مقدمة التحقيق
يعتبر مخطوط البرد الموشى في صناعة الإنشاء من أندر المخطوطات التي تعالج أساليب الإنشاء المستخدمة في الوطن العربي والإسلامي في عصري الأيوبيين والمماليك.
وإذا كانت هناك بعض المخطوطات التي تحمل عناوينا بالكتابة والإنشاء إلا أن معظمها قليلة الأهمية ولا يرقى لمستوى هذه المخطوطة التي بين أيدينا.
فقد بحثت في بعض المخطوطات التي تحمل عناوين تعالج مثل «المفتاح المنشا في حديقة الإنشا» لضياء الدين بن الأثير الكاتب فوجدتها مخطوطة صغيرة لا تفي بالغرض المطلوب ولا تقدم للباحث المادة العلمية المطلوبة لأساليب الإنشاء وتطورها.
كما وجدت مخطوطة أخرى تحمل عنوان «الطراز الموشى في صناعة الإنشاء» مجهولة المؤلف، لكنها غير ذات أهمية بالنسبة للقارئ والباحث الذي يرغب في التعرف على فنون الكتابة وأساليب الإنشاء هذا إلى جانب مخطوطة أخرى تحت عنوان «متولي خدمة الكتاب من فن الإنشاء وبعض قواعد فن الحساب» لكاتبها محمد افندي متولي. إلا أنها ترجع إلى العصر العثماني وتعالج فترة معينة من العصرين الأيوبي والمملوكي.
أما هذه المخطوطة التي بين أيدينا فلها أهمية تاريخية كبرى لأنها تعبير صادق عن أساليب المكاتبات في العصرين الأيوبي والمملوكي.
ولعل اهتمام المسلمين بالإنشاء وأساليب المكاتبات أدى ومنذ بداية تاريخهم إلى قيامهم بإنشاء ديوان خاص عرف باسم ديوان الإنشاء.(1/3)
وكلمة ديوان هذه كلمة فارسية معربة بمعنى الدفتر أو السجل ومن ثم أطلق لفظ الديوان مجازا على المكان الذي يحفظ فيه كما قيل أيضا أن الديوان كلمة عربية أصلها «دوان» بتشديد الواو فأبدلت إحدى الواوين ياء من قولهم دون تدوينا أي أثبت وديوانا والجمع دواوين.
والحقيقة أن ديوان الإنشاء هذا كان أحد الدواوين الإسلامية كما أوضحت إلا أنه تطور تطورا كبيرا في العصرين الأيوبي والمملوكي لأنه المختص بالمكاتبات الرسمية التي ترد إلى الدولة أو التي تصدر عنها، وبالتالي فإن مسؤوله احتل اخطر منصب رسمي يتولاه مسؤول في الدولة بوصفه خازن اسرار المملكة.
أما عن التطور التاريخي لنشأة الدواوين في الإسلام فيلمسها الدارس للتاريخ الإسلامي فالمعروف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من دون الدواوين في الإسلام بمعنى أنه مصنع نظام الديوان وأقام لكل ركن من شؤون الدولة الرئيسية جهازا يضطلع به.
في عهد الأمويين، كان لكل خليفة كاتب يكتب له مراسلاته، والخليفة هو الذي يوقع بنفسه على كل المراسلات، والكاتب ما عليه إلا صياغة المراسلة فقط.
أقام العباسيون دولتهم على أكتاف الفرس، أخذوا عنهم كثيرا من نواحي التنظيم العام للدولة، وتولى أبو العباس السفاح الخلافة فاستوزر أبا سلمة الخلال وهو أول من لقب بالوزراة في الإسلام.
وبلغت الدولة الإسلامية من الاتساع والجاه ما تطلب قيام جهاز حكومي يتناسب وعظمة تلك الدولة، فكان ديوان الإنشاء يضاف تارة إلى الوزارة ويكون الوزير هو الذي ينفذ أموره بقلمه ويتولى أحواله بنفسه، وتارة يفرد عنه بكاتب ينظر في أمره، ويكون الوزير هو الذي ينفذ اموره بكلامه ويصدقها بتوقيعه، فصاحب ديوان الإنشاء يعتمد ما يرد عليه من ديوان الوزارة ويصرفها بتوقيعه.(1/4)
أما في مصر فالمعروف أنها ظلت جزءا من الخلافة الإسلامية يحكمها ولاة يأتمرون بأمر الخليفة في دمشق، أو بغداد الى أن قامت الدولة الطولونية 254/ 292هـ 868/ 905م فكانت أول من أخذت ترتيب الملك وإقامة شعائر السلطنة بالديار المصرية.
وكان من الطبيعي أن يعنى أحمد بن طولون بديوان الإنشاء بالذات بوصفه مظهرا لسيادته واستغلاله، وفي ذلك يقول القلقشندي عن أحمد بن طولون أنه لما شمخ سلطانه وارتفع بها شأنه أخذ في ترتيب ديوان الإنشاء لما يحتاج إليه في المكاتبات والولايات.
وظل الحال كذلك حتى قامت الدولة الفاطمية، وهي الدولة التي قامت على أساس الدعوى والرعاية الشيعيتين، فوجه الفاطميون مزيد عنايتهم به، وبكتابه، فارتفع بهم قدره، وشاع في الآفاق ذكره وتولى رئاسته أفاضل الكتاب وبلغاؤهم ما بين مسلم وذمي وسمي صاحبه باسم كاتب الدست الشريف، وغدا يتولى شؤونه جماعة من أكابر الكتاب وأرباب الأقلام فينهضون ويعملون على بلوغه حد الكمال.
وقبل أن ندخل في وضع هذا الديوان في عصري الأيوبيين والمماليك والفترة التي عاشها مؤلف هذه المخطوطة وما بعدها لا بد أن نعرف الأسباب التي أدت إلى أهمية الكتابة والإنشاء.
لعل إضافة الديوان للإنشاء تحتمل إما أن الأوامر السلطانية في المكاتبات والولايات تنشأ عنه وتبتدئ منه أو أن الكاتب ينشأ لكل واقعة مقالا، وقد كان في الزمن المتقدم يعبر عنه بديوان الرسائل فسميته له بأشهر الأنواع التي تصدر عنه لأن الرسائل أكثر أنواع كتابة الإنشاء وبما قيل ديوان المكاتبات.
وقد عدد المؤرخون فضائل الكتابة وأهميتها، فاستشهدوا بأن أول آيات الله كانت تدعو إلى القراءة والعلم فقال تعالى في سورة العلق {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسََانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ} وقال تعالى في سورة الرحمن: {الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ
خَلَقَ الْإِنْسََانَ عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} وفي سورة الانفطار قال تعالى في وصف الملائكة {كِرََاماً كََاتِبِينَ}.(1/5)
وقد عدد المؤرخون فضائل الكتابة وأهميتها، فاستشهدوا بأن أول آيات الله كانت تدعو إلى القراءة والعلم فقال تعالى في سورة العلق {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسََانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ} وقال تعالى في سورة الرحمن: {الرَّحْمََنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ
خَلَقَ الْإِنْسََانَ عَلَّمَهُ الْبَيََانَ} وفي سورة الانفطار قال تعالى في وصف الملائكة {كِرََاماً كََاتِبِينَ}.
وعدد السلف مناقب الكتابة وأهميتها والحث على تعلمها فقال المؤيد:
«الكتابة أشرف مناصب الدنيا بعد الخلافة إليها ينتهي الفضل، وعندها تقف الرغبة».
أما القلقشندي فيقول: «كفى بالكتابة شرفا أن صاحب السيف يزاحم الكاتب في قلمه، ولا يزاحمه الكاتب في سيفه».
كان لديوان الإنشاء في الإسلام بروتوكولا خاصا وقواعد معينة تحكم العمل فيه، فقد كانت هناك أساليب إنشائية وقواعد في الكتابة تحكم الكتاب فلكل مقام مقال، ولكل خليفة أو ملك أو سلطان أو وزير ما يناسبه من رسوم المكاتبات ومن ألقاب يدعى بها.
ولكل مكاتبة من المكاتبات أسلوب معين لا يستطيع الكاتب أن يخرج عليها، فهناك مثلا نصوص لعقد الهدنة أو عقود الصلح والمفاسخات كما أن بالديوان نسخا للأيمان التي يحلفها كل بما يؤهله له منصبه كما كان بالديوان نصوصا للتقاليد والتواقيع والمناشير.
أما عن أسلوب المكاتبات الشائع استعماله في الفترة التي عاشها المؤلف، فكان امتدادا للأسلوب الشائع في العصر الفاطمي وهو غلبة السجع والمحسنات البديعية على المكاتبات جميعها.
وقد أحب أهل العصور الوسطى هذا النوع من الأدب وفضلوه على غيره.
وتباروا وتسابقوا فيه، حتى أصبحت مكاتباتهم تكاد تتشابه وأساليبهم تتخذ من كثرة الألفاظ المسجوعة المتشابهة التي اكتظت بها مكاتباتهم.
أما عن الكتاب الذين كانوا هم المحرك للديوان، فقد بلغوا ذروة مجدهم إبان عصر الفاطميين، فأولاهم الخلفاء مزيدا من العناية والرعاية وحاطوهم بهالة من التقديس.
ومن الممكن أن نرجع ذلك إلى أن الخلفاء الفاطميين، كانوا شيعيي المذهب فعملوا على أن يكسبوا الكتاب إلى جانبهم حتى يكونوا لهم سندا
يقوون به شوكتهم وينشرون مذهبهم فهم أيديهم الكاتبة وعقولهم المفكرة، فلا أقل من غرس مذهبهم في عقول هؤلاء الكتاب وهم بدورهم سيقومون بنشر ذلك المذهب والترويج له وإشاعته بين الناس.(1/6)
ومن الممكن أن نرجع ذلك إلى أن الخلفاء الفاطميين، كانوا شيعيي المذهب فعملوا على أن يكسبوا الكتاب إلى جانبهم حتى يكونوا لهم سندا
يقوون به شوكتهم وينشرون مذهبهم فهم أيديهم الكاتبة وعقولهم المفكرة، فلا أقل من غرس مذهبهم في عقول هؤلاء الكتاب وهم بدورهم سيقومون بنشر ذلك المذهب والترويج له وإشاعته بين الناس.
في العصرين الأيوبي والمملوكي استمرت العناية بالكتاب فاهتم بهم السلاطين اهتماما كبيرا لأنهم سند الدولة والمدافعين عنها في السلم والحرب، وهم الذين يقومون بالدعاية لها عن طريق المكاتبات التي تصدر عنهم إلى غيرهم من الملوك والسلاطين، لأنه من المعروف أن مصر تعرضت في عصري الأيوبيين والمماليك لأخطار حروب داهمة حتمت على صدها مئات السنين، ومن أهمها الحروب الصليبية وحروب المغول، وقد استتبع ذلك الاهتمام بالرسائل والمراسلات التي تحث على الجهاد والنضال والرسائل التي ترسل الى الملوك والسلاطين لحثهم على لزوم الطاعة وتقديم العون والمساعدة لصد هذه الغارات وقبل أن أدخل في الكلام عن ديوان الإنشاء وموظفيه ومهامهم يحق لي أن اعرف بمؤلف هذه المخطوطة الذي كان يشغل وظيفة رئيس ديوان الإنشاء باليمن التي نجح صلاح الدين في فتحها وضمها إلى مصر على يد أخاه توران شاه سنة 574هـ 1174م.
وقد أرخ كثير من المؤرخين لهذا المؤلف وقد ورد في الدرر الكامنة لابن حجر أن اسمه موسى بن الحسن الموصلي تاج الدين أبو محمد، كان أبوه من كتاب الديار المصرية في ديوان الإنشاء زمن الظاهر بيبرس وكان يعرف بسمسار الخبير، فاتفق أن ولده هذا «تاج الدين» قدم اليمن سنة ستين في سبحاته (1)
فأقبل عليه المظفر صاحبها فولاه ديوانه الإنشاء فمهر في ذلك وجمع كتابا سماه البرد الموشى في صناعة الإنشاء وهو موضوعنا.
ولعل وجود تاج الدين موسى بن الحسن الموصلي في بلاد اليمن في فترة ازدهار الدولة الرسولية أيام المظفر الرسولي لتدل على مدى العلاقة التي ربطت بين الدولة الرسولية والسلاطين المماليك ويفهم من المراجع أن عدد السفارات
__________
(1) ابن حجر الدرر ج 5ص 25والمقصود بذلك عام 660هـ.(1/7)
التي أتت من اليمن تحمل الهدايا إلى السلطان الظاهر بيبرس سنة (1268/ 1270م 667/ 669م) ومن هذه الهدايا التحف والفيلة والحيوانات والطيور وكان السلطان الظاهر بيبرس يحسن استكمال تلك السفارات ويرد على تلك الهدايا بأحسن منها (1)
ويبدو أن ملوك اليمن بني رسول كانوا يخشون سطوة سلاطين المماليك في مصر وكان مفروضا أن تظل بلاد اليمن تابعة لمصر منذ أن فتحها تورانشاه اخو صلاح الدين الأيوبي سنة 1173م، هذا إلى أن قيام الخلافة العباسية في مصر جعل كلا من المماليك نوعا من الولاية على بقية ملوك العالم الإسلامي وبخاصة البلاد التي ورد ذكرها في التقليد الذي منحه الخليفة المستنصر بالله العباسي للسلطان الظاهر بيبرس وهي الديار المصرية والبلاد الشامية والديار البكرية والحجازية والهندية والفراتية «ولعل هذا هو السر في حرص ملوك بني رسول باليمن على علاقاتهم الودية مع سلاطين المماليك في مصر، فأرسل المظفر شمس الدين على سفارة سنة 1289إلى السلطان المنصور قلاوون تحمل هدية صنجة من العنبر والعود الصيني وغيرها، وقد ألح ذلك الوفد في الحصول على أمان من السلطان قلاوون ملك اليمن فلبى السلطان رغبتهم وأعطاهم أمانا نص فيه على ألا تناله منا مصر مدى الدهر وأعمارنا ما دام ملازما لشروط مودتنا» (2).
ومن هنا يتضح لنا أهمية الموقع الذي شغله التاج الموصلي في اليمن خاصة ديوان الإنشاء المضطلع بأسرار المملكة ومكاتباتها.
ويؤكد ابن حجر أن جميع الكتب الصادرة عن المظفر إلى الظاهر من بعده صادرة عن التاج الموصلي، له ذكر وشعر في أيام الأشرف الذي توفي سنة 696هـ.
__________
(1) عاشور العصر المماليكي ص 240.
(2) المرجع السابق ص 241.(1/8)
وقد أفصح لنا الخزرجي (3) أن تاج الدين الموصلي هو الذي وكلت إليه مهمة المراسلة عند وفاة السلطان الملك الأشرف الرسولي ابن المظفر.
فقد كتب تاج الدين الموصلي في ذلك اليوم «مكاتيب إلى بلاد التهائم بأجمعها وإلى الجبال بأجمعها وإلى جهة صنعاء والاشراف فدخل الناس في الطاعة أفواجا أفواجا وأمر بتجهيز أخيه وتنفيذ وصيته فخرجوا به من الحصن في صبيحة الليلة التي توفي فيها وأمامه الظافر والمظفر يمشيان وأعيان الدولة جميعا حتى دخلوا به مدرسته التي أنشأها في معزية تعز فدفن فيها «وكان ذلك في عام 696هـ / 1298م
وقد ظل تاج الدين الموصلي يخدم في ديوان الإنشاء أيام الملك المؤيد الرسولي إلا أن الأخبار التي وردت عنه متناثرة ونادرة مما يصعب توضيح الدور الذي لعبه مع هؤلاء السلاطين من بني رسول.
ووردت شذرات عن حياته في بعض كتب التراجم مثل الأعلام للزركلي ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة والذي يسترعي الإنتباه في ذلك أنهم جميعا ينقلون عن بعض
أما عن سنة وفاة الموصلي فلم تتحدد بعد إلا عند الزركلي فقط وجعلها عام 700أي أنه لم يخدم الدولة المؤيدية غير أربع سنوات فقط وأيده في ذلك عمر رضا كحالة وابن حجر في الدرر الكامنة.
ويرى الزميل عبد التواب في رسالة للماجستير أن تاريخ الوفاة غير معلوم بالضبط، ولكن ما دمنا قد وجدنا أكثر من مرجع ومصدر يحددها بعام سبعمائة فلا أقل من أن نأخذ بهذا التاريخ وبذلك يرى أن الموصلي قد عاصر أزهى فترات الحكم في اليمن خاصة الملوك الكبار المظفر والأشرف والمؤيد، كما عاصر دولة المماليك الأولى في أزهى فتراتها خاصة أيام السلطان الظاهر بيبرس
__________
(3) العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ج 1ص 299.(1/9)
وفي عصر بيت قلاوون حتى أن وفاته تعاصر سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثانية.
نقد المخطوطة
يقع مخطوط البرد الموشى في صناعة الإنشاء في مائة وثمان وثلاثين صفحة ويتميز بأن صفحة العنوان واضحه كتبها مؤلفها بوضوح فالخط الذي كتب به خط حسن يمكن قراءته حيث عنى المؤلف عناية كبيرة بالتنقيط فوجد بها النقط والحروف.
وتعتبر صفحات المخطوط من الحجم الكبير والأسطر متتالية وبالسطر حوالى عشر كلمات والصفحة فيها ما يقرب من سبعة عشر سطرا كما لم يغفل المؤلف ترقيم الصفحات مما سهل لنا تحقيقها وقراءتها ومقابلتها على غيرها من النسخ التي نسخت عنها.
ولا بد لنا ونحن نجول في الإنشاء وأساليبه أن نلقي نظرة على الديوان الذي اضطلع بعبء المكاتبات والمراسلات الهامة في العصر المملوكي وهو العصر الذي عاشه مؤلف هذه المخطوطة.
لقد عاش الموصلي الكاتب في العصر المملوكي الأول وعاصر العصر المملوكي الأول وعاش فترة حكم السلطان الظاهر بيبرس أقوى سلاطين العصر المملوكي سنة 12771260م أي سنة 771هـ 788هـ.
كان ديوان الإنشاء جهازا اداريا حكوميا متصلة اعماله ومراسلاته جميعها بالسلطان الحاكم، ويعتبر كل ما يصدر عنه تعبيرا عن السياسة العامة التي تنتهجها الدولة.
وإذا كانت وزارة الخارجية في العصر الحديث تمثل الجهاز الذي يهيمن على كل الشؤون الخارجية من مراسلات وعلاقات ثقافية ودبلوماسية وعسكرية واقتصادية وغيرها، ومن يعادل لهذه الخبرات التي تحدد سياستنا مع غيرنا من
الدول، فإن ديوان الإنشاء في هذه الآونة كان يضطلع بهذه المسؤوليات الخطيرة، فصاحبه يتمتع بمركز قيادي خطير في الدولة، وكان يراعى في اختياره مواصفات محددة هامة، وثقافات معينة لأنه يعبر عن سياسة الدولة تجاه القوى والبلاد الأخرى ومن ديوان الإنشاء كانت تخرج كل المراسلات الهامة الخاصة بالدولة سواء المتعلقة بالنواحي السياسية والدينية أو الاقتصادية أو غيرها مما جعل المراسلات الصادرة عن هذا الديوان مرآة تنعكس فيها صورة العلاقات الخارجية للدولة.(1/10)
وإذا كانت وزارة الخارجية في العصر الحديث تمثل الجهاز الذي يهيمن على كل الشؤون الخارجية من مراسلات وعلاقات ثقافية ودبلوماسية وعسكرية واقتصادية وغيرها، ومن يعادل لهذه الخبرات التي تحدد سياستنا مع غيرنا من
الدول، فإن ديوان الإنشاء في هذه الآونة كان يضطلع بهذه المسؤوليات الخطيرة، فصاحبه يتمتع بمركز قيادي خطير في الدولة، وكان يراعى في اختياره مواصفات محددة هامة، وثقافات معينة لأنه يعبر عن سياسة الدولة تجاه القوى والبلاد الأخرى ومن ديوان الإنشاء كانت تخرج كل المراسلات الهامة الخاصة بالدولة سواء المتعلقة بالنواحي السياسية والدينية أو الاقتصادية أو غيرها مما جعل المراسلات الصادرة عن هذا الديوان مرآة تنعكس فيها صورة العلاقات الخارجية للدولة.
هذا إلى أن ديوان الإنشاء كانت له مهام أخرى تتشابه مع المهام التي تنهض بها وزارة الخارجية اليوم فيما يختص بمهام السفراء والقناصل وغيرهما.(1/11)
النسخ المستخدمة في البحث
بعد البحث المجدي عن عدد النسخ الخاصة بهذه المخطوطة، لم اتمكن من الحصول إلا على أربع نسخ منها.
وبالبحث والدراسة في جميع قوائم الفهارس الموجودة بدار الكتب المصرية وفي بروكلمان، وفهرس الأسكوريال وفهارس مخطوطات الجامعة الأزهرية وفهارس معهد المخطوطات بالجامعة العربية، لم أجد من هذه المخطوطة إلا النسخة التي كتبت وروجعت على الأصل الموجود بمدينة زبيد باليمن، سنة 748هـ وهي تحت رقم 848أدب. ومصور عنها نسخة أخرى تحت رقم 4903أدب طلعت، أما النسخة المخالفة والتي استخدمتها في المقابلة فهي بدار الكتب تحت رقم 188أدب تيمور وكتبت سنة 898هـ.
أما النسخة التي وجدتها بجامعة الدول العربية فهي عبارة عن ميكروفيلم مصور عن النسخة الأصلية الموجودة بالدار ويحمل رقم 4932أدب.
وقد قمت بتصوير النسخة الموجودة بالجامعة العربية. والمصورة عن نسخة دار الكتب الأصلية، واعتبرنا هذه النسخة أمّا أصلية وذلك لأن الكاتب الذي كتبها قال في نهايتها «روجع على الأصل الموجود بمدينة زبيد سنة 748 هـ» وبما أنه راجعها على أصلها، وهو غير موجود بمصر، فلذلك سنعتبر هذه النسخة أساسا في تحقيقنا لهذا المخطوط. واستخدمت النسخة الأخرى الموجدة بالدار والمكتوبة سنة 898هـ للمقابلة. وذكرت وجه الاختلاف بين النسختين.
الرموز المستخدمة في النسخ
النسخة الأصلية رمزنا لها بالرمز س. ويقول الكاتب أن هذه النسخة سقط
منها أول القسم الثاني لأن النسخة الأصلية بمدينة زبيد وجد بها خرم عند هذا الموضع.(1/12)
النسخة الأصلية رمزنا لها بالرمز س. ويقول الكاتب أن هذه النسخة سقط
منها أول القسم الثاني لأن النسخة الأصلية بمدينة زبيد وجد بها خرم عند هذا الموضع.
النسخة الأخرى رقم 188أدب رمزنا لها بالرمز ب وكما ذكرنا أنها كتبت سنة 898هـ فهي أحدث من الأخرى فلا بد أن كاتبها قد نقلها عن النسخة الأخرى. وقد سقط من هذه النسخة الخطبة والقسم الأول، وكذلك أول القسم الثاني كما في النسخة الأصلية، وقد أضفت النسخة المتشابهة المصورة عن النسخة الأصلية ورمزت لها بالرمز (ح).
أما عن أوجه الاختلاف بين النسختين، فقد وجدت أن النسخة الفرعية (ب) فيها مكاتبات زائدة عن النسخة الأصلية من صفحة 10449ويقول المعلق على هذا المخطوط «أن هذه المكاتبات قد قدمت عن موضعها والظاهر أنها من القسم التاسع».
ولكن بعد دراسة النسخة الأصلية، لم أجد لهذه المكاتبات وجودا في كل المخطوط الأصلي، فهذه المكاتبات عبارة عن «مكاتبات وأدعية مصرية» ومما يؤكد لنا أنها مكاتبات زائدة ودخيلة على الأصل أن الكاتب، وهو الموصلي كان متوليا لديوان الإنشاء باليمن، ومخطوطته هذه تتكلم عن صناعة الإنشاء بوجه عام، والكاتب لم يفرد في أي جزء من أجزاء كتابه الكلام عن أدعية ومكاتبات خاصة ببلد معين، فلماذا إذا سيختار مصر بالذات ويفرد لها كل هذه الصفحات للتحدث عن المكاتبات الخاصة بها وحدها، في حين أن أسلوب المكاتبات كان متحدا وعاما في ذلك العصر، سواء في مصر أو الشام أو غيرهما، وبما أن هذه المكاتبات ليس لها وجود بالنسخة الأصلية فلن نأخذها في الاعتبار لأن النسخة (ب) حديثة الكتابة.(1/13)
أهمية هذا المخطوط
ترجع أهمية هذا المخطوط إلى أننا نقدم بحثا عن ديوان الإنشاء وعن أساليب المكاتبات السائدة في العصرين الأيوبي والمملوكي. وقد كتب هذا المخطوط في القرن السابع الهجري، فهو مثلا حيا للأساليب الشائعة في ذلك العصر.
وإذا أمعنا النظر في جميع الكتب التي كتبت في ذلك العصر نجد أنها تكاد تتشابه في أساليبها ومعانيها وتقسيماتها، فجميعها تتسم بظاهرة معينة، وهي أن مؤلفيها ينقل بعضهم عن بعض، ويتضح لنا من دراسة هذا المخطوط، وما يحتويه، أنه في كثير من أجزائه صورة مصغرة لكتاب القلقشندي «صبح الأعشى».
وليس معنى هذا أن الموصلي نقل عن القلقشندي، وإنما العكس هو الذي يبدو صحيحا بمعنى أن القلقشندي اعتمد اعتمادا كبيرا في موسوعته على كتاب الموصلي، يؤيد هذا أن القلقشندي توفي سنة 821هـ، أي في القرن التاسع والموصلي توفي سنة 700هـ أي في أوائل القرن الثامن، ومن أمثلة المكاتبات التي وردت «بصبح الأعشى» وهي صورة طبق الأصل لما ورد بمخطوطه «البرد الموشى» ما يأتي:
1 - في ج 6ص 333إلى آخره، توجد نماذج من الكتابة في هذا العصر، وهي موجودة بالمخطوطة.
2 - الأسماء والكنى الموجودة بالمخطوطة والتي اهتم بها الموصلي اهتماما كبيرا، موجودة بكتاب القلقشندي ج 5من ص 423إلى آخره.
3 - الألقاب المركبة الموجودة بالمخطوطة، هي نسخة لما هو موجود «بصبح الأعشى» ج 6من ص 35إلى ص 75.(1/14)
4 - الألقاب التي أورد الموصلي معظمها، والتي كانت تستخدم في العصر المملوكي، ذكرها القلقشندي واهتم بشرح كل لقب منها، وذلك بالجزء الخامس من ص 486إلى آخر الجزء، وبالجزء السادس من ص 1إلى ص 172.
وليس هذا هو الكتاب الوحيد الذي اعتمد على مخطوطة الموصلي، ونجد الخالدي المتوفى سنة اعتمد في كتابه «المقصد الرفيع المنشأ الحادي إلى ديوان الإنشاء» على القلقشندي اعتمادا كبيرا، وهو بدوره قد أخذ عن الموصلي.
لذلك فهذه المخطوطة لها أهمية كبيرة من حيث إنّها من أقدم المراجع التي كتبت عن أساليب الإنشاء في العصرين الأيوبي والمملوكي.
نقد المخطوطة
1 - كتبت النسخة الأصلية سنة 748هـ، ونسخت عنها النسخة الأم «س» التي نستخدمها سنة 749بمدينة زبيد باليمن.
وقد نقلت هذه النسخة للقاهرة من الموصل سنة 1344هـ، وذلك لأنها كانت ملكا «للعبد محمد بن خالد بن خليل الأزهري، الحسيني، اللاذقي النائب في مركز ولاية الموصل في 17رجب سنة 1316هـ» ولم أعثر بين صفحات المخطوطة على اسم ناسخها، ولا على أية إشارة تشير إليه.
أما عن عدد صفحاتها فهو 135صفحة، وخط المخطوطة سهل واضح فالنقط والحروف واضحة إلى حد ما بالنسبة لغيرها من مخطوطات ذلك العصر.
2 - أما النسخة المقابلة «ب» فتتميز عن الأخرى بأنها أوضح وأسهل في قراءة حروفها لأنها حديثة الطبع عن الأخرى المصورة تصويرا شمسيا، وقد كتبت نسخة «ب» سنة 898هـ، وأعتقد أن الذي قام بنسخها كاتب مصري، لأنه يتوسل ويتضرع إلى الله أن يحميه بسيدي الادريس الشافعي، وبأهل
بيت الله في مصر، كما أنه أفرد صفحات طوال للتحدث عن الألقاب والأدعية المصرية بالذات كما ذكرت سابقا. أما عن اسمه فقد اجتهدت كثيرا في قراءته لأن النسخة بها خروم أسقطت أجزاء من الحروف، ولم أستطع أن أبين من ذلك الاسم سوى «محمد المدعو وف ابن عثمان». ولكن الأخطاء اللغوية بهذه النسخة أكثر من النسخة الأولى، وعدد صفحاتها 192صفحة تقع في 96ورقة، وذلك للجزء الذي أدخله الكاتب على نسخته وقد أهمل كاتبها جميع أبيات الشعر الواردة بين فصول المخطوط، ولم يذكر غير الشعر الوارد في نهايته فقط(1/15)
2 - أما النسخة المقابلة «ب» فتتميز عن الأخرى بأنها أوضح وأسهل في قراءة حروفها لأنها حديثة الطبع عن الأخرى المصورة تصويرا شمسيا، وقد كتبت نسخة «ب» سنة 898هـ، وأعتقد أن الذي قام بنسخها كاتب مصري، لأنه يتوسل ويتضرع إلى الله أن يحميه بسيدي الادريس الشافعي، وبأهل
بيت الله في مصر، كما أنه أفرد صفحات طوال للتحدث عن الألقاب والأدعية المصرية بالذات كما ذكرت سابقا. أما عن اسمه فقد اجتهدت كثيرا في قراءته لأن النسخة بها خروم أسقطت أجزاء من الحروف، ولم أستطع أن أبين من ذلك الاسم سوى «محمد المدعو وف ابن عثمان». ولكن الأخطاء اللغوية بهذه النسخة أكثر من النسخة الأولى، وعدد صفحاتها 192صفحة تقع في 96ورقة، وذلك للجزء الذي أدخله الكاتب على نسخته وقد أهمل كاتبها جميع أبيات الشعر الواردة بين فصول المخطوط، ولم يذكر غير الشعر الوارد في نهايته فقط
3 - حرص الموصلي، وهو كاتب المخطوط على أنه كان إذا أتى بشيء فيه رأيان أو ثلاثة، فكان لا بد من أن يرجح رأيا منهم.
4 - كثرة الاستشهاد بالشعر في النسخة الأصلية، فنجد أن الكاتب استرسل في ذلك كثيرا، ففي كل مجال من المجالات، ومكاتبة من المكاتبات كان لا بد من أن يضمنها أبيات الشعر.
5 - الاكثار من إستخدام آيات الله في مكاتباته، فكان يستشهد بها ليؤكد صحة ما يقول ويدعمه.
وإذا كنا نود الحكم على هذه المخطوطة وتقييمها بأسلوب العصر الحديث فسنجد فيها ضعفا كبيرا في الاسلوب الذي كتبت به، بسبب كثرة استخدام البديع كالسجع والتورية والجناس، واستخدام التشبيه. ولكن إذا حكمنا عليها بأسلوب العصر الذي كتبت فيه فإننا نجدها صورة واضحة ونموذجا طيبا للأساليب المتبعة في ذلك الوقت.
ولقد ذكرت في موضع آخر من الرسالة كيف أن الكاتب كان يشترط فيه أن يكون ملما بأشعار القدماء، وطريقتهم ويكون حافظا لكتاب الله وأحاديث رسوله حتى يستخدمها في فصول مكاتباته ومن هذا نجد أن الموصلي كان خير نموذج توافرات فيه هذه الشروط، فاتبعها وطبقها على خير وجه وقدم لنا رسالة هي تعبير طيب عن أساليب ذلك العصر.(1/16)
الهيكل التنظيمي لموظفي ديوان الإنشاء في العصر المملوكي
تحتل دولة المماليك مكانة خاصة بارزة في تاريخ مصر، وفي تاريخ العالم في العصور الوسطى.
ذلك أن الأحداث الداخلية والخارجية التي حدثت في ذلك الوقت شكلت تاريخ هذه الفترة بنوع معين من الثقافة والفكر والتطور السياسي والاقتصادي، فقد كانت مصر مركزا للتجارة العالمية، ومركزا للخلافة العباسية.
فعصر المماليك إذا ليس عصرا عاديا. بل عصر حركة ونشاط، وخير شاهد على ذلك تلك السفارات العديدة التي قصدت بلاط سلاطين المماليك في القاهرة من قبل ملوك الشرق والغرب جميعا، وذلك العدد الضخم من المراسلات والمكاتبات التي كان يتلقاها ديوان الانشاء بالقاهرة في ذلك العصر من مختلف الحكام.
وقد انقسمت طبقة الكتاب في داخل الديوان إلى عدد من الفئات كل حسب درجته الوظيفية ومن هؤلاء الكتاب:
1 - كاتب السر:
في أوائل عصر المماليك البحرية، كان يلي ديوان الإنشاء كاتب يعبر عنه تارة بكاتب الدست، وتارة بكاتب الدرج، وتارة يليه جماعة يعبر عنهم بكتاب الدست حتى كان عصر المنصور قلاوون، وفيه استحدث لقب كاتب السر، ودليلنا على ذلك قصة فخر الدين بن لقمان مع القاضي فتح الدين بن عبد الظاهر أيام الأشرف خليل بن قلاوون.(1/17)
وهي «أنه لما تولى الوزارة فخر الدين بن لقمان قال له الملك المنصور من يكون عوضك في الإنشاء. قال فتح الدين بن عبد الظاهر فتولى فتح الدين ابن عبد الظاهر هذا المنصب، وحظي عند الأشرف حظوة كبيرة، وفي بعض الأيام دخل فخر الدين بن لقمان على السلطان فأعطاه السلطان كتابا يقرؤه. فلما دخل فتح الدين أخذ السلطان الكتاب منه، وأعطاه لفتح الدين، وقال لفخر الدين: تأخر فعظم ذلك على فخر الدين بن لقمان» (1).
وهذه الحادثة تخالف العادة لأنه كان لا يقرأ أحد على السلطان كتابا والوزير بحضرته.
وكانت وظيفة كاتب السر في عهد المماليك من أعظم الوظائف الديوانية وأجلها قدرا، ويلقب صاحبها باسم الجناب الكريم، فكان لا يتولى هذا المنصب إلا خاصة خواص الناس، وكان كاتب السر أول من يدخل على السلطان وآخر من يخرج من عنده، وكان لا يستغني عن مشورته والافضاء إليه بأسراره، ولا يثق في أحد من الموظفين ثقته به، وهو يشبه رئيس الديوان في البلاط الملكي في العصر الحديث.
أهم الأعمال التي يضطلع بها كاتب السر
أولا:
1 - قراءة جميع الكتب والرسائل الواردة على السلطان، وكتابة الأجوبة عنها، وتذييلها بتوقيعه.
2 - التوقيع على الرقاع والقصص الخاصة بالمملكة والولايات وعلى المكاتبات، والجلوس بين يدي السلطان بدار العدل (2).
3 - الاطلاع على جميع المكاتبات إلى الولايات وملاحظة صيغها من حيث الافتتاح، والدعاء والألقاب، وقطع الورق، وغير ذلك لأهميته بالنسبة لصالح المملكة بأسرها.
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 333.
(2) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 111110.(1/18)
4 - قراءة كل ما يكتب من ديوانه وتصفحه قبل إخراجه من الديوان.
5 - النظر في أمور البريد وهي من أهم وظائفه (1) فيجب أن يكون متيقظا لكل ما يرد على السلطان من نواحي ممالكه لأنه يعتمد عليه في كل أموره.
6 - الاهتمام بأبراج الحمام حيث أنّها من مستلزمات البريد.
7 - إعداد رجال للجاسوسية والمخابرات، وتدريبهم والاهتمام بهم لصالح المملكة.
8 - حضور حلف اليمين التي يؤديها ولاة الأقاليم على أثر تعيينهم.
9 - كتابة مراسيم توليتهم لولايتهم.
10 - الافضاء إلى السلطان بكل أمر يخصه وقال ابن فضل الله العمري «إنني مهما اطلعت عليه من مصالح مولانا السلطان أوصله إليه وأعرضه عليه، ولا أخفيه شيئا منه ولو كان عليّ، ولا أكتمه، ولو خفت وصول ضرره إليّ» (2) فمن ذلك يتضح أن كاتب السر كان ناصحا أمينا للسلطان.
11 - الفصل في شؤون القضاء والعلماء.
12 - التوسط بين الأمراء والسلطان «فيما يندب إليه عند الاختلاف أو التيسير» (3).
13 - الاشراف على كتاب الدواوين الذين يستنيرون بآرائه ومشورته.
هذه هي أهم الأعمال التي كان يكلف بها كاتب السر، وهي تبين لنا الأهمية الكبرى التي كانت لمثل هذا الكاتب فهو خازن أسرار المملكة.
وقد لخص القلقشندي أهمية هذه الوظيفة بقوله «كان محله أرفع محل، وشرف قدره أشرف قدر، يكاد أن لا يكون عند الملك أخص منه، ولا ألزم لمجالسته، ولم يزل صاحب هذا الديوان معظما عند الملوك في كل زمن، مقدما لديهم على كل من عداه يلقون إليه أسرارهم ويخصونه بخفايا أمورهم ويطلعونه
__________
(1) المرجع السابق ج 1ص 114.
(2) ابن فضل الله العمري «التعريف بالمصطلح الشريف» ص 150.
(3) عبد الوهاب عبد السلام «رسالة ماجستير غير مطبوعة» ص 52.(1/19)
على ما لم يطلع عليه أخص الأخصاء من الوزراء والأهل والولد وناهيك برتبة هذا محلها» (1).
ثانيا:
كان يستخدم في المكاتبة إلى كتاب السر قطع الورق البغدادي الكامل مع قلم مختصر الطومار (2)، وهما النوعان اللذان يستخدمان لمكاتبة كبار رجال الدولة والملوك والخلفاء.
2 - نائب كاتب السر:
كان نائب كاتب السر يطلق عليه أحيانا اسم «متولي ديوان الرسائل»، وكان هذا النائب يختاره كاتب السر، وهو من نقلته المحببين إليه، ويشترط فيه نفس الشروط التي سوف نوردها لكاتب الدست، ويكون على دين رئيسه، «دين الاسلام» وأن يكون شديد الذكاء في عمله، وإذا انتهى من المكاتبات التي يكتبها يقوم بتلخيصها، ويسلمها لكاتب السر «ليقابل ظاهرها بباطنها، وإن وجد فيها ما ينكره عنفه عليه» (3).
ومن أعماله الهامة الرد على الكتب التي ترد إلى ديوان الانشاء. إذا اضطر كاتب السر إلى التخلف لحضور مجلس السلطان (4). ويجب أن يكون ملما بأمور الديوان، مطلعا على خفاياه. حتى لا يخفى عليه شيء منها، ويتصرف كما يتصرف كاتب السر، فيقرأ الكتب، ويرد عليها، ويذيلها بإمضائه، ويشرف على كتاب الديوان، ويوزع العمل عليهم.
3 - كتاب الدست:
كانوا يجلسون مع كاتب السر في مجالس السلطان بدار العدل، وكانوا
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 101.
(2) المرجع السابق ج 3ص 51.
(3) ابن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 117.
(4) الخالدي «المقصد الرفيع» مخطوط ص 134.(1/20)
يقومون بقراءة القصص والتظلمات والمكاتبات على السلطان بعد قراءة كاتب السر، وتكون القراءة على ترتيب جلوسهم، ويوقعون على القصص كما يوقع عليها كاتب السر. «وسموا كتاب الدست إضافة إلى دست السلطان لجلوسهم للكتابة بين يديه (1).
وكانوا أحق كتاب الانشاء باسم الموقعين وذلك لتوقيعهم على جوانب القصص بخلاف غيرهم.
وفي أيام الظاهر بيبرس، قبل أن يلقب صاحب ديوان الانشاء بكاتب السر، كانوا ثلاثة كتاب، ثم زاد عددهم بعد ذلك حتى أصبحوا في أيام الأشرف شعبان عشرة. ثم تزايدوا بعد ذلك حتى تجاوزوا العشرين.
وقد وزعت أعمال ديوان الانشاء عليهم فاضطلع كل منهم بعمل هام يقوم به في حدود اختصاصه على نحو ما نراه اليوم في الدواوين الحكومية.
فقد كان هناك كاتب يقوم بتحرير البيعات والعهود ويشترط فيه أن يكون «واسع مبتكر للعبارات البليغة والألفاظ الفصيحة» (2).
وكاتب يتولى كتابة الكتب التي ترسل إلى الملوك ومن شروطه عن غيره أن يكون «من أعلى الناس طبقة. وعلى دين الملك ومذهبه لأنه يكاتب الملوك عن ملكه» (3)، ويجب أن يعرف الفرق بين مخاطبة الملوك الاسلامية، ومخاطبة غيرهم من المخالفين لهذا الدين، وأن يكون ملما بكتاب الله وسير الأنبياء، وبفحول الشعراء، جيد الخط بليغ العبارة، وكاتب آخر يقوم بكتابة المراسيم ويشترط فيه أن يكون خبيرا بألقاب الملوك والأمراء. وما يستعمل في مخاطباتهم من صفات ونعوت منزها عن الأغراض، فلا يعطي أحدا فوق ما يستحقه.
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 137.
(2) علي إبراهيم حسن «دراسات في تاريخ المماليك البحرية» ص 275.
(3) ابن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 128.(1/21)
وكاتب اشتهر بجودة الخطوط على اختلافها، لأنه قل أن يجتمع الانشاء وحسن الخط في شخص واحد.
وكاتب يختص بتحرير المنشورات الخاصة بالاقطاعات التابعة لديوان الجيش، ويشترط فيه أن يكون حسن الخط عارفا بقدر كل من الأمراء وأولاد الملوك والسلاطين حتى يستطيع مخاطبتهم كلا حسب رتبته وأهميته.
وكاتب يتولى الكتابة إلى ملوك الفرنج ومن شروطه أن يكون ملما بكثير من اللغات الأجنبية وتلخيصها قبل عرضها على السلطان (1).
أما عن أنواع الورق المستخدمة في مكاتبات كتاب الدست فقد كان لهم قطع الثلث ويستخدم معه قلم التوقيعات (2) وذلك لقلة رتبتهم عن رتبة كتاب السر.
أما الألقاب المستخدمة معهم «فالجناب السامي العالي».
4 - كتاب الدرج:
هؤلاء الطبقة من الكتاب كانوا يكتبون ما يوقع به كاتب السر أو كتاب الدست أو إشارة النائب أو الوزير أو رسالة الدوادار ونحو ذلك من المكاتبات والتقاليد والتواقيع والمراسيم والمناشير، والأعيان والأمانات ونحو ذلك مما يجري مجراه.
وسموا كتاب الدرج لكتابتهم هذه المكتوبات ونحوها في دروج الورق، والمراد به الورق المستطيل المركب من عدة أوصال (3).
ولا يجوز لهؤلاء أن يتخذوا لأنفسهم صفة الموقعين أسوة بكتاب الدست إذ أن التوقيع معناه التأشير على الكتب، أي إبداء الرأي فيما تضمنته هذه
__________
(1) الخالدي «المقصد الرفيع» مخطوط ص 118117.
(2) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 3ص 51.
(3) المرجع السابق ص 51.(1/22)
الكتب، وكان يطلق عليهم اسم كتاب الانشاء وهم الذين يصوغون هذه الردود مستعينين في ذلك بآراء كتاب موظفي ديوان الانشاء، وقد بلغ عدد هؤلاء الكتاب في أوائل عصر المماليك نحو أربعين بل تجاوز ذلك حتى بلغ مائة وثلاثين.
وقد ذكر خليل بن شاهين عملهم فقال:
«كانوا ينسخون العهود للخلفاء والسلاطين على النهج الواضح والأسلوب المبين والتقاليد لقضاة أهل العقد والحل، فيما يليق بكل منهم من براعة المطلع والختام الدالين على عظم القصد، ولكفال الممالك الشريفة ذوي الرتب العالية والمناصب المنيفة، وللصاحب الوزير الذي وظيفته قوام الملك في التصرف والتدبير، وللسادة المباشرين أركان الدولة الشريفة أولي الأقلام الموضحة والأيدي العفية» (1).
وذكر ابن مماتي «يجب أن يكون الكاتب حرا، مسلما، عاقلا، صادقا، أديبا فقهيا، عالما بالله تعالى، حلو اللسان، له جراءة يبت بها الأمور على حكم البديهة، لا يقبل هدية، ولا يقبل من أحد عطية، لا يبتدأ بما لا يسأل عنه، ولا يقع في أحد بغيبة أو نميمة، وإذا تكرر حضوره بين يدي السلطان، فلا يسلم عليه، ومما يجب لمن اجتمعت هذه الصفات فيه أن يقبل عليه ويوجه إليه ويبالغ في إكرامه» (2).
وكان يستخدم في المكاتبة إليهم قطع العادة المنصوري ومستخدمين قلم الرقاع.
أما الألقاب المستخدمة معهم. فالمجلس السامي.
5 - الدوادار:
كان من أهم معاوني كاتب السر في عمله، ومن مهامه، القيام بتبليغ
__________
(1) خليل بن شاهين «زبدة كشف المماليك» وبيان الطرق والمسالك ص 100.
(2) ابن مماتي «قوانين الدواوين» مخطوط ص 75.(1/23)
الرسائل من السلطان، وتقديم القصص إليه، كما كان يقوم هو وأمير جاندار وكاتب السر بتقديم البريد في عصر المماليك البحرية تحت إشراف الدوادار (1). ثم لوحظ أن الدوادار من الأمراء المماليك الذين قد يطمعون في العرش فروعي أن وقوع الأسرار في يده أمر غير مرغوب فيه، لذا فإن البريد نقل في نهاية القرن الثامن إلى ديوان الانشاء حيث لا خطر عليه منهم.
كان الدوادار رئيسا لأرشيف الديوان، ولقد أسهب ابن الصيرفي في كتابه «قانون ديوان الرسائل» في الكلام عن أرشيف الديوان وكيفية تنظيمه فقال «يجب أن يعمل تذاكير تشتمل على مهمات الأمور التي تنتهي في ضمن الكتب، ويظن أنه ربما سئل عنها أو احتيج إليها فيكون وجودها في هذه التذاكير أهون من التفتيش عليها في الأضابير «الدوسيهات» ويجب أن يسلم إليه جميع الكتب الواردة بعد أن يكتب الاجابة عنها ليتأملها وينقل منها في تذاكيره ما يحتاج إليه» (2).
من ذلك نرى أن عملية تنظيم الأرشيف حظيت بعناية كبيرة في هذا العصر، فالدوادار ينظم عمله بأن يسجل كل ما يريده مبينا اسم اليوم والشهر الذي قيدت فيه، وتحفظ شهريا وتجمع الدوسيهات الشهرية في مجموعات سنوية يقدم إلى السلطان كل ما تؤخذ عليه العلامة السلطانية من المناشير والتواقيع، والكتب، وقد جرت العادة أن يكتب السلطان بخطه على كل ما يأمر به وأما المنشورات الخاصة بالأمراء وأصحاب الإقطاعات، فقد كان يذيلها بما يسمى العلامة، ووظيفة الدوادار قديمة، اقتبسها العباسيون عن الفرس ثم أدخلت على نظام الحكم في مصر، وارتفع شأنها في دولة الناصر محمد حتى أصبح الدوادار يعين من أمراء العشرات أو أمراء الطبلخانات.
وكان إصدار الدوادار للمراسيم يتم بعد استشارة السلطان، وكان يحيط بكل ما يصدر عن ديوان الإنشاء، وما يرد عليه من المكاتبات ويختمها بختم
__________
(1) علي إبراهيم حسن «دراسات في تاريخ المماليك البحرية» ص 278.
(2) إبن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 137.(1/24)
الدولة، الذي كان يختلف في حجمه باختلاف رتبة المرسل إليه، وظل عمل الدوادار ودفاتره، منظمة حتى أيام الظاهر برقوق حيث اضطرب حال الديوان، وتدهور وأهمل مكانه بقلعة الجبل.
6 - حامل المزرة:
يلي الدوادار في رتبته وينوب عنه إذا غاب ويقوم، يترتيب الأوراق بعد اعتمادها من السلطان (1) وطريقته في ذلك أن يفرش فوطة يضع عليها قطع الورق الكبير ثم القطع الأصغر منها وهكذا، ثم ترتب المناشير في قطع الورق، وتوضع الفوطة حتى لا يختلط بعضها مع بعض، ثم توضع المراسيم المربعة والتذاكر ثم التواقيع الصغار، وتلف كلها بعد ذلك وتوضع في المزرة، وتحمل الى القصر وتعرض على الترتيب الذي انتهت إليه، ولا يوضع في الفوطة التي تحمل الأوراق التي تقدم للسلطان لاعتمادها ورقا ملونا حتى لا ينطمس مدار العلامة، وكان يشترط في حامل المزرة أن يكون خبيرا بالألقاب والعلامات، وحجم الورق، وأن يقترح على الدوادار إحضار ما يلزم منها.
7 - الدوادار العددي:
كان يعاون الدوادار الأصلي، ويطلق عليه اسم الدوادار مع تمييز عددي فيقال الدوادار الثاني، والثالث، وهكذا إلى العاشر، ولكل من هؤلاء عمل يتولاه بإشراف الدوادار الكبير (2).
8 - المدرا:
وهم جمع «مدير» (3) وعبارة عن جماعة من الموظفين سموا بهذا الاسم لدوارنهم على بيوت الكتاب لإحصاء ما عندهم من الكتابة المتعلقة بالديوان.
هذه هي جميع طبقات الكتاب التي كانت موجودة في العصر
__________
(1) الخالدي «المقصد الرفيع» مخطوط ص 125120.
(2) علي إبراهيم حسن «دراسات في تاريخ المماليك البحرية» ص 281.
(3) الخالدي «المقصد الرفيع» ص 120.(1/25)
المملوكي، وقد كان نظام اختيارهم لهذه المناصب هو النظام السائد في العصور الوسطى ذلك بأن يكونوا من بين الأسر التي كان أفرادها يعملون من قبل في الدواوين (1). فكانت وظائفهم وراثية الابن عن أبيه والأخ عن أخيه وابن العم عن ابن العم.
أمّا عن مرتبات هؤلاء الكتاب فقد كانوا يتسلمون أرزاقا شهريا من مالية وعينية، فأعيانهم يتسلمون مبلغا قدره خمسون دينارا. ورواتب جارية من الخبز واللحم والتوابل والزيت والسكر والشمع والفليق للدواب حتى الكسوة غير ما يقدم في المناسبات والأعياد. وقد بلغت مرتبات موظفي الدولة المملوكية في السنة حوالى أربعمائة ألف دينار مما يدل على عددهم الكبير (2).
أما عن ملابسهم فقد كانت لهم ملابس خاصة تميزهم عن غيرهم من الطبقات فكانوا يلبسون عمائم كبيرة ولذلك سموا أرباب الوظائف من المتعممين او «أهل العمامة» (3).
__________
(1) عبد المنعم. ماجد «نظم دولة سلاطين المماليك ورسومهم في مصر» ج 1ص 51.
(2) المرجع السابق نفس الصفحة.
(3) المرجع السابق ص 52.(1/26)
الشروط الواجب توافرها في صاحب الديوان
تكلمنا في الجزء السابق عن موظفي ديوان الإنشاء ودرجاتهم وهذا ينقلنا إلى الحديث عن الشروط الواجب توافرها في صاحب الديوان.
كان لاتساع نطاق ديوان الإنشاء وللأهمية الكبرى التي احتلها صاحبه أن حددت له شروط ومواصفات جعلت الشخص الذي يحتل هذا المنصب يختار من فئة معينة وبشروط محددة.
ومن أهم الصفات التي اتخذت لصاحب ديوان الإنشاء ما يأتي:
أصفات شخصية.
ب مواهب فكرية.
«الصفات الشخصية»
أالإسلام:
كان شرط الإسلام من أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في صاحب الديوان «لأن الكاتب أحوج ما يكون إلى الاستشهاد بكلام الله تعالى في أثناء محاوراته، وفصول مكاتباته» (1).
وإنني أرى أن أهل العصور الوسطى قد اهتموا بهذا الشرط لأن الكاتب كان عند الملك بمنزلة الوزير، فكان لا بد ألا يخرج عن دين الإسلام واستندوا في ذلك إلى قوله تعالى {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصََارى ََ أَوْلِيََاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللََّهَ لََا يَهْدِي الْقَوْمَ الظََّالِمِينَ}.
__________
(1) ابن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 95.(1/27)
وقد أدى إلى اشتراط الإسلام بالنسبة للدولة في تلك العصور التي عرفت باسم عصور الإيمان الخوف من أنه «لو عين أحد من الكفار فإنه سيكون عينا لهم على المسلمين» (1) ويطلعهم على أخبارهم ويصلون عن طريقه إلى ما لا يمكن استدراكه.
مرة أخرى نجد المعاصرين يستشهدون بقوله تعالى {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لََا تَتَّخِذُوا بِطََانَةً مِنْ دُونِكُمْ لََا يَأْلُونَكُمْ خَبََالًا، وَدُّوا مََا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضََاءُ مِنْ أَفْوََاهِهِمْ، وَمََا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}.
وكان الاعتقاد سائدا بأنه إذا كان الكاتب ذميا فإن كتبه ستصبح خالية من أفضل الكلام، وليس فيها ما يتبرك به أهل الإسلام، ومقصرة عن رتبة الكمال، ومنسوبة الى العجز والإخذال.
أما إذا حفظ شيئا من كتاب الله تعالى فإن ذلك يعني استباحة حرمة دين الله وانتهاكها، ويصبح دين الله لعبا وهزوا (2).
وهذا من وجهة النظر المعاصرة.
كذلك اشترطوا أن يكون الكاتب على مذهب الحاكم أو الملك ليكون مجتهدا في خدمته مبالغا في نصيحته، ولا يكون بينهما أدنى خلاف.
ب الذكورة:
لا يخفى علينا أن الدارس لتاريخ العصور الوسطى لا يكاد يلمح بين سطوره اسم امرأة احتلت هذا المنصب، فلذا نجد أنهم عملوا على أن يتقلد هذا المنصب رجلا، وقد صرح الشافعية بأنه «يشترط في كاتب القاضي أن يكون ذكرا، فإذا اشترط ذلك في كاتب القاضي فإن كاتب السلطان أولى» (3).
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 61.
(2) ابن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 96.
(3) الخالدي «المقصد الرفيع» ص 85.(1/28)
ج الحرية:
إن الحرية هي التي تقاس بها كرامة الإنسان، ولو فقد الإنسان حريته لأصبح عبدا ذليلا فلذا لا أقل من أن يكون هذا الشرط ملزما لصاحب الديوان، حتى يؤهل لتقلد هذا المنصب الخطير.
د العقل:
العقل هبة الله للإنسان، وأي عمل من الأعمال لا يضطلع بها غير كامل العقل، جزيل الرأي، «فالعقل أس الفضائل، وأصل المناقب، ومن لا عقل له لا انتفاع به» (1) فالعقل يجعل من صاحبه أن يضع كل شيء في موضعه، ويأتي من الكلام ما يقتضيه الحال.
هـ الإلمام بأحكام الولايات:
يجب على الكاتب أن يعرف ترتيب الولايات على نسق متناسق «من عقد الإمامة، تقليد الوزارة، الإمارة على البلاد، الإمارة على الجهاد، الولاية على حروب المصالح، ولاية القضاء والمظالم» (2).
والعلم بمواد الأحكام الشرعية:
إن الكاتب المؤهل لهذه الوظيفة يجب أن يكون على دراية تامة بمواد الأحكام الشرعية حيث يتعرض للفتوى في كثير من الأحكام والكتابة فيها، وخصوصا فيما يكتبه عن لسان الملك «فمن سلك في الكتابة طريقا بغير دليل ضل، ومن تمسك بغير أصل زل» (3)
ز البلاغة:
يجب أن يكون كاتب الإنشاء أديبا بليغا من خيرة الأدباء في عصره، ولا
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 43.
(2) الماوردي «الأحكام السلطانية» ج 1ص 2.
(3) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 43.(1/29)
يفوقه في هذا الفن أحد، لأنه هو الأصل وهم الفروع، وهو لسان حال السلطان الذي به ينطق، ويده التي بها يكتب «ورب كاتب بليغ أصاب الغرض من كتابته فأغنى صاحبه عن الكتائب، وأعمل القلم فكفاه إعمال البيض القواضب» (1).
فإذا أصبح الكاتب على هذه الدرجة من البلاغة، فإنه يجلو الألفاظ السهلة، ويختصر بحيث يكون الاختصار كافيا، ويطيل حين يوجد من الإطالة بد.
هذا عن الصفات الشخصية الواجب توافرها في الكاتب، أما الصفات النفسية والمواهب الفكرية فقد ذكر منها ابن مماتي في كتابه «قوانين الدواوين» ما يأتي:
يجب أن يكون الكاتب أديبا حاد الذهن قوي النفس حاضر الحس، جيد الحدس، حلو اللسان (2).
«الصفات المظهرية»
«اعتدال القامة، صغر الهامة، خفة اللهازم، حلو الشمائل، خطف الإشارة، ملاحة الزي» (3).
وقد أجمع كثير من مؤرخي العصور الوسطى في كتاباتهم الخاصة بأصحاب ديوان الإنشاء على أن يكونوا على درجة كبيرة من حسن المظهر ونظافة الزي، وعلى مستوى من الفطنة وحسن الحدس وحسن البيان تؤهلهم لبلوغ مثل هذا المنصب، كما أجمعوا على أن الكاتب يجب أن يكون معتدلا في قوامه غير ممتلىء، حتى يكون حسن المظهر، ولا يكون في موضع الإشمئزاز.
__________
(1) ابن الصيرفي «قانون ديوان الرسائل» ص 100.
(2) ابن مماتي «قوانين الدواوين» مخطوط ص 135.
(3) النويري «نهاية الأرب في فنون الأدب» ج 7ص 14.(1/30)
«الصفات الخلقية»
روعي في كاتب الإنشاء التحلي بصفات خلقية تكفل له الاضطلاع بمهام هذا المنصب الخطير، ومن أهمها ما يأتي (1):
1 - اعتماد تقوى الله في السر والعلانية.
2 - صلاح النية فيما يتولاه من أمور السلطان.
3 - مجانبة الريب والتنزه عنه.
4 - لزوم العفاف والصيانة فيما يتولاه للسلطان من أعمال.
5 - طلب الثناء والحمد.
6 - القدرة على معاشرة الملوك والعظام باتباع أمورهم، وتنفيذ كل ما يوجهونه إليه.
7 - النظر في عواقب الأمور «وحفظ نفسه من جريرة يجرها على نفسه بإغفاله فرضا من فروض الطاعة للسلطان» (2).
8 - الإخلاص في كل ما يوجه إليه من أعمال.
9 - تقديم النصيحة والمشورة للحاكم.
10 - كتمان السر وعدم الإفضاء بأي شيء يؤتمن عليه.
11 - الشكر «فإنه وإن كان واجبا على الإنسان مع أكفائه ونظرائه فإنه مع السلطان الذي يستظل بظله أوجب» (3).
ولقد أسهب القلقشندي، والخالدي في تقديم كثير من الصفات الشخصية التي يجب أن يتحلى بها كاتب الإنشاء، وأفردوا لذلك الصفحات الطوال، وذكروا «أنه يجب على الكاتب إذا حضر اجتماعا مع السلطان أن يقابله بالاحترام والتبجيل، وألا يحاول أن يرفع الكلفة بينه، وأن يتزيا بزي خاص،
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 69.
(2) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 74.
(3) المرجع السابق ص 75.(1/31)
وألا يحضر مجلس السلطان في ملابسه التي جرت العادة أن ينفرد بها كالوشي وغيره» (1) وأن يتجنب أن يرتفع عن ملكه بالألفاظ والعبارات البراقة حتى لا يظهر عليه.
هذا عن صفات الكاتب الشخصية، ولكننا إذا أردنا أن نتكلم عن الصفات والمواد التي يجب أن يتحلى بها الكاتب فلا أقل من أن نخوض في دراستنا غمار الحديث عن أهم العلوم العلمية التي يجب أن يلم بها الكاتب إلماما كبيرا حتى يؤهل لشغل هذا المنصب ومن أهم المواد العلمية التي يجب أن يكون جامعا لها ما يأتي (2):
من أهم المواد العلمية التي يجب أن يكون الكاتب جامعا لها
أولا: التفقه في علوم اللغة العربية:
فاللغة العربية أمتن اللغات وأحسنها وأوضحها بيانا، وأذلقها لسانا، وأمدها رواقا وأعذبها مذاقا.
وترجع أهمية احتياج الكاتب إلى اللغة إلى أن الألفاظ هي قوالب للمعاني التي يقع فيها التصرف للكتابة، فيجب أن يتبحر فيها ليفرق بين الغث والثمين، حتى تخرج كل كتاباته كاملة المعنى.
ونرى أن اللغة العربية يتفرع منها كثير من الفروع كالنحو والصرف والمحسنات البلاغية، وجودة الخط وسنتكلم عن كل عنصر على حدة.
1 - النحو والصرف:
يحتاج الكاتب إليه لأنه قانون اللغة، وهو أول شيء يجب على دارس اللغة العربية أن يتقنه «وهو أول ما ينبغي معرفته لكل أحد ينطق باللسان العربي» (3).
والصرف يجعل معاني كلامه لا تفسد ومنطقه صحيح.
__________
(1) الخالدي «المقصد الرفيع» مخطوط ص 120
(2) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 92.
(3) النويري «نهاية الأرب» ج 7ص 48.(1/32)
2 - الدراسة الوافية لعلوم المعاني والبديع:
كان الاهتمام كبيرا وخصوصا في العصر الأيوبي بدراسة هذا النوع من البلاغة، فقد غلبت المحسنات البديعية على كلامهم وخطاباتهم ومراسلاتهم، حتى كانت كلها منمقة إلى حد أنهم في بعض الأحيان كانوا يغفلون المعنى المطلوب حتى يبلغوا مرادهم في تنميق اللفظ.
انعكس هذا الاهتمام على كتاب الإنشاء وأصبح من الواجب على من يتقلد مثل هذا المنصب أن يكون متبحرا في هذا البديع وأن يحسن الأخذ منه، حتى تخرج كلماته وألفاظه ترضي أذواق الحكام.
ومن أهم المحسنات التي استخدموها في مكاتباتهم:
أالإيجاز والإطناب: وقد قال أبو هلال العسكري «الإيجاز هو القصر والحذف، أي تقليل الألفاظ، وتكثير المعاني والإطناب هو الإشباع» (1).
ب التشبيه: وهو الوصف بأن أحد الموصوفين ينوب مكان الآخر.
ج السجع والإزدواج.
د الاستعارة والمجاز: «وهو نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة الى غيره لغرض ما» (2).
هـ المطابقة: وهي الجمع بين الشيء وضده في جزء من أجزاء الرسالة.
والتجنيس: أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كل واحدة منهما صاحبتها.
ز المقابلة: وهي إيراد الكلام ثم مقابلته بمثله في المعنى واللفظة على جهة الموافقة والمخالفة (3).
ح صحة التقسيم: يقسم الكلام قسمة متساوية تحتوي على جميع أنواعه، ولا يخرج منها جنس من أجناسه.
__________
(1) أبو هلال العسكري «الصناعتين» ص 142131.
(2) المرجع السابق ص 215.
(3) المرجع السابق ص 264.(1/33)
ط الإشارة: أن يكون اللفظ القليل مشارا به إلى معان كثيرة.
ي الأرداف والتوابع: أن يريد المتكلم الدلالة على معنى فيترك اللفظ الدال عليه الخاص به، ويأتي بلفظ هو ردفه ومتابع له فيجعله في عبارة المعنى الذي أراده (1).
هذا موجز لبعض المحسنات البديعية التي كان يحرص كتاب ذلك العصر على التمسك بها لأنها كانت من أهم مقومات الكتاب في ذلك العصر، وأرى أننا في عصرنا الحالي لا نتذوق مثل هذا النوع من الكتابة بل نحاول أن نتحرر من قيد اللفظ وتنميقه ونصل إلى ما هو مطلوب بسلوك أسهل الطرق.
3 - جودة الخط:
الاهتمام بالخط من أهم الأشياء المطلوبة لكاتب الإنشاء لأن الخط الحسن يزيد من قيمة الرسالة، ويجعلها في صورة مقبولة وقد قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه «الخط الحسن يزيد الحق وضوحا» (2).
فإننا نرى أن الخط الرديء يطمس معالم الرسالة، ويضيع منها المطلوب، فأهمية الخط لا تقل عن أهمية الأسلوب.
ثانيا: الاهتمام باللغات الأجنبية:
لا يخفى علينا أن ديوان الإنشاء كانت ترد إليه مختلف المراسلات من كثير من بلاد العالم الأجنبية التي ربطتها بها صلات تجارية أو سياسية، فلذا كان ينبغي على الكاتب أن يكون على ثقافة تامة بلغات غيره من البلاد مثل الأعاجم والفرنج والروم والبربر، فإذا كان كاتب الإنشاء ملما بمثل هذه اللغات كان أقدر على مراسلتهم وقراءة كل ما يرد منهم للسلطان الحاكم (3). ويصبح على قدر كبير من فهم سياسة تلك الدول تجاه بلده، فتحدد بذلك نوع العلاقات التي تربطهم مع بعضهم البعض.
__________
(1) أبو هلال العسكري «الصناعتين» ص 215.
(2) النويري «نهاية الأرب» ج 7ص 14.
(3) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 166.(1/34)
ثالثا: دراسة كتاب الله العزيز وحفظه:
لا أقل من أن يكون كاتب الإنشاء حافظا لكتاب الله لأنه هو الدستور والشريعة التي نسير عليها وبأمرها نهتدي، فمن أهم الأشياء التي يجب على لكاتب أن يأخذها لنفسه هو الإكثار والمداومة على دراسة كتاب الله، وقوة حفظه، وقال الشهاب الحلبي «إن أول ما يبتدأ به صناعة الكتاب، هو حفظ كتاب الله تعالى، ومداومة قراءته وملازمة درسه وتدبير معانيه، حتى لا يزال مصورا في فكره دائرا على لسانه ممثلا في قلبه» (1).
وقد أجمعت كل المراجع التي تتكلم عن هذا الموضوع على شرف الاستشهاد بكتاب الله فقال الشهاب الحلبي أيضا «إن الحجاج قال لبعض العلماء. أنت تزعم أن الحسين رضي الله عنه من ذرية رسول الله فأتني على ذلك بشاهد من كتاب الله عز وجل وإلا قتلتك فقرأ {وَتِلْكَ حُجَّتُنََا آتَيْنََاهََا إِبْرََاهِيمَ}
إلى قوله {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دََاوُدَ وَسُلَيْمََانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى ََ وَهََارُونَ، وَكَذََلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} {وَزَكَرِيََّا وَيَحْيى ََ وَعِيسى ََ»} [2].
وعيسى هو ابن بنته فأسكت بذلك الحجاج.
فمن هذه الأدلة نرى أن الاستشهاد بكتاب الله تعالى، كان يستخدم كثيرا في كتابات ذلك العصر، وكذلك الاقتباس من القرآن بمعنى «أن يضمن الكلام شيئا من القرآن ولا ينبه عليه» (3).
رابعا: حفظ الأحاديث النبوية الشريفة:
إذا كنا قد أشرنا إلى أهمية حفظ كتاب الله للاستشهاد به، فلا أقل من أن يكون كاتب الإنشاء حافظا لأحاديث رسول الله عليه السلام، عارفا بصحيحها من باطلها، وذلك «لينفق منها على سعة ويستشهد بكل شيء في موضعه.
__________
(1) شهاب الدين الحلبي «حسن التوسل إلى صناعة الترسل» ص 2.
(2) شهاب الدين الحلبي «حسن التوسل إلى صناعة الترسل» ص 3.
(3) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 194.(1/35)
ويحتج بمكان الحجة، ويستدل بموضع الدليل» (1).
خامسا: حفظ خطب البلغاء:
إن الكاتب المؤهل لشغل وظيفة كاتب الإنشاء يجب أن يكون دارسا لتراث الأقدمين من الأدب والبلاغة، وخصوصا الخطب لأنها كانت عماد الأدب في العصر القديم فهي «تجمع محاوراتهم ومراجعاتهم، وما ادعاه كل منهم لنفسه أو لقومه، وما نقضه عليه خصمه» (2) وهذه الخطب تفاخر بها العرب ونطق بها الخلفاء والأمراء وعلى منوال الخطباء نسخت الكتابة.
