن تبديل القول كان بقول.
{مِنَ السَّمََاءِ}: في موضع نصب متعلق بأنزلنا.
ويجوز أن يكون صفة لرجز، فيتعلق بمحذوف.
والرجز بكسر الراء وضمها لغتان.
{بِمََا كََانُوا}: الباء بمعنى السبب أي عاقبناهم بسبب فسقهم. 60 {اسْتَسْقى ََ}:
الألف منقلبة عن ياء، لأنه من السّقي.
وألف العصا من واو لأنّ تثنيتها عصوان، وتقول:
عصوت بالعصا أي ضربت بها. والتقدير: فضرب.
{فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتََا عَشْرَةَ}: من العرب من يسكّن الشين، ومنهم من يكسرها، وقد قرئ بهما، ومنهم من يفتحها.
{مُفْسِدِينَ}: حال مؤكدة لأن قوله: {«لََا تَعْثَوْا»}: لا تفسدوا.
61 {يُخْرِجْ لَنََا مِمََّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ}: مفعول يخرج محذوف، تقديره:
شيئا مما تنبت الأرض.
و «ما»: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، ولا تكون مصدرية، لأن المفعول المقدّر لا يوصف بالإنبات لأن الإنبات مصدر، والمحذوف جوهر.
{مِنْ بَقْلِهََا}: من هنا لبيان الجنس، وموضعها نصب على الحال من الضمير المحذوف، تقديره: مما تنبته الأرض كائنا من بقلها.
ويجوز أن يكون بدلا من «ما» الأولى بإعادة حرف الجر.
والقثّاء: بكسر القاف وضمها لغتان، وقد قرئ بهما والهمزة أصل، لقولهم: أقثات الأرض، واحدته قثّاءة.
{أَدْنى ََ}: ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو، إذا قرب. وله معنيان:
أحد هما أن يكون المعنى ما تقرب قيمته لخساسته ويسهل تحصيله.
والثاني أن يكون بمعنى القريب منكم: لكونه في الدنيا.
و {«بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ»}: ما كان من امتثال أمر الله لأن نفعه متأخر إلى الآخرة.
وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ فهو دنيء، والمصدر الدّناءة، وهو من الشيء الخسيس، فأبدل الهمزة ألفا، كما قال: «لا هناك المرتع». وقيل أصله أدون، من الشيء الدّون، فأخّر الواو فانقلبت ألفا، فوزنه الآن أفلع.
{اهْبِطُوا}: الجيد كسر الباء، والضم لغة، وقد قرئ به.
{مِصْراً}: نكرة، فلذلك انصرف.
والمعنى: اهبطوا بلدا من البلدان.
وقيل هو معرفة، وصرف لسكون أوسطه، وترك الصرف جائز، وقد قرئ به، وهو مثل هند ودعد، والمصر في الأصل: هو الحدّ بين الشيئين.
{مََا سَأَلْتُمْ}: «ما» في موضع نصب اسم إنّ، وهي بمعنى الذي، ويضعف أن تكون نكرة موصوفة.
{وَبََاؤُ}: الألف في باؤوا منقلبة عن واو لقولك في المستقبل: يبوء.
{بِغَضَبٍ}: في موضع الحال أي رجعوا مغضوبا عليهم.
{مِنَ اللََّهِ}: في موضع جر صفة لغضب.
{ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ}: ذلك مبتدأ، و {«بِأَنَّهُمْ كََانُوا يَكْفُرُونَ»} الخبر والتقدير: ذلك الغضب مستحقّ بكفرهم.
{النَّبِيِّينَ}: أصل النبي الهمزة لأنه من النبأ، وهو الخبر لأنه يخبر عن الله، لكنه خفف بأن قلبت الهمزة ياء، ثم أدغمت الياء الزائدة فيها.(1/27)
{النَّبِيِّينَ}: أصل النبي الهمزة لأنه من النبأ، وهو الخبر لأنه يخبر عن الله، لكنه خفف بأن قلبت الهمزة ياء، ثم أدغمت الياء الزائدة فيها.
2: 6267
وقيل من لم يهمز أخذه من النبوة، وهو الارتفاع لأنّ رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق.
وقيل النبي: الطريق فالمبلغ عن الله طريق الخلق إلى الله، وطريقه إلى الخلق.
وقد قرئ بالهمز على الأصل.
{بِغَيْرِ الْحَقِّ}: في موضع نصب على الحال من الضمير في يقتلون والتقدير: يقتلونهم مبطلين.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، تقديره قتلا بغير الحق وعلى كلا الوجهين هو توكيد.
{عَصَوْا}: أصله عصيوا، فلما تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدلّ عليها. والواو هنا تدغم في الواو التي بعدها لأنها مفتوح ما قبلها، فلم يكن فيها مدّ يمنع من الإدغام، وله في القرآن نظائر، كقوله: {«فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا»} فإن انضمّ ما قبل هذه الواو نحو: آمنوا وعملوا لم يجز إدغامها لأن الواو المضموم ما قبلها يطول مدّها، فيجري مجرى الحاجز بين الحرفين.
62 {وَالصََّابِئِينَ}: يقرأ بالهمز على الأصل، وهو من صبأ يصبأ إذا مال، ويقرأ بغير همز، وذلك على قلب الهمزة ألفا في صبا، وعلى قلبها ياء في صابي، ولما قلبها ياء حذفها من أجل ياء الجمع. والألف في {«هََادُوا»} منقلبة عن واو، لأنه من هاد يهود، إذا تاب، ومنه قوله تعالى: {«إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ»}.
ويقال هو من الهوادة، وهو الخضوع، ويقال أصلها ياء، من هاد يهيد إذا تحرّك.
{مَنْ آمَنَ}: من هنا شرطية في موضع مبتدأ، والخبر آمن، والجواب:
{فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ}، والجملة خبر إن الذين، والعائد محذوف تقديره: من آمن منهم.
ويجوز أن يكون «من» بمعنى الذي غير جازمة، ويكون بدلا من اسم إنّ، والعائد محذوف أيضا.
وخبر إن «فلهم أجرهم».
وقد حمل على لفظ من آمن وعمل، فوحّد الضمير وحمل على معناها «فلهم أجرهم» فجمع.
و {أَجْرُهُمْ} مبتدأ، ولهم خبره.
وعند الأخفش أنّ أجرهم مرفوع بالجار.
و {عِنْدَ}: ظرف، والعامل فيه معنى الاستقرار.
ويجوز أن يكون عند في موضع الحال من الأجر تقديره: فلهم أجرهم ثابتا عند ربّهم.
والأجر في الأصل مصدر يقال: أجره الله يأجره أجرا، ويكون بمعنى المفعول به لأن الأجر هو الشيء الذي يجازى به المطيع، فهو مأجور به.
63 {فَوْقَكُمُ}: ظرف لرفعنا. ويضعف أن يكون حالا من الطور لأن التقدير يصير: رفعنا الطّور عاليا، وقد استفيد هذا من رفعنا ولأن الجبل لم يكن فوقهم وقت الرفع وإنما صار فوقهم بالرّفع.
{خُذُوا مََا آتَيْنََاكُمْ}: التقدير: وقلنا: خذوا.
ويجوز أن يكون القول المحذوف حالا والتقدير: رفعنا فوقكم الطّور قائلين خذوا.
{بِقُوَّةٍ}: في موضع نصب على الحال المقدّرة، والتقدير: خذوا الذي آتيناكموه عازمين على الجدّ في العمل به وصاحب الحال الواو في خذوا.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف، والتقدير: خذوا ما آتيناكموه، وفيه الشدة والتشدّد في الوصية بالعمل به. 64 {فَلَوْلََا}: هي مركبة من لو ولا و «لو» قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره، ولا للنفي، والامتناع نفي في المعنى، فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي «لو»، والامتناع نفي في المعنى، والنفي إذا دخل على النفي صار إيجابا، فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره.
و {فَضْلُ اللََّهِ}: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: لولا فضل الله حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به، وطول الكلام بجواب لولا فإن وقعت: «أنّ» بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى:
{«فَلَوْلََا أَنَّهُ كََانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ»}، فالخبر في اللفظ لأنّ.
وذهب الكوفيّون إلى أنّ الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا.
65 {عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا}: علمتم هاهنا بمعنى عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد.
و {مِنْكُمْ}: في موضع نصب حالا من الذين اعتدوا أي المعتدين كائنين منكم.
و {فِي السَّبْتِ} متعلق باعتدوا وأصل السّبت مصدر، يقال: سبت يسبت سبتا إذا قطع، ثم سمّي اليوم سبتا.
وقد يقال يوم السبت، فيخرج مصدرا على أصله. وقد قالوا: اليوم السبت، فجعلوا اليوم خبرا عن السبت، كما يقال: اليوم القتال، فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف، تقديره في يوم السبت.
{خََاسِئِينَ}: الفعل منه خسأ إذا ذلّ فهو لازم مطاوع خسأته، فاللازم منه والمتعدي بلفظ واحد، مثل: زاد الشيء وزدته، وغاض الماء وغضته.
وهو صفة لقردة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من فاعل كان، والعامل فيها كان.
66 {فَجَعَلْنََاهََا}: الضمير للعقوبة، أو المسخة، أو الأمة.
ونكالا مفعول ثان.
67 {يَأْمُرُكُمْ}: الجمهور على ضم الراء، وقرئ بإسكانها، لأن الكاف متحركة وقبل الراء حركة فسكّنوا الأوسط تشبيها له بعضد، وأجروا المنفصل مجرى المتصل.
ومنهم من يختلس ولا يسكّن، والجيد همزه.
وقرئ بالألف على إبدال الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ومثله: الراس والبأس.
{أَنْ تَذْبَحُوا}: في موضع نصب على تقدير إسقاط حرف الجر وتقديره: بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جرّ بالباء.(1/28)
{أَنْ تَذْبَحُوا}: في موضع نصب على تقدير إسقاط حرف الجر وتقديره: بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جرّ بالباء.
2: 6871
ويجوز أن يقول الخليل هو هنا في موضع نصب، فتعدّى أمر بنفسه، كما قال: أمرتك الخير فافعل
{هُزُواً}: مصدر، وفيه ثلاث لغات: الهمز وضمّ الزي، والهمز وسكون الزاى، وقلب الهمزة واوا مع ضمّ الزاي، وربما سكنت الزاى أيضا.
وهو مفعول ثان لاتخذ، وفيه مضاف محذوف، تقديره: أتتخذنا ذوي هزؤ.
ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى المفعول، تقديره: مهزوءا بهم.
وجواب الاستفهام معنى {«أَعُوذُ بِاللََّهِ أَنْ أَكُونَ»} لأن المعنى أنّ الهازئ جاهل كأنه قال: لا اهزأ.
68 {ادْعُ لَنََا}: اللغة الجيدة ضمّ العين، والواو محذوفة علامة للبناء عند البصريين، وللجزم عند الكوفيين.
ومن العرب من يكسر العين، ووجهها أنه قدّر العين ساكنة كأنها آخر الفعل، ثم كسرها لسكونها وسكون الدال قبلها.
{مََا لَوْنُهََا}: ما اسم للاستفهام في موضع رفع بالابتداء، ولونها الخبر، والجملة في موضع نصب يبين.
ولو قرئ: لونها، بالنصب، لكان له وجه وهو أن تجعل ما زائدة كهي في قوله: {«أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ»}، ويكون التقدير: يبين لنا لونها.
وأما {«مََا هِيَ»} فابتداء وخبر لا غير إذ لا يمكن جعل ما زائدة لأن «هي» لا يصلح أن يكون مفعول يبيّن.
{لََا فََارِضٌ}: صفة لبقرة، «ولا» لا تمنع ذلك لأنها دخلت لمعنى النفي فهو كقولك:
مررت برجل لا طويل ولا قصير. وإن شئت جعلته خبر مبتدأ أي لا هي فارض.
{وَلََا بِكْرٌ}: مثله، وكذلك {«عَوََانٌ»}.
{بَيْنَ ذََلِكَ} أي بينهما، و «ذلك» لمّا صلح للتثنية والجمع جاز دخول بين عليه، واكتفى به.
{مََا تُؤْمَرُونَ}: أي به، أو تؤمرونه. وما بمعنى الذي، ويضعف أن يكون نكرة موصوفة لأنّ المعنى على العموم، وهو بالذي أشبه.
69 {فََاقِعٌ لَوْنُهََا}: إن شئت جعلت «فاقع» صفة، ولونها مرفوعا به، وإن شئت كان خبرا مقدّما، والجملة صفة.
{تَسُرُّ}: صفة أيضا.
وقيل: «فاقع» صفة للبقرة، ولونها مبتدأ، وتسر خبره. وأنّث اللون لوجهين: أحدهما أن اللون صفرة هاهنا فحمل على المعنى.
والثاني أن اللون مضاف إلى المؤنث فأنّث، كما قال:
ذهبت بعض أصابعه، و {«يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيََّارَةِ»}.
70 {إِنَّ الْبَقَرَ}:
الجمهور على قراءة البقر بغير ألف، وهو جنس للبقرة وقرئ شاذا «إنّ الباقر»، وهو اسم جمع بقرة، ومثله الجامل.
{تَشََابَهَ}:
الجمهور على تخفيف الشين وفتح الهاء لأنّ البقر تذكّر والفعل ماض.
ويقرأ بضم الهاء مع التخفيف على تأنيث البقر إذ كانت كالجمع.
ويقرأ بضم الهاء وتشديد الشين وأصله تتشابه، فأبدلت الثانية شينا ثم أدغمت.
ويقرأ كذلك، إلا أنه بالياء على التذكير.
{إِنْ شََاءَ اللََّهُ}: جواب الشرط إن وما عملت فيه عند سيبويه، وجاز ذلك لما كان الشرط متوسّطا وخبر إنّ هو جواب الشرط في المعنى، وقد وقع بعده فصار التقدير: إن شاء الله هدايتنا، والمفعول محذوف، وهو هدايتنا.
وقال المبرد: الجواب محذوف دلّت عليه الجملة لأنّ الشرط معترض، فالنيّة به التأخير، فيصير كقولك: أنت ظالم إن فعلت.
71 {لََا ذَلُولٌ}: إذا وقع فعول صفة لم يدخله الهاء للتأنيث، تقول: امرأة صبور شكور، وهو بناء للمبالغة.
وذلول: رفع صفة للبقرة، أو خبر ابتداء محذوف، وتكون الجملة صفة.
{تُثِيرُ}: في موضع نصب حالا من الضمير في ذلول، تقديره: لا تذل في حالّ إثارتها.
ويجوز أن يكون رفعا اتباعا لذلول.
وقيل: هو مستأنف أي هي تثير وهذا قول من قال: إن البقرة كانت تثير الأرض، ولم تكن تسقي الزرع. وهو قول بعيد من الصحة لوجهين:
أحدهما أنه عطف عليه {«وَلََا تَسْقِي الْحَرْثَ»} فنفى المعطوف فيجب أن يكون المعطوف عليه كذلك لأنه في المعنى واحد. ألا ترى أنك لا تقول:
مررت برجل قائم ولا قاعد، بل تقول: لا قاعد، بغير واو، كذلك يجب أن يكون هنا.
والثاني أنها لو أثارت الأرض لكانت ذلولا، وقد نفى ذلك.
ويجوز على قول من أثبت هذا الوجه أن تكون تثير في موضع رفع صفة للبقرة.
{وَلََا تَسْقِي الْحَرْثَ}: يجوز أن يكون صفة أيضا وأن يكون خبر ابتداء محذوف.
وكذلك {«مُسَلَّمَةٌ»}، و {«لََا شِيَةَ فِيهََا»}. والأحسن أن يكون صفة.
والأصل في شية: وشية لأنه من وشا يشي، فلما حذفت الواو في الفعل حذفت في المصدر، وعوّضت التاء من المحذوف، ووزنها الآن علّة.
و «فيها» خبر «لا» في موضع رفع.
{قََالُوا: الْآنَ}: الألف واللام في الآن زائدة، وهو مبنيّ قال الزجاج: بني لتضمّنة معنى حرف الإشارة، كأنك قلت هذا الوقت.
وقال أبو علي: بني لتضمّنة معنى لام التعريف لأن الألف واللام الملفوظ بهما لم تعرّفه ولا هو علم ولا مضمر ولا شيء من أقسام المعارف فيلزم أن يكون تعريفه باللام المقدرة واللام هنا زائدة زيادة لازمة كما لزمت في الذي، وفي اسم الله.(1/29)
وقال أبو علي: بني لتضمّنة معنى لام التعريف لأن الألف واللام الملفوظ بهما لم تعرّفه ولا هو علم ولا مضمر ولا شيء من أقسام المعارف فيلزم أن يكون تعريفه باللام المقدرة واللام هنا زائدة زيادة لازمة كما لزمت في الذي، وفي اسم الله.
2: 7279
وفي «الآن» أربعة أوجه:
أحدها تحقيق الهمزة وهو الأصل.
والثاني إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها.
وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون اللام في الأصل لأن حركة اللام هاهنا عارضة.
والثالث كذلك إلا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظهرت الواو في قالوا.
والرابع إثبات الواو في اللفظ وقطع ألف اللام، وهو بعيد.
{بِالْحَقِّ}: يجوز أن يكون مفعولا به والتقدير: أجأت الحقّ أو ذكرت الحق ويجوز أن يكون حالا من التاء، تقديره: جئت ومعك الحق.
72 {وَإِذْ قَتَلْتُمْ}: تقديره: اذكروا إذ.
{فَادََّارَأْتُمْ}: أصل الكلمة تدارأتم ووزنه تفاعلتم ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة لتمكّن الإدغام، ثم سكّنوا الدال إذ شرط الإدغام أن يكون الأول ساكنا فلم يمكن الابتداء بالساكن، فاجتلبت له همزة الوصل فوزنه الآن افّاعلتم بتشديد الفاء، مقلوب من اتفاعلتم والفاء الأولى زائدة، ولكنها صارت من جنس الأصل، فينطق بها مشدّدة، لا لأنهما أصلان بل لأنّ الزائد من جنس الأصل فهو نظير قولك: ضرّب بالتشديد فإن احدى الراءين زائدة ووزنه فعّل بتشديد العين كما كانت الراء كذلك، ولم نقل في الوزن فعرل ولا فعرل فيؤتى بالراء الزائدة في المثال بل زيدت العين في المثال كما زيدت في الأصل، وكانت من جنسه فكذلك التاء في تدارأتم صارت بالإبدال دالا من جنس الكلمة.
فإن سئل عن الوزن ليبين الأصل من الزائد بلفظه الأول أو الثاني كان الجواب أن يقال:
وزن أصله الأول تفاعلتم والثاني اتفاعلتم، والثالث افّاعلتم ومثل هذه المسألة:
{«اثََّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ»}، و {«حَتََّى إِذَا ادََّارَكُوا فِيهََا»}.
{مُخْرِجٌ مََا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}: «ما» في موضع نصب بمخرج، وهي بمعنى الذي والعائد محذوف.
ويجوز أن تكون مصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول أي يخرج كتمكم، أي مكتومكم.
73 {كَذََلِكَ يُحْيِ اللََّهُ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: يحيي الله الموتى إحياء مثل ذلك.
وفي الكلام حذف تقديره: فضربوها فحييت.
74 {فَهِيَ كَالْحِجََارَةِ}: الكاف حرف جر متعلّقة بمحذوف تقديره: فهي مستقرّة كالحجارة.
ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل في موضع رفع ولا تتعلق بشيء.
{أَوْ أَشَدُّ}: «أو» هاهنا كأو في قوله: {«أَوْ كَصَيِّبٍ»}. وأشدّ معطوف على الكاف تقديره: أو هي أشدّ.
وقرئ بفتح الدال على أنه مجرور عطفا على الحجارة، تقديره: أو كأشدّ من الحجارة.
و {قَسْوَةً}: تمييز، وهي مصدر.
{لَمََا يَتَفَجَّرُ}: ما بمعنى الذي في موضع نصب اسم إن واللام للتوكيد.
ولو قرئ بالتاء جاز ولو كان في غير القرآن لجاز «منها»، على المعنى.
{يَشَّقَّقُ}: أصله يتشقّق فقلبت التاء شينا، وأدغمت. وفاعله ضمير ما.
ويجوز أن يكون فاعله ضمير الماء لأنّ يشقق يجوز أن يجعل للماء على المعنى فيكون معك فعلان، فيعمل الثاني منهما في الماء وفاعل الأول مضمر على شريطة التفسير.
وعند الكوفيين يعمل الأول، فيكون في الثاني ضميره.
{مِنْ خَشْيَةِ اللََّهِ}: من في موضع نصب بيهبط كما تقول: يهبط بخشية الله.
{عَمََّا تَعْمَلُونَ}: ما بمعنى الذي، ويجوز أن تكون مصدرية.
75 {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}: حرف الجر محذوف أي في أن يؤمنوا، وقد تقدم ذكر موضع مثل هذا من الإعراب.
{وَقَدْ كََانَ}: الواو واو الحال والتقدير:
أفتطمعون في إيمانهم وشأنهم الكذب والتحريف.
{مِنْهُمْ}: في موضع رفع صفة لفريق.
و {يَسْمَعُونَ}: خبر كان وأجاز قوم أن يكون يسمعون صفة لفريق، و «منهم» الخبر وهو ضعيف.
{مََا عَقَلُوهُ}: «ما» مصدرية.
{وَهُمْ يَعْلَمُونَ}: حال، والعامل فيها يحرّفونه.
ويجوز أن يكون العامل عقلوه، ويكون حالا مؤكّدة.
76 {بِمََا فَتَحَ اللََّهُ}: يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، وأن تكون مصدرية، وأن تكون نكرة موصوفة.
{لِيُحَاجُّوكُمْ}: اللام بمعنى كي، والناصب للفعل «أن» مضمرة لأنّ اللام في الحقيقة حرف جر، ولا تدخل إلا على الاسم، وأكثر العرب يكسر هذه اللام، ومنهم من يفتحها.
78 {أُمِّيُّونَ}: مبتدأ، وما قبله الخبر ويجوز على مذهب الأخفش أن يرتفع بالظّرف.
{لََا يَعْلَمُونَ}: في موضع رفع صفة لأميّين.
{إِلََّا أَمََانِيَّ}: استثناء منقطع لأنّ الأمانيّ ليست من جنس العلم وتقدير إلا في مثل هذا بلكن أي لكن يتمنّونه أمانيّ.
وواحد الأماني: أمنيّة، والياء مشددة في الواحد والجمع ويجوز تخفيفها فيهما.
{وَإِنْ هُمْ}: إن بمعنى ما، ولكن لا تعمل عملها، وأكثر ما تأتي بمعناها إذا انتقض النفي بإلا، وقد جاءت وليس معها إلا، وسيذكر في موضعه، والتقدير: وإن هم إلّا قوم يظنّون.
79 {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ}: ابتداء، وخبر ولو نصب لكان له وجه على أن يكون التقدير: ألزمهم الله ويلا.
واللام للتبيين لأنّ الاسم لم يذكر قبل المصدر.
والويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه معتلّتان.(1/30)
والويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه معتلّتان.
2: 8084
{الْكِتََابَ}: مفعول به أي المكتوب، ويضعف أن يكون مصدرا.
وذكر الأيدي توكيد، وواحدها يد، وأصلها يدي كفلس، وهذا الجمع جمع قلة، وأصله أيدي بضم الدال، والضمة قبل الياء مستثقلة لا سيما الياء المتحركة فلذلك صيّرت الضمة كسرة، ولحق بالمنقوص.
{لِيَشْتَرُوا}: اللام متعلقة بيقولون.
{مِمََّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ}: ما بمعنى الذي، أو نكرة، موصوفة، أو مصدرية، وكذلك {مِمََّا يَكْسِبُونَ}.
80 {إِلََّا أَيََّاماً}: منصوب على الظّرف، وليس ل «إلّا» فيه عمل لأنّ الفعل لم يتعدّ إلى ظرف قبل هذا الظرف.
وأصل أيام: أيوام، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء تخفيفا.
{أَتَّخَذْتُمْ}: الهمزة للاستفهام، وهمزة الوصل محذوفة استغناء عنها بهمزة الاستفهام، وهو بمعنى جعلتم المتعدية إلى مفعول واحد.
{فَلَنْ يُخْلِفَ}: التقدير: فيقولوا: لن يخلف.
{مََا لََا تَعْلَمُونَ}: «ما» بمعنى الذي، أو نكرة، ولا تكون مصدرية هنا.
81 {بَلى ََ}: حرف يثبت به المجيب المنفيّ قبله، تقول: أما جاء زيد؟ فيقول المجيب: بلى أي قد جاء. ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى، فتقول: بلى، قد جاء. فإن قلت في جواب النفي:
نعم كان اعترافا بالنفي وصحّ أن تأتي بالنفي بعده، كقوله: ما جاء زيد؟ فتقول: نعم، ما جاء.
والياء من نفس الحرف. وقال الكوفيون: هي بل، زيدت عليها الياء، وهو ضعيف.
{مَنْ كَسَبَ}: في «من» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي.
والثاني شرطية، وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة، إلا أن «كسب» لا موضع لها إن كانت «من» موصولة، ولها موضع إن كانت شرطية والجواب {«فَأُولََئِكَ»}، وهو مبتدأ و {«أَصْحََابُ النََّارِ»} خبره والجملة جواب الشرط، أو خبر من.
والسيئة على فيعلة، مثل: سيد وهيّن، وقد ذكرناه في قوله: {«أَوْ كَصَيِّبٍ»}، وعين الكلمة واو، لأنه من ساءه يسوءه.
{بِهِ}: يرجع إلى لفظ من، وما بعده من الجمع يرجع إلى معناها، ويدلّ على أن «من» بمعنى الذي المعطوف، وهو قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا}. 83 {لََا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللََّهَ}: يقرأ بالتاء على تقدير: قلنا لهم لا تعبدون، وبالياء، لأن بني إسرائيل اسم ظاهر، فيكون الضمير وحرف المضارعة بلفظ الغيبة لأن الأسماء الظاهرة كلها غيب.
وفيها من الإعراب أربعة أوجه:
أحدها أنه جواب قسم دلّ عليه المعنى، وهو قوله: {«أَخَذْنََا مِيثََاقَ»} لأنّ معناه أحلفناهم، أو قلنا لهم بالله لا تعبدون.
والثاني أنّ «أن» مرادة، والتقدير أخذنا ميثاق بني إسرائيل على أن لا تعبدوا إلا الله فحذف حرف الجر، ثم حذف أن فارتفع الفعل، ونظيره:
ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى ... بالرفع، والتقدير عن أن أحضر.
والثالث أنه في موضع نصب على الحال، تقديره: أخذنا ميثاقهم موحّدين، وهي حال مصاحبة ومقدرة لأنهم كانوا وقت أخذ العهد موحّدين والتزموا الدوام على التوحيد ولو جعلتها حالا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير: أخذنا ميثاقهم ملتزمين الإقامة على التوحيد جاز ولو جعلتها حالا مقدّرة فقط جاز ويكون التقدير: أخذنا ميثاقهم مقدّرين التوحيد أبدا ما عاشوا.
والوجه الرابع أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي والتقدير: قلنا لهم لا تعبدوا.
وفيه وجه خامس وهو أن تكون الحال محذوفة والتقدير: أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير ومثل ذلك قوله تعالى: {«وَإِذْ أَخَذْنََا مِيثََاقَكُمْ لََا تَسْفِكُونَ»}.
{إِلَّا اللََّهَ}: مفعول تعبدون ولا عمل للا في نصبه لأنّ الفعل قبله لم يستوف مفعوله.
{وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً}: إحسانا مصدر أي وقلنا: أحسنوا بالوالدين إحسانا.
ويجوز أن يكون مفعولا به والتقدير: وقلنا:
استوصوا بالوالدين إحسانا.
ويجوز أن يكون مفعولا له أي ووصّيناهم بالوالدين لأجل الإحسان إليهم.
{وَذِي الْقُرْبى ََ}: إنما أفرد ذي هاهنا لأنه أراد الجنس أو يكون وضع الواحد موضع الجمع وقد تقدم نظيره.
{وَالْيَتََامى ََ}: جمع يتيم وجمع فعيل على فعالى قليل.
والميم في {وَالْمَسََاكِينِ} زائدة لأنه من السكون.
{وَقُولُوا}: أي وقلنا لهم قولوا. {حُسْناً}: يقرأ بضم الحاء وسكون السين وبفتحهما وهما لغتان مثل: العرب والعرب، والحزن والحزن وفرّق قوم بينهما فقالوا: الفتح صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والضم على تقدير حذف مضاف أي قولا ذا حسن.
وقرئ بضم الحاء من غير تنوين، على أن الألف للتأنيث.
{إِلََّا قَلِيلًا مِنْكُمْ}: النصب على الاستثناء المتّصل، وهو الوجه.
وقرئ بالرفع شاذا ووجهه أن يكون بفعل محذوف، كأنه قال: امتنع قليل، ولا يجوز أن يكون بدلا لأنّ المعنى يصير: ثم تولّى قليل.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي إلا قليل منكم لم يتولّ، كما قالوا: ما مررت بأحد إلا ورجل من بني تميم خير منه.
ويجوز أن يكون توكيدا للضمير المرفوع المستثنى منه، وسيبويه وأصحابه يسمّونه نعتا ووصفا وأنشد أبو علي في مثل رفع هذه الآية:
وبالصّريمة منهم منزل خلق ... عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد
{وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}: جملة في موضع الحال المؤكّدة لأنّ توليتم يغني عنه.
وقيل المعنى: تولّيتم بأبدانكم وأنتم معرضون بقلوبكم فعلى هذا هي حال منتقلة.
وقيل تولّيتم: يعني آباءهم وأنتم معرضون، يعني أنفسهم كما قال: {«وَإِذْ نَجَّيْنََاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ»}، يعني آباءهم.
84 {مِنْ دِيََارِكُمْ}: الياء منقلبة عن واو لأنه جمع دار. والألف في دار واو في الأصل لأنها من دار يدور وإنما قلبت ياء في الجمع لانكسار ما قبلها واعتلالها في الواحد.
فإن قلت: فكيف صحّت في {«لِوََاذاً»}؟
قيل: لما صحّت في الفعل صحّت في المصدر، والفعل لاوذ.
فإن قلت: فكيف صحّت في ديّار؟
قيل: الأصل فيه ديوار، فقلبت الواو وأدغمت.
{ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ}: فيه وجهان:
أحدهما أن «ثم» على بابها في إفادة العطف والتراخي، والمعطوف عليه محذوف تقديره:
فقبلتم، ثم أقررتم.
والثاني أن تكون «ثم» جاءت لترتيب الخبر، لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى: {«ثُمَّ اللََّهُ شَهِيدٌ»}.(1/31)
والثاني أن تكون «ثم» جاءت لترتيب الخبر، لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى: {«ثُمَّ اللََّهُ شَهِيدٌ»}.
2: 8588
85 {ثُمَّ أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ}: أنتم مبتدأ، وفي خبره ثلاثة أوجه.
أحدها تقتلون فعلى هذا في هؤلاء وجهان:
أحدهما في موضع نصب بإضمار أعنى. والثاني هو منادى أي يا هؤلاء، إلا أنّ هذا لا يجوز عند سيبويه لأن أولاء مبهم، ولا يحذف حرف النداء مع المبهم.
والوجه الثاني أنّ الخبر هؤلاء على أن يكون بمعنى الذين، وتقتلون صلّته، وهذا ضعيف أيضا لأن مذهب البصريين أنّ أولاء هذا لا يكون بمنزلة الذين، وأجازه الكوفيون.
والوجه الثالث أنّ الخبر هؤلاء على تقدير حذف مضاف تقديره: ثم أنتم مثل هؤلاء كقولك:
أبو يوسف، أبو حنيفة فعلى هذا تقتلون حال يعمل فيها معنى التشبيه.
{تَظََاهَرُونَ عَلَيْهِمْ}: في موضع نصب على الحال، والعامل فيها تخرجون، وصاحب الحال الواو.
ويقرأ بتشديد الظاء، والأصل تتظاهرون، فقلبت التاء الثانية ظاء، وأدغمت.
ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية، لأنّ الثقل والتكرر حصل بها ولأن الأولى حرف يدلّ على معنى.
وقيل: المحذوفة هي الأولى. ويقرأ بضمّ التاء وكسر الهاء والتخفيف، وماضيه ظاهر.
{وَالْعُدْوََانِ}:
مصدر، مثل الكفران، والكسر لغة ضعيفة.
{أُسََارى ََ}: حال، وهو جمع أسير.
ويقرأ بضم الهمزة وبفتحها، مثل سكارى وسكارى ويقرأ أسرى، مثل جريح وجرحى ويجوز في الكلام أسراء، مثل شهيد وشهداء.
تفدوهم: بغير ألف، و {«تُفََادُوهُمْ»} بالألف، وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون بمعنى القراءة الأولى.
ويجوز أن يكون من المفاعلة التي تقع من اثنتين لأنّ المفاداة كذلك تقع.
{وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ}: هو مبتدأ، وهو ضمير الشأن، ومحرّم خبره، و {«إِخْرََاجُهُمْ»} مرفوع بمحرّم.
ويجوز أن يكون إخراجهم مبتدأ، ومحرّم خبر مقدم، والجملة خبر هو.
ويجوز أن يكون هو ضمير الإخراج المدلول عليه بقوله: {«وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ»} ويكون محرم الخبر، وإخراجهم بدل من الضمير في محرّم، أو من هو.
{فَمََا جَزََاءُ}: ما نفى، والخبر «خزي».
ويجوز أن تكون استفهاما مبتدأ، وجزاء خبره، و {إِلََّا خِزْيٌ} بدل من جزاء.
{يَفْعَلُ ذََلِكَ مِنْكُمْ}: في موضع نصب على الحال من الضمير في يفعل.
{فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}: صفة للخزي.
ويجوز أن يكون ظرفا، تقديره: إلا أن يخزى في الحياة الدنيا.
{يُرَدُّونَ} بالياء على الغيبة، لأن قبله مثله.
ويقرأ بالتاء على الخطاب ردّا على قوله:
{«تَقْتُلُونَ»}.
ومثله {عَمََّا تَعْمَلُونَ} بالتاء والياء. 87 {وَقَفَّيْنََا}: الياء بدل من الواو، لقولك: قفوته، وهو يقفوه إذا اتّبعه، فلما وقعت رابعة قلبت ياء.
{بِالرُّسُلِ} بالضم، وهو الأصل، والتسكين جائز تخفيفا ومنهم من يسكّن إذا أضاف إلى الضمير هربا من توالي الحراكات، ويضمّ في غير ذلك.
{عِيسَى}: فعلى من العيس، وهو بياض يخالطه شقرة وقيل هو أعجمي لا اشتقاق له.
و {مَرْيَمَ}: علم أعجمي، ولو كان مشتقّا من رام يريم لكان مريما بسكون الياء، وقد جاء في الأعلام بفتح الياء نحو مزيد، وهو على خلاف القياس.
{وَأَيَّدْنََاهُ}: وزنه فعلناه، وهو من الأيد، وهو من القوّة.
ويقرأ «آيدناه»، بمدّ الألف وتخفيف الياء، ووزنه أفعلناه.
فإن قلت: فلم لم تحذف الياء التي هي عين كما حذفت في مثل أسلناه، من سال يسيل.
قيل: لو فعلوا ذلك لتوالى إعلالان:
أحدهما قلب الهمزة الثانية ألفا، ثم حذف الألف المبدلة من الياء لسكونها وسكون الألف قبلها فكان يصير اللفظ أدناه فكانت تحذف الفاء والعين، وليس كذلك أسلناه لأنّ هناك حذفت العين وحدها.
{الْقُدُسِ}: بضم الدال وسكونها لغتان، مثل العسر والعسر.
{أَفَكُلَّمََا}: دخلت الفاء هاهنا لربط ما بعدها بما قبلها، والهمزة للاستفهام الذي بمعنى التوبيخ.
و {«جََاءَكُمْ»} يتعدى بنفسه وبحرف الجر جئته وجئت إليه.
{تَهْوى ََ}: الفه منقلبة عن يا لأنّ عينه واو، وباب طويت وشويت أكثر من باب حوة وقوّة، ولا دليل في هوي لانكسار العين، وهو مثل شقيّ فإنّ أصله واو ويدلّ على أن هوى من اليائي أيضا قولهم في التثنية هويان.
{اسْتَكْبَرْتُمْ}: جواب كلّما.
{فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ}: أي فكذبتم فريقا فالفاء عطفت كذبتم على استكبرتم ولكن قدّم المفعول لتتفق رؤوس الآي.
وفي الكلام حذف أي ففريقا منهم كذّبتم.
88 {غُلْفٌ}: يقرأ بضمّ اللام، وهو جمع غلاف.
ويقرأ بسكونها. وفيه وجهان:
أحدهما هو تسكين المضموم، مثل كتب وكتب.(1/32)
أحدهما هو تسكين المضموم، مثل كتب وكتب.
2: 8991
والثاني هو جمع أغلف، مثل أحمر وحمر، وعلى هذا لا يجوز ضمّه.
و {بَلْ} هاهنا إضراب عن دعواهم، وإثبات أنّ سبب جحودهم لعن الله إياهم عقوبة لهم.
{بِكُفْرِهِمْ}: الباء متعلقة بلعن. وقال أبو علي: النيّة به التقديم أي: وقالوا قلوبنا غلف بسبب كفرهم، و {بَلْ لَعَنَهُمُ اللََّهُ} معترض.
ويجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول في لعنّهم أي كافرين، كما قال: {«وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ»}.
{فَقَلِيلًا}: منصوب صفة لمصدر محذوف، و {مََا} زائدة، أي فإيمانا قليلا يؤمنون.
وقيل صفة لظرف أي فزمانا قليلا يؤمنون، ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن قليلا لا يبقى له ناصب.
وقيل: ما نافية أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا، ومثله: {«قَلِيلًا مََا تَشْكُرُونَ»}. و {«قَلِيلًا مََا تَذَكَّرُونَ»}. وهذا أقوى في المعنى وإنما يضعف شيئا من جهة تقدّم معمول ما في حيّز «ما» عليها.
89 {مِنْ عِنْدِ اللََّهِ}: يجوز أن يكون في موضع نصب لابتداء غاية المجيء.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لكتاب.
{مُصَدِّقٌ} بالرفع: صفة لكتاب. وقرئ شاذّا بالنصب على الحال وفي صاحب الحال وجهان:
أحدهما الكتاب لأنه وصف، فقرب من المعرفة.
والثاني أن يكون حالا من الضمير في الظرف، ويكون العامل الظرف أو ما يتعلق به الظرف، ومثله: {«رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ مُصَدِّقٌ»}.
{مِنْ قَبْلُ}: بنيت هاهنا لقطعها عن الإضافة والتقدير: من قبل ذلك.
{فَلَمََّا جََاءَهُمْ}: أتى بلما بعد لما من قبل جواب الأولى، وفي جواب الأولى وجهان:
أحدهما جوابها لما الثانية وجوابها وهذا ضعيف لأنّ الفاء مع لما الثانية، ولما لا تجاب بالفاء إلا أن يعتقد زيادة الفاء على ما يجيزه الأخفش.
والثاني أنّ كفروا جواب الأولى والثانية لأنّ مقتضاهما واحد.
وقيل الثانية تكرير، فلم تحتج إلى جواب.
وقيل: جواب الأولى محذوف تقديره:
أنكروه، أو نحو ذلك.
{فَلَعْنَةُ اللََّهِ}: هو مصدر مضاف إلى الفاعل. 90 {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا}: فيه أوجه:
أحدها أن تكون «ما» نكرة غير موصوفة منصوبة على التمييز قاله الأخفش، واشتروا على هذا صفة لمحذوف تقديره شيء أو كفر وهذا المحذوف هو المخصوص، وفاعل بئس مضمر فيها، ونظيره:
لنعم الفتى أضحى بأكناف حايل أي: فتى أضحى.
{أَنْ يَكْفُرُوا}: خبر مبتدأ محذوف أي هو أن يكفروا.
وقيل: «أن يكفروا» في موضع جرّ بدلا من الهاء في به.
وقيل: هو مبتدأ، وبئس وما بعدها خبر عنه.
والوجه الثاني أن تكون «ما» نكرة موصوفة، واشتروا صفتها، وأن يكفروا على الوجوه المذكورة ويزيدها هنا أن يكون هو المخصوص بالذم.
والوجه الثالث أن تكون «ما» بمنزلة الذي، وهو اسم بئس، وأن يكفروا المخصوص بالذم.
وقيل: اسم بئس مضمر فيها، والذي وصلته المخصوص بالذم.
والوجه الرابع أن تكون «ما» مصدرية أي بئس شراؤهم وفاعل بئس على هذا مضمر لأن المصدّر هنا مخصوص ليس بجنس.
{بَغْياً}: مفعول له.
ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر لأنّ ما تقدم يدلّ على أنهم بغوا بغيا.
{أَنْ يُنَزِّلَ اللََّهُ}: مفعول من أجله: أي بغوا، لأن أنزل الله. وقيل التقدير: بغيا على ما أنزل الله أي حسدا على ما خصّ الله به نبيه من الوحي ومفعول ينزل محذوف أي ينزل الله شيئا.
{مِنْ فَضْلِهِ}: يجوز أن تكون من زائدة على قول الأخفش.
و {مِنْ}: نكرة موصوفة أي: على رجل يشاء.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، ومفعول يشاء محذوف أي: يشاء نزوله عليه. ويجوز أن يكون يشاء: يختار ويصطفي.
و {مِنْ عِبََادِهِ}: حال من الهاء المحذوفة.
ويجوز أن يكون في موضع جرّ صفة أخرى لمن.
{فَبََاؤُ بِغَضَبٍ}: أي مغضوبا عليهم فهو حال.
{عَلى ََ غَضَبٍ}: صفة لغضب الأول.
{مُهِينٌ}: الياء بدل من الواو لأنه من الهوان.
91 {وَيَكْفُرُونَ} أي وهم يكفرون، والجملة حال، والعامل فيها قالوا من قوله {«قََالُوا نُؤْمِنُ»} ولا يجوز أن يكون العامل نؤمن إذ لو كان كذلك لوجب أن يكون لفظ الحال ونكفر أي ونحن نكفر.
والهاء في {وَرََاءَهُ} تعود على «ما» والهمزة في وراء بدل من ياء، لأن ما فاؤه واو لا يكون لامه واوا، ويدلّ عليه أنها ياء في تواريت لا همزة.
وقال ابن جنّى: هي عندنا همزة. لقولهم:
وريّئة بالهمز في التصغير.
{وَهُوَ الْحَقُّ}: جملة في موضع الحال، والعامل فيها يكفرون.
ويجوز أن يكون العامل معنى الاستقرار الذي دلّت عليه «ما» إذا التقدير: بالذي استقرّ وراءه.
{مُصَدِّقاً}: حال مؤكدة، والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدّقا(1/33)
{مُصَدِّقاً}: حال مؤكدة، والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدّقا
2: 9296
وصاحب الحال الضمير المستتر في الحق عند قوم، وعند آخرين صاحب الحال ضمير دلّ عليه الكلام.
والحق: مصدر لا يتحمّل الضمير على حسب تحمّل اسم الفاعل له عندهم، فأما المصدر الذي ينوب عن الفعل، كقولك: ضربا زيدا، فيتحمّل الضمير عند قوم.
{فَلِمَ}: ما: هنا استفهام، وحذفت ألفها مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية، وقد جاءت في الشعر غير محذوفة، ومثله: {«فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرََاهََا»}. و {«عَمَّ يَتَسََاءَلُونَ»}. و «ممّ خلق».
{تَقْتُلُونَ} أي قتلتم. والمعنى أنّ آباءهم قتلوا، فلما رضوا بفعلهم أضاف القتل إليهم.
{إِنْ كُنْتُمْ}: جوابها محذوف دلّ عليه ما تقدّم.
92 {بِالْبَيِّنََاتِ}: يجوز أن تكون في موضع الحال من موسى، تقديره: جاءكم ذا بينات وحجة، أو جاء ومعه البينات.
ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب إقامة البينات.
93 {فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أي حبّ العجل، فحذف المضاف لأنّ الذي يشربه القلب المحبة لا نفس العجل.
{بِكُفْرِهِمْ} أي بسبب كفرهم.
ويجوز أن يكون حالا من المحذوف أي مختلطا بكفرهم. وأشربوا في موضع الحال، والعامل فيه قالوا أي قالوا ذلك وقد أشربوا، و «قد» مرادة لأنّ الفعل الماضي لا يكون حالا إلا مع «قد». وقال الكوفيون: لا يحتاج إليها.
ويجوز أن يكون وأشربوا مستأنفا والأول أقوى لأنه قد قال بعد ذلك: {«قُلْ بِئْسَمََا يَأْمُرُكُمْ»} فهو جواب قولهم:
{«سَمِعْنََا وَعَصَيْنََا»} فالأولى ألّا يكون بينهما أجنبي.
94 {إِنْ كََانَتْ لَكُمُ الدََّارُ}: الدار: اسم كان، وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها هو {«خََالِصَةً»}، وعند ظرف لخالصة، أو للاستقرار الذي في لكم.
ويجوز أن تكون «عند» حالا من الدار، والعامل فيها كان، أو الاستقرار وأمّا لكم فتكون على هذا متعلقة بكان لأنها تعمل في حروف الجر.
ويجوز أن تكون للتبيين، فيكون موضعها بعد خالصة أي خالصة لكم، فيتعلق بنفس خالصة.
ويجوز أن يكون صفة لخالصة قدّمت عليها، فيتعلق حينئذ بمحذوف.
والوجه الثاني أن يكون خبر كان لكم، وعند الله ظرف، وخالصة حال، والعامل كان، أو الاستقرار.
والثالث أن يكون عند الله هو الخبر، وخالصة حال، والعامل فيها إمّا عند، أو ما يتعلق به، أو كان، أو لكم، وسوّغ أن يكون عند خبر كان «لكم»، إذ كان فيه تخصيص وتبيين ونظيره قوله: {«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»} لولا «له» لم يصح أن يكون «كفوا» خبرا.
{مِنْ دُونِ}: في موضع نصب بخالصة لأنك تقول خلص كذا من كذا.
95 {أَبَداً}: ظرف.
{بِمََا قَدَّمَتْ} أي بسبب ما قدمت، فهو مفعول به. ويقرب معناه من معنى المفعول له.
و «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة أو مصدرية فيكون مفعول قدّمت محذوفا أي بتقديم أيديهم الشرّ. 96 {وَلَتَجِدَنَّهُمْ}: هي المتعدّية إلى مفعولين، والثاني {«أَحْرَصَ»} و {«عَلى ََ»} متعلقة بأحرص.
{وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا}: فيه وجهان:
أحدهما هي معطوفة على الناس في المعنى، والتقدير: أحرص من الناس أي الذين في زمانهم، وأحرص من الذين أشركوا يعني به المجوس لأنهم كانوا إذا دعوا بطول العمر قالوا: عشت ألف نيروز.
فعلى هذا في {يَوَدُّ} وجهان: أحدهما: هو حال من الذين أشركوا تقديره: ودّ أحدهم ويدلّك على ذلك أنك لو قلت: ومن الذين أشركوا الذين يودّ أحدهم صحّ أن يكون وصفا ومن هنا قال الكوفيون: هذا يكون على حذف الموصول وإبقاء الصلة.
والوجه الثاني: أن تجعل «يودّ» أحدهم حالّا من الهاء والميم في ولتجدنّهم أي لتجدنّهم أحرص الناس وادّا أحدهم.
والوجه الثاني من وجهي «من الذين» أن يكون مستأنفا، والتقدير: ومن الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم، أو من يودّ أحدهم.
وماضي يود: وددت بكسر العين فلذلك صحت الواو لأنها لم يكسر ما بعدها في المستقبل.
{لَوْ يُعَمَّرُ}: لو هنا بمعنى أن الناصبة للفعل، ولكن لا تنصب، وليست التي يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ويدلّك على ذلك شيئان:
أحدهما: أنّ هذه يلزمها المستقبل، والأخرى معناها في الماضي.
والثاني: أنّ يودّ يتعدى إلى مفعول واحد، وليس مما يعلّق عن العمل، فمن هنا لزم أن يكون لو بمعنى أن.
وقد جاءت بعد يود في قوله تعالى: {«أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ»} وهو كثير في القرآن والشعر.
ويعمّر يتعدّى إلى مفعول واحد، وقد أقيم مقام الفاعل.
و {أَلْفَ سَنَةٍ}: ظرف.
{وَمََا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ}: في هو وجهان:
أحد هما هو ضمير أحد أي وما ذلك المتمني بمزحزحه: خبر ما و {«مِنَ الْعَذََابِ»}: متعلّق بمزحزحه، و {«أَنْ يُعَمَّرَ»}: في موضع رفع بمزحزحه أي وما الرجل بمزحزحه تعميره.
والوجه الآخر أن يكون هو ضمير التعمير، وقد دلّ عليه قوله: {«لَوْ يُعَمَّرُ»}.
وقوله: أن يعمر بدل من هو.(1/34)
وقوله: أن يعمر بدل من هو.
2: 97102
ولا يجوز أن يكون هو ضمير الشأن، لأن المفسّر لضمير الشأن مبتدأ، وخبر، ودخول الباء في بمزحزحه يمنع من ذلك.
97 {مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}: من شرطية، وجوابها محذوف تقديره فليمت غيظا أو نحوه.
{فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ}: ونظيره في المعنى: {«مَنْ كََانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللََّهُ»}. ثم قال: {«فَلْيَمْدُدْ»}.
{بِإِذْنِ اللََّهِ}: في موضع الحال من ضمير الفاعل في نزّل وهو ضمير جبريل، وهو العائد على اسم إن، والتقدير نزوله ومعه الإذن، أو مأذونا به.
{مُصَدِّقاً}: حال من الهاء في نزّله و «كذلك» {«هُدىً وَبُشْرى ََ»} أي هاديا ومبشّرا 98 {عَدُوٌّ لِلْكََافِرِينَ}: وضع الظاهر موضع المضمر لأن الأصل: من كان عدوّا لله وملائكته فإنّ الله عدوّ له، أو لهم، وله في القرآن نظائر كثيرة ستمرّ بك إن شاء الله.
100 {أَوَكُلَّمََا}: الواو للعطف، والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الإنكار، والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله:
{«أَفَكُلَّمََا جََاءَكُمْ رَسُولٌ»}، وما بعده.
وقيل: الواو زائدة.
وقيل: هي أو التي لأحد الشيئين حركت بالفتح وقد قرئ شاذّا بسكونها.
{عَهْداً}: مصدر من غير لفظ الفعل المذكور.
ويجوز أن يكون مفعولا به أي أعطوا عهدا، وهنا مفعول آخر محذوف تقديره: عاهدوا الله أو عاهدوكم.
101 {رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ مُصَدِّقٌ}: هو مثل قوله: {«كِتََابٌ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ مُصَدِّقٌ»}. وقد ذكر.
{الْكِتََابَ}: مفعول أوتوا، و {«كِتََابَ اللََّهِ»} مفعول بنذ.
{كَأَنَّهُمْ}: هي وما عملت فيه في موضع الحال، والعالم نبذ، وصاحب الحال فريق، تقديره مشبهين للجهّال.
102 {وَاتَّبَعُوا}: هو معطوف على {«وَاشْرَبُوا»}، أو على {«نَبَذَهُ فَرِيقٌ»}.
{تَتْلُوا}: بمعنى تلت.
{عَلى ََ مُلْكِ}: أي على زمن ملك، فحذف المضاف. والمعنى في زمن.
و {سُلَيْمََانَ} لا ينصرف، وفيه ثلاثة أسباب: العجمة، والتعريف، والألف والنون.
وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما، وكذلك تفعل في الأعلام والأجناس أيضا، كقول الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... بغّض الموت ذا الغنى والفقيرا {وَلََكِنَّ الشَّيََاطِينَ}:
يقرأ بتشديد النون ونسب الاسم.
ويقرأ بتخفيفها ورفع الاسم بالابتداء لأنها صارت من حروف الابتداء.
وقرأ الحسن «الشّياطون»، وهو كالغلط، شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح.
{يُعَلِّمُونَ النََّاسَ}:
في موضع نصب على الحال.
من الضمير في كفروا وأجاز قوم أن يكون حالا من الشياطين. وليس بشيء لأن لكن لا يعمل في الحال.
{وَمََا أُنْزِلَ}: «ما» بمعنى الذي، وهو في موضع نصب عطفا على السحر أي ويعلمون الذي أنزل.
وقيل هو معطوف على ما تتلو.
وقيل «ما» في موضع جرّ عطفا على ملك سليمان أي وعلى عهد الذي أنزل على الملكين.
وقيل «ما» نافية أي وما أنزل السحر على الملكين، أو وما أنزل إباحة السّحر.
والجمهور على فتح اللام من «الملكين». وقرئ بكسرها.
و {هََارُوتَ وَمََارُوتَ}: بدلان من الملكين.
وقيل هما قبيلتان من الشياطين فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين وإنما يجيء هذا على قراءة من كسر اللام في أحد الوجهين.
{بِبََابِلَ}: يجوز أن يكون ظرفا لأنزل.
ويجوز أن يكون حالا من الملكين، أو من الضمير في أنزل.
{حَتََّى يَقُولََا} أي إلى أن يقولا.
والمعنى أنهما كان يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا: {«إِنَّمََا نَحْنُ فِتْنَةٌ»}.
وقيل: حتى بمعنى إلّا أي وما يعلّمان من أحد إلا أن يقولا.
و «أحد» هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم، كقولك: ما بالدار من أحد.
ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو إنسان. {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمََا}: هو معطوف على يعلّمان، وليس بداخل في النفي لأنّ النفي هناك راجع إلى الإثبات لأنّ المعنى يعلّمان الناس السحر بعد قولهما: {«نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلََا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ»}.
وقيل: التقدير: فيأتون فيتعلمون.
و {«مِنْهُمََا»} ضمير الملكين ويجوز أن يكون ضمير السّحر والمنزّل على الملكين.
وقيل: هو معطوف على يعلّمون الناس السّحر فيكون منهما على هذا للسّحر والمنزل على الملكين أو يكون ضمير قبيلتين من الشياطين.
وقيل: هو مستأنف ولم يجز أن ينتصب على جواب النهي لأنه ليس المعنى إن تكفر يتعلموا.
{مََا يُفَرِّقُونَ}: يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لعود الضمير من «به» إلى «ما»، والمصدرية لا يعود عليها ضمير.
{بَيْنَ الْمَرْءِ}: الجمهور على إثبات الهمزة بعد الراء.
وقرئ بتشديد الراء من غير همز، ووجهه أن يكون ألقى حركة الهمزة على الراء، ثم نوى الوقف عليه مشدّدا، كما قالوا: هذا خالدّ، ثم أجروا الوصل مجرى الوقف.
{إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ}: الجار والمجرور في موضع نصب على الحال إن شئت من الفاعل،(1/35)
{إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ}: الجار والمجرور في موضع نصب على الحال إن شئت من الفاعل،
2: 103108
وإن شئت من المفعول والتقدير: وما يضرّون أحدا بالسّحر إلا والله عالم به، أو يكون التقدير: إلّا مقرونا بإذن الله.
{وَلََا يَنْفَعُهُمْ}: هو معطوف على الفعل قبله، ودخلت «لا» للنفي.
ويجوز أن يكون مستأنفا أي وهو لا ينفعهم، فيكون حالا ولا يصح عطفه على ما لأن الفعل لا يعطف على الاسم.
{لَمَنِ اشْتَرََاهُ}: اللام هنا هي التي يوطّأ بها للقسم، مثل التي في قوله: {«لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنََافِقُونَ»}.
و «من» في موضع رفع بالابتداء، وهي شرط، وجواب القسم {«مََا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلََاقٍ»}.
وقيل «من» بمعنى الذي وعلى كلا الوجهين موضع الجملة نصب بعلموا، ولا يعمل «علموا» في لفظ «من»: لأنّ الشرط ولام الابتداء لهما صدر الكلام.
{وَلَبِئْسَ مََا}: جواب قسم محذوف.
{لَوْ كََانُوا}: جواب لو محذوف، تقديره لو كانوا ينتفعون بعلمهم لامتنعوا من شراء السحر.
103 {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا}: أن وما عملت فيه مصدر في موضع رفع بفعل محذوف لأنّ «لو» تقتضي الفعل تقديره لو وقع منهم أنهم آمنوا أي إيمانهم، ولم يجزم بلو لأنها تعلّق الفعل الماضي بالفعل الماضي، والشرط خلاف ذلك. {لَمَثُوبَةٌ}: جواب لو ومثوبة مبتدأ، و {«مِنْ عِنْدِ اللََّهِ»}:
صفته، و «خير»: خبره.
وقرئ: مثوبة بسكون الثاء وفتح الواو، قاسوه على الصحيح من نظائره نحو مقتلة.
104 {رََاعِنََا}:
فعل أمر، وموضع الجملة نصب بتقولوا.
وقرئ شاذّا «راعنا» بالتنوين أي لا تقولوا قولا راعنا.
105 {وَلَا الْمُشْرِكِينَ}:
في موضع جرّ عطفا على أهل، وإن كان قد قرئ «ولا المشركون» بالرفع فهو معطوف على الفاعل.
{أَنْ يُنَزَّلَ}: في موضع نصب بيودّ.
{مِنْ خَيْرٍ}: من زائدة.
و {مِنْ رَبِّكُمْ} لابتداء غاية الإنزال.
ويجوز أن يكون صفة لخير، إما جرّا على لفظ خير، أو رفعا على موضع «من خير».
{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشََاءُ} أي من يشاء اختصاصه فحذف المضاف فبقي من يشاؤه، ثم حذف الضمير.
ويجوز أن يكون يشاؤه: يختاره فلا يكون فيه حذف مضاف.
106 {مََا نَنْسَخْ}: ما شرطية جازمة لننسخ، منصوبة الموضع ب «ننسخ»، مثل قوله:
{«أَيًّا مََا تَدْعُوا»}، وجواب الشرط {«نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهََا»}.
و {مِنْ آيَةٍ}: في موضع نصب على التمييز، والمميز «ما». والتقدير: أيّ شيء ننسخ من آية، ولا يحسن أن يقدر: أي آية ننسخ لأنك لا تجمع بين هذا وبين التمييز بآية.
ويجوز أن تكون زائدة، وآية حالا.
والمعنى: أيّ شيء ننسخ قليلا أو كثيرا.
وقد جاءت الآية حالا في قوله تعالى: {«هََذِهِ نََاقَةُ اللََّهِ لَكُمْ آيَةً»}. وقيل «ما» هنا مصدرية وآية مفعول به.
والتقدير: أي نسخ ننسخ آية.
ويقرأ «ننسخ» بفتح النون، وماضيه نسخ، ويقرأ بضم النون وكسر السين ماضيه أنسخت، يقال: أنسخت الكتاب أي عرضته للنسخ.
أو ننسأها: معطوف على ننسخ.
ويقرأ بغير همز على إبدال الهمزة ألفا.
ويقرأ تنسها بغير ألف ولا همز. وننسها بضم النون وكسر السين، وكلاهما من نسي إذا ترك.
ويجوز أن يكون من نسأ إذا أخّر، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا.
ومن قرأ بضم النون حمله على معنى نأمرك بتركها أو بتأخيرها، وفيه مفعول محذوف.
والتقدير: ننسكها.
107 {لَهُ مُلْكُ السَّمََاوََاتِ}: مبتدأ وخبر في موضع خبر أن:
ويجوز أن يرتفع ملك بالظرف عند الأخفش.
والملك بمعنى الشيء المملوك يقال: لفلان ملك عظيم أي مملوكه كثير. والملك أيضا بالكسر:
المملوك إلا أنه لا يستعمل بضمّ الميم في كل موضع بل في مواضع الكثرة وسعة السلطان.
{مِنْ وَلِيٍّ}: من زائدة، ووليّ في موضع رفع مبتدأ، ولكم خبره.
و {نَصِيرٍ}: معطوف على لفظ ولى، ويجوز في الكلام رفعه على موضع وليّ.
و {مِنْ دُونِ}: في موضع نصب على الحال من وليّ، أو من نصير. والتقدير: من وليّ دون الله فلما تقدم وصف النكرة عليها انتصب على الحال.
108 {أَمْ تُرِيدُونَ}: أم هنا منقطعة إذ ليس في الكلام همزة تقع موقعها، فموقع أم أيهما.
والهمزة في قوله: {«أَلَمْ تَعْلَمْ»} ليست من أم في شيء.
والتقدير: بل أتريدون {«أَنْ تَسْئَلُوا»}: فخرج بأم من كلام إلى كلام آخر.
والأصل في تريدون ترودون، لأنه من راد يرود.
{كَمََا}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف، أي سؤالا كما، وما مصدرية.
والجمهور على همز «سئل»، وقد قرئ سيل بالياء، وهو على لغة من قال: سلت تسال بغير همزة، مثل خفت تخاف، والياء منقلبة عن واو، لقولهم: سوال وساولته.(1/36)
والجمهور على همز «سئل»، وقد قرئ سيل بالياء، وهو على لغة من قال: سلت تسال بغير همزة، مثل خفت تخاف، والياء منقلبة عن واو، لقولهم: سوال وساولته.
2: 109114
ويقرأ سيل بجعل الهمزة بين بين أي بين الهمزة وبين الياء لأنّ منها حركتها.
{بِالْإِيمََانِ}: الباء في موضع نصب على الحال من الكفر، تقديره: مقابلا بالإيمان.
ويجوز أن يكون مفعولا بيتبدّل، وتكون الباء للسبب كقولك: اشتريت الثوب بدرهم.
{سَوََاءَ السَّبِيلِ}: سواء ظرف بمعنى وسط السبيل وأعدله. والسبيل يذكّر ويؤنث.
109 {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ}: لو بمعنى أن المصدرية، وقد تقدم ذكرها.
و {كُفََّاراً}: حال من الكاف والميم.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لأن يردّ بمعنى يصير.
{حَسَداً}: مصدر، وهو مفعول له والعامل فيه {«وَدَّ»} أو يردّونكم.
{مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}: من متعلقة ب «حسدا» أي ابتداء الحسد من عندهم.
ويجوز أن يتعلق بودّ أو بيردّونكم.
{حَتََّى يَأْتِيَ اللََّهُ بِأَمْرِهِ}: أي اعفوا إلى هذه الغاية.
110 {وَمََا تُقَدِّمُوا}: ما شرطية في موضع نصب بتقدموا.
و {مِنْ خَيْرٍ}: مثل قوله: من آية في ما ننسخ.
{تَجِدُوهُ} أي تجدوا ثوابه، فحذف المضاف.
و {عِنْدَ اللََّهِ}: ظرف لتجدوا، أو حال من المفعول به.
111 {إِلََّا مَنْ كََانَ}: في موضع رفع بيدخل لأن الفعل مفرغ لما بعد إلا، و «كان» محمول على لفظ من في الإفراد.
و {هُوداً}: جمع هائد، مثل عائذ وعوذ، وهو من هاد يهود، إذا تاب. ومنه قوله تعالى: {«إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ»}.
وقال الفراء: أصله يهود، فحذفت الياء وهو بعيد جدا.
وجمع على معنى من.
و {أَوْ} هنا لتفصيل ما أجمل، وذلك أنّ اليهود قالوا: لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا. وقالت النصارى:
لن يدخل الجنّة إلا من كان نصرانيا. ولم يقل كلّ فريق منهم لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا أو نصارى فلما لم يفصّل في قوله: {«وَقََالُوا»} جاء بأو للتفصيل إذ كانت موضوعة لأحد الشيئين. و {نَصََارى ََ}: جمع نصران، مثل سكران وسكارى.
{هََاتُوا}: فعل معتل اللام تقول في الماضي هاتا يهاتي مهاتاة، مثل رامي يرامي مراماة، وهاتوا مثل راموا، وأصله: هاتيوا، ثم سكّنت الياء، وحذفت لما ذكرنا في قوله:
«اشتروا» ونظائره.
وتقول للرجل في الأمر:
هات مثل رام، وللمرأة هاتي مثل رامي، وعليه فقس بقية تصاريف هذه الكلمة.
وهاتوا: فعل متعد إلى مفعول واحد، وتقديره أحضروا.
{بُرْهََانَكُمْ}: والنون في برهان أصل عند قوم، لقولهم برهنت، فثبتت النون في الفعل وزائدة عند آخرين، لأنه من «البرة»، وهو القطع، والبرهان: الدليل القاطع.
112 {بَلى ََ}: جواب النفي على ما ذكرنا في قوله: {«بَلى ََ مَنْ كَسَبَ»}.
و {أَسْلَمَ}، و {وَجْهَهُ}. و {هُوَ} كلّه محمول على لفظ من وكذلك {فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}.
وقوله: {وَلََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} محمول على معناها.
113 {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتََابَ}: في موضع نصب على الحال، والعامل فيها قالت:
وأصل يتلون يتلوون، فسكنت الواو، ثم حذفت لالتقاء الساكنين.
{كَذََلِكَ قََالَ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف منصوب، ب «قال» وهو مصدر مقدّم على الفعل، والتقدير: قولا مثل قول اليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون فعلى هذا الوجه يكون.
{مِثْلَ قَوْلِهِمْ}: منصوبا بيعلمون، أو بقال على أنه مفعول به.
ويجوز أن تكون الكاف في موضع رفع بالابتداء، والجملة بعده خبر عنه، والعائد على المبتدأ محذوف، تقديره: قاله فعلى هذا يكون قوله {«مِثْلَ قَوْلِهِمْ»} صفة لمصدر محذوف، أو مفعولا ليعلمون. والمعنى مثل قول اليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون اعتقاد اليهود والنصارى.
ولا يجوز أن يكون مثل قولهم مفعول قال لأنه قد استوفى مفعوله، وهو الضمير المحذوف.
و {فِيهِ}: متعلق ب {يَخْتَلِفُونَ}.
114 {وَمَنْ أَظْلَمُ}: من استفهام في معنى النفي، وهو رفع بالابتداء، وأظلم خبره.
والمعنى: لا أحد أظلم.
{مِمَّنْ مَنَعَ}: من نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي.
{أَنْ يُذْكَرَ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو في موضع نصب على البدل من مساجد بدل الاشتمال، تقديره: ذكر اسمه فيها.
والثاني أن يكون في موضع نصب على المفعول له، تقديره: كراهية أن يذكر.
والثالث أن يكون في موضع جرّ، تقديره: من أن يذكر.
وتتعلق من إذا ظهرت بمنع كقولك، منعته من كذا.
وإذا حذف حرف الجرّ مع «أن» بقي الجرّ وقيل يصير في موضع نصب. وقد ذكرنا ذلك في قوله:
{«لََا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ»}.(1/37)
{«لََا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ»}.
2: 115123
{وَسَعى ََ فِي خَرََابِهََا}: خراب: اسم للتخريب، مثل السلام اسم للتسليم، وليس باسم للجثّة، وقد أضيف اسم المصدر إلى المفعول لأنه يعمل عمل المصدر.
{إِلََّا خََائِفِينَ}: حال من الضمير في يدخلوها.
{لَهُمْ فِي الدُّنْيََا}: جملة مستأنفه، وليست حالا مثل خائفين لأنّ استحقاقهم الخزي ثابت في كل حال، لا في حال دخولهم المساجد خاصّة.
115 {وَلِلََّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}: هما موضع الشروق والغروب.
{فَأَيْنَمََا}: شرطية، و {تُوَلُّوا}: مجزوم به، وهو الناصب لأين، والجواب {فَثَمَّ}.
وقرئ في الشاذ: «تولّوا» بفتح التاء، وفيه وجهان:
أحدهما هو مستقبل أيضا، وتقديره: تتولّوا، فحذف التاء الثانية:
والثاني أنه ماض والضمير للغائبين والتقدير: أينما يتولّون.
وقيل: يجوز أن يكون ماضيا قد وقع، ولا يكون أين شرطا في اللفظ، بل في المعنى، كما تقول: ما صنعت صنعت، إذا أردت الماضي. وهذا ضعيف لأن «أين» إمّا استفهام، وإمّا شرط وليس لها معنى ثالث. و {فَثَمَّ}: اسم للمكان البعيد عنك وبني لتضمّنه معنى حرف الإشارة.
وقيل: بني لتضمّنه معنى حرف الخطاب لأنك تقول في الحاضر: هنا، وفي الغائب:
هناك. وثمّ ناب عن هناك.
116 {وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً}، يقرأ بالواو عطفا على قوله: {«وَقََالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ»}.
ويقرأ بغير واو على الاستئناف.
{كُلٌّ لَهُ}: تقديره:
كلّ أحد منهم، أو كلّهم لأن الأصل في «كل» أن تستعمل مضافة ومن هنا ذهب جمهور النحويين إلى منع دخول الألف واللام على كلّ لأنّ تخصيصها بالمضاف إليه فإذا لم يكن ملفوظا به كان في حكم الملفوظ به وحمل الخبر على معنى كل، فجمعه في قوله: {قََانِتُونَ}، ولو قال: قانت جاز على لفظ كل.
117 {بَدِيعُ السَّمََاوََاتِ} أي مبدعها كقولهم سميع، بمعنى مسمع والإضافة هنا محضة لأنّ الإبداع لهما ماض.
{وَإِذََا قَضى ََ}: إذا ظرف، والعامل فيها ما دلّ عليه الجواب تقديره: وإذا قضى أمرا يكون.
{فَيَكُونُ}: الجمهور على الرّفع عطفا على يقول، أو على الاستئناف أي فهو يكون.
وقرئ بالنصب على جواب لفظ الأمر، وهو ضعيف لوجهين:
أحدهما أن كن ليس بأمر على الحقيقة إذ ليس هناك مخاطب به وإنما المعنى على سرعة التكوّن يدلّ على ذلك أنّ الخطاب بالتكوّن لا يرد على الموجود لأن الموجود متكوّن، ولا يرد على المعدوم لأنه ليس بشيء فلا يبقى إلا لفظ الأمر، ولفظ الأمر يرد ولا يراد به حقيقة الأمر، كقوله:
{«أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ»}، وكقوله: {«فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمََنُ»}.
والوجه الثاني أنّ جواب الأمر لا بدّ أن يخالف الأمر، إمّا في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فمثال ذلك قولك: اذهب ينفعك زيد، فالفعل والفاعل في الجواب غيرهما في الأمر، وتقول: اذهب يذهب زيد، فالفعلان متّفقان والفاعلان مختلفان وتقول: اذهب تنتفع، فالفاعلان متفقان والفعلان مختلفان، فأمّا أن يتّفق الفعلان والفاعلان فغير جائز كقولك: اذهب تذهب، والعلة فيه أنّ الشيء لا يكون شرطا لنفسه.
118 {لَوْلََا يُكَلِّمُنَا اللََّهُ}: لولا هذه إذا وقع بعدها المستقبل كانت تحضيضا، وإن وقع بعدها الماضي كانت توبيخا وعلى كلا قسميها هي مختصة بالفعل لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان إلا على الفعل.
{كَذََلِكَ قََالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} ينقل من إعراب الموضع الأول إلى هنا ما يحتمله هذا الموضع.
119 {إِنََّا أَرْسَلْنََاكَ بِالْحَقِّ}: الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من المفعول، تقديره: أرسلناك، ومعك الحقّ.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق.
ويجوز أن يكون مفعولا له أي بسبب إقامة الحق.
{بَشِيراً وَنَذِيراً}: حالان.
{وَلََا تُسْئَلُ}: من قرأ بالرفع وضم التاء فموضعه حال أيضا أي وغير مسؤول، ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويقرأ بفتح التاء والجزم على النهي.
120 {هُوَ الْهُدى ََ}: هو: يجوز أن يكون توكيدا لاسم إنّ، وفصلا، ومبتدأ، وقد سبق نظيره.
{مِنَ الْعِلْمِ}: في موضع نصب على الحال من ضمير الفاعل في جاءك.
121 {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ}: الذين مبتدأ، وآتيناهم صلته.
و {يَتْلُونَهُ}: حال مقدّرة من هم أو من الكتاب لأنهم لم يكونوا وقت إتيانه تالين له.
و {حَقَّ}: منصوب على المصدر لأنها صفة للتّلاوة في الأصل لأن التقدير: تلاوة حقّا وإذا قدّم وصف المصدر، وأضيف إليه، انتصب نصب المصدر.
ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف.
و {أُولََئِكَ}: مبتدأ و {«يُؤْمِنُونَ بِهِ»} خبره والجملة خبر الّذين.
ولا يجوز أن يكون يتلونه خبر الذين لأنه ليس كلّ من أوتي الكتاب تلاه حقّ تلاوته لأن معنى حقّ تلاوته العمل به.
وقيل يتلونه الخبر.
والذين آتيناهم لفظه عامّ والمراد به الخصوص وهو كلّ من آمن بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أهل الكتاب أو يراد بالكتاب القرآن.(1/38)
والذين آتيناهم لفظه عامّ والمراد به الخصوص وهو كلّ من آمن بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أهل الكتاب أو يراد بالكتاب القرآن.
2: 124128
124 {وَإِذِ ابْتَلى ََ إِبْرََاهِيمَ}: إذ في موضع نصب على المفعول به أي اذكر والألف في ابتلى منقلبة عن واو وأصله من بلا يبلو إذا اختبر.
وفي إبراهيم لغات: إحداها إبراهيم بالألف والياء وهو المشهور.
وإبراهم كذلك إلا أنه تحذف الياء.
وإبراهام بألفين.
وإبراهيم، بألف واحدة وضمّ الهاء وبكلّ قرئ.
وهو اسم أعجميّ معرفة وجمعه أباره عند قوم وعند آخرين براهم. وقيل فيه أبارهة وبراهمة.
{جََاعِلُكَ}: يتعدّى إلى مفعولين لأنه من جعل التي بمعنى صيّر.
و {لِلنََّاسِ}: يجوز أن يتعلّق بجاعل أي لأجل الناس.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال والتقدير: إماما للناس فلما قدّمه نصبه على ما ذكرنا.
{قََالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}: المفعولان محذوفان والتقدير: اجعل فريقا من ذريتي إماما.
{لََا يَنََالُ عَهْدِي الظََّالِمِينَ}: هذا هو المشهور على جعل العهد هو الفاعل.
ويقرأ الظالمون على العكس والمعنيان متقاربان لأن كلّ ما نلته فقد نالك.
125 {وَإِذْ جَعَلْنَا}: مثل {«وَإِذِ ابْتَلى ََ»}.
وجعل هاهنا يجوز أن يكون بمعنى صيّر ويجوز أن يكون بمعنى خلق، أو وضع فيكون {مَثََابَةً} حالا.
وأصل مثابة مثوبة لأنه من ثاب يثوب إذا رجع.
و {لِلنََّاسِ}: صفة لمثابة.
ويجوز أن يتعلّق بجعلنا، ويكون التقدير:
لأجل نفع الناس.
{وَاتَّخِذُوا}: يقرأ على لفظ الخبر، والمعطوف عليه محذوف تقديره: فثابوا واتخذوا.
ويقرأ على لفظ الأمر، فيكون على هذا مستأنفا.
و {مِنْ مَقََامِ}: يجوز أن يكون من للتبعيض أي بعض مقام إبراهيم مصلّى.
ويجوز أن تكون من بمعنى في.
ويجوز أن تكون زائدة على قول الأخفش.
و {مُصَلًّى}: مفعول اتخذوا، وألفه منقلبة عن واو، ووزنه مفعّل، وهو مكان لا مصدر. ويجوز أن يكون مصدرا، وفيه حذف مضاف تقديره: مكان مصلى، أي مكان صلاة.
والمقام: موضع القيام، وليس بمصدر هنا لأنّ قيام إبراهيم لا يتخذ مصلّى.
{أَنْ طَهِّرََا}: يجوز أن تكون «أن» هنا بمعنى أي المفسرة {«عَهِدْنََا»} بمعنى قلنا والمفسرة ترد بعد القول، وما كان في معناه فلا موضع لها على هذا.
ويجوز أن تكون مصدرية، وصلتها الأمر وهذا مما يجوز أن يكون صلة في أن دون غيرها فعلى هذا يكون التقدير بأن طهّرا، فيكون موضعها جرّأ، أو نصبا على الاختلاف بين الخليل وسيبويه.
و {السُّجُودِ}: جمع ساجد. وقيل: هو مصدر وفيه حذف مضاف أي الرّكّع ذوي السجود.
126 {اجْعَلْ هََذََا بَلَداً}: اجعل بمعنى صيّر و «هذا» المفعول الأول و «بلدا» المفعول الثاني و {آمِناً} صفة المفعول الثاني. وأما التي في إبراهيم فتذكّر هناك.
{مَنْ آمَنَ}: «من» بدل من أهله، وهو بدل بعض من كل.
{وَمَنْ كَفَرَ}: في «هن» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، وموضعها نصب والتقدير: قال: وارزق من كفر، وحذف الفعل لدلالة الكلام عليه.
{فَأُمَتِّعُهُ}: عطف على الفعل المحذوف، ولا يجوز أن يكون «من» على هذا مبتدأ و «فأمتعه» خبره لأن «الذي» لا تدخل الفاء في خبرها إلا إذا كان الخبر مستحقّا بصلتها، كقولك: الذي يأتيني فله درهم، والكفر لا يستحق به التمتيع فإن جعلت الفاء زائدة على قول الأخفش جاز، وإن جعلت الخبر محذوفا و «فأمتعه» دليلا عليه جاز، تقديره: ومن كفر أرزقه فأمتعه.
والوجه الثاني أن تكون «من» شرطية والفاء جوابها.
وقيل الجواب محذوف تقديره: ومن كفر أرزقه.
ومن على هذا رفع بالابتداء.
ولا يجوز أن تكون منصوبة لأن أداة الشرط لا يعمل فيها جوابها، بل الشرط.
وكفر على الوجهين بمعنى يكفر.
والمشهور فأمتعه بالتشديد وضم العين، لما ذكرنا من أنه معطوف أو خبر. وقرئ شاذّا بسكون العين، وفيه وجهان:
أحدهما أنه حذف الحركة تخفيفا لتوالي الحركات.
والثاني أن تكون الفاء زائدة وأمتعه جواب الشرط.
ويقرأ بتخفيف التاء وضمّ العين وإسكانها على ما ذكرناه.
ويقرأ فأمتعه على لفظ الأمر، وعلى هذا يكون من تمام الحكاية عن إبراهيم.
{قَلِيلًا}: نعت لمصدر محذوف، أو لظرف محذوف.
{ثُمَّ أَضْطَرُّهُ}: الجمهور على رفع الراء، وقرئ بفتحها ووصل الهمزة على الأمر كما تقدم.
{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}: المصير فاعل بئس، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: وبئس المصير النار.
127 {مِنَ الْبَيْتِ}: في موضع نصب على الحال من القواعد أي كائنة من البيت.
ويجوز أن يكون في موضع نصب مفعولا به، بمعنى رفعها عن أرض البيت.
و {الْقَوََاعِدَ}: جمع قاعدة وواحد قواعد النساء قاعد.
{وَإِسْمََاعِيلُ}: معطوف على إبراهيم.
والتقدير يقولان: {«رَبَّنََا»}، ويقولان هذه في موضع الحال.
وقيل إسماعيل مبتدأ والخبر محذوف تقديره: يقول ربّنا، لأنّ الباني كان إبراهيم، والداعي كان إسماعيل.
128 {مُسْلِمَيْنِ لَكَ}: مفعول ثان.
ولك متعلق بمسلمين لأنه بمعنى نسلم لك أي نخلص.
ويجوز أن يكون نعتا: أي مسلمين عاملين لك.
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِنََا}: يجوز أن تكون «من» لابتداء غاية الجعل فيكون مفعولا ثانيا.
و {أُمَّةً}: مفعول أول، و {«مُسْلِمَةً»}: نعت لأمة، و {«لَكَ»} على ما تقدم في مسلمين.
ويجوز أن تكون أمة مفعولا أوّل، ومن ذرّيتنا نعتا لأمّة تقدّم عليها فانتصب على الحال، ومسلمة مفعولا ثانيا.(1/39)
ويجوز أن تكون أمة مفعولا أوّل، ومن ذرّيتنا نعتا لأمّة تقدّم عليها فانتصب على الحال، ومسلمة مفعولا ثانيا.
2: 129133
والواو داخلة في الأصل على أمة، وقد فصل بينهما بقوله: {«وَمِنْ ذُرِّيَّتِنََا»} وهو جائز لأنه من جملة الكلام المعطوف.
{وَأَرِنََا}: الأصل أرئنا، فحذفت الهمزة التي هي عين الكلمة في جميع تصاريف الفعل المستقل تخفيفا، وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة والجمهور على كسر الراء.
وقرئ بإسكانها، وهو ضعيف لأن الكسرة هنا تدلّ على الياء المحذوفة ووجه الإسكان أن يكون شبّه المنفصل بالمتصل، فسكن كما سكن فخذ وكتف.
وقيل: لم يضبط الراوي عن القارئ لأن القارئ اختلس فظنّ أنه سكن.
وواحد (المناسك) منسك، ومنسك، بفتح السين وكسرها.
129 {وَابْعَثْ فِيهِمْ}: ذكر على معنى الأمة، ولو قال: «فيها» لرجع إلى لفظ الأمة.
{يَتْلُوا عَلَيْهِمْ}: في موضع نصب صفة لرسول.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منهم، والعامل فيه الاستقرار.
130 {وَمَنْ يَرْغَبُ}: من استفهام بمعنى الإنكار ولذلك جاءت إلا بعدها، لأنّ المنكر منفيّ، وهي في موضع رفع بالابتداء، ويرغب الخبر، وفيه ضمير يعود على من. {إِلََّا مَنْ}: «من» في موضع نصب على الاستثناء.
ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في يرغب.
ومن نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي.
و {نَفْسَهُ}: مفعول سفه لأن معناه جهل.
تقديره: إلا من جهل خلق نفسه أو مصيرها.
وقيل التقدير: سفّه بالتشديد. وقيل التقدير في نفسه.
وقال القراء: هو تمييز، وهو ضعيف، لكونه معرفة.
{فِي الْآخِرَةِ}: متعلق بالصالحين أي وإنه من الصالحين في الآخرة والألف واللام على هذا للتعريف لا بمعنى الذي لأنك لو جعلتها بمعنى الذي لقدمت الصلة على الموصول.
وقيل: هي بمعنى الذي، وفي متعلق بفعل محذوف يبيّنه {«الصََّالِحِينَ»}، تقديره: إنه لصالح في الآخرة، وهذا يسمى التّبيين، ونظيره:
ربيته حتّى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا
تقديره: كان جزائي الجلد بالعصا وهذا كثير في القرآن والشعر.
131 {إِذْ قََالَ لَهُ}: إذ ظرف لاصطفيناه.
ويجوز أن يكون بدلا من قوله: في الدنيا.
ويجوز أن يكون التقدير: اذكر إذ قال.
{لِرَبِّ الْعََالَمِينَ}: مقتضى هذا للفظ أن يقول: أسلمت لك لتقدم ذكر الربّ، إلا أنه أوقع المظهر موقع المضمر تعظيما لأن فيه ما ليس في اللفظ الأول لأنّ اللفظ الأول يتضمّن أنه ربه، وفي اللفظ الثاني اعترافه بأنه ربّ الجميع.
132 {وَوَصََّى بِهََا}: يقرأ بالتشديد من غير ألف، وأوصى بالألف وهما بمعنى واحد.
والضمير في «بها» يعود إلى الملّة.
{وَيَعْقُوبُ}: معطوف على إبراهيم، ومفعوله محذوف، تقديره: وأوصى يعقوب بنيه لأنّ يعقوب أوصى بنيه أيضا، كما أوصى إبراهيم بنيه ودليل ذلك قوله: {«إِذْ قََالَ لِبَنِيهِ مََا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي»}؟ والتقدير: قال: يا بني، فيجوز أن يكون إبراهيم قال: يا بني.
ويجوز أن يكون يعقوب.
والألف في {اصْطَفى ََ} بدل من ياء بدل من واو، وأصله من الصفوة، والواو إذا وقعت رابعة فصاعدا قلبت ياء، ولهذا تمال الألف في مثل ذلك.
{فَلََا تَمُوتُنَّ}: النهي في اللفظ عن الموت، وهو في المعنى على غير ذلك. والتقدير:
لا تفارقوا الإسلام حتى تموتوا.
{وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}: في موضع الحال، والعامل الفعل قبل إلّا.
133 {أَمْ كُنْتُمْ}: هي المنقطعة أي بل أكنتم {«شُهَدََاءَ»}؟ على جهة التوبيخ.
{إِذْ حَضَرَ}: يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل، وتليين الثانية وجعلها بين بين، ومنهم من يخلصها ياء لانكسارها.
والجمهور على نصب {«يَعْقُوبَ»}، ورفع {«الْمَوْتُ»}، وقرئ بالعكس، والمعنيان متقاربان.
وإذ الثانية بدل من الأولى والعامل في الأولى شهداء، فيكون عاملا في الثانية ويجوز أن تكون الثانية ظرفا لحضر، فلا يكون على هذا بدلا.
و {مََا}: استفهام في موضع نصب ب {تَعْبُدُونَ}. و «ما» هنا بمعنى من ولهذا جاء في الجواب: إلهك.
ويجوز أن تكون «ما» على بابها، ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب.
و {مِنْ بَعْدِي} أي من بعد موتي، فحذف المضاف.
{وَإِلََهَ آبََائِكَ}: أعاد ذكر الإله، لئلا يعطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار.
والجمهور على أن «آبائك» جمع التكسير.
و {إِبْرََاهِيمَ وَإِسْمََاعِيلَ وَإِسْحََاقَ} بدل منهم.
ويقرأ: «وإله أبيك» وفيه وجهان:
أحدهما هو جمع تصحيح حذفت منه النون للإضافة وقد قالوا: أب وأبون وأبين فعلى هذه القراءة تكون الأسماء بعدها بدلا أيضا.
والوجه الثاني أن يكون مفردا وفيه على هذا وجهان:
أحدهما: أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع.(1/40)
أحدهما: أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع.
2: 134142
والثاني: أن يكون مفردا في اللفظ والمعنى فعلى هذا يكون إبراهيم بدلا منه، وإسماعيل وإسحاق عطفا على أبيك، تقديره: وإله إسماعيل وإسحاق.
{إِلََهاً وََاحِداً}: بدل من إله الأول. ويجوز أن يكون حالا موطّئة كقولك: رأيت زيدا رجلا صالحا.
وإسماعيل يجمع على سماعلة، وسماعيل، وأساميع.
134 {تِلْكَ أُمَّةٌ}: الاسم منها «تي»، وهي من أسماء الإشارة للمؤنث، والياء من جملة الاسم.
وقال الكوفيون: التاء وحدها الاسم، والياء زائدة، وحذفت الياء مع اللام لسكونها وسكون اللام بعدها.
فإن قيل: لم لم تكسر اللام وتقرّ الياء كما فعل في «ذلك»؟
قيل: ذلك يؤدّي إلى الثّقل لوقوع الياء بين كسرتين.
وموضعها رفع بالابتداء، وأمة خبرها.
و {قَدْ خَلَتْ}: صفة لأمة.
و {لَهََا مََا كَسَبَتْ}: في موضع الصفة أيضا.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في خلت.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
{وَلََا تُسْئَلُونَ}: مستأنف، لا غير. وفي الكلام حذف تقديره: ولا تسألون عما كنتم تعملون، ودلّ على المحذوف قوله: {«لَهََا مََا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مََا كَسَبْتُمْ»}.
135 {أَوْ نَصََارى ََ}: الكلام في «أو» هاهنا كالكلام فيها في قوله: {«وَقََالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ»} لأن التقدير: قالت اليهود: كونوا هودا، وقالت النصارى: كونوا نصارى.
{مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ}: تقديره: بل نتبع ملة إبراهيم، أو قل اتبعوا ملّة.
و {حَنِيفاً}: حال من إبراهيم والحال من المضاف إليه ضعيف في القياس قليل في الاستعمال وسبب ذلك أن الحال لا بدّ لها من عامل فيها، والعامل فيها هو العامل في صاحبها، ولا يصحّ أن يعمل المضاف في مثل هذا في الحال.
ووجه قول من نصبه على الحال أنه قدر العامل معنى اللام أو معنى الإضافة، وهو المصاحبة والملاصقة.
وقيل حسن جعل حنيفا حالا لأن المعنى نتبع إبراهيم حنيفا وهذا جيّد لأنّ الملة هي الدين، والمتّبع إبراهيم. وقيل: هو منصوب بإضمار أعنى.
136 {مِنْ رَبِّهِمْ}:
الهاء والميم تعود على النبيين خاصة فعلى هذا يتعلّق من بأوتي الثانية.
وقيل: تعود إلى موسى وعيسى أيضا، ويكون {«وَمََا أُوتِيَ»} الثانية تكريرا، وهو في المعنى مثل التي في آل عمران فعلى هذا يتعلق «من» بأوتي الأولى.
وموضع من نصب على أنها لابتداء غاية الإيتاء.
ويجوز أن يكون موضعها حالا من العائد المحذوف، تقديره: وما أوتيه النبيّون كائنا من ربهم.
ويجوز أن يكون ما أوتي الثانية في موضع رفع بالابتداء، ومن ربهم خبره.
{بَيْنَ أَحَدٍ}: أحد هنا هو المستعمل في النفي لأنّ «بيّن» لا تضاف إلا إلى جمع، أو إلى واحد معطوف عليه.
وقيل: أحد هاهنا بمعنى فريق.
137 {بِمِثْلِ مََا آمَنْتُمْ بِهِ}: الباء زائدة.
ومثل صفة لمصدر محذوف تقديره: إيمانا مثل إيمانكم.
والهاء ترجع إلى الله، أو القرآن، أو محمد.
وما مصدرية ونظير زيادة الباء هنا زيادتها في قوله: {«جَزََاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهََا»}.
وقيل: مثل هنا زائدة، وما بمعنى الذي.
وقرأ ابن عباس: «بما آمنتم به»، بإسقاط مثل.
138 {صِبْغَةَ اللََّهِ}: الصّبغة هنا: الدّين، وانتصابه بفعل محذوف أي اتبعوا دين الله.
وقيل: هو إغراء أي عليكم دين الله.
وقيل: هو بدل من ملة إبراهيم.
{وَمَنْ أَحْسَنُ}: مبتدأ وخبر. و {«مِنَ اللََّهِ»} في موضع نصب. و {«صِبْغَةَ»}: تمييز.
140 - أم يقولون: يقرأ بالياء ردّا على قوله: {«فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللََّهُ»} وبالتاء ردّا على قوله:
{«أَتُحَاجُّونَنََا»}. {هُوداً أَوْ نَصََارى ََ}: أو هاهنا مثلها في قوله:
{«وَقََالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصََارى ََ»} أي قالت اليهود:
كان هؤلاء الأنبياء هودا، وقالت النصارى: كانوا نصارى.
{أَمِ اللََّهُ}: مبتدأ، والخبر محذوف، أي أم الله أعلم.
وأم هاهنا المتصلة أي أيكم أعلم؟ وهو استفهام بمعنى الإنكار.
{كَتَمَ شَهََادَةً}: كتم يتعدى إلى مفعولين، وقد حذف الأول منهما هنا تقديره: كتم الناس شهادة فعلى هذا يكون {«عِنْدَهُ»} صفة لشهادة، وكذلك {«مِنَ اللََّهِ»}.
ولا يجوز أن تعلّق «من» بشهادة لئلا يفصل بين الصلة والموصول بالصفة.
ويجوز أن يجعل عنده ومن الله صفتين لشهادة.
ويجوز أن تجعل من ظرفا للعامل في الظرف الأول، وأن تجعلها حالا من الضمير في عنده.
142 {السُّفَهََاءُ مِنَ النََّاسِ}: من الناس في موضع نصب على الحال، والعامل فيه «يقول».
{مََا وَلََّاهُمْ}: ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول.(1/41)
{مََا وَلََّاهُمْ}: ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول.
2: 143148
{كََانُوا عَلَيْهََا}: فيه حذف مضاف، تقديره:
على توجّهها، أو على اعتقادها.
143 {وَكَذََلِكَ}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف، تقديره: ومثل هدايتنا من نشاء، جعلناكم. وجعلنا بمنزلة صيّرنا.
و {عَلَى النََّاسِ}: يتعلق بشهداء.
{الْقِبْلَةَ}: هي المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، و {«الَّتِي»} صفة ذلك المحذوف والتقدير: وما جعلنا القبلة القبلة التي وقيل التي صفة للقبلة المذكورة، والمفعول الثاني محذوف، تقديره: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قبلة.
{مَنْ يَتَّبِعُ}: من بمعنى الذي في موضع نصب ب «نعلم».
و {مِمَّنْ يَنْقَلِبُ}: متعلق بنعلم. والمعنى ليفصل المتبع من المنقلب.
ولا يجوز أن يكون من استفهاما لأنّ ذلك يوجب أن تعلق نعلم عن العمل، وإذا علّقت عنه لم يبق لمن ما يتعلق به، لأنّ ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله. ولا يصحّ تعلّقها بيتبع لأنها في المعنى متعلقة بنعلم، وليس المعنى: أي فريق يتبع ممن ينقلب.
{عَلى ََ عَقِبَيْهِ}: في موضع نصب على الحال أي راجعا. {وَإِنْ كََانَتْ}: إن المخففة من الثقيلة، واسمها محذوف، واللام في قوله:
{«لَكَبِيرَةً»} عوض من المحذوف.
وقيل: فصل باللام بين إن المخففة من الثقيلة وبين غيرها من أقسام إن.
وقال الكوفيون: «إن» بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، وهو ضعيف جدا من جهة أنّ وقوع اللام بمعنى «إلا» لا يشهد له سماع ولا قياس.
واسم كان مضمر دلّ عليه الكلام تقديره: وإن كانت التولية، أو الصلاة، أو القبلة.
{إِلََّا عَلَى الَّذِينَ}:
على متعلقة بكبيرة، ودخلت «إلا» للمعنى، ولم يغير الإعراب.
{وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُضِيعَ}: خبر كان محذوف، واللام متعلقة بذلك المحذوف تقديره: وما كان الله مريدا لأن يضيع إيمانكم. وهذا متكرر في القرآن، ومثله: {«لَمْ يَكُنِ اللََّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ»}.
وقال الكوفيون: ليضيع هو الخبر، واللام داخلة للتوكيد. وهو بعيد لأن اللام لام الجر، و «أن» بعدها مرادة، فيصير التقدير على قولهم: ما كان لله إضاعة إيمانكم.
(رؤوف): يقرأ بواو بعد الهمزة مثل شكور.
ويقرأ بغير واو مثل يقظ وفطن، وقد جاء في الشعر:
بالرّؤف الرّحيم.
144 {قَدْ نَرى ََ}: لفظه مستقبل، والمراد به المضي.
و {فِي السَّمََاءِ}: متعلق بالمصدر ولو جعل حالا من الوجه لجاز.
{فَوَلِّ}: يتعدى إلى مفعولين، فالأول {«وَجْهِكَ»}، والثاني {«شَطْرَ الْمَسْجِدِ»}. وقد يتعدى إلى الثاني بإلى كقولك: ولّى وجهه إلى القبلة.
وقال النحاس: شطر هنا ظرف لأنه بمعنى الناحية.
{وَحَيْثُ} ظرف لولّوا، وإن جعلها شرطا انتصب ب {«كُنْتُمْ»} لأنه مجزوم بها، وهي منصوبة به. {أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ}: في موضع الحال، وفي أول السورة مثله.
145 {وَلَئِنْ أَتَيْتَ}: اللام توطئة للقسم وليست لازمة بدليل قوله: {«وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمََّا يَقُولُونَ»}.
{مََا تَبِعُوا} أي لا يتبعوا فهو ماض في معنى المستقبل، ودخلت «ما» حملا على لفظ الماضي، وحذفت الفاء في الجواب لأنّ فعل الشرط ماض.
وقال الفرّاء: إن هنا بمعنى لو فلذلك كانت «ما» في الجواب، وهو بعيد لأنّ إن للمستقبل ولو للماضي.
إذن: حرف، والنون فيه أصل، ولا تستعمل إلا في الجواب، ولا تعمل هنا شيئا لأنّ عملها في الفعل ولا فعل.
146 {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ}: مبتدأ، و {«يَعْرِفُونَهُ»} الخبر.
ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الآية قبلها.
ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين فيكون يعرفونه حالا من الكتاب، أو من الذين لأن فيه ضميرين راجعين عليهما.
ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعنى، ورفعا على تقدير: هم.
{كَمََا}: صفة لمصدر محذوف، وما مصدرية.
147 {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}: ابتداء وخبر.
وقيل: الحق خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ما كتموه الحقّ، أو ما عرفوه.
وقيل: هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره:
يعرفونه أو يتلونه.
و «من ربك» على الوجهين حال.
وقرأ عليّ عليه السلام: «الحقّ» بالنصب بيعلمون.
148 {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ}: وجهة مبتدأ، ولكل خبره. والتقدير: لكل فريق. ووجهة جاء على الأصل والقياس جهة مثل عدّة وزنة.
والوجهة مصدر في معنى المتوجّه إليه، كالخلق بمعنى المخلوق، وهي مصدر محذوف الزوائد لأنّ الفعل توجّه، أو اتّجه، والمصدر التوجّه، أو الاتجاه، ولم يستعمل منه وجه كوعد.(1/42)
والوجهة مصدر في معنى المتوجّه إليه، كالخلق بمعنى المخلوق، وهي مصدر محذوف الزوائد لأنّ الفعل توجّه، أو اتّجه، والمصدر التوجّه، أو الاتجاه، ولم يستعمل منه وجه كوعد.
2: 149158
{هُوَ مُوَلِّيهََا}: يقرأ بكسر اللام، وفي «هو» وجهان:
أحدهما هو ضمير اسم الله، والمفعول الثاني محذوف أي الله مولّي تلك الجهة ذلك الفريق أي يأمره بها.
والثاني هو ضمير كل أي ذلك الفريق مولي الوجهة نفسه.
ويقرأ مولّاها بفتح اللام، وهو على هذا هو ضمير الفريق، ومولّى لما لم يسمّ فاعله، والمفعول الأول هو الضمير المرفوع فيه، وها ضمير المفعول الثاني وهو ضمير الوجهة. وقيل للتولية.
ولا يجوز أن يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى والجملة صفة لوجهة.
وقرئ في الشاذ: «ولكلّ وجهة» بإضافة كل لوجهة فعلى هذا تكون اللام زائدة. والتقدير: كل وجهة الله موليها أهلها وحسّن زيادة اللام تقدم المفعول وكون العامل اسم فاعل.
{أَيْنَ مََا}: ظرف ل {«تَكُونُوا»}.
149 {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ}: حيث هنا لا تكون شرطا لأنّه ليس معها ما وإنما يشترط بها مع ما فعلى هذا يتعلّق من بقوله: {«فَوَلِّ»}.
{وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ}: الهاء ضمير التولي.
150 {وَحَيْثُ مََا كُنْتُمْ}: يجوز أن يكون شرطا وغير شرط، كما ذكرنا في الموضع الأول.
{لِئَلََّا}: اللام متعلقة بمحذوف، تقديره:
فعلنا ذلك لئلّا.
و {حُجَّةٌ}: اسم كان، والخبر للناس، وعليكم صفة الحجة في الأصل قدّمت فانتصبت على الحال ولا يجوز أن يتعلقّ بالحجة لئلا تتقدم صلة المصدر عليه.
{إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}: استثناء من غير الأول لأنه لم يكن لأحد ما عليهم حجّة.
{وَلِأُتِمَّ}: هذه اللام معطوفة على اللام الأولى.
{عَلَيْكُمْ}: متعلق بأتمّ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي.
151 {كَمََا}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف، تقديره: تهتدون هداية كإرسالنا، أو إتماما كإرسالنا، أو نعمة كإرسالنا.
وقال جماعة من المحققين: التقدير: فاذكروني كما أرسلنا فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر أي ذكرا مثل إرسالي، ولم تمنع الفاء من ذلك، كما لم تمنع في باب الشرط. وما مصدرية. 154 {أَمْوََاتٌ}:
جمع على معنى من، وأفرد {«يُقْتَلُ»} على لفظ من، ولو جاء ميت كان فصيحا.
وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات.
{بَلْ أَحْيََاءٌ}: أي بل قولوا هم أحياء. و {«لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللََّهِ أَمْوََاتٌ»}: في موضع نصب بقوله: ولا تقولوا لأنه محكيّ وبل لا تدخل في الحكاية هنا.
{وَلََكِنْ لََا تَشْعُرُونَ}:
المفعول هنا محذوف، تقديره:
لا تشعرون بحياتهم.
155 {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ}:
جواب قسم محذوف، والفعل المضارع يبنى مع نوني التوكيد، وحرّكت الواو بالفتحة لخفّتها.
{مِنَ الْخَوْفِ}: في موضع جرّ صفة لشيء.
{مِنَ الْأَمْوََالِ}: في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره: ونقص شيئا من الأموال، لأن النقص مصدر نقصت، وهو متعدّ إلى مفعول، وقد حذف المفعول.
ويجوز عند الأخفش أن تكون «من» زائدة.
ويجوز أن تكون «من» صفة لنقص وتكون لابتداء الغاية أي نقص ناشئ من الأموال.
156 {الَّذِينَ إِذََا أَصََابَتْهُمْ}: في موضع نصب صفة للصابرين، أو بإضمار أعنى.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و {«أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوََاتٌ»} خبره، وإذا وجوابها صلة الّذين.
{إِنََّا لِلََّهِ}: الجمهور على تفخيم الألف في إنّا، وقد أمالها بعضهم لكثرة ما ينطق بهذا الكلام.
وليس بقياس لأن الألف من الضمير الذي هو «نا».
وليست منقلبة، ولا في حكم المنقلبة.
157 {أُولََئِكَ}: مبتدأ، و {صَلَوََاتٌ}:
مبتدأ ثان، و {عَلَيْهِمْ} خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر أولئك. ويجوز أن ترفع صلوات بالجار لأنه قد قوي بوقوعه خبرا، ومثله: {«أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللََّهِ»}.
{وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}: هم مبتدأ، أو توكيد، أو فصل.
158 {إِنَّ الصَّفََا}: ألف الصّفا مبدلّة من واو، لقولهم في تثنيته صفوان.
و {مِنْ شَعََائِرِ}: خبر إن وفي الكلام حذف مضاف تقديره: إنّ طواف الصّفا أو سعي الصفا.
والشعائر: جمع شعيرة، مثل صحيفة وصحائف، والجيّد همزها: لأن الياء زائدة.
{فَمَنْ}: في موضع رفع بالابتداء، وهي شرطيّة، والجواب {«فَلََا جُنََاحَ»}.
واختلفوا في تمام الكلام هنا فقيل: تمام الكلام فلا جناح، ثم يبتدئ فيقول: {«عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ»} لأنّ الطواف واجب، وعلى هذا خبر «لا» محذوف أي لا جناح في الحج.
والجيّد أن يكون «عليه» في هذا الوجه خبرا، وأن يطّوّف مبتدأ.
ويضعف أن يجعل إغراء لأن الإغراء إنما جاء مع الخطاب. وحكى سيبويه عن بعضهم: عليه رجلا ليسنى قال: وهو شاذ لا يقاس عليه.
والأصل أن يتطوّف، فأبدلت التاء طاء.(1/43)
والأصل أن يتطوّف، فأبدلت التاء طاء.
2: 159164
وقرأ ابن عباس أن يطّاف، والأصل أن يتطاف، وهو يفتعل من الطواف.
وقال آخرون: الوقف على {«بِهِمََا»}، وعليه خبر لا، والتقدير على هذا: فلا جناح عليه في أن يطوف، فلما حذف «في» جعلت أن في موضع نصب. وعند الخليل في موضع جر.
وقيل التقدير: فلا جناح عليه ألّا يطوف بهما لأنّ الصحابة كانوا يمتنعون من الطّواف بهما لما كان عليهما من الأصنام فمن قال هذا لم يحتج إلى تقدير لا.
{وَمَنْ تَطَوَّعَ}: يقرّأ على لفظ الماضي، فمن على هذا يجوز أن تكون بمعنى الذي والخبر {«فَإِنَّ اللََّهَ»}. والعائد محذوف تقديره له.
ويجوز أن يكون «من» شرطا، والماضي بمعنى المستقبل.
وقرئ: يطوّع على لفظ المستقبل فمن على هذا شرط لا غير. لأنه جزم بها، وأدغم التاء في الطاء.
و {خَيْراً}: منصوب بأنه مفعول به، والتقدير: بخير فلما حذف الحرف وصل الفعل.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف: أي تطوّعا خيرا. وإذا جعلت من شرطا لم يكن في الكلام حذف ضمير، لأن ضمير من في يطوع.
159 {مِنَ الْبَيِّنََاتِ}:
من يتعلق بمحذوف لأنها حال من «ما»، أو من العائد المحذوف إذ الأصل ما أنزلناه.
ويجوز أن يتعلّق بأنزلنا على أن يكون مفعولا به.
{مِنْ بَعْدِ}: من يتعلق بيكتمون، ولا يتعلّق بأنزلنا لفساد المعنى لأنّ الإنزال لم يكن بعد التبيين، إنما الكتمان بعد التبين.
{فِي الْكِتََابِ}: في متعلقة ببيّنا، وكذلك اللام، ولم يمتنع تعلّق الجارّين به لاختلاف معناهما.
ويجوز أن يكون «في» حالا أي كائنا في الكتاب.
{أُولََئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللََّهُ}: مبتدأ وخبر في موضع خبر إنّ.
{وَيَلْعَنُهُمُ}: يجوز أن يكون معطوفا على «يلعنهم» الأولى. وأن يكون مستأنفا.
160 {إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا}: استثناء متّصل في موضع نصب، والمستثنى منه الضمير في «يلعنهم».
وقيل: هو منقطع لأن الذين كتموا لعنوا قبل أن يتوبوا وإنما جاء الاستثناء لبيان قبول التوبة، لا لأنّ قوما من الكاتمين لم يلعنوا.
161 {أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللََّهِ}: قد ذكرناه في قوله: {«أُولََئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوََاتٌ»}.
وقرأ الحسن: والملائكة والنّاس أجمعون.
بالرفع، وهو معطوف على موضع اسم الله لأنه في موضع رفع لأن التقدير: أولئك عليهم أن يلعنهم الله لأنه مصدر أضيف إلى الفاعل.
162 {خََالِدِينَ فِيهََا}: هو حال من الهاء والميم في عليهم.
{لََا يُخَفَّفُ}: حال من الضمير في خالدين، وليست حالا ثانية من الهاء والميم لما ذكرنا في غير موضع لأنّ الاسم الواحد لا ينتصب عنه حالان.
ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له. 163 {إِلََهٌ وََاحِدٌ}: إله خبر المبتدأ، وواحد صفة له.
والغرض هنا هو الصفة إذ لو قال: وإلهكم واحد لكان هو المقصود، إلا أنّ في ذكره زيادة توكيد، وهذا يشبه الحال الموطئة، كقولك: مررت بزيد رجلا صالحا. وكقولك في الخبر: زيد شخص صالح.
{إِلََّا هُوَ}: المستثنى في موضع رفع بدلا من موضع لا إله لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلا إياه.
و {الرَّحْمََنُ}: بدل من هو. أو خبر مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة لهو لأنّ الضمير لا يوصف. ولا يكون خبرا لهو لأنّ المستثنى هنا ليس بجملة.
164 {وَالْفُلْكِ}: يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد فمن الجمع هذا الموضع، وقوله:
{«حَتََّى إِذََا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ، وَجَرَيْنَ بِهِمْ»}.
ومن المفرد: {«الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ»}.
ومذهب المحقّقين أنّ ضمّة الفاء فيه إذا كان جمعا غير الضمة التي في الواحد ودليل ذلك أنّ ضمة الجمع تكون فيما واحده غير مضموم، نحو:
أسد وكتب والواحد أسد وكتاب، ونظير ذلك الضمة في صاد «منصور» إذا رخّمته على لغة من قال يا حار، فإنها ضمّة حادثة وعلى من قال: يا حار تكون الضمة في يا منص هي الضمة في منصور.
{مِنَ السَّمََاءِ مِنْ مََاءٍ}: من الأولى لابتداء الغاية، والثانية لبيان الجنس إذ كان ينزل من السماء ماء وغيره.
{وَبَثَّ فِيهََا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}: مفعول بثّ محذوف، تقديره: وبثّ فيها دوابّ، من كل دابّة.
ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة لأنه يجيزه في الواجب.
{وَتَصْرِيفِ الرِّيََاحِ}: هو مصدر مضاف إلى المفعول.
ويجوز أن يكون أضيف إلى الفاعل، ويكون المفعول محذوفا والتقدير: وتصريف الرياح السحاب لأنّ الرياح تسوق السحاب وتصرّفه.
ويقرأ الرياح بالجمع، لاختلاف أنواع الريح، وبالإفراد على الجنس، أو على إقامة المفرد مقام الجمع.
وياء الريح مبدلة من واو لأنه من راح يروح، وروّحته، والجمع أرواح.
وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من واو لأنه جمع أوله مكسور، وبعد حرف العلة فيه ألف زائدة، والواحد عينه ساكنة، فهو مثل سوط وسياط، إلا أنّ واو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.(1/44)
وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من واو لأنه جمع أوله مكسور، وبعد حرف العلة فيه ألف زائدة، والواحد عينه ساكنة، فهو مثل سوط وسياط، إلا أنّ واو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
2: 165167
{بَيْنَ السَّمََاءِ}: يجوز أن يكون ظرفا للمسخّر. وأن يكون حالا من الضمير في المسخّر وليس في هذه الآية وقف تام لأنّ اسم إن التي في أولها خاتمتها.
165 {مَنْ يَتَّخِذُ}: من نكرة موصوفة.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي.
{يُحِبُّونَهُمْ}: في موضع نصب صفة للأنداد.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمن إذا جعلتها نكرة.
وجاز الوجهان لأن في الجملة ضميرين:
أحد هما لمن، والآخر للأنداد، وكنى عن الأنداد ب «هم»، كما يكنى بها عمّن يعقل لأنهم نزلوها منزلة من يعقل.
والكاف في موضع نصب صفة للمصدر المحذوف أي حبّا كحبّ الله، والمصدر مضاف إلى المفعول، تقديره: كحبّهم الله، أو كحبّ المؤمنين الله.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلََّهِ}: ما يتعلق به «أشدّ» محذوف تقديره: أشدّ حبّا لله من حبّ هؤلاء للأنداد.
{وَلَوْ يَرَى}: جواب لو محذوف، وهو أبلغ في الوعد والوعيد لأنّ الموعود والمتوعّد إذا عرف قدر النعمة والعقوبة وقف ذهنه مع ذلك المعيّن. وإذا لم يعرف ذهب وهمه إلى ما هو الأعلى من ذلك وتقدير الجواب: لعلموا أنّ القوة، أو لعلموا أنّ الأنداد لا تضرّ ولا تنفع.
والجمهور على يرى بالياء. ويرى هنا من رؤية القلب، فيفتقر إلى مفعولين و {«أَنَّ الْقُوَّةَ»} سادّ مسدّهما.
وقيل: المفعولان محذوفان وأنّ القوة معمول جواب لو أي لو علم الكفار أندادهم لا تنفع لعلموا أنّ القوّة لله في النّفع والضّر.
ويجوز أن يكون «يرى» بمعنى علم المتعدية إلى مفعول واحد فيكون التقدير: لو عرف الذين ظلموا بطلان عبادتهم الأصنام، أو لو عرفوا مقدار العذاب لعلموا أنّ القوة، أو لو عرفوا أنّ القوة لله لما عبدوا الأصنام.
وقيل: يرى هنا من رؤية البصر أي لو شاهدوا آثار قوّة الله فتكون أن وما عملت فيه مفعول يرى.
ويجوز أن يكون مفعول يرى محذوفا، تقديره: لو شاهدوا العذاب لعلموا أنّ القوة ودلّ على هذا المحذوف قوله تعالى: {«إِذْ يَرَوْنَ الْعَذََابَ»}. ويرون العذاب من رؤية البصر لأن التي بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين وإذا ذكر أحد هما لزم ذكر الآخر.
ويجوز أن يكون بمعنى العرفان أي إذ يعرفون شدة العذاب.
وقد حصل مما ذكرنا أن جواب لو يجوز أن يقدّر قبل:
إنّ القوة لله جميعا، وأن يقدر بعده.
«ولو» يليها الماضي ولكن وضع لفظ المستقبل موضعه، إمّا على حكاية الحال، وإمّا لأنّ خبر الله تعالى صدق، فما لم يقع بخبره في حكم ما وقع.
وأما {إِذْ} فظرف، وقد وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدلّ على الماضي، إلا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أنّ خبر الله عن المستقبل كالماضي، أو على حكاية الحال بإذ، كما يحكى بالفعل.
وقيل: إنه وضع «إذ» موضع إذا كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل لقرب ما بينهما.
وقيل: إنّ زمن الآخرة موصول بزمن الدنيا، فجعل المستقبل منه كالماضي إذ كان المجاور للشيء يقوم مقامه، وهذا يتكرر في القرآن كثيرا كقوله:
{«وَلَوْ تَرى ََ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النََّارِ»}. {«وَلَوْ تَرى ََ إِذْ وُقِفُوا عَلى ََ رَبِّهِمْ»}. و {«إِذِ الْأَغْلََالُ فِي أَعْنََاقِهِمْ»}.
و {إِذْ يَرَوْنَ}: ظرف ليرى الأولى.
وقرئ: ولو ترى الذين ظلموا بالتاء، وهي من رؤية العين أي لو رأيتهم وقت تعذيبهم.
ويقرّأ يرون بفتح الياء وضمّها، وهو ظاهر الإعراب والمعنى.
والجمهور على فتح الهمزة من {«أَنَّ الْقُوَّةَ»}، و {«أَنَّ اللََّهَ شَدِيدُ الْعَذََابِ»}.
ويقرأ بكسرها فيهما على الاستئناف، أو على تقدير لقالوا: إنّ القوة لله.
و {جَمِيعاً}: حال من الضمير في الجار، والعامل معنى الاستقرار. 167 {إِذْ تَبَرَّأَ}: إذ هذه بدل من إذ الأولى، أو ظرف لقوله: «شديد العذاب»، أو مفعول اذكر.
وتبرأ بمعنى يتبرّأ.
{وَرَأَوُا الْعَذََابَ}: معطوف على تبرّأ.
ويجوز أن يكون حالا، و «قد» معه مرادة، والعامل تبرأ أي تبرؤوا وقد رأوا العذاب.
{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ}: الباء هنا للسببية والتقدير: وتقطعت بسبب كفرهم.
{الْأَسْبََابُ}: التي كانوا يرجون بها النّجاة.
ويجوز أن تكون الباء للحال أي تقطعت موصولة بهم الأسباب كقولك: خرج زيد بثيابه.
وقيل: بهم بمعنى عنهم.
وقيل: الباء للتعدية، والتقدير: قطعتهم الأسباب كما تقول: تفرقت بهم الطّرق أي فرقتهم، ومنه قوله تعالى: {«فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ»}.
{كَرَّةً}: مصدر كرّ يكرّ، إذا رجع.
{فَنَتَبَرَّأَ}: منصوب بإضمار أن، تقديره: لو أنّ لنا أن نرجع، فأن نتبرّأ. وجواب لو على هذا محذوف، تقديره: لتبرأنا، أو نحو ذلك.
وقيل: لو هنا تمنّ، فنتبرأ منصوب على جواب التمني. والمعنى: ليت لنا كرّة فنتبرأ.(1/45)
وقيل: لو هنا تمنّ، فنتبرأ منصوب على جواب التمني. والمعنى: ليت لنا كرّة فنتبرأ.
2: 168173
{كَذََلِكَ}: الكاف في موضع رفع أي الأمر كذلك.
ويجوز أن يكون نصبا صفة لمصدر محذوف أي يريهم رؤية كذلك، أو يحشرهم كذلك، أو يجزيهم، ونحو ذلك.
و {يُرِيهِمُ}: من رؤية العين فهو متعدّ إلى مفعولين هنا بهمزة النقل و {«حَسَرََاتٍ»} على هذا حال.
وقيل: يريهم أي يعلمهم فيكون حسرات مفعولا ثالثا.
و {عَلَيْهِمْ}: صفة لحسرات أي كائنة عليهم.
ويجوز أن يتعلّق بنفس حسرات على أن يكون في الكلام حذف مضاف، تقديره: على تفريطهم، كما تقول: تحسر على تفريطهم.
168 {كُلُوا مِمََّا فِي الْأَرْضِ}: الأصل في كلّ: اأكل فالهمزة الاولى همزة وصل، والثانية فاء الكلمة، إلا أنهم حذفوا الفاء فاستغنوا عن همزة الوصل لتحرّك ما بعدها، والحذف هنا ليس بقياس، ولم يأت إلا في: كل، وخذ، ومر.
{حَلََالًا}: مفعول «كلوا»، فتكون من متعلقة بكلوا، وهي لابتداء الغاية.
ويجوز أن تكون من متعلقة بمحذوف، ويكون حالا من حلالا والتقدير كلوا حلالا ممّا في الأرض، فلما قدّمت الصفة صارت حالا. فأمّا {طَيِّباً}: فهي صفة لحلال على الوجه الأول، وأمّا على الوجه الثاني فيكون صفة لحلال، ولكن موضعها بعد الجار والمجرور لئلا يفصل بالصفة بين الحال وذي الحال.
ويجوز أن يكون «مما» حالا موضعها بعد طيب لأنها في الأصل صفات، وأنها قدمت على النكرة.
ويجوز أن يكون طيبا على هذا القول صفة لمصدر محذوف تقديره: كلوا الحلال مما في الأرض أكلا طيبا.
ويجوز أن ينتصب حلالا على الحال من «ما»، وهي بمعنى الذي، وطيّبا صفة الحال.
ويجوز أن يكون حلالا صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا فعلى هذا مفعول «كلوا» محذوف أي كلوا شيئا أو رزقا، ويكون «من» صفة للمحذوف.
ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة.
{خُطُوََاتِ}: يقرأ بضم الطاء على إتباع الضمّ الضمّ، وبإسكانها للتخفيف.
ويجوز في غير القرآن فتحها.
وقرئ في الشاذ بهمز الواو لمجاورتها الضمة، وهو ضعيف.
ويقرأ شاذّا بفتح الخاء والطاء على أن يكون الواحد خطوة والخطوة بالفتح: مصدر خطوت، وبالضم ما بين القدمين وقيل هما لغتان بمعنى واحد.
{إِنَّهُ لَكُمْ}: إنما كسر الهمزة، لأنه أراد الإعلام بحاله وهو أبلغ من الفتح لأنه إذا فتح الهمزة صار التقدير: لا تتبعوه، لأنه لكم، واتباعه ممنوع وإن لم يكن عدوّا لنا. ومثله: لبيك، إنّ الحمد لك كسر الهمزة أجود لدلالة الكسر على استحقاقه الحمد في كل حال، وكذلك التلبية.
والشيطان هنا جنس، وليس المراد به واحدا.
169 {وَأَنْ تَقُولُوا}: في موضع جرّ عطفا على {«بِالسُّوءِ»} أي وبأن تقولوا.
170 {بَلْ نَتَّبِعُ}: بل هاهنا للإضراب عن الأول أي لا نتّبع ما أنزل الله، وليس بخروج من قصّة إلى قصّة. و {أَلْفَيْنََا}: وجدنا المتعدية إلى مفعول واحد وقد تكون متعدية إلى مفعولين، مثل وجدت وهي هاهنا تحتمل الأمرين والمفعول الأول {«آبََاءَنََا»}، و {«عَلَيْهِ»} إمّا حال أو مفعول ثان.
ولام ألفينا واو لأن الأصل فيما جهل من اللامات أن يكون واوا.
{أَوَلَوْ}: الواو للعطف، والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ، وجواب لو محذوف تقديره: أفكانوا يتّبعونهم.
171 {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا}: مثل مبتدأ، و {«كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ»} خبره وفي الكلام حذف مضاف، تقديره: داعي الذين كفروا أي مثل داعيهم إلى الهّدى كمثل الناعق بالغنم وإنما قدر ذلك ليصحّ التشبيه، فداعي الذين كفروا كالناعق بالغنم ومثل الذين كفروا كالغنم المنعوق بها.
وقال سيبويه: لما أراد تشبيه الكفّار وداعيهم بالغنم وداعيها قابل أحد الشيئين بالآخر من غير تفصيل اعتمادا على فهم المعنى.
وقيل التقدير: مثل الذين كفروا في دعائك إياهم.
وقيل التقدير: مثل الكافرين في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بالغنم.
{إِلََّا دُعََاءً}: منصوب بيسمع. وإلا قد فرغ قبلها العامل من المفعول.
وقيل: إلّا زائدة لأنّ المعنى لا يسمع دعاء وهو ضعيف.
والمعنى بما لا يسمع إلا صوتا.
{صُمٌّ} أي هم صمّ.
172 {كُلُوا مِنْ طَيِّبََاتِ}: المفعول محذوف أي كلوا رزقكم، وعند الأخفش من زائدة.
173 {إِنَّمََا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ}: تقرأ الميتة بالنصب، فتكون ما هاهنا كافّة والفاعل هو الله.
ويقرأ بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي، والميتة خبر إنّ، والعائد محذوف تقديره: حرمه الله.
ويقرأ حرّم على مالم يسمّ فاعله فعلى هذا يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي والميتة خبر إن. ويجوز أن تكون كافّة، والميتة المفعول القائم مقام الفاعل.
والأصل الميّتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة، والأصل ميوتة، فلما اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت، فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل ومن خفّف حذف الواو التي هي عين ومثله سيد وهين في سيّد وهيّن.(1/46)
والأصل الميّتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة، والأصل ميوتة، فلما اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت، فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل ومن خفّف حذف الواو التي هي عين ومثله سيد وهين في سيّد وهيّن.
2: 174177
ولام {وَالدَّمَ} ياء محذوفة حذفت لغير علّة.
والنون في {الْخِنْزِيرِ} أصل، وهو على مثال غربيب وقيل هي زائدة وهو مأخوذ من الخزر.
{فَمَنِ اضْطُرَّ}: من في موضع رفع، وهي شرط، واضطرّ في موضع جزم بها، والجواب {«فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ»}.
ويجوز أن تكون من بمعنى الذي.
ويقرأ بكسر النون على أصل التقاء الساكنين وبضمها اتباعا لضمة الطاء، والحاجز غير حصين لسكونه.
وضمّت الطاء على الأصل لأنّ الأصل اضطرر.
ويقرأ بكسر الطاء ووجهها أنه نقل كسرة الراء إليها.
{غَيْرَ بََاغٍ}: نصب على الحال.
{وَلََا عََادٍ}: معطوف على باغ، ولو جاء في غير القرآن منصوبا عطفا على موضع «غير» جاز.
174 {مِنَ الْكِتََابِ}: في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف أي ما أنزله الله كائنا من الكتاب.
و {إِلَّا النََّارَ}: مفعول {«يَأْكُلُونَ»}.
{فِي بُطُونِهِمْ}: في موضع نصب على الحال من النار، تقديره: ما يأكلون إلا النار ثابتة أو كائنة في بطونهم.
والأولى أن تكون الحال مقدّرة، لأنها وقت الأكل ليست في بطونهم وإنما يؤول إلى ذلك.
والجيّد أن تكون ظرفا ليأكلون وفيه تقدير حذف مضاف أي في طريق بطونهم.
والقول الأوّل يلزم منه تقديم الحال على حرف الاستثناء، وهو ضعيف إلا أن يجعل المفعول محذوفا، وفي بطونهم حالا منه، أو صفة له أي في بطونهم شيئا، وهذا الكلام في المعنى على المجاز، وللإعراب حكم اللفظ.
175 {فَمََا أَصْبَرَهُمْ}: «ما» في موضع رفع، والكلام تعجّب عجّب الله به المؤمنين.
واصبر فعل فيه ضمير الفاعل، وهو العائد على ما.
ويجوز أن تكون ما استفهاما هنا، وحكمها في الإعراب كحكمها إذا كانت تعجّبا.
وهي نكرة غير موصوفة تامّة بنفسها.
وقيل: هي نفي: أي فما أصبرهم الله على النار.
176 {ذََلِكَ}: مبتدأ، و {«بِأَنَّ اللََّهَ»} الخبر والتقدير: ذلك العذاب مستحقّ بما نزّل الله في القرآن من استحقاق عقوبة الكافر فالباء متعلقة بمحذوف. 177 {لَيْسَ الْبِرَّ}:
يقرأ برفع الراء، فيكون {«أَنْ تُوَلُّوا»} خبر ليس. وقوي ذلك لأنّ الأصل تقديم الفاعل على المفعول.
ويقرأ بالنصب على أنه خبر ليس، وأن تولّوا اسمها.
وقويّ ذلك عند من قرأ به لأن «أن تولّوا» أعرف من البر إذ كان كالمضمر في أنّه لا يوصف، والبر يوصف ومن هنا قويت القراءة بالنصب في قوله: {«فَمََا كََانَ جَوََابَ قَوْمِهِ»}.
{قِبَلَ الْمَشْرِقِ}:
ظرف.
{وَلََكِنَّ الْبِرَّ}: يقرأ بتشديد النون ونصب البر.
وبتخفيف النون ورفع البر على الابتداء وفي التقدير ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ البرّ هنا اسم فاعل من برّ يبر، وأصله برر مثل فطن، فنقلت كسرة الراء إلى الباء.
ويجوز أن يكون مصدرا وصف به مثل عدل، فصار كالجثّة.
والوجه الثاني أن يكون التقدير: ولكن ذا البر من آمن.
والوجه الثالث أن يكون التقدير: ولكن البرّ برّ من آمن، فحذف المضاف على التقديرين وإنما احتيج إلى ذلك لأنّ البر مصدر، ومن آمن جثّة، فالخبر غير المبتدإ في المعنى، فيقدّر ما يصير به الثاني هو الأول.
{وَالْكِتََابِ}: هنا مفرد اللفظ، فيجوز أن يكون جنسا ويقوّي ذلك أنه في الأصل مصدر.
ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع وهو يريده.
ويجوز أن يراد به القرآن لأن من آمن به فقد آمن بكل الكتب لأنه شاهد لها بالصدق.
{عَلى ََ حُبِّهِ}: في موضع نصب على الحال أي آتى المال محبّا، والحب مصدر حببت، وهي لغة في أحببت.
ويجوز أن يكون مصدر أحببت على حذف الزيادة.
ويجوز أن يكون اسما للمصدر الذي هو الإحباب. والهاء ضمير المال. أو ضمير اسم الله، أو ضمير الإيتاء فعلى هذه الأوجه الثلاثة يكون المصدر مضافا إلى المفعول.
و {ذَوِي الْقُرْبى ََ}: منصوب بأتى، لا بالمصدر لأنّ المصدر يتعدّى إلى مفعول واحد وقد استوفاه.
ويجوز أن تكون الهاء ضمير «من»، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل فعلى هذا يجوز أن يكون ذوي القربى مفعول المصدر ويجوز أن يكون مفعول آتى، ويكون مفعول المصدر محذوفا تقديره وآتى المال على حبّه إياه ذوي القربى.
{وَابْنَ السَّبِيلِ}: مفرد في اللفظ وهو جنس، أو واحد في اللفظ موضع الجمع.
{وَفِي الرِّقََابِ}: أي في تخليص الرّقاب، أو عتق الرقاب. و «في» متعلقة بآتى.
{وَالْمُوفُونَ}: في رفعه ثلاثة أوجه:
أحدها أن يكون معطوفا على من آمن والتقدير: ولكن البر المؤمنون والموفون.
والثاني هو خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وهم الموفون وعلى هذين الوجهين ينتصب {«الصََّابِرِينَ»}:
على إضمار أعنى وهو في المعنى معطوف على من، ولكن جاز النصب لما تكررت الصفات.(1/47)
على إضمار أعنى وهو في المعنى معطوف على من، ولكن جاز النصب لما تكررت الصفات.
2: 178183
ولا يجوز أن يكون معطوفا على ذوي القربى لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه الذي هو في حكم الصّلة بالأجنبي، وهم الموفون.
والوجه الثالث أن يعطف الموفون على الضمير في آمن، وجرى طول الكلام مجرى توكيد الضمير فعلى هذا يجوز أن ينتصب الصابرين على إضمار أعني، وبالعطف على ذوي القربى لأنّ الموفون على هذا الوجه داخل في الصفة.
{وَحِينَ الْبَأْسِ}: ظرف للصابرين.
178 {الْحُرُّ بِالْحُرِّ}: مبتدأ وخبر والتقدير: الحرّ مأخوذ بالحر.
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ}: من في موضع رفع بالإبتداء.
ويجوز أن تكون شرطية. وأن تكون بمعنى الذي. والخبر {فَاتِّبََاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}. والتقدير: فعليه اتباع.
و {مِنْ أَخِيهِ} أي من دم أخيه، و «من» كناية عن ولي القاتل أي من جعل له من دم أخيه بدل، وهو القصاص، أو الدّية.
و {شَيْءٌ}: كناية عن ذلك المستحقّ.
وقيل: «من» كناية عن القاتل والمعنى: إذا عفي عن القاتل فقبلت منه الدّية.
وقيل: «شيء» بمعنى المصدر أي من عفي له من أخيه عفو كما قال: {«لََا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً»}
أي ضيرا. {وَأَدََاءٌ إِلَيْهِ}: أي إلى وليّ المقتول.
{بِإِحْسََانٍ}: في موضع نصب بأداء.
ويجوز أن يكون صفة للمصدر، وكذلك بالمعروف.
ويجوز أن يكون حالا من الهاء أي فعليه اتباعه عادلا ومحسنا والعامل في الحال معنى الاستقرار.
{فَمَنِ اعْتَدى ََ}:
شرط. {فَلَهُ} جوابه.
ويجوز أن يكون بمعنى الذي.
179 {يََا أُولِي الْأَلْبََابِ}: يقال في الرفع أولو بالواو وأولي بالياء في الجر والنصب، مثل ذوو.
وأولو جمع، واحده «ذو» من غير لفظه، وليس له واحد من لفظه.
180 {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذََا حَضَرَ}: العامل في «إذا» كتب، والمراد بحضور الموت حضور أسبابه ومقدّماته، وذلك هو الوقت الذي فرضت الوصية فيه.
وليس المراد بالكتب حقيقة الخطّ في اللّوح بل هو كقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصََاصُ فِي الْقَتْلى ََ} ونحوه.
ويجوز أن يكون العامل في إذا معنى الإيصاء، وقد دلّ عليه قوله: الوصية.
ولا يجوز أن يكون العامل فيه لفظ الوصية المذكورة في الآية لأنها مصدر، والمصدر لا يتقدم عليه معموله، وهذا الذي يسمّى التّبيين.
وأما قوله: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} فجوابه عند الأخفش {«الْوَصِيَّةُ»} وتحذف الفاء، أي فالوصية للوالدين واحتج بقول الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان
فالوصيّة على هذا مبتدأ، و {«لِلْوََالِدَيْنِ»} خبره.
وقال غيره: جواب الشرط في المعنى ما تقدّم من معنى كتب الوصية كما تقول: أنت ظالم إن فعلت.
ويجوز أن يكون جواب الشّرط معنى الإيصاء، لا معنى الكتب وهذا مستقيم على قول من رفع الوصية بكتب وهو الوجه. وقيل: المرفوع بكتب الجار والمجرور، وهو عليكم وليس بشيء.
{بِالْمَعْرُوفِ}: في موضع نصب على الحال أي ملتبسة بالمعروف لا جور فيها.
{حَقًّا}: منصوب على المصدر أي حقّ ذلك حقّا.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي كتبا حقا، أو إيصاء حقا.
ويجوز في غير القرآن الرفع بمعنى: ذلك حقّ.
و {عَلَى الْمُتَّقِينَ}: صفة لحقّ.
وقيل: هو متعلّق بنفس المصدر وهو ضعيف لأنّ المصدر المؤكّد لا يعمل وإنما يعمل المصدر المنتصب بالفعل المحذوف إذا ناب عنه، كقولك:
ضربا زيدا أي أضرب.
181 {فَمَنْ بَدَّلَهُ}: «من»: شرط في موضع رفع مبتدأ، والهاء ضمير الإيصاء لأنه بمعنى الوصيّة.
وقيل: هو ضمير الكتب.
وقيل: هو ضمير الأمر بالوصية، أو الحكم المأمور به.
وقيل: هو ضمير المعروف. وقيل: ضمير الحق.
{بَعْدَ مََا سَمِعَهُ}: «ما» مصدرية.
وقيل: هي بمعنى الذي أي بعد الذي سمعه من النهي عن التبديل.
والهاء في {إِثْمُهُ} ضمير التبديل الذي دلّ عليه بدّل.
182 {مِنْ مُوصٍ}: يقرأ بسكون الواو وتخفيف الصاد، وهو من أوصى. وبفتح الواو وتشديد الصاد، وهو من وصّى، وكلتاهما بمعنى واحد.
ولا يراد بالتشديد هنا التكثير لأنّ ذلك إنما يكون في الفعل الثلاثي إذا شدّد، فأما إذا كان التشديد نظير الهمزة فلا يدلّ على التكثير، ومثله نزّل وأنزل.
و «من» متعلّقة بخاف.
ويجوز أن تتعلّق بمحذوف على أن تجعل صفة ل {جَنَفاً} في الأصل ويكون التقدير: فمن خاف جنفا كائنا من موص، فإذا قدم انتصب على الحال ومثله أخذت من زيد مالا، إن شئت علقت «من» بأخذت، وإن شئت كان التقدير: مالا كائنا من زيد.
183 {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيََامُ}: المفعول القائم مقام الفاعل.
وفي موضع الكاف أربعة أوجه:
أحدها هي في موضع نصب صفة للكتب أي كتبا كما كتب فما على هذا الوجه مصدرية.(1/48)
أحدها هي في موضع نصب صفة للكتب أي كتبا كما كتب فما على هذا الوجه مصدرية.
2: 184185
والثاني أنه صفة الصوم أي صوما مثل ما كتب، فما على هذا بمعنى الذي أي صوما مماثلا للصوم المكتوب على من قبلكم، و «صوم» هنا مصدر مؤكد في المعنى لأن الصيام بمعنى أن تصوموا صوما.
والثالث أن تكون الكاف في موضع حال من الصيام أي مشبها للذي كتب على من قبلكم.
والرابع أن يكون في موضع رفع صفة للصيام.
فإن قيل: الجار والمجرور نكرة، والصيام معرفة، والنكرة لا تكون صفة للمعرفة.
قيل: لما لم يرد بالصيام صياما معيّنا كان كالمنكّر، وقد ذكرنا نحو ذلك في الفاتحة، ويقوّي ذلك أنّ الصيام مصدر، والمصدر جنس، وتعريف الجنس قريب من تنكيره.
184 {أَيََّاماً مَعْدُودََاتٍ}: لا يجوز أن ينتصب بمصدر «كتب» الأولى، لا على الظرف، ولا على أنه مفعول به على السّعة لأنّ الكاف في «كما» وصف لمصدر محذوف، والمصدر إذا وصف لم يعمل، وكذلك اسم الفاعل.
ولا يجوز أن ينتصب بالصيام المذكور في الآية لأنه مصدر، وقد فرّق بينه وبين أيام بقوله: {«كَمََا كُتِبَ»}، ويعمل فيه المصدر كالصّلة، ولا يفرق بين الصلة والموصول بأجنبي.
وإن جعلت صفة الصيام لم يجز أيضا لأنّ المصدر إذا وصف لا يعمل.
والوجه أن يكون العامل في أيام محذوفا تقديره: صوموا أيّاما فعلى هذا يكون أياما ظرفا لأنّ الظرف يعمل فيه المعنى.
ويجوز أن ينتصب أياما بكتب لأن الصيام مرفوع به، وكما: إمّا مصدر لكتب أو نعت للصيام، وكلاهما لا يمنع عمل الفعل، وعلى هذا يجوز أن يكون ظرفا ومفعولا به على السّعة.
{أَوْ عَلى ََ سَفَرٍ}: في موضع نصب معطوفا على خبر كان، تقديره: أو كان مسافرا وإنما دخلت «على» هاهنا لأنّ المسافر عازم على إتمام سفره، فينبغي أن يكون التقدير: أو كان عازما على إتمام سفر.
و «سفر» هنا نكرة يراد به سفر معيّن وهو السّفر إلى المسافة المقدرة في الشرع.
{فَعِدَّةٌ}: مبتدأ، والخبر محذوف: أي فعليه عدّة، وفيه حذف مضاف أي صوم عدّة.
ولو قرئ بالنصب لكان مستقيما، ويكون التقدير: فليصم عدّة. وفي الكلام حذف تقديره: فأفطر فعليه.
و {مِنْ أَيََّامٍ}: نعت لعدّة.
و {أُخَرَ}: لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأنّ الأصل في «فعلى» صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر، والصّغرى والصّغر.
{يُطِيقُونَهُ}: الجمهور على القراءة بالياء.
وقرئ «يطوّقونه» بواو مشدّدة مفتوحة، وهو من الطّوق الذي هو قدر الوسع. والمعنى يكلفونه.
{فِدْيَةٌ}: يقرأ بالتنوين، و {«طَعََامُ}» بالرفع بدلا منها، أو على إضمار مبتدأ أي هي طعام.
و {مِسْكِينٍ} بالإفراد، والمعنى أنّ ما يلزم بإفطار كلّ يوم إطعام مسكين واحد.
ويقرأ بغير تنوين، وطعام بالجر، ومساكين بالجمع، وإضافة الفدية إلى الطعام إضافة الشيء إلى جنسه، كقولك: خاتم فضّة لأنّ طعام المسكين يكون فدية وغير فدية.
وإنما جمع المساكين لأنه جمع في قوله:
{«وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»} فقابل الجمع بالجمع ولم يجمع فدية لأمرين:
أحدهما أنها مصدر، والهاء فيها لا تدلّ على المرة الواحدة بل هي للتأنيث فقط.
والثاني أنه لمّا أضافها إلى مضاف إلى الجمع فهم منها الجمع.
والطعام هنا بمعنى الإطعام، كالعطاء بمعنى الإعطاء.
ويضعف أن يكون الطعام هو المطعوم، لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تمليكه إياه فلو حمل على ذلك لكان مجازا لأنه يكون تقديره: فعليه إخراج طعام يصير للمساكين ولو حملت الآية عليه لم يمتنع لأنّ حذف المضاف جائز، وتسمية الشيء بما يؤول إليه جائز.
{فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}: الضمير يرجع إلى التطوّع، ولم يذكر لفظه بل هو مدلول عليه بالفعل.
{وَأَنْ تَصُومُوا}: في موضع رفع مبتدأ و {«خَيْرٌ»} خبره و {«لَكُمْ»}: نعت لخير، و {«إِنْ كُنْتُمْ»} شرط محذوف الجواب والدالّ على المحذوف أن تصوموا.
185 {شَهْرُ رَمَضََانَ}: في رفعه وجهان:
أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هي شهر، يعني الأيام المعدودات فعلى هذا يكون:
{الَّذِي أُنْزِلَ}: نعتا للشهر، أو لرمضان. والثاني هو مبتدأ، ثم في الخبر وجهان:
أحدهما: الذي أنزل.
والثاني: أنّ الذي أنزل صفة والخبر هو الجملة التي هي قوله: {«فَمَنْ شَهِدَ»}.
فإن قيل: لو كان خبرا لم يكن فيه الفاء لأنّ شهر رمضان لا يشبه الشرط.
قيل: الفاء على قول الأخفش زائدة، وعلى قول غيره ليست زائدة وإنما دخلت لأنك وصفت الشهر بالذي، فدخلت الفاء كما تدخل في خبر نفس الذي ومثله: {«قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلََاقِيكُمْ»}.
فإن قيل: فأين الضّمير العائد على المبتدأ من الجملة؟
قيل: وضع الظاهر موضعه تفخيما أي فمن شهده منكم، كما قال الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... بغّض الموت ذا الغنى والفقيرا
أي لا يسبقه شيء.
و «من» هنا شرطية مبتدأة وما بعدها الخبر.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، فيكون الخبر فليصمه.
و {مِنْكُمُ}: حال من ضمير الفاعل ومفعول «شهد» محذوف أي شهد المصر.
و {الشَّهْرَ}: ظرف، أو مفعول به على السعة.
ولا يجوز أن يكون التقدير: فمن شهد هلال الشهر لأنّ ذلك يكون في حق المريض والمسافر والمقيم الصحيح، والذي يلزمه الصوم الحاضر بالمصر إذا كان صحيحا.
وقيل: التقدير: هلال الشهر فعلى هذا يكون الشهر مفعولا به صريحا لقيامه مقام الهلال. وهذا ضعيف لوجهين:
أحدهما ما قدمنا من لزوم الصوم على العموم، وليس كذلك.
والثاني أن شهد بمعنى حضر، ولا يقال حضرت هلال الشهر وإنما يقال: شاهدت الهلال.
والهاء في {فَلْيَصُمْهُ} ضمير الشّهر، وهي مفعول به على السعة وليست ظرفا إذ لو كانت ظرفا لكانت معها «في»، لأنّ ضمير الظّرف لا يكون ظرفا بنفسه.
ويقرأ «شهر رمضان» بالنصب، وفيه ثلاثة أوجه:(1/49)
ويقرأ «شهر رمضان» بالنصب، وفيه ثلاثة أوجه:
2: 186188
أحدها أنه بدل من أياما معدودات.
والثاني على إضمار أعني شهر.
والثالث أن يكون منصوبا بتعلمون أي إن كنتم تعلمون شرف شهر رمضان، فحذف المضاف.
ويقرأ في الشاذ شهري رمضان على الابتداء والخبر.
وأما قوله: {«أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ»} فالمعنى في فضله، كما تقول: أنزل في الشيء آية.
وقيل: هو ظرف أي أنزل القرآن كله في هذا الشهر إلى السماء الدنيا.
و {هُدىً} و {بَيِّنََاتٍ} حالان من القرآن.
{يُرِيدُ اللََّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ}: الباء هنا للإلصاق والمعنى: يريد أن يلصق بكم اليسر فيما شرعه لكم.
والتقدير يريد الله بفطركم في حال العذر اليسر.
{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ}: هو معطوف على اليسر والتقدير: لأن تكملوا. واللام على هذا زائدة، كقوله تعالى: {وَلََكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ}.
وقيل: التقدير: ليسهل عليكم، ولتكملوا.
وقيل: {«وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ»} فعل ذلك.
186 {فَإِنِّي قَرِيبٌ} أي فقل لهم: إنّي لأنه جواب: {«إِذََا سَأَلَكَ»}. و {أُجِيبُ}: خبر ثان. و {فَلْيَسْتَجِيبُوا}:
بمعنى فليجيبوا كما تقول:
قرّ واستقرّ بمعنى وقالوا استجابة بمعنى جابة.
{لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}:
الجمهور على فتح الياء وضمّ الشين وماضيه رشد بالفتح.
ويقرأ بفتح الشين، وماضيه رشد بكسرها، وهي لغة.
ويقرأ بكسر الشين، وماضيه أرشد أي غيرهم.
187 {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيََامِ}: ليلة ظرف لأحلّ ولا يجوز أن تكون ظرفا للرّفث من جهة الإعراب لأنه مصدر، والمصدر لا يتقدّم عليه معموله.
ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين والتقدير: أحلّ لكم أن ترفثوا ليلة الصيام فحذف وجعل المذكور مبيّنا له، والمستعمل الشائع رفث بالمرأة بالباء وإنما جاء هنا بإلى، لأنّ معنى الرفث الإفضاء، وكأنه قال الإفضاء.
{إِلى ََ نِسََائِكُمْ}: والهمزة في نساء مبدلة من واو لقولك في معناه نسوة وهو جمع لا واحد له من لفظه بل واحدته امرأة وأما نساء فجمع نسوة، وقيل: لا واحد له.
{كُنْتُمْ تَخْتََانُونَ}: كنتم هنا لفظها لفظ الماضي، ومعناها على المضيّ أيضا والمعنى: أن الاختيان كان يقع فتاب عليهم منه.
وقيل: إنه أراد الاختيان في المستقبل وذكر «كان» ليحكي بها الحال كما تقول: إن فعلت كنت ظالما.
وألف تختانون مبدلة من واو لأنه من خان يخون، وتقول في الجمع خونة.
{فَالْآنَ}: حقيقة الآن الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك، وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر، وهو المراد هنا لأنّ قوله: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه، فعلى هذا «الآن» ظرف ل «باشروهنّ». وقيل: الكلام محمول على المعنى، والتقدير:
فالآن قد أبحنا لكم أن تباشروهنّ ودلّ على المحذوف لفظ الأمر الذي يراد به الإباحة فعلى هذا الآن على حقيقته.
{حَتََّى يَتَبَيَّنَ}: يقال: تبيّن الشيء وبان، وابان، واستبان كلّه لازم وقد يستعمل أبان واستبان وتبيّن متعدّية.
و «حتى» بمعنى إلى.
و {مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}: في موضع نصب لأنّ المعنى حتى يباين الخيط الأبيض الخيط الأسود كما تقول: بانت اليد من زندها أي فارقته.
وأما {مِنَ الْفَجْرِ} فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الأبيض. ويجوز أن يكون تمييزا.
والفجر في الأصل: مصدر فجر يفجر، إذا شقّ.
{إِلَى اللَّيْلِ}: إلى هاهنا لانتهاء غاية الإتمام.
ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف.
{وَأَنْتُمْ عََاكِفُونَ}: مبتدأ وخبر في موضع الحال والمعنى: لا تباشروهنّ وقد نويتم الاعتكاف في المسجد وليس المراد النهي عن مباشرتهنّ في المسجد لأنّ ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف.
{تِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ فَلََا تَقْرَبُوهََا}: دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره: تنبّهوا فلا تقربوها.
{كَذََلِكَ}: في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي بيانا مثل هذا البيان يبيّن.
188 {بَيْنَكُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم.
ويجوز أن يكون حالا من الأموال أي كائنة بينكم، أو دائرة بينكم، وهو في المعنى كقوله: {«إِلََّا أَنْ تَكُونَ تِجََارَةً حََاضِرَةً تُدِيرُونَهََا بَيْنَكُمْ»}.
و {بِالْبََاطِلِ}: في موضع نصب بتأكلوا أي لا تأخذوها بالسبب الباطل.
ويجوز أن يكون حالا من الأموال أيضا، وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا أي مبطلين.
{وَتُدْلُوا}: مجزوم عطفا على تأكلوا.
واللام في {لِتَأْكُلُوا} متعلقة بتدلوا.
ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا.
و {بِالْإِثْمِ}: مثل الباطل.(1/50)
و {بِالْإِثْمِ}: مثل الباطل.
2: 189196
189 {عَنِ الْأَهِلَّةِ}: الجمهور على تحريك النون وإثبات الهمزة بعد اللام على الأصل.
ويقرأ في الشذوذ بإدغام النون في اللام وحذف الهمزة، والأصل الأهلة، فألقيت حركة الهمزة على اللام فتحركت، ثم حذفت همزة الوصل لتحرّك اللام، فصارت لهلة، فلما لقيت النون اللام قلبت النون لاما، وأدغمت في اللام الأخرى، ومثله لحمر في الأحمر وهي لغة.
{وَالْحَجِّ}: معطوف على الناس.
ولا اختلاف في رفع «البرّ» هنا لأن خبر ليس {«بِأَنْ تَأْتُوا»} ولزم ذلك بدخول الباء فيه، وليس كذلك {«لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا»} إذ لم يقترن بأحدهما ما يعيّنه اسما أو خبرا.
و {الْبُيُوتَ} يقرأ بضم الباء، وهو الأصل في الجمع على فعول، والمعتلّ كالصحيح وإنما ضمّ أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والواو بعده.
ويقرأ بكسر الباء لأن بعده ياء، والكسرة من جنس الياء، ولا يحتفل بالخروج من كسر إلى ضمّ لأن الضمة هنا في الياء، والياء مقدّرة بكسرتين، فكانت الكسرة في الباء كأنها وليت كسرة، هكذا الخلاف في الغيوب والجيوب، والشّيوخ، ومن هاهنا جاز في التصغير الضم والكسر، فيقال: بييت وبييت.
{وَلََكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى ََ}: مثل: {«وَلََكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ»}. وقد تقدم.
يقرأ ثلاثتها بالألف، وهو نهي عن مقدمات القتل فيدل على النهي عن القتل من طريق الأولى، وهو مشاكل لقوله: {«وَقََاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللََّهِ»}.
ويقرأ ثلاثتها بغير ألف، وهو منع من نفس القتل وهو مشاكل لقوله: {«وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ»} ولقوله: {«فَاقْتُلُوهُمْ»} والتقدير في قوله: فإن قاتلوكم أي فيه.
191 {كَذََلِكَ}: مبتدأ، و {«جَزََاءُ»} خبره، والجزاء مصدر مضاف إلى المفعول.
ويجوز أن يكون في معنى المنصوب ويكون التقدير: كذلك جزاء الله الكافرين.
ويجوز أن يكون في معنى المرفوع على مالم يسمّ فاعله. والتقدير: كذلك يجزى الكافرون، وهكذا في كل مصدر يشاكل هذا.
193 {حَتََّى لََا تَكُونَ}: يجوز أن تكون بمعنى كي.
ويجوز أن تكون بمعنى إلى أن، و «كان» هنا تامّة.
{وَيَكُونَ الدِّينُ}: يجوز أن تكون كان تامة، وأن تكون ناقصة، ويكون {«لِلََّهِ»} الخبر. {إِلََّا عَلَى الظََّالِمِينَ}:
في موضع رفع خبر «لا» ودخلت إلّا للمعنى ففي الإثبات تقول: العدوان على الظالمين، فإذا جئت بالنفي وإلّا بقي الإعراب على ما كان عليه.
194 {فَمَنِ اعْتَدى ََ عَلَيْكُمْ}: يجوز أن تكون «من» شرطية، وأن تكون بمعنى الذي.
{بِمِثْلِ}: الباء غير زائدة، والتقدير: بعقوبة مماثلة لعدوانهم.
ويجوز أن تكون زائدة، وتكون «مثل» صفة لمصدر محذوف، أي عدوانا مثل عدوانهم.
195 {بِأَيْدِيكُمْ}:
الباء زائدة، يقال: ألقى يده، وألقى بيده.
وقال المبرد: ليست زائدة بل هي متعلّقة بالفعل، كمررت بزيد.
و {التَّهْلُكَةِ}: تفعلة من الهلاك.
196 {وَالْعُمْرَةَ لِلََّهِ}: الجمهور على النصب، واللام متعلقة بأتمّوا، وهي لام المفعول له.
ويجوز أن تكون في موضع الحال، تقديره:
كائنين لله.
ويقرأ بالرفع على الابتداء والخبر.
{فَمَا اسْتَيْسَرَ}: «ما» في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي فعليكم.
ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب ما استيسر.
ويجوز أن تكون «ما» في موضع نصب، تقديره: فأهدوا، أو فأدّوا.
واستيسر بمعنى تيسّر والسين ليست للاستدعاء هنا.
و {الْهَدْيِ}: بتخفيف الياء مصدر. في الأصل، وهو بمعنى المهدي.
ويقرأ بتشديد الياء وهو جمع هدية.
وقيل: هو فعيل بمعنى مفعول. و {مَحِلَّهُ} يجوز أن يكون مكانا، وأن يكون زمانا.
{فَفِدْيَةٌ}: في الكلام حذف، تقديره: فحلق فعليه فدية.
{مِنْ صِيََامٍ}: في موضع رفع صفة للفدية.
و {أَوْ} هاهنا للتخيير على أصلها.
والنّسك في الأصل مصدر بمعنى المفعول، لأنه من نسك ينسك، والمراد به هاهنا المنسوك.
ويجوز أن يكون اسما لا مصدرا. ويجوز تسكين السين.
{فَإِذََا أَمِنْتُمْ}: إذا في موضع نصب.
{فَمَنْ تَمَتَّعَ}: شرط في موضع مبتدأ.
{فَمَا اسْتَيْسَرَ}: جواب فمن، ومن جوابها جواب إذا والعامل في إذا معنى الاستقرار لأن التقدير: فعليه ما استيسر أي يستقرّ عليه الهدي في ذلك الوقت.
ويجوز أن تكون من بمعنى الذي، ودخلت الفاء في خبرها إيذانا بأنّ ما بعدها مستحقّ بالتمتع.
{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ}: من في موضع رفع بالابتداء.
ويجوز أن تكون شرطا. وأن تكون بمعنى الذي، والتقدير: فعليه صيام.(1/51)
ويجوز أن تكون شرطا. وأن تكون بمعنى الذي، والتقدير: فعليه صيام.
2: 197200
وقرئ: صياما بالنصب على تقدير: فليصم، والمصدر مضاف إلى ظرفه في المعنى، وهو في اللفظ مفعول به على السّعة.
{وَسَبْعَةٍ}: معطوفة على ثلاثة.
وقرئ: وسبعة بالنصب، تقديره: ولتصوموا سبعة، أو وصوموا سبعة.
{ذََلِكَ لِمَنْ}: اللام على أصلها أي ذلك جائز لمن.
وقيل: اللام بمعنى على أي الهدي على من لم يكن أهله كقوله: {«أُولََئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ»}.
197 {الْحَجُّ}: مبتدأ، و {«أَشْهُرٌ»}:
الخبر، والتقدير: الحجّ حجّ أشهر.
وقيل: جعل الأشهر الحج على السعة.
ويجوز أن يكون التقدير: أشهر الحجّ أشهر.
وعلى كلا الوجهين لا بدّ من حذف مضاف.
{فَمَنْ فَرَضَ}: من مبتدأ ويجوز أن تكون شرطا، وأن تكون بمعنى الذي. والخبر: فلا رفث وما بعده، والعائد محذوف تقديره: فلا رفث منه.
ويقرأ: {فَلََا رَفَثَ وَلََا فُسُوقَ وَلََا جِدََالَ} بالفتح فيهنّ على أنّ الجميع اسم «لا» الأولى، و «لا» مكررة للتوكيد في المعنى، والخبر {فِي الْحَجِّ}. ويجوز أن تكون لا المكررة مستأنفة، فيكون في الحج خبر لا جدال وخبر «لا» الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج، ولا فسوق في الحج، واستغني عن ذلك بخبر الأخيرة.
ونظير ذلك قولهم: زيد وعمرو وبشر قائم، فقائم خبر بشر وخبر الأولين محذوف، وهذا في الظرف أحسن.
وتقرأ بالرفع فيهنّ على أن تكون «لا» غير عاملة، ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا.
ويجوز أن تكون «لا» عاملة عمل ليس فيكون في الحج في موضع نصب.
وقرئ برفع الأولين وتنوينهما وفتح الأخير وإنما فرّق بينهما لأنّ معنى فلا رفث ولا فسوق: لا ترفثوا ولا تفسقوا، ومعنى ولا جدال أي لا شكّ في فرض الحجّ.
وقيل: لا جدال أي لا تجادلوا وأنتم محرمون.
والفتح في الجميع أقوى لما فيه من نفى العموم.
{وَمََا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}: من خير فيه أوجه، قد ذكرنا ذلك في قوله: {«مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ»}.
ونزيد هاهنا وجها آخر وهو أن يكون «من خير» في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف، تقديره، وما تفعلوا فعلا من خير.
198 {أَنْ تَبْتَغُوا}: في موضع نصب على تقدير في أن تبتغوا، وعلى قول غير سيبويه هو في موضع جر على ما بيناه في غير موضع، فلو ظهرت في اللفظ لجاز أن تتعلّق بنفس الجناح، لما فيه من معنى الجنوح والميل، أو لأنه في معنى الإثم.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لجناح.
وأجاز قوم أن يتعلق حرف الجر بليس وفيه ضعف.
{مِنْ رَبِّكُمْ}: يجوز أن يكون متعلّقا بتبتغوا، فيكون مفعولا به أيضا. ويجوز أن يكون صفة لفضل، فيتعلق «من» بمحذوف.
{فَإِذََا أَفَضْتُمْ}: ظرف، والعامل فيه فاذكروا، ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها لأنه شرط.
و {عَرَفََاتٍ}: جمع سمّي به موضع واحد ولولا ذلك لكان نكرة، وهو معرفة، وقد نصبوا عنه على الحال فقالوا: هذه عرفات مباركا فيها لأنّ المراد بها بقعة بعينها، ومثله أبانان اسم جبل أو بقعة.
والتنوين في عرفات، وجميع جمع التأنيث، نظير النون في مسلمون، وليست دليل الصّرف.
ومن العرب من يحذف التنوين ويكسر التاء.
ومنهم من يفتحها ويجعل التاء في الجمع كالتاء في الواحد، ولا يصرف للتعريف والتأنيث.
وأصل أفضتم: أفضيتم لأنه من فاض يفيض إذا سال، وإذا كثر الناس في الطريق كان مشيهم كجريان السيل.
{عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرََامِ}: يجوز أن يكون ظرفا، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل.
{كَمََا هَدََاكُمْ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.
ويجوز أن تكون حالا من الفاعل، تقديره:
فاذكروه مشبهين لكم حين هداكم، ولا بد من تقدير حذف مضاف، لأن الجثة لا تشبه الحدث ومثله:
{«كَذِكْرِكُمْ آبََاءَكُمْ»}: الكاف نعت لمصدر محذوف، أو حال تقديره: فاذكروا الله مبالغين.
ويجوز أن تكون الكاف في الأولى بمعنى «على» تقديره: فاذكروا الله على ما هداكم، كما قال تعالى: {«وَلِتُكَبِّرُوا اللََّهَ عَلى ََ مََا هَدََاكُمْ»}.
{وَإِنْ كُنْتُمْ}: إن هاهنا مخفّفة من الثقيلة، والتقدير: إنه كنتم من قبله ضالين، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«وَإِنْ كََانَتْ لَكَبِيرَةً»}.
199 {أَفََاضَ النََّاسُ}: الجمهور على رفع السين وهو جمع.
وقرئ الناسي يريد آدم، وهي صفة غلبت عليه كالعبّاس والحارث، ودلّ عليه قوله: {«فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً»}.
200 {مَنََاسِكَكُمْ}: واحدها منسك بفتح السين وكسرها.
والجمهور على إظهار الكاف الأولى، وأدغمها بعضهم، شبّه حركة الإعراب بحركة البناء فحذفها.
{أَوْ أَشَدَّ}: أو هاهنا للتّخيير والإباحة.(1/52)
{أَوْ أَشَدَّ}: أو هاهنا للتّخيير والإباحة.
2: 201206
و «أشدّ» يجوز أن يكون مجرورا عطفا على ذكركم، تقديره: أو كأشد أي أو كذكر أشدّ.
ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على الكاف أي أو ذكرا أشد.
و {ذِكْراً}: تمييز، وهو في موضع مشكل وذلك أن أفعل تضاف إلى ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها، كقولك: ذكرك أشد ذكر، ووجهك أحسن وجه أي أشد الأذكار، وأحسن الوجوه.
وإذا نصبت ما بعدها كان غير الذي قبلها كقولك: زيد أفره عبدا، فالفراهة للعبد لا لزيد.
والمذكور قبل أشدها هنا هو الذّكر، والذكر لا يذكر حتى يقال الذكر أشد ذكرا وإنما يقال: الذكر أشدّ ذكر بالإضافة لأنّ الثاني هو الأول.
والذي قاله أبو علي وابن جنى وغير هما أنه جعل الذكر ذاكرا على المجاز، كما تقول: زيد أشد ذكرا من عمرو.
وعندي أنّ الكلام محمول على المعنى، والتقدير: أو كونوا أشدّ ذكرا لله منكم لآبائكم ودلّ على هذا المعنى قوله تعالى: {«فَاذْكُرُوا اللََّهَ»} أي كونوا ذاكريه وهذا أسهل من حمله على المجاز.
201 {فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً}: يجوز أن تكون «في» متعلّقة بآتنا، وأن تكون صفة لحسنة قدّمت فصارت حالا.
{وَقِنََا}: حذفت منه الفاء، كما حذفت في المضارع إذا قلت يقي، وحذفت لامها للجزم، واستغنى عن همزة الوصل لتحرّك الحرف المبدوء به.
203 {فِي أَيََّامٍ مَعْدُودََاتٍ}: إن قيل:
الأيّام واحدها يوم، والمعدودات واحدها معدودة واليوم لا يوصف بمعدودة لأنّ الصفة هنا مؤنثة، والموصوف مذكّر، وإنما الوجه أن يقال أيام معدودة، فتصف الجمع بالمؤنث.
والجواب أنه أجرى معدودات على لفظ أيام، وقابل الجمع بالجمع مجازا، والأصل معدودة، كما قال: {«لَنْ تَمَسَّنَا النََّارُ إِلََّا أَيََّاماً مَعْدُودَةً»}.
ولو قيل: إنّ الأيام تشتمل على الساعات، والساعة مؤنثة، فجاز الجمع على معنى ساعات الأيام، وفيه تنبيه على الأمر بالذكر في كل ساعات هذه الأيام، أو في معظمها لكان جوابا سديدا.
ونظير ذلك الشهر والصيف، والشتاء، فإنها يجاب بها عن كم وكم إنما يجاب عنها بالعدد وألفاظ هذه الأشياء ليست عددا وإنما هي أسماء لمعدودات فكانت جوابا من هذا الوجه.
{فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ}: الجمهور على إثبات الهمزة. وقرئ «فلثم» ووجهها أنه لما خلط «لا» بالإثم حذف الهمزة لشبهها بالألف ثم حذف ألف «لا» لسكونها وسكون الثاء بعدها.
{لِمَنِ اتَّقى ََ}: خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
جواز التعجيل والتأخير لمن اتّقى.
204 {مَنْ يُعْجِبُكَ}:
من نكرة موصوفة، و {«فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا»} متعلّق بالقول، والتقدير: في أمور الدنيا.
ويجوز أن يتعلق بيعجبك.
{وَيُشْهِدُ اللََّهَ}: يجوز أن يكون معطوفا على يعجبك.
ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال من الضمير في «يعجبك» أي يعجبك وهو يشهد الله.
ويجوز أن يكون حالا من الهاء في {«قَوْلُهُ»} والعامل فيه القول، والتقدير: يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك.
والجمهور على ضمّ الياء وكسر الهاء ونصب اسم الله.
وقرئ بفتح الياء والهاء ورفع اسم الله، وهو ظاهر.
{وَهُوَ أَلَدُّ}: يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على «يعجبك».
ويجوز أن تكون حالا معطوفة على «ويشهد».
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد.
و {الْخِصََامِ}: هنا جمع خصم، نحو كعب وكعاب.
ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام.
ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل، كما يوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل وخصم.
ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة، فيصح أن يضاف إلى المصدر، تقديره: وهو شديد الخصومة. ويجوز أن يكون «هو» ضمير المصدر الذي هو «قوله». وقوله خصام، والتقدير: خصامه ألدّ الخصام.
205 {لِيُفْسِدَ}: اللام متعلقة بسعى.
{وَيُهْلِكَ} بضمّ الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد، هذا هو المشهور.
وقرئ بضمّ الكاف أيضا على الاستئناف، أو على إضمار مبتدأ، أي: وهو يهلك.
وقيل: هو معطوف على يعجبك.
وقيل: هو معطوف على معنى سعى لأنّ التقدير: وإذا تولّى يسعى.
ويقرأ بفتح الياء، وكسر اللام، وضمّ الكاف، ورفع الحرث والتقدير: ويهلك الحرث بسعيه.
وقرئ بفتح الياء واللام، وهي لغة ضعيفة جدّا.
و {الْحَرْثَ}: مصدر حرث يحرث، وهو هاهنا بمعنى المحروث.
{وَالنَّسْلَ} كذلك بمعنى المنسول.
206 {الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}: في موضع نصب على الحال من العزّة والتقدير: أخذته العزّة ملتبسة بالإثم.
ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة اثما.(1/53)
ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة اثما.
2: 207214
ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به أي أخذته العزة بسبب الإثم.
{فَحَسْبُهُ}: مبتدأ، و {«جَهَنَّمُ»} خبره.
وقيل: جهنم فاعل حسبه لأن «حسبه» في معنى اسم الفاعل أي كافيه. وقد قرئ بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها، وسدّ الفاعل مسدّ الخبر.
وحسب: مصدر في موضع اسم الفاعل.
{وَلَبِئْسَ الْمِهََادُ}: المخصوص بالذم محذوف أي ولبئس المهاد جهنم.
207 {ابْتِغََاءَ مَرْضََاتِ اللََّهِ}: الجمهور على تفخيم مرضاة.
وقرئ بالإمالة لتجانس كسرة التاء.
وإذ اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء، وفيه وجهان:
أحدهما هو لغة في الوقف على تاء التأنيث حيث كانت.
والثاني أنه دلّ بالوقف على التاء على إرادة المضاف إليه، فهو في تقدير الوصل.
208 {فِي السِّلْمِ}: يقرأ بكسر السين وفتحها مع إسكان اللام، وبفتح السين واللام وهو الصّلح، ويذكّر ويؤنّث ومنه قوله تعالى: {«وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهََا»}. ومنهم من قال الكسر بمعنى الإسلام والفتح بمعنى الصلح.
{كَافَّةً}: حال من الفاعل في {«ادْخُلُوا»}.
وقيل: هو حال من السلم أي في السلم من جميع وجوهه.
210 {هَلْ يَنْظُرُونَ}:
لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه النفي، ولهذا جاءت بعده إلّا.
{فِي ظُلَلٍ}: يجوز أن يكون ظرفا، وأن يكون حالا.
والظّلل: جمع ظلة.
ويقرأ: في ظلال قيل: هو جمع ظلّ، وقيل جمع ظلّة أيضا، مثل خلّة وخلال، وقلّة وقلال.
{مِنَ الْغَمََامِ}: يجوز أن يكون وصفا لظل، ويجوز أن تتعلق «من» بيأتيهم أي يأتيهم من ناحية الغمام. جمع غمامة.
{وَالْمَلََائِكَةُ}: يقرأ بالرفع عطفا على اسم الله، وبالجرّ عطفا على ظلل. ويجوز أن يعطف على الغمام.
211 {سَلْ}: فيه لغتان: سل، واسأل فماضي اسأل سأل بالهمزة، فاحتيج في الأمر إلى همزة الوصل لسكون السين.
وفي سل وجهان:
أحدهما أنّ الهمزة ألقيت حركتها على السين، فاستغنى عن همزة الوصل لتحرّك السين.
والثاني أنه من سال يسأل مثل خاف يخاف، وهي لغة فيه.
وفيه لغة ثالثة، وهي أسل، حكاها الأخفش ووجهها أنه ألقى حركة الهمزة على السين وحذفها، ولم يعتدّ بالحركة لكونها عارضة فلذلك جاء بهمزة الوصل، كما قالوا لحمر.
{كَمْ آتَيْنََاهُمْ}: الجملة في موضع نصب لأنها المفعول الثاني لسل، ولا تعمل سل في كم لأنها استفهام، وموضع كم فيه وجهان:
أحدهما نصب، لأنها المفعول الثاني لآتيناهم، والتقدير: أعشرين آية أعطيناهم. والثاني هي في موضع رفع بالإبتداء، وآتيناهم خبرها، والعائد محذوف والتقدير: آتينا هموها، أو آتيناهم إياها، وهو ضعيف عند سيبويه.
و {مِنْ آيَةٍ}: تمييز لكم. والأحسن إذا فصل بين كم وبين مميزها أن يؤتى بمن.
{وَمَنْ يُبَدِّلْ}: في موضع رفع بالابتداء، والعائد الضمير في يبدّل.
وقيل: العائد محذوف تقديره: شديد العقاب له.
212 {زُيِّنَ}: إنما حذفت التاء لأجل الفصل بين الفعل وبين ما أسند إليه، ولأنّ تأنيث الحياة غير حقيقي وذلك يحسن مع الفصل.
والوقف على آمنوا.
{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا}: مبتدأ، و {«فَوْقَهُمْ»} خبره.
213 {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}: حالان.
{وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ}: «معهم» في موضع الحال من {«الْكِتََابَ»} أي وأنزل الكتاب شاهدا لهم ومؤيّدا.
والكتاب جنس، أو مفرد في موضع الجمع.
و {بِالْحَقِّ}: في موضع الحال من الكتاب أي مشتملا على الحق، أو ممتزجا بالحق.
{لِيَحْكُمَ}: اللام متعلقة بأنزل، وفاعل «يحكم» الله. ويجوز أن يكون الكتاب.
{مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُمُ}: من تتعلّق باختلاف، ولا يمنع «إلّا» من ذلك كما تقول: ما قام إلا زيد يوم الجمعة.
و {بَغْياً}: مفعول من أجله، والعامل فيه اختلف.
{مِنَ الْحَقِّ}: في موضع حال من الهاء في {«فِيهِ»}.
ويجوز أن تكون حالا من ما.
{بِإِذْنِهِ}: حال من الذين آمنوا أي مأذونا لهم.
ويجوز أن يكون مفعولا لهدى أي هداهم بأمره.
214 {أَمْ حَسِبْتُمْ}: أم بمنزلة بل والهمزة فهي منقطعة.
و {أَنْ تَدْخُلُوا}: أن وما عملت فيه تسدّ مسدّ المفعولين عند سيبويه.
وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف.
{وَلَمََّا}: هنا: «لم» دخلت عليها «ما»، وبقي جزمها.
{مَسَّتْهُمُ}: جملة مستأنفة لا موضع لها، وهي شارحة لأحوالهم.(1/54)
{مَسَّتْهُمُ}: جملة مستأنفة لا موضع لها، وهي شارحة لأحوالهم.
2: 215217
ويجوز أن تضمر معها «قد» فتكون حالا.
{حَتََّى يَقُولَ الرَّسُولُ}: يقرأ بالنصب والتقدير: إلى أن يقول الرسول، فهو غاية، والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم، والمعنى على المضي والتقدير: إلى أن قال الرسول.
ويقرأ بالرفع على أن يكون التقدير: وزلزلوا فقال الرسول فالزلزلة سبب القول، وكلا الفعلين ماض فلم تعمل فيه حتى.
{مَتى ََ نَصْرُ اللََّهِ}: الجملة وما بعدها في موضع نصب بالقول، وفي هذا الكلام إجمال وتفصيله أن اتباع الرسول قالوا: متى نصر الله؟ فقال الرسول: ألّا إنّ نصر الله قريب.
وموضع «متى» رفع لأنه خبر المصدر. وعلى قول الأخفش موضعه نصب على الظرف. ونصر مرفوع به.
215 {يَسْئَلُونَكَ}: يجوز أن تلقى حركة الهمزة على السين وتحذفها، ومن قال سال فجعلها ألفا مبدلة من واو قال: يسألونك مثل يخافونك.
{مََا ذََا يُنْفِقُونَ}: في ماذا مذهبان للعرب:
أحدهما أن تجعل «ما» استفهاما. بمعنى أي شيء، و «ذا» بمعنى الذي. وينفقون صلته، والعائد محذوف فتكون «ما» مبتدأ، و «ذا» وصلته خبر ولا تجعل «ذا» بمعنى الذي إلا مع «ما» عند البصريين.
وأجاز الكوفيون ذلك مع غير «ما».
والمذهب الثاني أن تجعل «ما» و «ذا» بمنزلة اسم واحد للاستفهام، وموضعه هنا نصب بينفقون وموضع الجملة نصب بيسألون على المذهبين.
{مََا أَنْفَقْتُمْ}: «ما» شرط في موضع نصب بالفعل الذي بعدها.
و {مِنْ خَيْرٍ}: قد تقدّم إعرابه.
{فَلِلْوََالِدَيْنِ}: جواب الشرط.
ويجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، فتكون مبتدأ والعائد محذوف، ومن خير حال من المحذوف فللوالدين الخبر.
فأمّا: {«وَمََا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ»} فشرط البتة.
216 {وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}: الجملة في موضع الحال وقيل في موضع الصفة.
ويقرأ بضمّ الكاف وفتحها، وهما لغتان بمعنى.
وقيل الفتح بمعنى الكراهية، فهو مصدر، والضم اسم المصدر.
وقيل الضم بمعنى المشقة، أو إذا كان مصدرا احتمل أن يكون المعنى فرض القتال إكراه لكم فيكون هو كناية عن الفرض والكتب. ويجوز أن يكون كناية عن القتال فيكون الكره بمعنى المكروه.
{وَعَسى ََ أَنْ تَكْرَهُوا}:
أن والفعل في موضع رفع فاعل عسى، وليس في عسى ضمير.
{وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}:
جملة في موضع نصب، فيجوز أن يكون صفة لشيء وساغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا.
ويجوز أن تكون حالا من النكرة، لأنّ المعنى يقتضيه.
217 {قِتََالٍ فِيهِ}:
هو بدل من الشّهر بدل الاشتمال لأنّ القتال يقع في الشهر.
وقال الكسائي: هو مخفوض على التكرير، يريد أنّ التقدير: عن قتال فيه وهو معنى قول الفراء لأنه قال: هو مخفوض بعن مضمرة وهذا ضعيف جدّا لأن حرف الجر لا يبقى عمله بعد حذفه في الاختيار.
وقال أبو عبيدة: هو مجرور على الجوار، وهو أبعد من قولهما لأنّ الجوار من مواضع الضرورة والشذوذ، ولا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة.
و «فيه»: يجوز أن يكون نعتا لقتال. ويجوز أن يكون متعلّقا به، كما يتعلّق بقاتل.
وقد قرئ بالرفع في الشاذ، ووجهه على أن يكون خبر مبتدأ محذوف معه همزة الاستفهام تقديره: أجائز قتال فيه.
{قُلْ قِتََالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}: مبتدأ وخبر. وجاز الابتداء بالنكرة لأنها قد وصفت بقوله: «فيه».
فإن قيل: النكرة إذا أعيدت أعيدت بالألف واللام، كقوله: {«فَعَصى ََ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ»}.
قيل: ليس المراد تعظيم القتال المذكور المسئول عنه حتى يعاد بالألف واللام بل المراد تعظيم أيّ قتال كان في الشهر الحرام فعلى هذا قتال الثاني غير القتال الأوّل.
{وَصَدٌّ}: مبتدأ، و {عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ}: صفة له، أو متعلق به {وَكُفْرٌ}: معطوف على صدّ.
{وَإِخْرََاجُ أَهْلِهِ}: معطوف أيضا، وخبر الأسماء الثلاثة {أَكْبَرُ}. وقيل: خبر صدّ وكفر محذوف أيضا أغنى عنه خبر إخراج أهله ويجب أن يكون المحذوف على هذا أكبر لا كبير كما قدّره بعضهم لأن ذلك يوجب أن يكون إخراج أهل المسجد منه أكبر من الكفر، وليس كذلك.
وأما جرّ المسجد الحرام فقيل: هو معطوف على الشهر الحرام وقد ضعّف ذلك بأنّ القوم لم يسألوا عن المسجد الحرام، إذ لم يشكّوا في تعظيمه وإنما سألوا عن القتال في الشهر الجرام لأنه وقع منهم ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الإثم، وكان المشركون عيّروهم بذلك.
وقيل: هو معطوف على الهاء في «به» وهذا لا يجوز عند البصريين إلا أن يعاد الجار.
وقيل: هو معطوف على السبيل وهذا لا يجوز لأنه معمول المصدر، والعطف بقوله: {«وَكُفْرٌ بِهِ»} يفرق بين الصلة والموصول.
والجيد أن يكون متعلقا بفعل محذوف دلّ عليه الصدّ تقديره: ويصدون عن المسجد كما قال تعالى: {«هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ»}.
