وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَجْمَعَ القُرَّاء على نَصْبِ الصَّاد فِي الحَرْفِ الأَوَّل مِن النِّساء، فَلم يَخْتلِفوا فِي فتْحِ هَذِه لأَنَّ تأَوِيلَها ذَوَات الأَزْواجِ يُسْبَيْنَ فيُحِلُّهنَّ السِّباءُ لمَنْ وَطِئها مِن المالِكِين لَهَا، وتَنْقطِع العِصْمةُ بينهنَّ وبينَ أَزْواجهنَّ بأَنْ يَحِضْنَ حَيْضَة ويَطْهُرْنَ مِنْهَا، فأَمَّا سِوَى الحَرْف الأَوَّل فالقُرَّاء مُخْتَلِفونَ: فَمنهمْ مَنْ يَكْسِر الصَّاد، وَمِنْهُم مَنْ يَفْتَحها، فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إِلى ذَواتِ الأَزْواجِ اللاَّتي قد أَحْصَنَهُنَّ أَزْواجُهنَّ، ومَنْ كَسَر ذهَبَ إِلى أَنَّهنَّ أَسْلَمْنَ فأَحْصَنَّ أَنْفسهنَّ فهُنَّ مُحْصِنات.
قالَ الفرَّاءُ: {والمُحْصَناتُ مِن النِّساءِ} ، بنَصْبِ الصَّاد أَكْثَر فِي كَلامِ العَرَبِ.
(وَهُوَ مُحْصَنٌ، كمُسْهَبٍ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ، وَهُوَ نادِرٌ، وَكَذَا أَلْفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ، لَا ثالِثَ لَهما.
زادَ ابنُ سِيْدَه: وأَسْهَمَ فَهُوَ مُسْهَم؛ وَقد تَقَدَّمَ البَحْثُ فِي ذلِكَ فِي سَهَبَ.
(و) الحَصانُ، (كسَحابٍ: الدُّرَّةُ) لتَحصّنِها فِي جَوْفِ الصَّدَفِ.
(و) الحِصَانُ، (ككِتابٍ: الفَرَسُ الذَّكَرُ) لكَوْنِه حِصْناً لِراكِبِه.
قالَ ابنُ جنيِّ: مُشْتَقّ مِن الحَصانَةِ لأَنَّه مُحْرِز لفارِسِه، كَمَا قَالُوا فِي الأُنْثى: حِجْرٌ، وَهُوَ مِن حَجَرَ عَلَيْهِ أَي مَنَعَه.
(أَو) هُوَ (الكَرِيمُ المَضْنونُ بمائِهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: ويقالُ إِنَّه سُمِّي حِصاناً لأَنَّه ضُنَّ بمائِهِ فَلم يُنْزَ إِلاَّ على حجرِ كَريمَةٍ حَتَّى سَمَّوا كلَّ ذَكَرٍ مِنَ الخَيْلِ حِصاناً؛ (ج) حُصُنٌ (ككُتُبٍ.
(وتَحَصَّنَ) الفَرَسُ: (صارَ حِصاناً) .
(وقالَ الأَزْهرِيُّ: تَحَصَّنَ إِذا تَكَلَّفَ ذَلِك. (بَينَ التَّحَصُّنِ والتَّحْصِينِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) المِحْصَنُ (كمِنْبَرٍ: القُفْلُ.
(و) أَيْضاً: الكتلة الَّتِي هِيَ (الزَّبيلُ) ، وَلَا يُقالُ مِحْصَنَةٌ.
(و) مِحْصَنُ (بنُ وَحْوَحٍ) الأَنْصارِيُّ(34/437)
الأَوْسيُّ: (صَحابيٌّ) قُتِلَ هُوَ وأَخُوه حُصَيْن بالقادِسِيَّةِ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم.
وفاتَهُ:
محْصَنٌ أَبو سلمَةَ الأَنْصارِيُّ، ومِحْصَنُ بنُ أَبي قَيْسٍ، صَحابِيَّانِ.
(وأَبو الحِصْنِ، بالكَسْرِ، وأَبو الحُصَيْنِ، كزُبَيْرٍ: الثَّعْلَبُ) ؛) الأُولَى عَن ابنِ سِيْدَه، والثانِيَة فِي الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
للَّهِ دَرُّ أَبي الحُصَيْنِ لقَدْ بَدَتْمنه مَكايِدُ حُوَّلِيَ قُلَّبِ (وأَبو الحَصِينِ، كأَمِيرٍ: عُثْمانُ بنُ عاصِمٍ) الأَسَديُّ (تابِعِيٌّ) عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا، وشُرَيْحٍ، وَعنهُ شعْبَةُ والسُّفْيانان، وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، تُوفي سَنَة 118.
(و) أَبو الحَصِينِ: (عبدُ اللَّهِ بنُ أَحْمدَ) بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ يونسَ اليَرْبوعيُّ الكوفيُّ، (شَيْخٌ للنَّسائِيِّ) وابنِ صاعدٍ وابنِ ماجَه والتَّرمذيِّ، وَقد رَوَى عَن عِشْر بنِ القاسِمِ وأَبيهِ.
قُلْت: وأَبُوه مِنَ الحفَّاظِ رَوَى عَن ابنِ أَبي ذئْبٍ وعاصِمِ بنِ محمدٍ، وَعنهُ البُخارِيُّ ومُسْلمُ وأَبو دَاود، قالَ أَحْمدُ بنُ حَنْبلٍ لرجُلٍ: اخْرُجْ إِلى أَحْمَد بنِ يونسَ فإِنَّه شَيْخُ الإِسْلامِ؛ مَاتَ سَنَة 227.
(وأَبو الحَصِينِ الوَداعِيُّ) مَشْهورٌ؛ نَقَلَهُ الذهبيُّ رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(ومحمدُ بنُ إِسْحاقَ بنِ أَبي حَصِينٍ) عَن الديميِّ؛ وَعنهُ أَبو عُبَيْدَةَ المدينيُّ، (مُحَدِّثونَ.
(وسَمَّوْا حِصْناً، بالكسْرِ) ، مِنْهُم: الحِصْنُ الشَّيْبانيُّ يُنْسَبُ إِليه جَماعَةٌ وسُمِّي بِهِ لمَنعه. (و) حُصَيْناً، (كزُبَيْرٍ(34/438)
وأَميرٍ) ، مِنْهُم: عُبَيْدُ بنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ الشاعِرُ فِي الحماسَةِ، وَهُوَ أَبو الرَّاعِي، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(والحَصانِيَّاتُ: طَيْرٌ.
(والأَحْصِنَةُ: النِّصالُ) ؛) قالَ ساعِدَةُ بنُ جَؤَيَّةَ الهُذَليُّ:
وأَحْصِنَةٌ ثُجْرُ الظُّبات كأَنَّهاإِذا لم يُغَيِّبْها الجفيرُ جَحِيمُ قُلْت: وَهِي رِوايَةُ الأَخْفَشِ؛ ورَواهُ غيرُهُ: وأَحْصَنَه.
(وحِصْنانِ) ، بالكسْرِ: (د) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ، والنُّونُ الثَّانِيَةُ مَكْسورَةٌ.
(و) أَيْضاً: (قَلْعَةٌ بوادِي لِيَّةَ، وَهُوَ حِصْنِيٌّ) فِي النِّسْبَةِ أَيْضاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ اليَزيدِيُّ: سأَلَني والكِسائيَّ المَهْديُّ عَن النِّسْبةِ إِلى البَحْرينِ وإِلى حِصْنَين لِمَ قَالُوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانِيٌّ؟ فقالَ الكِسائيُّ: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا حِصْنانِيٌّ لاجْتِماعِ النُّونَيْن، وقُلْتُ أَنا: كَرِهوا أَن يَقُولُوا بَحْرِيٌّ فيُشْبه النِّسْبة إِلى البَحْرِ.
قُلْت: وقالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا حِصْنِيٌّ كَرَاهِيَّة اجْتِماعِ إِعْرابَيْنِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَصَّنْتُ القَرْيَة: بَنَيْت حَوْلَها.
وقُرًى مُحَصّنةٌ: مَجْعولَة بالأَحْكامِ كالحُصُونِ.
وتَحَصَّنَ العَدُوُّ: دَخَلَ الحِصْنَ واحْتَمَى بِهِ، أَو اتَّخَذَ الحِصْنَ مَسْكناً، ثمَّ تجوز بِهِ فِي كلِّ تحرز.
وحصنَهُ حصْناً: حرزه فِي مَواضِع حَصِينَةٍ، جارِيَة مَجْرى الحصْن.
والمِحْصَنُ، كمِنْبَرٍ: القَصْرُ والحِصْنُ، مَدِينَةٌ حَصِينَةٌ.
وخَيْلُ العَرَبِ: حُصونُها، ذُكُورُها وإِناثُها، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ رجُلٌ لعُبَيْدِ اللَّهِ بنِ الحَسَنِ: أَوْصَى أَبي بِثلث مالِهِ للحُصونِ، فقالَ لَهُ: اشْتَرِ بِهِ خَيْلاً، فقالَ: إِنَّما ذَكَر الحُصونَ، فقالَ: أَما سَمِعْتَ قَوْلَ الأَشعر الجُعْفيّ:(34/439)
وَلَقَد عَلِمْتُ على تَوَقّي الرَّدَى أَنَّ الحُصونَ الخَيْلُ لَا مَدَرُ القُرَى كَمَا فِي الأَساسِ.
وَفِي المُحْكَم: اشْتَرِ بِهِ خَيْلاً واحْمِل عَلَيْهَا فِي سَبيلِ اللَّهِ.
وحُصَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: مَوْضِعٌ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
والحِصْنُ، بالكسْرِ: لَقَبُ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكابَةِ وتَيْم واللاتِ وذُهْل.
ودارَةُ مِحْصَنٍ، كمِنْبَرٍ: مَوْضِعٌ؛ عَن كُراعٍ.
والحِصانُ، ككِتابٍ وسَحابٍ: جَبَلٌ أَو قارةٌ مِن أَعْراضِ المَدِينَةِ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام.
وعُمَرُ بنُ عبْدِ الرَّحْمن بنِ مُحَيْصن، بالتَّصْغيرِ، قارِىءُ مكَّةَ؛ وقيلَ: اسْمُه محمدٌ، وقيلَ: عبْدُ اللَّهِ، قَرَأَ على مُجاهِد.
وكزُبَيْرٍ: أَبو الحُصَيْنِ السّلميُّ صَحابيٌّ؛ وأَبو الحُصَيْنِ الهَيْثَمُ بنُ شُفَيَ تابِعيٌّ؛ وأَبو الحُصَيْنِ: عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ أَبي زِيادٍ القداحُ، وحُميدُ بنُ الحَكَمِ، ومَرْوانُ بنُ رُؤْبَة، وإِبْراهيمُ، وابنُ إِسْماعيل بن أَبي خالِدٍ، والمَكِّيُّ القارِىءُ، والكُوفيُّ قاضِي الرَّيِّ، والعَلاءُ بنُ الحُصَيْنِ، وسَوادَةُ بنُ عليَ الأَحمسيُّ، مُحدِّثونَ.
وأَبو الحُصَيْنِ: عبدُ اللَّهِ بنُ لَقْمان شاعِرٌ.
وأَبو الحُصَيْنِ بنُ هُبَيْرَةَ المَخْزوميُّ، أَخُو جَعْدَةَ.
وعليُّ بنُ محمدٍ الحرَّانيُّ الحُصَينيُّ المُحدِّثُ، وابْنُه صالِح، رَوَى عَنهُ الحافِظُ عبْدُ الغنيّ، وحَفِيدُه جَعْفرُ بنُ صالِحِ بنِ عليِّ بنِ عبيد اللَّه بنِ الحُسَيْن الصَّابُونيُّ.
وأَبو القاسِمِ هبةُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الواحِدِ بنِ الحُصَيْنِ الحصينيُّ(34/440)
الشَّيْبانيُّ مُسْنِدُ العِرَاقِ مَشْهورٌ.
وأَبو عبد اللَّه محمدُ بنُ عليِّ بنِ سَعيدٍ الحصينيُّ الضَّريرُ شَيْخُ المُسْتَنْصريَّةِ ببَغْدادَ، أَخَذَ عَن أَبي البَقاءِ النّحوي، مَاتَ سَنَة 639.
وأَبو مَنْصورٍ عبد الواحِدِ إِبراهيمُ بنُ أَبي الفَضْل الحصنيُّ البَغْداديُّ عَن خطيبِ المَوْصِلِ، وَعنهُ مَنْصورُ بنُ سليمٍ فِي ذَيْلِهِ.
وحاصِنَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُه؛ وَالضَّاد لُغَة فِيهِ.
والحصنُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن حوْفِ رَمْسِيس.
حضن
: (الحِضْنُ، بالكسْرِ: مَا دُونَ الإِبْطِ إِلى الكَشْحِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشريُّ.
(أَو الصَّدْرُ والعَضُدانِ وَمَا بَيْنَهما.
(و) أَيْضاً (جانِبُ الشَّيءِ وناحِيَتُهُ؛ ج أَحْضانٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حِضْنا الشيءِ: جانِبَاهُ، ونَواحِي كلِّ شيءٍ: أَحْضانُه.
وَفِي المُحْكَم: حِضْنا المَفازَةِ: شِقَّاها.
وحِضْنا الفَلاةِ: ناحِيَتاها.
وحِضْنا اللَّيْلِ: جانِبَاهُ. يقالُ: مَا زالَ يَقْطَعُ أَحْضانَ اللّيْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي حدِيْثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ) ؛ يُريدُ بجَنْبَتَي العَسْكَر.
(و) الحِضْنُ: (وِجارُ الضَّبُعِ) ، وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
كَمَا خَامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ لَدَى الحَبْلِ حَتَّى غالَ أَوْسٌ عِيالَهاوقالَ ابنُ بَرِّي: حِضْنُها الموْضعُ الَّذِي تُصادُ فِيهِ.
(و) الحِضْنُ (من الجَبَلِ: مَا أَطافَ بِهِ، أَو أَصْلُه، ويُضَمُّ فيهمَا) .
(يقالُ: اعْتَشَّ الطائِرُ فِي حِضْنِ الجَبَلِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: حِضْنا الجَبَلِ: ناحِيتَاهُ.
(و) الحَضَنُ، (بالتَّحْريكِ: العاجُ) ، فِي(34/441)
بعضِ اللُّغات؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: نابُ الفِيلِ، وينشدُ فِي ذلِكَ:
تبَسَّمَتْ عَن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةًوأَبْرَزَتْ عَن هِجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ (و) حَضَنٌ: (جَبَلٌ بنَجْدٍ) فِي أَعالِيه.
وقالَ نَصْرُ: هُوَ جَبَلٌ ضَخْمٌ بنَجْدٍ بَيْنَه وبينَ تهامَةَ مَرْحلَةٌ، تَبِيضُ فِيهِ النّسورُ لَا تُؤْنَس قُلَّتُهُ، يَسْكنُه بَنُو جُشَم بنِ بَكْرٍ، وهُم أَعْجاز هَوازِن؛ (وَمِنْه المَثَلُ: أَنْجَدَ مَنْ رأَى حَضَناً) ، أَي مَنْ عايَنَ هَذَا الجَبَلَ فقد دَخَلَ فِي ناحِيَةِ نَجْدٍ.
(و) بَنُو حَضَنٍ: (قَبيلَةٌ من تَغْلِبَ) ؛) أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
فَمَا جَمَّعْتَ بَنو حَضَنٍ وعَمْرٍ ووما حَضَنٌ وعَمْرٌ ووالجِيادا (والأَعْنُزُ الحَضَنِيَّةُ: شَديدَةُ السَّوادِ أَو الحُمْرَةِ) .
(قالَ اللَّيْثُ: كأَنَّها نُسِبَتْ إِلى حَضَن، وَهُوَ جَبَلٌ؛ وَمِنْه حَدِيْث عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (لأَنْ أَكونَ عبدا حَبَشِيًّا فِي أَعْنُزٍ حَضَنِيَّاتٍ أَرْعاهُنَّ حَتَّى يُدْرِكَني أَجَلِي، أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ أَرْميَ فِي أَحدِ الصَّفَّينِ بسَهْم، أَصَبْتُ أَو أَخْطَأْتُ) .
(وحَضَنَ الصَّبِيَّ) يَحْضُنُه (حَضْناً) ، بالفَتْحِ، (وحِضانَةً، بالكسْرِ: جَعَلَهُ فِي حِضْنِهِ، أَو) كَفِلَه و (رَبَّاهُ) وحَفِظَه، (كاحْتَضَنَهُ.
(و) حَضَنَ (الطَّائِرُ بَيْضَهُ) ، وعَلى بَيْضِه، (حَضْناً) ، بالفتْحِ، (وحِضاناً وحِضانَةً، بكسْرِهما، وحُضوناً) ، بالضمِّ: (رَخَّمَ عَلَيْهِ للتَّفْريخِ) .
(وقالَ الجَوْهرِيُّ: ضَمَّه إِلى نفْسِه تحْتَ جَناحَيْه.
(واسْمُ المَكانِ) :) مَحِْضَنٌ، (كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ) ، والجَمْعُ المَحاضِنُ.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: حَضَنَ (مَعْروفَهُ) وحَدِيثَه (من جيرانِهِ) ومعارِفِه (حَضْناً) ، بالفتْحِ، إِذا (كَفَّهُ وصَرَفَهُ) إِلى غيرِهم.(34/442)
(و) مِن المجازِ: حَضَنَ (فُلاناً عَن كَذَا حَضْناً وحَضانَةً، بفَتْحِهِما) ، إِذا (نَحَّاهُ عَنهُ واسْتَبَدَّ بِهِ دونَهُ) وانْفَرَدَ كأَنَّه جَعَلَهُ فِي حِضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ؛ وَمِنْه حَدِيْثُ الأَنْصارِ يَوْم السَّقيفَةِ: (أَتُريدونَ أَنْ تَحْضُنونا مِن هَذَا الأَمْرِ) ، أَي تُخْرِجونا.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: حَضَنَهُ عَن الأَمْرِ: خَزَلَهُ دونَهُ ومَنَعَه مِنْهُ.
وَفِي حَدِيْثِ ابْن مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، حينَ أَوْصَى فقالَ: (وَلَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَن ذلكَ) ، يعْنِي امْرأَتَه، أَي لَا تُحْجَبُ عَن النَّظَرِ فِي وصِيَّتِه وإِنْفاذِها؛ وقيلَ: لَا تُحْجَبُ عَنهُ وَلَا يُقْطَعُ أَمرٌ دُونها.
(و) حَضَنَهُ (عَن حاجَتِه: حَبَسَهُ) عَنْهَا (ومَنَعَهُ، كاحْتَضَنَهُ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(والحاضِنَةُ: الَّدايَةُ) ، وَهِي المُوَكَّلَةُ بالصَّبيِّ تَحْفظُه وتُربِّيه.
(و) أَيْضاً: (النَّخْلَةُ القَصيرَةُ العُذوقِ) ، عَن كُراعٍ؛ (أَو) هِيَ (الَّتِي خَرَجَتْ كبائِسُها وفارَقَتْ كوافيرَها وقَصُرَتْ عَراجِينُها) ؛) حَكَى ذلِكَ أَبو حَنيفَةَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وأَنْشَدَ لحبيبٍ القشيريِّ:
مِن كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَهاعنها وحاضِنَة لَهَا مِيقار (والحَضونُ من الغَنَمِ والإِبِلِ والنِّساءِ) :) الشَّطُورُ، وَهِي (الَّتِي أَحَدُ خِلْفَيْها أَو ثَدْيَيْها أَكْبَرُ مِن الآخَرِ، وَقد حَضُنَتْ، ككَرُمَ، حِضاناً، بالكسْرِ) .
(وقيلَ: الحَضونُ من الإِبِلِ والمِعْزَى: الَّذِي قد ذَهَبَ أَحَدُ طُبْيَيْها؛ والاسْمُ الحِضانُ؛ هَذَا قَوْل أَبي عُبَيْدٍ، اسْتَعْمل الطُّبْيَ مَكان الخِلْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحَضونُ مِن الشَّاءِ: الشَّطُورُ، وَهِي الَّتِي أَحَدُ طُبْيَيْها أَطْوَل مِن الآخَرِ. يقالُ: شَاةٌ حَضونٌ بَيِّنَةُ الحِضَانِ، بالكَسْرِ.
(و) الحَضونُ مِن الرِّجالِ: (مَن أَحَدُ خُصْيَيْهِ أَكْبَرُ مِن الآخَرِ) .) والاسْمُ: الحِضَانُ.(34/443)
(و) الحَضونُ: (الفَرْجُ أَحَدُ شَفْرَيْهِ أَكْبَرُ من الآخَرِ) ؛) والاسْمُ الحِضَانُ أَيْضاً.
(وأَحْضَنَهُ و) أَحْضَنَ (بِهِ: أَزْرَى) ؛) الأَوَّلُ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ.
(و) أَحْضَنَ (بحَقِّي: ذَهَبَ بِهِ) ، كأَنَّه جَعَلَه فِي حضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
(ويقالُ للأَثافِيِّ: سُفْعٌ حَواضِنُ، أَي جَواثِمُ) ، يَعْني الأَثافِيَّ والرَّمادَ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) المِحْضَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: القَصْعَةُ الرَّوْحاءُ المَعْمولَةُ من الطِّينِ للحَمامَةِ) تَحْضُنُ فِيهَا على بَيْضِها.
(وأَبو ساسانَ: حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ) بنِ الحَارِثِ بنِ وَعْلَةَ بنِ المُجالِدِ بنِ يَثْرَبيِّ بنِ رَيَّانَ بنِ الحرثِ بنِ مالِكِ بنِ شَيْبانَ بنِ ذُهلٍ، (كزُبَيْرٍ) ، أَحَدُ بَنِي رَقَاشٍ، (تابِعِيٌّ) شاعِرٌ وَهُوَ القائِلُ لابْنِه غَيَّاظ:
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولَستَ بغائِظٍ عَدُوًّا ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُعَدُوُّكَ مَسرورٌ وَذُو الوُدِّ بالذييَرَى منكَ من غَيْظٍ عليكَ كَظِيظُويُكَنَّى أَيْضاً: أَبا اليَقْظان، وقيلَ: أَبو سَاسانَ لَقَبُه، وإِنَّما كُنْيَته أَبو محمَّدٍ، كَذَا فِي تارِيخِ حَلَب. قالَ الذَّهبيُّ: رَوَى عَن عليَ وعُثْمانَ، وَعنهُ الحَسَنُ، ووَأْدُ بنُ أَبي هنْدٍ، ثقَةٌ شَرِيفٌ مِن أُمَراءِ عليَ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يومَ صِفِّينَ، وكانَ شُجاعاً منوعاً توفّي سَنَة 97.
قُلْتُ: ورَوَى أَيْضاً عَن أَبي موسَى الأَشْعَريِّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ ابْنُه يَحْيَى بنُ الحُضَيْن، وعليُّ بنُ سُوَيْد بنِ منجون.
وقالَ ابنُ بَرِّي: كانَتْ مَعَه رايَةُ عليِّ بنِ أَبي طَالِب يَوْم صِفِّينَ دَفَعَها إِليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَة؛ وَفِيه يقولُ:(34/444)
لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّهاإِذا قِيلَ قَدِّمْها حُضَينُ تَقَدَّمَا؟ قالَ الإِمامُ العَسْكَريُّ: وكانَ يبخل، وَفِيه يقولُ زيادُ الأَعْجم:
يَسدُّ حُضَينُ بابَهُ خشْيَة القِرى باصْطَخْرَ والشَّاةُ السَّمِيْنُ بدرهمِقالَ الحافِظُ أَبو الحجَّاجِ المغْرِبيُّ: لَا يُعْرَفُ فِي رُواةِ العلْمِ مَن اسْمه حُضَيْن غَيْره.
قُلْتُ: وَقد ذَكَرَه هَكَذَا العَسْكَريُّ فِي التَّصْحِيفِ، وابنُ فارِس قالَ: ورُبَّما صَحَّفهُ المصَحِّفُ بالصَّادِ المُهْمَلةِ.
قالَ الحافِظُ: وابْنُه يَحْيَى بنُ حُضَيْن لَهُ خَبَرٌ مَعَ الفرَزْدقِ.
قُلْتُ: وَفِي رِجالِ البُخَاريِّ حُضَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ الأَنْصارِيُّ السُّلَميُّ؛ زَعَمَ أَبو الحُسَيْنِ القابسيُّ أَنَّه هَكَذَا بالمُعْجمةِ، وَقد رَدَّ عَلَيْهِ أَبو عليَ الجيانيُّ، وأَبو الوليدِ الفرَضِيُّ، وأَبو القاسِمِ السّهَيْليُّ، وَقَالُوا: كُلّهم: كانَ القابِسيُّ يهمُّ فِي هَذَا.
(و) يقالُ: (أَصْبَحَ) فلانٌ (بحُضْنَة سُوءٍ، بالضَّمِّ، إِذا أَصابَتْهُ هُضَيمَةٌ فَلم يَنْتَصِرْ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الاحْتِضانُ: احْتمالُكَ بالشَّيءِ وجَعْلُه فِي حِضْنِك كَمَا تَحْتَضِنُ المرأَةُ وَلَدَها فتَحْملُه فِي أَحَدِ شِقَّيْها. وَمِنْه الحدِيثُ: أَنه خَرَجَ مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، أَي حامِلاً لَهُ فِي حِضْنِه.
والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:
عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْهَضِيمُ الحَشا شَخْتةُ المُحْتَضَنْوحَمامةٌ حاضِنٌ، بِلا هاءٍ.
والحُضَّانُ، كرُمَّانٍ: الكافِلُونَ المُرَبُّونَ، جَمْعُ حاضِنٍ.
وأَحْضَنَه مِنَ الأَمْر: أَخْرَجَه مِنْهُ، لُغَةٌ مَرْدودةٌ فِي حَضَنَه. وأَخَذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه: أَي(34/445)
قَسْراً.
وحَضَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ حَضَنُ بنُ إِنسانِ بنِ هصيصِ القضَاعِيُّ، ذَكَرَه الأَميرُ وبخطِّ ابنِ نقْطَةَ: حَضَنُ بنُ سِنَان؛ قالَ:
يَا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ مَا تَبْغون وأَعْطاهُ حِضْناً مِن زَرْعٍ: أَي قَدْر مَا يَحْتَمِلُه فِي حِضْنِه؛ وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساسِ.
وَهُوَ مِن حَضَنَةِ العِلْمِ، مُحرَّكَة: أَي عَلمته، وَهُوَ مجازٌ.
وأَبو الحُضَيْن، كزُبَيْرٍ: تابِعيٌّ عَن ابنِ عُمَر، وَعنهُ العمريُّ.
قالَ الحافِظُ: وَهَكَذَا وُجِدَ مَضْبوطاً بخطِّ ابنِ نقْطَةَ فِي حاشِيَةِ الإِكْمالِ.
وحَضَنٌ، مُحرَّكَة: مِنْ جبالِ سلمى؛ وأَيْضاً: جَبَلٌ مُشْرفٌ على السيِّ إِلى جانِبِ دِيارِ سليم؛ قالَهُ نَصْر.
وحَضَنٌ: بَطْنٌ مِن بَنِي القَيْنِ عَن ابنِ السمْعانيّ.
قلْتُ: وَهُوَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه.
وعبدُ الغَفَّار بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحُضَيْنيُّ: مُقْرىءُ وَاسِط، تلْميذُ ابنِ مُجاهِد.
وحاضِنَةُ الرَّجلِ: امْرَأَتُه؛ والصَّادُ لُغَةٌ فِيهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حطن
: (الحِطَّانُ، بالكسْر: التَّيسُ.
(قالَ الأَزْهرِيُّ: إِن كانَ فِعَّالاً مِن حطن، فالنُّونُ أَصْلِيَّةٌ، وإِن جَعَلْتَهُ فِعْلاناً فَهُوَ مِن الحطِّ. وَقد ذُكِرَ فِي الطَّاء المُهْملةِ، واللَّهُ تعالَى أَعْلَم.
حفن
: (الحَفْنُ: أَخْذُكَ الشيءَ بِراحَتَيْكَ والأَصابِعُ مَضْمومَةٌ) ؛) كَذَا فِي المُحْكمِ. (أَو) هُوَ (الجَرْفُ بكِلْتَا اليَدَيْنِ) ، وَلَا(34/446)
يكونُ إِلاَّ مِن الشَّيءِ اليابِسِ كالدَّقيقِ أَو الرَّمْلِ ونَحْوه؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) الحَفْنُ: (العَطاءُ القَليلُ) ، وَقد حَفَنَ لَهُ حَفْنَةً: إِذا أَعْطاهُ قَليلاً. الحَفْنَةُ: (النُّقْرَةُ) يكونُ فِيهَا الماءُ وَفِي أَسْفلِها حَصًى وترابٌ؛ (ويُفْتَحُ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صَوابُه ويُضَمُّ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ (ج) حُفَنٌ، (كصُرَدٍ) ؛) أَنْشَدَ شمر:
هَلْ تَعْرِفُ الدارَ تَعفَّتْ بالحُفَنْ قالَ: وَهِي قَلْتاتٌ يَحْتفرُها الماءُ كهيئةِ البِرَكِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وأَنْشَدَني الإِياديُّ لعديِّ بنِ الرِّقاعِ العامِليِّ:
بكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ تَرَى بِهِ حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا (واحْتَفَنَهُ: جَعَلَ يَدَيْهِ تَحْتَ رُكْبَتَيْه وأَخَذَهُ بمَأْبِضِهِ ثمَّ احْتَمَلَهُ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو زيْدٍ: احْتَفَنْتُ الرَّجُلَ احْتِفاناً: اقْتَلَعْتُه مِنَ(34/447)
الأَصْلِ؛ حَكاهُ عَنهُ أَبو عُبَيْدٍ.
(و) احْتَفَنَ (الشَّجَرَ: اقْتَلَعَهُ مِن الأَرضِ.
(و) احْتَفَنَ (الشَّيءَ: أَخَذَهُ لنَفْسِهِ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) المِحْفَنُ، (كمِنْبَرٍ: الكَثيرُ الحَفْنِ) مِنَ الرِّجالِ؛ نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(والحَفَّانُ، كشَدَّادٍ) :) فِراخُ النَّعامِ، ورُبَّما سَمَّوا صغارَ الإِبلِ حَفَّاناً، والواحِدَةُ حَفَّانةٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى جَمِيعاً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَقد ذُكِرَ (فِي الفاءِ) ، أَي على أَنَّه مِنَ المُضاعفِ، وَقد أَشارَ الجَوْهرِيُّ لذَلِكَ.
(وَعند حُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ) ، وَهَكَذَا كانَ أَبو عُبَيْدَةَ يرْويه. كَمَا ذُكِرَ فِي ((ج هـ ن)) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ فِي ج ف ن.
(وبنُو حُفَيْنٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ) مِنَ العَرَبِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَفَنَ الماءَ على رأْسِه: أَلْقاهُ بحَفْنَتِه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وحَفَنَ للقَوْمِ: أَعْطى كُلَّ واحدٍ مِنْهُم حَفْنَةً.
واحْتَفَنَ مِنْهُ اسْتَكْثَرَ، كَمَا فِي الأَساسِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَكَانَ محفنُ أَبا بطحاء نسب إِليه الدَّواب البَطْحاوِيَّة.
وحَفْنٌ، بالفتْحِ: قَرْيةٌ بصَعِيدِ مصْرَ، لَهَا ذِكْرٌ فِي حدِيثِ الحَسَنِ بنِ عليَ مَعَ مُعاوِيَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا، وقيلَ: إِنَّ مارِيَةَ الَّتِي أَهْدَاها المُقَوْقِسُ إِلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن هَذِه القَرْيَةِ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ.
قُلْتُ: كلم الحَسَن مُعاوِيَة فِي وَضْعِ الخَرَاجِ عَن أَهْلِها فَوَضعه، كَمَا فِي الأَمْوالِ لأَبي عُبَيْد.
وقيلَ: هِيَ مِن رستاق الفناء.
وحَفْنَى، كسَكْرَى: قَرْيةٌ بشَرْقيّ مِصْرَ؛ وَمِنْهَا شَيْخُنا: بَلْ شَيْخُ أَهْلِ الدُّنْيا جَمِيعها، وَهُوَ الشَّيْخُ الإِمامُ(34/448)
المُحدِّث الوَلِيّ العالِمُ أَبو عَبْدِ اللَّهِ محمدُ بنُ سَالِم الشَّرِيفِ القُرَشِيّ رَئِيسُ الجامِعِ الأَزْهر والمَحَلُ المُبَارَك الزَّهيُّ الأَنْوَرَ، وشَيْخُ العُلَماء بَعْد شَيْخنا الشَّيْخُ عَبْد اللَّهِ العَالِمُ الشّبْراوِيُّ الشّافِعيُّ، رَحِمَهما اللَّهِ تعالَى، ومِن القدماء أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ حَكِيم الفَقِيهُ الزَّاهِدُ عَن أَصْبَغ، توفّي رَحِمَه اللَّهُ تعالَى سَنَة 250.
وحِفَان ككِتَابٍ: بَلَدٌ؛ نَقَلَه نَصْر عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
حفتن
: (حَفَيْتَنٌ، كَسَمَيْدَعٍ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ اسْمُ (أَرْضٍ) بَيْن يَنْبُع والمَدِينَة فِي قَوْلِ كُثَيِّر عَزَّةَ؛ قالَ:
فقد فُتْنَني لمَّا وَرَدْنَ حَفَيْتَناً وهُنَّ على ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُويُرْوَى بالخاءِ المُعْجمةِ.
حقن
: (حَقَنَهُ يَحْقِنُه ويَحْقُنُه) ؛) مِن حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ؛ حَقْناً، (فَهُوَ مَحْقونٌ وحَقِينٌ: حَبَسَهُ) .
(ومِن هَذَا المَثَل: أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ، أَي العُذْر، يُضْرَبُ للَّذي يَعْتَذِرُ وَلَا عذْرَ لَهُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُ ذلكَ أَنَّ رَجلاً ضَافَ قَوْماً فاسْتَسْقاهم لَبَناً، وعنْدَهم لَبَنٌ قد حَقَنُوه فِي وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا عَلَيْهِ واعْتَذَرُوا؛ فقالَ: هَذَا، أَي أَنَّ هَذَا الحَقِينَ يُكَذِّبُكُم، (كأَحْقَنَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَقَنْتُ البَوْل، وأَنْكَرَ أَحْقَنْتُ.
وَفِي المُحْكَم: حَقَنَ البَوْلَ: حَبَسَه؛ وَلَا يقالُ: أَحْقَنَه وَلَا حَقَنَنِي هُوَ.
(و) حَقَنَ (دَمَ فلانٍ) :) إِذا (أَنْقَذَهُ مِن القَتْلِ) بَعْدَمَا حَلَّ قَتْله؛ وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي الحديثِ: (فحقَنَ لَهُ دَمَه) ، أَي مَنَعَ مِن إِرَاقَتِه وقَتْلِه، أَي جَمَعَه لَهُ وحَبَسَه عَلَيْهِ.
(و) حَقَنَ (اللَّبَنَ فِي السِّقاءِ) يَحْقُنُه حَقْناً: (صَبَّه) فِيهِ (ليُخْرِجَ زُبْدَتَهُ) .
(وَفِي(34/449)
الصِّحاحِ: حَقَنْتُ اللبَنَ أَحْقُنُه، بالضمِّ: إِذا جَمَعْتُه فِي السِّقاءِ، وصَبَبْت حَليبَه على رائِبِه؛ واسْم هَذَا اللبنِ الحَقِينُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمُخبَّلِ:
فَفِي إِبلٍ سِتِّينَ حَسْبُ ظَعِينة يَرُوحُ عَلَيْهَا مَحْضُها وَحَقِينُها (والحَقْنَةُ، بالفتحِ: وجَعٌ فِي البَطْنِ) ، وكذلكَ الحَقْلَةُ، (ج أَحْقانٌ) وأَحْقالٌ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) الحُقْنَةُ، (بالضَّمِّ: كُلُّ دواءٍ يُحْقَنُ بِهِ المَرِيضُ المُحْتَقِنُ) .
(وَفِي الحَدِيثُ: (أَنَّه كَرِه الحُقْنةَ) ، وَهُوَ أَنْ يُعْطى المَرِيضُ الدَّواءَ مِن أَسْفَلِه، وَهِي مَعْروفةٌ عنْد الأَطبَّاء.
(والحاقِنَةُ: المَعِدَةُ) ؛) صفَةٌ غالبَةٌ لأَنَّها تحْقِنُ الطَّعامَ.
(و) أَيْضاً: (مَا بينَ) التَّرْقُوة والعُنُق.
والحاقِنتانِ: مَا بَيْن (التَّرْقُوَتَيْنِ وحَبْلَيِ العاتِقِ) .
(وَفِي التَّهْذِيبِ: نُقْرَتا التَّرْقُوَتَيْنِ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْرٍ و: الحاقِنَةُ: النُّقْرَةُ بَيْن التَّرْقُوةِ وحَبْل العاتِقِ، وهما حاقِنتانِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: والجَمْعُ الحَواقِنُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (تُوفي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وبَيْن حاقِنَتي وذَاقِنَتي) .
(أَو) الحَواقِنُ: (مَا سَفَلَ مِنَ البَطْنِ) ، والذَّواقِنُ: مَا عَلا؛ (وَمِنْه المَثَلُ: (لأُلْحِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِكَ) .
(ووُجِدَ بخطِّ الجَوْهرِيُّ: لأُحْقِنَنَّ؛ وَهُوَ سَهْو نبَّه عَلَيْهِ أَبو زَكَرِيَّا. ويُرْوى لأُلْزِقَنَّ.
وقيلَ: حَواقِنُه: مَا حَقَنَ الطَّعامَ مِن بَطْنِه، وذواقِنُه: أَسْفَل بَطْنِه ورُكْبَتاه.
(واحْتَقَنَ المَريضُ: احْتَبَسَ بَوْلُه فاسْتَعْمَلَ الحُقْنَةَ.
(و) احْتَقَنَتِ (الرَّوْضَةُ: أَشْرَفَتْ جَوانِبُها على سَرارِها) ؛) ونَصّ أَبي(34/450)
حَنِيفَةَ: على سَائِرِها.
(و) المِحْقَنُ، (كمِنْبَرٍ: السِّقَاءُ) الَّذِي (يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَنُ) ، أَي يُحْبَسُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) أَيْضاً: (القِمَعُ) الَّذِي يُجْعَلُ فِي فَمِ السِّقاءِ والزِّقِّ ثمَّ يُصَبُّ فِيهِ الشَّرابُ أَو الماءُ.
وقالَ الأَزْهريُّ: القِمَعُ الَّذِي (يُحْقَنُ بِه) اللَّبَنُ فِي السِّقاءِ.
(والمِحْقانُ: من يَحْقِنُ البَوْلَ، فإِذا بالَ أَكْثَرَ) مِنْهُ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وخَصَّ بِهِ ابنُ سِيْدَه: البَعِيرَ.
(وأَحْقَنَ) الرَّجلُ: (جَمَعَ أَنواعَ اللَّبَنِ حَتَّى يَطيبَ.
(والهِلالُ الحاقِنُ: الَّذِي ارْتَفَعَ طَرَفاهُ واسْتَلْقَى ظَهْرُه) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: هِلالٌ أَدْفَقُ خَيْرٌ مِن هِلالٍ حاقِنٍ؛ وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساسِ.
(و) تقولُ: (أَنا مِنْهُ كحاقِنِ الإِهالَةِ، أَي حاذِقٌ بِهِ وَذَلِكَ أَنَّه لَا يَحْقِنُها حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّها بَرَدَتْ لئلاَّ يَحْتَرِقَ السِّقاءُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحاقِنُ: الَّذِي لَهُ بَولٌ شَدِيدٌ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا رأْيَ لحاقِبٍ وَلَا لحاقِنٍ) ، فالحاقِنُ فِي البَولِ، والحاقِبُ فِي الغائِطِ.
ورجلٌ حَقِنٌ، ككَتِفٍ، مثل حاقِنٍ.
واحْتَقَنَ الدَّم: اجْتَمَعَ فِي الجوفِ مِن طَعْنةٍ جائِفَةٍ.
وتَحَقَّنَتِ الإِبِلُ: امُتَلأَتْ أَجْوافُها؛ وأَنْشَدَ المُفَضَّل:
جُرْداً تحَقَّنَتِ النَّجِيلَ كأَنَّمابجلُودِهِنَّ مَدارِجُ الأَنْباروقالَ ابنُ شُمَيْل: المُحْتقِنُ مِن الضُّروعِ: الواسِعُ الفَسِيحُ، وَهُوَ أَحْسَنُها قدرا، كأَنَّما هُوَ قَلْتٌ مُجْتَمعٌ مُتَصعِّدٌ، وإِنَّها لمُحْتَقِنةُ الضّرعِ.
والحَقِينُ، كأَميرٍ: منْهلٌ مِن بطونِ الخالِ مِن أَنوفِ مَخارمَ جفافٍ لطهيةَ(34/451)
بنِ حَنْظَلَةَ؛ قالَهُ نَصْر.
ويقالُ: بارَكَ اللَّهُ فِي مَحَاقِلِكُم ومَحاقِنِكُم، أَي حَرْثكُم ورِسْلكُم.
وحَقَنَ ماءَ وَجْهِه: صَانَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ أَيْضاً:
حكن
: (حِكِّينا بكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَة الكَافِ: لَقَبٌ؛ وابنُ حِكِّينا: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
حلن
: (الحُلاَّنُ) ، كرُمَّانٍ: الجَدْيُ يُشَقُّ عَلَيْهِ بَطْنُ أُمِّه فيخرجُ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ فُعَّالٌ مُبْدلٌ مِن حُلاَّمٍ، وهما بِمَعْنى؛ وإِن جَعَلْته مِن الحلالِ فَهُوَ فُعْلان، والمِيمُ مُبْدلَةٌ مِنْهُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ: الحُلاَّنُ والحلالُ واحِدٌ، وهما مَا يُولَدُ مِنَ الغَنَمِ صَغيراً؛ وقالَ مهَلهِل:
كلُّ قَتيلٍ فِي كِلابٍ حُلاَّنْحتى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْويُرْوَى: حُلاَّل وآلَ هَمَّام، ومَعْنى حُلاَّن هَدَرٌ وفِرْغٌ؛ وَقد ذُكِرَ (فِي الَّلامِ) ، فِي (ح ل ل) لأَنَّه مُضاعَفٌ.
حلزن
: (الحَلَزُونُ، محرَّكةً: دُوَيْبَّةً رِمْثِيَّةٌ) ، أَي تكونُ فِي الرَّمْثِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَهُوَ دودٌ يكونُ فِي العُشْبِ، لَهُ صَدَفٌ يْسَتِكنُّ فِي داخِلِه؛ وتَقولُهُ العامَّةُ أَغلال، وَهُوَ فعلول، ذَكَرَه اللّيْثُ فِي الرّباعِي. وجَعَلَه أَبو عُبَيْدٍ فعلونا. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي الزَّاي أَيْضاً إِيماءً إِلى هَذَا؛ وَقد ذَكَرْناه هُنَاكَ.
قالَ الأَطبَّاءُ: (لَحْمُها جَيِّدٌ للمَعِدَةِ وجِراحَةِ الكَلْبِ الكَلِبِ،(34/452)
وتَحْليلِ الوَرَمِ الجاسي، وإِبْراءِ القُروحِ، ومَحْروقُ صَدَفِه يَجْلُو الجَرَبَ والبَهَقَ والأَسْنانَ، والتَّضَمُّدُ بِهِ يَجْذِبُ السُّلاَّءَ مِن باطِنِ اللَّحْمِ، ومَخْلوطاً بالخَلِّ يَقْطَعُ الرُّعافَ) .
حلقن
: (الحُلْقانَةُ والحُلْقانُ، بضمِّهما: البُسْرُ بَدا فِيهِ النُّضْجُ) مِن قِبَلِ قِمَعِه، فإِذا أَرْطَبَ مِن قِبَل الذَّنَب فَهُوَ التَّذْنوبُ؛ (أَبو بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ) ، فإِذا بدا مِن قِبَل ذَنَبِه فَهُوَ مُذَنَّب، أَبو بَلَغ نصفَه فَهُوَ مُجَزَّعٌ؛ قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ.
(وَقد حَلْقَنَ) فَهُوَ مُحَلْقِنٌ وحلقانٌ؛ ويقالُ: الحُلْقانَةُ للواحِدِ، والحُلْقانُ للجَمْعِ.
ورُطَبٌ مُحَلْقِنٌ ومُحَلْقِمٌ، وَهِي الحُلْقانةُ والحُلْقامةُ؛ (أَو النُّونُ زائدَةٌ) ، فموضِعُ ذِكْرِه فِي الكافِ.
حمدن
: (حَمْدُونَةُ) :) أَهْمَلَهُ الجماعَةُ. وَهِي (ابْنَةُ هارونَ الرَّشيدِ) العبَّاسِيِّ.
(و) حَمْدُونةُ (بنُ أَبي لَيْلَى: محدِّثٌ) عَن أَبيهِ، وَعنهُ أَبو جَعْفَرٍ الخيلنيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَمْدونَةُ بنْتُ عضيض، أُمّ وَلَدِ الرَّشيدِ، نُسِبَ إِليها محمدُ بنُ يُوسفَ بنِ الصَّبَّاحِ العَضِيضيّ، كانَ يَتَولاَّها، حدَّثَ عَن رشيدِ بنِ سَعْدٍ؛ وَعنهُ ابنُ أَبي الدُّنْيا، وأَبو القاسِمِ البَغَويُّ.
وبَنُو حمدَان بنِ حَمْدُون: تقدَّمَ ذِكْرُهم فِي الدَّال.
حمن
: (الحَمْنُ والحَمْنانُ: صِغارُ القِرْدانِ، واحدَتُهُما بهاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: الحَمْنانَةُ: قِرادٌ صَغيرٌ؛ قالَ الأَصْمعيُّ: أَوَّلُه قَمْقامَةُ صَغِير جدًّا، ثمَّ حَمْنانَةُ، ثمَّ قِرادٌ، ثمَّ حَلَمةٌ، ثمَّ عَلٌّ، ثمَّ طِلْحٌ.(34/453)
(وأَرْضٌ {مَحْمَنَةٌ، كمَقْعَدةٍ ومُحْسِنَةٍ: كَثيرَتُه.
(} والحَمنانُ: عِنَبٌ طائِفيٌّ) أَسْود إِلى الحُمْرةِ، (صغيرُ الحَبِّ) ، قَلِيلُه؛ (أَو) هُوَ (الحَبُّ الصِّغارُ) الَّتِي (بَين الحَبِّ الكبيرِ فِي العِنَبِ) ؛) كَذَا فِي المُحْكَمِ.
( {وحَمْنَنُ بنُ عَوْفٍ، كقَرْدَدٍ) :) أَخو عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْف، (صحابِيٌّ) أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ، وأَقامَ بمكَّةَ وَلم يُهاجِر، وعاشَ فِي الإِسْلامِ ستِّين سَنَة، فأَوْصَى إِلى عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْر، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم، يُنْسَبُ إِليه القاسِمُ بنُ محمدِ بنِ المُعْتزٍ بنِ عياضِ بنِ حَمْنَن مِن وُجوهِ قُرَيْش، عَن حميدِ بنِ معيوفٍ، وَعنهُ الزُّبَيْرُ بنُ بكَّار.
(وسِماكُ بنُ مَخْرَمَةَ بنِ} حُمَيْنٍ) الأَسَدِيُّ، (كزُبَيْرٍ) ، هَرَبَ مِن عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَه، إِلى الجَزيرَةِ، (لَهُ مَسْجدٌ بالكُوفةِ م) مَعْروفٌ.
(وحَمْنَةُ المُعَذَّبَةُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، الَّتِي اشْتَراها أَبو بكرٍ) الصِّدِّيقِ، (رَضي اللَّه) تَعَالَى عَنهُ، فأَعْتَقَها.
(و) {حَمْنَةُ (بنتُ جَحشِ) بنِ ربَاب الَّتِي كانَتْ تُسْتَحاضُ، قُتِل عَنْهَا مصعبُ بنُ عُمَيْرٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ فتَزوَّجَها طلحةُ فوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَعمْرَان، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وأُمُّهما أُمَيْمةُ بنتُ عَبْدِ المطَّلبِ بنِ هاشِمٍ، وأُخْتُها أُمُّ حَبِيبَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، كانَتْ أَيْضاً تُسْتَحاضُ.
(و) حَمْنَةُ (بنتُ أَبي سُفيانَ) ، وقيلَ ذرة: قالتْ أُمُّ حَبيبَةَ: يَا رَسُول اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حَمْنَة.
(} وحُمَيْنَةُ، كجُهَيْنَة، بنتُ طَلْحَةَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: بنتُ أَبي طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ العُزى، لَهَا ذِكْرٌ؛ (صَحابيَّاتٌ) ، رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عنهنَّ.
( {والحَوامِينُ: الأَماكِنُ الغِلاظُ المُنْقادَةُ، الواحِدَةُ} حَوْمانَةٌ) .
(وقالَ أَبو(34/454)
خيْرَةَ: {الحَوامِينُ شَقائِقُ بَيْن الجبالِ، وَهِي أَطْيبُ الحُزُونةِ، ولكنَّها جَلَدٌ لَيْسَ فِيهَا آكَامٌ وَلَا أَبارِقَ.
وقالَ أَبو عَمْرو:} الحَوْمانُ مَا كانَ فَوْق الرَّملِ ودونَه حينَ تَصْعده أَو تَهْبطه؛ (وَمِنْه حَوْمانَةُ الدَّرَّاجِ) ، ككَتَّانٍ؛ وقالَ أَبو عَمْرو: هُوَ كرُمَّانٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لزُهَيْرٍ:
أَمِنْ آلِ أَوْفى دِمْنةٌ لم تَكَلَّم {ِبحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّم قُلْتُ: بَيْنه وبَيْن أَبْرق الْقرَان مَرْحلةٌ.
(} والحَوْمانُ: نباتٌ بالبادِيَةِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{حَمْنانُ: مَوْضِعٌ بمكَّة؛ قالَ يَعْلى بنُ مُسْلم بنِ قَيْس الشَّكْرِيُّ:
فَليْتَ لنا مِنْ ماءِ حَمْنان شَرْبةًمُبَرَّدَةً باتَتْ على طَهَيانوالطَّهَيان: خَشَبةٌ يُبَرَّدُ عَلَيْهَا الماءُ: وشَكْرٌ: قَبيلَةٌ مِنَ الأَزدِ.
وقالَ نَصْر: حَمْنانُ: ماءٌ يمانٍ؛ قالَ:} والحَمْنان صَقْعَانِ يَمَانِيَّان.
{والحميني: ضَرْبٌ مِن بُحورِ الشّعرِ المُحْدثَةِ، وَهُوَ المَعْروفُ بالموشَّحِ؛ يَمانِيَّةٌ.
حنن
: (} الحَنِينُ: الشَّوْقُ) وتَوَقانُ النَّفْسُ.
(و) قيلَ: هُوَ (شِدَّةُ البُكاءِ والطَّرَبُ؛ أَو) هُوَ (صَوتُ الطَّرَبِ) كانَ ذلكَ (عَن حُزنٍ أَو فَرَحٍ) ؛) والمَعْنَيان مُتَقارِبان.
