الجزء الأول
تصدير
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ حَقَّ تُقََاتِهِ وَلََا تَمُوتُنَّ إِلََّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران 3: 102).
{يََا أَيُّهَا النََّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وََاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهََا زَوْجَهََا وَبَثَّ مِنْهُمََا رِجََالًا كَثِيراً وَنِسََاءً، وَاتَّقُوا اللََّهَ الَّذِي تَسََائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحََامَ، إِنَّ اللََّهَ كََانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء 4: 1).
{يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمََالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللََّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فََازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب 33: 7170).
أما بعد، فهذا كتاب «البرهان في علوم القرآن» للإمام الأصولي الفقيه المحدّث بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، نقدّمه للقارئ الكريم بحلّة جديدة، بعد أن قمنا بتحقيقه وخدمته بما يسّر الله به وأعان، وهو كتاب جليل القدر، كثير الفوائد، يجمع خلاصة أقوال الأئمة الأعلام حول القرآن الكريم، كتاب الله المعجز، ويمثّل دائرة معارف قرآنية لا غنى عنها لكل باحث وطالب علم من علوم القرآن الكريم.
ولقد كنت شغوفا بوضع تأليف جامع لعلوم القرآن وما كتب فيها منذ أيام الدراسة بسبب ما واجهني من الصعاب ممّا يواجه كل طالب وباحث، وكنت أعجب من تأليف أئمتنا الجامعة لعلوم القرآن والتي تدل على همم عالية، وتوفيق من الله عز وجل لمثل
هذه المؤلفات، على الرغم من الظروف التي كانوا يعيشون فيها من أساليب التنقل والاتصالات، والحصول على الكتب ومعلوماتها ممّا إذا قيس بما نراه في أيامنا هذه لعدّ من المعجزات الخوارق للعادات، رحمهم الله وجزاهم عنّا خير الجزاء، لكني أجد هذه المؤلفات الكثيرة تحتاج إلى تأليف جامع لشملها يعين الباحث على حسن الإفادة منها.(1/5)
ولقد كنت شغوفا بوضع تأليف جامع لعلوم القرآن وما كتب فيها منذ أيام الدراسة بسبب ما واجهني من الصعاب ممّا يواجه كل طالب وباحث، وكنت أعجب من تأليف أئمتنا الجامعة لعلوم القرآن والتي تدل على همم عالية، وتوفيق من الله عز وجل لمثل
هذه المؤلفات، على الرغم من الظروف التي كانوا يعيشون فيها من أساليب التنقل والاتصالات، والحصول على الكتب ومعلوماتها ممّا إذا قيس بما نراه في أيامنا هذه لعدّ من المعجزات الخوارق للعادات، رحمهم الله وجزاهم عنّا خير الجزاء، لكني أجد هذه المؤلفات الكثيرة تحتاج إلى تأليف جامع لشملها يعين الباحث على حسن الإفادة منها.
وظلت فكرة وضع هذا التأليف الجامع للعلوم والدراسات القرآنية تراودني، وتزداد أهميتها عندي يوما بعد يوم، ثم بدأت تأخذ حيّز التنفيذ مع مطلع هذا القرن، حين بدأت أجمع مواد هذه الدراسة على جزازات صغيرة كنت أجمع فيها الفوائد التي تقع لي من هنا وهناك، وأرتبها على حروف المعجم، ويزيدها الله سبحانه وتعالى بفضله وتوفيقه يوما بعد يوم، حتى اجتمع لي منها الشيء الكثير، وكان زملائي ممن يرى هذا العمل يشجعني على طبعه وتوفيره بين أيدي الباحثين، ليعم به النفع فأتعلّل لهم بعدم اكتماله، وعدم صلاحيته للنشر، رغبة مني بتحسينه ومراجعته، وإضافة ما يستجد يوما بعد يوم من المعلومات حول الدراسات القرآنية، ليكتمل هذا العمل ويخرج بالصورة اللائقة.
ثم حدث أن رغب إليّ مدير دار المعرفة الفاضل بتحقيق كتاب «البرهان» فاعتذرت له بانشغالي بتحقيق كتاب «المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس» وهو مشيخة وفهرسة الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) وهو كتاب حافل بالفوائد الحديثية، وكنت قد انتسخت نصفه الأول، فما زال يلحّ عليّ ويشجعني على تحقيق كتاب «البرهان»، وأنا أتردّد في شأنه، حتى شرح الله صدري للعمل به، فاستحضرت نسخة خطية له، وألهمني الله لخدمة الكتاب بما تيسّر لي وجمعته من فوائد، وتجلّت لي حكمة الباري سبحانه وتعالى من تسخيري قبل عشر سنوات بجمع ما يتعلق بكتابه الكريم، لوضعه في مكانه من هذا الكتاب، فسبحان علّام الغيوب، جلّ جلاله، وتعاظمت قدرته.
ولما عزمت أمري على مباشرة العمل بالبرهان، وجدت أنه قد طبع سابقا عام 1376هـ / 1957م بتحقيق شيخ من شيوخ المحققين في أيامنا، وهو الأستاذ المرحوم محمد أبو الفضل إبراهيم، وهو من هو ممّن لهم فضل السبق بتحقيق الكثير من أمهات
كتب التراث وممّن عرف بالأمانة والتدقيق، وقلت في نفسي: ماذا عساي أن أقدّم للكتاب أكثر مما قدّمه أستاذنا الكبير! لكن جلالة الموضوع، وأهميّة الكتاب، وصدور كثير من الدراسات القرآنية، وغيرها من مصادر الزركشي في «البرهان»، وفهارس المخطوطات منذ صدور الطبعة الأولى للكتاب إلى أيامنا هذه، وما هيأه الله لي من فوائد، كل هذه الأمور جعلتني أقتنع بضرورة عملي، وهذا هو الكتاب بين يدي القارئ يفصح عن نفسه، ويترك له الحكم فيه.(1/6)
ولما عزمت أمري على مباشرة العمل بالبرهان، وجدت أنه قد طبع سابقا عام 1376هـ / 1957م بتحقيق شيخ من شيوخ المحققين في أيامنا، وهو الأستاذ المرحوم محمد أبو الفضل إبراهيم، وهو من هو ممّن لهم فضل السبق بتحقيق الكثير من أمهات
كتب التراث وممّن عرف بالأمانة والتدقيق، وقلت في نفسي: ماذا عساي أن أقدّم للكتاب أكثر مما قدّمه أستاذنا الكبير! لكن جلالة الموضوع، وأهميّة الكتاب، وصدور كثير من الدراسات القرآنية، وغيرها من مصادر الزركشي في «البرهان»، وفهارس المخطوطات منذ صدور الطبعة الأولى للكتاب إلى أيامنا هذه، وما هيأه الله لي من فوائد، كل هذه الأمور جعلتني أقتنع بضرورة عملي، وهذا هو الكتاب بين يدي القارئ يفصح عن نفسه، ويترك له الحكم فيه.
وقد هيّأ الله للعمل بجانبي في الكتاب شيخين جليلين عرفا بالديانة والعلم، هما فضيلة أستاذنا الشيخ جمال حمدي الذهبي، وفضيلة أخينا الشيخ إبراهيم عبد الله الكردي حفظهما الله. ومن الأمانة أن أذكر أنهما هما اللذان قاما بتحقيق الكتاب، وقبلاني مساعدا لهما في عملهما، فلهما مني خالص التقدير والشكر.
كما أشكر كل الذين ساهموا في الكتاب نسخا وتصحيحا وفهرسة لا سيما الشيخ عامر البوتاري، ومحمد عبد الرحمن المرعشلي، ورياض عبد الله عبد الهادي، ومحمد الحصري، ومحمد دغيش، ومصطفى الجعفري، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير لادارة دار المعرفة التي ساهمت بتمويل هذا المشروع الكبير حتى رأى النور، جزى الله الجميع خير الجزاء.
وأخيرا، فهذه خلاصة جهود عشر سنوات مستمرة في خدمة القرآن الكريم، حوت بين أسطرها جهود آلاف العلماء منذ نزول القرآن إلى أيامنا هذه، أرجو بها أن أكون قد خدمت كتاب ربنا جل جلاله بما يليق بجلالة قدره على المنهج العلمي السليم، واستغفر الله العلي العظيم من كل خطإ وزلل وقع منّي فيه، وأسأله تعالى أن يتقبّله مني وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ومن العمل الذي لا ينقطع ثوابه وأجره بعد موت صاحبه، وأرجو كل قارئ نظر فيه أن يدعو لي بالرحمة والمغفرة وأن يتجاوز عما يرى فيه من تقصير فالكمال لله وحده، هو المرتجى لحسن القبول، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب الفقير إلى عفو ربّه يوسف المرعشلي بيروت في غرة ربيع الأول 1409هـ الموافق له 12أوكتوبر 1988م(1/7)
وكتب الفقير إلى عفو ربّه يوسف المرعشلي بيروت في غرة ربيع الأول 1409هـ الموافق له 12أوكتوبر 1988م
مقدمة التحقيق
التعريف بالإمام بدر الدين الزركشي علوم القرآن، نشأتها وتطورها، أشهر ما ألف فيها.
قيمة كتاب «البرهان في علوم القرآن» خطة التحقيق ووصف النسخ الخطية للكتاب.(1/9)
قيمة كتاب «البرهان في علوم القرآن» خطة التحقيق ووصف النسخ الخطية للكتاب.
الإمام بدر الدين الزركشي (1) اسمه ونسبه مولده ونشأته مؤلفاته وفاته
اسمه ونسبه وكنيته ولقبه
هو الإمام العلّامة الفذ بدر الدين محمد بن عبد الله (2) بن بهادر، أبو عبد الله، المنهاجيّ، الزّركشيّ (3) التّركي الأصل، المصري، الشافعي. أحد العلماء الأثبات، وجهبذ من جهابذة أهل النظر والاجتهاد، وعلم من أعلام القرآن والحديث وأصول الدين والفقه في القرن الثامن الهجري.
كان يلقّب بالمنهاجيّ (4) نسبة لكتاب «المنهاج» للإمام النووي. وهو كتاب في
__________
(1) للتوسع في ترجمته انظر تاريخ ابن الفرات 9/ 326، والسلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي 3/ 2/ 779، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 139، وتاريخه 1/ 452451، والدرر الكامنة لابن حجر 3/ 397، وإنباء الغمر بأبناء العمر له أيضا 3/ 138، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 12/ 134، والمنهل الصافي له أيضا ونزهة النفوس والابدان للجوهري 1/ 354، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 437، وبدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس 1/ 2/ 452، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 162، وطبقات الشافعية لابن هداية الله: 241، وكشف الظنون لحاجي خليفة: 125و 226و 240و 386و 448و 476و 549و 595و 698و 699و 834 و 876و 960و 995و 1162و 1201و 1223و 1334و 1359و 1384و 1495و 1559و 1874و 1927 و 1953و 2003و 2018، وشذرات الذهب لابن العماد 6/ 335، وهدية العارفين للبغدادي 2/ 174، والرسالة المستطرفة للكتاني: 190، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان 2/ 9291، وذيله 2/ 108، والأعلام للزركلي 6/ 6160، ومعجم المؤلفين لكحالة 9/ 121و 10/ 205، والزركشي ومنهجه في علوم القرآن لعبد العزيز إسماعيل صقر (رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر 1401هـ / 1981م.
(2) ذهب الحافظ ابن حجر إلى أن اسم والده: بهادر بن عبد الله، وتبعه على ذلك بعض المتأخرين، وذهب آخرون إلى أن اسمه عبد الله بن بهادر كابن الفرات، والمقريزي وابن قاضي شهبة في «تاريخه» والسيوطي في «حسن المحاضرة» وفي «الإتقان». وهو ما جاء على كتب الإمام الزركشي الخطية.
(3) وقال ابن قاضي شهبة في تاريخه 1/ 451: المعروف بابن الزركشي.
(4) المقريزي، السلوك 3/ 2/ 779، وابن حجر، إنباء الغمر 3/ 138وقد ألّف الزركشي حول «المنهاج» ثلاثة كتب هي: «تكملة شرح المنهاج للإسنوي» و «الديباج في توضيح المنهاج» و «المعتبر في تخريج أحاديث(1/11)
الفقه الشافعي كان يهتم به كثيرا حفظا وتعليقا وشرحا. وبالزّركشيّ (1) على وزن جعفريّ نسبة لصناعة الزّركش وهي كلمة فارسية مركبة من «زر» أي الذهب، و «كش» أي ذو، والمقصود بها نسج الحرير ولقّب بذلك لأنه كان يشتغل بها قبل طلبه العلم.
عصره وبيئته (794745هـ) (2)
عاش الإمام الزركشي في القرن الثامن الهجري، وهو قرن حافل بالأحداث السياسية الهامة في تاريخ الإسلام، وبالحياة العلمية الذهبية.
فمن الناحية السياسية: كان العالم الإسلامي لا يزال يرزح تحت حكم التتار والمغول الذين نكبوا المسلمين نكبات مؤلمة، غير أن الله تعالى تجلّى بلطفه، فدخلت القبائل الذهبية من التتار والمغول في الإسلام في بلاد روسيا والتركستان، ولا تزال التركستان على إسلامها إلى اليوم. كما شهد هذا القرن نشاط الخلافة العثمانية التي مدّت سيطرتها على أكثر الأراضي الإسلامية، ووحدت البلاد كلها تحت حكم مركزي قاعدته الأناضول، ومدّت حكم الإسلام إلى بلاد جديدة هي شبه جزيرة البلقان بعد أن هزم المسلمون البلقان بسهولة، كما هزموا الجيش الصليبي الذي سيّره عليهم الأوروبيون الغربيون وعزلوا بقاياهم في القسطنطينية وفي عدد قليل من المعاقل الأخرى.
أما مصر موطن الزركشي فكانت في هذه الفترة تحت حكم المماليك البحرية الذين هزموا التتار على يد السلطان الناصر محمد بن قلاوون (741684هـ) في معركة مرج راهط في الشام (702هـ) ثم تولّى بعده ابنه الملك المنصور سيف أبو بكر بعهد من أبيه (741هـ) فكانت فترة حكمه وما بعدها قاتمة تسودها الاضطرابات والفتن الداخلية قام خلالها الصليبيّون بنهب الاسكندرية (767هـ) ثم تولى المماليك الجراكسة (784هـ) حكم مصر على يد السلطان الملك الظاهر أبي سعيد برقوق بن أنس الذي قتل أكثر المماليك البحرية وشتّتهم.
__________
المنهاج والمختصر» يمكن الرجوع إليها في فصل مؤلفاته من هذه الدراسة.
(1) انفرد ابن قاضي شهبة في «تاريخه» 1/ 451فلقّبه بابن الزركشي، فتكون النسبة على هذا لأبيه.
(2) للتوسع في تفاصيل تاريخ القرن الثامن الهجري يمكن مراجعة: ابن كثير، البداية والنهاية 14/ 33414، وابن إياس، بدائع الزهور 1/ 67، وابن تغري بردي، النجوم الزاهرة 7/ 47، والسيوطي حسن المحاضرة 2/ 116.(1/12)
وشهد آخر هذا القرن اجتياحا مغوليا جديدا على أيدي تيمور لنك أي الأعرج وهو من أحفاد جنكيز خان، فأنزل ببلاد المسلمين الكثير من الدمار والخراب.
هذا ما كان يسود العالم الإسلامي في القرن الثامن الهجري، فالخطر يحدق بالمسلمين من كل جانب، وآثار الدمار والخراب التي ألحقها بهم المغول والتتار لا تزال جاثمة، والوثنية والزندقة تحاصر المسلمين، والصليبية لم تتوقف عن هجماتها الوحشية ضد المسلمين. والمسلمون في الداخل مشتتون يتنازعون على السلطة، والفرق الضالة والأفكار الهدامة تفتك بجسم الأمة، كالباطنية والإسماعيلية الحشاشين.
أما الحياة العلمية فكانت بحمد الله على النقيض من الحالة السياسية، فقد كانت مزدهرة ازدهارا ذهبيا في هذا القرن، إذ هيّأ الله فيه علماء موهوبين في شتى الاختصاصات العلمية شمّروا عن ساعد الجدّ، ولم يتأثّروا بالحوادث السياسية، ونهضوا بالحركة العلمية إلى أوج عظمتها، فكثرت المدارس العلمية والمكتبات، وظهرت المؤلفات والموسوعات في شتى الميادين والاختصاصات.
ومن أسباب ازدهار الحركة العلمية في هذا العصر، تجمّع العلماء في مصر عقب سقوط بغداد على أيدي المغول (656هـ) وقد وضع هؤلاء العلماء نصب أعينهم العودة بالعلوم إلى سابق أوانها، لما شعروا من خطورة زوال هذه العلوم، فضاعفوا جهودهم، ولاقوا تشجيعا من الحكام المماليك.
ويكفي للدلالة على خصوبة النتاج العلمي في هذا العصر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في كتابه «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» حيث بلغ ما عدّه من الأعيان أكثر من خمسة آلاف عالم من أمثال ابن تيمية (ت 728هـ) والمزّي (ت 742هـ) وأبي حيان (ت 745هـ) والذهبي (ت 748هـ) وابن القيم (ت 751هـ) ومغلطاي (ت 762هـ) واليافعي (ت 768هـ) وجمال الدين الإسنوي (ت 772هـ) وابن كثير (ت 774هـ) وابن قدامة المقدسي (ت 780هـ) وشهاب الدين الأذرعي (ت 783هـ) والكرماني (ت 786هـ) والتفتازاني (ت 791هـ) وابن رجب الحنبلي (ت 795هـ) وسراج الدين البلقيني (ت 805هـ) وزين الدين العراقي (ت 806هـ)
هذه هي البيئة السياسية والعلمية التي كان الإمام الزركشي يعيش فيها، وما من شك في أن هذه البيئة كان لها أثر في تكوين شخصيته العلمية.(1/13)
ويكفي للدلالة على خصوبة النتاج العلمي في هذا العصر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في كتابه «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» حيث بلغ ما عدّه من الأعيان أكثر من خمسة آلاف عالم من أمثال ابن تيمية (ت 728هـ) والمزّي (ت 742هـ) وأبي حيان (ت 745هـ) والذهبي (ت 748هـ) وابن القيم (ت 751هـ) ومغلطاي (ت 762هـ) واليافعي (ت 768هـ) وجمال الدين الإسنوي (ت 772هـ) وابن كثير (ت 774هـ) وابن قدامة المقدسي (ت 780هـ) وشهاب الدين الأذرعي (ت 783هـ) والكرماني (ت 786هـ) والتفتازاني (ت 791هـ) وابن رجب الحنبلي (ت 795هـ) وسراج الدين البلقيني (ت 805هـ) وزين الدين العراقي (ت 806هـ)
هذه هي البيئة السياسية والعلمية التي كان الإمام الزركشي يعيش فيها، وما من شك في أن هذه البيئة كان لها أثر في تكوين شخصيته العلمية.
مولده ونشأته وطلبه للعلم
ولد الزركشي في القاهرة عام (745هـ) (1) من أسرة تركية، وكان أبوه مملوكيا، تعلّم في حداثته صناعة الزركش ثم توجه في صغره لطلب العلم مخلصا في طلبه، جادّا فيه، فصادف بيئة علمية عامرة بالمدارس والعلماء، زاخرة بدور الكتب الخاصة والعامّة، حافلة بالمساجد الغاصّة بطلاب العلم والمعرفة الوافدين من شتى البلاد إلى مصر للاستفادة من علمائها، فانتظم في حلقات الدروس، وحفظ كتاب «المنهاج» (2) للإمام النووي وهو كتاب في الفقه الشافعي، وصار يلقب بالمنهاجي نسبة إليه.
ولازم حلقة الشيخ جمال الدين الإسنوي (3) (ت 772هـ) في المدرسة الكاملية، وكان الإسنوي رئيس الفقهاء الشافعية بالديار المصرية فنهل من علمه، وكان من أنجب تلاميذه وأذكاهم، كما لازم الشيخ سراج الدين البلقيني (4) (ت 805هـ) والحافظ
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر 3/ 139: رأيت بخطه أنه ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
(2) كتاب «منهاج الطالبين وعمدة المفتين» للإمام النووي، يحيى بن شرف (ت 677هـ) وهو مختصر محرّر في فروع الشافعية مشهور ومتداول اعتنى به الشافعية حفظا وشرحا طبع بمصر 1297هـ / 1878م في (155) صفحة، وطبع بالمطبعة الميمنية في مصر 1305هـ / 1886م وفي المطبعة الجمالية في مصر 1329هـ / 1310م في (146) صفحة. وطبع مع ترجمة باللغة الفرنسية بأسفل صحائفه للمستشرق فون دنبرج في ليدن 1301هـ / 1882م. وطبع بالمطبعة الميمنية في مصر وبهامشه «منهج الطلاب» للشيخ زكريا الأنصاري 1308هـ / 1889م في (139) صفحة، وطبع في مصر 1314هـ / 1895م وفي مكة 1306هـ / 1887م. وطبع بمطبعة عيسى الحلبي في مصر وبهامشه متن «المنهج» لزكريا الأنصاري 1361هـ / 1940م في (160) صفحة. وصوّر بدار المعرفة في بيروت 1401هـ / 1981م.
(3) هو الإمام عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي، جمال الدين، أبو محمد فقيه أصولي من علماء العربية ولد بإسنا وانتقل إلى القاهرة (721هـ) انتهت إليه رئاسة الشافعية فيها. من كتبه «المبهمات على الروضة» (ت 227هـ) (البدر الطالع 1/ 352).
(4) هو الإمام عمر بن رسلان بن نصير، سراج الدين أبو حفص البلقيني المجتهد الحافظ للحديث. ولد في بلقينة من غربية مصر وتعلم بالقاهرة وولي قضاء الشام (769هـ) وتوفي بالقاهرة (805هـ) (الضوء اللامع 6/ 85).(1/14)
مغلطاي (1) (ت 762هـ) فتخرّج به في الحديث.
رحلاته وعودته إلى مصر
ثم رحل سنة اثنتين وخمسين (2) لبلاد الشام فسمع الحديث من الشيخ صلاح الدين بن أميلة وأخذ الفقه والحديث عن الحافظ عماد الدين ابن كثير (3) (ت 774هـ) وقرأ عليه مختصره في الحديث ومدحه ببيتين (4)، ثم ترامت له شهرة الشيخ شهاب الدين الأذرعي (5) بحلب فقصد إليه وأخذ عنه الفقه والأصول (6).
ثم عاد إلى مصر بعد أن جمع أشتات العلوم، فتصدّر للتدريس والإفتاء وولي مشيخة خانقاه كريم الدين (7) بالقرافة الصغرى (8)، وأقبل على التصنيف فكتب بخطه ما لا يحصى (9). واجتمع له من المؤلفات في عمره القصير ما لم يجتمع لغيره من أفذاذ الرجال.
__________
(1) هو الإمام مغلطاي بن قليج بن عبد الله أبو عبد الله البكجري المصري الحنفي، محدّث مؤرخ، تركي الأصل، ولي تدريس الحديث في المدرسة المظفرية بمصر، له أكثر من مائة تصنيف، ت 762هـ (لحظ الألحاظ:
133).
(2) انفرد الداودي في طبقات المفسرين 2/ 162بذكر تاريخ رحلته لدمشق، وقد ذكره بالحروف، وهو أمر ملفت للنظر لأن عمر الزركشي في هذه السنة كان سبع سنين!
(3) هو الإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي المفسّر المحدث الفقيه.
ولد في نواحي بصرى الشام ثم انتقل لدمشق فطلب فيها العلم وبرع وفاق أقرانه ت 774هـ (ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني ص 57).
(4) ابن حجر الدرر الكامنة 3/ 397.
(5) هو الإمام أحمد بن حمدان بن أحمد، شهاب الدين أبو العباس الأذرعي، فقيه شافعي، ولد بأذرعات الشام، وتفقه بالقاهرة وولي نيابة القضاء بحلب (ت 783هـ) (الدرر الكامنة 1/ 125).
(6) ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 4/ 319.
(7) وتعرف أيضا بالخانقاه الكريمية، أنشأها في القرافة الصغرى القاضي كريم الدين عبد الكريم بن السديد (ت 724هـ) قال ابن إياس في بدائع الزهور 1/ 1/ 454في حوادث سنة 722هـ: وكان القاضي كريم الدين هذا له برّ ومعروف، وأنشأ جامعا بالجزيرة الوسطى، وأنشأ خانقاه بالقرافة الصغرى، وأوقف على الجامع والخانقاه عدة جهات.
(8) ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية 4/ 319.
(9) ابن حجر، إنباء الغمر 3/ 139.(1/15)
أخلاقه وفضله
قال ابن قاضي شهبة (1): (وحكى لي تلميذه الشيخ شمس الدين البرماوي (2)
أنه كان منقطعا إلى الاشتغال بالعلم، لا يشتغل عنه بشيء، وله أقارب يكفونه أمر دنياه).
وقال الحافظ ابن حجر (3): (وكان منقطعا في منزله، لا يتردد إلى أحد إلّا إلى سوق الكتب، وإذا حضره لا يشتري شيئا، وإنما يطالع في حانوت الكتبي طول نهاره، ومعه ظهور أوراق يعلق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه).
علمه وثناء العلماء عليه
كان الزركشي مشاركا في عدة فنون، كالتفسير، والحديث، والفقه، وأصوله، والأدب، وله في كل فن منها مؤلفات تدل على تبحّره فيه، فقد أحاط بالأصول والفروع، وعرف الغامض والواضح، ووعى الغريب والنادر، واستقصى المقيس والشاذ، إلى جانب ما وهبه الله إياه من ذكاء وفطنة. وأهّله ذلك كله للتوفّر على الجمع والتصنيف، فوضع من المؤلفات في عمره القصير ما لم يضعه غيره من أفذاذ الرجال.
وقد وصفه المقريزي (ت 845هـ) في كتابه «السلوك» (4) فقال: (الفقيه الشافعي، ذو الفنون والتصانيف المفيدة).
وعدّه ابن قاضي شهبة (ت 851هـ) من أئمة الشافعية في كتابه «طبقات الشافعية» (5) فقال: (قال بعض المؤرخين كان فقيها، أصوليا، أديبا فاضلا في جميع ذلك).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في «الدرر الكامنة» (6): (وعني الزركشي بالفقه والأصول والحديث) ووصفه الجوهري (ت 900هـ) في «نزهة
__________
(1) طبقات الشافعية 4/ 319.
(2) هو الإمام محمد بن عبد الدائم بن موسى، شمس الدين، أبو عبد الله البرماوي، محدّث وفقيه شافعي، مصري أقام مدّة في دمشق، تصدر للإفتاء والتدريس بالقاهرة، وتوفي ببيت المقدس 831هـ (البدر الطالع 2/ 181).
(3) الدرر الكامنة 3/ 398.
(4) السلوك 3/ 2/ 779.
(5) طبقات الشافعية 4/ 319.
(6) الدرر الكامنة 3/ 397.(1/16)
النفوس» (1) فقال: (الفقيه المفنن المشهور بالزركشي الشافعي صاحب التصانيف الفائقة المفيدة والفنون الرائعة البديعة).
ووصفه ابن إياس الحنفي (ت 930هـ) في «بدائع الزهور» (2) فقال: (وكان عالما فاضلا وألف تصانيف كثيرة، وكان فريد عصره).
وعدّه الداودي (ت 945هـ) من أئمة المفسرين في كتابه: «طبقات المفسّرين» (3) ووصفه بقوله: (الإمام العالم العلّامة المصنّف المحرر). ونقل ابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية» (4) عن بعض المؤرخين قوله: (وخطه ضعيف جدّا قلّ من يحسن استخراجه) وأجاب الحافظ ابن حجر عن هذا فعلّق على هامش إحدى نسخ «طبقات الشافعية» بقوله: (لم يكن خطه ضعيفا، فقد نسخ الكثير من تصانيف غيره، وإنما يوجد له الخط العقد في الذي يكتبه لنفسه، فإنه كان يسرع جدا، وكتب بالقلم الوضيع، ويبالغ في التعليق).
مؤلفاته
بلغت مؤلفات الزركشي (45) تصنيفا، وصلنا منها (28) كتابا، واهتم الباحثون بتحقيق كتبه ونشرها، فنشروا (11) كتابا منها، ولا يزال (18) كتابا مخطوطا، وفقد منها (16) كتابا، نصّت عليها المصادر.
وكان أكثر اهتمام الزركشي بالفقه وأصوله، فقد وضع فيه (22) كتابا، ووضع في الحديث الشريف (9) كتب، وفي اللغة والأدب (4) كتب، وفي علوم القرآن (3) كتب، وفي التوحيد (3) كتب وفي التراجم كتابا واحدا. وهذه قائمة بأسماء مؤلفاته على نسق حروف المعجم مع بيان حال كل منها.
1 - الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (5). (في الحديث) ذكره
__________
(1) نزهة النفوس والأبدان 1/ 354.
(2) بدائع الزهور 1/ 2/ 452.
(3) طبقات المفسّرين 2/ 162.
(4) طبقات الشافعية 4/ 320.
(5) طبع بتحقيق سعيد الأفغاني بالمطبعة الهاشمية بدمشق 1358هـ / 1939م في (228) ص. وأعاد نشره بالمكتب الإسلامي في بيروت 1392هـ / 1971م في (212) ص.(1/17)
الحافظ ابن حجر (1) فقال: (وله استدراك عائشة على الصحابة)، وذكره حاجي خليفة (2)
فقال: (كتاب الإجابة للزركشي، جزء لخّصه السيوطي وسمّاه «عين الإصابة في استدراك عائشة على الصحابة» وقد سبق الشيخ بدر الدين إلى التأليف في ذلك الأستاذ أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي بن طاهر البغدادي، فعمل كتابا أورد فيه خمسة وعشرين حديثا).
* أحكام المساجد: انظر إعلام الساجد بأحكام المساجد.
2 - الأزهية في أحكام الأدعية. ذكره البغدادي في «هدية العارفين» (3).
3 - إعلام الساجد بأحكام المساجد (4). ذكره ابن حجر (5) باسم «أحكام المساجد».
* استدراك عائشة على الصحابة. انظر الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة.
4 - البحر المحيط (6) (في أصول الفقه) ذكره ابن قاضي شهبة (7) فقال: (والبحر في الأصول، في ثلاثة أجزاء، جمع فيه جمعا كثيرا لم يسبق إليه)، وقال الحافظ ابن حجر (8): (وجمع في الأصول كتابا سماه «البحر» في ثلاثة أسفار).
5 - البرهان في علوم القرآن. وهو الكتاب الذي بين يديك، ويأتي الكلام عنه مفصّلا ان شاء الله.
__________
(1) إنباء الغمر 3/ 140
(2) كشف الظنون: 1384.
(3) هدية العارفين 2/ 175.
(4) طبع بتحقيق أبي الوفا مصطفى المراغي، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة 1384هـ / 1965م في (447) ص.
(5) إنباء الغمر 3/ 140.
(6) مخطوط بدار الكتب المصرية برقم 483أصول وفي الخزانة التيمورية برقم 101أصول، وفي الأزهر (2) 722. وفي باريس: 811 (بروكلمان 2/ 91) ويقوم محمد بن عبد الرزاق الدرويش بتحقيق الجزء الأول منه كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي 3/ 23) ويقوم الأستاذ محمد بشير الادلبي أيضا بتحقيقه كرسالة جامعية بجامعة الملك فيصل بالدمام (أخبار التراث العربي 5/ 14).
(7) طبقات الشافعية 4/ 320وتاريخه 1/ 452.
(8) الدرر الكامنة 3/ 398.(1/18)
6 - تجلي الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (في البلاغة) ذكره البغدادي في «هدية العارفين» (1).
* تحرير الخادم (في الفقه). انظر لب الخادم.
* تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي. انظر: الذهب الإبريز.
* التذكرة في الأحاديث المشتهرة: انظر اللئالئ المنتثرة في الأحاديث المشتهرة.
7 - تشنيف المسامع بجمع الجوامع (2) (في أصول الفقه) ذكره ابن قاضي شهبة (3)
فقال: (وشرح جمع الجوامع للسبكي في مجلدين). ووصفه حاجي خليفة (3) بأنه (شرح ممزوج).
8 - تفسير القرآن. ذكره السيوطي في «حسن المحاضرة» (5)، فقال: (وتفسير القرآن وصل إلى سورة مريم) وذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (6). وأغفل السيوطي ذكره في «طبقات المفسرين» لكن تلميذه الداودي استدرك عليه وذكره في «طبقاته».
9 - تكملة شرح المنهاج للنووي (في الفقه الشافعي) وهو شرح الإسنوي ولم يكمله، ثم اختصره الزركشي ب «الديباج في توضيح المنهاج» قال ابن قاضي شهبة (7):
(ومن تصانيفه تكملة شرح المنهاج للإسنوي، واعتمد فيه على «النكت» لابن النقيب، وأخذ من كلام الأذرعي والبلقيني وفيه فوائد وأبحاث تتعلق بكلام المنهاج حسنة لكنه يهتم في النقل والبحث كثيرا، ثم أكمله لنفسه ولكن الربع الأول منه عدم وهو مسوّدة).
__________
(1) هدية العارفين 2/ 174.
(2) طبع في مصر 1332هـ / 1913م وحققه موسى بن علي بن موسى فقيهي كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي 3/ 23).
(3) طبقات الشافعية 4/ 320وكشف الظنون: 595.
(5) حسن المحاضرة 1/ 437.
(6) كشف الظنون 1/ 448.
(7) طبقات الشافعية 4/ 320وتاريخه 1/ 452451، ومن الكتاب نسختان خطيتان بدار الكتب الظاهرية بدمشق رقم 49و 345فقه الشافعي (بروكلمان، الذيل 2/ 108).(1/19)
قال حاجي خليفة في «الكشف» (1): (وشرحه أي المنهاج الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الإسنوي بلغ فيه إلى المساقاة وسمّاه «الفروق» وأكمل الشيخ بدر الدين ذلك الشرح).
10 - التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح (2) (في الحديث الشريف) وهو ملخص من شرحه الكبير ذكره الحافظ ابن حجر في «الدرر الكامنة» (3) فقال: (وشرع في «شرح البخاري» فتركه مسوّدة وقفت على بعضها ولخّص منه «التنقيح» في مجلد) بينما ذكر في «إنباء الغمر» (4) أنه ألّف «التنقيح» قبل الشرح الكبير فقال: (وتنقيحه للبخاري في مجلدة، وشرع في شرح كبير لخصه من شرح ابن الملقن وزاد فيه كثيرا ورأيت منه المجلد الأول بخطّه). ووصفه حاجي خليفة (5) فقال: (وشرح الشيخ بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الشافعي وهو شرح مختصر في مجلد، أوله: الحمد لله على ما عمّ بالإنعام الخ. قصد فيه إيضاح غريبه وإعراب غامضه وضبط نسب أو اسم يخشى فيه التصحيف منتخبا من الأقوال أصحّها، ومن المعاني أوضحها مع إيجاز العبارة والرمز بالإشارة وإلحاق فوائد يكاد يستغني به اللبيب عن الشروح لأن أكثر الحديث ظاهر لا يحتاج إلى بيان كذا قال وسمّاه «التنقيح» وعليه «نكت» (6) للحافظ ابن حجر العسقلاني وهي تعليقه بالقول ولم تكمل. وللقاضي محبّ الدين أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي (ت 844هـ) نكت أيضا على تنقيح الزركشي).
* توضيح المنهاج. انظر الديباج في توضيح المنهاج.
حاشية على البردة: انظر شرح البردة.
11 - حواشي الروضة للبلقيني (في الفقه). ذكره الحافظ ابن حجر (7) بقوله:
__________
(1) كشف الظنون: 1874.
(2) طبع بالمطبعة العصرية في القاهرة 1351هـ / 1933م.
(3) الدرر الكامنة 3/ 398.
(4) إنباء الغمر 3/ 139.
(5) كشف الظنون 1/ 549في الكلام على «صحيح البخاري».
(6) حققه معوض بلال العوفي كرسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1406هـ / 1986م (أخبار التراث العربي 25/ 17).
(7) الدرر الكامنة 3/ 397، وإنباء الغمر 3/ 140.(1/20)
(وأخذ عن الشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه، ولما ولي قضاء الشام استعار منه نسخته من الروضة مجلدا بعد مجلد فعلقها على الهوامش من الفوائد، فهو أول من جمع حواشي الروضة للبلقيني وذلك في سنة (769) وملكتها الكلام للحافظ ابن حجر بخطه).
* خادم الرافعي والروضة في الفروع. انظر خادم الشرح للرافعي والروضة للنووي.
12 - خادم «الشرح للرافعي» و «الروضة للنووي» (1) (في الفقه). قال ابن قاضي شهبة (2): (خادم الشرح والروضة، وهو كتاب كبير، فيه فوائد جليلة، كتبه على أسلوب «التوسط» (3) للأذرعي). ووصفه ابن حجر (4) بقوله: (جمع «الخادم» على طريق «المهمات» (5) ما استمدّ من «التوسّط» للأذرعي كثيرا، لكنه شحنه بالفوائد الزوائد من «المطلب» (6) وغيره) ووصفه في «إنباء الغمر» (7) بقوله: (وخادم الرافعي في عشرين مجلدة) وذكر أن المؤلف اختصره في كتاب فقال: (ومختصر «الخادم» وسماه «تحرير الخادم» وقيل: «لب الخادم»). وذكره حاجي خليفة (8) فقال: (ذكر في «بغية المستفيد»
__________
(1) توجد منه أجزاء خطية بالمكتبة الأزهرية رقم: 755و 5677وفي دار الكتب المصرية منه الأجزاء التالية 31 151412111098765برقم 21602ب و 22931ب و 26251ب و 22931ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة (بروكلمان 1/ 543و 2/ 92).
(2) طبقات الشافعية 4/ 320.
(3) كتاب «التوسّط والفتح بين الروضة والشرح» للشيخ شهاب الدين أحمد بن حمدان الأذرعي (ت 783هـ) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 930. ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم 58فقه شافعي.
(4) الدرر الكامنة: 3/ 398397.
(5) كتاب «المهمات في شرح الرافعي والروضة» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 1914، باسم «المهمات على الروضة» في فروع الشافعية للشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الاسنوي (ت 772هـ) منه نسخ خطية متعددة بدار الكتب المصرية رقم: 211و 244و 245و 246و 247و 248و 249و 410و 424و 426 و 497و 498و 1450فقه شافعي.
(6) كتاب «المطلب العالي في شرح وسيط الإمام الغزالي» لابن الرفعة، نجم الدين أحمد بن محمد (ت 710هـ) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 2008، ومنه نسخ خطية بدار الكتب المصرية رقم: 279، و 363 و 429و 1447و 1518و 44م فقه شافعي.
(7) إنباء الغمر 3/ 139138.
(8) كشف الظنون: 698.(1/21)
أنه أربعة عشر مجلدا كل منه خمسة وعشرون كراسة، ثم إني رأيت المجلد الأول منها افتتح بقوله: الحمد لله الذي أمدّنا بإنعامه الخ وذكر أنه شرح فيه مشكلات «الروضة» وفتح مقفلات «فتح العزيز» وهو على أسلوب «التوسط» للأذرعي. وأخذه جلال الدين السيوطي يختصر من الزكاة إلى آخر الحج، ولم يتمه وسمّاه «تحصين الخادم»).
13 - خبايا الزوايا (1) (في الفقه) وصفه حاجي خليفة (2) فقال: (ذكر فيه ما ذكره الرافعي والنووي في غير مظنتها من الأبواب، فردّ كل شكل إلى شكله، وكل فرع إلى أصله. واستدرك عليه الشريف عز الدين حمزة بن أحمد الحسيني الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 874هـ وسمّاه «بقايا الخبايا». ولبدر الدين أبي السعادات محمد بن محمد البلقيني المتوفى سنة 890حاشية عليه).
14 - خلاصة الفنون الأربعة (3). ويسمى أيضا: في خلاصة الفنون الأربعة.
15 - الديباج في توضيح المنهاج للنووي (4). (في الفقه) وهو الشرح الصغير له، اختصره من شرحه الكبير المسمّى «تكملة شرح المنهاج للإسنوي» المتقدّم، قال ابن قاضي شهبة (5) بعد أن ذكر «التكملة»: (ثم أكمله لنفسه، ولكن الربع الأول منه عدم وهو مسودة) وذكر الحافظ ابن حجر (6) أنه رآه بخطه، ووصفه بقوله (وشرح المنهاج في عشرة مجلدات، ومختصره في مجلدين وذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (7) فقال:
(وقيل: له شرح آخر مسمّى بالديباج).
16 - الذهب الإبريز في تخريج أحاديث فتح العزيز (في الحديث) ويسميه ابن
__________
(1) طبع بتحقيق عبد القادر خلف العاني ومراجعة عبد الستار أبو غدّة بوزارة الأوقاف الكويتية (أخبار التراث العربي 2/ 9و 5/ 26).
(2) كشف الظنون: 699.
(3) مخطوط في مكتبة برلين: 5320 (بروكلمان 2/ 92).
(4) مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق: 68فقه شافعي، ومنه نسختان بدار الكتب المصرية: 102و 1137فقه شافعي (بروكلمان 1/ 497و 2/ 92، والذيل 2/ 108).
(5) طبقات الشافعية 4/ 320وتاريخه 1/ 452.
(6) إنباء الغمر 3/ 140.
(7) كشف الظنون: 1874.(1/22)
قاضي شهبة (1): (تخريج أحاديث الرافعي). ووصفه الحافظ ابن حجر (2) فقال: (وخرج أحاديث الرافعي ومشى فيه على جمع ابن الملقن، لكنه سلك طريق الزيلعي في سوق الأحاديث بأسانيد خرّجها، فطال الكتاب بذلك) ووصفه في «إنباء الغمر» (3) فقال:
(تخريج أحاديث الرافعي في خمس مجلدات) وذكره الكتاني في «الرسالة المستطرفة».
17 - ربيع الغزلان (في الأدب)، قال ابن قاضي شهبة (4): (وله مصنّفات أخر، منها مصنف في الأدب سماه «ربيع الغزلان») وذكره حاجي خليفة (5) باسم (رتيع الغزلان) بالتاء المثناة.
18 - رسالة في الطاعون. ذكرها حاجي خليفة في «كشف الظنون» (6).
* رسالة في كلمات التوحيد. انظر «معنى لا إله إلا الله».
19 - زهر العريش في أحكام تحريم الحشيش (7). ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (8).
20 - سلاسل الذهب (9) (في أصول الفقه). ذكره السيوطي في «حسن المحاضرة» (10) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (10).
__________
(1) طبقات الشافعية: 4/ 320.
(2) الدرر الكامنة 3/ 398.
(3) إنباء الغمر 3/ 139، والرسالة المستطرفة: 190.
(4) طبقات الشافعية 4/ 320، وتاريخه 1/ 452.
(5) كشف الظنون: 834.
(6) المصدر نفسه: 876.
(7) مخطوط في المكتبة البلدية بالاسكندرية رقم: 3812، ودار الكتب المصرية رقم: 150مجاميع، وقولة رقم 25مجاميع وبرلين 5486، وجوته رقم 2096 (بروكلمان 2/ 92).
(8) كشف الظنون: 960.
(9) حققه محمد المختار الأمين الشنقيطي كرسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة (أخبار التراث العربي 23/ 26و 31/ 14) وحققه مأمون عبد القيوم كرسالة جامعية بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وحققته صفية أحمد خليفة كرسالة ماجستير بقسم الأصول بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 31/ 14).
(10) حسن المحاضرة 1/ 437، وكشف الظنون: 995.(1/23)
21 - شرح الأربعين النووية (في الحديث)، ذكره الحافظ ابن حجر (1) فقال:
(رأيت بخطّه شرح الأربعين النووية).
22 - شرح البخاري. وهو الشرح الكبير له، ذكره الحافظ ابن حجر في «الدرر الكامنة» (2) فقال: (وشرع في شرح البخاري فتركه مسوّدة، وقفت على بعضها، ولخّص منه «التنقيح» في مجلد)، وقال في «إنباء الغمر» (2): (وشرع في شرح كبير لخصه من شرح ابن الملقن، وزاد فيه كثيرا، ورأيت منه المجلد الأول بخطّه) وذكر حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2) الشرح الصغير المسمّى ب «التنقيح» وأغفل الشرح الكبير.
23 - شرح البردة للبوصيري. المسمّاة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية، ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (5)، وبروكلمان.
* شرح تلخيص المفتاح للسكاكي (في البلاغة) انظر تجلي الأفراح في شرح تلخيص المفتاح.
24 - شرح التنبيه (6) للشيرازي (7) (في الفقه) ذكره السيوطي في «حسن المحاضرة» (8) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (8).
* شرح الجامع الصحيح للبخاري. انظر شرح البخاري.
__________
(1) إنباء الغمر 3/ 140والدرر الكامنة 3/ 398.
(2) الدرر الكامنة 3/ 398وإنباء الغمر 3/ 140139، وكشف الظنون: 549.
(5) كشف الظنون: 1334ويوجد منه نسخة خطية في بنكيبور 23/ 39رقم 2534 (بروكلمان 5/ 90) ونسخة خطية في خدبخش بتنه رقم 1756 (معجم ما ألّف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم 320).
(6) «التنبيه» في فروع الشافعية للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفقيه الشيرازي الشافعي (ت 476هـ) قال حاجي خليفة في كشف الظنون ص 489: (وهو أحد الكتب الخمسة المشهورة المتداولة بين الشافعية وأكثرها تداولا كما صرّح به النووي في «تهذيبه»). وقد طبع الكتاب بعناية المستشرق جوينبول في ليدن 1299هـ / 1879م في (598) ص، وطبع بالمطبعة الميمنية بالقاهرة 1329هـ / 1910م في (160) ص، وفي مطبعة مصطفى الحلبي في القاهرة 1370هـ / 1951م في (168) ص، وفي مطبعة صبيح في القاهرة 1396هـ / 1976م، وطبع بتصحيح عماد حيدر بعالم الكتب في بيروت 1403هـ / 1983م في (286) ص.
(7) مخطوط في برلين: 4466وفي باتنا بالهند 1/ 91 (بروكلمان 1/ 485و 2/ 92).
(8) حسن المحاضرة 1/ 437، وكشف الظنون 491.(1/24)
* شرح جمع الجوامع للسبكي. انظر تشنيف المسامع بجمع الجوامع.
* شرح الكواكب الدرية في مدح خير البريّة للبوصيري. انظر شرح البردة.
* شرح علوم الحديث لابن الصلاح (في مصطلح الحديث) انظر النكت على مقدمة ابن الصلاح.
* شرح عمدة الأحكام (في أحاديث الأحكام)، انظر النكت على عمدة الأحكام.
* شرح المنهاج للسبكي (في أصول الفقه) انظر الديباج في توضيح المنهاج.
25 - شرح الوجيز (1) للغزالي (2) (في الفقه) ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» (3).
26 - عقود الجمان وتذييل «وفيات الأعيان» لابن خلكان (4) (في التراجم) قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (5) في الكلام عن كتاب «وفيات الأعيان»: (والشيخ بدر الدين الزركشي ذيّله أيضا وسماه «عقود الجمان» وذكر كثيرا من رجال ابن خلكان) ويسميه الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (6) ب: «نظم الجمان في محاسن أبناء الزمان».
27 - الغرر السوافر فيما يحتاج إليه المسافر (7) (في الفقه) وصفه حاجي خليفة
__________
(1) «الوجيز» في الفقه الشافعي لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي (ت 505هـ) قال في كشف الظنون 2/ 2002:
(أخذه من «البسيط» و «الوسيط» له، وزاد فيه أمورا، وهو كتاب جليل عمدة في مذهب الشافعي، وقد اعتنى به الأئمة) طبع بمطبعة شركة الكتب بالقاهرة 1318هـ / 1899م، وصوّر بالمكتبة الأزهرية في القاهرة 1396هـ / 1976م وبدار المعرفة في بيروت 1399هـ / 1979م.
(2) مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق: 2392.
(3) كشف الظنون: 2003.
(4) قال الزركلي في الأعلام 6/ 61: مخطوط في 34كراسا بمكتبة عارف حكمت في المدينة كما في «مذكرات الميمني».
(5) كشف الظنون: 2018.
(6) إنباء الغمر 3/ 140.
(7) مخطوط في توبنجن بألمانيا رقم 30، وفي برلين: 653 (بروكلمان الذيل 2/ 108) ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات بالقاهرة.(1/25)
في «كشف الظنون» (1) فقال: (مختصر على ثلاثة أبواب. أوّله: الحمد لله الذي جعل الأرض ذلولا نمشي الخ الأول في مدلول السفر، الثاني فيما يتعلق عند السفر، الثالث في الآداب المتعلقة بالسفر).
* غنية المحتاج في شرح المنهاج للنووي (في الفقه) انظر الديباج في توضيح المنهاج.
28 - فتاوى (في الفقه) ذكرها الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (2). وحاجي خليفة في «كشف الظنون».
29 - فهرسة الزركشي. ذكره الزركلي في الأعلام.
* الفوائد. كذا جاء ذكره في «إنباء الغمر» (3) فقال: (والفوائد على الحروف وعلى الأبواب) ولعله كتاب «القواعد» وقد تصحّف في مطبوعة «إنباء الغمر» فليحرّر.
* الفوائد المنثورة في الأحاديث المشهورة» (4) انظر اللئالئ المنثورة.
30 - في أحكام التمني (5). ذكره بروكلمان.
* في خلاصة الفنون الأربعة. انظر خلاصة الفنون الأربعة.
* القواعد في الفروع (6). انظر القواعد والزوائد.
31 - القواعد والزوائد (7) (في قواعد وأصول الفقه) ويعرف أيضا ب «المنثور في ترتيب القواعد الفقهية» (8). ذكره الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (9) فقال: (والقواعد
__________
(1) كشف الظنون: 1201.
(2) إنباء الغمر 3/ 140وكشف الظنون: 1223.
(3) إنباء الغمر 3/ 140.
(4) ذكره بهذا الاسم الحافظ ابن حجر العسقلاني في إنباء الغمر 3/ 140.
(5) مخطوط في برلين: 5410 (بروكلمان 2/ 92).
(6) كذا جاء اسمه في كشف الظنون: 1359.
(7) مخطوط في دار الكتب المصرية برقمي: 853و 1103فقه شافعي وفي مكتبة الأزهر برقم: 151أصول، وفي الخزانة التيمورية رقم: 230أصول، وفي مكتبة برلين رقم 4605، وفي أحمد الثالث برقمي: 1238 و 1239، وفي غوته: 978/ 80، وفي مكتبة جامعة اوبسالا بالسويد: 177وفي الموصل: 112، وفي دمشق: 59 (بروكلمان 2/ 92والذيل 2/ 108).
(8) الأعلام للزركلي 6/ 61.
(9) إنباء الغمر 3/ 140، وتصحّف الاسم فيه الى: الفوائد، فليحرّر.(1/26)
على الحروف وعلى الأبواب) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (1) فقال: (رتبها على حروف المعجم، شرحها سراج الدين عمر العبادي في مجلدين واختصر الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني (ت 973هـ) الأصل (2) كما ذكره في «مننه»).
* القواعد والضوابط في الفقه. انظر القواعد والزوائد.
32 - كشف المعاني في الكلام على قوله تعالى {وَلَمََّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} الآية (يوسف:
22). ذكره حاجي خليفة (3).
33 - اللئالئ المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (4). ويسميه الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» (5) ب «الفوائد المنثورة في الأحاديث المشهورة».
34 - لب الخادم (في الفقه). وهو مختصر من كتابه «خادم الشرح للرافعي والروضة للنووي» ذكره الحافظ ابن حجر (6) فقال: (ومختصر الخادم وسماه تحرير الخادم وقيل: لبّ الخادم).
35 - لقطة العجلان وبلّة الظمآن (7). (في أصول الفقه) ذكرها حاجي خليفة (8)
__________
(1) كشف الظنون: 1359.
(2) قام إبراهيم شيخ إسحاق بتحقيق «مختصر قواعد الزركشي» للشعراني كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1406هـ / 1086م (أخبار التراث العربي 26/ 15).
(3) كشف الظنون: 1559.
(4) حققه عبد الله بن محمد الدويغري كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض باسم «اللئالئ المنثورة» (أخبار التراث العربي 2/ 21و 8/ 23) وحققه حمدي عبد المجيد السلفي في العراق (أخبار التراث العربي 7/ 14) وحققه محمد عزيز شمس كرسالة ماجستير بجامعة أم القرى في مكة المكرمة 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 7/ 15و 29/ 14) وطبع بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا بدار الكتب العلمية في بيروت 1406هـ / 1986م في (296) ص.
(5) إنباء الغمر 3/ 140.
(6) المصدر نفسه.
(7) طبع بتصحيح جمال الدين القاسمي بمطبعة والدة عباس في القاهرة 1327هـ / 1909م في (170) ص وطبع أيضا بدمشق.
(8) كشف الظنون 1559.(1/27)
وقال: (شرحها الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري (ت 926هـ) شرحا ممزوجا سماه:
«فتح الرحمن» (1) أوله: الحمد لله فاتح أبواب العلوم الخ).
36 - ما لا يسع المكلّف جهله (2). ذكره بروكلمان.
37 - مجموعة الزركشي (3) (في الفقه)، ذكرها الزركلي في «الأعلام» ويمكن أن تكون «الفتاوى» المتقدمة الذكر.
38 - مختصر قواعد العلائي (4) (في الفقه). اختصر به «قواعد» الحافظ أبي سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي (ت 761هـ).
39 - المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (5) ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في «إنباء الغمر».
40 - معنى لا إله إلا الله (6). (في التوحيد) ويعرف أيضا ب «رسالة في كلمات التوحيد» (7).
41 - مكاتبات (في الأدب) ذكرها ابن قاضي شهبة في «تاريخه» (8).
* المنثور في ترتيب القواعد الفقهية (في قواعد وأصول الفقه) ذكره بروكلمان والزركلي (9) بهذا الاسم، انظر «القواعد والزوائد».
__________
(1) مخطوط بدار الكتب المصرية، وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق: 58 (بروكلمان، الذيل 2/ 108).
(2) مخطوط في مكتبة الاسكوريال رقم 707 (بروكلمان 2/ 92).
(3) منه نسخة خطية بهذا الاسم في دار الكتب المصرية رقم 253فقه شافعي، وانظر الأعلام 6/ 61.
(4) مخطوط في باريس رقم 1013 (بروكلمان، الذيل 2/ 108).
(5) حقّقه حمدي عبد المجيد السلفي في الكويت، وحقّقه عبد الرحيم محمد أحمد القشقري كرسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة 1405هـ / 1985م. انظر نشرة (أخبار التراث العربي 6/ 17 و 23/ 24).
(6) طبع بتحقيق علي محيي الدين قره داغي بدار البشائر الإسلامية 1408هـ / 1988م.
(7) ومنه نسخة خطية بهذا الاسم في المكتبة البلدية بالاسكندرية رقم 72فنون متنوعة.
(8) تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 452.
(9) تاريخ الأدب العربي 2/ 9291والأعلام 6/ 61.(1/28)
42 - نثر الدرر في أحاديث خير البشر (في الحديث) انفرد بذكره حاجي خليفة (1)، ولسنا نعلم عنه شيئا. ولعله «اللئالئ المنتثرة» المتقدم.
43 - نشر اللئالئ. ذكره حاجي خليفة (2) وقال: (نشر اللئالئ للزركشي؟ مرتب على الأبواب) ولسنا نعلم عنه شيئا ولعله «القواعد والزوائد» المتقدم.
* نظم الجمان في محاسن أبناء الزمان (في التراجم) انفرد بذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في «إنباء الغمر» (3) ولسنا نعلم عنه شيئا، ولعله كتاب «عقود الجمان» المتقدم.
* النكت على ابن الصلاح (في مصطلح الحديث) انظر النكت على مقدمة ابن الصلاح.
* النكت على البخاري (في الحديث) وهو شرحه الصغير الذي اختصره من شرحه الكبير ذكره ابن قاضي شهبة (4) وتبعه ابن العماد (5) وقد تقدم باسم «التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح».
44 - النكت على عمدة الأحكام (في الحديث) وهو شرح على كتاب «عمدة الأحكام» للحافظ عبد الغني المقدسي (ت 600هـ) ذكره الحافظ ابن حجر (6) فقال:
(وله نكت على العمدة).
45 - النكت على مقدمة ابن الصلاح (7). (في مصطلح الحديث) ويعرف أيضا
__________
(1) كشف الظنون 2/ 1927.
(2) المصدر نفسه 2/ 1953.
(3) إنباء الغمر 3/ 140.
(4) تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 452وطبقات الشافعية له 4/ 320.
(5) شذرات الذهب 6/ 335.
(6) إنباء الغمر 3/ 140.
(7) حققه زين العابدين بلا فريج كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1406هـ / 1986م (أخبار التراث العربي 25/ 16).(1/29)
بشرح مقدمة ابن الصلاح ذكره ابن حجر (1) والسيوطي والداودي وحاجي خليفة.
وفاته (2)
توفي الزركشي في يوم الأحد ثالث رجب سنة (794هـ) أربع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة، ودفن في القرافة الصغرى بالقرب من تربة الأمير بكتمر السّاقي (3).
__________
(1) إنباء الغمر 3/ 140وحسن المحاضرة 1/ 437وطبقات المفسرين للداودي 2/ 163وكشف الظنون 2/ 1162.
(2) السلوك للمقريزي 3/ 2/ 779وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 451، وطبقات الشافعية له 4/ 320والدرر الكامنة لابن حجر 3/ 398، وإنباء الغمر له 3/ 141.
(3) كان من مماليك المظفر بيبرس. لطيفا بالناس يقضي حوائجهم، جيد الطباع حسن الاخلاق، توفي سنة 736هـ (الدرر الكامنة 1/ 486).(1/30)
علوم القرآن (1) تعريفه كفنّ موضوعه فائدته تاريخه أشهر ما دوّن فيه
تعريف علوم القرآن كفنّ، وموضوعه وفائدته
لعلوم القرآن تعريفان: (أحدهما) يفيد بمعناه الإضافي العلوم الدينية المستنبطة من القرآن الكريم. (والثاني) يفيد المباحث المتعلّقة بالقرآن الكريم من ناحية نزوله، وترتيبه، وجمعه وكتابته، وقراءته، وتفسيره، وإعجازه، وناسخه، ومنسوخه ونحو ذلك، والتعريف الثاني هو مقصودنا في هذه الدراسة.
أما التعريف الأول بمعناه الإضافي فقد كان شائعا عند السابقين، ثم نقل بعد ذلك من المعنى الإضافي وجعل علما على الفن المدوّن، وأصبح مدلوله بعد النقل غير مدلوله قبل النقل. ونذكر طائفة من أقوال المتقدمين بالتعريف الأول لنستدلّ على مفهومه الذي كان شائعا لديهم. نقل الزركشي في «البرهان» (2) عن القاضي أبي بكر بن العربي (ت 544هـ) أنه ذكر في كتابه «قانون التأويل» (3): (إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم، على عدد كلم القرآن، مضروبة في أربعة. قال بعض السلف: إذ لكل كلمة ظاهر وباطن، وحدّ ومقطع وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله عز وجل.
قال: وأمّ علوم القرآن ثلاثة أقسام: توحيد وتذكير وأحكام.
__________
(1) رجعنا في إعداد هذه الدراسة لكتاب «مناهل العرفان في علوم القرآن» للزرقاني، «ومعجم الدراسات القرآنية» لابتسام الصفار، وتاريخ التراث العربي لسزكين.
(2) البرهان في علوم القرآن 1/ 109.
(3) كتاب «قانون التأويل» مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 184تفسير، ومنه صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم 164و 165 (بروكلمان 1/ 412وفهرس معهد المخطوطات ص 36).(1/31)
فالتوحيد تدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله.
والتذكير، ومنه الوعد والوعيد والجنة والنار، وتصفية الظاهر والباطن.
والأحكام ومنها التكاليف كلّها وتبيين المنافع والمضارّ، والأمر والنهي والندب.
فالأول: {وَإِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ} (البقرة: 163)، فيه التوحيد كلّه في الذات والصفات والأفعال.
والثاني: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى ََ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات: 55).
والثالث: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ} (المائدة: 49) ولذلك قيل في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم:
{قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن». يعني في الأجر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقيل ثلثه في المعنى لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا. وهذه السورة اشتملت على التوحيد.
ولهذا المعنى صارت فاتحة الكتاب أمّ الكتاب لأن فيها الأقسام الثلاثة:
فأما التوحيد فمن أولها إلى قوله: {يَوْمِ الدِّينِ}. وأما الأحكام ف {إِيََّاكَ نَعْبُدُ وَإِيََّاكَ نَسْتَعِينُ}، وأما التذكير فمن قوله: {اهْدِنَا} إلى آخرها فصارت بهذا أمّا لأنه يتفرع عنها كل نبت.
وقيل: صارت أمّا لأنها مقدمة على القرآن بالقبلية، والأم قبل البنت.
وقيل: سمّيت فاتحة لأنها تفتح أبواب الجنة على وجوه مذكورة في مواضعها.
ونقل عن أبي الحكم بن برّجان (1) أنه قال في كتابه «الإرشاد»: (وجملة القرآن تشتمل على ثلاثة علوم: علم أسماء الله تعالى وصفاته، ثم علم النبوّة وبراهينها، ثم علم التكليف والمحنة).
قال: (وقال غيره: القرآن يشتمل على أربعة أنواع من العلوم: أمر، ونهي، وخبر واستخبار. وقيل: ستّة بزيادة الوعد والوعيد).
__________
(1) هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن اللخمي الإشبيلي الأندلسي، من أئمة التفسير واللغة ت 627هـ (شذرات الذهب 5/ 124) وكتابه «الإرشاد في تفسير القرآن» تفسير كبير في مجلدات ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 69.(1/32)
وقال محمد بن جرير الطبري: (يشتمل على ثلاثة أشياء: التوحيد، والإخبار، والديانات، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم: «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» وهذه السورة تشمل التوحيد كلّه).
وقال علي بن عيسى الرّماني: (القرآن يشتمل على ثلاثين شيئا: الإعلام والتنبيه، والأمر، والنهي، والوعيد، ووصف الجنّة، والنار، وتعليم الإقرار باسم الله، وصفاته، وأفعاله، وتعليم الاعتراف بإنعامه، والاحتجاج على المخالفين، والردّ على الملحدين، والبيان عن الرغبة والرهبة، الخير والشر، والحسن، والقبيح، ونعت الحكمة، وفضل المعرفة، ومدح الأبرار، وذم الفجّار، والتسليم، والتحسين، والتوكيد والتفريع، والبيان عن ذم الاخلاف، وشرف الأداء). قال الزركشي: (قال القاضي أبو المعالي عزيزي (1):
وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها محمد بن جرير تشمل هذه كلها بل أضعافها، فإن القرآن لا يستدرك، ولا تحصى غرائبه وعجائبه، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفََاتِحُ الْغَيْبِ لََا يَعْلَمُهََا إِلََّا هُوَ} (الأنعام: 59).
هذا هو التعريف الذي كان شائعا عند العلماء لعلوم القرآن، وقد تغيّر مدلوله كما أشرنا سابقا ليطلق فيما بعد على المباحث المتعلقة بالقرآن الكريم، وجمعها تحت اسم فن واحد هو: «علوم القرآن».
وقد بدأ هذا التعريف بالظهور مع بروز المحاولات الأولى لجمع «علوم القرآن»، حين جمع ابن الجوزي (ت 597هـ) في كتابه «فنون الأفنان» تسعة أنواع منها، وجمع أبو شامة المقدسي (ت 665هـ) في كتابه «المرشد الوجيز» أربعة أنواع، وجمع الزركشي في كتابه «البرهان» سبعة وأربعين نوعا، وجمع القاضي جلال الدين، عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكناني المصري (ت 824هـ) في كتابه «مواقع العلوم من مواقع النجوم» خمسين نوعا (2). وجمع الحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) في
__________
(1) هو عزيزي بن عبد الملك الفقيه الشافعي المعروف بشيذلة، صاحب كتاب «البرهان في مشكلات القرآن» ت 494هـ (شذرات الذهب 3/ 401).
(2) الإتقان 1/ 64.(1/33)
كتابه «التحبير في علوم التفسير» مائة ونوعين (1)، وفي كتابه «الإتقان في علوم القرآن» ثمانين نوعا
وموضوعه القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة في التعريف.
بخلاف «علوم القرآن» بالمعنى الإضافي. فإن موضوعه هو مجموع موضوعات تلك العلوم المنضوية تحت لوائه.
وموضوع كل واحد منها هو القرآن الكريم من ناحية واحدة من تلك النواحي.
فعلم القراءات مثلا موضوعه القرآن الكريم من ناحية لفظه وأدائه، وعلم التفسير موضوعه القرآن الكريم من ناحية شرحه ومعناه، وهلمّ جرّا.
وفائدة هذا العلم ترجع إلى الثقافة العالية العامة في القرآن الكريم، وإلى التسلح بالمعارف القيّمة فيه، استعدادا لحسن الدفاع عن حمى الكتاب العزيز، ثم إلى سهولة خوض غمار تفسير القرآن الكريم به كمفتاح للمفسرين، فمثله من هذه الناحية كمثل علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس علم الحديث.
وقد صرّح السيوطي بذلك في خطبة كتابه «الإتقان» إذ قال: (ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين، إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) اهـ. وذكر أنه جعله مقدمة لتفسيره الكبير فقال: (وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته بمجمع البحرين ومطلع البدرين).
وأشار أبو بكر الجزائري في «التبيان في علوم القرآن»، إلى ذلك المعنى إذ وضع على طرّة كتابه الكلمة الآتية: (وهذا هو المقدّمة الصغرى من مقدمتي التفسير).
هذا وإنما سمّي هذا العلم علوم القرآن بالجمع دون الإفراد للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة، باعتبار أن مباحثه المدوّنة تتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم
__________
(1) الإتقان 1/ 107.(1/34)
العربية، حتى أنك لتجد كل مبحث منها خليقا أن يسلك في عداد مسائل علم من تلك العلوم.
فنسبته إليها كنسبة الفرع إلى أصوله، أو الدليل إلى مدلوله. وما أشبهه بباقة منسّقة من الورود والياسمين، إزاء بستان حافل بألوان الزهور والرياحين.
تاريخ «علوم القرآن»، نشأته وتطوره
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يعرفون عن القرآن وعلومه، ما عرف العلماء وفوق ما عرف العلماء من بعد، ولكن معارفهم لم توضع على ذلك العهد كفنون مدوّنة، ولم تجمع في كتب مؤلفة، لأنهم لم تكن لهم حاجة إلى التدوين والتأليف.
أما الرسول صلوات الله وسلامه عليه فلأنه كان يتلقّى الوحي عن الله وحده.
والله تعالى كتب على نفسه الرحمة، ليجمعنّه له في صدره، وليطلقنّ لسانه بقراءته وترتيله، وليميطنّ له اللثام عن معانيه وأسراره. اقرأ إن شئت قوله سبحانه: {لََا تُحَرِّكْ بِهِ لِسََانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذََا قَرَأْنََاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنََا بَيََانَهُ}
(القيامة: 1916).
ثم بلّغ الرسول ما أنزل عليه لأصحابه، وقرأه على الناس على مكث أي على مهل وتؤدة، ليحسنوا أخذه، ويحفظوا لفظه، ويفهموا سرّه. ثم شرح الرسول لهم القرآن بقوله، وبعمله، وبتقريره، وبخلقه، أي بسنته الجامعة لأقواله وأفعاله، وتقريراته، وصفاته، مصداقا لقوله سبحانه: {وَأَنْزَلْنََا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنََّاسِ مََا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44). ولكن الصحابة وقتئذ كانوا عربا خلّصا، متمتعين بجميع خصائص العروبة ومزاياها الكاملة من قوّة في الحافظة، وذكاء في القريحة، وتذوّق للبيان وتقدير للأساليب، ووزن لما يسمعون بأدق المعايير، حتى أدركوا من علوم القرآن ومن إعجازه بسليقتهم وصفاء فطرتهم، ما لا نستطيع نحن أن ندركه مع زحمة العلوم، وكثرة الفنون.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه الخصائص أميين، وأدوات الكتابة لم تكن ميسورة لديهم، والرسول نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن وقال لهم أول العهد بنزول القرآن فيما رواه مسلم في «صحيحه» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «لا
تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (1). وذلك مخافة أن يلتبس القرآن بغيره، أو يختلط بالقرآن ما ليس منه ما دام الوحي نازلا بالقرآن. فلتلك الأسباب المتضافرة لم تكتب علوم القرآن، كما لم يكتب الحديث الشريف، ومضى الرعيل الأول على ذلك في عهد الشيخين أبي بكر وعمر. ولكن الصحابة كانوا مضرب الأمثال في نشر الإسلام وتعاليمه، والقرآن وعلومه، والسنة وتحريرها، تلقينا لا تدوينا، ومشافهة لا كتابة.(1/35)
وكان الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه الخصائص أميين، وأدوات الكتابة لم تكن ميسورة لديهم، والرسول نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن وقال لهم أول العهد بنزول القرآن فيما رواه مسلم في «صحيحه» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «لا
تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (1). وذلك مخافة أن يلتبس القرآن بغيره، أو يختلط بالقرآن ما ليس منه ما دام الوحي نازلا بالقرآن. فلتلك الأسباب المتضافرة لم تكتب علوم القرآن، كما لم يكتب الحديث الشريف، ومضى الرعيل الأول على ذلك في عهد الشيخين أبي بكر وعمر. ولكن الصحابة كانوا مضرب الأمثال في نشر الإسلام وتعاليمه، والقرآن وعلومه، والسنة وتحريرها، تلقينا لا تدوينا، ومشافهة لا كتابة.
عهد التمهيد لتدوين علوم القرآن
ثم جاءت خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد اتّسعت رقعة الإسلام، واختلط العرب الفاتحون بالأمم التي لا تعرف العربية، وخيف أن تذوب خصائص العروبة من العرب من جراء هذا الفتح والاختلاط، بل خيف على القرآن نفسه أن يختلف المسلمون فيه إن لم يجتمعوا على مصحف إمام، فتكون فتنة في الأرض وفساد كبير، لهذا أمر رضي الله عنه أن يجمع القرآن في مصحف إمام، وأن تنسخ منه مصاحف يبعث بها إلى أقطار الإسلام، وأن يحرق الناس كل ما عداها ولا يعتمدوا سواها، كما يأتي تفصيله في مبحث جمع القرآن وكتابته.
وبهذا العمل وضع عثمان رضي الله عنه الأساس لما نسميه: «علم رسم القرآن» أو «علم الرسم العثماني».
ثم جاء عليّ رضي الله عنه فلاحظ العجمة تحيف على اللغة العربية وسمع ما أوجس منه خيفة على لسان العرب فأمر أبا الأسود الدؤلي أن يضع بعض قواعد لحماية لغة القرآن من هذا العبث والخلل، وخطّ له الخطط وشرع له المنهج. وبذلك يمكننا أن نعتبر أن عليّا رضي الله عنه قد وضع الأساس لما نسميه: «علم النحو»، ويتبعه «علم إعراب القرآن».
ثم انقضى عهد الخلافة الرشيدة، وجاء عهد بني أمية، وهمّة مشاهير الصحابة والتابعين متجهة إلى نشر علوم القرآن بالرواية والتلقين، لا بالكتابة والتدوين. ولكن هذه
__________
(1) مسلم، الصحيح 4/ 2298، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب التثبت في الحديث 16، الحديث 72/ 3004.(1/36)
الهمة في هذا النشر يصحّ أن نعتبرها تمهيدا لتدوينها. وعلى رأس من ضرب بسهم وفير في هذه الرواية: الأربعة الخلفاء، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير. وكلهم من الصحابة رضوان الله عليهم. وعلى رأس التابعين في تلك الرواية: مجاهد، وعطاء، وعكرمة، وقتادة، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وزيد بن أسلم بالمدينة، وعنه أخذ ابنه عبد الرحمن ومالك بن أنس من تابعي التابعين، رضي الله عنهم أجمعين. وهؤلاء جميعا يعتبرون واضعو الأساس لما يسمى «علم التفسير»، و «علم أسباب النزول»، و «علم الناسخ والمنسوخ»، و «علم غريب القرآن»، ونحو ذلك.
عهد التدوين لعلوم القرآن بالمعنى الإضافي
ثم جاء عصر التدوين، فألفت كتب في أنواع علوم القرآن، كل علم منها على حدة، واتجهت الهمم قبل كل شيء إلى التفسير (1)، باعتباره أمّ العلوم القرآنية لما فيه من التعرّض لها، في كثير من المناسبات عند شرح الكتاب العزيز.
اختص عدد من الصحابة بفقه القرآن وعلم تفسيره، وقد نقلت كتب الأحاديث روايات كثيرة منسوبة إلى الخلفاء الراشدين وكثير من الصحابة في تفسير بعض الآيات سماعا عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقد وصف الإمام عليّ بأنه أقرأ من حفظ القرآن وأنه ما في الأرض أعلم منه لكتاب الله ولن نقف عند الجيل الأول من الصحابة كلّه إنما نكتفي بذكر الصحابي ابن عباس الذي ترأس فيما بعد مدرسة من كبار التابعين الذين تتلمذوا عليه وأخذوا عنه.
ولابن عباس تفسير مشهور شرحه الفيروزآبادي (ت 817هـ) باسم «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس» ولكنه يبدو مختصرا فيما ينقل عنه مقارنة بالروايات المنسوبة إليه في كتب التفاسير الأخرى مع ما في بعضها من وضع أو زيادة فإننا نستطيع أن نجد تفسيره مبثوثا في كتب التفاسير المتأخرة «كتفسير الطبري» الذي ينقل روايات تلاميذه عنه. ويرى الأستاذ فؤاد سيزكين أنه من الممكن إعادة تكوين تفسير ابن
__________
(1) انظر تاريخ التراث العربي لسزكين 1/ 119، والتفسير والمفسّرون للذهبي، وتاريخ التفسير للقيسي.(1/37)
عباس الذي أثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل، وذلك اعتمادا على حوالي ألف رواية عند الطبري وذلك في رواية علي بن أبي طلحة.
ومدرسة ابن عباس هذه تركت على أية حال رجالا أعلاما في التفسير مثل مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وقد كتب كل منهم تفسيرا للقرآن (1).
وترك ابن مسعود مدرسة أخرى للتفسير في العراق، كان من أشهر رجالها الأسود بن يزيد، والحسن البصري، وعامر الشعبي ونجد كتبا منسوبة إليهم في تفسير القرآن.
ولن نستمر في حديثنا عن مدارس التفسير، فقد كتب عنها الكثير من الدراسات الغنية التي شملت تاريخه ورجاله، واتجاهاته ومؤلفاته ولكننا بدأنا كلامنا عنه باعتباره أم علوم القرآن الجامع لها وأولها ظهورا.
وننتقل من التفسير إلى العلوم والدراسات القرآنية الأخرى والتي يمكن أن تعدّ في جملتها ضمن باب التفسير الكبير ولكنها استقلت فيما بعد، وأصبحت جزءا من الدراسات والعلوم القرآنية.
شمل التفسير بمعناه الواسع تتبع واستقصاء «غريب القرآن»، و «معانيه»، كما شمل «إعراب القرآن»، و «لغته»، والاهتمام «بنحوه»، والذي تفرع عنه فيما بعد باب «إعراب القرآن» كما أن الاهتمام بقراءة القرآن وتلاوته أوجد مدارس وقرّاء مشهورين ممن سنتحدث عنهم في موضوع «القراءات».
أما البحث عن معاني الآيات فإنه اقتضى أيضا معرفة سبب نزولها وتتبع آراء الصحابة بشأنها حيث قال الواحدي في «أسباب النزول» ص 3: (لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها).
ونستطيع أن نستخلص جملة كبيرة من المعارف المتعلقة بأسباب النزول من كتب التفسير ذاتها لأن المفسّر وهو ينقل روايات مختلفة الإسناد عن معاني الآيات ينقل معها آراء بعض الصحابة في سبب نزولها أو تسمية من شهد ظروف نزولها وأحكامها. ومع
__________
(1) تاريخ التراث العربي 1/ 119.(1/38)
ذلك فقد وجد من تحرج من القول بأسباب النزول خوفا من قبول رواية فيها ضعف أو طعن زيادة في الحرج الديني، فابن سيرين المشهور بتعبير الرؤيا كان عالما بالدين وعلومه وفي نفس الوقت يحدثنا بأنه سأل عبيدة عن آية من القرآن فقال له: (اتق الله، وقل سدادا، فقد ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن).
هذا التشدد بقبول الروايات المتعلقة بظروف نزول الآيات الكريمة يشبه تشدد من تحرج عن تفسير القرآن الكريم خوفا من الوقوع بالغلط أو الوهم. ويبقى الجمهور الكبير من العلماء مستمرين بالبحث والدراسة والتتبع لمعارف عصرهم المتعلقة بالقرآن الكريم، ومن بينها أسباب النزول معتمدين على معايير دقيقة هي نفس المعايير التي ترجح قبول رواية على غيرها في التفسير أو الحديث النبوي الشريف مما هو معلوم لدى الباحثين.
وقد أفرد العلماء الروايات المتعلقة بأسباب النزول بمؤلفات سجّلتها المصادر القديمة وقد طبع بعضها. وإذا كان الواحدي قد نال شهرة كبيرة بسبب كتابه «أسباب النزول» فإن مؤلفين كثيرين قد سبقوه في هذا الميدان إلا أنهم لم ينالوا شهرته، ولم يصلوا شأوه، لا لأنه فاقهم بمؤلفه المشهور علما ومعرفة بل لأن كتبهم لم تصل إليهم.
والاطلاع على الكتب المؤلفة في هذا الباب تفيدنا في معرفة بداية الكتابة في أسباب النزول وانها كانت منفصلة عن علم التفسير حيث بدأت في مرحلة مبكرة فنجد ابن النديم يشير إلى ان ابن عباس المتوفي سنة 68أو 69هـ له كتاب في نزول القرآن.
وبمثل هذه التسمية ينسب ابن النديم كتابا للحسن البصري (ت 110هـ)، وكتب ابن شهاب الزهري محمد بن مسلم (ت 124هـ) كتاب «تنزيل القرآن».
وفي القرن الثالث نجد للمدائني أبي الحسن علي بن محمد (ت 228هـ) كتابا باسم «أسباب النزول»، وكتب إبراهيم بن محمد بن عاصم بن سعد بن مسعود (ت 283هـ) كتابا باسم «ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي».
ولم تصل إلينا في علم أسباب النزول مؤلفات لعلماء من القرن الرابع فإذا طلع القرن الخامس واجهتنا جملة منها مثل كتاب عبد الرحمن بن محمد بن فطيس المعروف بابن مطرف (ت 402هـ) باسم «أسباب النزول».
وفي مقدمة المؤلفات التي تطل علينا في هذا القرن يقف كتاب الواحدي (ت 468هـ) «أسباب النزول». وقد اعتبر رائدا في هذا الباب لأنه كما قلنا سابقا أقدم المؤلفات التي وصلت إلينا مشتملة على شيء من التفصيل والمقارنة بين الروايات.(1/39)
ولم تصل إلينا في علم أسباب النزول مؤلفات لعلماء من القرن الرابع فإذا طلع القرن الخامس واجهتنا جملة منها مثل كتاب عبد الرحمن بن محمد بن فطيس المعروف بابن مطرف (ت 402هـ) باسم «أسباب النزول».
وفي مقدمة المؤلفات التي تطل علينا في هذا القرن يقف كتاب الواحدي (ت 468هـ) «أسباب النزول». وقد اعتبر رائدا في هذا الباب لأنه كما قلنا سابقا أقدم المؤلفات التي وصلت إلينا مشتملة على شيء من التفصيل والمقارنة بين الروايات.
وفي القرن السادس يأتي كتاب ابن الجوزي عبد الرحمن (ت 597هـ) باسم «أسباب النزول» أيضا ثم كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي (ت 656هـ) باسم «يتيمة الدرر في النزول وآيات السور»، وتستمر سلسلة المؤلفات حتى تصل إلى ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، وقد ذكر السيوطي في «الإتقان» أسماء من ألّف في أسباب النزول. كما ساهم هو الآخر بكتاب ألفه باسم «لباب النقول في أسباب النزول».
هذه السلسلة من المؤلفات تبيّن قلة من خاض غمار هذا الموضوع إذا قارنّاها بالخضم الكبير لمؤلفات التفسير والقراءات. ولعل سبب ذلك هو طبيعة الموضوع نفسه، واقتصاره على الروايات المنسوبة إلى الصحابة الذين شهدوا نزول القرآن، وعرفوا أسباب النزول. فالتأليف فيه لا يتجاوز الموازنة والمقارنة بين الروايات ونقدها، وتمييزها لترجيح سبب نزول آية على غيرها، أو قبول سببين لنزول آية في آن واحد دون تجاوز ذلك إلى دراسة ذاتية أو اجتهاد، ورأي، لأن طبيعة الموضوع لا تتجاوز نقل الروايات ونقدها.
أما الدراسات البلاغية المتعلقة بالقرآن الكريم فقد انطلقت من فكرة إعجاز القرآن، فقد نزل القرآن الكريم وفي العرب أفصح الفصحاء، وأبلغ الخطباء، وتحداهم على أن يأتوا بمثله فلم يقدروا كما قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كََانُوا صََادِقِينَ}
(الطور: 34) وتحداهم الله تعالى: أن يأتوا بعشر سور منه في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرََاهُ، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيََاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللََّهِ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ (*)، فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمََا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللََّهِ} (هود: 1413) ثم تحداهم أن يأتوا بسورة في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرََاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ}
(يونس: 38). فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بمثله على كثرة الخطباء والبلغاء فيهم ومع اعتدادهم بأنفسهم وعنادهم في معارضتهم للرسول الكريم لما عجزوا نادى عليهم القرآن الكريم بإظهار العجز فقال جل من قائل: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى ََ أَنْ
يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ لََا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كََانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء:(1/40)
أما الدراسات البلاغية المتعلقة بالقرآن الكريم فقد انطلقت من فكرة إعجاز القرآن، فقد نزل القرآن الكريم وفي العرب أفصح الفصحاء، وأبلغ الخطباء، وتحداهم على أن يأتوا بمثله فلم يقدروا كما قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كََانُوا صََادِقِينَ}
(الطور: 34) وتحداهم الله تعالى: أن يأتوا بعشر سور منه في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرََاهُ، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيََاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللََّهِ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ (*)، فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمََا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللََّهِ} (هود: 1413) ثم تحداهم أن يأتوا بسورة في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرََاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ}
(يونس: 38). فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بمثله على كثرة الخطباء والبلغاء فيهم ومع اعتدادهم بأنفسهم وعنادهم في معارضتهم للرسول الكريم لما عجزوا نادى عليهم القرآن الكريم بإظهار العجز فقال جل من قائل: {لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى ََ أَنْ
يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ لََا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كََانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء:
88). وقد صور القرآن الكريم دهشة العرب مؤمنين وكافرين بالكتاب الكريم. فأما من فتح قلبه للإيمان فإيمانه وإسلامه إقرار بإعجاز القرآن، ونبوّة نبيه الكريم، وأما من أصرّ على كفره وعناده فإنه لم يكن ليتمالك نفسه، فيظهر إعجابه ودهشته أو حيرته من بلاغة القرآن الكريم، وأوصافهم للرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنه ساحر مرة، وكاهن مرة أخرى، وشاعر مرة ثالثة. هذه الأوصاف دليل تحير، وانقطاع حجة، ودهشة لم يستطيعوا لها تفسيرا. ومن هنا دعت الآيات الكريمة المسلمين إلى قبول اجارة المشركين حتى يسمعوا كلام الله، لأن مجرد سماع الآيات الكريمة يؤثر في نفوس سامعيه، ولولا أن سماعه حجّة عليه لم يقف أمره على سماعه، ولا يكون حجة إلا وهو معجزة كما يقول السيوطي في «الاتقان» 2/ 117.
وحين استقر أمر المسلمين، وانكبّ الناس على قراءة كتابهم الكريم يتعلمونه، ويستنبطون منه أحكام دينهم، انبرى علماؤهم لدراسته وتفسيره فكان في جملة علم التفسير وقفات العلماء عند بعض الآيات أو الألفاظ شارحين ومفسرين إلا أن هذه الوقفات مع ما وجد فيها من تفسيرات أدبية أو فنية كما عرف عن ابن عباس أو تلميذه مجاهد، لم تكن لتشكل نظرية أو علما بذاته كما عرف فيما بعد باسم «إعجاز القرآن».
وعلى أية حال فالاطلاع على الكتب المؤلفة فيه يفيدنا في معرفة أقدم من ألف في إعجاز القرآن وهو الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر (ت 255هـ) في كتابه «نظم القرآن». هذا إذا أردنا من خصّ تأليفه لفكرة إعجاز القرآن دون تفصيل، وتفريع لعلومه أما إذا فهمنا أن دراسة الاعجاز هي دراسة القرآن الكريم من جميع الوجوه البلاغية على اعتبار أن (الجهة المعجزة في القرآن تعرف بالتفكير في علم البيان) كما يقول المراكشي في شرح المصباح وأن معرفة إعجازه تقتضي دراسة جميع وجوه المعاني والبيان، وأساليب الفصاحة والبلاغة فيه ليتعرف من خلالها على تفوق القرآن الكريم وقد نزل بلسان العرب وأساليبهم على غيره من كلام العرب، ويتعرف بالتالي على بعض أسرار اعجازه إذا أخذنا بهذه الفكرة الواسعة لعلم الاعجاز القرآني وجدنا مؤلفا آخر سبق الجاحظ الى هذا الفن وهو الكسائي، علي بن حمزة (ت 189هـ) والذي ألّف كتابا في «الهاءات المكنى بها في القرآن الكريم». ونميل إلى هذا الرأي لاندراج كل دراسة
تتعلق بوجه من وجوه البلاغة في القرآن الكريم ضمن إعجاز القرآن على اعتبار أن هذه الدراسات جميعا تتناول جانبا من جوانب الإعجاز القرآني.(1/41)
وعلى أية حال فالاطلاع على الكتب المؤلفة فيه يفيدنا في معرفة أقدم من ألف في إعجاز القرآن وهو الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر (ت 255هـ) في كتابه «نظم القرآن». هذا إذا أردنا من خصّ تأليفه لفكرة إعجاز القرآن دون تفصيل، وتفريع لعلومه أما إذا فهمنا أن دراسة الاعجاز هي دراسة القرآن الكريم من جميع الوجوه البلاغية على اعتبار أن (الجهة المعجزة في القرآن تعرف بالتفكير في علم البيان) كما يقول المراكشي في شرح المصباح وأن معرفة إعجازه تقتضي دراسة جميع وجوه المعاني والبيان، وأساليب الفصاحة والبلاغة فيه ليتعرف من خلالها على تفوق القرآن الكريم وقد نزل بلسان العرب وأساليبهم على غيره من كلام العرب، ويتعرف بالتالي على بعض أسرار اعجازه إذا أخذنا بهذه الفكرة الواسعة لعلم الاعجاز القرآني وجدنا مؤلفا آخر سبق الجاحظ الى هذا الفن وهو الكسائي، علي بن حمزة (ت 189هـ) والذي ألّف كتابا في «الهاءات المكنى بها في القرآن الكريم». ونميل إلى هذا الرأي لاندراج كل دراسة
تتعلق بوجه من وجوه البلاغة في القرآن الكريم ضمن إعجاز القرآن على اعتبار أن هذه الدراسات جميعا تتناول جانبا من جوانب الإعجاز القرآني.
وإذا تجاوزنا أسبقية التأليف بعد الكسائي والجاحظ فإننا نجد ابن قتيبة (ت 276هـ) والذي احتذى حذو الجاحظ في تآليفه وإن اختلف عنه في منهجه الفكري باعتبار الجاحظ معتزليا، وابن قتيبة محدثا سنّيا كثيرا ما ردّ على الجاحظ واتّهمه، نجده يؤلف هو الآخر كتابا في نظم القرآن، وقد ذكره ياقوت في معجمه. وألّف أحمد بن سهل البلخي (ت 322هـ) كتابا في نظم القرآن وصفه ياقوت بأنه لا يفوقه في هذا الباب تأويل.
وتستمر حلقة المؤلفين في إعجاز القرآن حتى نصل إلى تطور نظرية الإعجاز عند الخطابي أبي سليمان حمد بن محمد (ت 388هـ) وله «رسالة» مطبوعة ضمن «ثلاث رسائل في إعجاز القرآن»، وابن درستويه (ت 330هـ) في كتابه «إعجاز القرآن».
والرماني علي بن عيسى (ت 384هـ) وله رسالة طبعت ضمن «ثلاث رسائل في إعجاز القرآن» والباقلاني (ت 403هـ) في كتابه «إعجاز القرآن» والجرجاني عبد القاهر المتوفي سنة 471هـ.
وهناك من ألّف في وجوه بلاغية متنوعة في القرآن الكريم مثل التأليف في أمثال القرآن، حيث ألف فيه القواريري أبو القاسم جنيد بن محمد بن جنيد (ت 389هـ)، وابن نفطويه، إبراهيم بن محمد (ت 323هـ)، والإسكافي، أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد (ت 381هـ) ثم النيسابوري عبد الرحمن بن محمد بن حسين بن موسى السلمي (ت 412هـ)، وأبو الحسن الماوردي (ت 450هـ)، وابن الخيمي أبو طالب محمد بن علي (ت 642هـ)، وابن القيم الجوزية (ت 751هـ) وغيرهم.
وهناك من ألّف في التشبيه في القرآن الكريم مثل ابن القيم الجوزية في كتابه «تشبيهات القرآن وأمثاله» وابن البندار البغدادي في كتابه «الجمان في تشبيهات القرآن».
وهناك من ألّف في البيان أو المعاني في القرآن الكريم مثل كتاب «التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن» لعبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري، وكتاب ابن المبارك «حور العين في تبيين وجه نظم سور القرآن».
وألف البقاعي (ت 885هـ) كتاب «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور»، والسيوطي في كتابه «تناسق الدرر في تناسب السور».(1/42)
وهناك من ألّف في البيان أو المعاني في القرآن الكريم مثل كتاب «التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن» لعبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري، وكتاب ابن المبارك «حور العين في تبيين وجه نظم سور القرآن».
وألف البقاعي (ت 885هـ) كتاب «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور»، والسيوطي في كتابه «تناسق الدرر في تناسب السور».
وممن ألّف في البديع ابن أبي الأصبع العدواني (ت 654هـ) في كتابه «بديع القرآن» وكتابه الآخر الذي خصّه لدراسة الوجوه البلاغية في الشعر والنثر ليصل إلى بعض وجوه الإعجاز القرآني في كتابه المسمى «تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن».
وفي التضمين والاقتباس ألّف المعرّي كتاب «تضمين الآي» وألّف ابن كناسة كتاب «سرقات الكميت من القرآن». وألّف الثعالبي كتاب «الاقتباس من القرآن الكريم».
وفي التورية بالقرآن الكريم ألّف محمد فخر الدين الهروي كتاب «الدرر الحسان في التورية بسور القرآن». وألّف السيوطي كتاب «فتح الجليل» ذكر فيه 120 نوعا من البديع في قوله تعالى: {اللََّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} (البقرة: 257). وألّف الكناني محمد بن عيسى (ت 1153هـ) رسالة اشتملت على أنواع البديع في البسملة، وشرحها محمد بن أحمد الكنجي في رسالة سماها «زهرة الربيع شرح ما في البسملة من أنواع البديع».
وفي موضوع الكناية نجد كتاب «مختصر المقعد المقيم في كنايات القرآن وأشياء من الغريب» للأنصاري يوسف بن أبي المعالي بن ظافر.
* * * ومن العلوم التي كانت بداياتها ضمن المعارف العامة التي بحثها المفسرون علم «إعراب القرآن»، إذ لا نعدم في كتب معاني القرآن وغريبه وقفات العلماء عند بعض الألفاظ أو الآيات لبيان أوجه الإعراب، وذلك أمر طبيعي فالتفسير يشمل كل هذه المعارف التي مرت بنا، ولا بد للمفسر من معرفة مفردات اللغة غريبها وإعرابها، ومعانيها، وإذ كان «معاني القرآن» للفراء يعتبر من التفاسير فإنه يمكن أن يدرج ضمن مؤلفات الإعراب أيضا لأن الفراء أعرب كثيرا من الآيات الكريمة في تفسيره هذا.
وإذا كان إعراب القرآن بمعناه الاصطلاحي قد ورد مبثوثا في تفاسير كثيرة للقرآن
الكريم فإننا نحاول أن نتتبع من أفرد تأليفا لهذا الموضوع، ويمكن أن نقسم هذه التآليف إلى قسمين:(1/43)
وإذا كان إعراب القرآن بمعناه الاصطلاحي قد ورد مبثوثا في تفاسير كثيرة للقرآن
الكريم فإننا نحاول أن نتتبع من أفرد تأليفا لهذا الموضوع، ويمكن أن نقسم هذه التآليف إلى قسمين:
1 - كتب ألّفت في إعراب القرآن، ألفاظه أو آياته.
2 - كتب تناولت قضايا نحوية ولغوية في القرآن الكريم.
أما كتب إعراب القرآن فيعدّ قطرب محمد بن المستنير (ت 206هـ) من أقدم من ألّف فيها، ولأبي عبيدة معمر بن المثنى، كتاب سماه ابن النديم «إعراب القرآن» ثم المبرد (ت 285هـ) وثعلب (ت 291هـ)، وألّف الزجاج (ت 311هـ) كتابا في إعراب القرآن، وآخر مختصرا له باسم «مختصر إعراب القرآن». وألّف النحاس أحمد بن محمد، أبو جعفر (ت 338هـ) كتابا في إعراب القرآن واعتمد في مواضع عديدة منه على كتاب الزجاج، وعلى كتاب الفراء في معانيه وألّف ابن أشتة، أبو بكر الأنصاري (ت 360هـ) كتابا سماه «رياضة الألسنة في إعراب القرآن ومعانيه». وألّف الفارسي الحسين بن أحمد بن عبد الغفار (ت 377هـ) كتاب «الإغفال فيما أغفله الزجاج في المعاني» وهو إيضاح وتعقيب على مواضع من كتاب أبي إسحاق الزجاج في إعراب القرآن.
وفي القرن الخامس ألّف علي بن طلحة بن كروان (ت 424هـ) كتابا في إعراب القرآن يقع في خمسة عشر مجلدا، وقيل إنه بدا له فيه رأي فغسله قبل الموت. وقد ذكره ياقوت في «معجمه». وألّف مكي بن أبي طالب (ت 437هـ) كتابا سماه «مشكل إعراب القرآن».
ومن الكتب المشهورة المتداولة التي ألّفت في القرن السابع الهجري كتاب أبي البقاء العكبري، عبد الله بن الحسين (ت 616هـ) «إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن».
وألّف ابن رشيد الهمداني الشافعي (ت 643هـ) كتاب «الفريد في إعراب القرآن المجيد».
أما الكتب التي تناولت قضايا لغوية ونحوية فأقدم ما وصل إلينا من أسمائها
كتاب «الهجاء في القرآن الكريم» لأبي عمرو يحيى بن الحارث الذماري (ت 145هـ) والكتاب، وإن لم يصل إلينا إلا أن من المرجّح أن يكون متعلقا بمباحث القراءات القرآنية وشيء من الإعراب في الوقت ذاته، ثم كتاب الكسائي (ت 189هـ) واسمه «مقطوع القرآن» ثم كتاب ابن سعدان (ت 203هـ) والذي سماه كتاب «الحروف في معاني القرآن»، ثم الفراء (ت 207هـ) في كتابه «المصادر في القرآن» وكتابه الآخر، المسمى «الجمع والتثنية في القرآن». وألّف الدينوري أحمد بن جعفر (ت 289هـ) كتاب «ضمائر القرآن».(1/44)
أما الكتب التي تناولت قضايا لغوية ونحوية فأقدم ما وصل إلينا من أسمائها
كتاب «الهجاء في القرآن الكريم» لأبي عمرو يحيى بن الحارث الذماري (ت 145هـ) والكتاب، وإن لم يصل إلينا إلا أن من المرجّح أن يكون متعلقا بمباحث القراءات القرآنية وشيء من الإعراب في الوقت ذاته، ثم كتاب الكسائي (ت 189هـ) واسمه «مقطوع القرآن» ثم كتاب ابن سعدان (ت 203هـ) والذي سماه كتاب «الحروف في معاني القرآن»، ثم الفراء (ت 207هـ) في كتابه «المصادر في القرآن» وكتابه الآخر، المسمى «الجمع والتثنية في القرآن». وألّف الدينوري أحمد بن جعفر (ت 289هـ) كتاب «ضمائر القرآن».
وألّف ابن نفطويه إبراهيم بن محمد (ت 323هـ) كتاب «الاستثناء والشرط في القرآن». وكتب ابن الأنباري (ت 328هـ) كتاب «الهاءات في القرآن». أما ابن درستويه أبو محمد بن عبد الله بن جعفر (ت 330هـ) كتاب «الألفات في القرآن».
وفي القرن الخامس ألّف مكي بن أبي طالب حموش (ت 437هـ) كتاب «الزاهي في اللمع الدالة على مستعملات الإعراب». وألّف ابن هشام (ت 761هـ) كتاب «إعراب مواضع من القرآن».
والملاحظ في القسم الثاني من هذه المؤلفات أن كثيرا من أصحابها كتبوا تآليف في إعراب القرآن أو معاني القرآن ثم أفردوا بعض المباحث اللغوية بتآليف مفردة منفصلة في مسائل في الإعراب القرآني مثل أبي عبيدة، والفراء، والمبرّد، وابن نفطويه.
أما ما يتعلق بجمع القرآن وتدوينه، ورسم مصحفه، فقد أولاه العلماء العرب والمسلمون عناية كبيرة، وتفننوا في تفصيل الموضوعات والمعارف المتعلقة بهذا الباب، فكان لبعضهم مؤلفات في المصاحف، واختلافها، وألّف عدد كبير منهم رسائل وكتبا تتعلق بجوانب حسابية أو إحصائية، لعدد الآيات، أو الأحزاب، أو عدد سور القرآن وما يتعلق بتقسيمه إلى أرباع أو أسباع، أو أسداد، أو أعشار.
وهناك من ألّف في المصاحف عامة، وما يتعلق باختلاف مصاحف أهل الشام والعراق مما له علاقة وثيقة بالقراءات القرآنية، أو بالأحرى هو باب من أبواب التأليف في القراءات.
ومنهم اليحصبي، عبد الله بن عامر بن يزيد (ت 118هـ) حيث ألّف كتاب «اختلاف مصاحف أهل الشام والحجاز والعراق». وألّف الكسائي (ت 189هـ) كتاب «اختلاف مصاحف أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة». وألّف محمد بن عبد الرحمن المحيصني (ت 143هـ) كتاب «الاختيار في القراءة على مذهب العربية» وفي القرن الثالث الهجري ألّف أبو زكريا يحيى الفراء (ت 207هـ) كتاب «اختلاف أهل الكوفة» وألّف سهل بن محمد السجستاني كتاب «اختلاف المصاحف» وألّف أبو بكر ابن أبي داود السجستاني كتاب «المصاحف أيضا، كما ألّف المدائني، أبو الحسن علي (ت 228هـ) كتابا سماه «اختلاف المصاحف» وألّف خلف بن هشام (ت 229هـ) كتاب «اختلاف المصاحف»، وكتب أبو بكر ابن الأنباري كتابا خاصا في المصحف العثماني سماه «الرد على من خالف مصحف عثمان». وممن ألّف في المصاحف أيضا أبو بكر ابن مقسم أحد القراء المشهورين (ت 354هـ).(1/45)
وهناك من ألّف في المصاحف عامة، وما يتعلق باختلاف مصاحف أهل الشام والعراق مما له علاقة وثيقة بالقراءات القرآنية، أو بالأحرى هو باب من أبواب التأليف في القراءات.
ومنهم اليحصبي، عبد الله بن عامر بن يزيد (ت 118هـ) حيث ألّف كتاب «اختلاف مصاحف أهل الشام والحجاز والعراق». وألّف الكسائي (ت 189هـ) كتاب «اختلاف مصاحف أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة». وألّف محمد بن عبد الرحمن المحيصني (ت 143هـ) كتاب «الاختيار في القراءة على مذهب العربية» وفي القرن الثالث الهجري ألّف أبو زكريا يحيى الفراء (ت 207هـ) كتاب «اختلاف أهل الكوفة» وألّف سهل بن محمد السجستاني كتاب «اختلاف المصاحف» وألّف أبو بكر ابن أبي داود السجستاني كتاب «المصاحف أيضا، كما ألّف المدائني، أبو الحسن علي (ت 228هـ) كتابا سماه «اختلاف المصاحف» وألّف خلف بن هشام (ت 229هـ) كتاب «اختلاف المصاحف»، وكتب أبو بكر ابن الأنباري كتابا خاصا في المصحف العثماني سماه «الرد على من خالف مصحف عثمان». وممن ألّف في المصاحف أيضا أبو بكر ابن مقسم أحد القراء المشهورين (ت 354هـ).
هذا ما يتعلق بالمصاحف عامة أما ما يتعلق بالعدد والإحصاء الذي أشرنا إليه من قبل، فقد يخيل للباحث أول وهلة أن نزوع علماء المسلمين إلى التأليف فيه جاء تاليا لمرحلة دراسة علوم القرآن الأولى المتعلقة «بالتفسير» و «الأحكام»، أو «الإعجاز» أو «أسباب النزول» وما إلى ذلك ولكن هذه الدراسات سارت مواكبة لغيرها من المعارف القرآنية، وبدأت مبكرة جدا مقترنة مثلا بابن عياش الذي ألّف كتابا في العدد وقد أحصى فيه عدد الآيات المدنية وسماه «عدد المدني الأول».
وألّف ابن السائب الكلبي (ت 146هـ) كتابا سماه «تقسيم القرآن»، ولا بدّ أن يكون قد بحث فيه تقسيم القرآن.
وفي مطلع القرن الثاني يذكر كتاب خالد بن معدان (ت 104هـ) والمسمى «العدد»، وينسب للحسن البصري (ت 110هـ) كتاب مثله في التسمية وألّف عاصم الجحدري (ت 128هـ) «كتاب العدد» أيضا وممن ألّف فيه عطاء بن يسار وإسماعيل بن كثير، ومحمد بن عيسى (ت 169هـ) «العدد الثاني»، وعلي بن حمزة الكسائي (ت 189هـ)، وخلف بن هشام (ت 229هـ)، وأبو عبيد القاسم بن سلام (ت 223هـ).
وفي منتصف القرن الرابع للهجرة ألّف أبو حفص عمر بن علي بن منصور الطبري
كتابا عن «عد آي القرآن». وألّف أبو العباس الكيالي كتاب «عد آي القرآن على مذهب أهل البصرة». وألّف أبو القاسم بحر بن محمد بن عبد الكافي (وهو من علماء النصف الثاني من القرن الرابع الهجري) أيضا، حيث كان تلميذا لأبي علي الفارسي (ت 377هـ) وعاش بعده إلى حوالي سنة (400هـ) وألّف هذا العالم كتابا عن «سور القرآن وآياته وأحكامه».(1/46)
وفي منتصف القرن الرابع للهجرة ألّف أبو حفص عمر بن علي بن منصور الطبري
كتابا عن «عد آي القرآن». وألّف أبو العباس الكيالي كتاب «عد آي القرآن على مذهب أهل البصرة». وألّف أبو القاسم بحر بن محمد بن عبد الكافي (وهو من علماء النصف الثاني من القرن الرابع الهجري) أيضا، حيث كان تلميذا لأبي علي الفارسي (ت 377هـ) وعاش بعده إلى حوالي سنة (400هـ) وألّف هذا العالم كتابا عن «سور القرآن وآياته وأحكامه».
وفي القرن الخامس ألّف الداني، أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت 444هـ) كتاب «البيان في عد آي القرآن».
وفي القرن السادس يطلّ علينا ابن فيّره الشاطبي (ت 590هـ)، برائية منظومة في عد الآيات، وتعيين فواصل السور وهي «ناظمة الزهر» وقد اشتهرت هذه الرائية شهرة كبيرة، ونالت اهتمام العلماء من بعده، فتناولوها بالشرح والتعقيب.
وللجعبري برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن (ت 738هـ) منظومتان بالإضافة إلى شرحه لمنظومة الشاطبي وكلتاهما تتعلق بسور القرآن، وآياته، وعددها، الأولى سماها «عقد الدرر في عد آي السور» والثانية «حديقة الزهر في عد آي السور» ولعلهما منظومة واحدة ومع ذلك لا يمكن البت في هذا الرأي ما لم يتيسر لنا المقارنة بينهما. وألّف موسى جار الله كتابا سماه «شرح ناظمة الزهر».
وممن ألّف في أجزاء القرآن من الأوائل ابن عباس (ت 68هـ) وعمرو بن عبيد (ت 144هـ) في كتابه الذي سماه «أجزاء ثلاثمائة وستين»، ثم الكسائي علي بن حمزة (ت 189هـ) في كتابه «أجزاء القرآن»، والدوري أبو حفص عبد العزيز (ت 246هـ) «أجزاء القرآن» أيضا.
ومن أوائل من ألّف في أسباع القرآن حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) في كتاب سماه «أسباع القرآن».
أما أعشار القرآن فأقدم من ألّف فيه قتادة بن دعامة السدوسي (ت 118هـ) في كتاب سماه «أعشار القرآن» ونسب له كتاب «عواشر القرآن» والأرجح أنهما كتاب واحد.
وألّف مكي بن أبي طالب حمّوش (ت 437هـ) كتاب «الاختلاف في عدد الأعشار» والتعشير وضع علامة بعد كل عشر آيات من القرآن.(1/47)
أما أعشار القرآن فأقدم من ألّف فيه قتادة بن دعامة السدوسي (ت 118هـ) في كتاب سماه «أعشار القرآن» ونسب له كتاب «عواشر القرآن» والأرجح أنهما كتاب واحد.
وألّف مكي بن أبي طالب حمّوش (ت 437هـ) كتاب «الاختلاف في عدد الأعشار» والتعشير وضع علامة بعد كل عشر آيات من القرآن.
أما رسم المصحف وما يتعلق به من تنقيط وضبط يساعد على صحة القراءة، فيبدو أنه بدأ منذ فترة مبكرة من عصر الصحابة، ولعله سبق تقسيم القراءة إلى أعشار أو أخماس، فقد ذكر الداني في «المحكم» ص 2عن الأوزاعي (بأن القرآن كان مجردا في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه النقط على الياء والتاء وقالوا لا بأس به هو نور له، ثم أحدثوا فيه نقاطا عند منتهى الآي، ثم أحدثوا الفراغ والخواتم). وفي رواية أخرى عن قتادة أنه قال واصفا الصحابة (بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا). وقد علق الداني على هذه العبارة بأنها تدل على أن الصحابة وأكابر التابعين رضوان الله عليهم هم المبتدءون بالنقط ورسم الخموس والعشور لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم، إذ هو من التابعين، وقوله بدءوا الخ دليل على أن ذلك كان عن اتفاق من جماعتهم.
هذا فيما يتعلق بنشأة التنقيط، أما التأليف فيه فقد نسب الداني أيضا مختصرا لأبي الأسود الدؤلي في التنقيط، وذكر لنا رواية تفصل بدء وضعه التنقيط وذلك أنه اختار رجلا من بني عبد القيس وقال له (خذ المصحف مصبغا يخالف لون المداد، فإذا فتحت شفتيّ فانقط واحدة فوق الحرف، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف، وإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفله فإذا اتبعت شيئا من هذه الحركات غنه ويريد بالغنة التنوين فانقط نقطتين. فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره، ثم وضع المختصر المنسوب إليه.
أما أول من صنف في النقط ورسمه في كتاب وذكر علله فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ)، وأبو محمد، يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي (ت 202هـ) ثم عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي (ت 237هـ)، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (ت 324هـ)، وألّف فيه أبو بكر بن الأنباري، ثم أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 324هـ)، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أشتة (ت 360هـ)، وأبو الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي (ت 377هـ)، وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت 384هـ).
وألّف الداني أبو عمرو عثمان بن سعيد (444هـ) رسالة في رسم المصحف وله كتابان مشهوران في هذا الباب وكلاهما مطبوع: «المحكم في نقط المصاحف» وكتاب «المقنع في معرفة رسوم مصاحف أهل الأمصار».(1/48)
أما أول من صنف في النقط ورسمه في كتاب وذكر علله فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ)، وأبو محمد، يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي (ت 202هـ) ثم عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي (ت 237هـ)، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (ت 324هـ)، وألّف فيه أبو بكر بن الأنباري، ثم أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 324هـ)، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أشتة (ت 360هـ)، وأبو الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي (ت 377هـ)، وأبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت 384هـ).
وألّف الداني أبو عمرو عثمان بن سعيد (444هـ) رسالة في رسم المصحف وله كتابان مشهوران في هذا الباب وكلاهما مطبوع: «المحكم في نقط المصاحف» وكتاب «المقنع في معرفة رسوم مصاحف أهل الأمصار».
وألّف إسماعيل بن ظافر (ت 623هـ) كتاب «رسوم خط المصحف» مرتبا على سور القرآن الكريم. أما الجعبري (ت 738هـ) والذي ذكرنا بعض مؤلفاته من قبل فقد ألّف كتاب «روضة الطرائف في رسم المصاحف» وهو منظومة.
وألّف السمرقندي، أبو الخير محمد بن محمد (ت 780هـ) كتاب «كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار». وللسيوطي (ت 911هـ) رسالتان الأولى: «رسالة في أقسام القرآن ورسومه وخطه» والثانية باسم «في رسم المصحف».
أما القراءات التي قلنا إنها تدخل ضمن علم التفسير فإنها وجدت أيضا في مؤلفات العلماء المسلمين منفصلة عنه، وقد تنوعت الاتجاهات التي كتبوا فيها فمنهم من كتب فيها بصورة عامة ومنهم من خص شواذ القراءات وغرائبها بالتأليف وآخرون كتبوا في القراء السبعة المشهورين أو الثمانية أو العشرة سواء كانت كتاباتهم في مقرئ واحد أو مجموعة منهم، أو تقارن بين قراءتين أو أكثر، وهناك مجموعة كتبت في موضوعات تتعلق بالقراءة وتتداخل هذه المادة مع ما ألّف بالدراسات النحوية، القرآنية.
وقد كثر التأليف في القراءات، وترى تفصيل ذلك في النوع الثاني والعشرين من هذا الكتاب مفصّلا إن شاء الله.
وهناك موضوعات أثارتها قضية القراءات وتعليمها وتلقّي أصولها تتعلق بطريقة القراءة، ونطق بعض الحروف أو تحديد الوقفة ما استحب منها وما وجب، والوقفات الطويلة أو القصيرة وما يتعلق بالتفخيم أو الترخيم أو ذكر الحروف المدغمة، وما إلى ذلك من مواضيع سنحاول الوقوف عند بعضها، مثل الكتب التي ألّفت في الوقف والابتداء.
وأول من ألّف في الوقوف كما نص ابن الجزري شيبة بن النصاح بن سرجس بن يعقوب، الإمام الثقة، مقرئ المدينة ومولى أم سلمة رضي الله عنها (ت)
130 - هـ) ثم أبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ) ثم حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) ونافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) ويحيى بن المبارك اليزيدي (ت 205هـ) ويعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت 205هـ) وألف الفراء أبو زكريا (ت 207هـ) كتاب «الوقف والابتداء» وألّف فيه أيضا روح بن عبد المؤمن (ت 235هـ) كما ألّف المبرد أبو العباس (ت 284هـ) كتاب «الوقف». ومثله ثعلب (ت 291هـ) «الوقف والابتداء» وأبو أيوب سليمان بن يحيى الضبي (ت 291هـ)، وأبو بكر بن الأنباري (ت 328هـ) وله كتاب «الإيضاح في الوقف والابتداء» ثم ابن النحاس أحمد بن محمد بن إسماعيل (ت 337هـ) وله «القطع والائتناف»، ثم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أوس (ت 340هـ) وألّف الرؤاسي محمد بن أبي سارة كتاب «الوقف والابتداء» الصغير وكتاب «الوقف والابتداء» الكبير كما ألف ابن مقسم، أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب كتاب «الوقف والابتداء» أيضا.(1/49)
وأول من ألّف في الوقوف كما نص ابن الجزري شيبة بن النصاح بن سرجس بن يعقوب، الإمام الثقة، مقرئ المدينة ومولى أم سلمة رضي الله عنها (ت)
130 - هـ) ثم أبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ) ثم حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) ونافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) ويحيى بن المبارك اليزيدي (ت 205هـ) ويعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت 205هـ) وألف الفراء أبو زكريا (ت 207هـ) كتاب «الوقف والابتداء» وألّف فيه أيضا روح بن عبد المؤمن (ت 235هـ) كما ألّف المبرد أبو العباس (ت 284هـ) كتاب «الوقف». ومثله ثعلب (ت 291هـ) «الوقف والابتداء» وأبو أيوب سليمان بن يحيى الضبي (ت 291هـ)، وأبو بكر بن الأنباري (ت 328هـ) وله كتاب «الإيضاح في الوقف والابتداء» ثم ابن النحاس أحمد بن محمد بن إسماعيل (ت 337هـ) وله «القطع والائتناف»، ثم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أوس (ت 340هـ) وألّف الرؤاسي محمد بن أبي سارة كتاب «الوقف والابتداء» الصغير وكتاب «الوقف والابتداء» الكبير كما ألف ابن مقسم، أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب كتاب «الوقف والابتداء» أيضا.
وألّف السيرافي أبو سعيد الحسن بن عبد الله (ت 368هـ) كتاب «الوقف والابتداء» وأحمد بن الحسين بن مهران (ت 381هـ) باسم «الوقف والابتداء» وآخر باسم «وقوف القرآن». ثم ابن جني أبو الفتح عثمان (ت 394هـ).
أمّا مكي بن أبي طالب حموش (ت 437هـ) فقد كتب أكثر من كتاب في الوقف منها «الوقف على كلا وبلى ونعم»، وله «شرح التمام والوقف».
وألّف أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الخزاعي (ت 408هـ) كتاب «الإبانة في الوقف والابتداء» وألّف الداني أبو عمرو عثمان (ت 444هـ) كتاب «المكتفي في الوقف والابتداء» وينسب إليه أيضا «الاهتداء في الوقف والابتداء».
وفي القرن السادس كتب أبو الحسن بن أحمد بن الحسن الغزال (ت 516هـ) كتاب «الوقف والابتداء»، ثم ابن طيفور محمد (ت 560هـ) «الوقف والابتداء» أو «الإيضاح في الوقف والابتداء» وكتب السجاوندي سراج الدين أبو طاهر محمد (ت 560هـ) «الوقف والابتداء».
وهناك من كتب في اللامات مثل داود بن أبي طيبة (ت 223هـ) والأخفش هارون بن موسى بن شريك (ت 292هـ) وأبو بكر بن الأنباري المتوفي سنة (328هـ).
وممن كتب في المقطوع والموصول عبد الله بن عامر (ت 118هـ حيث كتب:(1/50)
وهناك من كتب في اللامات مثل داود بن أبي طيبة (ت 223هـ) والأخفش هارون بن موسى بن شريك (ت 292هـ) وأبو بكر بن الأنباري المتوفي سنة (328هـ).
وممن كتب في المقطوع والموصول عبد الله بن عامر (ت 118هـ حيث كتب:
«المقطوع والموصول في القرآن» ثم حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) والكسائي أبو الحسين علي بن حمزة (ت 189هـ).
وممن كتب في الإدغام أبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ) وسمى كتابه «الإدغام الكبير» ثم مكي بن أبي طالب حموش (ت 437هـ) كتاب الحروف المدغمة في القرآن، وأبو عمرو الداني (ت 444هـ) «الإدغام الكبير» ثم الجعبري، أبو إسحاق إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) إذ كتب «تحقيق التعليم في الترخيم والتفخيم».
وهناك من ألّف في الإمالة مثل مكي بن أبي طالب حموش (ت 437هـ) وابن القاصح أبو البقاء علي بن أبي علي فخر الدين (ت 801هـ) إذ ألّف كتاب «الفتح والإمالة بين اللفظين»، وله كتاب آخر باسم «نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين».
ومثلما كتب العلماء في القراءات المشهورة والمتواترة وحدودا طرقها، ورواياتها وأسانيدها، فإنهم كتبوا أيضا في شواذ القراءات ومفردها، وممن ألّف فيها ابن مجاهد حيث كتب كتاب «انفرادات القراء» وابن شنبوذ (ت 328هـ) «انفرادات القراء». وألّف البزاز أبو طاهر عبد الواحد (ت 349هـ) «شواذ القراءات» وكتب ابن خالويه (ت 370هـ) «مختصر شواذ القرآن» ثم أحمد بن الحسين بن مهران «ت 381هـ) «غرائب القراءات» ويأتي بعد هذا أشهر كتاب في القراءات الشاذة وهو كتاب «المحتسب لابن جني» (ت 392هـ) ثم محمد بن طيفور، أبو عبد الله «علل القراءات».
والملاحظ في هذه المؤلفات أن أسماء المؤلفين تتكرر في شتى المواضيع التي ذكرناها، وتكاد بعض الأسماء تتكرر في كل ميدان من ميادين علم القراءة مما يؤكد تخصص أصحابها في القراءات وطرقها ومعرفة أشهر القراء وما إلى ذلك مثل ابن مجاهد، وابن شنبوذ، والبزاز، ومكي بن أبي طالب والداني الخ ممن مر بنا ذكر مؤلفاتهم.
وهناك دراسات قرآنية أخرى كثيرة كتب عنها العلماء مثل قصص القرآن
والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ وغيرهما مما ذكرناه في هذا البحث أو لم نذكره، وقد اكتفينا بذكر بعض علوم القرآن لأنها يمكن أن تقدم صورة للنشاط الفكري العظيم الذي أثاره القرآن الكريم، وتصور خطوطا عامّة للجهود العلمية التي بذلها العلماء وهكذا نشأت علوم القرآن، وظهرت مؤلفات في كل نوع منها، مما يروعك تصوّره بله الاطلاع عليه، ومما يملأ خزائن كاملة من أعظم المكتبات في العالم. ثم لا يزال المؤلفون إلى عصرنا هذا يزيدون، وعلوم القرآن ومؤلفاته تنمي وتزدهر وتزيد، بينما الزمان يفنى والعالم يبيد! أليس إعجازا آخر للقرآن؟ يريك إلى أي حد بلغ علماء الاسلام في خدمة التنزيل. ويريك أنه كتاب لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي معارفه، ولن يستطيع أن يحيط بأسراره إلا صاحبه ومنزّله.(1/51)
وهناك دراسات قرآنية أخرى كثيرة كتب عنها العلماء مثل قصص القرآن
والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ وغيرهما مما ذكرناه في هذا البحث أو لم نذكره، وقد اكتفينا بذكر بعض علوم القرآن لأنها يمكن أن تقدم صورة للنشاط الفكري العظيم الذي أثاره القرآن الكريم، وتصور خطوطا عامّة للجهود العلمية التي بذلها العلماء وهكذا نشأت علوم القرآن، وظهرت مؤلفات في كل نوع منها، مما يروعك تصوّره بله الاطلاع عليه، ومما يملأ خزائن كاملة من أعظم المكتبات في العالم. ثم لا يزال المؤلفون إلى عصرنا هذا يزيدون، وعلوم القرآن ومؤلفاته تنمي وتزدهر وتزيد، بينما الزمان يفنى والعالم يبيد! أليس إعجازا آخر للقرآن؟ يريك إلى أي حد بلغ علماء الاسلام في خدمة التنزيل. ويريك أنه كتاب لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي معارفه، ولن يستطيع أن يحيط بأسراره إلا صاحبه ومنزّله.
وتزداد عجبا إذا علمت أن طريقة أولئك المؤلفين في تأليفهم، كانت طريقة استيعاب واستقصاء، يعمد أصحابها أن يحيطوا بجزئيات القرآن من الناحية التي كتبوا فيها بقدر طاقتهم البشرية. فمن يكتب في «غريب القرآن» مثلا يذكر كل مفرد من مفردات القرآن التي فيها غرابة وإبهام، ومن يكتب في «مجاز القرآن» يقتفي أثر كل لفظ فيه مجاز أيّا كان نوعه في القرآن، ومن يكتب في «أمثال القرآن» يتحدّث عن كل مثل ضربه الله في القرآن، وهكذا سائر أنواع علوم القرآن ولا ريب أن تلك المجهودات الجبارة لا يتهيّأ لإنسان أن يحيط بها ولو أفنى عمره، واستنفد وسعه!.
أول عهد بظهور مصطلح «علوم القرآن» كفن جامع
اشرأبّت أعناق العلماء أن يعتصروا من تلك العلوم علما جديدا يكون جامعا لها، ودليلا عليها، ومتحدّثا عنها، فكان هذا العلم هو ما نسميه «علوم القرآن» بالمعنى المدوّن.
ولا نعلم أن أحدا قبل المائة الثالثة للهجرة ألّف أو حاول أن يؤلف في علوم القرآن بالمعنى المدوّن، لأن الدواعي لم تكن موفورة لديهم نحو هذا النوع من التأليف. وإن كنا نعلم أنها كانت مجموعة في صدور المبرّزين من العلماء على الرغم من أنهم لم يدوّنوها في كتاب، ولم يفردوها باسم.
أجل: كانت علوم القرآن مجموعة في صدور المبرّزين من العلماء فنحن نقرأ في
تاريخ الشافعي رضي الله عنه أنه في محنته التي اتّهم فيها بأنه رئيس حزب العلويين باليمن وسيق بسبب هذه التهمة إلى الرشيد مكبّلا بالحديد في بغداد سأله الرشيد حين لمح علمه وفضله، فقال: كيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجل؟ فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به. فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين؟ فإن الله تعالى قد أنزل كتبا كثيرة. قال الرشيد: قد أحسنت، لكن إنما سألت عن كتاب الله المنزل على ابن عمي محمد صلّى الله عليه وسلّم. فقال الشافعي: إن علوم القرآن كثيرة فهل تسألني عن محكمه ومتشابهه، أو عن تقديمه وتأخيره، أو عن ناسخه ومنسوخه، أو عن أو عن؟؟ وصار يسرد عليه من علوم القرآن، ويجيب على كل سؤال بما أدهش الرشيد والحاضرين.(1/52)
أجل: كانت علوم القرآن مجموعة في صدور المبرّزين من العلماء فنحن نقرأ في
تاريخ الشافعي رضي الله عنه أنه في محنته التي اتّهم فيها بأنه رئيس حزب العلويين باليمن وسيق بسبب هذه التهمة إلى الرشيد مكبّلا بالحديد في بغداد سأله الرشيد حين لمح علمه وفضله، فقال: كيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجل؟ فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به. فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين؟ فإن الله تعالى قد أنزل كتبا كثيرة. قال الرشيد: قد أحسنت، لكن إنما سألت عن كتاب الله المنزل على ابن عمي محمد صلّى الله عليه وسلّم. فقال الشافعي: إن علوم القرآن كثيرة فهل تسألني عن محكمه ومتشابهه، أو عن تقديمه وتأخيره، أو عن ناسخه ومنسوخه، أو عن أو عن؟؟ وصار يسرد عليه من علوم القرآن، ويجيب على كل سؤال بما أدهش الرشيد والحاضرين.
فأنت ترى من جواب الشافعي هذا، ومن فلجه بالصواب في هذا الموقف الرهيب ما يدلك على أن قلوب أكابر العلماء كانت أوعية لعلوم القرآن من قبل أن تجمع في كتاب، أو تدوّن في علم. وقد نوّه جلال الدين البلقيني في خطبة كتابه «مواقع العلوم» بكلمة الشافعي التي ذكرناها إذ قال: (قد اشتهر عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس، فيها ذكر بعض أنواع علوم القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس).
وقد بدأ التأليف في علوم القرآن كفنّ جامع في العصر الذهبي من عصور العلوم الإسلامية، وهو القرن الثالث الهجري، حين جمع بعض المفسرين بعض علوم القرآن في تفاسيرهم موزعة على السّور والآيات، وتكلموا في تفسير كل آية عما يتعلق بها كما جمع العلماء في مقدمات تفاسيرهم بعض علوم القرآن كما فعل ابن جرير الطبري (ت 310هـ) في تفسيره «جامع البيان» والراغب الأصفهاني (ت 502هـ) في «تفسيره»، وابن عطية الغرناطي، أبو محمد عبد الحق بن عطية (ت 541هـ) في تفسيره «المحرّر الوجيز» والقرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري (ت 671هـ) في تفسيره الكبير «الجامع لأحكام القرآن» على تفاوت منهم بذكرها، وذكر عدد أنواعها. أو التوسع في كل نوع منها على حدة، ويمكن إفراد هذه المقدمات ككتب مستقلة واعتبارها من أوائل ما ألّف في «علوم القرآن».
كما ظهرت فكرة جمع هذه العلوم في كتب المحدثين، كما فعل الإمام البخاري (ت 256هـ) في «الجامع الصحيح» وسنتناول بالدراسة بعض هذه التفاسير الكبيرة، ثم نتناول بعض مقدمات التفاسير وكتب الحديث لنرى كيف كان وضع «علوم القرآن» فيها.(1/53)
وقد بدأ التأليف في علوم القرآن كفنّ جامع في العصر الذهبي من عصور العلوم الإسلامية، وهو القرن الثالث الهجري، حين جمع بعض المفسرين بعض علوم القرآن في تفاسيرهم موزعة على السّور والآيات، وتكلموا في تفسير كل آية عما يتعلق بها كما جمع العلماء في مقدمات تفاسيرهم بعض علوم القرآن كما فعل ابن جرير الطبري (ت 310هـ) في تفسيره «جامع البيان» والراغب الأصفهاني (ت 502هـ) في «تفسيره»، وابن عطية الغرناطي، أبو محمد عبد الحق بن عطية (ت 541هـ) في تفسيره «المحرّر الوجيز» والقرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري (ت 671هـ) في تفسيره الكبير «الجامع لأحكام القرآن» على تفاوت منهم بذكرها، وذكر عدد أنواعها. أو التوسع في كل نوع منها على حدة، ويمكن إفراد هذه المقدمات ككتب مستقلة واعتبارها من أوائل ما ألّف في «علوم القرآن».
كما ظهرت فكرة جمع هذه العلوم في كتب المحدثين، كما فعل الإمام البخاري (ت 256هـ) في «الجامع الصحيح» وسنتناول بالدراسة بعض هذه التفاسير الكبيرة، ثم نتناول بعض مقدمات التفاسير وكتب الحديث لنرى كيف كان وضع «علوم القرآن» فيها.
البرهان في علوم القرآن للحوفي (ت 330هـ)
في دار الكتب المصرية كتاب لعلي بن إبراهيم بن سعيد الشهير بالحوفي اسمه «البرهان في علوم القرآن»، وهو يقع في ثلاثين مجلدا، والموجود منه الآن خمسة عشر مجلدا، غير مرتبة ولا متعاقبة، من نسخة مخطوطة والجزء الأول منه مفقود، غير ان اسم الكتاب يدل على هذه المحاولة. وهو يعرض الآية الكريمة بترتيب المصحف ثم يتكلم عليها من علوم القرآن خاصا كل نوع منها بعنوان، فيسوق النظم الكريم تحت عنوان: (القول في قوله عز وجل). وبعد أن يفرغ منه يضع هذا العنوان: (القول في الإعراب) ويتحدث عنها من الناحية النحوية واللغوية، ثم يتبع ذلك بهذا العنوان (القول في المعنى والتفسير) ويشرح الآية بالمأثور والمعقول. ثم ينتقل من الشرح إلى العنوان الآتي: (القول في الوقف والتمام) مبينا تحته ما يجوز من الوقف وما لا يجوز. وقد يفرد القراءات بعنوان مستقل فيقول (القول في القراءة). وقد يتكلم في الأحكام الشرعية التي تؤخذ من الآية عند عرضها، ففي آية {وَأَقِيمُوا الصَّلََاةَ وَآتُوا الزَّكََاةَ وَمََا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللََّهِ} (البقرة:
110) يذكر أوقات الصلاة وأدلّتها، وأنصبة الزكاة ومقاديرها: ويتكلم على أسباب النزول، وعلى النسخ، وما إلى ذلك عند المناسبة. فأنت ترى أن هذا الكتاب أتى على علوم القرآن، ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد، بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزّعها، حتى كان هذا التأليف تفسير من التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات. وأيّا ما يكن هذا الكتاب فإنه مجهود عظيم، ومحاولة جديرة بالتقدير في هذا الباب.(1/54)
110) يذكر أوقات الصلاة وأدلّتها، وأنصبة الزكاة ومقاديرها: ويتكلم على أسباب النزول، وعلى النسخ، وما إلى ذلك عند المناسبة. فأنت ترى أن هذا الكتاب أتى على علوم القرآن، ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد، بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزّعها، حتى كان هذا التأليف تفسير من التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات. وأيّا ما يكن هذا الكتاب فإنه مجهود عظيم، ومحاولة جديرة بالتقدير في هذا الباب.
مقدمة تفسير الطبري
قدم الطبري محمد بن جرير (ت 310هـ) لتفسيره الكبير «جامع البيان» بمقدمة بلغت (35) صفحة، ضمّنها ما يراه متعلقا بالتفسير من علوم القرآن، وقد ذكر منها تسعة أنواع، وهي الآتية:
1 - إعجاز القرآن البياني (في صفحتين).
2 - المعرّب في القرآن (في 3صفحات).
3 - الأحرف السبعة (في 15صفحة).
4 - القراءات (في صفحة واحدة).
5 - جمع القرآن (في 3صفحات).
6 - تفسير القرآن (في 7صفحات).
7 - طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين (في 4صفحات).
8 - أسماء القرآن وسوره (في صفحتين).
9 - ترتيب سوره وآياته (في صفحة واحدة).
وهو يعرض لكل علم بإيجاز، فيذكر أهميته وعلاقته بعلم تفسير القرآن، ويذكر أقوال العلماء المتقدمين فيه ويناقش آراءهم، ويذكر الروايات المسندة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعن الصحابة والتابعين فيه ثم ينتقل لغيره. ولا نشك في أنه استفاد في كل نوع مما كتبه السابقون مفردا في تصانيفهم.
مقدمة تفسير «المحرر الوجيز» لابن عطية
وقدّم ابن عطية، أبو محمد عبد الحق بن عطية الغرناطي (ت 541هـ) لتفسيره بمقدمة كبيرة بلغت (75) صفحة ضمنها (10) أنواع من أنواع علوم القرآن وهي الآتية:
1 - فضل القرآن (في 10صفحات).
2 - تفسيره (في صفحتين).
3 - طبقات المفسرين (في 4صفحات).
4 - الأحرف السبعة (في 13صفحة).
5 - جمع القرآن (في 3صفحات).(1/55)
4 - الأحرف السبعة (في 13صفحة).
5 - جمع القرآن (في 3صفحات).
6 - ترتيبه ونقطه وشكله وتحزيبه وتعشيره (في صفحة).
7 - المعرّب في القرآن (في صفحتين).
8 - إعجاز القرآن (في 3صفحات).
9 - الآيات المتشابهات في الصفات (في 3صفحات).
10 - أسماء القرآن ومعنى السورة والآية (في 5صفحات).
وهي كما نرى مشابهة لمقدمة الإمام الطبري من حيث الأنواع، وعددها، فقد اقتفي صاحبها أثر الطبري وهو يصرح فيها بنقله عنه (1).
مقدمة تفسير القرطبي
أما الإمام القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري (ت 671هـ) فقد تبع الطبري أيضا في مقدمة تفسيره الكبير «الجامع لأحكام القرآن» وضمنها (12) نوعا من أنواع علوم القرآن، وهي الآتية:
1 - فضائل القرآن (في 6صفحات).
2 - آداب تلاوة القرآن وتزيين الصوت به والتحذير من الرياء به، ووجوب الإخلاص والعمل به (في 17صفحة).
3 - تفسير القرآن (في 9صفحات).
4 - طبقات المفسرين (في 3صفحات).
5 - الأحرف السبعة (في 9صفحات).
6 - جمع القرآن (في 10صفحات).
7 - ترتيب السور والشكل والنقط والتحزيب والتعشير وعدد حروفه وأجزائه وكلماته وآية (في 8صفحات).
8 - معنى السورة والآية والكلمة والحرف (في 3صفحات).
9 - المعرّب (في صفحتين).
__________
(1) راجع في الصفحة 64، باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه(1/56)
10 - إعجاز القرآن (في 9صفحات).
11 - فضائل السور (في 3صفحات).
12 - وجوب التزام مصحف الخليفة عثمان والردّ على من طعن فيه بالزيادة والنقصان (في 6صفحات).
ونرى القرطبي أيضا قد اتبع خطّة الطبري، وذكر الأنواع نفسها في مقدمته ولكنه أضاف إليها نوعين وهما آداب التلاوة ووجوب التزام مصحف الخليفة عثمان.
علوم القرآن في كتاب «فضائل القرآن» لأبي عبيد (ت 224هـ)
وهذه محاولة أخرى تعتبر من أقدم المحاولات لجمع عدد كبير من «علوم القرآن» في مؤلف واحد، وهي كتاب «فضائل القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ) وهو من أئمة علوم القرآن وله مشاركة فيها قال المرزباني: «وممّن جمع صنوفا من العلم وصنّف الكتب في كل فنّ من العلوم والأدب فأكثر وشهر: أبو عبيد القاسم بن سلام». وقال القفطي: «وروى الناس من كتبه المصنّفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن والفقه وغريب الحديث وله في القراءات كتاب جيّد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله وله من التصانيف: كتاب «غريب القرآن»، كتاب «معاني القرآن»، كتاب «القراءات»، كتاب «عدد آي القرآن»» (1).
وقد رتّب أبو عبيد كتابه «فضائل القرآن» في اثنتين وستين بابا ضمنها خمسة عشر علما من علوم القرآن. وهو يتكلم في غالب الأبواب الأول عن الأنواع التالية: فضل القرآن، وآداب حامله وقارئه، وفضائل السور، وقد استغرقت ثلثي الكتاب، ثم بعد أن يفرغ من مقصوده في الكتاب يذكر في الثلث الأخير من الكتاب تسعة عشر بابا تحت عنوان: «جماع أحاديث القرآن وإتقانه في كتابه وتأليفه وإقامة حروفه» ضمنها (12) علما من علوم القرآن، وهذه ترجمة الأبواب الأخيرة:
باب تأليف القرآن وجمعه، ومواضع حروفه وسوره.
__________
(1) إنباه الرواة للقفطي 3/ 2213.(1/57)
الزوائد من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن.
ما وقع في القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف.
حروف القرآن التي اختلفت مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وهي اثنا عشر حرفا.
الحروف التي اختلف فيها مصاحف أهل الشام والعراق.
لغات القرآن وأيّ العرب نزل القرآن بلغته.
إعراب القرآن.
المراء في القرآن.
عرض القرّاء القرآن وما يستحب لهم على أهل الفضل والعلم والقرآن.
مواطن نزوله.
باب القراء من الصحابة والتابعين.
تأويل القرآن بالرأي وما في ذلك من الكراهة.
كتمان قراءة القرآن.
الرقيا بالقرآن والاستشفاء به.
باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له.
بيع المصاحف وشراؤها.
نقط المصاحف.
التعشير وتحلية المصاحف.
تعطير المصاحف ولمسها من قبل المشرك.
ويجري أبو عبيد في كتابه على منهج المحدّثين في سوق ما ورد من الأحاديث المسندة حول الموضوع الذي يتكلم عنه، لكنه يمهّد له بكلامه، ويستعرض بعض أقوال العلماء حوله ويناقشها، ويرجح بينها.
علوم القرآن في «صحيح البخاري» (ت 256هـ)
جمع الإمام البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت 256هـ) في «الجامع الصحيح» عشرة أنواع من علوم القرآن تحت عنوان «كتاب فضائل القرآن» وهو الكتاب
السادس والستون من «جامعه»، وعدة أبواب هذا الكتاب (37) بابا تنتظم. الأنواع ضمنها، وهذه ترجمتها:(1/58)
جمع الإمام البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت 256هـ) في «الجامع الصحيح» عشرة أنواع من علوم القرآن تحت عنوان «كتاب فضائل القرآن» وهو الكتاب
السادس والستون من «جامعه»، وعدة أبواب هذا الكتاب (37) بابا تنتظم. الأنواع ضمنها، وهذه ترجمتها:
رقم الباب / اسم الباب / رقم الباب / اسم الباب 11كيف نزل الوحي؟ وأول ما نزل 2نزل القرآن بلسان قريش والعرب 3جمع القرآن 4كاتب النبي صلى الله عليه وسلم 5أنزل القرآن على سبعة أحرف 6تأليف القرآن 7كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم 8القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 9فضل فاتحة الكتاب 10فضل سورة البقرة 11فصل سورة الكهف 12فضل سورة الفتح 13فضل قل هو الله أحد 14فضل المعوذات 15نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن 16من قال لم يترك صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين 17فضل القرآن على سائر الكلام 18الوصاة بكتاب الله عز وجل 192من لم يتغن بالقرآن 20اغتباط صاحب القرآن 21خيركم من تعلم القرآن وعلمه 22القراءة عن ظهر القلب 23استذكار القرآن وتعاهده 24القراءة على الدابة 25تعليم الصبيان القرآن 26نسيان القرآن، وهل يقول نسيت آية كذا وكذا؟
27 - من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا 28الترتيل في القراءة 29مدة القراءة 30الترجيع 31حسن الصوت بالقراءة 32من أحب أن يسمع القرآن من غيره 33قول المقرئ للقارئ: حسبك 34في كم يقرأ القرآن؟
35 - البكاء عند قراءة القرآن 36إثم من رايا بقراءة القرآن، أو تأكّل به أو فخر به 37اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم وقد اقتصر البخاري على هذه العلوم التزاما منه بإيراد ما جاء فيها من الحديث الصحيح، وهي محاولة تعطي القارئ فكرة عن منهج المحدّثين تجاه علوم القرآن وكيف تناولوها في مؤلفاتهم.
استقلال التأليف في «علوم القرآن»
رأينا في الفصل السابق كيف بدأ التأليف في «علوم القرآن» كل فنّ منها على
حدة، ثم كيف جمعها بعض العلماء مع غيرها في كتب التفسير الكبيرة، أو في مقدماتها، أو في كتب المحدّثين، وسنرى في هذا الفصل بداية استقلال التدوين بها كفن، وجهود العلماء وتآليفهم فيها منذ نشأتها إلى أيامنا هذه.(1/59)
رأينا في الفصل السابق كيف بدأ التأليف في «علوم القرآن» كل فنّ منها على
حدة، ثم كيف جمعها بعض العلماء مع غيرها في كتب التفسير الكبيرة، أو في مقدماتها، أو في كتب المحدّثين، وسنرى في هذا الفصل بداية استقلال التدوين بها كفن، وجهود العلماء وتآليفهم فيها منذ نشأتها إلى أيامنا هذه.
1 - يعتبر الإمام ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 597هـ) أقدم من أفرد كتابا مستقلا في «علوم القرآن»، وهو «فنون الأفنان في عيون علوم القرآن» (1) وقد ضمنه عشرة أنواع منها، وذكر في مقدمته أنه وضعه بعد أن ألف كتابا في علوم الحديث اسمه «التلقيح في غرائب علوم الحديث» وقد تناول من هذه العلوم ما رآه «عجيبا» ولسنا ندري ما مصطلح العجيب عنده ولكنه ساق في كتابه الأنواع التالية: فضائل القرآن، في أن القرآن غير مخلوق، الأحرف السبعة، كتابة المصحف وهجاؤه، عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه، نقط القرآن، أجزاء القرآن، المكي والمدني، اللغات في القرآن (الأعجمي والمعرّب)، الوقف والابتداء، التفسير، النسخ، المحكم والمتشابه الأوصاف التي شاركت فيها أمتنا الأنبياء، وهي كما ترى ليست عجائب، وقد عرض لهذه الأنواع بأسلوب موجز، وساق أقوال السابقين فيه واعتمد على مصادرهم في نقله.
2 - ولابن الجوزي كتاب آخر في علوم القرآن اسمه «المجتبى في علوم القرآن» ويسمّيه أبو الفرج الحنبلي في «الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 399ب «المغني في علوم القرآن» وهو مخطوط بدار الكتب المصرية.
3 - ثم وضع السخاوي، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد (ت 643هـ) كتابا سمّاه: «جمال القرّاء وكمال الإقراء» (2) ورتّبه في عشر كتب، وخصّ كل نوع منها بكتاب يمكن إفراده برسالة مستقلة، وخصّ من الأنواع ما يلزم القارئ.
4 - ثم ألف أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي (ت
__________
(1) طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق أحمد الشرقاوي، وإقبال المراكشي بالدار البيضاء في المغرب 1390هـ / 1970م، وطبع مؤخّرا بتحقيق د. حسن ضياء الدين عتر بدار البشائر الإسلامية في بيروت 1408هـ / 1987م في (568) ص.
(2) طبع بتحقيق د. علي حسين البواب، بدار التراث بمكة المكرمة 1408هـ / 1988م في مجلدين.(1/60)
665 - هـ) كتاب «المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز» (1) وضمنه خمسة أنواع منها، وهي كلها مما يتعلق بالقراءة، وهذه ترجمتها: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفّاظه في ذلك الأوان، جمع القرآن، الأحرف السبعة، القراءات، آداب القارئ والإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها.
5 - ثم وضع الحافظ ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم (ت 728هـ) «مقدمة في أصول التفسير» (2) صرف مقصوده فيها نحو علم التفسير وما يتعلق به، وهي رسالة صغيرة جدا.
6 - ثم جاء الزركشي صاحب الكتاب الذي بين يديك ووضع كتابه «البرهان» وسترى الكلام عنه مفصلا في الباب التالي إن شاء الله، وكان كتابه بحق أول كتاب جامع لمعظم علوم القرآن.
7 - ثم وضع جلال الدين البلقيني عبد الرحمن بن عمر بن رسلان (ت 824هـ) كتابه «مواقع العلوم من مواقع النجوم» ذكر السيوطي في مقدمة «الإتقان» أنه ضمنه (50) نوعا من علوم القرآن ورتبها ترتيبا بديعا على ستة مباحث: (الأول) في مواطن النزول وأوقاته ووقائعه، وفيه اثنا عشر نوعا. (الثاني) في سند القرآن وهو ستة أنواع. (الثالث) في أدائه وهو ستة أنواع أيضا. (الرابع) في ألفاظه وهو سبعة أنواع. (الخامس) في معانيه المتعلقة بأحكامه، وهو أربعة عشرة نوعا. (السادس) في معانيه المتعلّقة بألفاظه وهو خمسة أنواع. وبذلك يكمل الكتاب كله خمسين نوعا غير ما فيه من أنواع الأسماء والكنى والألقاب والمبهمات. وهي لا تدخل تحت حصر.
8 - ووضع الكافيجي محيي الدين أبو عبد الله محمود بن سليمان (ت 879هـ)
__________
(1) طبع بتحقيق طيار آلتي قولاج، بدار صادر في بيروت 1396هـ / 1975م في 318ص.
(2) طبعت لأول مرة بدهلي في الهند على الحجر 1344هـ / 1925م، ثم طبعت بعناية جميل الشطي بمطبعة الترقي بدمشق 1355هـ / 1936م في (34) ص، ثم حققها د. عدنان زرزور وطبعت بدار القرآن الكريم في الكويت 1392هـ / 1971م، وطبعت في المط. السلفية في القاهرة.(1/61)
كتابه «التيسير في قواعد علم التفسير» (1)، ذكره السيوطي في مقدمة «الإتقان» فقال:
(ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدوّنوا كتابا في أنواع علوم القرآن، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين، وإنسان عين الناظرين، خلاصة الوجود، علّامة الزمان، فخر العصر والأوان، أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي مدّ الله في أجله، وأسبغ عليه ظلّه يقول: قد دوّنت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه) ويصنف السيوطي هذا الكتاب بقوله: (فكتبته عنه فإذا هو صغير الحجم جدا، وحاصل ما فيه، بابان: الأول في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية، والثاني: في شروط القول فيه بالرأي وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلّم، فلم يشف لي غليلا)، والكتاب كما نرى يدور حول التفسير لكنه يذكر من العلوم ما يتعلق به، وقد رأينا سابقا كيف أن الأئمة كانوا يعتبرون التفسير أمّ علوم القرآن.
9 - ثم جاء السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) وألف كتابه «الإتقان في علوم القرآن» (2) وقد عقدنا له دراسة موسّعة ومقارنة في الباب التالي من هذه المقدمة.
10 - وللسيوطي كتاب آخر هو «التحبير في علم التفسير» (3) ذكر في مقدمة
__________
(1) طبع الكتاب بتحقيق إسماعيل جراح أوغلي، بكلية الإلهيات بجامعة أنقرة في تركيا 1394هـ / 1974م وحققه ناصر بن محمد المطرودي كرسالة ماجستير بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض 1404هـ / 1984م (أخبار التراث العربي 9/ 22و 14/ 27).
(2) طبع الكتاب عدة طبعات. الأولى في كلكته بالهند 1271هـ / 1852م في (959) ص، ثم طبع في مصر 1279هـ / 1862م في 2ج، وفيها أيضا 1287هـ / 1870م في 2ج، وبمطبعة عثمان عبد الرزاق بمصر 1306هـ / 1888م في 2ج (214209) ص. وبالمطبعة الميمنية بالقاهرة 1317هـ / 1898م في 2ج وبهامشه إعجاز القرآن للباقلاني، وفي المطبعة الأزهرية بالقاهرة 1318هـ / 1899م، وبمطبعة حجازي بالقاهرة 1341هـ / 1921م وبمطبعة المقتطف بالقاهرة 1347هـ / 1928م وبإدارة الطباعة المنيرية بالقاهرة 1354هـ / 1935م وبمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1371هـ / 1951م. وحققه محمد أبو الفضل إبراهيم، وطبع بمكتبة المشهد الحسيني بالقاهرة 1387هـ / 1967م، ثم بدار التراث بالقاهرة. وقد صوّر الكتاب في بيروت عن الطبعات الأصلية السابقة، فصور بدار الفكر، وبدار المعرفة، وبدار الجيل، وبعالم الكتب، ثم ظهرت عن عالم الكتب طبعة جديدة.
(3) طبع بتحقيق د. فتحي عبد القادر، بمكتبة دار العلوم بالرياض 1404هـ / 1984م.(1/62)
«الإتقان» أنه ألّفه قبل الإتقان، وضمنه (102) نوعا من أنواع علوم القرآن، وانتهى من تأليفه سنة (872هـ).
11 - ووضع جمال الدين، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد عقيلة المكي الحنفي (ت 930هـ) كتابه «الإحسان في علوم القرآن» ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 3/ 32.
12 - ووضع الغزنوي، أبو الحسن بن محمد الأصبهاني (ت 1104هـ) «مقدمة تفسير مرآة الأنوار» (1).
13 - ووضع محمد بن سلامة الاسكندري (ت 1149هـ) «تحفة الفقير ببعض علوم التفسير» (2) وهو مخطوط في مكتبة الأزهر برقم 308.
14 - ووضع الإزميري، محمد أفندي (ت 1155هـ) «بدائع البرهان في علوم القرآن» ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 1/ 170.
15 - ووضع القنوجي، عبد الباسط بن رستم بن علي أصغر الهندي (ت 1223هـ) «عجيب البيان في علوم القرآن» ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 94.
16 - ووضع ابن عجيبة، أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني (ت 1224هـ) مقدمة لتفسيره «البحر المديد في التفسير» ذكره كحالة في معجم المؤلفين 2/ 163.
17 - ووضع محمد علي سلامة المصري (من أعيان القرن 14هـ) «منهج الفرقان في علوم القرآن» ذكره الزرقاني في مناهل العرفان 1/ 31.
18 - ووضع أبو بكر الجزائري، طاهر بن أحمد (ت 1338هـ) «التبيان في علوم القرآن» ويسمّى أيضا ب «التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريقة الإتقان» (3)
وهو المقدمة الصغرى من تفسيره.
__________
(1) طبع في طهران 1274هـ / 1855م.
(2) معجم الدراسات القرآنية ص 400.
(3) طبع بهذا الاسم بمطبعة المنار بالقاهرة 1334هـ / 1915م.(1/63)
19 - ووضع الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي «عنوان البيان في علوم التبيان» (1).
20 - ووضع الشيخ الدهلوي، أحمد شاه ولي الله بن عبد الرحيم (ت 1176هـ) «الفوز الكبير في أصول التفسير» (2).
21 - ووضع موسى جار الله روستوفدوني الروسي «تاريخ القرآن والمصاحف» (3)، وهو يهتم بالرسم القرآني بشكل خاص.
22 - ووضع أبو عبد الله الزنجاني، عبد الكريم «تاريخ القرآن» (4).
23 - ووضع عبد الصمد صارم الهندي «عرض الأنوار» (5) المعروف ب «تاريخ القرآن» باللغة الهندية.
24 - ووضع الزرقاني، محمد عبد العظيم المصري كتابه «مناهل العرفان في علوم القرآن» (6) وهو من أحسن ما كتب في علوم القرآن في الأزمنة المتأخرة. ويمتاز برد الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حول القرآن الكريم.
25 - ووضع ابن الخطيب محمد عبد اللطيف كتابه «الفرقان، جمع القرآن، تدوينه، هجاؤه، ورسمه، وتلاوته وقراءته» (7).
__________
(1) طبع بمطبعة المعاهد بالقاهرة 1344هـ / 1925م في (92) ص وأعيد طبعه بمطبعة مصطفى الحلبي القاهرة 1399هـ / 1979م.
(2) طبع في مقدمة كتاب «إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين» بإدارة الطباعة المنيرية بالقاهرة 1346هـ / 1927م، وصوّرته عالم الكتب في بيروت 1404هـ / 1984م، وطبع مستقلا بعناية سلمان الحسيني النّدوي بدار البشائر الاسلامية في بيروت 1408هـ / 1988م في (134) ص.
(3) طبع بالمطبعة الإسلامية في بطرسبورغ 1323هـ / 1904م مع «عقيلة أتراب القاصد».
(4) طبع بمط. لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة 1354هـ / 1935م، ونشره إبراهيم الابياري بدار الكتاب اللبناني في بيروت 1402هـ / 1982م.
(5) طبع بدلهي 1359هـ / 1940م.
(6) طبع بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة 1362هـ / 1942م في مجلدين من القطع الصغير، وصورته دار إحياء التراث العربي في بيروت.
(7) طبع بمطبعة دار الكتب في القاهرة 1367هـ / 1948م في (248) ص. وصوّر بدار الكتب العلمية في بيروت 1406هـ / 1986م.(1/64)
26 - ووضع أحمد عادل كمال «علوم القرآن» (1) وهو كتاب صغير ومختصر.
27 - ووضع محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي (ت 1380هـ) «تاريخ القرآن» (2).
28 - ونشر المستشرق آرثر جفري «مقدمتان في علوم القرآن: مقدمة ابن عطية ومقدمة المباني» (3).
29 - ووضع محمد عزّة دروزة «القرآن المجيد، تنزيله، أسلوبه، وأثره وجمعه وتدوينه» (4).
30 - ووضع محمود خليل الحصري «مع القرآن الكريم» (5).
31 - ووضع عبد العظيم الغباشي المصري «علوم القرآن» (6).
32 - ووضع صبحي الصالح «مباحث في علوم القرآن» (7).
33 - ووضع عبد الوهاب عبد المجيد غزلان «البيان في مباحث من علوم القرآن» (8).
34 - ووضع شيخنا محمد العربي العزوزي رحمه الله «القرآن المجيد» (9).
35 - ووضع عبد الصبور شاهين «تاريخ القرآن» (10).
(البرهان ج 1م 5)
__________
(1) طبع بمط. الفجالة الجديدة في القاهرة 1371هـ / 1951م في (173) ص، وأعيد طبعه في المختار الإسلامي في القاهرة 1394هـ / 1974م في (149) ص.
(2) طبع بمط. الحلبي في القاهرة 1373هـ / 1953م.
(3) طبع بمكتبة الخانجي في القاهرة 1374هـ / 1954م.
(4) طبع بالمط. العصرية في القاهرة 1375هـ / 1955م.
(5) طبع بمطابع الشمرلي في القاهرة 1380هـ / 1960م.
(6) طبع بمط. دار التأليف في القاهرة 1382هـ / 1962م.
(7) طبع لأول مرة بدار العلم للملايين 1384هـ / 1964م، وظهر عن الجامعة السورية بدمشق 1397هـ / 1977م.
(8) طبع بمط. دار التأليف في القاهرة 1384هـ / 1965م.
(9) طبع بدار الإنصاف في بيروت 1385هـ / 1965م.
(10) طبع بدار القلم في القاهرة 1386هـ / 1966م.
36 - ووضع قاسم القيسي (ت 1373هـ / 1953م): «تاريخ التفسير» (1).(1/65)
36 - ووضع قاسم القيسي (ت 1373هـ / 1953م): «تاريخ التفسير» (1).
37 - ووضع محمد صبيح «القرآن» (2).
38 - ووضع موسى شاهين لاشين «اللئالئ الحسان في علوم القرآن» (3).
39 - ووضع علي محمود خليل «مذكرات في علوم القرآن» (4).
40 - ووضع محمد جواد جلال «علوم القرآن» (5).
41 - ووضع إبراهيم علي أبو الخشب «القرآن الكريم، دراسة» (6).
42 - ووضع محمد بن علي بن جميل الصابوني «التبيان في علوم القرآن» (7).
43 - ووضع أحمد الحوفي «مع القرآن الكريم» (8).
44 - وظهر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إدارة التوثيق والإعلام:
«الببليوغرافيا الموضوعية العربية علوم الدين الإسلامي علوم القرآن» (9).
45 - ووضع عبد القهار داود العاني «دراسات في علوم القرآن» (10).
46 - ووضع محمد يوسف البنوري «يتيمة البيان في شيء من علوم القرآن» (11).
47 - ووضع عبد السلام كفافي بالاشتراك مع عبد الله الشريف «في علوم القرآن» (12).
__________
(1) طبع بمطبعة المجمع العلمي العراقي في بغداد 1386هـ / 1966م.
(2) طبع بشركة مطابع العناني في القاهرة 1386هـ / 1966م.
(3) طبع بدار التأليف في القاهرة 1388هـ / 1968م.
(4) طبع بدار شوشة في القاهرة 1388هـ / 1968م.
(5) طبع بمط. حداد في البصرة 1389هـ / 1969م، وهو من منشورات الرابطة الثقافية في البصرة.
(6) طبع بدار الفكر العربي في القاهرة.
(7) طبع بدار الإرشاد في بيروت 1390هـ / 1970م.
(8) طبع بدار النهضة في القاهرة 1391هـ / 1971م.
(9) طبع في القاهرة 1393هـ / 1972م.
(10) طبع بمط. المعارف ببغداد 1392هـ / 1972م.
(11) من منشورات مجلس الدعوة والتحقيق الإسلامي في كراتشي 1396هـ / 1976م في (150) ص.
(12) طبع بدار النهضة العربية في بيروت 1397هـ / 1977م.(1/66)
48 - ووضع فرج توفيق الوليد بالاشتراك مع فاضل شاكر النعيمي «علوم القرآن» (1).
49 - ووضع عبد الله خورشيد البري «القرآن وعلومه في مصر من سنة 20 358هـ» (2).
50 - ووضع أحمد حسن الباقوري «مع القرآن» (3).
51 - ووضع عبد المنعم النصر «علوم القرآن» (4).
52 - ووضع مناع القطان «مباحث في علوم القرآن» (5).
53 - ووضع محمود عبد المجيد «في علوم القرآن» (6).
54 - ووضع عبد الكريم الخطيب «من قضايا القرآن، نظمه، جمعه، ترتيبه» (7).
55 - ووضع محمد محمد أبو شهبة «المدخل لدراسة القرآن» (8).
56 - ووضع محمد الصباغ «لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير» (9).
57 - ووضع عبد الفتاح القاضي «من علوم القرآن» (10).
58 - ووضع عبد العال سالم مكرم «من الدراسات القرآنية» (11).
59 - ووضع أمير عبد العزيز «دراسات في علوم القرآن» (12).
__________
(1) طبع بدار الحرية في بغداد 1398هـ / 1978م.
(2) طبع بدار المعارف في القاهرة 1390هـ / 1970م في (461) ص.
(3) طبع بمط. الآداب في القاهرة 1390هـ / 1970م.
(4) طبع بدار الكتاب اللبناني في بيروت.
(5) طبع لأول مرة بالرياض 1391هـ / 1971م في (400) ص، وطبع بمؤسسة الرسالة في بيروت 1400هـ / 1980م في 390) ص.
(6) طبع بمكتبة دار التراث بالقاهرة.
(7) طبع بدار الفكر العربي في القاهرة 1393هـ / 1973م.
(8) طبع بالدار الحديثة للطباعة في القاهرة 1393هـ / 1973م.
(9) طبع بالمكتب الإسلامي في دمشق 1394هـ / 1974م.
(10) طبع بالقاهرة 1396هـ / 1976م.
(11) طبع بمؤسسة علي جراح الصياح في الكويت 1399هـ / 1978م.
(12) طبع بمؤسسة الرسالة في بيروت ودار الفرقان في عمان 1403هـ / 1983م.(1/67)
60 - ووضع محمد بن عبد العزيز السديس «الدراسات القرآنية» (1) وهو بحث نال به الشهادة العالية من كلية الشريعة بجامعة الملك سعود بالرياض.
61 - ووضع محمد بن عجيبة «علوم القرآن في مقدمة تفسير ابن عجيبة» وهو رسالة ماجستير بدار الحديث الحسنية بالرباط (2).
62 - ووضع عبد العزيز إسماعيل صقر «الزركشي ومنهجه في علوم القرآن» (3)، وهو رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر 1401هـ / 1981م.
63 - ووضع أحمد محمد علي داود «علوم القرآن والحديث» (4).
64 - ووضع عبد الله أبو السعود بدر «فهرس كتب التفسير منذ عهد النبوة إلى عهدنا الحالي» (5).
65 - ووضع عزّة حسن «فهرس دار الكتب الظاهرية علوم القرآن» (6).
66 - ووضعت ابتسام مرهون الصفار «معجم الدراسات القرآنية» (7) وهو معجم لما ألّف في الدراسات القرآنية مرتّب على (12) بابا هي: أسباب النزول، وإعجاز القرآن، وإعراب القرآن، وتفسير القرآن، وجمع القرآن وتدوينه ورسمه، وعلوم القرآن، وفضائل القرآن، والقراءات، والقصص القرآني، ومتشابه القرآن، والمعاجم القرآنية، والناسخ والمنسوخ. وتذكر الباحثة تحت كل نوع ما ألّف فيه مبتدئة بالمخطوط، ثم المطبوع، مع ذكر المعلومات التعريفية حول كل كتاب.
67 - ومن آخر من كتب في علوم القرآن علي شواخ إسحاق، وله «معجم مصنفات
__________
(1) طبع بمطبعة الرياض في (604) ص (معجم مصنفات القرآن الكريم 3/ 202).
(2) أخبار التراث العربي 3/ 21.
(3) الأطروحات الإسلامية 1/ 18.
(4) طبع بالشركة المتحدة في بيروت 1408هـ / 1988م.
(5) أخبار التراث العربي 8/ 16.
(6) طبع في مجمع اللغة العربية بدمشق 1382هـ / 1962م.
(7) طبع بمطابع جامعة الموصل 1404هـ / 1984م، في (640) ص.(1/68)
القرآن الكريم» (1) وهو كتاب كبير في (4) أجزاء حاول فيه مؤلفه أن يجمع كل ما كتب من المؤلفات في مجال الدراسات القرآنية ورتبه على المواضيع التالية: آيات القرآن، أحرفه، أحكامه، أسباب نزوله، إعجازه وبلاغته، إعرابه، تجويده، ترجماته، تفسيره، دراساته، رسمه، غريبه، فضائله، قراءاته، لغاته، مبهماته، محكمه ومتشابهه، معانيه، ناسخه ومنسوخه، وجوهه ونظائره، وهي تبلغ بمجموعها (20) نوعا، ذكر فيه مؤلفه ما كتب في كل نوع منها من المؤلفات، مع بيان المعلومات المتعلقة بكل كتاب ومصادر النقل.
__________
(1) طبع بدار الرفاعي في الرياض 1403هـ / 1983م في (4) مج.(1/69)
قيمة كتاب البرهان في علوم القرآن توثيقه منهجه مصادره أثره
توثيق نسبة الكتاب وتسميته
أجمع أصحاب المصادر الذين ترجموا للزركشي على نسبة كتاب «البرهان» إليه فقد ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) في «إنباء الغمر» (1) فقال: (ورأيت أنا بخطه من تصنيفه: «البرهان في علوم القرآن» من أعجب الكتب وأبدعها، مجلدة، ذكر فيه نيفا وأربعين علما من علوم القرآن).
وذكره السيوطي (ت 911هـ) في «حسن المحاضرة» (2) في ترجمة الزركشي، وفي مقدمة كتابه «الإتقان» (3) فقال: (بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخّري أصحابنا الشافعيين ألّف كتابا في ذلك حافلا يسمى «البرهان في علوم القرآن» فتطلّبته حتى وقفت عليه، فوجدته قد قال في خطبته).
وذكره الداودي (ت 945هـ) في «طبقات المفسرين» (4) وحاجي خليفة في «كشف الظنون» (5) وبروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» (6)،) ونصّ الأخير على نسخه الخطية.
__________
(1) إنباء الغمر 3/ 140.
(2) حسن المحاضرة 1/ 437.
(3) الإتقان في علوم القرآن المقدمة 1/ 1110.
(4) طبقات المفسرين 2/ 163.
(5) كشف الظنون 1/ 240.
(6) تاريخ الأدب العربي (بالألمانية) الذيل 2/ 108.(1/70)
وقد أكد هؤلاء جميعا صحة نسبة الكتاب للزركشي، ولا خلاف بينهم في اسم الكتاب، خاصة وأن الزركشي قد سمّاه في مقدمة كتابه.
منهج الزركشي في البرهان (1)
جمع الزركشي في «البرهان» أقوال المتقدمين حول علوم القرآن، ولم تكن حتى عصره قد جمعت في كتاب واحد كما جمعت علوم الحديث إذ بدأ التصنيف في علوم الحديث في فترة مبكرة تعود للقرن الرابع الهجري. وفي ذلك يقول الزركشي في مقدمة الكتاب: (وممّا فات المتقدّمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث، فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلّم الناس في فنونه).
ويقول السيوطي (2): (لقد كنت في زمان الطلب أتعجّب من المتقدّمين إذ لم يدوّنوا كتابا في أنواع علوم القرآن، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث) وهذا يدل دلالة واضحة على أن علوم القرآن لم تكن نضجت حتى عصر الإمام الزركشي.
لقد كان الزركشي أول من سبق للتأليف في «علوم القرآن» بصورة جامعة شاملة، ولا يعني هذا أن علوم القرآن لم تكن موجودة حتى عصره، فإن كل فن من فنون القرآن كالتفسير، والناسخ والمنسوخ، والمتشابه، والوقف والابتداء وجدت فيه التآليف المستقلة منذ العهود المبكرة للتأليف عند المسلمين، كما ظهرت قبل «البرهان» محاولات أولية لجمع بعض علوم القرآن، كما فعل ابن الجوزي (ت 597هـ) في كتابه «فنون الأفنان» وأبو الحسن السخاوي (ت 643هـ) في «جمال القرّاء» (3)
لقد كان الزركشي أول جامع لعلوم القرآن في كتابه «البرهان» بشكل شامل وما من شك أنه كان أمام مهمة شاقة وعسيرة لم يسبق إليها، وكان كما قال الإمام أبو
__________
(1) كتب الباحث عبد العزيز إسماعيل صقر دراسة بعنوان «الزركشي ومنهجه في علوم القرآن» وقدّمها كرسالة دكتوراه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر 1401هـ / 1981م.
(2) الإتقان 1/ 4.
(3) راجع فصل تاريخ علوم القرآن من هذه المقدمة.(1/71)
السعادات ابن الأثير الجزري (ت 606هـ) في «النهاية في غريب الحديث» 1/ 5: (إن كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدع لأمر لم يتقدّم فيه عليه، فإنه يكون قليلا ثم يكثر، وصغيرا ثم يكبر).
ولقد كان أمام الزركشي تراثا واسعا ومتنوعا في علوم القرآن، يتمثل بمؤلفات السابقين التي يختص كلّ منها بنوع من أنواع علوم القرآن، وكان عليه أن يجمع كل ما يتعلق بالفن الواحد، ليصوغه بقالب جديد من صياغته وأسلوبه، وينظم الفنون كلها في سلسلة واحدة متّسقة، منسجمة الوحدة والموضوع، وغدا كتابه بذلك كالعقد المنظوم أحسن نظم، الذي حوى جواهر الدرر وفرائدها.
وقد اتبع الزركشي في «البرهان» منهجا علميا رصينا، يقوم على تعريف القارئ بكل فن من فنون القرآن على حدة، وإعطائه فكرة واضحة عن هذا الفن، فهو يبدأ بتعريفه، ويذكر أشهر من دوّن فيه من العلماء مع ذكر كتبهم، ثم يستعرض لمحة عن تاريخ هذا الفن فيذكر نشأته وتطوّره، ثم يبدأ بذكر أقسامه ومواضيعه ومسائله. حتى إذا استكمل غايته من عرض هذا الفن انتقل لفن آخر وهكذا.
والزركشي في عرضه لمادة البحث يستعين بأقوال أئمة الفن الذي يتكلم عنه، وهو يسمّيهم في كثير من الأحيان وقد يسمّي كتبهم التي نقل منها، ولكنه يتصرّف في النقل، ويصيغ العبارات المنقولة بأسلوبه، فهو مثلا يختار من الصفحة التي ينقل منها سطرا أو فقرة، ومن التي تليها سطرا آخر، وينظمهما بعبارة جديدة بأسلوبه، ونراه في مواضع أخرى يعبّر بأسلوبه واختصاره عن مراد إمام له كلام طويل في مسألة.
وقد حفل الكتاب بأسماء كثير من الأئمة الأعلام في علوم القرآن واللغة والحديث والفقه وأسماء كثير من المؤلفات المتنوعة في علوم القرآن وغيرها وبالشواهد القرآنية الغزيرة والشواهد الحديثية والامثال العربية، والأشعار والأرجاز، وصار موسوعة قرآنية ضمّت بين دفّتيها كل ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم.
وقد قدّم الزركشي لكتابه بمقدمة هامّة بيّن فيها فضائل القرآن، وساق فيها أقوال الأئمة في ذلك. واستعرض بإيجاز نشأة علوم القرآن وتطوّره. وذكر أعلام علمائه،
وخلص بعد ذلك لذكر الدافع له على تأليف كتابه وهو أنه لم يجد فيما كتبه السابقون كتابا جامعا لعلوم القرآن، ثم استعرض عناوين الأنواع التي ضمنها في كتابه.(1/72)
وقد قدّم الزركشي لكتابه بمقدمة هامّة بيّن فيها فضائل القرآن، وساق فيها أقوال الأئمة في ذلك. واستعرض بإيجاز نشأة علوم القرآن وتطوّره. وذكر أعلام علمائه،
وخلص بعد ذلك لذكر الدافع له على تأليف كتابه وهو أنه لم يجد فيما كتبه السابقون كتابا جامعا لعلوم القرآن، ثم استعرض عناوين الأنواع التي ضمنها في كتابه.
ثم عقد فصلا لعلم التفسير قبل الخوض في أنواع الكتاب عرّف به وبمبادئه وذكر التأليف فيه بأنواعه، وبيان الحاجة إليه وأهميته.
ثم عقد فصلا آخر لبيان علوم القرآن وعددها وأنواعها وساق أقوال العلماء في ذلك، ثم شرع بعد ذلك بمقصوده من الكتاب فذكر أنواع علوم القرآن وبدأ بالنوع الأول منها وهو معرفة أسباب النزول، وختم بالنوع السابع والأربعين وهو في الكلام على المفردات من الأدوات.
وقد وفّق الزركشي في جمع معظم علوم القرآن في كتابه وفي تقسيمه لأنواع الكتاب، وفي عرض كل فن منها عرضا علميّا، وتفاوتت الأنواع عنده، من حيث التوسع في العرض والاختصار، تفاوتا كبيرا، إذ بلغ النوع السادس والأربعون، وهو في أساليب القرآن وفنونه البلاغية (779) صفحة، بينما بلغ النوع السادس والعشرون، وهو في معرفة فضائله (2) صفحتان فقط! وتتفاوت الأنواع عنده بين هذين الرقمين، وقد حاولنا وضع جدول يبيّن عدد صفحات كل نوع، يعطي القارئ فكرة واضحة عن تقسيم الزركشي للأنواع داخل الكتاب.(1/73)
وقد وفّق الزركشي في جمع معظم علوم القرآن في كتابه وفي تقسيمه لأنواع الكتاب، وفي عرض كل فن منها عرضا علميّا، وتفاوتت الأنواع عنده، من حيث التوسع في العرض والاختصار، تفاوتا كبيرا، إذ بلغ النوع السادس والأربعون، وهو في أساليب القرآن وفنونه البلاغية (779) صفحة، بينما بلغ النوع السادس والعشرون، وهو في معرفة فضائله (2) صفحتان فقط! وتتفاوت الأنواع عنده بين هذين الرقمين، وقد حاولنا وضع جدول يبيّن عدد صفحات كل نوع، يعطي القارئ فكرة واضحة عن تقسيم الزركشي للأنواع داخل الكتاب.