{حَتََّى يَرُدُّوكُمْ}: يجوز أن تكون حتى بمعنى كي، وأن تكون بمعنى إلى، وهي في الوجهين متعلّقة بيقاتلونكم.(1/55)
{حَتََّى يَرُدُّوكُمْ}: يجوز أن تكون حتى بمعنى كي، وأن تكون بمعنى إلى، وهي في الوجهين متعلّقة بيقاتلونكم.
2: 218225
وجواب {إِنِ اسْتَطََاعُوا} محذوف قام مقامه: {«وَلََا يَزََالُونَ»}.
{فَيَمُتْ}: معطوف على يرتدد ويرتدد مظهر لمّا سكنت الدال الثانية لم يمكن تسكين الأولى لئلا يجتمع ساكنان.
ويجوز أن يكون في العربية يرتدّ. وقد قرئ في المائدة بالوجهين، وهناك تعلّل القراءتان إن شاء الله.
و {مِنْكُمْ} في موضع الحال من الفاعل المضمر.
219 {فِيهِمََا إِثْمٌ كَبِيرٌ}: الأحسن القراءة بالباء، لأنه يقال إثم كبير وصغير. ويقال في الفواحش العظام الكبائر، وفيما دون ذلك الصغائر.
وقد قرئ بالثاء وهو جيد في المعنى لأنّ الكثرة كبر، والكثير كبير، كما أنّ الصغير يسير حقير.
{وَإِثْمُهُمََا} و {«نَفْعِهِمََا»}: مصدران مضافان إلى الخمر والميسر فيجوز أن تكون إضافة المصدر إلى الفاعل لأنّ الخمر هو الذي يؤثم.
ويجوز أن تكون الإضافة إليهما لأنهما سبب الإثم أو محلّة.
{قُلِ الْعَفْوَ}: يقرأ بالرفع على أنه خبر، والمبتدأ محذوف تقديره: قل المنفق، وهذا إذا جعلت ماذا مبتدأ وخبرا. ويقرأ بالنصب بفعل محذوف، تقديره: ينفقون العفو وهذا إذا جعلت «ما»، و «ذا» اسما واحدا لأن العفو جواب، وإعراب الجواب كإعراب السؤال.
{كَذََلِكَ}: الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أى تبيينا مثل هذا التبيين يبيّن لكم.
220 {فِي الدُّنْيََا وَالْآخِرَةِ}: في متعلقة بيتفكّرون.
ويجوز أن تتعلّق بيبيّن.
{إِصْلََاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ}:
إصلاح مبتدأ، ولهم نعت له، وخير خبره فيجوز أن يكون التقدير خير لهم، ويجوز أن يكون خير لكم أي إصلاحهم نافع لكم.
ويجوز أن يكون لهم نعتا لخير قدّم عليه، فيكون في موضع الحال.
وجاز الابتداء بالنكرة وإن لم توصف لأنّ الاسم هنا في معنى الفعل، تقديره: أصلحوهم.
ويجوز أن تكون النكرة والمعرفة هنا سواء لأنه جنس.
{فَإِخْوََانُكُمْ}: أي فهم إخوانكم.
ويجوز في الكلام النّصب، وتقديره: فقد خالطتم إخوانكم.
و {الْمُفْسِدَ} و {«الْمُصْلِحِ»} هنا جنسان، وليس الألف واللام لتعريف المعهود.
{وَلَوْ شََاءَ اللََّهُ}: المفعول محذوف، تقديره:
ولو شاء الله إعناتكم {«لَأَعْنَتَكُمْ»}.
221 {وَلََا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكََاتِ}: ماضي هذا الفعل ثلاثة أحرف، يقال: نكحت المرأة، إذا تزوّجتها.
{وَلََا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ}: بضمّ التاء لأنه من أنكحت الرجل إذا زوّجته.
{وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}: لو هاهنا بمعنى إن، وكذا في كل موضع وقع بعد لو الفعل الماضي، وكان جوابها متقدما عليها. {وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}: يقرأ بالجر عطفا على الجنة، وبالرفع على الابتداء.
222 {عَنِ الْمَحِيضِ}: يجوز أن يكون المحيض موضع الحيض، وأن يكون نفس الحيض والتقدير: يسألونك عن الوطء في زمن الحيض، أو في مكان الحيض مع وجود الحيض.
{فَاعْتَزِلُوا النِّسََاءَ}: أي وطء النساء وهو كناية عن الوطء الممنوع.
ويجوز أن يكون كناية عن المحيض، ويكون التقدير: هو سبب أذى.
{حَتََّى يَطْهُرْنَ}: يقرأ بالتخفيف وماضيه طهرن أي انقطع دمهنّ. وبالتشديد والأصل يتطهّرن أي يغتسلن، فسكن التاء وقلبها طاء وأدغمها.
{مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللََّهُ}: من هنا لابتداء الغاية على أصلها أيّ من الناحية التي تنتهي إلى موضع الحيض.
ويجوز أن تكون بمعنى «في» ليكون ملائما لقوله {«فِي الْمَحِيضِ»} وفي الكلام حذف تقديره:
أمركم الله بالإتيان منه.
223 {حَرْثٌ لَكُمْ}: إنما أفرد الخبر والمبتدأ جمع لأنّ الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول أي محروثات.
{أَنََّى شِئْتُمْ}: أي كيف شئتم، وقيل: متى شئتم، وقيل: من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المأذون فيه والمفعول محذوف أي شئتم الإتيان.
ومفعول {قَدِّمُوا} محذوف، تقديره: نية الولد، أو نية الإعفاف.
{وَبَشِّرِ}: خطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم لجري ذكره في قوله: {«يَسْئَلُونَكَ»}.
224 {أَنْ تَبَرُّوا}: في موضع نصب مفعول من أجله أي مخافة أن تبرّوا، وعند الكوفيين لئلا تبرّوا.
وقال أبو إسحاق: هو في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي أن تبروا وتتّقوا خير لكم.
وقيل التقدير: في أن تبرّوا، فلما حذف حرف الجر نصب وقيل: هو في موضع جر بالحرف المحذوف.
225 {فِي أَيْمََانِكُمْ}: يجوز أن تتعلّق «في» بالمصدر، كما تقول: لغا في يمينه.
ويجوز أن يكون حالا منه، تقديره: باللّغو كائنا في أيمانكم.
ويقرّب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما، وكان صفة كقولك: باللغو الذي في أيمانكم.(1/56)
ويقرّب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما، وكان صفة كقولك: باللغو الذي في أيمانكم.
2: 226231
{بِمََا كَسَبَتْ}: يجوز أن تكون «ما» مصدرية، فلا تحتاج إلى ضمير، وأن تكون بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا.
226 {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ}: اللام متعلّقة بمحذوف، وهو الاستقرار، وهو خبر، والمبتدأ {«تَرَبُّصُ»}. وعلى قول الأخفش هو فعل وفاعل.
وأما {مِنْ} فقيل يتعلق بيؤلون، يقال: آلى من امرأته وعلى امرأته.
وقيل: الأصل على، ولا يجوز أن يقام «من» مقام «على» فعند ذلك تتعلّق من بمعنى الاستقرار.
وإضافة التربّص إلى الأشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى، وهو مفعول به على السعة.
والألف في {فَأْوُوا} منقلبة عن ياء، لقولك:
فاء يفيء فيئة.
227 {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلََاقَ} أي على الطلاق فلما حذف الحرف نصب.
ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى، فعدّاه بغير حرف.
والطلاق: اسم للمصدر والمصدر التطليق.
228 {وَالْمُطَلَّقََاتُ يَتَرَبَّصْنَ}: قيل لفظه خبر، ومعناه الأمر أي ليتربّصن.
وقيل هو على بابه والمعنى: وحكم المطلقات أن يتربّصن {«ثَلََاثَةَ قُرُوءٍ»} وانتصاب ثلاثة هنا على الظرف، وكذلك كلّ عدد أضيف إلى زمان أو مكان.
و {قُرُوءٍ}: جمع كثرة، والموضع موضع قلّة، فكان الوجه ثلاثة أقراء.
واختلف في تأويله فقيل: وضع جمع الكثرة في موضع جمع القلة.
وقيل: لما جمع في المطلقات أتى بلفظ جمع الكثرة لأنّ كلّ مطلقة تتربص ثلاثة.
وقيل التقدير: ثلاثة أقراء من قروء. واحد القروء قرء، وقرئ بالفتح والضم.
{مََا خَلَقَ اللََّهُ}: يجوز أن تكون بمعنى الذي، وأن تكون نكرة موصوفة والعائد محذوف أي خلقه الله.
{فِي أَرْحََامِهِنَّ}: يتعلق بخلق.
ويجوز أن يكون حالا من المحذوف، وهي حال مقدرة لأن وقت خلقه ليس بشيء جتى يتمّ خلقه.
{وَبُعُولَتُهُنَّ}: الجمهور على ضمّ التاء، وأسكنها بعض الشذاذ، ووجهها أنه حذف الإعراب لأنه شبّهه بالمتصل، نحو عضد وعجز. {فِي ذََلِكَ}: قيل ذلك كناية عن العدّة فعلى هذا يتعلق بأحق أي يستحقّ رجعتها ما دامت في العدة.
وليس المعنى أنه أحقّ أن يردّها في العدة وإنما يردّها في النكاح أو إلى النكاح.
وقيل: ذلك كناية عن النكاح فتكون «في» متعلقة بالردّ.
{بِالْمَعْرُوفِ}: يجوز أن تتعلّق الباء بالاستقرار في قوله: {«وَلَهُنَّ»} أي استقرّ ذلك بالحق.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمثل، لأنه لم يتعرف بالإضافة.
{وَلِلرِّجََالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}: درجة مبتدأ، وللرجال الخبر. عليهنّ:
يجوز أن يكون متعلقا بالاستقرار في اللام ويجوز أن يكون في موضع نصب حالا من الدرجة والتقدير: درجة كائنة عليهن، فلما قدم وصف النكرة عليها صار حالا.
ويضعف أن يكون عليهنّ الخبر، ولهن حال من درجة لأنّ العامل حينئذ معنوي، والحال لا يتقدم عليه.
229 {الطَّلََاقُ مَرَّتََانِ}: تقديره: عدد الطلاق الذي يجوز معه الرّجعة مرتان.
{فَإِمْسََاكٌ}: أي فعليكم إمساك.
و {بِمَعْرُوفٍ}: يجوز أن يكون صفة لإمساك، وأن يكون في موضع نصب بإمساك.
{أَنْ تَأْخُذُوا}: مفعوله {«شَيْئاً»} و {«مِمََّا»} وصف له قدّم عليه فصار حالا. و «من» للتبعيض، و «ما» بمعنى الذي، «وآتيتم» تتعدّى إلى مفعولين، وقد حذف أحد هما، وهو العائد على ما تقديره:
آتيتموهنّ إياه.
{إِلََّا أَنْ يَخََافََا}: أن والفعل في موضع نصب على الحال والتقدير: إلا خائفين، وفيه حذف مضاف تقديره: ولا يحلّ لكم أن تأخذوا على كل حال، أو في كل حال، إلا في حال الخوف.
وقد قرئ يخافا بضم الياء أي يعلم منهما ذلك، أو يخشى. {أَلََّا يُقِيمََا}: في موضع نصب بيخافا تقديره: إلا أن يخافا ترك حدود الله.
{عَلَيْهِمََا}: خبر لا.
و {فِيمَا}: متعلق بالاستقرار. ولا يجوز أن يكون عليهما في موضع نصب بجناح، و {«فِيمَا افْتَدَتْ»} الخبر لأنّ اسم «لا» إذا عمل ينوّن.
{تِلْكَ حُدُودُ اللََّهِ}: مبتدأ وخبره.
و {تَعْتَدُوهََا}، بمعنى تتعدّوها.
230 {فَلََا جُنََاحَ عَلَيْهِمََا أَنْ يَتَرََاجَعََا} أي في أن يتراجعا.
{يُبَيِّنُهََا}: يقرأ بالياء والنون، والجملة في موضع نصب من الحدود، والعامل فيها معنى الإشارة.
231 {ضِرََاراً}: مفعول من أجله.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مضارين كقولك: جاء زيد ركضا.
و {لِتَعْتَدُوا}: اللام متعلقة بالضرار. ويجوز أن تكون اللام لام العاقبة.
{نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ}: يجوز أن يكون «عليكم» في موضع نصب بنعمة لأنها مصدر أي أن أنعم الله عليكم. ويجوز أن يكون حالا منها، فيتعلق بمحذوف.(1/57)
{نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ}: يجوز أن يكون «عليكم» في موضع نصب بنعمة لأنها مصدر أي أن أنعم الله عليكم. ويجوز أن يكون حالا منها، فيتعلق بمحذوف.
2: 232234
{وَمََا أَنْزَلَ}: يجوز أن يكون «ما» في موضع نصب عطفا على النعمة فعلى هذا يكون {«يَعِظُكُمْ»} حالا إن شئت من ما، والعائد إليها الهاء في به وإن شئت من اسم الله.
ويجوز أن تكون ما مبتدأ، ويعظكم خبره.
و {مِنَ الْكِتََابِ}: حال من الهاء المحذوفة، تقديره: وما أنزله عليكم.
232 {أَنْ يَنْكِحْنَ}: تقديره من أن ينكحن، أو عن أن ينكحن فلما حذف الحرف صار في موضع نصب عند سيبويه.
وعند الخليل هو في موضع جرّ.
{إِذََا تَرََاضَوْا}: ظرف لأن ينكحن، وإن شئت جعلته ظرفا لتعضلوهنّ.
{بِالْمَعْرُوفِ}: يجوز أن يكون حالا من الفاعل، وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي تراضيا كائنا بالمعروف، وأن يتعلق بنفس الفعل.
{ذََلِكَ}: ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون ذلكم لأنّ الخطاب في الآية كلّها للجمع، فأما الإفراد فيجوز أن يكون للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحده، وأن يكون لكل إنسان، وأن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع.
{أَزْكى ََ لَكُمْ}: الألف في أزكى مبدلة من واو لأنه من زكا يزكو. ولكم: صفة له.
{وَأَطْهَرُ} أي لكم.
233 {وَالْوََالِدََاتُ}:
الوالدات والوالدة: صفتان غالبتان فلذلك لا يذكر الموصوف معهما لجريهما مجرى الأسماء.
و {يُرْضِعْنَ}: مثل يتربّصن، وقد ذكر.
{حَوْلَيْنِ}: ظرف، و {«كََامِلَيْنِ»}: صفة له وفائدة هذه الصفة اعتبار الحولين من غير نقص، ولولا ذكر الصفة لجاز أن يحمل على ما دون الحولين بالشهر والشهرين.
{لِمَنْ أَرََادَ}:
تقديره: ذلك لمن أراد.
{أَنْ يُتِمَّ}: الجمهور على ضمّ الياء وتسمية الفاعل، ونصب {الرَّضََاعَةَ}.
وتقرأ بالتاء مفتوحة ورفع الرضاعة.
والجيّد فتح الراء في الرضاعة وكسرها جائز.
وقد قرئ به.
{وَعَلَى الْمَوْلُودِ}: الألف واللام بمعنى الذي، والعائد عليها الهاء في {«لَهُ»}، وله القائم مقام الفاعل.
{بِالْمَعْرُوفِ}: حال من الرّزق والكسوة، والعامل فيها معنى الاستقرار في على.
{إِلََّا وُسْعَهََا}: مفعول ثان، وليس بمنصوب على الاستثناء لأن «كلف» تتعدى إلى مفعولين، ولو رفع الوسع هنا لم يجز لأنه ليس ببدل.
{لََا تُضَارَّ}: يقرأ بضم الراء وتشديدها.
وفيها وجهان:
أحدهما أنه على تسمية الفاعل وتقديره: لا تضارر بكسر الراء الأولى، والمفعول على هذا محذوف، تقديره: لا تضارّ والدة والدا بسبب ولدها.
والثاني أن تكون الراء الأولى مفتوحة على مالم يسمّ فاعله، وأدغم لأن الحرفين مثلان، ورفع لأن لفظه لفظ الخبر، ومعناه النهى.
ويقرأ بفتح الراء وتشديدها على أنه نهي وحرّك لالتقاء الساكنين، وكان الفتح أولى لتجانس الألف والفتحة قبلها وعلى هذه القراءة يجوز أن يكون أصله تضارر، وتضارر على تسمية الفاعل وترك تسميته على ما ذكرنا في قراءة الرفع.
وقرئ شاذا بسكون الراء. والوجه فيه أن يكون حذف الراء الثانية فرارا من التشديد في الحرف المكرر، وهو الراء وجاز الجمع بين الساكنين إما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف، أو لأنّ مدّة الألف تجري مجرى الحركة.
{عَنْ تَرََاضٍ}: في موضع نصب صفة لفصال. ويجوز أن يتعلّق بأرادا.
{وَتَشََاوُرٍ} أي منهما.
{تَسْتَرْضِعُوا}: مفعوله محذوف تقديره أجنبية، أو غير الأمّ.
{أَوْلََادَكُمْ}: مفعول حذف منه حرف الجر تقديره: لأولادكم فتعدّى الفعل إليه كقوله:
أمرتك الخير
{فَلََا جُنََاحَ}: الفاء جواب الشّرط.
و {إِذََا سَلَّمْتُمْ}: شرط أيضا، وجوابه ما يدلّ عليه الشرط الأول وجوابه وذلك المعنى هو العامل في إذا.
{مََا آتَيْتُمْ}: يقرأ بالمد، والمفعولان محذوفان، تقديره: ما أعطيتموهنّ إياه.
ويقرأ بالقصر تقديره: ما جئتم به، فحذف.
وقال أبو علي: تقديره: ما جئتم نقده أو تعجيله، كما تقول: أتيت الأمر أي فعلته.
234 {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ}: في هذه الآية أقوال:
أحدها أن الذين مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم ومثله: {«السََّارِقُ وَالسََّارِقَةُ»}، و {«الزََّانِيَةُ وَالزََّانِي»}. وقوله {«يَتَرَبَّصْنَ»} بيان الحكم المتلوّ. وهذا قول سيبويه.
والثاني أنّ المبتدأ محذوف، والذين قام مقامه تقديره: وأزواج الذين يتوفون منكم، والخبر يتربّصن، ودلّ على المحذوف قوله: {«وَيَذَرُونَ أَزْوََاجاً»}.
والثالث أنّ الذين مبتدأ، ويتربّصن الخبر، والعائد محذوف، تقديره: يتربّصن بعدهم أو بعد موتهم.
والرابع أن الذين مبتدأ، وتقدير الخبر:
أزواجهم يتربّصن فأزواجهم مبتدأ، ويتربصن الخبر، فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه.
والخامس أنه ترك الإخبار عن الذين، وأخبر عن الزوجات المتّصل ذكرهنّ بالذين لأن الحديث معهن في الاعتداد بالأشهر فجاء الإخبار عما هو المقصود وهذا قول الفراء.(1/58)
والخامس أنه ترك الإخبار عن الذين، وأخبر عن الزوجات المتّصل ذكرهنّ بالذين لأن الحديث معهن في الاعتداد بالأشهر فجاء الإخبار عما هو المقصود وهذا قول الفراء.
2: 235237
والجمهور على ضمّ الياء في يتوفون على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل والمعنى:
يستوفون آجالهم.
و {مِنْكُمْ}: في موضع الحال من الفاعل المضمر.
{وَعَشْراً}: أي عشر ليال لأنّ التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أوّل الشهر واليوم تبع لها.
{بِالْمَعْرُوفِ}: حال من الضمير المؤنّث في الفعل، أو مفعول به، أو نعت لمصدر محذوف. وقد تقدم مثله.
235 {مِنْ خِطْبَةِ النِّسََاءِ}: الجار والمجرور في موضع الحال من الهاء المجرورة فيكون العامل فيه عرّضتم.
ويجوز أن يكون حالا من «ما»، فيكون العامل فيه الاستقرار.
والخطبة بالكسرة: خطاب المرأة في التزويج وهي مصدر مضاف إلى المفعول والتقدير: من خطبتكم النساء.
و {أَوْ}: للإباحة، والمفعول محذوف تقديره أو أكنتموه، يقال: أكننت الشيء في نفسي، إذا كتمته وكننته، إذا سترته بثوب أو نحوه.
{وَلََكِنْ}: هذا الاستدراك من قوله: {«فِيمََا عَرَّضْتُمْ بِهِ»}.
{سِرًّا}: مفعول به لأنه بمعنى النكاح أي لا تواعدوهنّ نكاحا.
وقيل: هو مصدر في موضع الحال تقديره:
مستخفين بذلك والمفعول محذوف تقديره: لا تواعدوهنّ النكاح سرّا.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي مواعدة سرّا.
وقيل التقدير: في سرّ فيكون ظرفا.
{إِلََّا أَنْ تَقُولُوا}: في موضع نصب على الاستثناء من المفعول، وهو منقطع، وقيل: متّصل.
{وَلََا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ} أي على عقدة النّكاح.
وقيل: تعزموا بمعنى تنووا وهذا يتعدى بنفسه فيعمل عمله.
وقيل: تعزموا بمعنى تعقدوا فتكون عقدة النكاح مصدرا.
والعقدة بمعنى العقد، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول. 236 {مََا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ}: ما مصدرية، والزمان معها محذوف، تقديره: في زمن ترك مسهّن.
وقيل: ما شرطية أي إن لم تمسوهنّ.
ويقرأ: «تمسّوهنّ» بفتح التاء من غير ألف، على أنّ الفعل للرجال.
ويقرأ: «تماسوهنّ».
بضم التاء وألف بعد الميم، وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون في معنى القراءة الأولى، ويجوز أن يكون على نسبة الفعل إلى الرجال والنساء كالمجامعة والمباشرة لأنّ الفعل من الرجل، والتمكين من المرأة، والاستدعاء منها أيضا ومن هنا سمّيت زانية.
{فَرِيضَةً}: يجوز أن تكون مصدرا وأن تكون مفعولا به، وهو الجيد. وفعيلة هنا بمعنى مفعولة، والموصوف محذوف، تقديره: متعة مفروضة.
{وَمَتِّعُوهُنَّ}: معطوف على فعل محذوف، تقديره: فطلّقوهنّ ومتعوهنّ.
{عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}: الجمهور على الرفع، والجملة في موضع الحال من الفاعل تقديره: بقدر الوسع. وفي الجملة محذوف، تقديره: على الموسع منكم.
ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة لا موضع لها.
ويقرأ «قدره» بالنصب، وهو مفعول على المعنى لأنّ معنى متّعوهنّ، أي ليؤدّ كلّ منكم قدر وسعه.
وأجود من هذا أن يكون التقدير: فأوجبوا على الموسع قدره، والقدر والقدر لغتان، وقد قرئ بهما.
وقيل القدر بالتسكين: الطاقة، وبالتحريك:
المقدار.
{مَتََاعاً}: اسم للمصدر، والمصدر التمتيع، واسم المصدر يجري مجراه.
{حَقًّا}: مصدر حقّ ذلك حقّا. و {عَلَى}: متعلقة بالناصب للمصدر.
237 {وَقَدْ فَرَضْتُمْ}: في موضع الحال.
{فَنِصْفُ} أي فعليكم نصف، أو فالواجب نصف.
ولو قرئ بالنصب لكان وجهه: فأدّوا نصف ما فرضتم.
{إِلََّا أَنْ يَعْفُونَ}: أن والفعل في موضع نصب، والتقدير: فعليكم نصف ما فرضتم إلا في حال العفو، وقد سبق مثله في قوله: {«إِلََّا أَنْ يَخََافََا»}
بأبسط من هذا.
والنون في «يعفون» ضمير جماعة النساء، والواو قبلها لام الكلمة لأنّ الفعل هنا مبني فهو مثل يخرجن ويقعدن فأمّا قولك الرجال يعفون فهو مثل النساء يعفون في اللفظ، وهو مخالف له في التقدير، فالرجال يعفون أصله يعفوون مثل يخرجون، فحذفت الواو التي هي لام الفعل وبقيت واو الضمير، والنون علامة الرفع وفي قولك النساء يعفون لم يحذف منه شيء على ما بينّا.
{وَأَنْ تَعْفُوا}: مبتدأ، و {أَقْرَبُ} خبره، و {لِلتَّقْوى ََ} متعلّق بأقرب.
ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى وأقرب إلى التقوى، إلا أنّ اللام هنا تدلّ على معنى(1/59)
ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى وأقرب إلى التقوى، إلا أنّ اللام هنا تدلّ على معنى
2: 238245
غير معنى إلى وغير معنى من فمعنى اللام العفو أقرب من أجل التقوى، فاللام تدلّ على علّة قرب العفو.
وإذا قلت: أقرب إلى التقوى كان المعنى مقارب التقوى، كما تقول: أنت أقرب إليّ.
وأقرب من التقوى يقتضي أن يكون العفو والتقوى قريبين، ولكن العفو أشدّ قربا من التقوى.
وليس معنى الآية على هذا، بل على معنى اللام.
وتاء التقوى مبدلة من واو وواوها مبدلة من ياء لأنه من وقيت.
{وَلََا تَنْسَوُا الْفَضْلَ}: في {«وَلََا تَنْسَوُا»} من القراءات ووجهها ما ذكرناه في {«اشْتَرَوُا الضَّلََالَةَ»}.
{بَيْنَكُمْ}: ظرف لتنسوا أو حال من الفضل.
وقرئ: «ولا تناسوا الفضل» على باب المفاعلة، وهو بمعنى المتاركة، لا بمعنى السهو.
238 {حََافِظُوا}: يجوز أن يكون من المفاعلة الواقعة من واحد كعاقبت اللص، وعافاه الله. وأن يكون من المفاعلة الواقعة من اثنين، ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين إذ كان الوجوب حاثّا على الفعل، فكأنه شريك الفاعل الحافظ، كما قالوا في قوله: {«وَإِذْ وََاعَدْنََا مُوسى ََ»}
فالوعد كان من الله والقبول من موسى، وجعل القبول كالوعد. وفي حافظوا معنى لا يوجد في احفظوا، وهو تكرير الحفظ.
{وَالصَّلََاةِ الْوُسْطى ََ}:
خصّت بالذّكر وإن دخلت في الصلوات تفضيلا لها.
والوسطى: فعلى من الوسط.
{لِلََّهِ}: يجوز أن تتعلّق اللام بقوموا، وإن شئت ب {«قََانِتِينَ»}.
239 {فَرِجََالًا}:
حال من المحذوف، تقديره:
فصلّوا رجالا، أو فقوموا رجالا.
ورجالا: جمع راجل، كصاحب وصحاب، وفيه جموع كثيرة ليس هذا موضع ذكرها.
{كَمََا عَلَّمَكُمْ}: في موضع نصب أي ذكرا مثل ما علّمكم.
وقد سبق مثله في قوله: {«كَمََا أَرْسَلْنََا»}، وفي قوله: {وَاذْكُرُوهُ كَمََا هَدََاكُمْ»}.
240 {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ}: الذين مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: يوصون وصية، هذا على قراءة من نصب {«وَصِيَّةً»}.
ومن رفع الوصية فالتقدير: وعليهم وصية، و «عليهم» المقدّرة خبر لوصية.
و {لِأَزْوََاجِهِمْ}: نعت للوصية.
وقيل: هو خبر الوصية، وعليهم خبر ثان أو تبيين.
وقيل: الذين فاعل فعل محذوف، تقديره:
ليوص الذين يتوفّون وصية، وهذا على قراءة من نصب وصية.
{مَتََاعاً إِلَى الْحَوْلِ}: مصدر لأنّ الوصية دلّت على يوصون، ويوصون بمعنى يمتّعون.
ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها، أو صفة لوصية.
وإلى الحول متعلق بمتاع، أو صفة له.
وقيل: متاعا حال أي متمتّعين، أو ذوي متاع.
{غَيْرَ إِخْرََاجٍ}: غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عن الأخفش تقديره: لا إخراجا. وقال غيره: هو حال. وقيل: هو صفة متاع.
وقيل التقدير: من غير إخراج.
241 {وَلِلْمُطَلَّقََاتِ مَتََاعٌ}: ابتداء وخبر.
و {حَقًّا}: مصدر. وقد ذكر مثله قبل.
242 {كَذََلِكَ يُبَيِّنُ اللََّهُ}: قد ذكر في آية الصيام.
243 {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ}: الأصل في ترى ترأى، مثل ترعى، إلا أن العرب اتّفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا، ولا يقاس عليه وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله، ولما حذفت الهمزة بقي آخر الفعل ألفا، فحذفت في الجزم، والألف منقلبة عن ياء. فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة.
وإنّما عدّاه هنا بإلى لأنّ معناه ألم ينته علمك إلى كذا؟ والرؤية هنا بمعنى العلم.
والهمزة في «ألم» استفهام، والاستفهام إذا دخل على النفي صار إيجابا، وتقريرا، ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى.
{ثُمَّ أَحْيََاهُمْ}: معطوف على فعل محذوف، تقديره: فماتوا ثم أحياهم.
وقيل: معنى الأمر هنا الخبر لأن قوله: {«فَقََالَ لَهُمُ اللََّهُ مُوتُوا»} أي فأماتهم فكان العطف على المعنى.
وألف أحيا منقلبة عن ياء.
244 {وَقََاتِلُوا}: المعطوف عليه محذوف، تقديره: فأطيعوا وقاتلوا أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر.
245 {مَنْ ذَا الَّذِي}: من استفهام في موضع رفع بالابتداء، وذا خبره والذي نعت لذا، أو بدل منه.
و {يُقْرِضُ}: صلة الذي، ولا يجوز أن تكون من وذا بمنزلة اسم واحد، كما كانت «ماذا» لأن «ما» أشدّ إبهاما من «من» إذا كانت من لمن يعقل، ومثله: {«مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ»}.
والقرض: اسم للمصدر، والمصدر على الحقيقة الإقراض.
ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض، كالخلق بمعنى المخلوق فيكون مفعولا به.
و {حَسَناً}: يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، تقديره: من ذا الذي يقرض الله مالا إقراضا حسنا.
ويجوز أن يكون صفة للمال، ويكون بمعنى الطيب أو الكثير.(1/60)
ويجوز أن يكون صفة للمال، ويكون بمعنى الطيب أو الكثير.
2: 246247
{فَيُضََاعِفَهُ}: يقرأ بالرفع عطفا على يقرض، أو على الاستئناف أي فالله يضاعفه.
ويقرأ بالنصب وفيه وجهان:
أحد هما أن يكون معطوفا على مصدر يقرض في المعنى، ولا يصحّ ذلك إلا بإضمار «أن» ليصير مصدرا معطوفا على مصدر، تقديره: من ذا الذي يكون منه قرض فمضاعفة من الله.
والوجه الثاني أن يكون جواب الاستفهام على المعنى لأن المستفهم عنه وإن كان المقرض في اللفظ فهو عن الإقراض في المعنى فكأنه قال:
أيقرض الله أحد فيضاعفه ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ لأن المستفهم عنه في اللفظ المقرض لا القرض.
فإن قيل: لم لا يعطف على المصدر الذي هو قرضا، كما يعطف الفعل على المصدر بإضمار أن مثل قول الشاعر:
للبس عباءة وتقرّ عيني قيل: لا يصح هذا لوجهين:
أحدهما أنّ قرضا هنا مصدر مؤكّد، والمصدر المؤكد لا يقدّر بأن والفعل.
والثاني أن عطفه عليه يوجب أن يكون معمولا ليقرض. ولا يصحّ هذا في المعنى لأن المضاعفة ليست مقرضة وإنما هي فعل من الله.
ويقرأ: يضعّفه بالتشديد من غير ألف، وبالتخفيف مع الألف، ومعنا هما واحد. ويمكن أن يكون التشديد للتكثير.
ويضاعف من باب المفاعلة الواقعة من واحد كما ذكرنا في «حافظوا».
و {أَضْعََافاً}: جمع ضعف، والضعف هو العين، وليس بالمصدر، والمصدر الإضعاف أو المضاعفة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الهاء، في يضاعفه.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى لأن معنى يضاعفه يصيّره أضعافا.
ويجوز أن يكون جمع ضعف، والضعف اسم وقع موقع المصدر كالعطاء فإنه اسم للمعطى وقد استعمل بمعنى الإعطاء قال القطامي:
أكفرا بعد ردّ الموت عنّي ... وبعد عطائك المائة الرّتاعا
فيكون انتصاب أضعافا على المصدر.
فإن قيل: فكيف جمع؟ قيل: لاختلاف جهات التضعيف بحسب اختلاف الإخلاص، ومقدار المقرض، واختلاف أنواع الجزاء.
ويبسط: يقرأ بالسين، وهو الأصل، وبالصاد على إبدالها من السين لتجانس الطاء في الاستعلاء.
246 {مِنْ بَنِي إِسْرََائِيلَ}: من تتعلّق بمحذوف لأنها حال أي كائنا من بني إسرائيل.
و {مِنْ بَعْدِ}: متعلق بالجار الأول، أو بما يتعلق به الأوّل والتقدير: من بعد موت موسى.
و {إِذْ}: بدل من «بعد»، لأنهما زمان.
{نُقََاتِلْ}: الجمهور على النون، والجزم على جواب الأمر.
وقد قرئ بالرفع في الشاد على الاستئناف.
وقرئ بالياء والرفع على أنه صفة لملك.
وقرئ بالياء والجزم أيضا على الجواب، ومثله:
{«فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي»} بالرفع والجزم.
{عَسَيْتُمْ}: الجمهور على فتح السين لأنه على فعل، تقول عسى مثل رمى.
ويقرّأ بكسرها، وهي لغة، والفعل منها عسى مثل خشي، واسم الفاعل عس مثل عم، حكاه ابن الأعرابي.
وخبر عسى {أَلََّا تُقََاتِلُوا}، والشرط معترض بينهما.
{وَمََا لَنََا}: ما استفهام في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر، ودخلت الواو لتدلّ على ربط هذا الكلام بما قبله، ولو حذفت لجاز أن يكون منقطعا عنه، وهو استفهام في اللفظ وإنكار في المعنى.
{أَلََّا نُقََاتِلَ}: تقديره: في أن لا نقاتل أي في ترك القتال، فتتعلق «في» بالاستقرار، أو بنفس الجار، فيكون «أن لا نقاتل» في موضع نصب عند سيبويه، وجر عند الخليل.
وقال الأخفش: أن زائدة، والجملة حال تقديره: وما لنا غير مقاتلين، مثل قوله: {«مََا لَكَ لََا تَأْمَنََّا»}، وقد أعمل «أن» وهي زائدة. {وَقَدْ أُخْرِجْنََا}: جملة في موضع الحال، والعامل نقاتل.
{وَأَبْنََائِنََا}: معطوف على ديارنا، وفيه حذف مضاف، تقديره: ومن بين أبنائنا.
247 {طََالُوتَ}: هو اسم أعجمي معرفة فلذلك لم ينصرف، وليس بمشتق من الطول، كما أن إسحاق ليس بمشتق من السحق، وإنما هي ألفاظ تقارب ألفاظ العربية.
و {مَلِكاً}: حال.
و {أَنََّى}: بمعنى أين، أو بمعنى كيف، وموضعها نصب على الحال من الملك، والعامل فيها «يكون» ولا يعمل فيها واحد من الظّرفين لأنه عامل معنوي، فلا يتقدم الحال عليه.
و {يَكُونُ}: يجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر {«لَهُ»}، و {«عَلَيْنََا»} حال من الملك، والعالم فيه يكون أو الخبر.
ويجوز أن يكون الخبر علينا، وله حال.
ويجوز أن تكون التامة، فيكون «له» متعلّقا بيكون وعلينا حال، والعامل فيه يكون.
{وَنَحْنُ أَحَقُّ}: في موضع الحال، والباء ومن يتعلقان بأحقّ.(1/61)
{وَنَحْنُ أَحَقُّ}: في موضع الحال، والباء ومن يتعلقان بأحقّ.
2: 248252
وأصل السعة وسعة بفتح الواو وحقّها في الأصل الكسر وإنما حذفت في المصدر لما حذفت في المستقبل، وأصلها في المستقبل الكسر، وهو قولك:
يسع، ولولا ذلك لم تحذف، كما لم تحذف في يوجل ونوجل وإنما فتحت من أجل حرف الحلق، فالفتحة عارضة، فأجرى عليها حكم الكسرة، ثم جعلت في المصدر مفتوحة لتوافق الفعل ويدلّك على ذلك أنّ قولك وعد يعد مصدره عدة بالكسر لما خرج على أصله.
و {مِنَ الْمََالِ}: نعت للسّعة.
{فِي الْعِلْمِ}: يجوز أن يكون نعتا للبسطة وأن يكون متعلقا بها.
و {وََاسِعٌ}: قيل هو على معنى النّسب، أي هو ذو سعة.
وقيل: جاء على حذف الزائد، والأصل أوسع فهو موسع.
وقيل: هو فاعل وسع فالتقدير على هذا:
واسع الحلم لأنك تقول: وسعنا حلمه.
248 {أَنْ يَأْتِيَكُمُ}: خبر إن.
والتاء في {التََّابُوتُ} أصل ووزنه فاعول، ولا يعرف له اشتقاق. وفيه لغة أخرى التابوه بالهاء. وقد قرئ به شاذّا، فيجوز أن يكونا لغتين، وأن تكون الهاء بدلا من التاء. فإن قيل: لم لا يكون فعلونا من تاب يتوب؟
قيل: المعنى لا يساعده، وإنّما يشتقّ إذا صحّ المعنى.
{فِيهِ سَكِينَةٌ}: الجملة في موضع الحال، وكذلك {«تَحْمِلُهُ الْمَلََائِكَةُ»}.
و {مِنْ رَبِّكُمْ}: نعت للسكينة.
و {مِمََّا تَرَكَ}: نعت لبقية.
وأصل {بَقِيَّةٌ}: بقيية، ولام الكلمة واو ولا حجة في بقي لانكسار ما قبلها، ألا ترى أنّ شقيّ أصلها واو.
249 {بِالْجُنُودِ}:
في موضع الحال أي فصل ومعه الجنود.
والياء في {مُبْتَلِيكُمْ} بدل من واو لأنه من بلاه يبلوه.
و {بِنَهَرٍ}: بفتح الهاء وإسكانها لغتان، والمشهور في القراءة فتحها. وقرأ حميد ابن قيس بإسكانها. وأصل النّهر والنهار الاتساع، ومنه أنهر الدم.
{إِلََّا مَنِ اغْتَرَفَ}: استثناء من الجنس، وموضعه نصب، وأنت بالخيار إن شئت جعلته استثناء من «من» الأولى، وإن شئت من «من» الثانية. واغترف متعدّ.
و {غُرْفَةً} بفتح الغين وضمها، وقد قرئ بهما، وهما لغتان، وعلى هذا يحتمل أن تكون الغرفة مصدرا، وأن تكون المغروف. وقيل الغرفة بالفتح: المرة الواحدة، وبالضم قدر ما تحمله اليد.
و {بِيَدِهِ}: يتعلق باغترف. ويجوز أن يكون نعتا للغرفة، فيتعلق بالمحذوف.
{إِلََّا قَلِيلًا}: منصوب على الاستثناء من الموجب.
وقد قرئ في الشاذ بالرفع، وقد ذكرنا وجهه في قوله تعالى: {«ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلََّا قَلِيلًا مِنْكُمْ»}.
وعين الطاقة واو لأنه من الطّوق، وهو القدرة، تقول: طوقته الأمر.
وخبر لا {لَنَا} ولا يجوز أن تعمل في {«الْيَوْمَ»}، ولا في {«بِجََالُوتَ»} الطاقة إذ لو كان كذلك لنونّت، بل العامل فيهما الاستقرار. ويجوز أن يكون الخبر بجالوت فيتعلق بمحذوف.
ولنا: تبيين أو صفة لطاقة، واليوم يعمل في الاستقرار.
وجالوت مثل طالوت.
{كَمْ مِنْ فِئَةٍ}: كم هنا خبرية، وموضعها رفع بالابتداء.
و {غَلَبَتْ}: خبرها، ومن زائدة. ويجوز أن تكون في موضع رفع صفة لكم، كما تقول: عندي مائة من درهم ودينار.
وأصل فئة فيئة لأنه من فاء يفيء إذا رجع فالمحذوف عينها.
وقيل أصلها فيؤه لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته، فالفئة قطعة من الناس.
{بِإِذْنِ اللََّهِ}: في موضع نصب على الحال.
والتقدير: بإذن الله لهم وإن شئت جعلتها مفعولا به.
250 {لِجََالُوتَ}: تتعلق اللام ببرزوا.
ويجوز أن تكون حالا أي برزوا قاصدين لجالوت.
251 {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللََّهِ}: هو حال، أو مفعول به.
{وَلَوْلََا دَفْعُ اللََّهِ}: يقرأ بفتح الدّال من غير ألف، وهو مصدر مضاف إلى الفاعل، و {النََّاسَ} مفعوله. و {بَعْضَهُمْ}: بدل من الناس بدل بعض من كل.
ويقرأ دفاع بكسر الدال وبالألف، فيحتمل أن يكون مصدر دفعت أيضا، ويجوز أن يكون مصدر دافعت.
{بِبَعْضٍ}: هو المفعول الثاني يتعدّى إليه الفعل بحرف الجر.
252 {تِلْكَ آيََاتُ اللََّهِ}: تلك مبتدأ، وآيات الله الخبر.
و {نَتْلُوهََا}: يجوز أن يكون حالا من الآيات، والعامل فيها معنى الإشارة. ويجوز أن يكون مستأنفا.
و {بِالْحَقِّ}: يجوز أن يكون مفعولا به، وأن يكون حالا من ضمير الآيات المنصوب أي ملتبسة بالحق.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق.
ويجوز أن يكون حالا من الكاف أي ومعك الحق.(1/62)
ويجوز أن يكون حالا من الكاف أي ومعك الحق.
2: 253255
253 {تِلْكَ الرُّسُلُ}: مبتدأ، وخبر.
و {فَضَّلْنََا}: حال من الرسل، ويجوز أن يكون الرسل نعتا أو عطف بيان، وفضّلنا الخبر.
{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللََّهُ}: يجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له. ويجوز أن يكون بدلا من موضع فضّلنا.
ويقرأ «كلّم الله» بالنصب: ويقرأ «كالم الله».
و {دَرَجََاتٍ}: حال من بعضهم أي ذا درجات.
وقيل: درجات مصدر في موضع الحال.
وقيل: انتصابه على المصدر لأنّ الدرجة بمعنى الرفعة فكأنه قال: ورفعنا بعضهم رفعات.
وقيل: التقدير: على درجات، أو في درجات، أو إلى درجات فلما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه.
{مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُمُ}: يجوز أن تكون بدلا من بعدهم بإعادة حرف الجر.
ويجوز أن تكون «من» الثانية تتعلّق باقتتل، والضمير الأول يرجع إلى الرسل، والضمير في جاءتهم يرجع إلى الأمم.
{وَلََكِنِ}: استدراك لما دلّ الكلام عليه لأنّ اقتتالهم كان عن اختلافهم.
ثم بيّن الاختلاف بقوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} والتقدير: فاقتتلوا.
{وَلََكِنَّ اللََّهَ يَفْعَلُ مََا يُرِيدُ}: استدراك على المعنى أيضا لأن المعنى: ولو شاء الله لمنعهم، ولكنّ الله يفعل ما يريد وقد أراد ألا يمنعهم، أو أراد اختلافهم واقتتالهم.
254 {أَنْفِقُوا}: مفعوله محذوف، أي شيئا.
{مِمََّا}: «ما» بمعنى الذي، والعائد محذوف أي رزقناكموه.
{لََا بَيْعٌ فِيهِ}: في موضع رفع صفة ليوم.
{وَلََا خُلَّةٌ}: أي فيه.
{وَلََا شَفََاعَةٌ} أي فيه.
ويقرأ بالرفع والتنوين، وقد مضى تعليله في قوله: {«فَلََا رَفَثَ»}.
255 {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}: مبتدأ، وخبر وقد ذكرنا موضع هو في قوله: {«وَإِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ»}.
{الْحَيُّ الْقَيُّومُ}: يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو، وأن يكون مبتدأ والخبر لا تأخذه، وأن يكون بدلا من هو، وأن يكون بدلا من لا إله. والقيّوم: فيعول، من قام يقوم، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمتا. ولا يجوز أن يكون فعولا من هذا لأنه لو كان كذلك لكان قووما بالواو لأن العين المضاعفة أبدا من جنس العين الأصلية، مثل:
سبّوح وقدّوس، ومثل:
ضرّاب وقتّال فالزائد من جنس العين، فلما جاءت الياء دلّ أنه فيعول.
ويقرأ القيّم على فيعل، مثل سيّد وميّت.
ويقرأ القيام على فيعال، مثل بيطار.
وقد قرئ في الشاذ القائم، مثل قوله: {«قََائِماً بِالْقِسْطِ»}.
وقرئ في الشاذ أيضا:
«الحيّ القيّوم» بالنصب على إضمار أعنى.
وعين الحيّ ولامه ياءان، وله موضع يشبع القول فيه.
{لََا تَأْخُذُهُ}: يجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون له موضع، وفي ذلك وجوه:
أحدها أن يكون خبرا آخر لله، أو خبرا للحىّ.
ويجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في القيوم أي يقوم بأمر الخلق غير غافل.
وأصل السّنة وسنة، والفعل منه وسن يسن، مثل وعد يعد، فلما حذفت الواو في الفعل حذفت في المصدر.
{وَلََا نَوْمٌ}: لا زائدة للتوكيد، وفائدتها أنها لو حذفت لا حتمل الكلام أن يكون لا تأخذه سنة ولا نوم في حال واحدة، فإذا قال ولا نوم نفاهما على كل حال.
{لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ}: يجوز أن يكون خبرا آخر لما تقدم، وأن يكون مستأنفا.
{مَنْ ذَا الَّذِي}: قد ذكر في قوله تعالى: {«مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللََّهَ»}.
و {عِنْدَهُ}: ظرف ليشفع.
وقيل: يجوز أن يكون حالا من الضمير في يشفع وهو ضعيف في المعنى لأن المعنى يشفع إليه. وقيل: بل الحال أقوى لأنه إذا لم يشفع من هو عنده وقريب منه فشفاعة غيره أبعد.
{إِلََّا بِإِذْنِهِ}: في موضع الحال والتقدير: لا أحد يشفع عنده إلّا مأذونا له أو إلا ومعه إذن، أو إلا في حال الإذن.
ويجوز أن يكون مفعولا به أي بإذنه يشفعون كما تقول: ضرب بسيفه أي هو آلة الضرب.
و {يَعْلَمُ}: يجوز أن يكون خبرا آخر وأن يكون مستأنفا.
{مِنْ عِلْمِهِ}: أي معلومه لأنه قال: إلا بما شاء وعلمه الّذي هو صفة له لا يحاط به ولا بشيء منه ولهذا قال: {«وَلََا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً»}.
{إِلََّا بِمََا شََاءَ}: بدل من شيء كما تقول:
ما مررت بأحد إلا بزيد.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ}: الجمهور على فتح الواو وكسر السين على أنه فعل، والكرسيّ فاعله.
ويقرأ بسكون السين على تخفيف الكسرة كعلم في علم.
ويقرأ بفتح الواو وسكون السين ورفع العين.
كرسيّه بالجرّ.(1/63)
كرسيّه بالجرّ.
2: 256259
و (السموات والأرض) بالرفع على أنه مبتدأ وخبر.
والكرسيّ: فعليّ من الكرس، وهو الجمع، والفصيح فيه ضم الكاف. ويجوز كسرها للإتباع.
{وَلََا يَؤُدُهُ}: الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل.
ويقرأ بحذف الهمزة، كما حذفت همزة أناس.
ويقرأ بواو مضمومة مكان الهمزة على الإبدال.
و {الْعَلِيُّ}: فعيل، وأصله عليو لأنه من علا يعلو.
256 {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ}: الجمهور على إدغام الدال في التا، لأنها من مخرجها وتحويل الدال إلى التاء أولى لأن الدال شديدة والتاء مهموسة، والمهموس أخفّ.
ويقرأ بالإظهار، وهو ضعيف لما ذكرنا.
والرّشد بضم الراء وسكون الشين هو المشهور، وهو مصدر من رشد بفتح الشين يرشد بضمّها.
ويقرأ بفتح الراء والشين، وفعله رشد يرشد، مثل علم يعلم.
{مِنَ الْغَيِّ}: في موضع نصب على أنه مفعول، وأصل الغي غوى لأنه من غوى يغوي فقلبت الواو ياء لسكونها وسبقها ثم أدغمت. و {بِالطََّاغُوتِ}:
يذكر ويؤنث، ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذّكير والتأنيث، ومنه قوله: {«وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطََّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهََا»}.
وأصله طغيوت لأنه من طغيت تطغى.
ويجوز أن يكون من الواو لأنه يقال فيه: يطغو أيضا، والياء أكثر. وعليه جاء الطّغيان ثم قدّمت اللام فجعلت قبل الغين، فصار طيغوتا أو طوغوتا، فلما تحرّك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا، فوزنه الآن فلعوت، وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرّهبوت.
{الْوُثْقى ََ}: تأنيث الأوثق، مثل الوسطى والأوسط، وجمعه الوثق، مثل الصغر والكبر. وأما الوثق بضمتين فجمع وثيق.
{لَا انْفِصََامَ لَهََا}: في موضع نصب على الحال من العروة.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى.
257 {وَالَّذِينَ كَفَرُوا}: مبتدأ، {«أَوْلِيََاؤُهُمُ»}: مبتدأ ثان، {«الطََّاغُوتُ»} خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول.
وقد قرئ الطّواغيت على الجمع وإنما جمع وهو مصدر لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله.
{يُخْرِجُونَهُمْ}: مستأنف لا موضع له.
ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيه معنى الطاغوت، وهو نظير ما قال أبو علي في قوله: {«إِنَّهََا لَظى ََ. نَزََّاعَةً»}. وسنذكره في موضعه.
فأما {يُخْرِجُهُمْ}: فيجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من الضمير في {«وَلِيُّ»}.
258 {أَنْ آتََاهُ اللََّهُ}: في موضع نصب عند سيبويه، وجرّ عند الخليل لأن تقديره: لأن آتاه الله فهو مفعول من أجله والعامل فيه {«حَاجَّ»}، والهاء ضمير إبراهيم. ويجوز أن تكون ضمير الذي.
و {إِذْ}: يجوز أن تكون ظرفا لحاجّ، وأن تكون لآتاه. وذكر بعضهم أنه بدل من «أن آتاه» وليس بشيء لأنّ الظرف غير المصدر فلو كان بدلا لكان غلطا إلا أن تجعل «إذ» بمعنى أن المصدرية، وقد جاء ذلك وسيمرّ بك في القرآن مثله.
{أَنَا أُحْيِي}: الاسم الهمزة والنون، وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها.
وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف، وقد جاء ذلك في الشعر.
{فَإِنَّ اللََّهَ يَأْتِي}: دخلت الفاء إيذانا بتعلّق هذا الكلام بما قبله.
والمعنى إذا ادّعيت الإحياء والإماتة ولم تفهم فالحجة أنّ الله يأتي بالشمس هذا هو المعنى.
و {مِنَ الْمَشْرِقِ}، و {مِنَ الْمَغْرِبِ}: متعلّقان بالفعل المذكور وليسا حالين، وإنما هما لابتداء غاية الإتيان.
ويجوز أن يكونا حالين ويكون التقدير:
مسخّرة، أو منقادة.
{فَبُهِتَ}: على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء، وبفتح الباء وكسر الهاء وهما لغتان والفعل فيهما لازم.
ويقرأ بفتحهما فيجوز أن يكون الفاعل ضمير إبراهيم، و {«الَّذِي»} مفعول.
ويجوز أن يكون الذي فاعلا، ويكون الفعل لازما.
259 {أَوْ كَالَّذِي}: في الكاف وجهان:
أحدهما أنها زائدة، والتقدير: ألم تر إلى الذي حاجّ، أو الذي مرّ على قرية، وهو مثل قوله: {«لَيْسَ كَمِثْلِهِ»}.
والثاني هي غير زائدة، وموضعها نصب، والتقدير: أو رأيت مثل الذي ودلّ على هذا المحذوف قوله: {«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ»}.
و «أو» للتفصيل، أو للتخيير في التعجب بحال أي القبيلين شاء، وقد ذكر ذلك في قوله: {«أَوْ كَصَيِّبٍ»}، وغيره.
وأصل القرية من قريت الماء إذا جمعته، فالقرية مجتمع الناس.
{وَهِيَ خََاوِيَةٌ}: في موضع جرّ صفة لقرية.
{عَلى ََ عُرُوشِهََا}: يتعلق بخاوية لأنّ معناه واقعة على سقوفها.(1/64)
{عَلى ََ عُرُوشِهََا}: يتعلق بخاوية لأنّ معناه واقعة على سقوفها.
2: 260
وقيل: هو بدل من القرية، تقديره: مرّ على قرية على عروشها أي مرّ على عروش القرية وأعاد حرف الجر مع البدل.
ويجوز أن يكون على عروشها على هذا القول صفة للقرية، لا بدلا تقديره: على قرية ساقطة على عروشها فعلى هذا يجوز أن يكون {«وَهِيَ خََاوِيَةٌ»} حالا من العروش، وأن يكون حالا من القرية لأنها قد وصفت، وأن يكون حالا من هاء المضاف إليه والعامل معنى الإضافة، وهو ضعيف مع جوازه.
{أَنََّى}: في موضع نصب بيحيي وهي بمعنى متى فعلى هذا يكون ظرفا.
ويجوز أن يكون بمعنى كيف، فيكون موضعها حالا من هذه وقد تقدم لما فيه من الاستفهام.
{مِائَةَ عََامٍ}: ظرف لأماته على المعنى لأنّ المعنى ألبثه ميّتا مائة عام.
ولا يجوز أن يكون ظرفا على الظاهر لأن الإماتة تقع في ادنى زمان.
ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف، تقديره: فأماته، فلبث مائة عام ويدلّ على ذلك قوله: {«كَمْ لَبِثْتَ»} ثم قال: {«بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عََامٍ»}.
{كَمْ}: ظرف للبثت.
{لَمْ يَتَسَنَّهْ}: الهاء زائدة في الوقف، وأصل الفعل على هذا فيه وجهان:
أحدهما هو يتسنّن، من قوله: {«حَمَإٍ مَسْنُونٍ»}
فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الأخيرة ياء كما قلبت في تظّنيت، ثم أبدلت الياء ألفا، ثم حذفت للجزم.
والثاني أن يكون أصل الألف واوا، من قولك:
أسنى يسني إذا مضت عليه السّنون.
وأصل سنة سنوة، لقولهم سنوات.
ويجوز أن تكون الهاء أصلا، ويكون اشتقاقه من السنة، وأصلها سنهة، لقولهم سنهاء، وعاملته مسانهة فعلى هذا تثبت الهاء وصلا ووقفا وعلى الأول تثبت في الوقف دون الوصل، ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف.
فإن قيل: ما فاعل يتسنّى؟
قيل: يحتمل أن يكون ضمير الطعام والشراب لاحتياج كلّ واحد منهما إلى الآخر بمنزلة شيء واحد فلذلك أفرد الضّمير في الفعل.
ويحتمل أن يكون جعل الضمير لذلك، وذلك يكنّى به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد.
ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب إليه وإذا لم يتغيّر الشراب مع سرعة التغير إليه فأن لا يتغيّر الطعام أولى. ويجوز أن يكون أفرد في موضع التثنية، كما قال الشاعر:
فكأنّ في العينين حبّ قرنفل أو سنبل كحلّت به فانهلّت {وَلِنَجْعَلَكَ}:
معطوف على فعل محذوف، تقديره: أريناك ذلك لتعلم قدر قدرتنا ولنجعلك.
وقيل الواو زائدة. وقيل التقدير: ولنجعلك فعلنا ذلك.
كيف ننشرها: في موضع الحال من العظام، والعامل في «كيف» ننشرها ولا يجوز أن تعمل فيها {«انْظُرْ»} لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، ولكن كيف وننشرها جميعا حال من العظام، والعامل فيها «انظر»، تقديره: انظر إلى العظام محياة.
«وننشرها» يقرأ بفتح النون وضمّ الشين، وماضيه نشر وفيه وجهان:
أحدهما أن يكون مطاوع أنشر الله الميت فنشر، ويكون نشر على هذا بمعنى أنشر، فاللازم والمتعدي بلفظ واحد.
والثاني أن يكون من النّشر الذي هو ضدّ الطيّ أي يبسطها بالإحياء.
ويقرأ بضم النون وكسر الشين أي نحييها، وهو مثل قوله: {«إِذََا شََاءَ أَنْشَرَهُ»}.
ويقرأ بالزاي أي نرفعها، وهو من النّشز وهو المرتفع من الأرض، وفيها على هذا قراءتان:
ضمّ النون وكسر الشين من أنشزته.
وفتح النون وضم الشين وماضيه نشزته وهما لغتان:
و {لَحْماً}: مفعول ثان.
{قََالَ أَعْلَمُ}: يقرأ بفتح الهمزة واللام، على أنه أخبر عن نفسه.
ويقرأ بوصل الهمزة على الأمر، وفاعل قال {«اللََّهَ»}. وقيل فاعله عزيز وأمر نفسه كما يأمر المخاطب، كما تقول لنفسك: اعلم يا عبد الله، وهذا يسمّى التجريد. وقرئ بقطع الهمزة وفتحها وكسر اللام، والمعنى: أعلم الناس.
260 {وَإِذْ قََالَ}: العامل في «إذ» محذوف، تقديره: اذكر فهو مفعول به لا ظرف.
و {أَرِنِي}: يقرأ بسكون الراء وقد ذكر في قوله: {«وَأَرِنََا مَنََاسِكَنََا»}.
{كَيْفَ تُحْيِ}: الجملة في موضع نصب بأرني أي أرني كيفية إحياء الموتى، فكيف في موضع نصب بتحيي.
{لِيَطْمَئِنَّ}: اللام متعلقة بمحذوف، تقديره:
سألتك ليطمئنّ.
والهمزة في يطمئن أصل، ووزنه يفعل ولذلك جاء: {«فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ»}، مثل اقشعررتم.
{مِنَ الطَّيْرِ}: صفة لأربعة، وإن شئت علقتها بخذ.
وأصل الطير مصدر طار يطير طيرا، مثل باع يبيع بيعا، ثم سمّي الجنس بالمصدر.
ويجوز أن يكون أصله طيّرا مثل سيّد، ثم خففت كما خفف سيّد.
ويجوز أن يكون جمعا، مثل تاجر وتجر.(1/65)
ويجوز أن يكون جمعا، مثل تاجر وتجر.
2: 261265
والطّير واقع على الجنس، والواحد طائر.
{فَصُرْهُنَّ}: يقرأ بضم الصاد وتخفيف الراء، وبكسر الصاد وتخفيف الراء ولهما معنيان:
أحدهما أملهن، يقال صاره يصوره ويصيره، إذا أماله فعلى هذا تتعلّق «إلى» بالفعل وفي الكلام محذوف، تقديره: أملهنّ إليك ثم قطّعهنّ.
والمعنى الثاني أن يصوره ويصيره بمعنى يقطعه فعلى هذا في الكلام محذوف يتعلّق به «إلى» أي فقطعهن بعد أن تميلهنّ إليك.
والأجود عندي أن تكون {«إِلَيْكَ»} حالا من المفعول المضمر، تقديره: فقطّعهن مقربة إليك، أو ممالة، ونحو ذلك.
ويقرأ بضمّ الصاد وتشديد الراء ثم منهم من يضمّها، ومنهم من يفتحها، ومنهم من يكسرها، مثل مدهن، فالضمّ على الإتباع، والفتح للتخفيف، والكسر على أصل التقاء الساكنين والمعنى في الجميع من صرّه يصرّه إذا جمعه.
{مِنْهُنَّ}: في موضع نصب على الحال من {«جُزْءاً»} وأصله صفة للنكرة قدّم عليها فصار حالا.
ويجوز أن يكون مفعولا لا جعل.
وفي الجزء لغتان: ضمّ الزاي، وتسكينها، وقد قرئ بهما، وفيه لغة ثالثة كسر الجيم، ولم أعلم أحدا قرأ به.
وقرئ بتشديد الزاي من غير همزة. والوجه فيه أنه نوى الوقف عليه، فحذف الهمزة بعد أن ألقى حركتها على الزاي ثم شدّد الزاي كما تقول في الوقف: هذا فرحّ، ثمّ أجرى الوصل مجرى الوقف.
و {يَأْتِينَكَ}: جواب الأمر.
و {سَعْياً}: مصدر في موضع الحال أي ساعيات.
ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لأن السّعي والإتيان متقاربان، فكأنه قال: يأتينك إتيانا.
261 {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوََالَهُمْ}: في الكلام حذف مضاف تقديره: مثل إنفاق الذين ينفقون، أو مثل نفقة الّذين ينفقون. ومثل مبتدأ، و {«كَمَثَلِ حَبَّةٍ»} خبره وإنما قدّر المحذوف، لأنّ الذين ينفقون لا يشبّهون بالحبّة بل إنفاقهم أو نفقتهم.
{أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنََابِلَ}: الجملة في موضع جرّ صفة لحبة.
{فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}: ابتداء وخبر في موضع جرّ صفة لسنابل. ويجوز أن يرفع مائة حبّة بالجار، لأنه قد اعتمد لمّا وقع صفة.
ويجوز أن تكون الجملة صفة لسبع كقولك:
رأيت سبعة رجال أحرار وأحرارا.
ويقرأ في الشاذ مائة بالنصب، بدلا من سبع، أو بفعل محذوف تقديره: أخرجت.
والنون في «سنبلة» زائدة، وأصله من أسبل وقيل هي أصل.
والأصل في مائة مئية، يقال: أمأت الدراهم إذا صارت مائة، ثم حذفت اللام تخفيفا كما حذفت لام يد.
262 {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوََالَهُمْ}: مبتدأ، والخبر {«لَهُمْ أَجْرُهُمْ»}.
ولام الأذى ياء، يقال: أذى يأذى أذى، مثل نصب ينصب نصبا.
263 {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ}: مبتدأ، و {«مَغْفِرَةٌ»} معطوف عليه والتقدير: وسنت مغفرة لأنّ المغفرة من الله، فلا تفاضل بينها وبين فعل عبده.
ويجوز أن تكون المغفرة مجاوزة المزكّي واحتماله للفقير فلا يكون فيه حذف مضاف، والخبر {«خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ»}.
و {يَتْبَعُهََا}: صفة لصدقة.
وقيل: قول معروف مبتدأ، خبره محذوف أي أمثل من غيره، ومغفرة مبتدأ، وخير خبره.
264 {كَالَّذِي يُنْفِقُ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف، وفي الكلام حذف مضاف، تقديره: إبطالا كإبطال الذي ينفق.
ويجوز أن يكون في موضع الحال من ضمير الفاعلين أي لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي ينفق ماله أي مشبهين الذي يبطل إنفاقه بالرّياء.
و {رِئََاءَ النََّاسِ}: مفعول من أجله. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي ينفق مرائيا.
والهمزة الأولى في رئاء عين الكلمة، لأنه من راءى والأخيرة بدل من الياء، لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة كالقضاء والدّماء.
ويجوز تخفيف الهمزة الأولى بأن تقلب ياء فرارا من ثقل الهمزة بعد الكسرة، وقد قرئ به، والمصدر هنا مضاف إلى المفعول.
ودخلت الفاء في قوله: {«فَمَثَلُهُ»} لربط الجملة بما قبلها.
والصّفوان: جمع صفوانة، والجيّد أن يقال هو جنس لا جمع ولذلك عاد الضمير إليه بلفظ الإفراد في قوله: {«عَلَيْهِ تُرََابٌ»}. وقيل: هو مفرد. وقيل واحده صفا، وجمع فعل على فعلان قليل، وحكي صفوان بكسر الصاد، وهو أكثر الجموع.
ويقرأ بفتح الفاء، وهو شاذّ لأنّ فعلانا شاذ في الأسماء وإنما يجئ في المصادر مثل الغليان، والصفات مثل يوم صحوان.
و {عَلَيْهِ تُرََابٌ}: في موضع جرّ صفة لصفوان، ولك أن ترفع ترابا بالجرّ، لأنه قد اعتمد على ما قبله وأن ترفعه بالابتداء.
والفاء في: {فَأَصََابَهُ} عاطفة على الجار لأنّ تقديره: استقر عليه تراب فأصابه. وهذا أحد ما يقوّي شبه الظرف بالفعل.
والألف في «أصاب» منقلبة عن واو لأنه من صاب يصوب.
{فَتَرَكَهُ صَلْداً}: هو مثل قوله: {«وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمََاتٍ»}. وقد ذكر في أوّل السّورة.
{لََا يَقْدِرُونَ}: مستأنف لا موضع له وإنما جمع هنا بعد ما أفرد في قوله: «كالذي»، وما بعده لأنّ الذي هنا جنس، فيجوز أن يعود الضمير إليه مفردا وجمعا ولا يجوز أن يكون حالا من الذي لأنه قد فصل بينهما بقوله: {«فَمَثَلُهُ»} وما بعده.
265 {ابْتِغََاءَ}: مفعول من أجله، {وَتَثْبِيتاً}: معطوف عليه.
ويجوز أن يكون حالين أي مبتغين ومتثبّتين.
{مِنْ أَنْفُسِهِمْ}: يجوز أن يكون من بمعنى اللام: أي تثبيتا لأنفسهم، كما تقول: فعلت ذلك كسرا من شهوتي.
ويجوز أن تكون على أصلها أي تثبيتا صادرا من أنفسهم. والتثبيت: مصدر فعل متعدّ فعلى الوجه الأول يكون من أنفسهم مفعول المصدر.
وعلى الوجه الثاني يكون المفعول محذوفا تقديره:
ويثبتون أعمالهم بإخلاص النيّة.
ويجوز أن يكون تثبيتا بمعنى تثبّت فيكون لازما، والمصادر قد تختلف ويقع بعضها موقع بعض ومثله قوله تعالى: {«وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا»} أي تبتّلا.
وفي قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} حذف تقديره: ومثل نفقة الذين ينفقون لأنّ المنفق لا يشبه بالجنة، وإنما تشبّه النفقة التي تزكو بالجنة التي تثمر.
و (الرّبوة) بضم الراء وفتحها وكسرها ثلاث لغات، وفيها لغة أخرى رباوة، وقد قرئ بذلك كله.(1/66)
و (الرّبوة) بضم الراء وفتحها وكسرها ثلاث لغات، وفيها لغة أخرى رباوة، وقد قرئ بذلك كله.
2: 266267
{أَصََابَهََا}: صفة للجنة.
ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من الجنة لأنها قد وصفت.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في الجار، و «قد» مع الفعل مقدّرة.
ويجوز أن تكون الجملة صفة لربوة لأنّ الجنّة بعض الرّبوة.
والوابل من وبل، ويقال أوبل فهو موبل، وهي صفة غالبة لا يحتاج معها إلى ذكر الموصوف.
و (آتت): متعدّ إلى مفعولين، وقد حذف أحد هما أي أعطت صاحبها.
ويجوز أن يكون متعديا إلى واحد لأن معنى آتت أخرجت، وهو من الإيتاء وهو الرّيع.
والأكل بسكون الكاف وضمها لغتان، وقد قرئ جمعا، والواحد منه أكلة وهو المأكول، وأضاف الأكل إليها لأنها محلّه أو سببه.
و {ضِعْفَيْنِ}: حال أي مضاعفا.
{فَطَلٌّ}: خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
فالذي يصيبها طلّ، أو فالمصيب لها، أو فمصيبها.
ويجوز أن يكون فاعلا، تقديره: فيصيبها طلّ، وحذف الفعل لدلالة فعل الشرط عليه.
والجزم في {«يُصِبْهََا»} بلم لا بإن لأنّ «لم» عامل يختص بالمستقبل، وإن قد وليها الماضي، وقد يحذف معها الفعل، فجاز أن يبطل عملها.
266 {مِنْ نَخِيلٍ}: صفة لجنة، ونخيل جمع، وهو نادر، وقيل هو جنس.
و {تَجْرِي}: صفة أخرى.
{لَهُ فِيهََا مِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ}: في الكلام حذف، تقديره: له فيها رزق من كلّ، أو ثمرات من كل أنواع الثمرات.
ولا يجوز أن يكون من مبتدأ وما قبله الخبر لأن المبتدأ لا يكون جارا ومجرورا إلا إذا كان حرف الجر زائدا ولا فاعلا لأنّ حرف الجر لا يكون فاعلا، ولكن يجوز أن يكون صفة لمحذوف.
ولا يجوز أن تكون «من» زائدة على قول سيبويه، ولا على قول الأخفش لأن المعنى يصير: له فيها كلّ الثمرات، وليس الأمر على هذا إلا أن يراد به هاهنا الكثرة لا الاستيعاب فيجوز عند الأخفش لأنه يجوّز زيادة «من» في الواجب وإضافة «كل» إلى ما بعدها بمعنى اللام لأنّ المضاف إليه غير المضاف.
{وَأَصََابَهُ}: الجملة حال من أحد، و «قد» مرادة، تقديره: وقد أصابه. وقيل: وضع الماضي موضع المضارع. وقيل حمل في العطف على المعنى لأن المعنى: أيودّ أحدكم أن لو كانت له جنّة فأصابها، وهو ضعيف إذ لا حاجة إلى تغيير اللفظ مع صحة معناه.
{وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ}: جملة في موضع الحال من الهاء في أصابه.
واختلف في أصل الذرية على أربعة أوجه:
أحدها أن أصلها ذرّورة، من ذرّ يذرّ إذا نشر، فأبدلت الراء الثانية ياء لاجتماع الراءات، ثم أبدلت الواو ياء، ثم أدغمت، ثم كسرت الراء اتباعا، ومنهم من يكسر الذال اتباعا أيضا، وقد قرئ به.
والثاني أنه من ذرّ أيضا إلا أنه زاد الياءين، فوزنه فعليّة.
والثالث أنه من ذرا بالهمز، فأصله على هذا ذرّوءة فعّولة، ثم أبدلت الهمزة ياء، وأبدلت الواو ياء فرارا من ثقل الهمزة والواو والضمة.
والرابع أنه من ذرا يذرو، لقوله: {«تَذْرُوهُ الرِّيََاحُ»} فأصله ذرّووة، ثم أبدلت الواو ياء. ثم عمل ما تقدم. ويجوز أن يكون فعليّة على الوجهين.
{فَأَصََابَهََا}: معطوف على صفة الجنة.
267 {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبََاتِ}: المفعول محذوف أي شيئا من طيبات. وقد ذكر مستوفى فيما تقدم.
{وَلََا تَيَمَّمُوا}: الجمهور على تخفيف التاء، وماضيه تيمم، والأصل تتيمّموا، فحذف التاء الثانية، كما ذكر في قوله: {«تَظََاهَرُونَ»}.
ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف. وهو جمع بين ساكنين وإنما سوّغ ذلك المدّ الذي في الألف.
وقرئ بضم التاء وكسر الميم الأولى على أنه لم يحذف شيئا ووزنه تفعلوا.
{مِنْهُ}: متعلقة ب {«تُنْفِقُونَ»}، والجملة في موضع الحال من الفاعل في تيمّموا، وهي حال مقدرة لأن الإنفاق منه يقع بعد القصد إليه. ويجوز أن يكون حالا من الخبيث لأن في الكلام ضميرا يعود إليه أي منفقا منه.
و {الْخَبِيثَ}: صفة غالبة فلذلك لا يذكر معها الموصوف.
{وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ}: مستأنف لا موضع له.
{إِلََّا أَنْ تُغْمِضُوا}: في موضع الحال أي إلا في حال الإغماض.
والجمهور على ضمّ التاء وإسكان الغين وكسر الميم، وماضيه أغمض، وهو متعدّ، وقد حذف مفعوله أي تغمضوا أبصاركم أو بصائركم.
ويجوز أن يكون لازما مثل أغضى عن كذا، ويقرأ كذلك، إلا أنه بتشديد الميم وفتح الغين والتقدير: أبصاركم.
ويقرأ تغمضوا بضم التاء والتخفيف وفتح الميم على ما لم يسمّ فاعله والمعنى: إلا أن تحملوا على التغافل عنه والمسامحة فيه.
ويجوز أن يكون من أغمض إذا صودف على تلك الحال كقولك: أحمد الرجل أي وجد محمودا.
ويقرأ بفتح التاء وإسكان الغين وكسر الميم، من غمض يغمض، وهي لغة في غمض.
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الميم، وهو من غمض، كظرف، أي خفي عليكم رأيكم فيه.(1/67)
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الميم، وهو من غمض، كظرف، أي خفي عليكم رأيكم فيه.
2: 268275
268 {يَعِدُكُمُ}: أصله يوعدكم، فحذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، وهو يتعدّى إلى مفعولين. وقد يجيء بالباء، يقال:
وعدته بكذا.
{مَغْفِرَةً مِنْهُ}: يجوز أن يكون صفة، وأن يكون مفعولا متعلقا بيعد أي يعدكم من تلقاء نفسه.
{وَفَضْلًا}: تقديره: منه استغنى بالأولى عن إعادتها.
269 {وَمَنْ يُؤْتَ}: يقرأ بضمّ الياء وفتح التاء، و «من» على هذا مبتدأ، وما بعدها الخبر.
ويقرأ بكسر التاء فمن على هذا في موضع نصب بيؤت، ويؤت مجزوم بها، فقد عمل فيما عمل فيه، والفاعل ضمير اسم الله.
والأصل في {يَذَّكَّرُ}: يتذكر، فأبدلت التاء ذالّا لتقرب منها فتدغم.
270 {وَمََا أَنْفَقْتُمْ}: ما شرط. وموضعها نصب بالفعل الذي يليها، وقد ذكرنا مثله في قوله:
{«وَمََا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللََّهُ»}.
271 {فَنِعِمََّا}: نعم فعل جامد لا يكون فيه مستقبل، وأصله نعم كعلم، وقد جاء على ذلك في الشعر إلا أنهم سكّنوا العين، ونقلوا حركتها إلى النون ليكون دليلا على الأصل.
ومنهم من يترك النون مفتوحة على الأصل.
ومنهم من يكسر النون والعين اتباعا، وبكلّ قد قرئ.
وفيه قراءة أخرى هنا وهي إسكان العين والميم مع الإدغام، وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين وقيل:
إن الراوي لم يضبط القراءة لأن القارئ اختلس كسرة العين فظنّه إسكانا.
وفاعل نعم مضمر، وما بمعنى شيء، وهو المخصوص بالمدح أي نعم الشيء شيئا.
{هِيَ}: خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال: ما الشيء الممدوح؟ فيقال: هي أي الممدوح الصدقة.
وفيه وجه آخر وهو أن يكون هي مبتدأ مؤخرا، ونعم وفاعلها الخبر أي الصدقة نعم الشيء، واستغنى عن ضمير يعود على المبتدأ لاشتمال الجنس على المبتدأ.
{فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}: الجملة جواب الشرط، وموضعها جزم، وهو ضمير مصدر لم يذكر، ولكن ذكر فعله والتقدير: فالإخفاء خير لكم، أو فدفعها إلى الفقراء في خفية خير.
ونكفّر عنكم: يقرأ بالنون على إسناد الفعل إلى الله عز وجل.
ويقرأ بالياء على هذا التقدير أيضا وعلى تقدير آخر وهو يكون الفاعل ضمير الإخفاء.
ويقرأ: وتكفّر بالتاء على أنّ الفعل مسند إلى ضمير الصدقة.
ويقرأ بجزم الراء عطفا على موضع فهو، وبالرفع على إضمار مبتدأ أي ونحن، أو وهي.
و {مِنْ} هنا زائدة عند الأخفش فيكون {«سَيِّئََاتِكُمْ»} المفعول، وعند سيبويه المفعول محذوف أي شيئا من سيئاتكم.
والسيئة: فعيلة، وعينها واو لأنها من ساء يسوء، فأصلها سيوئه ثم عمل فيها ما ذكرنا في:
صيّب. 273 {لِلْفُقَرََاءِ}: في موضع رفع خبر ابتداء محذوف، تقديره: الصدقات المذكورة للفقراء.
وقيل: التقدير أعطوا للفقراء.
{فِي سَبِيلِ اللََّهِ}: «في» متعلقة بأحصروا على أنها ظرف له.
ويجوز أن تكون حالا أي أحصروا مجاهدين.
{لََا يَسْتَطِيعُونَ}: في موضع الحال، والعامل فيه أحصروا أيّ أحصروا عاجزين.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
{يَحْسَبُهُمُ}: حال أيضا. ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له.
وفيه لغتان: كسر السين وفتحها، وقد قرئ بهما.
و {الْجََاهِلُ}: جنس، فلذلك لم يجمع، ولا يراد به واحد.
{مِنَ التَّعَفُّفِ}: يجوز أن يتعلق «من» بيحسب أي يحسبهم من أجل التعفّف.
ولا يجوز أن يتعلق بمعنى أغنياء لأن المعنى يصير إلى ضدّ المقصود وذلك أنّ معنى الآية أنّ حالهم يخفى على الجاهل بهم فيظنهم أغنياء، ولو علقت «من» بأغنياء صار المعنى أن الجاهل يظنّ أنهم أغنياء ولكن بالتعفّف والغنيّ بالتعفف فقير من المال.
{تَعْرِفُهُمْ}: يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفا، و {«لََا يَسْئَلُونَ»}: مثله.
و {إِلْحََافاً}: مفعول من أجله.
ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف دلّ عليه يسألون فكأنه قال: لا يلحفون.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره: ولا يسألون ملحفين.
274 {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ}: الموصول وصلته مبتدأ، وقوله: {«فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ»} جملة في موضع الخبر، ودخلت الفاء هنا لشبه «الذي» بالشّرط في إبهامه ووصله بالفعل.
{بِاللَّيْلِ}: ظرف، والباء فيه بمعنى في.
و {سِرًّا، وَعَلََانِيَةً}: مصدران في موضع الحال.
275 {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبََا}: مبتدأ. {«لََا يَقُومُونَ»}: خبره.
والكاف في موضع نصب وصفا لمصدر محذوف تقديره: إلا قياما مثل قيام الذي يتخبّطه.(1/68)
والكاف في موضع نصب وصفا لمصدر محذوف تقديره: إلا قياما مثل قيام الذي يتخبّطه.
2: 276282
ولام الربا واو لأنّه من ربا يربو، وتثنيته ربوان، ويكتب بالألف.
وأجاز الكوفيون كتبه وتثنيته بالياء قالوا لأجل الكسرة التي في أوله وهو خطأ عندنا.
و {مِنَ الْمَسِّ}: يتعلق بيتخبّطه أي من جهة الجنون، فيكون في موضع نصب.
{ذََلِكَ}: مبتدأ، و {«بِأَنَّهُمْ قََالُوا»} الخبر أي مستحق بقولهم.
{جََاءَهُ مَوْعِظَةٌ}: إنما لم تثبت التاء لأن تأنيث الموعظة غير حقيقي، فالموعظة والوعظ بمعنى.
276 {يَمْحَقُ اللََّهُ الرِّبََا}: روى أبو زيد الأنصاري أنّ بعضهم قرأ بكسر الراء، وضمّ الباء، وواو ساكنة، وهي قراءة بعيدة، إذ ليس في الكلام اسم في آخره واو قبلها ضمّة لا سيما وقبل الضمة كسرة وقد يؤوّل على أنه وقف على مذهب من قال هذه افعوا، فتقلب الألف في الوقف واوا فإما أن يكون لم يضبط الراوي حركة الباء، أو يكون سمى قربها من الضمة ضمّا.
278 {مََا بَقِيَ}: الجمهور على فتح الياء، وقد قرئ شاذّا بسكونها، ووجهه أنه خفّف بحذف الحركة عن الياء بعد الكسرة، وقد قال المبرد:
تسكين ياء المنقوص في النصب من أحسن الضرورة، هذا مع أنه معرب فهو في الفعل الماضي أحسن.
279 {فَأْذَنُوا}: يقرأ بوصل الهمزة وفتح الذال وماضيه أذن، والمعنى: فأيقنوا بحرب.
ويقرأ بقطع الهمزة والمد وكسر الذال وماضيه آذن أي أعلم، والمفعول محذوف أي فأعلموا غيركم.
وقيل المعنى: صيروا عالمين بالحرب.
{لََا تَظْلِمُونَ وَلََا تُظْلَمُونَ}: يقرأ بتسمية الفاعل في الأوّل، وترك التسمية في الثاني ووجهه أنّ منعهم من الظلم أهمّ فبدئ به.
ويقرأ بالعكس والوجه فيه أنه قدم ما تطمئن به نفوسهم من نفي الظلم عنهم، ثم منعهم من الظلم.
ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى واحد لأن الواو لا ترتب.
280 {وَإِنْ كََانَ ذُو عُسْرَةٍ}: كان هنا التامة أي إن حدث ذو عسرة. وقيل: هي الناقصة، والخبر محذوف تقديره: وإن كان ذو عسرة لكم عليه حقّ أو نحو ذلك.
ولو نصب فقال: ذا عسرة لكان الذي عليه الحق معنيا بالذكر السابق، وليس ذلك في اللفظ إلا أن يتمحل لتقديره. والعسرة والعسر بمعنى.
فنظرة بكسر الظاء مصدر بمعنى التأخير، والجمهور على الكسر. ويقرأ بالإسكان إيثارا للتخفيف كفخذ وفخذ، وكتف وكتف.
ويقرأ فناظرة بالألف، وهي مصدر كالعاقبة والعافية ويقرأ فناظره على الأمر، كما تقول: ساهله بالتأخير.
{إِلى ََ مَيْسَرَةٍ}: أي إلى وقت ميسرة، أو وجود ميسرة.
والجمهور على فتح السين والتأنيث.
وقرئ بضم السين وجعل الهاء ضميرا، وهو بناء شاذّ لم يأت منه إلا مكرم ومعون، على أن ذلك قد يؤوّل على أنه جمع مكرمة ومعونة.
وتحتمل القراءة بعد ذلك أمرين:
أحد هما أن يكون جمع ميسرة، كما قالوا في البناءين.
والثاني أن يكون أراد ميسورة، فحذف الواو اكتفاء بدلالة الضمة عليها.
وارتفاع نظرة على الابتداء والخبر محذوف أي فعليكم نظرة، وإلى يتعلّق بنظرة.
{وَأَنْ تَصَدَّقُوا}: يقرأ بالتشديد، وأصله تتصدقوا، فقلب التاء الثانية صادا وأدغمها.
ويقرأ بالتخفيف على أنه حذف التاء حذفا.
281 {تُرْجَعُونَ فِيهِ}: الجملة صفة يوم.
ويقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل، وبضمّها على ترك التسمية على أنه من رجعته أي رددته وهو متعدّ على هذا الوجه ولولا ذلك لما بني لما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بالياء على الغيبة.
{وَهُمْ لََا يُظْلَمُونَ}: يجوز أن يكون حالا من «كلّ» لأنّها في معنى الجمع.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يرجعون على القراءة بالياء، على أنه خرج من الخطاب إلى الغيبة كقوله: {«حَتََّى إِذََا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ»}. 282 {إِلى ََ أَجَلٍ}: هو متعلّق بتداينتم.
ويجوز أن يكون صفة لدين أي مؤخر ومؤجّل.
وألف {مُسَمًّى} منقلبة عن ياء، وكذا كلّ ألف وقعت رابعة فصاعدا إذا كانت منقلبة فإنها تكون منقلبة عن ياء، ثم ينظر في أصل الياء.
{بِالْعَدْلِ}: متعلّق بقوله: {«وَلْيَكْتُبْ»} أي ليكتب بالحق فيجوز أن يكون: أي وليكتب عادلا ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب العدل.
وقيل الباء زائدة، والتقدير: وليكتب العدل.
وقيل: هو متعلّق بكاتب أي كاتب موصوف بالعدل، أو مختار.
{كَمََا عَلَّمَهُ اللََّهُ}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف، وهو من تمام أن يكتب.
وقيل: هو متعلّق بقوله: {«فَلْيَكْتُبْ»} ويكون الكلام قد تمّ عند قوله: أن يكتب والتقدير:
فليكتب كما علّمه الله.
{وَلْيُمْلِلِ}: ماضي هذا الفعل أملّ، وفيه لغة أخرى أملى، ومنه قوله: {«فَهِيَ تُمْلى ََ عَلَيْهِ»} وفيه كلام يأتي في موضعه إن شاء الله.
{مِنْهُ شَيْئاً}: يجوز أن يتعلّق من بيبخس، ويكون لابتداء غاية البخس.
ويجوز أن يكون التقدير شيئا منه، فلما قدّمه صار حالا. والهاء للحق.(1/69)
{مِنْهُ شَيْئاً}: يجوز أن يتعلّق من بيبخس، ويكون لابتداء غاية البخس.
ويجوز أن يكون التقدير شيئا منه، فلما قدّمه صار حالا. والهاء للحق.
{أَنْ يُمِلَّ هُوَ}: «هو» هنا توكيد، والفاعل مضمر، والجمهور على ضمّ الهاء لأنّها كلمة منفصلة عما قبلها، فهي مبدوء بها.
وقرئ بإسكانها على أن يكون أجرى المنفصل مجرى المتصل بالواو أو الفاء أو اللام نحو وهو، فهو، لهو.
{بِالْعَدْلِ}: مثل الأولى.
{مِنْ رِجََالِكُمْ}: يجوز أن يكون صلة لشهيدين. ويجوز أن يتعلّق باستشهدوا.
{فَإِنْ لَمْ يَكُونََا}: الألف ضمير الشاهدين.
{فَرَجُلٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي فالمستشهد رجل وامرأتان.
وقيل: هو فاعل أي فليستشهد رجل.
وقيل: الخبر محذوف، تقديره: رجل وامرأتان يشهدون.
ولو كان قد قرئ بالنصب لكان التقدير فاستشهدوا.
وقرئ في الشاذ: وامرأتان بهمزة ساكنة، ووجهه أنه خفّف الهمزة، فقربت من الألف والمقرّبة من الألف في حكمها ولهذا لا يبتدأ بها فلما صارت كالألف قلبها همزة ساكنة، كما قالوا خأتم وعالم.
قال ابن جنى: ولا يجوز أن يكون سكّن الهمزة لأنّ المفتوح لا يسكن لخفة الفتحة ولو قيل إنه سكن الهمزة لتوالي الحركات، وتوالي الحركات يجتنب، وإن كانت الحركة فتحة كما سكنوا باء ضربت لكان حسنا.
{مِمَّنْ تَرْضَوْنَ}: هو في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين تقديره: مرضيّون.
وقيل: هو صفة لشهيدين، وهو ضعيف للفصل الواقع بينهما.
وقيل: هو بدل من «من رجالكم».
وأصل ترضون ترضوون لأنّ لام الرضا واو لقولك الرضوان.
{مِنَ الشُّهَدََاءِ}: يجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف أي ترضونه كائنا من الشهداء.
ويجوز أن يكون بدلا من «من».
{أَنْ تَضِلَّ}: يقرأ بفتح الهمزة على أنها المصدرية الناصبة للفعل، وهو مفعول له، وتقديره:
لأن تضلّ إحداهما.
{فَتُذَكِّرَ} بالنصب: معطوف عليه.
فإن قلت: ليس الغرض من استشهاد المرأتين مع الرجل أن تضلّ أحداهما. فكيف يقدّر باللام؟
فالجواب ما قاله سيبويه: إنّ هذا كلام محمول على المعنى، وعادة العرب أن تقدّم ما فيه السبب، فيجعل في موضع المسبب لأنّه يصير إليه ومثله قولك: أعددت هذه الخشبة أن تميل الحائط فأدعمه بها ومعلوم أنك لم تقصد بإعداد الخشبة ميل الحائط وإنما المعنى لأدعم بها الحائط إذا مال.
فكذلك الآية تقديرها: لأنّ تذكّر إحداهما الأخرى إذا ضلّت أو لضلالها.
ولا يجوز أن يكون التقدير: مخافة أن تضلّ لأنّه عطف عليه فتذكر فيصير المعنى: مخافة أن تذكّر إحداهما الأخرى إذا ضلّت، وهذا عكس المراد. ويقرأ فتذكر بالرفع على الاستئناف.
ويقرأ إن بكسر الهمزة على أنها شرط، وفتحة اللام على هذا حركة بناء لالتقاء الساكنين، فتذكر جواب الشرط، ورفع الفعل لدخول الفاء الجواب.
ويقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها، يقال: ذكّرته وأذكرته. و {«إِحْدََاهُمََا»} الفاعل، و {«الْأُخْرى ََ»} المفعول.
ويصحّ في المعنى العكس، إلا أنه يمتنع في الإعراب على ظاهر قول النحويين لأنّ الفاعل والمفعول إذا لم يظهر فيهما علامة الإعراب أوجبوا تقديم الفاعل في كل موضع يخاف فيه اللبس فعلى هذا إذا أمن اللبس جاز تقديم المفعول كقولك: كسر عيسى العصا وهذه الآية من هذا القبيل لأنّ النسيان والإذكار لا يتعيّن في واحدة منهما بل ذلك على الإبهام وقد علم بقوله: «فتذكر».
أنّ التي تذكّر هي الذاكرة، والتي تذكر هي الناسية، كما علم من لفظ كسر من يصحّ منه الكسر فعلى هذا يجوز أن يجعل إحداهما فاعلا، والأخرى مفعولا، وأن يعكس.
فإن قيل: لم لم يقل فتذكّرها الأخرى؟
قيل: فيه وجهان:
أحد هما أنه أعاد الظاهر ليدلّ على الإبهام في الذكر والنسيان، ولو أضمر لتعيّن عوده إلى المذكور.
والثاني أنه وضع الظاهر موضع المضمر، تقديره: فتذكّرها، وهذا يدلّ على أنّ إحداهما الثانية مفعول مقدّم، ولا يجوز أن يكون فاعلا في هذا الوجه لأنّ الضمير هو المظهر بعينه، والمظهر الأول فاعل تضلّ فلو جعل الضمير لذلك المظهر لكانت الناسية هي المذكرة وذا محال.
والمفعول الثاني لتذكر محذوف تقديره: الشهادة ونحو ذلك وكذلك مفعول {«يَأْبَ»}. وتقديره: ولا يأب الشهداء إقامة الشهادة وتحمّل الشهادة.
و {إِذََا}: ظرف ليأب.
ويجوز أن يكون ظرفا للمفعول المحذوف.
و {أَنْ تَكْتُبُوهُ}: في موضع نصب بتسأموا، وتسأموا يتعدّى بنفسه، وقيل بحرف الجر.
و {صَغِيراً أَوْ كَبِيراً}: حالان من الهاء.
و {إِلى ََ}: متعلّقة بتكتبوه. ويجوز أن تكون حالا من الهاء أيضا.
و {عِنْدَ اللََّهِ}: ظرف لأقسط.
واللام في قوله: {لِلشَّهََادَةِ} يتعلّق بأقوم، وأفعل يعمل في الظروف وحروف الجر، وصحّت الواو في «أقوم» كما صحّت في فعل التعجب، وذلك لجموده وإجرائه مجرى الأسماء الجامدة.(1/70)
واللام في قوله: {لِلشَّهََادَةِ} يتعلّق بأقوم، وأفعل يعمل في الظروف وحروف الجر، وصحّت الواو في «أقوم» كما صحّت في فعل التعجب، وذلك لجموده وإجرائه مجرى الأسماء الجامدة.
2: 283286
{وَأَقْوَمُ}: يجوز أن يكون من أقام المتعدية، لكنه حذف الهمزة الزائدة ثم أتى بهمزة أفعل، كقوله تعالى: {«أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ََ»} فيكون المعنى: أثبت لإقامتكم الشهادة.
ويجوز أن يكون من قام اللازم ويكون المعنى:
ذلك أثبت لقيام الشهادة. وقامت الشهادة: ثبتت.
وألف {أَدْنى ََ} منقلبة عن واو لأنّه من دنا يدنو.
و {أَلََّا تَرْتََابُوا}: في موضع نصب وتقديره: وأدنى لئلا ترتابوا، أو إلى أن لا ترتابوا.
{تِجََارَةً}: يقرأ بالرفع على أن تكون التامة، و {«حََاضِرَةً»} صفتها.
ويجوز أن تكون الناقصة، واسمها تجارة، وحاضرة صفتها، و {«تُدِيرُونَهََا»} الخبر، و {«بَيْنَكُمْ»}: ظرف لتديرونها.
وقرئ بالنصب على أن يكون اسم الفاعل مضمرا فيه، تقديره: إلا أن تكون المبايعة تجارة، والجملة المستثناة في موضع نصب لأنّه استثناء من الجنس لأنّه أمر بالاستشهاد في كل معاملة واستثنى منه التجارة الحاضرة، والتقدير: إلا في حال حضور التجارة.
ودخلت الفاء في: {«فَلَيْسَ»} إيذانا بتعلّق ما بعدها بما قبلها.
و {أَلََّا تَكْتُبُوهََا}: تقديره في ألّا تكتبوها، وقد تقدّم الخلاف في موضعه من الإعراب في غير موضع.
{وَلََا يُضَارَّ كََاتِبٌ}: فيه وجوه من القراءات قد ذكرت في قوله: {«لََا تُضَارَّ وََالِدَةٌ»}.
وقرئ هنا بإسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة لأنّه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن إلا أنّ له وجها وهو أن الألف لمدّها تجري مجرى المتحرك فيبقى ساكنان، والوقف عليه ممكن، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، أو يكون وقف عليه وقفة يسيرة، وقد جاء ذلك في القوافي.
والهاء في: {فَإِنَّهُ} تعود على الإباء أو الإضرار.
و {بِكُمْ}: متعلّق بمحذوف، تقديره: لاحق بكم.
{وَيُعَلِّمُكُمُ اللََّهُ}: مستأنف لا موضع له.
وقيل: موضعه حال من الفاعل في اتّقوا، تقديره: واتقوا الله مضمونا التعليم أو الهداية.
ويجوز أن يكون حالا مقدرة.
283 {فَرِهََانٌ}: خبر مبتدأ محذوف تقديره: فالوثيقة أو التوثّق.
ويقرأ بضم الهاء وسكونها، وهو جمع رهن، مثل سقف وسقف، وأسد وأسد، والتسكين لثقل الضمة بعد الضمة.
وقيل: رهن جمع رهان، ورهان جمع رهن، وقد قرئ به مثل كلب وكلاب، والرّهن: مصدر في الأصل، وهو هنا بمعنى مرهون.
{الَّذِي اؤْتُمِنَ}: إذا وقفت على الذي ابتدأت أوتمن، فالهمزة للوصل، والواو بدل من الهمزة التي هي فاء الفعل فإذا وصلت حذفت همزة الوصل، وأعدت الواو إلى أصلها وهو الهمزة، وحذفت ياء «الذي» لالتقاء الساكنين، وقد أبدلت الهمزة ياء ساكنة وياء الذي محذوفة لما ذكرنا، وقد قرئ به.
{أَمََانَتَهُ}: مفعول يؤدّ لا مصدر اؤتمن والأمانة بمعنى المؤتمن.
{وَلََا تَكْتُمُوا}:
الجمهور على التاء للخطاب كصدر الآية.
وقرئ بالياء على الغيبة لأنّ قبله غيبا، إلا أن الذي قبله مفرد في اللفظ وهو جنس فلذلك جاء الضمير مجموعا على المعنى.
{فَإِنَّهُ}: الهاء ضمير من، ويجوز أن تكون ضمير الشأن.
و {آثِمٌ}: فيه أوجه:
أحدها أنه خبر إن، و {«قَلْبُهُ»} مرفوع به.
والثاني كذلك، إلا أنه قلبه بدل من آثم، لا على نيّة طرح الأول.
والثالث أن قلبه بدل من الضمير في آثم.
والرابع أنّ قلبه مبتدأ، وآثم خبر مقدم، والجملة خبر إن.
وأجاز قوم قلبه بالنصب على التمييز وهو بعيد، لأنّه معرفة.
284 {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشََاءُ وَيُعَذِّبُ}: يقرآن بالرفع على الاستئناف أي فهو يغفر. وبالجزم عطفا على جواب الشرط. وبالنصب عطفا على المعنى بإضمار أن، تقديره: فأن يغفر وهذا يسمّى الصّرف، والتقدير: يكن منه حساب فغفران.
وقرئ في الشاذ بحذف الفاء، والجزم على أنه بدل من يحاسبكم.
285 {وَالْمُؤْمِنُونَ}: معطوف على الرسول، فيكون الكلام تاما عنده. وقيل المؤمنون مبتدأ، و {«كُلٌّ»} مبتدأ ثان، والتقدير: كلّ منهم، و {«آمَنَ»} خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر الأول.
وأفرد الضمير في آمن ردّا على لفظ كل.
{وَكُتُبِهِ}: يقرأ بغير ألف على الجمع لأنّ الذي معه جمع.
ويقرأ: وكتابه على الإفراد وهو جنس ويجوز أن يراد به القرآن وحده.
{وَرُسُلِهِ}: يقرأ بالضم والإسكان، وقد ذكر وجهه.
{لََا نُفَرِّقُ}: تقديره: يقولون، وهو في موضع الحال وأضاف {«بَيْنَ»} إلى أحد، لأنّ أحدا في معنى الجمع.
{وَقََالُوا}: معطوف على آمن.
{غُفْرََانَكَ}: أي اغفر غفرانك، فهو منصوب على المصدر.
وقيل التقدير: نسألك غفرانك.
286 {كَسَبَتْ}. وفي الثانية {اكْتَسَبَتْ} قال قوم: لا فرق بينهما، واحتجّوا بقوله: {«وَلََا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلََّا عَلَيْهََا»}. وقال: {«ذُوقُوا مََا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ»}
فجعل الكسب في السيئات كما جعله في الحسنات.
وقال آخرون: اكتسب افتعل يدلّ على شدة الكلفة، وفعل السيئة شديد لما يؤول إليه.
{لََا تُؤََاخِذْنََا}: يقرأ بالهمز والتخفيف والماضي آخذته، وهو من الأخذ بالذنب، وحكي: وأخذته بالواو.(1/71)
سورة آل عمران
3: 17
1 {الم}: قد تقدم الكلام عليها في أول البقرة، والميم من «ميم» حرّكت لالتقاء الساكنين وهو الميم ولام التعريف في اسم الله، ولم تحرّك لسكونها وسكون الياء قبلها، لأنّ جميع هذه الحروف التي على هذا المثال تسكّن إذا لم يلقها ساكن بعدها، كقوله: لام ميم ذلك الكتاب، وحم، وطس، وق، وك. وفتحت لوجهين:
أحدهما كثرة استعمال اسم الله بعدها.
والثاني ثقل الكسرة بعد الياء والكسرة، وأجاز الأخفش كسرها، وفيه من القبح ما ذكرنا.
وقيل: فتحت لأنّ حركة همزة الله ألقيت عليها. وهذا بعيد لأنّ همزة الوصل لا حظّ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقى حركتها على غيرها.
وقيل: الهمزة في الله همزة قطع، وإنما حذفت لكثرة الاستعمال فلذلك ألقيت حركتها على الميم، لأنّها تستحقّ الثبوت وهذا يصحّ على قول من جعل أداة التعريف أل.
2 {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}: قد ذكر إعرابه في آية الكرسي.
3 {نَزَّلَ عَلَيْكَ}: هو خبر آخر، وما ذكرناه في قوله: {«لََا تَأْخُذُهُ»} فمثله هاهنا. وقرئ: نزل عليك، بالتخفيف، و «الكتاب» بالرفع، وفي الجملة وجهان:
أحدهما هي منقطعة.
والثاني هي متصلة بما قبلها، والضمير محذوف، تقديره: من عنده.
و {بِالْحَقِّ}: حال من الكتاب.
و {مُصَدِّقاً}: إن شئت جعلته حالا ثانيا، وإن شئت جعلته بدلا من موضع قوله «بالحق»، وإن شئت جعلته حالا من الضمير في المجرور.
{التَّوْرََاةَ}: فوعلة، من ورى الزّند يرى إذا ظهر منه النار فكأنّ التوراة ضياء من الضلال، فأصلها وورية، فأبدلت الواو الأولى تاء، كما قالوا تولج، وأصله وولج، وأبدلت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
وقال الفراء: أصلها تورية على تفعلة كتوصية، ثم أبدل من الكسرة الفتحة، فانقلبت الياء ألفا، كما قالوا في ناصية ناصاة، ويجوز إمالتها لأنّ أصل ألفها ياء.
{وَالْإِنْجِيلَ}: إفعيل من النّجل، وهو الأصل الذي يتفرع عنه غيره، ومنه سمّي الولد نجلا، واستنجل الوادي إذا نزّ ماؤه.
وقيل: هو من السّعة، من قولهم: نجلت الإهاب إذا شققته، ومنه عين نجلاء: واسعة الشقّ فالإنجيل الذي هو كتاب عيسى تضمّن سعة لم تكن لليهود.
وقرأ الحسن «الإنجيل» بفتح الهمزة، ولا يعرف له نظير إذ ليس في الكلام أفعيل، إلا أنّ الحسن ثقة فيجوز أن يكون سمعها.
4 - و {مِنْ قَبْلُ}: يتعلّق بأنزل، وبنيت «قبل» لقطعها عن الإضافة، والأصل من قبل ذلك، فقبل في حكم بعض الاسم، وبعض الاسم لا يستحقّ إعرابا.
{هُدىً}: حال من الإنجيل والتوراة ولم يثنّ، لأنّه مصدر.
ويجوز أن يكون حالا من الإنجيل، ودلّ على حال للتوراة محذوفة، كما يدلّ أحد الخبرين على الآخر. {لِلنََّاسِ}: يجوز أن يكون صفة لهدى، وأن يكون متعلّقا به.
و {الْفُرْقََانَ}: فعلان من الفرق، وهو مصدر في الأصل، فيجوز أن يكون بمعنى الفارق أو المفروق، ويجوز أن يكون التقدير: ذا الفرقان.
{لَهُمْ عَذََابٌ}: ابتداء وخبر في موضع خبر إن.
ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف.
5 {فِي الْأَرْضِ}: يجوز أن يكون صفة لشيء، وأن يكون متعلّقا بيخفى.
6 {فِي الْأَرْحََامِ}: متعلقة بيصوّر.
ويجوز أن يكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم وأنتم في الأرحام مضغ.
{كَيْفَ يَشََاءُ}: كيف في موضع نصب بيشاء، وهو حال، والمفعول محذوف، تقديره: يشاء تصويركم.
وقيل: كيف ظرف ليشاء، وموضع الجملة حال. تقديره: يصوّركم على مشيئته أي مريدا فعلى هذا يكون حالا من ضمير اسم الله.
ويجوز أن تكون حالا من الكاف والميم أي يصوّركم متقلّبين على مشيئته.
{لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: هو مثل قوله: {«لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الرَّحْمََنُ الرَّحِيمُ»}.
7 {مِنْهُ آيََاتٌ}: الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب.
ولك أن ترفع آيات بالظرف لأنّه قد اعتمد، ولك أن ترفعه بالابتداء والظرف خبره.
{هُنَّ أُمُّ الْكِتََابِ}: في موضع رفع صفة لآيات وإنما أفرد «أمّ» وهو خبر عن جمع لأنّ المعنى أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة، فأفرد على المعنى.
ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع على ما ذكرنا في قوله: {«وَعَلى ََ سَمْعِهِمْ»}.
ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أمّ الكتاب كما قال الله تعالى: {«فَاجْلِدُوهُمْ ثَمََانِينَ»} أي فاجلدوا كلّ واحد منهم.
{وَأُخَرُ}: معطوف على آيات.
و {مُتَشََابِهََاتٌ}: نعت لأخر.
فإن قيل: واحدة متشابهات متشابهة، وواحدة أخر أخرى، والواحد هنا لا يصحّ أن يوصف بهذا الواحد، فلا يقال أخرى متشابهة، إلا أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا وليس المعنى على ذلك وإنما المعنى أنّ كلّ آية تشبه آية أخرى، فكيف صحّ وصف هذا الجمع بهذا الجمع، ولم يوصف مفرده بمفرده.(1/72)
فإن قيل: واحدة متشابهات متشابهة، وواحدة أخر أخرى، والواحد هنا لا يصحّ أن يوصف بهذا الواحد، فلا يقال أخرى متشابهة، إلا أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا وليس المعنى على ذلك وإنما المعنى أنّ كلّ آية تشبه آية أخرى، فكيف صحّ وصف هذا الجمع بهذا الجمع، ولم يوصف مفرده بمفرده.
3: 813
قيل: التّشابه لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا فإذا اجتمعت الأشياء المتشابهة كان كلّ منهما مشابها للآخر، فلما لم يصح التشابه إلا في حالة الاجتماع وصف الجمع بالجمع لأنّ كلّ واحد من مفرداته يشابه باقيها فأما الواحد فلا يصحّ فيه هذا المعنى.
ونظيره قوله تعالى: {«فَوَجَدَ فِيهََا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلََانِ»} فثنّى الضمير وإن كان لا يقال في الواحد يقتتل.
{مََا تَشََابَهَ مِنْهُ}: ما بمعنى الذي، و «منه» حال من ضمير الفاعل، والهاء تعود على الكتاب.
{ابْتِغََاءَ}: مفعول له.
و «التأويل»: مصدر أوّل يؤوّل، وأصله من آل يؤول، إذا انتهى نهايته.
{وَالرََّاسِخُونَ}: معطوف على اسم الله.
والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا.
و {يَقُولُونَ}: في موضع نصب على الحال.
وقيل: الراسخون مبتدأ، ويقولون الخبر.
والمعنى: أن الراسخين لا يعلمون تأويله، بل يؤمنون به.
{كُلٌّ}: مبتدأ أي كلّه، أو كل منه.
و {مِنْ عِنْدِ}: الخبر، وموضع {«آمَنََّا»}، {«كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا»} نصب بيقولون.
8 {لََا تُزِغْ قُلُوبَنََا}: الجمهور على ضمّ التاء ونصب القلوب يقال زاغ القلب وأزاغه الله.
وقري بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها.
و {إِذْ هَدَيْتَنََا}: ليس بظرف لأنّه أضيف إليه بعد.
{مِنْ لَدُنْكَ}: لدن مبنية على السكون، وهي مضافة لأنّ علّة بنائها موجودة بعد الإضافة، والحكم يتبع العلة، وتلك العلّة أنّ لدن بمعنى «عند» الملاصقة للشيء، فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقاربة، ولدن عند مخصوص فقد صار فيها معنى لا يدّلّ عليه الظرف بل هو من قبيل ما يفيده الحرف، فصارت كأنها متضّمنة للحرف الذي كان ينبغي أن يوضع دليلا على القرب ومثله ثمّ وهنا لأنّهما بنيا لمّا تضمّنا حرف الإشارة.
وفيها لغات هذه إحداها، وهي فتح اللام وضمّ الدال وسكون النون.
والثانية كذلك، إلا أن الدال ساكنة، وذلك تخفيف كما خفّف عضد. والثالثة بضمّ اللام وسكون الدال.
والرابعة لدى.
والخامسة لد بفتح اللام وضمّ الدال من غير نون.
والسادسة بفتح اللام وإسكان الدال، ولا شيء بعد الدال.
9 {جََامِعُ النََّاسِ}: الإضافة غير محضة، لأنّه مستقبل. والتقدير: جامع الناس.
{لِيَوْمٍ}: تقديره: لعرض يوم، أو حساب يوم.
وقيل اللام بمعنى في أي في يوم.
والهاء في «فيه»: تعود على اليوم وإن شئت على الجمع، وإن شئت على الحساب أو العرض.
و {لََا رَيْبَ}: في موضع جر صفة ليوم.
{إِنَّ اللََّهَ لََا يُخْلِفُ}: أعاد ذكر الله مظهرا تفخيما، ولو قال: إنك لا تخلف كان مستقيما.
ويجوز أن يكون مستأنفا وليس محكيّا عمّن تقدم.
و {الْمِيعََادَ}: مفعال، من الوعد، قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
10 {لَنْ تُغْنِيَ}: الجمهور على التاء لتأنيث الفاعل، ويقرأ بالياء لأنّ تأنيث الفاعل غير حقيقي، وقد فصل بينهما أيضا.
{مِنَ اللََّهِ}: في موضع نصب، لأنّ التقدير:
من عذاب الله. والمعنى: لن تدفع الأموال عنهم عذاب الله.
و {شَيْئاً}: على هذا في موضع المصدر، تقديره: غنى.
ويجوز أن يكون شيئا مفعولا به على المعنى لأنّ معنى تغني عنهم تدفع ويكون «من الله» صفة لشيء في الأصل قدّم فصار حالا والتقدير: لن تدفع عنهم الأموال شيئا من عذاب الله.
والوقود بالفتح: الحطب. وبالضم: التوقّد.
وقيل: هما لغتان بمعنى.
11 {كَدَأْبِ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي ذلك المحذوف أقوال:
أحدها تقديره: كفروا كفرا كعادة آل فرعون، وليس الفعل المقدّر هاهنا هو الذي في صلة الذين لأنّ الفعل قد انقطع تعلّقه بالكاف لأجل استيفاء الذين خبره، ولكن بفعل دلّ عليه «كفروا» التي هي صلة. والثاني تقديره: عذبوا عذابا كدأب آل فرعون، ودلّ عليه أولئك هم وقود النار.
والثالث تقديره: بطل انتفاعهم بالأموال والأولاد كعادة آل فرعون.
والرابع تقديره: كذّبوا تكذيبا كداب آل فرعون فعلى هذا يكون الضمير في كذّبوا لهم، وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حلّ بآل فرعون، وفي أخذه لآل فرعون.
{وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: على هذا في موضع جرّ عطفا على آل فرعون.
وقيل: الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف، تقديره: دأبهم في ذلك مثل دأب آل فرعون فعلى هذا يجوز في {«وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ»} وجهان:
أحدهما هو جرّه بالعطف أيضا، وكذّبوا في موضع الحال و «قد» معه مرادة. ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له، ذكر لشرح حالهم.
والوجه الآخر أن يكون الكلام تمّ على فرعون، والذين من قبلهم مبتدأ، و {«كَذَّبُوا»} خبره.
و {شَدِيدُ الْعِقََابِ}: تقديره: شديد عقابه فالإضافة غير محضة.
وقيل: شديد هنا بمعنى مشدد فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول، وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل.
12 {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ}: يقرآن بالتاء على الخطاب أي واجههم بذلك. وبالياء، تقديره:
أخبرهم بأحوالهم فإنهم سيغلبون ويحشرون.
{وَبِئْسَ الْمِهََادُ}: أي جهنّم، فحذف المخصوص بالذم.
13 {قَدْ كََانَ لَكُمْ آيَةٌ}: آية اسم كان ولم يؤنّث، لأنّ التأنيث غير حقيقي، ولأنّه فصل ولأنّ الآية والدليل بمعنى. وفي الخبر وجهان:
أحدهما «لكم»، و {«فِي فِئَتَيْنِ»}: نعت لآية.
والثاني أنّ الخبر «في فئتين»، ولكم متعلّق بكان.
ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن يكون صفة لآية أي آية كائنة لكم، فيتعلّق بمحذوف.
و {الْتَقَتََا}: في موضع جرّ نعتا لفئتين.
و {فِئَةٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي إحداهما فئة.
{وَأُخْرى ََ}: نعت لمبتدأ محذوف، تقديره:
وفئة أخرى «كافرة».(1/73)
وفئة أخرى «كافرة».
3: 1415
فإن قيل: إذا قررت في الأول إحداهما مبتدأ كان القياس أن يكون والأخرى أي والأخرى فئة كافرة.
قيل: لما علم أنّ التفريق هنا لنفس المثنى المقدّم ذكره كان التعريف والتنكير واحدا.
ويقرأ في الشاذ «فئة تقاتل، وأخرى كافرة» بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين.
ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حالا من الضمير في التقتا تقديره: التقتا مؤمنة وكافرة.
وفئة وأخرى على هذا للحال.
وقيل: فئة، وما عطف عليها على قراءة من رفع بدل من الضمير في التقتا.
{تَرَوْنَهُمْ}: يقرأ بالتاء مفتوحة، وهو من رؤية العين.
و {مِثْلَيْهِمْ}: حال و {رَأْيَ الْعَيْنِ}:
مصدر مؤكد.
ويقرأ في الشاذ «ترونهم» بضم التاء على ما لم يسمّ فاعله، وهو من أري إذا دلّه غيره عليه كقولك، أريتك هذا الثوب.
ويقرأ في المشهور بالياء على الغيبة.
فأما القراءة بالتاء فلأنّ أول الآية خطاب، وموضع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتا صفة لفئتين لأنّ فيها ضميرا يرجع عليهما.
ويجوز أن يكون حالا من الكاف في لكم.
وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء، إلا أنه رجع من الخطاب إلى الغيبة والمعنى واحد، وقد ذكر نحوه.
ويجوز أن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون من رؤية القلب على كلّ الأقوال لوجهين:
أحدهما قوله: رأي العين.
والثاني أن رؤية القلب علم، ومحال أن يعلم الشيء شيئين.
{يُؤَيِّدُ}: يقرأ بالهمز على الأصل وبالتخفيف وتخفيف الهمزة هنا جعلها واوا خالصة لأجل الضمة قبلها، ولا يصحّ أن تجعل بين بين، لقربها من الألف، ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحا ولذلك لم تجعل الهمزة المبدوء بها بين بين لاستحالة الابتداء بالألف.
14 {زُيِّنَ}: الجمهور على ضمّ الزاي، ورفع {«حُبُّ»}.
ويقرأ بالفتح ونصب حبّ، تقديره: زيّن للناس الشيطان، على ما جاء صريحا في الآية الأخرى، وحركت الهاء في {«الشَّهَوََاتِ»} لأنّها اسم غير صفة.
{مِنَ النِّسََاءِ}: في موضع الحال من الشهوات.
والنون في القنطار أصل، ووزنه فعلال مثل حملاق.
وقيل: هي زائدة، واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى.
والذهب والفضة يشبّهان بالماء في الكثير وسرعة التقلب.
و {مِنَ الذَّهَبِ}: في موضع الحال من المقنطرة.
{وَالْخَيْلِ}: معطوف على النساء، لا على الذهب والفضة لأنّها لا تسمى قنطارا.
وواحد الخيل خائل، وهو مشتقّ من الخيلاء، مثل طير وطائر. وقال قوم: لا واحد له من لفظه، بل هو اسم للجمع، والواحد فرس، ولفظه لفظ المصدر.
ويجوز أن يكون مخففا من خيل.
ولم يجمع {«الْحَرْثِ»}، لأنّه مصدر بمعنى المفعول وأكثر الناس على أنه لا يجوز إدغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لأنّ الراء ساكنة، فأما الإدغام في قوله: {«يَلْهَثْ ذََلِكَ»} فجائز.
و {الْمَآبِ}: مفعل، من آب يؤوب، والأصل مأوب، فلما تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها في الأصل، وهو آب، قلبت ألفا.
15 {قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ}: يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل، وتقلب الثانية واوا خالصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الواو والهمزة وسوّغ ذلك انفتاح ما قبلها.
{بِخَيْرٍ مِنْ ذََلِكُمْ}: «من» في موضع نصب بخير تقديره: بما يفضل من ذلك، ولا يجوز أن يكون صفة لخير لأنّ ذلك يوجب أن تكون الجنة وما فيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الأموال ونحوها.
{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا}: خبر المبتدأ الذي هو {«جَنََّاتٌ»}. و {«تَجْرِي»}: صفة لها.
و {عِنْدَ رَبِّهِمْ}: يحتمل وجهين:
أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار.
والثاني أن يكون صفة للجنات في الأصل قدّم فانتصب على الحال، ويجوز أن يكون العامل تجري.
و {مِنْ تَحْتِهَا}: متعلّق بتجري.
ويجوز أن يكون حالا من {«الْأَنْهََارُ»} أي تجري الأنهار كائنة تحتها.
ويقرأ: جنات بكسر التاء، وفيه وجهان:
أحد هما هو مجرور بدلا من خير، فيكون للذين اتقوا على هذا صفة لخير.
والثاني أن يكون مصوبا على إضمار أعنى، أو بدلا من موضع بخير.
ويجوز أن يكون الرفع على خبر مبتدأ محذوف أي هو جنات ومثله: {«بِشَرٍّ مِنْ ذََلِكُمُ النََّارُ»}. ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.
و {خََالِدِينَ فِيهََا}: حال إن شئت من الهاء في تحتها، وإن شئت من الضمير في اتقوا، والعامل الاستقرار، وهي حال مقدرة.
{وَأَزْوََاجٌ}: معطوف على جنات بالرفع.
فأمّا على القراءة الأخرى فيكون مبتدأ وخبره.
محذوف، تقديره: ولهم أزواج.(1/74)
محذوف، تقديره: ولهم أزواج.
3: 1626
{وَرِضْوََانٌ}: يقرأ بكسر الراء وضمّها، وهما لغتان وهو مصدر ونظير الكسر الإتيان والحرمان، ونظير الضمّ الشّكران والكفران.
16 {الَّذِينَ يَقُولُونَ}: يجوز أن يكون في موضع جرّ صفة للذين اتقوا، أو بدلا منه.
ويضعف أن يكون صفة للعباد لأنّ فيه تخصيصا لعلم الله، وهو جائز على ضعفه ويكون الوجه فيه إعلامهم بأنه عالم بمقدار مشقّتهم في العبادة فهو يجازيهم عليها كما قال: {«وَاللََّهُ أَعْلَمُ بِإِيمََانِكُمْ»}.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير أعني، وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم.
17 {الصََّابِرِينَ}: وما بعده يجوز أن يكون مجرورا، وأن يكون منصوبا صفة للذين إذا جعلته في موضع جرّ أو نصب وإن جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعني.
فإن قيل: لم دخلت الواو في هذه وكلّها لقبيل واحد؟
ففيه جوابان:
أحدهما أنّ الصفات إذا تكررت جاز أن يعطف بعضها على بعض بالواو، وإن كان الموصوف بها واحدا، ودخول الواو في مثل هذا الضّرب تفخيم لأنّه يؤذن بأن كلّ صفة مستقلّة بالمدح.
والجواب الثاني أن هذه الصفات متفرقة فيهم فبعضهم صابر، وبعضهم صادق، فالموصوف بها متعدّد.
18 {شَهِدَ اللََّهُ}: الجمهور على أنه فعل وفاعل.
ويقرأ «شهداء لله»: جمع شهيد، أو شاهد، بفتح الهمزة، وزيادة لام مع اسم الله، وهو حال من يستغفرون.
ويقرأ كذلك إلا أنه مرفوع على تقدير: هم شهداء.
ويقرأ «شهداء الله» بالرفع والإضافة.
و {أَنَّهُ}: أي بأنه في موضع نصب، أو جرّ، على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع.
{قََائِماً}: حال من هو، والعامل فيه معنى الجملة أي يفرد قائما.
وقيل: هو حال من اسم الله أي شهد لنفسه بالوحدانية وهي حالّ مؤكدة على الوجهين.
وقرأ ابن مسعود: القائم، على أنه بدل، أو خبر مبتدأ محذوف.
{الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: مثل الرحمن الرحيم في قوله: {«وَإِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ»}. وقد ذكر. 19 {إِنَّ الدِّينَ}:
الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف.
ويقرأ بالفتح على أنّ الجملة مصدر، وموضعه جرّ، بدلا من أنّه لا إله إلا هو أي شهد الله بوحدانيته بأنّ الدّين.
وقيل: هو بدل من القسط.
وقيل: هو في موضع نصب بدلا من الموضع.
والبدل على الوجوه كلّها بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
ويجوز بدل الاشتمال.
{عِنْدَ اللََّهِ}: ظرف، العامل فيه الدين، وليس بحال منه، لأنّ إنّ لا تعمل في الحال.
{بَغْياً}: مفعول من أجله والتقدير: اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
{وَمَنْ يَكْفُرْ}: «من» مبتدأ، والخبر يكفر.
وقيل: الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر.
وقيل: الخبر هو الجواب والتقدير: سريع الحساب له.
20 {وَمَنِ اتَّبَعَنِي}: «من» في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله.
وقيل: هو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك.
ويجوز إثبات الياء على الأصل، وحذفها تشبيها له برؤوس الآي والقوافي، كقول الأعشى:
فهل يمنعنّي ارتيادي البلا ... دمن حذر الموت أن يأتين
وهو كثير في كلامهم.
{أَأَسْلَمْتُمْ}: هو في معنى الأمر أي أسلموا، كقوله: {«فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ»} أي انتهوا.
21 {فَبَشِّرْهُمْ}: هو خبر إنّ، ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا، وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر. ولا تمنع إنّ من دخول الفاء في الخبر لأنّها لم تغيّر معنى الابتداء، بل أكّدته فلو دخلت على الذي «كأن»، أو «ليت» لم يجز دخول الفاء في الخبر. ويقرأ: «ويقاتلون النبيين» ويقتلون هو المشهور ومعناهما متقارب.
23 {يُدْعَوْنَ}: في موضع حال من الذين.
{وَهُمْ مُعْرِضُونَ}: في موضع رفع صفة لفريق أو حالا من الضمير في الجار. وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»}.
24 {ذََلِكَ}: هو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الأمر ذلك فعلى هذا يكون قوله: {بِأَنَّهُمْ قََالُوا} في موضع نصب على الحال مما في «ذا» من معنى الإشارة أي ذلك الأمر مستحقا بقولهم.
وهذا ضعيف.
والجيّد أن يكون ذلك مبتدأ، وبأنهم خبره أي ذلك العذاب مستحقّ بقولهم.
25 {فَكَيْفَ إِذََا جَمَعْنََاهُمْ}: كيف في موضع نصب على الحال، والعامل فيه محذوف، تقديره: كيف يصنعون، أو كيف يكونون.
وقيل: كيف ظرف لهذا المحذوف، وإذا ظرف للمحذوف أيضا.
26 {قُلِ اللََّهُمَّ}: الميم المشدّدة عوض من ياء.
وقال الفراء: الأصل يا الله أمّنا بخير، وهو مذهب ضعيف وموضع بيان ضعفه في غير هذا الموضع.
{مََالِكَ الْمُلْكِ}: هو نداء ثان أي يا مالك الملك.(1/75)
{مََالِكَ الْمُلْكِ}: هو نداء ثان أي يا مالك الملك.
3: 2734
ولا يجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع لأنّ الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده.
وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة.
{تُؤْتِي الْمُلْكَ}: هو وما بعده من المعطوفات خبر مبتدأ محذوف، أي أنت.
وقيل هو مستأنف.
وقيل: الجملة في موضع الحال من المنادى وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه والتقدير:
من يشاء إتيانه إياه، ومن يشاء انتزاعه منه.
{بِيَدِكَ الْخَيْرُ}: مستأنف.
وقيل: حكمه حكم ما قبله من الجمل.
27 {الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}: يقرأ بالتخفيف والتشديد، وقد ذكرناه في قوله: {«إِنَّمََا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ»}.
{بِغَيْرِ حِسََابٍ}: يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف أي ترزق من تشاؤه غير محاسب.
ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي تشاء غير محاسب له، أو غير مضيّق له.
ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف، أو مفعول محذوف أي رزقا غير قليل.
28 {لََا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ}: هو نهي. وأجاز الكسائي فيه الرفع على الخبر، والمعنى لا ينبغي.
{مِنْ دُونِ}: في موضع نصب صفة لأولياء. {فَلَيْسَ مِنَ اللََّهِ فِي شَيْءٍ}: التقدير: فليس في شيء من دين الله فمن الله في موضع نصب على الحال لأنّه صفة للنكرة قدّمت عليها.
{إِلََّا أَنْ تَتَّقُوا}: هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب، وموضع «أن تتّقوا» نصب لأنّه مفعول من أجله.
وأصل {تُقََاةً} وقية، فأبدلت الواو تاء لانضمامها ضمّا لازما مثل تجاه، وأبدلت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها وانتصابها على الحال.
ويقرأ تقيّة ووزنها فعيلة والياء بدل من الواو أيضا.
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللََّهُ نَفْسَهُ} أي عقاب نفسه، كذا قال الزجاج.
وقال غيره: لا حذف هنا.
29 {وَيَعْلَمُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ}: هو مستأنف وليس من جواب الشرط لأنّه يعلم ما فيها على الإطلاق.
30 {يَوْمَ تَجِدُ}: يوم هنا مفعول به أي اذكر.
وقيل: هو ظرف والعامل فيه «قدير».
وقيل: العامل فيه {«وَإِلَى اللََّهِ الْمَصِيرُ»}.
وقيل: العامل فيه: {«وَيُحَذِّرُكُمُ»} أو يحذركم الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير.
{مََا عَمِلَتْ}: ما فيه بمعنى الذي، والعائد محذوف، وموضعه نصب مفعول أوّل، و {مُحْضَراً}: المفعول الثاني، هكذا ذكروا. والأشبه أن يكون محضرا حالا وتجد المتعدية إلى مفعول واحد.
{وَمََا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ}: فيه وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي أيضا معطوفة على الأولى والتقدير: وما عملت من سوء محضرا أيضا.
و {تَوَدُّ} على هذا في موضع نصب على الحال، والعامل تجد.
والثاني أنها شرط، وارتفع تودّ على أنه أراد الفاء. أي فهي تودّ.
ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لأنّ الشرط هنا ماض. وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع.
32 {فَإِنْ تَوَلَّوْا}: يجوز أن يكون خطابا، فتكون التاء محذوفة أي فإن تتولّوا وهو خطاب كالذي قبله.
ويجوز أن يكون للغيبة، فيكون لفظه لفظ الماضي.
34 {ذُرِّيَّةً}: قد ذكرنا وزنها وما فيها من القراءات، فأما نصبها فعلى البدل من نوح وما عطف عليه من الأسماء.
ولا يجوز أن يكون بدلا من آدم لأنّه ليس بذريّة.
ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا، والعامل فيها اصطفى.(1/76)
ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا، والعامل فيها اصطفى.
3: 3539
{بَعْضُهََا مِنْ بَعْضٍ}: مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرّيّة.
35 {إِذْ قََالَتِ}: قيل تقديره اذكر.
وقيل: هو ظرف لعليم.
وقيل العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران.
{مُحَرَّراً}: حال من «ما»، وهي بمعنى الذي لأنّه لم يصر ممّن يعقل بعد.
وقيل: هو صفة لموصوف محذوف أي غلاما محرّرا، وإنما قدّروا غلاما، لأنّهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس إلا الرجال.
36 {وَضَعْتُهََا أُنْثى ََ}: أنثى حال من الهاء، أو بدل منها.
{بِمََا وَضَعَتْ}: يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها، بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الربّ تعالى.
ويقرأ بسكون العين وضمّ التاء، على أنه من كلامها.
والأوّل أقوى لأنّ الوجه في مثل هذا أن يقال: وأنت أعلم بما وضعت.
ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما.
ويقرأ بسكون العين وكسر التاء، كأنّ قائلا قال لها ذلك.
{سَمَّيْتُهََا مَرْيَمَ}: هذا الفعل مما يتعدّى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بحرف الجر، تقول العرب: سميتك زيدا، وبزيد.
37 {وَأَنْبَتَهََا نَبََاتاً حَسَناً}: هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور وهو نائب عن إنبات.
وقيل: التقدير فنبتت نباتا، والنبت والنبات بمعنى وقد يعبّر بهما عن النابت.
وتقبّلها: أي قبلها.
ويقرأ على لفظ الدعاء في: تقبّلها وأنبتها وكفلها وربّها بالنصب أي يا ربّها، و {«زَكَرِيََّا»}: المفعول الثاني.
ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء.
وقرئ أيضا بكسرها، وهي لغة، يقال كفل يكفل، مثل علم يعلم.
ويقرأ بتشديد الفاء، والفاعل الله، وزكريّا المفعول.
وهمزة زكرياء للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق.
وفيه أربع لغات: هذه إحداها. والثانية القصر. والثالثة زكريّ بياء مشدّدة من غير ألف.
والرابعة زكر بغير ياء. {كُلَّمََا}: قد ذكرنا إعرابه أوّل البقرة.
و {الْمِحْرََابَ}: مفعول دخل، وحقّ «دخل» أن يتعدّى بفي أو بإلى، لكنه اتّسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول.
و {عِنْدَهََا}: يجوز أن يكون ظرفا لوجد، وأن يكون حالا من الرّزق، وهو صفة له في الأصل أي رزقا كائنا عندها.
و {وَجَدَ} المتعدي إلى مفعول واحد، وهو جواب كلّما.
وأما {قََالَ يََا مَرْيَمُ أَنََّى لَكِ} فهو مستأنف فلذلك لم يعطفه بالفاء ولذلك {«قََالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ»}.
ولا يجوز أن يكون قال بدلا من وجد لأنّه ليس في معناه.
ويجوز أن يكون التقدير: فقال، فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط كقوله: {«وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ»} وكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها وهذا الموضع يشبه جواب الشرط لأنّ «كلما» تشبه الشرط في اقتضائها الجواب.
{هََذََا}: مبتدأ، وأنّى خبره والتقدير من أين. و «لك»: تبيين.
ويجوز أن يرتفع هذا بلك، وأنّى ظرف للاستقرار.
38 {هُنََالِكَ}: أكثر ما يقع هنا ظرف مكان، وهو أصلها، وقد وقعت هنا زمانا، فهي في ذلك كعند فإنك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك: أتيتك عند طلوع الشمس.
وقيل: هنا مكان أي في ذلك المكان دعا زكريا.
والكاف حرف للخطاب، وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك، ودخلت اللام لزيادة البعد، وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها.
وقيل: كسرت لئلا تلتبس بلام الملك. وإذا حذفت الكاف فقلت «هنا» كان للمكان الحاضر والعامل في هنا {«دَعََا»}.
{قََالَ}: مثل قال: «أنّي لك».
{مِنْ لَدُنْكَ}: يجوز أن يتعلّق بهب لي فيكون «من» لابتداء غاية الهبة. ويجوز أن يكون في الأصل صفة ل {ذُرِّيَّةً} قدّمت فانتصبت على الحال.
و {سَمِيعُ}: بمعنى سامع.
39 {فَنََادَتْهُ}: الجمهور على إثبات تاء التأنيث لأنّ الملائكة جماعة.
وكره قوم التاء، لأنّها للتأنيث وقد زعمت الجاهلية أنّ الملائكة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيّدة لأنّ الملائكة جمع وما اعتلّوا به ليس بشيء، لأنّ الإجماع على إثبات التاء في قوله: {«وَإِذْ قََالَتِ الْمَلََائِكَةُ يََا مَرْيَمُ»}.
{وَهُوَ قََائِمٌ}: حال من الهاء في نادته.
{يُصَلِّي}: حال من الضمير في قائم.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم.
{أَنَّ اللََّهَ}: يقرأ بفتح الهمزة أي بأن الله.
وبكسرها: أي: قالت إن الله لأنّ النداء قول.
{يُبَشِّرُكَ}: الجمهور على التشديد.
ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخفّفا وبضم الياء وكسر الشين مخفّفا أيضا يقال: بشرته وبشّرته وأبشرته ومنه قوله: {«وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ»}.
(يحيى): اسم أعجمي وقيل: سمّي بالفعل الذي ماضيه حيي.
{مُصَدِّقاً}: حال منه.(1/77)
{مُصَدِّقاً}: حال منه.
3: 4049
{وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا}: كذلك.
40 {غُلََامٌ}: اسم يكون، ولي خبره.
ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لي متعلّقا بها، أو حالا من «غلام» أي «أنّى» يحدث غلام لي؟
وأنى بمعنى كيف، أو من أين؟
{بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ}: وفي موضع آخر: {«بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ»}. والمعنى واحد لأنّ ما بلغك فقد بلغته.
{عََاقِرٌ}: أي ذات عقر فهو على النّسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم تلحق تاء التأنيث.
{كَذََلِكَ}: في موضع نصب أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك.
41 {اجْعَلْ لِي آيَةً}: أي صيّر لي فآية مفعول أوّل، ولي مفعول ثان.
{آيَتُكَ}: مبتدأ، و {أَلََّا تُكَلِّمَ} خبره وإن كان قد قرئ تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير: أنك لا تكلم كقوله: {«أَلََّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا»}.
{إِلََّا رَمْزاً}: استثناء من غير الجنس لأنّ الإشارة ليست كلاما.
والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم، وهو مصدر رمز.
ويقرأ بضمّها، وهو جمع رمزة بضمتين، وأقرّ ذلك في الجمع.
ويجوز أن يكون مسكّن الميم في الأصل وإنما أتبع الضم الضم.
ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع، وضم اتباعا كاليسر واليسر.
{كَثِيراً}: أي ذكرا كثيرا.
و (العشيّ): مفرد:
وقيل: جمع عشية.
{وَالْإِبْكََارِ}: مصدر، والتقدير: ووقت الإبكار يقال:
أبكر إذا دخل في البكرة.
42 {وَإِذْ قََالَتِ}:
تقديره: واذكر إذ قالت. وإن شئت كان معطوفا على: {«إِذْ قََالَتِ امْرَأَتُ عِمْرََانَ»}.
والأصل في اصطفى اصتفى، ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الإطباق.
وكرّر اصطفى إما توكيدا، وإما ليبين من اصطفاها عليهم.
44 {ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ}: يجوز أن يكون التقدير الأمر ذلك فعلى هذا يكون {«مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ»} حال من ذا.
ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، ومن أنباء خبره.
ويجوز أن يكون {«نُوحِيهِ»} خبر ذلك، ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه.
ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أي الإيحاء مبدوء به من أنباء الغيب.
{إِذْ يُلْقُونَ}: ظرف لكان. ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلّق به لديهم.
والأقلام: جمع قلم، والقلم بمعنى المقلوم أي المقطوع كالنّقض بمعنى المنقوض، والقبض بمعنى المقبوض.
{أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}: مبتدأ وخبر في موضع نصب أي يقترعون أيّهم، فالعامل فيه ما دلّ عليه «يلقون».
و {إِذْ يَخْتَصِمُونَ}: مثل: «إذ يلقون».
ويختصمون بمعنى اختصموا، وكذلك يلقون أي ألقوا. ويجوز أن يكون حكى الحال.
45 {إِذْ قََالَتِ الْمَلََائِكَةُ}: إذ بدل من إذ التي قبلها.
ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون.
ويجوز أن يكون التقدير اذكر. {مِنْهُ}: في موضع جرّ صفة للكلمة، ومن هنا لابتداء الغاية.
{اسْمُهُ}: مبتدأ، و {«الْمَسِيحُ»} خبره، و {«عِيسَى»} بدل منه، أو عطف بيان.
ولا يجوز أن يكون خبرا آخر لأنّ تعدّد الأخبار يوجب تعدّد المبتدأ. والمبتدأ هنا مفرد، وهو قوله: اسمه، ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة، والجملة صفة لكلمة.
و {ابْنُ مَرْيَمَ}: خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن ولا يجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة لأنّ ابن مريم ليس باسم ألا ترى أنك لا تقول: اسم هذا الرجل ابن عمرو إلا إذا كان قد علق علما عليه.
وإنما ذكّر الضمير في اسمه على معنى الكلمة لأنّ المراد يبشّرك بمكوّن، أو مخلوق.
{وَجِيهاً} {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} {وَيُكَلِّمُ}: أحوال مقدرة، وصاحبها معنى الكلمة وهو مكوّن أو مخلوق. وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة لأنّه قد وصف.
ولا يجوز أن تكون أحوالا من المسيح، ولا من عيسى، ولا من ابن مريم لأنّها أخبار. والعامل فيها الابتداء، أو المبتدأ، أو هما، وليس شيء من ذلك يعمل في الحال.
ولا يجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما، ولعدم العامل في الحال.
46 {فِي الْمَهْدِ}: يجوز أن يكون حالا من الضمير في يكلّم أيّ يكلمهم صغيرا. ويجوز أن يكون ظرفا.
{وَكَهْلًا}: يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها، وأن يكون معطوفا على موضع «في المهد» إذا جعلته حالا.
{وَمِنَ الصََّالِحِينَ}: حال معطوفة على وجيها.
47 {كَذََلِكِ اللََّهُ يَخْلُقُ}: قد ذكر في قوله: {«كَذََلِكَ اللََّهُ يَفْعَلُ مََا يَشََاءُ»} في قصة زكريا.
و {إِذََا قَضى ََ أَمْراً}: مشروح في البقرة.
48 {وَيُعَلِّمُهُ}: يقرأ بالنون حملا على قوله: {«ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ»}.
ويقرأ بالياء حملا على {«يُبَشِّرُكِ»} وموضعه حال معطوفة على وجيها.
49 {وَرَسُولًا}: فيه وجهان:
أحدهما: هو صفة مثل صبور وشكور، فيكون حالا أيضا أو مفعولا به على تقدير: ويجعله رسولا، وفعول هنا بمعنى مفعل أي مرسلا.
والثاني: أن يكون مصدرا، كما قال الشاعر:
أبلغ أبا سلمى رسولا تروّعه فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب أي ونعلّمه رسالة فإلى على الوجهين تتعلّق برسول لأنّهما يعملان عمل الفعل.(1/78)
أبلغ أبا سلمى رسولا تروّعه فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب أي ونعلّمه رسالة فإلى على الوجهين تتعلّق برسول لأنّهما يعملان عمل الفعل.
3: 5058
ويجوز أن يكون {«إِلَى»} نعتا لرسول، فيتعلّق بمحذوف.
{أَنِّي}: في موضع الجملة ثلاثة أوجه:
أحدها جرّ أي بأني، وذلك مذهب الخليل، ولو ظهرت الباء لتعلّقت برسول، أو بمحذوف يكون صفة لرسول أي ناطقا بأنّي، أو مخبرا.
والثاني موضعها نصب على الموضع، وهو مذهب سيبويه، أو على تقدير: يذكر أنّي.
ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا، تقديره: ونعلمه أني قد جئتكم.
والثالث موضعها رفع أي هو أني قد جئتكم، إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا.
{بِآيَةٍ}: في موضع الحال أي محتجّا بآية.
{مِنْ رَبِّكُمْ}: يجوز أن يكون صفة لآية، وأن يكون متعلّقا بجئت.
{أَنِّي أَخْلُقُ}: يقرأ بفتح الهمزة، وفي موضعه ثلاثة أوجه:
أحدها جرّ بدلا من آية.
والثاني رفع أي هي أنّي.
والثالث أن يكون بدلا من «أنّي» الأولى.
ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف، أو على إضمار القول.
{كَهَيْئَةِ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمفعول محذوف أي هيئة كهيئة الطير، والهيئة مصدر في معنى المهيّأ كالخلق بمعنى المخلوق.
وقيل: الهيئة اسم لحال لشيء، وليست مصدرا، والمصدر التّهيّؤ والتّهيئة.
ويقرأ كهية الطّير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها.
وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطّير وأحكامه.
والهاء في {فِيهِ} تعود على معنى الهيئة لأنّها بمعنى المهيّأ.
ويجوز أن تعود على الكاف، لأنّها اسم بمعنى مثل، وأن تعود على الطير، وأن تعود على المفعول المحذوف.
{فَيَكُونُ}: أي فيصير، فيجوز أن تكون كان هنا التامة لأنّ معناها صار، وصار بمعنى انتقل.
ويجوز أن تكون الناقصة و «طائرا» على الأول حال، وعلى الثاني خبر.
و {بِإِذْنِ اللََّهِ} يتعلّق بيكون. {بِمََا تَأْكُلُونَ}: يجوز أن تكون بمعنى الذي، ونكرة موصوفة، ومصدرية، وكذلك ما الأخرى.
والأصل في {تَدَّخِرُونَ}: تذتخرون إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة، فلم يجتمعا فأبدلت التاء دالّا، لأنّها من مخرجها لتقرّب من الذال، ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت.
ومن العرب من يقلب التاء ذالا، ويدغم.
ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء، وماضيه ذخر.
50 {وَمُصَدِّقاً}: حال معطوفة على قوله: {«بِآيَةٍ»} أي جئتكم بآية ومصدقا {«لِمََا بَيْنَ يَدَيَّ»}.
ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها لأنّ ذلك يوجب أن يكون «ومصدقا لما بين يديه» على لفظ الغيبة.
{مِنَ التَّوْرََاةِ}: في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف، وهو بين. والعامل فيها الاستقرار، أو نفس الظرف.
ويجوز أن يكون حالا من «ما» فيكون العامل فيها مصدقا.
و {لِأُحِلَّ}: هو معطوف على محذوف، تقديره: لأخفّف عنكم، أو نحو ذلك.
{وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ}: هذا تكرير للتوكيد لأنّه قد سبق هذا المعنى في الآية التي قبلها.
52 {مِنْهُمُ الْكُفْرَ}: يجوز أن يتعلّق «من» بأحسّ، وأن يكون حالا من الكفر.
{أَنْصََارِي}: هو جمع نصير، كشريف وأشراف.
وقال قوم: هو جمع نصر وهو ضعيف، إلا أن تقدّر فيه حذف مضاف أي من صاحب نصري أو تجعله مصدرا وصف به.
و {إِلَى}: في موضع الحال متعلّقة بمحذوف وتقديره: من أنصاري مضافا إلى الله، أو إلى أنصار الله.
وقيل: هي بمعنى مع، وليس بشيء فإن «إلى» لا تصلح أن تكون بمعنى مع، ولا قياس يعضّده.
{الْحَوََارِيُّونَ}: الجمهور على تشديد الياء، وهو الأصل لأنّها ياء النسبة.
ويقرأ بتخفيفها لأنّه فرّ من تضعيف الياء، وجعل ضمّة الياء الباقية دليلا على الأصل كما قرؤوا «يستهزيون»، مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستقل.
واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض، وكان الحواريّون يقصّرون الثياب. وقيل: اشتقاقه من حار يحور إذا رجع، فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل: هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه.
53 {فَاكْتُبْنََا مَعَ الشََّاهِدِينَ}: في الكلام حذف، تقديره: مع الشاهدين لك بالوحدانية.
54 {وَاللََّهُ خَيْرُ الْمََاكِرِينَ}: وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما والأصل وهو خير الماكرين.
55 {مُتَوَفِّيكَ وَرََافِعُكَ إِلَيَّ}: كلاهما للمستقبل، ولا يتعرفان بالإضافة، والتقدير: رافعك إليّ ومتوفّيك لأنّه رفع إلى السماء ثم يتوفّى بعد ذلك.
وقيل: الواو للجمع، فلا فرق بين التقديم والتأخير.
وقيل: متوفّيك من بينهم، ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير.
{وَجََاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ}: قيل هو خطاب لنبينا عليه الصّلاة والسلام، فيكون الكلام تامّا على ما قبله.
وقيل: هو لعيسى. والمعنى: أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفّار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة. فأمّا يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كلّا على عمله.
56 {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}: يجوز أن يكون «الذين» مبتدأ {«فَأُعَذِّبُهُمْ»} خبره.
ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسّره فأعذبهم تقديره: فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف، وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسّرا له، وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة.
ولا يجوز أن يقدّر الفعل قبل الذين لأنّ «أمّا» لا يليها الفعل. ومثله: {«وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ فَيُوَفِّيهِمْ»}. {«وَأَمََّا ثَمُودُ فَهَدَيْنََاهُمْ»} فيمن نصب.
58 {ذََلِكَ نَتْلُوهُ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها ذلك مبتدأ، ونتلوه خبره.
والثاني المبتدأ محذوف وذلك خبره أي الأمر ذلك ونتلوه في موضع الحال أي الأمر المشار إليه متلوا، و {«مِنَ الْآيََاتِ»}: حال من الهاء.
والثالث ذلك مبتدأ ومن الآيات خبره ونتلوه حال، والعامل فيه معنى الإشارة.
ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دلّ عليه «نتلوه» تقديره: نتلو ذلك، فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا.(1/79)
ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دلّ عليه «نتلوه» تقديره: نتلو ذلك، فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا.
3: 5965
و {الْحَكِيمِ} هنا بمعنى المحكم.
59 {خَلَقَهُ مِنْ تُرََابٍ}: هذه الجملة تفسير للمثل، فلا موضع لها. وقيل موضعها حال من آدم، و «قد» معه مقدّرة، والعامل فيها معنى التشبيه، والهاء لآدم و «من» متعلقة بخلق ويضعف أن يكون حالا، لأنّه يصير تقديره: خلقه كائنا من تراب، وليس المعنى عليه.
{ثُمَّ قََالَ لَهُ}: ثم هاهنا لترتيب الخبر، لا لترتيب المخبر عنه لأنّ قوله: {«كُنْ»} لم يتأخّر عن خلقه وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخلق، وقد جاءت «ثم» غير مقيّدة بترتيب المخبر عنه، كقوله: {«فَإِلَيْنََا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللََّهُ شَهِيدٌ»}. وتقول: زيد عالم، ثم هو كريم.
ويجوز أن تكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوّره طينا، ثم قال له: كن لحما ودما.
61 {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}: الهاء ضمير عيسى، ومن شرطية، والماضي بمعنى المستقبل.
و {مََا}: بمعنى الذي، و {«مِنَ الْعِلْمِ»}: حال من ضمير الفاعل. ولا يجوز أن تكون ما مصدرية على قول سيبويه والجمهور لأنّ ما المصدرية لا يعود إليها ضمير، وفي «حاجّك» ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصحّ أن يكون فاعلا، و «العلم» لا يصح أن يكون فاعلا، لأنّ «من» لا تزاد في الواجب، ويخرّج على قول الأخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة، والتقدير: من بعد مجيء العلم إياك. والأصل في {تَعََالَوْا} تعاليوا لأنّ الأصل في الماضي تعالى، والياء منقلبة عن واو، لأنّه من العلوّ، فأبدلت الواو ياء لوقوعها رابعة، ثم أبدلت الياء ألفا فإذا جاءت واو الجمع حذفت لالتقاء الساكنين، وبقيت الفتحة تدلّ عليها.
و {نَدْعُ}: جواب لشرط محذوف.
و {نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ} معطوفان عليه.
ونجعل المتعدية إلى مفعولين أي نصير، والمفعول الثاني {«عَلَى الْكََاذِبِينَ»}.
62 {لَهُوَ الْقَصَصُ}: مبتدأ وخبر في موضع خبر إن.
{إِلَّا اللََّهُ}: خبر {«مِنْ إِلََهٍ»}، تقديره: وما إله إلا الله.
63 {فَإِنْ تَوَلَّوْا}: يجوز أن يكون اللفظ ماضيا، ويجوز أن يكون مستقبلا، تقديره: يتولّوا ذكره النحاس، وهو ضعيف، لأنّ حرف المضارعة لا يحذف.
64 {سَوََاءٍ}: الجمهور على الجرّ، وهو صفة لكلمة.
ويقرأ «سواء» بالنصب على المصدر.
ويقرأ «كلمة» بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل، مثل فخذ وكبد. {بَيْنَنََا وَبَيْنَكُمْ}: ظرف لسواء أي لتستوي الكلمة بيننا.
ولم تؤنّث سواء، وهو صفة مؤنث، لأنّه مصدر وصف به.
فأما قوله: {أَلََّا نَعْبُدَ}: ففي موضعه وجهان:
أحد هما جرّ بدلا من سواء، أو من كلمة، تقديره: تعالوا إلى ترك عبادة غير الله.
والثاني هو رفع، تقديره: هي أن لا نعبد إلا الله، وأن هي المصدرية.
وقيل: تمّ الكلام على سواء، ثم استأنف، فقال: بيننا وبينكم أن لا نعبد أي بيننا وبينكم التوحيد فعلى هذا يجوز أن يكون أن لا نعبد مبتدأ والظرف خبره، والجملة صفة لكلمة ويجوز أن يرتفع: ألا نعبد بالظرف.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا}: هو ماض، ولا يجوز أن يكون التقدير: يتولوا لفساد المعنى لأنّ قوله: {«فَقُولُوا اشْهَدُوا»} خطاب للمؤمنين، ويتولّوا للمشركين وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط والتقدير: فقولوا لهم.
65 {لِمَ تُحَاجُّونَ}: الأصل لما، فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله: {«فَلِمَ تَقْتُلُونَ»}، واللام متعلّقة بتحاجّون.
{إِلََّا مِنْ بَعْدِهِ}: من يتعلّق بأنزلت والتقدير من بعد موته.(1/80)
{إِلََّا مِنْ بَعْدِهِ}: من يتعلّق بأنزلت والتقدير من بعد موته.
3: 6675
66 {هََا أَنْتُمْ}: ها للتنبيه.
وقيل: هي بدل من همزة الاستفهام.
ويقرأ: بتحقيق الهمزة والمدّ، وبتليين الهمزة والمد، وبالقصر والهمزة: وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله: {«ثُمَّ أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ تَقْتُلُونَ»}.
{فِيمََا}: هي بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
و {عِلْمٌ}: مبتدأ، ولكم خبره، وبه في موضع نصب على الحال لأنّه صفة لعلم في الأصل قدّمت عليه.
ولا يجوز أن تتعلّق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصّلة على الموصول، فإن علقتها بمحذوف يفسّره المصدر جاز، وهو الذي يسمّى تبيينا.
68 {بِإِبْرََاهِيمَ}: الباء تتعلّق بأولى، وخبر إن {«لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ»}.
و {أَوْلَى}: أفعل من ولي يلي، وألفه منقلبة عن ياء لأنّ فاءه واو، فلا تكون لامه واوا إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه واوان إلا واو.
{وَهََذَا النَّبِيُّ}: معطوف على خبر إن.
ويقرأ «النبي» بالنصب أي واتّبعوا هذا النبيّ.
72 {وَجْهَ النَّهََارِ}: وجه ظرف لآمنوا، بدليل قوله: {«وَاكْفُرُوا آخِرَهُ»}.
ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل.
73 {إِلََّا لِمَنْ تَبِعَ}: فيه وجهان:
أحدهما أنه استثناء مما قبله والتقدير: ولا تقرّوا إلا لمن تبع، فعلى هذا اللام غير زائدة.
ويجوز أن تكون زائدة، ويكون محمولا على المعنى أي اجحدوا كلّ أحد إلا من تبع.
والثاني أن النية التأخير، والتقدير: ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد.
فأما قوله: {قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ} فمعترض بين الكلامين لأنّه مشدّد.
وهذا الوجه بعيد لأنّ فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه، وعلى العامل فيه، وتقديم ما في صلة أن عليها فعلى هذا في موضع {«أَنْ يُؤْتى ََ»} ثلاثة أوجه:
أحدها جرّ، تقديره: ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد.
والثاني أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر. والثالث أن يكون مفعولا من أجله، تقديره:
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد.
وقيل أن يؤتى متصل بقوله: {«قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ»} والتقدير: أنّ لا يؤتى أي هو أن لا يؤتى، فهو في موضع رفع.
{أَوْ يُحََاجُّوكُمْ}:
معطوف على يؤتى، وجمع الضمير لأحد لأنّه في مذهب الجمع، كما قال: {«لََا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ»}.
ويقرأ: أن يؤتى على الاستئناف، وموضعه رفع على أنه مبتدأ، تقديره: إتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدّق.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف، تقديره: أتصدقون أن يؤتى، أو أتشيعون.
ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل، وأحد فاعله، والمفعول محذوف أي أن يؤتى أحد أحدا.
{يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي هو يؤتيه وأن يكون خبرا ثانيا.
75 {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ}: من مبتدأ، ومن أهل الكتاب خبره، والشرط وجوابه صفة لمن لأنّها نكرة، وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة، وصفة، وحالا.
وقرأ أبو الأشهب العطاردي «تأمنه» بكسر حرف المضارعة.
و {بِقِنْطََارٍ}: الباء بمعنى في أي في حفظ قنطار.
وقيل الباء بمعنى على.
{يُؤَدِّهِ}: فيه خمس قراءات.
إحداها كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ، وقد ذكرنا علّة هذا في أول الكتاب.
والثانية كسر الهاء من غير ياء، اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها، ولأنّ الأصل ألّا يزاد على الهاء شيء، كبقية الضمائر. والثالثة إسكان الهاء وذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف وهو ضعيف، وحقّ هاء الضمير الحركة، وإنما تسكّن هاء السكت.
والرابعة ضمّ الهاء، وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو لأنّها من جنس الضمة كما بيّنت المكسورة بالياء.
والخامسة ضمّ الهاء من غير واو لدلالة الضمة عليها ولأنّه الأصل ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا للضمة قبلها.
{إِلََّا مََا دُمْتَ}: «ما» في موضع نصب على الظرف أي إلا مدة دوامك.
ويجوز أن يكون حالا لأنّ ما مصدرية، والمصدر قد يقع حالا والتقدير: إلا في حال ملازمتك.
والجمهور على ضمّ الدال وماضيه دام يدوم، مثل قال يقول.
ويقرأ بكسر الدال، وماضيه دمت تدام، مثل خفت تخاف، وهي لغة.
{ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ} أي ذلك مستحقّ بأنهم.
{فِي الْأُمِّيِّينَ}: صفة ل {«سَبِيلٌ»}، قدّمت عليه فصارت حالا.
ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في {«عَلَيْنََا»}.(1/81)
ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في {«عَلَيْنََا»}.
3: 7681
وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال، فيجوز على هذا أن يتعلّق بها وسبيل اسم ليس، وعلينا الخبر.
ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا، فيكون في ليس ضمير الشأن.
{وَيَقُولُونَ عَلَى اللََّهِ}: يجوز أن يتعلّق «على» بيقولون، لأنّه بمعنى يفترون.
ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه.
ولا يجوز أن يتعلّق بالكذب لأنّ الصلة لا تتقدّم على الموصول. ويجوز ذلك على التّبيين.
{وَهُمْ يَعْلَمُونَ}: جملة في موضع الحال.
76 {بَلى ََ}: في الكلام حذف، تقديره:
بلى عليهم سبيل ثم ابتدأ فقال: {«مَنْ أَوْفى ََ»}، وهي شرط، {«فَإِنَّ اللََّهَ»} جوابه.
والمعنى: فإنّ الله يحبّهم، فوضع الظاهر موضع المضمر.
78 {يَلْوُونَ}: هو في موضع نصب صفة لفريق، وجمع على المعنى، ولو أفرد جاز على اللفظ.
والجمهور على إسكان اللام وإثبات واوين بعدها.
ويقرأ بفتح اللام وتشديد الواو، وضمّ الياء على التكثير. ويقرأ بضمّ اللام وواو واحدة ساكنة والأصل يلوون كقراءة الجمهور إلا أنه همز الواو لأنضمامها، ثم ألقى حركتها على اللام.
والألسنة: جمع لسان وهو على لغة من ذكّر اللسان، وأمّا من أنّثه فإنه يجمعه على ألسن.
و {بِالْكِتََابِ}: في موضع الحال من الألسنة أي ملتبسة بالكتاب، أو ناطقة بالكتاب.
و {مِنَ الْكِتََابِ}: هو المفعول الثاني لحسب.
79 {ثُمَّ يَقُولَ}:
هو معطوف على يؤتيه.
ويقرأ بالرفع على الاستئناف.
{بِمََا كُنْتُمْ}: في موضع الصفة لربّانيين.
ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب، أي كونوا بهذا السبب، فتتعلّق بكان و «ما» مصدرية أي بعلمكم الكتاب.
ويجوز أن تكون الباء متعلّقة بربّانيين.
{تُعَلِّمُونَ}: يقرأ بالتخفيف أي تعرفون.
وبالتشديد: أي تعلّمونه غيركم.
{تَدْرُسُونَ}: يقرأ بالتخفيف أي تدرسون الكتاب، فالمفعول محذوف.
ويقرأ بالتشديد وضمّ التاء أي تدرسون الناس الكتاب.
80 {وَلََا يَأْمُرَكُمْ}: يقرأ بالرفع أي ولا يأمركم الله أو النبي، فهو مستأنف.
ويقرأ بالنّصب عطفا على «يقول» فيكون الفاعل ضمير النبيّ أو البشر.
ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالي الحركات، وقد ذكر في البقرة.
{إِذْ}: في موضع جرّ بإضافة بعد إليها.
و {أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}: في موضع جرّ بإضافة إذ إليها.
81 {لَمََا آتَيْتُكُمْ}: يقرأ بكسر اللام وفيما يتعلّق به وجهان: أحدهما أخذ أي لهذا المعنى، وفيه حذف مضاف تقديره: لرعاية ما آتيتكم.
والثاني أن يتعلّق بالميثاق، لأنّه مصدر أي توثقنا عليهم لذلك.
وما بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف.
و {مِنْ كِتََابٍ}: حال من المحذوف، أو من الذي.
ويقرأ بالفتح وتخفيف «ما»، وفيها وجهان:
أحدهما أنّ ما بمعنى الذي، وموضعها رفع بالابتداء، واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم.
وفي الخبر وجهان:
أحدهما من كتاب وحكمة أي الذي أوتيتموه من الكتاب والنكرة هنا كالمعرفة.
والثاني الخبر لتؤمننّ به، والهاء عائدة على المبتدأ، واللام جواب القسم لأنّ أخذ الميثاق قسم في المعنى.
فأما قوله: {ثُمَّ جََاءَكُمْ} فهو معطوف على ما آتيتكم، والعائد على «ما» من هذا المعطوف فيه وجهان:
أحدهما تقديره: ثم جاءكم به، واستغنى عن إظهاره بقوله «به» فيما بعد.
والثاني أنّ قوله: {«لِمََا مَعَكُمْ»} في موضع الضمير، تقديره: مصدق له لأنّ الذي معهم هو الذي آتاهم.
ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل في مع.
ويجوز أن تكون الهاء في «به» تعود على الرسول، والعائد على المبتدأ محذوف وسوّغ ذلك طول الكلام، وأن تصديق الرسول تصديق للذي أوتيه.
والقول الثاني أنّ «ما» شرط، واللام قبله لتلقّي القسم، كالتي في قوله: {«لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنََافِقُونَ»}
وليست لازمة، بدليل قوله: {«وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمََّا يَقُولُونَ»} فعلى هذا تكون «ما» في موضع نصب بآتيت، والمفعول الثاني ضمير المخاطب ومن كتاب: مثل من آية في قوله: {«مََا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ»}، وباقي الكلام على هذا الوجه ظاهر.
ويقرأ «لمّا» بفتح اللام وتشديد الميم. وفيها وجهان:
أحدهما أنها الزمانية أي أخذنا ميثاقهم لمّا آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة، ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم.(1/82)
أحدهما أنها الزمانية أي أخذنا ميثاقهم لمّا آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة، ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم.
3: 8297
والثاني أنه أراد لمن ما، ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها، فتوالت ثلاث ميمات، فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها، ذكر هذا المعنى ابن جنى في المحتسب.
ويقرأ آتيتكم على لفظ الواحد، وهو موافق لقوله: {«وَإِذْ أَخَذَ اللََّهُ»}، ولقوله: {«إِصْرِي»}.
ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم.
{أَأَقْرَرْتُمْ}: فيه حذف أي بذلك.
و {إِصْرِي} بالكسر والضم لغتان قرئ بهما.
82 {فَمَنْ تَوَلََّى}: من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذي، وأن تكون شرطا.
{فَأُولََئِكَ}: مبتدأ ثان.
و {هُمُ الْفََاسِقُونَ}: مبتدأ وخبره. ويجوز أن يكون هم فصلا.
83 {أَفَغَيْرَ} منصوب ب {«يَبْغُونَ»}. ويقرأ بالياء على الغيبة كالذي قبله، وبالتاء على الخطاب والتقدير: قل لهم.
{طَوْعاً وَكَرْهاً}: مصدران في موضع الحال.
ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر لأنّ أسلم بمعنى انقاد وأطاع.
ترجعون بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
84 {قُلْ آمَنََّا}: تقديره: قل يا محمّد:
آمنّا أي أنا ومن معي، أو أنا والأنّبياء.
وقيل: التقدير: قل لهم قولوا آمنّا.
85 {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ}: الجمهور على إظهار الغينين، وروي عن أبي عمرو الإدغام وهو ضعيف لأن كسرة الغين الأولى تدلّ على الياء المحذوفة.
{دِيناً}: تمييز، ويجوز أن يكون مفعول يبتغ.
و {غَيْرَ}: صفة قدّمت عليه فصارت حالا.
{وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخََاسِرِينَ}: هو في الإعراب مثل قوله: {«وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصََّالِحِينَ»}.
وقد ذكر.
86 {كَيْفَ يَهْدِي اللََّهُ}: حال أو ظرف، والعامل فيها يهدي، وقد تقدّم نظيره.
{وَشَهِدُوا}: فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو حال من الضمير في كفروا، «وقد» معه مقدرة ولا يجوز أن يكون العامل يهدي، لأنّه يهدي من {«شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ»}.
والثاني أن يكون معطوفا على كفروا أي كيف يهديهم بعد اجتماع الأمرين.
والثالث أن يكون التقدير: وأن شهدوا أي بعد أن آمنوا، وأن شهدوا، فيكون في موضع جر.
87 {أُولََئِكَ}:
مبتدأ و {جَزََاؤُهُمْ}:
مبتدأ ثان و {أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللََّهِ} أنّ واسمها وخبرها خبر جزاء أي جزاؤهم اللعنة.
ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال.
88 {خََالِدِينَ فِيهََا}: حال من الهاء والميم في عليهم، والعامل فيها الجارّ أو ما يتعلّق به. وفيها:
يعني اللعنة.
91 {ذَهَباً}: تمييز والهاء في به تعود على الملء، أو على ذهب.
92 {مِمََّا تُحِبُّونَ}: «ما» بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، ولا يجوز أن تكون مصدريّة لأنّ المحبة لا تنفق فإن جعلت المصدر بمعنى المفعول فهو جائز على رأي أبي عليّ.
{وَمََا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ}: قد ذكر نظيره في البقرة.
والهاء في «به» تعود على «ما»، أو على «شيء».
93 {حِلًّا} أي حلالا، والمعنى كان كلّه حلا.
{إِلََّا مََا حَرَّمَ}: في موضع نصب لأنّه استثناء من اسم كان، والعامل فيه كان.
ويجوز أن يعمل فيه حلا، ويكون فيه ضمير يكون الاستثناء منه لأنّ حلّا وحلالا في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح.
{مِنْ قَبْلِ}: متعلّق بحرّم. 94 {مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ}: يجوز أن يتعلّق بافترى، وأن يتعلّق بالكذب.
95 {قُلْ صَدَقَ اللََّهُ}: الجمهور على إظهار اللام وهو الأصل.
ويقرأ بالإدغام لأنّ الصاد فيها انبساط، وفي اللام انبساط بحيث يتلاقى طرفا هما فصارا متقاربين والتقدير: قل لهم صدق الله.
و {حَنِيفاً}: يجوز أن يكون حالا من إبراهيم ومن الملّة وذكّر لأنّ الملّة والدين واحد.
96 {وُضِعَ لِلنََّاسِ}: الجملة في موضع جرّ صفة لبيت، والخبر {لَلَّذِي}.
و {مُبََارَكاً وَهُدىً}: حالان من الضمير في وضع، وإن شئت في الجار، والعامل فيهما الاستقرار.
97 {فِيهِ آيََاتٌ بَيِّنََاتٌ}: يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمنة لمعنى البركة والهدى.
ويجوز أن يكون موضعها حالا أخرى.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله:
{«لِلْعََالَمِينَ»}. والعامل فيه هدى.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في «مباركا»، وهو العامل فيها.(1/83)
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في «مباركا»، وهو العامل فيها.
3: 98103
ويجوز أن تكون صفة لهدى، كما أن للعالمين كذلك.
و {مَقََامُ إِبْرََاهِيمَ}: مبتدأ، والخبر محذوف أي منها مقام إبراهيم.
{وَمَنْ دَخَلَهُ}: معطوف عليه أي ومنها أمن من دخله.
وقيل: هو خبر، تقديره: هي مقام.
وقيل: بدل. وعلى هذين الوجهين قد عبّر عن الآيات بالمقام وبأمن الداخل.
وقيل: {«وَمَنْ دَخَلَهُ»} مستأنف، ومن شرطية.
و {حِجُّ الْبَيْتِ}: مصدر، يقرأ بالفتح والكسر، وهما لغتان.
وقيل: الكسر اسم للمصدر. وهو مبتدأ وخبره {«عَلَى النََّاسِ»}، ولله يتعلّق بالاستقرار في «على» تقديره: استقرّ لله على الناس.
ويجوز أن يكون الخبر لله، وعلى الناس متعلّق به: إمّا حالا، وإمّا مفعولا.
ولا يجوز أن يكون لله حالا لأنّ العامل في الحال على هذا يكون معنى، والحال لا يتقدّم على العامل المعنوي.
ويجوز أن يرتفع الحجّ بالجار الأول أو الثاني. والحجّ مصدر أضيف إلى المفعول.
{مَنِ اسْتَطََاعَ}: بدل من الناس بدل بعض من كل.
وقيل: هو في موضع رفع، تقديره: هم من استطاع، أو الواجب عليه من استطاع، والجملة بدل أيضا.
وقيل: هو مرفوع بالحج، تقديره: ولله على الناس أن يحجّ البيت من استطاع فعلى هذا في الكلام حذف، تقديره: من استطاع منهم، ليكون في الجملة ضمير يرجع على الأوّل.
وقيل: من مبتدأ شرط، والجواب محذوف تقديره: من استطاع فليحجّ، ودل على ذلك قوله:
{«وَمَنْ كَفَرَ»} وجوابها.
99 {لِمَ تَصُدُّونَ}: اللام متعلّقة بالفعل.
و «من» مفعوله.
و {تَبْغُونَهََا}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من الضمير في تصدّون، أو من السبيل لأنّ فيها ضميرين راجعين إليهما فلذلك صحّ أن تجعل حالا من كلّ واحد منهما.
و {عِوَجاً}: حال. 100 {بَعْدَ إِيمََانِكُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا ليردّوكم، وأن يكون ظرفا ل {كََافِرِينَ} وهو في المعنى مثل قوله: {«كَفَرُوا بَعْدَ إِيمََانِهِمْ»}.
103 {وَلََا تَفَرَّقُوا}: الأصل تتفرّقوا، فحذف التاء الثانية، وقد ذكر وجهه في البقرة.
ويقرأ بتشديد التاء، والوجه فيه أنه سكن التاء الأولى حين نزّلها متصلة بالألف، ثم أدغم.
{نِعْمَتَ اللََّهِ}: هو مصدر مضاف إلى الفاعل.
و {عَلَيْكُمْ}: يجوز أن يتعلّق به، كما تقول:
أنعمت عليك.
ويجوز أن يكون حالا من النعمة، فيتعلّق بمحذوف.
{إِذْ كُنْتُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا للنعمة، وأن يكون ظرفا للاستقرار في «عليكم» إذا جعلته حالا.
{فَأَصْبَحْتُمْ}: يجوز أن تكون الناقصة، فعلى هذا يجوز أن يكون الخبر {«بِنِعْمَتِهِ»} فيكون المعنى: فأصبحتم في نعمته، أو متلبّسين بنعمته، أو مشمولين.
و {إِخْوََاناً}: على هذا حال يعمل فيها أصبح، أو ما يتعلق به الجارّ.(1/84)
و {إِخْوََاناً}: على هذا حال يعمل فيها أصبح، أو ما يتعلق به الجارّ.
3: 104117
ويجوز أن يكون إخوانا خبر أصبح، ويكون الجارّ حالا يعمل فيه أصبح، أو حالا من إخوان لأنه صفة له قدّمت عليه وأن يكون متعلّقا بأصبح لأنّ الناقصة تعمل في الجار.
ويجوز أن يتعلّق بإخوانا لأنّ التقدير: تآخيتم بنعمته.
ويجوز أن تكون أصبح تامّة، ويكون الكلام في {«بِنِعْمَتِهِ إِخْوََاناً»} قريبا من الكلام في الناقصة.
والإخوان: جمع أخ، من الصداقة، لا من النّسب.
والشّفا يكتب بالألف، وهي من الواو، تثنية شفوان.
و {مِنَ النََّارِ}: صفة لحفرة، ومن للتبعيض، والضمير في {«مِنْهََا»} للنار، أو للحفرة.
104 {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ}: يجوز أن تكون «كان» هنا التامة، فتكون {«أُمَّةٌ»} فاعلا، و {«يَدْعُونَ»} صفته، ومنكم متعلّقة بتكن، أو بمحذوف، على أن تكون صفة لأمّة قدّم عليها فصار حالا.
ويجوز أن تكون الناقصة، وأمّة اسمها، ويدعون الخبر ومنكم إما حال من أمة، أو متعلّق بكان الناقصة.
ويجوز أن يكون يدعون صفة، ومنكم الخبر.
105 {جََاءَهُمُ الْبَيِّنََاتُ}: إنما حذف التاء لأنّ تأنيث البينة غير حقيقي، ولأنها بمعنى الدليل.
106 {يَوْمَ تَبْيَضُّ}: هو ظرف لعظيم، أو للاستقرار في لهم وفي تبيضّ أربع لغات: فتح التاء وكسرها من غير ألف. وتبياض بالألف مع فتح التاء وكسرها، وكذلك تسود.
{أَكَفَرْتُمْ}: تقديره: فيقال لهم أكفرتم، والمحذوف هو الخبر.
108 {تِلْكَ آيََاتُ اللََّهِ}: قد ذكر في البقرة.
110 {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}: قيل: كنتم في علمي.
وقيل: هو بمعنى صرتم.
وقيل: كان زائدة والتقدير: أنتم خير وهذا خطأ لأنّ كان لا تزاد في أوّل الجملة، ولا تعمل في خير.
{تَأْمُرُونَ}: خبر ثان، أو تفسير لخير، أو مستأنف.
{لَكََانَ خَيْراً لَهُمْ}: أي لكان الإيمان، لفظ الفعل على إرادة المصدر. {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ}:
هو مستأنف.
111 {إِلََّا أَذىً}:
أذّى مصدر من معنى يضرّوكم لأنّ الأذى والضرر مقاربان في المعنى فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا.
وقيل: هو منقطع، لأنّ المعنى: لن يضرّوكم بالهزيمة، لكن يؤذونكم بتصدّيكم لقتالهم.
{يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبََارَ}:
الأدبار مفعول ثان. والمعنى:
يجعلون ظهورهم تليكم.
{ثُمَّ لََا يُنْصَرُونَ}:
مستأنف، ولا يجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشّرط لأنّ جواب الشرط يقع عقيب المشروط، وثم للتراخي فلذلك لم تصلح في جواب الشرط، والمعطوف على الجواب كالجواب وهذا خطأ لأنّ الجزم في مثله قد جاء في قوله: {«ثُمَّ لََا يَكُونُوا أَمْثََالَكُمْ»} وإنما استؤنف هنا ليدلّ على أن الله لا ينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا.
112 {إِلََّا بِحَبْلٍ}: في موضع نصب على الحال، تقديره: ضربت عليهم الذلة في كل حال إلا في حال عقد العهد لهم فالباء متعلقة بمحذوف، تقديره: إلا متمسّكين بحبل.
113 {لَيْسُوا}: الواو اسم ليس، وهي راجعة على المذكورين قبلها و {سَوََاءً}: خبرها أي ليسوا مستوين، ثم استأنف فقال: {«مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ أُمَّةٌ قََائِمَةٌ»} فأمّه مبتدأ، وقائمة نعت له، والجارّ قبله خبره.
ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار، وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر، والأصل منهم أمة.
وقيل: أمة رفع بسواء، وهذا ضعيف في المعنى والإعراب لأنّه منقطع مما قبله، ولا يصحّ أن تكون الجملة خير ليس.
وقيل: أمّة اسم ليس. والواو فيها حرف يدل على الجمع، كما قالوا: أكلوني البراغيث، وسواء الخبر. وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفاوت الأمّة القائمة التالية لآيات الله، بل الغرض أنّ من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا. {يَتْلُونَ}: صفة أخرى لأمّة.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة، أو من الأمة. لأنّها قد وصفت، والعامل على هذا الاستقرار.
و {آنََاءَ اللَّيْلِ}: ظرف ليتلون لا لقائمة لأنّ قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة.
وواحد الآناء إنى مثل معى، ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على وزن عصا، ومنهم من يقول إنى بالياء وكسر الهمزة.
{وَهُمْ يَسْجُدُونَ}: حال من الضمير في يتلون، أو في قائمة.
ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك «يؤمنون.
ويأمرون. وينهون» إن شئت جعلتها أحوالا، وإن شئت استأنفتها.
115 {وَمََا يَفْعَلُوا}: يقرأ بالتاء على الخطاب، وبالياء حملا على الذي قبله.
117 {كَمَثَلِ رِيحٍ}: فيه حذف مضاف، تقديره: كمثل مهلك ريح أي ما ينفقون هالك كالذي تهلكه.
{فِيهََا صِرٌّ}: مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح. ويجوز أن ترفع «صرّ» بالظرف لأنّه قد اعتمد على ما قبله.(1/85)
{فِيهََا صِرٌّ}: مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح. ويجوز أن ترفع «صرّ» بالظرف لأنّه قد اعتمد على ما قبله.
3: 118124
و {أَصََابَتْ}: في موضع جرّ أيضا صفة لريح ولا يجوز أن تكون صفة لصرّ لأنّ الصرّ مذكّر والضمير في أصابت مؤنث.
وقيل: ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام وذلك أن قوله: {«كَمَثَلِ رِيحٍ»} إلى قوله: {«فَأَهْلَكَتْهُ»} متّصل بعضه ببعض، فامتزجت المعاني فيه وفهم المعنى.
{ظَلَمُوا}: صفة لقوم.
118 {مِنْ دُونِكُمْ}: صفة لبطانة.
وقيل: من زائدة لأنّ المعنى بطانة دونكم في العمل والإيمان.
{لََا يَأْلُونَكُمْ}: في موضع نعت لبطانة، أو حال مما تعلّقت به من.
ويألو يتعدّى إلى مفعول واحد.
و {خَبََالًا} منصوب على التمييز.
ويجوز أن يكون انتصب لحذف حرف الجرّ، تقديره: لا يألونكم في تخبيلكم.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
{وَدُّوا}: مستأنف. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم، «وقد» معه مرادة.
و {مََا} مصدرية، أي عنتكم. {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضََاءُ}:
حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا.
{مِنْ أَفْوََاهِهِمْ}:
مفعول بدت، ومن لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون حالا أي ظهرت خارجة من أفواههم.
119 {هََا أَنْتُمْ أُولََاءِ تُحِبُّونَهُمْ}: قد ذكر إعرابه في قوله: {«ثُمَّ أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ»}.
{بِالْكِتََابِ كُلِّهِ}:
الكتاب هنا جنس أي بالكتب كلها، وقيل هو واحد.
{عَضُّوا عَلَيْكُمُ}:
عليكم مفعول عضّوا.
ويجوز أن يكون حالا أي حنقين عليكم.
{مِنَ الْغَيْظِ}: متعلّق بعضّوا أيضا، ومن لابتداء الغاية أي من أجل الغيظ.
ويجوز أن يكون حالا أي موتوا مغتاظين.
{بِغَيْظِكُمْ}: يجوز أن يكون مفعولا به، كما تقول: مات بالسّمّ أي بسببه.
ويجوز أن يكون حالا أي موتوا مغتاظين.
120 {لََا يَضُرُّكُمْ}: يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط، وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضرّ ويقال فيه: ضاره يضوره بالواو.
ويقرأ بضم الضاد وتشديد الراء وضمّها، وهو من ضرّ يضر وفي رفعه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه في نيّة التقديم أي لا يضركم كيدهم شيئا إن تتّقوا، وهو قول سيبويه.
والثاني أنه حذف الفاء وهو قول المبرد، وعلى هذين القولين الضمة إعراب.
والثالث أنها ليست إعرابا بل لما اضطرّ إلى التحريك حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد.