سادسا: دراسة التاريخ ومعرفة أخبار الدول:
هذا الشرط وجب الاهتمام به فكاتب الإنشاء ممثلا لدولته لأن مكاتباته هي صورة لواقع المملكة، فإذا لم يكن دارسا لتاريخها السابق ولتاريخ ما حوله من الأمم «فإنه قد يضطر إلى السؤال عن أحوال من سلف، أو يرد على واقعة معينة، فلا يكاد يعرف حقيقها من مجازها» (3).
سابعا: الاهتمام بحفظ أشعار العرب:
يعتبر العرب من أكثر الأمم في العالم اهتماما بحفظ الأشعار والاستشهاد بها في مكاتباتهم، فليس أقل من أن يكون كاتب الإنشاء أول من يهتم بذلك فيكون على معرفة بالدواوين القديمة، وأشعار الحماسة والفخر وغير ذلك، ويستخدم الكاتب الشعر في كتاباته بثلاثة طرق:
1 - الإستشهاد: وهو أن يورد البيت من الشعر أو غيره خلال الكلام المنثور.
2 - التضمين: هو أن يضمن البيت الكامل من الشعر لبعض القرينة.
__________
(1) شهاب الدين الحلبي «حسن التوسل إلى صناعة الترسل» ص 4.
(2) النويري «نهاية الأرب» ج 7ص 31.
(3) النويري «نهاية الأرب» ج 7ص 31.(1/36)
3 - الحل: وهو أن ينثر الشاعر بيت الشعر، ويستعين بها في كلامه المنثور (1). وحله بأخذ الناثر البيت من الشعر فينثره بلفظه من غير زيادة، وهو أدنى مراتب الحل (2).
ثامنا: حفظ أمثال العرب الأقدمين:
إن كاتب الإنشاء في حاجة إلى معرفة أمثال العرب وأيامهم والوقائع التي دارت بينهم، ووردت في حوادث خاصة، ومتولي هذه الوظيفة لا يستطيع حفظ كل الأمثال الواردة عنهم (3).
ففي الأمثال والألفاظ الكثير مما لا يحسن استعماله، ولكن الكاتب يستشهد به حينما لا يكون من الاستشهاد به بد، مثل «أمثال الميداني، والمفضل ابن سلمة الضبي، وحمزة الأصبهاني وأمثال المولدين».
تاسعا: الثقافات العامة:
إذا كنا قد اشترطنا في كاتب الإنشاء كل الشروط السابقة وحددناها تحديدا معينا حتى يؤهل لشغل هذه الوظيفة، فلا أقل من أن يكون هذا الكاتب صاحب ثقافات واسعة، ومتبحرا في معظم علوم عصره، ومن أهم العلوم التي كان يجب أن يكون متبحرا فيها «الجغرافيا والتاريخ لأنهما من أهم الدراسات التي كان الاهتمام بها سائدا في ذلك العصر» (4).
كذلك العلوم الأدبية التي أشرنا إليها سابقا، والعلوم الشرعية، والطبيعة والهندسة، والخط والعلوم الفلسفية التي كانت تشغل فكر العصور الوسطى.
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 281.
(2) ضياء الدين بن الأثير «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» ج 1ص 128.
(3) المرجع السابق ص 61.
(4) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 3ص 227.(1/37)
هذا عما يجب على كاتب الإنشاء أن يكون ملما به ومتبحرا فيه، فهذه الشروط كانت تؤهله لتولي هذا المنصب الكبير، فهو في موضعه هذا ممثلا للملك الحاكم، وصورة لثقافته وأدبه، فهو يده التي تكتب وعقله الذي يفكر، فإذا لم يكن ضليعا في العلوم السابقة فلن يستطيع أن يملأ هذا المنصب القيادي الخطير.(1/38)
الهيكل التنظيمي لموظفي ديوان الإنشاء في العصر المملوكي
هذه صورة عامة عن مؤلف هذا المخطوط الهام وعن الديوان الذي اضطلع بمهمة الإنشاء والمكاتبات والمراسلات، وهذا المخطوط يمثل الجزء الثاني من رسالة الماجستير التي تقدمت بها عام 1972م إلى كلية الآداب جامعة القاهرة للحصول على درجة الماجستير في الآداب من قسم التاريخ، فكان الجزء الأول منها رسالة علمية عن ديوان الإنشاء وتطوره في عهدي الأيوبيين والمماليك. ويقع هذا الجزء في ثلاثمائة وأربع عشرة صفحة، أما الجزء الثاني فكان مخطوطنا هذا «البرد الموشى في صناعة الإنشاء» ويقع في مائتين وخمسين صفحة.
وأدعو الله العلي القدير أن يضيف هذا العمل العلمي الهدف المرجو منه نحو تحقيق تراثنا الإسلامي لخدمة الأجيال التي تتعطش لمؤلفات الآباء علها تجد ضالتها. وتصل إلى الحقيقة العلمية المجردة.
والله من وراء القصد، وهو أرحم الراحمين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
مدينة نصر 1409هـ 1988م.
المؤلفة د / عفاف صبرة(1/39)
صورة عنوان المخطوطة
صورة أول المخطوطة
صورة آخر المخطوطة(1/40)
صورة عنوان المخطوطة
صورة أول المخطوطة
صورة آخر المخطوطة(1/41)
صورة عنوان المخطوطة
صورة أول المخطوطة
صورة آخر المخطوطة(1/42)
صورة عنوان المخطوطة
صورة أول المخطوطة
صورة آخر المخطوطة
البرد الموشى في صناعة الانشاء
تأليف القاضي الأجل / موسى بن الحسن الموصلي رحمه الله وعفا عنه(1/43)
المقدمه
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الدائم فيض الكرم، الفائض أنواء الديم (1)، {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ} (2) وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث إلى كافة الأمم الناطق بفضل الحكم وفضل الحكم وعلى آله وصحبه وسلم وكرم وشرف ورحم، وبعد.
فلما كانت كتابة الانشاء أجل مراتب النباهة، وأعلى مناصب، الوجاهة، وكان قلمها ترجمان لسان الملوك، وناظم در المآثر المسلوك والخاطب على منبر القلم (3) بالمأخوذ من القول والمتروك، وكان مما لا تستغني عنه الدول لتخفيف مآثرها وتنميق مفاخرها ووصف فتوحها، وذكر ممنونها (4)
وممنوحها (5) قطعا ووصلا وتجريدا في المهام التي يمضي فيها نصلا (6) فإنه طال ما قطع والسيف في غمده، وسبح في بحر صرامه (7) سبح كل بحمدها وحمده.
__________
(1) النوء بمعنى المطر الديم السحب والمعنى هنا المطر المنهمر من السحاب الكثيف.
(2) سورة العلق: آية رقم 4.
(3) المنبر مأخوذة من نبر وهو وسط النقرة في ظاهر الشقة أي بمعنى وسط المكان.
والمعنى هنا كناية عن اهمية القلم فجعل له منبرا ليتصدر كل الأمور «أنظر قاموس المحيط».
(4) ممنونها: المن كل ظل ينزل من السماء على شجر أو حجر، والمعنى هنا يعني «العطاء». انظر «قاموس المحيط».
(5) ممنوحها: كل عطاء يبذل. انظر «قاموس المحيط».
(6) نصلا: بمعنى نزعا. انظر «قاموس المحيط».
(7) صرامه: بمعنى عزيمته وجلدته (انظر قاموس المحيط).(1/45)
جمعت ذا المختصر على ما سيقف منه الناظر على الروضي الناضر امتثالا لمن له بهذا المعنى قلب معنى (1) وإدراك يميز به على الأعلى ولا أقول على الأدنى وسميته كتاب «البرد الموشى في صناعة الانشاء» (2).
وبنيته على عشرة أقسام كعدة العشرة (3) عليهم رضوان الله والسلام.
القسم الأول: في مقدمة الكتاب، يشتمل على أحكام وقواعد في الكتابة مما اصطلح عليها الكتاب وأجروها إجراء الأمر اللازم، وينضاف إلى ذلك التراجم.
القسم الثاني: في المخاطبات / وترجيح أرباب الخطاب، والفرق بين مرتبة المقام (4) والمقر (5)، المجلس (6)، والجناب (7) وما دون ذلك إلى حد من تنقطع به في المرتبة الأسباب.
القسم الثالث: في كيفية التركيب لاستفتاحات المكاتبات ومن يستفتح له بالدعاء أو غيره عند افتتاح المخاطبات مرتبا إلى انتهاء الغاية في نزول الدرجات.
__________
(1) معنى: فيه عناية وادراك: انظر «قاموس المحيط».
(2) البرد بمعنى الثوب المخطط: الموشى: المنقوش، انظر «قاموس المحيط» والمعنى هنا «الثوب المنقوش المزركش».
(3) عدة العشرة «المراد العشرة الكرام البررة المبشرين بالجنة».
(4) المقام: من الألقاب الخاصة بالملوك وأصل المقام في اللغة اسم لموضع القيام ويكنون بذلك عن السلطان تعظيما له عن التفوه باسمه.
انظر «القلقشندي» «صبح الأعشى» ج 5ص 493.
(5) المقر: يختص بكبار الأمراء وأعيان الوزراء وكتاب السر ومن يجري مجراهم وهي من أجل القاب السلطان ويكتب به لأكابر أرباب السيوف والأقلام.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 495.
(6) المجلس: من القاب أرباب السيوف والأقلام ممن لم يؤهل لمرتبة الجناب وكان يكتب به لكبار الأمراء والوزراء وولاة العهد بالسلطنة ويقال المجلس السامي.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 493.
(7) الجناب: من القاب أرباب السيوف والأقلام جميعا مما يكتب به عن السلطان وغيره من النواب ومن في معناهم وهو يكتب لمن لا يؤهل للمقر من الأمراء وغيرهم.
القلقشندي صبح الأعشى جزء 5ص 495.(1/46)
القسم الرابع: في الألقاب والفرق بين عاليها ودانيها في الخطاب.
القسم السادس: في ذكر السلام ووصف الوحشة والغرام.
القسم الخامس: في الدعاء بعد إفتتاح الكتاب.
القسم السابع: في معان مختلفة تشتمل على ثلاثة فصول: فصل في كيفية القول عند طلب الحاجة. فصل في كيفية القول عند الاستنهاض فصل في مقطع الكتاب وختمه.
القسم الثامن: في أدعية الصدور وما يلحقها من الكلام المنثور.
القسم التاسع: في مكاتبات وجوابات على حكم الأغراض المختلفات.
القسم العاشر: في الأبيات التي تجري مجرى المكاتبات.(1/47)
القسم الأول في مقدمة الكتاب:
ويشتمل على أحكام وقواعد في الكتابة مما اصطلح عليها الكتاب وأجروها إجراء الأمر اللازم، وينضاف إلى ذلك التراجم.
اعلم أن الألفاظ قوالب المعاني والمعاني قد تخفى على غير المعاني والأقوال ربما اطلقت وهي مقيدة / على الفهم والادراك لنفي اللبس وإزالة الاشتراك إذ لا يعرف الشيء إلا بمعرفة معناه ولا يفهم إلا بايضاح ما أراده المخاطب وعناه فإذا كان ذلك كذلك فاعلم أن الاجماع منعقد على أن الوصف بالعام أبلغ من الوصف بالخاص كقولهم زيد أكرم الناس هو أبلغ من قولهم زيد أكرم بني أبيه، لأن الناس أعم من بني أبيه والمخاطبة بالألف واللام أسنى من المخاطبة بالاضافة وأشرف وأرجح كقولهم المجلس السامي فلان الدين أبلغ من قولهم مجلس فلان لأن المجلس السامي تعرف بنفسه ومجلس فلان لم يتعرف إلا بالاضافة.
واعلم أنه لا يجوز وضع الألقاب من الأعلى إلى الأدنى لأن المراد بالألقاب التنويه بذكر المخاطب فهو نزق والترقي لا يكون إلا من الدنو إلى العلو. لترقى الدرجة إذ الألقاب منها ما هو أدنى ومنها ما هو أعلى، مثال ذلك الأمير، الأجل، الكبير العضد، النصر الظهير (1)، وما شاكله كالأثير (2)، والزعيم، وما يجري مجراه فهذه عوال (3) والمختار والمرتضى، المجتبى، الموفق، الأمين وما شاكلها أدنى منها.
__________
(1) من ألقاب كبار أرباب السيوف كأعيان الأمراء من نواب السلطنة وغيرهم وهو بمعنى العون.
أنظر: القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 18.
(2) من ألقاب أرباب الأقلام من القضاة والعلماء والكتاب أصله في اللغة من المخالص، وحينئذ فيصلح أن يكون لقبا لكل من نسب إلى المخالصة من أرباب السيوف والأقلام.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 6.
(3) عوال: جمع عال وعوال «المصباح المنير».(1/48)
ألا ترى أن تلك فاعلة وهذه مفعولة فلا يجوز أن يقال العضد، النصير الموفق المؤتمن لأنه يرفعه بالأولى ثم يحطه بالأخرى بل يجب أن يميز الألقاب فيعطي لكل ما يليق رتبته، فان أعوزه ذلك كأن / يبدأ بالألقاب المنحطة ثم يرقيه إلى المرتفعة حتى يتم له معنى الترقي وكذلك المخاطبة بياء الاضافة أبلغ من المخاطبة بغيرها. مثال ذلك المجلس السامي، الأميري، الأجلي، أرجح من المجلس السامي الأمير الأجل، وسبب ذلك أن الاضافة تؤذن باستحقاقه لذلك كما تقول غلام زيد فكأن تلك الألقاب المضافة إليه ملك له أو مستحقة له، وقد يجيء من الصفات في المدح والذم ما يليق وضعه لتلك الصفة وإن كان غيره قد يوافقه في المعنى ولكنه لا يليق وضعه عوضه لعدم تداوله في ذلك الموضع فيستغرب وإن كان المعنى غير ممتنع كما يقول الجناب الكريم، الجناب العالي، والجناب السامي فهذه كلها صفات لائقة بهذا الموضع لفظا ومعنى ومتداولة ولو أنك قلت الجناب العظيم أو الشريف أو العزيز أو المعتز لكان ذلك كله جائزا في المعنى لأنه وصف من جنس ما تقدم لكنه غير مستعمل ولا متداول فاستغرب لذلك.
وكذلك إذا وضعت كل موصوف بما يليق به في المعنى وكانت (1) تلك الصفة غير مستعملة ولا متداولة، كانت غير مستحسنة في الاستعمال إذ لا يستعمل إلا ما جرت به العادة وتداولته الألسن وإن كان في المعنى جائزا.
ذكر التراجم في أول الكتب. وهي على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: المعرف بالألف واللام وهي الدرجة العليا / إفرادا وجمعا وهي العبد المملوك وأقل العبيد، وأقل المماليك، وأقل الخدم، وعبد النعمة، وعبد الولاء، سائر معاني هذه التراجم أكثرها عبودية، العبد المملوك وهو اصطلاح أهل العراق، لأنه إقرار بالعبودية الملكية ونفي الاشتراك وقد نطق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى {ضَرَبَ اللََّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً} (2) فلو
__________
(1) ذكرت «وكانت» مرتين في النسختين س، ح فاستبعدنا إحداهما.
(2) سورة النمل: آية رقم 75.(1/49)
كانت لفظة العبد تعطي الملكية ولفظة المملوك تعطي العبودية، لكان أحدهما كافيا ولكان ذلك من زيادات الأقوال والقرآن الكريم منزه عن ذلك، لأنه في غاية الايجاز والاعجاز، وبعد ذلك أقل العبيد، ثم أقل المماليك ثم أقل الخدم، هذه الثلاث تراجم فيها اللبس الوارد فإن أضيف إليها الرق والارقاء والقن (1) يرجح على العبد المملوك فإنه قد يكون غير قليل عند مولاه، ولا عند الناس، وكذلك الخادم فإنه ليس يعطى الملك فإنه قد يكون خادم فضل كعبد النعمة ومملوك الاحسان.
المرتبة الثانية: أصغر العبيد وأصغر المماليك وأصغر الخدم دون أقل في درجة التحقير لأن أقل مشعرة بالقلة وأصغر مشعرة بالصغر وقد يكون الصغير كبير محل كما قال المعزي في أولاده:
وصغيركم عندي العزيز فإنني ... أطوي لفرقته جوى لم يصغر
ذاك المقدم في الفؤاد وإن غدا ... كفئا لهم في المنتمى والعنصر
/ إن البنان الخمس أكفاء معا ... والحلي دون جميعها للخنصر
فبرهن على أن الصغير عنده أرجح من الكبير.
المرتبة الثالثة: المملوك العبد الخادم الأخ الصنو (2) الشاكر المحب الواد (3) فالأخ والصنو في منزلة السواء لأن معناهما واحد وجمع الأخ أخوة وإخوان وجمع الصنو أصناء وصنوان وهو دون ذلك في الخضوع لأنه قسيم في النسب شريك في المنصب وبعده الشاكر وهو أرجح من المحب لأن الشكر في ضمنه فلا يشكر الانسان إلا من يحب والمحب قد يكون محبا غير شاكر وهذا مشاهد لأنا قد نجد إنسانا يحب إنسانا والمحبوب يعرض عنه فهو وإن أحبه غير شاكر له وبعده الواد لما في الحب من التصريح بالمحبة فإن كان معناهما واحدا
__________
(1) القن: عبد ملك أو أمير هو وأبواه أنظر «قاموس المحيط».
(2) الصنو: الأخ الشقيق والابن والعم. أنظر «قاموس المحيط».
(3) الواد: بمعنى المحب أنظر «قاموس المحيط».(1/50)
فإن الانسان إذا قال محب تبادر إلى فهم السامع وإذا قال واد لم يفهمه إلا آحاد الناس وما فهمه العامة أولى مما لا يعرفه إلا الخاصة وفي ذكر أقل وأصغر المقترنتين بالعبيد والمماليك. نكتة (1) يجب تحقيقها وهي أن أقل من أبنية التفضيل ولا تثنى ولا تجمع كقولهم زيد أكرم إخوته والزيدان أكرم إخوتهما والزيدون أكرم إخوتهم وهذه الثلاث المراتب فيما عرف وليس بعدها إلا ما كان منكرا.
__________
(1) المراد بذلك توجيه سؤال هام.(1/51)
ذكر ما يلي من التراجم
وهي أقل عبيد المقر وأقل عبيده وأقل مماليك / الجناب وأقل مماليك، وأقل خدم الحضرة (1)، وأقل خدمها، وأصغر العبيد، وأصغر عبيد المجلس، وأصغر عبيده، وأصغر مماليك المجلس، وأصغر مماليكه، وأصغر خدم الحضرة، وأصغر خدمها، ومملوك المجلس ومملوكه، وعبد المجلس وعبده وخادم المجلس، وخادم الوالد، والخادم المشتاق، وخادمه وصنو المجلس، وخدمة أخيه، وصنوه المحب، وأخوه حقا وصنوه وأخوه ووليه، ومحب المجلس، والمحب له، والمحب فيه، والمحب حقا بمعنى واحد، ومحبه حقا، وصدقا ومواليه، وصفيه، وواده، ومحبه هكذا مرتبة الأعلى فالأعلى فأولها أعلاها وما بعدها دونها هكذا إلى انتهاء آخر الألفاظ.
وترجح كل لفظة إمّا بقولك حقا أو صدقا أو تفننا وليس بعد ذلك إلا المعتمد عليه والشاكر له، وشاكره، ومؤثره والضمير في هذه التراجم عائد على اسم المكتوب إليه وإنما يرجح إظهار الضمير كأقل عبيد المقام على أقل عبيده لترجيح المظهر على المضمر.
واعلم أن متولي عهد الملك لا يحسن منه أن يكاتب أحدا بخادمه والخادم إلا إن كان كاتب المكاتب عظيما غير داخل في الدولة التي المكتوب عنه ولي
__________
(1) الحضرة: المراد بها حضرة صاحب اللقب وهي تستعمل في مكاتبات الخلفاء، وأعلى الدرجات المقام ثم المقر، ثم الجناب ثم المجلس وأدناها رتبة الأمير القاضي والشيخ وجعلوا فوق ذلك المجلس وفوق ذلك الجناب والمقر.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 499.(1/52)
عهدها ولا يكاتب أحدا بالوالد إلا من علم مكانه من الدين وموضعه من الدولة وكبرا لسن الترجمة بالاسم لا غير كما كان في الزمان القديم.
هنا خرم (2) وأنهم.
__________
(2) سقط من هذا الجزء القسم الثاني. والفصل الأول منه. وهذه الاشارة وجدت في النسخة الأم س.(1/53)
القسم الثاني
[سقط أوله] الثالث: / السدة، وهي جمع سدود وهي بقية الطاق المسدودة والمراد به في المخاطبة الباب، فإن قيل بأي اعتبار كانت المواقف أعلى رتبة من الديوان والديوان أعلى رتبة من السدة. فالجواب أن المواقف موضع إقامة الخليفة والديوان موضع وقوف وزرائه ومنفذي أوامره والسدة موضع صغار الحاشية وأطراف الأتباع فموضع إقامة الخليفة أشرف من موضع وزرائه وموضع وزرائه أشرف من موضع صغار الحاشية والأتباع فمن هاهنا ظهر وجه الترجيح.
الفصل الثاني: في الملوك وواجب تقديمهم على من سواهم من الوزراء والأمراء
لأن مرتبة الملك أعلى وشرفها أطهر لما فيها من ذكر الملكة وليس في الوزارة ولا الإمارة ذكر ملكة إذ الوزير هو المعين من الأزر وهو القوة والأمير مأخوذ من الأمر فعلى هذا الاعانة والقوة والأمر يدخلون تحت الملكة والملكة لا تدخل تحت شيء من ذلك لأنك إذا ملكت شيئا ملكت الأمر عليه والقوة والاعانة له وليس إذا أمرت عليه أو أعنته ملكته.
ومخاطبة الملوك على أربع مراتب:
الأولى: المقام: وهو اسم موضع فإن بنيته من قام يقوم كان مفتوح الميم وإن بنيته من أقام يقيم كان مضموم الميم لأن ما زاد على الثلاثة ألحق بذوات الأربع كدحرج وهذا مدحرجنا وقد قرئ قوله تعالى /: {لََا مُقََامَ لَكُمْ} (1).
بالفتح ولا مقام لكم بالضم أي لا إقامة فالمراد بالمقام موضع إقامة الملك.
__________
(1) سورة الأحزاب: آية 13.(1/54)
الثانية: المقر: وهو إسم موضع استقرار الملك أيضا من قر يقر قرارا ومقرا فالمقر المستقر والقرار الاستقرار.
الثالثة: الأبواب: جمع باب وهو معروف.
الرابعة: العتبات: جمع عتبة وهي معروفة وقد وقع بينهم اختلاف في هاتين الصيغتين أيهما أرجح وهما المقام والمقر.
فقالت طائفة المقام أرجح بدليل ذكر الله له في كتابه العزيز في قوله:
{عَسى ََ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقََاماً مَحْمُوداً} (1) ولا حجة لهم في تلك لأن المقام في الآية مصدر: تقوم قام قياما ومقاما هم في المخاطبة يريدون به المكان الذي يقيم فيه الملك والحجة في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقََامٍ أَمِينٍ} (2) لأنه المراد به الموضع الذي يقيمون فيه فهذه حجة المرجحين للمقام.
وقالت الطائفة المرجحة للمقر مرادنا الموضع الذي استقر فيه الملك أي كرسي مملكته ومحل عظمته فيكون الخطاب لاحقا له تعظيما للملك عن المخاطبة كما كان يخاطب دواوين (3) الخلفاء تعظيما للخلفاء أعز الله نصرة الديوان العزيز النبوي الإمامي الفلاني فإن قيل أي الخطابين أرجح الأبواب أو العتبات قلنا لا خلاف أن الباب أشرف من العتبة لأن الباب الموضع الذي يقيم فيه حشم الملك وخدمه والعتبة خارج الباب وربما كانت تطأ (4) / وتداس فإن قيل فهل يرجح مثلا منكر المقام على معرف المقر أم لا وكذلك سائر المراتب؟.
__________
(1) سورة الاسراء: آية 79.
(2) سورة الدخان: آية 51.
(3) دواوين جميع ديوان وهي هنا الخاصة بالخلفاء. والمقصود بها موضع الجلوس. سواء للخليفة أو للكتاب. وهي كلمة معربة عن الفارسية ربما كانت لها صلة بكلمة دبير بمعنى الكاتب.
الموسوعة العربية الميسرة ص 840.
(4) وطء الشيء: بمعنى داسه (أنظر المعجم الوسيط الجزء الثاني).(1/55)
فالجواب أن للمعرفة مزية والنكرة شائعة في جنسها فليس يعطي من الاختصاص ما يعطي المعرفة فيعين أن يكون معرف المرتبة الوسطى فوق منكر المرتبة العليا.(1/56)
الفصل الثالث في الوزراء وأصحاب القضاء
الوزارة: أرفع درجة من الامارة واشتقاقها من الأزر وهي القوة أي يقوى به الملك ويشتد أزره وقد نطق به القرآن الكريم في قوله تعالى حكاية عن موسى {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هََارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (1).
وصرح في الوزارة بذكر المشاركة في الأمر فلهذا قدمت على الامارة لأن الامارة لا تدل إلا على مطلق الأمر. وليس فيها معنى شراكة ولا إعانة فعلى هذا من كان وزيرا كان أميرا وما كل أمير يكون وزيرا فإذا ثبت ذلك فاعلم أن الوزارة وزارتان وزارة مطلقة ومقيدة فالمطلقة الذي يتولى أمور المملكة على حكم الاستبداد وينظر في أمور المملكة وتدبيرها وتدبير الجند والقطع والصلة والأخذ والعطاء والمنع والاطلاق وهو صاحب الطوق والكر وصادر والنوبتين وفرس النوبة وله عشر دخل مال البلاد فهذا الوزير المطلق المقيدة وزارة الصحبة وهو الذي يتولى النظر في مصالح باب السلطان لا غير. والمخاطبة لهم على ضربين بحسب مراتبهم:
الأول: الخطاب للوزير المطلق يكون بياء مطلقة / كالجناب العالي والمجلس السامي.
الثاني: الوزير المقيد يخاطب بغير ياء الاضافة وخطابه المجلس السامي
__________
(1) سورة طه: آية 29.(1/57)
ويتلو ذلك كتابة الدرج (1) لأنها أعلى المراتب بعد الوزارة وهم أرداف الوزراء والمخاطبة لهم بالمجلس السامي بغير ياء الاضافة وبعدهم صاحب بيت المال (2) وبعده ناظر الخزانة (3) وخطابهم بمجلس محذوف الألف واللام ويضاف لكل من الألقاب بحسب ما اشتهر به من قضاء أو فقه أو تصدير. ومن لم يكن اشتهر بعلم ما جريت عليه لفظة القاضي لأن المعنى في المخاطب بالقاضي أنه بقضي بين الناس بمقتضى الشرع وهذا له معرفة بتصرف الديوان وشرعه وتمييز أصل الجناب وفرعه فهو يقضي بهذا الحكم فشاعت لفظة القاضي بهذا الاعتبار.
__________
(1) كتاب الدرج: هو الذي يكتب المكاتبات والولايات وغيرها وربما شاركه في ذلك كاتب الدست ويعبر عنه بالموقع.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 445.
(2) صاحب بيت المال: كانوا يسمونه قديما، متولي الديوان، وهو في المرتبة الثانية بعد ناظر بيت المال، وله أمور تخصه كترتيب الدرج ونحو ذلك.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 466.
(3) ناظر الخزانة: هو الذي ينظر في الأموال وينفذ تصرفاتها، ويرفع حسابها لينظر فيه ويتأمله، وهو مأخوذ إمّا من النظر الذي هو رأي العين، وإمّا من النظر الذي هو بمعنى الفكر.
القلقشندي «صبح الأعشى»(1/58)
ذكر المزية بين الجناب والمجلس
الجناب في اللغة فناء الدار وما قرب من محل الرحل ويجمع على أجنبة ويوصف بالعالي والسامي ويرجح العالي على السامي وإن كان المعنى واحدا لأن علا بمعنى ارتفع وسما أيضا ارتفع، ومنه سميت السماء سماء وسقف البيت سماء لارتفاعه وكأنهم رجحوا التصريح بالعلو وما دل على الشيء بصيغته كان أولى مما يحتاج في معرفته إلى دليل خارج والجلال بعده وإن كان المعنى يقضي أنه أعلا من الجناب لأن الجلال هو العظمة ومنه جلال الله فإنما قد جرى اصطلاح أهل الوقت هل أن الجناب اعلا ومشوا على ذلك / والمجلس بعده وهو اسم موضع الجلوس وهو مكسور اللام ويوصف أيضا بالعالي والسامي والقول فيه كالقول في الجناب. والحضرة هي أيضا من خواص الوزراء والرؤساء ولم يكن الأوائل يتخاطبون إلا وترسلات المتقدمين من الرؤساء دالة عليها كالصابي (1)، وابن عباد (2).
__________
(1) هلال الصابي «384313هـ».
إبراهيم بن هلال نابغة من الكتاب مال للأدب تقلد دواوين الرسائل أيام المطيع بالله العباسي قبض عليه بعد موت بختيار وسجن سنة 367اطلقه صمصام الدولة كان صابئيا نشرت رسائله، وعلق على حواشيها له كتاب «التاجي في أخبار بني بويه».
«انظر: ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 1ص 12والزركلي «الاعلام» ج 1ص 74.
(2) الصاحب بن عباد: 385326هـ.
إسماعيل بن عباد وزير أديب كان من علماء عصره، توزر لمؤيد الدولة بن بويه، ولقب بالصاحب لصحبته له. ولد بالطالقان في قزوين توفي بالري نقل إلى أصبهان وتوفي بها. له تصانيف منها «المحيط» سبع مجلدات الوزراء، والكشف عن مساوىء شعر المتنبي تواقيعه غاية الإبداع. انظر ابن خلكان. «وفيات الأعيان» ج 1ص 75 والزركلي «الأعلام» ج 1ص 313.(1/59)
وابن العميد (1) وابن أبي الشخباء (2) وابن ثوابة (3) وغيرهم. وهي فناء الدار أيضا وما قرب من محل الرحل والمراد موضع حضوره، وتجمع على حضرات وتوصف بالعالية والسامية والقول فيها كالقول في العالي والسامي.
يتلو ذلك القضاء:
القضاء في اللغة القطع والحكم وإنهاء الشيء وإتمامه وقوله عز وجل {وَقَضى ََ رَبُّكَ أَلََّا تَعْبُدُوا إِلََّا إِيََّاهُ} (4) أي حكم وقطع، وقوله {فَقَضََاهُنَّ سَبْعَ سَمََاوََاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (5) أي اتمهن وقوله {وَقَضَيْنََا إِلَيْهِ ذََلِكَ الْأَمْرَ} (6) أي انهينا إليه وأعلمناه فعلى هذا التقدير يصلح أن يطلق على كل ذي أمر قاطع وحكم منيع لفظ القضا إلا أنه في الاستعمال خص به حاكم الشرع المطهر دون غيره وهو دون مرتبة الوزارة. وقدم على الأمارة لمزية الشرع على السياسة
__________
(1) ابن العميد «366337هـ».
علي بن محمد بن الحسين ابن العميد وزير من الكتاب الشعراء، يلقب بذي الكفايتين السيف والقلم خلف أباه في وزارة ركن الدولة البويهي بالري سنة 360هـ استمر إلى أيام مؤيد الدولة خاف بني بويه سطوته، فقبض عليه مؤيد الدولة وعذبه وقتله.
انظر الزركلي «الاعلام» ج 5ص 143.
(2) ابن أبي الشخباء 482هـ.
الحسن بن عبد الصمد بن أبي الشخباء العسقلاني منشىء له خطب ورسائل جيدة.
كان القاضي الفاضل يحفظ أكثرها، اصله من عسقلان قتل بالقاهرة له نظم في ديوان.
انظر ابن خلكان «وفيات الأعيان» نسخة محفوظة بدار الكتب تحت رقم 2273تاريخ، الزركلي «الاعلام» ج 2ص 210.
(3) ابن ثوابة: محمد بن جعفر بن ثوابة من بلغاء الكتاب ببغداد كان صاحب ديوان الرسائل في ديوان المقتدر العباسي، أورد ياقوت نموذجا من انشائه.
انظر ياقوت الحموي «معجم الأدباء» ج 18ص 96، والزركلي «الاعلام» ج 6ص 297.
(4) سورة الإسراء: آية 23.
(5) سورة فصلت آية 12.
(6) سورة الحجر آية 66.(1/60)
وأعلى مراتب القضاء قاضي القضاة (1) ويعبر عنه بعبارتين، أقضى القضاة وهو ارفع مرتبة من قاضي القضاة وسبب ذلك أن أقضى القضاة ورد على صيغة أفعل التي هي للتفضيل.
والمخاطبة لهم بالمجلس السامي القاضي الأجل / بغير ياء الاضافة ويضاف إليه من الأوصاف العلمية كالصدر العالم، الكامل، الفاضل، الرئيس، وما أشبهه ويقال في الصفات المركبة علم العلماء، ورئيس الفضلاء، أفضل الرؤساء، أقضى قضاة المسلمين، سيف الناظرين شرف الحكام، حجة الإسلام، مفتي الطوائف، شمس الشريعة وما شاكله.
__________
(1) قاضي القضاة هو من يتولى الفصل في الأمور بين المتداعين في الأحكام الشرعية.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 451.(1/61)
الفصل الرابع في الأشراف
ذوي الشرف النبوي والأمراء، الشرف أصلي في كل منتسب إلى بيت النبوة، والآمرية طارئة عليهم، فمن كان منهم أميرا عرف بالإمرة مقدمة ويميز بالشرف وأضيف إلى ألقابه السيد، وقالوا المخاطبة بالامير أرجح من الشريف وذلك أن كل أمير من الشرف شريف جامع بين شرف الامرة وشرف النسب وليس كل شريف بأمير.
الخطاب بالأمير، الأمير ذو الأمر وهو إمّا أن يكون من أمر أمر فلان إذا اشتد وكثر فالاسم منه الإمرة مكسورة الهمزة كقولهم في وجه مالك يعرف إمرته أي نماه وكثرته ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم «خير المال سكة مأثورة ومهرة مأمورة» (1) أي كثيرة النتاج والدليل على أن معنى أمر كثر قوله تعالى: {أَمَرْنََا مُتْرَفِيهََا} (2)
على احد الأقوال وإمّا أن يكون من تأمر أو أمره غيره إذا جعله أميرا وكل ذلك راجع إلى النماء والكثرة والأمر، الخطاب بالزعيم وهو المسود في القوم والرئيس الذي لا يخالف رأيه وعليه يجمع زعمهم أي ظنهم فالزعيم أيضا الكفيل بالشيء قال:
/ وإني زعيم لكمي لضربة ... تفرق بين الرأس إذ ذاك والجسم
أي كفيل وهي لفظة تختص بالرجل الذي يكون وجه قومه ومعتمدهم يقال فلان اليوم زعيم قومه إذا سادهم جميعا وهي لفظه دون الأمير لأن لفظة الأمير أعم.
__________
(1) الحديث الصحيح: خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكة مأبورة.
انظر السيوطي «الجامع الصغير من أحاديث البشر النذير» عن سويد بن هبيرة لأحمد في مسنده، انظر أيضا الصيرافي «الجامع الكبير».
(2) سورة الإسراء: آية 16.(1/62)
الخطاب بالمقدم (1) دون الخطاب بالزعيم لأن التقدمة ما كانت على جماعة من الجيش كثروا أو قلوا وأكثر ما يشترط في المقدم الشجاعة والاهتمام وأن يكون أدرى ممن قدم عليهم بأمور الحرب وادرب. والزعيم بخلاف ذلك فتبين ترجيحه على المقدم. الخطاب بالنائب دون المخاطبة بالأمير وبسائر هذه المخاطبات المتقدمة وفيه خلاف هل النائب (2) أرجح أو الأمير فمنهم من قال أن الأمير أعلى لوجهين: الأول أن صيغة الأمير من أبنية المبالغة ويفهم منها أنه ذو أمرة وكثرة ونماء لأنه مشتق من الأمر أي هو النافذ الأمر المطاع وليس لذلك النائب والثاني أن النائب الذي يرجحونه إنما هو نائب السلطنة وهو في تلك الطبقة من اجل الغاية وتقدم الامر على النيابة فلو كانت النيابة راجحة لقدموها ولكن الإمرة فيه اصلية والنيابة طارئة والأصل مرعي وقال آخرون النائب أرجح لأنه الذي ينوب عن الملك ويحل محله في سلطنته ومنه نائب السلطنة لا يطلق بهذا الوصف إلا من كان رديف الملك وعليم دولته وهذا ارجح لأن كل نائب أمير وليس كل أمير نائبا وهذا / مطلق على نائب السلطنة بالأتابكية (3)
وما يجري مجراها وقد تطلق هذه اللفظة على من هو وال في جهة أو حصن فيقال له النائب اصطلاحا وهي في هذا الموضع دون مرتبة الأمير وهذه الأربع المخاطبات أميز ما خوطب بها المتجندون ثم تتلو ذلك الفاظ يدخل معهم فيها سواهم فمن ذلك الخطاب بالمعتمد (4) دون الخطاب بالنائب لأن النائب لفظة قد
__________
(1) من ألقاب أرباب السيوف ويختص بمقدمي الألوف من الأمراء والمراد أنه مقدم على مضاهية من الأمراء والأجناد.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 29.
(2) النائب: يحكم في كل ما يحكم فيه السلطان، ويعلم في التقاليد والتواقيع والمناشير، وغير ذلك مما يعلم عليه السلطان وهناك نواب أقل درجة أشبه بالحكام المحليين لا يختص الواحد منهم إلا بما يتعلق بحدود نيابته.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 4ص 16.
(3) الأتابكية: وظيفة مقدم العسكر والقائد العام للجيش المملوكي.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 4ص 8.
(4) المعتمد: لقب من الألقاب المستخدمة في هذا العصر معناه المعتمد عليه أي يتكأ ويتكل عليه.
انظر «قاموس المحيط».(1/63)
دخل تحتها نائب السلطنة بالاتابكية ودخل تحتها نائب الولاية فهي أرجح من الوجهين ولها مزية ولا تخاطب بالنائب إلا من قد ارتضيته لنيابتك وأن يكون قائما عنك في تصدي أمورك فكأنه يخلفك في مغيبتك والمعتمد بخلاف ذلك وهو من يعتمد عليه في أمر ما أو ربما لم تسمه بهذا الاسم إلا تريد أنك اعتمدت عليه في حاجتك التي كتبت إليه بسببها فحسب فلفظة النائب أبلغ، ومثل ذلك في المعنى: الكفى والمستحصي والناهض. الخطاب بالمتولي دون الخطاب بالمعتمد لان المعتمد إشارة إلى أنه يعتمد عليه والمتولي لفظه لا يقتضي رفعا ولا وضعا بل سميته بأشهر الذي يجب له.
الخطاب بالطواشي (1). وما أظن لهذه اللفظة أصلا في اللغة وهي إمّا أن تكون لفظة عجمية أو مولدة وهي تطلق على من صغر أمره عن الإمرة والولاية لأن الطواشي بعض أجناد الأمير وأما اطلاقها على الخدام فهي أعلا مراتبهم.
وهي على كل حال ما كان دون رتبة الأمير / إلا إن ترقت الحال بالخادم إلى الإمرة فلا يجوز خطابه عند ذلك إلا بالأمير.
الخطاب بالمشد وهذه تكون لمشد الديوان (2) في استخراج الأموال أو من كان مشدا على صلاح ضياع أو غيرها فيما يقتضي الشد فيه وهي في حق هذا كالمتولي في حق الوالي لا يقتضي رفعا ولا وضعا إلا أن المتولي يرجح لذكر الولاية وهي الملك يقال ولي فلان امر كذا أي ملكه ومنه الولاء. وهو الملك والشد ليس فيه من لفظ الولاء شيء.
__________
(1) الطواشي: جمع طواشية: وهم الخصيان الذين استخدموا في الطباق السلطانية المملوكية وفي الحريم السلطاني وكانت لهم حرمة وافرة وكلمة نافذة، ويعد شيخهم من أعيان الناس.
انظر المقريزي «المواعظ والاعتبار» ج 4ص 219.
(2) مشد الدواوين: أقرب مرادف لهذا اللفظ كلمة تفتيش ويسمى متولي هذه الوظيفة الشاد مضافا إليها جهة الاختصاص مثل شاد الجوالي وكان عمل شاد الدواوين أيام الأيوبيين والمماليك معاونة الوزير في مراقبة الحسابات ومراجعتها.
انظر المقريزي «السلوك» ج 1قسم 5ص 10.(1/64)
الخطاب بالمؤتمن (1) عبارة عمن ائتمنته في الأمر الذي أهلته له والأمين بخلاف المؤتمن لأن الأمين فاعل أي هو أمين نفسه والمؤتمن مفعول أي جعله غيره أمينا.
الخطاب بالمندوب (2) وهذه دون المؤتمن لما في المؤتمن من ذكر الأمانة وهذا ندبته ولم يصرح عنه بأمانة ولا خيانة وهو مفعول من ندبته لأمر كذا أندبه فهو مندوب وليس بعد هذه المخاطبات إلا الجندي لأرباب السيوف (3) حسب وهو دون المندوب لأن المندوب قد انتدبته لنفسك والجندي ليس له في هذا دخول وعلى كل حال ما أظن هذه المخاطبة تخاطب الأجل يقال إنها لفظة يخاطب بها من صغر عن الجندي.
النقيب (4) لفظه يختص بالمفردين حسب وهي عظيمة في شأن من كبر منهم وقدم عليهم فيسمى نقيبا وتراها في حقه جيدة وإنما جئنا بلفظة النقيب لأنها من جملة أرباب السيوف وخدم الملوك والأمراء / فهذه جملة المخاطبات اللائقة بطبقة أرباب السيوف والله الموفق.
__________
(1) المؤتمن: من ألقاب الخدام والتجار الخواكية والمراد أن الخدام يؤتمنون على الحريم والمماليك في الحضر والتجار يؤتمنون على المماليك والجواري في السفر.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6، ص 31.
(2) المندوب: لقب من الألقاب المستخدمة وهو بمعنى المستحب انظر قاموس المحيط.
(3) أرباب السيوف: كانوا معروفين في العصرين الأيوبي والمملوكي وكانوا سبع فئات:
الخليفة، الملك، السلطان، الوزير، الأمير، الحاجب، صاحب الشرطة.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 450444.
(4) النقيب: جمع نقباء. وكان عمل هذه الوظيفة عند السلطان أو الأمير تأدية الخدمات الصغيرة لسيده.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 4ص 21، 22.(1/65)
الفصل الخامس (في عامة الناس على اختلاف الأصناف منهم والأجناس) (1)
فمن ذلك المخاطبة بالمشيخة الشيخوخة معروفة وتطلق في الاصطلاح على المعظم المكبر كمشايخ العلم الذين يؤخذ عنهم ومشايخ الصوفية (2)
ومشايخ البلدان (3) والقبائل أي كبرائها ومقدميها فإن كان المراد بالشيخ شيخ العلم فهو أرجح من الفقيه لأن الفقيه أخذ عنه فهو تابع له وإن كان شيخ صوفة فالفقيه أرجح منه لأنه صاحب علم والفقيه صاحب ذوق ولأن شيخ الصوفة إذا كان عالما يخاطب بالشيخ وإنما يخاطب بالفقيه وإن خوطب بالشيخ فعلى أنه شيخ علم لا تصوف وإن كان شيخ قبيلة أو بلد فالفقيه والصوفي أرجح منه لأنهما صاحبا علم وذوق وذلك عري عن أحدهما فهذه مراتب المشيخة وهي دون القضاء بكل اعتبار.
__________
(1) نسخة ب والأجناس. س، ح وللأجناس.
(2) مشايخ الصوفية: هم رؤساء فرق المتصوفين كانت توليتهم تصدر من الخليفة. كان لكل منهم مريدون يرتبطون بهم وبأوامرهم. فيلبسونهم الخرقة الصوفية، وقد بالغوا في شروطهم فأصبح من شروط العهد على المريد ألا يبقى له تصرف في ماله ولا زوجته ولا نفسه وللشيخ سلطة كبيرة جدا عليهم في هذا العصر أنظر د. سعيد عاشور «المجتمع المصري» ص 164163.
(3) مشايخ البلدان. هذا الموظف كان يقوم باصلاح الطرق ومراقبة ترميمها وفي منزلة كان كثيرا ما يعاقب الزوجات الشريفات اللاتي لا يستحققن العقاب.(1/66)
وناظر الأحباس (1) والأوقاف على الجوامع والمساجد والمدارس والخوانق (2) لأنه منصب رفيع لا يتولاه إلا من كان مرشحا (3) لتولي قضاء القضاة يخاطب بالمجلس أيضا ويضاف إليه من الصفات أيضا العلمية ما يليق بمنصبه والمحتسب (4) ولا يتولى ذلك إلا الفقيه المدرس المشهور بالعلم والورع ويخاطب بمجلس وما أشبهه من فقه أو قضاء.
الخطاب بالفقيه. الفقه في اللغة الادراك والفهم يقال تفقه الرجل / وفقه إذا صار فقيها وباعتبار كونه الفهم والادراك كونه يجوز اطلاقه على كل ذي فهم وادراك كائنا من كان إلا أنه خص به الفقيه الشرعي وهو دون شيخ العلم ودون القاضي لأن كل شيخ علم وقاض لا يكون كذلك إلا وهو فقيه وليس كل فقيه يكون قاضيا ولا شيخا.
الخطاب بالصدر (5): صدر كل شيء أوله وخيره منه صدر القناة وصدر المجلس وصدر الإنسان.
فهذا الاعتبار يصلح أن يطلق على كل ذي منصب وتصدر كائنا ما كان إلا
__________
(1) نسخة ب الأجياس، س، ح الأحباس.
وناظر الأحباس كان رئيس ديوان من أوكد الدواوين مباشرة ولا يخدم فيها إلا أعيان كتاب المسلمين من الشهود المعدلين وفيها عدة مدراء بسبب أرباب الرواتب فيه كاتبان معينان لنظم الاستمارات.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 3ص 495494.
(2) الخوانق: بيت ينقطع فيه الصوفية للعبادة والذكر.
انظر د. سعيد عبد الفتاح عاشور «العصر المماليكي» ص 411.
(3) نسخة ب مرجحا. س، ح مرشحا.
(4) المحتسب: هو عبارة عمن يقوم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحدث في أمر الموازين والمكاييل.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 451.
(5) الصدر: من ألقاب التجار ونحوهم ممن يكونون صدرا في المجلس انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 18.(1/67)
أنه خص به أرباب العمائم (1) والمصدرون في المجالس وهو دون الفقيه لأن كل فقيه صدر وليس كل صدر فقيها.
وبعد ذلك الخطاب بالمعتبر (2) وهو دون مرتبة الصدر لأنك تقول كل صدر معتبر ولا تقول كل معتبر صدر، وهذه تليق بمخاطبة من مرتبته بين الفقه والتصوف وهو مشهور العدالة مأثور الجلالة يستعان به في الحوائج ومقبول الصورة ومبجل عند الناس، ويكون موسوما بالعفاف والطهارة.
الخطاب لأهل الحكمة: وهم أرباب العلوم العقلية يخاطبون بالفيلسوف ويوصفون بما يليق من العلوم الحكمية والطبيعي يخاطب بالحكيم لأن الطبيعي فرع عن العلم العقلي كما أن الفقيه المذهبي فرع عن الأصولي (3).
فالأصولي يخاطب بالخلافي الجدلي، والمذهبي يخاطب بالفقيه
مخاطبات أهل الأدب والشعر
تكون المخاطبة لهم بالأديب اللهم إلا أن يكون الشعر بعض أدوات المخاطب / وله فنون غيره فيخاطب بأرجح فنونه ويذكر أدبه في حشو ألقابه.
__________
(1) أرباب العمائم: هم فئة المعممين من أرباب الوظائف الديوانية والفقهاء وتسميهم بعض المراجع أهل العمامة، كما أطلق عليهم أرباب الأقلام تمييزا لهم عن غيرهم من الطوائف وبخاصة أرباب السيوف من المماليك.
انظر د. سعيد عاشور «المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك» ص 28.
(2) المعتبر: المستدل بالشيء على الشيء. ابن منظور «لسان العرب» ج 4ص 530.
(3) علم الخلاف أو علم الأصول علم يراد به كيفية ايراد الحجج الشرعية ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية بايراد البراهين العقلية وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق الا أنه خص بالمقاصد الدينية.
انظر حاجي خليفة «كشف الظنون» ج 1ص 721.(1/68)
مخاطبة أهل الذمة (1)
الغالب عليهم (2) الكتابة فيخاطبون بالمشيخة وليس لهم غيرها.
مخاطبة أرباب الصناعات
الغالب عليهم الخطاب لهم بالاستاذ ووصف كل انسان بما يليق به من صناعة بألفاظ أهلها المعروفة عندهم فجملة المخاطبات قد أوردناها عاليها ودانيها وفصلنا بأسماء أربابها ومستحقيها إلا أنها جاءت في فصول متفرقة (3)
فأحببنا اختصارها في هذا الموضع (4) وإيرادها منتظمة منسقة.
الخلفاء، المواقف، والديوان (5)، والسدة، الملوك، المقام، المقر، الأبواب، والعتبات، الوزراء والقضاء والأمراء وأكابر الرؤوساء (6) الجناب، المجلس، الحضرة. ثم منكرات الخطاب على هذا الترتيب: الأمير، الزعيم، المقدم والنائب المعتمد، المتولي، الطواشي، المشد، المؤتمن والمندوب والجندي والأجل والنقيب.
مراتب المتعممين: القضاء، والمشيخة، والفقه والتصدر والأدب.
مراتب أرباب الصناعات: الاستاذ فافهم ذلك إن شاء الله (7).
__________
(1) أهل الذمة: هم اليهود والنصارى الذين تربطهم بالمسلمين روابط شرعية حسب الشريعة الإسلامية.
انظر دائرة معارف البستاني مجلد 3العدد الأول ص 105.
(2) سقطت كلمة «الغالب عليهم من نسخة ب».
(3) نسخة ب متفرقة، س، ح مفترقة.
(4) نسخة ب في هذه المواضع. س، ح في هذا الموضع.
(5) الديوان: كلمة لها معان متشابهة: فمن معانيها. الكاتب سجلات الحساب العامة وكانت تكتب باليونانية في الشام ومصر، ثم نقلت إلى العربية بمعان مختلفة عن لغتها الأصلية إذا انتقلت من فارس إلى العرب وأصبحت تطلق على دواوين الشعر والموضع الذي يجلس فيه الكاتب.
(6) انظر عبد التواب عبد السلام «رسالة ماجستير غير مطبوعة» ص 250.
نسخة ب والأكابر الرؤساء. س، ح وأكابر الرؤساء.
(7) سقطت كلمة تعالى من نسخة ب.(1/69)
الفصل السادس في ذكر أشياء تليق بهذا القسم
لأنها من جنسه في الحكم والرسم. اعلم أنا قد أوردنا المخاطبات على حكم ما اقتضته الأحكام الواجبات وأوجبنا لكل خطابه الذي يليق وعليه ينطلق رسمه على التحقيق وبقي اصطلاحات وإن كانت من هذا الحيز فقد انفردت عنه بفرق ظاهر مميز ونحن نورد القول عليه / ونبنيه ونوضحه ونبرهنه فأول ذلك المخاطبات المنكرة لمقام السلطان (1) ومقر السلطان وعتبات السلطان وجناب الوزير ومجلس الأمير (2) وحضرة القاضي. وكل ذلك دون المخاطبات المعروفة التي قدمناها في فصولها (3) لمزية التعريف لان مع التعريف قد لا يدخل وقد يدخل بالاضافة في الأوصاف التي تأتي بعد الجناب والمجلس كالمخدومي والأثيري (4) وما أشبهها بالياء. وقد لا تدخل.
وأما مع التنكير لا تثبت الياء في الالقاب التي تأتي بعد جناب ومجلس بالجملة. والمخاطبة باللقب مضافا إلى الدين كجمال الدين وبدر الدين ارفع من المخاطبة باللقب مفردا من غير دين معرفا بالالف واللام كقولك الجمال محمد والبدر والفخر أبو بكر لمزية ذكر الدين. نكتة: إن قيل لأي سبب (5)
خوطب الخلفاء بالمواقف والديوان والسدة، والملوك بالمقام، والمقر،
__________
(1) نسخة ب لمقام. س، ح لمقام السلطان.
(2) نسخة ب مجلس الوزير. س، ح مجلس الأمير.
(3) نسخة ب فصولها. س، ح فصوله.
(4) نسخة ب الأميري س، ح الأثيري.
(5) نسخة ب لأي شيء. س، ح لأي سبب.(1/70)
والأبواب، والعتبات، قلنا المراد بذلك تعظيمهم وإجلالهم عن المخاطبة بأسمائهم، وتمييز لمناصبهم كما قالوا للرجل العظيم القدر المكبر المحل خرج امركم والسؤال من أحسابكم وهو مفرد تكبيرا له واشعارا بأن له حفدة وأتباعا يقولون بقوله ويصدرون عن رأيه، ولم تكن الأوائل تعرف هذا قديما ولا اصطلحوا عليه ولكن كانت هذه المخاطبات وقع عليها اتفاق المتأخرين ثم إنّ لكل اقليم اصطلاحا في المخاطبات وأوضاعا وضعوه على أرباب المكاتبات وأجروا عليه رسمهم وغلبوا عليه حكمهم / ونحن نذكر ما بان لنا ووضح وتصور عندنا وصح.
اعلم أن أهل الديار المصرية الغالب على أرباب العمائم فيها المخاطبة بالقاضي وبالفقيه وبالعدل إلا أن العدل دون القاضي والديار الشامية (1)
والبكرية (2) لا يخاطب المتعمم فيها إلا بالصدر حسب والعراق الأعلى تغلب عليهم المخاطبة بالصدر أيضا والعراق الأدنى يمزجون ذلك فيخاطبون بالشيخ.
وكتبهم دالة على ذلك. كانوا يكاتبون الجلسة للصدور (3). بما هذا مثاله «أطال الله بقاء الشيخ الجليل».
ولم يكونوا يقولون الأجل وكلاهما للمبالغة إلا أن الأجل أبلغ لكونها للتفضيل. وأهل اليمن الغالب عليهم المخاطبة بالمشيخة لأرباب العمائم، ولا
__________
(1) الديار الشامية: هي الشام وأرض فلسطين. كان بها متجر العرب وميرتهم. وكان هذا الاسم سوري فاختصره العرب وغلب على الصقع كله مثل فلسطين وقنسرين ونصيبين وحواريين وهو كثير في نواحي الشام. حدها الفرات إلى العريش وعرضها من جبلي طيء إلى بحر الروم من مدنها منبج حلب حماه، حمص، دمشق، بيت المقدس وغيرهم.
انظر ياقوت الحموي «معجم البلدان» ج 11ص 312.
(2) الديار البكرية: هي ديار كبيرة واسعة تنسب إلى بكر بن وائل بن أسد حدها ما غرب من دجلة إلى بعد الجبل المطلة على نصيبين إلى دجلة. ومنه حصن كيفا وآمد وميافارقين انظر ياقوت الحموي «معجم البلدان» ج 8ص 494.
(3) الجلة الصدور: الشخصيات العظيمة الجليلة المتصدرة لأي موقف.
انظر «قاموس المحيط».(1/71)
يخاطب بالمشيخة في الديار المصرية إلا أحد ثلاثة: إمّا مدرس إمام عادل، أو شيخ صوفة أو أهل الذمة ويميزون بينهم بالصفات فيقولون في المدرس الشيخ، الامام، العالم، الكامل، الفاضل، الصدر، الرئيس، المتقن، المتفنن، المتميز، المحقق، البارع، وما شاكله فإن كان شرعيا قيل في أوصافه المركبة صدر العلماء، أعلم الرؤساء، رئيس المتميزين، مفتي المسلمين، وما شابهه وإن كان محدثا قيل في أوصافه المركبة زين الحفاظ، حجة المحدثين خادم الأحاديث النبوية، موضح صحائح الآثار المروية، العالم بالجرح والتعديل (1)
والمنوي على شرف التحصيل، وما شابهه. ويقولون لشيخ الصوفة الشيخ، الصالح، الورع، الزاهد، العابد، العامل / الناسك (2)، السالك، العارف بالله، قدوة المسلمين، بهاء العابدين، قطب الصلاح سفينة النجاة والنجاح، شيخ الطريقة، علم الحقيقة، ولكل دعاء يليق به، فالعالم يدعى له ببقاء الفضائل وإيضاح مشكلات المسائل. والصالح يدعى له بالانتفاع ببركات أنفاسه وتشييد ربوع التقوى على مؤطد أساسه (3) ويقولون للذمي الشيخ الثقة، المؤتمن، وما شاكله ويوصف بضبط الأموال وتميز الأعمال لأن الغالب على أهل الذمة عمالة الدواوين والاستيفاء ويدعى له بالهداية والرشاد وما شاكل ذلك إن شاء الله (4).
__________
(1) الجرح والتعديل: فرع من فروع علم رجال الأحاديث أول من عني به من الأئمة الحفاظ شعبة بن الحجاج ثم تبعه يحيى بن سعيد أول من جمع ذلك الامام يحيى بن سعيد القطان وتكلم فيه بعده تلامذته.
أنظر حاجي خليفة «كشف الظنون» ج 1ص 582.
(2) الناسك: من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح. معناه العابد أخذا من النسك وهو العبادة.
ربما كتب به لأرباب السيوف والأقلام إذا كان فيهم من ينسب إلى الصلاح.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 32.
(3) نسخة ب مواطن أنفاسه، س، مؤطد أساسه. ومعناها الأساس الثابت الموطد.
(4) نسخة ب إن شاء الله تعالى.(1/72)
اصطلاح في مخاطبات التجار
وهم على ثلاثة أقسام: فالمختلفون إلى الديار المصرية والشام وكل من سافر في الكارم المصري (1) يطلق على أعيانهم القاضي.
ويرتبون على قدر مراتبهم فالأعلى منهم المجلس السامي القاضي ودونه مجلس القاضي. ودونه القاضي ومن كان من بيت الفقه وشهر بالتجارة قيل له الفقيه.
ورتب هذه المراتب المجلس، ومجلس، والفقيه مطلقا بغير مجلس وأوساطهم مجلس الصدر مطلقا وما بقي فباللقب ويبتدأ له في أول مخاطبته بالأمير والمؤتمن والناهض، وما شابهه.
والمسافرون إلى الهند يخاطب أعيانهم بمجلس الصدر، والصدر مطلقا وأوساطهم بالناخذي (2) وكذلك من كان من جهة الهند أطلق عليه الناخذي وهو لقبه.
وباقيهم باللقب ويبتدأ له في المخاطبة بكلمة كما تقدم في المصريين / وكل من كان متعين الاقليم باليمن كوتب بالشيخ، فيقال للأعلى مجلس الشيخ ويكون ذلك زيادة في حقه ودونه الشيخ والأوسط يخاطب بالصدر والباقي باللقب ويبتدأ له بكلمة في المخاطبة كما تقدم والله أعلم وأحكم (3).
__________
(1) الكارم المصري: المقصود بهذا اللفظ الكارمين والأكارم ومفرده كارمي. وهم فئة التجار الذين كانت بيدهم تجارة البهار الوارد إلى مصر من الهند عن طريق ثغور اليمن كان معظمهم من بلاد الكانم الاسلامية بين بحر الغزال والسودان الغربي فنسبوا إلى أصلهم الجغرافي بعد تحريفه إلى الكارم ثم أطلق هذا اللفظ على كل من مارس التجارة بمصر.
أنظر: المقريزي «السلوك» ج 1قسم 3ص 899.
(2) نسخة ب الناخدي، س، ح الناخذي ومعناها ملاك سفن البحر وهو لقب للتشريف.
(3) نسخة ب والله أعلم س، ح والله أعلم وأحكم.(1/73)
القسم الثالث في كيفية التركيب لاستفتاحات المكاتبات ومن يبتدأ له بالدعاء أو غيره
عند افتتاح المخاطبات مرتبا إلى انتهاء الغاية من سقوط الدرجات اعلم أن أعلا الافتتاحات ما كانت بالدعاء بعد وضع البسملة ولا يكون ذلك إلا للخلفاء أو الملوك حسب. وقد يسمح بها للوزراء وأكابر الأمراء من الأشراف وسواهم أرباب الأخبار الواسعة. ولكن الأدعية تختلف ألفاظا ومعاني وأقساما ومباني فيفتح لكل بما يليق به حاله ويستحقه منصبه وجلاله.
وأول ما يبدأ بالخلفاء، كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة إلى الخلفاء أعز الله سلطان المواقف المقدسة النبوية الامامية وأعز الله الديوان العزيز النبوي الامامي. وأعز الله سلطان السدة المعظمة النبوية الامامية فإن قال قائل ما عنوا بسلطان المواقف؟ قيل إن المراد معنى التسمية لا المسمى لأن السلطان في اللغة مأخوذ من معنى التسليط والقهر.
ومنه قوله تعالى: {فَانْفُذُوا لََا تَنْفُذُونَ إِلََّا بِسُلْطََانٍ} (1) أي بقهر وغلبة والسلطان أيضا الحجة والبرهان ومنه قوله تعالى: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ} (2) أي بحجة وبرهان فمن هاهنا قيل لكل ذي تسلط وقهر سلطان.
فمعنى الدعاء / أن يكون تسلط المواقف وقهرها وقدرتها عزيزا لأن الخلفاء لا سلطان لهم فيدعى له بالاعزاز ولا يطلق عليهم لفظة السلطنة فيعين أن يدعى لمواقفهم وإعزاز سلطانها والمراد هم.
__________
(1) سورة الرحمن آية 33.
(2) سورة النمل آية 21.(1/74)
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة إلى الملوك
أعز الله سلطان المقام العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني وأعز الله أنصار المقر العالي، المولوي على النسق المذكور وأعز الله أنصار الأبواب العالية على النمطين المتقدمين (1) ويقال في العتبات زاد الله العتبات الشريفة المولوية تشريفا وتعظيما وكذا وكذا من أصناف الأدعية اللائقة على حسب ما يؤديه الباعث والقريحة في حال الكتابة.
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة للوزراء
ضاعف الله اقتدار الجناب العالي وقدرة الجناب السامي زاد الله الجناب السامي قدرة وبسطة.
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة لمن يخاطب بالمجلس
وهي أيضا تكون للوزراء والأشراف والأمراء والكبراء ضاعف الله قدرة المجلس وعز المجلس العالي وزاد الله المجلس السامي قدرة وبسطة ودون ذلك أدام الله سعادات المجلس (2) وأدام الله سعادة المجلس وبعد ذلك أسعد الله المجلس.
تبيين الفرق بين مزايا (3) هذه المخاطبات
إعلم أن قولنا في المقام أعز الله سلطانه أعلا من قولنا أعز الله أنصاره وذلك أن الدعاء له في الأول بعز السلطنة والقدرة وفي الثاني بإعزاز أنصاره وفي ذلك من الفرق ما لا / خفاء به وكذا إذا قيل أعز الله سلطان المقام وخلد
__________
(1) نسخة ب النمطين المتقدمين. س، ح المقدمين.
(2) نسخة ب أدام الله سعادات المجلس ثم أسعد الله المجلس س، ح أدام الله سعادات المجلس وأدام الله سعادة المجلس.
(3) نسخة ب تبيين الفرق بين مراتا. س، ح تبيين الفرق بين مزايا.(1/75)
الله سلطان المقام كان الدعاء بإعزاز السلطان أرجح من الدعاء بخلود السلطان لأنه قد يخلد ولا يكون عزيزا. فإن قيل من كان له سلطان كان عزيزا قلنا فالدعاء إذا يكون من قبل تحصيل الحاصل كقولنا لمن هو قائم وهو يريد ينشئ القيام قم، وهو محال، قلت وليس هذا بجواب تظهر به الفائدة وأرى أن قولهم أعزه الله إنما يريدون بالظفر لأن السلطان وإن كان عزيزا فقد يجوز أن يكون عديم الظفر والنجح في مقاصده فقولهم أعزه الله أي بالظفر والاستيلاء على الأضداد والأمثال فلعل هذا أظهر.
وقولنا في الجناب والمجلس ضاعف الله اقتداره وزاده الله قدرة وبسطة على حد سواء لأن المضاعفة زيادة والزيادة مضاعفة فهي متقاربة المعاني غير متباينة المباني. وقولنا في المجلس أدام الله سعادات المجلس وأدام الله سعادة المجلس فالأول هو سعادات أرجح لمزية الجمع على الإفراد.
ومما يجري في مجرى هذه المخاطبات أعز الله نصر المقام ونصره الله فالأول أعلى وذلك أنها دعاء له باعزاز نصر موجود والثانية دعاء بطلب نصر غير موجود وشتان بين موجود ومعدوم فإن قيل أسعد الله المجلس وأدام الله سعادته القول فيه كالقول في أعز الله نصره ونصره الله، فإن قال قائل المراد بقولنا أسعده الله إخبار بأن الله تعالى قد أسعده فالجواب أن هذه متوجه إلا أنه خارج عن نمط الدعاء وداخل / في باب الإخبار المحتمل الصدق والكذب وإخلال بالغرض المقصود من الدعاء فترجح ما قلنا وقد قيل إنّ خلد الله سلطانه وخلد اقتداره وأدام قدرته على حد سواء وذلك أن السلطان عبارة عن التسلط والقهر، والإقتدار نوع منه فظهرت المساواة. ومن الألفاظ المتساوية في الخطاب أدام الله وثبت الله. ولا زال ولا انفك (1) ولا فتئ ولا برح لأن المعاني متماثلة هذا بالدوام والثبات وذا بعدم الزوال والانفكاك والبراح فعدم الزوال دوام وثبات في الحقيقة. وعلى هذا الأسلوب جميع ما يورد من الأدعية لأن الحصر غير ممكن بل المستحب أن يكون الدعاء دالا على الغرض دلالة النبض على
__________
(1) لا زال ولا أنفك ولا برح ولا فتئ. من أخوات كان. وهي تعني الدوام.(1/76)
المرض. والافتتاحات أكثر من أن تحصى وأوسع من أن يدعي المدعي أنه لها حصر أو استفضى (1) ولكنا نورد منها جملة تكون كالانموذج يستضيء به من هو راغب في هذا الفن وإليه أحوج، فمن ذلك ما يقال في الافتتاحات لمن يخاطب بالمقام أو المقر ضاعف الله استظهار المقام أو المقر أدام الله استظهاره ضاعف الله انتصاره. ضاعف الله نصره، أدام الله انتصاره (2)، أدام الله نصره، أعز الله انتصاره. أيد الله سلطانه، أدام الله سلطانه. وما يقال لمن يخاطب بالجناب، أو المجلس. أدام الله إعزاز الجناب، أو المجلس، أدام الله اعتلاءه، زاد الله في استمكانه، وفي مكانه، أيد الله أراء، أيد الله عزمات، أدام الله بسطه، ثبت الله قواعد مجده، سدد / الله عزمات، أدام الله أيام، أدام الله تمكين (3)، أدام الله تأييد، أدام الله إسعاد، أدام الله نعمة ورفعة. ودون هذه المخاطبات حرس الله المجلس (4)، خص الله المجلس، لا أوحش الله (5)، لا أخلى الله، أدام الله موالاة، أسعد الله، أيد الله، وفق الله، وهذا المعنى كثير. ولكن هذا الذي أوردناه على حكم النظير انقضت (6)
الافتتاحات بالأدعية. يتلو ذلك الافتتاحات بسائر الألفاظ من غير الدعاء.
__________
(1) نسخة ب واستقصى. س، ح واستفضى.
(2) نسخة ب: أدام الله استظهاره ضاعف الله انتصاره. ضاعف الله نصره، ضاعف الله انتصاره أيد الله سلطانه، أدام الله سلطانه.
س، ح: أدام الله انتصاره أدام الله نصره أعز الله انتصاره أيد الله سلطانه أدام الله سلطانه.
(3) نسخة ب تمكن. س، ح تمكين.
(4) نسخة ب أدام الله اختصاص المجلس. س، ح حرس الله المجلس.
رخص الله المجلس.
(5) الوحشة الهمم والخلوة. والمعنى هنا لا يصيبك الله بالهمم والوحشة. أنظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب اقتضت. س، ح انقضت.(1/77)
مخاطبة المتماثلين (1) من أوساط الناس
تكون بحسب ما تواضعا عليه من المقر والجناب والمجلس والحضرة وعلى حسب ما اتفقا عليه أيضا من الاستفتاح بالدعاء أو بلفظ يقبل ويخدم ويلثم ويعفر ويخص وكذلك ترتيب الألقاب على حسب ما اتفقا عليه.