جدول يبيّن أنواع علوم القرآن في كتاب البرهان
رقم النوع: اسم النوع: عدد صفحاته: رقم النوع: اسم النوع: عدد صفحاته: 46: أساليب القرآن وفنونه البلاغية: 779: 1: أسباب النزول: 13: 47: الكلام على المفردات من الأدوات: 270: 37: الآيات المتشابهات: 12: في الصفات: 41: التفسير والتأويل: 70: 13: جمع القرآن وحفّاظه من: 11 الصحابة: 45: أقسام معنى الكلام: 66: 28: فضائل سوره: 11: 25: مرسوم الخط: 56: 15: أسماؤه واشتقاقاتها: 10: 3: الفواصل ورءوس الآيات: 49: 20: بلاغته: 10: 43: حقيقته ومجازه: 45: 36: المحكم والمتشابه (في المعاني): 10: 5: المتشابه (اللفظي): 44: 4: الوجوه والنظائر: 9: 42: وجوه المخاطبات: 38: 6: مبهماته: 9: 38: إعجازه: 35: 31: أمثاله: 9: 24: الوقف والابتداء: 34: 21: فصاحته: 7: 29: آداب تلاوته: 32: 18: غريبه: 6: 14: تقسيم سوره وآياته: 29: 8: خواتم السور: 5: 35: الموهم والمختلف: 23: 10: أول ما نزل وآخره: 5: 39: وجوب تواتره: 22: 30: الاقتباس والتضمين: 5: 22: قراءاته: 21: 34: ناسخه ومنسوخه: 5: 32: أحكامه (الفقهية): 21: 12: كيفية إنزاله: 4: 9: المكي والمدني: 19: 16: ما فيه من غير لغة قريش: 4: 2: المناسبات بين الآيات: 18: 17: ما فيه من المعرّب: 4: 7: أسرار الفواتح والسور: 18: 19: تصريفه: 4: 11: لغات القرآن: 18: 27: خواصه: 4: 40: معاضدة السنة للكتاب: 18: 33: جدله: 4: 44: كناياته وتعريضه: 16: 23: توجيه قراءته: 3:::: 26: فضائله: 2:(1/74)
رقم النوع: اسم النوع: عدد صفحاته: رقم النوع: اسم النوع: عدد صفحاته: 46: أساليب القرآن وفنونه البلاغية: 779: 1: أسباب النزول: 13: 47: الكلام على المفردات من الأدوات: 270: 37: الآيات المتشابهات: 12: في الصفات: 41: التفسير والتأويل: 70: 13: جمع القرآن وحفّاظه من: 11 الصحابة: 45: أقسام معنى الكلام: 66: 28: فضائل سوره: 11: 25: مرسوم الخط: 56: 15: أسماؤه واشتقاقاتها: 10: 3: الفواصل ورءوس الآيات: 49: 20: بلاغته: 10: 43: حقيقته ومجازه: 45: 36: المحكم والمتشابه (في المعاني): 10: 5: المتشابه (اللفظي): 44: 4: الوجوه والنظائر: 9: 42: وجوه المخاطبات: 38: 6: مبهماته: 9: 38: إعجازه: 35: 31: أمثاله: 9: 24: الوقف والابتداء: 34: 21: فصاحته: 7: 29: آداب تلاوته: 32: 18: غريبه: 6: 14: تقسيم سوره وآياته: 29: 8: خواتم السور: 5: 35: الموهم والمختلف: 23: 10: أول ما نزل وآخره: 5: 39: وجوب تواتره: 22: 30: الاقتباس والتضمين: 5: 22: قراءاته: 21: 34: ناسخه ومنسوخه: 5: 32: أحكامه (الفقهية): 21: 12: كيفية إنزاله: 4: 9: المكي والمدني: 19: 16: ما فيه من غير لغة قريش: 4: 2: المناسبات بين الآيات: 18: 17: ما فيه من المعرّب: 4: 7: أسرار الفواتح والسور: 18: 19: تصريفه: 4: 11: لغات القرآن: 18: 27: خواصه: 4: 40: معاضدة السنة للكتاب: 18: 33: جدله: 4: 44: كناياته وتعريضه: 16: 23: توجيه قراءته: 3:::: 26: فضائله: 2:
مصادر الزركشي في البرهان
اعتمد الزركشي في تأليف كتابه «البرهان» على كثير من مصادر السابقين في علوم القرآن، وفي سائر العلوم المتنوعة، وهو يصرّح في كل نوع من أنواع كتابه بأسماء بعض مصادره، ونجده في كثير من الأحيان ينقل نصوصا من كتب الأئمة دونما تصريح منه بذلك.
أما المصادر التي صرّح بها في الكتاب فقد بلغت (301) كتابا، وهو عدد كبير جدا يدل على وفرة مصادره التي رجع إليها أثناء تأليفه الكتاب، وتبلغ المصادر التي لم يصرح بها، أو صرح بأسماء مؤلفيها فقط مثل هذا العدد.
ومن هذه المصادر ما يتعلق بعلوم القرآن، كالتفسير، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ ومنها ما يتعلّق بالحديث الشريف كصحيحي البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة ومنها ما يتعلق بالفنون المتنوّعة كالكلام والجدل، والفقه وأصوله، واللغة، والأدب وغيرها.
فمن مصادر علوم القرآن التي أكثر الزركشيّ من الاعتماد عليها وصرّح بها تلك الكتب المؤلفة في «علوم القرآن» قبله، وكان العلماء يضمونها في مقدمات تفاسيرهم كما فعل الإمام الطبري (ت 310هـ) في تفسيره «جامع البيان» والراغب الأصفهاني (ت 505هـ) في «تفسيره» وابن عطية الغرناطي (ت 541هـ) في تفسيره «المحرر الوجيز»، والقرطبي (ت 671هـ) في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن» أو الكتب المستقلة في هذا الفن ك «البرهان في متشابه القرآن» لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك (ت 494هـ) و «فنون الأفنان» لابن الجوزي (ت 597هـ) و «المغني في علوم القرآن» له أيضا، و «جمال القرّاء» للسخاوي علي بن محمد بن عبد الصمد (ت 643هـ)، و «المرشد الوجيز» لأبي شامة عبد الرحمن المقدسي (ت 665هـ)
أما التفاسير التي أكثر من الاعتماد عليها فمنها: «تفسير الكشاف» للزمخشري (ت 538هـ) وقد صرّح به في (191) موضعا، و «المحرر الوجيز» لابن عطية (ت 541هـ)، وقد صرح به في (14) موضعا وأما سائر المصادر القرآنية فمنها: «إعجاز
القرآن» للباقلاني (ت 403هـ) وقد صرّح به في (13) موضعا، و «الانتصار» له أيضا، وقد صرّح به في (8) مواضع، و «فضائل القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ)، وقد صرّح به في (8) مواضع، وكثير من الكتب المؤلفة في الدراسات القرآنية المتنوعة سوى ما ذكرنا.(1/75)
أما التفاسير التي أكثر من الاعتماد عليها فمنها: «تفسير الكشاف» للزمخشري (ت 538هـ) وقد صرّح به في (191) موضعا، و «المحرر الوجيز» لابن عطية (ت 541هـ)، وقد صرح به في (14) موضعا وأما سائر المصادر القرآنية فمنها: «إعجاز
القرآن» للباقلاني (ت 403هـ) وقد صرّح به في (13) موضعا، و «الانتصار» له أيضا، وقد صرّح به في (8) مواضع، و «فضائل القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ)، وقد صرّح به في (8) مواضع، وكثير من الكتب المؤلفة في الدراسات القرآنية المتنوعة سوى ما ذكرنا.
ومن مصادره في الحديث الشريف «صحيح البخاري» وقد صرّح به في (32) موضعا، «وصحيح مسلم» وقد صرّح به في (20) موضعا، و «سنن أبي داود» وقد صرّح به في (4) مواضع، و «سنن الترمذي» وقد صرّح به في (7) مواضع، و «سنن ابن ماجة» وقد صرّح به في موضعين، و «شعب الإيمان» للبيهقي، وقد صرّح به في (8) مواضع وغيرها ومن مصادره الفقهية «أحكام القرآن» لابن العربي (ت 543هـ) و «الرسالة» للإمام الشافعي (ت 204هـ)، و «رءوس المسائل» للنووي (ت 676هـ)، و «فتاوى» ابن الصلاح» (ت 643هـ).
ومن مصادره اللغوية «كتاب سيبويه» وقد صرّح به في (59) موضعا، و «فقه اللغة» لابن فارس (ت 395هـ)، وقد صرّح به في (13) موضعا، و «منهاج البلغاء» لحازم القرطاجني، وقد صرّح به في (10) مواضع، و «مفتاح العلوم» للسكاكي (ت 626هـ) وقد صرّح به في (8) مواضع، إلى جانب عدد كبير جدا من المصادر اللغوية التي فاضت على غيرها من مصادر الزركشي في الكتاب.
أثر كتاب البرهان
ترك كتاب «البرهان» أثرا واضحا في مجال الدراسات القرآنية، وغدا دائرة معارف قرآنية ومصدرا لكل باحث أو طالب علم يريد التعرف على علوم القرآن جملة، أو أي علم منها، ولكل مؤلف في «علوم القرآن»، وسنجري دراسة مقارنة بين «البرهان» وكتاب «الإتقان» للحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) لنعرف أثر كتاب البرهان فيه.
قد يتساءل الباحث ما مدى اعتماد السيوطي على «البرهان»؟ وما هي قيمة كتابه أمامه؟ والواقع أن الإجابة عن هذا التساؤل أمر شاق وعسير لأن الباحث يجد نفسه أمام
فريقين من العلماء تجاه السيوطي نفسه وتجاه كتبه، فبعضهم من منافسيه وحاسديه يغالي بذمّه ويرميه بأنه أغار على محتويات المكتبة المحمودية ونسبها لنفسه، والبعض الآخر من تلامذته ومحبّيه يقدّره ويصفه بالنبوغ، ويجلّه عمّا رماه به حاسدوه من الانتحال، ومهما يكن من أمر، فإن الكتابين هما خير حكم للفصل في هذا الأمر، وهما مطبوعان ومتوفران بين أيدي الباحثين، ويستطيع القارئ أن يحكم بنفسه على قيمة كلّ منهما إذا ما أجرى مقارنة بسيطة بينهما.(1/76)
قد يتساءل الباحث ما مدى اعتماد السيوطي على «البرهان»؟ وما هي قيمة كتابه أمامه؟ والواقع أن الإجابة عن هذا التساؤل أمر شاق وعسير لأن الباحث يجد نفسه أمام
فريقين من العلماء تجاه السيوطي نفسه وتجاه كتبه، فبعضهم من منافسيه وحاسديه يغالي بذمّه ويرميه بأنه أغار على محتويات المكتبة المحمودية ونسبها لنفسه، والبعض الآخر من تلامذته ومحبّيه يقدّره ويصفه بالنبوغ، ويجلّه عمّا رماه به حاسدوه من الانتحال، ومهما يكن من أمر، فإن الكتابين هما خير حكم للفصل في هذا الأمر، وهما مطبوعان ومتوفران بين أيدي الباحثين، ويستطيع القارئ أن يحكم بنفسه على قيمة كلّ منهما إذا ما أجرى مقارنة بسيطة بينهما.
يقول حاجي خليفة (1) في الكلام على «البرهان»: (والسيوطي أدرجه في «إتقانه») وهذه تهمة خطيرة سبقه بها غيره من حسّاده، والواقع أن المنزلة الكريمة التي نالها السيوطي في حياته، ووفرة فتاويه وأماليه ومصنّفاته أثارت خصومة بينه وبين منافسيه من أقرانه، وعرّضته لمختلف الطعون، فرمي بالسّطو على كتب المكتبة المحمودية، وادعائها لنفسه بعد أن غيّر فيها وبدّل، وقدّم وأخّر وكان على رأس هؤلاء شمس الدين السخاويّ المؤرّخ (ت 902هـ) فيما كتب عنه في كتابه «الضوء اللامع» ثم من جرى في شوطه كبرهان الدين بن زين الدين المعروف بابن الكركي، وأحمد بن الحسن المكّي المعروف بابن العليف، وأحمد بن محمد القسطلاني، وقد انتصر السيوطيّ لنفسه في عدّة كتب منها كتاب «الكاوي على تاريخ السخاوي»، و «الجواب الزكي عن قمامة ابن الكركي»، و «القول المجمل في الردّ على المهمل» و «الصارم الهندي في عنق ابن الكركي» كما انتصر له أمين الدين الأقصرائيّ، وزين الدين قاسم الحنفي، وسراج الدين العبادي، والفخر الديميّ، وكثير من تلاميذه ومريديه.
وقد جرت هذه الخصومة على غير السنن المستقيم إلا أن السيوطيّ خرج منها سليما معافي وحسبه من الفضل تلك المصنّفات العالية الذّرى، الشامخة البنيان، والتي لم يتطرّق الشك في نسبتها إليه «كالمزهر في اللغة»، و «الاقتراح» و «جمع الجوامع» و «الأشباه والنظائر في النحو وأصوله»، و «حسن المحاضرة» و «تاريخ الخلفاء» و «بغية
__________
(1) كشف الظنون 1/ 241240.(1/77)
الوعاة» في التاريخ والتراجم، و «الدرّ المنثور» في التفسير، و «الجامع الصغير» في الحديث إنها كتب تجعله في الكوكبة السامية من أعيان الزمان.
وكان رحمه الله إلى جانب علمه ووفرة محصوله، عفيفا كريما، صالحا تقيّا رشيدا، لا يمدّ يده إلى سلطان، ولا يقف من حاجة على باب أمير أو وزير روي أن السّلطان الغوريّ أرسل إليه مرّة عبدا وألف دينار فردّ الدنانير وأخذ العبد وأعتقه، وجعله خادما في الحجرة النبوية. وكان الأمراء والوزراء يأتون لزيارته، ويعرضون عليه أعطياتهم وهباتهم فيردّها.
إن من المستبعد أن يلجأ من حمدت سيرته، إلى انتحال كتب غيره ليكسب بها شهرة دنيوية رخيصة بين أقرانه، وإن الباحث المنصف يستطيع أن يتعرف على حقيقة مؤلفات السيوطي إذا ما وقف على عناصر شخصيته العلمية بشكل عام وعلى أهدافه من وضع كتبه، وعلى نمط التصنيف الذي كان سائدا في عصره، وعلى تصانيفه نفسها وهي كلها أمور توضح صورة هذه الشخصية العبقرية الفذّة وتوقف القارئ على قيمة مؤلفاته وآثاره.
لقد ترك السيوطي نحوا من (600) كتاب في شتى أنواع العلوم والمعارف، تفاوتت أحجامها ما بين رسالة صغيرة ومجلدات كبيرة وهو عدد كبير جدا، وتدلّ مؤلفاته على المنهجية الموسوعية في التأليف وإرادة استقصائه علوم السابقين وهو ينظر بهذه النظرة الموسوعية الى ما كتبه السابقون في كل فن فيجده كالدرّ المنثور هنا وهناك، ويرى ضرورة جمع كل ما يتعلق بفن من الفنون في كتاب واحد جامع لأصوله وقواعده وضوابطه.
إن القارئ يلمح هذه المنهجية الموسوعية الجامعة عند السيوطي في مؤلفاته، ومن تصريحه في مقدمات كتبه فهو يقول في مقدمة «تحبير التيسير في علوم التفسير» (1):
(إنّ ممّا أهمل المتقدّمون تدوينه حتى تحلّى في آخر الزمان بأحسن زينة، علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث، فلم يدوّنه أحد لا في القديم ولا في الحديث، حتى جاء
__________
(1) مقدمة الإتقان 1/ 6.(1/78)
شيخ الإسلام وعمدة الأنام، علّامة العصر، قاضي القضاة جلال الدين البلقينيّ رحمه الله تعالى، فعمل فيه كتابه «مواقع العلوم من مواقع النجوم»، فنقّحه وهذّبه، وقسّم أنواعه ورتّبه، ولم يسبق إلى هذه المرتبة، فإنه جعله نيّفا وخمسين نوعا، منقسمة إلى ستة أقسام، وتكلّم في كلّ نوع منها بالمتين من الكلام، فكان كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير في مقدّمة نهايته: كلّ مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدع أمرا لم يتقدّم فيه عليه، فإنّه يكون قليلا ثم يكثر، وصغيرا ثم يكبر.
فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها، وزيادة مهمات لم يستوف الكلام عليها، فجرّدت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم، وأجمع به إن شاء الله تعالى شوارده، وأضمّ إليه فوائده، وأنظم في سلكه فرائده، لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين).
لقد بدأت المنهجية الموسوعية في التأليف مع مطلع القرن السابع الهجري، وأخذت تتطور تدريجيا حتى بلغت أوجها في أيام السيوطي وعلى يديه، ويستشف القارئ ذلك من نتاج علماء القرن السابع وما بعده، ومن عناوين كتبهم التي ترمز للجمع والاستقصاء ك: «جامع الأصول «لابن الأثير الجزري (ت 606هـ) و «الكامل في التاريخ» لعز الدين ابن الأثير (ت 630هـ) و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ت 671هـ) و «المجموع» للنووي (ت 676هـ) و «لسان العرب» لابن منظور (ت 711هـ)، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (ت 748هـ) و «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ت 817هـ) و «مجمع الزوائد» للهيثمي (ت 902هـ) وغيرها.
بعد أن عرفنا منهجية السيوطي في تآليفه، وروح العصر التي كانت سائدة على علماء عصره، ننتقل للكلام عن كتابه «الإتقان» لنرى مدى تطبيق هذه المنهجية فيه، ومدى اعتماده على «البرهان».
ذكر السيوطي في مقدمة «الإتقان» (1) الدافع له على تأليفه وهو ندرة الكتب المؤلفة في هذا العلم، وعدم شموليتها، وأنه وضع كتابا قبله هو «التحبير في علوم التفسير»، وأنه لما عزم على تأليف «الإتقان» سمع بالبرهان للزركشي، واعتمد عليه في تأليف
__________
(1) الإتقان 1/ 144.(1/79)
كتابه، وذكر ذلك حاجي خليفة (1) فقال: (الاتقان في علوم القرآن مجلد أوله الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب الخ للشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي 911هـ وهو أشبه آثاره وأفيدها. ذكر فيه تصنيف شيخه الكافيجي واستصغره «ومواقع العلوم» للبلقيني واستقله. ثم إنه وجد «البرهان» للزركشي كتابا جامعا بعد تصنيفه «التحبير» فاستأنف وزاد عليه إلى ثمانين نوعا وجعله مقدمة لتفسيره الكبير الذي شرع فيه وسماه «مجمع البحرين». قال: وفي غالب الأنواع تصانيف مفردة).
ولقد أوضح السيوطي في مقدمة «الإتقان» هدفه من تأليفه فقال: (ثم خطر لي أن أؤلف كتابا مبسوطا، ومجموعا، ومضبوطا، أسلك فيه طريق الاحصاء، وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء).
وذكر أنه اطلع على البرهان قبل الشروع في تأليف كتابه فقال: (هذا كله وأنا أظن أني متفرّد بذلك، غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا، أقدّم رجلا وأؤخّر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخّري أصحابنا الشافعيين، ألّف كتابا في ذلك حافلا يسمّى «البرهان في علوم القرآن» فتطلبته حتى وقفت عليه) وذكر أنه فرح بهذا الكتاب لما سمع به وأنه حصل عليه وقرأه، غير أنه لم يثن عزمه عن وضع كتابه بعد اطلاعه على «البرهان» ترى لماذا؟ ألأنه وجده ناقصا غير واف في هذا الموضوع؟ أم أنه وجد نفسه يستطيع أن يضع كتابا على المنهجية الموسوعية التي كان يتّصف هو بها، يستجمع فيه كل مسائل هذا الفن، على نحو ما فعل في سائر تصانيفه؟ وقد أجاب بنفسه عن ذلك فقال: (ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا، وقوي العزم على إبراز ما أضمرته، وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته، فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان).
وذكر منهجه الذي اتبعه في «الاتقان» وما خالف به منهج صاحب «البرهان»،
__________
(1) كشف الظنون 1/ 8.(1/80)
واعتماده عليه على عادته في سائر تصانيفه من الاعتماد على كتب السابقين وتضمين مضامينها في كتبه وإجراء الزيادة اللازمة، وحذف الزائد منها، وتقديم ما حقه أن يقدّم، وتأخير ما حقّه أن يؤخر، حتى يخرج كتابه بالمنهجية الموسوعية الجامعة التي يرتضيها وهو يصرح بذلك فيقول: (ورتّبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب «البرهان»، وأدمجت بعض الأنواع في بعض. وفصّلت ما حقّه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد، والقواعد والشوارد ما يشنّف الآذان، وسمّيته «بالإتقان في علوم القرآن»).
بلغت الأنواع عند السيوطي ثمانين نوعا، بينما هي عند الزركشي سبعة وأربعون، فيكون بذلك قد أضاف ثلاثة وثلاثين نوعا على ما في البرهان وهو عدد كبير يقارب ثلثي أنواع «البرهان»، وهذه الزيادة منها ما هو توسعة لنوع واحد عند الزركشي، كالنوع العاشر في «البرهان» وهو: معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل جعله السيوطي نوعين هما السابع أول ما نزل، والثامن: آخر ما نزل، وكالنوع السابع والسبعين في «البرهان» وهو: تفسير القرآن، جعله السيوطي خمسة أنواع هي: الثاني والأربعون قواعد مهمة يحتاج المفسّر إلى معرفتها، والسابع والسبعون: تفسيره، والثامن والسبعون: شروط المفسر وآدابه، والتاسع والسبعون: غرائب التفسير، والثمانون: طبقات المفسرين. وهكذا.
ومنها ما هو جديد لم يذكره الزركشي في «البرهان» كالنوع السادس وهو: الأرضي والسمائي، والنوع الثاني، وهو: الحضري والسفري، والرابع، وهو: الصيفي والشتائي، والخامس وهو: الفراشي والنومي، والحادي عشر وهو: ما تكرر نزوله
وقد تصرف السيوطي بالأنواع التي أخذها من «البرهان» فقدّم بعضها وأخّر بعضها الآخر، واختصر بعضها، ووسّع بعضها الآخر، ومن أمثلة تقديمه وتأخيره للأنواع، أنه جعل النوع الأول في «البرهان» وهو: سبب النزول، تاسعا في «الإتقان»، والتاسع في «البرهان» وهو: المكي والمدني، أولا عنده، والرابع في «البرهان» وهو: الوجوه والنظائر تاسعا وثلاثين عنده، وهكذا
ومن أمثلة اختصاره وتوسيعه للأنواع أنه جعل الناسخ والمنسوخ في (18) صفحة بينما جاء عند الزركشي في (5) صفحات، وهو يماثل أربع أضعافه تقريبا، وجعل غريب القرآن في (85) صفحة بينما هو عند الزركشي في (6) صفحات، وهذه الزيادة
ناشئة عن تضمينه لرسائل صغيرة لبعض الأئمة، في هذا النوع، كمسائل نافع بن الأزرق، وغريب القرآن المأثور عن ابن عباس من رواية ابن أبي طلحة(1/81)
ومن أمثلة اختصاره وتوسيعه للأنواع أنه جعل الناسخ والمنسوخ في (18) صفحة بينما جاء عند الزركشي في (5) صفحات، وهو يماثل أربع أضعافه تقريبا، وجعل غريب القرآن في (85) صفحة بينما هو عند الزركشي في (6) صفحات، وهذه الزيادة
ناشئة عن تضمينه لرسائل صغيرة لبعض الأئمة، في هذا النوع، كمسائل نافع بن الأزرق، وغريب القرآن المأثور عن ابن عباس من رواية ابن أبي طلحة
ومن الأنواع التي حذفها السيوطي من كتابه وكانت في البرهان: معاضدة السنّة للكتاب، وتضمين الآيات في الرسائل والخطب، وتصريفه، وأسرار الفواتح، وأحكامه
وهذه جداول تبين الأنواع المشتركة بين الكتابين وما فارق فيه السيوطي الزركشي.
جدول يبين الأنواع التي انفرد بها «البرهان»
رقم النوع: اسم النوع: 43: مجاز القرآن: 32: أحكامه (الفقهيّة): 42: معرفة وجوه المخاطبات 51: 35: معرفة توهّم المختلف 48: 7: أسرار الفواتح 60: 46: أساليب القرآن وفنونه البلاغيّة: 19: تصريفه: 30: تضمين الآيات في الرسائل والخطب: 40: معاضدة السنة للكتاب: 21: فصاحة القرآن 585653: 3: الفواصل ورءوس الآيات 59: 22: قراءاته: 23: توجيه قراءاته: 67: أقسامه 67: 14: تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها: 11: لغات القرآن (الأحرف السبعة)(1/82)
رقم النوع: اسم النوع: 43: مجاز القرآن: 32: أحكامه (الفقهيّة): 42: معرفة وجوه المخاطبات 51: 35: معرفة توهّم المختلف 48: 7: أسرار الفواتح 60: 46: أساليب القرآن وفنونه البلاغيّة: 19: تصريفه: 30: تضمين الآيات في الرسائل والخطب: 40: معاضدة السنة للكتاب: 21: فصاحة القرآن 585653: 3: الفواصل ورءوس الآيات 59: 22: قراءاته: 23: توجيه قراءاته: 67: أقسامه 67: 14: تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها: 11: لغات القرآن (الأحرف السبعة)
جدول يبين الأنواع المشتركة بين «الإتقان» و «البرهان»
رقم النوع في الاتقان: رقم النوع في البرهان: اسم النوع: رقم النوع في الاتقان: رقم النوع في البرهان: اسم النوع: 35: 29: آداب تلاوته: 37: 16: ما فيه من غير لغة الحجاز: 40: 47: الأدوات التي يحتاج إليها المفسر: 66: 31: أمثاله: 70: 6: مبهماته: 1: 9: مكيه ومدنيّه: 68: 33: جدله: 16: 12: كيفية إنزاله: 18: 13: جمعه: 7و 8: 10: أول ما نزل وآخر ما نزل: 52: 43: حقيقته ومجازه: 62: 2: مناسبات الآيات والسور: 43: 36: محكمه ومتشابهه: 47: 34: ناسخه ومنسوخه: 61: 8: في خواتم السور: 22و 27: 39: متواتره ومشهوره وآحاده وشاذه 75: 27: خواصّه: 39: 4: وجوهه ونظائره: 76: 25: مرسوم الخط: 28: 24: الوقف والابتداء: 9: 1: سبب النزول:::: 17: 15: أسماء القرآن وأسماء سوره:::: 63: 5: المتشابه (اللفظي):::: 48: 35و 37: المشكل وموهم الاختلاف والتناقض:::: 64: 38: إعجازه:::: 41: 20: إعرابه:::: 38: 17: ما فيه من غير لغة العرب:::: 36: 18: غريبه:::: 77: 41: تفسيره:::: 73: 28: أفضل القرآن وفاضله:::: 72: 26: فضائله:::: 54: 44: كنايته وتعريضه:::(1/83)
رقم النوع في الاتقان: رقم النوع في البرهان: اسم النوع: رقم النوع في الاتقان: رقم النوع في البرهان: اسم النوع: 35: 29: آداب تلاوته: 37: 16: ما فيه من غير لغة الحجاز: 40: 47: الأدوات التي يحتاج إليها المفسر: 66: 31: أمثاله: 70: 6: مبهماته: 1: 9: مكيه ومدنيّه: 68: 33: جدله: 16: 12: كيفية إنزاله: 18: 13: جمعه: 7و 8: 10: أول ما نزل وآخر ما نزل: 52: 43: حقيقته ومجازه: 62: 2: مناسبات الآيات والسور: 43: 36: محكمه ومتشابهه: 47: 34: ناسخه ومنسوخه: 61: 8: في خواتم السور: 22و 27: 39: متواتره ومشهوره وآحاده وشاذه 75: 27: خواصّه: 39: 4: وجوهه ونظائره: 76: 25: مرسوم الخط: 28: 24: الوقف والابتداء: 9: 1: سبب النزول:::: 17: 15: أسماء القرآن وأسماء سوره:::: 63: 5: المتشابه (اللفظي):::: 48: 35و 37: المشكل وموهم الاختلاف والتناقض:::: 64: 38: إعجازه:::: 41: 20: إعرابه:::: 38: 17: ما فيه من غير لغة العرب:::: 36: 18: غريبه:::: 77: 41: تفسيره:::: 73: 28: أفضل القرآن وفاضله:::: 72: 26: فضائله:::: 54: 44: كنايته وتعريضه:::
جدول يبين الأنواع الزائدة في «الإتقان»: على ما في «البرهان»
: رقم النوع: اسم النوع: رقم النوع: اسم النوع: 6: الأرضي والسمائي: 78: شروط المفسر وآدابه: 58: بديع القرآن: 44: مقدمه ومؤخره: 46: مجمله ومبيّنه: 45: أقسام معنى الكلام: 55: في الحصر والاختصاص: 42: قواعد مهمة يحتاج المفسّر إلى معرفتها: 2: معرفة الحضري والسفري: 11: ما تكرر نزوله: 20: معرفة حفاظه ورواته: 32: المدّ والقصر: 34: في كيفية تحمّله: 30: الإمالة والفتح وما بينهما: 57: في الخبر والإنشاء: 65: العلوم المستنبطة من القرآن: 33: في تخفيف الهمز: 71: في أسماء من نزل فيهم القرآن: 31: في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب: 15: ما أنزل منه على بعض الأنبياء: 69: فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب: 14: ما نزل مشيّعا وما نزل مفردا: 53: تشبيهه واستعاراته: 12: ما تأخر حكمه عن نزوله والعكس: 4: الصيفي والشتائي: 13: ما نزل مفرّقا وما نزل جمعا: 80: طبقات المفسرين: 11: ما تكرر نزوله: 49: مطلقه ومقيّده: 10: فيما أنزل على لسان بعض الصحابة: 19: عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه: 50: منطوقه ومفهومه: 21: العالي والنازل من أسانيده: 3: النهاري والليلي: 45: عامّه وخاصّه: 56: الإيجاز والإطناب: 79: غرائب التفسير: 51: وجوه مخاطباته: 60: فواتح السور: 29: الموصول لفظا المفصول معنى: 64: مفردات القرآن::: 5: الفراشي والنومي::(1/84)
: رقم النوع: اسم النوع: رقم النوع: اسم النوع: 6: الأرضي والسمائي: 78: شروط المفسر وآدابه: 58: بديع القرآن: 44: مقدمه ومؤخره: 46: مجمله ومبيّنه: 45: أقسام معنى الكلام: 55: في الحصر والاختصاص: 42: قواعد مهمة يحتاج المفسّر إلى معرفتها: 2: معرفة الحضري والسفري: 11: ما تكرر نزوله: 20: معرفة حفاظه ورواته: 32: المدّ والقصر: 34: في كيفية تحمّله: 30: الإمالة والفتح وما بينهما: 57: في الخبر والإنشاء: 65: العلوم المستنبطة من القرآن: 33: في تخفيف الهمز: 71: في أسماء من نزل فيهم القرآن: 31: في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب: 15: ما أنزل منه على بعض الأنبياء: 69: فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب: 14: ما نزل مشيّعا وما نزل مفردا: 53: تشبيهه واستعاراته: 12: ما تأخر حكمه عن نزوله والعكس: 4: الصيفي والشتائي: 13: ما نزل مفرّقا وما نزل جمعا: 80: طبقات المفسرين: 11: ما تكرر نزوله: 49: مطلقه ومقيّده: 10: فيما أنزل على لسان بعض الصحابة: 19: عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه: 50: منطوقه ومفهومه: 21: العالي والنازل من أسانيده: 3: النهاري والليلي: 45: عامّه وخاصّه: 56: الإيجاز والإطناب: 79: غرائب التفسير: 51: وجوه مخاطباته: 60: فواتح السور: 29: الموصول لفظا المفصول معنى: 64: مفردات القرآن::: 5: الفراشي والنومي::
منهج التحقيق ووصف النسخة الخطية للكتاب
اتبعنا في تحقيق الكتاب القواعد الأخيرة التي وضعها أعضاء مجامع اللغة العربية والصادرة عن جامعة الدول العربية. ونبين خطتنا في إخراج وتحقيق هذا الكتاب:
أولا: قدّمنا للكتاب بدراسة فيها التعريف بالمؤلف، وبعلوم القرآن، وقيمة كتاب البرهان.
ثانيا: اعتنينا بنص الكتاب، فقمنا بمقابلة النسخة المطبوعة على نسخة خطية ذكر المحقق السابق أنه اعتمدها، ولكن تبين لنا أثناء المقابلة: أن كثيرا من نصوص النسخة الخطية ساقط من المطبوعة، فأشرنا للفوارق بينهما في موضعها.
اعتمدنا علامات الترقيم المتعارف عليها في عصرنا من نقطة، وفاصلة، ونقطتين، وعلامتي التعجب والاستفهام
ميّزنا الآيات القرآنية بوضعها ضمن قوسين مزهرين هكذا () وأعقبنا كل آية بتخريجها من المصحف الشريف.
ميّزنا الأحاديث النبوية الشريفة بقوسين هكذا «».
قمنا بتحديد النصوص المنقولة وبيان أوائلها وأواخرها، لأن الزركشي قد يشير في نهاية بعضها بقوله انتهى، وقد لا يشير، وقد هان الأمر بتوفيق الله لتحديد النقولات من المصادر المطبوعة والمتوفرة، وعسر فيما لم يطبع منها.
قمنا بضبط الآيات والأحاديث والغريب.
وضعنا على هامش الصفحات أرقام صفحات الطبعة الأولى للكتاب التي قام بتحقيقها الاستاذ محمد أبو الفضل ليتسنّى للقارئ الاستفادة من الطبعتين.
اعتمدنا الحاصرتين [] لبيان اختلاف النصوص بين النسخ، والزيادة في بعضها دون الآخر، وأحيانا لزيادات مأخوذة من المصادر التي ينقل منها الزركشي لا يستقيم المعنى بدونها، أو يتغير.(1/85)
وضعنا على هامش الصفحات أرقام صفحات الطبعة الأولى للكتاب التي قام بتحقيقها الاستاذ محمد أبو الفضل ليتسنّى للقارئ الاستفادة من الطبعتين.
اعتمدنا الحاصرتين [] لبيان اختلاف النصوص بين النسخ، والزيادة في بعضها دون الآخر، وأحيانا لزيادات مأخوذة من المصادر التي ينقل منها الزركشي لا يستقيم المعنى بدونها، أو يتغير.
ثالثا: أما حواشينا على النص فضمّناها ما يلي:
1 - وضعنا قائمة بالمصادر التي تبحث كل نوع من أنواع علوم القرآن في بدايته وهذا مما يساعد القارئ ويوسّع أمامه مجال البحث فيه من مصادر أخرى.
2 - وضعنا قائمة بكل ما ألّف في كل نوع من الكتب، مع بيان وضع كل كتاب، بذكر من أشار للكتاب إن كان مفقودا، أو ذكر مخطوطاته إن كان مخطوطا، أو ذكر معلومات طبعه إن كان مطبوعا ورتّبنا قوائم هذه المؤلفات حسب التسلسل الزمني لوفيات مؤلفيها.
3 - خرجنا القراءات القرآنية من مصادرها.
4 - خرجنا الأحاديث النبوية من مصادرها.
5 - خرجنا نقولات الأئمة فيما توفر لدينا من مصادرهم، وقابلنا هذه النصوص المنقولة، وبيّنّا الخلاف الناشئ من النسخ أو السقط أو التحريف.
6 - عرّفنا بالأعلام المغمورين في الكتاب.
7 - عرّفنا بالكتب المذكورة، في المتن وبيّنّا وضع كل كتاب منها.
رابعا: وضعنا الفهارس الفنية المتنوعة التي تساعد القارئ على استخراج مسألته من الكتاب بسهولة ويسر، فوضعنا فهرسا للشواهد القرآنية، والقراءات والأحاديث النبوية الشريفة والآثار، والأعلام، والكتب الواردة في المتن والحواشي، والاشعار والأمثال، والقبائل، والأمكنة، والأزمنة، ومصادر التحقيق، ومحتويات الكتاب.
وصف النسخة الخطّية للكتاب
تهيّأ لنا قبل الشروع بتحقيق الكتاب نسخة من كتاب «البرهان» محفوظة في مكتبة مدينة الملحقة بمكتبة طوب قبوسراي باسطنبول رقم (170)، ويوجد لها صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة.
وهذه النسخة كاملة، ومكتوبة بخط النسخ المعتاد، منقولة عن نسخة أخرى جاء في آخرها أنها كتبت في رابع عشر شهر شعبان من شهور سنة تسع وسبعين وثمانمائة.(1/86)
تهيّأ لنا قبل الشروع بتحقيق الكتاب نسخة من كتاب «البرهان» محفوظة في مكتبة مدينة الملحقة بمكتبة طوب قبوسراي باسطنبول رقم (170)، ويوجد لها صورة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة.
وهذه النسخة كاملة، ومكتوبة بخط النسخ المعتاد، منقولة عن نسخة أخرى جاء في آخرها أنها كتبت في رابع عشر شهر شعبان من شهور سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
بلغ عدد أوراقها (332) ورقة، ومسطرتها (31) سطرا في الصفحة الواحدة، وقد جاء فهرس للأنواع في بدايتها.
وقد اتخذناها أصلا في عملنا، وقابلناها مع النسخة المطبوعة التي قام الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم بإخراجها من ثلاث نسخ كما يذكر، إحداها هذه التي ذكرنا، واثنتين أخريين هما:
1 - نسخة مكتوبة بقلم نسخ واضح قوبلت على أصلها كما قوبلت على نسخة بخط المصنف، طالعها بعض العلماء وأثبتوا بعض التعليقات على حواشيها ومنهم العلامة محب الدين بن الشحنة المتوفي سنة 815هـ مكتوبة بخط قديم ربما كان في عصر المصنف، كتبها أحمد بن أحمد المقدسيّ.
والموجود من هذه النسخة الجزء الأول ينتهي بانتهاء الكلام في أقسام معنى الكلام ويقع في مائة وستين ورقة، وعدد أسطر صفحاتها سبعة وعشرون سطرا.
وهي محفوظة بدار الكتب المصرية بمكتبة طلعت برقم 456تفسير.
2 - نسخة وقعت في مجلدين:
الأول كتب بخط نسخ واضح مضبوط بالحركات ويبدو أنه من خطوط القرن التاسع ويقع في ست ومائتي ورقة، وعدد أسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا وبه بياضات متفرقة في بعض المواضع.
والثاني يكمّل هذه النسخة مكتوب بخطوط حديثة متعددة، آخره مؤرخ في 11ذي القعدة سنة 1335بدون ذكر للأصل المنسوخ عنه، وبه أيضا بياضات متفرقة في بعض الأماكن ومواضع نقص. ويقع في ست وثلاثمائة ورقة وعدد أسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا. وهي محفوظة بالخزانة التيمورية برقم 256تفسير.
تنبيه
بعد طبع الجزء الأول وقفنا على فوائد تخدم نص الكتاب، لذا ألحقناها بآخر الجزء الأول برقم متسلسل، وأشرنا في حاشية كل موضع منها إلى الرقم.
البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي(1/87)
بعد طبع الجزء الأول وقفنا على فوائد تخدم نص الكتاب، لذا ألحقناها بآخر الجزء الأول برقم متسلسل، وأشرنا في حاشية كل موضع منها إلى الرقم.
البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي(1/93)
بعد طبع الجزء الأول وقفنا على فوائد تخدم نص الكتاب، لذا ألحقناها بآخر الجزء الأول برقم متسلسل، وأشرنا في حاشية كل موضع منها إلى الرقم.
البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي
سندنا بكتاب البرهان في علوم القرآن لمؤلفه الإمام بدر الدين الزركشي
يقول الفقير إلى عفو ربه العليّ، يوسف بن عبد الرحمن بن فؤاد المرعشليّ:
أروي هذا الكتاب بالإسناد المتّصل إلى مؤلفه إجازة عن شيخنا أبي الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي حفظه الله عن الشيخ حسن بن سعيد يماني، عن السيّد حسين بن محمد الحبشي المكي، عن أبيه، عن المفتي السيّد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، عن الصفي السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل، عن السيّد يحيى بن عمر مقبول الأهدل، عن السيّد علي بن أبي بكر البطّاح الأهدل، عن السيّد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل الملقب بسراج العلوم، عن السيّد الصدّيق بن محمد الخاص، عن العلّامة حميد بن عبد الله السندي المدني، عن الشهاب أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي، عن الحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، قال: أخبرنا بها العلّامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني إجازة عن أبيه العلّامة كمال الدين محمد الشمني، عن مؤلفه العلّامة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي.(1/94)
أروي هذا الكتاب بالإسناد المتّصل إلى مؤلفه إجازة عن شيخنا أبي الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي حفظه الله عن الشيخ حسن بن سعيد يماني، عن السيّد حسين بن محمد الحبشي المكي، عن أبيه، عن المفتي السيّد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، عن الصفي السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل، عن السيّد يحيى بن عمر مقبول الأهدل، عن السيّد علي بن أبي بكر البطّاح الأهدل، عن السيّد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل الملقب بسراج العلوم، عن السيّد الصدّيق بن محمد الخاص، عن العلّامة حميد بن عبد الله السندي المدني، عن الشهاب أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي، عن الحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، قال: أخبرنا بها العلّامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني إجازة عن أبيه العلّامة كمال الدين محمد الشمني، عن مؤلفه العلّامة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي.
مقدمة الزركشى
[1/ أ] بسم الله الرحمن الرحيم [وصلى الله على سيدنا محمد وسلّم] (1)
قال الشيخ الإمام العالم العلامة، وحيد الدهر، وفريد العصر، جامع أشتات الفضائل، وناصر الحق بالبرهان من الدلائل، أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله (2)
الزركشي الشافعيّ، بلغه الله منه ما يرجوه:
الحمد لله الذي نوّر بكتابه القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، وأبكمت فصاحته الخطباء.
أحمده أن جعل الحمد فاتحة أسراره، وخاتمة تصاريفه وأقداره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيّه المرتضى، الظافر من المحامد بالخصل (3)، الظاهر بفضله على ذوي الفضل، معلّم الحكمة، وهادي الأمة، أرسله بالنور الساطع، والضياء اللامع، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار.
أما بعد فإنّ أولى ما أعملت فيه القرائح (4)، وعلقت به الأفكار اللواقح، الفحص عن أسرار التنزيل، والكشف عن حقائق التأويل، الذي تقوم به المعالم، وتثبت الدعائم، فهو
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(2) في المخطوطة زيادة: (محمد).
(3) في المخطوطة: (الخطل) والصواب ما أثبتناه بالصاد. قال في القاموس: الخصل: إصابة القرطاس، وقد أخصل الرامي. والخطل محركة خفة وسرعة، والكلام الفاسد الكثير، والطّول، والاضطراب في الإنسان والفرس والرمح، والقلوي، والتبختر، وقد تخطّل في مشيته. ومن السهام ما لا يقصد قصد الهدف.
(4) العبارة في المخطوطة: (ما أعلمت فيه الفوالح)، والصواب ما أثبتناه تمشّيا مع السجعة.(1/95)
العصمة الواقية (1)، والنعمة الباقية، والحجّة البالغة، والدلالة الدامغة، وهو شفاء الصدور، والحكم العدل عند مشتبهات الأمور وهو الكلام الجزل، [وهو] (2) الفصل الذي ليس بالهزل، سراج لا يخبو ضياؤه، وشهاب لا يخمد نوره وسناؤه (3)، وبحر لا يدرك غوره. بهرت بلاغته العقول، وظهرت فصاحته على كلّ مقول (4)، وتظافر إيجازه (5) وإعجازه، وتظاهرت حقيقته ومجازه، وتقارن في الحسن مطالعه ومقاطعه، وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه، قد أحكم الحكيم صيغته (6) ومبناه، وقسّم لفظه ومعناه، إلى ما ينشط السامع، ويقرّط المسامع، من تجنيس أنيس، وتطبيق لبيق، وتشبيه نبيه، وتقسيم وسيم، وتفصيل أصيل، وتبليغ بليغ، وتصدير بالحسن جدير، وترديد (7) ماله مزيد إلى غير ذلك مما احتوى (8) من الصياغة البديعة، والصناعة الرفيعة، فالآذان بأقراطه حالية، والأذهان من أسماطه غير خالية فهو من تناسب ألفاظه، وتناسق أغراضه، قلادة ذات اتساق ومن تبسم [زهره] (9)، وتنسّم نشره، حديقة مبهجة للنفوس والأسماع والأحداق كل كلمة [منه] (10) لها من نفسها طرب، ومن ذاتها عجب، ومن طلعتها (11) غرّة، ومن بهجتها درّة، لاحت عليه بهجة القدرة، ونزل ممن له الأمر، فله على كل كلام سلطان وإمرة (12)، بهر (13) تمكّن فواصله، وحسن (14) ارتباط أواخره بأوائله (15)، وبديع إشاراته، وعجيب انتقالاته من قصص باهرة، إلى مواعظ زاجرة (16)،
__________
(1) العبارة في المخطوط: (الذي يقوم به العالم، ويثبت الدعائم، فهو العظمة الوافية). والصواب ما أثبتناه للسجعة.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) في المخطوطة: (ومناره)، والصواب ما أثبتناه للسجعة.
(4) في المخطوطة: (معقول).
(5) في المخطوطة: (إنجازه).
(6) في المخطوطة: (صنعته).
(7) في المخطوطة: (وتزيّد).
(8) في المطبوعة: (أجرى).
(9) ساقطة من المخطوطة، والعبارة فيها: (ومن تنسيم وتنسم نشره).
(10) ساقطة من المخطوطة.
(11) في المخطوطة: (طلعها).
(12) في المخطوطة (وأجرة).
(13) في المخطوطة: (قهر).
(14) في المخطوطة: (أحسن).
(15) في المطبوعة: (وأوائله).
(16) في المخطوطة: (حارة).(1/96)
وأمثال سائرة، وحكم زاهرة، وأدلة على التوحيد ظاهرة، وأمثال بالتنزيه والتحميد سائرة، ومواقع تعجّب واعتبار، ومواطن تنزيه واستغفار إن كان سياق الكلام ترجية بسط (1)، وإن كان تخويفا قبض، وإن كان وعدا أبهج، وإن كان وعيدا أزعج، وإن كان دعوة حدب، وإن كان زجرة (2) أرعب، وإن كان موعظة أقلق، وإن كان ترغيبا شوّق.
هذا، وكم فيه من مزايا ... وفي زواياه من خبايا
[و] (3) يطمع الحبر في التقاضي ... فيكشف الخبر عن قضايا
فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب، وصرّفه بأبدع معنى وأغرب أسلوب، لا يستقصي معانيه فهم الخلق، ولا يحيط بوصفه على الإطلاق ذو اللسان الطّلق، فالسعيد من صرف همته إليه، ووقف فكره وعزمه عليه، والموفّق من وفقه [الله] (4) لتدبره، واصطفاه للتذكير به وتذكّره، فهو يرتع منه في رياض، ويكرع منه في حياض.
أندى على الأكباد من قطر النّدى ... وألذّ في الأجفان من سنة الكرى
يملأ القلوب بشرا (5)، ويبعث القرائح عبيرا ونشرا، يحيى القلوب بأوراده، ولهذا سمّاه الله روحا فقال: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى ََ مَنْ يَشََاءُ مِنْ عِبََادِهِ} (غافر: 15) فسمّاه روحا لأنه يؤدي إلى حياة الأبد، ولولا الروح لمات الجسد، فجعل هذا الروح سببا للاقتدار، وعلما على الاعتبار.
يزيد على طول التأمّل بهجة ... كأن العيون الناظرات صياقل
وإنما يفهم [1/ ب] بعض معانيه، ويطّلع على أسراره ومبانيه من قوي نظره، واتسع مجاله في الفكر وتدبّره وامتد باعه و [رقّت] (6) طباعه، وامتدّ في فنون الأدب، وأحاط بلغة العرب.
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (إن كان ترجية الكلام سياق بسط).
(2) في المخطوطة: (زجرا).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) في المخطوطة: (بشرى).
(6) في المخطوطة: (رقّ).(1/97)
قال الحرالّي (1) في جزء سماه: «مفتاح الباب المقفل، لفهم القرآن (2) المنزل» (3): «لله [تعالى] مواهب، جعلها أصولا للمكاسب، فمن وهبه عقلا يسّر عليه السبيل، ومن ركّب فيه خرقا نقص ضبطه من التحصيل، ومن أيّده بتقوى الاستناد (4) إليه في جميع أموره علّمه وفهّمه». قال: «وأكمل العلماء من وهبه الله [تعالى] فهما في كلامه، ووعيا عن كتابه، وتبصرة في الفرقان (5)، وإحاطة بما شاء من علوم القرآن، ففيه تمام شهود ما كتب (6) الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم بما يزيل بكريم عنايته من خطإ (7) اللاعبين إذ فيه كلّ العلوم.
وقال الشافعيّ رضي الله عنه: «جميع ما تقوله الأمة شرح للسنّة، وجميع السنّة شرح للقرآن، وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا (8) زاد غيره: وجميع الأسماء الحسنى شرح لاسمه الأعظم وكما أنّه أفضل من كل كلام سواه، فعلومه أفضل من كلّ علم عداه قال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمََا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى ََ}
(الرعد: 19) وقال تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشََاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} (البقرة: 269) [و] (9) قال مجاهد (10): الفهم والإصابة في القرآن. وقال: [وقال مقاتل] (11): يعني علم القرآن.
__________
(1) هو علي بن أحمد بن الحسن التجيبي، أبو الحسن الحرالّي، نسبة إلى حرالّة، بفتح الحاء والراء المهملتين.
وبعد الألف لام مشدّدة مكسورة قرية من أعمال مرسية في جزيرة الأندلس. ولد بمراكش، له تفسير فيه عجائب، أخذ العربية عن ابن خروف، مال إلى النظريات وعلم الكلام، وله تأليف في المنطق، وشرح الأسماء الحسنى، توفي في حماة عام 637هـ (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 386).
(2) في المطبوعة: (الكتاب).
(3) ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 523باسم «مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل»، يوجد منه نسخة خطية في المكتبة الوطنية بباريس رقم (1398) (1) وله شرح باسم «عروة المفتاح» يوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (1) (1)، 180 (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالألمانية 1/ 414).
(4) في المخطوطة: (الإسناد).
(5) غير واضحة في المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (كتبه).
(7) في المخطوطة: (عطا).
(8) في المخطوطة: (العلى).
(9) زيادة من المخطوطة.
(10) هو مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي التابعي المقرئ المفسّر، روى عن كثير من كبار الصحابة كما حدّث عنه الكثير من الرواة. وله تفسير مطبوع، قال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. توفي بمكة سنة 104هـ.
(الداودي، طبقات المفسرين 2/ 305).
(11) عبارة: (وقال مقاتل) ساقطة من المخطوطة. ومقاتل هو ابن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني، أبو الحسن(1/98)
وقال سفيان بن عيينة (1) في قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيََاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، (الأعراف: 146) قال: أحرمهم فهم (2) القرآن.
وقال سفيان الثوريّ (3): لا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلب مؤمن أبدا.
وقال عبد العزيز بن يحيى الكنانيّ (4): «مثل علم القرآن مثل الأسد لا يمكّن من غلته (5)
سواه».
قال ذو النون المصريّ (6): «أبي الله عز وجلّ أن يكرم (7) قلوب البطّالين مكنون حكمة القرآن».
وقال عز وجل: {مََا فَرَّطْنََا فِي الْكِتََابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: 38). وقال: {أَفَلََا يَتَدَبَّرُونَ [الْقُرْآنَ]} [8] (النساء: 82).
__________
البلخي المفسّر. كان حافظا للتفسير. قال عنه الشافعي: الناس عيال على مقاتل بن سليمان في التفسير. توفي سنة نيف وخمسين ومائة. (الذهبي، سير أعلام النبلاء 7/ 201).
(1) هو سفيان بن عيينة، أبو محمد الهلالي الكوفي، أخذ عنه الكثير من الأئمة كابن المبارك والشافعي وابن حنبل.
كان إماما حجّة حافظا واسع العلم، كبير القدر. قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. توفي في جمادى الآخرة سنة (198) (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 192).
(2) في المخطوطة: (في).
(3) هو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري، صاحب تفسير مشهور، حدّث عن أبيه وحبيب بن أبي ثابت والأسود بن قيس وغيرهم، وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب وقبيصة وغيرهم. قال ابن المبارك: لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان توفي بالبصرة سنة (161). (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 186).
(4) هو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني سمع عن كثير من الأئمة منهم سفيان بن عيينة والشافعي.
واشتهر بصحبته للشافعي وتفقّه على مذهبه. (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 10/ 449).
(5) في المطبوعة: (غيله) قال الرازي: والغيل بالكسر الأجمة، وموضع الأسد غيل. والغيلة بالكسر الاغتيال (مختار الصحاح).
(6) هو ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض المصري اشتهر بلقب (ذي النون). كان أحد العلماء الورعين في وقته له الكثير من العبارات والإشارات في علم الحقيقة، وله القول المشهور مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك. توفي سنة 245. (ابن الملقّن، طبقات الأولياء 218).
(7) العبارة في المطبوعة: (إلا أن يحرم).
(8) ساقطة من المخطوطة.(1/99)
وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6) قال: «القرآن» (1) يقول: أرشدنا إلى علمه.
وقال الحسن البصريّ (2): «[علم] (3) القرآن ذكر لا يعلمه إلا الذكور من الرجال» وقال الله جلّ ذكره: {فَإِنْ تَنََازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللََّهِ وَالرَّسُولِ}. (النساء:
59) وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللََّهِ} (الشورى: 10) يقول: إلى كتاب [الله] (4)».
وكلّ علم من العلوم منتزع من القرآن، وإلا فليس له برهان. قال ابن مسعود: «من أراد العلم فليثوّر (5) القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين» رواه البيهقي (6) في «المدخل» (7)
وقال: «أراد به أصول العلم».
وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم علماء كل منهم مخصوص بنوع من العلم كعليّ رضي الله تعالى عنه بالقضاء، وزيد بالفرائض، ومعاذ بالحلال والحرام، وأبيّ (8) بالقراءة،
__________
(1) انظر الملحق برقم (1).
(2) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري. أحد كبار التابعين رأي عليا وطلحة وعائشة. روي عن كثيرين من أكابر الصحابة والتابعين. قال محمد بن سعد كان الحسن جامعا عالما رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا. توفي سنة 110. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 2/ 266).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) أي لينقّر عنه ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته (ابن الأثير، النهاية 1/ 229).
(6) هو أحمد بن الحسين بن علي أبو بكر البيهقي النيسابوري، الفقيه الجليل وهو من أجلّ أصحاب الحاكم، روى عنه الكثير من العلماء. قرأ الكلام على مذهب الأشعري. له الكثير من المؤلفات كالأسماء والصفات وشعب الإيمان، ودلائل النبوة والسنن الكبرى، والصغرى، توفي سنة 458. (السبكي، طبقات الشافعية 3/ 3).
(7) طبع كتاب «المدخل إلى السنن الكبرى» للإمام البيهقي بتحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي، في دار الخلفاء للكتاب الإسلامي بالكويت عام 1405هـ / 1985م، بمجلد واحد، والحديث أخرجه أيضا مسدّد بن مسرهد في مسنده، عزاه له الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 3/ 133، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 9/ 146 (الطبعة الأولى)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 165: «رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيحين». وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس. عزاه له المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 548، ولم أجده في المسند المطبوع.
(8) هو الصحابي الجليل، أبيّ بن كعب بن قيس أبو المنذر الأنصاري. عرض القرآن على النبي صلّى الله عليه وسلّم. أخذ عنه القراءة ابن عبّاس وأبو هريرة شهد بدرا والمشاهد كلها ومناقبه كثيرة وفيه قال النبي صلّى الله عليه وسلّم «أقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب» توفي سنة 20. (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 28).(1/100)
فلم يسمّ أحد منهم بحرا إلا عبد الله بن عباس لاختصاصه دونهم بالتفسير وعلم التأويل وقال فيه عليّ بن أبي طالب: «كأنما ينظر إلى الغيب من [وراء] (1) ستر رقيق» (2). وقال فيه عبد الله بن مسعود: «نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس» (2) وقد مات ابن مسعود في سنة ثنتين وثلاثين وعمّر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود! نعم كان لعليّ فيه اليد السابقة قبل ابن عباس وهو القائل: «لو أردت أن أملي وقر بعير على الفاتحة لفعلت».
وقال ابن عطية (4): «فأما صدر المفسّرين والمؤيّد فيهم فعليّ بن أبي طالب، ويتلوه ابن عباس رضي الله عنهما وهو تجرّد للأمر وكمّله، وتتّبعه العلماء عليه كمجاهد (5) وسعيد بن جبير (6) وغيرهما. وكان جلّة من السلف [ك] (7) سعيد بن المسيّب (8) والشعبيّ (9) وغيرهما، يعظّمون تفسير القرآن، ويتوقفون (10) عنه تورعا واحتياطا [لأنفسهم] (11)، مع إدراكهم (12)
وتقدمهم» ثم جاء بعدهم طبقة فطبقة، فجدّوا واجتهدوا (13) وكلّ ينفق مما رزقه (14) الله ولهذا
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) انظر الملحق برقم (2) و (3).
(4) هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن، المعروف بابن عطية. كان فقيها عالما بالتفسير روى عن أبيه وعن أبي علي الغساني والصدفي وغيرهم. كان يتوقد ذكاء. له «الوجيز في التفسير» أحسن فيه وأبدع. توفي سنة 541.
(الداودي، طبقات المفسرين 1/ 260) وانظر الملحق برقم (4).
(5) هو مجاهد بن جبر، أبو الحجّاج المكي التابعي المفسّر، تقدّم ص 98.
(6) هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، أبو عبد الله التابعي، قرأ القرآن على ابن عباس وحدّث عنه، وعن ابن عمرو عنه الحكم وأيوب والأعمش وخلق كثير. قال ميمون بن مهران: «مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه». قتله الحجاج سنة 75. (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 181).
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) هو سعيد بن المسيّب بن حزن القرشي كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا وعبادة وفضلا، كان أفقه أهل الحجاز. روى عن كثير من كبار الصحابة والتابعين، كما روى عنه أكابر التابعين كسالم بن عبد الله بن عمر، والزهري، وأبو الزناد، وغيرهم. توفي سنة 100 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 4/ 86).
(9) هو عامر بن شراحيل الشعبي الحميري. تابعي جليل. روى عن كثير من كبار الصحابة والتابعين، وعنه روى الكثير من التابعين. أدرك خمسمائة من الصحابة، وقال مكحول: ما رأيت أفقه منه. توفي سنة 110 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 5/ 65).
(10) في المخطوطة: (يقفون).
(11) ساقطة من المخطوطة.
(12) في المخطوطة: (إدراكه).
(13) العبارة في المخطوطة: (ثم جاء بعدهم قوم تقيدوا واجتهدوا).
(14) في المطبوعة: (رزق).(1/101)
[كان] (1) سهل بن عبد الله [رضي الله عنه] (2) يقول: «لو أعطي العبد [بكل حرف] (3) من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودعه الله في آية (4) من كتابه لأنه كلام الله، وكلامه صفته.
وكما أنه (5) ليس لله نهاية، فكذلك لا نهاية لفهم كلامه وإنما يفهم كلّ مقدار ما يفتح [الله] (6)
عليه. وكلام الله غير مخلوق، ولا تبلغ إلى نهاية فهمه فهوم [2/ أ] محدثة مخلوقة».
ولما كانت علوم القرآن لا تنحصر، ومعانيه لا تستقصى، وجبت العناية بالقدر الممكن. ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه، كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلّم الناس في فنونه، وخاضوا في نكته وعيونه، وضمّنته من المعاني الأنيقة، والحكم الرشيقة، ما يهزّ القلوب [طربا، ويبهر العقول] (7) عجبا ليكون مفتاحا لأبوابه، [و] (8)
عنوانا على كتابه: معينا للمفسّر على حقائقه، [و] (8) مطلعا على بعض أسراره ودقائقه والله المخلّص والمعين، وعليه أتوكل، وبه أستعين، وسميته: «البرهان في علوم القرآن».
وهذه فهرست أنواعه:
الأول: معرفة سبب النزول.
الثاني: معرفة المناسبات (10) بين الآيات.
الثالث: معرفة الفواصل.
الرابع: معرفة الوجوه والنظائر.
الخامس: علم المتشابه.
السادس: علم المبهمات.
السابع: في أسرار الفواتح.
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) هو سهل بن عبد الله التّستري، صاحب كرامات، لقي ذا النون، وكان له اجتهاد ورياضات، وهو ورع، سكن البصرة زمانا وعبادان مدّة. من كلامه: «من صبر على مخالفة نفسه، أوصله الله إلى مقام أنسه». توفي بتستر سنة (273) وقيل (283) (ابن الملقّن، طبقات الأولياء 232).
(3) يوجد طمس في المخطوطة مكان هاتين الكلمتين.
(4) في المخطوطة: (آيات).
(5) في المخطوطة: (أن).
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(10) في المخطوطة: (المناسبة).(1/102)
الثامن: في خواتم السور.
التاسع: في معرفة المكي والمدني.
العاشر: معرفة أول ما نزل.
الحادي عشر: معرفة على كم لغة نزل.
الثاني عشر: في كيفية إنزاله.
الثالث عشر: في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة.
الرابع عشر: معرفة تقسيمه.
الخامس عشر: معرفة أسمائه.
السادس عشر: معرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز.
السابع عشر: معرفة ما فيه من [غير] (1) لغة العرب.
الثامن عشر: معرفة غريبه.
التاسع عشر: معرفة التصريف.
العشرون: معرفة الأحكام.
الحادي والعشرون: معرفة كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح.
الثاني والعشرون: معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص.
الثالث والعشرون: معرفة توجيه القراءات.
الرابع والعشرون: معرفة الوقف [والابتداء] (2).
الخامس والعشرون: علم مرسوم الخط.
السادس والعشرون: معرفة فضائله.
السابع والعشرون: معرفة خواصه.
الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء.
التاسع والعشرون: في آداب تلاوته.
الثلاثون: في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن الحادي والثلاثون: معرفة الأمثال الكائنة فيه.
الثاني والثلاثون: معرفة أحكامه.
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة.(1/103)
الثالث والثلاثون: في معرفة جدله الرابع والثلاثون: معرفة ناسخه ومنسوخه.
الخامس والثلاثون: معرفة موهم المختلف.
السادس والثلاثون: في معرفة المحكم من المتشابه.
السابع والثلاثون: في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات.
الثامن والثلاثون: معرفة إعجازه.
التاسع والثلاثون: معرفة وجوب تواتره.
الأربعون: في بيان معاضدة السنّة للكتاب.
الحادي والأربعون: معرفة تفسيره.
الثاني والأربعون: معرفة وجوب المخاطبات.
الثالث والأربعون: بيان حقيقته ومجازه.
الرابع والأربعون: في الكناية (1) والتعريض.
الخامس والأربعون: في أقسام معنى الكلام.
السادس والأربعون: في ذكر ما يتيسّر من أساليب القرآن.
السابع والأربعون: في معرفة الأدوات.
واعلم أنّه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه، لاستفرغ عمره، ثم لم (2) يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كلّ نوع على أصوله، والرّمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير! قالوا خذ العين من كلّ فقلت لهم ... في العين فضل ولكن ناظر العين
فصل
التفسير [علم] (3) يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبيان معانيه،
__________
(1) في المخطوطة: (الكنايات).
(2) في المخطوطة: (ولم).
(3) زيادة من المطبوعة، وقد ذكر المؤلف في هذا الفصل فوائد تتعلق بالتفسير، وأفرد الكلام عنه في النوع الحادي والأربعين من الكتاب.(1/104)
واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة [2/ ب] أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
وقد أكثر الناس فيه من الموضوعات ما بين مختصر ومبسوط (1)، وكل منهم (2) يقتصر على الفنّ الذي يغلب عليه. فالزّجّاج (3)، والواحدي (4) في «البسيط» يغلب عليهما الغريب [والنحو] (5)، والثعلبي (6) يغلب عليه القصص، والزمخشري (7)
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (مبسوط ومختصر).
(2) في المطبوعة: (وكلهم).
(3) هو إبراهيم بن السّري بن سهل، أبو إسحاق الزجّاج. كان يخرط الزجاج، ثم مال إلى النّحو، فلزم المبرّد.
مات في بغداد سنة 311، (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 10) وله كتاب «معاني القرآن وإعرابه» يوجد منه (4) أجزاء، من سورة يس إلى نهاية القرآن بالمكتبة السليمانية باسطنبول رقم (189) في (201) ورقات، وجزء من سورة الزمر إلى نهاية القرآن بمكتبة نور عثمانية رقم (320) وطبع بتحقيق عبد الجليل عبده سلبي، بدار إحياء التراث الإسلامي، بالقاهرة عام 1394هـ / 1974م. وقامت بتصويره المكتبة العصرية ببيروت عام 1398هـ / 1978م. وطبع في عالم الكتب في بيروت طبعة جديدة لنفس المحقق عام 1408هـ / 1988م في 5مج.
(4) هو علي بن أحمد بن محمد الإمام أبو الحسن الواحدي النّيسابوري، كان أوحد عصره في التفسير، لازم أبا إسحاق الثعلبي. صنّف التفاسير الثلاثة: البسيط والوسيط والوجيز وغيرها كثير من المؤلفات. تصدّر للإفادة والتدريس مدة، وله شعر حسن. مات سنة 468 (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 388) وكتابه: «التفسير البسيط» مخطوط بدار الكتب بالقاهرة رقم 1 (1)، 133، 2 (1)، 35، بمكتبة باتنا بالهند 1/ 242. (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالألمانية: 1/ 411والذيل 1/ 730).
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي أو الثعالبي. كان أوحد زمانه في عالم القرآن.
أخذ عنه أبو الحسن الواحدي. توفي سنة 427 (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 66). ويسمّى تفسيره «الكشف والبيان في تفسير القرآن» وقد قام بتحقيقه د. عبد الله أبو السعود بدر (مجلة أخبار التراث العربي الصادرة بالكويت ع 8ص 16) وللأستاذ عبد الحق عبد الدائم سيف دراسة بعنوان «الثعالبي ومنهجه في التفسير» في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة، وللأستاذ محمد أشرف علي دراسة أيضا بعنوان «الثعلبي ودراسة كتابه الكشف والبيان عن تفسير القرآن» في مكتبة الجامعة الإسلامية أيضا.
(7) هو محمود بن عمر بن محمد العلامة أبو القاسم الزمخشري الخوارزمي، المفسّر النحوي اللغوي المعتزلي يلقّب «جار الله» لأنه جاور بمكة زمانا. ولد بزمخشر قرية من قرى خوارزم. كان واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء وجودة القريحة، متقنا في كل علم، معتزليا، قويا في مذهبه، مجاهرا به، داعية إليه، حنفيا، علامة في الأدب والنحو. له «الكشاف» في التفسير توفي سنة 538 (الداودي، طبقات المفسرين 2/ 316).
وتفسيره «الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل» مطبوع ومتداول، طبع لأول مرة بكلكته بالهند عام 1273هـ / 1856م في جزءين، وطبع في جزءين في بولاق عام 1281هـ / 1864م بهامش القرآن الكريم(1/105)
علم البيان، والإمام فخر الدين (1) علم الكلام وما في معناه من العلوم العقلية.
واعلم أن [من] (2) المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه، وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر، بعد تقرير قاعدة وهي أن كلّ من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
(أحدها): كمال فضيلة المصنّف فإنه لقوّته العلمية يجمع المعاني الدقيقة (3) في اللفظ الوجيز، فربما عسر فهم مراده، فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية (4) ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدلّ على المراد من شرح غيره له.
(وثانيها): [قد يكون] (5) حذف بعض مقدمات الأقيسة أو أغفل فيها (5) شروطا اعتمادا على وضوحها، أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه.
__________
وطبع في جزءين بمطبعة شرف بمصر عام 1307هـ / 1889م وبهامشه كتاب «الانتصاف» لابن المنير الاسكندري، وطبع في جزءين بمطبعة محمد مصطفى بمصر عام 1308هـ / 1890م وبهامشه كتاب «الانتصاف» و «حاشية السيد الجرجاني». وطبع في بولاق عام 1318هـ / 1900م بعناية وليام لينيس، والمولوي خادم حسين، والمولوي عبد الحي، وبهامشه كتاب «الانتصاف»، و «حاشية السيد الجرجاني»، و «تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات» لمحب الدين أفندي، وطبع بالمكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة عام 1354هـ / 1935م في أربعة مجلدات. وفي آخره «الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» لابن حجر العسقلاني، ويليه «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي. وطبع بمطبعة الاستقامة بالقاهرة عام 1373هـ / 1953م وبذيله أربعة كتب: «الانتصاف» و «الكافي الشاف» و «حاشية المرزوقي» و «مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف» للمرزوقي أيضا.
(1) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي المعروف ب «الفخر الرازي». شارك في كثير من العلوم الشرعية والعربية والحكمية والرياضية. ولد بالرّي من أعمال فارس عام (543). كان ذا ثروة ومماليك واحترام لدى الملوك، من أشهر مؤلفاته التفسير المعروف ب «مفاتيح الغيب في تفسير القرآن» في 16مجلدا. توفي سنة 606 (الداودي، طبقات المفسرين 2/ 213) وتفسيره: «مفاتيح الغيب» أو «التفسير الكبير» هو مطبوع ومتداول طبع بالمكتبة الأزهرية بمصر عام 1393هـ / 1973م في (8) مجلدات، وتقوم دار إحياء التراث العربي في بيروت بتصويره، وطبع بدار الفكر في دمشق عام 1402هـ / 1982م في (16) مجلدا. وطبع بدار الفكر في بيروت عام 1404هـ / 1984م مع فهرس للآيات.
(2) زيادة من المطبوعة.
(3) في المخطوطة: (الدقيق).
(4) في المخطوطة: (الحقيقة).
(5) في المخطوطة: (فيه).(1/106)
(وثالثها): احتمال اللفظ لمعان ثلاثة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه. وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو (1) منه بشر من السهو والغلط أو تكرار (2) الشيء، وحذف المهم (3)، وغير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك.
وإذا علم هذا فنقول: إن القرآن إنما أنزل بلسان عربيّ [مبين] (4) في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر، من سؤالهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الأكثر كسؤالهم «لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمََانَهُمْ بِظُلْمٍ} (الأنعام: 82)، فقالوا: أينا لم يظلم نفسه! ففسّره النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالشرك واستدلّ عليه بقوله [تعالى]: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان: 13)» (5). وكسؤال عائشة رضي الله عنها عن الحساب اليسير فقال: «ذلك العرض، ومن نوقش الحساب عذّب» (6).
__________
(1) في المخطوطة: (يخل).
(2) في المطبوعة: (وتكرار).
(3) في المخطوطة: (المبهم).
(4) ليست في المخطوطة.
(5) الحديث متفق عليه من رواية عبد الله بن مسعود أخرجه البخاري في (7) مواضع من صحيحه 1/ 87، كتاب الإيمان (2)، باب ظلم دون ظلم (23)، الحديث (32)، وأخرجه في 6/ 389، كتاب الأنبياء (60)، باب قول الله تعالى {وَاتَّخَذَ اللََّهُ إِبْرََاهِيمَ خَلِيلًا} (8) الحديث (3360)، وأخرجه في 6/ 465، كتاب أحاديث الأنبياء (60)، باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََا لُقْمََانَ الْحِكْمَةَ} (41) الحديثان (34293428)، وأخرجه في 8/ 294، كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمََانَهُمْ بِظُلْمٍ} (3) الحديث (4629)، وأخرجه في 8/ 513، كتاب التفسير (65) باب قوله تعالى: {لََا تُشْرِكْ بِاللََّهِ} (1) الحديث (4776) وأخرجه في 12/ 264كتاب استتابة المرتدين (88)، باب إثم من أشرك بالله (1) الحديث (6918) وأخرجه في 12/ 303، كتاب استتابة المرتدين (88)، باب ما جاء في المتأولين (9) الحديث (6937). وأخرجه مسلم في صحيحه 1/ 114، كتاب الإيمان (1)، باب صدق الإيمان وإخلاصه (56)، الحديث (197/ 124).
(6) الحديث متفق عليه من رواية عائشة، أخرجه البخاري في (3) مواضع من صحيحه: 1/ 196، كتاب العلم (3)، باب من سمع شيئا فراجع فيه (35)، الحديث (103)، وأخرجه في 8/ 697، كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {فَسَوْفَ يُحََاسَبُ حِسََاباً يَسِيراً} (1) الحديث (4939)، وأخرجه في 11/ 400، كتاب الرقاق (81)، باب من نوقش الحساب عذّب (49) الحديث (65376536). وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2204، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (51)، باب إثبات الحساب (18) الحديث (79/ 2876).(1/107)
وكقصة عديّ بن حاتم (1) في الخيط الذي وضعه تحت رأسه (2). وغير ذلك مما سألوا عن آحاد [له] (3) منه.
ولم ينقل إلينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته فنحن نحتاج إلى ما كانوا يحتاجون إليه، وزيادة على ما لم يكونوا محتاجين إليه من أحكام الظواهر، لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلّم فنحن أشدّ الناس احتياجا إلى التفسير.
ومعلوم أن تفسيره يكون بعضه من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها، وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض، لبلاغته ولطف معانيه ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعوّل في تفسيره عليه، ويرجع في تفسيره إليه من معرفة مفردات ألفاظه ومركباتها.
وسياقه، وظاهره وباطنه، وغير ذلك مما لا يدخل تحت الوهم، ويدقّ عنه الفهم.
وبين أقداحهم حديث قصير ... هو سحر، وما سواه كلام
وفي هذا تتفاوت الأذهان، وتتسابق في النظر إليه مسابقة الرّهان فمن سابق بفهمه، وراشق كبد الرميّة بسهمه، وآخر رمى فأشوى (4)، وخبط في النظر خبط عشوا كما قيل. وأين الدّقيق من الرّكيك، وأين الزلال من الزعاق! وقال القاضي شمس الدين [ابن] (5) الخويّي (6) رحمه الله: «علم التفسير عسير يسير
__________
(1) هو الصحابي الجليل عدي بن حاتم بن عبد الله، أسلم في سنة تسع أو عشر وكان نصرانيا قبل ذلك قال أبو حاتم السجستاني بلغ مائة وثمانين مات سنة 68، (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 460).
(2) وردت قصة عدي بن حاتم في حديث متفق عليه من روايته، فقد أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه:
4/ 132، كتاب الصوم (30)، باب قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتََّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ} (16) الحديث (1916)، وأخرجه في 8/ 182، كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتََّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ}
(28) الحديث (45104509). وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 766، كتاب الصيام (13)، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر (8) الحديث (33/ 1090) و (34/ 1091) و (35/).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) العبارة في المخطوطة: (وأحرى فأشوى).
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى: (الجوزي) والصواب أنه قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خليل بن سعادة الخويّي بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء الأولى ولد سنة (583) قرأ العقليات على الإمام فخر الدين الرازي والجدل على الطاوسي. كان من أذكياء المتكلمين وأعيان الحكماء والأطباء ذا دين وتعبّد. ولي قضاء دمشق. توفي سنة 637. (الذهبي، سير أعلام النبلاء 23/ 64).(1/108)
أما عسره فظاهر من وجوه أظهرها أنه كلام متكلّم لم يصل الناس إلى مراده بالسّماع منه، ولا إمكان للوصول إليه، بخلاف الأمثال والأشعار فإن الإنسان يمكن علمه بمراد المتكلم (1) بأن يسمع منه أو يسمع ممن سمع منه [و] أما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول عليه السلام، وذلك متعذّر إلّا في آيات قلائل. فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل، والحكمة فيه أنّ الله تعالى أراد أن يتفكّر عباده في كتابه فلم يأمر نبيّه بالتنصيص على [3/ أ] المراد وإنما هو عليه السلام صوّب رأي جماعة من المفسّرين، فصار ذلك دليلا قاطعا على جواز التفسير من غير سماع من الله ورسوله» قال: «واعلم أن بعض الناس يفتخر ويقول: كتبت هذا وما طالعت شيئا من الكتب، ويظن أنه فخر ولا يعلم أن ذلك غاية النقص فإنّه لا يعلم مزية ما قاله على ما قيل، ولا مزية ما قيل على ما قاله، فبماذا يفتخر! ومع هذا ما كتبت شيئا إلا خائفا من الله مستعينا به، معتمدا عليه فما كان حسنا فمن الله وبفضله (2) [بوسيلة مطالعة كلام عباد الله الصالحين] (3)
وما كان ضعيفا فمن النفس الأمّارة بالسوء».
فصل
ذكر القاضي أبو بكر ابن العربي (4) في كتاب «قانون التأويل»: «إن علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف علم وسبعون ألف علم (5)، على عدد كلم القرآن،
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (ثمة إذا تكلم).
(2) في المطبوعة: (وفضله).
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) هو محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر ابن العربي الإشبيلي ولد سنة (468) كان أبوه من فقهاء إشبيلية ورؤسائها. قرأ القاضي أبو بكر القراءات ولقي بالشام أبا نصر المقدسي وأبا حامد الغزالي وغيرهما. ودخل بغداد وسمع من علمائها. وله تصانيف حسنة منها: «أحكام القرآن» توفي سنة 543. (الداودي، طبقات المفسرين 2/ 162). وكتابه «قانون التأويل في التفسير»، يوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية 1 (1)، 188و 2 (1)، 57ونسخة خطية في المكتبة الإسكوريال 2: 1264. ونسخة بفاس 172 (3). (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالألمانية 1/ 412، والذيل 1/ 732)، ويوجد منه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم (164) و (165) عن نسخة دار الكتب (معجم الدراسات القرآنية ص 325).
(5) في المخطوطة (علما).(1/109)
مضروبة في أربعة. قال بعض السلف: إذ لكل كلمة ظاهر وباطن، وحدّ ومقطع وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها (1) من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله [عز وجل]».
قال: «وأمّ [علوم] (2) القرآن ثلاثة أقسام: توحيد وتذكير وأحكام فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله. والتذكير، ومنه الوعد والوعيد، والجنة والنار، وتصفية الظاهر والباطن. والأحكام ومنها التكاليف كلّها وتبيين المنافع والمضارّ، والأمر والنهي والندب».
«فالأول: {وَإِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ} (البقرة: 163)، فيه التوحيد كلّه في الذات والصفات والأفعال.
والثاني: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى ََ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات: 55).
والثالث: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ} (المائدة: 49) ولذلك قيل في معنى قوله تعالى (3): {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1) «تعدل ثلث القرآن» (4). يعني في الأجر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقيل: ثلثه في المعنى لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا.
وهذه السورة اشتملت على التوحيد».
__________
(1) في المخطوطة: (تركيبه وما بينهما).
(2) العبارة في المخطوطة: (وأما القرآن).
(3) في المطبوعة: (في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم).
(4) الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه 2/ 12451244، كتاب الأدب (33)، باب ثواب القرآن (52) من رواية أبي هريرة، الحديث (3787)، ومن رواية أنس بن مالك، الحديث (3788)، ومن رواية أبي مسعود الأنصاري، الحديث (3789). وأخرجه أبو داود في سننه 2/ 152، كتاب الصلاة (2)، باب في سورة الصمد (353) من رواية أبي سعيد الخدري، الحديث (1461)، وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 169165، كتاب فضائل القرآن (46)، باب ما جاء في إذا زلزلت (10) من رواية أنس بن مالك من حديث طويل (2893)، ومن رواية ابن عباس من حديث طويل (2894)، ومن رواية أنس بن مالك من حديث طويل (2895). وفي باب ما جاء في سورة الإخلاص (11) من رواية أبي أيوب، وقال بعضهم: امرأة أبي أيوب الحديث (2896)، وأخرجه النسائي في سننه 2/ 172171، كتاب الافتتاح (11) باب الفصل في قراءة {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (69) من رواية أبي سعيد الخدري، الحديث (995)، ومن رواية أبي أيوب، الحديث (996)، وأخرجه مالك في الموطأ 1/ 209208، كتاب القرآن (15)، باب ما جاء في قراءة {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ}
(6) من رواية أبي سعيد الخدري، الحديث (17)، ومن رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف، الحديث (19).(1/110)
«ولهذا المعنى صارت فاتحة الكتاب أمّ الكتاب، لأن فيها الأقسام الثلاثة: فأما التوحيد فمن أولها إلى قوله: {يَوْمِ الدِّينِ}. وأما الأحكام ف {إِيََّاكَ نَعْبُدُ وَإِيََّاكَ نَسْتَعِينُ}، وأما التذكير فمن قوله: {اهْدِنَا} إلى آخرها: فصارت بهذا أمّا لأنه (1) يتفرع عنها كل نبت وقيل: صارت أمّا لأنها مقدّمة على القرآن بالقبلية، والأم قبل البنت. وقيل: سميت فاتحة لأنها تفتح أبواب الجنة على وجوه مذكورة في مواضعها».
وقال أبو الحكم بن برّجان (2) في كتاب «الإرشاد»: «وجملة القرآن تشتمل على ثلاثة علوم: علم أسماء الله تعالى وصفاته، ثم علم النبوة وبراهينها، ثم علم التكليف والمحنة». قال: «وهو أعسر لإغرابه وقلة انصراف الهمم إلى تطلبه [من مكانه] (3)».
وقال غيره: القرآن يشتمل على أربعة أنواع من العلوم: أمر، ونهي، وخبر واستخبار وقيل ستة وزاد الوعد والوعيد.
وقال محمد بن جرير الطبريّ: «يشتمل على ثلاثة أشياء: التوحيد، والأخبار، والديانات ولهذا قال [النبي] (4) صلّى الله عليه وسلّم: «{قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1) تعدل ثلث القرآن» (5) وهذه السورة تشمل التوحيد كلّه».
وقال علي بن عيسى (6): «القرآن يشتمل على ثلاثين شيئا: الإعلام، والتنبيه،
__________
(1) في المخطوطة: (وأنه).
(2) هو عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد السلام اللخمي الإشبيلي المعروف بابن برّجان ضبطه ياقوت بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الراء، وبعدها جيم. وبعد الألف نون إمام في اللغة والنّحو. أخذ اللغة والعربية عن ابن ملكون ولازمه كثيرا، وكان من أحفظ أهل زمانه في اللغة مسلما له ذلك. صدوق ثقة. توفي سنة 627.
(ابن خلكان، وفيات الأعيان 4/ 237229) وكتابه «الإرشاد في تفسير القرآن» ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/ 320، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 69وقال: «فيه من الأسرار والخواص ما هو مشهور فيما بين أهل هذا الشأن، وقد استنبطوا من رموزاته أمورا فأخبره بها قبل الوقوع». والكتاب مخطوط بمكتبة فيض الله بتركيا رقم (35) كتب في القرن التاسع (معجم مصنفات القرآن الكريم 2/ 108)، ومنه قطعة بالخزانة التيمورية ضمن مجاميع برقم (212) يبدأ بسورة الروم (فهرس الخزانة التيمورية ص 16).
(3) ساقطة من المخطوطة وهي من المطبوعة.
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) تقدم تخريج الحديث ص 110.
(6) هو علي بن عيسى بن علي، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني. حدّث عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن السّرّاج(1/111)
والأمر، والنهي، والوعد، والوعيد، ووصف الجنة، والنار، وتعليم الإقرار (1) باسم الله، وصفاته (2)، وتعليم الاعتراف بإنعامه، والاحتجاج على المخالفين، والردّ على الملحدين، والبيان عن الرغبة، والرهبة، [و] (3) الخير، والشر، والحسن، والقبيح، ونعت الحكمة، وفضل المعرفة، ومدح الأبرار، وذمّ الفجار، والتسليم، والتحسين، والتوكيد، والتقريع، والبيان عن ذم الاخلاق، وشرف الأداء».
قال القاضي أبو المعالي عزيزي (4): «وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها محمد بن جرير تشمل هذه كلّها بل أضعافها فإن القرآن لا يستدرك ولا تحصى غرائبه وعجائبه قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفََاتِحُ الْغَيْبِ لََا يَعْلَمُهََا إِلََّا هُوَ} (الأنعام: 59)».
وقال غيره: علوم ألفاظ القرآن أربعة:
الإعراب وهو في الخبر.
والنظم وهو القصد (5) نحو {وَاللََّائِي لَمْ يَحِضْنَ} (الطلاق: 4)، معنى باطن نظم بمعنى ظاهر. وقوله: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكََائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللََّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ} (يونس: 34) كأنه قيل: قالوا: ومن يبدأ الخلق ثم يعيده [3/ ب]؟ فأمر النبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] أن يقول: {اللََّهُ يَبْدَؤُا [الْخَلْقَ]} [6] (يونس: 34) لفظ ظاهر نظم بمعنى باطن.
والتصريف في الكلمة كأقسط: عدل، وقسط (7): جار. وبعد: ضد قرب، وبعد:
هلك.
__________
روى عنه التنوخي والجوهري وهلال بن المحسّن الكاتب، كان من أهل المعرفة، متقنا في علوم كثيرة من الفقه، والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة، له التصانيف المشهورة في التفسير والنحو واللغة منها «إعجاز القرآن» توفي سنة 384. (الوزير القفطي، إنباه الرواة 2/ 294).
(1) في المخطوطة: (القرآن).
(2) في المطبوعة زيادة (وأفعاله).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) هو أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجيلي القاضي المعروف بشيذلة الفقيه الشافعي الواعظ.
كان فقيها فاضلا واعظا ماهرا فصيح اللسان حلو العبارة كثير المحفوظات، صنّف في الفقه وأصول الدين، والوعظ، تولى القضاء بمدينة بغداد وكان يناظر بمذهب الأشعري توفي سنة 494 (ابن رجب الحنبلي، شذرات الذهب 3/ 401).
(5) في المخطوطة: (المقصد).
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(7) في المخطوطة: (وعدل).(1/112)
والاعتبار وهو معيار الأنحاء الثلاثة وبه يكون الاستنباط والاستدلال وهو كثير، منه ما يعرف بفحوى الخطاب (1). ومعنى اعتبرت الشيء طلبت بيانه، عبّرت الرؤيا: بيّنتها قال الله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا} (الحشر: 2) بعد: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ مِنْ دِيََارِهِمْ} (الحشر: 2) دلّ على أن انتقامه بالخروج من الدار من أعظم الوجوه، و {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} (الحشر: 2)، دلّ على أن لها توابع لأن «أول» لا يكون [إلا] (2) مع «آخر» وكان هذا في بني النّضير ثم أهل نجران. {مََا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} (الحشر: 2) إلا بنبإ، وأنهم يستقلون عدد من كان مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (3). {وَلَوْلََا أَنْ كَتَبَ اللََّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلََاءَ} (الحشر:
3) فيه دليل على أن الإخراج [في الشدة] (4) مثل العذاب إذ جعل بدله (5).
وقد يتعدد الاعتبار نحو أتاني غير زيد، أي أتياه، أو أتاه غير زيد، لا هو (6). لو شئت أنت لم أفعل، [أي أنت] (7) أمرتني أو نهيتني قال [الله] تعالى: {لَوْ شََاءَ اللََّهُ مََا عَبَدْنََا}
(النحل: 35) ردّ عليهم بأن الله لا يأمر بالفحشاء بدليل قوله: {وَاللََّهُ أَمَرَنََا بِهََا}
(الأعراف: 28)، {وَإِذََا حَلَلْتُمْ فَاصْطََادُوا} (المائدة: 2)، فالاعتبار إباحة.
ومن الاعتبار ما يظهر بآي أخر كقوله [تعالى]: {فَإِذََا جََاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللََّهَ كََانَ بِعِبََادِهِ بَصِيراً} (فاطر: 45)، فهذه تعتبر بآخر الواقعة (الآيات: 9688) من أن الناس على ثلاثة منازل أي أحلّ كلّ فريق في منزلة له (8)، والله بصير بمنازلهم.
__________
(1) في المطبوعة: (الكلام).
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) كذا العبارة في المخطوطة، والمطبوعة، وفيها غموض، قال الإمام الطبري: «ما ظننتم أن يخرج هؤلاء الذين أخرجهم الله من ديارهم من أهل الكتاب من مساكنهم ومنازلهم وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله. وإنما ظنّ القوم فيما ذكر ذلك أن عبد الله بن أبي وجماعة من المنافقين بعثوا إليهم لما حصرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرونهم بالثبات في حصونهم ويعدونهم النصر» (جامع البيان: 28/ 30).
(4) العبارة في المطبوعة: (أن الإخراج مثل العذاب في الشدة).
(5) أخرج الأثر عن السيدة عائشة رضي الله عنها الحاكم في المستدرك 2/ 483كتاب التفسير باب تفسير سورة الحشر، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي. وأخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 178، باب غزوة بني النضير. وعزاه السيوطي لابن مردويه (الدر المنثور 6/ 187).
(6) العبارة في المخطوطة: (أي اتيانه أو لا غير زيد).
(7) ساقطة من المطبوعة.
(8) كذا في المطبوعة، واللفظ في المخطوطة (في منزله).
(البرهان ج 1م 8)(1/113)
ومنه ما يظهر بالخبر كقوله تعالى: {قُلْ مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} (البقرة:
97) بمعنى الحديث (1): «إن اليهود قالوا: لو جاء به ميكائيل لاتبعناك، لأنه يأتي بالخير، وجبريل لم يأت بخير (2) قط» (3) وأي خير أجلّ من القرآن! ومن ضروب النظم قوله [تعالى]: {مَنْ كََانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلََّهِ} (فاطر: 10)، إن حمل على أن يعتبر أن العزة له لم ينتظم [به] (4) ما بعده وإن حمل على معنى أن يعلم لمن العزة انتظم.
__________
(1) الحديث أخرجه الطيالسي في مسنده: 256ضمن مسند ابن عباس رضي الله عنه من رواية شهر بن حوشب عنه، الحديث (2731). وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 278، ضمن مسند ابن عباس رضي الله عنه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 1/ 342من رواية شهر بن حوشب في تفسير قوله تعالى {قُلْ مَنْ كََانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}، (الآية: 97). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 266من رواية ابن عباس، باب ما جاء في مسائل عصابة من اليهود، ومعرفة إصابته فيما قال.
(2) في المطبوعة: (بالخير).
(3) الخبر أخرجه ابن جرير في جامع البيان 1/ 343، واللفظ عنده: «ولا يأتي إلا بالحرب والشدّة والقتال».
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/114)
النوع الاول معرفة أسباب (1) النزول (2)
وقد اعتنى بذلك المفسّرون في كتبهم، وأفردوا فيه تصانيف منهم عليّ ابن المديني (3)
شيخ البخاريّ، ومن أشهرها تصنيف الواحديّ (4) في ذلك (5).
__________
(1) في المخطوطة: (سبب).
(2) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم: 57، في الفن الثالث من المقالة الأولى. والإتقان للسيوطي 1/ 82، النوع التاسع، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 349، في المطلب الثالث في فروع علوم التفسير، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/ 76، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 53، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 13099، المبحث الخامس ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 163127، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار: 53، ومعجم الدراسات القرآنية لعلي شواخ 1/ 138125. «نزول القرآن» دراسة لمصطفى شريف العاني، نشرها في مجلة الرسالة العراقية، السنة 2، ع 18، 1389هـ / 1969م «التنزيل ووقت النزول» لزهرة حسين أبو العلا، مقال في مجلة الإسلام، س 8، ع 37، 1358هـ / 1939م «الصحيح المسند من أسباب النزول» لمقبل الوادعي، طبع بمكتبة المعارف بالرياض بدون تاريخ.
(3) هو علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم، أبو الحسن المديني البصري روى عن الكثيرين من أهل عصره. وروى عنه البخاري وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة في التفسير. كان أحمد لا يسميه إنما يكنّيه تبجيلا له. توفي سنة 234هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 356). وكتابه «أسباب النزول ذكره ابن النديم في الفهرست: 153، وذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» 1/ 76وقال: (وهو أوّل من صنّف فيه).
(4) هو علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري تقدمت ترجمته ص 105، وكتابه «أسباب النزول» مطبوع ومتداول: طبع لأول مرة بمصر عام 1315هـ / 1897م في (338) صفحة، وبهامشه «الناسخ والمنسوخ» لأبي القاسم بن هبة الله بن سلامة، وطبع بمصر عام 1316هـ / 1898م في (348) صفحة. (سركيس، معجم المطبوعات: 1095)، وطبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة عام 1379هـ / 1959م في (266) صفحة. وطبع بتحقيق السيد أحمد صقر بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة عام 1383هـ / 1963م في (542) صفحة وطبع بدار الفكر في بيروت عام 1404هـ / 1984م في (320) صفحة، وتقوم كثير من دور النشر بتصوير الكتاب عن هذه الطبعات الأصلية. وذكر السيوطي في الإتقان 3/ 82أن الجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) قد اختصر كتاب الواحدي.
(5) ومن الكتب المؤلفة في أسباب النزول أيضا: «نزول القرآن» لابن عباس (ت 68هـ) من رواية عكرمة البربري (ت 104هـ) (ذكره ابن النديم في الفهرست: 40)، «نزول القرآن» للضحاك بن(1/115)
وأخطأ من زعم أنه لا طائل تحته، لجريانه مجرى التّاريخ، وليس كذلك، بل له
__________
مزاحم الهلالي، ت 105هـ (الفهرست: 40). «نزول القرآن» للحسن بن أبي الحسن يسار البصري ت 110هـ (الفهرست: 40وسيزكين 1/ 187) «تنزيل القرآن بمكة والمدينة» للزهري، محمد بن مسلم بن شهاب (ت 124هـ) طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد بدار الكتاب الجديد في بيروت عام 1383هـ / 1963م في 16ص، وحقّقه حاتم صالح الضامن ونشره في الجزءين الثاني والثالث من المجلد الثامن من مجلة المجمع العلمي العراقي «التنزيل في القرآن» لابن فضال، علي بن الحسن الكوفي (ت 224هـ) (إيضاح المكنون 4/ 283). «ما نزل من القرآن في صلب الزمان» للجوهري، (إيضاح المكنون 4/ 421) «القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن» لأبي المطرف، عبد الرحمن بن عيسى بن فطيس بن أصبغ (ت 402) (تاريخ التفسير: 90) «التنزيل وترتيبه» للنيسابوري، أبو القاسم الحسن بن محمد (ت 406هـ) مخطوط في الظاهرية: 6763ضمن مجموع (سيزكين 1/ 219) «أسباب النزول» للعراقي، محمد بن أسعد (ت 567هـ) مخطوط في مكتبة صوفيا ببلغاريا: 161 ق. وفي مكتبة شستربتي: 5199 (تاريخ التفسير: 90) «أسباب النزول» لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي (ت 597هـ) (تاريخ التفسير: 56) «يتيمة الدرر في النزول وآيات السور» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي (ت 656هـ) مخطوط في مكتبة شستربتي بدبلن رقم 3961 (معجم الدراسات القرآنية: 14). «التبيان في نزول القرآن» لابن تيمية، أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728هـ) طبع بالقاهرة، بالمط. الشرفية عام 1323هـ / 1905م وطبع أيضا باسم «العلم بأسباب النزول» بدار الثقافة في الرياض عام 1381هـ / 1961م «أسباب النزول» للجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) اختصر به كتاب الواحدي، (الإتقان 2/ 28)، «أسباب النزول» للحافظ ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي بن حجر (ت 852هـ) ويسمى أيضا ب «العجاب في الأسباب» ومنه نسخة خطية في خزانة ابن يوسف العمومية بمراكش رقم 258، ومنه صورة بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وقد حققه خالد السامرائي ويوسف المرعشلي وينشر في دار المعرفة في بيروت والمكتبة الإسلامية في اسطنبول ومنها: «مدد الرحمن في أسباب نزول القرآن» للخليلي، زين الدين عبد الرحمن بن علي بن إسحاق التميمي المقدسي الشافعي ت 876هـ) (إيضاح المكنون 2/ 455) «لباب النقول في أسباب النزول» للسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن (ت 911هـ) طبع لأول مرة بهامش تفسير الجلالين، ومعه «معرفة الناسخ والمنسوخ» لابن حزم في بولاق عام 1280هـ / 1863م (معجم سركيس: 1075) وطبع بالمكتبة الأزهرية في القاهرة عام 1316هـ / 1898م وطبع بمط الملاح بدمشق عام 1397هـ / 1959م. وصوّر بدار إحياء التراث العربي في بيروت عام 1398هـ / 1978م «إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن» للأجهوري عطية الله بن البرهان الشافعي (ت 1190هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود بالرياض: 8، (معجم مصنفات القرآن 1/ 127) «لب التفاسير في معرفة أسباب النزول والتفسير» لمحمد بن عبد الله القاضي الرومي ت 1195هـ (إيضاح المكنون 2/ 400) «أسباب النزول وما يتعلق به وعدد الآيات وغير ذلك» لمؤلف مجهول. مخطوط في المكتبة التيمورية: 123 «أسباب النزول» لعبد الجليل النقشبندي (ت؟) مخطوط في الأزهر: 329.(1/116)
فوائد: منها وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. ومنها تخصيص الحكم به عند من يرى أنّ العبرة بخصوص السبب.
ومنها الوقوف على المعنى، قال الشيخ أبو الفتح القشيريّ (1): «بيان سبب النزول طريق [قويّ] (2) في فهم معاني الكتاب العزيز» وهو أمر تحصّل للصحابة بقرائن تحتفّ بالقضايا. ومنها أنه قد يكون اللفظ عاما، ويقوم الدليل على التخصيص فإن محلّ السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد بالإجماع (3) كما حكاه القاضي أبو بكر (4) في «مختصر التقريب» لأن دخول السبب قطعيّ.
ونقل بعضهم الاتفاق على أن لتقدم السبب على ورود العموم أثرا.
ولا التفات إلى ما نقل عن بعضهم من تجويز إخراج محلّ السبب بالتخصيص لأمرين:
أحدهما أنه يلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولا يجوز. والثاني أن فيه عدولا عن محلّ السؤال وذلك لا يجوز في حق الشارع لئلا يلتبس على السائل. واتفقوا على أنه تعتبر النصوصية في السبب من جهة استحالة تأخير البيان عن وقت الحاجة وتؤثر أيضا فيما وراء محلّ السبب وهو إبطال الدلالة على قول، والضعف على قول.
ومن الفوائد أيضا دفع توهّم الحصر قال الشافعي ما معناه [في معنى] (5) قوله تعالى:
{قُلْ لََا أَجِدُ فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً} (الأنعام: 145) الآية: إنّ الكفّار لما حرّموا ما أحلّ
__________
(1) تصحفت في المخطوطة إلى (النويري)، والصواب أنه القشيري، وهو أبو الفتح المعروف بابن دقيق العيد كما ذكر السيوطي في الإتقان 3/ 83 (بتحقيق محمد أبو الفضل) وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 4/ 91والسبكي في طبقات الشافعية 6/ 2. وسيأتي التعريف به في 2/ 338.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المطبوعة (والإجماع).
(4) هو القاضي أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنّفات أخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري قال ابن الأهدل: سيف السنة القاضي أبو بكر مجدّد الدين على رأس المائة الرابعة. كان ورعا لم تحفظ عنه زلّة ولا نقيصة توفي سنة 403.
(الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 5/ 379)، وكتابه «مختصر التقريب والإرشاد» في أصول الفقه ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك 4/ 601في ترجمة الباقلاني، فصل «فهرست كتبه»، وذكر أن له اختصاران أصغر وأوسط.
(5) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة، وليست في الإتقان، وانظر كلام الشافعي حول هذه الآية في الأم 2/ 241، 243، 247، 3/ 214، 4/ 151، 7/ 21، 87، وفي اختلاف الحديث: 485، وفي الرسالة:
206، 207، 231، وفي أحكام القرآن: 88، 101، 102.(1/117)
الله، وأحلّوا ما حرّم الله، وكانوا على المضادّة والمحادّة [ف] (1) جاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرّمتموه ولا حرام إلّا ما أحللتموه (2) نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة فتقول: لا آكل اليوم إلّا الحلاوة والغرض المضادّة لا النفي والإثبات على الحقيقة فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به، ولم يقصد حلّ ما وراءه إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحلّ.
قال إمام الحرمين (3): «وهذا في غاية الحسن ولولا سبق الشافعيّ [4/ أ] إلى ذلك لما كنا نستجيز مخالفة [مالك] (4) في حصر المحرّمات فيما ذكرته الآية. وهذا قد يكون من الشافعي أجراه مجرى التأويل». ومن قال بمراعاة اللفظ دون سببه لا يمنع من التأويل.
وقد جاءت [آيات] (4) في مواضع اتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر (6)، وآية اللعان في شأن هلال بن أميّة (7)، ونزول حد
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (حللتموه).
(3) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي النيسابوري الشافعي الأشعري المعروف بإمام الحرمين، فقيه أصولي متكلم مفسّر أديب ولد في المحرم وجاور بمكة توفي سنة (478هـ) بنيسابور من تصانيفه الكثيرة: «نهاية المطلب في دراية المذهب» «والبرهان في أصول الفقه» و «تفسير القرآن» (السبكي، طبقات الشافعية 3/ 249).
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة، وعند السيوطي في الإتقان 3/ 84.
(6) هو سلمة بن المحبق الهذلي، وقيل اسم المحبق صخر يكنى أبا سنان له رواية وساكن البصرة روى عنه ابنه سنان وجون بن قتادة وقبيصة بن حريث والحسن البصري وغيرهم (ابن حجر، الإصابة 2/ 66). والأثر أخرجه ابن ماجة في سننه 1/ 665من رواية سلمة في كتاب الطلاق (10)، باب الظهار (25) الحديث (2062) وأخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنه 1/ 666كتاب الطلاق (10)، باب المظاهر يجامع قبل أن يكفّر (26) الحديث (2065) وأخرجه الترمذي في سننه من رواية ابن عباس رضي الله عنه 3/ 503كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفّر (19) الحديث (1199) وقال: «هذا حديث حسن غريب صحيح». وأخرجه من رواية أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان رضي الله عنهما 3/ 503كتاب الطلاق (11)، باب ما جاء في كفارة الظهار (20) الحديث (1200) وقال: هذا حديث حسن.
(7) هو هلال بن أميّة بن عامر الأنصاري الواقفي. شهد بدرا وما بعدها وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وله ذكر في الصحيحين من رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر (ابن حجر، الإصابة 3/ 574). والأثر أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 449من رواية ابن عباس في كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذََابَ أَنْ تَشْهَدَ} (3) الحديث (4747).(1/118)
القذف (1) في رماة عائشة رضي الله عنها، ثم تعدّى إلى غيرهم، وإن كان قد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنََاتِ} (النور: 4)، فجمعها مع غيرها إما تعظيما لها إذ أنها أمّ المؤمنين ومن رمى أم قوم فقد رماهم وإما للإشارة إلى التعميم ولكنّ الرماة لها كانوا معلومين، فتعدّى الحكم إلى من سواهم فمن يقول بمراعاة حكم اللفظ كان الاتفاق هاهنا هو مقتضى الأصل، ومن قال بالقصر على الأصل خرج عن الأصل في هذه الآية بدليل. ونظير هذا تخصيص الاستعاذة بالإناث في قوله تعالى: {وَمِنْ [شَرِّ]} [2] النَّفََّاثََاتِ فِي الْعُقَدِ (الفلق: 4)، لخروجه على السبب وهو أن بنات لبيد سحرن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
كذا قال أبو عبيد (3): وفيه نظر، فإن الذي سحر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو لبيد بن الأعصم (4) كما [جاء] (5) في الصحيح.
وقد تنزل الآيات على الأسباب خاصة، وتوضع كلّ واحدة منها مع ما يناسبها من الآي رعاية لنظم القرآن وحسن السياق فذلك الذي وضعت معه الآية نازلة على سبب خاص للمناسبة إذ كان مسوقا لما نزل في معنى يدخل تحت ذلك اللفظ العام أو كان من جملة
__________
(1) الأثر، أخرجه الإمام أحمد في مسنده 6/ 35، وأخرجه أبو داود في سننه 4/ 618كتاب الحدود (37)، باب في حد القذف (35) الحديث (44754474). وأخرجه ابن ماجة في سننه 2/ 856كتاب الحدود (20)، باب حد القذف (15) الحديث (2567). وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 336كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النور (25) الحديث (3181).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) هو القاسم بن سلّام أبو عبيد اللغوي الفقيه المحدّث. درّس الحديث والأدب ونظر في الفقه. وأقام ببغداد مدّة.
ثم ولي القضاء بطرسوس وخرج بعد ذلك إلى مكة فسكنها حتى مات بها. من مصنّفاته «الأمثال» «وغريب الحديث» و «معاني القرآن» وغيرها. توفي سنة 223 (القفطي، إنباه الرواة 3/ 12).
(4) هو لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف اليهود، كان منافقا. (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/ 614). والحديث متفق عليه من رواية عائشة رضي الله عنها، أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 276، كتاب الجزية والموادعة (58)، باب هل يعفى عن الذمّي إذا سحر (14)، الحديث (3175) وأخرجه في 6/ 334، كتاب بدء الخلق (59)، باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3268)، وأخرجه في 10/ 221، كتاب الطب (76)، باب السحر (47)، الحديث (5763، 5765، 5766). وأخرجه في 10/ 479، كتاب الأدب (78)، باب قول الله تعالى {إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسََانِ} (56)، الحديث (6063) وأخرجه في 11/ 192، كتاب الدعوات (80)، باب تكرير الدعاء (57)، الحديث (6391) وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1719كتاب السلام (39) باب السحر (17)، الحديث (43/ 2189).
(5) ساقطة من المخطوطة.(1/119)
الأفراد الداخلة وضعا تحت اللفظ العام فدلالة اللفظ عليه: هل هي كالسبب فلا يخرج ويكون مرادا من الآيات قطعا؟ أو لا ينتهي في القراءة (1) إلى ذلك؟ لأنه قد يراد غيره، وتكون المناسبة مشبهة به؟ فيه احتمال.
واختار بعضهم أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق العام (2) المجرّد ومثاله قوله تعالى:
{إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا} (النساء: 58) فإن مناسبتها للآية التي قبلها، وهي قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطََّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هََؤُلََاءِ أَهْدى ََ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} (النساء: 51)، أن ذلك إشارة إلى كعب بن الأشرف (3)، كان قدم إلى مكّة وشاهد قتلى بدر وحرّض الكفّار على الأخذ بثأرهم، وغزو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فسألوه: من أهدى سبيلا؟ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو هم؟ فقال:
أنتم (4) كذبا منه وضلالة لعنه (5) الله! فتلك الآية في حقه وحق من شاركه في تلك المقالة وهم أهل كتاب يجدون عندهم في كتابهم نعت (6) النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصفته، وقد أخذت عليهم المواثيق ألا يكتموا ذلك وأن ينصروه وكان ذلك أمانة لازمة لهم فلم يؤدوها وخانوا فيها وذلك مناسب لقوله: {إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا}. (النساء: 58) قال ابن العربيّ في «تفسيره»: (7): «وجه النظم أنّه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم فانجرّ الكلام إلى ذكر جميع الأمانات».
انتهى.
ولا يرد على هذا أن قصة (8) كعب بن الأشرف كانت عقب بدر، ونزول {إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُكُمْ} (النساء: 58) في الفتح أو قريبا منها وبينهما ست سنين لأن الزمان إنما يشترط
__________
(1) في المطبوعة: (القوة).
(2) في المطبوعة: (العموم).
(3) هو عدو الله كعب بن الأشرف كان رجلا من طيئ ثم أحد بني نبهان وكانت أمّه من بني النضير. كان يهجو النبي صلّى الله عليه وسلّم ويحرّض المشركين على المسلمين، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بقتله، فقتله نفر من الصحابة. (الطبري، تاريخ الأمم والملوك 2/ 487) و (الواقدي، المغازي 1/ 181).
(4) في المخطوطة: (إنهم).
(5) الأثر أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 5/ 85في تفسير قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ} الآية (51). وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 3/ 193باب ما جاء في قتل كعب بن الأشرف.
(6) في المطبوعة: (بعث).
(7) وهو كتاب «قانون التأويل» تقدم الكلام عنه ص 109.
(8) في المخطوطة: (قضية).(1/120)
في سبب النزول، ولا يشترط في المناسبة لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها والآيات كانت تنزل على أسبابها، ويأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بوضعها في المواضع التي علم من الله تعالى أنها مواضعها.
ومن فوائد هذا العلم إزالة الإشكال ففي «الصحيح» (1) عن مروان بن الحكم (2): «أنّه بعث إلى ابن عباس يسأله: لئن كان كلّ امرئ فرح بما أوتي وأحبّ أن يحمد بما لم يفعل معذّبا، لنعذّبنّ أجمعون، فقال ابن عباس: هذه الآية نزلت في أهل الكتاب ثم تلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللََّهُ مِيثََاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتََابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنََّاسِ وَلََا تَكْتُمُونَهُ} (آل عمران: 187) إلى قوله:
{لََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمََا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمََا لَمْ يَفْعَلُوا} (آل عمران:
188)، قال ابن عباس: سألهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه فاستحمدوا [4/ ب] بذلك إليه وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم (3) ما سألهم عنه». انتهى.
قال بعضهم: وما أجاب به ابن عباس عن سؤال مروان لا يكفي لأن اللفظ أعمّ من السبب ويشهد له قوله صلّى الله عليه وسلّم: «المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (4)»، [و] (5) إنما الجواب أن الوعيد مرتّب على أثر الأمرين المذكورين وهما الفرح وحبّ الحمد لا عليهما أنفسهما إذ هما من الأمور الطبيعيّة التي لا يتعلّق بها التكليف أمرا ولا نهيا.
قلت: لا يخفي عن ابن عباس رضي الله عنه أن اللفظ أعم من السبب لكنه
__________
(1) الحديث متفق عليه من رواية ابن عباس، أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 233كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {لََا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمََا أَتَوْا} (16)، الحديث (45684567). وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2142كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50) الحديث (7/ 82777/ 2778).
(2) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي وهو ابن عم عثمان وكاتبه في خلافته. ولد بعد الهجرة بسنتين روى عن كثير من كبار الصحابة منهم عمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم، وروى عنه كثير من التابعين منهم ابنه عبد الملك وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وغيرهم، ولي إمرة المدينة لمعاوية توفي سنة 65. (ابن حجر، الإصابة 3/ 455).
(3) في المخطوطة: (الكتمان وما).
(4) حديث متفق عليه من رواية أسماء رضي الله عنها، أخرجه البخاري في صحيحه 9/ 317كتاب النكاح (67)، باب المتشبع بما لم ينل (106)، الحديث (5219)، وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1681كتاب اللباس والزينة (37)، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره (35)، الحديث (126/ 1272129/ 2130).
(5) ساقطة من المطبوعة.(1/121)
بيّن أن المراد باللفظ خاص ونظيره تفسير النبي صلّى الله عليه وسلّم الظلم بالشرك فيما سبق (1)، ومن ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ جُنََاحٌ فِيمََا طَعِمُوا.}
(المائدة: 93) الآية ف «حكي عن عثمان بن مظعون (2) وعمر [و] (3) بن معد [يكرب] (3)
أنهما كانا يقولان: الخمر مباحة، ويحتجّان بهذه الآية، وخفي عليهما سبب نزولها فإنّه يمنع من ذلك وهو ما قاله الحسن (5) وغيره: لما نزل تحريم الخمر، قالوا: كيف بإخواننا الذين ماتوا وهي في بطونهم. وقد أخبر الله أنّها رجس! فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ جُنََاحٌ} (المائدة: 93) (6).
ومن ذلك قوله تعالى: {وَاللََّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسََائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ}
(الطلاق: 4) الآية، قد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة وقد بينه سبب النزول روي «أن ناسا قالوا: يا رسول الله قد عرفنا عدّة ذوات الأقراء فما عدّة اللائي لم يحضن من الصّغار والكبار؟ فنزلت [ف] (7) هذا يبيّن معنى: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} (الطلاق: 4) أي إن أشكل عليكم حكمهنّ، وجهلتم كيف يعتددن فهذا حكمهنّ» (8).
__________
(1) تقدم تخريج الحديث ص: 107.
(2) هو عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى وهو أول من مات في المدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع منهم. توفي بعد شهوده بدرا في السنة الثانية للهجرة. (ابن حجر، الإصابة 2/ 457).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة. وهو الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب بن عبد الله الزبيدي كان شاعرا فارسا مشهورا يكنّى أبا ثور شهد الكثير من الوقائع كما شهد القادسية واليرموك. وكتب عمر إلى سعد:
إني أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد، مات في خلافة عثمان بالفالج وقد جاوز المائة بعشرين سنة (ابن حجر، الإصابة 3/ 18).
(5) الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، تقدمت ترجمته ص 100.
(6) الحديث متفق عليه من رواية أنس رضي الله عنه، أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 278كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ جُنََاحٌ فِيمََا طَعِمُوا} (11)، الحديث (4620)، وأخرجه مسلم في صحيحه 3/ 570كتاب الأشربة (36)، باب تحريم الخمر (1) الحديث (3/ 1980).
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) الحديث أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 28/ 91من رواية أبيّ بن كعب، عند قوله تعالى في سورة الطلاق {وَاللََّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 492كتاب التفسير، باب تفسير سورة الطلاق، وصحّحه، وأخرجه البيهقي في سننه 7/ 414، كتاب العدد، باب سبب نزول الآية في العدة، وعزاه السيوطي لإسحاق بن راهويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه (الدر المنثور 6/ 234).(1/122)
ومن ذلك قوله تعالى: {وَلِلََّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمََا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ} (البقرة: 115) فإنّا لو تركنا مدلول اللّفظ لاقتضى أنّ المصلّي لا يجب [عليه] (1) استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلا يفهم مراد الآية حتى يعلم سببها وذلك «أنها نزلت لمّا صلّى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على راحلته وهو مستقبل من مكة إلى المدينة حيث توجّهت به» (2) فعلم أنّ هذا هو المراد.
ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوََاجِكُمْ وَأَوْلََادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} (التغابن: 14) فإنّ سبب نزولها: «أن قوما أرادوا الخروج للجهاد فمنعهم أزواجهم وأولادهم فأنزل الله [تعالى] هذه الآية ثم أنزل في بقيّتها ما يدلّ على الرحمة وترك المؤاخذة فقال: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن: 14)» (3).
فصل
وقد ينزّل الشيء مرّتين تعظيما لشأنه، وتذكيرا به عند حدوث سببه خوف نسيانه وهذا كما قيل في الفاتحة: نزلت مرتين، مرّة بمكّة، وأخرى بالمدينة وكما ثبت في «الصحيحين» (4) عن أبي عثمان النّهديّ (5) عن ابن مسعود: «أن رجلا أصاب من امرأة قبلة،
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) الحديث أخرجه من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنه، مسلم في صحيحه 1/ 486كتاب صلاة المسافرين (6)، باب جواز صلاة النافلة على الدابة (4) الحديث (33/).
(3) أخرجه من رواية ابن عباس الترمذي في السنن 5/ 418كتاب تفسير القرآن (48)، باب سورة التغابن (65)، الحديث (3317) وقال: هذا حديث حسن صحيح وأخرجه الطبري في تفسيره 28/ 80عند قوله تعالى في سورة التغابن وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 490كتاب التفسير باب تفسير سورة التغابن، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي. وعزاه السيوطي للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه (الدر المنثور 6/ 228).
(4) صحيح البخاري 2/ 8كتاب مواقيت الصلاة (9)، باب الصلاة كفارة (4) الحديث (526) وأخرجه في 8/ 355كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ طَرَفَيِ النَّهََارِ} (6) الحديث (4687) وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2115كتاب التوبة (49) باب قوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنََاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئََاتِ}
(7) الحديث (39/ 2763).
(5) هو عبد الرحمن بن مل بن عمرو أبو عثمان النهدي كان تابعيا. أسلم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يلقه وروى عن أكابر الصحابة هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر. كان ليله قائما ونهاره صائما. توفي سنة 100. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 6/ 277).(1/123)
فأتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره فأنزل الله [تعالى]: {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ طَرَفَيِ النَّهََارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنََاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئََاتِ} (هود: 114)، فقال الرجل: ألي هذا؟ فقال: بل لجميع أمّتي».
فهذا كان في المدينة والرجل قد ذكر الترمذيّ (1) أو غيره أنه أبو اليسر (2). وسورة هود مكّية بالاتفاق ولهذا أشكل على بعضهم هذا الحديث مع [ما] (3) ذكرنا، ولا إشكال، [لأنها] (3)
نزلت مرّة بعد مرّة.
ومثله ما في «الصحيحين» (5) عن ابن مسعود: «في قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} (الإسراء: 85) أنها نزلت لمّا سأله اليهود عن الرّوح وهو في المدينة، ومعلوم أنّ هذا (6) في سورة «سبحان» وهي مكّية بالاتفاق فإن المشركين [لمّا] (7) سألوه عن ذي القرنين (8)
وعن أهل الكهف قبل ذلك بمكّة وأن اليهود أمروهم أن يسألوه عن ذلك فأنزل الله الجواب كما قد بسط في موضعه.
وكذلك ما ورد في {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1) أنها جواب للمشركين بمكّة (9)،
__________
(1) ذكره الترمذي في حديث طويل من رواية أبي اليسر نفسه في «سننه» 5/ 292كتاب تفسير القرآن (48)، باب سورة هود (12) الحديث (3115) وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
(2) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (أبي البشر)، وهو الصحابي الجليل أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد الأنصاري السلمي شهد العقبة وبدرا وله فيها آثار كثيرة. كان آخر من مات من أهل بدر من الصحابة بالمدينة سنة 55 (ابن حجر، الإصابة 4/ 217).
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) صحيح البخاري 8/ 401كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} (13) الحديث (4721) وأخرجه في 13/ 440كتاب التوحيد (97)، باب قوله تعالى {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنََا لِعِبََادِنَا الْمُرْسَلِينَ} الحديث (7456) وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2152كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، باب سؤال اليهود النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الروح (4)، الحديث (2794).
(6) في المطبوعة: (هذه).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) ورد فيه حديث أخرجه ابن أبي حاتم من رواية السدي قال: قالت اليهود للنبي صلّى الله عليه وسلّم يا محمد: إنما تذكر إبراهيم وموسى وعيسى والنبيين، إنك سمعت ذكرهم منا فأخبرنا عن نبي لم يذكره الله في التوراة إلا في مكان واحد قال ومن هو؟ قالوا: ذو القرنين، قال ما بلغني عنه شيء، فخرجوا فرحين وقد غلبوا في أنفسهم فلم يبلغوا باب البيت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات {وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً}. (السيوطي، الدر المنثور 4/ 240).
(9) ورد فيه حديث من طريق أبيّ بن كعب رضي الله عنه: «أن المشركين قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: يا محمد انسب لنا(1/124)
وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة. وكذلك ما ورد (1) في «الصحيحين» (2) من حديث المسيّب (3): «لما حضرت أبا طالب الوفاة وتلكّأ عن الشهادة فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه، فأنزل الله: {مََا كََانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كََانُوا أُولِي قُرْبى ََ} (التوبة: 113)، وأنزل [الله] (4) في أبي طالب: {إِنَّكَ لََا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص: 56)» [5/ أ] وهذه الآية نزلت في آخر الأمر بالاتفاق وموت أبي طالب كان بمكة، فيمكن أنّها نزلت مرّة بعد أخرى، وجعلت أخيرا في «براءة».
والحكمة في هذا كلّه أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية وقد نزل قبل ذلك ما يتضمّنها، فتؤدّى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم تلك الآية بعينها (5) تذكيرا لهم بها، وبأنها تتضمّن هذه، والعالم قد يحدث له حوادث، فيتذكر أحاديث وآيات تتضمّن الحكم في تلك الواقعة وإن لم تكن خطرت له تلك الحادثة قبل مع حفظه لذلك النّص.
وما يذكره المفسّرون من أسباب متعدّدة لنزول الآية قد يكون [من] (6) هذا الباب
__________
ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ}» أخرجه أحمد في المسند 5/ 133، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 245في ترجمة محمد بن ميسّر (778) وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 451كتاب تفسير القرآن (48)، باب سورة تبّت يدا (93) الحديث (3364) وأخرجه ابن جرير في تفسيره 30/ 221في تفسير سورة الإخلاص وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ص 41وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 540كتاب التفسير، باب تفسير سورة الإخلاص، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وأقرّه الذهبي. وأخرجه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات ص 50باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع نفي التشبيه. وعزاه السيوطي لابن أبي حاتم في السنة، والبغوي في معجمه، وابن المنذر في العظمة عن أبيّ بن كعب، (الدر المنثور 6/ 409).
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(2) صحيح البخاري 7/ 193كتاب مناقب الأنصار (63)، باب قصة أبي طالب (40) الحديث (3884) وأخرجه في 8/ 341كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} (15) الحديث (4675) وأخرجه في 8/ 506كتاب التفسير (65)، باب قوله تعالى {إِنَّكَ لََا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (1)
الحديث (4772)، وأخرجه في 11/ 566كتاب الأيمان والنذور (83)، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم (19) الحديث (6681) وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 54كتاب الإيمان (1) باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت (9) الحديث (39/ 24).
(3) هو المسيّب بن حزن بن أبي وهب القرشي، أبو سعيد، شهد الحديبية، وروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وعن أبيّ، وأبي سفيان، وعنه ابنه سعيد قدم لغزو إفريقية سنة 27 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 10/ 152).
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) في المطبوعة: (فتؤدّي تلك الآية بعينها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم).
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/125)
لا سيما وقد عرف من عادة الصّحابة والتابعين أنّ أحدهم إذا قال: «نزلت هذه الآية في كذا» فإنّه يريد [بذلك] (1) أن هذه الآية تتضمّن هذا الحكم لا أنّ (2) هذا كان السبب في نزولها [أولا] (3). وجماعة من المحدّثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما في قول ابن عمر في قوله تعالى: {نِسََاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (البقرة: 223) (4) وأما الإمام أحمد فلم يدخله في «المسند» وكذلك مسلم وغيره، وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النّقل لما وقع.
فصل
وقد يكون السبب خاصّا والصيغة عامّة لينبّه على أن العبرة بعموم اللفظ. وقال الزمخشريّ (5) في تفسير (6) سورة الهمزة: «يجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (لأن).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) قال ابن عمر رضي الله عنه: «إن النساء كنّ يؤتين في أقبالهنّ وهنّ مولّيات، فقالت اليهود: من جاء امرأته وهي مولّية جاء ولده أحول، فأنزل الله {نِسََاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنََّى شِئْتُمْ}». عزاه السيوطي لابن عساكر في تاريخه (الدر المنثور 1/ 262). لكنّ ابن عباس رضي الله عنه قال «إنّ ابن عمر والله يغفر له أوهم إنّما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود وهم أهل كتاب كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، فكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا يتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف واحد فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، فسرى أمرهما، فبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله {نِسََاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنََّى شِئْتُمْ} يقول مقبلات ومدبرات بعد أن يكون في الفرج، وإنما كانت من قبل دبرها في قبلها» أخرجه أبو داود في سننه 2/ 618كتاب النكاح (6)، باب في جامع النكاح (46) الحديث (2164) وأخرجه ابن جرير في التفسير 2/ 234، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 195كتاب النكاح وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في سننه 7/ 195كتاب النكاح، باب إتيان النساء في أدبارهن. وعزاه السيوطي لابن راهويه، والدارمي، وابن المنذر، والطبراني (الدر المنثور 1/ 263).
(5) هو محمود بن عمر بن محمد، أبو القاسم الزمخشري تقدمت ترجمته ص 105.
(6) في المطبوعة: (نفس).(1/126)
كلّ [من] (1) باشر ذلك القبيح وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه فإنّ ذلك أزجر له، وأنكى فيه» (2).
واعلم أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم وهذا كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكََّى} (الأعلى: 14) فإنه يستدلّ بها على زكاة الفطر روى البيهقي (3) بسنده إلى ابن عمر أنها نزلت في زكاة رمضان ثم أسند مرفوعا نحوه. وقال بعضهم: «لا أدري ما وجه هذا التأويل! لأن هذه السورة مكّية ولم يكن بمكّة عيد ولا زكاة». وأجاب البغوي (4) في «تفسيره» (بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لََا أُقْسِمُ بِهََذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهََذَا الْبَلَدِ} (البلد: 21) فالسورة مكية، وظهر أثر الحلّ يوم فتح مكّة حتّى قال عليه السلام: «أحلّت لي ساعة من نهار (5)»
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(2) انظر قوله في «الكشاف» 4/ 232.
(3) السنن الكبرى 4/ 159كتاب الزكاة، باب جماع أبواب زكاة الفطر، من رواية ابن عمر وعزاه السيوطي لابن مردويه (الدر المنثور 6/ 340).
(4) هو الحسين بن مسعود الفراء أبو محمد البغوي الملقب ب «محيي السنّة» قدره عال في الدين وفي التفسير والحديث وفي الفقه، متسع الدائرة نقلا وتحقيقا. كان رجلا مخشوشنا يأكل الخبز والزيت. وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة. سمع الحديث من جماعات. له تصانيف شهيرة أهمها: «شرح السنة» و «مصابيح السنة» والتفسير المسمّى «معالم التنزيل». توفي سنة 516. (السبكي طبقات الشافعية 4/ 214).
وتفسيره «معالم التنزيل»، مطبوع ومتداول. طبع في بومباي سنة 1296هـ / 1878م وطبع بهامش «لباب التأويل في معاني التنزيل» للخازن البغدادي في مصر سنة 1331هـ / 1912م وطبع في بلاد العجم على الحجر دون تاريخ وذكر محل طبعه بأربعة أجزاء، (سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة: 573) وطبع بهامش تفسير ابن كثير وبآخره فضائل القرآن لابن كثير في مطبعة المنار بالقاهرة سنة 1347هـ / 1928م. وطبع في دار الفكر ببيروت سنة 1404هـ / 1984م في أربع مجلدات، وطبع بدار المعرفة ببيروت بتحقيق خالد العك ومروان سوار سنة 1405هـ / 1985م ويقوم بتحقيقه الأستاذ بدر الدين شيخ إلياس سجابي كرسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بالرياض.
(5) الحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة وابن عباس، أمّا رواية أبي هريرة فأخرجها البخاري في صحيحه 1/ 205كتاب العلم (3)، باب كتابة العلم (39) الحديث (112) وأخرجه في 5/ 87كتاب اللقطة (45)، باب كيف تعرّف لقطة أهل مكة (7) الحديث (2434) وأخرجه في 12/ 205كتاب الديات (87)، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين (8) الحديث (6880) وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 988كتاب الحج (15) باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها. (82) الحديث (447/ 1355) و (448/) وأخرج البخاري رواية ابن عباس في 3/ 213كتاب الجنائز (22)، باب الإذخر والحشيش في القبر (76) الحديث(1/127)
وكذلك نزل بمكة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (القمر: 45)، قال عمر بن الخطّاب: «كنت لا أدري: أيّ الجمع يهزم فلمّا كان يوم بدر رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (القمر: 45) (1)») (2).
فائدة
روى البخاري في كتاب «الأدب المفرد» (3) في برّ الوالدين عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: «نزلت في أربع آيات من كتاب الله عزّ وجلّ: كانت أمّي حلفت ألّا تأكل ولا تشرب، حتّى أفارق (4) محمدا صلّى الله عليه وسلّم فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ جََاهَدََاكَ عَلى ََ أَنْ تُشْرِكَ بِي مََا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلََا تُطِعْهُمََا وَصََاحِبْهُمََا فِي الدُّنْيََا مَعْرُوفاً} (لقمان: 15)، والثانية أني كنت أخذت سيفا فأعجبني، فقلت: يا رسول الله هب لي هذا فنزلت (5): {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفََالِ} (الأنفال: 1)، والثالثة أني كنت مرضت، فأتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا
__________
(1349) وأخرجه في 4/ 317كتاب البيوع (34)، باب ما قيل في الصواغ (28) الحديث (2090) وأخرجه مسلم في صحيحه 2/ 986كتاب الحج (15) باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها (82) الحديث (445/ 1353) وأخرجه من رواية أبي شريح العدوي 2/ 987كتاب الحج (15)، باب تحريم مكة، صيدها وخلاها وشجرها ولقطتها (82) الحديث (446/ 1354).
(1) الأثر عزاه السيوطي لعبد الرزاق، ولابن أبي شيبة، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه (الدر المنثور 6/ 137).
(2) البغوي، معالم التنزيل 4/ 477 (طبعة دار المعرفة) في الكلام عن الآية (14) من سورة الأعلى.
(3) طبع «الأدب المفرد» في الهند سنة 1306هـ / 1888م، وطبع في استانبول بمطبعة محمد أفندي البسنوي وعلى هامشه «الجامع الصغير» للإمام محمد بن الحسن. وطبع في استانبول وبهامشه «مسند الإمام الأعظم أبي حنيفة» سنة 1309هـ / 1891م في (237) صفحة (سركيس، معجم المطبوعات العربية ص 534) وطبع في القاهرة سنة 1349هـ / 1930م في (191) صفحة، وطبع بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1375هـ / 1956م في (351) صفحة، وصوّر في بيروت بدار الكتب العلمية سنة 1400هـ / 1980م في (191) صفحة، وطبع بتصحيح كمال يوسف الحوت في عالم الكتب ببيروت سنة 1404هـ / 1984م. وطبع في دار البشائر الإسلامية ببيروت ملحقا بفهرس لأحاديث الكتاب سنة 1408هـ / 1988م. وطبع مع شرحه «فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» لفضل الله الجيلاني بالمطبعة السلفية بالقاهرة عام 1378هـ / 1960م في مجلدين، وطبع مع شرحه أيضا بتحقيق عارف الكندي بمطبعة دار الإرشاد في حمص عام 1392هـ / 1972م في مجلدين.
(4) في المخطوطة (نفارق) وما أثبتناه موافق لما عند البخاري في الأدب المفرد.
(5) في المخطوطة: (فقال)، وما أثبتناه هو الموافق للفظ البخاري.(1/128)
رسول الله، إني أريد أن أقسم ما لي [أفأوصي] (1) بالنصف؟ فقال: لا، فقلت: الثلث؟
فسكت فكان الثلث بعد جائزا. والرابعة أني شربت الخمر مع قوم من الأنصار، فضرب رجل منهم أنفي [بلحيي جمل] (1) فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله [عزّ وجلّ] (1) تحريم الخمر» (4).
واعلم أنه جرت عادة المفسّرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول، ووقع البحث [في أنه] (5)
أيّما أولى البداءة به؟ بتقدّم السبب على المسبب؟ أو بالمناسبة لأنها المصحّحة لنظم الكلام وهي سابقة على النزول؟ والتحقيق التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقّفا على سبب النزول كالآية السابقة في {إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا} (النساء: 58)، فهذا ينبغي فيه تقديم ذكر السبب لأنّه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد وإن لم يتوقّف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة.
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من البخاري، ولفظ مسلم: «أحد لحيي الرأس».
(4) حديث صحيح من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأخرجه الطيالسي في مسنده ص 28الحديث (208) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 25، باب برّ الوالد المشرك (13) الحديث (24) وأخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1877كتاب فضائل الصحابة (44)، باب في فضل سعد بن أبي وقاص (5) الحديث (43/ 1748) وعزاه السيوطي للنحاس في «ناسخه» وابن مردويه والبيهقي في «الشعب» (الدر المنثور 3/ 158).
(5) ساقطة من المطبوعة.(1/129)
النوع الثاني [5/ ب] معرفة المناسبات بين الآيات (1)
[وقد] (2) أفرده بالتصنيف الأستاذ أبو جعفر بن الزبير (3) شيخ الشيخ أبي حيان (4).
وتفسير الإمام فخر الدين (5) فيه شيء كثير من ذلك (6).
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفوائد المشوق لابن القيم، ص 128، في الكلام على ما يختص بالمعاني، القسم الأول، والإتقان للسيوطي 3/ 323، النوع الثاني والستون، ومفتاح السعادة 2/ 480، المطلب الثالث في فروع علم التفسير، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1829، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 510، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 336، الفصل الرابع.
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) هو أحمد بن إبراهيم بن الزبير أبو جعفر الغرناطي. كان محدّثا جليلا ناقدا نحويا أصوليا أدبيا فصيحا مفوّها حسن الخط مقرئا مفسّرا مؤرخا. ولي الخطابة والإمامة بالجامع الكبير، وتخرج عليه جماعة. كان محدّث الأندلس بل المغرب في زمانه. صنّف تعليقا على كتاب سيبويه، والذيل على الصلة. توفي سنة 708 (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 291) وكتابه «البرهان في مناسبة ترتيب سورة القرآن» يقوم بتحقيقه شعباني محمد كرسالة ماجستير مسجلة في دار الحديث الحسنية بالرباط المغرب عام 1404هـ / 1984م (نشرة أخبار التراث العربي الكويت ع 13ص 15سنة 1404هـ / 1984م. وع 25ص 21سنة 1406هـ / 1986م).
(4) هو محمد بن يوسف بن علي الغرناطي أثير الدين أبو حيان الأندلسي، قدم الاسكندرية فقرأ القراءات على عبد النصير بن علي المريوطي. قال: وعدة من أخذت عنهم أربعمائة وخمسون شيخا، وأما من إجازاتي فكثير جدا. له الكثير من المصنفات توفي سنة 745 (ابن حجر، الدرر الكامنة 5/ 70).
(5) تقدم الكلام عن تفسير الفخر الرازي ص 106.
(6) وممّن ألف في هذا النوع أيضا البقاعي، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 885هـ) وله كتاب «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» طبع بتحقيق محمد عبد الحميد شيخ الجامعة النظامية في دائر المعارف العثمانية بحيدرآباد في الهند سنة 1389هـ / 1969م في (12) مجلدا، ويسمّى أيضا ب «نعم الرحمن في تناسب آي القرآن» ومنه نسخة خطية في صوفيا رقم 424 (الصفار، معجم الدراسات القرآنية: 205، 350) وقد اختصر كتابه هذا في كتاب سماه «دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم» (معجم مصنفات القرآن 1/ 50) وللسيوطي، جلال الدين (ت 911هـ) كتاب «أسرار ترتيب القرآن» ويسمّى «تناسق(1/130)
[واعلم] (1) أن المناسبة علم شريف، تحزر به العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول. والمناسبة في اللغة: المقاربة، وفلان يناسب فلانا، أي يقرب منه ويشاكله، ومنه النسيب (2) الذي هو القريب المتصل، كالأخوين وابن العم [ونحوه، وإن كانا متناسبين بمعنى رابط بينهما، وهو القرابة.
ومنه المناسبة في العلة] (3) في باب القياس: الوصف (4) المقارب للحكم لأنه إذا حصلت مقاربته له ظنّ عند وجود ذلك الوصف وجود الحكم (5) ولهذا قيل: المناسبة (6) أمر معقول إذا عرض على العقول تلقّته بالقبول.
وكذلك المناسبة في فواتح الآي وخواتيمها (7) ومرجعها والله أعلم إلى معنى [ذلك] (8) ما رابط بينهما عام أو خاص، عقليّ أو حسي أو خياليّ وغير ذلك من أنواع العلاقات، أو التلازم الذهنيّ كالسبب والمسبّب، والعلّة والمعلول، والنظيرين، والضدين، ونحوه. أو التلازم (9) الخارجي كالمرتب على ترتيب الوجود (10) الواقع في باب الخبر.
وفائدته: جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، وبصير التأليف حاله حال [الأكيد] (11) البناء المحكم، المتلائم الأجزاء.
__________
الدرر في تناسب السور» طبع بدار الاعتصام بالقاهرة عام 1396هـ / 1976م، وطبع أيضا بتحقيق عبد الله محمد الدرويش بعالم التراث في دمشق عام 1403هـ / 1983م وطبع أيضا بتحقيق عبد القادر أحمد عطا، بدار الكتب العلمية في بيروت عام 1406هـ / 1986م في (160) صفحة وله أيضا «مراصد المطالع في تناسب المقاصد والمطالع» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1652، ويوجد منه نسخة خطية في جامعة برنستون رقم (4746) تفسير ضمن مجموع (الصفار، معجم الدراسات القرآنية: 337) وألف ساج قلي زاده المرعشي (ت 1150هـ): «نهر النجاة في بيان مناسبات آيات أم الكتاب» (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 696وللشيخ عبد الله بن محمد الصديقي الغماري كتاب «جواهر البيان في تناسب سور القرآن» طبع في القاهرة عام 1399هـ / 1979م، وأعيد طبعه في عالم الكتب ببيروت عام 1406هـ / 1986م.
(1) ساقطة من المخطوطة وهي من المطبوعة.
(2) في المخطوطة (النسب).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) في المخطوطة (لوصف).
(5) في المخطوطة (عند وجود الحكم).
(6) في المخطوطة (المناسب).
(7) في المطبوعة (وخواتمها).
(8) ساقطة من المطبوعة.
(9) في المخطوطة (والتلازم).
(10) في المخطوطة (الوجوب).
(11) ساقطة من المطبوعة.(1/131)
وقد قلّ اعتناء المفسّرين بهذا النوع لدقته وممن أكثر منه الإمام فخر الدين [الرازي] (1)
وقال في تفسيره: «أكثر لطائف القرآن مودعة (2) في الترتيبات والروابط».
وقال [بعض] (3) الأئمة: من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض [لئلا يكون منقطعا.
وهذا النوع يهمله بعض المفسّرين، أو كثير منهم، وفوائده غزيرة. قال القاضي أبو بكر بن العربي في: «سراج المريدين» (4): «ارتباط آي القرآن بعضها ببعض] (5) حتى تكون (6) كالكلمة الواحدة، متّسقة المعاني، منتظمة المباني علم عظيم، لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله عز وجلّ لنا فيه فإنا (7) لم نجد له حملة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه (8)، وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه».
وقال الشيخ أبو الحسن الشهرباني (9): «أول من أظهر ببغداد علم المناسبة ولم نكن سمعناه من غيره [هو] الشيخ (10) الإمام أبو بكر النيسابوري وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسيّ إذا قرئ عليه (11): لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟
وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يزري على علماء بغداد لعدم (12)
علمهم بالمناسبة». انتهى.
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام (13): «المناسبة علم حسن ولكن يشترط في حسن
__________
(1) زيادة من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (مودوعة).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 984وقال: (ذكره القرطبي في «تذكرته»).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (يكون).
(7) في المطبوعة: (فلما).
(8) في المخطوطة: (البطلان حملا عليه).
(9) لعله ممن أخذ عن أبي بكر النيسابوري وهم جماعة ومنهم: أبو الحسن الدارقطني.
(10) انظر الملحق رقم (5).
(11) في المطبوعة: (إذا قرى عليه الآية).
(12) في المخطوطة: (بعدم).
(13) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الشافعي شيخ الإسلام والمسلمين سلطان العلماء إمام عصره بلا مدافعة تفقّه على الشيخ فخر الدين ابن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم. وقد كانت للشيخ العز اليد الطولي في التصوّف. توفي سنة 660. (السبكي، طبقات الشافعية 5/ 80).(1/132)
ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط أحدهما بالآخر قال ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط (1) ركيك يصان عن مثله (2) حسن الحديث فضلا عن أحسنه فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة [ولأسباب مختلفة] (3) وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض إذ لا يحسن أن يرتبط تصرف الإله في خلقه وأحكامه بعضها (4) ببعض مع اختلاف العلل والأسباب كتصرّف الملوك والحكام والمفتين، وتصرف الإنسان نفسه بأمور متوافقة ومتخالفة (5) ومتضادة. وليس لأحد أن [يطلب] ربط (6) بعض تلك التصرفات مع بعض [مع] (7)
اختلافها في نفسها واختلاف أوقاتها». انتهى.
قال [بعض] (7) مشايخنا المحققين: «قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع [المتفرقة. وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع] (7)
تنزيلا، وعلى حسب الحكمة ترتيبا [وتأصيلا] (10) فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما في الكتاب المكنون، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف. وحافظ القرآن العظيم لو استفتي في أحكام متعددة، أو ناظر فيها، أو أملاها لذكر آية كل حكم على ما سئل، وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى، ولا كما نزل مفرقا بل كما أنزل (11) جملة إلى بيت العزة. ومن المعجز البين أسلوبه، ونظمه الباهر، فإنه {كِتََابٌ أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ، ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود: 1). قال: والّذي ينبغي في كلّ آية أن يبحث أوّل كلّ شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلّة، ثم المستقلّة ما وجه مناسبتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جمّ (12) وهكذا في السّور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له».
قلت: وهو مبنيّ على أن ترتيب السّور توقيفيّ وهو (13) الراجح [كما سيأتي] (14)، وإذا
__________
(1) في المطبوعة: (برباط)، وانظر الإتقان 3/ 322.
(2) في المطبوعة: (يصان عنه) وانظر الإتقان 3/ 323.
(3) زيادة من المطبوعة، وهي في الإتقان.
(4) في المخطوطة: (بعضه).
(5) في المخطوطة: (ومختلفة).
(6) في المخطوطة: (أن يربط).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(10) ساقطة من المطبوعة.
(11) في المخطوطة: (نزل).
(12) في المخطوطة: (جز).
(13) في المطبوعة (وهذا).
(14) زيادة من المطبوعة.(1/133)
اعتبرت افتتاح كلّ سورة وجدته (1) في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها ثم هو يخفي تارة ويظهر أخرى كافتتاح سورة الأنعام بالحمد، فإنه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء كما قال سبحانه: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ}
(الزمر: 75) وكافتتاح سورة فاطر ب {الْحَمْدُ} أيضا فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله:
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مََا يَشْتَهُونَ} [6/ أ] {كَمََا فُعِلَ بِأَشْيََاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} (سبأ: 54) [و] (2)
كما قال تعالى: {فَقُطِعَ دََابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ} (الأنعام:
45).
وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح، فإنه مناسب لختام سورة الواقعة، للأمر به (3).
وكافتتاح [سورة] (4) البقرة بقوله: {الم * [ذََلِكَ الْكِتََابُ لََا رَيْبَ فِيهِ]} [5] (الآية: 1و 2) [فإنه] (6) إشارة إلى {الصِّرََاطَ} في قوله: {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6) كأنهم لما سألوا الهداية إلى {الصِّرََاطَ [الْمُسْتَقِيمَ]} [7] قيل لهم: ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو {الْكِتََابُ} وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة وهو يردّ سؤال الزمخشري (8)
في ذلك.
وتأمّل ارتباط سورة لإيلاف قريش بسورة الفيل حتى قال الأخفش (9): اتصالها [بها] (10)
من باب قوله: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً} (القصص: 8).
ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها لأن السابقة [قد] (10) وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة فذكر هنا في مقابلة البخل: {إِنََّا أَعْطَيْنََاكَ الْكَوْثَرَ} (الكوثر: 1) أي الكثير. وفي مقابلة ترك الصلاة
__________
(1) في المخطوطة (وجدت).
(2) زيادة من المطبوعة.
(3) في المطبوعة (من الأمر به).
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) زيادة من المطبوعة.
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) زيادة من المطبوعة.
(8) هو محمود بن عمر، أبو القاسم صاحب «الكشاف»، تقدمت ترجمته ص 105.
(9) هو الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي البلخي البصري. تلميذ سيبويه، كان عالما صادقا ثقة فيما يروي من العلماء وتتلمذ على يديه الكثير من العلماء. وله الكثير من المصنفات منها: كتاب «الأوسط في النحو» و «المقاييس» و «الاشتقاق» وغيرها توفي سنة 211 (ابن الأثير، الكامل في التاريخ 6/ 406).
(10) زيادة من المطبوعة.(1/134)
{فَصَلِّ} أي دم عليها وفي مقابلة الرياء {لِرَبِّكَ}، أي لرضاه لا للناس، وفي مقابلة منع الماعون: {وَانْحَرْ} وأراد به التصدّق بلحم الأضاحي فاعتبر هذه المناسبة العجيبة.
وكذلك مناسبة فاتحة سورة الإسراء بالتسبيح، وسورة الكهف بالتحميد لأن التسبيح حيث جاء مقدّم على التحميد يقال: سبحان الله، والحمد لله. وذكر الشيخ كمال الدين الزّملكانيّ (1) في بعض دروسه مناسبة استفتاحهما (2) بذلك ما ملخّصه: أن سورة بني إسرائيل افتتحت بحديث الإسراء وهو من الخوارق الدالّة على صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنه رسول من عند الله، والمشركون كذّبوا ذلك وقالوا: كيف يسير في ليلة من مكة إلى بيت المقدس! وعاندوا (3) وتعنّتوا وقالوا: صف لنا بيت المقدس فرفع له حتى وصفه لهم. والسبب في الإسراء أوّلا لبيت المقدس، ليكون ذلك دليلا على صحّة قوله بصعود السموات فافتتحت بالتسبيح تصديقا لنبيّه فيما ادّعاه لأن تكذيبهم له تكذيب عناد. فنزه نفسه قبل الإخبار بهذا الذي كذّبوه [و] (4) أمّا الكهف فإنه لما احتبس الوحي، وأرجف الكفّار بسبب ذلك، أنزلها الله ردا عليهم أنه (5) لم يقطع نعمته (6) عن نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، بل أتمّ عليه بإنزال الكتاب، فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة.
__________
(1) كمال الدين الزّملكاني، هذا اللقب يطلق على اثنين من العلماء أحدهما الجد والآخر حفيده، واسم الجد عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف، كمال الدين أبو المكارم بن خطيب زملكا. كان عالما خيّرا متميزا في علوم عدّة. ولي القضاء بصرخد ودرّس ببعلبك. وكانت له معرفة تامة بالمعاني والبيان، وله فيه مصنف وله شعر حسن. وهو جد الشيخ كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد الزملكاني. توفي سنة (651) في دمشق (السبكي، طبقات الشافعية 5/ 133) وله كتاب «التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن» وسيأتي ذكر كتابه ضمن كلام الزركشي، وكتاب «البرهان في إعجاز القرآن». وحفيده هو محمد بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو المعالي، قاضي القضاة، كمال الدين. ولد سنة (667). قرأ الأصول على الشيخ صفي الدين الهندي والنحو على الشيخ بدر الدين بن مالك ولي قضاء حلب. وصنّف الرد على ابن تيمية في مسألتي الطلاق والزيارة وشرح من منهاج النووي قطعا متفرقة كان عالم العصر وكان من أذكياء أهل زمانه توفي سنة (727) ودفن بجوار قبة الإمام الشافعي. (السبكي، طبقات الشافعية 5/ 251) ولم يتبين لنا من هو المعني هنا، إذ لا قرينة ترجح أحدهما.
(2) في المطبوعة (استفاحها).
(3) في المطبوعة (وعددوا).
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) في المطبوعة (وأنه).
(6) في المطبوعة (نعمه).(1/135)
وإذا ثبت هذا بالنسبة إلى السّور، فما ظنّك بالآيات وتعلّق بعضها ببعض! بل عند التأمّل يظهر أنّ القرآن كلّه كالكلمة الواحدة.
* * * عدنا إلى ذكر ارتباط الآي بعضها ببعض. فنقول: ذكر الآية بعد الأخرى (1) إما أن يظهر الارتباط بينهما لتعلّق الكلام بعضه ببعض وعدم تمامه بالأولى فواضح، وكذلك إذا كانت الثانية [للأولى] (2) على جهة التأكيد والتفسير (3)، أو الاعتراض (4) والتشديد وهذا القسم لا كلام فيه.
وإما ألّا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى، وأنها خلاف النوع المبدوء به. فإما أن تكون معطوفة على ما قبلها بحرف من حروف العطف المشترك في الحكم، أولا:
القسم الأول (5):
أن تكون معطوفة [و] (6) لا بد أن تكون بينهما جهة جامعة على ما سبق تقسيمه كقوله تعالى: {يَعْلَمُ مََا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمََا يَخْرُجُ مِنْهََا وَمََا يَنْزِلُ مِنَ السَّمََاءِ وَمََا يَعْرُجُ فِيهََا}
(الحديد: 4). وقوله: {وَاللََّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (البقرة: 245) وفائدة العطف جعلهما كالنظيرين والشريكين.
[و] (7) قد تكون العلاقة بينهما المضادة وهذا كمناسبة (8) ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب، والرغبة بعد الرهبة. وعادة القرآن العظيم إذا ذكر أحكاما ذكر بعدها وعدا ووعيدا ليكون [ذلك] (9) باعثا على العمل بما سبق تم يذكر آيات توحيد وتنزيه (10) ليعلم عظم الآمر والناهي. وتأمّل سورة البقرة والنساء والمائدة وغيرها تجده كذلك.
وقد تأتي الجملة معطوفة على ما قبلها وتشكل وجه الارتباط فتحتاج إلى شرح ونذكر
__________
(1) في المخطوطة (بالأخرى).
(2) زيادة من المطبوعة.
(3) في المخطوطة (أو التفسير).
(4) في المخطوطة (والاعتراض).
(5) يأتي القسم الثاني بعد سبع صفحات.
(6) زيادة من المطبوعة.
(7) زيادة من المطبوعة.
(8) في المخطوطة: (وهذا هو مناسبة).
(9) زيادة من المطبوعة.
(10) في المطبوعة (التوحيد والتنزيه).(1/136)
من ذلك صورا يلتحق بها ما هو في معناها: فمنها قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوََاقِيتُ لِلنََّاسِ وَالْحَجِّ، وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهََا} (البقرة: 189) الآية فقد يقال: أيّ رابط بين أحكام الأهلة وبين أحكام (1) إتيان البيوت؟ والجواب من وجوه:
(أحدها) كأنه (2) قيل لهم عند سؤالهم عن الحكمة في تمام الأهلّة ونقصانها: معلوم أنّ كلّ ما يفعله [6/ ب] الله فيه (3) حكمة ظاهرة، ومصلحة لعباده، فدعوا السؤال عنه، وانظروا في واحدة تفعلونها أنتم مما ليس من البرّ في شيء وأنتم تحسبونها برّا.
(الثاني) أنه من باب الاستطراد لمّا ذكر أنها مواقيت للحج وكان هذا من أفعالهم في الحج ففي الحديث (4) أنّ ناسا من الأنصار كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دارا ولا فسطاطا من باب فإن كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج، أو يتخذ سلّما يصعد به. وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء فقيل لهم: ليس البرّ بتحرجكم من دخول الباب لكن البرّ برّ من اتّقى ما حرّم الله وكان من حقهم السؤال عن هذا وتركهم السؤال عن الأهلّة. ونظيره في الزيادة على الجواب قوله صلّى الله عليه وسلّم لما سئل عن التوضّي (5) بماء البحر فقال: «هو الطّهور ماؤه، الجلّ ميتته» (6).
(الثالث) أنه من قبيل التمثيل لما هم عليه من تعكيسهم في سؤالهم وأنّ مثلهم
__________
(1) في المطبوعة (حكم).
(2) في المخطوطة: (أنه).
(3) في المخطوطة: (فهو).
(4) أخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 109) من رواية الزهري في تفسير قوله تعالى {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهََا}.
(5) في المطبوعة: (المتوضئ).
(6) الحديث أخرجه مالك في الموطأ 1/ 22، كتاب الطهارة (2)، باب الطهور للوضوء (3) الحديث (12)، والشافعي في الأم 1/ 3، كتاب الطهارة، وأحمد في المسند 2/ 361، في مسند أبي هريرة رضي الله عنه، والدارمي في السنن 1/ 185، 186، كتاب الوضوء، باب الوضوء من ماء البحر، وأبو داود في السنن 1/ 64، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بماء البحر (41)، الحديث (83)، والترمذي في السنن 1/ 100، كتاب الطهارة (1)، باب في ماء البحر أنه طهور (52)، الحديث (69) وقال: (حسن صحيح)، والنسائي في السنن 1/ 50، كتاب الطهارة (1)، باب ماء البحر (47)، وابن ماجة في السنن 1/ 136، كتاب الطهارة (1)، باب الوضوء بماء البحر (38)، الحديث (386).(1/137)
كمثل من يترك بابا ويدخل من ظهر البيت فقيل لهم: ليس البرّ ما أنتم عليه من تعكيس الأسئلة ولكن البر من اتّقى ذلك، [ثم] (1) قال الله سبحانه [وتعالى]. {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوََابِهََا} (البقرة: 189)، أي باشروا الأمور من وجوهها التي يجب أن يباشر (2) عليها، ولا تعكسوا. والمراد أن يصمّم القلب على [أن] (3) جميع أفعال الله حكمة منه وأنه {لََا يُسْئَلُ عَمََّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ} (الأنبياء: 23) [فإن في السؤال] (3) اتهاما.
ومنها قوله سبحانه وتعالى: {سُبْحََانَ الَّذِي أَسْرى ََ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرََامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (الإسراء: 1) إلى أن قال: {وَآتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ} (الإسراء: 2) فإنه قد يقال: أيّ رابط بين الإسراء و {آتَيْنََا مُوسَى الْكِتََابَ}؟ ووجه اتصالها بما قبلها أن التقدير: أطلعناه على الغيب عيانا، وأخبرناه بوقائع من سلف بيانا، لتقوم (5) أخباره [بذلك] (6) على معجزته برهانا أي سبحان الذي أطلعك على بعض آياته لتقصّها ذكرى (7)، وأخبرك بما جرى لموسى وقومه في الكرتين لتكون قصتهما آية أخرى. أو أنه (8) أسري بمحمّد إلى ربه كما أسري بموسى من مصر حين (9) [خرج منها خائفا يترقّب ثم ذكر بعده: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنََا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كََانَ عَبْداً شَكُوراً} (الإسراء: 3) ليتذكر بنو إسرائيل نعمة الله عليهم قديما] (9) حيث نجاهم من الغرق، إذ لو لم ينجّ أباهم من أبناء نوح لما وجدوا، وأخبرهم أنّ نوحا كان عبدا شكورا، وهم ذرّيته، والولد سرّ أبيه، فيجب (11) [أن يكونوا شاكرين كأبيهم لأنه يجب أن يسيروا سيرته فيشكروا.
وتأمل كيف أثنى عليه، وكيف تليق صفته بالفاصلة، ويتمّ] (11) النظم بها، مع خروجها مخرج المرور من (13) الكلام الأول إلى ذكره ومدحه فشكره (14)، وأن يعتقدوا [تحريم] (15) تعظيم
__________
(1) زيادة من المطبوعة.
(2) في المطبوعة: (تباشر).
(3) ساقطة من المخطوطة: وهي من المطبوعة.
(5) في المخطوطة: (بتقدم).
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) في المطبوعة: (ذكرا).
(8) في المخطوطة: (وأنه).
(9) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وأثبتناه من المطبوعة.
(11) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وأثبتناه من المطبوعة.
(13) في المطبوعة: (عن).
(14) في المطبوعة: (بشكره).
(15) ساقطة من المطبوعة.(1/138)
تخليصه إياهم من الطوفان بما حملهم عليه ونجاهم منه، حين أهلك من عداهم. وقد عرّفهم أنه إنما يؤاخذهم بذنوبهم وفسادهم فيما سلط عليهم من قتلهم، ثم عاد عليهم بالإحسان والإفضال كي يتذكروا ويعرفوا قدر نعمة الله عليهم وعلى نوح الذي ولدهم وهم ذريته، فلما جاروا (1) إلى جهالتهم وتمرّدوا عاد عليهم التعذيب.
ثم ذكر [الله] (2) تعالى في ثلاث آيات بعد ذلك معنى هذه القصة، بكلمات قليلة العدد، كثيرة الفوائد، لا يمكن شرحها إلا بالتفصيل الكثير والكلام المطوّل (3)، مع ما اشتمل عليه من التدريج العجيب، [والموعظة العظيمة] (4) بقوله: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهََا} (الإسراء: 7) و [إن] (5) لم ينقطع بذلك نظام الكلام، إلى أن خرج إلى قوله:
{عَسى ََ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنََا} (الإسراء: 8)، يعني إن عدتم إلى الطاعة عدنا إلى العفو. ثم خرج خروجا آخر إلى حكمة القرآن لأنه الآية الكبرى. وعلى هذا فقس الانتقال من مقام إلى مقام، حتى ينقطع الكلام.
وبهذا يظهر لك اشتمال القرآن العظيم على النوع المسمّى بالتخلّص. وقد أنكره أبو العلاء محمد بن غانم المعروف بالغانميّ (6) وقال: «ليس في القرآن الكريم منه شيء، لما فيه من التكلّف». وليس كما قال.
ومن أحسن أمثلته قوله تعالى: {اللََّهُ نُورُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} (النور: 35) الآية، فإن فيها [خمس] (7) تخلصات: وذلك أنه جاء بصفة النور وتمثيله، ثم تخلّص منه إلى ذكر الزجاجة وصفاتها، ثم رجع إلى ذكر النور والزيت (8) [يستمدّ منه، ثم تخلّص منه إلى ذكر الشجرة، ثم تخلّص من ذكرها إلى صفة الزيت، ثم تخلّص من صفة الزيت] (8) إلى صفة النور وتضاعفه، ثم تخلّص منه إلى نعم الله بالهدى على من يشاء.
__________
(1) في المطبوعة: (صاروا).
(2) ليست في المطبوعة.
(3) في المطبوعة: (الطويل).
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) هو محمد بن غانم الغانمي المقدسي ولد سنة (712) وهو ممن أجاز لعبد الرحيم بن أبي غانم ابن الطرابلسي صاحب ابن حجر في سنة ثمانين. (ابن حجر، الدرر الكامنة 4/ 133).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وورد مكانه: (ثم).(1/139)
ومنه قوله تعالى: {سَأَلَ سََائِلٌ بِعَذََابٍ وََاقِعٍ} (المعارج: 1) الآية فإنه سبحانه ذكر أولا عذاب الكفار وأن لا دافع له من الله ثم تخلّص إلى قوله: {تَعْرُجُ الْمَلََائِكَةُ} [1] [وَالرُّوحُ إِلَيْهِ (المعارج: 4) بوصف {اللََّهِ ذِي الْمَعََارِجِ} (المعارج:
3)] (1).
ومنه قوله [تعالى]: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرََاهِيمَ * إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مََا تَعْبُدُونَ}
(الشعراء: 7069)، إلى قوله: {فَلَوْ أَنَّ لَنََا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الشعراء:
102)، فهذا تخلّص [7/ أ] من قصة إبراهيم إلى قومه هكذا (3) وتمنّي الكفار [في] (4) الدار الآخرة الرجوع إلى الدنيا ليؤمنوا بالرسل وهذا تخلّص عجيب.
وقوله: {قََالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قََالُوا بَلْ وَجَدْنََا آبََاءَنََا كَذََلِكَ يَفْعَلُونَ * قََالَ أَفَرَأَيْتُمْ مََا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبََاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلََّا رَبَّ الْعََالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} (الشعراء: 7872). وذلك أنه لما أراد الانتقال من أحوال أصنامهم إلى ذكر صفات الله قال: إن أولئك لي أعداء إلا الله، [ف] (5) انتقل بطريق الاستثناء المنفصل.
وقوله تعالى: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهََا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهََا وَقَوْمَهََا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللََّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطََانُ أَعْمََالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لََا يَهْتَدُونَ * أَلََّا يَسْجُدُوا لِلََّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مََا تُخْفُونَ وَمََا تُعْلِنُونَ * اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (النمل: 2623).
وقوله تعالى في سورة الصافات: {أَذََلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} (الآية: 62) وهذا من بديع التخلّص فإنه سبحانه خلص من وصف المخلصين وما أعدّ لهم، إلى وصف الظالمين وما أعدّ لهم.
(6) [ومنه أنه تعالى في سورة الأعراف ذكر الأمم الخالية والأنبياء الماضين من آدم عليه
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(3) العبارة في المطبوعة (من قصة إبراهيم وقومه إلى قوله هكذا).
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.(1/140)
السلام إلى أن انتهى إلى قصة موسى عليه السلام، فقال في آخرها: {وَاخْتََارَ مُوسى ََ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقََاتِنََا فَلَمََّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} (الآية: 155) إلى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرََاةِ وَالْإِنْجِيلِ} (الآية: 157)، وهو من بديع التخلّص] (1).
واعلم أنه حيث قصد التخلّص فلا بدّ من التوطئة له ومن بديعه قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (يوسف: 3) يشير إلى قصة يوسف عليه السلام. فوطّأ بهذه الجملة إلى ذكر القصة يشير إليها بهذه النكتة من باب الوحي والرّمز. [و] كقوله سبحانه موطئا للتخلّص إلى [ذكر] (2) مبتدأ خلق المسيح عليه السلام: {إِنَّ اللََّهَ اصْطَفى ََ آدَمَ وَنُوحاً} الآية (آل عمران: 33).
ومنها قوله تعالى: {وَلِلََّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمََا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللََّهِ} (البقرة:
115) فإنه [قد] (3) يقال: ما وجه اتصاله بما قبله، وهو قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسََاجِدَ اللََّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى ََ فِي خَرََابِهََا} الآية (114)؟ [و] (4) قال الشيخ أبو محمد الجويني (5) في «تفسيره»: «سمعت أبا الحسين (1) الدهان يقول: وجه اتصالها هو أن ذكر تخريب بيت المقدس قد سبق، أي فلا يجرمنكم ذلك واستقبلوها، فإن لله المشرق والمغرب».
__________
(2) الواو ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) الواو ساقطة من المطبوعة.
(5) هو عبد الله بن يوسف بن عبد الله أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين. كان إماما فقيها بارعا مفسّرا نحويا أديبا. تفقه على أبي الطيب الصعلوكي وأبي بكر القفال. صنّف «التذكرة» و «التفسير الكبير» و «التعليق» و «التبصرة» في الفقه. توفي سنة 438 (السيوطي، طبقات المفسرين ص 46). وتفسيره ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان 3/ 47وقال: (صنّف «التفسير الكبير» المشتمل على أنواع العلوم).
(1) في المخطوطة: (أبا الحسن الدهان)، ولم نعثر في ترجمة الجويني الوالد على شيخ له يسمّى بهذا الاسم، ولعله تصحيف من «أبي الحسين بن بشران» وهو: علي بن محمد بن عبد الله بن بشران. ولد سنة 328، وسمع من أبي جعفر البختري، وأبي بكر النجاد، وروى كثيرا على سداد وصدق، وكان عبدا وقورا. قال الخطيب: «كان تام المروءة، ظاهر الديانة، صدوقا، ثبتا» حدث عنه البيهقي، والخطيب توفي سنة 415هـ (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 12/ 9998، والسير 17/ 311).(1/141)
ومنها قوله تعالى: {أَفَلََا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمََاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} الآية (الغاشية: 1817) فإنه يقال: ما وجه الجمع بين الإبل والسماء والجبال والأرض في هذه الآية؟ [و] (1) الجواب: إنما (2) جمع بينها على مجرى الإلف والعادة بالنسبة إلى أهل الوبر فإنّ جلّ (3) انتفاعهم في معايشهم من الإبل، فتكون عنايتهم مصروفة إليها ولا يحصل إلا بأن ترعى وتشرب وذلك بنزول المطر وهو سبب تقليبهم (4)
وجوههم في السماء ولا (5) بدّ لهم من مأوى يأويهم، وحصن يتحصنون [به] (6) ولا شيء في ذلك كالجبال ثم لا غنى [لهم] (6) لتعذّر طول مكثهم في منزل عن التنقّل من أرض إلى سواها فإذا نظر البدويّ في خياله وجد صورة هذه الأشياء حاضرة فيه على الترتيب المذكور.
ومنها قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قََائِمٌ عَلى ََ كُلِّ نَفْسٍ بِمََا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلََّهِ شُرَكََاءَ}
(الرعد: 33)، فيقال: أيّ ارتباط بينهما؟ وجوابه: أن المبتدأ وهو (من) خبره محذوف، أي: أفمن هو قائم على كل نفس تترك عبادته؟ أو معادل (8) الهمزة تقديره: أفمن هو قائم على كلّ نفس كمن ليس بقائم؟ ووجه العطف على التقديرين واضح. أما الأول فالمعنى: أتترك عبادة من هو قائم على كل نفس، ولم يكف الترك حتى جعلوا له شركاء! وأما على الثاني فالمعنى: إذا انتفت المساواة بينهما فكيف يجعلون لغير المساوي حكم المساوي!.
ومنها قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرََاهِيمَ [فِي رَبِّهِ]} [9] (البقرة: 258) إلى قوله: {وَاللََّهُ لََا يَهْدِي} [10] الْقَوْمَ الظََّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى ََ قَرْيَةٍ (البقرة: 258 259) عطف قصة على قصة مع أن شرط العطف المشاكلة، فلا يحسن في نظير الآية:
{أَلَمْ تَرَ إِلى ََ رَبِّكَ} (الفرقان: 45) {أَوْ كَالَّذِي} (11) (البقرة: 259) ووجه (12) ما بينهما من
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(2) في المطبوعة: (أنه).
(3) في المطبوعة: (كلّ).
(4) في المطبوعة: (تقليب).
(5) في المطبوعة: (ثم لا).
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) في المخطوطة: (ومعادل).
(9) ساقطة من المطبوعة.
(10) في المخطوطة: (لا يحب)، وهو تصحيف ظاهر.
(11) في المخطوطة زيادة (قام).
(12) في المخطوطة: (وحجة).(1/142)
المشابهة أنّ: (1) {أَلَمْ تَرَ} بمنزلة: هل رأيت كالذي حاجّ إبراهيم؟ وإنما كانت بمنزلتها لأن: {أَلَمْ تَرَ} مركبة من همزة الاستفهام وحرف النفي ولذلك يجاب ببلى، والاستفهام يعطي النفي، إذ حقيقة المستفهم عنه غير ثابتة عند المستفهم ومن ثمّ (2) جاء حرف الاستفهام مكان حرف النفي، ونفي النفي إيجاب، فصار بمثابة «رأيت» غير [7/ ب] أنّه مقصود به الاستفهام، ولم يمكن أن يؤتى بحرفه لوجوده في اللفظ فلذلك أعطى معنى: هل رأيت.
فإن قلت: من أين جاءت «إلى» و «رأيت» يتعدّى بنفسه؟ أجيب لتضمنه معنى «تنظر».
القسم الثاني:
ألا تكون معطوفة، فلا بدّ من دعامة تؤذن باتصال الكلام، وهي قرائن معنوية مؤذنة بالربط والأول مزج (3) لفظيّ وهذا مزج (3) معنويّ، تنزل الثانية من الأولى منزلة جزئها الثاني، وله أسباب:
(أحدها) التنظير (5) فإن إلحاق النظير بالنظير من دأب العقلاء ومن أمثلته قوله تعالى:
{كَمََا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} (الأنفال: 5) عقب قوله: {أُولََئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجََاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (الأنفال: 4) فإن الله سبحانه أمر رسوله أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون وذلك أنهم اختلفوا في القتال يوم بدر في الأنفال، وحاجّوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وجادلوه (6) فكره كثير منهم ما كان من فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النفل، فأنزل الله هذه الآية، وأنفذ أمره بها [وأمرهم] (7) أن يتقوا الله ويطيعوه، ولا يعترضوا عليه فيما يفعله من شيء مما بعد أن كانوا مؤمنين. ووصف [المؤمنين] (7) ثم قال: {كَمََا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} [9] [وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكََارِهُونَ (الأنفال: 5)، يريد أن كراهتهم لما فعلته من الغنائم ككراهتهم للخروج معك. وقيل: معناه أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق] (9) كقوله تعالى: {فَوَ رَبِّ السَّمََاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مََا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}
(الذاريات: 23). وقيل: الكاف صفة لفعل مضمر وتأويله: افعل في الأنفال كما فعلت
__________
(1) في المخطوطة: (لأن).
(2) في المخطوطة: (وقد).
(3) في المخطوطة: (مزجيّ).
(5) في المخطوطة: (للنظير) وانظر الإتقان 3/ 324.
(6) في المخطوطة: (وحاربوه)، وهو تصحيف ظاهر.
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(9) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.(1/143)
في الخروج إلى بدر، وإن كره القوم ذلك ونظيره قوله تعالى: {كَمََا أَرْسَلْنََا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ} (البقرة: 151) معناه: كما أنعمنا عليكم بإرسال رسول من أنفسكم فكذلك أتم نعمتي عليكم فشبّه كراهتهم ما جرى من أمر الأنفال وقسمتها بالكراهة في مخرجه من بيته.
وكلّ ما لا يتمّ الكلام إلّا به من صفة (1) وصلة فهو من نفس الكلام.
وأما قوله تعالى: {كَمََا أَنْزَلْنََا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} (الحجر: 90) بعد قوله: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} (الحجر: 89) فإن فيه محذوفا كأنه قال: [قل] (2) أنا النذير المبين، عقوبة أو عذابا، مثل ما أنزلنا على المقتسمين.
وأما قوله تعالى: {لََا تُحَرِّكْ بِهِ لِسََانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} (القيامة: 16) وقد (3) اكتنفه من جانبيه قوله: {بَلِ الْإِنْسََانُ عَلى ََ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى ََ مَعََاذِيرَهُ} (القيامة: 1514) وقوله: {كَلََّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعََاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} (القيامة: 2120) فهذا من باب قولك للرجل، وأنت تحدثه بحديث فينتقل عنك ويقبل (4) على شيء آخر: أقبل عليّ واسمع ما أقول، وافهم عنّي، ونحو هذا الكلام ثم تصل حديثك فلا يكون [بذلك] (5) خارجا عن الكلام الأول قاطعا له [و] (5) إنما يكون به مشوقا للكلام. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب وكان إذا نزل [عليه] (5) الوحي وسمع القرآن حرّك لسانه ليستذكر به (8)، فقيل له:
تدبّر ما يوحى إليك، ولا تتلقه (9) بلسانك فإنما نجمعه لك ونحفظه عليك.