وقيل: حرّكها بحركتها الإعرابية المستحقّة لها في الأصل. ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين، إذ كان أخفّ من الضمّ والكسر.
{شَيْئاً}: مصدر أي ضررا.
121 {وَإِذْ غَدَوْتَ}: أي واذكر.
{مِنْ أَهْلِكَ}: من لابتداء الغاية، والتقدير: من بين أهلك، وموضعه نصب، تقديره: فارقت أهلك.
و {تُبَوِّئُ}: حال، وهو يتعدّى إلى مفعول بنفسه، وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف الجر، فمن الأول هذه الآية فالأوّل {«الْمُؤْمِنِينَ»}، والثاني {«مَقََاعِدَ»}.
ومن الثاني: {«وَإِذْ بَوَّأْنََا لِإِبْرََاهِيمَ مَكََانَ الْبَيْتِ»}.
وقيل: اللام فيه زائدة.
{لِلْقِتََالِ}: يتعلّق بتبوّئ.
ويجوز أن يتعلّق بمحذوف على أن يكون صفة لمقاعد ولا يجوز أن يتعلّق بمقاعد لأنّ المقعد هنا المكان، وذلك لا يعمل.
122 {إِذْ هَمَّتْ}: إذ ظرف لعليم.
ويجوز أن يكون ظرفا لتبوّئ، وأن يكون لغدوت.
{أَنْ تَفْشَلََا}: تقديره: بأن تفشلا فموضعه نصب، أو جر على ما ذكرنا من الخلاف.
{وَعَلَى}: يتعلّق بيتوكّل، دخلت الفاء لمعنى الشرط والمعنى: إن فشلوا فتوكّلوا أنتم، وإن صعب الأمر فتوكّلوا.
123 {بِبَدْرٍ}: ظرف، والباء بمعنى في.
ويجوز أن يكون حالا.
و {أَذِلَّةٌ}: جمع ذليل وإنما يجئ هذا البناء فرارا من تكرير اللام الذي يكون في ذللا.
124 {إِذْ تَقُولُ}: يجوز أن يكون التقدير: اذكر.
ويجوز أن يكون بدلا من {«إِذْ هَمَّتْ»}.
ويجوز أن يكون ظرفا لنصركم.
{أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ}: همزة الاستفهام إذا دخلت على النّفي نقلته إلى الإثبات، ويبقى زمان الفعل على ما كان عليه.
و {أَنْ يُمِدَّكُمْ}: فاعل يكفيكم.
{بِثَلََاثَةِ آلََافٍ}: الجمهور على كسر التاء، وقد أسكنت في الشواذ على أنّه أجرى الوصل مجرى الوقف وهذه التاء إذا وقف عليها كانت بدلا من الهاء التي يوقف عليها.
ومنهم من يقول: إنّ تاء التأنيث هي الموقوف عليها وهي لغة.(1/86)
ومنهم من يقول: إنّ تاء التأنيث هي الموقوف عليها وهي لغة.
3: 125135
وقرئ شاذا بها ساكنة وهو إجراء الوصل مجرى الوقف أيضا وكلاهما ضعيف لأنّ المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد.
125 {مُسَوِّمِينَ} بكسر الواو: أي مسوّمين خيلهم أو أنفسهم وبفتحها على ما لم يسمّ فاعله.
126 {إِلََّا بُشْرى ََ}: مفعول ثان لجعل.
ويجوز أن يكون مفعولا له، ويكون «جعل» المتعدية إلى واحد.
والهاء في جعله تعود على إمداد، أو على التسويم، أو على النّصر، أو على التنزيل.
{وَلِتَطْمَئِنَّ}: معطوف على بشرى إذا جعلتها مفعولا له، تقديره: ليبشّركم ولتطمئنّ.
ويجوز أن يتعلّق بفعل محذوف، تقديره:
ولتطمئن قلوبكم بشّركم.
127 {لِيَقْطَعَ طَرَفاً}: اللام متعلقة بمحذوف، تقديره: ليقطع طرفا أمدّكم بالملائكة، أو نصركم.
{أَوْ يَكْبِتَهُمْ}: قيل: أو بمعنى الواو.
وقيل: هي للتفصيل أي كان القطع لبعضهم، والكبت لبعضهم. والتاء في يكبتهم أصل، وقيل: هي بدل من الدال، وهو من كبدته: أصبت كبده.
{فَيَنْقَلِبُوا}: معطوف على يقطع، أو يكبتهم.
128 {لَيْسَ لَكَ}: اسم ليس {شَيْءٌ}، و «لك» الخبر، و {مِنَ الْأَمْرِ} حال من شيء لأنّها صفة مقدّمة.
{أَوْ يَتُوبَ} {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ}: معطوفان على يقطع. وقيل: أو بمعنى إلا أن.
130 {أَضْعََافاً}: مصدر في موضع الحال من الرّبا، تقديره: مضاعفا.
133 {وَسََارِعُوا}: يقرأ بالواو وحذفها فمن أثبتها عطفه على ما قبله من الأوامر، ومن لم يثبتها استأنف.
ويجوز إمالة الألف هنا لكسرة الراء.
{عَرْضُهَا السَّمََاوََاتُ}: الجملة في موضع جرّ، وفي الكلام حذف، تقديره: عرضها مثل عرض السّموات.
{أُعِدَّتْ}: يجوز أن يكون في موضع جرّ صفة للجنة، وأن يكون حالا منها لأنّها قد وصفت، وأن يكون مستأنفا: ولا يجوز أن يكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء: أحدها أنه لا عامل، وما جاء من ذلك متأوّل على ضعفه.
والثاني أنّ العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل يراد به المسافة.
والثالث أنّ ذلك يلزم منه الفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر.
134 {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ}: يجوز أن يكون صفة للمتقين، وأن يكون نصبا على إضمار أعنى، وأن يكون رفعا على إضمار «هم».
وأما {«الْكََاظِمِينَ»} فعلى الجرّ والنّصب.
135 {وَالَّذِينَ إِذََا فَعَلُوا}: يجوز أن يكون معطوفا على {«الَّذِينَ يُنْفِقُونَ»}. في أوجهه الثلاثة.
ويجوز أن يكون مبتدأ، ويكون أولئك مبتدأ ثانيا، وجزاؤهم ثالثا، ومغفرة خبر الثالث، والجميع خبر الذين.
و {ذَكَرُوا}: جواب إذا.
{وَمَنْ}: مبتدأ، و {«يَغْفِرُ»} خبره.
{إِلَّا اللََّهُ}: فاعل يغفر، أو بدل من المضمر فيه وهو الوجه لأنّك إذا جعلت الله فاعلا احتجت إلى تقدير ضمير أي ومن يغفر الذنوب له غير الله.(1/87)
{إِلَّا اللََّهُ}: فاعل يغفر، أو بدل من المضمر فيه وهو الوجه لأنّك إذا جعلت الله فاعلا احتجت إلى تقدير ضمير أي ومن يغفر الذنوب له غير الله.
3: 136145
{وَهُمْ يَعْلَمُونَ}: في موضع الحال من الضمير في يصرّوا، أو من الضمير في استغفروا.
ومفعول يعلمون محذوف أي يعلمون المؤاخذة بها، أو عفو الله عنها.
136 {وَنِعْمَ أَجْرُ}: المخصوص بالمدح محذوف أي ونعم الأجر الجنة.
137 {مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ}: يجوز أن يتعلّق بخلت، وأن يكون حالا من سنن.
ودخلت الفاء في «سيروا» لأنّ المعنى على الشرط، أي إن شككتم فسيروا.
{كَيْفَ}: خبر {«كََانَ»}. و {«عََاقِبَةُ»}: اسمها.
139 {وَلََا تَهِنُوا}: الماضي وهن، وحذفت الواو في المضارع لوقوعها بين ياء وكسرة.
و {الْأَعْلَوْنَ}: واحدها أعلى، حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدلّ عليها.
140 {قَرْحٌ}: يقرأ بفتح القاف وسكون الراء، وهو مصدر قرحته إذا جرحته.
ويقرأ بضم القاف وسكون الراء، وهو بمعنى الجرح أيضا.
وقال الفراء: بالضم: ألم الجراح.
ويقرأ بضمها على الإتباع كاليسر واليسر، والطّنب والطّنب. ويقرأ بفتحها، وهو مصدر قرح يقرح، إذا صار له قرحة، وهو بمعنى دمي.
{وَتِلْكَ}: مبتدأ، و {الْأَيََّامُ}: خبره، و {نُدََاوِلُهََا}: جملة في موضع الحال، والعامل فيها معنى الإشارة.
ويجوز أن تكون الأيام بدلا. أو عطف بيان، ونداولها الخبر.
ويقرأ يداولها بالياء، والمعنى مفهوم.
و {بَيْنَ النََّاسِ}:
ظرف. ويجوز أن يكون حالا من الهاء.
{وَلِيَعْلَمَ}: اللام متعلقة بمحذوف، تقديره:
وليعلم الله داولها.
وقيل: التقدير: ليتّعظوا وليعلم الله وقيل الواو زائدة.
و {مِنْكُمْ}: يجوز أن يتعلّق بيتخذ. ويجوز أن يكون حالا من {«شُهَدََاءَ»}.
141 {وَلِيُمَحِّصَ}: معطوف على {«وَلِيَعْلَمَ»}.
142 {أَمْ حَسِبْتُمْ}: أم هنا منقطعة أي بل أحسبتم.
و {أَنْ تَدْخُلُوا}: أن والفعل يسدّ مسدّر المفعولين. وقال الأخفش: المفعول الثاني محذوف.
{وَيَعْلَمَ الصََّابِرِينَ}: يقرأ بكسر الميم عطفا على الأولى، وبضمها على تقدير: وهو يعلم، والأكثر في القراءة الفتح وفيه وجهان:
أحدهما أنه مجزوم أيضا، لكن الميم لما حرّكت لالتقاء الساكنين حركت بالفتح اتباعا للفتحة قبلها.
والوجه الثاني أنه منصوب على إضمار أن، والواو هاهنا بمعنى الجمع، كالتي في قولهم: لا تأكل السمك وتشرب اللبن. والتقدير: أظننتم أن تدخلوا الجنّة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين.
ويقرّب عليك هذا المعنى أنك لو قدّرت الواو ب «مع» صحّ المعنى والإعراب.
143 {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ}: الجمهور على الجرّ بمن وإضافة إلى الجملة. وقرئ بضمّ اللام والتقدير: ولقد كنتم تمنّون الموت أن تلقوه من قبل، فأن تلقوه بدل من الموت بدل الاشتمال والمراد لقاء أسباب الموت لأنّه قال: فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وإذا رأى الموت لم تبق بعده حياة.
ويقرأ «تلاقوه»، وهو من المفاعلة التي تكون بين اثنين، لأنّ ما لقيك فقد لقيته.
ويجوز أن تكون من واحد مثل سافرت.
144 {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}: في موضع رفع صفة لرسول.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في رسول.
وقرأ ابن عباس «رسل» نكرة، وهو قريب من معنى المعرفة و «من» متعلقة بخلت.
ويجوز أن يكون حالا من الرسل.
{أَفَإِنْ مََاتَ}: الهمزة عند سيبويه في موضعها، والفاء تدلّ على تعلّق الشرط بما قبله.
وقال يونس: الهمزة في مثل هذا حقّها أن تدخل على جواب الشرط تقديره: أتنقلبون على أعقابكم إن مات؟ لأنّ الغرض التنبيه أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط.
ومذهب سيبويه الحقّ لوجهين:
أحدهما أنك لو قدّمت الجواب لم يكن للفاء وجه إذ لا يصحّ أن تقول: أتزورني فإن زرتك.
ومنه قوله: {«أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخََالِدُونَ»}.
والثاني أنّ الهمزة لها صدر الكلام، وإنّ لها صدر الكلام، وقد وقعا في موضعهما، والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب لأنّهما كالشيء الواحد.
{عَلى ََ أَعْقََابِكُمْ}: حال أي راجعين.
145 {وَمََا كََانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ}: أن تموت اسم كان، و {«إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ»}: الخبر، واللام للتّبيين متعلّقة بكان.
وقيل: هي متعلقة بمحذوف، تقديره: الموت لنفس وأن تموت تبيين للمحذوف.
ولا يجوز أن تتعلق اللام بتموت لما فيه من تقديم الصلة على الموصول. قال الزجاج: وما كان نفس لتموت، ثم قدّمت اللام.
{كِتََاباً}: مصدر، أي كتب ذلك كتابا.
{وَمَنْ يُرِدْ ثَوََابَ الدُّنْيََا}: بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لتقاربهما.
{نُؤْتِهِ مِنْهََا}: مثل «يؤدّه إليك».
{وَسَنَجْزِي}: بالنون والياء والمعنى مفهوم.(1/88)
{وَسَنَجْزِي}: بالنون والياء والمعنى مفهوم.
3: 146152
146 {وَكَأَيِّنْ}: الأصل فيه «أي» التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه، وصار في معنى كم التي للتكثير، كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم: «كذا» لمعنى لم يكن لكلّ واحد منهما، وكما أن معنى «لولا» بعد التركيب لم يكن لهما قبله، وفيها خمسة أوجه كلها قد قرئ به:
فالمشهور «كأيّن»، بهمزة بعدها ياء مشددة، وهو الأصل.
والثاني: «كائن» بألف بعدها همزة مكسورة من غير ياء وفيه وجهان:
أحدهما هو فاعل من كان يكون، حكي عن المبرد وهو بعيد الصحة لأنّه لو كان كذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير.
والثاني أنّ أصله كأيّن، قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيّئ. فوزنه الآن كعلف لأنّك قدّمت العين واللام، ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتّضعيف، كما قالوا في أيّهما أيّهما، ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا، كما أبدلت في آية وطائى.
وقيل: حذفت الياء لساكنة وقدّمت المتحركة فانقلبت ألفا.
وقيل: لم يحذف منه شيء ولكن قدّمت المتحركة وبقيت الأخرى ساكنة وحركت بالتنوين مثل قاض.
والوجه الثالث «كإ» على وزن كع وفيه وجهان:
أحدهما أنه حذف إحدى الياءين على ما تقدّم، ثم حذفت الأخرى لأجل التنوين.
والثاني أنه حذف الياءين دفعة واحدة، واحتمل ذلك لمّا امتزج الحرفان.
والوجه الرابع «كأي» بياء خفيفة بعد الهمزة، ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكّن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة، كما سكّنوا الهاء في لهو، وفهو وحرّك الياء لسكون ما قبلها.
والخامس «كيئ» بياء ساكنة قبل الهمزة وهو الأصل في كاء وقد ذكر.
فأما التنوين فأبقي في الكلمة على ما يجب لها في الأصل، فمنهم من يحذفه في الوقف لأنّه تنوين ومنهم من يثبته فيه لأنّ الحكم تغيّر بامتزاج الكلمتين.
فأمّا أي فقال ابن جني: هي مصدر أوى يأوي إذا انضم واجتمع، وأصله أوى، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت وأدغمت مثل طي وشي. وأمّا موضع كأين فرفع بالابتداء، ولا تكاد تستعمل إلا وبعدها من، وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها «قتل»، وفي قتل الضمير للنبي، وهو عائد على كأين لأنّ كأين في معنى نبي والجيّد أن يعود الضمير على لفظ «كأين»، كما تقول: مائة نبي قتل فالضمير للمائة إذ هي المبتدأ.
فإن قلت: لو كان كذلك لأنّثت، فقلت:
قتلت؟ قيل: هذا محمول على المعنى لأنّ التقدير:
كثير من الرجال قتل، فعلى هذا يكون {«مَعَهُ رِبِّيُّونَ»} في موضع الحال من الضمير في قتل.
والثاني أن يكون قتل في موضع جرّ صفة لنبي، ومعه ربّيّون الخبر كقولك: كم من رجل صالح معه مال.
والوجه الثالث أن يكون الخبر محذوفا أي في الدنيا، أو صائر، ونحو ذلك. فعلى هذا يجوز أن يكون قتل صفة لنبي، ومعه ربّيّون حال على ما تقدم.
ويجوز أن يكون قتل مسندا لرّبيين، فلا ضمير فيه على هذا، والجملة صفة نبي.
ويجوز أن يكون خبرا فيصير في الخبر أربعة أوجه.
ويجوز أن يكون صفة لنبي والخبر محذوف على ما ذكرنا.
ويقرأ «قاتل» فعلى هذا يجوز أن يكون الفاعل مضمرا وما بعده حال، وأن يكون الفاعل ربّيون.
ويقرأ «قتل» بالتشديد، فعلى هذا لا ضمير في الفعل لأجل التكثير، والواحد لا تكثير فيه، كذا ذكر ابن جني ولا يمتنع فيه أن يكون فيه ضمير الأوّل لأنّه في معنى الجماعة.
و {رِبِّيُّونَ} بكسر الراء، منسوب إلى الرّبّة، وهي الجماعة، ويجوز ضمّ الراء في الرّبة أيضا، وعليه قرئ ربّيّون بالضم وقيل من كسر أتبع، والفتح هو الأصل، وهو منسوب إلى الرب، وقد قرئ به.
{فَمََا وَهَنُوا}: الجمهور على فتح الهاء.
وقرئ بكسرها، وهي لغة والفتح أشهر.
وقرئ بإسكانها على تخفيف المكسور.
و {اسْتَكََانُوا}: استفعلوا من الكون، وهو الذّل.
وحكى عن الفرّاء أنّ أصلها استكنوا، أشبعت الفتحة فنشأت الألف وهذا خطأ لأنّ الكلمة في جميع تصاريفها ثبتت عينها تقول: استكان يستكين استكانة، فهو مستكين ومستكان له، والإشباع لا يكون على هذا الحدّ.
147 {وَمََا كََانَ قَوْلَهُمْ}: الجمهور على فتح اللام على أنّ اسم كان ما بعد «إلّا»، وهو أقوى من أن يجعل خبرا والأول اسما لوجهين:
أحدهما أنّ {أَنْ قََالُوا}: يشبه المضمر في أنه لا يضمر فهو أعرف.
والثاني أنّ ما بعد إلا مثبت والمعنى: كان قولهم ربّنا اغفر لنا دأبهم في الدعاء.
ويقرأ برفع الأول على أنه اسم كان، وما بعد إلّا الخبر.
{فِي أَمْرِنََا}: يتعلّق بالمصدر، وهو إسرافنا.
ويجوز أن يكون حالا منه أي إسرافا واقعا في أمرنا.
150 {بَلِ اللََّهُ مَوْلََاكُمْ}: مبتدأ وخبر، وأجاز الفرّاء النصب، وهي قراءة، والتقدير: بل أطيعوا الله.
151 {الرُّعْبَ}: يقرأ بسكون العين وضمّها، وهما لغتان.
{بِمََا أَشْرَكُوا}: الباء تتعلّق بنلقى، ولا يمنع ذلك لتعلّق «في» به أيضا لأنّ في ظرف، والباء بمعنى السبب، فهما مختلفان.
وما مصدرية. والثانية نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي وليست مصدرية.
{وَبِئْسَ مَثْوَى الظََّالِمِينَ}: أي النار فالمخصوص بالذم محذوف.
والمثوى: مفعل، من ثويت، ولامه ياء.
152 {صَدَقَكُمُ اللََّهُ وَعْدَهُ}: صدق يتعدّى إلى مفعولين في مثل هذا النّحو، وقد يتعدّى إلى الثاني بحرف الجر، فيقال: صدقت زيدا في الحديث.
{إِذْ}: ظرف لصدق. ويجوز أن يكون ظرفا للوعد.
{حَتََّى}: يتعلّق بفعل محذوف، تقديره: دام ذلك إلى وقت فشلكم.
والصحيح أنها لا تتعلّق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جرّ، بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والواو على الجمل.(1/89)
والصحيح أنها لا تتعلّق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جرّ، بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والواو على الجمل.
3: 153156
وجواب «إذا» محذوف، تقديره: بان أمركم ونحو ذلك، ودلّ على المحذوف: قوله تعالى:
{«مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيََا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ»}.
{ثُمَّ صَرَفَكُمْ}: معطوف على الفعل المحذوف.
153 {إِذْ تُصْعِدُونَ}: تقديره: اذكروا إذ.
ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم، أو تنازعتم، أو فشلتم.
{وَلََا تَلْوُونَ}: الجمهور على فتح التاء وقد ذكرناه في قوله: {«يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ»}.
ويقرأ بضمّ التاء وماضيه ألوى وهي لغة.
ويقرأ {عَلى ََ أَحَدٍ}: بضمّتين، وهو الجبل.
{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ}: جملة في موضع الحال.
{بِغَمٍّ}: التقدير بعد غمّ فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم.
وقيل المعنى: بسبب الغم فيكون مفعولا به.
وقيل: التقدير: بدل غمّ فيكون صفة لغم أيضا.
{لِكَيْلََا تَحْزَنُوا}: قيل «لا» زائدة لأنّ المعنى أنه عمّهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم.
وقيل: ليست زائدة والمعنى على نفي الحزن عنهم بالتوبة. و «كي» هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها.
154 {أَمَنَةً}: المشهور في القراءة فتح الميم، وهو اسم للأمن.
ويقرأ بسكونها، وهو مصدر مثل الأمر.
و {نُعََاساً}: بدل. ويجوز أن يكون عطف بيان.
ويجوز أن يكون نعاسا هو المفعول، وأمنة حال منه والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة لأنّ النعاس ليس هو الأمن، بل هو الذي حصل الأمن به.
ويجوز أن يكون أمنة مفعولا.
{يَغْشى ََ}: يقرأ بالياء على أنّه النعاس، وبالتاء للأمنة وهو في موضع نصب صفة لما قبله.
و {طََائِفَةً}: مبتدأ و {«قَدْ أَهَمَّتْهُمْ»}: خبره.
{«يَظُنُّونَ»}: حال من الضمير في أهمتهم.
ويجوز أن يكون أهمتهم صفة ويظنّون الخبر والجملة حال والعامل يغشى وتسمّى هذه الواو واو الحال. وقيل: الواو بمعنى إذ وليس بشيء.
و {غَيْرَ الْحَقِّ}: المفعول الأول أي أمرا غير الحق، وبالله الثاني.
و {ظَنَّ الْجََاهِلِيَّةِ}: مصدر، تقديره: ظنّا مثل ظنّ الجاهلية. {مِنْ شَيْءٍ}: من زائدة، وموضعه رفع بالابتداء وفي الخبر وجهان:
أحدهما لنا، فمن الأمر على هذا حال، إذ الأصل: هل شيء من الأمر.
والثاني أن يكون من الأمر هو الخبر، و «لنا»:
تبيين، وتتمّ الفائدة: كقوله: {«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»}.
{كُلَّهُ لِلََّهِ}: يقرأ بالنصب على التّوكيد، أو البدل، ولله الخبر.
وبالرّفع على الابتداء، ولله الخبر والجملة خبر إنّ.
{يَقُولُونَ}: حال من الضمير في يخفون.
و {شَيْءٍ}: اسم كان، والخبر لنا، أو من الأمر، مثل «هل لنا».
{لَبَرَزَ الَّذِينَ} بالفتح والتخفيف.
ويقرأ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله أي أخرجوا بأمر الله.
156 {إِذََا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ}: يجوز أن تكون إذا هنا يحكى بها حالهم، فلا يراد بها المستقبل لا محالة فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا، وهو للماضي.
ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين، ويراد بهما المستقبل المحكّي به الحال فعلى هذا يكون التقدير: يكفرون ويقولون لإخوانهم.(1/90)
ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين، ويراد بهما المستقبل المحكّي به الحال فعلى هذا يكون التقدير: يكفرون ويقولون لإخوانهم.
3: 157167
{أَوْ كََانُوا غُزًّى}: الجمهور على تشديد الزّاي، وهو جمع غاز، والقياس غزاة، كقاض وقضاة لكنه جاء على فعّل حملا على الصحيح، نحو شاهد وشهّد، وصائم وصوّم.
ويقرأ بتخفيف الزاي، وفيه وجهان:
أحدهما أن أصله غزاة فحذفت الهاء تخفيفا لأنّ التاء دليل الجمع، وحصل ذلك من نفس الصّفة.
والثاني أنه أراد قراءة الجماعة، فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف.
{لِيَجْعَلَ اللََّهُ}: اللام تتعلّق بمحذوف أي ندمهم أو أوقع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة.
وجعل هنا بمعنى صيّر.
وقيل: اللام هنا لام العاقبة أي صار أمرهم إلى ذلك، كقوله: {«فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا»}.
157 {أَوْ مُتُّمْ}: الجمهور على ضمّ الميم، وهو الأصل لأنّ الفعل منه يموت.
ويقرأ بالكسر وهو لغة يقال مات يمات، مثل خاف يخاف فكما تقول خفت تقول متّ.
{لَمَغْفِرَةٌ}: مبتدأ، و {«مِنَ اللََّهِ»}: صفته، {وَرَحْمَةٌ}: معطوف عليه، والتقدير: ورحمة لهم و {«خَيْرٌ»} الخبر.
و (ما) بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف.
ويجوز أن تكون مصدرية، ويكون المفعول محذوفا أي من جمعهم المال.
158 {لَإِلَى اللََّهِ}: اللام جواب قسم محذوف، ولدخولها على حرف الجرّ جاز أن يأتى «يحشرون» غير مؤكد بالنون، والأصل: لتحشرون إلى الله.
159 {فَبِمََا رَحْمَةٍ}: ما زائدة. وقال الأخفش وغيره: يجوز أن تكون نكرة بمعنى شيء، ورحمة بدل منه، والباء تتعلق ب {«لِنْتَ»}.
{وَشََاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}: الأمر هنا جنس، وهو عامّ يراد به الخاص لأنّه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض، ولذلك قرأ ابن عباس: في بعض الأمر.
{فَإِذََا عَزَمْتَ}: الجمهور على فتح الزاي أي إذا تخيّرت أمرا بالمشاورة وعزمت على فعله {«فَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ»}.
ويقرأ بضم التاء أي إذا أمرتك بفعل شيء فتوكّل عليّ، فوضع الظاهر موضع المضمر.
160 {فَمَنْ ذَا الَّذِي}: هو مثل: {«مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ»}. وقد ذكر. {مِنْ بَعْدِهِ}: أي من بعد خذلانه، فحذف المضاف.
ويجوز أن تكون الهاء ضمير الخذلان أي بعد الخذلان.
161 {أَنْ يَغُلَّ}:
يقرأ بفتح الياء وضمّ الغين على نسبة الفعل إلى النبي أي ذلك غير جائز عليه. ويدل على ذلك قوله: {«يَأْتِ بِمََا غَلَّ»}، ومفعول يغل محذوف أي يغل الغنيمة أو المال.
ويقرأ بضم الياء وفتح الغين، على ما لم يسمّ فاعله، وفي المعنى ثلاثة أوجه:
أحدها أن يكون ماضيه أغللته أي نسبته إلى الغلول، كما تقول: أكذبته إذا نسبته إلى الكذب أي لا يقال عنه إنّه يغل أي يخون.
الثاني هو من أغللته، إذا وجدته غالا، كقولك: أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا.
والثالث معناه أن يغله غيره أي ما كان لنبيّ أن يخان.
{وَمَنْ يَغْلُلْ}: مستأنفة.
ويجوز أن تكون حالا، ويكون التقدير: في حال علم الغالّ بعقوبة الغلول.
162 {أَفَمَنِ اتَّبَعَ}: من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، و {كَمَنْ}: الخبر ولا يكون شرطا لأنّ كمن لا يصلح أن يكون جوابا.
و {بِسَخَطٍ}: حال.
163 {هُمْ دَرَجََاتٌ}: مبتدأ، وخبر والتقدير: ذوو درجات، فحذف المضاف.
و {عِنْدَ اللََّهِ}: ظرف لمعنى درجات، كأنه قال:
هم متفاضلون عند الله. ويجوز أن يكون صفة لدرجات.
164 {مِنْ أَنْفُسِهِمْ}: في موضع نصب صفة لرسول.
ويجوز أن يتعلّق ببعث.
وما في هذه الآية ذكر مثله في قوله: {«رَبَّنََا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ»}. 165 {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهََا}: في موضع رفع صفة لمصيبة.
166 {وَمََا أَصََابَكُمْ}: ما بمعنى الذي، وهو مبتدأ، والخبر {«فَبِإِذْنِ اللََّهِ»} أي واقع بإذن الله.
167 {وَلِيَعْلَمَ}: اللام متعلقة بمحذوف أي وليعلم الله أصابكم هذا.
ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره: فبإذن الله، ولأن يعلم الله.
{تَعََالَوْا قََاتِلُوا}: إنما لم يأت بحرف العطف لأنّه أراد أن يجعل كلّ واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها.
ويجوز أن يقال: إنّ المقصود هو الأمر بالقتال و «تعالوا»: ذكر ما لو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه.
وقيل الأمر الثاني حال.
{هُمْ لِلْكُفْرِ}: اللام في قوله: «للكفر»، و {«لِلْإِيمََانِ»} متعلقة بأقرب وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنّهما يشبهان الظّرف، وكما عمل أطيب في قولهم: هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدّرين لأنّ أفعل يدلّ على معنيين: على أصل الفعل، وزيادته فيعمل في كلّ واحد منهما بمعنى غير الآخر فتقديره: يزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الإيمان، واللام هنا على بابها.
وقيل: هي بمعنى إلى.(1/91)
وقيل: هي بمعنى إلى.
3: 168176
{يَقُولُونَ}: مستأنف.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب أي قربوا إلى الكفر قائلين.
168 {الَّذِينَ قََالُوا}: يجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار أعنى، أو صفة للذين نافقوا، أو بدلا منه.
أو في موضع جر، بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم.
ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر {«قُلْ فَادْرَؤُا»} والتقدير: قل لهم.
{وَقَعَدُوا}: يجوز أن يكون معطوفا على الصّلة معترضا بين قالوا ومعمولها، وهو {«لَوْ أَطََاعُونََا»} وأن يكون حالا، و «قد» مرادة.
169 {بَلْ أَحْيََاءٌ} أي بل هم أحياء.
ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول:
ما ظننت زيدا قائما بل قاعدا.
وقيل: أضمر الفعل، تقديره: بل احسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم ما يدلّ عليه.
و {عِنْدَ رَبِّهِمْ}: صفة لأحياء.
ويجوز أن يكون ظرفا لأحياء، لأنّ المعنى يحيون عند الله. ويجوز أن يكون ظرفا ل {«يُرْزَقُونَ»}، ويرزقون صفة لأحياء.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء أي يحيون مرزوقين.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظّرف إذا جعلته صفة.
170 {فَرِحِينَ}:
يجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون.
ويجوز أن يكون صفة لأحياء إذا نصبت.
ويجوز أن ينتصب على المدح.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء، أو من الضمير في الظرف.
{مِنْ فَضْلِهِ}: حال من العائد المحذوف في الظرف تقديره: بما آتاهموه كائنا من فضله.
{وَيَسْتَبْشِرُونَ}: معطوف على فرحين لأنّ اسم الفاعل هنا يشبه الفعل المضارع.
ويجوز أن يكون التقدير: وهم يستبشرون فتكون الجملة حالا من الضمير في فرحين، أو من ضمير المفعول في آتاهم.
{مِنْ خَلْفِهِمْ}: متعلق بيلحقوا.
ويجوز أن يكون حالا، تقديره: متخلّفين عنهم.
{أَلََّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}: أي بأن لا خوف عليهم فأن مصدرية، وموضع الجملة بدل من «الذين» بدل الاشتمال أي ويستبشرون بسلامة الذين لم يلحقوا بهم.
ويجوز أن يكون التقدير: لأنّهم لا خوف عليهم. فيكون مفعولا من أجله.
171 {يَسْتَبْشِرُونَ}: هو مستأنف مكرّر للتوكيد.
{وَأَنَّ اللََّهَ} بالفتح عطفا على بنعمة من الله أي وبأنّ الله، وبالكسر على الاستئناف.
172 {الَّذِينَ اسْتَجََابُوا}: في موضع جرّ صفة للمؤمنين، أو نصب على إضمار أعنى، أو رفع على إضمار «هم»، أو مبتدأ وخبره: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا}.
ومنهم: حال من الضمير في أحسنوا.
173 {الَّذِينَ قََالَ لَهُمُ النََّاسُ}: بدل من الذين استجابوا، أو صفة.
{فَزََادَهُمْ إِيمََاناً}: الفاعل مضمر، تقديره:
زادهم القول.
{حَسْبُنَا اللََّهُ}: مبتدأ، وخبر.
وحسب: مصدر في موضع اسم الفاعل، تقديره: فحسبنا الله، أي كافينا يقال: أحسبنى الشيء أي كفاني.
174 {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللََّهِ}: في موضع الحال.
ويجوز أن يكون مفعولا به.
{لَمْ يَمْسَسْهُمْ}: حال أيضا من الضمير في انقلبوا.
ويجوز أن يكون العامل فيها بنعمة وصاحب الحال الضمير في الحال، تقديره: فانقلبوا منعّمين بريئين من كل سوء.
{وَاتَّبَعُوا}: معطوف على انقلبوا.
ويجوز أن يكون حالا أي وقد اتبعوا.
175 {ذََلِكُمُ}: مبتدأ، و {الشَّيْطََانُ}:
خبره.
و {يُخَوِّفُ}: يجوز أن يكون حالا من الشيطان، والعامل الإشارة.
ويجوز أن يكون الشيطان بدلا، أو عطف بيان، ويخوّف، الخبر والتقدير: يخوّفكم بأوليائه.
وقرئ في الشذوذ: «يخوّفكم أولياؤه».
وقيل: لا حذف فيه والمعنى يخوّف من يتبعه فأمّا من توكّل على الله فلا يخافه.
{فَلََا تَخََافُوهُمْ}: إنما جمع الضمير، لأنّ الشيطان جنس.
ويجوز أن يكون الضمير للأولياء.
176 {وَلََا يَحْزُنْكَ}: الجمهور على فتح الياء وضمّ الزاي، والماضي حزنه.
ويقرأ بضمّ الياء وكسر الزاي، والماضي أحزن وهي لغة قليلة.
وقيل: حزن: حدث له الحزن، وحزّنته:
أحدثت له الحزن وأحزنته: عرّضته للحزن.
{يُسََارِعُونَ}: يقرأ بالإمالة والتفخيم.(1/92)
{يُسََارِعُونَ}: يقرأ بالإمالة والتفخيم.
3: 177182
ويقرأ يسرعون بغير ألف، من أسرع.
{شَيْئاً}: في موضع المصدر أي ضررا.
178 {وَلََا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: يقرأ بالياء، وفاعله الذين كفروا، وأمّا المفعولان فالقائم مقامهما قوله: {أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} فأنّ وما عملت فيه تسدّ مسدّ المفعولين عند سيبويه. وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف، تقديره: نافعا أو نحو ذلك.
وفي «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي.
والثاني مصدرية. ولا يجوز أن تكون كافّة ولا زائدة إذ لو كانت كذلك لا نتصب خير بنملي واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة، أو قدّر الفعل يليها وكلاهما ممتنع.
وقد قرئ شاذّا بالنصب على أن يكون لأنفسهم خبر أن، ولهم تبيين، أو حال من خير.
وقد قرئ في الشاذ بكسر إن، وهو جواب قسم محذوف، والقسم وجوابه يسدّان مسدّ المفعولين.
وقرأ حمزة «تحسبنّ» بالتاء على الخطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم. و «الذين كفروا» المفعول الأول، وفي المفعول الثاني وجهان.
أحدهما الجملة من أن وما عملت فيه.
والثاني أنّ المفعول الأول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه والتقدير: ولا يحسبن إملاء الذين كفروا. وقوله: {«أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ»} بدل من المضاف المحذوف، والجملة سدّت مسدّ المفعولين والتقدير:
ولا تحسبن أنّ إملاء الذين كفروا خير لأنفسهم.
ويجوز أن تجعل أنّ وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال، والجملة سدّت مسدّ المفعولين.
{إِنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدََادُوا}: مستأنف. وقيل:
أنما نملي لهم تكرير للأول وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء والتقدير: ولا تحسبنّ يا محمد إملاء الذين كفروا خيرا ليزدادّوا إيمانا، بل ليزدادوا إثما.
ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك.
179 {مََا كََانَ اللََّهُ لِيَذَرَ}: خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر.
ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر لأنّ الفعل بعد اللام ينتصب بأن، فيصير التقدير: ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه، وخبر كان هو اسمها في المعنى، وليس الترك هو الله تعالى. وقال الكوفيون: اللام زائدة، والخبر هو الفعل وهذا ضعيف لأنّ ما بعدها قد انتصب فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة، وإن كان النّصب ب «أن» فسد لما ذكرنا.
وأصل يذر يوذر فحذفت الواو تشبيها لها بيدع لأنّها في معناها. وليس لحذف الواو في يذر علّة، إذ لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقدير الكسرة، بخلاف يدع فإن الأصل يودع، فحذفت الواو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة إذ الأصل يودع مثل يوعد وإنّما فتحت الدال من يدع لأنّ لامه حرف حلقيّ فيفتح له ما قبله ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك، ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك.
{يَمِيزَ}: يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز، وبتشديدها وماضيه ميّز، وهما بمعنى واحد وليس التشديد لتعدّي الفعل مثل فرح، وفرّحته لأنّ ماز وميّز يتعديان إلى مفعول واحد.
180 {وَلََا يَحْسَبَنَّ}: يقرأ بالياء على الغيبة، و {«الَّذِينَ يَبْخَلُونَ»} الفاعل، وفي المفعول الأول وجهان:
أحدهما «هو»، وهو ضمير البخل الذي دلّ عليه يبخلون.
والثاني هو محذوف تقديره البخل، و «هو» على هذا فصل.
ويقرأ «تحسبن» بالتاء على الخطاب والتقدير:
ولا تحسبنّ يا محمد بخل الذين يبخلون فحذف المضاف وهو ضعيف، لأنّ فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدلّ عليه و «هو» على هذا فصل أو توكيد.
والأصل في {مِيرََاثُ}: موراث، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، والميراث مصدر كالميعاد.
181 {لَقَدْ سَمِعَ اللََّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قََالُوا إِنَّ اللََّهَ فَقِيرٌ}: العامل في موضع إن وما عملت فيه قالوا، وهي المحكيّة به.
ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف لأنّه مصدر وهذا يخرّج على قول الكوفيين في إعمال الأول وهو أصل ضعيف ويزداد هنا ضعفا لأنّ الثاني فعل، والأول مصدر وإعمال الفعل أقوى.
{سَنَكْتُبُ مََا قََالُوا}: يقرأ بالنون، و «ما قالوا»: منصوب به.
{وَقَتْلَهُمُ}: معطوف عليه. و «ما» مصدرية، أو بمعنى الذي.
ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل.
ويقرأ بالياء على ما لم يسمّ فاعله، وقتلهم بالرفع، وهو ظاهر.
{وَنَقُولُ}: بالنون، والياء.
182 {ذََلِكَ}: مبتدأ، و {«بِمََا»}: خبره والتقدير: مستحقّ بما قدمت.
و (ظلّام): فعّال، من الظّلم.
فإن قيل: بناء فعّال للتكثير، ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي الظلم القليل، فلو قال: بظالم لكان أدلّ على نفي الظلم قليله وكثيره.
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه:
أحدهما أنّ فعّالا قد جاء لا يراد به الكثرة، كقول طرفة:
ولست بحلال التّلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد(1/93)
ولست بحلال التّلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد
3: 183191
لا يريد هاهنا أنّه قد يحلّ التلاع قليلا لأنّ ذلك يدفعه قوله: متى يسترفد القوم ارفد، وهذا يدلّ على نفي البخل في كل حال ولأنّ تمام المدح لا يحصل بإرادة الكثرة.
والثاني أنّ ظلّام هنا للكثرة لأنّه مقابل للعباد وفي العباد كثرة، وإذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا.
والثالث أنه إذا نفى الظّلم الكثير انتفى الظّلم القليل ضرورة لأنّ الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظّلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك.
وفيه وجه رابع وهو أن يكون على النسب أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من مثل بزّار وعطّار.
183 {الَّذِينَ قََالُوا}: هو في موضع جرّ بدلا من قوله: {«الَّذِينَ قََالُوا»}.
ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى، ورفعا على إضمار هم.
{أَلََّا نُؤْمِنَ}: يجوز أن يكون في موضع جرّ على تقدير: بأن لا نؤمن لأنّ معنى عهد وصّى.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حذف الجرّ وإفضاء الفعل إليه.
ويجوز أن ينتصب بنفس عهد لأنّك تقول:
عهدت إليه عهدا، لا على أنه مصدر لأنّ معناه ألزمته. ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد.
{حَتََّى يَأْتِيَنََا بِقُرْبََانٍ}:
فيه حذف مضاف تقديره:
بتقريب قربان أي يشرع لنا ذلك.
184 {وَالزُّبُرِ}:
يقرأ بغير باء، اكتفاء بحرف العطف، وبالباء على إعادة الجارّ.
{وَالزُّبُرِ}: جمع زبور، مثل رسول ورسل.
{وَالْكِتََابِ}: جنس.
185 {كُلُّ نَفْسٍ}:
مبتدأ وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العموم و {ذََائِقَةُ الْمَوْتِ}: الخبر.
وأنّث على معنى كلّ لأنّ كل نفس نفوس ولو ذكر على لفظ كلّ جاز.
وإضافة ذائقة غير محضة لأنّها نكرة يحكى بها الحال.
وقرئ شاذا «ذائقة الموت» بالتنوين والإعمال.
ويقرأ شاذا أيضا «ذائقة الموت» على جعل الهاء ضمير كلّ على اللفظ وهو مبتدأ وخبر.
{وَإِنَّمََا}: «ما» هاهنا كافّة فلذلك نصب {«أُجُورَكُمْ»} بالفعل، ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم.
186 {لَتُبْلَوُنَّ}: الواو فيه ليست لام الكلمة بل واو الجمع، حرّكت لالتقاء الساكنين، وضمّة الواو دليل على المحذوف، ولم تقلب الواو ألفا مع تحرّكها وانفتاح ما قبلها، لأنّ ذلك عارض ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها، ولو كانت لازمة لجاز ذلك.
187 {لَتُبَيِّنُنَّهُ}، {وَلََا تَكْتُمُونَهُ}:
يقرآن بالياء على الغيبة لأنّ الراجع إليه الضمير اسم ظاهر، وكلّ ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة.
ويقرآن بالتاء على الخطاب تقديره: وقلنا لهم لتبيننه.
ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بهما في يكتمون اكتفاء بالتوكيد في الفعل الأول لأنّ تكتمونه توكيد. 188 {لََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ}: يقرأ بالياء على الغيبة، وكذلك {فَلََا تَحْسَبَنَّهُمْ} بالياء وضمّ الباء. وفاعل الأول الذين يفرحون، وأمّا مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمفعولي تحسبنّهم، لأنّ الفاعل فيهما واحد، فالفعل الثاني تكرير للأول وحسن لمّا طال الكلام المتّصل بالأول، والفاء زائدة إذ ليست للعطف ولا للجواب.
وقال بعضهم: بمفازة هو مفعول حسب الأول، ومفعوله الثاني محذوف دلّ عليه مفعول حسب الثاني لأنّ التقدير: لا يحسبنّ الذين يفرحون أنفسهم بمفازة وهم في «فلا تحسبنّهم» هو أنفسهم أي فلا يحسبنّ أنفسهم، وأغنى بمفازة الذي هو مفعول الأول عن ذكره ثانيا لحسب الثاني.
وهذا وجه ضعيف متعسّف، عنه مندوحة بما ذكرنا في الوجه الأول.
ويقرأ بالتاء فيهما على الخطاب، وبفتح الباء منهما، والخطاب للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والقول فيه أن الذين يفرحون هو المفعول الأول، والثاني محذوف لدلالة مفعول حسب الثاني عليه.
وقيل: التقدير: لا تحسبنّ الذين يفرحون بمفازة، وأغنى المفعول الثاني هنا عن ذكره لحسب الثاني.
وحسب الثاني مكرر، أو بدل لما ذكرنا في القراءة بالياء فيهما، لأنّ الفاعل فيهما واحد أيضا، وهو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ويقرأ بالياء في الأول، وبالتاء في الثاني ثم في التاء في الفعل الثاني وجهان:
أحدهما الفتح على أنه خطاب لواحد.
والضمّ على أنه لجماعة وعلى هذا يكون مفعولا الفعل الأول محذوفين لدلالة مفعولي الثاني عليهما، والفاء زائدة أيضا.
والفعل الثاني ليس ببدل، ولا مكرّر لأنّ فاعله غير فاعل الأول.
والمفازة: مفعلة من الفوز.
و {مِنَ الْعَذََابِ}: متعلّق بمحذوف لأنّه صفة للمفازة لأنّ المفازة مكان، والمكان لا يعمل.
ويجوز أن تكون المفازة مصدرا فتتعلّق من به، ويكون التقدير: فلا تحسبنّهم فائزين، فالمصدر في موضع اسم الفاعل.
191 {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللََّهَ}: في موضع جرّ نعتا «لأولى»، أو في موضع نصب بإضمار أعني، أو رفع على إضمار «هم».(1/94)
191 {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللََّهَ}: في موضع جرّ نعتا «لأولى»، أو في موضع نصب بإضمار أعني، أو رفع على إضمار «هم».
3: 192198
ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: يقولون ربّنا.
{قِيََاماً وَقُعُوداً}: حالان من ضمير الفاعل في «يذكرون».
{وَعَلى ََ جُنُوبِهِمْ}: حال أيضا، وحرف الجر يتعلّق بمحذوف هو الحال في الأصل تقديره:
ومضطّجعين على جنوبهم.
{وَيَتَفَكَّرُونَ}: معطوف على يذكرون.
ويجوز أن يكون حالا أيضا أي يذكرون الله متفكّرين.
{بََاطِلًا}: مفعول من أجله، والباطل هنا فاعل بمعنى المصدر، مثل العاقبة والعافية والمعنى ما خلقتهما عبثا.
ويجوز أن يكون حالا، تقديره ما خلقت هذا خاليا عن حكمة.
ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خلقا باطلا.
فإن قيل: كيف قال «هذا» والسابق ذكر السموات والأرض والإشارة إليها بهذه؟
ففي ذلك ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ الإشارة إلى الخلق المذكور في قوله: {«خَلْقِ السَّمََاوََاتِ»}، وعلى هذا يجوز أن يكون الخلق مصدرا، وأن يكون بمعنى المخلوق، ويكون من إضافة الشيء إلى ما هو هو في المعنى.
والثاني أنّ السموات والأرض بمعنى الجمع، فعادت الإشارة إليه.
والثالث أن يكون المعنى: ما خلقت هذا المذكور أو المخلوق.
{فَقِنََا}: دخلت الفاء لمعنى الجزاء، فالتقدير إذا نزّهناك أو وحّدناك فقنا.
192 {مَنْ تُدْخِلِ النََّارَ}: في موضع نصب بتدخل.
وأجاز قوم أن يكون منصوبا بفعل دلّ عليه جواب الشرط وهو {فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}.
وأجاز قوم أن يكون من مبتدأ، والشرط وجوابه الخبر، وعلى جميع الأوجه الكلام كلّه في موضع رفع خبر إن.
193 {يُنََادِي}: صفة لمناديا، أو حال من الضمير في {«مُنََادِياً»}.
فإن قيل: ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم الذي هو «مناد» عليه؟ قيل: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو توكيد، كما تقول: قم قائما.
والثاني أنه وصل به ما حسّن التكرير، وهو قوله {«لِلْإِيمََانِ»}.
والثالث أنه لو اقتصر على الاسم لجاز أن يكون سمع معروفا بالنداء يذكر ما ليس بنداء، فلما قال: ينادي ثبت أنهم سمعوا نداءه في تلك الحال.
ومفعول ينادي محذوف أي ينادي الناس.
{أَنْ آمِنُوا}: أن هنا بمعنى أي فيكون النداء قوله: آمنوا.
ويجوز أن تكون أن المصدرية وصلت بالأمر فيكون التقدير على هذا:
ينادي للإيمان بأن آمنوا.
{مَعَ الْأَبْرََارِ}: صفة للمفعول المحذوف، تقديره: أبرارا مع الأبرار وأبرارا على هذا حال والأبرار: جمع بر، وأصله برر، ككتف وأكتاف.
ويجوز الإمالة في الأبرار تغليبا لكسرة الراء الثانية.
194 {عَلى ََ رُسُلِكَ} أي على ألسنة رسلك.
وعلى متعلقة بوعدتنا.
ويجوز أن يكون بآتنا.
و {الْمِيعََادَ}: مصدر بمعنى الوعد.
195 {عََامِلٍ مِنْكُمْ}: منكم: صفة لعامل.
و {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ}: بدل من «منكم» وهو بدل الشيء من الشيء، وهما لعين واحدة.
ويجوز أن يكون من {«ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ»} صفة أخرى لعامل يقصد بها الإيضاح.
ويجوز أن يكون {«مِنْ ذَكَرٍ»} حالا من الضمير في منكم، تقديره: استقرّ منكم كائنا من ذكر أو أنثى.
و {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}: مستأنف. ويجوز أن يكون حالا، أو صفة.
{فَالَّذِينَ هََاجَرُوا}: مبتدأ، و {«لَأُكَفِّرَنَّ»} وما اتّصل به الخبر، وهو جواب قسم محذوف. {ثَوََاباً}: مصدر، وفعله دلّ عليه الكلام المتقدم لأنّ تكفير السيئات إثابة، فكأنه قال:
لأثيبنكم ثوابا. وقيل: هو حال. وقيل: تمييز، وكلا القولين كوفي.
والثواب بمعنى الإثابة، وقد يقع بمعنى الشيء.
المثاب به، كقولك: هذا الدرهم ثوابك فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الجنّات أي مثابا بها، أو حالا من ضمير المفعول في {«لَأُدْخِلَنَّهُمْ»}، أي مثابين.
ويجوز أن يكون مفعولا به لأنّ معنى أدخلناهم أعطينهم فيكون على هذا بدلا من جنّات ويجوز أن يكون مستأنفا أي يعطيهم ثوابا.
197 {مَتََاعٌ قَلِيلٌ} أي تقلّبهم متاع، فالمبتدأ محذوف.
198 {لََكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا}: الجمهور على تخفيف النون.
وقرئ بتشديدها، والإعراب ظاهر.
{خََالِدِينَ فِيهََا}: حال من الضمير في لهم، والعامل معنى الاستقرار وارتفاع جنات بالابتداء وبالجار.
{نُزُلًا}: مصدر، وانتصابه بالمعنى لأنّ معنى لهم جنّات أي ننزلهم.
وعند الكوفيين هو حال، أو تمييز.(1/95)
وعند الكوفيين هو حال، أو تمييز.
3: 199200
ويجوز أن يكون جمع نازل، كما قال الأعشى:
أو ينزلون فإنّا معشر نزل وقد ذكر ذلك أبو علي في التذكرة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الضمير في خالدين.
ويجوز إذا جعلته مصدرا أن يكون بمعنى المفعول، فيكون حالا من الضمير المجرور في فيها أي منزولة.
{مِنْ عِنْدِ اللََّهِ}: إن جعلت نزلا مصدرا كان من عند الله صفة له وإن جعلته جمعا ففيه وجهان:
أحدهما هو حال من المفعول المحذوف لأنّ التقدير: نزلا إياها.
والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من عند الله أي بفضله.
{وَمََا عِنْدَ اللََّهِ}: ما بمعنى الذي، وهو مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما هو {«خَيْرٌ»}، و {«لِلْأَبْرََارِ»}: نعت لخير.
والثاني أن يكون الخبر للأبرار، والنّية به التقديم أي والذي عند الله مستقرّ للأبرار، وخير على هذا خبر ثان.
وقال بعضهم: للأبرار حال من الضمير في الظّرف، وخير خبر المبتدأ وهذا بعيد لأنّ فيه الفصل بين المبتدأ والخبر بحال لغيره، والفصل بين الحال وصاحب الحال بخبر المبتدأ وذلك لا يجوز في الاختيار. 199 {لَمَنْ يُؤْمِنُ}:
«من» في موضع نصب اسم إن، ومن نكرة موصوفة أو موصولة.
و {خََاشِعِينَ}: حال من الضمير في يؤمن، وجاء جمعا على معنى «من».
ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم في {«إِلَيْهِمْ»}، فيكون العامل أنزل.
و {لِلََّهِ}: متعلق بخاشعين، وقيل: هو متعلق بقوله: {«لََا يَشْتَرُونَ»} وهو في نيّة التأخير أي لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لأجل الله.
{أُولََئِكَ}: مبتدأ، و {«لَهُمْ أَجْرُهُمْ»} فيه أوجه:
أحدها أنّ قوله «لهم» خبر أجر، والجملة خبر الأول و {«عِنْدَ رَبِّهِمْ»}: ظرف للأجر لأنّ التقدير: لهم أن يؤجروا عند ربهم.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في «لهم»، وهو ضمير الأجر.
والآخر أن يكون الأجر مرتفعا بالظّرف ارتفاع الفاعل بفعله فعلى هذا يجوز أن يكون «عند» ظرفا للأجر، وحالا منه.
والوجه الثالث أن يكون أجرهم مبتدأ وعند وبهم خبره، ويكون لهم يتعلّق بما دلّ عليه الكلام من الاستقرار والثبوت، لأنّه في حكم الظرف.
سورة النساء
4: 13
قد مضى القول في قوله تعالى: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ}: في أوائل البقرة.
1 {مِنْ نَفْسٍ وََاحِدَةٍ}: في موضع نصب بخلقكم، ومن لابتداء الغاية، وكذلك {مِنْهََا زَوْجَهََا}.
و {مِنْهُمََا رِجََالًا كَثِيراً}: نعت لرجال ولم يؤنّثه، لأنّه حمله على المعنى لأنّ رجالا بمعنى عدد أو جنس أو جمع، كما ذكر الفعل المسند إلى جماعة المؤنث كقوله: {«وَقََالَ نِسْوَةٌ»}.
وقيل «كثيرا» نعت لمصدر محذوف أي بثّا كثيرا. {تَسََائَلُونَ}: يقرأ بتشديد السين، والأصل تتساءلون، فأبدلت التاء الثانية سينا، فرارا من تكرير المثل، والتاء تشبه السين في الهمس.
ويقرأ بالتخفيف، على حذف التاء الثانية، لأنّ الباقية تدل عليها، ودخل حرف الجر في المفعول لأنّ المعنى تتحالفون به.
{وَالْأَرْحََامَ}: يقرأ بالنصب، وفيه وجهان:
أحدهما معطوف على اسم الله أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
والثاني هو محمول على موضع الجارّ والمجرور، كما تقول: مررت بزيد وعمرا والتقدير: الذي تعظّمونه والأرحام لأنّ الحلف به تعظيم له.
ويقرأ بالجر قيل: هو معطوف على المجرور، وهذا لا يجوز عند البصريين، وإنما جاء في الشّعر على قبحه. وأجازه الكوفيون على ضعف.
وقيل: الجر على القسم وهو ضعيف أيضا، لأنّ الأخبار وردت بالنّهي عن الحلف بالآباء ولأنّ التقدير في القسم: وبربّ الأرحام، وهذا قد أغنى عنه ما قبله.
وقد قرئ شاذا بالرفع وهو مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: والأرحام محترمة، أو واجب حرمتها.
2 {بِالطَّيِّبِ}: هو المفعول الثاني لتتبدّلوا.
{إِلى ََ أَمْوََالِكُمْ}: إلى متعلقة بمحذوف، وهو في موضع الحال أي مضافة إلى أموالكم.
وقيل: هو مفعول به على المعنى لأنّ معنى لا تأكلوا أموالهم: لا تضيفوها.
{إِنَّهُ}: الهاء ضمير المصدر الذي دلّ عليه تأكلوا أي إن الأكل والأخذ
والجمهور على ضمّ الحاء من {«حُوباً»} وهو اسم للمصدر، وقيل: مصدر.
ويقرأ بفتحها، وهو مصدر حاب يحوب إذا أثم.
3 {وَإِنْ خِفْتُمْ}: في جواب هذا الشرط وجهان:
أحدهما هو قوله: {«فَانْكِحُوا مََا طََابَ لَكُمْ»} وإنما جعل جوابا لأنّهم كانوا يتحرّجون من الولاية في أموال اليتامى، ولا يتحرّجون من الاستكثار من النساء، مع أنّ الجور يقع بينهن إذا كثرن، فكأنه قال: إذا تحرّجتم من هذا فتحرّجوا من ذلك.(1/96)
أحدهما هو قوله: {«فَانْكِحُوا مََا طََابَ لَكُمْ»} وإنما جعل جوابا لأنّهم كانوا يتحرّجون من الولاية في أموال اليتامى، ولا يتحرّجون من الاستكثار من النساء، مع أنّ الجور يقع بينهن إذا كثرن، فكأنه قال: إذا تحرّجتم من هذا فتحرّجوا من ذلك.
4: 45
والوجه الثاني أن جواب الشرط قوله:
{«فَوََاحِدَةً»} لأنّ المعنى إن خفتم ألا تقسطوا في نكاح اليتامى فانكحوا منهنّ واحدة، ثم أعاد هذا المعنى في قوله: {«فَإِنْ خِفْتُمْ أَلََّا تَعْدِلُوا»} لمّا طال الفصل بين الأول وجوابه. ذكر هذا الوجه أبو علي.
{أَلََّا تُقْسِطُوا}: الجمهور على ضمّ التاء، وهو من أقسط إذا عدل.
وقرئ شاذا بفتحها، وهو من قسط إذا جار، وتكون لا زائدة.
{مََا طََابَ}: «ما» هنا بمعنى من، ولها نظائر في القرآن ستمر بك إن شاء الله تعالى.
وقيل: «ما» تكون لصفات من يعقل، وهي هنا كذلك لأنّ ما طاب يدلّ على الطيب منهن.
وقيل: هي نكرة موصوفة تقديره: فانكحوا جنسا طيّبا يطيب لكم، أو عددا يطيب لكم.
وقيل: هي مصدرية، والمصدر المقدّر بها وبالفعل مقدّر باسم الفاعل أي انكحوا الطيّب.
{مِنَ النِّسََاءِ}: حال من ضمير الفاعل في طاب.
{مَثْنى ََ وَثُلََاثَ وَرُبََاعَ}: نكرات لا تنصرف للعدل والوصف، وهي بدل من ما.
وقيل: هي حال من النساء.
ويقرأ شاذا «وربع» بغير ألف ووجهها أنه حذف الألف كما حذفت في خيم والأصل خيام، وكما حذفت في قولهم: أم والله.
والواو في {«وَثُلََاثَ وَرُبََاعَ»} ليست للعطف الموجب للجمع في زمن واحد لأنّه لو كان كذلك لكان عيّا إذ من أرك الكلام أن تفصّل التسعة هذا التفصيل، ولأنّ المعنى غير صحيح أيضا لأنّ مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط، بل عن ثنتين ثنتين، وثلاث عن ثلاث ثلاث وهذا المعنى يدلّ على أن المراد التخيير لا الجمع.
{فَوََاحِدَةً} أي فانكحوا واحدة.
ويقرأ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة واحدة. ويجوز أن يكون التقدير: فواحدة تكفي.
{أَوْ مََا مَلَكَتْ}: أو للتخيير على بابها.
ويجوز أن تكون للإباحة.
و «ما» هنا بمنزلة ما في قوله: «ما طاب».
{أَلََّا تَعُولُوا}: أي إلى أن لا تعولوا، وقد ذكرنا مثله في آية الدّين. 4 {نِحْلَةً}:
مصدر لأنّ معنى آتوهنّ:
انحلوهنّ.
وقيل: هو مصدر في موضع الحال فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين أي ناحلين وأن يكون من الصدقات وأن يكون من النساء أي منحولات.
{نَفْساً}: تمييز، والعامل فيه طبن. والمفرد هنا في موضع الجمع لأنّ المعنى مفهوم، وحسّن ذلك أنّ نفسا هنا في معنى الجنس فصار كدرهما في قولك: عندي عشرون درهما.
{فَكُلُوهُ}: الهاء تعود على شيء، والهاء في {«مِنْهُ»} تعود على المال لأنّ الصدقات مال.
{هَنِيئاً}: مصدر جاء على فعيل، وهو نعت لمصدر محذوف أي أكلا هنيئا.
وقيل: هو مصدر في موضع الحال من الهاء والتقدير: مهنّأ أو طيّبا.
و {مَرِيئاً}: مثله والمريء: فعيل بمعنى مفعول لأنّك تقول: أمرأني الشيء إذا لم تستعمله مع هناني فإن قلت: هناني ومراني لم تأت بالهمزة في مراني لتكون تابعة لهناني.
5 {أَمْوََالَكُمُ الَّتِي}: الجمهور على إفراد التي، لأنّ الواحد من الأموال مذكّر فلو قال اللواتي لكان جمعا، كما أن الأموال جمع والصفة إذا جمعت من أجل أنّ الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث.
وقرئ في الشاذ اللواتي جمعا اعتبارا بلفظ الأموال.
{جَعَلَ اللََّهُ} أي صيّرها فهو متعدّ إلى مفعولين، والأول محذوف وهو العائد.
ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا.
{قِيََاماً}: يقرأ بالياء والألف، وهو مصدر قام، والياء بدل من الواو، وأبدلت منها لما أعلّت في الفعل، وكانت قبلها كسرة. والتقدير: التي جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم أي بقائها. ويقرأ: قيما بغير ألف، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض، وكان القياس أن تثبت الواو لتحضنها بتوسطها، كما صحّت في الحول والعوض، ولكن أبدلوها ياء حملا على «قيام» وعلى اعتلالها في الفعل.
والثاني أنها جمع قيمة، كديمة وديم، والمعنى:
أنّ الأموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها.
وقال أبو علي: هذا لا يصحّ لأنّه قد قرئ في قوله: {«دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ»}. وفي قوله: {«الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرََامَ قِيََاماً»} ولا يصحّ معنى القيمة فيهما.
والوجه الثالث أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم.
ويقرأ «قواما» بكسر القاف وبواو وألف، وفيه وجهان: أحدهما: هو مصدر قاومت قواما مثل لاوذت لواذا، فصحت في المصدر لما صحّت في الفعل.
والثاني أنها اسم لما يقوم به الأمر، وليس بمصدر.
ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف، وهو مصدر صحّت عينه، وجاءت على الأصل كالعوض.
ويقرأ بفتح القاف وواو وألف. وفيه وجهان:
أحدهما هو اسم للمصدر، مثل السّلام والكلام والدّوام.(1/97)
أحدهما هو اسم للمصدر، مثل السّلام والكلام والدّوام.
4: 611
والثاني هو لغة في القوام الذي هو بمعنى القامة، يقال: جارية حسنة القوام والقوام. والتقدير التي جعلها الله سبب بقاء قاماتكم.
{وَارْزُقُوهُمْ فِيهََا}: فيه وجهان:
أحدهما أنّ «في» على أصلها والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا.
والثاني أنها بمعنى من.
6 {حَتََّى إِذََا بَلَغُوا}: حتّى هاهنا غير عاملة، وإنما دخلت على الكلام لمعنى الغاية، كما تدخل على المبتدأ وجواب إذا {«فَإِنْ آنَسْتُمْ»} وجواب إن {«فَادْفَعُوا»} فالعامل في «إذا» ما يتلخّص من معنى جوابها فالتقدير: إذا بلغوا راشدين فادفعوا.
{إِسْرََافاً وَبِدََاراً}: مصدران مفعول لهما.
وقيل: هما مصدران في موضع الحال أي مسرفين، ومبادرين.
والبدار: مصدر بادرت، وهو من باب المفاعلة التي تكون بين اثنين لأنّ اليتيم مارّ إلى الكبر، والوليّ مارّ إلى أخذ ماله، فكأنهما يستبقان.
ويجوز أن يكون من واحد.
{أَنْ يَكْبَرُوا}: مفعول بدارا أي بدارا كبرهم.
{وَكَفى ََ بِاللََّهِ}: في فاعل كفى وجهان: أحدهما هو اسم الله، والباء زائدة دخلت لتدلّ على معنى الأمر إذ التقدير:
اكتف بالله.
والثاني أن الفاعل مضمر، والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فبالله على هذا في موضع نصب مفعولا به، و {«حَسِيباً»} حال. وقيل تمييز.
وكفى: يتعدّى إلى مفعولين، وقد حذفا هنا، والتقدير: كفاك الله شرّهم، ونحو ذلك، والدليل على ذلك قوله: {«فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللََّهُ»}.
7 {قَلَّ مِنْهُ}:
يجوز أن يكون بدلا {«مِمََّا تَرَكَ»} ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف في ترك أي مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرّا مما قلّ.
{نَصِيباً}: قيل هو واقع موقع المصدر، والعامل فيه معنى ما تقدّم إذا التقدير: عطاء، أو استحقاقا.
وقيل: هو حال مؤكّدة والعامل فيها معنى الاستقرار في قوله: {«لِلرِّجََالِ نَصِيبٌ»}، ولهذا حسنت الحال عنها.
وقيل: هو حال من الفاعل في قلّ أو كثر.
وقيل: هو مفعول لفعل محذوف، تقديره:
أوجب لهم نصيبا.
وقيل: هو منصوب على إضمار أعني.
8 {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}: الضمير يرجع إلى المقسوم لأنّ ذكر القسمة يدلّ عليه.
9 {مِنْ خَلْفِهِمْ}: يجوز أن يكون ظرفا لتركوا، وأن يكون حالا من {«ذُرِّيَّةً»}.
{ضِعََافاً}: يقرأ بالتفخيم على الأصل، وبالإمالة لأجل الكسرة وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنّه مكسور مقدّم، ففيه انحدار.
{خََافُوا}: يقرأ بالتفخيم على الأصل.
وبالإمالة لأنّ الخاء تنكسر في بعض الأحوال وهو خفّت وهو جواب لو، ومعناها: إن.
10 {ظُلْماً}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال. {فِي بُطُونِهِمْ نََاراً}: قد ذكر في البقرة فيه شيء والذي يخصّ هذا الموضع أنّ في بطونهم حال من نارا أي نارا كائنة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون ذكره في التّذكرة.
{وَسَيَصْلَوْنَ}: يقرأ بفتح الياء، وماضيه صلّى النار يصلاها ومنه قوله: {«لََا يَصْلََاهََا إِلَّا الْأَشْقَى»}.
ويقرأ بضمها على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بتشديد اللام على التكثير.
11 {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}: الجملة في موضع نصب بيوصي لأنّ المعنى: يفرض لكم، أو يشرع في أولادكم والتقدير في أمر أولادكم.
{فَإِنْ كُنَّ}: الضمير للمتروكات أي فإن كانت المتروكات ودلّ ذكر الأولاد عليه.
{فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}: صفة لنساء أي أكثر من اثنتين.
{وَإِنْ كََانَتْ وََاحِدَةً}: بالنصب أي كانت الوارثة واحدة.
وبالرفع على أن كان تامة.
و {النِّصْفُ}: بالضم والكسر لغتان، وقد قرئ بهما.
{فَلِأُمِّهِ}: بضمّ الهمزة، وهو الأصل وبكسرها اتباعا لكسرة اللام قبلها، وكسر الميم بعدها.
{فَإِنْ كََانَ لَهُ إِخْوَةٌ}: الجمع هنا للاثنين، لأنّ الاثنين يحجبان عند الجمهور، وعند ابن عباس هو على بابه، والاثنان لا يحجبان.
والسدس والثلث والربع والثمن بضمّ أوساطها وهي اللغة الجيدة، وإسكانها لغة وقد قرئ بها.
{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ}: يجوز أن يكون حالا من السدس تقديره: مستحقّا من بعد وصيّة، والعامل الظرف.
ويجوز أن يكون ظرفا أي يستقرّ لهم ذلك بعد إخراج الوصية، ولا بدّ من تقدير حذف المضاف لأنّ الوصية هنا المال الموصى به.
وقيل: تكون الوصية مصدرا مثل الفريضة.
{أَوْ دَيْنٍ}: «أو» لأحد الشيئين، ولا تدلّ على الترتيب إذ لا فرق بين قولك: جاءني زيد أو عمرو وبين قولك جاء عمرو أو زيد لأنّ «أو» لأحد الشيئين، والواحد لا ترتيب فيه، وبهذا يفسد من قال: التقدير: من بعد دين أو وصية وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدّين على الوصية.
{آبََاؤُكُمْ وَأَبْنََاؤُكُمْ}: مبتدأ.(1/98)
{آبََاؤُكُمْ وَأَبْنََاؤُكُمْ}: مبتدأ.
4: 1215
{لََا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً}: الجملة خبر المبتدأ وأيهم مبتدأ وأقرب خبره والجملة في موضع نصب بتدرون وهي معلّقة عن العمل لفظا لأنّها من أفعال القلوب.
و {نَفْعاً}: تمييز.
و {فَرِيضَةً}: مصدر لفعل محذوف أي فرض ذلك فريضة.
12 {وَإِنْ كََانَ رَجُلٌ}: في «كان» وجهان:
أحدهما هي تامة، ورجل فاعلها، و {«يُورَثُ»}: صفة له، و {«كَلََالَةً»}: حال من الضمير في يورث.
والكلالة على هذا: اسم للميّت الذي لم يترك ولدا ولا والدا.
ولو قرئ كلالة بالرفع على أنه صفة، أو بدل من الضمير في يورث لجاز، غير أني لم أعرف أحدا قرأ به، فلا تقر أنّ إلا بما نقل.
والوجه الثاني أنّ كل هي الناقصة، ورجل اسمها، ويورث خبرها، وكلالة حال أيضا.
وقيل: الكلالة اسم للمال الموروث فعلى هذا ينتصب كلالة على المفعول الثاني ليورث، كما تقول: ورث زيد مالا.
قيل: الكلالة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ولا والد فعلى هذا لا وجه لهذا الكلام على القراءة المشهورة لأنّه لا ناصب له، ألا ترى أنك لو قلت زيد يورث إخوة لم يستقم، وإنما يصحّ على قراءة من قرأ بكسر الراء مخففة ومثقلة، وقد قرئ بهما.
وقيل: يصحّ هذا المذهب على تقدير حذف مضاف، تقديره: وإن كان رجل يورث ذا كلالة، فذا حال، أو خبر كان.
ومن كسر الراء جعل كلالة مفعولا به، وتكون الكلالة إما الورثة وإما المال وعلى كلا الأمرين أحد المفعولين محذوف والتقدير يورث أهله مالا.
{وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ}: إن قيل قد تقدّم ذكر الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكّره؟
قيل: أما إفراده فلأنّ «أو» لأحد الشيئين، وقد قال أو امرأة، فأفرد الضمير لذلك وأما تذكيره ففيه ثلاثة أوجه:
أحدها يرجع إلى الرجل، لأنّه مذكّر مبدوء به.
والثاني أنه يرجع إلى أحدهما، ولفظ أحد مذكر. والثالث أنه راجع إلى الميت، أو الموروث، لتقدّم ما يدلّ عليه.
{فَإِنْ كََانُوا}: الواو ضمير الإخوة من الأمّ المدلول عليهم بقوله: أخ أو أخت و {ذََلِكَ}: كناية عن الواحد.
{يُوصى ََ بِهََا}: يقرأ بكسر الصاد أي يوصى بها المحتضر وبفتحها على ما لم يسمّ فاعله، وهو في معنى القراءة الأولى.
ويقرأ بالتشديد على التكثير.
{غَيْرَ مُضَارٍّ}: حال من ضمير الفاعل في يوصي.
والجمهور على تنوين مضارّ، والتقدير غير مضار بورثته.
و {وَصِيَّةٍ}: مصدر لفعل محذوف أي وصى الله بذلك ودلّ على المحذوف قوله: غير مضار.
وقرأ الحسن: غير مضارّ وصية بالإضافة وفيه وجهان:
أحدهما تقديره: غير مضار أهل وصية، أو ذي وصية، فحذف المضاف.
والثاني تقديره: غير مضار وقت وصية، فحذف، وهو من إضافة الصفة إلى الزمان. ويقرب من ذلك قولهم: هو فارس حرب أي فارس في الحرب، ويقال: هو فارس زمانه أي في زمانه، كذلك التقدير للقراءة غير مضارّ في وقت الوصية.
13 {يُدْخِلْهُ}: في الآيتين بالياء والنون، ومعنا هما واحد.
14 {نََاراً خََالِداً فِيهََا}: نارا: مفعول ثان ليدخل. وخالدا: حال من المفعول الأول.
ولا يجوز أن يكون صفة لنار لأنّه لو كان كذلك لبرز ضمير الفاعل لجريانه على غير من هو له، ويخرّج على قول الكوفيين بجواز جعله صفة، لأنّهم لا يشترطون إبراز الضمير في هذا النحو.
15 {وَاللََّاتِي}: هو جمع «التي» على غير قياس. وقيل: هي صيغة موضوعة للجمع.
وموضعها رفع بالابتداء، والخبر {«فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ»} وجاز ذلك وإن كان أمرا، لأنّه صار في حكم الشرط حيث وصلت التي بالفعل، وإذا كان كذلك لم يحسن النصب لأنّ تقدير الفعل قبل أداة الشرط لا يجوز.
وتقديره بعد الصلة يحتاج إلى إضمار فعل غير قوله: «فاستشهدوا» لأنّ استشهدوا لا يصحّ أن يعمل النصب في اللاتي، وذلك لا يحتاج إليه مع صحة الابتداء.
وأجاز قوم النصب بفعل محذوف تقديره:
اقصدوا اللاتي، أو تعمّدوا.
وقيل: الخبر محذوف، تقديره: وفيما يتلى عليكم حكم اللاتي، ففيما يتلى هو الخبر، وحكم هو المبتدأ فحذفا لدلالة قوله: «فاستشهدوا» لأنّه الحكم المتلوّ عليهم.
{أَوْ يَجْعَلَ اللََّهُ}: أو عاطفة والتقدير: أو إلى أن يجعل الله.
وقيل: هي بمعنى إلا أن وكلا هما مستقيم.
{لَهُنَّ}: يجوز أن يتعلّق بيجعل وأن يكون حالا من {«سَبِيلًا»}.(1/99)
{لَهُنَّ}: يجوز أن يتعلّق بيجعل وأن يكون حالا من {«سَبِيلًا»}.
4: 1620
16 {وَالَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا}: الكلام في اللذان كالكلام في اللاتي إلا أن من أجاز النصب يصحّ أن يقدّر فعلا من جنس المذكور، تقديره: آذوا اللذين.
ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من ضمير المفعول لأنّ الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها.
ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية. وبتشديدها على أنّ إحدى النونين عوض من اللام المحذوفة لأنّ الأصل اللّذيان مثل العميان والشجيان فحذفت الياء لأنّ الاسم مبهم، والمبهمات لا تثنّى التثنية الصناعية، والحذف مؤذن بأنّ التثنية هنا مخالفة للقياس.
وقيل: حذفت لطول الكلام بالصلة فأما هذان، وهاتين، وفذانك فتذكّر في مواضعها.
17 {إِنَّمَا التَّوْبَةُ}: مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما هو {عَلَى اللََّهِ} أي ثابتة على الله فعلى هذا يكون {«لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ»} حالا من الضمير في الظرف، وهو قوله: «على الله» والعامل فيها الظّرف، أو الاستقرار أي كائنة للذين ولا يجوز أن يكون العامل في الحال التوبة، لأنّه قد فصل بينهما بالجار. والوجه الثاني أن يكون الخبر «للذين يعملون» وأما «على الله» فيكون حالا من شيء محذوف، تقديره: إنما التوبة إذ كانت على الله، أو إذا كانت على الله فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء لأنّ الظرف يعمل فيه المعنى وإن تقدّم عليه.
وكان التامة، وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان.
ولا يجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لأنّه عالم معنويّ، والحال لا يتقدم على المعنوي، ونظير هذه المسألة قولهم: هذا بسرا أطيب منه رطبا.
18 {وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ}: في موضعه وجهان:
أحدهما هو جرّ عطفا على الذين يعملون السيئات أي ولا للذين يموتون.
والوجه الثاني أن يكون مبتدأ، وخبره {«أُولََئِكَ أَعْتَدْنََا لَهُمْ»}. واللام لام الابتداء، وليست لا النافية.
19 {أَنْ تَرِثُوا}: في موضع رفع فاعل يحلّ و {«النِّسََاءَ»} فيه وجهان:
أحدهما هو المفعول الأول، والنساء على هذا هن الموروثات، وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها، وتقول: نحن أحقّ بنكاحهنّ.
والثاني أنه المفعول الثاني والتقدير: أن ترثوا من النساء المال.
و {كَرْهاً}: مصدر في موضع الحال من المفعول، وفيه الضم والفتح، وقد ذكر في آل عمران.
{وَلََا تَعْضُلُوهُنَّ}: فيه وجهان:
أحدهما هو منصوب عطفا على «ترثوا» أي ولا أن تعضلوهنّ.
والثاني هو جزم بالنهي فهو مستأنف.
{لِتَذْهَبُوا}: اللام متعلقة بتعضلوا، وفي الكلام حذف، تقديره: ولا تعضلوهنّ من النكاح، أو من الطلاق، على اختلافهم في المخاطب به: هل هم الأولياء، أو الأزواج؟
{مََا آتَيْتُمُوهُنَّ}: العائد على «ما» محذوف تقديره: ما آتيتموهن إيّاه، وهو المفعول الثاني.
{إِلََّا أَنْ يَأْتِينَ بِفََاحِشَةٍ}: فيه وجهان:
أحدهما هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
والثاني هو في موضع الحال تقديره: إلا في حال إتيانهنّ الفاحشة.
وقيل: هو استثناء متّصل تقديره: ولا تعضلوهن في حال إلا في حال إتيان الفاحشة.
{مُبَيِّنَةٍ}: يقرأ بفتح الياء على ما لم يسمّ فاعله أي أظهرها صاحبها.
وبكسر الياء والتشديد. وفيه وجهان:
أحدهما أنها هي الفاعلة أي تبيّن حال مرتكبها.
والثاني أنه من اللازم، يقال: بان الشيء، وأبان، وتبيّن، واستبان، وبيّن بمعنى واحد.
ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء، وهو على الوجهين في المشدّدة المكسورة.
{بِالْمَعْرُوفِ}: مفعول، أو حال.
{أَنْ تَكْرَهُوا}: فاعل عسى، ولا خبر لها هاهنا لأنّ المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى قرب، فاستغنت عن تقدير المفعول المسمّى خبرا.
20 {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدََالَ زَوْجٍ مَكََانَ زَوْجٍ}:
ظرف للاستبدال.
وفي قوله: {وَآتَيْتُمْ إِحْدََاهُنَّ قِنْطََاراً} إشكالان:
أحدهما أنه جمع الضمير، والمتقدّم زوجان.
والثاني أنّ التي يريد أن يستبدل بها هي التي تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه، فأما التي يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهى عن أخذه، ويتأيّد ذلك بقوله: {«وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى ََ بَعْضُكُمْ إِلى ََ بَعْضٍ»}.
والجواب عن الأول أنّ المراد بالزوج الجمع لأنّ الخطاب لجماعة الرجال وكلّ منهم قد يريد الاستبدال.
ويجوز أن يكون جمعا لأنّ التي يريد أن يستحدثها، يفضي حالها إلى أن تكون زوجا، وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعنى.(1/100)
ويجوز أن يكون جمعا لأنّ التي يريد أن يستحدثها، يفضي حالها إلى أن تكون زوجا، وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعنى.
4: 2123
وأما الإشكال الثاني ففيه جوابان:
أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر، والأصل آتيتموهنّ.
والثاني أنّ المستبدل بها مبهمة، فقال: إحداهنّ إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها، وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله: {«فَتُذَكِّرَ إِحْدََاهُمَا الْأُخْرى ََ»}.
{بُهْتََاناً}: فعلان من البهت، وهو مصدر في موضع الحال.
ويجوز أن يكون مفعولا له.
21 {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ؟}: كيف في موضع نصب على الحال والتقدير: أتأخذونه جائرين؟ وهذا يتبيّن لك بجواب كيف. ألا ترى أنك إذا قلت كيف أخذت مال زيد؟ كان الجواب حالا، تقديره: أخذته ظالما أو عادلا ونحو ذلك وأبدا يكون موضع كيف مثل موضع جوابها.
{وَقَدْ أَفْضى ََ}: في موضع الحال أيضا.
{وَأَخَذْنَ}: أي وقد أخذن لأنّها حال معطوفة والفعل ماض فتقدّر معه «قد» ليصبح حالا، وأغنى عن ذكرها تقدّم ذكرها.
{مِنْكُمْ}: متعلق بأخذن. ويجوز أن يكون حالا من ميثاق.
22 {مََا نَكَحَ}: مثل قوله: {«فَانْكِحُوا مََا طََابَ لَكُمْ»}، وكذلك: {«إِلََّا مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ»} وهو يتكرّر في القرآن.
{مِنَ النِّسََاءِ}: في موضع الحال من «ما»، أو من العائد عليها.
{إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى من، وقد ذكر.
والثاني هي مصدريّة والاستثناء منقطع لأنّ النهي للمستقبل، وما سلف ماض فلا يكون من جنسه، وهو في موضع نصب.
ومعنى المنقطع أنه لا يكون داخلا في الأول بل يكون في حكم المستأنف، وتقدّر «إلا» فيه بلكن والتقدير هنا: ولا تتزوّجوا من تزوّجه آباؤكم، ولا تطؤوا من وطئه آباؤكم، لكن ما سلف من ذلك فمعفوّ عنه، كما تقول: ما مررت برجل إلا بامرأة أي لكن مررت بامرأة، والغرض منه بيان معنى زائد ألا ترى أنّ قولك: ما مررت برجل صريح في نفي المرور برجل ما غير متعرّض بإثبات المرور بامرأة أو نفيه، فإذا قلت: إلا بامرأة كان إثباتا لمعنى مسكوت عنه غير معلوم بالكلام الأول نفيه ولا إثباته. {إِنَّهُ}: الهاء ضمير النكاح.
{وَمَقْتاً}: تمام الكلام، ثم يستأنف:
{وَسََاءَ سَبِيلًا}: أي وساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الآباء.
و «سبيلا»: تمييز.
ويجوز أن يكون قوله:
{«وَسََاءَ سَبِيلًا»} معطوفا على خبر كان، ويكون التقدير:
مقولا فيه ساء سبيلا.
23 {أُمَّهََاتُكُمْ}:
الهاء زائدة، وإنما جاء ذلك فيمن يعقل، فأما ما لا يعقل فيقال: أمات البهائم، وقد جاء في كل واحد منهما ما جاء في الآخر قليلا فيقال:
أمات الرجال، وأمهات البهائم.
{وَبَنََاتُكُمْ}: لام الكلمة محذوفة، ووزنه فعاتكم والمحذوف واو أو ياء، وقد ذكرناه.
فأما بنت فالتاء فيها بدل من اللام المحذوفة، وليست تاء التأنيث لأنّ تاء التأنيث لا يسكّن ما قبلها، وتقلب هاء في الوقف، فبنات ليس بجمع بنت، بل بنة، وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند الفرّاء.
وقال غيره: أصلها الفتح، وعلى ذلك جاء جمعها، ومذكّرها وهو بنون، وهو مذهب البصريين.
وأمّا أخت فالتاء فيها بدل من الواو لأنّها من الأخوة، فأما جمعها فأخوات.
فإن قيل: لم ردّ المحذوف في أخوات، ولم يردّ في بنات؟
قيل: حمل كلّ واحد من الجمعين على مذكّره فمذكر بنات لم يردّ فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون، وقالوا في جمع أخ إخوة وإخوان، فردّ المحذوف.
والعمّة: تأنيث العم، والخالة تأنيث الخال، وألفه منقلبة عن واو لقولك في الجمع:
أخوال. {مِنَ الرَّضََاعَةِ}: في موضع الحال من أخواتكم أي وحرّمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة.
{اللََّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}: نعت لنسائكم التي تليها، وليست صفة لنسائكم التي في قوله:
{«وَأُمَّهََاتُ نِسََائِكُمْ»} لوجهين:
أحدهما أنّ نساءكم الأولى مجرورة بالإضافة، ونساءكم الثانية مجرورة بمن، فالجرّان مختلفان، وما هذا سبيله لا تجري عليه الصفة، كما إذا اختلف العامل.
والثاني أنّ أمّ المرأة تحرم بنفس العقد عند الجمهور، وبنتها لا تحرم إلا بالدخول فالمعنى مختلف.
و {مِنْ نِسََائِكُمُ}: في موضع الحال من ربائبكم، وإن شئت من الضمير في الجار الذي هو صلة تقديره: اللاتي استقررن في حجوركم كائنات من نسائكم.
{وَأَنْ تَجْمَعُوا}: في موضع رفع عطفا على أمهاتكم.
و {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ}: استثناء منقطع في موضع نصب.(1/101)
و {إِلََّا مََا قَدْ سَلَفَ}: استثناء منقطع في موضع نصب.
4: 2425
24 {وَالْمُحْصَنََاتُ}: هو معطوف على {«أُمَّهََاتُكُمْ»}، و {«مِنَ النِّسََاءِ»} حال منه.
والجمهور على فتح الصاد هنا لأنّ المراد بهنّ ذوات الأزواج، وذات الزوج محصنة بالفتح لأنّ زوجها أحصنها أي أعفّها فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالفتح والكسر، وكلاهما مشهور فالكسر على أنّ النساء أحصنّ فروجهنّ أو أزوجهن، والفتح على أنهنّ أحصنّ بالأزواج أو بالإسلام.
واشتقاق الكلمة من التحصين وهو المنع.
{إِلََّا مََا مَلَكَتْ}: استثناء متّصل في موضع نصب.
والمعنى: حرّمت عليكم ذوات الأزواج إلا السبايا فإنهنّ حلال، وإن كنّ ذوات أزواج.
{كِتََابَ اللََّهِ}: هو منصوب على المصدر بكتب محذوفة دلّ عليه قوله: «حرّمت» لأنّ التحريم كتب.
وقيل: انتصابه بفعل محذوف تقديره: الزموا كتاب الله.
و {عَلَيْكُمْ}: إغراء.
وقال الكوفيون: هو إغراء، والمفعول مقدّم، وهذا عندنا غير جائز لأنّ عليكم وبابه عامل ضعيف فليس له في التقديم تصرّف. وقرئ: «كتب عليكم» أي كتب الله ذلك عليكم.
وعليكم على القول الأوّل متعلّق بالفعل الناصب للمصدر لا بالمصدر لأنّ المصدر هنا فضلة.
وقيل: هو متعلّق بنفس المصدر لأنّه ناب عن الفعل حيث لم يذكر معه فهو كقولك: مرورا بزيد، أي امرر.
{وَأُحِلَّ لَكُمْ}: يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل، وهو معطوف على الفعل الناصب لكتاب. وبالضمّ عطفا على حرمت.
{مََا وَرََاءَ ذََلِكُمْ}: في ما وجهان:
أحدهما هي بمعنى من فعلى هذا يكون قوله:
{«أَنْ تَبْتَغُوا»} في موضع جرّ، أو نصب، على تقدير: بأن تبتغوا، أو لأن تبتغوا أي أبيح لكم غير ما ذكرنا من النساء بالمهور.
والثاني أنّ «ما» بمعنى الذي، والذي كناية عن الفعل أي وأحلّ لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم. {«أَنْ تَبْتَغُوا»}: بدل منه. ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الأول.
و {مُحْصِنِينَ}: حال من الفاعل في تبتغوا.
{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى من، والهاء في {«بِهِ»} تعود على لفظها.
والثاني هي بمعنى الذي، والخبر {«فَأْتُوهُنَّ»}، والعائد منه محذوف أي لأجله فعلى الوجه الأول يجوز أن تكون شرطا وجوابها فآتوهنّ والخبر فعل الشرط وجوابه، أو جوابه فقط على ما ذكرناه في غير موضع.
ويجوز على الوجه الأول أن تكون بمعنى الذي، ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء. واستمتعتم: صلة لها، والخبر فآتوهنّ.
ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ولأنّ الهاء في «به» تعود على ما، والمصدرية لا يعود عليها ضمير. {مِنْهُنَّ}: حال من الهاء في به.
{فَرِيضَةً}: مصدر لفعل محذوف، أو في موضع الحال على ما ذكرنا في آية الوصية.
25 {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ}: شرط وجوابه:
{«فَمِنْ مََا مَلَكَتْ»}.
و {مِنْكُمْ}: حال من الضمير في يستطع.
{طَوْلًا}: مفعول يستطع.
وقيل: هو مفعول له، وفيه حذف مضاف أي لعدم الطّول.
وأما {«أَنْ يَنْكِحَ»} ففيه وجهان:
أحدهما هو بدل من طول وهو بدل الشيء من الشيء وهما لشيء واحد لأنّ الطّول هو القدرة أو الفضل، والنكاح قوّة وفضل.
والثاني ألّا يكون بدلا بل هو معمول «طول»، وفيه على هذا وجهان:
أحدهما هو منصوب بطول لأنّ التقدير:
ومن لم يستطع أن ينال نكاح المحصنات وهو من قولك: طلته: أي نلته، ومنه قول الفرزدق:
إنّ الفرزدق صخرة عاديّة ... طالت فليس ينالها الأوعالا
أي طالت الأوعالا.
والثاني: أن يكون على تقدير حذف حرف الجر أي إلى أن ينكح والتقدير: ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات.
وقيل المحذوف اللام، فعلى هذا يكون في موضع صفة طول.
والطّول: المهر أي مهرا كائنا لأن ينكح.
وقيل: هو مع تقدير اللام مفعول الطول أي طولا لأجل نكاحهن.
{فَمِنْ مََا}: في «من» وجهان:
أحدهما هي زائدة والتقدير: فلينكح ما ملكت.
والثاني ليست زائدة، والفعل المقدّر محذوف تقديره: فلينكح امرأة مما ملكت، و «من» على هذا صفة للمحذوف.
وقيل: مفعول الفعل المحذوف {«فَتَيََاتِكُمُ»} ومن الثانية زائدة.
و {الْمُؤْمِنََاتِ}: على هذه الأوجه صفة الفتيات.(1/102)
و {الْمُؤْمِنََاتِ}: على هذه الأوجه صفة الفتيات.
4: 2633
وقيل: مفعول الفعل المحذوف المؤمنات والتقدير: من فتياتكم الفتيات المؤمنات وموضع {«مِنْ فَتَيََاتِكُمُ»} إذا لم تكن «من» زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت.
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، تقديره:
فلينكح بعضكم من بعض الفتيات فعلى هذا يكون قوله: {«وَاللََّهُ أَعْلَمُ بِإِيمََانِكُمْ»} معترضا بين الفعل والفاعل.
و {بَعْضُكُمْ}: فاعل الفعل المحذوف.
والجيّد أن يكون «بعضكم» مبتدأ، و {«مِنْ بَعْضٍ»}: خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدّين فلا يترفّع الحرّ عن الأمة عند الحاجة.
وقيل: {«فَمِنْ مََا مَلَكَتْ»}: خبر مبتدأ محذوف أي: فالمنكوحة مما ملكت.
{مُحْصَنََاتٍ}: حال من المفعول في {«وَآتُوهُنَّ»}.
{وَلََا مُتَّخِذََاتِ}: معطوف على محصنات، والإضافة غير محضة.
والأخدان: جمع خدن، مثل عدل وأعدال.
{فَإِذََا أُحْصِنَّ}: يقرأ بضم الهمزة أي بالأزواج. وبفتحها أي فروجهنّ.
{فَإِنْ أَتَيْنَ}: الفاء جواب إذا.
{فَعَلَيْهِنَّ}: جواب إن.
{مِنَ الْعَذََابِ}: في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيها العامل في صاحبها.
ولا يجوز أن تكون حالا من «ما» لأنّها مجرورة بالإضافة فلا يكون لها عامل.
{ذََلِكَ}: مبتدأ. {«لِمَنْ خَشِيَ»}: الخبر أي جائز للخائف من الزّنا.
{وَأَنْ تَصْبِرُوا}: مبتدأ و {«خَيْرٌ لَكُمْ»} خبره.
26 {يُرِيدُ اللََّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}: مفعول يريد محذوف، تقديره: يريد الله ذلك أي تحريم ما حرّم وتحليل ما حلل ليبيّن.
واللام في ليبيّن متعلقة بيريد. وقيل: اللام زائدة والتقدير: يريد الله أن يبيّن، فالنصب بأن.
27 {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوََاتِ}:
معطوف على قوله: {«وَاللََّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ»}، إلا أنه صدّر الجملة الأولى بالاسم والثانية بالفعل ولا يجوز أن يقرأ بالنصب لأنّ المعنى يصير: والله يريد أن يتوب عليكم، ويريد أن يريد الذين يتّبعون الشهوات وليس المعنى على ذلك.
28 {وَخُلِقَ الْإِنْسََانُ ضَعِيفاً}: ضعيفا حال. وقيل: تمييز لأنّه يجوز أن يقدّر بمن وليس بشيء.
وقيل: التقدير: وخلق الإنسان من شيء ضعيف أي من طين، أو من نطفة وعلقة ومضغة، كما قال:
{«اللََّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ»}. فلما حذف الجارّ والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه.
29 {إِلََّا أَنْ تَكُونَ تِجََارَةً}: الاستثناء منقطع ليس من جنس الأوّل.
وقيل: هو متصل والتقدير: لا تأكلوها بسبب إلا أن تكون تجارة. وهذا ضعيف لأنّه قال:
بالباطل، والتجارة ليست من جنس الباطل.
وفي الكلام حذف مضاف أي إلا في حال كونها تجارة أو في وقت كونها تجارة.
وتجارة بالرفع على أنّ كان تامة، وبالنصب على أنها الناقصة والتقدير: إلا أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة.
وقيل: تقديره: إلا أن تكون الأموال تجارة.
{عَنْ تَرََاضٍ}: في موضع صفة تجارة.
و {مِنْكُمْ}: صفة تراض.
30 {وَمَنْ يَفْعَلْ}: «من» في موضع رفع بالابتداء، والخبر {«فَسَوْفَ نُصْلِيهِ»}.
و {عُدْوََاناً وَظُلْماً}: مصدران في موضع الحال، أو مفعول من أجله.
والجمهور على ضمّ النون من نصليه ويقرأ بفتحها وهما لغتان يقال: أصليته النار، وصليته.
31 {مُدْخَلًا}: يقرأ بفتح الميم، وهو مصدر دخل والتقدير: وندخله فيدخل مدخلا أي دخولا، ومفعل إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم، كما ضمّت الهمزة.
وقيل: مدخل هنا المفتوح الميم مكان، فيكون مفعولا به مثل أدخلته بيتا.
32 {مََا فَضَّلَ اللََّهُ}: «ما»: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، والعائد الهاء في «به»، والمفعول {«بَعْضَكُمْ»}.
{وَسْئَلُوا اللََّهَ}: يقرأ سلوا بغير همز، واسألوا بالهمز، وقد ذكر في قوله: {«سَلْ بَنِي إِسْرََائِيلَ»}، ومفعول اسألوا محذوف أي شيئا {«مِنْ فَضْلِهِ»}.
33 {وَلِكُلٍّ جَعَلْنََا}: المضاف إليه محذوف، وفيه وجهان:
أحدهما تقديره: ولكلّ أحد جعلنا موالي يرثونه.
والثاني ولكل مال، والمفعول الأول لجعل {«مَوََالِيَ»}. والثاني «لكل» والتقدير: وجعلنا ورّاثا لكل ميت، أو لكلّ مال.
{مِمََّا تَرَكَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو صفة مال المحذوف أي من مال تركه {«الْوََالِدََانِ»}.(1/103)
أحدهما هو صفة مال المحذوف أي من مال تركه {«الْوََالِدََانِ»}.
4: 3437
والثاني هو متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الموالي تقديره: يرثون ممّا ترك.
وقيل: «ما» بمعنى من أي لكل أحد ممّن ترك الوالدان.
{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ}: في موضعها ثلاثة أوجه:
أحدها هو معطوف على موالي أي وجعلنا الذين عاقدت ورّاثا، وكان ذلك ونسخ فيكون قوله: {«فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ»} توكيدا.
والثاني موضعه نصب بفعل محذوف فسّره المذكور أي وآتوا الذين عاقدت.
والثالث هو رفع بالابتداء و «فآتوهم» الخبر.
ويقرأ: عاقدت، بالألف، والمفعول محذوف أي عاقدتهم.
ويقرأ بغير ألف، والمفعول محذوف أيضا هو والعائد، تقديره: عقدت حلفهم أيمانكم. وقيل:
التقدير: عقدت حلفهم ذوو أيمانكم، فحذف المضاف لأنّ العاقد لليمين الحالفون لا الأيمان نفسها.
34 {قَوََّامُونَ عَلَى النِّسََاءِ}: «على» متعلقة بقوّامون. و {بِمََا}: متعلقة به أيضا، ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلّقهما بشيء واحد ف «على» هذا لها معنى غير معنى الباء.
ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال، فتتعلّق بمحذوف تقديره: مستحقّين بتفضيل الله إياهم وصاحب الحال الضمير في قوّامون.
و «ما» مصدرية. فأما «ما» في قوله: {«وَبِمََا أَنْفَقُوا»} فيجوز أن تكون مصدرية، فتتعلّق «من» بأنفقوا، ولا حذف في الكلام.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، والعائد محذوف أي وبالذي أنفقوه فعلى هذا يكون {«مِنْ أَمْوََالِهِمْ»} حالا.
{فَالصََّالِحََاتُ}:
مبتدأ، و {«قََانِتََاتٌ حََافِظََاتٌ»}:
خبران عنه.
وقرئ: «فالصوالح قوانت حوافظ»، وهو جمع تكسير دالّ على الكثرة وجمع التصحيح لا يدلّ على الكثرة بوضعه وقد استعمل فيها، كقوله تعالى: {«وَهُمْ فِي الْغُرُفََاتِ آمِنُونَ»}.
{بِمََا حَفِظَ اللََّهُ}: في «ما» ثلاثة أوجه: بمعنى الذي ونكرة موصوفة، والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية.
وقرئ: بما حفظ الله بنصب اسم الله، وما على هذه القراءة بمعنى الذي، أو نكرة، والمضاف محذوف والتقدير: بما حفظ أمر الله، أو دين الله.
وقال قوم: هي مصدرية، والتقدير: بحفظهنّ الله، وهذا خطأ لأنّه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأنّ الفاعل هنا جمع المؤنث، وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله، وقد صوّب هذا القول، وجعل الفاعل فيه للجنس، وهو مفرد مذكّر فلا يظهر له ضمير.
{وَاللََّاتِي تَخََافُونَ}: مثل قوله: {«وَاللََّاتِي يَأْتِينَ الْفََاحِشَةَ»}، ومثل: {«وَالَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا»}، وقد ذكرا.
{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضََاجِعِ}: في «في» وجهان:
أحدهما هي ظرف للهجران أي اهجروهنّ في مواضع الاضطجاع أي اتركوا مضاجعهنّ دون ترك مكالمتهن. والثاني هي بمعنى السبب أي واهجروهنّ بسبب المضاجع، كما تقول في هذه الجناية عقوبة.
{فَلََا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ}: في «تبغوا» وجهان:
أحدهما هو من البغي الذي هو الظلم، فعلى هذا هو غير متعد، و {«سَبِيلًا»} على هذا منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي بسبيل ما.
والثاني هو من قولك: بغيت الأمر أي طلبته، فعلى هذا يكون متعدّيا، و «سبيلا» مفعوله، وعليهنّ من نعت السبيل فيكون حالا لتقدّمه عليه.
35 {شِقََاقَ بَيْنِهِمََا}: الشّقاق: الخلاف فلذلك حسن إضافته إلى بين. وبين هنا: الوصل الكائن بين الزوجين.
{حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ}: يجوز أن يتعلّق من ب «ابعثوا»، فيكون الابتداء غاية البعث ويجوز أن يكون صفة للحكم فيتعلّق بمحذوف.
{إِنْ يُرِيدََا}: ضمير الاثنين يعود على الحكمين.
وقيل: على الزوجين فعلى الأول والثاني يكون قوله: {«يُوَفِّقِ اللََّهُ بَيْنَهُمََا»} للزّوجين.
36 {وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً}: في نصب إحسانا أوجه، قد ذكرناها في البقرة عند قوله: {«وَإِذْ أَخَذْنََا مِيثََاقَ بَنِي إِسْرََائِيلَ»}.
و {الْجُنُبِ}: يقرأ بضمتين، وهو وصف مثل ناقة أجد، ويد سجح.
ويقرأ بفتح الجيم وسكون النون، وهو وصف أيضا، وهو المجانب، وهو مثل قولك: رجل عدل.
{وَالصََّاحِبِ بِالْجَنْبِ}: يجوز أن تكون الباء بمعنى في وأن تكون على بابها وعلى كلا الوجهين هو حال من الصاحب، والعامل فيها المحذوف.
37 {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو منصوب بدل من «من» في قوله {«مَنْ كََانَ مُخْتََالًا فَخُوراً»} وجمع على معنى من.
ويجوز أن يكون محمولا على قوله: مختالا فخورا، وهو خبر كان، وجمع على المعنى أيضا، أو على إضمار أذمّ.
والثاني أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: مبغضون ودلّ عليه ما تقدم من قوله: {«لََا يُحِبُّ»}.
ويجوز أن يكون الخبر معذّبون، لقوله:
{«وَأَعْتَدْنََا لِلْكََافِرِينَ عَذََاباً مُهِيناً»}.
ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين.(1/104)
ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين.
4: 3843
ويجوز أن يكون مبتدأ، والذين ينفقون معطوف عليه، والخبر: إن الله لا يظلم أي لا يظلمهم.
والبخل والبخل لغتان، وقد قرئ بهما، وفيه لغتان أخريان: البخل بضم الخاء والباء، والبخل بفتح الباء وسكون الخاء.
و {مِنْ فَضْلِهِ}: حال من «ما»، أو من العائد المحذوف.
38 {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوََالَهُمْ رِئََاءَ النََّاسِ}:
رئاء مفعول من أجله، والمصدر مضاف إلى المفعول فعلى هذا يكون قوله: {«وَلََا يُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ»}: معطوفا على ينفقون داخلا في الصّلة. ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال أي ينفقون مرائين.
{فَسََاءَ قَرِيناً}: أي فساء هو، والضمير عائد على من، أو على الشيطان.
و «قرينا»: تمييز. وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس، ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها والتقدير: فساء الشيطان والقرين.
فأما قوله: {«وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ»} ففي موضعه ثلاثة أوجه:
أحدهما هو جرّ عطفا على الكافرين في قوله:
{«وَأَعْتَدْنََا لِلْكََافِرِينَ»}.
والثاني نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون.
والثالث رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون، وقد ذكرا.
فأما رئاء الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له، أو حال من فاعل ينفقون.
ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون أي الموصول فعلى هذا يكون قوله: {«وَلََا يُؤْمِنُونَ»} مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول.
39 {وَمََا ذََا عَلَيْهِمْ}: فيه وجهان:
أحدهما «ما» مبتدأ، و «ذا» بمعنى الذي، وعليهم صلتها، والذي وصلتها خبر ما.
وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ وما خبرا مقدّما وقدّم الخبر لأنّه استفهام.
والثاني أن ما وذا اسم واحد مبتدأ، وعليهم الخبر، وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا.
و {لَوْ}: فيها وجهان:
أحدهما هي على بابها، والكلام محمول على المعنى أي لو آمنوا لم يضرهم. والثاني أنها بمعنى «أن» الناصبة للفعل، كما ذكرنا في قوله: {«لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ»}
وغيره.
ويجوز أن تكون بمعنى إن الشرطية، كما جاء في قوله: {«وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ»} أي وأيّ شيء عليهم إن آمنوا وتقديره على الوجه الآخر:
أي شيء عليهم في الإيمان.
40 {مِثْقََالَ ذَرَّةٍ}:
فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول ليظلم والتقدير: لا يظلمهم، أو لا يظلم أحدا ويظلم بمعنى ينتقص أي ينقص، وهو متعدّ إلى مفعولين.
والثاني هو صفة مصدر محذوف، تقديره: ظلما قدر مثقال ذرّة فحذف المصدر وصفته، وأقام المضاف إليه مقامهما.
{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}: حذفت نون تكون لكثرة استعمال هذه الكلمة، وشبه النون لغنّتها وسكونها بالواو فإن تحرّكت لم تحذف نحو {«وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطََانُ»}. {«لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ»}.
و «حسنة» بالرفع على أنّ كان التامة وبالنصب على أنها الناقصة.
و {مِنْ لَدُنْهُ}: متعلق بيؤت، أو حال من الأجر.
41 {فَكَيْفَ إِذََا}: الناصب لها محذوف أي كيف تصنعون، أو تكونون. وإذا ظرف لذلك المحذوف.
{مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ}: متعلق بجئنا، أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه.
{وَجِئْنََا بِكَ}: معطوف على جئنا الأولى، ويجوز أن يكون حالا وتكون «قد» مرادة.
ويجوز أن يكون مستأنفا، ويكون الماضي بمعنى المستقبل.
و {شَهِيداً}: حال، و «على»، يتعلّق به ويجوز أن يكون حالا منه.
42 {يَوْمَئِذٍ}: فيه وجهان:
أحدهما هو ظرف ل {«يَوَدُّ»}، فيعمل فيه.
والثاني يعمل فيه شهيدا فعلى هذا يكون يودّ صفة ليوم، والعائد محذوف أي فيه وقد ذكر ذلك في قوله: {«وَاتَّقُوا يَوْماً لََا تَجْزِي»}. والأصل في «إذا»، إذ، وهي ظرف زمان ماض، فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن، فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة، تقديره: يوم إذ تأتي بالشهداء، وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها.
{وَعَصَوُا الرَّسُولَ}: في موضع الحال، «وقد» مرادة وهي معترضة بين يودّ وبين مفعولها وهو: {«لَوْ تُسَوََّى»}.
و {لَوْ}: بمعنى أن المصدرية، وتسوّى على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ تسّوّى بالفتح والتشديد أي تتسوى، فقلبت الثانية سينا وأدغم.
ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية.
{وَلََا يَكْتُمُونَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو حال، والتقدير: يودون أن يعذّبوا في الدنيا دون الآخرة، أو يكونوا كالأرض، {«وَلََا يَكْتُمُونَ اللََّهَ»} في ذلك اليوم {«حَدِيثاً»}.
[الثاني: أن يكون معطوفا على «تسوّى»، وتكون «لا» زائدة] (أنباري).
43 {لََا تَقْرَبُوا الصَّلََاةَ}: قيل: المراد مواضع الصلاة، فحذف المضاف. وقيل: لا حذف فيه.(1/105)
43 {لََا تَقْرَبُوا الصَّلََاةَ}: قيل: المراد مواضع الصلاة، فحذف المضاف. وقيل: لا حذف فيه.
4: 4446
{وَأَنْتُمْ سُكََارى ََ}: حال من ضمير الفاعل في تقربوا.
و {سُكََارى ََ}: جمع سكران، ويجوز ضمّ السين وفتحها، وقد قرئ بهما.
وقرئ أيضا «سكرى» بضم السين من غير ألف، وبفتحها كذلك، وهي صفة مفردة في موضع الجمع، فسكرى مثل حبلى، وسكرى مثل عطشى.
{حَتََّى تَعْلَمُوا} أي إلى أن، وهي متعلّقة بتقربوا.
و {مََا}: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف.
ويجوز أن تكون مصدرية، ولا حذف.
{وَلََا جُنُباً}: حال، والتقدير: لا تصلّوا جنبا، أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا.
والجنب: يفرد من التثنية والجمع في اللغة الفصحى، يذهب به مذهب الوصف بالمصادر، ومن العرب من يثنّيه ويجمعه، فيقول جنبان وأجناب، واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة.
{إِلََّا عََابِرِي سَبِيلٍ}: هو حال أيضا والتقدير: لا تقرّبوها في حال الجنابة إلا في حال السفر، أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك. {حَتَّى ََ تَغْتَسِلُوا}:
متعلق بالعامل في جنب.
{مِنْكُمْ}: صفة لأحد.
و {«مِنَ الْغََائِطِ»}: مفعول جاء.
والجمهور يقرؤون الغائط على فاعل، والفعل منه غاط المكان يغوط، إذا اطمأنّ.
وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان:
أحدهما هو مصدر يغوط، وكان القياس غوطا، فقلب الواو ياء، وأسكنت وانفتح ما قبلها لخفّتها.
والثاني أنه أراد الغيط، فخفّفت مثل سيد وميت.
أو لمستم: يقرأ بغير ألف وبألف، وهما بمعنى.
وقيل: لامستم: ما دون الجماع، ولمستم للجماع.
{فَلَمْ تَجِدُوا}: الفاء عطفت ما بعدها على جاء، وجواب الشرط {«فَتَيَمَّمُوا»}: و «جاء» معطوف على كنتم أي وإن جاء أحد.
{صَعِيداً}: مفعول تيمّموا، أي اقصدوا صعيدا.
وقيل: هو على تقدير حذف الباء أي بصعيد.
{بِوُجُوهِكُمْ}: الباء زائدة أي امسحوا وجوهكم. وفي الكلام حذف أي فامسحوا وجوهكم به أو منه، وقد ظهر ذلك في آية المائدة.
44 {مِنَ الْكِتََابِ}: صفة لنصيب.
{يَشْتَرُونَ}: حال من الفاعل في أوتوا.
{«وَيُرِيدُونَ»} مثله. وإن شئت جعلتهما حالين من الموصول، وهو قوله: {«إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا»}، وهي حال مقدّرة.
ويقال: ضللت «السّبيل»، وعن السبيل، وهو مفعول به، وليس بظرف، وهو كقولك: أخطأ الطريق.
{وَلِيًّا}، و {نَصِيراً}: منصوبان على التمييز.
وقيل: على الحال.
46 {مِنَ الَّذِينَ هََادُوا}: فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر مبتدأ محذوف، وفي ذلك تقديران:
أحدهما تقريره: هم من الذين ف {«يُحَرِّفُونَ»} على هذا حال من الفاعل في هادوا.
والثاني تقديره: من الذين هادوا قوم، فقوم هو المبتدأ، وما قبله الخبر، ويحرّفون نعت لقوم.
وقيل التقدير: من الذين هادوا من يحرّفون، كما قال: {«وَمََا مِنََّا إِلََّا لَهُ»} أي من له، ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم، وليست بمعنى الذي لأنّ الموصول لا يحذف دون صلته.
والوجه الثاني أن «من الذين» متعلّق بنصير، فهو في موضع نصب به، كما قال: {«فَمَنْ يَنْصُرُنََا مِنْ بَأْسِ اللََّهِ»} أي يمنعنا.
والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في أوتوا لأنّ شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة إلا أن يعطف بعض الأحوال على بعض ولا يكون حالا من الذين لهذا المعنى.
وقيل: هو حال من أعدائكم أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين، والفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال، وفي كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا، فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا.
و {الْكَلِمَ}: جمع كلمة.
ويقرأ: «الكلام»، والمعنى متقارب.
و {عَنْ مَوََاضِعِهِ}: متعلق بيحرّفون، وذكّر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم، لأنّها جنس.
{وَيَقُولُونَ}: عطف على يحرّفون.
و {غَيْرَ مُسْمَعٍ}: حال، والمفعول الثاني محذوف أي لا أسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم فأما ما أرادوا فهو لا أسمعت خيرا.
وقيل: أرادوا غير مسموع منك.
{وَرََاعِنََا}: قد ذكر في البقرة.
و {لَيًّا}، {وَطَعْناً}: مفعول له. وقيل:
مصدر في موضع الحال، والأصل في ليّ: لوي، فقلبت الواو ياء وأدغمت.
و {فِي الدِّينِ}: متعلق ب «طعن».
{خَيْراً لَهُمْ}: يجوز أن يكون بمعنى أفعل، كما قال: {«وَأَقْوَمَ»}. ومن محذوفة أي من غيره.
ويجوز أن يكون بمعنى فاضل وجيّد، فلا يفتقر إلى «من».(1/106)
ويجوز أن يكون بمعنى فاضل وجيّد، فلا يفتقر إلى «من».
4: 4760
{إِلََّا قَلِيلًا}: صفة مصدر محذوف أي إلا إيمانا قليلا.
47 {مِنْ قَبْلِ}: متعلق بآمنوا، و {«عَلى ََ أَدْبََارِهََا»}: حال من ضمير الوجوه وهي مقدّرة.
48 {وَيَغْفِرُ مََا دُونَ ذََلِكَ}: هو مستأنف غير معطوف على يغفر الأولى لأنّه لو عطف عليه لصار منفيّا.
49 {بَلِ اللََّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشََاءُ}: تقديره:
أخطؤوا، بل الله يزكي.
{وَلََا يُظْلَمُونَ}: ضمير الجمع يرجع إلى معنى من ويجوز أن يكون مستأنفا أي من زكّى نفسه، ومن زكّاه الله.
و {فَتِيلًا}: مثل: «مثقال ذرّة» في الإعراب، وقد ذكر.
50 {كَيْفَ يَفْتَرُونَ}: كيف منصوب بيفترون، وموضوع الكلام نصب بانظروا.
و {عَلَى اللََّهِ}: متعلق ب «يفترون». ويجوز أن يكون حالا من {«الْكَذِبَ»} ولا يجوز أن يتعلّق بالكذب لأنّ معمول المصدر لا يتقدّم عليه، فإن جعل على التّبيين جاز.
51 {هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ}: مبتدأ وخبر في موضع نصب بيقولون.
و {لِلَّذِينَ كَفَرُوا} تخصيص وتبيين متعلّق بيقولون أيضا.
و {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ}، {وَيَقُولُونَ}:
مثل: {«يَشْتَرُونَ الضَّلََالَةَ وَيُرِيدُونَ»}، وقد ذكر.
53 {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ}: أم منقطعة أي بل ألهم، وكذلك: {«أَمْ يَحْسُدُونَ»}.
فإذن: حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه، وله مواضع يلغى فيها، وهو مشبه في عوامل الأفعال بظننت في عوامل الأسماء.
والنون أصل فيه، وليس بتنوين فلهذا يكتب بالنون وأجاز الفرّاء أن يكتب بالألف ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهي الفاء.
ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله «لا»، لأنّ «لا» يتخطّاها العامل.
56 {مَنْ آمَنَ بِهِ}: الهاء تعود على الكتاب. وقيل: على إبراهيم. وقيل: على محمد صلّى الله عليه وسلّم.
و {سَعِيراً}: بمعنى مستعرا.
{نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}: يقرأ بالإدغام لأنّهما من حروف وسط الفم، والإظهار هو الأصل. {بَدَّلْنََاهُمْ جُلُوداً} أي بجلود. وقيل يتعدّى إلى الثاني بنفسه.
57 {وَالَّذِينَ آمَنُوا}:
يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على: {«الَّذِينَ كَفَرُوا»}، وأن يكون رفعا على الموضع أو على الاستئناف، والخبر {«سَنُدْخِلُهُمْ»}.
{خََالِدِينَ فِيهََا}: حال من المفعول في ندخلهم، أو من جنّات لأنّ فيهما ضميرا لكل واحد منهما.
ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأي الكوفيين.
و {لَهُمْ فِيهََا أَزْوََاجٌ}:
حال، أو صفة.
58 {وَإِذََا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النََّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}: العامل في إذا وجهان:
أحدهما فعل محذوف، تقديره: يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم، وجعل أن تحكموا المذكورة مفسّرة للمحذوف، فلا موضع لأنّ تحكموا، لأنّه مفسّر للمحذوف، والمحذوف مفعول يأمركم ولا يجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا لأنّ معمول المصدر لا يتقدّم عليه.
والوجه الثاني أن تنصب «إذا» بيأمركم، وأن تحكموا به أيضا، والتقدير أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا، لكن فصل بينهما بالظرف، كقول الأعشى:
يوم يراها كشبه أردية ال ... عصب ويوما أديمها نغلا
و {بِالْعَدْلِ}: يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا.
{نِعِمََّا يَعِظُكُمْ بِهِ}: الجملة خبر إن، وفي «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها بمعنى الشيء معرفة تامة، ويعظكم: صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره: نعم الشيء شيء يعظكم به.
ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف أي نعم الشيء شيئا يعظكم به كقولك:
نعم الرجل رجلا صالحا زيد. وهذا جائز عند بعض النحويين. والمخصوص بالمدح هنا محذوف. والثاني أنّ «ما» بمعنى الذي، وما بعدها صلتها، وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف أي نعم الذي يعظكم به بتأدية الأمانة والحكم بالعدل.
والثالث: أن تكون «ما» نكرة موصوفة، والفاعل مضمر، والمخصوص محذوف كقوله تعالى: {«بِئْسَ لِلظََّالِمِينَ بَدَلًا»}.
59 {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}: حال من أولي.
و {تَأْوِيلًا}: تمييز.
60 {يُرِيدُونَ}: حال من الذين يزعمون، أو من الضمير في يزعمون.
و {يَزْعُمُونَ}: من أخوات ظننت في اقتضائها مفعولين، «وأنّ» وما عملت فيه تسدّ مسدّهما.
{وَقَدْ أُمِرُوا}: في موضع الحال من الفاعل في يريدون.
والطاغوت: يؤنّث ويذكر، وقد ذكّر ضميره هنا، وقد تكلمنا عليه في البقرة.
{أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلََالًا}: أي فيضلّوا ضلالا.
ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى إضلالا فوضع أحد المصدرين موضع الآخر.(1/107)
ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى إضلالا فوضع أحد المصدرين موضع الآخر.
4: 6173
61 {تَعََالَوْا}: الأصل تعالوا، وقد ذكرنا ذلك في آل عمران.
يقرأ شاذّا بضمّ اللام، ووجهه أنه حذف الألف من تعالى اعتباطا ثم ضمّ اللام من أجل واو الضمير.
{يَصُدُّونَ}: في موضع الحال.
و {صُدُوداً}: اسم للمصدر والمصدر صدّ، وقيل هو مصدر.
62 {فَكَيْفَ إِذََا أَصََابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} أي فكيف يصنعون؟
و {يَحْلِفُونَ}: حال.
63 {فِي أَنْفُسِهِمْ}: يتعلّق ب قل لهم، وقيل: يتعلق ب {«بَلِيغاً»} أي يبلغ في نفوسهم وهو ضعيف لأنّ الصفة لا تعمل فيما قبلها.
64 {إِلََّا لِيُطََاعَ}: ليطاع في موضع نصب مفعول له، واللام تتعلق بأرسلنا.
و {بِإِذْنِ اللََّهِ}: حال من الضمير في يطاع.
وقيل: هو مفعول به أي بسبب أمر الله.
و {إِذْ ظَلَمُوا}: ظرف، والعامل فيه خبر أن وهو {«جََاؤُكَ»}.
{وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}: لم يقل:
واستغفرت لهم لأنّه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في الاسم الظاهر من الدلالة على أنه الرسول. و (وجدوا): يتعدّى إلى مفعولين. وقيل: هي المتعدية إلى واحد.
و {تَوََّاباً}: حال. و {«رَحِيماً»}: بدل، أو حال من الضمير في توّاب.
65 {فَلََا وَرَبِّكَ}:
فيه وجهان:
أحدهما أن «لا» الأولى زائدة، والتقدير: فو ربّك {«لََا يُؤْمِنُونَ»}.
وقيل: الثانية زائدة، والقسم معترض بين النفي والمنفي.
والوجه الآخر أنّ «لا» نفي لشيء محذوف، تقديره:
فلا يفعلون، ثم قال: وربّك لا يؤمنون.
و {بَيْنَهُمْ}: ظرف لشجر، أو حال من «ما»، أو من فاعل شجر.
و {ثُمَّ لََا يَجِدُوا}: معطوف على يحكّموك.
و {فِي أَنْفُسِهِمْ}: يتعلّق بيجدوا تعلّق الظّرف بالفعل.
و {حَرَجاً}: مفعول يجدوا.
ويجوز أن يكون «في أنفسهم» حالا من حرج، وكلاهما على أن يجدوا المتعدية إلى مفعول واحد ويجوز أن تكون المتعدية إلى اثنين، و «في أنفسهم» أحدهما.
و {مِمََّا قَضَيْتَ}: صفة لحرج، فيتعلق بمحذوف.
ويجوز أن يتعلّق بحرج لأنّك تقول: حرجت من هذا الأمر.
و «ما»: يجوز أن تكون بمعنى الذي، ونكرة موصوفة، ومصدرية.
66 {أَنِ اقْتُلُوا}: فيه وجهان:
أحدهما هي أن المصدرية، والأمر صلتها، وموضعهما نصب بكتبنا.
والثاني أنّ «أن» بمعنى أي المفسرة للقول، وكتبنا قريب من معنى أمرنا أو قلنا.
{أَوِ اخْرُجُوا}: يقرأ بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين، وبالضم اتباعا لضمة الراء، ولأنّ الواو من جنس الضمة. {مََا فَعَلُوهُ}: الهاء ضمير أحد مصدري الفعلين وهو القتل، أو الخروج.
ويجوز أن يكون ضمير المكتوب ودلّ عليه كتبنا.
{إِلََّا قَلِيلٌ}: يقرأ بالرفع بدلا من الضمير المرفوع، وعليه المعنى لأنّ المعنى فعله قليل منهم وبالنصب على أصل باب الاستثناء والأول أقوى.
و {مِنْهُمْ}: صفة قليل.
و {تَثْبِيتاً}: تمييز.
وإذن: جواب «لو» ملغاة.
67 - و {مِنْ لَدُنََّا}: يتعلق بآتيناهم.
ويجوز أن يكون حالا من {«أَجْراً»}.
68 - و {صِرََاطاً}: مفعول ثان.
69 {مِنَ النَّبِيِّينَ}: حال من اللذين، أو من المجرور في عليهم.
{وَحَسُنَ}: الجمهور على ضمّ السين، وقرئ بإسكانها مع فتح الحاء على التخفيف، كما قالوا في عضد عضد، و {«أُولََئِكَ»}: فاعله و {«رَفِيقاً»}: تمييز. وقيل هو حال، وهو واحد في موضع الجمع أي رفقاء.
70 {ذََلِكَ}: مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما {«الْفَضْلُ»}. و {«مِنَ اللََّهِ»} حال، والعامل فيها معنى «ذلك».
والثاني أن الفضل صفة، ومن الله الخبر.
71 {ثُبََاتٍ}: جمع ثبة، وهي الجماعة، وأصلها ثبوة، تصغيرها ثبيّة، فأمّا ثبة الحوض، وهي وسطه، فأصلها ثوبة، من ثاب يثوب إذا رجع، وتصغيرها ثوبية.
و «ثبات»: حال، وكذلك {«جَمِيعاً»}.
72 {لَمَنْ}: اسم إن، وهي بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
و {لَيُبَطِّئَنَّ}: صلة أو صفة. ومنكم خبر إن.
و {«إِذْ لَمْ»} ظرف لأنعم.
73 {لَيَقُولَنَّ} بفتح اللام على لفظ من، وقرئ بضمها حملا على معنى من، وهو الجمع.
{كَأَنْ لَمْ تَكُنْ}: هي مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف أي كأنه لم يكن بالياء لأنّ المودة والودّ بمعنى، ولأنّه قد فصل بينهما.
ويقرأ بالتاء على لفظ المودة، وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكي بها، وهو قوله: {«يََا لَيْتَنِي»} والتقدير: يقول يا ليتني.(1/108)
ويقرأ بالتاء على لفظ المودة، وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكي بها، وهو قوله: {«يََا لَيْتَنِي»} والتقدير: يقول يا ليتني.
4: 7479
وقيل: ليس بمعترض، بل هو محكيّ أيضا بيقول أي يقول: كأن لم يكن. ويا ليتني.
وقيل: كأن لم وما يتصل بها حال من ضمير الفاعل في ليقولنّ.
و {يََا لَيْتَنِي}: المنادى محذوف، تقديره: يا قوم ليتني وأبو عليّ يقول في نحو هذا: ليس في الكلام منادى محذوف، بل يدخل «يا» على الفعل، والحرف للتنبيه.
{فَأَفُوزَ} بالنصب على جواب التمني، وبالرفع على تقدير: فأنا أفوز.
74 {أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ}: أدغمت الباء في الفاء لأنّهما من الشفتين وقد أظهرها بعضهم.
75 {وَمََا لَكُمْ}: ما استفهام مبتدأ، ولكم خبره.
و {لََا تُقََاتِلُونَ}: في موضع الحال.
والعامل فيها الاستقرار، كما تقول: مالك قائما.
{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}: عطف على اسم الله أي: وفي سبيل المستضعفين.
وقال المبرد: هو معطوف على السبيل وليس بشيء.
{الَّذِينَ يَقُولُونَ}: في موضع جرّ صفة لمن عقل من المذكورين. ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى.
{الظََّالِمِ أَهْلُهََا}: الألف واللام بمعنى التي، ولم يؤنّث اسم الفاعل وإن كان نعتا للقرية في اللفظ لأنّه قد عمل في الاسم الظاهر المذكّر وهو أهل وكلّ اسم فاعل إذا جرى على غير من هو له فتذكيره وتأنيثه على حسب الاسم الظاهر الذي عمل فيه.
77 {إِذََا فَرِيقٌ مِنْهُمْ}: إذا هنا للمفاجأة، والتي للمفاجأة ظرف مكان، وظرف المكان في مثل هذا يجوز أن يكون خبرا للاسم الذي بعده، وهو «فريق» هاهنا.
و «منهم»: صفة فريق. و {«يَخْشَوْنَ»}: حال، والعامل في الظرف على هذا الاستقرار.
ويجوز أن تكون إذا غير خبر، فيكون فريق مبتدأ، ومنهم صفته، ويخشون الخبر وهو العامل في إذا.
وقيل: إذا هنا الزمانية وليس بشيء لأن إذا الزمانية يعمل فيها إما ما قبلها أو ما بعدها، وإذا عمل فيها ما قبلها كانت من صلته، وهذا فاسد هاهنا لأنّه يصير التقدير: فلما كتب عليهم القتال في وقت الخشية فريق منهم وهذا يفتقر إلى جواب لما، ولا جواب لها. وإذا عمل فيها ما بعدها كان العامل فيها جوابا لها، وإذا هنا ليس لها جواب، بل هي جواب لما.
{كَخَشْيَةِ اللََّهِ} أي خشية كخشية الله، والمصدر مضاف إلى المفعول. {أَوْ أَشَدَّ}: معطوف على الخشية وهو مجرور.
ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على موضع الكاف.
والقول في قوله أشدّ خشية كالقول في قوله:
{«أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً»}. وقد ذكر.
78 {أَيْنَمََا}: هي شرط هاهنا، وما زائدة، ويكثر دخولها على أين الشرطية لتقوّي معناها في الشرط. ويجوز حذفها. و {«يُدْرِكْكُمُ»} الجواب.
وقد قرئ: «يدرككم» بالرفع وهو شاذّ، ووجهه أنه حذف الفاء.
{وَلَوْ كُنْتُمْ}: بمعنى: وإن كنتم، وقد ذكر مرارا.
{قُلْ كُلٌّ}: مبتدأ، والمضاف إليه محذوف أي كلّ ذلك، و {«مِنْ عِنْدِ اللََّهِ»}: الخبر.
{لََا يَكََادُونَ}: حال، ومن القرّاء من يقف على اللام من قوله ما لهؤلاء، وليس موضع وقف، واللام في التحقيق متّصلة بهؤلاء، وهي خبر المبتدأ.
79 {مََا أَصََابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ}: «ما» شرطية، و «أصابك» بمعنى يصيبك، والجواب {«فَمِنَ اللََّهِ»}.(1/109)
79 {مََا أَصََابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ}: «ما» شرطية، و «أصابك» بمعنى يصيبك، والجواب {«فَمِنَ اللََّهِ»}.
4: 8090
ولا يحسن أن تكون بمعنى الذي لأنّ ذلك يقتضي أن يكون المصيب لهم ماضيا مخصصا. والمعنى على العموم، والشرط أشبه فهو من الله، والمراد بالآية الخصب والجدب ولذلك لم يقل أصبت.
{رَسُولًا}: حال مؤكّدة أي ذا رسالة.
ويجوز أن يكون مصدرا أي إرسالا.
و {لِلنََّاسِ}: يتعلّق بأرسلنا.
ويجوز أن يكون حالا من رسول.
80 {حَفِيظاً}: حال من الكاف. و {«عَلَيْهِمْ»} يتعلّق بحفيظ.
ويجوز أن يكون حالا منه فيتعلّق بمحذوف.
81 {طََاعَةٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة.
ويجوز أن يكون مبتدأ أي عندنا أو منّا طاعة.
{بَيَّتَ}: الأصل أن تفتح التاء، لأنّه فعل ماض، ولم تلحقه تاء التأنيث لأنّ الطائفة بمعنى النّفر.
وقد قرئ بإدغام التاء في الطاء على أنه سكّن التاء لتمكّن إدغامها، إذ كانت من مخرج الطاء، والطاء أقوى لاستعلائها وإطباقها وجهرها.
و {تَقُولُ}: يجوز أن يكون خطابا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأن يكون للطائفة. {مََا يُبَيِّتُونَ}: يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، وموصوفة، ومصدرية.
83 {أَذََاعُوا بِهِ}:
الألف في أذاعوا بدل من ياء، يقال: ذاع الأمر يذيع، والباء زائدة أي أذاعوه.
وقيل: حمل على معنى تحدّثوا به.
{يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}:
حال من الذين، أو من الضمير في يستنبطونه.
{إِلََّا قَلِيلًا}: مستثنى من فاعل اتّبعتم.
والمعنى: لولا أن منّ الله عليكم لضللتم باتباع الشيطان إلا قليلا منكم وهو من مات في الفترة، أو من كان غير مكلف.
وقيل: هو مستثنى من قوله: أذاعوا به أي أظهروا ذلك الأمر أو الخوف إلا القليل منهم.
وقيل: هو مستثنى من قوله: {«لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلََافاً كَثِيراً»} أي لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه التناقض إلا القليل منهم، وهو من لا يمعن النّظر.
84 {فَقََاتِلْ}: الفاء عاطفة لهذا الفعل على قوله: {«فَلْيُقََاتِلْ فِي سَبِيلِ اللََّهِ»}. وقيل على:
{«وَمََا لَكُمْ لََا تُقََاتِلُونَ»}. وقيل على قوله: {«فَقََاتِلُوا أَوْلِيََاءَ الشَّيْطََانِ»}.
{لََا تُكَلَّفُ}: في موضع نصب الحال.
{إِلََّا نَفْسَكَ}: المفعول الثاني. {«بَأْساً»}، و {«تَنْكِيلًا»}: تمييز.
85 {مُقِيتاً}: الياء بدل من الواو، وهو مفعل من القوت.
86 {بِتَحِيَّةٍ}: أصلها تحيية، وهي تفعلة من حييت، فنقلت حركة الياء إلى الحاء، ثم أدغمت.
و (حيّوا): أصلها حييوا، ثم حذفت الياء على ما ذكر في مواضع.
{بِأَحْسَنَ}: أي بتحية أحسن.
{أَوْ رُدُّوهََا}: أي ردّوا مثلها، فحذف المضاف. 87 {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}: قد ذكر في آية الكرسيّ.
{لَيَجْمَعَنَّكُمْ}: جواب قسم محذوف فيجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له.
ويجوز أن يكون خبرا آخر للمبتدأ.
{إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ}: قيل: التقدير: في يوم القيامة.
وقيل: هي على بابها أي ليجمعنّكم في القبور أو من القبور فعلى هذا يجوز أن يكون مفعولا به، ويجوز أن يكون حالا أي يجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة.
{لََا رَيْبَ فِيهِ}: يجوز أن يكون حالا من يوم القيامة، والهاء تعود على اليوم.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي جمعا لا ريب فيه، والهاء تعود على الجمع.
و {حَدِيثاً}: تمييز.
88 {فَمََا لَكُمْ}: مبتدأ، وخبر.
و {فِئَتَيْنِ}: حال، والعامل فيها الظرف الذي هو لكم، أو العامل في الظرف.
وفي المنافقين: يحتمل وجهين:
أحدهما أن يكون متعلقا بمعنى فئتين.
والمعنى: وما لكم تفتقرون في أمور المنافقين، فحذف المضاف.
والثاني أن يكون حالا من فئتين أي فئتين مفترقتين في المنافقين، فلما قدّمه نصبه على الحال.
89 {كَمََا كَفَرُوا}: الكاف نعت لمصدر محذوف، وما مصدرية.
{فَتَكُونُونَ}: عطف على تكفرون.
و {سَوََاءً}: بمعنى مستوين وهو مصدر في موضع اسم الفاعل.
90 {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ}: في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم.
{بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثََاقٌ}: يجوز أن ترفع «ميثاق» بالظرف لأنّه قد وقع صفة، وأن ترفعه بالابتداء، والجملة في موضع جرّ.
{حَصِرَتْ}: فيه وجهان:
أحدهما لا موضع لهذه الجملة، وهي دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال.
والثاني لها موضع، وفيه وجهان:(1/110)
والثاني لها موضع، وفيه وجهان:
4: 9192
أحدهما: هو جرّ صفة لقوم، وما بينهما صفة أيضا وجاؤوكم معترض، وقد قرأ بعض الصحابة: «بينكم وبينهم ميثاق حصرت صدورهم» بحذف: أو جاؤوكم.
والثاني: موضعها نصب، وفيه وجهان:
أحدهما موضعها حال، و «قد» مرادة تقديره: أو جاؤوكم قد حصرت.
والثاني هو صفة لموصوف محذوف أي جاؤوكم قوما حصرت والمحذوف حال موطئة.
ويقرأ حصرة بالنصب على الحال، وبالجر صفة لقوم وإن كان قد قرئ حصرة بالرفع فعلى أنه خبر، وصدورهم مبتدأ، والجملة حال.
{أَنْ يُقََاتِلُوكُمْ} أي عن أن يقاتلوكم، فهو في موضع نصب، أو جر على ما ذكرنا من الخلاف.
{لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا}: لكم يتعلق بجعل، وعليهم حال من السبيل لأنّ التقدير: سبيلا كائنا عليهم.
91 {أُرْكِسُوا}: الجمهور على إثبات الهمزة، وهو متعدّ إلى مفعول واحد.
وقرئ «ركسوا»، والتشديد للثقل والتكثير معا. وفيها لغة أخرى، وهي ركسه الله بغير همزة ولا تشديد، ولم أعلم أحدا قرأ به.
92 {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً}: أن يقتل في موضع رفع اسم كان، ولمؤمن خبره. {إِلََّا خَطَأً}: استثناء ليس من الأوّل لأنّ الخطأ لا يدخل تحت التكليف والمعنى: لكن إن قتل خطأ فحكمه كذا.
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}: فتحرير مبتدأ، والخبر محذوف أي فعليه تحرير رقبة.
ويجوز أن يكون خبرا، والمبتدأ محذوف أي فالواجب عليه تحرير والجملة خبر من.
وقرئ خطا بغير همز، وفيه وجهان:
أحدهما أنه خفّف الهمزة، فقلبها ألفا فصار كالمقصور.
والثاني أنه حذفها حذفا، فبقي مثل دم.
{وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً}: صفة مصدر محذوف أي قتلا خطأ.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مخطئا.
وأصل دية ودية مثل عدة وزنة، وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في الموهوب. ولذلك قال:
{مُسَلَّمَةٌ إِلى ََ أَهْلِهِ} والفعل لا يسلّم.
{إِلََّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}: قيل هو استثناء منقطع.
وقيل: هو متّصل. والمعنى: فعليه دية في كلّ حال، إلّا في حال التصدّق عليه بها. {فَإِنْ كََانَ}: أي المقتول، و {«مِنْ قَوْمٍ»}: خبر كان. و {«لَكُمْ»}: صفة عدوّ.
وقيل: يتعلق به لأنّ عدوّا في معنى معاد وفعول يعمل عمل فاعل.
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}: أي فعلى القاتل.
{فَصِيََامُ}: أي فعليه صيام.
ويجوز في غير القرآن النّصب، على تقدير فليصم شهرين.
{تَوْبَةً}: مفعول من أجله، والتقدير: شرع ذلك لكم توبة منه.
ولا يجوز أن يكون العامل فيه صوم إلا على تقدير حذف مضاف، تقديره: لوقوع توبة، أو لحصول توبة من الله.
وقيل: هو مصدر منصوب بفعل محذوف، تقديره: تاب عليكم توبة منه.
ولا يجوز أن يكون في موضع الحال لأنّك لو قلت فعليه صيام شهرين تائبا من الله لم يجز، فإن قدرت حذف مضاف جاز أي صاحب توبة من الله.
و {مِنَ اللََّهِ}: صفة توبة.
ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع أي ذلك توبة.(1/111)
ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع أي ذلك توبة.
4: 9398
93 {وَمَنْ يَقْتُلْ}: من مبتدأ.
و {«مُتَعَمِّداً»}: حال من ضمير القاتل {«فَجَزََاؤُهُ»}:
مبتدأ، و {«جَهَنَّمُ»}: خبره، والجملة خبر من.
و {خََالِداً}: حال من محذوف، تقديره:
يجزاها خالدا فيها. فإن شئت جعلته من الضمير المرفوع، وإن شئت من المنصوب.
وقيل التقدير: جازاه، بدليل قوله: {«وَغَضِبَ اللََّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ»}، فعطف عليه الماضي. فعلى هذا يكون خالدا حالا من المنصوب لا غير.
ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في «جزاؤه» لوجهين:
أحدهما أنه حال من المضاف إليه.
والثاني أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدأ.
94 {فَتَبَيَّنُوا}: يقرأ بالباء والياء والنون، من التبيين وبالثاء والباء والتاء من التثبّت وهما متقاربان في المعنى.
{لِمَنْ أَلْقى ََ}: من بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، وألقى بمعنى يلقى لأنّ النهي لا يصحّ إلا في المستقبل، والذي نزلت فيه الآية قال لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله.
و {السَّلََامَ} بالألف: التحية. ويقرأ بفتح اللام من غير ألف وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها، وهو الاستسلام والصّلح.
{لَسْتَ مُؤْمِناً}: في موضع نصب بالقول. والجمهور على ضمّ الميم الأولى وكسر الثانية، وهو مشتقّ من الإيمان.
ويقرأ بفتح الميم الثانية وهو اسم المفعول من أمنته.
{تَبْتَغُونَ}: حال من ضمير الفاعل في يقولوا.
{كَذََلِكَ}: الكاف خبر كان، وقد تقدم عليها وعلى اسمها.
{إِنَّ اللََّهَ كََانَ}: الجمهور على كسر إن على الاستئناف.
وقرئ بفتحها، وهو معمول تبيّنوا.
95 {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: في موضع الحال وصاحب الحال {«الْقََاعِدُونَ»}، والعامل {«يَسْتَوِي»}.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين، فيكون العامل فيه القاعدون لأنّ الألف واللام بمعنى الذي.
{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}: بالرفع على أنه صفة «القاعدون»، لأنّه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم.
وقيل: هو بدل من القاعدين.
ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين، أو من المؤمنين، أو حالا وبالجر على الصفة للمؤمنين.
{وَالْمُجََاهِدُونَ}: معطوف: على القاعدين.
{بِأَمْوََالِهِمْ}: يتعلق بالمجاهدين.
{دَرَجَةً}: قيل هو مصدر في معنى تفضيلا.
وقيل: حال أي ذوي درجة.
وقيل: هو على تقدير حذف الجارّ أي بدرجة.
وقيل: هو واقع موقع الظرف أي في درجة ومنزلة.
{وَكُلًّا}: المفعول الأول ل {«وَعَدَ»}، و {«الْحُسْنى ََ»} هو الثاني. وقرئ: وكل أي وكلهم، والعائد محذوف أي وعده الله.
{أَجْراً}: وقيل هو مصدر من غير لفظ الفعل لأنّ معنى فضلهم أجرهم.
وقيل: هو مفعول به لأنّ فضّلهم أعطاهم.
وقيل التقدير بأجر.
96 {دَرَجََاتٍ}: قيل: هو بدل من أجرا.
وقيل التقدير: ذوي درجات. وقيل في درجات.
{وَمَغْفِرَةً}: قيل: هو معطوف على ما قبله وقيل هو مصدر، أي وغفر لهم مغفرة.
{وَرَحْمَةً}: مثله.
97 {تَوَفََّاهُمُ}: الأصل تتوفّاهم. ويجوز أن يكون ماضيا. ويقرأ بالإمالة.
{ظََالِمِي}: حال من ضمير الفاعل في تتوفّاهم، والإضافة غير محضة أي ظالمين أنفسهم.
{قََالُوا}: فيه وجهان:
أحدهما هو حال من الملائكة، و «قد» معه مقدّرة، وخبر إن {«فَأُولََئِكَ»}، ودخلت الفاء لما في الذي من الإبهام المشابه للشرط، وإنّ لا تمنع من ذلك لأنّها لا تغيّر معنى الابتداء.
والثاني أن قالوا خبر إن، والعائد محذوف أي قالوا لهم.
{فِيمَ كُنْتُمْ}: حذفت الألف من «ما» في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله: {«فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيََاءَ اللََّهِ»} والجارّ والمجرور خبر كنتم.
و {فِي الْأَرْضِ}: يتعلّق بمستضعفين.
{أَلَمْ تَكُنْ}: استفهام بمعنى التوبيخ.
{فَتُهََاجِرُوا}: منصوب على جواب الاستفهام لأنّ النّفي صار إثباتا بالاستفهام.
{وَسََاءَتْ}: في حكم بئست.
98 {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ}: استثناء ليس من الأول لأنّ الأول قوله: {«تَتَوَفََّاهُمُ الْمَلََائِكَةُ ظََالِمِي أَنْفُسِهِمْ»}، وإليه يعود الضمير من مأواهم وهؤلاء عصاة بالتخلّف عن الهجرة مع القدرة وإلا المستضعفين من الرجال: هم العاجزون فمن هنا كان منقطعا.
و {مِنَ الرِّجََالِ}: حال من الضمير في المستضعفين، أو من نفس المستضعفين.(1/112)
و {مِنَ الرِّجََالِ}: حال من الضمير في المستضعفين، أو من نفس المستضعفين.
4: 99113
{لََا يَسْتَطِيعُونَ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا مبيّنة عن معنى الاستضعاف.
100 {مُهََاجِراً}: حال من الضمير في يخرج.
{ثُمَّ يُدْرِكْهُ}: مجزوم عطفا على يخرج.
ويقرأ بالرفع على الاستئناف أي ثم هو يدركه.
وقرئ بالنصب على إضمار أن، لأنّه لم يعطفه على الشرط لفظا، فعطفه عليه معنى، كما جاء في الواو والفاء.
101 {أَنْ تَقْصُرُوا} أي في أن تقصروا، وقد تقدّم نظائره.
و {مِنَ}: زائدة عن الأخفش، وعند سيبويه هي صفة المحذوف أي شيئا من الصلاة.
{عَدُوًّا}: في موضع أعداء.
وقيل: عدو مصدر على فعول مثل القبول والولوع فلذلك لم يجمع.
و {لَكُمْ}: حال من عدو، أو متعلق بكان.
102 {لَمْ يُصَلُّوا}: في موضع رفع صفة لطائفة، وجاء الضمير على معنى الطائفة ولو قال: لم تصلّ لكان على لفظها.
و {لَوْ تَغْفُلُونَ}: بمعنى أن تغفلوا. و {أَنْ تَضَعُوا}: أي في أن تضعوا.
103 {قِيََاماً وَقُعُوداً وَعَلى ََ جُنُوبِكُمْ}:
أحوال كلّها.
{اطْمَأْنَنْتُمْ}: الهمزة أصل، ووزن الكلمة افعلل، والمصدر الطمأنينة على فعليلة. وأما قولهم:
طامن رأسه فأصل آخر.
و {مَوْقُوتاً}: مفعول، من وقت بالتخفيف.
104 {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ}: الجمهور على كسر إن وهي شرط.
وقرئ «أن تكونوا» بفتحها أي لأن تكونوا.
ويقرأ: «تيلمون» بكسر التاء وقلب الهمزة ياء، وهي لغة.
105 {بِالْحَقِّ} هو حال من الكتاب، وقد مرّ نظائره.
{أَرََاكَ}: الهمزة هاهنا معديّة والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه، وهو من الرأي، وهو متعدّ إلى مفعول واحد، وبعد الهمزة يتعدّى إلى مفعولين:
أحدهما الكاف، والآخر محذوف أي أراكه.
وقيل: المعنى: علمك وهو متعدّ إلى مفعولين أيضا وهو قبل التشديد متعدّ إلى واحد، كقوله: {«لََا تَعْلَمُونَهُمُ»}. {خَصِيماً}: بمعنى مخاصم.
واللام على بابها أي لأجل الخائنين.
وقيل: هي بمعنى عن.
108 {يَسْتَخْفُونَ}: بمعنى يطلبون الخفاء، وهو مستأنف لا موضع له.
{إِذْ يُبَيِّتُونَ}: ظرف للعامل في {«مَعَهُمْ»}.
109 {هََا أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ جََادَلْتُمْ}: قد ذكرناه في قوله: {«ثُمَّ أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ»}.
{أَمْ مَنْ}: هنا منقطعة.
110 {أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}: أو لتفصيل ما أبهم، وقد ذكرنا مثله في غير موضع.
112 {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً}: الهاء تعود على الإثم، وفي عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الإثم.
وقيل: تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو.
وقيل: تعود على الكسب المدلول عليه بقوله:
{«وَمَنْ يَكْسِبْ»}.
وقيل: تعود على المكسوب، والفعل يدلّ عليه.
113 {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ}: في جواب «لولا» وجهان:(1/113)
113 {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ}: في جواب «لولا» وجهان:
4: 114125
أحدهما قوله {«لَهَمَّتْ»} وعلى هذا لا يكون قد وجد من الطائفة المشار إليها همّ بإضلاله.
والثاني أنّ الجواب محذوف تقديره: لأضلّوك ثم استأنف، فقال: لهمّت أي لقد همت تلك.
ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله: {«وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللََّهَ تَوََّابٌ حَكِيمٌ»}.
{وَمََا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة وشيء في معنى ضرر، فهو في موضع المصدر.
114 {مِنْ نَجْوََاهُمْ}: في موضع جرّ صفة لكثير.
وفي النجوى وجهان:
أحدهما هي التناجي، فعلى هذا يكون في قوله: {«إِلََّا مَنْ أَمَرَ»} وجهان:
أحدهما: هو استثناء منقطع في موضع نصب لأنّ «من» للأشخاص، وليست من جنس التناجي.
والثاني: أنّ في الكلام حذف مضاف، تقديره:
إلا نجوى من أمر فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جرّ بدلا من نجواهم، وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء، ويكون متصلا.
والوجه الآخر أنّ النجوى القوم الذين يتناجون، ومنه قوله: {«وَإِذْ هُمْ نَجْوى ََ»} فعلى هذا الاستثناء متصل فيكون أيضا في موضع جرّ أو نصب على ما تقدم. {بَيْنَ النََّاسِ}: يجوز أن يكون ظرفا لإصلاح، وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف.
و {ابْتِغََاءَ}: مفعول له. وألف {مَرْضََاتِ}: من واو.
{فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} بالنون والياء، وهو ظاهر.
115 {وَمَنْ يُشََاقِقِ}: إنما جاز إظهار القاف لأنّ الثانية سكنت بالجزم، وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين.
والهاء في قوله:
{«وَنُصْلِهِ»} مثل الهاء في {«يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ»}، وقد تكلّمنا عليها.
116 {لِمَنْ يَشََاءُ}:
اللام تتعلّق بيغفر.
117 {إِلََّا إِنََاثاً}:
هو جمع أنثى على فعال، ويراد به كلّ ما لا روح فيه من صخرة وشمس ونحو هما.
ويقرأ: أنثى، على الإفراد، ودلّ الواحد على الجمع.
ويقرأ: «أنثا» مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب. ويجوز أن يكون جمع أنيث، كقليب وقلب، وقد قالوا: حديد أنيث من هذا المعنى.
ويقرأ «أثنا»، والواحد وثن، وهو الصّنم، وأصله وثن في الجمع كما في الواحد، إلا أنّ الواو قلبت همزة لمّا انضمت ضمّا لازما، وهو مثل أسد وأسد.
ويقرأ بالواو على الأصل جمعا.
ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والواو.
و {مَرِيداً}: فعيل من التمرد.
118 {لَعَنَهُ اللََّهُ}: يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان، وأن يكون مستأنفا على الدعاء.
{وَقََالَ}: يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها أن تكون الواو عاطفة لقال على «لعنة الله»، وفاعل قال ضمير الشيطان.
والثاني أن تكون للحال أي وقد قال.
والثالث أن تكون الجملة مستأنفة.
119 {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ}: مفعول هذه الأفعال محذوف أي لأضلّنهم عن الهدى، {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} الباطل، {وَلَآمُرَنَّهُمْ} بالضّلال.
120 {يَعِدُهُمْ}: المفعول الثاني محذوف أي يعدهم النّصر والسلامة.
وقرأ الأعمش بسكون الدال، وذلك تخفيف لكثرة الحركات.
121 {عَنْهََا}: هو حال من {«مَحِيصاً»}.
والتقدير: محيصا عنها، والمحيص: مصدر فلا يصحّ أن يعمل فيما قبله.
ويجوز أن يتعلّق «عنها» بفعل محذوف، وهو الذي يسمّى تبيينا أي غنى عنها.
ولا يجوز أن يتعلّق بيجدون لأنّه لا يتعدّى بعن.
والميم في المحيص زائدة، وهو من حاص يحيص إذا تخلّص.
122 {وَالَّذِينَ آمَنُوا}: مبتدأ والخبر {«سَنُدْخِلُهُمْ»}.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسّره ما بعده أي وندخل الذين.
و {وَعْدَ اللََّهِ}: نصب على المصدر لأنّ قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم.
و {حَقًّا}: حال من المصدر.
ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف أي حقّ ذلك حقا.
123 {لَيْسَ بِأَمََانِيِّكُمْ}: اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر وإنما دلّ عليه سبب الآية وذلك أنّ اليهود قالوا نحن أصحاب الجنة، وقالت النصارى ذلك، وقال المشركون: لا نبعث، فقال:
ليس بأمانيّكم أي ليس ما ادّعيتموه.
124 {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ}: في موضع الحال، وفي صاحبها وجهان:
أحدهما ضمير الفاعل في {«يَعْمَلْ»}.
والثاني من الصالحات أي كائنة من ذكر أو أنثى، أو واقعة.
و «من» الأولى زائدة عند الأخفش، وصفة عند سيبويه أي شيئا من الصالحات.
{وَهُوَ مُؤْمِنٌ}: حال أيضا.
125 {مِمَّنْ أَسْلَمَ}: يعمل فيه أحسن، وهو مثل قولك: زيد أفضل من عمرو أي يفضل عمرا.
و {لِلََّهِ}: يتعلق بأسلم.
ويجوز أن يكون حالا من {«وَجْهَهُ»}.
{وَاتَّبَعَ}: معطوف على أسلم.
و {حَنِيفاً}: حال. وقد ذكر في البقرة.(1/114)
و {حَنِيفاً}: حال. وقد ذكر في البقرة.
4: 126128
ويجوز أن يكون هنا حالا من الضمير في اتبع.
{وَاتَّخَذَ اللََّهُ}: مستأنف.
127 {وَمََا يُتْلى ََ}: في «ما» وجوه:
أحدها موضعها جرّ عطفا على الضمير المجرور بفي. وهذا على قول الكوفيين لأنّهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار.
والثاني أن يكون في موضع نصب على معنى، ونبين لكم ما يتلى لأنّ معنى يفتيكم يبيّن لكم.
والثالث هو في موضع رفع، وهو المختار.
وفي ذلك ثلاثة أوجه:
أحدها: هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم، وجرى الجارّ والمجرور مجرى التوكيد.
والثاني: هو معطوف على اسم الله، وهو:
قل الله.
والثالث: أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: وما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم.
و «في» تتعلق بيتلى. ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يتلى.
و {فِي يَتََامَى}: تقديره: حكم يتامى ففي الثانية تتعلّق بما تعلقت به الأولى، لأنّ معناها مختلف، فالأولى ظرف، والثانية بمعنى الباء أي بسبب اليتامى، كما تقول: جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد. وقيل: الثانية بدل من الأولى.
ويجوز أن تكون الثانية تتعلّق بالكتاب أي ما كتب في حكم اليتامى.
ويجوز أن تكون الأولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف.
و {يَتََامَى النِّسََاءِ}: أي في اليتامى منهنّ.
وقال الكوفيون: التقدير: في النساء اليتامى، فأضاف الصفة إلى الموصوف.
ويقرأ في «ييامى» بياءين، والأصل أيامى فأبدلت الهمزة ياء، كما قالوا: فلان ابن أعصر ويعصر.
وفي الأيامى كلام نذكره في موضعه إن شاء الله.
{وَتَرْغَبُونَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على «تؤتون»، والتقدير: ولا ترغبون.
والثاني هو حال أي وأنتم ترغبون في أن تنكحوهنّ.
{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}: في موضع جرّ عطفا على المجرور في {«يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ»}، وكذلك {«وَأَنْ تَقُومُوا»} وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وقد ذكره الكوفيون. ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن والتقدير: ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة.
والجيّد أن يكون معطوفا على يتامى النساء، وأن تقوموا معطوف عليه أيضا أي: وفي أن تقوموا.
128 {وَإِنِ امْرَأَةٌ}: امرأة مرفوع بفعل محذوف أي وإن خافت امرأة، واستغنى عنه بخافت المذكور.
وقال الكوفيون: هو مبتدأ وما بعده الخبر.
وهذا عندنا خطأ لأنّ حرف الشرط لا معنى له في الاسم فهو مناقض للفعل ولذلك جاء الفعل بعد الاسم مجزوما في قول عديّ:
ومتى واغل ينبهم يحيّو ... هـ وتعطف عليه كأس الساقي
{مِنْ بَعْلِهََا}: يجوز أن يكون متعلقا بخافت. وأن يكون حالا من {«نُشُوزاً»}.
و {صُلْحاً}: على هذا مصدر واقع موقع تصالح.
ويجوز أن يكون التقدير: أن يصّالحا فيصلحا صلحا.(1/115)
ويجوز أن يكون التقدير: أن يصّالحا فيصلحا صلحا.
4: 129140
ويقرأ بتشديد الصاد من غير ألف، وأصله يصطلحا، فأبدلت التاء صادا وأدغمت فيها الأولى.
وقرئ «يصطلحا» بإبدال التاء طاء، وصلحا عليهما في موضع اصطلاح.
وقرئ بضمّ الياء وإسكان الصاد وماضيه أصلح.
وصلحا على هذا فيه وجهان:
أحدهما هو مصدر في موضع إصلاح، والمفعول به بينهما. ويجوز أن يكون ظرفا، والمفعول محذوف.
والثاني أن يكون صلحا مفعولا به وبينهما ظرف أو حال من صلح.
{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}: أحضرت يتعدى إلى مفعولين، تقول: أحضرت زيدا الطعام، والمفعول الأول الأنفس، وهو القائم مقام الفاعل، وهذا الفعل منقول بالهمزة من حضر، وحضر يتعدى إلى مفعول واحد، كقولهم: حضر القاضي اليوم امرأة.
129 {كُلَّ الْمَيْلِ}: انتصاب كلّ على المصدر لأنّ لها حكم ما تضاف إليه فإن أضيفت إلى مصدر كانت مصدرا، وإن أضيفت إلى ظرف كانت ظرفا.
{فَتَذَرُوهََا}: جواب النهي فهو منصوب.
ويجوز أن يكون معطوفا على {«تَمِيلُوا»}، فيكون مجزوما. {كَالْمُعَلَّقَةِ}: الكاف في موضع نصب على الحال.
131 {وَإِيََّاكُمْ}:
معطوف على الذين، وحكم الضمير المعطوف أن يكون منفصلا.
و {أَنِ اتَّقُوا اللََّهَ}: في موضع نصب عند سيبويه، وجرّ عند الخليل والتقدير:
بأنّ اتّقوا الله. وأن على هذا مصدرية. ويجوز أن تكون بمعنى أي لأنّ وصّينا في معنى القول، فيصح أن يفسّر بأي التفسيرية.
135 {شُهَدََاءَ}:
خبر ثان.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {«قَوََّامِينَ»}.
{عَلى ََ أَنْفُسِكُمْ}:
يتعلق بفعل دلّ عليه «شهداء» أي ولو شهدتم.
ويجوز أن يتعلّق بقوّامين.
{إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا}: اسم كان مضمر فيها دلّ عليه تقدّم ذكر الشهادة أي إن كان الخصم أو إن كان كلّ واحد من المشهود عليه والمشهود له.
وفي {أَوِ} وجهان:
أحدهما هي بمعنى الواو، وحكى عن الأخفش فعلى هذا يكون الضمير في {«بِهِمََا»} عائدا على لفظ غنيّ وفقير.
والوجه الثاني أن «أو» على بابها، وهي هنا لتفصيل ما أبهم في الكلام، وذلك أنّ كلّ واحد من المشهود عليه والمشهود له يجوز أن يكون غنيّا وأن يكون فقيرا فقد يكونان غنّيين، وقد يكونان فقيرين، وقد يكون أحدهما غنيّا والآخر فقيرا، فلما كانت الأقسام عند التفصيل على ذلك ولم تذكر أتى بأو لتدلّ على هذا التفصيل فعلى هذا يكون الضمير في «بهما» عائدا على المشهود له والمشهود عليه على أي وصف كانا عليه لا على الصّفة.
وقيل: الضمير عائد إلى ما دلّ عليه الكلام والتقدير: فالله أولى بالغنيّ والفقير.
وقيل: يعود على الغني والفقير لدلالة الاسمين عليه.
{أَنْ تَعْدِلُوا}: فيه ثلاثة أوجه: أحدها تقديره في أن لا تعدلوا، فحذف لا أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل.
والثاني تقديره ابتغاء أن تعدلوا عن الحقّ.
والثالث تقديره: مخافة أن تعدلوا عن الحق، وعلى الوجهين هو مفعول له.
{وَإِنْ تَلْوُوا}: يقرأ بواوين الأولى منهما مضمومة، وهو من لوى يلوي.
ويقرأ بواو واحدة ساكنة. وفيه وجهان:
أحدهما أصله تلووا كالقراءة الأولى، إلا أنه أبدل الواو المضمومة همزة، ثم ألقى حركتها على اللام، وقد ذكر مثله في آل عمران.
والثاني أنه من ولي الشيء أي وإن تتولّوا الحكم أو تعرضوا عنه، أو إن تتولوا الحقّ في الحكم.
137 {لَمْ يَكُنِ اللََّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}: قد ذكر في قوله: {«مََا كََانَ اللََّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ»}.
139 {جَمِيعاً}: هو حال من الضمير في الجار، وهو قوله {«لِلََّهِ»}.
140 {وَقَدْ نَزَّلَ}: يقرأ على ما لم يسمّ فاعله، والقائم مقام الفاعل «أن» وما هو تمام لها، وأن هي المخففة من الثقيلة أي أنه إذا سمعتم آيات الله.
ويقرأ: نزّل على تسمية الفاعل، وأن في موضع نصب.
وتلخيص المعنى: وقد نزّل عليكم المنع من مجالستهم عند سماع الكفر منهم.
و {يُكْفَرُ بِهََا}: في موضع الحال من الآيات، وفي الكلام حذف، تقديره: يكفر بها أحد فحذف الفاعل، وأقام الجار مقامه. والضمير في {«مَعَهُمْ»} عائد على المحذوف.
{فَلََا تَقْعُدُوا}: محمول على المعنى أيضا لأنّ معنى وقد نزّل عليكم: وقد قيل، والفاء جواب إذا.
{إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}: إذا هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ولذلك لم يذكر بعدها الفعل، وأفرد «مثلا» لأنّها في معنى المصدر، ومثله: {«أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنََا»}. وقد جمع في قوله: {«ثُمَّ لََا يَكُونُوا أَمْثََالَكُمْ»}.
وقرئ شاذا «مثلهم» بالفتح، وهو مبنيّ لإضافة إلى المبهم، كما بني في قوله: {«مِثْلَ مََا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ»}. ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.
وقيل: نصب على الظرف، كما قيل في الفرزدق:
وإذ ما مثلهم بشر أي أنكم في مثل حالهم.(1/116)
وإذ ما مثلهم بشر أي أنكم في مثل حالهم.
4: 141149
141 {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ}: في موضع جرّ صفة للمنافقين والكافرين.
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي: هم.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر: {«فَإِنْ كََانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللََّهِ»} وما يتّصل به.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار أعنى.
{نَسْتَحْوِذْ}: هو شاذّ في القياس والقياس نستحذ.
{عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}: يجوز أن يتعلق بيجعل، وأن يكون حالا من سبيل.
142 {وَهُوَ خََادِعُهُمْ}: و {«كُسََالى ََ»}: حالان.
{يُرََاؤُنَ}: يقرأ بالمد، وتخفيف المهمزة.
ويقرأ بحذف الألف وتشديد الهمزة أي يحملون غيرهم على الرّياء، وموضعه نصب على الحال من الضمير في كسالى.
ويجوز أن يكون بدلا من كسالى. ويجوز أن يكون مستأنفا.
{إِلََّا قَلِيلًا}: نعت لمصدر محذوف، أو زمان محذوف.
143 {مُذَبْذَبِينَ}: هو منصوب على الذّم وقيل: هو حال من الضمير في يذكرون.
والجمهور على فتح الذال على ما لم يسمّ فاعله أي أن نفاقهم حملهم على التقلّب.
ويقرأ بكسر الذال الثانية أي: متقلّبين.
وليست الذال الثانية بدلا عند البصريين، بل ذبذب أصل بنفسه.
وقال الكوفيون: الأصل ذبب، فأبدل من الباء الأولى ذالا. و «ذلك» في موضع بينهما أي بين الإيمان والكفر، أو بين المسلمين واليهود.
{لََا إِلى ََ هََؤُلََاءِ وَلََا إِلى ََ هََؤُلََاءِ}: و «إلى» يتعلق بفعل محذوف أي لا ينتسبون إلى هؤلاء بالكلّية ولا إلى هؤلا بالكلية.
وموضع {«لََا إِلى ََ هََؤُلََاءِ»} نصب على الحال من الضمير في مذبذبين أي يتذبذبون متلونّين.
145 {فِي الدَّرْكِ}: يقرأ بفتح الراء وإسكانها، وهما لغتان.
و {مِنَ النََّارِ}: في موضع الحال من الدّرك، والعامل فيه معنى الاستقرار.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الأسفل.
146 {إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا}: في موضع نصب استثناء من الضمير المجرور في قوله: {«وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ»}. ويجوز أن يكون من قوله: {«فِي الدَّرْكِ»}.
وقيل: هو في موضع رفع بالابتداء والخبر:
{«فَأُولََئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ»}.
147 {مََا يَفْعَلُ اللََّهُ}: في «ما» وجهان:
أصحّهما: أنهما استفهام في موضع نصب بيفعل.
و {بِعَذََابِكُمْ}: متعلّق بيفعل.
والثاني: أنها نفي والتقدير: ما يفعل الله بعذابكم والمعنى لا يعذّبكم.
148 {بِالسُّوءِ}: الباء تتعلّق بالمصدر.
وفي موضعها وجهان:
أحدهما نصب تقديره: لا يحبّ أن تجهروا بالسور.
والثاني رفع، تقديره: أن يجهر بالسوء.
و {مِنَ الْقَوْلِ}: حال من السوء.
{إِلََّا مَنْ ظُلِمَ}: استثناء منقطع في موضع نصب.
وقيل: هو متّصل. والمعنى: لا يحبّ أن يجهر أحد بالسوء إلا من يظلم فيجهر أي يدعو الله بكشف السّوء الذي أصابه، أو يشكو ذلك إلى إمام أو حاكم فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب، وأن يكون في موضع رفع بدلا من المحذوف إذ التقدير أن يجهر أحد.
وقرئ «ظلم» بفتح الظاء على تسمية الفاعل، وهو منقطع والتقدير لكن الظالم، فإنه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه، وهي قراءة ضعيفة.(1/117)
وقرئ «ظلم» بفتح الظاء على تسمية الفاعل، وهو منقطع والتقدير لكن الظالم، فإنه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه، وهي قراءة ضعيفة.
4: 150157
150 {بَيْنَ ذََلِكَ سَبِيلًا}: «ذلك» يقع بمعنى المفرد والتثنية والجمع، وهو هنا بمعنى التثنية أي بينهما.
151 {حَقًّا}: مصدر أي حقّ ذلك حقا.
ويجوز أن يكون حالا أي أولئك هم الكافرون [من] غير شك.
153 {أَكْبَرَ مِنْ ذََلِكَ}: أي شيئا، أو سؤالا أكبر.
{جَهْرَةً}: مصدر في موضع الحال أي مجاهرين.
وقيل: التقدير قولا جهرة.
وقيل: رؤية جهرة.
154 {وَرَفَعْنََا فَوْقَهُمُ}: «فوقهم» يجوز أن يكون ظرفا لرفعنا، وأن يكون حالا من {«الطُّورَ»}.
{بِمِيثََاقِهِمْ}: في موضع نصب متعلق برفعنا، تقديره: بنقض ميثاقهم. والمعنى: ورفعنا فوقهم الجبل تخويفا لهم بسبب نقضهم الميثاق.
و {سُجَّداً}: حال.
{لََا تَعْدُوا}: يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين يقال: عدا يعدو إذا تجاوز الحدّ.
ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا، فقلب التاء دالا وأدغم وهي قراءة ضعيفة لأنّه جمع بين ساكنين، وليس الثاني حرف مد. 155 {فَبِمََا نَقْضِهِمْ}:
ما زائدة. وقيل: هي نكرة تامة، ونقضهم بدل منها.
وفيما تتعلّق به الباء وجهان:
أحدهما هو مظهر، وهو قوله بعد ثلاث آيات: {«حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ»}.
{فَبِظُلْمٍ} بدل من قوله: {«فَبِمََا نَقْضِهِمْ»}، وأعاد الفاء في البدل لمّا طال الفصل.
والثاني أنّ ما يتعلق به محذوف، وفي الآية دليل عليه والتقدير: فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم، أو لعنوا.
وقيل: التقدير: فبما نقضهم ميثاقهم لا يؤمنون، والفاء زائدة.
{بَلْ طَبَعَ اللََّهُ عَلَيْهََا}: أي ليس كما ادّعوا من أنّ قلوبهم أوعية للعلم.
و {بِكُفْرِهِمْ} أي بسبب كفرهم.
ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطّيا على قلوبهم كما تقول: طبعت على الكيس بالطين أي جعلته الطابع.
{إِلََّا قَلِيلًا}: أي إيمانا، أو زمانا قليلا.
156 {وَبِكُفْرِهِمْ}: معطوف على:
وكفرهم الأول.
و {بُهْتََاناً}: مصدر يعمل فيه القول، لأنّه ضرب منه فهو كقولهم: قعد القرفصاء فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب.
وقال قوم: تقديره: قولا بهتانا.
وقيل التقدير: بهتوا بهتانا. وقيل: هو مصدر في موضع الحال أي مباهتين.
157 {وَقَوْلِهِمْ إِنََّا قَتَلْنَا}: هو معطوف على: وكفرهم.
و {عِيسَى}: بدل، أو عطف بيان من المسيح.
و {رَسُولَ اللََّهِ} كذلك.
ويجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى، وأن يكون على إضمار أعنى.
{لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}: في موضع جرّ صفة لشك.
ولا يجوز أن يتعلّق بشك وإنما المعنى: لفي شكّ حادث منه أي من جهته ولا يقال: شككت منه فإن ادّعى أن «من» بمعنى في فليس بمستقيم عندنا.
{مََا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}: يجوز أن يكون موضع الجملة المنفيّة جرّا صفة مؤكدة لشكّ تقديره: لفي شكّ منه غير علم.
ويجوز أن تكون مستأنفة ومن زائدة.
وفي موضع «من علم» وجهان:
أحد هما هو رفع بالابتداء وما قبله الخبر، وفيه وجهان:
أحدهما هو به «ولهم» فضلة مبيّنة مخصصة كالتي في قوله: {«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»} فعلى هذا يتعلّق به الاستقرار.
والثاني أنّ لهم هو الخبر، وفي «به» على هذا عدّة أوجه:
أحدها أن يكون حالا من الضمير المستكنّ في الخبر، والعامل فيه الاستقرار.
والثاني أن يكون حالا من العلم لأنّ من زائدة، فلم تمنع من تقديم الحال، على أنّ كثيرا من البصريين يجيز تقديم حال المجرور عليه.
والثالث أنه على التبيين أي ما لهم أعنى به، ولا يتعلق بنفس علم، لأنّ معمول المصدر لا يتقدم عليه.
والوجه الآخر أن يكون موضع «من علم» رفعا بأنه فاعل، والعامل فيه الظرف إما لهم، أو به.
{إِلَّا اتِّبََاعَ الظَّنِّ}: استثناء من غير الجنس.
{وَمََا قَتَلُوهُ}: الهاء ضمير عيسى. وقيل:
ضمير العلم أي وما قتلوا العلم يقينا، كما يقال:
قتلته علما.(1/118)
قتلته علما.
4: 158166
و {يَقِيناً}: صفة مصدر محذوف أي قتلا يقينا، أو علما يقينا.
ويجوز أن يكون مصدرا من غير لفظ الفعل، بل من معناه لأنّ معنى ما قتلوه ما علموا.
وقيل: التقدير: تيقّنوا ذلك يقينا.
158 {بَلْ رَفَعَهُ اللََّهُ}: الجيّد إدغام اللام في الراء لأنّ مخرجهما واحد، وفي الراء تكرير فهي أقوى من اللام، وليس كذلك الراء إذا تقدمت لأنّ إدغامها يذهب التكرير الذي فيها.
وقد قرئ بالإظهار هنا.
159 {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ}: إن بمعنى «ما»، والجارّ والمجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ، والمبتدأ محذوف، تقديره: وما من أهل الكتاب أحد.
وقيل: المحذوف من، وقد مرّ نظيره، إلّا أنّ تقدير من هاهنا بعيد، لأنّ الاستثناء يكون بعد تمام الاسم، ومن الموصولة والموصوفة غير تامّة.
{لَيُؤْمِنَنَّ}: جواب قسم محذوف. وقيل:
أكّد بها في غير القسم، كما جاء في النفي والاستفهام.
والهاء في {«مَوْتِهِ»} تعود على «أحد» المقدر.
وقيل: تعود على عيسى.
{وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ}: ظرف لشهيد.
ويجوز أن يكون العامل فيه يكون.
160 {فَبِظُلْمٍ}: الباء تتعلق بحرمنا.
وقد ذكرنا حكم الفاء قبل.
{كَثِيراً}: أي صدّا كثيرا، أو زمانا كثيرا.
161 {وَأَخْذِهِمُ}، {وَأَكْلِهِمْ}:
معطوف على صدّهم، والجميع متعلق بحرمنا، والمصادر مضافة إلى الفاعل.
{وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}: حال.
162 {لََكِنِ الرََّاسِخُونَ}: الراسخون:
مبتدأ.
و {فِي الْعِلْمِ}: متعلّق به.
و {مِنْهُمْ}: في موضع الحال من الضمير في «الراسخون».
{وَالْمُؤْمِنُونَ}: معطوف على الراسخون، وفي خبر «الراسخون» وجهان:
أحدهما {يُؤْمِنُونَ} وهو الصحيح. والثاني هو قوله: {«أُولََئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ»}.
{وَالْمُقِيمِينَ}: قراءة الجمهور بالياء، وفيه عدة أوجه:
أحدها أنه منصوب على المدح أي وأعني المقيمين، وهو مذهب البصريين وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام.
والثاني أنه معطوف على «ما» أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين، والمراد بهم الملائكة.
وقيل: التقدير: وبدين المقيمين فيكون المراد بهم المسلمين.
والثالث أنه معطوف على «قبل»، تقديره:
ومن قبل المقيمين، فحذف قبل، وأقيم المضاف إليه مقامه.
والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك.
والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك.
والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم.
وهذه الأوجه الثلاثة عندنا خطأ لأنّ فيها عطف الظاهر على المضمر من غير إعادة الجار.
وأما {«الْمُؤْتُونَ الزَّكََاةَ»} ففي رفعه أوجه:
أحدها هو معطوف على «الراسخون».
والثاني هو معطوف على الضمير في الراسخون.
والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون.
والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون.
والخامس هو خبر مبتدأ محذوف أي وهم المؤتون.
والسادس هو مبتدأ، والخبر {«أُولََئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ»}.
وأولئك مبتدأ، وما بعده الخبر. ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف أي ونؤتي أولئك.
163 {كَمََا أَوْحَيْنََا}: الكاف نعت لمصدر محذوف، و «ما» مصدرية.
ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فيكون مفعولا به، تقديره: أوحينا إليك مثل الذي أوحينا إلى نوح من التوحيد وغيره.
و {مِنْ بَعْدِهِ}: في موضع نصب متعلّق بأوحينا، ولا يجوز أن يكون حالا من النبيين لأنّ ظروف الزمان لا تكون أحوالا للجثث. ويجوز أن يتعلّق «من» بالنبيين. وفي (يونس) لغات، أفصحها ضمّ النون من غير همز، ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه، وكلّ هذه الأسماء أعجمية إلا الأسباط، وهو جمع سبط.
والزّبور: فعول من الزّبر وهو الكتابة والأشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب.
ويقرأ بضم الزاي، وفيه وجهان:
أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد، مثل فلس وفلوس.
والثاني أنه مصدر مثل القعود والجلوس، وقد سمّي به الكتاب المنزّل على داود.
164 {وَرُسُلًا}: منصوب بفعل محذوف تقديره: وقصصنا رسلا.
ويجوز أن يكون منصوبا بفعل دلّ عليه أوحينا أي وأمرنا رسلا، ولا موضع لقوله {«قَدْ قَصَصْنََاهُمْ»}، و {«لَمْ نَقْصُصْهُمْ»} على الوجه الأول لأنّه مفسر للعامل، وعلى الوجه الثاني هما صفتان.
و {تَكْلِيماً}: مصدر مؤكد رافع للمجاز.
165 {رُسُلًا}: يجوز أن يكون بدلا من الأول، وأن يكون مفعولا أي أرسلنا رسلا.
ويجوز أن يكون حالا موطّئه لما بعدها، كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا.
ويجوز أن يكون على المدح أي أعنى رسلا.
واللام في «لئلّا» يتعلّق بما دلّ عليه الرسل أي أرسلناهم لذلك.
ويجوز أن تتعلّق بمنذرين، أو مبشّرين، أو بما يدلّان عليه.
و {حُجَّةٌ}: اسم كان، وخبرها للناس.
و {عَلَى اللََّهِ}: حال من «حجة» والتقدير:
للناس حجة كائنة على الله.
ويجوز أن يكون الخبر على الله، وللناس حال.
ولا يجوز أن يتعلّق «على الله» بحجة، لأنّها مصدر.
و {بَعْدَ}: ظرف لحجة. ويجوز أن يكون صفة لها لأنّ ظرف الزمان يوصف به المصادر، كما يخبر به عنها.
166 {أَنْزَلَهُ}: لا موضع له.
و {بِعِلْمِهِ}: حال من الهاء أي أنزله معلوما، أو أنزله وفيه علمه أي معلومه.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزله عالما به.
{وَالْمَلََائِكَةُ يَشْهَدُونَ}: يجوز أن يكون لا موضع له، ويكون حكمه كحكم {«لََكِنِ اللََّهُ يَشْهَدُ»}.(1/119)
{وَالْمَلََائِكَةُ يَشْهَدُونَ}: يجوز أن يكون لا موضع له، ويكون حكمه كحكم {«لََكِنِ اللََّهُ يَشْهَدُ»}.