«مخاطبة الأعلى إلى الأدنى» باعثها، سبب إنشائها بعثناها، أنشأناها أصدرناها (2)، السبب الموجب، السبب الباعث (3)، الباعث مطلقا من غير ذكر السبب والموجب مطلقا والمقتضى لاصدارها، ولإنشائها ولصدورها ولإنشاء هذه المكاتبة، ومقتضى صدورها وسببها وموجبها كل هذه معناها واحد ليس فيه تمييز (4). وبعد ذلك أصدرنا هذه المكاتبة وأنشأنا هذه المكاتبة صادرة عنا ومكاتبتنا هذه. وهذه الافتتاحات درجة منحطة عن الأولى.
وبعد ذلك يعلم ثم يعرف ثم ليعلم بلام الأمر وبالياء بثنتين من تحت، ثم ليفعل كذا (5) أو ليتقدم بفعل كذا وكذا ويجوز هذه المخاطبة / من الملك إلى وزيره يقول له، ليفعل الوزير كذا أو ليتقدم بفعل كذا ثم يشعر وليس بعد هذا إلا أن يقال إن كان أميرا. الأمير الأجل فلان الدين بفعل كذا. أو ليبادر الأمير فلان إلى كذا وكذا. إذا كان طواشيا أو قاضيا أو رب صناعة قد يقال له نحن نأمر وليسارع فلان بفعل كذا أو عندما يقف على أمرنا نبادر إلى كذا وهذا أنهى ما يكون وإذا كان الكتاب من وزير قال نأمر ولا يذكر نحن.
ويعلم بالياء (6) وما يجري مجرى ذلك إن شاء الله تعالى.
__________
(1) نسخة ب المتمايلين. س، ح المتماثلين.
(2) نسخة ب كتب صدرناها. س، ح أصدرناها.
(3) نسخة ب باعث واحدة. س، ح السبب الباعث.
(4) نسخة ب تميز. س، ح تمييز.
(5) نسخة ب ليغفل ذلك، س، ح ليفعل ذلك.
(6) نسخة ب ويعلم بالتاء. س، ح ويعلم بالياء.(1/78)
القسم الرابع في الألقاب والفرق بين عاليها ودانيها في الخطاب
اعلم أن الألقاب في المكاتبات المراد بها تعريف المكتوب إليه والتنويه باسمه وقد قالوا إنّ كثرتها في حق ذوي المراتب كالخلفاء والملوك نقص وعيب. وذلك أنه إذا كان الغرض بها التعريف فليس مثل هؤلاء بمحتاج إلى تعريف ولا شهرة بل هم معروفون وأشهر مما به يوصفون وذلك إذا قال القائل الديوان العزيز النبوي الامامي أو السلطان الأعظم فلان الدين يستغني (1) به عن إيراد جملة من الصفات ولهذا قال المعري (2) في مرثيته للشريف الرضي (3):
أنتم ذوو النسب القصير (4).
__________
(1) نسخة ب غني به عن إيراد جملة. س، ح يستغنى به.
(2) أبو العلاء المعري: 449362هـ.
أحمد بن سليمان التنوخي شاعر فصيح ولد ومات بمعرة النعمان قال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة رحل إلى بغداد كان إذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن هاشم وكان يلبس خشن الثياب. له شعر وكتب كثيرة وترجم كثير منها إلى غير العربية.
أنظر: ابن خلكان ج 1ص 33، دائرة المعارف الاسلامية ج 1ص 379الزركلي «الاعلام» ج 1ص 150.
(3) الشريف الرضي: أبو الحسن الموسوي 406359هـ أشعر الطالبيين ولد وتوفي ببغداد، إنتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده. خلع عليه بالسواد. له ديوان في مجلدين منها كتاب اسمه «الحسن في شعر الحسين».
أنظر ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 2ص 2.
الزركلي «الأعلام» ج 6ص 330.
(4) نسخة ب أنتم ذوا. س، ح أنتم ذووا، وهذا شطر من بيت شعر سقط باقيه.(1/79)
مراده إذا قال فلان إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم غني (1) عن كثرة الصفات وكان أشهر من تعديد الآباء وإلى هذا المعنى نظر المتنبي (2) في قوله.
أبو شجاع (3) بفارس عضد الدولة فناخسرو شاهنشاه (4) ثم استدرك / فألحقه بأن قال:
أساميا لم تزده معرفة ... وإنما لذة ذكرناها
وقال آخر:
فما الألقاب تكسوه افتخارا ... فزند السيف (5) تذكر لا النجاد (6)
إذا لقب (7) بذلك فاعلم أن الألقاب على قسمين. أحدهما ما كان جاريا
__________
(1) نسخة ب عنى من كثرة. س، ح غنى من كثرة الصفات.
(2) المتنبي: 354303هـ.
أحمد بن الحسين المتنبي مفخرة الأدب العربي. ولد بالكوفة ونشأ بالشام. تعلم العربية والأدب قرض الشعر وهو صبي وفد إلى سيف الدولة بن حمدان سنة 337فمدحه وحظي عنده قصد مصر ومدح كافور وهجاه زار العراق قتل بالنعمانية له دواوين شعر كثيرة.
أنظر «الزركلي الأعلام» ج 1ص 111110.
(3) أبو شجاع: إسمه فاتك الروم المعروف بشجاعته ممدوح المتنبي أخذ من بلاد الروم صغيرا كان في خدمة الاخشيد أقطعه الفيوم تعرف بالمتنبي ومدحه توفي بمصر سنة 350هـ.
أنظر الزركلي «الأعلام» ج 5ص 321.
(4) شاهنشاه:
لفظ فارسي معناه بالعربية ملك الأملاك، وهو من الألقاب الملوكية المختصة بالسلطان وأكابر الملوك.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 1ص 16.
(5) نسخة ب فريد السيف. س، ح فزند السيف.
(6) النجاد:
المقصود بها الأراضي المرتفعة.
أنظر «قاموس المحيط».
(7) نسخة ب إذا ثبت ذلك. س، ح إذا لقب بذلك.(1/80)
مجرى الصفات المقر أو الجناب، أو المجلس بياء النسب.
والثاني ما كان بالدين وكلا القسمين غير محصور ولا هو على حد، ثم كلا القسمين (1) ولكنا سنذكر (2) ما يكون تبصرة للمبتدي وتذكرة للمهتدي وهذه الألقاب التي قلنا إنّها تجري مجرى الصفات هي تختلف باختلاف أولي المناصب (3) وأهل المحلات والمراتب فمن ذلك الألقاب الملوكية (4)، العالي، السلطاني العادلي، الكاملي، العالمي، العاملي، الغياثي (5)، الجوادي، الرحيمي، الرؤوفي، المشرفي، المعظمي، المؤيدي، المظفري، المنصوري، المقتدري، المالكي، وما أشبه ذلك مما يليق بصفات الملوك ويقال في ألقاب الوزراء ما مثاله بعد العالي، الأجلي، الأكرمي، الأكملي، الأفضلي الكبيري، الأثيري الحظيري، الأمجدي الماجدي المعتمدي، العضدي، الحفيظي الصاحبي، الوزيري (6)، وقد يقال الوزرائي، المديري، المشيري، وما أشبه ذلك مما يليق أن يكون من صفات الوزير ويقال في ألقاب الأمراء أرباب الأخبار والاقطاعات الواسعة.
المجاهدي /، المثاغري (7)، المرابطي، المحافظي، المناصري، المعاضدي العاضدي، الناصري.
__________
(1) نسخة ب على حد وقيد مقصور. س، ح كلا القسمين.
(2) نسخة ب ولكنا نذكر. س، ح بياض في الأصل.
(3) نسخة ب أرباب المناصب، س، ح أولي المناصب.
(4) نسخة ب الملوكية، س، ح الأصولية.
(5) الغياثي.
من ألقاب أرباب السيوف وأصله الغواثي ويستعمل للملوك وهو من استغاثني فأغثته.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 21.
(6) نسخة ب الوزراء، س، ح الوزير.
(7) نسخة ب المثاغري، س، ح، المثابري، والمثاغري، لقب من ألقاب السلطان، والمراد القائم بسد الثغور، وهي البلاد التي في حوزة العدو أخذا من الثغر وهي السن لأنه كالباب على الحلق، الذي يمنع الوصول إليه إلا منه. وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة وغيرهم. انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 26.(1/81)
(ومما يقع فيه الشركة) بينهم وبين الأمراء دونهم كأرباب الأخبار اليسيرة أو كأرباب التقدمي العمادي، النصيري، الزعيمي، الكفيلي، الحافظي (1)، المقدمي، الهمامي، الناهضي، الباسلي، المشمري، التيقظي، وما أشبه ذلك مما يليق أن يكون صفة لمن هذه حالته (ويقال في أرباب المتعممين) كاتبا كان أو غير ذلك الصدري، الرئيسي، النبيلي، الأصيلي، النبيهي، الرشيدي، الأوحدي، الأخصي، الموفقي، الأميني، المكيني، الرضي، الصفي، السعيدي، المجيدي (2)، المختاري، المجتبائي (3)، فإن كان فقيها خصص بالفاضلي، الفقيهي، العالمي (4)، العاملي، القطبي، المحققي، المحترزي، اللوذعي (5)، الألمعي (6) المتقي، الظاهري، التقي، النقي، الزاهدي، الورعي، المتحري، العفيفي، فإن كان صاحب طريقة (7)
خصص بالصالح العارف بالله الناسك.
السالك، وإن كان حكيما خصص بأن يقال له الفيلسوفي وعلى هذا تنساق هذه الألقاب (8) ويجعل لكل ما يليق به ثم هذه الألقاب على قدر مناصب المكتوب إليهم فمنهم من يكتب إليه بياء النسب كما قدمنا ومنهم من يكتب إليه الألقاب معراة من ياء النسب وهي أحط رتبة من الأولى.
__________
(1) نسخة ب المحافظي، س، ح الحافظي وهي نسبة إلى الحافظ للمبالغة ومعناها الحفظ ضد النسيان، واختص بالمحدثين لاحتياجهم إلى كثرة الحفظ، أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 62.
(2) نسخة ب المقربي بعد المجيدي. ومعناها المقرب عند الملوك ومن في معناهم، وهو من المقرب خلاف البعد.
أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 31.
(3) المجتبائي: بمعنى المختار وهو لقب من الألقاب المستخدمة في هذا العصر.
(4) نسخة ب العالم العاقلي. س، ح العالمي العاملي.
(5) اللوذعي: من ألقاب أرباب الأقلام، وهو الذكي القلب أنظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 6ص 25.
(6) نسخة ب الألمعي البصري الظاهري، س، ح الألمعي المتقي الظاهري.
(7) نسخة ب شيخ طريقة. س، ح صاحب طريقة.
(8) نسخة ب أن يحصل س، ح يجعل.(1/82)
ووقع الخلاف في لفظتين وهما المولوي، السيدي، فقال قوم المولوي أكثر عبودية في حق المكتوب عنه وكثيره في حق المكتوب إليه واحتجوا بأن ذلك من جهة الولاء وهو الملك وأن المولى / هو المالك وأن الله قد جعله من صفاته وذكره في كتابه العزيز فقال {نِعْمَ الْمَوْلى ََ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (1) وقال قوم بل السيدي أكثر عبودية وذلك أن السيد هو الذي ساد القوم وعلاهم وتميز عليهم بوجوه كثيرة وحالات لم يبلغها أحد منهم فسادهم بالضرورة لما قصروا عما ناله. وأن المولى قد وقعت فيه الشركة فالمولى هو المالك، وهو الذي في القرآن، والمولى هو ابن العم فهو يكون مثلا ونظيرا ليس له مزية المالك والمولى العبد وهذا نقص عظيم ومن الدليل على أن المولى قد يطلق على العبد قول الشاعر:
فلو كنت مولى قيس عيلان (2) لم تجد ... عليّ لإنسان من الناس درهما
ولكنني مولى قضاعة (3) كلها ... فلست أبالي أن أدان وتغرما
أي لو كنت عبد قيس لم أقدر أستدين إذا احتجت وقضاعة تقضي عني وتحسن إلي، وأيضا ففي اصطلاح الناس قديما وحديثا قولهم للعبد هذا مولى
__________
(1) سورة الأنفال آية رقم 40.
(2) قيس عيلان: شعب عظيم ينتسب إلى قيس بن عيلان بن نصر بن نزار بن معد بن عدنان واسم عيلان الناس وتشعيب قيس إلى ثلاث بطون من كعب وعمرو وسعد بنيه الثلاثة، وغلب اسم قيس على سائر العدنانية حتى جعل في المثل في مقابل عرب اليمن. قاطبة فيقال قيس ومعن.
أنظر عمر رضا كحالة «معجم قبائل العرب» ج 3ص 957.
(3) قضاعة: شعب عظيم اختلف النسابون فيه فقالوا من حمير من القحطانية: غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم قضاعة وقالوا إنّ قضاعة من العدنانية من قضاعة بن معد بن عدنان كانت ديارهم في الشحر ثم في نجران، ثم الحجاز ثم الشام، حاربهم الرسول في غزوة السلاسل سنة 7هـ.
أنظر عمر رضا كحالة «معجم قبائل العرب» ج 3ص 957.(1/83)
بني فلان (1) ولا يقولون هذا سيد بني فلان وبلال (2) مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا يقال سيده فمن هنا بأن السيدي أرجح من المولوي في حق المكتوب إليه لعدم الشركة وأرى أنهما متوازنتان، متوازيتان (3) فأيهما ذكر أجزى عن الآخر.
والمخدومي بعدهما في المرتبة وفيها تعبد وترقق من قبل الخدمة والتصريح بها وليس لها مزية الولاء والسيادة فهي جيدة في حق المكتوب إليه وليست كالمتقدمين والمحترمي جيدة / وفيها ذكر الاحترام، وهي دون المخدومي لأن ليس فيها معنى يدل على الخدمة، فقد يجوز أن يحترم الرجل ولا يخدم فنقول على هذا كل مخدوم محترم، وليس كل محترم مخدوما وهذه الأربع اللفظات لم تضمنها الألقاب المتقدمة لما فيها من الإشكال وقد أوضحناها على قدر ما وصل إليه النظر والفكر، وميزنا بين مزاياها وما بقي من الألقاب المتقدمة، فليس فيها إشكال بل هي جارية مجرى الأوصاف غير أن الكاتب يضع لكل مكتوب إليه ما يليق به من الألقاب التي تنقطع عليه فافهم ذلك.
الألقاب المقرونة بالدين
هذه أيضا ليست محصورة ولا تتقيد ولا مخصوصة بوضع تجري عليه ولا حد ولكن اللقب مطية مناخة (4) فمن جاء ركب فلا يعترض في شيء منها ولا يقال لم كان لقب هذا كذا وليس فيه من معنى ما لقب به شيء أوجب له هذا اللقب ولا يقال أيضا لا يجوز أن يكون لقب هذا إلا كذا وكذا بل للملقب ما أراد
__________
(1) نسخة ب هو مولى بني فلان س، ح هذا مولى.
(2) بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وخازنه على بيت المال كان شديد السمرة شهد المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم لما توفي الرسول أذن بلال ولم يؤذن بعد ذلك توفي بدمشق.
أنظر «طبقات بن سعد» ج 3ص 169.
الزركلي «الاعلام» ج 2ص 49.
(3) نسخة ب متوازنتان فقط س، ح متوازنتان متوازيتان.
(4) معناها: دابة تمطي في سيرها أي تجد فيه ومناخة بمعنى عظيمة.
أنظر «قاموس المحيط».(1/84)
غير أنه قد صار ثم ألقاب اصطلح عليها ووضعت على أسماء فجرت بالتداول حتى صارت لتلك الأسماء كالأعلام وجرت على الاستمرار والعادة ولاقت في الاستعمال بحيث إنها إذا نقلت عن أسمائها، واستعملت لأسماء غيرها استنكرت وقيل ما جرت العادة أن الاسم الفلاني يكون لقبه إلا كذا وكذا.
فكيف لقب بكذا وكذا، وهذا إنما هو من طريق العادة لا من طريق قياس يفسد المعنى. ونحن نبين لك ما وقع عليه الاصطلاح من الألقاب واستمر في العادة ومضت عليه الأحقاب فمن ذلك (1).
غير هذه كثيرا
__________
(1) نسخة ب بعد جمال الدين وقد يلقب بغيرها.(1/85)
صورة المكاتبات الصادرة في نسخة ب (1)
__________
(1) نسخة ب رضى الدين فقط. س، ح رضى الدين وبرهان الدين.(1/86)
هذا بعض من كل وغيض من فيض (1)، واعلم أنه ليس باللازم أن لا تكون هذه الاسماء ملقبة إلا بهذه الألقاب فحسب، بل نقول أن الغالب على هذه الاسماء في الاستعمال هذه الألقاب ولو لقبت بغير ذلك جاز، ألا ترى إلى اسم محمد كيف يلقب ببهاء الدين، وعماد الدين، وذكي الدين وغير ذلك.(1/87)
هذا بعض من كل وغيض من فيض (1)، واعلم أنه ليس باللازم أن لا تكون هذه الاسماء ملقبة إلا بهذه الألقاب فحسب، بل نقول أن الغالب على هذه الاسماء في الاستعمال هذه الألقاب ولو لقبت بغير ذلك جاز، ألا ترى إلى اسم محمد كيف يلقب ببهاء الدين، وعماد الدين، وذكي الدين وغير ذلك.
وعمر يلقب بنجم الدين (2) ونور الدين وبهاء الدين ورشيد الدين وحسن قد يلقب بشمس الدين وبرشيد الدين.
وأبي بكر يلقب بشمس الدين /
__________
(1) غيض قليل، فيض كثير والمراد هنا قليل من كثير.
انظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب نجم الدين وبهاء الدين ورشيد الدين وحسن س، ح نجم الدين ونور الدين وبهاء الدين ورشيد الدين.(1/88)
وكذلك سائر الاسماء على هذا النسق فدل على أن الألقاب ليس لها قاعدة تضبطها بل هي على خيار الملقب كما أن الاسماء على خيار المسمى فافهم ذلك تصب إن شاء الله تعالى (1).
يتلو ذلك.
ألقاب الخدام
__________
(1) نسخة ب فافهم ذلك. س، ح فافهم ذلك تصب إن شاء الله تعالى.
(2) نسخة ب موفق الدين وتاج الدين. س، ح موفق الدين.
(3) نسخة ب سقط اسم بدر.
(4) نسخة ب بدأ ببدر وليست مرتبة ترتيب النسختين س، ح.
(5) نسخة ب مختار الدين س، ح محبا الدين.(1/89)
(1) (2) (3)
__________
(1) نسخة ب بدر الدين. س، ح حسام الدين.
(2) نسخة ب ويعرف. س، ح وبيرق.
(3) نسخة ب بدأ بسنقر وبكتمر فسقط. س، ح كندغدي وأيد غمش.(1/90)
هذه الألقاب (1) غالبة على هذه الأسماء، وكذلك ألقاب الخدام والحديث فيهم كالحديث في الألقاب المتقدمة، إنّ للإنسان أن يلقب كل اسم بما شاء من اللقب ولا يكون ممتنعا. إذ قد ذكرنا الألقاب فلا غنى عن ذكر الكنى (2) إذ كان كل اسم لا بد له من لقب وكنية وأيضا فإنه لم يكن المعروف من القديم غير الكنى، والألقاب حديثة وبدأنا بها لقدر الغلبة عليها في هذا الوقت، واعراض الناس عن استعمال الكنى في المكاتبة بخلاف ما كان عليه الناس قديما، ولكل زمن اصطلاح واختيار والدهر أطوار وأطوار / وهذا ابتداء القول، وبالله العون وله القوة والحول.
اعلم أن الأصل في ذلك أن الرجل كان يكنى بابنه ثم توسعوا في ذلك، فصار يكنى وإن لم يكن له ابن تفاؤلا (3) بأن يكون له ابن وقد غلبت على الاسماء (4) كنى صارت عليها كالأعلام، فإمّا لأنها صارت مجراة (5) بحكم التنويه واستعملت في من لم يكن له ابن وإمّا لأنها على حكم الفأل، فالأسماء إذن على وجوه منها ما جاء في أصل التسمية على لفظ الكنية كأبي القاسم، وأبي بكر وأبي علي وما أشبه ذلك، فهذا لا يليق به الكنى لأن المراد قد حصل في أصل التسمية ولم يسمع في ذلك إلا ما كني به أبو بكر الصديق رضي الله
__________
(1) اللقب: معناه النبز والنبز ما يخاطب به الرجل الرجل من ذكر عيوبه وما ستره عنده، أحب إليه من كشفه، وليس من باب الشتم والقذف.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 438.
(2) الكنى: عند النحاة أحد أقسام العلم والمراد بها ما صدر بأب أو أم مثل أبي القاسم وأم كلثوم.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 430.
(3) نسخة ب تفاؤلا بأن له ابن. س، ح تفاؤلا بأن يكون له ابن.
(4) الاسماء عند النحاة، ما دل على مسمى دلالة اشارة واشتقاقه من السمة، وهي العلامة لأنه يصير علامة على المسمى يميزه عن غيره.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 423.
(5) نسخة ب كانت مجراة. س، ح صارت مجراة.(1/91)
عنه (1)، فإنه كني أبا العتيق، وكني ذلك لوجهين أحدهما أنه كني بذلك لجمال وجهه يقال وجه عتيق إذا كان جميلا.
والثاني لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال له «انت عتيق من النار» (2) ومنها ما جاء مركبا مضافا كعبد الله وعبد الواحد وعبد الصمد وعبد الخالق وعبد الحق وعبد الرحمن وما اشبه ذلك مما أضيف العبد فيه إلى الرب تعالى فإن الغالب على هذه الأسماء أن تكنى بأبي محمد (3) ومنها ما جاء مفردا فالأمر في ذلك يطول ومسألة الحصر (4) تطول لأن الأسماء اكثر من أن تحصى وكيف تحصى وهي المزية التي خص بها آدم (5) عليه وعلى نبينا محمد صلى الله عليهما (6) وعلى سائر الأنبياء السلام دون غيره من الأنبياء إذ علمه الله الاسماء وباهى به ملائكة السماء إلا أنه يوجد من ذلك ما أمكن ويجعل مثالا طالما نذكر / فالأشياء تحمل على نظائرها والفروع تحمل على الأصول.
__________
(1) أول الخلفاء الراشدين. يعرف بالصديق بويع بالخلافة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلم سنة 10 هـ سنة 632م. حارب الردة وانتصر عليهم. في أيامه فتحت بلاد الفرس والروم.
توفي سنة 13هـ.
انظر دائرة المعارف الحديثة ص 4.
(2) حديث شريف لرسول الله وأصله:
«أنت عتيق الله من النار» الترمذي المناقب ص 16.
انظر «المعجم المفهرس لأحاديث الرسول» ج 23ص 128.
(3) سقطت الفقرة «فإن الغالب على هذه الأسماء أن تكنى بأبي محمد» من نسخة ب.
(4) نسخة ب ومثاله الخضر بعول. س، ح ومسألة الحرص تطول.
(5) آدم عليه السلام. يلقب أبا البشر، وصفي الله.
وقد ورد ذكر خلق آدم في القرآن في كثير من الآيات منها {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسََانَ مِنْ صَلْصََالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} سورة الحجر آية 26وتذكر القصص الإسلامية أن الله امر ملائكته أن يأخذ كل منهم سبع قبضات من تراب الأرض السبع فاستعاذت الأرض بالله، فبعث الله عزرائيل فانتزع من وجه الأرض ما يكفي من التراب لخلق إنسان.
انظر دائرة المعارف الإسلامية ج 10ص 555553.
(6) نسخة ب محمد عليه الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء السلام، س، ح نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء السلام.(1/92)
فأول ما نبدأ به اسم نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم وهو يكنى أبا القاسم وأبا إبراهيم لأنهما عليهما السلام كانا ابنيه صلّى الله عليه وسلم ثم أطلق على هذا الاسم في الاصطلاح العرفي بالكنية بأبي عبد الله لأن أباه صلّى الله عليه وسلم عبد الله ثم أحمد لأنه من اسمائه صلّى الله عليه وسلم وكنية هذا الاسم أبو الحسن وأبو العباس.
وهذه جملة من الاسماء المكناة نوردها فمن ذلك:
(1) (2)
__________
(1) نسخة ب سقط منها وأبو عفان.
(2) نسخة ب أبو سليم. س، ح أبو سليمان.(1/93)
(1)(1/94)
(1)
الأوقص (2)
يكنى أبا العتيق
(2)
__________
(1) نسخة ب أبو سليم. س، ح أبو سليمان.
(2) نسخة ب الأقوص. س، ح الأوقص.
ما بين الفريضتين وكذا الشنق، وبعض العلماء يجعل الوقص في البقر خاصة، والشنق في الإبل خاصة.
انظر: مختار الصحاح، باب الواو، فصل الكاف ص 732.(1/95)
(1)
__________
(1) نسخة ب نصير، س، ح نصر(1/96)
(1) (2)
واعلم أن المصريين / مصطلحون على الكنى بست كذا وكذا مثاله إذا كان أهل المرأة كتبة قالوا سيدة الكتاب وإن كانوا وزراء (2) قالوا سيدة الوزراء، وإن
__________
(1) نسخة ب حسان. س، ح جنان.
(2) نسخة ب سقطت وإن كانوا وزراء.(1/97)
كانوا أمراء قالوا سيدة الأمراء ومن هذا القبيل سيدة الأخوة (1) وسيدة البناء وسيدة القضاء وما أشبه ذلك.
ومنهن من إذا كن ربات خدام كنيت بخادمها فيقال ست جوهرة (2) وست ياقوت وست بدر وست صواب وست مسعود وست كافور والمراد من ذلك أن لا تعرف اسم المرأة الحقيقي الذي تسمى به عند الولادة.
وأيضا أن المرأة إذا كان أبوها أو أخوها أو زوجها يلقب بلقب لقبت به فيقال (3) إذا كان لقب أحد هؤلاء الثلاثة مثاله كمال الدين (4) كمالية ينسبونها إليه وإن كان جمال الدين قالوا جمالية وإن كان مكين الدر (5) قالوا مكينة وعلى هذا الأسلوب فافهمه بلغت المطلوب. هذا قليل من كثير ما نحوا فخذه منهم واستمع لما وحوا (6).
__________
(1) نسخة ب الأخوات. س، ح الأخوة.
(2) نسخة ب ست جوهرة. س، ح، جوهرة.
(3) نسخة ب سقطت «فيقال إذا كان لقب أحد هؤلاء الثلاثة مثاله».
(4) نسخة ب كمال الدين. س، ح كمال الدرة.
(5) نسخة ب مكين الدين. س، ح، مكين الدر.
(6) نسخة ب واسمع، س، ح، واستمع.(1/98)
القسم الخامس (1)
في الدعاء بعد افتتاح الكتاب
اعلم أنا كنا أصلنا أن أعلى الافتتاحات في الكتب ما كان بالدعاء وإن ذلك لا يكون إلا للعظماء كالخلفاء والملوك والوزراء والأمراء الكبر العظم شأنهم وشرف تمكنهم ومكانهم وبقي الأوساط من الناس وسائر العامة على اختلاف الأجناس، فلا يقطع حظهم من الدعاء لهم في المكاتبة فجعل ذلك لهم بعد استكمال المخاطبة وإشعارا بأنهم دون من تقدم في التبجيل وأنّ ليس بينهم تسوية ولا تعديل / وهؤلاء أيضا المدعو لهم بعد الخطاب يختلف الدعاء لهم باختلاف مناصبهم كما أن (2) الاختلاف أيضا فيمن تقدم ممن يفتتح لهم بالدعاء وأنا أبين لك بعض ما إليه أشرت ولو أردت حصر ذلك جميعه لما استطعت ولا قدرت فخذ ما أصنعه واتخذه كالنظير وقس على قليل ذلك ما ورد عليك من الكثير ترشد إن شاء الله. اعلم أن أعلا الأدعية بعد المخاطبة ما كان بقولك مد الله ظله (3) وبسط الله وأسبغ الله فهذه الألفاظ على حد سواء المد بسط والبسط مسبوغ ولفظة الظل أعلا مما يرد من سائر الألفاظ كالنعمة والرفعة والسعادة واليمن والتوفيق لأن الظل هو ماء على الناس ولهذا قال الله تعالى {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} (4) والظلة كل شيء أظلك ويقول أنا تحت ظل فلان والنعمة والرفعة وباقي الألفاظ لا ينبئ (5) معناها إلا أنها مقصورة على المدعو له
__________
(1) نسخة ب كتابة زائدة، وهي «ويكتب على العنوانات والكتب والجوابات».
(2) نسخة ب كما كان الاختلاف أيضا. س، ح أن الاختلاف.
(3) نسخة ب مد الله ظله وبسطه وأسبغ ظله. س، ح مد الله ظله وبسط الله وأسبغ الله.
(4) سورة الواقعة آية 130.
(5) نسخة ب لا يبني. س، ح لا ينبئ.(1/99)
فحسب وليس فيها معنى يدل على أنها ممدودة كما كان الظل يعلم أنه ممدود فظهر أن لفظة الظل مترجحة وهذا يكون بين النظير من مثلاء الناس إذا تكاتبا، ثم بعد ذلك أدام الله علوه وسموه وهما دون الأول لأنه قد يعلو ولا يكون له ظل على الناس ثم أدام الله نعمته (1) وسعادته ويمنه ورفعته.
هذه الألفاظ متوازية لأن من كان ذا نعمة فهو سعيد والسعادة واليمن واحد ومن كان سعيدا وذا يمن فهو رفيع المحل ويبدأ في هذه الألفاظ بالدوام والخلود فيقال أدام الله / وخلد الله فإن قيل لم تكن الرفعة أنقص من رتبة العلو والسمو في قولك أدام الله علوه وأدام رفعته وهما في الظاهر سواء لأن الارتفاع هو العلو والعلو هو الارتفاع قيل الاعتراض في موضعه غير أن الفرق (2) بينهما من حيث المعنى وذلك أن لفظة الارتفاع تقع على ما ارتفع وعلا. وما ارتفع ولم يعل مثاله أن انسانين جلسا فأحدهما على الأرض والآخر على الكرسي سمي الجالس على الكرسي مرتفعا ولا يسمى عاليا إذ العالي يقع على ما علا علوا بائنا بحيث لا ينال (3) وهذا ينال ولهذا وصف الله نفسه بالعلو فقال {الْكَبِيرُ الْمُتَعََالِ} (4).
ولم يقل الكبير المرتفع وقال: {سُبْحََانَهُ وَتَعََالى ََ عَمََّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً} (5) وجعل صفة الرفعة في مخلوقاته فقال: {رَفَعَ السَّمََاوََاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} (6)
وقال: {رَفِيعُ الدَّرَجََاتِ} (7) وخصص صفته جل وعلا بالعلو فهو المتعالي عن الصفات المنزه عن أن يعبر عنه بالحدث والذات فتبين وجه الترجيح ولاح الفرق بالاحتجاج الصحيح فيقول على هذا كل عال مرتفع ولا تقول كل مرتفع عال.
__________
(1) نسخة ب نعمه. س، ح نعمته.
(2) نسخة ب العرف بينهما. س، ح الفرق بينهما.
(3) نسخة ب «لا يمسى عاليا إذ العالي يقع على ما علا علوا بانيا بحيث لا ينال وهذا ينال».
(4) سورة الرعد آية 9.
(5) سورة الإسراء آية 43.
(6) سورة الرعد آية 2.
(7) سورة فاطر آية 150.(1/100)
وهذا ما تحصل لي من الجواب ولاح وخطر ولكل فكرة ونظر ثم بعد ذلك أدام الله إقباله وإسعاده وتأييده وإرشاده ورشده وتوفيقه.
هذه أيضا متساوية لأن الإقبال والإسعاد والإرشاد مصادر والسعادة والنعمة وباقي الألفاظ الأولى أسماء والأسماء مميزة (1) على / المصادر فبان الفرق. ثم بعد ذلك أسعده الله ووفقه الله وأرشده الله وأسماه الله وأعلاه الله وحرسه الله وثبته (2) وأيده الله وتولاه الله وأنس الله لحياته وأمتع الله به وأبقاه الله. هذه كلها متساوية ليس فيها تمييز وذلك أنها تتضمن الدعاء بشيء يراد تحصيله، والأول دعاء بدوام شيء موجود أو سبوغه أو بسطه أو الخلود. فإن قيل: إنما قولنا أسعده الله ووفقه، وباقي الألفاظ، إشارة إلى أن الله تعالى (3) قد أسعده ووفقه، وإخبار بذلك، قلنا أليس هذا باعتراض واقع إذ الغرض من المكاتبة أن تقصد الدعاء في المكتوب إليه، والتقرب إلى خاطره فأما إذا أردت أن تخبره بأن الله تعالى قد أسعده أو وفقه، أو أرشده، فاي فائدة له في ذلك إذ هو عالم ذلك من نفسه فلأن تدعو له بدوامه أو خلوده أولى من أن تخبره به، وهذا كما لو قلت لرجل مثلا فقير أنت فقير أو رجل وقع في ملمة (4) هو في بلاء لم يفده ذلك فإذا قلت له أغناك الله أو خلصك الله كان أحسن من إخبارك بحالته التي هو فيها فبان أن قول القائل مراده الإخبار والإشعار ليس بواقع وإن المعنى الذي يتوجه أن المراد به الدعاء.
وأما أطال الله بقاه، وزاد الله في عمره، ومد الله في حياته، فهي سواء، لأن الإطالة والزيادة والمد متقاربون وتخصص أرباب الفضائل من أهل العلم والصلاح بأن يقال لاحدهم لنفع الله به أعلا (5) / الله من بركاته زاد الله في فضله وللحاكم حسب أمضى الله في أحكامه وللغائب حسب أحسن الله رعايته ورعاه
__________
(1) نسخة ب مميزة، س، ح متميزة.
(2) نسخة ب رتبته الله، س، ح وثبته وأيده الله.
(3) نسخة ب إلى أن الله. س، ح إلى أن الله تعالى.
(4) ملمة: مصيبة أنظر «قاموس المحيط».
(5) نسخة ب أعاد الله. س، ح أعلا الله.(1/101)
الله ويسر الله عودته (1) وجمع الله به فأحسن الله أوبته (2) وأدنى الله بعده وقرب الله نواه (3) وسهل الله إيابه، (4) وحرس الله غيبته وللمودع أحسن الله صحابته، وكتب الله سلامته، وتولاه الله وأحس (5) الله أوبته، «وأحسن الله (6)، وتولى الله رعايته وبشر الله بلوغه، وحرس الله سفره، وسهل الله طريقه».
وفي الصباح: أسعد الله صباحه، وأنعم الله ووفق، وللميت رحمه الله، وقدس الله روحه، وتغمده الله بالرحمة، وسقى الله عهده، وأنسته الرحمة، وأنس الله روحه، وضاعف الله له الرحمة، وبرد الله مثواه وتجاوز الله عنه، وأحسن الله تقبله، وللمريض عافاه الله وشفاه الله، ووفاه الله، ورفع الله شكيته، ودفع الله عنه الأسوأ، أقال الله عثرته، عجل الله عافيته، عجل الله بره، رفع الله ألمه، نظر الله إليه، ويقال له إذا كان مخاطبا. عافاك الله (7) والله يعافيك، وشفاك الله (7)، والله يشفيك (7) وأفرح الله بعافيتك، ومن الله بعافيتك (7)، وصرف الله عنك السوء، وللمتوسط لطف الله بك، نظر الله إليك، الله يمن بالعافية، الله يكفيك الله يقي، الله يكفي السوء الله يعجل بالشفاء وللناقه كمل الله عافيتك، وأتم الله صحتك شد الله ضعفك، شد الله قواك، نعش الله قواك / زاد الله في قوتك.
وللمعتقل: أحسن الله خلاصه، وفرج الله عنه، وفك الله أسره، وسهل الله إطلاقه، ولطف الله به، وأعانه الله، وكان الله له ونظر الله إليه، ويقال في الشكر: إن كان رفيعا قيل له الله يحفظك الله يبقيك، الله يحييك، الله يمتع بك، الله يديمك، الله يؤنس بك، الله يحرسك، ويقال للمتوسط: الله يبارك بك، الله ينفع بك، وبارك الله فيك، وعلى ذلك فقس بحسب ما يتوجه لك من الكلام ويحصل لك به القصد والمرام إن شاء الله.
__________
(1) نسخة ب يسر الله عوده. س، ح يسر الله عودته.
(2) أوبته: بمعنى رجوعه انظر «قاموس المحيط».
(3) نواه: بمعنى فراقه انظر «قاموس المحيط».
(4) إيابه: بمعنى رجوعه انظر (قاموس المحيط».
(5) نسخه ب وأحسن أوبته. س، ح أحسن الله أوبته
(6) نسخه ب أسعد الله أداه.
(7) سقطت واو العطف من كل هؤلاء.(1/102)
القسم السادس في ذكر الكلام ووصف الوحشة والغرام
وفيه فصلان. فصل في ذكر السلام. فصل في الشوق والوحشة والغرام.
الفصل الأول في ذكر السلام
وهو يعبر فيه بعبارتين أهدى (1): وخص العبارة بأهدى وأهدى إليه (2) من السلام ما ينشر ريح المسك نشره ويبشره ببلوغ الأمل بشره وأهدى إليه (3) من السلام الأسنى ما يحتوي على كل حسن وحسنى وأهدى إليه (4) من السلام والمستطاب ما هو ألذ من برد الشراب (5) وأحلى من رد أيام الشباب وأهدى إليه من السلام ما هو أرق من العتاب وأعذب من وصل الأحباب وأهدى إليه من السلام ما هو أشفا للعليل وأطفأ لحر الغليل وأهدى إليه من السلام ما يشتمل على كل طيب ويأخذ من كل حسن (6) بنصيب العبارة يخص وخصه من السلام ما زكاه ومن الإلمام بأذكاه وخصه / من السلام بأتمه ومن الإلمام بأعمه وخصه بسلام جزيل تام والإلمام حسن عام وخصه بسلام رايق الأوصاف قايم بواجب الإنصاف وخصه بسلام يعرب عن الوداد وينبي عن حسن الإعتقاد.
__________
(1) نسخة ب أهدى. س، ح أهدى إليه.
(2) نسخه ب أهدى وأهدى إليه. س، ح، بأهلى وأهلى إليه.
(3) نسخة ب أهدى إليه. س، ح أهلى إليه.
(4) نسخة ب أهدى إليه. س، ح أهلى إليه.
(5) نسخة ب من شرب الدواء. س، ح برد الشراب.
(6) نسخة ب نصيب، س، ح بنصيب.(1/103)
الفصل الثاني في شرح الشوق والغرام
ويعبر فيه أيضا بعبارتين. شرح ما عندنا ونعلمه ما عندنا العبارة بالشرح مقتضاها شرح ما عندنا من الأشواق إلى مشاهدته التي يشهد الوجود أنها خير موجود ويحكم قاضي هوانا أنها الفرض الأقصى (1) حكما غير مردود قصر الله بقربها عمر النوى وأطفأ ببرد مفاكهتها جمر الجوى (2) شرح ما عندنا من الأشواق التي لا تنحصر والبرحا (3) التي لا يؤدي كنهها (4) المطيل (5) والمختصر (6) إلى تلك الخلايق الميمونة والسجايا التي هي على حفظ الوداد مأمونة. نظر الله بها منتثر (7) الأهواء وصرف عنها غائلة الأهواء.
شرح ما عندنا من الأشواق التي لا يسعها الخواطر فتكفيها ولا يلم بها اللسان فيصفها الى تلك الأخلاق التي لا تخلق جدتها ولا يتغير على طول المدة مودتها.
نسبح الله بلقائها آية البين وأقر بمشاهدتها القلب والعين العبارة: بتعلمه تعلمه ما عندنا من الشوق لمشافهته والتعطش لمفاكهته، جمع الله به شملا وأمتع (8) به ومنه. لا أخلى بعلمه كيف اشتياقنا إلى مقابلته وارتياحنا الى اجتناء
__________
(1) نسخة ب هو أن الفرض. س، ح هو أنها الغرض الأقصى.
(2) الجوى: الحرقة وشدة الوجد انظر «قاموس المحيط».
(3) البرحا: الشدة والشر انظر «قاموس المحيط».
(4) كنهها «جوهرها» انظر «قاموس المحيط».
(5) نسخة ب المبطل س، ح المطيل
(6) نسخه ب المتحضر س، ح المختصر.
(7) نسخة ب منتظم الأهواء س، ح منتثر.
(8) سقطت كلمة الله من نسخة ب.(1/104)
فاكهة مفاكهته، عجل الله به الملتقى وقرب من الري برؤيته المشتقا بعلمه ما نجده من مزعج الشوق لنظره ولاعج التوق (1) لسار / خبره، أسمع الله عنه الخير، وصرف عنه الضير، نعلمه ما عندنا من الشوق والتحنن عليه. أنس الله به ووصل سبب الإتصال بسببه نعلمه ما عندنا من الشوق الى لقائه والإنتشاق (2)
لنفحات (3) القرب من تلقائه. بشر الله به الإجتماع وأغن برؤيته عن السماع وهذا بعض من كل فاقتد به وابن عليه واجتز بما أشرنا إليه إن شاء الله.
__________
(1) نسخة ب لاعج البوق، س، ح لاعج التوق.
(2) الانتشاق. دخول الماء أو أي رائحة إلى الأنف انظر «قاموس المحيط».
(3) نفحات: الطيب انظر «قاموس المحيط».(1/105)
القسم السابع في معان مختلفة
تشتمل على ثلاثة فصول. فصل في كيفية القول عند طلب الحاجة فصل في كيفية القول عند الاستنهاض.
فصل في مقطع الكتاب وختمه.
الفصل الأول: في كيفية القول عند طلب الحاجة وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: السؤال، المسؤول كرمه أحق أن يفعل الأولى بشريف همته (1) أن يفعل.
المرتبة الثانية: المستمد من عوارفه والمستمد مطلقا الاعتماد على همته الثقة بمحبة المرجو من معروفه، المأمول منه الرجاء فيه الأمل فيه (2).
المرتبة الثالثة: المأثور الملتمس، التوسم فيه (3)، الظن فيه، المطلوب منه القصد منه وما أشبه ذلك بهذه، الثلاث المراتب مختلفة باختلاف أربابها وليس بعدها إلا الأمر المصرح كما يقال ليفعل أو ليسارع بفعل كذا أو ليبادر.
الفصل الثاني: في كيفية القول عند الاستنهاض:
__________
(1) نسخة ب تشريف همته. س، ح لشريف متمته.
(2) نسخة ب الأمل منه. س، ح الأمل فيه.
(3) نسخة ب المتوسم. س، ح التوسم.(1/106)
فتجرد همتك، فتصرف عزمتك، الى ذلك فتشمر عن ساق العزيمة وعن ساق الاجتهاد، فتهتم (1) في ذلك فتتيقظ لورود أمرنا فتتنبه لما أمرناك فتجتهد في ذلك فتسارع / إلى ذلك فتبين النهضة في ذلك وما أشبهه، مما يقتضي معنى الاستنهاض (2).
الفصل الثالث: في مقطع الكتاب وختمه (3):
وهو على نوعين منها ما يقطع بالدعاء والشكر ومنها ما يقطع بلفظ حسبما.
النوع الأول وهو ما يقطع بالدعاء والشكر لا عدمنا مراعاته لأكيد الود ومحضه (4)
وإقامته لسننه وفرضه.
لا عدمنا محبته وإخلاصه وانفراده، بولائنا واختصاصه، لا عدمنا موالاته ونصحه، وتوخيه من الود أصدقه وأمنعه لا زال الوفاء شيمته والصدق في المحبة شجيته، لا زال يرعى حقوق الولاء والمودة ويسعى في امتدادها (5) ولو طالت المدة، لا زال مشكور الشيم والسجايا (6) معروفا بالوفاء والكرم، لا عدمنا هممه العالية وعزائمه الماضية، لا عدمنا تنبهاته المشكورة وإسعافاته المأثورة، لا زال مسعفا للتعويل ومحتملا كلف التثقيل، لا زال مشكور العناية مأثو المحافظة والرعاية لا زال مؤهلا للشفاعة مهزوز الغصن (7) لاجتنائه ثمر النفاعة لا زال ملقى كل ما يسر موقى كل ما يسوء ويضر لا زال ملحوظا بعين الاعانة محفوظا من الله
__________
(1) نسخة ب فتنهم. س، ح فتهتم.
(2) نسخة ب معنى هذا الانتهاض. س، ح الاستنهاض.
(3) نسخة ب مقطع وختمه. س، ح مقطع الكتاب وختمه.
(4) نسخة ب حفطة. س، ح محضه.
(5) نسخة ب استمدادها. س، ح امتدادها.
(6) نسخة ب الشجايا. س، ح السجايا.
(7) نسخة ب مهرتور العضن. س، ح مهزور العضن.(1/107)
بالرعاية والصيانة، لا زال مسدد الآراء بالصواب، مؤيد الفصل الخطوب، والخطاب وما أشبه ذلك مما يليق من الأدعية التي تجري مجرى المقاطع لآخر الكتب (1).
النوع الثاني: وهو ما كان بلفظ حسبما وهو درجات الأولى حسبما نعهده / من قديم وداده وصحيح اعتقاده حسبما نعهده من قديم وفائه وخالص طيبه ونقائه (2) حسبما يتحققه من وداده الصادق، وولائه السابق، حسبما نتحققه من شيمة ووفا عهوده وذممه، وما أشبهه. الثانية: حسبما تضاعف له الشكر عندنا ويؤكد محبتنا له وودنا حسبما تضاعف شكرنا له ويدرك به من شفقتنا آماله حسبما تضاعف له شكرنا ويستحق به إكرامنا وبرنا حسبما يتجدد شكرنا له والثناء ويستحق به المكانة عندنا حسبما يتجدد شكرنا له ويتأكد ويتقرر به قاعدة شفقتنا عليه ويتأيد (3) وما أشبه هذا المعنى.
الثالثة: حسبما يشكر عليه ويتوجه وجوه الشفقة إليه حسبما يشكر عليه ويثنى ويدرك به من الشفقة ما يتمنى حسبما يشكر عليه، بهمته وتثبت عندنا ولائه ومحبته حسبما يعرف من همته، وماضي عزمته، حسبما نعرفه من اهتمامه وحسن انتهازه، الفرض (4) وإقدامه وما أشبه ذلك.
الرابعة: حسبما رسمناه، حسبما قررناه، حسبما أمرناه، حسبما رتبناه، حسبما أجريناه، حسبما أفضيناه، وما أشبه هذه الألفاظ، وقد تحذف من ذلك جميعه الهاء فيكون رسمنا، وقررنا وباقيها بغيرها.
واعلم أن هذه الأشياء كثيرة لا تحصى ولا تحصر ولكنها تكون على مقتضى الحال من المكتوب عنه والمكتوب إليه وعلى قدر الأمر المكتوب فيه ولن يخفى ذلك على الذكي النحرير (5) ولكن وضعنا ما وضعناه على سبيل
__________
(1) نسخة ب الكتاب. س، ح الكتب.
(2) نسخة ب وبقائه. س، ح ونقائه.
(3) نسخة ب ونتيايد. س، ح ونتأيد.
(4) نسخة ب انتهازه الغرض، س، ح انتهازه للفرض.
(5) النحرير: الحاذق الماهر. انظر «قاموس المحيط».(1/108)
النظير (1) / فقس عليه أشباهه وأصرف حسك له والنباهة (2) وفقت الصواب وألهمت حسن الخطاب لرسالته (3).
القسم الثامن: في أدعية الصدور وما يلحقها من الكلام المنثور وذلك على مراتب (4): فمنها ما جاء في الأدعية للخلفاء. أدام الله أيام الديوان العزيز وأيدها، وأبدها ونصرها (5) وضاعف أنوارها، وبسط مبارها، ورفع منارها (6)، وأخمد بها مشعل الخطوب ومثارها وأظهر على الدين والدنيا آثارها وبلغها في حراستها وسياستها إيثارها وادراك بيد يدها (7) الطولى من أعداء الملة طايلتها وثارها.
دعاء آخر: أدام الله سلطان الديوان العزيز ولا زالت كتائب أعلامه تكتب أقلامه مرفهة وأحلام أهل وفائه مرشدة وأحلام أهل خلاقه مسفهة، وسيوف غرايمه تستوعب كل حديث حسن فلا يبقى إلا أحاديث عن السيوف مموهة وأفعاله التي يبتغي بها وجه الله باسمه الشريف في الملكوت الأعلا منوهة.
دعاء آخر: أدام الله أيام الديوان العزيز، ومدها وأطابها (8) وأجزل أجرها وثوابها، وأصفاها من كل ما شان الأيام وشابها وأولى الأولياء عذبها، والأعداء عذابها، وأخصب جانبها وحمى جنابها.
دعاء آخر: أدام الله سلطان الديوان العزيز، ولا زالت أيامه للآمال مواسم، ومسائله للآملين، مغانم، وأفنيته على الحوادث محارم وأوامره (9) على الأقدار عزائم.
__________
(1) نسخة ب النظر. س، ح النظير.
(2) نسخة ب الناهة. س، ح النباهة.
(3) نسخة ب سقطت كلمة لرسالته.
(4) نسخة ب وهي على ثلاث مراتب. س، ح وذلك على مراتب
(5) نسخة ب وبصرها. س، ح ونضرها.
(6) نسخة ب سقطت كلمة «ورفع منارها».
(7) نسخة ب بيديتها الطولى، س، ح بيد يدها.
(8) أطابها: بمعنى أصاب الخيار منها أنظر «قاموس المحيط».
(9) نسخة ب وأموره. النسخة س، ح وأوامره.(1/109)
دعاء آخر: أدام الله أيام الديوان العزيز ولا زالت منازل ملكه منازل التقديس والتطهير وموالاته / وسيلة التمحيص والتكفير ومواقف الأولياء ببابه مواطن السجود والتغفير وآيات نعمة الله في وجوده واضحة تغنى (1) فيها الألباب عن التبيين والتفسير والأمة مجموعة الشمل بإمامته، جمع السلامة (2) لا جمع التكسير (3).
دعاء آخر: أدام الله أيام الديوان العزيز، إدامة تشارك النجوم في أعمارها، وتملأ سراير القلوب بمسارها وتعم صفحات الأيدي بمبارها، وترفع منار الحق وتعليه وتأخذ حق الإسلام من أعاديه وتعديه، وتبوح (4)، بأسرار النصر إلى النصل (5) وتبديه، وتقوم بحقوق استخلاف الله لمالكه وتؤديه.
الأدعية للملوك
أعز الله سلطان المقام الأعظم وضاعف الاقتداء باقتداره، وأعلى في الهمم مطاره (6)، وبلغه منا علو مناره، ولا زال مجده فسيح مدا مداره، وسعده متهلل أنوار أنواره حتى يعم البرايا بمساره، ويعمر بالمسار ربوع (7) أسراره.
__________
(1) نسخة ب تعي، س، ح تغني.
(2) جمع السلامة. هو جمع المؤنث السالم أو المذكر.
(3) جمع التكسير: كل جمع اختلف فيه عن معرف.
(4) نسخة ب وتبوح، س، ح وتنوح.
(5) النصل «المدافع» انظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب مظاره. س، ح مطاره والمراد بذلك سرعته أنظر «قاموس المحيط».
(7) الربع بمعنى المكان والمراد المكان الذي يختزن فيه أسراره.
أنظر «قاموس المحيط».(1/110)
دعاء آخر: أيد الله سلطان المقام الأعظم، وأفضى إليه بأفضاله وجلاله النظر (1) وجه جلاله، ولا زال تقوم اعتداء (2) الزمان باعتداله وتشفى باعتلائه من اعتلاله ويحمي الدين بآله وآلاته وينال من ارتجاء النصر بديهة ارتجاله.
دعاء آخر: خلد الله سلطان المقام وعمر بجوده الوجود (3)، وأجرى ماء النصر في قنواته إجراء الماء في العود، ولا أخلاه من ألطامه المنجزة الوعود المنتظمة في سلك مناقبه انتظام العقود المصاحبة لأغراضه مصاحبة الأعضاد للزنود الملازمة لمجده ملازمة كفه للجود. /
دعاء آخر: أعز الله انتصار المقام وأعلى به منار الحق وسلطانه وعمر به مراتع العز وأوطانه وأطلق بيده ولسانه يد العدل ولسانه.
دعاء آخر: أعز الله نصر المقام وأعلى سلطانه، ولا زالت يد النصر تصرف يوم اللقاء عنانه (4)، ويد لطف الله تفيض على الخلق يوم العطاء عنانه (5)، وتمكن من هام الأعداء (6) ونحورهم سيفه وسنانه.
دعاء آخر: أدام الله سلطان المقام وأدام على الأمة سجال (7)
مواهبه وأمضى أموره في مشارق المعمور ومغاربه وسر الأمة باعلاء أعلامه، ومضا مضاربه ونصره نصرا عزيزا، وفتح له فتحا وجيزا، وأيده تأييدا عليا ولطف بالاسلام على يده لطفا خفيا جليا.
دعاء آخر: أدام الله سلطان المقام، ونصر سلطانه، وأجرى في ميادين الأجر عنانه، ومكن في درجات الخلد مكانه وضاعف قدرته على إصلاح
__________
(1) نسخة ب وجلاله بالنصر. س، ح وجلاله النظر.
(2) نسخة ب اعتدال. س، ح اعتداء.
(3) نسخة ب وعمر بوجوده، س، ح وغمر بجوده.
(4) عنانه: ما بدا لك منها إذا نظرتها أنظر «قاموس المحيط».
(5) عنانه: ما ظهر أمامك واعترض أنظر «قاموس المحيط».
(6) هام الأعداء: رؤوسهم أنظر «قاموس المحيط».
(7) سجال: زيادة مواهبه أنظر «قاموس المحيط».(1/111)
الأحوال، وزاد إمكانه ولا زالت شفاعة الدين عنده مقبولة ومصالح الدنيا والآخرة من عنده مبذولة.
دعاء آخر: أدام الله بسطة المقام ولا أخلى الدنيا من سلطانه ورتب الملك من استيطانه، وأفاض فضل يده على وجوه الدهر وأعيانه وأذل عزة الكفر بايمانه. وأرسى قواعد الدين على أقوى الدعائم من سيفه ولسانه.
دعاء آخر: أعز الله نصر المقام ولا زال ملبس سلطانه مجددا وسهم رأيه إلى غرض التوفيق مسددا وشمل الكفر بصوارمه (1) مفرقا ومبددا، ومجده يأتي من معاني / المعالي مبتكرا ويلقي منها مبتدلا مرددا.
دعاء آخر: أدام الله سلطان المقام وجعل النصر مقيما مقام خيامه سائرا تحت مسير أعلامه دائما بدوام أيامه ماضيا بمضاء أحكامه دارا عليه كدرور إحسانه على الخلق وأنعامه.
دعاء آخر: خلد الله اقتدار المقر تخليدا يبلي الزمان وهو جديد وتنقص الأيام وهو في المزيد ولا زال مخصوصا من الله بالنصر والتأييد ومحروس المقام من الغير والتنكيد.
أدعية الوزراء
أخص الله الجناب العالي الأكرمي، الأجلي، الأفضلي، العالمي، الصدري، الكبيري، الرئيس، الأوحدي، الأمجدي، الأثيري، الأكملي، المؤيدي، المدبري، المشيري، الصاحبي، الوزيري، ضياء الاسلام، شرف الوزراء، خالصة الملك، يمن السلاطين، صفي أمير المؤمنين، وقد يقال عضد الاسلام، ركن الدولة عماد الأمة عمدة الملوك والسلاطين، خالصة أمير المؤمنين ومجتبى أمير المؤمنين، على قدر ما يتفق، أدام الله رفعته، ونور في
__________
(1) صوارمه: بمعنى عزائمه أنظر «قاموس المحيط».(1/112)
مطلع العلاء أشعته من السعد بأدومه، ومن المجد بأعظمه ومن الحظ بأعلاه وأعلمه، ومن الجد بأكرمه، ولا برحت السيوف من خدمه، والرماح من أعوان قلمه.
دعاء آخر: أدام الله قدرة الجناب، وخصه بالباع الأطول والسعد الأكمل، والسؤدد الأفضل والحظ الأجزل، ولا زال يحلي أجياد الملك بعقود آرائه، ويحل عقد المطالب بسني إعادته وإيدائه ويورد ويصدر بتوفيق الله لأغراضه وإنجائه / ويمتع الأسماع والأبصار برواية مناقبه ورواته.
دعاء آخر: ولا زالت الدول بادالته خالية الأعطاف آمنة الأطراف سريعة الألطاف، عذبة النطاق مبتسمة الثغور عن شنب الإنصاف متنسمة الزهور بنشر الحمد (1) الذي مالها عنه انصراف.
دعاء آخر: ولا زالت أيامه بقلائد السعود حالية، وسيرته لمحاسن السير حاوية، ونار انتقامه على الأعداء مضرمة حامية ومكارم يده لركائب الآمال إلى جانبه سايقة حادية.
دعاء آخر: ولا زالت أفعاله لله خالصة، والخطوب عنها على الأعقاب ناكصة (2)، وظلال الإقبال ممدودة بجنابه غير منسوخة ولا قالصة (3) ووظائف الألطاف لديه موفرة انبساطها غير متخفية ولا ناكصة.
دعاء آخر: أدام الله أيام الجناب، ومد ظله الظليل على كل عام وخاص، وأفاض فضله الجزيل على كل دان وقاص، ومكن سوطه الوبيل (4) على كل عاد وعاص، واستخدم له من الخلق ألسنة الحمد وضماير الأخلاص.
__________
(1) نسخة ب تثير. س، ح ينشر الحمد.
(2) ناكصة: راجعة على أعقابها أنظر «قاموس المحيط».
(3) قالصة: واثبة ومرتفعة.
(4) نسخة ب الوفيل. س، ح الوبيل ومعناه السوط الشديد القاسي. أنظر «قاموس المحيط».(1/113)
دعاء آخر: أدام الله المجلس، وشد به عرى (1) الاسلام وأوضح بمناقبه بهمم الأيام، واستخدم لعزه عزوب الأسنة والأقلام، وأطلق بشكره ألسنة الأحوال والأعوام (2).
دعاء آخر: ولا أعدم الملك من تدبيره الورد الذي حم له والقصد الذي جمله والرأي الذي إن أغمد السيف وجرد أغني غناه. والقلم الذي يفني الفنا بعد أن أفناه. والنظر الجلي الذي يغص المناظر والمناصل والهمة العليا / التي تمشي على أياديها لا لاحقة ولا سابقة همم الأفاضل.
دعاء آخر: أدام الله أيامه وأيده في كل مقام ومقال «ووضع له كل محال ومنال» (3)، وأنفذ له كل رسم ومثال، وحرس عهود سعوده من الانتقال والملال.
دعاء آخر: ثبت الله أيام المجلس وأعز به الدين الذي ارتضاه وأمضى عزمه بالحق الذي قبله وأمضاه، ولا أغمد منه سيفا في نصرة الاسلام سله (4)
وانتضاه (4)، وواصله من الرتب العليا إلى ما أوجبه شرف شيمه واقتضاه.
الأدعية الأميرية
(5) أدام الله ظل المجلس ورفع شأنه، وأدنى إحسانه، ومكن في السعادات مكانة وأدام من تواصي الارادات إمكانه، ولا زال لواؤه يتأزر بالنصر ويرتدي، وفناؤه يروح إليه العز ويغتدي، وعزمة يثقف صرف الزمان فلا يعتاد أن يعتدي.
__________
(1) عرى الاسلام في نسخة ب. س، ح عز الاسلام.
(2) نسخة ب والأيام س. ح والأعوام.
(3) سقطت هذه الفقرة من نسخة ب. وجاءت في حاشية جانبية بالنسختين س، ح.
(4) سله: بمعنى أخرجه، وانتضاه أي جرده من غمده أي أخرج السيف من غمده أنظر «قاموس المحيط».
(5) من ص 49ص 104في نسخة ب زيادة مكاتبات ليست في هذا الموضع من النسخة الأصلية وهي خاصة بالأدعية المصرية وغير موجودة بالنسخ الأصلية.(1/114)
دعاء آخر: أدام الله أيام المجلس إدامة تشارك النجوم (1) في أعمارها وأنوارها، وتساوي الأفلاك في أدوارها وآثارها وتباري الأقمار في إبدارها لا في شرارها، ويتكفل الله بنصرها (2) لا بأيدي أوليائها وأنصارها.
دعاء آخر: نصر الله عزمه وسدد سهمه وأمضى بما رضيه حكمه، وجعل فيما يوجب واجبه وأجزل من مواهبه حظه وقسمه.
دعاء آخر: أدام الله أيام المجلس وحرس من الغير جوانبه ومن الأكدار (3)
مشاربه. ومن الندم عواقبه، ومن الانحطاط مراتبه ومن الانثلام (4) مضاربه.
دعاء آخر: أعلى الله مناره / وسيد فخاره، وأعز أعوانه وأنصاره. وجعل الأقدار (5) خدامه وسدد في نحور الأعداء سهامه.
دعاء آخر: أدام الله نعمته وأعلى درجته وشيد منزلته، ورفع رتبته.
وضاعف سعادته، وأولى من الخيرات زيادته.
دعاء آخر: ثبت الله قواعد مجده وأرساها، ولا ابتز أفنيته ما حلاها به من السعود وكساها وقرن بالسكون مصبحها وممساها.
دعاء آخر: لا زال جفن الدهر عنه كليلا، ولا برح مجده فوق مفرقه إكليلا. ورأيه في غياهب الأمور فخرا ساطعا، وفي مفاضل الخطوب سيفا قاطعا، وشعاع صوابه في ظلمات المشكلات شايعا.
دعاء آخر: أدام الله اختصاصه بالنعماء وقيامه بشكرها وتفرده بالسعادة والعود على الخلق بفضلها وبرها. ولا زال قدره مرفوعا وأمره مسموعا وجانبه من غير الزمان ممنوعا وأفعاله لله خالصة ومحبته للخير زائدة غير ناقصة.
__________
(1) سقطت كلمة النجوم من نسخة ب.
(2) نسخة ب ويتكفل بنصرها. س، ح ويتكفل الله بنصرها.
(3) الأكدار: الأحزان. أنظر «قاموس المحيط».
(4) الانثلام: أن يكسر حرفه وحديه.
(5) نسخة ب الاقتدار. س، ح الأقدار.(1/115)
دعاء آخر: أدام الله رفعة المجلس السامي الأميري، الأجلي الاسفهلاري (1)، الكبيري، المؤيدي، النصيري، العضدي، الظهيري، الذخري، الخطيري ولا برح ناجي الجد ناجح الحد حد هذا السعد (2) سعيد الحد محمي الغور والنجد طلاع ثنايا المجد، جماع صفايا الحمد، إذا نشأت سحاب وغى فسيوفه كالبرق، وصليلها كالرعد، وإذا أورد مناصله (3) ثغر الأعداء قالت الثغور لك الأمر فينا من قبل ومن بعد.
دعاء آخر: ولا زال التوفيق مقرونا بعزايمه /، ونص النصر يتنزل على صوارمه واجد حظ الاقبال، وما واجد الشيء كعادمه قوي العزم في نصرة الدين فلا يأخذه في الله لومة لائمه (4).
دعاء آخر: أدام الله أيامه مشرقه الشموس، مورقة الغروس، مونقة النفايس، والنفوس، نامية الناموس، مشتملة على المعقول من المحاسن والمحسوس.
دعاء آخر: أدام الله له إقبال الاقبال وسعادة المبدأ والمآل. وشرف السؤدد الثابت ثبات الجبال، ولا زالت شمس (5) سعادته آمنة من الزوال ونجوم علائه سعيدة الاتصال.
دعاء آخر: أدام الله له مولاة التمكين، ومواتاة الرأي الرصين، وسعادة الدنيا والدين وآواه من كرمه إلى ربوة ذات قرار ومعين.
__________
(1) الاسفهلاري: نسبة إلى إسفهلار، وهو لقب من الألقاب الخاصة بأمراء الطبلخانة في عصر المماليك على أن هؤلاء الأمراء لم يلبثوا أن أعرضوا عن هذا اللقب عندما وجدوا أن العامة يطلقونه على بعض من يقف على باب السلطان من الأعوان.
أنظر «صبح الأعشى» ج 6ص 867.
(2) نسخة ب جديد السعد. س، ح حد هذا السعد.
(3) مناصله: حدائد سيوفه أنظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب لائم. س، ح لومة لائم.
(5) نسخة ب شموس. س، ح شمس.(1/116)
دعاء آخر: أعلى الله مقصده وأعذب مورده، وبسط بالسداد لسانه ويده، وأسعد يومه وأمسه وغده، وأمضى في تحرر الاعداء مهنده والله الموفق (1).
أدعية تليق بالقضاة المتشرعين
مثاله لأقضى القضاة أعز الله أحكام الشريعة بالجناب العالي، الإمامي العالمي فإن كان دونه، قيل حرس الله القاضي الأجل الأفضل الأكمل العالم الورع الزاهد الصدر الرئيس المتفنن بغير ياء الاضافة، وهذه الألقاب لقاضي القضاة وتثبت معها ياء الاضافة.
ثم يقال في الأوصاف المركبة لقاضي القضاة، ملك العلماء، قاضي القضاة، حكم الملوك والسلاطين، ولغير قاضي القضاة في الأوصاف المركبة رئيس العلماء المبرزين (2)، مفتي المسلمين سيف النظر، لسان الأثر، علم الشريعة، شرف المناصب / الرفيعة وارث النبوة، العالم بأسرار آيات كتاب الله المتلوة، بركة الدول معين الملوك والسلاطين ثم يقال في الدعاء، لا زالت الأحكام الشرعية به مبرهنة الأدلة طالعة أنوار الحق طلاع الأهلة، غزيرة النقل غزارة السحب المستهلة موفق المقاصد (3) في ارشاد الأمة وما توفيقه إلا بالله.
دعاء آخر: أمضى الله سيف الحق في يمينه وحمى به أمر دنياه ودينه، وقوى في امضاء حكم الله أزر يقينه واعانه على ما ولاه إعانة تقضي بتمكينه وتجريه على أسلوب الرشاد وأفانينه.
__________
(1) سقطت من نسخة ب «والله الموفق».
(2) نسخة ب المتروين س، ح المبرزين.
(3) نسخة ب القاصد. س، ح المقاصد.(1/117)
دعاء آخر: أعزه الله بعز الطاعة، وحمي به من الزيغ (1) مذهب السنة والجماعة، ولا زالت أحكامه المطيعة لله في الله مطاعة.
دعاء آخر: لا زال رأيه فاتح أبواب الصواب، لابس اثواب الثواب كامل الأدوات والآداب، باهر الاعجاز والإعجاب.
دعاء آخر: أيده الله بتوفيقه ووفقه لإبانه الحق وتحقيقه وحمى مطلبه من تعويقه ولا زال من حزب الحق وفريقه جامع شمل المصالح الآمن من تفريقه.
دعاء آخر: أدام الله ورود المسار على سرايره، ولا أعدم الأولياء صوب مواطره (2) وصواب خواطره، ولا زالت الحسنات والمستحسنات مما تصدر عن ضمايره وضوامره (3).
دعاء آخر: أدام الله أيامه ولا زالت الأيام ببقائه متجملة وألسنتها لثناية متحملة، وركائب السعادة مقيمة بفنائه غير متحولة.
دعاء آخر: أدام الله مقارنة سعيه بسعده وأطال عمر جده بمجده، ولا أعدمنا بحر بلاغته ونقص مده ولا زالت / له من الله وقاية ينفع صدا صديقه ويتولى صد ضده.
دعاء آخر: لا زالت موارده صافية وحظوظه من السعادات وافية وهمه للمهم كافية ومحاسنه لاستيجاب المدح متكافئة وأراؤه في مواعد المساعد متوافية.
دعاء آخر: لا زالت مطروقة عنه يمن الكمال، مصروفة إليه وجوه الآمال، موقوفة عليه صالحات الأعمال، مرفوعة إليه عقائل الإحسان.
والإجمال.
__________
(1) الزيغ: الميل والشك والجور عن الحق انظر «قاموس المحيط».
(2) مواطره: حاجة لك فيها هم وغابة، فإذا بلغتها فقد بلغت مطرك انظر «قاموس المحيط».
(3) نسخة ب ضوارمه. س، ح ضوامره.
وضوامر ما يضمره في صدره أي ما يكتمه في صدره. انظر «قاموس المحيط».(1/118)
دعاء آخر: لا زالت المراشد إليه قوية الأسباب، والسعادة له مفتحة الأبواب، والنعمة عليه سائغة الورد (1) سابغة الأثواب وكتبه الكريمة حوامل من الفوائد ما لا تحمله غر السحاب.