ونظيره قوله في سورة المائدة: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} (الآية: 3) إلى قوله: {الْإِسْلََامَ دِيناً} (الآية: 3)، فإن الكلام بعد ذلك متصل بقوله أولا: {ذََلِكُمْ فِسْقٌ} (الآية: 3)، ووسّط هذه الجملة بين الكلامين ترغيبا في قبول هذه الأحكام، والعمل بها، والحث على مخالفة الكفّار وموت كلمتهم وإكمال الدين. ويدلّ على اتصال {فَمَنِ اضْطُرَّ} (الآية: 3) بقوله: {ذََلِكُمْ فِسْقٌ} آية الأنعام: {قُلْ لََا أَجِدُ فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى ََ طََاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلََّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ} (الآية: 145).
__________
(1) في المخطوطة: (حذف).
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) في المخطوطة: (فقد).
(4) في المخطوطة: (فتنتقل عنه وتقبل).
(5) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) العبارة في المطبوعة (حرّك لسانه بذكر الله).
(9) في المطبوعة: (تتلقّفه).(1/144)
(الثاني): المضادّة ومن أمثلته قوله تعالى في سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ} (الآية: 6)، فإنه أول السورة كان حديثا عن القرآن الكريم، وأن من شأنه كيت وكيت، وأنّه لا يهدي [القوم] (1) الذين من صفاتهم كيت وكيت. فرجع إلى الحديث عن المؤمنين، فلما أكمله عقّب بما هو حديث عن الكفار فبينهما جامع وهميّ بالتضادّ من هذا الوجه، وحكمته (2) التشويق والثّبوت على الأول، كما قيل: «وبضدّها تتبيّن الأشياء» فإن قيل: هذا جامع بعيد، لأنّ كونه حديثا عن المؤمنين، بالعرض لا بالذّات، والمقصود بالذات الذي هو مساق الكلام، إنما هو الحديث عن الكتاب لأنّه مفتتح القول.
قلنا: لا يشترط في الجامع ذلك، بل يكفي التعلّق على أيّ وجه كان، ويكفي في وجه الرّبط ما ذكرنا لأن القصد تأكيد [8/ أ] أمر القرآن والعمل [به] (3) والحث على الإيمان به، ولهذا لما فرغ من ذلك قال: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمََّا نَزَّلْنََا عَلى ََ عَبْدِنََا} الآية (البقرة: 23) فرجع إلى الأول.
(الثالث): الاستطراد كقوله تعالى: {يََا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنََا عَلَيْكُمْ لِبََاساً يُوََارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبََاسُ التَّقْوى ََ ذََلِكَ خَيْرٌ ذََلِكَ مِنْ آيََاتِ اللََّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف: 26) قال الزمخشري: (4) «هذه الآية واردة على سبيل الاستطراد، [و] (5) عقب ذكر بدوّ السّوءات وخصف الورق عليها إظهارا للمنّة فيما خلق الله من اللّباس، ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة، وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التّقوى».
وجعل القاضي أبو بكر (6) في كتاب «إعجاز القرآن» من الاستطراد قوله تعالى:
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (وحكمه).
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) هو محمود بن عمر بن محمد، أبو القاسم، تقدّمت ترجمته ص: 105. وانظر قوله في «الكشاف» 2/ 59 عند تفسير الآية من سورة الأعراف.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) هو القاضي محمد بن الطيّب، أبو بكر الباقلاني تقدمت ترجمته ص 117، وكتابه «إعجاز القرآن» طبع بهامش «الإتقان في علوم القرآن» للسيوطي، في مطبعة السلام بالقاهرة سنة 1315هـ / 1897م، طبع أيضا بهامش «الإتقان» بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة 1317هـ / 1899م، وطبع بهامشه أيضا في المطبعة الأزهرية بالقاهرة سنة 1318هـ / 1900م، وطبع في مطبعة المقتطف بالقاهرة سنة 1347هـ / 1928م في (451) صفحة. وطبع في المطبعة السلفية بالقاهرة بتحقيق محب الدين الخطيب سنة 1349هـ / 1930م في (444)(1/145)
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ََ مََا خَلَقَ اللََّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلََالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمََائِلِ سُجَّداً لِلََّهِ وَهُمْ دََاخِرُونَ * وَلِلََّهِ يَسْجُدُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ مِنْ دََابَّةٍ وَالْمَلََائِكَةُ وَهُمْ لََا يَسْتَكْبِرُونَ} (النحل: 48 49) [وقال:] (1) «كأن المراد [أن] (1) يجري بالقول الأول على (3) الإخبار عن أن كل شيء يسجد لله [عزّ وجل]، وإن كان ابتداء الكلام في أمر خاص» (4). انتهى، وفيه نظر.
ومنه الانتقال من حديث إلى آخر تنشيطا للسامع كقوله تعالى في سورة ص بعد ذكر الأنبياء: {هََذََا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} (الآية: 49) (5) [فإن هذا القرآن نوع من الذّكر، لما انتهى ذكر الأنبياء، وهو نوع من التنزيل، أراد أن يذكر نوعا آخر، وهو ذكر الجنّة وأهلها، فقال: {هََذََا ذِكْرٌ} فأكد تلك الإخبارات باسم الإشارة، تقول: أشير عليك بكذا، ثم تقول بعده: هذا الذي عندي والأمر إليك. وقال: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ}] (5) (الآية: 49) كما يقول المصنّف: هذا باب، [ثم] (7) يشرع في باب آخر.
ولذلك (8) لما فرغ من ذكر أهل الجنة قال: {هََذََا وَإِنَّ لِلطََّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} (الآية: 55).
فصل
وقد يكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه كقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصََابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللََّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} (النساء: 73) (9) [فقوله: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ}] (9) منظوم بقوله: {قََالَ قَدْ أَنْعَمَ اللََّهُ عَلَيَّ} (النساء: 72) لأنه موضع الشماتة.
__________
صفحة، وطبع في مطبعة صبيح بالقاهرة، شرح تعليق محمد عبد المنعم خفاجي سنة 1371هـ / 1951م، وطبع بتحقيق سيّد أحمد صقر في مطبعة دار المعارف بالقاهرة سنة 1384هـ / 1964م في (393) صفحة.
وطبع بتحقيق أمين الخولي سنة 1400هـ / 1979م. وطبع في عالم الكتب ببيروت عام 1406هـ / 1986م.
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) في المطبوعة (إلى).
(4) انظر إعجاز القرآن للباقلاني ص 106، فصل الاستثناء.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) ساقط من المطبوعة.
(8) في المخطوطة: (وكذلك).
(9) العبارة ليست من المخطوطة.(1/146)
وقوله: {كَأَنَّمََا يُسََاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} (الأنفال: 6) فإنه متصل بقوله:
{وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكََارِهُونَ *} [1] [يُجََادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مََا تَبَيَّنَ] (1) كَأَنَّمََا يُسََاقُونَ
(الأنفال: 65).
وقوله: {وَلََا عَلَى الَّذِينَ إِذََا مََا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} (التوبة: 92) جواب الشرط قوله (3) [تعالى: {تَوَلَّوْا]} [3] وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ [الدَّمْعِ] (5) (التوبة: 92)، وقوله:
{قُلْتَ لََا أَجِدُ [مََا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ]} [6] (التوبة: 92)، داخل في الشرط.
وقوله: {وَإِذََا جََاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذََاعُوا بِهِ} (النساء: 83) إلى قوله:
{إِلََّا قَلِيلًا} (النساء: 83) فقوله: {إِلََّا قَلِيلًا} متصل بقوله: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النساء: 83) وقيل (7) بقوله: {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} (النساء:
83)، (8) [على تأويل: ولولا فضل الله عليكم ورحمته] (8) إلا قليلا ممن لم يدخله في رحمته، واتبعوا الشيطان، لا تبعتم الشيطان.
ومما يحتمل الاتصال والانقطاع قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللََّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا [اسْمُهُ]} [10] (النور: 36) يحتمل أن يكون متصلا بقوله: {فِيهََا مِصْبََاحٌ} (النور:
35)، أي المصباح في بيوت، ويكون تمامه على قوله: {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} (النور:
36) و {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهََا [بِالْغُدُوِّ وَالْآصََالِ]} [11] رِجََالٌ صفة للبيوت ويحتمل أن يكون منقطعا [واقعا] (12) خبرا لقوله: {رِجََالٌ لََا تُلْهِيهِمْ} (النور: 37).
ومما يتعين أن يكون منقطعا قوله: {وَلََا أَصْغَرَ مِنْ ذََلِكَ وَلََا أَكْبَرَ إِلََّا فِي كِتََابٍ مُبِينٍ}
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(5) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(7) في المطبوعة: (ومثّل).
(8) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(10) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(11) ساقطة من المخطوطة، وهي زيادة يقتضيها النص.
(12) ساقطة من المطبوعة.(1/147)
(يونس: 61) مستأنف، لأنه لو جعل متصلا ب {يَعْزُبُ} لاختلّ المعنى، إذ يصير على حدّ قولك: ما يعزب عن ذهني إلا في كتاب، أي استدراكه.
وقوله: {فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة: 2)، منهم من قضى باستئنافه على أنه مبتدأ وخبر، ومنهم من قضى بجعل {فِيهِ} خبر {لََا} و {هُدىً} نصب على الحال في تقدير «هاديا».
ولا يخفي انقطاع {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} (غافر: 7) عن قوله: (1) {أَنَّهُمْ أَصْحََابُ النََّارِ} (غافر: 6).
وكذا {فَلََا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} (يس: 76) عن قوله سبحانه: {إِنََّا نَعْلَمُ مََا يُسِرُّونَ وَمََا يُعْلِنُونَ} (يس: 76).
وكذلك (2) قوله: {فَأَصْبَحَ مِنَ النََّادِمِينَ} (المائدة: 31) [عن قوله] (3): {مِنْ أَجْلِ ذََلِكَ كَتَبْنََا عَلى ََ بَنِي إِسْرََائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ} (المائدة: 32).
__________
(1) في المخطوطة: (قولهم).
(2) في المخطوطة: (وكذا).
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/148)
النوع الثالث معرفة الفواصل ورءوس الآية (1)
وهي كلمة آخر الآية (2)، كقافية الشعر وقرينة السجع. وقال الدانيّ (3): «كلمة آخر الجملة». قال الجعبريّ (4): «وهو خلاف المصطلح، ولا دليل له في تمثيل سيبويه {يَوْمَ يَأْتِ} (هود: 105)، و {مََا كُنََّا نَبْغِ} (الكهف: 64)، وليسا رأس آية (5) لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية ويلزم أبا عمرو (6) إمالة {مَنْ أَعْطى ََ} (7) (الليل: 5) لأبي
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفوائد المشوّق لابن القيّم ص 343وما بعدها، والإتقان للسيوطي 3/ 290، النوع التاسع والخمسون، ومفتاح السعادة لطاش كبرى 2/ 469في المطلب الثالث من الشعبة الثامنة من الدوحة السادسة، في العلوم الشرعية، وهو مطلب فروع علم التفسير، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1293، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 503ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 340، الفصل الرابع: الإعجاز في نغم القرآن.
(2) وممن ألف في هذا النوع الطوفي، سليمان بن عبد القوي الحنبلي (ت 716هـ) وله «فواصل الآي» ويسمّى أيضا: «بغية الواصل إلى معرفة الفواصل» وابن أبي الفرس، شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنبلي (ت 776هـ) وله «إحكام الرأي في أحكام الآي» (كشف الظنون 1/ 18، 251، 2/ 1293).
(3) هو أبو عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان الداني. شيخ القراء بالأندلس. قرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر بن خواستي وغيره وسمع الحديث من أبي مسلم، وأحمد بن فراس العبقسي وغيرهما قال ابن بشكوال:
«كان أبو عمرو الدّاني أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه» توفي سنة 444، (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 406).
(4) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم المقرئ برهان الدين أبو إسحاق الجعبري، شيخ بلد الخليل عليه السلام له شرح كبير «للشاطبية» كامل في معناه، «وشرح الرائية» و «قصيدة لامية» في القراءات العشر. توفي سنة 732. (الذهبي، معرفة القراء الكبار 2/ 743).
(5) في المطبوعة: (آي) وانظر قوله في «الكتاب» 4/ 185باب ما يحذف من أواخر الأسماء في الوقف.
(6) أي الداني.
(7) انظر التيسير الداني ص 224223.(1/149)
عمرو (1)» (2). وقال القاضي أبو بكر (3): «الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع، يقع (4) بها إفهام المعاني» انتهى.
وفرّق الإمام أبو عمرو الداني بين الفواصل ورءوس الآي، قال: «أما الفاصلة فهي الكلام المنفصل ممّا بعده. والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس. وكذلك الفواصل يكنّ رءوس آي وغيرها. وكلّ رأس آية فاصلة، وليس كلّ فاصلة رأس آية فالفاصلة تعمّ النوعين، وتجمع الضربين ولأجل كون معنى (5) الفاصلة [هذا] (6) ذكر سيبويه في [8/ ب] تمثيل القوافي {يَوْمَ يَأْتِ} (هود: 105) و {مََا كُنََّا نَبْغِ} (الكهف: 64) وهما غير رأس آيتين بإجماع مع {إِذََا يَسْرِ} (الفجر: 4) وهو رأس آية باتفاق». انتهى.
وتقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام. وتسمّى «فواصل» لأنه ينفصل عندها الكلامان وذلك أن آخر الآية (7) فصل بينها وبين ما بعدها، ولم يسمّوها «أسجاعا».
فأما مناسبة «فواصل»، فلقوله تعالى: {كِتََابٌ فُصِّلَتْ آيََاتُهُ} (فصّلت: 3) وأما تجنّب «أسجاع»، فلأن أصله من سجع الطّير، فشرّف القرآن الكريم أن يستعار لشيء فيه لفظ هو أصل في صوت (8) الطائر، ولأجل تشريفه عن مشاركة غيره من الكلام الحادث في اسم
__________
(1) هو الإمام المقرئ أبو عمرو بن العلاء أحد القراء السبع، وفي اسمه اختلافات أشهرها أنّه زبّان بن العلاء بن عمّار المازني. ولد سنة (68) أخذ القراءة عن أهل الحجاز وأهل البصرة فعرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير، وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير، قرأ عليه خلق كثير منهم شجاع البلخي، وعبد الله بن المبارك. قال أبو عمرو الداني: «إليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة» توفي سنة (154) بالكوفة. (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 100).
(2) انظر التيسير للداني ص 224223.
(3) هو القاضي محمد بن الطيب، أبو بكر الباقلاني تقدمت ترجمته ص: 117وانظر قوله في كتابه «إعجاز القرآن» ص 270فصل في وصف وجوه من البلاغة، ومنها الفواصل.
(4) في المخطوطة: (يتبع).
(5) العبارة في المخطوطة: (ولأجل ذكر الفاصلة).
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(7) في المخطوطة: (الكلام).
(8) تصحّفت في المخطوطة إلى (سورة).(1/150)
السّجع الواقع في كلام آحاد الناس، ولأن القرآن من صفات الله [عز وجل] فلا يجوز وصفه بصفة لم يرد الإذن بها وإن صح المعنى.
ثم فرقوا بينهما فقالوا: «السّجع هو الذي يقصد في نفسه ثم يحيل المعنى عليه، والفواصل التي تتّبع المعاني، ولا تكون مقصودة في نفسها» قاله (1) الرّماني (2) في [كتاب] (3)
«إعجاز القرآن»، (4) [وبنى عليه أنّ الفواصل بلاغة، والسجع عيب.
وتبعه القاضي أبو بكر الباقلاني (5) في كتاب «إعجاز القرآن»،] (4) ونقل عن الأشعرية امتناع كون في القرآن سجعا. قال: «ونصّ عليه الشيخ أبو الحسن الأشعريّ (7) في غير موضع من كتبه» قال (8): «وذهب كثير من مخالفيهم (9) إلى إثبات السّجع في القرآن، وزعموا أن ذلك مما يتبيّن فيه فضل الكلام، وأنّه من الأجناس التي يقع بها التفاضل في البيان والفصاحة، كالتجنيس، والالتفات ونحوها». قال: «وأقوى ما استدلوا به الاتفاق [على] (10)
أنّ موسى أفضل من هارون عليهما السلام، ولمكان (11) السّجع قيل في موضع: {هََارُونَ وَمُوسى ََ} (طه: 70) ولما كانت الفواصل في موضع آخر بالواو والنون قيل: {مُوسى ََ وَهََارُونَ} (الشعراء: 48) قالوا: وهذا يفارق أمر الشعر لأنّه لا يجوز أن يقع في الخطاب إلّا مقصودا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الّذي نسميه شعرا، وذلك القدر يتفق
__________
(1) في المطبوعة: (قال).
(2) هو علي بن عيسى بن علي، أبو الحسن الرماني تقدمت ترجمته ص 111، وكتابه «النكت في إعجاز القرآن» ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» 2/ 1977وهو مطبوع وسيأتي التعريف به في 2/ 223.
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وأثبتناه من المطبوعة.
(5) هو محمد بن الطيب، تقدمت ترجمته ص 117، والكلام عن كتابه ص 145وانظر قوله في كتابه ص 270.
(7) هو إمام أهل السّنّة والجماعة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، من سلالة الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري. كان عجبا في الذكاء وقوّة الفهم وهو إمام المتكلمين وناصر سنّة سيد المرسلين ولد سنة (260) له مصنّفات جليلة من أهمها: «مقالات الإسلاميين» «خلق الأعمال» «الرد على المجسّمة» وغيرها توفي سنة 324وقيل: 330. (الذهبي، سير أعلام النبلاء 15/ 85، والسبكي، طبقات الشافعية 2/ 245).
(8) الكلام للباقلاني في «الإعجاز» ص 6557فصل في نفي السجع من القرآن.
(9) في المخطوطة: (المخالفين).
(10) من المطبوعة.
(11) في المطبوعة: (ولمّا كان).(1/151)
وجوده من المفحم (1) كما يتفق وجوده في الشّعر، وأمّا ما جاء في القرآن من السجع فهو كثير لا يصح أن يتفق كلّه غير مقصود إليه». [قال] (2): «وبنوا الأمر في ذلك على تحديد معنى السجع قال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على رويّ (3) واحد. قال ابن دريد: (4) «سجعت الحمامة: [معناه] (5) ردّدت صوتها» (6).
قال القاضي (7): «وهذا غير صحيح ولو كان القرآن سجعا لكان غير خارج (8) عن أساليب كلامهم ولو كان داخلا فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: هو سجع معجز، لجاز لهم أن يقولوا: شعر معجز. وكيف! والسجع مما كانت كهّان العرب تألفه ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجّة من نفي الشعر لأن الكهانة تنافي [النبوات] (9) بخلاف الشعر» (10).
«وما توهموا [من] (11) أنه سجع، باطل لأن مجيئه على صورته لا يقتضي كونه هو لأن السجع يتّبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدي السجع وليس كذلك ما اتفق مما هو في معنى السجع من القرآن لأنّ اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى. وفرق بين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التي (12) تؤدي المعنى المقصود فيه، وبين أن يكون المعنى منتظما دون اللفظ ومتى ارتبط المعنى بالسجع كان إفادة السجع كإفادة غيره. ومتى ارتبط (13) المعنى بنفسه دون السجع كان مستجلبا لتحسين الكلام دون تصحيح المعنى.
__________
(1) في المخطوطة: (العجم) وما أثبتناه هو الموافق للفظ الباقلاني في «الإعجاز».
(2) من المطبوعة.
(3) في المطبوعة: (وزن).
(4) هو محمد بن الحسن بن دريد: إمام في الأدب، وعلم النحو، واللغة. حدّث عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي وأبي حاتم السجستاني. كان رأس أهل العلم والمقدم في حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب. من مصنفاته كتاب «الجمهرة في اللغة» توفي سنة 321 (القفطي، إنباه الرواة 3/ 92).
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) ابن دريد، جمهرة اللغة: 2/ 93.
(7) هو الباقلاني.
(8) في المخطوطة: (لكان خارجا).
(9) من المطبوعة، وهي عند الباقلاني.
(10) العبارة في المخطوطة (بخلاف السجع) وفي الإعجاز: (وليس كذلك الشعر).
(11) ساقطة من المطبوعة.
(12) في المخطوطة: (الذي).
(13) في المطبوعة: (انتظم) وكذا في «الإعجاز».(1/152)
قال: «وما (1) ذكروه في تقديم موسى على هارون في موضع وتأخيره عنه في موضع لأجل السّجع، وتساوي مقاطع الكلام فمردود، بل الفائدة فيه إعادة القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدّي معنى واحدا، وذلك من الأمر الصّعب الذي تظهر فيه الفصاحة، وتقوى البلاغة، ولهذا أعيدت كثير من القصص (2) على ترتيبات متفاوتة تنبيها (3) بذلك على عجزهم عن الإتيان بمثله (4)، مبتدأ به ومتكررا (5). ولو أمكنهم المعارضة لقصدوا تلك القصة وعبّروا عنها بألفاظ لهم تؤدي إلى تلك المعاني ونحوها. فعلى هذا القصد بتقديم بعض الكلمات على بعض وتأخيرها إظهار الإعجاز دون السجع» إلى أن قال: «فبان أن الحروف الواقعة في الفواصل مناسبة موقع النّظائر التي تقع في الأسجاع، لا تخرجها عن حدها، ولا تدخلها في باب [9/ أ] السجع وقد بيّنّا أنّهم يذمّون كل سجع خرج عن اعتدال الأجزاء، فكان بعض مصاريعه كلمتين، وبعضها أربع (6) كلمات، ولا يرون ذلك فصاحة، بل يرونه (7) عجزا، فلو فهموا اشتمال القرآن على السّجع لقالوا: نحن نعارضه بسجع معتدل، فنزيد في الفصاحة على طريق (8) القرآن» انتهى ما (9) ذكره القاضي والرمانيّ.
ردّ عليهما الخفاجيّ (10) في كتاب «سر الفصاحة» فقال: «وأما قول الرماني: إن السّجع
__________
(1) العبارة في المطبوعة: (وأما ما) وهي من كتاب «إعجاز القرآن».
(2) العبارة في المطبوعة: (من القصص في مواضع كثيرة مختلفة) وهي تكملة من كتاب إعجاز القرآن.
(3) في كتاب «الإعجاز» «ونبهوا بذلك».
(4) في المخطوطة: (به).
(5) في المطبوعة: (ومكررا).
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى: (سبع) وفي المطبوعة: (يبلغ) والتصويب من «الإعجاز» ص 64.
(7) في المخطوطة: (يروه)، وما أثبتناه من المطبوعة و «الإعجاز».
(8) في «الإعجاز» ص 64: (طريقة).
(9) في المخطوطة: (وما).
(10) هو عبد الله بن محمد بن سعيد أبو محمد الخفاجي الشاعر الأديب. أخذ الأدب عن أبي العلاء المعرّي وأبي نصر المازني، من مصنفاته: كتاب «سر الفصاحة» توفي سنة 466 (الكتبي، فوات الوفيات 2/ 220) وكتابه «سرّ الفصاحة» طبع في المطبعة الرحمانية بالقاهرة سنة 1351هـ / 1932م. وطبع بتحقيق عبد المتعال الصعيدي في مطبعة صبيح بالقاهرة سنة 1372هـ / 1952م في (367) صفحة. وطبع في مطبعة الأنجلو القاهرة سنة 1396هـ / 1976م في (200) صفحة، نشره عبد الرزاق أبو زيد زائد. وطبع بتحقيق سليم سليمان الأنصاري في مكتبة الأقصى عمان. وطبع بدار الكتب العلمية في بيروت سنة 1402هـ / 1982م، وانظر قوله في ص: 166من طبعة المطبعة الرحمانية وانظر قوله في كتابه ص 174173بيان أن من المناسبة بين الألفاظ في الصيغة السجع والازدواج.(1/153)
عيب، والفواصل بلاغة، فغلط، فإنه [إن] (1) أراد بالسجع ما يتبع المعنى. وكأنه [غير] (1)
مقصود فذلك بلاغة، والفواصل مثله. وإن أراد به ما تقع المعاني تابعة له، وهو مقصود متكلّف، فذلك عيب، والفواصل مثله». قال: «وأظن الذي دعاهم إلى تسمية كلّ ما في القرآن فواصل ولم يسمّوا ما تماثلت حروفه سجعا رغبتهم في تنزيه القرآن عن (3) الوصف اللاحق بغيره من الكلام المرويّ عن الكهنة وغيرهم، وهذا غرض في التسمية قريب، والحقيقة ما قلناه».
ثم قال: «والتحرير أن الأسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفواصل. فإن قيل: إذا كان عندكم أن السجع محمود (4) فهلّا ورد القرآن كلّه مسجوعا! وما الوجه في ورود بعضه مسجوعا وبعضه غير مسجوع؟ قلنا: إن القرآن نزل بلغة العرب وعلى عرفهم وعادتهم، وكان الفصيح منهم لا يكون كلامه كله مسجوعا لما فيه من أمارات التكلّف والاستكراه والتصنّع، لا سيما فيما يطول من الكلام، فلم يرد كلّه مسجوعا جريا منه على عرفهم في الطبقة (5) العالية من كلامهم، ولم يخل من السجع لأنّه يحسن في بعض الكلام على الصّفة السابقة. فهذا هو السبب في ورود بعضه كذلك وبعضه بخلافه».
وخصت فواصل الشّعر باسم القوافي لأنّ الشاعر يقفوها ولا (6) يتبعها في الشّعر، لا يخرج عنها، وهي في الحقيقة فاصلة. لأنها تفصل آخر الكلام. فالقافية أخصّ في الاصطلاح، إذ كلّ قافية فاصلة، ولا عكس. ويمتنع استعمال القافية في كلام الله تعالى، لأن الشرع لما سلب عنه [اسم] (7) الشّعر وجب سلب القافية أيضا عنه لأنها منه، وخاصة به في الاصطلاح، وكما يمتنع استعمال القافية في القرآن، لا تنطلق (8) الفاصلة في الشعر، لأنها صفة لكتاب الله، فلا تتعدّاه.
قيل: وقد يقع في القرآن الإيطاء (9)، وهو ليس بقبيح فيه، إنما يقبح في الشّعر، كقوله تعالى
__________
(1) من المطبوعة، وهي في سر الفصاحة.
(3) في المخطوطة: (على).
(4) في المخطوطة (إذا كان السجع عندكم محمود) وما أثبتناه من المطبوعة و «سر الفصاحة».
(5) في المطبوعة: (اللطيفة)، وكذا عند السيوطي في الإتقان 3/ 294، وما أثبتناه من المخطوطة، وهو الموافق لما في كتاب «سرّ الفصاحة».
(6) في المطبوعة (أي).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) العبارة في المطبوعة: (لا تطلق).
(9) انظر في تعريف الإبطاء «مفتاح العلوم للسكاكي» ص 575.(1/154)
في سورة البقرة: {كَأَنَّهُمْ لََا يَعْلَمُونَ} (الآية: 101). ثم قال في آخرين: {لَوْ كََانُوا} [1]
يَعْلَمُونَ (103102)، ثلاث فواصل متوالية {يُعَلِّمُونَ} {يُعَلِّمُونَ}، فهذا لا يقبح (2) في القرآن قولا واحدا.
قيل: ويقع فيه التضمين (3)، وليس بقبيح، إنما يقبح في الشعر، ومنه سورتان (4): الفيل وقريش، فإنّ اللام في {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ} (قريش: 1) قيل: إنها متعلقة ب {فَجَعَلَهُمْ}
(الفيل: 5) في آخر الفيل.
وحكى حازم (5) في «منهاج البلغاء» خلافا غريبا فقال: «وللناس في الكلام المنثور من جهة تقطيعه إلى مقادير بتفاوت في الكمّية، وتتناسب مقاطعها على ضرب منها، أو بالنّقلة من ضرب واقع في ضربين أو أكثر، إلى ضرب آخر مزدوج، في كلّ ضرب ضرب منها أو يزيد على الازدواج، ومن جهة ما يكون غير مقطع، إلى مقادير يقصد لمناسبة (6) أطرافها، وتقارب ما بينها في كمّية الألفاظ والحروف ثلاثة مذاهب:
منهم [من] (7) يكره تقطيع الكلام إلى مقادير متناسبة الأطراف، غير متقاربة في الطول والقصر لما فيه من التكلّف، إلا ما يقع به الإلمام في النادر من الكلام.
والثاني أنّ التناسب الواقع بإفراغ الكلام في قوالب التقفية وتحليتها بمناسبات المقاطع أكيد جدا.
والثالث وهو الوسط أن السّجع لما كان زينة للكلام، فقد يدعو إلى التكلّف، فرئي ألّا يستعمل في [جملة] (8) الكلام، وأن لا يخلى الكلام بالجملة منه أيضا، ولكن يقبل من
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (كأنهم لا).
(2) انظر تعريف التضمين عند السكاكي في «مفتاح العلوم» ص 576.
(3) في المخطوطة: (لا يقبل).
(4) العبارة في المطبوعة: (سورتا).
(5) هو أبو الحسن حازم بن محمد بن حسين بن حازم النحوي القرطاجني صاحب «القصيدة الميمية» في النحو كان إماما بليغا نزل تونس وامتدح بها المنصور صاحب إفريقية. مات سنة 684. (ابن العماد، شذرات الذهب 5/ 388) وكتابه «منهاج البلغاء وسراج الأدباء» نشره محمد الحبيب ابن الخوجة في دار الكتب الشرقية بتونس سنة 1386هـ / 1966م في (468) صفحة، وطبع طبعة ثانية في دار الغرب الإسلامي بيروت 1402هـ / 1982م في (470) صفحة مزيدة ومصححة. وليس قوله في القسم المطبوع من الكتاب.
(6) العبارة في المطبوعة: (بقصد تناسب).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(8) ساقطة من المطبوعة، وانظر الإتقان 3/ 294.(1/155)
الخاطر فيه ما اجتلبه عفوا، بخلاف التكلّف (1)، وهذا [إذا] (2) رأي أبي الفرج قدامة (3)».
قال أبو الحسن (4): «وكيف يعاب السّجع على الإطلاق! وإنما نزل القرآن على أساليب الفصيح من كلام العرب [9/ ب]، فوردت الفواصل فيه بإزاء ورود الأسجاع في كلام العرب، وإنما لم يجيء على أسلوب واحد، لأنه لا يحسن في الكلام جميعا أن يكون مستمرا على نمط واحد، لما فيه من التكلف (5)، ولما في الطبع من الملل عليه، ولأنّ الافتنان في ضروب الفصاحة أعلى من الاستمرار على ضرب واحد فلهذا وردت بعض آي القرآن متماثلة المقاطع، وبعضها غير متماثل».
[فصل] (6)
واعلم أن إيقاع المناسبة في مقاطع الفواصل حيث تطّرد متأكّد جدا، ومعتبر (7) في اعتدال نسق الكلام وحسن موقعه من النّفس (8) تأثيرا عظيما، ولذلك خرج عن نظم الكلام لأجلها في مواضع: (أحدها) زيادة حرف لأجلها، ولهذا ألحقت الألف ب «الظنون» في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللََّهِ الظُّنُونَا} (الأحزاب: 10)، لأن مقاطع فواصل هذه السورة ألفات منقلبة عن تنوين في الوقف، فزيد على النون الألف (9) لتساوي المقاطع، وتناسب نهايات الفواصل، ومثله: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} (الأحزاب: 67)، {وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} (الأحزاب: 66).
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (ما اجتلبه عقولا بخلاف التكليف)، وهو تصحيف ظاهر.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) هو أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب. كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفي بالله، وكان أحد البلغاء الفصحاء، والفلاسفة الفضلاء وممّن يشار إليه في علم المنطق. من تصانيفه: كتاب «الخراج» و «نقد الشعر» وغيرهما، توفي سنة 337 (ياقوت، معجم الأدباء 17/ 12).
(4) في المطبوعة: (حازم)، وحازم هو أبو الحسن.
(5) في المخطوطة: (التكليف)، والصواب ما أثبتناه، وانظر الإتقان 3/ 295.
(6) زيادة اتّبعنا فيها تقسيم السيوطي في الإتقان 3/ 296، وقد اختصر الزركشي في هذا الفصل كلام الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنبلي المعروف بابن أبي الفرس من كتابه: «إحكام الرأي في أحكام الآي» ذكره السيوطي في الإتقان.
(7) في المطبوعة: (ومؤثر).
(8) العبارة في المخطوطة: (في اليقين).
(9) في المطبوعة: (النون ألف)، وفي المخطوطة: (على التنوين الألف).(1/156)
وأنكر بعض المغاربة ذلك وقال: لم تزد الألف لتناسب رءوس الآي كما قال قوم، لأن في سورة الأحزاب: {وَاللََّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} (الآية: 4) وفيها: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}
(الأحزاب: 67)، وكلّ واحد منها رأس آية، وثبتت الألف بالنسبة إلى حالة أخرى غير تلك في الثاني دون الأوّل فلو كان لتناسب رءوس الآي لثبت في (1) الجميع.
قالوا (2): وإنما زيدت الألف في مثل ذلك لبيان القسمين، واستواء الظاهر والباطن بالنسبة إلى حالة أخرى غير تلك. وكذلك (3) لحاق هاء السكت في قوله: {مََا هِيَهْ}
(القارعة: 10) في سورة القارعة، هذه الهاء عدلت مقاطع الفواصل في هذه السورة، وكان للحاقها (4) في هذا الموضع تأثير عظيم في الفصاحة.
وعلى هذا والله أعلم ينبغي أن يحمل لحاق النون في المواضع التي (5) تكلّم في لحاق النون إياها، نحو قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 40)، وقوله تعالى:
{كُونُوا قِرَدَةً خََاسِئِينَ} (البقرة: 65) فإن من مآخذ البلاغة (6) ومذاهبها أن يكون ورود هذه النون في مقاطع هذه الأنحاء للآي راجح الأصالة في الفصاحة، لتكون فواصل السّور الوارد فيها ذلك قد استوثق فيما قبل حروفها المتطرفة (7)، وقوع حرفي المد واللين.
وقوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ} (التين: 2) وهو طور سيناء لقوله: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنََاءَ} (المؤمنون: 20) وقوله تعالى: {لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النََّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} (يوسف: 46) كرر «لعلّ» مراعاة لفواصل الآي، إذ لو جاء على الأصل لقال: لعلّي أرجع إلى الناس فيعلموا بحذف النون على الجواب [الثاني] (8).
(الثاني) حذف همزة أو حرف اطرادا كقوله (9) تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذََا يَسْرِ}
(الفجر: 4).
__________
(1) في المطبوعة: (من).
(2) في المطبوعة: (قال).
(3) في المخطوطة: (وذلك).
(4) العبارة في المخطوطة: (فكان إلحاقها).
(5) العبارة في المطبوعة: (التي قد تكلم).
(6) في المطبوعة: (الفصاحة).
(7) تصحفت في المخطوطة إلى (الطرفة).
(8) ساقطة من المطبوعة.
(9) في المخطوطة: (لقوله).(1/157)
(الثالث) الجمع بين المجرورات وبذلك يجاب عن سؤال في قوله تعالى: {ثُمَّ لََا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنََا بِهِ تَبِيعاً} (الإسراء: 69) فإنه قد توالت المجرورات بالأحرف الثلاثة، وهي اللام في {لَكُمْ} والباء في {بِهِ} و «على» في {عَلَيْنََا} وكان الأحسن الفصل.
وجوابه أنّ تأخر {تَبِيعاً} وترك الفصل أرجح من أن يفصل به بين (1) بعض الروابط، وكذلك الآيات التي تتصل (2) بقوله: {ثُمَّ لََا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنََا بِهِ تَبِيعاً} (الإسراء: 69)، فإن فواصلها كلها منصوبة منوّنة، فلم يكن بدّ من تأخير قوله: {تَبِيعاً} لتكون نهاية هذه الآية مناسبة لنهايات ما قبلها حتى تتناسق على صورة واحدة.
(الرابع) تأخير ما أصله أن يقدّم (3)، كقوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى ََ}
(طه: 67)، لأن أصله (4) أن يتصل الفعل بفاعله ويؤخّر المفعول، لكن أخّر الفاعل، وهو {مُوسى ََ} لأجل رعاية الفاصلة.
قلت: للتأخير حكمة أخرى، وهي أن النفس تتشوق لفاعل (أوجس) (5)، فإذا جاء بعد أن أخّر وقع بموقع.
وكقوله تعالى: {وَلَوْلََا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكََانَ لِزََاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى} (طه: 129) [فإن قوله: {وَأَجَلٌ مُسَمًّى}] (6) معطوف على {كَلِمَةٌ} ولهذا رفع. والمعنى: {وَلَوْلََا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} في التأخير {وَأَجَلٌ مُسَمًّى} لكان العذاب لزاما. لكنّه قدم وأخّر لتشتبك رءوس الآي قاله ابن عطية (7).
وجوز الزمخشري (8) [10/ أ] عطفه على الضمير في {لَكََانَ} أي لكان الأجل العاجل وأجل مسمى لازمين له كما كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمّى دون الأجل العاجل.
ومنه قوله تعالى: {وَلَقَدْ جََاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} (القمر: 41)، فأخّر الفاعل لأجل الفاصلة.
__________
(1) في المخطوطة: (من).
(2) العبارة في المخطوطة: (الآيات التي لا تنفصل).
(3) في المخطوطة: (يتقدّم).
(4) العبارة في المطبوعة: (لأن أصل الكلام).
(5) العبارة في المخطوطة: (لفاعل أو خبر).
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(7) هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن، تقدمت ترجمته ص: 101.
(8) هو محمود بن عمر بن محمد، أبو القاسم الزمخشري، تقدمت ترجمته ص: 105. وانظر قوله في «الكشاف» 2/ 451.(1/158)
وقوله: {وَمِمََّا رَزَقْنََاهُمْ يُنْفِقُونَ} (البقرة: 3) أخّر الفعل عن المفعول فيها وقدمه فيما قبلها في قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلََاةَ} (البقرة: 3) ليوافق (1) الآي قاله أبو البقاء (2) وهو أجود من قول الزمخشريّ: قدّم المفعول للاختصاص.
ومنه تأخير الاستعانة عن العبادة في قوله تعالى: {إِيََّاكَ نَعْبُدُ وَإِيََّاكَ نَسْتَعِينُ}
(الفاتحة: 5) وهي قبل العبادة، وإنما أخّرت لأجل فواصل السورة في أحد الأجوبة.
(الخامس): إفراد ما أصله أن يجمع كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنََّاتٍ وَنَهَرٍ}
(القمر: 54) قال الفراء (3): «الأصل «الأنهار» وإنما وحّد لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رءوس الآي. ويقال: النهر الضياء والسعة، فيخرج من هذا الباب».
وقوله: {وَمََا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} (الكهف: 51) قال ابن سيده (4) في «المحكم» «أي أعضادا (5)، وإنما أفرد ليعدل رءوس الآي بالإفراد. والعضد: المعين (6)».
(السادس): جمع ما أصله أن يفرد، كقوله تعالى: {لََا بَيْعٌ [فِيهِ]} [7] وَلََا خِلََالٌ
__________
(1) العبارة في المطبوعة: (لتوافق رءوس الآي)، والعبارة في الإملاء: 12 (لتوافق رءوس الآي).
(2) هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله الإمام محب الدين أبو البقاء العكبري البغدادي صاحب الإعراب. ولد سنة (538) له الكثير من المصنّفات منها: «تفسير القرآن» و «البيان في إعراب القرآن» و «متشابه القرآن». أخذ عنه العربية خلق كثير، وسمع منه الحديث خلق كثير. توفي سنة 616 (القفطي، إنباه الرواة 2/ 116) وسيأتي الكلام عن كتابه الإملاء ص 301. وانظر قوله في إملاء ما منّ به الرحمن: 12.
(3) هو يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي، أبو زكريا الفرّاء. كان أبرع الكوفيين وأعلمهم. كان ثقة، إماما. قال سعدون قلت للكسائي: الفرّاء أعلم أم الأحمر فقال: الأحمر أكثر حفظا والفراء أحسن عقلا وأنفذ فكرا وأعلم بما يخرج من رأسه وله الكثير من التصانيف الهامة، منها: كتاب «معاني القرآن» توفي سنة 207، (القفطي، إنباه الرواة 4/ 7وانظر قوله في كتابه «معاني القرآن» 3/ 111عند تفسير الآية من سورة القمر.
(4) هو علي بن أحمد، وقيل ابن إسماعيل أبو الحسن النحوي المعروف بابن سيّده الأندلسي. إمام في اللغة والعربية.
جمع في اللغة كتاب «المحكم» في عشرين مجلدا. كان نادرة وقته وله شعر جيد وله تواليف حسان منها:
«المخصّص» توفي سنة 458 (القفطي، إنباه الرواة 2/ 225). وكتابه «المحكم والمحيط الأعظم» في اللغة طبع ضمن منشورات معهد المخطوطات العربية بالاشتراك مع مكتبة مصطفى الحلبي ومكتبة عيسى الحلبي بالقاهرة بتحقيق عبد الستار أحمد فراج، وعائشة عبد الرحمن، وإبراهيم الأبياري، ومحمد علي النجار، وتوالى صدوره منذ العام 1378هـ / 1958م صدر المجلد السابع منه عام 1397هـ / 1977م.
(5) في المخطوطة زيادة: (سيده).
(6) كذا في اللسان. وفي المخطوطة: (اليمين).
(7) ساقطة من المخطوطة.(1/159)
(إبراهيم: 31) فإن المراد «ولا خلّة» بدليل الآية الأخرى، لكن جمعه لأجل (1) رءوس الآي.
(السابع): تثنية ما أصله أن يفرد كقوله تعالى: {وَلِمَنْ خََافَ مَقََامَ رَبِّهِ جَنَّتََانِ} (الرحمن:
46).
قال الفرّاء: «[أيضا] (2) هذا باب مذهب العرب في تثنية البقعة الواحدة وجمعها كقوله: «ودار (3) لها بالرّقمتين» (4) وقوله: «بطن المكّتين» (5) وأشير بذلك إلى نواحيها، أو للإشعار بأن لها وجهين، وأنك إذا وصلتها ونظرت إليها يمينا وشمالا نظرت (6) في كلتا الناحيتين ما يملأ عينك قرة، وصدرك مسرة».
قال: «وإنما ثنّاهما هنا لأجل الفاصلة رعاية للتي قبلها والتي بعدها على هذا الوزن.
والقوافي تحتمل في الزيادة والنقصان ما لا يحتمله سائر الكلام».
وأنكر ذلك ابن قتيبة (7) عليه وأغلظ وقال: «إنما يجوز في رءوس الآي زيادة هاء السكت أو الألف، أو حذف همزة (8) أو حرف. فأما أن يكون الله وعد جنتين فيجعلهما جنة واحدة من أجل رءوس الآي فمعاذ الله. وكيف هذا وهو يصفها بصفات الاثنين، قال: {ذَوََاتََا أَفْنََانٍ}
(الرحمن: 48)، ثم قال فيها: {فِيهِمََا} (الرحمن: 50)، ولو أن قائلا قال (9) في خزنة
__________
(1) العبارة في المطبوعة: (لأجل مناسبة رءوس الآي).
(2) ساقطة من المطبوعة وانظر «معاني القرآن» 3/ 118.
(3) في المطبوعة: (ديار).
(4) عبارة من بيت لزهير بن أبي سلمى وتمامه:
ودار لها بالرقمتين كأنّها ... مراجيع وشم في نواشر معصم
وهو في «ديوانه» (طبعة دار صادر بيروت) ص: 74، من معلقته التي مطلعها: أمن أمّ أوفي
(5) عبارة من بيت في «أمالي المرتضى» 2/ 148، وتمامه:
فقولا لأهل المكتين تحاشدوا ... وسيروا إلى آطام يثرب والنّخل
(6) في المطبوعة: (رأيت).
(7) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي اللغوي كان رأسا في العربية واللغة ثقة، ديّنا فاضلا. ولي قضاء الدينور. وحدّث عن إسحاق بن راهويه وأبي حاتم السجستاني. له الكثير من المصنّفات أهمّها: «إعراب القرآن» و «معاني القرآن» و «جامع النحو» وغيرها. توفي سنة 267. (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 63)، وانظر قوله في «تفسير غريب القرآن» ص 440، مع بعض التصرف.
(8) في المخطوطة: (همز).
(9) في المخطوطة: (يقول).(1/160)
النار: إنهم عشرون، وإنما جعلهم الله تسعة عشر لرأس الآية، ما كان هذا القول إلا كقول الفرّاء (1)».
قلت: وكأنّ الملجئ للفرّاء إلى ذلك قوله تعالى: {وَأَمََّا مَنْ خََافَ مَقََامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ََ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ََ} (النازعات: 4140)، وعكس ذلك قوله تعالى:
{فَلََا يُخْرِجَنَّكُمََا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى ََ} (طه: 117) على أنّ هذا قابل للتأويل فإن الألف واللام للعموم، خصوصا أنه يرد على الفرّاء قوله: {ذَوََاتََا أَفْنََانٍ} (الرحمن: 48).
(الثامن): تأنيث ما أصله أن يذكّر، كقوله تعالى: {كَلََّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} (المدّثر:
54) [أي تذكير] (2) وإنما عدل إليها للفاصلة.
(التاسع) كقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [* الَّذِي خَلَقَ]} [3] [الأعلى: 21]، قال في العلق (4): {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (الآية: 1)، فزاد في [السورة] (5) الأولى {الْأَعْلَى}، [وزاد في الثانية: {خَلَقَ}] (6) مراعاة للفواصل في السورتين، وهي «سبّح»: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوََّى} (2) وفي «العلق» {خَلَقَ الْإِنْسََانَ مِنْ عَلَقٍ} (2).
(العاشر): صرف ما أصله ألّا ينصرف كقوله تعالى: {قَوََارِيرَا * [قَوََارِيرَا]} [7]
(الإنسان: 1615) صرف الأول لأنّه آخر الآية، وأجرى الثاني بالألف، فحسن جعله منوّنا ليقلب تنوينه ألفا، فيتناسب مع بقية الآي، كقوله تعالى: {سَلََاسِلَ وَأَغْلََالًا}
(الإنسان: 4) فإن (8) {سَلََاسِلَ} لما نظم إلى {أَغْلََالًا وَسَعِيراً} (الإنسان: 4) صرف ونوّن للتناسب (9) [وبقي {قَوََارِيرَا} الثاني فإنه وإن لم يكن آخر الآية جاز صرفه، لأنه لما نوّن {قَوََارِيرَا} الأوّل ناسب] (9) أن ينوّن {قَوََارِيرَا} الثاني ليتناسبا، ولأجل هذا لم ينوّن {قَوََارِيرَا}
الثاني إلّا من ينوّن {قَوََارِيرَا} الأوّل.
وزعم إمام الحرمين (11) في «البرهان» أنّ من ذلك صرف ما كان جمعا في القرآن
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (إلا كذبا كالفرّاء)، والعبارة عند ابن قتيبة: (ما كان في هذا القول إلّا كالفرّاء).
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) في المطبوعة: (وقال).
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) من المطبوعة.
(7) من المطبوعة، وانظر القراءة في «التيسير» 217.
(8) في المخطوطة: (قال).
(9) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(11) هو عبد الملك بن عبد الله الجويني، تقدمت ترجمته ص 118، وكتابه «البرهان في أصول الفقه» طبع بتحقيق(1/161)
ليناسب رءوس الآي كقوله تعالى: {سَلََاسِلَ وَأَغْلََالًا}. وهذا مردود لأن {سَلََاسِلَ}
ليس رأس آية [10/ ب]، ولا {قَوََارِيرَا} الثاني، وإنما صرف للتناسب، واجتماعه، مع غيره من المتصرفات (1)، فيردّ إلى الأصل (2) ليتناسب معها.
ونظيره في مراعاة المناسبة أنّ الأفصح أن يقال: «بدأ» ثلاثيّ قال الله تعالى: {كَمََا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (الأعراف: 29). وقال تعالى: {كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} (العنكبوت: 20) ثم قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللََّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} (العنكبوت: 19)، فجاء به رباعيّا فصيحا لما حسّنه من التناسب بغيره وهو قوله: {يُعِيدُهُ}.
(الحادي عشر): إمالة ما لا أصل له أن يمال (3) كإمالة ألف {وَالضُّحى ََ * وَاللَّيْلِ إِذََا سَجى ََ} (الضحى: 21)، ليشاكل التلفظ بهما التلفّظ بما بعدهما. والإمالة أن تنحو بالألف نحو الياء، والغرض الأصليّ منها هو التناسب، وعبّر عنه بعضهم بقوله: «الإمالة للإمالة». وقد يمال لكونها آخر مجاور (4) ما أميل آخره كألف (تلا) في قوله تعالى:
{وَالْقَمَرِ إِذََا تَلََاهََا} (الشمس: 2)، فأميلت ألف تلاها (5) [ليشاكل اللفظ بها اللفظ الذي بعدها، ممّا ألفه غير ياء نحو {جَلََّاهََا} (الشمس: 3)، و {فَغَشََّاهََا} (النجم: 54). فإن قيل:
هلّا جعلت إمالة {تَلََاهََا}] (5) لمناسبة ما قبلها، أعني {ضُحََاهََا} (النازعات: 29)؟ قيل: لأن ألف {ضُحََاهََا} عن واو، وإنما أميل لمناسبة ما بعدها (7).
(الثاني عشر): العدول عن صيغة المضيّ إلى الاستقبال، كقوله تعالى: {فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} (البقرة: 87) حيث لم يقل «وفريقا قتلتم» كما سوّى بينهما في سورة الأحزاب فقال: {فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} (الآية: 26) وذلك لأجل أنها (8)
رأس آية.
__________
د. عبد العظيم الديب في الدوحة بقطر عام 1399هـ / 1979م في مجلدين، (1466) صفحة، وطبع ثانية بدار الأنصار بالقاهرة عام 1402هـ / 1982م.
(1) في المخطوطة: (التصرفات).
(2) في المخطوطة: (الأول).
(3) العبارة في المطبوعة: (إمالة ما أصله ألّا يمال).
(4) في المخطوطة: (مجاوز).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(7) في المطبوعة: (ما بعده).
(8) العبارة في المطبوعة: (لأجل أنها هنا).(1/162)
ثم هنا تفريعات:
(الأول): قد كثر في القرآن الكريم ختم كلمة المقطع من الفاصلة بحروف المدّ واللين وإلحاق النون وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك. قال سيبويه رحمه الله (1):
«أما إذا ترنّموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء لأنهم أرادوا مدّ الصوت، وإذا أنشدوا فلم (2) يترنموا: فأهل الحجاز يدعون القوافي على حالها في الترنّم وناس [كثير] (3) من بني تميم يبدلون مكان المدّة النون». انتهى.
وجاء القرآن على أعذب مقطع، وأسهل موقف.
(الثاني): إن مبنى الفواصل على الوقف ولهذا شاع مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب غير المنوّن ومنه قوله تعالى: {إِنََّا خَلَقْنََاهُمْ مِنْ طِينٍ لََازِبٍ} (الصّافات: 11) مع تقدم قوله: {عَذََابٌ وََاصِبٌ} (الآية: 9)، و {شِهََابٌ ثََاقِبٌ} (الآية: 10). وكذا {بِمََاءٍ مُنْهَمِرٍ} (القمر: 11)، و {قَدْ قُدِرَ} (الآية:
12). وكذا: {وَمََا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وََالٍ} (الرعد: 11) و (4) {وَيُنْشِئُ السَّحََابَ الثِّقََالَ} (الآية: 12).
وعبارة السكاكي (5) قد تعطي اشتراط كون السجع يشترط فيه الموافقة في الإعراب لما قبله على تقدير عدم الوقوف عليه كما يشترط ذلك في الشعر. وبه صرح [ابن] (6) الخشاب
__________
(1) سيبويه، الكتاب، (بتحقيق محمد عبد السلام هارون) 4/ 204، باب وجوه القوافي في الإنشاد، بتصرّف.
(2) في المطبوعة: (ولم).
(3) ساقطة من المطبوعة، وهي عند سيبويه في «الكتاب».
(4) في المطبوعة: (مع).
(5) هو يوسف بن أبي بكر بن محمد سراج الدين أبو يعقوب السكاكي الخوارزمي، إمام في النحو والتصريف والمعاني والبيان والاستدلال والعروض والشعر، وله النصيب الوافر في علم الكلام وسائر الفنون. كان علّامة بارعا. وله كتاب «مفتاح العلوم» فيه اثنا عشر من علوم العربية. مات بخوارزم سنة 626 (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 364).
(6) سقطت من المخطوطة وهو عبد الله بن أحمد بن أحمد، أبو محمد ابن الخشاب. كان أعلم أهل زمانه بالنحو، وكانت له معرفة بالحديث والتفسير واللغة والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة وما من علم من العلوم إلا وكانت له فيه يد حسنة. وكان ثقة في الحديث صدوقا نبيلا حجة. توفي سنة 567 (ياقوت، معجم الأدباء 12/ 52). وقد ألّف ابن الخشاب «استدراكات على المقامات» ردّ فيها على الحريري وانتصر لابن(1/163)
معترضا على قول الحريري (1) في المقامة التاسعة والعشرين:
يا صارفا عنّي الم ... ودّة والزمان له صروف
ومعنّفي في فضح من ... جاوزت تعنيف العسوف
لا تلحني فيما أتي ... ت فإنّني بهم عروف
ولقد نزلت بهم فلم ... أرهم يراعون الضيوف
وبلوتهم فوجدتهم ... لمّا سبكتهم زيوف
ألا ترى أنك (2) إذا أطلقت ظهر الأول والثالث مرفوعين، والرابع والخامس منصوبين، والثاني مجرورا، وكذا باقي القصيد. والصواب أن ذلك ليس بشرط لما سبق ولا [شك] (3) أن كلمة الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز، موقوفا عليها لأن الغرض المجانسة (4) بين القرائن والمزاوجة ولا يتمّ ذلك إلا بالوقوف (5)، ولو وصلت لم يكن بدّ من إجراء [كلّ] (6) القرائن على ما يقتديه حكم الإعراب فعطّلت عمل الساجع وفوّتّ غرضهم.
وإذا رأيتهم يخرجون الكلم عن أوضاعها (7) لغرض الازدواج فيقولون: «آتيك بالغدايا والعشايا» مع أن فيه ارتكابا لما يخالف اللغة، فما ظنك بهم في ذلك! (الثالث): ذكر الزمخشريّ (8) في «كشافه القديم» أنّه لا تحسن المحافظة على الفواصل لمجردها إلا مع بقاء المعاني على سدادها، على النهج الذي يقتضيه حسن النظم والتئامه. كما لا يحسن تخيّر الألفاظ المونقة (9) في السمع، السّلسة على اللسان إلا مع
__________
برّي، ذكر ذلك حاجي خليفة في كشف الظنون» 1/ 1791، وقد طبعت استدراكات ابن الخشاب بذيل مقامات الحريري في المطبعة الحسينية بالقاهرة عام 1326هـ / 1908م.
(1) هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري، الإمام أبو محمد الحريري، أديب كان غاية في الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة. صاحب تصانيف، أشهرها «المقامات» و «درّة الغواص في أوهام الخواص» وله ديوان شعر. مات بالبصرة 516. (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 257).
(2) العبارة في المطبوعة: (أنها).
(3) العبارة في المخطوطة: (ولأن).
(4) في المخطوطة: (المجاوزة).
(5) في المطبوعة: (بالوقف).
(6) من المطبوعة.
(7) في المخطوطة: (أرداعها).
(8) تقدم الحديث عن الزمخشري ص: 105وذكر أنه ألف الكشاف القديم في مقدمة الكشاف الجديد المطبوع والمتداول 1/ 43.
(9) في المخطوطة: (الموقوفة).(1/164)
مجيئها منقادة للمعاني الصحيحة المنتظمة فأما أن تهمل المعاني وتسيّب ويجعل تحسين (1)
اللفظ وحده غير منظور فيه إلى مؤداه (2) على بال، فليس من البلاغة في فتيل ولا نقير (3). ومع ذلك [أن] (4) يكون قوله: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (البقرة: 4) وقوله: {وَمِمََّا رَزَقْنََاهُمْ}
[11/ أ] {يُنْفِقُونَ} لا يتأتى فيه [ترك] (5) رعاية التناسب في العطف بين الجمل الفعلية إيثارا للفاصلة لأن ذلك أمر لفظيّ لا طائل تحته، وإنما عدل إلى هذا لقصد (6) الاختصاص.
(الرابع): أن الفواصل تنقسم إلى: ما تماثلت حروفه في المقاطع، وهذا يكون في السّجع، وإلى ما تقاربت حروفه في المقاطع ولم تتماثل وهاهنا (7) لا يكون سجعا. ولا يخلو كلّ واحد من هذين القسمين، أعني المتماثل والمتقارب، من أن [يكون] (8) يأتي طوعا سهلا تابعا للمعاني، أو متكلّفا يتبعه المعنى. فالقسم الأول هو المحمود الدالّ على الثقافة وحسن البيان، والثاني هو المذموم، فأما القرآن فلم يرد فيه إلا القسم الأول لعلوه في الفصاحة. وقد وردت فواصله متماثلة ومتقاربة.
مثال المماثلة (9) قوله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتََابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} (الطور: 51).
وقوله تعالى: {طه * مََا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ََ * إِلََّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ََ * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمََاوََاتِ الْعُلى ََ * الرَّحْمََنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ََ} (طه: 51).
وقوله تعالى: {وَالْعََادِيََاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيََاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرََاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} (العاديات: 51).
وقوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيََالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذََا يَسْرِ}
(الفجر: 41) إلى آخره. وحذفت الياء من {يَسْرِ} طلبا للموافقة في الفواصل.
__________
(1) العبارة في المطبوعة: (ويهتم بتحسين).
(2) في المخطوطة: (مراده).
(3) العبارة في المخطوطة: (في نفيل ولا نقه).
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) من المطبوعة.
(6) في المخطوطة: (لفقد).
(7) في المطبوعة: (وهذا).
(8) ساقطة من المطبوعة.
(9) في المطبوعة: (المتماثلة).(1/165)
وقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السََّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} (القمر: 1) وجميع هذه السورة على الازدواج.
وقوله [تعالى]: {فَلََا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوََارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذََا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذََا تَنَفَّسَ} (التكوير: 1815) وقوله [تعالى]: {فَلََا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمََا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}. (الانشقاق: 1916) وقوله: [تعالى]: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلََا تَقْهَرْ * [وَأَمَّا السََّائِلَ فَلََا تَنْهَرْ]} [1] (الضحى: 9 10).
وقوله [تعالى]: {أَمَرْنََا مُتْرَفِيهََا، فَفَسَقُوا فِيهََا}. (الإسراء: 16).
وقوله [تعالى]: {مََا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ}. (ن:
32).
وقوله [تعالى]: {فَإِذََا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوََانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لََا يُقْصِرُونَ}.
(الأعراف: 202201).
وقوله [تعالى]: {كَلََّا إِذََا بَلَغَتِ التَّرََاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رََاقٍ} الآية. (القيامة:
2726).
وقوله [تعالى]: {لَنُخْرِجَنَّكَ يََا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنََا، أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنََا} (الأعراف: 88).
ومثال المتقارب في الحروف قوله تعالى: {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ * مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
(الفاتحة: 43).
وقوله [تعالى]: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جََاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقََالَ الْكََافِرُونَ هََذََا شَيْءٌ عَجِيبٌ}. (ق: 21).
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/166)
وهذا لا يسمى سجعا قطعا عند القائلين بإطلاق السجع في القرآن لأنّ السجع ما (1)
تماثلت حروفه.
إذا علمت هذا، فاعلم أن فواصل القرآن الكريم لا تخرج عن هذين القسمين بل تنحصر في المتماثلة والمتقاربة، وبهذا يترجّح مذهب الشافعيّ على مذهب أبي حنيفة في عدّ الفاتحة سبع آيات مع البسملة وذلك لأنّ الشافعيّ المثبت لها في القرآن قال: {صِرََاطَ الَّذِينَ}، إلى آخر الآية واحدة (2)، وأبو حنيفة لما أسقط البسملة من الفاتحة قال: {صِرََاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آية، و {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} آية. ومذهب الشافعيّ أولى لأنّ فاصلة قوله: {صِرََاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (3) [لا تشابه فاصلة الآيات المتقدمة، ورعاية التشابه في الفواصل لازم. وقوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}] (3) ليس من القسمين فامتنع جعله من المقاطع وقد اتفق الجميع على أن الفاتحة سبع آيات [و] (5) لكنّ الخلاف في كيفية العدد.
(الخامس) (6): قسم البديعيون السجع أو الفواصل (7) أيضا إلى: متواز، ومطرّف، [ومتوازن] (8).
وأشرفها المتوازي (9)، وهو أن تتفق الكلمتان في الوزن وحروف السجع كقوله تعالى:
{فِيهََا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوََابٌ مَوْضُوعَةٌ} (الغاشية: 1413)، وقوله: {وَالتَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلى ََ بَنِي إِسْرََائِيلَ} (آل عمران: 4948).
والمطرّف أن يتفقا في حروف السجع لا في الوزن كقوله تعالى: {مََا لَكُمْ لََا تَرْجُونَ لِلََّهِ وَقََاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوََاراً}. (نوح: 1413).
__________
(1) في المخطوطة: (إنما).
(2) العبارة في المطبوعة: (الخ السورة آية واحدة).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) في المخطوطة: (الرابع).
(7) في المطبوعة: (والفواصل).
(8) ساقطة من المخطوطة، وهي زيادة يقتضيها النص، راجع كتاب: «الإتقان في علوم القرآن»: 3/ 311.
(9) في المخطوطة: (الموازي).(1/167)
(1) [والمتوازن (2) أن يراعى في مقاطع الكلام الوزن فقط، كقوله [تعالى]: {وَنَمََارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرََابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}. (الغاشية: 1615).
وقوله تعالى: {وَآتَيْنََاهُمَا الْكِتََابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنََاهُمَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
(الصّافات: 118117) فلفظ {الْكِتََابَ} و {الصِّرََاطَ} متوازنان (3). ولفظ {الْمُسْتَبِينَ} و {الْمُسْتَقِيمَ} متوازنان (3).
وقوله: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا} [11/ ب] * {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرََاهُ قَرِيباً * يَوْمَ تَكُونُ السَّمََاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبََالُ كَالْعِهْنِ} (المعارج: 95).
وقوله تعالى: {كَلََّا إِنَّهََا لَظى ََ * نَزََّاعَةً لِلشَّوى ََ * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلََّى * وَجَمَعَ فَأَوْعى ََ}
(المعارج: 1815).
وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذََا يَغْشى ََ * وَالنَّهََارِ إِذََا تَجَلََّى} (الليل: 21) إلى آخرها.
وقوله: {وَالضُّحى ََ * وَاللَّيْلِ إِذََا سَجى ََ * [مََا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمََا قَلى ََ]} [5]
(الضحى: 31) إلى آخرها] (1) وقد تكرر في سورة «حم * عسق» في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللََّهِ مِنْ بَعْدِ مََا اسْتُجِيبَ لَهُ} (الشورى: 16) إلى آخر الآيات السبع فجمع في فواصلها بين: {شَدِيدٌ} (16) و {قَرِيبٌ} (17) و {بَعِيدٍ} (18) و {الْعَزِيزُ} (19) و {نَصِيبٍ} (20) و {أَلِيمٌ} (21) و {الْكَبِيرُ} (22) على هذا الترتيب وهو في القرآن كثير، في المفصّل [فيه] (7) خاصة في قصاره.
ومنهم من يذكر بدله الترصيع، وهو أن يكون المتقدم من الفقرتين (8) مؤلفا من كلمات مختلفة، والثاني مؤلفا من مثلها في ثلاثة أشياء: وهي الوزن والتقفية [وتقابل القرائن] (9)، قيل: ولم يجيء هذا القسم في القرآن العظيم لما فيه من التكلّف.
__________
(1) ما بين الحاصرتين مؤخر في المخطوطة بعد قوله: (على هذا الترتيب) بعد ثلاثة أسطر من هذا الموضع.
(2) في المخطوطة: (والمتوازي).
(3) في المخطوطة: (متوازيان).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(7) ساقطة من المطبوعة.
(8) العبارة في المخطوطة: (في الفريقين).
(9) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/168)
وزعم بعضهم أنّ منه قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرََارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجََّارَ لَفِي جَحِيمٍ}
(الانفطار: 1413)، وليس كذلك، لورود لفظة {إِنَّ} و {لَفِي} في كل واحد من الشطرين، وهو مخالف لشرط الترصيع إذ شرطه اختلاف الكلمات في الشطرين جميعا.
وقال بعض المغاربة: «سورة الواقعة من نوع الترصيع، وتتبّع أجزائها [يدلّ] (1) على أن فيها موازنة». قالوا: «وأحسن السجع ما تساوت قرائنه، ليكون شبيها بالشّعر، فإن أبياته متساوية كقوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} (الواقعة:
302928) وعلته أن السمع ألف الانتهاء إلى غاية في الخفة بالأولى، فإذا زيد عنها (2)
ثقل عنه الزائد، لأنه يكون عند وصولها إلى مقدار الأول كمن توقع الظفر بمقصوده. ثم ما طالت قرينته الثانية، كقوله: {وَالنَّجْمِ إِذََا هَوى ََ * مََا ضَلَّ صََاحِبُكُمْ وَمََا غَوى ََ} (النجم:
21)، و (3) الثالثة كقوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *} [4] [ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهََا سَبْعُونَ ذِرََاعاً فَاسْلُكُوهُ] (4) (الحاقّة: 3230). وهو إما قصير كقوله:
{وَالْمُرْسَلََاتِ عُرْفاً * فَالْعََاصِفََاتِ عَصْفاً} (المرسلات: 21).
أو طويل كقوله: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللََّهُ فِي مَنََامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرََاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنََازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلََكِنَّ اللََّهَ سَلَّمَ، إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذََاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللََّهُ أَمْراً كََانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللََّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} (الأنفال: 43 44).
أو متوسط (6) كقوله: {اقْتَرَبَتِ السََّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (القمر: 21).
(السادس) (7): اعلم أن من المواضع التي يتأكد فيها إيقاع المناسبة مقاطع الكلام وأواخره، وإيقاع الشيء فيها [بما] (4) يشاكله (9). فلا بدّ أن تكون مناسبة للمعنى المذكور أولا وإلا خرج بعض الكلام عن بعض. وفواصل القرآن العظيم لا تخرج عن ذلك لكن
__________
(1) في المطبوعة: (آخر آيها)، وسقطت كلمة (يدل) من المخطوطة.
(2) في المطبوعة: (عليها).
(3) في المطبوعة: (أو).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(6) في المخطوطة: (أو مبسوط).
(7) في المخطوطة: (الخامس).
(9) من المطبوعة.(1/169)
منه ما يظهر، ومنه ما يستخرج بالتأمّل للّبيب. وهي منحصرة في أربعة أشياء: التمكين، والتوشيح، والإيغال، والتصدير.
(1) [والفرق بينها أنه إن كان تقدم لفظها بعينه في أول الآية سمّي تصديرا. وإن كان في أثناء الصّدر سمّي توشيحا. وإن أفادت معنى زائدا بعد تمام معنى الكلام سمّي إيغالا وربما اختلط التوشيح بالتصدير] (1) لكون كلّ منهما صدره يدلّ على عجزه (3)، والفرق بينهما أن دلالة التصدير لفظية، ودلالة التوشيح معنوية.
الأول: التمكين
وهو أن تمهّد قبلها تمهيدا تأتي به الفاصلة ممكّنة في مكانها، مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافذة ولا قلقة، متعلّقا معناها بمعنى الكلام كلّه تعلّقا تاما بحيث لو طرحت اختلّ المعنى واضطرب الفهم. وهذا الباب يطلعك على سرّ عظيم من أسرار القرآن. فاشدد يديك به.
ومن أمثلته قوله تعالى: {وَرَدَّ اللََّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنََالُوا خَيْراً وَكَفَى اللََّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتََالَ وَكََانَ اللََّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً} (الأحزاب: 25)، فإن الكلام لو اقتصر فيه على قوله: {وَكَفَى اللََّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتََالَ} لأوهم (4) ذلك بعض الضعفاء موافقة الكفار في اعتقادهم أن الريح (5) التي حدثت كانت (5) سبب رجوعهم، ولم يبلغوا ما أرادوا، وأنّ ذلك أمر اتفاقي، فأخبر سبحانه في فاصلة الآية عن نفسه بالقوة والعزّة ليعلّم المؤمنين، ويزيدهم يقينا وإيمانا على أنه الغالب الممتنع، وأن حزبه كذلك، وأن تلك الريح [التي هبّت] (7) ليست اتفاقا، بل هي من إرساله سبحانه على أعدائه كعادته، وأنه ينوّع النصر للمؤمنين ليزيدهم إيمانا وينصرهم مرة بالقتال كيوم بدر، وتارة بالريح كيوم الأحزاب، وتارة بالرّعب كيوم (8) النضير، وطورا ينصر عليهم كيوم أحد، تعريفا لهم أنّ الكثرة لا تغني شيئا، وأنّ النصر من عنده، كيوم حنين.
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(3) العبارة في المخطوطة: (عجز والقرآن).
(4) في المخطوطة: (وهم).
(5) في المخطوطة: (الذي حدث كان).
(7) من المطبوعة.
(8) في المطبوعة: (كبني).(1/170)
ومنه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسََاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ أَفَلََا يَسْمَعُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنََّا نَسُوقُ الْمََاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعََامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلََا يُبْصِرُونَ} (السجدة: 2726). فانظر إلى قوله في صدر الآية التي الموعظة فيها سمعيّة: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} [12/ أ] ولم يقل: «أولم يروا» وقال بعد ذكر الموعظة: {أَفَلََا يَسْمَعُونَ} [و] (1) لأنه تقدم ذكر الكتاب وهو مسموع أو أخبار القرون وهو مما (2) يسمع. وكيف قال في صدر الآية التي [في] (1) موعظتها مرئية: [{أَوَلَمْ يَرَوْا}] (4)، وقال بعدها: {أَفَلََا يُبْصِرُونَ} لأنّ سوق الماء إلى الأرض الجرز مرئيّ.
و [منه] (4) قوله [تعالى]: {قََالُوا يََا شُعَيْبُ أَصَلََاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مََا يَعْبُدُ آبََاؤُنََا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوََالِنََا مََا نَشََؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (هود: 87)، فإنه لما تقدم ذكر العبادة والتصرف في الأموال كان ذلك تمهيدا تاما (6) لذكر الحلم والرشد، لأنّ الحلم الذي يصحّ به (6)
التكليف والرشد حسن التصرّف في الأموال، فكان آخر الآية مناسبا لأوّلها مناسبة معنوية، ويسميه بعضهم «ملاءمة».
ومنه قوله تعالى: {لََا تُدْرِكُهُ الْأَبْصََارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصََارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
(الأنعام: 103) فإنّه سبحانه لما قدم نفي إدراك الأبصار له عطف على ذلك قوله: {وَهُوَ اللَّطِيفُ} خطابا للسامع بما يفهم إذ العادة أنّ كلّ لطيف لا تدركه الأبصار، [ألا ترى] (8)
أنّ حاسة البصر إنما تدرك اللون من كل متلوّن والكون من كل متكوّن، فإدراكها إنما هو (9)
للمركّبات دون المفردات، وكذلك (10) لما قال: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصََارَ} عطف عليه قوله:
{الْخَبِيرُ}، مخصّصا (11) لذاته سبحانه بصفة الكمال لأنّه ليس كلّ من أدرك شيئا كان خبيرا بذلك الشيء، لأن المدرك للشيء قد يدركه ليخبره، ولما كان الأمر كذلك أخبر سبحانه وتعالى أنه يدرك كلّ شيء مع الخبرة [به] (12) وإنما خصّ الإبصار بإدراكه ليزيد في الكلام
__________
(1) من المخطوطة.
(2) في المطبوعة: (كما).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(6) العبارة في المخطوطة: (لذكر الحكم والرشد لأن الحكم العقلي الذي يفتتح به).
(8) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(9) في المخطوطة: (كذا).
(10) في المطبوعة: (ولذلك).
(11) في المخطوطة: (تحقيقا).
(12) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/171)
ضربا من المحاسن يسمى التعطّف ولو كان الكلام: لا تبصره الأبصار، وهو يبصر الأبصار لم تكن لفظتا {اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} مناسبتين لما (1) قبلهما.
ومنه قوله تعالى: (2) [{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللََّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمََاءِ مََاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللََّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللََّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}، إلى قوله:
{لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} (الحج: 6563)، إنما فصل الأولى ب {لَطِيفٌ خَبِيرٌ} لأن ذلك في موضع الرحمة لخلقه بإنزال الغيث، وإخراج النبات من الأرض، ولأنه خبير بنفعهم وإنما فصل الثانية ب «غني حميد» لأنّه قال: {لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ}، أي لا لحاجة بل هو غنيّ عنهما، جواد بهما لأنه ليس غنيّ نافعا غناه إلا إذا جاد به، وإذا جاد وأنعم حمده المنعم عليه، واستحقّ عليه الحمد فذكر {الْحَمِيدُ} على أنه الغنيّ النافع بغناه خلقه. وإنما فصل الثالثة ب {لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ} لأنه لما عدّد للناس ما أنعم به عليهم من تسخير ما في الأرض لهم، وإجراء الفلك في البحر لهم، وتسييرهم في ذلك الهول العظيم، وجعله السماء فوقهم وإمساكه إياها عن الوقوع، حسن ختامه بالرأفة والرحمة. ونظير هذه الثلاث فواصل مع اختلافها قوله تعالى في سورة الأنعام: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ}
[97] الآيات.
وقوله تعالى] (2): {لَهُ مََا فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللََّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
(الحج: 64)، فقال: {الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} لينبّه على أن ما له ليس لحاجة بل هو غنيّ عنه، جواد به، وإذا جاد به حمده المنعم عليه. إذ (حميد) كثير المحامد الموجبة تنزيهه عن الحاجة والبخل وسائر النقائص، فيكون «غنيّا» مفسّرا بالغنى المطلق، لا يحتاج فيه لتقدير «غنيّ عنه».
ومنه قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللََّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ مَنْ إِلََهٌ غَيْرُ اللََّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيََاءٍ أَفَلََا تَسْمَعُونَ} (القصص: 71). لما كان سبحانه هو الجاعل الأشياء (4) على الحقيقة (4) وأضاف إلى نفسه جعل الليل سرمدا إلى يوم القيامة صار الليل كأنه سرمد
__________
(1) في المخطوطة: (إلى ما).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(4) العبارة في المخطوطة: (للأشياء الحقيقية).(1/172)
بهذا التقدير، وظرف الليل ظرف مظلم لا ينفذ فيه البصر، لا سيما وقد أضاف الإتيان بالضياء الذي تنفذ فيه الأبصار إلى غيره، وغيره ليس بفاعل على الحقيقة فصار النهار كأنه معدوم إذ نسب وجوده إلى غير موجد والليل كأنه لا موجود سواه إذ جعل [كونه] (1) سرمدا منسوبا إليه سبحانه، فاقتضت البلاغة أن يقول: {أَفَلََا تَسْمَعُونَ} لمناسبة ما بين السماع والظرف الليلي الذي يصلح للاستماع، ولا يصلح للإبصار.
وكذلك قال في الآية التي تليها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللََّهُ عَلَيْكُمُ النَّهََارَ سَرْمَداً إِلى ََ يَوْمِ الْقِيََامَةِ مَنْ إِلََهٌ غَيْرُ اللََّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلََا تُبْصِرُونَ} (القصص: 72)، لأنه لما أضاف جعل النهار سرمدا إليه صار النهار كأنه سرمد، وهو ظرف مضيء تنوّر فيه الأبصار، وأضاف الإتيان بالليل إلى غيره، وغيره ليس بفاعل على الحقيقة، فصار الليل كأنه معدوم إذ نسب وجوده إلى غير موجد، والنهار كأنه لا موجود سواه، إذ جعل وجوده سرمدا منسوبا إليه، فاقتضت البلاغة أن يقول: {أَفَلََا تُبْصِرُونَ} إذ الظرف مضيء صالح للإبصار، وهذا من دقيق المناسبة المعنوية.
ومنه قوله تعالى في أول سورة الجاثية: {إِنَّ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ لَآيََاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمََا يَبُثُّ مِنْ دََابَّةٍ آيََاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلََافِ اللَّيْلِ وَالنَّهََارِ وَمََا أَنْزَلَ اللََّهُ مِنَ السَّمََاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيََا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا} [2] [وَتَصْرِيفِ الرِّيََاحِ آيََاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
(الجاثية: 53). فإن البلاغة تقتضي أن تكون فاصلة الآية الأولى: {لِلْمُؤْمِنِينَ}، لأنه سبحانه] (2) ذكر العالم بجملته حيث قال: {السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} ومعرفة الصانع من الآيات الدالة على أنّ المخترع له قادر عليم حكيم، وإن دلّ على وجود صانع مختار كدلالتها (4) على صفاته مرتبة على [12/ ب] دلالتها على ذاته (5)، فلا بد أولا من التصديق بذاته حتى تكون هذه الآيات دالة على صفاته، لتقدم الموصوف وجودا واعتقادا على الصفات. وكذلك قوله في الآية الثانية: {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، فإنّ سرّ الإنسان وتدبر خلقه الحيواني (6) أقرب إليه من الأول، وتفكّره في ذلك مما يزيده يقينا في معتقده الأوّل. وكذلك معرفة جزئيات العالم من
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وهو من المطبوعة.
(4) في المطبوعة: (لدلالتها).
(5) في المخطوطة: (على ذلك).
(6) في المطبوعة: (خلقة الحيوان).(1/173)
اختلاف الليل والنهار، وإنزال الرزق من السماء، وإحياء الأرض بعد موتها، وتصريف الرياح يقتضي رجاحة العقل ورصانته لنعلم أن من صنع هذه الجزئيات هو الذي صنع العالم الكلّي التي هي أجرامه وعوارض عنه. ولا يجوز أن يكون بعضها صنع بعضا، فقد قام البرهان على أن للعالم [الكلي] (1) صانعا مختارا، فلذلك اقتضت البلاغة أن تكون فاصلة الآية الثالثة:
{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، وإن احتيج إلى العقل (2) في الجميع إلا أن ذكره هاهنا أنسب بالمعنى الأول إذ بعض من يعتقد صانع العالم ربما قال: إن بعض هذه الآثار يصنع بعضا، فلا بد إذا من التّدبر بدقيق الفكر وراجح العقل.
ومنه قوله تعالى حكاية عن لقمان: {يََا بُنَيَّ إِنَّهََا إِنْ تَكُ مِثْقََالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمََاوََاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللََّهُ إِنَّ اللََّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 16).
ومنه قوله تعالى: {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمََا فَتَحَ اللََّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلََا تَعْقِلُونَ} (البقرة: 76). والمناسبة فيه قوّية لأن من دلّ عدوّه على عورة نفسه، أو أعطاه (3) سلاحه ليقتله به، فهو جدير بأن يكون مقلوب العقل فلهذا ختمها بقوله: {أَفَلََا تَعْقِلُونَ}، [والمناسبة فيه قويّة] (4).
وهذه الفاصلة لا تقع إلا في سياق إنكار فعل غير مناسب في العقل نحو قوله تعالى:
{أَتَأْمُرُونَ النََّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتََابَ أَفَلََا تَعْقِلُونَ} (البقرة: 44) لأنّ فاعل غير المناسب ليس بعاقل.
وقوله [تعالى]: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنََا رَبُّنََا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنََا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتََّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ:
26)، ختم بصفة العلم إشارة إلى الإحاطة بأحوالنا وأحوالكم وما نحن عليه من الحق، وما أنتم (5) عليه من الباطل وإذا كان عالما بذلك، فنسأله القضاء علينا [وعليكم] (6)، بما يعلم منا ومنكم.
فصل
وقد تجتمع فواصل في موضع واحد ويخالف بينها وذلك في مواضع:
__________
(1) من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (للعقل).
(3) في المخطوطة: (وأعطاه).
(4) ساقط من المطبوعة.
(5) في المخطوطة: (وأنتم).
(6) من المطبوعة.(1/174)
منها في أوائل النّحل، وذلك أنه سبحانه (1) بدأ فيها بذكر الأفلاك فقال: {خَلَقَ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} (النحل: 3)، ثم ذكر خلق الإنسان فقال: {مِنْ نُطْفَةٍ} (النحل:
4)، وأشار إلى عجائب الحيوان فقال: {وَالْأَنْعََامَ} (النّحل: 5)، ثم عجائب النبات فقال: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمََاءِ مََاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرََابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنََابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرََاتِ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
(النحل: 1110) فجعل مقطع هذه الآية التفكر (2)، لأنه استدلال (3) بحدوث الأنواع المختلفة من النبات على وجود الإله القادر المختار.
وفيه جواب عن سؤال مقدّر وهو أنه: [لم] (4) لا يجوز أن يكون المؤثّر فيه طبائع الفصول وحركات الشمس والقمر؟ ولما كان الدليل لا يتم [إلا] (4) بالجواب عن هذا السؤال لا جرم كان مجال التفكر والنظر والتأمّل باقيا. إنه تعالى أجاب عن هذا السؤال من وجهين:
أحدهما: أن تغيّرات العالم الأسفل مربوطة بأحوال حركات الأفلاك، فتلك الحركات حيث (6) حصلت فإن كان حصولها بسبب أفلاك أخرى لزم التسلسل، وإن كان من الخالق الحكيم فذلك الإقرار بوجود الإله تعالى، وهذا هو المراد بقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهََارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرََاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (النحل:
12)، فجعل مقطع هذه الآية العقل، والتقدير كأنه قيل: إن كنت عاقلا فاعلم أنّ التسلسل باطل، [ف] (7) وجب انتهاء الحركات إلى حركة يكون موجدها (8) غير متحرك، وهو الإله القادر المختار.
والثاني: أن نسبة الكواكب والطبائع إلى جميع أجزاء الورقة الواحدة (9) [والحبّة الواحدة واحدة. ثم إنا نرى الورقة الواحدة] (9) من الورد أحد وجهيها (11) في غاية الحمرة، والآخر في غاية السواد، فلو كان المؤثر موجبا بالذات لامتنع حصول هذا التفاوت في الآثار، فعلمنا أن
__________
(1) في المخطوطة: (وذلك سبحانه أنه).
(2) في المخطوطة: (التفكير).
(3) في المخطوطة: استدل.
(4) من المطبوعة.
(6) في المخطوطة: (كيف).
(7) من المطبوعة.
(8) في المخطوطة: (موجودها).
(9) العبارة ساقطة من المخطوطة: وهي من المطبوعة.
(11) العبارة في المخطوطة: (أحدث وجهها).(1/175)
المؤثر قادر مختار [13/ أ]، وهذا هو المراد من قوله: {وَمََا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوََانُهُ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} (النحل: 13)، كأنّه [قيل] (1): قد ذكر [نا] (1) ما يرسخ في عقلك أن الموجب بالذات والطبع لا يختلف تأثيره، فإذا نظرت [إلى] (1) حصول هذا الاختلاف علمت أنّ المؤثر ليس هو الطبائع، بل الفاعل المختار، فلهذا جعل مقطع الآية التذكّر.
تنبيه
من بديع هذا النوع اختلاف الفاصلتين في موضعين والمحدّث عنه واحد لنكتة لطيفة.
وذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا إِنَّ الْإِنْسََانَ لَظَلُومٌ كَفََّارٌ} (الآية: 34)، ثم قال في سورة النحل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللََّهِ لََا تُحْصُوهََا إِنَّ اللََّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (18).
قال القاضي ناصر الدين بن المنيّر (4) في «تفسيره الكبير»: «كأنه يقول: إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان: كونك ظلوما، وكونك كفارا، ولي عند إعطائها وصفان، وهما: أني غفور رحيم، أقابل ظلمك بغفراني وكفرك برحمتي، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير، ولا أجازي جفاءك إلا بالوفاء» انتهى.
وهو حسن، لكن بقي سؤال آخر، وهو: ما الحكمة في تخصيص آية النحل بوصف المنعم، وآية إبراهيم بوصف المنعم عليه؟ والجواب أن سياق الآية في سورة إبراهيم، في وصف الإنسان وما جبل عليه فناسب ذكر ذلك عقيب أوصافه. وأما آية النحل فسيقت في
__________
(1) من المطبوعة.
(4) هو أحمد بن محمد بن منصور المعروف بناصر الدين ابن المنيّر، كان إماما بارعا في الفقه، وله اليد الطولى في علم النظر والبلاغة والإنشاء والباع الطويل في علم التفسير والقراءات وكان علامة الاسكندرية، وفاضلها كان الشيخ العز بن عبد السلام يقول: «الديار المصرية» تفتخر برجلين في طرفيها. ابن دقيق العيد بقوص وابن المنير بالاسكندرية من تصانيفه الجليلة «تفسير القرآن العظيم» و «الانتصاف من الكشاف» وغيرها. توفي سنة 683 (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 88) وتفسيره المسمّى «البحر الكبير في بحث التفسير» يوجد منه نسخة خطية في مكتبة (غوتا) بألمانيا الغربية: 534، ونسخة خطية أخرى في دار الكتب المصرية رقم (60) تفسير، (بروكلمان)، تاريخ الأدب العربي بالألمانية 1/ 738). ويوجد منه نسخة مصورة بمعهد المخطوطات القاهرة رقم (33) تفسير.(1/176)
وصف الله [تعالى]، وإثبات ألوهيته، وتحقيق صفاته، فناسب ذكر وصفه سبحانه فتأمل هذه التراكيب، ما أرقاها في درجة (1) البلاغة! ونظيره قوله تعالى في سورة الجاثية: {مَنْ عَمِلَ صََالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسََاءَ فَعَلَيْهََا ثُمَّ إِلى ََ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [15]. وفي فصلت: {مَنْ عَمِلَ صََالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسََاءَ فَعَلَيْهََا وَمََا رَبُّكَ بِظَلََّامٍ لِلْعَبِيدِ} (46).
وحكمة (2) فاصلة الأولى أن قبلها: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لََا يَرْجُونَ أَيََّامَ اللََّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمََا كََانُوا يَكْسِبُونَ} (الجاثية: 14)، فناسب الختام بفاصلة البعث لأن قبله وصفهم بإنكاره، وأما الأخرى فالختام بها مناسب أي لأنه لا يضيّع عملا صالحا، ولا يزيد على [من] (3) عمل شيئا.
ونظيره قوله في سورة النساء: {إِنَّ اللََّهَ لََا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مََا دُونَ ذََلِكَ لِمَنْ يَشََاءُ} (الآية: 48). ختم الآية مرة بقوله: {فَقَدِ افْتَرى ََ إِثْماً عَظِيماً} (الآية: 48)، ومرة بقوله: {ضَلََالًا بَعِيداً} (الآية: 116) لأن الأوّل نزل في اليهود، وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابه، والثاني نزل في الكفار، ولم يكن لهم كتاب، وكان ضلالهم أشدّ.
وقوله في المائدة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمََا أَنْزَلَ اللََّهُ} (الآيات: 474544).
فذكرها ثلاث مرات، وختم الأولى بالكافرين، والثانية بالظالمين، والثالثة بالفاسقين فقيل: لأن الأولى نزلت في أحكام المسلمين، والثانية نزلت في أحكام اليهود، والثالثة [نزلت] (4) في أحكام النصارى. وقيل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمََا أَنْزَلَ اللََّهُ} (5) إنكارا له، فهو كافر، ومن لم يحكم بالحق من (6) اعتقاد الحق وحكم بضدّه فهو ظالم، ومن لم يحكم بالحق [جهلا] (7) وحكم بضدّه فهو فاسق. وقيل: الكافر والظالم والفاسق كلّها بمعنى واحد، وهو الكفر، عبّر عنه بألفاظ مختلفة، لزيادة الفائدة واجتناب صورة التكرار. وقيل غير ذلك.
__________
(1) في المخطوطة: (وجه).
(2) في المخطوطة: (وكلمة).
(3) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) في المخطوطة زيادة (أنزل الله).
(6) في المطبوعة: (مع).
(7) من المطبوعة.(1/177)
تنبيه
عكس هذا اتفاق الفاصلتين والمحدّث عنه مختلف، كقوله تعالى في سورة النور:
{يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ} (الآية: 58) إلى قوله [تعالى]:
{كَذََلِكَ يُبَيِّنُ اللََّهُ لَكُمُ الْآيََاتِ وَاللََّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الآية: 58). ثم قال: {وَإِذََا بَلَغَ الْأَطْفََالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذََلِكَ يُبَيِّنُ اللََّهُ لَكُمْ آيََاتِهِ وَاللََّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الآية: 59). [وقد] (1) قال ابن عبد السلام في «تفسيره» (2) في الأولى (3) «[: {عَلِيمٌ} بمصالح عباده، {حَكِيمٌ} في بيان مراده. وقال في الثانية:] (3)
{عَلِيمٌ} بمصالح الأنام {حَكِيمٌ} ببيان الأحكام». ولم يتعرض للجواب عن حكمة التكرار.
تنبيه
حقّ الفاصلة في هذا القسم تمكين المعنى المسوق إليه كما بيّنا، ومنه قوله تعالى:
{[رَبَّنََا]} [5] وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيََاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتََابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (البقرة: 129). ووجه مناسبته أن بعث الرسول تولية والتولية لا تكون إلا من عزيز غالب على ما يريد، وتعليم الرسول الحكمة لقومه إنما يكون مستندا إلى حكمة مرسله [13/ ب] لأن الرسول واسطة [بين المرسل] (6) والمرسل إليه، فلا بدّ وأن يكون حكيما، فلا جرم (7) كان اقترانهما (7) مناسبا.
وقوله تعالى: {فَمَنْ خََافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلََا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (البقرة: 182).
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) «تفسير القرآن العظيم» للعز ابن عبد السلام يوجد منه نسخة خطية في مكتبة «اماد إبراهيم باشا باستنبول» (رقم 115)، في 363ورقة، ويوجد نسخة خطية في مكتبة قليج علي باشا باستنبول (رقم 43)، في 286ورقة، ويوجد نسخة تقع في مجلدين، يوجد منها المجلد الثاني في مكتبة قطر رقم 25/ 723من أول سورة مريم إلى سورة الناس (248ورقة)، (العز بن عبد السلام، للوهيبي ص 118).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(6) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(7) في المخطوطة: (كاقترانهما).(1/178)
وجه المناسبة في الختم (1) محمول على قول مجاهد (2):
«إن من حضر الموصي فرأى منه جنفا على الورثة في وصيته مع فقرهم، فوعظه في ذلك وأصلح بينه وبينهم حتى رضوا، فلا إثم عليه (3)، وهو غفور للموصي إذا ارتدع بقول من وعظه، فرجع عما هم به وغفرانه لهذا برحمته لا خفاء (4) به، والإثم المرفوع عن القائل يحتمل أن يكون إثم التبديل السابق في الآية قبلها في قوله تعالى: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مََا سَمِعَهُ}
(البقرة: 181) يعني من الموصي، أي لا يكون هذا المبدّل داخلا تحت وعيد من بدّل على العموم لأنّ تبديل هذا تضمّن مصلحة راجحة فلا يكون كغيره. وقد أشكل على ذلك مواضع، منها قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبََادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة: 118) فإن قوله: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ} يوهم أن الفاصلة «الغفور الرّحيم»، وكذا نقلت عن مصحف أبيّ (5) رضي الله عنه، وبها قرأ ابن شنبوذ (6). ولكن إذا أنعم النظر علم أنه يجب أن يكون ما عليه التلاوة لأنّه لا يغفر لمن يستحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد [أن] (7) يرد عليه حكمه، فهو العزيز لأن العزيز في صفات الله هو الغالب من قولهم: عزّه يعزّه عزّا إذا غلبه ووجب أن يوصف بالحكيم أيضا لأن الحكيم من يضع الشيء في محلّه، فالله تعالى كذلك. إلا أنه قد يخفي وجه الحكمة في بعض أفعاله، فيتوهم الضعفاء أنه خارج عن الحكمة، فكان في الوصف بالحكيم احتراس حسن أي وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا معترض عليك لأحد في ذلك، والحكمة فيما فعلته. وقيل: وقيل لا يجوز «الغفور الرحيم» لأن الله تعالى قطع لهم بالعذاب في قوله [تعالى]: {إِنَّ اللََّهَ لََا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (النساء: 48). وقيل: لأنه مقام تبرّ،
__________
(1) في المطبوعة: (الحكم).
(2) هو مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، تقدمت ترجمته ص: 98.
(3) في المخطوطة: (فلا يأثم).
(4) العبارة في المخطوطة: (لاحقا به).
(5) كذا في الأصل أنّها في مصحف أبي. وقال النيسابوري في غرائب القرآن 7/ 85: «وفي مصحف عبد الله ابن مسعود فإنك أنت الغفور الرحيم، وضعفه العلماء، لأن ذلك يشعر بكونه شفيعا لهم لا على تفويض الأمر بالكلية إلى حكمة تعالى». ولم يذكر ابن أبي داود في كتابه «المصاحف» هذه القراءة.
(6) هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ البغدادي، شيخ الإقراء بالعراق مع ابن مجاهد. قرأ القرآن على عدد كثير بالأمصار منهم قنبل وإسحاق الخزاعي، وغيرهما. كان ثقة في نفسه صالحا دينا متبحرا في هذا الشأن. توفي ابن شنبوذ سنة (328). (الذهبي، معرفة القرّاء الكبار 1/ 276).
(7) ساقطة من المطبوعة.(1/179)
فلم يذكر الصفة المقتضية استمطار العفو لهم، وذكر صفة العدل في ذلك بأنه العزيز الغالب.
وقوله: {الْحَكِيمُ} الذي يضع الأشياء مواضعها فلا يعترض عليه إن عفا عمّن يستحق العقوبة.
وقيل: ليس هو على مسألة الغفران وإنما هو على معنى تسليم الأمر إلى من هو أملك لهم، ولو قيل: «فإنك أنت الغفور الرحيم» لأوهم الدعاء بالمغفرة. ولا يسوغ الدعاء بالمغفرة لمن مات على شركه، لا لنبي (1) ولا لغيره. وأما قوله: {فَإِنَّهُمْ عِبََادُكَ} وهم عباده عذّبهم أو لم يعذّبهم فلأنّ المعنى إن تعذّبهم تعذّب من العادة أن تحكم عليه وذكر العبودية التي هي سبب القدرة كقول رؤبة (2):
يا رب إن أخطأت أو نسيت ... فأنت لا تنسى ولا تموت
والله لا يضلّ ولا ينسى ولا يموت، أخطأ رؤبة أو أصاب، فكأنه قال: إن أخطأت تجاوزت لضعفي وقوتك، ونقصي وكمالك.
ونظير هذه الآية قوله تعالى في سورة براءة: {أُولََئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللََّهُ إِنَّ اللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
(التوبة: 71) والجواب ما ذكرناه.
ومنه (3) قوله تعالى في سورة الممتحنة: {رَبَّنََا لََا تَجْعَلْنََا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنََا رَبَّنََا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الآية: 5).
ومثله في سورة غافر في قول السادة الملائكة: {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبََائِهِمْ وَأَزْوََاجِهِمْ وَذُرِّيََّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الآية: 8).
ومنه قوله تعالى: {وَالْخََامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللََّهِ عَلَيْهََا إِنْ كََانَ مِنَ الصََّادِقِينَ * وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللََّهَ تَوََّابٌ حَكِيمٌ} (النور: 9و 10) فإنّ الذي يظهر في أول النظر أنّ الفاصلة «تواب رحيم»، لأن الرّحمة مناسبة للتوبة، وخصوصا من هذا الذنب العظيم ولكن
__________
(1) في المخطوطة: (لنهي).
(2) هو رؤبة بن العجاج بن شدقم الباهلي الشاعر الأموي، أنشد له أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب. (المرزباني، معجم الشعراء ص: 121). والبيت في ديوانه ص 25، وهو مطلع أرجوزة يمدح فيها سليمان بن عبد الملك.
(3) في المطبوعة: (ومثله).(1/180)
هاهنا معنى دقيق من أجله قال: {حَكِيمٌ} وهو أن ينبّه على فائدة مشروعية اللعان، وهي الستر عن هذه الفاحشة العظيمة وذلك من عظيم (1) الحكم، فلهذا كان {حَكِيمٌ}، بليغا في هذا المقام دون «رحيم» (2).
ومن خفيّ هذا الضرب قوله تعالى في سورة البقرة: {خَلَقَ لَكُمْ مََا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى ََ إِلَى السَّمََاءِ فَسَوََّاهُنَّ سَبْعَ سَمََاوََاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الآية: 29).
وقوله في آل عمران: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مََا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللََّهُ وَيَعْلَمُ مََا} [14/ أ] {فِي السَّمََاوََاتِ وَمََا فِي الْأَرْضِ وَاللََّهُ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الآية: 29)، فإن المتبادر إلى الذهن في آية البقرة الختم بالقدرة، وفي آية آل عمران الختم بالعلم، لكن إذا أنعم النظر علم أنّه يجب أن يكون ما عليه التلاوة في الآيتين، وكذلك قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وََاسِعَةٍ} (الأنعام: 147) مع أن ظاهر الخطاب «ذو عقوبة شديدة»، وإنما قال ذلك نفيا للاغترار بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء (3) على معصيته وذلك أبلغ في التهديد ومعناه:
لا تغترّوا بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء (3) على معصيته، فإنه مع ذلك لا يردّ عذابه عنكم.
وقريب منه: {رَبِّ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَمََا بَيْنَهُمَا الرَّحْمََنِ لََا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطََاباً} (النّبأ:
37).
وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ فَإِنَّ اللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 49) فمناسبة (5) الجزاء للشرط أنه لما أقدم المؤمنون وهم ثلاثمائة وبضعة عشر، على قتال المشركين، وهم زهاء ألف، متوكّلين على الله تعالى وقال المنافقون: {غَرَّ هََؤُلََاءِ دِينُهُمْ}
(الأنفال: 49) حتى أقدموا على ثلاثة أمثالهم عددا أو أكثر قال الله تعالى ردا على المنافقين وتثبيتا للمؤمنين: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ فَإِنَّ اللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 49) في جميع أفعاله.
وأما قوله [تعالى]: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلََّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلََكِنْ لََا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كََانَ حَلِيماً غَفُوراً} (الإسراء: 44)
__________
(1) في المخطوطة: (أعظم).
(2) العبارة في المخطوطة: (فلهذا كان حكيما بليغا في المقام رحيم).
(3) في المخطوطة: (الاحتراز).
(5) في المخطوطة: (فناسبه).(1/181)
فإن قيل: ما وجه الختام بالحلم والمغفرة عقيب تسابيح الأشياء وتنزيهها؟ أجاب صاحب «الفنون» (1) بثلاثة أوجه:
أحدها: إن فسّرنا التسبيح على ما درج في الأشياء من العبر وأنها مسبّحات بمعنى مودعات من دلائل العبر ودقائق الإنعامات والحكم ما يوجب تسبيح المعتبر المتأمّل فكأنه سبحانه يقول: إنه كان من كبير إغفالكم النظر في دلائل العبر مع امتلاء الأشياء بذلك. وموضع العتب قوله [تعالى]: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهََا وَهُمْ عَنْهََا مُعْرِضُونَ}
(يوسف: 105) كذلك موضع المعتبة قوله: {وَلََكِنْ لََا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الإسراء: 44) وقد كان ينبغي أن يعرفوا بالتأمّل [ما] (2) يوجب القربة لله مما أودع مخلوقاته (3) [بما يوجب تنزيهه] (3) فهذا موضع حلم وغفران عمّا جرى في ذلك من الإفراط والإهمال.
الثاني: إن جعلنا التسبيح حقيقة في الحيوانات بلغاتها فمعناه: الأشياء كلّها تسبّحه وتحمده، ولا عصيان في حقها وأنتم تعصون، فالحلم والغفران للتقدير (5) في الآية وهو العصيان. وفي الحديث: «لولا بهائم رتّع، وشيوخ ركّع، وأطفال رضّع، لصبّ عليكم العذاب صبّا» (6).
الثالث: أنه [سبحانه] قال في أولها: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمََاوََاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلََّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (الإسراء: 44)
__________
(1) كتاب «فنون الأفنان» وهو للإمام عبد الرحمن بن علي بن محمد، أبو الفرج ابن الجوزي، المحدث الحافظ المفسّر الفقيه الواعظ المؤرخ المشارك في أنواع أخرى من العلوم ولد ببغداد سنة (510) من مؤلفاته الكثيرة «المغني في علوم القرآن» و «تذكرة الأريب» و «المنتظم، في تاريخ الملوك» توفي سنة (597). (أبو الفرج، الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 399). وكتابه «فنون الأفنان في عيون علوم القرآن» طبع بتحقيق أحمد الشرقاوي، وإقبال المراكشي في الدار البيضاء، ط 1، عام 1970م. وقام بتحقيقه نادر النوري، كرسالة دكتوراه في الكويت عام 1986م. وحققه د. حسن ضياء الدين عتر، وطبع بدار البشائر الإسلامية في بيروت عام 1408هـ / 1987م وليس قوله في الكتاب. وانظر زاد المسير 5/ 4039.
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(5) في المخطوطة: (للمقدور).
(6) الحديث أخرجه الطبراني في معجمه الكبير من رواية أبي عبيدة الدئلي 22/ 309الحديث (875) وأخرجه ابن عدي الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال من رواية ابن عبيدة الدئلي 4/ 1622، وأخرجه البيهقي في(1/182)
أي أنه كان لتسابيح المسبحين حليما عن تفريطهم غفورا لذنوبهم ألا تراه قال في موضع آخر: {وَالْمَلََائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلََا إِنَّ اللََّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الشورى: 5) وكأنها اشتملت على ثلاثة معان: إما العفو عن ترك البحث المؤدّي إلى الفهم، لما في الأشياء من العبر، وأنتم على العصيان. أو يريد بها الأشياء كلها تسبّحه ومنها ما يعصيه ويخالفه، فيغفر عصيانهم بتسابيحهم.
تنبيه
قد تكون الفاصلة لا نظير لها في القرآن كقوله تعالى عقب الأمر بالغضّ في سورة النور: {إِنَّ اللََّهَ خَبِيرٌ بِمََا يَصْنَعُونَ} (30)، وقوله (1) عقب الأمر بطلب الدعاء والإجابة:
{لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: 186). (2) [وقيل فيه تعريض بليلة القدر أي لعلهم يرشدون] (2) إلى معرفتها وإنما يحتاجون للإرشاد (4) إلى ما لا يعلمون فإن هذه الآية الكريمة ذكرت عقب الأمر بالصوم وتعظيم رمضان وتعليمهم الدعاء فيه. وأنّ أرجى أوقات الإجابة فيه ليلة القدر.
الثاني: التصدير
كقوله تعالى: {لََا تَفْتَرُوا عَلَى اللََّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذََابٍ وَقَدْ خََابَ مَنِ افْتَرى ََ}.
(طه: 61).
وقوله: {فَضَّلْنََا بَعْضَهُمْ عَلى ََ بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجََاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا}. (الإسراء:
21).
وقوله: {خُلِقَ الْإِنْسََانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيََاتِي فَلََا تَسْتَعْجِلُونِ} (الأنبياء: 37).
__________
السنن الكبرى 3/ 345من رواية أبي هريرة، ومن رواية مسافع الديلي عن أبيه عن جده، كتاب صلاة الاستسقاء، باب استحباب الخروج بالضعفاء والصبيان.
(1) في المخطوطة: (وتركه).
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) في المخطوطة: (إلى الإرشاد).(1/183)
وقوله: {فَمَنْ تََابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللََّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ} (المائدة: 39).
وقوله: {فَمََا كََانَ اللََّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلََكِنْ كََانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (التوبة: 70).
وقوله: {وَمََا كََانَ النََّاسُ إِلََّا أُمَّةً وََاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلََا} [14/ ب] {كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمََا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (يونس: 19).
وقوله: {[وَهُمْ]} [1] يَحْمِلُونَ أَوْزََارَهُمْ عَلى ََ ظُهُورِهِمْ أَلََا سََاءَ مََا يَزِرُونَ (الأنعام:
31)، فجعل الفاصلة {يَزِرُونَ} لجناس {أَوْزََارَهُمْ} وإنما قال: {عَلى ََ ظُهُورِهِمْ}
ولم يقل «على رءوسهم» لأن الظّهر أقوى للحمل فأشار إلى ثقل الأوزار.
وقوله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كََانَ غَفََّاراً} (نوح: 10).
[وقوله]: (2) {وَتَخْشَى النََّاسَ وَاللََّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشََاهُ} (الأحزاب: 37).
وقوله: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلََائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى ََ بِاللََّهِ شَهِيداً} (النساء: 166).
[وقوله:] (2) {رِجََالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللََّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (التوبة: 108).
الثالث: التوشيح
وسمي (4) به لكون نفس الكلام يدلّ على آخره نزّل المعنى منزلة الوشاح، ونزّل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح، اللذين يجول عليهما الوشاح ولهذا قيل فيه: إن الفاصلة تعلم قبل ذكرها.
وسمّاه ابن وكيع (5) «المطمع» لأن صدره مطمع في عجزه كقوله [تعالى]: {ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبََارَكَ اللََّهُ أَحْسَنُ الْخََالِقِينَ} (المؤمنون: 14).
وقوله: {إِنَّ اللََّهَ اصْطَفى ََ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرََاهِيمَ وَآلَ عِمْرََانَ عَلَى الْعََالَمِينَ} (آل
__________
(1) ساقطة من المخطوطة وهي من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(4) في المطبوعة: (ويسمى).
(5) هو الحسن بن علي بن أحمد الضبي المعروف بابن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور. ذكره الثعالبي في «يتيمة الدهر» وقال في حقه: «شاعر بارع وعالم جامع قد برع على أهل زمانه فلم يتقدّمه أحد في أوانه». وله ديوان شعر جيد. كان فاضلا نبيلا فصيحا من أهل القرآن والفقه والنحو، من مصنفاته: «الطريق» و «الشريف» وغيرها. توفي سنة 306 (ابن خلكان، وفيات الأعيان 2/ 104).(1/184)
عمران: 33). فإن معنى اصطفاء المذكورين يعلم منه الفاصلة إذ المذكورون نوع من جنس العالمين.
وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهََارَ فَإِذََا هُمْ مُظْلِمُونَ} (يس: 37) فإنه من كان حافظا لهذه السورة، متيقظا إلى أنّ مقاطع فواصلها النون المردفة وسمع في صدر هذه الآية {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهََارَ} علم أنّ الفاصلة {مُظْلِمُونَ} فإنّ من انسلخ النهار عن ليله أظلم ما دامت تلك الحال.
وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النََّاسُ أَشْتََاتاً لِيُرَوْا أَعْمََالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة: 86) فإنّ قوله {لِيُرَوْا أَعْمََالَهُمْ} يدل على التقسيم.
وقوله: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذََاتِ الصُّدُورِ * أَلََا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك: 1413).
وقوله: {وَلَوْ شََاءَ اللََّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصََارِهِمْ إِنَّ اللََّهَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:
20).
الرابع: الإيغال
وسمّي به لأن المتكلّم قد تجاوز [حدّ] (1) المعنى [الذي] (2) هو آخذ فيه وبلغ إلى زيادة على الحدّ يقال: أوغل في الأرض الفلانية، إذا بلغ منتهاها فهكذا المتكلّم إذا تمّ معناه ثم تعدّاه بزيادة فيه، فقد أوغل كقوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجََاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللََّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة: 50)، فإنّ الكلام تمّ بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللََّهِ حُكْماً}. ثم احتاج إلى فاصلة تناسب القرينة الأولى فلما أتى بها أفاد معنى زائدا.
[و] (3) كقوله تعالى: {وَلََا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعََاءَ إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (النمل: 80) (4) [فإن المعنى قد تمّ بقوله: {وَلََا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعََاءَ}، ثم أراد أن يعلم تمام الكلام بالفاصلة فقال: {إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}] (4).
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) من المطبوعة.
(3) من المطبوعة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.(1/185)
فإن قيل: ما معنى {مُدْبِرِينَ} وقد أغنى عنها {وَلَّوْا}؟ قلت: لا يغني عنها [{وَلَّوْا}] (1) فإن التولّي قد يكون بجانب دون جانب بدليل قوله: {أَعْرَضَ وَنَأى ََ بِجََانِبِهِ} (الإسراء: 83) وإن كان ذكر الجانب هنا مجازا. ولا شك أنّه سبحانه لما أخبر عنهم أنهم صمّ لا يسمعون أراد تتميم المعنى بذكر تولّيهم في حال الخطاب، لينفي عنهم الفهم الذي يحصل من الإشارة فإنّ الأصمّ يفهم بالإشارة ما يفهم السميع بالعبارة. ثم إن التولّي قد يكون بجانب، مع لحاظه بالجانب الآخر فيحصل له إدراك بعض الإشارة فجعل الفاصلة {مُدْبِرِينَ} ليعلم أن التولّي كان بجميع الجوانب بحيث صار ما كان مستقبلا مستدبرا، فاحتجب المخاطب عن المخاطب، أو صار من ورائه، فخفيت عن عينه الإشارة، كما صمّ أذناه عن العبارة فحصلت المبالغة من عدم الإسماع (2) [بالكلية. وهذا الكلام وإن بولغ فيه بنفي الإسماع البتة فهو من إيغال الاحتياط الذي أدمجت فيه المبالغة في نفي الاستماع]. (2)
وقد يأتي الاحتياط في غير المقاطع من مجموع جمل متفرقة في ضروب من الكلام شتى، يجمعها (4) معنى واحد، كقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى ََ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ [لََا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ]} [5] الآية (الإسراء: 88).
وقوله: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (البقرة: 23).
وقوله: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} (هود: 13)، كما يقول الرجل لمن يجحد: ما يستحقّ عليّ درهما ولا دانقا ولا حبّة [15/ أ]، ولا كثيرا ولا قليلا. ولو قال: «ما يستحق عليّ شيئا» لأغنى في الظاهر لكنّ التفصيل دلّ (6) على الاحتياط، وعلى شدة الاستبعاد في الإنكار.
ومنه قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لََا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (يس: 21) فإنّ المعنى تمّ
__________
(1) من المطبوعة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(4) في المطبوعة: (يحملها).
(5) من المطبوعة.
(6) في المطبوعة: (أدلّ).(1/186)
بقوله: {أَجْراً}، ثم زاد الفاصلة لمناسبة رءوس الآي فأوغل بها كما ترى حيث (1) أتى بها لقصد معنى زائد (2) على معنى الكلام.
فصل في ضابط الفواصل
ذكره الجعبري (3) ولمعرفتها طريقان: توقيفيّ وقياسيّ:
(الأول): التوقيفيّ، روى أبو داود عن أم سلمة: «لما سئلت عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت. «كان يقطّع قراءته آية آية. وقرأت: {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} إلى {الدِّينِ}، تقف على كل آية» (4). (5) [فمعنى «يقطّع قراءته آية آية» أي يقف على كلّ آية] (5) وإنما كانت قراءته صلّى الله عليه وسلّم كذلك ليعلم رءوس الآي.
قال: «ووهم فيه من سمّاه وقف السنّة لأن فعله عليه السلام إن كان تعبّدا فهو مشروع لنا، وإن كان لغيره فلا. فما وقف عليه السلام (7) دائما تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريفهما، أو لتعريف الوقف التام، أو للاستراحة. والوصل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة وصلها لتقدّم تعريفها».
__________
(1) في المطبوعة: (حتى).
(2) العبارة في المطبوعة: (تفيد معنى زائدا).
(3) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري، تقدمت ترجمته ص: 149.
(4) الحديث من رواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله عنها، أخرجه أحمد في المسند 6/ 302 وأخرجه أبو داود في السنن 4/ 294، كتاب الحروف والقراءات (24)، باب (1) الحديث (4001) وقال أبو داود، سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة {مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 185كتاب القراءات (47)، باب فاتحة الكتاب (1) الحديث (2927) وقال «هذا حديث غريب، وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أمّ سلمة، وليس إسناده بمتصل لأنّ الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أمّ سلمة وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ {مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}» وأخرجه الدارقطني في السنن 1/ 312كتاب الصلاة (3) باب وجوب قراءة {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} الحديث (37) وقال: «إسناده صحيح وكلهم ثقات» وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 232كتاب التفسير، باب كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقطع قراءته، وقال «صحيح على شرط الشيخين، وأقرّه الذهبي».
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(7) في المطبوعة: (السلام عليه).(1/187)
(الثاني): القياسيّ وهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص، لمناسب، ولا محذور في ذلك لأنه لا زيادة فيه ولا نقصان وإنما غايته أنه محلّ فصل أو وصل. والوقف على كلمة جائر، (1) [ووصل القرآن كلّه جائز] (1)، فاحتاج القياسيّ إلى طريق تعرّفه فأقول:
فاصلة الآية كقرينة السجعة في النثر، وقافية البيت في النظم وما يذكر من عيوب القافية من اختلاف الحذو (3) والإشباع، والتوجيه، فليس بعيب في الفاصلة، وجاز الإيغال (4) في الفاصلة والقرينة وقافية الأرجوزة من نوع إلى آخر بخلاف قافية القصيد. ومن ثمّ ترى {يَرْجِعُونَ} مع {عَلِيمٌ} (آل عمران: 72و 73) و {الْمِيعََادَ} مع {الثَّوََابِ} (آل عمران: 195194)، و {الطََّارِقِ} مع {الثََّاقِبُ} (الطارق: 31).
والأصل في الفاصلة والقرينة المجردة (5) في الآية والسجعة المساواة ومن ثمّ أجمع العادّون على ترك عدّ {وَيَأْتِ بِآخَرِينَ} (النساء: 133) و {وَلَا الْمَلََائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}
بالنساء (الآية: 172) و {كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} بسبحان (الإسراء: 59)، و {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} بمريم (الآية: 97)، و {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} بطه (الآية: 113)، و {مِنَ الظُّلُمََاتِ إِلَى النُّورِ} (الطلاق: 11) و {أَنَّ اللََّهَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بالطلاق (الآية:
12) [حيث] (6) لم يشاكل طرفيه. وعلى ترك عدّ {أَفَغَيْرَ دِينِ اللََّهِ يَبْغُونَ} بآل عمران (الآية: 83)، و {أَفَحُكْمَ الْجََاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} بالمائدة (الآية: 50)، وعدّوا نظائرها للمناسبة، نحو {لِأُولِي الْأَلْبََابِ} بآل عمران (الآية: 190)، و {عَلَى اللََّهِ كَذِباً}
بالكهف (الآية: 15)، و {وَالسَّلْوى ََ} بطه (الآية: 80).
وقد يتوجّه الأمران في كلمة فيختلف فيها فمنها البسملة وقد نزلت بعض آية في النمل (الآية: 30)، وبعضها في أثناء الفاتحة (الآية: 2) [ونزلت أولها] (7) في بعض الأحرف السبعة. فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدّها آية، ولم يحتج إلى إثباتها بالقياس للنصّ المتقدم، خلافا للدانيّ (8). ومن قرأ بحرف لم تنزل بعده (9) لم يعدها ولزمه من الإجماع على
__________
(1) من المطبوعة، وانظر الإتقان للسيوطي 3/ 291.
(3) في كتاب «الإتقان في علوم القرآن» 3/ 291: اختلاف الحدّ.
(4) في المطبوعة: (الانتقال).
(5) في المطبوعة: (المتجرّدة).
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) العبارة ساقطة من المطبوعة.
(8) الدّاني، هو عثمان بن سعيد بن عثمان. تقدمت ترجمته ص: 149.
(9) في المطبوعة: (معه).(1/188)
أنها سبع آيات أن يعدّ عوضها. وهو يعد {اهْدِنَا} لقوله صلّى الله عليه وسلّم عن الله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» (1).
أي قراءة الصلاة، تعدّ منها، ولا للعبد إلا هاتان، و {الْمُسْتَقِيمَ} محقق، فقسمتا بعدها نصفين (2) فكانت {عَلَيْهِمْ} الأولى وهي مماثلة في الرويّ [لما قبلها] (3).
ومنها حروف الفواتح فوجه عدّها استقلالها على الرفع والنصب ومناسبة الرويّ والردف. ووجه عدمه الاختلاف في الكمية والتعلق على الجزء.
ومنها بالبقرة {عَذََابٌ أَلِيمٌ} (الآية: 10) و {إِنَّمََا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (البقرة: 11) فوجه عدّه مناسبة الرويّ، ووجه عدمه تعلقه بتاليه.
ومنها {إِلى ََ بَنِي} [15/ ب] {إِسْرََائِيلَ} بآل عمران (الآية: 49) حملا على ما في الأعراف (الآية: 105) والشعراء (الآية: 17) والسجدة (الآية: 23) والزخرف (الآية:
59).
(4) [ومنها {فَبَشِّرْ عِبََادِ} بالزمر (الآية: 17) لتقدير تاليه مفعولا ومبتدأ.
ومنها {وَالطُّورِ}، و {الرَّحْمََنُ}، و {الْحَاقَّةُ}،] (4) و {الْقََارِعَةُ}، و {وَالْعَصْرِ} حملا على {وَالْفَجْرِ} و {الضُّحى ََ} للمناسبة (6)، لكن تفاوتت في الكمية.
__________
(1) الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 296، كتاب الصلاة (4)، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (11) الحديث (38/ 395).
(2) في المطبوعة: (قسمين).
(3) من المطبوعة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (لمناسبة).(1/189)
النوع الرابع جمع الوجوه والنظائر (1)
وقد صنف فيه قديما مقاتل بن سليمان (2)، وجمع فيه من المتأخرين: ابن الزاغوني (3)
وأبو الفرج ابن الجوزي (4)، والدامغاني الواعظ (5)،
__________
(1) يدخل تحت عنوان «الوجوه والنظائر» ثلاثة أنواع من الكتب: الوجوه والنظائر في القرآن، والوجوه والنظائر اللغوية، والوجوه والنظائر الفقهية للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص: 39، الكتب المؤلفة فيما اتفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن، و 227، 284، والإتقان للسيوطي 2/ 121، النوع التاسع والثلاثون، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 377، في المطلب الثالث من الشعبة الثامنة من الدوحة السادسة: في العلوم الشرعية، وهو مطلب فروع علم التفسير، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 2001، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 567، ومقدمة كتاب «نزهة الأعين النواظر» لابن الجوزي كتبها المحقق محمد عبد الكريم كاظم الراضي، ومعجم مصنفات القرآن الكريم للدكتور علي شواخ 4/ 263249
(2) هو مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي، تقدمت ترجمته ص: 98وكتابه «الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» طبع بتحقيق عبد الله محمود شحاتة بالهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة عام 1395هـ / 1975م (المنجد، معجم المطبوعات العربية 4/ 141).
(3) هو علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني شيخ الحنابلة قرأ القرآن بالروايات وطلب الحديث وقرأ الفقه وكان متفننا في علوم شتّى، قال ابن الجوزي: «كان له في كل فن من العلم حظ وافر». وكان مشهورا بالصلاح والديانة والورع. وله تصانيف كثيرة منها: «الإيضاح في أصول الدين»، توفي سنة 527 (ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب 4/ 80) وكتابه في الوجوه والنظائر ذكره تلميذه ابن الجوزي في مقدمة كتابه «نزهة الأعين» ص 83.
(4) هو عبد الرحمن بن علي بن محمد، أبو الفرج ابن الجوزي تقدمت ترجمته ص 182، وكتابه «نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر» طبع في حيدرآباد الدكن باسم «النواظر في علم الوجوه والنظائر» ضمن منشورات دائرة المعارف العثمانية عام 19741394م في مجلدين وقام بتحقيقه محمد عبد الكريم كاظم الراضي وقدمه كرسالة دبلوم في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية ببغداد عام 1980م في مجلد واحد وطبعه في مؤسسة الرسالة ببيروت عام 1404هـ / 1984م.
(5) هو أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن أو الحسين الدامغاني، قاضي القضاة، ولد بدامغان سنة 398هـ من أسرة قضاء مشهورة. رحل لبغداد، وتفقه على الصيمري كان فقيها فاضلا ولي قضاء بغداد سنة(1/190)
وأبو الحسين بن فارس (1) وسمّى كتابه: «الأفراد» (2).
__________
447 - هـ. توفي سنة 478هـ (السمعاني، الأنساب 5/ 259)، وكتابه «الوجوه والنظائر في القرآن» طبع بتحقيق عبد العزيز سيد الأهل بدار العلم للملايين بيروت عام 1390هـ / 1970م (المنجد، معجم المطبوعات العربية 3/ 82) قال الأستاذ محمد عبد الكريم كاظم الراضي في مقدمة «نزهة الأعين النواظر» لابن الجوزي ص 51: «وتوجد بعض الملاحظات التي أودّ أن أبيّنها عن نشر الكتاب: (أ) عنوان الكتاب تصرّف به المحقق، وغيّره إلى «قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن» (ب) نسبة الكتاب، لم يتوصل المحقق في نسبة الكتاب إلى مؤلفه بعد أن عجز عن ترجمة أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني الذي نسب الكتاب إليه خطأ (ج) تصرّف المحقق في شكل تأليف الكتاب حيث قدّم وأخّر في أبواب الكتاب كي يجعل من الكتاب قاموسا، وبهذا خرج عن أصول التحقيق العلمي (د) تؤكد المصادر في نسبة الكتاب إلى قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسين الدامغاني (ت 447هـ) انظر بروكلمان 6/ 287 (الترجمة العربية).
(1) هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني كان نحويا على طريقة الكوفيين. كان الصّاحب بن عبّاد يتتلمذ له، ويقول: «شيخنا ممن رزق حسن التصنيف وكان كريما جوادا». من مصنفاته «المجمل في اللغة»، و «فقه اللغة» و «حلية الفقهاء». توفي سنة 395. (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 352)، ولم يصلنا كتابه، ولم تذكر المصادر عنه شيئا.
(2) ومن الكتب المؤلفة في الوجوه والنظائر في القرآن سوى ما ذكره المؤلف «الوجوه والنظائر» لعكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس ت 105هـ (ذكره ابن الجوزي في أول كتابه «نزهة الأعين» وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 2001) «الوجوه والنظائر» لعلي بن أبي طلحة الهاشمي، ت 143هـ (كشف الظنون 2/ 2001) ويلاحظ أن لعلي بن أبي طلحة صحيفة في تفسير غريب القرآن رواها عن ابن عباس، ولا ندري إن كانت هي المقصودة هنا «الوجوه والنظائر» للكلبي محمد بن السائب، ت 146هـ (ذكره ابن الجوزي في أول كتابه نزهة الأعين) «الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» لمقاتل بن سليمان، (ت 150هـ) طبع بتحقيق عبد الله محمود شحاتة بالهيئة المصرية 1395هـ / 1975م «الوجوه والنظائر» للأزدي، هارون بن موسى أبي عبد الله الأعور (ت 170هـ) مخطوط بتشستربتي:
3334، ومنه صورة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 3334/ ف و 2789/ ف ويوجد منه نسخة في المكتبة الآصفية بحيدرآباد: 871تفسير، وصوفيا: 58ق، وفي الأزهر: 324، وتشستربتي 13334، ومنه صورة بدار الكتب القطرية: 24 «ما اشتبه من لفظ القرآن وتناظر من كلمات الفرقان» للكسائي علي بن حمزة (ت 180هـ) مخطوط في قوله بدار الكتب بالقاهرة: 1و 28و 915 (بروكلمان 1/ 199) «الوجوه والنظائر» لعلي أو الحسن بن واقد (كان حيا في خلافة الرشيد المتوفي سنة 193 هـ) وذكره ابن النديم في الفهرست: 284باسم «الوجوه في القرآن» وذكره عمر السكوني في «الوجوه والمناظرات»، المناظرة رقم 178، باسم «النظائر في القرآن» وانظر تحقيق سعد غراب، تونس 1396 هـ / 1976م «ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه» للأصمعي، عبد الملك بن قريب (ت 216هـ) طبع بتحقيق مظفر سلطان في دمشق، بوزارة المعارف، المطبعة الهاشمية 1370هـ / 1951م «ما اتفق لفظه واختلف معناه» ويسمى أيضا «مصادر القرآن» لليزيدي، إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي(1/191)
__________
(ت 225هـ) قيل: إنه ألفه في أكثر من 40سنة. طبع بتحقيق عبد الرحمن بن سليمان العثيمين بدار الغرب الإسلامي في بيروت 1406هـ / 1986م «ما اتفق لفظه واختلف معناه» لأبي العميثل الأعرابي، عبد الله بن خليد بن سعد (ت 240هـ) ويسمّى الكتاب أيضا ب «الكتاب المأثور عن أبي العميثل الأعرابي»، طبع بتحقيق ف. كرنكو بلندن 1343هـ / 1925م، ويعمل جاسر أبو صفية من الأردن بتحقيقه عن ثلاث نسخ خطية (أخبار التراث العربي 33/ 28) «ما اتفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن» لأبي عمر الدوري حفص بن عمر، ت 246هـ (ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 255) «التصاريف تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرّفت معانيه» لابن سلام، يحيى بن محمد (ت 280هـ) طبع بتحقيق هند شلبي بالشركة التونسية 1400هـ / 1980م «ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد» لأبي العباس المبرّد، محمد بن يزيد (ت 286هـ) طبع بتحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي في القاهرة 1392هـ / 1972م «تحصيل نظائر القرآن» للحكيم الترمذي، أبي عبد الله محمد بن علي (ت 320 هـ) طبع بتحقيق حسني نصر زيدان بمطبعة السعادة في القاهرة 1390هـ / 1970م، وطبع بدار التراث في القاهرة 1392هـ / 1972م «الوجوه والنظائر» لأبي بكر النقاش، محمد بن الحسين بن محمد بن زياد ت 351هـ (ذكره ابن الجوزي في مقدمة كتابه وحاجي خليفة في الكشف 2/ 2001) «الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» وينسب للثعالبي، أبي منصور عبد الملك بن محمد (ت 429هـ) مخطوط، منه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 10ولي الدين 1052ق (فهرس مصورات المعهد 1/ 19) ورجّح الباحث محمد عبد الكريم كاظم الراضي عدم صحّة نسبته (انظر مقدمة نزهة الأعين ص 50) «وجوه القرآن» للحيري، إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الضرير النيسابوري (ت 431هـ)، حققه فضل الرحمن عبد العليم الأفغاني كرسالة جامعية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة 1404هـ / 1984م «الوجوه والنظائر» لابن البناء، أبي علي الحسن بن أحمد، ت 471هـ (ذكره ابن الجوزي في مقدمة نزهة الأعين، وحاجي خليفة 2/ 2001) «الوجوه والنظائر» للزاغوني، أبي الحسن علي بن عبيد الله الحنبلي، ت 527هـ (كشف الظنون 2/ 2001) «ما اتفق لفظه واختلف معناه» لابن الشجري، ضياء الدين أبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة (ت 542هـ) ويسمى أيضا ب «معجم ابن الشجري» حققه خليل إبراهيم العطية في العراق 1406هـ / 1986م (أخبار التراث العربي 26/ 10) وحققه أيضا عطية رزق في المعهد الألماني ببيروت 1407هـ / 1987م «وجوه القرآن» لأبي الفضل التفليسي، حبيش بن إبراهيم (ت 558هـ) طبع بطهران 1340هـ / 1921م «وجوه القرآن» لأبي العباس أحمد بن علي المقرئ (ت 658هـ) مخطوط في المتحف البريطاني ضمن المجموع: 1229 (ذكره محمد عبد الكريم الراضي في مقدمته لكتاب ابن الجوزي) «الذخائر في الأشباه والنظائر» للداري عبد الرحمن بن علاء الدين علي بن إسحاق التميمي (الضوء اللامع 4/ 95) «كشف السرائر في معنى الوجوه والنظائر» لابن المعاد شمس الدين محمد بن محمد بن علي البلبيسي ثم القاهري (ت 878هـ) طبع بتحقيق فؤاد عبد المنعم أحمد، ومحمد سليمان داود بمؤسسة شباب الجامعة في الاسكندرية 1397 هـ / 1977م «معترك الأقران في مشترك القرآن» للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) ذكر في كتابه «الإتقان» في النوع الخاص بالوجوه والنظائر أنه أفرد في هذا النوع هذا الكتاب، كما ذكره في كتابه «معترك الأقران في إعجاز القرآن» وانظر كشف الظنون 2/ 1732.(1/192)
فالوجوه (1): اللفظ المشترك الذي [يستعمل] (2) في عدة معان كلفظ «الأمة»، والنظائر [كالألفاظ] (2) المتواطئة. وقيل: النظائر في اللفظ، والوجوه في المعاني وضعّف لأنه [لو] (2) أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة، [وهم يذكرون] (2) في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد في مواضع كثيرة فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام، والنظائر نوعا آخر، كالأمثال.
وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها أو أكثر أو أقلّ ولا يوجد ذلك في كلام البشر.
وذكر مقاتل في صدر كتابه حديثا مرفوعا: «لا يكون الرجل فقيها كلّ الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة» (6).
فمنه «الهدى» سبعة عشر حرفا:
__________
«تعليقة على الأشباه والنظائر» لأخي زادة عبد الحكيم بن محمد الرومي ت 1013هـ (خلاصة الأثر للمحبّي 2/ 319) «العقد النظيم في ترتيب الأشباه والنظائر» لمصطفى بن خير الدين الرومي (ت 1025هـ) وهو في الفقه الحنفي، وإنما ذكرناه للتمييز وللمؤلف أيضا: «تنوير الأذهان والضمائر في شرح الأشباه والنظائر» ولم نقف على موضوعه. ذكرهما البغدادي في هدية العارفين 2/ 439) «عمدة العرفان في وجوه القرآن» للإزميري، مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد (ت 1155هـ) مخطوط بالأزهر: 369، ودار الكتب المصرية: 25733ب «حسن البيان في نظم مشترك القرآن» ويسمّى أيضا ب «سعود القرآن في نظم مشترك القرآن» للأبياري، السيد عبد الهادي نجا بن رضوان النحوي المصري الشافعي (إيضاح المكنون 3/ 403و 4/ 6): المجاهيل: «المنتخب من كتاب تحفة الولد» للبامياني، أبي محمد علي بن القاسم (؟) مخطوط بدار الكتب المصرية: 24896و 20792ب (ذكره محمد عبد الكريم الراضي في مقدمة نزهة الأعين). «الوجوه والنظائر في القرآن» لأبي الحسين محمد بن عبد الصمد المصري (؟) ذكره السيوطي في الإتقان، في النوع التاسع والثلاثين «الوجوه والنظائر» لابن أبي المعافي (؟) (ذكره السيوطي في «معترك الأقران» 1/ 514) وذكر أنه من المتأخرين «منتخب قرة العيون الزواخر والوجوه في القرآن» للطنطاوي؟ طبع بمنشأة المعارف بالاسكندرية (دار عكاظ) «بيان وجوه معاني الألفاظ القرآنية المتعددة المعنى» لمؤلف مجهول. منه نسخة خطية بمكتبة تشستربتي: 596. ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي: 67 (معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 256).
(1) في المخطوطة: (فالوجه).
(2) من المطبوعة.
(6) الحديث أخرجه من قول أبي الدرداء موقوفا الحكيم الترمذي في نوادر الاصول: 27، في فصل حقيقة الفقه وفضيلته، وعزاه السيوطي في «الإتقان» 2/ 122لابن عساكر في «تاريخه» عن أبي الدرداء موقوفا.(1/193)
بمعنى البيان كقوله تعالى: {أُولََئِكَ عَلى ََ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ [وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]} [1] (البقرة: 5).
وبمعنى الدين: {إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ} (آل عمران: 73).
وبمعنى الإيمان: {وَيَزِيدُ اللََّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً} (مريم: 76).
وبمعنى الداعي: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هََادٍ} (الرعد: 7). {وَجَعَلْنََاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنََا}
(الأنبياء: 73).
وبمعنى الرسل والكتب: {فَإِمََّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً} (البقرة: 38).
وبمعنى المعرفة: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النّحل: 16).
وبمعنى الرشاد: {اهْدِنَا الصِّرََاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6).
وبمعنى محمد صلّى الله عليه وسلّم: {[إِنَ]} [2] الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مََا أَنْزَلْنََا مِنَ الْبَيِّنََاتِ وَالْهُدى ََ (البقرة:
159). {مِنْ بَعْدِ مََا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى ََ} (محمّد: 32).
وبمعنى القرآن: {وَلَقَدْ جََاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى ََ} (النجم: 23).
وبمعنى التوراة: {وَلَقَدْ آتَيْنََا مُوسَى الْهُدى ََ} (غافر: 53).
وبمعنى الاسترجاع: {وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: 157) ونظيرها في التغابن: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللََّهِ} (الآية: 11)، أي في المصيبة أنها من عند الله {يَهْدِ قَلْبَهُ}
(التغابن: 11) للاسترجاع.
وبمعنى الحجة: {[وَاللََّهُ]} [3] لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الظََّالِمِينَ (البقرة: 258) بعد قوله:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرََاهِيمَ فِي رَبِّهِ} (البقرة: 258)، أي لا يهديهم إلى الحجة.
وبمعنى التوحيد: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى ََ مَعَكَ} (القصص: 57).
وبمعنى السنّة: {وَإِنََّا عَلى ََ آثََارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف: 22).
وبمعنى الإصلاح: {وَأَنَّ اللََّهَ لََا يَهْدِي [كَيْدَ الْخََائِنِينَ]} [4] (يوسف 52).
وبمعنى الإلهام: {أَعْطى ََ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ََ} (طه: 50)، هدى كلّا في معيشته.
__________
(1) زيادة من المخطوطة.
(2) زيادة من المطبوعة.
(3) زيادة من المطبوعة.
(4) زيادة من المطبوعة.(1/194)
وبمعنى التوبة: {إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} (الأعراف: 156) أي تبنا.
وهذا كثير (1) الأنواع.
وقال ابن فارس في كتاب «الأفراد»: كلّ ما في كتاب [الله] (2) من ذكر «الأسف» فمعناه الحزن كقوله تعالى في قصة يعقوب عليه السلام: {يََا أَسَفى ََ عَلى ََ يُوسُفَ}
(يوسف: 84) إلا قوله تعالى: {فَلَمََّا آسَفُونََا} (الزخرف: 55) فإن معناه «أغضبونا» وأما قوله في قصة موسى عليه السلام: {غَضْبََانَ أَسِفاً} (الأعراف: 150وطه: 86) فقال ابن عباس: «مغتاظا».
وكلّ ما في القرآن من ذكر «البروج» فإنها الكواكب كقوله تعالى: {وَالسَّمََاءِ ذََاتِ الْبُرُوجِ} (البروج: 1) إلا التي في سورة النساء: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (78)، فإنها القصور الطوال، المرتفعة (3) الحصينة.
وما في القرآن [من ذكر] (4) «البرّ» و «البحر» فإنه يراد بالبحر الماء، وبالبرّ التراب اليابس، غير (5) واحد في سورة الروم: {ظَهَرَ الْفَسََادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الآية: 41) فإنه بمعنى البرية والعمران. وقال بعض علمائنا: {فِي الْبَرِّ} قتل ابن آدم أخاه، وفي {الْبَحْرِ} أخذ الملك كلّ سفينة غصبا.
و «البخس» في القرآن النقص مثل قوله تعالى: {فَلََا يَخََافُ بَخْساً وَلََا رَهَقاً}
(الجن: 13) إلا حرفا واحدا في سورة يوسف: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (الآية: 20) فإن أهل التفسير قالوا: بخس: حرام.
وما في القرآن من ذكر «البعل» فهو الزوج كقوله تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}
(البقرة: 228) إلا حرفا واحدا في الصافات: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} (الآية: 125)، فإنّه أراد صنما.
وما في القرآن من ذكر «البكم» فهو الخرس عن الكلام بالإيمان كقوله: {صُمٌّ بُكْمٌ} (البقرة: 18)،
__________
(1) في المخطوطة: (أكثر).
(2) من المطبوعة.
(3) العبارة في المطبوعة: (المرتفعة في السماء).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) في المخطوطة: (إلا في).(1/195)
إنما [أراد] (1) {بُكْمٌ} عن النطق بالتوحيد مع صحة ألسنتهم إلّا حرفين: أحدهما في سورة بني إسرائيل: {عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا} (الإسراء: 97)، والثاني في سورة النحل: قوله عزّ وجل: {أَحَدُهُمََا أَبْكَمُ} (الآية: 76) فإنهما في هذين الموضعين: اللذان لا يقدران على الكلام.
وكل شيء في القرآن: «جثيّا» فمعناه «جميعا» إلا التي في سورة الشريعة: {وَتَرى ََ كُلَّ أُمَّةٍ جََاثِيَةً} (الجاثية: 28)، فإنه أراد تجثو على ركبتيها.
وكلّ حرف في القرآن «حسبان» فهو من العدد، غير حرف في سورة الكهف {حُسْبََاناً مِنَ السَّمََاءِ} (40)، فإنه بمعنى العذاب.
وكل ما في القرآن: «حسرة» [16/ أ] فهو الندامة كقوله عز وجل: {يََا حَسْرَةً عَلَى الْعِبََادِ} (يس: 30) إلا التي في سورة آل عمران: {لِيَجْعَلَ اللََّهُ ذََلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ}
(الآية: 156) فإنه يعني به «حزنا».
وكل شيء في القرآن: «الدّحض» و «الداحض» فمعناه الباطل كقوله: [عزّ وجلّ] (2) {حُجَّتُهُمْ دََاحِضَةٌ} (الشورى: 16)، إلا التي في سورة الصافات: {فَكََانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} (الآية: 141) [فإنه أراد من المقروعين] (2).
وكلّ حرف في القرآن من «رجز» فهو العذاب كقوله تعالى (4) في قصة بني إسرائيل (4):
{لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} (الأعراف: 134)، إلا في سورة المدثر: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}
(الآية: 5) فإنه يعني الصنم، فاجتنبوا عبادته.
وكل شيء في القرآن من «ريب» فهو شكّ، غير (6) حرف واحد وهو قوله تعالى:
{نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} (الطور: 30) فإنه يعني حوادث الدهر.
وكل شيء في القرآن: «يرجمنّكم» و «يرجموكم» فهو الفتك (7)، غير التي في سورة مريم عليها السلام: {لَأَرْجُمَنَّكَ} (الآية: 46) يعني لأشتمنّك.
__________
(1) من المطبوعة.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(4) العبارة في المخطوطة: (في قصة من قال).
(6) في المخطوطة: (إلا).
(7) في المطبوعة: (القتل).(1/196)
قلت: وقوله: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} (الكهف: 22)، أي ظنا. والرجم أيضا: الطرد واللعن ومنه قيل للشيطان: رجيم.
وكل شيء في القرآن من «زور» فهو الكذب ويراد به الشرك غير التي (1) في المجادلة: {مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} (الآية: 2)، فإنه كذب [من] (2) غير شرك.
وكلّ شيء في القرآن من «زكاة» فهو المال، غير التي في سورة مريم [عليها السلام] (2): {وَحَنََاناً مِنْ لَدُنََّا وَزَكََاةً} (الآية: 13) فإنه يعني «تعطفا».
وكل شيء في القرآن من «زاغوا» ولا «تزغ» فإنه من «مالوا» ولا «تمل» غير واحد في سورة الأحزاب: {وَإِذْ زََاغَتِ الْأَبْصََارُ} (الآية: 10) بمعنى «شخصت».
وكل شيء في القرآن من «يسخرون» و «سخرنا» فإنه يراد به الاستهزاء، غير التي (4) في سورة الزخرف: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا} (الآية: 32)، فإنه أراد عونا (5) وخدما.
وكل «سكينة» في القرآن طمأنينة في القلب، غير واحد في سورة البقرة: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (الآية: 248)، فإنه يعني شيئا كرأس الهرة لها جناحان كانت في التابوت.
وكل شيء في القرآن من ذكر «السعير» فهو النار والوقود إلا قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلََالٍ وَسُعُرٍ} (القمر: 47)، فإنه العناد.
وكل شيء في القرآن من ذكر «شيطان» فإنه إبليس وجنوده وذريّته إلا قوله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذََا خَلَوْا إِلى ََ شَيََاطِينِهِمْ} (الآية: 14) فإنه يريد كهنتهم مثل كعب بن الأشرف (6) وحيّي بن أخطب (7) وأبي ياسر أخيه (7).
__________
(1) في المخطوطة: (الذي).
(2) ساقطة من المطبوعة.
(4) في المخطوطة: (الذي).
(5) في المطبوعة: (أعوانا).
(6) تقدمت ترجمته ص: (120).
(7) هما عدوّا الله: حيي بن أخطب، كان ممّن يحرّض المشركين على المسلمين وهو الذي أو عز لنفر من قومه اليهود بإلقاء حجر كبير على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو مستند إلى جدار أحد البيوت. وأخوه أبو ياسر كان من أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضا عن ابن عبّاس قال: كان حيي بن أخطب وأبو ياسر ابن أخطب من أشد اليهود للعرب حسدا، إذ خصّهم الله برسوله صلّى الله عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ الناس عن الإسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/ 158).(1/197)
وكلّ «شهيد» (1) في القرآن غير القتلى في الغزو فهم الذين يشهدون على أمور الناس، إلّا التي في سورة البقرة قوله عزّ وجل: {وَادْعُوا شُهَدََاءَكُمْ} (الآية: 23)، فإنه يريد شركاءكم.
وكل ما في القرآن من «أصحاب النار» فهم أهل النار إلّا قوله: {وَمََا جَعَلْنََا أَصْحََابَ النََّارِ إِلََّا مَلََائِكَةً} (المدثر: 31) فإنه يريد خزنتها.
وكل «صلاة» في القرآن فهي عبادة ورحمة إلّا قوله تعالى: {وَصَلَوََاتٌ وَمَسََاجِدُ}
(الحج: 40)، فإنه يريد بيوت عبادتهم (2).
وكل «صمم» في القرآن فهو (3) عن الاستماع للإيمان (3)، غير واحد في بني إسرائيل، قوله عز وجل: {عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا} (الإسراء: 97)، معناه لا يسمعون شيئا.
وكلّ «عذاب» في القرآن فهو التعذيب إلّا قوله عزّ وجلّ: {وَلْيَشْهَدْ عَذََابَهُمََا}
(النور: 2)، فإنه يريد الضرب.
و «القانتون»: المطيعون، لكن قوله عز وجل في البقرة: {كُلٌّ لَهُ قََانِتُونَ} (الآية:
116) معناه «مقرّون»، وكذلك في [سورة] (5) الروم: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قََانِتُونَ} (الآية: 26)، يعني مقرّون بالعبوديّة.
وكل «كنز» في القرآن فهو المال إلّا الذي في سورة الكهف: {وَكََانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمََا}
(الآية: 82) فإنه أراد صحفا وعلما.
وكل «مصباح» في القرآن فهو الكوكب (6) إلا الذي في سورة النور: {الْمِصْبََاحُ فِي زُجََاجَةٍ} (الآية: 35)، فإنه السراج نفسه.
«النكاح» في القرآن: التزوج إلا قوله جل ثناؤه: {حَتََّى إِذََا بَلَغُوا النِّكََاحَ}
(النساء: 6)، [فإنه] (7) يعني الحلم.
__________
(1) في المخطوطة: (شيء).
(2) في المخطوطة: (عباداتكم).
(3) في المخطوطة (من الاستماع بالإيمان).
(5) من المطبوعة.
(6) في المخطوطة (الكواكب).
(7) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.(1/198)
«النبأ» و «الأنباء» في القرآن: الأخبار إلا قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبََاءُ}
(القصص: 66)، فإنه بمعنى الحجج.
«الورود» في القرآن: الدخول، إلا في القصص: {وَلَمََّا وَرَدَ مََاءَ مَدْيَنَ} (الآية:
23)، يعني هجم عليه ولم يدخله.
وكل شيء في القرآن [من] (1) {لََا يُكَلِّفُ اللََّهُ نَفْساً إِلََّا وُسْعَهََا} (البقرة: 286) يعني عن العمل إلا التي في سورة النساء [الصغرى] (2) {إِلََّا مََا آتََاهََا} (الطلاق: 7)، يعني النفقة.
وكل شيء في القرآن من «يأس» فهو القنوط، إلا التي في الرعد {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الآية: 31) أي ألم يعلموا. قال ابن فارس (3): أنشدني أبي، فارس [بن] (4)
زكريا:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني ... ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم (5)
قال الصاغاني (6): البيت لسحيم بن وثيل اليربوعيّ (7).
وكل شيء في القرآن من ذكر «الصبر» محمود، إلا قوله عز وجلّ: {لَوْلََا أَنْ صَبَرْنََا عَلَيْهََا} (الفرقان: 42)، و {وَاصْبِرُوا} [16/ ب] {عَلى ََ آلِهَتِكُمْ} (ص: 6). انتهى ما ذكره ابن فارس.
* * * __________
(1) من المطبوعة.
(2) زيادة يقتضيها النص ليست في المخطوطة، في حاشية النسخ الخطية.
(3) هو أحمد بن فارس بن زكريا. تقدّمت ترجمته ص: 191، والكلام له من أول هذا النوع.
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي من المطبوعة.
(5) البيت ذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 6/ 154في مادة (يأس) وليس في ديوان سحيم.
(6) هو أبو الفضل الصّغاني أو الصاغاني الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر الإمام رضي الدين ولد سنة (577). حامل لواء اللغة في زمانه. سمع من النّظام المرغيناني. وكان يقول لأصحابه «احفظوا غريب أبي عبيد فمن حفظه ملك ألف دينار» له من التصانيف: «مجمع البحرين في اللغة» و «التكملة على الصحاح» وغيرها.
مات سنة (605هـ). (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 519).
(7) هو الشاعر سحيم بن وثيل الرياحي ثم اليربوعي، عدّه ابن سلّام في الطبقة الثالثة من الشعراء الإسلاميين (ابن سلام الجمحي، طبقات الشعراء 174).(1/199)
وزاد غيره: كل شيء في القرآن: «لعلكم» فهو بمعنى «لكي» غير واحد في الشعراء {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (الشعراء: 129) فإنه للتشبيه أي كأنكم.
وكل شيء في القرآن «أقسطوا» فهو بمعنى العدل، إلا واحدا في [سورة] (1) الجن:
{وَأَمَّا الْقََاسِطُونَ فَكََانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} (الآية: 15). (2) يعني العادلين الذين يعدلون به غيره (2) هذا باعتبار صورة اللفظ وإلا فمادة الرباعي تخالف مادة الثلاثي.
وكل «كسف» في القرآن يعني جانبا من السماء، غير واحد في سورة الروم:
{وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً} (الآية: 48) يعني السحاب قطعا.
وكل «ماء معين» فالمراد به الماء الجاري غير الذي في سورة تبارك (الآية: 30) (4)
فإن المراد به [الماء] (5) الظاهر الذي تناله الدلاء وهي زمزم.
وكل شيء في القرآن «لئلا» فهو بمعنى «كيلا» غير واحد في الحديد: {لِئَلََّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتََابِ} (الآية: 29) يعني لكي يعلم.
وكل شيء في القرآن «من الظلمات إلى النور» [فهو] (6) بمعنى الكفر والإيمان غير واحد في أول الأنعام: {وَجَعَلَ الظُّلُمََاتِ وَالنُّورَ} (الآية: 1) يعني ظلمة الليل ونور النهار.
وكل «صوم» في القرآن فهو الصيام (7) المعروف، إلا الذي في سورة مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمََنِ صَوْماً} (الآية: 26) يعني صمتا.
وذكر أبو عمرو الدانيّ (8) في قوله تعالى: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كََانَتْ حََاضِرَةَ الْبَحْرِ} (الأعراف: 163) أن المراد بالحضور هنا المشاهد. قال: وهو بالظاء بمعنى المنع والتحويط، قال: ولم يأت بهذا المعنى إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى: {فَكََانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (القمر: 31).
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) العبارة في المخطوطة: (العادلون به الذين يعدلون غيره).
(4) وهو قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مََاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمََاءٍ مَعِينٍ}.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) في المخطوطة: (الصائم).
(8) هو عثمان بن سعيد بن عثمان، تقدّمت ترجمته ص: 149.(1/200)
قيل: وكل شيء في القرآن: {وَمََا أَدْرََاكَ} فقد أخبرنا به، وما فيه: {وَمََا يُدْرِيكَ}
فلم يخبرنا به حكاه البخاري رحمه الله في «تفسيره» (1) واستدرك بعضهم عليه موضعا، وهو قوله [تعالى] (2): (3) [{وَمََا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السََّاعَةَ قَرِيبٌ} (الشورى: 17)] (3).
وقيل: «الإنفاق» حيث وقع في القرآن فهو الصدقة إلا في قوله تعالى: {فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوََاجُهُمْ مِثْلَ مََا أَنْفَقُوا} (الممتحنة: 11)، فإن المراد به المهر وهي (5)
صدقة في الأصل تصدّق الله بها على النساء.
__________
(1) «تفسير القرآن» للبخاري، مخطوط في الإسكوريال أول (1255) وجاء في إسكوريال ثاني (1260) أن هذا الكتاب قطعة من تفسير مجهول مؤلفه، على حين توجد نسخة من تفسير القرآن للبخاري في باريس أول 245242، ويوجد تفسير سورتي الأنبياء والفتح في الجزائر أول 1688، 3 (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالعربية 3/ 179).
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) في المطبوعة: (وهو).(1/201)
النوع الخامس علم المتشابه [اللفظي] (1)
وقد صنف فيه جماعة (2)،
__________
(1) أفرد المصنف رحمه الله هذا النوع لبيان المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وهو إيراد القصة الواحدة في صور متعددة، وقد أفرد المتشابه المعنوي المعروف «بالمحكم والمتشابه» في النوع السادس والثلاثين من الكتاب 2/ 68. ولصعوبة التمييز بين مصادر وكتب النوعين لتعذر الوقوف عليها فقد يلحظ القارئ تداخلا بينها، وننصح القارئ الكريم الرجوع للنوعين، هذا ما أدّى إليه اجتهادنا، والله الموفق للتوسع في هذا النوع انظر:
الفهرست لابن النديم ص 39، الفن الثالث من المقالة الأولى: الكتب المؤلفة في متشابه القرآن. وفنون الأفنان لابن الجوزي 376، أبواب المتشابه. والإتقان للسيوطي 3/ 339، النوع الثالث والستون ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 482. علم معرفة الآيات المشتبهات. وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/ 203 204علم الآيات المتشابهات وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 478، علم متشابه القرآن، و 2/ 492علم معرفة الآيات المشتبهات وفهرس الخزانة التيمورية ص: 3413، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص 605601، متشابه القرآن. ومعجم مصنفات القرآن الكريم لعلي شواخ 4/ 191، متشابه القرآن. وانظر مقدمة كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن للشيخ زكريا الأنصاري بقلم د. عبد السميع محمد أحمد حسنين.
(2) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع سوى ما ذكره المصنف «التفسير في متشابه القرآن» لمقاتل بن سليمان البلخي (ت 150هـ) مخطوط في فيض الله: 79، وطبقبوسراي: 74، والعمومية: 561، وحميدية: 158 وضمّنه الملطي محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن الطرائفي (ت 377هـ) في كتابه «التنبيه والردّ على أهل الأهواء والبدع» مخطوط في الظاهرية توحيد عمومية: 63 (بروكلمان 4/ 10و 50) ولمقاتل في هذا المجال «وجوه حروف القرآن» قال سيزكين 1/ 61وصل إلينا هذا الكتاب بتهذيب تلميذه أبي نصر بعنوان «الوجوه والنظائر في القرآن» مخطوط في بايزيد: 561. وقد طبع بتحقيق عبد الله محمود شحاتة بعنوان «الأشباه والنظائر في القرآن الكريم» عام 1395هـ / 1975م «متشابه القرآن» لنافع بن عبد الرحمن ت 169هـ (ذكره ابن النديم في الفهرست: 39) «متشابه القرآن والمصاحف» للكسائي. علي بن حمزة (ت 187هـ) مخطوط في جامع الشيخ إبراهيم باشا 13/ 12، ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 75 (سيزكين:
1/ 221)، ومنه نسخ خطية باسم «المشتبهات في القرآن» في عمومية بايزيد: 436 (بروكلمان 1/ 199) ومنه(1/202)
__________
صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 240. «الرد على الملحدين في متشابه القرآن» لقطرب، أبو علي، محمد بن المستنير، ت 206هـ (الفهرست: 58)، «تأويل متشابه القرآن» لبشر ابن المعتمر، أبو سهل البغدادي، ت 210هـ (الفهرست: 205) «متشابه القرآن» للحسن بن محبوب السراد، أبو علي الشيعي الكوفي ت 224هـ (الفهرست: 39) «متشابه القرآن» لخلف بن هشام البزار الأسدي، أبو محمد، ت 229هـ (الفهرست: 39) «متشابه القرآن» لأبي هذيل العلاف، محمد بن الهذيل، ت 235هـ (الفهرست: 39) «متشابه القرآن» للقطيعي، أبو عبد الله محمد بن مهران، ت 235هـ (الفهرست: 39 وسيزكين 1/ 163) «متشابه القرآن» لأبي الفضل جعفر بن حرب، ت 236هـ (الفهرست: 39و 213) «نظم القرآن» للجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر، ت 255هـ (الفهرست: 210والحيوان 1/ 9) «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة أبو محمد، عبد الله بن مسلم (ت 276هـ) طبع بتحقيق المستشرق ريتر عام 1356هـ / 1945م في القاهرة، وطبع بتحقيق سيد صقر بدار إحياء الكتب في القاهرة عام 1374هـ / 1954م، وأعاد تحقيقه بدار التراث في القاهرة عام 1399هـ / 1979م وله أيضا «المتشابه من القرآن والحديث» مخطوط في القاهرة أول 7/ 680 (بروكلمان 2/ 228) «نظم القرآن» لأبي حنيفة الدينوري أحمد بن داود، ت 282هـ (معجم الأدباء 3/ 26) «توضيح المشكل في القرآن» لابن الحداد الغساني، سعيد بن محمد بن صبيح (ت 302هـ) منه قطعة مخطوطة في مسجد القيروان (معجم مصنّفات القرآن 4/ 198) «متشابه القرآن» للجبائي، أبو علي محمد بن عبد الوهاب، ت 303هـ (الفهرست: 39) «المتشابه» لابن الخلال، القاضي أبي عمر أحمد بن محمد، ت 311هـ (الفهرست: 222وبروكلمان 3/ 313) «نظم القرآن» لابن أبي داود، أبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، ت 316هـ (الفهرست: 288) «نظم القرآن» لأبي زيد البلخي، أحمد بن سهل، ت 322هـ (الفهرست: 153) «المشكل في معاني القرآن» لابن الأنباري، محمد بن القاسم ت 328هـ (ذكره الشريف الرضي في حقائق التأويل: 37) «متشابه القرآن» للربعي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر، ت 329هـ (الفهرست: 219) «متشابه القرآن» لابن المنادي، أبي الحسين جعفر بن محمد (ت 336هـ) مخطوط في المكتبة البلدية بالاسكندرية: 993 (سيزكين 1/ 213) «نظم القرآن» لابن الإخشيد، أحمد بن علي، ت 326هـ (الفهرست: 41)، «الأمالي» ويسمى أيضا «الأمالي الصغرى» للزجاجي، أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق (ت 337هـ) طبع مع شرح لأحمد بن الأمين الشنقيطي بمطبعة السعادة في القاهرة عام 1324هـ / 1906م في (139) ص، وطبع بتحقيق عبد السلام هارون بالمؤسسة العربية الحديثة بالقاهرة عام 1382هـ / 1962م في (321) ص «متشابه القرآن» للرشيدي، علي بن القاسم؟ (الفهرست: 39) «المتشابه في علم القرآن» للرماني، علي بن عيسى، ت 384هـ (إنباه الرواة 2/ 295) «حقائق التأويل في متشابه التنزيل» للشريف الرضي محمد بن الحسين (ت 406هـ) طبع منه الجزء الخامس فقط بمطبعة الغري في النجف عام 1355هـ / 1936م «متشابه القرآن» لابن فورك أبي بكر محمد بن الحسن (ت 406هـ) مخطوط بمكتبة عاطف باسطنبول: 433، في 74ورقة «درّة التنزيل وغرّة التأويل» للإسكافي، أبي عبد الله محمد بن عبد الله (ت 422هـ) رواية إبراهيم بن علي الأردستاني، طبع بتحقيق عبد المعطي السقا بمطبعة السعادة في القاهرة 1326هـ / 1908م، وأعيد طبعه بمكتبة صبيح في القاهرة عام 1396هـ / 1976م، وفي دار الآفاق الجديدة ببيروت عام 1403هـ / 1983م «المتشابه» للثعالبي، أبي(1/203)
__________
منصور عبد الملك بن محمد (ت 429هـ) طبع بتحقيق إبراهيم السامرائي بمطبعة الحكومة في بغداد عام 1387هـ / 1967م في (33) ص «غرر الفوائد ودرر القلائد» المسمى ب «أمالي المرتضى» للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت 436هـ) طبع بمطبعة العجم في القاهرة عام 1272هـ / 1855م، وطبع بتصحيح محمد بدر الدين النعساني الحلبي بمطبعة السعادة في القاهرة عام 1325هـ / 1907م، وطبع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم بمطبعة عيسى الحلبي في القاهرة عام 1374هـ / 1954م «مشكلات القرآن» لمكي بن أبي طالب القيسي ت 437هـ (معجم مصنّفات القرآن 3/ 150) «مشكل القرآن» لابن مطرف الكناني محمد بن أحمد أبي عبد الله ت 454هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 205) «البرهان في متشابه القرآن» لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك (ت 494هـ) ويسميه حاجي خليفة في الكشف 1/ 241 «البرهان في مشكلات القرآن» حققه ناصر بن سليمان العمر كرسالة ماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (أخبار التراث العربي 7/ 24) «البرهان في توجيه متشابه القرآن» للكرماني محمود بن حمزة أبي القاسم (ت حوالي 505هـ) طبع بدار الاعتصام في القاهرة بتحقيق عبد القادر أحمد عطا عام 1394هـ / 1974م باسم «أسرار التكرار في القرآن» ثم أعاد طبعه باسم «البرهان في توجيه متشابه القرآن» بدار الكتب العلمية في بيروت عام 1406هـ / 1986م «كتاب المشكلين» للقاضي أبي بكر بن العربي، محمد بن عبد الله، ت 543هـ (إيضاح المكنون 2/ 332) «مشكلات الكتاب» للشاطبي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن (ت 511هـ) منه نسخة خطية بالمكتبة التيمورية: 244 (فهرس الخزانة التيمورية:
133) «المتشابه والمختلف» لابن شهرآشوب محمد بن علي، ت 588هـ، طبع في طهران سنة 1328 و 1369هـ (معجم الدراسات القرآنية ص 604603) «متشابه القرآن» لأبي البقاء العكبري، عبد الله بن الحسين، ت 616هـ (الوافي بالوفيات 17/ 141) «الآيات المتشابهات» لابن بقي، أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي بن مخلد الأموي، أبي القاسم القرطبي ت 625هـ (قضاة الأندلس:
117) «بيان مشتبه القرآن» لأبي القاسم اللخمي الشريشي، عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد الإسكندري المالكي ت 629هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 196) «ري الظمآن في متشابه القرآن» لأبي محمد، عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الأندلسي ت 634هـ (إيضاح المكنون 1/ 604) «فوائد في مشكل القرآن» للعز بن عبد السلام، أبي محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام (ت 660هـ) طبع بتحقيق رضوان علي الندوي بوزارة الأوقاف الكويتية عام 1387هـ / 1967م، وأعيد طبعه بدار الشروق في جدة عام 1402هـ / 1982م «مشكلات القرآن» للتوقاني محمد بن وحيد (ت بعد 666هـ) مخطوط في مكتبة شيخ الإسلام بالعراق (تذكرة النوادر: 28) «أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل» ويسمى أيضا «مشكلات القرآن» طبع بهامش كتاب «إملاء ما منّ به الرحمن» للعكبري بمطبعة شرف في القاهرة عام 1303هـ / 1885م (معجم سركيس: 294) «تذكرة الحفاظ في مشتبه الألفاظ» (منظومة) للجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) مخطوط في التيمورية: 81 (فهرس التيمورية: 131) «كشف المعاني في المتشابه والمثاني» لابن جماعة بدر الدين محمد بن إبراهيم (ت 733هـ) حققه عبد الرحيم يوسف عثمان كرسالة ماجستير بدار الحديث الحسنية بالرباط، وحققه عبد الوهاب عبد الرزاق سلطان، كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام 1403هـ / 1983م (أخبار التراث العربي 3/ 21و 9/ 22) «كشف المعاني عن متشابه المثاني» للخوئي، شهاب الدين (ت 737هـ)(1/204)
__________
مخطوط بجامعة برنستن: 431 (معجم الدراسات القرآنية: 609) «متشابه القرآن» للسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ) طبع بمكة المكرمة عام 1311هـ / 1893م ومنه نسخة خطية باسم «قطف الأزهار في كشف الأسرار» في فيض الله باسطنبول: 49، ويسمى أيضا ب «أسرار التنزيل» «فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن» لشيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري (ت 906هـ) طبع بهامش السراج المنير للشربيني بالمطبعة الأميرية في القاهرة عام 1299هـ / 1881م، وطبع بتحقيق محمد علي الصابوني بدار القرآن الكريم في بيروت عام 1403هـ / 1983م. وطبع بتحقيق عبد السميع محمد أحمد حسنين بمكتبة الرياض الحديثة عام 1404هـ / 1984م. وحققه عبد الله مطلق بن شريدة كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بالرياض عام 1403هـ / 1983م (أخبار التراث العربي 9/ 22) «كشف غوامض القرآن» للطريحي فخر الدين بن محمد بن علي بن أحمد بن طريح الرماحي النجفي ت 1085هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 202) «بغية المريد في حفظ القرآن المجيد» ويسمى أيضا: «تحفة النابه لما في القرآن من المتشابه» للسمهودي عمر بن علي (ت 1157هـ) مخطوط في التيمورية: 80 (فهرس التيمورية:
130) «رسالة في متشابه القرآن» لعبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي (كان حيا سنة 1174هـ) مخطوط بمكتبة الأوقاف ببغداد 8/ 13749مجاميع «إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن» للأجهوري، عطية الله بن عطية (ت 1194هـ) مخطوط في الأزهرية (152) 147و (153) 6071و (154) (248) سفا 2843و (249) 28474و (270) زكي 40557و (272) جوهري 41770، وفي التيمورية: 408، ومنه صورة بجامعة الملك سعود بالرياض: 320 «الحاوي بشرح منظومة السخاوي» لعبد الله الشريف المصري (القرن 12هـ) مخطوط في التيمورية: 209 (فهرس التيمورية:
131) «تحفة القاري لكتاب الباري» لأحمد الدردير (ت 1201هـ) مخطوط في التيمورية: 107 (فهرس التيمورية: 131) «تيجان التبيان في مشكلات القرآن» للخطيب العمري، محمد أمين بن خير الله بن محمود بن موسى، ت 1203هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 198) «هداية الصبيان لفهم بعض مشكل القرآن» للميهي علي بن عمر بن أحمد المقرئ الشافعي ت 1204هـ (إيضاح المكنون 1/ 582) «المجالس السنانية الكبيرة» (في المتشابه) لسنان زاده، حسن بن أم سنان، طبع في الآستانة عام 1260هـ / 1844م في (540) ص (معجم سركيس: 1054) «منظومة في متشابه القرآن» لمحمد الخضري الدمياطي (ت 1287هـ) طبع بمطبعة النيل في القاهرة عام 1321هـ / 1903م «حسن البيان في نظم مشترك القرآن» للأبياري السيد عبد الهادي بن رضوان المصري ت 1305هـ / 1887م (إيضاح المكنون 4/ 403) «العقد الجميل في متشابه التنزيل» لآغا باشا (القرن 14هـ) طبع بمطبعة دائرة عباس بإيران عام 1323هـ / 1905م في (184) ص (معجم سركيس: 3) «التكرار أسرار وجوده وبلاغته في القرآن الكريم» لحامد حفني داود، طبع بمطبعة حليم في القاهرة 1374هـ / 1954م في (20) ص «أسرار التكرار في القرآن» لعبد الوهاب حمودة، وهو مقال في مجلة الأزهر مج 30، ع 6، 1378هـ / 1958م «أضواء على متشابهات القرآن» لياسين خليل، طبع في بيروت عام 1389هـ / 1969م، وأعيد طبعه بدار ومكتبة الهلال ببيروت عام 1402هـ / 1982م «متشابه النظم في قصص القرآن» بحث لعبد الغني عوض الراجحي، مقدم إلى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر «كشف الحجاب شراح هداية المرتاب في متشابهات القرآن للسخاوي» للشيخ محمد نجيب خياطة ت 1387هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 203) «الترجيح(1/205)
ونظمه السّخاوي (1) وصنف في توجيهه الكرماني (2) [في] (3) كتاب «البرهان»، والرازي (4)
[في] (3) كتاب «درة التأويل» وأبو جعفر بن الزبير (6)، وهو أبسطها في مجلدين.
__________
والتوفيق بين نصوص القرآن» (في المتشابه) لمحسن عبد الحميد، طبع في مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1393هـ / 1973م، ع 16، وأعيد طبعه بمطبعة المعارف ببغداد عام 1393هـ / 1973م * المجاهيل: «متشابه القرآن» للقرطبي (؟) وهو كتاب مرتب على حروف المعجم، ومنه نسخة خطية في مكتبة شهيد علي بتركيا: 32، وصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 213 «رسالة في المتشابه» للأصفهاني، محمد بن عبد الله (؟) مخطوط في التيمورية: 46 (فهرس التيمورية: 132) «رسالة في متشابه القرآن» لأبي القاسم (؟) مخطوط في التيمورية: 169مجاميع (فهرس التيمورية: 132) «رسالة في المتشابه» لكوجيك أبي بكر القاري أحمد زاده (؟) مخطوط في التيمورية: 69 (فهرس التيمورية: 132) «روضة الريان في أسئلة القرآن» لحسين بن سليمان بن ريان (؟) طبع على الحجر في الهند، ومنه نسخة مطبوعة في التيمورية: 169 (فهرس التيمورية: 132) «متشابه التنزيل» لمجهول، طبع بالمطبعة الميرية بمكة المكرمة عام 1311هـ / 1893م في (135) ص (معجم سركيس: 2020) «مشكلات القرآن» لمجهول، مخطوط بمكتبة جامع الباشا بالموصل: 263 (معجم الدراسات القرآنية: 339) «أوضح البيان في مشكلات القرآن» لمجهول مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس: 3540 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 195).
(1) هو علي بن محمد بن عبد الصمد الإمام علم الدين أبو الحسن السخاوي الشافعي. ولد سنة (558) قال ابن فضل الله: «كان إماما علامة مقرئا محققا عارفا بالفقه وأصوله طويل الباع في الأدب مع التواضع والدين والمودة وحسن الأخلاق» من تصانيفه: «الكوكب الوقاد في أصول الدين» و «شرح الشاطبية» وغيرها. توفي سنة 643. (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 192). وقد نظم في المتشابه أرجوزة سمّاها «هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب» وتعرف بالسخاوية، وأوّلها:
قال السخاوي عليّ ناظما ... كان له الله العظيم راحما
طبعت في الآستانة باستانبول عام 1306هـ / 1888م. وطبعت على الحجر مرارا بمصر (سركيس، معجم المطبوعات: 1015) ولها شرح يسمى «الحاوي بشرح منظومة السخاوي» للشيخ عبد الله الشريف المصري (من علماء القرن 12هـ) يوجد منه نسخة خطية في الخزانة التيمورية الملحقة بدار الكتب المصرية رقم (209) (فهرس الخزانة التيمورية: 131).
(2) هو محمود بن حمزة بن نصر الكرماني تاج القراء وأحد العلماء الفقهاء النبلاء كان عجبا في دقة الفهم وحسن الاستنباط صاحب تصانيف جليلة أهمّها: «لباب التفسير» وغيره. توفي في حدود سنة 500 (ياقوت، معجم الأدباء 19/ 125) واسم كتابه كاملا «البرهان في توجيه متشابه القرآن»، وقد طبع باسم «أسرار التكرار في القرآن» بتحقيق عبد القادر أحمد عطا ونشرته دار الاعتصام بالقاهرة عام 1394هـ / 1974م وأعاد طبعه باسم «البرهان» بدار الكتب العلمية ببيروت عام 1406هـ / 1986م.
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي تقدمت ترجمته ص: 106وكتابه «درّة التنزيل وغرّة التأويل في المتشابه» يوجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية بالقاهرة 1/ 173 (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالألمانية 1/ 506).
(6) هو أحمد بن إبراهيم، أبو جعفر بن الزبير، تقدّمت ترجمته ص: 130واسم كتابه «ملاك التأويل القاطع بذوي(1/206)
وهو إيراد القصة الواحدة في صور شتّى وفواصل مختلفة، ويكثر في إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرّف في الكلام وإتيانه على ضروب ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك: مبتدأ به ومتكررا، وأكثر أحكامه تثبت من وجهين، فلهذا جاء باعتبارين. وفيه فصول:
[الفصل] (1) الأول
باعتبار الأفراد، وهو على أقسام:
الأول: أن يكون في موضع على نظم
، و [هو] (2) في آخر على عكسه.
وهو يشبه ردّ العجز على الصّدر ووقع في القرآن منه كثير.
ففي «البقرة»: {وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} (الآية: 58)، وفي «الأعراف»: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبََابَ سُجَّداً} (الآية: 161).
في «البقرة»: {وَالنَّصََارى ََ وَالصََّابِئِينَ} (الآية: 62)، وفي «الحج»:
{وَالصََّابِئِينَ وَالنَّصََارى ََ} (الآية: 17).