وقيلَ: الحَنِينُ صَوْتٌ يَخْرجُ مِنَ الصَّدْرِ عنْدَ البُكاءِ؛ وبالمُعْجمَةِ: مِنَ الأَنْفِ.
وَفِي الرَّوْض: إِنَّ الحَنِينَ لَا بُكاء مَعَه، وَلَا دَمْع، فإِذا كانَ مَعَه بُكاءٌ فَهُوَ حَنِينُ بالمعْجَمَةِ.
وقالَ الرَّاغِبُ: الحَنِينُ النِّزاعُ المُتَضمِّنُ للاشْتِياقِ؛ يقالُ: {حَنِينُ المرْأَةِ والنَّاقةِ لوَلَدِها، وَقد يكونُ مَعَ ذَلِك صَوْتٌ، ولذلكَ يُعَبَّرُ} بالحَنِينِ عَن الصَّوْتِ الدَّال على النِّزاعِ والشَّفقةِ؛ أَو(34/455)
مَقْصوراً بصُورتِه، وعَلى ذلكَ حَنِينُ الجذعِ.
وظاهِرُ المصْباحِ: قَصرَ الحَنِينَ على اشْتِياقِ المرْأَةِ لوَلَدِها.
( {حَنَّ} يَحِنُّ {حَنِيناً: اسْتَطْرَبَ، فَهُوَ} حانٌّ، {كاسْتَحَنَّ} وتَحانَّ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: حكَاهُ يَعْقوب فِي بعضِ شروحِه؛ وكذلكَ الناقَةُ والحَمامَةُ.
( {والحانَّةُ: النَّاقَةُ) ؛) وَقد} حَنَّتْ إِذا نَزَعَتْ إِلى أَوْطانِها، أَو أَوْلادِها. والناقَةُ {تَحِنُّ فِي إِثْرِ ولَدِها حَنِينُها: تَطْرَبُ مَعَ صَوْتٍ، وقيلَ:} حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغيرِ صوتٍ، والأَكْثَر أَنَّ الحَنِينَ بالصَّوْتِ.
وقالَ اللَّيْثُ: حَنِينُ الناقَةِ على مَعْنَيَيْن: حَنِينُها صَوْتُها إِذا اشْتاقَتْ إِلى ولَدِها، {وحَنِينُها نِزَاعُها إِلى ولَدِها من غيرِ صَوْتٍ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنّ} ِحِنِّي فَمَا ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّييقالُ: حَنَّ قَلْبي إِليه فَهَذَا نِزاعٌ واشْتِياقٌ مِن غَيْرِ صَوْتٍ، {وحَنَّتِ الناقَةُ إِلى أُلاَّفِها فَهَذَا صوتٌ مَعَ نِزاعٍ، وكَذلِكَ حَنَّتْ إِلى ولَدِها؛ قالَ الشاعِرُ:
يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَهاقُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ تَرْجِيعُ زامِرِوأَمَّا حَنِينُ الجِذْعِ فَفِي الحدِيثِ: (كانَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ فِي مسْجدِه، فلمَّا عُمِلَ لَهُ المِنْبَرُ صَعِدَ عَلَيْهِ فحنَّ الْجذع إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالَ نحْوِه حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ فاحْتَضَنَه فسَكَنَ) ، أَي نَزَعَ واشْتاقَ، وأَصْلُ الحَنِينِ تَرْجيعُ الناقَةِ صوْتَها إِثْرَ ولَدِها؛ وسَمِعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِلالاً يُنْشِد:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَل أَبِيتَنَّ لَيْلَةًبوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ فقالَ لَهُ:} حَنَنْت يَا ابنَ السَّوْداءِ ويقالُ: مالَهُ! حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي ناقَةٌ(34/456)
وَلَا شاةُ.
وقالَ أَبو زيدٍ: يقالُ: مالَهُ حانَّةٌ وَلَا جارَّةٌ، {فالحانَّةُ: الإِبِلُ الَّتِي} تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولَةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطَّعامَ؛ وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي أَن ن؛ ( {كالمُسْتَحِنِّ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
تَرَى الشَّيْخَ مِنْهَا يُحِبُّ الإِيابَ يَرْجُفُ كالشارِفِ} المُسْتَحِنّ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: {والمُسْتَحِنُّ: الَّذِي} اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلَى وَطَنِه؛ قالَ: ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعْمانِ الأَشْعَريّ:
لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك {مُسْتَحِنَّاً مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى (} والحَنَّانَةُ: القَوْسُ) ، اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ، هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وَحْده.
قالَ ابنُ سِيْدَه: ونحنُ لَا نَعْلم أَنَّ القَوْسَ تُسَمَّى حَنَّانَة إنَّما هُوَ صفة تَغْلِبُ عَلَيْهَا غَلَبة الاسْمِ، فَإِن كانَ أَبو حنيفَةَ أَرادَ هَذَا، وإِلاَّ فقد أَساءَ التَّعْبيرَ.
(أَو) هِيَ (المُصَوِّتَةُ مِنْهَا) عنْد الإِنْباضِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَفِي مَنْكِبَيْ {حَنَّانة عُودُ نَبْعَةٍ تَخَيَّرَها لي سُوقَ مَكَّةَ بائِعُأَي فِي سُوقِ مكَّةَ؛ وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:
حَنَّانةٌ من نَشَمِ أَو تأْلَبِ (وَقد} حَنَّتْ) تَحنُّ حَنِيناً: صَوَّتَتْ، ( {وأَحَنَّها صاحبُها) :) صَوَّتها؛ وَفِي بعْضِ الأَخْبارِ: أَنَّ رَجلاً أَوْصى ابْنَه فقالَ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانَةً وَلَا مَنَّانَة.
(و) قالَ رجلٌ لابْنِه: يَا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغضُوبَ الأَنَّانةَ} الحَنَّانَةَ المَنَّانَةَ؛ {فالحَنَّانَةُ: (الَّتِي كانَ لَهَا زَوْجٌ قَبْلُ فَتَذْكُرُه} بالحَنِينِ والتَّحَزُّنُ) رِقَّة على وُلْدِها إِذا كَانُوا صِغاراً ليَقومَ الزَّوجُ بأَمْرِهم. وَقد مَرَّ هَذَا المَعْنى بعَيْنِه فِي الأَنَّانَة.
وقيلَ: الحَنَّانَةُ الَّتِي! تَحِنُّ إِلَى زَوْجِها الأَوَّل وتعطِفُ عَلَيْهِ؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي تَحِنُّ على ولدِها الَّذِي مِن زَوْجِها(34/457)
المُفارِقِ لَهَا.
( {والحَنانُ، كسَحابٍ: الرَّحْمَةُ) والعَطْفُ؛ وَبِه فَسَّر الفرَّاءُ قَوْلَه تعالَى: {} وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} : أَي وفَعَلْنا ذلكَ رَحْمة لأَبَوَيْكَ؛ وقَوْلُ امْرىءِ القَيْس:
ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ {حَنانَكَ ذَا الحَنانِقالَ ابنُ الأَعْرابيّ: مَعْناه رَحْمَتك يَا رحمانُ.
(و) أَيْضاً: (الرِّزْقُ.
(و) أَيْضاً: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (الهَيْبَةُ) .) يقالُ: مَا تَرَى لَهُ} حَناناً، أَي هَيْبَةً؛ عَن الأُمَويّ.
(و) أَيْضاً: (الوَقارُ.
(و) أَيْضاً: (رِقَّةُ القَلْبِ) ، وَهُوَ مَعْنَى الرَّحْمة.
قالَ الرَّاغِبُ: ولمَّا كانَ الحَنِينُ مُتَضَمِّناً للاشْتِياقِ، والاشْتِياقُ لَا يَنْفكّ عَن الرَّحْمةِ عَبَّر بِهِ عَن الرَّحْمةِ فِي قَوْلِه تعالَى: {وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} .
وَفِي الصِّحاحِ: وذَكَرَ عكرِمةُ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا فِي هَذِه الآيةِ أَنَّه قالَ: مَا أَدْرِي مَا {الحَنانُ.
(و) الحَنانُ: (الشَّرُّ الطويلُ.
(و) قَوْلُهم: (} حَنانَ اللَّهِ: أَي مَعاذَ اللَّهِ.
(و) {الحَنَّانُ، (كشَدَّادٍ: من} يَحِنُّ إِلَى الشَّيءِ) ويَعْطفُ عَلَيْهِ.
(و) الحَنَّانُ: (اسمُ اللَّهِ تَعَالَى) ، فَعَّالٌ مِن الحنة، وَهِي الرَّحْمَةُ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (ومَعْناهُ الرَّحِيمُ) ؛) زادَ ابنُ الأَثيرِ: بعِبادِهِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ بتَشْديدِ النُّونِ صَحِيحٌ؛ قالَ: وكانَ بعضُ مَشايخِنا أَنْكَرَ التَّشْديدَ فِيهِ، لأَنَّه ذَهَبَ بِهِ إِلَى! الحَنِينِ، فاسْتَوْحَش أَنْ يكونَ الحَنِينُ مِن صفَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وإِنَّما مَعْنَى الحَنَّان الرَّحِيمُ مِنَ الحَنانِ،(34/458)
وَهُوَ الرَّحْمةُ.
وَقَالَ أَبو إسْحاق: الحَنَّانُ فِي صفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، هُوَ بالتَّشْديدِ، أَي ذُو الرَّحْمةِ والتَّعطُّفِ.
(أَو) الحَنَّانُ: (الَّذِي يُقْبِلُ على مَنْ أَعْرَضَ عَنهُ.
(و) الحَنَّانُ: (السَّهْمُ يُصَوِّتُ إِذا نَقَرْتَهُ بَين إِصْبَعَيْكَ) ؛) عَن أَبي الهَيْثَمِ؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
فاسْتَلَّ أَهْزَعَ {حَنَّاناً يُعَلِّله عِنْد الإِدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُإدامتُه: تَنْقِيرُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوتِه حَتَّى يَرْنُوَ لَهُ الطَّرِب يَسْتمِعُ إِلَيْهِ وَينظر مُتعجِّباً من حُسْنِه.
وقالَ غيرُه: الحَنَّانُ من السِّهامِ الَّذِي إِذا أُدِيرَ بالأَنامِلِ على الأَباهِيم حَنَّ لِعِتْقِ عُودِه والْتِئامِه.
(و) الحَنَّان: (الواضِحُ) المُنْبسِطُ (من الطُّرُقِ) الَّذِي يَحِنُّ فِيهِ العَوْدُ أَي يَنْبَسِطُ.
وَفِي الأَساسِ: طَريقٌ حَنَّانٌ ونَهَّامٌ للإِبِلِ: فِيهِ حَنِينٌ ونَهِيمٌ، وَهُوَ مجَاز.
(و) الحَنَّانُ: (شاعرٌ من جُهَيْنَةَ) ؛) نَقَلَه الذَّهبيُّ.
(و) الحَنَّانُ: (فرسٌ للعَرَبِ م) مَعْروفٌ.
(و) الحَنَّانُ: (لَقَبُ أَسدِ بنِ نَوَّاسٍ.
(وخِمْسٌ} حَنَّانٌ: أَي بائِصٌ) ؛) قالَ الأَصْمعيُّ: أَي (لَهُ حَنينٌ من سُرْعَتِه) .
(وَفِي الأَساسِ: تَحِنُّ فِيهِ الإِبِلُ مِنَ الجهْدِ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وقَولُه:
فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ جعلَ الحَنَّان للخِمْسِ، وإِنَّما هُوَ فِي الحَقيقةِ للناقَةِ، لَكِن لما بَعُدَ عَلَيْهِ أَمَدُ الوِرْد! فحنَّتْ، نَسَبَ ذَلِك إِلَى الخِمْسِ حيثُ كَانَ مِن أَجْلِه.
(وأَبْرَقُ الحَنَّانِ: ع) ؛) وقالَ ياقوت: ماءٌ لبَنِي فزَارَة، سُمِّي بذلكَ لأَنَّه يُسْمَع فِيهِ الحَنِينُ، فيُقالُ: إنَّ الجِنَّ تحنُّ فِيهِ إِلَى(34/459)
من قفلَ عَنْهَا؛ قالَ كثَيِّرُ عزَّةَ:
لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَق الحَنَّانِفالبَرْق فالهَضَبات مِن أُدْمانِوقد ذُكِرَ فِي القافِ.
(ومحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ سَهْلٍ {الحَنَّانيُّ: محدِّثٌ) عَن مُسَدّد؛ ذَكَرَه الزَّمَخْشرِيُّ، وضَبَطَه بكسْرِ الحاءِ.
قُلْتُ: وكأَنَّ نَسَبه إِلَى} الحِنَّان.
( {والحِنَّانُ، بالكسْرِ مُشددةً) ، لُغَةٌ فِي (الحِنَّاءِ) ؛) عَن ثَعْلَب.
قُلْتُ: ونَقَلَه السّهيليُّ عَن الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ:
وَلَقَد أَروحُ بِلَمَّةٍ فينانة سوداءَ لم تخضبْ مِنَ الحِنَّانِويُرْوى بضمِّ الحاءِ أَيْضاً. وقيلَ: هُوَ جَمْعٌ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي الهمْزَةِ.
(} والحِنُّ، بالكسرِ: حَيٌّ من الجِنِّ) كَانُوا قبْلَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، يقالُ: (مِنْهُم الكلابُ السُّودُ البُهْمُ) ؛) يقالُ: كلبٌ {حِنِّيٌّ؛ (أَو سَفِلَةُ الجِنِّ وضُعفاؤُهُم) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ، (أَو كلابُهُم) ؛) عَن الفرَّاء. وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (الكِلابُ مِن} الحِنِّ، وَهِي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فَإِن كَانَ عنْدَكم طَعامٌ فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ أَي تُصِيبُ بأَعْيُنِها. (أَو خَلْقٌ بَين الجِنِّ والإِنْس) ؛) وأَنْشَد ابنُ الأَعْرابيّ:
أَبِيتُ أَهْوِي فِي شَياطين تُرِنّ مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنَ {وحِنّ (و) } الحَنُّ، (بِالْفَتْح: الإِشْفاقُ) ، وَقد {حَنَّ عَلَيْهِ} حنًّا: أَشْفَقَ (أَو) {الحنُّ: (الجُنونُ) ، وَمِنْه رجلٌ محنونٌ، (و) الحنُّ: (مَصْدَرُ} حُنَّ عَنِّي شَرَّكَ)(34/460)
أَي (كُفَّهُ واصْرِفْهُ) ؛) ويقالُ: مَا {تَحُنُّ شَيئاً من شَرِّكَ، أَي مَا تَرُدُّه وتَصْرِفه عَنِّي؛ عَن الأَصْمعيّ.
(وبالضَّمِّ: بَنُو حُنَ: حَيٌّ من عُذْرَةَ) ، وَهُوَ حنُّ بنُ رَبيعَةَ بنِ حزامِ بنِ ضنةَ بنِ عبْدِ بنِ كثيرٍ، مِن بنِي عُذْرَةَ.
(} والحِنَّةُ) ، بالكسْرِ، وظاهِرُ سِياقِه يَقْتضِي أَنَّه بالضَّمِّ، وليسَ كَذلِكَ، (ويُفْتَحُ) لُغَتان: (الجِنَّةُ) .) يقالُ: بِهِ {حِنَّةٌ، أَي جِنَّةٌ.
(} والمَحْنُونُ: المَصْروعُ) ، الَّذِي يصرعُ ثمَّ يفيقُ زَمَانا، عَن أَبي عَمْرو؛ (أَو المَجْنونُ.
( {وتَحَنَّنَ) عَلَيْهِ: (تَرَحَّمَ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئة:
} تَحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المَلِيكُفإِنَّ لكلِّ مقامٍ مَقالاوفي شرْحِ الدَّلائِلِ؛ {التَّحَنُّنُ: التَّعَطُّفُ؛ مجازٌ عَن التَّقْريبِ والاصْطِفاء.
وَفِي حدِيثِ زَيْد بنِ عَمْرو بنِ نفَيْل: (} حَنانَيْكَ يَا ربِّ) ، أَي ارْحَمْني رَحْمة بَعْد رَحْمةٍ، وَهُوَ مِن المَصادِرِ المُثنَّاة الَّتِي لَا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ؛ (و) قَالُوا: {حَنانَكَ و (} حَنَانَيْك أَي تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَرَّةٍ بعد مَرَّةٍ {وحَناناً بعد حَنانٍ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: يقولُ كلّما كنْتُ فِي رحْمةٍ مِنْك وخيْرٍ فَلَا يَنْقَطِعَنَّ، وليَكُنْ مَوْصُولا بآخَر مِن رحْمَتِك، هَذَا معْنَى التَّشْبيه عنْدَ سِيبَوَيْه فِي هَذَا الضَّرْب؛ قالَ طَرَفَة:
أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَناحَنانَيكَ بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِقالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا تُسْتَعْمل مُثَنًّى إلاَّ فِي حَدِّ الإِضافَةِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد قَالُوا} حَناناً فَصَلُوه مِن الإِضافَةِ فِي حَدِّ الإِفْرادِ، وكلُّ ذلكَ بدلٌ مِنَ اللفْظِ بالفعْلِ، وَالَّذِي ينْتصبُ عَلَيْهِ غيرُ(34/461)
مُسْتعمَلٍ إِظهارُه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يُرْتَفعُ عَلَيْهِ كَذلكَ.
وقالَ السّهيليُّ عنْدَ قَوْلِهم أَي حَناناً بعْدَ حَنانٍ: كأَنَّهم ذهبُوا إِلَى التَّضْعِيفِ والتِّكْرارِ لَا إِلَى القَصْرِ على اثْنَيْن خاصَّة دونَ مَزيدٍ.
( {وحَنَّةُ: أُمُّ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلامُ) ؛) نَقَلَه ابنُ ماكُولا؛ وقالَ اللَّيْثُ: بلغنَا ذَلِك.
(و) } الحَنَّةُ (من الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ) ؛) قَالَ أَبو محمدٍ الفَقْعَسِيُّ:
ولَيْلة ذَات دُجًى سَرَيْتُولم يَلِتْني عَنْ سُراها لَيْتُ وَلم تَضِرْني! حَنَّةٌ وبَيْتُ (و) الحَنَّةُ (من البعيرِ: رُغاؤُهُ.
(و) حَنَّةُ: (والدُ عَمْرٍ والصحابِيُّ) الأَنْصارِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، سأَلَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رقيةَ، ذكَرَه جَابر فِي حدِيثٍ.
(و) حَنَّةُ: (جَدُّ حَمْدِ بنِ عبدِ اللَّهِ المُعَبِّرِ. وجَدُّ والدِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ علِيَ) عَن محمدِ بنِ محمودٍ الثَّقفِيِّ، وَعنهُ أَبو مُوسَى الحافِظُ.
(و) أَيْضاً جَدُّ (هِبَةِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ هِبَةِ اللَّهِ) عَن الدومي، وَعنهُ رَبيعَةُ اليمنيُّ.
وفاتَهُ:
عَمْرُو بنُ حَنَّةَ رَوَى عَن عُمَر بنِ عبْدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، رَوَى حدِيثَه ابنُ جريجٍ عَن يُوسفَ بنِ الحَكَم واخْتُلِف فِيهِ على ابنِ جريجٍ. وصاعِدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ حَنَّة عَن أَبي مطيعٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكر، واخْتُلِف فِي أَبي حَنَّة البَدْرِيّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فالجمهورُ على أَنَّه بالموحَّدَةِ.
وقالَ الواقدِيُّ: إنَّه بالنونِ.(34/462)
وقالَ ابنُ مَاكُولَا: أَبو حَنَّةَ بالنّونِ عَمْرُو بنُ غَزيَّةَ مِن بنِي مازِن بنِ النَّجار.
وقالَ غيرُه: بالموحَّدَةِ أَصَحّ.
وحَكَى ابنُ مَاكُولَا فِي اسمِ أَبي السَّنابِل حَنَّة بالنّونِ عَن بعْضِهم وَلَا يَصُحّ.
( {وحَنَّهُ) } حَنًّا: (صَدَّهُ وصَرَفَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَنَّ عني {يَحُنُّ، بالضمِّ، أَي صَدَّ.
قالَ صاحِبُ الاقْتِطافِ:} حَنَّ إِلَى وطَنِه {حَنِيناً: تَشَوَّقَ؛ وَعَلِيهِ: رَحِمَه؛ وَعنهُ: صَدَّهُ،} يَحُنُّ بالضمِّ، وجَمَعْتهما بقَوْلي:
{يحنُّ المشوق إِلَى قربِكُموأَنْت تحنُّ وَلَا تُشْفِقُفجَدْ بالوصالِ فَدَتْكَ النُّفُوسُفإني إِلَى وَصْلِكُم شُيّقُقالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ: فحنَّ بمعْنَى أَعْرَضَ وصَدَّ مِن الشَّواذِ، لأَنَّ القِياسَ فِي مُضارِعِه الكَسْرِ، وَلم يَذْكِروه فِي المُسْتَثْنى.
(} والحَنونُ: الِّريحُ) الَّتِي (لَهَا حَنِينٌ كالإِبِلِ) ، أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عنْدَ الحَنِينِ؛ قالَ النابِغَةُ:
غَشِيتُ لَهَا مَنازِلَ مُقْفِراتٍ تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ {حَنُونُ (و) } الحَنونُ من النِّساءِ: (المُتَزَوِّجَةُ رِقَّةً على وَلَدِها) إِذا كَانُوا صِغاراً (لِيقومَ الزَّوْجُ بهم) ، أَي بأَمْرِهم.
(و) {الحَنُّونُ، (كتَنُّورٍ: الفاغِيَةُ) ، وَهِي ثمرُ الحِنَّاءِ؛ (أَو نَوْرُ كُلِّ شجرٍ) ونَبْتٍ، واحِدَتُه بهاءٍ.
(} وحَنَّنَتِ الشَّجرةُ {تَحْنِيناً: نَوَّرَتْ) ، وكذلكَ العُشْبُ.
(} وحَنُّونَةُ، بهاءٍ، لَقَبُ يوسُفَ بنِ يَعْقُوبَ) الكِنانيّ (الرَّاوِي عَن) عِيسَى بنِ حمَّادٍ (زُغْبَةَ) ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ أَيْضاً فِي جنن،(34/463)
وَهُوَ خَطَأٌ ونَبَّهْنا عَلَيْهِ هناكَ.
(وأَمَّا علِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ علِيِّ بنِ {حَنَّوَيْهِ) الدَّامغانيُّ. (فبالياءِ كعَمْرَوْيهِ) ، سَمِعَ الزُّبَيْر بن عبْدِ الواحِدِ الأَسداباذيّ.
(} وأَحَنَّ) الرَّجلُ: (أَخْطَأَ.
( {وحُنَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: ع بينَ الطَّائِفِ ومَكَّةَ) .
(وقالَ الأَزْهرِيُّ: وادٍ كانتْ بِهِ وَقْعَةُ أَوْطاس، ذَكَرَه اللَّهُ تَعَالَى فِي كتابِهِ العَزيز: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذا أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم} .
قالَ الجَوْهرِيُّ: موْضِعٌ يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلَد والمَوْضِعَ ذَكَّرْتَه وصَرَفْتَه، كقولِهِ تعالَى: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ} ، وإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلْدَةَ والبُقْعَةَ أَنَّثْتَه وَلم تَصْرفْه، كَمَا قالَ حَسَّان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه} بِحُنَيْنَ يومَ تَواكُلِ الأَبْطالِ وقالَ السُّهيليُّ، رَحِمَه اللَّهُ: عُرِفَ هَذَا الموْضِعُ بحُنَيْن بنِ نائِبَةَ بنِ مهليائل مِنَ العَمالِقَةِ، بيْنَه وبيْنَ مكَّةَ بضْعَة عَشَر مِيلاً؛ وقيلَ: بَيْنَهما ثلاثُ ليالٍ؛ وقيلَ: سُمِّي بأَخي يثرب! حُنَيْن؛ وقيلَ: وادٍ بجانِبِ ذِي المَجازِ بَيْنَه وبيْنَ مكَّةَ ستُّ ليالٍ.
(و) حُنَيْنٌ، (اسمُ) رجُلٍ نُسِبَ إِلَيْهِ هَذَا الموْضِعُ، وَهُوَ الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُه. (ويُمْنَعُ) مِنَ الصَّرْفِ إِذا قصدَ بِهِ البُقْعَة، كَمَا تقدَّمَ عنِ الجوْهرِيّ.
وحُنَيْن: مولى العَبَّاس؛ وقيلَ: مَوْلى عليَ، رَضِي اللَّهُ تعالَى عَنْهُم؛ والأَوَّلُ أَشْهَرُ، لَهُ صحْبَةٌ. ومِن ولدِهِ إبْراهيمُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ حُنَيْنٍ عَن نافِع، وَعنهُ رباحُ بنُ عبْدِ اللَّهِ.
وحُنَيْنٌ أَيْضاً: جَدُّ أَبي يَحْيَى فليح بنِ سُلَيْمان بنِ أَبي المُغِيْرة المَدِينيّ الخزَاعِيّ عَن الزّهْرِيّ.
(و) حُنَيْنٌ: (إسْكافٌ) مِن أَهْلِ(34/464)
الحيرَةِ، (ساوَمَهُ أَعْرابيٌّ بخُفَّيْنِ، فَلم يَشْتَرِهِ فغَاظَهُ وعَلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ فِي طَريقِهِ وتَقَدَّمَ، وطَرَحَ الآخَرَ وكَمَنَ لَهُ) ، وجاءَ الأَعْرابيُّ (فَرَأَى الأَوَّلَ فقالَ: مَا أَشْبَهَهُ بخُفِّ حُنَيْنٍ، وَلَو كانَ مَعَه آخَرُ لأَخَذْتُهُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: لاشْتَرَيْتهُ؛ (فَتَقَدَّمَ ورأَى) الخُفَّ (الثَّانِيَ مَطْرُوحاً) فِي الطَّرِيقِ، (فَعَقَلَ بَعيرَهُ ورَجَعَ إِلَى الأَوَّلِ فذَهَبَ حُنَيْنٌ) الإِسْكافُ (ببَعيرِهِ، وجاءَ الأَعْرابيُّ إِلَى الحيِّ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ فذَهَبَ مَثَلاً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ: وَرَوَى ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي اليَقْظان: كانَ حُنَيْنٌ رَجلاً شَدِيداً ادَّعَى إِلَى أَسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبْدِ منافٍ، فأَتَى عبْدَ المُطَّلب وَعَلِيهِ خُفَّانِ أَحْمرانِ فقالَ: يَا عَمِّ أَنا أَسدُ بنُ هاشِمٍ، فقالَ عبدُ المُطَّلبِ: لَا وثيابِ هاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شمَائِلَ هَاشِم فِيك فارْجِعْ راشِداً، فانْصَرَفَ خائِباً، فَقَالُوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيْه، فصارَ مَثَلاً فيمَن رُدَّ عَن حاجَتِه ورجعَ خائِباً.
(ومحمدُ بنُ الحُسَيْنِ) بنِ أَبي {الحُنَين: لَهُ مسْندٌ، مِن أَقْران أَبي دَاوُد، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، (وإسْحاقُ بنُ إبراهيمَ) بنِ عبْدِ اللَّهِ، (} الحُنَيْنِيَّانِ محدِّثانِ) نُسِبَا إِلَى جَدِّهما.
( {وحَنِينٌ، كأَميرٍ وسِكِّيتٍ وبالَّلام فيهمَا) ، أَي فِي أَوَّلِهما، وَالَّذِي فِي المُحْكَم:} حَنِين {والحَنِين، (اسْمانِ لجُمادَى الأُولَى والآخِرَةِ) .
(وَفِي المُحْكَم: اسمٌ لجُمادَى الأُولَى كالعَلَمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
وَذُو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضِي نُذورَهلَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ (ج} أَحِنَّةٌ {وحُنونٌ} وحَنائِنُ) .
(وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاءِ والمُفَضَّل أَنَّهما قَالَا: كانَتِ العَرَبُ تقولُ لجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنَّه عُنِي بِهِ الشَّهْرُ؛ وأَنْشَدَ أَبو الطَّيْب اللّغويُّ:(34/465)
أَتَيْنَك فِي الحَنِين فقلْتَ رُبَّى وماذا بيْنَ رُبَّى والحَنِينورُبَّى: اسمُ جُمادَى الآخِرَة كَمَا تقدَّمَ.
( {ويُحَنَّةُ، بضمِّ أَوَّلِه وَفتح الْبَاقِي) مَعَ تشْدِيدِ النُّونِ: (ابنُ رَذْبَةَ، مَلِكُ أَيْلَةَ صالَحهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَهْلِ جَرْباءَ وأَذْرُحَ) ؛) كَمَا فِي كتُبِ السِّيَرِ.
(و) يقالُ: (حَمَلَ} فحَنَّنَ، أَي هَلَّلَ وكَذَّبَ) ، وذلكَ إِذا جَبُنَ.
( {وحَنْحَنَ: أَشْفَقَ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ نَقَلَه الأَزْهرِيّ.
(} والحَنَنُ، محرَّكةً: الجُعَلُ.
( {وحُنٌّ، بالضَّمِّ: أَبو حَيَ من عُذْرَةَ) ؛) هَكَذَا فِي سائِرِ الُّنسخِ وَهُوَ مكرَّرٌ.
(} وحَنانَةُ) ، كسَحابَةٍ: (اسمُ رَاعٍ) فِي قوْلِ طَرَفَة أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
نَعاني {حَنَانَةُ طُوبالةً تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ (} وحَنِيناءُ: ع بالشَّامِ) .
(وقالَ نَصْر: مِن قرى قنسرين.
(و) أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ) أَبي بكْرِ بنِ (أَحْمدَ بنِ) عليِّ بنِ يَحْيَى البيِّع البَغْداديُّ، يَعْرَفُ بابنِ (حِنِّي) ، وُلِدَ سَنَة 386، عَن أَبي الحَسَنِ بنِ زَرْقَوَيْه؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ) أَحْمدَ بنِ ( {حِنِّي، بكسْرِ النُّونِ المُشَدَّدةِ) ، بَغْداديٌّ أَيْضاً عَن القاضِي أَبي يَعْلى، (محدِّثانِ.
(وبَنُو} حِنَّا، بالكسْرِ والقَصْرِ) ، وَقد يكْتَبُ بالياءِ أَيْضاً، (من كُتَّابِ مِصْرَ) ، لَهُم شهْرَةٌ، أَوَّلُهم الصاحِبُ بهاءُ الدِّيْن بنُ حِنّا، أَسْلَم هُوَ وأَبُوه فِي يومٍ واحِدٍ، فسُمِّيا عَلِيّاً ومحمداً، ومِن مَفاخِرِهم تاجُ الدِّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ بهاءِ الدِّيْن عليّ بنِ محمدِ بنِ سليم كانَ(34/466)
جَواداً مُمَدَّحاً رَئِيساً، فاضِلاً، حدَّثَ عَن سبط السّلفيّ وغيرِهِ، وَفِيه يقولُ السراج الوارق:
ولدُ العليّ محمدُ بنُ مُحَمَّد بن عليّ بن محمدِ بنِ سليمِوقرأْتُ فِي تارِيخِ الذَّهبيّ مَا نصَّه: وقالَ سَعْدُ الدِّيْن الفارقانيُّ الكاتِبُ يَمْدَحُ الصاحِبَ بهاءَ الدِّيْن عليَّ بنَ محمدِ بنِ سليمِ بنِ حِنَّا المصْرِيّ:
يَمَّمْ علِيّاً فَهُوَ بَحْر النَّدَى ونادَه فِي المضلع المعضلِفرِفْدُه مجدٌ على مُجْدِبٍ ورفدُه مُفْضٍ إِلَى مُفْضِلِيُسْرعُ أَنّ سيلَ نَدَاه وَهَلْأَسْرعُ من سيلٍ أَتَىِ مِنْ عَلي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{تَحَنَّنَتِ الناقَةُ على ولَدِها: تَعَطَّفَتْ؛ وكذلكَ الشاةُ؛ عَن اللَّحْيانيّ.
} والحِنَّةُ، بالكسْرِ: رِقَّةُ القلبِ، عَن كُراعٍ؛ والعامَّةُ تقولُ {الحِنِّيَّةُ.
قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ} وحَنانَه، أَي واسْتِرْحامَه؛ كَمَا قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ وبركاتِهِ، أَي اسْتِرْزاقَه.
وَفِي المَثلِ: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا؛ يُضْرَبُ للرَّجلِ يَنْتَمي إِلَى نسبٍ لَيْسَ مِنْهُ أَو يَدَّعِي مَا لَيْسَ مِنْهُ فِي شيءٍ، والقِدْحُ، بالكسْرِ: أَحدُ سِهامِ المَيْسِر، فَإِذا كَانَ من غيرِ جَواهِر أَخواتِه ثمَّ حَرَّكَها المنبض بهَا خَرَجَ لَهَا صوتٌ يُخالِف أَصواتَها فعُرِفَ بِهِ.
{واسْتَحَنَّتْ الرِّيحُ:} حَنَّتْ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لأَبي زُبَيْد:
{مُسْتَحِنٌّ بهَا الرِّياحُ فَمَا يَجْتابُها فِي الظَّلامِ كلُّ هَجُودِوسَحابٌ} حَنَّانٌ: لَهُ حَنِينٌ {كحَنِينِ الإِبِلِ.
} وحَنَّانُ الأَسَدِيُّ: من بَنِي أَسدِ بنِ(34/467)
شريكٍ، عَن أَبي عُثْمان النَّهْديِّ.
وَقَالُوا: لَا أَفْعَلُه حَتَّى {يَحِنَّ الضَّبُّ فِي أَثرِ الإِبِلِ الصَّادِرَةِ، وَلَيْسَ للضبِّ حَنِينٌ وإِنَّما هُوَ مَثَلٌ، وذلكَ لأَنَّ الضبَّ لَا يَرِدُ أَبداً.
} وحَنَّتِ الطّسْتُ {تَحِنُّ: إِذا نُقِرَتْ، على التَّشْبِيهِ.
وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب، على التَّشْبيه.
وقالَ اللَّيْثُ:} الحَنَّةُ: خِرْقَةٌ تلبِسُها المرْأَةُ فتُغَطِّي رأْسَها.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صوابُه الخُبَّة، بالخاءِ والموحَّدَةِ.
والحَنِينُ {والحَنَّةُ: العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطَةُ؛ عَن الأَزْهرِيِّ.
وَفِي المَثَلِ: لَا تَعْدَمُ ناقةٌ مِن أُمِّها} حَنِيناً {وحَنَّةً، أَي شَبَهاً.
وَفِي التَّهْذيبِ: لَا تَعْدَمُ أَدْماءُ مِن أُمِّها} حَنَّةً: يُضْرَبُ للرَّجلِ يُشْبِهُ الرَّجلَ؛ ويقالُ ذلكَ لكلِّ مَنْ أَشْبَه أَبَاهُ وأُمَّه.
وَمَا {حَنَّنَ عَنِّي: أَي مَا انْثَنَى وَمَا قَصَّرَ؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابيّ.
وأَثَرٌ لَا} يُحِنُّ عَن الجِلْدِ: أَي لَا يَزُولُ؛ قالَ:
وإنَّ لَهُم قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُوإِلاَّ فجُرْحٌ لَا يُحِنُّ عَن العَظْم ِوقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ يَحِنُّ، وَهَكَذَا أَنْشَدَ البيْتَ وَلم يفسِّرْه.
وجَوْزٌ حَنِينٌ: مُتَغيِّرُ الرِّيحِ.
وزيْتٌ حَنِينٌ كذلِكَ.
{وحَنُّونَةُ: اسمُ امْرأَةٍ.
} والحَنانُ، كسَحابٍ: رمْلٌ بَيْنَ مكَّةَ والمدينَةِ، لَهُ ذكْرٌ فِي سيرِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدْرٍ.
وقالَ نَصْر: هُوَ كثيبٌ عظيمٌ كالجَبَلِ.
ومحمدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَنانٍ! الحنانيُّ، كسَحابٍ، صاحِبُ بقيَّة؛ ذَكَرَه ابنُ السّمْعانيّ.(34/468)
{وحَنُّونُ بنُ الأَزمل الموصِليُّ الحافِظُ، ذَكَرَه المصنِّفُ فِي ج ن ن، وَهُوَ وهمٌ.
} وأحْنين: بَلْدَةٌ باليمنِ قرْبَ زَبِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ {الأحنينيُّ؛ ورُبَّما قَالُوا} المحَنِّنِيُّ؛ شاعِرٌ.
قالَ ياقوتُ: أَنْشَدَ سليمانُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرّيحانيُّ المَكِّيُّ بالقاهِرَة فِي سَنَة 624، قالَ: أَنْشَد ابنُ المحننيّ لنفْسِه:
يَا ساهِرَ الطَّرف فِي همَ وَفِي حزنحليفَ وجد ووسواسٍ وبلْبَالِلا تيأَسَنَّ فإنَّ الهمَّ مُنْفرِجوالدَّهْرَ مَا بيْنَ إِدْبارٍ وإِقْبالِأَما سَمِعْتَ ببيْتٍ قد جَرَى مَثَلاً وَلَا يُقاسُ بأَشْباهٍ وأَشْكالِما بيْنَ رقْدَة عَيْنٍ وانْتِباهَتهايُقلبُ الدَّهْر مِن حالٍ إِلَى حالِوكانَ يمدَحُ إبْراهيمَ بن طغْتكين بنِ أَيوب ملك زَبِيدٍ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى.
{وحَنِّي بفتْحٍ فتَشْديدِ نُون مَكْسورَةٍ: موْضِعٌ بنَجْدٍ؛ عَن نَصْر.
وبضمِّ الحاءِ وَالْبَاقِي مثْله موْضِعٌ مِن ظَواهِر مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، يذكر مَعَ الولج عَنهُ أَيْضاً.
} والحَنَّانَةُ، مشدَّدَةٌ: موْضِعٌ غَرْبَّي الْموصل، فَتَحَها عتبَةُ بنُ فرقدٍ صلْحاً.
ودَيْر {حَنَّا، بظاهِرِ الكُوفَةِ.
ودِيكُ} الحِنِّ، بالكسْرِ: شاعِرٌ اسْمُه أَحْمَدُ بنُ مَيْسورٍ الأَنْدلسيُّ.
قالَ مغلطاي: هَكَذَا رأَيْته مجوّداً مضْبوطاً بخطِّ أَبي القاسِمِ الوَزِير المُقْرِي بحاءٍ مُهْمَلة، وَهُوَ غَيْرُ ديكِ الجنِّ بالجيمِ، واسْمُه عبْدُ السَّلام بنُ رَغْبان.(34/469)
حون
: ( {التَّحَوُّنُ) :
(أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللسانِ: هُوَ (الذُّلُّ والهَلاكُ.
(} وحَوْنَةُ، بالفتْحِ) ، ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتدركٌ: (لَقَبُ دُمْيَةَ بنْتِ سابَطٍ) التَّمِيميَّة، وأُمّها رقيقةُ بنْتُ أَسَدِ بنِ عبْدِ العُزَّى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الحانةُ: موْضِعُ بَيْعِ الخَمْر.
قالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَظُنُّها فارِسِيَّة وأَنَّ أَصْلَها خَانَة، وَقد ذَكَرَه الحَرِيريّ فِي مَقامَاتِه: عاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لَا أَدْخلَ حَانَة نباذ وَلَو أُعْطِيتُ بغداذ.
} وحانا، مُمَالَة الحاءِ: مَدِينَة بديارِ بكْرٍ، مِنْهَا أَبو صالحٍ عبْدُ الصَّمدِ بنُ عبْدِ الرَّحْمن الشَّيْبانيُّ {الحانيُّ، ويقالُ:} الحَنَويُّ على غيرِ قِياسٍ، عَن رزقِ اللَّهِ التِّيميّ، وَعنهُ ابنُ سُكَينَةَ.
وَقد يأْتي ذِكْرُ الحانَةِ والبَلَدِ فِي الَّذِي بَعْده.
حِين
: ( {الحِيْنُ، بالكسْرِ: الدَّهْرُ، أَو وَقْتٌ مُبْهَمٌ يَصْلُحُ لجمِيع الأَزْمانِ) كُلِّها (طالَ أَو قَصُرَ) ؛) وَفِي المُحْكَمِ: طالَتْ أَو قَصُرَتْ؛ (يكونُ سَنَةً وأَكْثَرَ) مِن ذلكَ، (أَو يَخْتَصُّ بأَرْبعينَ سَنَةً، أَو سَبْعِ سِنِينَ، أَو سَنَتَيْنِ، أَو سِتَّةِ أَشْهُرٍ، أَو شَهْرَيْنِ، أَو كلُّ غُدْوَةٍ وعَشِيَّةٍ) .
(وقوْلُه تعالَى: {تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ} حِينٍ} ، قيلَ: كلَّ سنةٍ؛ وقيلَ: كلَّ سِتَّةِ أَشْهُر؛ وقيلَ: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وجميعُ مَنْ شاهدْتُه مِنْ أَهلِ اللّغَةِ يذْهبُ إِلَى أَنَّ الحِينَ اسمٌ كالوقْتِ يَصْلُحُ لجمِيعِ الأَزْمانِ، قالَ: والمعْنَى فِي قوْلِه عزَّ وجلَّ: {تُؤْتَي أُكُلَها كُلّ حِينٍ} ، أَنَّه يَنْتَفع بهَا فِي كلِّ وقْتٍ لَا يَنْقَطِعُ نَفْعُها البتَّة؛ قالَ: والدَّليلُ على أَنَّ الحِينَ يكونُ بمنْزِلَةِ الوَقْتِ قَوْل النابِغَةِ أَنْشَدَه الأَصْمعيّ:(34/470)
تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّه اتُطَلِّقه {حينا} وحيناً تُراجِعُ المعْنَى: أَنَّ السمَّ يَخِفُّ أَلَمُهُ وَقْتاً ويعُودُ وَقْتاً.
وقالَ الراغِبُ: الحِينُ وقْتُ بلُوغِ الشيءِ وحصُولِه، وَهُوَ مُبْهَمُ المعْنَى، ويَتَخَصَّصُ بالمُضافِ إِلَيْهِ. ومَنْ قالَ: حِيْن تأْتي على أَوْجُهٍ:
للأَجَلِ نَحْو: {ومَتَّعْناهُم إِلَى حِيْنٍ} .
والسَّنَة نَحْو: {تُؤْتَى أُكْلُها كلَّ حِيْنٍ} .
وللسَّاعَةِ نَحْو: {حِيْن تمسُون {وحِيْن تُصْبحُون} .
وللزَّمان المُطْلَق نَحْو: {هلْ أَتَى على الإِنْسانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، و {لتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعْدَ حِيْنٍ} ، فإِنَّما فسَّرَ ذلِكَ بحَسَبِ مَا وجدَ وعلقَ بِهِ.
وقالَ المناوِيّ: الحِيْنُ فِي لسانِ العَرَبِ يُطْلَقُ على لحظَةٍ فَمَا فَوْقها إِلَى مَا لَا يَتَناهَى، وَهُوَ معْنَى قَوْلهم: الحِيْنُ، لُغَة: الوَقْتُ، يُطْلَقُ على القَليلِ والكثيرِ.
(و) الحِيْنُ: (يومُ القِيامةِ) ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} ، أَي بعْدَ قِيامِ القِيامةِ؛ وَفِي المحْكَمِ: بعْدَ مَوْت، عَن الزَّجَّاج.
(و) الحِيْنُ: (المُدَّةُ؛ وَقَوله تَعَالَى: {فَتَوَلَّ عَنْهُم حتَّى حِينٍ} أَي حتَّى تَنْقَضِيَ المُدَّةُ الَّتِي أُمْهِلُوها) ، أَي أُمْهِلُوا فِيهَا؛ (ج} أَحْيانٌ، وجج! أَحايِينُ. وَإِذا باعَدُوا بَيْنَ الوَقْتَيْنِ باعَدُوا بإذْ فَقَالُوا حِينَئِذٍ) ، ورُبَّما خفَّفُوا هَمْزَةَ إذْ فأَبْدَلُوها يَاء، وكَتَبُوه حِينيذٍ بالياءِ، ورُبَّما أَدْخَلوا عَلَيْهِ التَّاء فَقَالُوا: لاتَ حِينَ أَي ليسَ حِينَ؛ وَفِي التَّنْزيلِ(34/471)
العَزيزِ: {لاتَ حِينَ مَناصٍ} . وأَمَّا قوْلُ أَبي وَجْزَة:
العاطِفُونَ {تَحِينَ مَا مِنْ عاطفٍ والمُفْضِلونَ يَداً إِذا مَا أَنْعَمُواقالَ ابنُ سِيْدَه: أَرادَ العاطِفُونَ مثْل القائِمُونَ والقاعِدُونَ، ثمَّ زَادَ التَّاء فِي حِيْنَ كَمَا زَادَت فِي تَلان بمعْنَى الآنَ. وقيلَ: أَرادَ العاطِفُونَهْ فأَجْرَاه فِي الوَصْلِ على حَدِّ مَا يكونُ عَلَيْهِ فِي الوقْفِ، ثمَّ إنَّه شبَّه هاءَ الوَقْفِ بهاءِ التأْنِيثِ، فلمَّا احْتاجَ لإِقامَةِ الوَزْنِ إِلى حَرَكَةِ الهاءِ قَلَبَها تَاء ثمَّ فتحت.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ السِّيرافيّ:
العاطِفُونَهْ حِين مَا من عاطفٍ (} وحَيَّنَهُ: جَعَلَ لَهُ {حِيناً.
(و) حَيَّنَ (النَّاقَةَ: جَعَلَ لَهَا فِي كلِّ يَوْمٍ ولَيْلةٍ وَقْتاً يَحْلُبُها فِيهِ} كتَحَيَّنَها) إِذا حَلَبَها فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ مَرَّةً؛ (والاسْمُ الحِيْنُ {والحِيْنَةُ، بكسْرِهِما) ؛) قالَ المُخَبَّلُ يَصِفُ إِبِلاً:
إِذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها وإِن} حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوطبِ {حَينُها وَفِي الحدِيثِ: (} تَحَيَّنُوا نُوقَكُم) .
وقالَ الأَصْمعيُّ: {التَّحْيِينُ مِثْلُ التَّوْجِيبِ، وَلَا يكونُ ذلِكَ إلاَّ بَعْدَ مَا تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. (و) يقالُ: (مَتَى} حِينَةُ ناقَتِكَ) ، أَي (مَتَى وَقْتُ حَلَبِها وكَمْ {حِينَتُها) ، أَي (كَمْ حِلابُها.
(وحانَ حِينٌ) :) أَي (قَرُبَ وآنَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حانَ أَنْ يَفْعلَ كَذَا حينا أَي آنَ وحانَ حِينُه: أَي قَرُبَ وَقْتَه؛ وأَنْشَدَ لبُثَيْنَة:
وإِنَّ سُلُوِّي عَن جَمِيلٍ لَساعَةٌ من الدَّهْرِ مَا} حانَتْ وَلَا! حانَ حِينُها(34/472)
قالَ ابنُ بَرِّي: لم يحفظ لبُثَيْنة إلاَّ هَذَا البَيْت؛ قالَ: ومثْلُه لمُدْرِك بنِ حِصْنٍ:
وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِولا مُفْلِتاً من موتةٍ حانَ حِينُها (و) حانَ (السُّنْبُلُ: يَبِسَ) فآنَ حَصَادُه.
(وعَامَلَهُ مُحَايَنَةً، كمُسَاوَعَةٍ) ، وكذلِكَ اسْتَأْجَرَهُ {مُحايَنَةً.
(} وأَحْيَنَ) فلانٌ بالمكَانِ: (أَقامَ) حِيناً.
(و) {أَحْيَنَتِ (الإِبِلُ: حانَ لَهَا أَن تُحْلَبَ، أَو يُعْكَمَ عَلَيْهَا) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) } أَحْيَنَ (القَوْمُ: حانَ لَهُم مَا حَاوَلُوهُ) ؛) أَو حانَ لَهُم أَن يَبْلغُوا مَا أَمَّلُوه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
كيفَ تَنام بعدَما {أَحْيَنَّا أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ.
(وَهُوَ يأْكُلُ} الحِينَةَ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ، أَي مرَّةً) واحِدَةً (فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ) ؛) وَفِي بعضِ الأُصُولِ: أَي وجْبَةً فِي اليَوْمِ؛ والفَتْحِ لأَهْلِ الحجازِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: فرَّقَ أَبو عمر الزَّاهِدُ بَيْنَ الحَيْنَةِ والوَجْبَةِ فقالَ: الحَيْنَةُ فِي النُّوقِ، والوَجْبَةُ فِي الناسِ، وكِلاهُما للمَرَّةِ الواحِدَةِ، فالوَجْبَةُ: أَن يأْكُلَ الإِنسانُ فِي اليَوْمِ مرَّةً واحِدَةً، {والحَيْنَةُ أَن تَحْلُبَ الناقَةَ فِي اليوْمِ مرَّةً واحِدَةً.
(وَمَا أَلْقاهُ إلاَّ الحِينَةَ بعْدَ الحِينَةِ أَي الحِينَ بعْدَ الحِينِ.
(} والحَيْنُ) ، بالفتْحِ: (الهَلاكُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ قالَ:
وَمَا كانَ إلاَّ {الحَيْنُ يومَ لِقائِها وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالِكا (و) الحَيْنُ: (المِحْنَةُ؛ وَقد حانَ) الرَّجُلُ: هَلَكَ.
(} وأَحانَهُ اللَّهُ) تعالَى: أَهْلَكَهُ.
(وكلُّ مَا لم يُوَفَّقْ للرَّشادِ فقد(34/473)
حانَ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ: حانَ {يَحِينُ} حَيْناً، و ( {حَيَّنَهُ اللَّهُ} فَتَحَيَّنَ.
( {والحائِنُ: الأَحْمَقُ) .
(ومِن سجعاتِ الأَساسِ: الخائِنُ} حائِنٌ.
( {والحائِنَةُ: النَّازِلَةُ المُهْلِكَةُ) ذاتُ الحَيْن؛ يقالُ: نَزَلَتْ بِهِ كائِنَةٌ} حائِنَةٌ: أَي فِيهَا {حينُه، (ج} حَوائِنُ) ؛) قالَ النابِغَةُ:
بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها ولكِنَّ {الحَوائِنَ قد} تَحِينُ ( {والحانُوتُ) ، مَعْروفٌ؛ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وأَصْلُه} حانُوَةٌ مثْل تَرْقُوَةٍ، فلمَّا سُكِّنَتِ الواوِ انْقَلَبَتْ هاءُ التأْنِيثِ تَاء، والجَمْعُ {الحَوانِيتُ، لأَنَّ الرَّابعَ مِنْهُ حَرْفُ لينٍ، وإنَّما يُرَدّ الاسمُ الَّذِي جاوَزَ أَرْبَعه أَحْرُف إِلَى الرُّباعِي فِي الجمْعِ والتَّصْغِير، إِذا لم يكُنِ الرَّابع مِنْهُ أَحَد حُرُوفِ المدِّ واللِّينِ؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} حانوتٌ أَصْلُه {حَنَوُوت، فقُدِّمتِ اللامُ على العَيْنِ فصارَتْ} حَوَنُوتٌ، ثمَّ قُلِبَتِ الْوَاو أَلفاً لتحرُّكِها وانْفِتاح مَا قبْلِها فصارَتْ حانُوتٍ، ومثْله طاغُوتٌ، وَقد ذُكِرَ (فِي (ح ن ت) .