دعاء آخر: أدام الله توفيق مقاصده، وصفاء موارده، ولا أعدم أهل الإسلام بركة وجوده وأجراه على مألوف التوفيق ومعهوده ولا أخلى الأولياء من نعمتي خطابه وكتابه وأوردهم على البعد والقرب موردي بحره وسحابه.
ألقاب وأدعية تليق بكتاب الإنشاء
الصدر الأجل الكبير الرئيس النفيس، اللوذعي، المفلق البليغ لسان العرب ترجمان الأدب سحبان الفصاحة (2) قس الرجاحة ند الملوك والسلاطين، لا زال كامل (3) أوصاف البراعة مثقف أود اليراعة فارس حلبة الأقوال التي هي الشجا في حلوق الاعداء الباهرة الشجاعة مسدد المقاصد في حفظ الأسرار من الاضاعة والاداعة (4).
دعاء آخر: وأبقى الآداب منه حسن الصناعة والصياغة وحفظ به من الفصم (5) عقود البلاغة /.
__________
(1) نسخة ب الورود. س، ح الورد.
(2) المقصود به. سحبان بن زمر بن إياس الوائلي. من باهلة «يضرب به المثل في الفصاحة» يقال أخطب من سحبان، وأفصح من سحبان اشتهر في الجاهلية. وعاش زمانا. أسلم زمن النبي عليه السلام. انظر الزركلي «الأعلام» ج 3ص 123.
(3) نسخة ب كمال. س، ح كامل.
(4) الاداعة: بمعنى الهدم انظر «قاموس المحيط».
(5) الفصم: بمعنى القطع والهدم انظر «قاموس المحيط».(1/119)
دعاء آخر: لا زال يطلع في سماء الآداب من محاسنه كواكب ويجهز من كتبه إلى الأعداء كتائب ويجرد من ألفاظه سيوف معان قواض قواصب (1)
وينشئ سحايب بلاغته سواري بالصواب سوارب.
ألقاب وأدعية لأرباب كتابة الجنايات
الشيخ الأجل الصدر الثقة الأمين الكافي المكين، المحقق (2) فلان الدين معتمد الدولة، ثقة (3) السلاطين، ومختار الملوك والسلاطين وعماد الملك، أمين الدولة وما أشبهه. وفي الدعاء له لا زال تنم بالبركة لسان تصرفه ويتوخى الأمانة (4) في توسط اعتماده وتطرفه ويعتمد على الصالح في اسراع أمره وتوقفه.
دعاء آخر: لا زال تصرفه (5) كفيلا بالبركة، مؤذنا بحصول المناجح المشتركة منازل الجملة والفذلكة ميمون البقية في مراعاة المصالح العائدة النفع على المملكة.
دعاء آخر: لا زالت الأعمال بأعماله الصالحة راجية الارتفاع واجبة الانتفاع معمورة البقاع مغمورة الوهاد (6) والبقاع جارية على أكمل عوايد الخير والاوضاع.
__________
(1) قواض قواصب: بمعنى أنها تستطيع أن تقضي على أي شيء يقف أمامها. وتهدمه.
انظر «قاموس المحيط».
(2) سقطت كلمة المحقق من نسخة ب.
(3) زادت كلمة الملوك قبل السلاطين في نسخة ب.
(4) نسخة ب الاصابة. س، ح الأمانة.
(5) سقطت كلمة تصرفه من نسخة ب.
(6) الوهاد: الأراضي المنخفضة انظر «قاموس المحيط».(1/120)
ألقاب وأدعية لأرباب الطب
حقق الله آراء الحكيم الأجل العالم العارف، المحقق المميز، الماهر اللبيب فلان الدين. ويقال له أيضا الكامل الفاضل، الرئيس، أمين (1) الدولة رئيس الحكماء.
وقد يقال رئيس الاطباء «أفلاطون» (2) «الفطن» جالينوس (3) الزمن معتمد الملوك والسلاطين، أدام الله حسن اطلاعه، ونفى به عن كل جسم مخوف أوجاله وأوجاعه، وجعله في حسن الملاطفة كلمة اجماعه، مبارك الصدف في مضيق / العلاج ببسط علمه (4) واتساعه.
دعاء آخر: لا زال راجح ميزان العلم والعمل، ناجح الارادة في استجلاب الصحة والأمل إذا جس النبض وقد حل إذا المرض ارتحل، وإذا قابل بالدواء الداء ولى مكرها لا بطل.
دعاء آخر: أبقاه الله للعلوم الطبية (5) كفيلا بعمارة ربوعها، وافاضة ينبوعها وتأسيس (6) وتشييد فروعها حتى تجري أحكامها على موضعها، وتروي الألباب من مشروب مشروعها.
__________
(1) نسخة ب أمير الدولة. س، ح أمين الدولة.
(2) أفلاطون: فيلسوف يوناني عاش في الفترة من 347427ق. م ابن اريستون وبركيتوي، وهو أعظم فيلسوف في العالم وله مؤلفات عديدة ومعظمها محاورات فهي جزء من تصور افلاطون للفلسفة. انظر الموسوعة الفلسفية المختصرة فؤاد كامل جلال العشري وآخر ص 45.
(3) نسخة ب جالينون. س، ح جالينوس. وهو طبيب اغريقي ضرب العرب به المثل في الحكمة والبراعة الطبية، ولد بآسيا الصغرى ودرس الفلسفة والطب عاش في عهد اورسيليوس. ألف 83مؤلفا ترجمت إلى العربية في العصر العباسي وأخذ عنه كثير من أطباء العرب انظر دائرة المعارف الحديثة ص 115.
(4) نسخة ب ببسط على. س، ح ببسط علمه.
(5) نسخة ب أبقى الله العلوم الطبية. س. ح أبقاه الله للعلوم الطبية.
(6) نسخة ب وقاسيس. س، ح وتأسيس.(1/121)
ألقاب وأدعية لأهل النجامة (1)
الشيخ، الأجل، الفاضل، الرئيس، المحقق، الفطن الذكي، الزكي، فلان الدين، ترجمان الافلاك برهان الادراك حال الاشكال الجمة الاشتراك مسير الكواكب العلوية أقصى مواضعها العالم، بأمزجتها، وطبائعها المبين لمضاد حركاتها ومنافعها.
ويقال في الدعاء لا زال قائما من القلم (2) الفلكي على زاوية وخط مستقيم «ذا خط في كشف كنوز حقايقه حتى يقال إنّه لذو حظ عظيم» (3) عالما بجريان الكواكب في مسابح أفلاكها لتقدير العزيز العليم.
دعاء آخر: لا زال عارفا بمختلف طبائعها ومؤتلف منافعها وتعديل ما يليها وراجعها واقامة الأدلة بمصنوعاتها البديعة على صانعها.
ألقاب وأدعية تليق بأرباب التجارة
الناخذي (4)، الأجل، المحترم، الثقة، الأمين، المعتمد، المكين، فلان الدين اختيار الملوك والسلاطين أناله الله في متجر، أعظم فوائده، وأجراه من ادراك الغرض على أجمل عوايده، وجمع له من سوار المأمول / ناد شوارده، وأعذب من منهل الربح موارد موارده.
__________
(1) علم يعرف به الاستدلال إلى حوادث عالم الكون والتشكلات الفلكية وهي أوضاع الأفلاك والكواكب كالمقابلة والمقارنة والتثليث والتسديس والتربيع إلى غير ذلك.
انظر «حاجي خليفة» كشف الظنون ج 2ص 1930.
(2) نسخة ب العلم. س، ح القلم.
(3) سقطت الفقرة من «ذا حظ إلى لذو حظ عظيم» من نسخة ب.
(4) الناخذي: أي مالك سفن البحر، وهو لقب للتشريف «قاموس المحيط».(1/122)
دعاء آخر: لا زال يجني ثمار الفوائد من نامي غرسه ويزيد في بلوغ الأمل يومه على أمسه وتشرف أسرته بنيل المنى إشراف شمسه.
دعاء آخر: أدام الله من الكساد أمان خوفه وحماه من جور الزمان وحيفه وبلغه منا الافادة في منا (1) تحريكه وخيفه وعرفه بركة الريح في رحلتي شتائه وصيفه (2).
ألقاب وأدعية تليق بأرباب التصوف (3)
سلام الله ورضوانه وريحه وريحانه، وعوارفه، وأمانه، وعفوه وغفرانه، على حضرة الشيخ الأجل الصالح الورع، العفيف العابد، الزاهد، المبارك، الطاهر السالك، الناسك العارف بالله قدوة الصالحين، بركة الدول، مربي الملوك والسلاطين رفع الله معالم التقوى على موطد أساسه، وأعاد على المسلمين من بركة أنفاسه ولا أخلى الوجود من أنواع وجود بركته وأجناسه، ونور طريق السلوك بالاقتباس من نبراسه (4).
دعاء آخر: لا زال ناطقا بلسان الحقيقة، هاديا إلى سلوك الطريقة متفتح أنوار المواعظ تفتح نوار الحديقة، قائما بحجة الخالق على الخليقة.
__________
(1) منا: ضعف انظر «قاموس المحيط».
(2) هذا تشبيه برحلتي الشتاء والصيف اللتين كان يقوم بهما العرب في مكة في الجاهلية.
(3) علم التصوف: هو علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني من مدارج سعادتهم والأمور العارضة لهم في درجاتهم بقدر الطاقة البشرية. وأما التعبير عن هذه الدرجات والمقامات كما هو حقه فغير ممكن لأن العبارات، إنما وضعت للمعاني التي وصل إليها فهم أهل اللغات.
انظر حاجي خليفة «كشف الظنون» ج 2ص 1930.
(4) نسخة ب من تراسه. س، ح من نبراسه بمعنى مصباح له، أي بمعنى على هديه.
انظر «قاموس المحيط».(1/123)
دعاء آخر: أوضح الله به المسالك، وأرى به طريق الرشد لكل سالك ولا زالت بركاته كفيلة ببلوغ المدارك متفردة، بوصف الصلاح الذي ما له فيها من مشارك.
ألقاب وأدعية تليق بالحكماء الفلاسفة
الحكيم، الأجل، الماهر، الفيلسوف، المنطيقي، رئيس أهل الفلسفة ذو الفنون البديعة / الصنعة (1) أرسطو (2) الحكمة، اسكندر (3) الهمة، جامع أشتات الفضائل، حجج علوم الأوائل، مؤدب الملوك والسلاطين لا زالت العلوم العقلية بأدلة علمه مبرهنة، والمقالات الحكمية بثاقب فهمه مدونة، والأشكال الهندسية بلطيف جله مبينة، والمعلومات (4) الالهية واضحة المعاني بألفاظه المتعينة، والمفهومات الرياضية بتحقيقه متزايدة الوضوح متزينة.
دعاء آخر: أبقاه الله مطلعا في أفق الحكمة من تصوره قمرا منيرا، حالا من مراتب الرياسة الفلسفية منبرا وسريرا كثير الخير بما أوتي من الحكمة «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا» (5).
__________
(1) سقطت كلمة الصنعة من نسخة ب.
(2) أرسطو: فيلسوف يوناني عاش سنة 384إلى سنة 322ق. م. كان ابنا لطبيب. أهم مؤلفاته موجهة إلى عامة الجمهور وهي افلاطونية في طريقتها إلى حد كبير. لم يبق فيها إلا شذرات.
انظر فؤاد كامل وآخرين «الموسوعة الفلسفية المختصرة» ص 33.
(3) الاسكندر: فاتح مقدوني أبوه فيليب ملك مقدونيا. ملك كثيرا من البلاد بنى مدينة الاسكندرية عند مصب النيل حاول أن ينشئ في امبراطوريته ثقافة واحدة وتفرقت امبراطوريته من بعده.
انظر «صبح الأعشى» ج 5ص 380. الموسوعة العربية ص 57طبعة بيروت.
(4) نسخة ب المعلومات. س، ح العلومات.
(5) اقتباس من القرآن الكريم سورة البقرة آية 269.(1/124)
القسم التاسع (1)
في مكاتبات وجوابات على حكم الأغراض المختلفات
ونبدأ أولا بذكر مراتب العبارة عن توارد الكتب أعلاها وأدناها حتى تبلغ من المراتب منتهاها لتكون كالمقدمة لهذا القسم، ثم نسوق المكاتبات والجوابات بعد تمام الحديث في عبارة الجواب والحكم ونتبع كل معنى مكتوب فيه جوابه والله الموفق لطريق الصواب والإصابة. أعلم أن العبارات في الجوابات مختلفة باختلاف أرباب المراتب كما كانت الافتتاحات مختلفة باختلاف درجة المخاطب والمخاطب وأنا أبينها لك على حكم التقريب لا على حكم الحصر.
وأضع لك أنموذجا تقيس عليه إذا نابك نائب، واحتجت أن تكتب في قضية أمر. فأقول وبالله التوفيق.
إن العبارات على قدر المعبر عنه، والمعبر له من تماثل، وعلو ودنو / وأرفع العبارات في الإخبار عن ورود ما يجاب عنه.
ورد المثال الشريف، ورد المثال الكريم، ورد الكتاب الكريم، هذه الثلاث العبارات للمتماثلين من ذوي المراتب العالية كالمتخاطبين بالمقر، ثم ورد كتاب الجناب. ورد كريم كتاب الجناب وهاتان للمتماثلين من ذوي الرتب دون من تقدم.
ويجوز أن تكون أرباب الدرجة العليا إلى الذي دونه في الرتبة كابن الملك مثلا يخاطب وزير الدولة أو أميرا قريبا من رتبة الوزير، إمّا بحلف أو بولاء (2) أو قرابة، ولا ينبغي أن يخاطب بها أحد هؤلاء ولد الملك. ثم هاتان
__________
(1) كذا بالأصل القسم التاسع بعد القسم السابع، فلعل هناك سقطا.
(2) نسخة ب أو مولى. س، ح أو بولاء.(1/125)
المخاطبتان تكون للمتماثلين من ذوي الرتب الوسطى كل واحد منها يعبر لصاحبه بها في صدر الكتاب إذا أراد يجيبه، وهي مساوية بينهما في الرتبة إذا تخاطب بها.
بيان الفرق في مزية هذه المراتب
المثال أرجح من الكتاب وذلك لأن لفظة المثال تشعر أنه جعله له مثالا يقتدي به ويمتثله. والكتاب ليس فيه معنى غير الكتابة، ولاحظ له فيما يدل على الامتثال به، والشريف أعلى من الكريم لمزية الشرف على غيره، وكتاب الجناب دون الكتاب، وذلك أن الكتاب تعرف بنفسه بدخول الألف واللام عليه لأن ذلك معرفة بنفسه وهذا معرفة بغيره.
«وبعد ذلك في العبارة» ما كان بعد تصدير الكتاب بيخدم أو ما أشبهه فيغير ينهي / كما يقال وينهي ورود المشرف الكريم بكسر الراء أو المشرف العالي بفتح الراء أو الكتاب أو كتابه الكريم فهذا جميعه دون الأول، وهو يكون للمتماثلين من أرباب الدرجة الوسطى، والمشرف بكسر الراء أعلى من مفتوح الراء لأن الأول فاعل مشرف لغيره والثاني مفعول مشرف في نفسه غير مشرف لغيره. وعلى كل حال فهما أرجح من الكتاب. ثم بعد ذلك ما كان بغير تصدير وهو أن يقال، وصل كتاب المجلس أو كتاب مجلس، أو كتاب فلان، ولا يقال وينهي وصول ولا غير ذلك، وقالوا لا يليق أن تكون هذه العبارة لمن يخاطب بالجناب وجعلوها دون ورد في الرتبة، والأظهر أنهما متساويتان في المعنى لأن الورود والوصول واحد غير أن الاصطلاح قد وقع على ترجيح ورد، وأصبح المرجح لها بأن القرآن الكريم (1) قد نطق بالورود فقال تعالى {وَلَمََّا وَرَدَ مََاءَ مَدْيَنَ} (2) وأن لفظ ورد أيضا مستعمل كثيرا في الحديث المأثور
__________
(1) ورد الوصفان في القرآن الكريم مثل {وَلَقَدْ آتَيْنََاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثََانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
الحجر آية 87.
(2) سورة القصص آية 23.(1/126)
فيقال، ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم كذا وكذا، ولا يقال وصل، وقال أحد ذلك من واردات الرحمة والألطاف الالهية والبركات الربانية، وقد قيل أيضا أن ورد يختص بالبشرى فيقال وردت البشرى بكذا وكذا ولا يقال وصلت البشرى، ثم قد رأينا هذه اللفظة يعبر بها عن الأمر من كل ذي قوة على من هو دونه فيقال «ورد الأمر من السلطان على فلان بأن يفعل كذا ويقول الغلام ورد عليّ أمر مخدومي أن أفعل / كذا وكثر استعمالهم لذلك حتى لو قال القايل وصل عليّ أمر مخدومي لم يكن كلاما جيدا أو قال وصل أمر مخدومي بكذا ولم يقل عليّ كان كلاما. ولكن ليس له من الجلالة ما يتضمن معنى ورد، وهذا اصطلاح أيضا مجمع عليه. فبهذه الأدلة ترجحت لفظة ورد على وصل، وفي الجملة أنا ولم يلح لنا في ذلك وجه ترجيح ولا بان لنا فرق ظاهر صحيح لا يسعنا إلا اتباعهم، والجري على ما استمرت عليه قواعدهم وأوضاعهم.
وأما جواب الأعلى للادنى:
وهي الأجوبة السلطانية، فأن يقال وقفنا على مكاتبة فلان، أو على مطالعته أو وقفنا على ما طالع به، أو على ما أنهاه، وهاتان دون اللفظتين قبلهما لأن في تينك اشارة إلى أن المكاتبة قد وقف عليها، أو المطالعة، وهاتان ليس فيهما إلا الوقوف على ما طولع به وأنهى (1) فيجوز أن يكون وقوف علم لا نظر لأنه قد يقال وقفت على قضية فلان، أي علمت صورتها، ولو لم تشاهدها، ويجوز أن يكون وقف عليها وقوف علم ومشاهدة، ثم عرض علينا كتاب فلان أو عرض بمقامنا كتابه، أو مطالعته، وهذه الألفاظ هي مناسبة أيضا للتين قبلها وليس بعد ذلك إلا يحققنا ما طالع به فلان، فإن هذه اللفظة عادية من أن يكون وقف على المطالعة أو عرضت بمقام.
وإذا أجاب الملك بعض وجوه الدولة إمّا عالما أو شيخ طريقة، أو ما أشبهه عن مطالعة تصل منه، قال وصلت رقعة الفقيه، أو الشيخ أو وصلت
__________
(1) نسخة ب ص 116 «وهاتان ليس فيهما إلا الوقوف على ما طولع به، وأنهى فيجوز أن يكون وقوف علم لا نظر كأنه قد يقال وقفت على قصة فلان».(1/127)
مسطورة / الفقيه أو وقفنا على ما رقمه الفقيه أو على ما سطره (1)، أو على ما رفعه الفقيه، أو على ما شرحه الفقيه، وما أشبه ذلك من العبارات المستعذبة، وإن كانت ثم مراسلات بين الملك والفقيه، أو الشيخ المقدمي الذكر في حوايج كان جواب الملك، وصلت مراجعة الفقيه بكذا وكذا ووقفنا على مراجعة الفقيه ووصلت اجابة الفقيه عما تقدم البحث له عنه، أو عاد جواب الفقيه، أو تصورنا ما أجاب به الفقيه وعلمنا مضمونه وما أشبه ذلك والمعاني كثيرة لا تحصى وهذا طرف منها يبنى عليه.
وأما جواب الأدنى للأعلى:
فليس للأدنى وهو الغلام أن يخاطب مخدومه إلا بتقبيل الأرض، ثم يقول وينهي ورود الأوامر العالية أو الأمر العالي أو الأمر المطاع، أو المراسم العالية أو المطاعة، أو الرسم المطاع، أو الرسم (2) العالي إلى الملك حسب وإلى غير الملك كالأمير يقال ورود الأمر النافذ، أو الممتثل، أو الرسم الممتثل، ولا يقال العالي، ولا يخاطب بالجمع إلا أوامر، ولا مراسم لأن ذلك جمع والجمع لا يكون إلا للمعظم، وهم الملوك لعظمتهم على غيرهم.
ألا ترى أن نون العظمة لا يتكلم بها إلا الملك، فلذلك أيضا لا تكون الأوامر إلا لهم إذ أوامرهم على كافة الناس، والأمير ليس له أمر إلا على من تحت يده، وهو أيضا ممن يدخل تحت أوامر الملك فكيف يكون تحت أوامر الملك ويكون له أوامر، ويوصف أمره بالنافذ، والممتثل، ولا يقال العالي لأن العلو صفة عظيمة تنيئ / أنه عال على غيره من ساير الأوامر، والنافذ والممتثل ليس فيه شيء من معنى العلو ويجوز أن يقال في حق الأمير، الأمر المطاع لأن الطاعة له واجبة على كل من تحت يده، وهذا شيء لاح لي فأحببت إيراده والحديث عليه، تمت.
__________
(1) نسخة ب على ما شرحه. س، ح على ما سطره.
(2) نسخة ب المراسم العالية. س، ح الرسم العالي.(1/128)
«العبارات في المكاتبات البعيدة نوع من العبارات» وهو ما كان في الرقاعات والمكاتبات في الأمكنة المتقاربة على حكم الاختصارات غير المطولة وترد في الاخوانيات مع التماثل فأولها وردت المشرفة الكريمة، ووردت الرقعة الشريفة (1)، ووقفت على ما سطرته الأنامل الكريمة، ووقفت على الرقعة الكريمة، وعلى الأسطر الشريفة، وعلى ما رقمته الباسطة الكريمة (2) وما أشبه ذلك، وهاهنا يجب ذكر المكاتبات، ونبدأ أولا بما يليق في المخاطبات الملوكية على اختلاف المعاني، فنوردها متوالية يتلو بعضها بعضا ثم نواليها بمخاطبة التمماثلين مرتبة فنا بعد فن، إذ الناس مختلفون المعاني مختلفة فمن ذلك الابتداءات الملوكية، يقبل الأرض ويتوسل إلى الله الكريم بسورة المنزلات وآياته البينات أن يخلد ملك مولانا تخليدا ممتدا الأمد، ويديمه دوام الأبد، ويجعل دولته العالية على الدول، ويصل أيامها الأخيرة منها بالأول ويؤيد سلطانه القاهر، وينصره نصرا عزيزا ظاهر.
دعاء آخر: يقبل الأرض ويسأل الله أن يخلد ملك مولانا ويؤيده ويعز سلطانه (3) ويؤيده ويديم دولته القاهرة دوام الأفلاك الدايرة، والنجوم الزاهرة حتى / ينقاد لطاعته الأقدار وتحكم عليها قوته والاقتدار.
دعاء آخر: يقبل الأرض ويسأل الله سؤال المبتهل إليه والمتوكل في الاجابة عليه أن يخلد ملك مولانا ويديم دولته السعيدة ويدني له أقاصي أمانيه ومقاصده البعيدة حتى يستولي على كل ملك ملكه، وتصبح الدنيا وهي بأسرها ملكه.
__________
(1) نسخة ب الكريمة. س، ح الشريفة.
(2) الباسطة الكريمة: وهو ما يستعمل في المكاتبات بالتقبيل وأصله في اللغة فاعل من البسط والمراد بسط الكف بالبذل. والعطاء ويشترك فيه أرباب السيوف والأقلام وغيرهم.
انظر القلقشندي «صبح الأعشى» ج 5ص 501.
(3) نسخة ب نصره. س، ح يعز سلطانه.(1/129)
ما يقال في الجواب لهم
وينهي خروج الاجابة الكريمة بما شرح الخاطر وأثلجه، وأنار وجه الرجا وأبلجه (1) وراش (2) جناح الأمل المخصوص، وشرف أقل العد (3) إذ كان هو المميز به والمخصوص، والله لا يقطع أول العبيد مواصلة هذه الصدقات ولا يزيل (4) عنه ظل هذه الشفقات.
دعاء آخر: خروج الاجابة الكريمة بما تصدق به مولانا من مواهبه العميمة فأورد المسار وجبر الانكسار، وحصل به العلو والشرف، وزال به كل هم وانصرف فلا عدم من الله مواهبه الجمة ولا برحت وارداته ترد عليه بكل نعمة.
التهاني
«تهنئه بالسنة» ونسأل الله أن يهنئ مولانا بقدوم هذا العام الكريم المبشر بخلود الملك العظيم، ودوام المسرة والنعيم لا زال يعود في كل سنة، ويورد من الهنا والمنا على مولانا أحسنه بمحمد وآله.
دعاء آخر: ويهنّأ مولانا بقدوم هذا العام واظلاله المبشر بخلود ملكه ودوام اقباله، وانبساط عزه، وامتداد ظلاله، لا زال ينثني (5) ويعود، وينجز لمولانا من التأييد والتمكين جملة الوعود بمحمد وآله.
«تهنئه بليلة رجب» (6): وتهنيه بهذه الليلة الكريمة المشهودة الفضايل
__________
(1) أبلجه: أوضحه وأبانه «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب وتراشى.
(3) نسخة ب العبيد. س، ح العد.
(4) نسخة ب ويزيل عنه. س، ح ولا يزيل عنه.
(5) نسخة ب ينشى. س، ح ينثني.
(6) ليله رجب: الشهر السابع من شهور السنة القمرية. وهو أحد الأشهر الحرم، ويعرف برجب الأصم لأنه لا يسمع فيه قعقعة سلاح ولا صوت مستغيث، وبرجب الأصب لأن الله تعالى يصب فيه الرحمة على عباده. في اليوم السابع والعشرين منه ليلة الاسراء(1/130)
المبشرة بالملك / الدايم والعمر المتطاول، ضاعف الله لمولانا بصلاتها كل صلة، وجعل أيام عزه ونصره متصلة غير منفصلة، وأبقاه بقاء الزمان، وجمع له بين الأماني والأمان بمحمد وآله.
«تهنئه بشهر شعبان» (1) وتهنيه باظلال هذا الشهر الكريم، وليلته المباركة التي فيها يفرق كل أمر حكيم، جعل الله عمر مولانا فيها العمر الأطول، وملكه الملك المؤبد الذي لا ينتقل ولا يتحول وكتب له فيها الاسعاد ولأعدائه الشقاق والابعاد بمحمد وآله إن شاء الله.
«تهنئه بشهر رمضان» (2): ونهني بقدوم هذا الشهر المعظم الشأن المخصوص بتنزيل القرآن أظله الله على مولانا بالسعادات الوافية، الوافرة، والخيرات التي وجوهها مستبشرة سافرة (3) وخلد ملكه خلود الدهر، واختصه فيه برؤيا ليلة القدر، ولا زال يعود كل سنة ويستقبل من مولانا وجها سعدا، ونثني عليه مثنيا ثناء حميدا (4)، إن شاء الله.
__________
والمعراج، والثامن والعشرين البعثة النبوية.
انظر فاطمة محجوب «دائرة المعارف الحديثة» ص 228227.
(1) شهر شعبان: الثامن من شهور السنة القمرية، في الثالث منه مولد الحسين وفي الرابع منه مولد الحسن. وليلة النصف من شعبان تعرف بليلة الصك لها أدعيتها الخاصة. وفي اليوم الاخير منه رؤية هلال رمضان.
انظر فاطمة محجوب «دائرة المعارف الحديثة» ص 343.
(2) شهر رمضان: التاسع من الشهور العربية، وسمي بذلك لمصادفته شدة الرمضاء «الحر» وقيل الذي ترمض فيه الذنوب. نزل القرآن الكريم في الرابع منه. وفي ليلة السابع والعشرين ليلة القدر. شرع فيه الصيام.
انظر فاطمة محجوب «دائرة المعارف الحديثة» ص 240.
(3) سافرة: مضيئة مشرقة انظر «قاموس المحيط».
(4) سقطت كلمة ثناء حميدا من نسخة ب.(1/131)
آخر: ونهنئ بقدوم هذا الشهر المعظم القدر المخصوص بالليلة التي هي خير من ألف شهر، أظله الله على مولانا باليمن والأمان وخلود السلطان، وامتداد الطاعة على مر الزمان وأيد ملكه وأيده، وجدد سعده وخلده، وأبقاه بقاء الأيام، وحفظ به عصره والأنام بمحمد وآله.
«تهنئه بعيد الفطر» (1) وتهنيه بسابق العيدين، ومقدمهما خاتم شهر الصوم، ويومه الذي هو أشرف يوم وافى مهنيا لمولانا بفطره ومبتهلا (2) إلى الله تعالى بالدعاء خلود دولته وامتداد عمره فلا فقدت منه هذه الزيارة ولا برح / يعتاد إلى الأبواب الكريمة تارة بعد تارة بمحمد وآله.
«تهنيه بعيد النحر» (3) وتهنيه بخاتمة الأعياد، والشهور المنفرد دونها باليوم المعظم المشهور جعل الله كل نحر فيه لأضداد مولانا وأعدائه وكل دعاء وتلبية متكفلين بسعادة مولانا ونصرته ولوائه، وبلغه من الأماني أقصاها، وملكه من الرقاب أعصاها بمحمد وآله.
ما يقال في شكوى الحال
يقبل الأرض وينهي أنه لا يشكو أحواله إلا على الله، وعلى مولانا المقام الأعظم، إذ كان هو المقصد، والملجأ، والمؤمل والمرجى، وعنده تنجح الآمال، وعليه تنفع الشكوى ويثمر السؤال ولا شك أن الأمر كذا.
__________
(1) عيد الفطر: الشهر العاشر من السنة العربية وهو أول شهور الحج، وفيه أول عيد الفطر. وهو من الأعياد الرسمية. في السابع عشر منه كانت غزوة أحد.
أنظر دائرة المعارف الحديثة ص 354.
(2) نسخة ب مبتدعا. س، ح مبتهلا.
(3) عيد النحر: الشهر الأخير من السنة العربية دعي بذلك لأن العرب كانت تحج فيه.
اليوم التاسع منه يوم عرفة حيث يجتمع المسلمون على جبل عرفات. العاشر منه عيد الأضحى.
أنظر دائرة المعارف الحديثة ص 219.(1/132)
آخر: وينهي أنه لا يشكو حاله ولا يظهر ما ناله إلا إلى الله وإلى المراحم العميمة والعواطف الرحيمة، إذ بهما يرجى النجاة والنجاح ومنهما يستنظر الفوز والصلاح، ولأقل العبيد فيهما صدق أمل يرجو أن لا تكذب مخايله ولا يخلف وابله (1)، ولا شك أن الأمر كذا.
«مذاكرة»: أحاطه العلم الشريف بشكوى أقل العد وليس له بعد الله إلا مراحم مولانا وشفقاته ولا يعود عليه إلا عواطفه وصدقاته والسؤال التصدق بالاجابة الكريمة، بما تصوبه الآراء العالية، وتقتضيه الصدقات العميمة.
آخر: ونذاكر الخاطر الشريف بحديث ما شكاه أقل العبيد وصار متعلق الآمال، بالصدقات التي عمت الخلائق (2) بالاشتمال والسؤال التصدق بالاجابة الكريمة التي تشفي الجوي وتحقق لكل امرئ ما نوى.
الابتداءت للمتماثلين بالاستيحاش /
واستدعاء المكاتبة يقال بعد تصدير الكتاب بالدعاء والألقاب الباعث على إنشائها استطلاع علوم المقر الكريم التي يسر اتصالها ويسوء انفصالها ويفيد راحة وأنسا «ويقر بها عينا وقلبا ونفسا، فهي مثل الوصال من بعد هجر، وكمثل الغنى أتى بعد فقر لا أعدمنا ورودها كل يوم فإذا أبطأت ففي كل شهر» (3) فإن تصوبت آراؤه، واقتضى وده الصادق ووفاؤه أن يجري من المواصلات (4) على أجمل العوائد ولا يقطع مراسلاته التي يعتد بها من أوفى الفوائد، فإنا نكثر التطلع إليها، ونشتاق أن نقف كل يوم عليها، لا زال المقر الكريم مواصلا بالمسرات، مكفوفة عنه أيدي المضرات إن شاء الله.
__________
(1) وابله: مطره الشديد الضخم القطر.
أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب الخلائق. س، ح الخلق.
(3) سقطت الفقرة من ويقر بها عينا إلى ففي كل شهر.
(4) نسخة ب المفاصلات. س، ح المواصلات.(1/133)
آخر: في المعنى المقتضى لانشائها شرح ما يجده من القلق لتوقف علوم المقر القارة ومشاركاته السارة التي إذا وردت أهدت البشرى، وأوردت، ولقد اهتممنا لانقطاعها وهمنا إلى استطلاعها، فإن تصوب رأي المقر أعزه الله تقرير الخاطر بمكاتبة تسكن منه النافر، وتهدي له السرور الوافر. جرى على العادة الحميدة منه وكرم السخايا المأثورة عنه لا عدمنا منه محض الوداد، وصادق المحبة والاعتقاد إن شاء الله.
آخر: الموجب لاصدار هذه المكاتبة إلى المقر تحقيق ما حصل عندنا من الوحشة لانقطاع مواصلاته، وتوقف مراسلاته (1) حتى اشتغل خاطرنا لهذا العذر وأشكل علينا فيه الأمر / فإن صوب رأيه الجميل الاهتمام والتعجيل بمكاتبة تقتضي إيضاح أحواله وشرح الأسباب المانعة عن تبسطه واسترساله زال التوهم (2) الذي كان حصل، واتصل الأنس الذي كان انفصل، أبقى الله المقر بحفظ أصول المودة، ومراعاة العهود التي يلزم فيها العهدة.
آخر: يشوق من غير استدعاء مكاتبة (3)، خلد الله اقتدار المقر، وأعز انصاره، وجعل مطاياه إلى بلوغ آماله ليله ونهاره وأهدى إليه من السلام ما يهجن (4) بالمسك نفحاته وينشي بنسيم الروض نسماته، الباعث على إنشائها شرح ما عندنا من الأشواق المتزايدة واللواعج (5) التي لم تزل ضيوفها علينا وافدة إلى مشاهدة تلك الطلعة الميمونة والشمائل التي لم تزل عن الشين مصونة، نسأل الله سبحانه أن يجمع الشمل بها، ويصل سبب القرب بسببها، حتى نعني بقربها عن كتبها، وبوصلها عن رسلها إن شاء الله (6).
__________
(1) نسخة ب سقطت كلمة «وتوقف مراسلاته».
(2) نسخة ب زوال. س، ح زال التوهم.
(3) نسخة ب سقطت كلمة «مكاتبة».
(4) نسخة ب ما تهتجن بالمسك.، ح ما يهجن بالمسك.
(5) نسخة ب الواعج، س، ح اللواعج ومعناها الشوق المتقد.
أنظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب سقطت إن شاء الله.(1/134)
آخر: خلد الله اقتدار المقر تخليد الدهور، وأدام اتصال تأييده ما اختلفت الأيام والشهور وأهدى إليه من السلام الزكي ما ينشئ بالمسك الزكي، ومن الالمام الأسنى ما يحتوي على كل معنى (1)، الموجب لانشائها شرح ما عندنا من أليم الشوق وعظيمه. وحديث التطلع وقديمه، إلى مشاهدة المقر التي هي منية المتمني، وعناية المتعني، حقق الله الأمل بالاجتماع، وأغنى بالنظر عن السماع.
آخر: أعز الله نصر المقر وأحسن تأييده، وضاعف يمنه وسعوده، وأهدى إليه من السلام ما تفوق أوصافه، ويروق إتحافه / ويشهد بالوداد المحض والولاء الذي ما لإبرامه نقض (2)، المقتضي لاصدارها إطلاع علمه الشريف ما عندنا من رجاء الشوق والغرام ولاعج الوحشة والهيام إلى طلعته التي يطلع اليمن من سناها. ويلمع التوفيق من جلال سماها، جمع الله بها مفترق الأفراح، ومن بالنظر إليها فما لنا غير ذلك اقتراح أنه ولي ذلك.
الجواب عن هذه المكاتبات:
ولنا إذا وردت رسائل منكم ... فرح يزيد ونعمة تتجدد
فإن استطعتم فاسمحوا بورودها ... فهي الصنيعة عندنا لا تجحد (3)
ويسرد (4) الكتاب الكريم من المقر العالي فأورد من السرور ما يقصر عنه الأوصاف ونبه على صادق المودة والانصاف، فنحن إن شككنا في محبة المقر وولائه كمن يشك في الشمس أو يحصل عنده في تبلج الصبح (5) لبس، وأما ما حققه أعزه الله من أشواقه المؤلمة ولواعجه المضرمة (6)، فإن عندنا ما لا نستطيع شرحه ولا نملك تحقيقه على الصحة فالله يغني عن المكاتبة بالمخاطبة، وعن المراسلة بالمواصلة إن شاء الله.
__________
(1) نسخة ب على كل حسنى. س، ح على كل معنى.
(2) نسخة ب نقص. س، ح نقض.
(3) نسخة ب سقط منها بيتا الشعر.
(4) نسخة ب ورد الكتاب. س، ح ويرد الكتاب.
(5) تبلج الصبح بمعنى إضاءته وإشراقه انظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب ولو أعجزه المضرة. س، ح ولو اعجه المضرمة.(1/135)
آخر: ورد الكتاب الكريم، فأورد المسرات الكاملة، والبشرى التي غدت للوجود شاملة واستقبلناه استقبال المحب للمحبوب وحل عندنا محل قميص يوسف من يعقوب (1).
وذاك قليل في أداء حقوقه ... وما هو إلا بعض فرض وواجب
وأما شوق المقر الذي قام به الدليل. ولم يقع عندنا فيه شك. ولا تخييل، فإنا نجد مثله أضعافا / ولا نملك أن نتداركه ولا يتلافى وأملنا في الله أن يمن باللقاء. ويعجل بالملتقى (2)، أنه ولي ذلك إن شاء الله.
آخر: ورد أورد الله المسرات متوافرة متكاملة متتابعة، متواصلة على المقر العالي ورد عنه وجوه الدهر عابسة وصروفه ناكصة (3) ناكسة (4)، كتابه المتضمن لكل فضل عظيم، فكان كما قال الله تعالى: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتََابٌ كَرِيمٌ} (5) وقابلناه بالكرامة والاجلال، وشكرنا الله على عافية المقر التي هي رأس المال، وأما تشوقاته إلى شرحها، وتشوقاته، التي أوضحها فإن حاكم أشواقنا تقضي بذلك وتمضيه، وتقبل شاهد المقر وترتضيه، وإنا لنضمر من محبة المقر أضعاف ما نظهر ونسر فوق ما نحمد، فالله تعالى يسعد الزمان، ويمن عاجلا بلقائه بمنه ولطفه إن شاء الله.
__________
(1) قميص يوسف: المقصود به سيدنا يوسف وهو أحد الأنبياء من بني إسرائيل ذكر في التوراة في سفر التكوين كما جاء ذكره 26مرة في القرآن وكان أثيرا عند أبيه مما جعل إخوته يحقدون عليه فألقوه في البئر ورجعوا إلى والدهم بقميصه وعليه دم كذب. حملته قافلة إلى مصر فبيع رقيقا ونشأ في بيت فرعون ثم امتحنه الله بالسجن حينا حتى تولى الوزارة ولما انتشرت المجاعة في فلسطين هرب أهله إلى مصر حيث عفا يوسف عن إخوته.
أنظر دائرة المعارف الحديثة ص 767.
(2) نسخة ب تعجيل. س، ح ويعجل بالملتقى.
(3) ناكصة: بمعنى راجعة عما كانت عليه من خير ومحجمة عنه «قاموس المحيط».
(4) ناكسة: مقلوبة على عقبيها أنظر «قاموس المحيط».
(5) سورة النمل: آية 29.(1/136)
آخر: ورد كتاب المقر العالي متضمنا لطائف السلام العام، وطرايف الالمام (1) التام، ومنطويا من خالص الوداد على ما لا يتطرق إليه التشككات (2)
والأوهام، ومن صادق الاعتقاد على ما تتنبه له الهمم النيام، ولم يرد إلا والقلوب له متعطشة. والخواطر متعلقة به ولانقطاع مثله متشوشة فتلقيناه تلقي الركبان (3) الزايد، ولقيناه بالبشر وقلنا لرحب الوارد، وبادرنا إلى فضه، وتنزيه الناظر في رياض أرضه، فناجانا بلسان الحال شارحا لغرام عندنا أضعافه، ونسوق (4) لدينا منه إلى المقر ما أعجزتنا أوصافه، فنسأل الله اجتماعا لا نخشى بعده افتراقا، وانسا لا يلجأ بعد حصوله إلى شرح وحشة ولا اشتياق إن شاء الله تعالى.
/ الشفاعات للمتماثلين
الموجب لانشائها إطلاع علمه الشريف حلول فلان بأبوابنا، وتعلقه بأسبابنا، مستشفعا بنا إلى المقر الكريم، ومتوجها إلى جميل عفوه الذي يصغر عنده كل ذنب عظيم وذلك لما صح عنده ما بيننا من موات الوداد (5) التي تقضي بنيل المنا، وبلوغ المراد، وأخذ بذلك يقول من قال فأجاد (6).
وأقرب ما يكون النجح يوما ... إذا شفع الوجيه إلى جواد
وكرم المقر أوسع من أن يخيب له ظنا، وأولى أن تبدله من بعد خوفه أمنا، ولا زال يأمن عنده كل خائف، ويطوف بكعبة إحسانه (7) كل طائف إن شاء الله.
آخر: الموجب لاصدارها إعلام شريف خاطره حلول فلان ببابنا عائدا والتجاؤه إلى رجائنا لائذا، مما جنت نفسه عليه وسببت أسباب الانتقام إليه،
__________
(1) نسخة ب وظرايف. س، ح طرايف.
(2) نسخة ب الشككات. س، ح التشككات.
(3) الركبان: جمع ركب بمعنى علا شيء أنظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب والشوق. س، ح ونسوق.
(5) نسخة ب مودات. س، ح موات الوداد.
(6) سقطت الفقرة من «وأخذ بذلك يقول وبيت الشعر».
(7) نسخة ب كعبة حسنه. س، ح كعبة إحسانه.(1/137)
فأوضح أنه باء بإثم عظيم (1) وأقدم على خطب جسيم، والاعتراف بهدم الاقتراف، وقد أشار الأول إلى ذلك ونبه بقوله:
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه (2)
وصادق الاعتقاد في محبة المقر يقضي أن الشفاعة عنده مأثورة، وأن زلة هذا الجاني مغفورة، وله في ذلك حميد الرأي والله يسعده على القرب والنأي.
آخر: الموجب لصدورها إعلامه أن فلانا عاد بأبوابنا متضرعا ولاذ برجائنا متوسلا مستشفعا وحقق أنه ضاق به كل وسع وصار من وجله في أضيق من شسع (3)، وقد اعتمد على الشفاعة منا إلى المقر أعزه الله بعزه، وجعلها له بمقام تميمته (4) وحرزه، وحميد ظننا في عوارف المقر يقضي (5) / لهذا الخائف بتسكين جأشه، وإزالة استيحاشه والمرجو تحقيق ما ظنناه وأمن من قد أمناه، لا زال المقر مشفوعا إليه ومعوده في كل نايبة عليه إن شاء الله.
الجوابات عن هذه المكاتبات
شفاعتكم فيها لعظم محلكم ... إغاثة ملهوف وأمن لخايف
فمن شئتم فاقضوا له بأمانة ... فما رأينا عن رأيكم بمخالف (6)
ورد الكتاب الكريم شافعا لفلان وطالبا له الأمان، ومحققا أنه قد عدل عن كفر الصنيع (7) إلى الإيمان وقد آمنا من أمنه المقر وأحللناه من العفو أعلى محل وأشرف مستقر، ونبذنا خطيته ظهريا وصيرناها نسيا منسيا، فلا تثريب (8) عليه
__________
(1) نسخة ب باء بإثم عطيمة، س، ح باء بإثم عظيم.
(2) سقط هذا الشطر من بيت الشعر من نسخة ب.
(3) شسع: بمعنى ما ضاق من الأرض أنظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب جعلها له تميمته وحرزه. س، ح: له بمقام تميمته وحرزه.
(5) نسخة ب ويقتضي: س، ح يقضي.
(6) نسخة ب سقط منها بيتا الشعر.
(7) نسخة ب الضييع. س، ح الصنيع.
(8) تثريب بمعنى لوم ويعتبر بالذنب أنظر «قاموس المحيط».(1/138)
بعد هذا، وقد اتخذ أبواب المقر ملاذا، وهذا كتابنا يشهد بأمانه وعودته إلى مكانه إن شاء الله.
آخر: ورد الكتاب الكريم يتضمن الشفاعة لفلان، وقد كانت النية مجمعة على الانتقام منه وسلب ثوب النعمة عنه لما أقدم عليه من كبير الجرم ونابه من عظيم الاثم الذي يقضى له بأن يقضى وأن يطاع الهوى في هلاكه ولا يعصى (1) فيحبط علمه الكريم أنا قد قبلنا شفاعته وآثرنا طاعته فيعود إلى منزله آمنا وكتابنا يكون بما قضيناه له ضامنا.
آخر:
ومن كنتم في ذنبه شفعاءه ... حقيق له بالأمن من أن يتسربلا
ولو تلزمون الدهر إمضاء ذمة ... لما كان بد أن يطيع ونفعلا (2)
ورد الكتاب الكريم وضمنه الشفاعة لفلان ولقد جنى جناية / لا يشبهها جناية وأقدم على أمور يستوجب بها تدميره (3) والنكال به والنكاية وبعد حلوله بباب المقر فلا يقل له حد ولا يقام عليه فيما جناه حد بل قد اغتفرنا له ما جناه وأحسنا من ثمر العفو جناه فليرجع إلى وطنه مستقرا ويعاهد الله أن لا يعود على المعصية مصرا إن شاء الله.
الهدايا للمتماثلين
الموجب لإصدارها أن الهدية لما كانت تهدى إلى ثبات المودة وتوكد منها كل محل العقدة (4) لا سيما من مخلص الوداد الى صادق الاعتقاد أحببنا استمالة خاطر المقر (5) العالي واستدامة مولاته على التوالي بهدية يغشاها إليه قائمة
__________
(1) نسخة ب لا يعصى. س، ح يعص.
(2) سقط بيتا الشعر من نسخة ب.
(3) سقطت كلمة «تدميره من نسخة ب».
(4) نسخة ب محل العقد. س، ح محل العقدة.
(5) نسخة ب المقام. س، ح المقر(1/139)
بحجة التقصير لديه وهي كذا وكذا وحسن تبصرة المقر في قبولها واستكثار قليلها سبب نباهتها وانتشار ذكرها بعد خمولها لا زالت هدايا الألطاف من الرحمن واردة على المقر في كل حين وأوان.
آخر: الموجب لانشائها أن الهدية لما كانت سة نبوية، وطريقة محمودة، سلكها الناس في الإسلام والجاهلية يستجلب بها القلوب وتستمال ويتوصل بها إلى بلوغ المقاصد (1) والآمال أحببنا مواصلة المقر واستجلاب وده واستدامة عهده بهدية بعثناها (2) والموالاة والإخلاص معناها متوخين أن يقع عند المقر، بموقع ويثبت اسمها في ديوان القبول ويوقع، وهي هكذا أو رأي المقر منتظر في الأمر بقبضها وإجازة كلها لا بعضها، لا زالت تهدي إليه لطايف الظرف وتعمر منها خزاينه المعمورة والغرف (3). /
آخر:
إنما هذه الهدية عرف ... وصنع بين الورى (4) مستفاض
ولهذا في كل ما قل منها ... يحذف الاحتشام والإنقباض (5).
المقتضي لآصدارها إحاطة شريف علمه تأكيد المحبة والوداد اللذين لا يزيدهما مرور الزمان إلا استجدادا، ولما كان كذلك أحببنا تأكيد العهود (6)، وما بيننا من الوفاء المعقود بهذه الهدية الصادرة المخاطبة بلسان الحال أنها قاصرة وحميد الظن في شريف همته يقضي بقبول هذا المسير وإجازته لا زالت هدايا البر من الله عليه (7) واردة وعوايد معروفه إليه في كل وقت عايده.
__________
(1) نسخة ب إلى وصول المقاصد. س، ح بلوغ المقاصد
(2) نسخة ب يغشاها. س، ح بعثناها
(3) نسخة ب العرف. س، ح العزف.
(4) الورى: الخلق أو الناس «انظر قاموس المحيط».
(5) سقط بيتا الشعر من النسخة ب.
(6) نسخة ب تحديد عالية العهود. س، ح تأكيد العهود.
(7) نسخة ب هدايا البر عليه من الله. س، ح لا زالت هدايا البر من الله عليه واردة.(1/140)
آخر: لما كانت الهدية أطال الله بقاء المقر العالي من دواعي المحبة وبواعث الرغبة وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز فقال حكاية عن بلقيس «وإني مرسلة إليهم بهدية» (1) وشهدت بها ألسنة النبوة في قوله عليه السلام «تهادوا تحابوا» (2) وكنا محافظين على ما يؤكد الود ويجدد العهد، أردنا أن نبتدئ بهدية نسلك بها مسلك الإخاء ونوكد بها سبب الموالاة والوفا، فبعثناها معتمدين منه على حسن القبول ومقابلتها بترحيب يتحفظ به فروع الود والأصول ورأيه (3) أولى فيما يتصوبه فعلا وقولا إن شاء الله.
الجوابات عن هذه المكاتبات
ورد الكتاب الكريم متضمنا الهدية الجسيمة بل الهداية العميمة والظرايف المنتخبة بل لطايف الله المسببة، فقابلناها بالإجلال والإعظام وبالغنا فيما يجب لها من النهوض بحقها والقيم وحملت مطايا الشكر والثناء / ودونت في ديوان المحبة والوفاء وما عسى أن يكافئ على مثلها، وقد اشتملت على المكارم كلها غير أنا اعتمدنا على الدعاء إلى الله أن يشكر للمقر صنائع بره المتوالي وبدايع اتحافه المتتالي.
آخر:
وتريه في معروفه وصنيعه ... وطرايف الألطاف كل غريب (4)
ورد الكتاب الكريم متضمنا الهدية الكريمة التي أهدت المسرة الى كل قلب والإغتباط واحتاطت على حفظ الوداد عناية الإحتياط لأنها صدرت عن جود شامل وملك في المكرمات كامل فقابلناها مقابلة ضحكت (5) لها ثغور القبول
__________
(1) سورة النمل آية 35.
(2) حديث شريف لرسول الله عن أبي هريرة رضي الله عنه السيوطي «الجامع الصغير» باب التاء ص 121.
(3) نسخة ب وآرائه. س، ح ورأيه.
(4) سقط بيت الشعر من نسخة ب
(5) نسخة ب صحت لها ثغور، س، ح ضحكت لها ثغور.(1/141)
وأحللناها (1) محل الحبيب المواصل لا محل رسالته والرسول وسألنا الله أن يودعنا القيام لها بما يجب من الشكر وأن لا يقطع عن المقر كل وقت وحين واردات التحف وهدايا البر (2).
آخر: ورد الكتاب الكريم متضمنا الهدية التي يهتدى بها إلى سبل المكارم ويقتدى بها في سلوك المعروف الذي يكتسب به الثناء الدايم فقابلناها مقابلة ضحك لها الرحا (3) الذي كان عابسا وألحقناها جناح القبول الذي أمست الظنون فيه محققة غير أوايس (4).
وكانت خير ما أهدى وأسدى ... وأطلقت المنا فخرا مليحا
فلو أن الهدايا كن جسما ... لكانت هذه للجسم روحا (5)
فالله تعالى يحسن الجزاء عنا لهذه الصنيعة ويطلق ألسنة الورى بالجة / يشكر المقر مذيعة ولا يسلبه ما أنعم عليه به من كرم السجية والطبيعة.
التهاني للمتماثلين (6)
تهنئه بقدوم السنة جدد الله خلود المقر العالي وخصه من قدوم هذا العام بالسعد الكامل والعز الشامل وجعله ابتداء تاريخ عمره الطويل وخرق العادة ببقائه حتى يستغرب ويقال أن هذا المستحيل ولا برح يلبس الدهر عاما بعد عام ويخلق جديده بجديد عمره ممتنعا بملك يدين له الخاص والعام والعلم بالاتفاق هو المهنا إذا نال بلقاء المقر ما يأمله ويتمنى.
آخر: وهنأه قدوم السنة التي عيون الحوادث عنها في سنه أيامها تتجلى عن حسن أوصافه ولياليها تتجلى بنسكه وعفافه أعاده الله إلى مثلها كل عام
__________
(1) نسخة ب وأحللنا. س، ح وأحللناها.
(2) نسخة ب سقطت كلمة هدايا
(3) الرحا: مؤنثة وهما رحوان ورحوتها أي عملتها أو أدرتها ورحت الرحية بمعنى استدارت انظر «قاموس المحيط».
(4) أوايس بمعنى مقهورين أو يائسين انظر «قاموس المحيط».
(5) سقط بيتا الشعر من النسخة ب
(6) نسخة ب للمتماثلين. س، ح للمماثلين.(1/142)
وجعل أيامه باقية إلى أحد الأيام ورعاه بعينه وأمده بعونه إن شاء الله.
الجوابات (1) عن هاتين التهنئتين:
ورد الكتاب متضمنا طرايف البر والهنا ولطايف المن والمنى (2) فاغتبطنا به اغتباط يجاوز كل حد وقربناه تقريبا بعد عنده محل كل أحد فبدأ الله بالمقر فيما هنا وأبقاه بقاء الدهر مهنيا ومهنا وألبسه من ملابس العمر جديدها وخرق العادة ببقائه حتى يجاوز غايتها وتعدى حدودها.
آخر: وقدم بقدوم (3) السنة سجع تهنيته فكانت أعذب من حضب العيش بتهنئته عرفه الله بركة قدومها وأمطر عليه سحايب نعيمها وأعادها عليه عدد معادها في نعم لا تحصى وطاعة لا تعصى /
تهنئه بشهر رمضان (4). جدد الله تأييد المقر العالي وأسعده بقدوم هذا الشهر الكريم الذي خصه الله بالتبجيل والتعظيم وجعله ابتدا ينزل الوحي (5) فيه، ولو لم يكن له من الفضل المشهور إلا هذه المنقبة لكانت تكفيه فالله تعالى يجعل المقر ممن اختصه فيه بارتضا العمل ويسترفع بقبول قراباته مفصلاتها والجمل بمنه ولطفه إن شاء الله.
آخر: وتهنئه من رمضان بقدوم لياليه التي هي أبهج من اللآلئ وأيامه التي هي أطيب من الغوالي العوالي يؤدي حقها من كل صيام وقيام وينزه أوقاتها من كل حوب وأثام أحسن إليه (6) فيه أجره ونشر من طيب القبول نشره حتى تنقضي أيامه مثقلة بحسن أعماله وساعاته شافعة إلى الله ببلوغ آماله (7).
__________
(1) نسخة ب الجواب. س، ح الجوابات.
(2) نسخة ب الهنا. س، ح المنا
(3) نسخة ب هذه السنة. س، ح السنة.
(4) شهر رمضان: انظر ما سبق عن شهر رمضان.
(5) الوحي: الوحي في اللغة إعلام الغير بشيء في خفاء. والوحي اصطلاحا إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه ويكون بواسطة أو بغير واسطة. انظر دائرة المعارف الحديثة ج 3ص 74.
(6) نسخة ب حسن. س، ح أحسن الله.
(7) نسخة ب سقط منها الفقرة من «وساعاته إلى بلوغ آماله».(1/143)
الجواب عن ذلك:
ورد الكتاب الكريم متضمنا ما سبق به من جميل الهنا الذي وقع به القصد وحصل به جملة التهاني والغنا بهذا الشهر العظيم الشأن الذي عظمه الله وأنزل فيه القرآن كتب الله للمقر أجر صايميه وقائميه وخصه بدعا من رزق رؤيا ليلة القدر (1) فيه فما برح أعزه الله مراعيا لحفظ الوداد ومحافظا على ذلك في حالتي القرب والبعاد فالله يبقيه ما اختلفت الشهور ودارت الدهور إن شاء الله.
آخر: وردت تهنيته بالصوم في بلاغته التي ينشبها ويوحيها فكاد القلب أن يجد إفطارا من حلاوة معانيها ومغانيها (2) هنأه الله ما يسر وكفاه ما يضر. وكان أطول شيء بقاؤه وأعلى شيء ارتقاؤه.
تهنئة بعيد الفطر (3):
وتهنيه من الفطر بعيد / تتفتح أكمامه. عن نوار النعيم ويترفع لثامه عن أنوار السعد العميم شرف بالأفراح فروعه ويتفجر عن المسرات ينبوعه جعل الله ماضيه معمورا بعمله المقبول ومستقبله مقابلا له بالسعادة والقبول إن شاء الله.
الجواب: ورد الكتاب مطويا على نظيمه الجوهر ومتنفسا عن لطيمه المسك الأذفر فنشر من الأفراح لباسا جديدا وكانت تهنيته بالعيد عيدا أعاده الله عليه بالمسرات وكفاه المضرات وأدامه في رفعة وخفض ومالك رفع وخفض.
آخر: ورد كتابه مهنيا فأورد من السرور المتضاعف ما يقصر عنه لسان كل واصف فالله يبدأ بالمقر في كل هنا، ويجعل السرور حافا بأمانيه من هاهنا وهنا فلا زال رمضان الكريم يزوره في كل عام وينثني عنه مثنيا (4) بما يودعه من
__________
(1) ليلة القدر: هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر لأن القرآن الكريم نزل فيها.
أنظر دائرة معارف القرن العشرين مجلد 8ص 433.
(2) نسخة ب ومعانيها. س، ح ومغانيها.
(3) عيد الفطر: أنظر ما كتب عن عيد الفطر.
(4) نسخة ب منثينا. س، ح مثنيا.(1/144)
الصيام والقيام والفطر يتلوه مبشرا لعزه بالدوام وميسرا لما يؤمله من بلوغ قصده والمرام.
تهنئة بعيد الأضحى (1):
وتهنئة من الأضحى بعيد ليلة أصحبان (2) ويومه أحوى الطيلسان (3) فعلم من أوصافه وصفا وأخذ من محاسنه حتى اكتفى، جعل الله أيامه بشائر نصره، وجعل آخر يوم منه أول يوم عمره.
جواب: وردت تهنئة بيوم هو في الأيام كمثله في الأنام فازداد منها العيد (4) بهجة وضياء ورونقا وانجلاء واعطاه بنصيب المزدلفين الى المزدلفة (5)
والمعروفين بعرفة (6) وملا يمناه بمنى (7) وهناه بما هنا.
تهنئه بالعيد مطلقا:
ولا برحت الأعياد عايدة إليه، ووافدة بفنون المسرات عليه وهناه / الله قدوم هذا العيد المبارك وقرنه بدوام عز لا يخشى أن يعارض فيه ولا يشارك وأطلق
__________
(1) عيد الأضحى انظر ما سبق عن عيد الأضحى.
(2) نسخة ب بعيد أصحاب. س، ح أصحبان.
(3) أحوى الطيلسان: بمعنى أنه غير اللون الأسود إلى الأحمر أنظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب العدو. س، ح العيد.
(5) المزدلفة: اختلف في تسميتها وفيها يجتمع الناس بعد الإضافة من منى وسميت بذلك لأن الناس يزدلفون الى الحرم، وقد اجتمع فيها آدم بحواء بعد أن تعرفا بعرفة وفيها يصلي الحجاج العشاء والمغرب والصبح. انظر ياقوت الحموي ج 4ص 519 «معجم البلدان».
(6) عرفة هي جبال على بعد اثني عشر ميلا من مكة وهو من مناسك الحج ويوم الوقوف به هو اليوم التاسع من ذي الحجة مع قليل من ليلة العاشر وفيها يخطب خطيب في الناس نيابة عن رسول الله يعلم فيها الناس مناسك الحج. انظر دائرة معارف القرن العشرين مجلد 6ص 373371.
(7) منى: موضع بقرب مكة يقصده الحجاج للنحر ورمي الجمار ويبيتون بها ليلة جمرة العقبة وينحرون ويحلقون ويلبسون ملابسهم ويتركونها عصر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة إلى مكة. انظر دائرة معارف القرن العشرين مجلد 9ص 462.(1/145)
ألسنة الورى (1) له بالتهاني وبلغه أقصى الإرابات والأماني.
جواب: ورد الكتاب الكريم بالتهنئة التي حصل (2) بها هناء العيش وأقبلت محفوفة بعسكر من المسرات وجيش فطلع البشر إذا طلعت ولمعت البشرى من سطورها حين لمعت (3)، وقرأناها فكانت خير جملة قرئت وسمعت، نبهت على الوداد المحض والإخلاص، الذي ما لإبرامه نقض (4)، فالله يجعل الأعياد للمقر لبوسا ويدفع عنه كل مضرة وبؤس بمنه ولطفه إن شاء الله.
تهنئه بشهر رجب (5):
وتهنئة من رجب بلياليه المضيئة وأيامه الوضيئة يتلألأ بالسعادة طالعه وتبشر بالبشرى (6) طلايعه أسعد الله وروده إليه وصدوره وملأ بالتوفيق أواخره وصدوره وجعل جنابه محرما على الحوادث كما حرم رجبا على كل غايث.
جواب: وردت تهنئة بالأشهر المحرمة (7) ومتقدم مقدم المواقيت المعظمة، استجاب الله فيه دعا الأنام له، وبسط بالخيرات أنامله، (8) وهنأه بليالي الشهر الأصب (9) معودا من كل وصب (10) موقي زمانه الزمان مقابلا بالأماني (11) والأمان.
__________
(1) نسخة ب له. س، ح ألسنة الورى له بالتهاني.
(2) نسخة ب يحصل س، ح حصل.
(3) نسخة ب حسن لمعت. س، ح حين لمعت.
(4) نسخة ب ما لا يرى فيه نقض. س، ح ما لإبرامه نقض.
(5) أنظر ما كتب عن شهر رجب.
(6) نسخة ب سقطت الفقرة «وتبشر بالبشرى طلايعه».
(7) الأشهر الحرم: هي الشهور التي كان يحرم فيها القتال وهي: ذو الحجة، وذو القعدة، والمحرم، ورجب.
(8) نسخة ب على الخيرات. س، ح بسط بالخيرات أنامله.
(9) الشهر الأصب: المقصود به شهر رجب وسمي الأصب لأن الله تعالى يصب فيه الرحمة على عباده.
(10) نسخة ب سقط منها الفقرة «ومعودا من كل وصب».
(11) نسخة ب مقابله بالأماني. س، ح مقابلا بالأماني.(1/146)
تهنئة، بشعبان:
وتهنئة من شعبان باستقبال سعده المقيم ومقابلة ليلته التي فيها يفرق كل أمر حكيم مطرزة النعيم جلابيها (1) مرخاة على المحاسن ذوابيها (2) جعل الله أخراها من النعمة وأولاها وأتم على أيامه (3) من السعود جميع ما أولاها. /
جواب: وصلت تهنئة بشهر شعبان (4) يتضمن لفايف (5) النعيم عن الألفاظ التي هي أشهر من الملك المقيم مكسوة بطلاوة آدابه متحدثة عن حسن طبعه ودأبه (6) أورق الله بالسعادة سعيه (7) وأدنى إلى القبول قربه وجعل جنابه للأفراح مزدحما وجانبه عن الحوادث جما.
تهنئة بالعافية من المرض:
الحمد لله وهب للمقر العالي الصحة وأجزل لكافة العباد المنة بذلك والمنحة (8) وأطلع نور المجد بعد أن خبا، وأورى (9) زناد العلى (10) وقد كان كبا حمدا تستدام به للمقر العافية وتستبقي به ملابس صحته الصافية (11).
وشكرا على هذه النعمة (12) التي عم نفعها جميع الأمة وإليه الرغبة في
__________
(1) جلابيها: ثياب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطي به ثيابها من فوق، وهو الخمار.
أنظر «قاموس المحيط».
(2) ذوابيها: كل شيء أعلاه انظر «قاموس المحيط».
(3) نسخة ب سقط منها الفقرة «وأتم على أيامه السعود».
(4) انظر ما سبق عن شهر شعبان.
(5) نسخة ب لعايف. س، ح لفايف.
(6) نسخة ب ودوابه س، ح ودأبه. العلى.
(7) نسخة ب سيعه. س، ح سعيه.
(8) نسخة ب المحنة. س، ح المنحة.
(9) نسخة ب وأروى. س، ح وأورى.
(10) نسخة ب زيادة العلى. س، ح زناد العلى.
(11) نسخة ب ملابس الصحة والنعيم. س، ح ملابس صحته الصافية.
(12) سقطت الفقرة من شكرا على هذه النعمة الى النعيم إن شاء الله.(1/147)
دوام عافية المقر الكريم وأن لا ينزع عنه ما خوله من ملابس الصحة والنعيم إن شاء الله.
أخرى: الحمد لله الذي ولى السقم والعرض وزال عنك الى أعدائك المرض ألطاف الله لا تحد وأوصاف كرمه لا تعد (1) ومن أجل عوارفه (2) ما من الله (3) به على المقر من العافية الوافية، والصحة الشافية التي صحت بها الآمال، وصلحت الأحوال وابتهجت لها الأسرة والمنابر والمواكب (4) والعساكر والعلوم والأعلام والسيوف والأقلام والدين والدنيا والشرف والعليا.
صحت بصحتك الأيام وابتهجت ... بك المماليك من شام إلى يمن
وأشرقت بك أقطار الوجود ثناء ... إذ أنت كالروح حيث الخلق للبدن (5)
جواب: وصل كتاب المقر الكريم منعما بالهنا الذي وضعه من حسن الإيراد / مواضع الهنا بما من الله تعالى به من العود على المملوك بكرمه وشفى بدنه من سقمه فزاد ذلك الأعضاء قوة، والقلوب آمالا مرجوة وتجددت بورود العافية وعادت آثار الألم به وهي عافية فلا يحسن من المقر حسن علمه العناية والموالاة التي جاوزت في الوفا حد النهاية.
آخر: يرد كتاب المقر مهنيا بما وهب الله لنا من العافية وجدد من الصحة التي كانت آثارها عافية فقامت تهنئته الكريمة مقام كل عودة، وأوضحت بها أصول الأسقام مجذوذة (6) ما شككنا أنها معجزة المسيح يستغنى بها عن مداواة المريض والجريح فالله تعالى يخص المقر من العافية، بأتمها ومن الصحة بأعمها ولا يعدمنا تحننه الذي يبرأ به كل سقيم وإشفاقه الذي يلئم به كل جرح أليم.
__________
(1) نسخة ب لا تعد. س، ح لا تعدوه.
(2) نسخة ب عوافه. س، ح عوارفه.
(3) نسخة ب سقطت كلمة الله.
(4) نسخة ب الكواكب. س، ح المواكب.
(5) سقط بيتا الشعر من النسخة ب.
(6) مجذوذة: بمعنى مقطوعة مفصولة أنظر «قاموس المحيط».(1/148)
تهنئة بشرب الدواء:
تهنئة بالخروج من الدواء ... معافى سالما من كل داء
دواء جال في جسم شريف ... فساف إليه مجموع الشفاء
خرجت بصحة منه تضاهي ... بوجهك مشرفا بدر السماء (1)
أدام الله عافية المقر الكريم وساق إلى جسمه الشريف كل شفا وأطفأ بعافيته جمر الغليل المتسعر (2) في قلوب الأولياء وشفا وصرف عنه وجوه الأوجاع والأوجال كما صرف به نوب الزمان التي يشرف منها على دنو الآجال ولما اتصل بنا علم المقر واستعماله للدواء المبارك لم تبرح الأبصار متطلعة / والأسماع متوقعة لخروج المقر منه سليما فايزا بشفاء عام لا يختلف (3) أن يدعى أليما فالحمد لله الذي حقق الأمل والظن وشكرا له على هذا الصنيع الحسن فهنأه الله هذه العافية (4) السنية وصرف عن جسمه الشريف (5) كل وجع وشكية أخرى.
بأسعد طالع في الدهر وافى ... وأشرف يوم شربك للدواء
شربت حميده وخرجت منه ... كما خرج الحسام في الجلاء
وكالبدر استسر فلاح منه ... ضياء سره بعد الجفاء (6)
لو كان في الممكن كمل الله للمقر العالي المسرة لما يدين به من عظيم الولاء ومحض الوداد والصفا أو يتجرع عنه مداره الدواء ويسري نفعه الى تلك الأعضاء لفعلنا وكان المقر يحصل على المنفعة ونقيه مذاقة الدواء البشعة ولما لم يكن ذلك في الممكن ابتهلنا الى الله بأن يعقبه بصحة سابغة الأذيال سايغة
__________
(1) سقطت أبيات الشعر من نسخة ب.