في «البقرة»: (الآية: 120) والأنعام: (الآية: 71) {قُلْ إِنَّ هُدَى اللََّهِ هُوَ الْهُدى ََ}، وفي «آل عمران»: {قُلْ إِنَّ الْهُدى ََ هُدَى اللََّهِ} (الآية: 73).
في «البقرة»: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ [عَلَيْكُمْ]} [3] شَهِيداً (الآية: 143)، وفي «الحج» {شَهِيداً عَلَيْكُمْ} (الآية: 78).
في «البقرة»: {وَمََا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللََّهِ} (الآية: 173)، وباقي القرآن: {لِغَيْرِ اللََّهِ بِهِ} (المائدة: 3، والأنعام: 145، والنحل: 115).
في «البقرة»: {لََا يَقْدِرُونَ عَلى ََ شَيْءٍ مِمََّا كَسَبُوا} (الآية: 264)، وفي «إبراهيم»: {مِمََّا كَسَبُوا عَلى ََ شَيْءٍ} (الآية: 18).
__________
الإلحاد والتعطيل في توجيه متشابه اللفظ من آي التنزيل» طبع في دار الغرب الإسلامي ببيروت عام 1403هـ / 1983م في جزءين، وطبع بتحقيق د. محمود كامل أحمد بدار النهضة العربية في بيروت 1405هـ / 1985م في 2مج (1012) ص.
(1) زيادة من المطبوعة.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) من المطبوعة.(1/207)
في «آل عمران»: {وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} (الآية: 126)، وفي «الأنفال»:
{وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} (الآية: 10).
في «النساء»: {كُونُوا قَوََّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدََاءَ لِلََّهِ} (الآية: 135)، وفي «المائدة»: {كُونُوا قَوََّامِينَ لِلََّهِ شُهَدََاءَ بِالْقِسْطِ} (الآية: 8).
في «الأنعام»: {لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ خََالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الآية: 102)، وفي «حم المؤمن»: {خََالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} (غافر: 62).
في «الأنعام»: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيََّاهُمْ} (الآية: 151)، وفي «بني إسرائيل»:
{نَرْزُقُهُمْ وَإِيََّاكُمْ} (الإسراء: 31).
في «النحل»: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوََاخِرَ فِيهِ} (الآية: 14)، وفي «فاطر» {فِيهِ مَوََاخِرَ} (الآية: 12).
في «بني إسرائيل»: {وَلَقَدْ صَرَّفْنََا لِلنََّاسِ فِي هََذَا الْقُرْآنِ} (الإسراء: 89)، وفي «الكهف»: {فِي هََذَا الْقُرْآنِ لِلنََّاسِ} (الآية: 54).
في «بني إسرائيل»: {قُلْ كَفى ََ بِاللََّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} (الإسراء: 96)، وفي «العنكبوت»: {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً} (الآية: 52).
في «المؤمنين»: {لَقَدْ وُعِدْنََا نَحْنُ وَآبََاؤُنََا [هََذََا]} [1] مِنْ قَبْلُ (الآية: 83)، (2) [وفي «النمل» {لَقَدْ وُعِدْنََا هََذََا نَحْنُ وَآبََاؤُنََا مِنْ قَبْلُ} (الآية: 68)] (2).
في «القصص»: {وَجََاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى ََ} (الآية: 20)، وفي «يس»: {وَجََاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى ََ} (الآية: 20).
في «آل عمران»: {قََالَ رَبِّ أَنََّى يَكُونُ لِي غُلََامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عََاقِرٌ}
(الآية: 40)، وفي «كهيعص»: {[وَكََانَتِ]} [4] امْرَأَتِي عََاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
(مريم: 8).
__________
(1) من المطبوعة.
(2) العبارة ساقطة من المخطوطة.
(4) من المطبوعة.(1/208)
الثاني: ما يشتبه بالزيادة والنقصان
ففي «البقرة»: {سَوََاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (الآية: 6)، وفي «يس»: {وَسَوََاءٌ} (الآية: 10)، بزيادة «واو»، لأن ما في «البقرة» جملة هي خبر عن اسم «إنّ»، وما في يس [17/ أ] جملة عطفت بالواو على جملة.
وفي «البقرة»: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (الآية: 23)، وفي غيرها بإسقاط (من) لأنها للتبعيض ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن وأوّله بعد «الفاتحة» حسن دخول (من) فيها ليعلم أن التحدّي واقع على جميع القرآن من أوّله إلى آخره، بخلاف غيرها من السّور، فإنه لو دخلها (من) لكان التحدّي واقعا على بعض السّور دون بعض ولم يكن ذلك بالسّهل.
في «البقرة»: {فَمَنْ تَبِعَ هُدََايَ} (الآية: 38)، وفي «طه»: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدََايَ} (الآية: 123)، لأجل قوله هناك: {يَتَّبِعُونَ الدََّاعِيَ} (طه: 108).
في «البقرة»: {يُذَبِّحُونَ} (الآية: 49)، بغير «واو» على أنه بدل من {يَسُومُونَكُمْ} (الأعراف: 141)، ومثله في «الأعراف»: {يُقَتِّلُونَ} (الآية:
141)، وفي «إبراهيم»: {وَيُذَبِّحُونَ} (الآية: 6)، بالواو، لأنه من كلام موسى عليه السلام، يعدّ (1) المحن عليهم.
في «البقرة»: {وَلََكِنْ كََانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (الآية: 57)، وفي «آل عمران»:
{وَلََكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (الآية: 117).
في «البقرة»: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كََانَ مَرِيضاً} (الآية: 185)، ثم قال: {فَمَنْ كََانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً} (البقرة: 196).
في «البقرة»: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئََاتِكُمْ وَاللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (الآية: 271)، وسائر ما في القرآن بإسقاط (من) (الأنفال: 29والفتح: 5).
وفيها: {وَلََا يُكَلِّمُهُمُ اللََّهُ يَوْمَ الْقِيََامَةِ وَلََا يُزَكِّيهِمْ} (البقرة: 174)، وفي «آل عمران»: {وَلََا يُكَلِّمُهُمُ اللََّهُ وَلََا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ وَلََا يُزَكِّيهِمْ} (الآية: 77).
(البرهان ج 1م 14)
__________
(1) في المطبوعة: (يعدّد).
قالوا: وجميع ما في القرآن من السؤال لم يقع عنه الجواب بالفاء، إلا قوله [تعالى] في «طه»: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبََالِ فَقُلْ يَنْسِفُهََا رَبِّي نَسْفاً} (الآية: 105) لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال، وفي طه كانت قبل السؤال، وكأنه قيل: «إن سئلت عن الجواب فقل»(1/209)
قالوا: وجميع ما في القرآن من السؤال لم يقع عنه الجواب بالفاء، إلا قوله [تعالى] في «طه»: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبََالِ فَقُلْ يَنْسِفُهََا رَبِّي نَسْفاً} (الآية: 105) لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال، وفي طه كانت قبل السؤال، وكأنه قيل: «إن سئلت عن الجواب فقل»
في «الأعراف»: {لَقَدْ أَرْسَلْنََا نُوحاً} (الآية: 59)، بغير «واو» وليس في القرآن غيره.
في «البقرة»: {وَيَكُونَ الدِّينُ لِلََّهِ} (الآية: 193)، وفي «الأنفال»: {كُلُّهُ لِلََّهِ} (الآية: 39).
في «آل عمران»: {اشْهَدُوا بِأَنََّا مُسْلِمُونَ} (الآية: 64)، (1) [وفي «المائدة»:
{بِأَنَّنََا مُسْلِمُونَ} (الآية: 111)] (1).
في «آل عمران»: {جََاؤُ بِالْبَيِّنََاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتََابِ الْمُنِيرِ} (الآية: 184)، بباء واحدة إلا في قراءة ابن عامر (3)، وفي «فاطر»: {بِالْبَيِّنََاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتََابِ الْمُنِيرِ} (الآية:
25)، بثلاث باءات.
في «آل عمران»: {هََا أَنْتُمْ أُولََاءِ تُحِبُّونَهُمْ [وَلََا يُحِبُّونَكُمْ]} [4] (الآية: 119)، وسائر ما في القرآن: {هََؤُلََاءِ} بإثبات الهاء (النساء: 109، ومحمد صلّى الله عليه وسلّم: 38).
في «النساء»: {خََالِدِينَ فِيهََا وَذََلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (الآية: 13) بالواو، وفي «براءة» {ذََلِكَ} (التوبة: 89) بغير واو.
في «النساء»: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} (الآية: 43)، وفي «المائدة» بزيادة {مِنْهُ} (الآية: 6).
في «الأنعام»: {قُلْ لََا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزََائِنُ اللََّهِ وَلََا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلََا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} (الآية: 50)،
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(3) انظر التيسير للداني ص 92، وابن عامر هو عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي، أبو عمران. إمام أهل الشام في القراءة. كان يقول: «قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولي من العمر سنتان» أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء، وعن المغيرة ابن أبي شهاب صاحب عثمان. ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني وحدّث عن معاوية وفضالة بن عبيد والنعمان بن بشير وغيرهم. توفي سنة 118، (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 82).
(4) ساقطة من المخطوطة.(1/210)
فكرّر {لَكُمْ}، وقال في «هود»: {وَلََا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}
(الآية: 31) لأنه تكرّر {لَكُمْ} في قصته أربع مرات فاكتفى بذلك.
في «الأنعام»: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الآية:
117)، وفي «القلم»: {بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} (الآية: 7)، (1) [بزيادة الباء ولفظ الماضي، وفي «النجم»: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ]} [1] وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى ََ
(الآية: 30).
في «الأنعام»: {إِنْ هِيَ إِلََّا حَيََاتُنَا الدُّنْيََا وَمََا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} (3) [(الآية: 29) ليس فيها {نَمُوتُ} وهو منفرد بذاته] (3). (5) [وفي سورة المؤمنين (الآية: 37) بزيادة {نَمُوتُ}] (5).
وفيها أيضا: {إِنَّمََا أَمْرُهُمْ إِلَى اللََّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمََا كََانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام: 159) ليس فيها غيره.
وفيها: {جَعَلَكُمْ خَلََائِفَ الْأَرْضِ} (الأنعام: 165)، وفي «فاطر» {خَلََائِفَ فِي الْأَرْضِ} (الآية: 39)، بإثبات (في).
في «الأعراف»: {مََا مَنَعَكَ أَلََّا تَسْجُدَ} (الآية: 12)، وفي «ص». {أَنْ تَسْجُدَ} (الآية: 75)، وفي «الحجر»: {أَلََّا تَكُونَ مَعَ السََّاجِدِينَ} (الآية: 32)، فزاد (لا).
في «الأعراف»: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذََا جََاءَ أَجَلُهُمْ} (الآية: 34) بالفاء، وكذا حيث وقع، إلا في «يونس» (الآية: 49).
في «الأعراف»: {لَقَدْ أَرْسَلْنََا نُوحاً إِلى ََ قَوْمِهِ} (الآية: 59) بغير واو، وفي «المؤمنين (الآية: 23) و «هود» (الآية: 25): {وَلَقَدْ أَرْسَلْنََا} بالواو.
في «الأعراف»: {كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ} (الآية: 101) وفي «يونس» [بزيادة] (7)
{بِهِ} (الآية: 74).
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقطة من المطبوعة.
(5) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(7) ساقطة من المخطوطة.(1/211)
في «الأعراف»: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} (الآية: 110)، وفي «الشعراء» بزيادة {بِسِحْرِهِ} (الآية: 35).
في «هود»: {وَإِنَّنََا لَفِي شَكٍّ مِمََّا تَدْعُونََا [إِلَيْهِ مُرِيبٍ]} [1] (الآية: 62)، وفي «إبراهيم»: {وَإِنََّا لَفِي شَكٍّ مِمََّا تَدْعُونَنََا} (الآية: 9).
في «يوسف»: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ} (الآية: 109)، وفي «الأنبياء»: {وَمََا أَرْسَلْنََا قَبْلَكَ} (الآية: 7).
في «النحل»: {فَأَحْيََا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا} (الآية: 65) وفي العنكبوت: {مِنْ بَعْدِ مَوْتِهََا}
(الآية: 63).
وكذلك حذف «من» [من] (2) قوله: {لِكَيْ لََا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً} (النّحل:
70)، وفي «الحج»: {مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} (الآية: 5).
في «الحج»: {كُلَّمََا أَرََادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهََا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهََا} (الآية: 22)، (3) [وفي «السجدة»: {مِنْهََا أُعِيدُوا فِيهََا} (الآية: 20)] (3).
في «النمل» {وَأَلْقِ عَصََاكَ} (الآية: 10)، وفي «القصص»: {وَأَنْ أَلْقِ عَصََاكَ} (الآية: 31).
في «العنكبوت»: {وَلَمََّا أَنْ جََاءَتْ رُسُلُنََا لُوطاً} (الآية: 33)، وفي «هود»:
{وَلَمََّا جََاءَتْ رُسُلُنََا [لُوطاً]} [5] (الآية: 77)، بغير «أن».
في «العنكبوت» (6): {فَأَحْيََا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهََا} (الآية: 63) بزيادة (من) ليس غيره.
في سورة المؤمن: {إِنَّ السََّاعَةَ لَآتِيَةٌ} (غافر: 59)، وفي «طه»: {آتِيَةٌ}
(الآية: 15).
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) في المخطوطة: (وفيها).(1/212)
في «النحل»: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ} (الآية: 20)، وفي «الأعراف»: {مِنْ دُونِهِ} (الآية: 197).
«في المؤمنين» {مُوسى ََ وَأَخََاهُ هََارُونَ بِآيََاتِنََا وَسُلْطََانٍ مُبِينٍ * إِلى ََ فِرْعَوْنَ} (الآيتان: 45 46) وفي «المؤمن» بإسقاط ذكر الأخ (غافر: 2423).
[ومنها (1) في «البقرة»: [17/ ب] {يُذَبِّحُونَ أَبْنََاءَكُمْ} (الآية: 49) وفي سورة إبراهيم:
{وَيُذَبِّحُونَ} (الآية: 6) بالواو ووجهه أنه في سورة إبراهيم تقدم {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيََّامِ اللََّهِ}
(الآية: 5)، وهي أوقات عقوبات إلى أن قال: {إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِكُلِّ صَبََّارٍ شَكُورٍ}، واللائق أن يعدّد امتحانهم تعديدا يؤذن بصدق الجمع عليه لتكثير المنّة، ولذلك أتى بالعاطف ليؤذن بأن إسامتهم (2) العذاب مغاير لتذبيح الأبناء وسبي النساء وهو ما كانوا عليه من التسخير، بخلاف المذكور في «البقرة». فإن ما بعد {يَسُومُونَكُمْ} تفسير له، فلم يعطف عليه.
ولأجل مطابقة السابق [جاء في الأعراف] (3): {يُقَتِّلُونَ أَبْنََاءَكُمْ} (الآية: 141)، ليطابق: {سَنُقَتِّلُ أَبْنََاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسََاءَهُمْ} (الأعراف: 127).
الثالث: بالتقديم والتأخير.
وهو قريب من الأول، ومنه في «البقرة»: {يَتْلُوا عَلَيْهِمْ} [4] [آيََاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ] (4) الْكِتََابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ (الآية: 129) مؤخر، وما سواه: {يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتََابَ وَالْحِكْمَةَ} (الجمعة: 2).
ومنه تقديم اللّعب على اللهو في موضعين من سورة الأنعام (الآية: 32)، وكذلك في «القتال» (محمد: 36) و «الحديد» (الآية: 20).
وقدّم اللهو على اللعب في «الأعراف» (الآية: 51) و «العنكبوت» (الآية: 64)، [وإنما] (6) قدم اللعب في الأكثر لأن اللعب زمان الصبا، واللهو زمان الشباب، وزمان الصبا متقدم على زمان اللهو.
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (إتيانهم).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.(1/213)
(تنبيه): ما ذكره في «الحديد»: {[اعْلَمُوا]} [1] أَنَّمَا الْحَيََاةُ الدُّنْيََا لَعِبٌ (الآية:
20) أي كلعب الصبيان، {وَلَهْوٌ} أي كلهو الشباب، {وَزِينَةٌ} [أي] (2) كزينة النساء، {وَتَفََاخُرٌ} [أي] (2) كتفاخر الإخوان، {وَتَكََاثُرٌ} كتكاثر السّلطان.
وقريب منه في تقديم اللعب على اللهو قوله: {وَمََا بَيْنَهُمََا لََاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنََا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْنََاهُ مِنْ لَدُنََّا} (الأنبياء: 16و 17).
وقدّم اللهو في «الأعراف» لأن ذلك يوم القيامة، فذكر على ترتيب ما انقضى، وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالين.
وأما «العنكبوت» فالمراد بذكرهما (4) زمان الدنيا، وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء:
{وَإِنَّ الدََّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوََانُ} (العنكبوت: 64) أي الحياة التي لا أبد لها ولا نهاية لأبدها، فبدأ بذكر اللهو، لأنه في زمان الشباب، وهو أكثر من زمان اللعب وهو زمان الصّبا.
ومنه تقديم [لفظ] (5) الضرر على النفع في الأكثر، لأن العابد يعبد معبوده خوفا من عقابه أولا، ثم طمعا في ثوابه.
وحيث تقدم النفع على الضّرر (6) فلتقدم ما يتضمن النفع وذلك في سبعة (7) مواضع:
ثلاثة منها بلفظ الاسم، وهي في «الأعراف» (الآية: 188) و «الرعد» (الآية: 16) و «سبأ» (الآية: 42)، وأربعة بلفظ الفعل، وهي في «الأنعام»: {مََا لََا يَنْفَعُنََا وَلََا يَضُرُّنََا} (الآية: 71). وفي آخر «يونس»: {مََا لََا يَنْفَعُكَ وَلََا يَضُرُّكَ} (الآية:
106)، وفي «الأنبياء»: {مََا لََا يَنْفَعُكُمْ [شَيْئاً]} [8] وَلََا يَضُرُّكُمْ (الآية: 66)، وفي «الفرقان»: {مََا لََا يَنْفَعُهُمْ وَلََا يَضُرُّهُمْ} (الآية: 55).
أما في «الأعراف» فلتقدّم قوله: {مَنْ يَهْدِ اللََّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ} (الآية:
178) فقدّم الهداية على الضلال، وبعد ذلك: {لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمََا مَسَّنِيَ السُّوءُ}
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) زيادة من المخطوطة.
(4) في المخطوطة: (بهما).
(5) ساقط من المخطوطة، وهو من المطبوعة.
(6) في المطبوعة: (الضرّ).
(7) تصحّفت في المخطوطة إلى: (سبع).
(8) ساقطة من المخطوطة.(1/214)
(الآية: 188) فقدّم الخير على السوء، فكذلك (1) قدم النفع على الضّرر. أما في «الرعد» فلتقدم التطوّع (2) في قوله: {طَوْعاً وَكَرْهاً} (3) (الآية: 15) [و] أما (4) في «سبأ» فلتقدم البسط في قوله: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشََاءُ وَيَقْدِرُ} (الآية: 36). وفي «يونس» قدم [الضرّ] (5) على الأصل ولموافقة ما قبلها فإن فيها (6): {مََا لََا يَضُرُّهُمْ وَلََا يَنْفَعُهُمْ} (الآية:
18) وفيها: {وَإِذََا مَسَّ الْإِنْسََانَ الضُّرُّ} (الآية: 12) فتكون الآية ثلاث مرات.
وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن نفعا.
أما «الأنعام» ففيها: {لَيْسَ لَهََا مِنْ دُونِ اللََّهِ وَلِيٌّ وَلََا شَفِيعٌ، وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لََا يُؤْخَذْ مِنْهََا} (الآية: 70)، ثم [وصله] (7) بقوله: {قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللََّهِ مََا لََا يَنْفَعُنََا وَلََا يَضُرُّنََا} (الآية: 71).
وفي «يونس» [تقدّم] (8) قوله: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنََا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذََلِكَ حَقًّا عَلَيْنََا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} (الآية: 103)، ثم قال: {وَلََا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللََّهِ مََا لََا يَنْفَعُكَ وَلََا يَضُرُّكَ}
(الآية: 106).
وفي الأنبياء، تقدم قول الكفار لإبراهيم في المجادلة: {لَقَدْ عَلِمْتَ مََا هََؤُلََاءِ يَنْطِقُونَ * قََالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ مََا لََا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلََا يَضُرُّكُمْ} (الآيتان: 6665).
وفي «الفرقان» تقدم: {أَلَمْ تَرَ إِلى ََ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (الآية: 45) نعما جمّة في الآيات، ثم قال: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللََّهِ مََا لََا يَنْفَعُهُمْ وَلََا يَضُرُّهُمْ} (الآية: 55).
فتأمّل هذه المواضع المطّردة التي [هي] (9) أعظم اتساقا من العقود. ومن أمثلته قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً لََا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ وَلََا يُؤْخَذُ مِنْهََا عَدْلٌ} (البقرة: 48). ثم قال سبحانه [بعد مائة وثلاثين آية من] (10) في السورة: {وَاتَّقُوا يَوْماً لََا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (الآية: 123).
__________
(1) في المطبوعة: (وكذا).
(2) في المطبوعة: (الطوع).
(3) تصحّفت في المطبوعة إلى: (أو كرها).
(4) سقطت الواو من المطبوعة.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى: (قبلها).
(7) في المخطوطة: (وقبله ثم).
(8) ساقطة من المخطوطة.
(9) ساقطة من المخطوطة.
(10) ما بين الحاصرتين من المخطوطة، وهو ساقط من المطبوعة، والفرق بين الآيتين (75) آية، فتأمّل!(1/215)
وفيها سؤالان:
(أحدهما): أنه سبحانه في الأولى قدّم نفي قبول الشفاعة على أخذ العدل، وفي الثانية (1) قدّم نفي قبول العدل على الشفاعة. (السؤال الثاني): أنه سبحانه وتعالى قال في الأولى: {لََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 48) وفي الثانية: {وَلََا تَنْفَعُهََا شَفََاعَةٌ}
(البقرة: 123) فغاير بين اللفظين، فهل ذلك لمعنى يترتب عليه، أو من باب التوسّع في [18/ أ] الكلام، والتنقل من أسلوب إلى آخر كما جرت عادة العرب؟
والجواب: أن القرآن الحكيم وإن اشتمل على النقل من أسلوب إلى آخر لكنه يشتمل مع ذلك على فائدة وحكمة، قال الله تعالى: {كِتََابٌ أُحْكِمَتْ آيََاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (2) (هود: 1) ولم يقل «[من] (3) رحمن ولا رحيم»، للتّنصيص على أنه لا بدّ من الحكمة وهاتان الآيتان كلاهما في حق بني إسرائيل، وكانوا يقولون: إنهم أبناء الأنبياء وأبناء أبنائهم، وسيشفع لنا آباؤنا، فأعلمهم الله أنه لا تنفعهم الشفاعة، ولا تجزي نفس عن نفس شيئا. وتعلق بهذه الآية المعتزلة على نفي الشفاعة، كما ذكره الزمخشريّ (4) وأجاب عنها أهل السنّة بأجوبة كثيرة ليس هذا محلّها.
وذكر الله [في] (5) الآيتين النفس متكرّرة (6)، ثم أتى بضمير يحتمل رجوعه إلى الأولى أو إلى الثانية، وإن كانت القاعدة عود الضمير إلى الأقرب ولكن قد يعود إلى غيره، كقوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح: 9) فالضمير في التعزير والتوقير
__________
(1) في المطبوعة: (الثاني).
(2) تصحفت الآية في المخطوطة هكذا: (كتاب فصّلت آياته من لدن حكيم خبير).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) قال في الكشاف 1/ 67في الكلام على الآية 48من سورة البقرة: «فإن قلت: هل فيه دليل على ان الشفاعة لا تقبل للعصاة. قلت: نعم لأنه نفي أن تقضي نفس عن نفس حقّا أخلّت به من فعل أو ترك، ثم نفي أن يقبل منها شفاعة شفيع، فعلم أنها لا تقبل للعصاة» وردّ عليه الاسكندري في «الانتصاف» المطبوع بأسفل «الكشاف» بقوله: «أما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها وأما من آمن بها وصدّقها وهم أهل السنّة والجماعة فأولئك يرجون رحمة الله، ومعتقدهم أنها تنال العصاة من المؤمنين، وإنما ادّخرت لهم وليس في الآية دليل لمنكريها»، وانظر مفاتيح الغيب للفخر الرازي 1/ 53.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (منكرة).(1/216)
راجع إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي التسبيح عائد إلى الله تعالى، وهو متقدم على ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فعاد الضمير إلى (1) غير الأقرب.
إذا علمت ذلك، فقوله في الأولى: {وَلََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 48) الضمير راجع إلى النفس الأولى وهي الشفاعة لغيرها، فلما كان المراد في هذه الآية ذكر الشفاعة للمشفوع [له] (2) أخبر أن الشفاعة غير مقبولة للمشفوع احتقارا له (3) وعدم الاحتفاء به وهذا الخبر (3) يكون باعثا للسامع في ترك الشفاعة إذا علم أن المشفوع عنده لا يقبل شفاعته، فيكون التقدير على هذا التفسير: {لََا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 48) «لو شفعت»، يعني: وهم لا يشفعون، فيكون ذلك مؤيسا [لهم] (5) فيما زعموا أن آباءهم الأنبياء ينفعونهم من غير عمل منهم.
وقوله: {وَلََا يُؤْخَذُ مِنْهََا عَدْلٌ} (البقرة: 48) إن جعلنا الضمير في {مِنْهََا}
راجعا (6) إلى الشافع أيضا فقد جرت العادة أن الشافع إذا أراد أن يدفع إلى المشفوع عنده شيئا ليكون مؤكّدا لقبول شفاعته فمن هذا قدم ذكر الشفاعة على دفع العدل وإن جعلنا الضمير راجعا إلى المشفوع فيه فهو أحرى بالتأخير ليكون الشافع قد أخبره بأن شفاعته قد قبلت، فتقديم العدل ليكون ذلك مؤسّسا لحصول مقصود الشفاعة، وهو ثمرتها للمشفوع فيه.
وأما الآية الثانية فالضمير في قوله: {مِنْهََا عَدْلٌ} راجع إلى النفس الثانية، وهي النفس التي [هي] (7) صاحبة الجريمة، فلا يقبل منها عدل لأن العادة [أن] (8) بذل العدل من صاحب الجريمة يكون مقدّما على الشفاعة فيه ليكون ذلك أبلغ في تحصيل مقصوده، فناسب ذلك تقديم العدل الذي هو الفدية من المشفوع له على الشفاعة.
ففي هذه الآية بيان أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها، ولا تنفعها شفاعة شافع فيها وقدّم (9) بذل العدل للحاجة إلى الشفاعة عند من طلب ذلك منه، ولهذا قال في الأولى: {وَلََا يُقْبَلُ مِنْهََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 48) وفي الثانية: {وَلََا تَنْفَعُهََا شَفََاعَةٌ}
__________
(1) في المطبوعة: (على).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) العبارة في المخطوطة: (احتقارا به وعدم الاخبار).
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (راجع).
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) ساقطة من المطبوعة.
(9) في المطبوعة: (وقد).(1/217)
(البقرة: 123) لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع، [وإنما] (1) وتنفع (2) المشفوع له.
وقال الراغب (3): «إنما كرر [لا] فيهما على سبيل الإنذار بالواعظ إذا وعظ لأمر فإنه يكرّر (4) اللفظ لأجله تعظيما للآمر قال وأما تغييره النظم فلما كان قبول العدل وأخذه (5) وقبول الشفاعة ونفعها متلازمة لم يكن بين اتفاق هذه العبارات (6) واختلافها فرق في المعنى» وقال الإمام فخر الدين (7): «لما كان الناس متفاوتين، فمنهم من يختار أن يشفع فيه مقدما على العدل الذي يخرجه ومنهم من يختار العدل مقدما على الشفاعة، ذكر سبحانه وتعالى القسمين فقدم الشفاعة باعتبار طائفة، وقدم العدل باعتبار أخرى».
قال بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى: «الظاهر أنه سبحانه [و] (8) تعالى إنما نفي قبول الشفاعة لا نفعها، ونفي أصل العدل الذي هو الفداء، وبدأ بالشفاعة لتيسيرها على الطالب أكثر من تحصيل العدل الذي هو الفداء، على ما هو المعروف في دار الدنيا وفي الآية الثانية أنه لما تقرر زيادة تأكيدها بدأ فيها بالأعظم الذي [هو] (9) الخلاص بالعدل، وثنى بنفع الشفاعة فقال: {وَلََا تَنْفَعُهََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 123) ولم يقل: لا تقبل [18/ ب] منها شفاعة، وإن كان نفي الشفاعة يستلزم نفي قبولها لأن الشفاعة تكون نافعة غير مقبولة، وتنفع لأغراض: من وعد بخير، وإبدال المشفوع بغيره فنفي النفع أعم، فلم يكن بين نفي القبول ونفي النفع بالشفاعة تلازم، كما ادّعاه الراغب. وكان التقدير بالفداء الذي هو نفي قبول العدل ونفي نفع الشفاعة شيئين مؤكّدين لاستقرار ذلك في الآية الثانية.
ومما يدل على أن نفي الشفاعة أمر زائد على نفي قبولها أنه سبحانه لما أخبر عن
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) في المخطوطة: (تتبع).
(3) هو الحسين بن محمد بن المفضل المعروف ب «الراغب الأصفهاني» أبو القاسم. أديب لغوي حكيم مفسّر.
وله من التصانيف القيّمة: «تحقيق البيان في تأويل القرآن» و «الذريعة إلى مكارم الشريعة» و «محاضرات الأدباء» وغيرها توفي سنة (502) (البيهقي، تاريخ حكماء الإسلام: 112وحاجي خليفة، كشف الظنون:
1773).
(4) في المخطوطة: (يكون).
(5) في المخطوطة: (وحده).
(6) في المخطوطة: (العبادات).
(7) انظر مفاتيح الغيب للفخر الرازي 2/ 54والنقل بتصرف.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(9) ساقطة من المخطوطة.(1/218)
المشركين أخبر بنفي النفع لا بنفي القبول فقال: {فَمََا تَنْفَعُهُمْ شَفََاعَةُ الشََّافِعِينَ} (المدّثر:
48)، وقال: {وَلََا تَنْفَعُ الشَّفََاعَةُ عِنْدَهُ} (سبأ: 23) الآية. وفي الحديث الصحيح (1):
«أنهم قالوا: يا رسول الله، هل نفعت عمّك أبا طالب؟ فقال: وجدته فنقلته إلى ضحضاح من النّار». مع علمهم أنه لا يشفع فيه.
فإن قيل: فقد قال في آخر السورة: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لََا بَيْعٌ فِيهِ وَلََا خُلَّةٌ وَلََا شَفََاعَةٌ} (البقرة: 254) فنفي الشفاعة ولم ينف نفعها. قيل: من باب زيادة التأكيد أيضا فإنه سبحانه ذكر في هذه الآية الأسباب المنجية في الدنيا ونفاها هناك، وهي إما البيع الذي يتوصل به الإنسان إلى المقاصد، أو الخلة التي هي كمال المحبة. وبدأ بنفي المحبة لأنه أعمّ وقوعا من الصداقة والمخالّة، وثنّى بنفي الخلّة التي هي سبب لنيل الأغراض في الدنيا أيضا وذكر ثالثا نفي الشفاعة أصلا، وهي أبلغ من نفي قبولها فعاد الأمر إلى تكرار الجمل في الآيات ليفيد (2) قوّة الدلالة.
الرابع: بالتعريف والتنكير
كقوله في «البقرة»: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الآية: 61) وفي «آل عمران»: {بِغَيْرِ حَقٍّ} (الآية: 112).
وقوله في «البقرة»: {هََذََا بَلَداً آمِناً} (الآية: 126)، وفي سورة «إبراهيم»:
{هَذَا الْبَلَدَ آمِناً} (الآية: 35) لأنه للإشارة إلى قوله: {بِوََادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ}
(إبراهيم: 37) ويكون {بَلَداً} هنا هو المفعول الثاني، و {آمِناً} صفته، وفي «إبراهيم»: {الْبَلَدَ} مفعول أول، و {آمِناً} الثاني.
وقوله في «آل عمران»: {وَمَا النَّصْرُ إِلََّا مِنْ عِنْدِ اللََّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الآية:
126)، وفي «الأنفال»: {إِنَّ اللََّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الآية: 10).
وقوله في «حم السجدة»: {فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (فصّلت: 36) وفي
__________
(1) الحديث من رواية العباس (عمّ النبي صلّى الله عليه وسلّم)، أخرجه مسلم في «الصحيح 1/ 195كتاب الإيمان (1) باب شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب، الحديث (358/).
(2) في المخطوطة: (يفيد).(1/219)
«الأعراف»: {إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الآية: 200)، لأنها في «حم» مؤكدة بالتكرار بقوله:
{وَمََا يُلَقََّاهََا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} (فصّلت: 35) فبالغ بالتعريف، وليس (1) هذا في سورة الأعراف، فجاء على الأصل: المخبر عنه معرفة، والخبر نكرة.
الخامس: بالجمع والإفراد
كقوله في سورة البقرة: {لَنْ تَمَسَّنَا النََّارُ إِلََّا أَيََّاماً مَعْدُودَةً} (الآية: 80) وفي «آل عمران»: {مَعْدُودََاتٍ} (الآية: 24) لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو: {سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوََابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمََارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرََابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية: 1613) فجاء في «البقرة» على الأصل، وفي «آل عمران» على الفرع.
السادس: إبدال حرف بحرف غيره
كقوله تعالى في «البقرة»: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلََا} (الآية: 35) بالواو، وفي «الأعراف»: {فَكُلََا} (الآية: 19) [بالفاء] (2)، وحكمه (3) أن {اسْكُنْ} في «البقرة» من السكون الذي هو الإقامة. فلم يصلح إلا بالواو ولو جاءت الفاء لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة. والذي في «الأعراف» من المسكن وهو اتخاذ الموضع سكنا، فكانت الفاء أولى، لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمنا متجددا، وزاد في «البقرة»:
{رَغَداً} [لما في الخبر تعظيما] (4) بقوله: {وَقُلْنََا}، بخلاف سورة الأعراف فإن فيها:
(قال) وذهب قوم إلى أن ما في «الأعراف» خطاب لهما قبل الدخول، وما في «البقرة» بعد الدخول.
ومنه قوله [تعالى] في «البقرة»: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هََذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا} (الآية: 58) بالفاء، وفي «الأعراف» (الآية: 161) بالواو.
في «البقرة»: {[وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوََاءَهُمْ]} [5] بَعْدَ الَّذِي جََاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (الآية:
120)، ثم قال بعد ذلك: {مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَكَ} (الآية: 145).
__________
(1) في المخطوطة: (ولأن).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المطبوعة: (وحكمته).
(4) العبارة ساقطة من المطبوعة.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/220)
في «البقرة»: {فَلََا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذََابُ وَلََا هُمْ يُنْصَرُونَ} (الآية: 86)، وفي غيرها: {وَلََا هُمْ يُنْظَرُونَ} (آل عمران: 88).
في «البقرة»: {وَمََا أُنْزِلَ إِلَيْنََا} (الآية: 136)، وفي «آل عمران»: {عَلَيْنََا}
(الآية: 84).
في «الأنعام»: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا} (الآية: 11)، وفي غيرها:
{[قُلْ]} [1] سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا (النمل: 69).
في «الأعراف»: {وَمََا كََانَ جَوََابَ قَوْمِهِ} (الآية: 82) بالواو، وفي غيرها بالفاء.
في «الأعراف»: {آمَنْتُمْ بِهِ} (الآية: 123)، وفي الباقي: {آمَنْتُمْ لَهُ} (طه:
71).
في سورة الرعد: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} (الآية: 2)، وفي [سورة] (2)
لقمان: {إِلى ََ أَجَلٍ [مُسَمًّى]} [3] (الآية: 29)، لا ثاني له.
في «الكهف: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيََاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهََا} (الآية: 57)، وفي «السجدة»: {ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهََا} (الآية: 22).
وفي «طه» {أَفَلَمْ يَهْدِ [لَهُمْ]} [4] (الآية: 128) بالفاء [19/ أ]، وفي «السجدة»: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} (الآية: 26).
في «القصص»: {وَمََا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} (الآية: 60)، وفي «الشورى»: {فَمََا أُوتِيتُمْ} (الآية: 36) بالفاء.
في «الطور»: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى ََ بَعْضٍ} (الآية: 25)، [و] (5) {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} (الآية: 48)، بالواو فيهما ((6) وفي الصافات: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى ََ بَعْضٍ}
(الآية: 50)، وفي «القلم»: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} (الآية: 48)، بالفاء فيهما كما
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) السياق في المخطوطة: (ما إن {وَبِئْسَ الْقَرََارُ}، و {يُذَبِّحُونَ} بالواو فيهما في إبراهيم، وفي الصافات:
{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ} (بالفاء).(1/221)
أن: {وَبِئْسَ الْقَرََارُ} (إبراهيم: 29)، و {يُذَبِّحُونَ} (إبراهيم: 6) بالواو فيهما، في «إبراهيم»).
في «الأعراف»: {[سُقْنََاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} (الآية: 57)، (1) [وفي «فاطر»: {إِلى ََ بَلَدٍ} الآية: 9)] (1).
السابع: إبدال كلمة بأخرى
في «البقرة»: {مََا أَلْفَيْنََا عَلَيْهِ آبََاءَنََا} (الآية: 170)، وفي «لقمان»: {وَجَدْنََا}
(الآية: 21).
في «البقرة»: {فَانْفَجَرَتْ} (الآية: 60)، وفي «الأعراف»: {فَانْبَجَسَتْ} (الآية:
160).
في «البقرة»: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطََانُ} (الآية: 36)، (3) [وفي «الأعراف: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطََانُ} (الآية: 20)] (3).
في «آل عمران» {قََالَتْ رَبِّ أَنََّى يَكُونُ لِي} [5] [وَلَدٌ (الآية: 47)، وفي «مريم»:
{قََالَتْ أَنََّى يَكُونُ لِي]} [5] غُلََامٌ (الآية: 20) لأنه تقدم ذكره في [قوله] (7) {لِأَهَبَ لَكِ غُلََاماً زَكِيًّا} (الآية: 19).
في «النساء»: {إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ} (الآية: 149)، وفي «الأحزاب»:
{شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ} (الآية: 54).
في «الأنعام»: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (الآية: 95)، والثاني {يُخْرِجُ} بالفعل (يونس: 31).
في «الكهف»: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى ََ رَبِّي} (الآية: 36)، وفي «حم [السجدة] (8)»: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ} (فصلت: 50).
في طه {فَلَمََّا أَتََاهََا} (الآية: 11)، وفي النّمل {فَلَمََّا جََاءَهََا} (الآية: 8).
__________
(1) العبارة ساقطة من المخطوطة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) العبارة ساقطة من المخطوطة.
(7) ساقطة من المطبوعة.
(8) ساقطة من المطبوعة.(1/222)
في طه»: {وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهََا سُبُلًا} (الآية: 53)، وفي «الزخرف»: {وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهََا سُبُلًا} (الآية: 10 في «الأنبياء»: {مََا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ [مُحْدَثٍ]} [1] (الآية: 2)، وفي «الشعراء»: {مِنَ الرَّحْمََنِ} (الآية: 5).
في «النمل»: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ} (الآية: 87)، وفي «الزمر»:
{فَصَعِقَ} (الآية: 68).
في الأحزاب»، في أولها: {بِمََا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (الآية: 2)، (2) [وفيها: {بِمََا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} (الآية: 9)] (2) بعد {وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهََا} (الآية: 9). {عَذََاباً أَلِيماً}
(الآية: 8): بعد {لِيَسْئَلَ الصََّادِقِينَ} (الآية: 8)، و {عَذََاباً مُهِيناً} (الآية: 57) بعد {يُؤْذُونَ اللََّهَ وَرَسُولَهُ} (الآية: 57) {أَجْراً كَرِيماً} (الآية: 44) [بعد {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلََامٌ} (الآية: 44)، و {رِزْقاً كَرِيماً} (الآية: 31) بعد: {نُؤْتِهََا أَجْرَهََا مَرَّتَيْنِ} (الآية: 31)] (4).
{سُنَّةَ اللََّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا [مِنْ قَبْلُ]} [5] موضوعان (6) [في «الأحزاب» (الآيتان: 38 و 62)، وفي سورة غافر: {سُنَّةَ اللََّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ} (الآية: 85)] (6)
وفي «البقرة»: {وَهُدىً وَبُشْرى ََ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الآية: 97)، وفي «النحل»:
{لِلْمُسْلِمِينَ} في موضعين (الآيتان: 89و 102).
في «المائدة»: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} (الآية: 60)، وبالنون في «الكهف» (الآية:
103).
الثامن: الإدغام وتركه
في «النساء» (الآية: 115) و «الأنفال»: (الآية: 13) {وَمَنْ يُشََاقِقِ}
وفي «الحشر» (الآية: 4) بالإدغام. في «الأنعام»: {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} (الآية: 42) وفي «الأعراف»: {يَضَّرَّعُونَ} (الآية: 94) [بالإدغام] (8).
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(8) ساقطة من المطبوعة.(1/223)
الفصل الثاني ما جاء على حرفين
{لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} في القرآن، اثنان في «البقرة» (الآيتان: 219و 266).
{وَلََكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لََا يَشْكُرُونَ}، اثنان في «يونس» (الآية: 60) و «النمل» (الآية:
73).
{أَنَّ اللََّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [اثنان]: في «البقرة» (الآية: 235) و «آل عمران» (1)
(الآية: 155)، وأما {وَاللََّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (الآية: 225) فواحدة في «البقرة».
وكذلك فيها: {غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (الآية: 263)، وليس غيره.
{الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}، حرفان، في «الزخرف» (الآية: 84) وفي «الذاريات» (الآية: 30).
{فَقََالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مََا هََذََا إِلََّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}، اثنان في قصة نوح، [في «هود» (الآية: 27)، و «المؤمنون»] (2) (الآية: 24) في السورتين بالفاء.
و {[عَذََابَ يَوْمٍ]} [2] أَلِيمٍ اثنان، في «هود» (الآية: 26)، و «الزخرف» (الآية: 65).
{مِنْ عِبََادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} اثنان في «العنكبوت» (الآية: 62)، و «سبأ» (الآية: 39)، وأما الذي في «القصص» فهو {مِنْ عِبََادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلََا أَنْ} (الآية: 82)، وباقي القرآن {وَيَقْدِرُ} (4)
فقط (5).
{فَلَمََّا أَنْ}، حرفان: في «يوسف» {فَلَمََّا أَنْ جََاءَ الْبَشِيرُ} (الآية: 96)، وفي «القصص» {فَلَمََّا أَنْ أَرََادَ أَنْ يَبْطِشَ} (الآية: 19).
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ} بالواو، حرفان في «الأنعام» (الآيتان: 21و 93). وفي «يونس (6)»: {فَمَنْ أَظْلَمُ} بالفاء (الآية: 17).
__________
(1) العبارة في المطبوعة: (في البقرة، وفي آل عمران {أَنَّ اللََّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) في المخطوطة: ({مِنْ عِبََادِهِ}).
(5) وهي في سورة الرعد: 26، والإسراء: 30، والروم: 37، وسبأ: 36، والزمر: 52، والشورى: 12.
(6) في المخطوطة: (وفي هود) والذي فيها بالواو وليس بالفاء.(1/224)
[أعرض] (1) حرفان في «الكهف» وفي «السجدة» إلا أن الأول {فَأَعْرَضَ}
(الآية: 57) والثاني {ثُمَّ أَعْرَضَ} (الآية: 22).
{أَطِيعُوا اللََّهَ وَالرَّسُولَ} من غير تكرار الطاعة: حرفان، وهما في «آل عمران»: {قُلْ أَطِيعُوا اللََّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا} (الآية: 32)، و {وَأَطِيعُوا اللََّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
(الآية: 132).
{جََاءَهُمُ الْبَيِّنََاتُ} بغير تاء التأنيث، حرفان، وهما في «آل عمران» (الآيتان: 86 و 105).
{وَمََا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ}، حرفان، في «آل عمران» (الآية: 92)، وفي «الأنفال» (الآية: 60).
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ} بالفاء، حرفان في «آل عمران» (الآية: 184)، وفي «الأنعام» (الآية: 147).
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ} حرفان، وهما في «الأنعام» (الآيتان: 40و 47).
{لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفََاسِقِينَ} (2) حرفان، في «التوبة» (الآية: 24)، وفي «المنافقين» (الآية: 6).
{إِنَّ اللََّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، بزيادة اللام، حرفان (3) [في «الحج» (الآيتان: 40 و 74): {فَأَصْبَحُوا فِي دِيََارِهِمْ جََاثِمِينَ} حرفان] (3) [هما] (5) في «هود» (الآيتان: 67 و 94) في قصة صالح وشعيب. قال بعض المشايخ: ما كان فيه الصيحة فهو {دِيََارِهِمْ}
(هود: 67و 94) على الجمع، وما كان فيه الرجفة فهو {دََارِهِمْ} (الأعراف الآيتان: 78 و 91. والعنكبوت: 37).
(البرهان ج 1م 15)
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: ({إِنَّ اللََّهَ لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفََاسِقِينَ}).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) سقطت من المطبوعة.
{وَمََا كََانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللََّهِ مِنْ أَوْلِيََاءَ} بتكرير (من) حرفان، هما في «هود».(1/225)
{وَمََا كََانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللََّهِ مِنْ أَوْلِيََاءَ} بتكرير (من) حرفان، هما في «هود».
(الآيتان: 20و 113) {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكََافِرِينَ}، حرفان في «العنكبوت» (الآية: 68)، و «الزمر» (الآية: 32).
{إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}، بلفظ التوحيد، حرفان في «الحجر» (الآية:
77)، و «العنكبوت» (الآية: 44).
{تَبِعَ} بإسقاط الألف حرفان، في «البقرة» (الآية: 38)، و «آل عمران» (الآية: 73).
{خَلَقَ السَّمََاوََاتِ} [1] [وَالْأَرْضَ وَمََا بَيْنَهُمََا فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ] (1) ثُمَّ اسْتَوى ََ عَلَى الْعَرْشِ، حرفان في «الفرقان» (الآية: 59)، وفي «الم السجدة» (الآية: 4).
{إِلى ََ أَجَلٍ مُسَمًّى} حرفان، في «لقمان» (الآية: 29)، و «حم عسق» (الشورى: 14).
اللهو قبل اللعب حرفان، في «الأعراف» (الآية: 51) و «العنكبوت» (الآية:
64).
{أَوَلَمْ يَهْدِ} بالواو، حرفان في «الأعراف» (الآية: 100) [19/ ب] «والم السجدة» (الآية: 26).
{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيََامَةِ} حرفان، في «النحل» (الآية: 27)، و «العنكبوت (3)» (الآية:
25).
{إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا مِنْ بَعْدِ ذََلِكَ وَأَصْلَحُوا} بزيادة (من) حرفان، في «آل عمران» (الآية: 89) (4) [و «النور» (الآية: 5).
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) في المخطوطة: (في الأحزاب والفتح)، وليس فيهما: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيََامَةِ}.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/226)
[{إِلَّا الَّذِينَ تََابُوا وَأَصْلَحُوا} بغير «من»، حرفان، في «البقرة» (الآية: 160) و «النساء» (الآية: 146).
{وَلِلََّهِ مِيرََاثُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} حرفان، في «آل عمران» (الآية: 180)] (1)
وفي «الحديد» (الآية: 10).
{لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} في «الزمر (2)» (الآية: 63)، و «حم عسق» (الشورى: 12).
{هَلْ يُجْزَوْنَ إِلََّا مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ} إخبارا عن الجماعة الغيّب، حرفان في «الأعراف» (الآية: 147)، و «سبأ» (الآية: 33).
{أَمْوََاتٌ} بالرفع، في «البقرة» {أَمْوََاتٌ بَلْ أَحْيََاءٌ} (الآية: 154)، وفي «النحل»: {أَمْوََاتٌ غَيْرُ أَحْيََاءٍ} (الآية: 21).
الفصل الثالث ما جاء على ثلاثة (3) [أحرف]
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} ثلاثة] (3) في القرآن، في «الروم» (الآية: 9) و «فاطر» (الآية: 44) و «المؤمن» (غافر: 21).
{فَنَجَّيْنََاهُ} بالفاء (1)، في «يونس» (الآية: 73)، و «الأنبياء» (الآية: 76)، و «الشعراء» (الآية: 170).
{قَلِيلًا مََا تَذَكَّرُونَ} ثلاثة في «الأعراف» (الآية: 3) و «النمل» (الآية: 62) و «الحاقة» (الآية: 42).
{لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} اثنان في «الأعراف» (الآيتان: 26و 130)، والثالث في «الأنفال» (الآية: 57).
__________
(2) في المخطوطة: (في المؤمن) وليس فيها: {لَهُ مَقََالِيدُ السَّمََاوََاتِ}.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(1) في المخطوطة: (بالهاء).(1/227)
{تَتَذَكَّرُونَ} بتاءين متكررتين ثلاثة، في «الأنعام» (الآية: 80) و «الم السجدة» (الآية: 4) و «المؤمن» (غافر: 58) {وَمََا يَذَّكَّرُ إِلََّا أُولُوا الْأَلْبََابِ} في «البقرة» (الآية: 269) و «آل عمران» (الآية:
7) و «إبراهيم» (الآية: 52).
{فِي سَبِيلِ اللََّهِ بِأَمْوََالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}، في «النساء» (الآية: 95) و «التوبة» (الآية: 20) و «الصف» (الآية: 11).
{وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} بزيادة الباء في أول البقرة (الآية: 8) وفي «النساء» (الآية: 38) و «التوبة» (الآية: 29) ولكن هو فيهما بالنفي.
{وَإِذْ قََالَ مُوسى ََ لِقَوْمِهِ يََا قَوْمِ}، في «البقرة» (الآية: 54) و «المائدة» (الآية:
20) وفي «الصف») الآية: 5).
{فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} في «البقرة» اثنان (الآيتان: 62و 274) والثالث في «التين والزيتون» (الآية: 6) إلا أنه بإسقاط الهاء والميم.
{وَلََكِنَّ أَكْثَرَ النََّاسِ لََا يُؤْمِنُونَ}، في «هود» (الآية: 17) و «الرعد» (الآية: 1) و «المؤمن» (الآية: 59).
{وَلََكِنَّ أَكْثَرَ النََّاسِ لََا يَشْكُرُونَ}، في «البقرة» (الآية: 243) و «يوسف» (الآية: 38) و «المؤمن» (الآية: 61).
{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كََافِرُونَ} في «هود» (الآية: 19) و «يوسف» (الآية: 37) و «حم السجدة» (الآية: 7).
{كَمْ أَهْلَكْنََا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} بزيادة (من)، في «الأنعام» (الآية: 6)، و «ص» (الآية: 3)، و «الم السّجدة» (الآية: 26) لكن بلفظ {مِنَ الْقُرُونِ}.
{أَجْمَعُونَ} بالواو في «الحجر» (الآية: 30) و «الشعراء» (الآية: 95) و «ص» (الآية: 73).
{إِنَّ اللََّهَ خَبِيرٌ بِمََا تَعْمَلُونَ}، في «المائدة» (الآية: 8) و «النور» (الآية:
53) و «الحشر» (الآية: 18).
{إِنَّ اللََّهَ عَلِيمٌ بِذََاتِ الصُّدُورِ}، في «آل عمران» (الآية: 119) و «المائدة» (الآية: 7) و «لقمان» (الآية: 23).(1/228)
53) و «الحشر» (الآية: 18).
{إِنَّ اللََّهَ عَلِيمٌ بِذََاتِ الصُّدُورِ}، في «آل عمران» (الآية: 119) و «المائدة» (الآية: 7) و «لقمان» (الآية: 23).
{وَلَوْ شِئْنََا}، في «الأعراف» (الآية: 176) و «الفرقان» (الآية: 51) و «الم السجدة» (الآية: 13).
{مِنْ ذُنُوبِكُمْ} بزيادة (من)، في «إبراهيم» (الآية: 10) و «الأحقاف» (الآية: 31) و «نوح» (الآية: 4).
{مُبَيِّنََاتٍ} في «النور» اثنان (الآيتان: 34و 46)، والثالث في «الطلاق» (الآية:
11).
{لَوْلََا أُنْزِلَ عَلَيْهِ} في «الرعد» اثنان (الآيتان: 7و 27)، والثالث في «يونس» (الآية: 20).
{جَنََّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهََا} في «الرعد» (الآية: 23) و «النحل» (الآية: 31) و «فاطر» (الآية: 33).
{فَمََا كََانَ اللََّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} في «الروم (1)» (الآية: 9) و «التوبة» (الآية: 70) و «العنكبوت (2)» (الآية: 40).
{لَعَلى ََ} في «الحج» (الآية: 67) و «سبأ» (الآية: 24) و «نون» (الآية: 4).
{فِي السَّمََاوََاتِ وَلََا فِي الْأَرْضِ} في «سبأ» اثنان (الآيتان: 3و 22)، وفي آخر «فاطر» (الآية: 44).
{وَإِذْ قََالَ رَبُّكَ لِلْمَلََائِكَةِ} بواو، في «البقرة» (الآية: 30) و «الحجر» (الآية:
28) و «ص» (الآية: 71).
{وَنَزَّلْنََا} ثلاثة أحرف، في «طه» (الآية: 80) و «النحل» (الآية: 89)، و «ق» (الآية: 9)، والباقي {وَأَنْزَلْنََا}.
__________
(1) في المخطوطة: (في آل عمران) وليس فيها: {فَمََا كََانَ اللََّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}.
(2) الذي في العنكبوت {وَمََا كََانَ} بالواو.(1/229)
{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} في «المائدة» (الآية: 92) و «يونس» (الآية: 72) و «التغابن» (الآية: 12).
{أَلَمْ يَرَوْا} بغير واو، في «النحل» (الآية: 79) و «النمل» (الآية: 86) و «يس (1)» (الآية: 31).
{أَمْوََاتاً} بالنّصب في «البقرة»: {وَكُنْتُمْ أَمْوََاتاً} (الآية: 28) و «آل عمران»، (2) [{فِي سَبِيلِ اللََّهِ أَمْوََاتاً.} (الآية: 169) و] (2) في «المرسلات» {أَحْيََاءً وَأَمْوََاتاً} (الآية:
26).
{أَجَلًا} بالنصب، في «الأنعام» (الآية: 2) و [في] (4) «بني إسرائيل» (الآية:
99) و «المؤمن» (الآية: 67).
{أَإِذََا كُنََّا تُرََاباً} بغير ذكر العظام في «الرعد» (الآية: 5) و «النمل» (الآية: 67) و «ق» (الآية: 3).
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنََا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ} في «الرعد» (الآية: 38) و «الروم» (الآية: 47) و «المؤمن» (الآية: 78).
الفصل الرابع ما جاء على أربعة [حروف] (5)
{مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} بتكرير (من) في «يونس» (الآية: 66) و «الحج» (الآية: 18) و «النمل» (الآية: 87) و «الزمر» (الآية: 68).
{مُلْكُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَمََا بَيْنَهُمََا}، في «المائدة» اثنان، (الآيتان: 17و 18) في «ص» (الآية: 10) و [آخر] (6) «الزخرف» (الآية: 85).
{أَرْسَلْنََا قَبْلَكَ} بإسقاط (من) في «بني إسرائيل» (الإسراء: 77) و «الأنبياء» (الآية: 7) و «الفرقان» (الآية: 20) و «سبأ» (الآية: 44).
__________
(1) في المخطوطة: (ولقمان)، وليس فيها: {أَلَمْ يَرَوْا}.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) ليست في المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.(1/230)
{أَهََؤُلََاءِ} بألف قبل الهاء، في «المائدة» (الآية: 53) و «الأنعام» (1) (الآية: 53) و «الأعراف» (الآية: 49) و «سبأ» (الآية: 40).
{مِنْ تَحْتِهِمْ} (2) في «الأنعام» (الآية: 6) و «الأعراف» (الآية: 43) و «يونس» (الآية: 9) و «الكهف» (الآية: 31) وأما {تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهََارُ} (التوبة: 100) فموضع واحد في براءة.
{أَوْ أَنْ} بهمزة قبل الواو. في «هود»: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ} (الآية: 87)، وفي «بني إسرائيل» {أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} (الآية: 54) وفي «طه» {أَوْ أَنْ يَطْغى ََ}
(الآية: 45)، وفي «المؤمن»: {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسََادَ} (غافر: 26).
{إِنَّ اللََّهَ كََانَ عَلِيماً حَكِيماً} في «النساء» اثنان، (الآيتان: 11و 24) وفي «الأحزاب»، (الآية: 1) و «الإنسان» (الآية: 30).
{آبََاؤُهُمْ} بالرفع، في «البقرة»: {أَوَلَوْ كََانَ آبََاؤُهُمْ لََا يَعْقِلُونَ شَيْئاً} (الآية:
170) وفي «المائدة»: (3) [{أَوَلَوْ كََانَ آبََاؤُهُمْ لََا يَعْلَمُونَ شَيْئاً}] (3) [الآية: 104]. وفي «هود»: (3) {[إِلََّا كَمََا يَعْبُدُ آبََاؤُهُمْ}] (3) [الآية: 109]، وفي «يس»: (3) {[لِتُنْذِرَ قَوْماً مََا أُنْذِرَ آبََاؤُهُمْ}] (3) (الآية: 6). {قُلْ يََا أَيُّهَا النََّاسُ} في «الأعراف (الآية: 158)، و [في] (9)
«يونس» اثنان منها، (الآيتان: 104و 108) وفي «الحج» (الآية: 49). {نُصَرِّفُ الْآيََاتِ} في «الأنعام» ثلاثة، (الآيات: 46و 65و 105)، والرابع في «الأعراف» (الآية: 58)، {إِنَّ اللََّهَ لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الظََّالِمِينَ}، في «المائدة» (الآية: 51) و «الأنعام» (الآية: 144) و «القصص» (الآية: 50) و «الأحقاف» (الآية: 10)، {مُبََارَكاً} بالنّصب، في «آل عمران» (الآية: 96) و «مريم» (الآية: 31)، و «المؤمنين» (الآية: 29) و «ق» (الآية: 9)، {مُبََارَكٌ} بالرفع، في «الأنعام» اثنان، (الآيتان: 92و 155) وفي «الأنبياء» (الآية: 50) و «ص» (الآية: 29)، {مََا كَسَبَتْ} بحذف الباء من أوله، في «البقرة» (الآية: 134) و «آل عمران» اثنان، (الآيتان: 25و 161) وفي «إبراهيم» (الآية: 51)، {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ََ} [20/ أ]
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: ({تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهََارُ}).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(9) ساقطة من المخطوطة.(1/231)
بإثبات الهمزة قبل الواو، في «آل عمران» (الآية: 195) [«والنساء»] (1) (الآية: 124) و «النحل» (الآية: 97) و «المؤمن» (2) (غافر الآية: 40)، {أَلَمْ يَرَوْا} بغير واو، في «الأنعام» (الآية: 6) و «الأعراف» (الآية: 148) و «النمل» (الآية: 86) [و «يس»] (3)
(الآية: 31).
{وَلَبِئْسَ} [بالواو] (4) في «البقرة» اثنان (الآيتان: 206102)، {وَلَبِئْسَ مََا شَرَوْا بِهِ}، و {لَبِئْسَ الْمِهََادُ}. وفي «الحج» (الآية: 13): {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} وفي «النور» (الآية: 57): {وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. وأما {فَلَبِئْسَ} بالفاء، فموضع واحد في «النحل»: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (الآية: 29) {إِلََّا قَلِيلٌ} بالرفع، في «النساء» (الآية: 66)، و «التوبة» (الآية: 38)، و «هود» (الآية: 40)، و «الكهف» (الآية: 22).
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا} في «يوسف» (الآية: 109)، وفي «الحج» (الآية: 46)، وفي «المؤمن» (غافر: 82)، وفي «القتال» (محمّد: 10).
(4) [{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ} في «الأنعام» (الآية: 11)] (4)، {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا} وليس في القرآن (ثم) غيره، وفي النمل (الآية: 69) {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا}، وكذا في «العنكبوت» (الآية: 20) و «الروم» (الآية: 42).
{أَفَرَأَيْتَ} بالفاء بعد الهمزة، في «مريم» (الآية: 77)، و «الشعراء» (الآية:
205)، و «الجاثية»: (الآية: 23)، و «النجم» (الآية: 33).
اللّعب قبل اللهو، في «الأنعام» اثنان (الآيتان: 32و 70)، وفي «القتال» (محمّد: 36)، و «الحديد» (الآية: 20).
{لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} بلفظ الجمع، في «البقرة» (الآية: 164)، و «الرعد» (الآية: 4)، و «الروم» (الآية: 24)، و «النحل» (الآية: 12).
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: (المؤمنين)، وفي المطبوعة: (غافر).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.(1/232)
{إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} على لفظ الجمع (1) في «يونس» (الآية:
67).
{لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [بالتوحيد] في «النحل» (الآية: 65)، كذلك بالجمع في «الروم» (الآية: 23)، و «الم السجدة» (الآية: 26).
{قََالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} في «مريم» (الآية: 73)، و «العنكبوت» (الآية: 12)، و «يس» (الآية: 47)، و «الأحقاف» (الآية: 11).
{وَمََا ظَلَمْنََاهُمْ} في «هود» (الآية: 101)، و «النحل» اثنان (الآيتان: 33 و 118)، وفي «الزخرف» (الآية: 76).
{وَإِذْ قُلْنََا لِلْمَلََائِكَةِ} في «البقرة» (الآية: 34)، و «بني إسرائيل» (الإسراء:
61)، و «الكهف» (الآية: 50)، و «طه» (الآية: 116).
و {الْأَنْبِيََاءَ} و {النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} في «آل عمران»: {النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ}
(الآية: 21)، وفيها: {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيََاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (الآية: 112). وفيها أيضا (الآية:
181) {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيََاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} وفي «النساء» (الآية: 155). فأما الذي في «البقرة» {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الآية: 61) فليس له نظير.
الفصل الخامس ما جاء على خمسة [حروف] (2)
{حَكِيمٌ عَلِيمٌ} في «الأنعام» ثلاثة (الآيات: 83و 128و 139)، والرابع في «الحجر» (الآية: 25)، والخامس في «النمل» (الآية: 6).
{مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} في «الأنفال» اثنان (الآية: 4و 74)، (3) [وفي «الحج» (الآية: 50)، و «النور» (الآية: 26)، و «سبأ» (الآية: 4)] (3) الأرض قبل السماء،
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (في لفظ الجمع والتوحيد)، والذي في يونس بالجمع، وليس فيها بالتوحيد، وقد وضع الناسخ كلمة (التوحيد) في هذا الموضع، وحقه أن يضعها بعد الآية التالية.
(2) ليست في المخطوطة.
(3) في المخطوطة: (وآل عمران والأنعام والأحقاف) وليس فيها: {مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.(1/233)
في «آل عمران» (الآية: 5)، و «يونس» (الآية: 61)، و «إبراهيم» (الآية: 38)، و «طه» (الآية: 4)، و «العنكبوت» (الآية: 22).
{لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (1) [بلفظ الجمع، في «الرعد» (الآية: 3)، و «الروم» (الآية: 21)، و «الزمر» (الآية: 42)، و «الجاثية» (الآية: 13)، وبلفظ التوحيد في «النحل» (الآيتان: 11و 69)] (1)
{أَطِيعُوا اللََّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} بتكرير الطاعة، في «النساء» (الآية: 59)، و «المائدة» (الآية: 92)، و «النور» (الآية: 54) و «القتال» (محمّد: 33)، و «التغابن» (الآية: 12).
{وَذََلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، منها حرفان بالواو: في «التوبة» (الآية: 111)، {وَذََلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وكذلك في «المؤمن» (غافر: 9)، والباقي بلا واو في «يونس» (الآية: 64)، و «الدخان» (الآية: 57)، و «الحديد» (الآية: 12).
الفصل السادس ما جاء على ستة [حروف] (3)
{إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} في «الأنعام» (الآية: 99)، و «النحل» (الآية: 79)، و «النمل» (الآية: 86)، و «العنكبوت» (الآية: 24) و «الروم» (الآية: 37)، [و «الزمر»] (4) (الآية: 52).
{وَذََلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} منها بواو واحد في «النساء» (الآية: 13) {خََالِدِينَ فِيهََا وَذََلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وفي «المائدة» (الآية: 119)، {ذََلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، ومثله في «التوبة» موضعان (الآية: 89و 100)، و [في] (5) «الصف» (الآية: 12)، و «التغابن» (الآية: 9).
{فَمَنْ أَظْلَمُ} بالفاء، في «الأنعام» موضعان (الآية: 144و 157)، و «الأعراف»
__________
(1) ورد مكانها في المخطوطة (وفي الجاثية مثله).
(3) زيادة ليست في المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) ساقطة من المطبوعة.(1/234)
(الآية: 37)، و «يونس» (الآية: 17)، و «الكهف» (الآية: 15)، و «الزمر» (الآية: 32).
{وَيَسْئَلُونَكَ} بالواو، ثلاثة في «البقرة» (الآيات: 219و 220و 222)، و «بني إسرائيل» (الإسراء: 85)، و «الكهف» (الآية: 83)، و «طه» (الآية: 105).
{فَبِئْسَ} بالفاء: في «ص» اثنان (الآيتان: 56و 60)، وفي «الزمر» (الآية: 72)، وفي «غافر» (الآية: 76)، و «الزخرف» (الآية: 38)، و «المجادلة» (الآية: 8).
{نَزَّلْنََا} بغير واو، في «البقرة» (الآية: 23). و «النساء» (الآية: 47)، و «الأنعام» موضعان (الآية: 1117)، و «الحجر» (الآية: 9)، و «الإنسان» (الآية: 23).
{قُلْ يََا أَهْلَ الْكِتََابِ} في «آل عمران» ثلاثة (999864)، وفي «المائدة» ثلاثة (59 7768).
الفصل السابع ما جاء على سبعة [حروف] (1)
{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} في «البقرة» (الآية: 221)، و «إبراهيم» (الآية: 25)، و «القصص» ثلاثة مواضع (514643)، و «الزمر» (2) (الآية: 27) و «الدخان» (الآية: 58).
{السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَمََا بَيْنَهُمََا} في «مريم» (الآية: 65)، و «الشعراء» (الآية: 24)، و «الصافات» (الآية: 5)، و «ص» موضعان (6610) [و «الزخرف»] (3) (الآية: 85)، و «الدخان» (الآية: 7).
«المرأة» مكتوبة بالتاء في سبعة مواضع في «آل عمران» (الآية: 35)، وفي «يوسف» موضعان (5130) {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ}، وفي «القصص» {امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ}
(الآية: 9)، وفي «التحريم» ثلاثة مواضع (في الآية 10موضعان و 11).
__________
(1) زيادة ليست من المخطوطة.
(2) تصحّفت في المخطوطة إلى: (المؤمن) وليس فيها {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
(3) ساقطة من المخطوطة.(1/235)
الفصل الثامن ما جاء على ثمانية [حروف] (1)
النفع قبل الضر في «الأنعام» (الآية: 71)، و «الأعراف» (الآية: 188)، و «يونس» (الآية: 106)، و «الرعد» (الآية: 16)، و «الأنبياء» (الآية:
66)، و «الفرقان» (الآية: 55)، و «الشعراء» (الآية: 73)، و «سبأ» (الآية: 42).
{يَتَذَكَّرُ} بتاء في «الرعد» (الآية: 19)، و «طه» (الآية: 44)، و «الملائكة» (فاطر: 37)، و «ص» (الآية: 29)، و [«الزمر» (2)] (الآية: 9)، و «المؤمن» (الآية:
13)، [و «النازعات»] (3) (الآية: 35)، و «الفجر» (الآية: 23).
الفصل التاسع ما جاء على تسعة [حروف] (4)
{مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} بغير تكرار (من) في «آل عمران» (الآية: 83)، و «الرعد» (الآية: 16)، وفي «بني إسرائيل» (الإسراء: 55)، و «مريم» (الآية:
93)، و «الأنبياء» (الآية: 19)، و «النور» (الآية: 41)، و «النمل (5)» (الآية:
65)، و «الروم» (الآية: 26)، و «الرحمن» (الآية: 29).
{وَلََكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لََا يَعْلَمُونَ} بالهاء والميم [20/ ب]. في «الأنعام» (الآية:
37)، و «الأعراف» (الآية: 131)، و «الأنفال» (الآية: 34)، و «يونس» (الآية:
55)، و «القصص» موضعان (الآية: 5713)، [و «الزمر»] (6) (الآية: 49)، والذي [ذكره] (7) في «الدخان» (الآية: 39)، و «الطور» (الآية: 47).
{يَكُ} بالياء من غير نون بعد الكاف في «الأنفال» (الآية: 53)، و «التوبة» (الآية: 74)، و «النحل» (الآية: 120)، و «مريم» (الآية: 67)، و «المؤمن»
__________
(1) زيادة ليست في المخطوطة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المخطوطة: (والطامة).
(4) زيادة ليست في المخطوطة.
(5) تأخرت (النمل) في المخطوطة بعد (الرحمن).
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) ساقطة من المطبوعة.(1/236)
موضعان (غافر: 8528)، وفي «المدثر» موضعان (الآية: 43و 44) بالنون في أوله، و [في] (1) «القيامة» {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً} (الآية: 37).
الفصل العاشر (2) [ما جاء على عشرة أحرف] (2)
{وَلَمََّا} بالواو: في «هود» (الآيات: 947758)، و «يوسف» (الآيات:
946968655822)، وفي غيرهما بالفاء: في «هود» (الآيات: 7066 8274) أربعة أحرف، وفي «يوسف» [تسعة] (4) (الآيات: 6350312815 96888070).
{أَنْ لََا} تكتب في المصحف بالنون منفصلة عشرة: في «الأعراف» موضعان (الآيات: 105، 169)، و «التوبة» (الآية: 118)، وفي «هود» موضعان (الآيات:
14، 26)، و «الحج» (الآية: 26)، [و «يس»] (5) (الآية: 60)، و «الدخان» (الآية: 19)، [و «الممتحنة»] (6) (الآية: 12)، و «القلم» (الآية: 24).
الفصل الحادي عشر (7) [ما جاء على أحد عشر حرفا] (7)
أحد عشر {جَنََّاتِ عَدْنٍ}: في «التوبة» (الآية: 72) و «الرعد» (الآية: 23) و «النحل» (الآية: 31) و «الكهف» (الآية: 31) و «مريم» (الآية: 61) و «طه» (الآية: 76) و «الملائكة» (فاطر: 33) و «ص: 50) و «المؤمن» (غافر: 8) و «الصف» (الآية:
12) و «لم يكن» (البيّنة: 8).
{مََا} [9] فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ: في «البقرة» (الآية: 116) و «النساء» (الآية: 170) و «الأنعام» (الآية: 12) و «يونس» (الآية: 55) و «النحل» (الآية:
__________
(1) ليست في المخطوطة.
(2) في المخطوطة: (في العشرة).
(4) زيادة من المخطوطة، وتصحّفت فيها إلى: (ستّة).
(5) تصحّفت في المخطوطة إلى: (يونس).
(6) في المخطوطة: (الموودة).
(7) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(9) في المخطوطة: (له ما) وليست (له) في جميع المواضع المذكورة.(1/237)
52) و «النور» (الآية: 64) [و «العنكبوت»] (1) (الآية: 52) و «لقمان» (الآية:
26) [و «الحديد»] (2) (الآية: 1) و «الحشر» (الآية: 24) و «التغابن» (الآية 4).
{خََالِدِينَ فِيهََا أَبَداً} في «النساء» ثلاثة مواضع (الآيات: 57، 122، 169) و «المائدة» (الآية: 119) و «التوبة» موضعان (الآيتان: 22، 100)، و «الأحزاب» (الآية: 65) و «التغابن» (الآية: 9) و «الطلاق» (الآية: 11) [و «الجن»] (3)
(الآية: 23) و «البريّة» (البيّنة: 8).
{وَتِلْكَ} بالواو في «البقرة» (الآية: 230) و «آل عمران» (الآية: 140) و «الأنعام» (الآية: 83) [و «هود»] (4) (الآية: 59) و «الكهف» (الآية: 59) و «الشعراء» (الآية: 22)، و «العنكبوت» (الآية: 43) و «الزخرف» (الآية: 72) و «المجادلة» (الآية: 4) و «الحشر» (الآية: 21) و «الطلاق» (الآية: 1).
{نِعْمَتَ اللََّهِ} كتبت بالتاء [في المصحف] (5) في أحد عشر موضعا: في «البقرة» {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََّهِ عَلَيْكُمْ} (الآية: 231) وفي «آل عمران» (الآية: 103) و «المائدة» (الآية: 11) و «إبراهيم» موضعان (الآيتان: 28، 34) و «النحل» ثلاثة مواضع (الآيات: 72، 83، 114)، و «لقمان» (الآية: 31) و «فاطر» (الآية: 3) و «الطور» (الآية: 29).
(في ما) كتبت منفصلة في أحد عشر موضعا: في «البقرة»: {فِي مََا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} (الآية: 234). و «في المائدة»: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مََا آتََاكُمْ}
(الآية: 48). وفي «الأنعام»: {فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ} (الآية: 145). وفيها أيضا:
{لِيَبْلُوَكُمْ [فِي مََا آتََاكُمْ}] (6) (الآية: 165). وفي «الأنبياء»: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ [خََالِدُونَ]} [7] (الآية: 102). (1) [وفي «النور»: {لَمَسَّكُمْ فِيمََا أَفَضْتُمْ}
__________
(1) جاءت (العنكبوت) بعد (لقمان) في المخطوطة، والصواب ما أثبتناه.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) ساقطة من المخطوطة.(1/238)
(الآية: 14)] (1). وفي «الشعراء» {أَتُتْرَكُونَ فِي مََا هََاهُنََا آمِنِينَ} (الآية: 146). وفي «الروم»: {شُرَكََاءَ فِي مََا رَزَقْنََاكُمْ} (الآية: 28). وفي «الزمر» {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مََا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (الآية: 3). وفيها أيضا {أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبََادِكَ فِي مََا كََانُوا} (الآية: 46) وفي «الواقعة»: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مََا لََا تَعْلَمُونَ} (الآية: 61).
الفصل الثاني عشر ما جاء على خمسة عشر وجها
{جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهََارُ} ليس فيها «خالدين» في «البقرة» موضعان (الآيتان: 25، 266) و «آل عمران» (الآية: 195) و «المائدة» (الآية: 12) و «الرعد» (الآية: 35) و «النحل» (الآية: 31) و «الحج» موضعان (الآيتان: 14، 23) و «الفرقان» (الآية: 10) و «الزمر» (الآية: 20) و «القتال» (محمّد: 12) و «الفتح» (الآية: 5) و «الصف» (الآية: 12) و «التحريم» (الآية: 8) و «البروج» (الآية: 11).
والسّماء والأرض، بالتوحيد في «البقرة» (الآية: 164) و «الأعراف» (الآية:
96) و «يونس» (الآية: 31) و «الأنبياء» موضعان (الآيتان: 4، 16). (2) [وفي الحج (الآية: 70) و «النمل» موضعان] (2) (الآيتان: 64، 75) و «الروم» (الآية: 25) و «سبأ» (الآية: 9) و «الملائكة» (فاطر: 3) و «ص» (الآية: 27) و «الدخان» (الآية: 29) و «الذاريات» (الآية: 23) و «الحديد» (الآية: 21).
الفصل الثالث عشر ما جاء على ثمانية عشر [وجها] (4)
[أك] (5) (نك) و (يك) و (تك) بحرف (6) المضارعة في أولها، وبغير نون في آخرها. في «النساء»: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} (الآية: 40).
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) زيادة ليست من المخطوطة.
(5) ساقط من المخطوطة.
(6) في المطبوعة: (بحروف).(1/239)
و «الأنفال»: {لَمْ يَكُ مُغَيِّراً [نِعْمَةً]} [1] (الآية: 53). وفي «التوبة»: {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ} (الآية: 74). وفي «هود» موضعان: {فَلََا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمََّا يَعْبُدُ هََؤُلََاءِ}، (2) [{فَلََا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ} (الآيتان: 17، 109)] (2). وفي «النحل» موضعان: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، {وَلََا تَكُ فِي ضَيْقٍ} (الآيتان: 120، 127). وفي «مريم»: ثلاثة مواضع: (الآيات: 9، 20، 67)، (4) [وفي «لقمان» (الآية: 16)، و «غافر»، أربع مواضع] (4) (الآيتان:، 28مرتان 50، 85)، وفي «المدثر» موضعان (الآيتان: 43، 44)، وفي «القيامة» (الآية: 37).
الفصل الرابع عشر ما (6) جاء على عشرين وجها
{إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً} على التوحيد: في «البقرة» (الآية: 248) و «آل عمران» (الآية: 49) و «هود» (الآية: 103) و «الحجر (7)» (الآية: 77) وفي «النحل» خمسة أحرف بالتوحيد (الآيات: 11، 13، 65، 67، 69)، وفي «الشعراء» [ثمانية] (8)
(الآيات: 8، 67، 103، 121، 139، 158، 174، 190)، وفي «النمل» (الآية: 52) و «العنكبوت» (الآية: 44) و «سبأ» (الآية: 9).
الفصل الخامس عشر ما جاء على ثلاثة وعشرين حرفا
وذلك (نزل) و (نزل) [و (نزل)] (9)
في «البقرة»: {ذََلِكَ بِأَنَّ اللََّهَ نَزَّلَ الْكِتََابَ} (الآية: 176). وفي «آل عمران»:
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتََابَ} (الآية: 3). وفي «النساء» موضعان: {وَالْكِتََابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى ََ رَسُولِهِ} (الآية: 136)، {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتََابِ} (الآية: 140). وفي
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) في المطبوعة: (فيما).
(7) في المخطوطة: (والحجرات)، والصواب ما أثبتناه.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(9) زيادة ليست من المخطوطة.(1/240)
«الأنعام»: {وَقََالُوا لَوْلََا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} (الآية: 37). وفي «الأعراف» (1)
موضعان: {مََا نَزَّلَ اللََّهُ بِهََا مِنْ سُلْطََانٍ} (الآية: 71)، {إِنَّ وَلِيِّيَ اللََّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتََابَ} (الآية: 196). وفي «الحجر» (2): {يََا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} (الآية:
6). وفي «النحل»: {لِتُبَيِّنَ لِلنََّاسِ مََا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (الآية: 44). وفي «بني إسرائيل»: {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} (الإسراء: 105). وفي «الفرقان» ثلاثة مواضع: أوّلها (3) [{تَبََارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقََانَ}] (3) (الآية: 1)، {وَنُزِّلَ الْمَلََائِكَةُ تَنْزِيلًا} (الآية:
25)، {لَوْلََا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ} (الآية: 32). وفي «الشعراء»: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (الآية: 193). وفي «العنكبوت»: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمََاءِ مََاءً فَأَحْيََا بِهِ الْأَرْضَ [مِنْ]} [5] بَعْدِ مَوْتِهََا (الآية: 63) وليس في القرآن {مِنْ بَعْدِ مَوْتِهََا}
بزيادة «من» غيره. وفي «الصافات»: {فَإِذََا نَزَلَ بِسََاحَتِهِمْ} (الآية: 177). وفي «الزمر»: {اللََّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} (الآية: 23). وفي «الزخرف» موضعان: {لَوْلََا نُزِّلَ هََذَا الْقُرْآنُ} (الآية: 31)، {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمََاءِ مََاءً بِقَدَرٍ} (الآية: 11). وفي «القتال» موضعان: {وَآمَنُوا بِمََا نُزِّلَ عَلى ََ مُحَمَّدٍ} (محمد: 2)، {مََا نَزَّلَ اللََّهُ سَنُطِيعُكُمْ} (محمد: 26). وفي «الحديد»: {مََا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (الآية: 16). وفي «تبارك»: {مََا نَزَّلَ اللََّهُ مِنْ شَيْءٍ} (الآية: 9).
__________
(1) تصحّفت في المخطوطة: (وفي الأحزاب).
(2) تصحّفت في المخطوطة: (وفي الحجرات).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) ساقطة من المخطوطة.(1/241)
النوع السادس علم المبهمات (1)
وقد صنف فيه أبو القاسم السّهيلي (2) في كتابه المسمّى ب «التعريف والإعلام»، و [تلاه] (3) تلميذه ابن عسكر (4)
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الإتقان للسيوطي 4/ 79، النوع السبعون «مفتاح السعادة» لطاش كبري 2/ 510 في الدوحة السادسة: العلوم الشرعية، الشعبة الثامنة، المطلب الثالث: في فروع علم التفسير، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1583، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 510، ومعجم الدراسات القرآنية للصفار، ص 143، 199، 275، ومعجم مصنّفات القرآن الكريم: 190187.
(2) هو الإمام الحافظ عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الأندلسي، قال عنه ابن الزبير: «كان عالما باللغة والعربية والقراءات، بارعا في ذلك جامعا بين الرواية والدراية، نحويا متقدما أديبا عالما بالتفسير وصناعة الحديث» من مصنّفاته: «الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام» توفي سنة 581 (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 81) وكتابه «التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام» طبع لأول مرة في القاهرة عام 1352هـ / 1933م. بالمكتبة التجارية، وطبع بتصحيح وتعليق ومراجعة محمود ربيع في القاهرة، بمطبعة الأنوار عام 1357هـ / 1938م، وطبع في القاهرة بمكتبة صبيح عام 1396هـ / 1976م وقام بتحقيقه عبد، أ، مهنّا، وطبع في بيروت بدار الكتب العلمية عام 1407هـ / 1987م. ويقوم بتحقيقه حمد بن صالح اليحيى كرسالة ماجستير مسجّلة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض عام 1404هـ / 1984م (أخبار التراث العربي 33/ 3) ويسميه البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 451 «مختصر الوجيز فيما تضمن كتاب الله العزيز في ذكر من لم يسمّ فيه» وقد استفاد هذه التسمية من مقدمة السهيلي لكتابه في الصفحة الأولى منه، كما ينسب العلماء الذين ترجموا للسهيلي له كتاب «الإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين» (انظر وفيات الأعيان 1/ 280).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) هو محمد بن علي بن الخضر الغسّاني المالقي، ويعرف بابن عسكر. قال ابن عبد الملك: «كان نحويا ماهرا مقرئا متفنّنا في جملة معارف من رواة الحديث، فقيها مشاورا، متين الدين، روى عن القاضي عياض. ولي قضاء مالقة. من مصنفاته «المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي» توفي سنة 636 (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 179) وكتابه «التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام» مخطوط منه نسختان بدار الكتب المصرية(1/242)
في كتابه المسمّى [«التكميل] (1) [21/ أ] والإتمام» (2).
__________
مكتبة عاشر افندي: 93ونسخة بمكتبة شهيد علي رقم (185) ومنها مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم (122) ونسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 519، تقع في (70) ورقة ضمن مجموع، ويقوم حسين عبد الهادي محمد بتحقيقه كرسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض مسجّلة عام 1404هـ / 1984م (أخبار التراث العربي 7/ 26).
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) ومن الكتب المصنّفة في علم مبهمات القرآن أيضا: «البيان فيما أبهم من الأسماء في القرآن» للزهري محمد بن أحمد بن سلمان (ت 617هـ) (انظر كشف الظنون 1/ 136) ومنها «ذيل التعريف والإعلام» لمحمد بن علي بن محمد البلنسي (ت 636هـ) مخطوط بمكتبة الحرمين بمكة رقم 13. «التبيان لمبهمات القرآن» لابن جماعة، بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي (ت 733هـ) وهو مفقود وقد اختصره المؤلف في كتاب آخر سماه «غرر البيان في مبهمات القرآن» وهو مخطوط بالاسكوريال رقم (1508) تفسير، ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 11021598ق، ومنه نسختان بألمانيا الاتحادية، وحققه محمد بن صالح الفوزان كرسالة ماجستير حصل عليها من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام 1403هـ / 1983 (أخبار التراث العربي 7/ 24) كما حقّقه عبد الغفار بدر الدين كرسالة ماجستير حصل عليها من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1401هـ / 1981م (الأطروحات الإسلامية 1/ 17) ويقوم بتحقيقه د. عبد الجواد خلف من باكستان، كما يقوم بتحقيقه محمد هيثم عياش بألمانيا الاتحادية (انظر معجم مصنّفات القرآن للشواخ 4/ 189) ومنها: «الإحكام لبيان ما في القرآن من الإبهام» للحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 21، ومنها: «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن (ت 911هـ) وقد طبع لأول مرة في ليدن بهولندا عام 1255هـ / 1839م، وطبع في مطبعة بولاق بالقاهرة، عام 1284هـ / 1867م في (74) صفحة، وطبع أيضا في مصر ومعه «شرح منظومة السجاعي في بيان الأنبياء المذكورين في القرآن» عام 1309هـ / 1891م. وطبع أيضا بمصر في المطبعة الميمنية عام 1309هـ / 1891م (معجم المطبوعات العربية لسركيس: 1084) وطبع أيضا بالمكتبة المحمدية بالقاهرة (معجم الدراسات القرآنية: 199) وطبع أخيرا بتحقيق إياد خالد الطباع بمؤسسة الرسالة في بيروت عام 1406هـ / 1986م ومنها: «كشف غوامض القرآن» للطريحي، فخر الدين بن محمد بن علي النجفي الشيعي ت 1085هـ (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 4/ 363) ومنها: «مبهمات القرآن» لمؤلف مجهول. ومنه نسخة خطية بمكتبة جامع الباشا بالموصل رقم 265 (انظر معجم الدراسات القرآنية: 334) ومنها: «صلة الجمع وعائد التنزيل لموصول كتابي الإعلام والتكميل» لمحمد بن علي الأوس المغربي (ت؟) وقد جمع فيه بين كتابي السهيلي وابن عسكر (معجم مصنّفات القرآن 4/ 190) ومنها: «غرائب القرآن ومشكلاته وبيان شأنه ونزول آياته ومعانيه وبعض لغاته وشرح مبهماته» لمؤلف مجهول، وهو من كتب المكتبة الخديوية (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 143) ومنها: «الياقوت والمرجان في تفسير مبهمات القرآن» لعبد الجواد خلف عبد الجواد، صدر منه الجزء الأول في الباكستان عام 1404هـ / 1984م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 190).(1/243)
وهو [نحو] (1) المبهمات المصنفة في علوم الحديث، وكان من السّلف من يعتني به.
قال عكرمة (2): «طلبت الّذي خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت، أربع عشرة سنة».
إلا أنه لا يبحث فيما أخبر الله باستئثاره بعلمه كقوله: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لََا تَعْلَمُونَهُمُ اللََّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال: 60)، والعجب ممن تجرّأ وقال: قيل إنهم قريظة، وقيل: من الجن (3).
وله أسباب:
الأوّل: أن يكون أبهم في موضع استغنى (4) ببيانه في آخر في (5) سياق الآية، كقوله تعالى: {مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة: 4) بيّنه بقوله تعالى: {وَمََا أَدْرََاكَ مََا يَوْمُ الدِّينِ} الآية (6)
(الانفطار: 17).
وقوله: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الفاتحة: 7)، [و] (7) وبيّنه بقوله: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدََاءِ وَالصََّالِحِينَ} (8) (النساء: 69).
وقوله: {وَإِذْ قََالَ رَبُّكَ لِلْمَلََائِكَةِ إِنِّي جََاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة: 30) والمراد آدم، والسياق بيّنه.
وقوله: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَكُونُوا مَعَ الصََّادِقِينَ} (التوبة: 119) والمراد بهم
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) هو عكرمة بن خالد البربري، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عباس روى عن مولاه، وعن علي بن أبي طالب، وأبي هريرة وابن عمر وغيرهم. روى عنه إبراهيم النخعي، وجابر بن زيد، والشعبي وغيرهم. قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: نعم عكرمة. توفي سنة 107 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 263) وقوله أخرجه السهيلي في التعريف والإعلام ص 44، والعبارة عنده: «طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته».
(3) قال القرطبي: «إلا أن يصحّ حديث جاء في ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو قوله في هذه الآية «هم الجن»
الجامع 8/ 38والحديث أخرجه مسدد بن مسرهد في مسنده (ابن حجر، المطالب العالية 3/ 336335، والهيثمي مجمع الزوائد 7/ 27).
(4) في المطبوعة: (استغناء).
(5) في المخطوطة: (أو).
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) السهيلي «التعريف والإعلام» (بتحقيق عبدأ، مهنا) ص: 17.(1/244)
المهاجرين لقوله في الحشر: {لِلْفُقَرََاءِ الْمُهََاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيََارِهِمْ [وَأَمْوََالِهِمْ]} [1]
(الآية: 8). وقد احتج بها الصّدّيق على الأنصار يوم السّقيفة فقال: نحن الصادقون، وقد أمركم الله أن تكونوا معنا، أي تبعا لنا وإنما استحقّها دونهم لأنه الصّدّيق الأكبر (2).
وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} (المؤمنون: 50) يعني مريم وعيسى، وقال {آيَةً} ولم يقل آيتين، وهما آيتان لأنّها (3) قضية واحدة، وهي ولادتها له من غير ذكر.
الثاني: أن يتعيّن لاشتهاره، كقوله: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} (البقرة:
35) ولم يقل حوّاء لأنّه ليس غيرها.
وكقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى [الَّذِي]} [4] حَاجَّ إِبْرََاهِيمَ فِي رَبِّهِ (البقرة: 258)، والمراد النّمروذ (5) لأنه المرسل إليه.
وقوله: {وَقََالَ الَّذِي اشْتَرََاهُ مِنْ مِصْرَ} (يوسف: 21)، والمراد العزيز (6).
وقوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ [بِالْحَقِ]} (7) (المائدة: 27)، والمراد قابيل وهابيل (8).
__________
(1) ساقطة من المخطوطة. وقد تكرّر فيها عقب هذه الآية ذكر الآية: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَكُونُوا مَعَ الصََّادِقِينَ}.
(2) السهيلي «التعريف والإعلام» ص: 74، وحديث السقيفة أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 144، كتاب الحدود (86) باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت (31) الحديث (6830) وليس فيه ذكر الشاهد، وعزاه السيوطي في مفحمات الأقران ص 53لابن أبي حاتم.
(3) في المخطوطة: (لأنه).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) هو عدو الله نمرود بن كنعان بن كدش بن سام بن نوح. أحد الكافرين اللذين ملكا الدنيا مشارقها ومغاربها.
أمّا الآخر فهو بخت نصّر. وكان النمرود ملكا في بابل ادّعى الألوهية زمن الخليل إبراهيم عليه السلام، ويقال إنّه مكث في الملك مدّة أربعمائة سنة ممّا جعله يزداد في طغيانه وتكبّره إلى أن أهلكه الله بواسطة بعوضة على جبروته. (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/ 320). وانظر التعريف والإعلام (بتحقيق مهنا ص 30).
(6) هو عزيز مصر واسمه أطفير بن روحيب. كان على خزائن مصر وكان الملك يومئذ الرّيان بن الوليد رجل من العماليق واسم زوجة العزيز زليخا. اشترى العزيز يوسف عليه السلام فاعتنى به وأكرمه وأوصى أهله به وتوسم فيه الخير والصلاح فقال لامرأته {أَكْرِمِي مَثْوََاهُ عَسى ََ أَنْ يَنْفَعَنََا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [يوسف: 21]. (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 2/ 490). وانظر التعريف والإعلام للسهيلي ص: 80.
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) قابيل وهابيل هما ابنا آدم عليه السلام. كان يولد لآدم عليه السلام في كل بطن ذكر وأنثى فكان يزوّج أنثى هذا(1/245)
وقوله: {يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هََذََا إِلََّا أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (1) (الأنعام: 25).
قالوا: وحيثما جاء في القرآن: {أَسََاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} فقائلها النّضر بن الحارث بن كلدة (2)، وإنما كان يقولها لأنه دخل بلاد فارس، وتعلم الأخبار ثم جاء، وكان يقول: أنا أحدّثكم أحسن مما يحدثكم محمد، وإنما يحدثكم أساطير الأولين، وفيه نزل: {وَمَنْ قََالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مََا أَنْزَلَ اللََّهُ} (الأنعام: 93). وقتله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صبرا يوم بدر (3).
وقوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى ََ} (التوبة: 108)، فإنه ترجّح كونه مسجد قباء، بقوله: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} (4) [لأنه أسس قبل مسجد المدينة، وحدس هذا بأن اليوم قد يراد به المدة والوقت وكلاهما أسّس على هذا من أول يوم] (4)، أي من أول عام من الهجرة، وجاء في حديث (6) تفسيره بمسجد المدينة، وجمع بينهما بأن كليهما مراد الآية.
الثالث: قصد الستر عليه، ليكون أبلغ في استعطافه، ولهذا كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا بلغه عن قوم شيء خطب فقال: «ما بال رجال قالوا كذا»، وهو غالب ما في القرآن كقوله تعالى:
{أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (البقرة: 100) قيل: هو مالك بن الصّيف (7).
__________
البطن لذكر البطن الآخر وكانت أخت هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة فأراد أن يستأثر بها على أخيه فأبى آدم ذلك إلّا أن يقرّبا قربانا فمن تقبّل منه فهي له فتقبّل من هابيل ولم يتقبّل من قابيل، فكان من أمرهما، ما قصّه الله عزّ وجل في كتابه الكريم. (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 2/ 43) وانظر التعريف والإعلام للسهيلي ص: 49.
(1) انظر التعريف والإعلام للسهيلي ص: 53.
(2) هو عدو الله النضر بن الحارث بن كلدة، كان ممّن يؤذي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وينصب له العداوة وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس فكان إذا جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مجلسا فذكّر فيه بالله وحذّر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلمّ إليّ وهو الذي قال: «سأنزل مثل ما أنزل الله». قتل يوم بدر على يد علي بن أبي طالب، (ابن هشام، السيرة النبوية 1/ 300).
(3) انظر التعريف والإعلام، للسهيلي ص: 73.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) أخرجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أحمد في المسند 3/ 8وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 280 كتاب تفسير القرآن (48)، باب سورة التوبة (10) الحديث (3099) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي أنس وأخرجه النسائي في سننه 2/ 36كتاب المساجد (8)، باب ذكر المسجد الذي أسّس على التقوى (8) الحديث (697).
(7) هو عدو الله مالك بن الصيف كان من أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو الذي قال حين بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر لهم ما(1/246)
وقوله: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ [كَمََا سُئِلَ مُوسى ََ]} [1] (البقرة: 108)، والمراد هو رافع بن حريملة ووهب بن زيد (2).
وقوله: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيََاةِ الدُّنْيََا} (3) (البقرة: 204).
[وقوله]: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتََابِ} (4) (النساء: 44).
[وقوله] (5): {وَقََالَتْ طََائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتََابِ} (6) (آل عمران: 72).
الرابع: ألّا يكون في تعيينه كبير فائدة كقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى ََ قَرْيَةٍ}
(البقرة: 259) والمراد بها بيت المقدس (7).
{وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} (الأعراف: 163) [والمراد] (8) أيلة، وقيل: طبريّة (9).
__________
أخذ عليهم له من الميثاق وما عهد الله إليهم فيه: والله ما عهد إلينا في محمد عهد وما أخذ له علينا من ميثاق.
فأنزل الله فيه: {أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ} (ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 547). والأثر أخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنه: ابن جرير في تفسيره 1/ 351وعزاه السيوطي لابن إسحاق، وابن أبي حاتم من رواية ابن عباس أيضا (الدر المنثور 1/ 94). وانظر التعريف والإعلام للسهيلي (بتحقيق مهنا) ص: 22.
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) هما من أعداء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رافع بن حريملة ووهب بن زيد أمّا رافع فكان من يهود قينقاع والآخر من يهود قريظة حقدا على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعلى المسلمين أن خصّهم الله من دونهم بالرسالة. قال رافع بن حريملة، ووهب بن زيد لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا محمد، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، وفجّر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك» فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهما: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ} (ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 548) والأثر أخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنه، ابن جرير في تفسيره 1/ 385وعزاه السيوطي لابن إسحاق وابن أبي حاتم من رواية ابن عباس أيضا (الدر المنثور 1/ 107) وانظر التعريف والإعلام للسهيلي (بتحقيق مهنا) ص: 22.
(3) انظر التعريف والإعلام للسهيلي ص 27.
(4) انظر المصدر السابق ص 38.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) التعريف والإعلام للسهيلي ص: 34.
(7) انظر: التعريف والإعلام للسهيلي (بتحقيق مهنا) ص: 31.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(9) في المخطوطة: (طروبة)، وانظر التعريف والإعلام: 31.(1/247)
{فَلَوْلََا كََانَتْ قَرْيَةٌ} (يونس: 98) والمراد [نينوى] (1).
{أَتَيََا أَهْلَ قَرْيَةٍ} (الكهف: 77) قيل برقة (2).
فإن قيل ما الفائدة في قوله: {وَإِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} (الأنعام: 74) [قيل:
آزر] (3) اسم صنم، وفي الكلام حذف، أي دع آزر وقيل بل كلمة زجر وقيل: بل [هو] (3) اسم أبيه وعلى هذا فالفائدة أن الأب يطلق على الجدّ، فقال [آزر] (3) لرفع المجاز (6).
الخامس: التنبيه على التعميم، وهو غير خاصّ بخلاف ما لو عيّن كقوله تعالى:
{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهََاجِراً إِلَى اللََّهِ وَرَسُولِهِ} (النساء: 100)، قال عكرمة: أقمت أربع عشرة سنة (7) أسأل حتى عرفته، هو ضمرة بن العيص، وكان من المستضعفين بمكة، وكان مريضا، فلما نزلت آية الهجرة خرج منها فمات بالتّنعيم.
وقوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوََالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهََارِ سِرًّا وَعَلََانِيَةً} (البقرة: 274) قيل نزلت في عليّ (8) [رضي الله عنه]، كان معه أربع دوانق، فتصدق بواحد بالنهار وآخر بالليل وآخر سرّا وآخر علانية.
وقوله: {وَمََا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوََارِحِ مُكَلِّبِينَ} (المائدة: 4)، قيل نزلت في عديّ بن حاتم (9)، كان له [21/ ب] كلاب قد سمّاها (10) أعلام.
السادس: تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم كقوله: {وَلََا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ} (النور: 22)، والمراد الصّدّيق (11).
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وانظر التعريف والإعلام: 76.
(2) انظر: التعريف والإعلام: 105.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(6) المصدر نفسه ص 55.
(7) في المخطوطة: (عشر سنين) وهو تصحيف، انظر التعريف والإعلام: 43، وانظر «الإصابة» 2/ 204.
(8) انظر الملحق برقم (6).
(9) هو عدي بن حاتم بن عبد الله، تقدمت ترجمته ص 108.
(10) في المخطوطة: (فسماها) وعبارة السهيلي: «وكان له كلاب قد سماها بأسماء قد ذكرت في التفاسير»، انظر التعريف والإعلام: ص 47.
(11) المصدر السابق: 122.(1/248)
وكذلك {وَالَّذِي جََاءَ بِالصِّدْقِ} (الزمر: 33) يعني محمدا [والذي] (1) {صَدَّقَ بِهِ} (الزمر: 33) أبا بكر (2) ودخل في الآية كل مصدّق، ولذلك قال: {أُولََئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (3) (الزمر: 33).
السابع: تحقيره بالوصف الناقص، كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ} [4] كَفَرُوا بِآيََاتِنََا (النساء:
56)، وقوله: {إِنَّ شََانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (الكوثر: 3) والمراد فيها العاصي بن وائل (5).
وقوله: {إِنْ جََاءَكُمْ فََاسِقٌ [بِنَبَإٍ]} (6) (الحجرات: 6) والمراد الوليد بن عقبة بن أبي معيط (7). وأما قوله: {تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ} (المسد: 1) للتنبيه على [أن] (8) مآله للنار ذات اللهب.
تنبيهات
الأول: قد يكون للشخص اسمان، فيقتصر على أحدهما دون الآخر لنكتة، فمنه قوله تعالى في خطاب (9) الكتابيين: {يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ} (10) ولم يذكروا في القرآن إلا بهذا، دون
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) العبارة في المطبوعة: (يعني أبا بكر).
(3) التعريف والإعلام 150.
(4) في المخطوطة، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِنََا}.
(5) هو عدو الله العاصي بن وائل كان من المعاندين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد نزلت آيات تبشره بعذاب أليم لأنه كان من المستهزئين بالنبي صلّى الله عليه وسلّم. وقد أورد ابن كثير في تفسيره. (عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلا متينا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه منه فقال لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا أكفر بمحمد صلّى الله عليه وسلّم حتى تموت ثم تبعث قال فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيََاتِنََا وَقََالَ لَأُوتَيَنَّ مََالًا وَوَلَداً} (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 3/ 142) وانظر التعريف والإعلام: 187.
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي أخو عثمان بن عفّان لأمه. أسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح. ولي الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص. وكان الوليد شجاعا شاعرا جوادا. أقام بالرقة إلى أن مات وذلك في خلافة معاوية (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 3/ 602)، وانظر التعريف والإعلام: 160.
(8) ساقطة من المخطوطة، والعبارة في المطبوعة: (فذكره هنا لك للتنبيه على أنّ ماله)، وانظر التعريف والإعلام:
188.
(9) في المطبوعة: (مخاطبة).
(10) كثر ورودها في القرآن الكريم، وأوّل موضع وردت فيه في سورة البقرة الآية 40.(1/249)
«يا بني يعقوب» وسرّه أن القوم لما خوطبوا بعبادة الله، وذكّروا بدين أسلافهم، موعظة لهم وتنبيها من غفلتهم، سمّوا بالاسم الذي فيه تذكرة بالله، فإن «إسرائيل» اسم مضاف إلى الله سبحانه في التأويل، ولهذا لما دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم قوما إلى الإسلام يقال لهم: «بنو عبد الله»، قال: «يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن (1) اسم أبيكم» (2)، يحرضهم بذلك على ما يقتضيه اسمهم (3) من العبودية. ولما ذكر موهبته لإبراهيم وتبشيره [به] (4) قال: يعقوب، وكان أولى من إسرائيل، لأنها موهبة تعقب أخرى، وبشرى [عقب بها بشرى] (4) فقال: {فَبَشَّرْنََاهََا} [6]
بِإِسْحََاقَ وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ [هود: 71] [وإن كان اسم يعقوب] (4) عبرانيا لكن لفظه موافق للعربيّ، من العقب والتعقيب. فانظر مشاكلة الاسمين للمقامين (8) فإنه من العجائب.
وكذلك حيث ذكر الله نوحا سماه به، واسمه عبد الغفار، للتنبيه على كثرة نوحه على نفسه في طاعة ربه.
ومنه قوله تعالى حاكيا عن عيسى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
(الصف: 6)، ولم يقل «محمد» [لأنه لم يكن محمدا] (9) حتى كان أحمد، حمد ربّه، فنبّأه وشرفه، فلذلك تقدم على محمد فذكره عيسى به (10).
ومنه أنّ مدين هم أصحاب الأيكة، إلا أنه سبحانه حيث أخبر عن مدين قال: {أَخََاهُمْ شُعَيْباً} (الأعراف: 85، هود: 84، العنكبوت: 36)، وحيث أخبر عن الأيكة (الشعراء: 176، الحجر: 78، ص: 13، ق: 14)، لم يقل «أخوهم». والحكمة فيه أنه لما عرّفهم (11) بالنسب،
__________
(1) في المطبوعة: (حسّن).
(2) أخرجه ابن إسحاق في السير والمغازي ص 232من رواية الزهري، باب قصة النبي صلّى الله عليه وسلّم لما عرض نفسه على العرب، وأخرجه ابن هشام في السيرة ج 1ص 424عن ابن إسحاق من رواية عبد الله بن حصين، باب عرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه على القبائل.
(3) في المطبوعة: (اسمه).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: {فَبَشَّرْنََاهُ}.
(8) في المخطوطة: (من المقامين).
(9) ساقطة من المخطوطة.
(10) انظر (التعريف والإعلام) للسهيلي ص 169.
(11) في المطبوعة: (عرفها)، والتصويب من المخطوطة، وهو ما ينسجم مع كلمة «عرّفهم» الآتية، وانظر التعريف والإعلام: 78.(1/250)
وهو أخوهم في ذلك النسب ذكره (1)، ولما عرّفهم بالأيكة التي أصابهم فيها العذاب لم يقل أخوهم، وأخرجه عنهم (2).
ومنه {وَذَا النُّونِ} (الأنبياء: 87)، فأضافه إلى الحوت والمراد يونس، وقال في سورة القلم: {وَلََا تَكُنْ كَصََاحِبِ الْحُوتِ} (الآية: 48)، والإضافة «بذي» أشرف من الإضافة «بصاحب»، ولفظ «النون» أشرف من «الحوت»، ولذلك وجد في حروف التّهجّي، كقوله: {ن وَالْقَلَمِ} (القلم: 1). وقد قيل: إنه قسم (3) (وليس في الآخر ما يشرّفه كذلك) (3).
(5) [ومنه قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدََا أَبِي لَهَبٍ} (اللهب: 1)، فعدل عن الاسم إلى الكنية إما لاشتهاره بها، أو لقبح الاسم، فقد كان اسمه عبد العزّى (6).
واعلم أنه لم يسمّ الله قبيلة من جميع قبائل العرب باسمها إلا قريشا سمّاهم بذلك في القرآن، ليبقى على مرّ الدّهور ذكرهم، فقال تعالى: {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ} (قريش: 1)] (5).
الثاني: أنه قد بالغ في الصفات للتنبيه على أنه يريد إنسانا بعينه كقوله [تعالى]:
{وَلََا تُطِعْ كُلَّ حَلََّافٍ مَهِينٍ * هَمََّازٍ مَشََّاءٍ بِنَمِيمٍ} (القلم: الآية: 1110) قيل:
[إنه] (8) الأخنس بن شريق (9).
وقوله: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ [لُمَزَةٍ]} [10] (الهمزة: 1) قيل: إنه أميّة بن خلف (11)، كان يهمز النبي صلّى الله عليه وسلّم.
__________
(1) في المخطوطة: (ذكرهم).
(2) تصحّفت في المخطوطة إلى: (عنه).
(3) العبارة في المخطوطة: (ولأن في الآخر يشرفه بذلك) وفي المطبوعة: (وليس في الآخر ما يشرفه بذلك) وعبارة السهيلي كاملة: (وقد قيل: إن هذا قسم بالنون والقلم، وإن لم يكن قسما فقد عظمه بعطف المقسم به عليه، وهو القلم، وهذا الاشتراك يشرف هذا الاسم. وليس في الاسم الآخر، وهو الحوت، ما يشرّفه كذلك) التعريف والإعلام ص 114113.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) التعريف والإعلام ص 188.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(9) هو الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي أبو ثعلبة، اسمه أبيّ، وإنما سمّي الأخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لمّا جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ثم أسلم فكان من المؤلفة قلوبهم وشهد حنينا، ومات في أول خلافة عمر، (الإصابة 1/ 39) وانظر التعريف والإعلام: 174.
(10) ساقطة من المخطوطة.
(11) هو عدو الله أمية بن خلف بن وهب. كان إذا رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم همزه ولمزه فأنزل الله تعالى فيه {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}(1/251)
(الثالث): قيل: لم يذكر الله تعالى امرأة [في القرآن] (1) وسمّاها باسمها إلا مريم بنت عمران، فإنه ذكر اسمها في نحو ثلاثين موضعا، لحكمة ذكرها بعض الأشياخ قال: إن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم [في ملأ] (2) ولا يبتذلون أسماءهن [بل] (2) يكنون عن الزوجة بالعرس والعيال والأهل ونحوه، فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهنّ، ولم يصونوا أسماءهنّ عن الذّكر والتصريح بها. فلما قالت النصارى في مريم وفي ابنها ما قالت صرّح الله تعالى باسمها، ولم يكنّ عنها تأكيدا للأموّة (4) والعبوديّة التي هي صفة لها، وإجراء للكلام على عادة العرب في ذكر أبنائها ومع هذا فإن عيسى لا أب له، واعتقاد هذا واجب، فإذا تكرّر ذكره منسوبا الى الأم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه، وتنزيهه الأمّ الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله.
(الرابع): وأما الرجال فذكر منهم كثيرا وقد قيل في قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} (المدثر: 11)، إنه الوليد بن المغيرة (5)، وقد سمّى الله زيدا (6) في سورة الأحزاب للتصريح بأنّه ليس بابن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأضيف إلى ذلك {السِّجِلِّ} قيل: إنه كان يكتب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وأنه المراد بقوله تعالى: {كَطَيِّ} [22/ أ] {السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (7) (الأنبياء: 104).
__________
إلى قوله {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} ولما كان يوم بدر تمكن بلال من أميّة فقتله (ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 138) وانظر التعريف والإعلام: 185.
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي عند السهيلي في التعريف والإعلام: 109.
(2) ساقطة من المطبوعة، وهي عند السهيلي.
(4) تصحّفت في المخطوطة إلى (لأمور العبودية) وفي المطبوعة إلى: (لأمر العبودية) والتصويب من السهيلي.
(5) هو عدو الله الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، كان من كبار المعاندين لدين الله أحد رؤساء قريش. عن ابن عباس قال دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة، فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون وإن قوله لمن كلام الله، ثم أتاه أبو جهل لعنه الله إثر مقالته ليحرّضه على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يؤثره عن غيره. فنزلت {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}» (ابن كثير، التفسير 4/ 472) وانظر التعريف والإعلام: 179.
(6) هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي صحابي جليل، وهو الذي نزلت فيه الآية {ادْعُوهُمْ لِآبََائِهِمْ} قال ابن عمر: «ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت الآية: {ادْعُوهُمْ لِآبََائِهِمْ}» ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق. استشهد في غزوة موتة وهو ابن خمس وخمسين سنة (ابن حجر، الإصابة 1/ 546).
(7) في المخطوطة: كطيّ السّجلّ للكتاب وهي بالجمع قراءة حفص وحمزة والكسائي، وبالإفراد قراءة الباقين (الداني، التيسير: 155) ونقل السهيلي في التعريف والإعلام: 115: «السّجلّ فيما ذكر محمد بن الحسن المقرئ عن جماعة من المفسرين قال: ملك في السماء الثالثة ترفع إليه أعمال العباد. ترفعها إليه الحفظة الموكلون بالخلق في كل خميس واثنين، وكان من أعوانه.(1/252)
النوع السابع (1) في أسرار الفواتح في السور وضابطها (2)
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الإتقان للسيوطي 3/ 316، النوع الستون، في فواتح السور، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده 2/ 478في الدوحة السادسة: العلوم الشرعية، الشعبة الثامنة: فروع العلوم الشرعية، المطلب الثالث: فروع علم التفسير، علم معرفة فواتح السور، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/ 84 و 3/ 1293، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 503علم معرفة فواتح السور، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 376، الباب الثالث، الفصل الرابع: لمحة خاطفة عن فواتح السور ومن أسرار القرآن الكريم:
مقال لأحمد الشرباصي نشره في مجلة الأزهر مج (20) ع (2)، 1368هـ / 1948م. وفواتح سور القرآن مقال لمحمد عبد المنعم خفاجي نشره في مجلة «الإسلام» س (32) ع (38)، 1382هـ / 1963م. ومن أسرار القرآن الكريم، مقال لعلي النجدي ناصف نشره في مجلة «منبر الإسلام س (26) ع (5) 1388هـ / 1968م ومن أسرار القرآن الحروف والأعداد مقال لمصطفى محمود نشره في مجلة «صباح الخير» 1396هـ / 1976م وفواتح سور القرآن، مقال لحفني محمد شرف في مجلة «منبر الإسلام»، س (21) ع (2)، 1383هـ / 1963م. ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع. «رسالة في أسرار الحروف التي في أوائل السور القرآنية» لابن سينا الحسين بن عبد الله (ت 428هـ)، مخطوط في التيمورية: 200مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 294) «فواتح السور» له أيضا (كشف الظنون 3/ 1293)، «الخواطر السوانح في أسرار الفواتح» لابن أبي الإصبع، عبد العظيم بن عبد الواحد (ت 654هـ) طبع بتحقيق حفني محمد شرف بمطبعة الرسالة في القاهرة 1380هـ / 1960م في (144ص) «الحروف المقطعة في أوائل السور» للخادمي أبي سعيد عبد الله بن محمد (ت 1192هـ) طبع بتحقيق فتحي الدجني بمكتبة الفلاح في الكويت 1405هـ / 1985م، ويسمى أيضا «تعليقة على الحروف المقطعات في أوائل السور» «نزهة الفكر في أسرار فواتح السور» لمحمد معاوية بن محمود بن محمد بن مصطفى التركي التونسي الحنفي، ت 1294هـ (إيضاح المكنون 2/ 640) «المدهش في أسرار القرآن الكريم» لمحمد بشير السنوسي، طبع بالمطبعة الحديثة بطنطا 1357هـ / 1938م «فواتح السور في القرآن الكريم» لمحمد ماضي أبو العزائم، طبع بالقاهرة عام 1371هـ / 1951م «فواتح السور في القرآن الكريم» لفاروق حسين أمين، رسالة ماجستير أعدّها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1405هـ / 1985م (أخبار التراث العربي 23/ 25).
المجاهيل: «رسالة في الأسرار المودعة بعض سور القرآن» لمجهول مخطوط بمكتبة يعقوب سركيس المهداة إلى جامعة الحكمة رقم 176 (معجم الدراسات القرآنية: 294) «رسائل في جهل الأوروبيين بأسرار القرآن» لمجهول. مخطوط في مكتبة الأوقاف العراقية 4/ 13813مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 417).
(2) جاء العنوان في المطبوعة: (في أسرار الفواتح والسور) والتصويب من المخطوطة.(1/253)
اعلم أن سور القرآن العظيم مائة وأربع عشرة سورة وفيها يلغز فيقال: أيّ شيء إذا عددته زاد على المائة وإذا عددت نصفه كان دون العشرين؟.
وقد افتتح سبحانه وتعالى كتابه العزيز بعشرة أنواع من الكلام لا يخرج شيء من السّور عنها.
الأول: استفتاحه بالثناء عليه عز وجلّ
والثناء (1) قسمان: إثبات لصفات المدح ونفي وتنزيه من صفات النقص.
فالإثبات نحو: {الْحَمْدُ لِلََّهِ} (2) [في خمس سور (3)، و: (تبارك) في سورتين:
الفرقان] (2): {تَبََارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقََانَ} (الآية: 1)، [والملك] (5): {تَبََارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (الآية: 1).
والتنزيه نحو: {سُبْحََانَ الَّذِي أَسْرى ََ بِعَبْدِهِ} (الإسراء: 1)، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (الأعلى: 1) {سَبَّحَ لِلََّهِ مََا فِي السَّمََاوََاتِ} (الحديد: 1، والحشر: 1، والصف: 1)، {يُسَبِّحُ لِلََّهِ} (الجمعة والتغابن)، كلاهما في سبع (6) سور، فهذه أربع عشرة سورة استفتحت بالثناء على الله: نصفها لثبوت صفات الكمال، ونصفها لسلب النقائص.
قلت: وهو سرّ عظيم من أسرار الألوهية. قال صاحب «العجائب» (7): {سَبَّحَ لِلََّهِ}
هذه كلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر منها في بني إسرائيل لأنه الأصل ثم الماضي
__________
(1) في المخطوطة: (والثاني).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) وهي الفاتحة: 2، والأنعام: 1، والكهف: 1، وسبأ: 1، وفاطر: 1.
(5) زيادة من المطبوعة يقتضيها النص.
(6) في المخطوطة (خمس) والصواب أنها سبع، وانظر «الإتقان في علوم القرآن» 3/ 316.
(7) «غرائب التفسير وعجائب التأويل» لتاج القراء محمود بن حمزة الكرماني مخطوط في دار الكتب المصرية رقم 492تفسير ويقوم بتحقيقه شمران سركال يونس العجلي كرسالة دكتوراه في كلية الآداب جامعة عين شمس (انظر أخبار التراث العربي 4/ 22).(1/254)
{سَبَّحَ لِلََّهِ}، في الحديد والحشر والصف لانه أسبق الزمانين، ثم بالمستقبل في الجمعة والتغابن، ثم بالأمر في سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها، وهي أربع:
المصدر، والماضي، والمستقبل والأمر المخاطب، فهذه أعجوبة وبرهان.
الثاني: استفتاح السّور بحروف التّهجّي
نحو: [{الم}] (1)، {المص} {المر} [{الر}] (2)، {كهيعص}، {طه}، {طس}، {طسم} [{يس}، {ص}] (2) {حم} {حم عسق}، {ق}، {ن}. وذلك في تسع وعشرين سورة.
قال الزمخشريّ:» وإذا تأملت الحروف التي افتتح الله بها السور وجدتها نصف أسامي حروف المعجم، أربعة عشر: الألف، واللام، والميم، والصاد، والراء، والكاف، والهاء، والياء، والعين، والطاء، والسين، والحاء، والقاف، والنون. في تسع وعشرين [سورة] (4) عدد حروف المعجم. ثم تجدها مشتملة على (5) أنصاف أجناس الحروف (5):
المهموسة والمجهورة والشديدة [والرخوة] (4) والمطبقة [والمنفتحة] (8) والمستعلية والمنخفضة وحروف القلقلة. ثم إذا استقريت الكلام تجد هذه الحروف [هي أكثر] (8) دورا مما بقي، ودليله أنّ الألف واللام لمّا كانت أكثر تداورا جاءت في معظم هذه الفواتح، فسبحان الذي دقّت في كل شيء حكمته!» (10). انتهى.
قيل: وبقي عليه من الأصناف: الشديدة والمنفتحة، وقد ذكر تعالى نصفها. أما حروف الصفير فهي ثلاثة ليس لها نصف فجاء منها السين والصاد، ولم يبق إلا الزاي.
وكذلك الحروف اللينة ثلاثة، ذكر منها اثنين: الألف والياء، أما المكرر وهو (11) الراء،
__________
(1) زيادة من المطبوعة ليست في المخطوطة.
(2) ساقطة من المطبوعة وهي في المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة والمطبوعة، وهي عند الزمخشري 1/ 17.
(5) في المخطوطة: (أنصاف الحروف)، وفي المطبوعة: (أصناف أجناس الحروف)، والتصويب من الزمخشري.
(8) ساقطة من المخطوطة: وهي عند الزمخشري 1/ 17.
(10) الكشاف 1/ 17، في الكلام على أول سورة البقرة، بتصرف في النقل.
(11) تصحّفت في المخطوطة إلى (الزاي والهاء).(1/255)
والهاوي وهو الألف، والمنحرف وهو اللام فذكرها ولم يأت خارجا عن هذا النمط إلا ما بين الشديدة والرّخوة فإنه ذكر فيه أكثر من النصف. وهذا التداخل موجود في كل قسم قبله، ولو لاه لما انقسمت هذه الأقسام كلها. ووهم الزمخشريّ في عدّة حروف القلقلة إنما ذكر نصفها، فإنها خمسة ذكر منها حرفان: القاف والطاء.
وقال القاضي أبو بكر (1): «إنما جاءت على نصف حروف المعجم» كأنه قيل: من زعم أن القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي، ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن. وقد علم ذلك بعض أرباب الحقائق.
واعلم أن الأسماء المتهجّاة في أول السور ثمانية وسبعون حرفا فالكاف والنون كل واحد في مكان واحد، والعين والياء والهاء والقاف كل واحد في مكانين، والصاد في ثلاثة، والطاء في أربعة، والسين في خمسة، والراء في ستة، والحاء في سبعة، والألف واللام في ثلاثة عشر، والميم في سبعة عشر، وقد جمع بعضهم ذلك في بيتين وهما:
كن واحد عيهق اثنان ثلاثة ضا ... د الطاء أربعة والسين خمس علا
والراء ستّ وسبع الحاء آل ودج ... وميمها سبع عشر تمّ واكتملا
وهي في القرآن [في] (2) تسعة وعشرين سورة، وجملتها من غير تكرار أربعة عشر حرفا يجمعها قولك: «نص حكيم قاطع له سر»: وجمعها السهيليّ (3) في قوله: «ألم يسطع نور حق كره».
وهذا الضابط في لفظه ثقل، وهو غير عذب في السمع [22/ ب] ولا في اللفظ ولو قال:
«لم يكرها نصّ حق سطع» لكان أعذب.
ومنهم (4) من ضبط بقوله: «طرق سمعك النّصيحة»، و «صن سرّا يقطعك حمله»، و «على صراط حق يمسكه». وقيل: «من حرص على بطّه كاسر» وقيل: «سر حصين قطع كلامه».
__________
(1) هو القاضي محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني، تقدمت ترجمته ص 117، وانظر قوله في كتابه «إعجاز القرآن» ص 44فصل في جملة وجوه إعجاز القرآن.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد، تقدمت ترجمته ص 242.
(4) في المخطوطة: (منها).(1/256)
ثم بنيتها ثلاثة حروف (1) موحدة: ص، ق، ن، وعشرة مثنى: طه، طس، يس، حم. واثنا عشر مثلثة الحروف: الم، الر، طسم، واثنان حروفها أربعة: المص، المر.
واثنان حروفها خمسة: كهيعص حم عسق.
وأكثر هذه السور التي ابتدئت بذكر الحروف ذكر منها: ما هو ثلاثة أحرف، وما هو أربعة أحرف سورتان، وما ابتدئ بخمسة أحرف سورتان.
وأما ما بدئ بحرف واحد فاختلفوا فيه، فمنهم من لم يجعل ذلك حرفا وإنما جعله اسما لشيء خاص. ومنهم من جعله حرفا وقال: أراد أن يتحقق الحروف مفردها ومنظومها.
فأما ما ابتدئ بثلاثة أحرف ففيه سر، وذلك أنّ الألف إذا بدئ بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الحروف، وهي أشدّ الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم. وهذه الثلاثة هي أصل مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية، إلى الوسط، إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة، التي يتفرع منها ستة عشر مخرجا ليصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الخلق أجمعين، مع تضمّنها سرّا عجيبا، وهو أن الألف للبداية، واللام للتوسط، والميم للنهاية فاشتملت هذه الأحرف الثلاثة على البداية، والنهاية، والواسطة بينهما.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف [الثلاثة] (2) فهي مشتملة على مبدأ الخلق ونهايته وتوسطه، مشتملة على خلق العالم وغايته، وعلى التّوسط بين البداية من الشرائع والأوامر.
فتأمل ذلك في البقرة، وآل عمران، وتنزيل السجدة، وسورة الروم.
وأيضا فلأن الألف واللام كثرت في الفواتح دون غيرها من الحروف لكثرتها في الكلام.
وأيضا من أسرار علم الحروف أن الهمزة من الرئة فهي أعمق الحروف، واللام مخرجها من طرف اللسان ملصقة بصدر الغار الأعلى من الفم فصوتها يملأ ما وراءها من هواء الفم، والميم مطبقة لأن مخرجها [من] (3) الشفتين إذا أطبقتا، ويرمز [بهنّ] (3) إلى باقي الحروف
__________
(1) في المخطوطة منها.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) ساقطة من المخطوطة.(1/257)
كما رمز صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» (1) إلى الإتيان بالشهادتين وغيرهما مما هو من لوازمهما.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإنّ [الطاء] (2) جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق [والإصمات] (2). والسّين مهموس رخو مستفل صفير منفتح، فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها، كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف.
وتأمل السورة التي اجتمعت على الحروف المفردة: كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (ق: 1) فإن السورة مبنية على الكلمات القافيّة: من ذكر القرآن، ومن ذكر الخلق، وتكرار القول ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقّي الملكين، وقول العتيد، وذكر الرقيب، وذكر السابق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعد، وذكر المتقين، (4) [وذكر القلب، والقرن] (4)، والتنقيب في البلاد، وذكر القتل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وخوف الوعيد، وغير ذلك.
وسرّ آخر وهو أن (6) كلّ معاني (6) السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح.
__________
(1) حديث متفق عليه من رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومن رواية عمر بن الخطاب، وانفرد مسلم بروايته عن أبي هريرة رضي الله عنهم، أما رواية ابن عمر فأخرجها البخاري في الصحيح 1/ 75كتاب الإيمان (2)، باب قوله تعالى {فَإِنْ تََابُوا وَأَقََامُوا الصَّلََاةَ وَآتَوُا الزَّكََاةَ} (17) الحديث (25)، وأخرجها مسلم في الصحيح 1/ 53 كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله (8) الحديث (36/ 22)، وأما رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرجها البخاري في الصحيح 13/ 339كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة (96)، باب قوله تعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورى ََ بَيْنَهُمْ} (28)، في ترجمة الباب. وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 51كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا (8) الحديث (32/ 20). وأما رواية أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجها مسلم في الصحيح 1/ 52، كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا (8)، الحديث (33/ 22) و (34/ 22) و (35/ 22).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(4) ساقط من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (معاني كل).(1/258)
وإذا أردت زيادة إيضاح فتأمل ما اشتملت عليه سورة «ص» من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقولهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلََهاً وََاحِداً} (ص: 5)، إلى آخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم، وهو الدّرجات، والكفارات، ثم تخاصم [23/ أ] إبليس واعتراضه على ربّه وأمره بالسجود، ثم اختصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينّهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم.
وكذلك سورة {ن وَالْقَلَمِ} فإن فواصلها كلها على هذا الوزن، [مع] (1) ما تضمنت من الألفاظ النونية.
وتأمل سورة الأعراف زاد فيها «ص» لأجل قوله: {فَلََا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ}
(الآية: 2) وشرح فيها قصص آدم فمن بعده من الأنبياء، ولهذا قال بعضهم: معنى {المص}، {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (الشرح: 1). وقيل: معناه المصوّر، وقيل:
أشار بالميم لمحمّد، وبالصاد للصّديق وفيه إشارة لمصاحبة الصاد الميم، وأنها تابعة لها كمصاحبة الصّدّيق لمحمد ومتابعته له.
وجعل السهيليّ هذا من أسرار الفواتح، وزاد في الرعد «راء» لأجل قوله: {اللََّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمََاوََاتِ} (الآية: 2) ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما.
واعلم أن عادة القرآن العظيم في ذكر هذه الحروف أن يذكر بعدها ما يتعلق بالقرآن كقوله: {الم ذََلِكَ الْكِتََابُ} (البقرة: 1و 2) وقد جاء بخلاف ذلك في العنكبوت والروم فيسأل عن حكمة (2) [ذلك.
ثم لا بدّ من التنبيه على] (2) أحكام تختص بهذه الفواتح الشريفة:
الأول: أن البصريين لم يعدّوا شيئا منها آية وأما الكوفيون فمنها ما عدّوه آية، ومنها ما لم يعدّوه آية وهو علم توقيفيّ لا مجال للقياس فيه كمعرفة السور أما {الم}
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة (أن يذكر) بدل ما هو ضمن الحاصرتين.(1/259)
[فآية] (1) حيث وقعت من السور المفتتحة بها، وهي ست (2)، وكذلك {المص}
(الأعراف) [آية] (1)، و {المر} (الرعد)، لم تعد آية، و {الر} ليست بآية سورها الخمس (4)، و {طسم} آية في سورتيها (الشعراء والقصص)، و {طه} و {يس}
آيتان، و {طس} (النمل) ليست بآية، و {حم}، آية في سورها كلها (5)، و {حم * عسق} (الشورى) آيتان، و {كهيعص} (مريم) آية واحدة، و {ص}
(ص)، و {ق} (ق)، و {ن} (القلم)، لم تعد واحدة منها آية وإنما عدّ ما هو في حكم كلمة واحدة آية، كما عدّ {الرَّحْمََنُ} (الرحمن) وحده، و {مُدْهََامَّتََانِ}
(الرحمن: 64) وحدها آيتين على طريق التوقيف (6).
وقال الواحدي في «البسيط (7)» في أول [سورة] (8) يوسف: «لا يعدّ شيء منها [آية] (8) إلا في {طه}، وسرّه أن جميعها لا يشاكل ما بعده من رءوس الآي، [فلهذا] (8)
لم يعدّ آية بخلاف {طه}، فإنها تشاكل ما بعدها».
الثاني: هذه الفواتح الشريفة على ضربين: أحدهما ما لا يتأتى فيه إعراب، نحو {كهيعص} (مريم) و {المر} (11) (الرعد: 1). والثاني ما يتأتى فيه وهو إمّا أن يكون [اسما] (12)
مفردا (13) ك {ص}، و {ق}، و {ن} (13)، أو أسماء عدة مجموعها على زنة مفرد ك {حم}، و {طس} و {يس} فإنها موازنة لقابيل وهابيل (15) وكذلك {طسم} يتأتّى فيها أن تفتح نونها
__________
(1) ساقطة من المخطوطة، وهي عند الزمخشري في الكشاف 1/ 18.
(2) وهي سور البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة.
(4) وهي سور يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.
(5) في سورة غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف.
(6) انظر الكشاف للزمخشري 1/ 18.
(7) هو علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الواحدي، تقدم الكلام عنه وعن تفسيره «البسيط» ص 105.
(8) ساقطة من المخطوطة.
(11) تصحّفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (الم) والتصويب من الكشاف 1/ 171.
(12) ساقطة من المخطوط.
(13) في المخطوطة: (صاد وقاف ونون).
(15) قابيل وهابيل، تقدم الكلام عنهما في ص 245.(1/260)
فتصير (ميم) (1) مضمومة إلى «طس» فيجعلا اسما واحدا ك (دارا بجرد) (2). فالنوع الأول محكيّ ليس إلا، وأمّا النوع الثاني فسائغ فيه الأمران: الإعراب والحكاية (3).
الثالث: أنّه يوقف على جميعها وقف التّمام إن حملت على معنى مستقلّ غير محتاج إلى ما بعده، وذلك إذا لم تجعل أسماء للسور، وينعق بها كما ينعق بالأصوات أو جعلت وحدها إخبار ابتداء محذوف كقوله تعالى: {الم اللََّهُ} (آل عمران) أي هذه [السورة] (4) «الم» ثم ابتدأ فقال: {اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ [الْحَيُّ الْقَيُّومُ]} [4].
الرابع: أنها كتبت في المصاحف الشريفة على صورة الحروف أنفسها، لا على صور [ة] (4) أساميها، وعلّل ذلك بأن الكلمة لما كانت مركّبة من ذوات الحروف، واستمرت العادة متى تهجّيت، ومتى قيل للكاتب: اكتب: كيت وكيت، أن يلفظ بالأسماء، وتقع في الكتابة الحروف أنفسها (7) فحمل على ذلك للمشاركة (7) المألوفة في كتابة هذه الفواتح. وأيضا فإن شهرة أمرها، وإقامة ألسن (9) الأحمر والأسود لها وأن اللافظ بها غير متهجّاة (10) لا يجيء بطائل فيها (10)، وأن بعضها مفرد لا يخطر ببال غير ما هو عليه من مورده أمنت وقوع اللبس فيها. وقد اتّفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياسات التي يبنى (12) عليها علم الخطّ والهجاء ثم ما عاد ذلك بنكير (13) ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الحفظ، وكان اتباع خطّ المصحف سنّة لا تخالف (14).
أشار إلى هذه الأحكام المذكورة صاحب الكشاف.
وقد اختلف الناس في الحروف المقطعة أوائل السور على قولين: (أحدهما): أنّ هذا
__________
(1) في المخطوطة: (نون)، والتصويب من الكشاف 1/ 13.
(2) انظر الكشاف للزمخشري 1/ 13، وانظر «الكتاب» لسيبويه 3/ 259256باب أسماء السورة فإن الزمخشري ناقل عنه.
(3) انظر الكشاف للزمخشري 1/ 13.
(4) ساقطة من المخطوطة، وليست عند الزمخشري في الكشاف 1/ 18.
(7) العبارة عند الزمخشري: (عمل على تلك الشاكلة).
(9) في المطبوعة (السنة) والتصويب من الزمخشري 1/ 15.
(10) في المخطوطة (لا يخلي بطائل فيها) وعبارة الزمخشري (لا يحلى بطائل منها).
(12) عند الزمخشري (بني).
(13) عند الزمخشري (بضير).
(14) انظر الكشاف للزمخشري 1/ 1615.(1/261)
علم مستور، وسرّ محبوب استأثر الله به، ولهذا قال الصّدّيق [رضي الله عنه] (1): «في كل كتاب [23/ ب] [سرّ] (1)، وسرّه في القرآن أوائل السور» (3). قال الشعبيّ (4): «إنها من المتشابه، نؤمن بظاهرها، ونكل العلم فيها إلى الله عز وجلّ».
قال الإمام الرازي (5): «وقد أنكر المتكلّمون هذا القول وقالوا: لا يجوز أن يرد في كتاب الله ما لا يفهمه الخلق» لأنّ الله [تعالى] أمر بتدبّره، والاستنباط منه وذلك لا يمكن إلا مع الإحاطة بمعناه، ولأنه كما جاز التعبّد بما لا يعقل معناه في الأفعال، فلم لا يجوز في الأقوال بأن يأمرنا الله تارة بأن نتكلم بما نقف على معناه، (6) [وتارة بما لا نقف على معناه] (6) ويكون القصد منه ظهور الانقياد والتسليم! القول الثاني: أن المراد منها معلوم، [وذكروا] (6) فيه ما يزيد على عشرين وجها فمنها البعيد، ومنها القريب:
الأول (9): «ويروى عن ابن عباس [رضي الله عنهما] (10) أن كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه [سبحانه] (10)، فالألف من «الله»، واللام من «لطيف»، والميم من «مجيد»، أو الألف من «آلائه»، واللام من «لطفه»، والميم من «مجده» (12). قال ابن فارس (13): وهذا وجه جيّد، وله في كلام العرب شاهد.
قلنا لها قفي فقالت ق (14)
فعبّر عن قولها «وقفت» بق.
__________
(1) ساقط من المخطوطة.
(3) أخرجه الطبري في تفسيره 1/ 68ولم يسنده للصّديق رضي الله عنه. لكن أسنده له البغوي في تفسيره 1/ 44 والرازي في تفسيره 2/ 3.
(4) هو عامر بن شراحيل الشعبي، تقدمت ترجمته ص 101. أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن داود بن أبي هند قال: «كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور، قال: يا داود! إن لكل كتاب سرّا، وإن سرّ هذا القرآن فواتح السور، فدعها وسل عما بدا لك» (انظر الدر المنثور للسيوطي 1/ 23).
(5) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازي، تقدمت ترجمته ص 106، وانظر قوله في التفسير الكبير 2/ 3.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(9) في المطبوعة: (أحدها).
(10) ساقطة من المخطوطة.
(12) انظر الدر المنثور 1/ 22.
(13) هو أحمد بن فارس بن زكريا، تقدمت ترجمته ص 191، وانظر قوله في «الصاحبي» ص 9693باب القول على الحروف المفردة وكذلك بقية الأقوال أوردها الزركشي نقلا عن «الصاحبي».
(14) في المخطوطة: (قاف)، والبيت للوليد بن عقبة انظر «الخصائص» 1/ 30، وسيأتي في 3/ 190.(1/262)
الثاني: أن الله أقسم بهذه الحروف (1) [بأنّ هذا الكتاب الذي يقرؤه محمد صلّى الله عليه وسلّم هو الكتاب المنزل لا شك فيه، وذلك يدل على جلالة قدر هذه الحروف] (1) إذ كانت مادة البيان، ومباني (3) كتب الله المنزلة باللغات المختلفة، وهي أصول كلام الأمم بها يتعارفون، وقد أقسم الله تعالى ب (الفجر) و (الطور) فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها.
الثالث: أنها الدائرة من الحروف التسعة والعشرين فليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه عز وجل، أو آلائه، أو بلائه أو مدة أقوام أو آجالهم، فالألف سنة واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون روي عن الربيع بن أنس (4). قال ابن فارس: وهو قول حسن لطيف لأن الله تعالى أنزل على نبيه الفرقان، فلم يدع نظما عجيبا، ولا علما نافعا إلا أودعه إياه، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله.
الرابع: ويروى عن ابن عباس (5) أيضا في قوله تعالى: {الم}. أنا الله أعلم، وفي {المص} أنا الله [أعلم و] (6) أفصل، [و {الر} أنا الله أرى] (7) ونحوه من دلالة الحرف الواحد على الاسم التام، والصفة التامة.
الخامس: أنها أسماء للسور ف {الم} اسم لهذه، و {حم} اسم لتلك، وذلك أن الأسماء وضعت للتمييز، فهكذا هذه الحروف وضعت لتمييز هذه السور من غيرها ونقله الزمخشري (8) عن الأكثرين وأن سيبويه نصّ عليه في «كتابه» (9)، وقال الإمام فخر الدين: «هو قول أكثر المتكلمين» (10) (فإن قيل) (11): فقد وجدنا {الم} افتتح بها (عدة سور) (12)، فأين التمييز؟ قلنا قد يقع الوفاق بين اسمين لشخصين ثم يميّز بعد ذلك بصفة ونعت، كما يقال: زيد وزيد، ثم
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (وما في) والتصويب من عبارة «الصاحبي».
(4) هو الربيع بن أنس البكري الخراساني كان تابعيا. روى عن أنس بن مالك والحسن البصري وغيرهما. وعنه:
أبو جعفر الرازي، والأعمش، وابن المبارك وغيرهم. قال العجلي: «بصري صدوق». وقال النسائي: «ليس به بأس». مات في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 139. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 3/ 238)، وانظر قوله في «تفسير الطبري 1/ 68.
(5) انظر الملحق رقم (7).
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) ساقط من المخطوطة، وليست في «الصاحبي».
(8) انظر الكشاف 1/ 13.
(9) سيبويه، الكتاب (بتحقيق هارون) 3/ 256، باب أسماء السور.
(10) الرازي، التفسير الكبير 2/ 5، وقد أورد الزركشي أقوال: الزمخشري وسيبويه، والفخر الرازي ضمن سياقه لقول ابن فارس لذا لزم التنويه.
(11) في المخطوطة: (قال).
(12) في المخطوطة: (غير سورة).(1/263)
يميّزان بأن يقال: زيد الفقيه، وزيد النحويّ، فكذلك إذا قرأ [القارئ] (1): {الم * ذََلِكَ الْكِتََابُ} (البقرة) فقد ميّزها عن {الم * اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ [الْحَيُّ الْقَيُّومُ]} (1) (آل عمران).
السادس: أنّ لكل كتاب سرّا، وسرّ القرآن فواتح السور، قال ابن فارس: وأظن قائل ذلك أراد أنه من السّر الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم. واختاره جماعة، منهم أبو حاتم بن حبان (3).
قلت: وقد استخرج بعض أئمة المغرب من قوله تعالى: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ}
(الروم) فتوح بيت المقدس واستنقاذه من العدو في سنة معيّنة، وكان كما قال.
السابع: أن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه، وقال بعضهم: {لََا تَسْمَعُوا لِهََذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} (فصلت: 26) فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه، ويكون تعجّبهم سببا لاستماعهم، واستماعهم له سببا لاستماع ما بعده، فترقّ القلوب وتلين الأفئدة.
الثامن: أنّ هذه الحروف ذكرت لتدلّ على أن القرآن مؤلف من الحروف التي هي:
ا، ب، ت، ث، فجاء بعضها مقطّعا، وجاء تمامها مؤلفا، ليدلّ القوم الّذين نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعقلونها، (4) [فيكون ذلك تقريعا لهم ودلالة على عجزهم أن يأتوا بمثله بعد أن علموا أنه منزل بالحروف التي يعرفونها] (4)، ويبنون كلامهم منها.
التاسع: واختاره ابن فارس وغيره أن تجعل هذه التأويلات كلها تأويلا واحدا فيقال: إن الله جل وعلا افتتح السور بهذه الحروف إرادة منه للدلالة بكل حرف [24/ أ] منها على معان كثيرة، لا على معنى واحد، فتكون هذه الحروف جامعة لأن (6) تكون افتتاحا، وأن يكون
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(3) هو محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستي الشافعي صاحب الصحيح كان حافظا ثبتا إماما حجة. أحد أوعية العلم. صاحب تصانيف سمع أبا خليفة الجمحي والنّسائي وطبقتهما. ومنه الحاكم وطبقته. كان عالما في الحديث والفقه واللغة والوعظ حتى الطب والنجوم والكلام. ولي قضاء سمرقند. قال الخطيب: كان ثقة نبيلا. توفي سنة (354) ببست (ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب 3/ 16).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وأثبتناه من المخطوطة ومن عبارة «الصاحبي».
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى (لا).(1/264)
كلّ واحد منها مأخوذا من اسم من أسماء الله تعالى، وأن يكون الله عز وجل قد وضعها هذا الوضع فسمى [بها] (1)، وأن كل حرف منها في آجال قوم وأرزاق آخرين، وهي مع ذلك مأخوذة من صفات الله تعالى في إنعامه وإفضاله ومجده، وأنّ الافتتاح بها سبب لأن يسمع القرآن من لم يكن سمع، وأنّ فيها إعلاما للعرب أن القرآن الدالّ على نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم بهذه الحروف، وأن عجزهم عن الإتيان بمثله مع نزوله بالحروف المتعالمة بينهم دليل على كفرهم وعنادهم وجحودهم، وأن كلّ عدد منها إذا وقع أوّل كلّ سورة فهو اسم لتلك السورة. قال: وهذا القول الجامع للتأويلات كلها» (2) والله أعلم بما أراد من ذلك.
العاشر: أنها كالمهيّجة لمن سمعها من الفصحاء، والموقظة للهمم الراقدة من البلغاء لطلب التساجل، والأخذ في التفاضل، وهي بمنزلة زمجرة الرعد قبل الناظر في الأعلام لتعرف الأرض فضل الغمام، وتحفظ ما أفيض عليها من الإنعام. (3) [وإلحاق مواقع الاستفهام بما فيه من العجمة التي لا تؤلف في الكلام] (3). وما هذا شأنه خليق بالنظر فيه، والوقوف على معانيه بعد حفظ مبانيه.
الحادي عشر: التنبيه على أن تعداد هذه الحروف [ممن] (1) لم يمارس الخط، ولم يعان الطريقة، على ما قال تعالى: {وَمََا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتََابٍ وَلََا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتََابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48).
الثاني عشر: انحصارها في نصف أسماء حروف المعجم، لأنها أربعة عشر حرفا على ما سبق تفصيله وهذا واضح على من عدّ حروف المعجم ثمانية وعشرين حرفا، وقال «لا» مركبة من اللام والألف والصحيح أنها تسعة وعشرون حرفا. [والنطق] (1) «بلا» في الهجاء كالنطق في «لا رجل في الدار»، وذلك لأن الواضع جعل كلّ حرف من حروف المعجم صدر اسمه [إلّا] (1) الألف، فإنه لمّا لم يمكن أن يبتدأ به لكونه مطبوعا على السكون فلا يقبل الحركة أصلا توصّل إليه باللام لأنها شابهته في الاعتداد والانتصاب، ولذلك يكتب على صورة الألف [إلا] (1) إذا اتصل بما بعده.
فإن قلت: فقد [تقدم] (1) اسم الألف في أول حرف الهجاء! قلت: ذلك اسم الهمزة
__________
(1) ساقطة من المخطوطة كذا عبارة الأصول، وفي «الصاحبي» (قسما بها).
(2) هنا ينتهي نقل الزركشي عن «الصاحبي».
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/265)
لوجهين: أحدهما أنه صدره، والثاني أنها صدر ما تصدّر من حروف المعجم لتكون صورته ثلاثا وإنما كانت صدره لأن صورتها كالمتكررة أربع مرات لأنها تلبس صورة العين وصورة الألف والواو والياء لما يعرض من الحركة والسكون، ولذلك أخّروا ما بعد الطاء والظاء والعين لأن صورتها ليست متكررة. وجوابه على هذا المذهب أن الحرف لا يمكن تنصيفه، فيتعين سقوط حرف لأنه الأليق بالإيجاز.
الثالث عشر: مجيئها في تسع وعشرين سورة بعدد الحروف. فإن قلت: هلّا روعي صورتها كما روعي عددها؟ قلت: عرض لبعضها الثّقل لفظا فأهمل.
فصل
اعلم أنه لما كانت هذه الحروف ضرورية في النطق، واجبة في الهجاء، لازمة التقدم في الخطّ والنّطق إذ المفرد مقدّم على المركب فقدمت هذه المفردات على مركّباتها في القرآن، فليس في المفرد (1) ما في المركّب، بل في المركّب ما في المفرد وزيادة. ولما كان نزول القرآن في أزمنة متطاولة، تزيد على عشرين سنة، وكان باقيا إلى آخر الزمان، لأنه ناسخ لما قبله، ولا كتاب بعده، جعل الله [تعالى] حروفه كالعلائم، مبيّنة أن هذه السورة هي من قبيل تلك التي أنزلت من عشر سنين مثلا، حتى كأنها تتمة لها، وإن كان بينهما مدة.
وأما نزول ذلك في مدد وأزمنة، أو نزول سور خالية عن الحروف فبحسب تلك الوقائع.
وأمّا ترتيب وضعها في المصحف أعني [24/ ب] السور فله أسباب مذكورة في النوع الثالث عشر.
وأما زيادة بعض الحروف عن (2) بعض السور وتغيير بعضها، فليعلم أنّ المراد الإعلام بالحروف فقط وذلك أنه متى فرض (3) الإنسان في بعضها شيئا مثل: {الم} السجدة، لزمه في مثلها مثله، كألف لام ميم البقرة فلما لم يجد دلّه ذلك الثاني على بطلان الأول، وتحقق أن هذه الحروف هي علامات المكتوب والمنطوق. وأما كونها اختصّت بسورة البقرة فيحتمل [أنّ] (4) ذلك تنبيه على السور، وأنها احتوت على جملة المنطوق به من جهة الدلالة ولهذا
__________
(1) في المخطوطة: (المفردات).
(2) في المطبوعة: (في).
(3) في المخطوطة: (فرط).
(4) ساقطة من المخطوطة.(1/266)
حصلت في تسعة وعشرين سورة بعدد جملة الحروف ولو كان القصد الاحتواء على نصف الكتاب لجاءت في أربع عشرة سورة وهذا الاحتواء ليس من كلّ وجه، بل من وجه يرجع إلى النطق والفصاحة وتركيب ألفاظ اللغة العربية وما يقتضي أن يقع فيه التعجيز. ويحتمل أن يكون لمعان أخر، يجدها من يفتح الله عليه بالتأمل والنظر أو هبة من لدنه سبحانه.
ولا يمتنع أن يكون في بقيّة السور أيضا كما في ذوات الحروف، بل هذه خصصت بعلامات لفضيلة وجب من أجلها أن تعلم عليها السور، لينبّه على فضلها، وهذا من باب الاحتمال، والأولى أن الأحرف إنما جاءت في تسعة وعشرين سورة لتكون (1) عدة السور دالّة لنا على عدة الحروف، فتكون السّور من جهة العدة مؤدية إلى الحروف من جهة العدة فيعلم أن الأربعة عشر عوض عن تسعة وعشرين.
الثالث من أنواع استفتاح السور: النداء
نحو: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (2)، {يََا أَيُّهَا النَّبِيُّ} (3). {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (المدثر) وذلك في عشر سور (4).
الرابع: الجمل الخبرية
نحو: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفََالِ} (الأنفال). {بَرََاءَةٌ مِنَ اللََّهِ [وَرَسُولِهِ]} [5]
(التوبة). (6) [{أَتى ََ أَمْرُ اللََّهِ}] (6) (النحل). {اقْتَرَبَ لِلنََّاسِ حِسََابُهُمْ} (الأنبياء)، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (المؤمنون) {سُورَةٌ أَنْزَلْنََاهََا} (النور) {تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} (الزمر) {الَّذِينَ كَفَرُوا} (محمد) {إِنََّا فَتَحْنََا} (الفتح)، {اقْتَرَبَتِ السََّاعَةُ} (القمر) {الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} (الرحمن) {قَدْ سَمِعَ اللََّهُ} (المجادلة) {الْحَاقَّةُ} (الحاقة) {سَأَلَ سََائِلٌ} (المعارج) {إِنََّا أَرْسَلْنََا [نُوحاً]} [8] (نوح) {لََا أُقْسِمُ} في موضعين (القيامة، والبلد) {عَبَسَ} (عبس) {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ} (القدر) {لَمْ يَكُنِ} (البيّنة
__________
(1) في المخطوطة: (لتعود).
(2) وذلك في سور: المائدة، والحجرات، والممتحنة.
(3) وذلك في سور: الأحزاب والطلاق والتحريم.
(4) ويبقى ثلاث سور وهي: النساء والحج والمزمّل.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(8) ساقطة من المطبوعة.(1/267)
{الْقََارِعَةُ} (القارعة) {أَلْهََاكُمُ} (التكاثر)، {إِنََّا أَعْطَيْنََاكَ} (الكوثر) فتلك ثلاث وعشرون سورة.
الخامس: القسم
نحو: {وَالصَّافََّاتِ}، {وَالذََّارِيََاتِ}، {وَالطُّورِ}، {وَالنَّجْمِ}، {وَالْمُرْسَلََاتِ}، {وَالنََّازِعََاتِ}، {وَالسَّمََاءِ ذََاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالسَّمََاءِ وَالطََّارِقِ}، {وَالْفَجْرِ}، {وَالشَّمْسِ}، {وَاللَّيْلِ}، {وَالضُّحى ََ}، {وَالتِّينِ}، {وَالْعََادِيََاتِ}، {وَالْعَصْرِ} فتلك خمس عشرة سورة.
السادس: الشرط
نحو: {إِذََا وَقَعَتِ الْوََاقِعَةُ}، {إِذََا جََاءَكَ الْمُنََافِقُونَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، {إِذَا السَّمََاءُ انْفَطَرَتْ}، {إِذَا السَّمََاءُ انْشَقَّتْ}، {إِذََا زُلْزِلَتِ}، {إِذََا جََاءَ نَصْرُ اللََّهِ}، فذلك سبع سور.
السابع: [الاستفتاح] (1) بالأمر
[في] (1) ست سور: {قُلْ أُوحِيَ} (الجنّ)، {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (العلق)، {قُلْ يََا أَيُّهَا الْكََافِرُونَ}، [{قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ}] (3)، {قُلْ أَعُوذُ} [في سورتين] (4).
الثامن: لفظ الاستفهام
[في] (4): {هَلْ أَتى ََ} (الدهر)، {عَمَّ يَتَسََاءَلُونَ} (النبأ)، {هَلْ أَتََاكَ}
(الغاشية)، {أَلَمْ نَشْرَحْ}، {أَلَمْ تَرَ} (الفيل)، {أَرَأَيْتَ} (الماعون)، فتلك ست سور.
التاسع: الدعاء
في ثلاث سور: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ}، {تَبَّتْ يَدََا [أَبِي لَهَبٍ]} [4].
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(3) ساقطة من المخطوطة وجاء مكانها (قل أعوذ).
(4) ساقطة من المخطوطة.(1/268)
العاشر: التعليل
في موضع واحد نحو: {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ}.
هكذا جمع الشيخ شهاب الدين أبو شامة المقدسيّ (1) قال: «وما ذكرناه في قسم الدعاء يجوز أن يذكر مع الخبر وكذا الثناء على الله سبحانه وتعالى [كله] (2) خبر إلا {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فإنه يدخل أيضا في قسم الأمر و {سُبْحََانَ الَّذِي أَسْرى ََ بِعَبْدِهِ} (الإسراء) يحتمل الأمر والخبر ونظم ذلك في بيتين فقال:
أثنى على نفسه سبحانه بثبو ... ت المدح والسّلب لما استفتح السّورا
والأمر شرط الندا التعليل والقسم (3) الا ... دعا حروف التّهجي (4) استفهم الخبرا
__________
(1) هو الإمام العلامة ذو الفنون عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، شهاب الدين أبو شامة الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي ولد سنة (596) جمع القراءات كلها سنة ست عشرة على الشيخ علم الدين السخاوي وكتب الكثير من العلوم وأتقن الفقه ودرّس وأفتى وبرع في العربية. من مصنفاته: «شرح الشاطبية» توفي سنة (665) بدمشق. (الكتبي، فوات الوفيات 2/ 269).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) تصحّف في المخطوطة إلى: (اسم).
(4) في المخطوطة (الهجا).(1/269)
النوع الثامن في خواتم السور
وهي مثل الفواتح في الحسن: لأنّها آخر ما يقرع الأسماع فلهذا جاءت متضمّنة للمعاني البديعة مع إيذان السامع بانتهاء الكلام حتى يرتفع معه (1) تشوّف النّفس إلى ما يذكر [بعد] (2).
ومن أوضحه خاتمة سورة إبراهيم: {هََذََا بَلََاغٌ لِلنََّاسِ} (إبراهيم: 52)، وخاتمة سورة الأحقاف: {بَلََاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفََاسِقُونَ} (الأحقاف: 35) ولأنها بين أدعية ووصايا وفرائض ومواعظ وتحميد وتهليل، ووعد ووعيد إلى غير ذلك. كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة فاتحة الكتاب إذ المطلوب الأعلى الإيمان المحفوظ من المعاصي المسبّبة لغضب الله والضلال ففصّل جملة ذلك بقوله: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
(الفاتحة: 7) والمراد المؤمنين ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيّده ليتناول كلّ إنعام [25/ أ] لأن من أنعم [الله] (3) عليه بنعمة الإيمان فقد أنعم عليه بكلّ نعمة لأن نعمة الإيمان مستتبعة لجميع النعم ثم وصفهم بقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضََّالِّينَ}
(الفاتحة: 7) يعني أنهم جمعوا بين النّعم المطلقة وهي نعمة الإيمان، وبين السّلامة من غضب الله والضلال المسبّبين عن معاصيه وتعدّي حدوده.
وكالدعاء الّذي اشتملت عليه الآيتان من آخر سورة البقرة (الآيتان: 286285).
وكالوصايا التي ختمت بها سورة آل عمران (الآية: 200)، بالصّبر على تكاليف الدين، والمصابرة لأعداء الله في الجهاد ومعاقبتهم، والصبر على شدائد الحرب والمرابطة في
__________
(1) في المخطوطة: (مع).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ساقطة من المطبوعة.(1/270)
الغزو المحضوض عليها بقوله: {وَمِنْ رِبََاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللََّهِ وَعَدُوَّكُمْ}
(الأنفال: 60)، والتقوى الموعود عليها بالتوفيق في المضايق وسهولة الرزق في قوله:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللََّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لََا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2و 3)، وبالفلاح لأن (لعل) من الله واجبة.
وكالوصايا والفرائض التي ختمت بها سورة النساء (الآية: 176)، وحسن الختم بها لأنها آخر ما نزل من الأحكام عام حجة الوداع.
وكالتبجيل والتعظيم الذي ختمت به المائدة: {لِلََّهِ مُلْكُ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَمََا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى ََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (المائدة: 120)، ولإرادة المبالغة في التعظيم اختيرت «ما» على «من» لإفادة العموم، فيتناول الأجناس كلها.
وكالوعد والوعيد الذي ختمت به سورة الأنعام بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقََابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (الأنعام: 165) ولذلك أورد على وجه المبالغة في وصف العقاب بالسرعة وتوكيد الرحمة بالكلام المفيد لتحقيق الوقوع.
وكالتحريض على العبادة بوصف حال الملائكة الذي ختمت به سورة الأعراف (الآية:
206) والحض على الجهاد وصلة الأرحام الذي ختم به الأنفال (الآية: 75). ووصف الرسول ومدحه والاعتداد على [الصلاة] (1) الأمم به وتسليمه ووصيته والتهليل الذي ختمت به براءة (التوبة: 129). وتسليته عليه الصلاة والسلام الذي ختم بها سورة يونس (الآية:
109). ومثلها خاتمة [هود] (2) (الآية: 123) ووصف القرآن ومدحه الذي ختم به سورة يوسف (الآية: 111). والردّ على من كذّب الرسول الذي ختم به الرعد (الآية: 43).
ومدح القرآن وذكر فائدته والعلّة في أنّه إله [واحد] (3) الذي ختمت به إبراهيم (الآية: 52)، ووصيته الرسول التي ختم بها الحجر (الآية: 99). وتسلية الرسول بطمأنينته ووعد الله سبحانه الذي ختمت به النحل (الآية: 128). والتحميد الذي ختمت به سبحان (الإسراء: 111). وتحضيض الرسول على البلاغ والإقرار بالتنزيه، والأمر بالتوحيد الذي ختمت به الكهف (الآية: 110). وقد أتينا (على نصف) (4) القرآن ليكون مثالا لمن نظر في بقيته.
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) في المخطوطة: (بنصف).(1/271)
فصل
ومن أسراره [مناسبة] (1) فواتح السور وخواتمها. وتأمل سورة القصص وبداءتها بقصّة مبدأ أمر موسى ونصرته، وقوله: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص: 17)، وخروجه من وطنه ونصرته وإسعافه بالمكالمة، وختمها بأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بألّا يكون ظهيرا للكافرين (2)، وتسليته بخروجه من مكّة والوعد بعوده إليها بقوله [في أول السورة]: (3) {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرََادُّكَ إِلى ََ مَعََادٍ} (3) (القصص: 85).
قال الزمخشري: «وقد جعل الله (5) [فاتحة سورة المؤمنين {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
(المؤمنون: 1) وأورد في خاتمتها: {إِنَّهُ لََا يُفْلِحُ الْكََافِرُونَ} (المؤمنون: 117)، فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة» (6).
فصل
ومن أسراره مناسبة] (5) فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها حتى إن منها ما يظهر تعلّقها [به] (5) لفظا كما قال في: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (الفيل: 5)، {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ}
(قريش: 1).
وفي الكواشي (9): «لما ختم سورة النساء آمرا بالتوحيد والعدل بين العباد، أكد ذلك بقوله (10) [في أول سورة المائدة] (10): {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (المائدة: 1)».
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: (للمجرمين).
(3) تصحّفت في المخطوطة إلى: (إنّا رادّوه إليك) 186.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) الزمخشري، الكشاف 3/ 58، آخر سورة المؤمنون.
(9) هو تفسير لأحمد بن يوسف بن حسن، موفق الدين الكواشي المفسّر الفقيه الشافعي، برع في العربية والقراءات والتفسير. وقرأ على والده والسخاوي. وكان عديم النظير زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا وله كشف وكرامات. له من المصنّفات «التفسير الكبير» و «التفسير الصغير» وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره، توفي سنة 680هـ (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 401)، ويوجد له تفسير باسم «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر» مخطوط في التيمورية: 135، وهو التفسير الكبير لأن المؤلف اختصره (انظر فهرس معهد المخطوطات بالقاهرة 1/ 31) ومن التفسير الكبير أيضا أربع نسخ في الأزهرية الأولى برقم 240ومنها صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة: 70، والثانية برقم: 518، والثالثة برقم: 218، والرابعة برقم:
3357 (معجم مصنفات القرآن: 2/ 208).
(10) ساقطة من المخطوطة.(1/272)
النوع التاسع معرفة المكي والمدني (1) وما نزل بمكة والمدينة وترتيب ذلك (2)
ومن فوائده معرفة (3) الناسخ والمنسوخ، والمكيّ أكثر من المدنيّ.
اعلم أن للناس في ذلك ثلاثة اصطلاحات:
أحدها أن المكيّ ما نزل (4) [بمكة، والمدنيّ ما نزل بالمدينة.
(البرهان ج 1م 18)
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: فنون الأفنان لابن الجوزي: 340335، والإتقان للسيوطي 1/ 5022، النوع الأول، ومفتاح السعادة 2/ 344، الدوحة السادسة: في العلوم الشرعية، الشعبة الثامنة: في فروع العلوم الشرعية، المطلب الثالث: في فروع علم التفسير: وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 505، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 232185، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 233164، الباب الثالث، الفصل الثالث، علم المكي والمدني.
(2) من الكتب المؤلفة في ذلك «تنزيل القرآن بمكة والمدينة» لابن شهاب الزهري، محمد بن مسلم (ت 124هـ) طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد بدار الكتاب الجديد في بيروت عام 1383هـ / 1963م في (16) صفحة. وحقّقه حاتم صالح الضامن ونشره بمجلة المجمع العلمي العراقي، الجزءان الثاني والثالث من المجلد الثامن ومنها: «ما نزل من القرآن في صلب الزمان» للجوهري، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله، ت 401هـ (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 421) ومنها: «كتاب المكي والمدني في القرآن، واختلاف المكي والمدني في آية» للرعيني، أبو عبد الله محمد بن شريح بن أحمد المقرئ (ت 476هـ) (ذكره ابن خير في فهرسته ص 39) ومنها: «منظومة في المكي والمدني» للجعبري برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ (طبعت مع كتاب التيسير في علوم التفسير» للديريني بمطبعة محمد أبي زيد عام 1310هـ / 1893م (معجم سركيس: 901). ومنها: «ما نزل من القرآن بمكة وما نزل بالمدينة» لمجهول، مخطوط في الأزهرية رقم (7) 673 (معجم الدراسات القرآنية: 58) ونسب السيوطي في الإتقان 1/ 22للإمام مكي بن أبي طالب (ت 437هـ) كتابا في المكي والمدني لم نتوصل لمعرفته كما نسب للعزّ الدّيريني، عبد العزيز بن أحمد بن سعيد أبو محمد الشافعي كتابا فيه.
(3) العبارة في المخطوطة: (ومن فوائد معرفتها).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
والثاني وهو المشهور أن المكيّ ما نزل] (1) قبل الهجرة، وإن كان بالمدينة، والمدنيّ ما نزل بعد الهجرة، وإن كان بمكة.(1/273)
والثاني وهو المشهور أن المكيّ ما نزل] (1) قبل الهجرة، وإن كان بالمدينة، والمدنيّ ما نزل بعد الهجرة، وإن كان بمكة.
والثالث أن المكيّ ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدنيّ ما وقع خطابا لأهل المدينة وعليه يحمل قول ابن مسعود الآتي لأن الغالب على أهل مكة الكفر فخوطبوا ب {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} (2)، وإن كان غيرهم داخلا فيهم، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا ب {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (3) وإن كان [25/ ب] غيرهم داخلا فيهم.
وذكر الماورديّ (1): «أن البقرة مدنية في قول الجميع إلا آية، وهي: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} (الآية: 281) فإنها نزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى». انتهى.
ونزولها هناك لا يخرجها عن المدنيّ لاصطلاح [الثاني أن] (5) ما نزل بعد الهجرة مدنيّ سواء كان بالمدينة أو بغيرها (6).
وقال الماورديّ في سورة النساء: «هي مدنية إلا آية واحدة نزلت في مكة في عثمان بن طلحة (7) حين أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يأخذ منه مفاتيح الكعبة. ويسلمها إلى العباس، فنزلت:
{إِنَّ اللََّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمََانََاتِ إِلى ََ أَهْلِهََا} (النساء: 58) والكلام فيه كما تقدم.
__________
(2) وردت كلمة {النََّاسِ} في القرآن الكريم في (240) موضعا، وجاءت {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} في (18) موضعا منها، عشرة مدنية، وثمانية مكية أما المدنية فهي: البقرة: 21و 168، النساء: 1و 170و 174، الحج: 1و 5 و 49و 73، الحجرات: 13وأما المكية فهي: يونس: 23و 57و 104و 108، لقمان: 33، فاطر: 3و 5 و 15.
(3) قال الفخر الرازي: «اعلم أن الله تعالى خاطب المؤمنين بقوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} في ثمانية وثمانين موضعا من القرآن. قال ابن عباس: وكان يخاطب في التوراة بقوله: «يا أيها المساكين» (التفسير الكبير 3/ 223).
(1) هو علي بن محمد بن حبيب. القاضي أبو الحسن الماوردي البصري الشافعي كان حافظا للمذهب، عظيم القدر، مقدّما عند السلطان. تفقّه على أبي القاسم الصيمري وأبي حامد الأسفراييني، من تصانيفه: «الحاوي» في الفقه، «الأحكام السلطانية» و «أدب الدنيا والدين» وغيرها. توفي سنة 450 (السيوطي، طبقات المفسرين 72)، وتفسيره «النكت والعيون» طبع بتحقيق خضر محمد خضر بوزارة الأوقاف الكويتية عام 1403هـ / 1983م في 4مجلدات ويقوم محمد عبد الرحمن الشائع بتحقيق الجزء الأول منه كمتطلبات رسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
(5) ساقط من المخطوطة.
(6) في المخطوطة (بعدها).
(7) هو الصحابي الجليل عثمان بن طلحة بن أبي طلحة حاجب البيت، أسلم في هدنة الحديبية، وهاجر مع خالد بن(1/274)
ومن جملة علاماته: أنّ كل سورة فيها {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} وليس فيها: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهي مكية، وفي الحج اختلاف، وكل سورة فيها {كُلََا} (1) فهي مكية، وكلّ سورة فيها حروف المعجم فهي مكّية إلا البقرة وآل عمران، وفي الرعد خلاف. وكلّ سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة. وكلّ سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية (2) سوى العنكبوت.
وقال هشام عن أبيه (3): «كلّ سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنيّة، وكلّ ما كان فيه ذكر القرون الماضية فهي مكّية».
وذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد الدانيّ (4) بإسناده إلى يحيى بن سلّام (5) قال: «ما نزل بمكة وما نزل في طريق (6) المدينة قبل أن يبلغ النبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة فهو [من المكيّ] (7) وما نزل على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهو من المدنيّ، وما كان من القرآن {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو مدنيّ، وما كان {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} فهو مكيّ.
__________
الوليد، وشهد الفتح مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فأعطاه مفتاح الكعبة. ثم سكن المدينة إلى أن مات بها سنة 42. (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 452).
(1) وردت {كُلََا} في (33) موضعا من القرآن الكريم كلها مكّية.
(2) في المخطوطة: (فهي مدنية).
(3) هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، روى عن أبيه وعمه عبد الله وغيرهم، وعنه أيوب السختياني ومعمر وغيرهم، قال أبو حاتم ثقة إمام (ابن حجر، التهذيب 11/ 48) وأبوه هو عروة بن الزبير روى عن أبيه وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وغيرهم من أكابر الصحابة، وعنه أولاده والزهري وغيرهم ذكره ابن سعد وقال: «ثقة كثير الحديث (ابن حجر، التهذيب 7/ 180) وانظر تخريج الأثر في الملحق رقم (8).
(4) تصحّفت في المخطوطة إلى: (الداراني) وفي المطبوعة إلى: (الدارمي) وعرّف به المحقّق خطأ في حاشيته أنه أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد (ت 280هـ) صاحب «المسند الكبير» وذكر أنه تصحّف في المخطوطة «م» إلى الداني، والصواب أنه الداني، أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الأندلسي، وغفل المحقق أن الإمام الزركشي ذكر كنية الداني أنها «أبو عمرو» بينما كنية الدارمي «أبو سعيد»، وكذلك فالداني هو المعروف برواية تفسير ابن سلام بهذا الإسناد: «حدثنا خلف بن أحمد القاضي، حدثنا زياد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن حميد قال حدثنا محمد بن يحيى بن سلام، عن أبيه» بينما كان الدارمي معاصرا لابن سلام، فلو أراد أن يروي عنه لروى عنه مباشرة بدون إسناد (انظر المكتفي للداني ص 131بتحقيقنا).
(5) هو الإمام يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة البصري أبو زكريا، المفسّر المقرئ ولد بالكوفة وانتقل مع أبيه إلى البصرة فنشأ بها ونسب إليها ورحل إلى مصر ومنها إلى إفريقية وحجّ في آخر عمره في صفر من آثاره «تفسير القرآن» توفي سنة (200) أثناء عودته من الحج (ابن الجزري، طبقات القرّاء 2/ 373).
(6) في المخطوطة: (بطريق).
(7) ساقط من المخطوطة.(1/275)
وذكر أيضا بإسناده إلى عروة بن الزبير (1) قال: «ما كان من حدّ أو فريضة فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه أنزل بمكة».
وقال الجعبري (2): «لمعرفة المكّيّ والمدني طريقان: سماعيّ وقياسيّ فالسماعيّ ما وصل إلينا نزوله بأحدهما، والقياسيّ، قال علقمة (3) عن عبد الله (4): «كل سورة فيها {يََا أَيُّهَا النََّاسُ}
فقط أو {كُلََا} أو أولها حروف تهجّ سوى الزهراوين (5) والرعد في وجه، أو فيها قصة آدم وإبليس سوى الطّولى (6) فهي مكّية وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكيّة، وكلّ سورة فيها فريضة أو حدّ فهي مدنيّة». انتهى.
وذكر ابن أبي شيبة (7) في «مصنّفه» في كتاب فضائل القرآن: حدثنا وكيع (8) عن
__________
(1) هو عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، التابعي، أبو عبد الله، روى عن أبيه وأخيه عبد الله وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق وخالته عائشة أمّ المؤمنين. كان رجلا صالحا لم يدخل في شيء من الفتن. توفي سنة 94 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 180) والأثر سبق تخريجه آنفا.
(2) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري، تقدمت ترجمته ص 149.
(3) هو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي. ولد في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود. وروى عنه عامر الشعبي وجماعة. قال أبو ظبيان: «أدركت ناسا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم يسألون علقمة ويستفتونه». توفي سنة 62بالكوفة (ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 267).
(4) هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(5) هما سورتا البقرة وآل عمران، قال القرطبي: «للعلماء في تسمية البقرة وآل عمران بالزهراوين ثلاثة أقوال»
(الجامع لأحكام القرآن 4/ 3).
(6) هي سورة البقرة.