4: 167176
ويجوز أن يكون حالا أي أنزله والملائكة شاهدون بصدقه.
168 {لَمْ يَكُنِ اللََّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}: قد ذكر مثله في قوله: {«وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُضِيعَ»} و {«مََا كََانَ اللََّهُ لِيَذَرَ»}.
169 {إِلََّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ}: استثناء من جنس الأول لأنّ الأول في معنى العموم إذا كان في سياق النفي.
و {خََالِدِينَ}: حال مقدرة.
170 {قَدْ جََاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ}: بالحق في موضع الحال أي ومعه الحقّ، أو متكلّما بالحق.
ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أي جاء بسبب إقامة الحق.
و {مِنْ}: حال من الحال. ويجوز أن تكون متعلقة بجاء أي جاء الرسول من عند الله.
{فَآمِنُوا خَيْراً}: تقديره عند الخليل وسيبويه:
وأتوا خيرا فهو مفعول به لأنّه لما أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه.
وقيل: التقدير: إيمانا خيرا، فهو نعت لمصدر محذوف.
وقيل: هو خبر كان المحذوفة أي يكن الإيمان خيرا وهو غير جائز عند البصريين لأنّ كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لا بدّ منه. ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدر جواب شرط محذوف، فيصير المحذوف الشرط وجوابه.
وقيل: هو حال، ومثله: {«انْتَهُوا خَيْراً»} في جميع وجوهه.
171 {وَلََا تَقُولُوا عَلَى اللََّهِ إِلَّا الْحَقَّ}:
الحقّ مفعول تقولوا أي ولا تقولوا إلا القول الحقّ لأنّه بمعنى لا تذكروا ولا تعتقدوا.
والقول هنا هو الذي تعبّر عنه الجملة في قولك: قلت زيد منطلق.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.
و {الْمَسِيحُ}: مبتدأ، و {«عِيسَى»} بدل، أو عطف بيان، و {«رَسُولُ اللََّهِ»} خبره. {«وَكَلِمَتُهُ»}: عطف على رسول.
و {أَلْقََاهََا}: في موضع الحال، و «قد» معه مقدّرة، وفي العامل في الحال ثلاثة أوجه:
أحدها معنى كلمته لأنّ معنى وصف عيسى بالكلمة المكوّن بالكلمة من غير أب، فكأنه قال:
ومنشؤه ومبتدعه.
والثاني أن يكون التقدير: إذا كان ألقاها، فإذا ظرف للكلمة وكان تامة، وألقاها حال من فاعل كان، وهو مثل قولهم: ضربي زيدا قائما. والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة تقديره: وكلمة الله ملقيا إياها.
{وَرُوحٌ مِنْهُ}: معطوف على الخبر أيضا.
و {ثَلََاثَةٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي إلهنا ثلاثة، أو الإله ثلاثة.
{إِنَّمَا اللََّهُ}: مبتدأ و {«إِلََهٌ»} خبره، و {«وََاحِدٌ»}:
توكيد.
172 {أَنْ يَكُونَ}: أي من أن يكون، أو عن أن يكون وقد مرّ نظائره.
ومثله: {«لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ»}.
{وَلَا الْمَلََائِكَةُ}: معطوف على المسيح، وفي الكلام حذف أي أن يكونوا عبيدا.
174 {بُرْهََانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}: إن شئت جعلت «من ربكم» نعتا لبرهان، أو متعلقا بجاء.
175 {صِرََاطاً مُسْتَقِيماً}: هو مفعول ثان ليهدي.
وقيل: هو مفعول ليهدي على المعنى لأنّ المعنى يعرّفهم.
176 {فِي الْكَلََالَةِ}: «في» يتعلق بيفتيكم. وقال الكوفيون: بيستفتونك وهذا ضعيف لأنّه لو كان كذلك لقال: يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدّمت.
{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ}: هو مثل: {«وَإِنِ امْرَأَةٌ خََافَتْ»}.(1/120)
176 {فِي الْكَلََالَةِ}: «في» يتعلق بيفتيكم. وقال الكوفيون: بيستفتونك وهذا ضعيف لأنّه لو كان كذلك لقال: يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدّمت.
{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ}: هو مثل: {«وَإِنِ امْرَأَةٌ خََافَتْ»}.
{لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}: الجملة في موضع الحال من الضمير في «هلك».
{وَلَهُ أُخْتٌ}: جملة حالية أيضا، وجواب الشرط {«فَلَهََا»}.
{وَهُوَ يَرِثُهََا}: مستأنف لا موضع له، وقد سدّت هذه الجملة مسدّ جواب الشرط الذي هو قوله: {«إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهََا وَلَدٌ»}.
{فَإِنْ كََانَتَا اثْنَتَيْنِ}: الألف في كانتا ضمير الأختين، ودلّ على ذلك قوله: {«وَلَهُ أُخْتٌ»}. هو ضمير من، والتقدير: فإن كان من يرث ثنتين، وحمل ضمير «من» على المعنى لأنّها تستعمل في الإفراد والتثنية والجمع بلفظ واحد.
فإن قيل: من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ، والألف قد دلّت على الاثنين.
قيل: الفائدة في قوله: اثنتين بيان أنّ الميراث وهو الثلثان هاهنا مستحقّ بالعدد مجرّدا عن الصّغر والكبر وغيرهما فلهذا كان مفيدا.
{مِمََّا تَرَكَ}: في موضع الحال من {«الثُّلُثََانِ»}.
{وَإِنْ كََانُوا}: الضمير للورثة، وقد دلّ عليه ما تقدّم.
{فَلِلذَّكَرِ} أي منهم.
{أَنْ تَضِلُّوا}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مفعول يبين أي يبيّن لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى.
والثاني هو مفعول له، تقديره: مخافة أن تضلّوا.
والثالث تقديره: لئلّا تضلّوا، وهو قول الكوفيين. ومفعول يبين على الوجهين محذوف أي يبيّن لكم الحقّ.
سورة المائدة
5: 13
1 {إِلََّا مََا يُتْلى ََ عَلَيْكُمْ}: في موضع نصب على الاستثناء من {«بَهِيمَةُ الْأَنْعََامِ»}، والاستثناء متّصل والتقدير: أحلّت لكم بهيمة الأنعام إلا الميتة، وما أهلّ لغير الله به، وغيره مما ذكر في الآية الثالثة من السورة.
{غَيْرَ}: حال من الضمير المجرور في عليكم، أو لكم.
وقيل: هو حال من ضمير الفاعل في {«أَوْفُوا»}.
و {مُحِلِّي}: اسم فاعل مضاف إلى المفعول، وحذفت النون للإضافة. و {الصَّيْدِ}: مصدر بمعنى المفعول أي المصيد.
ويجوز أن يكون على بابه هاهنا أي غير محلّين.
الاصطياد في حال الإحرام.
2 {وَلَا الْقَلََائِدَ}:
أي ولا ذوات القلائد لأنّها جمع قلادة والمراد تحريم المقلّدة لا القلادة.
{وَلَا آمِّينَ}: أي ولا قتال آمين، أو أذى آمّين.
وقرئ في الشاذ: «ولا آمّي البيت» بحذف النون والإضافة.
{يَبْتَغُونَ}: في موضع الحال من الضمير في آمّين. ولا يجوز أن يكون صفة لآمّين لأنّ اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار.
{فَاصْطََادُوا}: قرئ في الشاذ بكسر الفاء، وهي بعيدة من الصواب. وكأنه حرّكها بحركة همزة الوصل.
{وَلََا يَجْرِمَنَّكُمْ}: الجمهور على فتح الياء، وقرئ بضمها، وهما لغتان، يقال: جرم وأجرم وقيل: جرم متعدّ إلى مفعول واحد، وأجرم متعدّ إلى اثنين، والهمزة للنقل فأما فاعل هذا الفعل فهو «شنآن»، ومفعوله الأول الكاف والميم.
و {أَنْ تَعْتَدُوا}: هو المفعول الثاني على قول من عدّاه إلى مفعولين، ومن عدّاه إلى واحد كأنه قدّر حرف الجر مرادا مع «أن تعتدوا».
والمعنى: لا يحملنّكم بغض قوم على الاعتداء.
والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن، وهو مصدر كالغليان والنزوان.
ويقرأ بسكونها، وهو صفة مثل عطشان وسكران والتقدير على هذا: لا يحملنكم بغض قوم أي عداوة قوم.
وقيل: من سكن أراد المصدر أيضا لكنه خفّف لكثرة الحركات. وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول أي لا يحملنّكم بغضكم لقوم.
ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي بغض قوم إياكم. {أَنْ صَدُّوكُمْ}: يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية والتقدير: لأن صدّوكم، وموضعه نصب، أو جرّ على الاختلاف في نظائره.
ويقرأ بكسرها على أنها شرط.
والمعنى: إن يصدّوكم مثل ذلك الصدّ الذي وقع منهم أو يستديموا الصدّ وإنما قدّر بذلك لأنّ الصدّ كان قد وقع من الكفار للمسلمين.
{وَلََا تَعََاوَنُوا}: يقرأ بتخفيف التاء على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا، أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على إدغام إحدى التاءين في الأخرى. وساغ الجمع بين ساكنين لأنّ الأول منهما حرف مد.
3 {الْمَيْتَةُ}: أصلها الميّتة.
{وَالدَّمُ}: أصله دمى.
{وَمََا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ}: قد ذكر ذلك كلّه في البقرة.
{وَالنَّطِيحَةُ}: بمعنى المنطوحة. ودخلت فيها الهاء، لأنّها لم تذكر الموصوفة معها، فصارت كالاسم. فإن قلت: شاة نطيح لم تدخل الهاء.
{وَمََا أَكَلَ السَّبُعُ}: «ما» بمعنى الذي، وموضعه رفع عطفا على الميتة والأكثر ضمّ الباء من السبع، وتسكينها لغة، وقد قرئ به.(1/121)
{وَمََا أَكَلَ السَّبُعُ}: «ما» بمعنى الذي، وموضعه رفع عطفا على الميتة والأكثر ضمّ الباء من السبع، وتسكينها لغة، وقد قرئ به.
5: 45
{إِلََّا مََا ذَكَّيْتُمْ}: في موضع نصب استثناء من الموجب قبله، والاستثناء راجع الى المتردّية، والنّطيحة، وأكيلة السبع.
{وَمََا ذُبِحَ}: مثل: {«وَمََا أَكَلَ السَّبُعُ»}.
{عَلَى النُّصُبِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو متعلّق بذبح تعلّق المفعول بالفعل أي ذبح على الحجارة التي تسمى نصبا، أي ذبحت في ذلك الموضع.
والثاني أنّ النّصب الأصنام فعلى هذا في «على» وجهان:
أحدهما: هي بمعنى اللام أي لأجل الأصنام فتكون مفعولا له.
والثاني: أنها على أصلها، وموضعه حال أي وما ذبح مسمّى على الأصنام.
وقيل نصب بضمتين، ونصب بضمّ النون وإسكان الصاد، ونصب بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المفعول.
وقيل: يجوز فتح النون والصاد أيضا، وهو اسم بمعنى المنصوب، كالقبض والنّقض بمعنى المقبوض والمنقوض.
{وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا}: في موضع رفع عطفا على الميتة. و (الأزلام): جمع زلم:
وهو القدح الذي كانوا يضربون به على أيسار الجزور.
{ذََلِكُمْ فِسْقٌ}: مبتدأ، وخبر. وذلكم إشارة إلى جميع المحرمات في الآية. ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام.
{الْيَوْمَ}: ظرف ل {«يَئِسَ»}، و {الْيَوْمَ} الثاني ظرف ل {«أَكْمَلْتُ»} و {«عَلَيْكُمْ»} يتعلق بأتممت ولا يتعلّق ب {«نِعْمَتِي»} فإن شئت جعلته على التبين أي أتممت أعني عليكم.
و {رَضِيتُ}: يتعدّى إلى مفعول واحد وهو هنا {الْإِسْلََامَ}.
و {دِيناً}: حال.
وقيل: يتعدى إلى مفعولين لأنّ معنى رضيت هنا جعلت وصيّرت.
ولكم: يتعلّق برضيت، وهي للتخصيص.
ويجوز أن يكون حالا من الإسلام أي رضيت الإسلام لكم.
{فَمَنِ اضْطُرَّ}: شرط في موضع رفع بالابتداء و {غَيْرَ} حال.
والجمهور على {مُتَجََانِفٍ}: بالألف والتخفيف، وقرئ: «متجنّف» بالتشديد من غير ألف، يقال: تجانف، وتجنّف.
{لِإِثْمٍ}: متعلق بمتجانف.
وقيل: اللام بمعنى إلى أي مائل إلى إثم.
{فَإِنَّ اللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: أي له فحذف العائد على المبتدأ.
4 {مََا ذََا أُحِلَّ لَهُمْ}: قد ذكر في البقرة.
{وَمََا عَلَّمْتُمْ}: «ما» بمعنى الذي والتقدير:
صيد ما علمتم أو تعليم ما علمتم.
و {مِنَ الْجَوََارِحِ}: حال من الهاء المحذوفة أو من «ما».
والجوارح: جمع جارحة والهاء فيها للمبالغة، وهي صفة غالبة، إذ لا يكاد يذكر معها الموصوف. {مُكَلِّبِينَ}: يقرأ بالتشديد والتخفيف. يقال:
كلّبت الكلب، وأكلبته فكلب أي أغريته على الصيد، وآسدته فأستاسد وهو حال من الضمير في علمتم.
{تُعَلِّمُونَهُنَّ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مستأنف لا موضع له.
والثاني هو حال من الضمير في مكلّبين.
ولا يجوز أن يكون حالا ثانية لأنّ العامل الواحد لا يعمل في حالين ولا يحسن أن يجعل حالا من الجوارح لأنّك قد فصلت بينهما بحال لغير الجوارح.
{مِمََّا} أي شيئا مما {«عَلَّمَكُمُ اللََّهُ»}.
5 {وَطَعََامُ الَّذِينَ}: مبتدأ، و {«حِلٌّ لَكُمْ»}: خبره.
ويجوز أن يكون معطوفا على الطيبات. وحلّ لكم خبر مبتدأ محذوف.
{وَطَعََامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}: مبتدأ، وخبر.
{وَالْمُحْصَنََاتُ}: معطوف على الطيبات.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي والمحصنات من المؤمنات حلّ لكم أيضا.
و {حِلٌّ}: مصدر بمعنى الحلال فلا يثنّى ولا يجمع.
و {مِنَ الْمُؤْمِنََاتِ}: حال من الضمير في المحصنات، أو من نفس المحصنات إذا عطفتها على الطيبات.
{إِذََا آتَيْتُمُوهُنَّ}: ظرف لأحلّ، أو ل «حلّ» المحذوفة.
{مُحْصِنِينَ}: حال من الضمير المرفوع في آتيتموهن فيكون العامل آتيتم.
ويجوز أن يكون العامل أحلّ، أو «حل» المحذوفة.
{غَيْرَ}: صفة لمحصنين، أو حال من الضمير الذي فيها.
{وَلََا مُتَّخِذِي}: معطوف على غير فيكون منصوبا.
ويجوز أن يعطف على مسافحين، وتكون لا لتأكيد النفي.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمََانِ}: أي بالمؤمن به فهو مصدر في موضع المفعول كالخلق بمعنى المخلوق.
وقيل: التقدير بموجب الإيمان وهو الله.
{وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخََاسِرِينَ}: إعرابه مثل إعراب: {«وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصََّالِحِينَ»}. وقد ذكر في البقرة.(1/122)
{وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخََاسِرِينَ}: إعرابه مثل إعراب: {«وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصََّالِحِينَ»}. وقد ذكر في البقرة.
5: 6
6 {إِلَى الْمَرََافِقِ}: قيل: إلى بمعنى مع كقوله: {«وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى ََ قُوَّتِكُمْ»} وليس هذا بالمختار.
والصحيح أنها على بابها، وأنها لانتهاء الغاية وإنما وجب غسل المرافق بالسنّة وليس بينهما تناقض لأنّ «إلى» تدل على انتهاء الفعل، ولا يتعرض بنفي المحدود إليه ولا بإثباته ألا ترى أنك إذا قلت:
سرت إلى الكوفة، فغير ممتنع أن تكون بلغت أول حدودها ولم تدخلها، وأن تكون دخلتها فلو قام الدليل على أنك دخلتها لم يكن مناقضا لقولك:
سرت إلى الكوفة فعلى هذا تكون «إلى» متعلقة باغسلوا.
ويجوز أن تكون في موضع الحال، وتتعلّق بمحذوف والتقدير: وأيديكم مضافة إلى المرافق.
{بِرُؤُسِكُمْ}: الباء زائدة. وقال من لا خبرة له بالعربية: الباء في مثل هذا للتبعيض وليس بشيء يعرفه أهل النحو.
ووجه دخولها أنّها تدلّ على إلصاق المسح بالرأس.
{وَأَرْجُلَكُمْ}: يقرأ بالنصب، وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على الوجوه والأيدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وذلك جائز في العربية بلا خلاف والسنّة الدّالة على وجوب غسل الرّجلين تقوّي ذلك.
والثاني أنه معطوف على موضع برؤوسكم والأوّل أقوى، لأنّ العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع.
ويقرأ في الشذوذ بالرفع على الابتداء أي وأرجلكم مغسولة كذلك.
ويقرأ بالجر، وهو مشهور أيضا كشهرة النّصب. وفيها وجهان:
أحدهما أنها معطوفة على الرؤوس في الإعراب، والحكم مختلف فالرؤوس ممسوحة والأرجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته، فقد جاء في القرآن والشّعر فمن القرآن قوله تعالى:
{«وَحُورٌ عِينٌ»} على قراءة من جرّ، وهو معطوف على قوله: {«بِأَكْوََابٍ وَأَبََارِيقَ»}، والمعنى مختلف إذ ليس المعنى: يطوف عليهم ولدان مخلّدون بحور عين وقال الشاعر وهو النابغة:
لم يبق إلّا أسير غير منفلت ... أو موثق في حبال القدّ مجنوب والقوافي مجرورة، والجوار مشهور عندهم في الإعراب، وقلب الحروف بعضها إلى بعض، والتأنيث وغير ذلك، فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف، ومن الصفات قوله: {«عَذََابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ»}، واليوم ليس بمحيط، وإنما المحيط العذاب.
وكذلك قوله: {«فِي يَوْمٍ عََاصِفٍ»}، واليوم ليس بعاصف، وإنما العاصف الريح.
ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة والسلام:
«ارجعن مأزورات غير مأجورات» والأصل موزورات ولكن أريد التآخي.
وكذلك قولهم: إنه لا يأتينا بالغدايا والعشايا.
ومن التأنيث قوله: {«فَلَهُ عَشْرُ أَمْثََالِهََا»}، فحذفت التاء من عشر، وهي مضافة إلى الأمثال، وهي مذكّرة، ولكن لما جاورت الأمثال الضمير المؤنّث أجرى عليها حكمة، وكذلك قول الشاعر:
لمّا أتى خبر الزّبير تضعضعت ... سور المدينة والجبال الخشع
وقولهم: ذهبت بعض أصابعه.
ومما راعت العرب فيه الجوار قولهم: قامت هند، فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما فإن فصلوا بينهما أجازوا حذفها، ولا فرق بينهما إلا المجاورة وعدم المجاورة.
ومن ذلك قولهم: قام زيد وعمرا كلمته استحسنوا النّصب بفعل محذوف لمجاورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل.
ومن ذلك قلبهم الواو المجاورة للطرف همزة في قولهم: أوائل كما لو وقعت طرفا وكذلك إذا بعدت عن الطرف لا تقلب نحو طواويس، وهذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد، وقد جعل النحويون له بابا ورتّبوا عليه مسائل، ثم أصّلوه بقولهم: جحر ضبّ خرب، حتى اختلفوا في جواز جرّ التثنية والجمع فأجاز الإتباع فيهما جماعة من حذّاقهم قياسا على المفرد المسموع، ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط.
ويؤيّد ما ذكرناه أن الجرّ في الآية قد أجيز غيره، وهو النصب والرفع. والرفع والنصب غير قاطعين ولا ظاهرين على أنّ حكم الرّجلين المسح وكذلك الجرّ يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون الإعراب.
والوجه الثاني: أن يكون جرّ الأرجل بجارّ محذوف، تقديره: وافعلوا بأرجلكم غسلا، وحذف الجار وإبقاء الجر جائز، قال الشاعر:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلّا ببين غرابها
وقال زهير:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فجرّ بتقدير الباء، وليس بموضع ضرورة.
وقد أفردت لهذه المسألة كتابا.
{إِلَى الْكَعْبَيْنِ}: مثل {«إِلَى الْمَرََافِقِ»}. وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لأنّ المسموح ليس بمحدود، والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه، وهو قوله: {«وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرََافِقِ»}، ولم يحدّد الوجه لأنّ المراد جميعه.(1/123)
{إِلَى الْكَعْبَيْنِ}: مثل {«إِلَى الْمَرََافِقِ»}. وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لأنّ المسموح ليس بمحدود، والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه، وهو قوله: {«وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرََافِقِ»}، ولم يحدّد الوجه لأنّ المراد جميعه.
5: 716
{وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}: «منه» في موضع نصب بامسحوا.
{لِيَجْعَلَ}: اللام: غير زائدة، ومفعول يريد محذوف، تقديره: ما يريد الله الرخصة في التيمّم ليجعل عليكم حرجا.
وقيل: اللام زائدة وهذا ضعيف لأنّ أن غير ملفوظ بها، وإنّما يصحّ أن يكون الفعل مفعولا ليريد بأن، ومثله: {«وَلََكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ»} أي يريد ذلك ليطهّركم.
{عَلَيْكُمْ}: يتعلّق بيتمّ.
ويجوز أن يتعلّق بالنعمة.
ويجوز أن يكون حالا من النعمة.
7 {إِذْ}: ظرف لواثقكم.
ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة، وأن يكون حالا من الميثاق.
8 {شُهَدََاءَ بِالْقِسْطِ}: مثل قوله تعالى:
{«شُهَدََاءَ لِلََّهِ»}. وقد ذكرناه في النساء.
{هُوَ أَقْرَبُ}: هو ضمير العدل، وقد دلّ عليه اعدلوا، وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة.
9 {وَعَدَ اللََّهُ}: وعد يتعدّى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما، والمفعول الأوّل هنا: {«الَّذِينَ آمَنُوا»}. والثاني محذوف استغنى عنه بالجملة التي هي قوله {«لَهُمْ مَغْفِرَةٌ»}، ولا موضع لها من الإعراب لأنّ وعد لا يعلّق عن العمل كما تعلّق ظننت وأخواتها.
11 {نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ}: يتعلق بنعمة.
ويجوز أن يكون حالا منها، فيتعلق بمحذوف.
و {إِذْ}: ظرف للنعمة أيضا وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ.
{أَنْ يَبْسُطُوا} أي بأن يبسطوا، وقد ذكرنا الخلاف في موضعه.
12 {مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ}: يجوز أن يتعلّق منهم ببعثنا، وأن يكون صفة لاثني عشر، تقدّمت، فصارت حالا.
وعزّزتموهم: يقرأ بالتشديد والتخفيف.
والمعنى واحد.
{قَرْضاً}: يجوز أن يكون مصدرا محذوف الزوائد، والعامل فيه أقرضتم أي إقراضا.
ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض فيكون مفعولا به.
{لَأُكَفِّرَنَّ}: جواب الشرط.
{فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذََلِكَ مِنْكُمْ}: في موضع الحال من الضمير في لاكفّرنّ.
و {سَوََاءَ السَّبِيلِ}: قد ذكر في البقرة.
13 {فَبِمََا نَقْضِهِمْ}: الباء تتعلّق ب {«لَعَنََّاهُمْ»}، ولو تقدّم الفعل لدخلت الفاء عليه، وما زائدة، أو بمعنى شيء، وقد ذكر في النساء.
{وَجَعَلْنََا}: يتعدّى إلى مفعولين بمعنى صيّرنا.
و {قََاسِيَةً}: المفعول الثاني، وياؤه واو في الأصل لأنه من القسوة.
ويقرأ «قسيّة»، على فعيله، قلبت الواو ياء، وأدغمت فيها ياء فعيل وفعليه هنا للمبالغة بمعنى فاعله. {يُحَرِّفُونَ}: مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعنّاهم، وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب لأنّ الضمير في يحرّفون لا يرجع إلى القلوب، ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في {«قُلُوبَهُمْ»}.
{عَنْ مَوََاضِعِهِ}: قد ذكر في النساء.
{عَلى ََ خََائِنَةٍ}: أي على طائفة خائنة.
ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا، كالعاقبة والعافية.
و {مِنْهُمْ}: صفة لخائنة.
ويقرأ «خيانة»، وهي مصدر، والياء منقلبة عن واو لقولهم يخون، وفلان أخون من فلان، وهو خوّان.
{إِلََّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}: استثناء من خائنة.
ولو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما.
14 {وَمِنَ الَّذِينَ قََالُوا}: «من» تتعلق بأخذنا تقديره: وأخذنا من الذين قالوا إنّا نصارى ميثاقهم، والكلام معطوف على قوله: {«وَلَقَدْ أَخَذَ اللََّهُ مِيثََاقَ بَنِي إِسْرََائِيلَ»}. والتقدير: وأخذنا من الذين قالوا إنّا نصارى ميثاقهم.
ولا يجوز أن يكون التقدير: وأخذنا ميثاقهم من الذين قالوا إنّا نصارى لأنّ فيه إضمارا قبل الذّكر لفظا وتقديرا.
والياء في «وأغرينا» من واو، واشتقاقه من الغراء وهو الذي يلصق به، يقال: سهم مغروّ.
و {بَيْنَهُمُ}: ظرف لأغرينا، أو حال من {«الْعَدََاوَةَ»} ولا يكون ظرفا للعداوة لأنّ المصدر لا يعمل فيما قبله.
{إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ}: يتعلق بأغرينا، أو بالبغضاء، أو بالعداوة أي تباغضوا إلى يوم القيامة.
15 {يُبَيِّنُ لَكُمْ}: حال من رسولنا.
و {مِنَ الْكِتََابِ}: حال من الهاء المحذوفة في يخفون.
{قَدْ جََاءَكُمْ}: لا موضع له.
{مِنَ اللََّهِ}: يتعلّق بجاءكم، أو حال من «نور».
16 {يَهْدِي بِهِ اللََّهُ}: يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين، وأن يكون حالا من الضمير في «يبيّن».(1/124)
16 {يَهْدِي بِهِ اللََّهُ}: يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين، وأن يكون حالا من الضمير في «يبيّن».
5: 1725
ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب. والهاء في «به» تعود على «كتاب» عند من جعل يهدي حالا منه، أو صفة له، فلذلك أفرد.
و {مَنِ}: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
و {سُبُلَ السَّلََامِ}: المفعول الثاني ليهدي.
ويجوز أن يكون بدلا من رضوانه.
والرّضوان بكسر الراء وضمها لغتان. وقد قرئ بهما.
وسبل بضم الباء والتسكين لغة، وقد قرئ به.
{بِإِذْنِهِ} أي بسبب أمره المنزّل على رسوله.
17 {فَمَنْ يَمْلِكُ}: أي قل لهم، ومن استفهام تقرير.
و {مِنَ اللََّهِ}: يجوز أن يكون حالا متعلقا بيملك، وأن يكون حالا من شيء، و {جَمِيعاً}:
حال من المسيح، وأمه، ومن في الأرض.
ويجوز أن يكون حالا من «من» وحدها، ومن هاهنا عام سبقه خاصّ من جنسه، وهو المسيح وأمّه.
{يَخْلُقُ}: مستأنف.
18 {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ} أي قل لهم.
{بَلْ أَنْتُمْ}: ردّ لقولهم: {«نَحْنُ أَبْنََاءُ اللََّهِ»}، وهو محكيّ بقل. 19 {عَلى ََ فَتْرَةٍ}: في موضع الحال من الضمير في يبيّن.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في لكم.
و {مِنَ الرُّسُلِ}: نعت لفترة.
{أَنْ تَقُولُوا} أي مخافة أن تقولوا.
{وَلََا نَذِيرٍ}: معطوف على لفظ بشير، ويجوز في الكلام الرفع على موضع من بشير.
20 {نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ}، هو مثل قوله: {«نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ»}. وقد ذكر.
21 {عَلى ََ أَدْبََارِكُمْ}: حال من الفاعل في ترتدّوا.
{فَتَنْقَلِبُوا}: يجوز أن يكون مجزوما عطفا على ترتدوا، وأن يكون منصوبا على جواب النهي.
22 {فَإِنََّا دََاخِلُونَ} أي داخلوها فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه.
23 {مِنَ الَّذِينَ يَخََافُونَ}: في موضع رفع صفة لرجلين.
ويخافون صلة الذين، والواو العائد. ويقرأ بضمّ الياء على ما لم يسم فاعله. وله معنيان:
أحدهما هو من قولك: خيف الرجل أي خوّف.
والثاني أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك: فلان مخوف أي يخافه الناس.
{أَنْعَمَ اللََّهُ}: صفة أخرى لرجلين.
ويجوز أن يكون حالا، «وقد» معه مقدّرة، وصاحب الحال رجلان، أو الضمير في الذين.
24 {مََا دََامُوا}: هو بدل من أبدا لأنّ ما مصدرية تنوب عن الزمان، وهو بدل بعض.
و {هََاهُنََا}: ظرف ل {«قََاعِدُونَ»}، والاسم «هنا»، وها للتنبيه، مثل التي في قولك: هذا، وهؤلاء.
25 {وَأَخِي}: في موضعه وجهان:
أحدهما نصب عطفا على نفسي، أو على اسم إنّ.
والثاني رفع عطفا على الضمير في أملك أي ولا يملك أخي إلا نفسه.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك.(1/125)
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك.
5: 2635
{وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفََاسِقِينَ}: الأصل ألّا تكرّر «بين»، وقد تكرر توكيدا، كقولك المال بين زيد وبين عمرو، وكرّرت هنا لئلا يعطف على الضمير من غير إعادة الجار.
26 {أَرْبَعِينَ سَنَةً}: ظرف لمحرّمة، فالتحريم على هذا مقدّر و {«يَتِيهُونَ»}: حال من الضمير المجرور.
وقيل: هي ظرف ليتيهون، فالتحريم على هذا غير مؤقّت.
{فَلََا تَأْسَ}: ألف تأسى بدل من واو لأنه من الأسى الذي هو الحزن، وتثنيته أسوان، ولا حجّة في أسيت عليه، لانكسار السين ويقال: رجل أسوان بالواو، وقيل: هي من الياء، يقال: رجل أسيان أيضا.
27 {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ}: الهمزة في ابني همزة وصل، كما هي في الواحد فأما همزة أبناء في الجمع فهمزة قطع لأنها حادثة للجمع.
{إِذْ قَرَّبََا}: ظرف لنبأ، أو حال منه ولا يكون ظرفا لاتل.
و {بِالْحَقِّ}: حال من الضمير في اتل أي محقا، أو صادقا. {قُرْبََاناً}: هو في الأصل مصدر، وقد وقع هنا موضع المفعول به، والأصل إذ قربا قربانين لكنه لم يثنّ لأن المصدر لا يثنّى.
وقال أبو علي: تقديره:
إذ قرّب كلّ واحد منهما قربانا كقوله: {«فَاجْلِدُوهُمْ ثَمََانِينَ جَلْدَةً»} أي كلّ واحد منهم {«قََالَ لَأَقْتُلَنَّكَ»} أي قال المردود عليه للمقبول منه.
ومفعول {«يُتَقَبَّلْ»} محذوف أي يتقبل من المتقين قرابينهم وأعمالهم.
29 {بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ}:
في موضع الحال أي ترجع حاملا للإثمين.
30 {فَطَوَّعَتْ}:
الجمهور على تشديد الواو.
ويقرأ: «طاوعت» بالألف والتخفيف، وهما لغتان.
والمعنى: زيّنت.
وقال قوم: طاوعت تتعدّى بغير لام. وهذا خطأ لأنّ التي تتعدّى بغير اللام تتعدى إلى مفعول واحد، وقد عدّاه هاهنا إلى {قَتْلَ أَخِيهِ}.
وقيل: التقدير طاوعته نفسه على قتل أخيه، فزاد اللام وحذف على.
31 {كَيْفَ يُوََارِي}: «كيف»: في موضع الحال من الضمير في يواري، والجملة في موضع نصب بيري.
والسّوأة: يجوز تخفيف همزتها بإلقاء حركتها على الواو فتبقى سواة أخيه، ولا تقلب الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها لأنّ حركتها عارضة.
والألف في {«وَيْلَتى ََ»}: بدل من ياء المتكلم.
والمعنى: يا ويلتي احضري، فهذا وقتك.
{فَأُوََارِيَ}: معطوف على أكون.
وذكر بعضهم أنه يجوز أن ينتصب على جواب الاستفهام وليس بشيء إذ ليس المعنى أيكون منّى عجز فمواراة، ألا ترى أن قولك: أين بيتك فأزورك معناه: لو عرفت لزرت، وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت.
32 {مِنْ أَجْلِ}: من تتعلق ب {«كَتَبْنََا»}، ولا تتعلّق بالنادمين لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا.
والهاء في {«أَنَّهُ»} للشأن. و {«مِنْ»} شرطية. و {«بِغَيْرِ»}: حال من الضمير في قتل أي من قتل نفسا ظالما.
{أَوْ فَسََادٍ}: معطوف على نفس، وقرئ في الشاذّ بالنصب أي: أو عمل فسادا، أو أفسد فسادا أي إفسادا، فوضعه موضع المصدر مثل العطاء.
و {بَعْدَ ذََلِكَ}: ظرف ل «مسرفون»، ولا تمنع لام التوكيد ذلك.
33 {يُحََارِبُونَ اللََّهَ}: أي أولياء الله، فحذف المضاف.
و {أَنْ يُقَتَّلُوا}: خبر {«جَزََاءُ»}، وكذلك المعطوف عليه.
وقد قرئ فيهن بالتخفيف.
و {مِنْ خِلََافٍ}: حال من الأيدي والأرجل أي مختلفة.
{أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}: أي من الأرض التي يريدون الإقامة بها، فحذف الصفة.
و {ذََلِكَ}: مبتدأ.
و {لَهُمْ خِزْيٌ}: مبتدأ وخبر في موضع خبر ذلك.
و {فِي الدُّنْيََا}: صفة خزي.
ويجوز أن يكون ظرفا له. ويجوز أن يكون خزي خبر ذلك، ولهم صفة مقدّمة، فتكون حالا.
ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للاستقرار.
34 {إِلَّا الَّذِينَ}: استثناء من {«الَّذِينَ يُحََارِبُونَ»} في موضع نصب.
وقيل: يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء، والعائد عليه من الخبر محذوف أي «فإنّ الله غفور لهم»، أو «رحيم» بهم.
35 {إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}: يجوز أن يتعلّق إلى بابتغوا، وأن يتعلّق بالوسيلة لأن الوسيلة بمعنى المتوسّل به، فيعمل فيما قبله.(1/126)
35 {إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}: يجوز أن يتعلّق إلى بابتغوا، وأن يتعلّق بالوسيلة لأن الوسيلة بمعنى المتوسّل به، فيعمل فيما قبله.
5: 3641
ويجوز أن يكون حالا أي الوسيلة كائنة إليه.
36 {مِنْ عَذََابِ يَوْمِ الْقِيََامَةِ}: العذاب اسم للتعذيب وله حكمه في العمل، وأخرجت إضافته إلى يوم «يوما» عن الظرفية.
38 {وَالسََّارِقُ وَالسََّارِقَةُ}: مبتدأ. وفي الخبر وجهان:
أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبويه:
وفيما يتلى عليكم ولا يجوز أن يكون عنده {«فَاقْطَعُوا»} هو الخبر من أجل الفاء وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذي وصلته بالفعل أو الظرف لأنه يشبه الشرط، والسارق ليس كذلك.
والثاني أنّ الخبر فاقطعوا أيديهما لأنّ الألف واللام في السارق بمنزلة الذي إذ لا يراد به سارق بعينه.
و {أَيْدِيَهُمََا}: بمعنى يديهما لأن المقطوع من السارق والسارقة يميناهما، فوضع الجمع موضع الاثنين لأنه ليس في الإنسان سوى يمين واحد، وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين.
ويجوز أن يخرج على الأصل، وقد جاء في بيت واحد، قال الشاعر:
ومهمهين فدفدين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور التّرسين {جَزََاءً}: مفعول من أجله، أو مصدر لفعل محذوف أي جازاهما جزاء وكذلك {«نَكََالًا»}.
41 {لََا يَحْزُنْكَ}: نهي. والجيّد فتح الياء وضم الزاي.
ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي، من أحزنني، وهي لغة.
{مِنَ الَّذِينَ قََالُوا}: في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون أو من الذين يسارعون.
{بِأَفْوََاهِهِمْ}: يتعلق بقالوا أي قالوا بأفواههم آمنّا.
{وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}: الجملة حال.
{وَمِنَ الَّذِينَ هََادُوا}: معطوف على قوله:
{«مِنَ الَّذِينَ قََالُوا آمَنََّا»}.
و {سَمََّاعُونَ}: خبر مبتدأ محذوف أي هم سمّاعون.
وقيل: سمّاعون مبتدأ، ومن الذين هادوا خبره.
{لِلْكَذِبِ}: فيه وجهان:
أحدهما اللام زائدة، تقديره: سمّاعون الكذب. والثاني ليست زائدة، والمفعول محذوف والتقدير: سمّاعون أخباركم للكذب أي ليكذبوا عليكم فيها.
و {سَمََّاعُونَ}: الثانية تكرير للأولى.
و {لِقَوْمٍ}: متعلّق به أي لأجل قوم.
ويجوز أن تتعلّق اللام في «لقوم» بالكذب لأنّ سماعون الثانية مكررة. والتقدير: ليكذبوا لقوم آخرين.
و {لَمْ يَأْتُوكَ}: في موضع جرّ صفة أخرى لقوم.
{يُحَرِّفُونَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مستأنف لا موضع له، أو في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هم يحرّفون.
والثاني ليس بمستأنف بل هو صفة لسمّاعون أي سماعون محرفون.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في سمّاعون.
ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم أي محرّفين.
و {مِنْ بَعْدِ مَوََاضِعِهِ}: مذكور في النساء.
{يَقُولُونَ}: مثل يحرفون.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرّفون.
{مِنَ اللََّهِ شَيْئاً}: في موضع الحال. التقدير:
شيئا كائنا من أمر الله.(1/127)
شيئا كائنا من أمر الله.
5: 4248
42 {سَمََّاعُونَ لِلْكَذِبِ}: أي هم سمّاعون، ومثله {«أَكََّالُونَ لِلسُّحْتِ»}. والسّحت والسّحت لغتان، وقد قرئ بهما.
{فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً}: في موضع المصدر أي ضررا.
43 {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ}: كيف في موضع نصب على الحال من الضمير الفاعل في «يحكّمونك».
{وَعِنْدَهُمُ التَّوْرََاةُ}: جملة في موضع الحال والتوراة مبتدأ، وعندهم الخبر.
ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف.
{فِيهََا حُكْمُ اللََّهِ}: في موضع الحال، والعامل فيها ما في «عند»: من معنى الفعل، وحكم الله مبتدأ، أو معمول الظرف.
44 {فِيهََا هُدىً وَنُورٌ}: في موضع الحال من التوراة.
{يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ}: جملة في موضع الحال من الضمير المجرور في «فيها».
{لِلَّذِينَ هََادُوا}: اللّام تتعلّق بيحكم.
{وَالرَّبََّانِيُّونَ وَالْأَحْبََارُ}: عطف على «النّبيون». {بِمَا اسْتُحْفِظُوا}:
يجوز أن يكون بدلا من قوله:
«بها» في قوله: {«يَحْكُمُ بِهَا»} وقد أعاد الجارّ لطول الكلام، وهو جائز أيضا وإن لم يطل.
وقيل: الرّبانيّون مرفوع بفعل محذوف والتقدير:
ويحكم الربانيّون والأحبار بما استحفظوا.
وقيل: هو مفعول به، أي يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك. و «ما» بمعنى الذي أي بما استحفظوه.
{مِنْ كِتََابِ اللََّهِ}: حال من المحذوف، أو من «ما».
و {عَلَيْهِ}: يتعلّق ب {«شُهَدََاءَ»}.
45 {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}: بالنفس في موضع رفع خبر أنّ، وفيه ضمير.
وأمّا: {«الْعَيْنَ»}: إلى قوله تعالى: {«وَالسِّنَّ»} فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن، وبالرفع فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره، وقد عطف جملا على جملة.
والثاني أنّ المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله: {«بِالنَّفْسِ»}، والمجرورات على هذا أحوال مبيّنة للمعنى، لأنّ المرفوع على هذا فاعل للجار، وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى: {«مََا أَشْرَكْنََا وَلََا آبََاؤُنََا»}.
والثالث أنها معطوفة على المعنى لأن معنى كتبنا عليهم: قلنا لهم النفس بالنفس.
ولا يجوز أن يكون معطوفا على أنّ وما عملت فيه لأنها وما عملت فيه في موضع نصب.
وأما قوله: {«وَالْجُرُوحَ»} فيقرأ بالنصب حملا على النفس، وبالرفع، وفيه الأوجه الثلاثة.
ويجوز أن يكون مستأنفا أي والجروح قصاص في شريعة محمد.
والهاء في {«بِهِ»} للقصاص.
و {فَهُوَ}: كناية عن التصدّق، والهاء في «له» للمتصدّق. 46 {مُصَدِّقاً} الأولى: حال من عيسى.
و {مِنَ التَّوْرََاةِ}: حال من «ما»، أو من الضمير في الظرف.
و {فِيهِ هُدىً}: جملة في موضع الحال من الإنجيل.
{وَمُصَدِّقاً} الثاني: حال أخرى من الإنجيل.
وقيل: من عيسى أيضا.
{وَهُدىً وَمَوْعِظَةً}: حال من الإنجيل أيضا.
ويجوز أن يكون من عيسى أي هاديا وواعظا، أو ذا هدى وذا موعظة.
ويجوز أن يكون مفعولا من أجله أي قفّينا للهدى، أو وآتيناه الإنجيل للهدى.
وقد قرئ في الشاذ بالرفع أي وفي الإنجيل هدى وموعظة وكرّر الهدى توكيدا.
47 {وَلْيَحْكُمْ}: يقرأ بسكون اللام والميم على الأمر.
ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كي أي وقفّينا ليؤمنوا وليحكم.
48 {بِالْحَقِّ}: حال من الكتاب.
{مُصَدِّقاً}: حال من الضمير في قوله:
بالحق، ولا يكون حالا من الكتاب إذ لا يكون حالان لعامل واحد.
{وَمُهَيْمِناً}: حال أيضا. و {«مِنَ الْكِتََابِ»} حال من «ما»، أو من الضمير في الظرف.
والكتاب الثاني جنس.
وأصل مهيمن مؤيمن لأنه مشتق من الأمانة لأن المهيمن الشاهد، وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلا.
{عَمََّا جََاءَكَ}: في موضع الحال أي عادلا عما جاءك.
و {مِنَ الْحَقِّ}: حال من الضمير في «جاءك»، أو من «ما».
{لِكُلٍّ جَعَلْنََا مِنْكُمْ}: لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل لأن ذلك يوجب الفصل بين الصفة والموصوف بالأجنبي الذي لا تشديد فيه للكلام، ويوجب أيضا أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها، وهو {«شِرْعَةً»} وإنما يتعلّق بمحذوف، تقديره أعني.
و «جعلنا» هاهنا إن شئت جعلتها المتعدّية إلى مفعول واحد وإن شئت جعلتها بمعنى صيّرنا.
{وَلََكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ}: اللام تتعلّق بمحذوف، تقديره: ولكن فرّقكم ليبلوكم.(1/128)
{وَلََكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ}: اللام تتعلّق بمحذوف، تقديره: ولكن فرّقكم ليبلوكم.
5: 4952
{مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}: حال من الضمير المجرور. وفي العامل وجهان:
أحدهما المصدر المضاف، لأنه في تقدير: إليه ترجعون جميعا. والضمير المجرور فاعل في المعنى، أو قائم مقام الفاعل.
والثاني أن يعمل فيه الاستقرار الذي ارتفع به مرجعكم، أو الضمير الذي في الجار.
49 {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ}: في «أن» وجهان:
أحدهما هي مصدرية، والأمر صلة لها. وفي موضعها ثلاثة أوجه:
أحدها: نصب عطفا على «الكتاب» في قوله:
{«وَأَنْزَلْنََا إِلَيْكَ الْكِتََابَ»} أي وأنزلنا إليك الحكم.
والثاني: جرّ عطفا على «الحق» أي أنزلنا إليك الكتاب بالحق وبالحكم. ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما حذف الجار.
والثالث: أن يكون في موضع رفع تقديره:
وأن احكم بينهم بما نزّل الله أمرنا، أو قولنا.
وقيل: أن بمعنى أي، وهو بعيد لأنّ الواو تمنع من ذلك. والمعنى يفسد بذلك لأنّ أن التفسيرية ينبغي أن يسبقها قول يفسّر بها ويمكن تصحيح هذا القول على أن يكون التقدير: وأمرناك ثم فسّر هذا الأمر باحكم.
{أَنْ يَفْتِنُوكَ}: فيه وجهان: أحدهما هو بدل من الضمير المفعول بدل الاشتمال أي: احذرهم فتنتهم.
والثاني أن يكون مفعولا من أجله أي:
مخافة أن يفتنوك.
50 {أَفَحُكْمَ الْجََاهِلِيَّةِ}: يقرأ بضمّ الحاء وسكون الكاف وفتح الميم والناصب له يبغون، ويقرأ بفتح الجميع، وهو أيضا منصوب يبغون، أي احكم حكم الجاهلية.
ويقرأ: تبغون بالتاء على الخطاب لأنّ قبله خطابا.
ويقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وضمّ الميم على أنه مبتدأ، والخبر يبغون، والعائد محذوف أي يبغونه وهو ضعيف. وإنما جاء في الشعر إلا أنه ليس بضرورة في الشعر، والمستشهد به على ذلك قول أبي النّجم حيث يقول:
قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي ... عليّ ذنبا كلّه لم أصنع
فرفع كلّه، ولو نصب لم يفسد الوزن.
{وَمَنْ أَحْسَنُ}: مبتدأ، وخبر، وهو استفهام في معنى النفي.
و {حُكْماً}: تمييز.
و {لِقَوْمٍ}: هو في المعنى: عند قوم يوقنون. وليس المعنى أنّ الحكم لهم وإنما المعنى أن الموقن يتدبّر حكم الله فيحسن عنده ومثله: {«إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} و {«لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ»}، ونحو ذلك.
وقيل: هي على أصلها. والمعنى إنّ حكم الله للمؤمنين على الكافرين، وكذلك الآية لهم أي الحجّة لهم.
51 {بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ}: مبتدأ وخبر لا موضع له.
52 {فَتَرَى الَّذِينَ}: يجوز أن يكون من رؤية العين، فيكون {«يُسََارِعُونَ»}: في موضع الحال.
ويجوز أن يكون بمعنى تعرف، فيكون يسارعون حالا أيضا.
ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين، فيكون «يسارعون» المفعول الثاني.
وقرئ في الشاذ بالياء والفاعل الله تعالى.
و {يَقُولُونَ}: حال من ضمير الفاعل في يسارعون.
قال: و {دََائِرَةٌ}: صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف.
{أَنْ يَأْتِيَ}: في موضع نصب خبر عسى.
وقيل: هو في موضع رفع بدلا من اسم الله.(1/129)
وقيل: هو في موضع رفع بدلا من اسم الله.
5: 5360
{فَيُصْبِحُوا}: معطوف على «يأتي».
53 {وَيَقُولُ}: يقرأ بالرفع من غير واو العطف، وهو مستأنف.
ويقرأ بالواو كذلك. ويقرأ بالواو والنصب، وفي النصب أربعة أوجه:
أحدها أنه معطوف على «يأتي» حملا على المعنى لأنّ معنى عسى الله أن يأتي، وعسى أن يأتي الله واحد. ولا يجوز أن يكون معطوفا على لفظ أن يأتي، لأنّ أن يأتي خبر عسى، والمعطوف عليه في حكمه فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى اسم عسى، ولا ضمير في قوله: {«وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا»}، فيصير كقولك: عسى الله أن يقول الذين آمنوا.
والثاني أنه معطوف على لفظ «يأتي» على الوجه الذي جعل فيه بدلا فيكون داخلا في اسم عسى، واستغني عن خبرها بما تضّمنه اسمها من الحدث.
والوجه الثالث أن يعطف على لفظ يأتي وهو خبر، ويقدّر مع المعطوف ضمير محذوف، تقديره:
ويقول الذين آمنوا به.
والرابع أن يكون معطوفا على «الفتح»، تقديره فعسى الله أن يأتي بالفتح وبأن يقول الذين آمنوا.
{جَهْدَ أَيْمََانِهِمْ}: فيه وجهان:
أحدهما أنه حال، وهو هنا معرفة، والتقدير: وأقسموا بالله يجهدون جهد أيمانهم، فالحال في الحقيقة مجتهدين ثم أقيم الفعل المضارع مقامه ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه.
والثاني أنه مصدر يعمل فيه أقسموا، وهو من معناه لا من لفظه.
54 {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ}:
يقرأ بفتح الدال وتشديدها على الإدغام، وحرك الدال بالفتح لالتقاء الساكنين. ويقرأ «يرتدد» بفكّ الإدغام والجزم على الأصل.
و «منكم»: في موضع الحال من ضمير الفاعل.
{يُحِبُّهُمْ}: في موضع جرّ صفة لقوم.
{وَيُحِبُّونَهُ}: معطوف عليه. ويجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب، تقديره: وهم يحبّونه.
{أَذِلَّةٍ}، و {أَعِزَّةٍ}: صفتان أيضا.
{يُجََاهِدُونَ}: يجوز أن يكون صفة لقوم أيضا، وجاء بغير واو كما جاء أذلة وأعزة.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أعزة: أي يعزّون مجاهدين. ويجوز أن يكون مستأنفا.
55 {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلََاةَ}: صفة للذين آمنوا.
{وَهُمْ رََاكِعُونَ}: حال من الضمير في {«يُؤْتُونَ»}.
56 {فَإِنَّ حِزْبَ اللََّهِ هُمُ الْغََالِبُونَ}: قيل هو خبر المبتدأ الذي هو «من»، ولم يعد منه ضمير إليه لأنّ الحزب هو «من» في المعنى، فكأنه قال:
فإنهم هم الغالبون.
57 {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتََابَ}: في موضع الحال من {«الَّذِينَ»} الأولى، أو من الفاعل في {«اتَّخَذُوا»}.
{وَالْكُفََّارَ} يقرأ بالجر عطفا على الذين المجرورة، وبالنصب عطفا على الذين المنصوبة والمعنيان صحيحان.
58 {ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ}: ذلك مبتدأ، وما بعده الخبر أي ذلك بسبب جهلهم أي واقع بسبب جهلهم. 59 {هَلْ تَنْقِمُونَ}: يقرأ بإظهار اللام على الأصل، وبإدغامها في التاء لقربها منها في المخرج. ويقرأ «تنقمون» بكسر القاف وفتحها، وهو مبني على الماضي.
وفيه لغتان: نقم ينقم ونقم ينقم.
و {مِنََّا}: مفعول تنقمون الثاني، وما بعد إلا هو المفعول الأول. ولا يجوز أن يكون «منا» حالا من أن والفعل لأمرين:
أحدهما تقدّم الحال على إلّا.
والثاني تقدّم الصلة على الموصول. والتقدير:
هل تكرهون منا إلا إيماننا.
وأما قوله: {«وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فََاسِقُونَ»}: ففي موضعه وجهان:
أحدهما أنه معطوف على {«أَنْ آمَنََّا»}، والمعنى على هذا: إنكم كرهتم إيماننا وامتناعكم أي كرهتم مخالفتنا إياكم وهذا كقولك للرجل: ما كرهت مني إلا أنني محبّب إلى الناس وأنت مبغض وإن كان قد لا يعترف بأنه مبغّض.
والوجه الثاني أنه معطوف على {«مََا»}، والتقدير: إلّا أن آمنّا بالله، وبأنّ أكثركم فاسقون.
60 {مَثُوبَةً}: منصوب على التمييز، والمميز {بِشَرٍّ}.
ويقرأ: «مثوبة» بسكون الثاء وفتح الواو، وقد ذكر في البقرة.
و {عِنْدَ اللََّهِ}: صفة لمثوبة.
{مَنْ لَعَنَهُ}: في موضع «من» ثلاثة أوجه:
أحدهما هو في موضع جرّ بدلا من شرّ.
والثاني هو في موضع نصب بفعل دلّ عليه أنبئكم أي أعرفكم من لعنه الله.
والثالث هو في موضع رفع أي هو من لعنه الله.
{وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ}: يقرأ بفتح العين والباء، ونصب الطاغوت، على أنه فعل معطوف على لعن.
ويقرأ بفتح العين وضمّ الباء وجرّ الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وندس وهو في معنى الجمع وما بعده مجرور بإضافته إليه، وهو منصوب ب {«جَعَلَ»}.
ويقرأ بضمّ العين والباء ونصب الدال وجرّ ما بعده، وهو جمع عبد، مثل سقف وسقف أو عبيد مثل قتيل وقتل، أو عابد مثل نازل ونزل، أو عباد مثل كتاب وكتب، فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر.
ويقرأ «عبّد الطاغوت» بضم العين وفتح الباء وتشديدها، مثل ضارب وضرّب.
ويقرأ «عبّاد الطاغوت» مثل صائم وصوّام.(1/130)
ويقرأ «عبّاد الطاغوت» مثل صائم وصوّام.
5: 6171
ويقرأ «عباد الطاغوت» وهو ظاهر، مثل صائم وصيام.
ويقرأ «وعباد الطاغوت»، و «عبد الطاغوت»، على أنه صفة مثل حطم.
ويقرأ «وعبد الطاغوت»، على أنه فعل مالم يسمّ فاعله. والطاغوت مرفوع.
ويقرأ «وعبد»، مثل ظرف أي صار ذلك للطاغوت كالغريزي.
ويقرأ «وعبدوا» على أنه فعل والواو فاعل، والطاغوت نصب.
ويقرأ «وعبدة الطاغوت»، وهو جمع عابد، مثل قاتل وقتله 61 {وَقَدْ دَخَلُوا}: في موضع الحال من الفاعل في {«قََالُوا»}، أو من الفاعل في آمنّا.
و {بِالْكُفْرِ}: في موضع الحال من الفاعل في دخلوا أي دخلوا كفّارا.
{وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا}: حال أخرى.
ويجوز أن يكون التقدير: وقد كانوا خرجوا به.
62 {وَأَكْلِهِمُ}: المصدر مضاف إلى الفاعل.
و {السُّحْتَ}: مفعوله، ومثله: {«عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ»}.
64 {يُنْفِقُ}: مستأنف، ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين: أحدهما أنّ الهاء مضاف إليها.
والثاني أنّ الخبر يفصل بينهما ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما.
{لِلْحَرْبِ}: يجوز أن يكون صفة لنار، فيتعلّق بمحذوف، وأن يكون متعلقا بأوقدوا.
و {فَسََاداً}: مفعول من أجله.
66 {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ}: مفعول أكلوا محذوف، و «من فوقهم» نعت له، تقديره: رزقا كائنا من فوقهم، أو مأخوذا من فوقهم.
{سََاءَ مََا يَعْمَلُونَ}: ساء هنا بمعنى بئس، وقد ذكر فيما تقدم.
67 {فَمََا بَلَّغْتَ رِسََالَتَهُ}: يقرأ على الإفراد، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع لأنّ جنس الرسالة مختلف.
69 {وَالصََّابِئُونَ}: يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل، وبحذفها وضمّ الباء والأصل على هذا صبا بالألف المبدلة من الهمزة. ويقرأ بياء مضمومة، ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، ولم يحذفها لتدلّ على أن أصلها حرف يثبت.
ويقرأ بالهمزة عطفا على الذين، وهو شاذّ في الرواية صحيح في القياس، وهو مثل الذي في البقرة، والمشهور في القراءة الرفع.
وفيها أقوال:
أحدها قول سيبويه:
وهو أنّ النية به التأخير بعد خبر إن وتقديره: ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك فهو مبتدأ والخبر محذوف، ومثله:
فإنّي وقيّار بها لغريب أي: فإني لغريب وقيّار بها كذلك.
والثاني أنه معطوف على موضع «إن» كقولك: إن زيدا وعمرو قائمان وهذا خطأ لأنّ خبر «إن» لم يتم، وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو خبر، وإن جعلته خبر عمرو لم يبق لإنّ خبر ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد.
فأما قوله تعالى: {«إِنَّ اللََّهَ وَمَلََائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ»} على قراءة من رفع «ملائكته» فخبر إن محذوف، تقديره: إن الله يصلي، وأغنى عنه خبر الثاني وكذلك لو قلت: إنّ عمرا وزيد قائم، فرفعت زيدا جاز على أن يكون مبتدأ، وقائم خبره، أو خبر إن.
والقول الثالث أنّ {«الصََّابِئُونَ»} معطوف على الفاعل في هادوا. وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما أنه يوجب كون الصابئين هودا، وليس كذلك.
والثاني أنّ الضمير لم يؤكد.
والقول الرابع أن يكون خبر الصابئين محذوفا من غير أن ينوى به التأخير وهو ضعيف أيضا لما فيه من لزوم الحذف والفصل.
والقول الخامس أنّ إنّ بمعنى نعم، فما بعدها في موضع رفع، فالصابئون كذلك.
والسادس أنّ {«الصََّابِئُونَ»} في موضع نصب، ولكنه جاء على لغة بلحرث الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال، والجمع بالواو على كل حال وهو بعيد. والقول السابع أن يجعل النون حرف الإعراب.
فإن قيل: فأبو عليّ إنما أجاز ذلك مع الياء لا مع الواو.
قيل: قد أجازه غيره والقياس لا يدفعه.
فأما {«النَّصََارى ََ»} فالجّيد أن يكون في موضع نصب على القياس المطّرد، ولا ضرورة تدعو إلى غيره.
70 {فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً}: فريقا الأول مفعول كذّبوا. والثاني مفعول {«يَقْتُلُونَ»}.
وكذّبوا جواب كلما، ويقتلون بمعنى قتلوا وإنما جاء كذلك لتتوافق رؤوس الآي.
71 {أَلََّا تَكُونَ}: يقرأ بالنصب على أنّ «أن» الناصبة للفعل، وحسبوا بمعنى الشك.
ويقرأ بالرفع على أنّ «أن» المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف، وجاز ذلك لما فصلت «لا» بينها وبين الفعل. وحسبوا على هذا بمعنى علموا، وقد جاء الوجهان فيها. ولا يجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة مع أفعال الشكّ والطمع. ولا الناصبة للفعل مع علمت، وما كان في معناها. وكان هنا هي التامة.
{فَعَمُوا وَصَمُّوا}: هذا هو المشهور.
ويقرأ بضمّ العين والصاد، وهو من باب زكم وأزكمه الله، ولا يقال عميته وصممته وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسمّ فاعله، وهو قليل. واللغة الفاشية: أعمى، وأصم.(1/131)
ويقرأ بضمّ العين والصاد، وهو من باب زكم وأزكمه الله، ولا يقال عميته وصممته وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسمّ فاعله، وهو قليل. واللغة الفاشية: أعمى، وأصم.
5: 7283
{كَثِيرٌ مِنْهُمْ}: هو خبر مبتدأ محذوف أي العمى والصم كثير.
وقيل: هو بدل من ضمير الفاعل في صمّوا.
وقيل: هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه أي كثير منهم عموا. وهو ضعيف لأنّ الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوى به غيره.
وقيل: الواو علامة جمع الاسم، و «كثير»:
فاعل صمّوا.
73 {ثََالِثُ ثَلََاثَةٍ} أي أحد ثلاثة. ولا يجوز في مثل هذا إلا الإضافة.
{وَمََا مِنْ إِلََهٍ}: من زائدة، وإله في موضع مبتدأ، والخبر محذوف اي وما للخلق إله.
{إِلََّا إِلََهٌ}: بدل من إله.
ولو قرئ بالجر بدلا من لفظ إله كان جائزا في العربية.
{لَيَمَسَّنَّ}: جواب قسم محذوف، وسدّ مسدّ جواب الشرط الذي هو {«وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا»}.
و {مِنْهُمْ}: في موضع الحال، إمّا من {«الَّذِينَ»}، أو من ضمير الفاعل في كفروا.
75 {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}: في موضع رفع صفة لرسول. {كََانََا يَأْكُلََانِ الطَّعََامَ}: لا موضع له من الإعراب.
{أَنََّى}: بمعنى كيف في موضع الحال، والعامل فيها {«يُؤْفَكُونَ»} ولا يعمل فيها {«انْظُرْ»} لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
76 {مََا لََا يَمْلِكُ}: يجوز أن تكون «ما» نكرة موصوفة، وأن تكون بمعنى الذي.
77 {تَغْلُوا}: فعل لازم.
و {غَيْرَ الْحَقِّ}: صفة لمصدر محذوف أي غلوّا غير الحق.
ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي لا تغلوا مجاوزين الحق.
78 {مِنْ بَنِي إِسْرََائِيلَ}: في موضع الحال من {«الَّذِينَ كَفَرُوا»} أو من ضمير الفاعل في كفروا.
{عَلى ََ لِسََانِ دََاوُدَ}: متعلّق ب {«لُعِنَ»}، كقولك: جاء زيد على الفرس.
{ذََلِكَ بِمََا عَصَوْا}: قد تقدم ذكره في غير موضع.
وكذلك: و {«لَبِئْسَ مََا كََانُوا»}، و {«لَبِئْسَ مََا قَدَّمَتْ لَهُمْ»}. {أَنْ سَخِطَ اللََّهُ عَلَيْهِمْ}: أن والفعل في تقدير مصدر مرفوع خبر ابتداء محذوف أي هو سخط الله.
وقيل: في موضع نصب بدلا من «ما» أي بئس شيئا سخط الله عليهم.
وقيل: هو في موضع جرّ بلام محذوفة أي لأن سخط.
82 {عَدََاوَةً}: تمييز، والعامل فيه أشد.
و {لِلَّذِينَ آمَنُوا}: متعلق بالمصدر، أو نعت له.
{الْيَهُودَ}: المفعول الثاني لتجد.
{ذََلِكَ}: مبتدأ، و {بِأَنَّ مِنْهُمْ}: الخبر أي ذلك كائن بهذه الصفة.
83 {وَإِذََا سَمِعُوا}: الواو هاهنا عطفت إذا على خبر أن، وهو قوله: {«لََا يَسْتَكْبِرُونَ»} فصار الكلام داخلا في صلة «أن». وإذا في موضع نصب ب {«تَرى ََ»}، وإذا وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية.
ويجوز أن يكون مستأنفا في اللفظ، وإن كان له تعلّق بما قبله في المعنى.
و {تَفِيضُ}: في موضع نصب على الحال لأنّ ترى من رؤية العين.(1/132)
و {تَفِيضُ}: في موضع نصب على الحال لأنّ ترى من رؤية العين.
5: 8491
و {مِنَ الدَّمْعِ}: فيه وجهان:
أحدهما أن «من» لابتداء الغاية أي فيضها من كثرة الدّمع.
والثاني أن يكون حالا، والتقدير: تفيض مملوءة من الدّمع.
وأما {«مِمََّا عَرَفُوا»} فمن لابتداء الغاية، ومعناها: من أجل الذي عرفوه، و {«مِنَ الْحَقِّ»}: حال من العائد المحذوف.
{يَقُولُونَ}: حال من ضمير الفاعل في عرفوا.
84 {وَمََا لَنََا}: «ما» في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر.
و {لََا نُؤْمِنُ}: حال من الضمير في الخبر، والعامل فيه الجار أي ما لنا غير مؤمنين، كما تقول: ما لك قائما.
{وَمََا جََاءَنََا}: يجوز أن يكون في موضع جر أي وبما جاءنا.
{مِنَ الْحَقِّ}: حال من ضمير الفاعل.
ويجوز أن تكون لابتداء الغاية أي ولما جاءنا من عند الله.
ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر والجملة في موضع الحال.
{وَنَطْمَعُ}: يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن أي وما لنا لا نطمع؟
ويجوز أن يكون التقدير: ونحن نطمع فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن.
و {أَنْ يُدْخِلَنََا} أي في أن يدخلنا فهو في موضع نصب، أو جرّ على الخلاف بين الخليل وسيبويه.
88 {حَلََالًا}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مفعول كلوا فعلى هذا يكون {«مِمََّا»} في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدّمت عليها.
ويجوز أن تكون «من» لابتداء غاية الأكل، فتكون متعلقة بكلوا، كقولك: أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة.
والوجه الثاني أن يكون حالا من «ما» لأنها بمعنى الذي.
ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف، فيكون العامل «رزق».
والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا. ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى «ما» ضمير. 89 {بِاللَّغْوِ فِي أَيْمََانِكُمْ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللّغو لأنك تقول: لغا في يمينه، وهذا مصدر بالألف واللام يعمل، ولكن معدّى بحرف الجر.
والثاني أن تكون حالا من اللغو أي باللغو كائنا، أو واقعا في أيمانكم.
والثالث أن يتعلق في ب {«يُؤََاخِذُكُمُ»}.
{عَقَّدْتُمُ}: يقرأ بتخفيف القاف، وهو الأصل، وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها.
ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين، كقوله: {«هُوَ اللََّهُ الَّذِي لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ»}، ونحوه.
وقيل: التشديد يدلّ على تأكيد العزم بالالتزام بها.
وقيل: إنما شدّد لكثرة الحالفين وكثرة الأيمان.
وقيل: التشديد عوض من الألف في عاقد.
ولا يجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأنّ الكفارة تجب وإن لم يكرر.
ويقرأ: «عاقدتم»، بالألف وهي بمعنى عقدتم كقولك: قاطعته وقطعته من الهجران.
{فَكَفََّارَتُهُ}: الهاء ضمير العقد، وقد تقدّم الفعل الدالّ عليه.
وقيل: تعود على اليمين بالمعنى لأن الحلف واليمين بمعنى واحد.
و {إِطْعََامُ}: مصدر مضاف إلى المفعول به، والجيّد أن يقدّر بفعل قد سمّي فاعله لأنّ ما قبله وما بعده خطاب ف {«عَشَرَةِ»} على هذا في موضع نصب.
{مِنْ أَوْسَطِ} صفة لمفعول محذوف، تقديره: أن تطعموا عشرة مساكين طعاما أو قوتا من أوسط أي متوسطا.
{مََا تُطْعِمُونَ}: أي الذي تطعمون منه، أو تطعمونه. {أَوْ كِسْوَتُهُمْ}: معطوف على إطعام.
ويقرأ شاذّا: «أو كإسوتهم» فالكاف في موضع رفع أي أو مثل إسوة أهليكم في الكسوة.
{أَوْ تَحْرِيرُ}: معطوف على إطعام، وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضا.
{إِذََا حَلَفْتُمْ}: العامل في «إذا» كفارة أيمانكم لأنّ المعنى: ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم.
{كَذََلِكَ}: الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبيينا مثل ذلك.
90 {رِجْسٌ}: إنما أفرد، لأنّ التقدير إنما عمل هذه الأشياء رجس.
ويجوز أن يكون خبرا عن الخمر، وأخبار المعطوفات محذوفة لدلالة خبر الأول عليها.
و {مِنْ عَمَلِ}: صفة لرجس، أو خبر ثان.
والهاء في {«فَاجْتَنِبُوهُ»} ترجع إلى العمل، أو إلى الرجس والتقدير: رجس من جنس عمل الشيطان.
91 {فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}: «في» متعلقة بيوقع، وهي بمعنى السبب أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر.(1/133)
91 {فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}: «في» متعلقة بيوقع، وهي بمعنى السبب أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر.
5: 9296
ويجوز أن تتعلّق «في» بالعداوة، أو بالبغضاء، أي أن تتعادوا وأن تتباغضوا بسبب الشرب، وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل.
والهمزة في {«الْبَغْضََاءَ»} للتأنيث، وليس مؤنّث أفعل إذ ليس مذكر البغضاء أبغض، وهو مثل البأساء والضرّاء.
{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}: لفظه استفهام، ومعناه الأمر أي انتهوا لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الأمر.
93 {إِذََا مَا اتَّقَوْا}: العامل في إذا معنى:
ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح أي لا يأثمون إذا ما اتّقوا.
94 {مِنَ الصَّيْدِ}: في موضع جرّ صفة لشيء، ومن لبيان الجنس. وقيل للتبعيض إذ لا يحرم إلا الصيد في حال الإحرام، وفي الحرم، وفي البر. والصيد في الأصل مصدر وهو هاهنا بمعنى الصيد، وسمّي مصيدا وصيدا لماله إلى ذلك، وتوفّر الدواعي إلى صيده فكأنه لما أعدّ للصيد صار كأنه مصيد.
{تَنََالُهُ}: صفة لشيء.
ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف، وأن يكون حالا من الصيد. {لِيَعْلَمَ}: اللام متعلّقة ب {لَيَبْلُوَنَّكُمُ}.
{بِالْغَيْبِ}: يجوز أن يكون في موضع الحال من «من»، أو من ضمير الفاعل في يخافه أي يخافه غائبا عن الخلق.
ويجوز أن يكون بمعنى في أي في الموضع الغائب عن الخلق.
والغيب: مصدر في موضع فاعل.
95 {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}:
في موضع الحال من ضمير الفاعل في {«تَقْتُلُوا»}.
و {مُتَعَمِّداً}: حال من ضمير الفاعل في قتله.
{فَجَزََاءٌ}: مبتدأ، والخبر محذوف. وقيل التقدير: فالواجب جزاء.
ويقرأ بالتنوين، فعلى هذا يكون {«مِثْلُ»} صفة له أو بدلا. ومثل هنا بمعنى مماثل، ولا يجوز على هذه القراءة أن يعلق {«مِنَ النَّعَمِ»} بجزاء لأنه مصدر، وما يتعلق به من صلته، والفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز لأنّ الموصول لم يتم، فلا يوصف ولا يبدل منه.
ويقرأ شاذا «جزاء» بالتنوين، ومثل بالنصب وانتصابه بجزاء. ويجوز أن ينتصب بفعل دلّ عليه جزاء أي يخرج أو يؤدّي مثل، وهذا أولى، فإنّ الجزاء يتعدى بحرف الجر.
ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل، وإعراب الجزاء على ما تقدم، و «مثل» في هذه القراءة في حكم الزائدة، وهو كقولهم: مثلى لا يقول ذلك أي أنا لا أقول وإنما دعا إلى هذا التقدير أنّ الذي يجب به الجزاء المقتول لا مثله.
وأمّا «من النّعم» ففيه أوجه:
أحدها أنّ تجعله حالا من الضمير في قتل لأنّ المقتول يكون من النعم.
والثاني أن يكون صفة لجزاء إذا نوّنته أي جزاء كائن من النعم.
والثالث أن تعلّقها بنفس الجزاء إذا أضفته، لأنّ المضاف إليه داخل في المضاف، فلا يعدّ فصلا بين الصلة والموصول. وكذلك إن نوّنت الجزاء ونصبت «مثلا» لأنه عامل فيهما، فهما من صلته كما تقول: يعجبني ضربك زيدا بالسّوط.
{يَحْكُمُ بِهِ}: في موضع رفع صفة لجزاء إذا نوّنته. وأما على الإضافة فهو في موضع الحال، والعامل فيه معنى الاستقرار المقدّر في الخبر المحذوف.
{ذَوََا عَدْلٍ}: الألف للتثنية.
ويقرأ شاذا: «ذو» على الإفراد والمراد به الجنس كما تكون: «من» محمولة على المعنى، فتقديره على هذا: فريق ذو عدل، أو حاكم ذو عدل.
و {مِنْكُمْ}: صفة لذوا، ولا يجوز أن يكون صفة العدل لأنّ «عدلا» هنا مصدر غير وصف.
{هَدْياً}: حال من الهاء في به، وهو بمعنى مهدي.
وقيل: هو مصدر، أي يهديه هديا.
وقيل: على التمييز.
و {بََالِغَ الْكَعْبَةِ}: صفة لهدى، والتنوين مقدّر أي بالغا الكعبة.
{أَوْ كَفََّارَةٌ}: معطوف على جزاء أي: أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل.
و {طَعََامُ}: بدل من كفارة، أو خبر مبتدأ محذوف أي هي طعام.
ويقرأ بالإضافة والإضافة هنا لتبيين المضاف.
و {صِيََاماً}: تمييز.
{لِيَذُوقَ}: اللام متعلقة بالاستقرار أي عليه الجزاء ليذوق.
ويجوز أن تتعلّق بصيام، وبطعام.
{فَيَنْتَقِمُ اللََّهُ}: جواب الشرط، وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضيا في اللفظ.
96 {وَطَعََامُهُ}: الهاء ضمير البحر وقيل: ضمير الصيد والتقدير: وإطعام الصيد أنفسكم.
والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده بخلاف صيد البر.
{مَتََاعاً}: مفعول من أجله.
وقيل: مصدر، أي متّعتم بذلك تمتيعا.
{مََا دُمْتُمْ}: يقرأ بضمّ الدال وهو الأصل، وبكسرها وهي لغة، يقال: دمت تدام.
{حُرُماً}: جمع حرام، ككتاب وكتب.(1/134)
{حُرُماً}: جمع حرام، ككتاب وكتب.
5: 97105
وقرئ في الشاذ حرما بفتح الحاء والراء أي ذوي حرم: أي إحرام. وقيل: جعلهم بمنزلة المكان المنوع منه.
97 {جَعَلَ اللََّهُ}: هي بمعنى صيّر، فيكون {«قِيََاماً»} مفعولا ثانيا.
وقل: هي بمعنى خلق، فيكون «قيام» حالا.
و {الْبَيْتَ}: بدل من الكعبة.
ويقرأ «قيما»: بالألف، أي سببا لقيام دينهم ومعاشهم.
ويقرأ «قيما» بغير ألف، وهو محذوف من قيام كخيم في خيام.
{ذََلِكَ}: في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي الحكم الذي ذكرناه ذلك أي لا غيره.
ويجوز أن يكون المحذوف هو الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعلنا ذلك أو شرعنا.
واللام في {لِتَعْلَمُوا} متعلّقة بالمحذوف.
101 {عَنْ أَشْيََاءَ}: الأصل فيها عند الخليل وسيبويه شيئاء بهمزتين بينهما ألف، وهي فعلاء من لفظ شيء، وهمزتها الثانية للتأنيث، وهي مفردة في اللفظ ومعناها الجمع، مثل قصباء وطرفاء ولأجل همزة التأنيث لم تنصرف ثم إن الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدّمت، فجعلت قبل الشين كراهية الهمزتين بينهما ألف خصوصا بعد الياء، فصار وزنها لفعاء، وهذا قول صحيح يرد عليه إشكال.
وقال الأخفش، والفرّاء: أصل الكلمة شيء مثل هيّن على فيعل ثم خففت ياؤه كما خففت ياء هين، فقيل شيء كما قيل هين، ثم جمع على أفعلاء وكان الأصل أشياء، كما قالوا هيّن وأهوناء ثم حذفت الهمزة الأولى فصار وزنها أفعاء، فلامها محذوفة.
وقال آخرون: الأصل في شيء شيء مثل صديق ثم جمع على أفعلاء كأصدقاء وأنبياء ثم حذفت الهمزة الأولى.
وقيل: هو جمع شيء من غير تغيير كبيت وأبيات، وهو غلط لأنّ مثل هذا الجمع ينصرف، وعلى الأقوال الأول يمتنع صرفه لأجل همزة التأنيث، ولو كان أفعالا لانصرف، ولم يسمع أشياء منصرفة البتة، وفي هذه المسألة كلام طويل موضعه التصريف. {إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}:
الشرط وجوابه في موضع جرّ صفة لأشياء.
{عَفَا اللََّهُ عَنْهََا}: قيل هو مستأنف.
وقيل: هو في موضع جر أيضا، والنية به التقديم أي عن أشياء قد عفا الله لكم عنها.
102 {مِنْ قَبْلِكُمْ}:
هو متعلق بسألها، ولا يجوز أن يكون صفة لقوم ولا حالا لأنّ ظرف الزمان لا يكون صفة للجثّة، ولا حالا منها، ولا خبرا عنها.
103 {مََا جَعَلَ اللََّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ}: من زائدة، و «جعل» هاهنا بمعنى سمّى فعلى هذا يكون بحيرة أحد المفعولين، والآخر محذوف أي ما سمى الله حيوانا بحيرة.
ويجوز أن تكون «جعل» متعدية إلى مفعول واحد بمعنى ما شرع، ولا وضع.
وبحيرة: فعلية بمعنى مفعولة.
والسائبة: فاعلة، من ساب يسبب إذا جرى وهو مطاوع سيبه فساب.
وقيل: هي فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيّبة.
والوصيلة: بمعنى الواصلة.
والحامي: فاعل، من حمى ظهره يحميه.
104 {حَسْبُنََا}: هو مبتدأ، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، و {«مََا وَجَدْنََا»}: هو الخبر، و «ما» بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والتقدير: كافينا الذي وجدناه.
ووجدنا هنا: يجوز أن تكون بمعنى علمنا، فيكون {«عَلَيْهِ»} المفعول الثاني.
ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا، فتتعدّى إلى مفعول واحد بنفسها.
وفي «عليه» على هذا وجهان:
أحدهما هي متعلّقة بالفعل معدّية له، كما تتعدى ضربت زيدا بالسوط.
والثاني أن تكون حالا من الآباء. وجواب {«أَوَلَوْ كََانَ»} محذوف تقديره: أو لو كانوا يتبعونهم.
105 {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}: عليكم هو اسم للفعل هاهنا، وبه انتصب أنفسكم. والتقدير:
احفظوا أنفسكم، والكاف والميم في «عليكم» في موضع جرّ، لأنّ اسم الفعل هو الجار والمجرور، «وعلى» وحدها لم تستعمل اسما للفعل بخلاف رويدكم فإن الكاف والميم هناك للخطاب فقط، ولا موضع لهما لأن رويدا قد استعملت اسما للأمر للمواجه من غير كاف الخطاب.
وهكذا قوله: {«مَكََانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكََاؤُكُمْ»}، الكاف والميم في موضع جرّ أيضا، ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.
{لََا يَضُرُّكُمْ}: يقرأ بالتشديد والضمّ على أنه مستأنف. وقيل: حقّه الجزم على جواب الأمر ولكنه حرّك بالضم اتباعا لضمة الضاد.
ويقرأ بفتح الراء على أنّ حقه الجزم وحرّك بالفتح.
ويقرأ بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد، وهو من ضاره يضيره.
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الضاد، وهو من ضاره يضوره، وكل ذلك لغات فيه.(1/135)
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الضاد، وهو من ضاره يضوره، وكل ذلك لغات فيه.
5: 106107
و {إِذَا}: ظرف ليضر، ويبعد ان يكون ظرفا لضلّ لأن المعنى لا يصحّ معه.
106 {شَهََادَةُ بَيْنِكُمْ}: يقرأ برفع الشهادة وإضافتها إلى بينكم. والرفع على الابتداء، والإضافة هنا إلى بين على أن تجعل «بين» مفعولا به على السّعة، والخبر {«اثْنََانِ»}. والتقدير: شهادة اثنين.
وقيل التقدير: ذوا شهادة بينكم اثنان، فحذف المضاف الأوّل فعلى هذا يكون {«إِذََا حَضَرَ»} ظرفا للشهادة.
وأما {«حِينَ الْوَصِيَّةِ»} ففيه على هذا ثلاثة أوجه:
أحدها هو ظرف للموت.
والثاني ظرف لحضر وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت.
والثالث أن يكون بدلا من إذا.
وقيل: شهادة بينكم مبتدأ، وخبره إذا حضر، و «حين» على الوجوه الثلاثة في الإعراب.
وقيل: خبر الشهادة حين، وإذا ظرف للشهادة، ولا يجوز أن يكون {«إِذََا»} خبرا للشهادة وحين ظرفا لها إذ في ذلك الفصل بين المصدر وصلته بخبره. ولا يجوز أن تعمل الوصية في «إذا» لأنّ المصدر لا يعمل فيما قبله، ولا المضاف إليه في الإعراب يعمل فيما قبله. وإذا جعلت الظرف خبرا عن الشهادة فائنان خبر مبتدأ محذوف: أي الشاهدان اثنان.
وقيل: الشهادة مبتدأ، وإذا وحين غير خبرين بل هما على ما ذكرنا من الظرفية، واثنان فاعل شهادة، وأغنى الفاعل عن خبر المبتدأ.
و {ذَوََا عَدْلٍ}: صفة لاثنين، وكذلك «منكم».
{أَوْ آخَرََانِ}: معطوف على اثنان.
و {مِنْ غَيْرِكُمْ}:
صفة لآخران.
و {إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ}: معترض بين آخران وبين صفته، وهو {«تَحْبِسُونَهُمََا»} أي أو آخران من غيركم محبوسان.
و {مِنْ بَعْدِ}: متعلق بتحبسون، وأنتم مرفوع بأنه فاعل فعل محذوف لأنه واقع بعد إن الشرطية، فلا يرتفع بالابتداء. والتقدير: إن ضربتم فلما حذف الفعل وجب أن يفصل الضمير فيصير أنتم ليقوم بنفسه، وضربتم تفسير للفعل المحذوف لا موضع له.
{فَيُقْسِمََانِ}: جملة معطوفة على تحبسونهما.
و {إِنِ ارْتَبْتُمْ}: معترض بين يقسمان وجوابه، وهو {لََا نَشْتَرِي}، وجواب الشرط محذوف في الموضعين اغنى عنه معنى الكلام.
والتقدير: إن ارتبتم فاحبسوهما، أو فحلفوهما، وإن ضربتم في الأرض فأشهدوا اثنين.
و {لََا نَشْتَرِي}: جواب يقسمان لأنه يقوم مقام اليمين.
والهاء في {«بِهِ»} تعود إلى الله تعالى أو على القسم، أو اليمين، أو الحلف أو على تحريف الشهادة، أو على الشهادة لأنها قول.
و {ثَمَناً}: مفعول نشتري، ولا حذف فيه، لأن الثمن يشتري كما يشتري به.
وقيل: التقدير: ذا ثمن.
{وَلَوْ كََانَ ذََا قُرْبى ََ}: أي ولو كان المشهود له
{وَلََا نَكْتُمُ}: معطوف على لا نشتري.
وأضاف الشهادة إلى الله لأنه أمر بها، فصارت له. ويقرأ شهادة بالتنوين، والله بقطع الهمزة من غير مدّ، وبكسر الهاء على أنه جرّه بحرف القسم محذوفا، وقطع الهمزة تنبيها على ذلك.
وقيل: قطعها عوض من حرف القسم.
ويقرأ كذلك إلّا أنه بوصل الهمزة، والجرّ على القسم من غير تعويض ولا تنبيه.
ويقرأ كذلك، إلا أنه بقطع الهمزة ومدّها، والهمزة على هذا عوض من حرف القسم.
ويقرأ بتنوين الشهادة ووصل الهمزة، ونصب اسم الله من غير مدّ على أنه منصوب بفعل القسم محذوفا.
107 {فَإِنْ عُثِرَ}: مصدره العثور، ومعناه اطلع، فأمّا مصدر عثر في مشيه ومنطقه ورأيه فالعثار.
و {عَلى ََ أَنَّهُمَا}: في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل.
{فَآخَرََانِ}: خبر مبتدأ محذوف أي فالشاهدان آخران.
وقيل: فاعل فعل محذوف أي فليشهد آخران.
وقيل: هو مبتدأ، والخبر {«يَقُومََانِ»}. وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة به.
وقيل: الخبر الأوليان وقيل: المبتدأ الأوليان، وآخران خبر مقدّم، ويقومان: صفة آخران إذا لم تجعله خبرا.
و {مَقََامَهُمََا}: مصدر، و {«مِنَ الَّذِينَ»}:
صفة اخرى لآخران.
ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل في «يقومان».
{اسْتَحَقَّ}: يقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل، والفاعل {الْأَوْلَيََانِ}، والمفعول محذوف أي وصيتهما.
ويقرأ بضمها على ما لم يسمّ فاعله، وفي نائب الفاعل وجهان:
أحدهما ضمير الإثم، لتقدّم ذكره في قوله {«اسْتَحَقََّا إِثْماً»} أي استحق عليهم الإثم.
والثاني الأوليان أي إثم الأوليين.
وفي {«عَلَيْهِمُ»} ثلاثة أوجه:
أحدها هي على بابها، كقولك: وجب عليه الإثم.
والثاني هي بمعنى في أي استحق فيهم الوصية ونحوها.(1/136)
والثاني هي بمعنى في أي استحق فيهم الوصية ونحوها.
5: 108112
والثالث هي بمعنى من، أي استحق منهم الأوليان.
ومثله: {«اكْتََالُوا عَلَى النََّاسِ يَسْتَوْفُونَ»} أي من الناس.
{الْأَوْلَيََانِ}: يقرأ بالألف على تثنية أولى.
وفي رفعه خمسة أوجه:
أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هما الأوليان.
والثاني هو مبتدأ وخبره آخران، وقد ذكر.
والثالث هو فاعل استحق وقد ذكر أيضا.
والرابع هو بدل من الضمير في يقومان.
والخامس أن يكون صفة لآخران لأنه وإن كان نكرة فقد وصف، والأوليان لم يقصد بهما قصد اثنين بأعيانهما وهذا محكيّ عن الأخفش.
ويقرأ الأوّلين، وهو جمع أول وهو صفة للذين استحق، أو بدل من الضمير في عليهم.
ويقرأ الأوّلين، وهو جمع أول وإعرابه كإعراب الأوّلين.
ويقرأ «الأولان» تثنية الأوّل، وإعرابه كإعراب الأوليان.
{فَيُقْسِمََانِ}: عطف على «يقومان».
{لَشَهََادَتُنََا أَحَقُّ}: مبتدأ وخبر، وهو جواب «يقسمان».
108 {ذََلِكَ أَدْنى ََ أَنْ يَأْتُوا}: أي من ان يأتوا، أو إلى أن يأتوا، وقد ذكر نظائره.
و {عَلى ََ وَجْهِهََا}: في موضع الحال من الشهادة أي محققة، أو صحبحة.
{أَوْ يَخََافُوا}: معطوف على يأتوا.
و {بَعْدَ أَيْمََانِهِمْ}: ظرف لترد، أو صفة لأيمان.
109 {يَوْمَ يَجْمَعُ اللََّهُ}: العامل في يوم {يَهْدِي} أي لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجّة، أو إلى طريق الجنة.
وقيل: هو مفعول به والتقدير: واسمعوا خبر يوم جمع الله الرسل، فحذف المضاف.
{مََا ذََا}: في موضع نصب ب {«أُجِبْتُمْ»}، وحرف الجر محذوف أي بماذا أجبتم.
وما، وذا هنا بمنزلة اسم واحد، ويضعف أن يجعل «ذا» بمعنى الذي هاهنا لأنه لا عائد هنا، وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف.
{إِنَّكَ أَنْتَ عَلََّامُ الْغُيُوبِ}، و «إنّك أنت العزيز الحكيم» مثل: {«إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ»}، وقد ذكر في البقرة. 110 {إِذْ قََالَ اللََّهُ}:
يجوز أن يكون بدلا من يوم، والتقدير: إذ يقول ووقعت هنا «إذ» وهي للماضي على حكاية الحال.
ويجوز أن يكون التقدير:
اذكر إذ يقول.
{يََا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ}:
يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحه، لأنّه قد وصف بابن وهو بين علمين، وأن يكون عليها ضمّة، وهي مثل قولك: يا زيد بن عمرو بفتح الدال وضمّها فإذا قدرت الضمّ جاز أن تجعل ابن مريم صفة وبيانا وبدلا.
{إِذْ أَيَّدْتُكَ}: العامل في إذ {«نِعْمَتِي»}. ويجوز أن يكون حالا من نعمتي. وأن يكون مفعولا به على السعة.
وأيّدتك، وآيدتك: قد قرئ بهما، وقد ذكر في البقرة.
{تُكَلِّمُ النََّاسَ}: في موضع الحال من الكاف في «أيّدتك».
و {فِي الْمَهْدِ}: ظرف لتكلم، أو حال من ضمير الفاعل في تكلم.
{وَكَهْلًا}: حال منه أيضا. ويجوز أن يكون من الكاف في أيّدتك وهي حال مقدرة. {«وَإِذْ عَلَّمْتُكَ»}. {«وَإِذْ تَخْلُقُ»} {«وَإِذْ تُخْرِجُ»}: معطوفات على إذ أيّدتك.
{مِنَ الطِّينِ}: يجوز أن يتعلّق بتخلق، فتكون «من» لابتداء غاية الخلق، وأن يكون حالا من «هيئة الطّير» على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه والكاف مفعول تخلق وقد تكلمنا على قوله: «هيئة الطير» في آل عمران.
{فَتَكُونُ طَيْراً}: يقرأ بياء ساكنة من غير ألف. وفيه وجهان:
أحدهما أنه مصدر في معنى الفاعل.
والثاني أن يكون أصله طيرا مثل سيّد، ثم خفّف، إلا أنّ ذلك يقلّ فيما عينه ياء، وهو جائز.
ويقرأ طائرا، وهي صفة غالبة.
وقيل: هو اسم للجمع، مثل الحامل والباقر.
{وَتُبْرِئُ}: معطوف على {«تَخْلُقُ»}. {إِذْ جِئْتَهُمْ}: ظرف لكففت.
{سِحْرٌ مُبِينٌ}: يقرأ بغير ألف على أنه مصدر، ويشار به إلى ما جاء به من الآيات.
ويقرأ ساحر بالألف، والإشارة به إلى عيسى.
وقيل: هو فاعل في معنى المصدر، كما قالوا:
عائذا بالله منك أي عوذا. أو عياذا.
111 {وَإِذْ أَوْحَيْتُ}: معطوف على {«إِذْ أَيَّدْتُكَ»}.
{أَنْ آمِنُوا}: يجوز أن تكون أن مصدرية، فتكون في موضع نصب بأوحيت. وأن تكون بمعنى أي، وقد ذكرت نظائره.
112 {إِذْ قََالَ الْحَوََارِيُّونَ}: أي اذكر إذ قال
ويجوز أن يكون ظرفا لمسلمون.
{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}: يقرأ بالياء على أنه فعل وفاعل. والمعنى: هل يقدر ربّك أن يفعل. وقيل التقدير: هل يطيع ربّك، وهما بمعنى واحد، مثل استجاب، وأجاب، واستجب، وأجب.
ويقرأ بالتاء وربّك نصب. والتقدير: هل تستطيع سؤال ربّك، فحذف المضاف.(1/137)
ويقرأ بالتاء وربّك نصب. والتقدير: هل تستطيع سؤال ربّك، فحذف المضاف.
5: 113117
فأما قوله: {«أَنْ يُنَزِّلَ»} فعلى القراءة الأولى هو مفعول يستطيع والتقدير: على أن ينزل، أو في أن ينزل.
ويجوز ألا يحتاج إلى حرف جرّ على أن يكون يستطيع بمعنى يطيق وعلى القراءة الأخرى يكون مفعولا لسؤال محذوف.
114 {أَنْ قَدْ صَدَقْتَنََا}: أن مخفّفّة من الثقيلة، واسمها محذوف، و «قد» عوض منه.
وقيل: أن مصدرية و «قد» لا تمنع من ذلك.
{تَكُونُ}: صفة لمائدة.
و {لَنََا}: يجوز أن يكون خبر كان، ويكون {«عِيداً»} حالا من الضمير في الظرف، أو حالا من الضمير في «كان» على قول من ينصب عنها الحال.
ويجوز أن يكون عيدا الخبر.
وفي «لنا» على هذا وجهان:
أحدهما أن يكون حالا من الضمير في تكون.
والثاني أن تكون حالا من عيد، لأنّه صفة له قدّمت عليه.
فأمّا {«لِأَوَّلِنََا وَآخِرِنََا»} فإذا جعلت لنا خبرا، أو حالا من فاعل تكون فهو صفة لعيد. وإن جعلت «لنا» صفة لعيد كان لأولنا وآخرنا بدلا من الضمير المجرور بإعادة الجار. ويقرأ: لأولانا وأخرانا، على تأنيث الطائفة أو الفرقة.
وأما {«مِنَ السَّمََاءِ»} فيجوز أن يكون صفة لمائدة، وأن يتعلق بينزل.
{وَآيَةً}: عطف على عيد.
و {مِنْكَ}: صفة لها.
115 {مِنْكُمْ}:
في موضع الحال من ضمير الفاعل في يكفر.
{عَذََاباً}: اسم للمصدر الذي هو التعذيب، فيقع موقعه.
ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة.
وأما قوله: {«لََا أُعَذِّبُهُ»} فيجوز أن تكون الهاء للعذاب.
وفيه على هذا وجهان:
أحدهما أن يكون حذف حرف الجر أي: لا أعذّب به أحدا.
والثاني أن يكون مفعولا به على السّعة.
ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد، كقولك: ظننته زيدا منطلقا ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الأوّل.
فإن قلت: لا أعذّبه صفة لعذاب فعلى هذا التقدير لا يعود من الصفة إلى الموصوف شيء.
قيل: إنّ الثاني لما كان واقعا موقع المصدر، والمصدر جنس، و «عذابا» نكرة، كان الأول داخلا في الثاني، والثاني مشتمل على الأول وهو مثل:
زيد نعم الرجل.
ويجوز أن تكون الهاء ضمير «من» وفي الكلام حذف أي لا أعذّب الكافر أي مثل الكافر أي مثل عذاب الكافر.
116 {اتَّخِذُونِي}: هذه تتعدّى إلى مفعولين لأنّها بمعنى صيّروني.
و {مِنْ دُونِ اللََّهِ}: في موضع صفة إلهين.
ويجوز أن تكون متعلّقة باتخذوا.
{أَنْ أَقُولَ}: في موضع رفع فاعل يكون.
و {«لِي»}: الخبر. و {مََا لَيْسَ}: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، وهو مفعول أقول لأنّ التقدير: أن أدعى، أو أذكر.
واسم ليس مضمر فيها، وخبرها «لي».
و {بِحَقٍّ}: في موضع الحال من الضمير في الجار، والعامل فيه الجارّ.
ويجوز أن يكون «بحق» مفعولا به، تقديره: ما ليس يثبت لي بسبب حقّ فالباء تتعلّق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار، لأنّ المعاني لا تعمل في المفعول به.
ويجوز أن يجعل «بحق» خبر ليس، و «لي» تبيين، كما في قولهم: سقيا له ورعيا.
ويجوز أن يكون «بحق» خبر ليس، ولى صفة لحقّ قدّم عليه فصار حالا وهذا يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه.
{إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ}: كنت لفظها ماض، والمراد المستقبل والتقدير: إن يصح دعواي له، وإنما دعا هذا لأنّ إن الشرطية لا معنى لها إلا في المستقبل فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه.
117 {مََا قُلْتُ لَهُمْ إِلََّا مََا أَمَرْتَنِي بِهِ}:
«ما» في موضع نصب بقلت أي ذكرت، أو أدّيت الذي أمرتني به فيكون مفعولا به.
ويجوز أن تكون «ما» نكرة موصوفة. وهو مفعول به أيضا.
{أَنِ اعْبُدُوا اللََّهَ}: يجوز أن تكون أن مصدرية، والأمر صلة لها، وفي الموضوع ثلاثة أوجه:
الجر على البدل من الهاء، والرّفع على إضمار هو، والنّصب على إضمار أعني، أو بدلا من موضع «به». ولا يجوز أن تكون بمعنى أي المفسرة، لأنّ القول قد صرّح به و «أي» لا تكون مع التصريح بالقول.
{رَبِّي}: صفة لله، أو بدل منه، و {«عَلَيْهِمْ»} يتعلّق ب {شَهِيداً}.
{مََا دُمْتُ} «ما» هنا مصدرية، والزمان معها محذوف أي مدّة ما دمت.
و {دُمْتُ}: هنا يجوز أن تكون الناقصة، و {«فِيهِمْ»}: خبرها.
ويجوز أن تكون التامة أي ما أقمت فيهم فيكون فيهم ظرفا للفعل.
و {الرَّقِيبَ}: خبر كان. و {أَنْتَ}: فصل، أو توكيد للفاعل.
ويقرأ بالرفع على أن يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب.(1/138)
ويقرأ بالرفع على أن يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب.
5: 118120
118 {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبََادُكَ}: الفاء جواب الشرط، وهو محمول على المعنى أي إن تعذّبهم تعدل، وإن تغفر لهم تتفضّل.
119 {هََذََا يَوْمُ}: هذا مبتدأ، ويوم خبره وهو معرب لأنّه مضاف إلى معرب، فبقي على حقّه من الإعراب.
ويقرأ «يوم» بالفتح وهو منصوب على الظرف، و «هذا» فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول قال أي قال الله هذا القول في يوم.
والثاني أن هذا مبتدأ، ويوم ظرف للخبر المحذوف أي هذا يقع، أو يكون يوم ينفع.
وقال الكوفيون: يوم في موضع رفع خبر هذا ولكنه بني على الفتح لإضافته إلى الفعل، وعندهم يجوز بناؤه، وإن أضيف إلى معرب، وذلك عندنا لا يجوز إلا إذا أضيف إلى مبنى.
و {صِدْقُهُمْ}: فاعل ينفع. وقد قرئ شاذا «صدقهم» بالنصب، على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله. وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه:
أحدها أن يكون مفعولا له أي لصدقهم.
والثاني أن يكون حذف حرف الجر أي بصدقهم.
والثالث أن يكون مصدرا مؤكدا أي الذين يصدقون صدّقهم. كما تقول: تصدق الصدق.
والرابع أن يكون مفعولا به، والفاعل مضمر في الصادقين أي يصدقون الصدق، كقوله: صدقته القتال. والمعنى: يحققون الصدق.
سورة الأنعام
6: 16
1 {بِرَبِّهِمْ}: الباء تتعلّق ب {يَعْدِلُونَ} أي الذين كفروا يعدّلون بربّهم غيره.
و {الَّذِينَ كَفَرُوا}: مبتدأ، و {«يَعْدِلُونَ»} الخبر، والمفعول محذوف.
ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن فلا يكون في الكلام مفعول محذوف بل يكون يعدلون لازما أي يعدلون عنه إلى غيره.
ويجوز أن تتعلّق الباء بكفروا فيكون المعنى:
الذين جحدوا ربّهم مائلون عن الهدى.
2 {خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}: في الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم.
و {مِنْ طِينٍ}: متعلّق بخلق، و «من» هنا لابتداء الغاية. ويجوز أن تكون حالا أي خلق أصلكم كائنا من طين.
{وَأَجَلٌ مُسَمًّى}:
مبتدأ موصوف، و {عِنْدَهُ} الخبر.
3 {وَهُوَ اللََّهُ}:
هو مبتدأ، والله الخبر.
و {فِي السَّمََاوََاتِ}:
فيه وجهان:
أحدهما يتعلّق ب {يَعْلَمُ} أي يعلم سرّكم وجهركم في السموات والأرض فهما ظرفان للعلم، فيعلم على هذا خبر ثان.
ويجوز أن يكون «الله» بدلا من «هو»، ويعلم الخبر.
والثاني أن يتعلق «في» باسم الله لأنّه بمعنى المعبود أي وهو المعبود في السموات والأرض ويعلم على هذا خبر ثان، أو حال من الضمير في المعبود، أو مستأنف.
وقال أبو علي: لا يجوز أن تتعلّق «في» باسم الله لأنّه صار بدخول الألف واللام والتغيير الذي دخله كالعلم ولهذا قال تعالى: {«هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا»}.
وقيل: قد تمّ الكلام على قوله: {«فِي السَّمََاوََاتِ»}. و {«فِي الْأَرْضِ»} يتعلّق بيعلم وهذا ضعيف لأنّه سبحانه معبود في السموات وفي الأرض ويعلم ما في السماء والأرض فلا اختصاص لإحدى الصفتين بأحد الظرفين.
و {سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ}: مصدران بمعنى المفعولين أي مسروركم ومجهوركم.
ودلّ على ذلك قوله: {«وَاللََّهُ يَعْلَمُ مََا تُسِرُّونَ وَمََا تُعْلِنُونَ»} أي الذي
ويجوز أن يكونا على بابهما.
4 {مِنْ آيَةٍ}: موضعه رفع بتأتي، و «من» زائدة.
و {مِنْ آيََاتِ}: في موضع جرّ صفة لآية.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على موضع آية.
5 {لَمََّا جََاءَهُمْ}: «لمّا» ظرف لكذبوا وهذا قد عمل فيها وهو قبلها، ومثله «إذا».
و «به»: متعلق ب {يَسْتَهْزِؤُنَ}. 6 {كَمْ أَهْلَكْنََا}: كم: استفهام بمعنى التعظيم فلذلك لا يعمل فيها يروا، وهي في موضع نصب بأهلكنا فيجوز أن تكون {كَمْ} مفعولا به، ويكون {مِنْ قَرْنٍ} تبيينا لكم.
ويجوز أن تكون ظرفا، و «من قرن» مفعول أهلكنا. ومن زائدة أي كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا.
ويجوز أن يكون «كم» مصدرا أي كم مرة، أو كم إهلاكا، وهذا يتكرّر في القرآن كثيرا.
{مَكَّنََّاهُمْ}: في موضع جر صفة لقرن، وجمع على المعنى.
{مََا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ}: رجع من الغيبة في قوله: {«أَلَمْ يَرَوْا»}، إلى الخطاب في «لكم»، ولو قال لهم لكان جائزا.
و {مََا}: نكرة موصوفة، والعائد محذوف أي شيئا لم نمكّنه لكم.
ويجوز أن تكون «ما» مصدرية والزمان محذوف، أي مدة ما لم نمكن لكم أي مدة تمكنهم أطول من مدتكم.
ويجوز أن تكون «ما» مفعول نمكّن على المعنى لأنّ المعنى أعطيناهم ما لم نعطكم.
و {مِدْرََاراً}: حال من السماء.(1/139)
و {مِدْرََاراً}: حال من السماء.
6: 717
و {تَجْرِي}: المفعول الثاني لجعلنا، أو حال من الأنهار إذا جعلت «جعل» متعدّية إلى واحد.
و {مِنْ تَحْتِهِمْ}: يتعلّق بتجري.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تجري أي وهي من تحتهم.
ويجوز أن يكون «من تحتهم» مفعولا ثانيا لجعل، أو حالا من الأنهار، وتجري في موضع الحال من الضمير في الجار أي وجعلنا الأنهار من تحتهم جارية أي استقرّت جارية.
و {مِنْ بَعْدِهِمْ}: يتعلّق بأنشأنا ولا يجوز أن يكون حالا من قرن، لأنّه ظرف زمان 7 {فِي قِرْطََاسٍ}: نعت لكتاب.
ويجوز أن يتعلّق بكتاب على أنه ظرف له.
والكتاب هنا: المكتوب في الصحيفة لا نفس الصحيفة.
والقرطاس بكسر القاف وفتحها لغتان وقد قرئ بهما.
والهاء في «لمسوه» يجوز أن ترجع على قرطاس، وأن ترجع على كتاب.
9 {مََا يَلْبِسُونَ}: «ما» بمعنى الذي، وهو مفعول «لبسنا». 10 {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ}:
يقرأ بكسر الدال على أصل التقاء الساكنين وبضمّها على أنه أتبع حركتها حركة التاء لضعف الحاجز بينهما.
و {مََا}: بمعنى الذي، وهو فاعل حاق.
و {بِهِ}: يتعلّق ب {يَسْتَهْزِؤُنَ}.
و {مِنْهُمْ}: الضمير للرسل فيكون منهم متعلّقا بسخروا لقوله: {«فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ»}. ويجوز في الكلام سخرت به، ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين فيكون «منهم» حالا من ضمير الفاعل في سخروا.
11 {كَيْفَ كََانَ}:
كيف خبر كان.
و {عََاقِبَةُ}: اسمها ولم يؤنّث الفعل لأنّ العاقبة بمعنى المعاد فهو في معنى المذكر ولأنّ التأنيث غير حقيقي.
12 {لِمَنْ}: من استفهام، و «ما»: بمعنى الذي في موضع مبتدأ، ولمن خبره.
{قُلْ لِلََّهِ}: أي قل هو لله.
{لَيَجْمَعَنَّكُمْ}: قيل موضعه نصب بدلا من الرحمة. وقيل: لا موضع له، بل هو مستأنف واللام فيه جواب قسم محذوف وقع {«كَتَبَ»} موقعه.
{لََا رَيْبَ فِيهِ}: قد ذكر في آل عمران، والنساء.
{الَّذِينَ خَسِرُوا}: مبتدأ. {«فَهُمْ»}: مبتدأ ثان، {«لََا يُؤْمِنُونَ»} خبره، والثاني وخبره خبر الأول ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط.
وقال الأخفش: الذين خسروا بدل من المنصوب في ليجمعنّكم، وهو بعيد لأنّ ضمير المتكلم والمخاطب لا يبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح، وغيرهما في ذلك.
14 {أَغَيْرَ اللََّهِ}: مفعول أول {أَتَّخِذُ}، و {وَلِيًّا} الثاني.
ويجوز أن يكون «أتخذ» متعديّا إلى واحد وهو وليّ، وغير الله صفة له، قدّمت عليه، فصارت حالا. ولا يجوز أن تكون «غير» هنا استثناء. {فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ}: يقرأ بالجر، وهو المشهور، وجرّه على البدل من اسم الله.
وقرئ شاذّا بالنصب، وهو بدل من وليّ.
والمعنى على هذا: أجعل فاطر السموات.
والأرض غير الله.
ويجوز أن يكون صفة لوليّ، والتنوين مراد، وهو على الحكاية أي فاطر السموات.
{وَهُوَ يُطْعِمُ}: بضم الياء وكسر والعين، {«وَلََا يُطْعَمُ»} بضم الياء وفتح العين، وهو المشهور.
ويقرا «ولا يطعم» بفتح الياء والعين. والمعنى على القراءتين يرجع على الله.
وقرئ في الشاذ «وهو يطعم» بفتح الياء والعين ولا يطعم بضم الياء وكسر الياء وكسر العين وهذا يرجع إلى الولي الذي هو غير الله.
{مَنْ أَسْلَمَ}: أي أوّل فريق أسلم.
{وَلََا تَكُونَنَّ}: أي وقيل له: لا تكوننّ، ولو كان معطوفا على ما قبله لقال وألّا أكون.
16 {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ}: يقرأ بضمّ الياء وفتح الراء على ما لم يسمّ فاعله، وفي القائم مقام الفاعل وجهان:
أحدهما {«يَوْمَئِذٍ»} أي من يصرف عنه عذاب يومئذ فحذف المضاف. ويومئذ مبنيّ على الفتح.
والثاني أن يكون مضمرا في «يصرف» يرجع إلى العذاب، فيكون يومئذ ظرفا ليصرف، أو للعذاب، أو حالا من الضمير.
ويقرأ بفتح الياء وكسر الراء على تسمية الفاعل أي من يصرف الله عنه العذاب فمن على هذا مبتدأ، والعائد عليه الهاء في عنه، وفي {«رَحِمَهُ»}، والمفعول محذوف وهو العذاب.
ويجوز أن يكون المفعول «يومئذ» أي عذاب يومئذ.
ويجوز أن تجعل «من» في موضع نصب بفعل محذوف تقديره: من يكرم يصرف الله عنه العذاب، فجعلت «يصرف» تفسيرا للمحذوف. ومثله {«وَإِيََّايَ فَارْهَبُونِ»}.
ويجوز أن ينصب من يصرف، وتجعل الهاء في عنه للعذاب أي أيّ إنسان يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه.
فأمّا «من» على القراءة الأولى فليس فيها إلا الرّفع على الابتداء، والهاء في «عنه» يجوز أن ترجع على «من»، وأن ترجع على العذاب.
17 {فَلََا كََاشِفَ لَهُ}: «له»: خبر كاشف.(1/140)
17 {فَلََا كََاشِفَ لَهُ}: «له»: خبر كاشف.
6: 1827
{إِلََّا هُوَ}: بدل من موضع «لا كاشف»، أو من الضمير في الظرف. ولا يجوز أن يكون مرفوعا بكاشف، ولا بدلا من الضمير فيه لأنّك في الحالين تعمل اسم «لا»، ومتى أعملته في ظاهر نوّنته.
18 {وَهُوَ الْقََاهِرُ فَوْقَ عِبََادِهِ}: هو مبتدأ، والقاهر: خبره وفي «فوق» وجهان:
أحدهما هو أنه في موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر أي وهو القاهر مستعليا أو غالبا.
والثاني هو في موضع رفع على أنه بدل من القاهر، أو خبر ثان.
19 {أَيُّ شَيْءٍ}: مبتدأ. و {أَكْبَرُ}:
خبره. {شَهََادَةً} تمييز.
و «أي» بعض ما تضاف إليه، فإذا كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمّى باسم ما أضيف إليه أي. وهذا يوجب أن يسمّى الله شيئا فعلى هذا يكون قوله: {قُلِ اللََّهُ} جوابا، والله مبتدأ، والخبر محذوف أي أكبر شهادة. وقوله:
{شَهِيدٌ}: خبر مبتدأ محذوف.
ويجوز أن يكون «الله» مبتدأ، وشهيد خبره، ودلت هذه الجملة على جواب أي من طريق المعنى.
{وَبَيْنَكُمْ}: تكرير للتأكيد، والأصل شهيد بيننا.
ولك أن تجعل «بين» ظرفا يعمل فيه «شهيد»، وأن تجعله صفة لشهيد، فيتعلّق بمحذوف.
{وَمَنْ بَلَغَ}: في موضع نصب عطفا على المفعول في «أنذركم»، وهو بمعنى الذي، والعائد محذوف، والفاعل ضمير القرآن أي وأنذر من بلغة القرآن.
{قُلْ إِنَّمََا هُوَ إِلََهٌ وََاحِدٌ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي كافّة لإنّ عن العمل فعلى هذا «هو» مبتدأ وإله خبره، وواحد صفة مبينة. وقد ذكر مشروحا في البقرة.
والثاني أنها بمعنى الذي في موضع نصب بإنّ، وهو مبتدأ، وإله خبره، والجملة صلة الذي، وواحد خبر إن وهذا أليق بما قبله.
20 {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ}: في موضع رفع بالابتداء.
و {يَعْرِفُونَهُ}: الخبر، والهاء ضمير الكتاب. وقيل: ضمير النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
{الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}: مثل الأولى.
22 {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ}: هو مفعول به.
والتقدير: واذكر يوم نحشرهم. و {جَمِيعاً}: حال من ضمير المفعول ومفعولا {«تَزْعُمُونَ»} محذوفان أي تزعمونهم شركاءكم، ودلّ على المحذوف ما تقدّم.
23 {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ}:
يقرأ بالتاء، ورفع الفتنة على أنها اسم كان.
و {أَنْ قََالُوا}: الخبر.
ويقرأ كذلك، إلا أنه بالياء لأنّ تأنيث الفتنة غير حقيقي، ولأنّ الفتنة هنا بمعنى القول.
ويقرأ بالياء، ونصب الفتنة على أنّ اسم كان «أنّ قالوا»، وفتنتهم الخبر.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالتاء على معنى أن قالوا لأنّ أن قالوا بمعنى القول والمقالة والفتنة.
{رَبِّنََا}: يقرأ بالجرّ صفة لاسم الله. وبالنصب على النداء، أو على إضمار أعني وهو معترض بين القسم والمقسم عليه. والجواب {«مََا كُنََّا»}.
25 {مَنْ يَسْتَمِعُ}: وحّد الضمير في الفعل حملا على لفظ «من»، وما جاء منه على لفظ الجمع، فعلى معنى «من» نحو: {«مَنْ يَسْتَمِعُونَ»}، و {«مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ»}.
{أَنْ يَفْقَهُوهُ}: مفعول من أجله أي كراهة أن يفقهوه.
و {وَقْراً}: معطوف على أكنّة، ولا يعدّ الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا لأنّ الظرف أحد المفاعيل فيجوز تقديمه وتأخيره ووحّد الوقر هنا لأنّه مصدر، وقد استوفى القول فيه في أول البقرة.
{حَتََّى إِذََا}: إذا في موضع نصب بجوابها، وهو يقول وليس لحتى هنا عمل، وإنما أفادت معنى الغاية، كما لا تعمل في الجمل.
و {يُجََادِلُونَكَ}: حال من ضمير الفاعل في جاءوك.
والأساطير جمع واختلف في واحده فقيل هو اسطورة، وقيل: واحدها اسطار، والأسطار:
جمع سطر بتحريك الطاء، فيكون أساطير جمع الجمع، فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور، وأسطر.
26 {وَيَنْأَوْنَ}: يقرأ بسكون النون وتحقيق الهمزة، وبإلقاء حركة الهمزة على النون وحذفها، فيصير اللفظ بها «ينون» بفتح النون وواو ساكنة بعدها.
و {أَنْفُسَهُمْ}: مفعول يهلكون.
27 {وَلَوْ تَرى ََ}: جواب «لو» محذوف، تقديره: لشاهدت أمرا عظيما.
ووقف متعدّ، وأوقف لغة ضعيفة، والقرآن جاء بحذف الألف، ومنه: وقفوا فبناؤه لما لم يسمّ فاعله، ومنه: «وقفوهم».
{وَلََا نُكَذِّبَ} و {نَكُونَ}: يقرآن بالرفع. وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على «نردّ»، فيكون عدم التكذيب والكون من المؤمنين متمنّين أيضا كالردّ.
والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ونحن لا نكذب وفي المعنى وجهان:
أحدهما أنه متمنّى أيضا فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد.
والثاني أن يكون المعنى أنهم ضمنوا ألّا يكذبوا بعد الردّ فلا يكون للجملة موضع.(1/141)
والثاني أن يكون المعنى أنهم ضمنوا ألّا يكذبوا بعد الردّ فلا يكون للجملة موضع.
6: 2838
ويقرآن بالنصب على أنه جواب التمني فلا يكون داخلا في التمني، والواو في هذا كالفاء.
ومن القرّاء من رفع الأوّل ونصب الثاني، ومنهم من عكس ووجه كلّ واحدة منهما على ما تقدّم.
29 {إِنْ هِيَ إِلََّا}: هي: كناية عن الحياة ويجوز أن يكون ضمير القصة.
30 {وُقِفُوا عَلى ََ رَبِّهِمْ}: أي على سؤال ربهم، أو على ملك ربّهم.
31 {بَغْتَةً}: مصدر في موضع الحال أي باغتة.
وقيل: هو مصدر لفعل محذوف اي تبغتهم بغتة.
وقيل: هو مصدر لجاءتهم من غير لفظه.
{يََا حَسْرَتَنََا}: نداء الحسرة والويل على المجاز، والتقدير: يا حسرة احضري فهذا أوانك.
والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة.
و {عَلى ََ}: متعلقة بالحسرة، والضمير في {«فِيهََا»} يعود على الساعة والتقدير: في عمل الساعة.
وقيل: يعود على الأعمال، ولم يجر لها صريح ذكر، ولكن في الكلام دليل عليها. {أَلََا سََاءَ مََا يَزِرُونَ}:
ساء بمعنى بئس، وقد تقدّم إعرابه في مواضع.
ويجوز أن تكون ساء على بابها، ويكون المفعول محذوفا، و «ما» مصدرية، أو بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة وهي في كل ذلك فاعل ساء، والتقدير: ألا ساءهم وزرهم.
32 {وَلَلدََّارُ الْآخِرَةُ}:
يقرأ بالألف واللام، ورفع «الآخرة» على الصفة والخبر {«خَيْرٌ»}.
ويقرأ «ولدار الآخرة» على الإضافة أي دار الساعة الآخرة وليست الدار مضافة إلى صفتها لأنّ الصفة هي الموصوف في المعنى، والشيء لا يضاف إلى نفسه، وقد أجازه الكوفيون.
33 {قَدْ نَعْلَمُ} أي قد علمنا، فالمستقبل بمعنى الماضي.
{لََا يُكَذِّبُونَكَ}: يقرأ بالتشديد على معنى لا ينسبونك إلى الكذب أي قبل دعواك النبوة بل كانوا يعرفونه بالأمانة والصدق.
ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان:
أحدهما هو في معنى المشدّد يقال: أكذبته وكذّبته إذا نسبته إلى الكذب.
والثاني لا يجدونك كذّابا، يقال: أكذبته إذا أصبته كذلك، كقولك: أحمدته إذا أصبته محمودا.
{بِآيََاتِ اللََّهِ}: الباء تتعلق ب {يَجْحَدُونَ}.
وقيل تتعلّق بالظالمين كقوله تعالى: {«وَآتَيْنََا ثَمُودَ النََّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهََا»}.
34 {مِنْ قَبْلِكَ}: لا يجوز أن يكون صفة لرسل، لأنّه زمان والجثّة لا توصف بالزمان، وإنّما هي متعلقة بكذّبت.
{وَأُوذُوا}: يجوز أن يكون معطوفا على كذّبوا فتكون «حتى» متعلّقة بصبروا.
ويجوز أن يكون الوقف تمّ على كذبوا، ثم استأنف فقال: وأوذوا، فتتعلّق حتى به. والأوّل أقوى.
{وَلَقَدْ جََاءَكَ}: فاعل جاءك مضمر فيه.
قيل: المضمر المجيء. وقيل: المضمر النبأ، ودلّ عليه ذكر الرسل لأنّ من ضرورة الرسول الرسالة وهي نبأ، وعلى كلا الوجهين يكون {«مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ»} حالا من ضمير الفاعل، والتقدير: من جنس نبأ المرسلين.
وأجاز الأخفش أن تكون من زائدة، والفاعل نبأ المرسلين. وسيبويه لا يجيز زيادتها في الواجب، ولا يجوز عند الجميع أن تكون «من» صفة لمحذوف لأنّ الفاعل لا يحذف، وحرف الجر إذا لم يكن زائدا لم يصحّ أن يكون فاعلا لأنّ حرف الجر يعدّي، وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معدّ.
و {نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}: بمعنى إنبائهم، ويدل على ذلك قوله تعالى: {«نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبََاءِ الرُّسُلِ»}.
35 {وَإِنْ كََانَ كَبُرَ عَلَيْكَ}: جواب «إن» هذه {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ} فالشرط الثاني جواب الأول، وجواب الشّرط الثاني محذوف، تقديره:
فافعل، وحذف لظهور معناه وطول الكلام.
{فِي الْأَرْضِ}: صفة لنفق.
ويجوز أن يتعلق بتبتغي.
ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي وأنت في الأرض ومثله: {«فِي السَّمََاءِ»}.
36 {وَالْمَوْتى ََ يَبْعَثُهُمُ اللََّهُ}: في الموتى وجهان:
أحدهما هو في موضع نصب بفعل محذوف أي ويبعث الله الموتى وهذا أقوى لأنّه اسم قد عطف على اسم عمل فيه الفعل.
والثاني أن يكون مبتدأ، وما بعده الخبر.
و {يَسْتَجِيبُ}: بمعنى يجيب.
37 {مِنْ رَبِّهِ}: يجوز أن يكون صفة لآية وأن يتعلّق بنزّل.
38 {فِي الْأَرْضِ}: يجوز أن يكون في موضع جرّ صفة لدابة، وفي موضع رفع صفة لها أيضا على الموضع لأنّ من زائدة.
{وَلََا طََائِرٍ}: معطوف على لفظ دابة.
وقرئ بالرفع على الموضع.
{بِجَنََاحَيْهِ}: يجوز أن تتعلّق الباء بيطير، وأن تكون حالا وهو توكيد، وفيه رفع مجاز لأنّ غير الطائر قد يقال فيه: طار، إذا أسرع.
{مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة، و «شيء» هنا واقع موقع المصدر أي تفريطا وعلى هذا التأويل لا يبقى في الآية حجة لمن ظنّ أن الكتاب يحتوي على ذكر كلّ شيء صريحا: ونظير ذلك: {«لََا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً»} أي ضررا، وقد ذكرنا له نظائر.(1/142)
{مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة، و «شيء» هنا واقع موقع المصدر أي تفريطا وعلى هذا التأويل لا يبقى في الآية حجة لمن ظنّ أن الكتاب يحتوي على ذكر كلّ شيء صريحا: ونظير ذلك: {«لََا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً»} أي ضررا، وقد ذكرنا له نظائر.
6: 3946
ولا يجوز أن يكون «شيئا» مفعولا به لأنّ فرّطنا لا تتعدّى بنفسها بل بحرف الجر، وقد عدّيت ب «في» إلى الكتاب، فلا تتعدّى بحرف آخر.
ولا يصحّ أن يكون المعنى: ما تركنا في الكتاب من شيء لأنّ المعنى على خلافه فبان أنّ التأويل ما ذكرنا.
39 {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا}: مبتدأ، و {صُمٌّ}، {وَبُكْمٌ}: الخبر، مثل حلو حامض والواو لا تمنع ذلك.
ويجوز أن يكون صمّ خبر مبتدأ محذوف تقديره: بعضهم صمّ، وبعضهم بكم.
{فِي الظُّلُمََاتِ}: يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من الضمير المقدّر في الخبر والتقدير: ضالين في الظلمات.
ويجوز أن يكون في الظلمات خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات.
ويجوز أن يكون صفة لكم أي كائنون في الظلمات.
ويجوز أن يكون ظرفا لصمّ، أو بكم، أو لما ينوب عنهما من الفعل.
{مَنْ يَشَأِ اللََّهُ}: من في موضع مبتدأ والجواب الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف لأنّ التقدير: من يشأ الله إضلاله أو عذابه، والمنصوب بيشأ من سبب «من»، فيكون التقدير: من يعذب، أو من يضلل، ومثله ما بعده.
40 {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ}: يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللام، فتنفتح اللام وتحذف الهمزة، وهو قياس مطّرد في القرآن وغيره، والغرض منه التخفيف.
ويقرأ بالتحقيق، وهو الأصل.
وأما الهمزة التي بعد الراء فتحقّق على الأصل، وتلين للتخفيف، وتحذف. وطريق ذلك أن تقلب ياء، وتسكّن، ثم تحذف لالتقاء الساكنين قرّب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل.
فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التي للخطاب كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث.
وتختلف هذه المعاني على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك ومنه قوله تعالى: {«أَرَأَيْتَكَ هََذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ»}. وفي التثنية: أرأيتكما. وفي الجمع المذكّر: أرأيتكم. وفي المؤنث: أرأيتكنّ والتاء في جميع ذلك مفتوحة. والكاف حرف للخطاب، وليست اسما. والدليل على ذلك أنها لو كانت اسما لكانت إمّا مجرورة، وهو باطل، إذ لا جارّ هنا. أو مرفوعة وهو باطل أيضا لأمرين:
أحدهما أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع.
والثاني أنه لا رافع لها إذ ليست فاعلا، لأنّ التاء فاعل، ولا يكون لفعل واحد فاعلان.
وإمّا أن تكون منصوبة، وذلك باطل لثلاثة أوجه:
أحدها أن هذا الفعل يتعدّى إلى المفعولين كقولك: أرأيت زيدا ما فعل فلو جعلت الكاف مفعولا لكان ثالثا.
والثاني أنه لو كان مفعولا لكان هو الفاعل في المعنى وليس المعنى على ذلك إذ ليس الغرض أرايت نفسك بل أرأيت غيرك ولذلك قلت:
أرأيتك زيدا، وزيد غير المخاطب ولا هو بدل منه.
والثالث أنه لو كان منصوبا على أنه مفعول لظهرت علامة التثنية والجمع والتأنيث في التاء فكنت تقول: أرأيتما كما، وأ رأيتموكم، وأريتكن.
وقد ذهب الفرّاء إلى أنّ الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع، وفيما ذكرناه إبطال لمذهبه.
فأما مفعول «أرأيتكم» في هذه الآية فقال قوم:
هو محذوف دلّ الكلام عليه تقديره: أرأيتكم عبادتكم الأصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة؟
ودلّ عليه قوله {«أَغَيْرَ اللََّهِ تَدْعُونَ»}.
وقال آخرون: لا يحتاج هذا إلى مفعول لأنّ الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول.
وأما جواب الشرط الذي هو قوله: {«إِنْ أَتََاكُمْ عَذََابُ اللََّهِ»} فما دلّ عليه الاستفهام في قوله: {«أَغَيْرَ اللََّهِ»} تقديره: إن أتتكم الساعة دعوتم الله.
و «غير» منصوب ب «تدعون».
41 {بَلْ إِيََّاهُ}: هو مفعول «تدعون» الذي بعده. {إِلَيْهِ}: يجوز أن يتعلّق بتدعون، وأن يتعلّق بيكشف أي يرفعه إليه.
و «ما»: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، وليست مصدريّة إلا أن تجعلها مصدرا بمعنى المفعول.
42 {بِالْبَأْسََاءِ وَالضَّرََّاءِ}: فعلا فيهما مؤنّث لم يستعمل منه مذكر لم يقولوا بأس وبأساء، وضر وضرّاء كما قالوا: أحمر، وحمراء.
43 {فَلَوْلََا إِذْ}: «إذ»: في موضع نصب ظرف ل {«تَضَرَّعُوا»} أي فلولا تضرّعوا إذ.
{وَلََكِنْ}: استدراك على المعنى أي ما تضرّعوا، ولكن.
44 {بَغْتَةً}: مصدر في موضع الحال من الفاعل أي مباغتين أو من المفعولين، أي مبغوتين.
ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى لأنّ أخذناهم بمعنى بغتناهم.
{فَإِذََا هُمْ}: «إذا» هنا للمفاجأة، وهي ظرف مكان. وهم مبتدأ، و {مُبْلِسُونَ} خبره، وهو العامل في «إذا».
46 {إِنْ أَخَذَ اللََّهُ سَمْعَكُمْ}: قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع الأبصار والقلوب في أول البقرة.(1/143)
46 {إِنْ أَخَذَ اللََّهُ سَمْعَكُمْ}: قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع الأبصار والقلوب في أول البقرة.
6: 4755
{مَنْ}: استفهام في موضع رفع بالإبتداء، و {«إِلََهٌ»}: خبره، و {«غَيْرُ اللََّهِ»}: صفة الخبر.
و {يَأْتِيكُمْ}: في موضع الصفة أيضا، والاستفهام هنا بمعنى الإنكار.
والهاء في {«بِهِ»} تعود على السمع لأنه المذكور أولا. وقيل: تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه فلذلك أفرد.
{كَيْفَ}: حال، والعامل فيه {«نُصَرِّفُ»}.
47 {هَلْ يُهْلَكُ}: الاستفهام هنا بمعنى التقرير فلذلك ناب عن جواب الشرط أي إن أتاكم هلكتم.
48 {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}: حالان من المرسلين.
{فَمَنْ آمَنَ}: يجوز أن يكون شرطا، وأن يكون بمعنى الذي، وهي مبتدأ في الحالين وقد سبق القول على نظائره.
49 {بِمََا كََانُوا يَفْسُقُونَ}: ما مصدرية أي بفسقهم وقد ذكر في أوائل البقرة.
ويقرأ بضمّ السين وكسرها، وهما لغتان.
52 {بِالْغَدََاةِ}: أصلها غدوة فقلبت ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وهي نكرة. ويقرأ «بالغدوة»: بضم الغين وسكون الدال وواو بعدها. وقد عرّفها بالألف واللام وأكثر ما تستعمل معرفة علما، وقد عرّفها هنا بالألف واللام.
وأما {«الْعَشِيِّ»} فقيل:
هو مفرد، وقيل: هو جمع عشيّة.
و {يُرِيدُونَ}: حال.
{مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة، وموضعها رفع بالإبتداء، وعليك الخبر.
و {مِنْ حِسََابِهِمْ}:
صفة لشيء، قدّم عليه فصار حالا وكذلك الذي بعده إلا أنه قدم {«مِنْ حِسََابِكَ»} على {«عَلَيْهِمْ»}.
ويجوز أن يكون الخبر من حسابهم وعليك صفة لشيء مقدمة عليه.
{فَتَطْرُدَهُمْ}: جواب لما النافية فلذلك نصب.
{فَتَكُونَ}: جواب النهي وهو {«لََا تَطْرُدِ»}.
53 {لِيَقُولُوا}: اللام متعلقة بفتنّا أي اختبرناهم ليقولوا فنعاقبهم بقولهم.
ويجوز أن تكون لام العاقبة.
و {(هََؤُلََاءِ)}: مبتدأ، و {مَنَّ اللََّهُ عَلَيْهِمْ}:
الخبر، والجملة في موضع نصب بالقول.
ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف فسّره ما بعده، تقديره: أخص هؤلاء أو فضّل.
و {مَنَّ} متعلقة بمنّ اي ميّزهم علينا.
ويجوز أن تكون حالا أي من عليهم منفردين.
{بِالشََّاكِرِينَ}: يتعلّق بأعلم لأنّه ظرف.
والظرف فيه معنى الفعل بخلاف المفعول فإن أفعل لا يعمل فيه.
54 {وَإِذََا جََاءَكَ}: العامل في إذا معنى الجواب أي إذا جاءك سلّم عليهم.
و {سَلََامٌ}: مبتدأ، وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من معنى الفعل. {كَتَبَ رَبُّكُمْ}: الجملة محكيّة بعد القول أيضا.
{أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ}: يقرأ بكسر إنّ وفتحها، ففي الكسر وجهان:
أحدهما هي مستأنفة، والكلام تام قبلها.
والثاني أنه حمل «كتب» على قال، فكسرت «إنّ» بعده.
وأما الفتح ففيه وجهان:
أحدهما هو بدل من الرحمة أي كتب أنه من عمل.
والثاني أنه مبتدأ وخبره محذوف أي عليه أنه من عمل، ودلّ على ذلك ما قبله.
والهاء ضمير الشأن، و «من» بمعنى الذي، أو شرط، وموضعها مبتدأ.
و {مِنْكُمْ}: في موضع الحال من ضمير الفاعل.
و {بِجَهََالَةٍ}: حال أيضا أي جاهلا.
ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب الجهل.
والهاء في {«بَعْدِهِ»}: تعود على العمل، أو على السوء.
{فَأَنَّهُ} يقرأ بالكسر، وهو معطوف على «إنّ» الأولى، أو تكرير للأولى عند قوم، وعلى هذا خبر «من» محذوف دلّ عليه الكلام. ويجوز أن يكون العائد محذوفا، أي فإنه غفور له.
وإذا جعلت «من» شرطا فالأمر كذلك.
ويقرأ بالفتح، وهو تكرير للأولى على قراءة من فتح الأولى، أو بدل منها عند قوم وكلاهما ضعيف لوجهين:
أحدهما أنّ البدل لا يصحبه حرف معنى إلا أن تجعل الفاء زائدة، وهو ضعيف.
والثاني أنّ ذلك يؤدّي إلى ألا يبقى لمن خبر، ولا جواب إن جعلتها شرطا.
والوجه أن تكون «أنّ» خبر مبتدأ محذوف أي فشأنه أنه غفور له، أو يكون المحذوف ظرفا أي فعليه أنه فتكون أنّ إما مبتدأ، وإما فاعلا.
55 {وَكَذََلِكَ}: الكاف وصف لمصدر محذوف أي نفصّل الآيات تفصيلا مثل ذلك.
وليستبين: يقرأ بالياء، و {«سَبِيلُ»}:
فاعل أي يتبين، وذكّر السبيل وهو لغة فيه، ومنه قوله تعالى: {«وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا»}.(1/144)
فاعل أي يتبين، وذكّر السبيل وهو لغة فيه، ومنه قوله تعالى: {«وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا»}.
6: 5665
ويجوز أن تكون القراءة بالياء على أنّ تأنيث السبيل غير حقيقي.
ويقرأ بالتاء، والسبيل فاعل مؤنّث، وهو لغة فيه، ومنه: {«قُلْ هََذِهِ سَبِيلِي»}.
ويقرأ بنصب السبيل، والفاعل المخاطب، واللام تتعلق بمحذوف أي لتستبين فصّلنا.
57 {وَكَذَّبْتُمْ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، «وقد» معه مزاده.
والهاء في «به» تعود على ربّي.
ويجوز أن تعود على معنى البينة لأنّها في معنى البرهان والدليل.
يقضي الحقّ: يقرأ بالضّاد من القضاء وبالصاد من القصص والأول أشبه بخاتمة الآية.
59 {مَفََاتِحُ}: هو جمع مفتح، والمفتح الخزانة فأما ما يفتح به فهو مفتاح، وجمعه مفاتيح.
وقد قيل: مفتح أيضا.
{لََا يَعْلَمُهََا}: حال من مفاتح، والعامل فيها ما تعلّق به الظّرف، أو نفس الظّرف إن رفعت به مفاتح.
و {مِنْ وَرَقَةٍ}: فاعل.
{وَلََا حَبَّةٍ}: معطوف على لفظ ورقة، ولو رفع على الموضع جاز.
{وَلََا رَطْبٍ وَلََا يََابِسٍ}: مثله.
وقد قرىء بالرّفع على الموضع.
{إِلََّا فِي كِتََابٍ}: أي إلا هو في كتاب.
ولا يجوز أن يكون استثناء يعمل فيه {«يَعْلَمُهََا»} لأنّ المعنى يصير: وما تسقط من ورقة إلا يعلمها إلا في كتاب، فينقلب معناه إلى الإثبات أي إلا يعلمها في كتاب.
وإذا لم يكن يعلمها إلا في كتاب وجب أن يعلمها في الكتاب، فإذا يكون الاستثناء الثاني بدلا من الأول أي: وما تسقط من ورقة إلا هي في كتاب وما يعلمها.
60 {بِاللَّيْلِ}: الباء هنا بمعنى في وجاز ذلك لأنّ الباء للإلصاق، والملاصق للزمان والمكان حاصل فيهما.
{لِيُقْضى ََ أَجَلٌ}: على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ على تسمية الفاعل وأجلا نصب.
61 {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ}: يحتمل أربعة أوجه:
أحدها أن يكون مستأنفا. والثاني أن يكون معطوفا على قوله:
{«يَتَوَفََّاكُمْ»}، وما بعده من الأفعال المضارعة.
والثالث أن يكون، معطوفا على القاهر لأنّ اسم الفاعل في معنى يفعل، وهو نظير قولهم: الطائر الذباب فيغضب زيد.
والرابع أن يكون التقدير:
وهو يرسل وتكون الجملة حالا إمّا من الضمير في القاهر، أو من الضمير في الظّرف.
و {عَلَيْكُمْ}: فيه وجهان:
أحدهما هو متعلّق بيرسل.
والثاني أن يكون في نية التأخير. وفيه وجهان:
أحدهما: أن يتعلّق بنفس: {«حَفَظَةً»}، والمفعول محذوف أي يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم.
والثاني أن يكون صفة لحفظة قدّمت فصار حالا.
{تَوَفَّتْهُ}: يقرأ بالتاء على تأنيث الجماعة، وبألف ممالة على إرادة الجمع.
ويقرأ شاذا: «تتوفّاه» على الاستقبال.
{يُفَرِّطُونَ}: بالتشديد أي: ينقصون مما أمروا.
ويقرأ شاذا بالتخفيف أي: يزيدون على ما أمروا.
62 {ثُمَّ رُدُّوا}: الجمهور على ضمّ الراء وكسر الدال الأولى محذوفة، وليصحّ الإدغام.
ويقرأ بكسر الراء على نقل كسرة الدال الأولى إلى الراء.
{مَوْلََاهُمُ الْحَقِّ}: صفتان وقرئ «الحقّ» بالنصب على أنه صفة مصدر محذوف، أي الرد الحق، أو على إضمار أعني.
63 {يُنَجِّيكُمْ}: يقرأ بالتشديد والتخفيف، والماضي أنجى ونجّى، والهمزة والتشديد للتّعدية. {تَدْعُونَهُ}: في موضع الحال من ضمير المفعول في «ينجيكم».
{تَضَرُّعاً}: مصدر، والعامل فيه من غير لفظه، بل من معناه.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وكذلك {«خُفْيَةً»}.
ويقرأ بضم الخاء وكسرها، وهما لغتان.
وقرئ «وخيفة»، من الخوف وهو مثل قوله تعالى: {«وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً»}.
لئن أنجيتنا: على الخطاب أي يقولون:
لئن أنجيتنا.
ويقرأ: لئن أنجانا على الغيبة، وهو موافق لقوله: يدعونه.
{مِنْ هََذِهِ} أي من هذه الظلمة والكربة.
65 {مِنْ فَوْقِكُمْ}: يجوز أن يكون وصفا للعذاب، وأن يتعلّق بيبعث وكذلك: {«مِنْ تَحْتِ»}.
{أَوْ يَلْبِسَكُمْ}: الجمهور على فتح الياء أي يلبس عليكم أموركم، فحذف حرف الجر والمفعول.
والجيّد أن يكون التقدير: يلبس أموركم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.(1/145)
والجيّد أن يكون التقدير: يلبس أموركم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
6: 6671
ويقرأ بضم الياء أي يعمكم بالاختلاف.
و {شِيَعاً}: جمع شيعة، وهو حال.
وقيل: هو مصدر، والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه.
ويجوز على هذا أن يكون حالا ايضا أي مختلفين.
66 {لَسْتُ عَلَيْكُمْ}: «على» متعلّق ب {بِوَكِيلٍ}.
ويجوز على هذا أن يكون حالا من وكيل على قول من أجاز تقديم الحال على حرف الجر.
67 {مُسْتَقَرٌّ}: مبتدأ، والخبر الظرف قبله أو فاعل والعامل فيه الظرف وهو مصدر بمعنى الاستقرار. ويجوز أن يكون بمعنى المكان.
68 {غَيْرِهِ}: إنما ذكّر الهاء لأنّه أعادها على معنى الآيات لأنّها حديث وقرآن.
{يُنْسِيَنَّكَ}: يقرأ بالتخفيف والتشديد، وماضيه نسي وأنسى، والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثاني، وهو محذوف أي ينسينك الذكر أو الحقّ.
69 {مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة، ومن حسابهم: حال والتقدير شيء من حسابهم.
{وَلََكِنْ ذِكْرى ََ} أي: ولكن نذكرهم ذكرى، فيكون في موضع نصب. ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هذا ذكرى، أو عليهم ذكرى.
70 {أَنْ تُبْسَلَ}: مفعول له أي مخافة أن تبسل.
{لَيْسَ لَهََا}: يجوز أن تكون الجملة في موضع رفع صفة لنفس. وأن تكون في موضع حال من الضمير في {«كَسَبَتْ»}. وأن تكون مستأنفة.
{مِنْ دُونِ اللََّهِ}: في موضع الحال، أي ليس لها وليّ من دون الله.
ويجوز أن يكون {«مِنْ دُونِ اللََّهِ»} خبر ليس، و «لها» تبيين، وقد ذكرنا مثاله.
{كُلَّ عَدْلٍ}: انتصاب كلّ على المصدر لأنّها في حكم ما تضاف إليه.
{أُولََئِكَ الَّذِينَ}: جمع على المعنى، وأولئك مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما الذين أبسلوا فعلى هذا يكون قوله:
{«لَهُمْ شَرََابٌ»} فيه وجهان:
أحدهما هو حال من الضمير في أبسلوا.
والثاني: هو مستأنف.
والوجه الآخر أن يكون الخبر لهم شراب، والذين أبسلوا بدل من أولئك، أو نعت أو يكون خبرا أيضا، ولهم شراب خبرا ثانيا. 71 {أَنَدْعُوا}: الاستفهام بمعنى التوبيخ.
و «ما»: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
و {مِنْ دُونِ اللََّهِ}: متعلّق ب «ندعو». ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في {«يَنْفَعُنََا»}، ولا مفعولا لينفعنا لتقدّمه على «ما»، والصلة والصفة لا تعمل فيما قبل الموصول والموصوف.
{وَنُرَدُّ}: معطوف على ندعو.
ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال أي ونحن نرد.
و {عَلى ََ أَعْقََابِنََا}: حال من الضمير في نرد أي نردّ منقلبين، أو متأخّرين.
{كَالَّذِي}: في الكاف وجهان:
أحدهما هي حال من الضمير في نرد، أو بدل {«نُرَدُّ عَلى ََ أَعْقََابِنََا»} أي مشبهين للذي {«اسْتَهْوَتْهُ»}.
والثاني أن تكون صفة لمصدر محذوف أي ردّا مثل ردّ الذي استهوته.
يقرأ: استهوته، واستهواه، مثل توفته وتوفّاه.
وقد ذكر.
و «الذي»: يجوز أن يكون هنا مفردا أي:
كالرجل الذي، أو كالفريق الذي.(1/146)
كالرجل الذي، أو كالفريق الذي.
6: 7275
ويجوز أن يكون جنسا، والمراد الذين.
{فِي الْأَرْضِ}: يجوز أن يكون متعلقا باستهوته، وأن يكون حالا من {«حَيْرََانَ»} أي حيران كائنا في الأرض.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في حيران، وأن يكون حالا من الهاء في استهوته.
و {حَيْرََانَ}: حال من الهاء، أو من الضمير في الظرف ولم ينصرف لأنّ مؤنثه حيرى.
{لَهُ أَصْحََابٌ}: يجوز أن تكون الجملة مستأنفة، وأن تكون حالا من الضمير في «حيران». أو من الضمير في الظّرف، أو بدلا من الحال التي قبلها.
{ائْتِنََا}: أي يقولون: ائتنا.
{لِنُسْلِمَ}: أي أمرنا بذلك لنسلم.
وقيل: اللام بمعنى الباء. وقيل: هي زائدة أي أن نسلم.
72 {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلََاةَ}: أن مصدرية، وهي معطوفة على {«لِنُسْلِمَ»}.
وقيل: هو معطوف على قوله: {«إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ»} التقدير: وقل أن أقيموا.
وقيل: هو محمول على المعنى أي: قيل لنا أسلموا، وأن أقيموا.
73 {وَيَوْمَ يَقُولُ}: فيه جملة أوجه:
أحدها هو معطوف على الهاء في {«اتَّقُوهُ»} أي: واتّقوا عذاب يوم يقول.
والثاني هو معطوف على السموات أي خلق يوم يقول.
والثالث هو خبر {«قَوْلُهُ الْحَقُّ»} أي: وقوله الحقّ يوم يقول، والواو داخلة على الجملة المقدّم فيها الخبر، والحقّ صفة ل «قوله».
والرابع هو ظرف لمعنى الجملة التي هي: قوله الحق أي: يحقّ قوله في يوم يقول كن.
والخامس هو منصوب على تقدير: واذكر.
وأما فاعل {«فَيَكُونُ»} ففيه أوجه:
أحدهما هو جميع ما يخلقه الله في يوم القيامة.
والثاني هو ضمير المنفوخ فيه من الصّور، دلّ عليه قوله: {«يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ»}.
والثالث هو ضمير اليوم.
والرابع هو قوله الحق أي فيوجد قوله الحق، وعلى هذا يكون «قوله» بمعنى مقوله أي فيوجد ما قال له كن. فخرج ممّا ذكرنا أنّ «قوله»: يجوز أن يكون فاعلا والحقّ صفته. أو مبتدأ واليوم خبره والحقّ صفته وأن يكون مبتدأ، والحق صفته، ويوم ينفخ خبره، أو مبتدأ والحقّ خبره.
{يَوْمَ يُنْفَخُ}: يجوز أن يكون خبر «قوله» على ما ذكرنا وأن يكون ظرفا للملك، أو حالا منه، والعامل «له»، أو ظرفا لتحشرون، أو ليقول، أو لقوله: الحق، أو لقوله: عالم الغيب.
{عََالِمُ الْغَيْبِ}:
الجمهور على الرفع ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون فاعل يقول كن، وأن يكون صفة للذي.
وقرئ بالجر بدلا من رب العالمين، أو من الهاء في له.
74 {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ}: إذ في موضع نصب على فعل محذوف أي واذكروا، وهو معطوف على أقيموا.
و {آزَرَ}: يقرأ بالمد ووزنه أفعل، ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقّه من الأزر أو الوزر ومن اشتقّه من واحد منهما قال: هو عربي، ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل.
ويقرأ بفتح الراء على أنه بدل من أبيه، وبالضمّ على النداء.
وقرئ في الشاذ بهمزتين مفتوحتين وتنوين الراء وسكون الزاي والأزر الخلق مثل الأسر.
ويقرأ بفتح الأولى وكسر الثانية. وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الهمزة الثانية فاء الكلمة وليست بدلا، ومعناها النقل.
والثاني هي بدل من الواو، قال: وأصلها وزر كما قالوا وعاء وإعاء، ووسادة وإسادة.
والهمزة الأولى على هاتين القرائتين للاستفهام بمعنى الإنكار، ولا همزة في تتخذ.
وفي انتصابه على هذا وجهان:
أحدهما هو مفعول من أجله أي لتحيّرك واعوجاج دينك تتخذ. والثاني هو صفة لأصنام قدّمت عليها وعلى العامل فيها فصارت حالا أي أتتخذ أصناما ملعونة، أو معوجة.
و {أَصْنََاماً}: مفعول أول.
و {آلِهَةً}: ثان. وجاز أن يجعل المفعول الأول نكرة لحصول الفائدة من الجملة وذلك لأنه يسهل في المفاعيل ما لا يسهل في المبتدأ.
75 {وَكَذََلِكَ}: في موضعه وجهان:
أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه، تقديره: وكما رأى أباه وقومه في ضلال مبين أريناه ذلك أي ما رآه صوابا باطلاعنا إياه عليه.
ويجوز أن يكون منصوبا ب {«نُرِي»} التي بعده على أنه صفة لمصدر محذوف، تقديره: نريه ملكوت السموات والأرض رؤية كرؤيته ضلال أبيه.
وقيل: الكاف بمعنى اللام أي ولذلك نريه.
والوجه الثاني أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي والأمر كذلك أي كما رآه من ضلالتهم.
{وَلِيَكُونَ}: أي وليكون {«مِنَ الْمُوقِنِينَ»} أريناه.
وقيل التقدير: ليستدلّ وليكون.(1/147)
وقيل التقدير: ليستدلّ وليكون.
6: 7686
76 {رَأى ََ كَوْكَباً}: يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الأصل. وبالإمالة لأنّ الألف منقلبة عن ياء كقولك: رأيت رؤية.
ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين، وهو نوع من الإمالة.
ويقرأ بجعل الراء كذلك اتباعا للهمزة.
ويقرأ بكسرهما وفيه وجهان:
أحدهما أنّه كسر الهمزة للإمالة، ثم أتبعها الراء.
والثاني أنّ أصل الهمزة الكسر، بدليل قولك في المستقبل: يرى أي يرأى. وإنما فتحت من أجل حرف الحلق، كما تقول: وسع يسع، ثم كسر الحرف الأول في الماضي اتباعا لكسرة الهمزة فإن لقي الألف ساكن مثل: رأى الشّمس فقد قرئ بفتحهما على الأصل، وبكسرهما على ما تقدم.
وبكسر الراء وفتح الهمزة لأنّ الألف سقطت من اللفظ لأجل الساكن بعدها، والمحذوف هنا في تقدير الثابت، وكان كسر الراء تنبيها على أنّ الأصل كسر الهمزة، وأن فتحها دليل على الألف المحذوفة.
{هََذََا رَبِّي}: مبتدأ وخبر تقديره أهذا ربي؟
وقيل: هو على الخبر أي هو غير استفهام.
78 {بََازِغَةً}: هو حال من الشمس وإنما قال للشمس «هذا» على التذكير، لأنّه أراد هذا الكوكب، أو الطالع، أو الشخص، أو الضّوء، أو الشيء أو لأنّ التأنيث غير حقيقي.
79 {لِلَّذِي فَطَرَ السَّمََاوََاتِ}: أي لعبادته، أو لرضاه.
80 {أَتُحََاجُّونِّي}: يقرأ بتشديد النون.
على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والأصل تحاجّونني.
ويقرأ بالتخفيف على حذف إحدى النونين.
وفي المحذوفة وجهان:
أحدهما هي نون الوقاية لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال، وقد جاء ذلك في الشعر.
والثاني المحذوفة نون الرفع لأنّ الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون الرفع لا تكسر، وقد جاء ذلك في الشعر كثيرا قال الشاعر:
كلّ له نية في بغض صاحبه ... بنعمة الله نقليكم وتقلونا
أي تقلوننا، والنون الثانية هنا ليست وقاية بل هي من الضمير، وحذف بعض الضمير لا يجوز، وهو ضعيف أيضا لأنّ علامة الرفع لا تحذف إلا بعامل. {مََا تُشْرِكُونَ بِهِ}: «ما» بمعنى الذي أي ولا أخاف الصّنم الذي تشركون به أي بالله فالهاء في «به» ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون الهاء عائدة على ما أي ولا أخاف الذي تشركون بسببه ولا تعود على الله.
ويجوز أن تكون «ما» نكرة موصوفة، وأن تكون مصدرية.
{إِلََّا أَنْ يَشََاءَ}: يجوز أن يكون استثناء من جنس الأول تقديره: إلا في حال مشيئة ربّي أي لا أخافها في كل حال إلا في هذه الحال.
ويجوز أن يكون من غير الأول أي لكن أخاف أن يشاء ربي خوفي ما أشركتم.
و {شَيْئاً}: نائب عن المصدر أي: مشيئة.
ويجوز أن يكون مفعولا به أي: إلا أن يشاء ربي أمرا غير ما قلت.
و {عِلْماً}: تمييز.
و {كُلَّ شَيْءٍ}: مفعول وسع أي علم كلّ شيء.
ويجوز أن يكون «علما» على هذا التقدير مصدرّا لمعين وسع لأنّ ما يسع الشيء فقد أحاط به، والعالم بالشيء محيط بعلمه.
81 {وَكَيْفَ أَخََافُ}: كيف حال، والعامل فيها أخاف، وقد ذكر.
و {مََا أَشْرَكْتُمْ}: يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة والعائد محذوف وأن تكون مصدرية.
{مََا لَمْ}: «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، وهي في موضع نصب بأشركتم.
و {عَلَيْكُمْ}: متعلق بينزّل.
ويجوز أن يكون حالا من «سلطان» أي ما لم ينزل به حجة عليكم. والسلطان مثل الرّضوان والكفران.
وقد قرئ بضم اللام وهي لغة أتبع فيها الضم.
82 {الَّذِينَ آمَنُوا}: فيه وجهان:
أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين.
والثاني هو مبتدأ، و {«أُولََئِكَ»} بدل منه، أو مبتدأ ثان.
{لَهُمُ الْأَمْنُ}: مبتدأ وخبر، والجملة خبر لما قبلها. ويجوز أن يكون الأمن مرفوعا بالجار، لأنه معتمد على ما قبله.
83 {وَتِلْكَ}: هو مبتدأ، وفي {حُجَّتُنََا} وجهان:
أحدهما هو بدل من «تلك».
وفي {«آتَيْنََاهََا»} وجهان: أحدهما: هو خبر عن المبتدأ.
و {عَلى ََ قَوْمِهِ}: متعلق بمحذوف، أي آتيناها إبراهيم حجة على قومه، أو دليلا.
والثاني: أن تكون حجّتنا خبر تلك، وآتيناها في موضع الحال من الحجّة والعامل معنى الإشارة ولا يجوز أن يتعلّق «على» بحجّتنا لأنّها مصدر، وآتيناها خبر، أو حال وكلاهما لا يفصل به بين الموصول والصلة.
{نَرْفَعُ}: يجوز أن يكون في موضع الحال من {آتَيْنََاهََا}، ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويقرأ بالنون والياء، وكذلك في نشاء والمعنى ظاهر.
{دَرَجََاتٍ}: يقرأ بالإضافة، وهو مفعول نرفع ورفع درجة الإنسان رفع له.
ويقرأ بالتنوين. و {«مَنْ»}: على هذا مفعول نرفع، ودرجات ظرف، أو حرف الجر محذوف منها أي إلى درجات.
84 {كُلًّا هَدَيْنََا}: كلا منصوب بهدينا، والتقدير: كلّا منهما.
{وَنُوحاً هَدَيْنََا}: أي هدينا نوحا.
والهاء في {«ذُرِّيَّتِهِ»}: تعود على نوح، والمذكورون بعده من الأنبياء ذرية نوح، والتقدير:
وهدينا من ذريته هؤلاء.
وقيل: تعود على إبراهيم وهذا ضعيف لأنّ من جملتهم لوطا، وليس من ذريّة إبراهيم.
{وَكَذََلِكَ نَجْزِي}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك.
85 - وأما (عيسى) فقيل: هو أعجمي لا يعرف له اشتقاق. وقيل هو مشتقّ من العيس، وهو البياض.
وقيل من العيس، وهو ماء الفحل وقيل هو من عاس يعوس إذا أصلح فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو.
86 - وأما {الْيَسَعَ} فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة. وفيه وجهان:(1/148)
86 - وأما {الْيَسَعَ} فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة. وفيه وجهان:
6: 8792
أحدهما هو اسم أعجمي علم، والألف واللام فيه زائدة، كما زيدت في النّسر، وهو الصّنم لأنه صنم بعينه، وكذلك قالوا: في عمر والعمر وكذلك اللّات والعزّى.
والثاني أنه عربي، وهو فعل مضارع سمّي به ولا ضمير فيه فأعرب، ثم نكّر، ثم عرّف بالألف واللام وقيل: اللام على هذا زائدة أيضا.
ويسع، أصله يوسع بكسر السين، ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم فتحت السين من أجل حرف الحلق، ولم تردّ الواو لأنّ الفتحة عارضة، ومثله يطأ، ويقع، ويدع.
{وَكلًّا}: منصوب ب {فَضَّلْنََا}.
87 {وَمِنْ آبََائِهِمْ}: هو معطوف على «وكلا» أي: وفضّلنا كلّا من آبائهم، أو وهدينا كلا من آبائهم.
88 {ذََلِكَ}: مبتدأ، و {«هُدَى اللََّهِ»} خبره.
و {يَهْدِي بِهِ}: حال من الهدى، والعامل فيه الإشارة.
ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى.
ويجوز أن يكون «هدى الله» بدلا من ذلك، و «يهدي به» الخبر.
و {مِنْ عِبََادِهِ}: حال من «من»، أو من العائد المحذوف.
89 - والباء في {«بِهََا»} الأخيرة تتعلّق {بِكََافِرِينَ}. والباء في بكافرين زائدة أي ليسوا كافرين بها.
90 {اقْتَدِهْ}: يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل وهي على هذا هاء السكت. ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الإضمار.
ومنهم من يكسرها. وفيه وجهان:
أحدهما هي هاء السكت أيضا شبّهت بهاء الضمير، وليس بشيء.
والثاني هي هاء الضمير، والمضمر المصدر أي اقتد الاقتداء، ومثله:
هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرّشا إن يلقها ذيب
فالهاء ضمير الدرس لا مفعول، لأنّ يدرس قد تعدّى إلى القرآن.
وقيل: من سكّن الهاء جعلها هاء الضمير، وأجرى الوصل مجرى الوقف. والهاء في «عليه» ضمير القرآن أو التّبليغ.
91 {حَقَّ قَدْرِهِ}:
حقّ منصوب نصب المصدر، وهو في الأصل وصف أي قدره الحق ووصف المصدر إذا أضيف إليه ينتصب نصب المصدر.
ويقرأ «قدره» بسكون الدال وفتحها.
و {إِذْ}: ظرف لقدروا.
و {مِنْ شَيْءٍ}:
مفعول أنزل، ومن زائدة.
{نُوراً}: حال من الهاء في «به»، أو من الكتاب.
و «به» يجوز أن تكون مفعولا به، وأن تكون حالا.
و {تَجْعَلُونَهُ}:
مستأنف لا موضع له.
و {قَرََاطِيسَ}: أي في قراطيس، وقيل: ذا قراطيس.
وقيل: ليس فيه تقدير محذوف.
والمعنى: أنزلوه منزلة القراطيس التي لا شيء فيها في ترك العمل به.
و {تُبْدُونَهََا}: وصف للقراطيس.
{«وَتُخْفُونَ»} كذلك، والتقدير: وتخفون كثيرا منها.
ويقرأ في الموضع الثلاثة بالياء على الغيبة حملا على ما قبلها في أول الآية. وبالتاء على الخطاب وهو مناسب لقوله: {«وَعُلِّمْتُمْ»} أي وقد علمتم، والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في {«تَجْعَلُونَهُ»} على قراءة التاء.
وعلى قراءة الياء يجوز أن يكون «وعلمتم» مستأنفا، وأن يكون رجع من الغيبة إلى الخطاب.
و {قُلِ اللََّهُ}: جواب {«قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتََابَ»} وارتفاعه بفعل محذوف أي أنزله الله.
ويجوز أن يكون التقدير: هو الله. أو المنزّل الله، أو الله أنزله.
{فِي خَوْضِهِمْ}: يجوز أن يتعلّق بذرهم على أنه ظرف له، وأن يكون حالا من ضمير المفعول أي ذرهم خائضين، وأن يكون متعلّقا ب {يَلْعَبُونَ}. و {يَلْعَبُونَ}: في موضع الحال، وصاحب الحال ضمير المفعول في {«ذَرْهُمْ»} إذا لم يجعل {«فِي خَوْضِهِمْ»} حالا منه وإن جعلته حالا منه كان الحال الثانية من ضمير الاستقرار في الحال الأولى.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور «في خوضهم»، ويكون العامل المصدر، والمجرور فاعل في المعنى.
92 {أَنْزَلْنََاهُ}: في موضع رفع صفة لكتاب.
و {مُبََارَكٌ}: صفة أخرى، وقد قدم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد. ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول، أو على الحال من النكرة الموصوفة.
و {مُصَدِّقُ الَّذِي}: التنوين في تقدير الثبوت لأنّ الإضافة غير محضة.
{وَلِتُنْذِرَ}: بالتاء على خطاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبالياء على أنّ الفاعل الكتاب، وفي الكلام حذف، تقديره: ليؤمنوا ولتنذر، أو نحو ذلك، أو ولتنذر {«أُمَّ الْقُرى ََ»} أنزلناه.
{وَمَنْ}: في موضع نصب عطفا على «أمّ»، والتقدير: ولتنذر أهل أمّ.
{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ}: مبتدأ، و {«يُؤْمِنُونَ بِهِ»} الخبر.(1/149)
{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ}: مبتدأ، و {«يُؤْمِنُونَ بِهِ»} الخبر.
6: 9398
ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب عطفا على أمّ القرى فيكون يؤمنون به حالا.
و {عَلى ََ}: متعلقة ب {يُحََافِظُونَ}.
93 {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً}: يجوز أن يكون «كذبا» مفعول افترى، وأن يكون مصدرا على المعنى أي افتراء. وأن يكون مفعولا من أجله، وأن يكون مصدرا في موضع الحال.
{أَوْ قََالَ}: عطف على «افترى».
و {إِلَيَّ}: في موضع رفع على أنه قام مقام الفاعل.
ويجوز أن يكون في موضع نصب والتقدير:
أوحي الوحي، أو الإيحاء.
{وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ}: في موضع الحال من ضمير الفاعل في نال، أو الياء في «إليّ».
{وَمَنْ قََالَ}: في موضع جرّ عطفا على من افترى أي: وممّن قال.
و {مِثْلَ مََا}: يجوز أن يكون مفعولا {«سَأُنْزِلُ»}، و «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، وتكون «ما» مصدرية.
و {إِذِ}: ظرف لترى، والمفعول محذوف، أي ولو ترى الكفار، أو نحو ذلك. و {الظََّالِمُونَ}: مبتدأ، والظّرف بعده خبر عنه.
{وَالْمَلََائِكَةُ}: مبتدأ، وما بعده الخبر، والجملة حال من الضمير في الخبر قبله.
و {بََاسِطُوا أَيْدِيهِمْ}:
في تقدير التنوين أي باسطون أيديهم.
{أَخْرِجُوا}: أي يقولون: أخرجوا، والمحذوف حال من الضمير في «باسطو».
و {الْيَوْمَ}: ظرف لأخرجوا، فيتمّ الوقف عليه.
ويجوز أن يكون ظرفا ل {«تُجْزَوْنَ»} فيتمّ الوقف على {«أَنْفُسَكُمُ»}.
{غَيْرَ الْحَقِّ}: مفعول تقولون.
ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف أي قولا غير الحقّ.
{وَكُنْتُمْ}: يجوز أن يكون معطوفا على كنتم الأولى أي وبما كنتم، وأن يكون مستأنفا.
94 {فُرََادى ََ}: هو جمع فرد، والألف للتأنيث مثل كسالى.
وقرئ في الشاذّ بالتنوين على أنه اسم صحيح.
ويقال في الرفع فراد، مثل توام ورجال، وهو جمع قليل.
ومنهم من لا يصرفه يجعله معدولا مثل ثلاث ورباع وهو حال من ضمير الفاعل.
{كَمََا خَلَقْنََاكُمْ}: الكاف في موضع الحال، وهو بدل من فرادى. وقيل: هي صفة مصدر محذوف أي مجيئا كمجيئكم يوم خلقناكم.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فرادى أي مشبهين ابتداء خلقكم.
و {أَوَّلَ}: ظرف لخلقناكم.
و «المرّة» في الأصل مصدر مرّ يمر ثم استعمل ظرفا اتساعا وهذا يدلّ على قوّة شبه الزمان بالفعل.
{وَتَرَكْتُمْ}: يجوز أن يكون حالا أي وقد تركتم، وأن يكون مستأنفا.
{وَمََا نَرى ََ}: لفظه لفظ المستقبل، وهي حكاية حال. و {مَعَكُمْ}: معمول نرى، وهي من رؤية العين.
ولا يجوز أن يكون حالا من الشفعاء إذ المعنى يصير أن شفعاءهم معهم ولا نراهم.
وإن جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعولا ثانيا، وهو ضعيف في المعنى.
{بَيْنَكُمْ}: يقرأ بالنصب، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو ظرف لتقطّع، والفاعل مضمر أي تقطّع الوصل بينكم، ودلّ عليه شركاء.
والثاني هو وصف لمحذوف أي لقد تقطّع شيء بينكم، أو وصل.
والثالث أنّ هذا المنصوب في موضع رفع وهو معرب. وجاز ذلك حملا على أكثر أحوال الظرف، وهو قول الأخفش، ومثله: {«مِنَّا الصََّالِحُونَ وَمِنََّا دُونَ ذََلِكَ»}.
ويقرأ بالرفع على أنه فاعل. والبين هنا:
الوصل، وهو من الأضداد.
95 {فََالِقُ الْحَبِّ}: يجوز أن يكون معرفة لأنه ماض، وأن يكون نكرة على أنه حكاية حال.
وقرئ في الشاذ «فلق».
96 - و {الْإِصْبََاحِ}: مصدر أصبح.
ويقرأ بفتح الهمزة على أنه جمع صبح، كقفل وأقفال.
وجاعل اللّيل: مثل فالق الإصباح في الوجهين.
و {سَكَناً}: مفعول جاعل إذا لم تعرّفه، وإن عرّفته كان منصوبا بفعل محذوف أي جعله سكنا.
والسّكن: ما سكنت إليه من أهل ونحوهم، فجعل الليل بمنزلة الأهل. وقيل: التقدير: مسكونا فيه، أو ذا سكن.
{وَالشَّمْسَ}: منصوب بفعل محذوف، أو بجاعل إذا لم تعرّفه.
وقرئ في الشاذ بالجر عطفا على الإصباح، أو على الليل.
و {حُسْبََاناً}: فيه وجهان:
أحدهما هو جمع حسبانه.
والثاني هو مصدر، مثل الحسب والحساب، وانتصابه كانتصاب سكنا.
98 {فَمُسْتَقَرٌّ}: يقرأ بفتح القاف وفيه وجهان:
أحدهما هو مصدر ورفعه بالإبتداء أي فلكم استقرار.(1/150)
أحدهما هو مصدر ورفعه بالإبتداء أي فلكم استقرار.
6: 99103
والثاني أنه اسم مفعول، ويراد به المكان أي فلكم مكان تستقرّون فيه إما في البطون، وإما في القبور.
ويقرأ بكسر القاف، فيكون مكانا يستقرّ لكم وقيل تقديره: فمنكم مستقر.
وأما {مُسْتَوْدَعٌ} فبفتح الدال لا غير. ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه، وهو إمّا الصلب أو القبر.
ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستيداع.
99 {فَأَخْرَجْنََا مِنْهُ خَضِراً} أي بسببه.
والخضر بمعنى الأخضر.
ويجوز أن تكون الهاء في «منه» راجعة على النبات وهو الأشبه. وعلى الأول يكون فأخرجنا بدلا من أخرجنا الأولى.
{نُخْرِجُ}: في موضع نصب صفة لخضرا.
ويجوز أن يكون مستأنفا. والهاء في {«مِنْهُ»} تعود على الخضر.
و {قِنْوََانٌ}: بكسر القاف وضمّها، وهما لغتان. وقد قرىء بهما، والواحد قنو، مثل: صنو وصنوان. وفي رفعه وجهان:
أحدهما هو مبتدأ وفي خبره وجهان:
أحدهما: هو: من النخل، و {«مِنْ طَلْعِهََا»} بدل بإعادة الخافض.
والثاني: أنّ الخبر «من طلعها»، وفي {«مِنَ النَّخْلِ»} ضمير تقديره: ونبت من النخل شيء، أو ثمر فيكون «من طلعها» بدلا منه.
والوجه الآخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل «من طلعها» فيكون في «من النخل» ضمير تفسيره قنوان.
وإن رفعت «قنوان» بقوله: {«وَمِنَ النَّخْلِ»} على قول من أعمل أوّل الفعلين جاز، وكان في «من طلعها» ضمير مرفوع.
وقرئ في الشاذ «قنوان» بفتح القاف وليس بجمع قنو لأن فعلانا لا يكون جمعا، وإنما هو اسم للجمع كالباقر.
{وَجَنََّاتٍ} بالنصب عطفا على قوله: {«نَبََاتَ كُلِّ شَيْءٍ»} أي وأخرجنا به جنات. ومثله {«وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمََّانَ»}.
ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير: من الكرم جنات.
ولا يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لأن العنب لا يخرج من النخل. و {«مِنْ أَعْنََابٍ»} صفة لجنات. و {مُشْتَبِهاً}: حال من الرّمان، أو من الجميع.
و {إِذََا}: ظرف لانظروا.
و {ثَمَرِهِ}: يقرأ بفتح الثاء والميم: جمع ثمرة، مثل تمرة وتمر وهو جنس في التحقيق لا جمع.
ويقرأ بضمّ الثاء والميم وهو جمع ثمرة، مثل خشبة وخشب. وقيل: هو جمع ثمار، مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع فأما الثمار فواحدها ثمرة، مثل خيمة وخيام.
وقيل: هو جمع ثمر.
ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم، وهو مخفّف من المضموم.
{وَيَنْعِهِ}: يقرأ بفتح الياء وضمّها، وهما لغتان، وكلاهما مصدر ينعت الثمرة.
وقيل: هو اسم للمصدر، والفعل أينعت إيناعا.
ويقرأ في الشاذ «يانعة»، على أنه اسم فاعل.
100 {وَجَعَلُوا}: هي بمعنى صيّروا، ومفعولها الأول {«الْجِنَّ»}، والثاني {«شُرَكََاءَ»}.
و {لِلََّهِ}: يتعلّق بشركاء. ويجوز أن يكون نعتا لشركاء قدّم عليه فصار حالا.
ويجوز أن يكون المفعول الأول شركاء، والجنّ بدلا منه و «لله» المفعول الثاني.
{وَخَلَقَهُمْ}: أي وقد خلقهم، فتكون الجملة حالا، وقيل: هو مستأنف.
وقرئ في الشاذ: «وخلقهم» بإسكان اللام وفتح القاف. والتقدير: وجعلوا إله خلقهم شركاء.
{وَخَرَقُوا}: بالتخفيف، والتشديد للتكثير.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ}: في موضع الحال من الفاعل في «خرقوا» ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خرقا بغير علم.
101 {بَدِيعُ السَّمََاوََاتِ}: في رفعه ثلاثة أوجه:
أحدها هو فاعل تعالى. والثاني هو خبر مبتدأ محذوف، أي هو بديع.
والثالث هو مبتدأ، وخبره {«أَنََّى يَكُونُ لَهُ»} وما يتّصل به.
و {أَنََّى} بمعنى كيف، أو من أين، وموضعه حال، وصاحب الحال {«وَلَدٌ»}، والعامل يكون.
ويجوز أن تكون تامّة، وأن تكون ناقصة.
{وَلَمْ تَكُنْ}: يقرأ بالتاء على تأنيث الصاحبة.
ويقرأ بالياء، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه للصاحبة، ولكن جاز التذكير لما فصل بينهما.
والثاني أنّ اسم كان ضمير اسم الله، والجملة خبر عنه أي ولم يكن الله له صاحبة.
والثالث أنّ أسم كان ضمير الشأن، والجملة مفسّرة له.
102 {ذََلِكُمُ}: مبتدأ، وفي الخبر أوجه:
أحدها هو {«اللََّهُ»}. و {«رَبُّكُمْ»} خبر ثان، و {«لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ»} ثالث، و {«خََالِقُ كُلِّ»} رابع.
والثاني أنّ الخبر «الله»، وما بعده إبدال منه.
والثالث أنّ «الله» بدل من ذلكم، والخبر ما بعده.(1/151)
والثالث أنّ «الله» بدل من ذلكم، والخبر ما بعده.
6: 104110
104 {قَدْ جََاءَكُمْ بَصََائِرُ}: لم يلحق الفعل تاء التأنيث للفصل بينه وبين المفعول ولأنّ تأنيث الفاعل غير حقيقي.
و {مِنْ}: متعلقة بجاء. ويجوز أن تكون صفة للبصائر، فتتعلق بمحذوف.
{فَمَنْ أَبْصَرَ}: من مبتدأ، فيجوز أن تكون شرطا، فيكون الخبر أبصر، وجواب من {«فَعَلَيْهََا»}.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، وما بعد الفاء الخبر، والمبتدأ فيه محذوف، تقديره: فإبصاره لنفسه. وكذلك قوله: {«وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهََا»}.
105 {وَكَذََلِكَ}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي {«نُصَرِّفُ الْآيََاتِ»} تصريفا مثل ما تلوناها عليك.
{وَلِيَقُولُوا} أي وليقولوا درست صرّفنا، واللام لام العاقبة أي إنّ أمرهم يصير إلى هذا.
وقيل: إنه قصد بالتصريف أن يقولوا درست عقوبة لهم.
دارست: يقرأ بالألف وفتح التاء أي دارست أهل الكتاب.
ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف أي درست الكتب المتقدمة. ويقرأ كذلك إلا أنه بالتشديد، والمعنى، كالمعنى الأول.
ويقرأ بضمّ الدال مشدّدا على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ «دورست» بالتخفيف والواو على ما لم يسمّ فاعله، والواو مبدلة من الألف في دارست.
ويقرأ بفتح الدال والراء والسين وسكون التاء أي انقطعت الآيات وانمحت.
ويقرأ كذلك إلا إنه على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ درس من غير تاء، والفاعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وقيل:
الكتاب لقوله: {«وَلِنُبَيِّنَهُ»}.
106 {مِنْ رَبِّكَ}:
يجوز أن تكون متعلّقة بأوحي. وأن تكون حالا من الضمير المفعول المرفوع في أوحي. وأن تكون حالا من «ما».
{لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ربك أي من ربك منفردا، وهي حال مؤكدة.
107 {وَلَوْ شََاءَ اللََّهُ}: المفعول محذوف أي ولو شاء الله إيمانهم.
و {جَعَلْنََاكَ}: متعدّية إلى مفعولين، و {«حَفِيظاً»} الثاني.
وعليهم: يتعلّق ب «حفيظا»، ومفعوله محذوف أي وما صيّرناك تحفظ عليهم أعمالهم.
وهذا يؤيد قول سيبويه في إعمال فعيل.
108 {مِنْ دُونِ اللََّهِ}: حال من {«الَّذِينَ»}، أو من العائد عليها.
{فَيَسُبُّوا}: منصوب على جواب النهي.
وقيل: هو مجزوم على العطف، كقولهم: لا تمددها فتشققها.
و {عَدْواً}: بفتح العين وتخفيف الدال، وهو مصدر. وفي انتصابه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مفعول له. والثاني مصدر من غير لفظ الفعل لأنّ السبّ عدوان في المعنى.
والثالث هو مصدر في موضع الحال، وهي حال مؤكدة.
ويقرأ بضمّ العين والدال وتشديد الواو، وهو مصدر على فعول، كالجلوس والعقود.
ويقرأ بفتح العين والتشديد، وهو واحد في معنى الجمع أي أعداء، وهو حال.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ}: حال أيضا مؤكدة.
{كَذََلِكَ}: في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي كما زيّنا لكلّ أمّة عملهم زيّنا لهؤلاء عملهم.
109 {جَهْدَ أَيْمََانِهِمْ}: قد ذكر في المائدة.
{وَمََا يُشْعِرُكُمْ}: «ما»: استفهام في موضع رفع بالابتداء، ويشعركم الخبر، وهو يتعدّى إلى مفعولين.
{أَنَّهََا}: يقرأ بالكسر على الاستئناف، والمفعول الثاني محذوف. تقديره: وما يشعركم إيمانهم.
ويقرأ بالفتح. وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ «أن» بمعنى «لعل»، حكاه الخليل عن العرب، وعلى هذا يكون المفعول الثاني أيضا محذوفا.
والثاني أن «لا» زائدة، فتكون «أن» وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني.
والثالث أن «أن» على بابها، و «لا»: غير زائدة، والمعنى: وما يدريكم عدم إيمانهم. وهذا جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبدا ويئس من إيمانهم، والتقدير: لا يؤمنون بها، فحذف المفعول.
110 {كَمََا لَمْ يُؤْمِنُوا}: «ما» مصدرية، والكاف نعت لمصدر محذوف أي تقليبا ككفرهم أي عقوبة مساوية لمعصيتهم.
و {أَوَّلَ مَرَّةٍ}: ظرف زمان وقد ذكر.
{وَنَذَرُهُمْ}: يقرأ بالنون وضمّ الراء، وبالياء كذلك، والمعنى مفهوم.
ويقرأ بسكون الراء. وفيه وجهان:
أحدهما أنه سكّن لثقل توالي الحركات.
والثاني أنه مجزوم عطفا على يؤمنوا.
والمعنى: جزاء على كفرهم، وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون، بل بيّن لهم.(1/152)
والمعنى: جزاء على كفرهم، وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون، بل بيّن لهم.
6: 111119
111 {قُبُلًا}: يقرأ بضم القاف والباء وفيه وجهان:
أحدهما هو جمع قبيل مثل قليب وقلب.
والثاني أنه مفرد كقبل الإنسان ودبره وعلى كلا الوجهين هو حال من كل وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العموم.
ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة.
ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء. وفيه وجهان أيضا:
أحدهما هو ظرف، كقولك: لي قبله حقّ.
والثاني مصدر في موضع الحال أي عيانا، أو معاينة.
{إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ}: في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل: هو متصل والمعنى: ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا في حال مشيئة الله تعالى.
112 {وَكَذََلِكَ}: هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع.
و {جَعَلْنََا}: متعدية إلى مفعولين. وفي المفعول الأول وجهان:
أحدهما هو {«عَدُوًّا»}. والثاني {«لِكُلِّ نَبِيٍّ»}.