( {والحانِيَّةُ: الخَمْرُ) ، مَنْسوبَةٌ إِلَى} الحانَةِ. ( {والحانَةُ: مَوْضِعُ بَيْعِها) ، وَهُوَ مَوْضِعُ الخَمَّارِ؛ عَن كُراعٍ.
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَظُنُّها فارِسِيَّة، وأَنَّ أَصْلَها خانه.
(} وحِينَى، كضِيزَى) : د) بديارِ بكْرٍ، وَهِي مُمالَةُ الحاءِ، وتُعْرَفُ الآنَ {بحاني كداعى، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} حانويّ {وحَنويّ، وتقدَّمَ قَريباً.
وقالَ الحافِظُ الذَّهبيُّ:} والحِينيُّ، بالكسْرِ، إِلَى مَدينَةِ {حينة لَا أَعْرفه.
قالَ الحافِظُ ابنُ حجر: هُوَ عليُّ بنُ إِبراهيم بنِ سُلَيمان} الحِينيُّ العوفيُّ.
قالَ مغلطاي: سَمِعَ مَعنا على شيوخِنا.
( {ومِحْيانُ الشَّيءِ، بالكسْرِ:} حِينُه.(34/474)
(و) {حَيَّان، (كشَدَّادٍ) :) جَدُّ أَبي العبَّاسِ (عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ} الحَيَّانِيُّ) البوشنحيُّ (نِسْبَةٌ إِلَى جَدِّه) المَذْكورِ، يَرْوِي عَن محمدِ بنِ إسْحاق بنِ خزيمَةَ، وَعنهُ أَبو عُثْمان سعيدُ بنُ العبَّاسِ بنِ محمدٍ الهَرَويُّ.
(وَكَذَا الحافِظُ أَبو الشَّيخِ) وأَبو محمدٍ (عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ حَيَّانَ الحَيَّانِيُّ الأَصْبهانيُّ) ، صاحِبُ التَّصانِيفِ، رَوَى عَن ابنِ أَبي لَيْلَى الموصليِّ، وأَكْثَرَ الرِّوايَة عَن أَبي نعيمٍ الحَافِظ، وَآخر من رَوَى عَن أَبي طاهِرٍ محمدِ بنِ أَحْمد بنِ عبْدِ الرَّحيمِ الكاتِبِ بأَصْبَهان وولدِهِ عبْدِ الرَّزَّاق؛ (وحَفِيدُه) أَبو الفَتْحِ (محمدُ بنُ عبْدِ الرزَّاقِ الحَيَّانِيُّ) ، حدَّثا، الأَخيرُ عَن جدِّه.
(و) أَبو نعيمٍ (عبيدُ اللَّهِ بنُ هَارونَ الحَيَّانِيُّ) القزوِينيُّ رَوَى عَنهُ أَبو الفتْحِ صاعِدُ بنُ بُندارٍ الجرْجانِيُّ.
(وأَبو حَيَّانَ النَّحويُّ متأَخِّرٌ) ، قد تقدَّمَتْ ترجَمَتُه فِي (ج ي ن) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحسنُ بنُ عبدِ المُحْسنِ بنِ الحَسَنِ الحَيَّانيُّ أَبو محمدٍ، كانَ يكتبُ الحدِيثَ بصور مَعَ ابنِ مَاكُولَا؛ ومُوسَى بن محمدِ بنِ حَيَّان شَيْخ أَبي يَعْلَى الموصليُّ؛ وأَبو محمدٍ أَسْعدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَسْعدِ الحَيَّانيُّ سَمِعَ أَبا بَكْرٍ خلفا الشيرازيّ، وَعنهُ ابنُ السّمعانيّ.
{والحِيْنُ، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ بمِصْرَ.
} والحَيْنُ: المَوْتُ.
وَقَالُوا: هَذَا {حِينُ المَنْزلِ، أَي وَقْت الرُّكُوبِ إِلَى النُّزُولِ، ويُرْوَى خَيْرُ المَنْزلِ.
وعامَلَهُ} حِياناً، ككِتابٍ، مِن الحِينِ، بمعْنَى الوَقْتِ؛ عَن اللّحْيانيّ؛ وكذلِكَ اسْتَأْجره حِياناً عَنهُ أَيْضاً.
{وأَحانَ: أَزْمَنَ.
} وحانَ حِينُ النَّفْسِ: إِذا هَلَكَتْ.(34/475)
ويَحْسُن فِي مَوْضِع حِينَ لَمَّا وإذْ وَإِذا ووَقْت وساعَة ومَتَى، تقولُ: رأَيْتُك لمَّا جِئْت، {وحِينَ جِئْتَ، وإذْ جِئْت.
وَهُوَ يَفْعَلُ كَذَا} أَحياناً وَفِي {الأَحايِين.
} وتَحَيَّنْتُ رُؤْيَة فلانٍ: تَنَظَّرْتُه.
{وتَحَيَّنَ الوارِشُ: انْتَظَرَ وقْتَ الأَكْلِ ليدْخلَ.
وتَحَيَّنَ وقْتَ الصَّلاةِ: طَلَبَ} حِينَها.
وَفِي حديثِ الجِمارِ: (كنَّا {نَتَحَيَّنُ زَوالَ الشمسِ) .
} وتحين: اسْتَغْنى، عامِّيَّة؛ وقولُ مُلَيح:
وحُبُّ لَيْلى وَلَا تَخْشى {مَحُونَتَه ُصَدْعٌ بنَفْسِكَ مِمَّن لَيْسَ يُنْتَقَد ُيكونُ مِن} الحَيْنِ، ومِنَ المِحْنَةِ.
{وحانَتِ الصَّلاةُ: دَنَتْ.
ونَخْلٌ} حيانيٌّ هُوَ نَوْعٌ مِنْهُ يكونُ بمصْرَ يُؤْكَلُ بسراً، {وحَيُّونٌ، كتَنُّورٍ: اسمٌ.
} وأَحانُوا ضيوفَهم! كحَيَّنُوهم.
(فصل الْخَاء) مَعَ النُّون
خبن
: (خَبَنَ الثَّوْبَ وغيرَهُ يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً، بالكسْرِ) ، زادَ ابنُ سِيدَه: وخُباناً بالضمِّ: (عَطَفَه وخاطَهُ ليَقْصُرَ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المحْكَمِ: قلَّصَهُ بالخِياطَةِ.
وقالَ، اللَّيْثُ: رقَعَ ذُلْذُلَ الثّوْبِ فخاطَهُ أَرْفَعَ مِنْ مَوْضِعِه كي يَتَقَلَّصَ ويَقْصُرَ كَمَا يَفْعل بثوبِ الصَّبيِّ.
(و) خَبَنَ الشيءَ يَخْبِنُه خَبْناً. وخَبَنَ(34/476)
(الطَّعامَ: غَيَّبَهُ وخَبَّأَهُ) واسْتَعَدَّهُ (للشِّدَّةِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(والخُبْنَةُ، بالضَّمِّ: مَا تَحْملُه فِي حِضْنِكَ) ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ. وَمِنْه حدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: (إِذا مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ مِنْهُ وَلَا يتخذْ خُبْنةً) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: الخُبْنَةُ والحُبْكةُ فِي حُجْزةِ السَّراويلِ، والثُّبْنةُ فِي الإِزارِ.
(و) خُبْنَةُ (ع. والخَبَناتُ، محرَّكةً: الخَنَباتُ) ، يقالُ: إنَّه لذُو خَبَناتٍ وَذُو خَنَباتٍ: وَهُوَ الَّذِي يَصْلُحُ مرَّةً ويَفْسُدُ أُخْرى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) يقالُ: (خَبَنَتْه خَبُونُ، كشَعَبَتْه شَعُوبُ) : إِذا (ماتَ.
(والخَبْنُ: إسقاطُ الحَرْفِ الثَّاني فِي العَرُوضِ) ، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي المحْكَمِ: حَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنَه خَبْناً: حَذَفَ ثانِيهِ مِن غيرِ أَنْ يَسْكُنَ لَهُ شَيْء إِذا كانَ ممَّا يجُوزُ فِيهِ الزحافُ، كحذْفِ السِّيْن مِن مُسْتَفْعِلُن، والفاءُ مِن مَفْعولات، والفاءُ مِن فاعِلاتُن؛ قالَ: وكلُّه مِنَ الخَبْنِ الَّذِي هُوَ التَّقْليصُ.
قالَ أَبو إسْحق: إنَّما سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنَّك كأَنَّكَ عَطَفْتَ الجُزْءَ، وَإِن شِئْتَ أَتْممتَ كَمَا أَنَّ كلَّ مَا خَبَنْتَه مِن ثوبٍ أَمْكَنَك إِرسالُه، وإِنَّما سُمِّي خَبْناً، لأنَّ حَذْفَه مَعَ أَوَّلهِ.
(و) الخُبْنُ، (بالضَّمِّ) : اسمُ (مَا بَيْنَ خُرْتِ المَزادَةِ وفَمِها) ، وَهُوَ مَا بَيْنَ المِسْمَعِ، ولكلِّ مِسْمَع خُبْنان.
(و) الخُبُنُّ، (كعُتُلَ ومُطْمِئِنَ: الرَّجُلُ المُتَقَبِّضُ المُتَدَاخِلُ بعضُه فِي بعضٍ.
(والخابِنُ: الشَّديدُ) ؛ قالَ المُخَبَّلُ:
وكانَ لَهَا مِن حَوْضِ سَيْحانَ فُرْصةٌ أَراغَ لَهَا تَجْمٌ من القَيْظِ خابنُقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: خابِنٌ خَبَنَ مِن(34/477)
طولِ ظِمْئِها، أَي قَصَّر، يقولُ: اشتَدَّ القيْظُ ويَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّمءُ.
(و) الخابِنُ: (مَنْ يَخْبِنُ الكَذِبَ) ، أَي يخبِئه (ويُعِدُّه.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (أَخْبَنَ) الرَّجُلُ: (خَبَأ فِي خُبْنَةِ سَراوِيلهِ) ممَّا يلِي الصُّلْبَ (شَيْئا) ؛ وأَثْبَنَ إِذا خَبَأ فِي ثُبْتنَتِه ممَّا يلِي البَطْنَ.
(و) خُبَانُ، (كغُرابٍ: وادٍ باليمنِ) قرْبَ نجْرانَ، قالَ نَصْر: وَهِي قَرْيةُ الأسْودِ العنسيّ الكَذَّاب.
قلْتُ: وَمِنْهَا محمدُ بنُ عبدِ الّله ابنُ حَسَنِ بنِ عطيَّةَ بنِ محمدِ بنِ المُؤبِّدِ الحارِثيُّ الخُبَّانيُّ الحَنَفيُّ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى، قَدِمَ القاهِرَةَ وزارَ القدسَ الشَّريفَ، وَله شِعْرٌ أَوْرَدَه الإمامُ السّخاويُّ فِي التاريخِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خِبانٌ ككِتابٍ: جَبَلٌ بَيْنَ معدنِ النّقْرَة وفدِك؛ قالَهُ نَصْر.
خبعثن
) (الخُبَعْثِنَةُ، كقُذَعْمِلَةٍ: الرَّجُلُ الضَّخْمُ الشَّديدُ) الخَلْقِ العَظيمُهُ؛ عَن أَبي عبيدَةَ.
(و) قيلَ: هُوَ العَظيمُ الشَّديدُ مِن (الأُسُدِ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَبي زُبيدٍ الطائيّ فِي وصْفِ الأَسدِ:
خُبْعَثِنةٌ فِي ساعِدَيهِ تَزايُلٌ تقولُ وَعَى من بعدِ مَا قد تكَسَّرا (كالخُبَعْثِنِ، كقُذَعْمِلٍ وسَفَرْجَلٍ) ؛ وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
خُبَعْثِنُ الخَلْقِ وأَخلاقه زَعَرٌ (و) قالَ اللَّيْثُ: الخُبَعْثِنُ: (كقُذَعْمِلٍ: النَّارُّ البَدَنِ) ككَتِفٍ ويَجُوزُ فِيهِ التحْرِيكُ، (من كلِّ شيءٍ) ؛ يقالُ: تَيْسٌ خُبَعْثِنٌ: غليظٌ شَديدٌ؛ قالَ:
رأَيتُ تَيْساً راقَني لسَكَن(34/478)
ذَا مَنْبِتٍ يَرْغَبُ فِيهِ المُقْتَنيأَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَا خُبَعْثِنوقالَ الفَرَزْدقُ يَصِفُ إبِلا:
حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثِناتٌ إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشّمَالاوهذه التَّرجمةُ ذَكَرَها الجَوْهرِيُّ بعد تَرْجمةِ خَتَنَ؛ وكذلِكَ ذَكَرَه ابنُ بَرِّي وَلم يتتقده على الجَوْهرِيّ.
ختن
) (خَتَنَ الوَلَدَ) ، غُلَاما أَو جارِيَةً، (يَخْتِنُه ويَخْتُنُه) ، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، خَتْناً (فَهُوَ خَتينٌ) ، الذَّكَر والأُنْثى فِيهِ سَوَاء، (ومَخُتونٌ: قَطَعَ غُرْلَتَه) ، وَهِي الجلْدَةُ الَّتِي يَقْطعُها الخاتِنُ.
وقيلَ: الخَتْنُ للرِّجالِ والخَفْضُ للنِّساءِ.
(والاسمُ: ككِتابٍ وكِتابَةٍ) . يقالُ أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إِذا اسْتُقْصِيَتْ فِي القَطْعِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(والحِتانَةُ) ، بالكسْرِ: (صِناعَتُه) ، أَي الخاتِنُ، وإِنَّما أَهْمَله عَن الضَّبْط لشهْرَتِه.
(والخِتانُ) ، بالكسْرِ: (مَوْضِعُه) ، أَي الخَتْن بمعْنَى القَطْعِ (مِن الذَّكَرِ) ؛ كَمَا فِي الصَّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ مَوْضِعُ القَطْعِ مِنَ الذَّكَرِ والأُنْثى. وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا الْتَقى الخِتانانِ فقد وَجَبَ الغُسْلُ) ومعْنَى التْقائِهِما غُيُوبُ الحَشَفةِ فِي فرْجِ المرْأَةِ حَتَّى يصيرَ خِتانُه بحِذَاءِ خِتَانِها، وذلكَ أَنَّ مدْخلَ الذَّكَر مِن المرْأَةِ سافِلٌ عَن خِتانِها، لأنَّ خِتانَها مُسْتعلٍ وليسَ معْناهُ أَن يَمَاسَّ خِتانُه خِتانَها؛ هَكَذَا قالَ الشافِعِيُّ، رَضِيَ الّلهُ تعالىَ عَنهُ فِي كتابِهِ.
(والخَتْنُ: القَطْعُ) ؛ وَهُوَ فِعْلُ الخاتِنِ الغُلامَ.
(و) الخَتَنُ، (بالتَّحْريكِ: الصِهْرُ) ، نَقَلَه اللَّيْثُ، وَهُوَ زَوْجُ ابْنَتِهِ، (و) نَسَبَه الجَوْهرِيُّ إِلَى العامَّةِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:(34/479)
وَمَا عَلَيَّ أَنْ تكونَ جارِيهْ حَتَّى إِذا مَا بَلَغَتْ ثَمانيَهْزَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِيهْأَخْتانُ صدقٍ ومُهورٌ عالِيَهْوفي الحديثِ: (عليٌّ خَتَنُ رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي زَوْجُ ابْنَتِهِ؛ أَو زَوْجُ أُخْتِه؛ (أَو كلُّ مَن كانَ مِن قِبَلِ المرْأَةِ كالأَبِ والأَخِ) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: هَكَذَا عِنْد العَرَبِ (ج أَخْتانٌ) .
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الخَتَنُّ أَبو امْرَأَةِ الرَّجُلِ، وأَخُو امْرأَتِهِ وكلُّ مَنْ كانَ مِن قِبَلِ امْرأَتِه. (وَهِي) خَتَنَةٌ (بهاءٍ) .
وَفِي التهْذيبِ: الأَحْماءُ مِن قِبَلِ الزَّوْجِ، والأَختانُ مِن قِبَلِ المرْأَةِ، والصِّهْرُ يَجْمعُهما.
والخَتَنَةُ: أُمُّ المرْأَةِ، وَمِنْه حدِيثُ سعيد بن جُبَيْر، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (أَيَنْظُر الرَّجُلُ إِلَى شَعَرِ خَتَنَتِه) ؟ أَي أُمّ امْرأَتِه.
وقالَ اللَّيْثُ: الخَتَنُ: زَوْجُ فتاةِ القَوْمِ، وَمن كانَ مِن قِبَلِه مِن رجُلٍ أَو امْرأَةٍ فهم كلُّهم أَخْتانٌ لأَهْلِ المرأَةِ، وأُمُّ المرأَةِ وأَبوها: خَتَنانِ للزَّوْجِ، الرجلُ خَتَنٌ، والمرْأَةُ خَتَنَةٌ.
وَفِي حديثِ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، أَنَّه آجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِه وشِبَعِ بَطْنِه، فقالَ لَهُ خَتَنُه: (إنَّ لكَ فِي غَنَمِي) ؛ الحدِيث؛ أَرادَ بالخَتَنِ أَبا المرْأَةِ.
وأَبو بكْرٍ وعُمَر، رَضِيَ الّله تَعَالَى عَنْهُمَا، خَتَنا رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(و) الخَتَنُ: لَقَبُ أَبي عبدِ الّلهِ (محمدِ بنِ الحَسَنِ) بنِ إبراهيمَ الفارِسِيّ (الأَسْترَاباذِيِّ) ، سَمِعَ الحديثَ عَن أَبي نعيمٍ الأَسترَاباذِيّ بهَا، وبأصْبهان عَن الطّبْرانيّ، وببَغْداد عَن أَبي بكْرٍ الشافِعِيّ، وبنَيْسابور عَن أَبي العبَّاسِ الأَصَم، وَعنهُ أَبو القاسِمِ حَمْزةُ بنُ يوسُفَ السّهميُّ تُوفي سنة 386، (عُرِفَ بالخَتَنِ لأَنَّهُ كانَ خَتَنَ أَبي بكْرٍ(34/480)
الإِسْماعِيلِيّ) مِن الفُقَهاءِ الشَّافِعِيَّةِ المَشْهورِين، لَهُ أُرْجوزَةٌ فِي الفقْهِ.
(والخُتونَةُ، بالضَّمِّ: المُصاهَرَةُ، كالخُتُونِ) ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
رأَيتُ خُتونَ العامِ والعامِ قَبْلَهكحائِضَةٍ يُزْنى بهَا غيرَ ظاهِرأَرادَ: رأَيتُ مُصاهَرَةَ العامِ والعامِ قَبْله كامْرَأَةٍ حائِضٍ زُنِي بهَا، وذلكَ أَنَّهما كَانَا عامَيْ جَدْبٍ، فكانَ الرَّجُلُ الهَجِينُ إِذا كَثُرَ مالُه يَخْطُبُ إِلَى الرَّجُلِ الشَّريفِ الصَّرِيح النَّسَبِ إِذا قلَّ مالُهُ حَريمتَه فيُزَوِّجه إيَّاها ليَكْفِيَه مَؤُونتَها فِي جُدُوبَةِ السَّنةِ فيشرف الهَجِينُ بهَا لشَرَفِ نسَبِها على نَسَبهِ، وتَعِيش هِيَ بمالِهِ، غَيْر أَنَّها تُورِثُ أَهْلَها عاراً كحائِضَةٍ فُجِرَ بهَا، فجاءَها العارُ مِن جهَتَيْن: إحْداهُما: أَنّها أُتِيتْ حائِضاً، والثانِيَة: أَنَّ الوَطْءَ كانَ حَراماً وإِن لم تكُن حائِضاً.
(و) الخُتونَةُ أَيْضاً: (تَزَوُّجُ الرَّجُلِ المرأَةَ) ؛ وَمِنْه قوْلُ جَرِيرٍ:
وَمَا اسْتَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذِي خُتُونةٍ من الناسِ إِلاَّ مِنكَ أَو من مُحارِبِقالَ الأَزْهريُّ: والخُتُونَةُ تَجْمَعُ المُصاهَرَةَ بَيْنَ الرَّجُلِ والمرْأَةِ، فأَهْلُ بيتِها أَخْتانُ أَهْلِ بيتِ الرَّجلِ، وَأَهْلُ بيْتِ الزَّوْجِ أَخْتانُ المرأَةِ وأَهْلِها.
(وخاتَنَهُ: تَزَوَّجَ إِلَيْهِ) .
وقالَ ابنُ شُمَيْل: سُمِّيَت المُخاتَنَةُ مُخاتَنَةً، وَهِي المُصاهَرَةُ، لالْتِقاءِ الخِتانَيْنِ مِنْهُمَا.
(و) خُتَن، (كَزُفَرَ: د) بالتُّرْك وَراء كاشغر، (مِنْهُ) أَبو دَاوُد سُلَيمانُ بنُ دَاوُد الختنيُّ الفَقِيهُ المَعْروفُ بالحجَّاجِ، سَمِعَ أَبا عليَ الحَسَنَ بن عليِّ بنِ سُلَيْمان المرغينانيُّ، تُوفي سَنَة 523؛(34/481)
والإمامُ أَبو عبدِ الّلهِ محمدُ بنُ محمدٍ الخُتَنيُّ الحَنَفيُّ، كانَ فَقِيهاً فاضِلاً، دَرَسَ بدِمَشْق فِي دوْلةِ نُورِ الدِّيْن الشَّهِيد؛ والشيْخُ بُرْهان الدِّين الخُتَنيُّ مِن أَعْيان أَهْل السّماطِيّة؛ والإمامُ أَبُو الحَسَنِ (عليُّ بنُ محمدٍ) الخُتَنيُّ (مُتأَخِّرٌ) ، رَوَى عَن الفَخْر بنِ البُخارِي، وماتَ بدِمَشْق سَنَة 717 كَهْلاً؛ ويوسفُ بنُ عُمَر بن حَسَنٍ الخَتنيُّ حدَّثَ عَن عبْدِ الوَهَابِ بنِ رواجٍ وَهُوَ آخرُ مَنْ كَانَ بَيْنه وبَيْن السّلفيّ وَاحِد بالسّماعِ، ماتَ سَنَة 730، وَقد حدَّثَ أَبُوه، وأُخْتُه زهْرَةُ بنْتُ عُمَر.
(والخَتَنَةُ، مُحرَّكةً: أُمُّ الزَّوْجَةِ) ، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ.
(والخاتُونُ للمَرْأَةِ الشَّريفَةِ، كَلمةٌ أَعْجَمِيَّةٌ) اسْتَعْملَها الفرسُ والتُّركُ، والجمْعُ الخَواتِينُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اخْتَتَنَ الصَّبيّ فَهُوَ مُخْتَنِنٌ كخَتَنَ؛ وَمِنْه الحديثُ: اخْتَتَنَ إِبراهيمُ، عَلَيْهِ السَّلام بقَدُّومٍ.
وكنَّا فِي خِتانِ فلانٍ وعِذارِهِ، وَهِي الدَعْوةُ لذلِكَ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشريُّ.
وعامٌ مَخْتونٌ: مجْدبٌ؛ وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأساسِ.
وأَبو سهْلٍ أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ حمدانَ الختنيُّ رَوَى عَنهُ المالينيُّ؛ قالَ الذّهبيُّ: مَنْسوبٌ إِلَى فَقِيهٍ كَبيرٍ كانَ صاهَرَهُ.
ومَنْ عُرِفَ بالخَتَنِ: أَبو مُعاوِيَة سلمةُ بنُ مُسْلم يُعْرَفُ بخَتَنِ عَطَاء؛ وأَبو بشْرٍ بنُ خَلَف الخَتَنُ المُقْرىءُ المَكِّيُّ؛ وأَبو حَمْزَةَ سعدُ بنُ عُبَيْدَةَ خَتَنُ أَبي عبْدِ الرَّحْمن السّلميّ؛ وأَبو عبْدِ الّلهِ(34/482)
محمدُ بنُ الوَزِيرِ بنِ الحَكَمِ الدِّمَشْقيُّ خَتَنُ أَحْمدَ بنِ أَبي الحوارِيّ؛ وأَبو جَعْفَر أَحْمدُ بنُ عليِّ بنِ صالحٍ الأَشم خَتَنُ المرار على أُخْتِه، محدِّثونَ.
وخَتَنَه: خَتَلَه؛ والمُخاتَنَةُ: المُخاتَلَةُ.
والخاتنةُ: بلدٌ بالشامِ؛ عَن نَصْر، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خجستن
خُجِسْتان، بضمَ فكسْرٍ: قَرْيةٌ بِجبالِ هُرَاةَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عبْدِ الّلهِ الخُجِسْتانيُّ المُتَغَلِّب على خُرَاسَان سَنَة 292.
خدن
) (الخِدْنُ، بالكسْرِ، وكأميرٍ: الصَّاحِبُ) المُحدِّثُ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الصَّدِيقُ؛ والجمْعُ أَخْدانٌ وخُدَناءُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَا مُتَّخِذاتِ أَخْدَانٍ} :
وقالَ الرَّاغبُ: أَكْثر ذَلِك يُسْتَعْملُ فيمَنْ بصاحِبُ بشَهْوةٍ نَفْسانِيَّةٍ.
وأَمَّا قوْلُ الشاعِرِ: خَدينُ العُلا فاسْتِعارَةٌ كقَوْلِهم: عَشِيقُ العُلا.
(و) الخَدِينُ: (مَن (يُخادِنُكَ) فيكونُ مَعَك (فِي كلِّ أَمْرٍ ظاهِرٍ وباطِنٍ.
(و) الخُدَنَةُ، (كهُمَزَةٍ: مَنْ يُخادِنُ النَّاسَ كثيرا) ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(وكشَدَّادٍ: خَدَّانُ بنُ عامِرِ) بنِ مالِكِ بنِ الحَارِثِ بنِ سعْدِ بنِ ثعْلَبَةَ بنِ دودَانَ بَطْنٌ (فِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ) ؛ كَذَا لابنِ الكلْبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُخادَنَةُ: المُصاحَبَةُ.
والأَخْدَنُ: ذُو الأَخْدانِ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ والمُخادَنَةُ: المُكاسَرةُ بالعَيْنَيْن.(34/483)
(
خذعن
) الُخذْعُونَةُ بِالضَّمِّ ن أهمله الجوعري، وَفِي ةالقطعة من الْقرعَة والقثاءة والشحم
خذن
) (الخُذُنَّتانِ، بضمِّ الخاءِ والذَّالِ المعْجَمةِ وفتْحِ النُّونِ المُشَدَّدَةِ) : وهما (الإِسْكَتانِ أَو الخُصْيَتانِ أَو الأُذُنانِ) ؛ قالَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ:
يَا ابْنَ الَّتِي خُذُنَّتاها باعُ قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّوابُ بالحاءِ، هَكَذَا رُوِي عَن أَبي عُبَيْدَةَ وغيرِهِ، والخاءُ وهمٌ؛ وقيلَ: (لُغَةٌ فِي الحاءِ) وليسَ بتَصْحيفٍ.
(وجَمَلٌ خُذانِيَةٌ، بالضَّمِّ مُخَفَّفَةً) : أَي (ضَخْمٌ جَلْدٌ) .
خربَان
) (خَرْبانُ، كسَحْبانَ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (ابنُ عُبَيْدِ الّلهِ) الأصْبهانيُّ عَن حمدِ بنِ بُكَيْرٍ؛ (والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خَرْبانَ) الجنْديسابورِيُّ شيخُ الطستيّ؛ (والقاضِي أَحمدُ بنُ إسحقَ بنِ خَرْبانَ) النَّهاونْدِيُّ عَن ابنِ داسَةَ وغيرِهِ، (محدِّثونَ؛ والكَلِمةُ أَعْجمِيَّةٌ، أَي حافِظُ الحِمارِ) ، هُوَ جوابٌ لسؤالٍ مقدَّرٍ، كأنَّه قيلَ: لِمَ لَمْ يكنْ فَعْلان مِن خرب فيُذْكَر حِينَئِذٍ فِي الباءِ؟ فأجابَ بأنَّ الكَلِمةَ أَعْجمِيَّةٌ، فتكونُ النُّونُ مِن أَصْلِ الكَلِمةِ؛ وخَرْ هُنَا الحِمارُ وبانَ الحافِظُ.
وفَاتَهُ:
أَبو القاسِمِ عبدُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ خَرْبانَ عَن الهَيْثمِ بنِ سَهْل، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا؛ ومحمدُ بنُ خرب بنِ خَرْبانَ النّسائيُّ الوَاسِطيُّ عَن يَحْيى بنِ زَكَرِيَّا بنِ أَبي زائِدَةَ، وَعنهُ الشَّيْخان فِي صَحِيحَيْهما.(34/484)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خرخان
خرخان: قَرْيةٌ بقومس بَيْنَ نَيْسابور والرَّي.
خرشن
: (خَرْشَنَةُ، كخَرْذَلَةٍ) :
أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ، (والشِّيْنُ مُعجمةٌ) .
وَهُوَ: (د بالرُّومِ) .
وقالَ ابنُ السّمعانيُّ: أَظُنُّها بساحِلِ الشَّامِ، مِنْهُ عبْدُ الّلهِ بنُ عبْدِ الّلهِ الخَرْشنيُّ عَن مصعبِ بنِ ماهانَ صاحِب التوزيّ، وَعنهُ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الهَيْثمِ الهمذانيُّ بحرَّان.
خرطن
: (الخراطِينُ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي التهْذيبِ: (دِيدانٌ) طِوالٌ (تُوجَدُ فِي الأَراضِي النَّدِيَّةِ) وَفِي طينِ الأَنهارِ.
قالَ الأطبَّاءُ: (مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ مُفَتِّتٌ للحَصاةِ نافِعٌ لليَرَقانِ) ودِهْنُه غايةٌ فِي تعظيمِ آلةِ الجماعِ مجرَّبٌ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَلَا أَحْسبُها عربيَّة مَحْضة.
وقالَ شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى: إنَّهم ذَكَروا أَنَّها ليسَ لَهَا مِن الحواسِ إلاَّ القوَّة اللاَّمِسَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خرعون
: (خَرْعون، بالفتْحِ: قرْيةٌ بسَمَرْقَنْد.
خركن
: وخركن قَريةٌ بنَيْسابور.
خرميثن
: وخرْمَيْثَن، بالضمِّ: قرْيةٌ ببُخَارى.(34/485)
خزن
: (خَزَنَ المالَ) فِي الخزانَةِ: (أَحْرَزَهُ، كاخْتَزَنَهُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: اخْتَزَنَهُ لنفْسِه.
(و) خَزَنَ (اللّحْمُ خَزْناً وخُزوناً) : إِذا (تَغَيَّرَ) وأَنْتَنَ، (كخَزِنَ كفَرِحَ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وقالَ: هُوَ مثْلُ خَنِزَ مَقْلوبٌ مِنْهُ: وأَنْشَدَ لطَرَفَة:
ثُمَّ لَا يَخْزَنُ فِينَا لَحْمُهاإِنَّما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرِوعَمَّ بعضُهم تَغَيّرَ الطَّعامِ كلّه.
(و) حَزُنَ مثْلُ (كَرُمَ) ، لُغَةٌ ثالثَةٌ، (فَهُوَ خَزِينٌ) ، ككَرُمَ فَهُوَ كَريمٌ.
وقالَ الزَّمخْشرِيُّ وقوْلُهم خَِزَنُ اللَّحْم إِذا تغَيَّرَ، معْناهُ خَزَنَه فخزِنَ، أَي ادَّخَرَه فأَنْتَنَ بسبَبِ الادِّخارِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الخزنُ فِي اللَّحْم الادِّخارُ، فكنى بِهِ عَن نَتَنِه.
(و) الخِزَانَةُ، (ككِتابَةٍ: فِعلُ الخازِنِ) وعَمَلُه.
(و) الخِزَانَةُ: (مكانُ الخَزْنِ) ، أَي الموْضِعُ الَّذِي يُخْزَنُ فِيهِ الشيءُ، والجمْعُ الخَزائِنُ؛ (وَلَا يُفْتَحُ) ، وَقد ولعت العامَّةُ بفتِحْها، وَفِيه نكْتَةُ لطِيفَةٌ، وَهُوَ مثْلُ قوْلِهم: القصْعَة لَا تُكْسَر والقنْدِيلُ لَا يُكْسَر، (كالمَخْزَنِ، كمَقْعَدٍ) ، والجمْعُ المخازِنُ.
(و) مِن المجازِ: الخِزَانَةُ: (القَلْبُ) لأنَّه يخزنُ فِيهِ السِّرّ.
(والخَزَّانُ، كشَدَّادٍ: اللِّسانُ، كالخازِنِ) على المَثَلِ؛ مِنْهُ قوْلُ لقْمانَ لابْنِه: إِذا كانَ خازِنُكَ حَفِيظاً وخِزانَتُك أَمِينَةً رَشدْتَ فِي أَمرَيْك دُنْياك وآخِرَتك، يعْنِي اللِّسان والقَلْب؛ وقالَ الشاعِرُ:
آذا المَرْءُ لم يَخْزُنْ عليهِ لسانُهفليس على شيءٍ سِواهُ بخازِنِ(34/486)
(و) قالَ أَبو حنيفَةَ: الخَزَّانُ: (الرُّطَبُ المَسْوَدُّ الجَوْفِ لآفَةٍ) تُصِيبُه، اسمٌ كالجبَّانِ والقذَّافِ، واحِدَتُه خَزَّانَةٌ.
(ومخازنة الطَّرِيقِ: مَخاصِرُهُ) ، أَي أَقْرَبه.
(واخْتَزَنَ طَريقاً: أَخَذَ أَقْرَبَهُ) ، وكذلِكَ اخْتَصَرَهُ.
(وأَخْزَنَ) الرَّجُلُ: (اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ.
(و) أَبو الحسَنِ (عليُّ بنُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ المُفَسِّرُ؛ (وأَحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسَى) ، وَلابْن السَّمْعَانِيّ أَبو عبْدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ موسَى الرَّازِي الفَقِيهُ الحنِفيُّ قاضِي الرَّيّ وفرْغَانَة وهرَاةَ؛ (الخازِنانِ مُحَدِّثانِ) ؛ الأَخيرُ رَوَى عَنهُ الحاكِمُ، تُوفي بفرْغانَةَ سَنَة 360 رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وفاتَهُ:
محمدُ بنُ عبْدِ الّلهِ بنِ محمدِ الخازِنِ الأَصْفهانيُّ الشَّاعِرُ لَهُ مدائِحُ كَثِيرَةٌ فِي الصَّاحِبِ بنِ عبَّادٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خَزائِنُ الّلهِ تعالَى: غُيوبُ علْمِهِ تعالَى لغُموضِها على النَّاسِ واسْتِتَارِها عَنْهُم.
والخَزَّانُ، كشَدَّادٍ: مَنْ يَخْزنُ الطَّعام خاصَّة، لُغَةٌ مصْرِيَّة.
وخَزَنَ السِّرَّ واخْتَزَنَه: كَتَمَهُ.
واسْتَخْزَنَ المالَ: خَزَنَهُ.
والخزْنَةُ: المالُ المَخْزُون، كالخَزِينَةِ كسَفِينَةٍ.
وقوْلُه تعالَى: {وَمَا أَنْتم لَهُ بخازِنينَ} (10: أَي حافِظِيَنَ لَهُ بالشُّكْرِ.
والخَزَنَةُ، محرَّكةً: جمْعُ الخازِنِ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وقالَ لَهُم خَزَنَتُها} .(34/487)
وخَزَنَ عَنهُ عَطاءَه: مَنَعَهُ وحَبَسَهُ.
وخزوانُ: قَريَةٌ ببخارى.
خسن
) (أَخْسَنَ الرَّجُلُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ واللَّيْثُ.
ورَوَى ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أَي: (ذَلَّ بعدَ عِزَ) نَعوذُ باللَّهِ تَعَالَى مِن ذالِكَ.
(
خشن
) (الخَشِنُ ككَتِفٍ والأَخْشَنُ الأَحْرَشُ مِن كلِّ شيءٍ خِشَانٌ، ج (ككِتابٍ، وَهِي خَشِنَةٌ وخَشْناءُ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ يعْني جُلَّة التَّمْر:
وَقد لَفَّفا خَشْناءَ لَيْسَتْ بِوَخْشةٍ تُواري سَماءَ البيتِ مُشْرِفةَ القُتْرِ (وخَشُنَ، ككَرُمَ، خَشْناً) (، بالفتْحِ، (ومَخْشَنَةً) ، كمَرْحَلَةٍ، (وخُشونَةً وخُشْنَةً، بضمِّهما) ، وخَشانَةً، بالفتْحِ، (وتَخَشَّنَ) تَخَشُّناً، (ضِدُّ لانَ) . وشاهِدُ الخُشْنةِ قوْلُ حكيمِ بنِ مُصْعبَ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
تشَكَّى إِليَّ الكلبُ خُشْنَةَ عَيْشِهوبي مثلُ مَا بالكلبِ أَوْ بِيَ أَكْثرُ (واخْشَوْشَنَ وتَخَشَّنَ: اشْتَدَّتْ خُشونَتُه، أَو لَبِسَ الخَشِنَ) وتَعوَّدَه أَو أَكَلَه، (أَو تَكَلَّمِ بِهِ، أَو عاشَ عَيْشاً خَشِناً) ، أَو قالَ قوْلاً فِيهِ خُشونَة. وَمِنْه حدِيثُ عُمَر، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ فِي إحْدَى رِوَاياتِه: (اخشَوْشَنُوا) .
(واخْشَوْشَنَ: أَبْلَغُ فِي الكُلِّ) ، أَي من خَشُن وتَخَشَّن، لمَا فِيهِ مِن تكْريرِ العَيْنِ وزِيادَةِ الواوِ، وكذلِكَ كُلّ مَا كانَ مِن هَذَا كاعْشَوْشَبَ ونحْوهِ؛ أَشارَ لَهُ الجوْهرِيُّ.
(وخاشَنَهُ) مُخاشَنَةً: (ضِدُّ لايَنَهُ) مُلايَنَةً.
وَفِي المحْكَم: خاشَنَةَ: خَشُنَ عَلَيْهِ، يكونُ فِي القوْلِ وَفِي العَمَلِ.
(وَهُوَ خَشِنُ الجانِبِ وأَخْشَنُهُ وذُو خُشْنَةٍ وخُشونةٍ، بضمِّهما، صَعْبٌ لَا(34/488)
يُطاقُ) ؛ وكذلِكَ ذُو مَخْشَنَةٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(واسْتَخْشَنَهُ: وجَدَهُ خَشِناً) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ يذْكرُ العُلَماء الأَتْقياء: (واسْتَلانوا مَا اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُونَ) .
(و) مِن المجازِ: (خَشَّنَ صَدْرَهُ تَخْشِيناً) : إِذا (أَوْغَرَهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَنْترَةَ:
لعَمرِي لقد أَعْذَرْت لَو تَعْذُرِينَنيوخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لكِ ناصِحُ (والخَشْناءُ: بَقْلَةٌ خَضْراءُ) تَنْفرِشُ على الأَرْضِ (خَشْناءُ فِي المَسِّ، لَيِّنَةٌ فِي الفَمِ، لَزِجٌ كالرِّجلَةِ) ، ونَوْرَتها صَفْراء تُؤْكَلُ، وَهِي مَعَ ذلِكَ مَرْعى؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وَهِي الخُشَيْناءُ أَيْضاً.
(و) الخَشْناءُ: (النَّاقَةُ العَجْفاءُ) لخُشُونتِها.
(و) الخَشْناءُ: (بنتُ وَبْرَةَ أُخْتُ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
(و) المُخَشَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ: النَّاقَةُ الذَّميمَةُ الطِّرْقِ.
(ورَجُلٌ أَخْشَنُ: ذَمِيمُ الحالِ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(وأَخْشَنُ: تابِعيٌّ سَدُوسِيٌّ) ثقَةٌ رَوَى عَن أَنَس بنِ مالِكِ، وَعنهُ عبْدُ المُؤْمِن بنِ عبْدِ الّلهِ؛ قالَهُ ابنُ حَبَّان.
(و) أَخْشَنُ: (جَدٌّ لأَدْهَمَ بنِ مُحْرِزِ) بنِ أَسَدٍ (الشَّاعِرِ الفارِسِيِّ التَّابِعِيِّ) ؛ وابْنه مالِك بن أَدْهَم وَلِيَ نهاوند لابنِ هُبَيْرَةَ.
(وجابِرُ بنُ خُشَيْنٍ، كزُبَيْرٍ) ، ابنِ عاصِمِ بنِ لأي (فِي نَسَبِ فَزارَةَ.
(وخُشَيْنُ بنُ النَّمِرِ) بنِ وَبْرَةَ بنِ تَغْلب بنِ حلوان: (فِي قُضاعَةَ) ، واسْمُه: وائِلُ بنُ النَّمِرِ (رَهْط أَبي ثَعْلَبَةَ) ، جرثوم بن ناشر (الخُشَنِيّ) ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ، اشْتَهَرَ بكُنْيَتِه، وَفِي اسْمِه أَقْوالٌ. (وَمِنْهُم: بِشْرُ بنُ حَيَّانَ التَّابِعِيُّ) عَن واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع الحافِظُ الرَّحَّال.
(ومحمدُ بنُ عبْد السَّلامِ) الخُشَنِيُّ(34/489)
القُرْطبيُّ ذَكَرَه الحميديُّ فِي تارِيخِ الأَنْدلُس، وغلطَ مَن جَعَلَه مَنْسوباً إِلَى قَرْيةٍ بِأَفْريقيَّة، ماتَ سَنَة 286، وولدُه محمدُ بنُ محمدٍ حدَّثَ أَيْضاً، وكنَّاه الأَمير بِأبي الحَسَنِ وقالَ: رَوَى عَن أَبيهِ، وَعنهُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي دليم الأَنْدَلُسيُّ، وماتَ سَنَة 333.
(و) أَبو ذَرَ (مُصْعَبُ بنُ محمدِ بنِ مَسْعودٍ) الخُشَنِيُّ الأَنْدلُسيُّ النّحْويُّ المَعْروفُ بابنِ أَبي الرّكب، أَخَذَ عَنهُ الشَّريشيّ شَارِح المَقامَاتِ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه أَيْضاً فِي الباءِ، (وأَبوهُ) أَبو بكْرٍ مُحَمَّد النّحويُّ (الشَّارِحُ للكِتابِ) ، أَي كِتاب سِيْبَوَيْه على رأْسِ المَائةِ السادِسَةِ.
(والحَسَنُ بنُ يَحْيَى) الخُشَنِيُّ رَوَى عَن بِشْرِ بنِ حبَان الخُشَنِيِّ كَمَا لِابْنِ حبَان، وَعَن هشَامِ بنِ عرْوَةَ، تَرَكَهُ الدَّارْقطْنِيُّ، كَذَا فِي الدِّيوان؛ (ومَسْلَمَةُ بنُ عليَ) الخُشَنِيُّ (الشامِيَّانِ) واهِيَان تَرَكَهُما الدَّارقطْنِيُّ (الخُشَنِيُّونَ) .
وفَاتَهُ:
محمدُ بنُ الخليلِ الخُشَنِيُّ: رَوَى عَن أَيّوب بنِ حبَان.
ومحمدُ بنُ الحارِثِ الخُشَنِيُّ الأَنْدَلُسيُّ عَن محمدِ بنِ وضَّاحٍ.
وحفْصُ بنُ صالحٍ الخُشَنِيُّ مِصْريّ حدَّثَ عَن حيوَةَ بنِ شُرَيْحٍ.
وأَبو القاسِمِ بكْرُ بنُ عليِّ بنِ الوَزِيرِ الخُشَنِيّ عَن أَحْمَد بنِ عامِرِ بنِ المعمّر الدِّمَشْقيّ.
(و) مِن المجازِ: (كَتيبَةٌ خَشْناءُ) : أَي (كَثيرَةُ السِّلاحِ.
(وأَبو الخَشْناءِ عَبَّادُ بنُ حُسَيْبٍ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ أجنادي.
(وأَبو خُشَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ الزِّيادِيُّ)(34/490)
عَن الحَسَنِ؛ (و) أَبو خُشَيْنَةَ (حاجِبُ بنُ عُمَرَ) الثَّقفيُّ عَن الحكَمِ بنِ الأَعْرَجِ، (محدِّثانِ.
(وسَمَّوْا مُخاشِناً وخَشِناً، ككَتِفٍ وشَدَّادٍ ويُكْسَرُ) .
فَمن الأوَّلِ: مُخاشِنُ بنُ الأسْودِ العبديُّ لَهُ صحْبَةٌ؛ ومُخاشِنُ بنُ الخيرِ مُقْرىءٌ حمصيٌّ؛ والحارِثُ بنُ مُخاشِنٍ، مِن المُهاجِرِينَ؛ وطارِقُ بنُ مُخاشِنٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ وَعنهُ الزهريُّ.
وَمن الثَّاني: محمدُ بنُ أَحمدَ البَغْدادِيُّ يُعْرفُ بابنِ الخَشِن، رَوَى عَنهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
ومِن الثَّالثِ: خَشَّانُ بنُ لأي بنِ عصم بنِ شمج أَخو خُشَيْن المَذْكُور؛ وبكَسْرِ أَوَّلهِ خِشَّان بن أَسْعَد فِي نَسَبِ عبْدِ الْعُزَّى بن بدْرٍ.
وممَّا فاتَهُ:
خُشانُ، بضمِّ أَوَّلِه، وَهُوَ جَدُّ يوسُفَ بنُ محمدٍ الريحانيّ المُقْرِي الوَرَّاق؛ وَقد تقدَّمَ للمصنِّفِ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، ذِكْرَ خَِشَّان بالفتْح والكسْرِ فِي الشِّين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخُشْنُ، بالضمِّ، جَمْعُ الأَخْشَن، أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للرَّاجزِ:
أَلْيَنُ مَسًّا فِي حَوايا البَطْنِمن يَثْرَبِيَّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِيَرْمي بهَا أَرْمى من ابنِ تِقْنِيعْنِي بِهِ الجُدُد. وَفِي الحدِيثِ: (أُخَيْشِنُ فِي ذاتِ الّلهِ) ، هُوَ تَصْغيرُ الأَخْشَنِ للخَشِن.
وَفِي حديثِ عُمَرَ قالَ لابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (نِشْنِشة من أَخْشَن) ، أَي حجرٌ مِن جَبَل؛ فمَنْ رَوَاهُ مِن أَخْشَن قالَ:(34/491)
إنَّه اسمُ جَبَلٍ؛ ومَنْ رَوَاهُ مِن أَخْزَم فَهُوَ اسمُ رجُلٍ.
والخِشَانُ، بالكسْرِ: مَا خَشُنَ مِن الأَرْضِ.
ومُلاءَةٌ خَشْناءُ: فِيهَا خُشونَة إمَّا مِن الجِدَّة، وإمَّا مِن العَمَلِ.
وأرْضٌ خَشْناءُ: غَليظَةٌ فِيهَا حجارَةٌ ورَمْل.
ومعشَرٌ خُشْنٌ، بالضمِّ، ويجوزُ تَحْرِيكُه فِي الشِّعْر، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرِّي: كقوْلِ الشاعِرِ:
إِذا لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ عندَ الحفيظةِ إنْ ذُو لُوثةٍ لاناوقالَ شَمِرٌ: اخْشَوْشَنَ عَلَيْهِ صدْرُه وخَشُن عَلَيْهِ صدْرُه إِذا وَجَدَ عَلَيْهِ.
والخُشَيْناءُ: بقْلَةٌ خَضْراء تكونُ فِي الرَّوْضِ والقِيعَانِ، سُمِّيَتْ بذلِكَ لخُشونَتِها.
وخُشَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ.
وقالَ الحافِظُ: مِن لحم.
وبَنُو خَشْناء: حيٌّ مِن العَرَبِ، وَقد سَمَّوْا خَشِيناً، كأَميرٍ، وخَشِينان، بفتْحٍ فكسْرٍ، ويقالُ أَيْضاً خَشِنان.
خصن
) (الخَصِينُ، كأَميرٍ) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (الفأسُ الصغيرَةُ) .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: فأَسٌ ذاتُ خَلْفٍ يُؤَنَّثُ (ويُذَكَّرُ، ج) خُصُنٌ وأَخْصُنٌ، (ككُتُبٍ وأَجْبُلٍ) ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
يَقْطَعُ الغافَ بالخَصِينِ ويُشْليقد عَلِمْنا بمَنْ يُدِير الرّبابا (
خضن
: (خَضَنَ ناقَتَهُ) يَخْضنُها خَضْناً: (حَمَلَ عَلَيْهَا.
(و) خَضَنَها: (عَضَّ من بَدَنِها.
(و) المِخْضَنُ، (كمِنْبَرٍ: مَنْ يُهْزِلُ(34/492)
الدَّوابَّ ويُذَلِّلُها) ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وَقد خَضَنَهُ خَضْناً، إِذا ذَلَّلَهُ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
تَعْتَزُّ أَعْناقَ الصِّعابِ اللُّحَِّنِمن الأوابي بالرِّياضِ المِخْضَنِ (و) حكَى اللَّحْيانيُّ: مَا (خُضِنَتْ عَنهُ المُرُوءَةُ) إِلَى غيرِهِ، (كعُنِيَ) ، أَي مَا (صُرِفَتْ.
(والمُخاضَنَة: المُغازَلَةُ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قالَ غيرُه: هُوَ (التَّرامِي بقَوْلِ الفُحْشِ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطِّرِمَّاح:
وأَلقتْ إليَّ القولَ منهنَّ زَوْلَةٌ تُخاضِنُ أَو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
وبَيْضاءَ مِثْل الرِّيم لَو شِئْتُ قد صَبَتْإليَّ وفيهَا للمُخاضِنِ مَلْعَبُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
خَضَنَ الهديَّةَ والمَعْروفَ: صَرَفَهما؛ مِثْل خَبَنَها؛ عَن الأَصْمعيِّ.
وخَضَنَه خَضْناً؛ كَفَّه، مِثْل خَبَنَه.
وخَضَنَه خَضْناً: أَذَلَّه.
والخِضَانُ، بالكسْرِ: المُغازَلَةُ.
خفن
) (الخَفْنُ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (اسْتِرْخاءُ البَطْنِ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ حَرْفٌ غَريبٌ لم أَسْمعْه لغيرِهِ.
(و) قالَ اللَّيْثُ: (الخَيْفانُ: الجَرادُ) أَوَّلَ مَا يطيرُ، جَرادَةٌ خَيْفانَةٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: جعلَ خَيْفاناً فَيْعالاً مِن الخَفْنِ، وليسَ كَذلِكَ، وإِنَّما الخَيْفانُ مِن الجَرادِ الَّذِي صارَ فِيهِ خُطُوطٌ مُخْتلفَةٌ، وأَصْلُه مِن الأَخْيَفِ، والنُّون فِي خَيْفان نُون فَعْلان، وَالْيَاء أَصْلِيَّة.