(7) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي المحدث الحافظ، روى عن ابن المبارك وشريك وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وأحمد بن حنبل وغيرهم. قال ابن حبان: كان متقنا حافظا ديّنا ممّن كتب وجمع وصنّف وذاكر وكان أحفظ أهل زمانه للمقاطيع. توفي سنة 235. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 6/ 2). وكتابه «المصنّف في الأحاديث والآثار» طبع بتحقيق عبد الخالق الأفغاني في مطبعة العلوم الشرقية حيدرآباد الدكن الهند عام 13901386هـ / 19701966م وطبع بتحقيق عامر العمري الأعظمي، في مطبعة السيد علي يوسف حيدرآباد في أربعة مجلدات وطبع في بومباي في الدار السلفية عام 1400هـ / 1980م، وانظر الأثر في «المصنف» 10/ 522كتاب فضائل القرآن باب ما نزل من القرآن بمكة، الحديث (10191).
(8) هو وكيع بن الجراح بن مليح، أبو سفيان الكوفي، روى عن: أبيه والأوزاعي ومالك وسفيان الثوري وغيرهم كثير. وعنه: أبناؤه وشيخه سفيان الثوري، وابنا أبي شيبة وغيرهم كثير. قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: «ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ولا أحفظ منه». توفي سنة 196. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 11/ 123.(1/276)
الأعمش (1) عن إبراهيم (2) عن علقمة قال: «كلّ شيء نزل فيه {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} فهو بمكة، وكل شيء نزل فيه {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهو بالمدينة» وهذا مرسل قد أسند عن عبد الله بن مسعود ورواه الحاكم في «مستدركه» في آخر كتاب الهجرة عن يحيى بن معين، قال: حدثنا وكيع عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود به (3). ورواه البيهقي في أواخر «دلائل النبوّة» (4)، وكذا رواه البزّار في «مسنده» (5) ثم قال: «وهذا يرويه غير قيس (6) عن علقمة مرسلا، ولا نعلم أحدا أسنده إلا قيس». انتهى. ورواه ابن مردويه (7) في «تفسيره» في سورة الحج عن علقمة عن أبيه، وذكر في آخر الكتاب عن عروة بن الزبير نحوه. وقد نص على هذا القول جماعة من الأئمة منهم أحمد بن حنبل وغيره، وبه قال كثير من المفسرين، ونقله عن ابن عباس.
وهذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه [نظر] (8)، فإن سورة البقرة مدنية، وفيها:
__________
(1) هو سليمان بن مهران أبو محمد الكوفي الأعمش. روى عن عامر الشعبي وإبراهيم النخعي وخلق كثير وروى عنه السفيانان وابن المبارك وخلائق. قال العجلي: «كان ثقة ثبتا في الحديث وكان محدث أهل الكوفة في زمانه وكان رأسا في القرآن عالما في الفرائض». توفي سنة 148 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 4/ 222).
(2) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه. روى عن مسروق وعلقمة وجماعة. وعنه الأعمش ومنصور، قال العجلي: «رأى عائشة، وكان مفتي أهل الكوفة، وكان رجلا صالحا فقيها». وقال الشعبي: «ما ترك أحدا أعلم منه». مات سنة 96 (ابن حجر، تهذيب التهذيب 1/ 177).
(3) الحاكم، المستدرك 3/ 18آخر كتاب الهجرة.
(4) البيهقي، دلائل النبوة 7/ 144، جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم باب ذكر السور التي نزلت بمكة والتي نزلت بالمدينة.
(5) الهيثمي، كشف الأستار عن زوائد البزار 3/ 39، كتاب التفسير، باب ما نزل بمكة والمدينة، الحديث (2186).
(6) هو قيس بن الربيع الأسدي روى عن أبي إسحاق السبيعي والأعمش وطائفة، وعنه أبان بن تغلب وطلق بن غنام مات سنة 168هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 8/ 391)، ويرد على قول البزار: أنه روي موصولا أيضا من غير وجه، كما ذكره الزركشي.
(7) هو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني صاحب «التفسير الكبير» و «التاريخ» وغير ذلك.
روى عن ميمون بن إسحاق. وعنه عبد الرحمن بن منده، عمل «المستخرج على صحيح البخاري». كان بصيرا بالرجال طويل الباع توفي سنة 410 (الذهبي، تذكرة الحفاظ 3/ 1051)، وتفسيره ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 439. وسيزكين في تاريخ التراث 1/ 375، وقال «ومنه قطع في «الإصابة» لابن حجر 1/ 403، 543، 766، 879، 2/ 909، 1016، 1022، 1123، 1254، 3/ 687، 1304.
(8) ساقطة من المخطوطة.(1/277)
{يََا أَيُّهَا النََّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (البقرة: 21) وفيها: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ كُلُوا مِمََّا فِي الْأَرْضِ حَلََالًا طَيِّباً} (الآية: 168) وسورة النساء مدنية، وفيها: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} (الآية:
1)، وفيها: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النََّاسُ} (الآية: 133)، وسورة الحج مكية، وفيها: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (الآية: 77). فإن أراد المفسّر أنّ الغالب ذلك [فهو] (1) صحيح، ولذا قال مكّي (2): «هذا إنما هو في الأكثر وليس بعامّ، وفي كثير من السور المكيّة: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}». انتهى.
والأقرب تنزيل قول من قال: مكّيّ ومدنيّ على أنّه خطاب المقصود به أو جلّ المقصود به أهل مكة {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} كذلك بالنسبة إلى أهل المدينة.
وفي تفسير الرازي: «عن علقمة والحسن: أن ما في القرآن {يََا أَيُّهَا النََّاسُ} مكيّ، وما كان {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فبالمدينة وأن القاضي (3) قال إن كان [26/ أ] الرجوع في هذا إلى النقل [فمسلّم] (4)، وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم واسمهم (5) وجنسهم، ويؤمر غير المؤمنين (6) بالعبادة كما يؤمر المؤمنون (6) بالاستمرار عليها والازدياد منها» (8). انتهى.
فصل
ويقع السؤال [في] (9): أنه هل نص النبي صلّى الله عليه وسلّم على بيان ذلك؟ قال القاضي أبو بكر (10)
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) هو الإمام المقرئ مكي بن أبي طالب حمّوش، أبو محمد القيرواني ثم الأندلسي. قرأ القراءات على أبي الطيّب بن غلبون. كان من أهل التبحّر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيّد الدين والعقل. له المصنّفات الكثيرة في علوم القرآن. توفي سنة 437هـ (الذهبي، معرفة القرّاء الكبار 1/ 395).
(3) هو القاضي أبو بكر الباقلاني كما سيأتي.
(4) سقطت من المخطوطة، وهي عند الرازي في التفسير الكبير.
(5) ليست هذه الكلمة عند الرازي في تفسيره.
(6) كذا في المطبوعة والمخطوطة بصيغة الجمع، وهي عند الرازي بصيغة المفرد (المؤمن).
(8) الرازي، التفسير الكبير 2/ 82في الكلام على قوله تعالى: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}
(البقرة: 21).
(9) سقطت من المطبوعة.
(10) هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر الباقلاني تقدمت ترجمته ص 117، وكتابه «الانتصار(1/278)
في «الانتصار»: إنما هذا يرجع لحفظ الصحابة وتابعيهم، كما أنه لا بدّ في العادة من معرفة معظّمي العالم والخطيب، وأهل الحرص على حفظ كلامه ومعرفة كتبه ومصنفاته من أن يعرفوا ما صنّفه أولا وآخرا، وحال القرآن في ذلك أمثل، والحرص عليه أشدّ، غير أنه لم يكن من النبي صلّى الله عليه وسلّم في ذلك قول ولا ورد عنه أنه قال: اعلموا أنّ قدر ما نزل [عليّ] (1) بمكة كذا وبالمدينة كذا، وفصله لهم، ولو كان ذلك منه لظهر وانتشر، وإنما لم يفعله لأنه لم يؤمر به، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة، وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ، ليعرف الحكم الذي تضمّنهما، فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول بعينه، وقوله هذا هو الأول المكّيّ، (2) [وهذا هو الآخر المدني. وكذلك الصحابة والتابعون من بعدهم لمّا لم يعتبروا أن من فرائض الدين تفضيل جميع المكي] (2) والمدني ممّا لا يسوغ (4)
الجهل به، لم تتوفر [لهم] (5) الدّواعي على إخبارهم به، ومواصلة ذكره على أسماعهم (6)
ومعرفتهم بأخذه (6). وإذا كان كذلك ساغ أن يختلف في بعض القرآن هل هو مكيّ أو مدنيّ، وأن يعملوا في القول بذلك ضربا من الرأي والاجتهاد، وحينئذ فلم يلزم النقل عنهم ذكر المكيّ والمدنيّ، ولم يجب على من دخل في الإسلام بعد الهجرة أن يعرف كل آية أنزلت قبل إسلامه: مكية أو مدنية. فيجوز أن يقف في ذلك أو يغلب على ظنه أحد الأمرين وإذا كان كذلك بطل ما توهموه من وجوب نقل هذا أو شهرته في الناس ولزوم العلم به لهم، ووجوب ارتفاع الخلاف فيه.
فصل
قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري (8) في كتاب «التنبيه على فضل
__________
لنقل القرآن» مخطوط في مكتبة قره مصطفى بايزيد، ويوجد منها نسخة مصورة على الميكروفيلم في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم (29) تفسير.
(1) سقطت من المطبوعة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) تصحّفت في المخطوطة إلى: (يوسع).
(5) سقطت من المطبوعة.
(6) في المطبوعة: (وأخذهم بمعرفته).
(8) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب، أبو القاسم النيسابوري، إمام عصره في معاني القرآن وعلومه، كان أديبا نحويا عارفا بالمغازي والقصص والسير، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق منها «التفسير(1/279)
علوم القرآن»: من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة ابتداء ووسطا وانتهاء، وترتيب ما نزل بالمدينة كذلك، ثم ما نزل بمكة وحكمه مدنيّ، وما نزل بالمدينة وحكمه مكّي، وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة، ثم ما يشبه نزول المكيّ في المدني، وما يشبه نزول المدني في المكّيّ، ثم ما نزل بالجحفة، وما نزل ببيت المقدس، وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية ثم ما نزل ليلا، وما نزل نهارا، وما نزل مشيّعا، وما نزل مفردا، ثم الآيات المدنيّات في السور المكّيّة، والآيات المكّية في السور المدنيّة، ثم ما حمل من مكّة إلى المدينة، وما حمل من المدينة، إلى مكة، وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة، ثم ما نزل مجملا، وما نزل مفسّرا، وما نزل مرموزا، ثم ما اختلفوا فيه، فقال بعضهم: مدنيّ. هذه خمسة وعشرون وجها من لم يعرفها ويميز بينها لم يحلّ (1) له أن يتكلم في كتاب الله تعالى.
ذكر ما نزل من القرآن بمكة ثم ترتيبه (2)
أول ما نزل من القرآن بمكة: «اقرأ باسم ربك»، ثم «ن والقلم»، ثم «يأيها المزّمّل»، ثم «يأيها المدثر»، ثم «تبت يدا أبي لهب»، ثم «إذا الشمس كوّرت»، ثم «سبّح اسم ربك الأعلى»، ثم «والليل إذا يغشى»، ثم «والفجر»، ثم «والضحى»، ثم «ألم نشرح»، ثم «والعصر»، ثم «والعاديات»، ثم «إنا أعطيناك الكوثر»، ثم «ألهاكم التكاثر»، ثم «أرأيت الّذي»، ثم «قل يأيها الكافرون»، ثم «سورة الفيل»، ثم «الفلق»، ثم «الناس»، ثم «قل هو الله أحد»، ثم {وَالنَّجْمِ إِذََا هَوى ََ»}، ثم «عبس وتولّى»، ثم «إنا أنزلناه»، ثم «والشمس وضحاها»، ثم «والعاديات»، ثم (3)
«[والسّماء ذات] (4) البروج»، ثم «والتين والزّيتون»، ثم «لإيلاف قريش»، ثم «القارعة» (5)، ثم
__________
المشهور» و «عقلاء المجانين» وغيرها من كتب التفسير والآداب. توفي سنة 406 (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 140). وكتابه «التنبيه على فضل علوم القرآن» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 489، ووهم حاجي خليفة في نسبة هذا الكتاب لمحمد بن حبيب ت 245، وتبعه البغدادي في هداية العارفين 2/ 13والصواب أنه للمترجم، وانظر ترجمة محمد بن حبيب في معجم الأدباء 18/ 112.
(1) في المخطوطة: (لم يجز).
(2) هذا الفصل ذكره البيهقي بإسناده إلى عكرمة والحسن البصري في آخر دلائل النبوة 7/ 142، باب ذكر السور التي نزلت بمكة والتي نزلت بالمدينة.
(3) سقطت من المطبوعة.
(4) سقطت من المخطوطة.
(5) ذكر مكانها في المخطوطة: (والنازعات).(1/280)
«لا أقسم بيوم القيامة»، ثم «الهمزة»، ثم «المرسلات»، ثم «ق [26/ ب] والقرآن»، ثم «لا أقسم بهذا البلد»، ثم «الطارق»، ثم «اقتربت الساعة»، ثم «ص والقرآن»، ثم «الأعراف»، ثم «الجنّ»، ثم «يس»، ثم «الفرقان»، ثم «الملائكة»، ثم «مريم»، ثم «طه»، ثم «الواقعة»، ثم «الشعراء»، ثم «النمل»، ثم «القصص»، ثم «بني إسرائيل»، ثم «يونس»، ثم «هود»، ثم «يوسف»، ثم «الحجر»، ثم «الأنعام»، ثم «الصافات»، ثم «لقمان»، ثم «سبأ»، ثم «الزمر»، ثم «حم * المؤمن»، ثم «حم * السجدة»، ثم «حم * عسق»، ثم «حم * الزخرف»، ثم «حم * الدخان»، ثم «حم * الجاثية»، ثم «حم * الأحقاف»، ثم «والذاريات»، ثم «الغاشية»، ثم «الكهف»، ثم «النحل»، ثم «نوح»، ثم «إبراهيم»، ثم «الأنبياء»، ثم «المؤمنون»، ثم «الم * تنزيل»، ثم «والطور»، ثم «الملك»، ثم «الحاقة»، ثم «سأل سائل»، ثم «عمّ يتساءلون»، ثم «والنازعات»، ثم «إذا السماء انفطرت»، ثم «إذا السماء انشقت»، ثم «الروم».
واختلفوا في آخر ما نزل بمكة، فقال ابن عباس [هي]: «العنكبوت». وقال الضحاك وعطاء «المؤمنون»، وقال مجاهد: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}. فهذا ترتيب ما نزل من القرآن بمكة، وعليه استقرت الرواية من الثقات، وهو خمس وثمانون سورة.
ذكر ترتيب ما نزل بالمدينة وهو تسع وعشرون سورة
فأول ما نزل فيها: سورة «البقرة»، ثم «الأنفال»، ثم «آل عمران»، ثم «الأحزاب»، ثم «الممتحنة»، ثم «النساء»، ثم «إذا زلزلت»، ثم «الحديد»، ثم «محمد»، ثم «الرعد»، ثم «الرحمن»، ثم «هل أتى»، ثم «الطلاق»، ثم «لم يكن»، ثم «الحشر»، ثم «إذا جاء نصر الله»، ثم «النور»، ثم «الحج»، ثم «المنافقون»، ثم «المجادلة»، ثم «الحجرات»، ثم «[يأيها النبيّ] لم تحرّم» «التحريم»، ثم «الصف»، ثم «الجمعة»، ثم «التغابن»، ثم «الفتح»، ثم «التوبة»، ثم «المائدة».
ومنهم من يقدّم المائدة على التوبة، «وقرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم [سورة] (1) المائدة في خطبته [يوم] (1) حجة الوداع وقال: يأيها الناس، إن آخر القرآن نزولا سورة المائدة، فأحلّوا حلالها، وحرّموا حرامها» (3).(1/281)
فأول ما نزل فيها: سورة «البقرة»، ثم «الأنفال»، ثم «آل عمران»، ثم «الأحزاب»، ثم «الممتحنة»، ثم «النساء»، ثم «إذا زلزلت»، ثم «الحديد»، ثم «محمد»، ثم «الرعد»، ثم «الرحمن»، ثم «هل أتى»، ثم «الطلاق»، ثم «لم يكن»، ثم «الحشر»، ثم «إذا جاء نصر الله»، ثم «النور»، ثم «الحج»، ثم «المنافقون»، ثم «المجادلة»، ثم «الحجرات»، ثم «[يأيها النبيّ] لم تحرّم» «التحريم»، ثم «الصف»، ثم «الجمعة»، ثم «التغابن»، ثم «الفتح»، ثم «التوبة»، ثم «المائدة».
ومنهم من يقدّم المائدة على التوبة، «وقرأ النبي صلّى الله عليه وسلّم [سورة] (1) المائدة في خطبته [يوم] (1) حجة الوداع وقال: يأيها الناس، إن آخر القرآن نزولا سورة المائدة، فأحلّوا حلالها، وحرّموا حرامها» (3).
فهذا ترتيب ما نزل بالمدينة.
وأما ما اختلفوا فيه
ففاتحة الكتاب، قال ابن عباس والضحاك ومقاتل وعطاء: إنها مكّية، وقال مجاهد:
مدنية (4).
واختلفوا في {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة (4)، فجميع ما نزل بمكة خمس وثمانون سورة، وجميع ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة، على اختلاف الروايات.
ذكر [ترتيب] (6) ما نزل بمكة وحكمه مدنيّ
منها قوله تعالى: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ إِنََّا خَلَقْنََاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ََ وَجَعَلْنََاكُمْ شُعُوباً وَقَبََائِلَ} (الحجرات: 13) الآية، ولها قصة يطول بذكرها الكتاب ونزولها بمكة يوم فتحها (7)، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة.
ومنها قوله في المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (المائدة: 3) إلى قوله:
__________
(1) سقطت من المطبوعة.
(3) الحديث أخرجه عبد بن حميد من رواية ابن عباس «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قرأ في خطبته سورة المائدة وسورة التوبة، ثم قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أحلّوا ما أحلّ الله منهما، وحرّموا ما حرّم الله منهما» (المطالب العالية لابن حجر 3/ 326).
وأخرج الترمذي في سننه 5/ 261في كتاب التفسير الحديث (3063) عن عبد الله بن عمرو قال: «آخر سورة أنزلت المائدة». وأخرجه الحاكم في مستدركه 2/ 311وأخرج عن جبير بن نفير قال: «حججت فدخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرّموه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي، وسيأتي الكلام عن آخر ما نزل في النوع التالي، وهو النوع العاشر وبيان الأحاديث الواردة فيه إن شاء الله.
(4) انظر تخريج هذه الأقوال في الملحق برقم (9) و (10).
(6) سقطت من المطبوعة.
(7) انظر تخريج القصة في الملحق برقم (11).(1/282)
{الْخََاسِرِينَ} (المائدة: 5) نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات، فبركت ناقة النبي صلّى الله عليه وسلّم من هيبة القرآن (1). وهي مدنية لنزولها بعد الهجرة، وهي عدة آيات يطول ذكرها.
ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكّيّ
منه الممتحنة إلى آخرها وهي قصة حاطب بن أبي بلتعة (2) وسارة والكتاب الذي دفعه إليها وقصتها مشهورة (3) فخاطب [بها] (4) أهل مكة.
ومنها قوله تعالى في سورة النحل: {وَالَّذِينَ هََاجَرُوا فِي اللََّهِ مِنْ بَعْدِ مََا ظُلِمُوا}
(النحل: 41) إلى آخر السورة، مدنيات يخاطب بها أهل مكة.
ومنها سورة الرعد يخاطب أهل مكة، وهي مدنية.
ومن أول براءة إلى قوله [تعالى]: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة: 28) خطاب لمشركي مكة وهي مدنية فهذا من جملة ما نزل بمكة في أهل المدينة وحكمه مدنيّ (5)، وما نزل بالمدينة في أهل مكة (5) وحكمه مكّيّ.
ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية
من ذلك قوله تعالى في النجم: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبََائِرَ الْإِثْمِ} (الآية: 32) (7) [يعني كلّ ذنب عاقبته النار] (7) {وَالْفَوََاحِشَ} يعني كلّ ذنب فيه حدّ {إِلَّا اللَّمَمَ}، وهو بين الحدّين من الذنوب، نزلت في نبهان (9) والمرأة التي راودها عن نفسها فأبت والقصة مشهورة واستقرت الرواية بما قلنا والدليل على صحته أنه لم يكن بمكة حدّ ولا غزو.
__________
(1) انظر تخريج الرواية في الملحق برقم (12).
(2) هو حاطب بن أبي بلتعة ابن عمرو اللخمي، صحابي جليل. كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها.
اتّفق على شهوده بدرا، وقد ثبت ذلك في الصحيحين. وشهد الحديبية أيضا. توفي سنة (30) في خلافة عثمان رضي الله عنه (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 299) وانظر ترجمة «سارة» في الملحق برقم (13).
(3) أخرجها البخاري في صحيحه (بشرح الحافظ ابن حجر) 8/ 633، كتاب التفسير (65)، باب (1) من سورة الممتحنة، الحديث (4890). وأول الحديث: عن علي قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنا والزبير والمقداد قال انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعينة معها كتاب»، وانظر تخريجه عن مسلم في الملحق برقم (14).
(4) سقطت من المخطوطة.
(5) تصحّفت العبارة في المطبوعة كالتالي: (وما أنزل في المدينة).
(7) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(9) هو الصحابي الجليل نبهان التمّار. أخرج مقاتل بن سليمان في تفسيره في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذََا فَعَلُوا فََاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}(1/283)
ومنها قوله تعالى في هود: {وَأَقِمِ الصَّلََاةَ طَرَفَيِ النَّهََارِ} (الآية: 114) نزلت في (1) أبي اليسر كعب بن عمرو (1) والمرأة التي اشترت منه التمر، فراودها.
ما يشبه تنزيل المكية في السور المدنية
من ذلك قوله تعالى [27/ أ] في الأنبياء: {لَوْ أَرَدْنََا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْنََاهُ مِنْ لَدُنََّا}
(الآية: 17) نزلت (3) في نصارى نجران السيد والعاقب.
ومنها سورة {وَالْعََادِيََاتِ ضَبْحاً} (العاديات: 1) في رواية الحسين (4) بن واقد، وقصتها مشهورة.
ومنها قوله تعالى في الأنفال: {وَإِذْ قََالُوا اللََّهُمَّ إِنْ كََانَ هََذََا هُوَ الْحَقَّ [مِنْ عِنْدِكَ]} [5] (الآية: 32).
ما نزل بالجحفة
قوله عز وجل في سورة القصص: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرََادُّكَ إِلى ََ مَعََادٍ}
(الآية: 85) نزلت بالجحفة والنبي صلّى الله عليه وسلّم مهاجر (6)
ما نزل ببيت المقدس
قوله تعالى في الزخرف: {وَسْئَلْ [مَنْ أَرْسَلْنََا]} [7] مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنََا أَجَعَلْنََا مِنْ دُونِ الرَّحْمََنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (الآية: 45)، نزلت عليه ليلة أسري به (8).
__________
قال: هو نبهان التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك ولا نلت حاجتك، فذهب يبكي ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 3/ 520).
(1) تصحف الاسم في المخطوطة والمطبوعة كالتالي: (أبي مقبل الحسين بن عمر بن قيس) وليس هناك صحابي بهذا الاسم. وانظر فتح الباري 8/ 356في كتاب التفسير. سورة هود: 114، باب وأقم الصلاة طرفي النهار الحديث (4687)، وتفسير ابن كثير 2/ 480، والدر المنثور 3/ 353352.
(3) انظر الملحق رقم (15).
(4) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى الحسن. وهو الحسين بن واقد أبو عبد الله المروزي، قاضي مرو. روى عن عبد الله بن بريدة وثابت البناني وعمرو بن دينار وغيرهم. وروى عنه الأعمش وعبد الله بن المبارك والفضل بن موسى وغيرهم. قال ابن حبان: كان من خيار الناس وقال ابن سعد: كان حسن الحديث. توفي سنة 159. (ابن حجر، تهذيب التهذيب 373، وانظر الملحق برقم (16).
(5) انظر الملحق برقم (17).
(6) سقطت من المطبوعة.
(7) سقطت من المطبوعة.
(8) انظر الملحق برقم (18).(1/284)
ما نزل بالطائف
قوله تعالى في الفرقان: {أَلَمْ تَرَ إِلى ََ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (الآية: 45) ولذلك (1) قصة عجيبة.
وقوله في {إِذَا السَّمََاءُ انْشَقَّتْ}: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ} (الآيات: 2422) يعني كفار مكة.
ما نزل بالحديبية
قوله تعالى في الرعد: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمََنِ} (الآية: 30) نزلت بالحديبية حين صالح النبي صلّى الله عليه وسلم أهل مكة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لعليّ: اكتب: {بِسْمِ اللََّهِ [الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ]} [2]، فقال سهيل بن عمرو (3): ما نعرف {الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ} ولو نعلم أنك رسول [الله] (2) لتابعناك، فأنزل الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمََنِ} إلى قوله {مَتََابِ}
(الرعد: 30) (5).
ما نزل ليلا
قوله تعالى في [أول] (6) سورة الحج: {يََا أَيُّهَا النََّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السََّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (الحج: 1)، نزلت ليلا في غزوة بني المصطلق، وهم حيّ من خزاعة والناس يسيرون (7).
وقوله تعالى في المائدة: {وَاللََّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النََّاسِ} (المائدة: 67)، نزلت في
__________
(1) في المخطوطة: (وله)، ذكره السيوطي في الإتقان 1/ 55النوع الثاني في معرفة الحضري والسفري وقال:
(قال ابن حبيب نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند).
(2) سقطت من المخطوطة.
(3) هو سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي، صحابي جليل، كان خطيب قريش، وهو الذي تولّى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبي صلّى الله عليه وسلّم قبل إسلامه. ثم أسلم يوم الفتح. قال ثابت البناني: قال سهيل بن عمرو: والله لا أدع موقفا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها. مات بالطاعون سنة (18) ويقال استشهد باليرموك. (ابن حجر الإصابة 2/ 92).
(5) حديث صحيح من رواية المسور بن مخرمة رضي الله عنه، أخرجه البخارى في صحيحه 5/ 329كتاب الشروط (54)، باب الشروط في الجهاد (15) الحديث (2731) وانظر الملحق برقم (19).
(6) سقطت من المخطوطة.
(7) انظر الملحق برقم (20).(1/285)
بعض غزوات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (1) [وذلك «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يحرس كلّ ليلة، قال عبد الله بن عامر بن ربيعة (2): قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم] (1): من يحرسنا الليلة؟ فأتاه حذيفة وسعد (4) في آخرين (5)
معهم الحجف (5) والسيوف، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في خيمة من أدم، فباتوا على باب الخيمة، فلما أن كان بعد هزيع (4) من الليل أنزل الله عليه الآية، فأخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأسه من الخيمة فقال: يأيّها الناس، انصرفوا فقد عصمني الله (8).
ومنها قوله: {إِنَّكَ لََا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية (القصص: 56) قالت عائشة رضي الله عنها: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه في اللّحاف (4). ونزل عليه أكثر القرآن نهارا.
ما نزل مشيّعا
سورة الأنعام: نزلت مرة واحدة شيّعها سبعون ألف ملك، طبّقوا ما بين السموات والأرض، لهم زجل بالتسبيح فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سبحان الله»!، وخرّ ساجدا (4).
قلت: ذكر [أبو] (11) عمرو ابن الصلاح (12) في «فتاويه» أن الخبر المذكور جاء من حديث
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(2) هو الصحابي عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي رضي الله عنه، حليف بني عدي، ولد في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم. روى عن أبيه وعمر وعثمان وعائشة وغيرهم، وروى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري. وقال أبو زرعة، «أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم». وقال الهيثم بن عدي: «مات سنة بضع وثمانين». (ابن حجر، الإصابة 2/ 320).
(4) انظر الملحق برقم (21) و (22) و (23) و (24).
(5) تصحّفت في المخطوطة إلى: (يوم الجحفة) والحجف: التروس.
(8) الحديث من رواية عائشة رضي الله عنها، أخرجه الترمذي في سننه 5/ 251كتاب تفسير القرآن (48)، باب سورة المائدة (6) الحديث (3046) وقال: هذا حديث غريب وأخرجه ابن جرير في تفسيره 6/ 199، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 313كتاب التفسير باب تفسير سورة المائدة. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي، وأخرجه البيهقي في سننه 9/ 8كتاب السير، باب مبتدأ الفرض على النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم على الناس. وعزاه السيوطي لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم، والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها (الدر المنثور 2/ 298).
(11) سقطت من المخطوطة.
(12) هو شيخ الإسلام الحافظ تقي الدين أبو عمرو بن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الشهرزوري الشافعي تفقه وبرع في المذهب وأصوله وفي الحديث وعلومه. قال ابن خلكان: «كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث واللغة من تصانيفه «مقدمة في علوم الحديث» و «الفتاوى» وغيرها. توفي سنة (643) بدمشق (ابن العماد، شذرات الذهب 5/ 222) وكتابه المسمّى(1/286)
أبيّ بن كعب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وفي إسناده ضعف، ولم نر له إسنادا صحيحا، وقد روي ما يخالفه، فروي أنها لم تنزل جملة واحدة بل نزل منها آيات بالمدينة اختلفوا في عددها فقيل: ثلاث: هي قوله تعالى: {قُلْ تَعََالَوْا} (الأنعام: 151)، الخ الآيات، وقيل: ست وقيل: غير ذلك، وسائرها نزل بمكة (1).
وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك.
وآية الكرسيّ نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك.
(2) [وسورة يونس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك] (2).
{وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنََا} (الزخرف: 45) نزلت ومعها عشرون ألف ملك. وسائر القرآن نزل به (4) جبريل بلا تشييع.
الآيات المدنيات في السّور المكيّة
منها سورة الأنعام، وهي كلها مكيّة خلا ست آيات واستقرّت بذلك الروايات. {وَمََا قَدَرُوا اللََّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (الأنعام: 91)، نزلت هذه في مالك بن الصّيف (5)، إلى آخر الآية، والثانية والثالثة.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى ََ عَلَى اللََّهِ كَذِباً} (الأنعام: 93) نزلت في عبد الله [بن سعد] (6) بن أبي سرح، أخي عثمان من الرضاعة، حين قال: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مََا أَنْزَلَ اللََّهُ}
__________
«فتاوى ومسائل ابن الصلاح» طبع بتحقيق عبد المعطي أمين قلعجي في دار المعرفة بيروت عام 1406هـ 1986م في مجلدين، وانظر قوله فيه 1/ 249248في القسم الرابع في الفقه على ترتيبه المسألة (93).
(1) انظر الملحق برقم (25).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) في المخطوطة: (معه) وقد ذكر السيوطي هذه الأقوال في الإتقان 1/ 109وعزاها لابن حبيب.
(5) هو عدو الله مالك بن الصيف كان من أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو الذي قال حين بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر لهم ما أخذ عليهم له من الميثاق وما عهد الله إليهم فيه: والله ما عهد إلينا في محمد عهد وما أخذ له علينا من ميثاق فأنزل الله فيه: {أَوَكُلَّمََا عََاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لََا يُؤْمِنُونَ} (ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 547)، وانظر الملحق برقم (26).
(6) سقطت من المطبوعة وهو الصحابي عبد الله بن سعد بن أبي السّرح بن الحارث أخو عثمان بن عفان من الرضاعة. كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أهدر دمه حين الفتح فاختبأ عند أخيه عثمان وطلب عثمان من النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يبايعه فبايعه النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد ثلاث. شهد فتح مصر وأمّره عثمان على مصر بعد عزل عمرو بن العاص وغزا ثلاث غزوات افريقية وذات الصواري والاساور توفي سنة (59) في آخر سني معاوية (ابن حجر، الإصابة 2/ 309).(1/287)
(الأنعام: 93)، وذلك أنه كان يكتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله جل ذكره: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسََانَ مِنْ سُلََالَةٍ مِنْ طِينٍ} (المؤمنون: 12)، فأملاها عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما بلغ قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ} (المؤمنون: 14)، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اكتب {فَتَبََارَكَ}
[27/ ب] {اللََّهُ} الآية، فقال: إن كنت نبيا فأنا نبيّ لأنه خطر ببالي ما أمليت عليّ، فلحق كافرا.
وأما قوله [تعالى]: {أَوْ قََالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} (الأنعام: 93)، فإنه نزل في مسيلمة الكذاب (1)، حين زعم أن الله سبحانه [وتعالى] أوحى إليه، وثلاث آيات من آخرها: {قُلْ تَعََالَوْا} (الآية: 151)، إلى قوله: {تَتَّقُونَ} (الآية: 153).
سورة الأعراف، [كلّها] مكية إلا ثمان (2) آيات: {وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كََانَتْ}
(الآية: 163) إلى قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} (الآية: 171).
سورة إبراهيم: مكية، غير آيتين (3) نزلتا في قتلى بدر {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللََّهِ كُفْراً} إلى آخر (الآيتين: 28و 29).
سورة النحل: مكية إلى قوله: {وَالَّذِينَ هََاجَرُوا فِي اللََّهِ مِنْ بَعْدِ مََا ظُلِمُوا} (الآية:
41) والباقي مدنيّ.
سورة بني إسرائيل: مكية غير قوله: {وَإِنْ كََادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ}
(الإسراء: 73) يعني ثقيفا، وله قصة (4).
__________
والأثر أخرجه من رواية ابن عباس رضي الله عنه، أبو داود في سننه 4/ 527كتاب الحدود (32)، باب الحكم فيمن ارتد (1) الحديث (43594358) وأخرجه النسائي في سننه 7/ 107كتاب تحريم الدم (27)، باب توبة المرتد (15) الحديث (40694068) والحاكم في المستدرك 3/ 45كتاب المغازي والسرايا.
(1) هو عدو الله مسيلمة بن حبيب الكذّاب من بني حنيفة أتى وقومه إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأسلموا. فلمّا انتهى إلى اليمامة ارتدّ عدو الله وتنبأ وتكذّب لهم وقال: إني قد أشركت في الأمر معه. ثم جعل يسجع السجعات مضاهاة للقرآن قتل على يد الصحابي (وحشي) في معركة المرتدين باليمامة (الطبري، تاريخ الأمم والملوك 3/ 137وما بعدها) وأخرج الأثر من رواية عكرمة وقتادة، رضي الله عنهما، ابن جرير في تفسيره 7/ 181.
(2) انظر الملحق برقم (27).
(3) انظر الملحق برقم (28).
(4) ذكرها ابن جرير في تفسيره 15/ 88من رواية ابن عبّاس رضي الله عنه وذلك أنّ ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله أجّلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة، فهمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يعطيهم وأن يؤجلهم فقال الله: {وَلَوْلََا أَنْ ثَبَّتْنََاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا}(1/288)
سورة الكهف: مكية غير قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} (الآية: 28) نزلت في سلمان الفارسيّ وله قصة (1).
سورة القصص: مكية غير آية [وهي قوله] (2): {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ} (الآية:
52) (3) [يعني الإنجيل {مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} (الآية: 52) يعني الفرقان. نزلت في أربعين رجلا من مؤمني أهل الكتاب] (3) قدموا من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب فأسلموا، ولهم قصة (5).
سورة الزمر: مكية، غير قوله [تعالى]: {قُلْ يََا عِبََادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا [عَلى ََ أَنْفُسِهِمْ]} [6] (الآية: 53).
الحواميم كلها مكيات، غير آية في الأحقاف نزلت في عبد الله بن سلام (7): {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كََانَ مِنْ عِنْدِ اللََّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} (الآية: 10).
(البرهان ج 1م 19)
__________
(1) أمّا قصته فقد ذكرها ابن جرير في تفسيره 15/ 156من رواية سلمان الفارسي نفسه رضي الله عنه، قال:
«جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس وذووهم، فقالوا: يا نبي الله إنك لو جلست في صدر المسجد ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون: سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك. فأنزل الله {وَاتْلُ مََا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتََابِ رَبِّكَ لََا مُبَدِّلَ لِكَلِمََاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} (الكهف: 27) حتى بلغ {إِنََّا أَعْتَدْنََا لِلظََّالِمِينَ نََاراً} (الكهف: 29) يتهددهم بالنار، فقام نبي الله صلّى الله عليه وسلّم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات».
(2) سقطت من المطبوعة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) القصّة ذكرها البغوي في تفسيره معالم التنزيل 3/ 449قال سعيد بن جبير: «هم أربعون رجلا قدموا مع جعفر من الحبشة على النبي صلّى الله عليه وسلّم فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة قالوا: يا نبي الله إنّ لنا أموالا فإن أذنت لنا انصرفنا وجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فنزل فيهم {الَّذِينَ آتَيْنََاهُمُ الْكِتََابَ} إلى قوله تعالى {وَمِمََّا رَزَقْنََاهُمْ يُنْفِقُونَ}».
(6) سقطت من المخطوطة.
(7) هو الصحابي عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يوسف من ذرية يوسف النبي عليه السلام. أسلم قبل وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم بعامين روى عنه ابناه يوسف ومحمد ومن الصحابة أبو هريرة وعبد الله بن معقل وقيس بن عباد وغيرهم. وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال بأنه عاشر عشرة في الجنة. توفي سنة (43) بالمدينة المنوّرة. (ابن حجر، الإصابة 2/ 312). والأثر أخرجه من رواية عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، ابن جرير في
الآيات المكية في السور المدنية(1/289)
الآيات المكية في السور المدنية
منها قوله تعالى في الأنفال: {وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ [وَأَنْتَ فِيهِمْ]} [1] (الآية:
33) يعني أهل مكة [يا محمد] (1) حتى يخرجك من بين أظهرهم. استقرت به الرواية (3).
سورة التوبة: مدنية غير آيتين: {لَقَدْ جََاءَكُمْ [رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ]} [4]
(الآية: 128) الخ السورة.
سورة الرعد: مدنية غير قوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبََالُ} إلى قوله:
{جَمِيعاً} (الآية: 31).
سورة الحج: مدنية وفيها أربع آيات مكيات: قوله: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلََا نَبِيٍّ إِلََّا إِذََا تَمَنََّى} إلى قوله: {عَقِيمٍ} (الآيات: 5552) وله قصة (5).
سورة «أرأيت»: مكية إلا قوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (الماعون: 4) إلى آخرها فإنها مدنية كذا قال مقاتل بن سليمان (6).
ما حمل من مكة إلى المدينة
أول سورة حملت من مكة إلى المدينة سورة يوسف، انطلق بها عوف بن عفراء (7) في
__________
تفسيره جامع البيان 26/ 8وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 415كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
(1) سقطت من المخطوطة.
(3) الأثر أخرجه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه، البخاري في صحيحه 8/ 308كتاب التفسير (65)، باب {وَإِذْ قََالُوا اللََّهُمَّ إِنْ كََانَ هََذََا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} (3) الحديث (4648) وباب {وَمََا كََانَ اللََّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} (4) الحديث (4649) وعزاه السيوطي لابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل (الدر المنثور 3/ 180).
(4) سقطت من المطبوعة.
(5) قال ابن جرير الطبري: «قيل: إن السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الشيطان كان ألقى على لسانه في بعض ما يتلوه مما أنزل الله عليه من القرآن ما لم ينزل الله عليه فاشتدّ ذلك على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واغتمّ به، فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الآيات» ثم ساق الروايات بذلك.
(6) وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: «أنزلت {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ} بمكة» (السيوطي، الدر المنثور 6/ 399).
(7) هو الصحابي عوف بن الحارث وهو ابن عفراء أخو معاذ ومعوّذ، وكانوا جميعا ممن شهد بدرا، وكان قد استشهد في يوم بدر: (ابن حجر، الإصابة 3/ 42).(1/290)
الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وهو (1) أول من أسلم من الأنصار، قرأها على أهل المدينة في بني زريق، فأسلم يومئذ بيوت من الأنصار روى ذلك يزيد بن رومان (2) عن عطاء بن يسار عن ابن عباس ثم حمل بعدها: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (سورة الإخلاص) إلى آخرها. ثم حمل بعدها الآية التي في الأعراف: {قُلْ يََا أَيُّهَا النََّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللََّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} إلى قوله {تَهْتَدُونَ} (الآية: 158) فأسلم عليها طوائف من أهل المدينة، وله قصة (3).
ما حمل من المدينة إلى مكة
من ذلك الأنفال التي في البقرة: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرََامِ قِتََالٍ فِيهِ}
(الآية: 217) وذلك حين أورد عبد الله بن جحش (4) كتاب مسلمي مكة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
بأن المشركين عيّرونا قتل ابن الحضرميّ (5) وأخذ الأموال والأسارى في الشهر الحرام، فكتب بذلك عبد الله بن جحش إلى مسلمي مكة إن عيّروكم فعيّروهم بما صنعوا بكم (6).
ثم حملت آية الرّبا من المدينة إلى مكة في حضور ثقيف وبني المغيرة إلى عتّاب بن أسيد (7) عامل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على مكة، فقرأ عتّاب عليهم: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللََّهَ وَذَرُوا مََا بَقِيَ مِنَ الرِّبََا} (البقرة: 278)
__________
(1) تصحّفت في المطبوعة إلى: (وهم).
(2) هو يزيد بن رومان الأسدي أبو روح المدني. روى عن ابن الزبير وأنس وعبيد الله وغيرهم. وروى عنه هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص وسلمة بن دينار وغيرهم. كان عالما كثير الحديث ثقة. ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة 130 (ابن حجر، تهذيب التهذيب، 11/ 325).
(3) انظر السيرة النبوية لابن هشام ص 429، فصل بدء اسلام الأنصار.
(4) هو الصحابي الجليل عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي أحد السابقين هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا. آخى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين عاصم بن ثابت، وكان أول أمير في الإسلام. دعا الله أن يرزقه الشهادة يوم أحد فاستشهد بها. وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم استشاره بأسارى بدر وأبا بكر وعمر. (ابن حجر، الإصابة 2/ 278).
(5) عمرو بن الحضرمي كان قد قتل على يد الصحابي واقد بن عبد الله اليربوعي وذلك أثناء اتجاه عبد الله بن جحش على رأس سرية فتمكن واقد من ابن الحضرمي فقتله وكان أول مشرك يسقط بين المشركين. (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/ 260وما بعدها).
(6) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 3/ 42.
(7) هو الصحابي الجليل عتاب بن أسيد بن أبي العيص الأموي أسلم يوم الفتح. استعمله النبي صلّى الله عليه وسلّم على مكة لما سار إلى حنين وأقره أبو بكر على مكة وكان شديدا على المريب لينا على المؤمنين. وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطََاناً نَصِيراً} قال هو عتاب بن أسيد. توفي في خلافة عمر. (ابن حجر، الإصابة 2/ 444).(1/291)
فأقرّوا بتحريمه، وتابوا وأخذوا رءوس الأموال، ثم حملت مع الآيات من أول [سورة] (1) براءة من المدينة إلى مكة، قرأهنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر على الناس، وفي ترتيبها قصة (2).
ثم حملت من المدينة إلى مكة، الآية التي في النساء: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجََالِ وَالنِّسََاءِ وَالْوِلْدََانِ} (الآية: 98)، إلى قوله: {عَفُوًّا غَفُوراً} (الآية: 99) فلا تعاقبهم على تخلّفهم عن الهجرة فلما بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بها إلى مسلمي مكة، قال جندع بن ضمرة الليثيّ (3)، ثم الجندعيّ لبنيه وكان شيخا كبيرا: ألست من المستضعفين وأني لا أهتدي إلى الطريق! فحمله بنوه على سريره متوجها إلى المدينة، فمات بالتّنعيم (4)، فبلغ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موته فقالوا: لو لحق بنا لكان أكمل لأجره، فأنزل الله [تعالى] (5): {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهََاجِراً إِلَى اللََّهِ وَرَسُولِهِ} (النساء: 100) إلى قوله {غَفُوراً رَحِيماً} (الآية: 100)
ما حمل من المدينة إلى الحبشة
هي ست [28/ أ] آيات، بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى جعفر بن أبي طالب في خصومة الرهبان والقسيسين: {يََا أَهْلَ الْكِتََابِ تَعََالَوْا إِلى ََ كَلِمَةٍ سَوََاءٍ بَيْنَنََا وَبَيْنَكُمْ} (آل عمران:
64)، فقرأها جعفر بن أبي طالب عليهم عند النجاشيّ، فلما بلغ قوله: {مََا كََانَ إِبْرََاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلََا نَصْرََانِيًّا} (الآية: 67) قال النجاشيّ: صدقوا، ما كانت اليهودية والنصرانية إلا من بعده، ثم قرأ جعفر: {إِنَّ أَوْلَى النََّاسِ بِإِبْرََاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (الآية: 68) قال النجاشيّ: اللهم إنّي وليّ لأولياء إبراهيم، وقال: صدقوا والمسيح (6)، ثم أسلم النجاشيّ وأسلموا (7).
__________
(1) سقطت من المخطوطة.
(2) القرطبي، الجامع 3/ 363.
(3) هو الصحابي جندع بن ضمرة بن أبي العاص الليثي لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم مهاجرا فمات في الطريق. فأنزل الله فيه {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهََاجِراً إِلَى اللََّهِ وَرَسُولِهِ} إلى قوله: {غَفُوراً رَحِيماً}. (ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 252).
(4) التنعيم بالفتح ثم السكون وكسر العين المهملة وياء ساكنة وميم موضع بمكة في الحل، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة (ياقوت، معجم البلدان 2/ 49).
(5) القرطبي، الجامع 5/ 349.
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى: (والشيخ).
(7) أخرجه ابن إسحاق في سيرته: 213عن أم سلمة، وأخرجه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة طويلة فيها هجرة الحبشة الأولى، (انظر أسباب النزول للواحدي: 7976) وذكر البغوي أنها نزلت في أهل نجران الذين وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة. انظر تفسيره 1/ 311.(1/292)
النوع العاشر معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل (1)
فأما أوله: ففي «صحيح البخاري» (2) في حديث بدء الوحي ما يقتضي أن أول ما نزّل عليه صلّى الله عليه وسلّم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (العلق: 51) ثم المدثّر. وأخرجه الحاكم في «مستدركه» (3) من حديث عائشة رضي الله عنها صريحا وقال: صحيح الإسناد. ولفظ مسلم: «أوّل ما نزل من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ} (4)» ووقع في «صحيح البخاري» إلى قوله: {وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} وهو مختصر، وفي الأول
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص 40، الكتب المؤلفة في نزول القرآن، والإتقان للسيوطي 1/ 68، و 77: النوعين السابع والثامن معرفة أول ما نزل ومعرفة آخر ما نزل، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده 2/ 347، الدوحة السادسة: العلوم الشرعية، الشعبة الثامنة: فروع العلوم الشرعية، المطلب الثالث: فروع علم التفسير، علم معرفة أول ما نزل، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 489، علم معرفة أول ما نزل، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 9985، المبحث الرابع: في أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن، ومباحث في علوم القرآن للصالح: 163127، الباب الثالث: علوم القرآن، الفصل الثاني: علم أسباب النزول.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع: «منظومة في ترتيب نزول القرآن العظيم» للديريني، عز الدين عبد العزيز (ت 694هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية بالقاهرة رقم 352مجاميع (معجم الدراسات القرآنية:
384) وانظر النوع الثاني عشر: في كيفية إنزاله، ص 228.
(2) البخاري، الصحيح 1/ 22، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3)، الحديث (3).
(3) الحاكم، المستدرك 2/ 221220كتاب التفسير، باب أول سورة نزلت {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.
(4) كذا في المخطوطة أن لفظ مسلم: «أول ما نزل» وقد رجعنا لنسخ صحيح مسلم المطبوعة فوجدنا اللفظ فيها: «أول ما بدئ» ولم نجد لفظ «نزل» في نسخة منها. وقد علق النوويّ في شرحه على لفظ: «أول ما بدئ» بقوله: «هذا دليل صريح في أن أول ما نزل من القرآن اقرأ وهذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف». (انظر صحيح مسلم بتحقيق عبد الباقي، 1/ 139، كتاب الإيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (73)، الحديث 252/ 160، وشرح النووي 2/ 199.(1/293)
زيادة، وهي من الثقة مقبولة (1).
وقد جاء ما يعارض هذا، ففي «صحيح مسلم» عن جابر: «أوّل ما نزل من القرآن سورة المدّثر» (2) وجمع بعضهم بينهما بأن جابرا سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يذكر قصة بدء الوحي، فسمع آخرها ولم يسمع أولها فتوهّم أنها أول ما نزلت (3) وليس كذلك، نعم هي أول ما نزل (4) بعد سورة (اقرأ) وفترة الوحي لما ثبت في الصحيحين أيضا عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يحدّث عن فترة الوحي، قال في حديثه: «بينما (5) أنا أمشي [إذ] (6) سمعت صوتا من السّماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السّماء والأرض، فجئثت منه (7)، فرجعت فقلت: زمّلوني، زمّلوني (8)، فأنزل الله تبارك وتعالى:
{يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [9] * قُمْ فَأَنْذِرْ (10)» (المدثر: 1و 2).
فقد أخبر في هذا الحديث عن الملك الذي جاءه بحراء قبل هذه المرة، وأخبر في حديث عائشة (11) بأن نزول: (اقرأ) كان في غار حراء، وهو أول وحي، ثم فتر بعد ذلك.
وأخبر في حديث جابر أن الوحي تتابع بعد نزول {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فعلم بذلك أن (اقرأ) أول ما نزل مطلقا، وأن سورة المدثّر بعده وكذلك قال ابن حبّان (12) في «صحيحه»: «لا تضادّ بين الحديثين (13) بل أول ما نزل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} بغار حراء، فلما رجع إلى
__________
(1) وقد جاء الحديث عند البخاري أيضا موافقا لما عند مسلم إلى قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ} 8/ 65، كتاب التفسير (65)، باب (96) سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، الحديث (4953).
(2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 144، كتاب الإيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (73)، الحديث (257/ 161).
(3) في المخطوطة: «أنزلت».
(4) في المخطوطة: «نزلت».
(5) في صحيح مسلم «فبينا».
(6) سقطت من المطبوعة.
(7) في المطبوعة: «فجثثت منه فرقا» وهما بمعنى واحد، أي فزعت ورعبت (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 207).
(8) عبارة الصحيحين «زملوني، زملوني فدثروني».
(9) تصحّفت في المخطوطة {يََا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}.
(10) الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 27، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3) الحديث (4)، وفي 8/ 679678، كتاب التفسير (65)، سورة المدثّر (74)، باب {وَثِيََابَكَ فَطَهِّرْ} (4)، الحديث 4925. وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 143، كتاب الإيمان (1) باب بدء الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (73) الحديث (255/ 161).
(11) تقدم تخريجه أول النوع.
(12) انظر قوله في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (بتحقيق كمال يوسف الحوت) 1/ 121. بتصرف.
(13) في المخطوطة: «الخبرين».(1/294)
خديجة رضي الله عنها وصبّت عليه الماء البارد، أنزل الله عليه في بيت خديجة: {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فظهر أنه لما نزل عليه (اقرأ) رجع فتدثّر، فأنزل (1) عليه (يا أيها المدثر)».
وقيل: أول ما نزل سورة الفاتحة، روي ذلك من طريق أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا سمع الصّوت انطلق هاربا، وذكر نزول الملك عليه وقوله قل: {الْحَمْدُ لِلََّهِ رَبِّ الْعََالَمِينَ} (الفاتحة) إلى آخرها (2)».
وقال: القاضي أبو بكر في «الانتصار (3)»: و «هذا الخبر منقطع وأثبت الأقاويل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، ويليه في القوة {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}. وطريق الجمع بين (4) الأقاويل أنّ أوّل (4) ما نزل من الآيات {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وأول ما نزل من أوامر التبليغ {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، وأول ما نزل من السور سورة الفاتحة. وهذا كما ورد في الحديث «أول ما يحاسب به العبد الصّلاة [وورد] (6) وأوّل ما يقضى فيه الدّماء (7)، وجمع بينهما بأن أوّل ما يحكم فيه
__________
(1) في المخطوطة: (فنزل».
(2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف وأخرجه الثعلبي في الكشف والبيان (ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 2) عند تفسير سورة الفاتحة، وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 2)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 158، جماع أبواب المبعث، باب أول سورة نزلت من القرآن، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص: 11، باب القول في سورة الفاتحة.
(3) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري البغدادي ابن الباقلاني، تقدم ذكره 1/ 117وتقدم التعريف بكتابه: 1/ 278.
(4) عبارة المخطوطة «الأقوال أول».
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) الحديث يروى كاملا بشطريه، وتروى كل شطرة منه على حدة:
أخرجه بشطريه عن ابن مسعود: النسائي في السنن 7/ 83، (بتحقيق أبي غدّة)، كتاب تحريم الدم (37) باب تعظيم الدم (2) الحديث (3991).
وأما الشطرة الأولى من الحديث فتروى مفردة من أربع طرق: عن أبي هريرة، وأنس، وتميم الداري، ورجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أما طريق أبي هريرة رضي الله عنه فأخرجها أحمد في المسند (ط. الميمنية) 2/ 290، وأبو داود في السنن 1/ 540، كتاب الصلاة (2)، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه» (149)، الحديث (864)، وابن ماجة في السنن 1/ 458، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة (202)، الحديث (1425)، والترمذي في السنن 2/ 269، كتاب أبواب الصلاة (2)، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (188)، الحديث (413). والنسائي في السنن 1/ 232 (بتحقيق أبي غدّة)، كتاب الصلاة (5)، باب المحاسبة على(1/295)
[من] (1) المظالم التي بين العباد [الدماء] (2)، وأول ما يحاسب به العبد من الفرائض البدنية الصلاة».
وقيل: أول ما نزل للرسالة: {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (المدثر: 1)، وللنبوة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (العلق: 1)، فإن العلماء قالوا [{اقْرَأْ} في] (3) قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} دالّ على نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم، لأنّ النبوة عبارة عن الوحي إلى الشخص على لسان الملك بتكليف خاص، وقوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} (المدثر: 1و 2) دليل على رسالته صلّى الله عليه وسلّم لأنها عبارة عن الوحي إلى الشخص على لسان الملك بتكليف عام.
وذكر القاضي في «الانتصار» [28/ ب] رواية: «ثم نزل بعد سورة (اقرأ) ثلاث آيات من أول نوح، وثلاث آيات من أول المدثر».
__________
الصلاة (9)، الحديث (465). وأما طريق أنس رضي الله عنه فأخرجها الطبراني في الأوسط (انظر فيض القدير للمناوي 3/ 87). وأما طريق تميم الداري رضي الله عنه فأخرجها أحمد في المسند (ط. الميمنيّة) 4/ 103، والدارمي في السنن 1/ 313كتاب الصلاة، باب أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة (91)، وأبو داود في السنن 1/ 541، كتاب الصلاة (2)، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوّعه» (149)، الحديث (866)، وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 458، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في أوّل ما يحاسب به العبد الصلاة (202)، الحديث (1426). وأما طريق رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم فقد أخرجها أحمد في المسند (ط. الميمنية) 4/ 10365، 5/ 37772.
وأما الشطرة الثانية فوردت من طريقين: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعن عمرو بن شرحبيل أما طريق ابن مسعود فأخرجها: أحمد في المسند (ط. الميمنية) 1/ 443442388، والبخاري في الصحيح 11/ 395، كتاب الرقاق (81)، باب القصاص يوم القيامة (48)، الحديث (6533)، وفي 12/ 187كتاب الديات (87)، باب قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزََاؤُهُ جَهَنَّمُ} الآية (النساء: 93) (1)، الحديث (6864)، ومسلم في الصحيح 3/ 1304، كتاب القسامة (28)، باب المجازاة بالدماء في الآخرة، وأنها أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة (8)، الحديث (28/ 1678)، وابن ماجة في السنن 2/ 873، كتاب الديات (21)، باب التغليظ في قتل مسلم ظلما (1)، الحديث (26172615)، والترمذي في السنن 4/ 17، كتاب الديات (14)، باب الحكم في الدّماء (8)، الحديث (13971396)، والنسائي في السنن 7/ 83، كتاب تحريم الدم (37)، باب تعظيم الدم (2)، الحديث (39933992 39963994)، وأما طريق عمرو بن شرحبيل فأخرجها النسائي في الموضع نفسه الحديث (3995).
(1) في المخطوطة: (في).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/296)
وعن مجاهد قال: «أوّل سورة أنزلت اقرأ ثم [نون] (1)» (2).
وذكر الحاكم في «الإكليل (3)»: «أن أول آية أنزلت في الإذن بالقتال قوله تعالى: {إِنَّ اللََّهَ اشْتَرى ََ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}» (التوبة: 111).
وروى في «المستدرك» عن ابن عباس: «أول آية أنزلت فيه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ} (4)» الآية (الحج: 39).
* * * وأما آخره: فاختلفوا فيه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذََا جََاءَ نَصْرُ اللََّهِ} (5) (النصر: 1).
وعن عائشة سورة المائدة (6).
__________
(1) تصحّفت في المطبوعة إلى: (نوح) والتصويب من المخطوطة وتفسير الطبري 30/ 162، والإتقان 1/ 69.
(2) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق 56/ ب (مخطوطة توبنجن)، والطبري في تفسيره 30/ 162، في تفسير سورة اقرأ ولم نجد قوله في تفسيره المطبوع.
(3) «الإكليل في علوم الحديث» للحاكم «مخطوط بمكتبة الإسكوريال بمدريد رقم (1599) في (138) ورقة، يوجد منه صورة ميكروفيلمية بدار الكتب القطرية رقم (78). وللحاكم أيضا «المدخل إلى معرفة الإكليل» طبع في حلب عام 1352هـ / 1932م، وطبع بتحقيق ج روبسون بلندن عام 1373هـ / 1953م (سيزكين 1/ 368).
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 246، كتاب التفسير، باب أول آية نزلت في القتال وأخرجه النسائي في السنن 6/ 2، كتاب الجهاد (25) باب وجوب الجهاد (1) الحديث (3085)، وأخرجه بأصله دون ذكر قول ابن عباس رضي الله عنه الترمذي في السنن 5/ 325، كتاب تفسير القرآن (48) باب «ومن سورة الحج» (3) الحديث (3171).
(5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 54، كتاب التفسير (54)، الحديث (21/ 3024). والنسائي في السنن الكبرى (ذكره المزّي في تحفة الأشراف 5/ 57).
(6) أخرجه أحمد في المسند 6/ 188، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير (ذكره المزي في تحفة الأشراف 11/ 388)، والحاكم في المستدرك 2/ 311، كتاب التفسير، سورة المائدة، باب المائدة آخر سورة نزلت.
والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 172، كتاب النكاح. باب ما جاء في تحريم حرائر أهل الشرك دون أهل الكتاب وتحريم المؤمنات على الكفار. وأخرجه أبو عبيد في فضائله ق 32/ أ (مخطوطة توبنجن). والنحاس في ناسخه ص 114، في سورة المائدة وابن المنذر، وابن مردويه. (ذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 252).(1/297)
وقيل (1): {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} (البقرة: 281) وقال السّديّ: «آخر ما نزل: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللََّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (2)
(التوبة: 129)».
وفي «صحيح البخاريّ» في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما:
«آخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلََالَةِ} (النساء 176) وآخر سورة نزلت براءة (3)». وفي رواية غيره: «آخر سورة أنزلت كاملة سورة براءة، وآخر آية نزلت (4) خاتمة النّساء (5)».
__________
(1) ورد في هذه الآية أنها آخر ما نزل من القرآن الكريم حديث لفظه: «آخر آية نزلت على النبي صلّى الله عليه وسلّم {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} وقد روي هذا الحديث من عدة طرق: عن ابن عباس، وابن جبير، والسدي، وعطية العوفي، وأبي صالح.
أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما. فأخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير (ذكره المزّي في تحفة الأشراف 5/ 178)، وأخرجه الطبري في التفسير 3/ 76، عند تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} الآية. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 23، الحديث (12357)، وقال الهيثمي، في مجمع الزوائد 6/ 324: «رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات». وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة 7/ 137، (جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وظهور آثاره على وجهه)، (باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت).
وأما حديث ابن جبير، فأخرجه ابن أبي حاتم، وابن الأنباري (ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 370).
وأما حديث السّدّي فأخرجه عبد الرزاق (ذكره المتّقي الهندي في كنز العمال 2/ 371الحديث: 4278)، وأخرجه ابن أبي شيبة (ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 370). وأخرجه الطبري في جامع البيان 3/ 76عند تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} الآية.
وأما حديث عطية العوفي فأخرجه ابن أبي شيبة (ذكره السيوطي في الدّر المنثور 1/ 370)، وأخرجه الطبري في جامع البيان 3/ 76، عند تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} الآية.
وأما حديث أبي صالح فأخرجه ابن الأنباري (ذكره السيوطي في الدّر المنثور 1/ 370). وانظر الإتقان للسيوطي 1/ 7877.
(2) الحديث رواه إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق أبيّ بن كعب (المطالب العالية 3/ 337) ورواه عبد الله بن أحمد، والطبراني، وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ثقة سيئ الحفظ. وبقية رجاله ثقات (مجمع الزوائد 7/ 36)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 338وقال: «صحيح على شرط الشيخين» وأقرّه الذهبي.
(3) أخرجه في الصحيح 8/ 82، كتاب المغازي (64)، باب حج أبي بكر بالناس في سنة تسع (66)، الحديث (4364).
(4) في المخطوطة: «أنزلت».
(5) أخرجه بلفظه ابن جرير الطبري في تفسيره 6/ 29عند تفسير قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلََالَةِ} الآية.(1/298)
وذكر ابن الأنباري (1) عن أبي إسحاق عن البراء، قال: «آخر آية نزلت من القرآن:
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللََّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلََالَةِ} (2)»، ثم قال: وأخطأ أبو إسحاق، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس (3): «آخر آية أنزلت: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ}، وكان بين نزولها ووفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم أحد وثمانون يوما، وقيل: تسع ليال». انتهى.
وفي «مستدرك الحاكم» عن شعبة عن عليّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، أنه قال: «آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (التوبة: 128و 129)، ثم قرأها إلى آخر السّورة» (4). ورواه أحمد في المسند» عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية (5)، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه، قال «(6) [آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (6)): {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأ إلى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (التوبة: 129) قال: هذا آخر ما نزل من القرآن،
__________
وأخرجه ابن أبي شيبة، والنّسائي في السنن الكبرى (انظر تحفة الأشراف 2/ 43، 52) وابن الضّريس، وابن المنذر، (ذكره السيوطي في الدّر المنثور 2/ 251)، وأخرج الحديث بألفاظ مختلفة:
البخاري في الصحيح وقد تقدم)، ومسلم في الصحيح 3/ 1236، كتاب الفرائض (23)، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة (3)، الحديث (13121110/ 1618)، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 310، كتاب الفرائض (13)، باب من كان ليس له ولد وله أخوات (3) الحديث (2888)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 249، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة النساء (5)، الحديث (3041، 3042)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 136، جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وظهور آثاره على وجهه. باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت فيما قال البراء بن عازب ثم فيما قال غيره.
(1) محمد بن القاسم بن بشار أبو بكر ابن الأنباري النحوي اللغوي صاحب المصنفات. كان يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن. وكان املاؤه من حفظه. توفي سنة (328هـ) (سير أعلام النبلاء 15/ 274).
(2) تقدم تخريج حديث البراء عند البخاري.
(3) تقدم تخريج حديث ابن عباس قريبا.
(4) الحاكم، المستدرك 2/ 338، كتاب التفسير، باب آخر ما نزل {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ} الآية وأخرجه الطبري في جامع البيان 11/ 57، عند تفسير الآية، والبيهقي في دلائل النبوّة 7/ 139، جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وظهور آثاره على وجهه، باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت فيما قال البراء بن عازب، ثم فيما قال غيره. وأخرجه ابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وابن منيع في مسنده، وابن المنذر، وأبو الشيخ، وابن مردويه، (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 3/ 295).
(5) هو رفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي المفسّر المحدّث، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم، دخل على أبي بكر، وصلّى خلف عمر، وثّقه ابن معين والرازيّان، ت 93هـ (تهذيب التهذيب 3/ 284).
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/299)
فختم بما فتح به، بالذي لا إله إلا هو، وهو قول الله تبارك وتعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلََّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (1)» (الأنبياء: 25).
وقال بعضهم: روى البخاري: «آخر ما نزل آية الرّبا» (2).
وروى مسلم: «آخر سورة نزلت جميعا: {إِذََا جََاءَ نَصْرُ اللََّهِ} (3)».
قال القاضي أبو بكر في «الانتصار» (4): «وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع (5) إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد، وتغليب الظن، وليس العلم بذلك من فرائض الدين، حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضّبط.
ويحتمل أن كلّا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في اليوم الذي مات فيه، أو قبل مرضه بقليل، وغيره سمع منه بعد ذلك، وإن لم يسمعه هو لمفارقته له، ونزول [الوحي (6)] عليه بقرآن بعده.
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية، التي هي آخر آية تلاها الرسول صلّى الله عليه وسلّم مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته، فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب».
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 134، وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف (ط: جفري) ص: 30، باب خبر قوله عز وجل: {لَقَدْ جََاءَكُمْ رَسُولٌ} الآية، وأخرجه أيضا ص: 9باب جمع القرآن على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وأخرجه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه 1/ 402، وأخرجه ابن الضريس في فضائله، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، والضياء في المختارة (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 3/ 295).
(2) أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما 8/ 205، كتاب التفسير (65)، باب {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللََّهِ} الآية (53)، الحديث (4544).
(3) تقدم تخريجه في أول الأقوال بآخر ما نزل.
(4) هو محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر البصري الباقلاني تقدم ذكره في ص 117، وتقدم التعريف بكتابه ص 278وذكر قوله السيوطي في الإتقان 1/ 80، النوع الثامن، معرفة آخر ما نزل.
(5) تصحّفت في المخطوطة إلى: (وقع».
(6) ساقطة من المخطوطة.(1/300)
النوع الحادي عشر [الأحرف السبعة] معرفة على كم لغة نزل (1)
ثبت في «الصحيحين» من حديث ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته، ثم لم أزل أستزيده فيزيدني، حتّى انتهى إلى سبعة أحرف». زاد مسلم:
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر مقدمة تفسير الطبري 1/ 9، المقدمة، القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب والفهرست لابن النديم: 38، ومقدمة المحرر الوجيز لابن عطية 1/ 51، والتمهيد لابن عبد البر 8/ 315272، وفنون الأفنان لابن الجوزي: 219196، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للعز بن عبد السلام ص: 214فصل في بيان اللغات التي نزل بها القرآن وفي معنى الأحرف السبعة، والمرشد الوجيز لأبي شامة: 14577، ومقدمة تفسير القرطبي 1/ 41، نزول القرآن على سبعة أحرف، والإتقان للسيوطي 1/ 142131، في النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 130 185، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 116101، الباب الثاني، الفصل الثالث: الأحرف السبعة.
ومن الكتب المؤلفة في الأحرف السبعة: «شرح حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف» لابن تيمية، تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم (ت 728هـ) طبع بمطبعة الزهراء بالقاهرة عام 1323هـ / 1906م ومنها: «الكواكب الدرية فيما ورد في إنزال القرآن على سبعة أحرف من الأحاديث النبوية والأخبار المأثورة في بيان احتمال المصاحف العثمانية للقراءات المشهورة ونصوص الأئمة الثقات في ضبط المتواتر من القراءات» للحداد، محمد بن علي بن خلف الحسيني. (ت 1357هـ) طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي عام 1344هـ / 1925م ومنها: «العروة في بيان الأوجه السبعة في القرآن» لمؤلف مجهول، مخطوط بالأزهر رقم 56. مجاميع 13496ومنها: «رسالة في أنزل القرآن على سبعة أحرف» لمؤلف مجهول، مخطوط بالأوقاف ببغداد رقم 19/ 2769مجاميع ومنها: «الكلمات الحسان في الحروف السبعة وجمع القرآن» لمحمد بخيت المطيعي، طبع بالقاهرة عام 1323هـ / 1905م ومنها: «ما هي الأحرف السبعة» مقال لمحمد زاهد الكوثري في مجلة الإسلام س (16)، ع (2)، 1369هـ / 1949م ومنها:
«أنزل القرآن على سبعة أحرف» مقال لأحمد فرج في مجلة الرسالة المصرية، س (2)، ع (24)، 1370هـ / 1951م ومنها: «الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن وعلاقتها بالقراءات» وهي رسالة تقدّم بها عبد التواب عبد الجليل لنيل الشهادة العالمية من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سنة 1366هـ / 1947م(1/301)
«قال ابن شهاب: بلغني أنّ تلك السّبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام (1)».
وأخرجا أيضا من حديث عمر بن الخطاب قال: «سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وفي رواية: على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أرسله، اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هكذا أنزلت، ثم قال لي: (2) [اقرأ، فقرأت، فقال: «هكذا أنزلت] (2)، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه (4)».
وأخرج مسلم نحوه عن أبيّ بن كعب، وفيه: [29/ أ] «فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم فإني أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي، (5) [فردّ إليّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هوّن على أمّتي] (5) فردّ إليّ (7) الثالثة: اقرأه (8) على سبعة
__________
ومنها: «السبعة الأحرف التي أنزل عليها القرآن» مقال لمحمد محمد الشرقاوي بمجلة الأزهر مج (33)، ع (11)، 1381هـ / 1962م ومنها: «الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها» رسالة تقدم بها حسن ضياء الدين عتر لنيل الماجستير من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر. «القرآن واللهجات العربية» لحسام الدين النعيمي، طبع في بغداد 1400هـ / 1980م (معجم الدراسات القرآنية: 81).
(1) الحديث أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه: 6/ 305، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة (6) الحديث (3219)، و 9/ 23، كتاب فضائل القرآن (66)، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف الحديث (5)، الحديث (4991)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 561، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه، الحديث (272/ 819).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع من الصحيح: 5/ 73، كتاب الخصومات (44)، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (4)، الحديث (2419)، وفي 9/ 23، كتاب فضائل القرآن (66)، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (5)، وباب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا (27)، الحديث رقم (4992، 5041). وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 561، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه (48)، الحديث (270/ 818).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) في المخطوطة «إليه».
(8) في المخطوطة: «أن اقرأه».(1/302)
أحرف، ولك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها (1)، فقلت: اللهمّ اغفر لأمّتي. وأخّرت الثالثة ليوم يرغب (2) إليّ الخلق كلّهم، حتى إبراهيم عليه السلام (3)».
وأخرج قاسم بن أصبغ (4) في «مصنّفه» من حديث المقبريّ عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة (5)».
وأما ما رواه الحاكم في «المستدرك» عن سمرة يرفعه: «أنزل القرآن على ثلاثة أحرف (6)» فقال أبو عبيد (7): «تواترت الأخبار بالسّبعة إلّا هذا الحديث».
قال أبو شامة (8): «ويحتمل أن يكون معناه: إن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف، ك (9) {جَذْوَةٍ} (القصص: 29) {الرَّهْبِ} (القصص: 32) {الصَّدَفَيْنِ} [9]
__________
(1) في المخطوطة: «تسلنيها».
(2) في المخطوطة: «ترغب».
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 561، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه (48)، الحديث (273/ 820).
(4) هو الإمام الحافظ المحدّث قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف، أبو محمد البياني سمع بقرطبة من بقيّ بن مخلد، ورحل إلى مكة وسمع بها ومن علماء العراق ومصر والقيروان، (ابن الفرضي، تاريخ علماء الأندلس 1/ 364)، صنّف في الحديث مصنّفات حسنة منها «مصنفه» المخرّج على كتاب أبي داود، واختصاره المسمّى «بالمجتبى» على نحو كتاب ابن الجارود «المنتقى» (الذهبي، سير أعلام النبلاء 15/ 474472).
(5) وأخرجه الطبري في جامع البيان 1/ 15، وأخرجه ابن النحاس في «القطع والائتناف» ص: 89باب ذكر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم
(6) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 223، كتاب التفسير، باب أنزل القرآن على ثلاثة أحرف وأخرجه أحمد في المسند 5/ 22، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 7/ 249 (الحديث 6853).
(7) هو القاسم بن سلام الهروي تقدم ذكره في ص 119.
(8) هو عبد الرحمن بن إسماعيل، تقدم ذكره في ص 269، وانظر قوله في كتابه «المرشد الوجيز» ص: 88.
(9) تصحّفت العبارة في المطبوعة على هذا الشكل «حذوة والرهب والصدق» والتصويب ما أثبتناه من كتاب المرشد الوجيز ص: 88. ويعني بالأحرف الثلاثة: {جَذْوَةٍ} بفتح الجيم وهي قراءة عاصم وبضمها وهي قراءة حمزة، وبالكسر وهي قراءة الباقين، و {الرَّهْبِ} قرأ حفص بفتح الراء وإسكان الهاء، والحرميّان وأبو عمرو بفتحهما والباقون بضم الراء وإسكان الهاء (الداني، التيسير ص: 171)، و {الصَّدَفَيْنِ} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضمتين، وأبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال، والباقون بفتحتين (الداني، التيسير ص: 146).(1/303)
(الكهف: 96) فيقرأ كلّ واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءة المشهورة. أو أراد أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة. ومضى جميع ذلك أنه نزل منه ما يقرأ على حرفين، وعلى ثلاثة، وأكثر، إلى سبعة أحرف، توسعة على العباد، باعتبار اختلاف اللغات والألفاظ المترادفة وما يقارب معناها».
وقال ابن العربيّ (1): «لم يأت في معنى هذا السّبع نصّ ولا أثر، واختلف الناس في تعيينها».
وقال الحافظ أبو حاتم ابن حبّان البستيّ (2): «اختلف الناس فيها على خمسة وثلاثين قولا. وقال وقفت منها على كثير فذهب بعضهم إلى أن المراد التوسعة على القارئ ولم يقصد به الحصر. والأكثر على أنه محصور في سبعة ثم اختلفوا: هل هي باقية إلى الآن نقرؤها؟ أم كان ذلك أولا؟ ثم استقرّ الحال بعده على قولين».
وقال القرطبي (3): «إن القائلين بالثاني وهو أن الأمر كان كذلك، ثم استقرّ على ما هو الآن هم أكثر العلماء (4)، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب (5)، والطّبريّ، والطحاوي (6).
ثم اختلفوا: هل استقرّ في حياته صلّى الله عليه وسلّم، أم بعد وفاته؟ والأكثرون على الأول، واختاره القاضي أبو بكر بن الطيب (7)، وابن عبد البر (8)، وابن العربيّ، وغيرهم ورأوا أن ضرورة اختلاف
__________
(1) هو محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر ابن العربي. تقدم ذكره في ص 109.
(2) ذكر قوله القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن 1/ 42، قال السيوطي في الإتقان 1/ 138قال الحافظ ابن حجر «ولم أقف على كلام ابن حبّان في هذا بعد تتّبعي لمظانه». وقد ذكر ابن النقيب في مقدمة تفسيره الأقوال المذكورة.
(3) انظر الجامع لأحكام القرآن 1/ 41.
(4) عبارة المخطوطة «عنهم أكثر أهل العلم».
(5) هو إمام مصر المحدّث الفقيه المالكي عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي أبو محمد المصري، كان الناس بالمدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه، وقال ابن عيينة: «هذا عبد الله بن وهب شيخ أهل مصر»، توفي سنة 197هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 6/ 71).
(6) هو الإمام الفقيه المحدّث أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك أبو جعفر المصري الطحاوي الحنفي برز في علم الحديث والفقه، قال ابن يونس «كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلّف مثله» توفي سنة 321هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 15/ 27).
(7) هو محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر البصري تقدمت ترجمته في ص 117.
(8) هو الفقيه المحدّث يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ أبو عمر النمري، الأندلسي القرطبي المالكي صاحب(1/304)
لغات العرب ومشقة نطقهم بغير لغتهم اقتضت التوسعة عليهم في أول الأمر فأذن لكلّ منهم أن يقرأ على حرفه، أي على طريقته في اللغة إلى أن انضبط الأمر في آخر العهد وتدرّبت الألسن، وتمكّن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة فعارض جبريل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم القرآن مرّتين في السّنة الآخرة، واستقرّ على ما هو عليه الآن، فنسخ الله سبحانه تلك القراءة (1) [المأذون فيها بما أوجبه من الاقتصار على هذه القراءة] (1) التي تلقّاها الناس. ويشهد لهذا الحديث الآتي، من مراعاة التخفيف على العجوز والشيخ الكبير، ومن التصريح في بعضها، بأنّ ذلك مثل هلمّ، وتعال».
والقائلون بأنها كانت سبعا اختلفوا على أقوال:
أحدها: أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه لأن العرب تسمّي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة قاله أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي (3).
والثاني وهو أضعفها أن المراد سبع قراءات وحكي عن الخليل بن أحمد (4). والحرف هاهنا القراءة، وقد بيّن الطبريّ في كتاب «البيان» (5) وغيره «أن اختلاف القراء إنما هو كلّه حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وهو الحرف الذي كتب عثمان عليه المصحف».
__________
التصانيف الفائقة. طلب العلم وأدرك الكبار، وطال عمره وعلا سنده، قال الحميدي «أبو عمر فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الرجال والحديث، قديم السماع، يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي». توفي سنة 463 (الذهبي، سير أعلام النبلاء 18/ 153).
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) هو الإمام المقرئ المحدّث محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير النحوي، روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، كان ثقة، وكان يقرأ بقراءة حمزة بن حبيب الزيات، من تصانيفه كتاب «القراءات» توفي سنة 231هـ (القفطي، إنباه الرواة 3/ 140).
(4) هو الإمام اللغوي الخليل بن أحمد بن عمر أبو عبد الرحمن الفراهيدي، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وأخذ عنه الأصمعي، وسيبويه كان أول من استخرج العروض وضبط اللغة وحصر أشعار العرب، من تصانيفه: كتاب «الجمل» وغيرها توفي سنة 160هـ (ياقوت، معجم الأدباء 11/ 72).
(5) هو تفسيره المعروف «بجامع البيان في تفسير القرآن» انظر مقدمته 1/ 18، 19، 20.
(البرهان ج 1م 20)(1/305)
وحكى ابن عبد البر عن بعض المتأخرين (1) من أهل العلم بالقرآن أنه قال: «تدبّرت وجوه الاختلاف في القرآن فوجدتها سبعة:
1 - منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} (هود: 78) [و {أَطْهَرُ لَكُمْ}] (2) {وَيَضِيقُ صَدْرِي} (الشعراء: 13) [{وَيَضِيقُ صَدْرِي}] (3).
2 - ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب، ولا تتغير [29/ ب] صورته كقوله:
(4) [{رَبَّنََا بََاعِدْ} [5] بَيْنَ أَسْفََارِنََا (سبأ: 19) و {رَبَّنََا بََاعِدْ بَيْنَ أَسْفََارِنََا}] (4).
3 - ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها ولا تتغير صورته، كقوله: {كَيْفَ نُنْشِزُهََا} (7).
(البقرة: 259) وننشرها.
4 - ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} (القارعة: 5) و «الصوف (8) المنفوش».
5 - ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل: {طَلْحٍ مَنْضُودٍ} (الواقعة: 29) و «طلع» (9).
6 - ومنها بالتقديم والتأخير ك: {وَجََاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} (ق: 19)، و «سكرة الحق بالموت (10)».
__________
(1) يعني بقوله بعض المتأخرين ابن قتيبة وانظر كتابه «تأويل مشكل القرآن» ص: 3836.
(2) ساقط من المخطوطة، والقراءة ذكرها الطبري في التفسير 12/ 52فقال: «ذكر عن عيسى ابن عمر البصري أنه كان يقرأ ذلك {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} بنصب أطهر».
(3) ساقط من المخطوطة، وذكر صاحب البحر المحيط 7/ 7، «قرأ الجمهور {وَيَضِيقُ} و {لََا يَنْطَلِقُ} بالرفع فيهما عطفا على أخاف وقرأ الأعرج وطلحة وعيسى وزيد بن علي وأبو حيوة وزائدة عن الأعمش ويعقوب بالنصب فيهما عطفا على يكذبون».
(4) عبارة المخطوطة «ربنا بعّد بين أسفارنا وباعد». أما اختلاف القراء فيها فقد ذكره الطبري في التفسير 22/ 58و 59. وانظر البحر المحيط لأبي حيّان 7/ 272.
(5) قرأ يعقوب (ربنا) بضم الباء على الابتداء، و (باعد) بالألف وفتح العين والدال (إتحاف فضلاء البشر ص 359).
(7) قرأ الكوفيون وابن عامر: {نُنْشِزُهََا} بالزاي والباقون بالراء، (الداني، التيسير ص: 82).
(8) في المخطوط «كالصوف» وهي قراءة ابن مسعود، ذكرها ابن خالويه في مختصر في شواذ القرآن: 178.
(9) وهي قراءة علي بن أبي طالب، قرأها على المنبر. ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن 178.
(10) ذكرها ابن خالويه في مختصر في شواذ القرآن عن أبي بكر الصديق وأبيّ رضي الله عنهما، ص: 144.(1/306)
7 - ومنها الزيادة والنقصان، مثل: «حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر» (1) (البقرة: 238). وقراءة ابن مسعود: «تسع وتسعون نعجة أنثى» (2) (ص: 23) و «أما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا» (3) (الكهف: 80). قال أبو عمر (4): «وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث».
وقال بعض المتأخرين: «هذا هو المختار». قال: «والأئمة (5) على أن مصحف عثمان أحد الحروف السبعة»، والآخر مثل قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء: والذكر والأنثى (الليل: 3) كما ثبت في «الصحيحين» (6)، ومثل قراءة ابن مسعود: إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت الغفور الرّحيم (7) (المائدة: 118). وقراءة عمر:
فامضوا إلى ذكر الله (8) (الجمعة: 9) والكل حق، والمصحف المنقول بالتواتر مصحف عثمان، ورسم الحروف واحد إلا ما تنوعت فيه المصاحف وهو بضعة عشر حرفا، مثل «الله الغفور» و «إن الله هو الغفور».
والثالث: سبعة أنواع، كلّ نوع منها جزء من أجزاء القرآن بخلاف غيره من أنحائه،
__________
(1) ذكرها الطبري، التفسير 2/ 348. وابن أبي داود في كتاب المصاحف: مصحف عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ص:
83، ومصحف حفصة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ص: 85، ومصحف أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ص: 87.
(2) القراءة ذكرها ابن خالويه في «مختصر في شواذ القرآن» ص: 130.
(3) أخرج ابن جرير في التفسير 16/ 3في تفسير سورة الكهف بسنده عن قتادة (وأما الغلام فكان كافرا) في حرف أبيّ رضي الله عنه، وهي في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(4) تصحّفت في المخطوطة والمطبوعة إلى «عمرو» والصواب ما أثبتناه «أبو عمر» وهو ابن عبد البر.
(5) في المخطوطة: (والأمّة).
(6) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 337، كتاب بدء الخلق (59) باب صفة إبليس وجنوده (11)، الحديث (3287)، وفي فضائل الصحابة (62)، باب مناقب عمار وحذيفة (20) الحديث (3742)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 566565، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب ما يتعلق بالقراءات (50)، الحديث (284283282/ 824)، وانظر تفسير الطبري 30/ 139سورة الليل إذا يغشى. وأحكام القرآن لابن العربي 4/ 1942.
(7) في المخطوطة «العزيز الحكيم» وهي قراءة الجمهور، وقراءة «الغفور الرحيم» ذكرها القاضي عياض في «الشّفا» 2/ 767 (بتحقيق علي البجاوي)، والقرطبي في التفسير 6/ 378.
(8) قال ابن خالويه في «مختصر في شواذ القرآن» ص: 156: «(فامضوا الى ذكر الله) [قراءة] عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن الزبير رضي الله عنهم». وهي قراءة أبي العالية أيضا كما روى الطبري في التفسير 28/ 65.(1/307)
فبعضها أمر ونهي، ووعد ووعيد، وقصص، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، وغيره.
قال ابن عبد البر: «وفي ذلك حديث رواه ابن مسعود مرفوعا قال: «كان الكتاب الأوّل نزل من باب واحد على وجه واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه، واعتبروا بأمثاله، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: {آمَنََّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا} [1]» (آل عمران: 7) قال وهو حديث عند أهل العلم لا يثبت، وهو مجمع على ضعفه» (2).
وذكره القاضي أبو بكر بن الطيب (3) وقال: «هذا التفسير منه صلّى الله عليه وسلّم للأحرف السبعة، ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها، وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة كقوله: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللََّهَ عَلى ََ حَرْفٍ}» (الحج: 11).
وقال ابن عبد البر: قد ردّه قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران (4) قال: من أوّله بهذا فهو فاسد، لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه أو يكون حلالا لا ما سواه لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كلّه، أو حرام كلّه، أو أمثال كلّه.
[قال] (5) حكاه الطّحاوي (6) عنه أنه سمعه منه، وقال: هو كما قاله».
وقال ابن عطية: هذا القول ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا، وأيضا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة» (7).
__________
(1) أخرجه الطبري في التفسير 1/ 23.
(2) ابن عبد البر، التمهيد 8/ 276275.
(3) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر أبو بكر ابن الباقلاني، تقدّم ذكره ص 117، وانظر قوله في المحرر الوجيز لابن عطية 1/ 5352.
(4) هو أحمد بن أبي عمران الهروي، الإمام القدوة أبو الفضل شيخ الحرم، حدّث عن خيثمة بن سليمان، وحدّث عنه: أبو نعيم الأصبهاني كان من أوعية الحديث روى الكثير بمكة وأخذ عنه خلق من المغاربة والرحالة.
وصفه الأهوازي بالحفظ توفي سنة 399هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 17/ 111).
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) هو أحمد بن محمد بن سلامة، أبو جعفر الأزدي المصري الطحاوي تقدم ذكره ص 304.
(7) المحرر الوجيز 1/ 5352.(1/308)
وقال الماورديّ: «هذا القول خطأ، لأنه صلّى الله عليه وسلّم أشار إلى جواز القراءة بكلّ واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف، وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام».
وقال البيهقيّ في «المدخل (1)»: وقد روي (2) هذا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال: هذا مرسل جيد، وأبو سلمة لم يدرك ابن مسعود، ثم ساقه بإسقاط ابن مسعود، ثم قال: فإن صحّ هذا بمعنى قوله: «سبعة أحرف» أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول [30/ أ] القرآن على سبعة أحرف ولكن المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل (3) القرآن عليها.
والرابع: أن المراد سبع لغات لسبع قبائل من العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه هذا ما لم يسمع قط، أي نزل على سبع لغات متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، (4) [وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة أزد وربيعة] (4)، وبعضه [بلغة] (4) هوازن وسعد بن بكر، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كلّه واحدة. وإلى هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن يحيى ثعلب (7) وحكاه ابن دريد عن أبي حاتم السجستانيّ (8)، وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر.
وقال الأزهري (9) في «التهذيب»: «إنه المختار، واحتج بقول عثمان حين أمرهم بكتب
__________
(1) لم نجد قوله في القسم المطبوع من الكتاب.
(2) في المخطوطة «ذكر».
(3) في المخطوطة «نزلت».
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) هو الإمام النحوي أحمد بن يحيى بن يسار أبو العباس المعروف ب ثعلب «لازم ابن الأعرابي، وروى عنه محمد بن العباس اليزيدي، كان ثقة متقنا، من تصانيفه «المصون في النحو» ذكره الداني في طبقات القراء.
توفي سنة 291هـ (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 396).
(8) هو سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني النحوي البصري روى عن الأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وروى عنه أبو داود والنسائي وأبو العباس المبرد وغيرهم. ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «وهو الذي صنّف القراءات». توفي سنة 255هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 4/ 258).
(9) هو محمد بن أحمد الأزهر بن طلحة أبو منصور الشافعي المذهب أخذ عن أبي محمد عبد الله بن عبد الوهاب البغوي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي، من تصانيفه «التهذيب في اللغة» توفي سنة 370هـ (ياقوت، معجم الأدباء 17/ 164). وكتاب «التهذيب» طبع بتحقيق عبد السلام هارون ونشرته الدار المصرية للتأليف(1/309)
المصاحف: وما اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش فإنه أكثر ما نزل بلسانهم». (1)
وقال البيهقيّ في «شعب الإيمان (2)» إنه الصحيح، أي المراد اللغات السبع، التي هي شائعة في القرآن. واحتج بقول ابن مسعود: سمعت القرّاء فوجدتهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم، وإياكم والتنطّع، فإنما هو كقول أحدهم: هلمّ، وتعال، وأقبل (3) قال وكذلك قال ابن سيرين (4) قال لكن إنما تجوز قراءته على الحروف التي هي مثبتة في المصحف الذي هو الإمام بإجماع الصحابة، وحملوها عنهم دون غيرها من الحروف، وإن كانت جائزة في اللغة وكأنه يشير إلى أن ذلك كان عند إنزاله، ثم استقرّ الأمر على ما أجمعوا عليه في الإمام».
وأنكر ابن قتيبة وغيره هذا القول، وقالوا: «لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش لقوله تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} «(إبراهيم: 4) (5).
قال ابن قتيبة: «ولا نعرف في القرآن حرفا واحدا يقرأ على سبعة أوجه» (6).
وغلّطه ابن الأنباري (7) بحروف منها: {وَعَبَدَ الطََّاغُوتَ} (المائدة: 60)، وقوله:
__________
والترجمة والنشر 1388هـ / 1967م وطبع منه خمسة عشر مجلدا، ثم حقق الجزء الساقط منه رشيد عبد الرحمن العبيدي، بالقاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1396هـ / 1975م.
(1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 537، كتاب المناقب (61)، باب نزل القرآن بلسان قريش (3)، الحديث (3506).
(2) يطبع بدار الكتب العلمية في بيروت 1408هـ / 1988م.
(3) أخرجه أبو عبيد (ذكره ابن عبد البر في التمهيد 8/ 29)، وأخرجه الطبري في التفسير 1/ 18، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 385، كتاب الصلاة، باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة دون غيرهن من اللغات.
(4) هو التابعي الجليل محمد بن سيرين الأنصاري إمام وقته روى عن مولاه أنس بن مالك وابن عمر وابن عباس والكثير من الصحابة وروى عنه الشعبي وعاصم الأحول والأوزاعي وغيرهم، قال ابن سعد: «كان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا» توفي سنة 77هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 9/ 214).
(5) انظر قوله في كتابه «تأويل مشكل القرآن» ص: 33، باب الرد عليهم في وجوه القراءات.
(6) المصدر نفسه ص: 34.
(7) أورد قوله أبو شامة في كتابه «المرشد الوجيز»، وأوجه القراءات في الآيات وردت كما يلي: قرأ حمزة «وعبد الطاغوت» بضم الباء وخفض التاء والباقون بفتح الباء ونصب التاء (الداني، التيسير ص: 100)، وذكر ابن خالويه في المختصر في شواذ القرآن ص: 35تسعة عشر قراءة وأما آية {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} فقد قرأ الكوفيون(1/310)
{أَرْسِلْهُ مَعَنََا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} (يوسف: 12). وقوله: {بََاعِدْ بَيْنَ أَسْفََارِنََا} (سبأ:
19) وقوله: {بِعَذََابٍ بَئِيسٍ} (الأعراف: 165) وغير ذلك.
وقال ابن عبد البر (1): «قد أنكر أهل العلم أن يكون معنى سبعة أحرف سبع لغات لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر لأنّ ذلك من لغته التي طبع عليها. وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشيّ، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته».
ثم اختلف القائلون بهذا في تعيين (2) السبع فأكثروا (3). وقال بعضهم: «أصل ذلك وقاعدته قريش، ثم بنو سعد بن بكر لأن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم استرضع فيهم، ونشأ وترعرع، وهو مخالط في اللسان كنانة، وهذيلا، وثقيفا، وخزاعة، وأسدا وضبّة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها، ثم من بعد (4) هذه تميما وقيسا، ومن انضاف إليهم وسكن جزيرة العرب.
قال قاسم بن ثابت (5): «إن قلنا من الأحرف لقريش، ومنها فلكنانة (6) ولأسد وهذيل وتميم وضبّة وألفافها (7)، وقيس، لكان قد أتى على قبائل مضر في قراءات سبع تستوعب اللغات التي نزل بها القرآن» وهذه الجملة [هي] (8) التي انتهت إليها الفصاحة، وسلمت لغاتها من
__________
ونافع بالياء فيهما، والباقون بالنون، وكسر الحرميان العين من «يرتع» وجزمها الباقون. (الداني، التيسير ص:
128). وأما آية {بََاعِدْ بَيْنَ أَسْفََارِنََا} انظر التيسير للداني ص: 181والمختصر في شواذ القرآن لابن خالويه ص: 121، وانظر 1/ 214، وأما آية {بِعَذََابٍ بَئِيسٍ} قرأ نافع «بيس» بكسر الباء من غير همز، وابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها وأبو بكر «بيئس» بفتح الباء وهمزة مفتوحة بعد الياء، والباقون «بئيس» بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها ياء انظر (الداني، التيسير ص: 114). وانظر المختصر في شواذ القرآن ص: 47.
(1) التمهيد 8/ 281280.
(2) في المخطوطة «تعبير».
(3) في المخطوطة «وأكثروا».
(4) عبارة المخطوطة «ثم بعد».
(5) هو قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي العوفي، سمع من النسائي والبزار وغيرهما وكان عالما بالحديث والفقه متقدما في النحو والغريب والشعر، ورعا ناسكا زاهدا مجاب الدعوة، طلب للقضاء فامتنع لذلك، من تصانيفه «الدلائل في شرح غريب الحديث» مات قبل إكماله فأكمله أبوه بعده ت (302هـ) (الحميدي، جذوة المقتبس ص: 330) ص: 131.
(6) في المطبوعة «لكنانة»، ونقل قوله أبو شامة في المرشد الوجيز ص: 131، والعبارة جاءت على الشكل الآتي «قال قاسم بن ثابت: ولو أن رجلا مثّل مثالا، يريد به الدلالة على معنى قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وجعل الأحرف على مراتب سبعة فقال: منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها».
(7) في المخطوطة «ولغاتها».
(8) ساقطة من المخطوطة.(1/311)
الدّخل، ويسّرها الله لذلك (1) ليظهر آية نبيّه (1) بعجزها عن معارضة ما أنزل [عليه] (3) ويثبت سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة، فلم تفرقها الأمم.
وقيل: هذه اللغات السبع كلّها في مضر، واحتجوا بقول عثمان: «نزل القرآن بلسان مضر» (4). قالوا: وجائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لضبّة، ولطابخة، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات وتزيد.
قال أبو عمر بن عبد البر: «وأنكر آخرون كون كلّ لغات مضر في القرآن لأن فيها شواذّ لا يقرأ بها، مثل كشكشة قيس، وعنعنة تميم. فكشكشة قيس يجعلون كاف المؤنث شينا، فيقولون في: {جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}: (مريم: 24) «ربّش تحتش» وعنعنة تميم ويقولون في «أن» «عن»، فيقرءون «فعسى الله عن يأتي» (المائدة: 52) بالفتح وبعضهم [30/ ب] يبدل السين تاء، فيقول في «الناس»: «النات»، وهذه لغات يرغب بالقرآن عنها (5)».
وما نقل عن عثمان معارض بما سبق أنه نزل (6) بلغة قريش وهذا أثبت عنه لأنه من رواية ثقات أهل المدينة. وقد يشكل هذا القول على بعض الناس فيقول: هل كان جبريل عليه السلام يلفظ باللّفظ الواحد سبع مرات؟ فيقال له: إنما يلزم هذا إن (7) قلنا: إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد، ونحن قلنا: كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمرّ (8) سبعة.
وقال الكلبيّ (9): «خمسة منها لهوازن، وثنتان لسائر (10) الناس».
__________
(1) عبارة المطبوعة «ليظهر أنه نبيّه» وما أثبتناه من المخطوطة.
(3) ساقط من المخطوطة.
(4) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 8/ 277، وذكره ابن حجر في فتح الباري 9/ 27، والسيوطي في الإتقان 1/ 136عن عمر رضي الله عنه.
(5) إلى هنا انتهى كلام ابن عبد البر، انظر التمهيد 8/ 277، 278.
(6) في المخطوطة «أنزلت».
(7) في المخطوطة «إذا».
(8) في المخطوطة «غير» وفي الإتقان «تمّت» 1/ 136.
(9) هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، تقدمت ترجمته ص 275، وذكر قوله ابن عبد البر في كتابه التمهيد 8/ 280.
(10) في المخطوطة «لباقي».(1/312)
والخامس: المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل، وهلّم وتعال، وعجّل، وأسرع، وأنظر، وأخّر، وأمهل ونحوه. وكاللغات التي في «أفّ» ونحو ذلك.
قال ابن عبد البر: «وعلى هذا القول أكثر أهل العلم وأنكروا على من قال: إنها لغات لأنّ العرب لا تركّب لغة بعضها بعضا، ومحال أن يقرئ النبي صلّى الله عليه وسلّم أحدا بغير لغته. وأسند عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ: {كُلَّمََا أَضََاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} (البقرة: 20) «سعوا فيه» (1)
قال فهذا معنى السّبعة الأحرف المذكورة في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب (2)، ومحمد بن جرير الطبريّ، والطحاوي وغيرهم. وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرف واحد» (3).
وقال الزّهريّ: «إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد وليست تختلف في حلال ولا حرام» (4).
واحتج ابن عبد البرّ بحديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب قال: «قرأ أبيّ آية، وقرأ ابن مسعود آية خلافها، وقرأ رجل آخر خلافهما، فأتيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ألم تقرأ آية كذا؟
وقال ابن مسعود: ألم تقرأ آية كذا؟ فقال: كلكم محسن مجمل. وقال: يا أبيّ، إني أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين؟ فقال لي الملك: على حرفين فقلت: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال: على ثلاثة هكذا حتى بلغ سبعة أحرف، ليس فيها إلا شاف [كاف] (5)، قلت غفورا رحيما، أو قلت سميعا حكيما، (6) [أو قلت عليما حكيما] (6)، أو قلت عزيزا حكيما، أيّ ذلك قلت فإنه كذلك» (8).
__________
(1) في المخطوطة «مروا فيه».
(2) هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي تقدمت ترجمته ص 304.
(3) انظر قول ابن عبد البر وافيا في كتابه التمهيد 292283، بتصرف.
(4) أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 561من قول ابن شهاب تعليقا في كتاب صلاة المسافرين (6)، باب بيان ان القرآن على سبعة أحرف (48)، الحديث 272/ 819.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(8) أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد 8/ 283و 284، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 124، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 160، كتاب الصلاة (2)، باب «أنزل القرآن على سبعة أحرف» (357) الحديث (1477)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 384، كتاب الصلاة، باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة دون غيرهن من اللغات. وتقدم تخريج الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه ص 303.(1/313)
قال أبو عمر: «إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها، لا يكون في شيء منها معنى وضده، ولا وجه يخالف معنى وجه خلافا ينفيه ويضادّه، كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده» (1).
«وكذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده، فقال: على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ إلى سبعة أحرف، فقال. اقرأه، فكلّ شاف كاف، إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، نحو هلمّ، وتعال، وأقبل، واذهب وأسرع، وعجّل» (2).
«وروي ذلك عن (3) ابن عباس عن أبيّ بن كعب (3))، أنه كان يقرأ: {لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونََا} (الحديد: 13) أمهلونا، أخرونا، ارقبونا و {كُلَّمََا أَضََاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}
(البقرة: 20) [مرّوا فيه] (5)، سعوا فيه» قال أبو عمر: «إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو فيها حرف واحد، وعلى هذا أهل العلم».
قال: «وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من «جامعه» (6)، قال: قيل لمالك: أترى أن تقرأ مثل ما قرأ عمر بن الخطاب: فامضوا إلى ذكر الله (7) (الجمعة: 9)، قال:
جائز، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» (8)، ومثل «يعلمون»، و «تعلمون»؟ قال مالك: لا أرى باختلافهم بأسا، وقد كان الناس ولهم
__________
(1) التمهيد 8/ 283.
(2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 41و 51، وأخرجه الطبري في التفسير 1/ 18وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير عزاه له المتقي الهندي في كنز العمال 2/ 5150، وأخرجه الطحاوي بإسناده كما نقل ابن عبد البر في التمهيد 8/ 290.
(3) عبارة المطبوعة: (عن ابن مسعود وأبيّ بن كعب) والتصويب ما أثبتناه من كتاب التمهيد لابن عبد البرّ 8/ 291.
(5) ساقط من المخطوطة.
(6) طبع من كتاب «الجامع» جزءان قسم (ج ديفيدول) في القاهرة ونشره المعهد الفرنسي للآثار الشرقية 1357 1366هـ / 19481939م. ولم نجد قوله في الجزء المطبوع من كتابه.
(7) ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 156، وتفسير الطبري 28/ 65.
(8) تقدم تخريج هذا الحديث أول النوع ص 302من هذا الجزء.(1/314)
مصاحف. قال ابن وهب: سألت مالكا عن مصحف عثمان فقال لي: ذهب. وأخبرني مالك قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلا: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعََامُ الْأَثِيمِ} (الدخان:
43 - و 44)، فجعل الرجل يقول: [طعام] (1) اليتيم، فقال: طعام الفاجر» (2)، فقلت لمالك: أترى أن يقرأ بذلك؟ قال: نعم، أرى أن ذلك واسعا» (3).
قال [31/ أ] أبو عمر: «معناه عندي أن يقرأ به في غير الصلاة وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة لأنّ ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه وإنما يجرى مجرى خبر (4) الآحاد لكنه لا يقدم أحد على القطع في ردّه. وقال مالك رحمه الله فيمن قرأ في صلاة بقراءة ابن مسعود وغيره من الصحابة مما يخالف المصحف: لم يصلّ وراءه. قال: (5) وعلماء مكّيّون مجمعون على ذلك إلا شذوذا لا يعرّج عليه منهم (5) الأعمش (7) وهذا كله يدلّ على أن السبعة الأحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عثمان عليه المصاحف» (8).
السادس: أن ذلك راجع إلى بعض الآيات، مثل قوله: {أُفٍّ لَكُمْ} (9) (الأنبياء:
67) فهذا على سبعة أوجه بالنصب والجرّ والرفع وكلّ وجه: بالتنوين وغيره. وسابعها الجزم. ومثل قوله: {تُسََاقِطْ عَلَيْكِ} (10) (مريم: 25) ونحوه، ويحتمل في القرآن تسعة أوجه، ولا يوجد ذلك في عامة الآيات.
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن الأنباري، وابن المنذر وأخرجه عن أبي الدرداء رضي الله عنه:
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم (السيوطي، الدر المنثور 6/ 32).
(3) التمهيد 8/ 292.
(4) في المخطوطة: (أخبار).
(5) العبارة في التمهيد: «وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلا قوم شذّوا لا يعرج عليهم منهم الأعمش سليمان بن مهران».
(7) تصحّفت العبارة في المطبوعة «إلا عثمان» والتصويب ما أثبتناه من التمهيد.
(8) التمهيد 8/ 293292 (بتصرّف).
(9) قرأ نافع وحفص وأبو جعفر (أفّ) بكسر الفاء منونة، وبفتح التاء من غير تنوين قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب، وبكسر الفاء بلا تنوين الباقون (الدمياطي إتحاف فضلاء البشر ص: 311).
(10) قال ابن خالويه: اجتمع في هذا الحرف تسع قراءات: تسّاقط، يسّاقط، تتساقط، تساقط، تساقط، تسقط، يسقط، تسقط، يسقط، الياء للجذع والتاء للنخلة (مختصر في شواذ القرآن ص: 84).(1/315)
قال ابن عبد البر: «وأجمعوا على أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلّها أن تقرأ على سبعة أحرف ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل مثل [وعبد الطغوت] (1) (المائدة: 60) وتشبه علينا (2) (البقرة: 70) و {بِعَذََابٍ بَئِيسٍ} (3) (الأعراف: 165) ونحوه، (4) وذلك ليس هذا (4)».
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: «وهذا المجموع في المصحف: هل هو جميع الأحرف السبعة التي أقيمت القراءة عليها؟ أو حرف واحد منها؟ ميل القاضي أبي بكر (6) إلى أنه جميعها، وصرّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه (7) حرف منها، ومال الشيخ الشاطبيّ (8)
إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما» (9).
والسابع: اختاره القاضي أبو بكر، وقال: «الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والصحابة في المصحف وأخبروا بصحتها وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا، وأنّ هذه الأحرف تختلف معانيها تارة، وألفاظها أخرى، وليست متضادة ولا منافية».
والثامن: قول الطحاويّ، «أن ذلك كان في وقت خاص لضرورة دعت إليه لأنّ كلّ ذي لغة كان يشق عليه أن يتحول عن لغته، ثم لما كثر الناس والكتّاب ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم الأحرف السبعة، وعاد ما يقرأ به إلى حرف واحد» (10).
والتاسع: أن المراد علم القرآن يشتمل على سبعة أشياء:
__________
(1) ساقطة من المخطوطة وتقدم الكلام عنها ص 310.
(2) انظر جامع البيان للطبري 1/ 278277والمختصر في شواذ القرآن لابن خالويه ص: 7.
(3) تقدم الكلام عنها ص 311.
(4) عبارة التمهيد 8/ 274273: (وذلك يسير جدا).
(6) هو القاضي أبو بكر الباقلاني تقدم ذكره ص 117.
(7) عبارة المخطوطة: (على أنه).
(8) هو القاسم بن فيّره بن خلف أبو محمد الشاطبي ولد سنة (538). قرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النّفري وسمع الحديث من أبي الحسن بن هذيل وأبي محمد بن عاشر وغيرهم. كان إماما علامة ذكيا كثير الفنون رأسا في القراءات حافظا للحديث بصيرا بالعربية واسع العلم. وقد سارت الركبان بقصيدتيه «حرز الاماني» و «عقيلة اتراب القصائد» ت 655هـ (الذهبي، معرفة القراء الكبار 2/ 574).
(9) المرشد الوجيز 138.
(10) أبو شامة في المرشد الوجيز ص: 106.(1/316)
1 - علم الإثبات والإيجاد، كقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} (آل عمران: 190).
2 - وعلم التوحيد، كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1).
{وَإِلََهُكُمْ إِلََهٌ وََاحِدٌ} (البقرة: 163)، وعلم التنزيه، كقوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لََا يَخْلُقُ} (النحل: 17). {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: 11).
3 - وعلم صفات الذات، كقوله: {وَلِلََّهِ الْعِزَّةُ} (المنافقون: 8). {الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} (الجمعة: 1).
4 - وعلم صفات الفعل، كقوله: {وَاعْبُدُوا اللََّهَ} (النساء: 36). {وَاتَّقُوا اللََّهَ}
(النساء: 1). {وَأَقِيمُوا الصَّلََاةَ} (البقرة: 43)، {لََا تَأْكُلُوا الرِّبَوا} (آل عمران:
130).
5 - وعلم العفو والعذاب، كقوله: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللََّهُ} (آل عمران:
135). {نَبِّئْ عِبََادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذََابِي هُوَ الْعَذََابُ الْأَلِيمُ} (الحجر:
49 - و 50).
6 - وعلم الحشر والحساب كقوله: {إِنَّ السََّاعَةَ لَآتِيَةٌ} (غافر: 59). {اقْرَأْ كِتََابَكَ كَفى ََ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} (الإسراء: 14).
7 - وعلم النبوات كقوله: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} (النساء: 165). {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (إبراهيم: 4). والإمامات كقوله: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللََّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: 59). {وَمَنْ يُشََاقِقِ الرَّسُولَ}
(النساء: 115). {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (آل عمران: 110).
والعاشر أن المراد به سبعة أشياء: المطلق والمقيّد، والعام والخاص، والنصّ والمؤوّل، والناسخ، والمنسوخ، والمجمل والمفسّر، والاستثناء وأقسامه، حكاه أبو المعالي (1) بسند له عن أئمة الفقهاء.
__________
(1) هو عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الجيلي القاضي المعروف بشيذلة، تقدمت ترجمته ص 112.(1/317)
والحادي عشر، حكاه عن أهل اللغة [31/ ب] أن المراد الحذف والصلة، والتقديم والتأخير، [والقلب] (1) والاستعارة، والتكرار، والكناية والحقيقة والمجاز، والمجمل والمفسّر، والظاهر، والغريب.
والثاني عشر، وحكاه عن النحاة، أنها التذكير والتأنيث، والشرط والجزاء، والتصريف والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع والتفريق، والتصغير والتعظيم، واختلاف الأدوات مما يختلف فيها بمعنى، وما لا يختلف في الأداء واللفظ جميعا.
والثالث عشر، حكاه عن القرّاء أنها من طريق التلاوة وكيفية النطق بها (2): من إظهار، وإدغام، وتفخيم، وترقيق، وإمالة وإشباع، ومدّ وقصر، وتخفيف وتليين، وتشديد.
والرابع عشر، وحكاه عن الصوفية أنّه يشتمل على سبعة أنواع من المبادلات، والمعاملات (3)، وهي الزهد والقناعة مع اليقين، والحزم (4) والخدمة مع الحياء، والكرم والفتوّة مع الفقر، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف، والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا، والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبّة، والشوق مع المشاهدة.
وقال ابن حبان: قيل أقرب الأقوال إلى الصحة أن المراد به سبع لغات، والسرّ في إنزاله على سبع لغات تسهيله على الناس لقوله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}، (القمر: 17) فلو كان تعالى أنزله على حرف واحد لانعكس المقصود. قال: وهذه السبعة التي نتداولها اليوم غير تلك، بل هذه حروف من تلك الأحرف السبعة [وتلك الأحرف] (5) كانت مشهورة وذكر حديث عمر مع هشام بن حكيم (6)، لكن لمّا خافت الصحابة من اختلاف القرآن رأوا جمعه على حرف واحد من تلك الحروف السبعة ولم يثبت من وجه صحيح تعيّن كل حرف من هذه الأحرف ولم يكلفنا الله ذلك غير أن هذه القراءة الآن غير (7) خارجة عن الأحرف السبعة.
وقال بعض المتأخرين: الأشبه بظواهر الأحاديث أن المراد بهذه الأحرف اللغات وهو
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: (بكلماته).
(3) في المخطوطة: (العاملات).
(4) في المخطوطة: (والجزم).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(6) تقدم تخريج الحديث أول النوع.
(7) في المخطوطة: (لا غير).(1/318)
أن يقرأ كلّ قوم من العرب بلغتهم وما جرت عليه عادتهم من الإظهار والإدغام والإمالة والتفخيم والإشمام والهمز والتليين والمد، وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة فإن الحرف هو الطرف والوجه كما قال تعالى: {وَمِنَ النََّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللََّهَ عَلى ََ حَرْفٍ} (الحج: 11) أي على وجه واحد وهو أن يعبده في السرّاء دون الضّراء وهذه الوجوه هي القراءات [السّبع التي قرأها القراء] (1) السبعة فإنّها كلّها صحّت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي جمع عليه عثمان [في] (2) المصحف، وهذه القراءات السبع اختيارات أولئك القراء فإن كل واحد اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءة ما هو الأحسن عنده والأولى، ولزم (3) طريقة منها ورواها وقرأ بها، واشتهرت عنه ونسبت إليه فقيل: حرف نافع، وحرف ابن كثير. ولم يمنع واحد منهم حرف الآخر ولا أنكره، بل سوّغه وحسّنه وكلّ واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران وأكثر وكلّ صحيح.
وقد أجمع المسلمون في هذه الأعصار على الاعتماد على ما صحّ عنهم، وكان الإنزال على الأحرف السبعة توسعة من الله ورحمة على الأمة إذ لو كلّف كل فريق منهم ترك لغته والعدول عن عادة نشئوا عليها من الإمالة، والهمز والتليين، والمدّ، وغيره لشقّ عليهم.
ويشهد لذلك ما رواه الترمذيّ عن أبيّ بن كعب أنه لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جبريل فقال: «يا جبريل، إنّي بعثت إلى أمّة أميين (4) منهم العجوز، والشيخ الكبير، والغلام، والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» (5).
وقال: حسن صحيح.
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) في المخطوطة «فالتزم».
(4) في المخطوطة «أميّة».
(5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 194، كتاب القراءات (47)، باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف (11) الحديث (2944)، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 132وأخرجه ابن حبّان في صحيحه 2/ 60، كتاب الرقائق، باب قراءة القرآن الحديث (736).(1/319)
النوع الثاني عشر في كيفية إنزاله (1)
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة: 185) وقال سبحانه:
{إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. (القدر: 1).
[32/ أ] واختلف في كيفية الإنزال على ثلاثة أقوال:
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص: 40، الكتب المؤلّفة في نزول القرآن والمرشد الوجيز لأبي شامة ص: 479، الباب الأول في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته والإتقان للسيوطي 1/ 142118، النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله. ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة 2/ 353. علم معرفة كيفية إنزال القرآن، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1525، علم كيفية إنزال القرآن، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 455، علم كيفية إنزال القرآن، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 8533، المبحث الثالث في نزول القرآن، ومعجم الدراسات القرآنية للصفار ص 5953، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 15 62، الباب الأول: القرآن والوحي.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع: «نزول القرآن» لابن عباس، ت 68هـ (ذكره ابن النديم في الفهرست: 40) ومنها: «نزول القرآن» للضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي (ت 105هـ) (ذكره ابن النديم في الفهرست) ومنها: «نزول القرآن» للحسن بن يسار البصري، ت 110هـ (ذكره ابن النديم في الفهرست: 40) ومنها: «تنزيل القرآن» للزهري، محمد بن مسلم ت 124هـ) طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد بدار الكتاب الجديد في بيروت عام 1383هـ / 1963م في (16) ص، ونشره حاتم صالح الضامن في مجلة المجمع العلمي العراقي، ج (2) و (3)، مج (8)، ومنها: «التنزيل في القرآن» لابن فضال، علي بن الحسن الكوفي، ت 224هـ (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 283) ومنها:
«التنزيل وترتيبه» لأبي القاسم الحسن بن محمد النيسابوري (ت 406هـ) مخطوط في الظاهرية: 6763 ضمن مجموع (سيزكين 1/ 219) ومنها: «يتيمة الدرر في النزول وآيات السور» لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد (ت 656هـ) مخطوط في جستربتي: 3961ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 59) ومنها: «التبيان في نزول القرآن» لابن تيمية، أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728هـ) طبع بالمطبعة الشرقية في القاهرة عام 1323هـ / 1905م ومنها: «شأن نزول آيات القرآن» للمحلاتي، صدر الدين الشيرازي (ت 1050هـ) طبع بجابخانة موسوي في طهران عام 1334هـ / 1915م ومنها: «متى وكيف نزل القرآن» مقال لمحمد محمد رمضان في مجلة الإسلام، س (5)، ع (38)،(1/320)
أحدها: أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجّما في عشرين سنة أو في ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، على حسب الاختلاف في مدة إقامته بمكة بعد النبوّة.
والقول الثاني: أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة، وقيل: في ثلاث وعشرين ليلة قدر من ثلاث وعشرين سنة وقيل: في خمس وعشرين ليلة قدر من خمس وعشرين سنة، وفي كل ليلة ما يقدر الله سبحانه إنزاله في كلّ السنة، ثم ينزل بعد ذلك منجّما في جميع السنة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
والقول الثالث: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجّما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات.
والقول الأول أشهر وأصح، وإليه ذهب الأكثرون ويؤيده ما رواه الحاكم في «مستدركه» عن ابن عباس قال: «أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدّنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة» (1). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج النّسائيّ في «التفسير» (2) من جهة حسّان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
«فصل القرآن من الذّكر [فوضع في] (3) بيت العزّة (4) [من السماء الدّنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلّى الله عليه وسلّم] (4). وإسناده صحيح (6)، وحسّان هو ابن أبي الأشرس، وثّقه النّسائيّ وغيره،
__________
1355 - هـ / 1936م ومنها: «التنزيل ووقت النزول» مقال لزهرة حسين أبو العلا في مجلة الإسلام، س (8)، ع (37)، 1358هـ / 1939م ومنها: «الجواب الواضح المستقيم في كيفية إنزال القرآن الكريم» لمحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل شيخ طبع بمطبعة الحكومة في مكة المكرمة عام 1369هـ / 1949م ومنها: «نزول الكتب المقدسة في رمضان» مقال للدسوقي حسن سلامة في مجلة الاسلام، س (11)، ع (8)، 1371هـ / 1952م ومنها: «كيف نزل القرآن منجّما وسبب ذلك» مقال لمحمود خليل الحصري في مجلة منبر الإسلام، س (25)، ع (12)، 1387هـ / 1968م ومنها: «نزول القرآن» مقال لمصطفى شريف العاني في مجلة الرسالة العراقية، س (2)، ع (18)، 1389هـ / 1969م.
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 222، كتاب التفسير باب أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن وكتاب التفسير، (ذكره المزّي في تحفة الأشراف 5/ 133) وأخرجه الطبري في التفسير 2/ 85، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة 7/ 131، باب ما جاء في نزول القرآن.
(2) تفسير النسائي، سيأتي الكلام عنه في 2/ 159.
(3) في المخطوطة «إلى».
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) أخرجه من طريق حسان بن أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، الطبري في التفسير (البرهان ج 1م 21)(1/321)
وبالثاني قال مقاتل (1) والإمام أبو عبد الله الحليميّ في «المنهاج» (2) والماوردي في «تفسيره (3)».
وبالثالث قال الشعبيّ (4) وغيره.
واعلم أنه اتفق أهل السنة على أنّ كلام الله منزل، واختلفوا في معنى الإنزال، فقيل:
معناه إظهار القرآن، وقيل: إن الله أفهم كلامه جبريل وهو في السماء، وهو عال من المكان وعلّمه قراءته، ثم جبريل أدّاه في الأرض وهو يهبط في المكان.
والتنزيل (5) له طريقان: أحدهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انخلع (6) [من صورة البشرية إلى صورة الملائكة وأخذه من جبريل] (6) والثاني أن الملك انخلع الى البشرية حتى يأخذ الرسول منه والأول أصعب الحالين.
ونقل بعضهم عن السّمرقنديّ (8) حكاية ثلاثة أقوال في المنزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم ما هو:
__________
2/ 84، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (ذكره المزّي في تحفة الأشراف 4/ 409)، وحسان بن أبي الأشرس المنذر بن عمار الكاهلي الأسدي، روى عن سعيد بن جبير، وروى عنه الأعمش، ومنصور بن المعتمر، روى له النسائي حديثا واحدا «فصل القرآن من الذّكر» وقال ثقة (ابن حجر، تهذيب التهذيب 2/ 247).
(1) هو مقاتل بن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني تقدمت ترجمته ص 98.
(2) هو الحسين بن الحسن بن محمد أبو عبد الله الحليمي العلامة البارع الشافعي رئيس أهل الحديث كان من أذكياء زمانه أخذ عن الأستاذ أبي بكر القفال، وسمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب، وله عمل جيد في الحديث، (الذهبي، تذكرة الحفاظ 3/ 1030، وأما كتابه «المنهاج في شعب الإيمان» فقد طبع بدار الفكر في بيروت 1399هـ / 1979م، وورد قوله فيه في كتاب الصيام 2/ 376.
(3) هو علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي تقدم ذكره ص 274. وأما تفسيره «النكت والعيون» فقد طبع في الكويت بتحقيق: خضر محمد خضر ونشرته وزارة الأوقاف ضمن أربعة أجزاء سنة 1404هـ / 1983م وقام بتحقيق الجزء الأول منه محمد بن عبد الرحمن الشائع كمتطلبات رسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وقد ذكر قوله أبو شامة في المرشد الوجيز ص: 19.
(4) هو عامر بن شراحيل تقدم ص 101. نقل قوله أبو شامة في المرشد الوجيز: 21، عن أبي عبيد وإسناده لداود بن أبي هند قال: «قلت للشعبي» ونقل عن الثعلبي في تفسيره حديث لابن عباس بهذا المعنى.
(5) عبارة المخطوطة (وفي التنزيل).
(6) اضطربت العبارة في المخطوطة على الشكل التالي «انخلع في صورة الملكية واحدة والثاني من جبريل».
(8) هو نصر بن محمد بن إبراهيم، أبو الليث السمرقندي الحنفي الفقيه المحدّث الزاهد، روى عن محمد بن الفضل بن أنيف البخاري، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي وغيره وله تصانيف شهيرة منها «تنبيه الغافلين» توفي سنة 375هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 16/ 322) وتفسيره مخطوط بمكتبة حليم(1/322)
أحدها: أنه اللفظ والمعنى، وأن جبريل حفظ القرآن من اللّوح المحفوظ ونزل به.
وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللّوح المحفوظ كلّ حرف منها بقدر جبل قاف، وأن تحت كلّ حرف معان لا يحيط بها إلا الله عزّ وجلّ، وهذا معنى قول الغزاليّ: «إن هذه الأحرف سترة لمعانيه».
والثاني: أنه إنما نزل جبريل على النبي صلّى الله عليه وسلّم [بالمعاني] (1) خاصة، وأنه صلّى الله عليه وسلّم علم تلك المعاني وعبّر (2) عنها بلغة العرب وإنما [تمسّكوا] (1) بقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى ََ قَلْبِكَ} (الشعراء: 194193).
والثالث: أن جبريل صلّى الله عليه وسلّم إنما ألقى عليه المعنى، وأنه (4) عبّر بهذه الألفاظ بلغة العرب، وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية، ثم [إنه] (5) أنزل به كذلك بعد ذلك.
فإن قيل: ما السرّ في إنزاله جملة إلى السماء؟ قيل: فيه تفخيم لأمره، وأمر من نزل عليه وذلك بإعلام (6) سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم ولقد صرفناه إليهم لينزله عليهم. ولولا أنّ الحكمة الإلهية اقتضت نزوله منجّما بسبب الوقائع لأهبطه إلى الأرض جملة.
فإن قيل: في أيّ زمان نزل جملة إلى سماء الدنيا بعد ظهور نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم أم قبلها؟
قلت: قال الشيخ أبو شامة: «الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل فإن كان بعدها فوجه التفخيم منه ما ذكرناه، وإن كان قبلها ففائدته أظهر وأكثر» (7).
«فإن قلت: فقوله: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر: 1)، من جملة القرآن [32/ ب] الذي نزل جملة أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة؟ وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟ قلت (8): ذكر فيه وجهين:
__________
أوغلو علي باشا الملحقة بمكتبة ملت باسطنبول رقم 17تقع في 252ورقة ومنه صورة ميكروفيلمية بدار الكتب القطرية رقم 9، ومنه نسخة كاملة، بالمكتبة الأزهرية ونسخة كاملة بدار الكتب المصرية، ونسخة في المتحف البريطاني ص 58، ونسخة بمكتبة جامعة برنستن رقم 1258، 145ب.
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) في المخطوطة: (وعلم منها).
(4) في المخطوطة: (وإنّما).
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) في المطبوعة: (بإعلان).
(7) المرشد الوجيز ص: 25.
(8) القول للزركشي، والحكاية عن أبي شامة.(1/323)
أحدهما: أن يكون معنى الكلام: ما حكمنا بإنزاله في القدر وقضائه وقدّرناه في الأزل ونحو ذلك.
الثاني: أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال، أي ينزل جملة في ليلة مباركة هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي إمّا لتحققه وكونه لا بدّ منه وإما لأنه حال اتصاله بالمنزل عليه يكون المضيّ في معناه محققا لأن نزوله منجّما كان بعد نزوله جملة».
«فإن قلت: ما السرّ في نزوله إلى الأرض منجما؟ وهلّا نزل جملة كسائر الكتب؟
قلت: هذا سؤال قد تولّى الله سبحانه جوابه فقال تعالى: {وَقََالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلََا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وََاحِدَةً} (الفرقان: 32)، يعنون: كما أنزل على من قبله من الرسل.
فأجابهم الله [سبحانه] (1) بقوله: [{كَذََلِكَ}، أي] (2) أنزلناه كذلك مفرقا {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ} (الفرقان: 32) أي لنقوّي به قلبك فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب، وأشدّ عناية بالمرسل إليه ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه، وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجانب العزيز، فحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام».
«وقيل: معنى {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤََادَكَ} لتحفظه، فإنه عليه السلام كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب ففرّق عليه لييسّر (3) عليه حفظه بخلاف غيره من الأنبياء فإنه كان كاتبا قارئا فيمكنه حفظ الجميع إذا نزل جملة».
«فإن قلت: كان في القدرة إذا نزل جملة أن يحفظه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دفعة، قلت: ليس كلّ ممكن لازم الوقوع وأيضا في القرآن أجوبة عن أسئلة فهو سبب من أسباب تفرق النزول ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا» (4).
وقال ابن فورك (5): «قيل أنزلت التوراة جملة، لأنها نزلت على نبيّ يقرأ ويكتب وهو
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المخطوطة: (ليثبت).
(4) إلى هنا انتهى كلام أبي شامة في المرشد الوجيز: 2925.
(5) هو محمد بن الحسن بن فورك أبو بكر الأصبهاني، صاحب التصانيف في الأصول والعلم بلغت مصنّفاته قريبا من مائة مصنّف وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والوعظ، والنحو، مات سنة 406هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 17/ 215).(1/324)
موسى وأنزل القرآن مفرقا لأنه أنزل غير مكتوب على نبيّ أمّيّ. وقيل مما لم ينزل جملة واحدة أنّ منه الناسخ والمنسوخ، ومنه ما هو جواب لمن يسأل عن أمور، ومنه ما هو إنكار لما كان» انتهى.
وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة وهو مبنيّ على الخلاف في مدة إقامته صلّى الله عليه وسلّم بمكة بعد النبوة فقيل عشر، وقيل ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة. ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر. وكان كلّما أنزل عليه شيء من القرآن أمر بكتابته ويقول: في مفترقات الآيات «ضعوا هذه في سورة كذا (1)»، وكان يعرضه جبريل في شهر رمضان كلّ عام مرّة، وعام مات مرتين.
وفي «صحيح البخاري»: قال مسروق عن عائشة [عن فاطمة] (2) رضي الله عنهما: «أسرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إليّ: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلّا حضور أجلي (3)». وأسنده البخاريّ في مواضع. وقد كرر النبي صلّى الله عليه وسلّم الاعتكاف فاعتكف عشرين بعد أن كان يعتكف عشرا.
__________
(1) من حديث لعثمان بن عفّان رضي الله عنه أخرجه أبو داود في السنن 1/ 498، كتاب الصلاة (2)، باب من جهر بها (125)، الحديث (786)، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 272كتاب التفسير (48) باب ومن سورة التوبة (10) الحديث (3086) وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (13)، كتاب فضائل القرآن (ذكره المزّي في تحفة الأشراف 7/ 261)، وأخرجه الطبري في التفسير 1/ 34، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 222، كتاب التفسير، باب وجه اقتران سورة الأنفال بالقراءة، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 42 كتاب الصلاة باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي الله عنه كله قرآن.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) أخرجه بأصله البخاري في الصحيح 6/ 627، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإسلام (25)، الحديث (3623)، وموضع الشاهد في 9/ 43كتاب فضائل القرآن (96)، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1904كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام (15)، الحديث (98/ 2450).(1/325)
النوع الثالث عشر (1) [تاريخ القرآن، واختلاف المصاحف] في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي الله عنهم
روى البخاريّ في «صحيحه» عن زيد بن ثابت قال: «أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر عنده، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف نفعل [33/ أ] شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: مقدمة تفسير الطبري 1/ 20، ومقدمة تفسير ابن عطية 1/ 64، المرشد الوجيز لأبي شامة: 7648، الباب الثاني في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان. ومقدمة تفسير القرطبي 1/ 49والإتقان للسيوطي 1/ 183164، النوع الثامن عشر في جمعه وترتيبه، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة 2/ 358356، علم معرفة جمعه وترتيبه وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 495، علم معرفة جمعه وترتيبه، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 331232المبحث الثامن في جمع القرآن الكريم وما يتعلق به ومباحث في علوم القرآن» للصالح: 8965الباب الثاني: تاريخ القرآن ومصاحف الأمصار وعظيم عناية هذه الأمة بالقرآن الكريم في جميع الأدوار، مقال لمحمد زاهد الكوثري:
نشر في «مجلة الإسلام» س (7)، ع (25) 1357هـ / 1938م والمصاحف الكريمة في صدر الاسلام، مقال لأسامة النقشبندي في «مجلة سومر» مج (12) 1376هـ / 1956م، وما هو سبب اختلاف الأئمة في كتابة القرآن مقال لمحمد النواوي في «مجلة الإسلام» س (41) ع (45) 1391هـ / 1972م.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع: «تاريخ القرآن» للمروزي، جعفر بن أحمد أبي العباس، ت 274هـ (الفهرست: 167) ومنها: «تاريخ القرآن والمصاحف» لموسى جار الله روستوفدوني (؟) طبع في بطرسبورغ بالمطبعة الإسلامية عام 1323هـ / 1934م. مع عقيلة أتراب القصائد (سركيس: 670) ومنها: «تاريخ القرآن» لأبي عبد الله، عبد الكريم الزنجاني (؟) طبع بمط. لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة في 83صفحة ومنها: «عرض الأنوار المعروف بتاريخ القرآن» (باللغة الهندية) لعبد الصمد صارم. طبع بدلهي عام 1359هـ / 1940م (معجم مصنفات القرآن 3/ 219) «تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي (ت 1380هـ) طبع في جدة 1365هـ / 1945م، وأعيد طبعه بتصحيح علي محمد الضّباع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1373هـ / 1953م في (255) ص. ومنها: «تاريخ القرآن» لعبد الصبور شاهين،(1/326)
عمر: والله إن هذا خير (1). فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك وقد رأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: وقال أبو بكر: إنك رجل شابّ عاقل لا أتّهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتتبّع القرآن واجمعه. قال زيد: فو الله لو كلّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب (2) واللّخاف (3) وصدور
__________
طبع بدار القلم في القاهرة، عام 1386هـ / 1966م (معجم ما ألف عن رسول الله: 71) ومنها: «تاريخ القرآن» للمستشرقين: نولدكه، وبرحشتراسر، وبرتزل، طبع في ليبزج عام 1909و 1926و 1935 (معجم الدراسات القرآنية: 357) ومنها: «جمع القرآن» لمحمد فريد حامد، وهو بحث مقدم إلى جامعة الأزهر، كلية أصول الدين عام 1365هـ / 1945م ومنها: «جمع القرآن» مقال لمحمد باقر الحكيم في مجلة الرسالة الإسلامية بالعراق، س (4)، ع (9)، 1390هـ / 1970م «المصحف الشريف، دراسة تاريخية فنية» لمحمد عبد العزيز مرزوق، طبع بمطبعة المجمع العلمي العراقي 1390هـ / 1970م.
ومن الكتب المؤلفة في اختلاف المصاحف «اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق» لعبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي، ت 118هـ (الفهرست: 39) «اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة والبصرة» للكسائي، علي بن حمزة. ت 189هـ (الفهرست: 61) «اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف» للفراء، أبي زكريا يحيى بن زياد، ت 207هـ (الفهرست: 61) «اختلاف المصاحف وجامع القراءات» للمدائني، أبي الحسن علي، ت 228هـ (الفهرست: 61) «اختلاف المصاحف» لخلف بن هشام، ت 229هـ (الفهرست: 61) «اختلاف المصاحف» لأبي حاتم السجستاني، سهل بن محمد ت 248هـ (الفهرست: 93) «غريب المصاحف» للوراق، أبي بكر محمد بن عبد الله، ت 249هـ (الفهرست: 37) «كتاب المصاحف والهجاء» لمحمد بن عيسى الأصبهاني، ت 253هـ (الفهرست: 39) «كتاب المصاحف» أو «اختلاف المصاحف، لعبد الله بن أبي داود السجستاني (ت 316هـ) طبع بتحقيق المستشرق جفري آرثر في ليدن 1356هـ / 1937م بالاشتراك مع المطبعة الرحمانية بالقاهرة، وأعادت تنضيد حروفه من جديد دار الكتب العلمية ببيروت 1406هـ / 1986م «كتاب المصاحف» لابن الأنباري، محمد بن القاسم بن بشار، ت 327هـ (كشف الظنون 2/ 1702)، «اللطائف في جمع هجاء المصاحف» لابن مقسم أبي محمد بن الحسن بن يعقوب، ت 354هـ (معجم الأدباء 18/ 153) «كتاب المصاحف» لابن أشتة الأصبهاني أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة اللوذري، ت 360هـ (بغية الوعاة 1/ 142).
(1) عبارة المخطوطة: (إن هذا والله خير).
(2) العسب بضم العين والسين جمع عسيب وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض منه (ابن حجر، فتح الباري 9/ 14).
(3) اللّخاف بكسر اللام ثم خاء معجمة خفيفة قال أبو داود الطيالسي في روايته هي الحجارة الرقاق، وقال (البرهان ج 1م 22)(1/327)
الرجال، حتى وجدت آخر التوبة {لَقَدْ جََاءَكُمْ} (الآية: 128) مع أبي (1) خزيمة الأنصاريّ (2) [الذي جعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شهادته بشهادة رجلين] (2)، لم أجدها مع أحد غيره فألحقتها في سورتها، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى قبض، ثم عند حفصة بنت عمر» (4).
وفي رواية قال ابن شهاب: «وأخبرني خارجة بن زيد سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا (5) المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (6) يقرأ بها (6))، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اللََّهَ عَلَيْهِ}
(الأحزاب: 23) فألحقناها في سورتها. (8) وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين (8)» (10).
وقول زيد: «لم أجدها إلا مع خزيمة» ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد لأن زيدا كان [قد] (11) سمعها وعلم موضعها في سورة الأحزاب بتعليم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك غيره من الصحابة ثم نسيها، فلما سمع ذكره، وتتبّعه للرجال كان للاستظهار، لا لاستحداث العلم (12).
وسيأتي أن الّذين كانوا يحفظون القرآن من الصحابة على عهد رسول صلّى الله عليه وسلّم أربعة والمراد: أنّ هؤلاء كانوا اشتهروا به، فقد ثبت أن غيرهم حفظه، وثبت أن القرآن مجموعه محفوظ كلّه في صدور الرجال أيام حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، مؤلفا على هذا التأليف، إلّا سورة براءة.
قال ابن عباس: «قلت لعثمان: ما حملكم أن عمدتم (13) إلى «الأنفال» وهي من
__________
البخاري عن أحد شيوخه أنه فسّره بالخزف، وهي الآنية التي تصنع من الطين المشوي. (ابن حجر، فتح الباري 9/ 14).
(1) كذا في المخطوطة والمطبوعة، والصواب حذفها، وهو الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الأنصاري وانظر فتح الباري 6/ 21و 7/ 356.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 21، كتاب الجهاد (56)، باب قول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اللََّهَ عَلَيْهِ} الآية (23: الأحزاب) (12)، الحديث (2807).
(5) في المخطوطة: «نسخت».
(6) تصحّفت في المخطوطة: إلى (يقول).
(8) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي «وخزيمة الأنصاري هو الذي جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زيدا كان شهادته بشهادتين».
(10) أخرجها البخاري في الصحيح 7/ 356، كتاب المغازي (64)، باب غزوة بدر (17)، الحديث (4049).
(11) ساقطة من المخطوطة.
(12) في المخطوطة: (التعلم).
(13) في المخطوطة: (عهدتم).(1/328)
المثاني، وإلى «براءة» وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}؟ قال عثمان: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مما يأتي عليه الزمان وتنزل عليه السور، وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتبه فقال: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت «الأنفال» من أوائل ما نزل من المدينة، وكانت «براءة» من آخر القرآن وكانت [قصتها] (1) شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}، ثم كتبت (2)» فثبت أنّ القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وإنما [ترك] (3)
جمعه في مصحف واحد لأنّ النسخ كان يرد على بعض (4)، فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض (4) لأدّى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثمّ وفّق لجمعه الخلفاء الراشدون (6).
واعلم أنه قد اشتهر أن عثمان هو أول من جمع المصاحف وليس كذلك لما بيّناه، بل أول من جمعها في مصحف واحد الصدّيق، ثم أمر عثمان حين خاف الاختلاف في القراءة بتحويله منها إلى المصاحف هكذا نقله (7) البيهقي (8).
قال: «وقد روينا عن زيد بن ثابت أنّ التأليف كان في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وروينا عنه أن الجمع في المصحف كان في زمن أبي بكر [رضي الله عنه] (9) والنسخ في المصاحف في زمن عثمان، وكان ما يجمعون وينسخون معلوما لهم، بما كان مثبتا في صدور الرجال، وذلك كلّه بمشورة من (10) حضره من الصحابة (10) [33/ ب] [وارتضاه (12)] عليّ بن أبي طالب، وحمد أثره فيه».
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) تقدم تخريج الحديث ص 325.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) في المخطوطة: (بعضه).
(6) في المطبوعة: (الراشدين) وكلاهما محتمل.
(7) في المخطوطة: (رواه).
(8) انظر السنن الكبرى 2/ 4241، باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي الله عنهم كله قرآن وكتاب دلائل النبوة 7/ 147باب ما جاء في تأليف القرآن.
(9) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(10) عبارة المخطوطة: (من جماعة من علماء الصحابة).
(12) ساقطة من المخطوطة.(1/329)
وذكر غيره أنّ الذي استبدّ به عثمان جمع الناس على قراءة محصورة، والمنع من غير ذلك، قال القاضي أبو بكر في «الانتصار» (1): «لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس (2)
القرآن بين لوحين وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أثبت مع تنزيل. ومنسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته (3) وحفظه، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد». انتهى (4).
وقد روى البخاريّ في «صحيحه» عن أنس «أن حذيفة [بن اليمان] (5) قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة وقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردّها إليك فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. قال عثمان للرهط القرشيّين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة. وأرسل في كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق» (6).
وفي هذه إثبات ظاهر أنّ الصحابة جمعوا بين الدّفتين القرآن المنزّل من غير زيادة ولا نقص. والذي حملهم على جمعه ما جاء في الحديث أنّه كان مفرّقا في العسب واللّخاف وصدور الرجال، فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فجمعوه وكتبوه كما سمعوه من النبي صلّى الله عليه وسلّم، من غير أن قدّموا شيئا أو أخّروا. وهذا الترتيب كان منه صلّى الله عليه وسلّم بتوقيف لهم على ذلك وأن هذه الآية عقب تلك الآية، فثبت أن سعي الصحابة في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيب فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب الذي هو في مصاحفنا الآن، أنزله الله جملة واحدة إلى سماء الدنيا كما قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضََانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}
__________
(1) هو محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني تقدم ص 117وأما كتابه «الانتصار» فقد تقدم الكلام عنه ص 278.
(2) في المخطوطة: (يقرأ).
(3) في المخطوطة: (ومفروضة قرآنه).
(4) أورد قوله السيوطي في الإتقان 1/ 171.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 11، كتاب فضائل القرآن (66)، باب جمع القرآن (3)، الحديث (4987).(1/330)
(البقرة: 185) وقال تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر: 1)، ثم كان ينزل مفرّقا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مدة حياته عند الحاجة كما قال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنََاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النََّاسِ عَلى ََ مُكْثٍ وَنَزَّلْنََاهُ تَنْزِيلًا} (الإسراء: 106) فترتيب النزول غير ترتيب التلاوة وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة، ورحمة من الله على عباده، وتسهيلا وتحقيقا لوعده بحفظه كما قال تعالى: {إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ} (الحجر:
9) وزال بذلك (1) الاختلاف، واتفقت (1) الكلمة.
قال أبو عبد الرحمن السلميّ (3): «كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (4) على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد [قد] (5) شهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه، وولّاه عثمان كتبة المصحف».
وقال أبو الحسين بن فارس (6) في «المسائل الخمس»: «جمع القرآن على ضربين:
أحدهما تأليف السّور، كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين فهذا الضرب هو الذي تولته الصحابة وأما الجمع الآخر وهو جمع الآيات في السور فهو توقيفيّ تولّاه النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وقال الحاكم في المستدرك: «وقد روي حديث عبد الرحمن بن شماسة (7) عن زيد بن ثابت قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نؤلّف [34/ أ] القرآن من الرقاع الحديث (8)، قال:
وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم
__________
(1) في المخطوطة: (الخلاف واختلفت).
(3) هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ التابعي، روى عن عثمان وعلي وابن مسعود توفي سنة 72هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 5/ 184) وانظر قوله في المرشد الوجيز ص: 68.
(4) في المخطوطة زيادة (كانوا يقرءون) في هذا الموضع.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) هو أحمد بن فارس بن زكريا تقدم ذكره ص 191وذكر له كتاب «المسائل» السيوطي في بغية الوعاة 1/ 352.
(7) تصحّف الاسم في المطبوعة والمخطوطة إلى: (شماس) والتصويب ما أثبتناه من التهذيب 6/ 195.
(8) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 229كتاب التفسير، باب جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 185، وأخرجه الترمذي في السنن 5/ 734، كتاب المناقب (50)، باب فضل الشأم واليمن (75)، الحديث (3954)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 147.(1/331)
جمع بحضرة الصدّيق والجمع الثالث وهو ترتيب السّور كان في خلافة عثمان» (1).
وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبيّ (2) في كتاب «فهم السنن»: «كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلّى الله عليه وسلّم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرّقا في الرقاع والأكتاف والعسب وإنّما أمر الصّدّيق بنسخها من مكان إلى مكان [مجتمعا] (3)، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيها القرآن منتشر، فجمعها جامع، وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء» (4).
«فإن قيل: كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال؟ قيل: لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف، وقد شاهدوا تلاوته من النبي صلّى الله عليه وسلّم عشرين سنة، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحفه (5)».
«فإن قيل: كيف لم يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذلك؟ قيل: لأن الله تعالى كان قد أمنه من النسيان بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلََا تَنْسى ََ * إِلََّا مََا شََاءَ اللََّهُ} (الأعلى: 6و 7) أن يرفع حكمه بالنسخ، فحين وقع الخوف من نسيان الخلق حدث ما لم يكن، فأحدث بضبطه ما لم يحتج إليه قبل ذلك».
«وفي قول زيد بن ثابت: «فجمعته من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال» ما أوهم بعض الناس أن أحدا لم يجمع القرآن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنّ من قال إنه جمع القرآن أبيّ بن كعب وزيد ليس بمحفوظ. وليس الأمر على ما أوهم وإنما طلب القرآن متفرقا ليعارض بالمجتمع عند من بقي ممّن جمع القرآن ليشترك الجميع في علم ما جمع فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده منه شيء، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف، ولا يشكو في أنّه جمع عن ملإ منهم».
«فأما قوله: «وجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت، ولم أجدها مع غيره» يعني
__________
(1) المستدرك 2/ 228.
(2) هو الحارث بن أسد أبو عبد الله المحاسبي، كان عالما فهما وله مصنفات في أصول الديانات وكتب في الزهد، ذكر أنه من أصحاب الشافعي توفي سنة 243هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 2/ 134). لم نجد في كتب الحارث كتاب «فهم السنن» ولعله تصحف من «فهم القرآن» إذ سياق النقل عنه في القرآن، وهو مطبوع بعنوان «رسالتا العقل وفهم القرآن» بتحقيق حسين القوتلي بيروت دار الفكر سنة 1391هـ / 1971م (معجم المنجد 4/ 136).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) ذكره السيوطي في الإتقان 1/ 168.
(5) تصحّفت في المطبوعة إلى: (صحيحه).(1/332)
ممن كانوا (1) في طبقة خزيمة ممن لم يجمع القرآن».
«وأما أبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل فبغير شكّ جمعوا القرآن، والدلائل عليه متظاهرة قال ولهذا المعنى لم يجمعوا السنن في كتاب إذا لم يكن ضبطها كما ضبط القرآن قال ومن الدليل على ذلك أنّ تلك المصاحف التي كتب منها القرآن كانت عند الصدّيق لتكون إماما ولم تفارق الصدّيق في حياته، ولا عمر أيامه. ثم كانت عند حفصة لا تمكّن منها، ولما (2) احتيج إلى جمع الناس على قراءة واحدة، وقع الاختيار عليها (3)
في أيام عثمان فأخذ ذلك الإمام، ونسخ في المصاحف التي بعث بها إلى الكوفة، وكان الناس متروكين على قراءة ما يحفظون من قراءتهم المختلفة حتى خيف الفساد فجمعوا على القراءة التي نحن عليها. قال: والمشهور عند الناس أنّ جامع القرآن عثمان [رضي الله عنه] (4)، وليس كذلك إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن. وأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة (5) التي أنزل بها القرآن فأمّا السابق إلى جمع الجملة فهو الصديق روي عن عليّ أنه قال: «رحم الله أبا بكر [الصديق] (6) هو أول من جمع بين اللوحين» (7)، ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان ولقد وفّق لأمر عظيم، ورفع الاختلاف [34/ ب] وجمع الكلمة، وأراح الأمة».
«وأما تعلق الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف فإنه جهل منهم وعمّى، فإنّ هذا من فضائله وعلمه، فإنه أصلح، ولمّ الشّعث، وكان ذلك واجبا عليه، ولو تركه لعصى (8) لما فيه من التضييع وحاشاه من ذلك. وقولهم: إنه سبق إلى ذلك ممنوع لما بيّنّاه أنه كتب في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم في (9) الرّقاع والأكتاف وأنه في زمن الصديق جمعه في حرف واحد».
__________
(1) في المخطوطة «كان».
(2) في المخطوطة: (ثم).
(3) في المخطوطة: (على ذلك).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) في المخطوطة: (المشتبهة).
(6) ساقطة من المطبوعة.
(7) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص: 5، باب جمع القرآن (جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه).
في المخطوطة «في مصحف».
(8) في المخطوطة: (لقضى).
(9) في المخطوطة: (من).(1/333)
«قال: وأما قولهم: إنه أحرق المصاحف فإنه غير ثابت، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق (1) مصاحف قد أودعت ما لا يحل قراءته».
«وفي الجملة إنه إمام عدل غير معاند ولا طاعن في التنزيل، ولم يحرق إلّا ما يجب إحراقه، ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك، بل رضوه وعدوّه من مناقبه، حتى قال عليّ: «لو ولّيت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل (2)». انتهى ملخّصا.
فائدة
قال أبو عمرو الدانيّ في «المقنع»: «أكثر العلماء على أن عثمان لمّا كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحدا الكوفة والبصرة والشام، وترك واحدا عنده. وقد قيل: إنه جعله سبع نسخ، وزاد: إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين. قال:
والأول أصحّ وعليه الأئمة (3)».
فصل في بيان من جمع القرآن حفظا من الصحابة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
حفظه في حياته جماعة من الصحابة، وكلّ قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حدّ التواتر، وجاء في ذلك أخبار ثابتة في «الترمذي» و «المستدرك» وغيرهما من حديث ابن عباس قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (4)»، قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».
__________
(1) في المخطوطة: (حرق).
(2) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص: 12و 2322 (باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصحف وأخرجه البيهقي في السنن 2/ 42كتاب التفسير، باب الدليل على أن ما جمعته مصاحف الصحابة رضي الله عنهم كله قرآن.
(3) المقنع ص: 9وسيأتي الكلام عن كتاب المقنع في 2/ 6.
(4) تقدم تخريج الحديث ص 325.(1/334)
وفي «البخاريّ» عن قتادة قال: «سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: أربعة كلّهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد (1)» (2) [وفي رواية: «مات النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد»] (2). قال الحافظ البيهقي في كتاب «المدخل»: «الرواية الأولى أصحّ» ثم أسند عن ابن سيرين قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وزيد [بن ثابت] (4)، [وأبو زيد] (5) واختلفوا في رجلين من ثلاثة: أبو الدرداء وعثمان، وقيل: عثمان وتميم [الداريّ] (6)».
وعن الشعبيّ: «جمعه ستة: أبيّ، وزيد، ومعاذ، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد. ومجمّع بن [جارية] (7) قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة» قال «ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد غير عثمان (8)».
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (9): «وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في كتاب «الانتصار» الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأقام الأدلّة على أنّهم كانوا
__________
(1) أبو زيد هو أحد عمومة أنس بن مالك كما جاء في تتمة الحديث: «قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عن علي بن المديني أن اسمه أوس، وعن يحيى بن معين أنه ثابت بن زيد، وفيه خلاف والحديث متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 127بأصله، كتاب مناقب الأنصار (63)، باب مناقب زيد بن ثابت رضي الله عنه (17)، الحديث (3810) وفي فضائل القرآن (66)، باب القرّاء من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم (8)، الحديث (5003)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1914، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبيّ بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله تعالى عنهم (23)، الحديث (119/ 2465).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، والرواية أخرجها البخاري بلفظها في الصحيح 9/ 47، كتاب فضائل القرآن (66)، باب القرّاء من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (8)، الحديث (5004).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى «حارثة».
(8) لم نجد قول البيهقي في القسم المطبوع من المدخل. وانظر المرشد الوجيز لأبي شامة ص: 38، وفتح الباري لابن حجر 9/ 53.
(9) المرشد الوجيز: 4238.(1/335)
أضعاف هذه العدة المذكورة وأن العادة تحيل خلاف ذلك ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك في أول خلافة أبي بكر، وما في «الصحيحين»: قتل سبعون من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمّون القراء (1)».
ثم أوّل القاضي الأحاديث السابقة بوجوه منها: اضطرابها، وبيّن وجه الاضطراب في العدد وإن خرّجت في الصحيحين، مع أنه ليس منها شيء مرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. ومنها بتقرير سلامتها فالمعنى: لم يجمعه على جميع الأوجه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلّا أولئك النفر. ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته إلا تلك الجماعة. ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وأخذه من فيه [تلقّيا] (2) غير تلك الجماعة، وغير ذلك.
«قال المازري (3): وكيف يمكن الإحاطة بأنه لم يكمله سوى أربعة، والصحابة [35/ أ] [متفرقون] (4) في البلاد، وإن لم يكمله سوى أربعة فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصرون».
قال الشيخ (5): «وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام القرّاء من الصحابة في أول «كتاب القراءات» له، فسمى عددا كثيرا».
قلت: وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في كتاب «معرفة القراء» (6) ما يبين ذلك، وأنّ هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صلّى الله عليه وسلّم، واتصلت بنا أسانيدهم، وأمّا من جمعه
__________
(1) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 89، كتاب المغازي (64) باب غزوة الرجيع (28)، الحديث (4090)، عن أنس: «أن رعلا وذكوان وعصيّة استمدّوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) تصحّفت العبارة في المخطوطة والمطبوعة إلى «الماوردي» والتصويب «المازري» وهو ما أثبته أبو شامة في المرشد الوجيز: ص 40، والسيوطي في الإتقان 1/ 199، والمازري هو محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي كان أحد الأذكياء الموصوفين والأئمة المتبحرين، وكان بصيرا بعلم الحديث من تصانيفه «المعلم بفوائد شرح مسلم» توفي سنة 536هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 20/ 104).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) أبو شامة في المرشد الوجيز: 40.
(6) معرفة القرّاء الكبار 1/ 4224في الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.(1/336)
منهم، ولم يتصل بنا فكثير فقال: ذكر الذين عرضوا على النبي صلّى الله عليه وسلّم القرآن وهم سبعة:
عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وقال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان ثم ردّ على الشعبيّ قوله: بأن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلميّ عن عليّ، وأبيّ بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر وقد قال: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله» (1) وهو مشكل [و] (2) عبد الله بن مسعود، [و] (2) أبيّ، [و] (2) زيد بن ثابت، [و] (2) أبو موسى الأشعري، [و] (2) أبو الدرداء.
قال، «وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة، كمعاذ بن جبل، وأبي زيد، وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر، وعقبة بن عامر ولكن لم تتصل بنا قراءتهم (7) [فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة] (7)، قال: «وقرأ على أبيّ جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن السائب».
__________
(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 465، كتاب المساجد (5)، باب من أحق بالإمامة (53)، الحديث (290/ 673)، ووجه إشكاله قوله صلّى الله عليه وسلّم في حديث آخر «وليؤمكم أكبركم» أخرجه البخاري 2/ 110، كتاب الأذان (11)، باب من قال: ليؤذن في السفر (17)، الحديث (628) وأخرجه في سبعة مواضع أخرى من صحيحه.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(7) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(البرهان ج 1م 22)(1/337)
النوع الرابع عشر (1) معرفة تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها
قال العلماء رضي الله عنهم: القرآن العزيز أربعة أقسام: الطول، والمئون، والمثاني،
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد، ق 62/ أ (مخطوطة توبنجن)، والفهرست لابن النديم ص: 40، الكتب المؤلفة في عدد آي القرآن، ومقدمة المحرر الوجيز لابن عطية 1/ 64، باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره، وفنون الأفنان لابن الجوزي: 252233ومقدمة تفسير القرطبي 1/ 59، والإتقان للسيوطي 1/ 199184، النوع التاسع عشر: في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة 2/ 358، علم معرفة عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه، وكشف الظنون 1/ 418، تعداد الآي، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 500، علم معرفة عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 354331، المبحث التاسع في ترتيب آيات القرآن وسوره، والبرهان القويم في الحاجة إلى عدّ آي القرآن الكريم لأحمد أمين (مقال في مجلة المنار مج 9، ع 5، س 1324هـ / 1906م) و «ترتيب الآيات والسور» لعبد العظيم الغباشي (مقال في مجلة كلية الشريعة بجامعة بغداد، ع 2، عام 1386هـ / 1966م) و «سور القرآن في مصحف عثمان لعبد المتعال الصعيدي (مقال في مجلة الأزهر مج 18، ع 6، 1366هـ / 1946م) ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص: 24، ومعجم مصنّفات القرآن لعلي شواخ 1/ 25، 73، آيات القرآن، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح: 9897.
ومن الكتب المؤلفة في عدد الآي والسور: «كتاب العدد» لعطاء بن يسار الهلالي، ت 103هـ (الفهرست: 40) «العدد» لخالد بن معدان، ت 104هـ (الفهرست: 40) «العدد» للضحاك بن مزاحم الهلالي، ت 105هـ (سيزكين 1/ 187) «العدد» للحسن البصري، ت 110هـ (ابن النديم: 40وسيزكين 1/ 148) «العدد في المدني الآخر» لإسماعيل بن كثير كذا ذكره ابن النديم ص: 40ولعله عبد الله بن كثير الداري. أحد القراء السبعة المتوفي سنة 120هـ «العدد» لعاصم بن أبي الصباح الجحدري، ت 128هـ (ذكره ابن النديم: 40وسيزكين 1/ 148) «العدد» لأبي عمر الذماري، يحيى بن الحارث الذماري، ت 145هـ (الفهرست: 40وغاية النهاية 2/ 367) «العدد» لحمزة بن حبيب الزيات، ت 156هـ (ذكره ابن النديم ص 40) «عدد المدني الأول» و «العدد الثاني» كلاهما لنافع بن عبد الرحمن، ت 169هـ (ذكره ابن النديم ص 40) «العدد» للكسائي، علي بن حمزة، ت 189هـ (ذكره ابن النديم ص 40و 72) «كتاب ابن عياش في عدد المديني الأول» لأبي بكر بن عياش المقرئ، ت 193هـ (الفهرست: 40) «عدد آي القرآن»(1/338)
__________
لأبي عبيد القاسم بن سلام، ت 224هـ (ذكره ابن النديم ص 78) «العدد» ويسمّى أيضا «كتاب حروف القرآن» لخلف بن هشام البزار أحد القراء العشرة المتوفي سنة 229هـ، «كتاب في العدد» لابن رزين، محمد بن عيسى بن إبراهيم الأصبهاني، ت 253هـ (ذكره الذهبي في معرفة القراء 1/ 223)، «العدد» لأبي المعافي (ت؟) (ذكره ابن النديم ص 40) «اختلاف العدد على مذهب أهل الشام وغيرهم» لوكيع: ت؟ (الفهرست:
40) «العدد» للخزاعي، ت؟ (الفهرست: 40) «والعدد» لمحمد بن عيسى ت؟ (ذكره ابن النديم ص 40) «عدد التمام» لابن مقسم، أبي بكر محمد بن الحسن، ت 332هـ (ذكره ابن النديم ص 36) «عدد آي القرآن» للطبري الآملي، عمر بن علي بن منصور أبي حفص (ت 351هـ)، مخطوط في برلين، مخطوطات شرقية () 1386 (ذكره سيزكين 1/ 169) «آيات القرآن» و «رءوس الآيات» و «اختلاف عدد السور» ثلاثتها للنيسابوري،، أحمد بن الحسين أبي بكر المقرئ، ت 381هـ (معجم الأدباء 3/ 13) «عدد سور وآي القرآن» لابن غلبون، أبي الطيب بن عبد المنعم (ت 389هـ) مخطوط بليدن: 67570، 410، والاسكوريال ثان: 1424 (بروكلمان 4/ 6) «عدد آي القرآن على مذهب أهل البصرة» للكيال، أبي العباس البصري، من علماء النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، مخطوط بمكتبة أبي الوفاء الخاصّة بحيدرآباد (ذكره سيزكين 1/ 168167) «مختصر ابن عبد الكافي» ويسمى أيضا «عدّ الآي» لابن عبد الكافي، عمر بن محمد، أبي القاسم (ت 400هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود 2193/ 5ضمن مجموع الورقات 70 137 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 56) ومنه مخطوط باسم «عدد سور القرآن ومعرفة آياته وكلماته وحروفه وأجزائه وسبب نزوله» في الأزهر: 71 (معجم الدراسات القرآنية: 378) ومنه مخطوط باسم «مبين الآيات في عدد الآيات» بمكتبة الحرمين بمكة: 181 (ذيل بروكلمان 1/ 330) «اختلاف قرّاء الأمصار في عدد آي القرآن» للقيرواني، أبي عبد الله محمد بن سفيان، ت 415هـ (فهرست ابن خير: 38) «جزء فيه تعديل التجزئة بين الأئمة في شهر رمضان» لأبي محمد مكي بن أبي طالب، ت 437هـ (فهرسة ابن خير: 75) «البيان في عدّ آي القرآن» ويسمّى أيضا «البيان في اختلاف أئمة الأمصار واتفاقهم في عدد آي القرآن» و «جامع البيان في عدّ آي القرآن» لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي (ت 444هـ) طبع في بغداد بتحقيق غانم قدوري أحمد عام 1405هـ / 1985م (أخبار التراث العربي 16/ 17) «نظم السور» لأبي العلاء المعري، أحمد بن عبد الله بن سليمان، ت 449هـ (كشف الظنون 2/ 1963) «المكي والمدني في القرآن، واختلاف المكي والمدني في آية» للرعيني، أبي عبد الله محمد بن شريح بن يوسف، ت 476هـ (فهرسة ابن خير: 39) «قصيدة في آي القرآن» لأبي الخطاب أحمد بن علي بن إبراهيم المقرئ البغدادي، ت 476هـ (كشف الظنون 2/ 1342) «تعداد الآي» للطبري، أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد، ت 478هـ (كشف الظنون 1/ 418) «قطعة من منظومة في السور المتّفقة العدد» للسراج، أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين البغدادي (ت 500هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 2637ضمن مجموع 120118 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 60) «حصر جميع الآي المختلف في عدّها بين أهل الأمصار المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة على ترتيب سور القرآن» لأبي الحسن شريح بن محمد المقرئ، ت 537هـ (فهرسة ابن خير: 39) «ناظمة الزهر» وهي منظومة رائية للشاطبي، أبي محمد القاسم بن فيرة (ت 590هـ) طبع بمطبعة الآستانة عام 1328هـ / 1910م، ولها شرح لموسى جار الله طبع في أورنبورغ عام 1328هـ / 1910م «عدّ آي القرآن» للزواوي، عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس، ت 681هـ (معرفة القرّاء للذهبي 2/ 677و 753)(1/339)
__________
«عدد آي القرآن» للطبري، أبي حفص عمر بن علي بن منصور، من علماء النصف الثاني من القرن السابع (سيزكين 1/ 169) «البرهان في ترتيب سور القرآن» لأبي جعفر الغرناطي، أحمد بن إبراهيم بن الزبير (ت 708هـ) قام بتحقيقه محمد شعباني عام 1406هـ / 1986م، بدار الحديث الحسنية بالرباط (أخبار التراث العربي 25/ 21) «منظومة في ترتيب نزول القرآن العظيم» للديريني، عز الدين عبد العزيز (ت 694هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 352مجاميع. «تحفة الطلاب في آيات الكتاب» للشيخ نجم الدين لعله نجم الدين الطوفي سليمان بن عبد القوي ت 716هـ (كشف الظنون 1/ 369) «حديقة الزهر في عدد آي السور» للجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) مخطوط بالظاهرية: 28ومنه نسخ باسم «عقد الدرر في عدّ آي السور» بالتيمورية: 571، ومعهد المخطوطات بالقاهرة: 47تفسير والفاتيكان 1475 (2) وهي منظومة دالية وللجعبري أيضا كتاب «حسن المدد في معرفة فن العدد» مخطوط في حميد: 18 (وانظر هدية العارفين 1/ 17) وكتاب «غاية البيان في معرفة مئات القرآن» وهو كتاب «عقد الدرر» المتقدم. (بروكلمان، الذيل 2/ 134) «العدد المعتبر في الأوجه بين السور» للعراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين (ت 806هـ) مخطوط في الأزهر: 7/ 673 (معجم الدراسات القرآنية: 515) «زهر الغرر في عدد آيات السور» أرجوزة للسلمي أبي جعفر أحمد بن أحمد بن أحمد بن عامر الأندلسي ت 827هـ (إيضاح المكنون 1/ 618) «نظم سور القرآن» للمكناسي، عبد العزيز بن عبد الواحد (ت 964هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 336 (فهرس التيمورية 3/ 193) «ترتيب السور وتركيب الصور» للصديقي، محمد بن محمد أبي الحسن بن محمد بن عبد الرحمن البكري، أبو المكارم، شمس الدين، ت 994هـ (معجم مصنّفات القرآن 1/ 40) «نظم جامعة الشتات في عدّ الفواصل والآيات» للجمل، إبراهيم بن محمد أبي إسحاق، ت 1107هـ (معجم المؤلفين لكحالة 1/ 90) «تحقيق البيان في عدّ آي القرآن» لمتولي محمد بن أحمد بن عبد الله (ت 1313هـ) مخطوط بالأزهر: 131، حسونة 12979مجاميع وفي التيمورية: 387 (معجم الدراسات القرآنية: 369) ومنه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود:
2549/ 1ضمن مجموع الأوراق 721 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 38) وللمؤلف أيضا: «تحقيق البيان في المختلف فيه من آي القرآن» (منظومة) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2552ونسخة أخرى برقم 2549/ 2 ضمن مجموع الأوراق 7972 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 39) «الوجيز في عدّ القرآن العزيز» لابن عياش، شهاب الدين أحمد (؟) مخطوط في الأزهر (172) 22279 (معجم الدراسات القرآنية: 384)، «السقاية فيما ليس برأس آية» لابن عزوز التونسي، محمد بن مكي بن مصطفى بن عزوز الحسني، ت 1334هـ (إيضاح المكنون 2/ 19) «عدد سور القرآن وعدّ الآي التي دخلها النسخ» لمجهول، مخطوط بالامبروزيانا بميلانو:
272. د (معجم الدراسات القرآنية: 378) «عدد آي السور وكل عشر في القرآن» لجمال الدين أبي عبد الله محمد بن رجوان الفاسي (ت؟) مخطوط في الظاهرية: 7659ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 378)، «رسالة في الكلام على عدّ السور بربع القرآن» لمجهول، مخطوط في صوفيا: 8ق. (معجم الدراسات القرآنية: 375) «منظومة في عد آي القرآن» لأبي الحسن الانطاكي (؟) مخطوط في الخزانة التيمورية رقم 115 (معجم الدراسات القرآنية: 384) «عدد آيات القرآن» لشبيتالر (ت 1935م) (بروكلمان 1/ 142) «نفائس البيان بشرح الفرائد الحسان في عدّ آي القرآن» لعبد الفتاح القاضي، طبع بمكتبة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة في 56صفحة.
* ومن الكتب المؤلفة في الأجزاء والأحزاب والأرباع والأسباع والأعشار. «أعشار القرآن» أو «عواشر القرآن»(1/340)
والمفصّل. وقد جاء ذلك في حديث مرفوع أخرجه أبو عبيد من [جهة] (1) سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «أعطيت السبع الطّول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزّبور، وفضّلت بالمفصّل» (2). وهو حديث غريب، وسعيد بن بشير فيه لين، وأخرجه أبو داود الطيالسيّ في «مسنده» (3) عن عمران عن قتادة به.
فالسبع الطّول أولها البقرة، وآخرها براءة لأنهم كانوا يعدّون الأنفال وبراءة سورة
__________
لقتادة بن دعامة السدوسي، ت 118هـ (سيزكين 1/ 190) «أجزاء ثلاثمائة وستين» لعمرو بن عبيد، ت 144هـ مخطوط بمكتبة تشستربتي: 3165 (سيزكين 1/ 146) «أسباع القرآن» لحمزة بن حبيب الزيات، ت 165هـ «عواشر القرآن» لنافع بن عبد الرحمن ت 169هـ (الفهرست: 40)، «أجزاء القرآن» للكسائي علي بن حمزة. ت 189هـ «أجزاء القرآن» لأبي بكر بن عياش، ت 193هـ «أجزاء القرآن» لأبي عمرو الدوري، حفص بن عمرو بن عبد العزيز، ت 246هـ «أجزاء القرآن» لسليمان بن عيسى (؟) «أجزاء القرآن» لحميد بن قيس (؟) (ذكر هذه الكتب ابن النديم في الفهرست: 39) «عدد سور القرآن ومعرفة آياته وكلماته وحروفه وأجزائه وسبب نزوله» لابن عبد الكافي، عمر بن محمد (ت 400هـ) مخطوط في الأزهر: 71 و (173) 16211 (معجم الدراسات القرآنية: 369) «الاختلاف في عدد الأعشار» و «قسمة الأحزاب» كلاهما لمكي بن أبي طالب القيسي الأندلسي، ت 437هـ (إنباه الرواة 3/ 316و 318) «في القرآن وتقسيمه إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وأعشار وفي القراءات والخلاف فيمن رواها» لابن الخشاب أبي محمد علي بن محمد بن أحمد الخشاب (ت 567هـ) (ذكره بروكلمان في الذيل 1/ 494) «منظومة في أرباع القرآن» للديريني عز الدين عبد العزيز (ت 694هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 352مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 384) «بيان أقسام القرآن الكريم من أجزاء وأحزاب وأرباع» للأسقاطي أحمد بن عمر المصري الحنفي (ت 1159هـ) مخطوط بمكتبة الأزهر رقم (1144) حليم 32833. (معجم مصنّفات القرآن 1/ 34)، ومنه صورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بالرياض: 1163. «رسالة فيها تعيين السور وتقسيم القرآن الكريم» لمجهول، مخطوط في صوفيا رقم 11ق (معجم الدراسات القرآنية: 375). «رسالة في معرفة أجزاء القرآن الكريم وتقسيماته» لمجهول مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2854/ 3. «أجزاء القرآن الكريم وعدد آياته» لمجهول مخطوط مصور في معهد اللغات: 23تفسير عن نسخة راغب باشا. «أعشار القرآن» منظومة للفاسي (؟) مخطوط في ولي الدين جار الله: 172ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 7.
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند 4/ 107أحاديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وأخرجه الطبري في التفسير 1/ 34، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (عزاه له الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 158)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 475، باب ما جاء في تحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بنعمة ربه عز وجل وفي شعب الإيمان (ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 1/ 572).
(3) مسند الطيالسي: 136، أحاديث واثلة بن الأسقع. الحديث (1012).(1/341)
واحدة، ولذلك لم يفصلوا بينهما لأنهما نزلتا جميعا في مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسميت طولا لطولها. وحكي عن سعيد بن جبير «أنه عدّ السبع الطّول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس» (1).
والطّول بضم الطاء جمع طولى، كالكبر جمع كبرى. قال أبو حيّان التوحيديّ (2):
«وكسر الطاء [مرذول]» (3).
[والمئون] (3): ما ولي السبع الطّول سميت بذلك لأنّ كلّ سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها.
والمثاني: ما ولي المئين وقد تسمّى سور القرآن كلّها مثاني، ومنه، قوله تعالى: {كِتََاباً مُتَشََابِهاً مَثََانِيَ} (الزمر: 23)، {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي} (الحجر: 87).
وإنما سمي القرآن كله مثاني لأنّ الأنباء والقصص تثنّى فيه. ويقال: إن المثاني في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي} (الحجر: 87)، هي آيات سورة الحمد، سماها مثاني لأنها تثنى في كل ركعة.
والمفصّل: ما يلي المثاني من قصار السور سمّي مفصّلا لكثرة الفصول التي بين السور ب {بِسْمِ اللََّهِ الرَّحْمََنِ الرَّحِيمِ}. وقيل: لقلة المنسوخ فيه. وآخره: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النََّاسِ}
وفي أوله اثنا عشر قولا:
أحدها: الجاثية.
ثانيها: القتال وعزاه الماورديّ (5) للأكثرين.
ثالثها: الحجرات.
رابعها: «ق» قيل وهي أوّله في مصحف عثمان رضي الله عنه. وفيه حديث ذكره
__________
(1) أخرجه الطبري في التفسير 1/ 34، وأخرجه ابن أبي حاتم (ذكره السيوطي في الإتقان 1/ 179).