و {«شَيََاطِينَ»}: بدل من عدو.
والثاني المفعول الأول شياطين، وعدوّا المفعول الثاني مقدّم ولكل نبي صفة لعدو قدّمت فصارت حالا.
{يُوحِي}: يجوز أن يكون حالا من شياطين، وأن يكون صفة لعدو. وعدوّ: في موضع أعداء.
{غُرُوراً}: مفعول له. وقيل مصدر في موضع الحال.
والهاء في {«فَعَلُوهُ»}: يجوز أن تكون الهاء ضمير الإيحاء، وقد دلّ عليه يوحي، وأن تكون ضمير الزخرف، أو القول، أو الغرور.
{وَمََا يَفْتَرُونَ}: «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة أو مصدرية، وهي في موضع نصب عطفا على المفعول قبلها.
ويجوز أن تكون الواو بمعنى «مع».
113 {وَلِتَصْغى ََ}: الجمهور على كسر اللام، وهو معطوف على {«غُرُوراً»} أي ليغرّوا ولتصغى.
وقيل: هي لام القسم كسرت لما لم يؤكّد الفعل بالنون. وقرئ بإسكان اللام، وهي مخفّفة لتوالي الحركات وليست لام الأمر، لأنه لم يجزم الفعل، وكذلك القول في:
{«وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا»}.
و «ما»: بمعنى الذي، والعائد محذوف أي وليقترفوا الذي هم مقترفوه وأثبت النون لما حذف الهاء.
114 {أَفَغَيْرَ اللََّهِ}:
فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول أبتغي، و {«حَكَماً»}: حال منه.
والثاني أن حكما مفعول أبتغي، و «غير» حال من «حكما» مقدّم عليه.
وقيل: حكما تمييز.
و {مُفَصَّلًا}: حال من الكتاب.
و {بِالْحَقِّ}: حال من الضمير المرفوع في منزل.
115 {صِدْقاً وَعَدْلًا}: منصوبان على التمييز. ويجوز أن يكون مفعولا من أجله. وأن يكون مصدرا في موضع الحال.
{لََا مُبَدِّلَ}: مستأنف. ولا يجوز أن يكون حالا من {«رَبِّكَ»}، لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالأجنبي، وهو قوله: {«صِدْقاً وَعَدْلًا»}، إلا أن يجعل صدقا وعدلا حالين من ربّك لا من الكلمات.
117 {أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ}: في «من» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة بمعنى فريق فعلى هذا تكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه أعلم لا بنفس أعلم لأنّ أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب، والتقدير: يعلم من يضل.
ولا يجوز أن يكون «من» في موضع جرّ بالإضافة على قراءة من فتح الياء، لئلا يصير التقدير:
هو أعلم الضالين فيلزم أن يكون سبحانه ضالا، تعالى عن ذلك.
ومن قرأ بضم الياء فمن في موضع نصب أيضا على ما بيننا أي يعلم المضلّين. ويجوز أن يكون في موضع جر، إما على معنى هو أعلم المضلّين أي من يجد الضلال، وهو من أضللته، أي وجدته ضالا مثل أحمدته، وجدته محمودا، أو بمعنى أنه يضل عن الهدى.
والوجه الثاني أن «من» استفهام في موضع مبتدأ، ويضلّ الخبر، وموضع الجملة نصب ب «يعلم» المقدّرة، ومثله: {«لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ََ»}.
119 {وَمََا لَكُمْ}: «ما» استفهام في موضع رفع بالإبتداء، ولكم الخبر.
و {أَلََّا تَأْكُلُوا}: فيه وجهان:
أحدهما حرف الجر مراد معه أي في أن لا تأكلوا، ولما حذف حرف الجر كان في موضع نصب، أو في موضع جرّ على اختلافهم في ذلك، وقد ذكر في غير موضع.
والثاني أنه في موضع الحال أي وأي شيء لكم تاركين الأكل. وهو ضعيف لأنّ «أن» تمحّض الفعل للاستقبال، وتجعله مصدرا فيمتنع الحال، إلا أن تقدر حذف مضاف تقديره: وما لكم ذوي أن لا تأكلوا.
والمفعول محذوف أي شيئا مما ذكر اسم الله عليه.
{وَقَدْ فَصَّلَ}: الجملة حال ويقرأ بالضم على ما لم يسمّ فاعله وبالفتح على تسمية الفاعل، وبتشديد الصاد وتخفيفا، وكلّ ذلك ظاهر.(1/153)
{وَقَدْ فَصَّلَ}: الجملة حال ويقرأ بالضم على ما لم يسمّ فاعله وبالفتح على تسمية الفاعل، وبتشديد الصاد وتخفيفا، وكلّ ذلك ظاهر.
6: 120128
{إِلََّا مَا اضْطُرِرْتُمْ}: «ما»: في موضع نصب على الاستثناء من الجنس من طريق المعنى لأنه وبّخهم بترك الأكل مما سمّي عليه، وذلك يتضمّن إباحة الأكل مطلقا، وقوله: {«وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مََا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»} أي في حال الاختيار وذلك حلال في حال الاضطرار.
121 {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}: حذف الفاء من جواب الشرط وهو حسن إذا كان الشرط بلفظ الماضي، وهو هنا كذلك، وهو قوله: {«وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ»}.
122 {أَوَمَنْ كََانَ}: «من» بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء.
و {يَمْشِي بِهِ}: في موضع نصب صفة لنور.
و {كَمَنْ}: خبر الابتداء.
و {مَثَلُهُ}: مبتدأ، و {«فِي الظُّلُمََاتِ»}: خبره.
و {لَيْسَ بِخََارِجٍ}: في موضع الحال من الضمير في الجار. ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في «مثله» للفصل بينه وبين الحال بالخبر.
123 {كَذََلِكَ زُيِّنَ} و {كَذََلِكَ جَعَلْنََا}: قد سبق إعرابهما.
وجعلنا بمعنى صيّرنا.
و {أَكََابِرَ}: المفعول الأول، وفي كل قرية الثاني. و {مُجْرِمِيهََا}: بدل من أكابر ويجوز أن تكون «في» ظرفا ومجرميها المفعول الأول، وأكابر مفعول ثان.
ويجوز أن يكون أكابر مضافا إلى مجرميها، و {«فِي كُلِّ»} المفعول الثاني. والمعنى على هذا مكنا، ونحو ذلك.
{لِيَمْكُرُوا}: اللام لام كي، أو لام الصّيرورة.
124 {حَيْثُ يَجْعَلُ}: حيث هنا مفعول به، والعامل محذوف، والتقدير: يعلم موضع رسالاته. وليس ظرفا لأنه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وكذا، وليس المعنى عليه.
وقد روي «حيث» بفتح الثاء، وهو بناء عند الأكثرين وقيل: هي فتحة إعراب.
{عِنْدَ اللََّهِ}: ظرف ليصيب، أو صفة لصغار.
125 {فَمَنْ يُرِدِ اللََّهُ}: هو مثل: {«مَنْ يَشَأِ اللََّهُ يُضْلِلْهُ»}، وقد ذكر.
{ضَيِّقاً}: مفعول ثان ليجعل، فمن شدد الياء جعله وصفا، ومن خفّفها جاز أن يكون وصفا كمّيت وميت، وأن يكون مصدرا أي ذا ضيق.
{حَرَجاً}: بكسر الراء صفة لضيق، أو مفعول ثالث، كما جاز في المبتدأ أن تخبر عنه بعدة أخبار، ويكون الجميع في موضع خبر واحد كحلو حامض وعلى كل تقدير هو مؤكد للمعنى. ويقرأ بفتح الراء على أنه مصدر أي ذا حرج وقيل هو جمع حرجه، مثل قصبة وقصب، والهاء فيه للمبالغة.
{كَأَنَّمََا}: في موضع نصب خبر آخر، أو حال من الضمير في حرج أو ضيّق.
{يَصَّعَّدُ} ويصّاعد بتشديد الصاد فيهما أي يتصعّد. ويقرأ: «يصعد» بالتخفيف.
126 {مُسْتَقِيماً}: حال من صراط ربّك، والعامل فيها التنبيه، أو الإشارة.
127 {لَهُمْ دََارُ السَّلََامِ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون في موضع جر صفة لقوم، وأن يكون نصبا على الحال من الضمير في {«يَذَّكَّرُونَ»}.
{عِنْدَ رَبِّهِمْ}: حال من دار السلام، أو ظرف للاستقرار في «لهم».
128 {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}: أي واذكر يوم. أو ونقول يوم يحشرهم: {«يََا مَعْشَرَ الْجِنِّ»}.
و {مِنَ الْإِنْسِ}: حال من {«أَوْلِيََاؤُهُمْ»}.
وقرئ «آجالنا» على الجمع. «الّذي» على التذكير والإفراد.
وقال أبو علي: هو جنس، أوقع الذي موقع التي.
{خََالِدِينَ فِيهََا}: حال، وفي العامل فيها وجهان:(1/154)
{خََالِدِينَ فِيهََا}: حال، وفي العامل فيها وجهان:
6: 129139
أحدهما المثوى على أنه مصدر بمعنى الثّواء، والتقدير: النار ذات ثوائكم.
والثاني العامل فيه معنى الإضافة، ومثواكم مكان، والمكان لا يعمل.
{إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ}: هو استثناء من غير الجنس.
ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين:
أحدهما أن يكون استثناء من الزمان، والمعنى يدلّ عليه لأنّ الخلود يدل على الأبد فكأنه قال: خالدين فيها في كل زمان إلا ما شاء الله: أي إلا زمن مشيئة الله.
والثاني أن تكون «ما» بمعنى «من».
130 {يَقُصُّونَ}: في موضع رفع صفة لرسل.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {«مِنْكُمْ»}.
131 {ذََلِكَ}: هو خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلك.
{أَنْ لَمْ}: أن مصدرية، أو مخفّفة من الثقيلة، واللام محذوفة أي لأن لم يكن ربّك.
وموضعه نصب، أو جرّ على الخلاف.
{بِظُلْمٍ}: في موضع الحال، أو مفعول به يتعلّق بمهلك.
132 {وَلِكُلٍّ} أي ولكل أحد.
{مِمََّا}: في موضع رفع صفة لدرجات.
133 {كَمََا أَنْشَأَكُمْ}: الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي استخلافا كما
و {مِنْ ذُرِّيَّةِ}: لابتداء الغاية.
وقيل: هي بمعنى البدل أي كما أنشأكم بدلا من ذرية {«قَوْمٍ»}.
134 {إِنَّ مََا تُوعَدُونَ}: ما بمعنى الذي.
و {«لَآتٍ»}: خبر إنّ ولا يجوز أن تكون «ما» هاهنا كافّة لأنّ قوله لآت يمنع ذلك.
135 {مَنْ تَكُونُ}: يجوز أن تكون «من» بمعنى الذي وأن تكون استفهاما، مثل قوله:
{«أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ»}.
136 {مِمََّا ذَرَأَ}: يجوز أن يتعلّق بجعل، وأن يكون حالا من نصيب.
و {مِنَ الْحَرْثِ}: يجوز أن يكون متعلّقا بذرا، وأن يكون حالا من «ما»، أو من العائد المحذوف.
137 {وَكَذََلِكَ زَيَّنَ}: يقرأ بفتح الزاي، والياء على تسمية الفاعل، وهو {«شُرَكََاؤُهُمْ»}، والمفعول قتل، وهو مصدر مضاف إلى المفعول. ويقرأ بضم الزاي وكسر الياء على ما لم يسمّ فاعله، وقتل بالرفع على أنه القائم مقام الفاعل، وأولادهم بالنصب على أنه مفعول القتل، وشركائهم بالجر على الإضافة، وقد فصل بينهما بالمفعول وهو بعيد، وإنما يجيء في ضرورة الشعر.
ويقرأ كذلك إلا أنه بجرّ أولادهم على الإضافة، وشركائهم بالجر أيضا على البدل من الأولاد لأنّ أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما.
ويقرأ كذلك إلا أنه برفع الشركاء. وفيه وجهان:
أحدهما أنه مرفوع بفعل محذوف، كأنه قال: من زيّنة؟
فقال: شركاؤهم أي زيّنة شركاؤهم، والقتل في هذا كلّه مضاف إلى المفعول.
والثاني أن يرتفع شركاؤهم بالقتل لأنّ الشركاء تثير بينهم القتل قبله، ويمكن أن يكون القتل يقع منهم حقيقة.
{وَلِيَلْبِسُوا}: بكسر الباء، من لبست الأمر بفتح الباء في الماضي إذا شبهته.
ويقرأ في الشاذّ بفتح الباء قيل: إنها لغة. وقيل جعل الدين لهم كالّلباس عليهم.
138 {لََا يَطْعَمُهََا}: في موضع رفع كالذي قبله.
والجمهور على كسر الحاء في {«حِجْرٌ»} وسكون الجيم، ويقرأ بضمّها، وضمّ الحاء وسكون الجيم، ومعناه محرم، والقراءات لغات فيها.
ويقرأ «حرج» بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم. وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء، ولكنه خفّف ونقل مثل فخذ وفخذ.
وقيل: هو من المقلوب مثل عميق ومعيق.
{بِزَعْمِهِمْ}: متعلق بقالوا ويجوز فتح الزاي وكسرها وضمّها، وهي لغات.
{افْتِرََاءً}: منصوب على المصدر لأنّ قولهم المحكيّ بمعنى افتروا. وقيل: هو مفعول من أجله، فإن نصبته على المصدر كان قوله: {«عَلَيْهِ»} متعلّقا بقالوا لا بنفس المصدر. وإن جعلته مفعولا من أجله علّقته بنفس المصدر.
ويجوز أن يتعلّق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء.
139 {مََا فِي بُطُونِ}: «ما»: بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، و {«خََالِصَةٌ»}: خبره، وأنّث على المعنى لأنّ ما في البطون أنعام.
وقيل: التأنيث على المبالغة، كعلّامة ونسّابة.
و {لِذُكُورِنََا}: متعلق بخالصة، أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة.
{وَمُحَرَّمٌ}: جاء على التذكير حملا على لفظ «ما».
ويقرأ «خالص» بغير تاء على الأصل.
ويقرأ «خالصة» بالتأنيث والنصب على الحال، والعامل فيها ما في بطونها من معنى الاستقرار، والخبر لذكورنا ولا يعمل في الحال لأنه لا يتصرّف وأجازه الأخفش.
ويقرأ «خالصة» بالرفع والإضافة إلى هاء الضمير وهو مبتدأ، وللذكور خبره، والجملة خبر «ما».(1/155)
ويقرأ «خالصة» بالرفع والإضافة إلى هاء الضمير وهو مبتدأ، وللذكور خبره، والجملة خبر «ما».
6: 140146
{يَكُنْ مَيْتَةً}: يقرأ بالتاء، ونصب ميتة أي إن تكن الأنعام ميتة.
ويقرأ بالياء حملا على لفظ «ما».
ويقرأ بالتاء ورفع ميتة على أن «كان» هي التامة.
{فَهُمْ فِيهِ}: ذكّر الضمير حملا على لفظ «ما».
140 {قَتَلُوا أَوْلََادَهُمْ}: يقرأ بالتخفيف، والتشديد، على التكثير.
{سَفَهاً}: مفعول له، أو على المصدر لفعل محذوف دلّ عليه الكلام.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ}: في موضع الحال.
و {افْتِرََاءً}: مثل الأول.
141 {مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ}: مختلفا: حال مقدّرة لأن النخل والزرع وقت خروجه لا أكل فيه حتى يكون مخالفا أو متّفقا، وهو مثل قولهم:
مررت برجل معه صقر صائدا به غدا.
ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف، تقديره:
ثمر النخل وحبّ الزرع فعلى هذا تكون الحال مقارنة.
و {مُتَشََابِهاً}: حال أيضا.
و {حَصََادِهِ}: يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان.
142 {حَمُولَةً وَفَرْشاً}: هو معطوف على جنّات أي وأنشأ من الأنعام حمولة. 143 {ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ}: في نصبه خمسة أوجه:
أحدها هو معطوف على جنّات أي وأنشأ ثمانية أزواج، وحذف الفعل وحرف العطف وهو ضعيف.
والثاني أنّ تقديره: كلوا ثمانية أزواج.
والثالث هو منصوب بكلوا، تقديره: كلوا مما رزقكم ثمانية أزواج، ولا تسرفوا معترض بينهما.
والرابع هو بدل من {«حَمُولَةً وَفَرْشاً»}.
والخامس أنه حال تقديره: مختلفة، أو متعددة.
{مِنَ الضَّأْنِ}: يقرأ بسكون الهمزة وفتحها، وهما لغتان.
و {اثْنَيْنِ}: بدل من ثمانية، وقد عطف عليه بقية الثمانية.
و {الْمَعْزِ}: بفتح العين وسكونها لغتان، قد قرئ بهما.
{آلذَّكَرَيْنِ}: هو منصوب ب {حَرَّمَ}، وكذلك {أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ} أي أم حرّم الأنثيين.
{أَمَّا اشْتَمَلَتْ}: أي أم حرّم ما اشتملت.
144 {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدََاءَ}: أم منقطعة أي بل أكنتم. و {إِذْ}: معمول شهداء.
145 {يَطْعَمُهُ}: في موضع جرّ صفة.
لطاعم.
ويقرأ «يطعمه» بالتشديد وكسر العين، والأصل يتطعمه، فأبدلت التاء طاء وأدغمت فيها الأولى.
{إِلََّا أَنْ يَكُونَ}: استثناء من الجنس، وموضعه نصب أي لا أجد محرما إلّا الميتة.
ويقرأ «يكون» بالياء، و {«مَيْتَةً»} بالنصب، أي إلا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك.
ويقرأ بالتاء أي إلا تكون المأكولة ميتة.
ويقرأ برفع الميتة على أنّ «تكون» تامة إلا أنه ضعيف لأنّ المعطوف منصوب.
{أَوْ فِسْقاً}: عطف على لحم الخنزير.
وقيل: هو معطوف على موضع إلا أن يكون، وقد فصل بينهما بقوله: {«فَإِنَّهُ رِجْسٌ»}.
146 {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ}: الجمهور على ضمّ الظاء والفاء. ويقرأ بإسكان الفاء.
ويقرأ بكسر الظاء والإسكان.
{وَمِنَ الْبَقَرِ}: معطوف على كلّ. وجعل:
{«حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمََا»}. تبيينا للمحرم من البقر.(1/156)
{«حَرَّمْنََا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمََا»}. تبيينا للمحرم من البقر.
6: 147153
ويجوز أن يكون «من البقر» متعلّقا بحرّمنا الثانية.
{إِلََّا مََا حَمَلَتْ}: في موضع نصب استثناء من الشحوم.
{أَوِ الْحَوََايََا}: في موضع نصب عطفا على «ما».
وقيل: هو معطوف على الشحوم فتكون محرّمة أيضا.
وواحدة الحوايا حويّة، أو حاوية، أو حاوياء.
و «أو» هنا بمعنى الواو، أو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها وقد ذكرنا في قوله: {«كُونُوا هُوداً أَوْ نَصََارى ََ»}.
{ذََلِكَ}: في موضع نصب ب {«جَزَيْنََاهُمْ»}.
وقيل: مبتدأ والتقدير: جزيناهموه وقيل: هو خبر لمحذوف أي الأمر ذلك.
147 {فَإِنْ كَذَّبُوكَ}: شرط وجوابه {«فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ»} والتقدير: فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة.
148 {وَلََا آبََاؤُنََا}: عطف على الضمير في أشركنا، وأغنت زيادة «لا» عن تأكيد الضمير.
وقيل: ذلك لا يغني لأن المؤكّد يجب أن يكون قبل حرف العطف {«وَلََا»} بعد حرف العطف.
{مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة.
150 {قُلْ هَلُمَّ}: للعرب فيها لغتان:
إحداهما تكون بلفظ واحد في الواحد، والتثنية والجمع، والمذكّر، والمؤنث فعلى هذا هي اسم للفعل، وبنيت لوقوعها موقع الأمر المبني، ومعناها أحضروا شهداءكم.
واللغة الثانية تختلف فتقول: هلمّا، وهلمّوا، وهلمّي، وهلممن فعلى هذا في فعل.
واختلفوا في أصلها فقال البصريون: أصلها ها المم: أي اقصد، فأدغمت الميم في الميم، وتحرّكت اللام، فاستغني عن همزة الوصل فبقى لم، ثم حذفت ألفها التي للتنبيه لأنّ اللام في «لمّ» في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة، ولحق حرف التنبيه مثال الأمر كما يلتحق غيره من المثل.
فأما فتحة الميم ففيها وجهان:
أحدهما أنها حرّكت بها لالتقاء الساكنين، ولم يجز الضمّ ولا الكسر كما جاز في رُدَّ، ورَدُّ، ورَدِّ لطول الكلمة بوصل «ها» بها، وأنها لا تستعمل إلا معها. والثاني أنها فتحت من أجل التركيب، كما فتحت خمسة عشر وبابها.
وقال الفراء: أصلها هل أم، فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت. وهذا بعيد لأنّ لفظه أمر، و «هل» إن كانت استفهاما فلا معنى لدخوله على الأمر، وإن كانت بمعنى «قد» فلا تدخل على الأمر، وإن كانت «هل» اسما للزّجر فتلك مبنية على الفتح، ثم لا معنى لها هاهنا.
151 {مََا حَرَّمَ}:
في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، والعائد محذوف أي حرّمه.
والثاني هي مصدرية.
{أَلََّا تُشْرِكُوا}:
في «أن» وجهان:
أحدهما هي بمعنى أي، فتكون «لا» على هذا نهيا.
والثاني هي مصدرية، وفي موضعها وجهان:
أحدهما هي منصوبة، وفي ذلك وجهان:
أحدهما هي بدل من الهاء المحذوفة، أو من «ما» و «لا» زائدة أي حرّم ربكم أن تشركوا.
والثاني: أنها منصوبة على الإغراء، والعامل فيها عليكم، والواقف على ما قبل على أي الزموا ترك الشّرك.
والوجه الثاني أنها مرفوعة والتقدير: المتلوّ أن لا تشركوا، أو المحرم أن تشركوا.
{«وَلََا»} زائدة على هذا التقدير.
و {شَيْئاً}: مفعول تشركوا، وقد ذكرناه في موضع آخر.
ويجوز أن يكون شيئا في موضع المصدر أي إشراكا.
و {وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً}: قد ذكر في البقرة {مِنْ إِمْلََاقٍ}: أي من أجل الفقر.
{مََا ظَهَرَ مِنْهََا وَمََا بَطَنَ}: بدلان من الفواحش، بدل الاشتمال، و «منها» في موضع الحال من ضمير الفاعل. و {بِالْحَقِّ}: في موضع الحال.
{ذََلِكُمْ}: مبتدأ، و {«وَصََّاكُمْ بِهِ»}: الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير:
ألزمكم ذلكم. ووصّاكم: تفسير له.
152 {إِلََّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: أي إلا بالخصلة.
و {بِالْقِسْطِ}: في موضع الحال أي مقسطين.
ويجوز أن يكون حالا من المفعول أي أوفوا الكيل تامّا.
والكيل هاهنا مصدر في معنى المكيل، والميزان كذلك ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره:
مكيل الكيل، وموزون الميزان.
{لََا نُكَلِّفُ}: مستأنف.
{وَلَوْ كََانَ ذََا قُرْبى ََ}: أي ولو كان المقول له، أو فيه.
153 {وَأَنَّ هََذََا}: يقرأ بفتح الهمزة والتشديد، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها تقديره: ولأنّ هذا، واللام متعلقة بقوله {«فَاتَّبِعُوهُ»}، أي ولأجل استقامته اتبعوه. وقد ذكرنا نحو هذا في قوله: {«كَمََا أَرْسَلْنََا»}.(1/157)
أحدها تقديره: ولأنّ هذا، واللام متعلقة بقوله {«فَاتَّبِعُوهُ»}، أي ولأجل استقامته اتبعوه. وقد ذكرنا نحو هذا في قوله: {«كَمََا أَرْسَلْنََا»}.
6: 154165
والثاني أنه معطوف على ما حرّم أي وأتلوا عليكم أنّ هذا صراطي.
والثالث هو معطوف على الهاء في {«وَصََّاكُمْ بِهِ»}، وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما: أنه عطف على الضمير من غير إعادة الجار.
والثاني: أنه يصير المعنى، وصّاكم باستقامة الصراط وهو فاسد.
ويقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي كالمشدّدة.
ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف.
و {«مُسْتَقِيماً»} حال، والعامل فيها هذا.
{فَتَفَرَّقَ}: جواب النهي، والأصل فتتفرق.
و {بِكُمْ}: في موضع المفعول أي فتفرقكم.
ويجوز أن يكون حالا أي فتتفرق وأنتم معها.
154 {تَمََاماً}: مفعول له أو مصدر أي أتممناه إتماما ويجوز أن يكون في موضع الحال من الكتاب.
{عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}: يقرأ بفتح النون على أنه فعل ماض، وفي فاعله وجهان: أحدهما ضمير أسم الله، والهاء محذوفة أي على الذي أحسنه الله أي أحسن إليه وهو موسى.
والثاني هو ضمير موسى لأنه أحسن في فعله.
ويقرأ بضمّ النون على أنه اسم، والمبتدأ محذوف، وهو العائد على الذي أي على الذي هو أحسن، وهو ضعيف.
وقال قوم: أحسن بفتح النون في موضع جر صفة للذي وليس بشيء لأنّ الموصول لا بدّ له من صلة.
وقيل: تقديره: على الذين أحسنوا.
155 {وَهََذََا}:
مبتدأ، و {«كِتََابٌ»}: خبره.
و {«أَنْزَلْنََاهُ»}: صفة، أو خبر ثان، و {«مُبََارَكٌ»}: صفة ثانية، أو خبر ثالث.
ولو كان قرئ مباركا بالنصب على الحال جاز.
156 {أَنْ تَقُولُوا}: أي أنزلناه كراهة أن تقولوا.
{وَإِنْ كُنََّا}: إن مخفّفة من الثقيلة، واللام في لغافلين عوض، أو فارقة بين إن، وما.
157 {أَوْ تَقُولُوا}: معطوف عليه.
{مِمَّنْ كَذَّبَ}: الجمهور على التشديد، وقرئ بالتخفيف، وهو في معنى المشدد، فيكون {«بِآيََاتِ اللََّهِ»} مفعولا.
ويجوز أن يكون حالا أي كذب ومعه آيات الله {يَصْدِفُونَ}: يقرأ بالصاد الخالصة على الأصل، وبإشمام الصاد زايا، وبإخلاصها زايا لتقرب من الدال، وسوّغ ذلك فيها سكونها.
158 {يَوْمَ يَأْتِي}: الجمهور على النصب، والعامل في الظرف {«لََا يَنْفَعُ»}.
وقرئ بالرفع والخبر لا ينفع، والعائد محذوف أي لا ينفع {«نَفْساً إِيمََانُهََا»} فيه.
والجمهور على الياء في ينفع. وقرئ بالتاء، وفيه وجهان: أحدهما أنه أنّث المصدر على المعنى لأن الإيمان والعقيدة بمعنى، فهو مثل قولهم: جاءته كتابي فاحتقرها أي صحيفتي أو رسالتي.
والثاني أنه حسن التأنيث لأجل الإضافة إلى المؤنث.
{لَمْ تَكُنْ}: فيه وجهان:
أحدهما هي مستأنفة.
والثاني هي في موضع الحال من الضمير المجرور، أو على الصفة لنفس، وهو ضعيف.
159 {فَرَّقُوا دِينَهُمْ}: يقرأ بالتشديد من غير ألف، وبالتخفيف، وهو في معنى المشدّد.
ويجوز أن يكون المعنى فصلوه عن الدين الحق.
ويقرأ: فارقوا أي تركوا.
{لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}: أي لست في شيء كائن منهم.
160 {عَشْرُ أَمْثََالِهََا}: يقرأ بالإضافة أي فله عشر حسنات أمثالها، فاكتفى بالصفة.
ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير: فله حسنات عشر أمثالها، وحذف التاء من عشر لأنّ الأمثال في المعنى مؤنثة، لأنّ مثل الحسنة حسنة.
وقيل: أنّث لأنه أضافه إلى المؤنّث.
161 {دِيناً}: في نصبه ثلاثة أوجه:
هو بدل من الصراط على الموضع لأنّ معنى هداني وعرّفني واحد.
وقيل: منصوب بفعل مضمر أي عرفني دينا.
والثالث أنه مفعول هداني. وهدى يتعدى إلى مفعولين.
و {قِيَماً} بالتشديد صفة لدين. ويقرأ بالتخفيف، وقد ذكر في النساء والمائدة.
و {مِلَّةَ}: بدل من «دين»، أو على إضمار اعنى.
و {حَنِيفاً}: حال، أو على إضمار أعنى.
162 {وَمَحْيََايَ}: الجمهور على فتح الياء. وأصلها الفتح لأنّها حرف مضمر فهي كالكاف في رأيتك، والتاء في قمت.
وقرئ بإسكانها كما تسكّن في أي ونحوه، وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن لأنّ المدّة تفصل بينهما.
وقد قرئ في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين.
{لِلََّهِ}: أي ذلك كله لله.(1/158)
وقد قرئ في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين.
{لِلََّهِ}: أي ذلك كله لله.
164 {قُلْ أَغَيْرَ اللََّهِ}: هو مثل قوله:
{«وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلََامِ»}. وقد ذكر.
165 {دَرَجََاتٍ}: قد ذكر في قوله تعالى: {«نَرْفَعُ دَرَجََاتٍ مَنْ نَشََاءُ»}.
سورة الأعراف
7: 14
{المص}: قد ذكرنا في أول البقرة ما يصلح أن يكون هاهنا.
ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ.
و {كِتََابٌ} خبره وأن تكون خبر مبتدأ محذوف.
1 - أي المدعوّ به {«المص»}، وكتاب خبر مبتدأ محذوف أي هذا، أو هو. و {«أُنْزِلَ»} صفة له.
2 {فَلََا يَكُنْ}: النّهي في اللفظ للحرج، وفي المعنى للمخاطب أي لا تحرج به.
و {مِنْهُ}: نعت للحرج، وهي لابتداء الغاية أي لا تحرج من أجله.
و {لِتُنْذِرَ}: يجوز أن يتعلّق اللام بأنزل، وأن يتعلّق بقوله: «فلا يكن» أي لا تحرج به لتتمكن من الإنزال، فالهاء في {«مِنْهُ»} للكتاب، أو للإنزال، والهاء في {«بِهِ»} للكتاب. {وَذِكْرى ََ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها منصوب، وفيه وجهان: أحدهما: هو حال من الضمير في أنزل، وما بينهما معترض.
والثاني: أن يكون معطوفا على موضع لتنذر، أي لتنذر وتذكر أي ولذكرى.
والثاني أن يكون في موضع رفع، وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على كتاب.
والثاني خبر ابتداء محذوف أي وهو ذكرى.
والوجه الثالث أن يكون في موضع جرّ عطفا على موضع تنذر.
وأجاز قوم أن يعطف على الهاء في «به»، وهذا ضعيف لأن الجار لم يعد.
3 {مِنْ رَبِّكُمْ}: يجوز أن يتعلّق بأنزل ويكون لابتداء الغاية وأن يتعلّق بمحذوف، ويكون حالا أي أنزل إليكم كائنا من ربكم.
و {مِنْ دُونِهِ}: حال من أولياء.
و {قَلِيلًا مََا تَذَكَّرُونَ}: مثل: {«فَقَلِيلًا مََا يُؤْمِنُونَ»}. وقد ذكر في البقرة.
و «تذكرون» بالتخفيف: على حذف إحدى التاءين، وبالتشديد على الإدغام. 4 {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ}: في «كم» وجهان:
أحدهما هي مبتدأ، ومن قرية تبيين، ومن زائدة، والخبر {أَهْلَكْنََاهََا} وجاز تأنيث الضمير العائد على «كم» لأنّ كم في المعنى قرى.
وذكر بعضهم أنّ أهلكناها صفة لقرية، والخبر {فَجََاءَهََا بَأْسُنََا} وهو سهو لأن الفاء تمنع ذلك.
والثاني أن «كم» في موضع نصب بفعل محذوف دلّ عليه أهلكناها، والتقدير: كثيرا من القرى أهلكنا ولا يجوز تقديم الفعل على «كم» وإن كانت خبرا لأنّ لها صدر الكلام إذ أشبهت رب.
والمعنى: وكم من قرية أردنا إهلاكها كقوله:
{«فَإِذََا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ»} أي أردت قراءته.
وقال قوم: هو على القلب أي وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها والقلب هنا لا حاجة إليه، فيبقى محض ضرورة، والتقدير: أهلكنا أهلها فجاء أهلها.
{بَيََاتاً}: البيات: اسم للمصدر وهو في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا له، ويجوز أن يكون في حكم الظرف.
{أَوْ هُمْ قََائِلُونَ}: الجملة حال، و «أو» لتفصيل الجمل أي جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا. والواو هنا واو «أو»، وليست حرف العطف سكّنت تخفيفا. وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا عَهْداً»}.(1/159)
{أَوْ هُمْ قََائِلُونَ}: الجملة حال، و «أو» لتفصيل الجمل أي جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا. والواو هنا واو «أو»، وليست حرف العطف سكّنت تخفيفا. وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا عَهْداً»}.
7: 522
5 {دَعْوََاهُمْ}: يجوز أن يكون اسم كان، و {«إِلََّا أَنْ قََالُوا»}: الخبر ويجوز العكس.
7 {بِعِلْمٍ}: هو في موضع الحال أي عالمين.
8 {وَالْوَزْنُ}: فيه وجهان.
أحدهما هو مبتدأ، و {«يَوْمَئِذٍ»} خبره، والعامل في الظرف محذوف أي والوزن كائن يومئذ.
و {الْحَقُّ}: صفة للوزن، أو خبر مبتدأ محذوف.
والثاني أن يكون الوزن خبر مبتدأ محذوف أي هذا الوزن.
و «يومئذ» ظرف ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته.
9 {بِمََا كََانُوا}: «ما» مصدرية أي بظلمهم، والباء متعلّقة بخسروا.
10 {مَعََايِشَ}: الصحيح أنّ الياء لا تهمز هنا لأنها أصلية، وحرّكت لأنها في الأصل محرّكة، ووزنها معيشة كمحسبة.
وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح، وأعلّت بالتسكين في الواحد كما أعلّت في يعيش، وهمزها قوم وهو بعيد جدا. ووجهه أنه شبّه الأصلية بالزائدة، نحو سفينة وسفائن.
{قَلِيلًا مََا تَشْكُرُونَ}:
مثل الذي تقدّم.
11 {وَلَقَدْ خَلَقْنََاكُمْ} أي إياكم، وقيل: الكاف للجنس المخاطب، وهنا مواضع كثيرة قد تقدّمت.
{لَمْ يَكُنْ}: في موضع الحال.
12 {أَلََّا}: في موضع الحال.
و {إِذْ}: ظرف لتسجد.
{خَلَقْتَنِي مِنْ نََارٍ}:
الجار والمجرور في موضع الحال أي خلقتني كائنا من نار.
ويجوز أن يكون لابتداء الغاية، فيتعلق بخلقتني و «لا» زائدة أي وما منعك أن تسجد.
13 {فِيهََا}: يجوز أن يكون حالا، ويجوز أن يكون ظرفا.
16 {فَبِمََا}: الباء تتعلق ب {لَأَقْعُدَنَّ}.
وقيل: الباء بمعنى اللام.
{صِرََاطَكَ}: ظرف. وقيل: التقدير: على صراطك.
17 {وَعَنْ شَمََائِلِهِمْ}: هو جمع شمال، ولو جمع أشملة وشملاء جاز.
18 {مَذْؤُماً}: يقرأ بالهمزة، وهو من ذأمته إذا عبته.
ويقرأ: «مذوما» بالواو من غير همز، وفيه وجهان:
أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها.
والثاني أن يكون أصله مذيما لأن الفعل منه ذامه يذيمه ذيما، فأبدلت الياء واوا، كما قالوا في مكيل مكول، وفي مشيب مشوب وهو وما بعده حالان.
ويجوز أن يكون {«مَدْحُوراً»}: حالا من الضمير في مذؤوما. {لَمَنْ}: في موضع رفع بالابتداء، وسدّ القسم المقدّر وجوابه مسدّ الخبر، وهو قوله {«لَأَمْلَأَنَّ»}.
و {مِنْكُمْ}: خطاب لجماعة، ولم يتقدم إلا خطاب واحد ولكن نزّله منزلة الجماعة لأنه رتيسهم، أو لأنه رجع من الغيبة إلى الخطاب.
والمعنى واحد.
19 {هََذِهِ الشَّجَرَةَ}: يقرأ هذي بغير هاء، والأصل في «ذا» ذيّ لقولهم في التصغير «ذيّا»، فحذفت الياء الثانية تخفيفا، وقلبت الياء الأولى ألفا لئلا تبقى مثل كي فإذا خاطبت المؤنّث رددت الياء وكسرت الذال لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير.
وأما الهاء فجعلت عوضا من المحذوف حين ردّ إلى الأصل، ووصلت بياء لأنها مثل هاء الضمير في اللفظ.
20 {مِنْ سَوْآتِهِمََا}: الجمهور على تحقيق الهمزة.
ويقرأ بواو مفتوحة وحذف الهمزة ووجهه أنه القى حركة الهمزة على الواو.
ويقرأ بتشديد الواو من غير همز، وذلك على إبدال الهمزة واوا.
ويقرأ «سوأتهما» على التوحيد، وهو جنس.
{إِلََّا أَنْ تَكُونََا}: أي إلا مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله.
{مَلَكَيْنِ} بفتح اللام وكسرها، والمعنى مفهوم.
21 {لَكُمََا لَمِنَ النََّاصِحِينَ}: هو مثل قوله: {«وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصََّالِحِينَ»} وقد ذكر في البقرة.
22 {فَدَلََّاهُمََا بِغُرُورٍ}: الألف بدل من ياء مبدلة من لام، والأصل دلّلهما من الدلالة، لا من الدلال، وجاز إبدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لامات «بغرور»: يجوز أن تتعلّق الباء بهذا الفعل.
ويجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب أي وهما مغتران.
{وَطَفِقََا}: طفق في حكم كاد، ومعناها الأخذ في الفعل.
و {يَخْصِفََانِ} ماضيه خصف، وهو متعدّ إلى مفعول واحد، والتقدير: شيئا {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}.
وقرئ بضمّ الياء وكسر الصاد مخففا، وماضيه أخصف، وبالهمزة يتعدى إلى اثنين، والتقدير:
يخصفان أنفسهما.(1/160)
يخصفان أنفسهما.
7: 2332
ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها، وقد ذكر تعليل ذلك في قوله: {«يَخْطَفُ أَبْصََارَهُمْ»}.
{عَنْ تِلْكُمَا}: وقد ذكرنا أصل «تلك».
والإشارة إلى الشجرة، وهي واحدة، والمخاطب اثنان فلذلك ثنى حرف الخطاب.
25 {وَمِنْهََا تُخْرَجُونَ}: الواو في الأصل تعطف هذه الأفعال بعضها على بعض، ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة.
و «تخرجون» بضم التاء وفتحها، والمعنى فيها مفهوم.
26 {وَرِيشاً}: هو جمع ريشة. ويقرأ «رياشا» وفيه وجهان:
أحدهما هو جمع واحده ريش، مثل ريح ورياح.
والثاني أنه اسم للجمع مثل اللباس.
{وَلِبََاسُ التَّقْوى ََ}: يقرأ بالنصب عطفا على ريشا.
فإن قيل: كيف ينزل اللباس والريش؟
قيل: لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر، والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب.
ويقرأ بالرفع على الابتداء.
و {ذََلِكَ}: مبتدأ و {«خَيْرٌ»}: خبره، والجملة خبر لباس.
ويجوز أن يكون «ذلك» نعتا للباس أي المذكور، والمشار إليه.
وأن يكون بدلا منه، أو عطف بيان: و «خير» الخبر.
وقيل: لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف تقديره:
وسائر عوراتكم لباس التقوى، أو على العكس أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم.
وفي الكلام حذف مضاف أي ولباس أهل التقوى.
وقيل المعنى: ولباس الاتقاء الذي يتقى به النّظر، فلا حذف إذا.
27 {لََا يَفْتِنَنَّكُمُ}: النهي في اللفظ للشيطان. والمعنى: لا تتّبعوا الشيطان فيفتنكم.
{كَمََا أَخْرَجَ} أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج.
{يَنْزِعُ عَنْهُمََا}: الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في اخرج، وإن شئت من الأبوين لأنّ فيه ضميرين لهما.
و «ينزع»: حكاية أمر قد وقع لأنّ نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج.
فإن قيل: الشيطان لم ينزع عنهما اللباس.
قيل: لكنه تسبّب، فنسب الإخراج والنّزع إليه.
{هُوَ وَقَبِيلُهُ}: هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه.
29 {وَأَقِيمُوا}:
في تقدير الكلام وجهان:
أحدهما هو معطوف على موضع «القسط» على المعنى أي أمر ربّي، فقال:
أقسطوا وأقيموا.
والثاني في الكلام حذف تقديره: فاقبلوا وأقيموا.
و {الدِّينَ}: منصوب بمخلصين ولا يجوز هنا فتح اللام في {«مُخْلِصِينَ»} لأنّ ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمّى الفاعل.
{كَمََا}: الكاف نعت لمصدر محذوف أي {«تَعُودُونَ»} عودا كبدئكم.
30 {فَرِيقاً هَدى ََ}: فيه وجهان:
أحدهما هو منصوب بهدى، {«وَفَرِيقاً»} الثاني منصوب بفعل محذوف، تقديره: وأضلّ فريقا، وما بعده تفسير للمحذوف. والكلام كله حال من الضمير في «تعودون»، «وقد» مع الفعل مرادة، تقديره: تعودون قد هدى فريقا وأضلّ فريقا.
والوجه الثاني أنّ «فريقا» في الموضعين حال، و «هدى» وصف للأول، و {«حَقَّ عَلَيْهِمُ»} وصف للثاني. والتقدير تعودون فريقين. وقرأ به أبيّ.
ولم تلحق تاء التأنيث ب «حق» للفصل، أو لأن التأنيث غير حقيقي.
31 {عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}: ظرف ل {«اتَّخَذُوا»}، وليس بحال للزينة لأنّ إحداها يكون قبل ذلك.
وفي الكلام حذف تقديره: عند قصد كلّ مسجد.
32 {قُلْ هِيَ}: هي مبتدأ، وفي الخبر ستة أوجه: أحدها {«خََالِصَةً»}، على قراءة من رفّع فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا، و {«يَوْمَ الْقِيََامَةِ»} ظرف لخالصة، ولم يمتنع تعلّق الظّرفين بها لأنّ اللام للتبيين. ويوم ظرف محض، و {«فِي»} متعلقة بآمنوا.
والثاني أن يكون الخبر للذين، وخالصة خبر ثان، و «في» متعلقة بآمنوا.
والثالث أن يكون الخبر للذين، وفي الحياة معمول الظّرف الذي هو اللام أي يستقرّ للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وخالصة خبر ثان.
والرابع أن يكون الخبر في الحياة الدنيا، وللذين متعلّقة بخالصة.
والخامس أن تكون اللام حالا من الظرف بعدها على قول الأخفش.
والسادس أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب، والعامل فيها للذين، أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا، أو حالا. والتقدير: هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة أي إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الآخرة.
ولا يجوز أن تعمل في «خالصة» زينة الله لأنه قد وصفها بقوله التي، والمصدر إذا وصف لا يعمل. ولا قوله {«أَخْرَجَ»}، لأجل الفصل الذي بينهما، وهو قوله: قل.(1/161)
ولا يجوز أن تعمل في «خالصة» زينة الله لأنه قد وصفها بقوله التي، والمصدر إذا وصف لا يعمل. ولا قوله {«أَخْرَجَ»}، لأجل الفصل الذي بينهما، وهو قوله: قل.
7: 3340
وأجاز أبو علي أن يعمل فيها {«حَرَّمَ»} وهو بعيد لأجل الفصل أيضا.
{كَذََلِكَ نُفَصِّلُ}: قد ذكرنا إعراب نظيره في البقرة والأنعام.
33 {مََا ظَهَرَ مِنْهََا وَمََا بَطَنَ}: بدلان من الفواحش.
و {بِغَيْرِ الْحَقِّ} متعلق بالبغي.
وقيل: حال هو من الضمير الذي في المصدر إذ التقدير: وإن تبغوا بغير الحق. وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير.
34 {جََاءَ أَجَلُهُمْ}: هو مفرد في موضع الجمع.
وقرأ ابن سيرين: آجالهم على الأصل لأنّ لكل واحد منهم أجلا.
35 {يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ}: يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل، وأن يكون حالا من رسل، أو من الضمير في الظرف.
37 {مِنَ الْكِتََابِ}: حال من نصيبهم.
38 {مِنْ قَبْلِكُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا ل {«خَلَتْ»}، وأن يكون صفة لأمم و {مِنَ الْجِنِّ}: حال من الضمير في خلت:
أو صفة أخرى لأمم. و {فِي النََّارِ}: متعلق بادخلوا. ويجوز أن يكون صفة لأمم، أو ظرفا لخلت.
{ادََّارَكُوا}: يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها وأصلها تداركوا، فأبدلت التاء دالا، وأسكنت ليصحّ إدغامها، ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصحّ النطق بالساكن.
ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال، ووزنه على هذا افتعلوا، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا.
وقرئ في الشاذ «تداركوا» على الأصل أي أدرك بعضهم بعضا.
وقرئ «إذا اداركوا» بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نيّة الوقف على ما قبلها والابتداء بها.
وقرئ «إذا ادّاركوا» بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة، وهو جمع بين ساكنين، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغما، كما قالوا: دابّة وشابّة، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل، وقد قال بعضهم: اثنا عشر بإثبات الألف وسكون العين، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالى.
و {جَمِيعاً}: حال.
{ضِعْفاً}: صفة العذاب، وهو بمعنى مضعف، أو مضاعف. و {مِنَ النََّارِ}: صفة أخرى ويجوز أن يكون حالا.
{لِكُلٍّ ضِعْفٌ} أي لكلّ عذاب ضعف من النار، فحذف لدلالة الأول عليه.
{وَلََكِنْ لََا تَعْلَمُونَ}: بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
40 {لََا تُفَتَّحُ}: يقرأ بالتاء ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد للتكثير.
ويقرأ بالياء لأنّ تأنيث الأبواب غير حقيقي، وللفصل أيضا.
{الْجَمَلُ}: يقرأ بفتح الجيم، وهو الجمل المعروف.
ويقرأ في الشاذ بسكون الميم والأحسن أن يكون لغة لأن تخفيف المفتوح ضعيف.
ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها، وهو الحبل الغليظ، وهو جمع مثل صوّم وقوّم.
ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف، وهو جمع مثل أسد وأسد.
ويقرأ كذلك إلا أنّ الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم.
{سَمِّ الْخِيََاطِ}: بفتح السين وضمّها لغتان.(1/162)
{سَمِّ الْخِيََاطِ}: بفتح السين وضمّها لغتان.
7: 4147
{وَكَذََلِكَ}: في موضع نصب ب {«نَجْزِي»} على أنه وصف لمصدر محذوف.
41 {غَوََاشٍ}: هو جمع غاشية، وفي التنوين هنا ثلاثة أوجه:
أحدها أنه تنوين الصّرف وذلك أنهم حذفوا الياء من «غواشي» فنقص بناؤها عن بناء مساجد، وصارت مثل سلام فلذلك صرفت.
والثاني أنه عوض من حركة الياء المحذوفة.
والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقّة، ولما حذفت الحركة وعوّض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين.
وفي هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه.
42 {وَالَّذِينَ آمَنُوا}: مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما {لََا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلََّا وُسْعَهََا} والتقدير: منهم، فحذف العائد كما حذف في قوله:
{«وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذََلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»}.
والثاني أنّ الخبر {«أُولََئِكَ أَصْحََابُ الْجَنَّةِ»}، و {«لََا نُكَلِّفُ»} معترض بينهما.
43 {مِنْ غِلٍّ}: هو حال من «ما».
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ}: الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالإضافة، والعامل فيها معنى الإضافة.
{هَدََانََا لِهََذََا}: قد ذكرناه في الفاتحة.
{وَمََا كُنََّا}: الواو للحال. ويجوز أن تكون مستأنفة.
ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف.
و {لِنَهْتَدِيَ}: قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى: {«مََا كََانَ اللََّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ»}.
{أَنْ هَدََانَا}: هما في تأويل المصدر، وموضعه رفع بالابتداء لأن الاسم الواقع بعد «لولا» هذه كذلك، وجواب لولا محذوف دلّ عليه ما قبله تقديره: لولا أن هدانا الله ما كنا لنهتدي. وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو.
{أَنْ تِلْكُمُ}: في أن وجهان:
أحدهما هي بمعنى أي، ولا موضع لها وهي تفسير للنداء.
والثاني أنها مخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف، والجملة بعدها خبرها، أي ونودوا أنه تلكم الجنة، والهاء ضمير الشأن، وموضع الكلام كله نصب بنودوا، وجرّ على تقديره بأنه.
{أُورِثْتُمُوهََا}: يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج، وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة، والعامل فيها ما في «تلك» من معنى الإشارة ولا يجوز أن يكون حالا من «تلك» لوجهين:
أحدهما أنه فصل بينهما بالخبر.
والثاني أن «تلك» مبتدأ، والابتداء لا يعمل في الحال.
ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم، أو بدلا، وأورثتموها الخبر.
ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم لأنّ الكاف حرف للخطاب، وصاحب الحال لا يكون حرفا ولأنّ الحال تكون بعد تمام الكلام والكلام لا يتمّ بتلكم.
44 {أَنْ قَدْ وَجَدْنََا}: «أن» يجوز أن تكون بمعنى أي، وأن تكون مخففة.
{حَقًّا}: يجوز أن تكون حالا، وأن تكون مفعولا ثانيا، ويكون «وجدنا» بمعنى علمنا.
{مََا وَعَدَ رَبُّكُمْ}: حذف المفعول من «وعد» الثانية فيجوز أن يكون التقدير: وعدكم، وحذفه لدلالة الأوّل عليه.
ويجوز أن يكون التقدير: ما وعد الفريقين يعني نعيمنا وعذابكم.
ويجوز أن يكون التقدير: ما وعدنا ويقوّي ذلك أن ما عليه أصحاب النار شرّ، والمستعمل فيه أوعد، ووعد يستعمل في الخير أكثر.
{نَعَمْ}: حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه، ونونها وعينها مفتوحتان.
ويقرأ بكسر العين، وهي لغة ويجوز كسرهما جميعا على الإتباع.
{بَيْنَهُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا لأذّن، وأن يكون صفة لمؤذّن. {أَنْ لَعْنَةُ اللََّهِ}: يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون، وهي مخفّفة اي بأنه لعنه الله.
ويجوز أن تكون بمعنى أي لأنّ الأذان قول.
ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة، وهو ظاهر.
وقرى في الشاذ بكسر الهمزة: أي فقال: إن لعنة الله.
45 {الَّذِينَ يَصُدُّونَ}: يجوز أن يكون جرّا ونصبا ورفعا.
46 {وَنََادَوْا}: الضمير يعود على رجال.
{أَنْ سَلََامٌ}: أي أنه سلام، ويجوز أن تكون بمعنى أي.
{لَمْ يَدْخُلُوهََا}: أي لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد.
{وَهُمْ يَطْمَعُونَ} في دخولها أي نادوهم في هذه الحال، ولا موضع لقوله: {«وَهُمْ يَطْمَعُونَ»} على هذا.
وقيل: المعنى أنهم نادوهم بعد أن دخلوا، ولكنهم دخولها وهم لا يطمعون فيها، فتكون الجملة على هذا حالا.
47 {تِلْقََاءَ}: هو في الأصل مصدر، وليس في المصادر تفعال بكسر التاء إلا تلقاء وتبيان، وإنما يجئ ذلك في الأسماء نحو: التّمثال، والتّمساح، والتّقصار. وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف أي ناحية أصحاب النار.(1/163)
47 {تِلْقََاءَ}: هو في الأصل مصدر، وليس في المصادر تفعال بكسر التاء إلا تلقاء وتبيان، وإنما يجئ ذلك في الأسماء نحو: التّمثال، والتّمساح، والتّقصار. وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف أي ناحية أصحاب النار.
7: 4857
48 {مََا أَغْنى ََ}: يجوز أن تكون «ما» نافية، وأن تكون استفهاما.
49 {لََا يَنََالُهُمُ}: تقديره: أقسمتم عليهم بأن لا ينالهم ف «لا ينالهم» هو المحلوف عليه.
{ادْخُلُوا}: تقديره: فالتفتوا إلى أصحاب الجنة، فقالوا: ادخلوا.
ويقرأ في الشاذ «ادخلوا» على الاستئناف، وذلك يقال بعد دخولهم.
{لََا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ}: إذا قرئ ادخلوا على الأمر كانت الجملة حالا أي ادخلوا آمنين.
وإذا قرئ على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب.
50 {أَنْ أَفِيضُوا}: يجوز أن تكون «أن» مصدرية وتفسيرية.
و {مِنَ الْمََاءِ}: تقديره شيئا من الماء.
{أَوْ مِمََّا}: قيل «أو» بمعنى الواو واحتجّ لذلك بقوله: {«حَرَّمَهُمََا»} وقيل: هي على بابها وحرّمهما على المعنى، فيكون، فيه حذف أي كلّا منهما، أو كليهما.
51 {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ}: يجوز أن يكون جرّا، ونصبا، ورفعا.
و {لَهْواً}: مفعول ثان، والتفسير: ملهوا به، وملعوبا به. ويجوز أن يكون صيّروا عادتهم لأن الدين قد جاء بمعنى العادة.
52 {عَلى ََ عِلْمٍ}:
يجوز أن يكون فصّلناه مشتملا على علم فيكون حالا من الهاء.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي فصّلناه عالمين أي على علم منّا.
{هُدىً وَرَحْمَةً}:
حالان أي هذا هدى وذا رحمة.
وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف.
53 {يَوْمَ يَأْتِي}:
هو ظرف ل {«يَقُولُ»}.
{فَيَشْفَعُوا لَنََا}: هو منصوب على جواب الاستفهام.
{أَوْ نُرَدُّ}: المشهور الرّفع، وهو معطوف على موضع من شفعاء، تقديره: أو هل نردّ.
{فَنَعْمَلَ}: على جواب الاستفهام أيضا.
ويقرأ برفعهما: أي فهل نعمل، وهو داخل في الاستفهام.
ويقرآن بالنصب على جواب الاستفهام.
54 {يُغْشِي اللَّيْلَ}: في موضعه وجهان:
أحدهما هو حال من الضمير في {«خَلَقَ»}، وخبر {«إِنَّ»} على هذا: {«اللََّهُ الَّذِي خَلَقَ»}.
والثاني أنه مستأنف.
ويغشي بالتخفيف وضمّ الياء، وهو من أغشى، ويتعدّى إلى مفعولين أي يغشي الله الليل النهار.
ويقرأ «يغشّى» بالتشديد، والمعنى واحد.
ويقرأ «يغشى» بفتح الياء والتخفيف، والليل فاعله.
{يَطْلُبُهُ}: حال من الليل أو من النهار.
و {حَثِيثاً}: حال من الليل لأنه الفاعل.
ويجوز أن يكون من النهار، فيكون التقدير:
يطلب الليل النهار محثوثا، وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي طلبا حثيثا. {وَالشَّمْسَ}: يقرأ بالنصب، والتقدير وخلق الشمس. ومن رفع استأنف.
55 {وَخُفْيَةً}: يقرأ بضم الخاء وكسرها، وهما لغتان، والمصدران حالان.
ويجوز أن يكون مفعولا له، ومثله: {«خَوْفاً وَطَمَعاً»}.
56 {قَرِيبٌ}: إنما لم تؤنّث لأنه أراد المطر.
وقيل: إنّ الرحمة والترحّم بمعنى.
وقيل: هو على النسب أي ذات قرب، كما يقال: امرأة طالق.
وقيل: هو فعيل بمعنى مفعول، كما قالوا لحية دهين، وكفّ خضيب.
وقيل: أراد المكان أي إن مكان رحمة الله قريب.
وقيل: فرّق بالحذف بين القريب من النّسب وبين القريب من غيره.
57 {بُشْراً}: يقرأ بالنون والشين مضمومتين، وهو جمع. وفي واحدة وجهان:
أحدهما نشور مثل صبور وصبر فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل أي ينشر الأرض.
ويجوز أن يكون بمعنى مفعول كركوب أي منشورة بعد الطيّ، أو منشّرة أي محياة من قولك أنشر الله الميت فهو منشر.
ويجوز أن يكون جمع ناشر، مثل نازل ونزل.
ويقرأ بضمّ النون وإسكان الشين على تخفيف المضموم.
ويقرأ: «نشرا» بفتح النون وإسكان الشين، وهو مصدر نشر بعد الطيّ، أو من قولك: أنشر الله الميت فنشر أي عاش، ونصبه على الحال أي ناشرة، أو ذات نشر، كما تقول: جاء ركضا أي راكضا.
ويقرأ: «بشرا» بالباء وضمّتين، وهو جمع بشير، مثل قليب وقلب.
ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون الشين على التخفيف، ومثله في المعنى: {«يُرْسِلَ الرِّيََاحَ مُبَشِّرََاتٍ»}.
ويقرأ: «بشرى» مثل حبلى أي ذات بشارة.
ويقرأ: «بشرا» بفتح الباء وسكون الشين، وهو مصدر بشرته، إذا بشّرته.
{سَحََاباً}: جمع سحابة، ولذلك وصفها بالجمع.
{لِبَلَدٍ}: أي لإحياء بلد.(1/164)
{لِبَلَدٍ}: أي لإحياء بلد.
7: 5869
{بِهِ الْمََاءَ}: الهاء ضمير «البلد»، أو ضمير السحاب، أو ضمير الريح وكذلك الهاء في {بِهِ} الثانية.
58 {يَخْرُجُ نَبََاتُهُ}: يقرأ بفتح الياء وضمّ الراء ورفع النبات.
ويقرأ كذلك إلا أنه يضمّ الياء على ما لم يسم فاعله.
ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات أي فيخرج الله أو الماء.
{بِإِذْنِ رَبِّهِ}: متعلّق بيخرج.
{إِلََّا نَكِداً} بفتح النون وكسر الكاف، وهو حال.
ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر أي ذا نكد.
ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف، وهو مصدر أيضا، وهو لغة.
ويقرأ: «يخرج» بضم الياء وكسر الراء، ونكدا مفعوله.
59 {مََا لَكُمْ مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ}: من زائدة، وإله مبتدأ، ولكم الخبر.
وقيل: الخبر محذوف أي ما لكم من إله في الوجود ولكم: تخصيص وتبيين. وغيره بالرفع فيه وجهان:
أحدهما هو صفة «لإله» على الموضع.
والثاني هو بدل من الموضع، مثل: لا إله إلا الله.
ويقرأ بالنصب على الاستثناء. وبالجر صفة على اللفظ.
{عَذََابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: وصف اليوم بالعظم، والمراد عظم ما فيه.
60 {مِنْ قَوْمِهِ}: حال من الملأ.
و (نراك): من رؤية العين فيكون {فِي ضَلََالٍ} حالا.
ويجوز أن تكون من رؤية القلب فيكون مفعولا ثانيا.
62 {أُبَلِّغُكُمْ}: يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون صفة لرسول على المعنى لأنّ الرسول هو الضمير في {«لََكِنِّي»}، ولو كان «يبلغكم» لجاز لأنه يعود على لفظ رسول.
ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيه الجار من قوله: {«مِنْ رَبِّ»}.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللََّهِ}: بمعنى أعرف فيتعدّى إلى مفعول واحد، وهو «ما» وهي بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة. ومن الله: فيه وجهان:
أحدهما هو متعلق بأعلم أي ابتداء علمي من عند الله.
والثاني أن يكون حالا من «ما»، أو من العائد المحذوف.
63 {مِنْ رَبِّكُمْ}: يجوز أن يكون صفة لذكر، وأن يتعلّق بجاءكم.
{عَلى ََ رَجُلٍ}: يجوز أن يكون حالا أي نازلا على رجل وأن يكون متعلقا بجاءكم على المعنى لأنه في معنى نزل إليكم. وفي الكلام حذف مضاف أي على قلب رجل، أو لسان رجل.
64 {فِي الْفُلْكِ}: هو حال من {«الَّذِينَ»}، أو من الضمير المرفوع في معه.
والأصل في {عَمِينَ}: عميين، فسكنت الأولى وحذفت.
65 {هُوداً}: بدل من أخاهم، وأخاهم منصوب بفعل محذوف أي وأرسلنا إلى عاد، وكذلك أوائل القصص التي بعدها.
68 {نََاصِحٌ أَمِينٌ}: هو فعيل بمعنى مفعول.
69 {فِي الْخَلْقِ}: يجوز أن يكون حالا من {«بَصْطَةً»}، وأن يكون متعلقا بزادكم.(1/165)
69 {فِي الْخَلْقِ}: يجوز أن يكون حالا من {«بَصْطَةً»}، وأن يكون متعلقا بزادكم.
7: 7084
والآلاء: جمع، وفي واحدها ثلاث لغات: إلى بكسر الهمزة وألف واحدة بعد اللام، وبفتح الهمزة كذلك وبكسر الهمزة وسكون اللام وياء بعدها.
70 {وَحْدَهُ}: هو مصدر محذوف الزوائد. وفي موضعه وجهان:
أحدهما هو مصدر في موضع الحال من الله أي لنعبد الله مفردا وموحّدا.
وقال بعضهم: هو حال من الفاعلين أي موحّدين له.
والثاني أنه ظرف أي لنعبد الله على حالة قال يونس وأصل هذا المصدر الإيحاد، من قولك:
أوحدته، فحذفت الهمزة والألف، وهما الزائدان.
71 {مِنْ رَبِّكُمْ}: يجوز أن يكون حالا من {«رِجْسٌ»}، وأن يتعلّق بوقع.
{فِي أَسْمََاءٍ}: أي ذوي أسماء، أو مسمّيات.
73 {آيَةً}: حال من الناقة، والعامل فيها معنى ما في {«هََذِهِ»} من التنبيه والإشارة.
ويجوز أن يعمل في آية {«لَكُمْ»}.
ويجوز أن يكون «لكم» حالا من آية.
ويجوز أن يكون ناقة الله بدلا من هذه، أو عطف بيان، ولكم الخبر وجاز أن يكون آية حالا لأنها بمعنى «علامة، ودليلا». {تَأْكُلْ}: جواب الأمر.
{فَيَأْخُذَكُمْ}: جواب النهي.
وقرئ بالرفع، وموضعه حال.
74 {مِنْ سُهُولِهََا}: يجوز أن يكون حالا من {«قُصُوراً»}، ومفعولا ثانيا لتتّخذون، وأن يتعلّق بتتخذون لا على أن {«تَتَّخِذُونَ»} يتعدّى إلى مفعولين بل إلى واحد.
و «من» لابتداء غاية الاتخاذ.
{وَتَنْحِتُونَ الْجِبََالَ}: فيه وجهان:
أحدهما أنه بمعنى تتخذون فيكون {«بُيُوتاً»} مفعولا ثانيا.
والثاني أن يكون التقدير من الجبال على ما جاء في الآية الأخرى فيكون بيوتا المفعول، ومن الجبال على ما ذكرنا في قوله: من سهولها.
75 {لِمَنْ آمَنَ}: هو بدل من قوله:
{«لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا»}، بإعادة الجار كقولك: مررت بزيد بأخيك.
78 {فَأَصْبَحُوا}: يجوز أن تكون التامة، ويكون {«جََاثِمِينَ»} حالا، وأن تكون الناقصة، وجاثمين الخبر. وفي دارهم متعلّق ب «جاثمين».
80 {وَلُوطاً} أي وأرسلنا لوطا، أو واذكر لوطا.
و {إِذْ}: على التقدير الأول ظرف، وعلى الثاني يكون ظرفا لمحذوف تقديره: واذكر رسالة لوط إذ
{مََا سَبَقَكُمْ بِهََا}: في موضع الحال من الفاحشة، أو من الفاعل في {«أَتَأْتُونَ»} تقديره مبتدئين.
81 {إِنَّكُمْ}: يقرأ بهمزتين على الاستفهام، ويجوز تخفيف الثانية وتليينها، وهو جعلها بين الياء والألف. ويقرأ بهمزة واحدة على الخبر.
{شَهْوَةً}: مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
{مِنْ دُونِ النِّسََاءِ}: صفة لرجال أي منفردين عن النساء.
{بَلْ أَنْتُمْ}: بل هنا للخروج من قصّة إلى قصة.
وقيل: هو إضراب عن محذوف، تقديره: ما عدلتم، بل أنتم مسرفون.
82 {وَمََا كََانَ جَوََابَ قَوْمِهِ}: يقرأ بالنصب والرفع، وقد ذكر في آل عمران، وفي الأنعام.
84 {مَطَراً}: هو مفعول أمطرنا، والمطر هنا الحجارة، كما جاء في الآية الأخرى: {«وَأَمْطَرْنََا عَلَيْهِمْ حِجََارَةً»}.(1/166)
84 {مَطَراً}: هو مفعول أمطرنا، والمطر هنا الحجارة، كما جاء في الآية الأخرى: {«وَأَمْطَرْنََا عَلَيْهِمْ حِجََارَةً»}.
7: 85102
85 {وَلََا تَبْخَسُوا}: هو متعد إلى مفعولين، وهما {«النََّاسَ»} و {«أَشْيََاءَهُمْ»}.
وتقول: بخست زيدا حقّه أي نقصته إيّاه.
86 {تُوعِدُونَ}: حال من الضمير في تقعدوا.
{مَنْ آمَنَ}: مفعول تصدّون، لا مفعول توعدون إذ لو كان مفعول الأول لكان تصدّونهم.
{وَتَبْغُونَهََا}: حال، وقد ذكرناها في قوله تعالى: {«يََا أَهْلَ الْكِتََابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللََّهِ»} في آل عمران.
88 {أَوَلَوْ كُنََّا كََارِهِينَ} أي ولو كرهنا تعيدوننا.
و «لو» هنا بمعنى: إن، لأنّه للمستقبل.
ويجوز أن تكون على أصلها، ويكون المعنى إن كارهين في هذه الحال.
89 {قَدِ افْتَرَيْنََا}: هو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع، وإنما سدّ مسدّ جواب {«إِنْ عُدْنََا»} وساغ دخول «قد» هاهنا لأنهم قد نزّلوا الافتراء عند العود منزلة الواقع، فقرنوه بقد، وكأنّ المعنى قد افترينا إن هممنا بالعود.
{إِلََّا أَنْ يَشََاءَ}: المصدر في موضع نصب على الاستثناء والتقدير: إلا وقت أن يشاء الله.
وقيل: هو استثناء منقطع. وقيل: إلا في حال مشيئة الله.
و {عِلْماً}: قد ذكر في الأنعام.
90 {إِذاً لَخََاسِرُونَ}: «إذا» هنا متوسطة بين اسم إن وخبرها، وهي حرف معناه الجواب، ويعمل في الفعل بشروط مخصوصة، وليس ذا موضعها.
92 {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً}: لك فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما: {«كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا»}، وما بعده جملة أخرى، أو بدل من الضمير في يعنوا، أو نصب بإضمار أعني.
والثاني: أن الخبر {«الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كََانُوا»}، و {«كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا»} على هذا حال من الضمير في كذّبوا.
والوجه الثاني أن يكون صفة لقوله: {«الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ»}.
والثالث: أن يكون بدلا منه، وعلى الوجهين يكون «كأن لم» حالا.
95 {حَتََّى عَفَوْا} اي إلى أن عفوا أي كثروا.
{فَأَخَذْنََاهُمْ}: هو معطوف على عفوا.
98 {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى ََ}: يقرأ بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليه همزة الاستفهام. ويقرأ بسكونها وهي لأحد الشيئين. والمعنى:
أفأمنوا إتيان العذاب ضحى، أو أمنوا أن يأتيهم ليلا؟
و {بَيََاتاً}: حال من {«بَأْسُنََا»} أي مستخفيا باغتيالهم ليلا.
99 {فَلََا يَأْمَنُ مَكْرَ اللََّهِ}: الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله.
100 {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ}: يقرأ بالياء، وفاعله {«أَنْ لَوْ نَشََاءُ»} وأن مخفّفة من الثقيلة أي أو لم يبين لهم علمهم بمشيئتنا.
ويقرأ بالنون، و {«أَنْ لَوْ نَشََاءُ»} مفعوله وقيل:
فاعل يهدي ضمير اسم الله تعالى.
{فَهُمْ لََا يَسْمَعُونَ}: الفاء لتعقيب عدم السّمع بعد الطبع على القلب من غير فصل.
101 {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبََائِهََا}: هو مثل قوله: {«ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ»}. وقد ذكر في آل عمران، ومثل قوله تعالى {«تِلْكَ آيََاتُ اللََّهِ نَتْلُوهََا»}، وقد ذكر في البقرة.
102 {لِأَكْثَرِهِمْ}: هو حال من {«عَهْدٍ»}.
ومن زائدة أي ما وجدنا عهدا لأكثرهم.
{وَإِنْ وَجَدْنََا}: مخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف أي: وإنا وجدنا. واللام في {لَفََاسِقِينَ} لازمة لها لتفصل بين «إن» المخففة وبين «إن» بمعنى «ما».(1/167)
{وَإِنْ وَجَدْنََا}: مخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف أي: وإنا وجدنا. واللام في {لَفََاسِقِينَ} لازمة لها لتفصل بين «إن» المخففة وبين «إن» بمعنى «ما».
7: 103123
وقال الكوفيون: من الثقيلة «إن» بمعنى «ما»، وقد ذكر في البقرة عند قوله: {«وَإِنْ كََانَتْ لَكَبِيرَةً»}.
103 {كَيْفَ كََانَ}: كيف في موضع نصب خبر كان. {«عََاقِبَةُ»}: اسمها، والجملة في موضع نصب ب {«فَانْظُرْ»}.
105 {حَقِيقٌ}: هو مبتدأ، وخبره {«أَنْ لََا أَقُولَ»} على قراءة من شدّد الياء في «عليّ»، وعليّ متعلق بحقيق. والجيّد أن يكون «أن لا» فاعل حقيق، لأنه ناب عن: يحقّ على.
ويقرأ: على ألّا، والمعنى: واجب بأن لا أقول.
وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول، أو خبر ثان، كما تقول: أنا حقيق بكذا أي أحقّ.
وقيل: المعنى على قراءة من شدّد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول، وما بعده مبتدأ وخبر أي على قول الحق.
107 {فَإِذََا هِيَ}: «إذا» للمفاجأة، وهي مكان، وما بعدها مبتدأ، و {«ثُعْبََانٌ»} خبره.
وقيل: هي ظرف زمان، وقد أشبعنا القول فيهما فيما تقدم.
110 {فَمََا ذََا تَأْمُرُونَ}: هو مثل قوله:
{«مََا ذََا يُنْفِقُونَ»}. وقد ذكر في البقرة.
وفي المعنى وجهان: أحدهما أنه من تمام الحكاية عن قول الملأ.
والثاني أنه مستأنف من قول فرعون تقديره:
فقال: ماذا تأمرون، ويدلّ عليه ما بعده، وهو قوله:
{«قََالُوا أَرْجِهْ وَأَخََاهُ»}.
111 - و «ارجئه»: يقرأ بالهمزة وضمّ الهاء من غير إشباع وهو الجيد وبالإشباع وهو ضعيف لأن الهاء خفيّة فكأن الواو التي بعدها تتلو الهمزة وهو قريب من الجمع بين ساكنين، ومن هنا ضعف قولهم: عليه مال، بالإشباع.
ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز وهو ضعيف لأنّ الهمز حرف صحيح ساكن فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر. ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم، والحاجز غير حصين.
ويقرأ من غير همز: من ارجيت بالياء، ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها، ومنهم من لا يشبعها، ومنهم من يسكّنها، وقد بيّنا ذلك في {«يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ»}.
112 {بِكُلِّ سََاحِرٍ}: يقرأ بألف بعد السين، وألف بعد الحاء مع التشديد، وهو الكثير.
113 {إِنَّ لَنََا}: يقرأ بهمزتين على الاستفهام، والتحقيق، والتليين على ما تقدم، وبهمزة واحدة على الخبر. 115 {إِمََّا أَنْ تُلْقِيَ}: في موضع أن والفعل وجهان:
أحدهما رفع أي أمرنا إمّا الإلقاء.
والثاني نصب أي إمّا أن تفعل الإلقاء.
116 {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} أي طلبوا إرهابهم.
وقيل هو بمعنى أرهبوهم، مثل قرّ، واستقرّ.
117 {أَنْ أَلْقِ}: يجوز أن تكون أن المصدرية، وأن تكون بمعنى أي.
{فَإِذََا هِيَ تَلْقَفُ}: يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف مع تخفيف التاء مثل تكلم.
ويقرأ: «تلقف» بتشديد القاف أيضا، والأصل تتلقّف، فأدغمت الأولى في الثانية ووصلت بما قبلها، فأغنى عن همزة الوصل.
ويقرأ بسكون اللام وفتح القاف، وماضيه لقف مثل علم.
121 {قََالُوا آمَنََّا}: يجوز أن يكون حالا أي فانقلبوا صاغرين قد قالوا. ويجوز أن يكون مستأنفا.
122 {رَبِّ مُوسى ََ}: بدل مما قبله.
123 {قََالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ}: تقرأ بهمزتين على الاستفهام ومنهم يحقّق الثانية، ومنهم من يخفّفها، والفصل بينهما بألف بعيد لأنه يصير في التقدير كأربع ألفات.(1/168)
123 {قََالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ}: تقرأ بهمزتين على الاستفهام ومنهم يحقّق الثانية، ومنهم من يخفّفها، والفصل بينهما بألف بعيد لأنه يصير في التقدير كأربع ألفات.
7: 124138
ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر، فيجوز أن يكون خبرا في المعنى، وأن يكون حذف همزة الاستفهام.
وقرئ: «فرعون وآمنتم»، بجعل الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها.
126 {وَمََا تَنْقِمُ}: يقرأ بكسر القاف وفتحها. وقد ذكر في المائدة.
127 {وَيَذَرَكَ}: الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا، وسكّنها بعضهم على التخفيف، وضمّها بعضهم أي وهو يذرك.
ويقرأ «وإلهتك» مثل العبادة والزّيارة، وهي العبادة.
128 {يُورِثُهََا}: يجوز أن يكون مستأنفا. وأن يكون حالا من «الله».
130 {بِالسِّنِينَ}: الأصل في سنة سنهة، فلامها هاء لقولهم: عاملته مسانهة. وقيل: لامها واو لقولهم سنوات. وأكثر العرب تجعلها كالزيدون، ومنهم من يجعل النون حرف الإعراب، وكسرت سينها إيذانا بأنها جمعت على غير القياس.
{مِنَ الثَّمَرََاتِ}: متعلق بنقص، والمعنى:
وبتنقّص الثمرات.
131 {يَطَّيَّرُوا} أي يتطيّروا.
وقرئ شاذا «تطيّروا» على لفظ الماضي.
{طََائِرُهُمْ}: على لفظ الواحد.
ويقرأ طيرهم، وقد ذكر مثله في آل عمران.
132 {مَهْمََا}: فيها ثلاثة أقوال:
أحدها أنّ «مه» بمعنى اكفف و «ما» اسم للشرط، كقوله: {«مََا يَفْتَحِ اللََّهُ لِلنََّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ»}.
والثاني أن أصل «مه» ما الشرطية زيدت عليها ما، كما زيدت في قوله: {«إِمََّا يَأْتِيَنَّكُمْ»}، ثم أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد.
والثالث أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة، وموضع الاسم على الأقوال كلها نصب ب {«تَأْتِنََا»}.
والهاء في {«بِهِ»} تعود على ذلك الاسم.
133 {الطُّوفََانَ}: قيل هو مصدر. وقيل هو جمع طوفانة، وهو الماء المغرق الكثير.
{وَالْجَرََادَ}: جمع جرادة، الذكر والأنثى سواء.
{وَالْقُمَّلَ}: يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم. قيل: هما لغتان. وقيل: هما القمل المعروف في الثياب ونحوها، والمشدّد يكون في الطعام. {آيََاتٍ}: حال من الأشياء المذكورة.
134 {بِمََا عَهِدَ عِنْدَكَ}: يجوز أن تتعلّق الباء بادع أي بالشيء الذي علّمك الله الدعاء به، ويجوز أن تكون الباء للقسم.
135 {إِذََا هُمْ يَنْكُثُونَ}: هم مبتدأ، وينكثون الخبر. وإذا للمفاجأة، وقد تقدّم ذكرها.
137 {وَأَوْرَثْنَا}:
يتعدّى إلى مفعولين، فالأول {«الْقَوْمَ»}. و {«الَّذِينَ كََانُوا»} نعت. وفي المفعول الثاني ثلاثة أوجه:
أحدها {«مَشََارِقَ الْأَرْضِ وَمَغََارِبَهَا»} والمراد أرض الشام، أو مصر.
و {الَّتِي بََارَكْنََا} على هذا فيه وجهان:
أحدهما: هو صفة المشارق والمغارب.
والثاني: صفة الأرض، وفيه ضعف لأنّ فيه العطف على الموصوف قبل الصفة.
والقول الثاني أنّ المفعول الثاني لأورثنا «التي باركنا» أي الأرض التي باركنا فعلى هذا في المشارق والمغارب وجهان:
أحدهما: هو ظرف ليستضعفون.
والثاني: أنّ تقديره: يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب.
والقول الثالث أنّ التي باركنا صفة على ما تقدّم، والمفعول الثاني محذوف تقديره: الأرض، أو الملك.
{مََا كََانَ يَصْنَعُ}: «ما» بمعنى الذي، وفي اسم كان وجهان:
أحدهما هو ضمير «ما»، وخبرها يصنع فرعون، والعائد محذوف أي يصنعه.
والثاني أنّ اسم كان فرعون وفي يصنع ضمير فاعل. وهذا ضعيف لأنّ يصنع يصلح أن يعمل في فرعون فلا يقدّر تأخيره، كما لا يقدّر تأخير الفعل في قولك: قام زيد. وقيل: «ما» مصدرية وكان زائدة. وقيل:
ليست زائدة، ولكن كان الناقصة لا تفصل بين «ما» وبين صلتها. وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«بِمََا كََانُوا يَكْذِبُونَ»} وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسم، ويضعف أن يكون اسمها ضمير الشّأن، لأنّ الجملة التي بعدها صلة «ما» فلا تصلح للتفسير، فلا يحصل بها الإيضاح وتمام الاسم لأنّ المفسر يجب أن يكون مستقبلا، فتدعو الحاجة إلى أن تجعل فرعون اسم كان، وفي «يصنع» ضمير يعود عليه.
و {يَعْرِشُونَ} بضم الراء وكسرها لغتان، وكذلك {«يَعْكُفُونَ»}، وقد قرئ بهما فيهما.
138 {وَجََاوَزْنََا بِبَنِي إِسْرََائِيلَ الْبَحْرَ}:
الباء هنا معدّية كالهمزة والتشديد أي أجزنا بني إسرائيل البحر وجوزّنا.
{كَمََا لَهُمْ آلِهَةٌ}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها هي مصدرية، والجملة بعدها صلة لها، وحسّن ذلك أنّ الظرف مقدّر بالفعل.
والثاني أن «ما» بمعنى الذي، والعائد محذوف، وآلهة بدل منه تقديره: كالذي هو لهم، والكاف وما عملت فيه صفة لإله أي إلها مماثلا للذي لهم.(1/169)
والثاني أن «ما» بمعنى الذي، والعائد محذوف، وآلهة بدل منه تقديره: كالذي هو لهم، والكاف وما عملت فيه صفة لإله أي إلها مماثلا للذي لهم.
7: 139150
والوجه الثالث أن تكون «ما» كافّة للكاف إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد، فلما أريد دخولها على الجملة كفّت بما.
139 {مََا هُمْ فِيهِ}: يجوز أن تكون «ما» مرفوعة بمتبّر لأنه قوي بوقوعه خبرا. وأن تكون «ما» مبتدأ، ومتبّر خبر مقدّم.
140 {أَغَيْرَ اللََّهِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول أبغيكم، والتقدير: أبغي لكم فحذف اللام. {«إِلََهاً»}: تمييز.
والثاني أنّ «إلها» مفعول أبغيكم، وغير الله صفة له قدّمت عليه فصارت حالا.
{وَهُوَ فَضَّلَكُمْ}: يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.
142 {ثَلََاثِينَ لَيْلَةً}: هو مفعول ثان لواعدنا، وفيه حذف مضاف، تقديره: إتيان ثلاثين، أو تمام ثلاثين.
{أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}: حال، تقديرها: فتمّ ميقات ربّه كاملا.
وقيل: هو مفعول «تمّ» لأنّ معناه بلغ فهو كقولهم: بلغت أرضك جريبين.
و {هََارُونَ}: بدل، أو عطف بيان. ولو قرئ بالرفع لكان نداء، أو خبر مبتدأ محذوف. 143 {جَعَلَهُ دَكًّا}: أي صيّره فهو متعدّ إلى اثنين فمن قرأ «دكّا» جعله مصدرا بمعنى المدكوك. وقيل تقديره: ذا دكّ.
ومن قرأ بالمد جعله مثله أرض دكّاء، أو ناقة دكّاء وهي التي لا سنام لها.
و {صَعِقاً}: حال مقارنة.
145 {سَأُرِيكُمْ}: قرى في الشاذ بواو بعد الهمزة، وهي ناشئة عن الإشباع وفيها بعد.
146 {سَبِيلَ الرُّشْدِ}: يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما، وسبيل الرشاد بالألف، والمعنى واحد.
147 {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا}: مبتدأ، وخبره {«حَبِطَتْ»}. ويجوز أن يكون الخبر {هَلْ يُجْزَوْنَ} وحبطت حال من ضمير الفاعل في كذبوا، و «قد» مرادة.
148 {مِنْ حُلِيِّهِمْ}: يقرأ بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء، وهو واحد.
ويقرأ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء، وهو جمع، أصله حلوى، فقلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء الأخرى، ثم كسرت اللام اتباعا لها.
ويقرأ بكسر الحاء واللام والتشديد على أن يكون أتبع الكسر الكسر. {عِجْلًا}: مفعول اتخذ.
و {جَسَداً}: نعت، أو بدل، أو بيان من حليهم.
ويجوز أن يكون صفة لعجل قدّم فصار حالا وأن يكون متعلقا باتخذ، والمفعول الثاني محذوف أي إلها.
149 {سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}: الجارّ والمجرور قائم مقام الفاعل، والتقدير: سقط الندم في أيديهم.
150 {غَضْبََانَ}: حال من موسى.
و {«أَسِفاً»}: حال آخر بدل من التي قبلها.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في غضبان.
{يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}: يجوز أن يكون حالا من موسى، وأن يكون حالا من الرأس، ويضعف أن يكون حالا من أخيه.
{قََالَ ابْنَ أُمَّ}: يقرأ بكسر الميم، والكسرة تدلّ على الياء المحذوفة، وبفتحها وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الألف محذوفة، وأصل الألف الياء، وفتحت الميم قبلها، فانقلبت ألفا، وبقيت الفتحة تدلّ عليها، كما قالوا: يا بنت عما.
والوجه الثاني أن يكون جعل ابن والأم بمنزلة خمسة عشر، وبناهما على الفتح.(1/170)
والوجه الثاني أن يكون جعل ابن والأم بمنزلة خمسة عشر، وبناهما على الفتح.
7: 151157
{فَلََا تُشْمِتْ}: الجمهور على ضمّ التاء وكسر الميم، و {«الْأَعْدََاءَ»}: مفعوله.
وقرئ بفتح التاء والميم، والأعداء فاعله، والنّهي في اللفظ للأعداء، وفي المعنى لغيرهم، وهو موسى كما تقول: لا أرينك هاهنا.
وقرئ بفتح التاء والميم ونصب الأعداء والتقدير: لا تشمت أنت بي فتشمت بي الأعداء، فحذف الفعل.
153 {وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئََاتِ}: مبتدأ، والخبر {«إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهََا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ»}، والعائد محذوف أي غفور لهم، أو رحيم بهم.
154 {وَفِي نُسْخَتِهََا هُدىً}: الجملة حال من الألواح.
{لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}: في اللام ثلاثة أوجه:
أحدها هي بمعنى من أجل ربّهم فمفعول يرهبون على هذا محذوف أي يرهبون عقابه.
والثاني هي متعلّقة بفعل محذوف، تقديره:
وللذين هم يخشعون لربهم.
والثالث هي زائدة، وحسن ذلك لما تأخّر الفعل.
155 {وَاخْتََارَ مُوسى ََ قَوْمَهُ}: اختار يتعدّى إلى مفعولين، أحدهما بحرف الجر وقد حذف هاهنا، والتقدير: من قومه. ولا يجوز أن يكون {«سَبْعِينَ»} بدلا عند الأكثرين، لأنّ المبدل منه في نيّة الطرح، والاختيار لا بدّ له من مختار ومختار منه، والبدل يسقط المختار منه. وأرى أنّ البدل جائز على ضعف، ويكون التقدير سبعين رجلا منهم.
{أَتُهْلِكُنََا}: قيل: هو استفهام أي أتعمّنا بالإهلاك.
وقيل: معناه النفي: أي ما تهلك من لم يذنب.
و {«مِنََّا»}: حال من السفهاء.
{تُضِلُّ بِهََا}: يجوز أن يكون مستأنفا.
ويجوز أن يكون حالا من الكاف في {«فِتْنَتُكَ»} إذ ليس هنا ما يصلح أن يعمل في الحال.
156 {هُدْنََا}: المشهور ضمّ الهاء، وهو من هاد يهود، إذا تاب.
وقرئ بكسرها، وهو من هاد يهيد، إذا تحرك أو حرك أي حرّكنا إليك نفوسنا.
{مَنْ أَشََاءُ}: المشهور في القراءة الشين، وقرئ بالسين والفتح، وهو فعل ماض أي أعاقب المسيء.
157 {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ}: في «الذين» ثلاثة أوجه: أحدها هو جرّ على أنه صفة للذين يتقون، أو بدل منه.
والثاني نصب على إضمار أعنى.
والثالث رفع أي هم الذين يتبعون.
ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر {«يَأْمُرُهُمْ»} أو {«أُولََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»}.
{الْأُمِّيَّ}: المشهور ضمّ الهمزة، وهو منسوب إلى الأم، وقد ذكر في البقرة.
وقرئ بفتحها وفيه وجهان:
أحدهما أنه من تغيير النسبة، كما قالوا أموي.
والثاني هو منسوب إلى الأم، وهو القصد أي الذي هو على القصد والسداد.
{يَجِدُونَهُ} أي يجدون اسمه، و {«مَكْتُوباً»}:
حال، و {«عِنْدَهُمْ»}: ظرف لمكتوب، أو ليجدون.
{يَأْمُرُهُمْ}: يجوز أن يكون خبرا للذين وقد ذكر.
ويجوز أن يكون مستأنفا، أو أن يكون حالا من النبي، أو من الضمير في «مكتوب».
{إِصْرَهُمْ}: الجمهور على الإفراد، وهو جنس.(1/171)
{إِصْرَهُمْ}: الجمهور على الإفراد، وهو جنس.
7: 158165
ويقرأ أصارهم، على الجمع لاختلاف أنواع الثقل الذي كان عليهم، ولذلك جمع الأغلال.
{وَعَزَّرُوهُ} بالتشديد والتخفيف، وقد ذكر في المائدة.
158 {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمََاوََاتِ}: في موضع نصب بإضمار أعني، أو في موضع رفع على إضمار هو، ويبعد أن يكون صفة لله، أو بدلا منه لما فيه من الفصل بينهما بإليكم وحاله، وهو متعلّق برسول.
160 {وَقَطَّعْنََاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ}: فيه وجهان:
أحدهما أن قطّعنا بمعنى صيّرنا، فيكون «اثنتي عشرة» مفعولا ثانيا.
والثاني أن يكون حالا أي فرّقناهم فرقا.
و {عَشْرَةَ} بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرئ بها.
و {أَسْبََاطاً}: بدل من اثنتي عشرة، لا تمييز لأنه جمع.
و {أُمَماً}: نعت لأسباط، أو بدل بعد بدل، وأنّث اثنتي عشرة لأنّ التقدير: اثنتي عشرة أمّة.
{أَنِ اضْرِبْ}: يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون بمعنى أي.
161 {حِطَّةٌ}: هو مثل الذي في البقرة. و {نَغْفِرْ لَكُمْ}: قد ذكر في البقرة ما يدلّ على ما هاهنا.
163 {عَنِ الْقَرْيَةِ}: أي عن خبر القرية.
وهذا المحذوف هو الناصب للظّرف الذي هو قوله:
{«إِذْ يَعْدُونَ»}.
وقيل: هو ظرف لحاضرة وجوّز ذلك أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ثم خربت.
ويعدون خفيف ويقرأ بالتشديد والفتح، والأصل يعتدون، وقد ذكر نظيره في «يخصف.
{إِذْ تَأْتِيهِمْ}: ظرف ل «يعدون».
{حِيتََانُهُمْ}: جمع حوت، أبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
{شُرَّعاً}: حال من الحيتان.
{وَيَوْمَ لََا يَسْبِتُونَ}: ظرف لقوله: {«لََا تَأْتِيهِمْ»}.
164 {مَعْذِرَةً}: يقرأ بالرفع، أي موعظتنا معذرة. وبالنصب على المفعول له أي وعظنا للمعذرة.
وقيل: هو مصدر أي نعتذر معذرة.
165 {بِعَذََابٍ بَئِيسٍ}: يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها. وفيه وجهان: أحدهما هو نعت للعذاب، مثل شديد.
والثاني هو مصدر، مثل النذير، والتقدير:
بعذاب ذي بأس أي ذي شدّة.
ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء.
ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة لا ياء بعدها.
وفيه وجهان:
أحدهما هو صفة، مثل قلق وحنق.
والثاني هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف.
ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء اتباعا.
ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة، وأصلها فتح الباء وكسر الهمزة، فكسر الباء اتباعا وسكن الهمزة تخفيفا.
ويقرأ كذلك إلا أنّ مكان الهمزة ياء ساكنة، وذلك تخفيف، كما تقول في ذئب ذيب.
ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء، وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياء.
ويقرأ بياءين على فيعال.
ويقرأ «بيس» بفتح الباء والياء من غير همز وأصله ياء ساكنة وهمزة مفتوحة إلا أنّ حركة الهمزة ألقيت على الياء، ولم تقلب الياء ألفا لأنّ حركتها عارضة.
ويقرأ «بيأس» مثل ضيغم.(1/172)
ويقرأ «بيأس» مثل ضيغم.
7: 166181
ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها، مثل سيد وميت وهو ضعيف إذ ليس في الكلام مثله من الهمزة.
ويقرأ «بأيس» بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء، وهو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل.
ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء، مثل عثير وحذيم.
167 {تَأَذَّنَ}: هو بمعنى أذّن أي أعلم.
{إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ}: يتعلق بتأذّن، أو يبعث وهو الأوجه ولا يتعلق ب {«يَسُومُهُمْ»} لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها.
168 {وَقَطَّعْنََاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً}:
مفعول ثان. أو حال.
{مِنْهُمُ الصََّالِحُونَ}: صفة لأمم، أو بدل منه.
و {دُونَ ذََلِكَ}: ظرف، أو خبر على ما ذكرنا في قوله: {«لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ»}.
169 {وَرِثُوا الْكِتََابَ}: نعت لخلف.
{يَأْخُذُونَ}: حال من الضمير في ورثوا.
{وَدَرَسُوا}: معطوف على {«وَرِثُوا»}. وقوله:
{«أَلَمْ يُؤْخَذْ»} معترض بينهما.
ويقرأ: ادّارسوا، وهو مثل: ادّاركوا فيها. وقد ذكر.
170 {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ}: مبتدأ، والخبر {«إِنََّا لََا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ»}، والتقدير: منهم. وإن شئت قلت: إنه وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم.
وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ واحدا منه استغنيت عن ضمير.
ويمسّكون بالتشديد، والماضي منه مسّك.
ويقرأ بالتخفيف من أمسك ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب أي عمل به والكتاب جنس.
171 {وَإِذْ نَتَقْنَا}: أي أذكر إذ
و {فَوْقَهُمْ}: ظرف لنتقنا، أو حال من الجبل غير مؤكدة لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلوّ.
{كَأَنَّهُ}: الجملة حال من الجبل أيضا.
{وَظَنُّوا}: مستأنف. ويجوز أن يكون معطوفا على نتقنا فيكون موضعه جرّا ويجوز أن يكون حالا، «وقد» معه مرادة.
{خُذُوا مََا آتَيْنََاكُمْ}: قد ذكر في البقرة.
172 {وَإِذْ أَخَذَ}: أي واذكر.
{مِنْ ظُهُورِهِمْ}: بدل من بني آدم أي من ظهور بني آدم، وأعاد حرف الجرّ مع البدل، وهو بدل الاشتمال.
{أَنْ تَقُولُوا}: بالياء والتاء، وهو مفعول له أي مخافة أن تقولوا، وكذلك: {«أَوْ تَقُولُوا»}. 176 {إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}: الكلام كلّه حال من الكلب، تقديره: يشبه الكلب لاهثا في كل حال.
177 {سََاءَ}: هو بمعنى بئس، وفاعله مضمر أي ساء المثل.
و {مَثَلًا}: مفسّر {«الْقَوْمُ»} أي مثل القوم لا بد من هذا التقدير لأنّ المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس، والفاعل المثل، والقوم ليس من جنس المثل فلزم أن يكون التقدير مثل القوم، فحذفه، وأقام القوم مقامه.
179 {لِجَهَنَّمَ}: يجوز أن يتعلّق بذرأنا وأن يتعلّق بمحذوف على أن يكون حالا من {«كَثِيراً»} أي كثيرا لجهنّم.
و {مِنَ الْجِنِّ}: نعت لكثير.
{لَهُمْ قُلُوبٌ}: نعت لكثير أيضا.
180 {الْأَسْمََاءُ الْحُسْنى ََ}: الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع وأنّث لتأنيث الجمع.
{يُلْحِدُونَ}: يقرأ بضم الياء وكسر الحاء، وماضيه ألحد وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد وهما لغتان.
181 {وَمِمَّنْ خَلَقْنََا}: نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي.(1/173)
181 {وَمِمَّنْ خَلَقْنََا}: نكرة موصوفة، أو بمعنى الذي.
7: 182201
182 {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا}: مبتدأ، و {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ}: الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسّره المذكور أي سنستدرج الذين.
183 {وَأُمْلِي}: خبر مبتدأ محذوف أي وأنا أملي. ويجوز أن يكون معطوفا على نستدرج، وأن يكون مستأنفا.
184 {مََا بِصََاحِبِهِمْ}: في «ما» وجهان:
أحدهما نافية، وفي الكلام حذف، تقديره:
أو لم يتفكروا في قولهم به جنّة.
والثاني أنها استفهام أي أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله.
وقيل: هي بمعنى الذي وعلى هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم.
185 {وَأَنْ عَسى ََ}: يجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة، وأن تكون مصدرية وعلى كلا الوجهين هي في موضع جرّ عطفا على ملكوت.
و {أَنْ يَكُونَ}: فاعل عسى، وأما اسم يكون فمضمر فيها، وهو ضمير الشان.
و {قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ}: في موضع نصب خبر كان. والهاء في {«بَعْدَهُ»} ضمير القرآن. 186 {فَلََا هََادِيَ}:
في موضع جزم على جواب الشرط.
{وَيَذَرُهُمْ}: بالرفع على الاستئناف، وبالجزم عطفا على موضع: «فلا هادى».
وقيل: سكنت لتوالي الحركات.
187 {أَيََّانَ}:
اسم مبنيّ لتضمّنه حرف الاستفهام بمعنى متى، وهو خبر ل {«مُرْسََاهََا»}. والجملة في موضع جرّ بدلا من الساعة، تقديره: يسألونك عن زمان حلول الساعة.
و {مُرْسََاهََا}: مفعل من أرسى، وهو مصدر مثل المدخل والمخرج، بمعنى الإدخال والإخراج أي متى أرساها.
{إِنَّمََا عِلْمُهََا}: المصدر مضاف إلى المفعول، وهو مبتدأ و {عِنْدَ}: الخبر.
{ثَقُلَتْ فِي السَّمََاوََاتِ} أي ثقلت على أهل السموات والأرض أي تثقل عند وجودها.
وقيل التقدير: ثقل علمها على أهل السموات.
{حَفِيٌّ عَنْهََا}: فيه وجهان:
أحدهما تقديره: يسألونك عنها كأنك حفيّ، أي معنىّ بطلبها فقدّم وأخّر.
والثاني أنّ «عن» بمعنى الباء أي حفيّ بها، و {كَأَنَّكَ} حال من المفعول.
وحفيّ بمعنى محفوّ. ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل.
188 {لِنَفْسِي}: يتعلّق بأملك، أو حال من نفع.
{إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ}: استثناء من الجنس.
{لِقَوْمٍ}: يتعلّق ببشير عند البصريين، وبنذير عند الكوفيين.
189 {فَمَرَّتْ بِهِ}: يقرأ بتشديد الراء من المرور. ومارت بالألف وتخفيف الراء من المور، وهو الذهاب والمجيء. 190 {جَعَلََا لَهُ شُرَكََاءَ}: يقرأ بالمدّ على الجمع وشركا بكسر الشين وسكون الراء والتنوين، وفيه وجهان:
أحدهما تقديره: جعلا لغيره شركا أي نصيبا.
والثاني جعلا له ذا شرك فحذف في الموضعين المضاف.
193 {أَدَعَوْتُمُوهُمْ}: قد ذكر في قوله:
{«سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ»}.
و {أَمْ أَنْتُمْ صََامِتُونَ}: جملة اسمية في موضع الفعلية، والتقدير: أدعوتموهم أم صمتّم؟
194 {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ}: الجمهور على تشديد النون، و {عِبََادٌ} خبر إن.
و {أَمْثََالُكُمْ}: نعت له والعائد محذوف أي تدعونهم.
ويقرأ «عبادا»، وهو حال من العائد المحذوف، و «أمثالكم» الخبر.
ويقرأ {إِنَّ} بالتخفيف، وهي بمعنى «ما»، وعبادا خبرها.
وأمثالكم: يقرأ بالنصب نعتا لعبادا. وقد قرئ أيضا «أمثالكم» بالرفع على أن يكون «عبادا» حالا من العائد المحذوف، وأمثالكم الخبر، وإن بمعنى «ما» لا تعمل عند سيبويه وتعمل عند المبرد.
195 {قُلِ ادْعُوا}: يقرأ بضم اللام وكسرها، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«فَمَنِ اضْطُرَّ»}.
196 {إِنَّ وَلِيِّيَ اللََّهُ}: الجمهور على تشديد الياء الأولى وفتح الثانية، وهو الأصل.
ويقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها.
ويقرأ بفتح الياء الأولى ولا ياء بعدها وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا.
201 - طيف: يقرأ بتخفيف الياء. وفيه وجهان:
أحدهما أصله طيّف، مثل ميّت، فخفّف.
والثاني أنه مصدر طاف يطيف، إذا أحاط بالشيء. وقيل: هو مصدر يطوف، قلبت الواو ياء وإن كانت ساكنة، كما قلبت في أيد وهو بعيد.
ويقرأ طائف، على فاعل.(1/174)
ويقرأ طائف، على فاعل.
7: 202206
202 {يَمُدُّونَهُمْ}: بفتح الياء وضمّ الميم من مدّ يمد، مثل قوله: {«وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيََانِهِمْ»}.
ويقرأ بضمّ الباء وكسر الميم، من أمده إمدادا.
{فِي الغَيِّ}: يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور ويجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول، أو من ضمير الفاعل.
204 {فَاسْتَمِعُوا لَهُ}: يجوز أن تكون اللام بمعنى لله أي لأجله ويجوز أن تكون زائدة أي فاستمعوه، ويجوز أن تكون بمعنى إلى.
205 {تَضَرُّعاً وَخِيفَةً}: مصدران في موضع الحال.
وقيل: هو مصدر لفعل من غير المذكور بل من معناه.
{وَدُونَ الْجَهْرِ}: معطوف على تضرّع، والتقدير: مقتصدين.
{بِالْغُدُوِّ}: متعلق باذكر.
{وَالْآصََالِ}: جمع الجمع لأن الواحد أصيل، وفعيل لا يجمع على أفعال بل على فعل، ثم فعل على أفعال، والأصل أصيل، وأصل، ثم آصال.
ويقرأ شاذا: والإيصال بكسر الهمزة وياء بعدها، وهو مصدر آصلنا إذا دخلنا في الأصيل.
سورة الأنفال
8: 16
1 {عَنِ الْأَنْفََالِ}: الجمهور على إظهار النون.
ويقرأ بإدغامها في اللام، وقد ذكر في قوله: {«عَنِ الْأَهِلَّةِ»}.
و {ذََاتَ بَيْنِكُمْ}: قد ذكر في آل عمران عند قوله: {«بِذََاتِ الصُّدُورِ»}.
2 {وَجِلَتْ}: مستقبله توجل بفتح التاء وسكون الواو، وهي اللغة الجيدة ومنهم من يقلب الواو ألفا تخفيفا، ومنهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء، وهو على لغة من كسر حرف المضارعة، وانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء، فتركّب من اللغتين لغة ثالثة، فيفتح الأول على اللغة الفاشية، وتقلب الواو ياء على الأخرى.
{وَعَلى ََ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}: يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في {«زََادَتْهُمْ»}، ويجوز أن يكون مستأنفا.
4 {حَقًّا}: قد ذكر مثله في النساء.
و {عِنْدَ رَبِّهِمْ}: ظرف، والعامل فيه الاستقرار ويجوز أن يكون العامل فيه درجات لأن المراد به الأجور. 5 {كَمََا أَخْرَجَكَ}: في موضع الكاف أوجه:
أحدها أنها صفة لمصدر محذوف، ثمّ في ذلك المصدر أوجه: تقديره: ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك.
والثاني وأصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك، وفي هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد.
والثالث تقديره: وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك، والمعنى: طاعة محقّقة.
والرابع تقديره: يتوكلون توكّلا كما أخرجك.
والخامس هو صفة لحق، تقديره: أولئك هم المؤمنون حقّا مثل ما أخرجك.
والسادس تقديره: يجادلونك جدالا كما أخرجك.
والسابع تقديره: وهم كارهون كراهية كما أخرجك أي ككراهيتهم، أو كراهيتك لإخراجك.
وقد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الواو التي للقسم، وهو بعيد.
و «ما» مصدرية، و {«بِالْحَقِّ»} حال، وقد ذكر نظائره.
{وَإِنَّ فَرِيقاً}: الواو هنا واو الحال.(1/175)
{وَإِنَّ فَرِيقاً}: الواو هنا واو الحال.
8: 724
7 {وَإِذْ يَعِدُكُمُ}: إذ في موضع نصب أي واذكروا والجمهور على ضم الدال ومنهم من يسكّنها تخفيفا لتوالى الحركات.
و {إِحْدَى}: مفعول ثان.
و {أَنَّهََا لَكُمْ}: في موضع نصب بدلا من إحدى بدل الاشتمال، والتقدير: وإذ يعدكم الله ملكة إحدى الطائفتين.
9 {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ}: يجوز أن يكون بدلا من «إذ» الأولى، وأن يكون التقدير: اذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لتودّون.
{بِأَلْفٍ}: الجمهور على إفراد لفظة الألف.
ويقرأ بألف على أفعل مثل أفلس، وهو معنى قوله: {«بِخَمْسَةِ آلََافٍ»}.
{مُرْدِفِينَ}: يقرأ بضمّ الميم وكسر الدال وإسكان الراء، وفعله أردف، والمفعول محذوف أي مردفين أمثالهم.
ويقرأ بفتح الدال على ما لم يسمّ فاعله أي أردفوا بأمثالهم.
ويجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الأوائل، أي جعلوا ردفا للأوائل. ويقرأ بضمّ الميم وكسر الدال وتشديدها، وعلى هذا في الراء ثلاثة أوجه:
الفتح وأصلها مرتدفين، فنقلت حركة التاء إلى الراء، وأبدلت دالا ليصحّ إدغامها في الدال، وكان تغيير التاء أولى لأنها مهموسة والدال مجهورة وتغيير الضعيف إلى القويّ أولى.
والثاني كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال، أو على الأصل في التقاء الساكنين.
والثالث الضمّ اتباعا لضمّة الميم.
ويقرأ بكسر الميم والراء على إتباع الميم راء.
وقيل من قرأ بفتح الراء وتشديد الدال فهو من ردّف بتضعيف العين للتكثير، أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته. وفرّجته.
10 {وَمََا جَعَلَهُ اللََّهُ}: الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران.
11 {إِذْ يُغَشِّيكُمُ}: «إذ» مثل {«إِذْ تَسْتَغِيثُونَ»} ويجوز أن يكون ظرفا لما دلّ عليه {«عَزِيزٌ حَكِيمٌ»}.
ويقرأ: «يغشاكم» بالتخفيف والألف.
و {«النُّعََاسَ»} فاعله.
ويقرأ بضمّ الياء وكسر الشين وياء بعدها، والنعاس بالنصب أي يغشيكم الله النعاس.
ويقرأ كذلك إلا أنه بتشديد الشين.
و {أَمَنَةً}: مذكور في آل عمران.
{مََاءً لِيُطَهِّرَكُمْ}: الجمهور على المدّ، والجار والمجرور صفة له.
ويقرأ شاذّا بالقصر، وهي بمعنى الذي.
{رِجْزَ الشَّيْطََانِ}: الجمهور على الزاي، ويراد به هنا الوسواس. وجاز أن يسمى رجزا لأنه سبب للرجز، وهو العذاب. وقرئ بالسين، وأصل الرجس الشيء القذر فجعل ما يقضي إلى العذاب رجسا استقذارا له.
12 {فَوْقَ الْأَعْنََاقِ}: هو ظرف لا ضربوا، وفوق العنق الرّأس.
وقيل: هو مفعول به. وقيل: فوق: زائدة.
{مِنْهُمْ}: حال من {«كُلَّ بَنََانٍ»} أي كلّ بنان كائنا منهم.
ويضعف أن يكون حالا من بنان إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف.
13 {ذََلِكَ}: أي الأمر. وقيل: ذلك مبتدأ.
و {بِأَنَّهُمْ}: الخبر أي ذلك مستحق بشقاقهم.
{وَمَنْ يُشََاقِقِ اللََّهَ}: إنما لم يدغم لأنّ القاف الثانية ساكنة في الأصل وحركتها هنا لالتقاء الساكنين فهي غير معتدّ بها.
14 {ذََلِكُمْ فَذُوقُوهُ} أي الأمر ذلكم، أو ذلكم واقع، أو مستحقّ.
ويجوز أن يكون في موضع نصب أي ذوقوا ذلكم، وجعل الفعل الذي بعده مفسّرا له.
والأحسن أن يكون التقدير: باشروا ذلكم فذوقوه لتكون الفاء عاطفة.
{وَأَنَّ لِلْكََافِرِينَ} أي والأمر أنّ للكافرين.
15 {زَحْفاً}: مصدر في موضع الحال.
وقيل: هو مصدر للحال المحذوفة أي تزحفون زحفا.
و {الْأَدْبََارَ}: مفعول ثان لتولّوهم.
16 {مُتَحَرِّفاً}، {أَوْ مُتَحَيِّزاً}: حالان من ضمير الفعل في يولّهم.
18 {ذََلِكُمْ} أي الأمر ذلكم {وَ} الأمر {أَنَّ اللََّهَ مُوهِنُ} بتشديد الهاء وتخفيفها، وبالإضافة والتنوين وهو ظاهر.
19 {وَأَنَّ اللََّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}: يقرأ بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على تقدير: والأمر أنّ الله مع المؤمنين.
22 {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللََّهِ الصُّمُّ}: إنما جمع الصمّ وهو خبر «شرّ» لأنّ شرّا هنا يراد به الكثرة، فجمع الخبر على المعنى، ولو قال الأصم لكان الإفراد على اللّفظ والمعنى على الجمع.(1/176)
22 {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللََّهِ الصُّمُّ}: إنما جمع الصمّ وهو خبر «شرّ» لأنّ شرّا هنا يراد به الكثرة، فجمع الخبر على المعنى، ولو قال الأصم لكان الإفراد على اللّفظ والمعنى على الجمع.
8: 2534
25 {لََا تُصِيبَنَّ}:
فيها ثلاثة أوجه:
أحدها أنه مستأنف، وهو جواب قسم محذوف أي والله لا تصيبنّ الّذين ظلموا خاصة، بل تعمّ.
والثاني أنه نهي، والكلام محمول على المعنى كما تقول:
لا أرينّك هاهنا أي لا تكن هاهنا، فإن من يكون هاهنا أراه.
وكذلك المعنى هنا إذ المعنى: لا تدخلوا في الفتنة، فإن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة.
والثالث أنه جواب الأمر، وأكّد بالنون مبالغة، وهو ضعيف، لأنّ جواب الشرط متردّد، فلا يليق به التوكيد.
وقرئ في الشاذ:
«لتصيبنّ» بغير ألف قال ابن جني: الأشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم والله. وقيل في قراءة الجماعة: إنّ الجملة صفة لفتنة، ودخلت النون على المنفي في القسم على الشذوذ.
26 {تَخََافُونَ}: يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله أي خائفون.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {«مُسْتَضْعَفُونَ»}.
27 {وَتَخُونُوا أَمََانََاتِكُمْ}: يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الأول، وأن يكون نصبا على الجواب بالواو.
30 {وَإِذْ يَمْكُرُ}: هو معطوف على: {«وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ»}.
32 {هُوَ الْحَقَّ}: القراءة المشهورة بالنصب، «وهو» هاهنا فصل.
ويقرأ بالرفع على أنّ «هو» مبتدأ، و «الحقّ» خبره، والجملة خبر كان.
و {مِنْ عِنْدِكَ}: حال من معنى الحق أي الثابت من عندك.
{مِنَ السَّمََاءِ}: يجوز أن يتعلّق بأمطر، وأن يكون صفة لحجارة.
34 {أَلََّا يُعَذِّبَهُمُ} أي في أن لا يعذبهم فهو في موضع نصب، أو جرّ على الاختلاف. وقيل هو حال وهو بعيد لأن «أن» تخلّص الفعل للاستقبال.(1/177)
34 {أَلََّا يُعَذِّبَهُمُ} أي في أن لا يعذبهم فهو في موضع نصب، أو جرّ على الاختلاف. وقيل هو حال وهو بعيد لأن «أن» تخلّص الفعل للاستقبال.
8: 3546
35 {وَمََا كََانَ صَلََاتُهُمْ}: الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء، وهو ظاهر.
وقرأ الأعمش بالعكس وهي ضعيفة، ووجهها: أنّ المكاء والصلاة مصدران، والمصدر جنس، ومعرفة الجنس قريبة من نكرته، ونكرته قريبة من معرفته ألا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الأسد، أو فإذا أسد ويقوّي ذلك أنّ الكلام قد دخله النّفي والإثبات، وقد يحسن في ذلك ما لا يحسن في الإثبات المحض ألا ترى أنه لا يحسن: كان رجل خيرا منك، ويحسن ما كان رجل إلا خيرا منك؟
وهمزة المكاء مبدلة من واو، لقولهم: مكا يمكو.
والأصل في التصدية تصددة لأنه من الصد فأبدلت الدال الأخيرة ياء لثقل التضعيف.
وقيل: هي أصل، وهو من الصّدى الذي هو الصوت.
37 {لِيَمِيزَ}: يقرأ بالتشديد والتخفيف، وقد ذكر في آل عمران.
و {بَعْضَهُ}: بدل من الخبيث بدل البعض أي بعض الخبيث على بعض.
{وَيَجْعَلَ} هنا متعدّية إلى مفعول بنفسها، وإلى الثاني بحرف الجر. وقيل: الجار والمجرور حال، تقديره: ويجعل بعض الخبيث عاليا على بعض.
40 {نِعْمَ الْمَوْلى ََ}:
المخصوص بالمدح محذوف أي نعم المولى الله سبحانه.
41 {أَنَّمََا غَنِمْتُمْ}:
«ما»: بمعنى الذي، والعائد محذوف.
و {مِنْ شَيْءٍ}: حال من العائد المحذوف، تقديره:
ما غنمتموه قليلا أو كثيرا.
{فَأَنَّ لِلََّهِ}: يقرأ بفتح الهمزة. وفي الفاء وجهان:
أحدهما أنها دخلت في خبر «الذي» لما في الذي من معنى المجازاة، و «أن» وما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
فالحكم أنّ لله خمسه.
والثاني أنّ الفاء زائدة، و «أن» بدل من الأولى.
وقيل: «ما» مصدرية، والمصدر بمعنى المفعول أي واعلموا أن غنيمتكم أي مغنومكم.
ويقرأ بكسر الهمزة في «إن» الثانية على أن تكون «إن» وما عملت فيه مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأولى.
والخمس بضم الميم وسكونها لغتان قد قرئ بهما.
{يَوْمَ الْفُرْقََانِ}: ظرف لأنزلنا، أو لآمنتم.
{يَوْمَ الْتَقَى}: بدل من يوم الأوّل.
ويجوز أن يكون ظرفا للفرقان لأنه مصدر بمعنى التّفريق.
42 {إِذْ أَنْتُمْ}: «إذ» بدل من يوم أيضا.
ويجوز أن يكون التقدير: اذكروا إذ أنتم.
ويجوز أن يكون ظرفا لقدير.
والعدوة بالضم والكسر لغتان قد قرئ بهما.
{الْقُصْوى ََ} بالواو، وهي خارجة على الأصل، وأصلها من الواو. وقياس الاستعمال أن تكون القصيا لأنه صفة كالدنيا والعليا، وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم والصفة. {وَالرَّكْبُ}: جمع راكب في المعنى، وليس بجمع في اللفظ ولذلك تقول في التصغير: ركيب، كما تقول فريخ.
و {أَسْفَلَ مِنْكُمْ}: ظرف أي والرّكب في مكان أسفل منكم أي أشدّ تسفّلا، والجملة حال من الظرف الذي قبله.
ويجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على أنتم أي وإذ الركب أسفل منكم.
{لِيَقْضِيَ اللََّهُ}: أي فعل ذلك ليقضي.
{لِيَهْلِكَ}: يجوز أن يكون بدلا من ليقضي بإعادة الحرف، وأن يكون متعلقا بيقضي، أو ب {«مَفْعُولًا»}.
{مَنْ هَلَكَ}: الماضي هنا بمعنى المستقبل.
ويجوز أن يكون المعنى ليهلك بعذاب الآخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل.
{مَنْ حَيَّ}: يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل لأنّ الحرفين متماثلان متحركان فهو مثل شدّ ومدّ، ومنه قول عبيد:
عيّوا بأمرهم كما ... عيّت ببيضتها الحمامه
ويقرأ بالإظهار وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا، فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي، وليس كذلك شدّ ومدّ فإنه يدغم فيهما جميعا.
والوجه الثاني أنّ حركة الحرفين مختلفة فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين ولذلك أجازوا في الاختيار: لححت عينه وضبب البلد، إذا كثر ضبّه.
ويقوّي ذلك أنّ الحركة الثانية عارضة فكأنّ الياء الثانية ساكنة، ولو سكنت لم يلزم الإدغام وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن، والياءان أصل، وليست الثانية بدلا من واو، فأمّا الحيوان فالواو فيه بدل من الياء، وأما الحواء فليس من لفظ الحيّة، بل من حوى يحوي، إذا جمع.
و {عَنْ بَيِّنَةٍ}: في الموضعين يتعلّق بالفعل الأول.
43 {إِذْ يُرِيكَهُمُ}: أي اذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لعليم.
46 {فَتَفْشَلُوا}: في موضع نصب على جواب النهي، وكذلك {«وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»}.(1/178)
46 {فَتَفْشَلُوا}: في موضع نصب على جواب النهي، وكذلك {«وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»}.
8: 4759
ويجوز أن يكون «فتفشلوا» جزما عطفا على النهى، ولذلك قرئ «ويذهب ريحكم».
47 {بَطَراً وَرِئََاءَ النََّاسِ}: مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
{وَيَصُدُّونَ}: معطوف على معنى المصدر.
48 {لََا غََالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ}: «غالب» هنا مبنيّة. ولكم: في موضع رفع خبر لا، واليوم معمول الخبر.
و {مِنَ النََّاسِ}: حال من الضمير في «لكم».
ولا يجوز أن يكون اليوم منصوبا بغالب. ولا «من الناس» حالا من الضمير في غالب، لأن اسم «لا» إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه.
والألف في «جار» بدل من واو لقولك جاورته.
و {عَلى ََ عَقِبَيْهِ}: حال.
49 {إِذْ يَقُولُ الْمُنََافِقُونَ} أي اذكروا.
ويجوز أن يكون ظرفا لزيّن، أو لفعل من الأفعال المذكورة في الآية مما يصحّ به المعنى.
50 {يَتَوَفَّى}: يقرأ بالياء، وفي الفاعل وجهان:
أحدهما {«الْمَلََائِكَةُ»}، ولم يؤنّث للفصل بينهما، ولأنّ تأنيث الملائكة غير حقيقي فعل هذا يكون {«يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ»} حالا من الملائكة، أو حالا من الذين كفروا لأنّ فيها ضميرا يعود عليهما.
والثاني أن يكون الفاعل مضمرا أي إذ يتوفى الله والملائكة على هذا مبتدأ، و «يضربون» الخبر، والجملة حال، ولم يحتج إلى الواو لأجل الضمير أي يتوفاهم والملائكة يضربون وجوههم.
ويقرأ بالتاء، والفاعل الملائكة.
52 {كَدَأْبِ}: قد ذكر في آل فرعون ما يصحّ منه إعراب هذا الموضع.
53 {وَأَنَّ اللََّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: يقرأ بفتح الهمزة، تقديره: ذلك بأنّ الله لم يك مغيّرا وبأنّ الله سميع.
ويقرأ بكسرها على الاستئناف.
56 {الَّذِينَ عََاهَدْتَ}: يجوز أن يكون بدلا من الذين الأولى، وأن يكون خبرا مبتدأ محذوف أي هم الذين.
ويجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى.
و {مِنْهُمْ}: حال من العائد المحذوف.
57 {فَإِمََّا تَثْقَفَنَّهُمْ}: إذا أكّدت إن الشرطية ب «ما» أكد فعل الشرط بالنون ليتناسب المعنى. {فَشَرِّدْ بِهِمْ}: الجمهور على الدال، وهو الأصل.
وقرأ الأعمش بالذال، وهو بدل من الدال، كما قالوا: خراديل وخراذيل.
وقيل: هو مقلوب من شذر بمعنى فرّق، ومنه قولهم: تفرّقوا شذر مذر.
ويجوز أن تكون من شذر في مقاله إذا أكثر فيه، وكل ذلك تعسّف بعيد.
58 {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ}: أي عهدهم. فحذف المفعول.
و {عَلى ََ سَوََاءٍ}: حال.
59 {وَلََا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ}: يقرأ بالتاء على الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمفعول الثاني {«سَبَقُوا»}.
ويقرأ بالياء: وفي الفاعل وجهان:
أحدهما هو مضمر أي لا يحسبن من خلفهم، أو لا يحسبن أحد، فالإعراب على هذا كإعراب القراءة الأولى.
والثاني أنّ الفاعل {«الَّذِينَ كَفَرُوا»}، والمفعول الثاني سبقوا، والأوّل محذوف أي أنفسهم.
وقيل: التقدير: أن سبقوا، وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة، حكى عن الفرّاء، وهو بعيد، لأن «أن» المصدرية موصولة، وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الاستعمال.(1/179)
وقيل: التقدير: أن سبقوا، وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة، حكى عن الفرّاء، وهو بعيد، لأن «أن» المصدرية موصولة، وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الاستعمال.
8: 6075
{إِنَّهُمْ لََا يُعْجِزُونَ}: أي لا تحسبوا ذلك لهذا. والثاني أنه متعلق بتحسب، إما مفعول، أو بدل من «سبقوا»، وعلى كلا الوجهين تكون «لا» زائدة. وهو ضعيف لوجهين:
أحدهما زيادة لا.
والثاني أنّ مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت فيه إن مكسورة لأنه موضع مبتدأ وخبر.
60 {مِنْ قُوَّةٍ}: هو في موضع الحال من {«مَا»}، أو من العائد المحذوف في {«اسْتَطَعْتُمْ»}.
{تُرْهِبُونَ بِهِ}: في موضع الحال من الفاعل في {«أَعِدُّوا»}، أو من المفعول لأنّ في الجملة ضميرين يعودان إليهما.
61 {لِلسَّلْمِ}: يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى لأنّ جنح بمعنى مال ويجوز أن تكون معدّية للفعل بنفسها، وأن تكون بمعنى من أجل.
والسّلم بكسر السين وفتحها: لغتان، وقد قرئ بهما وهي مؤنثة، ولذلك قال: {«فَاجْنَحْ لَهََا»}.
64 {حَسْبُكَ اللََّهُ}: مبتدأ وخبر. وقال قوم: حسبك مبتدأ، والله فاعله أي يكفيك الله.
{وَمَنِ اتَّبَعَكَ}: في «من» ثلاثة أوجه:
أحدها جرّ عطفا على الكاف في حسبك وهذا لا يجوز عند البصريين لأنّ العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار لا يجوز.
والثاني موضعه نصب بفعل محذوف دلّ عليه الكلام تقديره: ويكفي من اتّبعك.
والثالث موضعه رفع على ثلاثة أوجه:
أحدها: هو معطوف على اسم الله، فيكون خبرا آخر كقولك: القائمان زيد وعمر، ولم يثنّ حسبك، لأنه مصدر.
وقال قوم: هذا ضعيف لأنّ الواو للجمع، ولم يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم: ما شاء الله وشئت، و «ثمّ» هنا أولى.
والثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره: وحسبك من اتّبعك. [لم يذكر العكبريّ الوجه الثالث].
65 {إِنْ يَكُنْ}: يجوز أن تكون التامة، فيكون الفاعل {«عِشْرُونَ»}، و {«مِنْكُمْ»}: حال منها، أو متعلقة بيكون.
ويجوز أن تكون الناقصة، فيكون عشرون اسمها، ومنكم الخبر.
67 {أَسْرى ََ}: فيه قراءات قد ذكرت في البقرة.
{وَاللََّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}: الجمهور على نصب الآخرة على الظاهر. وقرئ شاذا بالجر، تقديره: والله يريد عرض الآخرة، فحذف المضاف وبقي عمله، كما قال بعضهم:
أكلّ امرئ تحسبين امرا ... ونار توقّد باللّيل نارا
أي: وكلّ نار.
68 {لَوْلََا كِتََابٌ}: كتاب مبتدأ، و {«سَبَقَ»}: صفة. و {«مِنَ اللََّهِ»} يجوز أن يكون صفة أيضا، وأن يكون متعلقا بسبق، والخبر محذوف:
أي تدارككم.
69 {حَلََالًا طَيِّباً}: قد ذكر في البقرة.
71 {خِيََانَتَكَ}: مصدر خان يخون، وأصل الياء الواو، فقلبت لانكسار ما قبلها ووقوع الألف بعدها.
72 {مِنْ وَلََايَتِهِمْ}: يقرأ بفتح الواو وكسرها، وهما لغتان.
وقيل: هي بالكسر: الإمارة، وبالفتح: من موالاة النّصرة.
73 {إِلََّا تَفْعَلُوهُ}: الهاء تعود على النصر.
وقيل على الولاء والتأمّر.
75 {فِي كِتََابِ اللََّهِ}: في موضع نصب بأولي أي يثبت ذلك في كتاب الله.(1/180)
سورة التوبة
9: 17
1 {بَرََاءَةٌ}: فيه وجهان:
أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هذا براءة، أو هذه، و {«مِنَ اللََّهِ»}: نعت له. و {«إِلَى الَّذِينَ»} متعلّقة ببراءة، كما تقول: برئت إليك من كذا.
والثاني أنها مبتدأ، ومن الله نعت لها، و «إلى الذين» الخبر.
وقرئ شاذا «من الله» بكسر النون على أصل التقاء الساكنين.
2 - و {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}: ظرف ل {«فَسِيحُوا»}.
3 {وَأَذََانٌ}: مثل براءة و {إِلَى النََّاسِ}:
متعلق بأذان، أو خبر له.
{أَنَّ اللََّهَ بَرِيءٌ}: المشهور بفتح الهمزة، وفيه وجهان:
أحدهما هو خبر الأذان أي الإعلام من الله براءته من المشركين.
والثاني هو صفة أي وأذان كائن بالبراءة.
وقيل: التقدير: وإعلام من الله بالبراءة، فالياء متعلقة بنفس المصدر.
{وَرَسُولِهِ}: يقرأ بالرفع، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هو معطوف على الضمير في بريء، وما بينهما يجري مجرى التوكيد فلذلك ساغ العطف.
والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي ورسوله بريء.
والثالث هو معطوف على موضع الابتداء، وهو عند المحققين غير جائز لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء، بخلاف المكسورة.
ويقرأ بالنصب عطفا على اسم إن.
ويقرأ بالجرّ شاذا، وهو على القسم ولا يكون عطفا على المشركين لأنه يؤدّي إلى الكفر.
4 {إِلَّا الَّذِينَ عََاهَدْتُمْ}: في موضع نصب على الاستثناء من المشركين ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر {«فَأَتِمُّوا»}.
{يَنْقُصُوكُمْ}: الجمهور بالصاد، وقرئ بالضاد أي ينقضوا عهودكم، فحذف المضاف.
و {شَيْئاً}: في موضع المصدر.
5 {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}: المرصد مفعل، من رصدت، وهو هنا مكان، و «كلّ» ظرف لاقعدوا.
وقيل: هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي على كلّ مرصد، أو بكلّ 6 {وَإِنْ أَحَدٌ}: هو فاعل لفعل محذوف دلّ عليه ما بعده.
و {حَتََّى يَسْمَعَ} أي إلى أن يسمع أو كي يسمع.
و «مأمن»: مفعل من الأمن، وهو مكان ويجوز أن يكون مصدرا، ويكون التقدير: ثم أبلغه موضع مأمنه.
7 {كَيْفَ يَكُونُ}: اسم يكون {عَهْدٌ} وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها كيف وقدّم للاستفهام، وهو مثل قوله: {«كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ مَكْرِهِمْ»}.
والثاني أنه {«لِلْمُشْرِكِينَ»} و {«عِنْدَ»} على هذين ظرف للعهد أو ليكون أو للجار، أو هي وصف للعهد.
والثالث الخبر {«عِنْدَ اللََّهِ»}، وللمشركين تبيين، أو متعلق بيكون، وكيف حال من العهد.
{فَمَا اسْتَقََامُوا}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي زمانيّة وهي المصدرية على التحقيق والتقدير: فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم.
والثاني هي شرطية، كقوله: {«مََا يَفْتَحِ اللََّهُ»}.
والمعنى: إن استقاموا لكم فاستقيموا.
ولا تكون نافية لأن المعنى يفسد إذ يصير المعنى: استقيموا لهم لأنهم لم يستقيموا لكم.(1/181)
ولا تكون نافية لأن المعنى يفسد إذ يصير المعنى: استقيموا لهم لأنهم لم يستقيموا لكم.
9: 829
8 {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا}: المستفهم عنه محذوف تقديره: كيف يكون لهم عهد أو كيف تطمئنون إليهم.
{إِلًّا}: الجمهور بلام مشدّدة من غير ياء.
وقرئ: «إيلا» مثل ريح وفيه وجهان:
أحدهما أنه أبدل اللام الأولى ياء لثقل التضعيف وكسر الهمزة.
والثاني أنه من آل يؤول، إذا ساس، أو من آل يؤول، إذا صار إلى آخر الأمر وعلى الوجهين قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
{يُرْضُونَكُمْ}: حال من الفاعل في {«لََا يَرْقُبُوا»} عند قوم وليس بشيء لأنهم بعد ظهورهم لا يرضون المؤمنين، وإنما هو مستأنف.
11 {فَإِخْوََانُكُمْ}: أي فهم إخوانكم.
و {فِي الدِّينِ}: متعلّق بإخوانكم.
12 {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ}: هو جمع إمام، وأصله أأممة، مثل خباء وأخبية، فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الساكنة، وأدغمت في الميم الأخرى فمن حقّق الهمزتين أخرجهما على الأصل، ومن قلب الثانية ياء فلكسرتها المنقولة إليها ولا يجوز هنا أن تجعل بين بين كما جعلت همزة أئذا لأنّ الكسرة هنا منقولة وهناك أصلية ولو خففت الهمزة الثانية هنا على القياس لكانت ألفا لانفتاح ما قبلها، ولكن ترك ذلك لتتحرك بحركة الميم في الأصل.
13 {أَوَّلَ مَرَّةٍ}: هو منصوب على الظرف.
{فَاللََّهُ أَحَقُّ}: مبتدأ وفي الخبر وجهان:
أحدهما هو «أحق»، و {«أَنْ تَخْشَوْهُ»}: في موضع نصب، أو جر أي بأن تخشوه وفي الكلام حذف أي أحقّ من غيره بأن تخشوه.
أو أن تخشوه مبتدأ بدل من اسم الله بدل الاشتمال، وأحقّ: الخبر والتقدير: خشية الله أحقّ.
والثاني أنّ «أن تخشوه» مبتدأ، وأحق خبره مقدّم عليه، والجملة خبر عن اسم الله.
15 {وَيَتُوبُ اللََّهُ}: مستأنف، ولم يجزم لأنّ توبته على من يشاء ليست جزاء على قتال الكفار.
وقرئ بالنصب على إضمار أن.
17 {شََاهِدِينَ}: حال من الفاعل في {«يَعْمُرُوا»}.
{وَفِي النََّارِ هُمْ خََالِدُونَ} أي وهم خالدون في النار، وقد وقع الظرف بين حرف العطف والمعطوف.
19 {سِقََايَةَ الْحََاجِّ}: الجمهور على سقاية بالياء، وهو مصدر مثل العمارة، وصحّت الياء لمّا كانت بعدها تاء التأنيث. والتقدير: أجعلتم أصحاب سقاية الحاجّ. أو يكون التقدير: كإيمان من آمن، ليكون الأول هو الثاني.
وقرئ: «سقاة الحاج وعمرة المسجد»، على أنه جمع ساق وعامر.
{لََا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللََّهِ}: مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول الأول والثاني ويكون التقدير: سوّيتم بينهم في حال تفاوتهم.
21 {لَهُمْ فِيهََا نَعِيمٌ}: الضمير كناية عن الرحمة والجنّات.
25 {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}: هو معطوف على موضع {«فِي مَوََاطِنَ»}.
و {إِذْ}: بدل من يوم.
29 {دِينَ الْحَقِّ}: يجوز أن يكون مصدر {«يَدِينُونَ»}، وأن يكون مفعولا به و «يدينون» بمعنى يعتقدون.
{عَنْ يَدٍ}: في موضع الحال أي يعطوا الجزية أذلّة.(1/182)
{عَنْ يَدٍ}: في موضع الحال أي يعطوا الجزية أذلّة.
9: 3036
30 {عُزَيْرٌ ابْنُ اللََّهِ}: يقرأ بالتنوين على أن عزيرا مبتدأ، وابن خبره، ولم يحذف التنوين إيذانا بأنّ الأول مبتدأ، وأن ما بعده خبر وليس بصفة.
ويقرأ بحذف التنوين، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه مبتدأ وخبر أيضا، وفي حذف التنوين وجهان: أحدهما: أنه حذف لالتقاء الساكنين. والثاني: أنه لا ينصرف للعجمة والتعريف وهذا ضعيف لأنّ الاسم عربي عند أكثر الناس، ولأنّ مكبّره ينصرف لسكون أوسطه، فصرفه في التصغير أولى.
والوجه الثاني أنّ عزيزا خبر مبتدأ محذوف، تقديره: نبيّنا، أو صاحبنا، أو معبودنا و «ابن» صفة. أو يكون «عزير» مبتدأ، و «ابن» صفة، والخبر محذوف أي عزير ابن الله صاحبنا.
والثالث أنّ ابنا بدل من عزير، أو عطف بيان، وعزيز على ما ذكرنا من الوجهين وحذف التنوين في الصفة لأنها مع الموصوف كشيء واحد.
{ذََلِكَ}: مبتدأ، و {«قَوْلُهُمْ»}: خبره، و {«بِأَفْوََاهِهِمْ»}: حال، والعامل فيه القول، ويجوز أن يعمل فيه معنى الإشارة ويجوز أن تتعلّق الباء بيضاهئون.
فأما {يُضََاهِؤُنَ} فالجمهور على ضمّ الهاء من غير همز، والأصل ضاهى، والألف منقلبة عن ياء، وحذفت من أجل الواو.
وقرئ بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها وهو ضعيف والأشبه أن يكون لغة في ضاهى، وليس مشتقّا، من قولهم: امرأة ضهياء، لأن الياء أصل والهمزة زائدة ولا يجوز أن تكون الياء زائدة إذ ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء.
31 {وَالْمَسِيحَ}: أي واتخذوا المسيح ربّا، فحذف الفعل وأحد المفعولين. ويجوز أن يكون التقدير: وعبدوا المسيح.
{إِلََّا لِيَعْبُدُوا}: قد تقدم نظائره.
32 {وَيَأْبَى اللََّهُ إِلََّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}: يأبى بمعنى يكره، ويكره بمعنى يمنع فلذلك استثنى لما فيه من معنى النّفي والتقدير: يأبى كلّ شيء إلا إتمام نوره.
34 {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ}: مبتدأ، والخبر {«فَبَشِّرْهُمْ»}.
ويجوز أن يكون منصوبا، تقدير: بشّر الذين يكنزون.
{يُنْفِقُونَهََا}: الضمير المؤنّث يعود على الأموال، أو على الكنوز المدلول عليها بالفعل أو على الذّهب والفضة لأنهما جنسان، ولهما أنواع، فعاد الضمير على المعنى أو على الفضّة لأنها أقرب. ويدلّ ذلك على إرادة الذهب.
وقيل: يعود على الذهب، وهو يذكّر ويؤنث.
35 {يَوْمَ يُحْمى ََ}: يوم ظرف على المعنى أي يعذبهم في ذلك اليوم.
وقيل تقديره: عذاب يوم، و «عذاب» بدل من الأموال فلما حذف المضاف أقام اليوم مقام.
وقيل: التقدير: اذكر.
و {عَلَيْهََا}: في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل.
وقيل: القائم مقام الفاعل مضمر أي يحمى الوقود، أو الجمر.
{بِهََا} أي الكنوز.
وقيل: هي بمعنى فيها أي في جهنم.
وقيل: يوم ظرف لمحذوف تقديره: يوم يحمى عليها يقال لهم: هذا ما كنزتم.
36 {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ}: عدّة مصدر مثل العدد. و {«عِنْدَ»} معمول له، و {«فِي كِتََابِ اللََّهِ»}: صفة لاثنى عشر، وليس بمعمول لعدة لأنّ المصدر إذا أخبر عنه لا يعمل فيما بعد الخبر.(1/183)
36 {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ}: عدّة مصدر مثل العدد. و {«عِنْدَ»} معمول له، و {«فِي كِتََابِ اللََّهِ»}: صفة لاثنى عشر، وليس بمعمول لعدة لأنّ المصدر إذا أخبر عنه لا يعمل فيما بعد الخبر.
9: 3742
و {يَوْمَ خَلَقَ}: معمول لكتاب، على أنّ «كتابا» هنا مصدر لا جثّة ويجوز أن يكون جثّة، ويكون العامل في «يوم» معنى الاستقرار.
وقيل في {«كِتََابِ اللََّهِ»} بدل من عند، وهو ضعيف لأنك قد فصلت بين البدل والمبدل منه بخبر العامل في المبدل.
{مِنْهََا أَرْبَعَةٌ}: يجوز أن تكون الجملة صفة لاثنى عشر، وأن تكون حالا من استقرار، وأن تكون مستأنفة.
{فِيهِنَّ}: ضمير الأربعة. وقيل: ضمير اثنى عشر.
و {كَافَّةً}: مصدر في موضع الحال من المشركين، أو من ضمير الفاعل في {«قََاتِلُوا»}.
37 {إِنَّمَا النَّسِيءُ}: يقرأ بهمزة بعد الياء، وهو فعيل مصدر، مثل النّذير والنّكير ويجوز أن يكون بمعنى مفعول أي إنما المنسوء. وفي الكلام على هذا حذف تقديره: إنّ نسء النّسيء، أو إنّ النسيء ذو زيادة.
ويقرأ بتشديد الياء من غير همز على قلب الهمزة ياء.
ويقرأ بسكون السين وهمزة بعدها، وهو مصدر نسأت.
ويقرأ بسكون السين وياء مخففة بعدها على الإبدال أيضا.
{يُضَلُّ}: يقرأ بفتح الياء وكسر الضاد، والفاعل {«الَّذِينَ»}. ويقرأ بفتحهما وهي لغة. والماضي ضللت بفتح اللام الأولى وكسرها، فمن فتحها في الماضي كسر الضاد في المستقبل ومن كسرها في الماضي فتح الضاد في المستقبل.
ويقرأ بضم الياء وفتح الضاد على ما لم يسم فاعله.
ويقرأ بضم الياء وكسر الضاد أي يضلّ به الذين كفروا أتباعهم ويجوز أن يكون الفاعل مضمرا أي يضلّ الله أو الشيطان.
{يُحِلُّونَهُ}: يجوز أن يكون مفسرا للضلال فلا يكون له موضع ويجوز أن يكون حالا.
38 {اثََّاقَلْتُمْ}: الكلام فيها مثل الكلام في {«فَادََّارَأْتُمْ»} والماضي هنا بمعنى المضارع أي مالكم تتثاقلون.
وموضعه نصب أي أيّ شيء لكم في التثاقل، أو في موضع جرّ على رأى الخليل. وقيل: هو حال أي مالكم متثاقلين.
{مِنَ الْآخِرَةِ}: في موضع الحال أي بدلا من الآخرة.
40 {ثََانِيَ اثْنَيْنِ}: هو حال من الهاء أي أحد اثنين.
ويقرأ بسكون الياء وحقّها التحريك، وهو من أحسن الضرورة في الشعر.
وقال قوم: ليس بضرورة، ولذلك أجازوه في القرآن. {إِذْ هُمََا}: ظرف لنصره لأنه بدل من «إذ» الأولى، ومن قال: العامل في البدل غير العامل في المبدل قدّر هنا فعلا آخر أي نصره إذ هما.
{إِذْ يَقُولُ}: بدل أيضا. وقيل: «إذ هما» ظرف لثاني.
{فَأَنْزَلَ اللََّهُ سَكِينَتَهُ}: هي فعيلة بمعنى مفعلة أي أنزل عليه ما يسكنه.
والهاء في {«عَلَيْهِ»} تعود على أبي بكر رضي الله عنه، لأنه كان منزعجا.
والهاء في {«أَيَّدَهُ»} للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
{وَكَلِمَةُ اللََّهِ} بالرفع: على الابتداء.
و {هِيَ الْعُلْيََا}: مبتدأ وخبر، أو تكون هي فصلا.
وقرئ بالنصب أي وجعل كلمة الله، وهو ضعيف لثلاثة أوجه:
أحدها أنّ فيه وضع الظاهر موضع المضمر إذ الوجه أن تقول كلمته.
والثاني أن فيه دلالة على أنّ كلمة الله كانت سفلى، فصارت عليا وليس كذلك.
والثالث أن توكيد مثل ذلك بهي بعيد إذ القياس أن يكون إياها.
42 {لَوْ كََانَ عَرَضاً قَرِيباً}: اسم «كان» مضمر، تقديره: لو كان ما دعوتم إليه.(1/184)
42 {لَوْ كََانَ عَرَضاً قَرِيباً}: اسم «كان» مضمر، تقديره: لو كان ما دعوتم إليه.
9: 4361
{لَوِ اسْتَطَعْنََا}: الجمهور على كسر الواو على الأصل.
وقرئ بضمها تشبيها للواو الأصلية بواو الضمير، نحو {«اشْتَرَوُا الضَّلََالَةَ»}.
{يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من الضمير في «يحلفون».
43 {حَتََّى يَتَبَيَّنَ}: حتى متعلقة بمحذوف دلّ عليه الكلام تقديره: هلّا أخّرتهم إلى أن يتبيّن، أو ليتبين، وقوله: {«لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ»} يدلّ على المحذوف.
ولا يجوز أن يتعلّق «حتى» بأذنت، لأنّ ذلك يوجب أن يكون أذن لهم إلى هذه الغاية، أو لأجل التبيين، وهذا لا يعاتب عليه.
47 {خِلََالَكُمْ}: ظرف لأوضعوا أي أسرعوا فيما بينكم.
{يَبْغُونَكُمُ}: حال من الضمير في «أوضعوا».
49 {يَقُولُ ائْذَنْ لِي}: هو مثل قوله:
{«فَأْتِنََا بِمََا تَعِدُنََا»}، وقد ذكر.
53 {هَلْ تَرَبَّصُونَ}: الجمهور على تسكين اللام، وتخفيف التاء. ويقرأ: بكسر اللام وتشديد التاء ووصلها والأصل تتربصون، فسكن التاء الأولى، وأدغمها ووصلها بما قبلها، وكسرت اللام لالتقاء الساكنين، ومثله: {«نََاراً تَلَظََّى»}. وله نظائر.
{وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ}: مفعول نتربّص وبكم متعلقة بنترّبص.
54 {أَنْ تُقْبَلَ}: في موضع نصب بدلا من المفعول في منعهم.
ويجوز أن يكون التقدير: من أن تقبل. و {«أَنَّهُمْ كَفَرُوا»} في موضع الفاعل.
ويجوز أن يكون فاعل منع «الله»، وأنهم كفروا مفعول له أي إلا لأنهم كفروا.
57 {أَوْ مُدَّخَلًا}: يقرأ بالتشديد، وضمّ الميم، وهو مفتعل من الدخول، وهو الموضع الذي يدخل فيه.
ويقرأ بضمّ الميم وفتح الخاء من غير تشديد.
ويقرأ بفتحهما، وهما مكانان أيضا.
وكذلك المغارة، وهي واحد مغارات، وقيل:
الملجأ وما بعده مصادر، أي لو قدروا على ذلك لمالوا إليه. 58 {يَلْمِزُكَ}: يجوز كسر الميم وضمّها، وهما لغتان قد قرئ بهما.
{إِذََا هُمْ}: إذا هنا للمفاجأة، وهي ظرف مكان، وجعلت في جواب الشرط كالفاء لما فيها من المفاجأة، وما بعدها ابتداء وخبر.
والعامل في إذا {«يَسْخَطُونَ»}.
60 {فَرِيضَةً}: حال من الضمير في الفقراء أي مفروضة.
وقيل: هو مصدر، والمعنى فرض الله ذلك فرضا.
61 {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ}: أذن: خبر مبتدأ محذوف أي هو.
ويقرأ بالإضافة أي مستمع خير. ويقرأ بالتنوين ورفع «خير» على أنه صفة لأذن، والتقدير:
أذن ذو خير.
ويجوز أن يكون «خير» بمعنى أفعل أي أذن أكثر خير لكم.
{يُؤْمِنُ بِاللََّهِ}: في موضع رفع صفة أيضا.
واللام في {«لِلْمُؤْمِنِينَ»} زائدة دخلت لتفرق بين «يؤمن» بمعنى يصدق، و «يؤمن» بمعني يثبت الأمان.
{وَرَحْمَةٌ}: بالرفع عطف على أذن أي هو أذن ورحمة.
ويقرأ بالجر عطفا على «خير» فيمن جرّ خيرا.(1/185)
ويقرأ بالجر عطفا على «خير» فيمن جرّ خيرا.
9: 6273
62 {وَاللََّهُ وَرَسُولُهُ}: مبتدأ و {«أَحَقُّ»}:
خبره، والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دلّ عليه خبر الأوّل.
وقال سيبويه: أحقّ خبر الرسول، وخبر الأوّل محذوف وهو أقوى إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ وخبره، وفيه أيضا أنه خبر الأقرب إليه، ومثله قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عن ... دك راض والرّأي مختلف
وقيل: أحق أن يرضوه خبر عن الاسمين لأنّ أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى، ولأنّ الرسول قائم مقام الله، بدليل قوله تعالى: {«إِنَّ الَّذِينَ يُبََايِعُونَكَ إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اللََّهَ»}.
وقيل: أفرد الضمير وهو في موضع التثنية.
وقيل: التقدير: أن ترضوه أحق، وقد ذكرناه في قوله: {«فَاللََّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ»}.
وقيل: التقدير: أحق بالإرضاء.
63 {أَلَمْ يَعْلَمُوا}: يجوز أن تكون المتعدية إلى مفعولين، وتكون {«أَنَّهُ»} وخبرها سدّ مسدّ المفعولين.
ويجوز أن تكون المتعدية إلى واحد. و {«مَنْ»} شرطية في موضع مبتدأ، والفاء جواب الشرط فأما «أن» الثانية فالمشهور فتحها، وفيها أوجه: أحدها أنها بدل من الأولى، وهذا ضعيف لوجهين: أحدهما: أنّ الفاء التي معها تمنع من ذلك، والحكم بزيادتها ضعيف، والثاني: أنّ جعلها بدلا يوجب سقوط جواب «من» من الكلام.
والوجه الثاني أنها كرّرت توكيدا كقوله تعالى: {«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهََالَةٍ»}، ثم قال: {«إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهََا»} والفاء على هذا جواب الشرط.
والثالث أن «أن» هاهنا مبتدأ والخبر محذوف أي فلهم أنّ لهم.
والرابع أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي فجزاؤهم أنّ لهم، أو فالواجب أنّ لهم.
ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
64 {أَنْ تُنَزَّلَ}: في موضع نصب بيحذر على أنها متعدية بنفسها، ويجوز أن يكون بحرف الجر أي من أن تنزّل فيكون موضعه نصبا أو جرا على ما ذكرنا من اختلافهم في ذلك.
65 {أَبِاللََّهِ}: الباء متعلقة ب {تَسْتَهْزِؤُنَ}، وقد قدّم معمول خبر كان عليها، فيدلّ على جواز تقديم خبرها عليها.
67 {بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}: مبتدأ وخبر أي بعضهم من جنس بعض في النّفاق. {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ}: مستأنف مفسّر لما قبلها.
69 {كَالَّذِينَ}: الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، وفي الكلام حذف مضاف:
تقديره: وعدا كوعد الذين.
{كَمَا اسْتَمْتَعَ}: أي استمتاعا كاستمتاعهم.
{كَالَّذِي خََاضُوا}: الكاف في موضع نصب أيضا. وفي «الذي» وجهان:
أحدهما أنه جنس، والتقدير: خوضا كخوض الذين خاضوا، وقد ذكر مثله في قوله تعالى: {«مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ»}.
والثاني أن «الذي» هنا مصدرية أي كخوضهم، وهو نادر.
70 {قَوْمِ نُوحٍ}: هو بدل من الذين.
72 {وَرِضْوََانٌ مِنَ اللََّهِ}: مبتدأ و {أَكْبَرُ}: خبره.
73 {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وَمَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ}:
إن قيل كيف حسنت الواو هنا، والفاء أشبه بهذا الموضع؟ ففيه ثلاثة أجوبة:
أحدها أنها واو الحال، والتقدير افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم، وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم.(1/186)
أحدها أنها واو الحال، والتقدير افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم، وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم.
9: 7489
والثاني أنّ الواو جئ بها تنبيها على إرادة فعل محذوف تقديره: واعلم أنّ مأواهم جهنم.
والثالث أن الكلام محمول على المعنى.
والمعنى: أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة، وعذاب الآخرة بجعل جهنم مأوى لهم.
74 {مََا قََالُوا}: هو جواب قسم، ويحلفون قائم مقام القسم.
{وَمََا نَقَمُوا إِلََّا أَنْ أَغْنََاهُمُ اللََّهُ}: أن وما عملت فيه مفعول «نقموا» أي وما كرهوا إلا إغناء الله إيّاهم.
وقيل: هو مفعول من آجله، والمفعول به محذوف أي ما كرهوا الأيمان إلا ليغنوا.
75 {لَئِنْ آتََانََا مِنْ فَضْلِهِ}: فيه وجهان:
أحدهما تقديره: عاهد، فقال: لئن آتانا.
والثاني أن يكون عاهد بمعنى قال، إذ العهد قول.
79 {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ}: مبتدأ و {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: حال من الضمير في {«الْمُطَّوِّعِينَ»}.
و {فِي الصَّدَقََاتِ}: متعلّق بيلمزون ولا يتعلّق بالمطّوعين، لئلّا يفصل بينهما بأجنبي. {وَالَّذِينَ لََا يَجِدُونَ}: معطوف على {«الَّذِينَ يَلْمِزُونَ»}.
وقيل: على المطوّعين أي ويلمزون الذين لا يجدون.
وقيل: هو معطوف على المؤمنين، وخبر الأول على هذه الوجوه فيه وجهان:
أحدهما {فَيَسْخَرُونَ}، ودخلت الفاء لما في «الذين» من الشّبه بالشّرط.
والثاني أن الخبر {سَخِرَ اللََّهُ مِنْهُمْ} وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون «الذين يلمزون» في موضع نصب بفعل محذوف يفسّره سخر تقديره عاب الذين يلمزون.
وقيل: الخبر محذوف تقديره: منهم الذين يلمزون.
80 {سَبْعِينَ مَرَّةً}: هو منصوب على المصدر، والعدد يقوم مقام المصدر، كقولهم: ضربته عشرين ضربة.
81 {بِمَقْعَدِهِمْ}: أي بقعودهم.
و {خِلََافَ}: ظرف بمعنى خلف.
{رَسُولِ اللََّهِ}: أي بعده والعامل فيه مقعد.
ويجوز أن يكون العامل {«فَرِحَ»}. وقيل: هو مفعول من أجله فعلى هذا مصدر أي لمخالفته، والعامل المقعد أو فرح.
وقيل: هو منصوب على المصدر بفعل دلّ عليه الكلام لأنّ مقعدهم عنه تخلّف.
82 {قَلِيلًا}: أي ضحكا قليلا، أو زمنا قليلا.
و {جَزََاءً}: مفعول له، أو مصدر على المعنى.
83 {فَإِنْ رَجَعَكَ اللََّهُ}: هو متعدية بنفسها، ومصدرها رجع، وتأتي لازمة ومصدرها الرّجوع.
84 {مِنْهُمْ}: صفة لأحد. و {مََاتَ} صفة أخرى.
ويجوز أن يكون «منهم» حالا من الضمير مات.
{أَبَداً}: ظرف لتصلّ 86 {أَنْ آمِنُوا} أي آمنوا والتقدير:
يقال فيها آمنوا.
وقيل: أن هنا مصدرية تقديره: أنزلت بأن آمنوا أي بالأيمان.
87 {مَعَ الْخَوََالِفِ}: هو جمع خالفة، وهي المرأة، وقد يقال للرجل خالف وخالفة، ولا يجمع المذكر على خوالف.(1/187)
87 {مَعَ الْخَوََالِفِ}: هو جمع خالفة، وهي المرأة، وقد يقال للرجل خالف وخالفة، ولا يجمع المذكر على خوالف.
9: 90100
90 {وَجََاءَ الْمُعَذِّرُونَ}: يقرأ على وجوه كثيرة، قد ذكرناها في قوله: {«بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلََائِكَةِ مُرْدِفِينَ»}.
91 {إِذََا نَصَحُوا}: العامل فيه معنى الكلام أي لا يخرجون حينئذ.
92 {وَلََا عَلَى الَّذِينَ}: هو معطوف على الضّعفاء، فيدخل في خبر ليس، وإن شئت عطفته على {«الْمُحْسِنِينَ»}، فيكون المبتدأ {مِنْ سَبِيلٍ}. ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا أي ولا على الذين إلى تمام الصلة حرج أو سبيل، وجواب إذا {«تَوَلَّوْا»} وفيه كلام قد ذكرناه عند قوله: {«كُلَّمََا دَخَلَ عَلَيْهََا زَكَرِيَّا»}.
{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ}: الجملة في موضع الحال.
و {مِنَ الدَّمْعِ}: مثل الذي في المائدة.
و {حَزَناً}: مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو منصوب على المصدر بفعل دلّ عليه ما قبله.
{أَلََّا يَجِدُوا}: يتعلّق بحزن، وحرف الجر محذوف ويجوز أن يتعلق بتفيض.
93 {رَضُوا}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، «وقد» معه مرادة. 94 {قَدْ نَبَّأَنَا اللََّهُ}: هذا الفعل قد يتعدّى إلى ثلاثة، أولها «نا»، والاثنان الآخران محذوفان، تقديره: أخبارا من أخباركم مثبتة.
و {مِنْ أَخْبََارِكُمْ}: تنبيه على المحذوف، وليست «من» زائدة إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولا ثانيا، والمفعول الثالث محذوف وهو خطأ لأن المفعول الثاني إذا ذكر في هذا الباب لزم ذكر الثالث.
وقيل: «من» بمعنى عن.
95 {جَزََاءً}. مصدر أي يجزون بذلك جزاء. أو هو مفعول له.
97 {وَأَجْدَرُ أَلََّا يَعْلَمُوا}: أي بأن لا يعلموا.
98 {بِكُمُ الدَّوََائِرَ}: يجوز أن تتعلق الباء ب {«يَتَرَبَّصُ»}، وأن تكون حالا من الدوائر.
{دََائِرَةُ السَّوْءِ}: يقرأ بضم السين، وهو الضّرر، وهو مصدر في الحقيقة، يقال: سؤته سوءا ومساءة، ومسائية.
ويقرأ بفتح السين وهو الفساد والرداءة.
99 {قُرُبََاتٍ}: هو مفعول ثان ليتخذ.
و {عِنْدَ اللََّهِ}: صفة لقربات أو ظرف ليتخذ، أو لقربات. {وَصَلَوََاتِ الرَّسُولِ}: معطوف على ما ينفق، تقديره: وصلوات الرسول قربات.
و {قُرْبَةٌ} بسكون الراء وقرئ بضمّها على الإتباع.
100 {وَالسََّابِقُونَ}: يجوز أن يكون معطوفا على قوله: {«مَنْ يُؤْمِنُ»} تقديره: ومنهم السابقون.
ويجوز أن يكون مبتدأ، وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها {الْأَوَّلُونَ}، والمعنى: والسابقون إلى الهجرة والأوّلون من أهل الملة أو السابقون إلى الجنة الأولون إلى الهجرة.
والثاني الخبر {مِنَ الْمُهََاجِرِينَ وَالْأَنْصََارِ} والمعنى فيه الإعلام بأنّ السابقين من هذه الأمّة هم من المهاجرين والأنصار.
والثالث أن الخبر {رَضِيَ اللََّهُ عَنْهُمْ}.
ويقرأ: والأنصار بالرفع، على أن يكون معطوفا على «السابقون»، أو يكون مبتدأ والخبر رضي الله عنهم وذلك على الوجهين الأولين.
و {بِإِحْسََانٍ}: حال من ضمير الفاعل في {«اتَّبَعُوهُمْ»}.(1/188)
و {بِإِحْسََانٍ}: حال من ضمير الفاعل في {«اتَّبَعُوهُمْ»}.
9: 101108
{تَجْرِي تَحْتَهَا}: ومن تحتها والمعنى فيهما واضح.
101 {وَمِمَّنْ}: من بمعنى الذي، و {مُنََافِقُونَ}: مبتدأ، وما قبله الخبر.
و {مَرَدُوا}: صفة لمبتدأ محذوف، تقديره:
ومن أهل المدينة قوم مردوا.
وقيل: مردوا صفة لمنافقون، وقد فصل بينهما. ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف، تقديره: من أهل المدينة قوم كذلك.
{لََا تَعْلَمُهُمْ}: صفة أخرى مثل مردوا.
و {نَعْلَمُهُمْ}: بمعنى نعرفهم، فهي تتعدّى إلى مفعول واحد.
102 {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا}: هو معطوف على «منافقون» ويجوز أن يكون مبتدأ، و {اعْتَرَفُوا} صفته و {خَلَطُوا}: خبره.
{وَآخَرَ سَيِّئاً:} معطوف على {«عَمَلًا»}، ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير، وخلطت الحنطة بالشعير.
{عَسَى اللََّهُ}: الجملة مستأنفة.
وقيل: خلطوا حال، و «قد» معه مرادة، أي اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا وعسى الله خبر المبتدأ. 103 {خُذْ مِنْ أَمْوََالِهِمْ}: يجوز أن تكون «من» متعلقة بخذ، وأن تكون حالا من {«صَدَقَةً»}.
{تُطَهِّرُهُمْ}: في موضع نصب صفة لصدقة.
ويجوز أن يكون مستأنفا والتاء للخطاب أي تطهّرهم أنت.
{وَتُزَكِّيهِمْ}: كالتاء للخطاب لا غير، لقوله:
{«بِهََا»} ويجوز أن يكون {«تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهََا»} في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا إنّ التاء فيهما للخطاب، لأنّ قوله «تطهرهم» تقديره بها، ودلّ عليه «بها» الثانية، وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها.
ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في «خذ».
{إِنَّ صَلََاتَكَ}: يقرأ بالإفراد والجمع وهما ظاهران.
و {سَكَنٌ}: بمعنى مسكون إليها فلذلك لم يؤنّثه، وهو مثل القبض بمعنى المقبوض.
104 {هُوَ يَقْبَلُ}: هو مبتدأ، و «يقبل» الخبر، ولا يجوز أن يكون «هو» فصلا لأنّ يقبل ليس بمعرفة ولا قريب منها. 106 {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ}: هو معطوف على: {«وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا»}، و {«مُرْجَوْنَ»} بالهمز على الأصل، وبغير همز، وقد ذكر أصله في الأعراف.
{إِمََّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمََّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}: إما هاهنا:
للشك والشك راجع إلى المخلوق وإذا كانت إمّا للشك جاز أن يليها الاسم، وجاز أن يليها الفعل فإن كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه «أن» كقوله: {«إِمََّا أَنْ تُلْقِيَ»}. وقد ذكر.
107 {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا}: يقرأ بالواو.
وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على {«وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ»} أي: ومنهم الذين اتخذوا.
والثاني هو مبتدأ، والخبر: {«أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيََانَهُ»} أي منهم فحذف العائد للعلم به.
ويقرأ بغير واو وهو مبتدأ، والخبر: {«أَفَمَنْ أَسَّسَ»} على ما تقدّم.
{ضِرََاراً}: يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لاتّخذوا، وكذلك ما بعده وهذه المصادر كلّها واقعة موضع اسم الفاعل أي مضرّا ومفترقا.
ويجوز أن تكون كلّها مفعولا له.
108 {لَمَسْجِدٌ}: اللام لام الابتداء.
وقيل جواب قسم محذوف و {«أُسِّسَ»}: نعت له.(1/189)
وقيل جواب قسم محذوف و {«أُسِّسَ»}: نعت له.
9: 109121
و {مِنْ أَوَّلِ}: يتعلق بأسّس: والتقدير عند بعض البصريين: من تأسيس أوّل يوم لأنهم يرون أن «من» لا تدخل على الزمان وإنما ذلك لمنذ وهذا ضعيف هاهنا لأنّ التأسيس المقدّر ليس بمكان حتى تكون «من» لابتداء غايته. ويدلّ على جواز دخول «من» على الزمان ما جاء في القرآن من دخولها على «قبل» التي يراد بها الزمان، وهو كثير في القرآن وغيره.
والخبر: {أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ}. و {«فِيهِ»} الأولى تتعلق بتقوم، والتاء لخطاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فيه رجال: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو صفة لمسجد، جاءت بعد الخبر.
والثاني أن الجملة حال من الهاء في «فيه» الاولى. والعامل فيه تقوم.
والثالث هي مستأنفة.
109 {عَلى ََ تَقْوى ََ}: يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في {«أَسَّسَ»} أي على قصد التقوى والتقدير: قاصدا بنيانه التقوى.
ويجوز أن يكون مفعولا لأسّس.
{جُرُفٍ} بالضم والإسكان، وهما لغتان.
وفي {هََارٍ} وجهان:
أحدهما أصله «هور» أو «هير» على فعل، فلمّا تحرّك حرف العلة، وانفتح ما قبله قلب ألفا وهذا يعرف بالرفع، والنصب، والجر. مثل قولهم: كبش صاف أي صوف، ويوم راح: أي ذو روح.
والثاني أن يكون أصله هاورا، أو هائرا، ثم أخّرت عين الكلمة فصارت بعد الراء، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين، فوزنه بعد القلب فالع، وبعد الحذف فال، وعين الكلمة واو أو ياء يقال: تهوّر البناء وتهيّر.
{فَانْهََارَ بِهِ}: «به» هنا حال أي فانهار وهو معه.
111 {بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}: الباء هنا للمقابلة، والتقدير: باستحقاقهم الجنة.
{يُقََاتِلُونَ}: مستأنف.
{فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}: هو مثل الذي في آخر آل عمران في وجوه القراءة.
{وَعْداً}: مصدر أي وعدهم بذلك وعدا.
و {«حَقًّا»}: صفته.
112 {التََّائِبُونَ}: يقرأ بالرفع أي هم التائبون. ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر {«الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ»} وما بعده وهو ضعيف.
ويقرأ بالياء، على إضمار أعني، أو أمدح ويجوز أن يكون مجرورا صفة للمؤمنين. {وَالنََّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}: إنما دخلت الواو في الصفة الثامنة إيذانا بأنّ السبعة عندهم عدد تام ولذلك قالوا: سبع في ثمانية أي سبع أذرع في ثمانية أشبار وإنما دلّت الواو على ذلك لأنّ الواو تؤذن بأنّ ما بعدها غير ما قبلها ولذلك دخلت في باب عطف النّسق.
117 {مِنْ بَعْدِ مََا كََادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}: في فاعل «كاد» ثلاثة أوجه:
أحدها ضمير الشأن، والجملة بعده في موضع نصب.
والثاني فاعله مضمر، تقديره: من بعد ما كاد القوم، والعائد على هذا الضمير في «منهم».
والثالث فاعلها القلوب، ويزيغ في نية التأخير، وفيه ضمير فاعل، وإنما يحسن ذلك على القراءة بالتاء، فأما القراءة بالياء فيضعف، على أن أصل هذا التقدير ضعيف وقد بيناه في قوله: {«مََا كََانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ»}.
118 {وَعَلَى الثَّلََاثَةِ}: إن شئت عطفته على النبي صلّى الله عليه وسلّم أي تاب على النبيّ وعلى الثلاثة. وإن شئت على {«عَلَيْهِمُ»} أي ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة.
{لََا مَلْجَأَ مِنَ اللََّهِ}: خبر «لا» من الله.
{إِلََّا إِلَيْهِ}: استثناء مثل: لا إله إلا الله.
120 {مَوْطِئاً}: يجوز أن يكون مكانا، فيكون مفعولا به وأن يكون مصدرا مثل الموعد.(1/190)
120 {مَوْطِئاً}: يجوز أن يكون مكانا، فيكون مفعولا به وأن يكون مصدرا مثل الموعد.
9: 122129
122 {فِرْقَةٍ مِنْهُمْ}: يجوز أن يكون «منهم» صفة لفرقة، وأن يكون حالا من {«طََائِفَةٌ»}.
123 {غِلْظَةً}: يقرأ بكسر الغين وفتحها وضمها، وكلّها لغات.
127 {هَلْ يَرََاكُمْ}: تقديره: يقولون:
هل يراكم.
128 {عَزِيزٌ عَلَيْهِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو صفة لرسول، وما مصدرية موضعها رفع بعزيز.
والثاني أن {مََا عَنِتُّمْ} مبتدأ، و {«عَزِيزٌ عَلَيْهِ»} خبر مقدّم. والجملة صفة لرسول.
{بِالْمُؤْمِنِينَ}: يتعلق ب {«رَؤُفٌ»}.
سورة يونس
قد تقدم القول على الحروف المقطّعة في أول البقرة، والأعراف، ويقاس الباقي عليهما.
10: 18
1 - و {الْحَكِيمِ}: بمعنى المحكم. وقيل:
هو بمعنى الحاكم.
2 {أَكََانَ لِلنََّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنََا}: اسم كان. وخبرها عجبا، و {«لِلنََّاسِ»}: حال من عجب لأن التقدير: أكان عجبا للناس. وقيل: هو متعلق بكان. وقيل: هو يتعلق بعجب على التبيين.
وقيل «عجب» هنا بمعنى معجب والمصدر إذا وقع موقع اسم مفعول أو فاعل جاز أن يتقدّم معموله عليه كاسم المفعول.
{أَنْ أَنْذِرِ النََّاسَ}: يجوز أن تكون أن المصدرية، فيكون موضعها نصبا بأوحينا، وأن تكون بمعنى أي، فلا يكون لها موضع.
3 {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا.
4 {وَعْدَ اللََّهِ}: هو منصوب على المصدر بفعل دلّ عليه الكلام، وهو قوله: {«إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ»} لأنّ هذا وعد منه سبحانه بالبعث.
و {حَقًّا}: مصدر آخر، تقديره: حقّ ذلك حقّا.
{إِنَّهُ يَبْدَؤُا}: الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف وقرئ بفتحها والتقدير: حق أنه يبدأ، فهو فاعل. ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ.
وماضي يبدأ بدأ، وفيه لغة أخرى أبدا.
{بِمََا كََانُوا}: في موضع رفع صفة أخرى لعذاب. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف.
5 {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيََاءً}: مفعولان ويجوز أن يكون ضياء حالا، وجعل بمعنى خلق، والتقدير: ذات ضياء.
وقيل الشمس هي الضياء. والياء منقلبة عن واو، لقولك ضوء، والهمزة أصل.
ويقرأ بهمزتين بينهما ألف. والوجه فيه أن يكون أخّر الياء وقدّم الهمزة، فلما وقعت الياء طرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة عند قوم، وعند آخرين ألفا، ثم قلبت الألف همزة لئلا يجتمع ألفان.
{وَالْقَمَرَ نُوراً} أي ذا نور.
وقيل: المصدر بمعنى فاعل أي منيرا.
{وَقَدَّرَهُ مَنََازِلَ}: أي وقدّر له، فحذف حرف الجر.
وقيل: التقدير: قدّره ذا منازل.
و «قدّر» على هذا متعدية إلى مفعولين لأن معناه جعل وصيّر.
ويجوز أن يكون قدّر متعديا إلى واحد بمعنى خلق. ومنازل: حال أي منتقلا.
8 {إِنَّ الَّذِينَ لََا يَرْجُونَ}: خبر إن:
{أُولََئِكَ مَأْوََاهُمُ النََّارُ} فأولئك مبتدأ، ومأواهم مبتدأ ثان، والنار خبره، والجملة خبر أولئك.(1/191)
{أُولََئِكَ مَأْوََاهُمُ النََّارُ} فأولئك مبتدأ، ومأواهم مبتدأ ثان، والنار خبره، والجملة خبر أولئك.
10: 916
{بِمََا كََانُوا}: الباء متعلقة بفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي جوزوا بما كانوا يكسبون.
9 {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في {«يَهْدِيهِمْ»}. والمعنى: يهديهم في الجنة إلى مراداتهم في هذه الحال.
{فِي جَنََّاتِ}: يجوز أن يتعلّق بتجري، وأن يكون حالا من الأنهار، وأن يكون متعلقا بيهدي، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهدي، وأن يكون خبرا ثانيا لإن.
10 {دَعْوََاهُمْ}: مبتدأ.
{سُبْحََانَكَ}: منصوب على المصدر، وهو تفسير الدعوى لأنّ المعنى: قولهم سبحانك اللهم.
و {فِيهََا}: متعلق بتحية.
{أَنِ الْحَمْدُ}: أن مخفّفة من الثقيلة.
ويقرأ أنّ بتشديد النون، وهي مصدرية.
والتقدير: آخر دعواهم حمد الله.
11 {الشَّرَّ}: هو مفعول يعجّل.
و {اسْتِعْجََالَهُمْ}: تقديره تعجيلا مثل استعجالهم فحذف المصدر وصفته المضافة، وأقام المضاف إليه مقامهما. وقال بعضهم: هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي كاستعجالهم وهو بعيد إذ لو جاز ذلك لجاز زيد غلام عمرو أي كغلام عمرو، وبهذا ضعّفه جماعة. وليس بتضعيف صحيح إذ ليس في المثال الذي ذكر فعل يتعدّى بنفسه عند حذف الجار وفي الآية فعل يصحّ فيه ذلك وهو قوله: {«يُعَجِّلُ»}.
{فَنَذَرُ}: هو معطوف على فعل محذوف، تقديره: ولكن نمهلهم فنذر ولا يجوز أن يكون معطوفا على يعجّل إذ لو كان كذلك لدخل في الامتناع الذي تقتضيه {«لَوْ»}، وليس كذلك لأنّ التعجيل لم يقع. وتركهم في طغيانهم وقع.
12 {لِجَنْبِهِ}: في موضع الحال أي دعانا مضطجعا. ومثله {«قََاعِداً، أَوْ قََائِماً»}.
وقيل: العامل في هذه الأحوال {«مَسَّ»} وهو ضعيف لأمرين:
أحدهما أنّ الحال على هذا واقعة بعد جواب {«إِذََا»}، وليس بالوجه.
والثاني أنّ المعنى كثرة دعائه في كل أحواله، لا على أنّ الضرّ يصيبه في كل أحواله وعليه جاءت آيات كثيرة في القرآن.
{كَأَنْ لَمْ يَدْعُنََا}: في موضع الحال من الفاعل في {«مَرَّ»}. {إِلى ََ ضُرٍّ} أي إلى كشف ضرّ.
واللام في {«لِجَنْبِهِ»} على أصلها عند البصريين، والتقدير: دعانا ملقيا لجنبه.
13 {مِنْ قَبْلِكُمْ}: متعلق بأهلكنا، وليس بحال من القرون لأنه زمان.
{وَجََاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ}: يجوز أن يكون حالا أي وقد جاءتهم ويجوز أن يكون معطوفا على ظلموا.
14 {لِنَنْظُرَ}: يقرأ في الشاذ بنون واحدة وتشديد الظاء، ووجهها أنّ النون الثابتة قلبت ظاء وأدغمت.
16 {وَلََا أَدْرََاكُمْ بِهِ}: هو فعل ماض، من دريت والتقدير: لو شاء الله لما أعلمكم بالقرآن.
ويقرأ: «ولأدراكم به» على الإثبات والمعنى:
ولو شاء الله لأعلمكم به بلا واسطة.
ويقرأ في الشاذ: «ولا أدرأكم به» بالهمزة مكان الألف قيل: هي لغة لبعض العرب يقلبون الألف المبدلة من ياء همزة.
وقيل: هو غلط لأن قارئها ظنّ أنه من الدّرء، وهو الدّفع.
وقيل: ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الأيمان به.(1/192)
وقيل: ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الأيمان به.
10: 1726
{عُمُراً}: ينتصب نصب الظروف أي مقدار عمر، أو مدة عمر.
18 {مََا لََا يَضُرُّهُمْ}: «ما» بمعنى الذي، ويراد بها الأصنام ولهذا قال تعالى: {«هََؤُلََاءِ شُفَعََاؤُنََا»}: فجمع حملا على معنى «ما».
21 {وَإِذََا أَذَقْنَا}: جواب «إذا» الأولى «إذا» الثانية. والثانية للمفاجأة، والعامل في الثانية الاستقرار الذي في {«لَهُمْ»}.
وقيل: «إذا» الثانية زمانية أيضا والثانية وما بعدها جواب الأولى.
22 {يُسَيِّرُكُمْ}: يقرأ بالسين من السير، وينشركم من النشر أي يصرفكم ويبثّكم.
{وَجَرَيْنَ بِهِمْ}: ضمير الغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة ولو قال «بكم» لكان موافقا لكنتم، وكذلك {«فَرِحُوا»} وما بعده.
{جََاءَتْهََا}: الضمير للفلك. وقيل للريح.
23 {إِذََا هُمْ}: هو جواب «لمّا»، وهي للمفاجأة كالتي يجاب بها الشّرط.
{بَغْيُكُمْ}: مبتدأ. وفي الخبر وجهان:
أحدهما {«عَلى ََ أَنْفُسِكُمْ»}، و «على» متعلّقة بمحذوف أي كائن لا بالمصدر لأنّ الخبر لا يتعلّق بالمبتدأ. ف {«مَتََاعَ»} على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هو متاع، أو خبر بعد خبر.
والثاني أنّ الخبر متاع، وعلى أنفسكم متعلّق بالمصدر.
ويقرأ «متاع» بالنصب فعلى هذا «على أنفسكم» خبر المبتدأ، و «متاع» منصوب على المصدر أي يمتّعكم بذلك متاع.
وقيل: هو مفعول به، والعامل فيه بغيكم، ويكون البغي هنا بمعنى الطلب أي طلبكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا فعلى هذا «على أنفسكم» ليس بخبر لأنّ المصدر لا يعمل فيما بعد خبره بل «على أنفسكم» متعلق بالمصدر، والخبر محذوف تقديره: طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال، ونحو ذلك.
ويقرأ: متاع بالجر، على أنه نعت للأنفس، والتقدير: ذوات متاع.
ويجوز أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل، أي ممتعات الدنيا، ويضعف أن يكون بدلا إذ قد أمكن أن يجعل صفة.
24 {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبََاتُ الْأَرْضِ}: الباء للسبب أي اختلط النبات بسبب اتصال الماء به. وقيل: المعنى خالطه نبات الأرض أي اتصل به فربّاه، و {«مِمََّا يَأْكُلُ»}: حال من النبات.
{وَازَّيَّنَتْ}: أصله تزينت، ثم عمل فيه ما ذكرنا في {«فَادََّارَأْتُمْ فِيهََا»}.
ويقرأ بفتح الهمزة وسكون الزاي وياء مفتوحة بعدها خفيفة النون والياء أي صارت ذات زينة كقولك: أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربى.
وصحح الياء، والقياس أن تقلب ألفا ولكن جاء مصحّحا كما جاء استحوذ.
ويقرأ: «وازيأنت» بزاي ساكنة خفيفة بعدها ياء مفتوحة بعدها همزة بعدها نون مشددة والأصل وازيانّت مثل احمارّت، ولكن حرّك الألف فانقلبت همزة كما ذكرنا في الضالين.
{تَغْنَ بِالْأَمْسِ}: قرئ في الشاذ «تتغنّ» بتاءين، وهو في القراءة المشهورة.
و «الأمس» هنا يراد به الزمان الماضي لا حقيقة أمس الذي قبل يومك، وإذا أريد به ذلك كان معربا وكان بلا ألف ولام ولا إضافة، نكرة.
26 {وَلََا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ}: الجملة مستأنفة.
ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيها الاستقرار في للذين أي استقرّت لهم الحسنى مضمونا لهم السلامة، ونحو ذلك.(1/193)
ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيها الاستقرار في للذين أي استقرّت لهم الحسنى مضمونا لهم السلامة، ونحو ذلك.