(و) قالَ اللَّيْثُ: (الخَفَّانُ) : ولدُ(34/493)
النّعامِ، الواحِدَةُ خَفَّانَةٌ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّحيحُ (الحَفَّانُ) بالحاءِ المهْمَلَةِ، وَالْخَاء فِيهِ خَطَأ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخَيْفانَةُ: الناقَةُ السَّريعَةُ.
وخَفَّانُ: مأْسَدَةٌ بينَ الثِّنْي والعُذَيْبِ، فِيهِ غِياضٌ ونُزُوزٌ، وَهُوَ مَعْروفٌ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ.
خفتن
وخَفَيْتَنٌ: اسمُ مَوْضِعٍ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الحاءِ.
خقن
) (خاقانُ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (عَلَمٌ) مِنْهُم: أَبو عليَ عبْدُ الرَّحْمنِ بنُ يَحْيَى بنِ خَاقان بنِ يَحْيَى المُقْرِي البَغْدادِيُّ عَن أَحْمدَ، وَعنهُ ابنُ أَخيهِ أَبو مزاحمٍ مُوسَى بنُ عُبَيْدِ الّلهِ.
وأَبو الطَّيِّبِ المطهرُ بنُ حُسَيْن بنِ خَاقان بنِ أَسَدِ بنِ سعيدٍ: سَمِعَ أَبا عليَ زَاهِر بن أَحْمد الفَقِيه السّرخِسيّ.
(و) خَاقانُ: (اسْمٌ لكُلِّ مَلِكٍ خَقَّنَهُ التُّرْكُ على أَنْفُسِهم، أَي مَلّكُوه ورَأَّسُوهُ) ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
وقالَ، الأزْهرِيُّ: وليسَ من العربيَّةِ فِي شيءٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
منيةُ خَاقان: قرْيَةٌ بمِصْرَفي الغَربيَّةِ، وَقد وَرَدْتُها.
وخَواقِيْن التُّرْكِ: مُلوكُهم، وَهِي لفْظَةٌ تركيَّةٌ؛ وَمِنْه أُخِذَ خانُ لملِكِ الرُّوم، وقانُ لملِكِ العَجَم.
والخاقانيةُ: قَرْيةٌ شَرْقي مِصْر، وَهِي المَعْروفَةُ بالخرقانية.
خمن
: (خَمَنَ الشَّيءَ وخَمَّنَهُ: قالَ فِيهِ بالحَدْسِ) والظَّنِّ، (أَو الوَهْمِ) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه مولَّداً.
وقالَ أَبو حاتمٍ:(34/494)
هَذِه كلمةٌ أَصْلُها فارِسِيَّة عُرِّبَتْ، وأَصْلها مِن قوْلِهم: خُمَانَا على الظَّنِّ والحَدْسِ، وأَشارَ إِلَيْهِ الفيوميّ فِي المصْباحِ والخفاجيّ فِي شِفاء الغَلِيل.
(و) الخَمَّانُ، (كشَدَّادٍ: الرُّمْحُ الضَّعيفُ، والقَنَاةُ: خَمَّانَةٌ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ.
(و) الخَمَّانُ (من النَّاسِ: خُشَارَتُهُم ورَدِيُّهُم) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) رجُلٌ (خامِنُ الذِّكْرِ) : أَي (خامِلُهُ) ، على البَدَلِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
أَتَاني ودُوني من عَتَادي مَعاقِلٌ وَعيدُ مَلِيكٍ ذِكْرُه غيرُ خامِنِفَعَلَّ أَبا قابُوسَ يَمْلِكُ غَرْبَهُويَرْدَعُه عِلْمٌ بِمَا فِي الكَنَائِنِ (والخَمَنُ، مُحرَّكةً: النَّتْنُ.
(و) خِمَانٌ، (ككِتابٍ: جِبالٌ ببِلادِ قُضاعَةَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
التَّخْمِينُ: التَّحْزَيرُ.
وخَمَّانُ المَتاعِ: رَدِيئُه.
وخمانُ: ناحِيةٌ بالبثنية مِن أرْضِ الشأْمِ.
وخِمَانُ، كسَحابٍ اسمُ رَجُلٍ، وَهُوَ جَدُّ إسْمعيل بنِ أَحْمدَ بنِ حاجبٍ الخمانيُّ المحدِّثُ، رَوَى لَهُ المألينيّ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ خمانة.
وقالَ السّمعانيُّ: خُمَانُ، كغُرابٍ: قرْيةٌ.
وخُومين، بالضمِّ: مِن قُرَى الرَّيِّ؛ عَن ابنِ السّمعانيّ. رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
خنن
) ( {خَنَّ الجِذْعُ) بالفأْسِ} خَنًّا: (قَطَعَهُ) ، هَكَذَا نَقَلَه بعضُ الأَئِمَّةِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ حَرْفٌ مُرِيبٌ، وصَوابُه: جثَّ (العُود) جَثًّا، أَمَّا خَنَّ بمعْنَى قَطَعَ فَمَا سَمِعْته.(34/495)
(و) خَنَّ (مالَهُ) : خَنّاً (أَخَذَهُ.
(و) خَنَّ (الجُلَّةَ) خَنَّاً: (اسْتَخْرَجَ مِنْهَا شَيْئا بعدَ شيءٍ.
(و) خَنَّ (القَوْمَ) خَنًّا: (وَطِىءَ {مَخَنَّتَهم) ، بفتْحِ الخاءِ وكسْرِها، (أَي حَريمَهُم.
(} والمَخَنةُ أَيْضاً: مَضِيقُ الوادِي.
(و) أَيْضاً: (مَصَبُّ الماءِ مِن التَّلْعَةِ) إِلَى الوادِي.
(و) أَيْضاً: (فُوَّهَةُ الطَّريقِ.
(و) أَيْضاً: (وَسَطُ) الَّدارِ.
و) أَيْضاً: (الفِناءُ.
(و) أَيْضاً: (الأَنْفُ) ؛ وضَبَطَه الجَوْهرِيُّ بكسْرِ الجيمِ، (أَو طَرَفُه.
(و) أَيْضاً: (الغُنَّةُ. و) قيلَ: فَوْق الغُنَّة وأَقْبَح مِنْهَا.
(و) أَيْضاً: (المَحَجَّةُ البَيِّنَةُ) ، كلُّ ذلِكَ فِي التَّهْذِيبِ.
(و) {المَخَنَّةُ أَيْضاً: (عَفْوُ المَرْعَى. و) يقالُ: (فلانٌ} مَخَنَّةٌ لفلانٍ) أَي (مَأْكَلَةٌ لَهُ.
( {وخَنَّةُ: أُخْتُ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ) القاضِي، وَهِي (زَوْجَةُ محمدِ بنِ نَصْرِ المَرْوَزِيِّ) الفَقِيه، هَكَذَا ذَكَرَه الأَميرُ والذَّهبيُّ والحافِظُ رَحِمَهُم الّلهُ تعالَى.
ونَقَلَ شيْخُنا عَن السّهيليّ فِي التَّعْريفِ وَفِي الرَّوْضِ وغيرِهِما عَن ابنِ ماكُولا أنَّها بِنْتُ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ أُمّ محمدِ بنِ نَصْرِ المَرْوَزِيّ لَا أُخْت يَحْيَى.
قلْتُ: الَّذِي صَحَّ نَقْلُه عَن ابنِ مَاكُولَا مَا قدَّمْناه، فليُتَأَمَّل ذلِكَ.
(و) } الخُنَّةُ، (بالضَّمِّ: الغُرْلَةُ) ، وَهِي الجلْدَةُ الَّتِي يَقْطعُها الخاتِنُ مِن الذَّكَرِ.
(و) الخُنَّةُ: (الغُنَّةُ أَو شِبْهُها) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. (أَو فَوْقَها، أَو أَقْبَحُ مِنْهَا) .
وقالَ المُبَرِّدُ: الغُنَّةُ أَنْ يُشْرَبَ الحرفُ صوْتَ الخَيْشوم، {والخُنَّةُ أَشَدّ مِنْهَا.
(} والأَخَنُّ: الأَغَنُّ) ، أَي مَسْدودُ الخَياشِيمِ.
وقيلَ: هوالساقِطُ الخَياشِيمِ؛ والأَنْثَى {خَنَّاءُ، (ج} خُنٌّ) بالضمِّ(34/496)
وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجزِ؛ قالَ أَبُو محمدٍ الْأسود: هُوَ لدهلبِ بنِ سالمٍ أحَد بَنِي قريعِ بنِ عَوْف:
جارِيَةٌ ليستْ مِن الوَخْشَنّ ِولا من السُّودِ القِصارِ {الخُنِّ.
(} والخَنِينُ كالبُكاءِ، أَو) مِثْل (الضَّحِكِ فِي الأَنفِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومِن الخَنِينِ كالبُكاءِ فِي الأَنفِ قولُ مُدْرِكِ بنِ حصينٍ الأَسَديّ:
بَكَى جَزَعاً من أَن يموتَ وأَجْهَشَت ْإِليه الجِرِشَّي وارمَعَلَّ {خَنِينُها وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه كانَ يُسْمَع} خَنِينُه فِي الصَّلاةِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: {الخَنِينُ ضَرْبٌ مِنَ البُكاءِ دونَ الانْتِحابِ، وأَصْلُ الخَنِينِ خُروجُ الصَّوتِ مِنَ الأَنفِ كالخَنِينِ مِنَ الفمِ.
(وَقد خَنَّ} يَخِنُّ) . قالَ شَمِرٌ: خَنَّ {خَنِيناً فِي البُكاءِ إِذا رَدَّدَ البُكاءَ فِي الخَياشِيمِ، والخَنِينُ يكونُ مِنَ الضَّحكِ الخافي أَيْضاً.
(و) } المِخَنُّ، (كمِسَنَ: الطَّويلُ) مِنَ الرِّجالِ؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ:
لما رَآهُ جَسْرَباً {مِخَنَّا أَقْصَرَ عَن حَسْناء وارْثَعَنَّاأَي اسْتَرْخَى فِيهَا، (ولَيْسَ بتَصْحيفِ} مَخْنٍ) ، بفتْحِ الميمِ وسكونِ الخاءِ، وكِلاهُما صَحِيحان، وسَيَأْتي {المَخْنُ فِي موْضِعِه.
(و) } الخَنانُ، (كسَحابٍ: الرَّفاهِيَّةُ) وسَعَةُ العَيْشِ.
(و) {الخِنانُ (ككِتَابٍ: الخِتانُ.
(و) } الخُنانُ، (كغُرابٍ: داءٌ يأْخُذُ الطَّيْرَ فِي حُلُوقِها) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَمِ.
(و) هُوَ أَيْضاً: داءٌ يأْخُذُ (فِي العَيْنِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لجريرٍ:(34/497)
وأَشْفِي من تَخَلُّج كلِّ داءٍ وأَكْوي الناظِرَيْنِ من الخُنانِ (و) الخُنَانُ: (زُكامٌ للإِبِلِ.
(وزَمَنُ الخُنَانِ: كانَ فِي عَهْدِ المُنْذرِ بنِ ماءِ السماءِ ماتَتِ الإِبِلُ مِنْهُ) ، وَهُوَ مَعْروفٌ عنْدَ العَرَبِ، وَقد ذَكَرُوه فِي أشْعارِهِم، قالَ النَّابِغَةُ الجعديُّ:
فَمْن يَحْرِصْ على كِبَرِي فإنيمن الشُّبَّانِ أَيّامُ الخُنَانِقالَ الأَصْمعيُّ: كانَ الخُنانُ دَاء يأْخُذُ الإِبِلَ فِي مَناخِرِها، وتموتُ مِنْهُ، فصارَ ذلكَ تارِيخاً لَهُم.
( {والخَنْخَنَةُ: أَنْ لَا يُبَيِّنَ فِي كلامِهِ فيُخَنْخِنَ فِي خَياشِيمهِ) ؛ قالَ:
} خَنْخَنَ لي فِي قولِهِ سَاعَة فَقَالَ لي شَيْئا وَلم أسْمَعِ ( {والخِنُّ بالكسْرِ: السَّفينَةُ الفارِغَةُ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وعندَ العامَّةِ الآنَ موْضِعٌ فارِغٌ فِي بَطْنِ السَّفينَةِ يَضَعُ فِيهِ النوتيُّ مَتاعَهُ.
(} وأَخَنَّهُ الّلهُ: أَجَنَّهُ فَهُوَ {مَخْنونٌ) مَجْنونٌ بمعْنًى واحِدٍ؛ عَن اللُّحْيانيّ.
(} والخُنَنَةُ، كحُمَمَةٍ: الثَّوْرُ المُسِنُّ الضَّخْمُ) ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
(وسَنَةٌ {مِخَنَّةٌ، كمِجَنَّةٍ،} ومُخَنِّنَةٌ، كمُحَدِّثَةٍ) : أَي (مُخْصِبَةٌ.
( {واسْتَخَنَّتِ البِئرُ: أَنْتَنَتْ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الخَنَنُ، محرَّكةً: شِبْهُ الغُنَّةِ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
{والخَنِينُ: سُدَدٌ فِي الخَياشِيمِ.
} وخَنْخَنَ: أَخْرَجَ الكَلامَ مِنِ أَنْفِه.
{والخَنْخَنَةُ: صوْتُ القِرْدِ؛ عَن (ابنِ) الأعْرابيِّ.
} والخُنَانُ، بالضمِّ: داءٌ يأْخُذُ فِي الأنْفِ؛ عَن الجَوْهرِيِّ.(34/498)
{وخُنَّ البَعيرُ فَهُوَ مَخْنونٌ: أَصابَهُ الخُنانُ وطائِرٌ مَخُنُونٌ كَذلِكَ.
والخَنَّانُ، كشَدَّادٍ: المُوكَلُ} بالخنِّ.
وَكُونُوا على {مَخَنَّتِه: أَي طريقَتِه.
وأُمُّ} خُنانٍ، كغُرابٍ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ، حَرَسَها الّلهُ تَعَالَى فِي الجِيْزَةِ والمنوفيَّةِ وَقد دَخْلْتُهما.
خون
: ( {الخَوْنُ: أَن يُؤْتَمَنَ الإِنْسانُ فَلَا يَنْصَحَ؛} خانَهُ) {يَخُونُه (} خَوْناً {وخِيانَةً) ، بالكسْرِ، (} وخانَةً {ومَخانَةً) ، وميمُ} المَخانَةِ زائِدَةٌ.
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهَا، وَقد تمثلت ببيتِ لَبيدِ بنِ ربيعَةَ:
يتَحَدَّثونَ {مَخانَةً ومَلاذَةً ويُعابُ قائِلُهم وَإِن لم يَشْغَبِ (} واخْتانَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {علمَ الّلهُ أَنَّكم كُنْتم {تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم} ؛ أَي بعضُكم بَعْضاً ( {فَهُوَ} خائِنٌ {وخائِنَةٌ) ، والهاءُ للمُبالَغَةِ مثْلُ علاَّمَةٍ ونَسَّابَةٍ؛ وأَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ للكلابيّ:
حَدَّثْتَ نفْسَكَ بالوَفاءِ وَلم تَكُنْ للغَدْرِ} خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ ( {وخَؤُونٌ} وخَوَّانٌ) ، وأَصْلُ {الخَوْنِ النَّقْصُ لأنَّ} الخائِنَ ينقصُ {المَخونَ شَيْئا ممَّا} خانَهُ فِيهِ.
وقالَ الحراليُّ: {الخِيانَةُ التَّفْريطُ فِي الأَمانَةِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الخِيانَةُ والنِّفاقُ واحِدٌ، ولكنَّ الخِيانَةَ تُقالُ باعْتِبارِ العَهْدِ والأَمانَةِ، والنِّفَاقَ باعْتِبارِ الدِّيْن، ثمَّ يَتَداخَلانِ،} فالخِيانَة مُخالَفَة الحَقِّ بنقْضِ العهْدِ فِي السِّرِّ، {والاخْتِيان تَحرُّكُ شَهْوةِ الإِنْسانِ لتَحرّكِ الخِيانَةِ.
(ج} خانَةٌ! وخَوَنَةٌ) ، مخرَّكةً، وَهِي شاذَّةٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلم يأْتِ شيءٌ مِن هَذَا فِي الياءِ، أَي لم يَجِىءْ مثْلُ سائِر وسَيَرة، قالَ: وإِنَّما شذَّ مِن(34/499)
هَذَا مَا عَيْنه واوٌ لَا ياءٌ.
وقومٌ {خَوَنَةٌ، كحَوَكَةٍ؛ (} وخُوَّانٌ) ؛ كرُمَّانٍ؛ (وَقد {خانَهُ العَهْدَ والأمانَةَ) ؛ قالَ:
فقالَ عجِيباً وَالَّذِي حَجَّ حاتِمٌ} أَخُونُكَ عهدا إِنَّني غَيرُ {خَوَّانِ (} وخَوَّنَهُ {تَخْويناً: نَسَبَه إِلَى} الخِيانَةِ) (5؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) {خَوَّنَهُ: (نَقَصَهُ} كخَوَّنَ مِنْهُ.
(و (خَوَّنَهُ: (تَعَهَّدَهُ، {كتَخَوَّنَهُ فيهمَا) . يقالُ:} تَخَوَّنَني فلانٌ حقِّي إِذا تَنَقَّصَك؛ قالَ ذُو الرّمّةِ:
لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ من دارٍ {تَخَوَّنَها مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُوقالَ لبيدٌ يَصِفُ ناقَةً:
عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى تخَوَّنَها نُزولي وارْتِحَالي أَي تَنقَّص لَحْمَها وشَحْمَها.
وأَمَّا} التَّخَوّن بمعْنَى التَّعَهّدُ، فقَوْل ذِي الرّمَّةِ:
لَا يَرْفَعُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا {تَخَوَّنَه داعٍ يُنادِيه باسم الماءِ مبغومأَي: إلاَّ مَا تَعَهَّدَهُ؛ كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمعيِّ.
} والتَّخوُّنُ لَهُ مَعْنيانِ: أَحَدُهما النَّقْصُ؛ والآخَرُ العَهْدُ؛ وَمن جَعَلَه تَعَهُّداً جَعَلَ النُّونَ مُبْدلَةً مِن اللامِ، يقالُ: {تخَوَّنَه وتَخَولَّه بمعْنًى واحِدٍ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ رَحِمَه الّلهُ تعالَى: وأَمَّا} تخَوَّنْته تَعَهَّدْته فمعْناهُ تَجَنَّبْت أَنْ {أَخُونَه.
(} والخَوْنُ: الضَّعْفُ) . يقالُ: فِي ظهْرِه خَوْنٌ، أَي ضَعْفٌ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) الخَوْنٌ أَيْضاً: (فَتْرَةٌ فِي النَّظَرِ؛ وَمِنْه {خائِنُ العَيْنِ للأسَدِ) لفتورٍ فِي عَيْنَيْهِ عنْدَ النَّظَرِ.
(} وخائِنَةُ الأَعْيُنِ: مَا يُسارِقُ من النَّظَرِ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {يَعْلَمُ! خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفي الصُّدُورُ} ؛ (أَو أَنْ يَنْظُرَ نَظْرَةً برِيبَةٍ) ؛(34/500)
وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَب الآيَةَ؛ ومعْنَى الآيَةِ أَنَّ الناظِرَ إِذا نَظَرَ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ إِلَيْهِ نَظَر {خِيانَةٍ يُسِرُّها مُسارقَةً عَلمها الّلهِ تَعَالَى، لأنَّه إِذا نَظَرَ أَوَّل مرَّةٍ غيرَ مُتعَمّدٍ خِيانَة غيرُ آثمٍ وَلَا} خائِنٍ، فَإِن أَعادَ النَّظَرَ ونيَّتُه الخِيانَةُ فَهُوَ خائِنُ النَّظَرِ. وَفِي الحدِيثِ: (مَا كانَ لنبيَ أنْ تكونَ لَهُ خائِنَةُ الأَعْيُن) ، أَي يضْمِرُ فِي نفْسِه غيرَ مَا يظْهِرُه، فَإِذا كفَّ لسانَه وأَوَمأَ بِعَيْنه فقد {خانَ، وَإِذا كانَ ظُهُور تلكَ الحالَةِ مِن قِبَل العَيْن سُمِّيت خائِنَةَ العَيْن، وَهُوَ مِنْ قوْلِه، عزَّ وجلّ: {يعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ} ؛ أَي مَا يَخُونُون فِيهِ مِن مُسارَقَةِ النَّظَرِ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ.
(و) } الخُوانُ، (كغُرابٍ وكِتابٍ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهريُّ على الكَسْرِ: (مَا يُؤْكَلُ عَلَيْهِ الطَّعامُ) ، مُعَرَّبٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعَيْن؛ ( {كالإِخْوانِ) . بالهَمْزَةِ المكْسُورَةِ لُغَة فِيهِ.
(وَفِي الحدِيثِ) ، أَي حَدِيث الدَّابَة: ((حَتَّى إنَّ أَهلَ} الإِخْوانِ لَيَجْتَمِعُونَ) ، فيقولُ هَذَا يَا مُؤْمِن، وَهَذَا يَا كافِرُ) ، هَكَذَا فِي رِوايَةٍ، والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ؛ أَهْل {الخِوَانِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:
ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَهاومَوْضِعِ} إِخوَان إِلَى جَنْبِ إِخْوَانِ (ج {أَخْوِنَةٌ) فِي القَليلِ، (} وخُونٌ) بالضمِّ فِي الكثيرِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَلَا يثقل كَراهِيَّة الضمَّة على الواوِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ونَظِيرُ {خِوَانٍ} وخُونٍ بِوَانٌ وبُونٌ لَا ثَالِث لَهما، قالَ: وأَمَّا عَوَانٌ وعَونٌ فبالفتحِ، وَقد قيلَ بُوانٌ بضمِّ الباءِ.
(و) {الخَوَّانُ، (كشَدَّادٍ، ويُضَمُّ: شَهْرُ رَبيع الأَوَّلِ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
وَفِي النِّصْفِ مِن} خَوَّانَ وَدَّ عدُوُّنا بأَنَّه فِي أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ(34/501)
(ج {أَخْوِنَةٌ) ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.
(وعِصامُ بنُ} خُونٍ) البُخارِيُّ، (بالضَّمِّ) ، عَن القعْنَبيِّ؛ (وأَحمدُ بنُ خُونٍ) الفرغانيُّ كَتَبَ عَن الرَّبيع كُتُبَ الشافِعِيّ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، (مُحدِّثانِ) .
قالَ الحافِظُ: وأَحمدُ بنُ خُونٍ خَراسانيٌّ عَن زيْدِ العمِّي، وهَارون بن مُسْلم شيْخ لعِصامِ بنِ يوسُفَ لُقِّبَ بأبيهِ خُونٌ.
قلْتُ: وَهِي لَفْظةٌ فارِسِيَّة معْناها الدَّم.
( {وخَيْوانُ: د) باليمنِ، ليسَ فِي الكَلامِ اسمٌ عَيْنه يَاء ولامُه وَاو، وتركَ صَرْفه لأنَّه اسمٌ للبُقْعةِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: هَذَا تَعْلِيلُ الفارِسِيِّ.
(} وخِينُ، بالكسْرِ: د) بطُوسِ عَن المَالينيّ، ولكنَّه ضَبَطَه بالفتْح.
( {والخانُ: الحانوتُ أَو صاحبُهُ) ، فارِسِيٌّ مُعرَّبٌ.
(} وخانُ التجَّارِ: م) مَعْروفٌ.
وممَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ:
{تَخَوَّنهم: طَلَبَ} خِيانَتَهم وعَثْرَتَهم واتَّهَمَهم.
وخانَ سَيْفُه: نَبَا عَن الضَّرِيبَة.
وسُئِلَ بعضُهم عَن السَّيْفِ فقالَ: أَخُوك ورُبَّما {خانَك.
} وخانَهُ الدَّهْرُ: غيَّرَ حالَهُ من اللِّينِ إِلَى الشِّدَّةِ؛ قالَ الأَعْشى:
وخانَ الزَّمانُ أَبا مالِكٍ وأَيُّ امْرىءٍ لم {يخُنْه الزَّمَنْ؟ وكذلِكَ} تَخَوَّنه.
وَفِي التَّهْذيبِ: {خانَهُ الدَّهْرُ والنَّعيمُ} خَوْناً وَهُوَ تَغيّرُ حالِهِ إِلَى شرَ مِنْهَا، وكلّ مَا غيَّرك عَن(34/502)
حالِكَ فقَد {تَخَوَّنَك.
} والخَوَّانُ: الدَّهْرُ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخَوَّانُ: الأَسَدُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: لكسر فِي نَظَرِه.
} وخانَتْه رُجْلاه: لم يقْدِرْ على المَشْي.
وخانَ الدَّلْوَ الرشاءُ: انْقَطَعَ.
{والمُخوَّنُ: المَنْسوبُ} للخِيانَةِ.
{والخَوَنَةُ، محرَّكَةً: جمعُ} خَائِنَة.
{وتَخَوَّنَتْه الحمَّى: تَعَهَّدَتْه وأَتَتْه فِي وقْتِها.
وأَعوذُ بالّلهِ مِنَ الخَوَّانِ: وَهُوَ يَوْم نَفَادِ المَسِيرَةِ؛ كَمَا فِي الأَساسِ.
} والخائِنَةُ: مصْدَرُ خانَ على فاعِلَةٍ كلاغِيَةٍ ورَاغِيَةٍ وثاغِيَةٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي سعيدٍ: (فَإِذا أَنا {بأَخاوِينَ عَلَيْهَا لُحومٌ مُنْتِنَةٌ) ، هِيَ جمعُ} خُوَانٍ لمائِدَةٍ الطَّعامِ.
{والخَوَّانةُ: الاسْتُ.
} وخَيْوانُ: اسمُ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ جشمِ الهمدانيُّ، وَبِه سُمِّيَت البلْدَةُ المَذْكورَةُ فِي اليمنِ.
{والخونةُ: فرسٌ نَجِيبٌ.
} وخُوَيْنُ، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ أَبي الخَيْرِ المُبارَك بن مَسْعودٍ الرّصافيّ سَمِعَ مِن أَبي الفَرَج بنِ كُلَيْبِ، وكانَ ثِقَةً؛ قالَهُ ابنُ نقْطَةَ.
وخان لنجان: بأَصْبهانَ مِنْهَا أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْد كويه {الخانيُّ الأَصْفهانيُّ حدَّثَ بأَصْبَهان، تُوفي سَنَة 406؛ وأَبو مَنْصورٍ يَحْيَى بنُ هبَةِ الّلهِ بنِ أَحمدَ بنِ عليَ الخانيُّ؛ قيلَ لَه ذلِكَ لأنَّه كانَ قَيِّم خَان بنِ عبْدِ الّلهِ بنِ جرودَةَ ببَغْداد سَمِعَ مِنْهُ ابنُ السّمعانيّ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، تُوفي سَنَة 386.
خينين
) (} خَيْنينُ) ، بالفتْحِ وكَسْر النُّونِ.
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهِي (ة بطُوْسَ،(34/503)
مِنْهَا) : أَبو الفَضْل (مُظَفَّرُ بنُ مَنْصورٍ) الطُّوسيُّ الفَقِيهُ الفاضِلُ الأَديبُ الشَّاعِرُ، سَكَنَ سَمَرْقَنْد، ثمَّ فارَقَها إِلَى طَبَرسْان فماتَ بهَا، سَمِعَ أَعْيُن بن جَعْفَر ابنِ الأَشْعَث السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعنهُ أَبو سعيدٍ الأَنْدلُسيُّ.
قلْتُ: الصَّوابُ أنَّه! الخَيْنيُّ، وَهِي الَّتِي مَرَّتْ فِي الَّتِي قبْلَها. وأَمَّا خَيْنينُ فَلم يَذْكرها أَحَدٌ.
وقالَ الذَّهبيُّ: الخينيُّ بالخاءِ المعْجمَةِ لَا أَعْرِفه.
قالَ الحافِظُ ابنُ حجر: هُوَ أَبو الفَضْل المُظَفرُ بنُ مَنْصورٍ الخَيْنيُّ الطُّوسيُّ شيْخُ الإِدْريسيّ، وذَكَرَه السّمعانيُّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فتأَمَّل
(فصل الدَّال مَعَ النُّون
دبن
: (الدُّبْنَةُ، بالضَّمِّ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ (اللُّقْمَةُ الكَبيرَةُ) ، وَهِي الدُّبْلَةُ أَيْضاً.
(و) فِي حديثِ جُنْدب بنِ عامِرٍ: أَنَّه كانَ يُصَلِّي فِي الدِّبْنِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: (الدِّبْنُ، بالكسْرِ: حَظيرَةُ الغَنَمِ) تُعْمَل مِن قَصَبٍ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، فَإِن كانتْ مِن خَشَبٍ فَهِيَ زَرْب، وَإِن كانتْ مِن حجارَةٍ فَهِيَ صِيرَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّيْدَبُون: اللَّهْو.
وقيلَ: الباطِلُ؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ بَرِّي قوْلَ ابنِ أَحْمر:
خَلُّو طَرِيقَ الدَّيْدبُونِ فَقَدفاتَ الصِّبَا وتَفَاوَت البُجرقالَ: وَهُوَ فَيْعَلُول، والياءُ زائِدَةٌ؛ (و) مثْلُه الزَّيْزَّفُون.
ومحمدُ بنُ سالمِ بنِ عبْدِ الّلهِ الدُّوبِانيُّ، بالضمِّ، كَتَبَ عَنهُ السّلفيُّ.
ودوبان: قَرْيةٌ بالشامِ قُرْبَ صور، وأَوْرَدَه المصنِّفُ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي دوب.
دثن
: (دَثَّنَ الطَّائرُ تَدْثِيناً: طارَ وأَسْرَعَ(34/504)
السُّقُوطَ فِي مَواضِعَ مُتقَارِبَةٍ) ووَاتَرَ ذلِكَ.
(و) دَثَّنَ (فِي الشَّجَرِ) تَدْ ثِيناً: (اتَّخَذَ عُشًّا.
(والدَّثْنَةُ) ، بالفتْحِ: (الماءُ القَلِيلُ) يكونُ فِي الأَرْضِ.
(و) الدّثِنةُ، (بكسْرِ الثَّاءِ: وَالِدُ زَيْدٍ الصَّحابِيِّ) ، وَهُوَ زيدُ بنُ الدّثِنة بنِ مُعاوِيَة بنِ عُبَيْدٍ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ يدْرِي أُحُدِيٌّ أُسِرَ يَوْم الرَّجِيع مَعَ خُبَيْبِ بنِ عَدِيَ فباعُوه بمكَّةَ وقُتِلا صَبْراً، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُمَا.
وَفِي الرَّوْض للسّهيليِّ: أنَّه مَقْلوبٌ عَن الثدنة، والثدنُ اسْتِرْخاءُ اللحْمِ.
(و) الدَّثِينُ، (كأَميرٍ: جَبَلٌ.
(والدُّثَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ أَو كسَفِينَةَ: ع) لبَنِي سُلَيم على طَريقِ حاجِّ البَصْرَة بَيْنَ الزجيج وقبا؛ قالَهُ نَصْر، وَهِي الدُّفَنية أَيْضاً، حَكَاه يَعْقوب فِي المُبْدلِ، وأَنْشَدَ:
ونحنُ تَرَكْنا بالدَّثِينةِ حاضِراً لآلِ سُلَيمٍ هَامة غيرَ نائِم (أَو ماءٌ لبَنِي سَيَّارِ بنِ عَمْرٍ و) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للنابِغَةِ الذُّبْيانيِّ:
وعَلى الرُّمَيْثةِ من سُكَينٍ حاضرٌ وعَلى الدَّثِينةِ من بَني سَيَّارويقالُ: إنَّه (كَانَ يُدْعَى) فِي الجاهِليَّةِ (الدُّفَيْنَةُ) ، بالفاءِ، (فَتَطَيَّرُوا) مِنْهَا (فَغَيَّرُوا) فَقَالُوا الدُّثَيْنَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّثِينةُ: الدَّفِينَةُ؛ عَن ثَعْلَب.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وأُراهُ على البَدَلِ.
والدَّثِينَةُ: ناحِيَةُ قُرْبَ عَدَن، بَيْنها وبَيْن الجنْدِ.
وأيْضاً: مَوْضِعٌ بمِصْرَ عَن نَصْر.
وداثِنُ: ناحيَةٌ مِن غَزَّة الشَّامِ أَوْقَع بهَا المُسْلمون بالرُّومِ، وَهِي أَوَّلُ(34/505)
حُرُوبٍ جَرَتْ بَيْنهم.
ودَثَنٍ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ، عَن نَصْر.
وعُرْوةُ بنُ غزَيَّة الدَّثْنِيُّ، بفتْحٍ فكسْرٍ، عَن الضَّحَّاكِ بنِ فَيْروز، ذَكَرَه سَيْف فِي الفُتوحِ.
دجن
: (الدَّجْنُ: إلْباسُ الغَيمِ الأَرضَ.
(و) قيلَ: هُوَ إلْباسُه (أَقْطارَ السَّماءِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: إلباسُ الغَيمِ السماءَ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ ظلُّ الغَيمِ فِي اليَوْمِ المَطِيرِ.
(و) الدَّجْنُ أَيْضاً: (المَطَرُ الكَثيرُ) . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ؛ (ج أَدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ) ، بضمِّهما، (ودِجانٌ) ، بالكسْرِ؛ قالَ أَبُو صَخْر الهذليُّ:
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ وقالَ غيرُه:
حَتَّى إِذا انْجَلى دُجَى الدُّجونِ (وأَدْجَنُوا دَخَلُوا فِيهِ) ، أَي فِي الدَّجْنِ، حكَاه الفارِسِيُّ.
(و) أَدْجَنَ (المَطَرُ والحُمَّى: دَاما) ، فَلم يُقْلِعا أَياماً؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) أَدْجَنَتِ (السمَّاءُ: دَامَ مَطَرُها) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
من كلِّ سارِيةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ وعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها (و) أَدْجَنَ (اليَوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ كادْجَوْجَنَ) إِذا أَضَبَّ فأَظْلَمَ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِن أَدْجَن.
(ويَوْمُ دَجْنٍ على الإِضافَةِ والنَّعْتِ، ويَوْمُ دُجُنَّةٍ، كخُرُقَّةٍ، وكذلِكَ اللَّيْلَةُ تُضافُ وتُنْعَتُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.(34/506)
(والدُّجُنُّ، كعُتُلَ والدُّجُنَّةُ كَحُزُقَّةٍ، وبكسرتين: الظُّلْمَةُ) ، والفِعْلُ مِنْهُ ادْجَوّجَن.
(و) قالَ أَبو زَيْدٍ: الدُّجُنَّةُ مِن (الغَيمِ: المُطْبِقُ) تَطْبيقاً (الرَّيَّانُ المُظْلِمُ) الَّذِي (لَا مَطَرَ فِيهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج دُجُنٌّ) ، كعُتُلَ. (أَو الدُّجُنَّةُ: الظُّلْمةُ) (، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ كخُرُقَّةٍ.
(والدُجُنُّ) ، كعُتُلَ، (الدَّجْنُ) ، بالفتْحِ، (أَو الدُّجُنَّةُ) ، كخُرُقَّةٍ: (الظَّلْمَاءُ، وتُخَفَّفُ) ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي كتابِ سِيْبَوَيْه، فَإِنَّهُ قالَ: الدُّجْنةُ بالضمِّ، والجمْعُ دُجُنٌ؛ وفسِّرَه السِّيرافيّ بالظَّلْمةِ.
وَفِي الصِّحاحِ؛ والجمْعُ دُجَنٌ، أَي كصُرَدٍ، ودُجُنَّاتٍ بضمَّتَيْنِ وبضمَ وفتحٍ، كَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بالوَجْهَيْن.
(و) الدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: (إلباسُ الغَيمِ) الأرضَ، (وتَكاثُفُه.
(وليلَةٌ مِدْجانُ) ، بالكِسْرِ: أَي (مُظْلِمَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً) ، بالضَّمِّ: (أَقَامَ) بِهِ وأَلِفَه؛ (و) مِنْهُ دَجَنَتِ (الحمامُ والشَّاءُ وغيرُهُما) كالإِبِلِ: (أَلِفَتِ البُيُوتَ) ولَزِمَتْها، (وَهِي داجِنٌ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم. وقيلَ: دَاجِنَةٌ أَيْضاً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (ج دَواجِنُ) ؛ وقالَ الهذليُّ:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حَتَّى كأَنَّناجِذالُ حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِنأَرادَ أَنَّ نارَ الحربِ لوَّحَتْنا، فَيِنا مِنْهَا مَا بِهَذَا الجِذْل مِن آثارِ الإِبِلِ الجَرْبَى.
وَفِي الحدِيثِ: (لَعَنَ الّلهُ مَنْ مَثَّل بدَواجِنِه) ، جَمْعُ داجِنٍ، وَهِي الشاةُ الَّتِي يَعْلِفُها الناسُ فِي مَنازِلِهم، والمُثْلَة بهَا أَن يَجْدَعها أَو يخْصِيَتها.
وَفِي حديثِ عِمْران بنِ حُصَيْن، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (كَانَت العَضْباءُ داجِناً لَا تُمْنَع مِن حَوْض وَلَا نَبْت) .
وَفِي الصِّحاحِ: شاةٌ داجِنٌ إِذا أَلِفَتِ البُيوتَ واسْتَأْنَسَتْ؛(34/507)
قالَ: ومِنَ العَربِ مَنْ يقولُها بالهاءِ، وكذلِكَ غَيْر الشاةِ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسلواغُضُفاً دَاوِجِنَ قافِلاً أَعْصامُهاأَرادَ بِهِ كِلابَ الصَّيْد.
(وجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ) ، أَي عُوِّد للسِّناوَةِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب لهميان:
بِحسن فِي مَنْحاتِه الهَمالِجَايُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا (والمَدْجُونَةُ: النَّاقَةُ عُوِّدَتِ السِّناوَةَ) ، أَي دُجِنَت للسِّناوَةِ.
(والدَّجَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المَتَاعَ) والتِّجارَةَ، وَهُوَ اسمٌ كالجبَّانَةِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيْدَه بالرَّاءِ كَمَا سَيَأْتي فِي رَجَنَ؛ (كالدَّيْدَجانِ) ، عَن ثَعْلَب، وَقد، تقدَّمَ فِي الجيمِ.
(والدُّجْنَةُ، بالضَّمِّ) ، فِي أَلْوانِ الإِبِلِ: (أَقْبَحُ السَّوادِ، وَهُوَ أَدْجَنُ، وَهِي دَجْناءُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(ودَاجَنَة) مُداجَنَةً:) (دَاهَنَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: المُداجَنَةُ كالمُدَاهَنَةِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ حُسْنُ المُخالَطَةِ.
(والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي زيْدٍ: الدَّاجِنَةُ: المَطَرةُ المُطْبِقَةُ نَحْو الدِّيمةِ.
وسَحابَةٌ دَاجِنَةٌ.
(وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ) فيماَ يظنُّه ابنُ السّمعانيّ، (مِنْهَا: أَبو بكْرٍ) محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر بنِ عُثْمانَ بنِ أَحمدَ بنِ سُلَيْمانَ الدَّاجُونيُّ الرَّمْليُّ (المُقْرِىءُ) عَن: أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بنِ شَيْبانَ الرَّازيّ وَعنهُ: أَبُو الْقَاسِم زيْدُ بنُ عليَ الكُوفيّ (وَأَبُو دُجانَةَ كثُمامَةَ: كُنْيةُ(34/508)
(سِمَاكِ بنِ خَرْشةَ: وقيلَ سِماكُ بنُ أَوْس بنِ خَرْشَةَ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ الأَنْصارِيُّ (صَحابِيُّ) مَشْهور، رَضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
(ودُجْنَى، بالضمِّ أَو بالكسْرِ، وَقد يُمَدُّ: أَرضٌ خُلِقَ مِنْهَا آدمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سيرَةِ ابنِ إِسْحق فِي انْصِرَافِ رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن الطائِفِ على دَجْناء.
وَجَاء فِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّ الّلهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِن دجناء ومَسَحَ ظَهْره بنعمان الأَرَاك، وكانَ مَسْح ظَهْره بعدَ خُرُوجِه مِن الجنَّةِ بالاتِّفاقِ مِن الرِّوايَات. ورُوِي أنَّه كانَ ذلِكَ فِي سَماءِ الدُّنْيا قبْلَ هبُوطِه إِلَى الأَرْض، وَهُوَ قَوْلُ السّدي؛ وكِلْتا الرِّوَايَتَيْن ذَكَرَهُما الطَّبريُّ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسّهيليّ. (أَو هِيَ بالحاءِ المُهْملَةِ) ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الرَّوْضِ وكُتُبِ السِّيرةِ.
(ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ، كزُبَيْرٍ: أَبو الغُصْنِ) البَصْريُّ عَن عبْدِ الرَّحْمِان بنِ مهْدِي.
وقالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوَان: عَن أَسْلَم مولى عُمَرَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، ضَعَّفُوه؛ ولَقَبُه (جُحَى) ، بضمِّ الجيمِ وفتْحِ الحاءِ مَقْصوراً؛ كَذَا صَرَّحَ بِهِ الدُّمَيْريُّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي حياةِ الحَيوانِ.
(أَو جُحَى) : رجُلٌ (غيرُه) نُسِبَتْ إِلَيْهِ الحِكَايَاتُ وَهُوَ الصَّحيحُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَجَنَ يومُنا يَدْجُنُ، من حَدِّ نَصَرَ، دَجْناً ودُجُوناً، ودَغَنَ دُغُوناً كذلِكَ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ. ويومٌ ذَو دُجُنَّةٍ وذَو دُغُنّةٍ إِذا كانَ ذَا مَطَرٍ.
والدُّجُنَّاتُ: جَمْعُ دُجُنَّةٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ:(34/509)
يَجْلو دُجُنَّاتِ الدَّياجي والبُهَمْ ودَجَنَتِ السَّحابُ كأَدْجَنَتْ.
والدَّجُونُ مِن الشاةِ: الَّتِي لَا تمنَعُ ضَرْعَها سِخالَ غيرِها.
وكلبٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: آلِفٌ للبُيوتِ.
وشاةٌ مِدْجانٌ: تَأْلفُ البَهْمَ وتحِبُّها، عَن ابنِ بَرِّي.
ودُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسمُ امْرأَةٍ.
ودَجَنَ فِي فِسْقِه: دَامَ.
ودجَنُوا فِي لُؤْمِهم: أَلِفُوه فَلَا يَتْركُونَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
والصفيُّ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ النبيِّ القشاشيُّ الدّجانيُّ، بالكسْرِ، نَزِيلُ المَدينَةِ المنوَّرَةِ، على ساكِنِها أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، وأَصْلُه مِن بيتِ المَقْدِسِ، ذُكِرَ فِي الشِّيْن.
والدُّجْنِيَّتان، بالضمِّ: ماءَتانِ عَظِيمتانِ عَن يسارِ تعْشَار إِحْداهُما لبكْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضبةَ، والأُخْرى لثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ضبَّةَ، إحْدَاهُما دُجَيْنة، والأُخْرى القَيْصُومَة، وهُما وَرَاء الدَّهْناء؛ عَن نَصْر.
دحن
: (دَحِنَ، كفَرِحَ) ، دَحَناً: (عَظُمَ بَطْنُهُ فِي قِصَرٍ، فَهُوَ دَحِنٌ، ككَتِفٍ، ودِحْوَنَّةٌ، كقِثْوَلَّةٍ، ودِحَنَّةٌ، كخِدَبَّةٍ، ودِحِنَّةٌ، بكسْرَتَيْن) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي عَمْرو: الدّحنُ السَّمِينُ المُنْدلِقُ البَطْنِ القَصِير؛ قالَ: والدِّحْونَةُ مَثْلُه: وأَنْشَدَ:
دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ(34/510)
إِذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُوفي التَّهْذيبِ: بعير دِحِنَّةٌ ودِحْوَنَّة: عريضٌ؛ وكذلِكَ الناقَةُ والمرْأَةُ؛ عَن أَبي زَيْدٍ.
وقيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الإِبِلِ خَيْرٌ؟ فقالَتْ: خَيْرُ الإِبِلِ الدِّحِنَّةُ الطَّويلُ الذِّراعِ القَصِيرُ الكُراعِ، قلَّما تَجِدَنَّه.
وقالَ اللَّيْثُ: الدِّحِنَّةُ: الكثيرُ اللّحْمِ الغَليظُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ ناقةٌ دِحَنَّةٌ ودِحِنَّةٌ، بفتْح الحاءِ وكسْرِها، فمنْ كَسَرَها فَهُوَ على مِثَالِ امْرأَة عِفِرَّة وضِبِرَّة، ومنْ فَتَح فَهُوَ على مِثَالِ رَجُل عِكَبّ وامْرَأَة عِكَبَّة إِذا كَانَا جافِيي الخَلْقِ، وناقَة دِفَقَّة سَرِيعَة؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
أَلا ارْحَلوا دِعْكِنةً دِحَِنَّهبما ارْتَعَى مُزْهِيه مُغِنَّه (ودَحْنَةُ، بالفتْح: جَدُّ الأَحْمَرِ) بنِ سجاجٍ (الشَّاعِرِ) ، نَقَلَه الذَّهبيُّ.
قلْتُ: وَهُوَ دَحْنَةُ بنُ سعيدِ بنِ الحارِثِ بنِ حصنِ بنِ ضَمْضَم، وكانَ شُجاعاً فارِساً.
(و) الدِّحَنَّةُ، (كخِدَبَّةٍ: الأَرضُ المُرْتَفِعَةُ) ، عَن أَبي مالِكٍ، يمانِيَّةٌ.
(وكزُبَيْرٍ) : دُحَيْنُ (بنُ زُبَيْبِ) بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرٍ والعَنْبرِيُّ (التَّابعيُّ) ، وحَفِيدُه الأَزْرقُ بنُ عَذدر بنِ دُحَيْنٍ، رَوَى عَن أَبيهِ عَن جَدِّه، وَعنهُ الكديميُّ وجَدّه زبيب، لَهُ صحْبَةٌ.
(ودُحْنَى) : مَوْضِعٌ بَيْنَ مكَّةَ والطائِفِ، لَهُ ذِكْرٌ (فِي (د ج ن)) قَرِيباً.
(و) الدَّحِنُ، (ككَتِفٍ: الخِبُّ الخبيثُ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وَهُوَ كالدَّحِلِ.(34/511)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّحِنُ: الوَاهِي.
والدَّيْحانُ: الجَرادُ، فَيْعالٌ مِنَ الدحنِ؛ عَن كُراعٍ.
ودُحَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الحَسَنِ بنِ القاسِمِ الدِّمَشْقيّ المحدِّثِ.
دخن
) (الدُّخْنُ بالضمِّ) : الجَاوَرْسُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: (حَبُّ الجَاوَرْس، أَو حَبٌّ أَصْغَرُ مِنْهُ أَمْلَسُ جِدًّا بارِدٌ يابِسٌ حابِسٌ للطَّبْعِ) ، كَمَا ذَكَرَه الأَطبَّاءُ.
(والدُّخانُ، كغُرابٍ وجَبَلٍ) ، كِلاهُما عَن الجَوْهرِيّ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشى:
تُبارِي الزِّجاجَ مَغاوِيرُهاشَماطِيط فِي رهَجٍ كالدَّخَنْ (و) فِيهِ لُغةٌ ثالِثَةٌ: الدُّخَّانُ مِثْل (رُمَّان) وَهُوَ المَشْهورُ على الأَلْسِنَةِ: (العُثانُ) وَهُوَ مَعْروفٌ، (ج أَدْخِنَةٌ ودَواخِنُ ودَواخِينُ) ، ومِثْل دُخَان ودَواخِن عُثَان وعَواثِن على غَيْرِ قِياسٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ قالَ الشاعِرُ:
كأَنَّ الغُبارَ الَّذِي غادَرَتْضُحَيَّا دَواخِنُ مِنُ تَنْضُبِ (وابْنا دُخانٍ: غَنِيٌّ وباهِلَةُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
قيلَ: سُمُّوا بِهِ لأَنَّهم دَخَّنوا على قوْمٍ فِي غارٍ فقَتَلُوهم.
وَحكى ابنُ بَرِّي أَنَّهم إنَّما سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّه غَزَاهُم مَلِكٌ مِنَ اليمنِ، فدخَلَ هُوَ وأَصْحابُه فِي كَهْفٍ، فنَذِرَت بهم غَنِيُّ وباهِلَةُ فأَخَذُوا بابَ الكهْفِ ودَخَّنوا عَلَيْهِم حَتَّى ماتُوا؛ وأَنْشَدَ للأَخْطَلِ:
تَعُوذُ نساؤُهُمْ يَا بْنَيْ دُخَانٍ وَلَوْلَا ذاكَ أُبْنَ مَعَ الرِّفاق(34/512)
ِقالَ: يُريدُ غنِيًّا وباهِلَةَ؛ (قالَ) وقالَ الفَرَزْقُ يهْجُو الأَصمَّ الباهِلِيّ:
أَأَجْعَل دارِماً كابْنَيْ دُخانٍ (و) مِن المجازِ: (هُدْنَةٌ على دَخَنٍ، محرّكةً) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: (أَي سكونٌ لِعِلَّةٍ لَا لِصُلْحٍ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: شبَّهها بدُخَانِ الحَطَبِ الرَّطْب لمَا بَيْنهم مِنَ الفَسادِ الباطِنِ تحْتَ الصَّلاحِ الظاهِرِ؛ وَقد جاءَ هَذَا فِي الحدِيثِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تفْسِيرِه؛ أَي لَا ترجعُ قلوبُ قوْمٍ على مَا كانتْ عَلَيْهِ، أَي لَا يَصْفُو بعضُها لِبَعْضٍ وَلَا ينْصَعُ حُبّها كالكُدُورَةِ الَّتِي فِي لوْنِ الدَّابَّةِ.
قلْتُ: أَخَذَه مِنَ الدَّخَن الَّذِي هُوَ الكدرُ إِلَى سوادٍ يكونُ فِي لوْنِ الدَّابَّةِ أَو الثَّوْبِ.
(ودَخِنَ الطَّعامُ، كفَرِحَ) ، وكَذلِكَ اللَّحمُ: (أَصابَهُ دُخانٌ) فِي حَالِ شَيِّه أَو طَبْخهِ (فأَخَذَ رِيحَهُ) حَتَّى غَلَبَ على طَعْمِه.
(و) مِنَ المجازِ: دَخِنَ (خُلُقُه) : إِذا (ساءَ) وفَسدَ (وَخَبُثَ) . ورجُلٌ دَخِنُ الخُلُقِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ قوْلُ شَمِر.
(والدَّواخِنُ: كُوًى تُتَّخَذُ على المَقالِي والأَتُّوناتِ) ، الواحِدَةُ دَاخِنَةٌ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ:
كمِثْلِ الدَّواخِنِ فَوْقَ الإِرِينا قلْتُ: العامَّةُ تسَمِّيها المَدَاخِنِ.
(والدُّخْنَةُ) فِي الأَلوانِ، بالضمِّ: (كُدْرَةٌ فِي سَوادٍ) ، وَهُوَ الشَّبِيهُ بلوْنِ الحدِيدِ.
(دَخِنَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَدْخَنُ، وَهِي دَخْناءُ) ؛ يقالُ: كَبْشٌ أَدْخَنُ وشاةٌ دَخْناءُ بَيِّنةُ الدَّخَنِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وقالَ رُؤْبَة:
مَرْتٌ كظَهْر الصَّرْصَران الأَدْخَنِ(34/513)
(و) الدُّخْنَةُ: شبْهُ (ذَريرَةٍ تُدَخَّنُ بهَا البُيوتُ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. وَفِي المُحْكَم: الثِّيابُ أَو البَيْتُ.
(ويومٌ دَخنانٌ، ك) سَحْبانٍ: (سَخْنانٌ) .
ولَيْلَةٌ دَخْنانَةٌ: شدِيدَةُ الحرِّ والغَيْمِ كأنَّما يَغْشاها دُخانٌ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: (الدَّخَنُ، محرَّكةً: الحِقْدُ) ؛ قالَ قَعْنَب:
وَقد عَلِمْتُ على أَني أُعاشِرُهملا نَفْتَأُ الدَّهْرَ إِلاَّ بَيْنَنا دَخَنُ (و) الدَّخَنُ أَيْضاً: (سُوءُ الخُلُقِ) وخُبثُه. يقالُ: إنَّه لدَخِنُ الخُلُقِ: أَي خَبِيثهُ؛ عَن شَمِرٍ وَهُوَ مجازٌ.
(و) الدَّخَنُ: (فِرِنْدُ السَّيْفِ) ، وَبِه فُسِّر قوْلُ المعطَّلِ الهُذَليَّ يَصِفُ سَيْفاً:
لَيْنٌ حُسامٌ لَا يِليِقُ ضَريبةًفي مَتْنِه دَخَنٌ وَأَثْرٌ أحلَسُوفي الأَساسِ: الدَّخَنُ فِي السَّيْفِ: يَتَراءَى فِي متْنهِ مِن شدَّةِ الصَّفاءِ مِن سَوادٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِنَ المجازِ: الدَّخَنُ: (تَغَيُّرُ الدِّيْنِ والعَقْلِ والحَسَبِ) ، اسْتُعِير مِن دَخنِ النارِ والطّبيخِ.
(والدَّخْناءُ أَو والدُّخْنانُ، بالضَّمِّ: عُصْفُورٌ) ، أَي ضَرْبٌ مِنْهُ.
(وأَبو دُخْنَةَ، بالضَّمِّ: طائِرٌ) يُشْبِه لَوْنه لَوْنَ القُبَّرة؛ عَن ابنِ بَرِّي. وَفِي بعضِ الأصُولِ: لَوْن الغبرةِ.
(و) المِدْخَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: المِجْمَرَةُ) ، والجمْعُ المدَاخِنُ.
(ودَخَنَتِ النَّارُ، كمَنَعَ ونَصَرَ دَخْناً ودُخُوناً، وأَدْخَنَتْ) كأَكْرَمَتْ، (ودَخَّنَتْ) بالتَّشْديدِ وَهَذِه عَن(34/514)
الزَّمَخْشرِيِّ رَحِمَه الّلهُ تعالَى، (وادَّخَنَتْ) على افْتَعَلَتْ: (ارْتَفَعَ دُخانُها) ، وَلم يَذْكُرِ الجَوْهرِيُّ أَدْخَنَتْ ودَخَّنَتْ.
(و) دَخِنَتْ، (كفَرِحَتْ: أُلْقِيَ عَلَيْهَا حَطَبٌ فأُفْسِدَتْ لِيَهِيجَ لَهَا دُخانٌ) شَدِيدٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) مِنَ المجازِ: دخنَ (النَّبْتُ؛ و) كَذَا (الدَّابَّةُ) : إِذا (صارتْ أَلْوانُهما كُدْرَةً فِي سَوادٍ) كأَنَّه علاهُما الدُّخانُ، والاسمُ الدَّخَنُ، محرَّكةً، بِهِ فسَّرَ الجَوْهرِيُّ قوْلَ المعطَّلِ الهُذَلي: السَّابق؛ (كدَخُنَ، ككَرُمَ، دُخْنَةً، بالضَّمِّ.
(ودُخَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ عامِرٍ) الحجريُّ (تابِعِيٌّ) عَن عقبَةَ بنِ عامِرٍ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ كعبُ بنُ عَلْقَمَةَ وابنُ الغمِّ الأفْريقيُّ، ثِقَةٌ قُتِلَ سَنَة مائةٍ، كَذَا فِي الكاشِفِ.
وزادَ ابنُ حَبَّانٍ: هُوَ منْ أَهْلِ مِصْرَ، ورَوَى عَنهُ بكْرُ بنُ سوادَةَ.
وقالَ الحافِظُ: وابْنُه عامِرُ بنُ دُخَيْن رَوَى عَن أَبيهِ.
(وادَّخَنَ الزِّرْعُ) ، على افْتَعَلَ: (اشْتَدَّ حَبُّه) ، وذلِكَ إِذا عَلَتْه كدْرَةٌ قَلِيلَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَخَنَ الغُبارُ دُخُوناً) : أَي (سَطَعَ) وارْتَفَعَ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِهاأَهْوجُ مِحْضِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَخِنَ الطَّبيخُ، كفَرِحَ: إِذا تَدَخَّنَتِ القِدْرُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وشَرابٌ دَخِنٌ، ككَتِفٍ: مُتَغَيِّرُ الرَّائِحَةِ؛ قالَ لبيدٌ:
وفِتْيانِ صِدْقٍ قد غَدَوتُ عليهِمُبلا دَخِن وَلَا رَجِيعٍ مُجَنَّبِوالمُجَنَّبُ: الَّذِي باتَ فِي الباطِيَة.
والدُّخانُ: الجَدْبُ والجُوعُ، وَبِه فَسِّرَ قوْلُه تعالَى: {يَوْم تأْتي السَّماءُ(34/515)
بدُخانٍ مُبِينٍ} أَي بجَدْبٍ بَيِّن. يقالُ: إِنَّ الجائِعَ كانَ يَرَى بَيْنه وبَيْن السَّماءِ دُخاناً مِن شدَّةِ الجُوعِ.
وقيلَ: بل قيلَ للجُوعِ دُخانٌ ليُبْسِ الأرْضِ فِي الجدْبِ وارْتِفاعِ الأَرْض، فشبّهَ غُبْرتها بالدّخانِ؛ وَمِنْه قيلَ لسَنَةِ المجاعَةِ: غَبْراءُ، وجُوع أَغْبَرُ. ورُبَّما وَضَعتِ العَرَبُ الدُّخانَ مَوْضِع الشَّرِّ إِذا عَلا فيقولُونَ: كانَ بَيْننا أَمْرٌ ارْتَفَع لَهُ دُخانٌ.
وتَدَخَّنَ الرَّجلُ بالدُّخْنةِ وادَّخَنَ على افْتَعَلَ ودَخَّنَ بهَا غيرَهُ؛ قالَ:
آلَيْتُ لَا أَدْفِن قَتْلاكُمُفَدَخِّنوا المَرْءَ وسِرْبالهودَخَنُ الفتْنَةِ، محرَّكةً: ظُهُورُها وإِثارَتُها.
وخُلُقٌ دَاخِنٌ: فاسِدٌ.
وحَطَبٌ دَاخِنٌ: يأْتي بالدُّخان.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بِنُ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ حمْدَان بنِ دُخَان البَغْدادِيُّ، كغُرَابٍ: محدِّثٌ رَوَى عَنهُ عبْدُ العَزيزِ الأزجيُّ، وماتَ سَنَة 306.
وأَبو البَرَكَات ليثُ بنُ أَحْمدَ البَغْدادِيُّ المَعْروفُ بابنِ الدُّخْني، بالضمِّ: محدِّثٌ، ذَكَرَه المنذرِيّ فِي التكْمِلَةِ وضَبَطَه وقالَ: ظُنَّ أَنَّه مَنْسوبٌ إِلَى الدّخنِ الحَبَّةِ المَعْرُوفَة.
ووادِي الدّخان: بَيْن كفافةَ والوجهِ.
دخشن
: (الدَّخْشَنُ، كجَعْفَرٍ والشِّيْنُ معجمةٌ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ الفرَّاءُ: هُوَ (الخِدَبَّةُ) ؛ وأَنْشَدَ:
حُدْبٌ حَدابيرُ من الدَّخْشَن(34/516)
ِّتَرَكْنَ راعِيهِنَّ مثلَ الشَّنِّقالَ الأزْهرِيُّ: والدَّخْشَنُ فِي الْكَلَام، لَا يُنوَّن، والشَّاعِر ثقَّل نُونَه لحاجَتِه إِلَيْهِ.
(و) الدَّخْشَنُ: (الرَّجُلُ الغليظُ) ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
قالَ الأزْهرِيُّ: ويُضَمُّ ويقالُ إنَّه مِنَ الدَّخْشِ والنُّونُ زائِدَةٌ.
(و) الدُّخْشُنُ، (كقُنْفُذٍ: اسمُ) رجُلٍ كالدَّخْشَمِ بالميمِ.
واخْتَار ابنُ عصْفُورٍ أنَّه عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ.
ورَدَّه أَبو حَيَّان بِمَا ذَكَرْناه فِي الميمِ.(34/517)
ددن
: ( {الدَّدَنُ، محرَّكةً: اللَّهْوُ واللَّعِبُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعديّ:
أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ} بدَدَنْ إنَّ هَمِّي فِي سَماعٍ وأَذَنْ (كالدَّدِ) ، كاليَدِ.
ووُجِدَ بخطِّ الرضيِّ الشَّاطِبيِّ اللُّغويِّ فِي بعضِ الأُصُولِ، " دَدٌّ " بتَشْديدِ الدَّال، قالَ: وَهُوَ نادِرٌ وذَكَرَه أَبو عُمَر الُمطَرِزُ.
قالَ أَبو محمدِ بنُ السَّيِّد: وَلَا أعْلَمُ أَحداً حَكَاه غيرُه.
(والدَّدَا) ، كقَفاً وعَصاً، (والدَّيْدِ) كالأَيْدِ ( {والدَّيَدَانِ، محرَّكةً) ؛ قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: كُلُّها لُغاتٌ صَحِيحَةً.
قالَ أَبو عليَ: ونَظِيرُ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ فِي اسْتِعْمالِ اللامِ تارَةً نوناً، وتارَةً حَرْفَ عِلَّةٍ، وتارَةً محْذُوفَةً لدُنْ ولَداً ولَدُ، كلُّ ذلِكَ يقالُ. ويقالُ: الدَّدُ مَحْذوفٌ مِن الدَّدَنِ، والدَّدا محوَّلٌ مِن الدَّدَنِ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا أَنا مِن ددٍ وَلَا الدَّدُ منِّي) ؛ وَفِي رِوايَةٍ: (مَا أَنا مِن دَدًّا وَلَا دَدّاً منِّي) ، أَي مَا أَنا مِن أَهْلِ دَدٍ وَلَا الدَّد مِن أَشْغالي؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ فِي ترْجَمَةِ دعب للطِّرمَّاح:
واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهم لمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْمع الضُّحَى ناشِطٌ من داعِبات دَدِويُرْوى: من داعِبٍ دَدِدِ؛ يَجْعلُه نعْتاً للدَّاعبِ ويَكْسَعُه بدالٍ أُخْرى ليَتِمَّ النَّعْتُ.
(} والدَّدانُ، كسَحابٍ: مَنْ لَا غَناءَ عنْدَه) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
ونَسَبَ ابنُ بَرِّي هَذَا القوْلَ للفرَّاءِ، وَلم يَجِىءْ مَا عَيْنُه وفاؤُه مِنْ موْضِع واحِدٍ مِن(35/5)
غيْرِ فَصْل إلاَّ {دَدَن} وددان، قالَ: وذَكَرَ غيْرُه البَبْر، وقيلَ: البَبْر أَعْجمِيٌّ، وقيلَ: عَرَبيٌّ وافَقَ الأَعْجمِيّ، وَقد جاءَ معَ الفَصْل نَحْو كَوْكَبٍ وسَوْسَنٍ {ودَيْدَن وسَيْسَبانٍ.
(و) } الدَّدَانُ: (السَّيْفُ الكَهامُ) ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَمْضِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للطُّفَيْلِ:
لَو كنتَ سَيْفاً كَانَ أَثْرُك جُعْرةً وكنتَ {دَدَاناً لَا يُغَيِّركَ الصَّقلُ (و) قيلَ: الدَّدانُ مِن السُّيوفِ: (القَطَّاعُ) ، فَهُوَ (ضِدٌّ) .
قلْتُ: الَّذِي قالَهُ ثَعْلَبُ: إنَّ الدَّدانَ مِن السُّيوفِ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الشَّجَرُ، وَهَذَا عنْدَ غيرِه، وإنَّما هُوَ المِعْضَدُ، وَلَا يَخْفى أنّ كَوْنَهُ يُقْطَع بِهِ الشَّجَر لَا يَبْلغُ أَن يكونَ ضِدّ الكَهَام، فإنَّ الَّذِي لَا يمضِي فِي ضَرِيبَتِه قد يُقْطَع بِهِ الشَّجَر، فتأَمَّل.
(} والدَّيْدَنُ {والدَّيْدانُ} والدَّيْدَدانُ: العادةُ) والدَّأْبُ، الثانِيَةُ عَن ابنِ جِنِّي؛ وأَنْشَدَ للرَّاجزِ:
وَلَا تَزال عندَهُمْ حَفَّانُهُدَيْدانُهُمْ ذَاك وَذَا! دَيْدانُهُ وأَوْرَدَه الجَوْهرِيَّ أَيْضاً.
(والدّيْدَبُونُ) : اللهْوُ.
وقيلَ: الباطِلُ، وَقد ذُكِرَ (فِي الْبَاء) فِي دَيْدَب، (ووهِمَ الجوهرِيُّ فِي ذِكْرِهِ هُنَا) .
قلْتُ: وذَكَرَه ابنُ بَرِّي فِي دَبَنَ، وأَشَرْنا إِلَى توجيهِهِ هُنَاكَ، وَكَذَا فِي حرْفِ الفاءِ فرَاجِعْه. والمصنِّفُ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى تَبِعَ الصَّاغانيَّ فِي ذِكْرِهِ فِي الباءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/6)
{الدَّيْدونُ: اللَّهْوُ: وأَيْضاً العادَةُ.
} والدِّيدنُ، بالكسْرِ: لُغَةٌ فِي الفتْحِ بمعْنَى العادَةِ، هَكَذَا أَوْرَدَه الخَوارِزميُّ، ونَقَلَه الوَاحِدِيُّ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، فِي شرْحِ دِيوانِ المُتَنَبِّي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
دذن
: (الدَّاذِينُ: مَناوِرُ مِنْ خَشَبِ الأَرْز يُسْتَصْبَحُ بهَا، وَهِي بِنَجْدٍ ببِلادِ العَرَبِ مِن شَجَرِ المَظِّ؛ كذَا ذَكَرَه فِي اللِّسانِ.
درن
: (الدَّرَنُ، محرَّكةً: جَبَلٌ بَبْربَرِ المغْرِبِ.
(و) الدَّرَنُ: (الوَسَخُ) ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو تَلَطُّخُه) .
وَفِي المَثَلِ: مَا كانَ إلاَّ كَدَرَنٍ بَكَفِّي، يعْنِي دَرَناً كانَ بِإحْدَى يدَيْه فمسَحَها بالأُخْرى؛ يُضْرَبُ ذلِكَ مَثَلاً للشَّيءِ العَجِل.
وَقد (دَرِنَ الثَّوْبُ، كفَرِحَ، وأَدْرَنَ وأَدْرَنْتُه) ، لازِمٌ مُتَعدَ، (فَهُوَ دَرِنٌ) وأَدْرَنُ.
(و) رجُلٌ (مِدْرانٌ) : كَثيرُ الدَّرَنِ، (للذَّكَرِ والأُنْثى) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيّ:
مَدارِينُ إِن جاعُوا وأَذْعَرُ مَنْ مَشَى إِذا الرَّوْضةُ الخَضْراءُ ذَبَّ غَدِيرُهاوقالَ الفَرَزْدقُ:
تَرَكُوا لتَغْلِبَ إِذْ رَأَوْا أَرماحَهُمْبِأَرابَ كُلَّ لئيمة مِدْرانِ(35/7)
(و) الدَّرِينُ والدُّرَانَةُ، (كأَميرٍ وثُمامَةٍ: يَبيسُ) الحَشِيشِ، و (كُلّ حُطامٍ) مِن (حَمْضٍ أَو شَجَرٍ أَو بَقْلٍ) حَرّه وذَكَره إِذا قَدُمَ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: الدَّرِينُ حُطامُ المَرْعى إِذا قَدُمَ، وَهُوَ ممَّا بَلِيَ مِنَ الحَشِيشِ وقلَّما تنْتَفِعُ بِهِ الإِبِلُ؛ وقالَ عَمْرُو بنُ كلثومٍ:
ونحنُ الحابِسُون بذِي أُراطَى تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِيناوقالَ أَوْسُ بنُ نَصْر:
وَلَمْ يَجِدِ السَّوامُ لَدَى المَراعِيمَساماً يُرْتَجَى إلاَّ الدَّرِيناوقالَ ثَعْلَبُ: الدَّرِينُ: النَّبْتُ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ سَنَةٌ ثمَّ جفَّ، واليَبيسُ الحوليُّ هُوَ الدَّرِين. (و) يقالُ: مَا فِي الأَرْض مِنَ اليَبيسِ إلاَّ الدُّرانَةُ.
(أَدْرَنَتِ الإِبِلُ: رَعَتْهُ) ، وذلِكَ فِي الجدْبِ.
(وظَبْيٌ مِدْرانٌ: يأْكُلُه.
(وحَطَبٌ مُدْرِنٌ، كَمُحْسِنٍ: يابسٌ.
و) يقالُ: رجعَ الفرسُ إِلَى إِدْرَوْنه، قيلَ: (الإِدْرَوْنُ، كفِرْعَوْنٍ: المَعْلَفُ.
(و) قيلَ: (الآرِيُّ.
(و) الإِدْرَوْنُ: (الدَّرَنُ) .
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا مَعْروفاً.
(و) أيْضاً: (الوطَنُ.
(و) أَيْضاً: (الأَصْلُ) ؛ وخصَّ بعضُهم بِهِ الخَبِيثَ مِنَ الأُصولِ فذَهَبَ إِلَى أَنَّ اشْتقاقَهُ مِنَ الدَّرَنِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ بشيءٍ.
وقالَ ابنُ جنيّ: هُوَ مُلْحَقٌ وبِجِرْدَحْل، وذلكَ أنَّ الواوَ الَّذِي فِيهَا ليْسَتْ(35/8)
مدًّا لأَنَّ مَا قبْلَها مَفْتُوح، فشابَهَتِ الأُصُولَ بذلِكَ فأُلْحِقَتْ بهَا.
(و) الدَّرَانُ، (كسَحابٍ: الثَّعْلَبُ.
(و) دُرْنَى، (كبُشْرَى: ع) ؛ وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ مِن شقِّ اليَمامَةِ؛ (ويُفْتَحُ) ، وبالوَجْهَيْنُ رُوِيَ قوْلُ الأَعْشَى:
حَلَّ أَهْلِي مَا بَيْن دُرْني فبادُوالي وحَلَّتْ عُلْوِيَّةً بالسِّخالِوقالَ أَيْضاً:
فقلْتُ للشَّرْب فِي دُرْني وَقد ثَمِلُواشِيمُوا وكيفَ يَشِيمُ الشارِبُ الثَّمِلُ؟ (والنِّسْبَةُ دُرْنِيٌّ) ودُرْنِيَّةٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَإِن طَحَنَتْ دُرْنِيَّةٌ لِعيالِهاتَطَبْطَبَ ثَدْياها فطارَ طَحِينُها (و) دُرْنَي (بنتُ عَبْعَبةً الشَّاعِرَةُ.
(وأُمُّ دَرَنٍ، محرَّكةً: الدُّنْيا) ؛ نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.
(وأُمُّ دَرِينٍ، كأَميرٍ: الأَرضُ المُجْدِبَةُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تعالَيْ نُسَمِّطُ حُبَّ دَعْدٍ ونَغْتدِيسَواءَيْن والمَرْعى بأُمِّ دَرِينِيقولُ: تعالَيْ نلزَمُ حُبَّنا وَإِن ضاقَ العَيْشُ.
(ودَارِينُ: ع بالبَحْرَيْن مِنْهُ المِسكُ الدَّارِيُّ) ؛ قالَ النابغَةُ الجعْديُّ:
أُلْقيَ فِيهَا فِلْجانِ مِن مِسْكِ دارِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِوقالَ كثيِّرٌ:
أُفِيدَ عَلَيْهَا المِسْكُ حَتَّى كأَنَّهالَطِيمُةُ دارِيَ تَفَتَّقَ فارُها(35/9)
(و) دُرَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: الأَحْمقُ) .
وَفِي الأساسِ: وتسمِّي أَهْلُ الكُوفَة الأَحْمقَ: دُرَيْنَةَ؛ وأَهْلُ البَصْرةِ: دُغَيْنَةَ، وتقولُ: لَو كنتَ رُمحاً يَا دُرَيْنَة لم نُثَقّفْك رُدَيْنَة.
(و) الأَميرُ (ثِقَةُ الدَّوْلَةِ عَليُّ بنُ محمدِ) بنِ يَحْيَى (الدُّرَيْنِيُّ) العِرَاقيُّ (واقِفُ المَدْرسةِ الثِّقَتِيَّةِ) بدِمَشْقِ، (حَدَّثَ ورَوَى) عَن طرادٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر.
(و) دُرَّانَةٌ، (كرُمَّانةٍ: امرأَةٌ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: النُّونُ فِي الدُّرَّانَة إنْ كانتْ أَصْلِيَّة فَهِيَ فُعْلالَة مِن الدَّرَنِ، وَإِن كانتْ غيرَ أَصْلِيَّة فَهِيَ فُعْلانَة مِنَ الدُّرِّ أَو الدَّرِّ.
(و) الدَّرِنُ، (ككَتِفٍ وأَميرٍ: الثَّوْبُ الخَلَقُ.
(ودَرِنَتْ يَدُهُ بالشَّيءِ، كفَرِحَ: تَلَطَّخَتْ.
و) مِن المجازِ: (يَداهُ دَرِنَتانِ بالخَيْرِ، وأَيْدِيهم دِرانٌ، وهْوَ دَرِنُ اليَدَيْنِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ثوْبٌ أَدْرَنُ: وَسِخٌ.
والدَّرِنَةُ، كفَرِحَةٍ: الجرْباءُ مِنَ النُّوقِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فلانٌ إدْرَوْنُ شَرَ وطمِرُّ شَرَ إِذا كانَ ذَا نِهايَةٍ فِي الشَّرِّ.
ودِرنَةُ، بالكسْرِ: مَدِينَةٌ بَيْن الإِسْكَنْدريَّة وطَرَابُلُسَ.
وأَدْرنَةُ: مَدينَةٌ عَظِيمَةٌ بالرُّومِ.
ودارونُ: مَوْضِعٌ بالشامِ.
ودِيرِين، بالكسْرِ: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ مِصْرَ، حَرَسَها الّلهُ تعالَى، وَقد ذُكِرَتْ فِي الرَّاءِ.
دربن
) (الدَّرابِنَةُ: البَوَّابُونَ، الواحِدُ دَرْبانٌ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ) ؛ وأَنْشَدَ(35/10)
الجوْهرِيُّ للمثقَّبِ العَبْدِيِّ يَصِفُ ناقَتَه:
فأَبْقَى باطِلِي والجِدُّ منهاكدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِينِوقِياسُ الدِّرْبانِ على طَريقَةِ كَلامِ العَرَبِ أَن يكونَ وَزْنه فِعْلان، ونُونُه زائِدَة، وَلَا يكون أَصْلاً لأنَّه ليسَ فِي كلامِهِم فعْلال إلاَّ مُضاعفاً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدُّرْبانُ، بالكسْرِ والضمِّ، لُغَتان عَن كُراعٍ.
وقيلَ: الدَّرابنَةُ: التُّجَّارُ.
درجن
) (دَرْجَنَتِ النَّاقَةُ على وَلَدِها) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
أَي (رَئِمَتْه بعدَ نِفارٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدراجين: قرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الجِيزَةِ.
(وممَّا يُسْتدرِكُ عَلَيْهِ:
درحمن
: (الدُّرَحْمِينُ، كشُرَحْبِيلٍ، والحاءُ مُهْمَلَة: الرَّجُلُ الثَّقِيلُ: نَقَلَهُ؛ ابنُ بَرِّي عَن الطّوسيّ.
درخبن
) (الدُّرَخْبِينُ، كشُرَحْبِيلٍ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هُوَ (الدَّاهِيَةُ) كالدُّرَخُبِيلِ، نَقَلَه الأَزْهرِيُّ.
(و) أَيْضاً: (البَطِيءُ) الثَّقيلُ الرَّأْسِ؛ عَن ابنِ عبَّادٍ.
درخمن
: (كالدُّرَخْمِينُ فيهمَا) . أَي فِي الدَّاهِيَةِ والبَطِيءِ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الدَّاهِيَةِ.
وقالَ قومٌ: إنَّ الرَّجلَ الدَّاهِيَةَ يقالُ فِيهِ دُرَخْمِينُ، وأَمَّا الرَّجلُ البَطِيءُ الثَّقِيلُ فبالحاءِ لَا غَيْرَ نَقَلَه ابنُ بَرِّي وأَنْشَدَ الجَوْهريُّ للرَّاجزِ:(35/11)
أَنعَتُ من حَيَّاتِ بُهْلٍ كُشُحينْصِلَّ صفا داهيةً دُرَخْمِينْوأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
تاحَ لَهُ أَعرَفُ ضافي العُثْنُون فزَلَّ عَن داهِيَةٍ دُرَخْمِين حَتْف الحُبارَيات والكَراوِين والدُّرَخْمِيلُ باللامِ لُغَةٌ فِيهِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ الدرخمين: الضخم من الْإِبِل عَن السيرافي، وانشد للراجز أَنعَت عير عانة درخمين
درقن
الدراقن، كعلابط، الْجَوْهَرِي (وَقد تشدد الرَّاء، وَهُوَ الْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة: (المشمش، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخوخ، لُغَة شامية، وَقَالَ يسمون الخوخ الدراقن، وَهُوَ مُعرب سرياني أَو رومي، ونقلة الجواليقي فِي معربه وَقَول المُصَنّف فِي تَفْسِيره: المشمش غير مَعْرُوف.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ
دركزن
دركزين: مَدِينَة بالعجم مَشْهُورَة وَهِي بِالْقربِ من هَمدَان، مِنْهَا الإِمَام مُحَمَّد بن الْقرشِي الدركزيني، شَارِح " منَازِل السائرين، تَرْجَمَة الإِمَام الْإِسْنَوِيّ فِي طبقاته. قلت: وَهِي(35/12)
قَرْيَة من كورة الأعلم، وَمِنْهَا الْوَزير الدركزيني، وَزِير السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه.
دشن
دشنا أهمله الْجَوْهَرِي، أَي أعْطى (وتدشن: أَخذ) (وداشان: د) (والداشن، مُعرب الدشن) وَهُوَ كَلَام عراقي، وَلَيْسَ من كلامهل الْبَادِيَة، لأَنهم (يعنون بِهِ: الثَّوْب الْجَدِيد) الَّذِي (لم يلبس) أَو الدَّار الجديدة) الَّتِي لم تسكن) وَلَا اسْتعْملت. (و) دشني (كسكرى) وَالْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة كذكرى: (د، بلد بصعيد مصر ألأعلى، مِنْهُ الْفَقِيه الْوَرع جلال الدّين (أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن) بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى، سمع الحَدِيث عَن الشَّيْخ بهاء الدّين ابي الْحسن عَليّ بن هبة الله ابْن سَلامَة، عرف بِابْن بنت الْحِمْيَرِي، وَعَن الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ ومجد الدّين القشيريوالشيخ عز الدّين بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ,وَالْأُصُول على الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ، والنحو على شرف بن أبي الْفضل المرسي، وروى عَنهُ فِي الْقَاهِرَة الشَّيْخ شمس الدّين بن مُحَمَّد بن أَحْمد القماح والجمالُ محمدُ بنُ يَحْيَى الأرْمَنيُّ، وعلمُ الدِّيْن ابنُ الشيْخِ بَهاء الدِّيْن القشيريّ، ويوسفُ بنُ أَحْمَد بنِ عَرَفَات القنائيُّ؛ وُلِدَ بدَشْنَى سَنَة 615، وتُوفيَ رَحِمَه الّلهُ تعالَى بقوص سَنَة 677، ودُفِنَ خَارِج(35/13)
بابِ المَقابِرِ بالقُرْبِ مِن شيْخهِ أَبي الحَسَنِ القشيريِّ؛ وابْنُه الشيْخُ تاجُ الدِّيْن محمدُ بنُ أَحْمدَ رَوَى عَن أَبيهِ، وَبِه تَخَرَّجَ، وَعنهُ البُرْهانُ إبراهيمُ بنُ عليَ القوصيُّ، والكمالُ أَبو الفَضْلِ جَعْفرُ بنُ ثَعْلَب الأَدقويُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّاشِنُ والبُرْكَة: كِلاهُما الدُّسْتارانُ؛ ويقالُ: بُرْكةُ الطحَّانِ كِلاهُما عَن ابنِ شُمَيْلٍ؛ كَذَا فِي اللِّسانِ.
والدشونيةُ: حدِيقَةُ فِي أَوَّلِ بطْحَانَ بالمَدينَةِ المنَّورَةِ، وَهِي الماجِشُونيةُ.
دعن
) (الدَّعْنُ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي المحْكَمِ: (سَعَفٌ يُضَمُّ بعضُه إِلَى بعضٍ ويُرْمَلُ بالشَّريطِ ويُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْرُ) ؛ أَزْدِيَّةٌ.
(و) الدَّعِنُ، (ككَتِفٍ: السَّيِّىءُ الخُلُقِ والغِذاءِ، كالمُدْعَنِ كمُكْرَمٍ.
(والدِّعَنُّ، كخِدَبَ: الماجِنُ، ج دِعَنَّةٌ.
(و) الدَّعانَةُ، (كسَحابَةٍ: المُجُونُ وَمَا أَدْعَنَهُ) فِي التَّعجّب.
(و) دَعانُ، (كسَحابٍ: وادٍ بَين المدينةِ ويَنْبُعَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أُدْعِنَ الجَمَلُ إِذا أُطِيلَ رُكوبُه حَتَّى يَهْلِك؛ وَكَذَا أُدْعِنَتِ الناقةُ؛ قالَهُ أَبو عَمْرٍ وَفِي تَفْسيرِ شِعْر ابنِ مُقْبِل، وَرَوَاه هَكَذَا بالدَّالِ والنُّونِ.
ودَوْعَنُ، كجَوْهَرٍ: وادٍ بحضْرَمَوْتَ.
دعكن
) (الدَّعْكَنُ، كجعْفرٍ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي النَّوادِرِ: هُوَ(35/14)
(الدَّمِثُ الحَسَنُ الخُلُقِ) مِن الرِّجالِ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
قالَ: (و) الدَّعْكَنُ: (البِرْذَوْنُ) القَرودُ الأَلْيَسُ البَيِّنُ اللَّيَسِ (الذَّلُولُ.
(و) فِي المُحْكَمِ: الدِّعْكِنَةُ، (بهاءٍ: السَّمينَةُ) .
وقيلَ: (الصُّلْبَةُ) الشَّديدَةُ (مِن النُّوقِ) ؛ وأَنْشَدَ:
أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنةً دِحَنَّهْبما ارْتَعى مُزْهِيةً مُغِنَّهْويُرْوى: ذَا عُكْنَةٍ وتقدَّمَ فِي دَحَنَ؛ (ويُكْسَرُ) وَبِه رُوِيَ البَيْتُ أَيْضاً.
(و) الدِّعْكَنَّةُ، (كإرْدَبَّةٍ: الحِرُ الضَّخْمُ) العَظِيمُ.
دغن
) (دَغَنَ يَوْمُنا) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ مِثْلُ (دَجَنَ) ؛ قالَ: (و) الدُّغُنَّةُ، (كحُزُقَّةٍ) ، مثْلُ (الدُّجُنَّةِ) زِنَةً ومعْنًى.
(و) الدُّغُنَّةُ: (أُمُّ رَبِيعَةَ ابنِ رُفَيْعِ) بنِ حبَّان بنِ ثَعْلَبَةَ السُّلميّ، (الَّذِي أَجارَ أَبَا بكْرٍ، رَضِي اللهاُ تَعَالَى عَنهُ) ، وشَهِدَ هُوَ حُنَيْناً، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي العَيْن. (أَو هِي ككَلِمَةٍ أَو كحُزْمةٍ، والصَّحِيحُ الأَوَّلُ، والمُحدِّثونَ يَلْحَنون) .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللهاُ تعالَى: اللَّحنُ إنَّما تَتَّصِفُ بِهِ المُرَكَّباتُ إِذا تَغَيَّر إِعرابُها، أَمَّا المُفْرداتُ إِذا تَغَيَّرتْ حَرَكَاتُها فيُقالُ تَصْحيفٌ وتَحْريفٌ لَا لَحْنُ، واللهاُ تعالَى أَعْلم.
(ودَغانينُ: هَضَباتٌ ببِلادِ عَمْرِو بنِ كِلابٍ) .
وَالَّذِي فِي مُعْجم نَصْر: دَغانينُ بالغَيْنِ المعْجمَةِ: هَضَباتٌ لبَنِي وقَّاصٍ مِن بَنِي أَبي بكْرِ بنِ وائِل بنِ كلابٍ بحمَى(35/15)
ضَرِيَّة.
وهناكَ جُبَيْلٌ يقالُ لَهُ دَغْنانُ كسَحْبانٍ؛ قتأَمَّلْ.
(ودَوْغانُ: ة برَأْسِ عَيْنٍ) .
وقالَ نَصْر: سوقٌ بالجَزيرَةِ كانَ يَجْتمعُ إِلَيْهَا أَهْلُ تلْكَ الدِّيار كلّ شَهْر مرَّةً.
(و) دُغَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: عَلَمٌ للأَحْمَقِ) عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ للأَحْمَقِ: دُغَةٌ ودُغَيْنَةُ؛ (أَو اسمُ حَمْقاءَ م) مَعْروفَة.
(و) أَبو محمدٍ (عبدُ الّلهِ بنُ محمدِ) بنِ إِبراهيمَ، (شيْخُ أَبي الهَيْثَمِ) الكشْميهنيُّ، وأَبو إسْحقَ الزكيّ رَوَى عَن محمدِ بنِ إِبراهيمَ البُوشَنْجيَ وصالحِ بنِ محمدِ جزْرَةَ؛ (وإِبراهيمُ بنُ أَحمدَ) عَن الهَيْثَم الشَّاشِيّ، وَعنهُ حَفِيدُه محمدُ بنُ صالحِ بنِ أَحمدَ بنِ إبراهيمَ (الدَّاغُونيَّانِ مُحدِّثانِ) . واخُتَصَّ أَهْلُ مَرْوَ بقوْلِهم داغوثيٌّ لبَيَّاع المَدَاسَات.
دفن
: (دَفَنَهُ يَدْفِنُهُ) دَفْناً: (سَتَرَهُ ووارَهُ) فِي التّرابِ، (كادَّفَنَه، على افْتَعَلَه، فانْدَفَنَ وتَدَفَّنَ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: ادَّفَنَ الشيءُ، على افْتَعَلَ، وانْدَفَنَ بمعْنًى، فَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ ادَّفَنَ مُطاوِعُ دَفَنَه، وكُلامُ المُحْكَم يَقْتَضِي أنَّه مُتعدَ.
(والدِّفْنُ، بالكسْرِ: ع.
(والدَّفِينُ كالمَدْفونِ، ج أَدْفانٌ ودُفَناءُ.
(و) الدَّفِينُ: (الرَّكِيَّةُ والحَوْضُ والمَنْهَلُ يَنْدَفِنُ) وذلِكَ إِذا سَفَتِ الرِّيحُ فِيهِ التُّرابَ.
(و) قالَ اللّحْيانيُّ: (امرأَةٌ دَفِينٌ ودَفِينَةٌ، ج دُفَناءُ) ، كَذَا فِي النُّسخ؛(35/16)
ونصّ اللّحْيانيّ: دَفْني؛ (ودَفائِنُ.
(ورَكِيَّةٌ دَفِينٌ) ، وَفِي الصِّحاحِ: إِذا انْدَفَنَ بعضُهَا، والجمْعُ دُفُنٌ بضمَّتَيْن: وأَنْشَدَ للبيدٍ:
سُدُماً قَلِيلا عَهْدُه بأَنِيسِهمن بَيْن أَصْفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ (ومِدْفانٌ ودِفانٌ، ككِتابِ، مُنْدَفِنَةٌ.
(والدَّفِينَةُ: مَا يُدْفَنُ) ، وقالَ ثَعْلَب: الشيءُ تَدْفِنُه.
(و) سُمِّي (الكَنْزُ) الدَّفِينَة لكَوْنِه مَدْفوناً فِي الأَرضِ؛ (ج دَفائِنُ) على القِياسِ.
(و) الدَّفِينَةُ: (ع) ، وَهُوَ الدَّثِينَة بالثاءِ، وَقد تقدَّم ذِكْرُها.
(والمِدْفانُ والدَّفونُ مِن الإِبِلِ والنَّاسِ: الذَّاهِبُ على وجْهِه لَا لحاجَةٍ كالأُبَّاقِ) ؛ وَفِي المُحْكم: كالآبِقِ؛ (وَقد دَفَنَتْ دَفْناً) : إِذا (سارَتْ على وجْهِها.
(وادَّفَنَ العبدُ، كافْتَعَلَ: أَبَقَ قَبْلَ وُصولِ المِصْرِ الَّذِي يُباعُ فِيهِ) ، فإنْ أَبَقَ مِنَ المِصْر فَهُوَ الإِباقُ الَّذِي يُرَدُّ مِنْهُ فِي الحُكْم، وَإِن لم يَغِب عَن المِصْر، هَكَذَا رَوَاه يَزيدُ بنُ هَارون بسَنَدِه عَن محمدِ بنِ شريحٍ، ونَقَلَه أَبو عُبَيْدٍ، (فَهُوَ دَفونٌ) بِهَذَا المعْنَى، وَبِه فُسِّر حيثُ شريحٍ: أَنَّه كانَ لَا يَرُدّ العبدَ مِن الادِّفان ويردّه مِن الإِباقِ الباتِّ.
وقيلَ: الادِّفانُ أَنْ يَرْوغَ مِن مَوالِيه اليَوْمَ واليَوْمَيْن؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.
وكانَ أَبو عُبَيْدَةَ يقولُ: هُوَ أَنْ لَا يَغِيبَ عَن المِصْر فِي غَيْبَتِه؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ أَيْضاً.
وقالَ الأزْهرِيُّ: والقوْلُ مَا(35/17)
قالَهُ أَبو زيْدٍ وأَبو عُبَيْدَةَ، والحُكْم على ذلِكَ، لأنَّه إِذا غابَ عَن مَوالِيه فِي المِصْر اليَوْمَ واليَوْمَيْن فليسَ بإِباقٍ باتَ، قالَ: ولسْتُ أَدْرِي مَا أَوْحَشَ أَبا عُبَيْد من هَذَا، وَهُوَ الصَّوابُ.
(وداءٌ دَفِينٌ) : لايُعْلَم بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: (قُم عَن الشَّمْس فإنَّها تُظْهِر الدَّاءَ الدَّفِين) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ الدَّاءُ المُسْتَتِر الَّذِي قَهَرَتْه الطَّبيعَةُ، يقولُ: الشمْسُ تُعينُه على الطَّبيعَةِ وتُظْهِره بحرِّها.
(و) داءٌ (دِفْنٌ، بالكسْرِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ ككَتِفٍ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ كَمَا سَيَأْتي.
وقيلَ: داءٌ دَفِينٌ: (ظَهَرَ بعدَ خَفاءٍ فنَشَأَ مِنْهُ شَرٌّ وعَرٌّ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(ودَوْفَنٌ) ، كجَوْهَرٍ: اسمٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَدْرِي أَ (رَجُلٌ) أَم مَوْضِعٌ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
وَعَلِمْتُ أَني قد مُنِيتُ بنئْطِلٍ إِذْ قيلَ كَانَ منَ الِ دَوْفَنَ قمسى قالَ: فَإِن كانَ رَجُلاً فعَسَى أَنْ يكونَ أَعْجمِيًّا فَلم يَصْرفْه، أَو لعلَّ الشاعِرَ احْتاجَ إِلَى ترْكِ صَرْفِه فَلم يَصْرِفْه، فإنَّه رأْيٌ لبعْضِ النَّحويين، إِن كانَ عنَى قَبِيلَةً، أَو (امرأَةً) ، أَو بقْعَةً، فحكْمُه أَنْ لَا يَنْصرِفَ، وَهَذَا بَيِّنٌ واضحٌ.
(وناقَةٌ دَفونٌ) : إِذا كانَ من (عادَتِها أنْ تكونَ) فِي (وسَطِ الإِبِلِ) ؛ كَمَا فِي(35/18)
الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: (الدَّفونُ مِنَ الإِبِلِ: الَّتِي تكونُ وَسَطهنَّ (إِذا وَرَدَتْ؛ وَقد دَفَنَتْ تَدْفِنُ) دَفْناً.
(و) مِن المجازِ: (تَدَافَنوا: تَكَاتَمُوا) .
يقالُ فِي الحدِيثِ: (لَو تَكَاشَفْتم مَا تَدَافَنْتُم) ؛ أَي لَو يكشَّفُ عَيْبُ بَعْضِكم لبعضٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(والدَّفَنِيُّ، كعَرَبيَ: ثَوْبٌ مُخَطَّطٌ) ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشى:
الواطِئينَ على صُدورِ نعالِهميَمْشونَ فِي الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ (و) مِن المجازِ: (رجلٌ دَفْنٌ، بالفتْح) : أَي (خامِلٌ) ؛ ويقالُ لَهُ: دَفَنْتَ نفْسَك فِي حَياتِك.
(والمِدفانُ: السِّقاءُ) الخَلَق (الْبَالِي) : نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) مِن المجازِ: (بَقَرَةٌ دافِنَةُ الجِذْمِ) : وَهِي الَّتِي (انْسَحَقَتْ أَضْراسُها هَرَماً) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(ودافِنَا الأَمرِ: داخِلُه) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: دَافِنُ الأَمْرِ: داخِلُه؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) الدَّفِينَةُ، (كسَفينَةٍ: مَنْزِلٌ لبَني سُلَيْمٍ) ، وَهِي الدَّثِينَةُ الَّتِي أَشَرْنا إِلَيْهَا قَريباً، وتقدَّمَ ذِكْرُها فِي (د ث ن) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّفْنُ بالفتْحِ: المَدْفونُ، والجمْعُ أَدْفانٌ، ويُجْمَعُ الدَّفِينُ على الدُّفُنِ بضمَّتَيْن؛ وَمِنْه حديثُ عائِشَةَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهَا، تَصِفُ أَباها: (واجْتَهَرَ دُفُن الرَّواءِ) .
وأَرضٌ دُفُنٌ، بضمَّتَيْن، الواحِدُ والجمْعُ سِواء.
والدَّفْنُ، بالفتْحِ: المَنْهَلُ(35/19)
المُنْدَفِنُ؛ قالَ.
دَفْنُ وَطامٍ ماؤُه كالجِرْيالِ ودَفَنَ سرَّه: كَتَمَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
والمِدْفانُ مِن الإِبِلِ والناسِ كالدَّفُون.
وادَّفَنَتِ الناقَةُ، على افْتَعَلَتْ، فَهِيَ دَفونٌ.
والتَّدَافنُ: مدافَنَةُ المَوْتى؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَوْلَا أَنْ تَدَافَنْتُم) .
وقالَ الأَصْمعيُّ: رجُلٌ دَفِينُ المُروءَة ودَفْنُ المُروءَة: إِذا لم تكنْ لَهُ مُروءَةٌ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
يُبارِي الرِّيحَ لَيْسَ بِجانِبِيَولا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئِيمِوحَكَى ابنُ الأعْرابيِّ: داءٌ دَفِنٌ، ككَتِفٍ، وَهُوَ نادِرٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وأُراهُ على النَّسَبِ، وأَنْشَدَ للمُهاصِرِ بنِ المحلِ ووَقَف على عيسَى بنِ موسَى بالكُوفَةِ وَهُوَ يكتُبُ الزَّمْني:
إِن تَكْتبُوا الزَّمْني فإِنِّي لَطَمِنْمن ظاهِر الدَّاءِ وداءٍ مُسْتَكِنْ وَلَا يَكادُ يَبْرَأُ الدَّاءُ الدَّفِنْ.
والدَّفِينُ، كأَمِيرٍ: موْضِعٌ؛ قالَ الحَذْلَمِيُّ.
إِلَى نُقاوى أَمْعَزِ الدَّفِين والدَّفَافِين: خَشَبُ السَّفينَةِ، واحِدُها دُفَّان؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
والمِدْفنُ: موْضِعُ الدَّفْن، والجمْعُ المَدافِنُ.
والدَّفِينُ: اللَّحْمُ يُدْفَنُ فِي الأُرْزِ، عامِّيَّةٌ.(35/20)
دقن
: (دَقَنَ فِي لَحْيِ الرَّجُلِ) يَدْقنُه دَقْناً:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: (ضَرَبَ) بجمْعِ كفِّه (فِيهِ، وكذلِكَ إِذا مَنَعَهُ وحَرَمَهُ) . يقالُ للمَحْرومِ: دُقِنَ فِي لَحْيِه؛ كَمَا فِي الأساسِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقولُ أَهْلُ بِغْدادَ: فِي دَقَنِك، أَي فِي لحيتك؛ كَمَا فِي الأساسِ.
قلْتُ: وَكَذَا هُوَ عنْدَ عامَّةِ أَهْلِ مِصْرَ، وليْسَتْ بلُغَةٍ فَصِيحَةٍ.
وابنُ الدقون: مُحدِّثٌ مَغْربيٌّ، هُوَ أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ إبراهيمَ، أَخَذَ عَن الموَّاق، وَعنهُ أَحْمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبْدِ الرَّحْمان بنِ عبْدِ العَزيزِ السنولي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(دقدن: (الدِّقْدانُ بالكسْرِ: مَا تُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ، مُعَرَّبٌ فارِسِيَّتُه ديك دَان؛ وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ اسْتِطْراداً فِي ترْجَمَةِ عنن.
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(الدِّيقانُ: أَثافِي القِدْرِ؛ نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ.
(قلْتُ: وَهُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبُ ديك دَان.
دكن
: (الدُّكْنَةُ، بالضَّمِّ: لَوْنٌ) يضْرِبُ إِلَى الغُبْرة بَيْن الحمْرَةِ والسَّواد.
وَقد دكن الشَّيْء (0كفرح) دكنا. ودكن الثَّوْب: اتسخ واغبر لَونه، وانشد الْجَوْهَرِي لروبة: سلمت عرضا ثَوْبه لم يدكن.(35/21)
(فَهُوَ أدكن) وَأنْشد الْجَوْهَرِي للبيد - رَضِي الله عَنهُ - أغلي السباء بِكُل أدكن عائق أَو جونة قدحت وفض ختامها يَعْنِي زقا قد صلح وجاد فِي لَونه ورائحته لعتقة. (ودكن الْمَتَاع، كنصر) يدكنه دكنا (نضد بعضه على بعض، كدكنه) بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ مجَاز. (و) مِنْهُ الدّكان، كرمان) وَهُوَ عِنْد أبي الْحسن مُشْتَقّ من الذكاء، وَهِي الأَرْض المنبسطة، فحين ئيذ النُّون الزَّائِدَة، وَقد ذكره المُصَنّف رَحمَه الله تَعَالَى هُنَاكَ أَيْضا وَقيل الدّكان: الْحَانُوت ج: دكاكين) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَمر لَهُ تَفْسِير الْحَانُوت بدكان الْخمار، فَالظَّاهِر أَن الدّكان أَعم، قَالَه شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى، وَهُوَ فَارسي مُعرب كَمَا فِي الصِّحَاح وَصرح النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى بانه مُذَكّر، قَالَ شَيخنَا: فَإِذا كَانَ معربا فَالصَّوَاب أَصَالَة النُّون، إِذْ المعرب لَا يعرف لَهُ اشتقاق، وَلَا يدْخلهُ تصريف على الْأَصَح. وثريدة دكناء: كَثِيرَة الأباريز كَأَن الأباريز دكنت عَلَيْهَا أَي: نضدت والدكيناء كالعُفَيْراءِ: دُوَيْبَّةٌ مِن الأَحْناشِ.
(وسَمَّوْا دَوْكَناً، كجَوّهَرٍ وزُبَيْرٍ) ؛ ومِنَ الأَخيرِ: دُكَيْنُ بنُ سعيدٍ الخَثْعميُّ لَهُ صُحْبَةٌ.
ودُكَيْنٌ: لَقَبُ زَيْدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحمدَ بنِ إسْمعيل بنِ يوسُفَ الحسنيّ، نَزَلَ منفلوطَ واسْتَوْطَنَها، فَعَقُبهُ بهَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدَّكْنُ، بالفتْحِ، والدَّكَنُ، محرَّكةً: لَوْنُ الأَدْكَنِ،(35/22)
وأَدْكَنُ مثْل دكن، وخَزٌّ أَدْكَنُ وجُبَّةٌ دَكْناءُ.
وعَلى الجَوِّ مَطارِفُ دُكْنٌ، وَهِي السَّحابُ.
ودَكَّنَ الدُّكَّانَ: عَمِلَه.
ودَكَّن، بفتْحٍ فكسْر كافٍ مُشدَّدَةٍ: كورَةٌ عَظِيمةٌ بالهنْدِ.
دلهن
: (أدْلَهَنَّ) الرَّجُلُ (ادْلِهْناناً) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
ومعْناهُ: (كَبِرَ وشَاخَ) ، وَهِي (لُغَةٌ فِي ادْلَهَمَّ) بالميمِ.
قلْتُ: وَلم يُذْكَر فِي ترْجَمَةِ ادْلَهَمَّ هَذَا المعْنَى كَمَا أَشَرْنا إِلَيْهِ فتأَمَّلْ ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دلن
: (دَلانُ، كسَحابٍ: مِن أَسْماءِ العَرَبِ، وَقد أُمِيتَ أَصْل بنائِهِ؛ كَمَا فِي اللِّسانِ.
(ودَالانُ فِي دَوَلَ.
دمن
: (الدِّمْنُ، بالكسْرِ: السِّرْقِينُ المُتَلَبِّدُ) الَّذِي صارَ كرْساً على وجْهِ الأرْضِ.
(و) فِي الصِّحاحِ: الدِّمْنُ: (البَعَرُ) (وأَنْشَدَ للبيدٍ:
راسِخُ الدِّمْن على أَعْضادِهِثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْومنه الحدِيثُ: (فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن) ، هَكَذَا رُوِي بالكسْرِ فسكونِ الميمِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: يُرِيدُ البَعَرَ لسُرْعَةِ مَا ينْبتُ فِيهِ.