(2) هو علي بن محمد بن العباس أبو حيّان التوحيدي، كان متفننا في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام على رأي المعتزلة، وكان جاحظيّا يسلك في تصانيفه مسلكه له مصنّفات عديدة منها «البصائر والذخائر» توفي سنة 380هـ (ياقوت، معجم الأدباء 15/ 5).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(5) هو علي بن حبيب أبو الحسن المارودي الشافعي تقدم ذكره ص 274.(1/342)
الخطّابيّ (1) في «غريبه»، يرويه عيسى بن يونس قال: حدّثنا عبد الرحمن بن يعلى الطائفيّ قال: حدّثني عثمان (2) بن عبد الله بن أوس بن حذيفة عن جدّه «أنه وفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وفد ثقيف فسمع أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يحزّب القرآن قال: وحزب المفصّل من ق».
وقيل: إن أحمد [35/ ب] رواه في المسند (3). وقال الماورديّ في تفسيره (4): «حكاه عيسى بن عمر عن كثير من الصحابة للحديث المذكور».
الخامس: الصافّات.
السادس: الصفّ.
السابع: (تبارك) حكى هذه الثلاثة ابن أبي الصيف (5) اليمنيّ في: «نكت التنبيه».
الثامن: (إنا فتحنا لك) حكاه الدزماريّ (6) في شرح التنبيه المسمى: «رفع التمويه».
التاسع: (الرحمن)، حكاه ابن السيّد (7) في «أماليه على الموطأ» وقال: «إنه كذلك في
__________
(1) هو حمد. وقيل أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي من ولد زيد أخي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان حجة صدوقا رحل في طلب الحديث وطوّف وألّف في فنون العلم وصنّف، أخذ الفقه عن أبي بكر القفال الشاشي، من تصانيفه «غريب الحديث» توفي سنة 388هـ (ياقوت، معجم الأدباء 4/ 236) وأما كتابه «غريب الحديث» فقد طبع بتحقيق د. عبد الكريم إبراهيم العزباوي، مكة المكرمة نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى عام 1403هـ / 1983م، ويقوم بتحقيقه نبيل الأحباشي في دمشق كرسالة ماجستير بجامعة دمشق.
(2) تصحّفت العبارة في المخطوطة والمطبوعة إلى «عمر» والتصويب ما أثبتناه كما في كتب السنن.
(3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 343، ضمن مسند أوس بن حذيفة رضي الله عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 114، كتاب الصلاة (2)، باب تحزيب القرآن (326)، الحديث (1393). وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 427، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب في كم يستحب ختم القرآن (178)، الحديث (1345).
(4) تقدم الكلام عنه ص 322.
(5) تصحّفت في المخطوطة إلى: (الصدف)، وهو محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف أبو عبد الله اليمني الشافعي فقيه الحرم الشريف أقام بمكة مدة يدرس ويفتي من تصانيفه «نكت التنبيه» توفي سنة 609هـ (السبكي، طبقات الشافعية 5/ 19) وأما كتابه فقد ذكره حاجي خليفة، في كشف الظنون 1/ 493، وهو نكت على كتاب «التنبيه» في الفقه الشافعي للشيرازي.
(6) هو أحمد بن كشاسب بن علي الدزماري، كمال الدين الفقيه المصري أبو العباس، قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: «وهو أوحد من قرأت عليه في صباي من تصانيفه «شرح التنبيه» المسمى «رفع التمويه عن مشكل التنبيه» توفي سنة 643 (السبكي، طبقات الشافعية 5/ 13، حاجي خليفة، كشف الظنون 1/ 490).
(7) هو عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي كان عالما باللغات والآداب متبحرا فيهما وله يد في العلوم القديمة من تصانيفه «شرح الموطأ» ت سنة 521هـ (الذهبي، سير اعلام النبلاء 19/ 532)، وكتاب «الأمالي على الموطأ» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1907باسم «شرح الموطأ» أيضا.(1/343)
مصحف ابن مسعود»، قلت: رواه أحمد في مسنده (1) كذلك.
العاشر: {هَلْ أَتى ََ عَلَى الْإِنْسََانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}.
الحادي عشر: (سبح) (2) حكاه ابن الفركاح في تعليقه عن المرزوقيّ (2).
الثاني عشر: {وَالضُّحى ََ}، وعزاه الماورديّ لابن عباس حكاه الخطابيّ في «غريبه»، ووجّهه بأنّ القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير، قال: وهو مذهب ابن عباس وقراء مكة.
والصحيح عند أهل الأثر أن أوله «ق»، قال أبو داود في «سننه» (4) في باب تحزيب القرآن: حدثنا مسدّد، حدثنا قرّان (5) بن تمام، ح وحدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد سليمان بن حيّان وهذا لفظه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن جدّه أوس، قال عبد الله بن سعيد في حديث أوس بن حذيفة قال: قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (6) وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بني مالك في قبّة له قال مسدّد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ثقيف قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلّ ليلة بعد العشاء يحدثنا قال أبو سعيد: قائما على رجليه (7) ثم يقول: لا سواء، كنا مستضعفين مستذلين قال مسدّد: بمكة فلما خرجنا
__________
(1) أخرج أحمد في المسند 1/ 417عن نهيك بن سنان السلمي أنه أتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:
«قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذّا مثل هذّ الشّعر أو نثرا مثل نثر الدقل! إنما فصل لتفصلوا لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرن عشرين سورة «الرحمن» «والنجم» على تأليف ابن مسعود كل سورتين في ركعة، وذكر الدخان وعم يتساءلون في ركعة» وقال النووي «الهذ شدة الاسراع والإفراط في العجلة» وأخرجه بأصله دون ذكر الشاهد منه البخاري في الصحيح 2/ 255، كتاب الأذان (10)، باب الجمع بين السورتين في الركعة (106)، الحديث (775)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 563، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذّ (49) الحديث (276275/ 722).
(2) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى: (ابن الفرج عن الدروقي) والمرزوقي هو أحمد بن محمد بن الحسن أبو علي الأصبهاني، النحوي الأديب كان غاية في الذكاء والفطنة وحسن التصنيف وإقامة الحجج. قرأ «كتاب سيبويه» على أبي عليّ الفارسي وتتلمذ له بعد أن كان رأسا بنفسه، من تصانيفه «شرح الحماسة» ت 421هـ (ياقوت، معجم الأدباء 5/ 24). وابن الفركاح هو عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري وستأتي ترجمته في 3/ 163.
(4) السنن 2/ 114، كتاب الصلاة (2) باب تحزيب القرآن (326) الحديث (1393).
(5) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (جرار).
(6) في سنن أبي داود زيادة: (في) في هذا الموضع.
(7) تصحّفت العبارة في المطبوعة (إلى راحلته) وما أثبتناه من المخطوطة.(1/344)
إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ندال عليهم ويدالون (1) علينا، فلما كانت ليلة، أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: لقد أبطأت علينا الليلة، قال: إنه طرأ عليّ حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمه قال أوس فسألت أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف تحزّبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصّل وحده». رواه ابن ماجة (2) عن أبي بكر بن شيبة عن أبي خالد الأحمر به، ورواه أحمد (3) في مسنده عن عبد الرحمن بن مهديّ وأبو يعلى (4) الطائفيّ به.
وحينئذ فإذا عددت ثمانيا وأربعين سورة كانت التي بعدهن سورة «ق».
بيانه: ثلاث: البقرة، وآل عمران، والنساء، وخمس: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة، وسبع: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل.
وتسع: سبحان، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.
وإحدى عشرة: الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والم السجدة، والأحزاب، وسبأ وفاطر، ويس. وثلاث عشرة: الصافات، وص، والزمر، وغافر، وحم السجدة، وحم عسق، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، والقتال، والفتح، والحجرات، ثم بعد ذلك حزب المفصّل وأوّله (5) سورة «ق» وأمّا آل حم (6) فإنه يقال: إن حم اسم من أسماء الله تعالى، أضيفت هذه السورة إليه كما قيل سور الله لفضلها وشرفها، وكما قيل بيت الله، قال الكميت (7):
__________
(1) الإدالة: الغلبة، يقال أديل لنا على أعدائنا، أي نصرنا عليهم وكانت الدولة لنا، والدّولة الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 2/ 141).
(2) ابن ماجة، السنن 1/ 427، كتاب إقامة الصلاة (5)، باب في كم يستحب ختم القرآن (178)، الحديث (1345).
(3) أحمد، المسند (ط. الميمنية) 4/ 343، في مسند أوس بن حذيفة رضي الله عنه.
(4) كذا في الأصول، وصواب العبارة (عن أبي يعلى الطائفي) وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، كما في المسند لأحمد.
(5) في المخطوطة: (وهو أوّل).
(6) في المطبوعة: (حاميم).
(7) الكميت بن زيد من بني أسد ويكنى أبا المستهل وكان معلما قال الأصمعي عن خلف الأحمر: «رأيت الكميت بالكوفة في مسجد يعلم الصبيان وكان أصم أصلخ لا يسمع شيئا وكان شديد التكلف في الشعر (ابن قتيبة، الشعر والشعراء ص: 385)، وأما البيت فهو من قصيدة له مدح فيها آل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم وهي إحدى القصائد الهاشميّات مطلعها:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب
والبيت من شواهد سيبويه في «كتابه» 3/ 257. وانظر خزانة الأدب للبغدادي 2/ 207.(1/345)
وجدنا لكم في آل حم آية ... تأوّلها منّا تقيّ ومعرب
وقد يجعل اسما للسورة، ويدخل الإعراب عليها ويصرف. ومن قال هذا قال في الجمع: الحواميم كما يقال: طس والطواسين. وكره بعض السّلف منهم محمد بن سيرين أن يقال: الحواميم وإنما يقال: آل حم (1). قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «آل حم ديباج القرآن» (2) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «إن لكلّ شيء لبابا ولباب القرآن حم أو قال: الحواميم» (3). وقال [36/ أ] مسعر بن كدام: «كان يقال لهنّ العرائس» (4) ذكر ذلك كلّه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (5).
وقال حميد بن زنجويه (6): «ثنا عبد الله، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن (7) عبد الله قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد منزلا، فمرّ بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجّب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب
__________
(1) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق 34/ ب باب فضل آل حم، عن ابن سيرين أنه كان يكره
(2) أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن ق 34/ ب باب فضل آل حم، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 558 كتاب فضائل القرآن، باب في فضل الحواميم (1821) الحديث (10332)، وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 137، الحديث (302)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 437كتاب التفسير، باب تفسير سورة المؤمن، وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 344وعزاه أيضا لابن المنذر وللبيهقي في شعب الإيمان.
(3) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق 34/ ب باب فضل آل حم، وأخرجه البغوي في «تفسيره» 4/ 90.
(4) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق 34/ ب، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 558كتاب فضائل القرآن باب فضل الحواميم (1821)، الحديث (10333)، والدارمي في السنن 2/ 458كتاب فضائل القرآن باب في فضل حم الدخان، عن مسعر عن سعد بن إبراهيم قال وذكره السيوطي من سعد بن إبراهيم وعزاه أيضا لمحمد بن نصر (السيوطي، الدر المنثور 5/ 344) ومسعر بن كدام بن ظهير العامري أبو سلمة الكوفي أحد الأعلام، قال ابن عيينة: كان من معاوية الصدق، وذكره ابن حبّان في الثقات، (ابن حجر، تهذيب التهذيب 12/ 248).
(5) مخطوط في مكتبة جامعة توبنجن برقم (95)، ونشر قطعة منه أيزن وبرتسل في مجلة إسلاميكا (243) (بروكلمان مترجم 2/ 158).
(6) هو حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي أبو أحمد بن زنجويه النسائي الحافظ، قال النسائي «ثقة» وقال أبو عبيد ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل ابن زنجويه» (ابن حجر، تهذيب التهذيب 3/ 48).
(7) في المطبوعة والمخطوطة، (عن أبي عبد الله) والصواب ما أثبتناه (عبد الله) وهو ابن مسعود رضي الله عنه كما في تفسير البغوي.(1/346)
وأعجب فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن وإن مثل هؤلاء الروضات مثل «حم» في القرآن». أورده البغويّ (1).
فصل في عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه
قال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ (2): «عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة وقال بعث الحجاج بن يوسف إلى قرّاء البصرة، فجمعهم واختار منهم الحسن البصري، وأبا العالية (3)، ونصر بن عاصم (4)، وعاصما الجحدريّ (5)، ومالك بن دينار (6)
(7) [رحمة الله عليهم] (7)، وقال: عدّوا حروف القرآن فبقوا أربعة أشهر يعدّون بالشعير، فأجمعوا على أنّ كلماته سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة، وأجمعوا على أن عدد حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا». انتهى.
وقال غيره: أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد (9) على ذلك على أقوال: فمنهم من لم يزد على ذلك، ومنهم من قال: ومائتا آية [وأربع آيات] (10)
__________
(1) أخرجه البغوي في «تفسيره» 4/ 90أول تفسير سورة غافر، وأخرجه محمد بن نصر أيضا (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 5/ 344) ومعنى دمثات: أصله من الدّمث وهو الأرض السهلة الرّخوة والرّمل الذي ليس بمتلبّد يقال دمث المكان دمثا إذا لان وسهل فهو دمث ودمث.
(2) هو أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني النيسابوري قرأ بدمشق وببغداد، كان إمام عصره في القراءات وكان مجاب الدعوة، من تصانيفه «اختلاف عدد السور» ت 381هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 347).
(3) هو رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنتين قال ابن أبي داود: «ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة من أبي العالية». ت 93هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 3/ 284).
(4) هو نصر بن عاصم الليثي البصري النحوي قرأ القرآن على أبي الأسود الديلي قال خالد الحذّاء: «هو أوّل من وضع العربية»، وثقه النّسائي توفي قبل سنة 100هـ (الذهبي، معرفة القرّاء الكبار 1/ 71).
(5) هو عاصم بن أبي الصباح العجاج الجحدري البصري، أخذ القراءة عرضا عن سليمان بن قتيبية عن ابن عباس رضي الله عنهما وروى عنه الحروف أحمد بن موسى اللؤلؤي والمعلّى بن عيسى الوراق وغيرهم توفي سنة (128) هـ (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 349).
(6) هو مالك بن دينار السلمي، تابعي، روى عن أنس بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «كان يكتب المصاحف بالأجرة»، وقال ابن سعد: «ثقة قليل الحديث»، ت 127هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 10/ 14).
(7) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(9) في المخطوطة: (زادوا).
(10) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/347)
وقيل: وأربع عشرة آية. وقيل: مائتان وتسع عشرة آية. وقيل: مائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون آية. وقيل: مائتان وست وثلاثون. حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتاب «البيان» (1).
وأما كلماته: فقال الفضل بن شاذان (2) عن عطاء بن يسار: «سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة».
وأما حروفه: فقال عبد الله بن جبير عن مجاهد: «ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف». وقال سلام أبو محمد الحمانيّ (3): «إن الحجاج جمع القراء والحفّاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن [كله] (4) كم من حرف هو؟ قال: فحسبناه، فأجمعوا على أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألف وسبعمائة وأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه فإذا هو إلى «الفاء» من قوله في الكهف: {وَلْيَتَلَطَّفْ} (الآية: 19). وثلثه الأول عند رأس مائة من براءة، والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء. والثالث إلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال في قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} (النساء: 55) والسّبع الثاني إلى التاء من قوله في [سورة] (5) الأعراف: {حَبِطَتْ أَعْمََالُهُمْ} (الآية: 147)، والثالث إلى الألف الثانية من قوله في الرعد: {أُكُلُهََا} (الآية: 35)، والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جَعَلْنََا مَنْسَكاً} (الآية: 34و 67)، والخامس (6) [إلى الهاء من قوله في الأحزاب] (6): {وَمََا كََانَ لِمُؤْمِنٍ وَلََا مُؤْمِنَةٍ} (الآية: 36)، والسادس إلى الواو من قوله في الفتح: {الظََّانِّينَ بِاللََّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} (الآية: 6) والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام: علمنا ذلك في أربعة أشهر».
قالوا: وكان الحجّاج يقرأ في كلّ ليلة ربع القرآن، فالأول إلى آخر الأنعام، والثاني إلى {وَلْيَتَلَطَّفْ} (الآية: 19) من سورة الكهف، والثالث إلى آخر المؤمن، والرابع إلى آخر القرآن. وحكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتاب «البيان» خلافا في هذا كله.
__________
(1) «البيان في عدّ آي القرآن» يقوم بتحقيقه غانم قدوري حمد في بغداد 1405هـ / 1985م. (أخبار التراث العربي: 16/ 17).
(2) هو الفضل بن شاذان بن عيسى الإمام الكبير أبو العباس الرازي ثقة عالم، قال الداني: «لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه وعدالته وحسن اطلاعه». ت 290هـ (ابن الجزري، غاية النهاية 2/ 10).
(3) في المخطوطة: (الحمالي).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/348)
وأما التحزيب والتجزئة: فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجة عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حياته: «كيف تحزّبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصّل من «ق» حتى يختم» (1).
أسند الزّبيدي (2) في كتاب «الطبقات» عن المبرّد: «أوّل من نقط المصحف أبو الأسود الدؤليّ» وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر (3) [36/ ب] وذكر أبو الفرج (4): «أن زياد بن أبي سفيان أمر [أبا] (5) الأسود أن ينقّط المصاحف». (6) [وذكر الجاحظ في كتاب «الأمصار»] (6) أن نصر بن عاصم (8) أول من نقط المصاحف، وكان يقال له:
نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار: فقيل: إن المأمون العباسيّ (9) أمر بذلك، وقيل: إن الحجاج فعل ذلك.
واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق (10) أهل الحلّ والعقد مائة وأربع عشرة (11) سورة
__________
(1) تقدم تخريج الحديث قريبا.
(2) هو محمد بن الحسن بن عبد الله أبو بكر الزّبيدي الإشبيلي النحوي، قال ابن الفرضي: «كان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة»، أخذ العربية عن أبي علي القالي ولي قضاء قرطبة، من مصنّفاته «طبقات النحويين» ت 379هـ (ياقوت، معجم الأدباء 18/ 179)، وكتابه «طبقات النحويين» طبع بتحقيق دي ماتيو بروما عام 1338هـ / 1919م، وبتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بمط السعادة عام 1373هـ / 1953م، وطبع في القاهرة بدار المعارف عام 1394هـ / 1973م (ذخائر التراث العربي 1/ 542)، وانظر قوله في الطبقات ص:
21.
(3) هو يحيى بن يعمر أبو سليمان البصري، تابعي روى عن عثمان وعلي ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «كان من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علما باللغة مع الورع الشديد وكان على قضاء «مرو» أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي». ت 129هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 11/ 305)، يقول الداني في كتاب النقط ص: 125 «وروينا ان ابن سيرين كان عنده مصحف نقطه له يحيى بن يعمر وأن يحيى أول من نقطها».
(4) هو الأصفهاني وانظر قوله في كتابه «الأغاني» 11/ 106أخبار أبي الأسود الدؤلي ونسبه.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى «وذكر الحافظ في كتاب الانتصار». وعبارة الزركشي مقتبسة من المحرر الوجيز لابن عطية 1/ 68وهي كما يلي: (وذكر الجاحظ في كتاب الأنصار).
(8) تقدمت ترجمته في ص 347.
(9) تصحّفت في المخطوطة إلى: (العاصمي).
(10) في المخطوطة: (بإحلال).
(11) تصحّفت في المخطوطة إلى: (وعشرون).(1/349)
كما هي في المصحف العثماني، أولها الفاتحة وآخرها الناس. وقال مجاهد: «وثلاث عشرة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة لاشتباه الطرفين وعدم البسملة» (1). ويردّه تسمية (2)
النبي صلّى الله عليه وسلّم كلّا منهما. وكان في مصحف ابن مسعود اثنا عشر لم يكن فيها المعوذتان لشبهة الرّقية وجوابه رجوعه إليهم، وما كتب الكلّ. (3) (وفي مصحف أبيّ ستّ عشرة) (3) وكان دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين. ولا دليل فيه لموافقتهم وهو دعاء كتب بعد الختمة.
وعدد آياته في قول عليّ رضي الله عنه: «ستة آلاف ومائتان (5) [وستة وثلاثون» وفي قول أبيّ «ستة آلاف ومائتان] (5) وثمان عشرة. وعطاء: «ستة (7) [آلاف ومائة وسبع وسبعون» (8).
وحميد (9): «ستة آلاف ومائتان واثنتا عشرة». وراشد: «ستة] (7) آلاف ومائتان وأربع».
وقال حميد الأعرج: «نصفه {مَعِيَ صَبْراً} (الآية: 67) في الكهف، وقيل: عين {تَسْتَطِيعَ} (الكهف: 67)، وقيل: ثاني لامي {وَلْيَتَلَطَّفْ}» (الكهف: 19).
واعلم أن سبب اختلاف العلماء في عدّ الآي والكلم والحروف أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلّها وصل للتمام فيحسب السامع أنّها ليست فاصلة.
وأيضا البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدّها، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدّها.
وسبب الاختلاف في الكلمة أن الكلمة لها حقيقة ومجاز، [ولفظ] (11) ورسم واعتبار كل منها جائز. وكلّ من العلماء اعتبر أحد الجوائز.
وأطول سورة [في القرآن] (12) هي البقرة، وأقصرها الكوثر.
__________
(1) أخرجه ابن أبي حاتم عن سفيان (ذكره السيوطي في الإتقان 1/ 184).
(2) تصحّفت في المخطوطة إلى: (قسمة).
(3) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى «وفي مصحف اثني عشر».
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(7) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(8) في المخطوطة (ومائتان وأربع).
(9) هو حميد بن قيس الأعرج المكي أبو صفوان القارئ الأسدي، «كان ثقة كثير الحديث وكان قارئ أهل مكة ت 130هـ (ابن حجر، تهذيب التهذيب 3/ 46).
(11) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(12) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/350)
وأطول آية فيه آية الدّين (البقرة: 282)، مائة وثمانية وعشرون كلمة، وخمسمائة وأربعون حرفا.
وأقصر (1) آية فيه {وَالضُّحى ََ}، ثم {وَالْفَجْرِ} كل كلمة خمسة أحرف تقديرا ثم لفظا، ستة رسما، لا (2) {مُدْهََامَّتََانِ} (الرحمن: 64)، لأنها سبعة أحرف لفظا ورسما، وثمانية تقديرا، ولا {ثُمَّ نَظَرَ} (المدثر: 21) لأنهما كلمتان، خمسة أحرف رسما وكتابة، وستة أحرف تقديرا خلافا لبعضهم.
وأطول كلمة فيه لفظا وكتابه بلا زيادة {فَأَسْقَيْنََاكُمُوهُ} (الحجر: 22) أحد عشر لفظا، ثم {اقْتَرَفْتُمُوهََا} (التوبة: 24) عشرة، وكذا {أَنُلْزِمُكُمُوهََا} (هود: 28) {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}
(النساء: 75) ثم {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} (النور: 55) تسعة لفظا، وعشرة تقديرا.
وأقصرها نحو باء الجر، حرف واحد لا أنّها حرفان خلافا للدانيّ فيهما.
فصل
قال بعض القراء: إن القرآن العظيم له ثمانية أنصاف [بالنسبة إلى] (3) اعتباراته:
(فنصفه بالحروف): «النون» من قوله: {نُكْراً} في سورة الكهف (الآية: 74)، و «الكاف» من نصفه الثاني. (ونصفه بالكلمات): «الدال» من قوله: {وَالْجُلُودُ} في سورة الحج (الآية:
20)، وقوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقََامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (الحج: 21) من نصفه الثاني. (ونصفه بالآيات): {يَأْفِكُونَ} من سورة الشعراء (الآية: 45)، وقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ}
(الشعراء: 46) من نصفه الثاني. (ونصفه على عدد السور): فالأول الحديد، والثاني (4) من المجادلة.
فائدة
سئل ابن مجاهد (5): كم في القرآن من قوله: {إِلََّا غُرُوراً}؟ فأجاب: في أربعة
__________
(1) في المخطوطة: (وأقصرها).
(2) في المخطوطة: (إلا).
(3) تصحّفت العبارة في المطبوعة إلى: (باعتبار آية).
(4) في المخطوطة: (ونصفه).
(5) أحمد بن موسى بن العباس ابن مجاهد شيخ القرّاء أبو بكر البغدادي سمع القراءات من طائفة كبيرة، وتصدر للإقراء وازدحم عليه أهل الاداء، قال الداني: «فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته مع اتساع علمه وبراعة فهمه». ت 324هـ (الذهبي، معرفة القرّاء 1/ 269).(1/351)
مواضع: من النّساء (الآية: 120) وسبحان (الإسراء: 64) والأحزاب (الآية: 12) وفاطر (الآية: 40). وسئل الكسائيّ: كم في القرآن آية أولها شين؟ فأجاب أربع آيات: {شَهْرُ رَمَضََانَ} (البقرة: 185)، {شَهِدَ اللََّهُ} (آل عمران: 18)، {شََاكِراً لِأَنْعُمِهِ} (النحل:
121)، {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} (الشورى: 13) (1)، كم آية آخرها شين (1)؟ اثنان: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} (القارعة: 5) {لِإِيلََافِ قُرَيْشٍ} (قريش: 1). وسئل آخر: كم {حَكِيمٌ عَلِيمٌ}؟
قال: خمسة ثلاثة في الأنعام (الآيات: 83و 128و 139)، وفي الحجر (3) (الآية: 25) واحد، وفي النمل (4) واحد (الآية: 6).
أكثر ما اجتمع في كتاب الله من الحروف المتحركة ثمانية وذلك في موضعين من سورة يوسف: أحدهما: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً} (الآية: 4)، فبين واو {كَوْكَباً} وياء {رَأَيْتُ} ثمانية أحرف، كلّهن متحرك، والثاني قوله: {حَتََّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللََّهُ لِي}
(يوسف: 80)، على قراءة من حرّك الياء في قوله {(لِي}، و {أَبِي}. ومثل هذين الموضعين {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} (القصص: 35).
وفي القرآن سور متواليات كل سورة تجمع حروف المعجم وهو من أول: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ [صَدْرَكَ]} [5] (الشرح: 1) إلى آخر القرآن. [37/ أ] وآية واحدة تجمع حروف المعجم قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللََّهِ} (الفتح: 29).
وسورة، كل [آية] (6) منها فيها اسمه تعالى، وهي سورة المجادلة. وفي الحج ستة آيات متواليات، في آخر كل واحدة منهن اسمان من أسماء الله تعالى، وهي قوله: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ} (الحج: 59).
وفي القرآن آيات أولها: (قل يا أيها) ثلاث: {قُلْ يََا أَيُّهَا النََّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} (يونس: 104)، {قُلْ يََا أَيُّهَا الَّذِينَ هََادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ} (الجمعة: 6)، {قُلْ يََا أَيُّهَا الْكََافِرُونَ} (الكافرون: 1)،
__________
(1) في المطبوعة زيادة في هذين الموضعين: (وسئل) و (فأجاب).
(3) تصحّفت في المخطوطة إلى: (الحج).
(4) في المخطوطة والمطبوعة (النحل) والصواب ما أثبتناه.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.(1/352)
وفيه (1) [يأيّها الإنسان آيتان] (1): {يََا أَيُّهَا الْإِنْسََانُ مََا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (الانفطار: 6)، {يََا أَيُّهَا الْإِنْسََانُ إِنَّكَ كََادِحٌ} (الانشقاق: 6).
آية في القرآن فيها ستة عشر ميما، وهي: {قِيلَ يََا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلََامٍ} (هود:
48) الآية، وآية فيها ثلاث وثلاثون ميما: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذََا تَدََايَنْتُمْ} (البقرة: 282).
سورة تزيد على مائة آية ليس فيها ذكر جنة ولا نار، سورة يوسف.
آية فيها (الجنة) مرتان: {لََا يَسْتَوِي أَصْحََابُ النََّارِ وَأَصْحََابُ الْجَنَّةِ أَصْحََابُ الْجَنَّةِ}
(الحشر: 20).
ثلاث آيات متواليات: الأولى ردّ على المشبّهة، والأخرى ردّ على المجبرة، والأخرى ردّ على المرجئة: قوله: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعََالَمِينَ} (الشعراء: 98) [ردّ] (3) على المشبهة، {وَمََا أَضَلَّنََا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} (الآية: 99) ردّ على المجبرة، {فَمََا لَنََا مِنْ شََافِعِينَ} (الآية:
100) ردّ على المرجئة.
ليس في القرآن «حاء» بعدها «حاء» لا حاجز بينهما إلا في موضعين في البقرة {عُقْدَةَ النِّكََاحِ حَتََّى} (الآية: 235)، وفي الكهف {لََا أَبْرَحُ حَتََّى} (الآية: 60).
ليس فيه كافان في كلمة واحدة لا حرف بينهما إلا في موضعين: في البقرة {مَنََاسِكَكُمْ} (الآية: 200)، وفي المدّثر {مََا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (الآية: 42).
وأما ما يتعلق بترتيبه
فأما الآيات في كلّ سورة ووضع البسملة أوائلها فترتيبها توقيفي بلا شك، ولا خلاف فيه، ولهذا لا يجوز تعكيسها. قال مكي (4) وغيره: «ترتيب الآيات في السور هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولمّا لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة». وقال القاضي أبو بكر (5): «ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول: ضعوا آية كذا في موضع كذا».
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) هو مكي بن أبي طالب القيسي، تقدمت ترجمته ص 278.
(5) هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب الباقلاني، تقدمت ترجمته ص 117.
وأسند البيهقيّ في كتاب «المدخل» «والدلائل» عن زيد بن ثابت قال: «كنا حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نؤلف القرآن إذ قال: طوبى للشام، فقيل له: ولم؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه». زاد في «الدلائل»: «نؤلف القرآن في الرقاع». قال: وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلّى الله عليه وسلّم (1)، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال: فيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث وهو ترتيب السّور كان بحضرة عثمان».(1/353)
وأسند البيهقيّ في كتاب «المدخل» «والدلائل» عن زيد بن ثابت قال: «كنا حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نؤلف القرآن إذ قال: طوبى للشام، فقيل له: ولم؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه». زاد في «الدلائل»: «نؤلف القرآن في الرقاع». قال: وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلّى الله عليه وسلّم (1)، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال: فيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث وهو ترتيب السّور كان بحضرة عثمان».
واختلف في الحرف الذي كتب عثمان عليه المصحف، فقيل: حرف زيد بن ثابت، وقيل: حرف أبيّ بن كعب لأنه العرضة الأخيرة التي قرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وعلى الأول أكثر الرواة. ومعنى حرف زيد، أي قراءته وطريقته.
وفي كتاب «فضائل القرآن» لأبي عبيد (3): عن أبي وائل، قيل لابن مسعود: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا، فقال: ذاك منكوس القلب». رواه البيهقي (4).
وأما ترتيب السور على ما هو عليه الآن فاختلف: هل هو توقيف من النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو من فعل الصحابة لم (5) يفصّل؟ في ذلك ثلاثة أقوال:
1 - مذهب جمهور العلماء منهم مالك، والقاضي أبو بكر بن الطيب فيما اعتمده واستقر عليه رأيه من قوليه إلى الثاني، وأنه صلّى الله عليه وسلّم فوّض ذلك إلى أمته بعده.
2 - وذهبت طائفة إلى الأول والخلاف يرجع إلى اللفظ لأن القائل بالثاني يقول: إنه رمز إليهم بذلك (6) لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته ولهذا قال الإمام مالك: إنما [ألّفوا] (7) القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلّى الله عليه وسلّم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم،
__________
(1) دلائل النبوة 7/ 147و 152، ولم نجده في القسم المطبوع من كتاب المدخل وقد تقدّم تخريج الحديث وافيا ص 331.
(2) المستدرك 2/ 229.
(3) هو القاسم بن سلام الهروي تقدمت ترجمته ص 119. وأما كتابه «الفضائل» فتقدم التعريف به ص 346.
(4) ليس في «السنن الكبرى» والمطبوع من «المدخل» و «معرفة السنن» وقد ذكره ابن كثير في فضائل القرآن ص:
7978.
(5) في المطبوعة: (أو).
(6) في المخطوطة: (ذلك).
(7) ساقطة من المخطوطة.(1/354)
فآل الخلاف إلى أنه: هل ذلك بتوقيف قوليّ أم بمجرد استناد فعليّ، وبحيث بقي لهم فيه مجال للنظر. فإن قيل: فإذا كانوا قد سمعوه منه، كما استقرّ عليه ترتيبه [37/ ب] ففي ماذا أعملوا الأفكار (1)؟ وأيّ مجال بقي لهم بعد هذا الاعتبار؟ قيل: قد روى مسلم في «صحيحه» (2) عن حذيفة قال: «صلّيت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة فافتتح سورة البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلّي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران» الحديث. فلما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم ربما فعل هذا إرادة للتوسعة على الأمة، وتبيانا لجليل تلك النعمة كان محلا للتوقف، حتى استقرّ النظر على رأي ما كان من فعله (3) الأكثر.
فهذا محل اجتهادهم في المسألة.
3 - والقول الثالث، مال إليه القاضي أبو محمد بن عطية (4): «أنّ كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلّى الله عليه وسلّم كالسّبع الطّوال والحواميم والمفصّل، وأشاروا إلى أن ما سوى ذلك يمكن أن يكون فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده».
وقال أبو جعفر بن الزبير (5): الآثار تشهد بأكثر مما نصّ عليه ابن عطية، ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف، كقوله: «اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران». رواه مسلم (6).
ولحديث معبد (7) بن خالد: «صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسّبع الطوال في ركعة» (8) رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» وفيه «أنه عليه الصلاة والسلام كان يجمع المفصّل في ركعة» (9).
__________
(1) تصحّفت في المخطوطة إلى: (الأذكار).
(2) صحيح مسلم 1/ 536، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل (27)، الحديث (203/ 772).
(3) في المخطوطة: (فعل).
(4) عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن المعروف بابن عطية تقدم ذكره ص 101، وانظر قوله في مقدمة المحرر الوجيز 1/ 66، بتصرف.
(5) أحمد بن إبراهيم الغرناطي، صاحب كتاب «البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن» تقدمت ترجمته ص 130.
(6) في الصحيح 1/ 553، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (42)، الحديث (252/ 804).
(7) تصحّف الاسم في المطبوعة واضطرب في المخطوطة إلى «سعيد بن خالد» والتصويب ما أثبتناه من الدر المنثور للسيوطي 1/ 18.
(8) ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 1/ 18.
(9) أخرجه من حديث عائشة رضي الله عنها: أحمد في المسند 6/ 204، وأبو داود في السنن 1/ 586كتاب الصلاة (2)، باب في صلاة القاعد (179) الحديث (956).(1/355)
وروى البخاري (1) عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: «إنهنّ من العتاق الأول وهنّ من تلادي» (1) فذكرها نسقا كما استقرّ ترتيبها.
وفي «صحيح البخاري» (3): أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفّيه، ثم نفث فيهما فقرأ: {قُلْ هُوَ اللََّهُ أَحَدٌ} والمعوّذتين».
وقال أبو جعفر النحاس (4): «المختار أن تأليف (5) السور على هذا الترتيب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وروي ذلك عن عليّ بن أبي طالب» ثم ساق بإسناده إلى أبي داود الطيالسيّ: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي المليح الهذليّ عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت مكان التوراة السّبع الطول، وأعطيت مكان الزّبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضّلت بالمفصّل» (6).
قال أبو جعفر: «وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأنه مؤلف من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على تأليف القرآن. وفيه أيضا دليل على أن سورة الأنفال سورة على حدة، وليست من براءة».
قال أبو الحسين أحمد بن فارس (7) في كتاب «المسائل الخمس»: «جمع القرآن على ضربين: أحدهما تأليف السور، كتقديم السبع الطّوال وتعقيبها بالمئين فهذا الضرب هو الذي تولّاه الصحابة رضوان الله عليهم. وأما الجمع الآخر فضمّ الآي بعضها إلى بعض، وتعقيب
__________
(1) في صحيحه 8/ 388، كتاب التفسير (65)، سورة بني إسرائيل (17)، باب (1) الحديث (4708). قال ابن حجر: «وقوله هن من تلادي» بكسر المثناة وتخفيف اللام أي مما حفظ قديما ومراد ابن مسعود رضي الله عنه أنهن من أول ما تعلم من القرآن.
(3) الصحيح 10/ 209، من حديث عائشة رضي الله عنها كتاب الطب (76)، باب النفث في الرقية (39)، الحديث (5748).
(4) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر النّحاس المرادي المصري رحل إلى العراق وسمع من الزجاج وأخذ عنه النحو وأخذ عن علي بن سليمان الأخفش وغيرهم، اشتغل بالتصنيف في علوم القرآن من كتبه «إعراب القرآن» ت 377هـ (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 67).
(5) عبارة المخطوطة (تأليف القرآن السور).
(6) تقدم تخريج الحديث ص 341.
(7) تقدمت ترجمته ص 191. وتقدم القول أيضا ص 331.(1/356)
القصة بالقصة، فذلك شيء تولّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه عز وجلّ».
وكذا قال: الكرمانيّ (1) في «البرهان»: «ترتيب السور هكذا هو عند الله وفي اللوح المحفوظ، وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كلّ سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرض عليه في السنة التي توفي فيها مرتين».
وذهب جماعة من المفسرين (2) إلى أنّ قوله تعالى: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ} (2) (هود: 13) معناه مثل البقرة إلى سورة هود، وهي العاشرة. ومعلوم أنّ سورة هود مكية، وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلت بعدها.
وفسّر بعضهم قوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل: 4) أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير. وجاء النكير على من قرأه معكوسا. ولو حلف أن [38/ أ] يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب. ولو نزل القرآن جملة واحدة كما اقترحوا عليه لنزل على هذا الترتيب وإنما تفرّقت سوره وآياته نزولا، لحاجة الناس إليها حالة بعد حالة ولأن فيه الناسخ والمنسوخ، ولم يكن ليجتمعا (4) نزولا. وأبلغ الحكم في تفرّقه ما قال سبحانه: {وَقُرْآناً فَرَقْنََاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النََّاسِ عَلى ََ مُكْثٍ} (الإسراء: 106)، وهذا أصل بني عليه مسائل كثيرة.
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب (5): فإن قيل: «قد اختلف السّلف في ترتيب القرآن، فمنهم من كتب [في] (6) المصحف السور على تاريخ نزولها، وقدّم المكيّ على المدنيّ.
ومنهم من جعل (7) أوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (العلق: 1) وهو أول مصحف (8) [عليّ، وأما مصحف] (8) ابن مسعود، فأوله {مََالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة: 4)، ثم البقرة، ثم النساء على ترتيب مختلف وفي مصحف أبيّ كان أوله الحمد، ثم النساء، ثم آل عمران، ثم الأنعام، ثم الأعراف، ثم المائدة، على اختلاف شديد.
فالجواب أنه يحتمل أن يكون ترتيب السور على ما هي عليه اليوم على وجه الاجتهاد من
__________
(1) محمود بن حمزة بن نصر برهان الدين الكرماني تقدم التعريف به وبكتابه ص 206.
(2) عبارة المخطوطة: (إلى قوله تعالى بسورة مثله).
(4) في المخطوطة: (ليجتمع).
(5) هو الباقلاني تقدم ذكره ص 117.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) عبارة المطبوعة (جعل من).
(8) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/357)
الصحابة رضي الله عنهم. وذكر ذلك مكيّ في سورة براءة، وأن وضع البسملة في الأول هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وقال أبو بكر ابن الأنباريّ (1): «أنزل الله القرآن كلّه إلى سماء الدنيا، ثم فرّق في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جوابا لمستخبر ويقف جبريل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (2) [على موضع السورة والآية. فاتّساق السور كاتساق الآيات والحروف، كله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم] (2)، فمن قدّم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم الآيات».
قال القاضي أبو بكر: «ومن نظم السور على المكي والمدني لم يدر أين يضع الفاتحة، لاختلافهم في موضع نزولها، ويضطر إلى تأخير الآية في رأس خمس وثلاثين ومائتين من البقرة (4) إلى رأس الأربعين، ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به».
تنبيه
لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع (5) على أنه توقيفيّ صادر عن حكيم:
(أحدها) بحسب الحروف، كما في الحواميم، (وثانيها) لموافقة أول السورة لآخر ما قبلها، كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة. (وثالثها) للوزن في اللفظ، كآخر «تبت» وأوّل الإخلاص. (ورابعها) لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى مثل {وَالضُّحى ََ} و {أَلَمْ نَشْرَحْ}.
قال بعض الأئمة: وسورة الفاتحة تضمنت الإقرار بالربوبية، والالتجاء إليه في دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهودية والنصرانية.
وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكمّلة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم ولهذا قرن فيها ذكر المتشابه (6) (منها بظهور) (6) الحجة والبيان فإنه نزل أولها في آخر الأمر لما قدم وفد نجران النّصارى، وآخرها يتعلق بيوم أحد. والنصارى تمسكوا بالمتشابه، فأجيبوا عن شبههم بالبيان.
__________
(1) محمد بن القاسم أبو بكر ابن الأنباري تقدمت ترجمته ص 299.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) في المخطوطة (المائة).
(5) في المخطوطة (يطلع).
(6) في المخطوطة (من ظهور).(1/358)
ويوم أحد تمسّك الكفار بالقتال فقوبلوا بالبيان، وبه يعلم الجواب لمن تتبع المتشابه من القول والفعل. وأوجب الحج في آل عمران، وأما في البقرة فذكر أنه مشروع وأمر بتمامه بعد الشروع فيه، ولهذا ذكر البيت والصفا والمروة. وكان خطاب النّصارى في آل عمران أكثر، كما أنّ خطاب اليهود في البقرة أكثر لأن التوراة أصل والإنجيل فرع لها، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم (1) [لما هاجر إلى المدينة] (1) دعا اليهود وجاهدهم، وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب ولهذا كانت السور المكيّة فيها [الدين] (3) الذي اتفق عليه الأنبياء، فخوطب بها جميع الناس والسور المدنية فيها خطاب من أقرّ بالأنبياء من أهل الكتاب والمؤمنين، فخوطبوا: يا أهل الكتاب، يا بني إسرائيل.
وأما سورة النساء فتتضمّن جميع أحكام الأسباب التي بين الناس وهي نوعان: مخلوقة لله تعالى، ومقدورة لهم كالنسب والصهر، ولهذا افتتحها الله بقوله: {رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وََاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهََا زَوْجَهََا} (النساء: 1)، ثم قال: {وَاتَّقُوا اللََّهَ الَّذِي تَسََائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحََامَ} وبين الذين يتعاهدون ويتعاقدون فيما بينهم وما [38/ ب] تعلّق بذلك من أحكام الأموال والفروج والمواريث. ومنها العهود التي حصلت بالرسالة (4) [والمواثيق التي حصلت بالرسالة] (4) والتي أخذها الله على الرسل.
وأما المائدة فسورة العقود، وبهنّ تمام الشرائع قالوا: وبها تم الدّين، فهي سورة التكميل. بها ذكر الوسائل كما في الأنعام والأعراف ذكر المقاصد، كالتحليل والتحريم كتحريم الدماء والأموال وعقوبة المعتدين. وتحريم الخمر من تمام حفظ العقل والدين.
وتحريم الميتة والدم والمنخنقة، وتحريم الصيد على المحرم من تمام الإحرام. وإحلال الطيبات من تمام عبادة الله. ولهذا ذكر فيها ما يختص بشريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم كالوضوء والحكم بالقرآن، فقال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنََا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهََاجاً} (المائدة: 48) وذكر أنه من ارتد عوّض الله بخير منه. ولا يزال هذا الدين كاملا ولهذا قيل: إنها آخر القرآن نزولا، فأحلّوا حلالها، وحرّموا حرامها.
وهذا الترتيب بين هذه السور الأربع المدنيات: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة من
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/359)
أحسن الترتيب وهو ترتيب المصحف العثماني، وإن كان مصحف عبد الله بن مسعود قدمت فيه سورة النساء على آل عمران وترتيب بعضها بعد بعض ليس هو أمرا أوجبه الله، بل أمر راجع إلى اجتهادهم واختيارهم (1)، ولهذا كان لكل مصحف ترتيب، (2) [ولكن ترتيب] (2) المصحف العثماني أكمل وإنما لم يكتب في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم مصحف لئلا يفضي إلى تغييره كل وقت، فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته صلّى الله عليه وسلّم، فكتب أبو بكر والصحابة بعده، ثم نسخ عثمان المصاحف التي بعث [بها] (4) إلى الأمصار.
فائدة
اختلف في السبب في سقوط البسملة أول براءة فقيل: كان من شأن العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه كتبوا لهم كتابا، ولم يكتبوا فيه البسملة فلمّا نزلت «براءة» بنقض العهد الذي كان للكفّار، قرأها عليهم عليّ ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم. ولكن في «صحيح الحاكم» (5) أن عثمان رضي الله عنه قال: «كانت الأنفال من أوائل ما نزل وبراءة من (6) آخره، وكانت قصتها شبيهة بقصتها (6)، وقضى النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يبين لنا أنها منها، وظننا أنها منها، ثم فرقت بينهما، ولم أكتب بينهما البسملة» وعن مالك: «أن أوّلها لما سقط سقطت البسملة». وقد قيل: «إنها كانت تعدل البقرة لطولها». وقيل: «لأنه لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان اختلفوا: هل هما سورتان، أو الأنفال سورة وبراءة سورة تركت البسملة بينهما؟ وفي «مستدرك الحاكم» (8) أيضا عن ابن عباس:
«سألت عليّا عن ذلك فقال: لأن البسملة أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان».
قال القشيريّ (9): «والصحيح أن البسملة لم تكن فيها لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها فيها».
__________
(1) تصحّفت في المخطوطة إلى: (وأخبارهم).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) يعني به «المستدرك على الصحيحين» وانظر الحديث فيه 2/ 221أول كتاب التفسير، وفي 2/ 330، تفسير سورة التوبة.
(6) عبارة المخطوطة (من آخر ما نزل فاشتبهت بقصرها).
(8) المستدرك 2/ 330، كتاب التفسير تفسير سورة التوبة باب لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم.
(9) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك أبو القاسم القشيري النيسابوري الملقب زين الاسلام كان فقيها(1/360)
فائدة
[السور] (1) قال القتيبيّ (2): [السّورة] (3) تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من «أسأرت»، أي أفضلت من السّور، وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن، ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدّم وسهّل همزتها. ومنهم من شبّهها بسور البناء، أي القطعة منه، أي منزلة بعد منزلة».
وقيل: من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسّور ومنه السّوار لإحاطته بالساعد وعلى هذا فالواو أصلية.
ويحتمل أن تكون من السورة بمعنى المرتبة لأن الآيات مرتّبة في كل سورة ترتيبا مناسبا وفي ذلك حجة لمن تتبع الآيات بالمناسبات.
وقال ابن جني (4) في «شرح منهوكة أبي نواس»: إنما سميت سورة لارتفاع قدرها لأنها كلام الله تعالى وفيها معرفة الحلال والحرام ومنه رجل سوّار، أي معربد لأنه يعلو بفعله ويشتط. ويقال: أصلها من السّورة وهي الوثبة، تقول: سرت إليه وثرت إليه.
وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو، وجمع سورة البناء سور بسكونها. وقيل: [39/ أ] هو بمعنى العلوّ ومنه قوله تعالى: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرََابَ} (ص: 21) نزلوا عليه من علو، فسميت القراءة [به] (5) لتركّب بعضها على بعض، وقيل: لعلوّ شأنه وشأنه قارئه. ثم كره
__________
بارعا، أصوليا محققا، متكلما، محدثا حافظا، مفسرا، أجمع أهل عصره على أنه سيّد زمانه وقدوة وقته. له تصانيف جليلة أهمها «التفسير الكبير» ت 465هـ (البغدادي، تاريخ بغداد 11/ 83) (الداودي، طبقات المفسرين 1/ 338).
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) هو عبد الله بن مسلم أبو محمد ابن قتيبة تقدم ذكره ص 160، وانظر قوله في تفسير غريب القرآن 34باب تأويل حروف كثرت في الكتاب، المسألة رقم (29).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) هو عثمان بن جني أبو الفتح النحوي من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف لازم أبا علي الفارسي أربعين سنة فلما مات أبو علي تصدّر ابن جني مكانه من مصنفاته: «سر الصناعة» وغيرها، ت 392هـ (السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 132)، وكتابه ذكره ياقوت في معجم الأدباء 12/ 111، باسم «تفسير أرجوزة أبي نواس».
(5) ساقطة من المخطوطة.(1/361)
بعضهم أن يقال: سورة كذا، والصحيح جوازه. ومنه قول ابن مسعود: «هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة».
وأما في الاصطلاح فقال الجعبريّ (1): «حدّ السورة قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة. وأقلها ثلاث آيات. فإن قيل: فما الحكمة في تقطيع القرآن سورا؟ قلت: هي الحكمة في تقطيع السور آيات معدودات لكل آية حدّ ومطلع حتى تكون كلّ سورة بل كل آية فنّا مستقلا وقرآنا معتبرا، وفي تسوير السورة تحقيق لكون (2) السورة بمجرّدها معجزة وآية من آيات الله تعالى. وسوّرت السّور طوالا وقصارا وأوساطا تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة. ثم ظهرت لذلك حكمة في (3)
التعليم، وتدريج (3) الأطفال من السّور القصار إلى ما فوقها (5) [يسيرا يسيرا] (5)، تيسيرا من الله على عباده لحفظ كتابه، فترى الطّفل يفرح بإتمام السورة فرح من حصل على حدّ معتبر.
وكذلك المطيل في التلاوة يرتاح عند ختم كلّ سورة ارتياح المسافر إلى قطع المراحل المسماة مرحلة بعد مرحلة أخرى إلى أنّ كلّ سورة نمط مستقلّ، فسورة يوسف تترجم عن قصته، وسورة براءة تترجم عن أحوال المنافقين وكامن أسرارهم، وغير ذلك. فإن قلت: فهلّا كانت الكتب السالفة كذلك؟ قلت: (7) لوجهين: أحدهما (7) أنّها لم تكن معجزات من ناحية النظم والترتيب، و (9) الآخر أنها لم تيسّر للحفظ» (9).
وقال الزمخشريّ: «الفوائد في تفصيل القرآن وتقطيعه سورا كثيرة وكذلك أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور، وما أوحاه إلى أنبيائه مسوّرة، وبوّب المصنّفون في كتبهم أبوابا موشّحة الصدور بالتراجم: منها أن الجنس إذا انطوت تحته أنواع وأصناف كان أحسن وأفخم من أن يكون بابا واحدا. ومنها أن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخره كان أنشط (11) له، وأبعث على التحصيل منه لو استمرّ على الكتاب بطوله، ومثله المسافر إذا
__________
(1) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم تقدمت ترجمته ص 149.
(2) في المخطوطة (لكن).
(3) في المخطوطة: (التدرج وتعليم).
(5) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) عبارة المخطوطة (من وجوه أحدها).
(9) عبارة المخطوطة (والثاني أنها لم تثبت من الحفظ).
(11) في المخطوطة: (أبسط).(1/362)
قطع ميلا أو فرسخا وانتهى إلى رأس بريّة نفّس ذلك منه ونشطه للمسير ومن ثمة جزّأ القرآن أجزاء وأخماسا. ومنها أن الحافظ إذا حذق (1) السّورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة فيعظم عنده ما حفظه. ومنه حديث أنس: «كان الرّجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جلّ فينا» (2).
ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة أفضل. ومنها أن التفصيل يسبّب تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض، وبذلك (3) تتلاحظ المعاني والنظم، الى غير ذلك من الفوائد».
فائدة
أما الآية فلها في اللغة ثلاثة معان:
أحدها جماعة الحروف، قال أبو عمرو الشيباني (4): «تقول العرب: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم».
ثانيها الآية: العجب، تقول العرب: فلان آية في العلم وفي الجمال، قال الشاعر:
آية في الجمال ليس له في ال ... حسن شبه وما له من نظير
فكأنّ كل آية عجب في نظمها، والمعاني المودعة فيها.
ثالثها العلامة، تقول العرب: خربت دار فلان وما بقي فيها آية، أي علامة فكأن كلّ آية في القرآن علامة ودلالة على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
واختلف في وزنها فقال سيبويه: «فعلة» بفتح العين، وأصلها «أيية» تحركت الياء
__________
(1) في المخطوطة: (حفظ).
(2) اضطربت عبارة المخطوطة، واللفظ عند ابن حبّان (عدّ فينا ذو شأن) والحديث أخرجه بلفظه ابن حبّان في الصحيح 2/ 62، كتاب الرقاق، ذكر خبر قد شنع به بعض المعطلة على أصحاب الحديث حيث حرمها التوفيق وإدراك معناه. الحديث رقم (741). وأخرج أصله أحمد في المسند 3/ 222، ومسلم في الصحيح 4/ 2145، كتاب صلاة المنافقين وأحكامهم (50)، الحديث (14/ 2781).
(3) في المخطوطة (لذلك).
(4) هو إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيباني الكوفي، كان راوية أهل بغداد واسع العلم باللغة والشعر ثقة في الحديث كثير السماع نبيلا فاضلا عالما بكلام العرب له تصانيف هامة منها: كتاب: «الجيم» ت 206هـ (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 439) وانظر قوله في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص: 34، وخزانة الأدب 3/ 137.(1/363)
وانفتح ما قبلها فجاءت آية. وقال الكسائي: أصلها «آيية» على وزن «فاعلة»، حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابّة.
وأما في الاصطلاح [39/ ب] فقال الجعبريّ (1) في كتاب «المفرد في معرفة العدد» (2): «حدّ الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة وأصلها العلامة، ومنه: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} (البقرة: 248) لأنها علامة للفضل والصدق، أو الجماعة، لأنها جماعة كلمة».
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها، ليس بينها شبه بما سواها.
وقيل: هي الواحدة من المعدودات في السّور، سميت به (3) لأنها علامة على صدق من أتى بها، وعلى عجز المتحدّى بها.
وقيل: لأنها علامة انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعها (4) عمّا بعدها. قال الواحديّ (5):
«وبعض أصحابنا يجوّز على هذا القول تسمية أقلّ من الآية آية لولا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن».
وقال ابن المنيّر (6) في «البحر»: ليس في القرآن كلمة واحدة آية إلا {مُدْهََامَّتََانِ}» (الرحمن: 64).
وقال بعضهم: الصحيح أنها إنما تعلم بتوقيف من الشارع، (7) لا مجال للقياس (7) فيه كمعرفة السورة، فالآية طائفة حروف من القرآن، علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن، وعن الكلام الذي قبلها
__________
(1) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري تقدمت ترجمته ص 149. وأما كتابه ذكره الوادي آشي في البرنامج باسم حديقة الزهر في عدد آي السور»، وذكره بروكلمان باسم «عقد الدرر في عدّ آي السور» مخطوط بالتيمورية رقم (571)، معهد المخطوطات رقم (47) تفسير، ومكتبة الفاتيكان 1475 (2).
(2) في المخطوطة (المدد).
(3) في المخطوطة: (آية).
(4) في المخطوطة: (وانقطاعه).
(5) هو علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري تقدم ذكره ص 105.
(6) هو القاضي ناصر الدين أبو العباس أحمد بن محمد تقدم الكلام عنه وعن كتابه ص 176.
(7) عبارة المخطوطة (لاتحاد القياس).(1/364)
[والكلام] (1) الذي بعدها في غيرهما، غير مشتمل على مثل ذلك. قال: وبهذا القيد خرجت السورة.
وقال الزمخشريّ (2): «الآيات علم توقيف لا مجال للقياس فيه، فعدوا {الم} آية حيث وقعت من السورة المفتتح بها، وهي ستّ (البقرة، وآل عمران والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة)، وكذلك {المص} آية (الأعراف)، و {المر} (الرعد) لم تعد آية، و {الر} (يونس، هود، يوسف، إبراهيم، والحجر) ليست بآية في سورها الخمس. و {طسم} آية في سورتيها (الشعراء، والقصص) و {طه} و {يس} آيتان، و {طس} (النمل) ليست بآية، و {حم} آية في سورها كلها (غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف). و {حم عسق} (الشورى) آيتان، و {كهيعص}
(مريم) آية واحدة، و {ص} و {ق} و {ن} ثلاثتها لم تعدّ آية: هذا مذهب الكوفيين، ومن عداهم لم يعدّوا شيئا منها آية».
وقال بعضهم: إنما عدّوا {يس} آية ولم يعدّوا {طس} لأن {طس} تشبه المفرد، كقابيل في الزنة والحروف، و {يس} تشبه الجملة من جهة أن أوله ياء، وليس لنا مفرد أوله ياء.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي (3): «ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية، وصحّ أنه قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران. قال: وتعديد الآي من مفصلات القرآن ومن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع، ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه، كقوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الفاتحة: 7) على مذهب أهل المدينة، فإنهم يعدّونها آية. وينبغي أن يعوّل في ذلك على فعل السلف».
وأما الكلمة، فهي اللفظة الواحدة، وقد تكون على حرفين مثل «ما» و «لي» و «له» و «لك». وقد تكون أكثر. وأكثر ما تكون عشرة أحرف، مثل: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} (النور:
55)، و {أَنُلْزِمُكُمُوهََا} (هود: 28) و {فَأَسْقَيْنََاكُمُوهُ} (الحجر: 22) وقد تكون
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) في الكشاف 1/ 18في أول البقرة، الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور.
(3) تقدمت ترجمته ص 109.(1/365)
الكلمة آية مثل: {وَالْفَجْرِ}، {وَالضُّحى ََ}، {وَالْعَصْرِ}، وكذلك {الم}، و {طه}، و {يس}، و {حم}، في قول الكوفيين. و {حم عسق} عندهم كلمتان، وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هذه فواتح السور.
وقال أبو عمرو الداني: «لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله: {مُدْهََامَّتََانِ}
في سورة الرّحمن» (الآية: 64).
خاتمة
قد يكون للسورة اسم [واحد] (1) وهو كثير، وقد يكون لها اسمان، كسورة البقرة يقال لها: فسطاطا القرآن لعظمها وبهائها. وآل عمران يقال اسمها في التوراة طيبة، حكاه النقّاش (2). والنحل تسمى سورة النّعم لما عدّد الله فيها من النعم على عباده (3) [وسورة {حم عسق}، وتسمّى الشورى. وسورة الجاثية وتسمى الشريعة. وسورة محمد صلّى الله عليه وسلّم وتسمى القتال] (3).
وقد يكون لها ثلاثة أسماء، كسورة المائدة، والعقود، والمنقذة. وروى ابن عطية (5) فيه حديثا، وكسورة غافر، والطّول، والمؤمن، لقوله: {وَقََالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ} (غافر: 28).
وقد يكون لها أكثر من ذلك كسورة براءة، والتوبة، والفاضحة، والحافرة، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين. قال ابن عباس: «ما زال ينزل (6) (ومنهم) حتى ظننا [40/ أ] أنه لا يبقى أحد (7) [إلّا ذكر فيها] (7)» (9)
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) محمد بن الحسن بن محمد بن زياد أبو بكر الموصلي النقاش، المقرئ المفسر الحافظ كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير من تصانيفه «الإشارة في غريب القرآن» ت 351هـ (الداودي، طبقات المفسرين 2/ 131).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) هو عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن المعروف بابن عطية صاحب «المحرر الوجيز» تقدّم ذكره ص 101.
(6) في المخطوطة (يقول).
(7) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(9) الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في «الصحيح 7/ 329، كتاب المغازي (64)، باب حديث بني النضير (14)، الحديث (4029)، وفي كتاب التفسير 8/ 628، سورة الحشر (59)، باب (1) الحديث (4882)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2322، كتاب التفسير (54)، باب في سورة براءة والأنفال والحشر (5)، الحديث (31/ 3031).(1/366)
وقال حذيفة: «هي سورة العذاب (1)». وقال ابن عمر: «كنا ندعوها المشقشقة (2)». وقال الحارث بن يزيد: «كانت تدعى المبعثرة» (3). ويقال لها: المسوّرة، ويقال لها: البحوث.
وكسورة الفاتحة ذكر بعضهم لها بضعة وعشرين اسما: (1) الفاتحة، وثبت في «الصحيحين» (4) (2) [وأمّ الكتاب] (5)
(3) وأمّ القرآن، وثبّتا في «صحيح مسلم» (7)، وحكى ابن عطية كراهية تسميتها عن قوم (4) والسبع المثاني (5) والصلاة، ثبتا في «صحيح مسلم» (8) (6) والحمد، رواه الدارقطني (9) (7) وسمّيت مثاني لأنها تثنى في الصلاة، أو أنزلت مرتين (8) والوافية بالفاء لأن تبعيضها لا يجوز، ولاشتمالها على المعاني التي في القرآن (9) والكنز لما ذكرنا (10) والشافعية، (11) والشفاء، (12) والكافية (13) والأساس.
وينبغي البحث عن تعداد الأسامي: هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كلّ سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق اسمائها (10) وهو بعيد.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 330، تفسير سورة التوبة، الحديث الثالث. وأخرجه ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ وابن مردويه (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 3/ 208).
(2) في المخطوطة: (المشققة) وفي «الدر المنثور» و «الإتقان» للسيوطي: (المقشقشة)، والحديث أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه (ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 208).
(3) قال السيوطي في الإتقان 1/ 156: «وحكى ابن الفرس من أسمائها المبعثرة، وأظنه تصحيف المنقّرة، فإن صح كملت الأسماء عشرة ثم رأيته كذلك أعني المبعثرة بخط السخاوي في «جمال القراء»، وقال لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين».
(4) جاء ذكر (الفاتحة) في صحيح البخاري 2/ 236، كتاب الأذان الحديث (756) وفي صحيح مسلم 1/ 295، كتاب الصلاة الحديث (34/ 394).
(5) ساقط من المخطوطة.
(7) جاء ذكر (أم الكتاب) في صحيح البخاري أيضا 2/ 260، الحديث (776)، و (أم القرآن)، 8/ 381، الحديث (4704)، وفي صحيح مسلم 1/ 297، الحديث (43و 44/ 396).
(8) في الصحيح 1/ 296، الحديث (38/ 395)، قال السيوطي في الإتقان: 1/ 156 «إن من أسمائها الصلاة لحديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» الحديث أي السورة، قال المرسي: لأنها من لوازمها، فهو من باب تسمية الشيء باسم لازمه» ا. هـ.
(9) في السنن 1/ 312، الحديث (36).
(10) تحرّفت في المخطوطة إلى (اشتمالها).(1/367)
خاتمة أخرى
ينبغي النظر في وجه اختصاص كلّ سورة بما سمّيت به، ولا شكّ أن العرب تراعي في الكثير من المسمّيات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصّه، أو تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمّى. ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها.
وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردّد فيها من كثير من أحكام النساء، وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها، وإن كان قد ورد لفظ الأنعام في غيرها إلا أن التفصيل الوارد في قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعََامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} (الآية: 142) إلى قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدََاءَ} (الآية: 144) لم يرد في غيرها كما ورد ذكر النساء في سور إلا أن ما تكرر وبسط من أحكامهنّ لم يرد في غير سورة النساء. وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة في غيرها فسميت بما يخصها.
فإن قيل: قد ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، فلم تختصّ (1) باسم هود وحده؟ وما وجه تسميتها به؟ وقصة نوح فيها أطول وأوعب.
قيل: تكررت هذه القصص في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت في غيرها، ولم يتكرر في واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود عليه السلام كتكرره (2) في هذه السورة فإنه تكرّر فيها عند ذكر قصته في أربعة مواضع، والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا.
وإن قيل: فقد تكرر اسم نوح في هذه السورة في ستة مواضع فيها، وذلك أكثر من تكرار اسم هود. قيل: لما جرّدت لذكر نوح وقصته مع قومه (3) سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى بأن تسمى باسمه عليه السلام من سورة تضمنت قصته وقصة غيره، وإن تكرّر اسمه فيها أما هود (4) [عليه السلام فلم تفرد لذكره سورة ولا تكرر اسمه مرتين فما فوقها في غير سورة هود] (4) فكانت أولى السور بأن تسمى باسمه عليه السلام.
__________
(1) العبارة في المخطوطة (ولم تخص).
(2) في المخطوطة: (لتكرره).
(3) في المخطوطة: (كونه).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/368)
واعلم أن تسمية سائر سور القرآن يجري فيها من رعي التسمية ما ذكرنا. وانظر سورة {ق} لما تكرر فيها من ذكر الكلمات بلفظ القاف. ومن ذلك السور المفتتحة بالحروف المقطعة، ووجه اختصاص كلّ واحدة بما وليته، حتى لم تكن لترد {الم} في موضع {الر}، ولا {حم} في موضع {طس} لا سيما إذا قلنا: إنها أعلام لها وأسماء عليها.
وكذا وقع في كلّ سورة منها ما كثر ترداده فيما يتركب من كلمها ويوضّحه أنك إذا ناظرت سورة منها بما يماثلها في عدد كلماتها وحروفها وجدت الحروف [40/ ب] المفتتح بها تلك السورة إفرادا وتركيبا أكثر عددا في كلماتها منها في نظيرتها ومماثلتها في عدد كلمها وحروفها فإن لم تجد بسورة منها ما يماثلها في عدد كلمها ففي اطراد ذلك في المماثلات ممّا يوجد له النظير ما يشعر بأنّ هذه لو وجد ما يماثلها لجرى على ما ذكرت لك. وقد اطّرد هذا في أكثرها فحق لكل سورة منها ألّا يناسبها غير الوارد فيها فلو وضع موضع {ق} من سورة {ن} لم يمكن لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله تعالى. وقد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها {الر} مائتا كلمة وعشرون أو نحوها، فلهذا افتتحت ب ({الر}. وأقرب السور إليها مما يماثلها بعدها من غير المفتتحة بالحروف المقطعة سورة النحل وهي أطول منها مما يركب على {الر} من كلمها مائتا كلمة، مع زيادتها في الطول عليها، فلذلك وردت الحروف المقطعة في أولها {الر}.
(البرهان ج 1م 24)(1/369)
(البرهان ج 1م 24)
النوع الخامس عشر معرفة أسمائه واشتقاقاتها (1)
وقد صنف في ذلك الحرالّيّ (2) جزءا وأنهى أساميه إلى نيّف وتسعين.
وقال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك (3) رحمه الله: «اعلم أن الله تعالى سمّى القرآن بخمسة وخمسين اسما:
(1) سمّاه كتابا فقال: {حم * وَالْكِتََابِ الْمُبِينِ} (الدخان: 1و 2).
(2) وسماه قرآنا فقال: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} الآية. (الواقعة: 77).
(3) وسماه كلاما فقال: {حَتََّى يَسْمَعَ كَلََامَ اللََّهِ} (التوبة: 6).
(4) وسماه نورا فقال: {وَأَنْزَلْنََا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء: 174).
(5) وسماه هدى فقال: {هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} (لقمان: 3).
(6) وسماه رحمة فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللََّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذََلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} (يونس:
58).
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: مقدمة تفسير الطبري 1/ 34والإتقان للسيوطي 1/ 163143، النوع السابع عشر، معرفة أسمائه وأسماء سوره، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 355، علم معرفة أسمائه وأسماء سوره، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/ 89، وترتيب العلوم للمرعشي: 219، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 490، علم معرفة أسماء القرآن وأسماء سوره. وأسماء القرآن، مقال لحسن حسين في مجلة الأزهر، ج 17، ع 9عام 1345هـ / 1946م.
ومن الكتب المؤلفة فيه سوى كتاب الحرالّيّ: أسماء القرآن الكريم لابن قيم الجوزية شمس الدين محمد بن أبي بكر (ت 751هـ) (ذيل طبقات الحنابلة 2/ 449) ويسمى أيضا ب «شرح أسماء الكتاب العزيز» و «تفسير أسماء القرآن الكريم» وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 89 «الهدى والبيان في أسماء القرآن» لصالح البليهي، رسالة جامعية بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض (معجم مصنفات القرآن 3/ 268).
(2) علي بن أحمد بن الحسن التجيبي الحرالي، تقدم ذكره ص 98.
(3) المعروف بشيذلة صاحب «البرهان في مشكلات القرآن» تقدم ذكره ص 112.(1/370)
(7) وسماه فرقانا فقال: {تَبََارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقََانَ عَلى ََ عَبْدِهِ} الآية.
(الفرقان: 1).
(8) وسماه شفاء فقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مََا هُوَ شِفََاءٌ} (الإسراء: 82).
(9) وسماه موعظة فقال: {قَدْ جََاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (يونس: 57).
(10) وسماه ذكرا فقال: {وَهََذََا ذِكْرٌ مُبََارَكٌ أَنْزَلْنََاهُ} (الأنبياء: 50).
(11) وسماه كريما فقال: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (الواقعة: 77).
(12) وسماه عليّا فقال: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتََابِ لَدَيْنََا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (الزخرف: 4).
(13) وسمّاه حكمة فقال: {حِكْمَةٌ بََالِغَةٌ} (القمر: 5).
(14) وسماه حكيما فقال: {الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ الْحَكِيمِ} (يونس: 1).
(15) وسماه مهيمنا فقال: {مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتََابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}
(المائدة: 48).
(16) وسماه مباركا فقال: {كِتََابٌ أَنْزَلْنََاهُ إِلَيْكَ مُبََارَكٌ} الآية. (ص: 29).
(17) وسماه حبلا فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللََّهِ جَمِيعاً} (آل عمران: 103).
(18) وسماه الصراط المستقيم فقال: {وَأَنَّ هََذََا صِرََاطِي مُسْتَقِيماً} (الأنعام:
153).
(19) وسماه القيّم فقال: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً * قَيِّماً} (1) [وفيه تقديم وتأخير تقديره:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب القيم ولم يجعل له عوجا أي لم يجعله مخلوقا] (1)
(الكهف: 1و 2).
(20) وسماه فصلا فقال: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} (الطارق: 13).
(21) وسماه نبأ عظيما فقال: {عَمَّ يَتَسََاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} (النبأ: 1و 2).
(22) وسماه أحسن الحديث فقال: {اللََّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} (الزّمر:
23).
(23) وسمّاه تنزيلا فقال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعََالَمِينَ} (الشعراء: 192).
(24) وسماه روحا فقال: {وَكَذََلِكَ أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنََا} (الشورى:
52).
(25) وسماه وحيا فقال: {إِنَّمََا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} (الأنبياء: 45].
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/371)
(26) وسمّاه المثاني فقال: {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي} [الآية] (1) (الحجر: 87).
(27) وسمّاه عربيا فقال: {قُرْآناً عَرَبِيًّا} (الزمر: 28) قال ابن عباس: «غير مخلوق».
(28) وسمّاه قولا فقال: {وَلَقَدْ وَصَّلْنََا لَهُمُ الْقَوْلَ} [الآية] (1) (القصص: 51).
(29) وسمّاه بصائر فقال: {هََذََا بَصََائِرُ لِلنََّاسِ} [الآية] (1) (الجاثية: 20).
(30) وسمّاه بيانا فقال: {هََذََا بَيََانٌ لِلنََّاسِ} (آل عمران: 138).
(31) وسمّاه علما فقال: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوََاءَهُمْ بَعْدَ مََا جََاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}
(الرعد: 37).
(32) وسمّاه حقّا فقال: {إِنَّ هََذََا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [الآية] (1) (آل عمران: 62).
(33) وسمّاه الهادي فقال: {إِنَّ هََذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي} [الآية] (1) (الإسراء: 9).
(34) وسمّاه عجبا فقال: {قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي} [الآية] (1) (الحاقة: 21).
(35) وسمّاه تذكرة فقال: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ} [الآية] (1) (الحاقة: 48).
(36و 37) وسمّاه بالعروة الوثقى فقال: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ََ} (لقمان: 22).
(38) وسمّاه متشابها فقال: {كِتََاباً مُتَشََابِهاً} [الآية] (1) (الزمر: 23).
(39) وسمّاه صدقا فقال: {وَالَّذِي جََاءَ بِالصِّدْقِ} [الآية] (1) أي بالقرآن (الزمر: 33).
(40) وسمّاه عدلا فقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا} [الآية] (1) (الأنعام: 115).
(41) وسمّاه إيمانا فقال: {سَمِعْنََا مُنََادِياً يُنََادِي لِلْإِيمََانِ} (آل عمران: 193).
(42) وسمّاه أمرا فقال: {ذََلِكَ أَمْرُ اللََّهِ} (الطلاق: 5).
(43) وسمّاه بشرى فقال: {هُدىً وَبُشْرى ََ} (النمل: 2).
(44) وسمّاه مجيدا فقال: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} (البروج: 21).
(45) وسمّاه زبورا فقال: {وَلَقَدْ كَتَبْنََا فِي الزَّبُورِ} الآية (الأنبياء: 105).
(46) وسمّاه مبينا فقال: {الر تِلْكَ آيََاتُ الْكِتََابِ الْمُبِينِ} (يوسف: 1).
(47و 48) وسمّاه بشيرا ونذيرا فقال: {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ} [الآية] (1)
(فصّلت: 4).
(49) وسمّاه عزيزا فقال: {وَإِنَّهُ لَكِتََابٌ عَزِيزٌ} [الآية] (فصّلت: 41).
(50) وسمّاه [41/ أ] بلاغا فقال: {هََذََا بَلََاغٌ لِلنََّاسِ} [الآية] (1) (إبراهيم: 52).
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/372)
(51) وسمّاه قصصا فقال: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [الآية] (1) (يوسف: 3).
(5552) وسماه أربعة أسامي في آية واحدة فقال: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} (عبس: 13و 14) انتهى.
تفسير هذه الأسامي
1 - فأما الكتاب: فهو مصدر [كتب] (2) يكتب [كتابا و] (3) كتابة، وأصلها الجمع، وسميت الكتابة لجمعها الحروف فاشتق الكتاب لذلك لأنّه يجمع أنواعا من القصص والآيات والأحكام والأخبار على أوجه مخصوصة. ويسمّى المكتوب كتابا مجازا، قال الله تعالى: {فِي كِتََابٍ مَكْنُونٍ} (الواقعة: 78)، أي اللوح المحفوظ. والكتابة حركات تقوم بمحلّ قدرة الكاتب، خطوط (4) موضوعة مجتمعة تدلّ على المعنى المقصود وقد يغلط الكاتب فلا تدلّ على شيء.
2 - وأمّا القرآن: فقد اختلفوا فيه فقيل: هو اسم غير مشتقّ من شيء بل هو اسم خاصّ بكلام (5) الله وقيل: مشتقّ من القري، وهو الجمع ومنه قريت الماء في الحوض أي جمعته قاله الجوهري (6) وغيره. وقال الراغب (7): «لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن ولعلّ مراده (8) بذلك في العرف والاستعمال لا أصل اللغة». وقال الهروي (9): «كل شيء جمعته فقد قرأته». وقال أبو عبيد (10): «سمي القرآن قرآنا لأنه جمع السور بعضها إلى بعض». وقال الراغب (11): «سمّي قرآنا لكونه جمع ثمرات الكتب المنزلة السابقة وقيل: لأنه
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) في المطبوعة (خطوطا).
(5) في المخطوطة: (لكلام).
(6) هو إسماعيل بن حماد الجوهري، من أعاجيب الدنيا: إمام في علم اللغة وخطّه يضرب به المثل في الحسن، وهو من فرسان الكلام، وممن آتاه الله قوة بصيرة، وله كتاب «الصحاح» في اللغة، ت 398هـ بنيسابور (القفطي، إنباه الرواة 1/ 229).
(7) الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني تقدم ذكره ص 218، وانظر قوله في المفردات: 402.
(8) في المخطوطة: (مرادهم).
(9) هو حمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي الباشاني، المؤدب صاحب كتاب «غريبي القرآن والحديث» قرأ على جماعة منهم أبو سليمان الخطابي وأبو منصور محمد بن أحمد الأزهري روى عنه كتاب الغريبين، أبو عمرو عبد الواحد بن أحمد المليحي ت 401هـ (ياقوت، معجم الأدباء 4/ 260).
(10) القاسم بن سلام تقدم ذكره ص 119.
(11) المفردات: 402.(1/373)
جمع أنواع العلوم كلها بمعان كما قال تعالى: {مََا فَرَّطْنََا فِي الْكِتََابِ مِنْ شَيْءٍ}» (الأنعام:
38). وقال بعض المتأخرين: لا يكون القرآن و «قرأ» مادته بمعنى جمع، لقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (القيامة: 17) فغاير بينهما (1) وإنما مادته «قرأ» بمعنى أظهر وبيّن والقارئ (1) يظهر القرآن ويخرجه، والقرء: الدم، لظهوره وخروجه. والقرء: الوقت فإنّ التوقيت لا يكون إلا بما يظهر. وقيل: سمي قرآنا لأن القراءة عنه والتلاوة منه وقد قرئت بعضها عن بعض.
وفي «تاريخ بغداد» للخطيب في ترجمة الشافعي قال (3): «وقرأت القرآن على إسماعيل ابن قسطنطين (4) وكان يقول: القرآن اسم وليس مهموزا، ولم يؤخذ من «قرأت» ولو أخذ من «قرأت» لكان كلّ ما قرئ (5) ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل، يهمز قرأت، ولا يهمز القران». وقال الواحدي (6): «كان ابن كثير يقرأ بغير همز، وهي قراءة الشافعيّ أيضا». قال البيهقيّ (7): «كان الشافعيّ يهمز «قرأت» ولا يهمز القران ويقول: هو اسم لكتاب الله غير مهموز» قال الواحديّ: «قول الشافعي هو اسم لكتاب الله، يعني أنه اسم علم غير مشتق، كما قاله جماعة من الأئمة وقال وذهب آخرون إلى أنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه فسمي بذلك لقران السور والآيات والحروف فيه، ومنه قيل للجمع بين الحج والعمرة قران، قال: وإلى هذا المعنى ذهب الأشعريّ».
وقال القرطبيّ: «القران بغير همز مأخوذ من القرائن لأنّ الآيات منه يصدّق بعضها بعضا ويشابه بعضها بعضا، فهي حينئذ قرائن». قال الزجاج: «وهذا القول سهو، والصحيح أن ترك الهمز فيه، من باب التخفيف ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهذا ما أشار إليه
__________
(1) العبارة في المخطوطة (وأما مادة «قري» بمعنى أظهر وبيّن والقاري).
(3) أي الشافعي، انظر تاريخ بغداد 2/ 62.
(4) إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين أبو إسحاق المخزومي المعروف بالقسط، قارئ أهل مكة في زمانه أقرأ الناس دهرا، قرأ عليه الإمام الشافعي ت 190هـ (الذهبي، معرفة القرّاء 1/ 141).
(5) في المطبوعة زيادة (قرئ) وهي في تاريخ بغداد.
(6) هو علي بن أحمد، أبو الحسن الواحدي صاحب التفاسير الثلاثة «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز». تقدم ذكره ص 105.
(7) مناقب الشافعي 1/ 277، باب ما يستدل به على حفظ الشافعي لكتاب الله عز وجل.(1/374)
الفارسيّ (1) في «الحلبيّات» وقوله: {إِنَّ عَلَيْنََا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (القيامة: 17)، أي جمعه في قلبك حفظا، وعلى لسانك تلاوة، وفي سمعك فهما وعلما. ولهذا قال بعض أصحابنا: إن عند قراءة القارئ تسمع قراءته المخلوقة، ويفهم منها كلام الله القديم وهذا معنى قوله: {لََا تَسْمَعُوا لِهََذَا الْقُرْآنِ} (فصّلت: 26)، أي لا تفهموا ولا تعقلوا لأن السّمع الطبيعي يحصل للسامع شاء أو أبى.
3 - وأما الكلام: فمشتق من التأثير، يقال: كلمه إذا أثر فيه بالجرح، فسمّي الكلام كلاما لأنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده.
4 - وأما النور: فلأنّه يدرك به غوامض الحلال والحرام.
5 - وأما تسميته «هدى» فلأن فيه دلالة بيّنة (2) إلى الحق، وتفريقا بينه وبين الباطل.
6 - وأما تسمية «ذكرا» فلما فيه من المواعظ والتحذير وأخبار الأمم الماضية وهو مصدر ذكرت ذكرا، والذكر: الشرف، قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنََا إِلَيْكُمْ كِتََاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [41/ ب] (الأنبياء: 10) أي شرفكم.
7 - وأما تسميته «تبيانا» فلأنّه بيّن فيه أنواع الحق وكشف أدلّته.
8 [و] (3) أما تسميته «بلاغا» فلأنه لم يصل إليهم حال أخبار النبي صلّى الله عليه وسلّم وإبلاغه إليهم إلّا به.
19 - وأما تسميته «مبينا» فلأنه أبان وفرّق بين الحق والباطل.
20 - و 21وأما تسميته «بشيرا ونذيرا» فلأنه بشّر بالجنة وأنذر من النار.
22 - وأما تسميته «عزيزا» أي يعجز ويعزّ على من يروم أن يأتي بمثله فيتعذر ذلك عليه كقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ} [4] [عَلى ََ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هََذَا الْقُرْآنِ] (4) الآية (الإسراء: 88)، والقديم لا يكون له مثل إنما المراد أن يأتوا بمثل هذا [الإبلاغ و] (6) الإخبار
__________
(1) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الإمام أبو علي الفارسي، واحد زمانه في العربية أخذ عن الزجاج وبرع من طلبته ابن جني من تصانيفه: «الإيضاح في النحو» ت 377هـ (القفطي، إنباه الرواة 1/ 308)، وكتابه «المسائل الحلبيات» طبع بتحقيق د. حسن هنداوي بدار القلم في دمشق 1407هـ / 1987م وانظر قوله فيه ص 297، مسألة في تأويل أسماء كتاب الله تعالى.
(2) في المخطوطة: (وتنبيه).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/375)
والقراءة بالوضع البديع. وقيل المراد بالعزيز نفي المهانة عن قارئه إذا عمل به.
23 - وأما تسميته «فرقانا»: فلأنه فرّق بين الحق والباطل، والمسلم والكافر، والمؤمن والمنافق، وبه سمي عمر بن الخطاب الفاروق.
24 - وأما تسميته «مثاني»: فلأن فيه بيان قصص الكتب الماضية، فيكون البيان ثانيا للأول الذي تقدّمه فيبيّن الأول الثاني. وقيل سمّي «مثاني» لتكرار الحكم والقصص والمواعظ فيه، وقيل: إنه اسم الفاتحة وحدها.
25 - وأما تسميته «وحيا»: ومعناه تعريف الشيء خفيا، سواء كان بالكلام كالأنبياء والملائكة، أو بإلهام كالنحل وإشارة النمل فهو مشتق من الوحي والعجلة لأن فيه إلهاما بسرعة وخفية.
26 - وأما تسميته «حكيما»: فلأن آياته أحكمت بذكر الحلال والحرام، فأحكمت عن الإتيان بمثلها ومن حكمته أنّ علامته: من علمه وعمل به ارتدع (1) عن الفواحش.
27 - وأما تسميته «مصدقا»: فإنه صدّق الأنبياء الماضين أو كتبهم قبل أن تغيّر وتبدل.
28 - وأما تسميته «مهيمنا»: فلأنه الشاهد للكتب المتقدمة بأنها من عند الله.
29 - وأما تسميته «بلاغا»: فلأنه كان في الإعلام والإبلاغ وأداء الرسالة.
30 - وأما تسميته «شفاء»: فلأنه من آمن به كان له شفاء من سقم الكفر، ومن علمه (2)
وعمل به كان له شفاء من سقم الجهل.
31 - وأما تسميته «رحمة»: فإن من فهمه وعقله كان رحمة له.
32 - وأما تسميته «قصصا»: فلأن فيه قصص الأمم الماضين وأخبارهم.
33 - وأما تسميته «مجيدا»: والمجيد الشريف، فمن شرفه أنه حفظ عن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان، وجعله معجزا في نفسه عن أن يؤتى بمثله.
34 - وأما تسميته «تنزيلا»: فلأنه مصدر نزّلته لأنه منزّل من عند الله على لسان جبريل، لأن الله تعالى أسمع جبريل كلامه وفهّمه إياه كما شاء من غير وصف ولا كيفية نزل به على نبيّه، فأدّاه هو كما فهمه وعلّمه.
35 - وأما تسميته «بصائر»: فلأنه مشتق من البصر والبصيرة، وهو جامع لمعاني أغراض المؤمنين كما قال تعالى: {وَلََا رَطْبٍ وَلََا يََابِسٍ} (الأنعام: 59).
__________
(1) في المخطوطة (أن يدع).
(2) في المخطوطة (علم).(1/376)
36 - وأما تسميته «ذكرى»: فلأنه ذكر للمؤمنين ما فطرهم الله عليه من التوحيد. وأما قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنََا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} (الأنبياء: 105) فالمراد بالزّبور هنا جميع الكتب المنزلة من السماء لا يختص بزبور داود، والذكر أم الكتاب الذي من عند الله تعالى.
وذكر الشيخ شهاب الدين أبو شامة (1) في «المرشد الوجيز» في قوله تعالى: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى ََ} (طه: 131) قال: يعني القرآن. وقال السخاويّ: يعني ما رزقك الله من القرآن خير [وأبقى] (2) ممّا رزقهم من الدنيا.
فائدة
ذكر المظفريّ في «تاريخه» (3): «لما جمع أبو بكر القرآن قال: سمّوه، فقال بعضهم: سموه إنجيلا، فكرهوه، وقال بعضهم: سمّوه السّفر، فكرهوه من يهود. فقال ابن مسعود: رأيت للحبشة كتابا يدعونه المصحف، فسموه به» (4).
فائدة
قال الحافظ أبو طاهر السّلفيّ (5): سمعت أبا الكرم النحوي (6)
(7) [يقول سمعت أبا القاسم التنوخي (8) يقول سمعت أبا الحسن الرمّاني] (7) ببغداد وسئل: كلّ كتاب له ترجمة، فما ترجمة كتاب الله؟ فقال: {هََذََا بَلََاغٌ لِلنََّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} (إبراهيم: 52).
__________
(1) المرشد الوجيز ص: 209208.
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) «التاريخ المظفري» للقاضي شهاب الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي الدم الحموي (ت 642هـ) وهو تاريخ يختص بالملة الإسلامية في نحو (6) مجلدات (كشف الظنون 1/ 305) وقد قام بتحقيقه د. حامد زيان غانم، أستاذ التاريخ في كلية الآداب بجامعة الإمارات (أخبار التراث العربي 8/ 20).
(4) انظر المرشد الوجيز لأبي شامة ص: 6463. وعزاه السيوطي في الإتقان 1/ 149لابن أشتة في «المصاحف».
(5) هو أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني أبو طاهر السلفي الشافعي أحد الحفاظ المكثرين ورد بغداد واشتغل بها على الكيا أبي الحسن علي الهراسي في الفقه وعلى الخطيب أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي باللغة قصده الناس من أماكن بعيدة وسمعوا عليه وانتفعوا به ت 576هـ (ابن خلكان، وفيات الأعيان 1/ 150).
(6) هو أبو الكرم علي بن عبد الكريم بن أبي العلاء العباسي الهمذاني العطار، حدّث عن أحمد بن محمد العدل، وعنه أحمد بن عبد الواحد المقدسي البخاري. توفي بعد الخمسمائة (سير أعلام النبلاء 21/ 110).
(7) الزيادة من الإتقان 1/ 148، وعبارة المخطوطة (قال الحافظ أبو طاهر السلفي سمعت أبا الحسن الرمّاني).
(8) هو علي بن محمد بن داود بن إبراهيم، أبو القاسم التنوخي، كان معتزليا مناظرا منجما ولي قضاء الأهواز. قال ابنه: «كان يحفظ للطائيين ستمائة قصيدة». ت 342هـ (سير أعلام النبلاء 15/ 499).(1/377)
النوع السادس عشر معرفة ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز من قبائل العرب (1)
قد تقدم في النوع الحادي عشر الإشارة إلى الخلاف في ذلك، والمعروف أنه بلغة قريش. وحكي عن أبي الأسود الدّيليّ أنه نزل بلسان الكعبين: كعب بن لؤيّ جدّ قريش،
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص 38، الكتب المؤلفة في لغات القرآن، والصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ص 3028، باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن، وأنه ليس في كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص 352349باب ذكر اللغات في القرآن، فصل كلمات في القرآن من لغات العرب، والإتقان للسيوطي 2/ 10489، النوع السابع والثلاثون، فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز، والمزهر في علوم اللغة له أيضا ص 221و 255، النوعان العاشر والسادس عشر، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 374، علم معرفة ما وقع فيه بغير لغة الحجاز، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 508، علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة الحجاز، ومقال «لم يكن القرآن بلغة قريش فحسب» للراجي التهامي، نشر في مجلة دعوة الحق، س 13، ع 1، 1389هـ / 1969م. ومعجم الدراسات القرآنية للصفار ص 31 و 172، و 443. ومعجم مصنّفات القرآن الكريم لعلي شواخ 4/ 186179.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع «اللغات في القرآن» للصحابي الجليل عبد الله بن عباس (ت 68هـ) رواية أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري ابن حسنون (ت 386هـ). طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد بمطبعة الرسالة بالقاهرة عام 1366هـ / 1946م في (100) ص، وأعاد المحقق طبعه بدار الكتاب الجديد ببيروت عام 1392هـ / 1972م. «واللغات في القرآن» لمقاتل بن سليمان الأزدي (ت 150هـ) ذكره سيزكين 1/ 62، وذكره الخطيب البغدادي في مشيخته المخطوط في الظاهرية 18 (126أ)، ولعله «وجوه حروف القرآن» والمسمّى أيضا «الوجوه والنظائر في القرآن» وقد طبع باسم «الأشباه والنظائر» بتحقيق عبد الله محمود شحاتة في القاهرة عام 1395هـ / 1975م، وإذا صحّ كونه كذلك، فيلحق الكتاب بنوعه المتقدم في النوع الرابع من هذا الكتاب ص 102. «ولغات القرآن» للكلبي، هشام بن محمد (ت 204هـ) ذكره ياقوت في معجم الأدباء 19/ 290 «ولغات القرآن» للهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الثعلبي الطائي البحتري الكوفي ت 207هـ (ذكره ابن النديم في الفهرست: 38) «ولغات القرآن» للفراء، أبي زكريا يحيى بن زياد ت 207هـ (ذكره ابن النديم) «ولغات القرآن» لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ت 215هـ (ذكره ابن النديم) «ولغات القرآن» للأصمعي عبد الملك بن قريب ت 216هـ (ذكره ابن(1/378)
وكعب بن عمرو جدّ خزاعة، فقال له خالد بن سلمة: إنما نزل بلسان قريش (1)
[42/ أ] (2) [وقال ابن عباس نزل بلسان قريش] (2) ولسان خزاعة وذلك أن الدار كانت واحدة (4).
وقال أبو عبيد في كتاب «فضائل القرآن» عن ابن عباس رضي الله عنهما: «نزل بلغة الكعبين (5): كعب قريش، وكعب خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة». قال أبو عبيد: «يعني أن خزاعة جيران قريش، فأخذوا بلغتهم» (6).
وأما الكلبيّ فإنه روى (7) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن». قال أبو عبيد: «العجز هم سعد بن بكر، وجشم (8)، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها عليا هوازن (9) [وهم الذين
__________
النديم) «ورسالة جليلة تتضمن ما ورد في القرآن الكريم من لغات القبائل» لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224هـ) وذكره السيوطي في الإتقان والمهذب باسم أبي القاسم. والكتاب مطبوع بهامش «التيسير في التفسير» للديريني على الحجر في القاهرة عام 1310هـ / 1892م، وطبع بهامش «تفسير القرآن العظيم» للسيوطي بمطبعة عيسى البابي الحلبي في القاهرة عام 1345هـ / 1926م «ولغات القرآن» للقطيعي، محمد بن يحيى، ت 235هـ (ذكره ابن النديم) «واللغات في القرآن» لابن دريد أبي بكر محمد ت 321هـ (ذكره ابن النديم) «ولغات القرآن» لمحمد بن علي المظفر الوزان (توفي في أوائل القرن 5هـ) مخطوط في تشستربتي: 4269 (معجم الدراسات القرآنية: 542) «والمحيط بلغات القرآن» للبيهقي. أحمد بن علي المعروف بأبي جعفر ك، ت 544هـ (ذكره ياقوت في معجم الأدباء 4/ 50) «والجامع الوجيز الخادم للغات الكتاب العزيز» للشمس الشامي، محمد بن يوسف بن علي، ت 942هـ (شذرات الذهب 8/ 250) «وشذور الذهب الإبريز في لغات الكتاب العزيز» لمحمد بن عبد القادر بن أحمد بن أبي بدر بن إسرائيل اليمني، ت 1015هـ (ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 42) «ونزهة الخاطر وسرور الناظر في بيان لغات القرآن» للطريحي فخر الدين بن محمد بن علي (ت 1085هـ) مخطوط، منه نسخة بجامعة الملك سعود بالرياض رقم 92 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 186) «ولغات ألفاظ النظم الجليل»، لمجهول مخطوط بدار الكتب المصرية: 169. «وسبيكة الذهب الإبريز في فهرس مقاصد الكتاب العزيز في اللغات القرآنية، لعالم هندي، (ذكره البغدادي في هدية العارفين 2/ 4) «وشموس العرفان بلغة القرآن» لأبي السعود عباس؟ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 183).
(1) أخرجه الطبري في التفسير 1/ 23.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(4) أخرجه الطبري في التفسير 1/ 23.
(5) عبارة المخطوطة (نزل بلسان قريش بلغة الكعبين).
(6) انظر «فضائل القرآن» في 51/ ب مخطوطات (توبنجن) باب لغات القرآن ونقله عن أبي عبيد ابن عبد البر في التمهيد 8/ 277.
(7) في المخطوطة (يروي).
(8) زاد ابن فارس في الصاحبي: 28 (ابن بكر).
(9) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/379)
قال فيهم أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم» فهذه عليا هوازن] (1)، وأما سفلى تميم فبنو دارم» (2).
وقال أبو ميسرة: بكل لسان، وقيل: إنّ فيه من كل لغات العرب ولهذا قال الشافعي في «الرسالة» (3): «لا نعلمه يحيط باللغة إلا نبيّ» قال الصّيرفيّ (4): «يريد من بعث بلسان جماعة العرب حتى يخاطبها (5) به قال وقد فضّل الفراء لغة قريش على سائر اللغات وزعم أنهم يسمعون كلام العرب فيختارون من كل لغة أحسنها، فصفا كلامهم. وذكر قبح عنعنة تميم.
وكسكسة ربيعة، وعجرفة (6) قيس. وذكر «أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله إنّك تأتينا بكلام من كلام العرب وما نعرفه، ولنحن (7) العرب حقّا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ ربي علمني فتعلّمت، وأدّبني فتأدّبت» (8) قال الصّيرفي ولست أعرف إسناد هذا الحديث، وإن صحّ فقد دلّ على أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد عرف ألسنة العرب».
وقال أبو عمر بن عبد البرّ في «التمهيد» (1): «قول من قال: نزل بلغة قريش، معناه عندي: في الأغلب، لأن غير لغة (10) قريش موجودة في جميع (11) القراءات (12) من تحقيق الهمزة ونحوها، وقريش لا تهمز. وقد روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف صار في عجز هوازن منها خمسة» (13) وقال أبو حاتم: خصّ هؤلاء دون ربيعة
__________
(2) انظر تفسير الطبري 1/ 23والصاحبي لابن فارس ص: 28.
(3) الرسالة ص: 42.
(4) هو محمد بن عبد الله، أبو بكر الصيرفي الشافعي، الأصولي، كان يقال: «إنه أعلم خلق الله تعالى بالأصول بعد الشافعي تفقّه على ابن سريج. من تصانيفه «شرح الرسالة»، ت 330هـ (السبكي، طبقات الشافعية 2/ 169).
(5) في المخطوطة (يخاطبهم).
(6) في المخطوطة (عرفجة) وأورد هذه اللغات ابن فارس في كتاب الصاحبي ص: 24باب اللغات المذمومة.
(7) في المخطوطة (وإنا لنحن).
(8) هذا الحديث يروى عن علي رضي الله عنه أخرجه العسكري في «الأمثال»، وقال ابن الجوزي في «الواهيات» لا يصح (كنز العمال 7/ 214213، الحديث 18673) ويروى أيضا عن أبي بكر رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (كنز العمال 11/ 431، الحديث 32024) ويروى عن ابن مسعود، أخرجه السمعاني في «أدب الإملاء» (كنز العمال 11/ 406، الحديث 31895).
(1) التمهيد 8/ 280.
(10) في المطبوعة (لأن لغة غير).
(11) في التمهيد (صحيح).
(12) تصحّفت في المطبوعة إلى: (القرآن).
(13) الأثر ذكره الطبري في تفسيره 1/ 23.(1/380)
وسائر العرب، لقرب جوارهم من مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومنزل (1) الوحي وإنما ربيعة ومضر اخوان.
قال: وأحبّ الألفاظ واللغات إلينا أن تقرأ بها لغات قريش، ثم أدناهم من بطون [مضر] (2)».
وقال الشيخ جمال الدين بن مالك (3): «أنزل الله القرآن بلغة الحجازيين إلا قليلا فإنه نزل بلغة التميميين فمن القليل إدغام: {وَمَنْ يُشَاقِّ اللََّهَ} (الآية: 4) في الحشر، ومن يرتدّ منكم عن دينه (البقرة: 217)، في قراءة غير نافع. وابن عامر فإن الإدغام في المجزوم والاسم المضاعف لغة [بني] (4) تميم ولهذا قلّ، والفك لغة أهل الحجاز ولهذا كثر، نحو:
{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} (البقرة: 217)، {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} (البقرة: 282)، و {يُحْبِبْكُمُ اللََّهُ} (آل عمران: 31)، {وَيُمْدِدْكُمْ} (نوح: 12) {وَمَنْ يُشََاقِقِ} في النساء (الآية: 115) والأنفال (الآية: 13)، {مَنْ يُحََادِدِ اللََّهَ} (التوبة: 63)، {فَلْيَمْدُدْ} (الحج: 15)، {وَاحْلُلْ عُقْدَةً} (طه: 27)، و {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (طه: 31)، {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي} (طه: 81)».
قال: «وأجمع (5) القراء على نصب {إِلَّا اتِّبََاعَ الظَّنِّ} (النساء: 157) لأن لغة الحجازيين التزام النصب في المنقطع، وإن كان بنو تميم يتبعون كما أجمعوا على نصب {مََا هََذََا بَشَراً} (يوسف: 31)، لأن القرآن نزل بلغة الحجازيين.
وزعم الزمخشريّ (6) أن قوله تعالى: {قُلْ لََا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللََّهُ} (النمل: 65) أنه استثناء منقطع، جاء على لغة بني تميم» ثم نازعه في ذلك.
__________
(1) في المخطوطة: (من منزل).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) هو محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك العلامة جمال الدين الطائي الشافعي، إمام النحاة وحافظ اللغة، أخذها عن غير واحد، وصرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية، وكان إماما في القراءات وعللها هذا مع ما هو عليه من الدين المتين. ت 672هـ (السيوطي، بغية الوعاة 1/ 130).
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) في المخطوطة: (وقد أجمع).
(6) الكشاف 3/ 150149.(1/381)
النوع السابع عشر [المعرب في القرآن] معرفة ما فيه من غير لغة العرب (1)
اعلم أن القرآن أنزله الله بلغة العرب، فلا تجوز قراءته وتلاوته إلا بها، لقوله تعالى: {إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} (يوسف: 2)، وقوله: {وَلَوْ جَعَلْنََاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا} الآية (فصّلت:
44)، [وهذا] (2) يدلّ على أنه ليس فيه غير العربيّ لأن الله تعالى جعله معجزة شاهدة لنبيه عليه الصلاة والسلام، ودلالة قاطعة لصدقه، وليتحدّى العرب العرباء به، ويحاضر البلغاء
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: مقدمة تفسير الطبري 1/ 6والفهرست لابن النديم ص 38، الكتب المؤلفة في لغات القرآن، والصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس (طبعة السلفية) ص 3028، باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن، وأنه ليس في كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب. وفقه اللغة للثعالبي (طبعة البابي الحلبي) ص 197، الباب التاسع والعشرون، فيما يجري مجرى الموازنة بين العربية، والمعرّب للجواليقي، ومقدمة تفسير ابن عطية 1/ 69، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص 341باب ذكر اللغات في القرآن، ومقدمة تفسير القرطبي 1/ 68، المعرّب في القرآن والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 120105، النوع الثامن والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب، والمزهر في علوم اللغة له أيضا، 1/ 268، النوع التاسع عشر ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 375، علم معرفة ما وقع فيه من غير لغة العرب، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 508، علم معرفة ما وقع في القرآن من غير لغة العرب.
الكتب المؤلفة في هذا النوع: كان الأدباء وعلماء اللغة يدرجون ما وقع منه في كتبهم ومعاجمهم، حتى جاء الجواليقي، وأفرد ما وقع منه في كلام العرب عامة في كتابه «المعرب»، ثم جاء السيوطي فأفرد ما جاء منه في القرآن خاصة في كتابه «المهذب»، فهو بذلك أول من وضع كتابا مفردا بهذا النوع، وللكتاب نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم 44مجاميع ونشره عبد الله الجبوري في مجلة المورد العراقية، س 1، ع 21، ص 12697 (معجم المنجد 4/ 97) ثم طبعه مع رسائل أخرى في «رسائل في الفقه واللغة» بدار الغرب الإسلامي في بيروت عام 1402هـ / 1982م. كما حقّقه التّهامي الراجي الهاشمي بجزء مستقل يقع في (275) ص ونشرته اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بمط. فضالة المحمدية بالمغرب، بدون تاريخ (معجم المنجد 5/ 87). ويمكن أيضا مراجعة كتب «اللغات في القرآن» المتقدمة في النوع السابق، لأن بعض مؤلفيها اعتبروا المعرّب من جملة اللغات.
(2) ساقطة من المطبوعة.(1/382)
والفصحاء والشعراء بآياته فلو اشتمل على غير لغة العرب لم تكن له فائدة هذا مذهب الشافعيّ [رضي الله عنه] (1) وهو قول جمهور العلماء منهم أبو عبيدة (2) ومحمد بن جرير الطبري، والقاضي أبو بكر بن الطيب في كتاب «التقريب» (3)، وأبو الحسين بن فارس اللغويّ وغيرهم.
وقال الشافعيّ في «الرسالة» (4) في باب البيان الخامس ما نصّه: [42/ ب] «وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلّم فيه لكان الإمساك أولى به، فقال قائل منهم: إن في القرآن عربيّا وأعجميّا، والقرآن يدلّ على أنه ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، ووجدنا قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له، وتركا للمسألة (5) عن حجته ومسألة غيره ممّن خالفه وبالتقليد أغفل من أغفل منهم، والله يغفر لنا ولهم». هذا كلامه.
وقال أبو عبيدة فيما حكاه ابن فارس (6): «إنّما أنزل القرآن بلسان عربيّ مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذا (7) النّبطيّة فقد أكبر القول» قال (8):
«ومعناه أتى بأمر عظيم وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهّم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه. وإن كان كذلك فلا وجه لقول من يجيز القراءة في الصلاة (9) بالفارسية لأنها ترجمة غير معجزة، وإذا جاز ذلك لجازت الصلاة بكتب التفسير، وهذا لا يقول به أحد» انتهى.
وممن نقل عنه جواز القراءة بالفارسية أبو حنيفة لكن صح رجوعه عن ذلك ومذهب ابن عباس وعكرمة وغيرهما أنه وقع في القرآن ما ليس من لغتهم.
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(2) معمر بن المثنى. أبو عبيدة التيمي النحوي. روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء وأبي الوليد بن داب وغيرهم. وروى عنه أبو عثمان بكر بن محمد المازني وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم. كان من أعلم الناس بأنساب العرب وأيامهم وله كتب كثيرة. ذكره ابن حبان في الثقات. توفي سنة (208هـ) (ابن حجر، تهذيب التهذيب 10/ 246).
(3) وهو أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب تقدم التعريف به ص 117وكتابه «التقريب والإرشاد» في أصول الفقه ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك 2/ 601.
(4) الرسالة ص 4241 (بتحقيق أحمد شاكر).
(5) العبارة في الرسالة (للمسألة له).
(6) انظر كتابه «الصاحبي» ص: 3029والمعرّب للجواليقي ص: 4. والإتقان للسيوطي 2/ 105.
(7) في مجاز القرآن 1/ 17: (طه).
(8) القول لابن فارس في الصاحبي: 30.
(9) في المخطوطة: (صلاته).(1/383)
فمن ذلك {الطُّورِ} (الطور: 1): جبل (1) بالسريانية.
و {طَفِقََا} (الأعراف: 22) أي قصدا بالرومية (2).
و {بِالْقِسْطِ} (الأنعام: 152) و {بِالْقِسْطََاسِ} (الإسراء: 35)، العدل بالرومية (3).
{إِنََّا هُدْنََا إِلَيْكَ} (الأعراف: 156): تبنا بالعبرانية (4).
و {السِّجِلِّ} (الأنبياء: 104) بالفارسية (5).
و {الرَّقِيمِ} (الكهف: 9): اللوح بالرومية (6).
و {كَالْمُهْلِ} (الكهف: 29): عكر الزيت بلسان أهل المغرب (7).
وال {سُنْدُسٍ} (الكهف: 31): الرقيق من الستر بالهندية (8).
وال {إِسْتَبْرَقٍ} (الكهف: 31): الغليظ بالفارسية بحذف القاف (9).
(السريّ) (مريم: 24): النهر الصغير باليونانية (10).
{طه} (طه: 1): أي طأ يا رجل بالعبرانية (11).
{يُصْهَرُ} (الحج: 20): أي ينضج بلسان أهل المغرب (12).
__________
(1) العبارة في المخطوطة: (جبل بلسان السريانية) وانظر: اللغات في القرآن: لابن عباس 10، والصاحبي في فقه اللغة: لابن فارس 60، والمعرّب: للجواليقي 221، والإتقان: للسيوطي 2/ 114، والمهذب: له أيضا 215.
(2) انظر: اللغات في القرآن: 27، والإتقان 2/ 114، والمهذّب: 215.
(3) انظر: الزينة في الكلمات الإسلامية: لأبي حاتم 1/ 136، والمعرّب: 251، والصاحبي: 61، والإتقان 2/ 115، والمهذّب: 218.
(4) انظر: اللغات في القرآن: 28، والإتقان 2/ 117، والمهذّب: 225.
(5) ذكر السيوطي في الإتقان 2/ 112: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {السِّجِلِّ} بلغة الحبشة الرجل، وفي المحتسب لابن جني 2/ 67 {السِّجِلِّ}: الكتاب، وانظر المعرّب 194، والمهذب: 209.
(6) انظر: أمالي الزجاج: 6، والزينة 1/ 135، واللغات في القرآن: 35، والإتقان 2/ 112، والمهذب: 208.
(7) في المخطوطة: (الغرب)، وانظر الاتقان 2/ 117، والمهذب: 224.
(8) انظر: فقه اللغة للثعالبي: 245، والمعرّب: 177، والإتقان 2/ 113، والمهذب: 211.
(9) انظر: المعرّب للجواليقي: 15، والصاحبي: 59، والزينة 1/ 78و 136، والإتقان 2/ 109، والمهذب:
199.
(10) انظر: اللغات في القرآن: 36، والإتقان 2/ 112، والمهذب: 210.
(11) انظر الصاحبي: 60، والإتقان 2/ 114، والمهذب: 214.
(12) انظر: الإتقان 2/ 119، والمهذب: 228.(1/384)
{سِينِينَ} (التين: 2): الحسن بالنبطية (1).
(المشكاة) (النور: 35): الكوّة بالحبشية وقيل الزجاجة تسرج (2).
[الدري] (3) (النور: 35): المضيء بالحبشية.
(الأليم) (البقرة: 10): المؤلم بالعبرانية (4).
{نََاظِرِينَ إِنََاهُ} (الأحزاب: 53): أي نضجه بلسان أهل المغرب (5).
{الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} (ص: 7): أي الأولى بالقبطية، (6) [والقبط يسمون الآخرة الأولى، والأولى الآخرة (7).
{وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ} (الكهف: 79): أي أمامهم بالقبطية.
{الْيَمِّ} (الأعراف: 136): البحر، بالقبطية (8)] (6).
{بَطََائِنُهََا} (الرحمن: 54): ظواهرها، بالقبطية (10).
(الأبّ) (عبس: 31): الحشيش، بلغة أهل المغرب (11).
{إِنَّ نََاشِئَةَ اللَّيْلِ} (المزّمّل: 6) قال ابن عباس: «نشأ بلغة الحبشة: قام من الليل» (12).
{كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} (الحديد: 28): قال أبو موسى الأشعريّ رضي الله عنه: «ضعفين بلغة الحبشة (13)».
__________
(1) انظر: المعرّب: 198، والإتقان 2/ 113، والمهذب: 211.
(2) انظر: الزينة 1/ 137، والمعرّب: 303، والإتقان 2/ 116، والمهذّب: 223.
(3) سقطت من المخطوطة وانظر الإتقان 2/ 111، والمهذب: 206.
(4) انظر: الإتقان 2/ 109، والمهذب: 200.
(5) انظر: الإتقان 2/ 109، والمهذب: 201.
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) انظر المهذب: 202.
(8) انظر: المعرّب: 355، والإتقان 2/ 119، والمهذب: 229.
(10) انظر معترك الأقران 1/ 620، والإتقان 2/ 110، والمهذب: 202.
(11) انظر: المفردات: 7، والإتقان 2/ 108، والمهذب: 197.
(12) أخرجه ابن نصر المروزي في مختصر قيام الليل وقيام رمضان: 14، والطبري في التفسير 29/ 81وانظر الإتقان 2/ 117، والمهذب: 225224.
(13) أخرجه الطبري في التفسير 27/ 141، وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 178، وانظر الصاحبي: 61، والزينة 1/ 137، والإتقان 2/ 116، والمهذب:
221.
(البرهان ج 1م 25)(1/385)
ال {قَسْوَرَةٍ} (المدثر: 51): الأسد بلغة الحبشة (1).
واختار الزمخشريّ (2) أن {التَّوْرََاةَ وَالْإِنْجِيلَ} (آل عمران: 3) أعجميّان، ورجح ذلك بقراءة «الإنجيل» بالفتح، ثم اختلفوا، فقال الطبري: هذه الأمثلة المنسوبة إلى سائر اللغات إنّما اتفق فيها أن تتوارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد. وحكاه ابن فارس عن أبي عبيد.
وقال ابن عطية (3): «بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة (4) بتجارات، وبرحلتي قريش، (5) وكسفر مسافر بن (5) أبي عمرو إلى الشام، وسفر عمر بن الخطاب، وكسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة، وكسفر الأعشى إلى الحيرة، وصحبته (7) مع كونه حجة في اللغة، فعلّقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية، غيّرت بعضها بالنقص (8) [من حروفها] (9) وجرت في (10) تخفيف ثقل العجمة، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العربيّ الفصيح، ووقع بها البيان.
وعلى هذا الحدّ نزل بها القرآن، فإن جهلها عربيّ فكجهله الصريح (11) بما في لغة (11) غيره، وكما لم يعرف ابن عباس معنى (فاطر) (13) إلى غير ذلك. قال: فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية، لكن استعملتها العرب وعرّبتها فهي عربية بهذا الوجه».
__________
(1) انظر اللغات في القرآن: 52، والإتقان: 2/ 115، والمهذب: 218.
(2) الكشاف 1/ 173، في أول سورة آل عمران.
(3) مقدمة المحرر الوجيز 1/ 70.
(4) تصحّفت في المطبوعة إلى: (الألسن).
(5) تصحفت في المطبوعة إلى: (وبسفر مسافرين كسفر) والتصويب من المحرر الوجيز والمخطوطة.
(7) العبارة في تفسير ابن عطية (وصحبته لنصاراها).
(8) تصحّفت في المخطوطة إلى: (بالبعض).
(9) ساقطة من المخطوطة.
(10) في المخطوطة: (إلى).
(11) في المخطوطة (بلغة).
(13) قال السيوطي في الدرّ المنثور 5/ 244: «أخرج أبو عبيد في «فضائله» وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت لا أدري ما {فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها قال ابتدأتها».(1/386)
قال: «وما ذهب إليه الطبريّ (1) من أنّ اللغتين اتفقتا في لفظه فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر، لأنّا لا ندفع أيضا جواز الاتفاقات إلا قليلا شاذا».
وقال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك (2): «إنما وجدت هذه في كلام العرب لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا، ويجوز أن يكون العرب قد سبقها غيرهم إلى هذه الألفاظ وقد ثبت أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم [43/ أ] مبعوث إلى كافة الخلق، قال (3) تعالى: {وَمََا أَرْسَلْنََا مِنْ رَسُولٍ إِلََّا بِلِسََانِ قَوْمِهِ} (إبراهيم: 4)».
وحكى ابن فارس (4) عن أبي عبيد القاسم بن سلّام أنه حكى الخلاف في ذلك ونسب القول بوقوعه إلى الفقهاء، والمنع إلى أهل العربية. ثم قال أبو عبيد: «والصواب عندي مذهب فيه (5) تصديق القولين جميعا وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنها سقطت إلى العرب فعربتها بألسنتها، وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق». قال: «وإنما فسرنا (6) هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم إلى الجهل، ويتوهّم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله بغير ما أراده (7) فهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن» قال ابن فارس «وليس كلّ من خالف قائلا في مقالته ينسبه إلى الجهل فقد اختلف الصدر الأول في تأويل القرآن» قال «فالقول إذن ما قاله أبو عبيد، وإن كان قوم من الأوائل قد ذهبوا إلى غيره».
__________
(1) انظر مقدمة التفسير 1/ 6 (القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ).
(2) تقدم ذكره ص 112.
(3) في المخطوطة: (وقال).
(4) انظر الصاحبي ص: 29.
(5) في المخطوطة تقديم وتأخير (فيه مذهب).
(6) في المطبوعة (فسر).
(7) تصحّفت المخطوطة إلى: (أرادوه).(1/387)
النوع الثامن عشر معرفة غريبه (1)
وهو معرفة المدلول وقد صنّف فيه جماعة منهم أبو عبيدة كتاب
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص: 37، الكتب المؤلفة في غريب القرآن، والإتقان للسيوطي 2/ 3، النوع السادس والثلاثون في معرفة غريبه، ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة 2/ 373، معرفة غريب القرآن، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1207، غريب القرآن، وإيضاح المكنون 2/ 146، غريب القرآن، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 502علم معرفة غريب القرآن، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص: 320317، ومعجم مصنّفات القرآن الكريم لعلي شواخ 4/ 296290. وغريب القرآن لفكري ياسين مقال في مجلة الأزهر ع: 8ج 19السنة 1367هـ، و «غريب القرآن والحديث منذ نشأتهما حتى نهاية القرن 3هـ» وهي دراسة لهناء جوانية قدمتها كرسالة ماجستير، جامعة دمشق عام 1983م، وعلم غريب القرآن نشأته وتطوره ليوسف المرعشلي، رسالة دكتوراه في الجامعة اللبنانية.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع: «إجابات ابن عباس على أسئلة نافع ابن الأزرق» طبعت مستقلة بتحقيق إبراهيم السامرائي في 106ص عام 1389هـ / 1969م، ببغداد، ومنها: «غريب القرآن» لابن عباس (ت 68هـ) رواية علي بن أبي طلحة (ت 143هـ) ضمنها السيوطي في الإتقان 2/ 465في النوع السادس والثلاثين في معرفة غريبه، ومنها: «غريب القرآن» لابن عباس رواية عطاء بن أبي رباح (ت 114هـ) مخطوط في مكتبة عاطف أفندي بتركيا، رقم 2815/ 2وفي برلين رقم 683 (ذكره بروكلمان 4/ 28 وسيزكين 1/ 182)، ومنها: «تفسير غريب القرآن» لزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت 122هـ) مخطوط في برلين رقم 10237وفي ييل رقم 171، (سيزكين 2/ 289) ومخطوط في جامعة برنستن بأمريكا رقم 471 (معجم الدراسات القرآنية 264) ومخطوط في صنعاء (مجلة معهد المخطوطات 1/ 201) ومنها: «غريب القرآن» لأبان بن تغلب بن رباح البكري (ت 141هـ) ذكره ياقوت في (معجم الأدباء 1/ 35والبغدادي في الهدية 1/ 1وسيزكين 1/ 42) ومنها: «غريب القرآن» لمحمد بن السائب بن بشر، أبو النضر (ت 146هـ) (كشف الظنون 2/ 1207) ومنها: «معاني القرآن» للرؤاسي محمد بن الحسن بن أبي سارة، أبو جعفر (ت 170هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «تفسير غريب القرآن» للإمام مالك بن أنس الفقيه (ت 179هـ) (الأعلام للزركلي 5/ 257) ومنها: «غريب القرآن» للكسائي علي بن حمزة (ت 189هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) وله أيضا «معاني القرآن» (ذكره كحالة في معجم المؤلفين(1/388)
__________
7/ 84) ومنها: «غريب القرآن» لمؤرج بن عمرو السدوسي أبو فيد (ت 195هـ) (الفهرست لابن النديم ص: 37، 54) ومنها: «غريب القرآن» لأبي جعفر بن المقرئ (عاش في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة) (ذكره سيزكين 1/ 203) ومنها: «غريب القرآن» للنضر بن شميل أبي الحسن البصري (ت 203) مخطوط في المتحف البريطاني أول: 821 (بروكلمان 2/ 139) ومنها: «معاني القرآن» لقطرب محمد بن المستنير (ت 206هـ) (مفتاح السعادة 1/ 149). ومنها: «معاني القرآن» للفراء يحيى بن زياد (ت 207هـ) طبع بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار في القاهرة عام 1375هـ / 1955م، في ثلاثة مجلدات. ومنها: «معاني القرآن» للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت 215هـ) طبع بتحقيق فائز فارسي في الكويت عام 1400هـ / 1971م، ومنها: «غريب القرآن» للأصمعي عبد الملك بن قريب (ت 216هـ) (بغية الوعاة 2/ 113)، ومنها: «غريب القرآن» لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 223هـ) طبع على هامش كتاب التيسير في علوم التفسير للدريني في القاهرة 1310هـ / 1892م ومنها: «غريب القرآن» لمحمد بن سلام الجمحي، ت 231هـ (الفهرست 37، 78) ومنها: «غريب القرآن» لليزيدي عبد الله بن يحيى بن المبارك أبي عبد الرحمن (ت 237هـ) طبع بتحقيق محمد سليم الحاج بعالم الكتب في بيروت سنة 1405هـ / 1985م، وطبع بتحقيق د. عبد الرزاق حسين بمؤسسة الرسالة في بيروت عام 1407هـ / 1987م ومنها: «غريب القرآن» لمحمد بن عبد الله بن قادم البغدادي (هدية العارفين 2/ 15)، ومنها: «غريب القرآن» لمحمد بن الحسن بن دينار الكوفي (ت 259هـ) (الفهرست ص:
37) ومنها: «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت 276هـ) طبع بتحقيق سيد صقر بمطبعة عيسى البابي الحلبي في القاهرة 1378هـ / 1958م ومنها: «معاني القرآن» لإسماعيل بن إسحاق الجهضمي (ت 282هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «غريب القرآن» لأبي العباس ثعلب أحمد بن يحيى بن يزيد (ت 291) (معجم الأدباء 2/ 152ذكره ابن النديم في الفهرست ص: 81، باسم معاني القرآن») ومنها: «معاني القرآن» لابن كيسان محمد بن أحمد (ت 299هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «غريب القرآن» لأحمد بن محمد بن يزداد بن رستم أبي جعفر الطبري (توفي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري) (الفهرست ص: 65) ومنها: «ضياء القلوب» للمفضل بن سلمة بن عاصم (ت 290هـ) (الأعلام للزركلي 7/ 279) ومنها: «غريب القرآن» للطبري أبي جعفر محمد بن جرير (ت 310هـ) (الفهرست ص: 37) ومنها: «معاني القرآن» لسلمة بن عاصم أبي محمد (ت 310) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «معاني القرآن» لابن الخياط محمد بن أحمد بن منصور (ت 320هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «غريب القرآن» لابن دريد محمد بن الحسن أبي بكر (ت 321هـ) (الفهرست ص 67) ومنها: «ما أغلق من غريب القرآن» لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي (ت 322هـ) (الفهرست 37)، ومنها: «غريب القرآن» لنفطويه إبراهيم بن محمد (ت 323هـ) (الفهرست ص 90)، ومنها: «غريب القرآن» للعروضي أبي محمد، برزخ بن محمد (كان حيا سنة 336هـ) (الفهرست 37)، ومنها: «معاني القرآن» لابن النحاس أحمد بن محمد (ت 338هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها:
«غريب القرآن» لأحمد بن كامل بن خلف (ت 350هـ) (الفهرست 35) ومنها: «الإشارة في غريب القرآن» لمحمد بن الحسن بن محمد أبو بكر النقاش الموصلي (ت 351هـ) (الفهرست 36)، ومنها:
«معاني القرآن» لابن درستويه عبد الله بن جعفر (ت 347هـ) (كشف الظنون 2/ 1730) ومنها: «غريب(1/389)
__________
القرآن» لإسحاق بن مسلمة بن وليد الأندلسي (ت 368هـ) (كشف الظنون 2/ 1208) ومنها: «كتاب الغريبين، غريب القرآن والحديث» للهروي، أبي عبيد الرحمن بن حمد بن محمد (ت 401هـ) طبع بتحقيق محمود محمد الطناحي، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة، عام 1390هـ / 1970م، وصدر منه المجلد الأول فقط. ومنها: «تفسير غريب القرآن وتأويله على الاختصار» لابن صمادح التجيبي محمد بن أحمد الأندلسي (ت 419هـ) مخطوط في مكتبة ماردين بتركيا رقم 565ب، (معجم الدراسات القرآنية، ص: 247) ومنها: «غريب القرآن» للمرزوقي لأبي علي أحمد بن محمد بن الحسن ت 421هـ، مخطوط بالمدينة المنورة (بروكلمان 5/ 862) ومنها: «تفسير المشكل من غريب القرآن» لمكي بن أبي طالب القيرواني القيسي (ت 437هـ) طبع بتحقيق هدى الطويل المرعشلي بدار النور الإسلامي في بيروت عام 1408هـ / 1988م وله أيضا «العمدة في غريب القرآن» وقد اختصر به كتابه السابق طبع بتحقيق د. يوسف المرعشلي بمؤسسة الرسالة في بيروت عام 1401هـ / 1981م ومنها:
«غريب القرآن» للكفرطابي محمد بن يوسف ت 453هـ (معجم الأدباء 19/ 122) ومنها: «كتاب القرطين» لمحمد بن أحمد بن مطرف الكناني (ت 454) جمع فيه بين كتابي غريب القرآن ومشكل القرآن لابن قتيبة، طبع بمطبعة الخانجي بالقاهرة 1355هـ / 1936م وأعيد طبعه مصورا بدار المعرفة في بيروت ومنها: «مختصر الغريبين» لمجد الدين أبي المكارم علي بن محمد ت 516هـ اختصر به كتاب الهروي (بغية الوعاة 2/ 201) ومنها: «غريب القرآن» لمحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البخاري علاء الدين الملقب بالزاهد ت 546هـ (كشف الظنون 2/ 1208) ومنها: «التنبيه على خطأ الغريبين للهروي» ألّفه أبو الفضل بن أبي منصور محمد بن النصر الفارسي البغدادي ت 550، مخطوط في الظاهرية بدمشق رقم 1589 (51لغة) وفي المكتبة العمومية رقم 51، 71وفي دار الكتب المصرية رقم 56تيمور (مجلة المجمع العلمي العربي 6/ 339) ومنها: «المغيث في غريبي القرآن والحديث» لمحمد بن أبي بكر بن عمر بن عيسى الأصفهاني ت 581جمع فيه ما فات الهروي، مخطوط في شهيد علي رقم 303وفيض الله رقم 2106 وفي كوبريللي بتركيا ومن هذه النسخة صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 500ومنها: «مفردات القرآن» للسمين الحلبي أحمد بن علي بن قدامة ت 596هـ (كشف الظنون 2/ 1208) ومنها: الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، أبي الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 597هـ) قام بتحقيقه عبد القادر منصور كرسالة جامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1400هـ / 1980م (انظر مقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي) ومنها: «مفردات القرآن» لابن الدقاق علي بن القاسم بن يونس الاشبيلي، أبو الحسين ت 605هـ (الأعلام 5/ 137)، ومنها: «غريب القرآن» ليحيى ابن حميد بن ظافر المعروف بابن أبي طي الحلبي ت 630هـ (فوات الوفيات 4/ 269) ومنها: «المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي» لابن عسكر محمد بن علي بن الخضر الغساني المالقي ت 636 (بغية الوعاة 1/ 180) ومنها: «غريب القرآن» للخزرجي عبد الرحمن بن عبد المنعم بن محمد الأندلسي، ت 636 (بغية الوعاة 2/ 83) ومنها: «روضة الفصاحة في غريب القرآن» للرازي محمد بن أبي بكر بن عبد القادر صاحب مختار الصحاح (ت 666) مخطوط في مكتبة أحمد الثالث رقم 104 ومنها صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 90تفسير باسم تفسير غريب القرآن (معجم الدراسات القرآنية 246) ومنها: «التيسير في علوم التفسير» للديريني أبي محمد عبد العزيز أحمد بن سعيد المصري (ت(1/390)
__________
694 - هـ) وهي أرجوزة تزيد على ألف ومائتي بيت طبعت بمطبعة محمد أبي زيد سنة 1310هـ / 1893م في 167ص (معجم سركيس: 901) ومنها: «الترجمان عن غريب القرآن» لمجهول مخطوط في فاتح رقم 637نسخت في أول القرن الثامن عليها تملّك سنة 755هـ ومنه صورة بمعهد المخطوطات في القاهرة ومنها: «الحسام المرهف في تفسير غريب المصحف» لابن إدريس محمد بن إدريس بن علي الزيدي ت 730هـ (هدية العارفين 2/ 147) ومنها: «تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب» ويسمّى أيضا لغات القرآن لأبي حيّان محمد بن يوسف الأندلسي (ت 745هـ) طبع بتصحيح محمد النعساني بمطبعة الإخلاص بحماة سنة 1345هـ / 1926م وصوّر بالمكتبة السلفية بالقاهرة عام 1396هـ / 1976م وطبع بتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي بوزارة الأوقاف في بغداد عام 1397هـ / 1977م في 400ص، وطبع بتحقيق د.
سمير طه المجذوب بالمكتب الإسلامي في بيروت 1403هـ / 1983م ومنها: «بهجة الأريب بما في الكتاب العزيز من الغريب» للتركماني علي بن عثمان بن إبراهيم ت 750هـ (كشف الظنون 2/ 1208) ومنها: «عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ» لأبي العباس أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي (ت 756هـ) قام بتحقيقه طلال بن مصطفى بن أحمد عرقوص كرسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (الأطروحات الإسلامية 1/ 18) ومنها: «عقد البكر في نظم غريب الذكر» (منظومة) لأحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضا الحموي الحلبي الشافعي، شهاب الدين، ت 791هـ (معجم المؤلفين 2/ 34). ومنها: «شرح الغريب المشكل من سور القرآن الكريم» لمحمد بن الشاعر أحمد الصلتان وهي أرجوزة في 3460بيتا مخطوط في الخزانة العامة بالرباط رقم 697، 698، 699 (فهرس الخزانة 1/ 43) ومنه نسخة في مكتبة جامعة القرويين بفاس رقم 37ومنها: «تفسير غريب القرآن» لابن الملقن سراج الدين أبي خلص عمر بن أحمد الأنصاري ت 804طبع بتحقيق د. سمير طه المجذوب بعالم الكتب في بيروت عام 1408هـ / 1988م ومنها: «ألفية أبي زرعة العراقي في تفسير غريب ألفاظ القرآن» للعراقي أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين (ت 806هـ) طبع مع التيسير في علوم التفسير للديريني بمطبعة محمد أبي سيد في القاهرة عام 1310هـ / 1893م وطبع بالمطبعة البهيّة في القاهرة عام 1311هـ / 1894م، وطبع بهامش تفسير القرآن العظيم للسيوطي بمطبعة عيسى البابي الحلبي عام 1345هـ / 1926م (معجم سركيس ص: 901) ومنها: «التبيان في تفسير غريب القرآن» لابن الهايم الشافعي شهاب الدين أحمد بن محمد المصري (ت 815) مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 26101 (84 تفسير) ونسخة أخرى رقم 96101ب ومنها: «الذهب الإبريز في غريب القرآن العزيز» للثعالبي، عبد الرحمن بن محمد، ت 875هـ (الخزانة التيمورية: 52ومعجم مصنّفات القرآن الكريم 1/ 182 و 3/ 297). ومنها: «تهذيب تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب» لابن قطلوبغا زين الدين قاسم الحنفي ت 879هـ مخطوط في مكتبة بغداد لي وهبي بتركيا وفي الأزهر رقم (210) 1657، ونسخة أخرى (215) 5417 (معجم الدراسات القرآنية) 318ومنها: «غريب القرآن» لابن الشحنة عبد البر بن محمد الحلبي (ت 921) مخطوط بالأزهر رقم (209) 16569و (211) 315 (معجم الدراسات القرآنية 318) ومنها:
«التيسير العجيب في تفسير الغريب» لأبي العباس أحمد بن القاضي وجيه الدين أبو المعالي محمد بن محمد المكناسي ت 1025هـ مخطوط في لاله لي بتركيا: 246وفي رشيد أفندي بتركيا: 104 (الأعلام 1/ 236) ومنها: «تفسير غريب القرآن» ويسمّى «مجمع البحرين ومطلع النيرين في غريب الحديث والقرآن الشريفين»، للطريحي فخر الدين بن محمد علي النجفي ت 1085طبع بالنجف الأشرف ونشره محمد كاظم(1/391)
__________
الطريحي عام 1378هـ / 1958م ومنها: «غريب القرآن الكريم» للمجاصي المكناسي أبي عبد الله محمد بن الحسن (ت 1103) وهي أرجوزة في 695بيتا مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط رقم (218/ 1ق) وأخرى برقم 702وأخرى في مكتبة الجزائر رقم 413 (فهرس الخزانة العامة 1/ 44) ومنها، «جامع المفردات القرآنية» لمراد بن السيد علي بن داود بن كمال الدين بن صالح الحسيني الشافعي (ت 1132هـ) مخطوط في تشستربتي 5078ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة (معجم مصنّفات القرآن 3/ 51) ومنها: «تفسير غريب القرآن» للأمير محمد بن إسماعيل اليمني (ت 1182هـ) انتهى من تأليفه 1179هـ مخطوط في الجامع الكبير بصنعاء: 16تفسير ومنها: «رسالة في تفسير غريب القرآن العظيم» لمحمد بن السيد حنفي بن حسن المصري الشافعي طبع بمصر على الحجر بدون تاريخ (معجم سركيس:
912) ومنها: «تفسير مفردات القرآن» لمصطفى بن محمد أمين الأدهمي الحسيني أبي إسماعيل ت 1331هـ (بروكلمان، الذيل 2/ 252) ومنها: «هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامّة من ألفاظ القرآن» للأسير البيروتي مصطفى بن يوسف بن عبد القادر الحسيني (ت 1333هـ) طبع بمطبعة جريدة بيروت عام 1307هـ / 1889م وأعيد طبعه في القاهرة 1393هـ / 1973م (معجم سركيس: 449) ومنها: «تفسير غريب القرآن» للباباني إسماعيل بن محمد أمين بن سليم المعروف بإسماعيل باشا البغدادي (صاحب إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ت 1339هـ) مخطوط في التيمورية رقم:
470 - تفسير «معاني وألفاظ القرآن» للمستشرق أوتو برتزل طبع بأكاديمية برشن 1353هـ / 1934م، ومنها: «تفسير غريب القرآن» لمحمود إبراهيم وهبة طبع بمطبعة مصر عام 1332هـ / 1913م (معجم سركيس: 1708) ومنها: «حسن البيان في تفسير مفردات من القرآن» للخاني محيي الدين بن أحمد بن محمد الدمشقي (ت 1350هـ) طبع بمطبعة الترقي في دمشق سنة 1342هـ / 1923م في 37ص (جامع التصانيف الحديثة 1/ 88)، ومنها: «كلمات القرآن تفسير وبيان» لحسنين محمد مخلوف المفتي المصري (ت 1355هـ) طبع عام 1375هـ / 1955م بالقاهرة ومنها: «معجم ألفاظ القرآن الكريم» وضعه أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة وطبع في مصر عام 1368هـ / 1948م، وأعيد طبعه بدار الشروق في القاهرة عام 1401هـ / 1981م ومنها: «عقد الجمان في تبيان غريب القرآن» لمصطفى محمد الحديدي الطير طبع بدار التعارف بالقاهرة عام 1356هـ / 1937م ومنها: «البيان في شرح غريب القرآن» لقاسم بن حسن بن موسى من آل محيي الدين (ت 1376هـ) طبع بتحقيق مرتضى الحكمي بالمطبعة العلمية بالنجف 1375هـ / 1955م في 3مجلدات ومنها: «غريب القرآن» مستخرجا من صحيح البخاري لمحمد فؤاد عبد الباقي. طبع بدار إحياء الكتب العربية في القاهرة عام 1370هـ / 1950م ومنها: «غريب القرآن» لابن الخطيب محمد بن عبد اللطيف طبع بالمطبعة المصرية عام 1380هـ / 1960م ومنها: «الهادي إلى تفسير غريب القرآن» لمحمد سالم محيسن وشعبان محمد إسماعيل. طبع بدار الأنصار في القاهرة عام 1400هـ / 1980م ومنها: «قاموس غريب القرآن حسب ترتيب السور» لمحمد الصادق قمحاوي طبع بمطبعة محمد علي صبيح في القاهرة 1397هـ / 1979م ومنها: «تفسير القرآن اللغوي مع شرح مفرداته ومعانيه بما يلائم حاجة المعاصرين» لمصطفى النقاش طبع ببغداد عام 1388هـ / 1968م ومنها: «تفسير غريب القرآن» لحمدي عبيد الدمشقي طبعه على هامش المصحف بالمكتبة العربية في دمشق سنة 1383هـ / 1963م ثم طبعه بعالم الكتب في بيروت عام(1/392)
«المجاز» (1)، وأبو عمر غلام ثعلب (2) «ياقوته الصراط»، ومن أشهرها كتاب ابن عزيز (3)، و «الغريبين» للهرويّ (4)
__________
1404 - هـ / 1984م ومنها: «غريب القرآن» لنديم الجسر الطرابلسي طبع في لبنان عام 1397هـ / 1977م ومنها: «قاموس قرآني» لحسن محمد موسى طبع بمطبعة خليل إبراهيم بالاسكندرية عام 1386هـ / 1966م.
المجاهيل «منظومة في علوم القرآن وغريبه» لمؤلف مجهول، مخطوط بالأزهر: (219) 3511 «منظومة في غريب القرآن» لمجهول، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط (أخبار التراث العربي 28/ 13) «تفسير غريب القرآن» لمجهول، مخطوط في جامع الباشا بالموصل: 237 (معجم الدراسات القرآنية: 246) «تفسير غريب القرآن المعروف بقاموس أوضح التبيان في حل ألفاظ القرآن» للمصري (؟) طبع بمكتبة الهلال في القاهرة 1353هـ / 1934م في (127) ص.
ومنها: «معجم القرآن، قاموس المفردات وغريبها» لعبد الرءوف المصري، طبع بمطبعة حجازي بالقاهرة عام 1368هـ / 1948م ومنها: «معجم معاني مفردات القرآن الكريم» لعبد الله عباس الندوي، طبع بدار الشروق في جدّة عام 1402هـ / 1981م ومنها: «قاموس المفردات القرآنية المحتاجة للبيان» طبع بالمطبعة المنيرية بالقاهرة بدون تاريخ (معجم مصنّفات القرآن 3/ 229) «كلمات القرآن» لمحمد حسنين مخلوف طبع عدة طبعات بالقاهرة وصور ببيروت.
(1) كتاب مجاز القرآن طبع بتحقيق فؤاد سزكين في القاهرة ونشرته مكتبة الخانجي مطبعة السعادة عام 1375 1383هـ / 19621954م في مجلدين، وصوّر بدار الفكر القاهرة عام 1391هـ / 1971م. وصوّر بالأوفست بمؤسسة الرسالة في بيروت عام 1404هـ / 1984م.
(2) هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم أبو عمر الزاهد غلام ثعلب من أئمة اللغة وأكابر أهلها وأحفظهم لها قال الخطيب البغدادي: «رأيت شيوخنا يوثقونه ويصدقونه»، له الكثير من المصنّفات منها: «شرح الفصيح لثعلب» ت 345هـ (ياقوت، معجم الأدباء 18/ 226)، وكتابه «ياقوتة الصراط» ذكره ابن خير في فهرسته ص: 60، وانظر الأعلام 7/ 133.
(3) هو محمد بن عزيز أبو بكر السجستاني العزيزي بزاءين كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا وغيرهما، كان أديبا فاضلا متواضعا، أخذ عن أبي بكر بن الأنباري، قال ابن النجار في ترجمته: «كان عبدا صالحا، من مصنفاته «غريب القرآن» المشهور، يقال إنه صنّفه في خمس عشرة سنة» ت 330هـ (السيوطي، «بغية الوعاة» 1/ 171). وكتابه طبع على هامش تبصير الرحمن في مصر عام 1295هـ / 1878م. وطبع بتصحيح بدر الدين النعساني في القاهرة مطبعة السعادة عام 1325هـ / 1907م (معجم سركيس 1008) وطبع على هامش تفسير ابن كثير القاهرة المطبعة الرحمانية عام 1307هـ / 1889م (معجم الدراسات القرآنية ص: 179) وطبع بتصحيح مصطفى العناني القاهرة المطبعة الرحمانية 1355هـ / 1936م (قائمة المطبوعات المصرية 23). وطبع باسم نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن في القاهرة مطبعة محمد علي صبيح 1383هـ / 1963م وطبع بتحقيق محمد الصاوي القاهرة مطبعة الجندي 1390/ 1970م (ذخائر التراث العربي 1/ 565) وطبع بتحقيق د. يوسف المرعشلي بيروت دار النور الإسلامي عام 1409هـ / 1989م.
(4) هو حمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي تقدم ص 373. وكتابه الغربيين غريب القرآن(1/393)
ومن أحسنها كتاب «المفردات» للراغب (1).
وهو يتصيّد المعاني (2) [من السياق لأن مدلولات الألفاظ خاصة. قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح: وحيث رأيت في كتب التفسير: «قال أهل المعاني»] (2) فالمراد به مصنفو الكتب في معاني القرآن، كالزجاج ومن قبله وفي بعض كلام الواحديّ: «[أكثر] (4) أهل المعاني:
الفراء والزجاج وابن الأنباريّ قالوا كذا». انتهى.
ويحتاج الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم اللغة: اسما وفعلا وحرفا فالحروف لقلّتها تكلم النحاة على معانيها فيؤخذ ذلك من كتبهم.
وأما الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة وأكثر الموضوعات في علم اللغة كتاب ابن سيّد (5): فإن الحافظ أبا محمد علي بن أحمد الفارسيّ (6) ذكر أنه في مائة سفر بدأ بالفلك وختم بالذرة. ومن الكتب المطوّلة كتاب الأزهري (7) و «الموعب» (8) لابن التيّاني (9)
__________
والحديث طبع منه المجلد الأول بتحقيق محمد الطناحي بالقاهرة نشرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1390هـ / 1970م. (معجم الدراسات القرآنية ص: 149).
(1) هو الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني تقدم ذكره ص 218وكتابه المفردات في غريب القرآن طبع بهامش النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 1318هـ / 1900م (معجم سركيس ص: 35)، وطبع بتحقيق الزهري الغمراوي المطبعة الميمنية عام 1324هـ / 1906م. (معجم الدراسات القرآنية: ص 199). وطبع بتحقيق نور محمد كراجي باكستان وضع بتحقيق محمد أحمد خلف الله بالقاهرة مطبعة الأنجلو مصرية 1381هـ / 1961م وطبع بتحقيق محمد سيد الكيلاني بالقاهرة مطبعة البابي الحلبي 1382هـ / 1962م (معجم الدراسات القرآنية ص: 199) وصوّر بالأوفست بطهران المكتبة المرتضوية 1384هـ / 1964م (معجم المنجد 2/ 75) وفي دار المعرفة بيروت 1397هـ / 1977م.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) هو أحمد بن أبان بن السيد اللغوي الأندلسي، أخذ عن أبي علي القالي وغيره من علماء بلاده وكان عالما حاذقا أديبا، قال أبو نصر الحميدي: «ابن سيد إمام في اللغة والعربية وهو مصنّف كتاب «العالم في اللغة» في نحو مائة مجلد مرتّب على الأجناس بدأ بالفلك وختم بالذرّة. ت 382هـ (ياقوت، معجم الأدباء 2/ 203).
(6) هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي الأندلسي الإمام الأوحد البحر ذو الفنون والمعارف كان إليه المنتهى في الذكاء وحدّة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة. وكان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة، بعد أن كان شافعي المذهب وانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وله من التآليف نحو أربعمائة مجلد، ت 456هـ (ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب 3/ 299).
(7) هو محمد بن أحمد الأزهر تقدم ذكره ص 309. ولعل الكتاب هو التهذيب في اللغة.
(8) تصحّف في المخطوطة إلى: (المستوعب).
(9) هو تمام بن غالب بن عمر المعروف بابن التيّان القرطبي كان إماما في اللغة، ثقة في إيرادها ديّن ورع، قال ابن(1/394)
و «المحكم» لابن سيده (1)، وكتاب «الجامع» للقزاز (2)، و «الصحاح» للجوهري (3)، و «البارع» لأبي علي القالي (4)، و «مجمع البحرين» للصاغاني (5).
ومن الموضوعات في الأفعال كتاب ابن القوطية (6)، وكتاب ابن طريف (7)، وكتاب
__________
بشكوال: «كان بقية شيوخ اللغة الضابطين لحروفها الحاذقين بمقاييسها ت 433هـ بالمريّة (ياقوت، معجم الأدباء 7/ 135).
(1) هو علي بن أحمد تقدم ذكره ص 159، وكتابه «المحكم» طبع منه سبعة أجزاء في القاهرة ونشره معهد المخطوطات العربية مع مصطفى البابي الحلبي، الجزء الأول طبع بتحقيق مصطفى السقا وحسين نصار عام 1378هـ / 1958م، والجزء الثاني طبع بتحقيق عبد الستار أحمد فراج عام 1378هـ / 1958م والجزء الثالث طبع بتحقيق عائشة عبد الرحمن عام 1378هـ / 1958م، والجزء الرابع طبع بتحقيق عبد الستار أحمد فراج عام 1388هـ / 1968م، والجزء الخامس طبع بتحقيق إبراهيم الأبياري عام 1391هـ / 1971م، والجزء السادس طبع بتحقيق مراد كامل 1392هـ / 1972م. (ذخائر التراث العربي 1/ 141) والجزء السابع طبع بتحقيق محمد علي النجار عام 1398هـ / 1977م (معجم المنجد 5/ 27).
(2) هو محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمي القيرواني. كان مهيبا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس، محبوبا عند العامة يملك لسانه ملكا شديدا، له تصانيف عديدة هامّة منها: «الجامع في اللغة» وهو كتاب حسن متقن كبير رتّبه على حروف المعجم، ت 412هـ (ياقوت، معجم الأدباء 18/ 105).
(3) هو إسماعيل بن حماد الجوهري تقدم ص 377. وكتابه الصحاح طبع بتحقيق أحمد عبد الغفور عطار في دار العلم للملايين ببيروت عام 1405هـ / 1984م.
(4) هو إسماعيل بن القاسم بن عيذون المعروف بالقالي أبو علي قرأ على أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن السراج وأبي عبد الله نفطويه وأبي إسحاق الزجاج وغيرهم من كبار العلماء، له تصانيف هامة منها «الأمالي» و «البارع في اللغة» ت 356هـ (ياقوت، معجم الأدباء 7/ 25) وكتابه «البارع» طبع منه جزء بتحقيق أ. فلتن، لندن المتحف البريطاني 1351هـ / 1933م، وطبع بتحقيق هاشم الطعان بغداد، مكتبة النهضة، وبيروت دار الحضارة العربية 1396هـ / 1975م.
(5) هو حسن بن محمد الصاغاني تقدم في 1/ 199، وكتابه ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 23/ 283.
(6) هو محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطيّة الإشبيلي أبو بكر اللغوي النحوي الأديب الشاعر كان أعلم أهل زمانه باللغة والعربية إماما مقدما فيهما وكان مع ذلك فقيها متمكنا حافظا للحديث والآثار من تصانيفه «تصاريف الأفعال» ت 367هـ (ياقوت، معجم الأدباء 18/ 272) وكتابه طبع بتحقيق جويدي ليدن عام 1312هـ / 1894م، وطبع بتحقيق علي فودة القاهرة مطبعة مصر / 1952م.
(7) هو عبد الملك بن طريف اللغوي الأندلسي من أهل قرطبة يكنى أبا مروان أخذ عن ابن القوطية وغيره وكان حسن التصرف في اللغة أصلا في تثقيفها وله كتاب حسن في «الأفعال» هذب فيه أفعال أبي بكر بن القوطية شيخه ت 400هـ (القفطي، إنباه الرواة 2/ 208) وذكر كتابه حاجي خليفة في كشف الظنون باسم «كتاب الأفعال».(1/395)
السّرقسطي (1) المنبوز بالحمار، ومن أجمعها كتاب ابن القطّاع (2).
ومعرفة هذا الفن للمفسّر ضروريّ، وإلا فلا يحلّ له الإقدام على كتاب الله تعالى.
(3) [قال يحيى بن نضلة المديني: سمعت مالك بن أنس يقول: «لا أوتى برجل يفسّر كتاب الله] (3) غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا» (5). وقال مجاهد: «لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب».
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: «إذا سألتموني عن غريب اللغة فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب» (6).
وعنه في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمََا وَسَقَ} (الانشقاق: 17) قال: «ما جمع» وأنشد:
إنّ لنا قلائصا حقائقا ... مستوثقات لو يجدن سائقا (7)
وقال: «ما كنت أدري ما قوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنََا وَبَيْنَ قَوْمِنََا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفََاتِحِينَ} (الأعراف: 89)، حتى سمعت ابنة ذي يزن الحميريّ وهي تقول: أفاتحك، يعني
__________
(1) هو سعيد بن محمد أبو عثمان المعافري القرطبي السرقسطي ويعرف بابن الحداد، عالم باللغة أخذ عن ابن القوطية وبسط كتابه في الأفعال وزاد فيه، قال ابن بشكوال: توفي بعد الأربعمائة شهيدا في بعض الوقائع (ابن بشكوال، الصلة ص: 213)، (حاجي خليفة، كشف الظنون 1/ 133). وكتابه «الأفعال» صدر منه أربعة أجزاء بتحقيق حسين محمد محمد شرف نشر مجمع اللغة العربية، القاهرة 198019781975.
(معجم المنجد 5/ 83).
(2) هو علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي المعروف بابن القطاع الصقلي كان إمام وقته ببلده وبمصر في علم العربية وفنون الأدب قرأ على أبي بكر الصقلي وروى عنه «الصحاح» للجوهري، من تصانيفه «كتاب الأفعال» هذب فيه أفعال ابن القوطية وابن طريف وغيرهما في ثلاثة مجلدات (ت 515هـ) (ياقوت، معجم الأدباء 12/ 279) وكتابه طبع بحيدرآباد الدكن. دائرة المعارف الإسلامية 1360 1364هـ / 19441941م في 3أجزاء والجزء الرابع فهارس عمل فرتز كرنكو، (ذخائر التراث العربي ص 1/ 216) وصوّر في بيروت بعالم الكتب 1403هـ / 1983م.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(5) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ذكره السيوطي في الإتقان 4/ 182).
(6) أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح 1/ 61. الحديث (93).
(7) البيت للعجاج بن رؤبة كذا في اللسان 10/ 380، والحديث أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح 1/ 66.
الحديث (101). وفي «مسائل نافع بن الأزرق» ص 289 (بتحقيق عبد الباقي): نقانقا.(1/396)
أقاضيك» (1) وفي سورة السجدة: {مَتى ََ هََذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ} (الآية: 28) يعني متى هذا القضاء، وقوله: {وَهُوَ الْفَتََّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ: 26)، وقوله: {إِنََّا فَتَحْنََا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}
(الفتح: 1) (2) [أي قضاء مبينا] (2).
وقال أيضا: ما كنت أدري ما {فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ} (الأنعام: 14) حتى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر، فقال أحدهما أنا فطرتها يعني ابتدأتها (4).
وجاءه رجل من هذيل، فقال له ابن عباس: «ما فعل فلان؟ قال: مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء، فقال ابن عباس: {فَبَشَّرْنََاهََا بِإِسْحََاقَ وَمِنْ وَرََاءِ إِسْحََاقَ يَعْقُوبَ} (هود:
71) قال: ولد الولد» (5).
ومسائل نافع له عن مواضع من القرآن واستشهاد ابن عباس [43/ ب] في كل جواب بيت ذكرها [ابن] الأنباريّ في كتاب «الوقف والابتداء» (6) بإسناده، وقال: «فيه دلالة على بطلان قول من أنكر على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشعر، وأنّهم جعلوا الشّعر أصلا للقرآن، وليس كذلك، وإنما أراد النحويون أن يثبتوا (7) الحرف الغريب من القرآن بالشعر لأنّ الله تعالى قال:
{إِنََّا أَنْزَلْنََاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا} (يوسف: 2)، وقال تعالى: {بِلِسََانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء: 195)، وقال ابن عباس: «الشعر ديوان العرب، فإذا خفي عليهم الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم، فالتمسوا معرفة ذلك» (8).
ثم إن كان ما تضمّنه ألفاظها يوجب العمل دون العلم كفي فيه الاستشهاد بالبيت والبيتين، وإن كان ما يوجب العلم لم يكف (9) ذلك، بل لا بد من أن يستفيض ذلك اللفظ، وتكثر شواهده من الشعر.
__________
(1) الأثر أخرجه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 70، الحديث (108). وانظر الدر المنثور 3/ 103.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وانظر الدرّ المنثور 3/ 103.
(4) تقدم تخريج الحديث ص 386ح.
(5) أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح 1/ 73، الحديث (111)، وانظر الدر المنثور 3/ 341.
(6) انظر الإيضاح في الوقف والابتداء 1/ 9976.
(7) في الإيضاح (يتبيّنوا).
(8) الإيضاح 1/ 10199.
(9) تصحّفت في المخطوطة إلى: (يكن).(1/397)
وينبغي العناية بتدبّر الألفاظ كي لا يقع الخطأ، كما وقع لجماعة من الكبار، فروى الخطّابي (1) عن أبي العالية «أنه سئل عن معنى قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلََاتِهِمْ سََاهُونَ}
(الماعون: 5)، فقال: هو الذي ينصرف عن صلاته ولا يدري عن شفع أو وتر، قال الحسن (2): مه يا أبا العالية! ليس هكذا، بل الذين سهوا عن ميقاتهم حتى تفوتهم، ألا ترى قوله: {عَنْ صَلََاتِهِمْ}» (3)! فلمّا لم يتدبر أبو العالية حرف «في» و (عن) تنبّه له الحسن، إذ لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: «في صلاتهم»، فلما قال: {عَنْ صَلََاتِهِمْ} دلّ على أن المراد به الذهاب عن الوقت، ولذلك (4) قال ابن قتيبة (5) في قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمََنِ} (الزخرف: 36) أنه من عشوت أعشو عشوا: إذا نظرت (6)، وغلّطوه في ذلك، وإنما معناه يعرض (7)، وإنما غلط لأنه لم يفرق بين عشوت إلى الشيء وعشوت عنه.
وقال أبو عبيدة (8) في قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤََادُ أُمِّ مُوسى ََ فََارِغاً} (القصص: 10) قال:
«فارغا من الحزن، لعلمها أنه لم يغرق ومنه: «دم فراغ»، أي لا قود فيه ولا دية»، وقال بعض الأدباء (9): «أخطأ أبو عبيدة في المعنى لو كان قلبها فارغا من الحزن عليه لما قال [تعالى]:
{لَوْلََا أَنْ رَبَطْنََا عَلى ََ قَلْبِهََا} (القصص: 10) لأنها كادت تبدي [به] (10)».
وهذا الباب عظيم الخطر ومن هنا تهيّب (11) كثير من السلف تفسير القرآن، وتركوا القول فيه حذرا أن يزلّوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين. وكان الأصمعيّ وهو إمام اللغة لا يفسر شيئا من غريب القرآن، وحكي عنه أنه سئل عن قوله
__________
(1) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم، تقدم في 1/ 343.
(2) في المخطوطة: (أبو الحسن).
(3) أخرجه عبد الرزاق في التفسير عند تفسير سورة الماعون الحديث رقم (3443)، وأخرجه ابن المنذر (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 400).
(4) في المخطوطة: (كذلك).
(5) انظر قوله في تفسير غريب القرآن ص: 398397وعزا هذا القول لأبي عبيدة، وانظر قول أبي عبيدة في المجاز 2/ 204.
(6) العبارة في المخطوطة [نظرت إليها].
(7) وهو قول الفرّاء في معاني القرآن 3/ 32.
(8) في مجاز القرآن 2/ 98.
(9) هو ابن قتيبة، وانظر قوله في تفسير الغريب: 329328.
(10) ساقطة من المخطوطة.
(11) في المخطوطة: (يهيب).(1/398)
تعالى: {شَغَفَهََا حُبًّا} (يوسف: 30) فسكت وقال: هذا في القرآن، ثم ذكر قولا لبعض العرب في جارية لقوم أرادوا بيعها: أتبيعونها وهي لكم شغاف! ولم يزد على هذا. ولهذا حثّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على تعلّم إعراب القرآن وطلب معاني الغريب منه (1)
واعلم أنّه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلام (2) الله، ولا يكفي في حقّه تعلّم اليسير منها، فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد [المعنى] (3) الآخر، وهذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من أفصح قريش، «سئل أبو بكر عن (الأبّ) (عبس: 31) فقال أبو بكر: أيّ سماء تظلّني، وأيّ أرض تقلّني إذا قلت في كلام الله ما لا أعلم (4)»! و «قرأ عمر سورة «عبس»، فلما بلغ (الأبّ) (الآية: 31) قال: الفاكهة قد عرفناها، فما الأبّ؟ ثم قال: لعمرك يا ابن الخطّاب إن هذا لهو التكلّف (5). وروي عنه أيضا أنه قال: {آمَنََّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنََا} (آل عمران: 7) وفي رواية قال: «فما الأبّ؟ (6) [ثم قال: ما كلّفنا، أو ما أمرنا بهذا» (7).
وما ذاك بجهل منهما لمعنى «الأبّ» وإنما يحتمل والله أعلم أن (الأبّ)] (6) من الألفاظ المشتركة في لغتهما أو في لغات، فخشيا إن فسراه بمعنى من معانيه أن يكون المراد غيره، ولهذا اختلف المفسرون في معنى «الأبّ» على سبعة أقوال، فقيل: ما ترعاه البهائم، وأما ما يأكله الآدميّ فالحصيد. والثاني: التبن خاصة. والثالث: كلّ ما نبت على وجه الأرض، والرابع: ما سوى الفاكهة، والخامس: الثمار [44/ أ] الرطبة، وفيه بعد، لأنّ الفاكهة تدخل في
__________
(1) تصحّفت في المطبوعة إلى: (العربية)، أخرج الحاكم في المستدرك 2/ 239وابن أبي شيبة والبيهقي في «الشعب» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه». (كنز العمال 1/ 607، الحديث (2781).
(2) في المخطوطة: (كتاب).
(3) ساقطة من المخطوطة.
(4) أخرجه أبو عبيد في الفضائل ق 59/ أ (مخطوطة توبنجن) وأخرجه عبد بن حميد عن إبراهيم التميمي (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 317).
(5) أخرجه أبو عبيد في الفضائل ق 59/ أ (مخطوطة توبنجن) والطبري في التفسير 30/ 38، 39، والحاكم في المستدرك 2/ 514عند تفسير سورة عبس، وأخرجه سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» والخطيب (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 317).
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(7) الرواية أخرجها ابن مردويه عن أبي وائل أنّ عمر (ذكرها السيوطي في الدرّ المنثور 6/ 317).(1/399)
الثمار الرطبة ولا يقال: أفردت للتفضيل، إذ لو أريد ذلك لتأخر ذكرها نحو: {فََاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمََّانٌ} (الرحمن: 68) والسادس: أن رطب الثمار هو الفاكهة ويابسها هو الأبّ. والسابع أنه للأنعام كالفاكهة للناس.
ويحتمل قول عمر غير ما سبق وجهين: أحدهما أن يكون خفيّ عليه معناه وإن شهر، كما خفي على ابن عباس معنى {فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ} (الأنعام: 14). والثاني [أراد] (1) تخويف غيره من التعرّض للتفسير بما لا يعلم كما كان يقول: «أقلّوا الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا شريككم» (2) يريد الاحتراز، فإن من احترز قلّت روايته.
__________
(1) ساقطة من المطبوعة.
(2) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق: 5/ ب (مخطوطة توبنجن) عن أبي حصين.(1/400)
النوع التاسع عشر معرفة التصريف (1)
وهو ما يلحق الكلمة ببنيتها، وينقسم قسمين: (أحدهما) جعل الكلمة على صيغ مختلفة بضروب من المعاني. وينحصر في التصغير، والتكبير (2)، والمصدر، واسمي الزمان والمكان، واسم الفاعل، واسم المفعول، والمقصور، والممدود. (والثاني) تغيير الكلمة لمعنى طارئ عليها. وينحصر في الزيادة، والحذف، والإبدال، والقلب، والنقل، والإدغام.
وفائدة التصريف: حصول المعاني المختلفة [المتّسعة] (3) المتشعبة عن معنى واحد فالعلم به أهمّ من معرفة النحو في تعرّف اللغة لأن التصريف نظر في ذات الكلمة والنحو نظر في عوارضها وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسّر.
قال ابن فارس (4): «من فاته علمه فإنه المعظم لأنا نقول «وجد» كلمة مبهمة، فإذا صرفناها اتضحت (5)، فقلنا في المال «وجدا» وفي الضالة: «وجدانا» وفي الغضب «موجدة» (6)
__________
(1) انفرد الزركشي بذكر هذا النوع ولم يذكره سائر الأئمة الذين ألّفوا في علوم القرآن، وإنما ذكروا عوضا عنه «تجويد القرآن» وهو علم جمعت مسائله من علم الصرف وانظر الإتقان للسيوطي 1/ 277263، النوع الحادي والثلاثون: في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب، والنوع الثاني والثلاثون: في المدّ والقصر، والنوع الثالث والثلاثون: في تخفيف الهمز.
ومما ألّف في هذا النوع «المصادر في القرآن» للفراء، يحيى بن زياد أبو زكريا (ت 207هـ)، ذكره ياقوت في معجم الأدباء 20/ 14. «والأفعال في القرآن» دراسة للدكتور خالد إسماعيل، طبع في دار الحرية ببغداد عام 1399هـ / 1979م. «ودراسات لأسلوب القرآن الكريم» لمحمد عبد الخالق عضيمة، وقد عالج الجانب الصرفي في القرآن في القسم الثاني منه، طبع على نفقة جامعة الإمام محمد بن سعود بمطبعة السعادة في القاهرة عام 1392هـ / 1972م.
(2) في المخطوطة: (التكسير).
(3) ساقطة من المطبوعة.
(4) انظر الصاحبي: 162.
(5) في الصاحبي: (أفصحت).
(6) في المخطوطة: (توجدة).
وفي الحزن «وجدا» وقال تعالى: {وَأَمَّا الْقََاسِطُونَ فَكََانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} (الجن: 15)، وقال تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللََّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الحجرات: 9) فانظر كيف تحول المعنى بالتصريف من الجور إلى العدل (1). ويكون ذلك في الأسماء والأفعال فيقولون للطريق في الرمل: خبّة (2)، وللأرض المخصبة والمجدبة: خبّة» وغير ذلك.(1/401)
وفي الحزن «وجدا» وقال تعالى: {وَأَمَّا الْقََاسِطُونَ فَكََانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً} (الجن: 15)، وقال تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللََّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الحجرات: 9) فانظر كيف تحول المعنى بالتصريف من الجور إلى العدل (1). ويكون ذلك في الأسماء والأفعال فيقولون للطريق في الرمل: خبّة (2)، وللأرض المخصبة والمجدبة: خبّة» وغير ذلك.
وقد ذكر الأزهريّ (3) أن مادة «دكر» بالدال المهملة مهملة غير مستعملة، فكتب التاج الكندي (4) على الطّرة ما ذكر أنه مهمل: مستعمل، قال الله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} (يوسف:
45)، {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر: 15). وهذا الذي قاله سهو أوجبه الغفلة عن قاعدة التصريف فإن الدال في الموضعين بدل من الذال لأن ادّكر أصله «اذتكر» افتعل من الذكر، وكذلك مدّكر أصله «مذتكر» مفتعل من الذكر أيضا، فأبدلت التاء ذالا والذال (5) كذلك، وأدغمت إحداهما في الأخرى فصار اللفظ بهما كما ترى.
وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {سَوَّلَ لَهُمْ} (محمد: 25) «سهل لهم ركوب المعاصي من السّول وهو الاسترخاء، وقد اشتقه من السّؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعا» (6) يعرّض بابن السّكّيت (7).
وقال أيضا (8): «من بدع التفاسير أن «الإمام» في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنََاسٍ بِإِمََامِهِمْ} (الإسراء: 71)
__________
(1) العبارة في الصاحبي ص: 162 (من العدل إلى الجور).
(2) في المخطوطة: (حبّة).
(3) محمد بن أحمد الأزهر صاحب «تهذيب اللغة» تقدّم 1/ 309.
(4) هو زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن تاج الدين الكندي البغدادي النحوي المقرئ المحدّث أخذ اللغة عن أبي منصور موهوب الجواليقي، وقرأ عليه جماعة القراءة والنحو واللغة له خزانة كتب جليلة في جامع بني أميّة.
ت 597هـ (ياقوت، معجم الأدباء 11/ 171).
(5) في المخطوطة (دالّا والدال) بدون إعجام.
(6) انظر قوله في «الكشاف» 3/ 458عند تفسير الآية في سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
(7) هو يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف بن السّكّيت. أقبل على تعلّم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمرو الشيباني والفرّاء وابن الأعرابي والأثرم وروى عن الاصمعي وأبي عبيدة. وأخذ عنه: أبو سعيد السّكّري وميمون بن هارون الكاتب وغيرهم. من أعلم الناس باللغة والشعر. ومن تصانيفه: «إصلاح المنطق» و «القلب والابدال» و «الأمثال» وغيرها. توفي سنة (243). (ياقوت، معجم الأدباء 20/ 50).
(8) انظر قوله في «الكشاف» 2/ 369عند تفسير الآية في سورة الإسراء، نقله الزركشي بتصرف، وهذا القول في تفسير الآية منقول عن محمد بن كعب القرظي، ذكره القرظي في «الجامع لأحكام القرآن» 10/ 297عند تفسير الآية من سورة الإسراء.(1/402)
جمع «أم» وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمّهاتهم دون آبائهم، لئلا يفتضح أولاد الزنا، قال: وليت شعري أيهما أبدع، (1) أصحة لفظة [أمه] (2) أم بهاء حكمته» (1).
يعني أن «أما» لا يجمع على «إمام»، هذا كلام من لا يعرف الصناعة، ولا لغة العرب.
وقال الراغب (4) في قوله تعالى: {فَادََّارَأْتُمْ فِيهََا} (البقرة: 72): هو (5) (تفاعلتم)، فأريد (6) منه الإدغام تخفيفا، وأبدل [من] (7) التاء دال (8)، فاجتلب لها ألف الوصل، فحصل [على] (9) (افّاعلتم) (10).
وقال بعض الأدباء: {فَادََّارَأْتُمْ} «افتعلتم» وغلط من أوجه:
أولا: أن {فَادََّارَأْتُمْ} على ثمانية أحرف، و «افتعلتم» على سبعة [أحرف] (11).
والثاني: أن الذي يلي ألف الوصل تاء فجعلها دالا.
(12) [والثالث: أن الذي يلي الثاني دال، فجعلها تاء] (12).
والرابع: أن الفعل الصحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال [44/ ب] إلّا متحركا، وقد جعله هذا ساكنا.
والخامس: أن هاهنا قد دخل بين التاء والدال زائد، وفي «افتعلت» لا يدخل ذلك.
والسادس: أنه أنزل الألف منزلة العين، وليست بعين.
__________
(1) عبارة المخطوطة (صحة لفظ، أم بهاء حكمة).
(2) ليست في المخطوطة وليست في «الكشاف».
(4) انظر «مفردات القرآن» ص 169مادة «درأ».
(5) عبارة المخطوطة (أصله تفاعلتم)، وعبارة الراغب (هو تفاعلتم، أصله تدارأتم).
(6) في المخطوطة (فأبدل).
(7) ليست في المخطوطة.
(8) في المخطوطة (دالا).
(9) ليست في المخطوطة.
(10) تصحفت في الأصول إلى (تفاعلتم) والتصويب من عبارة الراغب.
(11) ساقطة من المخطوطة.
(12) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/403)
والسابع: أن تاء (1) «افتعل» قبله حرفان، وبعده حرفان و {فَادََّارَأْتُمْ} بعدها (2) ثلاثة أحرف» (3).
وقال ابن جني (4): «من قال: «اتخذت» «افتعلت» من الأخذ فهو مخطئ. قال: وقد ذهب إليه أبو إسحاق الزجاج (5)، وأنكره عليه أبو عليّ (6) وأقام الدلالة (7) على فساده، وهو أنّ ذلك يؤدي إلى إبدال الهمزة تاء وذلك غير معروف».
__________
(1) ساقطة من كتاب المفردات.
(2) العبارة في المخطوطة (بعد التاء ثلاثة).
(3) نهاية كلام الأصفهاني انظر المفردات ص: 169مادة (درأ).
(4) تقدمت ترجمته في 1/ 361، وانظر قوله في الخصائص 2/ 287، باب في زيادة الحرف عوضا من آخر محذوف.
(5) تقدّمت ترجمته في 1/ 105.
(6) تقدّمت ترجمته في 1/ 375.
(7) في المخطوطة (الأدلة).(1/404)
النوع العشرون [إعراب القرآن] ومعرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها (1)
ويؤخذ ذلك من علم النحو وقد انتدب الناس لتأليف إعراب القرآن ومن أوضحها كتاب
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم ص: 37و 58و 60و 65و 86و 92. والإتقان للسيوطي 2/ 280260، النوع الحادي والأربعون في معرفة إعرابه، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 380، علم معرفة إعرابه، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/ 121، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 491. علم معرفة إعرابه، وإيضاح المكنون للبغدادي 1/ 100، ومناهل العرفان للزرقاني 2/ 341، المبحث السادس عشر في أسلوب القرآن الكريم. وانظر مقالة: «دراسة لأسلوب القرآن» لمحمد عبد الخالق عضيمة، نشر في مجلة الأزهر، مج 31، 1379هـ / 1960م، ومقالة «أبو زكريا التبريزي وإعراب القرآن» لأهيف سنو، نشر في مجلة حوليات الصادرة عن جامعة القديس يوسف في بيروت، ع 1. ومعجم الدراسات القرآنية للصفار 19و 123، ومعجم مصنّفات القرآن الكريم لعلي شواخ 1/ 169.