(2) الغليل المتسعر: بمعنى الحقد والضغينة المتقدمة. انظر «قاموس المحيط».
(3) نسخة ب لا يخاف. س، ح لا يختلف.
(4) نسخة ب بهذه. س، ح هذه
(5) نسخة ب الشريف الكريم. س، ح الشريف فقط.
(6) سقطت أبيات الشعر من النسخة ب(1/149)
الجربال (1) فحقق الله بكرمه لنا الأمل لأنا قد سألنا الله قبل (2) وقد فعل.
الجوابات عن ذلك: وصلت مكاتبة المقر مشتملة من معروفه على ما لا ينكر ومن فضايله على ما يشكر فحمدنا (3) موقعها وجعلنا سوادي القلب والعين موضعها واعتددنا منها باليد البيضاء والنعمة الخضراء فأما إشارته الكريمة بسبب الدواء ووده ولو تجرع مرة دوننا لتميزه بالفضل (4) على الأدواء فتلك شننه الأجزمية وعادة كرمه العادل لهذه (5) القضية فحرس الله مروءته / بعينه من العين وأفعاله الحميدة من الانتقاد والشين بمنه وكرمه إن شاء الله.
آخر: وردت مكاتبة المقر منطوية (6) على ما أودعها من التحنن والشفقة والرأفة التي انتظم بها شمل العافية المقترحة ومتضمنة ما حققه من اشتغال خاطره بسببها (7) واستطلاعه لبياننا لأجل شرب الدواء المبارك وبلطف الله ونية المقر حصل الخروج منه بصحة وسلامة وعافية، نسأل (8) منه لها الإدامة والله يوزعنا القيام بشكر المقر على صنيعه بشريف هذه العناية التي سكن لها الخاطر (9).
__________
(1) الجربال: بمعنى صبغ أحمر حمرة الذهب أي أن يكون متوردا وفي صحة جيدة. أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب سقط منها حرف قبل، قد
(3) نسخة ب سقطت فحمدنا
(4) نسخة ب بالفضل
(5) نسخة ب سقطت لهذه
(6) نسخة ب منظومة منظومة. س، ح منطوية
(7) نسخة ب بسببها. س، ح بسببنا.
(8) نسخة ب زادت كلمة الله.
(9) نسخة ب سكن الخاطر إليها. س، ح، سكن لها الخاطر.(1/150)
وقر (1) سؤال عن حال مريض للمقر أعلاه الله عندنا من أكيد الود (2)
وحميد العهد ما يشاركه به فيما يسوء ويسره ويحلى ويمر وعندنا لما ألم به من المرض وعرض لجوهره من العرض ما قسم الفكر ووزعه وبلبل الخاطر وروعه فكيف حاله من حماه حرس الله مزاجه وحماه، وهل عارضها قد أقلع وزائرها قد ودع.
فلا تقلق لحمّى بعض يوم ... عزتك لفرط عزم أو ذكاء
فما جاءت لسوء بل لتبدي ... الذي لك في القلوب من الولاء (3)
والمقر أقر الله بعافيته القلوب والعيون ولي ما يراه من الأنعام بالمشاركة بتجدد أحوال الصحة المباركة ليسكن الخاطر الذي هو له مساهم ومشاطر إن شاء الله.
جواب: وصل كتاب المقر عايدا فأعاد الصحة وأفاد المنحة وسكن القلق وأذهب الفرق وكان أنفع علاج للمزاج (4) وأسر قادم / وافى الابتهاج فهو كما قيل:
إن بيتا أنت داخله ... ليس محتاجا الى الشرج
ومريض أنت عايده ... قد أتاه الله بالفرج (5)
وأما حالنا فهو بحمد الله وبركته، دعا المقر مايل إلى جانب الصلاح حاصل. من العافية على موجب الارتياح، فلا عدمنا منه حافظا للود حفظ
__________
(1) نسخة ب وقر إن شاء الله.
(2) نسخة ب أكيد الورد. س، ح أكيد الود.
(3) سقط بيتا الشعر من النسخة ب
(4) نسخة ب أيقنع للمزاج. س، ح أنفع للمزاج.
(5) سقط بيتا الشعر من نسخة ب.(1/151)
الجفون للعيون والقلوب للسر المصون إن شاء الله تعالى (1).
تهنئه بالظفر ونهنيه ظفرا، اكتسبت الشمس من لآلئه وامتلأت الآفاق (2)
بأبنائه، وتعطرت الأقطار ببشايره، وحسنت الأخبار عن موارده ومصادره، لا زالت الأيام (3) بمثله كفيلة والليالي لشكله منيلة يعرف له ثبوت الأقدام في الإقدام وتتحدث عن نصره الأعلام بالإعلام.
آخر: ضاعف الله انتصار (4) المقر وجدد استظهاره وأطلع في مشارق العلا أنواره وأدام قدرته واقتداره ولا زال يجتني ثمرات نصره على الأعداء وقهره من أوراق نبضه وغصون سمره (5) كتابنا هذا بعد شرح الأشواق المتزايدة والأتواق (6) المتواردة متضمن التهنئة بهذا الفتح المبين الذي اشتد به أزر الإسلام والمسلمين واتضحت به للحق (7) السبيل والمحجة واندحضت للباطل كل حجة فالحمد لله الذي جعل هذا الفتح على يدي المقر بسيفه الماضي وكان هو الحاكم فيه والقاضي فلا زالت قواضبه قواضي (8) في آجال الأعداء والأضداد وخيوله مخولة ما خيلته ومن وطء هامهم معتاضة بها عن الأرض المهاد إن شاء الله (9).
__________
(1) نسخة ب سقط منها إن شاء الله تعالى.
(2) نسخة ب وأملت الآفاق. س، ح امتلأت.
(3) نسخة ب لارادة الأيام. س، ح لا زالت الأيام.
(4) نسخة ب أنصار. س، ح انتصار
(5) نسخة ب سموه، س، ح سمره.
(6) الأتواق: بمعنى الاشتياق انظر «قاموس المحيط».
(7) نسخة ب والحق. س، ح واتضحت به للحق السبيل.
(8) قواضبه قواضي: بمعنى أن سيوفهم التي صنعت من قضب أو غصن غير مشقوق قاضية مميتة. أنظر «قاموس المحيط».
(9) نسخة ب سقط منها «إن شاء الله».(1/152)
جواب: ورد كتاب المقر متضمنا التهنئة بما قولنا الله من الانتصار والافتتاح / ويسر من المواهب السنية الغالية الأثمان والأرباح وأباح من الحصون والمعاقل التي لم يطمع طامع في أنها تملك وتستباح وبلطفه وأنفاس المقر كانت هذه العطية، والموهبة وبأدعيته المتقلبة (1) اتفقت هذه الألطاف المسببة فالحمد لله على جميل عوايده وشكر الباري (2) جوده وعايده ولسنا نشك في محبة المقر العالي ووده الصادق الذي لا تغيره الليالي فالله يبقيه لمواثيق الإخاء حافظا وعلى استدامة من عهوده محافظا إن شاء الله.
آخر: وأورد إلينا في قرطاسه منثور الدرر مهنيا (3) بالظفر في ألفاظ هي أشهى من أوبة الغايب، وتقبيل الأتراب في الترايب (4)، هنأه الله كل سرور، ووقاه كل محذور، وجدد نعمته وأعلى كلمته إن شاء الله (5).
تهنئة بالملك:
{قُلِ اللََّهُمَّ مََالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشََاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشََاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشََاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشََاءُ} (6) أعز الله مولانا بمزيد ممالكه، ونيل مداركه، وتوفيق مآخذه ومتاركه، اعزارا يدل من الدهر جماحه (7)، ويهدف طماحه (8)، ويتألق في جبين الدهر غروره وأوضاحه ونصره نصرا يجوز به (9) من
__________
(1) نسخة ب المتقلبة. س، ح المتقبلة.
(2) نسخة ب الباري. س، ح البادي
(3) نسخة ب كلمة مهنيا مكتوبة بهذا الشكل «كعسا»
(4) نسخة ب السرايب. س، ح الترايب وهي بمعنى عظام الصدور أو ما ولي الترقوتين أو ما بين الثديين والترقوتين أو اليدان والرجلان والعينان. أنظر «قاموس المحيط».
(5) نسخة ب سقط منها «إن شاء الله».
(6) سورة آل عمران آية 26.
(7) جماحه: بمعنى سرعته «انظر «قاموس المحيط».
(8) طماحه: ارتفاعه انظر «قاموس المحيط».
(9) نسخة ب ونصرا نصرا. س، ح ونصره نصرا.(1/153)
ملك البسيطة ما يجوز ويفوز من السعد ما به يفوز حتى يدين له المشرقان والمغربان وينفق له من المماليك انفاق قدره ما اختلف الملوان (1)، وينشد لمن يأتي عن بابه انصرافا عنه، ويأبى عنه (2) انحرافا بأفصح لسان:
أين الفرار (3) ولا فرار (4) لهارب ... ولك البسيطان الثرى والماء
فيملك ما هبت عليه الرياح، وطلع عليه الصباح، لتصبح اسكندر (5)
العصر في إبّانه / وتبع (6) في أوانه، ويقصر عنه قيصر (7) في قصره وكسرى (8)
__________
(1) الملوان: الليل والنهار أو طرفاهما. انظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب سقطت ويأبى عنه.
(3) نسخة ب أن الفرار. س، ح أين الفرار.
(4) نسخة ب وإلا فرار. س، ح ولا فرار.
(5) الاسكندر: سنة 323356ق. م.
فاتح مقدوني استقام له الأمر بعد موت أبيه فملك الشام وبيت المقدس والهند والسند وبلاد الصين. بنى مدينة الاسكندرية وبنى بالسند أيضا مدينة سماها الاسكندرية. رجع إلى بابل ومات بها. حاول أن ينشئ امبراطورية ذات ثقافة واحدة. تفرقت امبراطوريته من بعده.
انظر: صبح الأعشى ج 5ص 380، الموسوعة العربية ص 57طبعة بيروت.
(6) تبع بن حسان بن تبان. من ملوك حمير الذين حكموا اليمن سنين طويلة ويعتبر هو آخر التبابعة ملك 78سنة.
انظر الزركلي «الأعلام» ج 2ص 64.
(7) قيصر: اسم اسرة قديمة من أشراف روما ولما تبنى يوليوس قيصر «44ق م» ابن بنت أخته أوكثافيوس اتخذ الاخير اسم قيصر، وجرى خلفاؤه الاباطرة على اتخاذ هذا الاسم إلى أن وضع هادريان سنة جديدة وهي الاحتفاظ للامبراطور وحده بلقب اغسطس وتلقيب ولي العهد قيصر. الموسوعة العربية الميسرة ص 1411.
(8) كسرى: اسم لاثنين من ملوك الفرس من الساسانيين الأول كسرى أنوشروان والثاني حفيده. الأول وضع القوانين وأشاع العدالة. تولى بعده أبوه كوبار سنة 531. الثاني تولى بعد أبيه هرنر فتح الشام وآسيا الصغرى ومصر والاسكندرية سنة 616. انظر دائرة المعارف الحديثة ص 542.(1/154)
في إيوانه، ويعدو ولا دولة إلا إليه (1)، ملقية المقاليد ولا سلطنة إلا وهي نقول: هيت لك وإنك لتعلم ما تريد ولا ملك إلا إليك مرده، ومملكة إلا إليك مصيرها إن شاء الله.
تهنئة بزيادة ملك من وجه الانتصار والقهر للعدو
لو كانت الأوطار تنال بحسب الأخطار، والمراتب تحرز بسنى المناصب لكانت النجوم دون مرادك (2) والمجرة مورد جيادك فما أخذته ما أخذت إلا عنوة وأهله صاغرون، ولا تركت ما تركته إلا وسيوفك قائلة وإنّا عليه لقادرون.
فلا زلت تمضي كل يوم عزيمة ... تملكك الآفاق شرقا ومغربا
لتدرك من قهر العدى ما ترومه ... ولا تجد الأعداء دونك مهربا (3)
جواب: ورد كتاب المقر مهنيا ومعربا عما انطوى عليه من الشكر لله على ما منح والإعتداد بما فتح، فوقع منا موقع القبول وهب بنشر المسك كأنه معطر القبول، وشكرنا للمقر ما أولاه بصدق الولاء من انجاده لنا في حال الحرب بالهمة، وحال السلم بالهناء، فالله يجزيه عنا أوفى الجزاء ويجزيه على عوايد فضله الجميلة المتكاملة الأجزاء.
تهنئة بالعرس:
وتهنئه بعرس تم ميعاد الدهر به ووفا وبشر بالبنين الرفا، مثمرة الأفراح عروسه، طالعة بالأنوار شموسه (4)، جعل الله طايره ميمونا (5)، وطالعه (6)
__________
(1) نسخة ب وبعد ولاية إلا إليه. س، ح ويعدو ولا دولة إلا إليه.
(2) نسخة ب مدارك. س، ح مرادك.
(3) نسخة ب سقط بيتا الشعر.
(4) نسخة ب سقط منها الراء من الأنوار.
(5) طائره ميمونا: الطير مأخوذ من الزجر أي الرجم بالغيب أو الانذار بوقوع شيء قبل
(6) وقوعه، والاعتقاد بصحته، والغالب انهم كانوا يظنون أن الدلائل التي تظهر في الشرق(1/155)
بالسعادة مقرونا وسطر الاقبال من أول صحيفته (1) ومجمع (2) السعود في مسائه وصبيحته.
جواب: وردت / تهنئة بالعرس فجلت من آدابه عرائس ومن الفاظه دررا نفائس، تزف من تدبيج أفكاره في الحلى والحلل، وتحدث عن سريرة مروته التي هي صحيحة من العلل (3) أجزل الله نصيبه من كل خير ووقاه كل ضير، ولقاه كل فرح وكفاه كل ترح إن شاء الله تعالى (4).
تهنئة بمولود ذكر:
هنيته من ملك قادم ... يا خير أملاك بني آدم
أشرق في أفق المنا طالعا ... بنور وجه واضح باسم (5)
عرف الله المقر بركة قدومه، وسعود طوالع نجومه، وحباه بالعمر الطويل وخصه بالمجد الأثيل (6)، حتى يرى قائد عساكر وراقي أسرة ومناير «وحامي حمى لا تستباح بهمة تبد إلى العليا لمح النواظر إن شاء الله» (7).
__________
تنبئ بالحظ والسعة بعكس الغرب. وكانوا ينبئون عن ذلك بطيران وصياح الطيور واتجاه طيرانها والخسوف والكسوف والرياح. انظر «دائرة المعارف البستاني» مجلد 9 ص 193.
(1) الطالع: عند اصحاب الفأل ما يتفاءل به من السعد والنحس بطلوع الكواكب وذلك أن الطالع عند المنجمين جزء من منطقة البروج.
انظر «دائرة معارف البستاني» مجلد 11ص 170169.
(2) نسخة ب صفحته. س، ح صحيفته.
(3) نسخة ب مجموع. س، ح مجمع.
(4) سقط من نسخة ب كلمة من العلل.
(5) سقط من نسخة ب إن شاء الله.
(6) سقط بيتا الشعر من نسخة ب.
(7) الأثيل: بمعنى المجد الذي يأمله ويملكه ويعظمه انظر «قاموس المحيط».
نسخة ب سقط منها الفقرة من: «وحامي حمى إلى إن شاء الله».(1/156)
أخرى:
ليهنك البدر لا بل يهنك الملك ... ولو نشاء لقلنا إنّك ملك
زيادة في العلى والملك أصبحت ... الآمال فيها بل الأطماع تشترك (1)
ضاعف الله زيادات المقر العالي، بقدوم هذا البدر الطالع في سما المجد اللامع ضياؤه في جبهة السعد أهلا به من قادم اشتد به أزر الملك فانفلت به شباه الطغاة وأهل الافك وحكمت شواهد ميلاده، بأنه سيدرك في الشرف الغاية، ويتجاوز الحد والنهاية ويكون على الاعداء نارا تضرم والأولياء جنة (2)، لا يمنع خيرها ولا يحرم.
أنبته الله نباتا حسنا حتى يصدق فيه الظنون / والمخايل ويفوز بنائله الراجي والآمل، ويسطع انوار عزه ويتلألأ وينشده لسان المعالي «هكذا هكذا وإلا فلا لا».
أخرى: وتهنئة بقادم قادمة (3) السعد يرف على غرته وطواري الدهر يتجانف (4) عن طرته يترعرع من رضاع الألبان إلى طعن الألبان، ويتداوله ظهر الحصان من بطن الأم الحصان، جعله الله مقدمه الزيادة، ومبشرا بمن يتلوه من الأولاد الذين هم زينة الحياة الدنيا وتمام السعادة سعيدا مولده، مشهورا سؤدده إن شاء الله (5).
جواب: وردت تهنئة في الفاظ بلغت غاية البلاغة، وأوتيت أحسن
__________
(1) سقط بيتا الشعر من نسخة ب.
(2) نسخة ب حنة حنة. س، ح والأولياء جنة.
(3) نسخة ب قادم قادم. س، ح بقادم قادمة.
(4) نسخة ب لتجايف. س، ح يتجانف.
(5) نسخة ب سقط إن شاء الله «منها».(1/157)
صناعة وصيانة، أضوأ من الشمس والقمر، وأحسن من مشاهدة الزهر على النهر، يهنئ بالقادم هناه الله أمثاله وأعطاه أشباهه وأشكاله، وقابله بالأفراح من كل الجهات ولا زالت وجوه البشائر إليه متوجهات.
تهنئة بأنثى:
ضاعف الله نعمه على المقر العالي (1)، وهناه بما وهبه من هذه النعمة الباطنة، وسره بما خصه من سر المملكة القاطنة، فلئن كتمتها (2) الحجب، فقد أذاعتها الأقلام والكتب.
وما التأنيث في اسم الشمس نقص ... ولا التذكير فخر للهلال (3)
وتهنئة أخرى:
وتهنئة بسعيدة قدمت بشواهد النساء والسنا {فَتَقَبَّلَهََا رَبُّهََا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهََا نَبََاتاً حَسَناً} (4) تجتمع المناقب في حسبها، وتتحير الكواكب عن ستائرها وحجبها أسعد الله مقدمها، وتابع نعمها، وجعلها سعيدة / على الأهل والقوم، وكل غد لها أحسن من كل يوم.
جواب: حكمة الله بالغة، ومواهبه سائغة (5)، وعطاؤه مقبول والله سبحانه يقول فيما أنزله من كتبه المطهرة {وَيَخْتََارُ مََا كََانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (6)
فاختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه في ما كان وما يكون لأنه يقول {وَاللََّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لََا تَعْلَمُونَ} (7) وورد كتاب المقر مهنئا فقابلناه بالقبول وشكرناه، فلا عدمنا هذه الانتباهات المحمودة منه ولا عدمناه.
__________
(1) نسخة ب سقطت كلمة «على المقر».
(2) نسخة ب كتميها الحجب. س، ح كتمتها الحجب.
(3) سقط بيتا الشعر من نسخة ب.
(4) سورة آل عمران. آية 37.
(5) نسخة ب سابغة. س، ح سائغة.
(6) سورة القصص. آية 68.
(7) سورة البقرة. آية 216.(1/158)
أخرى: وردت تهنيته تحدث عن ضمير وده، وتهدي دلايل المحبة من عنده، فتممت من السرور ما قصر، وساورت (1) بين حصول الانثى والذكر لا زال احسانه متواليا وتفضله، متتاليا ومكاتبته تنشر مسرة القلوب ومراسلته تطمس خطب الخطوب إن شاء الله (2).
تهنئة بالقدوم من المخرج:
وتهنيه بالقدوم من مخرج دمغ فيه الخوارج وجعل نفوس اعدائه من الاشباح خوارج وعرفت فيه براهين آياته، وتحدثت بالنصر ألسن راياته أسعد الله قدومه وأسبغ نعمه، وبسط طولته، ونصر صولته (3).
تهنئة بالاقطاع:
ونهنيه بالاقطاع الذي نشر جناح العدل منشوره وحلا أسارير الأيام سروره، وعمت الأيام (4) بشارته وامتلأت (5) من سيل الأفراح قراراته جعله الله مقدمة السعود وبداية الصعود وزاده من كل رفعة وغا، وأسماء مراتبه على كواكب السما.
تهنئة ببناء دار:
ونهنيه دارا نقلت أركانها بالكواكب وأخذت زينتها من كل جانب أبوابها أبواب السعادة ودرجها درج الرفعة / والزيادة: سكنه الله إياها في عز لا ينصرم، وبناء لا ينهدم وأوقات بالسعادة مبجلة وأيام بالأفراح غير محجلة.
__________
(1) نسخة ب وساوت. س، ح وساورت.
(2) سقط إن شاء الله من نسخة ب.
(3) نسخة ب فيها زيادة في الفقرة من «ونصر صولته بمحمد وآله آمين» وصولته بمعنى استطالته.
(4) نسخة ب الأنام. س، ح الأيام.
(5) نسخة ب وأملأت. س، ح وامتلأت.(1/159)
تهنئة بسكنا دار:
ونهنيه بسكنا دار أخذت (1) بهجتها من بهجته ونضارتها من نضرة طلعته، ملتقيا على السعود مساؤها وصباحها، متواصلة مسراتها وأفراحها، اسكنه الله (2) إياها حتى تبلى أحجارها، وتنقضي من الأيام ليلها ونهارها.
تهنئة بفرحة:
ونهنيه بفرحة اقبلت بالاقبال مواقيتها وانتشر في المشرق والمغرب صيتها، مصقولة بالمسرة أطرافها مرحومة من البهجة أكتامها، لا زالت الأيام له (3) بمثلها ملية، والليالي بما يسوء خلية، ونعمه تتردد وسعوده تتجدد إن شاء الله (4).
جواب: وردت إلينا تهنئة فكانت أعظم من السرور سرورا وأوسع من الفرح فرحا مسموعا ومنظورا، ضمنها فرائد معانيه، وأودعها نفائس لآلئه، جعله الله من ضمانه وحفظه وأمانه، وأدام سلامته، وأجزل كرامته إن شاء الله.
__________
(1) نسخة ب سقط منها كلمة أخذت.
(2) سقط من نسخة ب كلمة الله.
(3) سقط حرف له من نسخة ب.
(4) سقط إن شاء الله من نسخة ب.(1/160)
كتاب يتضمن تهنئة بختان
أيام دهرك كلها أفراح ... تهفو لها الأشباح والأرواح
تبدي نفائس للنفوس كأنها ... غرر تلوح تزينها الأوضاح
جهلت بها الأعياد لما أصبحت ... متمائلات ما لهن براح (1)
أسعد الله مولانا بأيام دهره، وتحركات الأفلاك في سره وجهره وأراه في نفسه الكريمة وبنيه (2) اقصى أمانيه وعزته بركة هذا الختان الواقع بأسعد الطوالع / قرة عينيه وحصول المسرة لديه، فلقد أقام به الكرم شوقا وجلب إليه من الارتياح وشوقا وأجرى جواد الجود في مضمار الجود سابقا لا مسبوقا، وأرى العالم من سعد أفراحه وبديع اقتراحه ما بلغوا به الآمال، وضربوا الأمثال (3)
فمثلوا بقول من قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم (4)
فهنا الله مولانا تضاعف مسراته، وترادف مبراته وجعل ذلك متصلا بأسبابه اتصال السعود، وتنظم في سلك أيامه انتظام العقود، فلا يظفر منها بواقع إلا ما يجزي (5) وكان فوقه ما يتوقع ولا يفاز بطالع إلا وكان دون ما إليه يتطلع، يشرق أنواره في كل يوم اشراق الشمس ويربو به الغد على اليوم واليوم على الأمس.
ولا زالت تأتي كل يوم فضيلة ... يقر لها كل البرية بالعجز
وترفل في ذيلي غلاء وسؤدد ... تفوق به لا في النسيج من الخز
فأنت الذي تجري على الغيث كفه ... وعن كفه قبض الغمائم ما يجزي (5)
إن شاء الله عز وجل.
__________
(1) سقط الشعر من نسخة ب.
(2) نسخة ب ونيته. س، ح وبنيته.
(3) نسخة ب بعد كلمة وضربوا الأمثال «فهنا الله مولانا».
(4) سقط بيت الشعر من نسخة ب.
(5) سقط الشعر من نسخة ب.(1/161)
وداع لمسافر:
ونودعه وهو في القلوب حاضر، ونشيعه وهو في طي الضماير، يتمثل للعين في لمحتها، ويسكن للنفس في مهجتها، أسعد الله سفره ومعاده، وأكثر من الخيرات زاده وزاده، وسهل حسن عودته وارتجاعه وجعل سلام قدومه قريبا من استلام وداعه إن شاء الله تعالى (1). /
جواب:
وصل وداعه ينبئ عن تأكيد محبته، ويدل على ضمير مودته فكفانا معونة لطروق الطريق، وحل منا محل الرفيق الرفيق، فالله يحفظه، وبحرسه ويونس به ويؤنسه.
العزاء بين المتماثلين:
لا ألمت بسموحك الأحزان ... بعد ما قد حنى إليك الزمان
إنها هفوة من الدهر كانت ... فاغتفرها فطبعك الغفران (2)
أطال الله بقاء المقر العالي مصروفة عنه الأرزاء والأحزان مسببة إلى أعدائه في كل حين وأوان، وفل عنه أنياب النوايب وردها عن سوحه بالظنون الخوايب، وأحسن العزاء به وله عمن سلف، ولا شغله بحزن عليه ولا أسف ومكاتبتنا هذه ونحن في معاناة الحزن والأسا والكآبة التي لا ترفع بالرقى (3) ولا الأسا، فلفقيد من انتقل إلى جوار ربه واختاره لجنته واختصه بقربه، فأحسن الله له عما فارق المعوضة، وألهم المقر تسليمه لأمر الله وتفويضه. وجعل هذه الرزية آخر إساءات الدهر إليه، وخاتمه تجريه عليه (4).
أخرى: وتعزيه، وهو أعظم من أن يعزى حلما، وأكثر بمواقع الحق إحاطة وعلما، ولكن غلب القلب إلا أن يتألم، واللسان إلا أن يتكلم فالله يعصمه بعصمة الصبر، ويعظم له مادة الأجر ويغل أيدي الأيام عن جنابه، ويمنع فتكة الأحداث عن الالمام ببابه.
__________
(1) سقط إن شاء الله من نسخة ب.
(2) سقط الشعر من نسخة ب.
(3) الرقى: بمعنى التعاويذ: أنظر «قاموس المحيط»
(4) نسخة ب تجري. س، ح تجريه عليه.(1/162)
وإن عظيما بت فيه من الأسا ... لا ألقاه في قلبي أشد وأعظما
وإن الذي أمسى لنفسك مؤلما ... من الحزن قد أمسى لنفسي مؤلما /
إذا سالمتنا فيك أيام دهرنا ... غفرنا لها من ذنبها ما تقدما (1)
أخرى في طفل:
أطال الله بقاء المقر مصروفة عن ساحته الحوادث مكفوفة عنه أكف الخطوب الكوارث. وأسعده بالعمر الذي يستغرق الأعمار ويتجاوز حد الانتهاء والإكثار وأحسن العزاء له وبه عمن انتقل فانتقل السرور بسببه فيا له من بدر أفل قبل تمامه، وغصن اقتضب قبل إيراقه، وطلوع أكمامه.
فإن يك في قبر فقد حل في الحشا ... وإن يك طفلا فالأسى ليس بالطفل (2)
فالله يجعله مقدمة خير للمقر، ويدرك بها أرفع درجة في الجنة وأشرف مستقر، ويجعل هذه آخر الرزايا، ومنقطع إساءات الدهر والخطايا.
الجوابات:
ورد كتاب المقر حزينا مناسيا ومعزيا ومسليا عمن عدل فراقه فراق الحياة، وانتقل إلى ربه حين وقف عن أجله على منتهاه، ولعمري إنّه قضاء مقدر، وعمر إذا جاء أجله لا يؤخر، وقد احتسبنا وصبرنا ورضينا بقضاء الله واخترنا رجاء إن يكون نصيب ذلك المنقول (3) الغفران ونصيبنا الثواب والجزاء بإحسان والله ينسي في عمر المقر ويجعل البقاء حارس عمره، ويفل عنه أنياب نوائب دهره (4) إن شاء الله.
آخر: وردت تعزيته فحلت محل السلو من الثكلان (5) والفرح على الأحزان وجلت عن النفس همومها (6) وعن الأحشاء / غمومها. فالله يجزيه
__________
(1) سقط الشعر من نسخة ب.
(2) سقط الشعر من نسخة ب.
(3) سقطت كلمة المنقول من نسخة ب.
(4) نسخة ب ويفل عن نوايب الدهر.
(5) الثكلان: الذي فقد له حبيب أو ولد بموت أو هلاك.
أنظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب النفوس. س، ح النفس.(1/163)
بالحسنى ويعليه إلى درجة الشرف الأسنى ويحرس من الأحداث جنابه، ويجعل من كل غايلة حجابه.
ولا شك عندي في أكيد وداده ... وفي أنه في النائبات قسيم
ولست أرى خيرا لكل عظيمة ... سوى أنه يبقى لنا ويدوم (1)
أخرى في الطفل
ورد كتاب المقر معزيا عن البدر الذي أدركه المحاق، قبل استدارة هالته، وبلوغه الكمال باستحقاق والغصن الذي ذوى، قبل أن يقال عنه قد أورق وأثمر، واستوى فإنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لما قضى وصبرا على حكمه ورضا ولقد اسبغنا لورد الأسف، ميتا وجزعنا لو محا الجزع قضاء مثبتا «ثم فزعنا إلى العزاء الذي ما خاب من تمسك بحده ونظرنا إلى قول الشاعر حاثا على السلو، ومانعا من ضده:
ومن رأى في الرزء إلا الأسى ... كان بكاه منتهى جهده (2)»
فالله يحسن عنه العزاء، ويجزي المقر الكريم على مشاركته لنا في مسرتنا أحسن الجزاء، ولا زال عمره بالبقاء محروسا وريعه بالدوام والعمران مأنوسا (3).
الاستشارات للمتماثلين:
كتاب في استمناح (4) مشورة محل المقر أعزه الله من كمال العقل، وتمام التجارب، والنقل ونقا الجيب (5) وأمانه الغيب (6)، محل من يقتدي بصوابه،
__________
(1) سقط الشعر من نسخة ب.
(2) سقطت الفقرة «من ثم فزعنا إلى العراء إلى نهاية بيت الشعر من نسخة ب».
(3) نسخة ب زاد إن شاء الله بعد مأنوسا.
(4) نسخة ب كتاب لاستمناح.
(5) نسخة ب نقا الحبيب،، س، ح نقا الحبيب.
(6) نسخة ب العيب، س، ح الغيب.(1/164)
ويهتدي بآدابه ونحن في حال من أصبح من أموره في ليس أضحى فيه يومه كالغد، وغده كالأمس ولو غنى أحد عن المشورة لما / أمر الله نبيه عليه السلام في قوله {وَشََاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (1).
وقال صلّى الله عليه وسلم «ما ندم من استشار» (2) قال بشار (3).
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي نصيح أو نصاحة حازم
والمستمد من المقر العالي أن يهدي من أمره ما يهدي إلى سواء السبيل ويورد من مشورته (4)، ما تبلج النهار، فلا يحتاج إلى دليل:
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب (5)
جواب:
عند المقر أيده الله من صفاء البصيرة، ما ينظر به إلى الغيب من وراء ستر دقيق ويسلك به إلى التوفيق بلا رفيق (6)، فلا يحتاج مع ذلك إلى رأي سواه، لما أوتيه من حسن الادراك الذي يصب به شاكلة الأمر، ونأخذ منه بسواه، ولم يأت ما آتاه من طلب الرأي إلا إتباعا للأثر والآي، والذي يقتضيه المدبر الوافي، لهذا الأمر الواقع، والرأي النافي للضرر النافع كذا وكذا وهو إن شاء الله إلى التوفيق مفض وعنه طرف الخذلان مغض (7)، وأن يقتدي المقر بقول بشار وإشارته إذا أشار.
__________
(1) سورة آل عمران: آية 159.
(2) لم أحصل لهذا الحديث عن سند في جميع المصادر.
(3) بشار بن برد: 16795هـ.
هو بشار بن برد العقيلي، أبو معاذ أشهر المولدين على الاطلاق، كان ضريرا نشأ بالبصرة، قدم بغداد وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، كان شاعرا زاجزا سجاعا، صاحب منثور ومزدوج، شعره كثير ومتفوق، أنظر وفيات الأعيان ج 1ص 88.
الزركلي «الاعلام» ج 2ص 2524.
(4) سقط من نسخة ب الفقرة من «المقر العالي إلى ويورد من مشورته».
(5) سقط بيت الشعر من نسخة ب.
(6) نسخة ب «ويسلك به التوفيق إلى أرشد طريق».
(7) نسخة ب فيها «إن شاء الله تعالى بعد مغض».(1/165)
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم
وما خير كف لم تؤيد بأختها ... وما خير سيف لم يؤيد بقائم (1)
«والمكاتبات لمن يخاطب بالمجلس، ومجلس الابتداءات بالتشوق»
وسواء سببها إلى المجلس السامي بالألقاب المعتادة، أنا لم نزل متطلعين / لوارداته، مطالعين لما يتجدد (2) من متجدداته شيقين إلى نظره، سائلين عن حاله وخبره إذ محله عندنا يقتضي المودة ومحبتنا فيه قديمة ومستجدة. وعهدنا به مشاركا ومطالعا، ومواصلا بالمكاتبات لا مقاطعا، والمأثور (3) من محبته أن لا يقطع رسمه المعتاد، وأن يجري في ذلك على وفق المراد والله يوفقه (4) ويسعده إن شاء الله.
آخر: موجب إصدارها أن المجلس السامي عالم بالفتيا (5) فيه ومحبتنا وميلنا إليه بمودتنا لما صح عندنا من أكيد ولائه وخالص وده ووفائه، وكنا نعتقد أنه إذا نأت داره، وشط نزاره لا ينقطع عنا وارداته وأخباره وإنّا لنؤثر من اهتمامه أن يشاركنا بواضح إعلامه لنحصل منها على البينة، ونطيب بما أثبته إن شاء الله.
آخر: موجب صدورها إعلام المجلس أن وارداته إذا وردت (6) علينا أوردت السرور إلينا لأن محله عندنا عظيم وحظه جسيم فمتى انقطعت مواصلته
__________
(1) سقطت الفقرة من «ويقتدي المقر حتى نهاية بيتي الشعر» من النسخة ب.
(2) نسخة ب لما يحدث، س، ح لما يتجدد.
(3) نسخة ب المأمور. س، ح المأثور.
(4) سقطت من ب كلمة يوفقه.
(5) الفتيا: المقصود به علم الفتوى وهي كل ما ينطق به رجال الدين من أحكم خاصة بالشريعة. أنظر حاجي خليفة «كشف الظنون» ص 139.
(6) نسخة ب أوردت. س، ح وردت.(1/166)
وتوقفت مراسلته صار الفكر جائلا، والخاطر بكل توهم قائلا (1)، وقد رأينا أن ننبه عزمه وإن كان غير نائم، ونستميله إلينا وإن كان على العادة لا نأخذه في محبتنا لائم، فلا يؤخر المجلس عنا مشاركته ولا يوقف وارداته وليجر من ذلك على أجمل عادة كما نؤثر في محبته (2)، وزيادة موفقا ميمونا إن شاء الله.
آخر: خص الله المجلس، السامي من التوفيق والسعادة بما يؤذن له كل يوم بالزيادة، ويقضي ببلوغ الأماني والارادة، وأهدى إليه سلاما / متضمنا السلم والسلامة، ومنطويا على العز والكرامة وضامنا له بابلاغه من الخير مرامه مكاتبتنا هذه موضحة بعلم المجلس بقاءنا على ما يعهده منا من الوداد والمحبة، وصدق الاعتقاد والصحبة (3)، وإنا لم نتغير عنها ولم نحل ولم نعدل عن طريق الوفاء ولم نمل، وأما شوقنا إليه مشافهته وتعطشا لمفاكهته، فليس لها انتهاء ولا حد بل كل يوم عهدها يتجدد (4) فالله تعالى يصل به سبب الاجتماع ولا يخلى من حسن سجاياه المرضية والطباع إن شاء الله.
آخر: خص الله المجلس السامي من السعد بأكمله، ومن التوفيق بأفضله، ومن السلام بأجزله وأطيبه، ومن الالمام بألذه وأعذبه وكفل له بنيل المآرب، ونجح المقاصد (5) والمطالب، هذه المكاتبة إلى المجلس معربة عن ودنا فيه، الذي يظهر له منه دون ما يخفيه، وما يزال على بعد مزاره متطلعين لسار أخباره ومتشوقين لوارداته ومستنشقين لنفحة ترد من نواحيه وجهاته، فالله يسر بلقياه، ولا يخلى من جميل محياه.
__________
(1) نسخة ب قابلا. س، ح قائلا.
(2) نسخة ب محبتنا. س، ح محبته.
(3) نسخة ب الصحة. س، ح الصحبة.
(4) نسخة ب يتجدد. س، ح يتحدد.
(5) نسخة ب ونجح القصد. س، ح ونجح المقاصد.(1/167)
آخر: خص الله مجلس القاضي الأجل، بسلام عطر النفحات، أرج الرائحات (1)، يتضوع المسك من خلاله، ويرجع في النسبة إلى زاكي جلاله، وأهدى إليه من السعادة أوفاها وأوفرها، ومن الزيادة أشهاها، وأشهرها هذه المكاتبة تحقق لمجلس القاضي شوقنا إلى لقائه، وتوقنا إلى استنشاق (2) نفحة القرب من تلقائه، جمع الله به شمل الأنس، وأراح بالقرب منه هم النفس إن شاء الله (3).
آخر: مجلس القاضي / سلمه الله مخصوص من السلام بأنهاه، ومن الالمام بأكمله وأبهاه والتوفيق بأعمه، ومن اليمن بأفضاه، وأتمه، سبب كتابنا إليه تحقيق ما عندنا من التعطش لنظره، والتطلع لما يحدث من طيب خبره لأنا نعتقد من المحبة والوداد. ونتوسم فيه صادق الولاء والاعتقاد. فتح الله بالاجتماع به، ووصل سبب القرب بسببه.
آخر: قد علم مجلس القاضي فلان الدين سابق كتابنا إليه وتقدم وصيتنا وتأكيدنا عليه بحديث كذا، وبعثنا هذه المكاتبة شاحذة لعزمه الذي هو أمضى من الصارم ومنبهة لفكره الذي يكبر أن يعبر عنه بالنائم، والمستمد من همته السامية وعزمته الماضية تعجيل الجواب، عما كان تقدم إليه به الكتاب، فلولا اعتقادنا فيه ما يتوالاه من محبتنا، ويبذله (4) من التقرب إلينا والانتباه لمودتنا لم يكلفه هذه القضية ولا كان لنا في شيء من ذلك نية.
آخر: قد علم القاضي (5) تقدم كتابنا إليه بسبب كذا وكذا، وصار الخاطر متعلق والوهم لأجل تأخر الجواب متطرق، فلم نر إلا إيقاظ فكره للجواب باستئناف هذا الكتاب، فالحسام مع مضائه إلى الهز محتاج وعايز،
__________
(1) أرج الرائحات: توهج ريح الطيب أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب استنشاق. س، ح اشتياق.
(3) نسخة ب بكرمه إن شاء الله.
(4) نسخة ب وبيد له. س، ح ونبذله.
(5) نسخة ب سقط منها هذه الفقرة «قد علم القاضي إلى وإحسانه المألوفة».(1/168)
والجواد مع سبقه ليس بمستغن عن هامز (1) ولولا أننا نرى فيه ما لا نراه في سواه، ونتخيل منه الصدق في محبتنا ونتوخاه، لأضربنا عن المكاتبة والارسال وطوينا بساط الانبساط والاسترسال.
الجوابات: وردت مكاتبة المجلس السامي فتيمنا بورودها ويممنا مسرعين إلى نشر موشى برودها / وفهمنا منها إخلاص المجلس، وصادق وده، ومحافظته على الوفاء بعهده فتضاعف شكره عندنا، وأكدنا محبتنا له وودنا فلا عدمنا مواصلاته المتصلة وارداته التي هي عن السرور غير منفصلة.
آخر: وردت مكاتبة المجلس فأوردت السرور كله، وأتت على البشر تفصيلا وجملة فقابلناها بما يجب لها من الكرامة ووصلنا آذان ترحيبنا بها بالاقامة، وتحققنا مضمونها، واستوضحنا مكنونها ولسنا نشك ولا المجلس الصادق، ولا أنه في حلبة المحبة السابق، فالله يشكر له معروفه، ويجزيه على عوايده بره وإحسانه المألوفة.
آخر: وردت مكاتبة المجلس العالي، فأوردت المسرة، وأهدت إلينا كل قرة وتضمنت من فنون الشوق، شجون التوق (2)، ما جدد للمجلس عندنا المحبة وصارت النفس، إلى لقائه مشرئبة (3)، وما حققه من إخلاصه، فلا يداخلنا وهم فيه، والاشارة عن التصريح بذلك تكفيه، وله منا الوداد المحض، والشفقة التي يستغنى بها عن كل من الناس وبعض، فليكن المجلس طيب الخاطر قرير الناظر، بما شرحناه إن شاء الله تعالى (4).
آخر: وردت مكاتبة المجلس العالي، فعظمت وجلت، وبرزت في ميدان القبول عندنا وحلت ولم ترد إلا عن شوق وتطلع وتلمح لبارقها، وتلمع
__________
(1) هامز: غماز أنظر «قاموس المحيط».
(2) شجون التوق: الحب والاشتياق والرغبة: أنظر «قاموس المحيط».
(3) مشرئبة: بمعنى تمد عنقها لتنظر أو ترتفع والمعنى هنا متلهفة إلى لقائه. أنظر «قاموس المحيط».
(4) سقطت كلمة تعالى من نسخة ب.(1/169)
فارتوى بورودها كل صدى وسكن كل إشفاق (1) كان لنا على المجلس وهدى، وشكرنا الله سبحانه على ما حققه المجلس من سلامة أحواله، وتوالى / صنيع الله عليه ونواله، فالله لا يسلبه ما خوله من جزيل منه وحوله إليه من جميل صنيعه وحسنه، أما محبته فنحن نتحققها (2) وعندنا من أكيد المودة ما يصدقها فلا عدمنا منه حسن الوفاء وصادق الولاء (3).
آخر: وردت مكاتبة المجلس منطوية على وده الخالص، ومناصحاته التي تحل منا محل (4) المضمونات (5) والخصائص، فأوردت البشر والمسرة، وأهدت إلى العين كل قرة ومددنا إليها يد القبول، وحققنا لها من الترحيب بها والتأهيل كل مأمول وكانت أعز واصل وصل (6) إلى أشواق موصول وفهمنا، ما حققه المجلس من خالص وداده وصادق ولائه، واعتقاده ولم يكن يحتاج إلى ذكر ذلك ولا شرحه إذ لا توهم عندنا في محض محبته ونصحه ونحن له من الصحبة على ما يعهد لا بل أوفى من ذلك وأزيد، ويستشهد فيه على ما قلنا (7) فإنه يشهد (8).
آخر: وصلت مكاتبة مجلس القاضي متضمنة من بلاغته دررا ومن سلامه مسكا عطرا ومنبئة بوداده المؤكد، وولائه الذي لا يزال على الاستمرار يتجدد فنبهت أشواقنا إليه وجددت تحننا عليه إذ هو المحب الصادق وله عندنا حق الاعتقاد السابق فلا برحت واردات الخير تدر عليه بكل مسرة وتهدي إلى عينيه كل قوة إن شاء الله.
__________
(1) نسخة ب اشتياق. س، ح إشفاق.
(2) نسخة ب نحن نحققها س، ح نحن نتحققها.
(3) نسخة ب صادق الوعد والولاء.
(4) نسخة ب ضحل، س، ح محل.
(5) نسخة ب المظنونات، س، ح المضنونات.
(6) سقطت كلمة وصل من نسخة ب.
(7) نسخة ب تليه ما قلنا. س، ح قلبه على مكنا.
(8) نسخة ب فإنه شاهدا. س، ح فإنه يشهد.(1/170)
آخر: وصلت مكاتبة مجلس القاضي متضمنة من ولائه وخالص اعتقاده ووفائه ما نحن له متحققون وعليه موافقون لا يداخلنا فيه الوهم، ولا يزيدنا على / ما عندنا من العلم فأحللناها محل العزيز الكريم (1)، وأكدت ما عندنا من الوداد الحديث والقديم وتضاعف شكرنا لمجلس القاضي على مشاركاته واتصال مراسلاته ومواصلاته.
الشفاعات: ما يكتب جوابا لمن هذه مرتبته إذا شفع: وردت مكاتبة المجلس شافعة لفلان وحق له أن يغفر زلته وتمحا هفوته لالتجائه إلى المجلس وملاذه منه بما يقر خاطره ويؤنس ويطمعه في الأمان ولا يؤنس وقد أمنا من أمنه فيعود إلى وطنه فايزا من العفو بأتمه وأحسنه.
آخر: وردت مكاتبة المجلس يشفع لفلان وإن كان لم يزل جانيا ومعاملا بالإساءة عائدا وباديا لكنا قد غفرنا له جنايته، وقبلنا من المجلس شفاعته فليأخذه المجلس بالتقريع، ويقيد عليه أن لا يعود الى الإساءة إن كان يطيع (2) ثم يؤمنه أمانا شاملا ويكون عنا له بتمام ما شرعناه كافلا.
آخر: وردت مكاتبة المجلس وضمنها الشفاعة لفلان، ونحن نوضح للمجلس قبل ما يتحقق به وجوب الانتقام من المذكور وأن جرمه يستحق أن يكون غير مغفور وذلك إنا استخلصناه لخدمنا واختصصناه بنعمنا وتوخينا أن يثمر اعترافا وشكرا فما أثمر إلا جحودا وكفرا، كذلك من خبث أصله لا جرم أن يخبث فعله، وقد أوجبنا للمجلس حق الشفاعة له، واغتفرنا له جميع ما اجترحه وفعله فيرجع لابسا ثوب الأمان سالما من أن يزل أو يهان.
آخر: وصلت مكاتبة المجلس شافعة ولخرق (3) حال المذكور رافعة /
__________
(1) نسخة ب العز الكريم. س، ح العزيز الكريم
(2) نسخة ب مطيع، س، ح يطيع.
(3) نسخة ب وغرق. س، ح ولخرق.(1/171)
فقبلنا الشفاعة، وأربحنا صفقة تلك البضاعة إيجابا لحقه ورعاية لسبقه وتبيضا لوجه شفاعته وإبانة لأثر نفاعته، ومحل المجلس عندنا المحل الذي يعرفه من حسن المعتقد الخالص من المنتقد، فما ورد منه تقبلناه بالقبول، وحكمنا بطيب الفروع (1) لطهارة الأصول لا زال واصلا الى الأمل خير وصول.
آخر: وصل كتاب المجلس شافعا وقد قبلنا كريم شفاعته وبادرنا إلى امتثال طاعته إيجابا للوازم حقه، وجزأ لمحض وداده وصدقه، لا زال مقبول الشافعة معروف النفاعة سعيدا مؤيدا باقيا مخلدا إن شاء الله.
الهدايا وما يكتب جوابا عن هديتهم
وردت مكاتبة المجلس هديته المباركة فأحللناها محل القبول وأنلناها من الإكرام والإجلال كل مأمول، وأحسنا البشاشة بها ووصلنا سبب القبول بسببها، غير إنا كنا نؤثر التخفيف ونرى (2) للمجلس، بإسقاط التكليف لأنا لا نشك (3)
في صادق نيته، وخالص اعتقاده وطويته أهدى الله (4) إليه ألطافه الخفية (5)، وخصه منها، (6) بالحصة الوافرة السنية.
آخر: وصل كتاب المجلس متضمنا حديث الهدية، الى صدورها وقد وصلت على ما حققها في شرحه وحررها فأحسنا المقابلة لها، وأظهرنا البشاشة بمحملها (7)، ومفصلها، وأمرنا أن تقبض ولا توقف ويعظم شأنها ويشرف إيجابا لحق مهديها وباعثها إلينا ومسديها وكنا نرى لو أسقط المجلس عن نفسه
__________
(1) نسخة ب الفرع. س، ح الفروع
(2) نسخة ب ونرى للمجلس. س، ح لا نشك.
(3) نسخة ب لا شك. س، ح لا نشك
(4) سقطت كلمة الله من نسخة ب
(5) نسخة ب الخفيفة س، ح الخفية
(6) نسخة ب منا. س، ح منها.
(7) نسخة ب بمجملها. س، ح محملها(1/172)
الكلفة، واعتمد على صادة المودة والإلفة، فلا برح (1) مؤكدا أسباب / المحبة بما نريده عندنا زلفى وقربة.
آخر: ورد كتاب المجلس متضمنا ما بعثه من الهدية التي أهدت السرور الينا وكانت كريمة عندنا وعلينا، فأظهرنا الكرامة لها والإعزاز، وأمرنا أن تقبض (2) وتجاز، والمجلس أبقاه الله يتحقق محبتنا فيه حديثا وقديما، وقيامنا بحقه طاعنا ومقيما فكان غنيا عن هذا التكليف وكنا نؤثر (3) على خاطره التخفيف، لا عدم من الله وفور الإحسان والمعروف وهدايا بره وكرمه المألوف.
آخر: وصلت إلينا هدية المجلس التي تشهد بدلائل (4) كرمه وتنطق ببدايع نعمه تعجز عن تكييف صفتها الألسن «وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين» (5) فلا برح متطولا بكل معروف، وجاريا من عوائده الجميلة على أحسن مألوف.
__________
(1) نسخة ب فلا زال. س، ح فلا برح.
(2) تقبض: تتناول باليد. انظر «قاموس المحيط».
(3) نسخة ب وكان يؤثر. س، ح وكنا نؤثر.
(4) نسخة بدلايله. س، ح بدلائل كرمه
(5) اقتباس من القرآن الكريم. سورة الزخرف آية 43.(1/173)
التهاني
«ما يكتب جوابا لهم عن تهنئة العام» وردت مكاتبة المجلس مهنئا بقدوم هذا العام خصه الله فيه بكل خير عام، وجعله مؤذنا (1) ببقاء عمره، ومعلنا بصلاح حاله وخصب امحاله إلى آخر دهره، وساق إليه مجموع المطالب، وسهل له منها كل ممتنع الإدراك متصاعب، ولا زال يستقبل الأعوام بعمر طويل وسعادة تمكنه من كل ما دام وتنيل.
جواب: «عن تهنئة بشهر الصوم» وردت مكاتبة المجلس مهنيا بشهر الصوم، عرف الله المجلس بركة قدومه ويمن إظلاله، وهجومه وكتب له أجر صيامه وقيامه، وأعاد عليه من بركة لياليه الشريفة. وأيامه فتحققنا اهتمامه بمحبتنا، وانتباهه لمودتنا وله منا المودة الباقية، والرعاية / التي عليها من أن يتغير واقية والله يشكر للمجلس حسن (2) اهتمامه، ولا يقطع عنه عادات فضله وانعامه.
جواب عن تهنئة العيد:
وصل كتاب المجلس مهنئا بالعيد المبارك، أعاده الله على المجلس من بركاته، وأسعده في سكناته وحركاته، ولا برح يعتاد إليه في كل عام مبشرا بمواهب الله العميمة والأنعام، وسعادة لا يخشى انتقالها ونعمة لا يخاف زوالها، والله يبقيه لإخلاص الود (3) الذي كان كل يوم يربو (4)، وصدق الاعتقاد الذي لا يخشى على حد عزمه أن ينبو (5).
__________
(1) نسخة ب مؤبدا. س، ح مؤذنا ببقاء عمره
(2) سقطت كلمة حسن من نسخة ب.
(3) نسخة ب الوداد. س، ح الود.
(4) يربو: يزيد وينمو انظر «قاموس المحيط».
(5) ينبو: يكل ويقبح أنظر «قاموس المحيط».(1/174)
جواب عن التهنئة بالعافية من المرض.
وردت تهنئة المجلس بما أفاء الله علينا من رفع الشكية ودفعها وهبة العافية التي صرفت كل ضرر عن الجسم بنفعها ولسنا نشك في أن المجلس المحب المخلص والمتفرد بولائنا المتخصص، ومحبتنا فيه تغنيه عن إقامة الدليل وتقطع بأنه الوفي بعهده لا يمل ولا يميل، فالله يبقيه شرفا للأولياء وعمدة في أهل المودة والولاء.
سؤال عن حال مريض
للمجلس عندنا من قديم الإخلاص وعظيم الاختصاص، ما يستدعي له حسن الرعي بجميل ذلك السعي واتصل بنا ما ألمّ به من ألمه، وما عرض بجسمه من سقمه فأثر في خاطرنا له من الشفقة ما يوجبه المقة (1)، ومن التألم، ما يقتضيه الركون إليه والثقة، فكيف حال المجلس، فإن الخاطر إلى زوال ما به، متطلع، وإلى سماع أخبار عافيته متوقع، فالله يعافيه ويشفيه إن شاء الله.
تهنئة بالعافية
محل المجلس عندنا محل الزند من العضد / والحلب (2) من الكبد وكما أن ألمه (3) أحدث في الخواطر فتورا كذلك برؤه جدد للقلب سرورا فلا زالت الصحة لجسمه دثارا والعافية لصدوره صدارا.
جواب عن التهنئة بالنصر
ورد كتاب المجلس منطويا على حسن ولائه، وصادق عهده ووفائه ومحققا شكره، لله سرا وجهرا وإذاعته للمسرة والبشرى بما خولنا الله من النصر والتمكين وحكمنا في دماء الطغاة والمتمردين، وملكنا من حصونهم المنيعة حتى
__________
(1) المقه: العطف انظر «قاموس المحيط».
(2) المراد به الحالب والكبد.
(3) كررت أن ألمه مرتين بالنسخة ب(1/175)
استسلمت لأمرنا مذعنة مطيعة، فلله الحمد والشكر على ما أولى وتصدى من أعادينا وتولى، وقد تحققنا محبة المجلس حديثا وقديما، فالله يبقيه ناصرا لحزبه، قاهرا لأهل عداوته وحربه.
معاتبة:
ونعتب عليه والعتاب دليل، على صفاء الوداد، ومبرهن عن حسن الظن والاعتقاد ولولا بقاء المودة عندنا لم نعتب ولم تجر أقلامنا بها ولم تكتب، ولا زال معتبا لمن عتب قائما من حقوق المودة، بما وجب حاصلا من الزمان على أمان لا يبلغ الى مجالسه حديث الحدثان (1).
__________
(1) الحدثان: الليل والنهار أو طرفاهما «أنظر «قاموس المحيط».(1/176)
التعازي
أنسأ (1) الله في عمر المجلس، وهون عليه الجزع لحدوث هذا المصاب، وألهمه الصبر على قضائه، والاحتساب، وكف عنه أكف الأحداث وأحسن له العزاء عمن انتقل من تسكن القصور إلى توطن الأجداث (2) فلقد اهتممنا لاهتمام المجلس ووجمنا وجوم المفارق لإلفة المؤنس، غير أن التسليم لأمر الله أصوب وفيه إغضاب الشيطان ومرضاة الرب، والمجلس أولى من اعتمد على الصبر / الجميل وقصر به عمر (3) الحزن الطويل، عجل الله له المثوبة، ومن عليه هذه بجبر هذه المصيبة.
أخرى: واصبر وما صبرك إلا بالله (4) المجلس السامي، أنسأ الله في أجله، وقصر عمر حزنه ووجله يعلم أن الحتوف كأس دائر ومزل إليه كل الناس صائر، فمقدم قضى نحبه ومؤخر على نية الرحيل كالمقيم بدار غربة والأولى بذوي الفطن تخفيف الحزن. والمجلس فهو المشار إليه والمنبه في حسن الاستسلام والعزاء عليه فليهون على قلبه وليسلم لقضاء ربه، والله يلهمه حسن الصبر ويعظم له في هذا (5)، المتوفي الأجر ويمد في عمره ويمده بمادة خير تكون (6) سببا لجبر كسره إن شاء الله.
__________
(1) أنسأ: بمعنى أمد وأطال: أنظر «قاموس المحيط».
(2) الأجداث: القبور انظر «قاموس المحيط».
(3) نسخة ب عن الحزن. س، ح عمر الحزن.
(4) اقتباس من القرآن الكريم.
(5) سقط لفظ هذا من نسخة.
(6) نسخة ب بمادة خير تكون. بمادة تكون.(1/177)
المكاتبات ولمن يخاطب بالشيخ وبدونه:
أورد الله على الشيخ فلان الدين من السرور ما يفرج همه، ويزيح غمه ولا برح مخصوصا باليمن والتوفيق ومحروس الساحة من كل هم وضيق سببها تعريفه بكذا.
أخرى: الشيخ الأجل فلان الدين أجزل الله (1) إفادته، وبلغه من الخيرات (2) إرادته، وأحسن ثوابه، وفتح له من المعروف أبوابه يتحقق كذا وكذا.
أخرى: يعلم الشيخ فلان الدين أصغى الله مشاربه وأجناه من ثمر النجح أطايبه، وأخصب جانبه أن الأمر كذا وكذا.
الجوابات لأرباب هذه المراتب:
وصل كتاب الشيخ فلان الدين وتحققنا مضمونه، وفهمنا مضمره ومكنونه، وتضاعف شكرنا له على ذلك فلا زال سالكا في التقرب الى خاطرنا أو المسالك.
آخر: / وصل كتاب الشيخ فلان الدين وتحققنا ما أنهاه، وتصورناه وفهمنا ما شرحه وتبيناه، وأوجبنا له الشكر وضاعفناه (3) وما برح مشكور العزيمة، مشهورا بالثبات من المحبة على الطريقة المستقيمة.
آخر: وقفنا على ما سطره، وفهمنا ما شرحه وصوره، وشكرنا همته وحمدنا عزمته، ولا زال منتبه الفكر، حميد الساعة والذكر إن شاء الله (4).
__________
(1) سقطت كلمة الله من نسخة ب
(2) نسخة ب الخير. س، ح الخيرات.
(3) نسخة ب وضاعقباه س، ح وضاعفناه.
(4) زادت كلمة تعالى بعد الله من نسخة ب.(1/178)
ما يقال في طلب الحاجة
تزيد من همتك، تتوخى من محبتك، نتوسم في مخايلك، نتوقع من اهتمامك وليس بعد هذا إلا الأمر نأمرك أن تفعل.
ذكر ما يقال في أثناء الكتاب
تصديقا لمن يذكر في كتابه، التخصص بالمحبة أو ما أشبه ذلك، ولسنا نشك في محض وده، وخالص ولائه ووافي عهده، ولذلك ما برح اعتقادنا فيه حسنا، وشكرنا له متصلا سرا وعلنا، ولسنا نشك في محبته، وصدق عقيدته، ونيته وإنّا لنضمر له الوداد ونحسن فيه الاعتقاد، وفهمنا ما أشار إليه ونبه من خالص الولاء عليه، وإنا لنعتقد ذلك فيه، وعندنا من المودة له ما يغنيه عن إقامة الدليل، ويكفيه ولسنا نشك في صدق ولاه فالله يكلؤه (1) ويتولاه، ونحن يعلم الله معتقدون لمحبته وراعون له في حضوره، وغيبته، ولسنا متوهمين في إخلاصه وتفرده بمحبتنا واختصاصه ولذلك ما نزال نشتاقه وتتمثل لنا شمايله المرضية وأخلاقه، ولسنا متوهيمن في محبته الخالصة من العيوب، والشاهد / عليها عندنا مجاراة القلوب للقلوب (2) ولذلك ما نزال تشتاق إليه الخواطر، وترتاح إلى أخلاقه المنسية (3) بهجة بالربيع الزاهر، ولسنا شاكين في وداده وتصديه لمحبتنا وانفراده.
ولذلك ما نزال نشتاق شمايله المرضية ومفاكهته الروضية ولسنا نتوهم في صدق محبته وأكيد إخلاصه، ومودته، ولسنا نشك في وده الخالص من الريب (4)
وإخلاصه الذي ينبئنا به القلب عن ظهر الغيب ولسنا نشك فى صدق اعتقاده ولا
__________
(1) يكلؤه: يحرسه أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب القلوب للقلوب س، ح القلوب القلوب
(3) نسخة ب المنشية. س، ح المنسية.
(4) نسخة ب الرتب. س، ح الريب.(1/179)
يداخلنا شك (1) في وداده، ولسنا ننكر ما تجن ضمايره من الإخلاص، وتنطوي عليه سرايره من الاختصاص ولسنا ننكر محبته وولاءه، ولا نجهل مراعاته ووفاءه.
ما يقال في الجوابات على الرقعة:
بالشكر لمن فعل فعلا على وجه الاختصار (2) بارك الله فيك، زاد الله في همتك، كثر الله من أمثالك تحققنا اجتهادك، شكرنا همتك أتيت بالصواب، أصبت الغرض، هكذا تكون الهمة، هكذا يكون المجتهد ما خاب الظن فيك، ما أخطأ فيك الحساب، أجدت واجتهدت، أتيت بالجيد، ما فعلت قليلا أفلحت وأنجحت وشدت فيما فعلت لله درك، أحسنت كل الإحسان (3)، ما أخطأت القصد، أصبت كل الإصابة، ما أخطأت فيك الفراسة، استوجبت الشكر، عملت الصواب هكذا كان فيك الرجاء، ما ضاع تخيلنا فيك (4) ما ضاعت الشفقة عليك، هكذا يكون الغلام، هكذا يكون الناصح، مثلك من لا يضيع / فيه، مثلك من لا يهمل، مثل يستحق الشكر، مثلك من لا يضيع فيه، حقوقه لا أعدمنا همتك، وهو كثير غير محصور.
نسخة منشور بالإقطاع على قافية واحدة:
الحمد لله على نعمه، حمدا يستدعي المزيد، ويستولي من الأماني كل بعيد، ويجدد الموهبة في كل يوم جديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذي العرض المجيد، الفعال لما يريد، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله الهادي الى صراط العزيز الحميد صلى الله عليه من رسول بلغ عن الله تعالى (5) ما أرسل به من وعد ووعيد، وجاهد في الله حق جهاده غير وكل ولا
__________
(1) نسخة ب شك. س، ح شد.
(2) نسخة ب الاختصاص. س، ح الاختصار.
(3) نسخة ب أحسنت ما أخطأت. وسقطت كل الاحسان.
(4) نسخة ب ما ضاع تخلنا. س، ح ما ضاع تخيلنا فيك.
(5) سقطت كلمة تعالى من نسخة ب.(1/180)
رعديد (1)، صلاة تفوز من الله بالفضل العتيد وبدمع كل جبار عنيد، وعلى آله (2)
وصحبه أهل الكرم البسيط، والفضل المزيد ما انتظمت العقود للبات الغيد (3)، وشدا في الغصون كل طائر غريد، وبعد فلما كان فلان بن فلان المبدئ في الولاء المفيد، والقائم من حقوق الطاعة وامتثال الأوامر المطاعة، قيام بطل صنديد والمحامي عن المملكة محاماة الفحل عن شوله (4) ببأس شديد والمستند (5) من ظل الكفاءة الى رأي سديد، وكان أقرب الى مرادنا من حبل الوريد، وإلى اعتقادنا أدنى من قاب قوسين في التحديد، والمحافظ على الشيء يجد فيه ويجيد، ويستعد للأزمات والعزمات التي يسترد بها غصوب الحقوق ويستعيد (6)، خرج الأمر العالي على العادة من الألقاب بأن يجري في إقطاعه له ولمن معه من الأجناد الكاملي العدة والعديد، جهة كذا وكذا رعاية لحقه وإعانة له على سبقه بالحظ الوافي لا الزهيد، فليقابل هذا الانعام العام / بدعاء يتألق (7) أنواره في مجاري التقديس لله عز وجل (8) والتحميد، وشكرا يتدفق به أنواء الزيادة للمستزيد وليلقه بالاعتراف بمواقع النعمة المنتظمة الفريد، وليجر الرعايا من الرعية على النهج السديد، وليحملهم على مركب الحق حمل مفيد مستفيد، وليأخذ على أيدي المفسدين أخذ محكم التسديد، وليشد مع الشريعة المحمدية شدا دائم التأييد، إمضاء لحكمها واستنادا الى رسمها في التحليل والتحريم والتقريب والتبعيد، وليعتمد على العلامة الشريفة اعتمادا يوصف له بقوله (إنك لأنت الحليم الرشيد) (9) إن شاء الله تعالى
__________
(1) رعديد: بمعنى جبان: أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب أهله. س، ح آله.
(3) نسخة ب للنبات. س، ح للبات وهي بمعنى موضع الجيد من المرأة أنظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب سوله. س، ح شوله.
(5) نسخة ب المستمد. س، ح المستند.
(6) نسخة ب ويستفيد. س، ح ويستعيد.
(7) نسخة ب يعلق. س، ح يتألق.
(8) سقطت كلمه عز وجل من نسخة ب.
(9) سورة هود: آية 87.(1/181)
«نسخة منشور آخر على قافية واحدة أيضا:» الحمد لله المشكور الآلاء (1)
المشهور النعماء الموفور العطاء، المنصور الأولياء، المقهور الأعداء حمدا يملأ ما بين الأرض والسماء وشكرا تفرد من الزيادة بمضاعف الأجزاء، وثناء على الله بالحسنى من الأسماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مؤد حق الله بالإقرار بوحدانيته أحسن الأداء، مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله «وبالحلو والمر من القضاء، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله (2) سيد الرسل والأنبياء، الصادق الأخبار عن الله والأنبياء الداعي الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجاب الدعاء صلى الله عليه من رسول فضل بليلة الإسراء (3).
وخص بانشقاق القمر وحنين الجزع وتسبيح الحصا في كفه، ونبع الماء، صلاة باقية الدوام، دائمة البقاء، وعلى آله أهل الكساي (4)، المطهرين من الرجس، الصفا في جواهر الأصفياء وعلى أصحابه أهل الوفاق والوفاء / والمجاهدين في الله في حال السراء، والضراء، ما همر الغمام (5)، وهدر الحمام في الإصباح والإمساء وسلم وكرم وشرف تشريفا، وبعد فإن أحق من أحق بالاصطناع من الأولياء وأول من أولى حسن النظر المميز على النظراء، وخص من الاصطفاء بموفور الأجزاء، من عرف بسداد الآراء، وأشهر بصدق الولاء، واختير فكان مأمون الغيب نقي الجيب معروفا بالصفاء وأثنى عليه لسان الاختيار أحسن الثناء ولما كان فلان بن فلان المشار إليه بهذه الإشارات المشتملة على العلياء والموصوف بهذه الصفات الصافية من الأكدار والأقذاء (6)، وزعيم جيوش الإسلام المعروف بالاغداء على الأعداء والبطل الموصوف بالإغارة في الوغى والإيذاء
__________
(1) الآلاء: بمعنى الهيئة انظر «قاموس المحيط».
(2) سقطت الفقرة من بالحلو والمر إلى عبده ورسوله من نسخة ب.
(3) ليلة الإسراء والمعراج: هي خروج النبي من مكة إلى بيت المقدس ليلا ورجوعه إلى مكة عن ليلة، حدثت في السنة الحادية عشر من البعثة، وقيل قبل الهجرة بسنة في شهر رجب، وفي ليلة الاثنين، وهي من معجزات النبي عليه السلام. انظر «القاموس الإسلامي» أحمد عطية الله.
(4) نسخة ب أهل الكسا. س، ح أهل الكساي.
(5) همر الغمام: نزل المطر بشدة: أنظر «قاموس المحيط».
(6) الأقذاء: ما يقع في العين وفي الشراب من قذى أنظر «قاموس المحيط».(1/182)
والسابح في مثل الغدير من مفاضته على سابح. من الدماء كالدأماء (1) خرج الأمر العالي، العادة (2) بأن يعين له من الإقطاع الخاصة ولمن معه من الأجناد والأتباع الحسني الاخلاص والانتماء جهة كذا كذا، وتمامه على حكم الأولى.