10: 2745
ولا يجوز أن يكون معطوفا على الحسنى لأنّ الفعل إذا عطف على المصدر احتاج إلى «أن» ذكرا أو تقديرا و «أن» غير المقدرة، لأنّ الفعل مرفوع.
27 {وَالَّذِينَ كَسَبُوا}: مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما هو قوله: {«مََا لَهُمْ مِنَ اللََّهِ مِنْ عََاصِمٍ»} أو قوله: {«كَأَنَّمََا أُغْشِيَتْ»} أو قوله:
{«أُولََئِكَ أَصْحََابُ»} ويكون {«جَزََاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهََا»} معترضا بين المبتدأ وخبره.
والثاني الخبر {«جَزََاءُ سَيِّئَةٍ»}. وجزاء مبتدأ.
وفي خبره وجهان:
أحدهما: بمثلها، والباء زائدة، كقوله:
{«وَجَزََاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهََا»}: ويجوز أن تكون غير زائدة، والتقدير: جزاء سيئة مقدر بمثلها.
والثاني: أن تكون الباء متعلقة بجزاء، والخبر محذوف أي وجزاء سيئة بمثلها واقع.
{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}: قيل هو معطوف على كسبوا، وهو ضعيف لأن المستقبل لا يعطف على الماضي وإن قيل هو بمعنى الماضي فضعيف أيضا.
وقيل: الجملة حال.
{قِطَعاً}: يقرأ بفتح الطاء، وهو جمع قطعة، وهو مفعول ثان ل {«أُغْشِيَتْ»}.
و {مِنَ اللَّيْلِ}: صفة لقطع.
و {مُظْلِماً}: حال من الليل وقيل من «قطّع»، أو صفة ل «قطع»، وذكّره لأنّ القطع في معنى الكثير.
ويقرأ بسكون الطاء، فعلى هذا يكون «مظلما» صفة لقطع، أو حالا منه، أو حالا من الضمير في «من الليل»، أو حالا من «الليل».
28 {مَكََانَكُمْ}: هو ظرف مبني لوقوعه موقع الأمر أي الزموا وفيه ضمير فاعل.
و {أَنْتُمْ}: توكيد له. و «الكاف والميم» في موضع جرّ عند قوم، وعند آخرين الكاف للخطاب لا موضع لها، كالكاف في إياكم.
{وَشُرَكََاؤُكُمْ}: عطف على الفاعل.
{فَزَيَّلْنََا}: عين الكلمة واو، لأنه من زال يزول وإنما قلبت ياء لأنّ وزن الكلمة فيعل أي زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والواو على الشرط المعروف قلبت ياء.
وقيل: هو من زلت الشيء أزيله، فعينه على هذا ياء فيحتمل على هذا أن تكون فعّلنا وفيعلنا.
30 {هُنََالِكَ تَبْلُوا}: يقرأ بالباء أي تختبر عملها. ويقرأ بالتاء أي تتبع، أو تقرأ في الصحيفة.
33 {أَنَّهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ}: أن وما عملت فيه موضع رفع بدلا من كلمة. أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب أي لأنهم. أو في موضع جر على إعمال اللام محذوفة.
35 {أَمَّنْ لََا يَهِدِّي}:
فيها قراءات قد ذكرنا مثلها في قوله: {«يَخْطَفُ أَبْصََارَهُمْ»}، ووجّهناها هناك.
وأما {«إِلََّا أَنْ يُهْدى ََ»} فهو مثل قوله: {«إِلََّا أَنْ يَصَّدَّقُوا»}
وقد ذكر في النساء، وله نظائر قد ذكرت أيضا.
{فَمََا لَكُمْ}: مبتدأ وخبر أيّ أي شيء لكم في الإشراك.
و {كَيْفَ تَحْكُمُونَ} مستأنف أي كيف تحكمون بأنّ له شريكا.
36 {لََا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً}: في موضع المصدر أي إغناء.
ويجوز أن يكون مفعولا ليغنى. و «من الحق» حال منه.
37 {وَمََا كََانَ هََذَا الْقُرْآنُ}: «هذا» اسم كان، والقرآن نعت له، أو عطف بيان.
و {أَنْ يُفْتَرى ََ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه خبر كان أي وما كان القرآن افتراء، والمصدر هنا بمعنى المفعول أي مفترى.
والثاني التقدير: ما كان القرآن ذا افتراء.
والثالث أنّ خبر كان محذوف والتقدير: ما كان هذا القرآن ممكنا أن يفترى. وقيل التقدير: لأن يفترى.
و {تَصْدِيقَ}: مفعول له أي ولكن أنزل للتصديق.
وقيل التقدير: ولكن كان التصديق الذي أي مصدق الذي.
{وَتَفْصِيلَ الْكِتََابِ}: مثل تصديق.
{لََا رَيْبَ فِيهِ}: يجوز أن يكون حالا من الكتاب، و «الكتاب» مفعول في المعنى. ويجوز أن يكون مستأنفا.
{مِنْ رَبِّ الْعََالَمِينَ}: يجوز أن يكون حالا أخرى، وأن يكون متعلّقا بالمحذوف أي ولكن أنزل من رب العالمين.
39 {كَيْفَ كََانَ}: «كيف» خبر كان، و {«عََاقِبَةُ»}: اسمها.
42 {مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}: الجمع محمول على معنى «من»، والإفراد في قوله تعالى:
42 {مَنْ يَنْظُرُ} محمول على لفظها.
44 {لََا يَظْلِمُ النََّاسَ شَيْئاً}: يجوز أن يكون مفعولا أي لا ينقصهم. شيئا، وأن يكون في موضع المصدر.
45 {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا}: الكلام كلّه في موضع الحال، والعامل فيه {«يَحْشُرُهُمْ»}، وكأنّ هاهنا مخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف أي كأنهم.
و {سََاعَةً}: ظرف ليلبثوا، و {«مِنَ النَّهََارِ»}:
نعت لساعة.
وقيل: «كأن لم» صفة اليوم، والعائد محذوف أي لم يلبثوا قبله.
وقيل: هو نعت لمصدر محذوف أي حشرا كأن لم يلبثوا قبله، والعامل في {«يَوْمَ»} اذكر.(1/194)
وقيل: هو نعت لمصدر محذوف أي حشرا كأن لم يلبثوا قبله، والعامل في {«يَوْمَ»} اذكر.
10: 4663
{يَتَعََارَفُونَ}: حال أخرى، والعامل فيها «يحشرهم» وهي حال مقدرة لأنّ التعارف لا يكون حال الحشر.
{قَدْ خَسِرَ}: يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير: يقولون: قد خسر، والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون.
46 {ثُمَّ اللََّهُ شَهِيدٌ}: «ثم» هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، وإنّما رتبت الأخبار بعضها على بعض، كقولك زيد عالم، ثم هو كريم.
50 {مََا ذََا يَسْتَعْجِلُ}: قد ذكرنا في «ماذا» في البقرة عند قوله تعالى: {«مََا ذََا يُنْفِقُونَ»} قولين، وهما مقولان هاهنا.
وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون «ماذا» اسما واحدا مبتدأ، و {«يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ»} الخبر، وقد ضعّف ذلك من حيث إنّ الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل، ولا ضمير فيه يعود على المبتدأ.
وردّ هذا القول بأنّ العائد الهاء في «منه»، فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.
51 {آلْآنَ}: فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، والناصب لها محذوف، تقديره: آمنتم الآن.
53 {أَحَقٌّ هُوَ}: مبتدأ، و «هو» مرفوع به ويجوز أن يكون «هو» مبتدأ، و «أحقّ» الخبر، وموضع الجملة نصب بيستنبئونك.
و {إِي}: بمعنى نعم.
54 {وَأَسَرُّوا النَّدََامَةَ}: مستأنف وهو حكاية ما يكون في الآخرة.
وقيل: هو بمعنى المستقبل. وقيل: قد كان ذلك في الدنيا.
57 {وَشِفََاءٌ}: هو مصدر في معنى الفاعل أي وشاف.
وقيل: هو في معنى المفعول أي المشفيّ به.
58 {فَبِذََلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}: الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها، والثانية بفعل محذوف تقديره:
فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه أي تعمّد زيدا فاضربه.
وقيل الفاء الأولى زائدة.
والجمهور على الياء، وهو أمر للغائب وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله.
59 {أَرَأَيْتُمْ}: قد ذكر في الأنعام.
{اللََّهُ} مثل: «الذكرين»، وقد ذكر في الأنعام. 61 {فِي شَأْنٍ}: خبر كان.
{وَمََا تَتْلُوا}: ما نافية و {مِنْهُ} أي من الشأن أي من أجله، و {مِنْ قُرْآنٍ}: مفعول تتلو، ومن زائدة.
{إِلََّا كُنََّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ}: ظرف ل «شهودا».
{مِنْ مِثْقََالِ}: في موضع رفع بيعزب، ويعزب بضم الزاي وكسرها لغتان، وقد قرئ بهما.
{وَلََا أَصْغَرَ مِنْ ذََلِكَ وَلََا أَكْبَرَ}: بفتح الراء في موضع جرّ صفة ل {«ذَرَّةٍ»}، أو ل «مثقال» على اللفظ.
ويقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال. والذي في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى.
{إِلََّا فِي كِتََابٍ}: أي إلا هو في كتاب، والاستثناء منقطع.
63 {الَّذِينَ آمَنُوا}: يجوز أن يكون مبتدأ، وخبره {لَهُمُ الْبُشْرى ََ} ويجوز أن يكون خبرا ثانيا لإنّ، أو خبر ابتداء محذوف أي هم الذين. ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني، أو صفة لأولياء بعد الخبر.
وقيل: يجوز أن يكون في موضع جرّ بدلا من الهاء والميم في {«عَلَيْهِمْ»}.
{فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}: يجوز أن تتعلق «في» بالبشرى، وأن تكون حالا منها، والعامل الاستقرار.(1/195)
{فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}: يجوز أن تتعلق «في» بالبشرى، وأن تكون حالا منها، والعامل الاستقرار.
10: 6478
و {لََا تَبْدِيلَ}: مستأنف.
65 {إِنَّ الْعِزَّةَ}: هو مستأنف، والوقف على ما قبله.
66 {وَمََا يَتَّبِعُ}: فيه وجهان:
أحدهما هي نافية، ومفعول يتّبع محذوف دلّ عليه قوله: {«إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ»}.
و {شُرَكََاءَ}: مفعول {«يَدْعُونَ»} ولا يجوز أن يكون مفعول «يتّبعون» لأنّ المعنى يصير إلى أنّهم لم يتّبعوا شركاء، وليس كذلك.
والوجه الثاني أن تكون «ما» استفهاما في موضع نصب ب «يتبع».
68 {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطََانٍ}: إن هاهنا بمعنى «ما» لا غير.
{بِهََذََا}: يتعلّق بسلطان، أو نعت له.
70 {مَتََاعٌ فِي الدُّنْيََا}: خبر مبتدأ محذوف، تقديره: افتراؤهم، أو حياتهم، أو تقلّبهم، ونحو ذلك.
71 {إِذْ قََالَ لِقَوْمِهِ}: «إذ» ظرف، والعامل فيه {«نَبَأَ»} ويجوز أن يكون حالا.
{فَعَلَى اللََّهِ}: الفاء جواب الشرط. والفاء في {فَأَجْمِعُوا} عاطفة على الجواب، وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك: أجمعت على الأمر إذا عزمت عليه إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه.
وقيل: هو متعدّ بنفسه في الأصل، ومنه قول الحارث:
أجمعوا أمرهم بليل فلمّا ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
وأمّا {«شُرَكََاءَكُمْ»} فالجمهور على النصب، وفيه أوجه:
أحدها هو معطوف على {«أَمْرَكُمْ»} تقديره:
وأمر شركائكم فأقام المضاف إليه مقام المضاف.
والثاني هو مفعول معه، تقديره: مع شركائكم.
والثالث هو منصوب بفعل محذوف أي وأجمعوا شركاءكم.
وقيل: التقدير: وادعوا شركاءكم.
ويقرأ بالرفع، وهو معطوف على الضمير في «أجمعوا».
ويقرأ: «فاجمعوا» بوصل الهمزة وفتح الميم والتقدير: ذوي أمركم، لأنّك تقول: جمعت القوم، وأجمعت الأمر، ولا تقول: جمعت الأمر على هذا المعنى. وقيل: لا حذف فيه لأنّ المراد بالجمع هنا ضمّ بعض أمورهم إلى بعض.
{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ}: يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الأمر، والمعنى: اقضوا ما عزمتم عليه من الإيقاع بي.
ويقرأ بفتح الهمزة، والفاء والضاد، والمصدر منه الإفضاء، والمعنى: صلوا إلي ولام الكلمة واو، يقال: فضا المكان يفضو إذا اتّسع.
74 {مِنْ بَعْدِهِ}: الهاء تعود على نوح عليه السلام.
{فَمََا كََانُوا}: الواو ضمير القوم، والضمير في {«كَذَّبُوا»} يعود على قوم نوح، والهاء في {«بِهِ»} لنوح.
والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذي كذّب به قوم نوح أي بمثله.
ويجوز أن تكون الهاء لنوح، ولا يكون فيه حذف، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام.
77 {أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمََّا جََاءَكُمْ}: المحكي بيقول محذوف أي أتقولون له: هو سحر! ثم استأنف، فقال: {سِحْرٌ هََذََا}؟ وسحر خبر مقدم، وهذا مبتدأ.
78 {الْكِبْرِيََاءُ فِي الْأَرْضِ}: هو اسم كان، و {لَكُمَا} خبرها. وفي الأرض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في «لكما».(1/196)
78 {الْكِبْرِيََاءُ فِي الْأَرْضِ}: هو اسم كان، و {لَكُمَا} خبرها. وفي الأرض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في «لكما».
10: 7990
ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في «لكما».
81 {مََا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ}: يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون «ما» استفهاما، وفي موضعها وجهان.
أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما، تقديره: أي شيء أتيتم به، و «جئتم به» يفسّر المحذوف.
فعلى هذا في قوله «السحر» وجهان:
أحدهما: هو خبر مبتدأ محذوف أي هو السحر.
والثاني: أن يكون الخبر محذوفا أي السحر هو.
والثاني موضعها رفع بالابتداء، و «جئتم به» الخبر.
و «السحر» فيه وجهان: أحدهما ما تقدّم من الوجهين.
والثاني هو بدل من موضع «ما» كما تقول:
ما عندك أدينار أم درهم؟
ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان:
أحدهما استفهام أيضا في المعنى، وحذفت الهمزة للعلم بها.
والثاني هو خبر في المعنى فعلى هذا تكون «ما» بمعنى الذي، و «جئتم به» صلتها، والسّحر خبرها.
ويجوز أن تكون «ما» استفهاما، والسحر خبر مبتدأ محذوف.
83 {وَمَلَائِهِمْ}: فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه:
أحدها هو عائد على الذريّة، ولم تؤنّث لأنّ الذرية قوم فهو مذكّر في المعنى.
والثاني هو عائد على القوم.
والثالث يعود على فرعون وإنما جمع لوجهين:
أحدهما أنّ فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم: نحو نأمر.
والثاني أنّ فرعون صار اسما لأتباعه كما أنّ ثمود اسم للقبيلة كلّها.
وقيل: الضمير يعود على محذوف تقديره:
من آل فرعون وملئهم أي ملأ الآل وهذا عندنا غلط لأنّ المحذوف لا يعود إليه ضمير إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول: زيد قاموا، وأنت تريد غلمان زيد قاموا.
{أَنْ يَفْتِنَهُمْ}: هو في موضع جرّ بدلا من فرعون تقديره: على خوف فتنة من فرعون.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف أي على خوف فتنة فرعون.
87 {أَنْ تَبَوَّءََا}:
يجوز أن تكون «أن» المفسرة ولا يكون لها موضع من الإعراب. وأن تكون مصدريّة فتكون في موضع نصب بأوحينا.
والجمهور على تحقيق الهمزة ومنهم من جعلها ياء وهي مبدلة من الهمزة تخفيفا.
{لِقَوْمِكُمََا}: فيه وجهان:
أحدهما اللام غير زائدة، والتقدير: اتّخذا لقومكما بيوتا فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوّا، وأن يكون حالا من البيوت.
والثاني اللام زائدة، والتقدير: بوّءا قومكما بيوتا أي أنزلاهم، وتفعّل وفعّل بمعنى، مثل علقها وتعلّقها.
فأما قوله: {«بِمِصْرَ»} فيجوز أن يتعلّق بتبوّءا، وأن يكون حالا من البيوت، وأن يكون حالا من قومكما.
وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوّا، وفيه ضعف.
{وَاجْعَلُوا} {وَأَقِيمُوا}: إنما جمع فيهما لأنه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما، وأفرد في قوله: {«وَبَشِّرِ»} لأنه أراد موسى عليه السلام وحده إذ كان هو الرسول، وهارون وزيرا له فموسى عليه السلام هو الأصل.
88 {فَلََا يُؤْمِنُوا}: في موضعه وجهان:
أحدهما النصب، وفيه وجهان: أحدهما:
هو معطوف على {«لِيُضِلُّوا»}. والثاني: هو جواب الدعاء في قوله: اطمس. واشدد.
والقول الثاني موضعه جزم لأن معناه الدعاء، كما تقول: لا تعذبني. 89 {وَلََا تَتَّبِعََانِّ}: يقرأ بتشديد النون، والنون للتوكيد، والفعل مبني معها، والنون التي تدخل للرفع ولا وجه لها هاهنا لأنّ الفعل هنا غير معرب.
ويقرأ بتخفيف النون وكسرها. وفيه وجهان:
أحدهما أنه نهي أيضا، وحذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة، واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقلّ تغيرا.
والوجه الثاني أنّ الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان:
أحدهما: هو خبر في معنى النهي، كما ذكرنا في قوله: {«لََا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللََّهَ»}.
والثاني: هو في موضع الحال، والتقدير:
فاستقيما غير متبعين.
90 {وَجََاوَزْنََا بِبَنِي إِسْرََائِيلَ}: الباء للتعدية مثل الهمزة، كقولك: أجزت الرجال البحر.
{بَغْياً وَعَدْواً}: مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.(1/197)
{بَغْياً وَعَدْواً}: مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
10: 91109
91 {آلْآنَ}: العامل فيه محذوف، تقديره: أتؤمن الآن.
92 {بِبَدَنِكَ}: في موضع الحال أي عاريا.
وقيل: بجسدك لا روح فيه. وقيل: بدرعك.
93 {مُبَوَّأَ صِدْقٍ}: يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا.
98 {إِلََّا قَوْمَ يُونُسَ}: هو منصوب على الاستثناء المنقطع لأن المستثنى منه القرية، وليست من جنس القوم.
وقيل: هو متّصل لأن التقدير: فلولا كان أهل قرية.
ولو كان قد قرئ بالرفع لكانت «إلا فيه» بمنزلة غير، فيكون صفة.
101 {مََا ذََا فِي السَّمََاوََاتِ}: هو استفهام في موضع رفع بالابتداء. وفي السموات الخبر، و {«انْظُرُوا»} معلقة عن العمل.
ويجوز أن يكون بمعنى الذي، وقد تقدم أصل ذلك.
{وَمََا تُغْنِي}: يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، وأن تكون نفيا.
103 {كَذََلِكَ حَقًّا}: فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن «كذلك» في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي إنجاء كذلك. و «حقّا» بدل منه.
والثاني أن يكونا منصوبين ب {«نُنْجِ»} التي بعدهما.
والثالث أن يكون «كذلك» للأولى، وحقّا للثانية.
ويجوز أن يكون كذلك خبر المبتدأ أي الأمر كذلك، و «حقّا» منصوب بما بعدها.
105 {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ}: قد ذكر في الأنعام مثله.
سورة هود
إن جعلت «هودا» اسما للسّورة لم تصرفه للتعريف والتأنيث ويجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم، وعند آخرين لا يجوز صرفه بحال لأنه من تسمية المؤنث بالمذكر وإن جعلته للنبي عليه السلام صرفته.
11: 12
1 {كِتََابٌ} أي هذا كتاب ويجوز أن يكون خبر {«الر»} أي «الر» وأشباهها كتاب.
{ثُمَّ فُصِّلَتْ}: الجمهور على الضم والتشديد.
ويقرأ بالفتح والتخفيف وتسمية الفاعل والمعنى: ثم فرقّت، كقوله: {«فَلَمََّا فَصَلَ طََالُوتُ»}
أي فارق.
{مِنْ لَدُنْ}: يجوز أن يكون صفة أي كائن من لدن ويجوز أن يكون مفعولا، والعامل فيه فصلت.
وبنيت «لدن» وإن أضيفت: لأنّ علّة بنائها خروجها عن نظيرها لأن لدن بمعنى عند، ولكن هي مخصوصة بملاصقة الشيء وشدّة مقاربته، و «عند» ليست كذلك بل هي للقريب وما بعد عنه، وبمعنى الملك.
2 {أَلََّا تَعْبُدُوا}: في «أن» ثلاثة أوجه:
أحدها هي مخفّفة من الثقيلة.
والثاني أنها الناصبة للفعل وعلى الوجهين موضعها رفع، تقديره هي أن لا تعبدوا ويجوز أن يكون التقدير: بأن لا تعبدوا، فيكون موضعها جرّا أو نصبا على ما حكينا من الخلاف.
والوجه الثالث أن تكون «أن» بمعنى أي فلا يكون لها موضع، ولا تعبدوا نهي.
و {مِنْهُ} أي من الله والتقدير: نذير كائن منه، فلما قدّمه صار حالا.
ويجوز أن يتعلّق بنذير ويكون التقدير: إنني لكم نذير من أجل عذابه.(1/198)
ويجوز أن يتعلّق بنذير ويكون التقدير: إنني لكم نذير من أجل عذابه.
11: 317
3 {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا}: «أن» معطوفة على «أن» الأولى، وهي مثلها فيما ذكر.
{وَإِنْ تَوَلَّوْا}: أي يتولّوا.
5 {يَثْنُونَ}: الجمهور على فتح الياء وضمّ النون، وماضيه ثنى.
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الياء وماضيه أثنى ولا يعرف في اللغة، إلا أن يقال معناه عرضوها للإثناء، كما تقول: أبعت الفرس إذا عرّضته للبيع.
ويقرأ بالياء مفتوحة وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشدّدة مثل يقرؤن وهو من ثنيت إلا أنه قلب الياء واوا لانضمامها، ثم همزها لانضمامها.
ويقرأ يثنوني مثل يعشوشب، وهو يفعوعل، من ثنيت، والصدور فاعل.
ويقرأ كذلك إلا أنه بحذف الياء الأخيرة تخفيفا لطول الكلمة.
ويقرأ بفتح الياء والنون وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة، وأصل الكلمة يفعوعل من الثني، إلا أنه أبدل الواو المكسورة همزة كما أبدلت في وسادة، فقالوا: إسادة، وقيل: أصلها يفعال مثل يحمارّ، فأبدلت الألف همزة كما قالوا: ابياضّ. {أَلََا حِينَ}: العامل في الظرف محذوف أي: ألا يستغشون ثيابهم يستخفون. ويجوز أن يكون ظرفا ليعلم.
6 {مُسْتَقَرَّهََا وَمُسْتَوْدَعَهََا}: مكانان ويجوز أن يكونا مصدرين كما قال الشاعر: ألم تعلم مسرّحي القوافي أي تسريحى.
8 {وَلَئِنْ}: اللام لتوطئة القسم، والقسم محذوف وجوابه {«لَيَقُولُنَّ»}.
9 - ومثله: {«وَلَئِنْ أَذَقْنَا»}، وجواب القسم {«إِنَّهُ لَيَؤُسٌ»}، وسدّ القسم وجوابه مسدّ جواب الشّرط.
{أَلََا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ}: يوم ظرف ل {«مَصْرُوفاً»} أي لا يصرف عنهم يوم يأتيهم وهذا يدلّ على جواز تقديم خبر ليس عليها.
وقال بعضهم: العامل فيه محذوف دلّ عليه الكلام أي لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم واسم ليس مضمر فيها أي ليس العذاب مصروفا.
10 {لَفَرِحٌ}: يقرأ بكسر الراء وضمّها، وهما لغتان مثل يقظ ويقظ، وحذر وحذر.
11 {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا}: في موضع نصب، وهو استثناء متصل، والمستثنى منه الإنسان.
وقيل هو منفصل. وقيل: هو في موضع رفع على الابتداء، و {«أُولََئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ»}: خبره.
12 {وَضََائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ}: صدرك مرفوع بضائق لأنه معتمد على المبتدأ.
وقيل: هو مبتدأ، وضائق خبر مقدم، وجاء «ضائق» على فاعل، من ضاق يضيق.
{أَنْ يَقُولُوا} أي مخافة أن يقولوا. وقيل:
لأن يقولوا أي: لأن قالوا فهو بمعنى الماضي.
16 {وَبََاطِلٌ}: خبر مقدم، و {«مََا كََانُوا»} المبتدأ، والعائد محذوف أي يعملونه.
وقرئ: باطل بالنصب، والعامل فيه {«يَعْمَلُونَ»}، وما زائدة.
17 {أَفَمَنْ كََانَ}: في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: أفمن كان على هذه الأشياء كغيره.
{وَيَتْلُوهُ}: في الهاء عدة أوجه:
أحدها يرجع على «من»، وهو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والتقدير: ويتلو محمدا أي صدق محمد.
{شََاهِدٌ مِنْهُ}: أي لسانه.
وقيل: الشاهد جبريل عليه السلام. والهاء في «منه» لله، وفي {«مِنْ قَبْلِهِ»} للنبي.(1/199)
وقيل: الشاهد جبريل عليه السلام. والهاء في «منه» لله، وفي {«مِنْ قَبْلِهِ»} للنبي.
11: 1827
و {كِتََابُ مُوسى ََ}: معطوف على الشاهد.
وقيل: الشّاهد الإنجيل، والمعنى أنّ التوراة والإنجيل يتلوان محمّدا صلّى الله عليه وسلّم في التصديق، وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله: {«وَمِنْ قَبْلِهِ»} أي وكتاب موسى عليه السلام من قبله.
والوجه الثاني أنّ الهاء للقرآن، أي ويتلو القرآن شاهد من محمّد صلّى الله عليه وسلّم وهو لسانه. وقيل:
جبريل عليه السلام.
والثالث أنها تعود على البيان الذي دلّت عليه البينة.
وقيل: تمام الكلام عند قوله «منه»، ومن قبله كتاب موسى عليه السلام ابتداء وخبر.
و {إِمََاماً وَرَحْمَةً}: حالان.
وقرئ: كتاب موسى بالنصب أي ويتلو كتاب موسى.
{فِي مِرْيَةٍ}: يقرأ بالكسر والضمّ، وهما لغتان.
20 {يُضََاعَفُ لَهُمُ}: مستأنف.
{مََا كََانُوا}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها بمعنى الذي والمعنى يضاعف لهم بما كانوا، فلما حذف الحرف نصب.
والثاني هي مصدرية، والتقدير: مدّة ما كانوا يستطيعون. والثالث هي نافية أي من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الإصغاء إليه.
22 {لََا جَرَمَ}: فيه أربعة أقوال:
أحدها أن «لا» ردّ لكلام ماض أي ليس الأمر كما زعموا، وجرم فعل، وفاعله مضمر فيه.
و {أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ}: في موضع نصب، والتقدير: كسبهم قولهم خسرانهم في الآخرة.
والقول الثاني أن «لا جرم» كلمتان ركّبتا وصارتا بمعنى حقّا، و «أنّ» في موضع رفع بأنه فاعل لحق أي حقّ خسرانهم.
والثالث أنّ المعنى لا محالة خسرانهم فيكون في موضع رفع أيضا. وقيل: في موضع نصب أو جرّ إذ التقدير: لا محالة في خسرانهم.
والرابع أنّ المعنى لا منع من أنهم خسروا، فهو في الإعراب كالذي قبله.
24 {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ}: مبتدأ، والخبر {كَالْأَعْمى ََ} والتقدير: كمثل الأعمى وأحد الفريقين الأعمى والأصم، والآخر البصير والسميع.
{مَثَلًا}: تمييز 25 {إِنِّي لَكُمْ}: يقرأ بكسر الهمزة، على تقدير: فقال: إني. وبفتحها على تقدير: بأنّي، وهو في موضع نصب أي أرسلناه بالإنذار أي منذرا.
26 {أَنْ لََا تَعْبُدُوا}: هو مثل الذي في أوّل السورة.
27 {مََا نَرََاكَ}: يجوز أن يكون من رؤية العين، وتكون الجملة بعده في موضع الحال، «وقد» معه مرادة.
ويجوز أن يكون من رؤية القلب فتكون الجملة في موضع المفعول الثاني.
والأراذل: جمع أرذال، وأرذال: جمع رذل وقيل الواحد أرذل، والجمع أراذل وجمع على هذه الزّنة وإن كان وصفا لأنه غلب فصار كالأسماء. ومعنى غلبته أنه لا يكاد يذكر الموصوف معه وهو مثل الأبطح والأبرق.
{بََادِيَ الرَّأْيِ}. يقرأ بهمزة بعد الدال، وهو من بدأ يبدا، إذا فعل الشيء أولا.
ويقرأ بياء مفتوحة. وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الهمزة أبدلت ياء لانكسار ما قبلها.
والثاني أنه من بدا يبدو، إذا ظهر.(1/200)
والثاني أنه من بدا يبدو، إذا ظهر.
11: 2842
وبادي هنا ظرف، وجاء على فاعل، كما جاء على فعيل، نحو قريب وبعيد، وهو مصدر مثل العافية والعاقبة، وفي العامل فيه أربعة أوجه:
أحدها نراك أي فيما يظهر لنا من الرأي، أو في أول رأينا.
فإن قيل: ما قبل «إلا» إذا تمّ لا يعمل فيما بعدها، كقولك: ما أعطيت أحدا إلا زيدا دينارا لأنّ إلّا تعدّي الفعل ولا تعدّيه إلا إلى واحد، كالواو في باب المفعول معه.
قيل: جاز لك هنا لأنّ بادي ظرف، أو كالظرف، مثل جهد رأيي أنك ذاهب أي في جهد رأيي، والظروف يتسع فيها.
والوجه الثاني أنّ العامل فيه {«اتَّبَعَكَ»} أي اتّبعوك في أول الرأي، أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا.
والوجه الثالث أنه من تمام {«أَرََاذِلُنََا»} أي الأراذل في رأينا.
والرابع أنّ العامل فيه محذوف أي يقول ذاك في بادئ الرأي به.
والرأي: مهموز وغير مهموز.
28 {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ}: يجوز أن تكون «من» متعلقة بالفعل، وأن تكون من نعت الرحمة.
{فَعُمِّيَتْ}: أي خفيت عليكم، لأنكم لم تنظروا فيها حقّ النظر.
وقيل: المعنى عميتم عنها، كقولهم: أدخلت الخاتم في إصبعي.
ويقرأ بالتشديد والضم أي أبهمت عليكم عقوبة لكم.
و {أَنُلْزِمُكُمُوهََا}: الماضي منه ألزمت، وهو متعدّ إلى مفعولين، ودخلت الواو هنا تتمّة للميم، وهو الأصل في ميم الجمع.
وقرئ بإسكان الميم الأولى، فرارا من توالى الحركات.
31 {تَزْدَرِي}: الدال بدل من التاء، وأصلها تزتري، وهو تفتعل من زريت، وأبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاي.
32 {قَدْ جََادَلْتَنََا}: الجمهور على إثبات الألف، وكذلك {«جِدََالَنََا»}.
وقرئ «جدلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف فيهما، وهو بمعنى غلبتنا بالجدل. 34 {إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كََانَ اللََّهُ}:
حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشّرط الأول كقولك: إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك، فقولك: إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني وإذا كان كذلك صار الشرط الأول في الذّكر مؤخّرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلّمه لم يجب الإكرام. ولكن إن كلّمه ثم أتاه وجب إكرامه.
وعلة ذلك أنّ الجواب صار معوقا بالشرط الثاني، وقد جاء في القرآن منه قوله تعالى: {«إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهََا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرََادَ النَّبِيُّ»}.
35 {فَعَلَيَّ إِجْرََامِي}:
يقرأ بكسر الهمزة، وهو مصدر أجرم، وفيه لغة أخرى «جرم». وبفتح الهمزة، وهو جمع جرم.
36 {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ}: يقرأ بفتح الهمزة، وإنه في موضع رفع بأوحي.
ويقرأ بكسرها، والتقدير: قيل إنه، وهو المرفوع بأوحي.
{إِلََّا مَنْ قَدْ آمَنَ}: استثناء من غير الجنس في المعنى، وهو فاعل «لن يؤمن».
37 {بِأَعْيُنِنََا}: في موضع الحال من ضمير الفاعل في «اصنع»، أي محفوظا.
40 {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}: يقرأ «كلّ» بالإضافة، وفيه وجهان:
أحدهما أنّ مفعول «حمل» اثنين، تقديره:
احمل فيها اثنين من كلّ زوج، فمن على هذا حال، لأنها صفة للنكرة قدّمت عليها.
والثاني أن «من» زائدة، والمفعول «كل»، واثنين توكيد، وهذا على قول الأخفش.
ويقرأ: «من كلّ» بالتنوين فعلى هذا مفعول احمل زوجين، واثنين توكيد له، و «من» على هذا يجوز أن تتعلّق باحمل، وأن يكون حالا والتقدير:
من كل شيء أو صنف. {وَأَهْلَكَ}: معطوف على المفعول.
و {إِلََّا مَنْ سَبَقَ}: استثناء متصل.
{وَمَنْ آمَنَ}: مفعول احمل أيضا.
41 {بِسْمِ اللََّهِ مَجْرََاهََا}: مجراها مبتدأ، وبسم الله خبره، والجملة حال مقدّرة، وصاحبها الواو في {«ارْكَبُوا»}.
ويجوز أن ترفع مجراها ببسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا.
ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره:
اركبوا فيها وجريانها بسم الله وهي مقدرة أيضا.
وقيل: مجراها ومرساها ظرفا مكان، وبسم الله حال من الواو أي مسمّين موضع جريانها.
ويجوز أن يكون زمانا أي وقت جريانها.
ويقرأ بضمّ الميم فيهما، وهو مصدر أجريت مجرى وبفتحهما، وهو مصدر جريت ورسيت.
ويقرأ بضمّ الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما، وهو صفة لاسم الله عزّ وجلّ.
42 {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}: يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله، أي جريانها بسم الله، وهي تجرى بهم.(1/201)
42 {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}: يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله، أي جريانها بسم الله، وهي تجرى بهم.
11: 4346
ويجوز أن تكون مستأنفة، و «بهم» حال من الضمير في تجرى أي وهم فيها.
{نُوحٌ ابْنَهُ}: الجمهور على ضم الحاء، وهو الأصل.
وقرئ بإسكانها على إجراء الوصل مجرى الوقف.
ويقرأ: ابنها، يعني ابن امرأته كأنه توهّم إضافته إليها دونه، لقول: {«إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ»}.
ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف، وحذف الألف تخفيفا، والفتحة تدلّ عليها ومثله: {«يََا أَبَتِ»} فيمن فتح.
ويقرأ: «ابناه» على الترثّي وليس بندبة، لأنّ الندبة لا تكون بالهمزة.
{فِي مَعْزِلٍ}: بكسر الزاي: موضع، وليس بمصدر، وبفتحها مصدر، ولم أعلم أحدا قرأ بالفتح.
{يََا بُنَيَّ}: يقرأ بكسر الياء وأصله بني بياء التصغير وياء هي لام الكلمة، وأصلها واو عند قوم وياء عند آخرين، والياء الثالثة ياء المتكلم، ولكنها حذفت لدلالة الكسرة عليها فرارا من توالى الياءات ولأنّ النداء موضع تخفيف.
وقيل: حذفت من اللفظ لالتقائها مع الراء في {«ارْكَبْ»}.
ويقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما أنه أبدل الكسرة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة، ثم حذفت الألف كما حذفت الياء مع الكسرة لأنها أصلها.
والثاني أنّ الألف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين.
43 {لََا عََاصِمَ الْيَوْمَ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه اسم فاعل على بابه فعلى هذا يكون قوله تعالى: {«إِلََّا مَنْ رَحِمَ»} فيه وجهان:
أحدهما: هو استثناء متّصل: و «من رحم» بمعنى الرّاحم أي: لا عاصم إلا الله. والثاني: أنه منقطع أي لكن من رحمه الله يعصم.
الوجه الثاني أنّ عاصما بمعنى معصوم مثل:
{«مََاءٍ دََافِقٍ»}: أي مدفوق فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا أي إلا من رحمه الله.
والثالث أن عاصما بمعنى ذا عصمة على النسب، مثل حائض وطالق، والاستثناء على هذا متصل أيضا.
فأمّا خبر «لا» فلا يجوز أن يكون «اليوم» لأنّ ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثّة، بل الخبر {«مِنْ أَمْرِ اللََّهِ»}، واليوم معمول «من أمر» ولا يجوز أن يكون اليوم معمول عاصم إذ لو كان كذلك لنوّن.
44 {عَلَى الْجُودِيِّ}: بتشديد الياء، وهو الأصل. وقرئ بالتخفيف لاستثقال الياءين.
{وَغِيضَ الْمََاءُ}: هذا الفعل يستعمل لازما ومتعدّيا، فمن المتعدّي: {«وَغِيضَ الْمََاءُ»}، ومن اللازم: {«وَمََا تَغِيضُ الْأَرْحََامُ»}.
ويجوز أن يكون هذا متعدّيا أيضا، ويقال:
غاض الماء وغضته.
و {بُعْداً}: مصدر أي وقيل: بعد بعدا.
و {لِلْقَوْمِ الظََّالِمِينَ}: تبيين وتخصيص وليست اللام متعلقة بالمصدر.
46 {إِنَّهُ عَمَلٌ}: في الهاء ثلاثة أوجه:
أحدها هي ضمير الابن أي إنه ذو عمل.
والثاني أنها ضمير النداء والسؤال في ابنه أي إن سؤالك فيه عمل غير صالح.
والثالث أنها ضمير الركوب وقد دلّ عليه {«ارْكَبْ مَعَنََا»}.
ومن قرأ «عمل» على أنه فعل ماض فالهاء ضمير الابن لا غير.
{فَلََا تَسْئَلْنِي}: يقرأ بإثبات الياء على الأصل، وبحذفها تخفيفا، والكسرة تدلّ عليها.
ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد فمنهم من يكسرها، ومنهم من يفتحها، والمعنى واضح.(1/202)
ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد فمنهم من يكسرها، ومنهم من يفتحها، والمعنى واضح.
11: 4769
47 {وَإِلََّا تَغْفِرْ لِي}: الجزم بإن، ولم يبطل عملها بلا لأنّ «لا» صارت كجزء من الفعل، وهي غير عاملة في النفي، وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك «ما» فإنها تنفي ما في الحال ولذلك لم يجز أن تدخل «إن» عليها لأنّ إن الشرطية تختصّ بالمستقبل، و «ما» لنفي الحال.
48 {قِيلَ يََا نُوحُ}: «يا» و «نوح» في موضع رفع لوقوعهما موقع الفاعل. وقيل القائم مقام الفاعل مضمر، والنداء مفسّر له أي قيل قول، أو قيل هو يا نوح.
{بِسَلََامٍ} و {بَرَكََاتٍ}: حالان من ضمير الفاعل.
{وَأُمَمٌ}: معطوف على الضمير في اهبط تقديره اهبط أنت وأمم وكان الفصل بينهما مغنيا عن التوكيد.
{سَنُمَتِّعُهُمْ}: نعت لأمم.
49 {تِلْكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ}: هو مثل قوله تعالى في آل عمران: {«ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ»}، وقد ذكر إعرابه.
{مََا كُنْتَ تَعْلَمُهََا}: يجوز أن يكون حالا من ضمير المؤنث في {«نُوحِيهََا»}. وأن يكون حالا من الكاف في {«إِلَيْكَ»}.
50 {مِنْ إِلََهٍ غَيْرُهُ}: قد ذكر في الأعراف.
52 {مِدْرََاراً}: حال من السماء، ولم يؤنّثه لوجهين:
أحدهما أنّ السماء: السحاب، فذكّر مدرارا على المعنى.
والثاني أنّ مفعالا للمبالغة، وذلك يستوي فيه المؤنث والمذكر، مثل: فعول، كصبور وفعيل، كبغيّ.
{إِلى ََ قُوَّتِكُمْ}: «إلى» هنا محمولة على المعنى، ومعنى يزدكم يضف ويجوز أن يكون «إلى» صفة لقوة فتتعلق بمحذوف أي قوة مضافة إلى قوّتكم.
53 {مََا جِئْتَنََا بِبَيِّنَةٍ}: يجوز أن تتعلّق الباء بجئت والتقدير: ما أظهرت بيّنة.
ويجوز أن تكون حالا أي ومعك بيّنة، أو محتجّا ببينة.
54 {إِلَّا اعْتَرََاكَ}: الجملة مفسّرة لمصدر محذوف، تقديره: إن نقول إلا قولا، هو اعتراك. ويجوز أن يكون موضعها نصبا أي ما نذكر إلا هذا القول.
57 {فَإِنْ تَوَلَّوْا}:
أي تتولّوا، فحذف التاء الثانية.
{وَيَسْتَخْلِفُ}:
الجمهور على الضمّ، وهو معطوف على الجواب بالفاء.
وقد سكّنه بعضهم على الموضع، أو على التخفيف لتوالي الحركات.
60 {كَفَرُوا رَبَّهُمْ}:
هو محمول على المعنى أي جحدوا ربّهم.
ويجوز أن يكون انتصب لما حذف الباء.
وقيل: التقدير: كفروا نعمة ربّهم أي بطروها.
63 {غَيْرَ تَخْسِيرٍ}: الأقوى في المعنى أن يكون «غير» هنا استثناء في المعنى وهو مفعول ثان لتزيدونني أي فما تزيدونني إلا تخسيرا. ويضعف أن تكون صفة لمحذوف إذ التقدير: فما تزيدونني شيئا غير تخسير، وهو ضدّ المعنى.
66 {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}: يقرأ بكسر الميم على أنه معرب، وانجراره بالإضافة. وبفتحها على أنه مبنيّ مع «إذ» لأنّ «إذ» مبنى، وظرف الزمان إذا أضيف إلى مبنيّ جاز أن يبنى لما في الظروف من الإبهام ولأنّ المضاف يكتسب كثيرا من أحوال المضاف إليه كالتعريف، والاستفهام، والعموم، والجزاء.
وأما إذ فقد تقدّم ذكرها.
67 {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}: في حذف التاء ثلاثة أوجه:
أحدها أنه فصل بين الفعل والفاعل.
والثاني أنّ التأنيث غير حقيقي.
والثالث أن الصّيحة بمعنى الصياح، فحمل على المعنى.
68 {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهََا}: قد ذكر في الأعراف. {لِثَمُودَ}: يقرأ بالتنوين لأنه مذكّر، وهي حيّ، أو أبو القبيلة. وبحذف التنوين غير مصروف على أنها القبيلة.
69 {بِالْبُشْرى ََ}: في موضع الحال من الرّسل.
{قََالُوا سَلََاماً}: في نصبه وجهان:
أحدهما هو مفعول به على المعنى، كأنه قال:
ذكروا سلاما.
والثاني هو مصدر: أسلموا سلاما.
وأما {سَلََامٌ} الثاني فمرفوع على وجهين:
أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي أمري سلام، أو جوابي، أو قولي.
والثاني هو مبتدأ، والخبر محذوف أي سلام عليكم.
وقد قرئ على غير هذا الوجه بشيء هو ظاهر في الإعراب.
{أَنْ جََاءَ}: في موضعه ثلاثة أوجه:
أحدها جرّ، تقديره: عن أن جاء لأنّ لبث بمعنى تأخّر.(1/203)
أحدها جرّ، تقديره: عن أن جاء لأنّ لبث بمعنى تأخّر.
11: 7077
والثاني نصب، وفيه وجهان: أحدهما: أنه لما حذف حرف الجرّ وصل الفعل بنفسه. والثاني: هو محمول على المعنى أي لم يترك الإتيان بعجل.
والثالث رفع على وجهين أيضا: أحدهما:
فاعل لبث أي فما أبطأ مجيئه. والثاني: أن «ما» بمعنى الذي، وهو مبتدأ، و «أن جاء» خبره تقديره:
والذي لبثه إبراهيم عليه السلام قدر مجيئه، أو مصدرية: أي لبثه مقدار مجيئه.
71 {وَامْرَأَتُهُ قََائِمَةٌ}: الجملة حال من ضمير الفاعل في {«أُرْسِلْنََا»}.
{فَضَحِكَتْ}: الجمهور على كسر الحاء، وقرئ بفتحها والمعنى: حاضت يقال ضحكت الأرنب بفتح الحاء.
{وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ}: يقرأ بالرفع وفيه وجهان:
أحدهما وهو مبتدأ، وما قبله الخبر.
والثاني هو مرفوع بالظرف.
ويقرأ بفتح الباء، وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الفتحة هنا للنّصب، وفيه وجهان:
أحدهما: هو معطوف على موضع «بإسحاق». والثاني:
هو منصوب بفعل محذوف دلّ عليه الكلام، تقديره: ووهبنا له من وراء إسحاق يعقوب. والوجه الثاني أنّ الفتحة للجر، وهو معطوف على لفظ إسحاق أي فبشّرناها بإسحاق وبيعقوب.
وفي وجهي العطف قد فصل بين يعقوب وبين الواو العاطفة بالظرف، وهو ضعيف عند قوم وقد ذكرنا ذلك في سورة النساء.
72 {وَهََذََا بَعْلِي شَيْخاً}: هذا مبتدأ، وبعلي خبره، وشيخا: حال من «بعلي» مؤكدة إذ ليس الغرض الإعلام بأنه بعلها في حال شيخوخته دون غيرها، والعامل في الحال معنى الإشارة والتنبيه، أو أحدهما.
ويقرأ «شيخ» بالرفع. وفيه عدة أوجه:
أحدها أن يكون هذا مبتدأ وبعلي بدلا منه، و «شيخ» الخبر.
والثاني أن يكون بعلي عطف بيان، وشيخ الخبر.
والثالث أن يكون بعلي مبتدأ ثانيا، وشيخ خبره، والجملة خبر هذا.
والرابع أن يكون بعلي خبر المبتدأ، وشيخ خبر مبتدأ محذوف أي هو شيخ.
والخامس أن يكون شيخ خبرا ثانيا.
والسادس أن يكون بعلي وشيخ جميعا خبرا واحدا، كما تقول: هذا حلو وحامض.
والسابع أن يكون «شيخ» بدلا من بعلي. 73 {أَهْلَ الْبَيْتِ} تقديره: يا أهل البيت، أو يكون منصوبا على التعظيم والتخصيص أي أعني.
ولا يجوز في الكلام جرّ مثل هذا على البدل لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه إذا كان في غاية الوضوح.
74 {وَجََاءَتْهُ الْبُشْرى ََ}: هو معطوف على ذهب.
ويجوز أن يكون حالا من إبراهيم، «وقد» مرادة.
فأمّا جواب «لمّا» ففيه وجهان:
أحدهما هو محذوف تقديره أقبل يجادلنا، ويجادلنا على هذا حال.
والثاني أنه يجادلنا، وهو مستقبل بمعنى الماضي أي جادلنا.
ويبعد أن يكون الجواب جاءته البشرى لأنّ ذلك يوجب زيادة الواو، وهو ضعيف.
75 {أَوََّاهٌ}: فعّال من التأوّه.
76 {آتِيهِمْ}: هو خبر إن، و {«عَذََابٌ»}:
مرفوع به.
وقيل: عذاب مبتدأ، وآتيهم خبر مقدم وجوّز ذلك أنّ عذابا وإن كان نكرة فقد وصف بقوله {«غَيْرُ مَرْدُودٍ»}، وأنّ إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف إذ المراد به الاستقبال.(1/204)
وقيل: عذاب مبتدأ، وآتيهم خبر مقدم وجوّز ذلك أنّ عذابا وإن كان نكرة فقد وصف بقوله {«غَيْرُ مَرْدُودٍ»}، وأنّ إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف إذ المراد به الاستقبال.
11: 7892
78 {سِيءَ بِهِمْ}: القائم مقام الفاعل ضمير لوط. و {ذَرْعاً}: تمييز.
و {يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ}: حال، والماضي منه أهرع.
{هََؤُلََاءِ}: مبتدأ، و {بَنََاتِي}: عطف بيان أو بدل، و {هُنَّ}: فصل، و {أَطْهَرُ}: الخبر.
ويجوز أن يكون «هنّ» مبتدأ ثانيا، وأطهر خبره.
ويجوز أن يكون بناتي خبرا، وهنّ أطهر مبتدأ وخبر.
وقرئ في الشاذ «أطهر» بالنصب وفيه وجهان:
أحدهما أن يكون بناتي خبرا، وهنّ فصلا، وأطهر حالا.
والثاني أن يكون «هنّ» مبتدأ، و {«لَكُمْ»} خبرا، و «أطهر» حالا، والعامل فيه ما فى «هنّ» من معنى التوكيد بتكرير المعنى.
وقيل: العامل «لكم»، لما فيه من معنى الاستقرار.
والضيف: مصدر في الأصل وصف به فلذلك لم يثنّ ولم يجمع، وقد جاء مجموعا: يقال أضياف، وضيوف، وضيفان.
79 {مََا نُرِيدُ}: يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي، فتكون نصبا بتعلم، وهو بمعنى تعرف.
ويجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب بنريد و {«عَلِمْتَ»} معلّقة.
80 {أَوْ آوِي}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون في موضع رفع خبر «أن» على المعنى تقديره: أو أني آوي.
ويضعف أن يكون معطوفا على قوة إذ لو كان كذلك لكان منصوبا بإضمار أن.
وقد قرئ به والتقدير: أو أن آوي.
و {بِكُمْ}: حال من {«قُوَّةً»} وليس معمولا لها، لأنها مصدر.
81 {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}: يقرأ بقطع الهمزة ووصلها، وهما لغتان يقال: أسرى، وسرى.
{إِلَّا امْرَأَتَكَ}: يقرأ بالرفع على أنه بدل من أحد، والنّهى في اللفظ لأحد، وهو في المعنى للوط أي لا تمكّن أحدا منهم من الالتفات، إلا امرأتك.
ويقرأ بالنصب على أنه استثناء من أحد، أو من أهل.
82 {جَعَلْنََا عََالِيَهََا}: مفعول أول، و {«سََافِلَهََا»}: ثان.
{مِنْ سِجِّيلٍ}: صفة لحجارة، و {مَنْضُودٍ}:
نعت لسجّيل.
83 - و {مُسَوَّمَةً}: نعت لحجارة.
و {عِنْدَ}: معمول مسوّمة، أو نعت لها.
و {هِيَ}: ضمير العقوبة.
و (بعيد): نعت «لمكان» محذوف. ويجوز أن يكون خبر هي، ولم تؤنّث لأنّ العقوبة والعقاب بمعنى أي وما العقاب بعيدا من الظالمين.
84 {أَخََاهُمْ}: مفعول فعل محذوف أي وأرسلنا إلى مدين. و {شُعَيْباً}: بدل.
و {تَنْقُصُوا}: يتعدّى إلى المفعول بنفسه، وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف جر تقول: نقصت زيدا حقّه، ومن حقّه وهو هاهنا كذلك أي لا تنقصوا الناس من المكيال.
ويجوز أن يكون هنا متعدّيا إلى واحد على المعنى أي لا تقلّلوا وتطفّفوا.
و {مُحِيطٍ}: نعت ليوم في اللفظ، وللعذاب في المعنى.
وذهب قوم إلى أنّ التقدير: عذاب يوم محيط عذابه وهو بعيد لأنّ محيطا قد جرى على غير من هو له فيجب إبراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف.
87 {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ}: في موضع نصب عطفا على {«مََا يَعْبُدُ»}، والتقدير: أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك، إذ ليس المعنى: أأ صلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا.
89 {لََا يَجْرِمَنَّكُمْ}: يقرأ بفتح الياء وضمّها، وقد ذكر في المائدة، وفاعله {شِقََاقِي}، و {أَنْ يُصِيبَكُمْ}: مفعوله الثاني.
92 {وَاتَّخَذْتُمُوهُ}: هي المتعدية إلى مفعولين، و {«ظِهْرِيًّا»}: المفعول الثاني.(1/205)
92 {وَاتَّخَذْتُمُوهُ}: هي المتعدية إلى مفعولين، و {«ظِهْرِيًّا»}: المفعول الثاني.
11: 93111
و {وَرََاءَكُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا لاتّخذتم، وأن يكون حالا من ظهريا.
93 {سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ}: هو مثل الذي في قصّة نوح عليه السلام.
95 {كَمََا بَعِدَتْ}: يقرأ بكسر العين، ومستقبله يبعد، والمصدر بعدا بفتح العين فيهما أي هلك. ويقرأ بضمّ العين، ومصدره البعد وهو من البعد في المكان.
98 {يَقْدُمُ قَوْمَهُ}: هو مستأنف لا موضع له.
{فَأَوْرَدَهُمُ}: تقديره: فيوردهم. وفاعل {«بِئْسَ»} الورد. والمورود نعت له، والمخصوص بالذم محذوف، تقديره: بئس الورد النار.
ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم.
100 {ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْقُرى ََ}: ابتداء، وخبر. و {«نَقُصُّهُ»} حال ويجوز أن يكون «ذلك» مفعولا به، والناصب له محذوف أي ونقصّ ذلك من أنباء القرى، وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى: {«ذََلِكَ مِنْ أَنْبََاءِ الْغَيْبِ»}، في آل عمران.
{مِنْهََا قََائِمٌ}: مبتدأ وخبر في موضع الحال من الهاء في نقصّه.
{وَحَصِيدٌ}: مبتدأ خبره محذوف أي ومنها حصيد، وهو بمعنى محصود. 102 {إِذََا أَخَذَ}:
ظرف، والعامل فيه {«أَخْذُ رَبِّكَ»}.
103 {ذََلِكَ}:
مبتدأ. و {«يَوْمٌ»}: خبره، و {«مَجْمُوعٌ»}: صفة يوم.
و {النََّاسُ}: مرفوع بمجموع.
105 - يوم يأتي:
«يوم» ظرف، والعامل فيه «تكلّم» مقدّرة والتقدير لا تكلم نفس فيه.
ويجوز أن يكون العامل فيه «نفس»، وهو أجود.
ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف أي اذكروا يوم يأتي، ويكون «تكلم» صفة له. والعائد محذوف أي لا تكلم فيه، أو لا تكلمه.
ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار أعني.
وأما فاعل «يأتي» فضمير يرجع على قوله:
{«يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النََّاسُ»}، ولا يرجع على «يوم» المضاف إلى يأتي لأنّ المضاف إليه كجزء من المضاف فلا يصحّ أن يكون الفاعل بعض الكلمة إذ ذلك يؤدّي إلى إضافة الشيء إلى نفسه والجيّد إثبات الياء، إذ لا علّة توجب حذفها، وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها، وشبّه ذلك بالفواصل ونظير ذلك: {«مََا كُنََّا نَبْغِ»} {«وَاللَّيْلِ إِذََا يَسْرِ»}.
{إِلََّا بِإِذْنِهِ}: قد ذكر نظيره في آية الكرسي.
106 {لَهُمْ فِيهََا زَفِيرٌ}: الجملة في موضع الحال، والعامل فيها الاستقرار الذي في {«فَفِي النََّارِ»}، أو نفس الظرف. ويجوز أن يكون حالا من النار.
107 {خََالِدِينَ فِيهََا}: خالدين: حال، والعامل فيها «لهم»، أو ما يتعلّق به.
{مََا دََامَتِ}: في موضع نصب أي مدة دوام السموات. ودام هنا تامة.
{إِلََّا مََا شََاءَ}: في هذا الاستثناء قولان:
أحدهما هو منقطع.
والثاني هو متّصل.
ثم في «ما» وجهان: أحدهما هي بمعنى «من». والمعنى على هذا أنّ الأشقياء من الكفّار والمؤمنين فى النار، والخارج منهم منها الموحدون.
وفي الآية الثانية يراد بالسعداء الموحّدون، ولكن يدخل منهم النّار العصاة، ثم يخرجون منها.
فمقتضى أوّل الآية أن يكون كل الموحدين في الجنة من أول الأمر. ثم استثنى من هذا العموم العصاة فإنهم لا يدخلونها في أول الأمر.
والوجه الثاني أنّ «ما» على بابها والمعنى: أنّ الأشقياء يستحقّون النار من حين قيامهم من قبورهم، ولكنهم يؤخّرون عن إدخالها مدة الموقف. والسعداء، يستحقّون الجنة ويؤخّرون عنها مدة الموقف، و «خالدين» على هذا حال مقدّرة و «فيها» في الموضعين تكرير عند قوم إذ الكلام يستقلّ بدونها.
وقال قوم: «فيها» يتعلق بخالدين، وليست تكريرا، وفي الأولى يتعلّق بمحذوف.
108 - و {عَطََاءً}: اسم مصدر أي إعطاء لذلك ويجوز أن يكون مفعولا لأن العطاء بمعنى المعطي.
{سُعِدُوا} بفتح السين، وهو الجيد وقرئ بضمّها وهو ضعيف، وقد ذكر فيها وجهان:
أحدهما أنه على حذف الزيادة أي اسعدوا، وأسّسه قولهم: رجل مسعود.
والثاني أنه مما لازمه ومتعدّية بلفظ واحد، مثل شحا فاه، وشحا فوه، وكذلك سعدوا وسعدته، وهو غير معروف في اللغة، ولا هو مقيس.
109 {غَيْرَ مَنْقُوصٍ}: حال، أي وافيا.
111 {وَإِنَّ كُلًّا}: يقرأ بتشديد النون ونصب كلّ، وهو الأصل.
ويقرأ بالتخفيف والنصب، وهو جيّد لأنّ «إن» محمولة على الفعل، والفعل يعمل بعد الحذف كما يعمل قبل الحذف نحو: لم يكن ولم يك.
وفي خبر «إن» على الوجهين وجهان:
أحدهما {«لَيُوَفِّيَنَّهُمْ»}.
و «ما» خفيفة زائدة، لتكون فاصلة بين لام إن ولام القسم كراهية تواليهما، كما فصلوا بالألف بين النّونات في قولهم: أحسنان عني.
والثاني أنّ الخبر «ما»، وهي نكرة أي لخلق، أو جمع.
ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل، وفيها ثلاثة أوجه:(1/206)
ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل، وفيها ثلاثة أوجه:
11: 112123
أحدها أنّ الأصل: لمن ما بكسر الميم الأولى، وإن شئت بفتحها، فأبدلت النون ميما، وأدغمت، ثم حذفت الميم الأولى كراهية التكرير وجاز حذف الأولى وإبقاء الساكنة لاتّصال اللام بها، وهي الخبر على هذين التقديرين.
الوجه الثاني أنه مصدر لمّ يلمّ، إذا جمع، لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف، وقد نوّنه قوم، وانتصابه على الحال من ضمير المفعول في «لنوفينّهم»، وهو ضعيف.
الوجه الثالث أنه شدّد ميم «ما» كما يشدّد الحرف الموقوف عليه في بعض اللغات، وهذا في غاية البعد.
ويقرأ: و «إن» بتخفيف النّون. كلّ بالرفع، وفيه وجهان: أحدهما أنّها المخففة، واسمها محذوف، وكلّ وخبرها خبر إن، وعلى هذا تكون «لما» نكرة أي خلق أو جمع على ما ذكرناه في قراءة النصب.
والثاني أن «إن» بمعنى «ما»، و «لما» بمعنى «إلا» أي ما كلّ إلا ليوفينهم. وقد قرئ به شاذّا ومن شدّد فهو على ما تقدم ولا يجوز أن تكون «لما» بالتشديد حرف جزم، ولا حينا لفساد المعنى.
112 {وَمَنْ تََابَ}: هو في موضع رفع عطفا على الفاعل في «استقم».
ويجوز أن يكون نصبا مفعولا معه.
113 {وَلََا تَرْكَنُوا}: يقرأ: بفتح الكاف، وماضيه على هذا ركن بكسرها، وهي لغة. وقيل ماضيه على هذا بفتح الكاف، ولكنه جاء على فعل يفعل بالفتح فيهما، وهو شاذّ. وقيل: اللغتان متداخلتان، وذلك أنه سمع من لغته الفتح في الماضي فتحها في المستقبل على لغة غيره فنطق بها على ذلك.
ويقرأ بضمّ الكاف، وماضيه ركن بفتحها.
{فَتَمَسَّكُمُ}: الجمهور على فتح التاء.
وقرئ بكسرها، وهي لغة، وقيل: هي لغة في كلّ ما عين ماضيه مكسورة ولامه كعينه نحو مسّ، أصله مسست، وكسر أوله في المستقبل تنبيها على ذلك.
114 {طَرَفَيِ النَّهََارِ}: ظرف لأقم.
{وَزُلَفاً}: بفتح اللام وجمع زلفة، مثل ظلمة وظلم.
ويقرأ بضمها، وفيه وجهان:
أحدهما أنه جمع زلفة أيضا، وكانت اللام ساكنة مثل بسرة وبسر، ولكنه اتبع الضمّ الضم.
والثاني هو جمع زليف، وقد نطق به.
ويقرأ بسكون اللام، وهو جمع زلفة على الأصل، نحو بسرة وبسر، أو هو مخفّف من جمع زليف. 116 {أُولُوا بَقِيَّةٍ}: الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل.
وقرئ بتخفيفها، وهو مصدر بقي يبقى بقية، كلقيته لقية فيجوز أن يكون على بابه ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى فعيل، وهو بمعنى فاعل.
{فِي الْأَرْضِ}: حال من الفساد.
{وَاتَّبَعَ}: الجمهور على أنها همزة وصل وفتح التاء والباء أي اتبعوا الشهوات.
وقرئ بضم الهمزة وقطعها وسكون التاء وكسر الباء، والتقدير: جزاء ما أترفوا.
119 {إِلََّا مَنْ رَحِمَ}: هو مستثنى من ضمير الفاعل في {«يَزََالُونَ»} و «ذلك» يعود على الرحمة. وقيل على الاختلاف.
120 {وَكُلًّا}: هو منصوب ب {«نَقُصُّ»}.
و {مِنْ أَنْبََاءِ}: صفة لكلّ، و {مََا نُثَبِّتُ}:
بدل من كل، أو هو رفع بإضمار هو.
ويجوز أن يكون مفعول «نقصّ»، ويكون «كلا» حالا من «ما»، أو من الهاء على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه، أو من «أنباء» على هذا المذهب أيضا. ويكون «كلّا» بمعنى جميعا.
{فِي هََذِهِ}: قيل في الدنيا. وقيل في هذه السورة. والله أعلم.(1/207)
سورة يوسف
12: 111
1 {تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ}: قد ذكر في أول يونس.
2 {قُرْآناً}: فيه وجهان:
أحدهما أنه توطئة للحال التي هي {«عَرَبِيًّا»}.
والثاني أنه حال، وهو مصدر في موضع المفعول أي مجموعا أو مجتمعا. وعربيّ صفة له على رأي من يصف الصفة، أو حال من الضمير الذي في المصدر على رأي من قال: يحتمل الضمير إذا وقع موقع ما يحتمل الضمير.
3 {أَحْسَنَ}: ينتصب انتصاب المصدر.
{بِمََا أَوْحَيْنََا}: «ما»: مصدرية، و {«هََذَا»} مفعول «أوحينا» و {«الْقُرْآنَ»}: نعت له، أو بيان.
ويجوز في العربية جرّه على البدل من «ما»، ورفعه على إضمار هو. والباء متعلقة بنقصّ.
ويجوز أن يكون حالا من أحسن.
والهاء في {قَبْلِهِ} ترجع على القرآن أو على هذا، أو على الإيحاء.
4 {إِذْ قََالَ} أي اذكر إذ.
وفي {يُوسُفُ} ست لغات: ضمّ السين، وفتحها، وكسرها بغير همز فيهن، وبالهمز فيهنّ، ومثله يونس. {يََا أَبَتِ}: يقرأ بكسر التاء، والتاء فيه زائدة عوضا من ياء المتكلم، وهذا في النداء خاصة، وكسرت التاء لتدلّ على الياء المحذوفة ولا يجمع بينهما، لئلا يجمع بين العوض والمعوّض ويقرأ بفتحها، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه حذف التاء التي هي عوض من الياء، كما تحذف تاء طلحة في الترخيم، وزيدت بدلها تاء أخرى، وحرّكت بحركة ما قبلها، كما قالوا: يا طلحة، أقبل بالفتح.
والثاني أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف.
والثالث أنه أراد يا أبتا، كما جاء في الشعر يا أبتا علّك أو عساكا فحذفت الألف تخفيفا.
وقد أجاز بعضهم ضمّ التاء لشبهها بتاء التأنيث.
فأمّا الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم لأنها ليست للتأنيث، فيبقى لفظها دليلا على المحذوف. وبالهاء عند آخرين شبّهوها بهاء التأنيث.
وقيل: الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء.
وقيل: هي زائدة لبيان الحركة.
و {أَحَدَ عَشَرَ}: بفتح العين على الأصل، وبإسكانها على التخفيف فرارا من توالي الحركات، وإيدانا بشدّة الامتزاج.
وكرّر {«رَأَيْتُ»} تفخيما لطول الكلام وجعل الضمير على لفظ المذكّر لأنّه وصفه بصفات من يعقل، من السجود والطاعة ولذلك جمع الصفة جمع السلامة.
و {سََاجِدِينَ}: حال لأنّ الرؤية من رؤية العين.
5 {رُؤْيََاكَ}: الأصل الهمز، وعليه الجمهور.
وقرئ بواو مكان الهمز، لانضمام ما قبلها.
ومن العرب من يدغّم، فيقول ريّاك، فأجرى المخفّفة مجرى الأصلية. ومنهم من يكسر الراء لتناسب الياء.
{فَيَكِيدُوا}: جواب النهى. {كَيْداً}: فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول به، والمعنى: فيضعون لك أمرا يكيدك، وهو مصدر في موضع الاسم ومنه قوله تعالى: {«فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ»} أي ما تكيدون به فعلى هذا يكون في اللام وجهان: أحدهما: هي بمعنى من أجلك. والثاني: هي صفة قدمت فصارت حالا.
والوجه الآخر أن يكون مصدرا مؤكّدا وعلى هذا في اللام ثلاثة أوجه:
منها الاثنان الماضيان.
والثالث: أن تكون زائدة: لأنّ هذا الفعل يتعدى بنفسه، ومنه: {«فَإِنْ كََانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ»}.
ونظير زيادتها هنا: {«رَدِفَ لَكُمْ»}.
6 {وَكَذََلِكَ}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي اجتباه مثل ذلك.
{إِبْرََاهِيمَ وَإِسْحََاقَ}: بدلان من أبويك.
7 {آيََاتٌ}: يقرأ على الجمع لأنّ كلّ خصلة مما جرى آية.
ويقرأ على الإفراد لأنّ جميعها يجري مجرى الشيء الواحد.
وقيل: وضع الواحد موضع الجمع، وقد ذكرنا أصل الآية في البقرة.
9 {أَرْضاً}: ظرف لا طرحوه وليس بمفعول به لأن طرح لا يتعدى إلى اثنين.
وقيل: هو مفعول ثان لأنّ اطرحوه بمعنى أنزلوه، وأنت تقول: أنزلت زيدا الدار.
10 {غَيََابَتِ الْجُبِّ}: يقرأ بألف بعد الياء وتخفيف الباء، وهو الموضع الذي يخفى من فيه.
ويقرأ على الجمع إما أن يكون جمعها بما حولها، كما قال الشاعر:
يزلّ الغلام الخفّ عن صهواته أو أن يكون في الجبّ مواضع على ذلك. وفيه قراءات اخر ظاهرة لم نصل بذكرها.
{يَلْتَقِطْهُ}: الجمهور على الياء حملا على لفظ بعض.
ويقرأ بالتاء حملا على المعنى إذ بعض السيارة سيّارة، ومنه قولهم: ذهبت بعض أصابعه.
11 {لََا تَأْمَنََّا}: في موضع الحال.
والجمهور على الإشارة إلى ضمة النون الأولى فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع. ومنهم من يدلّ عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع، ومنهم من يدغمها من غير إشمام، وفي الشاذ من يظهر النون وهو القياس.(1/208)
والجمهور على الإشارة إلى ضمة النون الأولى فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع. ومنهم من يدلّ عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع، ومنهم من يدغمها من غير إشمام، وفي الشاذ من يظهر النون وهو القياس.
12: 1223
12 - نرتع: الجمهور على أنّ العين آخر الفعل، وماضيه رتع فمنهم من يسكّنها على الجواب، ومنهم من يضمّها على أن تكون حالا مقدّرة. ومنهم من يقرؤها بالنون، ومنهم من يقرؤها بالياء.
ويقرأ نرتع بكسر العين، وهو يفتعل من رعى أي ترعى ماشيتنا، أو نأكل نحن.
13 {يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}: الأصل في الذئب الهمز، وهو من قولهم: تذأبت الريح إذا جاءت من كلّ وجه كما أنّ الذئب كذلك.
ويقرأ بالياء على التخفيف.
14 {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}: الجملة حال.
وقرئ في الشاذ «عصبة» بالنصب وهو بعيد. ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال أي: ونحن نتعصّب، أو نجتمع عصبة.
15 {فَلَمََّا ذَهَبُوا}: جواب «لما» محذوف تقديره: عرّفناه، أو نحو ذلك وعلى قول الكوفيين الجواب {وَأَوْحَيْنََا}، والواو زائدة.
{وَأَجْمَعُوا}: يجوز أن يكون حالا معه «قد» مرادة، وأن يكون معطوفا.
16 {عِشََاءً}: فيه وجهان:
أحدهما هو ظرف أي وقت العشاء و {يَبْكُونَ}: حال.
والثاني أن يكون جمع عاش، كقائم وقيام.
ويقرأ بضم العين والأصل عشاة، مثل غاز وغزاة، فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضا منها، ثم قلبت الألف همزة.
وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه: {«أَوْ كََانُوا غُزًّى»}.
ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال، كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضمّ.
ويجوز أن يكون كتؤام ورباب، وهو شاذّ.
18 {عَلى ََ قَمِيصِهِ} في موضع نصب حالا من الدم لأنّ التقدير جاؤوا بدم كذب على قميصه.
و {كَذِبٍ}: بمعنى ذي كذب.
ويقرأ في الشاذ بالدال، والكدب: النقط الخارجة على أطراف الأحداث، فشبّه الدم اللّاصق على القميص بها. وقيل: الكذب:
الطريّ.
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} أي فشأني، فحذفت المبتدأ وإن شئت كان المحذوف الخبر أي فلي، أو عندي.
19 - بشراي:
يقرأ بياء مفتوحة بعد الألف، مثل عصاي وإنما فتحت الياء من أجل الألف.
ويقرأ بغير ياء، وعلى الألف ضمّة مقدرة لأنه منادى مقصود ويجوز أن يكون منصوبا مثله قوله: {«يََا حَسْرَةً عَلَى الْعِبََادِ»}.
ويقرأ: بشريّ بياء مشدّدة من غير ألف، وقد ذكر في قوله تعالى: {«هُدىً»}
في البقرة، والمعنى: يا بشارة، احضري فهذا أوانك.
{وَأَسَرُّوهُ}: الفاعل ضمير الإخوة. وقيل السيارة. و {«بِضََاعَةً»}: حال.
20 {بَخْسٍ}: مصدر في موضع المفعول أي مبخوس أو ذي بخس.
و {دَرََاهِمَ}: بدل من ثمن.
{وَكََانُوا فِيهِ مِنَ الزََّاهِدِينَ}: قد ذكر مثله في قوله: {«وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصََّالِحِينَ»} في البقرة.
{«وَنَكُونَ عَلَيْهََا مِنَ الشََّاهِدِينَ»} في المائدة.
21 {مِنْ مِصْرَ}: يجوز أن يكون متعلقا بالفعل كقولك: اشتريت من بغداد أي فيها، أو بها.
ويجوز أن يكون حالا من {«الَّذِي»}، أو من الضمير في «اشترى»، فيتعلّق بمحذوف.
{وَلِنُعَلِّمَهُ}: اللام متعلقة بمحذوف أي ولنعلمه مكنّاه.
وقد ذكر مثله في قوله تعالى: {«وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ»}، وغيره.
والهاء في «أمره»: يجوز أن تعود على الله عزّ وجلّ، وأن تعود على يوسف.
23 {هَيْتَ لَكَ}: فيه قراءات:
إحداها فتح الهاء والتاء وياء بينهما. والثانية كذلك، إلا أنه بكسر التاء.
والثالثة كذلك، إلى أنه بضمّها وهي لغات فيها.
والكلمة اسم للفعل فمنهم من يقول: هو خبر معناه تهيّأت، وبني كما بني شتّان، ومنهم من يقول: هو اسم للأمر أي أقبل وهلمّ فمن فتح طلب الخفّة، ومن كسر فعلى التقاء الساكنين، مثل جير.
ومنهم من ضمّ، شبّهه بحيث. واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم: سقيا لك.
والقراءة الرابعة: بكسر الهاء وهمزة ساكنة وضمّ التاء وهو على هذا فعل من هاء يهاء مثل شاء يشاء ويهيء مثل: فاء يفيء. والمعنى: تهيأت لك، أو خلقت ذا هيئة لك، واللام متعلّقة بالفعل.
والقراءة الخامسة: هيئت لك، وهي غريبة.
والسادسة بكسر الهاء وسكون الهمزة وفتح التاء، والأشبه أن تكون الهمزة بدلا من الياء، أو تكون لغة في الكلمة التي هي اسم للفعل وليست فعلا لأنّ ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام، وهو فاسد لوجهين:
أحدهما أنه لم يتهيّأ لها، وإنما هي تهيّأت له.(1/209)
أحدهما أنه لم يتهيّأ لها، وإنما هي تهيّأت له.
12: 2435
والثاني أنه قال لك، ولو أراد الخطاب لكان هئت لي.
{قََالَ مَعََاذَ اللََّهِ}: هو منصوب على المصدر يقال: عذت به عوذا، وعياذا، وعياذة، ومعاذا.
{إِنَّهُ}: الهاء ضمير الشأن، والجملة بعده الخبر.
24 {لَوْلََا أَنْ رَأى ََ}: جواب «لولا» محذوف تقديره: لهمّ بها، والوقف على هذا ولقد همّت به. والمعنى أنه لم يهمّ بها.
وقيل التقدير: لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية.
{كَذََلِكَ}: في موضع رفع أي الأمر كذلك.
وقيل: في موضع نصب، أي رؤية كذلك.
واللام في {«لِنَصْرِفَ»} متعلقة بالمحذوف.
و {الْمُخْلَصِينَ}: بكسر اللام أي المخلصين أعمالهم. وبفتحها أي أخلصهم الله لطاعته.
25 {مِنْ دُبُرٍ}: الجمهور على الجرّ والتنوين.
وقرئ في الشواذ بثلاث ضمّات من غير تنوين وهو مبنيّ على الضم لأنه قطع على الإضافة والأصل من دبره وقبله، ثم فعل فيه ما فعل في قبل وبعد وهو ضعيف لأن الإضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة. 29 {يُوسُفُ أَعْرِضْ}: الجمهور على ضمّ الفاء، والتقدير: يا يوسف.
وقرأ الأعمش بالفتح، والأشبه أن يكون أخرجه على أصل المنادى، كما جاء في الشعر:
يا عديّا لقد وقتك الأواقي وقيل: لم تضبط هذه القراءة عن الأعمش، والأشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل، وأجرى الوصل مجرى الوقف، فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها «يوسف اعرض». وهذا كما حكي:
الله أكبر، اشهد أن لا بالوصل والفتح.
وقرئ في الشاذ أيضا بضمّ الفاء، وأعرض على لفظ الماضي وفيه ضعف، لقوله:
{«وَاسْتَغْفِرِي»} وكان الأشبه أن يكون بالفاء فاستغفري.
30 {نِسْوَةٌ}: يقرأ بكسر النون، وضمّها وهما لغتان.
وألف «الفتى» منقلبة عن ياء، لقولهم فتيان، والفتوة شاذ.
{«قَدْ شَغَفَهََا»}: يقرأ بالغين، وهو من شغاف القلب، وهو غلافه. والمعنى: أنه أصاب شغاف قلبها، وأنّ حبّه صار محتويا على قلبها كاحتواء الشّغاف عليه.
ويقرأ بالعين وهو من قولك: فلان مشغوف بكذا أي مغرم به ومولع.
و {حُبًّا}: تمييز، والأصل قد شغفها حبّه، والجملة مستأنفة. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {«تُرََاوِدُ»}، أو من «الفتى».
31 {وَأَعْتَدَتْ}: هو من العتاد، وهو الشيء المهّيأ للأمر.
{مُتَّكَأً}: الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مدّ، وأصل الكلمة موتكأ لأنه من توكأت، ويراد به المجلس الذي يتّكا فيه فأبدلت الواو تاء وأدغمت. وقرئ شاذا بالمد والهمز، والألف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة.
ويقرأ بالتنوين من غير همز، والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفا ثم حذفها لتنوين.
وقال ابن جنى: يجوز أن يكون من أو كيت السقاء فتكون الألف بدلا من الياء، ووزنه مفتعل من ذلك.
ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز، ويقال ألمتك الأترجّ.
حاشى لله: يقرأ بألفين وهو الأصل.
والجمهور على أنه هنا فعل، وقد قالوا منه أحاشي، وأيدّ ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى، ولو كان حرف جرّ لما دخل على حرف جر. وفاعله مضمر تقديره: حاشى يوسف أي بعد عن المعصية لخوف الله.
وأصل الكلمة من حاشيت الشيء، فحاشى صار في حاشية أي ناحية.
ويقرأ بغير ألف بعد الشين، حذفت تخفيفا، واتبع في ذلك المصحف، وحسّن ذلك كثرة استعمالها.
وقرئ شاذّا «حشا لله»، بغير ألف بعد الحاء، وهو مخفّف منه.
وقال بعضهم: هي حرف جرّ، واللام زائدة، وهو ضعيف لأنّ موضع مثل هذا ضرورة الشعر.
{مََا هََذََا بَشَراً}: يقرأ بفتح الباء أي إنسانا بل هو ملك.
ويقرأ بكسر الباء من الشراء أي لم يحصل هذا بثمن. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع المفعول أي بمشترى، وعلى هذا قرئ بكسر اللام في {«مَلَكٌ»}.
33 {رَبِّ السِّجْنُ}: يقرأ بكسر السين وضمّ النون، وهو مبتدأ، و {«أَحَبُّ»}: خبره. والمراد المحبس والتقدير: سكنى السجن.
ويقرأ بفتح السين على أنه مصدر.
ويقرأ «ربّ» بضم الباء من غير ياء، و «السجن» بكسر السين، والجرّ على الإضافة أي صاحب السجن. والتقدير: لقاؤه أو مقاساته.
35 {بَدََا لَهُمْ}: في فاعل «بدا» ثلاثة أوجه:
أحدها هو محذوف، و {لَيَسْجُنُنَّهُ}: قائم مقامه أي بدا لهم السجن، فحذف وأقيمت الجملة مقامه، وليست الجملة فاعلا لأنّ الجمل لا تكون كذلك.(1/210)
أحدها هو محذوف، و {لَيَسْجُنُنَّهُ}: قائم مقامه أي بدا لهم السجن، فحذف وأقيمت الجملة مقامه، وليست الجملة فاعلا لأنّ الجمل لا تكون كذلك.
12: 3650
والثاني أنّ الفاعل مضمر، وهو مصدر بدا أي بدا لهم بداء، فأضمر.
والثالث أنّ الفاعل ما دلّ عليه الكلام أي بدا لهم رأي أي فأضمر أيضا.
و {حَتََّى}: متعلقة بيسجننّه. والله أعلم.
36 {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ}: الجمهور على كسر السين، وقرئ بفتحها والتقدير: موضع السجن، أو في السجن.
و {قََالَ}: مستأنف لأنه لم يقل ذلك المنام حال دخوله، ولا هو حال مقدرة لأنّ الدخول لا يؤدّي إلى المنام.
{فَوْقَ رَأْسِي}: ظرف لأحمل.
ويجوز أن يكون حالا من الخبر. و {تَأْكُلُ}:
صفة له.
39 {أَمِ اللََّهُ الْوََاحِدُ}: أم هنا متصلة.
40 {سَمَّيْتُمُوهََا}: يتعدّى إلى مفعولين، وقد حذف الثاني أي سمّيتموها آلهة.
و {«أَسْمََاءً»} هنا بمعنى مسمّيات، أو ذوي أسماء لأن الاسم لا يعبد.
{أَمَرَ أَلََّا}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا، و «قد» معه مرادة، وهو ضعيف لضعف العامل فيه.
42 {مِنْهُمَا}: يجوز أن يكون صفة لناج وأن يكون حالا من الذي ولا يكون متعلقا بناج لأنه ليس المعنى عليه.
43 {سِمََانٍ}: صفة لبقرات. ويجوز في الكلام نصبه نعتا لسبع.
و {يَأْكُلُهُنَّ}: في موضع جر، أو نصب على ما ذكرنا. ومثله {«خُضْرٍ»}.
{لِلرُّءْيََا}: اللام فيه زائدة تقوية للفعل لمّا تقدم مفعوله عليه ويجوز حذفها في غير القرآن لأنه يقال: عبّرت الرؤيا.
44 {أَضْغََاثُ أَحْلََامٍ} أي هذه.
{بِتَأْوِيلِ الْأَحْلََامِ}: أي بتأويل أضغاث الأحلام لا بدّ من ذلك، لأنهم لم يدّعوا الجهل بتعبير الرؤيا.
45 {نَجََا مِنْهُمََا}: في موضع الحال من ضمير الفاعل وليس بمفعول به ويجوز أن يكون حالا من {«الَّذِي»}.
{وَادَّكَرَ}: أصله اذتكر، فأبدلت الذال دالا والتاء دالا، وأدغمت الأولى في الثانية، ليتقارب الحرفان.
ويقرأ شاذّا بذال معجمة مشددة ووجهها أنه قلب التاء ذالا وأدغم.
{بَعْدَ أُمَّةٍ}: يقرأ بضم الهمزة وبكسرها أي نعمة، وهي خلاصه من السجن ويجوز أن تكون بمعنى حين.
ويقرأ بفتح الهمزة والميم وهاء منونة وهو النّسيان، يقال: أمه يأمه أمها.
47 {دَأَباً}: منصوب على المصدر أي تدأبون ودلّ الكلام عليه.
ويقرأ بإسكان الهمزة وفتحها والفعل منه دأب، دأبا، ودئب دأبا.
ويقرأ بألف من غير همز على التخفيف.
49 {يَعْصِرُونَ}: يقرأ بالياء والتاء والفتح، والمفعول محذوف أي يعصرون العنب لكثرة الخصب.
ويقرأ بضمّ التاء وفتح الصاد أي تمطرون وهو من قوله: {«مِنَ الْمُعْصِرََاتِ»}.(1/211)
ويقرأ بضمّ التاء وفتح الصاد أي تمطرون وهو من قوله: {«مِنَ الْمُعْصِرََاتِ»}.
12: 5167
51 {إِذْ رََاوَدْتُنَّ}: العامل في الظرف خطبكنّ وهو مصدر سمّي به الأمر العظيم ويعمل بالمعنى لأن معناه: ما أردتنّ، أو ما فعلتنّ.
52 {ذََلِكَ لِيَعْلَمَ} أي الأمر ذلك، واللام متعلقة بمحذوف تقديره: أظهر الله ذلك ليعلم.
53 {إِلََّا مََا رَحِمَ رَبِّي}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي مصدرية، وموضعها نصب والتقدير: إنّ النفس لأمّارة بالسّوء إلا وقت رحمة ربّي ونظيره: {«وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى ََ أَهْلِهِ إِلََّا أَنْ يَصَّدَّقُوا»}. وقد ذكروا انتصابه على الظرف، وهو كقولك: ما قمت إلا يوم الجمعة.
والوجه الآخر أن تكون «ما» بمعنى من والتقدير إن النفس لتأمر بالسوء إلا لمن رحم ربّي أو إلا نفسا رحمها ربي فإنّها لا تأمر بالسوء.
56 {يَتَبَوَّأُ مِنْهََا حَيْثُ يَشََاءُ}: حيث ظرف ليتبوأ. ويجوز أن يكون مفعولا به، و «منها» يتعلق بيتبوّأ ولا يجوز أن يكون حالا من «حيث» لأنّ حيث لا تتمّ إلا بالمضاف إليه، وتقديم الحال على المضاف إليه لا يجوز. و {يَشََاءُ} بالياء، وفاعله ضمير يوسف.
وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم.
ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف لأنّ مشيئته من مشيئة الله.
واللام في {«لِيُوسُفَ»} زائدة أي مكنّا يوسف.
ويجوز أن تكون زائدة، ويكون المفعول محذوفا أي مكنّا ليوسف الأمور.
ويتبوّأ: حال من يوسف.
62 - لفتيته: يقرأ بالتاء على فعلة، وهو جمع قلّة مثل صبية. وبالنون مثل غلمان، وهو من جموع الكثرة وعلى هذا يكون واقعا موقع جمع القلّة.
{إِذَا انْقَلَبُوا}: العامل في إذا {«يَعْرِفُونَهََا»}.
63 {نَكْتَلْ}: يقرأ بالنون لأن إرساله سبب في الكيل للجماعة. وبالياء على أن الفاعل هو الأخ ولما كان هو السبب نسب الفعل إليه فكأنه هو الذي يكيل للجماعة.
64 {إِلََّا كَمََا أَمِنْتُكُمْ}: في موضع نصب على المصدر أي أمنا كأمني إياكم على أخيه. {خَيْرٌ حََافِظاً}: يقرأ بالألف، وهو تمييز ومثل هذا يجوز إضافته، وقيل: هو حال.
ويقرأ «حفظا» وهو تمييز لا غير.
65 {رُدَّتْ}: الجمهور على ضمّ الراء، وهو الأصل.
ويقرأ بكسرها ووجهه أنه نقل كسرة العين إلى الفاء، كما فعل في قيل وبيع، والمضاعف يشبه المعتلّ.
{مََا نَبْغِي}: «ما»: استفهام في موضع نصب بنبغي ويجوز أن تكون نافية، ويكون في «نبغي» وجهان:
أحدهما بمعنى نطلب، فيكون المفعول محذوفا أي ما نطلب الظلم.
والثاني أن يكون لازما بمعنى ما نتعدّى.
66 {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ}: هو جواب قسم على المعنى لأنّ الميثاق بمعنى اليمين.
{إِلََّا أَنْ يُحََاطَ}: هو استثناء من غير الجنس.
ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتنّني به على كلّ حال إلا في حال الإحاطة بكم.(1/212)
ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتنّني به على كلّ حال إلا في حال الإحاطة بكم.
12: 6876
68 {وَلَمََّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ}: في جواب «لما» وجهان:
أحدهما هو «آوى»، وهو جواب «لما» في الأولى. والثانية كقولك: لما جئتك ولما كلمتك أجبتني وحسّن ذلك أنّ دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الأبواب.
والثاني هو محذوف، تقديره: امتثلوا، أو قضوا حاجة أبيهم، ونحوه.
ويجوز أن يكون الجواب معنى {«مََا كََانَ يُغْنِي عَنْهُمْ»}.
و {حََاجَةً}: مفعول من أجله: وفاعل يغني «التفرق».
69 {قََالَ إِنِّي أَنَا}: هو مستأنف، وهكذا كلّ ما اقتضى جوابا وذكر جوابه ثم جاءت بعده «قال» فهي مستأنفة.
72 {صُوََاعَ الْمَلِكِ}: الجمهور على ضمّ الصاد، وألف بعد الواو.
ويقرأ بغير ألف، فمنهم من يضمّ الصاد، ومنهم من يفتحها.
ويقرأ «صاع الملك». وكل ذلك لغات فيه، وهو الإناء الذي يشرب به.
ويقرأ «صوغ الملك» بغين معجمة أي مصوغة. 75 {قََالُوا جَزََاؤُهُ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره:
جزاؤه عندنا كجزائه عندكم. والهاء تعود على السارق، أو على السّرق. وفي الكلام المتقدم دليل عليهما فعلى هذا يكون قوله {«مَنْ وُجِدَ»} مبتدأ، و {«فَهُوَ»} مبتدأ ثان، و «جزاؤه» خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول.
و «من» شرطية، والفاء جوابها.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، ودخلت الفاء في خبرها لما فيها من الإبهام، والتقدير: استعباد من وجد في رحله فهو أي الاستعباد جزاء السارق.
ويجوز أن تكون الهاء في جزائه للسّرق.
والوجه الثاني أن يكون «جزاؤه» مبتدأ، و «من وجد»: خبره والتقدير: استعباد من وجد في رحله، و {«فَهُوَ جَزََاؤُهُ»} مبتدأ وخبر مؤكّد لمعنى الأول.
والوجه الثالث أن يكون جزاؤه مبتدأ، ومن وجد: مبتدأ ثان، و «فهو»: مبتدأ ثالث، و «جزاؤه» خبر الثالث، والعائد على المبتدأ الأول الهاء الأخيرة، وعلى الثاني هو.
{كَذََلِكَ نَجْزِي}: الكاف في موضع نصب أي جزاء مثل ذلك. 76 {وِعََاءِ أَخِيهِ}: الجمهور على كسر الواو، وهو الأصل لأنه من وعى يعي.
ويقرأ بالهمزة، وهي بدل من الواو وهما لغتان يقال: وعاء وإعاء، ووشاح وإشاح، ووسادة وإسادة وإنما فرّوا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو.
ويقرأ بضمّها، وهى لغة.
فإن قيل: لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره؟
قيل: لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف، فتقديره: ثم فتّش وعاء أخيه، فاستخرجها منه.
{كَذََلِكَ كِدْنََا}، و {«إِلََّا أَنْ يَشََاءَ»}، و {«دَرَجََاتٍ مَنْ نَشََاءُ»}: كل ذلك قد ذكر.
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}: يقرأ شاذّا «ذي عالم»، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو مصدر كالباطل.
والثاني ذي زائدة، وقد جاء مثل ذلك في الشعر، كقول الكميت:
إليكم ذوي آل النّبيّ الثالث أنه أضاف الاسم إلى المسمّى وهو محذوف تقديره: ذي مسمى عالم، كقول الشاعر:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما أي مسمّى السلام.(1/213)
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما أي مسمّى السلام.
12: 7791
77 {فَأَسَرَّهََا}: الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السّرق، وقد دلّ عليه الكلام.
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، تقديره: قال في نفسه أنتم شرّ مكانا. وأسرّها أي هذه الكلمة.
و {مَكََاناً}: تمييز أي شرّ منه، أو منهما.
78 {فَخُذْ أَحَدَنََا مَكََانَهُ}: هو منصوب على الظرف، والعامل فيه خذ.
ويجوز أن يكون محمولا على المعنى أي اجعل أحدنا مكانه.
79 {مَعََاذَ اللََّهِ}: هو مصدر والتقدير:
من أن نأخذ.
80 {اسْتَيْأَسُوا}: يقرأ بياء بعدها همزة، وهو من يئس.
ويقرأ استأيسوا بألف بعد التاء وقبل الياء، وهو مقلوب يقال: يئس وأيس، والأصل تقديم الياء، وعليه تصرّف الكلمة فأما «إياس» اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل بل مصدر استه أي أعطيته، إلّا أنّ الهمزة في الآية قلبت ألفا تخفيفا.
{نَجِيًّا}: حال من ضمير الفاعل في {«خَلَصُوا»}، وهو واحد في موضع الجمع أي أنجية كما قال تعالى: {«ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا»}. {وَمِنْ قَبْلُ}: أي ومن قبل ذلك.
{مََا فَرَّطْتُمْ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي زائدة «ومن» متعلقة بالفعل أي وفرّطتم من قبل.
والثاني هي مصدرية، وفي موضعها ثلاثة أوجه:
أحدها: رفع بالابتداء، و «من قبل» خبره أي وتفريطكم في يوسف من قبل.
وهذا ضعيف لأن «قبل» إذا وقعت خبرا أو صلة لا تقطع عن الإضافة لئلا تبقى ناقصة.
والثاني: موضعها نصب عطفا على معمول تعلموا تقديره: ألم تعرفوا أخذ أبيكم عليكم الميثاق وتفريطكم في يوسف.
والثالث هو معطوف على اسم إن تقديره:
وأنّ تفريطكم من قبل في يوسف.
وقيل: هو ضعيف على هذين الوجهين، لأنّ فيهما فصلا بين حرف العطف والمعطوف، وقد بيّنا في سورة النساء أن هذا ليس بشيء.
فأما خبر إن على الوجه الأخير فيجوز أن يكون في يوسف وهو الأولى لئلا يجعل «من قبل» خبرا.
{فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ}: هو مفعول أبرح أي لن أفارق ويجوز أن يكون ظرفا.
81 {سَرَقَ}: يقرأ بالفتح والتخفيف أي فيما ظهر لنا.
ويقرأ بضم السين وتشديد الراء وكسرها أي نسب إلى السّرق.
82 {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} أي أهل القرية وجاز حذف المضاف لأن المعنى لا يلتبس.
فأما قوله تعالى: {وَالْعِيرَ الَّتِي}: فيراد بها الإبل فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا أي أصحاب العير وقيل العير القافلة، وهم الناس الراجعون من السّفر فعلى هذا ليس فيه حذف. 84 {يََا أَسَفى ََ}: الألف مبدلة من ياء المتكلم والأصل أسفي، ففتحت الفاء وصيّرت الياء ألفا ليكون الصوت بها أتمّ.
و {عَلى ََ}: متعلقة بأسفى.
85 {تَفْتَؤُا} أي لا تفتا، فحذفت «لا» للعلم بها.
و {تَذْكُرُ}: في موضع نصب خبر تفتا.
87 {مِنْ رَوْحِ اللََّهِ}: الجمهور على فتح الراء، وهو مصدر بمعنى الرحمة، إلّا أنّ استعمال الفعل منه قليل، وإنما يستعمل بالزيادة مثل: أراح، وروّح.
ويقرأ بضم الراء، وهي لغة فيه. وقيل: هو اسم للمصدر، مثل الشّرب والشّرب.
88 {مُزْجََاةٍ}: ألفها منقلبة عن ياء، أو عن واو لقولهم زجا الأمر يزجو.
{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ} أي المكيل.
90 {قَدْ مَنَّ اللََّهُ عَلَيْنََا}: جملة مستأنفة.
وقيل: هي حال من يوسف وأخي وفيه بعد لعدم العامل في الحال، و {«أَنَا»} لا يعمل في الحال، ولا يصحّ أن يعمل فيه {«هََذََا»}، لأنه إشارة إلى واحد، و «علينا» راجع إليهما جميعا.
{مَنْ يَتَّقِ}: الجمهور على حذف الياء. و «من» شرط، والفاء جوابه.
ويقرأ بالياء، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه أشبع كسرة القاف، فنشأت الياء.
والثاني أنه قدّر الحركة على الياء، وحذفها بالجزم، وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك.
والثالث أنه جعل «من» بمعنى الذي، فالفعل على هذا مرفوع.
{وَيَصْبِرْ} بالسكون: فيه وجهان:
أحدهما أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات، أو نوى الوقف عليه، وأجرى الوصل مجرى الوقف.
والثاني هو مجزوم على المعنى لأنّ «من» هنا وإن كانت بمعنى الذي، ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والإبهام ومن هنا دخلت الفاء في خبرها، ونظيره: {«فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ»} في قراءة من جزم.(1/214)
والثاني هو مجزوم على المعنى لأنّ «من» هنا وإن كانت بمعنى الذي، ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والإبهام ومن هنا دخلت الفاء في خبرها، ونظيره: {«فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ»} في قراءة من جزم.
12: 92110
والعائد من الخبر محذوف تقديره: المحسنين منهم.
ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم.
92 {لََا تَثْرِيبَ}: في خبر «لا» وجهان:
أحدهما قوله: {«عَلَيْكُمُ»} فعلى هذا ينتصب {«الْيَوْمَ»} بالخبر. وقيل ينتصب اليوم ب {«يَغْفِرُ»}.
والثاني الخبر {«الْيَوْمَ»}، وعليكم يتعلّق بالظرف أو بالعامل في الظّرف، وهو الاستقرار.
وقيل: مي للتبيين كاللام في قولهم: سقيا لك ولا يجوز أن تتعلق «على» بتثريب، ولا نصب اليوم به، لأن اسم «لا» إذا عمل ينوّن.
93 {بِقَمِيصِي}: يجوز أن يكون مفعولا به أي احملوا قميصي. ويجوز أن يكون حالا أي اذهبوا وقميصي معكم.
و {بَصِيراً}: حال في الموضعين.
100 {سُجَّداً}: حال مقدّرة، لأنّ السجود يكون بعد الخرور.
{رُءْيََايَ مِنْ قَبْلُ}: الظرف حال من «رؤياي» لأنّ المعنى رؤياي التي كانت من قبل والعامل فيها هذا. ويجوز أن يكون ظرفا للرّؤيا أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت.
ويجوز أن يكون العامل فيها {«تَأْوِيلُ»} لأنّ التأويل كان من حين وقوعها هكذا، والآن ظهر له.
و {قَدْ جَعَلَهََا}: حال مقدرة ويجوز أن تكون مقارنة.
و {حَقًّا}: صفة مصدر أي جعلا حقّا.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا وجعل بمعنى صيّر. ويجوز أن يكون حالا أي وضعها صحيحة.
ويجوز أن يكون «حقّا» مصدرا من غير لفظ الفحل بل من معناه لأن جعلها في معنى حقّقها، وحقّا في معنى تحقيق.
{وَقَدْ أَحْسَنَ بِي}: قبل الباء بمعنى إلى.
وقيل: هي على بابها، والمفعول محذوف، تقديره:
وقد أحسن صنعه بي.
و {إِذْ}: ظرف لأحسن، أو لصنعه.
101 {مِنَ الْمُلْكِ}، و {«مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحََادِيثِ»}: قيل المفعول محذوف أي عظيما من الملك، وحظّا من التأويل.
وقيل: هي زائدة. وقيل «من» لبيان الجنس. 105 {وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ}: الجمهور على الجر عطفا على السموات، والضمير في {«عَلَيْهََا»} للآية. وقيل الأرض فيكون يمرّون حالا منها وقيل: منها ومن السموات.
ومعنى يمرّون يشاهدون، أو يعلمون.
ويقرأ «والأرض» بالنصب أي ويسلكون الأرض، وفسّره «يمرون».
ويقرأ بالرفع على الابتداء.
107 - و {بَغْتَةً}: مصدر في موضع الحال.
108 - و {أَدْعُوا إِلَى اللََّهِ}: مستأنف.
وقيل: حال من الياء.
و {عَلى ََ بَصِيرَةٍ}: حال أي مستيقنا.
{وَمَنِ اتَّبَعَنِي}: معطوف على ضمير الفاعل في ادعو.
ويجوز أن يكون مبتدأ أي: ومن اتبعني كذلك.
109 - و {مِنْ أَهْلِ الْقُرى ََ}: صفة لرجال، او حال من المجرور.
110 {قَدْ كُذِبُوا}: يقرأ بضمّ الكاف وتشديد الذال وكسرها أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب.(1/215)
110 {قَدْ كُذِبُوا}: يقرأ بضمّ الكاف وتشديد الذال وكسرها أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب.
12: 111
وقيل الضمير يرجع إلى المرسّل إليهم أي علم الأمم أنّ الرسل كذبوهم.
ويقرأ بتخفيف الذال، والمراد على هذا الأمم لا غير.
ويقرأ بالفتح والتشديد أي: وظنّ الرسل أنّ الأمم كذّبوهم.
ويقرأ بالتخفيف أي علم الرسل أنّ الأمم كذبوا فيما ادّعوا.
فننجي: يقرأ بنونين وتخفيف الجيم.
ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على أنه ماض لم يسمّ فاعله.
ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون الياء، وفيه وجهان:
أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها وهو مستقبل على هذا.
والثاني أن يكون ماضيا وسكّن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها.
111 {مََا كََانَ حَدِيثاً} أي ما كان حديث يوسف، أو ما كان المتلوّ عليهم.
{وَلََكِنْ تَصْدِيقَ}: قد ذكر في يونس.
{وَهُدىً وَرَحْمَةً}: معطوفان عليه، والله أعلم.
سورة الرعد
13: 13
1 {المر}: قد ذكر حكمها في أول البقرة.
{تِلْكَ}: يجوز أن يكون مبتدأ، و {آيََاتُ الْكِتََابِ}: خبره. وأن يكون خبر «المر». وآيات بدل، أو عطف بيان.
{وَالَّذِي أُنْزِلَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو في موضع رفع و {الْحَقُّ}:
خبره. ويجوز أن يكون الخبر {مِنْ رَبِّكَ}، والحق خبر مبتدأ محذوف، أو هو خبر بعد خبر، أو كلاهما خبر واحد.
ولو قرئ: الحقّ بالجر، لجاز على أن يكون صفة لربك.
والوجه الثاني أن يكون «والذي» صفة للكتاب، وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في التائبين والطّيبين.
والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف.
2 {بِغَيْرِ عَمَدٍ}: الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره: خالية عن عمد.
والعمد بالفتح: جمع عماد، أو عمود، مثل أديم وأدم، وأفيق وأفق، وإهاب وأهب، ولا خامس لها. ويقرأ بضمّتين، وهو مثل كتاب وكتب، ورسول ورسل.
{تَرَوْنَهََا}: الضمير المفعول يعود على العمد فيكون «ترونها» في موضع جرّ صفة.
ويجوز أن يعود على السموات، فيكون حالا منها.
{يُدَبِّرُ}، و {يُفَصِّلُ}: يقرآن بالياء والنون، ومعناهما ظاهر، وهما مستأنفان.
ويجوز أن يكون الأول حالا من الضمير في سخّر، والثاني حالا من الضمير في «يدبّر».
3 {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ}: ففيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن يكون متعلقا بجعل الثانية والتقدير: وجعل فيها زوجين اثنين من كلّ الثمرات.
والثاني أن يكون حالا من اثنين، وهو صفة له في الأصل.
والثالث أن يتعلّق بجعل الأولى، ويكون جعل الثاني مستأنفا.
{يُغْشِي اللَّيْلَ}: يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصحّ من الأفعال التي قبله، وهي: رفع، وسخّر، ويدبر، ويفصل، ومدّ، وجعل.(1/216)
{يُغْشِي اللَّيْلَ}: يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصحّ من الأفعال التي قبله، وهي: رفع، وسخّر، ويدبر، ويفصل، ومدّ، وجعل.
13: 411
4 {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ}: الجمهور على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظّرف.
وقرأ الحسن «قطعا متجاورات»، على تقدير:
وجعل في الأرض.
{وَجَنََّاتٌ}: كذلك على الاختلاف. ولم يقرأ أحد منهم. و «زرعا» بالنصب ولكن رفعه قوم، وهو عطف على قطع وكذلك ما بعده. وجرّه آخرون عطفا على {«أَعْنََابٍ»}، وضعّف قوم هذه القراءة لأن الزّرع ليس من الجنات.
وقال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، ولكن بين النخيل والأعناب.
وقيل: التقدير: ونبات زرع فعطفه على المعنى.
والصّنوان: جمع صنو، مثل قنو وقنوان، ويجمع في القلّة على أصناء. وفيه لغتان: كسر الصاد وضمها، وقد قرئ بهما.
تسقى: الجمهور على التاء، والتأنيث للجمع السابق. ويقرأ بالياء أي يسقى ذلك.
{وَنُفَضِّلُ}: يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل، وبالياء وفتح الضاد، و {بَعْضَهََا} بالرفع وهو بيّن.
{فِي الْأُكُلِ}: يجوز أن يكون ظرفا لنفضّل.
وأن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها أي نفضّل بعضها مأكولا أو وفيه الأكل.
5 {فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ}: قولهم: مبتدأ، وعجب خبر مقدم.
وقيل: العجب هنا بمعنى المعجب فعلى هذا يجوز أن يرتفع «قولهم» به.
{أَإِذََا كُنََّا}: الكلام كلّه في موضع نصب بقولهم، والعامل في إذا فعل دلّ عليه الكلام تقديره: أإذا كنّا ترابا نبعث، ودلّ عليه قوله تعالى: {«لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ»} ولا يجوز أن ينتصب بكنّا لأنّ «إذا» مضافة إليه ولا بجديد لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
6 {قَبْلَ الْحَسَنَةِ}: يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، وأن يكون حالا من السيئة مقدّرة.
و {الْمَثُلََاتُ}: بفتح الميم، وضمّ الثاء، واحدتها كذلك.
ويقرأ بإسكان الثاء وفيه وجهان:
أحدهما أنها مخفّفة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالي الحركات.
والثاني أنّ الواحد خفّف ثم جمع على ذلك.
ويقرأ بضمتين، وبضمّ الأول وإسكان الثاني، وضمّ الميم فيه لغة، فأما ضمّ الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، وأن يكون اتباعا في الجمع، وأمّا إسكانها فعلى الوجهين.
{عَلى ََ ظُلْمِهِمْ}:
حال من الناس، والعامل المغفرة.
7 {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هََادٍ}:
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه جملة مستأنفة أي: ولكل قوم نبيّ هاد.
والثاني أنّ المبتدأ محذوف، تقديره: وهو لكل قوم هاد.
الثالث تقديره: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم وفي هذا فصل بين حرف العطف والمعطوف عليه، وقد ذكروا منه قدرا صالحا.
8 {مََا تَحْمِلُ}:
في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، وموضعها نصب بيعلم.
والثاني هي استفهامية فتكون منصوبة بتحمل، والجملة في موضع نصب. ومثله: {«وَمََا تَغِيضُ الْأَرْحََامُ وَمََا تَزْدََادُ»}.
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدََارٍ}: يجوز أن يكون «عنده» في موضع جرّ صفة لشيء، أو في موضع رفع صفة لكل، والعامل فيها على الوجهين محذوف وخبر كل «بمقدار».
ويجوز أن يكون صفة لمقدار، وان يكون ظرفا لما يتعلّق به الجارّ.
9 {عََالِمُ الْغَيْبِ}: خبر مبتدأ محذوف أي هو.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و {«الْكَبِيرُ»}: خبره.
والجيّد أن يكون مبتدأ، و {«الْكَبِيرُ»}: خبره.
والجيّد الوقف على {«الْمُتَعََالِ»} بغير ياء لأنه رأس آية، ولولا ذلك لكان الجيّد إثباتها.
10 {سَوََاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ}: من مبتدأ، وسواء خبر. فأما «منكم» فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء لأنّه في موضع مستو ومثله: {«لََا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ»}.
ويضعف أن يكون «منكم» حالا من الضمير في «أسرّ»، و {«جَهَرَ»} لوجهين: أحدهما تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف.
والثاني تقديم الخبر على «منكم»، وحقّه أن يقع بعده.
11 {لَهُ مُعَقِّبََاتٌ}: واحدتها معقّبة، والهاء فيها للمبالغة مثل نسّابة أي ملك معقّب.
وقيل: معقبة: صفة للجمع، ثم جمع على ذلك.
{مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}: يجوز أن يكون صفة لمعقبات وأن يكون ظرفا وأن يكون حالا من الضمير الذي فيه فعلى هذا يتمّ الكلام عنده.
ويجوز أن يتعلّق ب {«يَحْفَظُونَهُ»} أي معقّبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ويجوز أن يتعلّق ب «يحفظونه» صفة لمعقّبات، وأن يكون حالا مما يتعّلق به الظرف.
{مِنْ أَمْرِ اللََّهِ}: أي من الجنّ والإنس فتكون «من» على بابها. وقيل: «من» بمعنى الباء أي بأمر الله. وقيل بمعنى عن.
{وَإِذََا أَرََادَ}: العامل في «إذا» ما دلّ عليه الجواب أي لم يردّ، أو وقع.
{مِنْ وََالٍ}: يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، ولا مانع هنا.(1/217)
{مِنْ وََالٍ}: يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، ولا مانع هنا.
13: 1223
12 {خَوْفاً وَطَمَعاً}: مفعول من أجله.
و {السَّحََابَ الثِّقََالَ}: قد ذكر في الأعراف.
13 {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}: قيل هو ملك فعلى هذا قد سمّي بالمصدر وقيل: الرعد صوته والتقدير على هذا: ذو الرعد، أو الراعد.
و {بِحَمْدِهِ} قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلّى الله عليه وسلّم.
و {الْمِحََالِ}: فعال من المحل، وهو القوة، يقال: محل به، إذا غلبه، وفيه لغة أخرى فتح الميم.
14 {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ}: فيه قولان:
أحدهما هو كناية عن الأصنام أي والأصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم {«لََا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ»}: وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.
والثاني أنهم المشركون، والتقدير: والمشركون الذين يدعون الأصنام من دون الله لا يستجيبون لهم أي لا يجيبونهم أي إنّ الأصنام لا تجيبهم بشيء.
{إِلََّا كَبََاسِطِ كَفَّيْهِ}: التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفّيه. والمصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول، كقوله تعالى: {«لََا يَسْأَمُ الْإِنْسََانُ مِنْ دُعََاءِ الْخَيْرِ»} وفاعل هذا المصدر مضمر، وهو ضمير في الماء أي لا يجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفّيه إليه، والإجابة هنا كناية عن الانقياد. وأما قوله تعالى {«لِيَبْلُغَ فََاهُ»} فاللام متعلّقة بباسط، والفاعل ضمير الماء أي ليبلغ الماء فاه.
{وَمََا هُوَ} أي الماء. ولا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا لأنّ اسم الفاعل إذا جرى على غير من هوله لزم إبراز الفاعل فكان يجب على هذا أن يقول: وما هو ببالغه الماء فإن جعلت الهاء في «بالغه» ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط.
والكاف في {«كَبََاسِطِ»} إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف وإن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.
15 {طَوْعاً وَكَرْهاً}: مفعول له، أو في موضع الحال.
{وَظِلََالُهُمْ}: معطوف على من.
و {بِالْغُدُوِّ}: ظرف ليسجد.
16 - أم هل يستوي: يقرأ بالياء والتاء، وقد سبقت نظائره.
17 {أَوْدِيَةٌ}: هو جمع واد، وجمع فاعل على أفعلة شاذّ، ولم نسمعه في غير هذا الحرف. ووجهه أنّ فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، وكما جاء فعيل وأفعلة كجريب وأجربة، كذلك فاعل. {بِقَدَرِهََا}: صفة لأودية.
{وَمِمََّا يُوقِدُونَ}: بالياء والتاء.
{عَلَيْهِ فِي النََّارِ}: متعلق بيوقدون.
و {ابْتِغََاءَ}: مفعول له.
{أَوْ مَتََاعٍ}: معطوف على حلية و {زَبَدٌ}:
مبتدأ، و {مِثْلُهُ}: صفة له، والخبر {«مِمََّا يُوقِدُونَ»}.
والمعنى: ومن جواهر الأرض كالنّحاس ما فيه زبد، وهو خبثه، مثله أي مثل الزبد الذي يكون على الماء.
و {جُفََاءً}: حال، وهمزته منقلبة عن واو.
وقيل: هي أصل.
18 {لِلَّذِينَ اسْتَجََابُوا}: مستأنف. وهو خبر {«الْحُسْنى ََ»}.
20 {الَّذِينَ يُوفُونَ}: يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعني.
23 {جَنََّاتُ عَدْنٍ}: هو بدل من عقبى.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و {«يَدْخُلُونَهََا»}: الخبر.
{وَمَنْ صَلَحَ}: في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، وساغ ذلك وإن لم يؤكّد لأنّ ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد.
ويجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.(1/218)
ويجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.
13: 2442
24 {سَلََامٌ}: أي يقولون سلام.
{بِمََا صَبَرْتُمْ}: لا يجوز أن تتعلّق الباء بسلام لما فيه من الفصل بالخبر وإنما يتعلّق بعليكم، أو بما يتعلّق به.
26 {وَمَا الْحَيََاةُ الدُّنْيََا فِي الْآخِرَةِ}:
التقدير في جنب الآخرة.
ولا يجوز أن يكون ظرفا لا للحياة ولا للدنيا لأنهما لا يقعان في الآخرة وإنما هو حال والتقدير: وما الحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.
28 {بِذِكْرِ اللََّهِ}: يجوز أن يكون مفعولا به أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله.
ويجوز أن يكون حالا من القلوب أي تطمئن وفيها ذكر الله.
29 {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ}: مبتدأ، و {«طُوبى ََ لَهُمْ»}: مبتدأ ثان وخبر في موضع الخبر الأول.
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين آمنوا فيكون «طوبى لهم» حالا مقدّرة، والعامل فيها: آمنوا وعملوا.
ويجوز أن يكون «الذين» بدلا من {«مَنْ أَنََابَ»} أو بإضمار أعني.
ويجوز أن يكون «طوبى» في موضع نصب على تقدير جعل. وواوها مبدلة من ياء لأنها من الطيب، أبدلت واو للضمة قبلها.
{وَحُسْنُ مَآبٍ}: الجمهور على ضمّ النون والإضافة، وهو معطوف على «طوبى» إذا جعلتها مبتدأ.
وقرئ بفتح النون والإضافة، وهو عطف على طوبى في وجه نصبها.
ويقرأ شاذّا بفتح النون ورفع مآب، و «حسن» على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء وهذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.
30 {كَذََلِكَ}: التقدير: الأمر كما أخبرناك.
31 {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً}: جواب لو محذوف أي لكان هذا القرآن.
وقال الفرّاء: جوابه مقدّم عليه أي وهم يكفرون بالرحمن، ولو أنّ قرآنا على المبالغة.
{أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ََ}: الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله أنّ الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي والتغليب له فكان حذف التاء أحسن، والجبال والأرض ليسا كذلك.
{أَنْ لَوْ يَشََاءُ}: في موضع نصب بييأس لأن معناه: أفلم يتبين ويعلم.
{أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً}: فاعل «تحلّ» ضمير القارعة. وقيل: هو للخطاب أي: أو تحل أنت يا محمّد قريبا منهم بالعقوبة فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.
33 {وَجَعَلُوا لِلََّهِ}: هو معطوف على {«كَسَبَتْ»} أي ويجعلهم شركاء. ويحتمل أن يكون مستأنفا.
{وَصُدُّوا}: يقرأ بفتح الصاد أي وصدوّا غيرهم، وبضمها أي وصدّهم الشيطان أو شركاؤهم وبكسرها وأصلها صددوا بضم الأول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.
35 {مَثَلُ الْجَنَّةِ}: مبتدأ، والخبر محذوف أي: وفيما يتلى عليكم مثل الجنة فعلى هذا {تَجْرِي}: حال من العائد المحذوف في {«وُعِدَ»} أي وعدها مقدرا جريان أنهارها.
وقال الفراء: الخبر «تجري»، وهذا عند البصريين خطأ لأن المثل لا تجري من تحته الأنهار، وإنما هو من صفة المضاف إليه، وشبهته أنّ المثل هنا بمعنى الصفة فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل.
ويجوز أن يكون «تجري» مستأنفا.
{أُكُلُهََا دََائِمٌ}: هو مثل «تجري» في الوجهين.
41 {نَنْقُصُهََا}: حال من ضمير الفاعل، أو من الأرض.
42 {وَسَيَعْلَمُ الْكُفََّارُ}: يقرأ على الإفراد، وهو جنس، وعلى الجمع على الأصل.(1/219)
42 {وَسَيَعْلَمُ الْكُفََّارُ}: يقرأ على الإفراد، وهو جنس، وعلى الجمع على الأصل.
13: 43
43 {وَمَنْ عِنْدَهُ}: يقرأ بفتح الميم، وهو بمعنى الذي، وفي موضعه وجهان:
أحدهما رفع على موضع اسم الله أي كفى الله، وكفى من عنده.
والثاني في موضع جرّ عطفا على لفظ اسم الله تعالى فعلى هذا {عِلْمُ الْكِتََابِ}: مرفوع بالظرف لأنه اعتمد بكونه صلة.
ويجوز أن يكون خبرا، والمبتدأ علم الكتاب.
ويقرأ «ومن عنده» بكسر الميم على أنه حرف وعلم الكتاب على هذا مبتدأ، أو فاعل الظرف.
ويقرأ: «علم الكتاب» على أنه فعل لم يسمّ فاعله، وهو العامل في «من».
سورة إبراهيم
14: 19
1 {كِتََابٌ}: خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب. و {أَنْزَلْنََاهُ} صفة للكتاب، وليس بحال لأنّ كتابا نكرة.
{بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}: في موضع نصب إن شئت على أنه مفعول به أي بسبب الإذن وإن شئت في موضع الحال من الناس أي مأذونا لهم، أو من ضمير الفاعل: أي مأذونا لك.
{إِلى ََ صِرََاطِ}: هذا بدل من قوله: إلى النّور، بإعادة حرف الجر. 2 {اللََّهِ الَّذِي}: يقرأ بالجر على البدل، وبالرفع على ثلاثة أوجه:
أحدها على الابتداء، وما بعده الخبر.
والثاني على الخبر، والمبتدأ محذوف أي هو الله، والذي صفة.
والثالث هو مبتدأ، والذي صفته، والخبر محذوف تقديره: الله الذي له ما في السموات وما في الأرض العزيز الحميد، وحذف لتقدّم ذكره.
{وَوَيْلٌ}: مبتدأ، و {لِلْكََافِرِينَ}: خبره.
{مِنْ عَذََابٍ شَدِيدٍ}: في موضع رفع صفة لويل بعد الخبر، وهو جائز ولا يجوز أن يتعلّق بويل من أجل الفصل بينهما بالخبر.
3 {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ}: في موضع جرّ صفة للكافرين، أو في موضع نصب بإضمار أعني، أو في موضع رفع بإضمار «هم».
{وَيَبْغُونَهََا} عوجا: قد ذكر في آل عمران.
4 {إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ}: في موضع نصب على الحال أي إلا متكلما بلغتهم.
وقرئ في الشاذ «بلسن قومه» بكسر اللام وإسكان السين، وهي بمعنى اللسان. {فَيُضِلُّ} بالرفع ولم ينتصب على العطف على {«لِيُبَيِّنَ»} لأنّ العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه، والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال.
وقال الزجاج: لو قرئ بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز.
5 {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ}: أن بمعنى أي، فلا موضع له.
ويجوز أن تكون مصدريّة، فيكون التقدير: بأن أخرج وقد ذكر في غير موضع.
6 {نِعْمَةَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجََاكُمْ}: قد ذكر في قوله: {«إِذْ كُنْتُمْ أَعْدََاءً»} في آل عمران.
{وَيُذَبِّحُونَ}: حال أخرى معطوفة على «يسومون».
7 {وَإِذْ تَأَذَّنَ}: معطوف على: «إذ أنجاكم».
9 {قَوْمِ نُوحٍ}: بدل من «الذين».
{وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ}: معطوف عليه فعلى هذا يكون قوله تعالى: {لََا يَعْلَمُهُمْ} حالا من الضمير في «من بعدهم».
ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك {جََاءَتْهُمْ}.
ويجوز أن يكون {«وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ»} مبتدأ، و «لا يعلمهم»: خبره، أو حال من الاستقرار، و «جاءتهم» الخبر.(1/220)
ويجوز أن يكون {«وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ»} مبتدأ، و «لا يعلمهم»: خبره، أو حال من الاستقرار، و «جاءتهم» الخبر.
14: 1022
{فِي أَفْوََاهِهِمْ}: «في» على بابها ظرف لردّوا وهو على المجاز لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النّطق.
وقيل: هي بمعنى إلى. وقيل بمعنى الباء.
10 {أَفِي اللََّهِ شَكٌّ}: فاعل الظّرف لأنه اعتمد على الهمزة.
{فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ}: صفة، أو بدل.
{لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}: المفعول محذوف، و «من» صفة له أي شيئا من ذنوبكم، وعند الأخفش «من» زائدة.
وقال بعضهم: «من» للبدل أي ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم كقوله: {«أَرَضِيتُمْ بِالْحَيََاةِ الدُّنْيََا مِنَ الْآخِرَةِ»}.
{تُرِيدُونَ}: صفة أخرى لبشر.
11 {وَمََا كََانَ لَنََا أَنْ نَأْتِيَكُمْ}: [«أن نأتيكم»] اسم كان و «لنا» الخبر.
و {إِلََّا بِإِذْنِ اللََّهِ}: في موضع الحال وقد ذكر في أول السورة.
ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله، و «لنا» تبيين.
12 {أَلََّا نَتَوَكَّلَ} أي في أن لا نتوكّل.
ويجوز أن يكون حالا أي غير متوكلين. وقد ذكر في غير موضع. 15 {وَاسْتَفْتَحُوا}: ويقرأ على لفظ الأمر شاذّا.
17 {يَتَجَرَّعُهُ}: يجوز أن يكون صفة لماء، وأن يكون حالا من الضمير في يسقى، وأن يكون مستأنفا.
18 {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا}: مبتدأ، والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الذين
و {أَعْمََالُهُمْ كَرَمََادٍ}: جملة مستأنفة مفسّرة للمثل. وقيل: الجملة خبر «مثل» على المعنى.
وقيل: مثل مبتدأ، وأعمالهم خبره أي مثلهم مثل أعمالهم. وكرماد على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هي كرماد.
وقيل: أعمالهم بدل من مثل، كرماد الخبر، ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين، وهو بدل الاشتمال.
{فِي يَوْمٍ عََاصِفٍ}: ريحه ثم حذف الريح، وجعلت الصفة لليوم مجازا.
وقيل: التقدير: في يوم ذي عصوف فهو على النسب، كقولهم: نابل ورامح.
وقرئ «يوم عاصف» بالإضافة أي يوم ريح عاصف.
{لََا يَقْدِرُونَ}: مستأنف. 19 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللََّهَ}: يقرأ شاذّا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف.
{خَلَقَ السَّمََاوََاتِ}: يقرأ على لفظ الماضي، وخالق على فاعل، وهو للماضي، فيتعرّف بالإضافة.
21 {تَبَعاً}: أن شئت جعلته جمع تابع، مثل خادم وخدم، وغائب وغيب، وإن شئت جعلته مصدر تبع فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل، أو يكون التقدير: ذوي تبع.
{مِنْ عَذََابِ اللََّهِ}: في موضع نصب على الحال لأنه في الأصل صفة لشيء تقديره: من شيء من عذاب الله، ومن زائدة أي شيئا كائنا من عذاب الله، ويكون الفعل محمولا على المعنى تقديره: هل تمنعون عنّا شيئا.
ويجوز أن يكون «شيء» واقعا موقع المصدر أي عناء فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون.
{سَوََاءٌ عَلَيْنََا أَجَزِعْنََا}: قد ذكر في أول البقرة.
22 {إِلََّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ}: استثناء منقطع لأنّ دعاءه لم يكن سلطانا أي حجّة.
{بِمُصْرِخِيَّ}: الجمهور على فتح الياء، وهو جمع مصرخ، فالياء الأولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، وفتحت لئلا تجتمع الكسرة والياء بعد كسرتين.(1/221)
{بِمُصْرِخِيَّ}: الجمهور على فتح الياء، وهو جمع مصرخ، فالياء الأولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، وفتحت لئلا تجتمع الكسرة والياء بعد كسرتين.
14: 2337
ويقرأ بكسرها، وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل، وفيها وجهان:
أحدهما أنه كسر على الأصل.
والثاني أنه أراد به مصرخي وهي لغيّة، يقول أربابها: في ورميتى، فتتبع الكسرة الياء إشباعا، إلا أنه في الآية حذف الياء الأخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها.
{بِمََا أَشْرَكْتُمُونِ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي فتقديره على هذا:
بالذي أشركتموني به أي بالصّنم الذي أطعتموني كما أطعتموه، فحذف العائد.
والثاني هي مصدرية أي بإشراككم إياي مع الله عزّ وجل.
و {مِنْ قَبْلُ}: يتعلّق بأشركتموني أي كفرت الآن بما أشركتموني من قبل.
وقيل: هي متعلقة بكفرت أي كفرت من قبل إشراككم، فلا أنفعكم شيئا.
23 {وَأُدْخِلَ}: يقرأ في لفظ الماضي، وهو معطوف على برزوا، أو على: فقال الضعفاء.
ويقرأ شاذّا بضم اللام على أنه مضارع، والفاعل الله. {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}: يجوز أن يكون من تمام أدخل، ويكون من تمام خالدين.
{تَحِيَّتُهُمْ}: يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل أي يحيي بعضهم بعضا بهذه الكلمة. وأن يكون مضافا إلى المفعول أي يحيهم الله، أو الملائكة.
24 {كَلِمَةً}: بدل من {«مَثَلًا»}. {كَشَجَرَةٍ}:
نعت لها.
ويقرأ شاذّا «كلمة» بالرفع، وكشجرة خبره.
25 - و {تُؤْتِي أُكُلَهََا}:
نعت للشجرة، ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية أي ترتفع مؤتية أكلها.
26 {مََا لَهََا مِنْ قَرََارٍ}:
الجملة صفة لشجرة.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في {«اجْتُثَّتْ»}.
27 {فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}: يتعلّق بيثبّت.
ويجوز أن يتعلق بالثابت.
28 {كُفْراً}: مفعول ثان لبدّل.
29 - و {جَهَنَّمَ}: بدل من دار البوار.
ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف، أي يصلون جهنّم، أو يدخلون جهنم.
و {يَصْلَوْنَهََا}: تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع. وعلى الأول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم، أو من الدار، أو من قومهم.
31 {يُقِيمُوا الصَّلََاةَ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو جواب {«قُلْ»}، وفي الكلام حذف تقديره: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا أي إن تقل لهم يقيموا قاله الأخفش.
وردّه قوم قالوا: لأنّ قول الرسول لهم لا يوجب أن يقيموا. وهذا عندي لا يبطل قوله لأنه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين، وإذا قال الرسول لهم:
أقيموا الصلاة أقاموها ويدلّ على ذلك قوله:
{«لِعِبََادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا»}.
والقول الثاني حكي عن المبرّد، وهو أنّ التقدير: قل لهم أقيموا يقيموا فيقيموا المصرّح به جواب أقيموا المحذوف، وحكاه جماعة ولم يتعرّضوا لإفساده وهو فاسد لوجهين:
أحدهما أن جواب الشرط يخالف الشّرط، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأمّا إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ، كقولك: قم تقم، والتقدير على ما ذكر في هذا الوجه: إن يقيموا يقيموا.
والوجه الثاني أنّ الأمر المقدّر للمواجهة، ويقيموا على لفظ الغيبة وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.
والقول الثالث أنه مجزوم بلام محذوفة، تقديره: ليقيموا، فهو أمر مستأنف، وجاز حذف اللام لدلالة «قل» على الأمر.
{وَيُنْفِقُوا}: مثل يقيموا.
{سِرًّا وَعَلََانِيَةً}: مصدران في موضع الحال.
33 {دََائِبَيْنِ}: حال من الشمس والقمر.
34 {مِنْ كُلِّ مََا سَأَلْتُمُوهُ}: يقرأ بإضافة «كلّ» إلى «ما» فمن على قول الأخفش زائدة، وعلة قول سيبويه المفعول محذوف تقديره: من كل ما سألتموه ما سألتموه.
و «ما»: يجوز أن تكون بمعنى الذي، ونكرة موصوفة، ومصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول.
ويقرأ بتنوين «كلّ»، فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم.
35 {آمِناً}: مفعول ثان، و «البلد» وصف المفعول الأول.
{وَاجْنُبْنِي}: يقال جنبته وأجنبته وجنّبته.
وقد قرئ بقطع الهمزة وكسر النون.
{أَنْ نَعْبُدَ} أي عن أن نعبد وقد ذكر الخلاف في موضعه من الإعراب مرارا.
36 {وَمَنْ عَصََانِي}: شرط في موضع رفع، وجواب الشرط {«فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»}. والعائد محذوف أي له، وقد ذكر مثله في يوسف.
37 {مِنْ ذُرِّيَّتِي}: المفعول محذوف، أي ذرية من ذريتي، ويخرج على قول الأخفش أن تكون «من» زائدة.
{عِنْدَ بَيْتِكَ}: يجوز أن يكون صفة لواد، وأن يكون بدلا منه.
{لِيُقِيمُوا}: اللام متعلقة بأسكنت.
{تَهْوِي}: مفعول ثان لا جعل.
ويقرأ بكسر الواو، وماضيه هوى، ومصدره الهوى.(1/222)
ويقرأ بكسر الواو، وماضيه هوى، ومصدره الهوى.
14: 3848
ويقرأ بفتح الواو وبالألف بعدها، وماضيه هوي يهوى هوى، والمعنيان متقاربان، إلا أنّ هوى يتعدّى بنفسه، وهوي يتعدى بإلى، إلا أن القراءة الثانية عدّيت بإلى حملا على تميل.
39 {عَلَى الْكِبَرِ}: حال من الياء في {«وَهَبْ لِي»}.
40 {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}: هو معطوف على المفعول في {«اجْعَلْنِي»} والتقدير: ومن ذريتي مقيم الصلاة.
42 {إِنَّمََا يُؤَخِّرُهُمْ}: يقرأ بالنون على التعظيم، وبالياء لتقدّم اسم الله تعالى.
{لِيَوْمٍ} أي لأجل جزاء يوم.
وقيل: هي بمعنى إلى.
43 {مُهْطِعِينَ}: هو حال من الأبصار وإنما جاز ذلك، لأنّ التقدير تشخص فيه أصحاب الأبصار لأنه يقال: شخص زيد بصره أو تكون الأبصار دلّت على أربابها، فجعلت الحال من المدلول عليه.
ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره: تراهم مهطعين.
{مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ}: الإضافة غير محضة لأنّه مستقبل، أو حال.
{لََا يَرْتَدُّ}: حال من الضمير في مقنعي، أو بدل من مقنعي. و {طَرْفُهُمْ}: مصدر في الأصل بمعنى الفاعل، لأنه يقال: ما طرفت عينه، ولم يبق عين تطرف، وقد جاء مجموعا.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوََاءٌ}: جملة في موضع الحال أيضا فيجوز أن يكون العامل في الحال «يرتدّ» أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل فيها.
فإن قيل: كيف أفرد هواء، وهو خبر لجمع؟
قيل: لما كان معنى هواء هاهنا فارغة متخرّفة أفرد، كما يجوز إفراد فارغة لأنّ تاء التأنيث فيها تدلّ على تأنيث الجمع الذي في «أفئدتهم». ومثله:
أحوال صعبة، وأفعال فاسدة، ونحو ذلك.
44 {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ}: هو مفعول ثان لأنذر والتقدير: وأنذرهم عذاب يوم ولا يجوز أن يكون ظرفا، لأنّ الإنذار لا يكون في ذلك اليوم.
45 {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ}: فاعله مضمر دلّ عليه الكلام أي تبيّن لكم حالهم.
و {كَيْفَ}: في موضع نصب ب فعلنا ولا يجوز أن يكون فاعل «تبيّن»، لأمرين:
أحدهما أنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
والثاني أنّ كيف لا تكون إلا خبرا، أو ظرفا، أو حالا على اختلافهم في ذلك. 46 {وَعِنْدَ اللََّهِ مَكْرُهُمْ} أي علم مكرهم، أو جزاء مكرهم فحذف المضاف.
{لِتَزُولَ مِنْهُ}: يقرأ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية، وهي لام كي فعلى هذا في {«إِنْ»} وجهان:
أحدهما هي بمعنى ما أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال وهو تمثيل أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
والثاني أنها مخفّفة من الثقيلة، والمعنى أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت ومثل هذا المكر باطل.
ويقرأ بفتح اللام الأولى وضم الثانية، وإن على هذا مخفّفة من الثقيلة، واللام للتوكيد.
وقرئ شاذا بفتح اللامين، وذلك على لغة من فتح لام كي و {«كََانَ»} هنا يحتمل أن تكون التامة، ويحتمل أن تكون الناقصة.
47 {مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}: الرّسل:
مفعول أول، والوعد: مفعول ثان، وإضافة مخلف إلى الوعد اتّساع والأصل مخلف رسله وعده ولكن ساغ ذلك لما كان كلّ واحد منهما مفعولا وهو قريب من قولهم:
يا سارق الّليلة أهل الدّار 48 {يَوْمَ تُبَدَّلُ}: يوم هنا ظرف لانتقام أو مفعول فعل محذوف أي اذكر يوم. ولا يجوز أن(1/223)
يا سارق الّليلة أهل الدّار 48 {يَوْمَ تُبَدَّلُ}: يوم هنا ظرف لانتقام أو مفعول فعل محذوف أي اذكر يوم. ولا يجوز أن
14: 4952
يكون ظرفا لمخلف ولا لوعده لأنّ ما قبل إنّ لا يعمل فيما بعدها ولكن يجوز أن يلخص من معنى الكلام ما يعمل في الظرف أي لا يخلف وعده يوم تبدل.
{وَالسَّمََاوََاتُ}: تقديره: غير السموات، فحذف لدلالة ما قبله عليه.
{وَبَرَزُوا}: يجوز أن يكون مستأنفا أي ويبرزون.
ويجوز أن يكون حالا من الأرض، و «قد» معه مرادة.
50 {سَرََابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرََانٍ}: الجملة حال من المجرمين، أو من الضمير في {«مُقَرَّنِينَ»}.
والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة.
ويقرأ «قطران» كلمتين، والقطر: النحاس، والآني: المتناهي الحرارة.
{وَتَغْشى ََ}: حال أيضا.
51 {لِيَجْزِيَ}، أي فعلنا ذلك الجزاء ويجوز أن يتعلق ببرزوا.
52 {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}: المعنى: القرآن بلاغ للنّاس وللإنذار، فتتعلق اللام بالبلاغ، أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة. ويجوز أن يتعلّق بمحذوف تقديره: ولينذروا به أنزل أو تلي. والله أعلم.
سورة الحجر
15: 119
1 {الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ}: قد ذكر في أول الرعد.
2 {رُبَمََا}: يقرأ بالتشديد والتخفيف، وهما لغتان.
وفي «رب» ثمان لغات: منها المذكورتان، والثالثة والرابعة كذلك إلا أنّ الراء مفتوحة، والأربع الأخر مع تاء التأنيث «ربّت»، ففيها التشديد والتخفيف، وضمّ الراء وفتحها.
وفي «ما» وجهان:
أحدهما هي كافّة لربّ حتى يقع الفعل بعدها وهي حرف جرّ.
والثاني هي نكرة موصوفة أي ربّ شيء يودّه الذين
وربّ: حرف جرّ لا يعمل فيه إلا ما بعده، والعامل هنا محذوف تقديره: ربّ كافر يودّ الإسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك.
وأصل ربّ أن يقع للتقليل، وهي هنا للتكثير والتحقيق، وقد جاءت على هذا المعنى في الشعر كثيرا، وأكثر ما يأتي بعدها الفعل الماضي، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضي.
4 {إِلََّا وَلَهََا كِتََابٌ}: الجملة نعت لقرية كقولك: ما لقيت رجلا إلا عالما، وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى: {«وَعَسى ََ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»}.
7 {لَوْ مََا تَأْتِينََا}: هي بمعنى لولا، وهلّا، وألا وكلّها للتحضيض.
8 {مََا نُنَزِّلُ الْمَلََائِكَةَ}: فيها قراءات كثيرة كلّها ظاهرة.
{إِلََّا بِالْحَقِّ}: في موضع الحال، فيتعلّق بمحذوف.
ويجوز أن يتعلّق بننزّل، وتكون بمعنى الاستعانة. 9 {نَحْنُ نَزَّلْنَا}: نحن هنا ليست فصلا لأنها لم تقع بين اسمين بل هي إما مبتدأ، أو تأكيد لاسم إنّ.
11 {إِلََّا كََانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}: الجملة حال من الضمير المفعول في {«يَأْتِيهِمْ»}، وهي حال مقدرة.
ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ، أو الموضع.
12 {كَذََلِكَ} أي الأمر كذلك. ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي سلوكا مثل استهزائهم.
والهاء في {«نَسْلُكُهُ»} تعود على الاستهزاء والهاء في {«بِهِ»} للرسول، أو للقرآن، وقيل للاستهزاء أيضا. والمعنى: لا يؤمنون بسبب الاستهزاء، فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون حالا أي لا يؤمنون مستهزئين.
14 {فَظَلُّوا}: الضمير للملائكة، وقيل للمشركين فأما الضمير في «قالوا» فللمشركين البتّة.
15 {سُكِّرَتْ}: يقرأ بالتشديد والضمّ، وهو منقول بالتضعيف يقال: سكر بصره، وسكّرته.
ويقرأ بالتخفيف، وفيه وجهان:
أحدهما أنه متعدّ مخففا ومثقّلا.
والثاني أنه مثل سعد وقد ذكر في هود.
ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف أي سدّت وغطيت كما يغطّي السّكر على العقل.
وقيل: هو مطاوع أسكرت الشيء فسكر، أي انسدّ.
17 {إِلََّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ}: في موضعه ثلاثة أوجه:
الأول نصب على الاستثناء المنقطع.
والثاني جرّ على البدل أي إلا ممّن استرق.
والثالث رفع على الابتداء. و {فَأَتْبَعَهُ}:
الخبر، وجاز دخول الفاء فيه من أجل أنّ «من» بمعنى الذي، أو شرط.
19 {وَالْأَرْضَ}: منصوب بفعل محذوف أي: ومددنا الأرض، وهو أحسن من الرفع، لأنه معطوف على البروج، وقد عمل فيها الفعل.
{وَأَنْبَتْنََا فِيهََا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}: أي وأنبتنا فيها ضروبا. وعند الأخفش «من» زائدة.(1/224)
{وَأَنْبَتْنََا فِيهََا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}: أي وأنبتنا فيها ضروبا. وعند الأخفش «من» زائدة.
15: 2041
20 {وَمَنْ لَسْتُمْ}: في موضعها وجهان:
أحدهما نصب لجعلنا، والمراد بمن: العبيد، والإماء، والبهائم، فإنها مخلوقة لمنافعنا. وقال الزجاج:
هو منصوب بفعل محذوف تقديره: وأعشنا من لستم له لأنّ المعنى: أعشناكم وأعشنا من لستم.
والثاني موضعه جرّ أي لكم ولمن لستم، وهذا يجوز عند الكوفيين.
21 {إِلََّا عِنْدَنََا خَزََائِنُهُ}: الجملة في موضع رفع على الخبر و {مِنْ شَيْءٍ}: مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة إذ لا خبر هنا.
و {خَزََائِنُهُ}: مرفوع بالظّرف لأنه قوي بكونه خبرا، ويجوز أن يكون مبتدأ، والظرف خبره.
{بِقَدَرٍ}: في موضع الحال.
22 {الرِّيََاحَ}: الجمهور على الجمع، وهو ملائم لما بعده لفظا ومعنى.
ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس.
وفي اللواقح ثلاثة أوجه:
أحدها أصلها ملاقح لأنه يقال: ألقح الريح السحاب، كما يقال: ألقح الفحل الأنثى أي أحبلها، وحذفت الميم لظهور المعنى، ومثله الطوائح، والأصل المطاوح لأنه من أطاح الشيء. والوجه الثاني أنه على النّسب أي ذوات لقاح، كما يقال: طالق، وطامث.
والثالث أنه على حقيقته، يقال: لقحت الريح، إذا حملت الماء، وألقحت الريح السحاب، إذا حمّلتها الماء، كما تقول: ألقح الفحل الأنثى فلقحت، وانتصابه على الحال المقدرة.
{فَأَسْقَيْنََاكُمُوهُ}: يقال: سقاه، وأسقاه لغتان.
ومنهم من يفرق فيقول: سقاه لشفته، إذا أعطاه ما يشربه في الحال، أو صبّه في حلقه. وأسقاه، إذا جعل له ما يشربه زمانا. ويقال: أسقاه، إذا دعا له بالسّقيا.
23 {وَإِنََّا لَنَحْنُ}: نحن هنا لا تكون فصلا لوجهين:
أحدهما أن بعدها فعلا.
والثاني أن اللام معها.
26 {مِنْ حَمَإٍ}: في موضع جرّ صفة لصلصال.
ويجوز أن يكون بدلا من صلصال، بإعادة الجار.
27 {وَالْجَانَّ}: منصوب بفعل محذوف ليشاكل المعطوف عليه.
ولو قرئ بالرفع جاز. 29 {فَقَعُوا لَهُ}: يجوز أن تتعلّق اللام بقعوا، وب {«سََاجِدِينَ»}.
30 - و {أَجْمَعُونَ}: توكيد ثان عند الجمهور. وزعم بعضهم أنها أفادت ما لم تفده كلّهم وهو أنها دلّت على أنّ الجميع سجدوا في حال واحدة. وهذا بعيد لأنك تقول: جاء القوم كلّهم أجمعون، وإن سبق بعضهم بعضا ولأنه لو كان كما زعم لكان حالا لا توكيدا.
31 {إِلََّا إِبْلِيسَ} قد ذكر في البقرة.
35 {إِلى ََ يَوْمِ الدِّينِ}: يجوز أن يكون معمول اللعنة. وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار في {«عَلَيْكَ»}.
39 {بِمََا أَغْوَيْتَنِي}: قد ذكر في الأعراف.
40 {إِلََّا عِبََادَكَ}: استثناء من الجنس وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل؟ فيه اختلاف، والصحيح أقلّ.
41 {عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}: قيل: عليّ بمعنى إليّ فيتعلّق بمستقيم، أو يكون وصفا لصراط.
وقيل: هو محمول على المعنى. والمعنى استقامته عليّ.
ويقرأ «عليّ» أي عليّ القدر. والمراد بالصّراط الدّين.(1/225)
ويقرأ «عليّ» أي عليّ القدر. والمراد بالصّراط الدّين.
15: 4266
42 {إِلََّا مَنِ اتَّبَعَكَ}: قيل هو استثناء من غير الجنس لأن المراد بعبادي الموحّدون، ومتّبع الشيطان غير موحّد.
وقيل: هو من الجنس لأنّ عبادي جميع المكلفين.
وقيل: {«إِلََّا مَنِ اتَّبَعَكَ»} استثناء ليس من الجنس لأنّ جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان أي حجّة ومن اتّبعه لا يضلّهم بالحجّة، بل بالتزيين.
43 {أَجْمَعِينَ}: هو توكيد للضمير المجرور.
وقيل: هو حال من الضمير المجرور، والعامل فيه معنى الإضافة.
فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل، وإن قدرت هنا حذف مضاف صحّ أن يعمل الموعد والتقدير: وإنّ جهنم مكان موعدهم.
44 {لَهََا سَبْعَةُ أَبْوََابٍ}: يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون مستأنفا.
ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم لأن «إنّ» لا تعمل في الحال.
{مِنْهُمْ}: في موضع حال من الضمير الكائن في الظّرف وهو قوله تعالى {«لِكُلِّ بََابٍ»} ويجوز أن يكون حالا من {«جُزْءٌ»} وهو صفة له ثانية قدّمت عليه.
ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في {«مَقْسُومٌ»} لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ولا يكون صفة لباب لأنّ الباب ليس من الناس. 4645 {وَعُيُونٍ. ادْخُلُوهََا}: يقرأ على لفظ الأمر، ويجوز كسر التنوين وضمّه وقطع الهمزة على هذا لا يجوز.
ويقرأ بضمّ الهمزة، وكسر الخاء، على أنه ماض فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين لأنه لم يلتق ساكنان بل يجوز ضمّه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ويجوز قطع الهمزة.
{بِسَلََامٍ}: حال أي سالمين، أو مسلّما عليهم.
و {آمِنِينَ}: حال أخرى بدل من الأولى.
47 {إِخْوََاناً}: هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى: {«جَنََّاتٍ»}.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في {«ادْخُلُوهََا»} مقدّرة، أو من الضمير في {«آمِنِينَ»}.
وقيل: هو حال من الضمير المجرور بالإضافة والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة.
{مُتَقََابِلِينَ}: يجوز أن يكون صفة لإخوان فتتعلّق {«عَلى ََ»} بها.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار فيتعلّق الجارّ بمحذوف، وهو صفة لإخوان.
ويجوز أن يتعلّق بنفس إخوان لأنّ معناه متصافين فعلى هذا ينتصب متقابلين على الحال من الضمير في إخوان.
48 {لََا يَمَسُّهُمْ}: يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين. وأن يكون مستأنفا.
و {مِنْهََا}: يتعلق بمخرجين.
49 {أَنَا الْغَفُورُ}: يجوز أن يكون توكيدا للمنصوب، ومبتدأ، وفصلا.
50 - فأما قوله: {«هُوَ الْعَذََابُ»} فيجوز فيها الفصل، والابتداء ولا يجوز التوكيد لأنّ العذاب مظهر، والمظهر لا يؤكّد بالمضمر.
52 {إِذْ دَخَلُوا}: في «إذ» وجهان:
أحدهما هو مفعول أي اذكر إذ دخلوا.
والثاني أن يكون ظرفا. وفي العامل وجهان:
أحدهما: نفس ضيف فإنه مصدر. وفي توجيه ذلك وجهان: أحدهما: أن يكون عاملا بنفسه وإن كان وصفا لأنّ كونه وصفا لا يسلبه أحكام المصادر، ألا ترى أنه لا يجمع ولا يثنّى ولا يؤنّث كما لو لم يوصف به.
ويقوّي ذلك أنّ الوصف الذي قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل. والوجه الثاني: أن يكون في الكلام حذف مضاف، تقديره: نبئهم عن ذوي ضيف إبراهيم، أي أصحاب ضيافته، والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول.
والوجه الثاني من وجهي الظرف أن يكون العامل محذوفا، تقديره: عن خبر ضيف.
{فَقََالُوا سَلََاماً}: قد ذكر في هود.
54 {عَلى ََ أَنْ مَسَّنِيَ}: هو في موضع الحال أي بشرتموني كبيرا.
{فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}: يقرأ بفتح النون وهو الوجه، والنون علامة الرفع.
ويقرأ بكسرها وياء الإضافة محذوفة وفي النون وجهان:
أحدهما هي نون الوقاية، ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين، وكانت الأولى أحقّ بالحذف إذ لو بقيت لكسرت، ونون الإعراب لا تكسر لئلا تصير تابعة، وقد جاء ذلك في الشعر.
والثاني أنّ نون الوقاية محذوفة، والباقية نون الرفع لأنّ الفعل مرفوع فأبقيت علامته.
والقراءة بالتشديد أوجه.
56 {وَمَنْ يَقْنَطُ}: من مبتدأ. و «يقنط»: خبره، واللفظ استفهام، ومعناه النّفي فلذلك جاءت بعده إلّا.
وفي يقنط لغتان: كسر النون وماضيه بفتحها، وفتحها ماضيه بكسرها، وقد قرئ بهما والكسر أجود، لقوله:
{«مِنَ الْقََانِطِينَ»} ويجوز قانط، وقنط.
59 {إِلََّا آلَ لُوطٍ}: هو استثناء من غير الجنس لأنهم لم يكونوا مجرمين.
60 {إِلَّا امْرَأَتَهُ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مستثنى من آل لوط، والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثاني مضافا إلى المبتدأ كقولك: له عندي عشرة إلا أربعة إلا درهما، فإنّ الدرهم يستثنى من الأربعة فهو مضاف إلى العشرة فكأنك قلت: أحد عشر إلا أربعة، أو عشرة إلا ثلاثة.
والوجه الثاني أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في «منجّوهم».
{قَدَّرْنََا}: يقرأ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان.
{إِنَّهََا}: كسرت إنّ هاهنا من أجل اللام في خبرها، ولولا اللام لفتحت.
66 {ذََلِكَ الْأَمْرَ}: في الأمر وجهان:
أحدهما هو بدل.
والثاني عطف بيان.(1/226)
والثاني عطف بيان.
15: 6799
{أَنَّ دََابِرَ}: هو بدل من ذلك، أو من الأمر إذا جعلته بيانا.
وقيل تقديره: بأن، فحذف حرف الجر.
{مَقْطُوعٌ}: خبر أنّ دابر.
و {مُصْبِحِينَ}: حال من هؤلاء. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في «مقطوع» وتأويله أنّ دابر هنا في معنى مدبري هؤلاء، فأفرده، وأفرد مقطوعا لأنه خبره، وجاء «مصبحين» على المعنى.
70 {عَنِ الْعََالَمِينَ} أي عن ضيافة العالمين.
71 {هََؤُلََاءِ بَنََاتِي}: يجوز أن يكون مبتدأ و «بناتي» خبره وفي الكلام حذف أي فتزوجوهنّ.
ويجوز أن يكون بناتي بدلا، أو بيانا، والخبر محذوف أي أطهر لكم كما جاء في الآية الأخرى.
ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف أي قال: تزوّجوا هؤلاء.
72 {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ}: الجمهور على كسر إنّ من أجل اللام. وقرئ بفتحها على تقدير زيادة اللام ومثله قراءة سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه: إلا «أنهم ليأكلون الطعام» بالفتح.
و {يَعْمَهُونَ}: حال الضمير في الجار، أو من الضمير المجرور في «سكرتهم» والعامل السّكرة أو معنى الإضافة.
90 {كَمََا أَنْزَلْنََا}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: أتيناك سبعا من المثاني إيتاء كما أنزلنا أو إنزالا كما أنزلنا لأنّ آتيناك بمعنى أنزلنا عليك.
وقيل: التقدير: متّعناهم تمتيعا كما أنزلنا والمعنى: نعّمنا بعضهم كما عذّبنا بعضهم.
وقيل: التقدير: إنزالا مثل ما أنزلنا فيكون وصفا لمصدر.
وقيل: هو وصف لمفعول، تقديره: إني أنذركم عذابا مثل العذاب المنزل على المقتسمين. والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين اقتسموا على تبييته وتبييت أهله.
وقيل: هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانه.
وقيل: تقديره: لنسألنّهم أجمعين مثل ما أنزلنا.
وواحد {«عِضِينَ»} عضة، ولامها محذوفة، والأصل عضوة.
وقيل: المحذوف هاء، وهو من عضه يعضه وهو من العضيهة، وهي الإفك، أو الدّاهية.
94 {بِمََا تُؤْمَرُ}: ما مصدرية، فلا محذوف إذا.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي، والعائد محذوف أي بما تؤمر به والأصل بما تؤمر بالصّدع به، ثم حذف للعلم به.
96 {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ}: صفة للمستهزئين، أو منصوب بإضمار فعل، أو مرفوع على تقدير «هم».
سورة النحل
16: 14
1 {أَتى ََ}: هو ماض على بابه وهو بمعنى قرب.
وقيل: يراد به المستقبل، ولما كان خبر الله صدقا جاز قطعا أن يعبّر بالماضي عن المستقبل.
والهاء في {«تَسْتَعْجِلُوهُ»} تعود على الأمر، وقيل على الله.
2 {يُنَزِّلُ الْمَلََائِكَةَ}: فيه قراءات، ووجوهها ظاهرة.
و {بِالرُّوحِ}: في موضع نصب على الحال من الملائكة أي ومعها الروح، وهو الوحي.
و {مِنْ أَمْرِهِ}: حال من الروح.
{أَنْ أَنْذِرُوا}: أن بمعنى أي لأنّ الوحي يدلّ على القول، فيفسر بأن فلا موضع لها.
ويجوز أن تكون مصدرية في موضع جرّ بدلا من الرّوح، أو بتقدير حرف الجر على قول الخليل، أو في موضع نصب على قول سيبويه.
{أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنَا}: الجملة في موضع نصب مفعول «أنذروا» أي أعلموهم بالتوحيد، ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب، فقال: {فَاتَّقُونِ}.
4 {فَإِذََا هُوَ خَصِيمٌ}: إن قيل الفاء تدلّ على التعقيب، وكونه خصيما لا يكون عقيب خلقه من نطفة. فجوابه من وجهين:(1/227)
4 {فَإِذََا هُوَ خَصِيمٌ}: إن قيل الفاء تدلّ على التعقيب، وكونه خصيما لا يكون عقيب خلقه من نطفة. فجوابه من وجهين:
16: 524
أحدهما أنه أشار إلى ما يؤول حاله إليه، فأجرى المنتظر مجرى الواقع، وهو من باب التعبير بآخر الأمر عن أوله كقوله: {«أَرََانِي أَعْصِرُ خَمْراً»}. وقوله تعالى: {«يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمََاءِ رِزْقاً»} أي سبب الرزق وهو المطر.
والثاني أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم.
5 {وَالْأَنْعََامَ}: هو منصوب بفعل محذوف، وقد حكي في الشاذ رفعها.
و {لَكُمْ}: فيها وجهان:
أحدهما هي متعلقة بخلق فيكون {فِيهََا دِفْءٌ} جملة في موضع الحال من الضمير المنصوب.
والثاني يتعلّق بمحذوف، فدفء مبتدأ، والخبر لكم.
وفي «فيها» وجهان:
أحدهما هو ظرف للاستقرار في «لكم».
والثاني هو حال من «دفء».
ويجوز أن يكون «لكم» حالا من دفء، «وفيها» الخبر.
ويجوز أن يرتفع دفء بلكم أو بفيها، والجملة كلّها حال من الضمير المنصوب.
ويقرأ «دف» بضم الفاء من غير همز، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها.
6 {وَلَكُمْ فِيهََا جَمََالٌ}: مثل: {«لَكُمْ فِيهََا دِفْءٌ»}.
و {حِينَ}: ظرف لجمال، أو صفة له، أو معمول فيها.
7 {بََالِغِيهِ}: الهاء في موضع جرّ بالإضافة عند الجمهور. وأجاز الأخفش أن تكون منصوبة واستدلّ بقوله تعالى: {«إِنََّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ»}، ويستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى.
{إِلََّا بِشِقِّ}: في موضع الحال من الضمير المرفوع في «بالغيه» أي مشقوقا عليكم والجمهور على كسر الشين. وقرئ بفتحها، وهي لغة.
8 {وَالْخَيْلَ}: هو معطوف على الأنعام أي وخلق الخيل.
{وَزِينَةً} أي لتركبوها، ولتتزيّنوا بها زينة فهو مصدر لفعل محذوف.
ويجوز أن يكون مفعولا من أجله أي وللزينة.
وقيل التقدير: وجعلها زينة.
ويقرأ بغير واو، وفيه الوجوه المذكورة، وفيها وجهان آخران:
أحدهما أن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في تركبوا.
والثاني أن تكون حالا من الهاء أي لتركبوها تزيّنا بها.
9 {وَمِنْهََا جََائِرٌ}: الضمير يرجع على السبيل، وهي تذكر وتؤنث. وقيل: السبيل بمعنى السبل، فأنّث على المعنى.
و {قَصْدُ}: مصدر بمعنى إقامة السبيل، أو تعديل السبيل، وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته.
10 {مِنْهُ شَرََابٌ}: من هنا للتبعيض، ومن الثانية للسبية أي وبسببه إنبات شجر ودلّ على ذلك قوله: {«يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ»}.
12 {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}: يقرآن بالنصب عطفا على ما قبلهما ويقرآن بالرفع على الاستئناف.
و {«النُّجُومُ»} كذلك. و {«مُسَخَّرََاتٌ»} على القراءة الأولى حال، وعلى الثانية خبر.
13 {وَمََا ذَرَأَ لَكُمْ}: في موضع نصب بفعل محذوف أي وخلق، أو وأنبت.
و {مُخْتَلِفاً}: حال منه.
14 {مِنْهُ لَحْماً}: من لابتداء الغاية.
وقيل التقدير: لتأكلوا من حيوانه لحما.
{فِيهِ}: يجوز أن يتعلّق بمواخر لأنّ معناه جواري إذ كان مخر وشقّ وجرى قريبا بعضه من بعض.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر.
15 {أَنْ تَمِيدَ} أي مخافة أن تميد.
{وَأَنْهََاراً}: أي وشقّ أنهارا.
16 {وَعَلََامََاتٍ}: أي وضع علامات:
ويجوز أن تعطف على {«رَوََاسِيَ»}.
{وَبِالنَّجْمِ}: يقرأ على لفظ الواحد، وهو جنس. وقيل: يراد به الجدي وقيل: الثريا.
ويقرأ بضمّ النون والجيم وفيه وجهان:
أحدهما هو جمع نجم، مثل سقف وسقف.
والثاني أنه أراد النجوم، فحذف الواو، كما قالوا في أسد واسود واسد، وقالوا في خيام خيم.
ويقرأ بسكون الجيم، وهو مخفّف من المضموم.
21 {أَمْوََاتٌ}: إن شئت جعلته خبرا ثانيا ل «هم» أي وهم يخلقون ويموتون. وإن شئت جعلت يخلقون وأموات خبرا واحدا وإن شئت كان خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات.
{غَيْرُ أَحْيََاءٍ}: صفة مؤكّدة.
ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ليدفع به توهّم أن قوله «أموات» فيما بعد إذ قال تعالى: {«إِنَّكَ مَيِّتٌ»} أي ستموت.
و {أَيََّانَ}: منصوب ب {«يُبْعَثُونَ»}، ولا ب {«يَشْعُرُونَ»}.
24 {مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}: «ماذا» فيها وجهان:
أحدهما «ما» فيها استفهام، «وذا» بمعنى الذي، وقد ذكر في البقرة، والعائد محذوف أي أنزله.
و {أَسََاطِيرُ}: خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
ما ادّعيتموه منزلا أساطير.
ويقرأ أساطير بالنصب، والتقدير: وذكرتم أساطير، أو أنزل أساطير على الاستهزاء.(1/228)
ويقرأ أساطير بالنصب، والتقدير: وذكرتم أساطير، أو أنزل أساطير على الاستهزاء.
16: 2539
25 {لِيَحْمِلُوا} أي قالوا ذلك ليحملوا وهي لام العاقبة.
{وَمِنْ أَوْزََارِ الَّذِينَ} أي وأوزار الذين.
وقال الأخفش: «من» زائدة.
26 {مِنَ الْقَوََاعِدِ} أي من ناحية القواعد والتقدير: أتى أمر الله.
{مِنْ فَوْقِهِمْ}: يجوز أن يتعلّق «من» بخرّ، وتكون «من» لابتداء الغاية وأن تكون حالا أي كائنا من فوقهم، وعلى كلا الوجهين هو توكيد.
27 {تُشَاقُّونَ}: يقرأ بفتح النون، والمفعول محذوف أي تشاقّون المؤمنين، أو تشاقّونني.
ويقرأ بكسرها مع التشديد، فأدغم نون الرفع في نون الوقاية.
ويقرأ بالكسر والتخفيف، وهو مثل {«فَبِمَ تُبَشِّرُونَ»}. وقد ذكر.
{إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ}: في عامل الظرف وجهان:
أحدهما الخزي، وهو مصدر فيه الألف واللام. والثاني هو معمول الخبر وهو قوله تعالى:
{عَلَى الْكََافِرِينَ} أي كائن على الكافرين اليوم، وفصل بينهما بالمعطوف لاتّساعهم في الظّرف.
28 {الَّذِينَ تَتَوَفََّاهُمُ}: فيه الجرّ والنصب والرفع، وقد ذكر في مواضع.
و «تتوفّاهم» بمعنى توفّتهم.
{فَأَلْقَوُا السَّلَمَ}: يجوز أن يكون معطوفا على: {«قََالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ»}.
ويجوز أن يكون معطوفا على توفّاهم.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
و «السلم» هنا بمعنى القول، كما قال في الآية الأخرى: {«فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ»} فعلى هذا يجوز أن يكون {«مََا كُنََّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ»} تفسيرا للسلم الذي القوه ويجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير: فألقوا السلم قائلين: ما كنّا.
30 {مََا ذََا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}: «ما» في موضع نصب بأنزل، ودلّ على ذلك نصب الجواب وهو قوله: {قََالُوا خَيْراً} أي أنزل خيرا.
31 {جَنََّاتُ عَدْنٍ}: يجوز أن تكون هي المخصوصة بالمدح، مثل زيد في نعم الرجل زيد. و {يَدْخُلُونَهََا}: حال منها. ويجوز أن يكون مستأنفا، و «يدخلونها» الخبر.
ويجوز أن يكون الخبر محذوفا أي لهم جنّات عدن، ودلّ على ذلك قوله تعالى: {«لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هََذِهِ الدُّنْيََا حَسَنَةٌ»}.
{كَذََلِكَ يَجْزِي}: الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.
32 {طَيِّبِينَ}: حال من المفعول. و {«يَقُولُونَ»}: حال من الملائكة.
36 {أَنِ اعْبُدُوا}: يجوز أن تكون «أن» بمعنى أي. وأن تكون مصدرية.
{مَنْ هَدَى}: من نكرة: موصوفة مبتدأ، وما قبلها الخبر.
37 {فَإِنَّ اللََّهَ لََا يَهْدِي}: يقرأ بفتح الياء وكسر الدال على تسمية الفاعل. ولا يهدي: خبر إن. و {مَنْ يُضِلُّ}: مفعول يهدي.
ويقرأ «لا يهدى» بضم الياء على ما لم يسم فاعله، وفيه وجهان:
أحدهما أن من يضل مبتدأ، ولا يهدى خبر.
والثاني أنّ لا يهدى من يضل بأسره خبر إن، كقولك: إن زيدا لا يضرب أبوه.(1/229)
والثاني أنّ لا يهدى من يضل بأسره خبر إن، كقولك: إن زيدا لا يضرب أبوه.
16: 4057
40 {فَيَكُونُ}: يقرأ بالرفع أي فهو، وبالنصب عطفا على نقول وجعله جواب الأمر بعيد لما ذكرناه في البقرة.
41 {وَالَّذِينَ هََاجَرُوا}: مبتدأ، و {«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ»}:
الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره المذكور.
{حَسَنَةً}: مفعول ثان لنبوّئنهم لأن معناه لنعطينّهم.
ويجوز أن يكون صفة لمحذوف أي دارا حسنة، لأنّ بوّأته: أنزلته.
42 {الَّذِينَ صَبَرُوا}: في موضع رفع على إضمارهم أو نصب على تقدير اعني.
44 {بِالْبَيِّنََاتِ}: فيما تتعلق الباء به ثلاثة أوجه:
أحدها بنوحي، كما تقول: أوحي إليه بحق.
ويجوز أن تكون الباء زائدة. ويجوز أن تكون حالا من القائم مقام الفاعل وهو {«إِلَيْهِمْ»}.
والوجه الثاني أن تتعلّق بأرسلنا أي أرسلناهم بالبينات وفيه ضعف لأنّ ما قبل «إلا» لا يعمل فيما بعدها إذا تمّ الكلام على إلا وما يليها، إلا أنه قد جاء في الشعر. كقول الشاعر: نبّئتهم عذّبوا بالنار جارتهم ... ولا يعذّب إلّا الله بالنار
والوجه الثالث أن يتعلق بمحذوف تقديره بعثوا بالبينات. والله أعلم.
47 {عَلى ََ تَخَوُّفٍ}: في موضع الحال من الفاعل، أو المفعول، في قوله: {«أَوْ يَأْخُذَهُمْ»}.
48 {أَوَلَمْ يَرَوْا}: يقرأ بالياء والتاء وقبله غيبة وخطاب يصحّحان الأمرين.
{يَتَفَيَّؤُا}: يقرأ بالتاء على تأنيث الجمع الذي في الفاعل، وبالياء لأنّ التأنيث غير حقيقي.
{عَنِ الْيَمِينِ}: وضع الواحد موضع الجمع.
وقيل: أول ما يبدو الظل عن اليمين ثم ينتقل وينتشر عن الشمال، فانتشاره يقتضي الجمع.
و «عن»: حرف جرّ موضعها نصب على الحال.
ويجوز أن تكون للمجاوزة أي تتجاوز الظلال اليمين إلى الشمال.
وقيل: هي اسم أي جانب اليمين.
{وَالشَّمََائِلِ}: جمع شمال.
{سُجَّداً}: حال من الظلال: {وَهُمْ دََاخِرُونَ}: حال من الضمير في {«سُجَّداً»}. ويجوز أن يكون حالا ثانية معطوفة.
49 {مََا فِي السَّمََاوََاتِ}: إنما ذكر «ما» دون «من»، لأنها أعمّ، والسجود يشتمل على الجميع.
50 {مِنْ فَوْقِهِمْ}: هو حال من ربهم.
ويجوز أن يتعلّق بيخافون.
51 {اثْنَيْنِ}: هو توكيد. وقيل: مفعول ثان وهو بعيد.
52 {وََاصِباً}: حال من الدين.
53 {وَمََا بِكُمْ}: «ما» بمعنى الذي، والجارّ صلته.
و {«مِنْ نِعْمَةٍ»}: حال من الضمير في الجار.
{فَمِنَ اللََّهِ}: الخبر.
وقيل: «ما» شرطية، وفعل الشرط محذوف أي ما يكن، والفاء جواب الشرط.
54 {إِذََا فَرِيقٌ}: هو فاعل لفعل محذوف.
55 {فَتَمَتَّعُوا}: الجمهور على أنه أمر.
ويقرأ بالياء، وهو معطوف على يكفروا. ثم رجع إلى الخطاب، فقال {«فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ»}. وقرئ بالياء أيضا.
57 {وَلَهُمْ مََا يَشْتَهُونَ}: «ما»: مبتدأ، ولهم: خبره، أو فاعل الظرف.(1/230)
57 {وَلَهُمْ مََا يَشْتَهُونَ}: «ما»: مبتدأ، ولهم: خبره، أو فاعل الظرف.
16: 5867
وقيل: «ما» في موضع نصب عطفا على {«نَصِيباً»} أي ويجعلون ما يشتهون لهم وضعّف قوم هذا الوجه، وقالوا: لو كان كذلك لقال:
ولأنفسهم وفيه نظر.
58 {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}: خبره، ولو كان قد قرئ «مسودّ» لكان مستقيما، على أن يكون اسم ظلّ مضمرا فيها، والجملة خبرها.
{وَهُوَ كَظِيمٌ}: حال من صاحب الوجه.
ويجوز أن يكون من الوجه لأنّه منه.
59 {يَتَوََارى ََ}: حال من الضمير في «كظيم».
{أَيُمْسِكُهُ}: في موضع الحال تقديره:
يتوارى متردّدا: هل يمسكه أم لا.
{عَلى ََ هُونٍ}: حال.
62 {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ}: يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف، أو هو بدل مما يكرهون فعل هذا في قوله: {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ََ} وجهان:
أحدهما هو بدل من الكذب.
والثاني تقديره: بأنّ لهم ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل. وعند سيبويه هو في موضع جر. ويقرأ الكذب بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسنة، وهو جمع واحده كذوب، مثل صبور وصبر وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الألسنة مذكّرا أو مؤنثا، وقد سمع في اللسان الوجهان. وعلى هذه القراءة {«أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى ََ»} مفعول تصف.
{لََا جَرَمَ}: قد ذكر في هود مستوفى.
{مُفْرَطُونَ}: يقرأ بفتح الراء والتخفيف، وهو من أفرط إذا حمله على التفريط غيره، وبالكسر على نسبة الفعل إليه. وبالكسر والتشديد، وهو ظاهر.
64 {وَهُدىً وَرَحْمَةً}: معطوفان على لتبين أي للتّبيين والهداية والرحمة.
66 {بُطُونِهِ}: فيما تعود الهاء عليه ستة أوجه:
أحدها أنّ الأنعام تذكّر وتؤنّث، فذكّر الضمير على إحدى اللغتين.
والثاني أن الأنعام جنس، فعاد الضمير إليه على المعنى.
والثالث أنّ واحد الأنعام نعم، والضمير عائد على واحدة، كما قال الشاعر:
مثل الفراخ نتّفت حواصله والرابع أنه عائد على المذكور فتقديره: مما في بطون المذكور، كما قال الحطيئة:
لزغب كأولاد القطا راث خلفها على عاجزات النّهض حمر حواصله والخامس أنه يعود على البعض الذي له لبن منها.
والسادس أنه يعود على الفحل لأنّ اللبن يكون من طرق الفحل الناقة، فأصل اللبن ماء الفحل، وهذا ضعيف، لأن اللبن وإن نسب إلى الفحل فقد جمع البطون، وليس فحل الأنعام واحدا، ولا للواحد بطون فإن قال أراد الجنس فقد ذكر.
{مِنْ بَيْنِ}: في موضع نصب على الظرف.
ويجوز أن يكون حالا من «ما»، أو من اللبن.
{سََائِغاً}: الجمهور على قراءته على فاعل.
ويقرأ «سيّغا» بياء مشددة، وهو مثل سيد وميت، وأصله من الواو.
67 {وَمِنْ ثَمَرََاتِ}: الجار يتعلق بمحذوف، تقديره: وخلق لكم، أو وجعل.
{تَتَّخِذُونَ}: مستأنف. وقيل: هو صفة لمحذوف، تقديره: شيئا تتخذون بالنصب، أي:
وإن من الثمرات شيئا.
وإن شئت «شيء» بالرفع بالابتداء، ومن ثمرات خبره.(1/231)
وإن شئت «شيء» بالرفع بالابتداء، ومن ثمرات خبره.
16: 6889
وقيل التقدير: وتتخذون من ثمرات النخيل سكرا، وأعاد «من» لما قدّم وأخّر.
وذكّر الضمير لأنه عاد على «شيء» محذوف، أو على معنى الثمرات، وهو الثمر، أو على النخل أي من ثمر النخل أو على البعض، أو على المذكور كما تقدّم في «هاء» بطونه.
68 {أَنِ اتَّخِذِي} أي اتخذي، أو تكون مصدرية.
69 {ذُلُلًا}: هو حال من السّبل، أو من الضمير في «اسلكي»، والواحد ذلول، ثم عاد من الخطاب إلى الغيبة، فقال: {«يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهََا»}.
{فِيهِ شِفََاءٌ}: يعود على الشراب، وقيل على القرآن.
70 {لِكَيْ لََا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً}: «شيئا» منصوب بالمصدر على قول البصريين. وبيعلم على قول الكوفيين.
71 {فَهُمْ فِيهِ سَوََاءٌ}: الجملة من المبتدأ والخبر هنا واقعة موقع الفعل والفاعل والتقدير:
فما الذين فضّلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا، وهذا الفعل منصوب على جواب النفي.
ويجوز أن يكون مرفوعا عطفا على موضع برادّي أي فما الذين فضّلوا يردّون فما يستوون. 73 {رِزْقاً مِنَ السَّمََاوََاتِ}: الرّزق بكسر الراء: اسم المرزوق.
وقيل: هو اسم للمصدر، والمصدر بفتح الراء.
{شَيْئاً}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو منصوب برزق، لأنّ اسم المصدر يعمل عمله أي لا يملكون أن يرزقوا شيئا.
والثاني هو بدل من رزق.
والثالث هو منصوب نصب المصدر أي لا يملكون رزقا ملكا، وقد ذكرنا نظائره، كقوله: {«لََا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ»}.
75 {عَبْداً}: هو بدل من مثل. وقيل التقدير: مثلا مثل عبد.
و {مَنْ}: في موضع نصب نكرة موصوفة.
{سِرًّا وَجَهْراً}: مصدران في موضع الحال.
76 {أَيْنَمََا يُوَجِّهْهُ}: يقرأ بكسر الجيم أي يوجهه مولاه.
ويقرأ بفتح الجيم وسكون الهاء على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بالتاء وفتح الجيم والهاء على لفظ الماضي. 77 {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}: هو ضمير للأمر، وأوقد ذكر حكمها في: {«أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمََاءِ»}.
78 {أُمَّهََاتِكُمْ}: يقرأ بضم الهمزة وفتح الميم، وهو الأصل وبكسرهما. فأمّا كسرة الهمزة فلعلّة. وقيل أتبعت كسرة النون قبلها وكسرة الميم اتباعا لكسرة الهمزة.
{لََا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}: الجملة حال من الضمير المنصوب في: {«أَخْرَجَكُمْ»}.
79 {أَلَمْ يَرَوْا}: يقرأ بالتاء لأنّ قبله خطابا، وبالياء على الرجوع إلى الغيبة.
{مََا يُمْسِكُهُنَّ}: الجملة حال من الضمير في:
مسخّرات، أو من الطير. ويجوز أن يكون مستأنفا.
80 {مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً}: إنما أفرد لأن المعنى ما تسكنون.
{يَوْمَ ظَعْنِكُمْ}: يقرأ بسكون العين وفتحها وهما لغتان، مثل النّهر والنّهر، والظعن مصدر ظعن.
{أَثََاثاً}: معطوف على «سكنا»، وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور، وهو قوله تعالى: {«وَمِنْ أَصْوََافِهََا»}، وليس بفصل مستقبح كما زعم في الإيضاح لأن الجارّ والمجرور مفعول، وتقديم مفعول على مفعول قياس.
84 {وَيَوْمَ نَبْعَثُ}: أي واذكر، أو وخوّفهم.(1/232)
84 {وَيَوْمَ نَبْعَثُ}: أي واذكر، أو وخوّفهم.
16: 90109
90 {يَعِظُكُمْ}: يجوز أن يكون حالا من الضمير في {«يَنْهى ََ»} وأن يكون مستأنفا.
91 {بَعْدَ تَوْكِيدِهََا}: المصدر مضاف إلى المفعول، والفعل منه وكّد. ويقال: أكّد تأكيدا.
وقد {جَعَلْتُمُ}: الجملة حال من الضمير في {«تَنْقُضُوا»}.
ويجوز أن يكون حالا من فاعل المصدر.
92 {أَنْكََاثاً}: هو جمع نكث، وهو بمعنى المنكوث أي المنقوض وانتصب على الحال من غزلها.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى لأنّ معنى نقضت صيّرت.
و {تَتَّخِذُونَ}: حال من الضمير في {«تَكُونُوا»}، أو من الضمير في حرف الجر لأنّ التقدير: لا تكونوا مشبهين.
{أَنْ تَكُونَ}: أي مخافة أن تكون.
{أُمَّةٌ}: اسم كان، أو فاعلها إن جعلت كان التامة.
{هِيَ أَرْبى ََ}: جملة في موضع نصب خبر كان أو في موضع رفع الصفة ولا يجوز أن تكون هي فصلا لأنّ الاسم الأول نكرة.
والهاء في {«بِهِ»} تعود على الرّبو، وهو الزّيادة.
94 {فَتَزِلَّ}: هو جواب النهي.
97 {مِنْ ذَكَرٍ}: هو حال من الضمير في {«عَمِلَ»}.
98 {فَإِذََا قَرَأْتَ}: المعنى فإذا أردت القراءة، وليس المعنى إذا فرغت من القراءة.
100 {إِنَّمََا سُلْطََانُهُ}: الهاء فيه تعود على الشيطان. والهاء في {«بِهِ»} تعود عليه أيضا. والمعنى الذين يشركون بسببه.
وقيل: الهاء عائدة على الله عز وجل.
101 {وَاللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا يُنَزِّلُ}: الجملة فاصلة بين إذا وجوابها فيجوز أن تكون حالا، وألّا يكون لها موضع وهي مشدّدة.
102 {وَهُدىً وَبُشْرى ََ}: كلاهما في موضع نصب على المفعول له، وهو عطف على قوله {«لِيُثَبِّتَ»} لأنّ تقدير الأول لأن يثبّت.
ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر مبتدأ أي وهو هدى، والجملة حال من الهاء في {«نَزَّلَهُ»}. 103 {لِسََانُ الَّذِي}: القراءة المشهورة إضافة {«لِسََانُ»} إلى {«الَّذِي»}، وخبره {«أَعْجَمِيٌّ»}.
وقرئ في الشاذّ: اللسان الذي بالألف واللام، والذي نعت. والوقف بكل حال على بشر.