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع سوى ما ذكره الزركشي «إعراب القرآن» لقطرب، محمد بن المستنير، ت 206هـ (ابن النديم، الفهرست: 58)، «الجمع والتثنية في القرآن» لأبي زكريا الفراء، ت 207هـ (معجم الأدباء لياقوت 20/ 14)، «معاني القرآن» لأبي زكريا الفراء (ت 207هـ) طبع الجزء الأول منه في القاهرة بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار، بدار الكتب المصرية عام 1375هـ / 1955م، وطبع الجزء الثاني في القاهرة بتحقيق محمد علي النجار في الدار المصرية للتأليف والنشر عام 1386هـ / 1966م، وطبع الجزء الثالث بتحقيق عبد الفتاح شلبي، في الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1393هـ / 1973م وطبعت الأجزاء الثلاثة مصوّرة عن الطبعات الأولى عام 1402هـ / 1982م في بيروت بدار عالم الكتب للنشر «إعراب القرآن» لأبي عبيدة معمر بن المثنى ت 211هـ، مخطوط محفوظ في الخزانة الرامفورية (انظر تذكرة النوادر ص: 14، وبروكلمان 2/ 145وابن النديم في الفهرست ص 60، ولعله مجاز القرآن) «إعراب القرآن» للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة ت 221هـ (ذكره رياضي زادة في متمم كشف الظنون ص: 229) «إعراب القرآن» لأبي مروان عبد الملك بن حبيب القرطبي، ت 238هـ (القفطي، إنباه الرواة 2/ 206) «إعراب القرآن» لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، ت 248هـ (ياقوت، معجم الأدباء 4/ 258) «إعراب القرآن» لابن قتيبة عبد الله بن مسلم، ت 276هـ (ابن النديم، الفهرست ص:(1/405)
__________
86) «إعراب القرآن» للمبرد محمد بن يزيد ت 285هـ (فهرست، ابن النديم ص: 65) «إعراب القرآن» لأبي العباس أحمد بن يحيى، ثعلب ت 291هـ (ذكره الزركلي في الأعلام، وانظر تاريخ التفسير ص: 94) «سراج الهدى في معاني القرآن وإعرابه» للشيباني الرياضي، إبراهيم بن محمد الكاتب الأديب البغدادي ت 298هـ. (نفح الطيب 2/ 756) «معاني القرآن وإعرابه» لإبراهيم بن السري الزجاج (ت 311هـ) طبع في القاهرة بتحقيق عبد الجليل شلبي ونشرته لجنة إحياء التراث الإسلامي عام 1394هـ / 1974م وصوّرته بالأوفست المكتبة العصرية في بيروت عام 1398هـ / 1978م. وطبع بعنوان «إعراب القرآن» في القاهرة بتحقيق إبراهيم الأبياري عام 1383هـ / 1963م، ويعرف أيضا باسم: «مختصر إعراب القرآن» (انظر تاريخ التراث 1/ 222) «إعراب القرآن» لأبي جعفر النحاس (ت 338هـ) طبع في بغداد بتحقيق زهير غازي زاهد ونشرته وزارة الأوقاف عام 1399هـ / 1979م وطبعه مجدّدا في بيروت بعالم الكتب عام 1406هـ / 1986م «رياضة الألسن في إعراب القرآن ومعانيه» لابن أشتة الأصبهاني، ت 360هـ (الفهرست لابن النديم ص: 37) «إعراب القرآن» لابن فارس اللغوي ت 369هـ (ياقوت، معجم الأدباء 1/ 84) «إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم» لابن خالويه (ت 370هـ) طبع في القاهرة، بدار الكتب المصرية، عام 1360هـ / 1941م، وفي حيدرآباد بدائرة المعارف العثمانية عام 1360هـ / 1941م، وصوّر في بغداد بمكتبة المثنى عن طبعة حيدرآباد عام 1386هـ / 1966م وله إعراب القراءات السبع وعللها» مخطوطة باستنبول، مكتبة مراد آغا، ويوجد منه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية، وفي جامعة محمد بن سعود بالرياض رقم 879ف (أخبار التراث العربي 32/ 5)، «الإغفال» (فيما أغفله الزجاج من المعاني) لأبي علي الفارسي (ت 377هـ) حققه كرسالة ماجستير محمد حسن محمد إسماعيل جامعة عين شمس كلية الآداب عام 1394هـ / 1974م (معجم الدراسات القرآنية ص: 117) «مشكل إعراب القرآن» لابن فورك محمد بن الحسن ت 406هـ فهرسة ابن خير: 69) «إعراب القرآن» لأبي القاسم علي بن طلحة ت 424هـ (ياقوت، معجم الأدباء 5/ 226) «البيان في إعراب القرآن» للطلمنكي، أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الأندلسي ت 429هـ (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 120) «الزاهي في اللمع الدالة على مستعملات الإعراب» لمكي بن أبي طالب القيسي ت 437هـ (معجم الأدباء 19/ 120) «إعراب القراءات» ويسمّى «إعراب القرآن» (وهو تلخيص كتاب الحوفي) لإسماعيل بن خلف الصقلي (ت 455هـ). مخطوط، الجزء الأول منه بدار الكتب الوطنية بتونس 4978والنصف الثاني منه في الإسكندرية ن 3475ج. (معجم مصنّفات القرآن 1/ 176)، «الملخص في إعراب القرآن» لأبي زكريا التبريزي (ت 502هـ) طبع بتحقيق أهيف سنو في بيروت ونشرته مجلة «حوليّات» الصادرة عن معهد الآداب العربية بجامعة القديس يوسف، العدد الأول، وقامت بتحقيقه سهام الشريف عبد الله في المدينة المنورة (أخبار التراث 9/ 11و 21/ 13). «استيعاب البيان في معرفة مشكل إعراب القرآن» لمحمد بن أبي العافية المقرئ ت 509هـ (فهرسة ابن خير ص: 69) «إعراب القرآن» لإسماعيل بن محمد الطليحي الأصبهاني (ت 535هـ)، يقوم بتحقيقه إبراهيم محمود الحاج كرسالة ماجستير بالسعودية عام 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 29/ 13) «البيان في غريب إعراب القرآن» لابن الأنباري كمال الدين عبد الرحمن بن محمد (577هـ) طبع بتحقيق طه عبد الحميد طه ومراجعة مصطفى السقا، بالقاهرة ونشرته دار الكاتب العربي، والهيئة المصرية عام 13901389هـ / 1969(1/406)
__________
1970 - م «إعراب القراءات الشواذ» لأبي البقاء العكبري ت 616هـ يقوم بتحقيقه خليل بنيات الحسون في بغداد (أخبار التراث العربي 28/ 16) «إعراب الفاتحة» لعبد اللطيف بن يوسف البغدادي، ت 629هـ (ذكره قاسم القيسي في تاريخ التفسير ص: 94) «التبيان في إعراب القرآن» (ومعه كشاف الآيات) لابن يعيش، يعيش بن علي بن يعيش، ت 643هـ (معجم الدراسات القرآنية ص: 108) «المستنهى في البيان والمنار للحيران في إعراب القرآن وأسراره المغربة ومعانيه المعجبة» لابن يعيش الصنعاني، محمد بن علي بن أحمد (ت 680هـ) والكتاب رسالة دكتوراه قدمها كاظم عبد السادة عيسى بجامعة عين شمس بالقاهرة عام 1408هـ / 1988م (أخبار التراث العربي 35/ 1514) «فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة» لمحمد بن محمد تاج الدين الإسفرايني (ت 684هـ) طبع بتحقيق حسين البدري النادي بالقاهرة، دار الزيني للطباعة عام 1399هـ / 1979م، وطبع بتحقيق د. عفيف عبد الرحمن في الأردن جامعة اليرموك عام 1401هـ / 1981م «البستان في إعراب مشكلات القرآن» للأحنف أحمد بن أبي بكر بن عمر ت 717هـ (مجلة معهد المخطوطات العربية 1/ 200)، «المجيد في إعراب القرآن المجيد» للسفاقسي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد (ت 742هـ) يقوم بتحقيق الجزء الثاني منه محمد عطا موعد كرسالة ماجستير، في جامعة دمشق عام 1985م (أخبار التراث العربي 32/ 22) ومخطوطاته في المكتبة التيمورية رقم 466، وفي مكتبة الأزهر رقم 282، وفي دار الكتب المصرية رقم 222تفسير، وفي دار الكتب الظاهرية رقم 530.
(معجم مصنّفات القرآن 1/ 194) «إعراب القرآن» للمرادي الحسن بن قاسم المصري، ت 749هـ (ذكره الزركلي في الأعلام) «الحكم والأناة في إعراب قوله تعالى {غَيْرَ نََاظِرِينَ إِنََاهُ}» للسبكي علي بن عبد الكافي ت 756هـ (كشف الظنون 1/ 675) «الدر المصون في علوم الكتاب المكنون» ويسمى «إعراب القرآن» للسمين الحلبي أحمد بن يوسف (ت 756هـ) يطبع بتحقيق د. أحمد محمد الخراط في دمشق بدار القلم منذ العام 1406هـ / 1986م، وقد ظهر منه ستة مجلدات. «المسائل السفريّة في النحو» ويسمّى: «إعراب مواضع من القرآن» لابن هشام جمال الدين عبد الله بن يوسف (ت 761هـ) طبع بتحقيق حاتم الضامن في بغداد ضمن مجلة المورد عام 1400هـ / 1980م وطبع في بيروت بمؤسسة الرسالة مستلا من مجلة المورد عام 1403هـ / 1983م وطبع في بغداد ضمن مجلة المجمع العلمي عام 1401هـ / 1981م، وطبع بتحقيق علي حسين البواب بالرياض عام 1402هـ / 1982م (أخبار التراث العربي 5/ 28و 6/ 29و 9/ 29) «مسائل في إعراب القرآن» لابن هشام أيضا، طبع بتحقيق صاحب أبو جناح في مجلة «المورد» البغدادية، مج 3، ع 3، س 1394هـ / 1974م «إعراب القرآن» لأبي جعفر الرعيني، ت 779هـ (كشف الظنون 1/ 123) «ضمائر القرآن» للكرماني محمد بن يوسف، ت 786هـ (الدرر الكامنة 4/ 310) «مختصر إعراب القرآن للسفاقسي» تأليف الصرخدي، محمد بن سليمان بن عبد الله (ت 792هـ) مخطوط، النصف الثاني منه في الظاهرية، بدمشق (معجم مصنّفات القرآن 1/ 194) «إعراب القرآن» للتفتازاني سعد الدين بن مسعود (ت 792هـ) مخطوط في طوب قابي (انظر الكشافات التحليلية لمجلة المورد ص: 93) «تحفة الإخوان في إعراب بعض آيات القرآن» للثعالبي، عبد الرحمن الجزائري ت 875هـ (إيضاح المكنون 1/ 239) «التنبيه» في إعراب القرآن، أعرب فيه الجزء الأخير من القرآن لإسحاق بن محمود بن حمزة، من علماء القرن التاسع الهجري (كشف الظنون 1/ 122) «المعاني المجلة في إعراب البسملة» للسيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت(1/407)
__________
911 - هـ) طبع بالمطبعة الحميدية بالقاهرة عام 1322هـ / 1904م «إعراب القرآن» لزكريا الأنصاري (ت 926هـ) منه نسخة بخط المؤلف في الخزانة التيمورية رقم: 300، وله مصوّرة في معهد المخطوطات رقم 20تفسير (معجم الدراسات القرآنية ص: 115) «سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه» لأبي اليسر إبراهيم بن أحمد الشيباني الرياضي ت 928هـ (إيضاح المكنون 2/ 9) «إعراب القرآن» لنشانجي زادة أحمد بن محمد ت 986هـ (ذكره قاسم القيسي في تاريخ التفسير ص: 240) «إعراب قوله تعالى {قَضى ََ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}» للخفاجي، أحمد بن عمر (ت 1069هـ) مخطوط ضمن مجموع في المكتبة التيمورية رقم 331 (معجم الدراسات القرآنية ص: 117) «الدرر في إعراب أوائل السور» لأحمد بن محمد بن محمد المصري (ت 1197) مخطوط ضمن مجموع في مكتبة الأزهر رقم: 129 مجاميع 2490، والمكتبة التيمورية رقم 585 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 185) «نحو القرآن» لأحمد عبد الستار الجواري، طبع بمطبعة المجمع العلمي العراقي ببغداد عام 1395هـ / 1975م في (117) ص «إعراب مائة آية من سورة البقرة» للزعبي، محمد عفيف طبع في بيروت عام 1393هـ / 1973م «إعراب القرآن الكريم» لمحيي الدين الدرويش طبع في حمص دار الإرشاد «إعراب سورة آل عمران» لعلي حيدر، أمين مجمع اللغة العربية بدمشق سابقا دمشق منشورات دار الحكمة عام 1392هـ / 1972م وله «إعراب القرآن الكريم» مخطوط (معجم مصنّفات القرآن 1/ 173) «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لأحمد حسين حمد، بحث مقدم إلى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1352هـ / 1933م (معجم الدراسات القرآنية ص: 62) «دراسات لأسلوب القرآن الكريم» لمحمد عبد الخالق عضيمة طبع على نفقة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالرياض عام 1392هـ / 1972م «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لأحمد حسن الباقوري، طبع بالقاهرة عام 1393هـ / 1973م «أثر القرآن الكريم في اللغة العربية» لمحمد عبد الواحد حجازي، طبع في القاهرة بمكتبة الأزهر عام 1393هـ / 1973م «أثر القرآن والقراءات في النحو العربي» لمحمد سمير نجيب اللبدي طبع في الكويت بدار الثقافة عام 1398هـ / 1978م «أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي» لعفيف دمشقية طبع بمعهد الإنماء العربي في لبنان عام 1399هـ / 1978م «أثر القراءات القرآنية في الدراسات النحوية» لعبد العال سالم مكرم طبع في الكويت ونشرته مؤسسة علي جرّاح الصباح عام 1399هـ / 1978م «ظاهرة الإعراب في النحو العربي وتطبيقها في القرآن الكريم» لأحمد سليمان ياقوت طبع في الرياض بجامعة الملك سعود عمادة شئون المكتبات بجامعة الرياض عام 1401هـ / 1981م «إعراب القرآن بين النحاس ومكي وابن الأنباري» دراسة عبد العزيز بن ناصر السبر طبع في الرياض كرسالة ماجستير في جامعة الإمام محمد (أخبار التراث العربي 5/ 13) «تناوب حروف الجر في لغة القرآن» لمحمد حسن عوّاد طبع في عمان بدار الفرقان عام 1402هـ / 1982م «تفسير البحر المحيط» (دراسة) لعلي الشباح، رسالة دكتوراه حصل عليها من الكلية الزيتونية للشريعة.
تونس عام 1401هـ / 1981م (أخبار التراث العربي 4/ 39) «دراسة نحوية لكتاب مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب» أعدها يحيى بشير مصري كرسالة جامعية بجامعة الإمام محمد بن سعود عام 1402هـ (أخبار التراث العربي 5/ 13) «إعراب القرآن» لمحمد علي طه الدرة، يطبع بدار الحكمة في دمشق.(1/408)
«الحوفيّ» (1) ومن أحسنها كتاب «المشكل» (2)، وكتاب أبي البقاء العكبري (3)،
__________
المجاهيل «إعراب القرآن وعدة آياته» للحسن بن محمد بن نصر (ت؟) خط بمكتبة الحجيات انظر فهرس داود الحلبي (معجم الدراسات القرآنية ص: 116) «إعراب القرآن» للحمروني عبد الكريم محمد الصالح (ت؟) مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس 4990 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 177) «إعراب وجوه القرآن» لأحمد بن علي المقرئ مخطوط بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء رقم 20ضمن مجموع تفسير. (معجم الدراسات القرآنية ص: 117) «إعراب القرآن» لمجهول، مخطوط، الجزء الثاني منه مصوّر في جامعة الدول العربية برقم 21 (معجم الدراسات القرآنية ص 116) «إعراب القرآن» لمجهول، مخطوط، جزء منه بمكتبة الحرمين بمكة رقم: 292 (معجم مصنفات القرآن 1/ 183) «مختصر إعراب سورة الفاتحة» لمجهول مخطوط في مكتبة الأزهر ضمن مجموع برقم 977مجاميع بخيت، 46130 (معجم الدراسات القرآنية ص: 125) «إعراب القرآن» لمجهول، مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 4880 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 191)، «إعراب القرآن» لمجهول مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس: 4403 (معجم مصنّفات القرآن 1/ 177) «إعراب قوله تعالى: {إِلََّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}» لمجهول، مخطوط بالمكتبة التيمورية رقم 362 (معجم الدراسات القرآنية ص: 117) «مشكل إعراب القرآن» لمجهول، مخطوط بمكتبة الأوقاف رقم 2424 (معجم الدراسات القرآنية ص 125).
(1) هو علي بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوي الحوفي، فاضل عالم بالنحو والتفسير، دخل مصر فطلب العربية وقرأ على أبي بكر الأدفوني وأخذ عنه وأكثر وطالع الكتب، صنّف في النحو مصنّفا كبيرا عنى به النحويون استوفي فيه العلل والأصول، ت 430هـ (القفطي، إنباه الرواة 2/ 219)، وكتابه ذكره القفطي، إنباه الرواة 2/ 220باسم «إعراب القرآن» وذكر أنه يقع في عشرة مجلدات منه أجزاء بدار الكتب المصرية رقم 59تفسير وله تلخيص لإسماعيل بن خلف المقرئ (ت 455هـ).
(2) كتاب «مشكل إعراب القرآن» لمكي بن أبي طالب حموش أبو محمد القيسي العلّامة المقرئ ولد بالقيروان ورحل لمصر والحجاز، قرأ القراءات على أبي الطيّب بن غلبون، كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية حسن الفهم والخلق جيد الدين والعقل ت 437هـ (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 395)، وكتابه طبع بتحقيق د. حاتم الضامن، في بغداد وزارة الإعلام عام 1395هـ / 1975م وصوّر في مؤسسة الرسالة عام 1404هـ / 1984م، وطبع أيضا بتحقيق ياسين السوّاس بمجمع اللغة العربية بدمشق، عام 1394هـ / 1974م وطبع بدار المأمون عام 1403هـ / 1983م.
(3) هو عبد الله بن الحسين العكبري تقدم في 1/ 159، وكتابه «إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن» طبع لأول مرة بهامش تفسير الجلالين طهران 1277هـ / 1860م، وظهرت الطبعة الثانية له بهامش الفتوحات الإلهية القاهرة مط. مصطفى محمد 1303هـ / 1885م والثالثة بهامشه أنموذج جليل للرازي القاهرة مط. شرف 1303هـ / 1885م. والرابعة في القاهرة مط. الميمنية 1306هـ / 1888م، والخامسة بهامشه أنموذج جليل للرازي القاهرة مط الميمنية صوّر بدار العلم للجميع بيروت 1321هـ / 1903م (معجم سركيس: 295)، والسادسة في القاهرة المط. التجارية 1342هـ / 1923م والسابعة في القاهرة نشرها مصطفى البابي الحلبي 1355هـ / 1936م، والثامنة بتحقيق إبراهيم عطوة عوض(1/409)
و (1) كتاب المنتجب الهمذاني (1) وكتاب الزمخشريّ (3)، وابن عطية (4)، وتلاهم الشيخ أبو حيان (5).
قالوا (6): والإعراب يبين المعنى وهو الذي يميّز المعاني، ويوقف على أغراض المتكلمين بدليل قولك: ما أحسن زيدا، ولا تأكل السمك وتشرب اللبن، وكذلك فرّقوا بالحركات وغيرها بين المعاني، فقالوا: «مفتح» للآلة التي يفتح بها، و «مفتح» لموضع الفتح، و «مقصّ» للآلة، و «مقصّ» للموضع الذي يكون فيه القصّ. ويقولون: امرأة «طاهر» من الحيض لأن الرجل يشاركها في الطهارة.
وعلى الناظر في كتاب الله، الكاشف عن أسراره، النظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلّها، ككونها مبتدأ أو خبرا، أو فاعلة أو مفعولة، أو في مبادئ الكلام أو في جواب، إلى غير ذلك من تعريف أو تنكير، أو جمع قلّة أو كثرة، إلى غير ذلك.
ويجب عليه مراعاة أمور:
أحدها وهو أول واجب عليه [أن يفهم] (7) معنى ما يريد أن يعربه مفردا كان أو مركبا قبل الإعراب فإنه فرع المعنى ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها من المتشابه الذي استأثره الله بعلمه ولهذا قالوا في توجيه النصب في {كَلََالَةً} (8) في قوله تعالى:
__________
القاهرة مصطفى البابي الحلبي 1381هـ / 1961م وطبع باسم «التبيان في إعراب القرآن» بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1396هـ / 1976م، وطبع بتحقيق محمد نجيب قباوة بجامعة دمشق كرسالة دكتوراه عام 1404هـ / 1984م. (أخبار التراث العربي 16/ 9)، وطبع مؤخرا بدار الكتب العلمية في بيروت عام 1403هـ / 1983م.
(1) هو المنتجب بن أبي العز بن رشيد، أبو يوسف الهمذاني، كان رأسا في القراءات والعربية صالحا متواضعا صوفيا، قرأ على أبي الجود بمصر وسمع بدمشق أبا اليمن الكندي، وقرأ عليه وشرح الشاطبية وأعرب القرآن، ت 643هـ (ابن الجزري، غاية النهاية 2/ 311)، وكتابه «الفريد في إعراب القرآن المجيد» مخطوط في مدينة مغنيسة بتركيا رقم 681. وفي تشستربتي: 1/ 3395و 2/ 3775. وفي التيمورية: 247، وفي الأزهر:
212 (3300) 213 (3208)، 214 (1358)، (276) عروسي 42154، وفي أحمد الثالث 31117، ومنه مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 160عن نسخة أحمد الثالث (معجم مصنّفات القرآن 1/ 189).
(3) ذكره ياقوت في معجم الأدباء 19/ 134، باسم «نكت الإعراب في غريب الإعراب» وضمّن كثيرا من مسائل إعراب القرآن في تفسيره المشهور «الكشاف».
(4) تقدم الكلام عنه وعن كتابه «المحرر الوجيز» في 1/ 101.
(5) تقدمت ترجمته في 1/ 130، وكتابه مخطوط بالاسكوريال 2/ 1262باسم «إعراب القرآن» (بروكلمان 136135) كما ضمن كثيرا من إعراب القرآن في تفسيره المشهور «البحر المحيط».
(6) في المخطوطة (قال).
(7) ساقطة من المخطوطة.
(8) إتحاف فضلاء البشر: 187.(1/410)
{وَإِنْ كََانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلََالَةً} (النساء: 12)، أنه يتوقف على المراد بالكلالة هل هو اسم للميت أو للورثة أو للمال فإن كان اسما للميت فهي منصوبة على الحال وإن كان تامة لا خبر لها بمعنى وجد.
ويجوز أن تكون ناقصة والكلالة خبرها، وجاز أن يخبر عن النكرة، لأنها قد وصفت بقوله:
{يُورَثُ} والأول أوجه. وإن كانت اسما للورثة فهي منصوبة على الحال من ضمير {يُورَثُ}
لكن على حذف مضاف، أي ذا كلالة، وعلى هذا فكان ناقصة و {يُورَثُ} خبر. ويجوز أن تكون تامة فيورث صفة. ويجوز أن يكون خبرا فتكون صفته. وإن كانت اسما للمال فهي مفعول ثان ل {يُورَثُ}، كما تقول: ورّثت زيدا مالا وقيل تمييز، وليس بشيء. ومن جعل ال {كَلََالَةً} الوراثة فهي نعت لمصدر محذوف، أي وارثه (كلالة)، أي يورّث بالوراثة التي يقال لها: الكلالة، هذا كله على قراءة {يُورَثُ} بفتح الراء، فأما من قرأ {يُورَثُ} بكسرها مخففة أو مشدّدة (1)، فالكلالة هي الورثة أو المال.
ومن ذلك {تُقََاةً} في قوله تعالى: {إِلََّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقََاةً} (آل عمران: 28)، في نصبها ثلاثة أوجه مبنيّة على تفسيرها، فإن كانت بمعنى الاتقاء فهي مصدر كقوله تعالى:
{أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبََاتاً} (نوح: 17) وإن كانت بمعنى المفعول أي أمرا يجب اتقاؤه، فهي نصب على المفعول به، وإن كانت جمعا (2) ل «رام» و «رماة»، فهي نصب على الحال.
ومن ذلك إعراب {أَحْوى ََ} من قوله [تعالى]: {غُثََاءً أَحْوى ََ} (الأعلى: 5) وفيه قولان متضادان: أحدهما أنه الأسود من الجفاف واليبس، والثاني أنه الأسود من شدة الخضرة، كما فسّر {مُدْهََامَّتََانِ} (الرحمن: 64) فعلى الأول هو صفة ل {غُثََاءً}، وعلى الثاني هو حال من {الْمَرْعى ََ} (3)، وأخّر [45/ أ] لتناسب الفواصل.
ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفََاتاً *} [4] [أَحْيََاءً وَأَمْوََاتاً] (4) (المرسلات: 25 و 26) فإنه قيل: الكفات الأوعية، ومفردها «كفت» والأحياء والأموات كناية عما نبت وما لا ينبت، وقيل: الكفات مصدر كفته إذا ضمّه وجمعه فعلى الأول {أَحْيََاءً وَأَمْوََاتاً} صفة ل {كِفََاتاً} كأنه (6) قيل: أوعية حيّة وميّتة، أو حالان وعلى الثاني فهما مفعولان لمحذوف، ودلّ عليه {كِفََاتاً} أي يجمع {أَحْيََاءً وَأَمْوََاتاً}.
__________
(1) قال البنا: والمطوّعي (يورّث) بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيّا للفاعل (إتحاف فضلاء البشر: 187).
(2) في المخطوطة: (جماعة).
(3) في المخطوطة: (الرعي).
(4) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (وكأنه).(1/411)
ومنه قوله: {سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي} (الحجر: 87) فإنه إن كان المراد به القرآن ف {مِنَ}
للتبعيض، و {الْقُرْآنَ} حينئذ من عطف العام على الخاص وإن كانت الفاتحة ف {مِنَ}
لبيان الجنس، أي سبعا هي المثاني.
تنبيه
قد يقع في كلامهم: «هذا تفسير معنى»، و «هذا تفسير إعراب»، والفرق بينهما أنّ تفسير الإعراب لا بد فيه من ملاحظة الصناعة النحوية، وتفسير المعنى لا يضر مخالفة ذلك، و [قد] (1)
قال سيبويه (2) في قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} (البقرة: 171) «تقديره مثلك يا محمد (3)، ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به».
واختلف الشارحون في فهم كلام سيبويه، فقيل: هو تفسير معنى، وقيل: تفسير إعراب فيكون في الكلام حذفان: حذف من الأوّل وهو حذف داعيهم، وقد أثبت نظيره في الثاني، وحذف من الثاني وهو حذف المنعوق، وقد أثبت نظيره في الأول فعلى هذا يجوز مثل ذلك في الكلام.
والثاني: تجنّب الأعاريب المحمولة على اللغات الشاذة، فإنّ القرآن نزل بالأفصح من لغة قريش، قال الزمخشريّ في «كشّافه» القديم (4): القرآن لا يعمل فيه إلّا على ما هو فاش دائر على ألسنة فصحاء العرب، دون الشاذّ النادر الذي لا يعثر عليه إلا في موضع أو موضعين.
وبهذا (5) يتبيّن غلط جماعة من الفقهاء والمعربين حين جعلوا من العطف على الجوار قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ} (المائدة: 6) في قراءة الجر وإنما ذلك ضرورة فلا يحمل عليه الفصيح ولأنه إنما يصار إليه إذا أمن اللّبس والآية محتملة، ولأنه إنما يجيء مع عدم حرف العطف، وهو هاهنا موجود، وأيضا فنحن في غنية عن ذلك، كما قاله سيبويه: إنّ العرب يقرب
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.
(2) انظر الكتاب لسيبويه 1/ 212 (بتحقيق عبد السلام هارون)، باب استعمال الفعل في اللفظ لا في المعنى.
(3) العبارة في الكتاب: (وإنما المعنى: مثلكم ومثل الذين كفروا).
(4) ليس هذا القول في كشافه الجديد 1/ 326325.
(5) في المخطوطة: (فقد).(1/412)
عندها المسح من الغسل لأنهما أساس الماء، فلما تقاربا في المعنى حصل العطف (1) [كقوله:
متقلّدا سيفا ورمحا
ومهما أمكن المشاركة في المعنى، حسن العطف] (1) وإلا امتنع فظهر أنه ليس على المجاورة بل على الاستغناء بأحد الفعلين عن الآخر، وهذا بخلاف صرف ما لا ينصرف في قوله تعالى: {سَلََاسِلَ وَأَغْلََالًا} (الإنسان: 4) فإنما أجيز في الكلام، لأنه ردّ إلى الأصل، والعطف على الجوار خروج عن الأصل، فافترقا.
الثالث: تجنّب لفظ الزائد في كتاب الله تعالى، أو التكرار، ولا يجوز إطلاقه إلا بتأويل كقولهم: الباء زائدة ونحوه، مرادهم أن الكلام لا يختل معناه بحذفها لا أنه لا فائدة فيه أصلا، فإن ذلك لا يحتمل من متكلّم، فضلا عن كلام الحكيم.
وقال ابن الخشاب (3) في «المعتمد»: اختلف في هذه المسألة، فذهب الأكثرون إلى جواز إطلاق الزائد في القرآن نظرا إلى أنه نزل بلسان القوم ومتعارفهم، وهو كثير لأن الزيادة بإزاء الحذف، هذا للاختصار والتخفيف، وهذا للتوكيد والتوطئة. ومنهم من لا يرى الزيادة في شيء من الكلام ويقول: هذه الألفاظ المحمولة على الزيادة جاءت لفوائد ومعان تخصّها، فلا أقضي عليها بالزيادة، ونقله [عن] (4) ابن درستويه (5)، قال: والتحقيق أنه [إن] (6) أريد بالزيادة إثبات معنى لا حاجة إليه فباطل لأنه عبث، فتعين أنّ إلينا به حاجة، لكن الحاجات إلى
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، والبيت صدره «يا ليت بعلك قد غدا» وهو لعبد الله بن الزبعرى ذكره المبرّد في «الكامل» ص: 432و 477و 836. (طبعة مؤسسة الرسالة بيروت بتحقيق محمد أحمد دالي).
(3) هو عبد الله بن أحمد أبو محمد الخشاب تقدمت ترجمته في 1/ 163.
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) هو عبد الله بن جعفر بن درستويه أبو محمد الفارسي نحوي جليل القدر مشهور الذكر جيد التصانيف روى عن جماعة من العلماء منهم أبو العباس المبرّد وابن قتيبة. وكان شديد الانتصار لمذهب البصريين في اللغة والنحو. من تصانيفه «تفسير كتاب الجرمي» «والإرشاد» و «معاني الشعر» وغيرها. ت 347هـ (القفطي، إنباه الرواة 2/ 113).
(6) ساقطة من المخطوطة.(1/413)
الأشياء قد تختلف بحسب المقاصد، فليست الحاجة إلى اللفظ الذي (1) عدّه هؤلاء زيادة كالحاجة الى اللفظ المزيد عليه (1)، وبه يرتفع الخلاف.
وكثير من القدماء يسمّون الزائد صلة، وبعضهم يسميه مقحما ويقع ذلك في عبارة سيبويه (3).
الرابع: تجنب الأعاريب التي هي خلاف الظاهر والمنافية لنظم الكلام، كتجويز الزمخشري (4) في {لِلْفُقَرََاءِ} في سورة الحشر (الآية: 8)، أن يكون بدلا من قوله: {وَلِذِي الْقُرْبى ََ} [45/ ب] (الآية: 7)، وهذا فصل كبير، وإنما حمله عليه لأن أبا حنيفة يقول: إنه لا يستحق القريب بقرابته بل لكونه فقيرا، والشافعي يخالفه. ونظيره إعراب بعضهم: {الَّذِينَ ظَلَمُوا} (الأنبياء: 3) بدلا من المجرور في قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنََّاسِ حِسََابُهُمْ} (الأنبياء:
1).
الخامس: تجنّب التقادير البعيدة والمجازات المعقدة، ولا يجوّز فيه جميع ما يجوّزه النحاة في شعر امرئ القيس وغيره [من ذلك:] (5) أن تقول في نحو: {اغْفِرْ لَنََا} و {اهْدِنَا}
فعلي (6) دعاء أو سؤال، ولا تقول: فعلي (7) أمر تأدّبا من جهة أن الأمر يستلزم العلوّ والاستعلاء، على الخلاف فيه (8).
وقال أبو حيان التوحيديّ في «البصائر» (9): سألت السّيرافي (10) عن قوله تعالى: {قََائِماً بِالْقِسْطِ} (آل عمران: 18)
__________
(1) تصحّفت العبارة في المخطوطة إلى: (عندها ولا زيادة كالحاجة إلى اللفظ الذي زادها من يده عليه) وفي المطبوعة إلى (زيد عندها ولا زيادة كالحاجة الى الألفاظ التي رأوها مزيدة عليه) وما أثبتناه من تصويب النص من الإتقان 2/ 268.
(3) تصحّفت العبارة في المطبوعة إلى (مستوية) وما أثبتناه من المخطوطة.
(4) الكشاف 4/ 81.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) تصحّفت في المخطوطة إلى: (فعلا).
(7) في المخطوطة: (فعل).
(8) في المخطوطة زيادة عند هذا الموضع وهي: (وتقول في نحو يا الله) وليس لها تتمة فيها.
(9) التوحيديّ تقدمت ترجمته في 1/ 342، وكتابه البصائر طبع أولا بتحقيق أحمد أمين، وسيد أحمد صفر بالقاهرة، ونشرته لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1371هـ / 1953م. وطبع ثانيا بتحقيق عبد الرزاق محيي الدين ببغداد، ونشرته مطبعة النجاح عام 1372هـ / 1954م، وطبع ثالثا بتحقيق إبراهيم الكيلاني بدمشق ونشرته مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء عام 13871382هـ / 19691964م. وطبع مؤخرا بتحقيق وداد القاضي ونشرته دار صادر في بيروت، في تسعة أجزاء وواحد للفهارس.
(10) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضي أبو سعيد السيرافي النحوي كان من أعلم الناس بنحو البصريين،(1/414)
: بم انتصب؟ قال: بالحال، قلت: لمن الحال؟ قال: لله تعالى، قلت: فيقال لله حال؟ [قال] (1): إن الحال في اللفظ لا لمن يلفظ بالحال عنه ولكنّ الترجمة لا تستوفي حقيقة المعنى في [النفس] (1) إلا بعد أن يصوغ الوهم هذه الأشياء صياغة تسكن إليها النفس، وينتفع بها القلب، ثم تكون حقائق الألفاظ في مفادها غير معلومة ولا منقوضة باعتقاد، وكما أن المعنى على بعد من اللفظ، كذلك الحقيقة على بعد من الوهم.
السادس: البحث عن الأصلي والزائد، ومن هذا قوله تعالى: {إِلََّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكََاحِ} (البقرة: 237) فإنه قد نتوهم (3) «الواو» في الأولى ضمير الجمع، فيشكل ثبوت النون مع «أن» (4)، وليس كذلك بل الواو هنا لام الكلمة، والنون ضمير جمع المؤنث، فبني الفعل معها على السكون فإذا وصل الناصب أو الجازم لا تحذف النون ومثله: «النساء يرجون»، بخلاف: «الرجال يرجون»، فإن الواو فيه ضمير الجمع، والنون حرف علامة للرفع وأصله «يرجوون» أعلّت لام الكلمة بما يقتضيه التصريف، فإذا دخل الجازم حذف النون وهذا مما اتفق فيه اللفظ واختلف [في] (5)
التقدير.
وكذلك يبحث عما تقتضيه الصناعة في التقدير، ولا يؤخذ بالظاهر، ففي نحو قوله تعالى: {لََا مَرْحَباً بِهِمْ} (ص: 59) يتبادر إلى الذهن أن {مَرْحَباً} نصب، اسم لا، وهو فاسد لأن شرط عملها في الاسم ألّا يكون معمولا لغيرها وإنما نصب بفعل مضمر يجب إضماره، و {لََا} دعاء، و {بِهِمْ} بيان للمدعو عليهم. وأجاز أبو البقاء (6) أن ينصب على المفعول به، أي لا يسمعون {مَرْحَباً} وأجاز في جملة {لََا مَرْحَباً} أن تكون مستأنفة، وأن تكون حالا، أي هذا فوج مقولا له: {لََا مَرْحَباً}. وفيه نظر لأنه قدّر «مقولا» فمقولا هو الحال، و {لََا مَرْحَباً} محكية بالقول في موضع نصب.
__________
قرأ على ابن مجاهد وابن دريد وابن السراج، كان نزيها عفيفا جميل الأمر حسن الأخلاق زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده. من تصانيفه: «أخبار النحاة» و «الإقناع» وغيرها. ت 368هـ (القفطي، إنباه الرواة 1/ 348).
(1) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المخطوطة (يتوهم).
(4) تصحّفت في المخطوطة إلى: (النون).
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) العكبري، تقدم ذكره في 1/ 159، وانظر قوله في كتابه «إملاء ما منّ به الرحمن» 2/ 114 (ط. الميمنية).(1/415)
ومنه قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللََّهِ} (الحجرات: 7) يتبادر إلى الذهن أن الظرف قبله خبر «أنّ» على التقديم، وهو فاسد لأنه ليس المراد الإخبار بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهم، وإنما الغرض أنه لو أطاعكم في كثير من الأمر لعنتم، وإنما {فِيكُمْ} حال، [والمعنى] (1): واعلموا أن رسول الله في حال كونه فيكم لو أطاعكم لكان كذا.
ومنه قوله تعالى: {لََا يُقْضى ََ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} (فاطر: 36)، وقوله: {وَلََا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (المرسلات: 36) فإن الجواب وقع فيهما بعد النفي مقرونا بالفاء، وفي الأولى حذفت النون وفي الثانية أثبتها، فما الفرق بينهما؟ وجوابه أن حذف النون جوابا للنفي هو على أحد معنيي نصب «ما تأتينا فتحدثنا» أي ما يكون إتيان ولا حديث، والمعنى الثاني إثبات الإتيان ونفي الحديث، أي ما تأتينا محدثا، أي تأتينا غير محدّث وهذا لا يجوز في الآية.
وأما إثبات النون فعلى العطف.
وقريب من ذلك قوله تعالى: {أَبَشَراً مِنََّا وََاحِداً نَتَّبِعُهُ} (القمر: 24)، وقوله:
{أَبَشَرٌ يَهْدُونَنََا} (التغابن: 6) حيث انتصب {بَشَراً} في الأول وارتفع في الثاني، فيقال: ما الفرق بينهما؟ والجواب أن نصب {بَشَراً} على الاشتغال، والشاغل للعامل منصوب، فصحّ لعامله أن يفسّر ناصبا، وأما في الثانية فالشاغل مرفوع مفسّر رافعا وهذا كما تقول: أزيد قام؟ فزيد مرفوع على الفاعلية لطلب أداة الفعل [46/ أ] فهذا في الاشتغال والشاغل مرفوع، وتقول فيما الشاغل فيه منصوب: أزيدا ضربته؟.
وقريب منه إجماع القراء على نصب «قليل» في: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلََّا قَلِيلًا} (البقرة:
249) اختلفوا في: {مََا فَعَلُوهُ إِلََّا قَلِيلٌ} (النساء: 66) وإنما كان كذلك لأن (قليلا) الأول استثناء من موجب، والثاني استثناء من منفي.
فإن قيل: فلم أجمعوا على النصب في {فَلََا يُؤْمِنُونَ إِلََّا قَلِيلًا} (النساء: 46) مع أنه استثناء من غير موجب؟ قيل: لأن هذا استثناء مفرّغ، وهو نعت لمصدر محذوف، فالتقدير فلا يؤمنون إلّا إيمانا قليلا.
ومثله {وَكُلًّا وَعَدَ اللََّهُ الْحُسْنى ََ} في سورة الحديد (الآية: 10)، قرأها ابن عامر برفع
__________
(1) ساقطة من المخطوطة.(1/416)
(كل) (1) ووافق الجماعة على النصب في النساء (الآية: 95). والفرق أن الذي في سورة الحديد شغل الخبر بهاء مضمرة، وليس قبل هذه الجملة جملة فعلية، فيختار لأجلها النصب، فرفع بالابتداء، وأما التي في سورة النساء فإنّما اختير فيها النصب لأنّ قبله جملة فعلية، وهي (2) [قول (3) الله تعالى] (2): {وَفَضَّلَ اللََّهُ الْمُجََاهِدِينَ}.
تنبيه
قد يتجاذب الإعراب والمعنى الشيء الواحد، وكان أبو علي الفارسي يلمّ به كثيرا، وذلك أنه يوجد في الكلام أن المعنى يدعو إلى أمر، والإعراب يمنع [منه] (5)، قالوا:
والتمسك بصحة المعنى يؤول لصحة الإعراب، وذلك كقوله تعالى: {إِنَّهُ عَلى ََ رَجْعِهِ لَقََادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرََائِرُ} (الطارق: 8و 9) فالظرف الذي هو {يَوْمَ} يقتضي المعنى أن يتعلق بالمصدر الذي [هو] (6) «رجع»، أي أنه {عَلى ََ رَجْعِهِ} في ذلك اليوم {لَقََادِرٌ} لكن الإعراب يمنع منه لعدم جواز الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي يجعل العامل (7) فيه فعلا مقدرا دلّ عليه (8) المصدر.
وكذا قوله سبحانه: {لَمَقْتُ اللََّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمََانِ فَتَكْفُرُونَ} (المؤمن: 10)، فالمعنى يقتضي تعلق {إِذْ} بالمقت، والإعراب يمنعه، للفصل بين المصدر ومعموله بالخبر، فيقدر له فعل يدل عليه المقت.
وكذلك قوله تعالى: {أَفَلََا يَعْلَمُ إِذََا بُعْثِرَ مََا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مََا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} (العاديات: 9و 10و 11) فالمعنى أن العامل في إذا {لَخَبِيرٌ}، والإعراب يمنعه لأن ما بعده {إِنَّ} لا يعمل فيما قبلها، فاقتضى أن يقدر له العامل.
تنبيه
على النحويّ بيان مراتب الكلام فإن مرتبة العمدة قبل مرتبة الفضلة، ومرتبة المبتدأ
__________
(1) الداني في التيسير ص: 208.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(3) في المطبوعة: (قوله).
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) تصحّفت في المخطوطة إلى: (العمل).
(8) في المخطوطة: (على).(1/417)
قبل مرتبة الخبر، ومرتبة ما يصل إليه بنفسه قبل مرتبة ما يصل إليه بحرف الجر وإن كانا فضلتين ومرتبة المفعول الأول قبل مرتبة المفعول الثاني. وإذا اتصل الضمير بما مرتبته التقديم وهو يعود على ما مرتبته التأخير، فلا يجوز أن يتقدّم لأنّه يكون متقدما لفظا ومرتبة، (1)، وإذا اتصل الضمير بما مرتبته التأخير وهو يعود على ما مرتبته التقديم (2) فلا يجوز أن يتقدم (2) لأنه يكون مقدّما لفظا مؤخرا رتبة، فعلى هذا يجوز: «في داره زيد» لاتصال الضمير بالخبر ومرتبته التأخير، ولا يجوز: «صاحبها في الدار» لاتصال الضمير بالمبتدإ ومرتبته التقديم.
__________
(1) في المخطوطة: (رتبة).
(2) عبارة المخطوطة: (لم يتقدم).(1/418)
النوع الحادي والعشرون بلاغة القرآن معرفة كون اللفظ والتركيب أحسن وأفصح (1)
ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع.
وقد صنّف الناس في ذلك تصانيف كثيرة، وأجمعها ما جمعه الشيخ شمس الدين
__________
(1) يمكن اعتبار هذا النوع تابعا لإعجاز القرآن من الناحية اللغوية، للتوسع فيه راجع مصادر النوعين (38) و (46) إعجاز القرآن وأساليب القرآن، وانظر المصادر التالية: سر الفصاحة للخفاجي ص 100، ومفتاح العلوم للسكاكي ص 416والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز للعزّ بن عبد السلام، والفوائد المشوّق في علوم القرآن لابن القيم. والإتقان للسيوطي 3/ 128و 161و 249الأنواع: الثالث والخمسون: تشبيهات القرآن واستعاراته، والسادس والخمسون: الإيجاز والإطناب، والثامن والخمسون: بديع القرآن، ومفتاح السعادة 2/ 413 و 421و 446، تشبيه القرآن واستعاراته، والإيجاز والإطناب، والخبر والإنشاء وأبجد العلوم للقنوجي ص 494تشبيه القرآن واستعاراته، ومناهل العرفان في علوم القرآن 2/ 205198، المبحث السادس عشر: في أسلوب القرآن، ومباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح ص 333313، في الباب الرابع:
التفسير والإعجاز والجمال الساحر في أسلوب القرآن مقال لحسن الشيخة (نشر في مجلة منبر الإسلام س (23)، ع (1) 1385هـ / 1965م)، والجمانة في تشبيهات القرآن، مقال لبدوي طبانة (نشر في مجلة منبر الإسلام، س (26)، ع (10) 1388هـ / 1968م).
ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع: «البيان عن بعض الشعر مع فصاحة القرآن» للحسن بن جعفر البرجلي؟ (ابن النديم، الفهرست: 41) «كتاب التشبيهات» لابن أبي عون، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد (ت 322هـ) عني بتصحيحه محمد عبد المعين خان، طبع في لندن. جامعة كمبردج عام 1376هـ / 1950م في (485) ص «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي، محمد بن الحسين بن موسى (ت 406هـ) طبع بتحقيق حسين علي محفوظ بمجلس الشورى بطهران 1372هـ / 1953م وطبع بتحقيق محمد عبد الغني حسن بدار إحياء الكتب بالقاهرة 1374هـ / 1955م في (463ص)، وطبع بتحقيق مكي السيد جاسم بمطبعة المعارف ببغداد 1375هـ / 1954م، في (389) ص «الجمان في تشبيهات القرآن» لابن ناقيا البغدادي، أبي القاسم عبد الله بن محمد بن حسين (ت 485هـ) طبع بتحقيق عدنان زرزور ومحمد رضوان الداية بوزارة الأوقاف الكويتية عام 1388هـ / 1968م في (440) ص. وطبع بتحقيق أحمد مطلوب وخديجة الحديثي بوزارة الثقافة العراقية 1388هـ / 1968م في(1/419)
محمد بن النقيب (1) مجلّدين قدّمهما أمام «تفسيره»، وما وضعه حازم (2) الأندلسي المسمى «بمنهاج البلغاء وسراج الأدباء».
وهذا العلم أعظم أركان المفسّر، فإنه لا بد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، من الحقيقة والمجاز، وتأليف النظم، وأن يؤاخي بين الموارد، ويعتمد ما سيق له الكلام حتى لا يتنافر،
__________
(448) ص وطبع بتحقيق مصطفى الصاوي الجويني بمنشأة المعارف بالإسكندرية عام 1396هـ / 1976م «بديع القرآن» لابن أبي الأصبع العدواني، عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر (ت 654هـ) طبع بتحقيق حفني شرف بدار نهضة مصر بالقاهرة عام 1377هـ / 1957م في (516) ص. وأعاد المحقق طبعه بالدار عام 1393هـ / 1973م في (399) ص «منهاج البلغاء وسراج الأدباء» للقرطاجني، أبي الحسن حازم بن محمد (ت 684هـ) طبع بتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة بدار الكتب الشرقية بتونس عام 1386هـ / 1966م في (468) ص، وأعاد طبعه بدار الغرب الإسلامي ببيروت عام 1402هـ / 1982م في (470) ص «بديع القرآن» لابن البازري أبي القاسم هبة الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم، ت 738هـ (معجم مصنّفات القرآن الكريم 1/ 149) «تشبيهات القرآن وأمثاله» لابن قيم الجوزية، شمس الدين محمد بن أبي بكر، ت 751هـ، ويمكن أن يكون هو كتاب «أمثال القرآن» نفسه، انظر ص 486 «بيان أسلوب الحكيم» لابن كمال باشا، شمس الدين أحمد بن سليمان (ت 940هـ) مخطوط في الأوقاف العراقية ببغداد رقم 10102، ومنه نسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة المكرمة (معجم الدراسات القرآنية: 223) «بلاغة القرآن» لمحمد الخضر حسين (ت 1377هـ) طبع بالمطبعة التعاونية بدمشق 1391هـ / 1971م «البلاغة القرآنية عند الإمام الخطابي» لصباح عبيد دراز، طبع بمطبعة الأمانة بالقاهرة 1406هـ / 1986م «التشبيهات القرآنية والبيئة العربية» لواجدة مجيد الاطرقجي، طبع بوزارة الثقافة والفنون بالعراق عام 1399هـ / 1978م «البيان القصصي في القرآن» لإبراهيم عوضين، طبع بالقاهرة عام 1398هـ / 1977م «البيان في ضوء أساليب القرآن» لعبد الفتاح الشين، طبع بدار المعارف في القاهرة عام 1398هـ / 1977م في (292) ص «البيان القرآني» لمحمد رجب البيومي، طبع بالقاهرة «القرآن والصورة البيانية» لعبد القادر حسن، طبع بدار نهضة مصر في القاهرة.
(1) هو محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين العلّامة الزاهد أبو عبد الله البلخي الأصل المقدسي الحنفي المعروف بابن النقيب دخل القاهرة ودرّس بالعاشورية، وأقام بالجامع الأزهر مدّة، وكان صالحا زاهدا متواضعا عديم التكلف وكان الأكابر يترددون إليه ويسألونه الدعاء، وصرف همته إلى التفسير وصنّف تفسيرا حافلا سمّاه «التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير في معاني السميع البصير» جمعه في نيف وخمسين مجلدا ذكر فيه أسباب النزول والقراءات والإعراب واللغات والحقائق وعلم الباطن ذكره الشعراني وقال «ما طالعت أوسع منه». ت 698هـ (الكتبي، فوات الوفيات 3/ 383382) ومن تفسيره نسخة خطية بمكتبة فاتح:
177، ومنه صورة في معهد المخطوطات: 71 (معجم الدراسات القرآنية: 226).
(2) هو حازم بن محمد بن حسين النحوي القرطاجني، تقدم الكلام عنه وعن كتابه في 1/ 155.(1/420)
وغير ذلك. وأملأ (1) الناس بهذا صاحب «الكشاف». قال السكاكي (2): «واعلم أنّ شأن الإعجاز عجيب، يدرك ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة، ولا طريق إلى تحصيله لذوي الفطرة (3) السليمة إلا إتقان [46/ ب] علمي المعاني والبيان والتمرّن فيهما».
وقال الزمخشريّ: «من حقّ مفسّر كتاب الله الباهر، وكلامه المعجز أن يتعاهد في مذاهبه بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدّي سليما من القادح، وإذا لم يتعاهد أوضاع اللغة فهو من تعاهد النظم والبلاغة على مراحل».
وادعى القاضي أبو الطيب (4) في كتاب «إعجاز القرآن» أن كثيرا من محاسن هذا العلم لا يعدّ من البلاغة القرآنية بناء على اختياره في أن القرآن نزل على خلاف أساليبهم، وسيأتي الكلام في ذلك.
(فإن قلت): كيف عددت هذا من أنواع علومه مع أن سلف المفسرين من الصحابة والتابعين [رحمهم الله] (5) لم يخوضوا فيه ولم ينقل عنهم شيء من ذلك، وإنما هذا أحدثه المتأخرون؟
(قلت): إنما سكت الأولون عنه لأن القصد من إنزال القرآن تعليم الحلال والحرام، وتعريف شرائع الإسلام وقواعد الإيمان، ولم يقصد منه تعليم طرق الفصاحة وإنما جاءت لتكون معجزة، وما قصد به الإعجاز (6) لا سبيل إلى معرفة طريقه، فلم يكن الخوض فيه مسوغا إذ البلاغة ليست مقصودة فيه أصلا لأنه موجود في الصحف الأولى لا مع هذه البلاغة المعينة وإنما كان بليغا بحسب كمال المتكلم فلهذا لم يتكلم السّلف في ذلك، وكان معرفتهم بأساليب البلاغة مما لا يحتاج فيه إلى بيان، بخلاف استنباط الأحكام، فلهذا تكلموا في الثاني دون الأول.
واعلم أن معرفة هذه الصناعة بأوضاعها هي عمدة التفسير، المطلع على عجائب كلام
__________
(1) في المخطوطة: (وأملى).
(2) هو يوسف بن أبي بكر تقدم ذكره في 1/ 163، وانظر قوله في مفتاح العلوم: 162و 248 (طبعة نعيم زرزور).
(3) في المخطوطة: (الفطر).
(4) كذا في الأصل، هو محمد بن الطيّب، أبو بكر الباقلاني تقدم ذكره في 1/ 23، ومرّ ذكر كتابه في 1/ 49.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) في المخطوطة: (الإيجاز).(1/421)
الله، وهي قاعدة الفصاحة وواسطة عقد البلاغة، ولو لم يحبّب الفصاحة إلا قول الله تعالى:
{الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسََانَ * عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} (الرحمن: 1و 4)، [لكفى] (1)، والمعلومات كثيرة، ومنن الله تعالى جمّة، ولم يخصّص الله من نعمه على العبد إلا تعليم البيان، (2) [وقال تعالى: {هََذََا بَيََانٌ لِلنََّاسِ} (آل عمران: 138)، وقال تعالى: {تِبْيََاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} (النحل: 89).
ولحذف الواو في قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} (الرحمن: 4) نكتة علمية، فإنه جعل تعليم البيان] (2) في وزان خلقه، وكالبدل من قوله: {خَلَقَ الْإِنْسََانَ} (الرحمن: 3) لأنه حيّ ناطق وكأنّه إلى نحوه أشار أهل المنطق بقولهم في حدّ الإنسان: حيوان ناطق.
ولا شكّ أنّ هذه الصناعة تفيد قوة الإفهام على ما يريد الإنسان ويراد منه، ليتمكّن بها من اتباع التصديق به، وإذعان النفس له.
وينبغي الاعتناء بما يمكن إحصاؤه من المعاني التي تكلّم فيها البليغ مثبتا ونافيا.
فمنها تحقيق العقائد الإلهيّة، كقوله سبحانه: {أَلَيْسَ ذََلِكَ بِقََادِرٍ عَلى ََ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ََ} (القيامة: 40) بعد ذكره النطفة ومتعلّقها في مراتب الوجود. وكقوله: {وَمََا قَدَرُوا اللََّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيََامَةِ وَالسَّمََاوََاتُ مَطْوِيََّاتٌ بِيَمِينِهِ} (الزمر: 67) فمن يقرع سمعه هذا الكلام المعجز استشعر من روعة النفس، واقشعرار الجلد ما يمكّن خشية الله وعظمته من قلبه.
ومنها بيان الحق فيما يشكل من الأمور غير العقائد كقوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهََا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} (الأنفال: 61)، وكقوله صلّى الله عليه وسلّم: «فمن أين يكون الشّبه (4)»؟
فانظر كيف أعطى في هذه الأحرف اليسيرة الحجة على من أنكر احتلام المرأة فلا أبين من هذا
__________
(1) زيادة من المطبوعة.
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) من حديث لأم سليم، رضي الله عنها متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 229228كتاب العلم (3)، باب الحياء في العلم (50)، الحديث (130)، ومسلم في الصحيح 1/ 251، كتاب الحيض (3)، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها (7)، الحديث (32/ 313)، وأم سليم هي بنت ملحان والدة أنس بن مالك رضي الله عنه.(1/422)
البيان، ولا أشفى للمرتاب من هذا القول! فإنه يرى إحدى المقدّمتين عيانا، وهو شبه الولد بأمّه، ويعلم قطعا أنه ليس هناك سبب يحال الشبه عليه غير الذي أنكر (1).
ومنها تمكين الانفعالات النفسانية من النفوس مثل الاستعطاف والإعراض، والإرضاء والإغضاب، والتشجيع والتخويف. ويكون في مدح وذم، وشكاية واعتذار، وإذن ومنع (2)، وينضمّ إلى قوة القول البلاغيّ معنى متصل إعانة لها مثل فضيلة القائل وحمية النازع، وقوة البليغ على إطراء نفسه، وتحسين رأيه.
ومن ذلك استدعاء المخاطب إلى فضل تأمّل، وزيادة تفهم قال تعالى: {قُلْ إِنَّمََا أَعِظُكُمْ بِوََاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلََّهِ مَثْنى ََ وَفُرََادى ََ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [3] [مََا بِصََاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ] (3) (سبأ:
46)، وكذلك قوله: {وَمََا يَعْقِلُهََا إِلَّا الْعََالِمُونَ} (العنكبوت: 43) وسرّ (5) هذا أن السامع يحرص على أن يكون من هؤلاء المثنى عليهم، فيسارع إلى التصديق، ويلقى في نفسه نور من [47/ أ] التوفيق.
ويكون هذا القول البلاغيّ ما يسمى الضمير، ويسمى التمثيل وأعني بالضمير أن يضمر بالقول المجادل به البيان أحد حرفيه كقول الفقيه: النبيذ مسكر، فهو حرام، وكقوله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كََانُوا إِخْوََانَ الشَّيََاطِينِ وَكََانَ الشَّيْطََانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} (الإسراء:
27).
وقد يكون هذا الإضمار في القياس الاستثنائي أيضا كقولك: لو كان فلان (6) [عزيزا لمنع] (6) بأعنّة الخيل جاره، أو جوادا لشبّ لساري الليل ناره، معولا على أنه قد علم أنه ما منع ولا شبّ، فيثبت بذلك مقابله وهو البخل والذلّة، ومن هذا قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159)، وقد شهد الحسّ والعيان أنهم ما انفضّوا من حوله وهي المضمرة، فانتفي عنه صلوات الله عليه أنه فظّ غليظ القلب.
ومن أحسن ما أبرز فيه هذا المضمر قول الشاعر:
__________
(1) في المخطوطة (أمكن).
(2) تصحّفت في المخطوطة إلى (سمع).
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(5) تصحّفت في المخطوطة إلى: (ومن).
(6) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.(1/423)
ولو كان عبد الله مولّى هجوته ... ولكنّ عبد الله مولى مواليا (1)
ومثال الاستمالة والاستعطاف قوله تعالى عن آدم: {رَبَّنََا ظَلَمْنََا أَنْفُسَنََا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنََا وَتَرْحَمْنََا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخََاسِرِينَ} (الأعراف: 23). وحسبك إمام المتّقين حين سمع شعر القائلة:
ما كان ضرّك لو مننت (2) [وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق] (2)
قال: «لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لما قتلته (4)»، وقال الآخر:
ونحن الكاتبون وقد أسأنا ... فهبنا للكرام الكاتبينا
ومن الاستمالة والاسترضاء (5) ما لا يخرق السمع أنفذ منه إلى القلوب، وأوقع على المطلوب، قوله صلّى الله عليه وسلّم (6) للأنصار وقد (6) وجدوا في نفوسهم قسمة الغنائم في غيرهم: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم كذا؟ ألم أجدكم كذا؟ ثم قال: أجيبوني، فما زادوا على قولهم: الله ورسوله أمنّ، فقال عليه الصلاة والسلام: أما إنّكم إن شئتم لقلتم ولصدّقتم: جئتنا بحال كذا وكذا» (8) فانظر ما أعجب هذا! استشعر منهم عليه السلام أنّ إمساكهم عن الجواب أدب معه
__________
(1) البيت للفرزدق يقوله لعبد الله بن أبي إسحاق النحوي. (سيبويه، الكتاب 3/ 313). وليس في ديوانه (طبعة صادر ببيروت).
(2) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة والبيت لقتيلة بنت الحارث كما في السيرة لابن هشام 3/ 45 (بتحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي) من قصيدة مطلعها:
يا راكبا إن الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق
وقد ذكر هذه الأبيات أبو تمام في الحماسة (بشرح التبريزي) ص: 401400.
(4) انظر السيرة لابن هشام 2/ 367و 3/ 45.
(5) في المخطوطة (الإرضاء).
(6) عبارة المخطوطة: (والأنصار قد).
(8) الحديث متفق عليه من طريقين الأولى عن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه أخرجها البخاري في الصحيح 8/ 47، كتاب المغازي (47)، باب غزوة الطائف في شوال (56) الحديث (4330). ومسلم في الصحيح 2/ 738، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (46)، الحديث (139/ 1061) والثانية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجها البخاري في الصحيح 8/ 52، كتاب المغازي (64)، باب غزوة الطائف في شوال (56)، الأحاديث (43374331)، ومسلم في الصحيح 2/ 733، كتاب الزكاة (12)، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (46)، الحديث (132/ 1059) والحديث بطوله أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية 4/ 143141.(1/424)
لا عجز عنه، فأعلمهم بأنهم لو قالوا صدقوا، ولم يكن هو بالذي يغضب من سماعه، ثم زادهم تكريما بقوله: «أما ترضون أن يذهب الناس بالشّاء والبعير، وتنصرفوا برسول الله إلى رحالكم»، ثم زاد يمينه المباركة البرّة على فضل ما ينصرفون به (1) اللهم انفعنا بمحبته، وتفضل علينا بشفاعته.
ومما تجد من هذا الطراز قول بعضهم:
أناس أعرضوا عنّا ... بلا جرم ولا معنى
أساءوا ظنّهم فينا ... فهلّا أحسنوا الظّنّا!
فإن عادوا لنا عدنا ... وإن خانوا فما خنّا
وإن كانوا قد استغنوا ... فإنّا عنهم أغنى
وإن قالوا: ادن منّا بع ... د (2) باعدنا من استدنى
ومن الإغضاب العجيب قوله تعالى: {إِنَّمََا يَنْهََاكُمُ اللََّهُ عَنِ الَّذِينَ قََاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيََارِكُمْ وَظََاهَرُوا عَلى ََ إِخْرََاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولََئِكَ هُمُ الظََّالِمُونَ}
(الممتحنة: 9)، وقوله تعالى: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيََاءَ}
(الممتحنة: 1)، وقوله: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيََاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظََّالِمِينَ بَدَلًا} (الكهف: 50) ولله در القائل:
إذا والى صديقك من تعادي ... فقد عاداك وانقطع (3) الكلام
ومن قسم التشجيع قوله سبحانه: {إِنَّ اللََّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيََانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف: 4)، وكفي بحبّ الله مشجعا على منازلة الأقران (4) ومباشرة الطعان! و [منه] (5) قوله عز وجل: {إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هََذََا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلََافٍ مِنَ الْمَلََائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (آل عمران: 125)، وكيف لا يكون والقوم صبروا، والملك الحق جلّ جلاله وعدهم بالمدد الكثير! ثم قال: {وَمَا النَّصْرُ إِلََّا مِنْ عِنْدِ اللََّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
(آل عمران: 126)، وقوله: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللََّهِ مََا لََا يَرْجُونَ} (النساء: 104).
__________
(1) وذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: «فو الّذي نفس محمّد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار».
(2) في المخطوطة: (بعد ما).
(3) في المخطوطة: (وانفصل).
(4) تصحّفت في المخطوطة إلى: (القران).
(5) ساقطة من المطبوعة.(1/425)
وفي مقابلة هذا القسم ما يراد به الأخذ بالحزم والثاني بالحرب والاستظهار عليها بالعدة، والاستشهاد على ذلك بقوله تعالى: {وَلََا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195)، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال: 60).
ومنه الإبانة بالمدح، وربما مدح الكريم بالتغافل عن الزلة والتهاون بالذنب [47/ ب] كما أشار إليه القرآن فيما أسرّ سيّد البشر لبعض نسائه ممن أظهره الله على إفشائه، فأخبر سبحانه أنه {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} (التحريم: 3) ولذلك قيل:
ليس الغبيّ بسيّد في قومه ... لكنّ سيّد قومه (1) المتغابي
ومنه التمثيل وإنما يكون بأمر ظاهر يسلّمه السامع، ويقوّيه ما في القرآن من قصص الأشقياء تحذيرا لما نزل بهم من العذاب وأخبار السعداء، ترغيبا لما صاروا إليه من الثواب. وفي الحديث: «أرأيت لو مضمضت» (2)، «أرأيت لو كان على أبيك دين» (3)، كيف ظهر إمكان نقل الحكم من شبه إلى شبه.
__________
(1) تصحّفت في المخطوطة إلى: (قوله).
(2) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه أحمد في المسند 1/ 21، والدارمي في السنن 2/ 12، كتاب الصيام، باب الرخصة في القبلة للصائم (21)، وأبو داود في السنن 2/ 779كتاب الصوم (8)، باب القبلة للصائم (33)، الحديث (2385)، وأخرجه النسائي في الكبرى (عزاه له المنذري في مختصر سنن أبي داود 3/ 263)، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/ 245، باب تمثيل النبي صلّى الله عليه وسلّم قبلة الصائم بالمضمضة منه بالماء (82)، الحديث (1999) وأخرجه ابن حبان في صحيحه (بتحقيق الحوت) 5/ 23باب ذكر الإباحة للرجل الصائم الحديث (3536)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 431، باب جواز القبلة للصائم.
(3) قطعة من حديث لعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وسودة بنت زمعة، والفضل بن عباس، رضوان الله عليهم أما حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، فأخرجه بأصله دون ذكر الشاهد البخاري في الصحيح 3/ 378، كتاب الحج (25)، باب وجوب الحج وفضله (1)، الحديث (1513)، ومسلم في الصحيح 2/ 973، كتاب الحج (15)، باب الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو للموت (71)، الحديث (407/ 1334)، وأخرجه مع ذكر الشاهد النسائي في السنن 5/ 118، كتاب مناسك الحج (24)، باب تشبيه قضاء الحج بقضاء الدين (11)، الحديث (2639، 2640)، وفي 8/ 229، كتاب آداب القضاة (49)، ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي إسحاق فيه (10)، الحديث (5393) و 5396) وأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه أحمد في المسند 4/ 5، والنسائي في السنن 5/ 117، كتاب مناسك الحج (24)، باب تشبيه قضاء الحج بقضاء الدين (11)، الحديث (2638) وأما حديث سودة بنت زمعة فأخرجه أحمد في المسند 6/ 429وأما حديث الفضل بن عباس، فمتفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 66، كتاب جزاء الصيد (28)، باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة (23) الحديث (1853)، ومسلم في الصحيح(1/426)
ومنه أن يذكر الترغيب مع الترهيب ويشفع البشارة بالإنذار، قال الزمخشريّ: «وسرّه إرادة التسليط لاكتساب ما يزلف، والتثبيط عن اقتراف ما يتلف (1) فلما ذكر [الكفار و] (2) أعمالهم وأوعدهم بالعذاب، ثنّاه ببشارة عباده المؤمنين» (3).
تنبيه
ليكن محطّ نظر المفسّر مراعاة نظم الكلام الذي سيق له، وإن خالف أصل الوضع اللغويّ لثبوت التجوّز ولهذا ترى صاحب «الكشاف» يجعل الذي سيق له الكلام معتمدا، حتى كأن غيره مطروح.
__________
2/ 974، كتاب الحج (15)، باب الحج عن العاجز لزمانة (71)، الحديث (408/ 1335)، وأخرجه مع ذكر الشاهد أحمد في المسند 1/ 212والنسائي في السنن 8/ 227، كتاب آداب القضاة (49) باب الحكم، بالتشبيه والتمثيل وذكر الاختلاف (9)، الحديث (5389).
(1) في المخطوطة: (يتألف).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) الزمخشري، الكشاف 1/ 51في الكلام على قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} (البقرة:
25).(1/427)
النوع الثاني والعشرون (القراءات) معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات (1) لفظ بدل آخر (1)
[3] وذلك متواتر وآحاد، ويؤخذ هذا الوجه من علم
__________
(1) اضطربت العبارة في المخطوطة كما يلي: (أو ثبات أو أبدل آخر).
(3) للتوسع في هذا النوع انظر: الفهرست لابن النديم: 38، الكتب المؤلفة في القراءات، ومقدمة تفسير القرطبي 1/ 46، فصل أن القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة، والمرشد الوجيز لأبي شامة 146 192، الباب الرابع: في معرفة القراءات المشهورة الآن، والإتقان للسيوطي 1/ 210من النوع الثاني والعشرين إلى النوع السابع والعشرين: معرفة المتواتر والمشهور والآحاد والشاذ والموضوع والمدرج، ومفتاح السعادة لطاش كبري 2/ 516، الدوحة السادسة: في العلوم الشرعية، الشعبة الأولى من العلوم المتعلقة بالشريعة: علم القراءات، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 13231317، علم القراءة، وترتيب العلوم للمرعشي: 135، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 428، علم القراءة، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان (بالعربية) 4/ 1، ومناهل العرفان للزرقاني 1/ 470405المبحث الحادي عشر في القراءات والقرّاء، ومباحث في علوم القرآن: 258247. الباب الثالث: علوم القرآن، الفصل الخامس: علم القراءات.
وتعدد قراءات القرآن لعبد الرحمن الجزيري (مقال في «مجلة الأزهر»، مج (9)، ع (6)، 1357هـ / 1937م) والقراءات واللهجات لعبد الوهاب حمود (طبع في القاهرة: 1368هـ / 1948م) والقراءات واللهجات العربية لعبد الفتاح إسماعيل شلبي (رسالة ماجستير بدار العلوم بالقاهرة 1373هـ / 1953م) والأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها لحسن ضياء الدين عتر (رسالة ماجستير بجامعة الأزهر)، واللهجات العربية في القراءات القرآنية لعبده الراجحي (طبع بدار المعارف في القاهرة 1388هـ / 1968م) والقراءات القرآنية واللهجات العربية لمحمد الراجي التهامي (مقال في مجلة «دعوة الحق» ع (9) س (14)، 1391هـ / 1971م) والقراءات في نظر المستشرقين والملحدين لعبد الفتاح القاضي (طبع بمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة 1392هـ / 1972م) وقراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية لعبد الهادي الفضلي (رسالة دكتوراه في دار العلوم في القاهرة: 1395هـ / 1975م) والقراءات القرآنية تاريخ وتعريف له أيضا (طبع بدار القلم في بيروت 1401هـ / 1980م) وسيبويه والقراءات لأحمد مكي الأنصاري (طبع بدار المعارف في القاهرة 1395هـ / 1975م) ودفاع عن القراءات القرآنية في مواجهة الطبري للبيب السعيد (طبع بدار المعارف بالقاهرة 1399هـ / 1978م) والجمع الصوتي الأول للقرآن له أيضا (طبع بدار المعارف في القاهرة 1399هـ / 1978م) والقراءات القرآنية في بلاد الشام(1/428)
لحسن عطوة (طبع في بيروت 1402هـ / 1981م) والقراءات في إفريقيا من الفتح إلى منتصف القرن الخامس لهند شلبي (رسالة دكتوراه بالكلية الزيتونية في تونس 1401هـ / 1981م) ورواية حفص عن عاصم ووجوه العربية فيها لفوزي إبراهيم فياض (رسالة ماجستير بجامعة اليرموك في الأردن 1403هـ / 1983م) والقراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه لمحمد عارف عثمان موسى (رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1405هـ / 1985م) والقراءات في تفسير البحر المحيط لأبي حيان، لمحمد خالد يوسف شكري (رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1406هـ / 1986م)، ومنظومات أصول الظاءات القرآنية، لطه محسن عبد الرحمن (نشر في مجلة معهد المخطوطات بالكويت، ج (2)، مج (30)).
الكتب المؤلفة في القراءات جمعنا الكتب المؤلفة في القراءات السبع أولا، ثم أتبعناها بذكر الكتب المؤلفة في القراءات الثلاث المتممة للعشر، ثم الأربع، ثم الست، ثم الثمان، ثم العشر ثم الإحدى عشرة، ثم الأربعة عشرة، ثم القراءات الشاذة. ومن الكتب المؤلفة في القراءات السبع: «القراءة» ليحيى بن يعمر ت 89هـ (مقدمة تفسير ابن عطية: 276) «قراءة الحسن البصري» ت 110هـ (بروكلمان 1/ 257) «الجامع» ليعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي ت 117هـ (بروكلمان 4/ 3) «القراءات» لعبد الله بن عامر اليحصبي ت 118هـ (الفهرست: 61) «قراءة زيد بن علي» لزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ت 122هـ (الأعلام 3/ 98) «الاختيار في القراءة على مذهب العربية» لمحمد بن عبد الرحمن المحيصني ت 123هـ (غاية النهاية 2/ 167) «الجامع» لعاصم بن أبي النجود ت 127هـ مخطوط في مكتبة تشستربتي:
4693 (سيزكين 1/ 147، 150، 151) «الاختيار في القراءات على قياس العربية» لعيسى بن عمر الثقفي ت 149هـ (غاية النهاية 1/ 313، وسيزكين 1/ 148) «الإدغام الكبير رواية أبي عمرو الداني» لأبي عمرو بن العلاء (ت 154هـ) مخطوط في صوفيا: 16ق، والمتحف البريطاني 3067، ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 3، وفي الرياض قسم المخطوطات بجامعة الملك سعود: 1212/ 5م و 1001 (بروكلمان الذيل 1/ 730وسيزكين 1/ 171وأخبار التراث العربي 28/ 3وله «القراءات» (ذكره ابن النديم ص 59) «القراءة» لحمزة بن حبيب الزيات ت 156هـ (سيزكين 1/ 154) وله «الخلاف» (إيضاح المكنون 2/ 322) «القراءات» لنافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الخطيب (ت 169هـ) مخطوط بالظاهرية 30، 23، 2، (فهرس الظاهرية 1/ 424423) «مفرد عاصم بن بهدلة بن أبي النجود» لحفص بن سليمان بن المغيرة البزاز الأسدي الكوفي، أبو عمر (ت 180هـ) مخطوط ورد في سراي أحمد الثالث 101177من 255أ 261ب (معجم مصنّفات القرآن 4/ 157) «الحروف» لعبد الرحمن بن أبي حماد الكوفي (القرن 2هـ) (ذكره ابن النديم في الفهرست 63) «الهاءات المكنى بها في القرآن» للكسائي، علي بن حمزة ت 183هـ (معجم الأدباء 5/ 200) «القراءات» لهشيم بن بشير بن القاسم ت 183هـ (الفهرست ص 59) «القراءات» للعباس بن الفضل بن عمرو بن مجيد الأنصاري 186هـ (الفهرست: 59، وتهذيب التهذيب 5/ 126) «القراءات» أو «قراءات القرآن» للكسائي علي بن حمزة ت 189هـ (ذكره ابن النديم ص 104، وانظر سيزكين 1/ 171) «مفردة عاصم بن بهدلة بن أبي النجود» لشعبة بن عياش 193هـ (انظر سيزكين 1/ 156 «مسألة آلآن في قراءة ورش» لورش عثمان بن سعيد(1/429)
197 - هـ خط (انظر سيزكين 1/ 158) وله «رسالة مشتملة على مسائل لحمزة وهشام وورش» مخطوط بالظاهرية رقم 6547وله «رسالة ورش» (انظر سيزكين 1/ 157) «قراءة أبي عمرو بن العلاء» لأحمد بن أبي ذهل من علماء القرن الثاني (ذكره ابن النديم ص 48) «قراءة الكسائي» للمغيرة بن شعيب التميمي من علماء القرن الثاني (ذكره ابن النديم في الفهرست: 51) «حروف الكسائي» لسورة بن المبارك الدينوري من علماء القرن الثاني (ذكره ابن النديم في الفهرست: 51) «القراءات» ليحيى بن آدم 203هـ (ذكره ابن النديم: 59) «الجامع في القراءات» ينسب ليعقوب الحضرمي ت 205هـ (بروكلمان 4/ 2) وله «وجوه القراءات» (الأعلام 9/ 255) «رسالة في القراءة» أو «قراءة أبي عمرو» برواية يحيى بن المبارك اليزيدي، ت 205هـ (ابن النديم: 51وسيزكين 1/ 148) «القراءات» للواقدي محمد بن عمر، ت 209هـ (الفهرست: 59) «القراءة» لأبي معاذ الفضل بن خالد المروزي ت 211هـ (سيزكين 1/ 159) «رسالة في القراءة» لقالون 220هـ (سيزكين 1/ 160) «القراءات» للقاسم بن سلام 224هـ (ابن النديم: 112، وابن خير: 23) «الاختيار في القراءات» منظومة للبزار خلف بن هشام ت 229هـ (سيزكين 1/ 160) وله «حروف القراءة» (انظر سيزكين 1/ 161) وله «القراءات» (ابن النديم: 59) «الجامع» في القراءات لابن سعدان الكوفي ت 231هـ (الأعلام 7/ 8) وله «حروف القرآن» (الفهرست: 124) وله «القراءات» (الفهرست: 59، وإيضاح المكنون 2/ 321) وله «المجرد في القراءات» (الأعلام 7/ 8) «القراءة» للقطيعي محمد بن يحيى ت 235هـ (انظر سيزكين 1/ 163) «الكشف في شرح رواية ورش من طريق أبي يعقوب الأزرق» ليوسف بن عمرو بن يسار 240هـ تقريبا (سيزكين 1/ 157). «قراءات النبي صلّى الله عليه وسلّم» للدوري حفص بن عمر ت 246هـ طبع بتحقيق أحمد علي اللمام في اسكتلنده المملكة المتحدة عام 1404هـ / 1984م (أخبار التراث العربي 14/ 12) «كتاب في القراءات» للرفاعي، أبي هشام محمد بن يزيد، ت 248هـ (الأعلام 8/ 15) «القراءات» لهارون بن حاتم الكوفي أبو بشر البزاز ت 249هـ (ابن النديم: 59) «القراءات» لنصر بن علي ت 250هـ (ابن النديم: 59) «حروف القرآن» لعلي بن مهزيار الإمامي الشيعي ت 250هـ (ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء: 63) «الجامع في القراءات» لمحمد بن عيسى ت 253هـ (ذكره الذهبي في معرفة القراء 1/ 223) «الغاية في القراءات الإحدى عشر» لأبي حاتم السجستاني ت 255هـ (كشف الظنون 2/ 1189) وله «القراءات» (الفهرست ص 59ومعجم الأدباء 4/ 258، وغاية النهاية 1/ 321) «القراءات» لابن قتيبة عبد الله بن مسلم 276هـ (ابن النديم: 59) «القراءات» لإسماعيل بن إسحاق الأزدي ت 282هـ (معجم الأدباء 6/ 132) «رسالة في الحروف» للتستري سهل بن عبد الله ت 283هـ مخطوط في تشستربتي: 3168 «الاحتجاج في القراءات» أو «احتجاج القراءة» للمبرد محمد بن يزيد ت 285هـ (الفهرست: 94) «القراءات» لابن شاذان (الفهرست: 59) «القراءات» لثعلب ت 291هـ (سيزكين 1/ 161) «القراءات» لابن كيسان محمد بن أحمد ت 299هـ (معجم الأدباء 6/ 270) «قراءة أبي عمرو» للبكراوي عبد الله بن محمد بن عبد الله المدني (القرن الثالث) نسخة كتبت في القرن السابع فيض الله 213/ 1معهد المخطوطات رقم 54 «توضيح المشكل في القرآن» لسعيد بن محمد الغساني ت 302هـ (الأعلام 3/ 213) «أحكام القراءات» للطبري محمد بن جرير ت 310هـ (معجم الأدباء 6/ 437) وله «الجامع في القراءات»(1/430)
(طبقات القراء 2/ 107) وله «القراءات وتنزيل القرآن» و «الفصل بين القراءة» (معجم الأدباء 18/ 65، وطبقات المفسرين للسيوطي: 30) وله «قراءة أبي عمرو» (معجم الأدباء 6/ 432) «تسهيل العسير في قراءة ابن كثير» لأحمد بن محمد بن عثمان ت 312هـ مخطوط منه نسخة كتبت بخط مغربي والناسخ مجهول وهي مصوّرة عن مكتبة الأوقاف بالخزانة العامة بالرباط: 938، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 43) «احتجاج القراء» لمحمد بن السري بن سهل 316هـ (معجم الأدباء 7/ 11) «القراءات» لعبد الله بن سليمان السجستاني ت 316هـ (الأعلام 4/ 224) «احتجاج القرّاء في القراءة» لمحمد بن السري المعروف بابن السراج النحوي المعرّي ت 319هـ (معجم مصنّفات القرآن الكريم 4/ 15) «القراءات» للجعد محمد بن عثمان ت 320هـ (ذكره ابن النديم: 127) «اختلاف القراءات وتصريف وجوهها» أو «السبعة في القراءات» أو «اختلاف قراء الأمصار» أو «السبعة في منازل القرّاء» لأبي بكر ابن مجاهد أحمد بن موسى (ت 324هـ) ورد في مكتبة فاتح إبراهيم 69ومنه نسخة في تشستربتي رقم 2800 (وانظر سيزكين 1/ 164، وبروكلمان 4/ 4)، وقد طبع الكتاب باسم السبعة في القراءات بتحقيق شوقي ضيف في القاهرة دار المعارف عام 1379هـ / 1972م (ذخائر التراث العربي 1/ 237) وله «انفرادات القرّاء» (معجم الأدباء 2/ 118) وله «القراءات الصغيرة» (ذكره ابن النديم: 59، وياقوت 2/ 118) وله «القراءات الكبير» (ذكره ابن النديم: 53، وياقوت 2/ 118) وله «قراءة ابن عامر» (ذكره ابن النديم: 53وياقوت 2/ 118) وله «قراءة ابن كثير» (ذكره ابن النديم: 53وياقوت 2/ 118) وله «قراءة أبي عمرو بن العلاء» (المصادر السابقة) وله «قراءة الإمام علي رضي الله عنه» (معجم الأدباء 2/ 118) وله «قراءة حمزة» (ذكره ابن النديم: 55وياقوت 2/ 118) وله «قراءة عاصم» (ذكره ابن النديم: 53، وياقوت 2/ 118) وله «قراءة الكسائي» (ذكره ابن النديم: 53، وياقوت 2/ 118) وله «قراءة نافع» (ذكره ابن النديم: 53، وياقوت 2/ 118، وابن خير: 34) وله «قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم وما حفظ من ألفاظه واستعاذته وافتتاحه» (ورد في فهرست ابن خير الإشبيلي: 27) وله «الهاء» (معجم الأدباء 2/ 118) «قصيدة أبي مزاحم الخاقاني (ت 325هـ) ومعارضتها لأبي الحسن الملطي (ت 377هـ) طبعت بتحقيق محمد عزيز شمس عام 1403هـ / 1983م، (أخبار التراث العربي 29/ 14) ومخطوطها في التيمورية: 246والأزهر (192) 19230ومنه نسخة بجامعة الإمام محمد بالرياض: 2462وتسمى أيضا «منظومة في القراءات السبع» «قراءة أهل البيت عليهم السلام» لابن الحجام محمد بن علي، كان حيا سنة 328هـ (ذكره ابن شهرآشوب في المعالم: 143) «الاختلاف بين روح عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل رويس» (وكلاهما عن يعقوب الحضرمي بلفظ رويس المتوفي سنة 328هـ سيزكين 1/ 161) «الهاءات في كتاب الله» لابن الأنباري، أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار البغدادي (ت 328هـ) نشره نوار محمد حسن آل ياسين في مجلة البلاغ العراقية العددان الرابع والخامس 1979بعنوان «جزء مستخرج من كتاب الهاءات لابن الأنباري (معجم الدراسات القرآنية: 111) «اختلاف القراء» لمحمد بن أحمد بن شنبوذ 328هـ (معجم الأدباء 6/ 300) وله «انفرادات القرّاء» (معجم الأدباء 6/ 300) وله «قراءة علي بن أبي طالب» رضي الله عنه (ياقوت:
6/ 302) وله «ما خالف فيه ابن كثير أبا عمرو» (ياقوت: 6/ 302) «المعاني في القراءات» لابن درستويه ت 330هـ (ابن النديم: 100) «الانتصار لحمزة» لأبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد البزاز ت 349هـ (ابن النديم: 55) وله «البيان في القراءات السبع» (ابن خير: 32والذهبي في معرفة(1/431)
القرّاء 1/ 312) وله «الخلاف بين أبي عمرو والكسائي» (ابن النديم: 55) وله «الفصل بين أبي عمرو والكسائي» (ابن النديم: 55) وله «رسالة في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» (ابن النديم: 55) وله «القراءات» (ابن النديم: 59) وله «قراءة الأعمش» (ابن النديم: 55) وله «قراءة حفص» (ابن النديم:
35) وله «قراءة حمزة الكبير» (ابن النديم: 55) وله «قراءة الكسائي» (ابن النديم: 55) وله «الهاءات» (الفهرست: 55) «القراءات» لابن كامل، أحمد بن شجرة 350هـ (ابن النديم: 55وياقوت 2/ 17) «السبعة الأصغر» للنقاش، محمد بن الحسن الأنصاري، ت 351هـ (ابن النديم: 56) وذكره رياضي زادة: 47باسم «السبعة للنقاش» وله «السبعة الأوسط» (ابن النديم: 56، وياقوت 6/ 497) وله «السبعة بعللها الكبير» (ابن النديم: 56وياقوت 6/ 497)، ويسمّى «القراءات بعللها» وله «المعجم الكبير في أسماء القرّاء وقراءاتهم» (معجم المؤلفين 9/ 214) وله «الموضح في القراءة» (متمم كشف الظنون ص 319) «قراءة حمزة» لأبي عيسى بكار بن أحمد ت 352هـ (ابن النديم: 65) وله «قراءة الكسائي» (المصدر السابق) «قراءة الأعمش» للنقاد أبي علي الحسن بن داود الكوفي (ابن النديم: 55) «احتجاج القراءات» لابن مقسم محمد بن الحسن بن يعقوب ت 354هـ (ابن النديم: 55) وذكره ياقوت 6/ 501باسم «الاحتجاج في القراءات» وله «الانتصار لقرّاء الأمصار» (ياقوت 6/ 501) وله «السبعة الأصغر في القراءات» (إيضاح المكنون 4/ 302) وله «السبعة الأوسط» (ابن النديم: 56) وله «السبعة الاكبر» (معجم مصنّفات القرآن 4/ 85) وله «السبعة بعللها الكبير» (ابن النديم: 56) وله «الصحاح في القراءات» (إيضاح المكنون 4/ 64) «المحبّر في القراءات» لابن أشتة محمد بن عبد الله بن أشتة الأصبهاني ت 360هـ (ابن خير: 24) «القراءات» للطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي ت 360هـ (طبقات المفسرين: 30) «القراءة» لابن سيار البصري أبي عبد الله أحمد بن محمد بن سيار ت 368هـ (إيضاح المكنون 4/ 322، الأعلام 1/ 209) «إدغام القرّاء» لأبي سعيد السيرافي ت 368هـ طبع في القاهرة بمطبعة الأمانة بتحقيق محمد علي عبد الكريم الرديني عام 1405هـ / 1984م (أخبار التراث 25/ 22) «معاني القراءات» للأزهري أبو منصور محمد بن أحمد ت 370هـ (سيزكين 1/ 172) «الحجة في القراءات السبع» لابن خالويه ت 370هـ طبع بتحقيق عبد العال سالم مكرم في القاهرة وبيروت بدار الشروق عام 1391هـ / 1971م و 1397هـ / 1977م (ذخائر التراث 1/ 104) ويسمى «الحجة والانتصار في علل القراءات السبع» (معجم مصنّفات القرآن 4/ 61) وله «علل القراءات» (ذكره ياقوت 6/ 298) وله «البديع في القراءات السبع» مخطوط في تشستربتي بدبلن: 3051، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 23 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 30) «البديع في القراءات السبع وإضافة قراءة ثامنة وهي قراءة يعقوب الحضرمي» لأبي علي الفارسي الحسن بن أحمد عبد الغفار ت 377هـ مخطوط (سيزكين 1/ 172) وله «الحجة في القراءات السبع» أو «الحجة في علل القراءات السبع» أو «الحجة للقرّاء السبعة» أو «شرح القراءات السبع» طبع في القاهرة بتحقيق علي النجدي وعبد الحليم النجار وعبد الفتاح شلبي بدار الكاتب العربي عام 1387هـ / 1968م، وطبع بتحقيق بدر الدين قهوجي وبشير جويجاتي في دمشق بدار المأمون عام 1404هـ / 1984م، وطبع بتحقيق محمد حسين الحسين بالقاهرة جامعة الأزهر كرسالة ماجستير عام 1407هـ / 1987م (معجم المنجد 3/ 124، أخبار التراث 34/ 17) «قصيدة في القراءات» عارض بها قصيدة الخاقاني لمحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي ت 377هـ (الإشبيلي:(1/432)
74) «قراءة حمزة» لابن الواثق أبي محمد عبد العزيز (ابن النديم: 65) «ما خالف الكسائي» لأبي جعفر بن المغيرة (ابن النديم: 251) «قراءة أبي عمرو» لأحمد بن زيد الحلواني (ابن النديم: 28) «القراءات» لأبي الطيب بن اشناس (ابن النديم: 59) «التذكرة في القراءات السبع» لأبي الحسن طاهر بن أحمد النحوي ت 380هـ (كشف الظنون 1/ 392) «الاستعاذة بحججها» لابن مهران، أبي بكر أحمد بن الحسين النيسابوري ت 381هـ (غاية النهاية 1/ 49) وله «الشامل في القراءة» مخطوط في ليدن 1634 (بروكلمان 4/ 5) وله «غرائب القراءات» (ياقوت 1/ 412) وله «القراءات السبع» خط (سيزكين 1/ 166) وله «قراءة أبي عمرو» (ياقوت 1/ 411) وله «قراءة عبد الله بن عمر» (ياقوت 6/ 302) وله «كتاب المدّات» (غاية النهاية 1/ 49) وله «مذهب حمزة في الهمز في الوقف» (غاية النهاية 1/ 49) «القراءات» للدار قطني علي بن عمر ت 385هـ (ابن النديم: 59) «القراءات السبع عن الأئمة السبعة» لابن حسنون عبد الله بن الحسين ت 386هـ (ذكره ابن خير في فهرسته: 27) «المفصح في القراءات» لعبيد الله بن محمد الأسدي ت 387هـ (كشف الظنون 2/ 1774) «أدب القارئ والمقرئ» لأبي بكر الأدفوني المقرئ 388هـ (ابن خير في فهرسته: 74) «اختلاف القرّاء في (إن) و (أن)» لابن غلبون أبي الطيّب عبد المنعم بن عبيد الله (ت 389هـ) طبع بتحقيق أحمد ناصيف الجنابي (أخبار التراث العربي 16/ 17) وله «الإرشاد في معرفة مذاهب القرّاء السبعة وشرح أصولهم» (ابن خير في فهرسته:
25) وله «استكمال الفائدة» أو «الاستكمال لبيان جميع ما يأتي في كتاب الله» أو «الاستكمال لبيان مذاهب القرّاء السبعة» أو «الاستكمال لبيان جميع ما يأتي في كتاب الله عز وجل في مذهب القرّاء السبعة في التفخيم والإمالة» أو «إكمال الفائدة في القراءات السبع» أو «الإمالة في مذاهب القرّاء السبعة» مخطوط في أوكوبورلي بتركيا، وفي المتحف البريطاني ثان 1235رقم 2، (وانظر سيزكين 1/ 167بروكلمان 4/ 6، وقد ذكره ابن خير في فهرسته: 27) وله «بحث عن الاستعاذة» أو «رسالة في الاستعاذة» مخطوط في جوته 8/ 1من 6261 على أن نسبة هذا البحث إليه غير مؤكدة (معجم مصنّفات القرآن 4/ 29) وله «التهذيب لاختلاف قراءة نافع في رواية ورش وأبي عمرو بن العلاء في رواية اليزيدي واختلاف ورش وقالون عن نافع» (ابن خير في فهرسته: 25) وله «التذكرة في القراءات السبع» (فهرسة ابن خير: 26) وله «رسالة في الإمالة» أو «الاستكمال لبيان جميع ما يأتي في كتاب الله» مخطوط بهذا الاسم في المتحف البريطاني ثان 1235رقم 2 (بروكلمان 4/ 6) وله «ما انفرد به بعض القرّاء» مخطوط في مكتبة تشستربتي برقم 3603ومنه نسخة مصورة في جامعة الإمام محمد بن سعود (معجم مصنّفات القرآن 4/ 147) وله «المرشد في القراءات السبع» (فهرسة ابن خير: 25) «القراءات» لأحمد بن عبد الرحمن المقرئ (كان حيا سنة 395هـ)، مخطوط بمكتبة تشستربتي برقم 3567 (معجم الدراسات القرآنية: 525) «الكشف والبيان عن ماءات القرآن» لأبي الفرج الهمذاني أحمد بن علي (القرن 4هـ) مخطوط بدار الكتب المصرية أول 1/ 202، ثان 1/ 6059. ومنه نسخة بدار الكتب المصرية رقم 585كتبت سنة 663هـ وعنها صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة رقم 68 (بروكلمان 4/ 16، معجم الدراسات القرآنية: 538) «حجّة القراءات» لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة (القرن 4هـ) طبع بتحقيق سعيد الأفغاني بجامعة بن غازي ليبيا عام 1395هـ / 1974م وعنها صورة بمؤسسة الرسالة بيروت عام 1399هـ / 1979م (ذخائر التراث العربي 1/ 299) «القراءات» لابن النجار محمد بن جعفر ت 402هـ (ياقوت 6/ 467) «التنبيه على اللحن (البرهان ج 1م 28)(1/433)
الجلي واللحن الخفي» لعلي بن جعفر السعيدي (كان حيا سنة 410هـ) طبع بتحقيق غانم قدوري حمد بمجلة المجمع العلمي العراقي بغداد 1405هـ / 1985م «معاني القراءات» لأحمد بن قاسم اللخمي الأقليشي الأندلسي ت 410هـ (غاية النهاية 1/ 97) «الحجة في القراءات» لأبي علي الفارسي رواية محمد بن عثمان بن بلبل ت 410هـ (معجم الأدباء 18/ 249) «شرح الغاية في القراءات لابن مهران» شرحه القهندزي أبو الحسن علي بن محمد الضرير (كتبه قبل سنة 413هـ) (بروكلمان: 4/ 6، سيزكين 1/ 166) «الكافي في القراءات السبع» لمحمد بن إسماعيل السرخسي الهروي ت 414هـ (كشف الظنون 2/ 1379) وله «اختلاف القراءات وتصريف وجوهها» (ابن خير في فهرسته: 38) وله «الهادي في القراءات» مخطوط (ذكره بروكلمان في الذيل 1/ 718) وله «المجتبى في القراءات» (إيضاح المكنون 2/ 430) وله «الجامع لقراءات الأئمة» (فهرسة أبي بكر الإشبيلي ص 25) «الواضح في القراءات السبع» لأبي الحسين أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس الصيدلاني البغدادي ت 323هـ (إيضاح المكنون 4/ 699) «الإبانة عن معاني القراءات» أو «الإبانة في معاني القراءات» لمكي بن أبي طالب حموش (ت 437هـ) طبع بتحقيق عبد الفتاح إسماعيل شلبي بمصر مطبعة نهضة مصر عام 1380هـ / 1960م، وطبع بتحقيق محيي الدين رمضان، بدمشق دار المأمون للتراث عام 1399هـ / 1979م وله «الإدغام الكبير» (ياقوت في معجم الأدباء 7/ 175) وله «الإمالة» (ياقوت 7/ 437) وله «الانتصاف في الرد على أبي بكر الأدفوني فيما زعم من تغليطه في كتاب الإمالة» (ياقوت 7/ 175) وله «التبصرة في القراءات» أو «التبصرة في القراءات السبع» طبع بتحقيق محمد غوث الندوي بالهند في الدار السلفية، وطبع بتحقيق محيي الدين رمضان بالكويت، معهد المخطوطات العربية عام 1405هـ / 1985م. وله «التذكرة في اختلاف القراء» (معجم الأدباء 7/ 174) وله «التذكرة في القراءات السبع» (فهرسة ابن خير ص 41). وله «تمكين المدّ في آتى وآمن وآدم وشبهه» طبع بتحقيق أحمد حسن فرحات، بالكويت دار الأرقم عام 1404هـ / 1985م وله «التنبيه على أصول قراءة نافع بن عبد الرحمن» (فهرسة ابن خير ص 41، ومعجم الأدباء 7/ 175) وله «رسالة في تحكيم المد» مخطوط بالمدينة 116، ونسخة مصوّرة في معهد المخطوطات رقم 36 (معجم الدراسات القرآنية 495) وله «الموجز في القراءات» (معجم الأدباء 7/ 175) «الاختصار في القراءات» لأبي الحسن أحمد بن محمد القنطري المقرئ ت 438هـ (فهرسة ابن خير ص 26) «التمهيد في القراءات» لأبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم ت 438هـ (كشف الظنون 1/ 485) «بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات» لأبي العباس المهدوي أحمد بن عمار (ت 440هـ) طبع بتحقيق حاتم صالح الضامن بالكويت (أخبار التراث العربي 19/ 4) وله «التيسير في القراءات» (كشف الظنون 1/ 520) وله «رسالة في توجيه القرآن» مخطوط في الأزهر رقم (219) 5311 (معجم الدراسات القرآنية: 300) وله «ري العاطش» (الأعلام 1/ 185) وله «الكفاية في شرح مقاري الرواية» (فهرسة ابن خير ص 43) وله «الهداية في القراءات» (الأعلام 1/ 185) «أحكام الفتح والإمالة» لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت 444هـ) صورة مخطوط بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود رقم 263ف مصورة من مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة 155لوحة، ويوجد منه نسخة مصورة أيضا في الكويت بمعهد المخطوطات العربية (أخبار التراث العربي 32/ 5) وله «أحكام أبي عمرو» مخطوط بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة: 13قراءات (معجم مصنّفات القرآن 4/ 16) وله «اختلاف القراء في الياء»(1/434)
(طبقات القراء لابن الجوزي 1/ 505) وله «الإدغام الكبير لأبي عمرو بن العلاء» مخطوط في صوفيا:
16 - ق وجامعة الملك سعود بالرياض 1212/ 5م و 1001في 16ق، وبالمتحف البريطاني (3067)، وعنه صورة بمعهد المخطوطات العربية برقم (3) (بروكلمان الذيل 1/ 730، وسيزكين 1/ 171). وله «الإشارة بلطيف العبارة في القراءات المأثورات بالروايات المشهورات» مخطوط في بلدية الاسكندرية:
1807 - د وعنه صورة برقم 6وله «الاقتصاد في القراءات السبع» (فهرسة ابن خير ص 29) وله «الإمالة» أو «الإمالات» (غاية النهاية 1/ 505) وله «إيجاز البيان في قراءة ورش عن نافع» أو «إيجاز البيان عن أصول قراءة ورش عن نافع» (فهرسة ابن خير: 29، وبروكلمان 1/ 407) وله «الإيضاح في الهمزتين» (فهرسة ابن خير: 29) وله «تبصرة المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات» مخطوط بالمكتبة الظاهرية بدمشق رقم 6171ومنه نسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة: 32 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 36) وله «تذكرة الحافظ لتراجم القراء السبعة واجتماعهم واتفاقهم في حروف الاختلاف» مخطوط بتركيا آفيون قره حصار رقم 1575 (معجم الدراسات القرآنية: 476) وله «التعريف في اختلاف الرواة» صنعاء (أخبار التراث العربي 4/ 45) وله «التلخيص لأصول قراءة نافع بن عبد الرحمن» (فهرسة ابن خير: 41) وله «التنبيه على مذهب أبي عمرو بن العلاء في الإمالة والفتح بالعلل» (فهرسة ابن خير: 29) وله «التهذيب لما انفرد به كل واحد من القرّاء السبعة من الادغام» أو «التهذيب لانفراد ائمة القرّاء السبعة» مخطوط في آيا صوفيا 39/ 2، ومعهد المخطوطات رقم 19 (معجم الدراسات القرآنية ص 481) وله «التعريف في القراءات» مخطوط في الخزانة العامة بالرباط رقم 1532، ومنه نسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة رقم 45 معجم مصنّفات القرآن 4/ 43) وله «التلخيص لأصول قراءة نافع بن عبد الرحمن» (فهرسة ابن خير ص 41) وله «التيسير في القراءات السبع» طبع في الهند (بدون تاريخ) وطبع بتحقيق أوتو برتزل باسطنبول في مطبعة الدولة عام 1349هـ / 1930م وأعيد طبعه بالأوفست في بغداد بمكتبة المثنى، عام 1381هـ / 1965م وفي بيروت بدار الكتاب العربي عام 1404هـ / 1984م وله «توضيح المقام في الوقف على الهمزة لهشام وحمزة» (وهو حواشي على التيسير في القراءات السبع) مخطوط بجامعة الملك سعود في الرياض رقم (90) ومنه صورة بمكتبة جامعة الإمام محمد بالرياض رقم 24/ ف و 993، و 640، و 2548، و 1886، و 2520، و 2663، و 1025، و 629، و 2517وله «جامع البيان في القراءات السبع» مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 3م قراءات (بروكلمان 1/ 719) وله «شرح القصيدة الخاقانية في القراءات» أو «شرح قصيدة الخاقاني في التجويد» مخطوط في مكتبة تشستربتي رقم 3653مجاميع، وعنه صورة في مركز البحث العلمي بمكة رقم 104 (بروكلمان 4/ 5) وله «فائدة في الهمزتين إذا كانت في كلمتين» مخطوط انظر مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود رقم 1073 (معجم الدراسات القرآنية 4/ 116).
وله «قراءة ابن كثير» انظر (بروكلمان 1/ 707) وله «مفردات القراء السبعة» (بروكلمان 1/ 407).
وله «مفردة يعقوب في القراءات» (كشف الظنون 2/ 1773) وله «مقدمة في قراءة أبي عمرو بن العلاء في رواية أبي عمر حفص الدوري وأبي شعيب صالح السوسي مخرجة من طريق أبي عمرو الداني» خط بالأزهر (280) 22287. (معجم الدراسات القرآنية ص 553) وله «الموضح في الفتح والإمالة» (بروكلمان الذيل 1/ 720) «قراءة ابن الجارود» لأحمد بن أبي الربيع أبي العباس (ت 446هـ) نسخة بالتيمورية رقم 339 تفسير (معجم الدراسات القرآنية 530) «الإيضاح في القراءات» للأهوازي أبي علي الحسن بن علي. ت(1/435)
446 - هـ (كشف الظنون 1/ 211) وله «الموجز في القراءات» طبع بتحقيق حافظ محمود الحسن حافظ طريق الله (أخبار التراث العربي 25/ 19) «القاصد» (كتاب في القراءات) لعبد الرحمن بن حسن بن سعيد الخزرجي القرطبي ت 446هـ (الأعلام 4/ 74) «الاكتفاء في القراءات» لإسماعيل بن خلف بن سعيد أبي طاهر الصقلي ت 455هـ (معجم الأدباء 2/ 273) وله «العنوان في القراءات السبع» ويسمى أيضا «العنوان في قراءات السبعة القراء» و «مختصر الاكتفاء في اختلاف القرّاء السبع» وهو اختصار للكتاب السابق، طبع بتحقيق د. خليل إبراهيم العطية ود. زهير غازي زاهد بالبصرة عام 1401هـ / 1981م وطبع بتحقيق عبد المهيمن عبد السلام الطحان، بمكة المكرمة كرسالة ماجستير بجامعة أم القرى كلية الشريعة عام 1403هـ / 1983م (أخبار التراث العربي 6/ 15و 9/ 12) «القراءات المشهورة في الأمصار» لابن حزم، أبي محمد علي بن محمد الظاهري (ت 456هـ) طبع بتحقيق إحسان عباس وناصر الدين الأسد ضمن كتاب جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى بدار المعارف بالقاهرة 1370هـ / 1950م «المفتاح في اختلاف القرّاء السبعة» لعبد الوهاب بن محمد القرطبي المالكي، ت 461هـ مخطوط بدار الكتب 19669ب، ومعهد المخطوطات رقم 86 (معجم الدراسات القرآنية: 550) «الجهر بالبسملة» لأحمد بن علي الخطيب البغدادي ت 463هـ (معجم الأدباء 4/ 20) «البيان عن تلاوة القرآن» أو «البيان بدليل القرآن» للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي ت 463هـ مخطوط بخزانة يعقوب سركيس المهداة إلى جامعة الحكمة رقم: 2 (معجم الدراسات القرآنية: 620). وله «الاكتفاء في قراءة نافع وابن عمرو» (كشف الظنون 1/ 142). وله «المدخل في القراءات» (وفيات الأعيان 2/ 348).
«الكامل في القراءات الخمسين» لابن جبارة الهمذاني يوسف بن علي بن عبادة (ت 465هـ) طبع بتحقيق سبيع حمزة حاكمي (أخبار التراث العربي 4/ 36). «جامع القراءات» لمحمد بن أحمد بن الهيثم أبي بكر الروذباري ت 469هـ (الأعلام 6/ 207). «التذكرة في القراءات السبعة عن القرّاء السبعة المشهورين» لأبي الحكم العاصي بن خلف ابن محرز المقرئ ت 470هـ (فهرسة ابن خير: 30) «بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القرّاء وإيضاح الأدوات التي بني عليها الاقراء» لابن البنا، أبي علي الحسن بن عبد الله (ت 471هـ) طبع بتحقيق غانم قدري حمد ببغداد (أخبار التراث العربي 13/ 14). «اختصار الحجة لأبي علي الفارسي» للرعيني أبي عبد الله محمد بن شريح المقرئ ت 476هـ (فهرسة ابن خير: 42).
وله «الاختلاف بين الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي والإمام نافع» مخطوط ضمن مجموع في التيمورية رقم 24 (سيزكين 1/ 155). وله «التذكير في القراءات السبع» (فهرسة ابن خير ص 32). وله «الكافي في القراءات السبع عن القرّاء السبعة المشهورين» طبع مع كتاب «المكرر فيما تواتر» بمكة المكرمة عام 1306 هـ / 1888م، وطبع بالقاهرة بدار الكتب العربية المطبعة الميمنية عام 1326هـ / 1908م. وله «سوق العروس في القراءات» لأبي معشر الطبري، عبد الكريم بن عبد الصمد، ت 478هـ (كشف الظنون 2/ 1009).
«القراءات» لسلمان بن عبد الله أبي محمد الحلواني ت 493هـ (ياقوت 4/ 246). «التبصرة والتذكار لحفظ مذاهب القراء السبعة بالأمصار» لأبي بكر بن محمد بن مفرّج البطليوسي ت 469هـ (فهرسة ابن خير:
33) «رسالة في الحروف المشكلة في القرآن» لأبي إسماعيل موسى بن الحسين المعدّل (ت 500هـ) خط بالأوقاف بغداد 1/ 10087مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 300) «المختار في معاني قراءات أهل الأمصار» لابن إدريس أبي بكر أحمد بن عبيد الله (ت في حدود 500هـ) طبع بتحقيق محيي الدين رمضان(1/436)
بالأردن / كلية الآداب بجامعة اليرموك. (أخبار التراث العربي 20/ 16). «الناهج للقراءات بأشهر الروايات» لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن مزاحم الأنصاري الطليطلي، ت 502هـ (إيضاح المكنون 4/ 617). «تلخيص العبارات في القراءات» أو «التلخيص في القراءات» لأبي علي بن خلف القيرواني ت 514هـ (كشف الظنون 1/ 473و 479). «الكفاية في القراءة» للحسين بن مسعود البغوي الفراء ت 516هـ (كشف الظنون 2/ 1499). «المقنع في القراءات السبع» لأحمد بن خلف بن محرز أبي جعفر، ت 516هـ (الأعلام 1/ 207). «الانتصار لحمزة الزيات فيما نسبه إليه ابن قتيبة في مشكل القرآن» (انظر بروكلمان 1/ 228) «التجريد في القراءات» أو «التجريد لبغية المريد في القراءات السبع» لابن الفحام أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر الصقلي (ت 516هـ) طبع بتحقيق سعود أحمد سيد بالمدينة المنورة كرسالة جامعية في الجامعة الإسلامية عام 1405هـ / 1985م. (أخبار التراث العربي 22/ 22) «اختلاف القرّاء» لابن بندار، محمد بن الحسين الواسطي القلانسي (ت 521هـ) مخطوط بالظاهرية 2278 (معجم الدراسات القرآنية: 456). وله «الكفاية الكبرى» (غاية النهاية 2/ 128) «الشمس المنيرة في القراءات السبعة الشهيرة» (كشف الظنون 2/ 1065) «التقريب والأشعار في مذاهب القرّاء السبعة أئمة الأمصار رحمهم الله» لشعيب بن عيسى بن علي الأشجعي المقرئ، ت 530هـ (فهرسة ابن خير: 35) «جزء فيه خلاف بين يحيى بن آدم والعلمي الأنصاري» لهبة الله بن أحمد بن عبد الرحمن ت 536هـ (سيزكين 1/ 162) وله «الاختلاف في الفرق بين قراءة نافع وبين قراءة الحضرمي» (سيزكين 1/ 153، 155) وله «الانتصاف من الحافظ أبي عمرو الداني المقرئ» (فهرسة ابن خير: 40). وله «الجمع والتوجيه لما انفرد به الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي» (سيزكين 1/ 159). «التقريب في القراءات السبع» لأبي العباس المسيلي، أحمد بن محمد بن سعيد ت 540هـ (فهرسة ابن خير: 35). وله «قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي في رواية أبي عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلؤي الملقب بدوس» (فهرسة ابن خير: 35).
«الغاية في القراءات» لابن باذش أو جعفر أحمد بن علي 540هـ خط بتركيا، بايزيد عمومي: 1856 (معجم الدراسات القرآنية: 518). «المبهج في قراءات السبعة القرّاء وابن محيص والأعمش واختيار اليزيدي» لأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد، سبط الخياط (ت 541هـ) طبع بتحقيق عبد العزيز ناصر السبر بالرياض كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد 1404هـ / 1984م ويقوم بتحقيقه محمد حسين الحسين القاهرة عام 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 14/ 26و 34/ 9) وله «الإيجاز في القراءات السبع» (كشف الظنون 1/ 206) وله «الإيجاز في القراءات السبع» (كشف الظنون 1/ 206). وله «التبصرة في القراءات القرآنية» (الأعلام 4/ 242) «الكشف في نكت المعاني والإعراب وعلل القراءات المروية عن الأئمة السبعة» أو «الكشف في نكت المعاني» أو «الجامع النحوي» لأبي الحسن علي بن الحسين الباقولي النحوي (ت 543هـ) طبع بتحقيق عبد الرحمن محمد العمار بالرياض جامعة الإمام محمد كرسالة دكتوراه نوقشت بتاريخ 20/ 10/ 1407هـ وطبع بتحقيق محمد الدالي بدمشق جامعة دمشق كرسالة دكتوراه نوقشت 1408هـ / 1988م. (أخبار التراث العربي (19/ 14، 32/ 23). «منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية» لمحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الطفيل العبدي ت 543هـ (فهرسة ابن خير 74) «المقتبس من القراءات» لمحمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي ت 543هـ (كشف الظنون 2/ 1792) «القراءات» لمنصور بن الخير بن يعقوب بن يملأ الأندلسي ت 546هـ (الأعلام(1/437)
8/ 237). «الإقناع في القراءات السبع» لابن الباذش، أبي جعفر أحمد بن علي النحوي ت 546هـ (كشف الظنون 1/ 140) «المصباح في القراءات» للمبارك بن الحسن بن أحمد بن علي الشهرزوري ت 550هـ (معجم الأدباء 6/ 228) «رسالة في الضاءات الواقعة في كتاب الله تعالى» قد يكون لعبد العزيز بن علي بن محمد السمالي (ت 559هـ) خط بالتيمورية: 397 (معجم الدراسات القرآنية: 497)، وله «رسالة في ذكر ما بين قالون وبين ورش من الخلف» خط بالتيمورية رقم: 397 (سيزكين 1/ 158) «مقدمة في أصول القراءات» لعبد العزيز بن علي بن محمد الإشبيلي ت 560هـ (غاية النهاية 1/ 395).
«أحكام القراءات» لعلي بن زيد بن محمد بن الحسين أبي الحسن ظهير الدين البيهقي ت 565هـ (الأعلام 5/ 101). «القرطبية في القراءات» ليحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي القرطبي ت 567هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 134). «شرح ما اختلف فيه أصحاب أبي محمد يعقوب بن إسحاق الهمذاني» لأبي العلاء الحسن بن أحمد العطار (ت 569هـ). مخطوط سيزكين 1/ 159). وله «معرفة القراءة» في نحو (20) جزءا (الأعلام 2/ 181). وله «الماءات» (غاية النهاية 1/ 204). وذكر ابن الجزري في غاية النهاية أيضا أن له في مفردات كل قارئ جزءا مستقلا. «رواية عاصم في القراءات» للغافقي، أبي قاسم أحمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس (ت 569هـ)، مخطوط بالتيمورية رقم 145، ومعهد المخطوطات رقم 39 (سيزكين 1/ 51). «وصول الغمر إلى أصول قراءة أبي عمرو» لعلاء الدين أبي الحسن علي بن قاسم البطائحي الشافعي ت 572هـ (كشف الظنون 2/ 2015). «الخلاف بين قراءة أبي عمارة حمزة بن حبيب وبين أبي عمرو بن العلاء» لعلي بن عساكر بن المرجب ت 572هـ (سيزكين 1/ 152، 154). وله «الخلاف بين قراءة عبد الله بن عامر وبين قراءة أبي عمرو بن العلاء» مخطوط في بروسة مكتبة حراتشي زادة 726/ 1/ 128 (سيزكين 1/ 154). وله «ذكر الخلاف بين قراءة أبي بكر بن بهدلة عاصم وبين قراءة أبي عمرو بن العلاء» مخطوط منه نسخة محفوظة بروسة حراتشي زادة: 3726من 70138ب (سيزكين 1/ 151). وله «ذكر الخلاف بين رواية عبد الله بن كثير وبين قراءة أبي عمرو بن العلاء» مخطوط في بروسة حراتشي زادة 726/ 2 (سيزكين 1/ 150) وله «الخلافيات في علم القراءات» أو «الخلاف بين قراءة أبي عمر بن العلاء وبين غيره من القراء السبعة» مخطوط بتركيا، حراجي أوغلي: 726 (معجم الدراسات القرآنية: 488). «غاية المنتهي ونهاية المبتدي» في القراءات، لأسعد بن الحسين بن سعد بن بندار أبي ذر اليزدي ت 580هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 110). «البهجة في القراءات السبع» للهراس هبة الله بن يحيى بن محمد أبي طالب ت 580هـ (غاية النهاية 2/ 353). «حرز الأماني ووجه التهاني» المعروفة بالشاطبية، لأبي محمد القاسم بن فيّره الشاطبي (ت 590هـ) طبع على الحجر بالهند بشاور عام 1278هـ / 1861م وفي مصر عام 1286هـ / 1869م، و 1302هـ / 1884م، و 1304هـ / 1886م، وبمطبعة مصطفى البابي الحلبي 1347هـ / 1928م و 1399هـ / 1979م. وله «شرح وقف حمزة وهشام» مخطوط بالأزهر: 75/ 4486 (معجم الدراسات القرآنية: 513). وله «فتح المجيد في قراءة حمزة من القصيد» مخطوط، بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 483 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 116). «قصيدة في القراءة» الشيخ الأديب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المعافري الأندلسي، ت 591هـ (كشف الظنون 2/ 1343) «ذكر الخلاف بين صاحبي عاصم أبي بكر وحفص» للباقلاني أبي بكر عبد الله بن منصور (ت 593هـ) مخطوط في الحميدية باسطنبول: 1357خط(1/438)
(سيزكين 1/ 56). «السبعة في القراءات» لعبد الرحمن بن الجوزي ت 597هـ (مؤلفات ابن الجوزي:
136). «رسالة في حروف أبي عمرو بن العلاء في قراءة القرآن» مخطوط ضمن مجموع بمكتبة تشستربتي بدبلن بدبلن: 3883 (معجم الدراسات القرآنية: 496). «البرهان في قراءة القرآن» لفخر الدين الرازي أبي عبد الله محمد بن عمر بن حسين (ت 606هـ) راجع كتاب: الرازي مفسرا للدكتور محسن عبد الحميد (معجم الدراسات القرآنية: 468). «جزء في قراءة نافع» لعبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى الأنصاري القرطبي المالقي ت 611هـ (معجم المؤلفين 6/ 42). «قراءة حمزة» لأبي الحسن شريح بن محمد ت 625هـ (فهرسة ابن خير: 38) «الميسّر في القراءات» لمحمد بن الحسين بن علي أبي عبد الله الأندلسي الميورقي المعروف بابن الشكازت 626هـ (الأعلام 6/ 333) «أرجوزة في القراءات السبع» ليحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي، أبي الحسن ت 628هـ (الأعلام 9/ 193). «حجّة المقتدي» لموفق الدين، عيسى بن عبد العزيز اللخمي الشريشي الاسكندري ت 629هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 61) وله «النقاءة المهذبة للرواية المنتخبة من جميع القراءات وصحيح الروايات» (إيضاح المكنون 4/ 674) وله «الجامع الأكبر والبحر الأزخر» يحتوي على سبعة آلاف رواية وطريق (غاية النهاية 1/ 609) وله «نظرة السريع الانتهاء» لعله «المنتهى من مشهور القراءات المنتقى من غريب الطرق والروايات» (إيضاح المكنون 4/ 657) «الإعلان في القراءات» لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد الصفراوي ت 636هـ (كشف الظنون 1/ 128). «الدرة الفريدة في شرح القصيدة» (أي الشاطبية)، لحسين بن أبي العزّ الرشيد الهمذاني (ت 643هـ) خط لا له لي: 46، معهد المخطوطات: 33 قراءات، الأوقاف 3279، الأزهر: 1344، امبالي: 48134، الأزهرية 385و 288/ 389، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 71قراءات (معجم مصنّفات القرآن 4/ 73) «مختصر التبصرة في القراءات» لأحمد بن محمد القيسي، أبي جعفر، ت 643هـ (الأعلام 1/ 169) «الإيضاح وغاية الإشراح في القراءات السبع» لعلم الدين علي بن محمد السخاوي ت 643هـ (كشف الظنون 1/ 132). وله «جمال القرّاء وكمال الإقراء» طبع بتحقيق د. علي حسين البواب بمكة المكرمة مكتبة التراث 1408هـ / 1988م.
وله «فتح الوصيد في شرح القصيد» أو «شرح حرز الأماني للشاطبي» مخطوط بدار الكتب المصرية المكتبة التيمورية: 255ويوجد منه نسخة مصوّرة بمعهد المخطوطات: 51، بمكتبة تشستربتي: 3926، عارف حكمت المدينة المنورة: 46قراءات، مكتبة جامعة محمد بن سعود: 218ف في جزءين مصوّر عن نسخة عارف حكمت (معجم مصنّفات القرآن 4/ 116). وله «منظومة طائية للفرق بين الضاد والظاء» مخطوط بالتيمورية 365176 (معجم الدراسات القرآنية: 556) وله «نثر الدرر في القراءات» (كشف الظنون 2/ 1927) «شرح العنوان» عبد الظاهر بن لشوان الرومي (ت 649هـ) خط آيا صوفيا، 649 (معجم الدراسات القرآنية: 510) «أرجوزة في القراءات» لمنصور بن سرايا بن عيسى الأنصاري ت 651هـ.
(طبقات المفسرين: 42) وله «الغاية» (وهو شرح الشاطبية الكبير) مخطوط منه جزء محفوظ بمكتبة الحرمين بمكة: 41 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 109). «كنز المعاني في شرح حرز الأماني» أو «كنز التهاني في شرح» أو «شرح شعلة على الشاطبية» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي (ت 656هـ) طبع في القاهرة بدار التأليف، وطبع بمكتبة صبيح عام 1396هـ / 1976م وله «الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية» (معجم مصنّفات القرآن 4/ 101)، «اللئالئ الفريدة في شرح القصيدة» لمحمد بن(1/439)
الحسن الفاسي (ت 656هـ) خط، بالأزهر: 258/ 22265، 275، رافعي 22661آيا صوفيا: 5049، التيمورية: 213، الأوقاف ببغداد: 2453، المكتبة المحمدية بالجامع الزيواني بالموصل رقم 230. (معجم الدراسات القرآنية: 540) «درة القارئ» (منظومة في ظاءات القرآن) لأبي محمد عز الدين الرسعني (ت 661هـ) طبع بتحقيق عبد الهادي الفضلي بالأردن نشر مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ع 30 (أخبار التراث 29/ 26). «مفردات القراءات» لعبد الرحمن بن إسماعيل أبي شامة الدمشقي ت 665هـ (كشف الظنون 2/ 1773) وله «إبراز المعاني من حرز الأماني» طبع بالقاهرة في مطبعة مصطفى الحلبي عام 1349هـ / 1930م، وطبع بتحقيق إبراهيم عطوة عوض بالقاهرة مطبعة مصطفى الحلبي عام 1402هـ / 1981م (معجم الدراسات القرآنية: 423) «الاستبصار» لمحمد بن إسرائيل أبي عبيد الله السلمي القصاع ت 671هـ (الأعلام 6/ 255) وله «المغني» في القراءات (معجم مصنّفات القرآن 4/ 157) «شرف المراتب والمنازل في القراءات» لمحمد بن سليمان محمد المعافري ت 672هـ (إيضاح المكنون 4/ 47) «قراءة ورش» لأحمد بن محمد بن حسن بن خضر الصدفي الشاطبي ت 674هـ (الأعلام 1/ 212) «الشامل في القراءات السبع» لمعين الدين أبي محمد عبد الله بن جمال الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي حفص بن عمر بن أبي زيد الأنصاري ت 683هـ (معجم مصنّفات القرآن 1/ 208) «حل رموز الشاطبية» ليعقوب بن بدران الجزائري الدمشقي المصري (ت 688هـ) خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود رقم 827/ 5م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 64). وله «المختار في القراءات» (غاية النهاية 2/ 389) «منظومة في الزائد على مذهب الإمام أبي عمرو البصري الديريني» لعبد العزيز الدميري المعروف بالديريني (ت 694هـ) مخطوط منه نسخة بمكتبة الملك سعود برقم 2827/ 3م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 167) «المفيد في كلام المجيد في مذهب الإمام الرباني حمزة بن حبيب» لمحمد بن محمد بن أحمد التبريزي (كان حيا 711هـ) الرياض قسم المخطوطات بجامعة الملك سعود: 1061، (أخبار التراث العربي 29/ 6) «الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الخراز الشريشي الأموي (ت 718هـ) مخطوط في الرباط 2/ 17 (بروكلمان 2/ 300). وله «القصد النافع لبغية الناشئ البارع في شرح الدرر اللوامع في قراءة نافع، (إيضاح المكنون 4/ 227) «خواص الحروف وحقيقتها وأصولها» لشمس الدين أبي عبد الرحمن الجيلي (ت 723هـ) مخطوط في مكتبة تشستربتي: 3168 (معجم الدراسات القرآنية: 488) «سؤال أجاب عنه ابن تيمية» لأحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، أبي العباس ابن تيمية (ت 728هـ) مخطوط بمكتبة جامعة برنستن مجموعة يهودا رقم 4098ضمن مجاميع. ومنه نسخة ميكروفيلمية مصوّرة عن النسخة السابقة الذكر بمركز البحث العلمي وإحياء التراث بمكة رقم الفن 92مجاميع (معجم مصنّفات القرآن 4/ 8786)، «المفيد في شرح القصيد» لأحمد بن محمد بن جبارة (ت 728هـ) خط البلدية، رقم 529ب، معهد المخطوطات رقم 88. (معجم الدراسات القرآنية: 551) «أرجوزة في القراءات» أو «الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع» لأبي الحسن علي بن محمد بن علي، ابن بري (ت 730هـ) مخطوط في الأزهر:
385، سقا 38910. (معجم الدراسات القرآنية: 459) وله «حقيقة الحروف» مخطوط بجامعة الملك سعود 850/ 3م (أخبار التراث 28/ 5). وله «الشرعة في القراءات السبعة» (كشف الظنون 2/ 1044) وله «شرح الجعبري على الشاطبية» أو «كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني» أو «كنز الأماني(1/440)
في شرح حرز الأماني» خط بالتيمورية: 115، وبالأزهرية 151/ 16189و 3367، ومكتبة الحرمين بمكة:
30، وبالأوقاف بغداد: 2232، وبدار الكتب المصرية: 581، الخزانة العامة بالرباط ومنه صورة بجامعة الإمام محمد بالرياض: 2804في 228ق، وصورة بمركز البحث العلمي بمكة: 94. (معجم الدراسات القرآنية: 539) «الاختيار» (نظم فيه كتاب الاختيار للبزار شعرا) لأحمد بن محمد بن يحيى بن حزم ت 732هـ (سيزكين 1/ 161) «الحواشي المفيدة في شرح القصيدة» لابن الدقوقي، ت 735هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 67) «الشرعة في القراءات السبعة» لابن البارزي هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم ت 738هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 100) «تحفة الإخوان» لعبد الله بن المؤمن بن الوجيه أبي محمد الواسطي (ت 740هـ) خط من نسخة محفوظة بمكتبة جامعة الملك سعود تحت رقم 2484/ 9م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 40) «المختصر البارع في قراءة نافع» لأبي القاسم محمد بن أحمد ابن جزي المالكي الغرناطي (ت 741هـ) قام بتحقيقه فتحي العبدي بتونس الكلية الزيتونية (أخبار التراث 23/ 17) «شرح الشاطبية في القراءات» للمارديني، يوسف بن حرب الحسني المكي ت 743هـ (الدرر الكامنة 4/ 451)، «شرح روضة التقرير» لعلي بن أبي محمد بن أبي سعد الواسطي (ت 743هـ) مخطوط في تشستربتي، 3695، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 101 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 89) «مورد القمر في قراءة أبي عمرو» لأبي حيان النحوي ت 745هـ (إيضاح المكنون 4/ 605) وله «المران الهامر في قراءة ابن عامر» (إيضاح المكنون 4/ 471) وله «غاية المطلوب في قراءة يعقوب» (منظومة) (كشف الظنون 2/ 1194) وله «عقد اللآلي في القراءات» (الأعلام 8/ 26) «شرح عمدة القراء وعدة الإقراء» لابن الفصيح عبد الله بن أحمد الكوفي ت 745هـ خط بالتيمورية: 349 (معجم الدراسات القرآنية: 509).
وله «شرح عمدة القرآن في الفرق بين ظاءات القرآن وضاداته» خط الأوقاف 2/ 6097مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 509) «شرح وقف حمزة وهشام على الهمز في الشاطبية» للمرادي، ابن أم قاسم الحسن بن قاسم (ت 749هـ) خط بالأزهر: 1226، صعائدة 38862 (معجم الدراسات القرآنية: 505) وله «المفيد» شرح على عمدة المفيد وعدة المجيد للسخاوي خط بالتيمورية: 462، ومكتبة تشستربتي:
3653 (معجم الدراسات القرآنية: 551) «البيان الوفي بقراءة حفص عن عاصم الكوفي» للنشوي، أحمد بن عمر بن أحمد المصري الشافعي (ت 757هـ) مخطوط في الأزهر: (267) 22274، كتب سنة 1303هـ (معجم الدراسات القرآنية: 470) «حل الرموز» في القراءات السبع لأحمد بن علي بن أحمد الهمذاني (ت 755هـ) خط آيا صوفيا: 36 (معجم الدراسات القرآنية: 486) «شرح الشاطبية في القراءات» لأحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين ت 756هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 95) «شرح القصيدة الخزرجية» للغرناطي الشريف (ت 760هـ) طبع بتحقيق محمد هيثم غرة بدمشق جامعة دمشق قسم اللغة العربية بكلية الآداب، (أخبار التراث العربي 21/ 18) «بستان الهواة في اختلاف الأئمة والرواة» لسيف الدين أبي بكر عبد الله بن أبي دوغدي المعروف بابن الجندي (ت 769هـ) انظر مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود رقم الحفظ 889، ومنه نسخة مصوّرة بمعهد المخطوطات العربية: 67 (أخبار التراث العربي 32/ 6) «البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان» ليحيى بن أحمد بن صفوان الأندلسي (ت 770هـ) مخطوط في جامعة اسطنبول: 2191.، ومنه نسخة بمعهد المخطوطات: 15، والأزهر:
354، و 356، وصورة عن الأزهرية في مركز البحث العلمي بمكة: 27. (معجم الدراسات القرآنية: 469)،(1/441)
«المبسوط في القراءات السبع والمضبوط» أو «القراءات السبع» لمحمد بن محمود السمرقندي (ت 780هـ) خط بالتيمورية: 336، ومنه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2810/ 3م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 148) «الدر النثير والعذب النمير في شرح كتاب التيسير» للمالقي الخطيب عبد الله بن يوسف بن رضوان (ت 784هـ) قام بتحقيقه أحمد عبد الله المقري، بالمدينة المنورة الجامعة الإسلامية (أخبار التراث 25/ 19) «أحكام الشبعة في القراءات السبعة» لزين الدين سريجان محمد الملطي، ت 788هـ (كشف الظنون 1/ 19) «شرح كشف الأضداد» لأحمد بن محمد بن حجاج العمادي الكمالي اللاري أبي الفتح (كان حيا في 800هـ) مخطوط منه نسخة في جامعة الملك سعود: 2484/ 1م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 98) «تحفة الأنام في الوقف على الهمز لحمزة وهشام» لابن القاصح، علي بن عثمان بن محمد العذري المقرئ (ت 801هـ) مخطوط بمكتبة صوفيا: 45و، التيمورية ضمن مجموع رقم 226، الأزهر: 77/ 2488، و 291/ 117022298، حليم 32859، ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة عن الأزهرية: 37، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 19) وله «تلخيص الفتح الرباني» أو «نهاية الأماني» منه نسخة مخطوطة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض رقم 2539 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 46) وله «تلخيص الفوائد» (وهو شرح على القصيدة الرائية) مخطوط منه نسخة بالمكتبة الأزهرية رقم 282/ 22289، وصورة بمركز البحث العلمي في مكة رقم: 46 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 47) وله «سراج القارئ وتذكرة المقرئ، أو «سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقرئ المنتهي» طبع في القاهرة ببولاق عام 1293هـ / 1876م، وبمطبعة شرف عام 1304هـ / 1886م، وبمطبعة عبد الرزاق عام 1304هـ / 1886م، وبمطبعة شركة التمدن 1330هـ / 1920م، وبمطبعة السعادة عام 1347هـ / 1927م، وبمطبعة المكتبة التجارية عام 1354هـ / 1934م، ومطبعة مصطفى الحلبي 1399هـ / 1979م وبدار الفكر بيروت عام 1401هـ / 1981م. وله «العلوية» (قصيدة في القراءات السبع المروية) (كشف الظنون 2/ 1163) وله «قرة العين في الفتح والإمالة بين اللفظين» قام بتحقيقه أحمد نصيف الجنابي ببغداد (أخبار التراث 34/ 9) «السهل في قراءة السبع» لابن القطان محمد بن علي بن محمد السمنودي ت 813هـ (إيضاح المكنون 4/ 31) وله «بسط السهل» شرح كتاب السهل في القراءات السبع (الأعلام 6/ 287). «إيضاح الأسرار والبدائع وتهذيب الغرر والمنافع في شرح الدرر اللوامع في أهل مقرأ نافع» لابن المجراد محمد بن محمد بن عمران ت 819هـ خط الأزهر 275/ 22282. (معجم الدراسات القرآنية: 466) «التتمة في قراءات الثلاثة الأئمة» لصدقة بن سلامة بن حسن ت 825هـ (الأعلام 3/ 290) «شرح الزبيدي على الدرة المضية» أو «شرح الدرة المضية في قراءة الثلاثة المرضية» لمحمد الزبيدي المقرئ ت 828هـ مخطوط منه نسخة بمكتبة جامعة محمد بن سعود رقم 502، ومنه نسخة: 392، وبمكتبة الحرمين بمكة 12/ 1دهلوي باسم شرح الدرة المضية، وبمكتبة جامعة الإمام سعود رقم 2541، وبالأزهر 75/ 4482 (معجم الدراسات القرآنية: 508، معجم مصنّفات القرآن 4/ 93) «القراءات» لمحمد بن محمد بن محمد أبو بكر بن عاصم القيسي الغرناطي ت 829هـ (الأعلام 7/ 274).
«شرح الدرر اللوامع في قراءة نافع» لمحمد بن عبد الملك المنتوري (ت 834هـ)، مخطوط مصوّر بالرياض قسم المخطوطات بجامعة الملك سعود: 1562 (أخبار التراث العربي 28/ 7) «التتمة في(1/442)
القراءات» لمحمد بن محمد بن علي بن يوسف أبي الخير ابن الجزري ت 833هـ (الأعلام 7/ 275)، وله «تجريد التيسير» أو «تحبير التيسير» مخطوط مكتبة الحرمين بمكة: 31و 39 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 37) وله «التذكار في قراءات أبان بن يزيد العطار» مخطوط بالظاهرية رقم 5465و (معجم مصنّفات القرآن 4/ 41) «جامع الأسانيد في القراءات» مخطوط بتركيا بدار المثنوي: 11 (معجم الدراسات القرآنية: 482) وله «فتح القريب المجيب في قراءة حمزة بن حبيب» مخطوط بمكتبة الحرمين 11/ دهلوي (معجم مصنّفات القرآن 4/ 151). وله «القصيدة الجزرية المسماة بهداية المهرة» مخطوط آيا صوفيا 39و 61 (معجم الدراسات القرآنية: 535) وله «منجد المقرئين ومرشد الطالبين» طبع في القاهرة بمكتبة القدسي عام 1350هـ / 1931م، وطبع بتحقيق عبد الحي الفرماوي القاهرة مكتب جمهورية مصر عام 1399هـ / 1977م وطبع في بيروت بدار الكتب العلمية عام 1401هـ / 1981م «مقدمة تتمة حرز الأماني للشاطبي» لأحمد بن محمد بن سعد بن عمران شهاب الدين الشرعبي كان حيّا في 839هـ مخطوط منه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 137 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 160) «القراءات» لمحمد بن محمد بن مرزوق العبيسي التلمساني أبي عبد الله المعروف بالحفيد ابن مرزوق ت 842هـ (نيل الابتهاج: 293) «منظومة في علم القراءات» للرملي، أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن أرسلان الشافعي (ت 844هـ) بالمكتبة الظاهرية 2/ 537 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 166) «الانفرادة المسماة درة الناظم في رواية حفص عن عاصم» لعثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري (ت 848هـ) مخطوط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود تحت رقم 2854/ 1م، ونسخة أخرى تحت رقم عام: 3160 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 26) وله «خلاف قالون والدوري» مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود: 2429، يوجد منه نسخة مصوّرة في معهد المخطوطات العربية. (أخبار التراث 32/ 6) وله «الدر المكنون في رواية الدوري وحفص وقالون» مخطوط بقسم المخطوطات بجامعة الملك سعود بالرياض: 1212/ م (أخبار التراث العربي 28/ 6) وله «منظومة في علم القراءات» مخطوط بالظاهرية 2/ 532 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 166) وله «رسالة في القراءات على مذهب قالون والدوري» مخطوط في مكتبة كورستي بإيطاليا: 336، وعنها نسخة في مركز البحث العلمي بمكة رقم: 84مجاميع، ومنه نسخة باسم خلاف قالون والدوري بمكتبة جامعة محمد بالرياض: 2429 (معجم الدراسات القرآنية: 2498) وله «الهداية إلى تحقيق الرواية» مخطوط بالرياض قسم المخطوطات بجامعة الملك سعود: 514 (أخبار التراث العربي 29/ 8) وله «مجمع السرور والحبور ومطلع الشموس والبدور» لمحمد بن خليل بن أبي بكر بن محمد القباقبي ت 849هـ (معجم المؤلفين 9/ 288) «مذاهب القرّاء السبعة» لإبراهيم بن موسى بن بلال بن عمران بن مسعود بن دملح برهان الدين الكركي ت 853هـ (الأعلام 1/ 71) وله «حل الرمز في الوقف على الهمز» (الأعلام 1/ 71) وله «الآلة في معرفة الفتح والإمالة» (الأعلام 1/ 71) «التهذيب فيما زاد على الحزر من التقريب» ويسمى «التهذيب فيما زاد» لابن عياش عبد الرحمن بن أحمد بن محمد (ت 853هـ) مخطوط في تشستربتي 3661ضمن مجموع ومنها صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 42 (معجم الدراسات القرآنية: 477) وله «رسالة فيما زاده في التقريب على حرز الأماني» خط بالتيمورية: 306 (معجم الدراسات القرآنية: 500). وله «غاية المطلوب في قراءة خلف وأبي جعفر ويعقوب» أو «غاية النهاية والمطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب» خط بالتيمورية: 341 (معجم الدراسات القرآنية: 518)(1/443)
«قراءة الإمام نافع» لأبي موسى بن عيسى المناوي، ومنه نسخة كتبت سنة 869هـ، محفوظة بالخزانة التيمورية: 246، (معجم الدراسات القرآنية: 532). «الجهر بالبسملة» لمحمد بن أحمد، جلال الدين المحلي الشافعي ت 864هـ (كشف الظنون 1/ 623) «غاية المراد في معرفة إخراج الضاد» لأبي عبد الله محمد بن أحمد، ابن النجار ت 870هـ مخطوط في صوفيا: 13ف (معجم الدراسات القرآنية: 518).
«المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع» لعبد الرحمن بن محمد أبي زيد الثعالبي (ت 876هـ) طبع بالجزائر بالمطبعة الثعالبية عام 1324هـ / 1906م (ذخائر التراث العربي:
422). «الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات» لإبراهيم بن عمر، أبي الحسن البقاعي (ت 885هـ) خط بالخزانة العامة بالرباط المغرب مصوّرة ضمن مجموع (كشف الظنون 2/ 1090). «حل الشاطبية» أو «شرح العيني على الشاطبية» لعبد الرحمن بن أبي بكر العيني (ت 893هـ) خط بالأزهر 252/ 32259، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 64 (معجم الدراسات القرآنية: 486). «كشف الأسرار عن قراءة الأئمة الأخيار» لأحمد بن إسماعيل أبي العباس الكوراني ت 893هـ (كشف الظنون 2/ 1486) «شرح الشاطبية» لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي 911هـ خط دار الكتب: 33تفسير (معجم الدراسات القرآنية: 509). «تفصيل الدر في القراءات» لمحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن غازي العثماني المكناسي ت 919هـ (الأعلام 6/ 232) وله «إنشاء المريد من ضوال القصيد» خط بالأزهر: 29/ 2235، 75/ 4486، وهو باسم «إنشاد المريد» بالخزانة العامة بالرباط: 1303د (معجم الدراسات القرآنية: 465) «منظومة في القراءات» لإبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي ت 923هـ (الأعلام 1/ 63). «لطائف الإشارات بفنون القراءات» أو «لطائف الإشارات لفنون القراءات» للقسطلاني، شهاب الدين محمد بن أحمد (ت 923هـ) طبع بتحقيق عامر السيد عثمان ود. عبد الصبور شاهين بالقاهرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عام 1392هـ / 1972م «البدر المنير في قراءة نافع وأبي عمرو وابن كثير» لعمر بن زين بن قاسم بن محمد سراج الدين النشار (ت 938هـ) خط بدار الكتب 307قراءات، ومعهد المخطوطات: 14، تيمورية: 202، (معجم الدراسات القرآنية: 467) وله «القطر المصري في قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري» خط انظر فهارس الأزهر: 481ومنه نسخة بمكتبة الحرمين: 13، وجامعة الإمام محمد بالرياض: 1538 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 137) وله «المكرر في علم القراء السبعة البدور النور» أو «المكرر فيما تواتر من القراءات وتحرر»، طبع في مكة عام 1306هـ / 1888م وبالقاهرة بالميمنية 1326هـ / 1908م، وبمطبعة مصطفى الحلبي 1399هـ / 1979م «أمالي على شرح الشاطبية للجعبري» لمحمد بن محمد الكوفي التونسي، شمس الدين مغوش ت 947هـ (الأعلام 7/ 57) «رسوخ اللسان في حروف القرآن» قصيدة نظمها خطيب من خطباء الروم باسم السلطان سليمان في ألف وثلاث وأربعين بيتا سنة 959هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 81). «الاختيار فيما اعتبر من قراءات الأبرار» لحسين بن علي جمال الدين الحصني ألف سنة 954هـ (كشف الظنون 1/ 34) «كشف الملمات فيما ابتدعه القرّاء من الألحان والنغمات» لزين الدين محمد بن محمد المرصفي ت 965هـ (إيضاح المكنون 4/ 368) «أرجوزة في الرد على ألغاز ابن الجريري» لأحمد بن أحمد شهاب الدين الرملي (ت 971هـ)، نسخة كتبت سنة 1254هـ محفوظة بجامعة الرياض:
2193/ 9م (معجم الدراسات القرآنية: 459) «تذكرة المنتهي في القراءات» لمحمد بن حسين، أبي(1/444)
العز القلانسي ت 972هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 42) «بلوغ الأماني في قراءة ورش من طريق الأصبهاني» لأحمد بن أحمد بن إبراهيم الطيبي الشافعي (ت 981هـ) خط بالظاهرية (إيضاح المكنون 3/ 195، الاعلام 1/ 91) وله «منظومة في القراءات» مخطوط، منه نسخة بمكتبة جامعة محمد بن سعود: 433 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 166) وله «مذهب حمزة في تحقيق الهمزة» مخطوط في الظاهرية (الأعلام 1/ 91) «الشمعة المضيئة لنشر القراءات السبع المرضية» لسبط الناصر الطبلاوي من علماء القرن العاشر، (ويرجح انه لشعلة المتوفي 656هـ) خط بالأزهر: 66/ 4471 (معجم الدراسات القرآنية: 513). «إظهار المعاني في شرح حرز الأماني» لأحمد بن محمد أبي المنتهي المغنيساوي، ت 1000هـ (الأعلام 1/ 235) «حدث الأماني بشرح حرز الأماني» لعلي بن سلطان (ت 1014هـ) خط، منه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 260 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 61) «الأصول المختصرة على القراءات السبع» لسيف الدين بن عطاء الله الوفائي الفضالي الشافعي البصري، أبي الفتوح. (ت 1020هـ) خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2827/ 9م، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 22) وله «رسالة في جمع قوله تعالى {أَنْتَ مَوْلََانََا} إلى قوله تعالى: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وفي الفصل بين السورتين» خط منه نسخة بجامعة الملك سعود: 1827/ 1م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 74) «قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي في رواية ورش وما ورد عنه» لأبي محمد بن شعيب بن عيسى بن علي الأشجعي الأشبهي المقرئ ت 1021هـ (فهرسة ابن خير: 37). «مقدمة حفص» لعلي بن عمر بن أحمد الشافعي الميهني (1024هـ) خط مكتبة الأحمدي بطنطا خ 53، 4928، خ 4د 904، خ 29د 2421، (معجم الدراسات القرآنية: 552). وله «القول الفرق في حل بعض ما صعب عن طريق الأزرق» خط بجامع الشيخ بالاسكندرية رقم 106، ومعهد المخطوطات: 59، (معجم الدراسات القرآنية: 537). وله «هداية الصبيان لفهم بعض مشاكل القرآن» (معجم المؤلفين 7/ 157) «رسالة في قاعدة قراءة حفص من طريق الشاطبية» لأبي المواهب محمد بن عبد الباقي بن عبد القادر الحنبلي الدمشقي (ت 1026هـ) خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 172و 2611/ 1/ م، ومنها نسخة بمكتبة الحرمين بمكة باسم «رسالة في قاعدة قراءة حفص بمفردة عن طريق الشاطبية» برقم 16دهلوي، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 77) «منظومة في فواصل ميم الجمع» لمحمد الخروبي (ألفها عام 1026هـ) خط بالتيمورية: 217 (معجم الدراسات القرآنية: 558). «الجواهر المكللة لمن رام الطرق المكملة» (مختصر حرز المعاني وكنز السبع المثاني) لمحمد بن أحمد العوفي (كان حيا سنة 1049هـ) منه نسخة بمكتبة جامعة محمد بن سعود: 981، ومنه نسخة بجامعة الملك سعود: 2818/ 1 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 57) وله «مختصر المقالة في الفتح والإمالة» (معجم المؤلفين 8/ 306) «أجوبة عن أسئلة في القراءات» لسلطان بن أحمد بن سلامة المزّاحي (ت 1075هـ) مخطوط بدار الكتب المصرية 25317ب (الأعلام 3/ 108) وله «الجوهر المصون في جمع الأوجه من الضحى إلى قوله تعالى {وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2554، ومنه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 2530، ومنه نسخة بالمكتبة البلدية بالاسكندرية ن 1778خ (الأعلام 3/ 108، معجم مصنفات القرآن 4/ 58) وله «رسالة في أجوبة المسائل العشرين التي رفعها بعض المقرئين» مخطوط بالرياض: 2569جامعة الرياض (الأعلام 3/ 108) وله «رسالة في بيان التكبير من طريق الطيبة» خط بالأزهر 1176، وحليم 32865 (معجم الدراسات(1/445)
القرآنية: 494) وله «مسائل وأجوبتها» (في القراءات) مخطوط في المكتبة البلدية بالاسكندرية ن 5265 ج (الأعلام 3/ 108) «المقر النافع الحاوي لقراءة نافع» أو «المقرر النافع الحاوي لقراءة نافع» أو «المقرر والمحرر في القراءات» لناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا المقرئ اليمني (ت 1081هـ) مخطوط في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء: 70تفسير (بروكلمان 1/ 406). «الإيضاح لما ينبهم على الورى في قراءة عالم أم القرى» أو «رسالة في قراءة ابن كثير» لأبي زيد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي المكناسي (ت 1082هـ) طبع بتحقيق محمد بالوالي بالرباط كرسالة دكتوراه بدار الحديث الحسنية عام 1401هـ / 1981م (أخبار التراث الإسلامي 3/ 21). وله «رسالة في رواية حفص عن عاصم على وفق طريقة الحرز والطيبة» طبع في مصر بمطبعة الأخبار عام 1325هـ / 1907م (معجم الدراسات القرآنية: 433). وله «علم النصرة في تحقيق قراءة إمام البصرة» مخطوط منه نسخة بالمكتبة الأزهرية:
290/ 441م، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 118، 122، 1232، ومنه نسخة أخرى محفوظة بالمكتبة الظاهرية: 3492، 5743، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 109) وله «الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع» (الأعلام 3/ 323) وله «واضح المشكلات في قراءات البصري وقتت بالواو في المرسلات» خط تيمورية: 611 (معجم الدراسات القرآنية: 562). «مقدمة في قراءة حفص» لفائد بن المبارك الأبياري (ت 1086هـ) خط. (بروكلمان 2/ 340، وسيزكين 1/ 156) وله «رسالة في الإمام حفص وأبي عاصم» منها نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 50/ دهلوي (معجم مصنّفات القرآن 4/ 77)، «مقدمة في بيان الصحيح المعتمد على طريق الإمام حمزة في الوقف على الهمز» لأبي السعود محمد الدمياطي (ت 1092هـ) خط تيمورية: 494 (معجم الدراسات القرآنية: 553) «القواعد السنية في قراءة حفص عن عاصم من طريق الشاطبية» لإبراهيم بن إسماعيل العدوي (القرن الحادي عشر) خط الأزهر: 1161، وحليم: 32850 (سيزكين 1/ 151) «القول النص في رواية حفص» لمحمد بن حمدان الموصلي (القرن الحادي عشر) (سيزكين 1/ 156) «بغية الطالبين ورغبة الراغبين» لمحمد بن عمر بن قاسم بن إسماعيل البقري الشافعي (ت 1111هـ) خط بالمكتبة الأزهرية: 193/ 16731. وعنها صورة في مركز البحث العلمي في مكة: 24 (معجم مصنّفات القرآن: 4/ 31) وله «رسالة في طريقة حفص» خط الأزهري: 276/ 2283 (معجم الدراسات القرآنية: 497) وله «رسالة في القراءات السبع» خط الأوقاف بغداد 7/ 6503مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 499) وله «القواعد المقررة والفوائد المحررة» مخطوط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2488/ 5م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 138) «المحرر في التكبير عقب السور» لعبد الرحمن بن محمد التريمي اليمني (ت 1102هـ) (إيضاح المكنون 3/ 329). «غيث النفع في القراءات السبع» للسفاقسي علي بن محمد بن سليم النوري (ت 1117هـ) طبع مع «سراج القارئ لابن القاصح» طبع في القاهرة بمطبعة بولاق عام 1293هـ / 1876م، ومطبعة شرف 1304هـ / 1886م، ومطبعة عبد الرزاق 1304هـ / 1886م، ومطبعة شركة التمدن 1330هـ / 1921م، ومطبعة السعادة 1347هـ / 1927م والمطبعة التجارية الكبرى عام 1354هـ / 1934م، ومطبعة مصطفى البابي الحلبي 1399هـ / 1979م وصوّر في بيروت «بدار الفكر عام 1401هـ / 1981م، (معجم مصنّفات القرآن 4/ 115). «مقدمة تشتمل على رواية حفص» لمحمد بن حسن بن محمد السمنودي الأزهري المعروف بالمنير (ت 1119هـ) (الأعلام 6/ 313).(1/446)
«رسالة في قاعدة قراءة حفص من طريق الشاطبية» لمحمد بن عبد الباقي أبي المواهب (ت 1126هـ) خط بالرياض قسم المخطوطات بجامعة الملك سعود: 172 (أخبار التراث العربي 28/ 6) وله «فيض الودود بقراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود» (بروكلمان 2/ 327) «الرسالة الغراء في ترتيب وجوه القرّاء» للتلمساني أحمد بن ثابت، نسخة كتبت عام 1130هـ، خط بالأزهر 276/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 493). «شرح وقف حمزة وهشام» أو «نيل المرام لوقف حمزة وهشام» لأبي الصلاح علي بن محسن الصعيدي الرميلي (ت 1130هـ) خط بالخزانة التيمورية: 309 (معجم الدراسات القرآنية: 513).
وله الدرر الحسان في حل مشكل قوله تعالى {آلْآنَ}» (معجم المؤلفين 7/ 175) وله «المنح الإلهية بشرح الدرّة المضية في علم القراءات الثلاثة المرضية» خط، بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض 1162 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 166) وله «نيل المرام لوقف حمزة وهشام» خط بالأزهرية، وفي الخزانة التيمورية: 309 (الأعلام 4/ 323). «أحكام النون الساكنة» لعلي بن سليمان بن عبد الله المنصوري (ت 1134هـ) خط، منه نسخة بجامعة الإمام محمد: 979و 1345 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 16) وله «إرشاد الطلبة إلى شواهد الطيبة» خط بالمكتبة العربية بدمشق (الأعلام 4/ 292) وله «الالحاد في النطق بالضاد» أو «رد الالحاد في النطق بالضاد» خط بخط المؤلف في الظاهرية، ومنه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة، ونسخة بجامعة الإمام محمد بالرياض: 2744 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 25و 75) وله «القصيدة المهذبة» خط، منه نسخة بمكتبة الحرمين انظر فهرس مكتبة الحرمين: 19 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 135) «فتح المجيد المرشد لطوال القصيد» لإدريس بن محمد الشريف الحسني (ت 1137هـ) خط بالتيمورية: 129، (معجم الدراسات القرآنية: 520) وله «منظومة في اختلاف القراء السبعة» خط بالأزهر 77/ 4488 (معجم الدراسات القرآنية: 556) «القراءات السبع» لسلطان بن ناصر بن أحمد الجبوري ت 1138هـ (الأعلام 3/ 167) وله «العقود المجوهرة واللآلي المبتكرة» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود عام 2032/ 2م ومنه نسخة بمكتبة الإمام محمد: 835 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 106).
وله «القول المبين في التكبير سنة المكيين» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2488/ 2م ومنها نسخة أخرى: 1644/ 2م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 140) وله «القول المبين في القراءات السبع» الأعلام 3/ 110) «مشكلات في القراءات» لأحمد بن السماح المقرئ (كان حيا سنة 1140هـ) خط تيمورية 119مجاميع. (معجم الدراسات القرآنية: 548) «كلمات مرسومة مستخرجة من مصحف علي القارئ ومتن الرائية وشرح الجزرية وجامع الكلام وكشف الأسرار وكنز المعاني وشرح الرائية» سليمان المعروف بدامادزاده (كان حيا في 1140هـ) خط منه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 1131 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 143) «القول القاسم في قراءة حفص عن عاصم» لعبد الغني النابلسي بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي ت 1143هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 139) وله «الاقتصاد في النطق بالضاد» خط بالتيمورية: 305مجاميع. (معجم الدراسات القرآنية: 463) «رسالة في التغني واللحن» لمحمد المرعشي المعروف بساجقلي زاده (ت 1145هـ) خط تيمورية: 173 (معجم الدراسات القرآنية:
495) وله «رسالة في الضاد وكيفية أدائها» خط ضمن مجموع رقم 124، 127، 171 (معجم الدراسات القرآنية: 497) «الإشارات العمرية في حل أبيات الشاطبية» للأرمنازي لعمر بن عبد القادر (ت 1148هـ) خط تيمورية: 378، 486 (معجم الدراسات القرآنية: 461) «الإفادة المقنعة في قراءات(1/447)
الأئمة الأربعة ابن محيصن، الحسن الأعمش اليزيدي، لعبد الله بن مصطفى محمد الكوبريلي (ت 1148هـ) خط بمكتبة جامعة الإمام محمد: 611 (معجم مصنّفات القرآن: 4/ 23) «بدائع البرهان على عمدة العرفان في وصف حروف القرآن» للإزميري مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد (ت 1155هـ) خط بالتيمورية:
237، وصوفيا: 239، وقطعة أخرى برقم 45ق (معجم الدراسات القرآنية: 467) وله «عمدة العرفان في القراءات» (معجم المؤلفين 12/ 260) «رسالة في زيادة المد في الضالين» لهاشم بن يحيى الشامي (ت 1158هـ) خط تيمورية رقم 110مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 497) «حل المشكلات في القراءات» أو «أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات» لأبي السعود أحمد بن عمر الاسقاطي المصري الحنفي (ت 1159هـ) خط بالتيمورية رقم 459، وبجامعة الإمام محمد بن سعود رقم الحفظ 1163 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 15) «مقدمة على طريقة حفص» أرجوزة لحسن البشار (كان حيا 1161هـ) خط بالأزهر 276/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 552) «أجوبة يوسف أفندي زادة على عدد مسائل فيما يتعلق بوجوه القرآن» ليوسف أفندي زادة، عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد الله المنان الحنفي الروسي المعروف بعبد الله حلمي (1167هـ) خط، منه نسخة مخطوطة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2193/ 3م، وانظر الأزهرية 1/ 59 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 15) وله «مرشد الطلبة لوجوه الطريق في القراءات» مخطوط: 276/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 547) «تسهيل الفحص في رواية الإمام حفص» لعبد الحق السنباطي (ألفه سنة 1168هـ) مخطوط في الأزهر: 56/ 3548 (معجم الدراسات القرآنية:
477) «شرح منظومة منحة رب العرش فيما يتعلق بقراءة ورش» للكيالي شعيب بن إسماعيل الإلهي (ت 1172هـ) مخطوط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2304 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 98).
«زبدة العرفان في وجوه القرآن» للبالوي حامد بن عبد الفتاح الرومي (كان حيا سنة 1173هـ) طبع بالآستانة طبع حجر عام 1252هـ / 1836م «سند سعد الدين الموصلي إلى القراء السبعة» لسعد الدين بن أحمد بن مصطفى الموصلي (كان حيا 1178هـ) خط منه نسخة محفوظة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2488/ 3م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 86) «الإيضاح والبيان في تحقيق عبارات القرآن» لمحمد بن إسماعيل الأمير (ت 1182هـ) مخطوط في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء: 65مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 597) «الثغر الباسم في قراءة الإمام عاصم من روايتي شعبة وحفص من طريق الشاطبية» لعلي عطية الفجريني أبي مصلح (كان حيا سنة 1188هـ) خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 577، وأخرى بالمكتبة الأزهرية: 238/ 22245، وأخرى برقم 109/ 8275نسختان بمركز البحث العلمي بمكة: 56 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 53) «خلاصة الكلام على وقف حمزة وهشام» لأحمد بن عبد المنعم بن يوسف، ت 1192هـ (معجم المؤلفين 1/ 303) وله «مقدمة في القراءات على مذهب الإمام عاصم» خط الأزهر 296/ 22303 (معجم الدراسات القرآنية: 553) «تحفة الطلاب فيما كان بالنون والتذكير والتأنيث والغيبة والخطاب» لعبد الرحمن بن حسن بن عمر الأجهوري (ت 1198هـ) خط منه نسخة محفوظة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2553 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 40) «الجواهر العوالي العظام في وقف حمزة وهشام» لمحمد بن حسن المنير السمنودي (ت 1199هـ) خط بالأزهر:
1246 - زكي: 40544 (معجم الدراسات القرآنية: 483) وله «رسالة تتعلق بقراءة حفص» أو «مقدمة تشتمل على رواية حفص عن عاصم» خط بالأزهر 1209/ 37620 (معجم الدراسات القرآنية: 492).(1/448)
وله «فتح المجيد في قراءة عاصم من طرق القصيد» خط بالأزهر 1156، حليم 22845 (معجم الدراسات القرآنية: 519) وله «مقدمة تشتمل على رواية حفص عن عاصم الكوفي» خط بالتيمورية: 61، 519 والأزهر: 276/ 22283، و 1209/ 37620 (معجم الدراسات القرآنية: 492، 552، 554) ويسمى «مقدمة تشتمل على رواية حفص» «تحفة النبلاء في قراءة أبي عمرو بن العلاء» لمحمد بن محيي الدين النمرة (القرن الثاني عشر). خط بالأزهر: 1134، حليم 32823 «جامع المسرّة في شواهد الشاطبية والدرة» لسليمان الجمزوري (الثاني عشر) خط بالمسجد الأحمدي بطنطا رقم خ 30ود 3422 (معجم الدراسات القرآنية: 482) وله «الفتح الرحماني بشرح كنز المعاني تحرير كنز الأماني» (معجم المؤلفين 4/ 257) وله «كنز المعاني محرر حرز الأماني» أو «كنز المعالي في تحرير حرز الأماني» خط بالأزهر 188/ 16226، ومنه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد: 1556 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 145) «فتح العلي الرحمن في شرح هبة المنان» لمحمد بن خليل بن الطندتائي الشهير بالطباخ (فرغ منها سنة 1205هـ)، خط منه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد: 1255 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 117) «متقن الرواية في علوم القراءة والدراية» لأبي طاهر محمد بن موسى القيمتي المدعو بابن الكتاني (كان حيا 1212هـ) «رسالة في جمع القرآن الكريم والكلام على القراءات السبع» لعبد الله بن صالح المولى (كتبت سنة 1221هـ) خط في الخزانة التيمورية: 485 (معجم الدراسات القرآنية: 374) وله «رسالة بالتركية في جمع القرآن والكلام على القراءات السبع» خط تيمورية: 485 (معجم الدراسات القرآنية:
491) «مقدمة في قراءة الشيخ عبد الله بن كثير المكي» شحاتة بن حسن الشيخ (من علماء القرن الثالث عشر) خط الأزهر: 257 (معجم الدراسات القرآنية: 554) «رسالة تتضمن ما خالف فيه حمزة حفصا» منظومة للنكلاوي عيسوي قنديل (القرن 13هـ) طبع بمصر عام 1306هـ / 1887م وبالقاهرة بمطبعة شرف عام 1309هـ / 1890م (معجم سركيس: 1400) «الرحيق المختوم في نثر اللؤلؤ المنظوم» لابن خلف الحسن بن الحسين بن خلف المصري (أوائل القرن الرابع عشر) ومنه نسخة مخطوطة بمكتبة جامعة الملك سعود: 1908، ومنه نسخة أخرى: 3117، وانظر الأزهرية 1/ 8 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 81) «الفتح المبين في قراءة ورش وضيء الجبين» لمحمد أحمد الغزال الدمنهوري الشافعي (كان حيا 1303هـ) مخطوط منه نسخة مكتبة جامعة الإمام محمد: 1559 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 117).
«برهان التصديق في الرد على مدعي التلفيق» لمحمد بن محمد بيومي المنياوي (كان حيا 1306هـ) خط.
نسخة محفوظة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2788 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 30) «منظومة في رواية ورش وشرحها» لأحمد بن محمد بن علي الشافعي (ت 1307هـ) (معجم المؤلفين 2/ 134) «تنقيح نظم الدرة» لمحمد محمد هلالي الأبياري طبع بطنطا بمطبعة الممتاز عام 1333هـ / 1915م (معجم الدراسات القرآنية: 428). وله «خلاصة الأحكام في الراء ثم اللام» طبع بطنطا بمطبعة الممتاز 1333هـ / 1915م (معجم الدراسات القرآنية: 431) وله «خلاصة الفوائد في قراءة الأئمة السبعة الأماجد» طبع بطنطا مطبعة الممتاز عام 1333هـ / 1915م (معجم الدراسات القرآنية: 431) وله «منظومة في قراءة الكسائي من طريق الحرز» طبع حجر مصر (فهرس الأزهر: 127) «شفاء الصدور بذكر قراءات الأئمة السبعة البدور» لرضوان بن محمد بن سليمان المخللاتي (ت 1311هـ) خط بالتيمورية: 58، والأزهر: 285/ 2222، مخطوط بالأزهر 285/ 22292، وبجامعة الإمام محمد بالرياض: (البرهان ج 1م 29)(1/449)
2512 - في 240ق ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة (معجم الدراسات القرآنية: 513) وله «حواش على الفوائد المعتبرة» انظر مكتبة محمد بن سعود: 2530 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 66) وله «حواش على حرز الأماني ووجه التهاني» انظر مكتبة جامعة الإمام محمد: 2530 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 65). وله «حواش على توضيح المقام في الوقف على الهمزة لهشام وحمزة» مخطوط بمكتبة الإمام محمد بن سعود: 2530 (معجم مصنّفات القرآن: 4/ 65) وله «شفاء الصدور بذكر قراءات الأئمة السبعة البدور» مخطوط، منه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد: 2512، ونسخة بالمكتبة الأزهرية:
285/ 22292، ونسخة أخرى مكررة تحمل الرقم نفسه، ومنه نسختان بمركز البحث العلمي بمكة: 109 110 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 100) «ثبت ويشتمل على أسانيد مؤلفة في القراءات» لمحمد البشر محمد الطاهر البجائي التوائي ت 1311هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 53) «إيضاح الدلالات في ضابط ما يجوز من القراءات» لمحمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بمتولي ت 1313هـ انظر مكتبة جامعة الإمام محمد رقم الحفظ: 478 (معجم مصنفات القرآن: 4/ 27) وله «توضيح المقام في الوقف على الهمز لحمزة وهشام» مخطوط بالأزهر: 190/ 16238 (معجم الدراسات القرآنية: 480)، وله «الخلاصة المرضية على متن الشاطبية» منظومة نظمها سنة 1313هـ خط بالتيمورية: 338 (معجم الدراسات القرآنية: 487) وله «رسالة في ذكر أمور تتعلق بالضاد أو الظاء» خط بالأزهر 1209/ 37620 (معجم الدراسات القرآنية: 496) وله «رسالة ورش» أو «مقدمة في قراءة ورش» طبع بالقاهرة عام 1229هـ / 1813م (معجم الدراسات القرآنية: 434) وله «الروض النضير في أوجه الكتاب المنير، مخطوط بمكتبة الإمام محمد بن سعود: 2665 (معجم مصنفات القرآن 4/ 84) وله «فتح المعطي وغنية المقري في شرح مقدمة ورش بن المصري» طبع بالقاهرة (طبع حجر) عام 1306هـ / 1888م، وعام 1309هـ / 1891م (معجم سركيس: 1617)، وطبع بالقاهرة، بالمطبعة المليجية عام 1330هـ / 1911م، وطبع بتحقيق سيد زيان أبو المكارم مكتبة القاهرة عام 1369هـ / 1949م وعام 1399هـ / 1979م (معجم الدراسات القرآنية: 438) وله «قراءة ورش» أو «مقدمة في قراءة ورش» طبع مع الكتاب السابق بالقاهرة بمطبعة شرف عام 1309هـ / 1891م (معجم الدراسات القرآنية: 446) وله «الكوكب الدري في قراءة الإمام أبي عمرو البصري» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود:
1466 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 146) وله «مقدمة في آيات (كذا) الإضافة والزوائد» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2551 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 161) وله «مقدمة في فوائد لا بد من معرفتها للقارئ» خط بالأزهر 1212/ 37729 (معجم الدراسات القرآنية: 553) وله «منظومة في رواية قالون» خط سيزكين 1/ 291 (معجم الدراسات القرآنية: 558) وله «منظومة في القراءات والتجويد» طبع حجر بمطبعة شرف بالقاهرة عام 1308هـ / 1890م (معجم الدراسات القرآنية: 448) وله «منظومة في قراءة ورش» خط في الأزهر رقم 111/ 8272 (معجم الدراسات القرآنية: 558) وله «منظومة فيما خالف متن ورش حفص» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود (معجم مصنّفات القرآن 4/ 168) وله «نظم رسالة ورش» أو «نظم متن رسالة ورش» طبع بالقاهرة بمطبعة شرف عام 1308هـ / 1890م و 1329هـ / 1910م و 1348هـ / 1929م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 171) «تعميم المنافع بقراءة الإمام نافع» للترمسي محمد محفوظ بن عبد الله (كان حيا 1324هـ) خط منه نسخة محفوظة بمكتبة جامعة(1/450)
الملك سعود: 1248هـ (معجم مصنّفات القرآن 4/ 44) وله «تنوير الصدر بقراءة الإمام أبي عمرو» خط، منه بمكتبة جامعة الملك سعود رقم 574 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 48) «حاشية على حرز الأماني ووجه التهاني» لعبد الحليم الأفغاني (ت 1326هـ) خط، منه نسخة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود:
2532 (معجم مصنّفات القرآن: 4/ 59) «إرشاد الحيران في خلاف قالون لعثمان في القراءة» لمحمد مكي بن مصطفى بن محمد الشريف المعروف بابن عزوز التونسي ت 1334هـ (إيضاح المكنون 3/ 60) وله «الرياض البواسم في رواية حفص عن عاصم في القراءات» (إيضاح المكنون 3/ 600) «الفتح الرباني في القراءات السبع من طريق حرز الأماني» لمحمد البيومي بن علي بن حسن أبي عياش الدمنهوري (ت 1335هـ) خط منه نسخة بمكتبة الإمام محمد: 914 (الأعلام 7/ 303) «رسالة فيما يتعلق برواية حفص على وفق طريقي الحرز والطيبة» لعلي سبيع الرحمن (الشيخ)، طبع بالقاهرة بمطبعة الأنوار عام 1338هـ / 1919م (معجم الدراسات القرآنية: 433) «تحفة الأبرار» (رسالة تشتمل على الأسانيد المصنّفة في القراءات) للسريفي أحمد بن عبد السلام بن الظاهر العلمي ت 1344هـ (فهرس الفهارس 1/ 207) «إتحاف الأعزة بتعميم قراءة حمزة» لمحمد بن عبد الرحمن الخليجي (كان حيا سنة 1368هـ) خط، منه نسخة محفوظة بجامعة الإمام محمد: 1544 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 13) «قرة العين بتحرير ما بين السورتين بطريقتين» لمحمد عبد الرحمن الخليجي طبع بالاسكندرية بمطبعة جريدة الأمة عام 1926م (معجم الدراسات القرآنية: 440) «حسن البيان في دفع ما ورد من الشبهة على القرآن» لمحمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي ت 1354هـ (معجم المطبوعات: 538) وله «الكلمات الحسان في الأحرف السبعة وجمع القرآن» مطبوع (الأعلام 6/ 274) «الآيات البينات في حكم جميع القراءات» للحداد، أبي بكر بن محمد بن علي بن خلف الحسيني. (ت 1357هـ) طبع بالقاهرة بمطبعة المعاهد عام 1344هـ / 1925م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 11) وله «القول المحرر في قراءة الإمام أبي جعفر» طبع بمصر، بمطبعة مصر عام 1343هـ / 1923م، وبمطبعة مصطفى الحلبي عام 1354هـ / 1935م (معجم الدراسات القرآنية: 441) وله «المواهب الربانية فيما يتعلق بالمصاحف العثمانية» خط، منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 2544 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 169) «رسالة في كيفية أداء الضاد» لعلي خليل (القرن الرابع عشر) الأزهر 17/ 888 (معجم الدراسات القرآنية: 500) «إرشاد الأنام في حكم القراءة بغير أحكام» لعلي سالم متومي طبع بمصر بمطبعة التقدم عام 1324هـ / 1906م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 19) «الإمالة في القراءات واللهجات العربية» لعبد الفتاح شلبي، طبع بمصر بدار النهضة عام 1391هـ / 1971م، «إرشاد المريد إلى مقصود القصيد» وهو «شرح الشاطبية» للضباع علي بن محمد حسن بن إبراهيم (ت 1380هـ) طبع بالقاهرة بمطبعة محمد علي صبيح بدون تاريخ وطبع بالمطبعة نفسها عام 1396هـ / 1976م وله «البهجة المرضية» طبع مع «إبراز المعاني من حرز الأماني» لأبي شامة بالقاهرة وله «تقريب النفع في القراءات السبع» طبع بمطبعة الحلبي عام 1347هـ / 1928م وله «رسالة قالون» طبع بالقاهرة بمكتبة صبيح بالقاهرة عام 1399هـ / 1979م وله «القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق» طبع بالقاهرة طبع حجر عام 1355هـ / 1935م وله «القول المعتبر في الأوجه التي بين السور» طبع بالقاهرة مطبعة مصطفى الحلبي وله «متن رسالة ورش بشرحها» أو «هداية المريد إلى رواية أبي سعيد» طبع بالقاهرة عام(1/451)
1347 - هـ / 1928م «شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع» لعبد الفتاح القاضي طبع بمصر بالمكتبة الإسلامية بطنطا عام 1381هـ / 1961م وله «النظم الجامع لقراءة الإمام نافع» طبع بالقاهرة بالمكتبة الأزهرية عام 1399هـ / 1979م «الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية» لمحمد سالم محيسن طبع بمكتبة الكليات الأزهرية عام 1399هـ / 1978م وله «المجتبى في تخريج قراءة أبي عمرو الدوري» طبع بالسودان عام 1396هـ / 1976م.