نسخة منشور مختلف القافية:
نحمد الله وشكرا لعوارفه، واعترافا بجلائل لطائفه، وذكرا لآلائه وعواطفه واعتدادا بسالف كرمه، وأنفه واعتقادا مخلصا من الزيغ (3) ومتألفه، واستنادا إلى جميل صنعه الصنيع نسخ مطارفه وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي المبعوث رحمة للخلق، الناطق بلسان الحق في الغرب والشرق، ويبالي تالد (4)
الخير وطاري طارفه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وشيعته وحزبه، ورهبان سلمه وفرسان / حربه الموافقين لمواقفه والمخالفين لمخالفه، وسلم تسليما كثيرا وبعد:
فإنا لما ألقى الله عز وجل إلينا مقاليد الأمور، وعذقه (5) بنا من تدبير مصالح الأمة من أمر ومأمور وحبب إلينا الإحسان الى كل إنسان من جم الجمهور، وسدد مقاصدنا في وضع الشيء في موضعه، إذا وضعه في غير موضعه من الأمر المنكور، فلا زال يختار لاحساننا موضعا ويرتاد (6) له موقعا، يزكو فيه غرسه، ويتساوى يومه في النمو وأمسه. ولما كان فلان بن فلان للاحسان محلا، ولإسداء الصنايع أهلا، ومن يقال في مثله أكرمت فارتبط، وربطت فاغتبط ومن نطقت بوصفه ألسن الصفاح (7)، وشهدت بمواقفه (8)
__________
(1) نسخة ب سابح من الدماء في الدماء. س، ح سابح من الدماء كالدأماء والدأماء بمعنى البحر: أي أنه سابح في بحر من الدماء. أنظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب سقطت كلمة العادة.
(3) الزيغ: بمعني الشك والجور عن الحق انظر «قاموس المحيط».
(4) نسخة ب وتتألى. س، ح ويبالي تالد الخير.
(5) عذقة ضأى ما حملناه إياه من أمور انظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب ويرقاد. س، ح ويرتاد.
(7) الصفاح: من الصفح.
(8) نسخة ب وشهدت له بمواقفه. س، ح شهدت بمواقفه.(1/183)
معدلات الرماح، ومن هو ابن الحرب وأبوها، ومطيعها إذا ما عصاها في الإقدام بنوها، السامي الرتبة، الشامخ الهضبة، والذي يمت بأوكد سبب أقوى ويستند الى كنف التقوى، خرج الأمر العالي على العادة بأن يعين له من الإقطاع الخاصة ولمن معه من خواصه، جهة كذا وكذا إقامة لحرمه وإعانة له (1) على خدمة فليقابل ذلك بالدعاء على ما تقدم ليس بعينه بل يغاير الألفاظ فأما المعاني فمتحدة، وهذا أنموذج نبني عليه إن شاء الله تعالى.
منشور بولاية مدينة وتقدمه على قافية واحدة: الحمد لله، مولى النعم العميمة، وموالي أياديه الجسيمة، وممطر مواهبه، فهي تنهل انهلال الديمة (2)، وموصل الحديثة لنا منها بالقديمة، حمدا يستدفع به كل عظيم ونستكفي به / كل نقيصة وهضيمة (3)، وصلواته على محمد المبعوث بالملة الحنيفية المستقيمة، المختار من أشرف جرثومة، وأطهر أرومة (4)، وعلى آله أهل كل فضل وأكرومة ورضي الله عن أصحابه الكافين له كل مهم، والكاشفين عنه همومه الناصرين لدين الله، والمطهرين منه مكتومه، وبعد فإن أولى من ولي تصريف الأمور، وملك فيها الحكومة، وألقيت إليه المقاليد، منقوضة، ومبرومة، وأمضى أمره ونهيه في تأخير ما يرى تأخيره وتقديم ما يتصور تقديمه، من كان مشكور الهمة، مشهور مضاء العزيمة، عالما بحمل الأمور المجهولة والمعلومة، سليم الفطنة أن توصف بالمتجلفة (5) السليمة، وله في الحرب المقامات الموسومة المرسومة (6) والثابت عند الفرار من الاقدام وحصول الهزيمة، ولما كان النائب الأجل ويوصف على قدر مرتبته عند استاذه فلان أدام الله مسرته ونعيمه (7)، هو المعني بهذه الصفات المعروفة المفهومة، والمعبر عنه
__________
(1) نسخة ب سقطت كلمة إعانة له.
(2) الديمة: بمعنى مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق أو يدوم خمسة أيام أو غير ذلك.
انظر «قاموس المحيط».
(3) هضيمة: بمعنى اغتصاب أنظر «قاموس المحيط».
(4) أرومه: بمعنى أصل أو قبيلة أنظر «قاموس المحيط».
(5) المتجلفة: المهزولة انظر «قاموس المحيط».
(6) نسخة ب المرسومة المرسومة. س، ح الموسومة المرسومة.
(7) نسخة ب أدام الله مرتبته ونعيمه.(1/184)
بهذه العبارات الحميدة لا المذمومة خرج الأمر العالي بالألقاب المعتادة يكتب هذا المنشور الكريم يتضمن الإنعام عليه بولاية مدينة كذا، والتقدمة على من بها من الأجناد المرتبة المقيمة، فليتول ذلك بنية صحيحة غير سقيمة، ملية بالنصح والاجتهاد غير قاصد ولا عديمه وليتق الله حق تقاته فإنها التجارة المربحة والبضاعة المثمنة القيمة، وليتجنب في حكمه الأخذ بالأغراض، ويذكر الضغينة والسخيمة (1) وليساو بين الخصوم إذا استرفع الغريم الى غريمه وليقمع نفسه عن ورود / حياض الطمع المسمومة ويتبع الأمانة فإنها خير سجية وشيمة، وحسم مواد المفسدين أصل فليعتمده، فالعهدة عليه في ذلك (2) ملزومة وليشد من الشريعة المطهرة التي هي محمية من الشين معصومة، وليقابل هذا الانعام بشكر يستدر له غيومه، ويستوجب له ممنوعه ومحرومه «موفقا إن شاء الله، والعمدة على العلامة الشريفة أعلاه ويؤرخ» (3).
منشور بولاية من غير تقدمة على قواف مختلفة: الحمد لله خالق البرية ومصورها ومصرف الأمور ومدبرها، المحسن فلا يحصى إحسانه، ولا يحصر تطوله وامتنانه (4) حمدا يقوم بواجب الشكر، ويستدعي المزيد من البر، وصلواته على رسوله محمد الهادي (5) بدر الدجنة (6) وشمس النادي وعلى آله الأنجم الزهر، ورضي الله عن أصحابه البهاليل الغر، وبعد.
فإن أولى من ولي مقاليد الأمور، وأنفذ أمره في المباح منها والمحظور (7)
من صدق التوسم (8) فيه، وصح وظهر تخيل الخير (9) عليه، ووضح ولاحت
__________
(1) السخيمة: بمعنى الحقد انظر «قاموس المحيط».
(2) نسخة ب فالعمدة في ذلك.
(3) سقطت من نسخة ب الفقرة من «موفقا إن شاء إلى ويؤرخ».
(4) نسخة ب وأمانه. س، ح وأمتنانه.
(5) نسخة ب بياض مكان كلمة الهادي.
(6) بدر الدجنة: أي بدر الظلام، أي الذي ينير هذا الظلام انظر «قاموس المحيط».
(7) نسخة ب والحظور. س، ح والمحظور.
(8) نسخة ب وصدق الوسم. س، ح صدق التوسم.
(9) نسخة ب نجيل الخير. س، ح تخيل الخير عليه.(1/185)
أسرار اليمن من أسرته، وبان أنه المقدم في أبناء جنسه وأسرته، واتفق الاجماع على أمانته، وقطعوا بنزاهته وعدم خيانته، ولما كان النايب الأجل فلان أدام الله توفيقه، وسدد إلى مرامي الخير توفيقه (1) هذه صفته وشيمته وسمته (2).
خرج الأمر العالي يكتب هذا المنشور الكريم يتضمن الانعام بولاية مدينة كذا ايجابا من حقه، وتمييزا له على من لم يكن أهلا لذلك ولا بمستحقه (3)، لينول ما عذق به بعزم يفرج له كل عظيم، ويكشف له من الأمور كل ملتبس (4)
بهيم / وليتق الله الذي ما خاب من اتقاه، وليتكل عليه (5) في تدبيراته فمن توكل عليه كفاه، وليحذر من أن يزيغ في حكمه أو يحيف، بل يكون مساويا بين القوي والضعيف وليشد من الشريعة المطهرة بإبقائها على قواعدها المقررة (6)، وليقابل هذا الانعام بشكر متصل ودعاء غير منفصل موفقا إن شاء الله. والعمدة على العلامة الشريفة أعلاه ويؤرخ.
منشور بولاية الحصون الكبار: أما بعد حمد الله وشكره على جزيل إحسانه وبره وصلواته على محمد الأخير مبعثا والقديم فضلا، الطاهر أرومة زاكية وأصلا، وعلى آله الاخيار السادة الأطهار ورضي الله عن أصحابه وأوليائه وأهل محبته وولائه، فإن أولى من اعتمد عليه، وصرفت وجوه الاهتمام إليه في حفظ الحصون وحراستها وحمايتها من الحوادث ورعايتها من كان يقظان العزيمة غير نائمها، حذرا من تشعب الأمور وتفاقمها مجربا للمعضلات العويصة، لا يؤتى من زلل في رأيه ولا نقيصة، ولما كان النائب الأجل فلأن سدد الله عزمته أو صرف إلى توخي المصالح همته، ممن وقع عليه الاجماع أنه قوي الاضطلاع للأمور حسن التبصر فيها، والإطلاع.
__________
(1) نسخة ب توفيق، س، ح تفويقه.
(2) نسخة ب بهمته، س، ح وسمته.
(3) نسخة ب ولا يستحقه، س، ح ولا بمستحقه.
(4) ملتبس بهيم. كل شيء مشتبه فيه وأبوابه مغلقة انظر «قاموس المحيط».
(5) نسخة ب وليتوكل عليه. س، ح وليتكل عليه.
(6) سقطت كلمة قواعدها من نسخة ب.(1/186)
خرج الأمر العالي بالانعام عليه ولاية حصن كذا المحروس فليقابل هذه الصدقة بوجوه القبول المستبشرة المشرقة باذلا ما يجب عليه من النصح والاجتهاد، سالكا طريق الأمانة التي من سلكها أفاد، وأدرك من الخير ما أراد، وليحتفظ / بما في الحصن من الشحن والآلات وتحترز عليها من الضياع والفوات وليتق الله في ملاحظة المرتبين وموالاتهم وملاحظاتهم بالبر ومراعاتهم موفقا إن شاء الله، والعمدة على العلامة الشريفة أعلاه ويؤرخ (1).
منشور بولاية بعض الحصون: دون الأوله، أولى من طوق طوق النعم جيده، ووشيت بوشي الإحسان بروده، وخص من المواهب بأسناها، ومن المراتب بأسماها. من كان طاهر الذيل من دنس الخيانة، مبرأ من التبعات التي تنزل صاحبها منزل الإهانة، ومن له الرأي السديد، والبأس الشديد ولما كان النائب الأجل فلان وفقه الله لما يرضيه وأسعده في كل ما يقضيه ويمضيه (2) ممن شهر بالاهتمام وحكم التفرس (3) فيه أنه منزه عن الطعن في تصرفه (4) والملام، خرج الأمر العالي. بالتصدق عليه بولاية حصن كذا المحروس والأخذ عليه ذلك بحسن السيرة واجتناب الظلم في كل صغيرة وكبيرة والاجتهاد في النصيحة والموالاة الصحيحة، وانصاف المرتدين (5) ومعاملتهم بالرفق واللين، وحفظ ما في الحصن المعمور من الشحن (6) والآلات المدخرة لحوادث الأمور فلنقابل هذا الانعام بالشكر المتصل التام، موفقا إن شاء الله.
والعمدة على العلامة الشريفة أعلاه ويؤرخ (7).
__________
(1) سقطت الفقرات من «أما بعد حمدا لله إلى العلامة الشريفة أعلاه ويؤرخ».
(2) نسخة ب كل يفضيه. س، ح ما يقضيه ويمضيه.
(3) نسخة ب حكم النفوس، س، ح، حكم التفرس.
(4) نسخة ب تصريفه. س، ح تصرفه
(5) نسخة ب المرتبين. س، ح المرتدين.
(6) نسخة ب السحن. س، ح الشحن. ولعل النقط سقطت من نسخة ب.
(7) أنظر الصفحات الملحقة.(1/187)
القسم العاشر في أبيات متضمنة لمعان مختلفات من فنون المكاتبات
فمن ذلك:
التشوقات في صدور الكتب (1)
سلام على تلك الخلائق إنّها ... هي الثمرات الطيبات إذا تجنى /
فلا فلّ (2) صرف الدهر حد شباتها ... ولا صحبت إلا السلامة والمنى
آخر ومني سلام كل يوم وليلة ... يوافيك من قرب الديار ومن بعد
كلام (3) إذا فاحت روائح عطره ... كفتك عن الكافور والمسك والند
آخر وإن أسعفت أيامنا بلقائكم (4) ... غفرت لأيام البعاد ذنوبها
آخر يا غائبا ما غاب طيب ثنائه ... وولائه أبدا ولا تذكاره
لك في النفوس منازل معمورة ... كم من يعمر بالنفوس دياره
__________
(1) نسخة ب في صدر المكاتبات.
(2) نسخة ب فلا فك. س، ح فلافل
(3) نسخة ب سلام. س، ح كلام.
(4) نسخة ب بلقاكم. س، ح بلقائكم.(1/188)
آخر وسلام على جنابك والمن ... هل فيه وريعه المأنوسي (1)
حيث فعل الزمان ليس بمذ ... موم ووجه الأيام غير عبوسي
مكاتبات الأحباب فارقتكم فنهاري كله فكر ... يا غائبين وليلي كله سهر
ما حيلتي قدر الرحمن فرقنا ... وما قدرت على أن يدفع القدر
آخر قد كنت أؤمن أن الدهر يجمعنا ... وما ظننت بأنا سوف نفترق
ودمع عيني على خدي منهمل ... ونار قلبي لا يطفئ لها حرق
آخر جسمي معي غير أن الروح (2) عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لا روح فيه ولي روح بلا بدن
آخر نفسي الفداء لغائب (3) عن ناظري ... ومحله في القلب دون حجابه
لولا تمتع مهجتي بلقائه ... لوهبتها لمبشري (4) بإيابه
آخر يا من تعرض دونه شحط (5) النوى ... واستشرقت (6) لحديثه أسماعي
لم تطوك الأيام عني إنما ... نقلتك من عيني إلى أضلاعي
__________
(1) هذا شعر مدور متصل فيه الشطر الأول والثاني من البيت.
(2) نسخة ب والقلب عندكم.
(3) نسخة ب نفس الفداء لغالب. س، ح نفس الفداء الغالب.
(4) نسخة ب لمسرتي. س، ح لمبشري.
(5) نسخة ب شخص. س، ح شحط.
(6) نسخة ب واسترقت، س، ح واستشرقت.(1/189)
الراضي أبو الحسن الموسوي ألا ليت شعري على نأيكم ... أناسون للعهد أم ذاكرونا
ولا لوم إن ساء ظني بكم ... لذاك المحب يسيء الظنونا
البهاء زهير (1)
وإني لأرعاكم على كل حالة ... وحقكم أنتم أعز الورى عندي
عليكم سلام الله والبعد بيننا ... وبالرغم مني أن أسلم من بعدي
الجوابات / أتاني كتاب منك عظمت قدره ... كما عظمت قدر المسيح التلاميذ
وعلقته مما أحاذر جنة ... كما علقت فوق النحور التعاويذ
آخر وافى كتابك مطويا على نزه ... يخامر (2) سامعه فيه وناظره
فالطرف يسعد فيما خط كاتبه ... والسمع ينعم في ما قال شاعره
آخر أبو العتاهية (3)
وما المهجور أحياه وصال ... ولا الظمآن أرواه الشراب
__________
(1) البهاء زهير: 656581هـ.
زهير بن محمد بن علي المهلبي الفتكي بهاء الدين شاعر كان من الكتاب يقول الشعر ويرققه، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بخدمة الملك الصالح أيوب بمصر، فقربه وجعله من خواص كتابه، ظل حظيا عنده إلى أن مات الصالح، فعكف البهاء في داره حتى توفي بمصر، له ديوان شعر ترجم إلى الانجليزية.
أنظر الزركلي «الاعلام» ج 3ص 88.
(2) نسخة ب ممارسا. س، ح يخامر.
(3) أبو العتاهية: 211130هـ.
إسماعيل بن القاسم. أبو إسحق الشهير بأبي العتاهية شاعر مبدع كان ينظم ما بين المائة والمائة وخمسين بيت في اليوم وهو يعد من تقدمي المولدين من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما كان يجيد القول في الزهد والمديح، توفي ببغداد وخلف تراثا كبيرا من الشعر.
جمع في مجلدات.(1/190)
وما المذعور زال الخوف عنه ... ولا النائي أتيح له إياب
بأعظم فرحة من إذا ما ... أتى منك ابتداء أو جواب
ومما يكتب في أثناء الكتاب (1) في وصف الكتاب وكدت من التقبيل أمحو سطوره ... ومن ماء أجفاني وما كدت أشتفي
مجاوبات الأحباب العباس بن الأحنف (2)
قولا لمن كتب الكتاب بخطه ... ارحم بقيت تضرعي وخضوعي
ما زلت أبكي من قرأت كتابكم ... حتى محوت سطوره بدموعي
آخر وافى كتابك فاستقر جوارحي ... طربا وبحت بكل (3) ما أخفيه
فلثمته ألفا وبات معانقي ... حتى كأنك أو خيالك فيه
المدح والشكر على الاحسان / وكل خير توخاني الزمان به ... فأنت باعثه لي أو مسببه
__________
أنظر ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 1ص 71، دائرة المعارف الاسلامية ج 1ص 377، الزركلي «الاعلام» ج 1ص 319.
(1) نسخة ب أثناء الكتب.
(2) العباس بن الأحنف: توفي سنة 192هـ.
ابن الأسود الحنفي اليمامي أبو الفضل شاعر غزل رقيق نشأ ببغداد وتوفي بها خالف الشعراء في طريقتهم فلم يمدح ولم يهج.
أنظر وفيات الأعيان ج 1ص 245، النجوم الزاهرة ج 2ص 127، الزركلي «الاعلام» ج 4ص 32.
(3) نسخة ب وبحت بكلما.(1/191)
البحتري (1)
أخجلتني بنداك حتى سودت ... ما بيننا تلك اليد البيضاء
وقطعتني بالبر حتى أنني ... متخوف أن لا يكون لقاء
آخر أهلا بإحسان يزيد نداه ... عن (2) أمل المؤمل
وتضاعف الاحسان منك ... فما عرفت بما أوهل
آخر نفس تعودت الندا ... فجرت على عاداتها
المتنبي (3)
تمشي الكرام على آثار غيرهم ... وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع
__________
(1) البحتري: 284206هـ.
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي البحتري. شاعر كبير يقال لشعره سلاسل الذهب.
أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم. المتنبي أبو تمام، البحتري. ولد بمنبج ورحل إلى العراق واتصل بالمتوكل العباسي. خلف دواوين شعر منها «ديوان الحماسة».
أنظر ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 2ص 175.
دائرة المعارف الاسلامية ج 3ص 368365، الزركلي «الاعلام» ج 9ص 141.
(2) نسخة ب من. س، ح عن.
(3) المتنبي: أحمد بن الحسين المتنبي، مفخرة الأدب العربي، ولد بالكوفة ونشأ بالشام، وتعلم العربية والأدب، قرض الشعر وهو صبي، وفد إلى سيف الدولة الحمداني سنة 337. فمدحه، قصد مصر ومدح كافور الاخشيد وهجاه. بعد أن رفض توليته بمصر زار العراق ومدح ابن العميد قتل بالنعمانية. خلف دواوين شعر كبيرة.
أنظر ابن خلكان ج 1ص 36.
الزركلي «الاعلام» ج 1ص 111110.(1/192)
وقال آخر كف تعودت السماح فلم تزل ... من كان ممسكه في الامساك (1)
أبو تمام (2)
ولو صورت نفسك لم تزدها ... على ما فيك من كرم الطباع
آخر إذا حللت بأرض وهي مجدبة ... كثيرة الخوف لا يأوي بها الساري
فلست ترحل إلا وهي مخصبة ... حتى كأنك فيها رحمة الباري /
آخر وكلما قلت هذا حد غايته ... في الجود فوالاني وأولاني
ولا أطيق جزاء إحسانه أبدا ... والله يجزيه إحسانا بإحسان
التهاني على اختلافها تهنئة بالعافية هنيت عافية أتاك قدومها ... وعليك رب العالمين يديمها
وافت مسلمة عليك مشوقة ... فإياك (3) من تسليمها تسليما
آخر يا ملكا عوفي من وعكة ... هنيت بالعافية الشافعية
ما أشجع الاسقام إذا ترتقي ... يوما لتلك الهمم العالية
سيجعل الله إله السما ... عليك منها جنة واقية
__________
(1) سقط بيت الشعر هذا من نسخة ب.
(2) أبو تمام: 231188هـ.
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، الشاعر، أحد أمراء البيان، ولد بسورية، ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد وأجازه وقدمه على شعراء وقته وأقام بالعراق.
كان فصيحا يحفظ أراجيز العرب. توفي بالعراق وخلف تراثا ضخما من الشعر.
أنظر ابن العماد الحنبلي «الشذرات» ج 2ص 72.
الزركلي «الاعلام» ج 2ص 171.
(3) نسخة ب فآتاك. س، ح فإياك.(1/193)
آخر يا جوهرا قام الوجود به ... الناس بعدك كلهم عرض
لو خير الثقلان أنهم مرضوا ... وأنت مسلم لرضوا
آخر الحمد لله الذي أهدى إليك شفاءه ... يا من إذا الدهر اشتكى واعتل كنت دواءه
آخر إذا أوتيت عافية وبراء ... فذاك هو السعادة والنعيم /
وليس يضر سقم الجسم شيئا ... وبيت الروح معمور سليم
تهنئة بشهر الصوم (1)
وافاك شهر الصوم يعلم أنه ... ما صامه لك في البرية ثاني
فاسعد (2) به في ظل عز لم يزل ... بك آمنا من طارق الحدثان
آخر هنيت من رمضان مقدم شهره ... ورزقت أجر صيامه وقيامه
كتب الإله ثواب كل فضيلة ... لك في لياليه وأيامه
تهنئة بعيد الفطر تهن بسعد صفوه لا يكدر ... نهارا عليه حلة النور ينشر
مضى رمضان فاقتبل يوم عيده ... ولا زلت في خير تصوم وتفطر
آخر تهن بعيد الفطر لا زلت عايدا ... ولا زلت تلقاه ولا زال يلقاكا
وللناس قصد فيه عند قدومه ... جميعا ولا قصد (3) له غير رؤياكا
__________
(1) سقطت هذه الجملة من نسخة ب.
(2) نسخة ب فأسعدته ب. س، ح فأسعد به.
(3) كرر ولا قصد له مرتين في نسخة ب. ولعلها زيادة فحذفناها.(1/194)
تهنئة بشهر رجب / رجب أتاك بنعمة فتهنها ... ودنا إليك بكل خير يرتضى
أيامه بيض فلا برحت كذا ... تأتي فتبصر منك وجها أبيضا
آخر هنيت من رجب الميمون غرته ... وما يليه من الأعوام والحقب
واسعد به وبدهر جاء مقتبلا ... مبلغا كل ما يرجوه من طلب
تهنئة (1) بشهر شعبان تهن شعبان في يمن وإيمان ... وللمسرة فيه خير عنوان
قد كان يأتيك شعب السعد في رجب ... فاليوم يأتيك في شعبان
آخر يا من تهنا به التهاني ... شعبان وافاك بالأماني
تهن لقياه في سعود ... من غير الدهر في أمان
آخر في شعبان هنيه شعبان في أمن وفي دعة ... لا زلت ما دمت تلقاه ويلقاكا
يغيب عنك ويأتي بعد غيبته ... وماله شجن في الناس إلّاكا
تهنئة بعيد الأضحى جاء عيد الأضحى يروم مقاما ... ثم ولى ولم يكن بك سمحا
ليس نفسا تطيق عنك زيالا ... لو أطاق الأضحى لبات وأضحى
تهنئة بالمحرم / شهر المحرم قد وافاك بالظفر ... ذا أول العام بل ذا أول العمر
خلعت عاما وعاما جاء تلبسه ... كذا تكون لك الدنيا فخذ وذر
__________
(1) سقطت كلمة شهر من نسخة ب.(1/195)
تهنئة بيوم عاشوراء تهن بيوم سعد يوم عاشورا ... لا زلت فيه قرير العين مسرورا
لليوم نور على الأيام أجمعها ... وأنت ألبسه (1) من نورك النورا
آخر رمضان والأضحى وقد مضيا ... حسدا عليك نهار عاشورا
إن راح عيد راح مكتبيا ... أو جاء عيد جاء مسرورا
تهنئة بعلو منزلة هنيت منزلة العلو وبعدها ... لك في العلو منازل ومنازل
مثل الهلال يسير في أبراجه ... حتى تراه وهو بدر كامل
آخر تهن بما نلت من منصب ... وبلغك الله آمالكا
فلم تك أصلح إلّا له ... ولم يكن يصلح إلا لكا
تهنئة بزيادة ملك (2)
هنيا لك الملك الذي زادك الله ... مقدم مال فوق ما تتمناه
وهنيت ما أعطاك ربك من علا ... وملك ومال وهو بعض عطاياه /
تهنئة بالظفر هنيت بالظفر الذي أوتيته ... ملأ البلاد بواديا وحواضرا
ما إن نهضت لمطلب متصعب ... إلا فكان لك المهيمن ناصرا
جردت عزمك مثل سيفك ماضيا ... فغدوت في كل المواطن ظافرا
__________
(1) نسخة ب أنت ألبسته.
(2) سقطت من ب جملة «تهنئة بزيادة ملك، وبيتا الشعر المختصين بها».(1/196)
آخر دمغت سعادتك العدا ... ورجعت منصور العساكر
وظفرت بالأمل الذي ... أملته لا زلت ظافر
تهنئة بسكنى دار هذه الدار فهنيت بها ... وتوطن لك السعد قرين
ولسان الفأل يدعوك بها ... ادخلوها بسلام آمنين
آخر بالسعد حل وبالهناء ... دارا مشيدة البناء
وبنعمة محروسة ... وبطول عمرك والبقاء
آخر هي دار سعيدة فاسكن الدار ... هنيئا لك القرار مريا (1)
كنت بدرا لها وكانت سماء ... لبست أنجم السعود حليا
تهنئة بزواجه / أهدت لك الأيام من إتحافها ... شمسا أتتك تنير من إسرافها
فتهنها ميمونة مقرونة ... بالسعد ليلة عقدها وزفافها
ما كفؤها أحد سواك من الورى ... والبدر ضد الشمس في أوصافها
آخر جمع شمل ووصل حبل متين ... وسرور يزور في كل حين
زفت الزهرة المنيرة للبدر ... فقلنا (2) بالطائر الميمون
آخر تهن في نعمة وسعد عرسا ... عرس به للسعود عرس
__________
(1) نسخة ب مرياء. س، مريا.
(2) نسخة ب فعلونا. س، ح فقلنا.(1/197)
وساعة بوركت وليلا ... زفت إلى البدر فيه شمس
تهنئة بولد (1)
هنيت بالولد الذي أعطيته ... طلقا ينير كما ينير الكوكب
فرحت له الآفاق حتى كل من ... تحت السماء مؤهل ومرحب
وسما على نجم السما في مهده ... وما العذر لا يسمو وأنت له أب
آخر تهن بالقادم لما أتى ... مستقبلا للطالع السعد
أقول لما لاح لي شخصه ... من أنزل النجم إلى المهد /
آخر هنيت (2) بالولد السعيد قدومه ... مستقبلا للطائر الميمون
وعليه من شر الحواسد عوذة ... ومن العيون وشرها المكنون
تهنئة بمولودة هنيه قادمة تبسم نورها ... فأنارت الأقطار نورا ثاقبا
والشمس أنثى وهي تملأ نورها ... كل البلاد مشارقا ومغاربا
آخر تهن بالطلعة الغراء طالعة ... جاءت إليك بطول السعد والعمر
وإن يكن خلقت أنثى كما ذكرت ... فرب أنثى لها فضل على الذكر
تهنئة بالقدوم من السفر تهن بمقدم وافى سعيدا ... من السفر الذي شاق القلوبا
قدمت قدوم البدر في الدياجي ... وغيث باكر البلد الجديبا
__________
(1) نسخة ب طفلا. س، ح طلقا.
(2) نسخة ب نهنيه. س، ح هنيت.(1/198)
آخر (1)
مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا ... وقليل في حقك الترحيب
أنت في القرب والنوى ودنا فيك ... أكيد ترعاك منا القلوب
تهنئة بشرب الدواء أعقبك الله صحة البدن ... ودمت في نعمة مدى الزمن
وجال نفع الدواء فيك كما ... يجول ماء الربيع في الغصن /
وتهنئة بدخول الحمام بهناء دخلت الحمام سعد ... طالع السعد ليس يبرح عنها
بدخول الشفاء تدخل فيها ... وخروج الأسواء يخرج منها
وفي الفصد (2)
يا فاصدا ليد حلت أياديها ... ونال منها الردى قسرا أعاديها
يد الندى هي فارفق لا ترق دمها ... فإن أرزاق طلاب الندى فيها
تهنئة ببلوغ الأمل زادك الله هناء دائما ... بالمسرات وإدراك الأمل
والليالي وقفت فاعله ... كلما شئت فما شئت فقل
الجواب عن التهنئة مجملا يا من نأى المزار وبعده ... وافى الكتاب مهنئا من عنده
أهديت لي روح الحياة وطيبها ... هذا صنيع لا أقوم بحمده
__________
(1) من بداية هذا الشعر. سقط من نسخة ب خمس صفحات. وأرى أن هذه الصفحات سرقت من المخطوطة لأن الترقيم مسلسل ثم جاء عند هذه الصفحات وسقط منه الترقيم. وأكملت المخطوطة للنهاية. بباقي الصفحات.
(2) الفصد: معناه شق، قال الليث الفصد هو قطع العروق انظر بن منظور «لسان العرب» ج 4ص 333.(1/199)
آخر أهدى كتابك إذ وافى بتهنئة ... إليّ روحا يعيد في الجسد
هذي الصنيعة لا أنفك أشكرها ... شكر الرياض وأحليها مدى ابد
الهدايا يهدي الكرايم للكريم وإنما ... يهدى له ما كان من نعمائه
كالبحر يمطره السحاب وماله ... فضل عليه لأنه من مائه
هدية كتب من ملك الى ملك صدرت من الكتب النفاس هدية ... مثل النجوم جلودها أبراجها
في فتحها فتح البلاد جميعا ... فالا وفي استخراجها استخراجها
آخر إذا قل الذي أهديه قدرا ... فقدرك دايما غير القليل
وقد رفعت معاور كل عيب ... إذا أهدى الخليل إلى الخليل
الجواب عن هدية الكتب قد جاءت الكتب التي ... بعث المليك بها هدية
أبكار علم تجتنى ... منها معانيه الشهية
ما كان يهدي مثلها ... إلا أياديه السنية
قال آخر نقمال في عنق الزمان قلادة ... وعلى يمين الدهر منه سوار
رسخ امتداحك في يدي أكبادها ... فكأنّ شكرك بيننا استغفار
شكر آخر على الهدية لله در هدية جاءت لنا من خير مهدي
شكرا لمهديها الذي ما زال نحو الرشد يهدي
آخر لقد حلت وجلت كل هم ... هديتك التي وافت إلينا
شكرناها ولم يقصر وكانت ... معظمة ومهديها لدينا /
آخر وهدية من عند ذي نعم ... أهدى وأسدى الجود والبر
ملأت فؤادي كله فرحا ... فلأملأن بها الورى شكرا
الشفاعات شفاعة ملك إلى ملك وبنا تشفع نحوكم إذ أنتم ... أهل لأن نرجو لكل عظيم
إن الشفاعة كالحليلة لم تك ... إلا لكفء في الأنام كريم
جوابها وما عذرنا في حاجة لو تخلفت ... مع النجم إذ أنتم بها شفعا
شفاعة صديق إلى صديق تشفع بي إليك وأنت أولى ... بكشف الكرب في وقت المضيق
وليست لذة الحاجات إلا ... إذا شفع الصديق إلى الصديق
وما يتمثل به في الشفاعة وقد كنت أرجو للصديق شفاعتي ... قد صرت أرضى أن أشفع في نفسي
آخر جئنا به يشفع في حاجة ... فاحتاج في الاذن الى شافع
التوسل وإذا الكريم نبت به أيامه ... لم ينتعش إلا بعون كريم /
فاعن على الخطب العظيم فإنما ... يرجى العظيم لدفع كل عظيم
العتاب معاتبة ملك لملك في كل المكاتبات والمراسلات(1/200)
آخر أهدى كتابك إذ وافى بتهنئة ... إليّ روحا يعيد في الجسد
هذي الصنيعة لا أنفك أشكرها ... شكر الرياض وأحليها مدى ابد
الهدايا يهدي الكرايم للكريم وإنما ... يهدى له ما كان من نعمائه
كالبحر يمطره السحاب وماله ... فضل عليه لأنه من مائه
هدية كتب من ملك الى ملك صدرت من الكتب النفاس هدية ... مثل النجوم جلودها أبراجها
في فتحها فتح البلاد جميعا ... فالا وفي استخراجها استخراجها
آخر إذا قل الذي أهديه قدرا ... فقدرك دايما غير القليل
وقد رفعت معاور كل عيب ... إذا أهدى الخليل إلى الخليل
الجواب عن هدية الكتب قد جاءت الكتب التي ... بعث المليك بها هدية
أبكار علم تجتنى ... منها معانيه الشهية
ما كان يهدي مثلها ... إلا أياديه السنية
قال آخر نقمال في عنق الزمان قلادة ... وعلى يمين الدهر منه سوار
رسخ امتداحك في يدي أكبادها ... فكأنّ شكرك بيننا استغفار
شكر آخر على الهدية لله در هدية جاءت لنا من خير مهدي
شكرا لمهديها الذي ما زال نحو الرشد يهدي
آخر لقد حلت وجلت كل هم ... هديتك التي وافت إلينا
شكرناها ولم يقصر وكانت ... معظمة ومهديها لدينا /
آخر وهدية من عند ذي نعم ... أهدى وأسدى الجود والبر
ملأت فؤادي كله فرحا ... فلأملأن بها الورى شكرا
الشفاعات شفاعة ملك إلى ملك وبنا تشفع نحوكم إذ أنتم ... أهل لأن نرجو لكل عظيم
إن الشفاعة كالحليلة لم تك ... إلا لكفء في الأنام كريم
جوابها وما عذرنا في حاجة لو تخلفت ... مع النجم إذ أنتم بها شفعا
شفاعة صديق إلى صديق تشفع بي إليك وأنت أولى ... بكشف الكرب في وقت المضيق
وليست لذة الحاجات إلا ... إذا شفع الصديق إلى الصديق
وما يتمثل به في الشفاعة وقد كنت أرجو للصديق شفاعتي ... قد صرت أرضى أن أشفع في نفسي
آخر جئنا به يشفع في حاجة ... فاحتاج في الاذن الى شافع
التوسل وإذا الكريم نبت به أيامه ... لم ينتعش إلا بعون كريم /
فاعن على الخطب العظيم فإنما ... يرجى العظيم لدفع كل عظيم
العتاب معاتبة ملك لملك في كل المكاتبات والمراسلات
عتبنا ولولا الود لم يكن العتب ... على ملك في الدهر يحتمه صحب
تواصل قوما رسله وكتابه ... ولا رسل منه نجينا ولا كتب
جوابه وإذا لم يكن رسول وكتب ... فلك الود ما عليه حجاب
وفؤادي قبل الرسول رسول ... وودادي قبل الكتاب كتاب
التعازي لا بد من فقد ومن فاقد ... وهيهات ما في النفس من خالد
كن المعزي لا المعزى به ... إن كان لا بد من الواحد
أبو نواس (1)
لا زلت تبقى ونعزيكا ... ولا نعزي أحدا فيك
لو أن نفسي أعطيت سؤلها ... لم يحلل الحزن بواديكا
آخر وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ... رزية مال أو فراق حبيب
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا ... وأعيا دواء الموت كل طيب
تعزية ببنت / تتعزا إذا رزيت فخير ثوب ... تسربل للمصائب ثوب صبر
ولم أر نعمة شملت كريما ... كنعمة عورة سترت بقبر(1/201)
عتبنا ولولا الود لم يكن العتب ... على ملك في الدهر يحتمه صحب
تواصل قوما رسله وكتابه ... ولا رسل منه نجينا ولا كتب
جوابه وإذا لم يكن رسول وكتب ... فلك الود ما عليه حجاب
وفؤادي قبل الرسول رسول ... وودادي قبل الكتاب كتاب
التعازي لا بد من فقد ومن فاقد ... وهيهات ما في النفس من خالد
كن المعزي لا المعزى به ... إن كان لا بد من الواحد
أبو نواس (1)
لا زلت تبقى ونعزيكا ... ولا نعزي أحدا فيك
لو أن نفسي أعطيت سؤلها ... لم يحلل الحزن بواديكا
آخر وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ... رزية مال أو فراق حبيب
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا ... وأعيا دواء الموت كل طيب
تعزية ببنت / تتعزا إذا رزيت فخير ثوب ... تسربل للمصائب ثوب صبر
ولم أر نعمة شملت كريما ... كنعمة عورة سترت بقبر
__________
(1) أبو نواس: 198146هـ.
الحسن بن هانئ أبو نواس. شاعر العراق. نشأ بالبصرة، واتصل بخلفاء بغداد من بني العباس. قدم دمشق ومصر. قال الجاحظ «ما رأيت رجلا أعلم باللغة، ولا أفصح لهجة من أبو نواس، وقال الإمام الشافعي «لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم».
توفي ببغداد، خلف دواوين شعراء أجودها خمرياته، ومنها «الفكاهة والائتناس في مجون أبي نواس انظر ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 1ص 135.
دائرة المعارف الإسلامية ج 1ص 413.
الزركلي «الأعلام» ج 2ص 241.(1/202)
تعزية بحرمة خطبة للحمام ليس لها رد ... وان كانت المسماة ثكلا
وإذا لم تجد من الناس كفوءا ... ذات حذر أرادت الموت بعلا
ومثل ذلك للبحتري ويكون في أثناء الكتاب (1).
ولعمري ما العجز عندي إلا ... أن تبيت الرجال تبكي النساء
وإلى ها هنا انتهى المجموع. وذلك بلطف الله ومنه، وحسن توفيقه وعونه. بتاريخ يوم الجمعة السادس عشر من شهر شوال من شهور سنة ثمان وأربعين وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وذلك بمدينة زبيد المحروسة حرسها الله بالايمان والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فرغ مقابلة على أصله حسب الطاقة بحمد الله ومنه في يوم الخميس منتصف شهر رجب الأصب من سنة 749هـ وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
__________
(1) نسخة ب سقط منها جملة «ويكون في أثناء الكتاب».(1/203)
ملحق خاص بتراجم مشاهير كتاب السر والانشاء في مصر والشام في العصرين الأيوبي والمملوكي(1/205)
أولا:
(1) القاضي الفاضل / أبو علي عبد الرحيم القاضي الأشرف بهاء الدين أبي المجد بن السعيد اللخمي. العسقلاني (1) ت 596هـ.
ولد بعسقلان، ونشأ بمصر. وكان من أئمة كتاب الانشاء في العصرين الفاطمي والأيوبي، توزر للسلطان صلاح الدين الأيوبي كان سريع الخاطر، حاضر البديهة «ساق كل المتقدمين في الانشاء في عصره، ورسائله زادت عن مائة مجلد متفرقة في مكتبات العالم، وأوربا بالذات» (2).
طريقته في الانشاء عرفت بالطريقة الفاضلية، وهي تعتمد، على المحسنات البديعية، والتنميق والتجنيس. عاصر الفاضل عماد الدين الأصفهاني وكان بينهما مراسلات عديدة لمحاولة أحدهما التفوق على الآخر.
ولد في 15جمادي الآخرة سنة 529، وتوفي سنة 596هـ القاهرة.
ويعتبر الفاضل أول كاتب للانشاء في الدولة الأيوبية أيام صلاح الدين الأيوبي، وابنه العزيز عثمان، والمنصور محمد.
(2) أمين الدين سليمان (3)
__________
(1) ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 2ص 334333هـ.
(2) جورجي زيدان «تاريخ آداب اللغة العربية» ج 3ص 35.
(3) ذكرت المصادر التاريخية بأنه هو ثاني كاتب تولى رئاسة ديوان الانشاء، ولكن لم أحصل من أي مصدر من كتب التراجم على ترجمة خاصة به نهائيا، ولا عن سنة وفاته، ولا على أي معلومات عنه فاكتفيت بذكر اسمه فقط. وقد ورد في ترتيب كتاب السر في المراجع الآتية:
1 - السيوطي «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» ج 2ص 174.
2 - الخالدي «المقصد الرفيع» مخطوط ص 10.
3 - النجوم الزاهرة ج 7. ص 338.(1/207)
(3) عبد المحسن بن حمود بن عبد المحسن بن علي أمين الدين عبد المحسن التنوخي (1). ت 643هـ.
ولد سنة 570هـ وتوفي سنة 643هـ، اتفقت كتب التراجم فيما كتب عنه، وورد أنه كان ثالث كاتب يتولى صحابة ديوان الانشاء في مصر، وكان وزيرا لعز الدين ايبك صاحب صرخد (2)، ومن الأدباء البارزين.
خلف كتبا كثيرة منها «مفتاح الأفراح من امتداح الراح» وغيرها، وكان دينا خيرا، توفي وهو في الثالث والسبعين من عمره.
(4) بهاء الدين زهير، أبو الفضل بن محمد علي بن يحيى الأزدي المهلبي الكاتب (3) ت 656هـ
ولد سنة 581هـ بوادي نخلة قرب مكة، وتربى بقوص بصعيد مصر، كان من فضلاء عصره في النظم والنثر، خدم الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل، وتوجه في خدمته إلى البلاد الشرقية وأقام بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق، فانتقل إليها في خدمته، وكان ملازما له في كل شيء إلا أن نجم الدين تغير عليه وأبعده لأنه «كان سريع الغضب والمعاقبة على الوهم» (4).
تقلد صحابة ديوان الانشاء بعد أمين الدين عبد المحسن فكان من أئمة عصره في هذا المضمار، ولقد فاق معاصريه في نظمه وشعره.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 23.
(2) الزركلي «الأعلام» ج 4ص 295.
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 276
(4) المرجع السابق ج 5ص 276.(1/208)
(5) فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان (1). صاحب ديوان الانشاء بمصر. ت 691هـ.
ولد سنة 608هـ (2)، واشتغل وتفقه بالانشاء، وكان أول من سمي بكاتب السر في مصر.
تقلد كتابة السر عندما سأل الملك المنصور فخر الدين بن لقمان عن «من يكون عوضك، قال فتح الدين، فتمكن فتح الدين من السلطان وحظي عنده» (3).
وكان فتح الدين من أئمة عصره في كتابة الانشاء والترسل، وكان متقدما على والده محيي الدين. وتقلد كتابه السر بعد عزل فخر الدين بن لقمان منها، وظل يخدم في هذا المنصب أيام المنصور قلاوون حتى توفي، وفي عصر الأشرف خليل توجه معه للسفر إلى الشام، وعين مكانه تاج الدين بن الأثير.
(6) تاج الدين بن الأثير ت 691هـ.
الصاحب تاج الدين بن شرف الدين بن شمس الدين بن الأثير الحلبي «وأولاد ابن الأثير هؤلاء غير بني الأثير الموصليين» (4).
كان بارعا فاضلا في الكتابة والانشاء بدمشق فأحضر للقاهرة للعمل بكتابة السر، وكان تقلده هذا المنصب بسبب سفر فتح الدين بن عبد الظاهر إلى الشام صحبة خليل بن قلاوون كان له نظم ونثر في غاية القوة، وعلى كلامه رونق وطلاوة توفي سنة 691هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 192.
(2) ورد في المنهل الصافي مجلد 3ص 192أنه ولد سنة 608هـ، وفي النجوم الزاهرة ج 8 ص 35ولد سنة 638هـ.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 193.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» ج 1محقق ص 183.(1/209)
(7) فخر الدين بن لقمان ت 693هـ.
أبو العباس إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني (1) المصري، رئيس الموقعين بالديار المصرية.
يعتبر من أئمة كتاب الانشاء في العصرين الأيوبي والمملوكي، تقلد صحابة الديوان بمصر بعد وفاة بهاء الدين زهير الذي دربه على كتابة الانشاء.
كان مشكور السيرة، قليل الظلم، كثير العدل والاحسان.
تولى صحابة الديوان أيام المعز أيبك، والمنصور قلاوون الذي أبعده عنها نهائيا بتقليده الوزارة، وعين مكانه فتح الدين بن عبد الظاهر الذي فضله عن ابن لقمان، ويعتبر هو آخر كاتب تولى صحابة الديوان في العصر الأيوبي.
(8) شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله القرشي العمري (2) ت 717هـ.
ولد في ذي الحجة سنة 603هـ. كان أديبا كاتبا، مترسلا، كتب الخط الفائق، والانشاء البديع، مدحه عظماء عصره مثل حسام الدين لاجين، والأشرف، والناصر، وسيف الدين تنكز، كانوا يعظمونه، ويقدرونه وهو كاتب السر الشريف «وأول من لقب بكاتب السر بديار مصر من بني فضل الله» (3) وذلك حينما تغير خليل بن قلاوون على ابن الأثير «وقال للأمير بدر الدين أنظر إلى غيره، فذكر شرف الدين وتقلد المنصب في سنة 692هـ» (4).
وكان الملك الناصر قد نقله من مصر إلى الشام بدلا من ابن أخيه محيي الدين لأن السلطان كان قد وعد علاء الدين لما كان معه بالكرك بهذا المنصب.
فتقلد كتابة السر بدمشق حتى توفي سنة 717هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 8ص 50.
(2) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 2ص 4746.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 362361.
(4) المرجع السابق «المنهل الصافي» ص 362.(1/210)
(9) علاء الدين بن الأثير على بن أحمد بن سعيد بن محمد بن سعيد (1). ت 730هـ.
ولد سنة 680هـ وخدم في دواوين الانشاء كان من أئمة كتاب عصره، كثير البر والمعروف، وعندما عزل الناصر محمد توجه صحبته علاء الدين إلى الكرك، وهناك وعده الناصر بتقليده كتابة السر حين عودته.
وعند عودته ذكره علاء الدين بوعده هذا، فطلب الناصر من شرف الدين أن يتوجه إلى دمشق، ويتقلد كتابة السر بدلا من أخيه محيي الدين (2)، وعين مكانه علاء الدين بن الأثير الذي تقلد كتابة السر وبقي فيها حتى مرض، فتألم السلطان لذلك، وطلب منه أن ينزل عن الوظيفة. ويلزم منزله، حتى توفي.
(10) محيي الدين بن فضل الله يحيى بن دعجمان القرشي العدوي (3). ت 738هـ
ولد سنة 645هـ وكان من عظماء كتاب الانشاء بالشام، في سنة 661 هـ نقل إلى حمص، وعاد منها.
طلبه المنصور لاجين أيام أخيه شرف الدين لمصر، نسبة لضعفه ولمعاونته له على منصبه (4) رجع إلى دمشق مرة أخرى، وتقلد كتابة السر فيها حتى عاد الناصر محمد من الكرك فعزل من منصبه بدمشق، وعين مكانه أخوه شرف الدين ترك العمل فترة، حتى عين بتوقيع الدست، ثم لكتابة السر بعد شمس الدين بن الشهاب محمود سنة 727هـ.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 8482.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 384
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 411.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 199.(1/211)
تولى كتابة سر مصر بعد علاء الدين بن الأثير في سنة 729هـ وتولى مكانه بدمشق حفيد الشهاب محمود. ظل بوظيفته هذه حتى ضعفت صحته، فطلب من السلطان أن يعود إلى دمشق فوافق على ذلك، وصحبه ابنه شهاب الدين «وكتب له تقليد في قطع الثلثين أن يستمر في صحابة دواوين الانشاء بالممالك الاسلامية وأن يكون جميع المباشرين لهذه الوظيفة بالباب الشريف فمن دونه نوابه» (1) توفي بنفس العام.
(11) علاء الدين يحيى بن فضل الله بن محيي الدين بن فضل الله كاتب السر الشريف بمصر (2). ت 769هـ.
تقلّد كتابة السر في رمضان سنة 657هـ وكان قبل موته قد تنازل عن وظيفة كتابة السر لولده بدر الدين محمد، كان إماما في كتابة باشرها أثناء حياة والده محيي الدين. تقلد كتابة السر في بقية أيام الناصر محمد ثم ولده المنصور ثم الأشرف كجك والناصر أحمد الذي خلع نفسه، وذهب إلى الكرك ومعه علاء الدين فلما تولى الصالح إسماعيل السلطنة بمصر بعد أخيه الناصر أحمد، قرر القاضي بدر الدين محمد بن علاء الدين بدلا عن والده، توفي علاء الدين سنة 769هـ (3).
(12) أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل بن أوحد الدين عبد الوهاب المصري (4). ت 786هـ.
كان فقيها شافعيا مشاركا في عدة علوم خدم عند الظاهر برقوق، ويقال أن السبب في تقليده كتابة السر أنه ساعد برقوق، ورفض أخذ مكافأة مادية عندما كان يتآمر للوصول إلى السلطة، قلده برقوق كتابة السر في 9شوال سنة 784هـ. وعزل بدر الدين بن فضل الله باشر أوحد الدين الوظيفة بأمانة تامة،
__________
(1) الخالدي «المقصد الرفيع» ص 136.
(2) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 338.
(3) المرجع السابق نفس الصفحة. ذكر سنة الوفاة سنة 797هـ.
(4) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 291.(1/212)
وحرمة واسعة، وكان كثير السكون جميل الهيئة، ولكن أصابه المرض، وعاجلته المنية، ولم تطل مدة تقلده لكتابة السر. ت في 2ذي الحجة سنة 786هـ.
(13) علاء الدين الكركي علي بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سليم (1). ت 794هـ.
كان يباشر كتابة سر الكرك حتى حبس فيها الظاهر برقوق فخدمه الكركي خدمة بالغة. وبالغ في الاحسان إليه، وكان أخوه عماد الدين قاضي القضاة بالكرك، وقوى شوكته حتى أعادوه لمملكته. ونصروه على خصمه حسام الدين الكجكني، فعرف لهم ذلك، وولي عماد الدين القضاء، وعلاء الدين كتابة سر مصر سنة 792هـ. (2)
باشر كتابة الانشاء بدقة، وعناية، واتساع أفق، واستمر فيها حتى توجه مع برقوق إلى الشام، فمرض، ومات فيها سنة 794هـ (3). وأعيد بدر الدين محمد بن فضل الله لتولي الوظيفة مرة أخرى.
(14) محمد بن يحيى بن فضل الله ينتهي نسبة إلى عمر بن الخطاب بدر الدين علاء بن محيي الدين (4) ت 796هـ.
كان إماما فاضلا في الانشاء، والأدب والفقه تولى كتابة سر مصر من أبيه لمرضه سنة 769هـ.
باشر وظيفته أيام الأشرف شعبان إلى أن قتل وجاء برقوق فعزله بأوحد الدين عبد الواحد حتى توفي، فما كان من برقوق إلا أن أعاد بدر الدين مرة أخرى سنة 786هـ وخلع برقوق، وجاء المنصور حاجي، فألقي عليه حتى قبض عليه منطاش، وعاد برقوق، فقلد علي بن عيسى الكركي بدلا من ابن بدر الدين سنة 792هـ، ولما عزل الكركي أعيد بدر الدين مرة أخرى سنة 793هـ، حتى توفي سنة 796هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ورقة 358.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 358.
(3) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 12ص 132.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 218.(1/213)
(15) بدر الدين محمود الكلستاني (1) ت 801هـ.
اشتغل ببغداد، وقدم إلى دمشق ثم إلى مصر، فاتسع فيها رزقه، وصلح حاله.
ظهرت له قرابة مع الجوباني، فلما تولى المذكور نيابة الشام، قدم مع الكلستاني، وتولى تدريس الظاهرية، ثم مشيخة الأسدية بعد الياسوفي، وأعطي تصدير الجامع الأموي.
عاد مرة أخرى إلى مصر في عهد الظاهر، فأعطاه وظائف جمة كانت لجمال الدين القشيري، فلما رضي عن جمال الدين استعاده بعضها، منها تدريس الشيخونية، ثم لما سار السلطان الى حلب احتاج الى أن يقرأ له كتابا بالتركية، فلم يجد من يقرأه غير الكلستاني، الذي أجاد قراءته، فأمر السلطان أن يكون صحبته، إلى أن ولاه كتابة السر، فباشرها بأمانة ودقة وعفة، وحكى عن نفسه «أنه أصبح اليوم لا يملك الدرهم الفرد، فما أمسى ذلك اليوم إلا وعنده من الخيل والبغال، والمال ما لا يوصف» (2) توفي في عاشر جمادى الأولى سنة 801هـ.
(16) إبراهيم بن عبد الرزاق القاضي سعد الدين بن علم الدين بن شمس الدين الشهير بابن غراب (3) ت 808هـ.
أصله من أبناء الكتبة الأقباط بالاسكندرية، اتصل بخدمة الجمال محمود الاستادار، واختص به ورقاه حتى ولاه نظر الخاص قبل استكمال سن العشرين، ثم خلع وقبض عليه هو وأخوه، وأحيط بوجودهما، ثم عادا لوظائفهما ثم عزلا، تولى نظر الخاص تحت رعاية ابن الطبلاوي «وتمكن من قلب الظاهر، حتى أنه استحضر أخاه فخر الدين فقرره الظاهر وزيرا» (4).
__________
(1) ابن العماد الحنبلي (شذرات الذهب) ج 7ص 12.
(2) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 12.
(3) ابو المحاسن «المنهل الصافي» جزء 1محقق ص 85.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 1ص 6665.(1/214)
استقر ابن غراب في كتابة السر، ونظر الجيش، ونظر الخاص وتزيا بزي الجنود، وأصبح في مركز مرموق.
أقام ابن غراب على حماية برقوق، وعاد لمملكة مصر بتدبير من ابن غراب فقلده برقوق كثيرا من الأمور، وأعلن فتح الله كاتب السر وبادر بتقليد ابن غراب هذا المنصب ولكنه ترفع عنه، وأعطاه لفخر الدين بن المزوق.
(17) فتح الدين فتح الله بن مستعصم بن نفيس التبريزي (1) ت 816هـ.
ولد سنة 759هـ وقدم مع أبيه إلى القاهرة، قرأ الفقه، وتميز في الطب، عالج برقوق، فأعجب به، واختص به عنده، فلما مات بدر الدين الكلستاني ولاه كتابة سر مصر.
باشر وظيفته بدقة وأمانة ونزاهة، واستمر في أيام فرج حتى قتل، وآل الأمر إلى المؤيد شيخ، ولما توفي تولى بعده ناصر الدين بن البارزي.
يقول الزركلي (2) «إنّه تولى كتابة السر سنة 801هـ واستمر إلى أن مات الظاهر، وتولى الناصر فرج سنة 808هـ، فقبض عليه، وألزمه بمال فحمله، فأفرج عنه، وأعيد إلى كتابة السر بعد تسعة أشهر» وفي هذه الأثناء تولى سعد الدين بن غراب وفخر الدين بن المزوق، وعندما قتل الناصر فرج، وخلع المستعين بالله استبد شيخ بالمملكة قبض على فتح الله وخنقه (3) ودفنه، وخلع على ناصر الدين بن البارزي.
(18) ناصر الدين بن البارزي. محمد بن محمد بن عثمان (4) ت 823هـ.
ولد في شوال سنة 769هـ وحفظ الحاوي، في صغره، واستمر يكرر
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 6ص 165، أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط 2 مجلد 6ص 50.
(2) الزركلي «الاعلام» ج 5ص 334.
(3) ابن إياس «تاريخ مصر» ج 2ص 3.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 161.(1/215)
عليه، ويستحضر منه، كان جيدا في الشعر والأدب، تولى قضاء بلده سنة 796 هـ، ثم كتابة سرها، وكان من خواص المؤيد شيخ.
باشر نظر جيش حلب مدة (1) ثم عاد لبلده فلما تولى شيخ نيابة دمشق، ولاه خطابتها وبالغ في إكرامه، تولى قضاء الشافعية بحلب عن الناصر فرج، فباشره مدة، ثم اعتقل بقلعة دمشق إلى أن قدمها الناصر لقتال المؤيد شيخ، ونوروز فأطلقه فلما كانت موقعة اللجون بين شيخ والناصر، خرج ناصر الدين الى شيخ فأكرمه وتوجه معه إلى القاهرة، فراعى له سالف خدمته ومخاطرته معه بنفسه، وكتب له التوقيع قبل سلطنته، ثم بعدها بثلاثة شهور ولاه كتابة سر مصر بدلا من فتح الله في سنة 815، توفي سنة 823هـ، وكان لطيفا صاحب إحسان.
(19) علم الدين بن الكويز أبو عبد الرحمن الرئيسي علم الدين بن زين الدين الكركي (2) ت 826هـ.
ولد سنة 696هـ بالكرك، حفظ القرآن في صغره، ثم طلب العلم، وبرع في الإنشاء والنحو، اتصل بخدمة المؤيد شيخ عندما كان نائبا بحلب، وولاه نظر جيشها فباشرها مدة إقامته في نيابتها، وقدم معه إلى القاهرة عندما تسلطن وولاه نظر الجيش بدلا من بدر الدين حسين (3) ثم ولاه ططر كتابة السر بدلا من كمال الدين بن البارزي.
(20) محمود بن أحمد بن فضل الله الشمس أبو عبد الله أبي البركات الهروي (4) ت 829هـ.
ولد بهراة سنة 767هـ قدم إلى القاهرة، وتولى بها القضاء، وتدريس
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 9ص 137.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط، مجلد 2ص 81.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 3ص 212.
(4) المرجع السابق ج 8ص 152151.(1/216)
الصلاحية، هجر من القاهرة، ثم قدمها بعد موت المؤيد شيخ، فلم تطل إقامته، ورجع إلى القدس، وسعى ورجع مرة أخرى، فتولى كتابة السر بدلا من جمال الكركي، ثم انفصل عنها وأعيد إليها بعد شهر وصرف عنها سنة 828هـ ت سنة 829هـ، ومما يذكر عنه أنهم لم يروا أسرع منه ارتجالا.
(21) نجم الدين بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد أبو حفص الشيخ علاء الدين السعدي. كان قاضي القضاة في دمشق. كاتب السر بالديار المصرية (1) ت 830هـ
ولد سنة 767هـ بدمشق، واشتغل بالعلم فيها، وبرع في الفقه، تولى قضاء حماه وطرابلس، ودمشق في أيام برسباي، خلع عليه رئاسة كتابة السر بدلا من شمس الدين الهروي سنة 827هـ.
«باشر الوظيفة بتحمل وحرمة وافرة، وعدم التفات الى رفقته من مباشرين في الدولة» (2).
قام أحدهم بالدس عليه حتى عزل، وأخرج من القاهرة سنة 828هـ، وعاد إلى قضاء دمشق، وقتل بمنزله سنة 830هـ
(22) بدر الدين محمد بن مزهر بن محمد بن محمد (3) كاتب السر الشريف بمصر. ت 832هـ.
ولد سنة 786هـ، ونشأ في بيئة علمية، تولى أبوه بدر الدين كتابة سر دمشق، وحسنت سيرته، ثم وليها بعد موته، ولده بدر الدين هذا، واتصل بنائب شيخ، وخدمه مدة سنتين حتى تسلطن شيخ، فقرب بدر الدين، وعرف له الصحبة، وولاه نظر الاسطبلات السلطانية، ثم ولاه نيابة كتابة السر مدة طويلة
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 473472
(2) المرجع السابق ج 2ص 473.
(3) المرجع السابق مجلد 3ص 264.(1/217)
بمصر، وقام بأعباء الديوان أيام ابن الكويز، لبعد ابن الكويز عن معرفة الإنشاء، واستمر نائبا لمن كان بعده، حتى خلع عليه برسباي سنة 828هـ باستقراره في كتابة السر بدلا من نجم الدين بن حجي سنة 832هـ.
(23) فخر الدين بن المزوق ماجد عهد الله بن أبي السديد أبي الفضايل (1)
ت 833هـ
كان من أولاد الكتبة خدم عند سعد الدين بن غراب، تولى بعده كتابة السر أيام الناصر فرج، ثم لزم داره مدة، وتولى بعد ذلك نظر الاسطبل السلطاني، ثم عزل وانحط قدره، وتعطل عن العمل مدة، وأهين في أيام الأشرف برسباي، بسبب الأتابك جانبك الصومي «فاتهم بأنه أخفاه ويعلم مكانه، فضرب، ولم يظهر لتهمة حقيقية» (2) فأطلق الى حال سبيله، ولزم داره حتى توفي سنة 833هـ.
(24) جلال الدين بن مزهر محمد بن محمد بن أحمد (3) كاتب السر الشريف بمصر، وابن كاتب السر فيها. ت 833هـ.
ولد سنة 814هـ حفظ القرآن الكريم، كان حاد الذكاء، متقد الفهم.
تولى كتابة السر بالديار المصرية بعد وفاة والده بدر الدين، وعمره دون العشرين سنة (4).
لم تطل مدته، وعزل من الوظيفة بالشريف شهاب الدين بن عدنان الدمشقي توفي صغيرا في عام 833هـ بعد والده بسنة واحدة.
(25) شهاب الدين الدمشقي أحمد بن عدنان الحسيني (5) ت 833هـ.
ولد بدمشق سنة 774هـ اشتغل بالفقه والأدب، كان والده نقيب
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 212.
(2) المرجع السابق ج 3ص 72.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 9ص 197.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 265.
(5) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 201.(1/218)
الأشراف بدمشق، وتولى وظائف سنية. تكرر قدومه الى القاهرة الى أن طلبه فيها الأشرف برسباي وولاه كتابة سرها. باشر الحسيني الوظيفة بدقة وعناية على أنه لم تطل أيامه بها فقد قدم القاهرة في سنة 832هـ وتوفي بعدها بفترة قصيرة، تولى كتابة السر بعده أخوه عماد الدين لم تطل أيامه فمات في 13رجب من نفس السنة بعد أخيه بستة عشر يوما.
(26) عماد الدين أبو بكر بن علي بن إبراهيم بن عدنان العماد الحسيني (1)
ت 833هـ.
ولد بدمشق سنة 775هـ واشتغل بالفقه، والنحو وسماع الحديث. تقدم في كتابة الإنشاء، وخصوصا في أيام ولاية أخيه شهاب الدين أحد كتاب السر بدمشق ثم تولى هو حسبتها في سنة 826هـ وعزل، ولما تولى أخوه كتابة سر مصر طلبه لمساعدته، فتوجه إليه، وأقام على كره منه، وباشر النيابة عنه مع كونها باسمه الشريف العجمي، عين لكتابة السر بعد وفاة أخيه وباشر الوظيفة بقوة وأمانة.
(27) شهاب الدين أحمد بن السفاح الحلبي أحمد بن صالح بن عمر بن صلاح الدين (2) ت 835هـ.
ولد في مصر، ونشأ في بيت يتسم بالعلم والمعرفة، تولى شهاب الدين كتابة سر حلب هو وأخوه وأبوه، وطالت مدته في كتابة سر حلب.
انتقل للقاهرة، تولى فيها كتابة السر بعد موت شهاب الدين الدمشقي، وعماد الدين أخيه سنة 833هـ.
تولى بعده كتابة سر حلب ابنه سراج الدين عمر، ولكن شهاب الدين في توليه لكتابة السر بمصر، لم يكن ملتفتا الى الدولة، ولم يعرف كيف يسوس أهل
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 11ص 5150.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مجلد 1ص 302محقق.(1/219)
مصر، ولم تكن له دراية بالإنشاء، فألفاظه ركيكة، وكتابته ضعيفة، ولم يزل في منصبه هذا حتى توفي في 14رمضان سنة 835هـ عن ثلاث وستين سنة، وتولى مكانه كتابة السر كريم الدين بن عبد الكريم.
(28) كريم الدين عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الوهاب تاج الدين ويعرف باسم كاتب المناحات (1) ت 839هـ.
ولد بالقاهرة فأمه أم ولد رومية تعلم الكتابة وأجادها من والده تولى ديوان المفرد ثم الوزارة سنة 826هـ. ثم انفرد بالوزارة ثم الاستادارية وأعفي منها خلع عليه برسباي كتاب السر بمصر، مضافا اليها الوزارة، بعد موت شهاب الدين بن السفاح الحلبي سنة 835هـ باشرها أشهرا وعزل بابن البارزي وقبض عليه، وصودر وهو في الوزراة، وبقي مدة بدون عمل حتى خلع عليه باستقراره بالوجه القبلي، ورجع للوزارة مرة اخرى ولكنه اعفي منها في أيام جقمق توفي سنة 839هـ.
(29) محمد بن الحسن بن نصر الله بن الحسن صلاح الدين بن بدر الدين كاتب السر الشريف. (2) ت 841هـ.
ولد سنة 790هـ تولى عدة وظائف منها الحجوبية، وامرة عشرة، والاستادارية، وعزل منها، وأعيد إليها مرة أخرى، تولى حسبة القاهرة أيام برسباي فقربه ذلك الى الملك فأنعم عليه بكتابة السر بدلا من محب الدين بن الأشقر سنة 840هـ وكانت له الكلمة النافذة لم تطل أيامه، توفي بالطاعون سنة 841هـ تولى بعده ولده بدر الدين.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 340ذكر وفاته سنة 852، وفي السخاوي «الضوء اللامع» ص 313ذكر أنه توفي سنة 839هـ، وسنأخذ بما جاء في الضوء اللامع.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 145.(1/220)
(30) بدر الدين حسن بن محمد بن نصر الله بن الحسن بن محمد بن أحمد المعروف بابن نصر الله (1). ت 846هـ.
ولد بفوه سنة 766هـ تولى أبوه وجده وظائف بفوه وادكو، ثم قدموا الاسكندرية تقلد بدر الدين بالاسكندرية التوقيع للحكم ثم نظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية، ثم الوزراة ونظر الخاص في أيام الناصر فرج، وفي أيام المؤيد شيخ تولى الوزارية، وفي أيام ططر تولى الاستادارية، ثم نظر الخاص حتى أيام برسباي، وعزل منها بكريم الدين عبد الكريم سنة 828هـ وصودر هو وولده صلاح الدين، واستمر بدر الدين بدون عمل فترة طويلة، تولى أثناءها الاستادارية، فلم يدم فيها طويلا، وعزل واستمر على ذلك إلى أن تولى كتابة السر بمصر بدلا من ولده صلاح الدين سنة 841هـ، وباشرها مدة يسيرة وتسلطن جقمق وقدم كمال الدين بن البارزي من دمشق، فتولى مكانه كتابة السر، عزل بدر الدين ولزم داره الى أن توفي بالقاهرة سنة 846هـ.
(31) كمال الدين محمد بن محمد بن عثمان الجهني أبو المعالي بن ناصر الدين بن الكمال بن البارزي (2) ت 856هـ.
ولد سنة 786هـ بحماه، وحفظ القرآن، وبحث في دمشق حيث كان فيها سنة 800هـ.
انتقل الى القاهرة سنة 815هـ مع المؤيد شيخ (3) وصارت له اليد الطولى في الإنشاء والفقه، قرأ على الحافظ برهان الدين الحلبي المعروف بالقوف، وتفقه في النحو على الشيخ يحيى المصري.
استنابه ناصر الدين في كتابة السر بالقاهرة، ثم استقل بها بعد وفاته سنة 823 هـ، وتركها أيام ططر، ثم تولى غيره عدد من كتاب السر كان آخرهم كريم الدين
__________
(1) المرجع السابق مجلد 2ص 4140.
(2) العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 290.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 9ص 237236.(1/221)
ابن عبد الكريم سنة 836هـ فباشرها مدة إلى أن عزل منها سنة 839هـ وتوالى بعده كتاب سر آخرهم بدر الدين حسن، فتولى بعده ابن البارزي مرة أخرى سنة 842هـ، فظل في ولاية كتابة السر حتى توفي سنة 856هـ وهي ولايته الثالثة، ولم يخلف بعده مثله (1).
(32) جمال الدين الكركي يوسف بن صفي (2) ت 856هـ.
كان والده من النصارى، فتظاهر بالإسلام، خدم العلم بن الكويز لنظر جيش طرابلس، فكثر ماله فيها، واتفق قدومه الى القاهرة، في آخر أيام ابن الكويز، فاستقر في كتابة السر في شوال سنة 826هـ، واستمر فيها الى أن تولى جيش دمشق، ثم عزل وأعيد ولكنه فصل بعد ذلك بابن شمس الدين الهروي.
(33) محب الدين بن الأشقر بن عثمان بن سليمان القاضي محب الدين بن الشيخ شرف الدين الكردي المعروف بابن الأشقر (3) ت 863هـ.