106 {مَنْ كَفَرَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو بدل من قوله {«الْكََاذِبُونَ»} أي وأولئك هم الكافرون. وقيل: هو بدل من أولئك.
وقيل: هو بدل من {«الَّذِينَ لََا يُؤْمِنُونَ»}.
والثاني هو مبتدأ، والخبر فعليهم غضب من الله.
{إِلََّا مَنْ أُكْرِهَ}: استثناء مقدّم.
وقيل: ليس بمقدم، فهو كقول لبيد:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وقيل: «من» شرط، وجوابها محذوف دلّ عليه قوله: {«فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ»}.
و {«إِلََّا مَنْ أُكْرِهَ»} استثناء متّصل لأنّ الكفر يطلق على القول والاعتقاد.
وقيل: هو منقطع لأن الكفر اعتقاد، والإكراه على القول دون الاعتقاد.
{مَنْ شَرَحَ}: مبتدأ. {«فَعَلَيْهِمْ»}: خبره.(1/233)
{مَنْ شَرَحَ}: مبتدأ. {«فَعَلَيْهِمْ»}: خبره.
16: 110125
110 {إِنَّ رَبَّكَ}:
خبر إن: {«لَغَفُورٌ رَحِيمٌ»}. وإنّ الثانية واسمها تكرير للتوكيد، ومثله في هذه السورة: {«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهََالَةٍ»}.
وقيل: لا خبر لأنّ الأولى في اللفظ، لأنّ خبر الثانية أغنى عنه.
{مِنْ بَعْدِ مََا فُتِنُوا}:
يقرأ على ما لم يسمّ فاعله أي فتنهم غيرهم بالكفر فأجابوا فإنّ الله عفا لهم عن ذلك أي رخص لهم فيه.
ويقرأ بفتح الفاء والتاء أي فتنوا أنفسهم أو فتنوا غيرهم ثم أسلموا.
111 {يَوْمَ تَأْتِي}:
يجوز أن يكون ظرفا لرحيم.
وأن يكون مفعولا به أي اذكر.
112 {قَرْيَةً}:
مثل قوله: {«مَثَلًا عَبْداً»}. {وَالْخَوْفِ} بالجر: عطفا على الجوع، وبالنصب عطفا على لباس.
وقيل: هو معطوف على موضع الجوع لأنّ التقدير: أن ألبسهم الجوع والخوف.
116 {أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}: يقرأ بفتح الكاف والباء وكسر الذال، وهو منصوب بتصف. و «ما» مصدرية. وقيل: هي بمعنى الذي، والعائد محذوف، والكذب بدل منه.
وقيل: هو منصوب بإضمار أعني.
ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الباء، وهو جمع كذاب بالتخفيف، مثل كتاب وكتب. وهو مصدر. وهي في معنى القراءة الأولى.
ويقرأ كذلك إلا أنّه بضمّ الباء على النعت للألسنة وهو جمع كاذب أو كذوب.
ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال والباء، على البدل من «ما» سواء جعلتها مصدرية أو بمعنى الذي.
117 {مَتََاعٌ قَلِيلٌ} أي بقاؤهم متاع، ونحو ذلك.
121 {اجْتَبََاهُ}: يجوز أن يكون حالا، «وقد» معه مرادة، وأن يكون خبرا ثانيا لإنّ. وأن يكون مستأنفا.
{لِأَنْعُمِهِ}: يجوز أن تتعلّق اللام ب {«شََاكِراً»}، وأن تتعلّق ب «اجتباه».(1/234)
{لِأَنْعُمِهِ}: يجوز أن تتعلّق اللام ب {«شََاكِراً»}، وأن تتعلّق ب «اجتباه».
16: 126128
126 {وَإِنْ عََاقَبْتُمْ}: الجمهور على الألف والتخفيف فيهما.
ويقرأ بالتشديد من غير ألف فيهما: أي تتبّعتم.
{بِمِثْلِ مََا}: الباء زائدة. وقيل ليست زائدة، والتقدير: بسبب مماثل لما عوقبتم.
{لَهُوَ خَيْرٌ}: الضمير للصبر أو للعفو وقد دلّ على المصدرين الكلام المتقدم.
127 {إِلََّا بِاللََّهِ} أي بعون الله، أو بتوفيقه.
{عَلَيْهِمْ} أي على كفرهم. وقيل الضمير يرجع على الشهداء أي لا تحزن عليهم فقد فازوا.
{فِي ضَيْقٍ}: يقرأ بفتح الضاد وفيه وجهان:
أحدهما هو مصدر ضاق، مثل سار سيرا.
والثاني هو مخفّف من الضيق أي في أمر ضيّق، مثل سيّد وميّت.
ويقرأ بكسر الضاد، وهى لغة في المصدر.
والله أعلم.
{مِمََّا يَمْكُرُونَ} أي من أجل ما يمكرون.
سورة الإسراء
17: 17
1 - قد تقدم الكلام على {سُبْحََانَ} في قصة آدم عليه السلام في البقرة.
و {لَيْلًا}: ظرف لأسرى، وتنكيره يدلّ على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه.
{حَوْلَهُ}: ظرف لباركنا. وقيل مفعول به أي طيّبنا، أو نمينا.
{لِنُرِيَهُ} بالنون، لأن قبله إخبار عن المتكلم وبالياء، لأنّ أول السورة على الغيبة، وكذلك خاتمة الآية وقد بدأ في الآية بالغيبة، وختم بها، ثم رجع في وسطها إلى الإخبار عن النفس فقال: باركنا، ومن آياتنا.
والهاء في «إنه» لله تعالى. وقيل للنبي صلّى الله عليه وسلّم أي إنّه السميع لكلامنا البصير لذاتنا.
2 {أَلََّا تَتَّخِذُوا}: يقرأ بالياء على الغيبة والتقدير: جعلناه هدى لئلا يتّخذوا: أو آتينا موسى الكتاب لئلا يتّخذوا.
ويقرأ بالتاء على الخطاب، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ «أن» بمعنى أي، وهى مفسّرة لما تضمّنه الكتاب من الأمر والنهى.
والثاني أن «أن» زائدة أي قلنا لا تتخذوا. والثالث أن «لا» زائدة، والتقدير: مخافة أن تتخذوا وقد رجع في هذا من الغيبة إلى الخطاب.
وتتخذوا هنا يتعدّى إلى مفعولين: أحدهما {«وَكِيلًا»} وفي الثاني وجهان:
أحدهما {«ذُرِّيَّةَ»}، والتقدير: لا تتخذوا ذرية من حملنا وكيلا أي ربّا أو مفوّضا إليه. و {«مِنْ دُونِي»} يجوز أن يكون حالا من وكيل، أو معمولا له، أو متعلقا بتتّخذوا.
والوجه الثاني المفعول الثاني «من دوني». وفي ذرية على هذا ثلاثة أوجه:
أحدها: هو منادى.
والثاني: هو منصوب بإضمار أعنى.
والثالث: هو بدل من وكيل، أو بدل من موسى عليه السلام.
وقرئ شاذّا بالرفع على تقدير هو ذرية، أو على البدل من الضمير في يتّخذوا على القراءة بالياء، لأنهم غيّب.
3 - و {مَنْ}: بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة.
4 {لَتُفْسِدُنَّ}: يقرأ بضمّ التاء وكسر السين من أفسد، والمفعول محذوف أي الأديان، أو الخلق.
ويقرأ بضم التاء وفتح السين أي يفسدكم غيركم.
ويقرأ بفتح التاء وضمّ السين أي تفسد أموركم.
{مَرَّتَيْنِ}: مصدر، والعامل فيه من غير لفظه.
5 {وَعْدُ أُولََاهُمََا} أي موعود أولى المرتين أي ما وعدوا به في المرة الأولى.
{عِبََاداً لَنََا} بالألف، وهو المشهور.
ويقرأ عبيدا، وهو جمع قليل، ولم يأت منه إلا ألفاظ يسيرة.
{فَجََاسُوا} بالجيم، ويقرأ بالحاء، والمعنى واحد.
و {خِلََالَ}: ظرف له.
ويقرأ: خلل الديار بغير ألف، قيل: هو واحد، والجمع خلال، مثل جبل وجبال. {وَكََانَ}: اسم كان ضمير المصدر أي وكان الجوس.
6 {الْكَرَّةَ}: هي مصدر في الأصل، يقال: كركرّا وكرّة.
و {عَلَيْهِمْ}: يتعلق برددنا. وقيل: بالكرة لأنه يقال كرّ عليه. وقيل: هو من حال الكرة.
{نَفِيراً}: تمييز وهو فعيل بمعنى فاعل أي من ينفر معكم، وهو اسم للجماعة.
وقيل: هو جمع نفر، مثل عبد وعبيد.
7 {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهََا}: قيل اللام بمعنى على كقوله: {«وَعَلَيْهََا مَا اكْتَسَبَتْ»}.
وقيل: هي على بابها وهو الصحيح لأنّ اللام للاختصاص، والعامل مختصّ بجزاء عمله حسنه وسيّئه.
{وَعْدُ الْآخِرَةِ}: أي الكرّة الآخرة.
{لِيَسُوؤُا}: بالياء وضمير الجماعة أي ليسوؤوا العباد، أو النفير.
ويقرأ كذلك، إلا أنه بغير واو أي ليسوء البعث، أو المبعوث، أو الله.
ويقرأ بالنون كذلك.
ويقرأ بضمّ الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة أي ليقبح وجوهكم.(1/235)
ويقرأ بضمّ الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة أي ليقبح وجوهكم.
17: 823
{مََا عَلَوْا}: منصوب ب {«تَتْبِيراً»} أي وليهلكوا علوّهم وما علوه. ويجوز أن يكون ظرفا.
8 {حَصِيراً} أي حاصرا ولم يؤنّثه لأنّ فعيلا هنا بمعنى فاعل.
وقيل التذكير على معنى الجنس.
وقيل: ذكّر لأنّ تأنيث جهنم غير حقيقي.
9 {أَنَّ لَهُمْ} أي بأنّ لهم.
10 {وَأَنَّ الَّذِينَ}: معطوف عليه أي يبشّر المؤمنين بالأمرين.
11 {دُعََاءَهُ} أي يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير، والمصدر مضاف إلى الفاعل. والتقدير: يطلب الشرّ فالباء للحال ويجوز أن تكون بمعنى السبب.
12 {آيَتَيْنِ}: قيل التقدير: ذوى آيتين، ودل على ذلك قوله: {«آيَةَ اللَّيْلِ»}، و {«آيَةَ النَّهََارِ»}.
وقيل: لا حذف فيه فالليل والنهار علامتان، ولهما دلالة على شيء آخر فلذلك أضاف في موضع، ووصف في موضع.
{وَكُلَّ شَيْءٍ}: منصوب بفعل محذوف لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل، ولولا ذلك لكان الأولى رفعه. ومثله: {«وَكُلَّ إِنسََانٍ»}.
13 {وَنُخْرِجُ}: يقرأ بضم النون. ويقرأ بياء مضمومة، وبياء مفتوحة وراء مضمومة. و {كِتََاباً}: حال على هذا أي: ونخرج طائره، أو عمله مكتوبا.
و {يَلْقََاهُ}: صفة للكتاب، و {«مَنْشُوراً»}: حال من الضمير المنصوب. ويجوز أن يكون نعتا للكتاب.
14 {اقْرَأْ} أي يقال.
16 {أَمَرْنََا}: يقرأ بالقصر والتخفيف أي أمرناهم بالطاعة. وقيل: كثرنا نعمهم وهو في معنى القراءة بالمدّ.
ويقرأ بالتشديد والقصر أي جعلناهم أمراء.
وقيل: هو بمعنى الممدودة لأنه تارة يعدّى بالهمزة، وتارة بالتضعيف واللازم منه: أمر القوم أي كثروا.
و «أمرنا»: جواب إذا. وقيل الجملة نصب نعتا لقرية، والجواب محذوف.
17 {وَكَمْ أَهْلَكْنََا}: «كم» هنا: خبر في موضع نصب بأهلكنا.
{مِنَ الْقُرُونِ}: قد ذكر نظيره في قوله: {«كَمْ آتَيْنََاهُمْ مِنْ آيَةٍ»}.
18 {مَنْ كََانَ}: «من» مبتدأ، وهي شرط.
و {«عَجَّلْنََا»} جوابه.
{لِمَنْ نُرِيدُ}: هو بدل من {«لَهُ»} بإعادة الجار.
{يَصْلََاهََا}: حال من جهنم، أو من الهاء في له. و {مَذْمُوماً}: حال من الفاعل في يصلى.
19 {سَعْيَهََا}: يجوز أن يكون مفعولا به لأنّ المعنى عمل عملها. و «لها»: من أجلها.
وأن يكون مصدرا.
20 {كُلًّا}: منصوب ب {نُمِدُّ}، والتقدير كلّ فريق.
و {هََؤُلََاءِ وَهَؤُلََاءِ}: بدل من كلّ. و «من»:
متعلقة بنمدّ.
والعطاء: اسم للمعطى.
21 {كَيْفَ}: منصوب ب {«فَضَّلْنََا»} على الحال، أو على الظرف.
23 {أَلََّا تَعْبُدُوا}: يجوز أن تكون «أن» بمعنى أي وهي مفسّرة لمعنى: قضى، و «لا» نهي.
ويجوز أن تكون في موضع نصب أي ألزم ربّك عبادته، ولا زائدة.
ويجوز أن يكون {«قَضى ََ»} بمعنى أمر، ويكون التقدير: بأن لا تعبدوا.
{وَبِالْوََالِدَيْنِ إِحْسََاناً}: قد ذكر في البقرة.
{إِمََّا يَبْلُغَنَّ}: إن شرطية، وما زائدة للتوكيد، و {يَبْلُغَنَّ} هو فعل الشرط، والجزاء {فَلََا تَقُلْ}.
ويقرأ «يبلغان»، والألف فاعل.(1/236)
ويقرأ «يبلغان»، والألف فاعل.
17: 2437
و {أَحَدُهُمََا أَوْ كِلََاهُمََا}: بدل منه. وقال أبو علي: هو توكيد.
ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما وفائدته التوكيد أيضا.
ويجوز أن تكون الألف حرفا للتثنية والفاعل أحدهما.
{أُفٍّ}: اسم للفعل، ومعناه التضجّر والكراهية. والمعنى: لا تقل لهما: كفّا، أو اتركا.
وقيل: هو اسم للجملة الخبرية أي كرهت، أو ضجرت من مداراتكما.
فمن كسر بناء على الأصل، ومن فتح طلب التخفيف، مثل رب، ومن ضمّ اتبع، ومن نون أراد التنكير، ومن لم ينوّن أراد التعريف، ومن خفّف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا.
24 {جَنََاحَ الذُّلِّ}: بالضم وهو ضدّ العز، وبالكسر وهو الانقياد ضد الصعوبة.
{مِنَ الرَّحْمَةِ}: أي من أجل رفقك بهما، فمن متعلقة بأخفض. ويجوز أن تكون حالا من جناح.
{كَمََا}: نعت لمصدر محذوف أي رحمة مثل رحمتهما.
28 {ابْتِغََاءَ رَحْمَةٍ}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال.
{تَرْجُوهََا}: يجوز أن يكون وصفا للرحمة، وأن يكون حالا من الفاعل.
و {مِنْ رَبِّكَ}: يتعلق بترجوها ويجوز أن يكون صفة لرحمة.
29 {كُلَّ الْبَسْطِ}: منصوبة على المصدر لأنها مضافة إليه.
31 {خِطْأً}: يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمزة، وهو مصدر خطئ، مثل علم علما.
وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها مصدر، مثل شبع شبعا، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا في المصدر وياء في الفعل لانكسار ما قبلها.
والثاني أن يكون القى حركة الهمزة على الطاء فانفتحت، وحذف الهمزة.
والثالث أن يكون خفّف الهمزة بأن قلبها الفا على غير القياس فانفتحت الطاء.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالهمز مثل عنب. ويقرأ بالفتح والهمز مثل «نصب»، وهو كثير. ويقرأ بالكسر، والمد مثل قام قياما.
الزّنا: الأكثر القصر، والمدّ لغة. وقد قرئ به.
وقيل: هو مصدر زانى، مثل قاتل قتالا، لأنه يقع من اثنين.
33 {فَلََا يُسْرِفْ}:
الجمهور على التسكين، لأنه نهي.
وقرئ بضم الفاء على الخبر، ومعناه النهي.
ويقرأ بالياء، والفاعل ضمير الولي. وبالتاء: أي لا تسرف أيها المقتصّ، أو المبتدئ بالقتل أي لا تسرف بتعاطي القتل.
وقيل: التقدير: يقال له لا تسرف.
{إِنَّهُ}: في الهاء ستة أوجه:
أحدها هي راجعة إلى الولي.
والثاني إلى المقتول.
والثالث إلى الدم.
والرابع إلى القتل.
والخامس إلى الحق.
والسادس إلى القاتل أي إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة.
34 {إِنَّ الْعَهْدَ كََانَ مَسْؤُلًا}: فيه وجهان:
أحدهما تقديره: إن ذا العهد أي كان مسؤولا عن الوفاء بعهده.
والثاني أنّ الضمير راجع إلى العهد، ونسب السؤال إليه مجازا، كقوله تعالى: {«وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ»}.
35 {بِالْقِسْطََاسِ}: يقرأ بضم القاف وكسرها وهما لغتان.
و {تَأْوِيلًا}: بمعنى مآلا.
36 {وَلََا تَقْفُ}: الماضي منه قفا إذا تتبع.
ويقرأ بضمّ القاف وإسكان الفاء مثل تقم وماضيه قاف يقوف، إذا تتبع أيضا. {كُلُّ}: مبتدأ، و {«أُولََئِكَ»}: إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد، وأشير إليها بأولئك وهي في الأكثر لمن يعقل لأنه جمع ذا، وذا لمن يعقل، ولما لا يعقل وجاء في الشعر: بعد أولئك الأيّام وكان وما عملت فيه الخبر، واسم كان يرجع إلى كل، والهاء في {«عَنْهُ»} ترجع إلى كل أيضا، وعن يتعلق بمسؤول. والضمير في مسؤول لكلّ أيضا والمعنى: إن السمع يسأل عن نفسه على المجاز.
ويجوز أن يكون الضمير في {«كََانَ»} لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه.
وقال الزمخشري: يكون «عنه» في موضع رفع بمسؤول كقوله: {«غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ»} وهذا غلط لأنّ الجارّ والمجرور يقام مقام الفاعل إذا تقدم الفعل، أو ما يقوم مقامه. وأما إذا تأخّر فلا يصحّ ذلك فيه لأن الاسم إذا تقدّم على الفعل صار مبتدأ، وحرف الجر إذا كان لازما يكون مبتدأ. ونظيره قولك: بزيد انطلق.
ويدلّك على ذلك انك لو ثنّيت لم تقل بالزيدين انطلقا، ولكن تصحيح المسألة أن تجعل الضمير في مسؤول للمصدر فيكون عنه في موضع نصب، كما تقدر في قولك: بزيد انطلق.
37 {مَرَحاً} بكسر الراء: حال، وبفتحها مصدر في موضع الحال، أو مفعول له.
{تَخْرِقَ} بكسر الراء وضمّها، لغتان.(1/237)
{تَخْرِقَ} بكسر الراء وضمّها، لغتان.
17: 3854
{طُولًا}: مصدر في موضع الحال من الفاعل أو المفعول.
ويجوز أن يكون تمييزا، ومفعولا له، ومصدرا من معنى «تبلغ».
38 {سَيِّئُهُ}: يقرأ بالتأنيث والنصب أي كلّ ما ذكر من المناهي وذكّر {«مَكْرُوهاً»} على لفظ كل أو لأن التأنيث غير حقيقي.
ويقرأ بالرفع والإضافة أي شيء ما ذكر.
39 {مِنَ الْحِكْمَةِ}: يجوز أن يكون متعلقا بأوحى وأن يكون حالا من العائد المحذوف وأن يكون بدلا من «ما أوحى».
40 {أَفَأَصْفََاكُمْ}: الألف مبدلة من واو، لأنه من الصّفوة.
{إِنََاثاً}: مفعول أول لاتخذ. والثاني محذوف أي أولادا.
ويجوز أن يكون اتخذ متعديا إلى واحد، مثل:
{«وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً»}.
ومن الملائكة: يجوز أن يكون حالا وأن يتعلق باتخذ.
41 {وَلَقَدْ صَرَّفْنََا}: المفعول محذوف، تقديره صرفنا المواعظ ونحوها. 42 {كَمََا يَقُولُونَ}: الكاف في موضع نصب أي كونا كقولهم.
43 {عُلُوًّا}: في موضع تعاليا لأنه مصدر قوله: {«تَعََالى ََ»} ويجوز أن يقع مصدر موقع آخر من معناه.
45 {مَسْتُوراً}: أي محجوبا بحجاب آخر فوقه.
وقيل: هو مستور بمعنى ساتر.
46 {أَنْ يَفْقَهُوهُ} أي مخافة أن يفقهوه، أو كراهة.
{نُفُوراً}: جمع نافر ويجوز أن يكون مصدرا كالقعود فإن شئت جعلته حالا، وإن شئت جعلته مصدرا لولّوا، لأنه بمعنى نفروا.
47 {يَسْتَمِعُونَ بِهِ}: قيل الباء بمعنى اللام.
وقيل: هي على بابها أي يستمعون بقلوبهم، أم بظاهر أسماعهم: {«وَإِذْ»}: ظرف ليستمعون الأولى.
والنّجوى: مصدر أي ذو نجوى.
ويجوز أن يكون جمع نجّي، كقتيل وقتلى.
{إِذْ يَقُولُ}: بدل من «إذ» الأولى. وقيل التقدير: اذكر إذ يقول. والتاء في الرفات أصل. والعامل في «إذ» ما دلّ عليه مبعوثون، لا نفس «مبعوثون» لأنّ ما بعد «أن» لا يعمل فيما قبلها.
49 - و {خَلْقاً}: حال، وهو بمعنى مخلوق.
ويجوز أن يكون مصدرا أي بعثنا بعثا جديدا.
51 {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ} أي يعيدكم الذي فطركم وهو كناية عن الإحياء، وقد دلّ عليه يعيدكم.
و {أَنْ يَكُونَ}: في موضع نصب بعسى، واسمها مضمر فيها، ويجوز أن يكون في موضع رفع بعسى، ولا ضمير فيها.
52 {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ}: هو ظرف ليكون ولا يجوز أن يكون ظرفا لاسم كان، وإن كان ضمير المصدر لأنّ الضمير لا يعمل.
ويجوز أن يكون ظرفا للبعث، وقد دلّ عليه معنى الكلام.
ويجوز أن يكون التقدير: اذكر يوم يدعوكم.
{بِحَمْدِهِ}: في موضع الحال أي فتستجيبون حامدين. ويجوز أن تتعلّق الباء بيدعوكم.
{وَتَظُنُّونَ} أي وأنتم تظنّون، فالجملة حال.
53 {يَقُولُوا}: قد ذكر في إبراهيم.
{يَنْزَغُ}: يقرأ بفتح الزاي وكسرها وهما لغتان.(1/238)
{يَنْزَغُ}: يقرأ بفتح الزاي وكسرها وهما لغتان.
17: 5571
55 {زَبُوراً}: يقرأ بالفتح والضم، وقد ذكر في النساء وفيه وجهان:
أحدهما أنه علم يقال: زبور، والزبور، كما يقاس عباس والعباس.
والثاني هو نكرة أي كتابا من جملة الكتب.
57 {أَيُّهُمْ}: مبتدأ، و {«أَقْرَبُ»} خبره، وهو استفهام والجملة في موضع نصب بيدعون.
ويجوز أن يكون أيهم بمعنى الذي، وهو بدل من الضمير في يدعون، والتقدير: الذي هو أقرب، وفيها كلام طويل يذكر في مريم.
59 {أَنْ نُرْسِلَ}: أي من أن نرسل، فهي في موضع نصب، أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه، وقد ذكرت نظائره.
{أَنْ كَذَّبَ}: في موضع رفع فاعل {«مَنَعَنََا»} وفيه حذف مضاف، تقديره: إلا إهلاك التكذيب وكانت عادة الله إهلاك من كذّب بالآيات الظاهرة، ولم يرد إهلاك مشركي قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم.
{مُبْصِرَةً}: أي ذات إبصار أي يستبصر بها.
وقيل: مبصرة: دالة كما يقال للدليل مرشد.
ويقرأ بفتح الميم والصاد أي تبصرة.
{تَخْوِيفاً}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال. 60 {وَإِذْ قُلْنََا} أي اذكر.
{وَالشَّجَرَةَ}: معطوف على الرؤيا والتقدير: وما جعلنا الشجرة إلا فتنة.
وقرئ شاذا بالرفع، والخبر محذوف أي فتنة، ويجوز أن يكون الخبر {«فِي الْقُرْآنِ»}.
61 {طِيناً}: هو حال من «من»، أو من العائد المحذوف فعلى الأول يكون العامل فيه اسجد، وعلى الثاني «خلقت».
وقيل التقدير: من طين فلما حذف الحرف نصب.
62 {هََذَا}: هو منصوب بأرأيت.
و {«الَّذِي»}: نعت له، والمفعول الثاني محذوف، تقديره: تفضيله أو تكريمه وقد ذكر الكلام في {«أَرَأَيْتَكَ»} في الأنعام.
63 {جَزََاءً}: مصدر أي تجزون جزاء.
وقيل: هو حال موطّئه. وقيل: هو تمييز.
64 {مَنِ اسْتَطَعْتَ}: «من» استفهام في موضع نصب باستطعت أي من استطعت منهم استفزازه. ويجوز أن تكون بمعنى الذي.
{وَرَجِلِكَ}: يقرأ بسكون الجيم، وهم الرجّالة. ويقرأ بكسرها، وهو فعل من رجل يرجل، إذا صار راجلا. ويقرأ «ورجالك» أي بفرسانك ورجالك.
{وَمََا يَعِدُهُمُ}: رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
66 {رَبُّكُمُ}: مبتدأ، و {«الَّذِي»} وصلته الخبر.
وقيل: هو صفة لقوله: {«الَّذِي فَطَرَكُمْ»}، أو بدل منه وذلك جائز وإن تباعد ما بينهما.
67 {إِلََّا إِيََّاهُ}: استثناء منقطع. وقيل:
هو متصل خارج على أصل الباب.
68 {أَنْ يَخْسِفَ}: يقرأ بالنون والياء، وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم.
{بِكُمْ}: حال من {«جََانِبَ الْبَرِّ»} أي نخسف جانب البر وأنتم.
وقيل: الباء متعلقة بنخسف أي بسببكم.
69 {بِهِ تَبِيعاً}: يجوز أن تتعلق الباء بتبيع، وبتجدوا، وأن تكون حالا من تبيع.
71 {يَوْمَ نَدْعُوا}: فيه أوجه:
أحدها هو ظرف لما دلّ عليه قوله: {«وَلََا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا»}، تقديره: لا يظلمون يوم ندعو.
والثاني أنه ظرف لما دلّ عليه قوله: {«مَتى ََ هُوَ»}؟
والثالث هو ظرف لقوله: {«فَتَسْتَجِيبُونَ»}.
والرابع هو بدل من {«يَدْعُوكُمْ»}.(1/239)
والرابع هو بدل من {«يَدْعُوكُمْ»}.
17: 7291
والخامس هو مفعول أي اذكروا يوم ندعو.
وقرأ الحسن بياء مضمومة وواو بعد العين، ورفع كلّ وفيه وجهان:
أحدهما أنه أراد يدعى، ففخّم الألف فقلبها واوا.
والثاني أنه يدعون، وحذف النون. و {«كُلَّ»} بدل من الضمير.
{بِإِمََامِهِمْ}: فيه وجهان:
أحدهما هو متعلّق بندعو أي نقول يا أتباع موسى، ويا أتباع محمد عليه السلام. أو يا أهل الكتاب، يا أهل القرآن.
والثاني هي حال تقديره مختلطين بنبيهم، أو مؤاخذين.
72 {أَعْمى ََ}: الأولى بمعنى فاعل. وفي الثانية وجهان:
أحدهما كذلك أي من كان في الدنيا عميّا عن حجته، فهو في الآخرة كذلك.
والثاني هي أفعل التي تقتضي «من»، ولذلك قال: {«وَأَضَلُّ»}، وأمال أبو عمرو الأولى دون الثانية لأنه رأى أنّ الثانية تقتضي «من»، فكأن الألف وسط الكلمة تمثّل أعمالهم. 74 {تَرْكَنُ}: بفتح الكاف، وماضيه بكسرها.
وقال بعضهم: هي مفتوحة في الماضي والمستقبل، وذلك من تداخل اللغتين: إن من العرب من يقول: ركن يركن، ومنهم من يقول: ركن يركن فيفتح الماضي ويضم المستقبل، فسمع من لغته فتح الماضي فتح المستقبل ممن هو لغته، أو بالعكس فجمع بينهما وإنما دعا قائل هذا إلى اعتقاده أنه لم يجئ عنهم فعل يفعل بفتح العين فيهما في غير حروف الحلق إلا أبى يأبى وقد قرئ بضم الكاف.
76 {لََا يَلْبَثُونَ}:
المشهور فتح الياء والتخفيف وإثبات النون على إلغاء إذن لأنّ الواو العاطفة تصيّر الجملة مختلطة بما قبلها فيكون «إذن» حشوا.
ويقرأ بضم الياء والتشديد، على مالم يسم فاعله.
وفي بعض المصاحف بغير نون على إعمال إذن، ولا يكترث بالواو فإنها قد تأتى مستأنفة.
{خِلََافَكَ}، وخلفك: لغتان بمعنى. وقد قرئ بهما.
{إِلََّا قَلِيلًا}: أي زمنا قليلا.
77 {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنََا}: هو منصوب على المصدر أي سننّا بك سنة من تقدّم من الأنبياء صلوات الله عليهم.
ويجوز أن تكون مفعولا به أي اتّبع سنّة من قد أرسلنا، كما قال تعالى: {«فَبِهُدََاهُمُ اقْتَدِهْ»}.
78 {إِلى ََ غَسَقِ اللَّيْلِ}: حال من الصلاة أي ممدودة.
ويجوز أن تتعلّق بأقم فهي لانتهاء غاية الإقامة.
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على الصلاة أي وأقم صلاة الفجر. والثاني هو على الإغراء أي عليك قرآن الفجر، أو الزم.
79 {نََافِلَةً لَكَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مصدر بمعنى تهجدا أي تنفّل نفلا، وفاعله هنا مصدر كالعافية.
والثاني هو حال أي صلاة نافلة.
{مَقََاماً}: فيه وجهان:
أحدهما هو حال، تقديره: ذا مقام.
الثاني أن يكون مصدرا، تقديره: أن يبعثك فتقوم.
82 {مِنَ الْقُرْآنِ}: «من» لبيان الجنس أي كلّه هدى من الضلال.
وقيل: هي للتبعيض أي منه ما يشفى من المرض. وأجاز الكسائي {«وَرَحْمَةٌ»} بالنصب، عطفا على «ما».
83 {وَنَأى ََ}: يقرأ بألف بعد الهمزة أي بعد عن الطاعة.
ويقرأ بهمزة بعد الألف، وفيه وجهان:
أحدهما هو مقلوب نأى.
والثاني هو بمعنى نهض أي ارتفع عن قبول الطاعة، أو نهض في المعصية والكبر.
84 {أَهْدى ََ سَبِيلًا}: يجوز أن يكون أفعل من: هدى غيره. وأن يكون من اهتدى، على حذف الزوائد، أو من هدى بمعنى اهتدى فيكون لازما.
85 {مِنَ الْعِلْمِ}: متعلق بأوتيتم، ولا يكون حالا من قليل لأن فيه تقديم المعمول على «إلا».
87 {إِلََّا رَحْمَةً}: هو مفعول له، والتقدير: حفظناه عليك للرحمة.
ويجوز أن يكون مصدرا تقديره: لكن رحمناك رحمة.
88 {لََا يَأْتُونَ}: ليس بجواب الشرط لكن جواب قسم محذوف دلّ عليه اللام الموطّئة في قوله: {«لَئِنِ اجْتَمَعَتِ»}.
وقيل: هو جواب الشرط، ولم يجزمه لأنّ فعل الشرط ماض.
90 {حَتََّى تَفْجُرَ}: يقرأ بالتشديد على التكثير. وبفتح التاء وضمّ الجيم والتخفيف.(1/240)
90 {حَتََّى تَفْجُرَ}: يقرأ بالتشديد على التكثير. وبفتح التاء وضمّ الجيم والتخفيف.
17: 92104
92 {كِسَفاً}: يقرأ بفتح السين، وهو جمع كسفة، مثل قربة وقرب. وبسكونها. وفيه وجهان:
أحدهما هو مخفّف من المفتوحة، أو مثل سدرة وسدر.
والثاني هو واحد على فعل بمعنى مفعول، وانتصابه على الحال من السماء، ولم يؤنثه لأنّ تأنيث السماء غير حقيقي أو لأنّ السماء بمعنى السّقف.
والكاف في {«كَمََا»} صفة لمصدر محذوف أي إسقاط مثل مزعومك.
و {قَبِيلًا}: حال من الملائكة، أو من الله والملائكة.
93 {نَقْرَؤُهُ}: صفة لكتاب، أو حال من المجرور.
{قُلْ}: على الأمر، وقال على الحكاية عنه.
94 {أَنْ يُؤْمِنُوا}: مفعول منع. و {«أَنْ قََالُوا»}: فاعله.
95 {يَمْشُونَ}: صفة للملائكة.
و {مُطْمَئِنِّينَ}: حال من ضمير الفاعل.
97 {عَلى ََ وُجُوهِهِمْ}: حال. و {عُمْياً}:
حال أخرى، إما بدل من الأولى، وإمّا حال من الضمير في الجار. {مَأْوََاهُمْ جَهَنَّمُ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا مقدّرة.
{كُلَّمََا خَبَتْ}: الجملة إلى آخر الآية حال من جهنّم، والعامل فيها معنى المأوى. ويجوز أن تكون مستأنفة.
98 {ذََلِكَ}: مبتدأ. و {جَزََاؤُهُمْ}:
خبره، و {«بِأَنَّهُمْ»} يتعلّق بجزاء.
وقيل: {«ذََلِكَ»} خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلك. وجزاؤهم مبتدأ، وبأنهم الخبر.
ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا، أو بيانا وبأنّهم خبر ذلك.
100 {لَوْ أَنْتُمْ}: في موضع رفع بأنه فاعل لفعل محذوف وليس بمبتدأ، لأن «لو» تقتضي الفعل كما تقتضيه إن الشرطية والتقدير: لو تملكون، فلما حذف الفعل صار الضمير المتّصل منفصلا. و {تَمْلِكُونَ} الظاهرة: تفسير للمحذوف.
{لَأَمْسَكْتُمْ}: مفعوله محذوف أي أمسكتم الأموال.
وقيل: هو لازم بمعنى بخلتم.
{خَشْيَةَ}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال. 101 {بَيِّنََاتٍ}: صفة لآيات، أو لتسع.
{إِذْ جََاءَهُمْ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مفعول به باسأل على المعنى لأنّ المعنى: اذكر لبنى إسرائيل إذ جاءهم.
وقيل: التقدير: اذكر إذ جاءهم، وهى غير ما قدرت به اسأل.
والثاني هو ظرف، وفي العامل فيه أوجه:
أحدها: آتينا.
والثاني: قلنا مضمرة أي فقلنا له: سل.
والثالث: قل. تقديره: قل لخصمك سل بني إسرائيل والمراد به فرعون أي قل يا موسى وكان الوجه أن يقول: إذ جئتهم فرجع من الخطاب إلى الغيبة.
102 {لَقَدْ عَلِمْتَ} بالفتح على الخطاب أي علمت ذلك، ولكنك عاندت.
وبالضم أي أنا غير شاك فيما جئت به.
{بَصََائِرَ}: حال من هؤلاء، وجاءت بعد إلّا، وهى حال مما قبلها لما ذكرنا في هود عند قوله:
{«وَمََا نَرََاكَ اتَّبَعَكَ»}.
104 {لَفِيفاً}: حال بمعنى جميعا.
وقيل: هو مصدر كالنّذير والنّكير أي مجتمعين.(1/241)
وقيل: هو مصدر كالنّذير والنّكير أي مجتمعين.
17: 105111
105 {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنََاهُ} أي وبسبب إقامة الحقّ فتكون الباء متعلقة بأنزلنا.
ويجوز أن يكون حالا، أي وأنزلناه ومعه الحقّ، أو وفيه الحقّ.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزلنا ومعنا الحقّ.
{وَبِالْحَقِّ نَزَلَ}: فيه الوجهان الأولان دون الثالث لأنه ليس فيه ضمير لغير القرآن.
106 {وَقُرْآناً} أي وآتيناك قرآنا، دلّ على ذلك: {«وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسى ََ تِسْعَ آيََاتٍ»} أو أرسلناك فعلى هذا {«فَرَقْنََاهُ»} في موضع نصب على الوصف ويجوز أن يكون التقدير: وفرقنا قرآنا وفرقناه تفسير لا موضع له، وفرّقنا أي في أزمنة وبالتخفيف أي شرحناه.
{عَلى ََ مُكْثٍ}: في موضع الحال أي متمكثا. والمكث بالضم والفتح: لغتان، وقد قرئ بهما، وفيه لغة أخرى: كسر الميم.
107 {لِلْأَذْقََانِ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هي حال تقديره: ساجدين للأذقان.
والثاني هي متعلقة بيخرّون، واللام على بابها أي مزلّون للأذقان. والثالث هي بمعنى «على» فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من «يبكون»، و «يبكون» حال.
109 - وفاعل {وَيَزِيدُهُمْ} القرآن، أو المتلوّ، أو البكاء، أو السجود.
110 {أَيًّا مََا}: أيّا منصوب ب {«تَدْعُوا»}. وتدعوا مجزوم بأيا، وهى شرط. فأما «ما» فزائدة للتوكيد.
وقيل: هي شرطية، كرّرت لما اختلف اللفظان.
111 {مِنَ الذُّلِّ} أي من أجل الذّل.
سورة الكهف
18: 113
2 {قَيِّماً}: فيه وجهان:
أحدهما هو حال من الكتاب، وهو مؤخّر عن موضعه أي أنزل الكتاب قيّما قالوا: وفيه ضعف لأنه يلزم منه التفريق بين بعض الصلة وبعض لأن قوله تعالى: {«وَلَمْ»} معطوف على أنزل.
وقيل: قيّما حال، {«وَلَمْ يَجْعَلْ»}: حال أخرى.
والوجه الثاني أن {«قَيِّماً»} منصوب بفعل محذوف تقديره: جعله قيّما فهو حال أيضا.
وقيل: هو حال أيضا من الهاء في {«وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ»}، والحال مؤكّدة، وقيل منتقلة.
{لِيُنْذِرَ} أي لينذر العباد، أو لينذركم.
{مِنْ لَدُنْهُ}: يقرأ بفتح اللام وضمّ الدال وسكون النون وهي لغة. ويقرأ بفتح اللام وضمّ الدال وكسر النون. ومنهم من يختلس ضمّة الدال، ومنهم من يختلس كسرة النون.
3 {مََاكِثِينَ}: حال من المجرور في {«لَهُمْ»} والعامل فيها الاستقرار.
وقيل: هو صفة لأجر، والعائد الهاء في «فيه».
5 {كَبُرَتْ}: الجمهور على ضمّ الباء، وقد أسكنت تخفيفا.
و {كَلِمَةً}: تمييز. والفاعل مضمر أي كبرت مقالتهم. وفي {تَخْرُجُ}: وجهان:
أحدهما هو في موضع نصب صفة لكلمة.
والثاني في موضع رفع تقديره: كلمة كلمة تخرج، لأن كبر بمعنى بئس فالمحذوف هو المخصوص بالذم.
و {كَذِباً}: مفعول {«يَقُولُونَ»}، أو صفة لمصدر محذوف أي قولا كذبا.
6 - و {أَسَفاً}: مصدر في موضع الحال من الضمير في {«بََاخِعٌ»}.
وقيل: هو مفعول له.
والجمهور على {«إِنْ لَمْ»} بالكسر، على الشرط ويقرأ بالفتح أي، لأن لا يؤمنوا.
7 {زِينَةً}: مفعول ثان على أنّ جعل بمعنى صيّر، أو مفعول له، أو حال على أن جعل بمعنى خلق.
9 {أَمْ حَسِبْتَ}: تقديره: بل أحسبت.
{وَالرَّقِيمِ}: بمعنى المرقوم، على قول من جعله كتابا.
و {عَجَباً}: خبر كان. و {مِنْ آيََاتِنََا}:
حال منه.
ويجوز أن يكونا خبرين. ويجوز أن يكون عجبا حالا من الضمير في الجار.
10 {إِذْ}: ظرف لعجبا. ويجوز أن يكون التقدير: اذكر إذ.
11 {سِنِينَ}: ظرف لضربنا، وهو بمعنى أنمناهم.
و {عَدَداً}: صفة لسنين أي معدودة أو ذوات عدد.
وقيل: مصدر أي تعدّ عددّا.
12 {أَيُّ الْحِزْبَيْنِ}: مبتدأ. و {أَحْصى ََ}:
الخبر، وموضع الجملة نصب بنعلم، وفي «أحصى» وجهان:
أحدهما هو فعل ماض، و {«أَمَداً»}: مفعوله، ولما لبثوا: نعت له قدّم عليه فصار حالا، أو مفعولا له أي لأجل لبثهم.
وقيل: اللام زائدة وما بمعنى الذي، وأمدا مفعول لبثوا، وهو خطأ. وإنما الوجه أن يكون تمييزا والتقدير: لما لبثوه.
والوجه الثاني هو اسم، وأمدا منصوب بفعل دلّ عليه الاسم وجاء أحصى على حذف الزيادة، كما جاء: هو أعطى للمال، وأولى بالخير.(1/242)
والوجه الثاني هو اسم، وأمدا منصوب بفعل دلّ عليه الاسم وجاء أحصى على حذف الزيادة، كما جاء: هو أعطى للمال، وأولى بالخير.
18: 1422
14 {شَطَطاً}: مفعول به، أو يكون التقدير: قولا شططا.
15 {هََؤُلََاءِ}: مبتدأ، و {«قَوْمُنَا»}: عطف بيان، و {«اتَّخَذُوا»} الخبر.
16 {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ}: «إذ» ظرف لفعل محذوف أي وقال بعضهم لبعض.
{وَمََا يَعْبُدُونَ}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها هي اسم بمعنى الذي و {إِلَّا اللََّهَ}:
مستثنى من «ما»، أو من العائد المحذوف.
والثاني هي مصدرية، والتقدير: اعتزلتموهم وعبادتهم إلا عبادة الله.
والثالث أنها حرف نفي، فيخرج في الاستثناء وجهان: أحدهما: هو منقطع.
والثاني هو متّصل والتقدير: وإذ اعتزلتموهم إلّا عبادة الله، أو وما يعبدون إلا الله فقد كانوا يعبدون الله مع الأصنام، أو كان منهم من يعبد الله.
{مِرفَقاً}: يقرأ بكسر الميم وفتح الفاء لأنه يرتفق به فهو كالمنقول المستعمل مثل المبرد والمنخل.
ويقرأ بالعكس، وهو مصدر، أي ارتفاقا.
وفيه لغة ثلاثة، وهي فتحهما، وهو مصدر أيضا مثل المضرب والمنزع. 17تزاور: يقرأ بتشديد الزاي، وأصله تتزاور، فقلبت الثانية زايا وأدغمت.
ويقرأ بالتخفيف على حذف الثانية. ويقرأ بتشديد الراء مثل تحمرّ، ويقرأ بألف بعد الواو، مثل:
تحمارّ. ويقرأ بهمزة مكسورة بين الواو والراء، مثل تطمئن.
و {ذََاتَ الْيَمِينِ}: ظرف لتزاور.
18 {وَنُقَلِّبُهُمْ}: المشهور أنه فعل منسوب إلى الله عزّ وجلّ.
ويقرأ بتاء وضمّ اللام وفتح الباء، وهو منصوب بفعل دلّ عليه الكلام، أي ونرى تقلّبهم.
و {بََاسِطٌ}: خبر المبتدأ، و {ذِرََاعَيْهِ}:
منصوب به، وإنما عمل اسم الفاعل هنا وإن كان للماضي، لأنه حال محكية.
{لَوِ اطَّلَعْتَ}: بكسر الواو على الأصل، وبالضم ليكون من جنس الواو.
{فِرََاراً}: مصدر، لأنّ وليت بمعنى فررت.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا له.
{وَلَمُلِئْتَ} بالتخفيف. ويقرأ بالتشديد على التكثير. و {رُعْباً}: مفعول ثان. وقيل: تمييز.
19 {وَكَذََلِكَ}: في موضع نصب أي وبعثناهم كما قصصنا عليك.
و {كَمْ}: ظرف. و {«بِوَرِقِكُمْ»}: في موضع الحال والأصل فتح الواو وكسر الراء، وقد قرئ به، وبإظهار القاف على الأصل، وبإدغامها لقرب مخرجها من الكاف واختير الإدغام لكثرة الحركات والكسرة.
ويقرأ بإسكان الراء على التخفيف، وبإسكانها وكسر الواو على نقل الكسرة إليها، كما يقال فخذ وفخذ.
{أَيُّهََا أَزْكى ََ}: الجملة في موضع نصب، والفعل معلّق عن العمل في اللفظ.
و {طَعََاماً}: تمييز.
21 {إِذْ يَتَنََازَعُونَ}: «إذ» ظرف ليعلموا، أو لأعثرنا، ويضعف أن يعمل فيه الوعد لأنه قد أخبر عنه.
ويحتمل أن يعمل فيه معنى {«حَقٌّ»}.
{بُنْيََاناً}: مفعول، وهو جمع بنيانة، وقيل: هو مصدر.
22 {ثَلََاثَةٌ}: يقرأ شاذّا بتشديد التاء على أنه سكّن الثاء وقلبها تاء وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول ابعث تلك.(1/243)
22 {ثَلََاثَةٌ}: يقرأ شاذّا بتشديد التاء على أنه سكّن الثاء وقلبها تاء وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول ابعث تلك.
18: 2329
و {رََابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}: رابعهم مبتدأ وكلبهم: خبره. ولا يعمل اسم الفاعل هنا لأنه ماض. والجملة صفة لثلاثة، وليست حالا إذ لا عامل لها لأنّ التقدير: هم ثلاثة، و «هم» لا يعمل، ولا يصحّ أن يقدّر هؤلاء، لأنها إشارة إلى حاضر، ولم يشيروا إلى حاضر. ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التي بعدها لجاز، كما جاز في الجملة الأخيرة لأنّ الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو. وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في {«ثََامِنُهُمْ»}.
وقيل: دخلت لتدلّ على أنّ ما بعدها مستأنف حقّ، وليس من جنس المقول برجم الظنون.
وقد قيل فيها غير هذا، وليس بشيء.
و {رَجْماً}: مصدر أي يرجمون رجما.
24 {إِلََّا أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ}: في المستثنى منه ثلاثة أوجه:
أحدها هو من النهى والمعنى: لا تقولنّ أفعل غدا إلا أن يؤذن لك في القول.
والثاني هو من فاعل أي لا تقولنّ إنى فاعل غدا حتى تقرن به قول إن شاء الله.
والثالث أنه منقطع.
وموضع {«أَنْ يَشََاءَ اللََّهُ»} نصب على وجهين:
أحدهما على الاستثناء، والتقدير: لا تقولنّ ذلك في وقت، إلا وقت أن يشاء الله أي يأذن فحذف الوقت، وهو مراد.
والثاني هو حال، والتقدير: لا تقولنّ افعل غدا إلا قائلا إن شاء الله، فحذف القول. وهو كثير.
وجعل قوله: «أن يشاء» في معنى إن شاء وهو ممّا حمل على المعنى.
وقيل: التقدير: إلا بأن يشاء الله أي متلبّسا بقول إن شاء الله.
25 {ثَلََاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}: يقرأ بتنوين مائة، و «سنين» على هذا: بدل من ثلاث.
وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة لأنّ مائة في معنى مئات.
ويقرأ بالإضافة وهو ضعيف في الاستعمال لأنّ مائة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الأصل إذ الأصل أضافه العدد إلى الجمع، ويقوّي ذلك أنّ علامة الجمع هنا جبر لما دخل السّنة من الحذف فكأنها تتمّة الواحد.
{تِسْعاً}: مفعول {«ازْدَادُوا»}، وزاد متعدّ إلى اثنين، فإذا بني على افتعل تعدّى إلى واحد.
26 {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}: الهاء تعود على الله عزّ وجلّ، وموضعها رفع لأن التقدير: أبصر الله، والباء زائدة، وهكذا في فعل التعجّب الذي هو على لفظ الأمر.
وقال بعضهم: الفاعل مضمر والتقدير: أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف، فهو أمر حقيقة.
{وَلََا يُشْرِكُ}: يقرأ بالياء وضمّ الكاف على الخبر عن الله. وبالتاء على النهى أي أيها المخاطب.
28 {وَاصْبِرْ}: هو متعدّ لأن معناه احبس، و {«بِالْغَدََاةِ وَالْعَشِيِّ»}. قد ذكرا في الأنعام.
{وَلََا تَعْدُ عَيْنََاكَ}: الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين. وقرأ الحسن: تعدّ عينيك بالتشديد والتخفيف أي لا تصرفهما.
{أَغْفَلْنََا}: الجمهور على إسكان اللام، و {«قَلْبَهُ»} بالنصب أي أغفلنا عقوبة له، أو وجدناه غافلا.
ويقرأ بفتح اللام، و «قلبه» بالرفع، وفيه وجهان:
أحدهما وجدنا قبله معرضين عنه.
والثاني أهمل أمرنا عن تذكّرنا.
29 {يَشْوِي الْوُجُوهَ}: يجوز أن يكون نعتا لماء، وأن يكون حالا من المهل، وأن يكون حالا من الضمير في «الكاف»، أو في الجار.
{وَسََاءَتْ}: أي ساءت النار.(1/244)
{وَسََاءَتْ}: أي ساءت النار.
18: 3044
{مُرْتَفَقاً}: أي متكأ، أو معناه المنزل.
30 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}: في خبر إنّ ثلاثة أوجه:
أحدها {أُولََئِكَ لَهُمْ جَنََّاتُ عَدْنٍ}، وما بينهما معترض مسدّد.
والثاني تقديره: لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم، فحذف العائد للعلم به.
والثالث أن قوله تعالى: {«مَنْ أَحْسَنَ»} عامّ، فيدخل فيه الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويغني ذلك عن ضمير، كما أغنى دخول زيد تحت الرجل في باب نعم عن ضمير. يعود عليه.
وعلى هذين الوجهين قد جعل خبر إن الجملة التي فيها إنّ.
31 {مِنْ أَسََاوِرَ}: يجوز أن تكون «من» زائدة على قول الأخفش ويدلّ عليه قوله: {«وَحُلُّوا أَسََاوِرَ»}.
ويجوز أن تكون غير زائدة أي شيئا من أساور فتكون لبيان الجنس، أو للتبعيض.
و {مِنْ ذَهَبٍ}: «من» فيه لبيان الجنس، أو للتبعيض وموضعها جرّ نعتا لأساور ويجوز أن تتعلق بيحلّون.
وأساور: جمع أسورة، وأسورة جمع سوار، وقيل: هو جمع أسوار.
{مُتَّكِئِينَ}: حال إما من الضمير في تحتهم، أو من الضمير في يحلّون، أو يلبسون.
والسندس: جمع سندسة. وإستبرق: جمع إستبرقة، وقيل هما جنسان.
32 {مَثَلًا رَجُلَيْنِ}: التقدير: مثلا مثل رجلين.
و {جَعَلْنََا}: تفسير المثل، فلا موضع له.
ويجوز أن يكون موضعه نصبا نعتا لرجلين كقولك: مررت برجلين جعل لأحدهما جنة.
33 {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ}: مبتدأ، و {«آتَتْ»} خبره، وأفرد الضمير حملا على لفظ كلتا.
{وَفَجَّرْنََا} بالتخفيف، والتشديد.
و {خِلََالَهُمََا}: ظرف، والثّمر بضمتين:
جمع ثمار، فهو جمع الجمع، مثل كتاب وكتب.
ويجوز تسكين الميم تخفيفا.
ويقرأ: «ثمرا» جمع ثمرة.
35 {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ}: إنّما أفرد، ولم يقل جنّتيه، لأنهما جميعا ملكه فصارا كالشيء الواحد. وقيل: اكتفاء بالواحدة عن الثنتين كما يكتفى بالواحد عن الجمع، وهو كقول الهذلي:
والعين بعدهم كأنّ حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع 36 {خَيْراً مِنْهََا}:
يقرأ على الإفراد، والضمير لجنّته. وعلى التثنية، والضمير للجنّتين.
38 {لََكِنَّا هُوَ}:
الأصل لكن أنا، فألقيت حركة الهمزة على النون، وقيل حذفت حذفا، وأدغمت النون في النون.
والجيّد حذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف لأنّ أنا كذلك، والألف فيه زائدة لبيان الحركة.
ويقرأ بإثباتها في الحالين. وأنا مبتدأ، و {هُوَ} مبتدأ ثان، و {اللََّهُ}: مبتدأ ثالث و {رَبِّي} الخبر، والياء عائدة على المبتدأ الأول.
ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا، إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو، لأنه ضمير مرفوع ويجوز أن يكون اسم الله بدلا من هو.
39 {مََا شََاءَ اللََّهُ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، وهو مبتدأ والخبر محذوف أو خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ما شاء الله.
والثاني هي شرطية في موضع نصب ب يشاء، والجواب محذوف أي ما شاء الله كان.
{إِلََّا بِاللََّهِ}: في موضع رفع خبره.
{أَنَا}: فيه وجهان:
أحدهما هي فاصلة بين المفعولين.
والثاني هي توكيد للمفعول الأول، فموضعها نصب.
ويقرأ «أقلّ» بالرفع على أن يكون أنا مبتدأ، وأقل خبره، والجملة في موضع المفعول الثاني.
40 {حُسْبََاناً}: هو جمع حسبانة.
41 - و {غَوْراً}: مصدر بمعنى الفاعل أي غائرا.
وقيل التقدير: ذا غور. 42 {يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}: هذا هو المشهور.
ويقرأ «تقلّب» أي تتقلب كفّاه بالرفع.
{عَلى ََ مََا أَنْفَقَ}: يجوز أن يتعلق بيقلّب، وأن يكون حالا أي متحسّرا على ما أنفق فيها أي في عمارتها.
{وَيَقُولُ}: يجوز أن يكون حالا من الضمير في «يقلب»، وأن يكون معطوفا على «يقلب».
43 {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ}: يقرأ بالتاء والياء، وهما ظاهران.
{يَنْصُرُونَهُ}: محمول على المعنى، لأنّ الفئة ناس، ولو كان «تنصره» لكان على اللفظ.
44 {هُنََالِكَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو ظرف، والعامل فيه معنى الاستقرار في «لله». و {الْوَلََايَةُ}: مبتدأ، و {لِلََّهِ}: الخبر.
والثاني هنالك خبر الولاية والولاية مرفوعة، ولله يتعلّق بالظرف، أو بالعامل في الظرف، أو بالولاية.
ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلّق بمحذوف.
والولاية بالكسر والفتح: لغتان. وقيل:
الكسر في الإمارة، والفتح في النصرة.(1/245)
الكسر في الإمارة، والفتح في النصرة.
18: 4559
و {الْحَقِّ} بالرفع: صفة الولاية، أو خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق، أو هو الحق.
ويجوز أن يكون مبتدأ، و {«هُوَ خَيْرٌ»} خبره.
ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى.
45 {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا}:
يجوز أن تجعل «اضرب» بمعنى اذكر، فيتعدّى إلى واحد، فعلى هذا يكون {«كَمََاءٍ أَنْزَلْنََاهُ»} خبر مبتدأ محذوف أي هو كماء. وأن يكون بمعنى صيّر، فيكون «كماء» مفعولا ثانيا.
{فَاخْتَلَطَ بِهِ}: قد ذكر في يونس.
{تَذْرُوهُ}: هو من ذرت الريح تذرو ذروا أي فرقت.
ويقال: ذرت تذري، وقد قرئ به. ويقال:
أذرت تذرى، كقولك: أذريته عن فرسه إذا ألقيته عنها، وقرئ به أيضا.
47 {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبََالَ} أي واذكر يوم.
وقيل: هو معطوف على عند ربّك أي الصالحات خير عند الله، وخير يوم نسيّر.
وفي «نسير» قراءات كلها ظاهرة.
{وَتَرَى}: الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. وقيل لكل إنسان. و {بََارِزَةً}: حال.
{وَحَشَرْنََاهُمْ}: في موضع الحال، و «قد» مرادة أي وقد حشرناهم.
48 {صَفًّا}: حال بمعنى مصطفّين أي مصفوفين.
والتقدير: يقال لهم {«لَقَدْ جِئْتُمُونََا»} أو مفعولا لهم فيكون حالا أيضا.
و {بَلْ}: هاهنا للخروج من قصّة إلى قصة.
49 {لََا يُغََادِرُ}:
في موضع الحال من الكتاب.
50 {وَإِذْ قُلْنََا} أي واذكر.
{إِلََّا إِبْلِيسَ}: استثناء من غير الجنس، وقيل من الجنس.
و {كََانَ مِنَ الْجِنِّ}: في موضع الحال، و «قد» معه مرادة.
{فَفَسَقَ}: إنما أدخل الفاء لأنّ المعنى إلا إبليس امتنع ففسق.
{بِئْسَ}: اسمها مضمر فيها. والمخصوص بالذمّ محذوف أي بئس البدل هو وذريته.
و {لِلظََّالِمِينَ}: حال من {«بَدَلًا»}. وقيل:
يتعلّق ببئس.
51 {مََا أَشْهَدْتُهُمْ} أي إبليس وذريته.
ويقرأ أشهدناهم.
{عَضُداً}: يقرأ بفتح العين وضمّ الضاد، وبفتح العين وضمّها مع سكون الضاد، والأصل هو الأول، والثاني تخفيف، وفى الثالث نقل: ولم يجمع لأنّ الجمع في حكم الواحد إذ كان المعنى أن جميع المضلّين لا يصلح أن ينزلوا في الاعتضاد بهم منزلة الواحد.
ويجوز أن يكون اكتفي بالواحد عن الجمع.
52 {وَيَوْمَ يَقُولُ} أي واذكر يوم يقول.
ويقرأ بالنون والياء.
و {بَيْنَهُمْ}: ظرف. وقيل: هو مفعول به أي وصيّرنا وصلهم إهلاكا لهم.
و (الموبق): مكان، وإن شئت كان مصدرا يقال: وبق يبق وبوقا وموبقا، ووبق يوبق وبقا. 53 {مَصْرِفاً} أي انصرافا.
ويجوز أن يكون مكانا أي لم يجدوا مكانا ينصرف إليه عنها. والله أعلم.
54 {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} أي ضربنا لهم مثلا من كلّ جنس من الأمثال والمفعول محذوف أو يخرّج على قول الأخفش أن تكون من زائدة.
{أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}: فيه وجهان:
أحدهما أنّ شيئا هنا في معنى مجادل لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعض له، وتمييزه جدلا يقتضي أن يكون الأكثر مجادلا، وهذا من وضع العامّ موضع الخاص.
والثاني أنّ في الكلام محذوفا، تقديره: وكان جدال الإنسان أكثر شيء، ثم ميّزه.
55 {أَنْ يُؤْمِنُوا}: مفعول منع، و {«أَنْ تَأْتِيَهُمْ»}: فاعله وفيه حذف مضاف أي إلا طلب أو انتظار أن تأتيهم.
56 {وَمََا أُنْذِرُوا}: «ما»: بمعنى الذي، والعائد محذوف، و «هزوا»: مفعول ثان.
ويجوز أن تكون «ما» مصدرية.
57 {أَنْ يَفْقَهُوهُ} أي كراهية أن يفقهوه.
58 {لَوْ يُؤََاخِذُهُمْ}: مضارع محكي به الحال وقيل: هو بمعنى الماضي.
والموعد هنا يصلح للمكان والمصدر.
و «الموئل»: مفعل، من وأل يئل إذا لجأ، ويصلح لهما أيضا.
59 {وَتِلْكَ}: مبتدأ. و {أَهْلَكْنََاهُمْ}:
الخبر.
ويجوز أن يكون «تلك» في موضع نصب بفعل مقدّر يفسّره المذكور.
و {لِمَهْلِكِهِمْ}: مفعل بضم الميم، وفتح اللام، وفيه وجهان:
أحدهما هو مصدر بمعنى الإهلاك، مثل المدخل.
والثاني هو مفعول أي لمن أهلك، أو لما أهلك منها.
ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك.
ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام، وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف إلى الفعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.(1/246)
ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام، وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف إلى الفعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.
18: 6076
60 {وَإِذْ قََالَ}: أي واذكر.
{لََا أَبْرَحُ}: فيه وجهان:
أحدهما هي الناقصة، وفي اسمها وخبرها وجهان: أحدهما: خبرها محذوف أي لا أبرح أسير. والثاني: الخبر {«حَتََّى أَبْلُغَ»} والتقدير: لا أبرح سيري ثم حذف الاسم، وجعل ضمير المتكلم عوضا منه، فأسند الفعل إلى المتكلم.
والوجه الآخر هي التامّة والمفعول محذوف أي لا أفارق السير حتى أبلغ كقولك: لا أبرح المكان أي لا أفارقه.
{أَوْ أَمْضِيَ}: في «أو» وجهان:
أحدهما هي لأحد الشيئين أي أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع، أو مضيّ الحقب.
والثاني أنها بمعنى إلا أن أي إلا أن أمضي زمانا أتيقّن معه فوات مجمع البحرين.
والمجمع: ظرف. ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.
61 {سَبِيلَهُ}: الهاء تعود على الحوت.
{فِي الْبَحْرِ}: يجوز أن يتعلّق باتخذ، وان يكون حالا من السبيل، أو من {«سَرَباً»}.
63 {أَنْ أَذْكُرَهُ}: في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه أي ما أنساني ذكره، وكسر الهاء وضمّها جائزان. وقد قرئ بهما.
{عَجَباً}: مفعول ثان لاتخذ. وقيل: هو مصدر أي قال موسى عجبا فعلى هذا يكون المفعول الثاني لاتخذ في {«الْبَحْرِ»}.
64 - نبغي: الجيّد إثبات الياء. وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهّل ذلك أنّ الياء لا تضمّ هاهنا.
{قَصَصاً}: مصدر {«فَارْتَدََّا»} على المعنى.
وقيل: هو مصدر فعل محذوف، أي يقصان قصصا.
وقيل: هو في موضع الحال أي مقتصّين، و «علما»: مفعول به ولو كان مصدرا لكان تعليما.
66 {عَلى ََ أَنْ تُعَلِّمَنِ}: هو في موضع الحال أي أتبعك بأذلالي، والكاف صاحب الحال.
و {رُشْداً}: مفعول تعلّمن.
ولا يجوز أن يكون مفعول {«عُلِّمْتَ»} لأنّه لا عائد إذن على الذي وليس بحال من العائد المحذوف لأنّ المعنى على ذلك يبعد.
والرّشد والرّشد لغتان، وقد قرئ بهما. 68 {خُبْراً}: مصدر لأنّ تحيط بمعنى تخبر.
70 {تَسْئَلْنِي}: يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء وبفتح اللام وتشديد النون، ونون الوقاية محذوفة. ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون الوقاية.
ويقرأ بفتح النون وتشديدها.
71 {لِتُغْرِقَ أَهْلَهََا}: يقرأ بالتاء على الخطاب مشدّدا ومخففا، وبالياء وتسمية الفاعل.
73 {عُسْراً}: هو مفعول ثان لترهق لأنّ المعنى لا تولني أو تغشنى.
74 {بِغَيْرِ نَفْسٍ}: الباء تتعلق بقتلت أي قتلته بلا سبب.
ويجوز أن يتعلق بمحذوف أي قتلا بغير نفس. وأن تكون في موضع الحال أي قتلته ظالما أو مظلوما.
والنّكر والنّكر لغتان قد قرئ بهما. و {«شَيْئاً»}:
مفعول أي أتيت شيئا منكرا.
ويجوز أن يكون مصدرا، أي مجيئا منكرا.
76 {مِنْ لَدُنِّي}: يقرأ بتشديد النون، والاسم لدن، والنون الثانية وقاية، وبتخفيفها، وفيه وجهان:(1/247)
76 {مِنْ لَدُنِّي}: يقرأ بتشديد النون، والاسم لدن، والنون الثانية وقاية، وبتخفيفها، وفيه وجهان:
18: 7788
أحدهما هو كذلك، إلا أنه حذف نون الوقاية، كما قالوا: قدني وقدي.
والثاني أصله لد، وهي لغة فيها، والنون للوقاية.
و {عُذْراً}: مفعول به، كقولك: بلغت الغرض.
77 {اسْتَطْعَمََا أَهْلَهََا}: هو جواب إذا، وأعاد ذكر الأهل توكيدا.
{أَنْ يَنْقَضَّ}: بالضاد المعجمة المشدّدة من غير ألف وهو من السقوط، شبّه بانقضاض الطائر.
ويقرأ بالتخفيف على ما لم يسمّ فاعله من النّقض.
ويقرأ بالألف والتشديد مثل يحمارّ.
ويقرأ كذلك بغير تشديد، وهو من قولك:
انقاض البناء إذا تهدّم وهو ينفعل.
ويقرأ بالضاد مشدّدة من قولك: انقاضّت السن، إذا انكسرت.
{لَاتَّخَذْتَ}: يقرأ بكسر الخاء مخفّفة، وهو من تخذ يتخذ، إذا عمل شيئا.
ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء، وفيه وجهان:
أحدهما هو افتعل من تخذه.
والثاني أنه من الأخذ وأصله ايتخذ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت، وأصل الياء الهمزة. 78 {فِرََاقُ بَيْنِي}: الجمهور على الإضافة أي تفريق وصلنا.
ويقرأ بالتنوين، و «بين» منصوب على الظرف.
79 {غَصْباً}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر أخذ من معناه.
80 {مُؤْمِنَيْنِ}: خبر كان. ويقرأ شاذّا بالألف، على أنّ في كان ضمير الغلام أو الشأن، والجملة بعدها خبرها.
81 {زَكََاةً}: تمييز، والعامل {«خَيْراً مِنْهُ»}.
و {رُحْماً}: كذلك. والتسكين والضّمّ لغتان.
82 {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}: مفعول له، أو موضع الحال.
83 {مِنْهُ ذِكْراً} أي من إخباره، فحذف المضاف.
84 {مَكَّنََّا لَهُ}: المفعول محذوف أي أمره.
85 {فَأَتْبَعَ}: يروى بوصل الهمزة والتشديد، و {سَبَباً}: مفعوله. ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف، وهو متعدّ إلى اثنين أي أتبع سببا سببا.
86 {حَمِئَةٍ}: يقرأ بالهمز من غير ألف، وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة، وهو الطّين الأسود ويجوز تخفيف الهمزة. ويقرأ بالألف من غير همز، وهو مخفّف من المهموز أيضا ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حرّه كقوله تعالى: {«نََاراً حََامِيَةً»}.
{إِمََّا أَنْ تُعَذِّبَ}: «أن» في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف أي إمّا العذاب واقع منك بهم.
وقيل: هو خبر أي إما هو أن تعذب، أو إما الجزاء أن تعذب. وقيل: هو في موضع نصب أي إما توقع أن تعذب، أو تفعل.
{حُسْناً}: أي أمرا ذا حسن.
88 {جَزََاءً الْحُسْنى ََ}: يقرأ بالرفع والإضافة، وهو مبتدأ، أو مرفوع بالظرف، والتقدير: فله جزاء الخصلة الحسنى.
ويقرأ بالرفع والتنوين، والحسنى بدل، أو خبر مبتدأ محذوف.
ويقرأ بالنصب والتنوين أي فله الحسنى جزاء فهو مصدر في موضع الحال، أي مجزيّا بها.
وقيل: هو مصدر على المعنى أي يجزى بها جزاء. وقيل: تمييز.
ويقرأ بالنصب من غير تنوين وهو مثل النون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين.(1/248)
ويقرأ بالنصب من غير تنوين وهو مثل النون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين.
18: 89110
{مِنْ أَمْرِنََا يُسْراً}: أي شيئا ذا يسر.
90 {مَطْلِعَ الشَّمْسِ}: يجوز أن يكون مكانا، وأن يكون مصدرا، والمضاف محذوف أي مكان طلوع الشمس.
91 {كَذََلِكَ} أي الأمر كذلك.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.
93 {بَيْنَ السَّدَّيْنِ}: «بين» هاهنا مفعول به.
والسّدّ بالفتح: مصدر سد، وهو بمعنى المسدود. وبالضم اسم للمسدود. وقيل: المضموم ما كان من خلق الله، والمفتوح ما كان من صنعة الآدمي.
وقيل: هما لغتان بمعنى واحد وقد قرئ بهما.
94 {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ}: هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ويجوز همزهما وترك همزهما. وقيل: هما عربيان، فيأجوج يفعول مثل يربوع، ومأجوج مفعول مثل معقول، وكلاهما من أجّ الظليم إذا أسرع، أو من أجّت النار إذا التهبت، ولم ينصرفا للتعريف والتأنيث.
والخرج: يقرأ بغير ألف، مصدر خرج، والمراد به الأجر.
وقيل: هو بمعنى مخرج. والخراج بالألف، وهو بمعنى الأجر أيضا. وقيل: هو المال المضروب على الأرض أو الرقاب.
95 {مََا مَكَّنِّي فِيهِ}: يقرأ بالتشديد على الإدغام، وبالإظهار على الأصل.
و «ما» بمعنى الذي، وهو مبتدأ و {«خَيْرٌ»} خبره.
{بِقُوَّةٍ} أي برجال ذي، أو ذوي قوة، أو بمتقوّى به.
والّردم بمعنى المردوم به، أو الرادم.
96 {آتُونِي}: يقرأ بقطع الهمزة والمد أي أعطوني. وبوصلها أي جيئوني. والتقدير:
بزبر الحديد. أو هو بمعنى أحضروا لأن جاء وحضر متقاربان.
و {الصَّدَفَيْنِ}: يقرأ بضمتين، وبضم الأول وإسكان الثاني، وبفتحتين، وبفتح الأول وإسكان الثاني، وبفتح الأول وضم الثاني وكلها لغات.
والصّدف: جانب الجبل.
{قِطْراً}: مفعول «آتوني»، ومفعول أفرغ محذوف أي أفرغه. وقال الكوفيون: هو مفعول افرغ، ومفعول الأول محذوف.
97 {فَمَا اسْطََاعُوا}:
يقرأ بتخفيف التاء أي استطاعوا، وحذف التاء تخفيفا.
ويقرأ بتشديدها، وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين.
98 {دَكََّاءَ}، ودكا: قد ذكر في الأعراف.
101 {الَّذِينَ كََانَتْ}:
في موضع جر صفة للكافرين أو نصب بإضمار أعني، أو رفع بإضمارهم.
102 {أَفَحَسِبَ}:
يقرأ بكسر السين على أنه فعل.
{أَنْ يَتَّخِذُوا}: سدّ مسدّ المفعولين.
ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء والخبر أن يتخذوا.
103 {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ}: يقرأ بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لقرب مخرج الحرفين.
{أَعْمََالًا}: تمييز، وجاز جمعه، لأنه منصوب عن أسماء الفاعلين.
105 {فَلََا نُقِيمُ لَهُمْ}: يقرأ بالنون والياء وهو ظاهر.
ويقرأ «يقوم». والفاعل مضمر أي فلا يقوم عملهم، أو سعيهم، أو صنيعهم.
و {وَزْناً} تمييز، أو حال.
106 {ذََلِكَ}: أي الأمر ذلك، وما بعده مبتدأ وخبر.
ويجوز أن يكون «ذلك» مبتدأ، و {جَزََاؤُهُمْ} مبتدأ ثان، و {جَهَنَّمُ} خبره، والجملة خبر الأول، والعائد محذوف أي جزاؤهم به.
ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، وجزاؤهم بدلا أو عطف بيان، وجهنم الخبر.
ويجوز أن تكون جهنم بدلا من جزاء، أو خبر ابتداء محذوف أي هو جهنّم. و {بِمََا كَفَرُوا}: خبر ذلك ولا يجوز أن تتعلّق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم.
{وَاتَّخَذُوا}: يجوز أن يكون معطوفا على كفروا، وأن يكون مستأنفا.
107 {نُزُلًا}: يجوز أن يكون حالا من جنّات. و {لَهُمْ} الخبر. وأن يكون «نزلا» خبر كان. و «لهم» يتعلق بكان، أو بالخبر، أو على التّبيين.
108 {لََا يَبْغُونَ}: حال من الضمير في {«خََالِدِينَ»}. والحول: مصدر بمعنى التحوّل.
109 {مَدَداً}: هو تمييز، ومدادا بالألف مثله في المعنى.
110 {أَنَّمََا إِلََهُكُمْ}: أنّ هاهنا مصدرية، ولا يمنع ذلك من دخول «ما» الكافة عليها.
و {بِعِبََادَةِ رَبِّهِ} أي في عبادة ربه.
ويجوز أن تكون على بابها أي بسبب عبادة ربّه والله أعلم.
سورة مريم
قد ذكّرنا الكلام على الحروف المقطعة في أول البقرة فليتأمل من ثمّ.
19: 1
1 {كهيعص}: يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفهم.(1/249)
1 {كهيعص}: يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفهم.
19: 219
ويقرأ بإظهارها لأنّ الحروف المقطعة يقصد تمييز بعضها عن بعض إيذانا بأنها مقطّعة ولذلك وقف بعضهم على كل حرف منها وقفة يسيرة، وإظهار النون يؤذن بذلك.
2 {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ}: في ارتفاعه ثلاثة أوجه:
أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هذا ذكر.
والثاني هو مبتدأ والخبر محذوف أي فيما يتلى عليك ذكر.
والثالث هو خبر الحروف المقطعة، ذكره الفرّاء، وفيه بعد لأنّ الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة، ولا في ذكر الرحمة معناها.
و «ذكر»: مصدر مصاف إلى المفعول، والتقدير: هذا ذكر ربّك رحمة عبده.
وقيل: هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع.
والمعنى: هذا إن ذكرت رحمة ربك فعلى الأول ينتصب عبده برحمة، وعلى الثاني بذكر.
ويقرأ في الشاذ «ذكر» على الفعل الماضي، ورحمة مفعول، وعبده فاعل.
و {زَكَرِيََّا}: بدل على الوجهين من عبده. ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب أي هذا القرآن ذكّر النبيّ عليه الصلاة والسلام، أو الأمّة.
3 - و {إِذْ}: ظرف للرحمة، أو لذكر.
4 {شَيْباً}: نصب على التمييز.
وقيل: هو مصدر في موضع الحال.
وقيل: هو منصوب على المصدر من معنى {«اشْتَعَلَ»} لأن معناه شاب.
و {بِدُعََائِكَ}: مصدر مضاف إلى المفعول أي بدعائي إيّاك.
5 {خِفْتُ الْمَوََالِيَ}:
فيه حذف مضاف أي عدم الموالي، أو جور الموالي.
ويقرأ: خفّت بالتشديد وسكون التاء، والموالي فاعل أي نقص عددهم.
والجمهور على المدّ وإثبات الياء في {«وَرََائِي»}.
ويقرأ بالقصر وفتح الياء، وهو من قصر الممدود.
6 {يَرِثُنِي}: يقرأ بالجزم فيهما على الجواب أي إن يهب يرث، وبالرفع فيهما على الصفة لوليّ، وهو أقوى من الأولى لأنه سأل وليّا هذه صفته، والجزم لا يحصل بهذا المعنى.
وقرئ شاذا يرثني وارث على أنه اسم فاعل.
و {رَضِيًّا}: أي مرضيا. وقيل راضيا ولام الكلمة واو، وقد تقدّم.
7 - و {سَمِيًّا}: فعيل بمعنى مساميا، ولام الكلمة واو، من سما يسمو.
8 {عِتِيًّا}: أصله عتوّ على فعول، مثل قعود وجلوس، إلا أنّهم استثقلوا توالي الضّمتين.
والواوين، فكسروا التاء، فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ثم قلبت الواو التي هي لام ياء لسبق الاولى بالسكون.
ومنهم من يكسر العين اتباعا.
ويقرأ بفتحها، على أنها مصدر على فعيل، وكذلك بكيّ وصليّ وهو منصوب ببلغت أي بلغت العتيّ من الكبر أي من أجل الكبر ويجوز أن تكون حالا من عتىّ، وأن تتعلّق ببلغت.
وقيل: «من» زائدة، و «عتيا» مصدر مؤكد، أو تمييز، أو مصدر في موضع الحال من الفاعل.
9 {قََالَ كَذََلِكَ}: أي الأمر كذلك.
وقيل: هو في موضع نصب، أي أفعل مثل ما طلبت، وهو كناية عن مطلوبه.
10 {سَوِيًّا}: حال من الفاعل في {«تُكَلِّمَ»}.
11 {أَنْ سَبِّحُوا}: يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى أي.
12 - و {بِقُوَّةٍ}: مفعول، أو حال.
13 {وَحَنََاناً}: معطوف على {«الْحُكْمَ»} أي وهبنا له تحنّنا. وقيل: هو مصدر.
14 {وَبَرًّا} أي وجعلناه برّا. وقيل: هو معطوف على خبر كان.
16 {إِذِ انْتَبَذَتْ}: في «إذ» أربعة أوجه:
أحدها أنها ظرف، والعامل فيه محذوف، تقديره: واذكر خبر مريم إذ انتبذت.
والثاني أن تكون حالا من المضاف المحذوف.
والثالث أن يكون منصوبا بفعل محذوف أي وبيّن إذ انتبذت فهو على كلام آخر، كما قال سيبويه في قوله تعالى: {«انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ»}، وهو في الظرف أقوى، وإن كان مفعولا به.
والرابع أن يكون بدلا من مريم بدل الاشتمال لأن الأحيان تشتمل على الجثث، ذكره الزمخشري وهو بعيد لأنّ الزمان إذا لم يكن حالا من الجثّة ولا خبرا عنها، ولا وصفا لها، لم يكن بدلا منها.
وقيل: «إذ» بمعنى أن المصدرية كقولك: لا أكرمك إذ لم تكرمني أي لأنك لم تكرمني فعلى هذا يصحّ بدل الاشتمال أي: واذكر مريم انتباذها.
و {مَكََاناً}: ظرف. وقيل: مفعول به على المعنى إذ أتت مكانا.
17 {بَشَراً سَوِيًّا}: حال.
19 {لِأَهَبَ}: يقرأ بالهمز، وفيه وجهان:
أحدهما أنّ الفاعل الله تعالى، والتقدير: قال لأهب لك.
والثاني الفاعل جبريل عليه السلام، وأضاف الفعل إليه لأنه سبب فيه.
ويقرأ بالياء، وفيه وجهان:
أحدهما أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفا.(1/250)
أحدهما أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفا.
19: 2027
والثاني ليهب الله.
20 {بَغِيًّا}: لام الكلمة ياء، يقال: بغت تبغي، وفي وزنه وجهان:
أحدها هو فعول، فلما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين اتباعا، ولذلك لم تلحق تاء التأنيث، كما لم تلحق في:
امرأة صبور، وشكور.
والثاني هو فعيل بمعنى فاعل، ولم تلحق التاء أيضا للمبالغة.
وقيل: لم تلحق لأنّه على النسب، مثل طالق وحائض.
21 {كَذََلِكِ} أي الأمر كذلك.
وقيل: التقدير: قال ربّك مثل ذلك. و {«هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ»}: مستأنف على هذا القول.
{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنََّاسِ} أي ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب. وقيل التقدير: نهبه لك ولنجعله.
{وَكََانَ أَمْراً}: أي وكان خلقه أمرا.
22 {فَانْتَبَذَتْ بِهِ}: الجار والمجرور حال أي فانتبذت وهو معها.
23 {فَأَجََاءَهَا الْمَخََاضُ}: الأصل جاءها، ثم عدّي بالهمزة إلى مفعول ثان، واستعمل بمعنى ألجأها.
ويقرأ بغير همز على فاعلها، وهو من المفاجأة، وترك الهمزة الأخيرة تخفيفا.
والمخاض بالفتح: وجع الولادة.
ويقرأ بالكسر، وهما لغتان.
وقيل: الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء، والكسر مصدر مثل القتال، وجاء على فعال مثل الطّراق والعقاب.
{يََا لَيْتَنِي}: قد ذكر في النساء.
{نَسْياً} بالكسر، وهو بمعنى المنسيّ.
وبالفتح أي شيئا حقيرا، وهو قريب من معنى الأول.
ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين وهو من نسأت اللبن إذا خلطت به ماء كثيرا وهو في معنى الأول أيضا.
و {مَنْسِيًّا} بالفتح والكسر على الإتباع شاذّ مثل المعيرة.
24 {مِنْ تَحْتِهََا}: يقرأ بفتح الميم، وهو فاعل نادى، والمراد به عيسى صلّى الله عليه وسلّم أي من تحت ذيلها. وقيل: المراد من دونها.
وقيل: المراد به جبريل عليه السلام، وهو تحتها في المكان، كما تقول: داري دارك.
ويقرأ بكسر الميم، والفاعل مضمر في الفعل، وهو عيسى، أو جبريل صلوات الله عليهما، والجارّ على هذا حال أو ظرف.
و {أَلََّا}: مصدرية، أو بمعنى أي.
25 {بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}:
الباء زائدة أي أميلي إليك.
وقيل: هي محمولة على المعنى، والتقدير: هزّي الثمرة بالجذع أي انقضي.
وقيل: التقدير: وهزّي إليك رطبا جنيّا كائنا بجذع النخلة فالباء على هذا حال.
{تُسََاقِطْ}: يقرأ على تسعة أوجه: بالتاء والتشديد، والأصل تتساقط، وهو أحد الأوجه.
والثالث بالياء والتشديد، والأصل يتساقط، فأدغمت التاء في السين.
والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية، والفاعل على هذه الأوجه النخلة. وقيل: الثمرة لدلالة الكلام عليها.
والخامس بالتاء والتخفيف وضمّ القاف.
والسادس كذلك إلا أنه بالياء، والفاعل الجذع أو الثمر.
والسابع «تساقط» بتاء مضمومة وبالألف وكسر القاف.
والثامن كذلك إلا أنه بالياء.
والتاسع «تسقط» بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف، وأظنّ أنه يقرأ كذلك بالياء.
و {رُطَباً}: فيه أربعة أوجه:
أحدها هو حال موطّئة، وصاحب الحال الضمير في الفعل.
والثاني هو مفعول به لتساقط.
والثالث هو مفعول هزّي.
والرابع هو تمييز. وتفصيل هذه الأوجه يتبيّن بالنظر في القراءات، فيحمل كلّ منها على ما يليق به.
و {جَنِيًّا}: بمعنى مجنيّ. وقيل: هو بمعنى فاعل أي طريا.
26 {وَقَرِّي}: يقرأ بفتح القاف والماضي منه: قررت يا عين بكسر الراء، والكسر قراءة شاذة، وهي لغة شاذّة، والماضي قررت يا عين بفتح الراء.
و {عَيْناً}: تميز.
و {تَرَيِنَّ}: أصله ترايين مثل ترغبين فالهمزة عين الفاعل، والياء لامه، وهو مبنيّ هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم، وبقيت ياء الضمير، وحرّكت لسكونها وسكون النون بعدها، فوزنه تفينّ، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا.
ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإمّا، وهو بعيد.
و {مِنَ الْبَشَرِ}: حال من {«أَحَداً»}، أو مفعول به.
27 {فَأَتَتْ بِهِ}: الجار والمجرور حال وكذلك {«تَحْمِلُهُ»} وصاحب الحال مريم.(1/251)
27 {فَأَتَتْ بِهِ}: الجار والمجرور حال وكذلك {«تَحْمِلُهُ»} وصاحب الحال مريم.
19: 2845
ويجوز أن يجعل «تحمله» حالا من ضمير عيسى عليه السلام.
و {جِئْتِ} أي فعلت فيكون {«شَيْئاً»} مفعولا.
ويجوز أن يكون مصدرا أي مجيئا عظيما.
29 {مَنْ كََانَ}: كان زائدة أي من هو في المهد.
و {صَبِيًّا}: حال من الضمير في الجارّ، والضمير المنفصل المقدّر كان متصلا بكان.
وقيل: كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو بل يكون الظّرف صلة من.
وقيل: ليست زائدة بل هي كقوله: {«وَكََانَ اللََّهُ عَلِيماً حَكِيماً»}. وقد ذكر.
وقيل: هي بمعنى صار.
وقيل: هي التامة، و «من» بمعنى الذي.
وقيل: شرطية، وجوابها كيف.
32 {وَبَرًّا}: معطوف على {«مُبََارَكاً»}.
ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء، وهو معطوف على الصلاة.
ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء، أي وألزمني برا، أو جعلتني ذا برّ، فحذف المضاف، أو وصفه بالمصدر. 33 {وَالسَّلََامُ}: إنما جاءت هذه بالألف واللام لأن التي في قصة يحيى عليه السلام نكرة فكان المراد بالثاني الأول، كقوله تعالى: {«كَمََا أَرْسَلْنََا إِلى ََ فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى ََ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ»}. وقيل:
النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء.
و {يَوْمَ وُلِدْتُ}: ظرف، والعامل فيه الخبر الذي هو {«عَلَيَّ»}، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.
34 {ذََلِكَ}: مبتدأ، وعيسى خبره.
و {«ابْنُ مَرْيَمَ»}: نعت، أو خبر ثان.
و {قَوْلَ الْحَقِّ}: كذلك.
وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف.
وقيل: عيسى عليه السلام بدل، أو عطف بيان، و «قول الحق» الخبر.
ويقرأ: قول الحق بالنصب على المصدر أي أقول قول الحق.
وقيل: هو حال من عيسى.
وقيل: التقدير: أعني قول الحق.
ويقرأ: قال الحق، والقال اسم للمصدر، مثل القيل، وحكي قول الحق بضم القاف مثل الرّوح وهي لغة فيه. 36 {وَإِنَّ اللََّهَ}: بفتح الهمزة وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على قوله: بالصلاة أي وأوصاني بأنّ الله ربّى.
والثاني هو متعلق بما بعده والتقدير: لأنّ الله ربي وربكم فاعبدوه أي لوحدانيته أطيعوه.
ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
38 {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}: لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجّب. و «بهم»: في موضع رفع كقولك:
أحسن بزيد أي أحسن زيد. وحكي عن الزجاج أنه أمر حقيقة، والجارّ والمجرور نصب، والفاعل مضمر فهو ضمير المتكلم كأنّ المتكلم يقول لنفسه: أوقع به سمعا أو مدحا.
و {الْيَوْمَ}: ظرف، والعامل فيه الظرف الذي بعده.
39 {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}: «إذ» بدل من يوم، أو ظرف للحسرة وهو مصدر فيه الألف واللام، وقد عمل.
42 {إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ}: في «إذ» وجهان:
أحدهما هي مثل {«إِذِ انْتَبَذَتْ»} في أوجهها، وقد فصل بينهما بقوله: {«إِنَّهُ كََانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا»}.
والثاني أن «إذ» ظرف، والعامل فيه صدّيقا نبيا، أو معناه.(1/252)
والثاني أن «إذ» ظرف، والعامل فيه صدّيقا نبيا، أو معناه.
19: 4670
46 {أَرََاغِبٌ أَنْتَ}: مبتدأ، وأنت فاعله، وأغنى عن الخبر وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة.
و {مَلِيًّا}: ظرف أي دهرا طويلا.
وقيل: هو نعت لمصدر محذوف.
49 {وَكُلًّا جَعَلْنََا}: هو منصوب بجعلنا.
52 {نَجِيًّا}: هو حال. و {«هََارُونَ»} بدل، و {«نَبِيًّا»} حال.
57 {مَكََاناً عَلِيًّا}: ظرف.
58 {مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ}: هو بدل من {«النَّبِيِّينَ»}، بإعادة الجار.
و {سُجَّداً}: حال مقدّرة لأنهم غير سجود في حال خرورهم.
{وَبُكِيًّا}: قد ذكر.
59 - و {غَيًّا}: أصله غوى، فأدغمت الواو في الياء.
61 {جَنََّاتِ عَدْنٍ}: من كسر التاء أبدله من {«الْجَنَّةَ»} في الآية قبلها، ومن رفع فهو خبر مبتدأ محذوف.
{إِنَّهُ}: الهاء ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون ضمير الشأن فعلى الأول يجوز ألّا يكون في كان ضمير، وأن يكون فيه ضمير. و {وَعْدُهُ}:
بدل منه بدل الاشتمال.
و {مَأْتِيًّا}: على بابه، لأنّ ما تأتيه فهو يأتيك.
وقيل: المراد بالوعد الجنة أي كان موعده مأتيا.
وقيل: مفعول هنا بمعنى فاعل، وقد ذكر مثله في سبحان.
64 {وَمََا نَتَنَزَّلُ} أي: وتقول الملائكة.
65 {رَبُّ السَّمََاوََاتِ}: خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ والخبر {فَاعْبُدْهُ} على رأى الأخفش في جواز زيادة الفاء.
66 {أَإِذََا}: العامل فيها فعل دلّ عليه الكلام أي أأبعث إذا ولا يجوز أن يعمل فيها {«أُخْرَجُ»} لأنّ ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها مثل إن.
67 {يَذْكُرُ}: بالتشديد أي يتذكر، وبالتخفيف منه أيضا، أو من الذّكر باللسان.
68 {جِثِيًّا}: قد ذكر في عتّيا وبكيّا.
وأصله جثو، مصدرا كان أو جمعا. 69 {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}: يقرأ بالنصب شاذّا، والعامل فيه لننزعنّ، وهي بمعنى الذي.
ويقرأ بالضم. وفيه قولان:
أحدهما أنها ضمّة بناء، وهو مذهب سيبويه وهي بمعنى الذي وإنما بنيت هاهنا لأنّ أصلها البناء، لأنها بمنزلة الذي.
«وأيّ» من الموصولات إلّا أنها أعربت حملا على كلّ أو بعض، فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الإعراب، وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات، فرجعت إلى حقّها من البناء بخروجها عن نظائرها، وموضعها نصب بننزع.
والقول الثاني هي ضمة الإعراب. وفيه خمسة أقوال:
أحدها أنها مبتدأ وأشدّ خبره وهو على الحكاية، والتقدير: لننزعنّ من كل شيعة الفريق الذي يقال أيهم فهو على هذا استفهام، وهو قول الخليل.
والثاني كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما، إلّا أنّ موضع الجملة نصب بننزعنّ، وهو فعل معلّق عن العمل، ومعناه التمييز فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه، كقولك: علمت أيهم في الدار، وهو قول يونس.(1/253)
والثاني كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما، إلّا أنّ موضع الجملة نصب بننزعنّ، وهو فعل معلّق عن العمل، ومعناه التمييز فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه، كقولك: علمت أيهم في الدار، وهو قول يونس.
19: 7188
والثالث أن الجملة مستأنفة، وأيّ استفهام، ومن زائدة: أي لننزعن كل شيعة، وهو قول الأخفش والكسائي، وهما يجيزان زيادة «من» في الواجب.
والرابع أنّ «أيهم» مرفوع بشيعة لأن معناه تشيع، والتقدير: لننزعنّ من كل فريق يشيع أيهم، وهو على هذا بمعنى الذي، وهو قول المبرد.
والخامس أن «ننزع» علّقت عن العمل لأن معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لا يعمل فيما قبله، والتقدير لننزعنهم تشيّعوا أو لم يتشيعوا، أو لم يتشيعوا، أو إن تشيّعوا، ومثله لأضربنّ أيهم غضب أي إن غضبوا أو لم يغضبوا، وهو قول يحيى عن الفراء، وهو أبعدها عن الصواب.
71 {وَإِنْ مِنْكُمْ} أي وما أحد منكم، فحذف الموصوف.
وقيل: التقدير: وما منكم إلا من هو واردها، وقد تقدّم نظائرها.
73 {مَقََاماً}: يقرأ بالفتح، وفيه وجهان:
أحدهما هو موضع الإقامة.
والثاني هو مصدر كالإقامة.
وبالضم، وفيه الوجهان.
ولام النديّ واو يقال: ندوتهم أي أتيت ناديهم، وجلست في النادي، ومصدره النّدو. 74 {وَكَمْ}:
منصوب ب {أَهْلَكْنََا}.
و {هُمْ أَحْسَنُ}: صفة لكم.
{وَرِءْياً}: يقرأ بهمزة ساكنة بعد الراء، وهو من الرؤية أي أحسن منظرا.
ويقرأ بتشديد الياء من غير همز، وفيه وجهان:
أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.
والثاني أن تكون من الرّيّ، ضدّ العطش لأنّه يوجب حسن البشرة.
ويقرأ: ريئا بهمزة بعد ياء ساكنة، وهو مقلوب يقال في رأى أرى.
ويقرأ بياء خفيفة من غير همز ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها.
ويقرأ بالزاي والتشديد أي أحسن زينة، وأصله من زوى يزوي لأنّ المتزيّن يجمع ما يحسّنه.
75 {قُلْ مَنْ كََانَ}: هي شرطيّة، والأمر جوابها، والأمر هنا بمعنى الخبر أي فليمدن له، والأمر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم.
و {حَتََّى}: تحكي ما بعدها هاهنا، وليست متعلّقة بفعل.
{إِمَّا الْعَذََابَ وَإِمَّا السََّاعَةَ}: كلا هما بدل مما يوعدون.
{فَسَيَعْلَمُونَ}: جواب إذا.
{مَنْ هُوَ}: فيه وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، و {«هُوَ شَرٌّ»}: صلتها.
وموضع «من» نصب بيعلمون.
والثاني هي استفهام، وهو فصل وليست مبتدأ.
76 {وَيَزِيدُ}: معطوف على معنى فليمدد أي فيمد ويزيد.
77 {وَوَلَداً}: يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد. وقيل: يكون جمعا أيضا.
ويقرأ بضم الواو وسكون اللام وهو جمع ولد، مثل أسد وأسد. وقيل: يكون واحدا أيضا، وهي لغة، والكسر لغة أخرى. 78 {أَطَّلَعَ}: الهمزة همزة استفهام لأنها مقابلة لأم، وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها.
ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.
79 {كَلََّا}: يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين، وهي حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها. وقيل: هي بمعنى حقّا.
ويقرأ بالتنوين، وفيه وجهان:
أحدهما هي مصدر كلّ أي أعيا أي كلّوا في دعواهم وانقطعوا.
والثاني هي بمعنى الثقل أي حملوا كلا.
ويقرأ بضم الكاف والتنوين وهو حال أي سيكفرون جميعا وفيه بعد.
82 {بِعِبََادَتِهِمْ}: المصدر مضاف إلى الفاعل أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام.
وقيل: هو مضاف إلى المفعول أي سيكفر المشركون بعبادة الأصنام.
وقيل: سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم.
و {ضِدًّا}: واحد في معنى الجمع. والمعنى أنّ جميعهم في حكم واحد لأنهم متّفقون على الإضلال.
{مَنْ هُوَ}: فيه وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، و {«هُوَ شَرٌّ»}: صلتها.
وموضع «من» نصب بيعلمون.
80 {وَنَرِثُهُ مََا يَقُولُ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هو بدل من الهاء وهي بدل الاشتمال: أي نرث قوله.
والثاني هو مفعول به أي نرث منه قوله.
85 {يَوْمَ نَحْشُرُ}: العامل فيه {«لََا يَمْلِكُونَ»}. وقيل: {«نَعُدُّ لَهُمْ»}. وقيل تقديره: اذكر.
و {وَفْداً}: جمع وافد، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب.
والورد: اسم لجمع وارد.
وقيل: هو بمعنى وارد، والورد: العطاش.
وقيل: هو محذوف من وراد، وهو بعيد.
87 {لََا يَمْلِكُونَ}: حال.
{إِلََّا مَنِ اتَّخَذَ}: في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل: هو متّصل على أن يكون الضمير في «يملكون» للمتقين والمجرمين.
وقيل: هو في موضع رفع بدلا من الضمير في «يملكون».(1/254)
وقيل: هو في موضع رفع بدلا من الضمير في «يملكون».
19: 8998
89 {شَيْئاً إِدًّا}: الجمهور على كسر الهمزة وهو العظيم.
ويقرأ شاذّا بفتحها على أنه مصدر أدّ يؤدّ، إذا جاءك بداهية أي شيئا ذا أدّ، وجعله نفس الداهية على التعظيم.
90 {يَتَفَطَّرْنَ}: يقرأ بالياء والنون، وهو مطاوع فطر بالتخفيف.
ويقرأ بالتاء والتشديد، وهو مطاوع فطّر بالتشديد، وهو هنا أشبه بالمعنى.
و {هَدًّا}: مصدر على المعنى لأنّ تخر بمعنى تهدّ. وقيل: هو حال.
91 {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمََنِ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها هو في موضع نصب، لأنه مفعول له.
والثاني في موضع جرّ على تقدير اللام.
والثالث في موضع رفع أي الموجب لذلك دعاؤهم.
93 {مَنْ}: نكرة موصوفة و {فِي السَّمََاوََاتِ}: صفتها، و {إِلََّا آتِي}: خبر كل، ووحّد «آتي» حملا على لفظ كلّ، وقد جمع في موضع آخر حملا على معناها، ومن الإفراد: {«وَكُلُّهُمْ آتِيهِ»}.
97 {بِلِسََانِكَ}: قيل الباء بمعنى على.
وقيل: هي على أصلها أي أنزلناه بلغتك، فيكون حالا.
سورة طه
20: 114
1 {طه}: قد ذكر الكلام عليها في القول الذي جعلت فيه حروفا مقطعة. وقيل: معناه يا رجل فيكون منادى. وقيل «طا» فعل أمر، وأصله بالهمز، ولكن أبدل من الهمزة ألفا، و «ها» ضمير الأرض.
ويقرأ طه، وفي الهاء وجهان:
أحدهما أنها بدل من الهمزة، كما أبدلت في أرقت، فقيل هرقت.
والثاني أنه أبدل من الهمزة ألفا، ثم حذفها للبناء، وألحقها هاء السكت.
3 {إِلََّا تَذْكِرَةً}: هو استثناء منقطع أي لكن أنزلناه تذكرة أي للتذكرة.
وقيل: هو مصدر أي لكن ذكّرنا به تذكرة ولا يجوز أن يكون مفعولا له لأنزلنا المذكور لأنها قد تعدّت إلى مفعول له، وهو {«لِتَشْقى ََ»} فلا تتعدّى إلى آخر من جنسه، ولا يصحّ أن يعمل فيها {لِتَشْقى ََ} لفساد المعنى. وقيل: تذكرة مصدر في موضع الحال.
4 {تَنْزِيلًا}: هو مصدر أي أنزلناه تنزيلا.
وقيل: هو مفعول يخشى، و «من» متعلقة به.
و {الْعُلى ََ}: جمع العليا.
6 {لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ}: مبتدأ وخبره أو تكون «ما» مرفوعة بالظرف.
وقال بعض الغلاة: «ما» فاعل استوى وهو بعيد. ثم هو غير نافع له في التأويل إذ يبقى قوله: {«الرَّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ»} كلاما تاما، ومنه هرب، وفي الآية تأويلات أخر لا يدفعها الإعراب.
7 {وَأَخْفى ََ}: يجوز أن يكون فعلا ومفعوله محذوف أي وأخفى السرّ.
عن الخلق. ويجوز أن يكون اسما أي وأخفى منه.
10 {إِذْ رَأى ََ}: «إذ» ظرف ل {«حَدِيثُ»}، أو مفعول به أي اذكر.
{لِأَهْلِهِ}: بكسر الهاء وضمّها وقد ذكر.
ومن ضمّ أتبعه ما بعده.
و {مِنْهََا}: يجوز أن يتعلّق بآتيكم، أو حالا من «قبس».
والجيّد في {«هُدىً»} هنا أن يكتب بالألف، ولا تمال لأنّ الألف بدل من التنوين في القول المحقّق وقد أمالها قوم وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن يكون شبّه ألف التنوين بلام الكلمة إذ اللفظ بهما في المقصور واحد.
والثاني أن تكون لام الكلمة، ولم تبدل من التنوين شيئا في النصب، كما جاء:
وآخذ من كلّ حيّ عصم.
والثالث أن تكون على ما رأى من وقف في الأحوال الثلاثة من غير إبدال.
11 {نُودِيَ}: المفعول القائم مقام الفاعل مضمر أي نودي موسى. وقيل: هو المصدر أي نودي النداء، وما بعده مفسّر له. و {يََا مُوسى ََ}: لا يقوم مقام الفاعل لأنه جملة. 12 {إِنِّي}: يقرأ بالكسر أي فقال:
إني، أو لأن النداء. قول. وبالفتح أي نودي بأني كما تقول ناديته باسمه.
و {أَنَا}: مبتدأ، أو توكيد، أو فصل.
{طُوىً}: يقرأ بالضم والتنوين، وهو اسم علم للوادي، وهو بدل منه. ويجوز أن يكون رفعا، أي هو طوى.
ويقرأ بغير تنوين على أنه معرفة مؤنث اسم للبقعة.
وقيل: هو معدول، وإن لم يعرف لفظ المعدول عنه، فكأن أصله طاوي فهو في ذلك كجمع وكتع.
ويقرأ بالكسر على أنه مثل عنب في الأسماء، وعدا وسوى في الصّفات.
13 {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ}: على لفظ الإفراد، وهو أشبه بما قبله.
ويقرأ: وأنّا اخترناك، على الجمع، والتقدير:
لأنا اخترناك فاستمع، فاللام تتعلق باستمع ويجوز أن يكون معطوفا على أني أي بأني أنا ربّك، وبأنا اخترناك.
14 {لِذِكْرِي}: اللام تتعلق بأقم، والتقدير عند ذكرك إياي، فالمصدر مضاف إلى المفعول. وقيل إلى الفاعل أي لذكري إياك، أو إياها.(1/255)
14 {لِذِكْرِي}: اللام تتعلق بأقم، والتقدير عند ذكرك إياي، فالمصدر مضاف إلى المفعول. وقيل إلى الفاعل أي لذكري إياك، أو إياها.
20: 1539
15 {أُخْفِيهََا} بضم الهمزة وفيه وجهان:
أحدهما أسترها أي من نفسي لأنه لم يطلع عليها مخلوقا.
والثاني أظهرها قيل: هو من الأضداد.
وقيل: الهمزة للسلب أي أزيل خفاءها.
ويقرأ بفتح الهمزة، ومعناها أظهرها، يقال:
خفيت الشيء، أي أظهرته.
{لِتُجْزى ََ}: اللام تتعلق بأخفيها. وقيل:
بأتية ولذلك وقف عليها بعضهم وقفة يسيرة إيذانا بانفصالها عن «أخفيها».
وقيل: لفظه لفظ كي، وتقديره: القسم أي لتجزينّ، وما مصدرية.
وقيل: بمعنى الذي أي تسعى فيه.
16 {فَتَرْدى ََ}: يجوز أن يكون نصبا على جواب النّهي، ورفعا أي فإذا أنت تردى.
17 {وَمََا تِلْكَ}: «ما» مبتدأ، و «تلك» خبره، وهو بمعنى هذه.
و {بِيَمِينِكَ}: حال يعمل فيها معنى الإشارة.
وقيل: هو بمعنى الذي فيكون بيمينك صفة لها.
18 {عَصََايَ}: الوجه فتح الياء لالتقاء الساكنين. ويقرأ بالكسر وهو ضعيف، لاستثقاله على الياء.
ويقرأ عصيّ، وقد ذكر نظيره في البقرة.
و {أَتَوَكَّؤُا}: وما بعده مستأنف. وقيل: موضعه حال من الياء، أو من العصاء.
وقيل: هو خبر «هي»، وعصاي مفعول لفعل محذوف.
وقيل: هي خبر.
و «أتوكّا» خبر آخر.
{وَأَهُشُّ} بالشين المعجمة أي أقوم بها على الغنم، أو أهول ونحو ذلك.
ويقرأ بكسر الهاء أي أكسر بها على غنمي عاديتها، من قولك: هششت الخبز إذا كسرته بعد يبسه.
ويقرأ بضمّ الهاء وسين غير معجمة من قولك: هسّ الغنم يهسّها إذا ساقها. وعدّي بعلى لأن معناه أقوم بها، أو أهول.
و {أُخْرى ََ}: على تأنيث الجمع، ولو قال أخر لكان على الّلفظ.
20 {تَسْعى ََ}: يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا.
و «إذا» للمفاجأة ظرف مكان، فالعامل فيها «تسعى»، أو محذوف. وقد ذكر ذلك.
21 {سِيرَتَهَا الْأُولى ََ}: هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال لأن معنى سيرتها صفتها، أو طريقتها.
ويجوز أن يكون ظرفا أي في طريقتها.
وقيل: التقدير إلى سيرتها.
22 - و {بَيْضََاءَ}: حال.
و {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}: يجوز أن يتعلّق يتخرج، وأن يكون صفة لبيضاء، أو حالا من الضمير في «بيضاء».
و {آيَةً}: حال أخرى بدل من الأولى، أو حال من الضمير في بيضاء أي تبيضّ آية، أو حال من الضمير في الجار. وقيل: منصوبة بفعل محذوف أي وجعلناها آية، أو أتيناك آية.
23 - و {لِنُرِيَكَ}: متعلق بهذا المحذوف ويجوز أن يتعلّق بما دلّ عليه آية أي دللنا بها لنريك.
ولا يتعلّق بنفس آية لأنها قد وصفت.
و {الْكُبْرى ََ}: صفة لآيات، وحكمها حكم مآرب. ولو قال الكبر لجاز ويجوز أن تكون الكبرى نصبا ب «نريك»، و {«مِنْ آيََاتِنَا»} حال منها أي لنريك الآية الكبرى من آياتنا.
26 {وَيَسِّرْ لِي}: يقال: يسّرت له كذا، ومنه هذه الآية، ويسّرته لكذا ومنه قوله تعالى:
{«فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ََ»}.
27 - و {مِنْ لِسََانِي}: يجوز أن يتعلّق بالحلل، وأن يكون وصفا لعقدة.
29 {وَزِيراً}: الواو أصل، لأنه من الوزر والموازرة.
وقيل: هي بدل من الهمزة لأن الوزير يشد أزر الموازر، وهو قليل. وفعيل هنا بمعنى المفاعل، كالعشير والخليط.
وفي مفعولي {«اجْعَلْ»} ثلاثة أوجه:
أحدها أنّهما وزير، وهارون، ولكن قدم المفعول الثاني فعلى هذا يجوز أن يتعلّق {«لِي»} باجعل، وأن يكون حالا من وزير.
والثاني أن يكون «وزيرا» مفعولا أول، و «لي» الثاني وهارون بدل، أو عطف بيان، وأخي كذلك.
والثالث أن يكون المفعول الثاني من أهلي، ولي تبيين مثل قوله: {«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»}، وهارون أخي على ما تقدم ويجوز أن ينتصب هارون بفعل محذوف أي اضمم إليّ هارون.
31 {اشْدُدْ}: يقرأ بقطع الهمزة.
32 {وَأَشْرِكْهُ} بضمّ الهمزة، وجزمها على جواب الدعاء، والفعل مسند إلى موسى، ويقرآن على لفظ الأمر.
33 {كَثِيراً}: أي تسبيحا كثيرا، أو وقتا كثيرا.
والسّؤال والسّؤل بمعنى المفعول مثل الأكل بمعنى المأكول.
38 {إِذْ أَوْحَيْنََا}: هو ظرف لمننّا.
39 {أَنِ اقْذِفِيهِ}: يجوز أن تكون «أن» مصدرية بدلا من {«مََا يُوحى ََ»}، أو على تقدير: هو أن اقذفيه ويجوز أن تكون بمعنى: أي.(1/256)
39 {أَنِ اقْذِفِيهِ}: يجوز أن تكون «أن» مصدرية بدلا من {«مََا يُوحى ََ»}، أو على تقدير: هو أن اقذفيه ويجوز أن تكون بمعنى: أي.
20: 4058
{فَلْيُلْقِهِ}: أمر للغائب.
و {مِنِّي}: تتعلّق بألقيت ويجوز أن تكون نعتا لمحبة.
{وَلِتُصْنَعَ}: أي لتحبّ ولتصنع.
ويقرأ على لفظ الأمر أي ليصنعك غيرك بأمري.
ويقرأ بكسر اللام وفتح التاء والعين أي لتفعل ما آمرك بمرأى مني.
{إِذْ تَمْشِي}: يجوز أن يتعلّق بأحد الفعلين، وأن يكون بدلا من إذ الأولى. لأن مشي أخته كان منّة عليه وأن يكون التقدير: اذكر إذ تمشي.
و {فُتُوناً}: مصدر مثل القعود ويجوز أن يكون جمعا، تقديره: بفتون كثيرة، أي بأمور تختبر بها.
و {عَلى ََ قَدَرٍ}: حال أي موافقا لما قدر لك.
45 {أَنْ يَفْرُطَ}: الجمهور على فتح الياء وضمّ الراء فيجوز أن يكون التقدير: أن يفرط علينا منه قول فأضمر القول لدلالة الحال عليه، كما تقول: فرط مني قول. وأن يكون الفاعل ضمير فرعون، كما كان في {«يَطْغى ََ»}.
49 {فَمَنْ رَبُّكُمََا يََا مُوسى ََ}: أي وهارون، فحذف للعلم به.
ويجوز أن يكون طلب الإخبار من موسى وحده إذ كان هو الأصل ولذلك قال: {«قََالَ رَبُّنَا الَّذِي»}. 50و {خَلْقَهُ}: مفعول أول، و {كُلَّ شَيْءٍ} ثان أي أعطى مخلوقه كلّ شيء.
وقيل: هو على وجهه، والمعنى أعطى كلّ شيء مخلوق خلقه أي هو الذي ابتدعه.
ويقرأ «خلقه» على الفعل والمفعول الثاني محذوف للعلم به.
52 {عِلْمُهََا}: مبتدأ، وفي الخبر عدة أوجه:
أحدها {عِنْدَ رَبِّي}، و {فِي كِتََابٍ} على هذا معمول الخبر، أو خبر ثان، أو حال من الضمير في «عند».
والثاني أن يكون الخبر في كتاب، وعند حال، والعامل فيها الظّرف الذي بعدها على قول الأخفش.
وقيل: يكون حالا من المضاف إليه في «علمها». وقيل:
يكون ظرفا للظرف الثاني. وقيل: هو ظرف للعلم.
والثالث أن يكون الظرفان خبرا واحدا، مثل هذا حلوّ حامض، ولا يجوز أن يكون «في كتاب» متعلقا بعلمها، و «عند» الخبر لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره.
{لََا يَضِلُّ}: في موضع جرّ صفة لكتاب، وفي التقدير وجهان:
أحدهما لا يضلّ ربّي عن حفظه.
والثاني لا يضلّ الكتاب ربي أي عنه فيكون «ربي» مفعولا. ويقرأ بضم الياء أي [لا] يضلّ أحد ربي عن علمه.
ويجوز أن يكون ربي فاعلا أي لا يجد الكتاب ضالا أي ضائعا كقوله تعالى: {«ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ»}.
ومفعول «ينسى» محذوف أي ولا ينساه.
ويقرأ بضم الياء أي لا ينسى أحد ربى أو لا ينسى الكتاب.
53 {مَهْداً}: هو مصدر وصف به ويجوز أن يكون التقدير: ذات مهد.
ويقرأ مهادا مثل فراش ويجوز أن يكون جمع مهد.
{شَتََّى}: جمع شتيت، مثل مريض ومرضى، وهو صفة لأزواج، أو لنبات.
54 - و {النُّهى ََ}: جمع نهية. وقيل: هو مفرد.
58 {بِسِحْرٍ مِثْلِهِ}: يجوز أن يتعلّق بلنأتينّك، وأن يكون حالا من الفاعلين.
{فَاجْعَلْ بَيْنَنََا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً}: هو هاهنا مصدر لقوله تعالى: {«لََا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلََا أَنْتَ مَكََاناً»} أي في مكان.(1/257)
{فَاجْعَلْ بَيْنَنََا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً}: هو هاهنا مصدر لقوله تعالى: {«لََا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلََا أَنْتَ مَكََاناً»} أي في مكان.
20: 5972
و {سُوىً} بالكسر: صفة شاذّة، مثله قوم عدا.
ويقرأ بالضم، وهو أكثر في الصفات، ومعناه وسط، ويجوز أن يكون {«مَكََاناً»} مفعولا ثانيا لا جعل، وموعدا على هذا مكان أيضا ولا ينتصب بموعد لأنه مصدر قد وصف.
وقد قرئ: سوى بغير تنوين، على إجراء الوصل مجرى الوقف.
59 {قََالَ مَوْعِدُكُمْ}: هو مبتدأ، و {«يَوْمُ الزِّينَةِ»} بالرفع: الخبر. فإن جعلت موعدا زمانا كان الثاني هو الأول، وإن جعلت موعدا مصدرا كان التقدير: وقت موعدكم يوم الزينة.
ويقرأ «يوم» بالنصب على أن يكون «موعد» مصدرا، والظرف خبر عنه أي موعدكم واقع يوم الزينة، وهو مصدر في معنى المفعول.
{وَأَنْ يُحْشَرَ النََّاسُ}: معطوف، والتقدير: ويوم أن يحشر الناس فيكون في موضع جر ويجوز أن يكون في موضع رفع أي موعدكم أن يحشر الناس.
ويقرأ: تحشر على تسمية الفاعل أي فرعون، والناس نصب.
61 {فَيُسْحِتَكُمْ}: يقرأ بفتح الياء وضمّها، والماضي سحت وأسحت، وانتصب على جواب النهى. 63إن هذين:
يقرأ بتشديد إن، وبالياء في هذين وهي علامة النصب.
ويقرأ «إنّ» بالتشديد، وهذان بالألف وفيه أوجه:
أحدها أنها بمعنى نعم، وما بعدها مبتدأ وخبر.
والثاني إن فيها ضمير الشأن محذوفا، وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا.
وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر وإنما يجئ مثل ذلك في ضرورة الشعر.
وقال الزجاج: التقدير:
لهما ساحران، فحذف المبتدأ.
والثالث أن الألف هنا علامة التثنية في كل حال.
وهي لغة لبني الحارث وقيل: لكنانة.
ويقرأ «إن» بالتخفيف، وقيل: هي مخففة من الثقيلة، وهو ضعيف أيضا.
وقيل: هي بمعنى ما، واللام بمعنى إلا، وقد تقدّم نظائره.
{وَيَذْهَبََا بِطَرِيقَتِكُمُ}: أي يذهبا طريقكم فالباء معدّية، كما أن الهمزة معدّية.
64 {فَأَجْمِعُوا}: يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم، وهو من الجمع الذي هو ضدّ التفريق ويدلّ عليه قوله تعالى: {«فَجَمَعَ كَيْدَهُ»}. والكيد: بمعنى ما يكاد به.
ويقرأ: بقطع الهمزة وكسر الميم، وهو لغة في جمع قاله الأخفش.
وقيل: التقدير: على كيدكم.
و {صَفًّا}: حال أي مصطفين. وقيل:
مفعول به أي اقصدوا صفّ أعدائكم.
65 {إِمََّا أَنْ تُلْقِيَ}: قد ذكر في الأعراف.
66 {فَإِذََا}: هي للمفاجأة.
و {حِبََالُهُمْ}: مبتدأ، والخبر إذا فعلى هذا {«يُخَيَّلُ»} حال، وإن شئت كان «يخيل» الخبر.
و «يخيل» بالياء على أنه مسند إلى السعي أي يخيل إليهم سعيها ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال وذكّر لأنّ التأنيث غير حقيقي، أو يكون على تقدير يخيل الملقى.
و {أَنَّهََا تَسْعى ََ}: بدل منه بدل الاشتمال.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال أي تخيل الحبال ذات سعي.
ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال، و {«أَنَّهََا تَسْعى ََ»} بدل منه.
وقيل: هو في موضع نصب أي يخيّل إليهم بأنها ذات سعي.
ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء أي تخيّل الحبال إليهم سعيها.
69 {تَلْقَفْ}: يقرأ بالجزم على الجواب، والفاعل ضمير «ما»، وأنّث لأنه أراد العصا.
ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه السّلام ونسب ذلك إليه، لأنه يكون بتسبّبه.
ويقرأ بضمّ الفاء على أنه حال من العصا أو من موسى وهي حال مقدّرة، وتشديد القاف وتخفيفها قراءتان بمعنى.
وأما تشديد التاء فعلى تقدير: نتلقف وقد ذكر مثله في مواضع.
{إِنَّمََا صَنَعُوا}: من قرأ «كيد» بالرفع ففي «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي، والعائد محذوف.
والثاني مصدرية.
ويقرأ بالنصب على أن تكون «ما» كافّة وإضافة {«كَيْدُ»} إلى {«سََاحِرٍ»} إضافة المصدر إلى الفاعل.
وقرئ كيد سحر وهو إضافة الجنس إلى النوع.
71 {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}: في هنا على بابها لأنّ الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه.
وقيل: هي بمعنى على.
72 {وَالَّذِي فَطَرَنََا}: في موضع جر أي: وعلى الذي.
وقيل: هو قسم.
{مََا أَنْتَ قََاضٍ}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي أي افعل الذي أنت عازم عليه.
والثاني هي زمانية أي اقض أمرك مدة ما أنت قاض.
{هََذِهِ الْحَيََاةَ الدُّنْيََا}: هو منصوب بتقضي، و «ما» كافة أي تقضى أمور الحياة الدنيا.(1/258)
{هََذِهِ الْحَيََاةَ الدُّنْيََا}: هو منصوب بتقضي، و «ما» كافة أي تقضى أمور الحياة الدنيا.
20: 7396
ويجوز أن يكون ظرفا، والمفعول محذوف.
فإن كان قرئ بالرفع فهو خبر إنّ.
73 {وَمََا أَكْرَهْتَنََا}: في «ما» وجهان:
أحدهما هي بمعنى الذي معطوفة على الخطايا.
وقيل: في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف أي وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط.
و {مِنَ السِّحْرِ}: حال من «ما»، أو من الهاء.
والثاني هي نافية، وفي الكلام تقديم، تقديره:
ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه.
74 {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ}: الضمير هو الشأن والقصة.
76 {جَنََّاتُ عَدْنٍ}: هي بدل من الدرجات ولا يجوز أن يكون التقدير: هي جنات لأن {«خََالِدِينَ فِيهََا»} حال وعلى هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الحال، وعلى الأول يكون العامل في الحال الاستقرار، أو معنى الإشارة.
77 {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً}: التقدير:
موضع طريق فهو مفعول به على الظاهر، ونظيره قوله تعالى: {«أَنِ اضْرِبْ بِعَصََاكَ الْبَحْرَ»}. وهو مثل ضربت زيدا وقيل: ضرب هنا بمعنى جعل وشرع، مثل قولهم: ضربت له بسهم.
و {يَبَساً} بفتح الباء: مصدر أي ذات يبس، أو أنه وصفها بالمصدر مبالغة. وأما اليبس بسكون الباء فصفة بمعنى اليابس.
{لََا تَخََافُ}: في الرفع ثلاثة أوجه:
أحدها هو مستأنف.
والثاني هو حال من الضمير في «اضرب».
والثالث هو صفة للطريق، والعائد محذوف أي ولا يخاف فيه.
ويقرأ بالجزم على النّهي، أو على جواب الأمر.
وأما {«لََا تَخْشى ََ»} فعلى القراءة الأولى هو مرفوع مثل المعطوف عليه. ويجوز أن يكون التقدير:
وأنت لا تخشى.
وعلى قراءة الجزم هو حال أي: وأنت لا تخشى. ويجوز أن يكون التقدير: فاضرب لهم غير خاش.
وقيل: الألف في تقدير الجزم، شبّهت بالحروف الصّحاح. وقيل: نشأت لإشباع الفتحة ليتوافق رؤوس الآي.
78 {بِجُنُودِهِ}:
هو في موضع الحال والمفعول الثاني محذوف أي فأتبعهم فرعون عقابه ومعه جنوده.
وقيل: أتبع بمعنى اتبع فتكون الباء معدّية.
80 {جََانِبَ الطُّورِ}:
هو مفعول به أي إتيان جانب الطور، ولا يكون ظرفا، لأنه مخصوص.
81 {فَيَحِلَّ}: هو جواب النهى. وقيل: هو معطوف فيكون نهيا أيضا كقولهم: لا تمددها فتشقّها.
{وَمَنْ يَحْلِلْ}: بضم اللام أي ينزل كقوله تعالى: {«أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دََارِهِمْ»}.
وبالكسر بمعنى يجب كقوله: {«وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذََابٌ مُقِيمٌ»}.
83 {وَمََا أَعْجَلَكَ}: «ما» استفهام:
مبتدأ، و «أعجلك» الخبر.
84 {هُمْ}: مبتدأ، و {أُولََاءِ} بمعنى الذين. {عَلى ََ أَثَرِي}: صلته وقد ذكر ذلك مستقصى في قوله: {«ثُمَّ أَنْتُمْ هََؤُلََاءِ تَقْتُلُونَ»}.
86 {وَعْداً حَسَناً}: يجوز أن يكون مصدرا مؤكّدا، أو أن يكون مفعولا به بمعنى الموعود.
87 {بِمَلْكِنََا}: يقرأ بكسر الميم وفتحها وضمّها، وفيه وجهان:
أحدهما أنها لغات، والجميع مصدر بمعنى القدرة.
والثاني أنّ الضمّ مصدر «ملك»، يقال: ملك بيّن الملك والفتح بمعنى المملوك أي بإصلاح ما يملك. والكسر مصدر مالك، وقد يكون بمعنى المملوك أيضا وإذا جعل مصدرا كان مضافا إلى الفاعل، والمفعول محذوف أي بملكنا أمرنا، أو الصواب، أو الخطأ.
{حُمِّلْنََا}: بالتخفيف. ويقرأ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله أي حملنا قومنا. {فَكَذََلِكَ}: صفة لمصدر محذوف أي إلقاء مثل ذلك.
وفاعل «نسي» موسى عليه السلام، وهو حكاية عن قومه.
وقيل: الفاعل ضمير السامريّ.
89 {أَلََّا يَرْجِعُ}: أن مخفّفة من الثقيلة، و «لا» كالعوض من اسمها المحذوف.
وقد قرئ «يرجع» بالنصب على أن تكون أن الناصبة وهو ضعيف لأن «يرجع» من أفعال اليقين، وقد ذكرنا ذلك في قوله: {«وَحَسِبُوا أَلََّا تَكُونَ»}.
93 {أَلََّا تَتَّبِعَنِ}: لا زائدة، مثل قوله:
{«مََا مَنَعَكَ أَلََّا تَسْجُدَ»}. وقد ذكر.
94 - و {يَا بْنَ أُمَّ}: قد ذكر في الأعراف.
{لََا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي}: المعنى لا تأخذني بلحيتي فلذلك دخلت الباء، وفتح اللام لغة، وقد قرئ بهما.
96 {بَصُرْتُ بِمََا لَمْ يَبْصُرُوا}: يتعدّى بحرف جر فإن جئت بالهمز تعدّى بنفسه كفرح، وأفرحته. ويبصروا بالياء على الغيبة، يعنى قوم موسى. وبالتاء على الخطاب، والمخاطب موسى وحده ولكن جمع الضمير لأنّ قومه تبع له.(1/259)
96 {بَصُرْتُ بِمََا لَمْ يَبْصُرُوا}: يتعدّى بحرف جر فإن جئت بالهمز تعدّى بنفسه كفرح، وأفرحته. ويبصروا بالياء على الغيبة، يعنى قوم موسى. وبالتاء على الخطاب، والمخاطب موسى وحده ولكن جمع الضمير لأنّ قومه تبع له.
20: 97111
وقرئ بصرت بكسر الصاد، وتبصّروا بفتحها وهي لغة.
{فَقَبَضْتُ} بالضاد بملء الكف، وبالصاد بأطراف الأصابع، وقد قرئ به.
و {قَبْضَةً}: مصدر بالضاد والصاد ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض فتكون مفعولا به.
ويقرأ قبضة بضم القاف وهي بمعنى المقبوض.
97 {لََا مِسََاسَ}: يقرأ بكسر الميم وفتح السين، وهو مصدر ماسّه أي لا أمسّك ولا تمسني.
ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل أي لا تمسني. وقيل: هو اسم للخبر أي لا يكون بيننا مماسّة.
{لَنْ تُخْلَفَهُ}: بضم التاء وكسر اللام أي لا تجده مخلفا، مثل أحمدته وأحببته.
وقيل: المعنى سيصل إليك فكأنه يفي به.
ويقرأ بضمّ التاء وفتح اللام، على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بالنون وكسر اللام أي لن نخلفكه، فحذف المفعول الأول.
{ظَلْتَ}: يقرأ بفتح الظاء وكسرها، وهما لغتان والأصل ظللت بكسر اللام الأولى، فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء. ومن فتح لم ينقل.
{لَنُحَرِّقَنَّهُ}: بالتشديد من تحريق النار.
وقيل: هو من حرق ناب البعير إذا وقع بعضه على بعض، والمعنى لنبردنه، وشدّد للتكثير.
ويقرأ بضمّ الراء والتخفيف، وهي لغة في حرق ناب البعير.
{لَنَنْسِفَنَّهُ} بكسر السين وضمها وهما لغتان قد قرئ بهما.
98 {وَسِعَ}: يقرأ بكسر السين والتخفيف.
و {عِلْماً}: تمييز أي وسع علمه كلّ شيء.
ويقرأ بالتشديد والفتح، وهو يتعدى إلى مفعولين، والمعنى أعطى كلّ شيء علما.
وفيه وجه آخر وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شيء عظيم، كالأرض والسماء، أو هو بمعنى بسط، فيكون علما تمييزا.
99 {كَذََلِكَ}: صفة لمصدر محذوف أي قصصا كذلك أي نقصّ نبأ من أنباء.
101 {خََالِدِينَ}: حال من الضمير في {«يَحْمِلُ»}، وحمل الضمير الأول على لفظ «من» فوحّد، و «خالدين» على المعنى فجمع. و {حِمْلًا}: تمييز لاسم ساء، وساء مثل بئس والتقدير: وساء الحمل حملا، ولا ينبغي أن يكون التقدير: وساء الوزير لأن المميز ينبغي أن يكون من لفظ اسم بئس.
102 {يُنْفَخُ} بالياء على ما لم يسمّ فاعله، وبالنون والياء على تسمية الفاعل.
و {زُرْقاً}: حال.
103 - و {يَتَخََافَتُونَ}: حال أخرى بدل من الأولى، أو حال من الضمير في زرقا.
106 {فَيَذَرُهََا}: الضمير للأرض ولم يجر لها ذكر، ولكن الجبال تدلّ عليها.
و {قََاعاً}: حال.
107 - و {لََا تَرى ََ}: مستأنف ويجوز أن يكون حالا أيضا، أو صفة للحال.
108 {لََا عِوَجَ لَهُ}: يجوز أن يكون حالا من الدّاعي، وأن يكون مستأنفا.
109 {إِلََّا مَنْ أَذِنَ}: «من» في موضع نصب ب «تنفع».
وقيل: في موضع رفع أي إلا شفاعة من أذن فهو بدل.
111 {وَقَدْ خََابَ}: يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.(1/260)
111 {وَقَدْ خََابَ}: يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.
20: 112133
112 {فَلََا يَخََافُ}: هو جواب الشرط، فمن رفع استأنف، ومن جزم فعلى النّهي.
113 {وَكَذََلِكَ}: الكاف نعت لمصدر محذوف أي إنزالا مثل ذلك.
{وَصَرَّفْنََا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ}: أي وعيدا من الوعيد، وهو جنس، وعلى قول الأخفش «من» زائدة.
114 {يُقْضى ََ}: على ما لم يسمّ فاعله.
و {وَحْيُهُ}: مرفوع به. وبالنون وفتح الياء، ووحيه نصب.
115 {لَهُ عَزْماً}: يجوز أن يكون مفعول «نجد» بمعنى نعلم. وأن يكون عزما مفعول نجد، ويكون بمعنى نصب.
و «له»: إما حال من عزم، أو متعلق بنجد.
116 {أَبى ََ}: قد ذكر في البقرة.
117 {فَتَشْقى ََ}: أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآي، مع أنّ المعنى صحيح لأنّ آدم عليه السلام هو المكتسب، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها.
119 {وَأَنَّكَ}: يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع {«أَلََّا تَجُوعَ»}، وجاز أن تقع «أن» المفتوحة معمولة لأنّ لمّا فصل بينهما، والتقدير: أنّ لك الشبع والرّيّ والكنّ.
ويقرأ بالكسر على الاستئناف، أو العطف على «إن» الأولى.
120 {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ}: عدّي وسوس بإلى، لأنه بمعنى أسرّ وعدّاه في موضع آخر باللام لأنه بمعنى ذكر له، أو يكون بمعنى لأجله.
121 {فَغَوى ََ}: الجمهور على الألف، وهو بمعنى فسد وهلك.
وقرئ شاذّا بالياء وكسر الواو، وهو من غوي.
الفصيل إذا بشم على اللبن وليست بشيء.
124 {ضَنْكاً}: الجمهور على التنوين، وأن الألف في الوقف مبدلة منه، والضّنك: الضيق.
ويقرأ ضنكى، على مثال سكرى.
{وَنَحْشُرُهُ}: يقرأ بضمّ الراء على الاستئناف، ويسكونها إمّا لتوالى الحركات، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط وهو قوله: {«فَإِنَّ لَهُ»}.
و {أَعْمى ََ}: حال.
126 {كَذََلِكَ}: في موضع نصب أي حشرنا مثل ذلك، أو فعلنا مثل ذلك، أو إتيانا مثل ذلك، أو جزاء مثل إعراضك، أو نسيانا. 128 {يَهْدِ لَهُمْ}:
في فاعله وجهان:
أحدهما ضمير اسم الله تعالى أي ألم يبين الله لهم، وعلّق «بين» هنا إذ كانت بمعنى أعلم، كما علقه في قوله تعالى: {«وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنََا بِهِمْ»}.
والثاني أن يكون الفاعل ما دلّ عليه أهلكنا أي إهلاكنا، والجملة مفسّرة له.
ويقرأ بالنون.
و {كَمْ}: في موضع نصب ب {«أَهْلَكْنََا»} أي كم قرنا أهلكنا وقد استوفينا ذلك في: {«سَلْ بَنِي إِسْرََائِيلَ»}.
{يَمْشُونَ}: حال من الضمير المجرور في «لهم» أي ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار.
وقيل: هو حال من المفعول في أهلكنا أي أهلكناهم في حال غفلتهم.
129 {وَأَجَلٌ مُسَمًّى}: هو معطوف على {«كَلِمَةٌ»} أي ولولا أجل مسمّى لكان العذاب لازما.
واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل. ويجوز أن يكون جمع لازم، مثل قائم وقيام.
130 {وَمِنْ آنََاءِ اللَّيْلِ}: هو في موضع نصب ب {«سَبِّحْ»} الثانية.
{وَأَطْرََافَ}: محمول على الموضع، أو معطوف على قبل.
ووضع الجمع موضع التثنية لأن النهار له طرفان، وقد جاء في قوله: {«أَقِمِ الصَّلََاةَ طَرَفَيِ النَّهََارِ»}.
وقيل: لما كان النهار جنسا جمع الأطراف.
وقيل: أراد بالأطراف الساعات كما قال تعالى: {«وَمِنْ آنََاءِ اللَّيْلِ»}.
{لَعَلَّكَ تَرْضى ََ}: وترضى وهما ظاهران.
131 {زَهْرَةَ}: في نصبه أوجه:
أحدها أن يكون منصوبا بفعل محذوف دلّ عليه {«مَتَّعْنََا»} أي جعلنا لهم زهرة. والثاني أن يكون بدلا من موضع {«بِهِ»}.
والثالث أن يكون بدلا من أزواج، والتقدير:
ذوي زهرة، فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون جعل الأزواج زهرة على المبالغة ولا يجوز أن يكون صفة لأنه معرفة، وأزواجا نكرة.
والرابع أن يكون على الذم أي أذمّ، أو أعني.
والخامس أن يكون بدلا من «ما»، اختاره بعضهم. وقال آخرون: لا يجوز لأنّ قوله تعالى:
{«لِنَفْتِنَهُمْ»} من صلة متّعنا فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبي.
والسادس أن يكون حالا من الهاء، أو من «ما»، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، وجرّ الحياة على البدل من «ما»، اختاره مكي، وفيه نظر.
والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به حكي عن الفراء وهو غلط لأنه معرفة.
132 {وَالْعََاقِبَةُ لِلتَّقْوى ََ} أي لذوي التقوى، وقد دلّ على ذلك قوله: {«وَالْعََاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»}.
133 {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ}: يقرأ بالتاء على لفظ البينة، وبالياء على معنى البيان.(1/261)
133 {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ}: يقرأ بالتاء على لفظ البينة، وبالياء على معنى البيان.
20: 134135
وقرئ «بيّنة» بالتنوين، و «ما» بدل منها، أو خبر مبتدأ محذوف، وحكي عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل «ما»، وبينة حال مقدمة.
و {الصُّحُفِ}: بالتحريك والإسكان.
134 {فَنَتَّبِعَ}: جواب الاستفهام.
و {نَذِلَّ وَنَخْزى ََ}: على تسمية الفاعل، وترك تسميته.
135 {مَنْ أَصْحََابُ}: «من» مبتدأ، و «أصحاب» خبر، والجملة في موضع نصب، ولا تكون «من» بمعنى الذي إذ لا عائد عليها، وقد حكي ذلك عن الفراء.
{الصِّرََاطِ السَّوِيِّ}: فيه خمس قراءات:
الأولى على فعيل. أي المستوي.
والثانية السّواء أي الوسط.
والثالثة السّوء بفتح السين بمعنى الشر.
والرابعة السّوأى، وهو تأنيث الأسوأ وأنّث على معنى الصراط أي الطريقة كقوله تعالى:
{«اسْتَقََامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ»}.
والخامسة السّويّ على تصغير السّوء.
{وَمَنِ اهْتَدى ََ}: بمعنى الذي، وفيه عطف الخبر على الاستفهام، وفيه تقوية قول الفراء. ويجوز أن يكون من في موضع جرّ أي وأصحاب من اهتدى يعنى النبي صلّى الله عليه وسلّم. ويجوز أن يكون استفهاما كالأول.
سورة الأنبياء
21: 18
1 {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}: هم مبتدأ، و {«مُعْرِضُونَ»} الخبر، {«وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ»}: ويجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون أي أعرضوا غافلين.
ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.
2 {مُحْدَثٍ}: محمول على لفظ ذكر، ولو رفع على موضع {«مِنْ ذِكْرٍ»} جاز.
و {مِنْ رَبِّهِمْ}: يجوز أن يتعلّق بيأتيهم، وأن يكون صفة لذكر، وأن يتعلّق بمحدث. وأن يكون حالا من الضمير في «محدث».
3 {لََاهِيَةً}: هو حال من الضمير في {«يَلْعَبُونَ»} ويجوز أن يكون حالا من الواو في {«اسْتَمَعُوهُ»}.
{الَّذِينَ ظَلَمُوا}: في موضعه ثلاثة أوجه:
أحدها الرفع، وفيه أربعة أوجه: أحدها: أن يكون بدلا من الواو في {«أَسَرُّوا»}. والثاني: أن يكون فاعلا، والواو حرف للجمع، لا اسم.
والثالث: أن يكون مبتدأ والخبر {«هَلْ هََذََا»} والتقدير: يقولون هل هذا.
والرابع: أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين ظلموا.
والوجه الثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين ظلموا.
والوجه الثاني أن يكون منصوبا على إضمار أعنى.
والثالث أن يكون مجرورا صفة للناس.
4 {قََالَ رَبِّي}: يقرأ: قل على الأمر، وقال على الخبر.
{فِي السَّمََاءِ}: حال من القول، أو حال من الفاعل في {«يَعْلَمُ»} وفيه ضعف ويجوز أن يتعلق بيعلم.
5 {أَضْغََاثُ أَحْلََامٍ}: أي هذا أضغاث.
{كَمََا أُرْسِلَ}: أي إتيانا مثل إرسال الأوّلين.
6 - و {أَهْلَكْنََاهََا}: صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع.
7 - ويوحى بالياء، و «إليهم»: قائم مقام الفاعل. ونوحي بالنون، والمفعول محذوف أي الأمر والنهي.
8 {جَسَداً}: هو مفرد في موضع الجمع، والمضاف محذوف أي ذوي أجساد. و {لََا يَأْكُلُونَ}:
صفة لأجساد.(1/262)
صفة لأجساد.
21: 931
و {جَعَلْنََاهُمْ}: يجوز أن يكون متعديا إلى اثنين، وأن يتعدّى إلى واحدة، فيكون {جَسَداً} حالا، و {لََا يَأْكُلُونَ} حالا أخرى.
10 {فِيهِ ذِكْرُكُمْ}: الجملة صفة لكتاب.
و «ذكركم» مضاف إلى المفعول أي ذكرنا إياكم.
ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي ما ذكرتم من الشرك وتكذيب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيكون المفعول محذوفا.
11 - و {كَمْ}: في موضع نصب ب {«قَصَمْنََا»}.
و {كََانَتْ ظََالِمَةً}: صفة لقرية.
12 {إِذََا هُمْ} للمفاجأة، فهم مبتدأ، و {«يَرْكُضُونَ»} الخبر وإذا ظرف للخبر.
15 {تِلْكَ دَعْوََاهُمْ}: تلك في موضع رفع اسم زالت، ودعواهم الخبر ويجوز العكس، والدّعوى قولهم: {«يََا وَيْلَنََا»}.
و {حَصِيداً}: مفعول ثان والتقدير: مثل حصيد فلذلك لم يجمع، كما لا يجمع «مثل» المقدر.
و {خََامِدِينَ}: بمنزلة: هذا حلو حامض ويجوز أن يكون صفة لحصيد.
16 - و {لََاعِبِينَ}: حال من الفاعل في خلقنا.
17 - و {إِنْ كُنََّا}: بمعنى ما كنّا. وقيل: هي شرط.
18 {فَيَدْمَغُهُ}: قرئ شاذا بالنصب، وهو بعيد، والحمل فيه على المعنى أي بالحق فالدّمغ.
{مِمََّا تَصِفُونَ}: حال أي ولكم الويل واقعا.
و «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، أو مصدرية.
19 {وَمَنْ عِنْدَهُ}: فيه وجهان:
أحدهما أن تكون «من» معطوفة على «من» الأولى، والأولى مبتدأ، وله الخبر أو هي مرفوعة بالظّرف فعلى هذا {لََا يَسْتَكْبِرُونَ} حال إما من «من» الأولى، أو الثانية على قول من رفع بالظرف، أو من الضمير في الظّرف الذي هو الخبر، أو من الضمير في عنده.
والوجه الثاني أن تكون من الثانية مبتدأ، ولا يستكبرون الخبر.
20 {يُسَبِّحُونَ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها.
و {لََا يَفْتُرُونَ}: حال من ضمير الفاعل في «يسبّحون».
21 {مِنَ الْأَرْضِ}: هو صفة لآلهة أو متعلّق باتّخذوا، على معنى ابتداء غاية الاتخاذ. 22 {إِلَّا اللََّهُ}:
الرفع على أن «إلا» صفة بمعنى غير ولا يجوز أن يكون بدلا لأنّ المعنى يصير إلى قولك: لو كان فيهما الله لفسدتا ألا ترى أنك لو قلت: ما جاءني قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى:
جاءني زيد وحده.
وقيل: يمتنع البدل، لأن ما قبلها إيجاب ولا يجوز النّصب على الاستثناء لوجهين:
أحدهما أنه فاسد في المعنى وذلك أنك إذا قلت:
لو جاءني القوم إلّا زيدا لقتلتهم كان معناه أنّ القتل امتنع لكون زيد مع القوم فلو نصبت في الآية لكان المعنى: إنّ فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفي ذلك إثبات إله مع الله.
وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك لأنّ المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
والوجه الثاني أنّ آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحقّقين لأنه لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.
24 {ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ}: الجمهور على الإضافة.
وقرئ بالتنوين على أن تكون «من» في موضع نصب بالمصدر.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم. والتقدير: هذا ذكر من كتاب معي، ومن كتاب قبلي، ونحو ذلك، فحذف الموصوف.
{الْحَقَّ}: الجمهور على النصب بالفعل قبله.
وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.
26 {بَلْ عِبََادٌ}: أي هم عباد.
{مُكْرَمُونَ} بالتخفيف والتشديد.
27 - و {لََا يَسْبِقُونَهُ}: صفة في موضع رفع.
29 {فَذََلِكَ}: في موضع رفع بالإبتداء. وقيل في موضع نصب بفعل دلّ عليه {«نَجْزِيهِ»} والجملة جواب الشرط.
و {كَذََلِكَ}: في موضع نصب ب {«نَجْزِي»} أي جزاء مثل ذلك.
30 {أَوَلَمْ}: يقرأ بالواو وبحذفها، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى: {«وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ»}.
{كََانَتََا}: الضمير يعود على الجنسين.
و {رَتْقاً} بسكون التاء أي ذاتي رتق، أو مرتوقتين، كالخلق بمعنى المخلوق.
ويقرأ بفتحها، وهو بمعنى المرتوق، كالقبض والنّقض.
{وَجَعَلْنََا} أي وخلقنا، والمفعول {كُلَّ شَيْءٍ}، و {حَيٍّ} صفة، و «من» لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون صفة لكل تقدّم عليه فصار حالا. ويجوز أن تكون جعل بمعنى صيّر فيكون {مِنَ الْمََاءِ} مفعولا ثانيا.
ويقرأ «حيّا» على أن يكون صفة لكل، أو مفعولا ثانيا.
31 {أَنْ تَمِيدَ}: أي مخافة أن تميد، أو لئلا تميد.(1/263)
31 {أَنْ تَمِيدَ}: أي مخافة أن تميد، أو لئلا تميد.
21: 3252
و {فِجََاجاً}: حال من «سبل». وقيل: سبلا بدل أي سبلا «فجاجا»، كما جاء في الآية الأخرى.
33 {كُلٌّ} أي كلّ واحد منهما أو منها، ويعود إلى الليل والنهار والشمس والقمر.
و {يَسْبَحُونَ}: خبر كلّ على المعنى لأنّ كلّ واحد منها إذا سبح فكلّها تسبح. وقيل:
يسبحون على هذا الوجه حال، والخبر: {«فِي فَلَكٍ»}.
وقيل: التقدير: كلها، والخبر {«يَسْبَحُونَ»}، وأتى بضمير الجمع على معنى كل، وذكّره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة، وهي من صفات من يعقل.
34 {أَفَإِنْ مِتَّ}: قد ذكر في قوله تعالى:
{«وَمََا مُحَمَّدٌ إِلََّا رَسُولٌ»}.
35 {فِتْنَةً}: مصدر مفعول له أو في موضع الحال أي فاتنين، أو على المصدر بمعنى نبلوكم أي نفتنكم بهما فتنة.
36 {إِلََّا هُزُواً}: أي مهزوّا به، وهو مفعول ثان، وأعاد ذكرهم توكيدا.
37 {مِنْ عَجَلٍ}: في موضع نصب بخلق على المجاز، كما تقول: خلق من طين.
وقيل: هو حال أي عجلا. وجواب {لَوْ} محذوف. و {حِينَ} مفعول به لا ظرف. و {بَغْتَةً}:
مصدر في موضع الحال. 42 {مِنَ الرَّحْمََنِ}: أي من أمر الرحمن، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ونظيره: {«يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللََّهِ»}.
43 {لََا يَسْتَطِيعُونَ}: هو مستأنف.
44 {نَنْقُصُهََا مِنْ أَطْرََافِهََا}: قد ذكر في الرعد.
45 {وَلََا يَسْمَعُ}: فيه قراءات وجوهها ظاهرة.
و {إِذََا}: منصوبة بيسمع، أو بالدعاء فعلى هذا القول يكون المصدر المعرّف بالألف واللام عاملا بنفسه.
46 {مِنْ عَذََابِ}: صفة لنفحة، أو في موضع نصب بمسّتهم.
47 {الْقِسْطَ}: إنما أفرد، وهو صفة لجمع، لأنه مصدر وصف به. وإن شئت قلت:
التقدير ذوات القسط.
{لِيَوْمِ الْقِيََامَةِ}: أي لأجله. وقيل: هي بمعنى في.
و {شَيْئاً}: بمعنى المصدر.
و {مِثْقََالَ}: بالنصب على أنه خبر كان أي وإن كان الظلم أو العمل. ويقرأ بالرفع على أن تكون كان تامة.
و {مِنْ خَرْدَلٍ}: صفة لحبّة، أو لمثقال.
و {أَتَيْنََا}: بالقصر: جئنا. ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها فهو يقرب من معنى أعطينا لأنّ الجزاء إعطاء وليس منقولا من أتينا لأن ذلك لم ينقل عنهم.
48 {وَضِيََاءً}: قيل: دخلت الواو على الصفة، كما تقول: مررت بزيد الكريم والعالم فعلى هذا يكون حالا أي الفرقان مضيئا.
وقيل: هي عاطفة أي آتيناه ثلاثة أشياء:
الفرقان، والضياء، والذّكر.
49 {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ}: في موضع جرّ على الصفة، أو نصب بإضمار أعني، أو رفع على إضمار {هُمْ} و {بِالْغَيْبِ}: حال.
52 {إِذْ قََالَ}: إذ ظرف لعالمين، أو لرشده، أو لآتينا.
ويجوز أن يكون بدلا من موضع {«مِنْ قَبْلُ»}.
ويجوز أن ينتصب بإضمار أعني، أو بإضمار اذكر.
{لَهََا عََاكِفُونَ}: قيل: اللام بمعنى على، كقوله {«لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عََاكِفِينَ»}.(1/264)
{لَهََا عََاكِفُونَ}: قيل: اللام بمعنى على، كقوله {«لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عََاكِفِينَ»}.
21: 5378
وقيل: هي على بابها إذ المعنى لها عابدون.
وقيل: أفادت معنى الاختصاص.
56 {عَلى ََ ذََلِكُمْ}: لا يجوز أن يتعلق «بالشّاهدين» لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول، فيكون على التّبيين. وقد ذكر في مواضع.
58 {جُذََاذاً}: يقرأ بالضم والفتح والكسر وهي لغات. وقيل: الضم على أنّ واحده جذاذة والكسر على أنّ واحده جذاذة بالكسر، والفتح على المصدر كالحصاد والتقدير: ذوي جذاذ.
ويقرأ بضمّ الجيم من غير ألف، وواحده جذّه، كقبة وقبب.
ويقرأ كذلك إلا أنّه بضمّ الذال الأولى، وواحده جذيذ، كقليب وقلب.
59 {مَنْ فَعَلَ هََذََا}: يجوز أن يكون «من» استفهاما فيكون «إنّه» استئنافا.
ويجوز أن يكون بمعنى الذي فيكون «إنه» وما بعده الخبر.
60 {يَذْكُرُهُمْ}: مفعول ثان لسمعنا، ولا يكون ذلك إلّا مسموعا كقولك: سمعت زيدا يقول كذا والمعنى: سمعت قول زيد.
و {يُقََالُ}: صفة ويجوز أن يكون حالا.
وفي ارتفاع {«إِبْرََاهِيمُ»} عليه السلام ثلاثة أوجه: أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هو، أو هذا. وقيل: هو مبتدأ والخبر محذوف أي إبراهيم فاعل ذلك، والجملة محكيّة.
والثاني هو منادى مفرد فضمّته بناء.
والثالث هو مفعول يقال لأنّ المعنى يذكر إبراهيم في تسميته فالمراد الاسم لا المسمّى.
61 {عَلى ََ أَعْيُنِ النََّاسِ}: في موضع الحال أي على رؤيتهم أي ظاهرا لهم.
63 {بَلْ فَعَلَهُ}: الفاعل {كَبِيرُهُمْ}.
{هََذََا}: وصف، أو بدل. وقيل: الوقف على «فعله»، والفاعل محذوف أي فعله من فعله وهذا بعيد لأن حذف الفاعل لا يسوغ.
65 {عَلى ََ رُؤُسِهِمْ}: متعلقة بنكسوا.
ويجوز أن يكون حالا، فيتعلّق بمحذوف.
{مََا هََؤُلََاءِ يَنْطِقُونَ}: الجملة تسدّ مسدّ مفعولى علمت كقوله: {«وَظَنُّوا مََا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ»}.
66 - و {شَيْئاً}: في موضع المصدر أي نفعا.
67 {أُفٍّ لَكُمْ}: قد ذكر في سبحان.
69 {بَرْداً} أي ذات برد.
و {عَلى ََ}: يتعلق بسلام، أو هي صفة له. 72 {نََافِلَةً}: حال من يعقوب.
وقيل: هو مصدر، كالعاقبة والعافية، والعامل فيه معنى وهبنا.
{وَكُلًّا}: المفعول الأول ل جعلنا.
73 {وَإِقََامَ الصَّلََاةِ}: الأصل فيه إقامة، وهي عوض من حذف إحدى الألفين، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء.
74 {وَلُوطاً} أي وآتينا لوطا.
و {آتَيْنََاهُ}: مفسّر للمحذوف، ومثله:
ونوحا وداود وسليمان وأيوب وما بعده من أسماء الأنبياء عليهم السلام.
ويحتمل أن يكون التقدير: واذكر لوطا والتقدير: واذكر خبر لوط والخبر المحذوف هو العامل في «إذ». والله أعلم.
77 {وَنَصَرْنََاهُ} أي منعناه من أذاهم.
وقيل: من بمعنى على.
78 - و {إِذْ نَفَشَتْ}: ظرف ليحكمان.
و {لِحُكْمِهِمْ}: يعنى الذين اختصموا في الحرث. وقيل: الضمير لهم، ولداود، وسليمان.
وقيل: هو لداود وسليمان خاصّة، وجمع لأن الاثنين جمع.(1/265)
وقيل: هو لداود وسليمان خاصّة، وجمع لأن الاثنين جمع.
21: 7995
79 {مَعَ دََاوُدَ الْجِبََالَ}: العامل في «مع» {يُسَبِّحْنَ} وهو نظير قوله تعالى: {«يََا جِبََالُ أَوِّبِي مَعَهُ»}.
ويسبّحن: حال من الجبال.
{وَالطَّيْرَ}: معطوف على الجبال. وقيل:
هي بمعنى مع.
ويقرأ شاذّا بالرفع عطفا على الضمير في يسبّحن.
وقيل: التقدير: والطير كذلك.
80 {لَكُمْ}: يجوز أن يكون وصفا للبوس، وأن يتعلّق بعلمنا، أو بصنعة.
{لِتُحْصِنَكُمْ}: يجوز أن يكون بدلا من لكم، بإعادة الجار ويجوز أن يتعلّق بعلمنا أي لأجل تحصينكم.
ويحصنكم بالياء على أنّ الفاعل الله عزّ وجلّ، أو داود عليه السلام، أو الصنع، أو التّعليم، أو الّلبوس وبالتاء أي الصنعة، أو الدروع. وبالنون لله تعالى على التعظيم.
ويقرأ بالتشديد والتخفيف.
81 - و {الرِّيحَ}: نصب على تقدير:
وسخّرنا لسليمان ودلّ عليه وسخرنا الأولى.
ويقرأ بالرفع على الاستئناف.
و {عََاصِفَةً}: حال، و {تَجْرِي}: حال أخرى إما بدلا من عاصفة، أو من الضمير فيها.
82 {مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ}: «من» في موضع نصب عطفا على الرياح، أو رفع على الاستئناف، وهي نكرة موصوفة، والضمير عائد على معناها. و {دُونَ ذََلِكَ}: صفة لعمل.
84 {رَحْمَةً} و {ذِكْرى ََ}: مفعول له ويجوز أن ينتصب على المصدر أي: ورحمناه.
87 - و {مُغََاضِباً}: حال.
88 {نُنْجِي}: الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم. ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه فعل ماض، وسكن الياء إيثارا للتخفيف، والقائم مقام الفاعل المصدر أي نجي النجاء. وهو ضعيف من وجهين: أحدهما: تسكين آخر الماضي. والثاني: إقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح.
والوجه الثاني أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت وهو ضعيف أيضا.
والثالث أنّ أصله ننجي بفتح النون الثانية، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في «تظاهرون» وهذا ضعيف أيضا لوجهين: أحدهما: أنّ النون الثانية أصل وهي فاء الكلمة، فحذفها يبعد جدا. والثاني: أنّ حركتها غير حركة النون الأولى، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.
90 {رَغَباً وَرَهَباً}: مفعول له، أو مصدر في موضع الحال أو مصدر على المعنى. 91 {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ}: أي: واذكر التي.
ويجوز أن يكون في موضع رفع أي: وفيما يتلى عليك خبر التي.
و {فِيهََا}: يعود على مريم.
و {آيَةً}: مفعول ثان. وفي الإفراد وجهان:
أحدهما أن مريم وابنها عليهما السلام جميعا آية واحدة لأن العجب منهما كمل.
والثاني أنّ تقديره: وجعلناها آية وابنها كذلك، فآية مفعول المعطوف عليه. وقيل: المحذوف هو الأول وآية الذكور للابن.
92 {أُمَّتُكُمْ} بالرفع: على أنه خبر إنّ وبالنصب على أنه بدل، أو عطف بيان.
و {أُمَّةً} بالنصب: حال، والرفع بدل من أمتكم أو خبر مبتدأ محذوف.
93 {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} أي في أمرهم أي تفرّقوا. وقيل: عدّي تقطعوا بنفسه لأنه بمعنى قطّعوا أي فرقوا. وقيل: هو تمييز أي تقطع أمرهم.
94 - و {لَهُ}: أي للسعي. وقيل: يعود على من.
95 {وَحَرََامٌ}: يقرأ بالألف. وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف، وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف. وهو في ذلك كلّه مرفوع بالابتداء وفي الخبر وجهان:(1/266)
95 {وَحَرََامٌ}: يقرأ بالألف. وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف، وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف. وهو في ذلك كلّه مرفوع بالابتداء وفي الخبر وجهان:
21: 96106
أحدهما هو {أَنَّهُمْ لََا يَرْجِعُونَ}. و «لا» زائدة أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا.
وقيل: ليست زائدة أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم.
والجيّد أن يكون «أنهم» فاعلا سدّ مسدّ الخبر.
والثاني الخبر محذوف، تقديره: توبتهم، أو رجاء بعثهم، إذا جعلت «لا» زائدة.
وقيل: حرام خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الذي ذكرناه من العمل الصالح حرام وحرام وحرم، لغتان مثل حلال وحلّ، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم أي امتنع مثل فلق، ومنه: يقول لا غائب مالي ولا حرم أي ممتنع.
ويقرأ «حرم» على أنه فعل بكسر الراء وضمّها، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية، وبالكسر على الاستئناف.
96 - و {حَتََّى}: متعلقة في المعنى بحرام أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت، ولا عمل لها في «إذا».
ويقرأ «من كل جدث» بالجيم والثاء، وهو بمعنى الحدب.
و {يَنْسِلُونَ} بكسر السين وضمّها لغتان، وجواب إذا: {«فَإِذََا هِيَ»}. وقيل: جوابها قالوا يا ويلنا. وقيل: واقترب، والواو زائدة. 97 {فَإِذََا هِيَ}: «إذا» للمفاجأة، وهي مكان، والعامل فيها {شََاخِصَةٌ}، وهى ضمير القصة.
و {أَبْصََارُ الَّذِينَ}: مبتدأ، وشاخصة خبره.
{يََا وَيْلَنََا}: في موضع نصب بقالوا المقدّر.
ويجوز أن يكون التقدير: يقولون فيكون حالا.
98 {حَصَبُ جَهَنَّمَ}: يقرأ بفتح الصاد، وهو ما توقد به، وبسكونها وهو مصدر حصبتها:
أو قدتها فيكون بمعنى المحصوب.
ويقرأ بالضاد محرّكة وساكنة، وبالطاء وهو بمعنى.
{أَنْتُمْ لَهََا}: يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم، وأن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من جهنّم.
101 {مِنَّا}: يجوز أن يتعلق بسبقت، وأن يكون حالا من الحسنى.
102 - و {لََا يَسْمَعُونَ}: يجوز أن يكون بدلا من {«مُبْعَدُونَ»}، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من الضمير في «مبعدون».
103 {هََذََا يَوْمُكُمُ} أي يقولون.
104 - يوم تطوى: يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله: توعدون أو على إضمار أعني أو ظرفا للايحزنهم، أو بإضمار اذكر.
ونطوي بالنون على التعظيم، وبالياء على الغيبة، وبالتاء وترك تسمية الفاعل.
و {السَّمََاءَ} بالرّفع. والتقدير طيّا كطيّ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجلّ القرطاس.
وقيل: هو اسم ملك أو كاتب، فيكون مضافا إلى الفاعل.
ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام.
ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام.
ويقرأ بفتح السّين وسكون الجيم وتخفيف اللام، وبضمّ السين والجيم مخفّفا ومشدّدا وهي لغات فيه واللام في {«لِلْكُتُبِ»} زائدة. وقيل: هي بمعنى على. وقيل تتعلق بطيّ. والله أعلم.
{كَمََا بَدَأْنََا}: الكاف نعت لمصدر محذوف أي نعيده عودا مثل بدئه.
وفي نصب «أوّل» وجهان:
أحدهما هو منصوب ببدأنا أي خلقنا أوّل خلق.
والثاني هو حال من الهاء في نعيده. والمعنى أوّل خلقه.
{وَعْداً}: مصدر أي وعدنا ذلك وعدا.
105 {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}: يجوز أن يتعلّق بكتبنا، وأن يكون ظرفا للزّبور لأنّ الزبور بمعنى المزبور أي المكتوب.(1/267)
105 {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}: يجوز أن يتعلّق بكتبنا، وأن يكون ظرفا للزّبور لأنّ الزبور بمعنى المزبور أي المكتوب.
21: 107112
107 {إِلََّا رَحْمَةً}: هو مفعول له ويجوز أن يكون حالا أي ذا رحمة، كما قال تعالى: {«وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا»} ويجوز أن يكون بمعنى راحم.
108 {يُوحى ََ إِلَيَّ أَنَّمََا}: «أن» مصدرية، و «ما» الكافة لا تمنع من ذلك، والتقدير: يوحى إليّ وحدانية إلهي.
{فَهَلْ أَنْتُمْ}: هل هاهنا على لفظ الاستفهام، والمعنى على التحريض أي فهل أنتم مسلمون بعد هذا، فهو للمستقبل.
109 {عَلى ََ سَوََاءٍ}: حال من المفعول والفاعل أي مستوين في العلم بما أعلمتكم به.
{وَإِنْ أَدْرِي}: بإسكان الياء، وهو على الأصل، وقد حكي في الشاذ فتحها قال أبو الفتح:
هو غلط لأنّ «إن» بمعنى ما.
وقال غيره: ألقيت حركة الهمزة على الياء، فتحرّكت وبقيت الهمزة ساكنة، فأبدلت ألفا لانفتاح ما قبلها، ثم أبدلت همزة متحركة لأنها في حكم المبتدأ بها، والابتداء بالساكن محال.
و {أَقَرِيبٌ}: مبتدأ، و {«مََا تُوعَدُونَ»}: فاعل له، لأنه قد اعتمد على الهمزة ويخرّج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد، لأنه أقرب إليه.
110 - و {مِنَ الْقَوْلِ}: حال من الجهر أي المجهور من القول. 112 {قََالَ رَبِّ}:
يقرأ على لفظ الأمر، وعلى لفظ الماضي. و {«احْكُمْ»} على الأمر.
ويقرأ: ربّي احكم، على الابتداء والخبر.
و {تَصِفُونَ}: بالتاء والياء، وهو ظاهر، والله أعلم.
سورة الحج
22: 112
1 {إِنَّ زَلْزَلَةَ السََّاعَةِ}: الزلزلة: مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم، أي تزلزل الساعة شيء، وأن يكون متعدّيا، أي إن زلزال الساعة الناس فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظّرف.
2 {يَوْمَ تَرَوْنَهََا}:
هو منصوب ب {«تَذْهَلُ»} ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه، أو ظرف لعظيم، أو على إضمار اذكر فعلى هذه الوجوه يكون «تذهل» حالا من ضمير المفعول، والعائد محذوف أي تذهل فيها ولا يجوز أن يكون ظرفا للزلزلة لأنه مصدر قد أخبر عنه.
والمرضعة: جاء على الفعل، ولو جاء على النسب لقال مرضع.
و (ما): بمعنى من، ويجوز أن تكون مصدرية.
{وَتَرَى النََّاسَ}: الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل.
ويقرأ بضمّ التاء أي وترى أنت أيها المخاطب، أو يا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
ويقرأ كذلك إلا أنه برفع الناس، والتأنيث على معنى الجماعة.
ويقرأ بالياء أي ويرى الناس أي يبصرون.
و {سُكََارى ََ}: حال من الأوجه كلّها والضمّ والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما، وسكرى مثل مرضى الواحد سكران، أو سكر، مثل زمن وزمنى.
ويقرأ سكرى مثل حبلى قيل هو محذوف من سكارى وقيل هو واحد مثل حبلى كأنه قال: ترى الأمة سكرى.
3 {مَنْ يُجََادِلُ}: هي نكرة موصوفة.
و {بِغَيْرِ عِلْمٍ}: في موضع المفعول، أو حال.
4 {أَنَّهُ} هي وما عملت فيه في موضع رفع بكتب. ويقرأ كتب بالفتح أي كتب الله، فيكون في موضع نصب.
و {مَنْ تَوَلََّاهُ}: في موضع رفع بالابتداء.
و «من» شرط، وجوابه {«فَأَنَّهُ»} ويجوز أن يكون بمعنى الذي، و «فأنه» الخبر، ودخلت فيه الفاء لما في الذي من معني المجازاة، وفتحت أن الثانية، لأنّ التقدير:
فشأنه أنه، أو فله أنه، وفيها كلام آخر قد ذكرنا مثله في {«أَنَّهُ مَنْ يُحََادِدِ اللََّهَ»}.
وقرئ بالكسر فيها حملا على معنى: قيل له.
5 {مِنَ الْبَعْثِ}: في موضع جرّ صفة لريب أو متعلق بريب.
وقرأ الحسن البعث بفتح العين، وهي لغة.
{وَنُقِرُّ}: الجمهور على الضم على الاستئناف إذ ليس المعنى: خلقناكم لنقر.
وقرئ بالنصب على أن يكون معطوفا في اللفظ. والمعنى مختلف لأنّ اللام في لنبيّن للتعليل، واللام المقدّرة مع نقرّ للصيرورة.
وقرئ بفتح النون وضمّ القاف والراء أي نسكن.
و {طِفْلًا}: حال، وهو واحد في معنى الجمع.
وقيل التقدير: نخرج كلّ واحد منكم طفلا، كما قال تعالى:
{«فَاجْلِدُوهُمْ ثَمََانِينَ جَلْدَةً»} أي كلّ واحد منهم.
وقيل: هو مصدر في الأصل فلذلك لم يجمع.
{مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً}: قد ذكر في النحل.
{وَرَبَتْ}: بغير همز، من ربا يربو إذا زاد.
وقرئ بالهمز وهو من ربأ للقوم، وهو الرّبيئة، إذا ارتفع على موضع عال لينظر لهم فالمعنى. ارتفعت.
{وَأَنْبَتَتْ} أي أشياء، أو ألوانا، أو من كلّ زوج بهيج زوجا فالمفعول محذوف. وعند الأخفش من زائدة.
6 {ذََلِكَ} مبتدأ، و {«بِأَنَّ اللََّهَ»} الخبر.
وقيل: المبتدأ محذوف أي الأمر ذلك.
وقيل: في موضع نصب أي فعلنا ذلك.
8 {بِغَيْرِ عِلْمٍ}: حال من الفاعل في {«يُجََادِلُ»}.
9 - و {ثََانِيَ عِطْفِهِ}: حال أيضا والإضافة غير محضة أي معرضا.
{لِيُضِلَّ}: يجوز أن يتعلّق بثاني، وبيجادل.
{لَهُ فِي الدُّنْيََا}: يجوز أن تكون حالا مقدرة، وأن تكون مقارنة أي مستحقّا. ويجوز أن يكون مستأنفا.
11 {عَلى ََ حَرْفٍ}: هو حال أي مضطربا متزلزلا.
{خَسِرَ الدُّنْيََا}: هو حال أي انقلب قد خسر ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويقرأ: خاسر الدنيا، و «خسر الدنيا» على أنه اسم، وهو حال أيضا {وَالْآخِرَةَ} على هذا بالجّر.(1/268)
ويقرأ: خاسر الدنيا، و «خسر الدنيا» على أنه اسم، وهو حال أيضا {وَالْآخِرَةَ} على هذا بالجّر.
22: 1321
13 {يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ}: هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة، وسبب ذلك أنّ اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب، ويدعو ليس منها. وهم في ذلك على طريقتين:
أحدهما أن يكون «يدعو» غير عامل فيما بعده لا لفظا ولا تقديرا، وفيه على هذا ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون تكريرا ل «يدعو» الأولى، فلا يكون له معمول.
والثاني: أن يكون ذلك بمعنى الذي في موضع نصب بيدعو أي يدعو الذي هو الضلال، ولكنه قدّم المفعول، وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذي.
والثالث: أن يكون التقدير: ذلك هو الضلال البعيد يدعوه فذلك مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، أو بدل، أو عماد، والضلال خبر المبتدأ، ويدعو حال والتقدير: مدعوّا. وفيه ضعف.
هذه الأوجه الكلام بعده مستأنف، و «من» مبتدأ، والخبر {لَبِئْسَ الْمَوْلى ََ}. والطريق والثاني أن «يدعو» متّصل بما بعده، وفيه على هذا ثلاثة أوجه:
أحدها أن يدعو يشبه أفعال القلوب لأن معناه: يسمى من ضرّه أقرب من نفعه إلها، ولا يصدر ذلك إلا عن اعتقاد، فكأنه قال يظنّ، والأحسن أنّ تقديره يزعم لأنّ يزعم قول مع اعتقاد. والثاني أن يكون يدعو بمعنى يقول، ومن مبتدأ وضرّه مبتدأ ثان، وأقرب خبره والجملة صلة «من»، وخبر من محذوف تقديره: إله أو إلهي، وموضع الجملة نصب بالقول، و «لبئس» مستأنف لأنه لا يصحّ دخوله في الحكاية لأنّ الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى.
والوجه الثالث قول الفرّاء: وهو أنّ التقدير:
يدعو من لضرّه ثم قدم اللام على موضعها، وهذا بعيد لأن «ما» في صلة الذي لا يتقدّم عليها.
15 {مَنْ كََانَ}: هو شرط، والجواب فليمدد.
و {هَلْ يُذْهِبَنَّ}: في موضع نصب ب «ينظر».
والجمهور على كسر اللام في «ليقطع». وقرئ بإسكانها على تشبيه «ثمّ» بالواو والفاء لكون الجميع عواطف.
16 {وَأَنَّ اللََّهَ يَهْدِي} أي وأنزلنا انّ الله يهدي، أو التقدير: ذكر أنّ الله. ويجوز أن يكون التقدير: ولأنّ الله يهدي بالآيات من يشاء أنزلناها.
17 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}: خبر «إن»: إن الثانية واسمها وخبرها، وهو قوله: {«إِنَّ اللََّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ»}.
وقيل: «إن» الثانية تكرير للأولى.
وقيل: الخبر محذوف، تقديره: مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك، والمذكور تفسير له. 18 {وَالدَّوَابُّ}: يقرأ بتخفيف الباء وهو بعيد، لأنه من الدبيب، ووجهها أنه حذف الباء الأولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين.
{وَكَثِيرٌ}: مبتدأ.
و {مِنَ النََّاسِ}: صفة له، والخبر محذوف تقديره: مطيعون، أو مثابون، أو نحو ذلك.
ويدلّ على ذلك قوله: {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذََابُ} والتقدير: وكثير منهم.
ولا يكون معطوفا على قوله: {«مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ»} لأنّ الناس داخلون فيه.
وقيل: هو معطوف عليه، وكرّر للتفصيل.
{مِنْ مُكْرِمٍ}: بكسر الراء. ويقرأ بفتح الراء، وهو مصدر بمعنى الإكرام.
19 {خَصْمََانِ}: هو في الأصل مصدر، وقد وصف به، وأكثر الاستعمال توحيده: فمن ثنّاه وجمعه حمله على الصفات والأسماء.
و {اخْتَصَمُوا}: إنما جمع حملا على المعنى لأنّ كلّ خصم فريق فيه أشخاص.
{يُصَبُّ}: جملة مستأنفة. ويجوز أن تكون خبرا ثانيا، وأن تكون حالا من الضمير في لهم.
20 {يُصْهَرُ} بالتخفيف. وقرئ بالتشديد للتكثير، والجملة حال من الحميم.(1/269)
20 {يُصْهَرُ} بالتخفيف. وقرئ بالتشديد للتكثير، والجملة حال من الحميم.
22: 2232
22 {كُلَّمََا}: العامل فيها {«أُعِيدُوا»}.
و {«مِنْ غَمٍّ»}: بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال. وقيل: الاولى لابتداء الغاية، والثانية بمعنى من أجل.
{وَذُوقُوا}، أي وقيل لهم، فحذف القول.
23 {يُحَلَّوْنَ}: يقرأ بالتشديد من التّحلية بالحلي.
ويقرأ بالتخفيف من قولك: احلي: البس الحلي، وهو من حليت المرأة تحلى إذا لبست الحلي ويجوز أن تكون من حلى بعيني كذا إذا حسن. وتكون «من» زائدة، أو يكون المفعول محذوفا.
و {مِنْ أَسََاوِرَ}: نعت له. وقيل: هو من حليت بكذا إذا ظفرت به.
و {مِنْ ذَهَبٍ}: نعت لأساور.
{وَلُؤْلُؤاً}: معطوف على أساور، لا على ذهب لانّ السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة، ويصحّ أن يكون حليا.
ويقرأ بالنصب عطفا على موضع من أساور.
وقيل: هو منصوب بفعل محذوف، تقديره:
ويعطون لؤلؤا.
والهمزة أو تركه لغتان قرئ بهما. 24 {مِنَ الْقَوْلِ}:
هو حال من الطّيب، أو من الضمير فيه.
25 {وَيَصُدُّونَ}:
حال من الفاعل في {«كَفَرُوا»}.
وقيل: هو معطوف على المعنى إذ التقدير: يكفرون ويصدّون، أو كفروا وصدّوا والخبر على هذين محذوف، تقديره: معذّبون، دلّ عليه آخر الآية.
وقيل الواو زائدة وهو الخبر.
و {جَعَلْنََاهُ}: يتعدّى إلى مفعولين فالضمير هو الأول، وفي الثاني ثلاثة أوجه:
أحدها {«لِلنََّاسِ»} وقوله تعالى: {«سَوََاءً»} خبر مقدّم، وما بعده المبتدأ، والجملة حال إمّا من الضمير الذي هو الهاء، أو من الضمير في الجار.
والوجه الثاني أن يكون للناس حالا، والجملة بعده في موضع المفعول الثاني.
والثالث أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب، و {«الْعََاكِفُ»}: فاعل سواء.
ويجوز أن يكون «جعل» متعديا إلى مفعول واحد وللناس حال، أو مفعول تعدّى إليه بحرف الجر.
وقرئ «العاكف» بالجر على أن يكون بدلا من الناس، وسواء على هذا نصب لا غير.
{وَمَنْ يُرِدْ}: الجمهور على ضمّ الياء من الإرادة.
ويقرأ شاذّا بفتحها من الورود فعلى هذا يكون {«بِإِلْحََادٍ»} حالا أي متلبّسا بإلحاد، وعلى الأول تكون الباء زائدة. وقيل المفعول محذوف أي تعدّيا بإلحاد.
و {بِظُلْمٍ}: بدل بإعادة الجار. وقيل: هو حال أيضا أي إلحادا ظالما.
وقيل: التقدير: إلحادا بسبب الظّلم.
26 {وَإِذْ بَوَّأْنََا} اي اذكر، و {مَكََانَ الْبَيْتِ}: ظرف واللام في لإبراهيم زائدة أي أنزلناه مكان البيت والدليل عليه قوله تعالى: {«وَلَقَدْ بَوَّأْنََا بَنِي إِسْرََائِيلَ»}. وقيل: اللام غير زائدة، والمعنى هيأنا.
{أَنْ لََا تُشْرِكْ}: تقديره: قائلين له، لا تشرك فان مفسّره للقول. وقيل: هي مصدرية أي فعلنا ذلك لئلا تشرك، وجعل النهى صلة وقوّى ذلك قراءة من قرأ بالياء.
{وَالْقََائِمِينَ} أي المقيمين. وقيل: أراد المصلّين.
27 {وَأَذِّنْ}: يقرأ بالتشديد والتخفيف والمدّ أي أعلم الناس بالحج.
{رِجََالًا}: حال، وهو جمع راجل.
ويقرأ بضم الراء مع التخفيف، وهو قليل في الجمع.
ويقرأ بالضم والتّشديد، مثل صائم وصوام.
ويقرأ رجالى مثل عجالى.
{وَعَلى ََ كُلِّ ضََامِرٍ}: في موضع الحال أيضا أي وركبانا. وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث.
و {يَأْتِينَ}: محمول على المعنى، والمعنى:
وركبانا على ضوامر يأتين فهو صفة لضامر.
وقرئ شاذّا «يأتون» أي يأتون على كل ضامر. وقيل: يأتون مستأنف.
و {مِنْ كُلِّ فَجٍّ}: يتعلّق به.
28 {لِيَشْهَدُوا}: يجوز أن تتعلّق اللام بأذّن، وأن تتعلّق بيأتوك. والله أعلم.
30 {ذََلِكَ} أي الأمر ذلك.
{فَهُوَ خَيْرٌ}: هو ضمير التعظيم الذي دلّ عليه يعظّم.
{إِلََّا مََا يُتْلى ََ}: يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا لانّ بهيمة الأنعام ليس فيها محرّم ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرمّ منها بسبب.
عارض كالموت ونحوه.
{مِنَ الْأَوْثََانِ}: «من» لبيان الجنس أي اجتنبوا الرّجس من هذا القبيل، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا.
31 {حُنَفََاءَ}: هو حال. و {غَيْرَ مُشْرِكِينَ} كذلك.
{فَكَأَنَّمََا خَرَّ} أي يخرّ، ولذلك عطف عليه قوله تعالى: {«فَتَخْطَفُهُ»}. ويجوز أن يكون التقدير:
فهو يخطفه فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى، وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة.
32 {فَإِنَّهََا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}: في الضمير المؤنث وجهان:
أحدهما هو ضمير الشعائر، والمضاف محذوف، تقديره: فإنّ تعظيمها، والعائد على «من» محذوف: أي فإن تعظيمها منه، أو من تقوى القلوب منهم. ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير: من تقوى قلوبهم، والألف واللام بدل من الضمير.(1/270)
أحدهما هو ضمير الشعائر، والمضاف محذوف، تقديره: فإنّ تعظيمها، والعائد على «من» محذوف: أي فإن تعظيمها منه، أو من تقوى القلوب منهم. ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير: من تقوى قلوبهم، والألف واللام بدل من الضمير.