(ودَمَّنَتِ الماشِيَةُ المكانَ تَدْمِيناً) : بَعَرتْ فِيهِ وبالَتْ، (فَهُوَ مُتَدَمِّنٌ) ؛(35/23)
ودَمَّنَ الشاءُ الماءَ كذلِكَ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ بَقَرَةً وَحْشيَّة:
مُوَلَّعةً خَنْساءَ ليْستْ بنَعْجة يُدَمِّن أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُهاويقالُ: الماءُ مُتَدَمِّن إِذا سَقَطَتْ فِيهِ أَبْعارُ الإِبِلِ والغَنَمِ.
(و) الدِّمْنَةُ، (بهاءٍ: آثارُ الدَّارِ والنَّاسِ.
(و) أَيْضاً: (مَا سَوَّدوا) وأَثَّروا فِيهِ بالدِّمْن؛ قالَ عبيدُ بنُ الأَبْرَصِ:
مَنْزِلٌ دَمَّنَهُ آباؤُناالمُورثُونَ المَجْدَ فِي أُولى اللَّياليويقالُ: وَقعُوا على دِمْنةِ الدَّارِ: وَهِي البقْعَةُ الَّتِي سَوَّدَها أَهْلُها وبالَتْ فِيهِ وبَعَرتْ ماشِيَتُهُم.
(و) مِن المجازِ: الدِّمْنَةُ: (الحِقْدُ القَديمُ) الثابِتُ المُدَمِّنُ للصَّدْرِ.
وقيلَ: لَا يكونُ الحِقْدُ دِمْنةً حَتَّى يأْتيَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ، وَلذَا وَصَفُوه بالقَديمِ.
(وَقد دَمِنَ) عَلَيْهِ، (كفَرِحَ) ؛ ودَمِنَتْ قُلوبُهم: أَي ضَغَنَتْ.
(و) الدِّمْنَةُ: (المَوْضِعُ القَرِيبُ مِنَ الَّدارِ جَمْعُ الكُلِّ دِمَنٌ) على بابِه، (ودِمْنٌ بالكَسْرِ) الأَخيرَةُ كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ.
وقيلَ: الدِّمْنُ اسمُ الجِنْسِ مثْلُ السِّدْر اسمُ الجِنْسِ.
وَفِي الحدِيثِ: (إيَّاكُم وخَضْراءَ الدِّمَن) ، قيلَ: وَمَا ذَاك؟ قالَ: (المرْأَةُ الحَسْناء فِي مَنْبَتِ السُّوءِ) ؛ شبَّه المرْأَةَ بِمَا يَنْبتُ فِي الدِّمَنِ مِنَ الكَلَأِ يُرى لَهُ غَضَارَةٌ وَهُوَ وَبِيءُ المَرْعَى مُنْتِنُ الأصْلِ؛ قالَ زُفَرُ بنُ الحارِثِ:
وَقد يَنْبُتُ المَرْعى على دِمَن الثَّرَى وتَبْقى حَزازاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا(35/24)
(و) الدَّمانُ، (كسَحابٍ: الرَّمادُ.
(و) أَيْضاً: (السِّرْقِينُ) الَّتِي يزبل بهَا الأرْض.
(و) أَيْضاً: (عَفَنُ النَّخْلَةِ وسَوادُها) .
قالَ الأصْمعيُّ: إِذا أَنْسَغَتِ النَّخْلَةُ عَن عَفَنٍ وسَوادٍ قيلَ: قد أَصابه الدَّمَان، بالفتحِ؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِيِّ.
وَفِي التَّهْذيبِ: قالَ شَمِرٌ: الصَّحيحُ انْشَقَّتْ لَا أَنْسَغَتْ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: الدَّمانُ فسادُ الثَّمرِ وعفَنُه قبْلَ إِدْراكِهِ حَتَّى يَسْودَّ؛ ويقالُ أَيْضاً الدَّمالُ باللامِ؛ قالَ: وَهَكَذَا قيَّدَه الجَوْهرِيُّ وغيرُهُ الدَّمَانُ بالفتْحِ.
وَالَّذِي جَاءَ فِي غريبِ الخطابيّ الدُّمَان بالضمِّ؛ قالَ: وكأَنَّه أَشْبَه لأَنَّ مَا كانَ مِنَ الأَدواءِ والعَاهَاتِ فَهُوَ بالضمِّ؛ وقيلَ: هُما لُغتان. قالَ الخطابيُّ: ويُرْوَى الدَّمَار بالرَّاءِ وَلَا معْنَى لَهُ؛ (كالدَّمنِ) ، بالفتْحِ، (والأدْمانِ، محرَّكةً عَن ابنِ القَطَّاعِ) ؛ وَهُوَ قوْلُ ابنِ أَبي الزِّنادِ.
(و) الدَّمَانُ، كسَحابٍ: (مَنْ يُسَرْقِنُ الأرضَ) ، أَي يَزْبِلُها؛ هَكَذَا مُقْتَضَى سِياقِه، والصَّحيحُ أنَّه كشَدَّادٍ.
(وأَدْمَنَ الشَّيءَ: أَدَامَهُ) ولَزمَهُ، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ.
وَفِي الحدِيثِ: (مُدْمِنُ الخمْرِ كعابِدِ الوثَنِ) ، هُوَ الَّذِي يُعاقِرُ شُرْبها ويُلازِمُها وَلَا يُقْلِعُ عَنْهَا؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فَقُلْنا: أَمِن قَبْرٍ خَرَجْتَ سَكَنْتَهلكَ الوَيْلُ أَمْ أَدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالبِ؟ معْناهُ: لَزِمْتَه وأَدْمَنْتَ سُكْناهُ، كأَنَّه أَرادَ أَدْمَنْتَ سُكْنى جُحْر الثَّعالِبِ.
(ودَمَنَ الأَرضَ) : مثْلُ (دَمَلَها) ، وذلكَ إِذا زَبَلَها بالسِّرْقِين.
(و) يقالُ: (هُوَ دِمْنُ مالٍ ودِمْنَتَهُ،(35/25)
بكسْرِهما) ، كَمَا يقالُ: هُوَ إزاءُ مالٍ، أَي (سائِسُه) مُلازِمُه لَا ينْفكُّ عَنهُ.
(والدُّمَّيْنَى، كسُمَّيْهَى: دَأْماءُ اليَرْبوعِ) لإِدامَةِ إِقامَتِه فِيهِ.
(و) المُدَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: ع) .
وَفِي المُحْكَم: أَرْضٌ.
(و) الدَّمُّونُ، (كتَنُّورٍ: القَبيحُ.
(و) دَمُّونٌ: (ع) أَو أَرْضٌ؛ حَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْسِ:
تَطاولَ الليلُ علينا دَمُّونْإنَّا مَعْشَرٌ يَمانُونْو وإِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّونْ (وعبدُ الّلهِ بنُ الدُّمَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: شاعِرٌ.
(ودَمَّنَه تَدْمِيناً: رَخَّصَ لَهُ) ؛ عَن كُراعٍ.
(و) مِن المجازِ: دَمَّنَ (بابَهُ) تَدْمِيناً: إِذا غَشِيَهُ و (لَزِمَه) ؛ قالَ كعبُ بنُ زُهَيْرٍ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
أَرْعى الأَمانَةَ لَا أَخُونُ وَلَا أُرَى أَبداً أُدَمِّنُ عَرْصَةَ الإِخْوانِ (ودامانُ: ة، كثيرَةُ التُّفَّاحِ بالعِراقِ.
(وَفِي أَنْسابِ السّمعانيُّ: بالجَزيرَةِ، مِنْهَا أَبو أَحمدَ فهْرُ بنُ بشيرٍ الرقّيّ الدَّامانيُّ عَن جَعْفرِ بنِ برقانَ، وَعنهُ أَهْلُ الجزيرَةِ، ماتَ بعْدَ المائتَيْنِ.
(ودَمامِينُ: ة بالصَّعيدِ) الأَعْلَى، مِنْهَا الضياءُ إبراهيمُ بنُ مكيِّ بنِ عُمَر بنِ نوحِ بنِ عبْدِ الواحِدِ الدَّمامِينيُّ المَخْزوميُّ الكاتِبُ، سَمِعَ عَن أَبي الحُسَيْن نَصْرِ بنِ الحُسَيْنِ الْجلَال، وحدَّثَ بالقاهِرَة سَمِعَ مِنْهُ الشَّريفُ عزُّ الدِّيْن أَحمدُ بنُ محمدٍ وغيرُهُ،(35/26)
تُوفي رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى ببَلْبِيس سَنَة 663.
وَقد ذُكِرَت فِي (د م م) ، وذَكَرْنا هُنَاكَ البَدْرِ الدَّمامِينيُّ النّحويُّ فليُنْقل هُنَا.
(وكِتابُ كَلِيلَةَ ودِمْنَةَ، بالكسْرِ: وضْعُ الهِنْدِ) ، أَي وضْعُ حُكَمائِهم لملُوكِهم، مُشْتَمِلٌ على قَصَصٍ وحَكَاياتٍ ونَوادِرَ وضَرْبَ أَمْثالٍ لَا يَسْتَغْني عَنْهَا المُلُوك والوزَراءُ والأُمراءُ والحكَّامُ، ترْجَمَهُ عبْدُ الّلهِ بنُ المُقَفَّعِ إِلَى العَربيَّةِ، ثمَّ تَرْجَمَهُ أَبو المَعالِي نَصْرُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الحميدِ لأَحدِ مُلُوك غزْنةَ بالفارِسِيَّة نظماً وَقد رأَيْتُ النّسْخَتَيْن.
(والأدْمانُ: شجرَةٌ مِن الجَنْبَةِ) ، هُوَ بالفتْحِ.
(و) أَيْضاً: (عاهَةٌ مِن عاهاتِ النَّخْلِ) ، وَهَذَا بالتَّحْريكِ كَمَا ضَبَطَه هُوَ عَن ابنِ القَطّاعِ ومَرَّ قَرِيباً.
(ودَوْمِيْنُ، وَقد تُفْتَحُ، مِيمُه: ة قُرْبَ حِمْصَ) ، ومحلُّ ذِكْرِها فِي (دوم) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدِّمْنَةُ، بالكسْرِ: الزّبْلَةُ؛ والمَوْضِعُ الَّذِي يلبَدُ فِيهِ السِّرْقِينُ؛ وكذلِكَ مَا اخْتَلَطَ مِنَ البَعَرِ والطِّيْنِ عنْدَ الحَوْضِ. وأَيْضاً بقيَّةُ الماءِ فِي الحَوْضِ؛ والجمْعُ دِمْنٌ، قالَ علْقمَةُ بنُ عَبْدَةَ:
تُرادى على دِمْن الحِياضِ فَإِن تَعَفْفإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرُكوبُوالدُّمَانُ، بالضمِّ، لُغَةٌ فِي الدَّمَانِ، بالفتْحِ، وَقد تقدَّمَ؛ ونقلَ فِي التَّوْشيحِ التَّثْلِيثَ.
ودَمُّونُ بنُ الصَّدفِ، كتَنُّورٍ، وَبِه نُسِبَ المَوْضِعُ.
ودِمْنَةُ الذَّهَبِ، بالكسْرِ: قرْيَةٌ باليمنِ.(35/27)
ومحلَّةُ دَمَنَةَ، محرَّكةً: قرْيَةٌ بمِصْرَ مِن أعْمالِ الدقهلية.
وَهَذَا مُدَمِّنهم.
وأَرْضٌ مدمونةٌ: مُسَرْقَنَةٌ.
ودَامانُ: ناحِيَةٌ شامِيَّةٌ، عَن نَصْرِ، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
دنن
: ( {الدَّنُّ: الَّراقودُ العظيمُ، أَو) هُوَ (أَطْوَلُ مِن الحُبِّ) ، مُسْتَوي الصَّنْعَةِ فِي أَسْفَلِه كَهَيْئَة قَوْنَسِ البَيْضةِ، (أَو أَصْغَرُ) مِن الحُبِّ، (لَهُ عُسعُسٌ لَا يَقْعُدُ إلاَّ أَن يُحْفَرَ لَهُ) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: عَرَبيٌّ صَحِيحٌ؛ وأَنْشَدَ:
وصَلَّى على} دَنِّها وارْتَسَمْ والجمْعُ {الدِّنانُ.
(} والدَّنَّان: جبلانِ م) مَعْروفانِ، قالَ، نَصْر: أظنُّ بنَجْدٍ.
(وراشدُ بنُ {دَنّ: هُوَ ابنُ مَعْبَدٍ) ، تابِعِيٌّ رَوَى عَن أَنَس، وَعنهُ الحَسَنُ بنُ حبيبٍ وأَبو نعيمٍ، ثِقَةٌ.
(} والدَّنَنُ، محرَّكةً: انْحِناءٌ فِي الظَّهْرِ.
(و) أَيْضاً: (دُنُوٌّ وتَطامُنٌ فِي الصَّدْرِ والعُنُقِ) خلقَة.
وَفِي الرَّوضِ: قِصَرُ العُنُقِ وتَطامُنِها؛ (وَهُوَ {أَدَنُّ، وَهِي} دَنَّاءُ ويكونُ أَيْضاً فِي الدَّوابِّ وكُلِّ ذِي أَرْبَعٍ) .
قالَ الأصْمعيُّ: ومِن أَسْوء العيوبِ {الدَّنَنْ فِي كُلِّ ذِي أَرْبَعٍ، وَهُوَ دُنُوُّ الصَّدْرِ مِن الأَرْضِ.
ورجُلٌ} أَدَنُّ: أَي مُنْحنِي الظَّهْرِ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
وَكَانَ الأَصْمَعيُّ يقولُ: لم يَسْبِق {أَدَنّ قَطّ إلاَّ أَدَنَّ بنِي يَرْبوع.
وقالَ أَبو الهَيْثَم:} الأَدَنُّ مِن الدَّوابِّ الَّذِي يَداهُ قَصِيرَتانِ(35/28)
وعنقُه قَرِيبَةٌ مِن الأَرْضِ وأَنْشَدَ:
بَرَّحَ بالصِّينيُّ طُولُ المَنِّوسَيْرُ كلِّ راكبٍ {أَدَنّ ِمُعْتَرضٍ مثل اعْتراضِ الطُّنّوقلَ الرَّاجزُ:
لَا} دَنَنٌ فِيهِ وَلَا إِخْطافُ وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {الأَدَنُّ الَّذِي صُلْبه} كالدَّنِّ؛ وأَنْشَدَ:
قد خَطِئَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ {بأَدَن لاْبناتِيء الجَبْهة مَفْسُوءِ القَطَنْوقالَ أَبو زَيْدٍ: الأَدَنُّ: البَعيرُ المائِلُ قُدُماً وَفِي يَدَيْه قِصَرٌ.
(وبيتٌ أَدَنُّ: مُتَطامِنٌ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(} والدَّنْدَنَةُ: صَوْتُ الذُّبابِ) والنَّحْلِ (والزَّنابير) ونَحْوِها؛ قالَ:
{كدَنْدَنةِ النَّحْلِ فِي الخَشْرَمِ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
تُدَنْدِنُ مِثْلَ دَنْدَنةِ الذُّباب (و) أَيْضاً: (هَيْنَمَةُ الكَلامِ) الَّذِي لَا يُفْهَمُ؛ وَمِنْه قوْلُ الأَعْرابيِّ: فأَمَّا} دَنْدَنَتك {ودَنْدَنَة معاذٍ فَلَا نُحْسنُها، فقالَ، عَلَيْهِ السَّلام: (حولهما} نُدَنْدِن) ، ويُرْوَى: عَنْهُمَا نُدَنْدِن؛ أَي الجنَّة وَالنَّار.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: {الدَّنْدَنَة أَن يَتكلَّم الرَّجُلُ بالكَلامِ، تسْمعُ نَغْمَته وَلَا تَفْهَمْه عَنهُ لأَن يُخْفيه، والهَيْنَمَة نَحْوٌ مِنْهَا.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ أَرْفَع مِن الهَيْنَمَةِ قَليلاً، (} كالدَّنِينِ) ، كأَميرٍ ( {والدِّنْدِنِ، بِالكسْرِ.
(وَهِي أَيْضاً) ، أَي} الدِّنْدِنُ: (مَا اسْوَدَّ مِن نَباتٍ أَو شَجَرٍ؛ و) خَصَّ بعضُهم بِهِ (أَصلَ الصِّلِّيانِ) وحُطامُ(35/29)
البُهْمَى إِذا اسْوَدَّ وقَدُمَ؛ وقيلَ: هِيَ أُصولُ الشَّجَرِ البالِي؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحسانِ بنِ ثابتٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
المالُ يَغْشَى أُناساً لَا طَبَاخَ لهُم كالسَّيْل يَغْشَى أُصولَ {الدِّنْدِن البالِي وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الدِّنْدِنُ: الصِّلِّيان المُحِيل، تَمِيمِيَّةٌ.
(} وأَدَنَّ الرَّجُلُ بالمكَانِ {إدْناناً: (أَقامَ) كأَبَنَّ إِبْناناً؛ عَن ابنِ الفرجِ.
(} ودَنَّ الذُّنابُ {ودَنَّنَ} ودَنْدَنَ: صَوَّتَ.
(و (قالَ شَمِرٌ: {دَنَّ مِثْل (طَنَّ) ،} ودَنْدَنَ مِثْل طَنْطَنَ.
(و) {دَنْدَنَ (فلانٌ: نَغَّمَ وَلَا يُفْهَمُ مِنْهُ كلامٌ) ؛ عَن أَبي عُبَيْدٍ، وَبِه فسّرَ الحدِيثَ السَّابق.
(} ودَنَنٌ، محرَّكةً: د) ، بَيْن المدِينَةِ والشَّامِ.
( {والدِّنَّةُ، بالكسْرِ: دُوَبْيَّةٌ كالنَّمْلةِ) سُمِّيَتْ لقِصَرِها.
(} ودَنادِن الثِّيابِ: ذَلاذِلُها) ، لُغَةٌ فِي الذالِ المعْجمَةِ.
(وظَالِمُ بنُ {دُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، م) مَعْروفٌ، وَهُوَ (والِدُ مَاويَّةَ أُمِّ عبْدِ الّلهِ ومُجاشِعٍ وسَدُوسٍ بني دارِمِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ) بنِ زيْدِ مناةَ بنِ تميمٍ، مَا عدا جُبَيْراً وجَريراً وأَبانَ بني دارِمٍ المَذْكورِ أَيْضاً.
(} ودَنِّيَّةُ القاضِي: قَلَنْسُوَتُهُ شُبِّهَتْ {بالدَّنِّ) .
وقالَ الشَّريشيُّ رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي شرْحِ المقامَةِ التاسِعَةِ: أصْلُها} الدَّنِينَةُ، كسَفِينَةٍ، وَهِي قَلَنْسُوَةٌ مُحدَّدَةُ الأطْرافِ يَلْبَسُها القُضاةُ والأَكابرُ، وليْسَتْ مِن كلامِ العَرَبِ، هِيَ عِراقِيَّةٌ، واسْتَعْمَلَ الحرِيرِيُّ! الَّدنَّيَّةَ، وَمِنْه قوْلُ ابنِ لنكك:(35/30)
مَا كانَ أبدى فَقِيهاً إِذْ ظَفِرْت بهفكيفَ أَلْبَسه دَنِّيَّةَ القاضِي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: رجُلٌ أَدْنَنُ ودِنَّانٌ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، {ودِنَنَةٌ، كعِنَبَةٍ،} ودِنْدِن: إِذا اختلفَ فِي مكانٍ واحدٍ مَجِيئاً وذَهاباً.
{ودَنْدَنَ حَوْل الماءِ: دارَ وحَوَّمَ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً:
قالَ الأصْمعيُّ: يُحتملُ أَن يكونَ مِن الصَّوْتِ ومِن الدَّوَرانِ.
وبَنُو} الدندان: بطنٌ مِن العلويين.
وأَبو صالحٍ الهُذَيلُ بنُ حبيبٍ البَغْدادِيُّ {الدَّنْدَانيُّ عَن حَمْزةَ الزَّيَّاتِ، وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ سعيدِ بنِ بسَّام} الدندانيُّ.
{ودندنَةُ: ناحِيَةٌ بكسكرة قريبَةٌ مِن وَاسِطَ؛ عَن نَصْر.
} والدُّنَيْنُ، كزُبَيْرٍ: قرْيَةٌ بدِيارِ بكْرٍ.
دون
: ( {دُونَ، بالضمِّ: نَقيضُ فَوْقَ) ، وَهُوَ تَقْصيرٌ عَن الغايَةِ؛ (ويكونُ ظَرْفاً) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ.
يقالُ: هَذَا} دُونك فِي التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، فالتَّحْقيرُ مِنْهُ مَرْفوعٌ، والتَّقْريبُ مَنْصوبٌ لأنَّه صفَةٌ. ويقالُ: دُونُك زَيْدٌ فِي المنْزِلَةِ والقُرْبِ والبُعْدِ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: دونُ كلمةٌ فِي معْنَى التَّحْقيرِ والتَّقْريبِ، يكونُ ظَرْفاً فيُنْصَبُ ويكونُ اسْماً فيدْخلُ حَرْفُ الجرِّ عَلَيْهِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: لَا يُسْتَعْملُ مَرْفوعاً فِي حالِ الإِضافَةِ. وأمَّا(35/31)
قوْلُه تعالَى: {وأَنَّا منَّا الصَّالِحُون ومِنَّا دُونِ ذلِكَ} ؛ فإنَّه أَرادَ مِنَّا قَوْمٌ، دُون ذلِكَ فحذفَ المَوْصُوف.
وقالَ غيرُهُ: ومِنَّا دُونَ ذلِكَ، بالنَّصْبِ والمَوْضِعُ مَوْضِعُ رَفْعٍ، وذلِكَ أنَّ العادَةَ فِي دُون أَنْ يكونَ ظَرْفاً ولذلِكَ نصبُوه.
(و) يكونُ (بمعْنَى أَمامَ، و) بمعْنَى (وراءَ، و) بمعْنَى (فوقَ ضِدٌّ) ، فمِن معْنَى الوَراءِ قوْلُهم: هَذَا أَميرٌ على مَا دُون جَيحونَ، أَي على مَا وَراءَه؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
تُرِيك القَذى مِن دُونها وَهِي {دُونه إِذا ذاقَها من ذاقَها يَتَمَطَّقُأَي تُرِيك هَذِه الخمرُ مِن ورَائِها، والخمْرُ دُونَ القَذى إِليك، وليسَ ثمَّ قَذًى وَلَكِن هَذَا تَشْبيه؛ يقولُ: لَو كانَ أَسْفَلُها قَذًى لرَأَيْته.
ومِن معْنَى فَوْق قوْلُهم: إِنَّ فلَانا لشَّريفٌ، فيُجيبُ آخَرُ فيقولُ:} ودُون ذلِكَ، أَي فَوْقَ ذلِكَ.
(و) يكونُ (بمعْنَى (غيرٍ، قيلَ. وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {ويَعْملُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ} ، أَي دُون الغَوْص، يُريدُ سِوَى الغَوْص مِن البِنَاءِ، نَقَلَه الفرَّاءُ؛ وَكَذَا قوْلُه تعالَى: {إلهَيْن مِن دُون الّلهِ} ، أَي غَيْر الّلهِ. وقوْلُه تعالَى: {وَيغْفر مَا دُون ذلِكَ} ، أَي مَا سِوَى ذلِكَ، وقيلَ: أَي مَا كانَ أَقَلّ مِن ذلِكَ، والمَعْنَيان مُتَلازِمَان، نَقَلَه الرَّاغبُ.
وكذلِكَ الحدِيثُ:
((لَيْسَ فِيمَا دونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ) ، أَي فِي غيرِ خَمْسِ أَواقٍ قيلَ: وَمِنْه) أَيْضاً (الحَديثُ: (أَجازَ الخُلْعَ دونَ عِقاصِ رأْسِها) ، أَي بِمَا سِوَى عِقاصِ رأْسِها، أَو مَعْناهُ؛ بكُلِّ شيءٍ حَتَّى بعِقاصِ رأْسِها.(35/32)
(و) يكونُ (بمَعْنَى الشَّريفِ) ، نَقَلَه بعضُ النَّحويِّين.
(و) بمعْنَى الحَقِيرِ (الخَسيسِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ قوْلُ الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
إِذا مَا عَلا المرءُ رامَ العَلاءويَقْنَع بالدُّونِ مَن كانَ {دُونا وَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) يكونُ (بمعْنَى الأَمرِ) كقوْلِكَ:} دُونكَ الدرهمَ، أَي خذْهُ، وكذلِكَ: دُونكَ بِهِ.
(و) يكونُ بمعْنَى (الوَعِيدِ) ، كقوْلِكَ: دُونكَ صراعِي، ودُونكَ فتَمرَّسْ بِي.
(و) {الدونُ: (ة بالدِّينَوَرِ) ، مِنْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ محمدٍ الصُّوفيُّ} الدونيُّ رَاوِي سنَن النّسائي عَن القاضِي أَبي نَصْر أَحْمَد بنِ الحُسَيْن الكسار، وَعنهُ أَبو زرعَةَ المقدسيُّ، وُلِدَ سَنَة 427، وتُوفي سَنَة 501.
(و) {دُونَةُ، (بهاءٍ: ة بِنَهاوَنْدَ) ، هَكَذَا ضَبَطَه صاحِبُ اللّبّ، وَهُوَ الصَّوابُ؛ (وَقد يُزادُ فِي النِّسْبَةِ إِليها قافٌ، مِنْهَا: عُمَيْرُ بنُ مِرْداسٍ} الدُّونَقِيُّ) ؛ ومَرَّ للمصنِّفِ فِي القافِ، ضَبَطَه كجَوْهَرٍ، وَهُوَ خَطَأٌ نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. 6
(! ودُوِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الواوِ: ة وبنَيْسابورَ.
(و) أَيْضاً: (د بإِرمِنِيَةَ) فِي أَذربيجان، وَبِه وُلِدَ المَلِكُ الأَفْضَلُ نَجْم الدِّيْن أَيوبُ بنُ شادِي بنِ مَرْوان، والِدُ السُّلْطان صَلاح الدِّيْن يوسُف؛ و (مِنْهُ) أَبو الفُتوحِ (نَصْرُ الّلهِ بنُ مَنْصورِ) بنِ سَهْلٍ المُلَقَّبُ بالكَمالِ تَفَقَّه على الغَزَالِي ببَغْداد وسافَرَ إِلَى خُرَاسَان، ورَوَى عَن أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ سَهْلٍ السَّرَّاج، وأَبي سعيدٍ عبْدِ الواحِدِ بنِ(35/33)
أَبي القاسِمِ القشيريِّ؛ وَعنهُ أَبو سعدِ بنُ السّمعانيُّ تُوفي ببلخ سَنَة 546؛ (و) مِنْهُ أَيْضاً (أَبو عبدِ الّلهِ) ، هَكَذَا فِي النَّسخِ والصَّوابُ عبْد الّلهِ، (بنُ رزينٍ) الضَّريرُ شيْخُ ابْن أَبي لُقْمَة، ذَكَرَه الذَّهبيُّ، ماتَ بعْدَ الأَرْبَعِيْن وخَمْسُمائةٍ، (المُحدِّثان.
(و) {دُوَانُ، (كغُرابٍ: ناحِيَةٌ بِعُمانَ) بَيْنه وبَيْن فَيْروزاباد على ساحِلِ البَحْر، قالَهُ نَصْر.
(و) } دَوَّانُ، (كشَدَّادٍ: ع بأَرْضِ فارِسَ) .
وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بفارِسَ مَوْصُوفَة بجَوْدَةِ الخَمْر.
قلْتُ: وَمِنْهَا الجلالُ سعدُ بنُ محمدٍ الصديقيّ {الدَّوَّانِّي، أَحَدُ المُحَقِّقين فِي المَعْقولات.
(} والدُّوَدِنُ، كعُلَبِطٍ: دَمُ الأَخَوَيْنِ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وَلَا يشتق مِن: ( {دُون) فِعْل. وبعضُهم يقولُ: من (} دَانَ {يَدونُ} دَوْناً) ، بالفتْحِ والضَّمِّ، ( {وأُدِينُ، بالضمِّ) ،} إِدانَةً: (صارَ دُوناً خَسِيساً، أَو ضَعُفَ) ؛ وَهَذَا رَوَاهُ الرَّاغبُ عَن ابنِ قتيبَةَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ويُرْوى قوْلُ عديَ:
أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم {يُدَن ْقالَ: وغيرُهُ يرويهِ: لم} يُدَنَّ، بتَشْديدِ النُّونِ على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، مِن دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ. يقولُ هَذَا الشاعِرُ: جَرْي هَذَا الفَرَسِ وحِدَّتُه خَلَّف الذِّرْعان، أَي أَوْلادَ البَقَرَةِ خلْفَه وَقد عَلا الرَّبْرَبَ شَدٌّ ليسَ فِيهِ تَقْصِير.
(! والدِّيوانُ) ، بالكسْرِ؛ قالَ ابنُ السِّكِّيت: لَا غَيْر، (ويُفْتَحُ) عَن الكِسائي، وحَكَاها سِيْبَوَيْه؛ (مُجْتَمَعُ الصُّحُفِ) ، عَن ابنِ السِّكِّيت.(35/34)
(و) أَيْضاً: (الكِتابُ يُكْتَبُ فِيهِ أَهْلُ الجَيْشِ وأَهلُ العَطِيَّةِ) ؛ عَن ابنِ الأَثيرِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا يَجْمَعهم {دِيوانٌ حافظٍ) . (وأوَّلُ مَنْ وَضَعَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ) .
قالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُه} دِوَّانٌ، فعُوِّض مِن إحْدَى الواوَيْن يَاء لأنَّه (ج) أَي يجْمَعُ على ( {دَواوينٍ) ، وَلَو كانتِ الياءُ أَصْليَّةً لقالُوا دِياوَين.
قالَ ابنُ بَرِّي: (و) حَكَى ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ جني: أنَّه يقالُ: (دَياوِينُ، وَقد} دَوَّنَهُ) {تَدْوِيناً: جَمَعَهُ.
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وأَوْرَدَه الجواليقي فِي المُعَرَّبِ، وَكَذَا الخفاجيّ فِي شِفاءِ الغَليلِ.
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ بالفتْحِ لُغَةٌ موَلَّدةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: إنَّما صَحَّتِ الواوُ فِي دِيوانٍ، وَإِن كانتْ بعْدَ الياءِ وَلم تَعْتل كَمَا اعْتَلَّت فِي سيد، لأنَّ الياءَ فِي} دِيوانٍ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإِنَّما هُوَ فِعَّال مِن {دَوَّنتُ، والدَّليلُ على ذلِكَ قوْلُهم:} دُوَيْوِينٌ، فدلَّ ذلِكَ على أنَّه فِعَّالٌ وأنَّك إنَّما أَبْدَلْت الْوَاو بعْدَ ذلِكَ.
قالَ: وَمن قالَ {دَيْوان فَهُوَ عنْدَه بمنْزِلَةِ بَيْطار.
وقالَ الماورديّ فِي الأَحْكامِ السُّلْطانيَّة: إنَّ} الدّيوانَ مَوْضُوعٌ لحفْظِ مَا تعلَّقَ بحقُوقِ السَّلْطَنَةِ مِنَ الأَعْمالِ والأَمْوالِ ومَنْ يقومُ بهَا مِنَ الجيوشِ والعمَّال.
قلْتُ: وذَكَرَ غيرُ واحِدٍ أنَّه إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّ كسْرَى لمَّا اطَّلَع على الكتَّاب ومُعامَلاتِهم فِي سرْعَةٍ قالَ: هَذَا عَمَل دِيوانٍ، أَي هَذَا عَمَلُ الجنِّ، فإنَّ دِيو، بالكسْرِ، الجِنّ، والأَلِف والنُّون علامَةُ الجمْعِ عنْدَهم، فبَقي هَذَا اللَّقَبُ هَكَذَا.
وقالَ المَناوِيُّ: الدِّيوانُ جَريدَةُ الحسابِ، ثمَّ أُطْلِق على الحاسِبِ، ثمَّ على مَوْضِعِه.
وَفِي شِفاءِ الغَليلِ: أُطْلِقَ على الدَّفْترِ، ثمَّ قيلَ لكلِّ كتابٍ، وَقد يخَصُّ بشعْرِ شاعِرٍ معَيَّنٍ(35/35)
مجَازًا حَتَّى جاءَ حَقِيقَة فِيهِ، فمعانِيَه خَمْسة: الكَتَبَةُ ومحَلَّهم والدَّفْتَر وكلُّ كتابٍ ومَجْموعُ الشعْرِ:
قلْتُ: ومِن أَحَدِ هَذِه المَعانِي سَمَّي الحافِظُ الذَّهبيُّ كتابَهُ فِي الضُّعَفاء والمَتْرُوكِين، وَهُوَ عنْدِي بخطِّه.
(و) يقالُ: (هَذَا {دُونَه: أَي أَقْرَبُ مِنْهُ.
(و) يقالُ: (} دُونَكَهُ إِغراءٌ) : أَي ألْزَمْه فاحْفَظْه.
وقالتْ تَمِيمُ للحجَّاجِ: أَقْبِرنا صَالحا وكانَ قد صَلَبَه، فقالَ {دُونَكُمُوه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، يعْنِي لمَّا قتلَ صَالح بن عبْدِ الرَّحْمان.
(} والتَّدَوُّنُ: الغِنَى التامُّ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وادْنُ {دُونَكَ: أَي اقْتَرِبْ منِّي) فِيمَا بَيْني وبَيْنك. وفسَّرَ أَبُو الهَيْثم قوْلَ الشاعِرِ:
يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ} دُوني أَي يُنَكِّسُه فِيمَا بَيْني وبَينه مِن المكانِ؛ وقالَ زُهَيْرُ بنُ خَبَّاب:
وَإِن عِفْتَ هَذَا فادْنُ دُونَكَ إِننيقليلُ الغِرار والشَّرِيجُ شِعارِيالشَّريجُ: القَوْسُ.
وقالَ جَريرٌ:
أَعَيَّاشُ قد ذاقَ القُيونُ مَراسَتيوأَوْقدتُ نارِي فادْنُ دُونَكَ فاصْطِلي (ويدخُلُ على دُونِ، من والباءُ قَليلاً) ، فيقالُ: هَذَا دُونك، وَهَذَا من دُونِك، وَفِي الكِتابِ العَزيزِ: {ووَجَد مِن! دُونِهم امْرَأَتَيْن تَذُودَان} ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:(35/36)
لَا يَحْمِلُ الفارِسَ إلاَّ المَلْبُونْ ألمحْضُ من أَمامِه وَمن دُونْقالَ: وإنَّما قلْنا فِيهِ إِنَّه إنَّما أَرادَ مِن دُونِه لقوْلِه مِن أَمامه فأَضافَ، فكَذلِكَ نَوَى إضافَة دُون، وأَنْشَدَ فِي هَذَا المعْنَى للجَعْديِّ:
لَهَا فَرَطٌ يكونُ وَلَا تَراهُأَماماً من مُعَرَّسِنا {ودُونا وأَمَّا الباءُ فقد اسْتَعْمَلَه الأَخْفَش فِي كتابِهِ فِي القَوافِي، فقالَ فِيهِ وَقد ذَكَرَ أعْرابيًّا أَنْشَدَه شعْراً مُكْفَأً: فرَدَدْناه عَلَيْهِ وعَلى نَفَرٍ مِن أَصْحابِهِ فيهم مَنْ ليْسَ} بدُونِهِ، فأَدْخَل عَلَيْهِ الباءَ كَمَا تَرَى.
(و) قوْلُهم: (دُونَ النَّهْرِ جماعَةٌ) ، {ودُونَ قَتْلِ الأَسَدِ أَهْوالٌ، (أَي قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ دُرَيْدٍ فِي المَقْصورَةِ:
إنَّ امْرأَ القيْسِ جرى إِلَى مَدَى فاعْتاقه حَمَامُه دُوْنَ المَدَى أَي قَبْلَه؛ نَقَلَه الخفاجيُّ.
قالَ اللّحْيانيُّ: (و) أَكْثَرُ (مَا يقالُ) فِي كَلامِ العَرَبِ: (هَذَا رَجُلٌ من دُونٍ) ، وَهَذَا شيءٌ مِن دُونٍ أَي حَقِيرٌ ساقِطٌ؛ يقُولُونَها مَعَ مِن؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَوْلَا أَنَّك مِن دُونٍ لم تَرْضَ بذا، ورَضِيتَ مِن فلانٍ بأَمْرٍ مِن دُونٍ. (وَلَا يقالُ: رَجُلٌ دُونٌ) لم يَتَكَّلُموا بِهِ، وَقد جَوَّزَه بعضُهم فقالَ: يقالُ: رَجُلُ دُونٌ: ليْسَ بِلَا حق؛ وثوْبٌ دُونٌ: رَدِيءٌ.
وقالَ ابنُ جني: فِي شيءٍ دُونٍ، ذَكَرَه فِي كتابِهِ المَوْسوم بالمُعَربِ. (وَلَا) يقالُ فِيهِ (مَا} أَدْوَنَه) لأنَّه لَا يَتَصَرَّف مِنْهُ فِعْل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا هُوَ! دُونَكَ فِي(35/37)
الشَّرفِ والحَسَبِ ونحْوِه على المَثَلِ، كَمَا قالُوا: إِنَّه لصُلْبُ القَناةِ، وإنَّه لمن شَجَرَةٍ صالِحَةٍ.
قالَ ابنُ جني: ويقالُ: أَقلُّ الأَمْرَيْن {أَدْوَنُهما.
قالَ ابنُ سِيْدَه: فاستعملَ مِنْهُ أَفْعَل وَهَذَا بَعِيدٌ لأنَّه ليْسَ لَهُ فعْلٌ، فتكونُ هَذِه الصِّيغَةُ مَبْنِيَّة مِنْهُ وإنمَّا تُصاغُ هَذِه الصِّيغَةُ مِنَ الأَفْعَالِ، غَيْر أَنَّه قد جاءَ مِن هَذَا شَيْء ذَكَرَه سِيْبَوَيْه، وذلكَ قوْلُهم: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ، كأنَّهم قَالُوا حَنَك، فإنَّما جاؤوا بأَفْعَل على نَحْوِ هَذَا، وَلم يتَكَلَّموا بالفعْلِ.
وَقد يكونُ دُون بمعْنَى تحْتَ كقوْلِكَ دُونَ قَدَمِك خَدُّ عدُوِّك، أَي تحْتَ قَدَمِك؛ وجَلَسَ دُونَه: أَي تحْتَه.
قالَ الفرَّاءُ: وتكونُ بمعْنَى على، وبمعْنَى بَعْدَ، وبمعْنَى عنْدَ، الأخيرَةُ ذَكَرَها ابنُ السَّيِّدِ فِي المَعانِي، وَبِه فسَّرَ الزوزني قوْلَ امْرىءِ القَيْسِ:
فَالْحَقْهُ بالهاديات} ودونه أَي عنْدَه.
وبمعْنَى {الأَدْون الَّذِي نَقَلَه الرَّاغبُ.
} ودِيوانٌ بالكسْرِ: اسمُ كلْبٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:
أَعْدَدْتُ {دِيواناً لدِرْباسِ الحَمِتْمَتى يُعايِنْ شَخْصَه لَا يَنْفَلِتْودِرْباس أَيْضاً: كلْبٌ، أَي أَعْدَدْت كلْبِي لكَلْب جِيرَانِي الَّذِي يُؤْذِيني فِي الحَمْتِ.
} ودَوَانُ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بكاذرون، كَذَا فِي حواشِي العُبابِ للحافِظِ السّيوطيّ، رَحِمَه الّلهُ.
قلْتُ:(35/38)
ولعلَّها المُشَدَّدَةِ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ، رَحِمَه الّلهُ.
{والدِّيوانُ سِكَّةٌ بمَرْوَ، مِنْهَا أَبو العبَّاسِ جَعْفرُ بنُ وجيه بنِ حُرَيْث} الدِّيوانيُّ المَرْوَزيُّ سَمِعَ عليَّ بن خَشْرَم وغيرِهِ.
! والدِّيوانيُّ لهَذَا الدِّرْهمِ المُعامَل بِهِ بَيْن أَيْدِي الناسِ اليَوْم عامِّيَّة، كأَنَّه نُسِبَ إِلَى دِيوانِ السُّلْطانِ مكنياً بِهِ عَن جودَةِ فضَّتِه.
دهن
: (دَهَنَ) الرَّجلُ: (نافَقَ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) دَهَنَ (رأسَه وغيرَهُ دَهْناً ودَهْنَةً: بَلَّهُ؛ والاسمُ: الدُّهْنُ، بالضَّمِّ) ، وبالفتْحِ الفعْلُ المُجاوِز.
(و) مِن المجازِ: دَهَنَ (فلَانا) : إِذا (ضَرَبَهُ بالعَصا) ، كَمَا يقالُ: مَسَحَه بالعَصا وبالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَه برفْقٍ.
(والدُّهْنَةُ، بالضَّمِّ الطَّائفَةُ من الدُّهنِ) ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
مَا رِيحُ رَيْحانٍ بمسك بعنبرٍ برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِبأَطيبَ من رَيَّا حَبِيبِي لَو أننيوجدْتُ حَبيبي خَالِيا بمكانِ (ج أَدهانٌ ودِهانٌ) ، بالكسْرِ؛ وَمِنْه حدِيثُ سَمُرةَ: (فيَخْرجُون مِنْهُ كأَنَّما دُهنوا بالدِّهان) . وحدِيثُ قَتادَةَ بنِ مَلْحان: (كنت إِذا رأَيْته كأَنَّ على وجْهِه الدِّهانَ) . (وَقد ادَّهْنَ بِهِ على افْتَعَلَ) ، إِذا تَطَلَّى بِهِ.
(والمُدْهُنُ بالضَّمِّ) فِي الأَوَّل والثَّالثِ: (آلللهتُهُ) ؛ كَمَا فِي التَّهْذيبِ؛ أَي مَا يجعلُ فِيهِ الدُّهْن، كَمَا هُوَ نَصُّ سِيْبَوَيْه، وَهُوَ المُرادُ بهَا هُنَا كَمَا يُتبادَرُ، أَو أَنَّه الآلَةُ الَّتِي يصنعُ بهَا، (وقارُورَتُه) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، (شاذٌّ) ، وَهُوَ أَحدُ مَا(35/39)
جاءَ على مُفْعُل ممَّا يُسْتَعْمَل مِنَ الأَدواتِ.
وقالَ اللَّيْثُ: المُدْهُنُ كانَ فِي الأَصْلِ مِدْهَناً، فلمَّا كثُرَ فِي الكَلامِ ضمُّوه.
وقالَ الفرَّاءُ: مَا كانَ على مِفْعَل ومِفْعَلة ممَّا يُعْتَمل بِهِ فَهُوَ مكْسورُ الميمِ إِلاَّ أَحْرفاً جاءَتْ نوادِرُ فذكرَ مِنْهَا المُدْهُن، والجمْعُ المداهِنُ.
وَفِي الحدِيثِ: (كأَنَّ وجْهَه مُدْهُنةٌ، شبَّهَهُ بصفَاءِ الدُّهْن) ؛ ويُرْوَى: مُذْهَبة، وَهِي رِوايَةُ مُسْلم فِي بعضِ النسخِ.
(و) المُدْهُنُ: (مُسْتَنْقَعُ الماءِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: نقرَةٌ فِي الجَبَلِ يَسْتَنْقِع فِيهَا الماءُ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ (أَو كُلُّ موضِعٍ حَفَرَه سَيْلٌ) أَو مَاءٌ واكفٌ فِي حَجَرِ. (وَمِنْه حدِيثُ طَهْفَة) بنِ زُهَيْرٍ (النَّهْدِيِّ) لَهُ وِفادَةٌ وكانَ بَليغاً مفوهاً: ((نَشِفَ المُدْهُنُ) ويَبِسَ الجِعْثِنُ) .
(وقَوْلُ الجَوْهرِيِّ) : وَمِنْه (حدِيثُ الزُّهْرِيِّ) كَمَا وُجِدَ بخطِّه (تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ) ، وَقد أَصْلَحه أَبو زَكَريَّا بخطِّه فيمَا بعْدَ، ونبَّه عَلَيْهِ؛ وتكَلَّفَ شيْخُنا للجَوابِ عَن الجَوْهرِيِّ بقَوْلِه: إنَّ المُرادَ مِنْهُ حدِيث النَّهْدِيّ، خَرَّجَه الزُّهْرِيُّ فِي سِيرَتِه، فنسبَ ذلِكَ إِلَيْهِ اخْتِصَاراً، وَهَذَا لَا تَصْحِيف فِيهِ، إنَّما فِيهِ الاخْتِصارُ والاقْتِصارُ على المخرجِ دُونَ الصَّحابيّ اهـ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَوْس:
يُقَلِّبُ قَيْد ودا كأَنَّ سَرَاتَهاصَفَا مُدْهُنٍ قد زَلَّقته الزَّحالِفُ (ولِحْيَةٌ داهِنٌ ودَهينٌ: مَدْهونَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (الدَّهْنُ) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ) ، الضمُّ عَن أَبي زيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ: (قدرُ مَا يَبُلُّ وجْهَ الأَرْضِ مِنَ المَطَرِ، ج دِهانٌ) ، بالكسْرِ، عَن أَبي زيْدٍ.(35/40)
(وَقد دَهَنَ المطَرُ الأَرضَ) : بَلَّها يَسِيراً. يقالُ: دهَنَها وليٌّ فَهِيَ مَدْهُونَةٌ.
(و) مِنَ المجازِ: (المُداهَنَةُ) : المُصانَعَةُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قيلَ: (إظهارُ خِلافِ مَا يُضْمَرُ كالإِدْهانِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ودُّوا لَو تُدْهِنُ فيُدْهِنُون} .
وقالَ الفرَّاءُ: يعْنِي ودُّوا لَو تَكْفُر فيكْفرُونَ.
وقالَ فِي قوْلِه تعالَى: {أَفبِهذا الحدِيثِ أنْتم مُدْهِنُون} ؛ أَي مُكَذِّبُون؛ ويقالُ: كافِرُون.
وقيلَ: مَعْناهُ: ودُّوا لَو تَلِينُ فِي دِينِك فيَلِينُون.
وقالَ أَبو الهَيْثم: الإِدْهانُ المُقارَبَة فِي الكَلامِ والتَّلْيين فِي القوْلِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الإدْهانُ كالتَّدْهِين لَكِن جعلَ عبارَة عَن المُدارَةِ والمُلاَيَنَةِ وَترْك الجَدِّ، كَمَا جُعلَ التَّقْرِيدُ، وَهُوَ نزْعُ القُرَادِ مِن البَعِير عبَارَة عَن ذلِكَ.
وقالَ شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تعالَى: الإِدْهانُ فِي الأَصْل جعلَ نحْو الأَدِيم مَدْهوناً بشيءٍ مَّا مِن الدّهْنِ، ولمَّا كانَ ذلِكَ مليناً لَهُ مَحْسوساً اسْتُعْمل فِي اللِّينِ المَعْنويّ على التَّجوُّزِ بِهِ فِي مُطلق اللِّين، أَو الاسْتِعارَةِ لَهُ، وَلذَا سُمِّيَت المُدارَةُ والمُلايَنَة مُداهَنَةٌ ثمَّ اشْتهرَ هَذَا المجازُ وصارَ حَقِيقَةً عُرْفيَّةً، فتَجوزُ فِيهِ على التَّهاون بالشيءِ واسْتِحْقارِه، لأنَّ المُتهاونَ بالأَمْرِ لَا يَتَصلَّبُ فِيهِ كَمَا فِي العنايَةِ.
(و) قالَ قوْمٌ: المُداهَنَةُ: المُقارَبَةُ والإِدْهانُ: (الغِشُّ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ اللَّيْثُ: الإِدْهانُ: اللِّينُ والمُداهِنُ: المُصانِعُ؛ قالَ زُهَيْرٌ:(35/41)
وَفِي الحِلْمِ إدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبةٌ وَفِي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِوأَنْشَدَ الرَّاغبُ:
الحزمُ والقوَّةُ خَيْرٌ مِنَ الإدْهانِ والفهةِ والهاعِ (والدَّهْناءُ: الفلاةُ) .
وقيلَ: موْضِعٌ كلُّه رَمْل.
(و) الدَّهْناءُ: (ع لتمِيمَ بنَجْدٍ) مَسِيرَة ثلاثَةِ أَيَّام لَا ماءَ فِيهِ، يُمَدُّ (ويُقْصَرُ) فِي الشعْرِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
لسْتَ على أُمك بالدَّهْنا تَدِلّ وقالَ جَريرٌ:
نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
لأَكْثِبَة الدَّهْنا جَمِيعاً ومالِيَا وشاهِدُ المَمْدود:
ثمَّ مالَتْ لجانبِ الدَّهْناء وَهِي سبْعَةُ أَجْبُل فِي عَرْضِها، بَيْن كلِّ جَبَلَيْن شقِيْقَة طُولُها من حَزْنِ يَنْسْوعةَ إِلَى رمْلِ يَبْرِينَ، وَهِي قَليلَةُ الماءِ، كثيرَةُ الكَلإِ ليسَ فِي بِلادِ العَرَبِ مَرْبَعٌ مثلُها، وَإِذا أَخْصَبَتْ رَبَعَتِ العَرَبُ جَمْعاء.
(و) الدَّهْناءُ: (اسمُ دارِ الامارَةِ بالبَصْرَةِ.
(و) أَيْضاً: (ع أَمامَ يَنْبُعَ) بَيْنهما مَرْحَلَةٌ لَطِيفَةٌ، وَمِنْهَا يتزوَّدُ المَاءُ إِلَى بدْرٍ؛ كَذَا فِي مناسِكِ الظَّهِير الطَّرابُلُسيِّ الحَنَفيُّ؛ (والنِّسْبَةُ دَهْنِيٌّ ودَهْناوِيٌّ) على القصْرِ والمَدِّ.
(و) الدَّهْناءُ (بنتُ مِسْحَلٍ إِحْدَى(35/42)
بَنِي مالِكِ بنِ سعدِ بنِ زيْدِ مَناةَ) بنِ تَميمٍ، وَهِي (امرأَةُ العَجَّاجِ) الرَّاجِز، وكانَ قد عُنِّن عَنْهَا، فقالَ فِيهَا:
أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُأَن الأَميرَ بالقَضاءِ يَعْجَلُعن كَسَلاتي والحِصانُ يَكْسَلُعن السِّفادِ وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ؟ (و) الدَّهْناءُ: (عُشْبَةٌ حَمْراءُ) لَهَا وَرَقٌ عِراضُ يُدْبَغُ بِهِ.
(وَبَنُو دُهْنٍ، بالضَّمِّ: حيٌّ) مِن بجيلَةَ، وهم بنُو دُهْنِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ أَسْلَم بنِ أَحْمص بنِ الغَوْثِ، (مِنْهُم مُعاوِيَةُ بنُ عَمَّارِ بنِ مُعاوِيَةَ) بنِ دُهْنٍ (الدُّهْنِيُّ) ، أَبوه عَمَّار يُكَنَّى أَبا مُعاوِيَةَ، رَوَى عَن مجاهِدٍ وأَبي الفَضْل وعِدَّةٍ، وَعنهُ شِعْبَةُ والسُّفْيانانِ، وكانَ شِيعِيًّا ثِقَةً، ماتَ سَنَة 133.
وقالَ ابنُ حبَّان: عِدادُهُ فِي أَهْلِ الكُوفَةِ؛ قالَ: وكانَ رَاوِياً لسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، ورُبَّما أَخْطأَ، وولدُه مُعاوِيَةُ هَذَا رَوَى عَن أَبي الزُّبَيْرِ وجَعْفرِ بنِ محمدٍ، وَعنهُ معبدُ بنُ راشدٍ وقتيبَةُ، ثِقَةٌ.