كان شيخ الشيوخ بسرياقوس سنة 815هـ، وكاتب سر الديار المصرية.
ولد بالقاهرة، وهو تركماني الأصل، طلبه برسباي لكتابة سر مصر بدلا من كمال الدين بن البارزي، فاستمر في هذه الوظيفة حتى عزل بالأمير صلاح الدين محمد سنة 840هـ ورجع إلى مشيخه سرياقوس، واستمر على ذلك الى أن قبض الظاهر جقمق على الزيني عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورية، وطلب القاضي محيي الدين هذا، وعينه في نظر الجيش، ثم عزله بعد ذلك، وعين مكانه القاضي بهاء الدين محمد.
تولى ابن الأشقر كتابة السر مرة أخرى، بعد وفاة كمال الدين بن البارزي سنة 856هـ، ثم عزل منها، ثم أعيد وعزل. حتى توفي في شهر رجب سنة 863هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 343.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 317.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مجلد 3ص 209.(1/222)
(34) برهان الدين بن الديري إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مفلح العبسي القدسي (1) ت 876هـ.
كان إماما، عالما، فاضلا، رئيسا، حشما، تولى عدة وظائف سنية، منها نظر الاسطبل ونظر الجيش، خلع عليه بكتابة سر مصر بدلا من المحب بن الشحنة، وكانت مدة ولايته لا تزيد عن شهرين «وقد سعى فيها بخمسة آلاف دينار» (2) تولى بعد ذلك قضاء الحنفية ومشيخة الجامع.
(35) محب الدين بن الشحنة الحلبي محمد بن محمد بن محمود بن غازي (3) ت 890هـ.
مؤرخ فقيه حنفي من الرؤساء في أيام الأشرف قايتباي، (4) كان من أهل حلب، وتولى قضاءها سنة 836هـ، وانتقل بعد ذلك إلى مصر، فتولى كتابة السر سنة 857هـ وأقام أقل من سنة ونفي إلى بيت المقدس، فأقام الى سنة 862هـ، وأذن له بالعودة إلى حلب، فعاد، ثم أعيد الى مصر، وتولى كتابة السر مرة اخرى سنة 866هـ وأضيف إليه قضاء الحنفية ثم عزل.
(36) زين الدين أبي بكر بن مزهر ت 893هـ.
ابن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الخالق عثمان الشهير بابن مزهر.
كان عالما فاضلا، عارفا بالفقه، كان معروفا بالتقوى، محبوبا من الملوك، والسلاطين، تولى الوظائف الهامة بالدولة، منها نظر الاسطبل، ونظر الجيش، وكتابة السر، ودام بها أكثر من عشرين عاما. حل محله في كتابة السر ابنه المقر البدري بن مزهر.
__________
(1) ابن أياس «تاريخ مصر» ج 2ص 138.
(2) المرجع السابق ج 2ص 70.
(3) الزركلي «الاعلام» ج 7ص 279.
(4) ابن أياس «تاريخ مصر» ج 2ص 253.(1/223)
(37) بدر الدين حسن بن زين الدين بن أبي بكر بن مزهر كاتب اسرار القاهرة. ت 916هـ.
(1)
تولى كتابة سر مصر سنة 893هـ بعد وفاة والده، وقد مارسها مدة طويلة أيام قايتباي، وقنصوه، ويشبك الأشرف. في سنة 902هـ قبض قايتباي على ابن مزهر «وأودعه بالطشتخانة التي بجوار البحر، وقرر عليه أموال لا يقدر عليها» (2)
وقاسى من العذاب أشكالا وألوانا.
وفي أيام قانصوه الغوري، قبض على ابن مزهر وسجن بالعرقانة، وعين أخوه كمال الدين مكانه، «وقرر شنقه حتى شفع فيه طوماي باي» (3) وعندما تولى أبو النصر، يشبك الأشرفي السلطنة سنة 905هـ، أعاد بدر الدين وخلع أخاه كمالا منها، ولكنه تقلب عليه فقبض عليه وعلى حاشيته، وسجن وتوفي من أثر العذاب في سنة 916هـ.
(38) محب الدين أبو الثناء محمود بن محمد بن آجا (4) ت 925هـ.
ولد بحلب سنة 845هـ اشتغل بالعلم بالقاهرة الى سنة 888هـ ثم زار بيت المقدس، وعاد إلى حلب، تولى قضاءها سنة 890هـ حج سنة 900هـ، ورجع إلى حلب حتى طلبه السلطان الغوري، لكتابة سر القاهرة، واستمر بهذه الوظيفة حتى نهاية الدولة الجركسية، ويعتبر ابن آجا آخر من تولى كتابة السر.
سافر صحبة الغوري الى حلب سنة 922هـ، وأقام فيها حتى مقتله، ثم عاد إلى القاهرة فولاه طومان باي لكتابة السر فيها.
ولما استولى السلطان سليم على مصر سنة 922هـ عرض عليه وظيفة كتابة السر، واعتذر عنها لكبر سنه، وطلب من السلطان سليم الإقامة بحلب،
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 8ص 45.
(2) ابن أياس «تاريخ مصر» ج 2ص 316.
(3) المرجع السابق ص 369.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 8ص 139.(1/224)
فوافق على ذلك وسافر إليها، واستقر فيها، الى أن توفي سنة 925، كان محبا للتواريخ، ويحب الاختلاط بالأكابر، خلف مصنفات منها كتاب سماه «تحقيق الرجا لعلو المقر بن آجا» وهو في الأحاديث.(1/225)
ثانيا: تراجم مشاهير كتاب الانشاء بمصر في العصرين الأيوبي والمملوكي(1/227)
(1) محمود بن اسماعيل بن حميد الدمياطي. ت 553هـ.
أبو الفتح المعروف بابن قادوس (1) منشئ من الشعراء.
كان كاتبا للإنشاء بمصر، ونعته «ابن ميسر» بالقاضي المفضل كافي الكفاة، وكان القاضي الفاضل يلقبه بذي البلاغتين من الشعر والنثر. توفي بمصر سنة 553هـ.
(2) عبد الله بن أحمد بن الحسين بن اسحق بن محمد المعروف «بابن النقار» (2) ت 567هـ.
شاعر من الكتاب، ولد وتعلم في طرابلس الشام، ولما استولى عليها الفرنج انتقل إلى دمشق فاستكتبه ملوكها، وكتب لنور الدين محمد، كتب في ديوان الإنشاء بمصر.
(3) نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز المعروف بابن قلاقس (3) الاسكندري الأزهري. ت 567هـ.
شاعر نبيل من كبار المترسلين، ولد ونشأ بالاسكندرية وانتقل إلى القاهرة، وعاشر الأمراء فيها.
(4) الأثير بن بنانة الكاتب «محمد بن محمد بن بنان الأنباري أبو ظاهر بن أبي الفضائل» (4) ت 596هـ.
ولد بمصر سنة 507هـ وأصله من الأنبار، قرأ الأدب، وسمع الحديث،
__________
(1) الزركلي «الأعلام» ج 8ص 41.
(2) المرجع السابق ج 4ص 191.
(3) المرجع السابق ج 8ص 344.
(4) الصفدي «الوافي بالوفيات» ج 1ص 281.(1/229)
وكان شيخا جليلا مهيبا، عالما أديبا، كاتبا بليغا يكتب الخط الحسن، تولى ديوان النظر في الدولة المصرية.
(5) العماد الكاتب محمد بن محمد بن حامد عماد الدين الكاتب الأصبهاني. المعروف بأخي العزيز (1). ت 597هـ.
ولد سنة 519هـ بأصبهان أتقن النحو والأدب، وسمع الحديث، وتولى نظر البصرة وواسط قدم دمشق سنة 562هـ واتصل بنجم الدين أيوب فاستخدمه في كتابه الإنشاء. اتصل بصلاح الدين في دمشق، وكانت له طريقة في الإنشاء جعلته هو والقاضي الكاتب أئمة عصرهم، في الإنشاء، وكانت له قدرة فائقة على النظم والنثر، وبالغ في الجناس والمحسنات البديعية، توفي سنة 597هـ صنف كتبا كثيرة منها «البرق الشامي»، «الفتح القسي في الفتح القدسي» وغيرهما، وهي نموذج لطريقة كتابة ذلك العصر.
(6) أبو القاسم أبو الكرم هبة الله بن علي بن مسعود بن هاشم بن غالب الأنصاري المعروف بالبوصيري (2) ت 598هـ.
كان أديبا كاتبا له سماعات عالية، وروايات تفرد بها وألحق الأصاغر بالأكابر في علو الاسناد، ولم يكن في آخر عصره أحد يماثل درجته، وكان في إنشائه متقدما كثيرا.
(7) الأسعد بن مماتي: ت 606هـ.
أسعد «أبو المكارم» مهذب الملقب بأبي سعيد زكريا ابن مماتي (3).
وزير وأديب.
كان ناظرا للدواوين في الديار المصرية. مولده ومماته بحلب، كان نصرانيا وأسلم هو وجماعته في ابتداء دولة صلاح الدين الأيوبي. خلف كتبا منها «قوانين الدواوين» ونظم «سيرة صلاح الدين».
__________
(1) المرجع السابق ج 1ص 133.
(2) ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 5ص 117.
(3) الزركلي «الأعلام» ج 1ص 299، المرجع السابق ج 1ص 189.(1/230)
(8) هبة الله جعفر بن سناء الملك بن أبي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي (1). ت 608هـ.
كان من كبار كتاب الإنشاء، كتب في ديوان مصر مدة. من مصنفاته «در الطراز في عمل الموشحات» جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره.
(9) يحيى بن منصور الجراح أبو الحسن تاج الدين (2) ت 616هـ.
ولد بالقاهرة، وكان من كبار رجال الإنشاء في عصره، كتب بالديوان مدة طويلة، وكان خطه في غاية الجودة. كان فاضلا أديبا، توفي بدمياط وهو في حصار العدو.
(10) علي بن محمد بن الحسن بن يوسف أبو الحسن ابن النبيه (3). ت 619هـ.
شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين، تولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى، رحل إلى نصيبين وتوفي فيها.
(11) يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني التميمي القفطي (4) ت 624هـ.
كان من مقدمي الكتاب المنشئين، تعلم بقفط بصعيد مصر، تولى النظر في عدة جهات، ناب عن القاضي الفاضل في كتابة الإنشاء بحضرة السلطان صلاح الدين، ثم ذهب إلى حران، فاستوزره الأشرف موسى.
__________
(1) الزركلي «الأعلام» ج 9ص 57.
(2) ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 5ص 298، ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 71.
(3) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 85.
(4) الزركلي «الأعلام» ج 9ص 281.(1/231)
(12) عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن شيت. جمال الدين الأسنائي (1) ت 625هـ.
ولد بأسنا سنة 505هـ، نشأ فيها، وقرأ الأدب، كان ورعا دينا خيرا، حسن النظم والنثر كثير الصدقات وكان القاضي الفاضل يحتاج إليه في علم الرسائل (2). تولى الديوان بقوص والاسكندرية ثم القدس.
تولى ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى. خلف كتبا منها «معالم الكتابة ومغانم الإصابة» ولا غنى لدارس الإنشاء عنه. توفي بدمشق. ودفن بقاسيون سنة 625هـ.
(13) محمد بن علي بن ظافر أبو الفتوح ابن أبي السعادات «ابن الكعكي» (3). ت 625هـ.
كاتب مصري من الشعراء. مارس الكتابة بديوان الإنشاء، وباشر ديوان الجيش بالقاهرة.
(14) عمر بن مظفر بن سعيد أبو حفص، رشيد الدين ت 638 هـ الفهري (4).
كان كاتبا للإنشاء، تنقل في الخدمة الديوانية، مدح الملوك والوزراء.
(15) علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي جمال الدين (5). ت 646 هـ.
كان وزيرا مؤرخا، من كتاب الإنشاء، عارفا باللغة والنحو والفقه، «جمع
__________
(1) ابن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 1ص 560.
(2) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 117.
(3) الزركلي «الأعلام» ج 7ص 169.
(4) المرجع السابق ج 5ص 224.
(5) الزركلي «الأعلام» ج 5ص 187.(1/232)
من الكتب ما لم يجمعه أحد، وكان لا يحب من الدنيا سوى الكتب» (1).
تولى القضاء في أيام الملك الظاهر، والوزارة في أيام الملك العزيز سنة 633هـ، توفي سنة 646هـ.
(16) نصر الله بن هبة الله محمد بن عبد الباقي الغفاري. المعروف بابن بصاقة (2).
كاتب مترسل، قرأ الأدب بمصر والشام، تولى كتابة الإنشاء بالديار المصرية، فكان مخصصا للملك المعظم عيسى بايعه الناصر داود توفي بدمشق وكان أكتب أهل زمانه.
(17) جمال الدين ابو الحسين، يحيى بن عيسى، بن إبراهيم ابن مطروح (3)
ت 650هـ.
كان أصله من صعيد مصر، قدم القاهرة، واشتغل وبرع في الأدب والكتابة اتصل بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب وكتب بديوان الإنشاء توفي في شعبان سنة 650هـ.
(18) عمر بن أحمد بن هبة الله العقيلي كمال الدين بن العديم (4) ت 660 هـ.
ولد بحلب، ورحل إلى دمشق وفلسطين، استقر بالقاهرة كان مؤرخا محدثا من الكتاب، كتب الإنشاء بمصر، ومن كتبه «بغية الطلب في تاريخ حلب» اختصره في «زبدة الحلب في تاريخ حلب».
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 236.
(2) الزركلي «الأعلام» ج 8ص 355354.
(3) ابو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 27.
(4) فوات الوفيات ج 2ص 101ذكر سنة وفاته سنة 666هـ خلافا للمصادر المرتبة على السنين. الزركلي «الأعلام» ج 5ص 197.(1/233)
(19) محمد بن عبد الله بن جبريل زين الدين أبو محمد الكاتب المصري (1).
كان فاضلا، كتب بديوان الإنشاء بالقاهرة، له نظم ونثر، وهو خال تاج الدين بن الأطراني كاتب الإنشاء. توفي سنة 674هـ.
(20) عماد الدين أبو عبد الله وقيل أبو الفضل محمد بن هبة الله الشيرازي (2). ت 682هـ.
كان من كتاب الإنشاء، ومن أبرع كتاب الخط ولا سيما في القلم المحقق وقلم النسخ، تصدى للكتابة، وانتفع به الناس.
(21) عمر بن اسماعيل بن مسعود، رشيد الدين أبو حفص (3) ت 687هـ
ولد سنة 598هـ كان أديب عصره، كتب في ديوان الإنشاء، له يد طولى في التفسير واللغة والأدب، له في النحو مقدمتان صغرى، وكبرى، خنق في بيته بالظاهرية.
(22) محمد بن علي بن إبراهيم أبو عبد الله عز الدين بن شداد الحلبي (4).
كان مؤرخا ومن رؤساء الكتاب، ولد بحلب، واستوطن الديار المصرية بعد استيلاء التتار على حلب، تولى ديوان الإنشاء
(23) تاج الدين شرف الدين بن شمس الدين بن الأثير الموقع (5) ت 691هـ.
ولد بحلب، كان بارعا فاضلا معظما في الدول، باشر كتابة الإنشاء بدمشق، والقاهرة للملك الظاهر بيبرس، ثم للملك المنصور قلاوون، له نظم ونثر، وأولاد ابن الأثير هؤلاء غير بني الأثير الموصليين، توفي بمصر سنة 691 هـ.
__________
(1) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 200.
(2) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 359.
(3) ابن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 2ص 203.
(4) الزركلي «الأعلام» ج 7ص 173.
(5) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 383.(1/234)
(24) محمد بن محمد بن عقيل فخر الدين بن التيني (1) 693هـ.
كان من كبار كتاب الإنشاء، كتب الخط الحسن، روى عن الشيخ الموفق ابن قدامة.
(25) عمر بن حسن أبو حفص سراج الدين الوراق (2) ت 695هـ.
كان كاتبا للإنشاء بمصر، وكتب للوالي يوسف بن سباسلار.
(26) اسماعيل بن أحمد بن سعيد الشيخ عماد الدين بن الأثير الحلبي الكاتب (3) ت 699هـ.
كان أحد كتاب الدرج بالقاهرة، كان فاضلا من بيت كتابة، له نظم ونثر أعدم في معركة مع التتار سنة 699هـ.
(27) علي بن عبد الكريم بن أبي العلاء ظهير الدين (4) ت 702هـ
كان أحد كتاب الإنشاء المشهورين له نظم جيد.
(28) محمد بن فضل الله القاضي بدر الدين الموقع (5) ت 706هـ.
كان من كتاب الدست المشهورين ومن بيت علم وفضل كان من أسرة «فضل الله الذين كانت لهم اليد الطولى في كتابه الانشاء، وهو عم بدر الدين ابن محيي الدين بن فضل الله» توفي سنة 706هـ.
(29) محمد بن عبد الله بن شرف الدين ابن فتح الدين القيسراني (6) ت 707 هـ.
كان رئيسا دينا متواضعا كثير المحاسن، ومن أعظم كتاب الانشاء، له اليد الطولى فيه توفي سنة 707هـ.
__________
(1) الصفدي «الوافي بالوفيات» ج 1ص 155.
(2) الزركلي «الاعلام» ج 5ص 224.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» ج 1ص 206.
(4) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 143.
(5) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 240.
(6) الصفدي «الوافي بالوفيات» ج 3ص 370.(1/235)
(30) حمزة بن عمر بن أبي بكر، بن محمود بن مسعود بن محمد المجدلي تقي الدين أبو محمد (1) ت 709هـ.
ولد سنة 650هـ وكان من كبار كتاب الانشاء. كان يكتب الخط الحسن، اشتغل بالأدب، ولازم ابن الظهيرة.
(31) عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خالد بن نصر القيسراني (2). ت 709هـ.
ولد في حدود السبعين، وكانت له همة عالية، وفضل غزير. نظم نثرا وشعرا، وكتب في ديوان الانشاء بمصر وكان موقعا للدرج.
(32) أبو بكر بن عبد العظيم بن يوسف الصاحب أمين الدين بن شرف الدين المعروف بابن الدقماقي (3) ت 710هـ.
كان من فضلاء الكتاب، تولى نظر الدواوين بالديار المصرية.
(33) محمد بن شريف بن يوسف الكاتب شرف الدين بن الوحيد (4). ت 711هـ.
كان من كبار كتاب الانشاء في عصره، اتصل بخدمة بيبرس الجاشنكير، كتب له أجزاء من القرآن سافر إلى العراق واجتمع بياقوت الحموي، توفي سنة 711ولم ينجب الديوان مثله.
(34) محمد بن مكرم أبو علي بن أحمد الأنصاري الروفيعي المصري. القاضي جمال الدين (5). ت 711هـ.
ولد سنة 630هـ، كان فاضلا خدم في ديوان الانشاء بمصر ومن أفاضل
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 164.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 326.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 493.
(4) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 2ص 439438.
(5) المرجع السابق ج 2ص 724.(1/236)
الكتاب ثم تولى نظر طرابلس كان كثير الحفظ اختصر كتبا كثيرة. توفي سنة 711هـ.
(35) شرف الدين أبو عبد الله محمد بن شريف بن يوسف الزرعي (1). ت 711هـ.
كان حسن الخط، من كبار كتاب الانشاء، كان يكتب التواقيع ويعرف عدة علوم ولغات، خدم عنده جماعة من أعيان الأمراء توفي يوم الثلاثاء 16 شعبان سنة 711هـ.
(36) غازي بن أحمد، القاضي شهاب الدين الواسطي (2) ت 712هـ.
كان من رؤساء الكتاب، ولد بحلب سنة بضع وثلاثين. قدم مصر، وتولى بها نظر الدواوين ونظر الصحبة. كتب في ديوان الإنشاء مدة طويلة، وكان حسن الخط، توفي في 18ربيع الآخر سنة 712هـ.
(37) شرف الدين محمد بن موسى بن خليل المقدس الموقع (3) ت 712هـ.
كان حسن الأخلاق كريم العشرة، حسن الخط، له نظم ونثر. كتب عنه الشجاعي، اشتهر أولا بكاتب أمير سلاح كتب الانشاء بديوان مصر. توفي سنة 712هـ.
(38) محمد بن أحمد بن عبد الله الشيخ بدر الدين الحلبي (4) ت 715هـ.
كان كاتبا موقعا قرأ الأدب على بهاء الدين بن النحاس وكان من أمهر المترسلين. وله في الشعر صولة وجولة، أجاد الخط إلا أنه كان خاملا. تعلق ببني الأثير فعينوه في التوقيع السلطاني، باشر العمل بديوان الانشاء.
ت 715هـ.
__________
(1) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 113.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 500.
(3) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 121.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 106.(1/237)
(39) علاء الدين علي بن فتح الدين بن محيي الدين بن عبد الظاهر (1). ت 817هـ.
ولد سنة 776دخل ديوان الانشاء في الدولة المنصورية، وعمره إحدى عشرة سنة، كان فاضلا محسنا إلى الناس قوي النفس، باشر توقيع الدست طويلا وكان الناصر يكرهه باشر التوقيع أيام بيبرس.
(40) محمد بن سعد الله بن مروان بن عبد الله الغارقي بدر الدين (2). ت 717هـ.
كان من أدباء ذلك العصر وعلمائه، وكان يكتب المطالعات بديوان الانشاء، واتصف بالوقار. وكانت له الشخصية العظيمة.
(41) كمال الدين محمد بن عماد الدين إسماعيل بن سعيد بن الأثير (3). ت 721هـ.
تولى كتابة الدست بديوان الانشاء بالقاهرة في يوم الاثنين 15ذي الحجة. وكان من كبار المترسلين في ذلك العصر.
(42) شافع بن علي بن عباس الكناني العسقلاني ناصر الدين (4) ت 730 هـ.
باشر ديوان الانشاء بمصر زمانا، وأصابه سهم في موقعة حمص الكبرى سنة 680هـ فعمي على أثره. وبقي ملازما بيته حتى توفي. من مؤلفاته «المناقب السرية المنتزعة من السيرة الظاهرية»، «تشريف الأيام والعصور بسيرة الملك المنصور» توفي سنة 730هـ.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 183.
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 64.
(3) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 182.
(4) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 1ص 376، الزركلي «الاعلام» ج 2ص 222.(1/238)
(43) محمد بن فضل الله الملقب فخر الدين (1). ت 732هـ.
كان قبطيا من أهل مصر من كبار كتاب الانشاء في عصر المماليك ظل يرتقي في المناصب حتى تولى نظر الجيش، وعلا شأنه، وقيل أنه أكره على الاسلام، فامتنع، ولم تقبل نفسه وتغيب أياما ثم أسلم، وحج، وبنى بمصر مساجد، منها جامع الفخر ببولاق والروضة، توفي بمصر سنة 732هـ.
(44) بهاء الدين محمود الخطيب، محيي الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب السلمي (2). ت 735هـ.
كان من أدباء ذلك العصر وعلمائه مارس كتابة الانشاء ويطلق عليه شيخ الكتابة في زمانه.
(45) محمد بن محمد بن الحسن الشيخ عماد الدين الأنصاري. المعروف بابن العفيف (3). ت 736هـ.
كان كاتبا للانشاء، فاضلا، وصف بجودة الخط، وسرعة البديهة، كان شيخا للكتاب بمصر والشام.
(46) عماد الدين بن محمد بن الصاحب فتح الدين القيسراني (4). ت 736هـ.
كان من الكتاب المنشئين رئيسا دينا، نزيها روى عن الغز الحراني، وغيره، وهو والد كاتب السر القاضي شهاب الدين. كان مشهودا في ديوان الانشاء بمصر. توفي في دمشق عن 65سنة.
(47) أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثير نجم الدين بن عماد الدين (5) ت 737هـ.
__________
(1) الزركلي «الاعلام» ج 7ص 223.
(2) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 9ص 308.
(3) الصفدي «الوافي بالوفيات» ج 3ص 248.
(4) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 113.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 111.(1/239)
كان من كبار كتاب الانشاء حضر في دار العدل بين يدي السلطان، وكان له حظوة كبيرة عنده. توفي سنة 737هـ.
(48) عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي نصر بن عزون الحلبي (1) ت 741 هـ.
كان من كبار كتاب الانشاء عمل بالديوان بمصر سمع من ابن القواس، باشر بعد ذلك استيفاء الصحبة بدمشق.
(49) يوسف بن محمد بن عبد الله بن جبريل، الموقع صلاح الدين (2) ت 741هـ.
كان كاتبا للدرج، مارس هذه الوظائف في شبابه، استمر في ذلك، كان فتح الدين بن عبد الظاهر يعتمد عليه، ومن بعده من السلاطين، على الرغم من ضعف خطه ورداءته إلا أنه كان مأمونا توفي سنة 741هـ.
(50) عبد الله بن عبد الهادي بن عبد القادر المصري المعروف بابن الأطرياني (3). ت 743هـ.
ولد سنة 661هـ سمع من ابن الحراني، ويوسف الحموي، والواسطي، برع في الكتابة والأدب، كتب الانشاء بالديوان بالقاهرة، عاش ثمانين سنة، وتوفي سنة 743هـ. وكان خيرا متواضعا.
(51) أبو بكر محمد بن محمود بن سليمان، شرف الدين بن الشهاب محمود (4). ت 744هـ.
تولى كتابة بيت المال بدمشق، وصحابة ديوان الانشاء الشريف فيها وبالديار المصرية. كان من الكتاب المجيدين، عالما بصناعة الانشاء، ومن بيت علم وفضل.
__________
(1) المرجع السابق ج 2ص 378.
(2) المرجع السابق ج 5ص 246.
(3) المرجع السابق ج 2ص 280.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 488.(1/240)
(52) عبد الله بن علي بن محمد بن سليمان بن حمائل جمال الدين (1). ت 744هـ.
ولد سنة 711هـ برع في الأدب، كتب في ديوان الانشاء، كان جيد الخط، ويعتبر من أحسن كتاب الانشاء في ذلك العصر.
(53) موسى بن عبد الرحمن بن سلمة المدلجي بهاء الدين (2) ت 744هـ.
ولد سنة 665هـ كتب الخط الحسن، وعدة ختمات، تولى كتابة الانشاء بمصر، ثم تولى خطابة المدينة، توفي سنة 744هـ.
(54) أحمد بن عبد الله بن جبريل أبو يوسف (3) ت 745هـ.
كاتب الانشاء كتب الانشاء طويلا من أول الدولة التركية إلى آخر أيامه.
توفي في أواخر سنة 745هـ.
(55) يوسف بن أسعد بن علم العسال صلاح الدين (4) ت 749هـ.
كان أديبا بارعا، وصهرا للصاحب غبريال الذي أدخله ديوان الانشاء، عمل طويلا بديوان الانشاء، وكان ذا طبيعة هادئة، وإنشاء قوي.
لما أمسك صهره وصودر عزل ابن أسعد من ديوان الانشاء حتى توفي سنة 749هـ.
(56) خضر بن محمد بن خضر زين الدين بن تاج الدين بن علم الدين نور الدين (5). ت 755هـ.
ولد في 14ذي الحجة سنة 710هـ كان من كبار كتاب الانشاء بمصر،
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 284.
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 146.
(3) المرجع السابق ج 1ص 153.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 225.
(5) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 61، «النجوم الزاهرة» ج 10 ص 321سنة الوفاة سنة 756هـ.(1/241)
وكانت له قدرة كبيرة على الكتابة. كان يكتب التواقيع والمناشير، اعتمد عليه القاضي علاء الدين بن فضل الله فكان يجلس عنده، خلف نظما ونثرا كثيرا.
(57) شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم عبد الله بن محمد خالد المعروف بابن القيسراني (1). ت 752هـ.
كان من كبار موقعي الدست بديوان الانشاء بالقاهرة. وصاحب المدرسة التي بسويقة الصاحب بمصر.
(58) علاء الدين أبو الحسن علي جمال الدين يحيى الحنفي المعروف بابن العويرة (2). ت 754هـ.
كان فقيها بارعا، وأديبا فذا، باشر توقيع الدست الشريف بديوان الإنشاء بمصر، كتب عدة مصنفات.
(59) علي بن حمزة بن علي بن الحسن بن زهرة علاء الدين (3). ت 755 هـ.
كان نقيبا للاشراف بحلب، ولد سنة بضع وثمانين باشر ديوان الإنشاء بالقاهرة، وتولى وكالة بيت المال.
(60) أحمد بن عبد الله أبو الفضائل تاج الدين بن الصاحب أمين الدين بن الغنام (4) ت 755هـ.
كان أديبا عظيما، تولى هو وأخوه في وزارة أبيهما كتابة الإنشاء بمصر إلى أن أخرجهما السلطان في سنة 729هـ، بعد موت أبيهما، وسجن وأهين.
(61) أحمد بن أبي بكر بن سليمان بن حمائل (5). ت 758هـ.
كان كاتبا للإنشاء بدمشق، ثم طرابلس، ثم استقر بالكتابة في ديوان
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 10ص 225.
(2) ابو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 1ص 290.
(3) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 116.
(4) المرجع السابق ج 1ص 201.
(5) المرجع السابق ج 1ص 120.(1/242)
الإنشاء بمصر وكان عمره في ذلك الوقت أربعا وثلاثين سنة، كان قوي الكتابة، ولكنه لا يحسن النظم.
(62) محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن البقاعي، ناصر الدين (1) ت 761هـ.
كان من أدباء ذلك العصر، باشر التوقيع بديوان الإنشاء بالقاهرة.
(63) محمد بن الحسن الحسيني الشريف (2) ت 763هـ.
تولى توقيع الدست الشريف بمصر، وكان أبوه في ذلك الوقت كاتبا للسر بحلب تعلم الإنشاء على أبيه، وليس له نظم أو نثر.
(64) محمد بن إبراهيم بن محمود بن سلمان بن الشهاب محمود الحلبي (3)
ت 769هـ.
كان من بيت علم وأدب، كتب الإنشاء بديوان حلب ثم استقر بالقاهرة، كان قوي الإنشاء، أثنى عليه ابن حبيب.
(65) محمد بن عبد القاهر بن أبي بكر النشائي ناصر الدين (4) ت 770هـ.
كان من كبار رجال الإنشاء، وقع الدست في دولة الملك الناصر، كان بينه وبين صلاح الدين الصفدي مساجلات شعرية في الألفاظ وغيرها، كان موقعا خاصا للأتابك يلبغا الخاصكي.
(66) محمد بن محمد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلي تقي الدين (5) ت 777هـ.
كان أديبا بارعا، ومنشئا عظيما، تولى التوقيع بديوان القاهرة.
__________
(1) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 135.
(2) المرجع السابق ج 4ص 51.
(3) المرجع السابق ج 3ص 384.
(4) الزركلي «الأعلام» ج 7ص 82.
(5) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 3.(1/243)
(67) أبو بكر علي بن محمد بن يوسف القاضي زين الدين بن نور الدين السعدي المعروف بالسندولي (1). ت 788هـ.
كان موقعا للدست بديوان الإنشاء بمصر، كان معدودا من الرؤساء، جوادا كريما.
(68) إبراهيم بن عبد الله القبطي (2) ت 789هـ.
كان قبطيا وأسلم، اتصل بخدمة الملك الظاهر برقوق، خدم في أيامه بديوان الإنشاء كان كاتبا ماهرا وعندما تسلطن برقوق ولاه الوزراة.
(69) فتح الدين محمد بن قاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل (3). ت 790هـ.
كان من كتاب الإنشاء في ذلك العصر، تولى توقيع الدرج بالديار المصرية.
(70) تقي الدين محمد بن محمد بن شاس المالكي (4) ت 790هـ.
كان من أعيان موقعي الدست بمصر، ومن أفاضل الكتاب، عين لكتابة السر بالقاهرة أكثر من مرة، ولم يحالفه الحظ توفي سنة 790هـ.
(71) محمد بن علي الطوس ناصر الدين المصري (5) ت 793هـ.
ولد في حدود سنة 720هـ سمع الحديث عن ابن عبد الهادي، برع في الكتابة وترقى الى أن صار من كبار موقعي الدست، برع في الأدب وأثنى عليه ابن حبيب.
__________
(1) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 482.
(2) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 34.
(3) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 11ص 314.
(4) المرجع السابق ص 317.
(5) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 218.(1/244)
(72) علي بن عبد الله بن يوسف القاضي علاء الدين الحلبي الأديب (1) ت 794هـ.
ولد بحلب، كان أديبا بارعا في الإنشاء، خدم الأمير يلبغا الناصري، وقدم صحبته الى الديار المصرية، لقتال الملك الظاهر برقوق، فلما انتصر الناصري على برقوق سنة 791هـ وأصبح الناصري هو مدير المملكة وعين علاء الدين الحلبي في ديوان الإنشاء كاتبا، فعظم قدره، حتى قبض منطاش على الناصري، وأعاد برقوق، فأبقاه برقوق في منصبه حتى تمكن من يلبغا الناصري، وقتل فقبض بعدها على علاء الدين، وأبعد عن منصبه.
(73) بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن أحمد بن طوق الطواويس (2)
الكاتب ت 801هـ.
(74) محمد بن عبد العزيز بن عبد الله ناصر الدين (3) ت 802هـ.
ولد سنة 760هـ عمل بديوان الإنشاء، ومهر في الكتابة، وتولى التوقيع، وباشر ديوان الجيش.
(75) شرف الدين محمد بن معين الدين أبو بكر بن عبد الله المخزومي الدماميني (4) ت 803هـ.
كان فقيها اشتغل بالعربية، وكان دينا بارعا في الكتابة باشر أعمال الدولة بالاسكندرية، ثم قدم القاهرة تولى حسبة القاهرة مرارا ووكالة بيت المال، عمل بديوان الإنشاء وسعى لكتابة السر، ولكن لم يتمكن من ذلك وقبض عليه، ثم أفرج عنه، ولكنه مات مسموما في المحرم سنة 803هـ.
__________
(1) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 408.
(2) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 12.
(3) السخاوي «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» ج 9ص 108.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 37.(1/245)
(76) محمد بن أحمد بن علي الزفتاوي (1) الكاتب المجود ت 806هـ.
ولد سنة 750هـ وكتب على شمس الدين محمد بن علي، وعن ابن العفيف.
برع في كتابة الخط المنسوب، وتصدى للكتابة عدة سنين، تخرج على يديه عدد من الكتاب، كان عارفا بجميع طرق الكتابة.
(77) علي بن محمد بن عبد النصير العلائي، المصري، الكاتب كان يلقب بعصفور (2) ت 808هـ.
كان كاتبا مجيدا للكتابة بسائر الأقلام، دخل حلب فاجتمع به ابن خطيب الناصرية، كان إنسانا حسنا عاقلا دينا.
كان يعمل في القاهرة بتوقيع الدست، في ديوان الإنشاء، وهو الذي كتب العهد للناصر محمد بسلطنته الثانية سنة 800توفي سنة 808هـ.
(78) طاهر بن الحسن بن عمر بن حبيب، أبو العز بن بدر الدين الحلبي المعروف بابن حبيب (3) ت 808هـ.
ولد ونشأ بحلب، وكتب بديوان الإنشاء، وانتقل إلى القاهرة، فناب عن كاتب السر توفي فيها عن سبعين عاما.
(79) شمس الدين محمد بن علي بن محمود بن يحيى بن عبد الله السلمي الدمشقي (4) ت 811هـ.
كان يعرف باسم خطيب زرع لأن جده كان خطيب زرع. فاستمرت في أيديهم.
__________
(1) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 117.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 5ص 316.
(3) الزركلي «الأعلام» ج 3ص 318.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 94.(1/246)
ولد سنة 774هـ، وناب في قضاء بلده، فعلق بالأدب والكتابة، باشر التوقيع عند الأمراء.
اتصل بابن غراب كاتب السر في مصر، وامتدحه وقدم معه إلى القاهرة، فاستخدمه ابن غراب معه في ديوان الإنشاء، صحب بعض الأمراء، وتقلد المناصب الهامة. توفي سنة 811هـ.
(80) محمد بن أحمد بن علي بن هبة الله حنا القاضي شمس الدين بن عز الدين ابن بهاء الدين بن حنا (1) ت 813هـ.
ولد سنة 764هـ بالقاهرة، واشتغل بالفقه والعربية كتب الإنشاء، وخدم في التوقيع، عند عدد من الأمراء، درس بالمدرسة الصالحية. توفي سنة 813 هـ.
(81) حمزة بن عبد الغني يعقوب الشرف بن الفخر بن الشرف (2) ت 815 هـ.
كان أحد كتاب المماليك، عمل بديوان الإنشاء، ويعرف بابن فخيرة، مصغر لقب المماليك، توفي سنة 815هـ.
(82) محمد بن عبد الله بن عبد العزيز ناصر الدين، التقي المقريزي (3). ت 820هـ.
ولد سنة 760هـ برع في الخطابة، وفي علم الحساب، باشر التوقيع، بديوان الإنشاء، تخصص بالعز حمزة بن فضل الله فأوصله بأخيه البدر محمد ابن فضل الله كاتب السر. ت سنة 820هـ.
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 7ص 88.
(2) المرجع السابق ج 3ص 165.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 9ص 125.(1/247)
(83) عبد الوهاب بن نصر الله بن الحسن تاج الدين (1) ت 820هـ.
ولد بفوه سنة 760هـ قدم القاهرة تفقه بها من السادة الحنفية، باشر توقيع الدست بديوان الإنشاء وهو أخو الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله. ت سنة 820هـ.
(84) شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي (2) ت 821هـ.
تفقه ومهر في الأدب، وكتب في الإنشاء، كان بارعا في العربية، كتب بديوان القاهرة، صنف مصنفات كثيرة منها كتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشاء» وهو يعتبر من أعظم موسوعات ذلك العصر، توفي عن خمس وستين سنة.
(85) فضل الله بن عبد الرازق بن إبراهيم القاضي فخر الدين الشهير بابن مكانس (3) ت 822هـ.
ولد سنة 769نشأ تحت كنف والده فخر الدين برع في الأدب والإنشاء، كتب في الديوان مدة، وكانت له تراسلات بليغة ت 822هـ.
(86) شمس الدين محمد بن شمس الدين بن سليمان بن الخراط الحموي (4). ت 823هـ.
كان أديبا منشئا تعلم الأدب والإنشاء عن أبيه عمل موقعا في ديوان الإنشاء، وكان مقربا من ابن البارزي، توفي عن خمسين عاما.
(87) عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح (5) ت 824هـ.
ولد في 15رمضان سنة 763هـ حفظ القرآن دخل دمشق مع أبيه
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 365.
(2) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 149.
(3) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 521.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 161.
(5) السخاوي «الضوء اللامع» ج 4ص 107106.(1/248)
فكان ماهرا، وصاحب قريحة فذة وأول ما تولى في ديوان الإنشاء توقيع الدست، عوضا عن أخيه البدر حين استقراره في قضاء العسكر، وكان قد تنازل له عن افتاء دار العدل.
(88) محمد بن عبد الله عبد شمس الدين العمري المعروف بابن كاتب السمسرة (1) ت 829هـ.
كان شيخا فاضلا ماهرا في كتابة الإنشاء تولى قديما نيابة السر ثم عاد إلى التوقيع بالديوان، ودام على ذلك دهرا الى أن توفي سنة 829هـ.
(89) ابراهيم بن أبي البركات، برهان الدين بن سعد الدين بن أبي الهول (2) ت 831هـ
كان أحد كتاب المماليك، كتب مدة بديوان الإنشاء وكان كثير التلاوة، وسافر في عدة تجاريد.
(90) صدر الدين أحمد بن محمود بن عبد الله القيسري المعروف بابن العجمي (3) ت 833هـ.
ولد سنة 777هـ بالقاهرة ونشأ بها وكان دينا صلى بالناس في سن صغيرة، برع في الفقه والأصول والعربية، باشر التوقيع في ديوان الإنشاء، تولى الحسبة مرارا ونظر الجوالي، وغير ذلك. توفي سنة 833هـ.
(91) زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله المروزي المعروف بابن الخراط (4) ت 840هـ.
ولد بحماه سنة 777هـ وقدم مع والده الى حلب، درس الفقه والأدب
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 194.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 1ص 80.
(3) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 202.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 235.(1/249)
على والده قدم أخوه شمس الدين إلى القاهرة، صحبة ابن البارزي، فسعى له في كتابة السر في طرابلس، فوليها ثم قدم مصر، وعين كاتبا بديوان الإنشاء، وكانت بيده وظائف أخرى كثيرة، وحدثت منه انحرافات في أواخر حياته، على الرغم من أنه كان في غاية اللطف والكياسة.
(92) عمر بن الحسن بن أسعد بن محمد القاضي ناصر الدين بن بدر الدين الشهير بالفاقوسي (1). ت 841هـ.
ولد سنة 763هـ بدرب السلسلة، وحفظ القرآن والحديث ووقع في الدست، وهو صغير بدلا من ناصر الدين بن الطواس حتى أصبح شيخ الموقعين، وعزله منها البدر محمود صاحب ديوان الإنشاء أخذ عن مشايخ عصره. عاد إلى وظيفته بعد وفاة البدر محمود. حتى صار من أقدم الموقعين.
(93) محمود بن الخضر بن داود بن يعقوب شمس الدين الحلبي المصري (2)
ت 841هـ.
ولد سنة 768هـ سمع على الكمال بن حبيب كتب الإنشاء بالقاهرة وكان من أحسن موقعي الدست بالديوان.
(94) ماجد بن النحال مجد الدين (3) كاتب المماليك السلطانية ت 843هـ.
أهله من نصارى مصر القديمة خدم نوروز الحافظي، فألزمه بالإسلام، خدم عند جقمق أيام الدولة المؤيدية شيخ ثم تولى كتابة المماليك السلطانية، بعد وفاة جقمق أيام الأشرف برسباي، وطالت مدته فيها، وظل بوظيفته، حتى توفي سنة 843هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 149.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 153.
(3) المرجع السابق ص 73.(1/250)
(95) إبراهيم سعد الدين الشهير بابن المرة (1) كان من جملة الكتبة بالديار المصرية. ت 844هـ.
خدم في عدة جهات الى أن تولى نظر ديوان المفرد في الدولة الأشرفية برسباي. لكنه لم يدم فيها، وعزل وتولى نظر بندر جدة مرارا. توفي سنة 844 هـ وهو في السبعين من عمره.
(96) أبو بكر القاضي شرف الدين الحلبي المعروف بالأشقر وبابن العجمي (2) نائب كاتب السر بمصر. ت 844هـ.
ولد بحلب سنة 770هـ كان يعمل بالتوقيع والإنشاء، ومهر فيهما، قدم القاهرة، سنة 810هـ باشر التوقيع عند جمال الدين الاستادار، وأصبح من كبار موقعي الدست في نيابة كتابة السر. وتولى كتابة سر الرها. ثم عاد إلى مصر مدة ثم تولى كتابة سر حلب، ثم عاد لنيابة سر القاهرة حتى توفي سنة 844هـ.
(97) أحمد بن علي بن عبد القادر بن ابراهيم بن محمد بن تميم التقي أبو العباس، ويعرف بابن المقريزي (3) ت 845هـ.
سمي بهذا الاسم نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة جده من كبار المحدثين، فتحول ولده إلى القاهرة، وتولى فيها بعض الوظائف المتعلقة بالقضاء.
كتب التوقيع في ديوان الإنشاء وبرع فيه وله مؤلفات.
(98) أحمد بن يوسف الشهاب الخلطيب (4) ت 845هـ.
اشتغل قليلا، وحبس مع الشهود، تولى توقيع الحكم ثم توقيع الدرج ثم توقيع الدست.
__________
(1) المرجع السابق مجلد 1ص 179.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 479.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 2ص 21.
(4) المرجع السابق ج 2ص 252.(1/251)
(99) نور الدين علي بن أحمد بن خليل بن ناصر بن علي المعروف بابن السقطي (1) وأخيرا بابن بصال الاسكندراني ت 847هـ.
ولد سنة 773هـ اشتغل في عدة فنون برع في توقيع الإنشاء، سمع من سراج الدين بن الملقن.
(100) ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن شمس الدين (2). ت 850هـ.
كان من كبار موقعي الدست بمصر توفي سنة 850هـ.
(101) أبو البركات موسى بن أبي الهول سعد الدين (3) ت 851هـ.
كان من كبار الأدباء تولى الكتابة في ديوان الإنشاء أيام الناصر فرج.
(102) عبد الباسط خليل بن إبراهيم زين الدين الدمشقي (4). ت 854هـ.
ولد وتعلم بدمشق، وانتقل إلى القاهرة، كان ناظر الخاصة والكتابة في أيام المؤيد شيخ وفي أيام جقمق توفي سنة 853هـ بالقاهرة.
(103) كمال الدين أبو المناقب أبو بكر ناصر الدين محمد بن سابق الدين نجم الدين الخضيري الشافعي (5). ت 855هـ.
ولد في أوائل هذا القرن بأسيوط قدم القاهرة بعد الثمانمائة والعشرين، فلازم الشيوخ حتى برع في الفقه ومعظم علوم عصره، عمل في التدريس والإفتاء كان له في الإنشاء اليد الطولى، صنف كتبا مهمة منها كتاب في «صناعة التوقيع» وغير ذلك.
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 261.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 194.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 11ص 9.
(4) الزركلي «الأعلام» ج 4ص 43.
(5) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 284.(1/252)
(104) محمد بن محمد بن حسين بن علي الشرف أبو السعادات بن البدر بن التاج الفخر الحسيني (1). ت 856هـ.
نشأ وحفظ القرآن، وصاهر النور السفطي ثم استقر بعده في توقيع الدست، وباشر الصدغتمشية.
(105) محمد بن علي بن مسعود بن عثمان بن إسماعيل بن حسين الشمس (2). ت 857هـ.
ولد سنة 770هـ هاجر إلى القاهرة لطلب العلم، التقى بالعلماء، كتب التوقيع بديوان الإنشاء بالقاهرة.
(106) محمود بن خليل بن المجد أبي البركات (3) ت 860هـ.
كان من فضلاء الكتاب في عهد المماليك، عمل بديوان الانشاء، سافر مع يشبك الدوادار، في التجريدة قتل سنة 860هـ.
(107) محمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود بن عمر بن الشمس الأنصاري (4). ت 864هـ.
ولد بحلب سنة 843هـ وانتقل إلى دمشق، وهو صغير وكتب خطة بذلك عمل بالكتابة، وبرع فيها، وأخيرا كتب الانشاء بالديوان. وعمل في خدمة الأتابك يشبك في الدولة الأشرفية برسباي في التوقيع وغيره. ولما توفي رتب له معلوم بالديوان المفرد باشر كتابة الانشاء بديوان القاهرة حتى توفي.
(108) إبراهيم بن محمد بن عبد الرازق بن أبي المنصور الطناوي (5)
ت 865هـ.
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 9ص 76.
(2) المرجع السابق ج 8ص 219.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 136.
(4) المرجع السابق ج 6ص 243.
(5) المرجع السابق ج 1ص 149.(1/253)
كان أحد كتاب المماليك باشر الكتابة في ديوان القاهرة، كان حسن الخط والملتقى، لطيف العشرة كريما توفي سنة 865هـ.
(109) إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد (1) ت 873هـ.
ولد بأم ختان بالمنوفية، وقدم إلى القاهرة، حفظ القرآن، واشتغل بعلم الحساب، كان أديبا قادرا على الانشاء كتب بديوان الانشاء، وله بعض الخطب. ناب عن ناصر الدين بن أصيل في التوقيع عند المؤيد أحمد في أيام سلطنة أبيه الأشرف أينال.
(110) عبد الرزاق بن كريم الدين عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب. كان يلقب فخر الدين (2). ت 874هـ.
كان أديبا منشئا ويعد من كبار كتاب المماليك.
(111) عبد الله بن إبراهيم موفق الدين بن القاضي سعد الدين (3). القبطي القاهري. ت 877هـ.
كان أبوه كاتب جيش الشام، وكتب هو فيه أيضا، وكتب بديوان الانشاء بالقاهرة، بل كان صاحب ديوان الأشرف وقتا.
(112) محمد بن عبد الرحمن بن مؤمن ولي الدين القوصي (4) ت 878هـ.
كان أحد كتاب المماليك باشر توقيع المفرد كأبيه ثم باشر توقيع الدست بديوان الانشاء بمصر.
(113) يحيى الشرف القبطي ويعرف بابن صنيعة (5) ت 882هـ.
كان كاتبا من كتاب المماليك حضر في سفارة الحسام بن حريز للوزارة
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 1ص 82.
(2) المرجع السابق ج 4ص 193.
(3) المرجع السابق ج 5ص 4.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 8ص 45.
(5) المرجع السابق ج 10ص 268.(1/254)
مكان العلاء بن الأهاس. وفي عام 875هـ استقر في كتابة التوقيع بعد موت البرهان البرقي. وباشر التوقيع في خدمة كاتب السرمدة. ثم انقطع عن ذلك حتى توفي سنة 882هـ.
(114) علي بن أبي بكر بن محمد نور الدين الأنبابي نائب كاتب السر (1). ت 882هـ.
ولد في 12ربيع الأول سنة 813هـ نشأ بالقاهرة، حفظ القرآن والعمدة والألفية، عمل بالتوقيع عند المحب بن الأشقر كاتب السر، وعين وصار يترقى في المنصب حتى عمل نائبا لكاتب السر وكان معروفا بالتواضع والبشاشة.
(115) علي بن يوسف علي بن خلف بن أحمد نور الدين الجمال الدميري أخو البدر محمد ت 882هـ.
ولد سنة 818هـ بالقاهرة حفظ القرآن، عمل في الوظائف حتى ترقى وأصبح أحد أعيان الموقعين، ناب في القضاء، وكان من موقعي الدست، وباشر العمل في عدة جهات.
(116) خليل بن أبي البركات بن موسى صلاح الدين بن أسعد ويعرف بابن أبي الهول (2) ت 883هـ.
صاحب الجامع الذي ببركة قرموط، وكان مسجدا قديما، فوسعه عمل فيه خطيبا، ورتب فيه أرباب وظائف، وكان ابن أبي الهول يعتبر من كبار كتاب المماليك الذين كتبوا الانشاء بالديوان.
__________
(1) المرجع السابق ج 5ص 206.
(2) المرجع السابق ج 6ص 53.
السخاوي «الضوء اللامع» ج 3ص 194.(1/255)
(117) محمد بن إبراهيم محمد بن علي بن شداد عز الدين الحلبي (1)
ت 884هـ.
ولد سنة 813هـ كان رئيسا فاضلا من خواص الملك الناصر صاحب حلب، قدم القاهرة، واستوطنها، كان له مكانة كبيرة عند الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون كان كاتبا فاضلا مجيدا لكتابة الانشاء. صنف تاريخ خلف وسيرة الظاهر بيبرس قبل قدومه مصر.
(118) محمد بن يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن البدر كان يلقب بكتكوت. ت 887هـ.
ولد سنة 808هـ بالقاهرة تعلم الفقه والأدب وأخذ من كثير من العلماء والفقهاء كتب التوقيع بالقاهرة، ودمشق تولى توقيع الانشاء أول مرة سنة 806هـ وتوقيع الدست بعد وفاة البدر بن البرجي.
(119) أحمد بن حسن بن علي بن عبد الله الشهاب النشوي (2) ت 891هـ
كان من جملة كتاب المماليك، تميز في الكتابة مع لطف، وحسن عشرة.
(120) أحمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني أبو البقاء شهاب الدين. ابن الجيعان (3). ت 930هـ.
عمل نائبا لكاتب السر بمصر عاش في نعمة واسعة، وساءت حالته بعد سنة 923هـ وصودر وسجن مرات، وباع كل ما يملك، وشنق بالقاهرة.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 85.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 96.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 1ص 276.
الزركلي «الاعلام» ج 1ص 256.(1/256)
ثالثا: تراجم مشاهير كتاب السر بالشام في العصرين الأيوبي والمملوكي(1/257)
بعد أن عرضنا لمشاهير كتاب السر والانشاء بمصر لا بد لنا من عرض لكتاب السر والانشاء بالشام.
كانت بلاد الشام في عصري الأيوبيين والمماليك جزءا من الدولة المصرية، فقد تحققت الوحدة الكبرى بين البلدين منذ أيام صلاح الدين الأيوبي. وكان النظام الذي اتبعه سلاطين الأيوبيين والمماليك في حكم الشام هو تقسيمها إلى ستة أقسام تسمى نيابات تخضع للحكومة المركزية بالقاهرة.
أما هذه النيابات فهي نيابة دمشق، ونيابة حلب وطرابلس، وحماه، وصفد ونيابة الكرك (1).
وكان ينوب عن السلطان في حكم هذه النيابات نائب يعرف باسم نائب السلطنة. وهذه الوظيفة ابتدعها الأيوبيون. وأحياها بيبرس مع ما أحياه من الوظائف الأيوبية (2) وكان نائب السلطنة في ذلك العهد كما يقول القلقشندي «سلطانا مختصرا بل هو السلطان الثاني» (3). وكان نظام الحكم في كل هذه النيابات، يماثل نظام الحكم في مصر، فكل نيابة منها عبارة عن مملكة مستقلة بها دواوين حكومية وموظفين يتولون شؤونها.
أما عن الدواوين التي وجدت في كل نيابة من نيابات الشام، فكان أهمها ديوان الانشاء، وديوان النظر، وديوان الجيش.
وكان من اختصاص ديوان الانشاء المراسلات التي ترد إلى النائب أو تصدر عنه. ولقب صاحب ديوان الانشاء بكاتب السر.
__________
(1) د. سعيد عاشور «العصر المماليكي» ص 197.
(2) علي إبراهيم حسن «دراسات في تاريخ المماليك» ص 281.
(3) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 4ص 1716.(1/259)
ولأهمية وظيفة كاتب السر بالشام فقد كان السلطان يجعل منه عينا على النائب فيبلغ الحكومة المركزية بالقاهرة بكل ما يريد النائب إخفاءه عنها من الأمور (1). وذلك لأن هؤلاء النواب كانوا من أصحاب الوظائف الحربية الذين كانت لهم الكلمة العليا في الدولة، وكانوا يسيطرون على أصحاب الوظائف في الأقاليم. وهذا مما جعل السلطان يراقبهم بعين ساهرة، ويتشدد معهم، ومما جعله يولي كاتب السر، ويأمره بالتجسس عليهم.
وقد ضعفت نيابة السلطنة في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
ثم ألغيت مع الوزارة سنة 727هـ (2)، ولكنها أعيدت ثانية سنة 742هـ في عهد ابنه أبي بكر، ثم زالت نهائيا أثناء حكم السلطان الظاهر برقوق، ويظهر أن وظيفة النيابة قد انحطت في دولة المماليك البرجية بدليل ما ذكره المقريزي من أنه قد «اختلت الآن الرسوم، وضعفت الرتب، وتلاشت الأحوال، وعادت الأسماء لا معنى لها، وخيالات حاصلها عدم» (3).
وسنعرض الآن لمشاهير كتاب السر والانشاء بالشام.
(1) محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر المخزومي الحلبي الأصل المعروف بابن القيسراني (4). ت 707هـ.
ولد بحلب سنة 648هـ تفقه واشتغل بعلم الحديث وكانت دراسته على يد ابن الدايم، وإبراهيم بن خليل وغيرهم.
برز في الكتابة، وكانت من أهم صفاته تولى كتابة سر حلب كان كثير التلاوة حسن النظم والنثر، رئيسا دينا متواضعا توفي سنة 707هـ.
__________
(1) القلقشندي «صبح الأعشى» ج 4ص 189.
(2) علي إبراهيم حسن «دراسات في تاريخ المماليك» ص 287.
(3) المقريزي «الخطط» ج 4ص 215.
(4) ابن حجر «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» ج 4ص 101100(1/260)
(2) إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد القيسراني (1)
ت 714هـ.
ولد سنة 671هـ كان موقعا للدست بمصر. تولى كتابة سر حلب في سنة 714هـ، ثم صرف إلى توقيع الدست بدمشق، وتقدم عند أميرها تنكز.
(3) عبد الوهاب بن فضل الله شرف الدين (2) ت 717هـ.
(4) شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد الحلبي أبو الثناء كاتب السر الشريف بدمشق سنة 745هـ (3). ت 725هـ.
ولد سنة 644هـ، وخدم في الانشاء نحوا من خمسين سنة، وكان يكتب التقاليد على البديهة. تفقه على ابن النجار وغيره، وتأدب على ابن مالك وغيره «لازم الشيخ مجد الدين بن الظهيرة، وسلك طريقته في النظم» (4).
انتقل شهاب الدين إلى مصر بأمر الوزير شمس الدين بن السلعوي وذلك لبلاغته وقوة إنشائه في ذلك العصر حتى قيل إنه كان شيخ صناعة الانشاء في عصره، يقال لم يكن بعد القاضي الفاضل مثله «كان يكتب التقاليد الكبار بلا عودة، وله تصانيف في الانشاء وغيره».
تولى كتابة السر بدمشق بعد موت شرف الدين بن فضل الله إلى أن توفي سنة 725هـ.
له تصانيف كثيرة في الانشاء منها «ذيل على الكامل» لابن الأثير، «أهنى المنائح في أسنى المدائح»، «حسن التوسل إلى صناعة الترسل» وغيرها الكثير.
__________
(1) المرجع السابق ج 1ص 404.
(2) أنظر صفحة 181من «تراجم كتاب السر بمصر».
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 69، أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 9ص 64.
(4) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 2ص 564.(1/261)
(5) محمد بن محمود بن فهد الحلبي القاضي شمس الدين بن الشهاب محمود (1). ت 728هـ.
ولد سنة 669هـ قدم إلى دمشق صحبة والده عندما تولى كتابة سرها.
«وكان يكتب المطالعات هو والقاضي شرف الدين أبو بكر (2)».
تولى كتابة سر دمشق سنة 725، وهي سنة وفاة والده، وباشر الوظيفة بأمانة، وتفوق كبير.
(6) شرف الدين يعقوب بن عبد الكريم. بن أبي المعالي الحلبي (3). ت 729هـ.
كان من فضلاء الكتاب في ذلك العصر، تولى كثيرا من الخدمات الديوانية بجميع البلاد الشامية، كان كاتبا فاضلا، تولى كتابة سر حلب غير مرة، وكان يقوم بأعبائها خير قيام ت سنة 729هـ.
(7) إسماعيل بن محمد بن عبد الله القاضي شرف الدين بن الصاحب فتح الدين بن القيسراني (4). ت 736هـ.
كان ابن القيسراني من بيت علم وفضل وأدب، فأثر ذلك عليه وعلى موهبته مما جعله حسن المحاضرة. ويميل إلى مجالسة الصلحاء. والكبراء.
في بداية حياته كان موقعا بباب السلطان، تولى كتابة سر حلب فكان من أعظم كتاب السر الذين تقلدوا هذا المنصب، فلم يرق ذلك لنائبها الطنبغا الذي فضل عليه علاء الدين بن الأثير.
عزل ابن القيسراني من منصبه، وتوجه إلى دمشق، وتقرب من نائبها
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 25.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 303.
(3) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 9ص 280.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 218.(1/262)
تنكز، وصار من عظماء القوم عنده. توفي في سنة سبعمائة وست وثلاثين بدمشق.
(8) محيي الدين يحيى بن فضل الله بن مجلي بن خلف (1). ت 738هـ.
(9) أبو بكر بن محمد بن محمد بن سلمان بن فهد الحلبي شرف الدين بن شمس الدين بن الشهاب محمود (2) ت 744هـ.
ولد سنة 693هـ وكان من عظماء زمانه في كتابة الانشاء، وفاق جميع من حوله. ولاه الملك الناصر محمد كتابة السر بدمشق سنة 729هـ بعد موت علاء الدين بن الأثير، ونقل محيى الدين بن فضل الله إلى مصر، سنة 732بناء على أمر من الناصر وتولى كتابة السر فيها، ورد محيي الدين وأولاده إلى دمشق، وقام شرف الدين بتأدية فريضة الحج مع الناصر محمد، فلما عاد طلب الرجوع إلى دمشق فأعاده السلطان، وأرجع محيي الدين وأولاده إلى القاهرة، ظل بكتابة السر حتى توفي سنة 744هـ.
(10) بدر الدين محمد بن محيي الدين بن فضل الله كاتب السر الشريف بدمشق (3). ت 746هـ.
ولد سنة 710هـ، وهو شقيق القاضي شهاب الدين قدم إلى مصر صحبة والده محيي الدين، وأقام بها مدة، وأدخله أخوه علاء الدين إلى دار العدل بعد وفاة أبيه. ولما توجه علاء الدين إلى الكرك صحبة السلطان الناصر أحمد.
وتسلطن أخوه الصالح إسماعيل بن قلاوون، فسد بدر الدين الوظيفة عن أخيه إلى أن عاد إلى مصر.
عين بدر الدين كاتب سر دمشق في سنة 743هـ، وكان ذائع الصيت، وافر البلاغة «فحسنت سيرته، وخضع له أعيان دمشق» (4).
__________
(1) أنظر ما سبق ص 183من «تراجم كتاب السر بمصر».
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 496.
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 150.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 314.(1/263)
كان بدر الدين عاقلا فاضلا أحبه الناس، وكان أحب أخوته إلى أبيه، توفي إثر مرض حاد بدمشق سنة 746هـ.
(11) محمد بن الخضر بن عبد الرحمن بن سليمان بن تاج الدين بن الزين خضر (1) ت 747هـ.
كان في أول أمره، كاتبا للدرج بالقاهرة، ثم نقل إلى كتابة سر حلب، باشر تلك الوظيفة في أوائل سنة 733هـ، إلى سنة 739هـ، ولكنه عزل منها، وأقام بمصر دون عمل إلى أن رتب من موقعي الدست.
تولى في سنة 746هـ كتابة سر دمشق في أيام سلطنة الملك الكامل، فباشرها إلى سنة 747هـ توفي وقد جاوز الستين سنة، كان محمود السيرة متواضعا محبا لأهل الخير.
(12) محمد بن ناصر بن علي الحريري «فخر الدين (2)» ت 751هـ.
كان متقلب الأحوال يسير على كثير من البدع، حتى كان يقلد الفقراء، ويسير بالطاقية والإزار.
خدم في سلك المكاتبات عند قرطائي نائب طرابلس، وبلغ عنده منزلة كبيرة، وباشر استيفاء النظر بدمشق، ثم نظر الدواوين بطرابلس، ثم نظر الجيش بدمشق.
تولى كتابة سر طرابلس، وخدم فيها بعناية.
(13) عمر بن يوسف بن عبد الله بن السفاح الحلبي زين الدين (3).
كان من فضلاء الكتاب، وكتب الانشاء تولى بيت المال ونظر الأحباس ثم تولى كتابة سر حلب عوضا عن جمال الدين بن الشهاب محمود سنة 749هـ فباشرها بحسن سياسة وبأخلاق وحمية إلى أن عزل بشهاب الدين الحسيني، وصودر بن السفاح.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 52.
(2) المرجع السابق ج 5ص 3433.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 275.(1/264)
(14) القاضي تاج الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن عبد الحق السعدي، البارنباري، المصري (1). ت 756هـ.
كان مصري المولد، تولى كتابة سر طرابلس، فأحسن ولايتها كان فاضلا خدم الملوك والأمراء، له شعر جيد وكتابة حسنة.
(15) إبراهيم بن محمود بن سليمان بن فهد جمال الدين بن الشهاب محمود الحلبي (2) ت 760هـ.
ولد سنة 676هـ، تفقه في حياته وتعلم على سيرة ابن هشام مهر في الكتابة، وبرع في الانشاء، كتب في ديوان الانشاء بمصر تولى كتابة سر حلب بعد عزل عماد الدين بن القيسراني سنة 733هـ باشر الوظيفة ستة عشر عاما حتى عزل بتاج الدين بن خضر.
تولى الكتابة بديوان الانشاء بدمشق إلى أن صرف ابن أخيه شرف الدين أبو بكر عن كتابة السر فيها، فعزل هو بعزله، وأقام في بيته، ثم ناب في ديوان الإنشاء بمصر عن علاء الدين بن فضل الله، وباشر التوقيع. أعيد إلى كتابة السر بحلب سنة 747هـ، ثم عزل بابن السفاح، وكان ابنه كمال الدين يسد عنه في غيابه إلى أن عزل في ربيع الأول سنة 759هـ، واستمر بدون عمل حتى توفي سنة 760هـ.
كان جمال الدين كثير الفضائل، اقتبس من محاسن والده وكان كثير الوقار جيد الخط. كان هو كاتبا للسر بطرابلس، ووالده كاتب السر بدمشق.
(16) محمد بن أحمد بن فضل الله المصري الكاتب علم الدين بن قطب الدين المعروف بابن القطب (3). ت 760هـ.
كان ناظرا للجيش بالشام سمع الأحاديث على التقي سليمان وعيسى
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 10ص 320.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 158.
وابن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 73.
(3) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 458.(1/265)
المعظم، وحدث وخدم محيي الدين كاتب قبجق وناب عنه في ديوان تنكز، استقر في ديوان الأشرف وغير ذلك. كان من الذكاء أنه اختص بتنكز، وكان يستكتبه في الأمور التي لا يحب أن يطلع عليها كاتب السر، فيأتي بمراده غالبا، فأعجب به إلى أن سعى له في كتابة سر دمشق بدلا من جمال الدين بن الأثير سنة 736هـ.
(17) شهاب الدين حسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن زيد الحسيني الشهير بابن قاضي العسكر (1). ت 762هـ.
كان نقيبا للأشراف بمصر وسنه أربع وستون سنة. كان كاتبا بليغا أديبا بارعا في الانشاء.
تولى الخدمة بديوان الانشاء، وكان من فضلاء كتابه. تولى كتابة سر حلب، وباشر الوظيفة بدقة وعناية. توفي سنة 762هـ.
(18) ناصر الدين محمد بن الصاحب شرف الدين بن يعقوب بن عبد الكريم الحلبي (2). ت 764هـ.
ولد سنة 707هـ، وكان شغوفا بقراءة القرآن، وحفظ المختصرات برع في الانشاء، كان قاضيا بحلب، وأول ما ولي كتابة الانشاء فيها. ثم توقيع الدست.
تولى كتابة السر بحلب بدلا من ابن القطب سنة 739هـ ثم تولى كتابة السر بدمشق بدلا من تاج الدين بن خضر سنة 747هـ كان سريع النظم والنثر تولى التدريس ومشيخة الشيوخ توفي بدمشق سنة سبعمائة وثلاث وستين.
(19) خليل بن أيبك بن عبد الله الأديب صلاح الدين الصفدي (3). ت 764هـ.
ولد سنة 736أو سنة 737تقريبا. أحب الأدب كثيرا منذ صغره وكتب الخط الجيد وذكر عن نفسه «أن أباه لم يمكنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة».
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 11ص 10.
(2) المرجع السابق ج 11ص 16.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 176.(1/266)
أكثر صلاح الصفدي من الترسل والنثر وكتابة الانشاء. تولى كتابة بيت المال وكتابة الانشاء بدمشق وبالديار المصرية. كان كاتبا للدرج بصفد. تولى كتابة الانشاء بحلب. وباشر وظائف جليلة، وكان بينه وبين علماء عصره وأدبائه مكاتبات. ومراسلات جمع مجموعة كبيرة من تاريخه سماه «الوافي بالوفيات على حروف المعجم».
(20) حسن بن محمد بن فتيان الدمشقي تقي الدين (1). ت 770هـ.
تولى ديوان الانشاء بصفد، فلما مهر فيها، استقر بكتابة السر فيها.
كان من كبار رجال الانشاء في ذلك الوقت، فأثنى عليه المؤرخون.
(21) الحسين بن محمد بن الحسين يجمع نسبه إلى جعفر الصادق ثم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه (2). ت 772هـ.
كان مصري المولد، والدار والوفاة. معروفا بابن قاضي العسكر، وبأبي الركب.
كان نقيبا للأشراف بمصر، وخدم في ديوان الانشاء، حتى صار من بلغاء كتابه، فعين كاتبا لسر حلب مدة طويلة، ثم عزل وعاد إلى القاهرة، وكان سيدا فاضلا في النظم والنثر توفي سنة 772هـ.
(22) علي إبراهيم بن حسن بن تميم علاء الدين بن معابس الحلبي (3). ت 773هـ.
كان كاتبا للسر. ولد سنة بضع وسبعمائة، واشتغل بعلم القراءات، ومهر في الأدب، وتقدم في ذلك حتى تولى كتابة سر حلب سنة 762هـ بعد تحول ناصر الدين عنها، فباشرها نحو عشرين سنة كان من أعظم كتاب السر،
__________
(1) المرجع السابق نفس الصفحة.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 47.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 72.(1/267)
فساد على أبناء جنسه وكان حازما عازما ولكنه عزل من منصبه وأهين. توفي سنة 773هـ.