22: 3340
والوجه الثاني أن يكون ضمير مصدر مؤنث، تقديره: فإنّ العظمة أو الحرمة أو الخصلة. وتقدير العائد على ما تقدم.
33 {لَكُمْ فِيهََا}: الضمير لبهيمة الأنعام.
34 - و (المنسك): يقرا بفتح السين وكسرها، وهما لغتان.
وقيل: الفتح للمصدر، والكسر للمكان.
35 {الَّذِينَ إِذََا ذُكِرَ اللََّهُ}: يجوز أن يكون نصبا على الصفة، أو البدل، أو على إضمار أعني وأن يكون رفعا على تقدير «هم».
{وَالْمُقِيمِي الصَّلََاةِ}: الجمهور على الجرّ بالإضافة. وقرأ الحسن بالنصب، والتقدير:
والمقيمين، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة.
36 {وَالْبُدْنَ}: هو جمع بدن، وواحدته بدنة، مثل خشبة وخشب ويقال: هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر.
ويقرأ بضم الدال مثل ثمر.
والجمهور على النصب بفعل محذوف: أي وجعلنا البدن. ويقرأ بالرفع على الابتداء.
و {لَكُمْ}، أي من أجلكم، فيتعلّق بالفعل.
و {مِنْ شَعََائِرِ}: المفعول الثاني.
{لَكُمْ فِيهََا خَيْرٌ}: الجملة حال. {صَوََافَّ}: حال من الهاء أي بعضها إلى جنب بعض.
ويقرأ «صوافن»، وواحده صافن وهو الذي يقوم على ثلاث، وعلى سنبك الرابعة، وذلك يكون إذا عقلت البدنة.
ويقرأ «صوافي» أي خوالص لله تعالى.
ويقرأ بتسكين الياء وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص.
{الْقََانِعَ}: بالألف، من قولك قنع به إذا رضي بالشيء اليسير.
ويقرأ بغير ألف، من قولك: قنع قنوعا إذا سأل.
{وَالْمُعْتَرَّ}: المعترض. ويقرأ المعتري بفتح التاء وهو في معناه، يقال عرّهم واعترّهم وعراهم واعتراهم إذا تعرّض لهم للطلب.
{كَذََلِكَ}: الكاف نعت لمصدر محذوف، تقديره: سخّرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.
37 {لَنْ يَنََالَ اللََّهَ}: الجمهور على الياء لأن اللحوم والدماء جمع تكسير فتأنيثه غير حقيقي، والفصل بينهما حاصل.
ويقرأ بالتاء وكذلك {«يَنََالُهُ التَّقْوى ََ مِنْكُمْ»}. 38 {إِنَّ اللََّهَ يُدََافِعُ}: يقرأ بغير ألف وبالألف وهما سواء.
ويقال: إن الألف تدلّ على أنّ المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد أذى المؤمنين.
39 {أُذِنَ}: يقرأ على تسمية الفاعل، وعلى ترك تسميته، وكذلك {«يُقََاتَلُونَ»} والتقدير:
أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظّلم إليهم.
40 {الَّذِينَ أُخْرِجُوا}: هو نعت للذين الأول، أو بدل منه، أو في موضع نصب بأعني، أو في موضع رفع على إضمار «هم» {إِلََّا أَنْ يَقُولُوا}: هذا استثناء منقطع، تقديره: إلا بقولهم ربّنا الله.
و {دَفْعُ اللََّهِ}، ودفاعه: قد ذكر في البقرة.
{وَصَلَوََاتٌ} اي ومواضع صلوات.
ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها.
ويقرأ بضمّ الصاد واللام، وبضمّ الصاد وفتح اللام.
وبسكون اللام كما جاء في «حجرة» اللغات الثلاث.
ويقرأ: صلوت بضم الصاد واللام وإسكان الواو، مثل صلب وصلوب.
ويقرأ: «صلويثا» بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث.(1/271)
ويقرأ: «صلويثا» بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث.
22: 4165
ويقرأ: «صلوتا» بفتح الصاد وضم اللام، وهو اسم عربي.
والضمير في «فيها» يعود على المواضع المذكورة.
41 {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنََّاهُمْ}: هو مثل {«الَّذِينَ أُخْرِجُوا»}.
44 {نَكِيرِ}: مصدر في موضع الإنكار.
45 {فَكَأَيِّنْ}: يجوز أن يكون في موضع نصب بما دلّ عليه أهلكنا، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء.
{أَهْلَكْنََاهََا} وأهلكتها سواء في المعنى.
{وَبِئْرٍ}: معطوفة على قرية.
46 {فَإِنَّهََا}: الضمير للقصة، والجملة بعدها مفسّرة لها.
و {الَّتِي فِي الصُّدُورِ}: صفة مؤكدة.
51 - معجزين: حال ويقرأ «معاجزين» بالألف والتخفيف، وهو في معنى المشدّد، مثل عاهد وعهد وقيل: عاجز: سابق، وعجّز: سبق.
52 {إِلََّا إِذََا تَمَنََّى}: قيل: هو استثناء من غير الجنس. وقيل: الكلام كلّه في موضع صفة لنبيّ.
53 {وَالْقََاسِيَةِ}: الألف واللام بمعنى الذي، والضمير في {«قُلُوبِهِمْ»} العائد عليها، «وقلوبهم» مرفوع باسم الفاعل وأنّث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث وهو معطوف على الذين.
54 {فَيُؤْمِنُوا}: هو معطوف على {«لِيَعْلَمَ»}، وكذلك {«فَتُخْبِتَ»}.
لهادي الّذين: الجمهور على الإضافة ويقرأ لهاد بالتنوين، و «الذين» نصب به.
55 {فِي مِرْيَةٍ} بالكسر والضم، وهما لغتان.
56 {يَوْمَئِذٍ}: منصوب بقوله: {«لِلََّهِ»} و «لله» الخبر.
و {يَحْكُمُ}: مستأنف ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، والعامل فيه الجار.
57 {فَأُولََئِكَ}: الجملة خبر الذين ودخلت الفاء لمعنى الجزاء.
58 - و {قُتِلُوا} بالتخفيف والتشديد، و {«لَيَرْزُقَنَّهُمُ»}: الخبر. و {«رِزْقاً»}: مفعول ثان ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكّدا.
59 {لَيُدْخِلَنَّهُمْ}: يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنّهم ويجوز أن يكون مستأنفا.
و {مُدْخَلًا} بالضم والفتح، وقد ذكر في النساء. 60 {ذََلِكَ} أي الأمر ذلك وما بعده مستأنف.
{بِمِثْلِ مََا عُوقِبَ بِهِ}: الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة و {«لَيَنْصُرَنَّهُ»}: خبر من.
62 {هُوَ الْحَقُّ}: يجوز أن يكون «هو» توكيدا، وفصلا، ومبتدأ.
و {يَدْعُونَ} بالياء والتاء، والمعنى ظاهر.
63 {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ}: إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين:
أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر أي قد رأيت، فلا يكون له جواب.
والثاني أنّ ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض وإنما يجب عن الماء والتقدير:
فهي أي القصة، وتصبح الخبر.
ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت وهو معطوف على أنزل، فلا موضع له إذا.
{مُخْضَرَّةً}: حال، وهو اسم فاعل.
وقرئ شاذّا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة أي ذات خضرة.
65 {وَالْفُلْكَ}: في نصبه وجهان:(1/272)
65 {وَالْفُلْكَ}: في نصبه وجهان:
22: 6678
أحدهما هو منصوب بسخّر معطوف على «ما».
والثاني هو معطوف على اسم إن.
و {تَجْرِي}: حال على الوجه الأول، وخبر على الثاني.
ويقرأ بالرّفع، وتجري الخبر.
{أَنْ تَقَعَ}: مفعول له، أي كراهة أن تقع.
ويجوز أن يكون في موضع جر أي من أن تقع.
وقيل: في موضع نصب على بدل الاشتمال أي: ويمسك وقوع السماء أي يمنعه.
67 {فَلََا يُنََازِعُنَّكَ}. ويقرأ «ينزعنّك» بفتح الياء وكسر الزاي وإسكان النون أي لا يخرجنّك.
72 {يَكََادُونَ}: الجملة حال من الذين، أو من الوجوه لأنه يعبّر بالوجوه عن أصحابها، كما قال تعالى: {«وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهََا غَبَرَةٌ»} ثم قال:
{«أُولََئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ»}.
{النََّارُ}: يقرأ بالرفع. وفيه وجهان:
أحدهما هو مبتدأ، و {«وَعَدَهَا»}: الخبر.
والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي هو النار أي الشر، و «وعدها» على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال. ويقرأ بالنصب على تقدير أعني، أو ب «وعد» الذي دلّ عليه «وعدها».
ويقرأ بالجر على البدل من شرّ.
73 {يَسْلُبْهُمُ}: يتعدى إلى مفعولين و {«شَيْئاً»} هو الثاني.
75 {وَمِنَ النََّاسِ} أي ومن الناس رسلا.
78 {حَقَّ جِهََادِهِ}: هو منصوب على المصدر ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي جهادا حقّ جهاده.
{مِلَّةَ أَبِيكُمْ} أي اتّبعوا ملة أبيكم. وقيل:
تقديره: مثل ملّة لأنّ المعنى: سهّل عليكم الدّين مثل ملّة إبراهيم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامة.
{هُوَ سَمََّاكُمُ}: قيل: الضمير لإبراهيم فعلى هذا الوجه يكون قوله: {«وَفِي هََذََا»} أي وفي هذا القرآن سمّاكم أي بسببه سميتم. وقيل:
الضمير لله تعالى.
{لِيَكُونَ الرَّسُولُ}: يتعلّق بسمّاكم. والله أعلم.
سورة المؤمنون
23: 110
1 {قَدْ أَفْلَحَ}: من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلّته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيّرت ألفا، ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الأصل ولا يعتدّ بحركة الدّال لأنها عارضة.
5 {إِلََّا عَلى ََ أَزْوََاجِهِمْ}: في موضع نصب ب {«حََافِظُونَ»} على المعنى لأن المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم.
وقيل: هو حال أي حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال.
ولا يجوز أن يتعلق ب {«مَلُومِينَ»} لأمرين:
أحدهما أنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
والثاني أنّ المضاف إليه لا يعمل فيما قبله.
وإنما تعلّقت «على» بحافظون على المعنى ويجوز أن تتعلّق بفعل دلّ عليه «ملومين» أي إلا على أزواجهم لا يلامون.
8 {لِأَمََانََاتِهِمْ}: يقرأ بالجمع، لأنها كثيرة، كقوله تعالى: {«أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا»}، وعلى الإفراد لأنها جنس فهي في الإفراد كعهدهم ومثله {«صَلَوََاتِهِمْ»} في الإفراد والجمع.(1/273)
8 {لِأَمََانََاتِهِمْ}: يقرأ بالجمع، لأنها كثيرة، كقوله تعالى: {«أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا»}، وعلى الإفراد لأنها جنس فهي في الإفراد كعهدهم ومثله {«صَلَوََاتِهِمْ»} في الإفراد والجمع.
23: 1135
11 {هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ}: الجملة حال مقدرة، إمّا من الفاعل أو المفعول.
12 {مِنْ سُلََالَةٍ}: يتعلق بخلقنا.
و {مِنْ طِينٍ}: بمحذوف لأنه صفة لسلالة ويجوز أن يتعلّق بمعنى سلالة لأنها بمعنى مسلولة.
14 {خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً}: خلقنا بمعنى صيّرنا فلذلك نصب مفعولين.
{الْعِظََامَ}: بالجمع على الأصل، وبالإفراد لأنه جنس.
{أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ}: بدل، أو خبر مبتدأ محذوف وليس بصفة لأنه نكرة وإن أضيف لأن المضاف إليه عوض عن «من»، وهكذا جميع باب أفعل منك.
15 {بَعْدَ ذََلِكَ}: العامل فيه «ميّتون»، واللام هاهنا لا تمنع العمل.
18 {بِهِ}: متعلق بذهاب. و «على» متعلقة ب «قادرون».
20 {وَشَجَرَةً} أي وأنشأنا شجرة فهو معطوف على {«جَنََّاتٍ»}.
{سَيْنََاءَ}: يقرأ بكسر السين، والهمزة على هذا أصل، مثل حملاق، وليست للتأنيث إذ ليس في الكلام مثل سيناء ولم ينصرف لأنه اسم بقعة ففيه التعريف والتأنيث ويجوز أن تكون فيه العجمة أيضا.
ويقرأ بفتح السين والهمزة على هذا للتأنيث إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح. وما حكي الفراء من قولهم: ناقة فيها خزعال لا يثبت، وإن ثبت فهو شاذّ لا يحمل عليه.
{تَنْبُتُ}: يقرأ بضم التاء وكسر الباء. وفيه وجهان:
أحدهما هو متعدّ، والمفعول محذوف، تقديره: تنبت ثمرها أو جناها والباء على هذا حال من المحذوف أي وفيه الدّهن كقولك: خرج زيد بثيابه.
وقيل: الباء زائدة، فلا حذف إذا بل المفعول الدّهن.
والوجه الثاني هو لازم، يقال: نبت البقل، وأنبت بمعنى فعلى هذا الباء حال، وقيل: هي مفعول أي تنبت بسبب الدّهن.
ويقرأ بضم التاء وفتح الباء، وهو معلوم.
ويقرأ بفتح التاء وضمّ الباء، وهو كالوجه الثاني المذكور. {وَصِبْغٍ}: معطوف على الدّهن.
وقرئ في الشاذ بالنصب عطفا على موضع بالدهن.
21 {نُسْقِيكُمْ}: يقرأ بالنون وقد ذكر في النحل. وبالتاء وفيه ضمير الأنعام، وهو مستأنف.
27 {بِأَعْيُنِنََا}: في موضع الحال أي محفوظة.
و {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}: قد ذكر في هود.
29 {مُنْزَلًا}: يقرأ بفتح الميم وكسر الزاي وهو مكان، أو مصدر نزل وهو مطاوع أنزلته.
ويقرأ بضم الميم وفتح الزاي، وهو مصدر بمعنى الإنزال ويجوز أن يكون مكانا، كقولك: أنزل المكان فهو منزل.
30 {وَإِنْ كُنََّا} أي وإنا كنا فهي مخفّفة من الثقيلة، وقد ذكرت في غير موضع.
35 {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذََا مِتُّمْ}: في إعراب هذه الآية أوجه:
أحدها أن اسم «أن» الأولى محذوف أقيم مقامه المضاف إليه، تقديره: أن إخراجكم. و «إذا» هو الخبر.(1/274)
أحدها أن اسم «أن» الأولى محذوف أقيم مقامه المضاف إليه، تقديره: أن إخراجكم. و «إذا» هو الخبر.
23: 3652
و {أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} تكرير لأن «أن» وما عملت فيه للتوكيد، أو للدلالة على المحذوف.
والثاني أنّ اسم «أن» الكاف والميم، و «إذا» شرط، وجوابها محذوف، تقديره: أنكم إذا متّم يحدث أنكم مخرجون، فأنكم الثانية وما عملت فيه فاعل جواب إذا، والجملة كلها خبر أنّ الأولى.
والثالث أنّ خبر الأولى مخرجون، وأنّ الثانية مكرّرة وحدها توكيدا، وجاز ذلك لما طال الكلام، كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى: {«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هََاجَرُوا»}.
و {«ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ»} وقد ذكر في النّحل.
والرابع أن خبر «أن» الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه ولا يجوز أن يكون {«إِذََا»} خبر الأولى لأنها ظرف زمان، واسمها جثّة.
وأمّا العامل في «إذا» فمحذوف فعلى الوجه الأوّل يكون المقدر من الاستقرار وعلى الوجه الثاني يعمل فيها جوابها المحذوف، وعلى الثالث والرابع يعمل فيها ما دلّ عليه خبر الثانية، ولا يعمل فيها {«مِتُّمْ»} لإضافتها إليه.
36 {هَيْهََاتَ}: هو اسم للفعل، وهو خبر واقع موقع بعد. وفي فاعله وجهان:
أحدهما هو مضمر، تقديره بعد التصديق لما توعدون، أو الصحة أو الوقوع، ونحو ذلك.
والثاني فاعله «ما»، واللام زائدة أي بعد ما توعدون من البعث. وقال قوم: هيهات بمعنى البعد فموضعه مبتدأ، و {«لِمََا تُوعَدُونَ»} الخبر وهو ضعيف، وهيهات على الوجه الأول لا موضع لها، وفيها عدّة قراءات: الفتح بلا تنوين على أنه مفرد. وبالتنوين على إرادة التكثير، وبالكسر بلا تنوين، وبتنوين على أنه جمع تأنيث، والضم بالوجهين، شبّه بقبل وبعد.
ويقرأ هيهاه بالهاء وقفا ووصلا.
ويقرأ أيهاه بإبدال الهمزة من الهاء الأولى.
40 {عَمََّا قَلِيلٍ}: «ما» زائدة.
وقيل: هي بمعنى شيء، أو زمن. وقيل بدل منها.
وفي الكلام قسم محذوف جوابه: {«لَيُصْبِحُنَّ»}.
و «عن» يتعلق بيصبحن، ولم تمنع اللام ذلك كما منعتها لام الابتداء، وأجازوا زيد لأضربنّ لأن اللام للتوكيد فهي مثل قد، ومثل لام التوكيد في خبر إن كقوله: {«بِلِقََاءِ رَبِّهِمْ لَكََافِرُونَ»}.
وقيل: اللام هنا تمنع من التقديم إلا في الظروف، فإنه يتوسّع فيها.
44 - تترى: التاء بدل من الواو، لأنه من المواترة، وهي المتابعة وذلك من قولهم: جاؤوا على وتيرة أي طريقة واحدة، وهو نصب على الحال أي متتابعين، وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال. وقيل:
هو صفة لمصدر محذوف أي إرسالا متواترا. وفي ألفها ثلاثة أوجه:
أحدها هي للإلحاق بجعفر، كالألف في ارطى ولذلك تؤنّث في قول من صرفها.
والثاني هي بدل من التنوين.
والثالث هي للتأنيث، مثل سكرى ولذلك لا تنوّن على قول من منع الصّرف.
45 {هََارُونَ}: هو بدل من أخاه.
47 {مِثْلِنََا}: إنما لم يثن لأنّ «مثلا» في حكم المصدر، وقد جاءت تثنيته وجمعه في قوله: {«يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ»}، وفي قوله تعالى: {«ثُمَّ لََا يَكُونُوا أَمْثََالَكُمْ»}.
وقيل: إنما وحّد لأنّ المماثلة في البشرية، وليس المراد الكمية.
وقيل: اكتفى بالواحد عن الاثنين.
50 {وَأُمَّهُ آيَةً}: قد ذكر في الأنبياء.
{وَمَعِينٍ}: فيه وجهان:
أحدهما هو فعيل من المعن، وهو الشيء القليل، ومنه الماعون. وقيل: الماعون: الماء، فالميم أصل.
والثاني الميم زائدة، وهو من عنته إذا أبصرته بعينك، وأصله معيون.
52 {وَإِنَّ هََذِهِ}: يقرأ بفتح الهمزة. وفيه ثلاثة أوجه:(1/275)
52 {وَإِنَّ هََذِهِ}: يقرأ بفتح الهمزة. وفيه ثلاثة أوجه:
23: 5385
أحدها تقديره: ولأنّ، واللام المقدّرة تتعلّق ب {«فَاتَّقُونِ»} أي فاتّقون لأن هذه. وموضع أنّ نصب، أو جرّ على ما حكينا من الاختلاف في غير موضع.
والثاني أنه معطوف على ما قبله، تقديره:
إني بما تعملون عليم وبأن هذه.
والثالث أن في الكلام حذفا أي واعلموا أنّ هذه.
ويقرأ بتخفيف النون، وهي مخففة من الثقيلة.
ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
و {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وََاحِدَةً}: قد ذكر في الأنبياء، وكذلك: {«فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ»}.
و {زُبُراً} بضمتين: جمع زبور، مثل رسول ورسل.
ويقرأ بالتسكين على هذا المعنى.
ويقرأ بفتح الباء، وهو جمع زبرة وهي القطعة أو الفرقة والنصب على الوجه الأوّل على الحال من «أمرهم» أي مثل كتب.
وقيل: «من» ضمير الفاعل.
وقيل: هو مفعول ثان لتقطّعوا وعلى الوجه الثاني هو حال من الفاعل.
55 {أَنَّمََا}: بمعنى الذي، وخبر أنّ {«نُسََارِعُ لَهُمْ»} والعائد محذوف أي نسارع لهم، أي فيه ولا يجوز أن يكون الخبر من مال لأنه إذا كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أنّ تلك الأموال خير لهم.
ويقرأ نسارع بالياء والنون وعلى ترك تسمية الفاعل، ونسرع بغير ألف.
60 {مََا آتَوْا}: «ما»: بمعنى الذي، والعقائد محذوف أي يعطون ما يعطون.
ويقرأ: أتوا بالقصر أي ما جاؤوه.
{أَنَّهُمْ} أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم، فحذف حرف الجر.
61 {وَهُمْ لَهََا} أي لأجلها. وقيل: التقدير:
وهم يسابقونها أي يبادرونها فهي في موضع المفعول ومثله: و {«هُمْ لَهََا عََامِلُونَ»} أي لأجلها وإياها يعملون.
64 {إِذََا} هي للمفاجأة، وقد ذكر حكمها.
66 {عَلى ََ أَعْقََابِكُمْ}: هو حال من الفاعل في {«تَنْكِصُونَ»}. وقوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ}: حال أخرى.
والهاء في {بِهِ} للقرآن العظيم. وقيل: للنبي عليه الصلاة والسلام. وقيل: لأمر الله تعالى وقيل: للبيت فعلى هذا القول تكون متعلقة ب {سََامِراً} أي تسمرون حول البيت.
وقيل: بالقرآن. وسامرا حال أيضا، وهو مصدر، كقولهم: قم قائما، وقد جاء من المصدر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية. وقيل: هو واحد في موضع الجمع.
وقرئ: سمّر، جمع سامر، مثل شاهد وشهّد.
و {تَهْجُرُونَ}: في موضع الحال من الضمير في سامرا.
ويقرأ بفتح التاء، من قولك: هجر يهجر، إذا هذى. وقيل: يهجرون القرآن.
ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم، من أهجر إذا جاء بالهجر، وهو الفحش.
ويقرأ بالتشديد، وهو في معنى المخفّف.
72 {خَرْجاً}: يقرأ بغير ألف في الأول، وبألف في الثاني.
ويقرأ بغير ألف فيهما، وهما بمعنى.
وقيل: الخرج الاجرة، والخراج: ما يضرب على الأرض والرّقاب.
74 {عَنِ الصِّرََاطِ}: يتعلّق ب {لَنََاكِبُونَ}، ولا تمنع اللام من ذلك.
76 {فَمَا اسْتَكََانُوا}: قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف.
78 {قَلِيلًا مََا تَشْكُرُونَ}: قد ذكر في أول الأعراف.
85 {سَيَقُولُونَ لِلََّهِ}: الموضع الأول باللام في قراءة الجمهور، وهو جواب ما فيه اللام، وهو قوله تعالى: {«لِمَنِ الْأَرْضُ»}، وهو مطابق للفظ المعنى.(1/276)
85 {سَيَقُولُونَ لِلََّهِ}: الموضع الأول باللام في قراءة الجمهور، وهو جواب ما فيه اللام، وهو قوله تعالى: {«لِمَنِ الْأَرْضُ»}، وهو مطابق للفظ المعنى.
23: 86118
وقرئ بغير لام حملا على المعنى لأن معنى «لمن الأرض» من ربّ الأرض؟ فيكون الجواب:
الله أي هو الله.
وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام حملا على اللفظ وهو جواب قوله تعالى: {«مَنْ رَبُّ السَّمََاوََاتِ»}.
{«مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ»} باللام على المعنى لأنّ المعنى في قوله: {«مَنْ رَبُّ السَّمََاوََاتِ»}: لمن السموات؟
92 {عََالِمِ الْغَيْبِ}: يقرأ بالجرّ على الصفة، أو البدل، من اسم الله تعالى قبله وبالرفع: أي هو عالم.
94 {فَلََا تَجْعَلْنِي}: الفاء جواب الشرط، وهو قوله تعالى: {«إِمََّا تُرِيَنِّي»} والنداء معترض بينهما.
95 - و {عَلى ََ}: تتعلّق ب {لَقََادِرُونَ}.
99 {ارْجِعُونِ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أنه جمع على التعظيم، كما قال تعالى: {«إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ»}، وكقوله: {«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللََّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمََاءِ مََاءً فَأَخْرَجْنََا»}.
والثاني أنه أراد: يا ملائكة ربّي ارجعون.
والثالث أنه دلّ بلفظ الجمع على تكرير القول فكأنه قال: ارجعني ارجعنى. 101 {يَوْمَئِذٍ}: العامل في ظرف الزمان العامل في بينهم، وهو المحذوف ولا يجوز أن يعمل فيه أنساب لأن اسم «لا» إذا بنى لم يعمل.
106 {شِقْوَتُنََا}: يقرأ بالكسر من غير ألف، وبالفتح مع الألف، وهما بمعنى واحد.
110 {سِخْرِيًّا}: هو مفعول ثان، والكسر والضم لغتان وقيل: الكسر بمعنى الهزل، والضمّ بمعنى الإذلال من التّسخير، وقيل: بعكس ذلك.
111 {أَنَّهُمْ}: يقرأ بالفتح على أنّ الجملة في موضع ثان لأنّ «جزى» يتعدّى إلى اثنين، كما قال تعالى: {«وَجَزََاهُمْ بِمََا صَبَرُوا جَنَّةً»}.
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون على تقدير:
لأنهم أو بأنهم أي جزاهم بالفوز على صبرهم.
ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
112 {قََالَ كَمْ لَبِثْتُمْ}: يقرأ على لفظ الماضي أي قال السائل لهم.
وعلى لفظ الأمر أي يقول الله للسائل: قل لهم.
و {كَمْ}: ظرف للبثتم أي كم سنة أو نحوها. و {عَدَدَ}: بدل من «كم».
ويقرأ شاذّا عددا بالتنوين.
و {سِنِينَ}: بدل منه.
113 - و {الْعََادِّينَ} بالتشديد من العدد، وبالتخفيف على معنى العادين أي المتقدمين. كقولك: هذه بئر عادية أي سل من تقدمنا، وحذف إحدى ياءي النسب، كما قالوا الأشعرون، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين.
114 {إِلََّا قَلِيلًا} أي زمنا قليلا، أو لبثا قليلا.
وجواب «لو» محذوف أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة.
115 - و {عَبَثاً}: مصدر في موضع الحال، أو مفعول لأجله.
116 {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}: مثل قوله تعالى في البقرة: {«لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ الرَّحْمََنُ الرَّحِيمُ»}
وقد ذكر.
117 {لََا بُرْهََانَ لَهُ بِهِ}: صفة لإله، والجواب {فَإِنَّمََا حِسََابُهُ}.
{إِنَّهُ لََا يُفْلِحُ} بالكسر على الاستئناف.
وبالفتح على تقدير بأنه أي يجازى بعدم الفلاح. والله أعلم.(1/277)
سورة النور
24: 111
1 {سُورَةٌ}، بالرفع على تقدير: هذه سورة، أو مما يتلى عليك سورة. ولا يكون سورة مبتدأ لأنها نكرة.
وقرئ بالنصب على تقدير: أنزلنا سورة، ولا موضع ل {«أَنْزَلْنََاهََا»} على هذا لأنه مفسّر لما لا موضع له، فلا موضع له.
ويجوز النصب على تقدير: اذكر سورة، فيكون موضع «أنزلناها» نصبا، وموضعها على الرفع رفع.
{وَفَرَضْنََاهََا} بالتشديد بأنه تكثير ما فيها من الفرائض، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها، وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها.
2 {الزََّانِيَةُ وَالزََّانِي}: في رفعه وجهان:
أحدهما هو مبتدأ والخبر محذوف، تقديره:
وفيما يتلى عليك الزانية والزاني فعلى هذا {«فَاجْلِدُوا»} مستأنف.
والثاني الخبر فاجلدوا.
وقد قرئ بالنصب بفعل دلّ عليه «فاجلدوا»، وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى: {«وَالَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا مِنْكُمْ»} ومائة، وثمانين ينتصبان انتصاب المصادر.
{وَلََا تَأْخُذْكُمْ بِهِمََا}:
لا يجوز أن تتعلّق الباء ب {«رَأْفَةٌ»} لأنّ المصدر لا يتقدّم عليه معموله وإنما يتعلّق بتأخذ أي: ولا تأخذكم بسببهما.
ويجوز أن يتعلّق بمحذوف على البيان أي أعني بهما أي لا ترأفوا بهما، ويفسّره المصدر.
والرّافة فيها أربعة أوجه: إسكان الهمزة، وفتحها، وإبدالها ألفا، وزيادة ألف بعدها وكلّ ذلك لغات قد قرئ به.
و {فِي}: يتعلق بتأخذكم.
4 {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنََاتِ}: في موضعه وجهان:
أحدهما الرفع، والآخر النصب على ما ذكر في قوله تعالى: {«الزََّانِيَةُ وَالزََّانِي»}.
{فَاجْلِدُوهُمْ} أي فاجلدوا كلّ واحد منهم، فحذف المضاف.
{وَأُولََئِكَ هُمُ الْفََاسِقُونَ}: جملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا.
5 {إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا}: هو استثناء من الجمل التي قبلها عند جماعة، ومن الجملة التي تليها عند آخرين، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب. وقيل: موضعه جرّ على البدل من الضمير في {«لَهُمْ»}.
وقيل: موضعه رفع بالابتداء، والخبر {«فَإِنَّ اللََّهَ»}، وفي الخبر ضمير محذوف أي غفور لهم.
6 {إِلََّا أَنْفُسُهُمْ}: هو نعت لشهداء، أو بدل منه.
ولو قرئ بالنصب لجاز على أن يكون خبر كان، أو على الاستثناء. وإنما كان الرفع أقوى لأنّ «إلا» هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الأنبياء في قوله تعالى: {«لَوْ كََانَ فِيهِمََا آلِهَةٌ إِلَّا اللََّهُ لَفَسَدَتََا»}.
{فَشَهََادَةُ أَحَدِهِمْ}: المصدر مضاف إلى الفاعل. وفي رفعه وجهان: أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي فالواجب شهادة أحدهم.
والثاني هو مبتدأ، والخبر محذوف أي فعليهم شهادة أحدهم.
و {أَرْبَعُ} بالنصب على المصدر أي أن يشهد أحدهم أربع.
و {بِاللََّهِ}: يتعلق بشهادات عند البصريين لأنّه أقرب وبشهادة عند الكوفيين لأنّه أول العاملين.
و {إِنَّهُ}: وما عملت فيه معمول شهادات، أو شهادة على ما ذكرنا أي يشهد على أنه صادق ولكن العامل علّق من أجل اللام في الخبر ولذلك كسرت إن.
وموضعه إمّا نصب، أو جر على اختلاف المذهبين في «أن» إذا حذف منه الجار.
ويقرأ «أربع» بالرفع على أنه خبر المبتدأ، وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر، لئلا يفصل بين الصلة والموصول فيتعيّن أن تعمل شهادات فيما بعدها.
7 {وَالْخََامِسَةُ} أي والشهادة الخامسة، وهو مبتدأ، والخبر {«أَنْ لَعْنَةُ اللََّهِ»}.
ويقرأ بتخفيف «أن»، وهي المخفّفة من الثقيلة، واسمها محذوف.
و {مِنَ الْكََاذِبِينَ}: خبر «أن» على قراءة التشديد، وخبر «لعنة» على قراءة التخفيف.
ويقرأ «والخامسة» بالنصب على تقدير:
ويشهد الخامسة ويكون التقدير: بأنّ لعنة الله، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.
8 {أَنْ تَشْهَدَ}: هو فاعل يدرأ.
و {بِاللََّهِ}: يتعلق بشهادات، أو بأن تشهد، كما ذكرنا في الأولى.
9 {وَالْخََامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللََّهِ عَلَيْهََا}: هو مثل الخامسة الأولى، ويقرأ «أنّ» بالتشديد، و «أن» بالتخفيف، وغضب بالرفع ويقرأ: غضب على أنه فعل.
10 {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ}: جواب «لولا» محذوف، تقديره: لهلكتم، أو لخرجتم، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.
11 {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}: هي خبر «إن» ومنكم: نعت لها، وبه أفاد الخبر.
{لََا تَحْسَبُوهُ}: مستأنف، والهاء ضمير الإفك، أو القذف.(1/278)
{لََا تَحْسَبُوهُ}: مستأنف، والهاء ضمير الإفك، أو القذف.
24: 1230
و {كِبْرَهُ} بالكسر بمعنى معظمه، وبالضمّ من قولهم:
الولاء للكبر، وهو أكبر ولد الرجل أي تولى أكبره.
15 {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ}:
العامل في «إذ» مسّكم، أو أفضتم.
ويقرأ: تلقونه، بضم التاء، من ألقيت الشيء إذا طرحته. وتلقونه، بفتح التاء وكسر اللام وضمّ القاف وتخفيفها أي تسرعون فيه، وأصله من الولق وهو الجنون.
ويقرأ: تقفّونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها، وأصله تتقفّون أي تتبعون.
17 {أَنْ تَعُودُوا} أي كراهة أن تعودوا، فهو مفعول له.
وقيل: حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم أي يزجركم عن العود.
21 {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ}: الهاء ضمير الشيطان، أو ضمير من. وزكا: يمال حملا على تصرّف الفعل، ومن لم يمل قال: الألف من الواو.
22 {وَلََا يَأْتَلِ}: هو يفتعل، من أليت أي حلفت.
ويقرأ: يتألّ على يتفعل، وهو من الأليّة أيضا.
24 {يَوْمَ تَشْهَدُ}: العامل في الظّرف معنى الاستقرار في قوله تعالى: {«لَهُمْ عَذََابٌ»} ولا يعمل عذاب لأنّه قد وصف.
وقيل: التقدير: اذكر.
وتشهد بالياء والتاء، وهو ظاهر.
25 {يَوْمَئِذٍ}: العامل فيه {«يُوَفِّيهِمُ»}.
و {الْحَقَّ} بالنصب: صفة للدّين، وبالرفع على الصفة لله، ولم يحتفل بالفصل.
وقد ذكر نظيره في الكهف.
26 {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ}: يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا بعد خبر.
29 {أَنْ تَدْخُلُوا} أي في أن تدخلوا. وقد ذكر.
30 {مِنْ أَبْصََارِهِمْ}: «من» هاهنا بمعنى التبعيض أي لا يلزمه غضّ البصر بالكلية.
وقيل: هي زائدة. وقيل: هي لبيان الجنس، والله أعلم.(1/279)
وقيل: هي زائدة. وقيل: هي لبيان الجنس، والله أعلم.
24: 3140
31 {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} بالجر على الصفة، أو البدل وبالنصب على الحال أو الاستثناء، وقد ذكر في الفاتحة.
و {مِنَ الرِّجََالِ}: نصب على الحال. وإفراد {«الطِّفْلِ»} قد ذكر في الحج.
{مِنْ زِينَتِهِنَّ}: حال.
{أَيُّهَا}: الجمهور على فتح الهاء في الوصل لأنّ بعدها ألفا في التقدير.
وقرئ بضم الهاء اتباعا للضمّة قبلها في اللفظ.
وهو بعيد.
33 {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ}: رفع أو نصب، كما ذكر في: {«الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنََاتِ»}.
{مِنْ بَعْدِ إِكْرََاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: أي غفور أي لهنّ.
35 {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ}: تقديره:
صاحب نور السموات.
وقيل: المصدر بمعنى الفاعل أي منوّر السموات.
{فِيهََا مِصْبََاحٌ}: صفة لمشكاة.
{دُرِّيٌّ}: يقرأ بالضمّ والتشديد من غير همز، وهو منسوب إلى الدّر شبّه به لصفائه وإضاءته. ويجوز أن يكون أصله الهمز، ولكن خفّفت الهمزة وأدغمت وهو فعيل من الدرء وهو دفع الظلمة بضوئه.
ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني، ويكون على فعيل، كسكّيت وصدّيق.
ويقرأ بالفتح على فعيل وهو بعيد.
توقد: بالتاء والفتح على أنه ماض، وتوقد على أنه مضارع، والتاء لتأنيث الزجاجة، والياء على معنى المصباح.
و {زَيْتُونَةٍ}: بدل من شجرة.
و {لََا شَرْقِيَّةٍ}: نعت.
{يَكََادُ زَيْتُهََا}: الجملة.
نعت لزيتونة.
{نُورٌ عَلى ََ نُورٍ}: أي ذلك نور.
36 {فِي بُيُوتٍ}: فيما يتعلق به أوجه.
أحدهما أنها صفة لزجاجة في قوله: {«الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ»} في بيوت.
والثاني هي متعلقة بتوقّد أي توقد في المساجد.
والثالث هي متعلقة بيسبّح، و {«فِيهَا»} التي بعد {«يُسَبِّحُ»} مكرر، مثل قوله: {«وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خََالِدِينَ فِيهََا»} ولا يجوز أن يتعلّق بيذكر لأنّه معطوف على «ترفع»،. هو في صلة «أن» فلا يعمل فيما قبله.
ويسبّح بكسر الباء، والفاعل «رجال»، وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها.
ورجال مرفوع بفعل محذوف، كأنه قيل: من يسبّحه؟ فقال: رجال أي يسّبحه رجال.
وقيل: هو خبر مبتدأ محذوف أي المسبّح رجال.
وقيل: التقدير: فيها رجال.
37 {وَإِقََامِ الصَّلََاةِ}: قد ذكر في الأنبياء أي: وعن إقام الصلاة. {يَخََافُونَ}: حال الضمير في تلهيهم.
ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.
38 {لِيَجْزِيَهُمُ}: يجوز أن تتعلّق اللام بيسبّح، وبلا تلهيهم، وبيخافون.
ويجوز أن تكون لام الصّيرورة، كالتي في قوله: {«لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً»}، وموضعها حال والتقدير: يخافون ملهين ليجزيهم.
39 {بِقِيعَةٍ}: في موضع جرّ صفة لسراب.
ويجوز أن يكون ظرفا، والعامل فيه ما يتعلّق به الكاف التي هي الخبر.
والياء في «قيعة» بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها لأنّهم قالوا في قاع أقواع.
ويقرأ قيعات، وهو جمع قيعة ويجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة، فيكون مفردا.
و {يَحْسَبُهُ}: صفة لسراب أيضا.
و {شَيْئاً}: في موضع المصدر أي لم يجده وجدانا، وقيل شيئا هنا بمعنى ماء على ما ظنّ.
{وَوَجَدَ اللََّهَ} أي قدر الله، أو إماتة الله.
40 {أَوْ كَظُلُمََاتٍ}: هو معطوف عل {«كَسَرََابٍ»}، وفي التقدير وجهان:
أحدهما تقديره: أو كأعمال ذي ظلمات فيقدر ذي ليعود الضمير من قوله: {«إِذََا أَخْرَجَ يَدَهُ»} إليه، وتقدر ليصحّ تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة، إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.
والثاني لا حذف فيه والمعنى أنه شبّه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين ما يهتدي إليه.
فأمّا الضمير في قوله: {«إِذََا أَخْرَجَ يَدَهُ»} فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى تقديره: إذا أخرج من فيها يده.
{فِي بَحْرٍ}: صفة لظلمات.
و {لُجِّيٍّ}: نسبة إلى اللّجّ وهو في معنى ذي لجّة.
و {يَغْشََاهُ}: صفة أخرى.
و {مِنْ فَوْقِهِ}: صفة لموج. وموج الثاني مرفوع بالظرف لأنّه قد اعتمد.
ويجوز أن يكون مبتدأ، والظرف خبره.
و {مِنْ فَوْقِهِ سَحََابٌ}: نعت لموج الثاني.
و {ظُلُمََاتٌ} بالرفع: خبر مبتدأ محذوف أي هذه ظلمات.(1/280)
و {ظُلُمََاتٌ} بالرفع: خبر مبتدأ محذوف أي هذه ظلمات.
24: 4152
ويقرأ «سحاب ظلمات» بالإضافة والجرّ على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب.
ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين، وظلمات بالجرّ على أنها بدل من ظلمات الأولى.
{لَمْ يَكَدْ يَرََاهََا}: اختلف الناس في تأويل هذا الكلام ومنشأ الاختلاف فيه أنّ موضع «كاد» إذا نفيت وقوع الفعل، وأكثر المفسرين على أنّ المعنى أنه لا يرى يده فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه:
أحدها أنّ التقدير: لم يرها ولم يكد، ذكره جماعة من النحويين وهذا خطأ: لأنّ قوله لم يرها جزم بنفي الرؤية، وقوله تعالى: {«لَمْ يَكَدْ»} إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير: ولم يكد يراها، كما هو مصرّح به في الآية فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد، تناقض، لأنّه نفى الرؤية ثم أثبتها.
وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البته على خلاف الأكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها.
والوجه الثاني أن «كاد» زائدة، وهو بعيد.
والثالث أنّ كاد أخرجت هاهنا على معنى قارب. والمعنى لم يقارب رؤيتها، وإذا لم يقاربها باعدها، وعليه جاء قول ذي الرّمة:
إذا غير النأي المحبّين لم يكد ... رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح أي لم يقارب البراح، ومن هاهنا حكي عن ذي الرّمة أنه روجع في هذا البيت فقال: لم أجد بدلا من لم يكد.
والمعنى الثاني جهد أنه رآها بعد والتشبيه على هذا صحيح لأنّه مع شدّة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده وقربها من عينه رآها.
41 {وَالطَّيْرُ}: هو معطوف على «من»، و {«صَافََّاتٍ»}: حال من الطير.
{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلََاتَهُ}: ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم، وعند آخرين هو ضمير كلّ وهو الأقوى لأنّ القراءة برفع كلّ على الابتداء، فيرجع ضمير الفاعل إليه، ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل لأنّ الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها فيصير كقولك: زيدا ضرب عمرو غلامه، فتنصب زيدا بفعل دلّ عليه ما بعده وهو أقوى من الرفع، والآخر جائز.
43 {يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ}: إنما جاز دخول بين على المفرد لأنّ المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة، والسحاب جنس لها.
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمََاءِ}: «من» هاهنا لابتداء الغاية فأمّا {مِنْ جِبََالٍ} ففي «من» وجهان:
أحدهما هي زائدة، هذا على رأي الأخفش.
والثاني ليست زائدة. ثم فيها وجهان: أحدهما: هي بدل من الأولى على إعادة الجار، والتقدير: وينزل من جبال السماء أي من جبال في السماء فعلى هذا يكون {«مِنْ بَرَدٍ»} زائدة عند قوم، وغير زائدة عند آخرين.
والوجه الثاني: أنّ التقدير: شيئا من جبال، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة.
وهذا الوجه هو الصحيح لأنّ قوله تعالى: {«فِيهََا مِنْ بَرَدٍ»} يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه فيكون تقديره: وينزل من جبال السّماء جبالا فيها برد، وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنىّ عنه.
وأما «من» الثانية ففيها وجهان:
أحدهما هي زائدة والثاني للتبعيض.
45 {مَنْ يَمْشِي عَلى ََ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى ََ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى ََ أَرْبَعٍ}: «من» فيهما لما لا يعقل لأنّها صحبت من لمن يعقل فكان الأحسن اتفاق لفظهما.
وقيل: لمّا وصف هذين بالمشي والاختيار حمله على من يعقل.
48 {إِذََا فَرِيقٌ}: هي للمفاجأة وقد تقدم ذكرها في مواضع.
51 {قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ}: يقرأ بالنصب والرفع، وقد ذكر نظيره في مواضع.
52 {وَيَتَّقْهِ}: قد ذكر في قوله تعالى:
{«يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ»}.(1/281)
{«يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ»}.
24: 5361
53 {طََاعَةٌ}: مبتدأ، والخبر محذوف أي أمثل من غيرها ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة.
ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية وذلك على المصدر أي أطيعوا طاعة، وقولوا قولا، أو اتخذوا طاعة وقولا، وقد دلّ عليه قوله تعالى بعدها: {«قُلْ أَطِيعُوا اللََّهَ»}.
55 {كَمَا اسْتَخْلَفَ}: نعت لمصدر محذوف، أي استخلافا كما استخلف.
{يَعْبُدُونَنِي}: في موضع الحال من ضمير الفاعل في {«لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ»} أو من الضمير في {«لَيُبَدِّلَنَّهُمْ»}.
{لََا يُشْرِكُونَ}: يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى، وأن يكون حالا من الفاعل في {«يَعْبُدُونَنِي»} موحّدين.
57 {لََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ}: يقرأ بالياء والتاء، وقد ذكر مثل ذلك في الأنفال.
58 {ثَلََاثَ مَرََّاتٍ}: مرة في الأصل مصدر، وقد استعملت ظرفا وفعلى هذا ينصب «ثلاث مرّات» على الظرف، والعامل ليستأذن وعلى هذا في موضع {«مِنْ قَبْلِ صَلََاةِ الْفَجْرِ»} ثلاثة أوجه:
أحدها نصب بدلا من ثلاث.
والثاني جرّ بدلا من مرّات.
والثالث رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هي من قبل، وتمام الثلاث معطوف على هذا.
{مِنَ الظَّهِيرَةِ}: يجوز أن تكون «من» لبيان الجنس أي حين ذلك من وقت الظهيرة. وأن تكون بمعنى في. وأن تكون بمعنى من أجل حرّ الظّهيرة.
{وَحِينَ}: معطوف على موضع {«مِنْ قَبْلِ»}.
{ثَلََاثُ عَوْرََاتٍ}: يقرأ بالرفع أي هي أوقات ثلاث عورات، فحذف المبتدأ والمضاف.
وبالنصب على البدل من الأوقات المذكورة، أو من ثلاث الأولى، أو على إضمار أعني.
{بَعْدَهُنَّ}: التقدير بعد استئذانهنّ فيهن، ثم حذف حرف الجر والفاعل، فيبقى بعد استئذانهن، ثم حذف المصدر. {طَوََّافُونَ عَلَيْكُمْ} أي هم طوّافون.
{بَعْضُكُمْ عَلى ََ بَعْضٍ} أي بعضكم يطوف على بعض فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التي قبلها، وأن تكون مبيّنة مؤكدة.
60 {وَالْقَوََاعِدُ}: واحدتهن قاعد، هذا إذا كانت كبيرة أي قاعدة عن النكاح.
ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث، وهو مبتدأ.
و {مِنَ النِّسََاءِ}: حال، و «اللاتي» صفة.
والخبر: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ}، ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط لأنّ الألف واللام بمعنى الذي.
{غَيْرَ}: حال.
61 {أَوْ مََا مَلَكْتُمْ}: الجمهور على التخفيف. ويقرأ «ملّتكم» بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله.
والمفاتح: جمع مفتح، قيل هو نفس الشيء الذي يفتح به.
وقيل: هو جمع مفتح، وهو المصدر كالفتح.(1/282)
وقيل: هو جمع مفتح، وهو المصدر كالفتح.
24: 6264
{تَحِيَّةً}: مصدر من معنى سلّموا، لأنّ سلم وحيّا بمعنى.
63 {دُعََاءَ الرَّسُولِ}: المصدر مضاف إلى المفعول أي دعاءكم الرسول.
ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي لا تهملوا دعاءه إياكم.
{لِوََاذاً}: هو مصدر في موضع الحال ويجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى أي يلاوذون لواذا، أو يتسللون تسلّلا وإنما صحّت الواو في «لواذا» مع انكسار ما قبلها لأنّها تصحّ في الفعل الذي هو لاوذ، ولو كان مصدر لاذ لكان لياذا مثل صام صياما.
{عَنْ أَمْرِهِ}: الكلام محمول على المعنى لأنّ معنى يخالفون: يميلون ويعدلون.
{أَنْ تُصِيبَهُمْ}: مفعول يحذر. والله أعلم.
سورة الفرقان
25: 117
1 {لِيَكُونَ}: في اسم كان ثلاثة أوجه:
أحدها الفرقان.
والثاني العبد. والثالث الله تعالى.
وقرئ شاذّا: على عباده، فلا يعود الضمير إليه. 2 {الَّذِي لَهُ}: يجوز أن يكون بدلا من «الذي» الأولى، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعني.
4 {افْتَرََاهُ}: الهاء تعود على عبده في أول السورة.
{ظُلْماً}: مفعول جاؤوا أي أتوا ظلما.
ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
والأساطير قد ذكرت في الأنعام.
5 {اكْتَتَبَهََا}: في موضع الحال من الأساطير أي قالوا هذا أساطير الأوّلين مكتتبة.
7 {يَأْكُلُ الطَّعََامَ}: هو في موضع الحال، والعامل فيها العامل في {«لِهََذَا»}، أو نفس الظرف.
{فَيَكُونَ}: منصوب على جواب الاستفهام، أو التحضيض.
{أَوْ يُلْقى ََ}. {أَوْ تَكُونُ}: معطوف على أنزل، لأنّ أنزل بمعنى ينزل، أو يلقى بمعنى ألقي.
و {يَأْكُلُ} بالياء والنون، والمعنى فيهما ظاهر.
10 {جَنََّاتٍ}: بدل من {«خَيْراً»}.
{وَيَجْعَلْ لَكَ}: بالجزم عطفا على موضع «جعل» الذي هو جواب الشرط وبالرفع على الاستئناف ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا وأدغم.
12 {إِذََا رَأَتْهُمْ} إلى آخر الآية: في موضع نصب صفة لسعير.
13 - و {ضَيِّقاً} بالتشديد والتخفيف: قد ذكر في الأنعام.
و {مَكََاناً}: ظرف، و {مِنْهََا} حال منه أي مكانا منها.
و {ثُبُوراً}: مفعول به ويجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.
16 {خََالِدِينَ}: هو حال من الضمير في يشاؤون أو من الضمير في لهم.
{كََانَ عَلى ََ رَبِّكَ}: الضمير في «كان» يعود على «ما» ويجوز أن يكون التقدير: كان الوعد وعدا، ودلّ على هذا المصدر قوله تعالى: {«وَعْداً»}، وقوله: {«لَهُمْ فِيهََا»}. وخبر كان وعدا، أو على ربك.
17 {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}: أي واذكر.
{وَمََا يَعْبُدُونَ}: يجوز أن تكون الواو عاطفة، وأن تكون بمعنى مع.
{هََؤُلََاءِ}: يجوز أن يكون بدلا من عبادي، وأن يكون نعتا.(1/283)
{هََؤُلََاءِ}: يجوز أن يكون بدلا من عبادي، وأن يكون نعتا.
25: 1831
18 {أَنْ نَتَّخِذَ}: يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل و {«مِنْ أَوْلِيََاءَ}»: هو المفعول الأول و {«مِنْ دُونِكَ»} الثاني وجاز دخول «من» لأنّه في سياق النفي، فهو كقوله تعالى: {«مَا اتَّخَذَ اللََّهُ مِنْ وَلَدٍ»}.
ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على ما لم يسمّ فاعله، والمفعول الأول مضمر، و «من أولياء» الثاني. وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين لأنّ «من» لا تزاد في المفعول الثاني بل في الأول كقولك: ما اتخذت من أحد وليّا ولا يجوز ما اتخذت أحدا من ولي ولو جاز ذلك لجاز: فما منكم أحد عنه من حاجزين ويجوز أن يكون «من دونك» حالا من أولياء.
20 {إِلََّا إِنَّهُمْ}: كسرت «إن» لأجل اللام في الخبر.
وقيل: لو لم تكن اللام لكسرت أيضا لأنّ الجملة حالية إذ المعنى إلا وهم يأكلون.
وقرئ بالفتح على أنّ اللام زائدة، وتكون أن مصدرية، ويكون التقدير: إلا أنهم يأكلون أي وما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم.
ويجوز أن تكون في موضع الحال، ويكون التقدير: أنهم ذوو أكل.
22 {يَوْمَ يَرَوْنَ}: في العامل فيه ثلاثة أوجه:
أحدها اذكر يوم.
والثاني يعذّبون يوم، والكلام الذي بعده يدلّ عليه. والثالث لا يبشرون يوم يرون.
ولا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين:
أحدهما: أنّ المصدر لا يعمل فيما قبله.
والثاني: أن المنفي لا يعمل فيما قبل لا.
{يَوْمَئِذٍ}: فيه أوجه:
أحدها هو تكرير ليوم الأوّل.
والثاني هو خبر بشرى، فيعمل فيه المحذوف و {«لِلْمُجْرِمِينَ»}: تبيين، أو خبر ثان.
والثالث أن يكون الخبر للمجرمين والعامل في يومئذ ما يتعلّق به اللام.
والرابع أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منوّنة غير مبنية مع لا ويكون الخبر للمجرمين، وسقط التنوين لعدم الصّرف ولا يجوز أن يعمل فيه «بشرى» إذا بنيتها مع «لا».
{حِجْراً مَحْجُوراً}: هو مصدر، والتقدير:
حجرنا حجرا. والفتح والكسر لغتان وقد قرئ بهما.
25 {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ}:
يقرأ بالتشديد والتخفيف، والأصل تتشقّق، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال، وأن يراد به الماضي وقد حكي، والدليل عليه أنه عطف عليه، {«وَنُزِّلَ»} وهو ماض، وذكر بعد قوله:
{«وَيَقُولُونَ حِجْراً»} وهذا يكون بعد تشقّق السماء.
وأما انتصاب «يوم» فعلى تقدير: اذكر، أو على معنى: وينفرد الله بالملك يوم تشقّق السماء.
{وَنُزِّلَ}: الجمهور على التشديد.
ويقرأ بالتخفيف والفتح.
و {تَنْزِيلًا}: على هذا مصدر من غير لفظ الفعل والتقدير: نزلوا تنزيلا فنزلوا.
26 {الْمُلْكُ}: مبتدأ، وفي الخبر أوجه ثلاثة:
أحدها {«لِلرَّحْمََنِ»}، فعلى هذا يكون الحقّ نعتا للملك، ويومئذ معمول الملك، أو معمول ما يتعلق به اللام ولا يعمل فيه الحقّ لأنّه مصدر متأخّر عنه.
والثاني أن يكون الخبر الحق، وللرحمن تبيين، أو متعلق بنفس الحق أي يثبت للرحمن.
والثالث أن يكون الخبر يومئذ، والحقّ نعت للرحمن.
27 {يَقُولُ يََا لَيْتَنِي}: الجملة حال.
وفي «يا» هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى: {«يََا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ»}.
30 {مَهْجُوراً}: هو مفعول ثان لاتّخذوا أي صيّروا القرآن مهجورا بإعراضهم عنه.(1/284)
30 {مَهْجُوراً}: هو مفعول ثان لاتّخذوا أي صيّروا القرآن مهجورا بإعراضهم عنه.
25: 3256
32 {جُمْلَةً}: هو حال من القرآن أي مجتمعا.
{كَذََلِكَ}: أي أنزل كذلك فالكاف في موضوع نصب على الحال، أو صفة لمصدر محذوف.
واللام في {لِنُثَبِّتَ} يتعلق بالفعل المحذوف.
33 {جِئْنََاكَ بِالْحَقِّ} أي بالمثل الحق، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.
34 {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ}: يجوز أن يكون التقدير: هم الذين، أو أعني الذين.
و {أُوْلََئِكَ}: مستأنف، ويجوز أن يكون «الذين» مبتدأ، وأولئك خبره.
35 {هََارُونَ}: هو بدل.
36 {فَدَمَّرْنََاهُمْ}: يقرأ فدمّر انّهم، وهو معطوف على اذهبا، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره: فذهبا فأنذرا فكذّبوهما فدمّرناهم.
37 {وَقَوْمَ نُوحٍ}: يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله أي ودمّرنا قوم نوح.
و {أَغْرَقْنََاهُمْ}: تبيين للتدمير ويجوز أن يكون التقدير: وأغرقنا قوم نوح.
38 {وَعََاداً}: أي ودمّرنا، أو أهلكنا عادا.
39 {وَكُلًّا}: معطوف على ما قبله ويجوز أن يكون التقدير: وذكرنا كلا لأنّ {«ضَرَبْنََا لَهُ الْأَمْثََالَ»} في معناه.
وأما «كلّا» الثانية فمنصوبة ب {تَبَّرْنََا} لا غير.
40 {مَطَرَ السَّوْءِ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدهما أن يكون مفعولا به ثانيا والأصل أمطرت القرية مطرا أي أوليتها أو أعطيتها.
والثاني أن يكون مصدرا محذوف الزوائد أي إمطار السوء.
والثالث أن يكون نعتا لمحذوف أي إمطارا مثل مطر السوء.
41 {هُزُواً} أي مهزوّا به وفي الكلام حذف، تقديره: يقولون {«أَهََذَا»} والمحذوف حال، والعائد إلى {«الَّذِي»} محذوف أي بعثه.
و {رَسُولًا}: يجوز أن يكون بمعنى مرسل، وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف أي ذا رسول، وهو الرّسالة.
42 {إِنْ كََادَ}: هي مخففة من الثقيلة، وقد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.
{مَنْ أَضَلُّ}: هو استفهام.
47 - و {نُشُوراً}: قد ذكر في الأعراف. 49 {لِنُحْيِيَ بِهِ}: اللام متعلّقة بأنزلنا، ويضعف تعلّقها بطهور لأنّ الماء ما طهر ليحيي.
{مِمََّا خَلَقْنََا}: في موضع نصب على الحال من {«أَنْعََاماً وَأَنََاسِيَّ»} والتقدير أنعاما مما خلقنا.
ويجوز أن يتعلّق من بنسقيه لابتداء الغاية، كقولك: أخذت من زيد مالا فإنهم أجازوا فيه الوجهين.
{وَأَنََاسِيَّ}: أصله أناسين، جمع إنسان، كسرحان وسراحين، فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت.
وقبل: هو جمع إنسي على القياس.
50 - والهاء في {صَرَّفْنََاهُ} للماء. والهاء في {بِهِ} للقرآن.
53 {مِلْحٌ}: المشهور على القياس يقال:
ماء ملح وقرئ «ملح» بكسر اللام، وأصله مالح على هذا، وقد جاء في الشذوذ فحذفت الألف كما قالوا في بارد برد.
والتاء في فرات أصلية، ووزنه فعال.
و {بَيْنَهُمََا}: ظرف لجعل ويجوز أن يكون حالا من برزخ.
55 {عَلى ََ رَبِّهِ}: يجوز أن يكون خبر كان. و {ظَهِيراً}: حال، أو خبر ثان ويجوز أن يتعلّق بظهيرا وهو الأقوى.(1/285)
55 {عَلى ََ رَبِّهِ}: يجوز أن يكون خبر كان. و {ظَهِيراً}: حال، أو خبر ثان ويجوز أن يتعلّق بظهيرا وهو الأقوى.
25: 5769
57 {إِلََّا مَنْ شََاءَ}: هو استثناء من غير الجنس.
58 {بِذُنُوبِ}: هو متعلّق ب {«خَبِيراً»} أي كفى الله خبيرا بذنوبهم.
59 {الَّذِي خَلَقَ}: يجوز أن يكون مبتدأ.
و {الرَّحْمََنُ}: الخبر وأن يكون خبرا أي هو الذي أو نصبا على إضمار أعني، فيتمّ الكلام على العرش. ويكون الرحمن مبتدأ، و {فَسْئَلْ بِهِ} الخبر على قول الأخفش أو خبر مبتدأ محذوف أي هو الرحمن، أو بدلا من الضمير في {«اسْتَوى ََ»}.
{بِهِ}: فيه وجهان:
أحدهما الباء تتعلق ب {«خَبِيراً»}، وخبيرا مفعول اسأل.
والثاني أنّ الباء بمعنى عن، فتتعلّق باسأل.
وقيل: التقدير: فأسأل بسؤالك عنه خبيرا.
ويضعف أن يكون خبيرا حالا من الفاعل في اسأل، لأنّ الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد مثل: {«وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً»} ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته ب «استوى».
60 {لِمََا تَأْمُرُنََا}: يقرأ بالتاء والياء. وفي «ما» ثلاثة أوجه:
أحدهما هي بمعنى الذي. والثاني نكرة موصوفة، وعلى الوجهين تحتاج إلى عائد، والتقدير: لما تأمرنا بالسجود له، ثم بسجوده، يأمرنا على قول أبي الحسن وعلى قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج.
والوجه الثالث هي مصدرية أي أنسجد من أجل أمرك وهذا لا يحتاج الى عائد، والمعنى: أنعبد لأجل أمرك.
61 {سِرََاجاً}: يقرأ على الإفراد، والمراد الشمس، وعلى الجميع بضمتين أي الشمس والكواكب، أو يكون كلّ جزء من الشمس سراجا لانتشارها وإضاءتها في موضع دون موضع.
62 - و {خِلْفَةً}: مفعول ثان، أو حال وأفرد لأنّ المعنى يخلف أحدهما الآخر، فلا يتحقق هذا إلا منهما.
والشّكور بالضم: مصدر مثل الشّكر.
63 {وَعِبََادُ الرَّحْمََنِ}: مبتدأ. وفي الخبر وجهان أحدهما {«الَّذِينَ يَمْشُونَ»}.
والثاني قوله تعالى: {«أُوْلََئِكَ يُجْزَوْنَ»}. والذين يمشون صفة.
{قََالُوا سَلََاماً}: «سلاما» هنا مصدر، وكانوا في مبدأ الإسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة لأنّ القتال لم يكن شرع ثم نسخ.
ويجوز أن يكون قالوا بمعنى سلّموا، فيكون سلاما مصدره.
66 {مُسْتَقَرًّا}: هو تمييز، وساءت بمعنى بئس.
67 - و {يَقْتُرُوا}: بفتح الياء، وفي التاء وجهان: الكسر، والضم وقد قرئ بهما. والماضي ثلاثي يقال: قتر يقتر ويقتر.
ويقرأ بضم الياء وكسر التاء، والماضي أقتر، وهي لغة، وعليها جاء: {«وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ»}.
{وَكََانَ بَيْنَ ذََلِكَ} أي وكان الإنفاق.
و {قَوََاماً} الخبر.
ويجوز أن يكون «بين» الخبر و «قواما» حالا.
68 {إِلََّا بِالْحَقِّ}: في موضع الحال، والتقدير: إلا مستحقّين.
والأثام: اسم للمصدر، مثل السلام والكلام.
69 {يُضََاعَفْ}: يقرأ بالجزم على البدل من {«يَلْقَ»} إذ كان من معناه لأنّ مضاعفة العذاب لقى الآثام.
وقرئ بالرفع شاذّا على الاستئناف.
{وَيَخْلُدْ}: الجمهور على فتح الياء.(1/286)
{وَيَخْلُدْ}: الجمهور على فتح الياء.
25: 7077
ويقرأ بضمها وفتح اللام على ما لم يسمّ فاعله، وماضيه أخلد بمعنى خلد.
و {مُهََاناً}: حال.
70 {إِلََّا مَنْ تََابَ}: استثناء من الجنس.
في موضع نصب.
74 {وَذُرِّيََّاتِنََا}: يقرأ على الإفراد، وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع.
و {قُرَّةَ}: هو المفعول. ومن أزواجنا وذرياتنا: يجوز أن يكون حالا من قرة وأن يكون معمول هب.
والمحذوف من {«هَبْ»} فاؤه والأصل كسر الهاء لأنّ الواو لا تسقط إلا على هذا التقدير مثل يعد، إلا أنّ الهاء فتحت من يهب، لأنّها حلقية فهي عارضة فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في يسع ويدع.
{إِمََاماً}: فيه أربعة أوجه:
أحدها أنه مصدر، مثل قيام وصيام، فلم يجمع لذلك، والتقدير: ذوي إمام.
والثاني أنه جمع إمامة، مثل قلادة وقلاد.
والثالث هو جمع آمّ، من أم يؤم، مثل حالّ وحلال.
والرابع أنه واحد اكتفى به عن أئمة، كما قال تعالى: {«نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا»}.
75 {وَيُلَقَّوْنَ}: يقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل وبالتشديد وترك التسمية. والفاعل في {«حَسُنَتْ»} ضمير الغرفة.
77 {مََا يَعْبَؤُا بِكُمْ}: فيه وجهان:
أحدهما ما يعبأ بخلقكم لولا دعاؤكم أي توحيدكم.
والثاني ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى.
{فَسَوْفَ يَكُونُ}: اسم كان مضمر دلّ عليه الكلام المتقدم، أو يكون الجزاء أو العذاب.
و {لِزََاماً}: أي ذا لزام، أو ملازما، فأوقع المصدر موقع اسم الفاعل، والله أعلم.
سورة الشعراء
26: 122
1 {طسم}: مثل الم، وقد ذكر في أول البقرة.
2 {تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ}: مثل: ذلك الكتاب. 3و {أَلََّا يَكُونُوا}:
مفعول له أي لئلا، أو مخافة أن لا.
4 {فَظَلَّتْ} أي فتظل، وموضعه جزم عطفا على جواب الشرط ويجوز أن يكون رفعا على الاستئناف.
{خََاضِعِينَ}: إنما جمع جمع المذكر لأربعة أوجه:
أحدها أنّ المراد بالأعناق عظماؤهم.
والثاني أنه أراد أصحاب أعناقهم.
والثالث أنه جمع عنق من الناس وهم الجماعة وليس المراد الرقاب.
والرابع أنه لمّا أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة أجرى عليها حكمهم.
وقال الكسائي: «خاضعين»: هو حال للضمير المجرور لا للأعناق. وهذا بعيد في التحقيق لأنّ «خاضعين» يكون جاريا على غير فاعل ظلت، فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل فكان يجب أن يكون خاضعين هم.
7 {كَمْ}: في موضع نصب ب {أَنْبَتْنََا}.
و {مِنْ كُلِّ}: تمييز. ويجوز أن يكون حالا 10 {وَإِذْ نََادى ََ} أي واذكر إذا نادى.
و {أَنِ ائْتِ}: مصدرية أو بمعنى أي.
11 {قَوْمَ}: هو بدل مما قبله.
{أَلََا يَتَّقُونَ}: يقرأ بالياء على الاستئناف وبالتاء على الخطاب، والتقدير: يا قوم فرعون.
وقيل: هو مفعول يتّقون.
13 {وَيَضِيقُ صَدْرِي} بالرفع على الاستئناف أي وأنا يضيق صدري بالتكذيب، وبالنصب عطفا على المنصوب قبله، وكذلك «ينطلق».
{فَأَرْسِلْ إِلى ََ هََارُونَ} أي ملكا يعلمه أنه عضدي، أو نبيّ معي. 16 {إِنََّا رَسُولُ رَبِّ الْعََالَمِينَ}: في إفراده أوجه:
أحدها هو مصدر كالرسالة أي ذوا رسول، أو إنّا رسالة على المبالغة.
والثاني أنه اكتفى بأحدهما إذ كانا على أمر واحد.
والثالث أن موسى عليه السلام كان هو الأصل وهارون تبع فذكر الأصل.
18 {مِنْ عُمُرِكَ}: في موضع الحال من {«سِنِينَ»}.
19 - و {فَعْلَتَكَ} بالفتح وقرئ بالكسر أي المألوفة منك.
22 {وَتِلْكَ}: حرف الاستفهام محذوف أي: أو تلك.
و {تَمُنُّهََا}: في موضع رفع صفة لنعمة، وحرف الجر محذوف أي بها.
وقيل: حمل {«عَلَيَّ»} بذكر أو بعبّد.
و {أَنْ عَبَّدْتَ}: بدل من نعمة. أو على إضمار هي، أو من الهاء في تمنّها، أو في موضع جر بتقدير الباء، أي بأن عبدت.(1/287)
و {أَنْ عَبَّدْتَ}: بدل من نعمة. أو على إضمار هي، أو من الهاء في تمنّها، أو في موضع جر بتقدير الباء، أي بأن عبدت.
26: 2376
23 {وَمََا رَبُّ الْعََالَمِينَ}: إنما جاء ب «ما» لأنّه سأل عن صفاته وأفعاله أي ما صفته وما أفعاله؟ ولو أراد العين لقال من ولذلك أجابه موسى عليه السلام بقوله: {«رَبُّ السَّمََاوََاتِ»}.
وقيل: جهل حقيقة السؤال، فجاء موسى بحقيقة الجواب.
34 {لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ}:
حال من الملأ أي كائنين حوله.
وقال الكوفيون:
الموصوف محذوف أي الذين حوله. وهنا مسائل كثيرة ذكرت في الأعراف، وطه.
44 {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ} أي نحلف.
51 {أَنْ كُنََّا} أي لأنّ كنّا. 54 {قَلِيلُونَ}: جمع على المعنى لأنّ الشّرذمة جماعة.
56 - وحذرون: بغير ألف، وبالألف لغتان، وقيل: الحاذر بالألف: المتسلح.
ويقرأ بالدال، والحادر: القوي، والممتلئ أيضا من الغيظ أو الخوف.
59 {كَذََلِكَ} أي إخراجا كذلك.
60 {مُشْرِقِينَ}: حال. والمشرق: الذي دخل عليه الشروق.
61 {لَمُدْرَكُونَ} بالتخفيف والتشديد، يقال: أدركته وأدركته.
64 {وَأَزْلَفْنََا} بالفاء أي قرّبنا والإشارة إلى أصحاب موسى.
ويقرأ شاذّا بالقاف أي صيرنا قوم فرعون إلى مزلقة.
70 {إِذْ قََالَ}: العامل في إذ {«نَبَأَ»}.
72 {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ}: يقرأ بفتح الياء، والميم أي يسمعون دعاءكم، فحذف المضاف لدلالة {«تَدْعُونَ»} عليه.
ويقرأ بضم الياء وكسر الميم أي يسمعونكم جواب دعائكم إياهم.
74 {كَذََلِكَ}: منصوب ب {«يَفْعَلُونَ»}.(1/288)
74 {كَذََلِكَ}: منصوب ب {«يَفْعَلُونَ»}.
26: 77135
77 {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي}: أفرد على النسب أي ذوو عداوة ولذلك يقال في المؤنث: هي عدوّ، كما يقال حائض وقد سمع عدوّة.
{إِلََّا رَبَّ الْعََالَمِينَ}: فيه وجهان:
أحدهما هو استثناء من غير الجنس لأنّه لم يدخل تحت الأعداء.
والثاني هو من الجنس لأنّ آباءهم قد كان منهم من يعبد الله وغير الله. والله أعلم.
78 {الَّذِي خَلَقَنِي}: «الذي» مبتدأ، و {فَهُوَ}: مبتدأ ثان، و {يَهْدِينِ}: خبره، والجملة خبر الذي.
وأما ما بعدها من «الذي» فصفات للذي الأولى ويجوز إدخال الواو في الصفات.
وقيل: المعطوف مبتدأ، وخبره محذوف استغناء بخبر الأول.
85 {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ} أي وارثا من ورثة فمن متعلقة بمحذوف.
88 {يَوْمَ لََا يَنْفَعُ}: هو بدل من «يوم» الأول.
89 {إِلََّا مَنْ أَتَى اللََّهَ}: فيه وجهان: أحدهما هو من غير الجنس أي لكن من أتى الله يسلم أو ينتفع.
والثاني أنه متصل وفيه وجهان:
أحدهما: هو في موضع نصب بدلا من المحذوف، أو استثناء منه، والتقدير: لا ينفع مال ولا بنون أحدا إلا من أتى. والمعنى: أن المال إذا صرف في وجوه البر والبنين الصالحين ينتفع بهم من نسب إليهم وإلى صلاحهم.
والوجه الثاني: هو في موضع رفع على البدل من فاعل ينفع، وغلب من يعقل، ويكون التقدير:
إلا مال من، أو بنو من فإنه ينفع نفسه أو غيره بالشفاعة.
وقال الزمخشري: يجوز أن يكون مفعول ينفع أي لا ينفع ذلك إلا رجلا أتى الله.
98 {إِذْ نُسَوِّيكُمْ}: يجوز أن يكون العامل فيه {«مُبِينٍ»}، أو فعل محذوف دلّ عليه ضلال ولا يجوز أن يعمل في ضلال، لأنّه قد وصف.
102 {فَنَكُونَ}: هو معطوف على {«كَرَّةً»} أي لو أنّ لنا أن نكرّ فنكون أي فأن نكون. 111 {وَاتَّبَعَكَ}: الواو للحال.
وقرئ شاذّا «وأتباعك» على الجمع، وفيه وجهان:
أحدها هو مبتدأ، وما بعده الخبر، والجملة حال.
والثاني هو معطوف على ضمير الفاعل في {«نُؤْمِنُ»}.
و {الْأَرْذَلُونَ}: صفة أي أنستوي نحن وهم؟
118 {فَتْحاً}: يجوز أن يكون مصدرا مؤكّدا، وأن يكون مفعولا به، ويكون الفتح بمعنى المفتوح، كما قالوا: هذا من فتوح عمر.
128 {تَعْبَثُونَ}: هو حال من الضمير في «تبنون».
129 - و {تَخْلُدُونَ}: على تسمية الفاعل والتخفيف، وعلى ترك التسمية والتشديد والتخفيف، والماضي خلد وأخلد.
133 {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعََامٍ}: هذه الجملة مفسّرة لما قبلها، ولا موضع لها من الإعراب.(1/289)
133 {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعََامٍ}: هذه الجملة مفسّرة لما قبلها، ولا موضع لها من الإعراب.
26: 136194
136 {أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوََاعِظِينَ}: هذه الجملة وقعت موقع أم لم تعظ.
137 {إِنْ هََذََا إِلََّا خُلُقُ} بفتح الخاء وإسكان اللام أي افتراء الأوّلين أي مثل افترائهم.
ويجوز أن يراد به الناس أي هل نحن وأنت إلا مثل من تقدم في دعوى الرسالة والتكذيب، وأنا نموت ولا تعاد.
ويقرأ بضمتين أي عادة الأوّلين.
147 {فِي جَنََّاتٍ}:
هو بدل من قوله هاهنا، بإعادة الجار.
149 - فرهين:
هو حال.
ويقرأ: «فارهين» بالألف وهما لغتان. 168 {مِنَ الْقََالِينَ} أي لقال من القالين ف «من» صفة للخبر متعلّقة بمحذوف واللام متعلقة بالخبر المحذوف، وبهذا تخلص من تقديم الصلة على الموصول إذ لو جعلت من القالين الخبر لأعملته في ل «عملكم».
176 {أَصْحََابُ الْأَيْكَةِ}: يقرأ بكسر التاء مع تحقيق الهمزة، وتخفيفها بالإلقاء، وهو مثل الأنثى والأنثى.
وقرئ «ليكة» بياء بعد اللام وفتح التاء وهذا لا يستقيم إذ ليس في الكلام ليكة حتى يجعل علما، فإن ادعي قلب الهمزة لاما فهو في غاية البعد.
184 {وَالْجِبِلَّةَ}: يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد، وهما لغتان.
192 {وَإِنَّهُ}: الهاء ضمير القرآن، ولم يجر له ذكر.
والتنزيل بمعنى المنزل.
193 {نَزَلَ بِهِ}: يقرأ على تسمية الفاعل، وهو {«الرُّوحُ الْأَمِينُ»}، وعلى ترك التسمية والتشديد.
ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد. و «الروح» بالنصب أي أنزل الله جبريل بالقرآن. وبه حال.(1/290)
ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد. و «الروح» بالنصب أي أنزل الله جبريل بالقرآن. وبه حال.
26: 195227
195 {بِلِسََانٍ}: يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين وأن تكون بدلا من «به» أي بلسان عربي أي برسالة، أو لغة.
197 {أَوَلَمْ يَكُنْ}: يقرأ بالتاء وفيها وجهان:
أحدهما هي التامة، والفاعل {«آيَةً»}، و {«أَنْ يَعْلَمَهُ»}: بدل، أو خبر مبتدأ محذوف أي أو لم تحصل لهم آية.
والثاني هي ناقصة وفي اسمها وجهان:
أحدهما: ضمير القصة، و «أن يعلمه» مبتدأ، وآية خبر مقدم، والجملة خبر كان.
والثاني هي ناقصة وفي اسمها وجهان:
أحدهما: ضمير القصة وأن يعلمه مبتدأ وآية خبر مقدم والجملة خبر كان.
والثاني: اسمها آية، وفي الخبر وجهان:
أحدهما: لهم، وأن يعلمه بدل، أو خبر مبتدأ محذوف.
والثاني: أن يعلمه.
وجاز أن يكون الخبر معرفة لأنّ تنكير المصدر وتعريفه سواء، وقد تخصصت آية ب {«لَهُمْ»} ولأنّ علم بني إسرائيل لم يقصد به معين. ويقرأ بالياء فيجوز أن يكون مثل التاء لأنّ التأنيث غير حقيقي.
وقد قرئ على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم.
198 {الْأَعْجَمِينَ} أي الأعجميين فحذف ياء النسبة، كما قالوا: الأشعرون أي الأشعريون، وواحده أعجمي، ولا يجوز أن يكون جمع أعجم لأنّ مؤنثه عجماء ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح.
200 {سَلَكْنََاهُ}: قد ذكر مثله في الحجر والله أعلم.
202، 203 {فَيَأْتِيَهُمْ}، {فَيَقُولُوا}:
هما معطوفان على «يروا».
207 {مََا أَغْنى ََ عَنْهُمْ}: يجوز أن يكون استفهاما، فتكون «ما» في موضع نصب، وأن يكون نفيا أي ما أغنى عنهم شيئا.
209 {ذِكْرى ََ}: يجوز أن يكون مفعولا له، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي الإنذار ذكرى.
223 {يُلْقُونَ}: هو حال من الفاعل في {«تَنَزَّلُ»}. 225 {يَهِيمُونَ}: يجوز أن يكون خبر «أنّ»، فيعمل في {«فِي كُلِّ وََادٍ»} وأن يكون حالا، فيكون الخبر {«فِي كُلِّ وََادٍ»}.
227 {أَيَّ مُنْقَلَبٍ}: هو صفة لمصدر محذوف، والعامل {«يَنْقَلِبُونَ»} أي ينقلبون انقلابا أي منقلب ولا يعمل فيه «يعلم» لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. والله أعلم.
سورة النمل
27: 1
1 {تِلْكَ آيََاتُ الْقُرْآنِ}: هو مثل قوله:
{«ذََلِكَ الْكِتََابُ»} في أول البقرة.
{وَكِتََابٍ} بالجر عطفا على المجرور وبالرفع عطفا على آيات وجاء بالواو، كما جاء في قوله تعالى: {«وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»}. وقد ذكر.
فإن قيل: ما وجه الرفع عطفا على آيات؟ ففيه ثلاثة أوجه:
أحدهما أنّ الكتاب مجموع آيات، فكأن التأنيث على المعنى.
والثاني أنّ التقدير: وآيات كتاب، فاقيم المضاف إليه مقام المضاف.(1/291)
والثاني أنّ التقدير: وآيات كتاب، فاقيم المضاف إليه مقام المضاف.
27: 222
والثالث أنه حسن لما صحت الإشارة إلى آيات، ولو ولي الكتاب «تلك» لم يحسن ألا ترى أنك تقول: جاءتني هند وزيد، ولو حذفت هندا أو أخّرتها لم يجز التأنيث.
2 {هُدىً وَبُشْرى ََ}: هما في موضوع الحال من «آيات»، أو من «كتاب» إذا رفعت ويضعف أن يكون من المجرور. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في {«مُبِينٌ»} جررت أو رفعت ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر بعد خبر، أو على حذف مبتدأ.
7 {إِذْ قََالَ مُوسى ََ} أي واذكر.
{بِشِهََابٍ قَبَسٍ}: الإضافة من باب «ثوب خزّ» لأنّ الشهاب نوع من القبس أي المقبوس.
والتنوين على الصفة.
والطاء في «يصطلون» بدل من تاء افتعل من أجل الصاد.
8 {نُودِيَ}: في ضمير الفاعل ثلاثة أوجه:
أحدها هو ضمير موسى عليه السلام فعلى هذا في «أن» ثلاثة أوجه:
هي بمعنى أي لأنّ النداء معنى القول.
والثاني: هي مصدرية والفعل صلة لها والتقدير:
لبركة من في النار، أو ببركة:
أي أعلم بذلك.
والثالث هي مخفّفة من الثقيلة، وجاز ذلك من غير عوض، لأنّ بورك دعاء، والدعاء يخالف غيره في أحكام كثيرة.
والوجه الثاني لا ضمير في «نودي»، والمرفوع به أن بورك، والتقدير: نودي بأن بورك، كما تقول: قد نودي بالرخص.
والثالث المصدر مضمر أي نودي النداء، ثم فسر بما بعده كقوله تعالى: {«ثُمَّ بَدََا لَهُمْ»}.
وأما «من» فمرفوعة ببورك والتقدير:
بورك من في جوار، وبورك من حولها.
وقيل: التقدير: بورك مكان من في النار، ومكان من حولها من الملائكة.
9 {إِنَّهُ أَنَا اللََّهُ}: الهاء ضمير الشأن، و «أنا الله» مبتدأ وخبر.
ويجوز أن يكون ضمير «رب» أي إن الرب أنا الله، فيكون أنا فصلا، أو توكيدا، أو خبر إن، والله بدل منه.
10 {تَهْتَزُّ}: هو حال من الهاء في {«رَآهََا»}.
و {كَأَنَّهََا جَانٌّ}: حال من الضمير في تهتزّ.
11 {إِلََّا مَنْ ظَلَمَ}: هو استثناء منقطع في موضع نصب.
ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من الفاعل. 12 {بَيْضََاءَ}: حال. و {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}:
حال أخرى. و {فِي تِسْعِ} حال ثالثة، والتقدير: آية في تسع آيات.
و {إِلى ََ}: متعلقة بمحذوف تقديره: مرسلا إلى فرعون.
ويجوز أن يكون صفة لتسع، أو لآيات أي واصلة إلى فرعون.
13 - و {مُبْصِرَةً}: حال، ويقرأ بفتح الميم والصاد، وهو مصدر مفعول له أي تبصرة.
14 - و {ظُلْماً}: حال من الضمير في {«جَحَدُوا»} ويجوز أن يكون مفعولا من أجله.
ويقرأ: «غلوا» بالغين المعجمة والمعنى متقارب.
و {كَيْفَ}: خبر كان، و {عََاقِبَةُ}:
اسمها.
17 - و {مِنَ الْجِنِّ}: حال من جنوده.
18 - و {نَمْلَةٌ} بسكون الميم وضمها لغتان.
{ادْخُلُوا}: أتى بضمير من يعقل لأنّه وصفها بصفة من يعقل.
{لََا يَحْطِمَنَّكُمْ}: نهي مستأنف.
وقيل: هو جواب الأمر وهو ضعيف لأنّ جواب الأمر لا يؤكد بالنون في الاختيار.
19 - و {ضََاحِكاً}: حال مؤكدة. وقيل:
مقدرة لأنّ التبسّم مبدأ الضحك.
ويقرأ «ضحكا» على أنه مصدر والعامل فيه تبسّم لأنّه بمعنى ضحك ويجوز أن يكون اسم فاعل مثل نصب لأنّ ماضيه ضحك، وهو لازم.
21 {عَذََاباً} أي تعذيبا.
22 {فَمَكَثَ} بفتح الكاف وضمها لغتان.
{غَيْرَ بَعِيدٍ}: أي مكانا غير بعيد، أو وقتا أو مكثا وفي الكلام حذف أي فجاء.
و {سَبَإٍ} بالتنوين، على أنه اسم رجل أو بلد، وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة.(1/292)
و {سَبَإٍ} بالتنوين، على أنه اسم رجل أو بلد، وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة.
27: 2344
23 {وَأُوتِيَتْ}: يجوز أن يكون حالا، و «قد» مقدّرة، وأن يكون معطوفا لأنّ {«تَمْلِكُهُمْ»} بمعنى ملكتهم.
25 {أَلََّا يَسْجُدُوا}: في «لا» وجهان:
أحدهما ليست زائدة، وموضع الكلام نصب بدلا من {«أَعْمََالَهُمْ»}، أو رفع على تقدير: هي ألا يسجدوا.
والثاني هي زائدة، وموضعه نصب بيهتدون أي لا يهتدون لأن يسجدوا أو جرّ على إرادة الجار.
ويجوز أن يكون بدلا من السبيل أي وصدّهم عن أن يسجدوا.
ويقرأ: ألا يسجدوا، فألا تنبيه، ويا: نداء، والمنادى محذوف أي يا قوم، اسجدوا.
وقال جماعة من المحققين: دخل حرف التنبيه على الفعل من غير تقدير حذف كما دخل في «هلمّ».
28 {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} أي قف عنهم حجزا لتنظر ماذا يردّون ولا تقديم في هذا. وقال أبو علي: فيه تقديم أي فانظر ماذا يرجعون ثم تولّ عنهم.
30 {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمََانَ}: بالكسر على الاستئناف، وبالفتح بدلا من {«كِتََابٌ»}، أو مرفوع بكريم.
31 {أَلََّا تَعْلُوا عَلَيَّ}: موضعه رفع بدلا من «كتاب» أي هو أن لا تعلوا أو في موضع نصب أي لأن لا تعلوا. ويجوز أن تكون «أن» بمعنى أي فلا يكون لها موضع.
ويقرأ بالغين أي لا تزيدوا.
33 {مََا ذََا}: هو مثل قوله تعالى: {«مََا ذََا أَرََادَ اللََّهُ بِهََذََا»}. وقد ذكر.
34 {وَكَذََلِكَ يَفْعَلُونَ}: من تمام الحكاية عنها.
وقيل: هو مستأنف من الله تعالى.
36 - أتمدّونني بالإظهار على الأصل، وبالإدغام لأنّهما مثلان.
39 {عِفْرِيتٌ}: التاء زائدة، لأنّه من العفر، يقال: عفرية وعفريت. 40و {آتِيكَ}: فعل ويجوز أن يكون اسم فاعل.
و {مُسْتَقِرًّا} أي ثابتا غير متقلقل وليس بمعنى الحصول المطلق إذ لو كان كذلك لم يذكّر.
و {أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}: في موضع نصب أي ليبلو شكري وكفري.
41 - و {نَنْظُرْ} بالجزم على الجواب، وبالرفع على الاستئناف.
43 {وَصَدَّهََا}: الفاعل {«مََا كََانَتْ»}.
وقيل: ضمير اسم الله أي وصدها الله عما كانت.
{إِنَّهََا} بالكسر على الاستئناف. وبالفتح أي لأنّها، أو على البدل من «ما» وتكون على هذا مصدرية.
44 - و {ادْخُلِي الصَّرْحَ} أي في الصرح وقد ذكر نظيره.
{وَأَسْلَمْتُ} أي وقد أسلمت.(1/293)
{وَأَسْلَمْتُ} أي وقد أسلمت.
27: 4566
45 {فَإِذََا هُمْ}: «إذا» هنا للمفاجأة فهي مكان، وهو مبتدأ، و {فَرِيقََانِ}:
الخبر، و {يَخْتَصِمُونَ}: صفة، وهي العاملة في إذا.
47 - و {اطَّيَّرْنََا}: قد ذكر في الأعراف.
48 - و {رَهْطٍ}: اسم للجمع فلذلك أضيف تسعة إليه.
و {يُفْسِدُونَ}: صفة لتسعة، أو لرهط.
49 {تَقََاسَمُوا}: فيه وجهان:
أحدهما هو أمر أي أمر بعضهم بعضا بذلك فعلى هذا يجوز في {«لَنُبَيِّتَنَّهُ»} النون تقديره:
قولوا لنبيّتنّه، والتاء على خطاب الآمر المأمور ولا يجوز الياء.
والثاني هو فعل ماض فيجوز الأوجه الثلاثة، وهو على هذا تفسير لقالوا.
و {مَهْلِكَ}: قد ذكر في الكهف.
51 {كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ}: في «كان» وجهان:
أحدهما هي الناقصة، و «عاقبة»: مرفوعة على أنها اسمها، وفي الخبر وجهان: أحدهما: كيف. و {«أَنََّا دَمَّرْنََاهُمْ»} إن كسرت كان مستأنفا، وهو مفسّر لمعنى الكلام، وإن فتحت فيه أوجه: أحدهما:
أن يكون بدلا من العاقبة. والثاني: خبر مبتدأ محذوف أي هي أنا دمرناهم. والثالث: أن يكون بدلا من «كيف» عند بعضهم.
وقال آخرون: لا يجوز ذلك لأنّ البدل من الاستفهام يلزم فيه إعادة حرفه كقولك: كيف زيد أصحيح أم مريض؟
والرابع: هو في موضع نصب أي بأنا أو لأنا.
والوجه الثاني: أن يكون خبر كان «أنا دمرناهم» إذا فتحت وإذا كسرت لم يجز لأنّه ليس في الجملة ضمير يعود على عاقبة، وكيف: على هذا حال، والعامل فيها كان، أو ما يدلّ عليه الخبر.
والوجه الثاني من وجهي كان أن تكون التامة، وكيف على هذا حال لا غير. وإنا دمّرنا بالكسر مستأنف، وبالفتح على ما تقدّم إلا في كونها خبرا.
52 {خََاوِيَةً}: هو حال من البيوت، والعامل الإشارة، والرفع جائز على ما ذكرنا في:
{«وَهََذََا بَعْلِي شَيْخاً»}.
و {بِمََا}: يتعلق بخاوية. 54 {وَلُوطاً} أي وأرسلنا لوطا.
55 - و {شَهْوَةً}: قد ذكر في الأعراف.
59 {وَسَلََامٌ}: الجملة محكيّة أيضا، وكذلك {«آللََّهُ خَيْرٌ»} أي قل ذلك كلّه.
60 {مََا كََانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا}: الكلام كله نعت لحدائق.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
61 - و {خِلََالَهََا}: ظرف، وهو المفعول الثاني، و {«بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ»} كذلك ويجوز أن ينتصب بين بحاجز أي ما يحجز بين البحرين.
63 - و {بُشْراً}: قد ذكر في الأعراف.
65 {مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ}: فاعل يعلم، و {الْغَيْبَ}: مفعوله و {إِلَّا اللََّهُ}: بدل من «من» ومعناه: لا يعلم أحد.
وقيل: إلا بمعنى غير، وهي صفة لمن.
66 {بَلِ ادََّارَكَ}: فيه قراءات:
إحداها أدرك مثل أخرج ومنهم من يلقي حركة الهمزة على اللام.
والثانية بل ادّرك على افتعل، وقد ذكر في الأعراف.(1/294)
والثانية بل ادّرك على افتعل، وقد ذكر في الأعراف.
27: 6790
والثالثة ادّارك، وأصله تدارك، ثم سكنت التاء واجتلبت لها همزة الوصل.
والرابع تدارك أي تتابع علمهم في الآخرة أي بالآخرة. والمعنى، بل تمّ علمهم بالآخرة لما قام عليه من الأدلّة فما انتفعوا، بل هم في شكّ.
و {مِنْهََا} يتعلق ب {«عَمُونَ»}.
67 {وَآبََاؤُنََا}: هو معطوف على الضمير في {«كُنََّا»} من غير توكيد، لأنّ المفعول فصل فجرى مجرى التوكيد.
72 {عَسى ََ أَنْ يَكُونَ}: أن يكون فاعل عسى، واسم كان مضمر فيها أي أن يكون الشأن وما بعده في موضع نصب خبر كان، وقد ذكر مثله في آخر الأعراف.
{رَدِفَ لَكُمْ}: الجمهور بكسر الدال.
وقرئ بالفتح، وهي لغة، واللام زائدة أي ردفكم.
ويجوز ألا تكون زائدة، ويحمل الفعل على معنى دنا لكم، أو قرب من أجلكم، والفاعل بعض.
74 {مََا تُكِنُّ}: من أكننت.
ويقرأ بفتح التاء وضم الكاف من كننت أي سترت. 80و {لََا تُسْمِعُ} بالضم على إسناد الفعل إلى المخاطب.
81 {وَمََا أَنْتَ بِهََادِي الْعُمْيِ}: على الإضافة، وبالتنوين والنصب على إعمال اسم الفاعل، وتهدي على أنه فعل.
و {عَنْ}: يتعلّق ب «هادي»، وعدّاه بعن، لأنّ معناه تصرف، ويجوز أن تتعلق بالعمي، ويكون المعنى أنّ العمى صدر عن ضلالتهم.
82 {تُكَلِّمُهُمْ}: يقرأ بفتح التاء وكسر اللام مخففا بمعنى تسمهم وتعلّم فيهم، من كلمه إذا جرحه.
ويقرأ بالضم والتشديد، وهو بمعنى الأول، إلا أنه شدّد للتكثير ويجوز أن يكون من الكلام.
{أَنَّ النََّاسَ} بالكسر على الاستئناف.
وبالفتح، أي تكلمهم بأنّ الناس، أو تخبرهم بأن الناس، أو لأنّ الناس.
83 {وَيَوْمَ نَحْشُرُ} أي واذكر يوم.
وكذلك {«وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَفَزِعَ»} بمعنى فيفزع.
87 {وَكُلٌّ أَتَوْهُ}: على الفعل، وآتوه بالمد على أنه اسم.
و {دََاخِرِينَ}: حال. 88 {تَحْسَبُهََا}: الجملة حال من الجبال، أو من الضمير في {«تَرَى»}.
{وَهِيَ تَمُرُّ}: حال من الضمير المنصوب في {«تَحْسَبُهََا»}، ولا يكون حالا من الضمير في جامدة إذ لا يستقيم أن تكون جامدة مارّة مرّ السحاب والتقدير: مرّا مثل مرّ السحاب.
و {صُنْعَ اللََّهِ}: مصدر عمل فيه ما دلّ عليه تمرّ لأنّ ذلك من صنعه سبحانه فكأنه قال: أصنع ذلك صنعا، وأظهر الاسم لما لم يذكر.
89 {خَيْرٌ مِنْهََا}: يجوز أن يكون المعنى أفضل منها، فيكون «من» في موضوع نصب.
ويجوز أن يكون بمعنى فضل، فيكون من في موضع نصب. ويجوز أن يكون بمعنى فضل، فيكون «منها» في موضع رفع صفة لخبر أي فله خير حاصل بسببها.
{مِنْ فَزَعٍ} بالتنوين.
{يَوْمَئِذٍ}: بالنصب.
ويقرأ: «من فزع يومئذ» بالإضافة وقد ذكر مثله في هود عند قوله: {«وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ»}.
90 {هَلْ تُجْزَوْنَ}: أي يقال لهم، وهو في موضع نصب على الحال أي فكبّت وجوهم مقولا لهم هل تجزون.(1/295)
90 {هَلْ تُجْزَوْنَ}: أي يقال لهم، وهو في موضع نصب على الحال أي فكبّت وجوهم مقولا لهم هل تجزون.
27: 9193
91 {الَّذِي حَرَّمَهََا}: هو صفة لربّ.
وقرئ التي على الصفة للبلدة. والله أعلم.
سورة القصص
قد تقدم ذكر الحروف المقطعة والكلام على ذلك؟
28: 118
3 {نَتْلُوا عَلَيْكَ}: مفعوله محذوف دلّت عليه صفته، تقديره: شيئا من نبأ موسى. وعلى قول الأخفش «من» زائدة.
و {بِالْحَقِّ}: حال من النّبإ.
4 {يَسْتَضْعِفُ}: يجوز أن يكون صفة لشيعا، و {«يُذَبِّحُ»} تفسير له، أو حال من فاعل «يستضعف» ويجوز أن يكونا مستأنفين.
6 {مِنْهُمْ}: يتعلق بنرى، ولا يتعلق ب {«يَحْذَرُونَ»} لأنّ الصلة لا تتقدم على الموصول.
7 - و {أَنْ أَرْضِعِيهِ}: يجوز أن تكون أن مصدرية، وأن تكون بمعنى أي.
8 {لِيَكُونَ لَهُمْ}: اللام للصيرورة، لا لام الغرض.
والحزن والحزن لغتان. 9 {قُرَّتُ عَيْنٍ} أي هو قرّة عين.
و {لِي وَلَكَ}: صفتان لقرّة وحكى بعضهم أن الوقف على «لا» وهو خطأ لأنّه لو كان كذلك لقال تقتلونه أي أتقتلونه على الإنكار ولا جازم على هذا.
10 {فََارِغاً} أي من الخوف.
ويقرأ «فرغا» بكسر الفاء وسكون الراء كقولهم: ذهب دمه فرغا أي باطلا أي أصبح حزن فؤادها باطلا.
ويقرأ: «قرعا» وهو ظاهر.
ويقرأ: «فرغا» أي خاليا من قولهم: فرغ الفناء، إذا خلا.
وإن مخففة من الثقيلة وقيل بمعنى ما، وقد ذكرت نظائره.
وجواب لولا محذوف دلّ عليه {«إِنْ كََادَتْ»}.
و {لِتَكُونَ}: اللام متعلقة بربطنا.
11 {عَنْ جُنُبٍ}: هو في موضع الحال إمّا من الهاء في «به» أي بعيدا، أو من الفاعل في «بصرت» أي مستخفية. ويقرأ: عن جنب، وعن جانب، والمعنى متقارب.
12 - و {الْمَرََاضِعَ}: جمع مرضعة، ويجوز أن يكون جمع مرضع الذي هو مصدر.
13 {وَلََا تَحْزَنَ}: معطوف على {«تَقَرَّ»}.
15 - و {عَلى ََ حِينِ غَفْلَةٍ}: حال من المدينة ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي مختلسا.
{هََذََا مِنْ شِيعَتِهِ وَهََذََا مِنْ عَدُوِّهِ}:
الجملتان في موضع نصب صفة لرجلين.
{مِنْ عَمَلِ الشَّيْطََانِ} أي من تحسينه، أو من تزيينه.
17 {بِمََا أَنْعَمْتَ}: يجوز أن يكون قسما والجواب محذوف.
و {فَلَنْ أَكُونَ}: تفسير له، أي لأتوبنّ.
ويجوز أن يكون استعطافا، أي كما أنعمت عليّ فاعصمني فلن أكون.
18 - و {يَتَرَقَّبُ}: حال مبدلة من الحال الأولى، أو تأكيد لها، أو حال من الضمير في {«خََائِفاً»}.(1/296)
18 - و {يَتَرَقَّبُ}: حال مبدلة من الحال الأولى، أو تأكيد لها، أو حال من الضمير في {«خََائِفاً»}.
28: 1932
و (إذا): للمفاجأة، وما بعدها مبتدأ، و {يَسْتَصْرِخُهُ} الخبر، أو حال والخبر {فَإِذَا}.
23 {يُصْدِرَ}: يقرأ بصاد خالصة، وبزاي خالصة لتجانس الدال، ومنهم من يجعلها بين الصاد والزاي لينبّه على أصلها وهذا إذا سكنت الصاد، ومن ضمّ الياء حذف المفعول أي يصدر الرعاء.
ماشيتهم.
والرّعاء بالكسر: جمع راع، كقائم، وقيام. وبضم الراء وهو اسم للجمع، كالتّؤام والرّخال. و {«عَلَى اسْتِحْيََاءٍ»}: حال.
25 - و {مََا سَقَيْتَ لَنََا} أي أجر سقيك، فهي مصدرية.
27 - و {هََاتَيْنِ}:
صفة، والتشديد والتخفيف قد ذكر في النساء في قوله تعالى: {«وَالَّذََانِ»}. و {عَلى ََ أَنْ تَأْجُرَنِي}: في موضوع الحال، كقولك: أنكحتك على مائة أي مشروطا عليك، أو واجبا عليك ونحو ذلك. ويجوز أن تكون حالا من الفاعل.
و {ثَمََانِيَ}: ظرف.
{فَمِنْ عِنْدِكَ}: يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي فالتمام.
ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فقد أفضلت من عندك.
28 {ذََلِكَ}: مبتدأ. و {«بَيْنِي وَبَيْنَكَ»}:
الخبر. والتقدير: بيننا.
و {أَيَّمَا}: نصب ب {«قَضَيْتُ»}، وما زائدة.
وقيل: نكرة، و {«الْأَجَلَيْنِ»} بدل منها، وهي شرطية و {«فَلََا عُدْوََانَ»} جوابها.
29 {جَذْوَةٍ} بالكسر والفتح والضم لغات، وقد قرئ بهنّ.
30 {أَنْ يََا مُوسى ََ}: أن مفسّرة، لأنّ النداء قول، والتقدير: أي يا موسى.
وقيل: هي المخففة، والتقدير: بأن يا موسى.
32 {مِنَ الرَّهْبِ}: «من» متعلقة بولّى أي هرب من الفزع. وقيل: ب {«مُدْبِراً»}.(1/297)
32 {مِنَ الرَّهْبِ}: «من» متعلقة بولّى أي هرب من الفزع. وقيل: ب {«مُدْبِراً»}.
28: 3357
وقيل بمحذوف أي يسكن من الرهب. وقيل باضمم أي من أجل الرّهب. والرّهب بفتح الراء والهاء، وبفتح الراء وإسكان الهاء، وبضم الراء وسكون الهاء لغات، وقد قرئ بهنّ.
{فَذََانِكَ}: بتخفيف النون وتشديدها وقد بين في: {«وَالَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا»}.
وقرئ شاذا «فذانيك» بتخفيف النون وياء بعدها، قيل هي بدل من إحدى النونين. وقيل:
نشأت عن الإشباع.
و {إِلى ََ}: متعلقة بمحذوف أي مرسلا إلى فرعون.
34 - و {رِدْءاً}: حال.
ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها.
{يُصَدِّقُنِي} بالجزم على الجواب، وبالرفع صفة لردءا، أو حالا من الضمير فيه.
35 {بِآيََاتِنََا}: يجوز أن يتعلّق بيصلون، وأن يتعلق ب {«الْغََالِبُونَ»}.
37 - و {تَكُونُ} بالتاء: على تأنيث العاقبة، وبالياء، لأنّ التأنيث غير حقيقي.
ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على «من». و {لَهُ عََاقِبَةُ}: جملة في موضع خبر كان. أو تكون تامة، فتكون الجملة حالا.
41 {وَيَوْمَ الْقِيََامَةِ} الثانية فيه أربعة أوجه:
أحدها هو معطوف على موضع {«فِي هََذِهِ»} أي وأتبعناهم يوم القيامة.
والثاني أن يكون على حذف المضاف أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة.
والثالث أن يكون منصوبا ب {«الْمَقْبُوحِينَ»} على أن تكون الألف واللام للتعريف، لا بمعنى الذي.
والرابع أن يكون على التبيين أي وقبحوا يوم القيامة، ثم فسر بالصلة.
43 {بَصََائِرَ}: حال من الكتاب، أو مفعول له وكذلك {«وَهُدىً وَرَحْمَةً»}.
44 {بِجََانِبِ الْغَرْبِيِّ}: أصله أن يكون صفة أي بالجانب الغربي ولكن حوّل عن ذلك وجعل صفة لمحذوف ضرورة امتناع إضافة الموصوف إلى الصفة إذ كانت هي الموصوف في المعنى، وإضافة الشيء إلى نفسه خطأ والتقدير: جانب المكان الغربي. و {إِذْ}: معمولة للجارّ، أو لما يتعلق به.
{وَمََا كُنْتَ مِنَ الشََّاهِدِينَ} أي إذ قضينا.
45 - و {تَتْلُوا}: في موضع نصف خبرا ثانيا، أو حالا من الضمير في ثاويا.
46 {وَلََكِنْ رَحْمَةً} أي أعلمناك ذلك للرحمة، أو أرسلناك.
48 {قََالُوا سِحْرََانِ}: هو تفسير لقوله:
أو لم يكفروا. وساحران بالألف: أي موسى وهارون.
وقيل: موسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم عليهما.
وسحران بغير ألف أي القرآن والتوراة.
50 {وَمَنْ أَضَلُّ}: استفهام في معنى النفي أي لا أحد أضلّ.
51 - و {وَصَّلْنََا} بالتشديد والتخفيف متقاربان في المعنى.
52 - و {الَّذِينَ}: مبتدأ، و {«هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ»}: خبره.
54 - و {مَرَّتَيْنِ}: في موضع المصدر.
57 {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً}: عدّاه(1/298)
57 {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً}: عدّاه
28: 5876
{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً}: عدّاه بنفسه لأنّ معنى نمكّن نجعل وقد صرح به في قوله: {«أَوَلَمْ يَرَوْا أَنََّا جَعَلْنََا حَرَماً»}.
و {آمِناً} أي من الخسف، وقصد الجبابرة.
ويجوز أن يكون بمعنى يؤمن من لجأ إليه، أو ذا أمن.
و {رِزْقاً}: مصدر من معنى يجبي.
58 {وَكَمْ} في موضع نصب ب أهلكنا.
و {مَعِيشَتَهََا}: نصب ببطرت لأنّ معناه كفرت نعمتها، أو جهلت شكر معيشتها فحذف المضاف.
وقيل التقدير: في معيشتها، وقد ذكر في:
{«سَفِهَ نَفْسَهُ»}.
و {لَمْ تُسْكَنْ}: حال، والعامل فيها الإشارة.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على ما ذكر في قوله تعالى: {«وَهََذََا بَعْلِي شَيْخاً»}.
{إِلََّا قَلِيلًا} أي زمانا قليلا.
60 {فَمَتََاعُ الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} أي فالمؤتى متاع. 61 {ثُمَّ هُوَ}: من أسكن الهاء شبّه «ثمّ» بالواو والفاء.
63 {هََؤُلََاءِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو مبتدأ و {«الَّذِينَ أَغْوَيْنََا»}: صفة لخبر هؤلاء المحذوف أي هؤلاء هم الذين أغوينا.
و {أَغْوَيْنََاهُمْ}: مستأنف ذكره أبو عليّ في التذكرة قال: ولا يجوز أن يكون أغويناهم خبرا، والذين أغوينا صفة لأنّه ليس فيه زيادة على ما في صفة المبتدأ.
فإن قلت: فقد وصله بقوله تعالى: {«كَمََا غَوَيْنََا»} وفيه زيادة؟
قيل: الزيادة بالظّرف لا تصيّره أصلا في الجملة، لأنّ الظروف فضلات.
وقال غيره وهو الوجه الثاني: لا يمتنع أن يكون هؤلاء مبتدأ، والذين صفة، وأغويناهم الخبر من أجل ما اتّصل به، وأن كان ظرفا لأنّ الفضلات في بعض المواضع تلزم، كقولك:
زيد عمرو في داره. {مََا كََانُوا إِيََّانََا يَعْبُدُونَ}: «ما» نافية.
وقيل: هي مصدرية، والتقدير: ممّا كانوا يعبدون أي من عبادتهم إيانا.
68 {مََا كََانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}: «ما» هاهنا نفي أيضا.
وقيل: هي مصدرية أي يختار اختيارهم، بمعنى مختارهم.
71 {سَرْمَداً}: يجوز أن يكون حالا من الليل، وأن يكون مفعولا ثانيا لجعل.
و {إِلى ََ}: يتعلّق بسرمدا، أو يجعل، أو يكون صفة لسرمدا.
73 {اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ}:
التقدير: جعل لكم الليل لتسكنوا فيه، والنهار لتبتغوا من فضله، ولكن مزج اعتمادا على فهم المعنى.
75 - و {هََاتُوا}: قد ذكر في البقرة.
76 {مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ}: «ما»: بمعنى الذي في موضع نصب بآتينا وإن واسمها وخبرها صلة الذي، ولهذا كسرت «إن».(1/299)
76 {مََا إِنَّ مَفََاتِحَهُ}: «ما»: بمعنى الذي في موضع نصب بآتينا وإن واسمها وخبرها صلة الذي، ولهذا كسرت «إن».
28: 7788
و {لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} أي تني العصبة، فالباء معدّية معاقبة للهمزة في أناته يقال: أناته، ونؤت به. والمعنى: تثقل العصبة.
وقيل هو على الغلب أي لتنوء به العصبة.
و {مِنَ الْكُنُوزِ}: يتعلق بآتينا.
و {إِذْ قََالَ لَهُ}: ظرف لآتيناه. ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي بغى إذ قال له قومه.
77 {فِيمََا آتََاكَ}: «ما» مصدرية، أو بمعنى الذي، وهي في موضع الحال، أي وأبتغ متقلّبا فيما آتاك الله أجر الآخرة.
ويجوز أن يكون ظرفا لابتغ.
78 {عَلى ََ عِلْمٍ}: هو في موضع الحال.
و {عِنْدِي}: صفة لعلم.
ويجوز أن يكون ظرفا لأوتيته أي أوتيته فيما أعتقد على علم.
و {مِنْ قَبْلِهِ}: ظرف لأهلك، و «من»:
مفعول أهلك.
ومن القرون فيه وجهان:
أحدهما أن يتعلق بأهلك، وتكون «من» لابتداء الغاية. والثاني أن يكون حالا من «من» كقولك:
أهلك الله من الناس زيدا.
{وَلََا يُسْئَلُ}: يقرأ على ما لم يسمّ فاعله، وهو ظاهر، وبتسمية الفاعل و {الْمُجْرِمُونَ}:
الفاعل أي لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها.
ويقرأ «المجرمين» أي لا يسألهم الله تعالى.
79 {فِي زِينَتِهِ}: هو حال من ضمير الفاعل في خرج.
80 - و {وَيْلَكُمْ}: مفعول فعل محذوف أي ألزمكم الله ويلكم.
و {خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ}: مثل قوله: {«وَمََا عِنْدَ اللََّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرََارِ»}. وقد ذكر.
{وَلََا يُلَقََّاهََا}: الضّمير للكلمة التي قالها العلماء، أو للإثابة لأنّها في معنى الثواب، أو للأعمال الصالحة.
82 - و {بِالْأَمْسِ}: ظرف لتمنّوا.
ويجوز أن يكون حالا من {«مَكََانَهُ»} لأنّ المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة، وذلك مصدر.
وي كأنّ الله: «وي»: عند البصريين منفصلة عن الكاف، والكاف متّصلة بأن، ومعنى «وي» تعجّب، وكأن القوم نبهوا فانتبهوا، فقالوا:
وي كأن الأمر كذا وكذا ولذلك فتحت الهمزة من «أن».
وقال الفراء: الكاف موصوله بوي أي ويك أعلم أن الله يبسط، وهو ضعيف لوجهين:
أحدهما أن معنى الخطاب هنا بعيد.
والثاني أن تقدير «وي» أعلم لا نظير له، وهو غير سائغ في كل موضع.
{لَخَسَفَ}: على التسمية وتركها، وبالإدغام والإظهار.
ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف والإدغام على هذا ممتنع.
83 {تِلْكَ الدََّارُ}: تلك مبتدأ والدار نعت و {نَجْعَلُهََا} الخبر.
85 {أَعْلَمُ مَنْ جََاءَ}: «من» في موضع نصب على ما ذكر في قوله تعالى: {«أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ»} في الأنعام.
86 {إِلََّا رَحْمَةً} أي، ولكن ألقى رحمة، أي للرحمة.
88 {إِلََّا وَجْهَهُ}: استثناء من الجنس أي إلا إياه، أو ما عمل لوجهه سبحانه.(1/300)
سورة العنكبوت
29: 121
2 {أَنْ يُتْرَكُوا}: أن وما عملت فيه تسدّ مسدّ المفعولين.
و {أَنْ يَقُولُوا} أي بأن يقولوا، أو لأن يقولوا.
ويجوز أن يكون بدلا من «أن يتركوا» وإذا قدّرت الياء كان حالا ويجوز أن تقدّر على هذا المعنى.
4 {سََاءَ}: يجوز أن يعمل عمل بئس، وقد ذكر في قوله: {«بِئْسَمَا اشْتَرَوْا»}.
ويجوز أن يكون بمعنى قبح، فتكون «ما» مصدرية أو بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، وهي فاعل ساء.
5 {مَنْ كََانَ يَرْجُوا}:
من شرط، والجواب {«فَإِنَّ أَجَلَ اللََّهِ»} والتقدير: لآتيه.
8 {حُسْناً}:
منصوب بوصّينا. وقيل: هو محمول على المعنى، والتقدير:
ألزمناه حسنا.
وقيل: التقدير أيضا: ذا حسن كقوله: {«وَقُولُوا لِلنََّاسِ حُسْناً»}.
وقيل: معنى وصّينا قلنا له أحسن حسنا فيكون واقعا موقع المصدر، أو مصدرا محذوف الزوائد.
9 {وَالَّذِينَ آمَنُوا}: مبتدأ، و {«لَنُدْخِلَنَّهُمْ»}: الخبر.
ويجوز أن يكون «الذين» في موضع نصب على تقدير لندخلنّ الذين آمنوا.
12 {وَلْنَحْمِلْ خَطََايََاكُمْ}: هذه لام الأمر، وكأنهم أمروا أنفسهم وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر، لما فيه المبالغة في الالتزام، كما في صيغة التعجب.
{مِنْ شَيْءٍ}: «من» زائدة، وهو مفعول اسم الفاعل.
و {مِنْ خَطََايََاهُمْ}: حال من شيء والتقدير: بحاملين شيئا من خطاياهم.
14 - و {أَلْفَ سَنَةٍ}: ظرف، والضمير في {«جَعَلْنََاهََا»} للعقوبة، أو الطّوفة، أو نحو ذلك.
16 {وَإِبْرََاهِيمَ}: معطوف على المفعول في «أنجيناه»، أو على تقدير: واذكر، أو على أرسلنا.
20 {النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} بالقصر والمدّ: لغتان.(1/301)
20 {النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} بالقصر والمدّ: لغتان.
29: 2241
22 {وَلََا فِي السَّمََاءِ}: التقدير: ولا من في السماء فيها، فمن معطوف على أنتم، وهي نكرة موصوفة.
وقيل: ليس فيه حذف لأنّ {«أَنْتُمْ»} خطاب للجميع، فيدخل فيهم الملائكة، ثم فصّل بعد الإبهام.
25 {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها هي بمعنى الذي، والعائد محذوف أي اتخذتموه، و {أَوْثََاناً}: مفعول ثان، أو حال.
و {«مَوَدَّةَ»}: الخبر على قراءة من رفع والتقدير: ذوو مودّة.
والثاني هي كافة وأوثانا مفعول، ومودّة بالنصب مفعول له وبالرّفع على إضمار مبتدأ، وتكون الجملة نعتا لأوثان ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضا أي ذوي مودّة.
والوجه الثالث أن تكون «ما» مصدرية، ومودة بالرفع الخبر ولا حذف في هذا الوجه في الخبر با في اسم «إن» والتقدير: إنّ سبب اتخاذكم مودة.
ويقرأ «مودّة» بالإضافة في الرفع والنصب.
و {بَيْنِكُمْ} بالجر، وبتنوين مودة في الوجهين جميعا ونصب بين. وفيما يتعلق به: {«فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا»} سبعة أوجه:
الأول أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت «ما» كافة، لا على الوجهين الآخرين لئلا يؤدّي إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر.
والثاني أن يتعلق بنفس مودّة إذا لم تجعل «بين» صفة لها لأنّ المصدر إذا وصف لا يعمل.
والثالث أن تعلّقه بنفس بينكم لأنّ معناه اجتماعكم أو وصلكم.
والرابع أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نوّنتها وجعلت بينكم صفة.
والخامس أن تعلّقها بمودة، وتجعل بينكم ظرف مكان، فيعمل مودّة فيهما.
والسادس أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفا لمودّة.
والسابع أن تجعله حالا من بينكم لتعرّفه بالإضافة.
وأجاز قوم منهم أن تتعلّق «في» بمودة وإن كان بينكم صفة لأنّ الظروف يتّسع فيها بخلاف المفعول به.
28 {وَلُوطاً}: معطوف على نوح. وقد ذكر. 33 {إِنََّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ}: الكاف في موضع جرّ عند سيبويه فعلى هذا ينتصب «أهلك» بفعل محذوف أي وننجّي أهلك وفي قول الأخفش هي في موضع نصب أو جرّ، وموضعه نصب فتعطف على الموضع لأنّ الإضافة في تقدير الانفصال، كما لو كان المضاف إليه ظاهرا وسيبويه يفرّق بين المضمر والمظهر فيقول: لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين ويجوز ذلك كله مع المظهر.
والضمير في «منها» للعقوبة.
36 - و {شُعَيْباً}: معطوف على نوح والفاء في فقال عاطفة على أرسلنا المقدّرة.
38 {وَعََاداً وَثَمُودَ} أي واذكر، أو وأهلكنا.
39 {وَقََارُونَ} وما بعده كذلك، ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في {«فَصَدَّهُمْ»}.
40 - و (كلا): منصوب ب {أَخَذْنََا}.
و «من» في: {مَنْ أَرْسَلْنََا} وما بعدها نكرة موصوفة وبعض الرواجع محذوف.
41 - والنون في (عنكبوت) أصل، والتاء زائدة، لقولهم في جمعه: عناكب.(1/302)
41 - والنون في (عنكبوت) أصل، والتاء زائدة، لقولهم في جمعه: عناكب.
29: 4264
42 {مََا يَدْعُونَ}:
هي استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم و {«مِنْ شَيْءٍ»}: تبيين.
وقيل: «ما» بمعنى الذي.
ويجوز أن تكون مصدرية وشيء مصدر، ويجوز أن تكون نافية، ومن زائدة. وشيئا مفعول «يدعون».
43 - و {نَضْرِبُهََا}:
حال من الأمثال. ويجوز أن يكون خبرا. والأمثال نعت.
46 {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا}: هو استثناء من الجنس، وفي المعنى وجهان:
أحدهما إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة لأنهم يغلظون لكم فيكون مستثنى من التي هي أحسن، لا من الجدال. والثاني لا تجادلوهم البتّة بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم.
51 {أَنََّا أَنْزَلْنََا}: هو فاعل يكفهم.
58 {وَالَّذِينَ آمَنُوا}: في موضع رفع بالابتداء، و {«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ»} الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه الفعل المذكور.
و {غُرَفاً}: مفعول ثان، وقد ذكر نظيره في يونس والحجّ.
59 - و {الَّذِينَ صَبَرُوا}: خبر ابتداء محذوف.
60 {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ}: يجوز ان يكون في موضع رفع بالابتداء، و «من دابة» تبيين.
و {لََا تَحْمِلُ}: نعت لدابة.
و {اللََّهُ يَرْزُقُهََا}: جملة خبر كأين، وأنّث الضمير على المعنى.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه يرزقها، ويقدّر بعد كأيّن.
64 {وَإِنَّ الدََّارَ الْآخِرَةَ} أي إن حياة الدار لأنّه أخبر عنها بالحيوان، وهي الحياة، ولام الحيوان ياء، والأصل حييان، فقلبت الياء واوا لئلا(1/303)
64 {وَإِنَّ الدََّارَ الْآخِرَةَ} أي إن حياة الدار لأنّه أخبر عنها بالحيوان، وهي الحياة، ولام الحيوان ياء، والأصل حييان، فقلبت الياء واوا لئلا
29: 6569
يلتبس بالتثنية، ولم تقلب ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين.
66 {وَلِيَتَمَتَّعُوا}: من كسر اللام جعلها بمعنى كي، ومن سكّنها جاز أن يكون كذلك، وأن يكون أمرا، والله أعلم.
سورة الروم
30: 116
3 {مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ}: المصدر مضاف إلى المفعول.
4 - و {فِي بِضْعِ}: يتعلق بيغلبون.
و {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}: مبنيان على الضمّ في المشهور، ولقطعهما عن الإضافة.
وقرئ شاذّا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه، كما قال الفرزدق:
يا من رأى عارضا يسرّ به ... بين ذراعي وجبهة الأسد
إلا أنه في البيت أقرب لأنّ ذكر المضاف إليه في أحدهما يدلّ على الآخر.
ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابهما كإعرابهما مضافين والتقدير: من قبل كل شيء ومن بعد كلّ شيء.
{وَيَوْمَئِذٍ}: منصوب ب «يفرح». و {بِنَصْرِ اللََّهِ}: يتعلّق به أيضا ويجوز أن يتعلق ب «ينصر».
6 {وَعْدَ اللََّهِ}: هو مصدر مؤكّد أي وعد الله وعدا، ودلّ ما تقدم على الفعل المحذوف لأنّه وعد.
8 {مََا خَلَقَ اللََّهُ}: «ما» نافية، وفي التقدير وجهان:
أحدهما هو مستأنف لا موضع له، والكلام تامّ قبله و {«أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا»}: مثل: {«أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ»}.
والثاني موضعه نصب بيتفكروا، والنّفي لا يمنع ذلك، كما لم يمنع في قوله تعالى: {«وَظَنُّوا مََا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ»}.
و {بِلِقََاءِ رَبِّهِمْ}: يتعلق ب «كافرون» واللام لا تمنع ذلك. والله أعلم.
9 {وَأَثََارُوا الْأَرْضَ}: قرئ شاذا بألف بعد الهمزة، وهو للإشباع لا غير.
{أَكْثَرَ}: صفة مصدر محذوف، و «ما» مصدرية.
10 {ثُمَّ كََانَ عََاقِبَةَ الَّذِينَ أَسََاؤُا السُّواى ََ}: يقرأ بالرفع والنصب، فمن رفع جعله اسم كان، وفي الخبر وجهان: أحدهما السّوأى، و {«أَنْ كَذَّبُوا»} في موضع نصب مفعولا له أي لأن كذّبوا، أو بأن كذّبوا، أو في موضع جرّ بتقدير الجار على قول الخليل.
والثاني «أن كذّبوا» أي كان آخر أمرهم التكذيب، والسوأى على هذا صفة مصدر.
ومن نصب جعلها خبر كان، وفي الاسم وجهان:
أحدهما السّوأى، والآخر «أن كذبوا» على ما تقدّم.
ويجوز أن يجعل أن كذّبوا بدلا من السّوأى، أو خبر مبتدأ محذوف.
والسّوأى: فعلى، تأنيث الأسوأ وهي صفة لمصدر محذوف، والتقدير: أساؤوا الإساءة السّوأى، وإن جعلتها اسما أو خبرا كان التقدير:
الفعلة السّوأى، أو العقوبة السّوأى.
12 {يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ}: الجمهور على نسمية الفاعل.
وقد حكي شاذا ترك التسمية وهذا بعيد لأنّ أبلس لم يستعمل متعديا، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه، وأقام المضاف إليه مقامه أي يبلس إبلاس المجرمين.(1/304)
وقد حكي شاذا ترك التسمية وهذا بعيد لأنّ أبلس لم يستعمل متعديا، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه، وأقام المضاف إليه مقامه أي يبلس إبلاس المجرمين.
30: 1735
17 {حِينَ تُمْسُونَ}: الجمهور على الإضافة، والعامل فيه «سبحان».
وقرئ منوّنا على أن يجعل تمسون صفة له، والعائد محذوف أي تمسون فيه كقوله تعالى:
{«وَاتَّقُوا يَوْماً لََا تَجْزِي»}.
18 {وَعَشِيًّا}: هو معطوف على {حِينَ}، {وَلَهُ الْحَمْدُ} معترض. و {فِي السَّمََاوََاتِ}: حال من الحمد.
24 {وَمِنْ آيََاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن «من آياته» حال من البرق أي يريكم البرق كائنا من آياته، إلا أنّ حقّ الواو أن تدخل هنا على الفعل، ولكن لما قدّم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو، وحسّن ذلك أنّ الجارّ والمجرور في حكم الظرف فهو كقوله: {«آتِنََا فِي الدُّنْيََا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً»}.
والوجه الثاني أنّ «أن» محذوفة أي ومن آياته أن يريكم، وإن حذفت «أن» في مثل هذا جاز رفع الفعل.
والثالث أن يكون الموصوف محذوفا أي:
ومن آياته آية يريكم فيها البرق فحذف الموصوف والعائد. ويجوز أن يكون التقدير: ومن آياته شيء، أو سحاب ويكون فاعل يريكم ضمير شيء المحذوف.
25 {مِنَ الْأَرْضِ}: فيه وجهان:
أحدهما هو صفة لدعوة.
والثاني أن يكون متعلّقا بمحذوف، تقديره:
خرجتم من الأرض، ودلّ على المحذوف إذا أنتم تخرجون. ولا يجوز أن يتعلق «من» بتخرجون هذه لأنّ ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
27 {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أي البعث أهون عليه في ظنّكم.
وقيل: أهون بمعنى هيّن، كما قالوا: الله أكبر أي كبير.
وقيل: هو أهون على المخلوق لأنّه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك وفي البعث يكمل دفعة واحدة.
28 {فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوََاءٌ}: الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام أي هل لكم فتستووا.
وأمّا {تَخََافُونَهُمْ}: ففي موضع الحال من ضمير الفاعل في «سواء» أي فتساووا خائفا بعضكم بعضا مشاركته له في المال أي إذا لم تشارككم عبيدكم في المال، فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع الله.
{كَخِيفَتِكُمْ} أي خيفة كخيفتكم.
30 {فِطْرَتَ اللََّهِ} أي الزموا، أو اتّبعوا دين الله.
31 - و {مُنِيبِينَ}: حال من الضمير في الفعل المحذوف.
وقيل: هو حال من ضمير الفاعل في «أقم» لأنّه في المعنى للجميع.
وقيل: فطرة الله مصدر أي فطركم فطرة.
32 {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا}: هو بدل من المشركين، بإعادة الجار.
34 {لِيَكْفُرُوا}: اللام بمعنى كي.
وقيل: هو أمر بمعنى التوعد كما قال بعده:
{«فَتَمَتَّعُوا»}.
35 - والسلطان يذكر لأنّه بمعنى الدليل، ويؤنّث لأنّه بمعنى الحجة.
وقيل: هو جمع سليط كرغيف ورغفان.(1/305)
وقيل: هو جمع سليط كرغيف ورغفان.
30: 3656
36 {إِذََا هُمْ}: إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط، لأنّ المفاجأة تعقيب ولا يكون أوّل الكلام، كما أنّ الفاء كذلك، وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة.
39 {وَمََا آتَيْتُمْ}:
«ما»: في موضع نصب بآتيتم. والمد بمعنى أعطيتم، والقصر بمعنى جئتم وقصدتم.
{لِيَرْبُوَا} أي الربا.
{فَأُولََئِكَ}: هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
41 {لِيُذِيقَهُمْ}:
متعلق بظهر أي ليصير حالهم إلى ذلك. وقيل:
التقدير عاقبهم ليذيقهم.
47 {وَكََانَ حَقًّا}:
«حقا» خبر كان مقدم، و {نَصْرُ}: اسمها. ويجوز أن يكون «حقّا» مصدرا، وعلينا الخبر.
ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن، وحقّا مصدر، و {عَلَيْنََا نَصْرُ} مبتدأ وخبر في موضع خبر كان.
48 {كِسَفاً} بفتح السين على أنه جمع كسفة، وسكونها على هذا المعنى تخفيف. ويجوز أن يكون مصدرا أي ذا كسف.
والهاء في {«خِلََالِهِ»} للسحاب، وقيل للكسف.
49 {مِنْ قَبْلِهِ}: قيل هي تكرير لقبل الأولى، والأولى أن تكون الهاء فيها للسحاب، أو للريح، أو للكسف.
والمعنى: وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح فتتعلق «من» بينزّل.
50 {إِلى ََ آثََارِ}: يقرأ بالإفراد والجمع.
و {يُحْيِ} بالياء على أن الفاعل الله، أو الأثر، أو معنى الرحمة.
وبالتاء على أنّ الفاعل آثار، أو الرحمة.
والهاء في «رأوه» للزّرع وقد دلّ عليه يحيي الأرض. وقيل للريح. وقيل للسحاب.
51 {لَظَلُّوا} أي ليظلنّ لأنّه جواب الشرط وكذا أرسلنا بمعنى نرسل.
54 - و (الضعف) بالفتح والضم لغتان.(1/306)
54 - و (الضعف) بالفتح والضم لغتان.
30: 5760
57 {لََا يَنْفَعُ} بالتاء على اللّفظ، وبالياء على معنى العذر أو لأنّه فصل بينهما، أو لأنّه غير حقيقي. والله أعلم.
سورة لقمان
31: 127
3 {هُدىً وَرَحْمَةً}: هما حالان من {«آيََاتُ»}، والعامل معنى الإشارة، وبالرفع على إضمار مبتدأ أي هي، أو هو.
6 {وَيَتَّخِذَهََا}: النصب على العطف على يضل. والرّفع عطف على يشتري، أو على إضمار هو والضمير يعود على السبيل. وقيل:
على الحديث لأنّه يراد به الأحاديث. وقيل: على الآيات.
7 {كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهََا}: موضعه حال، والعامل ولّى، أو مستكبرا.
و {كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً}: إما بدل من الحال الأولى التي هي «كأن لم»، أو تبيين لها، أو حال من الفاعل في يسمع.
9 {خََالِدِينَ فِيهََا}: حال من الجنات، والعامل ما يتعلق به {«لَهُمْ»}، وإن شئت كان حالا من الضمير في «لهم»، وهو أقوى.
{وَعْدَ اللََّهِ حَقًّا}: قد ذكر في الروم.
10 {بِغَيْرِ عَمَدٍ}: قد ذكر في الرعد.
11 {هََذََا خَلْقُ اللََّهِ} أي مخلوقة كقولهم: درهم ضرب الأمير.
و {مََا ذََا}: في موضع نصب ب «خلق»، لا بأروني لأنّه استفهام فأما كون «ذا» بمعنى الذي فقد ذكر في البقرة.
12 - و {لُقْمََانَ}: اسم أعجمي وإن وافق العربي فإنّ لقمانا فعلانا من اللّقم.
{أَنِ اشْكُرْ}: فقد ذكر نظائره.
13 {وَإِذْ قََالَ} أي واذكر.
و {بُنَيَّ}: قد ذكر في هود.
14 {وَهْناً}: المصدر هنا حال أي ذات وهن أي موهونة. وقيل التقدير في وهن.
15 {مَعْرُوفاً}: صفة مصدر محذوف أي إصحابا معروفا.
وقيل: التقدير بمعروف.
16 {إِنَّهََا إِنْ تَكُ}: «ها»: ضمير القصة، أو الفعلة.
و {مِثْقََالَ حَبَّةٍ}: قد ذكر في الأنبياء 19 {مِنْ صَوْتِكَ}: هو صفة لمحذوف أي اكسر شيئا من صوتك. وعلى قول الأخفش تكون «من» زائدة.
وصوت الحمير إنما وحّده لأنّه جنس.
20 {نِعَمَهُ}: على الجمع، ونعمة على الإفراد في اللفظ والمراد الجنس كقوله: {«وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا»}.
و {ظََاهِرَةً}: حال، أو صفة.
27 {مِنْ شَجَرَةٍ}: في موضع الحال من ضمير الاستقرار، أو من «ما».(1/307)
27 {مِنْ شَجَرَةٍ}: في موضع الحال من ضمير الاستقرار، أو من «ما».
31: 2834
{وَالْبَحْرُ} بالرفع على وجهين:
أحدهما هو مستأنف.
والثاني عطف على موضع اسم «إن».
وبالنصب عطفا على اسم «إنّ» وإن شئت على إضمار فعل يفسّره ما بعده.
وضمّ ياء «يمدّه» وفتحها:
لغتان.
28 {إِلََّا كَنَفْسٍ وََاحِدَةٍ}: في موضع رفع خبر {«خَلْقُكُمْ»}.
31 {بِنِعْمَتِ اللََّهِ}:
حال من ضمير الفلك.
ويجوز أن يتعلّق بتجري أي بسبب نعمة الله عزّ وجل.
33 {وَلََا مَوْلُودٌ هُوَ جََازٍ}: «مولود»: يجوز أن يعطف على والد، فيكون ما بعده صفة له. ويجوز أن يكون مبتدأ وإن كان نكرة لأنّه في سياق النفي، والجملة بعده الخبر.
34 {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}: هذا يدلّ على قوّة شبه الظرف بالفعل لأنّه عطفه على قوله: «عنده» كذا يقول ابن جني وغيره. والله أعلم.
سورة السجدة
32: 13
1 {الم}: يجوز أن يكون مبتدأ، و {تَنْزِيلُ}: خبره.
والتنزيل بمعنى المنزّل، وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة فعلى هذا {لََا رَيْبَ فِيهِ} حال من الكتاب، والعامل تنزيل.
2 - و {مِنْ رَبِّ}: يتعلّق بتنزيل أيضا.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في «فيه»، والعامل الظّرف لا ريب هنا مبني.
ويجوز أن يكون تنزيلا مبتدأ، ولا ريب فيه الخبر، ومن ربّ حال كما تقدم. ولا يجوز على هذا أن تتعلّق «من» بتنزيل لأنّ المصدر قد أخبر عنه.
ويجوز أن يكون الخبر «من رب»، ولا ريب فيه حال من الكتاب، وأن يكون خبرا بعد خبر.
3 {أَمْ يَقُولُونَ}: «أم» هنا منقطعة أي:
بل أيقولون.(1/308)
بل أيقولون.
32: 430
و «ما» في {مََا أَتََاهُمْ} نافية، والكلام صفة لقوم.
5 {مِمََّا تَعُدُّونَ}: يجوز أن يكون صفة لألف، وأن يكون صفة لسنة.
7 {الَّذِي أَحْسَنَ}: يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي، أو خبرا بعد خبر.
والعزيز: مبتدأ، والرحيم: صفة، والذي:
خبره.
و {خَلَقَهُ} بسكون اللام: بدل من «كلّ» بدل الاشتمال أي أحسن خلق كل شيء.
ويجوز أن يكون مفعولا أول، و «كلّ شيء» ثانيا.
وأحسن بمعنى عرّف أي عرف عباده كل شيء.
ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض، وهو صفة لك، أو لشيء.
10 {أَإِذََا ضَلَلْنََا} بالضاد أي ذهبنا وهلكنا وبالصاد: أي أنتنّا من قولك: صلّ اللحم، إذا أنتن.
والعامل في «إذا» معنى الجملة التي في أولها إنا أي إذا هلكنا نبعث ولا يعمل فيه {«جَدِيدٍ»} لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها. 12 {وَلَوْ تَرى ََ}: هو من رؤية العين، والمفعول محذوف أي ولو ترى المجرمين، وأغنى عن ذكره المبتدأ. و {إِذِ} هاهنا: يراد بها المستقبل، وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة والتقدير: يقولون ربّنا، وموضع المحذوف حال، والعامل فيها {«نََاكِسُوا»}.
14 {فَذُوقُوا بِمََا نَسِيتُمْ} أي فذوقوا العذاب ويجوز أن يكون مفعول فذوقوا {لِقََاءَ} على قول الكوفيين في إعمال الأول ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا {هََذََا} أي هذا العذاب.
16 {تَتَجََافى ََ}، و {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}: في موضع الحال.
و {خَوْفاً وَطَمَعاً}: قد ذكر في الأعراف.
17 {مََا أُخْفِيَ لَهُمْ}: يجوز أن تكون «ما» استفهاما، وموضعها رفع بالابتداء، وأخفي لهم خبره على قراءة من فتح الياء، وعلى قراءة من سكّنها وجعل «أخفي» مضارعا تكون «ما» في موضوع نصب بأخفى.
ويجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي منصوبة بتعلم.
و {مِنْ قُرَّةِ}: في الوجهين: حال من الضمير في «أخفي». و {جَزََاءً}: مصدر أي جوزوا جزاء.
18 {لََا يَسْتَوُونَ}: مستأنف لا موضع له، وهو بمعنى ما تقدم من التقدير.
19 - و {نُزُلًا}: قد ذكر في آل عمران.
20 {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ}: هو صفة العذاب في موضوع نصب.
ويجوز أن يكون صفة النار، وذكّر على معنى الجحيم، أو الحريق.
23 {مِنْ لِقََائِهِ}: يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله أي من لقاء موسى الله فالمصدر مضاف إلى المفعول، وأن يكون ضمير موسى فيكون مضافا إلى الفاعل.
وقيل: يرجع إلى الكتاب كما قال تعالى:
{«وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ»}.
وقيل: من لقائك يا محمد موسى صلى الله وسلم عليهما ليلة المعراج.
24 {لَمََّا} بالتشديد: ظرف، والعامل فيه جعلنا منهم أو يهدون وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية.
26 {كَمْ أَهْلَكْنََا}: قد ذكر في طه.(1/309)
سورة الأحزاب
33: 119
2 {بِمََا تَعْمَلُونَ}: إنما جاء بالجمع لأنّه عنى بقوله تعالى: اتّبع أنت وأصحابك.
ويقرأ بالياء على الغيبة.
4 {اللََّائِي}: هو جمع التي، والأصل إثبات الياء ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة. ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء.
و {تُظََاهِرُونَ}: قد ذكر في البقرة.
5 {هُوَ أَقْسَطُ} أي دعاؤكم، فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه.
{فَإِخْوََانُكُمْ} بالرفع أي فهم إخوانكم.
وبالنصب أي فادعوهم إخوانكم.
{وَلََكِنْ مََا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}: «ما» في موضع جرّ عطفا على «ما» الأولى ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف أي تؤاخذون به.
6 {وَأَزْوََاجُهُ أُمَّهََاتُهُمْ} أي مثل أمّهاتهم.
{بَعْضُهُمْ}: يجوز أن يكون بدلا، وأن يكون مبتدأ.
و {فِي كِتََابِ اللََّهِ}: يتعلق بأولى. وأفعل يعمل في الجار والمجرور. ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه معنى أولى، ولا يكون حالا من {«أُولُوا الْأَرْحََامِ»} للفصل بينهما بالخبر ولأنّه عامل إذا.
و {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: يجوز أن يكون متّصلا بأولو الأرحام، فينتصب على التبيين أي أعني وأن يكون متعلّقا بأولى، فمعنى الأول: وأولو الأرحام من المؤمنين أولى بالميراث من الأجانب.
وعلى الثاني: وأولوا الأرحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الأجانب.
{إِلََّا أَنْ تَفْعَلُوا}: استثناء من غير الجنس.
7 {وَإِذْ أَخَذْنََا} أي واذكر.
9 {إِذْ جََاءَتْكُمْ}: هو مثل: {«إِذْ كُنْتُمْ أَعْدََاءً»}. وقد ذكر في آل عمران.
10 {إِذْ جََاؤُكُمْ}: بدل من إذ الأولى.
و {الظُّنُونَا}: بالألف في المصاحف، ووجهه أنه رأس آية فشبّه بأواخر الآيات المطلقة لتتآخى رؤوس الآي ومثله: الرسولا، والسبيلا، على ما ذكر في القراءات.
ويقرأ بغير ألف على الأصل.
والزلزال بالكسر: المصدر. 13و {يَثْرِبَ}: لا ينصرف للتعريف ووزن الفعل، وفيه التأنيث.
و {يَقُولُونَ}: حال، أو تفسير ليستأذن.
و {عَوْرَةٌ}: أي ذات عورة.
ويقرأ بكسر الواو، والفعل منه عور، فهو اسم فاعل.
14 - ولأتوها بالقصر: جاؤوها، وبالمد أي أعطوها ما عندهم من القوة والبقاء.
و {إِلََّا يَسِيراً}: أي إلا لبثا، أو إلا زمنا، ومثله: إلّا قليلا.
15 {لََا يُوَلُّونَ}: جواب القسم لأنّ عاهدوا في معنى أقسموا.
ويقرا بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم.
18 - و {هَلُمَّ}: قد ذكر في الأنعام إلا أنّ ذاك متعدّ، وهذا لازم.
19 {أَشِحَّةً}: هو جمع شحيح، وانتصابه على الحال من الضمير في «يأتون».
وأشحة الثاني حال من الضمير المرفوع في سلقوكم.
و {يَنْظُرُونَ}: حال لأنّ رأيتهم أبصرتهم.(1/310)
و {يَنْظُرُونَ}: حال لأنّ رأيتهم أبصرتهم.
33: 2034
و {تَدُورُ}: حال من الضمير في ينظرون.
{كَالَّذِي} أي دورانا كدوران عين الذي.
ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم أي مشبهة عين الذي.
20 {يَحْسَبُونَ}: يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذ صحّ المعنى وتباعد العامل فيه. ويجوز أن يكون مستأنفا.
و {بََادُونَ}: جمع باد. وقرئ «بدّا»، مثل غاز وغزّى.
و {يَسْئَلُونَ}: حال.
21 {أُسْوَةٌ}: الكسر والضم لغتان، وهو اسم للتأسي، وهو المصدر، وهو اسم كان، والخبر لكم.
وفي {رَسُولِ اللََّهِ}: حال، أو ظرف يتعلّق بالاستقرار لا بأسوة أو بكان على قول من أجازه.
ويجوز أن يكون في رسول الله الخبر، ولكم تخصيص وتبيين.
{لِمَنْ كََانَ}: قيل هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار. ومنع منه الأكثرون لأنّ ضمير المخاطب لا يبدل منه فعلى هذا يجوز أن يتعلّق بحسنة، أو يكون نعتا لها، ولا تتعلّق بأسوة لأنّها قد وصفت.
و {كَثِيراً}: نعت لمصدر محذوف.
22 {وَصَدَقَ اللََّهُ وَرَسُولُهُ}: إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره.
24 {لِيَجْزِيَ اللََّهُ}: يجوز أن تكون لام العاقبة، وأن يتعلق بصدق أو بزادهم أو بما بدلوا.
25 {بِغَيْظِهِمْ}: يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مفعولا به.
و {لَمْ يَنََالُوا}: حال.
26 - و {مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ}: حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم.
و {مِنْ صَيََاصِيهِمْ}: متعلقة بأنزل.
و {فَرِيقاً}: منصوب ب {«تَقْتُلُونَ»}.
30 - و {يُضََاعَفْ}، ويضعف: قد ذكر. 31 {وَمَنْ يَقْنُتْ}: يقرأ بالياء حملا على لفظ «من»، وبالتاء على معناها ومثله: و {«تَعْمَلْ صََالِحاً»}.
ومنهم من قرأ الأولى بالتاء، والثانية بالياء، وقال بعض النحويين: هذا ضعيف لأن التذكير أصل فلا يجعل تبعا للتأنيث، وما علّلوا به قد جاء مثله في القرآن، وهو قوله تعالى: {«خََالِصَةٌ لِذُكُورِنََا وَمُحَرَّمٌ عَلى ََ أَزْوََاجِنََا»}.
32 {فَيَطْمَعَ الَّذِي}: يقرأ بفتح العين على جواب النهي، وبالكسر على نيّة الجزم عطفا على تخضعن.
33 {وَقَرْنَ}: يقرأ بكسر القاف، وفيه وجهان:
أحدهما هو من وقر يقر إذا ثبت، ومنه الوقار، والفاء محذوفة.
والثاني هو من قر يقرّ، ولكن حذفت إحدى الراءين، كما حذفت إحدى اللامين في «ظلت» فرارا من التكرير.
ويقرأ بالفتح وهو من قرّ لا غير، وحذفت إحدى الراءين وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقرّ في المكان.(1/311)
ويقرأ بالفتح وهو من قرّ لا غير، وحذفت إحدى الراءين وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقرّ في المكان.
33: 3550
{أَهْلَ الْبَيْتِ} أي يا أهل البيت.
ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح أي أعني، أو أخصّ.
35 {وَالْحََافِظََاتِ} أي الحافظات فروجهنّ، وكذلك {«وَالذََّاكِرََاتِ»} أي والذّاكرات الله وأغنى المفعول الأول عن الإعادة.
36 {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}: إنما جمع لأنّ أول الآية يراد به العموم.
37 {وَاللََّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشََاهُ}: قد ذكر مثله في التوبة.
39 {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ}:
هو نعت للذين خلوا. ويجوز أن ينتصب على إضمار أعني، وأن يرتفع على إضمار «هم». 40 {وَلََكِنْ رَسُولَ اللََّهِ} أي ولكن كان رسول الله، وكذلك {«وَخََاتَمَ النَّبِيِّينَ»}.
ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر كذا ذكر في بعض الأعاريب.
وقال آخرون: هو فعل مثل قاتل بمعنى ختمهم.
وقال آخرون: هو اسم بمعنى آخرهم وقيل: هو بمعنى المختوم به النبيّون، كما يختم بالطابع. وبكسرها: أي آخرهم.
49 {تَعْتَدُّونَهََا}: تفتعلونها من العدد أي تعدّونها عليهنّ، أو تحسبون بها عليهن. وموضع جرّ على اللفظ، أو رفع على الموضع.
والسّراح: اسم للتسريح، وليس بالمصدر.
50 {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً}: في الناصب وجهان:
أحدهما أحللنا في أول الآية وقد ردّ هذا قوم وقالوا: أحللنا ماض، و {«إِنْ وَهَبَتْ»} هو صفة للمرأة مستقبل، وأحللنا في موضع جوابه، وجواب الشرط لا يكون ماضيا في المعنى.
وهذا ليس بصحيح، لأنّ معنى الإحلال هاهنا الإعلام بالحلّ إذا وقع الفعل على ذلك، كما تقول:
ابحت لك أن تكلّم فلانا إن سلّم عليك.
والوجه الثاني أن ينتصب بفعل محذوف أي وتحل لك امرأة.(1/312)
والوجه الثاني أن ينتصب بفعل محذوف أي وتحل لك امرأة.
33: 5166
ويقرأ «أن وهبت» بفتح الهمزة، وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال.
وقيل التقدير: لأن وهبت.
و {خََالِصَةً}: يجوز أن يكون حالا من الضمير في وهبت، وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي هبة خالصة.
ويجوز أن يكون مصدرا أي أخلصت ذلك لك إخلاصا. وقد جاءت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية.
و {لِكَيْلََا}: يتعلق بأحللنا.
51 {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ}: «من» في موضع نصب بابتغيت، وهي شرطية، والجواب {«فَلََا جُنََاحَ عَلَيْكَ»}.
ويجوز أن يكون مبتدأ، والعائد محذوف أي والتي ابتغيتها، والخبر فلا جناح.
{كُلُّهُنَّ}: الرّفع على توكيد الضمير في يرضين، والنصب على توكيد المنصوب في آتيتهنّ. 52 {إِلََّا مََا مَلَكَتْ يَمِينُكَ}: يجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من النساء، وأن يكون في موضع نصب على أصل الاستثناء. وهو من الجنس.
ويجوز أن يكون من غير الجنس.
{مِنْ أَزْوََاجٍ}: في موضع نصب، و «من»:
زائدة.
{إِلََّا مََا مَلَكَتْ يَمِينُكَ}: يجوز أن يكون في موضع نصب على الاستثناء من النساء. وفي موضع رفع على البدل. ويجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من أزواج ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.
53 {إِلََّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}: هو في موضع الحال أي لا تدخلوا إلا مأذونا لكم.
و {إِلى ََ}: تتعلق بيؤذن لأنّ معناها تدعو.
و {غَيْرَ} بالنصب على الحال من الفاعل في «تدخلوا»، أو من المجرور في {«لَكُمْ»}.
ويقرأ بالجرّ على الصفة للطعام، وهذا عند البصريين خطأ لأنّه جرى على غير ما هو له فيجب أن يبرز ضمير الفاعل، فيكون غير ناظرين أنتم.
{وَلََا مُسْتَأْنِسِينَ}: هو معطوف على ناظرين.
59 {يُدْنِينَ}: هو مثل قوله تعالى:
{«قُلْ لِعِبََادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلََاةَ»} في إبراهيم.
60 {مَلْعُونِينَ}: هو حال من الفاعل في «يجاورونك» ولا يجوز أن يكون حالا مما بعد «أين» لأنّها شرط وما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله.
62 {سُنَّةَ اللََّهِ}: منصوب على المصدر أي سنّ ذلك سنّة.
66 {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ}: يجوز أن يكون ظرفا ل «يجدون»، ول «نصيرا»، أو ل {«يَقُولُونَ»}.
ويقولون على الوجهين الأوّلين حال من الوجوه لأنّ المراد أصحابها ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور، لأنّه مضاف إليه.(1/313)
ويقولون على الوجهين الأوّلين حال من الوجوه لأنّ المراد أصحابها ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور، لأنّه مضاف إليه.
33: 6773
ويقرأ «تقلّب» يعني السعير وجوههم بالنصب.
73 {لِيُعَذِّبَ اللََّهُ}: اللام تتعلّق بحملها.
والله أعلم.
سورة سبأ
34: 112
1 {فِي الْآخِرَةِ}: يجوز أن يكون ظرفا العامل فيه الحمد، أو الظرف وأن يكون حالا من الحمد والعامل فيه الظرف.
2 {يَعْلَمُ}: هو مستأنف. وقيل: هو حال مؤكّدة.
3 {عََالِمِ الْغَيْبِ}: يقرأ بالرفع أي هو عالم ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر {«لََا يَعْزُبُ»}.
وبالجر صفة لربي، أو بدلا.
{وَلََا أَصْغَرُ} بالجر عطفا على ذرّة، وبالرفع عطفا على مثقال.
4 {لِيَجْزِيَ}: تتعلّق بمعنى لا يعزب فكأنه قال: يحصى ذلك ليجري.
5 {مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ}: يقرأ بالجر صفة لرجز، وبالرفع صفة لعذاب، والرّجز: مطلق العذاب.
6 {وَيَرَى}: هو معطوف على ليجزي. ويجوز أن يكون مستأنفا.
و {الَّذِي أُنْزِلَ}: مفعول أول، و {«الْحَقَّ»}:
مفعول ثان و {«هُوَ»} فصل.
وقرئ: الحقّ بالرفع على الابتداء والخبر.
وفاعل {«يَهْدِي»} ضمير الذي أنزل، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله.
ويجوز أن يعطف على موضع الحقّ، وتكون أن محذوفة. ويجوز أن يكون في موضع فاعل، أي ويروه حقّا وهاديا.
7 {إِذََا مُزِّقْتُمْ}: العامل في «إذا» ما دلّ عليه خبر إنّ أي إذا مزّقتم بعثتم، ولا يعمل فيه ينبئكم لأنّ إخبارهم لا يقع، وقت تمزيقهم ولا مزّقتم لأنّ إذا مضافة إليها ولا {«جَدِيدٍ»} لأنّ ما بعد إنّ لا يعمل فيما قبلها، وأجازه قوم في الظروف.
8 {أَفْتَرى ََ}: الهمزة للاستفهام، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها.
9 {نَخْسِفْ بِهِمُ}: الإظهار هو الأصل والإدغام جائز لأنّ الفاء والباء متقاربان.
10 {يََا جِبََالُ}: أي وقلنا: يا جبال.
ويجوز أن يكون تفسيرا للفضل، وكذا {«وَأَلَنََّا لَهُ»}. {وَالطَّيْرَ} بالنصب، وفيه أربعة أوجه:
أحدها هو معطوف على موضع جبال.
والثاني الواو بمعنى مع، والذي أو صلته الواو أوّبي لأنّها لا تنصب إلا مع الفعل.
والثالث أن تعطف على {«فَضْلًا»}، والتقدير:
وتسبيح الطير قاله الكسائي.
والرابع بفعل محذوف أي وسخرنا له الطير.
ويقرأ بالرفع، وفيه وجهان:
أحدهما هو معطوف على لفظ جبال.
والثاني على الضمير في أوّبي، وأغنت «مع» عن توكيده.
11 {أَنِ اعْمَلْ}: أن بمعنى أي أي أمرناه أن اعمل.
وقيل: هي مصدرية.
12 {وَلِسُلَيْمََانَ الرِّيحَ}: يقرأ بالنصب أي وسخّرنا. وبالرفع على الابتداء، أو على أنه فاعل.
و {غُدُوُّهََا شَهْرٌ}: جملة في موضوع الحال من {«الرِّيحَ»} والتقدير: مدّة غدوّها لأنّ الغدوّ مصدر وليس بزمان.(1/314)
و {غُدُوُّهََا شَهْرٌ}: جملة في موضوع الحال من {«الرِّيحَ»} والتقدير: مدّة غدوّها لأنّ الغدوّ مصدر وليس بزمان.
34: 1321
{مَنْ يَعْمَلُ}: «من»: في موضع نصب أي وسخّرنا له من الجن فريقا يعمل أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل أي وله من الجنّ فريق يعمل.
13 - و {آلَ دََاوُدَ} أي يا آل، أو أعني آل داود.
و {شُكْراً}: مفعول له. وقيل: هو صفة لمصدر محذوف أي عملا شكرا.
ويجوز أن يكون التقدير: اشكروا شكرا 14 {مِنْسَأَتَهُ}: الأصل الهمز لأنّه من، نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها والمنساة: العصا التي يساق بها، إلا أنّ همزتها أبدلت ألفا تخفيفا.
وقرئ في الشاذ «من سأته» بكسر التاء على أنّ «من» حرف جرّ. وقد قيل: غلط قارئها. وقال ابن جني: سميت العصا سأة لأنّها تسوء فهي فلة، والعين محذوفة، وفيه بعد.
{تَبَيَّنَتِ}: على تسمية الفاعل، والتقدير:
تبين أمر الجن.
و {أَنْ لَوْ كََانُوا}: في موضع رفع بدلا من «أمر» القدر لأنّ المعنى تبينت الإنس جهل الجن.
ويجوز أن يكون في موضع نصب أي تبينت الجنّ جهلها. ويقرأ تبيّنت على ترك تسمية الفاعل، وهو على الوجه الأوّل بيّن.
15 {لِسَبَإٍ}: قد ذكر في النمل.
و {مَسْكَنِهِمْ}: جمع مسكن بالفتح والكسر وهما المنزل موضع السكون ويجوز أن يكون مصدرا فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع، والمكان بالكسر.
و {آيَةٌ}: اسم كان.
و {جَنَّتََانِ}: بدل منها، أو خبر مبتدأ محذوف.
{بَلْدَةٌ} أي هذه بلدة.
{وَرَبٌّ} أي وربّكم ربّ، أو ولكم ربّ.
ويقرأ شاذا «بلدة وربّا» بالنصب على أنه مفعول الشكر.
16 {أُكُلٍ خَمْطٍ}: يقرأ بالتنوين، والتقدير: أكل أكل خمط، فحذف المضاف لأنّ الخمط شجر والأكل ثمرة. وقيل: التقدير: أكل ذي خمط. وقيل: هو بدل منه، وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه، وكونه سببا له.
ويقرأ بالإضافة، وهو ظاهر. و {قَلِيلٍ}: نعت لاكل. ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر.
19 {رَبَّنََا}: يقرأ بالنصب على النداء.
و {بََاعِدْ}، وبعد، على السّؤال.
ويقرأ: بعّد على لفظ الماضي.
ويقرأ: ربّنا، وباعد، وبعد على الخبر.
و {مُمَزَّقٍ}: مصدر، أو مكان.
20 {صَدَّقَ عَلَيْهِمْ} بالتخفيف، و {إِبْلِيسُ} فاعله، و {ظَنَّهُ} بالنصب على أنه مفعول كأنه ظنّ فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه.
وقيل: التقدير: صدق في ظنه فلما حذف الحرف وصل الفعل.
ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى.
ويقرأ «إبليس» بالنصب على أنه مفعول، وظنّه فاعل كقول الشاعر:
فإن يك ظني صادقا وهو صادقي ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال.
21 {مَنْ يُؤْمِنُ}: يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بنعلم، وأن يكون استفهاما في موضع رفع بالابتداء.(1/315)
21 {مَنْ يُؤْمِنُ}: يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بنعلم، وأن يكون استفهاما في موضع رفع بالابتداء.
34: 2247
و {مِنْهََا}: إما على التبيين أي لشك منها أي بسببها ويجوز أن يكون حالا من شك. وقيل: «من» بمعنى في.
23 {إِلََّا لِمَنْ أَذِنَ}: يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة لأنّك تقول: شفعت له وأن تتعلّق بتنفع.
{فُزِّعَ} بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله، والقائم مقام الفاعل {«عَنْ قُلُوبِهِمْ»} والمعنى: أزيل عن قلوبهم.
وقيل: المسند إليه فعل مضمر دلّ عليه الكلام أي نحي الخوف.
ويقرأ بالفتح على التسمية أي فزّع الله، أي كشف عنها.
ويقرأ: فرغ أي أخلى.
وقرئ شاذا «أفرنقع» أي تفرق، ولا يجوز القراءة بها.
24 {أَوْ إِيََّاكُمْ}: معطوف على اسم إنّ، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا كقولك: إنّ زيدا وعمرا قائم التقدير: إن زيدا قائم وإنّ عمرا قائم.
واختلفوا في الخبر المذكور فقال بعضهم: هو للأول، وقال بعضهم: هو للثاني فعلى هذا يكون {«لَعَلى ََ هُدىً»} خبر الأول، و {«أَوْ فِي ضَلََالٍ»} معطوف عليه، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه.
وعكسه آخرون، والكلام على المعنى غير الإعراب لأنّ المعنى: إنّا على هدى من غير شك، وأنتم على ضلال من غير شك، ولكن خلطه في اللّفظ على عادتهم في نظائره كقولهم: أخزى الله الكاذب مني ومنك.
28 {إِلََّا كَافَّةً}: هو حال من المفعول في {«أَرْسَلْنََاكَ»} والهاء زائدة للمبالغة.
و {لِلنََّاسِ}: متعلق به أي وما أرسلناك إلا كافّة للناس عن الكفر والمعاصي.
وقيل: هو حال من الناس، إلا أنه ضعيف عند الأكثرين لأنّ صاحب الحال مجرور. ويضعف هنا من وجه آخر وذاك أنّ اللام على هذا تكون بمعنى إلى إذ المعنى أرسلناك إلى الناس ويجوز أن يكون التقدير: من أجل الناس.
30 {مِيعََادُ يَوْمٍ}: هو مصدر مضاف إلى الظرف.
والهاء في {عَنْهُ} يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له.
33 {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ}: مثل ميعاد يوم.
ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء والتقدير: بل صدّنا كرور الليل والنهار علينا.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير: مدّة كرورهما.
37 {زُلْفى ََ}: مصدر على المعنى أي يقربكم قربى. {إِلََّا مَنْ آمَنَ}: يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في {«تُقَرِّبُكُمْ»}. وأن يكون مرفوعا بالابتداء، وما بعده الخبر.
39 {وَمََا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}:
في «ما» وجهان:
أحدهما شرطية في موضع نصب، والفاء جواب الشرط، ومن شيء تبيين.
والثاني هو بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، وما بعد الفاء الخبر.
40 {أَهََؤُلََاءِ}: مبتدأ، و {إِيََّاكُمْ}: في موضع نصب ب «يعبدون»، و {يَعْبُدُونَ} خبر كان وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها لأنّ معمول الخبر بمنزلته.
46 {أَنْ تَقُومُوا}: هو في موضع جر بدلا من «واحدة»، أو رفع على تقدير: هي أن تقوموا، أو نصب على تقدير: أعني.
و {تَتَفَكَّرُوا}: معطوف على «تقوموا».
و {مََا بِصََاحِبِكُمْ}: نفي.
{بَيْنَ يَدَيْ}: ظرف لنذير ويجوز أن يكون نعتا لنذير. ويجوز أن يكون {لَكُمْ} صفة لنذير فيكون {بَيْنَ} ظرفا للاستقرار، أو حالا من الضمير في الجار، أو صفة أخرى.(1/316)
{بَيْنَ يَدَيْ}: ظرف لنذير ويجوز أن يكون نعتا لنذير. ويجوز أن يكون {لَكُمْ} صفة لنذير فيكون {بَيْنَ} ظرفا للاستقرار، أو حالا من الضمير في الجار، أو صفة أخرى.
34: 4854
48 {عَلََّامُ الْغُيُوبِ} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو خبر ثان، أو بدل من الضمير في يقذف، أو صفة على الموضع.
وبالنصب صفة لاسم «إن»، أو على إضمار أعني.
51 {فَلََا فَوْتَ} أي فلا فوت لهم.
52 - و {التَّنََاوُشُ} بغير همز: من ناش ينوش إذا تناول. والمعنى: من أين لهم تناول السلامة.
ويقرأ بالهمز من أجل ضمّ الواو.
وقيل: هي أصل، من نأشه ينأشه، إذا خلّصه. والله أعلم.
سورة فاطر
35: 17
1 {فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ}:
الإضافة محضة لأنّه للماضي لا غير، فأما {«جََاعِلِ الْمَلََائِكَةِ»} فكذلك في أجود المذهبين. وأجاز قوم أن تكون غير محضة على حكاية الحال.
و {رُسُلًا}: مفعول ثان.
و {أُولِي}: بدل من رسل، أو نعت له.
ويجوز أن يكون «جاعل» بمعنى خالق فيكون {«رُسُلًا»} حالا مقدّرة.
و {مَثْنى ََ}: نعت لأجنحة. وقد ذكر الكلام في هذه الصفات المعدولة في أول النّساء.
و {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ}: مستأنف.
2 {مََا يَفْتَحِ اللََّهُ}: «ما» شرطية في موضع نصب بيفتح. و {مِنْ رَحْمَةٍ}: تبيين ل {مََا}.
3 {مِنْ خََالِقٍ غَيْرُ اللََّهِ}: يقرأ بالرفع وفيه وجهان:
أحدهما هو صفة لخالق على الموضع، وخالق مبتدأ والخبر محذوف، تقديره: لكم أو للأشياء.
والثاني أن يكون فاعل خالق أي هل يخلق غير الله شيئا.
ويقرأ بالجر على الصفة لفظا.
{يَرْزُقُكُمْ}: يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون صفة لخالق.
7 {الَّذِينَ كَفَرُوا}: يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر، وأن يكون صفة ل {«حِزْبَهُ»} أو بدلا(1/317)
7 {الَّذِينَ كَفَرُوا}: يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر، وأن يكون صفة ل {«حِزْبَهُ»} أو بدلا
35: 836
منه، وأن يكون في موضع جر صفة لأصحاب السعير، أو بدلا منه، والله أعلم.
8 {حَسَرََاتٍ}: يجوز أن يكون حالا أي متلهّفة، وان يكون مفعولا له.
10 {يَرْفَعُهُ}: الفاعل ضمير العمل، والهاء للكلم أي العمل الصالح يرفع الكلم.
وقيل: الفاعل اسم الله فتعود الهاء على العمل.
{وَمَكْرُ أُولََئِكَ}: مبتدأ، والخبر {يَبُورُ}.
و {هُوَ} فصل، أو توكيد.
ويجوز أن يكون مبتدأ، ويبور الخبر، والجملة خبر {«مَكْرُ»}.
12 {سََائِغٌ شَرََابُهُ}: سائغ على فاعل، وبه يرتفع «شرابه»، لاعتماده على ما قبله.
ويقرأ «سيّغ» بالتشديد، وهو فيعل مثل سيّد.
ويقرأ بالتخفيف مثل ميت وقد ذكر.
18 {وَلَوْ كََانَ ذََا قُرْبى ََ} أي لو كان المدعو ذا قربى.
ويجوز أن يكون حالا، وكان تامة. 20، 21 {وَلَا النُّورُ} {وَلَا الْحَرُورُ}: لا فيهما زائدة لأنّ المعنى: الظلمات لا تساوي النور وليس المراد أنّ النور في نفسه لا يستوي، وكذلك «لا» في {وَلَا الْأَمْوََاتُ}.
25 {جََاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ}: حال، و «قد» مقدرة أي كذّب الذين من قبلهم، وقد جاءتهم رسلهم.
27 {أَلْوََانُهََا}: مرفوع بمختلف.
و {جُدَدٌ} بفتح الدال: جمع جدّة، وهي الطريقة. ويقرأ بضمّها، وهو جمع جديد.
{وَغَرََابِيبُ سُودٌ}: الأصل وسود غرابيب لأنّ الغربيب تابع للأسود، يقال أسود غربيب، كما تقول أسود حالك.
28 - و {كَذََلِكَ}: في موضع نصب أي اختلافا مثل ذلك.
و {الْعُلَمََاءُ} بالرفع، وهو الوجه. ويقرأ برفع اسم الله ونصب العلماء على معنى: إنما يعظم الله من عباده العلماء.
29 {يَرْجُونَ تِجََارَةً}: هو خبر إن. 30و {لِيُوَفِّيَهُمْ}: تتعلّق بيرجون، وهي لام الصيرورة. ويجوز أن تتعلّق بمحذوف أي فعلوا ذلك ليوفّيهم.
31 {هُوَ الْحَقُّ}: يجوز أن يكون «هو» فصلا، وأن يكون مبتدأ.
و {مُصَدِّقاً}: حال مؤكدة.
33 {جَنََّاتُ عَدْنٍ}: يجوز أن يكون خبرا ثانيا لذلك. أو خبر مبتدأ محذوف. أو مبتدأ، والخبر {يَدْخُلُونَهََا}، وتمام الآية قد ذكر في الحج.
35 {دََارَ الْمُقََامَةِ}: مفعول {«أَحَلَّنََا»} وليس بظرف، لأنّها محدودة.
{لََا يَمَسُّنََا}: هو حال من المفعول الأول.
36 {فَيَمُوتُوا}: هو منصوب على جواب النفي.
و {عَنْهُمْ}: يجوز أن يقوم مقام الفاعل.
و {مِنْ عَذََابِهََا}: في موضع نصب ويجوز العكس. ويجوز أن تكون «من» زائدة، فيتعيّن له الرفع.
و {كَذََلِكَ}: في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي نجزي جزاء مثل ذلك.(1/318)
و {كَذََلِكَ}: في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف أي نجزي جزاء مثل ذلك.
35: 3745
37 {صََالِحاً غَيْرَ الَّذِي}: يجوز أن يكونا صفتين لمصدر محذوف أو لمفعول محذوف.
ويجوز أن يكون صالحا نعتا للمصدر، و «غير الذي» مفعول.
و {مََا يَتَذَكَّرُ} أي زمن ما يتذكر.
ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي تعميرا يتذكّر فيه.
41 {أَنْ تَزُولََا}:
يجوز أن يكون مفعولا له أي مخافة أن تزولا، أو عن.
و {يُمْسِكُ} أي يحبس.
و {إِنْ أَمْسَكَهُمََا} أي ما يمسكهما فإن بمعنى ما، وأمسك بمعنى يمسك.
42 - وفاعل {زََادَهُمْ} ضمير النذير. 43و {اسْتِكْبََاراً}: مفعول له وكذلك {مَكْرَ السَّيِّئِ}. والجمهور على تحريك الهمزة وقرئ بإسكانها، وهو عند الجمهور لحن.
وقيل: أجرى الوصل مجرى الوقف وقيل: شبّه المنفصل بالمتصل لأنّ الياء والهمزة من كلمة، و «إلا» كلمة أخرى فأسكن كما سكن إبل، والله أعلم.
سورة يس
الجمهور على إسكان النون وقد ذكر نظيره، ومنهم من يظهر النون لأنّه حقّق بذلك إسكانها، وفي الغنّة ما يقرّبها من الحركة من أجل الوصل المحض، وفي الإظهار تقريب للحرف من الوقف عليه ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين، ومنهم من يفتحها كما يفتح أين وقيل الفتحة إعراب.
36: 15
1 - و {يس}: اسم للسورة، كهابيل، والتقدير: اتل يس.
2 {وَالْقُرْآنِ}: قسم على كل وجه.
4 {عَلى ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: هو خبر ثان لإنّ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار.
5 {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} أي هو تنزيل العزيز والمصدر بمعنى المفعول أي منزّل العزيز.(1/319)
5 {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} أي هو تنزيل العزيز والمصدر بمعنى المفعول أي منزّل العزيز.
36: 631
ويقرأ بالنصب على أنه مصدر أي نزل تنزيلا.
وبالجر أيضا صفة للقرآن.
6 {لِتُنْذِرَ}: يجوز أن تتعلّق اللام بتنزيل، وأن تتعلّق بمعنى قوله من المرسلين أي مرسل لتنذر.
و {مََا}: نافية: هي بمعنى الذي أي تنذرهم العذاب الذي أنذره آباؤهم.
وقيل: هي نكرة موصوفة. وقيل: هي زائدة.
9 {فَأَغْشَيْنََاهُمْ} بالغين أي غطّينا أعين بصائرهم فالمضاف محذوف.
ويقرأ بالعين أي أضعفنا بصائرهم عن إدراك الهدى، كما تضعف عين الأعشى.
12 {وَكُلَّ شَيْءٍ}: مثل: {«وَكُلَّ إِنسََانٍ أَلْزَمْنََاهُ»}. وقد ذكر.
13 {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحََابَ الْقَرْيَةِ}:
اضرب هنا بمعنى اجعل، وأصحاب مفعول أول، ومثلا: مفعول ثان.
وقيل: هو بمعنى اذكر: والتقدير: مثلا مثل أصحاب فالثاني بدل من الأول.
و {إِذْ جََاءَهَا}: مثل {«إِذِ انْتَبَذَتْ»} وقد ذكر.
و {إِذْ}: الثانية بدل من الأولى.
14 {فَعَزَّزْنََا} بالتشديد والتخفيف، والمفعول محذوف أي قويناهما. 19 {أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ}: على لفظ الشرط، وجوابه محذوف أي إن ذكّرتم كفرتم ونحوه.
ويقرأ بفتح الهمزة أي لأنّ ذكّرتم. ويقرأ شاذّا: «أين ذكرتم» أي عملكم السّيّئ لازم لكم أين ذكرتم، والكاف مخفّفة في هذا الوجه.
22 {وَمََا لِيَ}: الجمهور على فتح الياء لأنّ ما بعدها في حكم المتصل بها إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها. و {«مََا لِيَ لََا أَرَى الْهُدْهُدَ»} بعكس ذلك.
23 {لََا تُغْنِ عَنِّي}: هو جواب الشرط ولا يجوز أن تقع «ما» مكان «لا» هنا لأنّ «ما» تنفي ما في الحال، وجواب الشرط مستقبل لا غير.
27 {بِمََا غَفَرَ لِي}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها مصدرية أي بغفرانه.
والثاني بمعنى الذي، أي بالذّنب الذي غفره.
والثالث استفهام على التعظيم ذكره بعض الناس وهو بعيد لأنّ «ما» في الاستفهام إذا دخل عليه حرف الجر حذفت ألفها، وقد جاء في الشّعر بغير حذف.
28 {وَمََا أَنْزَلْنََا}: «ما»: نافية، وهكذا:
{«وَمََا كُنََّا»}.
ويجوز أن تكون «ما» الثانية زائدة، أي وقد كنّا. وقيل: هي اسم معطوف على {«جُنْدٍ»}.
29 {إِنْ كََانَتْ إِلََّا صَيْحَةً}: اسم كان مضمر أي ما كانت الصيحة إلّا صيحة والغرض وصفها بالاتحاد. وإذا للمفاجأة. والله أعلم.
30 {يََا حَسْرَةً}: فيه وجهان:
أحدهما أنّ «حسرة» منادى أي يا حسرة احضري فهذا وقتك.
و {عَلَى}: تتعلّق بحسرة فلذلك نصبت كقولك: يا ضاربا رجلا.
والثاني المنادى محذوف، وحسرة مصدر، أي أتحسّر حسرة.
ويقرأ في الشاذّ «يا حسرة العباد» أي يا تحسيرهم فالمصدر مضاف إلى الفاعل ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول أي أتحسر على العباد.
{مََا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ}: الجملة تفسير سبب الحسرة.
31 - و {كَمْ أَهْلَكْنََا}: قد ذكر.
و {أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ} بفتح الهمزة، وهي مصدرية، وموضع الجملة بدل من موضع «كم أهلكنا» والتقدير: ألم يروا أنّهم إليهم.
ويقرأ بكسر الهمزة، على الاستئناف.(1/320)
ويقرأ بكسر الهمزة، على الاستئناف.
36: 3256
32 {وَإِنْ كُلٌّ}: قد ذكر في آخر هود.
33 {وَآيَةٌ لَهُمُ}: مبتدأ، ولهم الخبر.
و {الْأَرْضُ}: مبتدأ و {أَحْيَيْنََاهََا}: الخبر، والجملة تفسير للآية.
وقيل الأرض مبتدأ وآية خبر مقدم وأحييناها تفسير الآية، ولهم: صفة آية.
34 {مِنَ الْعُيُونِ}: من، على قول الأخفش، زائدة وعلى قول غيره المفعول محذوف أي من العيون ما ينتفعون به.
35 {وَمََا عَمِلَتْهُ}: في «ما» ثلاثة أوجه:
أحدها هي بمعنى الذي.
والثاني نكرة موصوفة وعلى كلا الوجهين هي في موضع جرّ عطفا على «ثمره» ويجوز يكون نصبا على موضع من «ثمره».
والثالث هي نافية.
ويقرأ بغير هاء ويحتمل الأوجه الثلاثة، إلا أنها نافية يضعف لأنّ «عملت» لم يذكر لها مفعول.
39 {وَالْقَمَرَ} بالرفع: مبتدأ، و {قَدَّرْنََاهُ}: الخبر.
وبالنصب على تقدير فعل مضمر أي وقدّرنا القمر لأنّه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل فحمل على ذلك.
ومن رفع قال: هو محمول على {«وَآيَةٌ لَهُمُ»} في الموضعين، وعلى «والشمس» وهي أسماء لم يعمل فيها فعل. و {مَنََازِلَ} أي ذا منازل فهو حال، أو مفعول ثان لأنّ قدّرنا بمعنى صيّرنا.
وقيل: التقدير: قدرنا له منازل.
و (العرجون): فعلول، والنون أصل.
وقيل: هي زائدة لأنّه من الانعراج وهذا صحيح المعنى ولكنه شاذّ في الاستعمال.
وقرأ بعضهم {«سََابِقُ النَّهََارِ»} بالنصب وهو ضعيف وجوازه على أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين.
40 - وحمل {يَسْبَحُونَ} على من يعقل لوصفها بالجريان والسباحة والإدراك والسّبق.
41 {أَنََّا}: يجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي هي أنّا.
وقيل: هي مبتدأ، وآية لهم الخبر وجاز ذلك لما كان ل «أنّا» تعلّق بما قبلها.
والهاء والميم في {ذُرِّيَّتَهُمْ} لقوم نوح. وقيل لأهل مكّة.
43 {فَلََا صَرِيخَ}: الجمهور على الفتح، ويكون ما بعده مستأنفا.
وقرئ بالرفع والتنوين ووجهه ما ذكرنا في قوله: {«فَلََا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ»}.
44 {إِلََّا رَحْمَةً}: هو مفعول له، أو مصدر. وقيل: التقدير: إلا برحمة. وقيل: هو استثناء منقطع.
49 {يَخِصِّمُونَ}: مثل قوله {«يَهْدِي»}، وقد ذكر في يونس.
52 {يََا وَيْلَنََا}: هو مثل قوله: {«يََا حَسْرَةً»}.
وقال الكوفيون: وي كلمة، ولنا: جارّ ومجرور.
والجمهور على {«مَنْ بَعَثَنََا»} أنه استفهام. وقرئ شاذا: من بعثنا، على أنه جارّ ومجرور يتعلّق بويل.
و {هََذََا}: مبتدأ و {مََا وَعَدَ}: الخبر.
و «ما» بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة، أو مصدر.
وقيل: هذا نعت لمرقدنا، فيوقف عليه و «ما وعد» مبتدأ، والخبر محذوف أي حقّ ونحوه، أو خبر والمبتدأ محذوف أي هذا، أو بعثنا.
55 {فِي شُغُلٍ}: هو خبر إن. و {«فََاكِهُونَ»}:
خبر ثان أو هو الخبر وفي شغل يتعلّق به.
ويقرأ «فاكهين» على الحال من الضمير في الجار.
والشغل بضمتين وبضم بعده سكون، وبفتحتين، وبفتحه بعدها سكون لغات قد قرئ بهنّ.
56 {فِي ظِلََالٍ}: يجوز أن يكون خبر {«هُمْ»}.
و {عَلَى الْأَرََائِكِ}: مستأنف. وأن يكون الخبر {مُتَّكِؤُنَ}، وفي ظلال: حال، وعلى الأرائك منصوب بمتّكئون.(1/321)