وقالَ أَبو حاتمٍ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ وَمن ولدِه أَبو الفَضْل أَحمدُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ حكيمِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ عَمَّار سَمِعَ ابنَ عقْدَةَ، وقالَ: ماتَ سَنَة 292، وَله ثمانٌ وسِتُّون سَنَة.
وذَكَرَ السّمعانيُّ مِن هَذِه القَبيلَةِ: غرزَةَ بن قَيْسِ بنِ غزْنَةَ بنِ أَوْس بنِ عبْدِ الّلهِ بنِ جبارَةَ بنِ عامِرِ بنِ عبْدِ الّلهِ بنِ دُهْنٍ، كانَ شرِيفاً؛ وحفصُ بنُ نُفَيْل الدُّهْنيّ شيْخ لأَبي كُرَيْبٍ.
(وبنُو دَاهِنٍ، كصاحِبٍ) : حيٌّ) مِنَ العَرَبِ.(35/43)
(ودِهْنَةُ، بالكسْرِ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ) ، ثمَّ مِن غافق، وهم بنُو دِهْنَةَ بنِ مالِكِ بنِ غافقٍ نَزلُوا مِصْرَ، (مِنْهُم حكيمُ بنُ سَعدٍ) المصْرِيُّ الفَصِيحُ العالِمُ مَوْلَى دهْنَةَ، وحفِيدُه عبدُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ حَكِيمٍ، ذَكَرَه أَبو يُونُس، قالَ: كانَ عريفَ دِهْنَة هُوَ وأَبْوه وجدُّه؛ (و) أَبو رِياحٍ (خالدُ بنُ زيادِ) بنِ خالدٍ الغافِقِيُّ (الدِّهْنِيَّانِ) . وَمِنْهُم أَيْضاً: أَبو عُبَيْدٍ عفيفُ بنُ عُبَيْدٍ الغافِقِيُّ الدِّهْنِيُّ يَرْوِي عَن معْقلِ بنِ فضالَةَ، ماتَ سَنَة 181.
(و) مِن المجازِ: (ناقةٌ دَهِينٌ، كأَميرٍ: قَليلَةُ اللَّبنِ) بَكِيئةٌ لَا يَدِرُّ ضرْعُها قَطْرةً.
قالَ الرَّاغبُ: فعيلٌ فِي معْنَى فاعِلٍ، أَي تُعْطِي بقدرِ مَا يدْهنُ بِهِ؛ وقيلَ: بمعْنَى مَفْعولٍ لأَنَّها دُهِنتْ باللبنِ لقلَّتِه؛ وَالثَّانِي أَقْرَبُ مِن حيثُ أنَّه لم تَدْخلْ فِيهِ الهاءُ؛ والجمْعُ دُهُنٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للحُطَيْئةِ يهْجُو أُمَّه:
جَزاكِ الّلهُ شرًّا من عجوزٍ ولَقَّاكِ العُقوقَ من البَنينِلِسانُكِ مِبْرَدٌ لَا عَيْبَ فيهودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ (وَقد دَهَنْتَ دَهانَةً ودِهاناً، بالكسْرِ، كنَصَرَ وعَلِمَ وكَرُمَ) ، الثَّانِي عَن أَبي زيْدٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: وَقد دَهُنَتْ دَهانَةً مِن حدِّ كَرُمَ، كَذَا هُوَ مَضْبوطٌ.
(و) الدِّهانُ، (ككِتابٍ: الأَديمُ الأَحمرُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {فكانتْ وَرْدَة كالدِّهانِ} ، أَي صارَتْ(35/44)
حَمْراءَ كالأَديمِ، مِن قوْلِهم: فَرَسٌ وَرْدٌ، والأُنْثَى وَرْدَةٌ؛ قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ شبابَه وحُمْرَة لَوْنه فيمَا مَضَى مِن عمْرِهِ:
كغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُكأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُلوْني وَلَو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُأَي يكثرُ دُهْنه، يقولُ: كأَن لوْنَهُ يُعْلى بالدُّهْنِ لصَفائِهِ؛ وقالَ الأَعْشَى:
وأَجْردَ من فُحولِ الخيلِ طِرْفٍ كأَنَّ على شواكِلِه دِهاناوقالَ لبيدٌ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
وكلُّ مُدَمَّاةٍ كُمَيْتٍ كأَنَّهاسَلِيمُ دِهانٍ فِي طِرَاف مُطَنَّبوكلُّ ذلِكَ فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: الدِّهانُ فِي القُرآنِ الأَديمُ الأَحْمر الصِّرفُ.
قالَ أَبو إسْحق، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي تفْسيرِ الآيةِ: أَي تتلوَّنُ مِن الفَزَع الأَكْبرِ كَمَا تتلوَّن الدِّهانُ المُختلِفةُ، ودَليلُ ذلِكَ قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يَوْم تكونُ السَّماءُ كالمُهْلِ} ؛ أَي كالزَّيتِ الَّذِي قد أُغْلِي.
(و) الدِّهانُ: (المَكانُ الزَّلِقُ) وَمِنْه قوْلُ مِسْكينٍ الدَّارِميّ:
ومُخاصِمٍ قاوَمْتُ فِي كَبَدٍ مِثْل الدِّهان فكانَ لي العُذْرُيعْنِي أنَّه قاوَمَ هَذَا المُخاصِمَ فِي مكانٍ زَلِقٍ يَزْلَقُ مِنْهُ من قامَ بِهِ، فثَبَتَ هُوَ وزلِقَ خَصْمُه وَلم يَثْبتْ والعُذْرُ النُّجْح.
(و) مِن المجازِ: (قومٌ مُدَهَّنونَ،(35/45)
كمُعَظَّمٍ: عَلَيْهِم آثارُ النَّعيمِ.
(والدِّهْنُ، بالكسْرِ، مِنَ الشَّجَرِ: مَا يُقْتَلُ بِهِ السِّباعُ) ، وَهُوَ شَجَرَةٌ سَوْءٍ كالدِّفْلى فِي قوْلِ أَبي وَجْزَة؛ (واحِدُه بهاءٍ.
(ودُهُنَّى، بضمَّتين) مُشَدَّدَة النُّون، (كغُلُبَّى: ع بالسَّوادِ) بالقُرْبِ مِنَ المَدائِنِ؛ عَن نَصْر.
(والإِدْهانُ) ، بالكسْرِ: (الإِنْقاءُ) ، هكذ فِي النسخِ، والصَّوابُ الإِبْقاءُ.
قالَ ابنُ الأَنْبارِي: أَصْلُ الإِدْهانِ الإِبْقاءُ؛ يقالُ: لَا تُدْهِنُ عَلَيْهِ: أَي لَا تُبْقِ عَلَيْهِ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: يقالُ مَا أَدْهَنْتَ إلاّ على نفْسِك، أَي مَا أَبْقَيْتَ.
(و) يقالُ: (هُوَ طَيِّبُ الدُّهْنَةِ، بالضَّمِّ، أَي) طَيِّبُ (الَّرائِحَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَدَهَّنَ الرَّجلُ: إِذا تَطَلَّى بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ودَهَّنَه تَدْهِيناً مِثْل دَهَنَه.
والدّهَّانُ؛ مَنْ يَبِيع الدّهْنَ، واشْتَهَرَ بِهِ أَبو مصلحٍ الأزْهر صالحُ بنُ دِرْهَم رَوَى عَنهُ شعْبَةُ بنُ الحجَّاجِ.
ورجُلٌ مِدْهَانٌّ، كمِحْمارَ: أَي دَهِينُ الشَّعَرِ.
وتَمَدْهَنَ الرَّجُلُ: أَخَذَ مُدْهُناً؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
ولِحْيَةٌ دَهِينَةٌ: مَدْهونَةٌ ورجُلٌ دَهِينٌ، كأَميرٍ: ضَعِيفٌ.
ويقالُ: أَتَيْتُ بأَمْرٍ دَهِينٍ؛ قالَ ابنُ عَرَادَة:
ليَنْتَزِعُوا تُراثَ بنِي تَمِيمٍ لقد ظَنُّوا بِنَا ظنًّا دَهِيناوفحلٌ دَهِينٌ: لَا يكادُ يُلْقِح(35/46)
أَصْلاً كأَنَّ ذَلِك لقلَّةِ مائِهِ، وَإِذا أَلْقَح فِي أَوَّلِ قَرْعِه فَهُوَ قَبِيسٌ.
والدّهانُ: درْدِيُّ الزِّيْتِ، وَبِه فَسَّرَ الرَّاغبُ الآيَة.
وأَيْضاً: الطَّريقُ الأَمْلَسُ، وَبِه فسّرَ قَوْل مِسْكينٍ.
وقيلَ: هُوَ الطَّويلُ الأَمْلَسُ.
والدِّهَانُ، اسمٌ لمَا يُدْهَنُ بِهِ كالحِزامِ؛ وَمِنْه المَثَلُ: كالدِّهانِ على الوبرِ.
ومِن كلامِ العامَّةِ: كَلامُ اللَّيلِ مَدْهونٌ بزبْدَةٍ.
وإِبراهيمُ بنُ عُثْمانَ بنِ عبْدِ النَّبيِّ الدّهّانُ المكِّيُّ الحَنَفيُّ الإِمامُ العلاَّمةُ أَخَذَ عَن السيِّدِ العالِمِ الوليِّ صَبغَةِ الّلهِ قدِّسَ سِرُّه الكَرِيم، وَعنهُ إبراهيمُ أَبو سلَمَةَ، تُوفي سَنَة 1035.
ودهْنَةُ بنُ عذْرَةَ بنِ منبّه بنِ نكرَةَ بنِ الْكن بَطْنٌ؛ نَقَلَه ابنُ الجوانيِّ النّسَّابَةُ، وَهِي غيرُالتي فِي دجيلَةَ.
ودهْنَةُ بنُ الهنء مِنَ الأَزْدِ فَحُذْ عَنهُ أَيْضاً.
دهدن
: (الدُّهْدُنُّ، كأُرْدُنَ: الباطِلُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للرَّاجزِ:
لأَجْعَلَنْ لابنةِ عثم فَنَّاحتى يكونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا(35/47)
(لُغَةٌ فِي الدُّهْدُرِّ) ، بالرّاءِ قالَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الدُّهْدُنُّ: كَلامٌ ليسَ لَهُ فِعْل.
(و) الدَّهْدَنُ، (كجَعْفَرٍ: النَّاسُ والخَلْقُ) . يقالُ: مَا أَدْرِي أَيَّ الدَّهْدَنِ هُوَ، أَي أَيّ الناسِ وأَيّ الخَلْقِ.
دهقن
: (الدِّهْقانُ، بالكسرِ والضَّمِّ) ، وضُبِطَ فِي نسخِ الصِّحاحِ بالكسْرِ والفتْحِ، ونَظَرَه أَبو عُبَيْدَةَ بقُرْطاسٍ.
قلْت: وَقد تقدَّمَ فِي السِّين أَنَّ القُرْطاسَ مُثَلَّث وأَنَّ الفتْحَ فِيهِ، حَكَاه اللَّحْيانيُّ.
(القَوِيُّ على التَّصَرُّفِ مَعَ حِدَّةٍ.
(و) أَيْضاً: (التَّاجِرُ.
(و) أَيْضاً: (زَعيمُ فَلاَّحِي العَجَمِ.
(و) أَيْضاً: (رَئيسُ الإِقْليمِ) .
وقالَ ابنُ السّمعانيُّ: هُوَ مقدَّمُ قَرْيةٍ أَو صاحِبُها بخراسان والعِرَاقِ، (مُعَرَّبٌ) عَن فارِسِيّ؛ (ج دَهاقِنَةٌ ودَهاقِينُ) ؛ قالَ:
إِذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْية وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو على كلِّ مَنْسِمِ (والاسمُ: الدَّهْقَنَةُ) .
قالَ اللّيْثُ: وَهُوَ نَبزٌ، (وَهِي بهاءٍ: وَقد تَدَهْقَنَ) : صارَ دِهْقاً نَا.
قالَ سِيْبَوَيْه: سأَلْتُ الخَلِيلَ عَن دِهْقانَ فقالَ: إِن سَمَّيتَهُ مِن التَّدَهْقُن فَهُوَ مَصْروفٌ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: إِن جَعَلْتَ النّون أَصْليَّة، مِن قوْلِهم تَدَهْقَنَ الرَّجلُ وَله دَهْقَنَةُ موْضِع كَذَا، صَرَفْتَه لأنَّه فِعْلال، وَإِن جَعَلْته مِن الدَّهْق لم تَصْرِفْه لأنَّه فعْلان.(35/48)
(ولِوَى الدِّهْقان: ع بنَجْد) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشى:
فَظَلَّ يَغْشى لِوَى الدِّهْقانِ مُنْصلِتاً كالفارِسِيِّ تَمَشَّى وَهُوَ مُنْتَطِقُوقالَ الفارِسِيُّ: وبالبادِيَةِ رمْلَةٌ تُعْرَفُ بلِوَى دِهْقان؛ قالَ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوراً:
فظَلَّ يَعْلو لِوَى دِهْقانَ مُعْتَرِضاً يَرْدي أَظْلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ (ودَهْقَنُوه: جَعَلُوه دِهْقاناً) فدُهْقِنَ، بالضَّمِّ؛ قالَ العجَّاجُ:
دُهْقِنَ بالتاج بالتَّسْويرِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: [
د ي ن
] ( {الدَّيْنُ: مَا لَهُ أَجَلٌ [} كالدِّينةِ، بِالْكَسْرِ] ) ويَنْقَسِمُ إِلى الصَّحِيحِ وغيرِ الصَّحِيِحِ، فالصَّحِيحُ: الَّذِي لَا يَسْقُطُ إِلّا بأَداءٍ أَو إِبْراءٍ، وغيرُ الصَّحِيحِ: مَا يَسْقُطُ بدُونِهما كنُجُومِ الكِتابَةِ، قَالَه المُناوِيُّ رَحمَه اللهُ تَعالَى. (وَمَا لَا أَجَلَ لَهُ فَقَرْضٌ)
التَّدَهْقُنُ: التَّكَيُّسُ.
ودَهْقَنَ الطعامَ: أَلاَنَهُ؛ عَن أَبي عُبَيْدٍ.
وقالَ الأصْمعيّ: الدَّهْمَقَةُ والدَّهْقَنَةُ سِواءٌ، والمعْنَى فيهمَا سِواءٌ لأَنَّ لِينَ الطَّعامِ مِن الدَّهْقَنَةِ.
واشْتَهَرَ بالدهقان أَبو سهْلِ بشرُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بِشْرٍ الأَسْفَرايني، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبو عبْدِ الله وغيرُهُ.
دهمن
: (دَهْمَنٌ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (للفُرْسِ: كالقَيْلِ لليَمَنِ) .
(دين: مَا لَهُ أجل كالدينة وينقسم إِلَى الصَّحِيحَة / فَالصَّحِيح: الَّذِي لَا يسْقط إِلَّا بأَدَاء أَو إِبْرَاء، وَغير الصَّحِيح: مَا يسْقط بدونهما كنجوم بِالْكَسْرِ) (من منتصف الصفحة (49) حَتَّى منتصف الصفحة (51) .)(35/49)
وَقد ذُكِرَ فِي مِوضِعِه، وبَيْنَهُما وبَيْنَ السَّلَمِ فُروقٌ عُرْفِيَّةٌ ذَكَرها شُرّاحُ نَظْمِ الفَصِيحِ، ونَقَلَ الأَصْمَعِيُّ عَن بعض العَرَب: إِنَّمَا فُتِحَ دالُ الدَّيْنِ؛ لأنَّ صاحِبَة يَعْلُو المَدِينَ، وضُمَّ دالُ الدُّنْيا؛ لابْتِنائِها عَلَى الشِّدَّةِ، وكُسِرَ دالُ {الدِّين؛ لابْتِنائِه عَلَى الخُضُوعِ. (و) من المَجازِ: الدَّيْنُ: (المَوْتُ) ؛ لأنّه دَيْنٌ على كُلِّ أَحَدٍ سَيَقْضِيهِ إِذا جاءَ مُتَقاضِيه، ومِنه المَثَل: " رَماهُ اللهُ} بدَيْنِه ". (وكُلُّ مَا لَيْسَ حاضِرًا) {دَيْنٌ، (ج:} أَدْيُنٌ) ، كَأَفْلُسٍ، ( {ودُيُونٌ) ، قالَ ثَعْلَبَةُ ابنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ:
(تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفِهِمْ ... ومَهْما تُضَمَّنْ مِنْ} دُيُونِهِمُ تَقْضِي)
يَعْنِي {بالدُّيُونِ مَا يُنالُ من جَناهَا وإنْ لَمْ يَكُنْ} دَيْنًا على النَّخْلِ، كَقَوْلِ الأَنْصارِيِّ:
( {أَدِينُ وَمَا} دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ ... ولكِنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ)
والقَراوِحُ من النَّخِيلِ: الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ( {ودِنْتُه، بالكَسْرِ) } دَيْنًا ( {وأَدَنْتُه) } إِدانَةً: (أَعْطَيْتُه إِلَى أَجَلِ) فصارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: {أَدِنِّي عَشْرَةً دَراهِمَ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ ... بأَنَّ} المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيّْ)
(و) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.} وأَدَنْتُه: اسْتَقْرَضْتُه مِنْهُ. ( {ودانَ هُوَ: أَخَذَهُ، وقِيلَ:} دانَ فلانٌ {يَدِينُ} دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ، وصارَ عليهِ {دَيْنٌ (فَهُوَ} دائِنٌ) ، وَأَنْشَدَ الأَحْمَرُ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
( {نَدِينُ ويَقْضِي اللهُ عَنّا وقَدْ نَرَى ... مَصارعَ قَوْمٍ لَا} يَدِينُونَ ضُيَّعَا)(35/50)
كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرّي: وصوابُه: ضُيَّعِ، بالخفضِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ كُلَّها مَخْفُوضَةٌ. (و) رَجُلٌ ( {مَدِينٌ) ، كَمَقِيلٍ و (} مَدْيُونٌ) ، وَهَذِه تَمِيمِيَّةٌ، ( {ومُدانٌ) ، كمُجابٍ، (وتُشَدَّدُ دالُه) ، أَي: لَا يَزالُ (عَلَيْهِ} دَيْنٌ) (أَو) رَجُلٌ {مَدْيُونٌ: (كثيرٌ) مَا عَلَيْهِ مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ} مَدْيون ِوقالَ شَمِرٌ: {ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ: كثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وأَنْشَدَ:
أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنافَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه؟ قوْلُه: نَعْتانُ أَي نأْخُذُ العِينَةَ.
(} وأَدَانَ {وادَّانَ} واسْتَدانَ {وتَدَيَّنَ: أَخَذَ} دَيْناً) .
وقيلَ: ادَّانَ {واسْتَدَانَ: إِذا أَخَذَ} الدَّيْن واقْتَرَضَ، فَإِذا أَعْطَى {الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ.
وقالَ اللَّيْثُ:} أَدَانَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُدِينٌ أَي {مُسْتَدِين.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وَقد حَكَاهُ شَمِرٌ عَن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عَنهُ.} وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ {بدَيْنٍ، أَو صارَ لَهُ على الناسِ} دَيْن؛ وشاهِدُ {الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ يَكُ يَا جَناحُ عليَّ} دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى {يَسْتَدِينُ وشاهِدُ} التَّدَيُّن:
تُعَيِّرني {بالدَّيْن قومِي، وإنَّما} تَدَيَّنْتُ فِي أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا (ورجُلٌ! مِدْيانٌ: يُقْرِضُ) النَّاسَ(35/51)
(كثيرا) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ {المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل مِنْهُ} أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ.
(و) قيلَ: رجُلٌ {مِدْيانٌ: (يَسْتَقْرِضُ كثيرا) .
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فَهُوَ (ضِدٌّ) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ} الدّيون؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثَةٌ حقّ على الّلهِ عَوْنُهم، مِنْهُم المِدْيانُ الَّذِي يُرِيدُ الأَداءَ.
(وَكَذَا امْرأَةٌ) مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، و (جَمْعُهما) ، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: ( {مَدايِينُ.
(} ودَايَنْتُه) {مُداينَةً: (أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي) .
وَفِي الأساسِ: عامَلْتُهُ} بالدَّيْن.
وَفِي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ {دَيْناً وأَخَذْتَ} بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة:
{دَايَنْتُ أَرْوَى} والدُّيونُ تُقْضَى فَمَا طَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا ( {والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ) والمُكافَأَةُ. يقالُ:} دَانَه {دِيْناً أَي جَازَاهُ.
يقالُ: كَمَا} تَدِينُ {تُدانُ، أَي كَمَا تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ مَا عَمِلْتَ. وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا} لمَدِينُون} ، أَي مَجْزِيُّون.
وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر:
يَا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنْ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وقيلَ:! الدِّينُ هُوَ الجَزاءُ بقدرِ فعل(35/52)
المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ (وَقد {دِنْتُه، بالكسْرِ،} دَيْناً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: {الدَِّيْنُ المَصْدَرُ} والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمَ {الدِّيْن} ، أَي يَوْم الجزَاءِ.
وَفِي الحديثِ: (اللَّهُمَّ} دِنْهُم كَمَا {يَدِينُوننا) أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلُونا بِهِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الإِسلامُ، وَقد {دِنْتُ بِهِ، بالكسْرِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (محبَّةُ العُلَماءِ} دِينٌ {يُدانُ الَّلُه بِهِ) .
قالَ الراغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَفَغَيْرَ دِيْن الّلهِ يبغونَ} يَعْنِي الإسلامَ لقوْلهِ تعالَى: {ومَنْ يَبْتغِ غَيْر الإِسْلام} دِيناً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ} ، وعَلى هَذَا قَوْله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بالهُدَى {ودِينِ الحقِّ} .
(و) } الدِّيْنُ: (العادَةُ) والشَّأْنُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المَعْنَى. يقالُ: مَا زالَ ذلِكَ {ديني ودَيْدَني، أَي عادَتي، قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ:
تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني أَهذا دِينُه أَبَداً} ودِيني؟ والجمْعُ {أَديانٌ.
(و) الدِّيْنُ: (العِبادَةُ) لِلَّهِ تعالَى.
(و) الدِّيْنُ: (المُواظِبُ من الأَمْطارِ أَو اللَّيِّنُ مِنْهَا) .
(و) قالَ اللَّيْثُ: الدِّيْنُ مِن الأَمْطارِ مَا تَعاهَدَ موْضِعاً لَا يزالُ يُصِيبُه، وأنْشَدَ: مَعْهودٍ} ودِيْن.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا خَطأٌ(35/53)
والبَيْتُ للطِّرمَّاحِ، وَهُوَ:
عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِأَرادَ: دُفُوفَ رَمْل أَو كُتُبَ أَقاحِ مَعْهودٍ أَي مَمْطور أَصابَه عَهْد مِن المَطَرِ بعْدَ مَطَر؛ وقوْلُه: ودِيْن أَي مَوْدُون مَبْلُول مِن وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْته، والواوُ فاءُ الفعْلِ، وَهِي أَصْلِيَّة وليْسَتْ بواوِ العَطْفِ، وَلَا يُعْرَف الدِّيْن فِي بابِ الأمْطارِ، وَهَذَا تَصْحيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو ممَّنْ زادَهُ فِي كتابِهِ.
(و) {الدِّيْنُ: (الطَّاعَةُ) ، وَهُوَ أَصْلُ المعْنَى؛ وَقد} دِنْتُه {ودِنْتُ لَهُ: أَي أَطَعْته؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم:
وأَياماً لنا غُرًّا كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن} نَدِينا ويُرْوَى:
وأَيامٍ لنا وَلَهُم طِوالٍ والجمْعُ {الأَدْيانُ.
وَفِي حدِيثِ الخَوارِجِ: (يَمْرُقُونَ مِن} الدِّيْن مُروقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّة) ، أَي مِن طاعَةِ الإِمامِ المُفْتَرِض الطاعَةِ؛ قالَهُ الخطابيُّ.
وقيلَ: أَرادَ {بالدِّيْن الإِسْلام.
قالَ الرَّاغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن أَي طاعَة؛ وقوْلُه تعالَى: لَا إكْراه فِي الدِّيْن} ، يعْنِي الطَّاعَةَ، فإنَّ ذلِكَ لَا يكونُ فِي الحَقِيقَةِ إلاَّ بالإِخْلاصِ، والإِخْلاصُ لَا يتَأَتَّى فِيهِ الإِكْراهُ، ( {كالدِّيْنَةِ بالهاءِ فيهمَا) ، أَي فِي الطَّاعَةِ والليِّنِ مِنَ الأَمطارِ.
(و) } الدِّيْنُ: (الذُّلُّ) والانْقِيادُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المعْنَى، وَبِهَذَا الاعْتِبارِ سُمِّيَتِ الشَّريعَةُ! دِيناً(35/54)
كَمَا سَيَأْتي إِن شاءَ الّلهُ تَعَالَى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
ثمَّ {دانتْ بعدُ الرَّبابُ وكانتْكعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِأَي ذَلَّتْ لَهُ وأَطاعَتْه.
(و) الدِّيْنُ: (الَّداءُ) ؛ وَقد} دانَ إِذا أَصابَهُ {الدِّينُ أَي الدَّاءُ قالَ:
يَا دِينَ قلبِك من سَلْمى وَقد} دِينا قالَ المفضَّلُ: معْناهُ يَا دَاءَ قلبِكَ القَدِيم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: المعْنَى يَا عادَةَ قلْبِكَ.
(و) الدّيْنُ: (الحِسابُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ملك يَوْم الدِّيْن} ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ} أَي الحِسابُ الصَّحِيحُ والعَدَدُ المُسْتوي، وَبِه فسَّرَ بعض الحدِيث الكَيِّس مَنْ {دانَ نَفْسَه أَي حاسَبَها.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا} لمَدِينُونَ} ؛ أَي مُحاسَبُون.
(و) {الدِّيْنُ: (القَهْرُ والغَلَبَةُ والاسْتِعلاءُ) ، وَبِه فسَّرَ بعضٌ حدِيثَ: الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفْسَه، أَي قَهَرَها وغَلَبَ عَلَيْهَا واسْتَعْلَى.
(و) الدِّيْنُ: (السُّلطانُ.
(و) الدِّيْنُ: (المُلْكُ) ، وَقد} دِنْتُه {أَدِينُه} دِيناً: مَلَكْتُه، وَبِه فسِّرَ قوْلُه تعالَى: {غيرَ {مَدِينِينَ} ، أَي غَيْر مَمْلُوكِيْن، عَن الفرَّاءِ.
قالَ شَمِرٌ: وَمِنْه قوْلُهم:} يَدِينُ الرّجلُ أَمْرَه: أَي يَمْلكُ.
(و) ! الدّيْنُ: (الحُكْمُ.
(و) الدِّيْنُ: (السِّيرَةُ.(35/55)
(و) الدِّيْنُ: (التَّدْبيرُ.
(و) الدِّيْنُ: (التَّوْحيدُ.
(و) الدِّينُ: (اسمٌ لمَا يُتَعَبَّدُ الِلَّهُ عَزَّ وجلَّ بِهِ.
(و) الدِّيْنُ: (المِلَّةُ) ؛ يقالُ اعْتِباراً بالطّاعَةِ والانْقِيادِ للشَّرِيعَةِ، قالَ الِلَّهُ تعالَى: {إنَّ الدِّينَ عنْدَ الِلَّهِ الإِسْلامُ} .
وقالَ ابنُ الكَمالِ: الدِّيْنُ وَضْعٌ إلهيٌّ يَدْعو أَصْحابَ العُقُولِ إِلَى قُبولِ مَا هُوَ عَن الرَّسُولِ.
وقالَ غيرُه: وَضْعٌ إلهيٌّ سائِقٌ لذَوِي العُقولِ باخْتِيارِهم المَحْمودِ إِلَى الخيْرِ بالذّات.
وقالَ الحراليُّ: دِينُ الِلَّهِ المُرضى الَّذِي لَا لبْسَ فِيهِ وَلَا حجَابَ عَلَيْهِ وَلَا عوَجَ لَهُ هُوَ إطْلاعُهُ تعالَى عبْدَه على قَيّوميَّتِهِ الظاهِرَة بكلِّ نادٍ وَفِي كلِّ بادٍ وعَلى كلِّ بادٍ وأَظْهر مِن كلِّ بادٍ وعَظَمَتِه الخفيَّةِ الَّتِي لَا يُشيرُ إِلَيْهَا اسمٌ وَلَا يَحوزُها رسْمٌ، وَهِي مِدادُ كلّ مِدادٍ.
(و) الدِّيْنُ: (الوَرَعُ.
(و) الدِّيْنُ: (المَعْصِيةُ.
(و) الدِّيْنُ: (الإِكْراهُ) ؛ {ودِنْتُ الرَّجلَ: حَمَلْتُه على مَا يَكْرَه، عَن أَبي زيْدٍ.
(و) الدِّيْنُ (مِن الأمْطارِ: مَا تعاهد مَوْضِعاً فصارَ ذَلِك لَهُ عادَةً) ؛ عَن اللّيْثِ؛ وَقد تقدَّمَ تَخْطِئةُ الأَزْهرِيّ لَهُ وإنْكارُه عَلَيْهِ قَريباً.
(و) الدِّينُ: (الحالُ) .
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرابيًّا عَن شيءٍ فقالَ: لَو لَقِيتَنِي على دِينٍ غَيْرِ هَذَا لأَخْبَرْتك.
(و) الدِّينُ: (القَضاءُ) ، وَبِه فسَّرَ قتادَةُ قوْلَه تعالَى: {مَا كانَ ليأْخذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملْكِ} أَي قَضائِهِ.
(} ودِنْتُه! أَدِينُه: خَدَمْتُه وأَحْسَنْتُ إِليه.(35/56)
(و) دِنْتُه أَيْضاً: (مَلَكْتُه) فَهُوَ {مدينٌ مَمْلُوكٌ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
(وناس يَقُولُونَ: (مِنْهُ} المَدِينَةُ للمِصْرِ) لكَوْنِها تُمْلَكُ.
(و) دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه.
(و) أَيْضاً: (اقْتَرَضْتُ مِنْهُ) ، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ.
( {والدَّيَّانُ) ، كشَدَّادٍ، فِي صفَةِ اللهاِ تعالَى، وَهُوَ (القَهَّارُ) ، مِن الدِّيْن وَهُوَ القَهْرُ.
(و) } الدَّيَّانُ: (القاضِي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ عليٌّ دَيَّانَ هَذِه الأُمَّةِ بعْدَ نَبيِّها) ، أَي قاضِيها، كَمَا فِي الأساسِ.
وقالَ الأعْشى الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يَا سيِّدَ الناسِ {ودَيَّانَ العَرَبْ (و) } الدَّيَّانُ: (الحاكِمُ.
(و) الدَّيَّانُ: (السَّائِسُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الإِسْبع العَدْوانيّ:
لاهِ ابنُ عَمِّك لَا أَفْضَلْتَ فِي حسَبعنِّي وَلَا أَنْتَ {دَيَّاني فَتَخْزُوني:
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي وَلَا أَنْتَ مالِكٌ أَمْرِي فتَسُوسني.
(و) الديَّانُ فِي صفَةِ الّلهِ تعالَى، {المُجازِي الَّذِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلاً بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ} ) ؛ أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ.
(} والمَدِينُ: العَبْدُ؛ وبهاءٍ الأَمَةُ، لأنَّ العَمَلَ أَذَلَّهُما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَخْطل:
رَبَتْ ورَبا فِي كرمِها ابنُ! مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابنُ أَمَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وَفِي الحديثِ: (كَانَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على دِيْنِ قَوْمِه) .
(قالَ ابنُ(35/57)
الأَثيرِ: ليسَ المُرادُ بِهِ الشّرْك الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وإنَّما أَرادَ: (أَي) كانَ (على مَا بَقِيَ فيهم مِن إِرْثِ إِبراهيمَ وإسْمعيلَ، عَلَيْهِمَا السلامُ، فِي حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم) ومَوارِيثِهم (وبُيوعِهِم وأَسالِيبِهم) وغَيْر ذلِكَ مِن أَحْكامِ الإِيمانِ. (وأَمَّا التَّوْحيدُ فإنَّهم كَانُوا قد بَدَّلُوه، والنَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَكن إلاّ عَلَيْهِ) . وقيلَ: هُوَ مِن الدِّيْنِ العادَةُ، يُريدُ بِهِ أَخْلاقَهم مِنَ الكَرَمِ والشَّجاعَةِ.
وَفِي حديثِ الحجِّ: (كانتْ قريشٌ وَمن دانَ {بدِينِهم) أَي اتَّبعَهم فِي} دينِهم ووافَقَهم عَلَيْهِ واتَّخَذَ دِينَهم لَهُ دِيناً وعبادَةً.
( {ودَانَ} يَدِينُ) {دِيناً: (عَزَّ وذَلَّ وأَطاعَ وعَصى واعْتادَ خَيْراً أَو شرًّا) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ شيْخُنا: هَذِه المَعاني مِنَ الأَضْدادِ، وأَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبيه عَلَيْهَا.
(و) } دَانَ الرَّجُلُ {دينا: (أَصابَهُ الَّداءُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ.
(و) دَانَ (فلَانا: حَمَلَهُ على مَا يَكْرَه) ، عَن أَبي زيْدٍ، وَقد تقدَّمَ.
(و) } دَانَهُ: (أَذَلَّهُ) واسْتَعْبَدَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (الكَيِّسُ من دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعْدَ المَوْتِ، والأَحْمقُ مَنْ أَتْبَع نفْسَه هَواها وتمنَّى على الّلهِ تَعَالَى) ؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي أَذَلَّها واسْتَعْبَدَها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى:
هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذْ كَرِهُوا الدّينَ دِراكاً بغَزْوةٍ وصِيال(35/58)
ِيعْنِي: أَذَلَّها.
( {ودَيَّنَه} تَدْييناً: وكَلَه إِلَى دِينِه) ، بالكسْرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (أَنا ابنُ {مَدِينَتِها، أَي عالِمٌ بهَا) ؛ كَمَا يقالُ ابنُ بجْدَتِها.
(} ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
( {وادَّانَ) ، بالتَّشْديدِ: (اشْتَرَى بالدَّيْنِ أَو باعَ} بالدَّيْنِ، ضِدٌّ.
(وَفِي الحديثِ) عَن عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه قالَ عَن أُسَيْفِع جُهَيْنة: (( {ادَّانَ)) ، ونَصُّ الحديثِ: (} فادَّانَ) (مُعْرِضاً ويُرْوى: (دَانَ) ، وكِلاهُما بمعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ) ؛ وقوْلُه: (مُعْرِضاً) : أَي (عَن الأداءِ، أَو معْناهُ: {دَايَنَ كُلَّ مَنْ عَرَضَ لَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه: وتقدَّمَ الحدِيثُ بطُولِهِ فِي ترْجَمَةِ عَرَضَ، فرَاجِعْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَدايَنُوا: تَبايَعُوا {بالدَّيْنِ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّيْنِ؛ والاسمُ} الدِّينَةُ، بالكسْرِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: جِئْتُ أَطْلبُ الدِّينَةَ، قالَ: هُوَ اسمُ الدَّيْن.
وَمَا أَكْثَر دِينَتَه: أَي دَيْنه، والجمْعُ دِيَنٌ، كعِنَبٍ، قالَ رِداءُ بنُ مَنْظُور:
فَإِن تُمْسِ قد عالَ عَن شَأْنِهاشُؤُونٌ فقد طالَ مِنْهَا الدِّيَنْأَي دَيْنٌ على دَيْنٍ.
وبِعْته {بدينٍ: أَي بتَأْخيرٍ: كَمَا فِي الصِّحاحِ.
} والدَّائِنُ: الَّذِي {يَسْتدِينُ، وَالَّذِي يُجْزِي الدَّيْن، ضِدٌّ.
ويقالُ: رأَيْتُ بفُلانٍ} دِينَةً، بالكسْرِ: إِذا رأَيْتَ بِهِ سبَبَ المَوْتِ.
{والدِّيَانُ، ككِتابٍ: المُدايَنَةُ.
} ودانَ بِكَذَا {دِيانَةً،} وتَدَيَّنَ، بِهِ فَهُوَ {دَيِّنٌ} ومُتَدَيِّنٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
{والدِّين الْقصاص وَمِنْه حديثُ سَلْمان: (إِنَّ الِلَّهَ} ليَدِينَ للجمَّاء من(35/59)
القرناء) أَي يَقْتَصّ {والدِّينَةُ، بالكسْرِ: العادَةُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَلا يَا عَناء القَلْب من أُمِّ عامِرٍ} ودِينَتَه من حُبِّ من لَا يُجاوِرُ {ودِينَ الرَّجل عُوِّد؛ وقيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ.
وقومٌ دِينٌ، بالكسْرِ:} دائِنُونَ، قالَ الشاعِرُ:
وَكَانَ الناسُ إلاّ نَحن {دِينا} ودِنْتُه {دِيْناً: سُسْته.
} ودُيِّنَه {تَدْيِيناً: مَلَّكَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للحُطَيْئة:
لقَد} دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِين ِيعْنِي: مُلِّكْتِ.
{ودَيَّنَ الرجلَ فِي القَضاءِ وفيمَا بَيْنه وبَيْن الِلَّهِ: صَدَّقَه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} دَيَّنْتُ الحالِفَ: أَي نَوَّيتَه فيمَا حَلَفَ، وَهُوَ {التَّدْيِين.
} والدَّيَّانُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ يَزِيد بنِ قَطَنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبٍ الحارِثيّ، أَبو بَطْنٍ، وَكَانَ شَرِيفَ قوْمِه؛ قالَ السَّمَوْءَل ابنُ عادِيا:
فإنَّ بني! الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْتَدُورُ رَحاهمْ حَولَهُمْ وتَحُولُوحفِيدُهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن الرَّبيعُ بنُ زِيادِ بنِ أَنَس بنِ الدَّيَّانِ البَصْريُّ محدِّثٌ عَن كعْبِ الأَحْبارِ، وَعنهُ قتادَةُ مُرْسلا.(35/60)
{ودَيَّنَه الشيءَ} تدْيِيناً: مَلّكَه إِيَّاه.
والمُدايَنَةُ {والدِّيانُ: المُحاكَمَةُ.
} وديانٌ: أَرْضٌ بالشامِ.
وعبدُ الوَهابِ بنُ أَبي {الدِّينا، بالكسْرِ: محدِّثٌ، ذَكَرَه مَنْصورٌ فِي الذَّيْل وضَبَطَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دنمزدن
دينمزدان، بالكسْرِ والزَّاي قبْل الدّال: قَرْيةٌ بمَرْوَ
(فصل الذَّال)
ذأن
: (} الذُّؤْنُونُ، كزُنْبُورٍ: نَبْتٌ) يَنْبتُ فِي أُصُولِ الأَرْضِ والرِّمْثِ، والأَلاءِ تَنْشقُّ عَنهُ الأَرْضُ فيخرجُ مِثْل سواعِدِ الرِّجالِ لَا وَرَق لَهُ، وَهُوَ أَسْحَمُ وأَغْبَرُ، وطرفُه مُحدَّدٌ كهَيْئةِ الكَمَرَةِ، وَله أَكْمامٌ كأَكْمامِ الباقِلَّي، وثَمرَةٌ صفْراءُ فِي أَعْلاه.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: {الذُّؤْنُونُ: أَسْمَر اللَّوْنِ مُدَمْلَكٌ لَهُ وَرَق لازِقٌ بِهِ، وَهُوَ طَويلٌ مِثْل الطُّرْثُوث، وَلَا يأْكُلُه إلاَّ الغَنَم، ينبتُ فِي سهولِ الأرْضِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ هِلْيَوْنُ البرِّ؛ وأَنْشَدَ للرَّاجزِ يَصِفُ نفْسَه بالرَّخاوَةِ واللِّينِ:
كأنَّني وقَدَمي تَهِيثُ} ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَكِيثُ والجمْعُ! الذَّآنِينُ، قالَ الأزْهرِيُّ: وَمِنْهُم مَنْ لَا يَهْمزُ فيقولُ: ذُونُون وذَوانِينُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي فِي الجمْعِ:(35/61)
غَداةَ تولَّيْتمْ كأَنَّ سيوفَكُم {ذَآنينُ فِي أَعْناقِكم لم تُسَلِّلِ (وخَرَجُوا} يتَذَأْنَنُون: أَي يَجْنونَه) .
وَفِي الصِّحاحِ: يأْخذُونَ {الذَّآنِينُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: أَي يَطلبُونَ الذَّآنِينُ ويأْخذُونَها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ذَأْنَنَتِ الأرْضُ: أَنْبَتَتْه.
ويقالُ للقوْمِ إِذا كانتْ لَهُم نَجْدَةٌ وفَضْلٌ فهَلكُوا وتغيَّرَتْ حالُهُم: {ذَآنِينُ لَا رِمْثَ لَهَا وطَراثيثُ لَا أَرْطَى أَي قد اسْتُؤْصِلوا صِلوا فَلم تبْقِ لَهُم بقيَّة.
} وذأَنَه! ذأْناً: إِذا حَقَّرَ شأْنَهُ وضَعَّفَه.
ذبن
: (الذُّنْبةُ، بالضَّمِّ) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (ذُبولُ الشَّفَتَيْنِ من العَطَشِ) .
قيلَ: (لُغَةٌ فِي الذُّبْلَةِ) ، باللامِ، وقيلَ: مَقْلوبٌ مِنْهُ، قالَهُ الأَزْهرِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
دخن
: (ذَخِينُو، بفتْحٍ فكسْرٍ: قرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا عبْدُ الوَهابِ بنُ الأَشْعَث الذَّخِينويُّ الحنَفيُّ عَن الحَسَنِ بنِ عَرَفَة.
ذعن
: (أَذْعَنَ لَهُ) إذْعاناً: (خَضَعَ وَذَلَّ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) أَذْعَنَ لي بحقِّي: (أَقَرَّ) ؛ وكذلِكَ أَمْعَنَ بِهِ، أَي أَقَرَّ طائِعاً غَيْر مُسْتَكْرِهٍ.
وقوْلُه تعالَى: {وَإِن يَكُن لَهُم الحقُّ يأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِيْن} أَي مُقِرِّين خاضِعِين.
(و) قالَ أَبو إسْحق: أَذْعَنَ فِي اللّغَةِ: (أَسْرَعَ فِي الطَّاعَةِ) ؛ تقولُ: أَذْعَنَ لي بحقِّي، معْناهُ طاوَعَنِي لما(35/62)
كنتُ أَلْتِمسُهُ مِنْهُ، وصارَ يُسْرعُ إِلَيْهِ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيةُ أَيْضاً.
وقالَ الفرَّاءُ: مُذْعِنِينُ: مُطِيعِيْن غَيْر مُسْتكْرِهِين.
(و) أَذْعَنَ الرَّجُلُ: (انْقَادَ) وسَلِسَ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيةُ أَيْضاً؛ (كَذَعِنَ، كفَرِحَ) ، ذَعَناً.
(وناقَةٌ مِذْعانٌ: مُنْقادَةٌ) لقائِدِها (سَلِسَةُ الَّرأْسِ.
(و) قوْلُهم: (رَأَيْتُهم مِذْعانِينَ، صَوابُه بالياءِ المُوَحَّدَةِ: أَي مُتَتابِعِينَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجلٌ مِذْعانٌ: أَي مُنْقادٌ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
والإِذْعانُ: الإدْرَاكُ والفَهْمُ، هَكَذَا اسْتَعْمَلَهُ بعضٌ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى: وَلَا أَصْلَ لَهُ فِي كَلامِ العَرَبِ، ومَجازُهُ بَعِيدٌ وَإِن تكلَّفَ لَهُ بعضُ الشّيُوخِ.
(
ذقن
: (الذِّقْنُ، بالكسْرِ: الشَّيخُ الهِمُّ.
(و) الذَّقَنُ، (بالتَّحريكِ: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ من أَسْفَلِهِما) .
وَفِي الصَّحاحِ: ذَقَنُ الإِنْسانِ: مُجْتَمَعُ لَحْيَيْهِ؛ (ويُكْسَرُ) ، عَن ابنِ سِيْدَه.
قالَ اللحْيانيُّ: هُوَ (مُذَكَّرٌ) لَا غَيْر؛ (ج أُذْقانٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ويخِرُّونَ للأذْقانِ سجّداً} .
(وَمِنْه) المَثَلُ: (مُثْقَلٌ إسْتَعانَ بذَقَنِه؛ يُضْرَبُ لمَنِ اسْتَعانَ بأَذَلَّ مِنْهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: لرجل ذَلِيل يَسْتَعِينْ برَجُلٍ آخَرَ مِثْله.
وَفِي المُحْكَم: لمَنْ يَسْتَعِيْن بمَنْ لَا دفْعَ عنْدَه وبمَنْ هُوَ أَذَلّ مِنْهُ.
(وأَصْلُه) أَنَّ (البعيرَ يُحْمَلُ عَلَيْهِ ثَقَلٌ) ، أَي حمْلٌ ثَقِيلٌ (وَلَا يَقْدِرُ يَنْهَضُ فَيَعْتَمِدُ بذَقَنِه على الأرضِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وصَحَّفَهُ الأَثْرَمُ عليُّ بنُ المُغِيْرَة(35/63)
بحَضْرَةِ يَعْقوب فقالَ: مُثْقَلٌ اسْتَعانَ بدَفَّيْه، فقالَ لَهُ يَعْقوب: هَذَا تَصْحيفٌ إنَّما هُوَ اسْتَعانَ بذَقَنِه، فقالَ لَهُ الأَثْرمُ: إنَّه يُريدُ الرِّياسَةَ بسُرْعَةٍ ثمَّ دَخَلَ بَيْتَه.
(والَّذاقِنَةُ: مَا تَحتَ الذَّقَنِ) ، أَو مَا ينالُهُ الذَّقَنُ مِنَ الصَّدْرِ.
وقالَ ابنُ جَبَلَةَ: الذاقِنَةُ: الذَّقَنُ: (أَو رأْسُ الحُلْقومِ، أَو طَرَفُهُ النَّاتِيءُ) كَمَا فِي الصِّحاحِ وَبِه فَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ وأَبو عَمْرٍ ووقَوْلَ عائِشَةَ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهَا: (بَيْن سَحْري ونَحْري وحاقِنَتِي وذاقِنَتيِ) .
(أَو) الحاقِنَةُ: (التَّرْقُوَةُ) ، هَكَذَا هُوَ فِي المُحْكَمِ.
(أَو) الَّذاقِنَةُ: (أَسْفَلُ البَطْنِ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
والجمْعُ: الذَّواقِنُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
زادَ غيرُهُ: (ممَّا يلِي السُّرَّةَ) .
وجَعَلَه ابنُ سِيْدَه تَفْسِيراً للحاقِنَةِ، ومِثْلُه للزَّمَخْشريّ.
(أَو) الَّذاقِنَةُ: (ثُغْرَةُ النّحْرِ، أَو أَعْلى البَطْنِ) ممَّا يلِي أَعْلَى الذَّقنِ؛ وبكلِّ ذَلِك فُسِّر الحدِيثُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ أَبو زيْدٍ: وَفِي المَثَلِ: لأَلْحِقَنَّ حَواقِنَك بذَواقِنِك؛ فذَكَرْتُ ذلِكَ للأَصْمعيِّ فقالَ: هِيَ الحاقِنَةُ والذّاقِنَةُ، قالَ: وَلم أَرَهْ وقَفَ مِنْهُمَا على حَدَ مَعْلومٍ، وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذلِكَ فِي (ح ق ن) .
(وذَقَنَه: قَفَدَهُ، أَو ضَرَبَ ذَقَنَه) ؛ كَمَا فِي الأساسِ والصِّحاحِ.
(و) ذَقَنَ (على يدِهِ، أَو على عَصاهُ: وَضَعَ ذَقَنَه عَلَيْهَا) واتَّكَأَ. وَفِي حدِيثِ عُمَرَ: (فوضَعَ عُودَ الدِّرَّةِ ثمَّ ذَقَنَ عَلَيْهَا) ، وَفِي رِوايَةٍ: (فذَقَنَ بسوطِه يَسْتَمِع) ؛ (كذَقَّنَ) ، بالتّشْديدِ.
(وناقَةٌ ذَقُونٌ: تُرْخِي ذَقَنَها فِي السَّيْرِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأساسِ: تمدُّ خُطَاها وتحرِّكُ رأْسَها قوَّةً ونَشاطاً فِي السَّيْرِ.
ونُوقٌ ذُقُنٌ؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:(35/64)
قد صَرَّحَ السيرُ عَن كُتْمانَ وابتُذِلَتْوَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ (ودَلْوٌ ذَقُونٌ؛ وَقد ذَقِنَت، كفَرِحَ: إِذا خَرَزْتَها فَجاءَتْ شَفَتُها مائِلةً.
(كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ قوْلُ الأَصْمعيِّ.
(وقالَ الرَّاغبُ: دَلْوٌ ذَقُونٌ: ضَخْمةٌ مائِلَةٌ.
(و) ذِقانٌ، (ككِتابٍ: جَبَلٌ.
(و) ذَاقِنُ، (كصاحِبٍ: ة بحَلَبَ.
(و) ذَاقِنَةُ، (كصاحِبَةٍ: ع.
(و) فِي نوداِرِ الأَعْرابِ: (ذاقَنَه) ولاقَنَه ولاغَذَه أَي لازَهُ و (ضايَقَهُ.
(والذّقْناءُ: المرْأَةُ الطَّويلَةُ الذَّقَنِ؛ وَهُوَ أَذْقَنُ) : طَويلُها.
(و) قيلَ: الذَّقْنَاءُ مِن النِّساءِ: (المائِلَةُ الجَهازِ) ، على التَّشْبيهِ؛ (ج ذُقُنٌ بِالضَّمِّ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الَّذاقِنَةُ مِنَ الإِبِلِ: الذَّقُونُ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
أَحْدَثْتُ لِلَّهِ شُكْراً وَهِي ذَاقِنَةٌ كأَنَّها تحتَ رَحْلي مِسْحَلٌ نَعِرُودَلْوٌ ذَقَنَى، كجَمَزَى: مائِلَةُ الشَّفَةِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى مَا تَعْتَدِلْ والذَّقَنُ، محرَّكةً: مَا ينْبتُ على مُجْتَمَعِ اللَّحْيَيْنِ مِنَ الشَّعَرِ، هَكَذَا هُوَ عنْدَ العامَّةِ.
وقالَ الشهابُ الخفاجيُّ فِي شِفاءِ الغَليلِ: إنَّه مِن كَلامِ المُوَلّدين.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى فِي رَبيعِ الأَبْرارِ: إنَّه اللِّحْيةُ فِي كَلامِ النِّيطِ.
ومِن المجازِ: قوْلُهم للحَجَرِ إِذا قَلَبَه السَّيْلُ: كبَّهُ السَّيْلُ لذقنِه؛ وَكَذَا(35/65)
قوْلُهم: وهبَّتِ الرِّيحُ فكَبَّتِ الشَّجَرَ على أَذْقانِها؛ وقالَ امْرؤُ القَيْسِ ووَصَفَ سَحاباً:
وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عَن كل فِيقةٍ يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلوالذقَّانَةُ، مُشَدَّدَة: الذَّاقنُونَ، عامِّيَّةٌ.