(23) أحمد بن محمد بن علان القيسي شهاب الدين بن عماد الدين (1). ت 774هـ.
ولد سنة سبعمائة وبضع وعشرين. برع في الأدب. كان أصله من دمشق وسكن حلب وباشر فيها عدة وظائف منها كتابة السر. توفي سنة 774هـ.
(24) علي بن عثمان بن أحمد بن عمرو قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن الزرعي (2). ت 776هـ.
كان فقهيا بارعا في الأدب والفقه تولى قضاء القضاة بحلب سنة 743هـ.
عوضا عن برهان الدين السرسعي بحكم وفاته في هذه السنة. فأقام بهذا المنصب مدة إلى أن عزل.
عاد إلى دمشق، وتولى كتابة سرها، ووكالة بيت المال بها وكان يلقب القرع. توفي سنة 776هـ.
(25) نجم الدين محمود بن الشهاب محمود (3). ت 793هـ.
كان مثل أخويه وأبيه من عظماء كتاب عصرهم، تنقل نجم الدين في كثير من البلاد تولى كتابة السر بتنيس عشرين سنة. فباشر الوظيفة بحرمة واسعة ودراية كبيرة.
قدم القاهرة بعد ذلك. ومات بها بعد موت أخويه.
ودفن الثلاثة في قبر واحد.
__________
(1) المرجع السابق ج 1ص 299.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 413.
(3) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 330.(1/268)
(26) بدر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن مزهر (1). الشافعي الدمشقي. ت 793هـ.
كان كاتبا للسر بدمشق تولى هذا المنصب مرتين قدر عشر سنوات.
تفقه على ابن قاضي شهبة قام معه بتدريس الشامية البرانية نشأ على الأدب والفقه والانشاء. وكانت طريقته مثلى، يوصف بالعفة والنزاهة.
(27) محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحق بن أبي الكرم محمد. ت 793هـ.
فتح الدين أبو بكر المعروف بابن الشهيد. كاتب سر دمشق (2).
ولد سنة 728هـ واشتغل في العلوم، وتفنن وفاق أقرانه في النظم والنثر والكتابة. تولى كتابة السر ومشيخة الشيوخ سنة 764فباشرها مدة ثلاث سنين ونصف ثم عزل وأعيد إلى الوظيفتين بعد أشهر واستمر اكثر من سبع سنين.
ثم عزل وأهين، ومدة ولايته خمسة عشرة سنة (3) ولاه منطاش الخطابة ولكنه لم يدم فيها.
نظم السيرة النبوية لابن هشام، وتولى عدة وظائف دينية كان صديقا لمنطاش ضد برقوق فحقد لذلك عليه برقوق لأنه كان من المحرضين على قتله فحبسه. واستمر في حبسه حتى قتله بالقاهرة سنة 793هـ. وكان من أعظم كتاب السر بدمشق.
(28) محمد بن إبراهيم بن محمد نجم الدين بن جمال الدين المعروف بابن الشهيد أخو السابق (4). ت 793هـ.
تولى كثيرا من المناصب الجليلة، ومنها كتابة السر بعد أخيه.
__________
(1) المرجع السابق ص 230.
(2) الزركلي «الاعلام» ج 6ص 190.
(3) المرجع السابق ص 230.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط ج 3ص 90.(1/269)
(29) شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الله الحلبي. بن مهاجر الحنفي (1) ت 794هـ.
ولد سنة 728هـ كان فاضلا ورئيسا للحنفية، حتى كان يقصد للفتوى تولى كتابة السر بحلب مدة ثم صرف سنة 787هـ. فدخل القاهرة، وتحول فصار شافعيا تولى قضاء حماه ثم حلب. ثم عزل بابن أبي الرضى وكان ذا فضيلة في النظم والنثر حسن الخط.
(30) علي بن عيسى بن موسى علاء الدين الكركي (2) ت 794هـ.
(31) علي بن عبد الله بن يوسف بن الحسن التبريزي علاء الدين (3). ت 794 هـ.
ولد بحلب، ومهر في الأدب والنظم والنثر والإنشاء كتب الخط الحسن تولى توقيع الدست بحلب، وقرره يلبغا الناصري، في كتابة السر بحلب وفي توقيعه، واستمر صحبة يلبغا حتى قدم مصر، واستولى عليها. كتب في توقيع الدست عند ابن فضل الله واستمر الى أن سافر مع الطاهر الى حلب وتوفي سنة 794هـ.
(32) امين الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن على الأنصاري، الحمصي (4)
ت 795هـ.
كان كاتبا بارعا برع في الفقه والعربية، أخذ الفقه عن رمضان الحنفي، والعربية عن تقي الدين بن الحمصية. تولى كتابة السر بحمص ثم بدمشق. قدم القاهرة صحبة تنم الحسيني ثم عاد إلى دمشق. واستمر في وظيفته الى أن مات سنة 795 (5) وكان يباشرها بأمانة ودقة.
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 334.
(2) أنظر صفحة 185تراجم كتاب السر بمصر.
(3) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 147.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 367.
(5) المرجع السابق ذكر سنة وفاته 795وفي أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 12ص 163 ذكرها سنة 800هـ.(1/270)
(33) زين الدين عمر بن إبراهيم بن سليمان الرهاوي الأصل (1) ت 806هـ.
كان أديبا بليغا، قرأ على الشيخ شمس الدين الموصلي، وأبو المعالي بن عشائر، برع في الأدب والنظم وصناعة الإنشاء والخط. تولى كتابة سر حلب ثم خطابة الجامع الأموي بعد وفاة أبي البركات الأنصاري وكان فاضلا. ذا عصبية ومروءة.
(34) محمد بن صالح بن عمر بن أحمد ناصر الدين بن صلاح الدين الحلبي ويعرف بابن السفاح (2) ت 807هـ.
تولى كتابة الإنشاء بحلب ثم ترقى إلى كتابة سرها، ثم نظر جيشها، وكان ذلك في أيام الظاهر برقوق، قدم القاهرة بعد وقعة تنم الحسيني مع الناصر، فاستقر في التوقيع عند يشبك الشعباني وانتهت إليه الرياسة واستمر في التوقيع الى أن مات سنة 807هـ.
(35) محمد بن موسى بن محمد بن بدر الدين بن شرف الدين بن شمس الدين ابن الشهاب محمود الحلبي (3) ويعرف كسلفه بابن الشهاب محمود.
ولد في حدود الخمسين ويقال سنة 770هـ ونشأ بدمشق، واشتغل وبرع في الأدب والشعر.
تولى توقيع الدست بحلب، واتصل بخدمة الأتابك يلبغا الناصري نائب حلب، لما أخرج على الملك الظاهر برقوق وحظي عنده، وقدم صحبته، الى القاهرة، وتولى وظائف جليلة بدمشق وغيرها، وصرف إلى كتابة سر طرابلس، ثم كتابة سر دمشق (4)، واستمر في هذه الوظيفة حتى قتله الناصر فرج في 12 صفر سنة 812هـ.
__________
(1) ابن العماد «شذرات الذهب» ج 7ص 59.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 7ص 268.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 311.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 63.(1/271)
(36) علي بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن عدنان علاء الدين أبو الحسن ابن برهان الدمشقي (1). ت 813هـ.
ولد سنة 750هـ تولى نقابة الأشراف بعد أبيه. ثم كتابة سر دمشق غير مرة، وباشرها بأمانة ودقة. توفي في 16من ربيع الأول سنة 813هـ. وهو والد الشهاب أحمد.
(37) علي بن محمد بن محمد أبو الحسن صدر الدين بن الأدمي (2) ت 816 هـ.
ولد بدمشق، كان أديبا بليغا مترسلا، باشر كتابة السر فيها ثم تولى قضاءها، وجمع في دولة المؤيد شيخ بين القضاء والحسبة، وحدثت له أضرار كثيرة بسبب صلته بالمؤيد، ولكنه كان مستهترا يأتي بما لا يليق من الفقهاء توفي سنة 816هـ.
(38) أحمد بن الحسن بن إبراهيم محيي الدين المدني الأصل الدمشقي المولد، والمنشأ والوفاة (3) ت 818هـ.
ولد سنة 752هـ بدمشق وكان والده قد انتقل من المدينة إليها ونشأ فيها وولد له ابنه أحمد المذكور.
تعلم أحمد فن الكتابة وصحب القاضي بدر الدين بن مزهر ثم لما مات ابن مزهر قدم القاهرة صحبة القاضي فتح الدين فتح الله فاستكتبه في الإنشاء ثم بعد موت فتح الله رجع الى دمشق، وعين كاتبا للسر فيها في أوائل سنة 818 هـ كان دينا فاضلا كثير التلاوة مشكور السيرة توفي سنة 818هـ (4).
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 381.
(2) الزركلي «الأعلام» ج 5ص 160.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 1. ص 281.
(4) ذكر السخاوي ج 1ص 281سنة وفاته 820وأبو المحاسن «المنهل الصافي» مجلد 1 ص 272271بأنها سنة 818هـ.(1/272)
(39) ناصر الدين بن البارزي (1) ت 823هـ.
(40) يوسف بن خالد بن أيوب الشافعي (2) ت 829هـ.
نشأ بحلب ومهر في الأدب والإنشاء في نفقة الشهاب بعد أبي الرضى.
سافر لماردين. وقرأ بها القراءات السبع، وتولى قضاء حلب، وملطية وطرابلس.
تولى كتابة سر صفد. توفي سنة 829هـ.
(41) محمد بن عبد الله بن القاضي شمس الدين المعروف بابن كاتب السمسرة وبالعمري (3). ت 829هـ.
كان ماهرا فاضلا، في كتابة الإنشاء تولى قديما نيابة السر ثم توقيع الدست، ودام على ذلك الى أن تولى كتابة السر بسيس، توفي سنة 829هـ.
(42) عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن معالي بن إبراهيم المعري الحلبي (4) ت 830هـ.
كان والده في خدمة الشرف الأنصاري ثم ترقى حتى صار نقيبا بحلب ولد ابنه هذا فكان غير محمود السير تولى كتابة سر حلب أيام ططر.
(43) حسن بن عبد الله نجم الدين السامري الأصل كاتب السر بدمشق (5) ت 831هـ.
جمع بين يديه كتابة السر ونظر الجيش بنيابة صهره أزبك الدوادار، كان بعيدا عن باقي العلوم، مع أن التدريس كان باسمه بدار الحديث الأشرفية. توفي سنة 831هـ.
__________
(1) انظر صفحة 190تراجم كتاب السر بمصر.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 312.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 194.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 4ص 830.
(5) السخاوي «الضوء اللامع» ج 3ص 148.(1/273)
(44) محمد بن محمد بدر الدين المعروف بابن مزهر كاتب السر الشريف بمصر والشام (1) ت 832هـ.
(45) عبد الوهاب بن أفتكين تاج الدين (2) ت 836هـ.
كان من أعلام الكتاب بالشام تولى كتابة السر بدمشق حتى توفي، ودفن بمقبرة باب توما ارخه ابن اللبودي.
(46) يوسف بن الجمال بن المنقار الحلبي (3) ت 837هـ.
تولى كتابة سر حلب ثم نظر جيشها واللعة والبيمارستان وكان ذا حظوة عند السلاطين برز في الإنشاء والكتابة وكان من فضلاء عصره.
(47) عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الشيخ زين الدين المروزي الشهير بابن الخراط (4) ت 840هـ.
ولد بحماه سنة 777هـ ونشأ بحلب وتفقه بها، وبرع في الأدب واتصل بخدمة نائبها الأمير حكم وفي أيام المؤيد شيخ تولى كتابة سر طرابلس، ثم عزل منها، وتولى كتابة الإنشاء بالقاهرة. توفي سنة 840، وكان قد أضيف إليه بعد ان التقى ابن حجة رياسة ديوان الإنشاء.
(48) محمد بن عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن يوسف ابن محمد أبو الفضائل ابن القاضي الزين أبو المحاسن المخزومي (5) ت 841هـ.
ولد سنة 792هـ بحلب، وقرأ القرآن بها، وتعلم الحديث والفقه ونظم الشعر.
كتب في توقيع الدست بحلب والقاهرة، وظل يتنقل في الوظائف حتى نولى كتابة سر البيره ثم غزة ثم نظر جيشها ومات بصفد سنة 841هـ.
__________
(1) أنظر صفحة 191تراجم كتاب السر بمصر.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 5ص 98.
(3) المرجع السابق ج 10ص 339.
(4) أبو المحاسن «النهل الصافي» مخطوط ج 2ص 303.
(5) السخاوي «الضوء اللامع» ج 7ص 278.(1/274)
(49) أبو بكر القاضي شرف الدين الحلبي المعروف بابن الأشقر وبابن العجمي (1) ت 844هـ.
ولد سنة 770هـ بحلب (2) وحفظ القرآن والسيرة، وكانت تغلب عليه صناعة الإنشاء والتوقيع، ومهر فيهما. قدم القاهرة سنة 810هـ (3) رغبة على طلب جمال الدين الاستادار فباشر عنده التوقيع وعند الأمير قجمق الدوادار وأصبح من كبار موقعي الدست. وتولى نيابة كتابة السر أيام بدر الدين بن مزهر وابنه جلال الدين امتنع عن كتابة السر بالقاهرة مرات.
ولاه برسباي كتابة سر الرها سنة 836هـ ولكنه أعفي منها وعاد إلى مصر، واستمر فيها مدة، ثم استقر بعد ذلك في كتابة سر حلب سنة 839هـ فباشرها حتى عزل بالقاضي معين الدين عبد اللطيف، وعاد لنيابة سر القاهرة، حتى توفي سنة 844هـ.
(50) محمد بن الشمس أبو شامة الأنصاري (4) ت 845هـ.
تولى أمانة الحكم بدمشق ناب في الحكم بالقاهرة كان كثير السكون لم يكن له دور بارز على مسرح السياسة والإدارة في أواخر دولة الأشرف برسباي تغيب فترة ثم ظهر في دولة الظاهر.
تولى وكالة بيت المال بدمشق، وقضاء طرابلس، وكتابة سرها وتوفي سنة 845هـ.
(51) محمد بن محمد بن سليمان ناصر الدين بن الشمس الابياري (5) ت 845هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 479
(2) في الضوء اللامع ج 11ص 3433يذكر أنه ولد سنة 777.
(3) في الضوء اللامع يذكر وفاته سنة 807هـ.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 8ص 228.
(5) المرجع السابق ج 9ص 85.(1/275)
تولى كتابة سر حلب في أيام الناصر عن النوروز ثم ولي قضاءها ثم كتابة سر الشام في أيام المستعين.
تولى مع وظائفه السابقة قضاء طرابلس، واستناب فيه في سنة 835هـ وتولى قضاء بيت المقدس لمدة طويلة طلب منه أن يكتب السر بالقاهرة حتى يتحرك الكمال بن البارزي لوزن ما طلب منه. تولى قضاء حمص وكتابة سرها.
(52) علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله المالكي ويعرف بالناسخ (1). ت 845هـ.
ولد بالقاهرة سنة 781هـ رحل هو وأبواه الى حلب، فقرأ فيها القرآن ثم الى القاهرة سنة 803هـ.
تولى كتابة سر حماه عن المستعين بالله ثم كتابة سر طرابلس عن نوروز وحضر من قلعة دمشق. قصد القاهرة وأقام بها حتى توفي المؤيد شيخ فتولى عن ابنه كتابة سر طرابلس. وكاتب السر بالقاهرة حينئذ ابن الكويز. ثم عزل عن قرب ورجع إلى القاهرة، وأقام بها حتى تولى قضاء المالكية بطرابلس ثم انتقل لنظر الجيش بحلب ثم انفصل لعدم إجابته لدفع ما طلب منه من مال. توفي ببلاد الروم سنة 845هـ عندما نزح إليها.
(53) محمد بن يوسف بن إبراهيم بن أيوب الدمشقي ويعرف بأبي شامة (2). ت 845هـ.
ولد سنة 773هـ بدمشق وكان أديبا. فقيها عالما بالإنشاء أخذ عنه كثير من رجال عصره تولى قضاء طرابلس، وكتابة سرها ثم وكالة بيت المال بدمشق.
(54) ضياء الدين بن النفيس (3) ت 857هـ.
من أعيان كتاب السر بالشام تولى كتابة سر حلب وكان من فضلاء
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 6ص 51.
(2) المرجع السابق ج 10ص 2928.
(3) ابن أياس «تاريخ مصر» ج 2ص 44.(1/276)
الكتاب في عصره. ومن أعيان الرؤساء. توفي سنة 857هـ.
(55) صلاح الدين خليل بن السابق (1) ت 859هـ
كان من فضلاء كتاب العصر المملوكي تولى كتابة سر حلب وكتابة سر دمشق، ونظر جيشهما وغير ذلك من وظائف الدولة الهامة. كان فاضلا وحشما. وحسن السيرة وكان ممن اشتهر بالأدب وقوة الإنشاء.
(56) عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان معين الدين (2) ت 859هـ.
ولد بالقاهرة سنة 812هـ وحفظ القرآن على يد والده وعدة مختصرات، وتعلم الفقه والعربية برع في صناعة الإنشاء وتدرب فيها، وباشر التوقيع بالقاهرة، تولى كتابة سر حلب بعد عزل والده في آخر الدولة الأشرفية فباشرها على أحسن وجه وحظي عند نائبها الأمير تغري برمش وعندما خرج هذا النائب عن طاعة جقمق طلب شرف الدين الى الديار المصرية، وعزل عن كتابة سر حلب عاد الى توقيع الدست بالقاهرة، واستمر على ذلك الى أن توفي والده شرف الدين بن الأشقر سنة 844هـ وخلع عليه واستقر في نيابة كتابة السر بالقاهرة حتى توفي سنة 859هـ.
(57) حمد بن محمد بن هبة الله بن عمر بن إبراهيم بن ناصر الدين الشرف الجهني يعرف بابن البارزي، وهو ابن هبة الله (3) ت 875هـ.
ولد في 13رجب سنة 807هـ بحماه، وتعلم القرآن والفقه والأدب اشتغل في النحو على البدر الهندي الذي نقله من دمشق الى حماه، وأحسن إليه
__________
(1) المرجع السابق ج 2ص 50.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 350، ابن العماد «شذرات الذهب» ج 7ص 295.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 10ص 24.(1/277)
وزوجه بها، تولى قضاء بلده بعد وفاة الشهاب الزهري ايام السلطان جقمق، وكان ذلك بفضل قريبه الكمال بن البارزي.
أضيفت إليه كتابة سر حماه فباشرها مدة حتى توفي سنة 875هـ.
(58) يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني أبو المحاسن جمال الدين (1) ت 880هـ.
ولد بالقدس، ونشأ بها، وتفقه على علمائها، وبرع في الإنشاء والتوقيع.
درس بدمشق والقاهرة، وتولى كتابة سر صفد ثم القضاء بها وتنقل في القضاء بين طرابلس ودمشق، وحلب.
(59) علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن نور الدين يلقب أبوه بابن البارد (2) ت 880هـ.
كان فقيها شافعيا مولعا بالأدب عمل نقيبا للمحب بن الشحنة وخدمه مدة طويلة، وكان يمتاز بالعقل والفهم والحذق في تنفيذ كل ما يطلب منه. ولكن حدث بينهما خلاف تولى قضاء الشافعية بحلب وكتابة سرها، ونظر جيشها.
(60) علي العلاء الكركي ويعرف بابن المزوار (3) ت 885هـ.
تولى حسبة نابلس، وقضاءها وتولى كتابة سرها، بعناية الجمال ناظر الخاص. توفي سنة 885هـ.
(61) قطب الدين الأخضيري. ت 894هـ.
محمد بن محمد بن عبد الله بن خضير بن سليمان بن داود صلاح بن حمزة الرملي (4) كان عالما فاضلا محدثا رئيسا حشما وكان من أخصاء الأشرف
__________
(1) الزركلي «الأعلام» ج 9ص 285.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 5ص 236.
(3) المرجع السابق ج 6ص 56.
(4) ابن أياس «تاريخ مصر» ج 3ص 358.(1/278)
قايتباي تولى عنده وظائف سنية منها كتابة سر دمشق وجيشها، وقضاء الشافعية فيها. وغير ذلك ولد سنة 830وتوفي سنة 894هـ.
(62) موفق الدين الحموي. ت 896هـ.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن البدر أبو الفتح الموفق بن الشهاب الحموي (1).
ولد بحماه. وسمع على السامري، وعبد الصمد والهرستاني سافر إلى الشام، وأخذ الفقه عن المحب البصروي. تولى كتابة سر دمشق سنة 890هـ.
(63) محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأمين. بن الزين الحسباني (2). ت 897هـ.
ولد بدمشق، وتعلم فيها الفقه والأدب وبرع فيهما
استقر في كتابة السر بدمشق سنة 892هـ بعد أن عزل الموفق بن الشريف الحموي وكان قد سعى إلى هذا المنصب بمال كثير ثم صرف عنها بعد مدة قصيرة. وكان الديوان في عهده خاملا توفي سنة 897هـ.
(64) يوسف بن عبد الرحمن بن الحسن جمال الدين القاذفي. (3) ت 900 هـ.
كان من القضاة الحنابلة ولد بتاذف «قرب حلب» ونشأ بحلب، وولي قضاءها وصرف وأعاده الأشرف قايتباي فيها مع كتابة سرها، ونظر الجيش ثم أودع قلعتها بسبب اموال تجمدت عليه في الجيش وكان حسن الشكل والكتابة فصيح العبارة، له كتاب «مفاتيح الكنوز في الأدعية المروية» توفي بحلب سنة تسعمائة.
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 4ص 179178.
(2) المرجع السابق ج 7ص 286.
(3) الزركلي «الأعلام» ج 9ص 313.(1/279)
رابعا: تراجم مشاهير كتاب الانشاء بالشام في العصرين الأيوبي والمملوكي(1/281)
(1) بهاء الدين التنوخي إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله الشافعي (1)
هو والد تقي الدين اسماعيل. ت 630هـ.
كان كاتبا بليغا كتب بديوان الإنشاء بدمشق. تولى قضاء المدة في صباه.
توفي بالمحرم.
(2) نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ضياء الدين المعروف بابن الأثير (2) ت 637هـ.
ولد في جزيرة ابن عمر نشأ بالموصل واتصل بخدمة صلاح الدين في دمشق ثم انتقل إلى خدمة الظاهر غازي صاحب حلب سنة 607هـ. ولم تطل إقامته فيها وتحول الى الموصل فكتب الإنشاء لصاحبها محمود بن عز الدين مسعود. كان كاتبا عظيما حفظ الأشعار القديمة والحديثة وكان ينصح المنشئين بقوله «ينبغي على المنشئ ان يجعل رأيه في الترسل. حل المنظوم ويعتمد عليه في هذه الصناعة» (3) من مصنفاته «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» «الوشي المرقوم في حل المنظوم» «المعاني المخترعة في صناعة الإنشاء».
(3) شمس الدين محمود بن حسن بن محمد بن عبد الكريم (4) ت 637هـ.
الكاتب بدمشق كان كاتبا للإنشاء في أيام الملك العادل أبو بكر بن الملك الكامل محمد بن العادل ابي بكر بن نجم الدين أيوب مارس كتابة الإنشاء بأمانة توفي سنة 637هـ.
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 135.
(2) الزركلي «الأعلام» ج 8ص 354.
(3) ابن خلكان «وفيات الأعيان» ج 1ص 132125.
(4) ابو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 6ص 317.(1/283)
(4) شمس الدين محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن هبة الله الأنصاري (1) ت 650هـ.
ولد سنة 571سمع من يحيى الثقفي وابن صدقة والجراي كان شيخا فاضلا أديبا حسن النظم والنثر من المعروفين بالأدب كتب الإنشاء بالديوان في دمشق وصف بالصلاح وحسن الخط استوزر الملك الصالح اسماعيل مدة توفي بدمشق سنة 650هـ.
(5) محمد بن طلحة بن محمد كمال الدين القرشي أبو سالم (2) ت 652 هـ.
كان وزيرا من الأدباء الكتاب ولد بالعمرية من قرى نصيبين ورحل إلى نيسابور. تولى الوزارة بدمشق وتركها وكتب الإنشاء بالديوان. ترك ذلك وتزهد.
توفي بحلب من مؤلفاته العقد الفريد للملك السعيد.
(6) بشارة بن عبد الله الأرمني الكاتب (3). ت 654هـ.
كان كاتبا عظيما كتب الخط الحسن كان متولي النظر على الحانقاة الشبلية. توفي بدمشق ودفن بسفح قاسيون.
(7) محمد بن خزرج بن ضحاك بن خزرج أبو السرايا الأنصاري الخزرجي (4). ت 654هـ.
كاتب الانشاء من الفضلاء كتب بخطه الاستيعاب لابن عبد البر نسخة عظيمة وهي وقف بتربة الأشرف بدمشق. توفي بتل باشر.
__________
(1) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 251.
(2) الزركلي «الأعلام» ج 7ص 45.
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 265.
(4) الزركلي «الاعلام» ج 6ص 436.(1/284)
(8) الموفق بن أبي الحديد أبو المعالي القسم بن هبة الله المدائني (1). ت 656هـ.
كان كاتبا منشئا بليغا كان فقيها أديبا شاعرا محسنا شارك في أكثر العلوم.
(9) سليمان بن عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله بن المحسن عون الدين بن العجمي (2). ت 656هـ.
كان كاتبا أديبا بارعا، ولد سنة 606بدمشق. كان متأهلا للوزارة لطيف الرياسة عمل بديوان الانشاء بدمشق توفي سنة 656هـ.
(10) علي بن عمر بن قزل التركماني الياروقي المصري سيف الدين (3). ت 656هـ.
كان شاعرا من أمراء التركمان عمل مشدا للدواوين بدمشق ولد بمصر تقلب في أعمال كثيرة بديوان الانشاء بدمشق. توفي سنة 656هـ وخلف ديوان شعر كبير.
(11) علي بن يوسف بن شيبان المارديني جلال الدين المعروف بابن الصفار (4). ت 658هـ.
ولد بماردين سنة 575هـ خدم بكتابة الانشاء للملك المنصور أرتق صاحب ماردين ثم تولى كتابة أشراف دبيس مات مقتولا سنة 658هـ.
(12) كمال الدين يوسف أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم بن الحسن بن عبد الله الحلبي المعروف بابن العجمي (5) ت 666هـ.
__________
(1) إبن العماد «شذرات الذهب» ج 5ص 281280.
(2) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 1ص 358.
(3) الزركلي «الاعلام» ج 5ص 131.
(4) ابن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 2ص 193.
(5) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 7ص 224.(1/285)
كان شاعرا رئيسا عالما حسن الخط والانشاء كتب للملك الناصر صلاح الدين وكان من أعيان الكتاب وأماثلهم بلغ من العمر ستا وأربعين سنة توفي بظاهر صور وحمل إلى دمشق ودفن بها.
(13) عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الصاحب كمال الدين بن العديم (1). العقيلي الحلبي. ت 666هـ.
(14) إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر بن محمد. بن المجد تقي الدين أبو محمد التنوخي (2). ت 672هـ.
ولد بدمشق سنة 589هـ سمع الحديث كان جده كاتب الانشاء لنور الدين. تولى هو مشيخة تربة الصالح نجم الدين بن صغرى تولى كتابة الانشاء للناصر داود توفي سنة ستمائة واثنين وسبعين.
(15) محمد بن أحمد بن كمال الدين عبد العزيز بن عبد الله عز الدين العجمي (3). ت 673هـ.
كاتب من أهل حلب درس في عدة مدارس بالقاهرة وغيرها خلف أباه من كتابة الانشاء فأصبح نجما لامعا فيها له تصانيف كثيرة.
(16) إبراهيم بن عبد الرحيم بن علي بن شيت كمال الدين (4) ت 674هـ
كان نائبا للرحبة ثم نائبا لبعلبك. كان كاتبا بليغا عمل في خدمة الملك الناصر داود وترسل عنه ثم خدم الملك الناصر يوسف فأعطاه أمره يعتمد عليه تولى الرحبة للملك الظاهر عمل بديوان الانشاء وكان له أدب وترسل ومعرفة بالتاريخ والأخبار.
__________
(1) أنظر صفحة 192من تراجم كتاب الانشاء بمصر.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 205204.
(3) الزركلي «الاعلام» ج 6ص 218.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 82.(1/286)
(17) لولو بن عبد الله الكاتب حسام الدين (1) متولي بدر الدين جعفر الآمدي. ت 678هـ.
كان كاتبا مجودا خدم الملك الأشرف صاحب حمص مدة. توفي صاحب حمص وهو عنده خدم بعده في ديوان الجيش بدمشق وصار يعتمد عليه وكان ذا مروءة غزيرة كتب بديوان الانشاء هناك توفي سنة 678هـ.
(18) محمد بن علي بن إبراهيم أبو عبد الله عز الدين بن شداد (2). ت 684هـ
كان مؤرخا وكاتبا من رؤساء الكتاب. ولد بحلب زار مصر ناب عن الملك السعيد بركة خان في مأتم الملك الظاهر بيبرس في دمشق سنة 676هـ كان معظما عند الأمراء توفي بالقاهرة له مصنفات منها «سيرة الملك الظاهر»، «تاريخ حلب» وغيرهم.
(19) إبن المهتار مجد الدين يوسف بن محمد عبد الله المصري الدمشقي (3). ت 685هـ.
كان كاتبا منشئا من كبار الكتاب كان قارئا لدار الحديث الأشرفية. ولد سنة 610هـ سمع من ابن الزبيدي وغيره مارس كتابة الانشاء بدمشق وتوفي في تاسع من ذي القعدة سنة 685هـ.
(20) تاج الدين بن الأثير «أحمد شرف الدين سعيد (4)» ت 691هـ.
(21) سعد الدين الفارقي (5) الأديب البارع المنشئ ت 691هـ.
أبو الفضل بن مروان. كان أخو زين سمع من ابن رواحة كان كاتبا عظيما منشئا بليغا توفي بدمشق وهو في الستين من عمره.
__________
(1) المرجع السابق مجلد 3ص 71.
(2) الزركلي «الاعلام» ج 7ص 173.
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 7ص 92.
(4) أنظر صفحة 179من تراجم كتاب السر بمصر.
(5) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 5ص 418.(1/287)
(22) فخر الدين محمد بن محمد بن عقيل إبن التيني (1). الدمشقي. ت 693هـ.
كان كاتبا منشئا صاحب الخط المنسوب روي عن الشيخ الموفق وغيره. توفي في جمادى الأولى سنة 693هـ.
(23) إبن العديم الصاحب جمال الدين أبو غانم محمد بن كمال الدين بن العديم عمر بن أحمد العقيلي (2) الحلبي. ت 694هـ.
كان كاتبا بليغا سمع من ابن رواحة وطائفة ببغداد ودمشق وانتهت إليه رياسة الخط المنسوب كان من كبار كتاب الانشاء توفي بحماه وعمره ستون سنة.
(24) الفياء بن النصيبي محمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي (3) ت 696 هـ.
الكاتب كان وزيرا لصاحب حماه حدث عن ابن روزيه والموفق عبد اللطيف. كتب الانشاء بحماه. وتوفي فيها في رجب سنة 696هـ.
(25) شمس الدين بن أبي المحاسن. المعروف بالطيبي (4) ت 701هـ.
كان كاتبا للانشاء بطرابلس كان أسلوبه رائعا وكتابته جيدة أكثر من النظم والنثر والترسل.
(26) سعيد بن محمد بن سعيد الكاتب شمس الدين بن الأثير (5). ت 701 هـ.
تولى كتابة الانشاء بدمشق وكان رئيسا فاضلا تولى الكتابة سنين.
توفي سنة 701هـ.
__________
(1) المرجع السابق ج 5ص 424.
(2) المرجع السابق ج 5ص 427.
(3) إبن العماد ج 5ص 437.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 175.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 230.(1/288)
(27) أحمد بن محمود الشيخ الإمام الأديب كمال الدين أبو العباسي الشيباني المعروف بابن العطار (1). ت 702هـ.
ولد سنة 620هـ أجاز له ابن روزيه حدث بصحيح البخاري في التحرك. كان إماما فاضلا بديع الكتابة والترسل جيد النظم والشعر عمل كاتبا جيد النظم والشعر عمل كاتبا للدرج بديوان الإنشاء بدمشق.
(28) إبراهيم بن علي بن شيخ السلامية جمال الدين بن شمس الدين (2). ت 703هـ.
كان أبوه مباشرا في عدة دواوين. كتب هو الدرج وتولى نظر بانياس.
(29) أحمد بن ظفر بن مزهر (3) النابلسي الكاتب المشهور ت 703هـ
كان كاتبا عظيما تولى استيفاء الديوان بدمشق أوائل الدولة المظفرية قطز ثم صرف إلى نظر بعلبك ثم رتبة الأفرم في صحابة الديوان بدمشق توفي سنة 703هـ.
(30) فرج الله بن علم السعداء القبطي إبن العسال أمين الدين (4). ت 703هـ.
أسلم وباشر صحابة ديوان الانشاء بدمشق. وتولى نظر ديوان تنكز.
(31) محمد بن عثمان بن أبي الوفاء المزاري بدر الدين الدمشقي (5). ت 703هـ.
ولد سنة 666هـ وسمع من التقي الواسطي عدة أجزاء كتب في الدرج بدمشق مدة طويلة كان حسن الخط إلا أنه يأتي في الانشاء بأشياء غير مرضية.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 1ص 190.
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 61.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 338.
(4) المرجع السابق ج 3ص 311.
(5) المرجع السابق ج 4ص 163.(1/289)
(32) أبو الحسين بن عدنان الحسن الحسيني (1). ت 708هـ.
كان نقيبا للأشراف بدمشق ولد سنة 653هـ كان فاضلا في كتابة الانشاء بليغا له معرفة بالامامية والمعتزلة.
(33) علي بن المظفر إبراهيم علاء الدين أبو الحسن الكندي (2) ت 710هـ.
إشتغل بالعربية والأدب كتب الخط المنسوب كان شيعيا ودخل ديوان الانشاء بدمشق سنة 701هـ كان شاهدا بالجامع الأموي تولى مشيخة النفيسية.
توفي سنة 710هـ بدمشق.
(34) رشيد بن رشيد الدين (3) ت 711هـ.
ولد سنة 625هـ عمل وكيلا لبيت المال بحلب كان فقيها سمع من ابن سلمة والقوصي عمل بديوان الانشاء بدمشق فخلف نظما ونثرا كثيرين وتولى نظر الجيش. توفي بدمشق سنة 711هـ.
(35) أحمد بن عبد الرحمن بن رواحة الأنصاري (4). ت 712هـ.
كان كاتبا بليغا كتب الانشاء بطرابلس مدة كبيرة.
(36) عبد الله بن إسماعيل بن أبي صالح (5) أمين الدين ت 712هـ.
ولد سنة 625هـ. بدمشق وانتقل مع أبيه صغيرا إلى حلب اشتهر بالكفاءة والأمانة. ومعرفة الكتابة فأسلم في ذي الحجة سنة 654هـ وباشر كتابة الانشاء بدمشق بدقة وأمانة.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 145.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 449.
(3) المرجع السابق ج 2ص 99.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 176.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 354.(1/290)
(37) شهاب الدين غازي بن أحمد الواسطي (1) ت 712هـ.
ولد في 18ربيع الآخر. تولى نظر الدواوين بمصر مدة ثم نقل إلى حلب تولى نظر دمشق ونظر الصحبة. كتب بديوان الانشاء بالمعرة وتوفي سنة 712هـ.
(38) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحيم العجمي شهاب الدين بن قطب الدين (2). ت 713هـ.
تولى كتابة الانشاء بحلب ونظر الأوقاف حدث عن النصيبي.
(39) يعقوب بن مظفر بن مزهر شرف الدين (3) ت 714هـ.
ولد سنة 628هـ باشر النظر بدمشق وحلب وطرابلس وغيرها. كان من شيوخ كتاب الانشاء المعروفين بالكتابة.
(40) علي بن علي بن محمد بن أبي سوادة بهاء الدين أبو الحسن (4) ت 714هـ.
كان فاضلا نبيلا كان صاحب ديوان الانشاء بحلب وكان إنشاؤه في منتهى القوة والبلاغة.
(41) يوسف بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم إبن بهاء الدين أبو المحاسن (5). ت 716هـ.
ولد سنة 655هـ. سمع وكتب وقرأ الفقه. درس بحماه وناب في الحكم بها وباشرها بدقة.
__________
(1) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 122.
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 125.
(3) المرجع السابق ج 5ص 211.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 420.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 222.(1/291)
(42) موسى بن علي بن محمد نجم الدين الحلبي ويعرف بابن بصيص (1). ت 716هـ.
كان كاتبا بليغا ولد بحلب سنة 651هـ وبرع في الخط ومهر في ذلك على أقرانه مع صغر سنه كان شيخ الكتاب بدمشق وسنه أقل من عشرين سنة. توفي سنة 713هـ.
(43) نجم الدين موسى بن علي بن محمد بن البصير الدمشقي (2). ت 716هـ.
ولد سنة 651هـ وباشر كتابة الانشاء بدمشق حتى لقب بشيخ الكتاب توفي بدمشق سنة 651هـ.
(44) محمد بن عبد الرحيم بن سالم بن أبي المواهب التغلبي (3). ت 717هـ.
ولد سنة 682هـ كان بيده نظر الاسراف والجامع تولى صحابة ديوان الانشاء سنة 712كان إنشاؤه في قوة بلاغية عظيمة حتى ساد على الدماشقة توفي سنة 717هـ.
(45) شمس الدين أبو العباس أحمد بن يعقوب بن إبراهيم الأسدي الطيبي (4). ت 717هـ.
كان أديبا فاضلا. باشر كتابة الانشاء مدة بدمشق ثم نقل إلى طرابلس حتى باشر التوقيع في ديوانها حتى توفي سنة 717هـ.
(46) محمد بن محمد يعقوب الأنصاري عماد الدين النويري. (5) ت 717 هـ.
ولد سنة أربعين تقريبا سمع وخدم في الأنظار الكبرى بدمشق تولى صحابة ديوان الانشاء بدمشق. ثم بطرابلس كان كثير التلاوة للقرآن.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 376.
(2) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 170.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 127.
(4) المقريزي «السلوك» ج 2قسم 1ص 178.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 8.(1/292)
(47) محمد بن مفضل بن فضل الله القبطي المصري محيي الدين (1) الكاتب. ت 719هـ.
تعلم الكتابة فصار من كبار كتاب الانشاء ويعرف بكاتب قجمق ثم صار صاحب ديوان تنكز وكتب في ديوان الانشاء وتولى استيفاء الأوقاف ولم يكن له عند تنكز نظير.
(48) الحسن بن محمد نجم الدين أبو محمد كمال الدين القرشي (2). ت 722هـ.
كان والده خطيب القلعة بصفد وكان ينوب عن والده وكان يكتب الانشاء بصفد ويوقع بين يدي النواب ثم انتقل إلى دمشق وكتب الانشاء بها.
وكان لخطاباته وقع في السمع وأثر في القلب.
(49) حسن بن محمد القرطبي. نجم الدين بن الخطيب (3). ت 723هـ
كان أبوه خطيب قلعة صفد. دخل نجم الدين ديوان الانشاء ووقع عن نواب صفد ناب عن والده في الكتابة تقدم لدمشق وأقام بها وقدمه ابن فضل الله. وتولى خطابة جامع جراج وتولى الكتابة بدمشق.
(50) أحمد بن محمد بن سالم أبو المواهب نجم الدين بن حصري (4). ت 723هـ.
قاض من الكتاب له نظم كان من العلماء بالحديث من أهل دمشق عمل في ديوان الانشاء تولى قضاء القضاة سنة 702هـ إلى أن مات بحماه رثاه بعد موته شهاب الدين محمود وآخرون.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 30.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 38.
(3) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 130.
(4) الزركلي «الاعلام» ج 1ص 214.(1/293)
(51) فضل الله بن فخر الصقاعي (1) ت 726هـ.
مؤرخ من نصارى دمشق عمل كاتبا بديوان الانشاء وعاش نحو مائة سنة كان صاحب فضيلة في دينه جمع الأناجيل الأربعة وجعلها انجيلا واحدا بألسنة مختلفة عبراني وسرياني وقبطي ورومي اختصر وفيات الأعيان لابن خلكان وسماه «تالي الوفيات».
(52) محمد بن فضل الله القبطي فخر الدين (2). ت 732هـ.
كان قبطيا ثم أسلم وسمى نفسه محمدا.
ولد سنة 691هـ كان في أول أمره كاتبا للمماليك إلى أن مات بهاء الدين الحلبي فتولى نظر الجيش مكانه واتصل بخدمة الناصر محمد ولكنه غضب عليه في سلطنته الثالثة.
(53) الحسن بن علي بن بدر الدين (3). ت 733هـ.
كان فاضلا ينظم وينثر وله كتاب بربى الجابية بدمشق كان يكتب القصص وتعلم عليه جماعة من الكتاب صاحب الملك الأوحد فأعجب به وقدمه للأفرم ليدخله ديوان الانشاء بدمشق فوافق على ذلك ولكن الحسن رفض هذا بعد ذلك مما جعل الملك الأوحد يلومه على رفضه هذا.
(54) علي بن محمد نصر الله بن المظفر حمزة الميمني علاء الدين (4). ت 736هـ.
كتب في ديوان الانشاء. أسره التتار في واقعة قازان فاعتقل بأذربيجان ثم هرب إلى حلب ثم إلى دمشق، تولى نظر المارستان ثم نظر ديوان تنكز. ووقع الدست. توفي سنة 736هـ.
__________
(1) المرجع السابق ج 5ص 359.
(2) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 255.
(3) إبن شاكر الكتبي «فوات الوفيات» ج 1ص 252.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 192.(1/294)
(55) عمر بن أحمد بن عبد الله بن حلاوات زين الدين الصفدي (1) ت 736هـ.
كان أبوه تاجرا وهوى هو كتابة الانشاء وتدرب حتى صار يكتب الدرج عند نجم الدين الصفدي ثم كتب عند شهاب الدين بن غانم ثم كتابة السر.
(56) أحمد بن محمد بن سلمان بن حمائل الزيني الجعفري (2) شهاب الدين. ت 737هـ.
كان مترسلا قديما قوي الانشاء شعره كله لطائف إذا أنشأ أطال تفكيره ولد بمكة باشر الانشاء بصفد تنقل في البلاد فوصل اليمن ثم عاد إلى الشام وكان كلما أقام في مكان حدثت له وقائع مع نوابه وأمرائه فيخرج هاربا آخر ما وليه كتابة الانشاء بدمشق وأصابته نوبة عقلية قبل موته بسنتين توفي على أثرها.
(57) علاء الدين علي بن محمد المنشي (3). ت 737هـ
كان ناظما ناثرا درس علي ابن العديم والزين خالد والنظام وابن البانياس، حفظ النية كان يؤم مجالس الصلحاء والأدباء باشر كتابة الانشاء سنين طويلة توفي بتبوك عن ست وثمانين سنة.
(58) أحمد بن سعد الله بن مروان بن عبد الله الفارقي سعد الدين بن سعد الله (4) ت 737هـ.
ولد في رجب سنة 673هـ تولى كتابة الدرج بحماه كان حسن الخلق مستورا لطيف الكلمة توفي بالقدس.
__________
(1) المرجع السابق ج 3ص 225.
(2) الزركلي «الاعلام» ج 1ص 215.
(3) إبن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 114
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 114.(1/295)
(59) محمد بن مكي بن أبي الغنائم الدمشقي بدر الدين نجم الدين (1)
ت 742هـ.
اشتغل بالآداب والفقه وتميز فيهما كان وكيلا لبيت المال بطرابلس وكتب الانشاء بديوانها.
(60) عبد الله محمد بن عبد الرحمن جمال الدين بن جلال الدين القرميني (2). ت 743هـ.
ولد بعد سنة 670هـ حفظ التنبيه وغيره ودرب الأحكام وناب عن أبيه بمصر لما حج مع الناصر وكان مقدرا لكتابة الانشاء بدمشق.
(61) أبو بكر محمد بن محمود بن سليمان شرف الدين بن شهاب محمود (3). ت 744هـ.
(62) عبد اللطيف بن يوسف بن إسماعيل بن عبد الكريم بن عثمان بن الحسن العجمي معين الدين بن تاج الدين (4). ت 749هـ.
كان كاتبا أصيلا جليلا باشر كتابة الانشاء بحلب مدة طويلة ثم أعرض عنها توفي سنة 749هـ.
(63) أحمد بن يوسف بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن العجمي شهاب الدين بن بهاء الدين (5). ت 750هـ.
كان كاتبا عالما حسن الكتابة رئيسا له نظم ونثر باشر كتابة الإنشاء بحلب مدة طويلة.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 3433.
(2) المرجع السابق ج 2ص 399.
(3) أنظر صفحة 218من تراجم كتاب الانشاء بمصر.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 24.
(5) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 359.(1/296)
(64) أبو بكر بن محمد بن مكرم قطب الدين (1). ت 752هـ.
ولد سنة 760هـ كان كثير العبادة كثير المجاورة للمساجد عمل كاتبا بديوان الإنشاء واستمر طويلا بدمشق. انقطع أخيرا وتزهد بالقدس.
(65) الحسن بن علي بن أحمد بن حميد بن إبراهيم بدر الدين الغزي الزغاري (2). ت 753هـ.
ولد سنة 707هـ بغزة كتب النثر والنظم فكان أديبا بارعا بليغا كان لطيف المحاضرة عذب المذاكرة تنقل في البلاد وتولى وظائف جليلة وباشر كتابة الإنشاء بدمشق وغير ذلك توفي سنة 753هـ عن خمس وخمسين سنة.
(66) يوسف بن أبي عبد الله بن أبي السفاح شرف الدين الحلبي (3). ت 754هـ.
كان كاتبا بارعا كتب بديوان الإنشاء بحلب توفي سنة 754هـ.
(67) محمد بن سعيد بن زيد المطائي تاج الدين الحلبي (4). ت 755هـ.
ولد سنة ستمائة وبضع وتسعين. كتب الإنشاء وتولى نظر بعلبك. ثم نظر الدواوين بحلب كان كاتبا بليغا قويا في إنشائه ظل يباشر وظيفته في الكتابة بالديوان حتى توفي سنة 755هـ.
(68) تاج الدين بن البارنباري (5) محمد عبد المسلم القافي الكاتب
صاحب ديوان الإنشاء بطرابلس. ت 756هـ.
كان كاتبا فصيحا كتب الرقاع والتوفيعات. ولد سنة 696هـ وكتب الإنشاء في الدولة الناصرية سنة 713هـ ولم يزل من أعيان كتاب الإنشاء إلى
__________
(1) المرجع السابق ج 1ص 498.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 30.
(3) المرجع السابق ج 3ص 457.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 65.
(5) الصفدي «الوافي بالوفيات» ج 1ص 250249.(1/297)
أن توفي القاضي بهاء الدين أبو بكر بن غانم فرسم للقاضي تاج الدين أن يتوجه مكانه لكتابة الإنشاء بطرابلس ثم عمل موقع دست بالقاهرة ودمشق.
(69) محمد بن محمد بن عبد المنعم تاج الدين أبو سعد السعدي الزفتاوي الموقع (1). ت 756هـ.
ولد سنة 696هـ كان أديبا بليغا كتب الإنشاء في رجب سنة 713هـ واستكتبه علاء الدين بن الأثير في البريد ثم توجه إلى طرابلس. وباشر وظيفة الكتابة في ديوانها حدثت له كوارث جعلته كئيبا في سنة 747هـ توجه إلى دمشق وعين بتوقيع الدست بدمشق فلم يزل على حاله حتى توجه إلى القدس زائرا فمات هناك.
(70) خالد بن إسماعيل بن محمد بن خالد بن محمد شرف الدين بن عماد الدين الشهير بابن القيسراني (2). ت 759هـ.
كان كاتبا بارعا منشئا ماهرا باشر الكتابة بديوان الإنشاء ووكالة بيت المال توفي سنة 759هـ.
(71) تاج الدين أحمد بن يحيى بن محمد بن علي بن القاسم المعروف بابن السكاكري (3). ت 760هـ.
كان من أجود كتاب الانشاء خبيرا بسلوك طرقها العلمية كتب الانشاء بحلب وتوفي عن خمس وستين سنة.
(72) محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر اليونيني المعروف بابن لقمة (4)
ت 761هـ.
ولد سنة 699هـ كتب الإنشاء الجيد والنثر الحسن توفي سنة 761هـ.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 60.
(2) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 55.
(3) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 10ص 333.
(4) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 4ص 324.(1/298)
(73) سليمان بن داود بن سليمان بن محمد صدر الدين أبو الربيع (1) ت 761هـ.
درس وباشر عدة وظائف وتولى كتابة الانشاء والنظر والأحباس رحل إلى العراق وخراسان ومصر والحجاز واليمن. توفي سنة 761هـ.
(74) صدر الدين أبو الربيع سليمان بن داود بن عبد الحق الدمشقي (2) ت 761هـ
كان إماما بارعا وفقيها تقيا حازما. أفتى ودرس بدمشق تولى بها وظائف متعددة منها كتابة الانشاء بالديوان والنظر في الأحكام توفي عن سن ثلاث وستين سنة.
(75) كمال الدين أبو العباس أحمد تاج الدين بن محمد بن هبة الله بن عبد القاهر طاهر بن يوسف الحلبي الشهير بابن النصيبي (3) ت 764هـ.
كان إماما فاضلا كاتبا من المتميزين في الانشاء سمع الحديث وحدث وعلق بخطه كثيرا باشر كتابة الانشاء بديوان حلب فكان من أعظم من مارسوا هذا العمل. توفي عن تسع وستين سنة.
(76) تقي الدين سليمان بن علاء الدين عبد الرحيم بن أبي سالم بن مراجل (4). ت 764هـ.
كان من كبار كتاب الانشاء بدمشق كان رئيسا تولى نظر الدولة بمصر ثم تولى الوزارة بدمشق ونظر قلعتها وغير ذلك من الوظائف الهامة. كتب الانشاء بديوانها وتوفي عن ثمانين عاما.
(77) شمس الدين عبد الله بن شرف الدين يوسف بن عبد الله بن أبي السفاح (5)
ت 764هـ.
__________
(1) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 118.
(2) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 10ص 236.
(3) المرجع السابق ج 1ص 18.
(4) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 11ص 18.
(5) المرجع السابق ج 1ص 18.(1/299)
قاهري المولد كان من عظماء رجال الدولة. تولى كتابة الانشاء بديوان حلب تولى عددا من الوظائف الديوانية الهامة، وكان حسن الأخلاق والكتابة أثنى عليه كثير من المؤرخين منهم ابن حجر.
(78) إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم «عبد العزيز بن إسحق بن إسماعيل بن قاسم» النميري (1) ت 765هـ.
ولد سنة 710هـ برع في النحو والحديث والشعر والكتابة أندلسي الأصل رحل إلى دمشق وكان أبوه يكتب للرؤساء، كتب إبراهيم في ديوان الانشاء بدمشق فامتاز بالخط الحسن وجودة الأسلوب توفي سنة 765هـ.
(79) محمد بن منصور شمس الدين (2) ت 767هـ.
كان كاتبا عظيما عمل موقعا بديوان دمشق وصفد طرابلس وغزة. كان حسن الخط له نظم جيد. توفي سنة 717هـ.
(80) أحمد بن سليمان بن أبي الحسن سليمان بن زيان السطائي شهاب الدين (3) ت 769هـ.
كان كاتبا من كتاب الإنشاء بحلب عمل بالديوان هناك كان ذا مروءة كبيرة أرخ له ابن حبيب.
(81) محمد بن إبراهيم بن محمود بن سليمان بن الكيال بن الشهاب الحلبي (4) ت 769هـ.
__________
(1) إبن حجر «الدرر الكامنة» ج 1ص 29.
(2) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 36.
(3) المرجع السابق ج 1ص 147.
(4) انظر صفحة 221من تراجم كتاب الإنشاء بمصر.(1/300)
(82) الحسين بن سليمان بن أبي الحسن بن سليمان بن زيان الطائي (1) ت 769هـ.
شقيق السابق. ولد سنة 702هـ كان أبوه ناظر الدولة فنشأ نشأة صالحة برع في الأدب والإنشاء فعمل بديوان حلب موقعا نظم سجلا في أحكام المواليد. توفي سنة 769هـ.
(83) يوسف بن سليمان بن أبي الحسن بن إبراهيم النابلسي جمال الدين (2)
ت 775هـ.
ولد بنابلس سنة 693هـ نشأ بدمشق برع في الفقه والأدب عين خطيبا في المدرسة البدرية. وكانت كل خطبه من إنشائه عينه محيي الدين بن فضل الله في ديوان الإنشاء فكان أبرع الموقعين فكان يسجل الغائبين بالديوان وأصبح من جملة كتاب الإنشاء توفي بدمشق سنة 775هـ.
(84) إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن عبد المنعم بن هبة الله الحلبي (3)
المعروف بابن الرعباني أبو إسحاق جمال الدين. ت 776هـ.
ولد بحلب سنة 695هـ كان من كبار القوم سمع من سنقر الحلبي صحيح البخاري ومن شيخه ومن أبي بكر بن أحمد. تولى وكالة بيت المال بحلب ونظر الدواوين، كتب الإنشاء بحلب ودمشق. كان رئيسا نبيلا.
(85) علي بن عثمان بن أحمد بن عمر التغلبي. المعروف بابن شمر نوح (4). ت 776هـ.
ولد بعد عام ستمائة وثمانين كان له عناية كبرى بالعلم وسماع الحديث.
تولى قضاء عدة بلاد بحلب ثم وكالة بيت المال بدمشق. ثم قضاء حلب مرتين.
عمل بقضاء دمشق عمل بتوقيع الدست بديوان دمشق فكان حسن الخط سريع الكتابة. توفي سنة 776هـ.
__________
(1) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 2ص 142.
(2) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 5ص 229.
(3) المرجع السابق ج 1ص 6.
(4) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 242.(1/301)
(86) عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد المؤمن زين الدين (1) ت 777هـ.
ولد سنة 710هـ كان متواضعا اشتهر بالكتابة والأدب والحديث قدم إلى دمشق ومصر ثم عاد إلى حلب وباشر العمل بديوان الإنشاء. توفي بحلب سنة 777هـ.
(87) عمر بن أحمد بن عبد الله بن المهاجر زين الدين (2). ت 778هـ.
كان من كبار كتاب الإنشاء تفقه على الزين الباريني وأخذ عنه أبو عبد الله وأبو جعفر الاندلسيان. تولى كتابة الإنشاء بديوان حلب فكانت كتابته جيدة ونظمه حسن.
(88) سليمان بن داوود بن يعقوب بن سعيد جمال الدين أبو الربيع (3) ت 878هـ.
كان كاتبا بارعا وأديبا ماهرا له نظم ونثر قويان. كانت أخلاقه صالحة عمل بديوان الإنشاء بحلب وباشر إلى جانب ذلك أعمالا ديوانية أخرى.
(89) الحسن بن عمر بن الحسن بن حبيب بدر الدين الزيني الدمشقي (4). ت 779هـ.
ولد سنة 710هـ بدمشق. كانت له اليد الطولى في النظم والنثر. كانت كتابته في منتهى القوة. باشر كتابة الحكم العزيز عمل بديوان الإنشاء بحلب فباشر فيه التوقيع خلف مؤلفات وروايات كثيرة. توفي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة سبعمائة وتسع وسبعين.
__________
(1) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 223.
(2) المرجع السابق ج 3ص 227.
(3) ابو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 119.
(4) المرجع السابق مجلد 2ص 3231.(1/302)
(90) بدر الدين حسن بن زين الدين عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الحلبي (1) ت 779هـ.
ولد بحلب كان إمام عصره في صناعتي الإنشاء والشروط باشر كتابة الحكم وكتابة الإنشاء بديوان حلب. توفي عن سبعين عاما.
(91) شرف الدين أبو البركات موسى بن محمد بن الشهاب محمود (2) ت 785هـ.
كان إماما فاضلا بارزا في الأدب والكتابة كتب الإنشاء بديوان دمشق وفاق أقرانه في حسن الخط والنظم ناب في الحكم توفي بالرملة صغيرا عن ثلاث وأربعين سنة.
(92) تقي الدين عبد الرحمن بن يوسف الحلبي (3). ت 786هـ.
ولد سنة 726هـ كان شخصا محبوبا لطيفا اهتم بالعلم وباشر كتابة الدست في حياة والده تقدم في معرفة الفن وصنف فيه تصنيفا كبيرا عليه اعتماد الموقعين تولى نظر الجيش استقلالا بعد أبيه كانت له حظوة بديوان الإنشاء توفي في حادي عشر جمادى الأولى سنة سبعمائة وست وثمانين.
(93) محمد بن إبراهيم بن محمد فتح الدين أبو الفتح بن الشهيد (4) ت 793 هـ.
ولد سنة 728هـ برع في الأدب فكان أوحد عصره في النظم والنثر كتب في ديوان الإنشاء بدمشق حتى صار صاحب الديوان. تولى مشيخة الشيوخ.
__________
(1) أبو المحاسن (النجوم الزاهرة) ج 11ص 186.
(2) ابن العماد الحنبلي (شذرات الذهب) ج 6ص 289.
(3) المرجع السابق ج 6ص 291.
(4) ابن حجر «الدرر الكامنة» ج 3ص 383.(1/303)
(94) علاء الدين علي بن عبد الله بن يوسف البيري (1) ت 794هـ.
كان أديبا بارعا في الإنشاء خدم عند جماعة من الملوك الى أن خدم بليغا الناصري وسار صحبته إلى القاهرة مما جعل برقوق يتغير عليه فتوفي مخنوقا بأمر من برقوق في 14ربيع الأول سنة 794هـ.
(95) فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرازق بن مكانس (2) ت 794هـ.
كان كاتبا منشئا بليغ تولى نظر الدولة مرارا وتنقل في الولايات وتولى وزارة دمشق أخيرا ثم استدعي الى القاهرة ولكنه لم يصلها حيث اغتيل في الطريق سنة 794هـ.
(96) عمر بن ابراهيم بن سليمان زين الدين الرهاوي (3) ت 806هـ.
كان إماما بارعا في الأدب والنظم والنثر فاق معاصريه في كتابة الإنشاء تولى ديوان الإنشاء في حلب كان خطه في غاية الجودة تعلم الكتابة على الشيخ عز الدين أبو البقاء الحنفي.
(97) محمد بن صالح ناصر الدين بن صلاح الدين الحلبي الشهير بابن السفاح (4) ت 807هـ.
كان أحد أعيان أهل حلب عمل في وظائف هامة بحلب وغيرها عمل بالتوقيع عند الأمير يشبك الشعباني. توفي سنة 807هـ.
(98) عبد الرحمن بن محمود بن عثمان الزيني البصروي (5) ت 809هـ.
كان أديبا من أدباء عصره برع في الكتابة وباشر التوقيع بديوان الإنشاء
__________
(1) أبو المحاسن «النجوم الزاهرة» ج 2ص 132.
(2) ابن العماد الحنبلي «شذرات الذهب» ج 6ص 334.
(3) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 2ص 464.
(4) أبو المحاسن «المنهل الصافي» مخطوط مجلد 3ص 169.
(5) السخاوي «الضوء اللامع» ج 4ص 156.(1/304)
بدمشق قدم إلى القاهرة فالتجأ إلى فتح الله كاتب السر فشجعه واعتمد عليه في ديوانه حتى صار المشار إليه فيه كان حسن الأخلاق طيب المعاشرة.
(99) أحمد بن الجوبان شهاب الدين الدمشقي (1) ت 816هـ.
كان كاتبا مجودا كتب الإنشاء بدمشق عمل بالتجارة.
(100) علي بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن زين الدين إبراهيم محمد الحسن الحسني (2) ت 830هـ.
كان أديبا بارعا من بيت جلالة وعلم فنشأ نشأة علمية. كان حسن المعاشرة عمل بديوان الإنشاء بحلب سنين حتى صار من أعيان حلب. عين لنظر الجيش.
(101) أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله المعروف بابن العجمي (3) ت 833هـ.
(102) اسماعيل العماد السرميني (4) كان أديبا منشئا ت 838هـ.
عمل نائبا لكاتب السر بدمشق كان شاعرا عظيما.
(103) عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد الجمال الدمشقي (5) ت 846 هـ.
كان فقيها برع في الفقه فقرأ القرآن وأتقنه وبرع في الموسيقى عمل موقعا للدست بديوان دمشق. توفي سنة 846هـ.
__________
(1) المرجع السابق ج 6ص 120.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 5ص 284.
(3) انظر صفحة 229من تراجم كتاب الإنشاء بمصر.
(4) السخاوي «الضوء اللامع» ج 2ص 310.
(5) المرجع السابق ج 5ص 17.(1/305)
(104) شرف بن أمير السرائي المارديني الكاتب (1) ت 851هـ.
كان كاتبا مجيدا للكتابة كتب على طريقة ياقوت بن البواب ففاق معاصريه طلبه صاحب ماردين للكتابة بديوانها كتب بديوان حلب ودمشق.
(105) عبد الكافي بن أحمد بن الجوبان بن الأمين الدمشقي يعرف بابن الذهبي أو بابن الجوبان (2) ت 857هـ.
ولد سنة 790هـ بدمشق كان من رواة الحديث فحدث عنه الكثيرون، كان رئيسا جليلا حفظ القرآن وغيره وتأدب ونظم وكتب الخط الحسن حتى أنه لم يكن هناك من يوقع مثله في مصر والشام عمل بديوان الإنشاء بدمشق حتى صار أحذق الكتاب ناب في كتابة السر وتوفي سنة ثمانمائة وسبع وخمسين.
(106) محمد بن عمر بن أبي بكر التاج بن أبي المكارم يعرف بابن النصيبي (3). ت 857هـ.
نشأ في بيت علم وجلال اشتغل قليلا تولى توقيع الدست وقضاء العسكر والتدريس بالسيفية والظاهرية ناب في كتابة سرها.
(107) محمد بن صلاح بن يوسف الصلاح الحموي (4) ت 863هـ.
ولد سنة 808هـ قرأ القرآن وحفظ النحو واشتغل بالفقه. ارتحل إلى دمشق سنة ثمان وعشرين أخذ النحو عن الشمس بن العطار برع في النظم والنثر كتب الإنشاء بحماه ثم بدمشق صار من أخصاء الكمال بن البارزي.
(108) محمد بن أحمد المحب الحلبي المعروف بابن المجروح (5) ت 865هـ.
كتب الإنشاء على الشمس الحلبي وامتاز في كتاباته.
__________
(1) السخاوي «الضوء اللامع» ج 3ص 298.
(2) المرجع السابق ج 4ص 302.
(3) السخاوي «الضوء اللامع» ج 8ص 240.
(4) المرجع السابق ج 7ص 273.
(5) المرجع السابق ج 7ص 127.(1/306)
(109) عبد الطاهر بن أحمد بن الجوبان سري الدين يعرف كأبيه بابن الجوبان او بابن الذهبي (1) ت 866هـ.
كان كاتبا كبيرا من كتاب الإنشاء بدمشق. ناب في كتابة سرها كان ذا نظم ونثر. كتب عنه الشهاب اللبودي.
(110) بلال الحبشي المعماري اسماعيل بن خليل الأعزازي (2) ت 876 هـ.
ولد سنة 785هـ كان ساكنا متقنا للكتابة على طريقة العجم بحيث لم تكن تعجبه كتابة غيره من الموجودين كتب بديوان الإنشاء بحلب. توفي سنة ثمانمائة وست وسبعين.
(111) محمد بن محمد بن محمود بن الشهاب غازي حسام الدين محمود أبي عبد الله الثقفي الحلبي (3) ت 890هـ.
ولد سنة 804هـ بحلب ونشأ بها سافر إلى مصر فقرأ على البرديني.
برع في الفقه والأدب والحديث أجاز له البرهان بن المرجل والشهاب الواسطي.
تولى نيابة سر حلب ونظر جواليها.
(112) محمد بن أحمد حافظ الدين الأزرعي (4) ت 891هـ.
كان كاتبا أديبا برع في الإنشاء عمل نائبا لكاتب السر في دمشق وفاق معاصريه. توفي سنة 891هـ.
__________
(1) المرجع السابق ج 4ص 211.
(2) السخاوي «الضوء اللامع» ج 3ص 18.
(3) المرجع السابق ج 9ص 297295.
(4) المرجع السابق ج 7ص 125.(1/307)
الفهرس
الموضوع الصفحة
مقدمة التحقيق 3
نقد المخطوطة 10
النسخ المستخدمة في البحث 12
الرموز المستخدمة في النسخ 12
أهمية هذا المخطوط 14
الهيكل التنظيمي لموظفي ديوان الإنشاء في العصر المملوكي 17
أهم الأعمال التي يضطلع بها كاتب السر 18
الشروط الواجب توفرها في صاحب الديوان 27
الصفات الشخصية 27
الصفات المظهرية 30
الصفات الخلقية 31
كتاب البرد الموشى في صناعة الإنشا 43
تصدير للمؤلف 45
القسم الأول: في مقدمة الكتاب 48
القسم الثاني: [سقط أوله] 54
وفيه ستة فصول الفصل الثاني: في الملوك وواجب تقديمهم 54
الفصل الثالث: في الوزراء وأصحاب القضاء 57
ذكر المزية بين الجناب والمجلس 59
الفصل الرابع: في الأشراف 62(1/309)
الموضوع الصفحة
الفصل الخامس: في عامة الناس 66
مخاطبات أهل الأدب والشعر 68
مخاطبة أهل الذمة 69
مخاطبة أرباب الصناعات 69
الفصل السادس: في ذكر أشياء تليق بهذا القسم 70
اصطلاح في مخاطبة التجار 73
القسم الثالث: في كيفية التركيب لاستفتاحات المكاتبات ومن يبتدأ له بالدعاء أو غيره 74
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة إلى الملوك 75
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة للوزراء 75
كيفية التركيب لافتتاح المكاتبة لمن يخاطب بالمجلس 75
تبيين الفرق بين مزايا هذه المخاطبات 75
مخاطبة المتماثلين من أوساط الناس 78
القسم الرابع: في الألقاب والفرق بين عاليها ودانيها في الخطاب 79
الألقاب المقرونة بالدين 84
القسم الخامس: في الدعاء بعد افتتاح الكتاب 99
القسم السادس: في ذكر الكلام ووصف الوحشة والغرام وفيه فصلان 103
الفصل الأول: في ذكر السلام 103
الفصل الثاني: في شرح الشوق والغرام 104
القسم السابع: في معان مختلفة 106
الأدعية للملوك 110
أدعية الوزراء 112
الأدعية الأميرية 114
أدعية تليق بالقضاة المتشرعين 117(1/310)
الموضوع الصفحة
ألقاب وأدعية تليق بكتاب الإنشاء 119
ألقاب وأدعية لأرباب كتابة الجنايات 120
ألقاب وأدعية لأرباب الطب 121
ألقاب وأدعية لأهل النجامة 122
ألقاب وأدعية تليق بأرباب التجارة 122
ألقاب وأدعية تليق بأرباب التصوف 123
ألقاب وأدعية تليق بالحكماء الفلاسفة 124
القسم التاسع (1): في مكاتبات وجوابات على حكم الأغراض المختلفات 125
بيان الفرق في مزية المراتب 126
جواب الأعلى للأدنى 127
جواب الأدنى للأعلى 128
ما يقال في الجواب لهم 130
التهاني 130
ما يقال في شكوى الحال 132
الابتداءات للمتماثلين بالاستيحاش 133
الشفاعات للمتماثلين 137
الهدايا للمتماثلين 139
التهاني للمتماثلين 142
الاستشارات للمتماثلين 164
المكاتبات لمن يخاطب بالمجلس ومجلس الابتداءات بالتشوق 166
الهدايا وما يكتب جوابا عن هديتهم 172
التهاني 174
__________
(1) كذا بالأصل انتقل إلى القسم التاسع بعد السابع.(1/311)
الموضوع الصفحة
التعازي 177
المكاتبات ولمن يخاطب بالشيخ ودونه 178
ما يقال في طلب الحاجة 179
القسم العاشر: في أبيات متضمنة لمعان مختلفات من فنون المكاتبات 188
ملحق خاص بتراجم مشاهير كتاب السر والإنشاء في مصر والشام في العصرين الأيوبي والمملوكي 205
ثانيا: تراجم مشاهير كتاب الإنشاء بمصر في العصرين الأيوبي والمملوكي 227
ثالثا: تراجم مشاهير كتاب السر بالشام في العصرين الأيوبي والمملوكي 253
رابعا: تراجم مشاهير كتاب الإنشاء بالشام في العصرين الأيوبي والمملوكي 281(1/312)