المجاهيل: «شرح الشمعة المضيئة بنشر القراءات السبع المرضية المنسوبة لشعلة الموصلي» لعبد العزيز بن محمد الحفظي الحسيني؟ (إيضاح المكنون 4/ 57) «شرح تتمة الحرز من قرّاء الكنز» لمحمد بن محمد بن محمد المصري العدوي (ت؟) خط منه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 14 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 91) «حصن القارئ في اختلاف المقارئ» لهاشم بن محمد المغربي (ت؟) مخطوط منه نسخة بمكتبة الحرمين: 21 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 64) «درة الناظم في مفرد عاصم» منظومة لعمر بن محمد بن محمد (ت؟) انظر مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود برقم: 1025 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 70) «نور الإيمان في قراءة القرآن» لإسماعيل ألبري خورزوفي (ت؟). مخطوط منه نسخة بمكتبة أصفهان: 7607 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 174) «قصيدة في القراءات السبع» لابن محمد الملطي (ت؟) (إيضاح المكنون 4/ 232) «المختار في معاني قراءات أهل الأمصار» لأحمد بن عبد الله بن إدريس أبي بكر (ت؟). مخطوط بمكتبة جار الله بتونس: 18 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 152) «مبرز المعاني في شرح قصيدة حرز الأماني» لأحمد الغماري (؟) مخطوط بمكتبة الحرمين: 42 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 147) «قصيدة في قراءة أبي عمرو» لشهاب الدين أحمد بن وهبان (؟) (كشف الظنون 2/ 1343) «مقدمة في قراءة حفص» لعبد الجواد الأنباني مخطوط، بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 897و 2727 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 162) «رسالة الفلاح والهدى الواقعين في القرآن» لعبد المجيد بن نصوح الرومي؟ (كشف الظنون 1/ 880) «رسالة في قراءة حفص من طريق الشاطبية» لأبي المواهب الشاذلي الجلقي (؟) خط بمكتبة محمد بن سعود: 2634 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 79) وله «رسالة البناكتي في الكلام على وقف حمزة وهشام على الكلمات ذوات الهمز» خط بمكتبة جامعة الإمام محمد: 1307 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 75) «التنبيه على الألفاظ» لأبي الفضل محمد بن ناصر البغدادي؟ خط بالمكتبة الأزهرية: 1589، وبمركز البحث العلمي بمكة: 48عن المكتبة الظاهرية (معجم مصنّفات القرآن 4/ 47) «التعليل في القراءات السبع» لأبي العباس أحمد بن محمد الموصلي النحوي وهو الأخفش الخامس (؟) (كشف الظنون 1/ 424) «الاقتراح في القراءة» لابن الكذابة، أبي علي الحسن بن أحمد بن يحيى (؟) (كشف الظنون 1/ 135) «الإعانة على اختلاف القرّاء» لإبراهيم بن يعقوب بن يوسف المالكي (؟) خط بالمكتبة الأزهرية: 299/ 22306، وبمركز البحث العلمي بمكة: 12 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 22) «التحارير المنتخبة على متن الطيبة» لإبراهيم العبيدي (؟) خط بالأزهر:
1137، حليم 32826 (معجم الدراسات القرآنية: 471) «فضل الباري فيما يحتاج إليه المقرئ» ليونس بن مغري ردي أمير آخور (؟) خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 563، وأخرى مصوّرة عن مكتبة طوب قبوسراي باسطنبول: 169 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 120) «رسالة في الرد على رسالة المرعشي في الضاد» لمحمد بن إسماعيل الإزميري (؟) خط تيمورية: 231 (معجم الدراسات القرآنية:(1/452)
497) وله «رسالة في إبدال الضاد بالظاء» خط بالمكتبة الأزهرية: 484، وبمركز البحث العلمي بمكة: 77 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 80) «فصول في قراءة نافع بن عبد الرحمن» الهادي أحمد بن محمد (؟) خط بمكتبة الإمام محمد بن سعود: 1860 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 119) «غاية الأمنية في رموز الشاطبية» لأبي الحسن بن أحمد بن أيوب التركماني (؟) خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2827/ 4م (معجم مصنّفات القرآن 4/ 111) «الإرشاد إلى معالم أصول قراءة أبي عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني» لأبي الربيع سليمان بن حارث بن هارون الفهمي (؟) (فهرسة ابن خير الاشبيلي: 33) «شرح الدر اليتيم» لأحمد بن فائز الرومي (؟) خط بمكتبة جامعة الإمام محمد: 2043 (معجم مصنّفات القرآن 4/ 93) «كشف الأسرار في القراءة» ليوسف بن كونداك الشهير بإمام الصوفية (؟) خط آيا صوفيا:
414 (معجم الدراسات القرآنية: 538) «تذكرة المبتدئ» مقدمة في رواية حفص عن عاصم خط بالأزهر:
1254، وزكي 40552 (معجم الدراسات القرآنية: 476) «رسالة في الهمزتين إذا التقتا ومواضع وقوع ذلك في القرآن الحكيم وأقسامه من كتاب الفقيه أبي بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن زيد» خط تيمورية ضمن مجموع: 611 (معجم الدراسات القرآنية: 496) «رسالة في ظاءات القرآن» لسليمان بن أبي القاسم التميمي السرقوسي (؟) خط بجامعة الإمام محمد بن سعود ضمن مجموع: 1073، يوجد منه نسخة مصوّرة بمعهد المخطوطات العربية (أخبار التراث العربي 32/ 6) «رسالة في القراءة» لأبي منصور بن محمد بن إبراهيم العراقي (؟) خط بتركيا مكتبة نجيب الباشا 82/ 2 (معجم الدراسات القرآنية: 498) «رسالة في همزات حمزة وهشام» لمحمد أبي طاهر إسماعيل بن تاج الدين البناكتي خط الأزهر 75/ 4486 (معجم الدراسات القرآنية: 501) «رسالة حفص من طريق الشاطبية» لأبي شهاب (؟) خط بالمسجد الأحمدي بطنطا: خ 52د 4927 (معجم الدراسات القرآنية: 492) «رسالة في الإمالة على قراءة أبي عمرو البصري المشهور بابن العلاء» للوفائي شمس الدين محمد بن محمد (ت؟) خط بالأزهر: 177 مجاميع 4452 (معجم الدراسات القرآنية: 493) «رسالة في بيان بعض الكلمات التي تشتبه على المبتدئين» لمحمد زاخر النجاري خط بالأزهر 97/ 6231 (معجم الدراسات القرآنية: 494) «الدرة المنتخبة على كمال النبذة المهذبة فيما زاد لحفص من الطيبة» لمحمود بن محمد يس حسن الرفاعي خط الأزهر: 276 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 490) «قراءة القرّاء السبعة» لحافظ أصفهاني (؟) خط آيا صوفيا: 44 (معجم الدراسات القرآنية: 533) «القراءات» لمحمد بن علي غازي العثماني (؟) خط مكتبة الأحمدي بطنطاخ اغ د 3839 (معجم الدراسات القرآنية: 526) «القراءات السبع» للحسن بن أحمد (؟) انظر اتحاف القراء (معجم الدراسات القرآنية: 528). «الأصول المختصرة في القراءات على مذهب أبي عمرو» لأحمد بن سعد بن كحيل القلشقي (؟) خط الأزهر 1173، حليم 32862 (معجم الدراسات القرآنية:
462) «الدر المصون على رواية قالون» لأبي بكر بن علي بن محمد البرادعي (؟) طبع بتصحيح محمود شاكيس ومحمد الكلبوسي بتونس المطبعة الحديثة عام 1397هـ / 1976م (ذخائر التراث العربي: 374) «شرح الدر اللوامع في أصل قراءة نافع» لمحمد بن شعيب البصليتي (؟) خط دار الكتب: 632قراءات معهد المخطوطات: 43قراءات (معجم الدراسات القرآنية: 507) «شرح النونية الفنية عند زلل القارئ» لمحمد الجندي (؟) خط في صوفيا: 24ق (معجم الدراسات القرآنية: 512) «أرجوزة في القراءات» لعلي المصري؟ (طبقات المفسرين: 42) «أرجوزة في القراءات» لعبد الواحد بن حسين (؟)(1/453)
خط الأزهر: 385سقا 28910 (معجم الدراسات القرآنية: 459) «النهجة الفريدة للنشأة الجديدة» رسالة في قراءة الإمام أبي عمرو لمحمد محمد قنديل الرحماني الأزهري (؟) طبع بمصر طبع حجر (فهارس الأزهر: 51) «رواية عمرو بن العلاء» لشمس الدين الأبوصيري (؟) خط دار الكتب: 621قراءات، معهد المخطوطات: 38 (معجم الدراسات القرآنية: 502) «مقدمة في قراءة حفص» الأمبايي عبد الجواد (؟) خط للأزهر 1171حليم (معجم الدراسات القرآنية: 554) «مقدمة في قراءة حفص» لمصطفى بن عمر الميهني (؟) خط الأزهر 284مجاميع 8479 (معجم الدراسات القرآنية: 554) وله «فتح الكريم الرحمن في تحرير بعض أوجه القرآن» خط تيمورية: 313، الأزهر: 1155، حليم 32814، مكتبة الإمام محمد بن سعود: 2533 (معجم مصنفات القرآن: 520) «مقدمة في قراءة حفص عن طريق الكوفي من طريق الشاطبية» للطنطاوي إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب (؟) خط الأزهر 262/ 22269 (معجم الدراسات القرآنية: 554) «المقدمة السنية في الأحكام القرآنية» لمحمد البنداري سيد أحمد الشرقاوي (؟) طبع بالقاهرة بالمطبعة الملكية عام 1329هـ / 1911م (معجم الدراسات القرآنية: 446) «فتح الأماني في القراءات السبع» قصيدة للمارديني فتح الله أفندي بن عمر (؟) خط تيمورية: 391 (معجم الدارسات القرآنية: 519) «كشف المعاني في شرح حرز الأماني» للخلاطي يوسف بن أبي بكر (؟) خط بالأزهر 362قراءات (معجم الدراسات القرآنية: 538) «شرح درة القارئ» مجهول «ودرة القارئ» هي للرسعني (ت 667هـ) وهي في تلاوة القرآن خط تشستربتي: 3653ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 507) «التبصرة في القراءات» لمجهول. خط بالأوقاف العراقية ببغداد: 2420 (معجم الدراسات القرآنية:
470) «شرح قصيدة ميمية في الفرق بين الضاد والظاء» لمجهول مخطوط في برونستون ومنه نسخة ميكروفيلمية بمعهد المخطوطات العربية: 296 (أخبار التراث العربي: 30/ 5) «قاعدة ابن كثير» لمجهول (سيزكين 1/ 150) «مقدمة في أصول القراءة وتجويد التلاوة» لمجهول، خط الأزهر 471/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 552) «فتح الرحمن ببيان روايات القراء السبعة للقرآن» لمجهول. خط بالأزهر 89/ 5424 (معجم الدراسات القرآنية: 519) «مقدمة حفص فيما خالف أبا عمرو بن العلاء» لمجهول. خط (سيزكين 1/ 156) «مقدمة في مسألة {آلْآنَ} في علم وجوه طرق القراء» لمجهول. خط بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود ضمن مجموع: 979، ويوجد منه نسخة مصورة في معهد المخطوطات العربية (أخبار التراث العربي 32/ 7) «مقدمة في قراءة عاصم برواية أبي بكر وحفص» خط الأزهر 1181، حليم: 32870 (معجم الدراسات القرآنية: 554) «منظومة في خلاف القراء وقفا ووصلا» لمجهول خط بالأزهر: 77/ 4488 (معجم الدراسات القرآنية: 557) «منظومة في رواية حمزة وهشام على ما أقره الشاطبي في حرز الأماني» لمجهول خط بالأزهر 276/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 558) «منظومة في القراءات» لمجهول. خط مكتبة عبد الرحمن الصائغ: 198 (معجم الدراسات القرآنية:
558) «منظومة في أحكام القراءات» لمجهول. خط بالأزهر 424مجاميع 16301 (معجم الدراسات القرآنية: 556) «شرح وقف حمزة وهشام» لمجهول. خط بالأزهر 75/ 4486 (معجم الدراسات القرآنية:
513) «مختصر الحجة لأبي علي الفارسي» لمجهول. خط بالتيمورية رقم 264 (معجم الدراسات القرآنية: 546) «مختصر الاكتفاء في اختلاف القراء السبعة» لمجهول. خط بالأزهر 276/ 22283 (معجم الدراسات القرآنية: 545) «قرة العين بأداء التسكين» لمجهول. خط بالتيمورية: 536 (معجم الدراسات(1/454)
القرآنية: 534) «المتقاربين» (في القراءات) لمجهول خط بالأزهر 259/ 7659مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 544) «تحفة البارع بما رواه قالون عن نافع» لمجهول. خط مكتبة جوته: 560 (قطعة) (بروكلمان 4/ 2) «شرح منظومة متممة حرز الأماني» لمجهول. خط بالتيمورية: 213 (معجم الدراسات القرآنية: 512) «نظم ظاءات القرآن» مجهول. خط بالقادرية ببغداد: 107ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 560) «ضوابط في القراءات» (منظومة) لمجهول. خط بالتيمورية: 47 مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 514) «قاعدة الكسائي» لمجهول. خط بالأزهر 1171، حليم 3286 (معجم الدراسات القرآنية: 523) «القراءات التسع» لمجهول. خط مكتبة المحمدية بالجامع الزيواني بالموصل: 227 (معجم الدراسات القرآنية: 527) «القراءة» لمجهول (من القرن 6هـ) خط (سيزكين 1/ 155) «جامع الاختلافات في علم القراءات» لمجهول. خط في مكتبة الشيخ زكريا بالموصل: 156 (معجم الدراسات القرآنية: 481) «حزب القراءة للإخوان والخلان» (مختصر الشاطبية) لمجهول خط بالأزهر: 1140، حليم 32829 (معجم الدراسات القرآنية: 486) «رسالة في الضاد» لمجهول. خط بالتيمورية: 232 (معجم الدراسات القرآنية: 497) «رسالة في أحكام القراءة وعلم التجويد والأوقاف الأربعة» لمجهول. خط بالأزهر 271/ 22278 (معجم الدراسات القرآنية: 493) «رسالة في الاستدراك على ما ذكره ابن الجوزي في نشره عدة كتب في القراءات» لمجهول. خط بالأزهر: 1228، صعائدة:
38864 (معجم الدراسات القرآنية: 493) «رسالة في إمالة الكسائي» لمجهول. خط بالتيمورية: 216 (معجم الدراسات القرآنية: 492) «رسالة في الفرق بين الضاد والظاء» لمجهول 1880/ 16226 (معجم الدراسات القرآنية: 498) «رسالة في قراءة عاصم على رواية حفص» لمجهول. خط الأزهر 1171/ حليم 32860 (معجم الدراسات القرآنية: 499) «رسالة في قراءة حفص» لمجهول. خط بالأزهر 125، زكي 40553 (معجم الدراسات القرآنية: 499) «رسالة في قراءة الإمام عاصم» لمجهول. خط تيمورية:
308، (سيزكين 1/ 151) «رسالة في القراءات» خط الأوقاف بغداد 6/ 7021مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 499) «ما انفرد به كل قارئ من القراء السبعة» لمجهول. خط بالخزانة التيمورية: 571، معهد المخطوطات: 72 (معجم الدراسات القرآنية: 543) «مفردات يعقوب في القراءات» خط المكتبة الحسينية بالموصل: 79 (معجم الدراسات القرآنية: 550) «مفردة أبي عمرو بن العلاء» خط سوهاج:
53، معهد المخطوطات: 87تفسير (معجم الدراسات القرآنية: 550) «مفردة على قراءة الإمام عاصم» لمجهول. خط تيمورية: 283 (معجم الدراسات القرآنية: 551) «مفردة على قراءة أبي عمرو» لمجهول.
خط (معجم الدراسات القرآنية: 551) «شرح القصيدة الشاطبية» لمجهول، خط آيا صوفيا 34 (معجم الدراسات القرآنية: 511) «رسالة في القراءات» لمجهول. خط تيمورية: 451 (معجم الدراسات القرآنية: 498).
«رسالة في لحن الحلبي والحنفي والألفاظ المكررة في القرآن» لمجهول. خط صوفيا رقم 2438معجم الدراسات القرآنية: 501) «رسالة في مذهب الإمام عاصم بروايتي أبي بكر وحفص عنه» لمجهول خط الأزهر 287/ 22294 (معجم الدراسات القرآنية: 500) «رسالة في معرفة أوجه التكبير للقراء السبعة في طريقة الشاطبية والدرة» لمجهول خط بالأزهر 107/ 7811 (معجم الدراسات القرآنية: 500) «أبيات مشروحة من الشاطبية» (لم يعلم الشارح) خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2484/ 2 (معجم مصنفات القرآن 4/ 12) «أحكام الهمزة لهشام وحمزة» لمجهول انظر المجموعة رقم 108في مكتبة الحرمين بمكة(1/455)
(معجم مصنفات القرآن 4/ 17) «إصلاح المنطق والطبع لأداء القراءات السبع» لمجهول (كشف الظنون 1/ 108) «إظهار الأسرار في القراءة» (كشف الظنون 1/ 117) «تبصرة المذاكر ونزهة الناظر» لمجهول انظر مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 2429 (معجم مصنفات القرآن 4/ 35) «تحفة البارع فيما يتعلق بما رواه قالون عن نافع» لمجهول. ورد في جوته 560 (سيزكين 11/ 160) «جواب على سؤال في القراءات المتواترة» لمجهول. خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود: 1212/ 5م ق 3027 (معجم مصنفات القرآن 4/ 57) «رسالة في القراءات» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 748 (معجم مصنفات القرآن 4/ 78) «رسائل في القراءات» لمجهول. خط لمكتبة الأوقاف العامة ببغداد: 7021ومنها نسخة مصورة بمركز البحث العلمي بمكة: 87قراءات (معجم مصنفات القرآن 4/ 79) «رسالة في مسألة في الأصول المبتدعة والأقاويل» خط منه نسخة بمكتبة جامعة برونستن مجموعة يهوا نحت رقم 50999مجاميع قراءات وعنها نسخة بمركز البحث العلمي بمكة: 85 (معجم مصنفات القرآن 4/ 80) «رسالة قراءات الإمام عاصم» لمجهول. جاء في الأعلام 4/ 45إنها من تأليف ابن فقيه عبد الباقي بن عبد القادر البعلي الأزهري الدمشقي ت 1071هـ (معجم مصنفات القرآن 4/ 81) «رسالة في التكبير» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 810/ 6و 2818/ 2م عام (معجم مصنفات القرآن 4/ 75) «رسالة في جمع الأوجه السبعة بين البقرة وآل عمران» خط منه نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود:
1644/ 1م (معجم مصنفات القرآن 4/ 76) «رسالة في القراءات» لمجهول. خط منه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 54دهلوي (معجم مصنفات القرآن 4/ 76) «رسالة في ذكر ما تفرد به القراءات السبع» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2484/ 4م (معجم مصنفات القرآن 4/ 76). «رسالة في جمع الاستعاذة والبسملة» لمجهول خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 1676 (معجم مصنفات القرآن 4/ 78) «رسالة تتعلق بمسألة {آلْآنَ} لمجهول خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 2728 (معجم مصنفات القرآن 4/ 78) «المنح الإلهية بشرح الدرة المضية» لمجهول. انظر فهرست مخطوطات ومصورات جامعة الإمام محمد: 90 (معجم مصنفات القرآن 4/ 97). «ظاءات القرآن» (شرح أبيات الداني الأربعة في أصول ظاءات القرآن) لمجهول. انظر فهرس مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود المخطوطات والمصورات (معجم مصنفات القرآن 4/ 106) «مقدمة في مسألة {آلْآنَ} في علم وجوه طرق القراء» لمجهول خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 979 (معجم مصنفات القرآن 4/ 162) «رسالة في تحرير رواية حفص طريق الطيبة» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 1676 (معجم مصنفات القرآن 4/ 78) «شرح حرز الأماني ووجه التهاني» الشاطبية لمجهول خط منه نسخة بالخزانة العامة بالرباط 123ل، 23س (معجم مصنفات القرآن 4/ 94) «شرح الشاطبية» لمجهول خط بمكتبة الحرمين بمكة: 10دهلوي (معجم مصنفات القرآن 4/ 94) «شرح عقيلة أتراب القصائد» لمجهول خط بمكتبة جامعة الإمام محمد: 2462 (معجم مصنفات القرآن 4/ 97) «فصاحة اللسان في تلاوة القرآن» لمجهول خط بمكتبة جامعة الإمام محمد: 1225معجم مصنفات القرآن 4/ 119) «قاعدة ابن كثير» لمجهول خط الأزهر 1/ 121 (معجم مصنفات القرآن 4/ 120) «القراءات» لمجهول خط بمكتبة جامعة الملك سعود رقم 2484/ 5م (معجم مصنفات القرآن 4/ 125) «القراءات» لمجهول خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 1127 (معجم مصنفات القرآن 4/ 125) «القراءات» خط بمكتبة الملك سعود:(1/456)
1786 (معجم مصنفات القرآن 4/ 126) «القراءات» لمجهول خط بمكتبة جامعة الملك سعود: 728، وانظر بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 1285 (معجم مصنفات القرآن 4/ 126) «قراءة أبي عمرو بن العلاء» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود. 1285 (معجم مصنفات القرآن 4/ 129) «ما خالف فيه ابن كثير أبا عمرو في القراءات» (إيضاح المكنون 4/ 326) «مسائل في مذهب حمزة وهشام» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الملك سعود 2644/ 3م (معجم مصنفات القرآن 4/ 155) «وسيلة المطالب بزبدة الجمع في علم القراءة» لمجهول (إيضاح المكنون 4/ 708) «منظومة تشتمل على ضوابط في القراءات» لمجهول. خط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 1559 (معجم مصنفات القرآن 4/ 167) «منظومة لامية في القراءات» لمجهول. خط منه بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 2540و 2659 (معجم مصنفات القرآن 4/ 168).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الثلاثة الزائدة على السبع: «رسالة في القراءات الثلاث» لأبي العزّ القلانسي، محمد بن الحسين بن بندار الواسطي، ت 521هـ (الأعلام 6/ 333) «خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث» (وهو شرح «نهج الدماثة في القراءات الثلاثة») للجعبري، أبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن عمر (ت 732هـ) مخطوط بمركز البحث العلمي بمكة: 65و 66 (مصورتان عن نسخ الأزهر: 1401و 188/ 16226)، وبجامعة الملك سعود بالرياض: 2540، وبمكتبة الآغا بتركيا: 6708 وبمكتبة الأوقاف العامة بالرباط. ومنه صورة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 2805ف، وبمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة (أخبار التراث العربي 28/ 5و 32/ 6ومعجم الدراسات القرآنية: 487ومعجم مصنفات القرآن 4/ 67و 88) «الدرة المضيّة في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية» لابن الجزري محمد بن محمد بن محمد (ت 833هـ) طبع ضمن مجموعة في القراءات بمطبعة الطوخي بالقاهرة 1302هـ / 1890م وبمطبعة شرف بالقاهرة 1308هـ / 1896م وله «نهاية البررة في قراءة الأئمة الثلاث الزائدة على العشرة» ويسمى ب «هداية المهرة» (منظومة) مخطوط في الخزانة التيمورية: 237و 437وفي الأزهر: 2208228 (74) 4484وآيا صوفيا: 39و 61 (معجم الدراسات القرآنية: 558و 561) «نظم القراءات الثلاث الزائدة على السبع» للشيخ شهاب الدين أحمد بن حسين الرملي المقدسي: ت 844هـ (كشف الظنون 2/ 1964) «غاية النهاية والمطلوب في قراءة خلف وأبي جعفر ويعقوب» (منظومة) لابن عياش، عبد الرحمن بن أحمد بن عياش (ت 853هـ) مخطوط في التيمورية: 341 (معجم الدراسات القرآنية: 518) «شرح الدرة المضيّة في قراءة الأئمة الثلاث المرضية لابن الجزري» للنويري، أبي القاسم شمس الدين محمد بن محمد (ت 853هـ) مخطوط في الأزهر: (57) 2554 (بروكلمان، الذيل 2/ 21) وللنويري قصيدة في القراءات الثلاث سماها «الغياث» وله شرح لها سماه «شرح الغياث» «شرح الزبيدي على الدرة المضية لابن الجزري» لمحمد الزبيدي المقرئ (من علماء القرن 9هـ) مخطوط في الأزهر 7/ 4486 ضمن مجموع وآخر برقم 75/ 4486وفي جامعة الملك سعود بالرياض: 2541ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 102 (معجم الدراسات القرآنية: 508ومعجم مصنفات القرآن 4/ 90وأخبار التراث العربي 28/ 7) «تزيين الغرّة في القراءات الثلاث الزائدة على السبع» لابن قرة خوجة أحمد بن مصطفى بن محمد، ت 1138هـ (معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 43) «شرح السمنودي على الدرة المضيّة لابن الجزري» للسمنودي، محمد بن حسن بن محمد بن أحمد (ت 1199هـ) طبع بمطبعة التقدم بالقاهرة(1/457)
1304 - هـ / 1885م وأعيد طبعه فيها 1342هـ / 1923م «فتح المقفلات لما تضمنه نظم الخرزة والدرة في القراءات» لأبي عبد رضوان بن محمد (ت 1311هـ) مخطوط في التيمورية: 57 (معجم الدراسات القرآنية: 520) «حواش على الدرة المضية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية لابن الجزري» للمخللاتي، رضوان بن محمد بن سليمان (ت 1311هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 2530 «موارد البررة على الفوائد المعتبرة في القراءات الزائدة على العشرة» لمتولي محمد بن محمد بن عبد الله الضرير (ت 1313هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2812 (معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 168) وله «الوجوه المسفرة في إتمام القراءات الثلاث تمام العشرة» طبع ضمن مجموع في القراءات بمطبعة الطوخي بالقاهرة 1302هـ / 1884م. وأعيد طبعه فيها 1304هـ / 1886م وبمطبعة شرف بمصر 1308هـ / 1890م «تكملة العشر بما زاده النشر» (منظومة أتمها 1335هـ) لمحمد بن عبد الرحمن الخليجي (كان حيا سنة 1368هـ) مخطوطة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 933 (معجم مصنفات القرآن 4/ 46) «شرح الدرة المتمم للقراءات العشرة للسمنودي» للضبّاع. علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم (ت 1380هـ) طبع بمكتبة صبيح بالقاهرة 1396هـ / 1976م «التذكرة في القراءات الثلاث المتواترة» لمحمد سالم محيسن، طبع بمكتبة القاهرة 1399هـ / 1978م وله «الإفصاح عما زادته الدرة على الشاطبية» طبع بمكتبة القاهرة 1399هـ / 1978م المجاهيل «الغرّة البهية في شرح الدرة المضيّة لابن الجزري» للوائي، أحمد بن عبد الجواد (؟) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2300و 2790وبمكتبة الحرمين بمكة (فهرس مكتبة الحرمين: 19) وبمكتبة جامعة الإمام محمد: 2544 (معجم مصنفات القرآن 4/ 114و 135) وفي التيمورية: 1254 (معجم الدراسات القرآنية: 518) «نفيس الأثاث في القراءات الثلاث» لأحمد بن عمر بن محمد الجملاني؟
(سيزكين 1/ 161) «شرح الدرة المضيّة في القراءات الثلاثة المرضية» لمجهول، مخطوط بمكتبة الحرمين: 11دهلوي (معجم مصنفات القرآن 4/ 151.
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الأربعة الزائدة على العشر «مقدمة في مذاهب القراء الأربعة الزائدة على العشرة» للمزاحي، سلطان بن أحمد (ت 1075هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الملك سعود: 2543 وبجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 859ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة (أخبار التراث العربي 29/ 7ومعجم مصنفات القرآن 4/ 161).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الست «الستة المأثورة للشافعي» لرشع بن نظيف بن ما شاء الله الدمشقي، ت 444هـ (سيزكين 1/ 171) «كفاية المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات الست» لسبط الخياط، أبي محمد عبد الله بن علي البغدادي، ت 541هـ (كشف الظنون 2/ 1499).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الثمان «القراءات الثمانية» (ذكره ابن النديم في الفهرست: 64) «البديع في القراءات السبع وإضافة قراءة ثامنة وهي قراءة يعقوب الحضرمي» للفارسي أبي علي الحسن بن أحمد ت 377هـ. مخطوط (سيزكين 1/ 172) «التذكرة في القراءات الثماني» لأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون (ت 389هـ) مخطوط في مكتبة وهبي أفندي: 17، وعاطف أفندي: 49، كتاهية وحيد باشا: 2820 (بروكلمان 4/ 6وسيزكين 1/ 168) «منشأ القراءات» (في القراءات الثمان) لفارس بن أحمد الحمصي، ت 401هـ (كشف الظنون 2/ 1861) «الوجيز في القراءات الثمان» للأهوازي، أبي علي(1/458)
الحسن بن علي بن إبراهيم (ت 446هـ) حققه دريد حسن أحمد كرسالة ماجستير بجامعة بغداد 1404هـ / 1984م (أخبار التراث العربي 13/ 23) «التلخيص في القراءات الثمان عن القراء الثمانية المشهورين» لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري، ت 478هـ (فهرسة ابن خير: 29) «النبذ النامية في القراءات الثمانية» لابن البياز، أبي الحسن يحيى بن إبراهيم الأندلسي ت 496هـ (كشف الظنون 2/ 1932) «المبهج في القراءات الثمان» لسبط الخياط، أبي محمد، عبد الله بن علي بن أحمد، ت 541هـ (معرفة القراء 1/ 495) «المفيد في القراءات الثمان» (اختصر فيه كتاب «التلخيص للطبري) لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي اليمني، ت في حدود 560هـ (كشف الظنون 2/ 1778) «الموضح في القراءات الثمان» ويسمى ب «الموضح في وجوه القراءات وعللها» للشيرازي، أبي عبد الله نصر بن علي بن محمد (كان حيا 565هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود: 883ف وهي صورة عن نسخة مكتبة راغب باشا باسطنبول، ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة (أخبار التراث العربي 32/ 7) المجاهيل «القراء الثمانية» لأبي الحسن علي بن مرة النقاش؟ (إيضاح المكنون 4/ 321) «المختار في القراءات الثمان» لأبي بكر أحمد بن عبد الله بن إدريس؟ (كشف الظنون 2/ 1623و 1321) ومن الكتب المؤلفة في القراءات العشر «القراءات العشر» للبقار، الحسن بن داود، ت 342هـ (معجم الأدباء 2/ 69) «شرح الغاية في القراءات العشر وعللها» لأبي علي الفارسي الحسن بن أحمد (ت 377هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 344تفسير (معجم الدراسات القرآنية: 510) «الغاية في القراءات العشر» لابن مهران، أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران النيسابوري. (ت 381هـ) يوجد نصفه الأول في الخزانة التيمورية: 344تفسير كتب سنة 413هـ ومنه صورة ميكروفيلمية بجامعة الملك سعود بالرياض: 687، وفي رشيد أفندي: 23/ 2 (بروكلمان 4/ 6وسيزكين 1/ 166وأخبار التراث العربي 28/ 8) وله «المبسوط في القراءات العشر» طبع بتحقيق سبيع حمزة حاكمي بمجمع اللغة العربية بدمشق 1406هـ / 1986م وله «الشامل في القراءات» (كشف الظنون 2/ 1025و 1320) «إرشاد المبتدئ وتذكرة المنتهي» (في القراءات العشر) لأبي الطيب عبد المنعم بن محمد بن غلبون الحلبي ت 389هـ (كشف الظنون 1/ 66) «المنتهي في القراءات العشر» للخزاعي، أبي الفضل محمد بن عبد العزيز (ت 408هـ) مخطوط في التيمورية 1/ 291 (سيزكين 1/ 170) «الواضح في القراءات العشر» لأبي الحسين أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس، ت 423هـ (غاية النهاية 1/ 54) ويسميه حاجي خليفة ب «الموضح» 2/ 1904 «المفيد في القراءات العشر» لأبي نصر أحمد بن سرور البغدادي، ت 442هـ (كشف الظنون 2/ 1778) «التذكار في القراءات العشر» لأبي الفتح عبد الواحد بن حسين بن شيطا البغدادي ت 445هـ (كشف الظنون 1/ 383) «القراءات العشر» لابن شاهويه، الحسن بن علي، ت 446هـ (معجم الأدباء 3/ 154) «التبصرة في قراءة الأئمة العشرة» للخياط، أبي الحسن علي بن محمد بن علي (ت 450هـ) مخطوط في الأزهر (270) 23277، ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة:
31 (معجم مصنفات القرآن 4/ 35، ومعجم الدراسات القرآنية: 470) وله «الجامع في القراءات العشر» (كشف الظنون 1/ 576) «الجامع في القراءات العشر» لنصر بن عبد العزيز بن أحمد، أبي الحسين الفارسي، ت 461هـ (معجم مصنفات القرآن 4/ 55) «المفتاح في القراءات العشر» لأبي القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس القرطبي المالكي، ت 461هـ (إيضاح المكنون(1/459)
4/ 527) «الإشارة في القراءات العشر» لأبي نصر، منصور بن أحمد العراقي، ت 465هـ (كشف الظنون 1/ 98) «الجامع في القراءات العشر» لأبي معشر القطان، عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري نزيل مكة (ت 478هـ) حققه محمد سيدي محمد الأمين كرسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1406هـ / 1986م (أخبار التراث العربي 25/ 19) وله «مختصر الجامع في القراءات» مخطوط في الأزهر (1178) حليم 32867 (معجم الدراسات القرآنية: 545) وله «سوق العروس» جمع فيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقا (ذكره ابن الجزري في النشر وفي غاية النهاية 1/ 86) «المستنير في القراءات العشر البواهر» لأبي طاهر ابن سوار أحمد بن علي المقرئ البغدادي (ت 496هـ) جمع فيه الروايات المذكورة فيه عن الأئمة مائة وست وخمسون رواية (كشف الظنون 2/ 1675) «المهذب في القراءات العشر» لأبي منصور الخياط، محمد بن أحمد بن علي، ت 499هـ (كشف الظنون 2/ 1912) «شرح الغاية في القراءات العشر لابن مهران» للكرماني، محمود بن حمزة بن نصر، ت 500هـ (سيزكين 1/ 166) «الإيضاح في القراءات العشر» للأندرابي، أبي عبد الله أحمد بن أبي عمر (ت 510هـ) نشره أحمد نصيف الجنابي بمجلة معهد المخطوطات العربية 1405هـ / 1985م ثم نشره مستقلا بمؤسسة الرسالة في بيروت 1405هـ / 1985م «إرشاد المبتدئ وتذكرة المنتهي» ويسمى أيضا ب «كفاية المبتدي وتذكرة المنتهي» وهي الكفاية الكبرى في القراءات العشر لابن بندار، أبي العز محمد بن الحسين الواسطي (ت 521هـ) مخطوط بمكتبة مدينة بتركيا: 112، وفي معهد المخطوطات صورة منه برقم 12 (معجم الدراسات القرآنية: 528) «الموضح في القراءات العشر» ويسمى أيضا «المفتاح في العشر» لأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون البغدادي الدباس، ت 539هـ (كشف الظنون 2/ 1904و 1769) «المبهج في قراءات السبعة القراء وابن محيصن والأعمش واختيار اليزيدي» لسبط الخياط، أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد (ت 541هـ) حققه عبد العزيز بن ناصر السبر كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بالرياض 1404هـ / 1984م. ويقوم بتحقيقه محمد حسين الحسين من القاهرة 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 14/ 26و 34/ 9) وله أيضا «الروضة» (معرفة القراء 1/ 495وكشف الظنون 2/ 1320) «المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر» للشهرزوري، أبي الكرم المبارك بن الحسن (ت 550هـ) مخطوط في لا له لي: 67، ومنه صورة بمعهد المخطوطات 84 (معجم الدراسات القرآنية:
548) «الموضح في القراءات العشر» لأبي عبد الله نصر بن علي بن محمد الشيرازي، أتمّه سنة 562هـ (كشف الظنون 2/ 1904) «الغاية في القراءات العشر» ويسمى «غاية الاختصار في القراءات العشر لأئمة الأمصار» لأبي العلاء الهمذاني، الحسن بن أحمد (ت 569هـ) مخطوط بجامعة الملك سعود: 688 (أخبار التراث العربي 28/ 8) «المنتقى في القراءات العشر» لابن بندار اليزدي، أسعد بن الحسين بن سعد، ت 580هـ (طبقات الأطباء 2/ 178) «الخيّرة في القراءات العشرة» لابن الحداد، أبي عبد الله مبارك بن أحمد بن زريق (ت 596هـ) مخطوط بالروضة الحيدرية في النجف: 617 (معجم الدراسات القرآنية:
489) «ورقات المهمرة في تتمة قراءة الأئمة العشرة» لشهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن عياش، ت 628هـ (كشف الظنون 2/ 2006) «المفتاح في القراءات العشر» لأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون البغدادي ت 639هـ (كشف الظنون 2/ 1769) «رسالة في العشر» لابن الحاجب، عثمان بن عمر (ت 646هـ) قام بتحقيقه طارق نجم عبد الله في جدّة (أخبار التراث العربي 14/ 15)(1/460)
«المبهرة في قراءات العشرة» (أرجوزة) لابن دلة أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي المكارم الخياط، ت 653هـ (الأعلام 1/ 211) وله «المغنية في القراءات العشر» (أرجوزة) «القصيدة الدالية» (في القراءات) لابن مالك النحوي، محمد بن عبد الله بن مالك، ت 672هـ (كشف الظنون 2/ 1338و 1319) «نزهة البررة في قراءات الأئمة العشرة» للجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر، ت 732هـ (كشف الظنون 2/ 1941). وله «إسناد قراءة الجعبري بمذاهب الأئمة العشرة» مخطوط في التيمورية: 571 (3) وفي معهد المخطوطات: 5، والإسكوريال: 1390 (معجم مصنفات القرآن 4/ 21 ومعجم الدراسات القرآنية: 461) «تحفة البررة في القراءات العشرة» لأبي محمد عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطي ت 740هـ (كشف الظنون 2/ 1499) وله «الكنز في القراءات العشر» جمع فيه بين «الإرشاد» للقلانسي و «التيسير» للداني وزاده فوائد. «جمع الأصول في مشهور المنقول من القراءات العشر» للديواني أبي الحسن علي بن محمد بن أبي سعد بن عبد الله الواسطي (ت 743هـ) مخطوط بالظاهرية: 316ضمن مجموع ومنه صورة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي بمكة: 60 (معجم مصنفات القرآن 4/ 56ومعجم الدراسات القرآنية 483) وله «روضة التقرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير» منظومة (كشف الظنون 1/ 925) «نزهة البررة في قراءة الأئمة العشرة» للجعبري، برهان الدين إبراهيم بن عمر، ت 732هـ (كشف الظنون 2/ 1941) «الكنز في القراءات العشر» للواسطي، تاج الدين أبي محمد عبد الله بن عبد المؤمن (ت 740هـ) مخطوط بتركيا، يوسف آغا: 6952وحاجي محمود: 412، والظاهرية: 316، (معجم مصنفات القرآن 4/ 144، ومعجم الدراسات القرآنية: 539) «شرح الطيّبة في قراءة العشرة المرضية» لمحمد بن الجزري، ابن الناظم (ت 814هـ) مخطوط بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء: 5قراءات والأزهر: (155) 16193 (معجم الدراسات القرآنية: 509) «النشر في القراءات العشر» ويسمى ب «النشر الكبير» لابن الجزري، شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي (ت 833هـ) طبع بتصحيح محمد أحمد دهمان بمطبعة التوفيق بدمشق 1345هـ / 1926م وبتصحيح علي محمد الضباع بالمكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة 1359هـ / 1940م في مجلدين، (1008) ص، وصور بالمكتبة المصرية بالقاهرة 1396هـ / 1976م، وبدار الفكر ببيروت 1401هـ / 1981م وبدار الكتب العلمية ببيروت 1401هـ / 1981م وله «طيّبة النشر في القراءات العشر» طبع بمطبعة الطوخي بمصر 1302هـ / 1884م، وبمطبعة شرف بالقاهرة 1308هـ / 1890م، وبمطبعة مصطفى الحلبي بمصر 1399هـ / 1979م وله «تقريب النشر في القراءات العشر» طبع بتحقيق إبراهيم عطوة عوض بمطبعة مصطفى البابي الحلبي 1381هـ / 1961م في (200) ص وله: «تجريد النشر في القراءات العشر» مخطوط في تشستربتي: 3661والظاهرية: 7506ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 33و 34و 35 (معجم مصنفات القرآن 4/ 37) وله «تحبير التيسير في القراءات العشر» طبع بتحقيق عبد الفتاح القاضي والصادق قمحاوي بدار التراث بالقاهرة 1399هـ / 1979م وأعيد تنضيد حروفه من جديد بدار الكتب العلمية في بيروت 1404هـ / 1984م في (208) ص «مسلك البررة في معرفة القراءات العشرة» للعز المقدسي، عبد العزيز بن علي بن أبي العز البكري التيمي القرشي البغدادي ثم المقدسي، ت 849هـ (الأعلام 4/ 148) «الطاهرة في القراءات العشر» (قصيدة لامية) لطاهر بن عرب شاه الأصبهاني، تلميذ ابن الجزري (القرن 9هـ) مخطوط بمكتبة الحرمين: 30وذكرته سلمى بنت شمس الدين الجزري في غاية(1/461)
النهاية 1/ 341339 «شرح طيبة النشر في القراءات العشر» للنويري، أبي القاسم محمد بن محمد (ت 857هـ) مخطوط بدار الكتب الوطنية بتونس: 3835و 3481وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض:
2014 - و 466ومكتبة الحرمين بمكة والتيمورية: 315و 491والأزهر (72) 4481و (156) 16194ودار الكتب المصرية: 491تفسير، ومنه صورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ومركز البحث العلمي بمكة:
103 (بروكلمان 2/ 21وأخبار التراث العربي 32/ 6ومعجم مصنفات القرآن 4/ 90و 96) «نظم القراءات العشر» لابن صالح، فتح الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المدني الشافعي ت 860هـ، (إيضاح المكنون 4/ 660) «القراءات العشر» لقاسم بن قطلوبغا، زين الدين أبو العدل السودوني ت 879هـ (الأعلام 6/ 15) «تلخيص تقريب النشر» لشيخ الإسلام زكريا بن يحيى الأنصاري (ت 927هـ) مخطوط في الأزهر: (79) 4475 (معجم الدراسات القرآنية: 479) «البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للنشار، سراج الدين أبي حفص عمر بن قاسم بن محمد (ت 938هـ) طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1375هـ / 1955م، وحققه فرقان مهرجان الهندي كرسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1406هـ / 1986م (أخبار التراث العربي 26/ 7) وله «الوجوه النيّرة في قراءة العشرة» مخطوط في التيمورية: 301 (معجم الدراسات القرآنية: 562) «الجوهرة في القراءة» (القراءات العشرة) لجمال الدين حسين بن علي الحصني كتبه سنة 961هـ (كشف الظنون 1/ 621) وله «الكفاية المحررة في نظم القراءات العشرة» (كشف الظنون 2/ 1501) وله «تحفة البررة» نثر به الكتاب السابق (كشف الظنون 2/ 1501) وله «الاختيار فيما اعتبر من قراءات الأبرار» ألّفه سنة 954هـ (كشف الظنون 1/ 34و 2/ 1318) «التنوير فيما زاد للسبعة الأئمة البدور على ما في الحرز والتيسير» للطيبي بدر الدين أحمد بن أحمد (ت 981هـ) مخطوط بدار الكتب: 275قراءات، ومنه صورة بجامعة الإمام محمد بالرياض: 2540 (معجم مصنفات القرآن 4/ 48) «الألغاز العلائية في القراءات العشر» لعلاء الدين الطرابلسي الدمشقي الأصل علي علاء الدين ت 1032هـ (الأعلام 5/ 167) «درء الأفكار لمن كان في قراءة الأئمة العشرة سيّار» للعوفي محمد بن أحمد، كان حيا سنة 1049هـ (معجم المؤلفين 8/ 306) وله «شفاء الظمآن وضياء العرفان» مخطوط في الأوقاف العراقية: 2834 (معجم الدراسات القرآنية: 513) «أرجوزة في تحرير الطيبة» ويسمّى «حل مشكلات الطيبة» ويسمى «حل مجملات الطيبة» للمنصوري علي بن سليمان بن عبد الله (ت 1134هـ) مخطوط في الأزهر: (1114) حليم 3820 (معجم الدراسات القرآنية: 459) وله «تحرير الطرق والروايات من طريق طيّبة النشر في القراءات العشر» مخطوط في الظاهرية بدمشق، ومنه صورة بجامعة الإمام محمد بالرياض: 979و 1388 (معجم مصنفات القرآن 4/ 38) «تهذيب القراءات العشر» لساجقلي زاده زاده، محمد المرعشي (ت 1145هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 319 (فهرس التيمورية 3/ 12) ومنه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة: 26 (معجم مصنفات القرآن 4/ 49) «إتحاف البررة بما سكت عنه العشرة» للإزميري، مصطفى بن عبد الرحمن بن محمد ت 1155هـ (معجم المؤلفين 12/ 260) وله «تحرير النشر من طريق العشر» مخطوط بالمكتبة الأزهرية 188/ 16226، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 36 (معجم مصنفات القرآن 4/ 39) وله «تقريب حصول المقاصد في تخريج ما في النشر من الفوائد» (معجم المؤلفين 12/ 260) «رسالة في بيان مراتب المد في قراءات الأئمة العشرة» ليوسف أفندي عبد الله محمد (ت 1167هـ) مخطوط بالأزهر (269) 22276(1/462)
(معجم الدراسات القرآنية: 494) «حواش على طيبة النشر في القراءات العشر» لرضوان محمد بن سليمان (ت 1311هـ) مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 2530 (معجم مصنفات القرآن 4/ 66) «الوجوه المسفرة في القراءات العشرة» للشيخ محمد بن عبد الله متولي المصري، الضرير ت 1313هـ (إيضاح المكنون 2/ 702) وله «بديعة الغرر في أسانيد الأئمة الأربعة عشر» طبع بمطبعة الاتفاق بالقاهرة 1341هـ / 1922م «حل المشكلات وتوضيح التحريرات في تجويد القراءات العشر» للخليجي محمد بن عبد الرحمن، طبع بمطبعة الفنون الجميلة بالإسكندرية 1334هـ / 1915م وبمطبعة محمد علي الصناعية بالإسكندرية 1358هـ / 1939م «غنية القراء في القراءات العشرة من طريقي الشاطبية والدرة» لمحمد نجيب خياطة (ت 1378هـ) مخطوط محفوظ عند نجله محمد أبو اليمن خياطة (معجم مصنفات القرآن 4/ 114) «البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة» لعبد الفتاح القاضي، طبع بمطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1375هـ / 1955م وطبع بدار الكتاب العربي ببيروت 1401هـ / 1981م «القراءات العشر من الشاطبية والدرة» لمحمود خليل الحصري، طبع بمكتبة صبيح 1396هـ / 1976م «المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق طيّبة النشر» لمحمد محمد محمد سالم طبع بمكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة 1389هـ / 1969م «قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر» لمحمد الصادق قمحاوي الدجوي. طبع بمطبعة صبيح بالقاهرة 1396هـ / 1976م وله «طلائع البشر في توجيه القراءات العشر» طبع بالقاهرة 1399هـ / 1978م.
المجاهيل «درر الأفكار في القراءات العشر» (منظومة) لابن سعدان الواسطي، أبي النصر بن إسماعيل؟
(كشف الظنون 1/ 730) «حرز بزوائد العشرة جمعت لخلف» (منظومة) لمجهول منها مخطوطة بمكتبة جامعة الإمام محمد بالرياض: 1459 (معجم مصنفات القرآن 4/ 63) ومن الكتب المؤلفة في القراءات الإحدى عشرة «الغاية في القراءات الإحدى عشرة» لأبي حاتم السجستاني، سهل بن محمد، ت 255هـ (كشف الظنون 2/ 1189) «الروضة في القراءات الاحدى عشرة» لأبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي المالكي (ت 438هـ) يقوم بتحقيقه د. عبد الهادي الفضلي (أخبار التراث العربي 3/ 17) «المبهج في القراءات الإحدى عشرة» لابن سوّار، أبي طاهر، أحمد بن علي بن عبيد الله البغدادي. ت 496هـ (كشف الظنون 2/ 1321).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الثلاث عشرة «مصطلح الإشارات في القراءات الزوائد الثلاثة عشرة المروية عن الثقات» لابن القاصح نور الدين علي بن عثمان بن محمد العذري (ت 801هـ) مخطوط بجامع القرويين (بروكلمان 2/ 212) «البستان في القراءات الثلاث عشرة» لابن الجندي سيف الدين أبي بكر عبد الله بن آي دوغدي (ت 769هـ) مخطوط بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 889، وله صورة بمعهد المخطوطات بالكويت (أخبار التراث العربي 32/ 6).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الأربع عشرة «إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشر» لشمس الدين القباقبي محمد بن خليل بن أبي بكر بن محمد (ت 849هـ) مخطوط بالتيمورية: 367 (معجم الدراسات القرآنية: 466) «إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر» ويسمى أيضا «منتهى الأماني والمسرّات في علوم القراءات» للبنا الدمياطي، أحمد بن عبد الغني الشافعي (ت 1117هـ) طبع بمطبعة عبد الحميد أحمد حنفي بالقاهرة 1359هـ / 1940م في (456) ص(1/463)
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الخمس عشرة «روض الحفاظ بتهذيب الألفاظ» للمعدّل موسى بن الحسين بن إسماعيل المصري (ت نحو 500هـ) مخطوط في المكتبة البلدية بالإسكندرية: 53985ومنه صورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة: 40 (معجم الدراسات القرآنية: 502).
ومن الكتب المؤلفة في القراءات الخمسين «الكامل في القراءات الخمسين» لابن جبارة الهمذاني أبي القاسم يوسف بن علي بن عبادة (ت 465هـ) يقوم بتحقيقه سبيع حمزة حاكمي (أخبار التراث العربي 4/ 36) ومن الكتب المؤلفة في القراءات الشاذة «جامع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك» للطبري، أبي جعفر محمد بن جرير ت 310هـ (بروكلمان 3/ 50) «الشواذ في القراءات» ويسمى «القراءات الشاذة» لأبي بكر بن مجاهد التميمي ت 324هـ (كشف الظنون 2/ 1436وبروكلمان 2/ 248و 4/ 4) «شواذ القراءات» لابن شنبوذ، أبي الحسن، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت ت 328هـ (معجم مصنفات القرآن 4/ 101) «شواذ القراءات» لأبي طاهر البزاز، عبد الواحد بن عمر بن محمد، ت 349هـ (الفهرست: 55) ويسميه البغدادي في إيضاح المكنون 4/ 307: «شواذ السبعة» «المفيد في الشاذ من القراءات» لابن أشتة، أبي بكر محمد بن عبد الله بن أشتة الأصبهاني، ت 360هـ (معرفة القراء 1/ 321وغاية النهاية 2/ 184) «مختصر في شواذ القرآن» (من كتاب البديع) لابن خالويه، الحسين بن أحمد بن حمدان (ت 370هـ) طبع بتحقيق المستشرق ج برجستراسر، ضمن سلسلة النشرات الإسلامية (7) بالمطبعة الرحمانية بالقاهرة 1353هـ / 1934م «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها» ويسمى «شرح القراءات الشاذة» و «القراءات الشاذة» لابن جني: أبي الفتح عثمان بن جني (ت 392هـ) طبع لأول مرة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة عام 1348هـ / 1929م في (169) ص ثم حققه علي النجدي ناصف وعبد الحليم النجار، وعبد الفتاح إسماعيل شلبي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 1386هـ / 1969م في مجلدين «التعريف بالقراءات الشواذ» لأبي عمرو الداني، عثمان بن سعيد، ت 444هـ (بروكلمان 1/ 407ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 937) وللداني أيضا «المحتوى في القراءات الشواذ» أو «المحتوى على الشاذ من القراءات» (غاية النهاية 1/ 505) «الإقناع في القراءات الشاذة» لأبي علي الأهوازي، الحسن بن علي، ت 446هـ (كشف الظنون 1/ 140) «الشواذ في القراءات» للباطرقاني، أحمد بن الفضل بن محمد الأصبهاني ت 460هـ (الأعلام 1/ 186) «شواذ القراءة» ويسمّى «شواذ القرآن واختلاف المصاحف» للكرماني، أبي عبد الله محمد (ت 505هـ) مخطوط بدار الكتب المصرية: 20073و 20074، ومنه صورة بمركز البحث العلمي بمكة: 111و 113و 114 قراءات (معجم مصنفات القرآن 4/ 102) «التقريب والبيان في معرفة شواذ القرآن» للصفراوي، عبد الرحمن بن عبد المجيد (ت 636هـ) حققه أحسن سخاء بن محمد أشرف الدين، كرسالة دكتوراه بالجامعة الإسلامية، في المدينة المنورة 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 29/ 13) «الشواذ في علم القراءة» لأحمد بن عبد الله، رواه عن أبي بكر بن محمد المقرئ النيسابوري، مخطوط بمكتبة آق حصار زين الزادة بتركيا: 396/ 2ضمن مجموع، كتب سنة 680هـ (معجم الدراسات القرآنية: 514) «القول الجاذّ لمن قرأ بالشاذّ» للنويري، كمال الدين، أبي القاسم محمد بن محمد خطيب مكة، ت 857هـ (بروكلمان الذيل 2/ 21) «رسالة في القراءات الشواذ» للخفاجي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر(1/464)
القراءة (1). وأحسن الموضوع للقراءات السبع كتاب «التيسير» لأبي عمرو الداني (2)، وقد نظمه أبو محمد القاسم الشاطبي في «لاميته» (3) التي عمّ النفع بها، وكتاب «الإقناع» لأبي جعفر بن الباذش (4)، وفي القراءات العشر كتاب «المصباح» لأبي الكرم الشهرزوري (5).
واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم للبيان والإعجاز والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما، ثم هاهنا أمور:
(ت 1069هـ) مخطوط في الخزانة التيمورية: 231مجاميع (معجم الدراسات القرآنية: 499) «رسالة في القراءات الشاذة» لأبي محمد، عبد الله بن محمد بن يوسف أفندي زادة الرومي الحنفي (ت 1167هـ) مخطوط في الأزهر: (279) 22286، وجامعة الملك سعود: 2193/ 20/ م (معجم الدراسات القرآنية:
499) «القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب» لعبد الفتاح القاضي. طبع بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة 1372هـ / 1952م في (100) ص، وأعيد طبعه مع «البدور الزاهرة» بدار الكتاب العربي ببيروت 1403هـ / 1983م
__________
(1) في المخطوطة (القراءات).
(2) تقدمت ترجمته في 1/ 149، وكتابه مطبوع باسم «التيسير في القراءات السبع» بتحقيق: أوتو برتزل بمطبعة الدولة باستنبول 1350هـ / 1930م، وأعاد نشره بالأوفست قاسم محمد رجب صاحب مكتبة المثنى ببغداد 1381هـ / 1965م، ودار الكتاب العربي ببيروت 1404هـ / 1984م.
(3) تقدمت ترجمته في 1/ 316، واسم قصيدته اللامية: «حرز الأماني ووجه التهاني» طبع طبعة حجر في بشاور بالهند عام 1278هـ / 1861م، وطبع بمصر عام 1286هـ / 1869 (معجم سركيس ص: 1092)، وطبع ضمن مجموع بالقاهرة عام 1302هـ / 1884م وطبع بالقاهرة عام 1304هـ / 1886، وطبع بالقاهرة مطبعة مصطفى البابي الحلبي 1347هـ / 1928م، وطبع بالقاهرة عام 1399هـ / 1979م (دليل الكتاب المصري ص: 79).
(4) هو أحمد بن علي بن أحمد أبو جعفر بن الباذش الأنصاري أستاذ كبير وإمام محقق، محدث ثقة، مفنن، قرأ على أبيه وعبد الله بن أحمد الهمذاني وشريح وغيرهم وقرأ عليه أحمد بن علي بن حكيم وأبو محمد الحجري (ت 540هـ)، من تصانيفه «الطرق المتداولة في القراءات» و «الإقناع في القراءات السبع» وصفه ابن الجزري أنه من أحسن الكتب (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 83) والكتاب مخطوط، منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم 19666ب (نقلا عن برلين) ومنه نسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي وإحياء التراث بمكة رقم 17
(5) هو المبارك بن الحسن بن أحمد أبو الكرم الشهرزوري البغدادي، شيخ القراء كان شيخا صالحا ديّنا خيّرا قيّما بكتاب الله، عارفا باختلاف الروايات والقراءات، حسن السيرة حدّث عنه الكثير وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات ت 550هـ (الذهبي، سير أعلام النبلاء 20/ 289)، وكتابه مخطوط باسم «المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر» بمكتبة لا له لي (67)، ومعهد المخطوطات (84) (البرهان ج 1م 30)(1/465)
أحدها: أن القراءات السبع متواترة عند الجمهور، وقيل بل مشهورة (1)، ولا عبرة بإنكار المبرّد قراءة حمزة (2) {وَالْأَرْحََامَ} (النساء: 1) و {بِمُصْرِخِيَّ} (3) (إبراهيم: 22)، ولا بإنكار مغاربة النحاة كابن عصفور (4) قراءة ابن عامر (5) {قَتْلَ أَوْلََادِهِمْ شُرَكََاؤُهُمْ} (6) (الأنعام:
137) والتحقيق أنها متواترة عن الأئمة السبعة، أمّا تواترها عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ففيه نظر فإنّ إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبعة موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد لم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين والواسطة، وهذا شيء موجود في كتبهم، وقد أشار الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه «المرشد الوجيز» (7) إلى شيء من ذلك.
الثاني: استثنى (8) الشيخ [أبو] (9) عمرو بن الحاجب (10) قولنا: إن القراءات السبع متواترة ما ليس من قبيل الأداء، ومثّله بالمدّ والإمالة وتخفيف الهمزة يعني فإنها ليست متواترة وهذا ضعيف والحقّ أن المدّ والإمالة لا شك في تواتر المشترك بينهما، وهو المدّ من حيث هو مدّ، والإمالة من حيث إنها إمالة، ولكن اختلف القراء في تقدير المدّ فمنهم من رآه طويلا،
__________
(1) في المخطوطة (المشهور).
(2) هو حمزة بن حبيب بن عمارة، أبو عمارة الكوفي أحد القرّاء السبعة ترجم له الزركشي ص 476.
(3) قرأ حمزة: (والأرحام) بخفض الميم والباقون بنصبها، وقرأ {بِمُصْرِخِيَّ} بكسر الياء وهي لغة حكاها الفرّاء وقطرب وأجازها أبو عمرو، والباقون بفتحها (الداني، التيسير ص: 93و 134).
(4) هو علي بن مؤمن بن محمد أبو الحسن بن عصفور النحوي الإشبيلي، حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس أخذ عن الدباج والشلوبين ولازمه مدة، وكان من أصبر الناس على المطالعة من تصانيفه «الممتع في التصريف» ت 663هـ (السيوطي، بغية الوعاة 2/ 210).
(5) هو عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي أحد القراء السبعة، ترجم له الزركشي ص 476.
(6) قرأ ابن عامر «وكذلك زيّن» بضم الزاي وكسر الياء «قتل» برفع اللام «أولادهم» بنصب الدال «شركائهم» بخفض الهمزة والباقون بفتح الزاي ونصب اللام وخفض الدال ورفع الهمزة. (التيسير ص: 107)
(7) المرشد الوجيز: 177176.
(8) في المخطوطة (استثناء).
(9) ساقطة من المخطوطة، والصواب إثباتها.
(10) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، أبو عمرو بن الحاجب الكردي، الإمام العلّامة الفقيه المالكي النحوي المقرئ، حفظ القرآن وقرأه ببعض القراءات على الشاطبي وسمع «التيسير» و «الشاطبية» منه، ثم قرأ جميع القراءات على أبي الفضل الغزنوي وأبي الجود، من تصانيفه «الإيضاح في شرح المفصّل» و «شرح كتاب سيبويه» وغيرها ت 646هـ (ابن خلكان، وفيات الأعيان 3/ 248).(1/466)
ومنهم من رآه قصيرا ومنهم من بالغ في القصر، ومنهم من تزايد، فحمزة وورش (1) بمقدار ستّ لغات، وقيل: خمس، وقيل: أربع، وعن عاصم (2): ثلاث، وعن الكسائيّ (3): ألفان ونصف، وقالون (4): ألفان، والسّوسي (5): ألف ونصف.
قال الداني في «التيسير» (6): أطولهم مدّا في الضربين جميعا يعني المتصل والمنفصل ورش وحمزة، ودونهما عاصم، ودونه ابن عامر والكسائي، ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق، وقالون من طريق أبي نشيط (7) بخلاف عنه، وهذا كلّه على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم من التحقيق والحدر» (8) انتهى كلامه.
فعلم بهذا أن أصل المدّ متواتر والاختلاف والطرق إنما هو في كيفية التلفّظ به.
وكان الإمام أبو القاسم [48/ أ] الشاطبي [رحمه الله] (9) يقرأ بمدتين: طولى لورش وحمزة، ووسطى لمن بقي.
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه كره قراءة حمزة لما فيها من طول (10) المدّ وغيره، فقال (11):
__________
(1) هو عثمان بن سعيد بن عبد الله أبو سعيد المصري المقرئ، أحد راويي نافع لقبه ورش، وأستاذه نافع هو الذي لقّبه به لشدّة بياضه، اشتهر بالقرآن والعربية ومهر فيهما، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، وكان ثقة حجة في القراءة ت 197هـ (الداني، التيسير ص: 4، والذهبي، معرفة القراء 1/ 152)
(2) هو عاصم بن أبي النجود ويقال ابن بهدلة الأسدي التابعي، أحد القراء السبعة، ترجم له الزركشي ص 476.
(3) هو علي بن حمزة أبو الحسن الأسدي الكسائي أحد القراء السبعة، ترجم له الزركشي ص 476.
(4) هو عيسى بن ميناء بن وردان المدني الزّرقي أحد راويي نافع وقارئ أهل المدينة في زمانه، قيل: إنه كان ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته، وهي لفظة رومية معناها: جيّد. ت 220هـ (الداني التيسير ص: 4، والذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 155).
(5) هو صالح بن زياد بن عبد الله أبو شعيب الرّستبي السوسي أحد راويي أبي عمرو. قرأ على اليزيدي وسمع بالكوفة من عبد الله بن نمير وبمكة من سفيان بن عيينة قال أبو حاتم: صدوق ت 261هـ (الداني، التيسير ص: 5، والذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 193).
(6) التيسير ص: 3130.
(7) هو محمد بن هارون المروزي، أبو نشيط المقرئ، قرأ على قالون وكان من أجلّ أصحابه كان أيضا من حفاظ الحديث، سمع الفريابي وروى عنه ابن ماجة في «تفسيره» وأبي بكر ابن أبي الدنيا وغيرهما قال ابن أبي حاتم: صدوق ت 258هـ (الذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 222).
(8) تصحفت في المطبوعة إلى «والحذف».
(9) ليست في المطبوعة.
(10) تصحفت في المخطوطة إلى (الطول).
(11) في المخطوطة (وقال).(1/467)
لا تعجبني (1)، ولو كانت متواترة لما كرهها. وكذلك ذكر القرّاء أنّ الإمالة قسمان: [إمالة] (2)
محضة، وهي أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب، وبالفتحة إلى الكسرة وتكون الكسرة أقرب، وإمالة تسمّى بين بين، وهي كذلك إلّا أن الألف والفتحة أقرب، وهذه أصعب الإمالتين وهي المختارة عند الأئمة. ولا شكّ في تواتر الإمالة أيضا، وإنما اختلافهم في كيفيتها مبالغة وحضورا.
أما تخفيف الهمزة وهو الذي يطلق عليه تخفيف، وتليين، وتسهيل، أسماء مترادفة فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف، وكلّ منها متواتر بلا شك:
(أحدها): النقل، وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، نحو {قَدْ أَفْلَحَ} (المؤمنون:
1) بنقل حركة الهمزة، وهي الفتحة إلى دال (قد) وتسقط الهمز فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء، وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش في حال الوصل والوقف، وقراءة حمزة في حال الوقف.
(الثاني): أن تبدل الهمزة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها (3)، نحو «باس» (4)، وهذا البدل قراءة أبي عمرو بن العلاء، ونافع من طريق ورش في فاء الفعل، وحمزة إذا وقف على ذلك.
(الثالث): تخفيف الهمز، بين بين، ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذي منه حركتها، فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو، أو مفتوحة فبين الهمزة والألف، أو مكسورة فبين الهمزة والياء، وهذا يسمى إشماما، وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه في قوله تعالى: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} (5) (الأنعام: 143و 144) ونحوه، وذكره النحاة عن لغات العرب.
قال ابن الحاجب في «تصريفه» (6): «واغتفر التقاء الساكنين، في نحو الحسن عندك؟
وايمن الله يمينك؟ وهو في كلّ كلمة أوّلها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا، وفي ايمن الله وايم الله خاصة، إذ لا ألف وصل مفتوحة
__________
(1) في المخطوطة (يعجبني).
(2) ساقطة من المخطوطة.
(3) في المخطوطة (ألفا).
(4) في المخطوطة (بيس).
(5) تصحفت في المخطوطة إلى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} الآية.
(6) انظر قوله في الشافية (مع شرح الجاربردي، طبعة دار الطباعة العامرة باستنبول 1310هـ) 1/ 151150.(1/468)
سواها وإنما فعلوا ذلك خوف لبس الخبر بالاستخبار، ألا ترى أنهم لو قالوا: الحسن عندك؟
وحذفوا همزة الوصل على القياس في مثلها لم يعلم استخبار هو أم خبر؟ فأتوا بهذه عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن، فصار قبل الساكن مدّة فقالوا: الحسن عندك؟ وكذلك ايمن الله يمينك؟ فيما ذكره. وبعض العرب يجعل همزة الوصل فيما ذكرنا بين بين، ويقول: الحسن عندك، وايمن الله يمينك؟ فيما ذكرنا، وقد جاء عن القرّاء بالوجهين في مثل ذلك، والمشهور الأول. وقد أشار الصحابة رضي الله عنهم إلى التسهيل (1) بين بين في رسم المصاحف العثمانية، فكتبوا صورة الهمزة الثانية في قوله تعالى في سورة آل عمران: قل أؤنبّئكم (آل عمران: 15) واوا على إرادة التسهيل (1) بين بين. قاله الداني (3) وغيره.
(الرابع): تخفيف (1) الإسقاط، وهو أن تسقط الهمزة رأسا (5). وقد قرأ به أبو عمرو في الهمزتين من كلمتين إذا اتفقتا في الحركة فأسقط الأولى منهما على رأي الشاطبي، وقيل:
الثانية في نحو {جََاءَ أَجَلُهُمْ} (النحل: 61)، ووافقه على ذلك في المفتوحتين نافع من طريق قالون، وابن كثير من طريق البزّيّ (6)، وجاء هذا الإسقاط في كلمة واحدة في قراءة قنبل (7) عن ابن كثير في: أين شركاي الّذين كنتم تشاقّون فيهم (النحل: 27) بإسقاط همزة {شُرَكََائِيَ} (8).
[الأمر] (9) الثالث: أن القراءات توقيفية وليست اختيارية، خلافا لجماعة منهم الزمخشريّ، حيث ظنوا إنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء. وردّ على حمزة
__________
(1) في المخطوطة (تسهيل).
(3) التيسير: 31، 32.
(5) انظر التيسير ص: 33باب ذكر الهمزتين من كلمتين.
(6) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزّة، أبو الحسن البزي المكي أحد راويي ابن كثير قارئ مكة قرأ القرآن على عكرمة بن سليمان أذّن في المسجد الحرام أربعين سنة ت 250هـ (الداني، التيسير ص: 5، والذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 173).
(7) هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو عمر المكي المخزومي الملقب بقنبل أحد راويي ابن كثير انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز قرأ عليه ابن مجاهد، وابن شنبوذ والجصاص وغيرهم. ت 291هـ (الداني، التيسير ص: 4، والذهبي، معرفة القراء الكبار 1/ 230).
(8) انظر التيسير ص 321.
(9) ساقطة من المطبوعة.(1/469)
قراءة {وَالْأَرْحََامَ} (النساء: 1) بالخفض ومثل ما حكي عن أبي زيد (1) والأصمعي ويعقوب الحضرميّ (2) أن خطّئوا حمزة في قراءته: {وَمََا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} (إبراهيم: 22) بكسر الياء المشددة، وكذا أنكروا [48/ ب] على أبي عمرو إدغامه الراء عند اللام في: يغفلّكم (3)
(نوح: 4).
وقال الزجاج: إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء في اللام إذا قلت: «مر لي» بكذا، لأن الراء حرف مكرر (4)، ولا يدغم الزائد في الناقص للإخلال به فأما اللّام فيجوز إدغامه في الراء، ولو أدغمت اللام في الراء لزم التكرير من الراء. وهذا إجماع النحويين انتهى.
وهذا تحامل، وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنّة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها. ولهذا قال سيبويه في «كتابه» (5) في قوله تعالى: {مََا هََذََا بَشَراً} (يوسف:
31) «وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هي في المصحف».
وإنما كان كذلك، لأن القراءة سنّة مرويّة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا تكون القراءة بغير ما روي عنه. انتهى.
[الأمر] الرابع: ما تضمنه «التّيسير» و «الشاطبية» (6)، قال الشيخ أثير الدين أبو حيان:
لم يحويا جميع القراءات السبع، وإنما هي نزر يسير منها، ومن عني بفنّ القراءات، وطالع ما صنّفه علماء الإسلام في ذلك، علم ذلك العلم اليقين، وذلك أن بلادنا جزيرة الأندلس لم تكن من قديم بلاد إقراء السبع، لبعدها عن بلاد الإسلام، واجتازوا عند الحج بديار مصر، وتحفّظوا
__________
(1) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري أحد أئمة اللغة والأدب، من أهل البصرة. قال ابن الأنباري: «كان سيبويه إذا قال: سمعت الثقة عنى أبا زيد» من تصانيفه: «النوادر» في اللغة ت 215هـ (القفطي، إنباه الرواة 2/ 30).
(2) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد أبو محمد الحضرمي المقرئ النحوي البصري، قرأ على أبي المنذر سلّام بن سليم. وقرأ عليه روح ورويس والدوري وأبو عمر الدوري. قال أبو حاتم: «هو أعلم من رأيت بالحروف» وثقه أحمد ت 205هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 157).
(3) في المخطوطة (يغفر لكم)، وقراءة أبي عمرو ذكرها الداني في التيسير ص: 44.
(4) في المخطوطة (تكرار).
(5) الكتاب 1/ 59 (طبعة عبد السلام هارون) باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز، ثم يصير إلى أهله.
(6) تقدم الكلام عن الكتابين في أول هذا النوع.(1/470)
ممّن كان بها من المصريين شيئا يسيرا من حروف السبع وكان المصريون بمصر إذ ذاك لم تكن لهم روايات متسعة، ولا رحلة إلى غيرها من البلاد التي اتسعت فيها الروايات كأبي الطيب بن غلبون (1) وابنه أبي الحسن طاهر (2)، وأبي الفتح فارس بن أحمد (3)، وابنه عبد الباقي (4)، وأبي العباس بن نفيس (5)، وكان بها أبو أحمد السامري (6)، وهو أعلاهم إسنادا (7).
وسبب قلّة العلم والروايات بديار مصر ما كان غلب على أهلها من تغلّب الإسماعيلية عليها، وقتل ملوكهم العلماء. فكان (8) من قدماء علمائنا ممّن حجّ يأخذ بمصر شيئا يسيرا، كأبي عمر الطلمنكي (9) صاحب «الروضة»، وأبي محمد مكّي بن أبي طالب (10). ثم رحل أبو
__________
(1) هو عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الطيب الحلبي المقرئ المحقق قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن جعفر الفريابي وقرأ عليه ولده، ومكي بن أبي طالب القيسي وكان حافظا للقراءة ضابطا ذا عفاف ونسك وفضل وحسن تصنيف، ت 389هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 355).
(2) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (أبي الحسن بن طاهر) وهو طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الحسن المقرئ، أخذ القراءة عن والده وبرع في الفن قرأ عليه الداني وقال: «لم نر في وقته مثله في فهمه وعلمه» ت 399هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 371).
(3) هو فارس بن أحمد بن موسى، أبو الفتح الحمصي المقرئ الضرير، أحد الحذاق، بهذا الشأن، قرأ علي أبي أحمد السامري، وقرأ عليه ولده عبد الباقي، والداني وقال: «لم ألق مثله في حفظه وضبطه» وله كتاب «المنشّا في القراءات الثمان» ت 401هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 379).
(4) عبد الباقي بن فارس بن أحمد أبو الحسن الحمصي المقرئ. جوّد القراءات على والده، وقرأ لورش على عمر ابن عراك وعمّر دهرا. قرأ عليه القراءات أبو القاسم بن الفحام ت 450هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 424)
(5) أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس أبو العباس المقرئ. انتهى إليه علو الإسناد ورئاسة الإقراء قرأ على عبد المنعم ابن غلبون، قرأ عليه أبو القاسم بن الفحام الصقلي كان صحيح الرواية رفيع الذكر ت 453هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 416).
(6) هو عبد الله بن حسين بن حسنون المقرئ أبو أحمد السامري البغدادي، مسند القراء بالديار المصرية قال الداني: «أخذ القراءة عرضا عن محمد بن حمدون الحذاء وابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهم» مشهور ضابط ثقة مأمون. روى عنه القراءة، فارس بن أحمد، وخلق من المصريين، وكان عارفا بالقراءات ت 386 (الذهبي، معرفة القراء 1/ 327).
(7) في المخطوطة (سندا).
(8) في المخطوطة (وكان).
(9) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن لبّ المعافري الأندلسي، أبو عمر الطلمنكي المقرئ الحافظ قرأ على أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي وقرأ عليه عبد الله بن سهل وطائفة وكان رأسا في علم القرآن قال أبو عمرو الداني: «كان فاضلا ضابطا» ت 429هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 385). وكتابه «الروضة» ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 120وحاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 931.
(10) تقدم ذكره في 1/ 278.(1/471)
عمرو الداني (1) لطول إقامته بدانية فأخذ عن ابن خاقان (2)، وفارس (3)، وابن غلبون، وصنّف كتاب «التيسير» وقرأ [الناس] (4) على هؤلاء. ورحل أيضا أبو القاسم يوسف بن جبارة الأندلسي (5) فأبعد في الشقة، وجمع بين طريق المشرق والمغرب، وصنّف كتاب «الكامل» (6)، يحتوي على القراءات السبع وغيرها، ولم أر ولم أسمع أوسع رحلة منه، ولا أكثر شيوخا.
وقد أقرأ القرآن بمكة أبو معشر الطبري (7)، وأبو عبد الله الكارزيني (8)، وكانا متسعي الرواية.
وكان بمصر أبو علي المالكي (9) مؤلف «الروضة»، وكان قد قرأ بالعراق، وأقرأ (10) بمصر.
__________
(1) تقدم في 1/ 149.
(2) تصحفت في المطبوعة إلى (أبي خاقان) والصواب ابن خاقان كما في الصلة لابن بشكوال 2/ 406، وهو خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن خاقان المقرئ أبو القاسم المصري أحد الحذّاق في قراءة ورش، قال تلميذه الداني: «كان ضابطا لقراءة ورش متقنا لها مجودا، مشهورا بالفضل والنسك واسع الرّواية واللهجة» ت 402هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 363).
(3) تصحفت في المخطوطة إلى (ابن فارس) وهو فارس بن أحمد المتقدم انظر 1/ 471.
(4) ساقطة من المطبوعة.
(5) هو يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي المقرئ رحل من أقصى المغرب إلى بلاد الترك قال في كتابه «الكامل»: «فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاث مائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا وجبلا وبحرا، ولو علمت أحدا يقدّم علي في هذه الطريقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته»
(ت 465هـ) (الذهبي، معرفة القراء 1/ 432).
(6) كتاب «الكامل في القراءات الخمسين» يقوم بتحقيقه سبيع حمزة حاكمي (أخبار التراث العربي 1/ 36).
(7) هو عبد الكريم بن عبد الصمد أبو معشر الطبري المقرئ قرأ القراءات على أبي القاسم الزيدي، وكان ممّن قرأ عليه الحسن بن خلف بن بليمة، وله كتاب «سوق العروس» ت 478هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 435).
(8) تصحفت في المخطوطة إلى (الكارزوني) وهو محمد بن الحسين بن محمد أبو عبد الله الكارزيني مسند القراءة في زمانه، تنقل في البلاد وجاور بمكة قرأ القراءات على الحسن بن سعيد المطوعي وقرأ عليه أبو القاسم الهذلي كان حيا في سنة 440هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 297).
(9) الحسن بن محمد بن إبراهيم، أبو علي البغدادي المالكي المقرئ، قرأ على أبي أحمد الفرضي، سكن مصر وصار شيخ الإقراء بها قرأ عليه أبو القاسم الهذلي وابن شريح وله مصنف «الروضة» في القراءات ت 438هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 396). وكتابه «الروضة» مخطوط، يوجد منه نسخة بمكتبة الحرمين بمكة (24) مؤرخة 1146هـ، ومنه نسخة في تشستربتي برقم (4795) (معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 82).
(10) تصحفت في المخطوطة إلى (وقرأ).(1/472)
وبعدهم التاج الكندي (1) فأقرأ الناس بروايات كثيرة لم تصل إلى بلادنا. وكان أيضا ابن مامويه (2) بدمشق يقرئ (3) [القرآن] (4) بالقراءات العشر. وبمصر النظام الكوفي (5)، يقرئ (6)
بالعشر وبغيرها، كقراءة ابن محيصن (7) والحسن (8). وكان بمكة أيضا زاهر بن رستم (9)، وأبو بكر الزنجاني (10)، وكانا قد أخذا عن أبي الكرم الشّهرزوري (11) كتاب «المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر» وأقرأه الزنجاني لبعض شيوخنا. وكان عز الدين الفاروثيّ (12)
بدمشق، يقرئ القرآن بروايات كثيرة، حتى قيل إنه أقرأ بقراءة أبي حنيفة.
__________
(1) تقدم ذكره في 1/ 402.
(2) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (ماسويه) وهو أحمد بن محمد بن مامويه، أبو الحسن الدمشقي من قرّاء القرن الثالث، قرأ على هشام وابن ذكوان، وقرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني ونسبه وكنّاه ولا نعلم أحدا روى عنه غيره (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 128).
(3) في المخطوطة (يقرأ).
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) هو محمد بن عبد الكريم بن علي الشيخ المعمّر نظام الدين أبو عبد الله التبريزي حفظ القرآن وجوّده، وأكمل القراءات على السخاوي، وقرأ عليه ولده محمد وغيره، كان متواضعا ساكنا خيّرا يؤم بمسجد وله حلقة ت 704هـ (الذهبي، معرفة القراء 2/ 696).
(6) في المخطوطة (فيقرأ).
(7) هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي التابعي، مقرئ أهل مكة مع ابن كثير وحميد الأعرج ومنهم من يسميه عمر، قرأ القرآن على سعيد بن جبير، وقرأ عليه شبل بن عباد، قال ابن عبيد: «وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقواهم عليها» ت 123هـ (الذهبي معرفة القراء 1/ 98).
(8) البصري، تقدم في 1/ 100.
(9) تصحفت في المخطوطة إلى (زاهد)، وهو زاهر بن رستم أبو شجاع الأصبهاني المقرئ الشافعي، قرأ القراءات على أبي الكرم الشهرزوري صاحب «المصباح» وصحب الصوفية، روى عنه الذكي البرزالي ت 609هـ (الذهبي، معرفة القراء 2/ 599).
(10) هو محمد بن إبراهيم أبو بكر الزنجاني، المجاور بمكة قرأ القراءات بمضمن «المصباح» على مؤلفه أبي الكرم، وقرأ عليه ابنه علي ووقع في إجازة ابن أبي العافية أنه قرأ على أبي الكرم نفسه ولم يذكر وفاته (ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 48).
(11) تصحفت في المخطوطة إلى (الشهروردي)، وهو مبارك بن الحسن الشهرزوري تقدم في أول النوع.
(12) هو أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي عز الدين الواسطي المقرئ المفسر الشافعي الخطيب الصوفي أحد الأعلام وقرأ القراءات على والده والحسين بن أبي الحسين الطيبي كلاهما عن أبي بكر ابن الباقلاني، كان فقيها عالما مفتيا عارفا بالقراءات ووجوهها، بصيرا بالعربية واللغة عالما بالتفسير زاهدا خيّرا طيب الأخلاق.
ت 694هـ (الذهبي، معرفة القراء 2/ 691).(1/473)
والحاصل اتساع روايات غير بلادنا، وأن الذي تضمنه «التيسير»، و «التبصرة» (1)، و «الكافي» (2)، وغيرها من تآليفهم إنما هو قلّ من كثر، ونزر من بحر. وبيانه أن في هذه الكتب مثلا قراءة نافع من رواية ورش وقالون، وقد روى الناس عن نافع غيرهما، ومنهم إسماعيل بن جعفر المدني (3) وابن مخلد (4)، وابن جماز (5)، والأصمعي (6) والمسيّبي (7)
وغيرهم، ومن هؤلاء من هو أعلم وأوثق من ورش وقالون، وكذا العمل في كل راو وقارئ.
الخامس: أن باختلاف القراءات يظهر الاختلاف (8) في الأحكام ولهذا بنى الفقهاء نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف (9) القراءات في (لمستم) و (لامستم) (10)
(النساء: 43) وكذلك (11) [49/ أ] جواز وطء الحائض عند الانقطاع وعدمه إلى الغسل على
__________
(1) كتاب «التبصرة في القراءات» لمكي بن أبي طالب نشرته بالهند الدار السلفية عام 1405هـ / 1984م ونشره أيضا معهد المخطوطات العربية بالكويت بتحقيق محيي الدين رمضان عام 1405هـ / 1985م.
(2) كتاب «الكافي» لمحمد شريح بن أحمد الرعيني الإشبيلي (ت 476هـ) وهو في القراءات السبع، طبع مع كتاب «المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر» لعمر بن محمد النشار في مكة المكرمة سنة 1306هـ / 1888م، وطبع في مصر بالمطبعة الميمنية سنة 1326هـ / 1908م.
(3) هو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير أبو إسحاق الأنصاري المدني نزل بغداد ونشر بها علمه وأقرأ بها. أخذ القراءة عرضا عن شيبة بن نصاح ثم عرض على نافع وأخذ عنه القراءة علي بن حمزة الكسائي ت 180هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 144).
(4) تصحف الاسم في المطبوعة إلى: «وأبو خلف» وهو خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني البجلي الكوفي. روى القراءة عن نافع توفي فيما بين 215211هـ، قاله البخاري (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 269).
(5) تصحف الاسم في المطبوعة إلى: «ابن حبان» وهو سليمان بن سلم بن جمّاز، أبو الربيع الزهري مقرئ جليل ضابط، عرض على نافع مات بعد 170هـ (ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 315).
(6) هو عبد الملك بن قريب، أبو سعيد الأصمعي، إمام اللغة والشعر والأدب وأنواع العلوم، روى القراءة عن نافع وعنه القطيعي. ت 216هـ (ابن الجزري غاية النهاية 1/ 470).
(7) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى (السبتي) والصواب ما أثبتاه، وهو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد المسيّبي المخزومي المدني المقرئ قرأ على نافع بن أبي نعيم وهو من جلة أصحابه المحققين.
ت 206هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 147).
(8) في المخطوطة (الخلاف).
(9) في المخطوطة (خلاف).
(10) قراءة حمزة والكسائي (او لامستم) هنا وفي المائدة بغير ألف، والباقون بالألف، (الداني، التيسير:
96).
(11) في المخطوطة (لذلك).(1/474)
اختلافهم في {حَتََّى يَطْهُرْنَ} (1) (البقرة: 222).
وكذلك السجدة في سورة النّمل (الآية: 25) مبنية على القراءتين (2). قال الفراء: «من خفّف (ألا) كان الأمر بالسجود، ومن شدّد لم يكن فيها أمر به» (3). وقد نوزع في ذلك.
إذا علمت ذلك فاختلفوا في الآية إذا قرئت بقراءتين على قولين: (أحدهما): أنّ الله تعالى قال بهما جميعا. (والثاني): أنّ الله تعالى قال بقراءة واحدة إلا أنه أذن أن يقرأ بقراءتين.
وهذا الخلاف غريب رأيته في كتاب «البستان» لأبي الليث السّمرقندي (4). ثم اختاروا في المسألة توسطا، وهو أنه إن كان لكل قراءة تفسير يغاير الآخر فقد قال بهما جميعا وتصير القراءات بمنزلة آيتين، مثل قوله [تعالى] (5): {وَلََا تَقْرَبُوهُنَّ حَتََّى يَطْهُرْنَ} (البقرة: 222).
وإن كان تفسيرهما واحدا كالبيوت والبيوت، والمحصنات والمحصنات، بالنصب والجرّ، فإنما قال بأحدهما وأجاز (6) القراءة بهما لكل قبيلة، على ما تعوّد لسانهم. فإن قيل: إذا صحّ أنه قال بأحدهما فبأيّ القراءتين قال؟ قيل: بلغة قريش. انتهى.
السادس: أنّ القراءات [السبع] (7) لم تكن متميّزة عن غيرها إلا في قرن الأربعمائة، جمعها أبو بكر ابن مجاهد (8) ولم يكن متّسع الرواية والرحلة كغيره. والمراد بالقراءات السبع المنقولة عن الأئمة السبعة:
__________
(1) قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (حتى يطّهّرن) بفتح الطاء والهاء مع تشديدهما، والباقون بإسكان الطاء وضم الهاء (الداني، التيسير ص: 80).
(2) قرأ حمزة: (ألّا يسجدوا) بالتشديد، وقرأ عبد الرحمن السلمي والحسن، وحميد الأعرج بالتخفيف، انظر التيسير ص: 168167، وإتحاف فضلاء البشر ص: 336.
(3) الفراء، معاني القرآن 2/ 290.
(4) هو نصر بن محمد بن إبراهيم، أبو الليث السمرقندي تقدم في 1/ 322، وتصحف اسم كتابه في المخطوطة الى (التبيان)، طبع في كلكته عام 1285هـ / 1868م، وفي بولاق عام 1289هـ / 1872م، وفي بومباي 1304هـ / 1886م، وفي القاهرة على هامش «تنبيه الغافلين» عام 1344هـ / 1925م.
(5) ساقطة من المطبوعة.
(6) في المخطوطة (أجاز).
(7) ساقطة من المطبوعة.
(8) تقدم في 1/ 351.(1/475)
(أحدهم): عبد الله بن كثير المكّي القرشي مولاهم أبو سعيد وقيل أبو محمد، وقيل أبو بكر، وقيل أبو الصلت، ويقال له الداري. وهو من التابعين، وسمع عبد الله بن الزبير وغيره.
توفي بمكة سنة عشرين ومائة، وقيل اثنتين وعشرين.
(الثاني): نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولى جعونة (1) بن شعوب اللّيثي، هو مدني أصله من أصبهان، كنيته أبو رويم وقيل أبو الحسن، وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو عبد الله. توفي بالمدينة سنة تسع وستين ومائة.
(الثالث): عبد الله بن عامر بن يزيد بن ربيعة اليحصبيّ الدمشقيّ قاضي دمشق، وهو من كبار التّابعين، ولد في أول سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وتوفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومائة، وقيل ولد سنة ثمان من الهجرة، ومات وهو ابن مائة وعشر سنين، وفي كنيته سبعة أقوال: أصحها أبو عمرو وقيل أبو محمد، وأبو عبد الله، وأبو موسى، وأبو نعيم، وأبو عثمان، وأبو مغيث.
(الرابع): أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد الله البصريّ. قيل اسمه زبّان، وقيل يحيى، وقيل عثمان، وقيل محبوب، وقيل اسمه كنيته، توفي بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة، وقرأ على ابن كثير وغيره.
(الخامس): عاصم بن أبي النّجود بفتح النون أبو بكر الأسديّ الكوفي، توفّي بالكوفة سنة سبع، وقيل ثمان وعشرين ومائة. قال سفيان وأحمد بن حنبل وغيرهما: بهدلة هو أبو النّجود، وقال عمرو بن علي: بهدلة أمّة. قال أبو بكر بن [أبي] (2) داود: هذا خطأ. وقال عبد الله بن أحمد (3): قال أبي: أنا أختار قراءة عاصم.
__________
(1) تصحفت في المخطوطة إلى: (جعفر).
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) ابن حنبل.(1/476)
(السادس): حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات التيميّ، مولاهم، الكوفي أبو عمارة، توفي بحلوان سنة ثمان، وقيل ست وخمسين ومائة.
[(السابع): الكسائيّ عليّ بن حمزة الأسديّ مولاهم. الكوفيّ. توفي سنة تسع وثمانين ومائة] (1) كان قرأ على حمزة قال مكّي (2): «وإنّما ألحق بالسبعة في أيام المأمون وإنما كان السابع يعقوب الحضرميّ، فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائيّ في موضع يعقوب».
وليس في هؤلاء السّبعة من العرب إلا ابن عامر وأبو عمرو.
قال مكّي (3): «وإنما كانوا سبعة لوجهين: (أحدهما) أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجّه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف. (الثاني) أنّه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن وهي سبعة، على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقلّ لم يمتنع ذلك. إذ (4) عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى.
وقد ألف ابن جبير المقرئ (5) وكان قبل ابن مجاهد كتابا في القراءات وسمّاه كتاب «الخمسة»، [49/ ب] ذكر (6) فيه خمسة من القراء لا غير. [وألّف غيره] (7) كتابا وسماه «الثمانية» (8)، وزاد على هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي». انتهى.
__________
(1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(2) مكي، الإبانة عن معاني القراءات: 28.
(3) الإبانة: ص: 66.
(4) في المخطوطة (إذا).
(5) هو أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي، كان من كبار القراء، وحذّاقهم ومعمريهم، أخذ القراءة عرضا وسماعا على الكسائي، وروى عنه القراءة عرضا خلق كثير قال الداني: «إمام جليل ثقة ضابط أقرأ الناس بانطاكية إلى أن مات سنة 258هـ» (الذهبي، معرفة القراء 1/ 207). وكتابه «القراءات الخمسة» ذكره ابن الجزري في النشر 1/ 34، وحاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 1449.
(6) في المخطوطة (وذكر).
(7) ساقط من المخطوطة.
(8) راجع الكتب المؤلفة في القراءات الثمان ص 459458.(1/477)
قلت: ومنهم من زاد ثلاثة وسماه كتاب «العشرة» (1).
قال مكيّ (2): «والسّبب في اشتهار هؤلاء (3) السبعة دون غيرهم أنّ عثمان رضي الله عنه [لما] (4) كتب المصاحف، ووجّهها إلى الأمصار، وكان القرّاء في العصر الثاني والثالث كثير [ي العدد] (5)، فأراد الناس أن يقتصروا في العصر الرابع على ما وافق المصحف، فنظروا إلى إمام مشهور بالفقه والأمانة في النقل، وحسن الدين، وكمال العلم، قد طال عمره، واشتهر أمره وأجمع أهل مصر على عدالته، فأفردوا من [كلّ] (6) مصر وجّه إليه عثمان مصحفا إماما هذه صفة قراءته على مصحف ذلك المصر، فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائيّ من العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة كلّهم ممن اشتهرت إمامتهم وطال عمرهم في الإقراء، وارتحل الناس إليهم من البلدان. وأوّل من اقتصر على هؤلاء السبعة أبو بكر بن مجاهد سنة ثلاثمائة، وتابعه الناس».
وألحق المحققون، منهم البغويّ (7) في «تفسيره» بهؤلاء السبعة ثلاثة، وهم يعقوب الحضرميّ (8)، وخلف (9)، وأبو جعفر بن قعقاع (10) المدنيّ شيخ نافع لأنها لا تخالف رسم السبع.
__________
(1) راجع الكتب المؤلفة في القراءات العشر ص 463459.
(2) الإبانة: 63.
(3) في المخطوطة: «هذه».
(4) ساقطة من المخطوطة.
(5) ساقطة من المخطوطة.
(6) ساقطة من المخطوطة.
(7) البغوي، معالم التنزيل، 1/ 30، المقدمة وقد عزا البغوي هذا القول لابن مهران، أبي بكر أحمد بن الحسين في كتابه المعروف ب «العناية»، وقد ألحق البغوي اثنين من القراء، ولم يذكر خلفا.
(8) تقدم في 1/ 470.
(9) هو خلف بن هشام بن ثعلب أبو محمد البغدادي المقرئ أحد القراء العشرة قرأ على سليم عن حمزة وقرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني حدّث عن مسلم وأبو داود وابن حنبل وثقه ابن معين ت 229هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 208).
(10) هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ أحد القراء العشرة قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقال غير واحد قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم عن قراءتهم على أبيّ تصدى لإقراء القرآن دهرا قرأ عليه نافع ت 127هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 72)(1/478)
وقال الإمام أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم الهرويّ في كتاب «الكافي» (1) له: فإن قال قائل: فلم أدخلتم قراءة أبي جعفر (2) المدنيّ ويعقوب (3) الحضرمي في جملتهم، وهم خارجون عن السبعة المتفق عليهم؟ قلنا: إنما اتّبعنا (4) قراءتهما كما اتبعنا السبعة لأنا وجدنا قراءتهما على الشرط الذي وجدناه في قراءة غيرهما ممّن بعدهما في العلم والثقة (5) بهما واتصال إسنادهما، وانتفاء الطعن عن روايتهما. ثم إن التمسّك بقراءة سبعة (6) فقط ليس له أثر ولا سنة وإنّما السنّة أن تؤخذ القراءة إذا اتصلت روايتها (7) نقلا وقراءة ولفظا ولم يوجد طعن على أحد من رواتها ولهذا المعنى قدمنا السبعة (8) على غيرهم، وكذلك نقدّم أبا جعفر ويعقوب على غيرهما (9).
ولا يتوهم أن قوله صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» (10) انصرافه إلى قراءة سبعة من القراء يولدون من بعد عصر [من] (11) الصحابة بسنين كثيرة لأنه يؤدّي إلى أن يكون الخبر متعريا (12) عن فائدة إلى أن يحدثوا ويؤدّي إلى أنه لا يجوز لأحد من الصحابة أن يقرءوا إلا بما علموا أن السبعة من القراء يختارونه، قال: وإنما ذكرناه لأن قوما من العامة يتعلقون به.
وقال الشيخ موفق الدين الكواشي (13) «كلّ ما صح سنده، واستقام وجهه في (14) العربية، ووافق لفظه خطّ المصحف الإمام، فهو من السّبعة (15) المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا
__________
(1) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1379باسم «الكافي في القراءات السبع» ومؤلفه هو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الفقيه أبو محمد الهروي السرخسي. كان زاهدا ورعا وكان إماما في الحديث والقراءات ومعاني القرآن والأدب له تصانيف نفيسة أهمها: «الشافي في القراءة» و «الكافي» ت 414هـ (السبكي، طبقات الشافعية 3/ 115).
(2) تصحفت في المطبوعة إلى (حفص).
(3) تصحفت في المخطوطة إلى (وأبو جعفر).
(4) في المخطوطة (اتبعناها في).
(5) تصحفت في المخطوطة إلى (والفقه).
(6) في المخطوطة (السبعة).
(7) في المخطوطة (رواية).
(8) في المخطوطة (السبع).
(9) في المخطوطة (غيرهم).
(10) تقدم تخريج الحديث في النوع الحادي عشر (معرفة على كم لغة نزل).
(11) ساقطة من المطبوعة.
(12) في المخطوطة (متعديا).
(13) أحمد بن يوسف بن حسن الكواشي تقدم في 1/ 272، وهو قول مكّي بن أبي طالب في «الإبانة» ص: 67.
(14) عبارة المصنف: «واستقام مع جهة العربية» والتصويب من الإبانة.
(15) في المطبوعة: «السبع» والتصويب من المخطوطة «والإبانة»، والمقصود الأحرف السبعة المنصوص عليها في حديث: «أنزل القرآن على سبعة أحرف».(1/479)
مجتمعين أو متفرقين. فهذا هو الأصل الذي بني (1) عليه من قبول القراءات، عن سبعة كان أو [عن] (2) سبعة آلاف، ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة المذكورة في القراءة فاحكم بأنها شاذة ولا يقرأ بشيء من الشواذّ وإنما يذكر ما يذكر من الشواذ ليكون دليلا على حسب المدلول عليه، أو مرجحا».
وقال مكي (3): «وقد اختار الناس بعد ذلك، وأكثر اختياراتهم إنما هو في الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء: قوة وجهه في العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع العامة عليه [والعامة] (4) عندهم ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار. وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاختيار (5) ما اتفق عليه نافع وعاصم فقراءة هذين الإمامين أولى (6) القراءات، وأصحّها سندا وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصّة قراءة أبي عمرو والكسائي».
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (7): «كلّ قراءة [50/ أ] ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب فهي قراءة صحيحة معتبرة فإن اختلّ أحد هذه الأركان الثلاثة (8) أطلق على تلك القراءة أنها شاذّة وضعيفة أشار إلى ذلك جماعة من الأئمة (9) المتقدمين، ونصّ عليه الشيخ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب مفرد صنّفه في معاني القراءات السبع (10)، وأمر بإلحاقه بكتاب «الكشف» (11)، وذكره شيخنا
__________
(1) تصحفت العبارة في المطبوعة إلى: «فعلى هذا الأصل يبني من يقول».
(2) ساقطة من المطبوعة.
(3) في «الإبانة» ص: 65.
(4) ساقطة من المخطوطة، وهي عند مكي في «الإبانة».
(5) تصحفت في المطبوعة إلى (الاعتبار)، والتصويب من «الإبانة».
(6) كذا عند الزركشي في المخطوطة والمطبوعة، ولفظ مكي: «أوثق».
(7) «المرشد الوجيز» ص: 172171.
(8) عبارة أبي شامة: «فإذا اختلّت هذه الأركان الثلاثة».
(9) عبارة أبي شامة: «أشار إلى ذلك كلام الأئمة».
(10) وهو كتاب «الإبانة عن معاني القراءات» يقول فيه مكي في المقدمة «جعلته متصلا بكتاب «الكشف عن وجوه القراءات» فبه تتم فائدة الكشف» وقد طبع أولا في مصر بتحقيق عبد الفتاح إسماعيل شلبي مطبعة نهضة مصر عام 1380هـ / 1960م ثم طبع في دمشق بتحقيق محيي الدين رمضان بدار المأمون للتراث 1400هـ / 1979م
(11) كتاب «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها» طبع بتحقيق محيي الدين رمضان في مجمع اللغة العربية(1/480)
أبو الحسن (1) في كتابه «جمال القرّاء».
قال أبو شامة رحمه الله (2): «وقد ورد إلى دمشق استفتاء من بلاد العجم عن القراءة الشاذة: هل تجوز القراءة بها؟ وعن قراءة القارئ عشرا، كلّ آية بقراءة قارئ، فأجاب عن ذلك جماعة من مشايخ عصرنا منهم شيخا الشافعية والمالكية حينئذ، وكلاهما أبو عمر [و] (3)
وعثمان يعني ابن الصلاح وابن الحاجب» (4).
«قال شيخ الشافعية: يشترط أن يكون المقروء به على تواتر نقله عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرآنا، واستفاض نقله بذلك (5)، وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السّبع لأنّ المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهّد في الأصول فما لم يوجد فيه ذلك ما (6) عدا العشرة فممنوع من القراءة به منع تحريم، لا منع كراهة، في الصلاة وخارج الصلاة، وممنوع منه ممن (7) عرف المصادر والمعاني ومن لم يعرف ذلك، وواجب على من قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقوم بواجب ذلك، وإنما نقلها من نقلها من العلماء لفوائد فيها تتعلق بعلم العربية، لا للقراءة بها (8) هذا طريق من استقام سبيله. [ثم] (9) قال: والقراءة الشّاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة متلقاة بالقبول من الأئمة، كما يشتمل عليه «المحتسب» (10) لابن جني وغيره. وأما القراءة بالمعنى على تجوّزه (11) من غير أن ينقل (12) قرآنا فليس ذلك من القراءة
__________
بدمشق عام 1394هـ / 1974م، وصوّر في مؤسسة الرسالة ببيروت عام 1402هـ / 1981م.
(1) هو علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي تقدمت ترجمته في 1/ 206وكتابه «جمال القراء وكمال الإقراء» طبع بتحقيق د. علي حسين البواب بمكتبة التراث في مكة المكرمة عام 1408هـ / 1988م.
(2) في «المرشد الوجيز» ص: 183، وقد تصرّف الزركشي في نقله.
(3) زيادة من المخطوطة وليست عند أبي شامة.
(4) تقدمت ترجمة ابن الصلاح في 1/ 286، وابن الحاجب في 1/ 466.
(5) عند أبي شامة: «أو استفاض نقله كذلك»
(6) عند أبي شامة: «كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع».
(7) عند أبي شامة: «من».
(8) تصحفت العبارة في المطبوعة كالتالي: «لفوائد منها ما يتعلق بعلم العربية لا القراءة بها»
(9) ساقطة من المخطوطة، وهي عند أبي شامة.
(10) كتاب «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات ولغات العرب» لعثمان بن جني النحوي (ت 292هـ) طبع بتحقيق علي النجدي ناصف والدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة عام 1389هـ / 1969م.
(11) تصحفت عند الزركشي إلى: (تجويزه).
(12) تصحفت في المخطوطة إلى (ينقله).(1/481)
الشاذة أصلا والمتجرّئ على ذلك متجرّئ على عظيم، وضالّ ضلالا بعيدا، فيعزّر ويمنع بالحبس ونحوه. ويجب منع القارئ بالشواذ وتأثيمه بعد تعريفه، وإن لم يمتنع فعليه التعزير بشرطه. وأما (1) إذا شرع القارئ في قراءة فينبغي ألا يزال يقرأ بها ما بقي للكلام متعلق (2)
بما ابتدأ به. وما خالف هذا فمنه جائز وممتنع وعذره مانع من قيامه بحقه (3)، والعلم عند الله تعالى».
«وقال شيخ المالكية رحمه الله: لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما بالعربية كان أو جاهلا وإذا قرأها قارئ، فإن كان جاهلا بالتحريم عرّف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدّب بشرطه، وإن أصرّ على ذلك أدّب على إصراره، وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك. وأما تبديل {آتَيْنََا} (البقرة: 53) «بأعطينا» و {سَوَّلَتْ} (يوسف: 18) «بزيّنت» ونحوه فليس هذا من الشواذ، وهو (4) أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب».
«وأما القراءة بالقراءات المختلفة في آي العشر الواحد فالأولى ألّا يفعل. نعم إن قرأ بقراءتين في موضع إحداهما مبنية على الأخرى مثل أن يقرأ {نَغْفِرْ لَكُمْ} (الأعراف: 161) بالنون و (خطيئاتكم) بالرفع (5) ومثل: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدََاهُمََا} [بالكسر] {فَتُذَكِّرَ} (6)
(البقرة: 282) بالنصب، فهذا أيضا ممتنع وحكم المنع كما تقدم».
قال الشيخ شهاب الدين: والمنع من هذا ظاهر، وأمّا ما ليس كذلك [فلا] (7) منع منه
__________
(1) ليست عند أبي شامة.
(2) عند أبي شامة: (تعلق).
(3) كذا عبارة الزركشي، وأما عبارة أبي شامة ففيها اختلاف يسير، وهي: «وعذر المرض منع من بيانه بحقّه»
(4) في المخطوطة (بل هو)، وكلمة «بل» ليست عند أبي شامة.
(5) تصحفت عند الزركشي إلى: «بالجمع» والتصويب من أبي شامة وقراءة نافع وابن عامر «تغفر لكم» بالتاء المضمومة وفتح الفاء والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء وقرأ أبو عمرو «خطاياكم» من غير همز، وابن عامر «خطيئتكم» بالهمز ورفع التاء من غير ألف على التوحيد ونافع كذلك إلا أنه على الجمع والباقون كذلك إلا أنهم يكسرون التاء. (التيسير ص: 114).
(6) ما بين الحاصرتين ساقط عند الزركشي، وهو عند أبي شامة، وقد أثبتناه لضرورة المعنى، وقراءة حمزة (إن تضلّ) بكسر الهمزة والباقون بفتحها، (فتذكّر) برفع الراء وتشديد الكاف قراءة حمزة، وقراءة ابن كثير وأبو عمرو (فتذكر) بنصب الراء وتخفيف الكاف، والباقون بنصب الراء وتشديد الكاف (فتذكّر) (التيسير ص:
85).
(7) ساقطة من المخطوطة وهي عند أبي شامة.(1/482)
فإن الجميع (1) جائز، والتخيير فيه بأكثر من ذلك (2) كان حاصلا بما ثبت من إنزال القرآن على سبعة حروف توسعة على القراء فلا ينبغي أن يضيّق بالمنع من هذا ولا ضرر فيه، نعم أكره ترداد الآية بقراءات مختلفة كما يفعله أهل زماننا في جميع القراءات (3) لما فيه من الابتداع، ولم يرد فيه شيء عن (4) المتقدمين، وقد بلغني كراهته عن بعض متصدّري [50/ ب] المغاربة المتأخرين».
قلت: وما أفتى به الشيخان (5) نقله النوويّ في «شرح المهذب» (6) عن أصحاب الشافعي فقال: «قال أصحابنا وغيرهم: لا تجوز القراءة في الصّلاة ولا غيرها بالقراءة الشاذة لأنها ليست قرآنا لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، والقراءة الشاذة ليست متواترة، ومن قال غيره فغالط أو جاهل، فلو خالف وقرأ بالشاذّ أنكر عليه قراءتها في الصلاة وغيرها، وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ. ونقل ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ، ولا يصلّى خلف من يقرأ بها».
الأمر السابع: أن حاصل اختلاف القراء يرجع إلى سبعة أوجه (7):
(الأول): الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بقائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب، ولا يغير معناها نحو (البخل) و (البخل) (8) (النساء: 37)، و (ميسرة) و (ميسرة) (9) (البقرة: 280)، و {مََا هُنَّ أُمَّهََاتِهِمْ [إِنْ أُمَّهََاتُهُمْ]} [10] (المجادلة: 2)، و (هنّ)
__________
(1) تصحفت عند الزركشي إلى (جمع) والتصويب من أبي شامة
(2) عبارة أبي شامة: «والتخيير في هذا، وأكثر منه كان حاصلا».
(3) تصحفت عبارة الزركشي إلى: «جمع القرآن» والتصويب من أبي شامة.
(4) تصحفت في المطبوعة إلى «من» والتصويب من أبي شامة.
(5) يعني بهما ابن الصلاح، وابن الحاجب.
(6) المجموع شرح المهذب 3/ 392، كتاب الصلاة، فصل في مسائل مهمة تتعلق بقراءة الفاتحة وغيرها في الصلاة بتصرّف.
(7) تقدمت الأوجه السبعة في النوع الحادي عشر 1/ 305، وهي مما نقله ابن عبد البر عن ابن قتيبة.
(8) قرأ حمزة والكسائي (بالبخل) بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون (بالبخل) بضم الباء وإسكان الخاء (التيسير ص: 96).
(9) قرأ نافع (ميسرة) بضم السين، والباقون بفتحها (التيسير ص: 85).
(10) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة، وقراءة الرفع (ما هنّ أمهاتهم) على اللغتين الحجازية والتميمية قاله الزمخشري في الكشاف 4/ 71.(1/483)
و {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} و {أَطْهَرُ لَكُمْ} (1) (هود: 78)، {وَهَلْ نُجََازِي إِلَّا الْكَفُورَ}، وهل يجازى إلّا الكفور (2) (سبأ: 17).
(الثاني): الاختلاف في إعراب الكلمة في حركات بما يغيّر معناها، ولا يزيلها عن صورتها في الخط، نحو {رَبَّنََا بََاعِدْ بَيْنَ أَسْفََارِنََا} و {رَبَّنََا بََاعِدْ بَيْنَ أَسْفََارِنََا} (3) (سبأ: 19)، و {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} و {تَلَقَّوْنَهُ} (4) (النور: 15)، و {ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} و {بَعْدَ أُمَّةٍ} (5) (يوسف:
45) وهو كثير يقرأ به، لما صحت روايته ووافق العربية
(الثالث): الاختلاف في تبديل حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها، ولا يغيّر صورة الخط بها في رأي العين نحو {كَيْفَ نُنْشِزُهََا} وننشرها (6) (البقرة: 259)، و {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} و {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} (7) (سبأ: 23)، و {يَقُصُّ الْحَقَّ} ويقضي الحقّ (8) (الأنعام: 57) وهو كثير يقرأ به إذا صحّ سنده ووجهه لموافقته لصورة الخط في رأي العين.
__________
(1) قرأ عيسى بن عمر البصري: (أطهر) بنصب الراء (تفسير الطبري 12/ 52).
(2) قرأ حفص وحمزة والكسائي {وَهَلْ نُجََازِي} بالنون وكسر الزاي (إلا الكفور) بنصب الراء، والباقون يجازى بالياء وفتح الزاي، ورفع {الْكَفُورَ}. (التيسير ص: 181).
(3) تفسير الطبري 22/ 5958، والبحر المحيط 7/ 273272.
(4) قال ابن جني في كتابه المحتسب 2/ 104قراءة عائشة، وابن عباس رضي الله عنهم، وابن يعمر، وعثمان الثقفي:
إذا تلقونه أي تسرعون فيه، وقراءة ابن السّميفع: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} أي تلقونه من أفواهكم، وقراءة الناس: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ}، وذكر ابن خالويه في المختصر في شواذ القراءات ص 100: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} قراءة اليماني، و: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} بتشديد التاء قراءة ابن كثير، وقال: إن في هذا الحرف عشر قراءات. وانظر تفسير القرطبي 12/ 204.
(5) قراءة ابن عباس رضي الله عنهما: {بَعْدَ أُمَّةٍ}، وقراءة شبل بن عروة: {بَعْدَ أُمَّةٍ} (ابن خالويه، المختصر ص: 64).
(6) قرأ الكوفيون وابن عامر: {نُنْشِزُهََا} بالزاي، والباقون بالراء (التيسير: 82).
(7) قراءة ابن عامر: (فزع) بفتح الفاء والزاي، والباقون بضم الفاء وكسر الزاي: (فزع). (التيسير ص:
181)، وقرأ الحسن: (فزع) بزاي خفيفة وعين مهملة. و (فرغ) بفتح الفاء والراء المشددة والغين عن الحسن بخلاف وقتادة وأبي المتوكل، و (فرغ) عن الحسن وقتادة بخلاف عنهما، وروي عن الحسن أنه قرأ:
(فرغ) بضم الفاء وتشديد الراء مع الكسر والغين (المحتسب 2/ 192191) بتصرف.
(8) قراءة الحرميان وعاصم: (يقص) بالصاد المضمومة، والباقون بالضاد مكسورة والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخط (التيسير: 103).(1/484)
(الرابع): الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ولا يغيّر معناها نحو: {إِنْ كََانَتْ إِلََّا صَيْحَةً وََاحِدَةً} وإلا زقية واحدة (1) (يس: 29) و {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}
وكالصّوف المنقوش (2) (القارعة: 5) فهذا يقبل إذا صحت روايته، ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف، ولأنه إنما ثبت عن آحاد (3).
(الخامس): الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها في الخط ويزيل معناها، نحو {الم * تَنْزِيلُ الْكِتََابِ} (السجدة: 1و 2) في موضع {الم * ذََلِكَ الْكِتََابُ} (البقرة: 1و 2).
و {طَلْحٍ مَنْضُودٍ} (الواقعة: 29) وطلع منضود (4) فهذا لا يقرأ به أيضا لمخالفته الخط، ويقبل منه ما لم يكن فيه تضادّ لما عليه المصحف.
(السادس): الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قرأ عند الموت: وجاءت سكرة الحقّ بالموت (5) (ق: 19)، وبهذا قرأ ابن مسعود فهذا يقبل لصحة معناه إذا صحت روايته، ولا يقرأ به لمخالفته المصحف، ولأنه خبر (6) واحد.
(السابع): الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم نحو {وَمََا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}
(يس: 35) {وَمََا عَمِلَتْ} (7) ونعجة أنثى (8) (ص: 23) ونظائره، فهذا يقبل منه ما لم يحدث حكما لم يقله أحد، ويقرأ منه ما اتفقت عليه المصاحف في إثباته وحذفه، نحو:
{تَجْرِي تَحْتَهَا} في براءة عند رأس المائة، [و {مِنْ تَحْتِهَا}] (9)، و {فَإِنَّ اللََّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} في الحديد (الآية: 24)، وفإنّ الله الغنيّ (10) ونحو ذلك مما اختلف فيه
__________
(1) قرأ ابن مسعود: زقية، ابن خالويه، (المختصر ص: 125).
(2) قراءة ابن مسعود: كالصوف المنقوش بالقاف (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 178)
(3) في المخطوطة (الآحاد).
(4) قراءة علي رضي الله عنه: و (طلع) بالعين (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 151).
(5) ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 144، وانظر تفسير الطبري 26/ 100.
(6) تصحفت في المطبوعة إلى (غير).
(7) قال الزمخشري في الكشاف 3/ 286وقرئ {وَمََا عَمِلَتْ} من غير ضمير، وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك وفي مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام مع الضمير.
(8) وهي قراءة ابن مسعود (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 130).
(9) ساقطة من المخطوطة، وهي قراءة ابن كثير بزيادة (من) وخفض التاء، والباقون بدون (من) وفتح التاء.
(التيسير ص: 119).
(10) وهي قراءة نافع وابن عامر بحذف (هو) والباقون بإثباتها (التيسير: 208).(1/485)
المصاحف التي وجّه بها عثمان إلى الأمصار فيقرأ به إذ لم يخرجه عن خطّ المصحف، ولا يقرأ منه ما لم تختلف فيه المصاحف، لا يزاد شيء لم يزد فيها، ولا ينقص شيء لم ينقص منها.
الأمر الثامن (1)، قال أبو عبيد في كتاب «فضائل القرآن» (2): «إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها وذلك كقراءة عائشة وحفصة: حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى صلاة العصر (3) (البقرة: 238)، وكقراءة ابن مسعود: والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيمانهما (4) (المائدة: 38).
ومثل قراءة أبيّ: للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر فإن فاءو فيهن (5)
(البقرة: 226)، وكقراءة سعد بن أبي وقاص: وإن كان له أخ أو أخت من أمّه (6) فلكلّ
(النساء: 12).
وكما قرأ ابن عباس: لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربّكم في مواسم الحج (7)
(البقرة: 198) قلت (8): وكذا قراءته: وأيقن أنّه الفراق (القيامة: 28) وقال: ذهب الظن، قال أبو الفتح (9): «يريد أنّه ذهب اللفظ الذي يصلح للشك وجاء اللّفظ الذي هو مصرّح (10) باليقين» انتهى. وكقراءة جابر: فإنّ الله من بعد إكراههنّ لهنّ غفور رحيم (11)
__________
(1) تصحفت في المخطوطة إلى (الثالث).
(2) فضائل القرآن لأبي عبيد ق 48/ ب (مخطوطة توبنجن) بتصرّف.
(3) تفسير الطبري، 2/ 348، والمصاحف لابن أبي داود: 83مصحف عائشة أم المؤمنين وص 85، مصحف حفصة أم المؤمنين، وص: 87مصحف أم سلمة، رضي الله عنهن.
(4) كما في تفسير الطبري 6/ 148.
(5) قرأ عبد الله: فإن فاءو فيهن وقرأ أبي فإن فاءو فيها وروي (فيهن) كقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما والضمير عائد إلى الأشهر. (أبو حيان، البحر المحيط 2/ 182).
(6) تصحفت في المطبوعة إلى: (أم) والتصويب من فضائل القرآن لأبي عبيد وتفسير الطبري 4/ 194.
(7) أخرجه أبو عبيد في فضائله ص: 3 (في القسم المطبوع من ضمن مجلة إسلاميكا). ذكرها ابن خالويه في المختصر ص: 120.
(8) القول للزركشي، وليس عند أبي عبيد في الفضائل.
(9) ابن جني، في المحتسب 2/ 342.
(10) في المحتسب (تصريح).
(11) تصحف في المطبوعة إلى (له غفور رحيم) والتصويب من أبي عبيد، والقراءة ذكرها القرطبي في التفسير 12/ 255.(1/486)
(النور: 33)، فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسّرة للقرآن، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كبار الصحابة، ثم صار في نفس القراءة! فهو الآن أكثر من [51/ أ] التفسير وأقوى فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف (1)
معرفة صحة التأويل على أنّها من العلم الذي لا يعرف العامة فضله إنما يعرف ذلك العلماء، وكذلك (2) يعتبر بها وجه القرآن كقراءة من قرأ: {يَقُصُّ الْحَقَّ} (الأنعام: 57) (3) [فلما وجدتها في قراءة عبد الله (4): يقضي الحقّ] (3) علمت أنها (6) إنما هي (يقضي) فقرأتها على (6) ما في المصحف واعتبرت صحتها بتلك القراءة، وكذلك قراءة من قرأ: {أَخْرَجْنََا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} (النمل: 82)، ثم [لمّا] (8) وجدتها في قراءة أبيّ «تنبئهم» (9) علمت أن وجه القراءة {تُكَلِّمُهُمْ} في أشباه من هذا كثيرة».
(10) [(فائدة): حكى الجاحظ عن النهي أنهم كانوا يكرهون أن يقولوا: «قراءة عبد الله» و «قراءة سالم» و «قراءة أبي» و «قراءة زيد» بل يقال: «فلان كان يقرأ كذا وفلان كان يقرأ بوجه كذا»] (10).
(فائدة): قيل قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، راجعة إلى أبيّ، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان، وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وعليّ وابن مسعود.
(فائدة): قال [ابن] (12) مجاهد: إذا شك القارئ في حرف هل هو (13) [بالياء أو بالتاء فليقرأه بالياء فإن القرآن يذكّر وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز، فليترك الهمز.
وإن شكّ في حرف هل يكون موصولا أو مقطوعا فليقرأ بالوصل. وإن شك في حرف هل هو] (13)
ممدود أو مقصور؟ فليقرأ بالقصر، وإن شكّ في حرف: هل هو مفتوح أو مكسور؟ فليقرأ بالفتح لأن الأوّل غير لحن في بعض المواضع.
__________
(1) عبارة أبي عبيد: «من علم هذه الحروف».
(2) تصحفت في المطبوعة إلى «ولذلك يعتبر بهما» والتصويب من أبي عبيد.
(3) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(4) قرأ الحرميان وعاصم: (يقص) بالصاد المضمومة والباقون بالصاد مكسورة والوقف لهم في هذا ونظيره بغير ياء اتباعا للخط (التيسير: 103).
(6) عبارة أبي عبيد: «علمت أنت أنها إنما هي يقضي الحق فقرأتها أنت على ما» بزيادة أنت في موضعين.
(8) ساقطة من المخطوطة، وهي موجودة عند أبي عبيد.
(9) انظر تفسير البحر المحيط لأبي حيان 7/ 97.
(10) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(12) ساقطة من المخطوطة.
(13) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.(1/487)
النوع الثالث والعشرون معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ (1)
وهو فن جليل، وبه تعرف (2) جلالة المعاني وجزالتها، وقد اعتنى الأئمة به، وأفردوا فيه كتبا، منها كتاب «الحجّة (3)» لأبي عليّ الفارسيّ، وكتاب «الكشف (4)» لمكي وكتاب «الهداية» للمهدوي (5)، وكلّ منها قد اشتمل على فوائد (6)
__________
(1) هذا النوع تابع لسابقه.
(2) في المخطوطة (يعرف).
(3) تصحفت في المخطوطة إلى (الحجج)، وتقدمت ترجمة المؤلف في 1/ 375والكتاب طبع في القاهرة بدار الكاتب العربي باسم «الحجة في علل القراءات السبع» بتحقيق علي النجدي ناصف، وعبد الحليم النجار، وعبد الفتاح الشلبي عام 1388هـ / 1968م، وطبع أيضا في دمشق بدار المأمون للتراث باسم «الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم مجاهد» تحقيق محمد بدر الدين القهوجي، وبشير جويجاتي وظهر المجلد الأول منه عام 1406هـ / 1985م
(4) طبع كتاب «الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها» لمكي بن أبي طالب القيسي القيرواني الأندلسي (ت 437هـ) بتحقيق محيي الدين رمضان، بمجمع اللغة العربية بدمشق عام 1394هـ / 1974م في مجلدين وصوّر بمؤسسة الرسالة في بيروت عام 1402هـ / 1982م.
(5) تصحّف الاسم في المخطوطة إلى: «المهدي» وهو أحمد بن عمار بن أبي العباس الإمام أبو العباس المهدوي نسبة إلى المهدية بالمغرب، رحل وقرأ على محمد بن سفيان وقرأ عليه غانم بن الوليد ت بعد 430هـ (الذهبي، معرفة القراء 1/ 399، وابن الجزري، غاية النهاية 1/ 92) وللمهدوي في هذا الموضوع أيضا كتاب «الموضح في علل القراءات».
(6) ومن الكتب المؤلفة في هذا النوع سوى ما ذكره المصنف: «احتجاج القراءات للمبرّد، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، ت 285هـ (الفهرست: 65) «جامع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه» لابن جرير الطبري، محمد بن جعفر. ت 310هـ (بروكلمان 3/ 50) «احتجاج القراءات» لابن السراج، أبي بكر محمد بن السري بن سهل البغدادي، ت 316هـ (الفهرست: 68) «الاحتجاج للقراء» لابن درستويه، أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد، ت 330هـ (الفهرست 38و 69) «احتجاج(1/488)
وقد صنّفوا أيضا في توجيه القراءات الشواذّ، ومن أحسنها كتاب «المحتسب (1)» لابن
__________
القراءات» لابن مقسم، أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم بن يعقوب، ت 332هـ (الفهرست: 36) «الفصل بين أبي عمرو والكسائي» لأبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم البزار، ت 349هـ (الفهرست: 35) «السبعة بعللها الكبير» للنقاش، أبي طاهر، علي بن عبد الواحد ت 351هـ (الفهرست: 86) «الحجة» لابن خالويه، الحسين بن أحمد بن محمد، ت 370هـ (الفهرست: 73). «شرح الغاية في القراءات العشر وعللها» لأبي علي الفارسي، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار (ت 377هـ) صاحب «الحجّة»، مخطوط في الخزانة التيمورية: 344تفسير (معجم الدراسات القرآنية: 510) «المختار في معاني قراءات أهل الأمصار» (في القراءات الثمان) لأبي بكر أحمد بن عبيد الله بن إدريس (؟) وهو كتاب حسن التأليف أداره على معاني ما اختلفت به القراء الثمانية، السبعة، ويعقوب الحضرمي (كشف الظنون 2/ 1623) «الإرشاد في معرفة مذاهب القراء السبعة وشرح أصولهم» لأبي الطيب بن غلبون، عبد المنعم بن عبد الله ت 389هـ (فهرسة ابن خير: 25) «حجة القراءات» لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة (القرن 4هـ) طبع بتحقيق سعيد الأفغاني بجامعة بن غازي بليبيا 1395هـ / 1974م في 814ص، وصوّر بمؤسسة الرسالة ببيروت 1399هـ / 1979م في 816ص «معاني القراءات» للخمي، عبد الواحد بن الحسين ت 410هـ (غاية النهاية 1/ 910). «الموضح في علل القراءات» لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت نحو 440هـ) صاحب «الهداية» مخطوط يوجد منه نسختان في معهد المخطوطات بالقاهرة، ويوجد منه نسخة في الخزانة العامة بالرباط: 139ولها صورة بدار الكتب القطرية: 4، باسم «الموضح في تعليل وجوه القراءات» (معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 169) «علل القراءات» لسلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد النيسابوري، ت 511هـ (طبقات المفسرين للسيوطي: 13) «الكشف في نكت المعاني والإعراب وعلل القراءات المروية عن الأئمة السبعة» للباقولي، أبي الحسن علي بن الحسين النحوي (ت 543هـ) حققه عبد الرحمن محمد العمار كرسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بالرياض 1407هـ / 1987م (أخبار التراث العربي 34/ 25) وحققه أيضا محمد الدالي كرسالة دكتوراه بجامعة دمشق 1408هـ / 1988م (أخبار التراث العربي 35/ 15) «علل القراءات» لأبي عبد الله محمد بن طيفور الغزنوي ت 560هـ (طبقات المفسرين للسيوطي: 33) «الموضح في وجوه القراءات وعللها» لأبي عبد الله، نصر بن علي بن محمد الشيرازي (كان حيا 565هـ) مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: 883ف مصورة عن نسخة مكتبة راغب باشا باسطنبول، ويوجد له صورة أيضا بمعهد المخطوطات بالكويت (أخبار التراث العربي 32/ 7) «أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر وشيء من الشواذ» لملك النحاة، أبي نزار الحسن بن أبي الحسن. ت 568هـ (معجم الأدباء 3/ 75) «حجة المقتدي» للاسكندري، عبد الواحد بن عبد المهيمن ت 629هـ (غاية النهاية 1/ 920) «طلائع البشر» لقمحاوي حسين بن عبد الواحد، 1399هـ طبع بمكتبة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة 1385هـ / 1965م. «القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب» لعبد الفتاح القاضي، طبع بدار احياء الكتب العربية بالقاهرة 1372هـ / 1952م وبدار الكتب العربي، ببيروت 1403هـ / 1983م.
(1) طبع كتاب «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها» بتحقيق علي النجدي ناصف وعبد الفتاح إسماعيل شلبي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 1389هـ / 1969م في مجلدين.(1/489)
جنّي، وكتاب أبي البقاء (1)، وغيرهما (2).
وفائدته كما قال الكواشي (3): أن يكون دليلا على حسب المدلول عليه، أو مرجّحا إلّا أنّه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنه قد ترجّح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى وهذا غير مرضيّ لأن كلتيهما متواترة، وقد حكى أبو عمر (4)
الزاهد في كتاب اليواقيت» عن ثعلب أنه قال: «إذا اختلف الإعراب في القرآن (5) عن السبعة لم أفضّل إعرابا على إعراب في القرآن فإذا خرجت إلى الكلام، كلام الناس، فضّلت الأقوى وهو حسن».
وقال أبو جعفر النحاس (6) وقد حكى اختلافهم في ترجيح [قراءة] (7) {فَكُّ رَقَبَةٍ}
(البلد: 13) بالمصدرية والفعلية فقال: «والديانة تحظر الطعن على القراءة التي قرأ بها الجماعة، ولا يجوز أن تكون مأخوذة إلا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف (8)» فهما قراءتان حسنتان، لا يجوز أن تقدّم إحداهما على الأخرى».
وقال في سورة المزّمّل (9): «السّلامة عند أهل الدّين أنه إذا صحّت القراءتان عن الجماعة ألّا يقال: إحداهما أجود لأنهما جميعا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فيأثم من قال ذلك وكان رؤساء (10) الصحابة رضي الله عنهم ينكرون مثل هذا».
__________
(1) هو أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (ت 616هـ) وكتابه «إعراب القراءات الشواذ» مخطوط في دار الكتب المصرية رقم 199، ومنه صورة بمعهد المخطوطات العربي رقم 13تفسير، ويقوم بتحقيقه خليل بنيات الحسون، في بغداد (أخبار التراث العربي 28/ 16).
(2) راجع في القراءات الشواذ وتوجيهها النوع السابق.
(3) موفق الدين، تقدم التعريف به في 1/ 272.
(4) تصحف الاسم في المخطوطة إلى (عمرو)، وتقدم التعريف به في 1/ 393، وكتابه ذكره ياقوت في معجم الأدباء 18/ 232باسم «اليواقيت في اللغة».
(5) في المخطوطة «القراءات».
(6) «إعراب القرآن» 5/ 232231.
(7) ساقطة من المطبوعة.
(8) تقدم تخريج الحديث انظر في النوع الحادي عشر ص 303.
(9) إعراب القرآن 5/ 62.
(10) في المخطوطة (رءوس) وفي «إعراب القرآن» رؤساء.(1/490)
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة (1) رحمه الله: «قد أكثر المصنّفون في القراءات والتفاسير من الترجيح بين قراءة (ملك) و {مََالِكِ} (الفاتحة: 4) حتى إنّ بعضهم يبالغ إلى حدّ يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى وليس (2) هذا بمحمود (2) بعد ثبوت القراءتين واتّصاف (4) الربّ تعالى بهما ثم قال: حتى إني أصلّي بهذه في ركعة، وبهذه في ركعة».
[51/ ب] وقال صاحب «التحرير (5)»: «وقد ذكر التوجيه في قراءة (وعدنا) و {وََاعَدْنََا} (6): (البقرة: 51) لا وجه للترجيح بين بعض القراءات السبع وبعض في مشهور كتب الأئمة من المفسرين والقرّاء والنحويين وليس ذلك راجعا إلى الطريق حتى يأتي هذا القول بل مرجعه بكثرة الاستعمال في اللغة والقرآن، أو ظهور المعنى بالنسبة إلى ذلك المقام».
وحاصله أن القارئ يختار رواية هذه القراءة على رواية غيرها، أو نحو ذلك وقد تجرأ بعضهم على قراءة الجمهور في {فَنََادَتْهُ الْمَلََائِكَةُ} (آل عمران: 39) فقال: أكره التأنيث لما فيه من موافقة دعوى الجاهلية في زعمها أن الملائكة إناث وكذلك كره بعضهم قراءة من قرأ بغير تاء لأن الملائكة جمع.
وهذا كلّه ليس بجيّد، والقراءتان متواترتان فلا ينبغي أن تردّ إحداهما البتّة وفي قراءة عبد الله: فناداه جبريل (7) ما يؤيد أن الملائكة مراد به الواحد.
فصل
وتوجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة، ومن أحسن ما وضع فيه
__________
(1) المرشد الوجيز: 171، بتصرّف.
(2) عبارة المخطوطة (المحمود).
(4) في المخطوطة (اتصاف).
(5) هو محمد بن سليمان بن الحسن أبو عبد الله البلخي الحنفي المعروف بابن النقيب، ولد بالقدس سنة 611هـ كان أحد العلماء الزهاد عابدا متواضعا أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر لا يخاف من ذي سطوة. له تفسير مشهور في نحو مائة مجلد (ت 698هـ) بالقدس (الداودي، طبقات المفسرين 2/ 144) وكتابه «التحرير والتحبير في التفسير» مخطوط في مكتبة فاتح رقم 177، ومنه نسخة مصورة في معهد المخطوطات المصورة رقم 71.
(6) قراءة أبي عمرو (وعدنا) بغير ألف وقراءة الباقين: {وََاعَدْنََا} بالألف (التيسير ص: 73).
(7) البحر المحيط 2/ 446.(1/491)
كتاب «المحتسب» (1) لأبي الفتح إلا أنه لم يستوف، وأوسع منه كتاب أبو البقاء العكبري (1).
وقد يستبشع ظاهر الشاذّ بادي الرأي فيدفعه التأويل، كقراءة: {قُلْ أَغَيْرَ اللََّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فََاطِرِ السَّمََاوََاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلََا يُطْعَمُ} (3) (الأنعام: 14)، على بناء الفعل الأول للمفعول دون الثاني وتأويل الضمير في {وَهُوَ} راجع إلى الوليّ. وكذلك قوله: {هُوَ اللََّهُ الْخََالِقُ الْبََارِئُ الْمُصَوِّرُ} (4) (الحشر: 24) بفتح الواو والراء على أنّه اسم مفعول، وتأويله أنه مفعول لاسم الفاعل، الذي هو البارئ، فإنه يعمل عمل الفعل كأنه قال: الذي برأ المصوّر. وكقراءة: {إِنَّمََا يَخْشَى اللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ الْعُلَمََاءُ} (5) (فاطر: 28)، وتأويله أن الخشية هنا بمعنى الإجلال والتعظيم لا الخوف. وكقراءة: {فَإِذََا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللََّهِ} (6)
(آل عمران: 159) بضم التاء على التكلم لله تعالى وتأويله على معنى: فإذا أرشدتك إليه وجعلتك تقصده. وجاء قوله: {عَلَى اللََّهِ} على الالتفات وإلّا لقال: «فتوكّل عليّ»، وقد نسب العزم إليه في قول أم سلمة «ثم عزم الله لي» (7)، وذلك على سبيل المجاز، وقوله:
{شَهِدَ اللََّهُ أَنَّهُ لََا إِلََهَ إِلََّا هُوَ} (آل عمران: 18).
__________
(1) تقدم الكلام عنه في أول النوع.
(3) هذه قراءة الأعمش (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 341).
(4) وهي قراءة اليماني (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 154).
(5) قرأ الجمهور بنصب الجلالة ورفع العلماء، وروي عن عمر بن عبد العزيز، وأبي حنيفة، عكس ذلك، ولعل ذلك لا يصحّ عنهما، وقد رأينا كتبا في الشواذ ولم يذكروا هذه القراءة، وإنما ذكرها الزمخشري، وذكرها عن أبي حيوة أبو القاسم يوسف بن جبارة في كتابه «الكامل» (أبو حيان، البحر المحيط 7/ 312).
(6) وهي قراءة أبي نهيك وجعفر بن محمد (ابن خالويه، مختصر في شواذ القرآن: 23).
(7) من حديث لأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 633، كتاب الجنائز (11)، باب ما يقال عند المصيبة (2) الحديث (5) ولفظه: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول:
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها. فلما توفّي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ ثم عزم الله لي فقلتها، قالت: فتزوّجت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقولها «ثم عزم الله لي» أي خلق لي عزما، والعزم عقد القلب على إمضاء الأمر.(1/492)
النوع الرابع والعشرون معرفة الوقف والابتداء (1)
[تعريفه]
وهو فنّ جليل، وبه يعرف كيف أداء القرآن. ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة. وبه تتبيّن معاني الآيات، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات.
[التصنيف فيه]
وقد صنف فيه الزّجاج (2) قديما كتاب «القطع والاستئناف»، وابن
__________
(1) للتوسع في هذا النوع انظر الفهرست لابن النديم ص 3938الفن الثالث من المقالة الأولى الكتب المؤلفة في الوقف والابتداء في القرآن، والكتب المؤلفة في وقف التمام، وفنون الأفنان لابن الجوزي ص 353باب في أدب الوقف والابتداء، والنشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 224، الوقوف والابتداء، والإتقان للسيوطي 1/ 230النوع الثامن والعشرون في معرفة الوقف والابتداء ومقدمة منار الهدى للأشموني ص 13 فوائد مهمة وترتيب العلوم للمرعشي: 130وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 1470كتاب الوقف في كلا، وفي 2/ 2024علم الوقوف، وأبجد العلوم للقنوجي 2/ 570علم الوقوف، ومقدمة معجم الدراسات القرآنية ص 47أول من ألف في الوقوف، ومقدمة التحقيق لكتاب منار الهدى لبسام عبد الوهاب الجابي ص 5، ومقدمة التحقيق لكتاب المكتفي في الوقف والابتداء للدكتور يوسف المرعشلي، و «علامات الوقف في القرآن» لحسن مأمون (مقال في مجلة منبر الإسلام، س 22، ع 8، عام 1384هـ / 1964م)، «وعلامات الوقف في القرآن» لمحمد الفحام، (مقال في مجلة منبر الإسلام، س 30، ع 3، عام 1393هـ / 1973م).
(2) كذا في المطبوعة والمخطوطة ولعل في العبارة سقطا أدى إلى خلل وتقدير السقط: «وصنف ابن النحاس» فالزجاج هو إبراهيم بن السري بن سهل النحوي المفسر تقدم في 1/ 105، وكتابه «الوقف والابتداء» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1471وأما «القطع والائتناف» فهو لابن النحاس أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل، تقدم في 1/ 356، وقد طبع في بغداد بتحقيق أحمد خطاب العمر، ضمن منشورات وزارة الأوقاف العراقية سنة 1398هـ / 1978م في مجلد ضخم يقع في (942) صفحة.(1/493)
الأنباري (1)، وابن عباد (2)، والدّاني (3)، والعماني (4)، وغيرهم (5).
[أهميته]
وقد جاء عن ابن عمر أنهم كانوا يتعلّمون ما ينبغي أن يوقف عنده، كما يتعلّمون
__________
(1) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري تقدم في 1/ 299، وكتابه «إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل» طبع بالمطبعة التعاونية في دمشق بتحقيق محيي الدين عبد الرحمن رمضان ونشره المجمع العلمي العربي 1391هـ / 1971م وأعاد المحقق طبعه في الأردن ضمن منشورات جامعة اليرموك (نشرة أخبار التراث العربي 22/ 22سنة 1985).
(2) هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عباد المكي البغدادي النحوي المقرئ كان مقدّما في علم القراءات بارعا في النحو وعلوم العربية قرأ النحو على أبي سعيد السيرافي النحوي. وأخذ عنه القراءة أبو العباس أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد بن الحجاج بن هارون. صنّف كتاب «الوقف والابتداء» وأجاد فيه وسمعه منه أبو العباس المذكور توفي سنة 334هـ (ذكره ياقوت في معجم الأدباء 19/ 28)، وذكر الكتاب أيضا حاجي خليفة في (كشف الظنون 2/ 1471).
(3) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني تقدم ذكره في 1/ 149، وله مؤلفات في الوقف والابتداء، الأول: «الاهتداء في الوقف والابتداء» مخطوط في الأزهر برقم (276) 22283 (انظر معجم الدراسات القرآنية ص 466)، الثاني: «الوقف على كلّا وبلى» ذكره الداني نفسه في كتابه «المكتفي» عند الآية (112) من سورة البقرة، الثالث: «المكتفي في الوقف والابتداء» وله تسميات عدة منها: «الوقف التام والوقف الكافي والحسن»، ومنها: «الوقف والابتداء»، ومنها: «المكتفي في معرفة الوقف التام والكافي والحسن»، وقد طبع أولا بتحقيق يوسف المرعشلي في بيروت، مؤسسة الرسالة سنة 1404هـ / 1984م وطبع ثانيا بتحقيق جايد زيدان مخلف في بغداد ضمن منشورات وزارة الأوقاف سنة 1405هـ / 1985م، ويحققه عبد الحليم بن محمد نصار السلفي كرسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سنة 1404هـ / 1984م (نشرة أخبار التراث العربي 14/ 27)
(4) هو أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد العماني، إمام فاضل محقق، كان نزل مصر وذلك بعيد الخمسمائة.
(ابن الجزري، غاية النهاية 1/ 223) وله كتابان في الوقوف: «المغني في معرفة وقوف القرآن» ذكره العماني نفسه في مقدمة كتابه «المرشد في «معنى الوقف»، الثاني هو: «المرشد في معنى الوقف التام والحسن الكافي والصالح والجائز والمفهوم وبيان تهذيب القراءات وتحقيقها وعللها» مخطوط بجامعة استانبول القسم العربي رقم (6827) ذكره ششن في نوادر المخطوطات 2/ 251.
(5) ومن الكتب المؤلفة في الوقف والابتداء سوى ما ذكره المؤلف «الوقف والابتداء» لضرار بن صرد المقرئ ت 129هـ (ابن النديم، الفهرست: 38) «الوقوف» لشيبة بن نصاح المدني (ت 130هـ) (غاية النهاية 1/ 330) «الوقف والابتداء» لأبي عمرو بن العلاء. ت 154هـ. (العش الخطيب البغدادي ص 95) «الوقف والابتداء» لحمزة بن حبيب الزيات. ت 156هـ (الفهرست: 38) «وقف التمام» لنافع بن عبد الرحمن. ت 169هـ (ذكره ابن النحاس في القطع والائتناف: 75، وابن النديم في الفهرست:(1/494)
__________
39) «الوقف والابتداء» الكبير للرؤاسي محمد بن أبي سارة أبو جعفر (توفي في حدود 170هـ) وله أيضا «الوقف والابتداء» الصغير (الفهرست: 71) «الوقف والابتداء» لعلي بن حمزة الأسدي أبو الحسن الكسائي إمام اللغة في الكوفة ت 189هـ (الأشموني منار الهدى: 14) «وقف التمام» لأحمد بن موسى اللؤلؤي (توفي في النصف الثاني من القرن الثاني) (الفهرست: 39، وقد تصحف اسم المؤلف عنده إلى أحمد بن عيسى والتصويب من ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 143) «الوقف والابتداء» لليزيدي يحيى بن المبارك ت 202هـ (الفهرست: 38) «وقف التمام» ليعقوب بن إسحاق الحضرمي ت 205هـ (القطع والائتناف: 75، والفهرست: 39) «الوقف والابتداء» للفراء أبي زكريا يحيى بن زياد. ت 207هـ (الفهرست: 207) «الوقف والابتداء» لمعمر بن المثنى أبي عبيدة البصري. ت 210هـ (منار الهدى:
14) «وقف التمام» لسعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش. ت 221هـ (القطع والائتناف: 75، والفهرست: 39و 58). «الوقف والابتداء» لخلف بن هشام أحد القراء العشرة ت 229هـ (الفهرست:
38) «الوقف والابتداء» لأبي جعفر النحوي محمد بن سعدان الضرير. ت 231هـ (الفهرست: 38) «وقف التمام» لأبي الحسن روح بن عبد المؤمن ت 235هـ (الفهرست: 39) «الوقف والابتداء» لليزيدي عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن. ت 237هـ، (الفهرست: 38و 56) «وقف التمام» لنصير بن يوسف أبو المنذر النحوي. ت 240هـ (الفهرست: 39) «الوقف والابتداء» لأبي عمر الدوري حفص بن عمر بن عبد العزيز. ت 248هـ، (الفهرست: 38) «المقاطع والمبادي» لأبي حاتم السجستاني سهل بن محمد، ت 248هـ (القطع والائتناف: 75، كشف الظنون 2/ 1781، وذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي بالعربية 2/ 161) «الوقف والابتداء» لمحمد بن عيسى بن إبراهيم أبي عبد الله المتمرى ت 253هـ، (منار الهدى: 14) «الوقف والابتداء» لابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد. ت 281هـ (سير أعلام النبلاء 13/ 404) «الوقف والابتداء» لأبي بكر الجعدي محمد بن عثمان بن مسبح ت 288هـ (ابن النديم الفهرست: 38) «الوقف والابتداء» لأبي علي الدينوري النحوي اللغوي. ت 289هـ (الأشموني منار الهدى: 14) «الوقف والابتداء» لثعلب أبي العباس أحمد بن يحيى ت 291هـ (الفهرست: 81) «الوقف والابتداء» لأبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي ت 291هـ (الفهرست: 38) «الوقف» لأبي العباس الفضل بن محمد توفي في النصف الثاني من القرن الثالث) وهو كتاب ردّ به على كتاب «المقاطع والمبادي» لأبي حاتم السجستاني، مخطوط في المتحف البريطاني أول (1589) (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي بالعربية 2/ 161) «الوقف والابتداء» لابن كيسان أبي الحسن محمد بن أحمد. ت 299هـ، (الفهرست: 38و 89) «الوقف والابتداء» لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن أوس (في حدود 341هـ) مخطوط في تركيا مكتبة شهيد علي باشا 31، (بروكلمان، تاريخ الأدب بالعربية 4/ 5) «الوقوف» لوكيع أحمد بن كامل بن خلف. ت 350هـ، (الفهرست ص 35) «الوقوف» لأبي حفص الآملي عمر بن علي بن منصور ت 351هـ (غاية النهاية 1/ 595) «الوقف والابتداء» لابن مقسم أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب. ت 354هـ (الفهرست: 36) «الوقف والابتداء» للسيرافي أبي سعيد الحسن بن عبد الله. ت 368هـ (الفهرست: 68) «الوقف والابتداء» للغزّال أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن. ت 369هـ (سير أعلام النبلاء 16/ 217) «الوقف والابتداء لهشام بن عبد الله، ت؟ (الفهرست ص 38) «الوقف والابتداء» لأحمد بن الحسين بن مهران(1/495)
__________
ت 381هـ وله أيضا «وقوف القرآن»، و «المقاطع والمبادي» (معجم الأدباء 3/ 1413) «الوقف والابتداء» للصاحب بن عبّاد، الوزير أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد، ت 385هـ (إنباه الرواة 1/ 238) «الوقف والابتداء» لابن جني أبي الفتح عثمان إمام الأدب والنحو (ت 392هـ)، (الفهرست: 95) «وقوف النبي صلّى الله عليه وسلّم في القرآن» لأبي عبد الله محمد بن عيسى البريلي المعروف بالمغربي (ت 400هـ) رسالة مخطوطة ضمن مجموع في المكتبة القادرية ببغداد رقم (107). (معجم الدراسات القرآنية: 519) وقد تصحّف اسم المؤلف فيه إلى عبد الله بن محمد بن عيسى، (وانظر معجم المؤلفين 11/ 103) «الإبانة في الوقف والابتداء» لأبي الفضل الخزاعي محمد بن جعفر بن عبد الكريم (ت 408هـ) مخطوط في فاس خزانة القرويين برقم (1054) (قائمة نوادر المخطوطات بجامعة القرويين: 7، وانظر سيزكين، تاريخ التراث العربي 1/ 33) «اختصار القول في الوقف على كلا وبلى ونعم في كتاب الله» لمكي بن أبي طالب القيسي.
ت 437هـ طبع في الرياض ضمن مجلة عالم الكتب العدد (2) سنة 1400هـ / 1980م بتحقيق أحمد حسن فرحات، ثم طبع في دمشق مكتبة الخافقين سنة 1402هـ / 1982م ولمكي أيضا: «شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله العزيز» طبع في دمشق بدار المأمون للتراث، بتحقيق أحمد حسن فرحات سنة 1398هـ / 1978م ولمكي أيضا: «الوقف على كلا وبلى في القرآن» طبع في بغداد، بتحقيق حسين نصار، مجلة كلية الشريعة ولمكي أيضا «الهداية في الوقف على كلا» (مفتاح السعادة 2/ 84) ولمكي أيضا: «شرح التمام والوقف» (إنباه الرواة 3/ 318) وله أيضا: «شرح معنى الوقف على قوله تعالى {لََا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}» وله: «منع الوقف على قوله تعالى: {إِنْ أَرَدْنََا إِلَّا الْحُسْنى ََ}» وله: «شرح اختلاف العلماء في الوقف على قوله تعالى {يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}» (إنباه الرواة 3/ 317) ولمكي أيضا «الوقف» وهي قصيدة رائية تقع في 131بيتا، مخطوط بالمغرب / الرباط الخزانا العامة برقم 672/ 1371 (فهرس مخطوطات الرباط 35) «الوقف والابتداء» للغزّال أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن (ت 516هـ) مخطوط بالمكتبة الأحمدية حلب (147)، وبمعهد المخطوطات (102)، والتيمورية (162) (معجم الدراسات القرآنية: 566) «الوقف والابتداء» للصدر الشهيد أبو محمد حسام الدين عمر بن عبد العزيز الحنفي ت 536هـ (كشف الظنون 2/ 1471) «مقدمة في الوقف والابتداء» لأبي حميد عبد العزيز بن علي الأندلسي (ت 560هـ) مخطوط في صوفيا (فهرس مخطوطات مكتبة صوفيا:
108) وله أيضا: «نظام الأداء في الوقف والابتداء» وتسمى «المقدمة في الوقف والابتداء» مخطوط في الخزانة التيمورية برقم (397) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 271)، ومنه نسخة في مكتبة تشستربتي برقم (3925) (معجم الدراسات القرآنية: 560) «الإيضاح في الوقف والابتداء» لأبي عبد الله محمد بن طيفور الغزنوي السجاوندي (ت 560هـ) مخطوط منه 4نسخ بمكتبة الأوقاف ببغداد 4281، 9961، ونسختان بالمكتبة الأزهرية [164] 16202، [253] 22260، ونسختان في برلين 3412، 2376، ونسخة بمكتبة عباس حلمي القصاب، دار التربية الإسلامية ببغداد رقم 11، وفي مكتبة صوفيا برقم 126ق، ونسخة بالظاهرية بدمشق 5794 (معجم الدراسات القرآنية: 467، وفهرس الظاهرية: 25، ومقدمة المكتفي في الوقف والابتداء:
68) وللمؤلف أيضا: «الوقف والابتداء» مخطوط بمكتبة عبد الرحمن الصائغ بالموصل 191، ونسخة بالمكتبة المحمدية بالجامع الزيواني بالموصل برقم 420و 219، وبمكتبة النبي شيت بالموصل: 154 ونسخة بجامعة الملك سعود: 1290، وبجامعة محمد بن سعود: 2722مصورة من مكتبة جامعة اسطنبول،(1/496)
__________
ومنه نسخة بمعهد المخطوطات بالكويت، (معجم الدراسات القرآنية: 466، 564، 566، 568وانظر نشرة أخبار التراث العربي 29/ 8، 32/ 7)، ويسمى كتابه أيضا: «وقوف القرآن»، «وأوقاف القرآن» «الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي» لأبي العلاء الهمذاني العطار الحسن بن أحمد بن الحسن (ت 569هـ) منه نسخة في طوب قبو بتركيا برقم (1642) (فهرس طوب قبو 1/ 417)، ونسخة في تشستربتي برقم (3595) (الأعلام للزركلي 2/ 181ط 4)، ونسخة في لالولي 69 (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، الذيل 1/ 724)، «الاهتداء في الوقف والابتداء» لعيسى بن عبد العزيز موفق الدين الاسكندري. ت 629هـ، (إيضاح المكنون 1/ 151) «علم الاهتداء في الوقف والابتداء» للسخاوي علم الدين أبي الحسن علي بن محمد (ت 643هـ) مخطوط بالتيمورية برقم (225) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 270) «التنبيهات على معرفة ما يخفي من الوقوفات» للزواوي عبد السلام بن علي بن عمر. ت 681هـ (غاية النهاية 1/ 386) «الاقتداء أو الاقتضاء في معرفة الوقف والابتداء» للنكزاوي معين الدين عبد الله بن محمد بن عبد الله (ت 683هـ) مخطوط منه نسخة في الزيتونة 1/ 136، (بروكلمان، تاريخ الأدب العربي الذيل 1/ 729)، ومنه نسخة في الظاهرية برقم (8390) و (8380) انظر (فهرس الظاهرية علوم القرآن ص 22)، ومنه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم 122/ 10989 (معجم الدراسات القرآنية: 463) «وصف الاهتداء في الوقف والابتداء» للجعبري برهان الدين أبي محمد إبراهيم بن عمر السراج (ت 732هـ) مخطوط بتركيا مكتبة طرابرون 418، (نوادر المخطوطات لششن 1/ 408) ونسخة في الاسكوريال 2/ 1390 (بروكلمان تاريخ الأدب العربي الذيل 2/ 135)، وفي مكتبة الأوقاف في الخزانة العامة بالرباط، ومنه صورة بجامعة محمد بن سعود بالرياض (2804) ونسخة بمكتبة جامعة الدول العربية بالكويت (نشرة أخبار التراث العربي 32/ 7) «علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء» لابن الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي بن همام ت 745هـ. (كشف الظنون 2/ 1160) «الاهتداء في الوقف والابتداء» لابن الجزري محمد بن محمد بن محمد. ت 833هـ (النشر 1/ 224) «تعليق على وصف الاهتداء» لابن الجزري أيضا، مخطوط بتونس في المكتبة الوطنية برقم (3983م) (مقدمة المكتفي في الوقف والابتداء: 70) «أوقاف القرآن» للنظام النيسابوري. الحسن بن محمد بن الحسين القمي (ت بعد 850هـ) ذكر الزركلي في الأعلام أنه مطبوع ولم نقف على معلومات طبعه «لحظة الطرف في معرفة الوقف» للكركي إبراهيم بن موسى.
ت 853هـ (كشف الظنون 2/ 1547) وله أيضا «الإسعاف في معرفة القطع والاستئناف» (كشف الظنون 1/ 85) «المقصد لتخليص ما في المرشد من الوقف والابتداء» لشيخ الإسلام الأنصاري أبي يحيى زكريا بن محمد (ت 925هـ) مطبوع بالقاهرة بولاق سنة 1280هـ / 1850م، وطبع بالقاهرة بهامش «تنوير المقباس» للفيروزآبادي سنة 1290هـ / 1860م وطبع في بولاق سنة 1305هـ / 1875م، وطبع في القاهرة بمطبعة محمد مصطفى سنة 1313هـ / 1883م، وطبع في القاهرة بمطبعة البابي الحلبي سنة 1353هـ / 1934م وصوّر بالأوفست في دار المصحف بدمشق سنة 1405هـ / 1985م عن طبعة محمد مصطفى «تحفة العرفان في بيان أوقاف القرآن» لأحمد بن مصطفى أبي الخير طاش كبري زاده (ت 968هـ) مخطوط بالقاهرة الخزانة التيمورية برقم (205) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 269) «منار الهدى في بيان الوقف والابتداء» للأشموني أحمد بن عبد الكريم الشافعي، (من أعيان القرن الحادي عشر) مطبوع في القاهرة بولاق طبعة حجرية سنة 1286هـ / 1869م، وطبع في القاهرة بالمطبعة الخيرية ومعه(1/497)
القرآن (1). وروي عن ابن عباس: {وَلَوْلََا فَضْلُ اللََّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطََانَ}
(النساء: 83) قال: فانقطع [له] (2) الكلام (3).
__________
«التبيان في آداب حملة القرآن» لنووي سنة 1307هـ / 1889م، وطبع في القاهرة بالمطبعة الميمنية سنة 1322هـ / 1904م، وفي القاهرة بمطبعة البابي الحلبي سنة 1353هـ / 1934م وفي القاهرة مصطفى البابي الحلبي 1399هـ / 1979م، وصوّر بالأوفست بدار المصحف في دمشق سنة 1403هـ / 1983م عن نسخة المطبعة الخيرية. «الوقف» لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الجمل ت 1107هـ، (الأعلام 1/ 68) «رسالة في وقوف لازمة» لساجقلي زاده محمد المرعشي (ت 1145هـ) مخطوط بالقاهرة الخزانة التيمورية ضمن مجموع برقم (124) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 269) «أوقاف القرآن» لعبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بيوسف أفندي زادة (ت 1167هـ) مخطوط بجامعة الإمام محمد بالرياض:
1425 (معجم مصنفات القرآن: 4/ 27) «وابل الندى المختصر من منار الهدى في بيان الوقف والابتداء» ويسمى «أوائل الندى» للفاسي، عبد الله بن مسعود (من القرن الثاني عشر) مخطوط في الأزهر (8) 407، ونسخة أخرى برقم 1283وأخرى في بخيت برقم 43671وعنوانها «أوائل الندى» (معجم الدراسات القرآنية ص 465، 562) «كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن» لمحمد الصادق الهندي (كان حيا سنة 1295هـ) طبع في كاستلي سنة 1290هـ / 1873م (معجم سركيس ص 1668) «تحفة من أراد الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء» لحسين الجوهري (؟) مخطوط في الأزهر برقم (1342) امبابي (48132) (معجم الدراسات القرآنية ص 475) «رسائل في الوقف» ست رسائل نشر أكثرها في مجلة المقطّم، لعبد العزيز بن أمين، مصر مطبعة الأخبار سنة 1327هـ / 1907م (معجم الدراسات القرآنية:
433) «منظومة في لوازم الوقف في القراءات» لمجهول، مخطوط ضمن مجموع في المكتبة القادرية ببغداد رقم (107) (معجم الدراسات القرآنية: 559) «رسالة في معرفة وقف النبي» صلّى الله عليه وسلّم لمجهول ولعله أبو عبد الله محمد بن عيسى البريلي المعروف بالمغربي (ت 400هـ) وقد تقدم، مخطوط في الأزهر برقم (274) 22281 (معجم الدراسات القرآنية: 500) «وقوف القرآن» لمجهول، مخطوط في الأوقاف العراقية ببغداد رقم (4281) انظر (معجم الدراسات القرآنية: 568) «الوقف والابتداء» لمجهول، مخطوط بالخزانة التيمورية برقم (280) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 271) «رسالة في الوقف والوصل» لمجهول مخطوط بالخزانة التيمورية برقم (227) (فهرس الخزانة التيمورية 1/ 269) «بيان أوقاف سيدنا جبريل عليه السلام» وهي عشرة مواضع لمجهول، مخطوط بالظاهرية رقم 6569ضمن مجموع (معجم الدراسات القرآنية: 469).
(1) أخرجه عن ابن عمر رضي الله عنه، أبو جعفر النحاس في القطع والائتناف: 87باب ذكر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم وتبيينه إياها، وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 35كتاب الإيمان باب كيف يتعلم القرآن وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة) ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 120كتاب الصلاة باب البيان أنه إنما قيل يؤمهم أقرؤهم.
(2) ليست في المطبوعة.
(3) أخرجه عن ابن عباس رضي الله عنه، الطبري في التفسير 5/ 116عند تفسير الآية ضمن سورة النساء.(1/498)
واستأنس له ابن النحاس (1) بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للخطيب: «بئس الخطيب أنت (2)» حين قال: «ومن يعصهما» [ووقف] (3) قال: فقد كان ينبغي أن يصل كلامه فيقول: «ومن يعصهما فقد غوى»، أو يقف على: «ورسوله فقد رشد» فإذا كان مكروها في الخطب ففي كلام الله أشدّ.
وفيما ذكره نزاع ليس هذا موضعه، وقد سبق حديث: «أنزل [القرآن] (3) على سبعة أحرف كلّ كاف شاف ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب» (5).
وهذا تعليم للتمام فإنه ينبغي أن يوقف على الآية التي فيها ذكر العذاب والنار، وتفصل عمّا بعدها نحو: {أُولََئِكَ أَصْحََابُ النََّارِ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ} ولا توصل بقوله: (6) [{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصََّالِحََاتِ} (البقرة: 82)، وكذا قوله: {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحََابُ النََّارِ}] (6) (غافر: 6)، ولا توصل بقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ}
وكذا: {يُدْخِلُ مَنْ يَشََاءُ فِي رَحْمَتِهِ} (الشورى: 8) ولا يجوز أن يوصل بقوله:
{وَالظََّالِمُونَ} وقس على هذا نظائره (8).
__________
(1) هو أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس تقدم ذكره في 1/ 356، وانظر قوله في كتابه القطع والائتناف: 88باب ذكر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام
(2) الحديث أخرجه من رواية عدي بن حاتم رضي الله عنه، مسلم في الصحيح 2/ 594كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (48/ 870) ولفظه «أن رجلا خطب عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:». وأهل القراءات يحملون الحديث على الوقف القبيح في قوله «من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما» كما صرح به النحاس والداني وغيرهما، ويشهد لذلك رواية أحمد في المسند 4/ 379، ونصها: «عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:
جاء رجلان إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بئس الخطيب أنت قم» وسيأتي الحديث في 3/ 63، القسم التاسع من النوع السادس والأربعين.
(3) ساقط من المخطوطة.
(5) تقدم تخريج الحديث في 1/ 212من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الطبري في مقدمة التفسير 1/ 14من رواية أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه.
(6) ساقط من المخطوط.
(8) قول الزركشي (وهذا تعليم للتمام) إلى ص 349، نقله بتصرف عن ابن النحاس في القطع والائتناف من صفحة 9789باب ذكر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم.(1/499)
[شروطه]
وهذا الفنّ معرفته تحتاج إلى علوم كثيرة قال أبو بكر بن مجاهد (1): «لا يقوم بالتّمام إلا نحويّ عالم بالقراءات عالم بالتفسير، والقصص وتلخيص بعضها من بعض، عالم باللّغة التي نزل بها القرآن». وقال غيره: وكذا علم الفقه ولهذا: من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب وقف عند قوله: {وَلََا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهََادَةً أَبَداً} (النور: 4).
فأما احتياجه إلى معرفة النحو [52/ أ] وتقديراته، فلأنّ من قال في قوله تعالى:
{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرََاهِيمَ} (الحج: 78): إنه منصوب بمعنى «كملّة» (2) أو أعمل فيها ما قبلها، لم يقف على ما قبلها (3) [ومن نصبها على الإغراء وقف على ما قبلها] (3).
وكذا الوقف على قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً} (الكهف: 1)، ثم يبتدئ {قَيِّماً}
لئلا يتخيل كونه صفة له إذ العوج لا يكون قيّما وقد حكاه [ابن] (5) النحاس عن قتادة.
وهكذا الوقف على ما [في] (5) آخره هاء فإنك في غير القرآن تثبت الهاء إذا وقفت، وتحذفها إذا وصلت فتقول: قه وعه، وتقول: ق زيدا، وع كلامي فأمّا في القرآن من قوله تعالى: {كِتََابِيَهْ} (الحاقة: 19) و {حِسََابِيَهْ} (الحاقة: 20) و {سُلْطََانِيَهْ}
(الحاقة: 29) و {مََا هِيَهْ} (القارعة: 10) و {لَمْ يَتَسَنَّهْ} (البقرة: 259) و {اقْتَدِهْ}
(الأنعام: 90) وغير ذلك، فالواجب أن يوقف عليه بالهاء لأنه مكتوب في المصحف بالهاء، ولا يوصل، لأنه يلزم في حكم العربية إسقاط الهاء في الوصل فإن أثبتها خالف العربية، وإن حذفها خالف مراد المصحف، ووافق كلام العرب، وإذا هو وقف عليه خرج من الخلافين، واتّبع المصحف وكلام العرب. (فإن قيل): فقد [وقف و] (7) جوزوا الوصل في ذلك. (قلنا): أتوا به على نية الوقف غير أنّهم قصّروا زمن الفصل بين النطقين، فظن من لا خبرة له أنهم وصلوا وصلا محضا، وليس كذلك.
__________
(1) هو أحمد بن موسى بن العباس تقدم ذكره في 1/ 351وقول ابن مجاهد ذكره ابن النحاس بتوسع في القطع والائتناف ص 94باب ما يحتاج إليه من حقق النظر في التمام.
(2) تصحفت في الأصول إلى (كلمة) والتصويب من معاني القرآن للفراء 2/ 231، وانظر القطع والائتناف: 95، وتفسير القرطبي 12/ 101.
(3) ساقط من المطبوعة.
(5) ليست في المخطوطة.
(7) ليست في المطبوعة.(1/500)
ومثله قراءة ابن عامر {لََكِنَّا هُوَ اللََّهُ رَبِّي} (1) (الكهف: 38)، بإثبات الألف في حال الوصل اتبعوا في إثباتها خط المصحف لأنهم أثبتوها فيه على نية الوقف، فلهذا أثبتوها في حال الوصل، وهم على نية الوقف.
وأما احتياجه إلى معرفة التفسير فلأنه إذا وقف على {فَإِنَّهََا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}
(المائدة: 26) كان المعنى [أنّها] (2) محرّمة عليهم هذه المدة، وإذا وقف على {فَإِنَّهََا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} كان المعنى محرّمة عليهم أبدا وأنّ التّيه أربعين [سنة] (2) فرجع في هذا إلى التفسير، فيكون [التفسير] (2) بحسب ذلك.
وكذا يستحب الوقف على قوله: {مَنْ بَعَثَنََا مِنْ مَرْقَدِنََا} (يس: 52)، ثم يبتدئ فيقول: {هََذََا [مََا وَعَدَ الرَّحْمََنُ]} [5] لأنه قيل إنه من كلام الملائكة.
وأما احتياجه إلى المعنى فكقوله: {قََالَ، اللََّهُ عَلى ََ مََا نَقُولُ وَكِيلٌ}
(يوسف: 66) فيقف على {قََالَ} وقفة لطيفة لئلا يتوهم كون الاسم الكريم فاعل:
{قََالَ}، وإنما الفاعل يعقوب عليه السلام.
وكذا يجب الوقف على قوله: {وَلََا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} (يونس: 65) ثم يبتدئ:
{إِنَّ الْعِزَّةَ لِلََّهِ [جَمِيعاً]} [6].
وقوله: {فَلََا يَصِلُونَ إِلَيْكُمََا} [7] [بِآيََاتِنََا (القصص: 35)، قال الشيخ عز الدين (8):
الأحسن الوقف على {إِلَيْكُمََا}] (7) لأن إضافة الغلبة (10) إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها لأنّ المراد بالآيات العصا وصفاتها، وقد غلبوا بها السحرة، ولم تمنع عنهم فرعون.
وكذا يستحبّ الوقف على قوله: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} (الأعراف: 184) والابتداء
__________
(1) قراءة ابن عامر: (لكنا) بإثبات الألف في الوصل، والباقين بحذفها فيه، وإثباتها في الوقف إجماع (التيسير:
143)
(2) ليست في المطبوعة.
(5) ليست في المخطوطة.
(6) ليست في المخطوطة.
(7) ساقط من المخطوطة.
(8) هو العز بن عبد السلام تقدم ذكره في 1/ 132.
(10) إشارة إلى قوله تعالى آخر الآية {أَنْتُمََا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغََالِبُونَ}.(1/501)
[بقوله] (1): {مََا بِصََاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} فإنّ ذلك يبين أنّه ردّ لقول الكفار: {يََا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (الحجر: 6). وقال الداني (2): إنه وقف تام.
وكذا الوقف على قوله: {وَلِذََلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود: 119) والابتداء بما بعده (3) أي لأن يرحمهم، فإن ابن عباس قال في تفسير الآية: {وَلََا يَزََالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (هود: 119) يعني اليهود والنصارى {إِلََّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (هود: 119)، يعني أهل الإسلام، {وَلِذََلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود: 119) أي لرحمته خلقهم (4).
وكذلك الوقف على قوله: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هََذََا} (يوسف: 29) [والابتداء بقوله:] (5) {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} [فإنّ بذلك] (5) يتبيّن الفصل بين الأمرين لأن يوسف عليه السلام أمر بالإعراض وهو الصفح عن جهل من جهل قدره، وأراد ضرّه، والمرأة أمرت بالاستغفار لذنبها لأنها همّت بما يجب الاستغفار منه ولذلك أمرت به ولم يهم بذلك يوسف عليه السلام، ولذلك لم يؤمر بالاستغفار منه وإنّما همّ بدفعها عن نفسه [لأنه صلّى الله عليه وسلّم] (7)
لعصمته ولذلك أكّد أيضا بعض العلماء الوقف على قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}، (يوسف: 24)، والابتداء بقوله: {وَهَمَّ بِهََا} وذلك للفصل بين الخبرين. وقد قال الداني (8): إنه كاف، وقيل: تام، وذكر بعضهم أنه على حذف مضاف، أي همّ بدفعها، وعلى هذا فالوقف على {هَمَّتْ بِهِ} كالوقف على قوله تعالى: {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} (الحج: 5)، والابتداء بقوله: [52/ ب] {وَهَمَّ بِهََا} كالابتداء بقوله: {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحََامِ}.
ومثله الوقف مراعاة للتنزيه على قوله: {وَهُوَ اللََّهُ} (الأنعام: 3)، وقد ذكر صاحب «المكتفي» (9) أنه تام، وذلك ظاهر على قول ابن عباس أنه على التقديم والتأخير، والمعنى:
وهو الله يعلم سرّكم وجهركم في السموات والأرض.
__________
(1) ليست في المخطوطة.
(2) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد تقدم ذكره في 1/ 149، ولم نجد قوله في كتابه المكتفي.
(3) وتتمة الآية بعدها {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}.
(4) تفسير الطبري 12/ 86، والدر المنثور 3/ 356.
(5) ساقط من المخطوطة.
(7) ساقط من المطبوعة.
(8) هو عثمان بن سعيد تقدم في 1/ 149، وانظر قوله في كتابه المكتفي ص 325الآية 24/ من سورة يوسف.
(9) هو الإمام أبو عمرو الداني وقد ورد اسم كتابه في المطبوعة باسم «الاكتفاء» ومنه نسخة بهذا الاسم بدار الكتب المصرية تيمور: 417، وانظر قوله في المكتفي ص 247.(1/502)
وكذلك حكى الزمخشريّ في «كشافه القديم» عن أبي حاتم (1) السجستاني في قوله:
{مُسْتَهْزِؤُنَ * اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (البقرة: 14و 15) قال: ليس {مُسْتَهْزِؤُنَ} بوقف صالح، لا أحبّ استئناف {اللََّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}، ولا استئناف {وَمَكَرَ اللََّهُ وَاللََّهُ خَيْرُ الْمََاكِرِينَ} (آل عمران: 54) حتى أصله بما قبله، قال: وإنما لم يستحبّ ذلك لأنّه إنما جاز إسناد الاستهزاء والمكر إلى الله تعالى على معنى الجزاء عليهما. وذلك على سبيل المجاز (2)، فإذا استأنفت وقطعت الثاني من الأول أوهم أنك تسنده إلى الله [تعالى] مطلقا والحكم في صفاته سبحانه أن تصان عن الوهم.
وكذلك قوله تعالى: {وَمََا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللََّهُ} (آل عمران: 7) قال صاحب «المكتفي (3)»: «إنه تامّ على قول من زعم أن الراسخين لم يعلموا تأويله، وقول الأكثرين، ويصدّقه قراءة عبد الله (4): «ويقول الرّاسخون في العلم آمنّا به».
وكذلك الوقف [على] (5): {وَقََالُوا اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً} (البقرة: 116)، والابتداء بقوله: {سُبْحََانَهُ} وقد ذكر ابن نافع أنه تام، في كتابه الذي تعقّب فيه على صاحب «المكتفي» (6)، واستدرك عليه [فيه] (5) مواقف كثيرة، وذلك أن الله أخبر عنهم بقولهم: {اتَّخَذَ اللََّهُ وَلَداً}، ثم ردّ قولهم ونزّه نفسه بقوله: {سُبْحََانَهُ}، فينبغي أن يفصل بين القولين.
ومثله الوقف على قوله تعالى: {الشَّيْطََانُ سَوَّلَ لَهُمْ} (محمّد: 25)، والابتداء بقوله: {وَأُمْلِي} [8] [لَهُمْ. قال صاحب «المكتفي» (9): {سَوَّلَ لَهُمْ} كاف، سواء قرئ
__________
(1) نقل قوله ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء 1/ 498، والنحاس في القطع والائتناف: 120، والداني في المكتفي: 160ضمن سورة البقرة الآية 14/ 15.
(2) تصحفت في المطبوعة إلى (المزاوجة).
(3) الداني، المكتفي 195ضمن سورة آل عمران الآية 7.
(4) هي قراءة عبد الله بن عباس انظر القطع والائتناف ص 212وذكرها الداني بإسناده لابن عباس في المكتفي:
195، وقرأ بها ابن مسعود وعائشة أيضا.
(5) ليست في المخطوطة.
(6) في المطبوعة (الاكتفاء).
(8) ساقط من المخطوطة.
(9) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (الكافي) وانظر المكتفي للداني ص: 525، وقراءة {وَأُمْلِي لَهُمْ} ذكرها البنا الدمياطي في «إتحاف فضلاء البشر» ص 394سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم فقال: (واختلف في {وَأُمْلِي لَهُمْ} فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر اللام، وفتح الياء مبنية للمفعول ونائب الفاعل لهم).(1/503)