ذمن
: (ذَيمونُ، كلَيمونٍ) :
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهِي: (ة على فَرْسَخَيْنِ ونِصفٍ مِن بُخارى مِنْهَا الفَقِيهُ أَبو محمدٍ حكيمُ بنُ محمدِ) بنِ عليِّ بنِ الحُسَيْن بنِ أَحمدَ بنِ حكيمٍ (الذَّيمونيُّ) إمامُ أَصْحابِ الشَّافِعِيّ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ، تَفَقَّه بمَرْوَ على ابنِ عبْدِ اللهاِ الحَضْرميِّ، ودَرَسَ الكَلامَ على أَبي إسحْق الأسْفرايني، وتُوفي ببُخارى سَنَة 316، رَحِمَه اللهاِ تعالَى؛ وَعنهُ أَبو كاملٍ البَصْريُّ وغيرُهُ.
وَمِنْهَا أَيْضاً أَبو القاسِمِ عبْدُ العَزيزِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ الذّيمونيُّ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَه اللهاِ تعالَى، عَن أَبي عَمْرٍ وومحمدِ بنِ محمدِ بنِ جابِرٍ، وَعنهُ أَبو محمدٍ النَّخْشبيُّ.
ذنن
: ( {الذَّنِينُ، كأَميرٍ وغُرابٍ: رَقيقُ المخاطِ) ، أَو المخاطُ مَا كَانَ، عَن اللّحْيانيِّ؛ (أَو مَا سالَ مِنَ الأَنْفِ رَقيقاً) ، عَنهُ أَيْضاً.
وَفِي الصِّحاحِ: الذَّنِينُ: مُخاطٌ يَسِيلُ مِنَ الأَنْفِ؛} والذُّنانُ، بالضمِّ: مثْلُه، (أَو عامٌّ فيهمَا) ، عَن اللَّحْيانيّ أَيْضاً(35/66)
( {ذَنِنَ، كفَرِحَ) ،} يَذِنُّ {ذَنَناً: سَالَ} ذَنِينُه.
( {وذَنَّ) المخاطُ (} يَذِنُّ {ذَنِيناً} وذَنَناً) : سَالَ؛ ( {وذَنَّنَ} تَذْنِيناً) مِثْلُه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
( {والأَذَنُّ: من يَسيلُ مَنْخِراهُ،} والذَّنَّاءُ للأُنْثى.
(و) {الذَّنَّاءُ: (الَّتِي لَا يَنْقَطِعُ حَيْضُها) ، على التَّشْبيهِ؛ وَمِنْه قوْلُ المرْأَةِ للحجَّاجِ تَشْفَع لَهُ فِي ابنِها مِنَ الغَزْوِ: (إِنَّني أَنا} الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْياءُ) .
( {والذُّنانَى) ، بالضَّمِّ، مَقْصوراً: شبْهُ (مُخاطٍ) يَقَعُ مِن أُنُوفِ (الإِبِلِ) .
وقالَ كُراعٌ: إنَّما هُوَ} الذُّنانَى.
وقالَ قوْمٌ لَا يُوثَقُ بهم: إنَّه الزُّنانَي، والذَّالُ (لُغَةٌ فِي الزِّاي، أَو الصَّوابُ بالَّذالِ.
( {والذُّنانَةُ، كثُمَامَةٍ: الحاجَةُ.
(و) أَيْضاً: (بَقِيَّةُ الشَّيءِ الضَّعيفِ) الهالِكِ} يَذِنُّها شَيْئا بَعْد شيءٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
والذُّنابَةُ بالباءِ: بَقِيَّةُ الشَّيءِ الصَّحِيح.
(و) مِن المجازِ: (إِنَّه {لَيَذِنُّ: أَي ضعيفٌ هالِكٌ هَرَماً أَو مَرَضاً) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو) } يَذِنُّ: (يَمْشِي مِشْيَةً ضَعِيفةً) ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ لابنِ أَحْمر:
وإِنَّ الموتَ أَدْنَى من خَيالٍ ودُونَ العَيْشِ تَهْواداً {ذَنِينا أَي لم يَرْفُقْ بنفْسِه.
(} وذَناذِنُ الثَّوْبِ) : أَسافِلُه، مثْلُ (ذَلاذِلِهِ) ؛ وقيلَ: نونُها بَدَلٌ مِن لامِها، الواحِدُ {ذُنْذُنُ وذُلْذُلُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(وَهُوَ} يُذانُّهُ على حاجةٍ) يطْلبُها مِنْهُ؛ (أَي) يطْلُبُ و (يَسْأَلُه إيَّاها) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.(35/67)
(و) مِن المجازِ: (مَا زالَ {يَذِنُّ فِي تِلْكَ الحاجةِ حَتَّى أَنجَحَها، أَي يَتَرَدَّدُ فِيهَا) بتؤدةٍ ورفقٍ؛ كَمَا فِي الأَساسِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الذَّنينُ: مَا سالَ مِن ذَكَرِ الرَّجلِ لفرْطِ الشَّهْوةِ؛ ذَكَرَه ابنُ السيِّد فِي الفرقِ؛ وَكَذَلِكَ الفحْلُ والحِمَارُ؛ قالَ الشمَّاخُ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه:
تُوائِل من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُحَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِوالحوالِبُ: عروقٌ يَسِيلُ مِنْهَا المنيُّ، والأَسْهَرَان: عرْقانِ يَجْرِي فيهمَا ماءُ الفحْلِ. وتُوائِلُ: أَي تَنْجُو. وأَوْرَدَه الجوْهرِيُّ مُسْتشهِداً بِهِ على الذَّنِينِ المُخاطِ يَسِيلُ مِن الأَنْفِ.
{والذُّنانَةُ، كثُمامَةٍ: بقِيَّةُ العِدَةِ أَو الدّيْن.
} والذُّنَيْناءُ، بالضمِّ مَمْدوداً: مَا يَخْرِجُ مِنَ الطَّعامِ فيُرْمَى بِهِ؛ عَن أَبي حِنيفَةَ.
وقَرحَةٌ {ذنَّاءُ: لَا ترْقَأُ.
} وذَنَّ البرْدُ {ذَنِيناً: إِذا اشْتَدَّ.
} والذَّنَنُ، محرَّكةً: القذرُ والثفلُ، نَقَلَه السّهيليُّ ومِن أَمْثالِهم: أَنْفكَ مِنْك وَإِن كانَ {أَذَنَّ.
ذون
: (} الذَّانُ: العَيْبُ) ، كالذَّامِ والذَّابِ والذَّنَنِ والذَّيَمِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لقَيْسِ بنِ الخطيمِ الأَنْصارِيّ:
رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً بهَا أَفْنُها وَبهَا! ذانُها وقالَ كِنازٌ الجَرْميُّ:(35/68)
بهَا أَفْنُها وَبهَا ذابُها كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقَصيدَةُ كِنازٍ بائِيَّة وصَدْرُهما واحِدٌ.
( {والتَّذَوُّنُ: الغِنَى والنَّعْمَةُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الذُّونُونُ، بالضمِّ: نَبْتٌ؛ لُغَةٌ فِي الذُّؤْنُونِ بالهَمْزِ، والجمْعُ! ذَوانِينُ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ عَن الكِسائيِّ.
ذهن
: (الذِّهْنُ، بالكسْرِ: الفَهْمُ والعَقْلُ.
(و) أَيْضاً: (حِفْظُ القَلْبِ) . يقالُ: اجْعَلْ ذِهْنَك إِلَى كَذَا وَكَذَا.
(و) أَيْضاً: (الفِطْنَةُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ قوَّةٌ فِي النفْسِ معدَّةٌ لاكْتِسابِ العلومِ تشْملُ الحَوَاس الظاهِرَةَ والباطِنَةَ وشِدَّتها هِيَ الذَّكَاء وجودتها لتَّصوّر مَا يرد عَلَيْهَا هِيَ الفِطْنَةُ؛ (ويُحَرَّكُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) الذِّهْنُ: (القُوَّةُ) . ويقالُ: مَا برِجْلِي ذهْنٌ: أَي قوَّةٌ على المَشْيِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَوْس بنِ حَجَر:
أَنُوءُ برِجْلٍ بهَا ذِهْنُهاوأَعْيَتْ بهَا أُخْتُها الغابِرَة (و) الذِّهْنُ: (الشَّحْمُ) . يقالُ: مَا رأَيْنا بإِبْلِكَ ذِهْناً يقيمها السّنة أَي طِرقاً وشَحْماً يُقوِّيها؛ (ج أَذْهانٌ) .
يقالُ: هُوَ مِن أَهْلِ الذِّهْنِ والأَذْهانِ: وَهُوَ القُوَّةُ فِي العقْلِ والمُسْكةِ؛ وَهُوَ مجازٌ.(35/69)
(و) يقالُ: (ذَهَنَني عَنهُ وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَنِي) : أَي (أَنْساني وأَلْهاني) عَن الذِّكْرِ.
(وذَاهَنَني فَذَهَنْتُه) : أَي (فاطَنَني فكُنْتُ أَجْوَدَ مِنْهُ ذِهْناً) ؛ وَهُوَ مَذْهونٌ.
(وذُهْنُ بنُ كَعْبٍ، بالضَّمِّ: بَطْنٌ من مَذْحِجٍ) .
قالَ الحافِظُ: وَالَّذِي فِي أَنْسابِ ابنِ السّمعانيِّ: الدَّهِنُ، بفتْحِ الدالِ المهْمَلَةِ وكسْرِ الهاءِ، هُوَ ابنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبِ بنِ الحارِثِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عِلّة بنِ جلدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَدٍ؛ مِنْهُم: شريكُ بنُ الأَعْورِ، واسمُ الأَعْورِ الحارِثُ بنُ عبْدِ يغوثَ بنِ خَلَف بنِ سَلَمَةَ بنِ دُهْنٍ المَذْحجيُّ، كانَ فِي شيعَةِ عليَ، رضِيَ الِلَّهُ تَعَالَى عَنهُ، ماتَ بالكُوفَةِ فِي أَيامِ زِيادٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجلٌ ذَهِنٌ، ككَتِفٍ، وذِهْنٌ، بالكسْرِ: أَي ذكيٌّ فَطِنٌ، كِلاهُما على النّسَبِ، وكأَنَّ ذِهْناً مغيَّرٌ عَن ذَهِنٍ وَقد ذَهِنَ، كعَلِمَ.
واذهَنَ إِلَى مَا أَقولُ افطنَ.
وَهُوَ لَا يَذْهَنُ شَيْئا: لَا يَعْقِلُ.
واسْتَذْهَنك حبُّ الدُّنْيا: ذَهَبَ بذهْنِك.
واسْتَذْهَنَتِ السّنةُ القَصَبَ: ذَهَبَتْ بذِهْنِها وَهُوَ نِقْيُها.
وَفِي النَّوادِرِ: ذَهِنْتُ كَذَا وَكَذَا: فَهِمْتُه.
وذَهَنْتُ عَن كَذَا: فهمت عَنهُ.(35/70)
ذهبن
: (ذَهْبَنٌ، بالباءِ المَوحَّدةِ، كجَعْفَرٍ) :
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (ابنُ قِرْضِمٍ) المهريُّ (صَحابيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ، وَقد تقدَّمَ الاخْتِلافُ فِيهِ.
ونَقَلَ شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى، إهْمالَ الدالِ أَيْضاً، وَهُوَ غَرِيبٌ.
ذين
: ( {الذِّينُ، بالكسْرِ) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ، وضَبْطه بالكسْرِ غَرِيبٌ، والصَّحِيحُ أَنَّه بالفتْحِ: (العَيْبُ) كالذَّيْمِ.
وَقد ذَامَهُ وذَانَهُ: عابَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
} المُذَان: لُغَةٌ فِي المُذالِ
(فصل الرَّاء) مَعَ النُّون
رأن
: ( {رَأنَّهُ) . بفتْحِ الْهَمَزَةِ وتَشْديدِ النُّونِ؛ وَقد أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ (بمعْنَى رَعَنَّه) حكى ذَلِك (عَن النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ عَن الخَليلِ) ، أَي بمعْنَى لعَلَّه، وَهِي لغَةٌ فِيهِ وسَيَأْتي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأُرانَى، بالضمِّ: نَبْتٌ، والبُوصُ ثَمَرُه، والقُرْزُحُ: حَبُّه؛ كَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّي؛ وسَبَقَ فِي ترْجَمَةِ {أَرَنَ:} الأَرَانِيَةُ: نبْتٌ من الحَمْضِ لَا يطولُ ساقُه.
ربن
: (الرَّبُونُ) ، كصَبُورٍ، (والأُرْبانُ والاُرْبونُ، بضمِّهما) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: هُوَ (العُرْبُونُ) ، وكَرهَها بعضُهم.
(وأَرْبَنْتُه: أَعْطَيْتُه رَبوناً) ، وَهُوَ دَخِيلٌ.
(والمُرْتَبِنُ: المُرْتَفِعُ فَوْقَ مكانٍ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و، والمُرْتَبِيءُ مثْلُه؛ وأَنْشَدَ:(35/71)
ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ سَمَوْتُ إِلَيْهِ بالسِّنانِ فأَدْبَرا (و) رُبَّانُ، (كرُمَّانٍ: رُكْنٌ مِن) أَرْكانِ (أَجَأَ) ، أَحَد جَبَلَيْ طيِّءٍ.
قلْتُ: هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّحِيحُ أَنَّه رَيَّان، بالتَّحْتيَّة، كشَدَّادٍ، وَهُوَ مِن أطْولِ جِبالِ أَجَأَ، وَهُوَ عَظِيمٌ أَسْوَد، يُوقِدُونَ فِيهِ النارَ فتُرَى مِن مَسيرَةِ ثلاثٍ، قالَهُ نَصْر.
(و) الرُّبَّانُ: (مَنْ يُجْرِي السَّفينةَ) ، والجمْعُ رَبابِين.
قالَ الأزْهرِيُّ: وأَظنُّه دَخِيلاً.
قلْتُ: وَقد صرَّحَ بعضٌ أَنَّه الرَّبابيُّ مَنْسوبٌ إِلَى الربِّ، مُتَعَلِّقٌ عِلْمُهُ بِمَا فِي باطِنِ البَحْرِ مِن شعوبٍ وغيرِها، ثمَّ عنْدَ الاسْتِعْمال حُذِفَتِ الياءُ وظَنَّتِ الْبَاء كأَنَّها أَصْليَّة، وعَلى هَذَا مَحَلّ ذِكْره فِي الموحَّدَةِ. (وَقد) تصرفَ فِيهِ فَقَالُوا: (تَرَبَّنَ) : إِذا صارَ ربَّاناً.
(والرُّبَّانِيةُ: ماءٌ لبَني كَلْبِ بنِ يَرْبوعٍ) ؛ ومَرَّ لَهُ فِي حَرْفِ الباءِ الرّبابِية: ماءٌ باليَمامَةِ؛ وقيَّدَهُ الصَّاغَانيُّ هُنَا بالضمّ، فَمَا هُنَا تَصْحيفٌ ظاهِرٌ فتأمَّل.
(و) رِبانٌ، (ككِتابٍ: اسْمٌ لشخْصٍ من جَرمٍ وليسَ فِي العَرَبِ رِبانٌ بالرَّاءِ غيرُه وَمن سِواهُ بالزَّاي) .
قلْتُ: الَّذِي صرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّسَبِ أنَّه رَبَّانٌ، كشَدَّادٍ، وَهُوَ ابنُ حلوان، وَهُوَ والِدُ جرم، مِن قضاعَةَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ جماعَةٌ مِنَ الصَّحابَةِ وغيرِهم، وَهَكَذَا ضَبَطَه الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ حجر وابنُ الجوانيّ النسَّابَةُ. وقوْلُه: اسمٌ لشَخْصٍ مِن جرَمٍ غَلَطٌ أَيْضاً فتأمَّل.
(وعليُّ بنُ رَبَنٍ الطَّبَرِيُّ، محرّكاً،(35/72)
مُؤَلِّفُ كتابِ الأَمْثالِ وغيرِهِ) . هَكَذَا ذَكَرَه الحافِظُ الذَّهبيُّ.
قالَ الحافِظُ بنُ حجر: هُوَ مِن مَشْهورِي الأَطَّباء تَتَلْمَذَ لَهُ مُحَمَّد بن زَكَريَّا وأَبُوه رين الطَّبَريّ، ذَكَرَ أَنَّه كانَ يَهُودِيًّا مُتَمَيِّزاً فِي الطبِّ.
قالَ: والرَّبَنُ: المُتَقدِّمُ فِي شَرِيعَةِ اليَهُودِ.
قالَ الحافِظُ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى: فعلى هَذَا هُوَ بتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
(وأُرْبونَةُ، بالضَّمِّ: د بالمَغْربِ) ؛ وضَبَطَه ياقوت بالضمِّ والفتْحِ مَعًا؛ وقالَ: هُوَ بلدٌ فِي طَرَفِ المَغْربِ مِن أَرْضِ الأَنْدَلسُ، وَهِي الآنَ بيدِ الإِفْرَنْج لَعَنَهم الّلهُ تَعَالَى، بَيْنها وبَيْن قرْطبَةَ، على مَا ذَكَرَه ابنُ النَّبيه، ألْفُ مِيلٍ.
(ومَوْضِع الرَّابِنِ مِنْك: هُوَ مَوْضِعُ الَّرانِ) ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ وسَيَأْتي الرَّان فِي موضِعِه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رُبَّانُ كلِّ شيءٍ مُعْظمُهُ وجماعَتُه.
وأَخذتُه برُبَّانِه، بالضمِّ والكسْرِ، ومُرَ بَّنٌ ومُرَوْبَنٌ، كمعَظَّمٍ ومُجوْهَر، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُه الَّذِي يُسَمَّى الرَّانَ، وَبِهِمَا رُوِي قوْلُ رُؤْبة:
مُسَرْوَلٌ فِي آلِهِ مُرَبَّن ومُرَوْبَن.
ومحمدُ بنُ رَبْنَ الصّوفيُّ بالفتْحِ.
قالَ الحافِظُ: قرَأْته بخطَ مغلطاي، وقالَ: حدَّثنا عَنهُ شيْخُنا أَبو محمدٍ البَصْريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
ربنجن
: (أَرْبِنْجَنِ، بفتْحٍ فسكونٍ فكسْرِ(35/73)
الموحَّدَةِ وسكونِ النُّونِ وفتْحِ الجيمِ: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ سرقنة؛ ورُبَّما أَسْقَطوا الهَمْزَةَ فَقَالُوا: رَبِنْجَن، مِنْهَا: أَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسَى الأَرْبِنْجَنِيُّ مِن فُقهاءِ الحَنَفيَّة، ماتَ، رَحِمَه الِلَّهُ تعالَى، سَنَة 315؛ وأَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الِلَّه محدِّثٌ، قالَ ابنُ القرابِ: ماتَ رَحِمَه الِلَّهُ تَعَالَى سَنَة 315.
رتقن
:) (تَراتِقِينُ) : بفتْحِ التَّاءِ الفَوْقيَّة ورَاء وأَلِف وكسْرِ الفَوْقيَّة الثَّانِيَة والقافِ:
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (ع بالعَجَمِ، وَهِي قَصَبَةُ كَرْدَرَ) .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه الِلَّهُ تعالَى: ويقالُ: إنَّ أَوَّلَها موحَّدَةٌ، وعَلى كلَ لَا يظْهَرُ وَجْهٌ لذِكْرِها لأَنَّها أَعْجمِيَّةٌ، والحُكْم على التاءِ بالزِّيادَةِ لَا يظْهَر فتأَمَّل.
رتن
: (الرَّتْنُ) : الخَلْطُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ (خَلْطُ الشَّحْمِ بالعَجينِ) .
ونَصُّ المُحْكَم: خَلْطُ العَجينِ بالشحْمِ.
(والمِرْتَنَةُ، كمِكْنَسَةٍ) ، كَمَا فِي العَيْنِ، (ومُعَظَّمةٍ) كَمَا فِي الصِّحاحِ: (الخُبْزَةُ المُشَحَّمَةُ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: حَرَصْتُ على أَنْ أَجِدَ هَذَا الحرفَ لغيْرِ اللَّيْثِ فَلم أَجِدْ لَهُ أَصْلاً: قالَ: وَلَا آمنُ أَنْ يكونَ الصَّوابُ المُرَثَّنة، بالثاءِ، مِن الرَّثَانِ، وَهِي الأَمْطارُ الخَفِيفَةُ، فكأنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسَمِ.(35/74)
(والَّراتِينُ: صَمْغٌ) يكونُ. (مَعَ الصَّفَّارِينَ للإِلْحامِ.
(ورَتَنٌ، محرَّكاً) : هُوَ (ابنُ كِرْبالِ بنِ رَتَنٍ البَتْرَنْدِيّ) بكسْرِ الموحَّدَةِ وسكونِ الفَوْقيَّة وفتْح الراءِ وسكونِ النُّونِ. وبِتْرَنْدةُ: مدينَةٌ بالهِنْدِ؛ اخْتُلِفَ فِي شأْنِه كثيرا فقيلَ: إِنَّه مِنَ المعَمَّرِين، أَدْرَكَ النبيَّ، صلَّى الّله عَلَيْهِ وسلَّم، وحَضَرَ مَعَه الخَنْدَق، فدعَا لَهُ بالبركَة، فِي العمْرِ، وإِنَّه حَضَرَ فِي زفافِ فاطِمَةَ إِلَى عليَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُمَا، ورَوَى أَحادِيثَ وماتَ ببِلَدِهِ، وَله مقامٌ جَليلٌ يُزارُ، والصَّحيحُ أنَّه (ليسَ بصحابيَ، وإِنَّما هُوَ كذَّابٌ ظَهَرَ بالهِنْدِ بعْدَ الستِّمائَةٍ فادَّعْى الصُّحْبَةَ وصُدِّقَ، ورَوَى أَحادِيثَ سَمِعْناها مِن أَصحابِ أَصْحابِهِ.
(وَفِي ذيْلِ الدِّيوانِ للحافِظِ الذَّهبيِّ، رَحِمَه الّلهُ: رَتَنٌ الهِنْدِيُّ ظَهَرَ فِي حدودِ الستِّمائَةِ فزَعَمَ الصُّحْبَة فافْتَضَحَ بتلْكَ الأَحاديثِ المَوْضُوعَة، فأخافُ أَن يكونَ شَيْطاناً تبَدَّى لَهُم، لَا بلِ الظَّاهِرُ أنَّه لَا وُجُودَ لَهُ، بل هُوَ اسمٌ مَوْضوعٌ أُلْصِقَتْ بِهِ مُتُونٌ مكْذُوبَة اهـ.
قلْتُ: وكانَ فتْحُ الهِنْدِ فِي المائَةِ الرَّابعةِ على يدِ السُّلْطان مَحْمود بنِ سبكْتكِينَ الفزْنَويِّ المَشْهُور بالعدْلِ والانْصافِ، وَلم يُنْقَل شيءٌ عَن رَتَنٍ إلاَّ فِي آخِرِ المائَةِ السَّادِسَة، ثمَّ فِي أَوائِل السَّابعَةِ قُبَيْل وفاتِهِ.
وَفِي التَّبْصيرِ للحافِظِ: رَتَنٌ الهِنْدِيُّ الَّذِي ادَّعَى فِي المائَةِ السابعَةِ أنَّه أَدْرَك الصُّحْبَة فمقَتَهُ العُلَماءُ وكذَّبُوه.
قلْتُ: والأحادِيثُ الَّتِي رَوَاها وتلَقَّاها عَنهُ أَصْحابُه وأَصحابُ أَصْحابِه قد جُمِعَتْ فِي كرَّاسَة وتُسمَّى بالرَّتَنِيَّات، كنْتُ اطَّلَعْتُ عَلَيْهَا سَابِقًا. وأَطالَ الذَّهبيُّ فِي(35/75)
الميزانِ فِي ترْجَمَتِه، وَكَذَا الحافِظُ فِي لبابِه وَفِي الإصابَةِ.
(ووَادِي رَاتُونا، صوابُه رَانُونا بنُونَيْنِ: بَين المَدينَةِ وقُبا) كَمَا سَيَأْتي.
ومَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رتين: (أَرْتيانُ، بالفتْحِ وكسْرِ الفوْقيَّة: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ نَيْسابُورَ مِنْهَا: أَبو عبْدِ الّلهِ الحَسَنُ بنُ إسْمعيل بنِ عليَ الأَرْتَيَانيُّ النَّيْسابُورِيُّ، ماتَ بعْدَ العشرِ والثلَثمائَةِ.
رثن
: (الرَّثانُ، كسَحابٍ) ، ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ مَضْبوطاً بالكسْرِ: (القِطارُ المُتَتابِعةُ من المَطَرِ) يفْصِلُ (بَيْنَهُنَّ سُكونٌ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.
وقالَ ابنُ هانىء: يفصِلُ بَيْنَهُنَّ ساعاتٌ أَقلَّ مَا بَيْنَهُنَّ سَاعَةٌ وأَكَثْرَ مَا بَيْنَهُنَّ يومٌ ولَيْلَة.
(وأَرْضٌ مُرَثَّنَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) كَمَا فِي الصِّحاحِ: أَصابَها مَطَرٌ ضَعيفٌ.
(و) فِي نوداِرِ الأَعْرابِ: أَرْضٌ (مَرْثونَةٌ: أَصابَتْها) رَثْنَةٌ، أَي مَرْكُوكَة، أَصابَها رَثَانٌ ورَثَامٌ، وكَذلِكَ أَرْضٌ مُرَثَّنَةٌ ومُثَرَّدَةٌ.
(وتَرَثَّنَتِ) المرأَةُ: (طَلَتْ وَجْهَها بغُمْرَةٍ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: قالَ ذَلِك بعضُ مَنْ لَا أَعْتمِدُه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِيناً، عَن كُراعٍ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: والقِياسُ رُثِنَتْ كطُلَّتْ وبُغِشَتْ وطُشَّتْ وَمَا أَشْبَه ذلِكَ.
رثعن
: (ارْثَعَنَّ المَطَرُ، بالعَيْنِ المهْمَلَةِ) : إِذا (ثَبَتَ وجادَ) ، وَهُوَ يَرْثَعِنُّ أرْثِعْناناً.
وقيلَ: ارْثَعَنَّ كَثُرَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:(35/76)
كأَنَّه بعدَ رِياحٍ تَدْهَمُهْ ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُونِ تَثِمُهْوقالَ الأَزْهرِيُّ: المُرْثَعِنُّ مِنَ المَطَرِ: المُسْتَرْسِلُ السائِلُ؛ قالَ: وقالَ ابنُ السِّكِّيت فِي قوْلِ النابِغَةِ:
وكُلُّ مُلثَ مُكْفَهِرَ سحابُهكَمِيشَ التَّوالي مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِقالَ: مُرْثَعِنٌّ مُتَساقِطٌ ليسَ بسَريعٍ، وبذلِكَ يُوصَفُ الغَيْثُ.
(و) ارْثَعَنَّ (الشَّعَرُ: تَسَدَّل) مُتَساقِطاً.
(و) ارْثَعَنَّ (فلانٌ) ارْثِعْناناً: (ضَعُفَ واسْتَرْخَى) ؛ وكلُّ مُتساقِطٍ مُسْتَرْخٍ مُرْثَعِنّ.
ويقالُ: جاءَ فلانٌ مُرْثَعِنًّا ساقِطَ الأَكْتافِ أَي مُسْترخياً؛ وَأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي الأَسْود العِجْليّ:
لما رَآهُ جَسْرباً مُجِنّاأَقْصَرَ عَن حَسْناء وارْثَعَنَّا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُرْثَعِنُّ: السَّيْلُ الغالِبُ.
ومِن الرِّجالِ: الَّذِي لَا يَمْضِي على هَوْلٍ.
رجن
: (رَجَنَ بالمكانِ) يَرْجُن (رُجُوناً) : إِذا (أَقامَ) بِهِ.
(و) رَجَنَتِ (الإِبِلُ وغيرُها: أَلِفَتِ) البُيوتَ؛ (ويُثَلَّثُ) ، فمنْ حَدِّ نَصَرَ وفَرِحَ عَن الفرَّاءِ نقلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهِي رَاجنَةٌ.
والرَّاجنُ: الآلِفُ مِن الطَّيرِ.
وشاةٌ راجِنَةٌ مُقِيمةٌ فِي البُيوتِ، وكذلِكَ الناقَةُ.(35/77)
(و) رَجَنَ (دابَّتَه: حَبَسَها وأَساءَ عَلَفَها) حَتَّى تُهْزَلَ: نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ فَهِيَ مَرْجونَةٌ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجَنَ فلانٌ راحِلَتَه رَجْناً شَدِيداً فِي الدارِ: وَهُوَ أنْ يَحْبِسَها مُناخَةً لَا يَعْلِفها؛ (أَو) رَجَنَهَا: (حَبَسَها فِي المَنْزِلِ على العَلَفِ) .
ونَقَلَ الجوْهرِيُّ عَن الفرَّاءِ: إِذا جسَها عَن المَرْعى على غيْرِ عَلَفٍ، فَإِن أمْسَكَها على عَلَفٍ قيلَ: رَجَّنَها تَرْجيناً (فرَجَنَتْ هِيَ رُجوناً) ، من حَدِّ نَصَرَ يَتعَدَّى وَلَا يَتَعدَّى كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) رَجَنَ (فلَانا: اسْتَحْيا مِنْهُ) ، وَهَذَا مِن نوادِرِ أَبي زيْدٍ.
(وارْتَجَنَ) على القوْمِ (أَمْرُهُم: اخْتَلَطَ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ (و) هُوَ مِن ارْتَجَنَ (الزُّبْدَ) إِذا (طُبِخَ فَلم يَصْفُ وفَسَدَ وارْتَكَمَ وأَقامَ) ، أَو تَفرَّقَ فِي المِمْخَضِ؛ وَهُوَ مِن ارْتِجانِ الإِذْوابَةِ، وَهِي الزُّبْدَةُ تخرجُ مِنَ السِّقاءِ مُخْتلِطَة بالرَّائبِ الخاثِر فتوُضَعُ على النارِ فَإِذا غَلا ظَهَرَ الرَّائِبُ مُخْتلطاً بالسَّمنِ فذلِكَ الارْتِجانُ.
(والرَّجِينُ: السَّمُّ القاتِلُ.
(و) الرَّجينَةُ، (بهاءٍ: الجماعَةُ.
(والمَرْجونَةُ: القُفَّةُ.
(ورَجَّانٌ، كشَدَّادٍ: وادٍ بنَجْدٍ) ؛ هَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ رَجَّاز بالزِّاي فِي آخِرِه، وَهَكَذَا ضَبَطَه نصْرٌ فِي المعْجَمِ، وتقدَّمَ للمصنِّفِ رَحِمَه الِلَّهُ تعالَى فِي (ر ج ز) ، ضَبَطَه كشَدَّادٍ ورُمَّانٍ، ومَرَّ شاهِدُه هُنَاكَ مِن قوْلِ بدْرِ بنِ عامِرِ الهُذليّ فرَاجِعْه؛ ومِنَ العجيبِ أنَّ المصنِّفَ ذَكَرَه أَيْضاً فِي ر ج ج، فجعَلَه مُثَنى وَقد نبَّهنا عَلَيْهِ هُنَاكَ.
(و) رَجَّانُ: (د بفارِسَ، ويقالُ فِيهِ أرَّجانُ أَيْضاً) بتَشْديدِ الرَّاءِ المَفْتوحَةِ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ(35/78)
خلَّكانِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
وَفِي أَصْلِ الرَّشاطيّ: الرَّاء والجيمُ مُشدَّدَتانِ.
وذَكَرَه المصنِّفُ رَحِمَه الّلهُ تعالَى فِي ر ج ج، ومَرّ هناكَ مَا فِيهِ كِفايَة مِنَ الضَّبْطِ والتَّعْيين.
(وَمِنْه أَحمدُ بنُ الحُسَيْنِ) عَن عُثْمان بنِ مُسْلم، وَعنهُ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَعْفرٍ القطَّان البَصْريُّ، ذَكَرَه الأميرُ؛ (وأَحمدُ بنُ أَيُّوبَ) عَن يحْيَى بنِ حبيبِ بنِ عربيَ وَعنهُ ابنُ المُظفرّ الحافِظُ؛ (وعبدُ اللهاِ بنُ محمدِ بنِ شُعَيبٍ وأَخُوه أَحمدُ) شيْخان للطّبْرانيّ، (الرَّجَّانِيُّونَ المحدِّثونَ.
(و) رُجَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بالمَغْربِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَرْجَنَتِ الناقَةُ: أَقامَتْ فِي البَيتِ.
وأَرْجَنَها: حَبَسَها ليَعْلقَها وَلم يُسَرّحْها؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الفرَّاءِ لازِمٌ مُتعدَ.
ورُجُونُ البَعيرِ ورُجونَتُه: اعْتِلافُه للنُّوَى والبزْرِ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: رَجَنَ فِي الطعامِ ورَمَكَ: إِذا لم يَعَفْ مِنْهُ شَيْئا، وكذلِكَ رَجَنَ البَعِيرُ فِي العَلَفِ.
وهم فِي مَرْجُونَةٍ: أَي فِي اخْتِلاطٍ لَا يدْرُون أَيُقِيمُون أَم يظْعِنُون.
وأَرْجُونَةُ، بالفتْحِ وضمِّ الجيمِ: بلْدَةٌ بالأَنْدلُس، مِنْهَا: أَبو محمدٍ شُعَيبُ بنُ سَهْلِ بنِ شُعَيبٍ الأَرْجُوانيُّ المحدِّثُ، لَهُ رحْلَةٌ بالمَشْرقِ.
والرَّجَّانَةُ، مُشدَّدَةٌ: الإِبِلُ الَّتِي تحملُ المَتاعَ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَعْرفُ لَهُ فعْلاً، وعنْدِي أنّه اسمٌ كالجَبَّانَةِ.(35/79)
وأَرجيانُ: اسمُ حَوارِي عيسَى، عَلَيْهِ السلامُ، دُفِنَ بأَرَّجان.
ورَاجيانُ: جَدُّ أَبي محمدٍ عبْدا الِلَّهِ بن محمدٍ، البغداديُّ المحدثُ عَن أبي الْقَاسِم بنُ شُخرفَ وَعنهُ ابْن بطة البكريُّ والرواجن بطنُ مِنْهُم أَبُو سعيد عبادُ بنُ يعقوبَ الرواجنيُّ روى عَنهُ الحافِظُ البُخارِيُّ.
رجحن
: (ارْجَحَنَّ) الشيءُ: (مالَ) .
وَمِنْه المَثَلُ: إِذا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً أَي إِذا مالَ رافِعاً رجْلَيْه، يعْنِي إِذا خَضَعَ لكَ فاكْفُفْ عَنهُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) ارْجَحَنَّ: (اهْتَزَّ.
(و) أَيْضاً: (وَقَعَ بمَرَّةٍ) ؛ قالَ:
وشَرَابٌ خُسْرَوانيّ إذاذاقَه الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنَّ (و) ارْجَحَنَّ (السَّرابُ: ارْتَفَعَ) ؛ قالَ الأعْشَى:
تَدُرُّ على أَسْوُقِ المُمْتَرِينْرَكَضْنا إِذا مَا السَّرابُ ارْجَحَنّ (وجَيْشٌ مُرْجَحِنٌّ) : ثقِيلٌ.
(ورَحًى مُرْجَحِنَّةٌ: ثقيلَةٌ) ؛ قالَ النابغَةُ:
إِذا رَجَفَتْ فِيهِ رَحًى مُرْجَحِنَّةٌ تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوافِلِأَوْرَدَ ابنُ سِيْدَه والجَوْهرِيُّ والأزْهرِيُّ هَذَا الحرْفَ هُنَا على أَنَّ(35/80)
النُّونَ أَصْليَّة، وإيَّاهُم تَبِعَ المصنِّفُ.
ونَقَلَ ابنُ الأَثيرِ عَن جماعَةٍ زِيادَتَها، وأنَّه مِن رَجَح الشيءُ إِذا ثقُلَ، فتأمَّل ذلِكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: أَنا فِي هَذَا الأَمْرِ مُرْجَحِنٌّ: أَي لَا أَدْرِي أَيَّ فَنَّيْه أَرْكَبُ، وأَيَّ صَرْعَيْه وصَرْفَيْه ورَوْقَيْه أَرْكَبُ، أَي مُتَردِّدٌ مائِلٌ.
ويقالُ: فلانٌ فِي دُنْيا مُرْجَحِنَّة: أَي واسِعَة كثيرَةُ.
وامْرأَةٌ مُرْجَحِنَّةٌ: سَمِينَةٌ إِذا مَشَتْ تَفَيَّأَتْ فِي مِشْيتِها.
وارْجَحَنَّ السَّحابُ بعْدَ تَبَسُّقٍ: أَي ثَقُلَ ومالَ بَعْد علُوِّه.
وليلٌ مُرْجَحِنٌّ: ثقيلٌ واسِعٌ.
رجعن
: (ارْجَعَنَّ) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وَهِي (لُغَةٌ فِي ارْجَحَنَّ بِمَعانِيهِ) .
قالَ الأصْمعيُّ: ارْجَحَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعَبَّ واجْلَعَبَّ: إِذا صُرِعَ وامتدَّ على وجْهِ الأرضِ.
ويقالُ: ضَرَبْناهُم بقَحازِنِنا فارْجَعَنُّوا: أَي بعِصِيِّنِا.
وقالَ اللّحْيانيُّ: ضَرَبَهُ فارْجَعَنَّ، أَي اضْطَجَعَ وأَلْقَى بنفْسِه.
وقِي المَثَلِ: إِذا ارْجَعَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً؛ يقالُ ذلِكَ للرجُلِ يقاتِلُ الرَّجلَ يقولُ إِذا غَلَبْتُه فاضْطَجِعَ ووَقَعَ ورَفَعَ رِجْلَيْه فكُفَّ يَدَك عَنهُ؛ وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ:
فلمَّا ارْجَعَنُّوا واسْتَرَيْنا خِيارَهُمْوصارُوا جَميعاً فِي الحَديدِ مُكَلَّداأَي اضْطَجَعُوا وغُلِبُوا.
وارْجَعَنَّ أَيْضاً: انْبَسَطَ.
رخن
: (رَخانُ، كسَحابٍ) (9:
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهِي (ة) بمَرْوَ، (مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ قاسِمٍ الرَّخانِيُّ)(35/81)
المحدِّثُ عَن أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عَبْدُوس النَّسَويّ، وَعنهُ أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَبي عليَ الهمدانيُّ.
وَمِنْهَا أَيْضاً: أَبو عبدِ اللهاِ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ خطابٍ الرَّخانيُّ عَن عبدِ اللهاِ بنِ محمدٍ المروزيّ وطَبَقتِه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رَحَِينو، بفتْحٍ فكَسْرٍ: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: عبدُ الوهابِ بنُ الأَشْعثِ الرَّخِينويُّ الحَنَفيُّ عَن أَبي الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ سِبَاع الانداقيّ.
ردن
: (الرُّدْنُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الكُمِّ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
يقالُ: قميصٌ واسِعُ الرُّدْنِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ مقدّمُ كُمِّ القَمِيصِ، وقيلَ: هُوَ أَسْفَلُه؛ وقيلَ: هُوَ الكُمُّ كُلّه؛ (ج أَرْدانٌ) وأَرْدنَةٌ.
(وأَرْدَنَ القَمِيصَ ورَدَّنَه) ، بالتَّشْديدِ: (جَعَلَ لَهُ رُدْناً) .
وَفِي المُحْكَم: جَعَلَ لَهُ أَرْداناً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لقيسِ بنِ الخطيمِ:
وعَمْرَةُ من سَرَواتِ النِّساءتَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها (والمُردِنُ: المُظْلِمُ) . يقالُ: لَيْلٌ مُرْدِنٌ.
(و) المِرْدَنُ، (كمِنْبَرٍ: المِغْزَلُ) الَّذِي يُغْزَلُ بِهِ الرَّدَنُ، والجمْعُ المرادِنُ.
(و) قالَ الفرَّاءُ: رَدِنَ جلْدُه، (كفَرِحَ) ، رَدَناً: (تَقَبَّضَ وتَشَنَّجَ.(35/82)
(والرَّدْنُ) ، بالفتْحِ: (صَوْتُ وَقْعِ السِّلاحِ بعضِه على بعضٍ.
(و) أَيْضاً: (التَّدْخينُ.
(و) أيْضاً: (نَضْدُ المَتاعِ) ، وَقد رَدَنَه رَدْناً.
(و) الرَّدَنُ، (بالتَّحْريكِ: الغِرْسُ) الَّذِي (يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ) فِي بطْنِ أُمِّهِ تقولُ العَرَبُ: هَذَا مِدْرَعُ الرَّدَنِ.
(و) الرَّدَنُ: (الغَزْلُ) يُفْتَلُ إِلَى قدّامٍ؛ وقيلَ: الغَزْلُ المَنْكوسُ.
والرَّدَنُ الغَزْلُ: (و) قيلَ: (الخَزُّ) ؛ زادَ اللَّيْثُ: الأَصْفَرُ.
وقيلَ الحَريرُ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
وَلَقَد أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ مَسُّها أَلْيَنُ من مسِّ الرَّدَنْوقالَ الأَعْشى:
يَشُقُّ الأُمورَ ويَحْتابُهاكشَقِّ القَرارِيّ ثَوْبَ الرَّدَنْ القَرارِيُّ: الخيَّاط.
(و) الرَّادِنُ،) (كصاحِبٍ: الزَّعْفَرانُ) ؛ وأَنْشَدَ للأَغْلبِ:
فَبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأَّمِفأَخَذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ (والأَرْدَنُ، كالأَحْمَرِ: ضَرْبٌ من الخَزِّ) الأَحْمر، (وبضمَّتينِ وشَدِّ النُّونِ) ، هَكَذَا فِي نسْخَتِنا، ووَقَعَ فِي بعضِها وشَدّ الرَّاءِ وأَشارَ لَهُ الخفاجيُّ رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى، وقالَ: هُوَ مِن طُغْيانِ قَلَمِ المَجْدِ، ثمَّ قالَ: وَفِي نسْخَةِ الشَّريفِ المُعْتَمدِ عَلَيْهَا بدِيارِنا: وشَدِّ النُّونِ، وَلَا أَدْرِي أَهو إصْلاحٌ مِنْهُ أَو مِن المصنِّفِ.
قلْتُ: يعْني بالشَّريفِ السيِّدَ عبْدَ الّله(35/83)
المَغْربيَّ الطبْلاوِيّ الفَقِيه الأُصُولي الَّذِي يُضْرَبُ بخطِّه المَثَلُ، تَرْجَمه شيْخُ شيوخِنا الحَمَويُّ فِي تارِيخِه فقالَ: وكتَبَ بخطِّه مِن القاموسِ نسخا هِيَ الآنَ مَرْجَعُ المصْرِيِّين لتَحرِّيه فِي تحْرِيرِها، أَخَذَ عَن الشمْسِ الرّمْلي وأَبي نَصْر الطّبَلاويِّ والشَّهاب العبادِيِّ، تُوفي بمِصْرَ سَنَة 1047، رَحِمَه اللهاِ تعالَى.
ثمَّ قوْلُ المصنِّفِ بضمَّتَيْن فِيهِ تَسَامحٌ أَيْضاً، فإنَّ الصَّحِيحَ من ضَبَطه بضمِّ فسكونٍ (النُّعاسُ) الغالِبُ عَن ابنِ السِّكِّيت.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَلم يُسْمَع مِنْهُ فِعْل.
ونَعْسَةٌ أُرْدُنّ: شَديدَةٌ؛ قالَ أَبَّاقُ الدُّبَيْريُّ:
قد أَخذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا مُصِنُّمُبْزٍ: أَي قوِيّ عَلَيْهَا؛ يقولُ: إِن مَوْهَباً صَبُورٌ على دفْعِ النّوْمِ وإنْ كانَ شَديدَالنّعاسِ.
وقالَ ياقُوت: وَكَذَا يقولُهُ اللُّغَوِّيون الأُرْدُنُ النُّعاسُ، ويَسْتَشْهدونَ بِهَذَا الرَّجْز، والظاهِرُ أنَّ الأُرْدُن الشدَّةُ أَو الغَلَبَةُ، فإنَّه لَا معْنَى لقوْلِهِ وَقد عَلَتْني نَعْسَةُ النُّعاسِ.
قالَ ابنُ السِّكِّيت (و) مِنْهُ سُمِّي الأُرْدُن، اسمُ (كُورَةٍ بالشَّأمِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: اسمُ نَهْرٍ وكُورَةٍ بأَعْلَى الشامِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: أَرْضٌ بالشامِ.
قالَ ياقُوت: وأَهْلُ السِّيَرِ يقُولُونَ إنَّ الأُرْدُنَ وفِلسْطِيْنَّ ابْنَا سامِ بنِ ارمِ بنِ سامِ بنِ نوحٍ، عَلَيْهِ السلامُ، وَهِي أَحدُ أَجْنادِ الشامِ الخَمْسةِ، وَهِي كُورَةٌ واسِعَةٌ مِنْهَا الغَوْرُ وطبريَّةُ وصُورُ وعَكَّا وَمَا بَيْنَ ذلِكَ.
وقالَ السَّرَخْسيُّ: هما أُرْدُنَّانِ الكَبيرُ والصَّغيرُ.
وقالَ أَبو عليَ: وحكْمُ الهَمْزَةِ إِذْ لَحِقَت(35/84)
بَنَاتِ الثلاثَةَ مِن العَرَبيّ أَنْ تكونَ زائِدَةً حَتَّى تقُومَ دَلالَةٌ تُخْرجُها عَن ذلِكَ، وكذلِكَ الهَمْزَةُ فِي أُسْكُفَّةٍ وأُسْرُبٍ، والأُرْدن اسمُ البَلَدِ وَإِن كن مُعَربات، قالَ أَبو دَهْلَبٍ:
حَنّتْ قُلُوصي أمسِ بالأُرْدُنّحِنّي فَمَا ظُلِمْتِ أَن تَحِنّيحَنّت بِأَعْلَى صَوتهَا المُرِنّقالَ: وإنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأرْدن مِثْل الأَبْلم، وجَعَلْتَ التَّثْقِيلَ فِيهِ مِن بابِ سَبْسَبّ، حَتَّى أنَّك تجْرِي الوَصْلَ مَجْرَى الوَقْفِ ويُقَوِّي هَذَا أنَّه يكثرُ مَجِيئه فِي غيرِ القافِيَةِ مُخَفَّفاً نَحْو قوْلِ عديِّ بنِ الرّقاع العامِليّ:
لَوْلَا الإلُه وأهلُ الأردُنِ اقتسِمتْنارُ الجماعةِ يومَ المرجِ نيراناوقد نُسِبَ إِلَى هَذِه الكُورَةِ جماعَةٌ (مِنْهَا: عُبادَةُ بنُ نُسَيَ) الكِنْديُّ قاضِي طبريَّةَ، كُنْيتُه أَبو عُمَرَ، رَوَى عَن أَبي الدَّرْدَاء وجناب، وَعنهُ هشامُ بنُ القَارِ وَبُرْدُ بنُ سنانٍ، ثِقَةٌ كَبيرُ القدْرِ، ماتَ سنة 118.
(و) أَبو سَلَمَةَ (الحَكَمُ بنُ عبْدِ اللهاِ) بنِ خُطَّافٍ، (وآخَرُونَ) كالوَليدِ بنِ سَلَمَةَ، وعبْدِ اللهاِ بنِ نعيمٍ، والعبَّاس بنِ محمدٍ، ومحمدِ بنِ سعيدٍ المَصْلُوب الَّذِي اشْتَهَرَ بالتَّدْليسِ؛ وعليِّ بن إسْحق، وعليّ بن سلامَةَ الأُرْدنِيُّون المحدِّثُونَ.
ومَرَّ للمصنِّفِ، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى فِي الكافِ: تَرْكَة الأُرْدنيُّ رَوَى عَن مَكْحولٍ.
(وأَحْمَرَ رادِنِيُّ: خالَطَتْ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ) كالورْسِ، وَمِنْه بَعيرٌ رادِنِيٌّ(35/85)
وناقَةٌ رادِنِيَّة؛ قالَهُ الأَصْمعيُّ.
(و) رُدَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: فَرَسُ بِشْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ.
(وعَرَقٌ مُرْدِنٌ، كمُحْسِنٍ: مُنْتِنٌ) وقيلَ: إِذا نَمَّسَ الجَسَدَ كُلَّه.
(ورَوْدَنَ) رَوْدنَةً: (أَعْيَا) وضَعُفَ.
(وارْتَدَنَتِ) المرْأَةُ: (اتَّخَذَتْ مِرْدَناً) للغَزْلِ.
(والمَرْدونُ: المَوْصولُ) ؛ وَبِه فُسِّرَ قوْلُ أَبي دُواد:
أَسْأَدَتْ لَيْلَة وَيَوْما فلمادخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ (ورُدَيْنى) أَهْمَلَه مِن الضَّبْط وَهُوَ أَكِيدٌ، فَالَّذِي فِي النُّسخِ بضمَ ففتْحِ الدَّالِ والنّونِ مَقْصوراً وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ بكسْرِ النُّونِ وشدِّ الياءِ (اسْمٌ) يُشْبِهُ النَّسْبَة، وَهُوَ الرُّدَيْنيُّ بن أَبي مجلز لاحقُ بنِ حميد السّدوسيّ الَّذِي رَوَى عَن يَحْيَى بنِ يَعْمر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ثَوْبٌ مَرْدُونٌ: مَنْسوجٌ بالغَزْلِ المَرْدُونِ.
وعَرَقٌ مَرْدُونٌ: قد نَمَّسَ الجَسَدَ كُلَّه.
والمَرْدُونُ: المَرْدُومُ؛ وَبِه فسِّرَ قوْلُ أَبي دُوادٍ أَيْضاً.
وقالَ شَمِرٌ: أَرادَ بالمَرْدُونِ المَنْسوجِ وقيلَ: أَرادَ الأَرْضَ الَّتِي فِيهَا السَّراب.
وأَرْدَنَتِ الحمَّى: مِثْل أَرْدَمَتْ.
وجَمَلٌ رادِنيٌّ، جَعْدُ الوَبَرِ كَرِيمٌ جَمِيلٌ يضْربُ إِلَى السَّوادِ قَلِيلاً. وقيلَ هُوَ الشَّديدُ الحمْرَةِ.
وأَرْمَكُ رادِنيّ بالَغُوا فِيهِ كَمَا قَالُوا أَبْيضُ ناصِعٌ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ورُدَيْنَةُ: امْرأَةٌ فِي الجاهِلِيَّةِ كانتْ تسَوِّي الرِّماحَ بخطِّ هَجَرَ، إِلَيْهَا نُسِبَتِ الرِّماحُ الرُّدَيْنِيَّةُ.
وقيلَ: هِيَ امرأَةُ السَّمْهَرِيِّ.(35/86)
وبنُو الرُّدَيْنيُّ: بَطْنٌ مِن العلويّين باليَمَنِ.
وَمِنْه رُدَيْن: قَرْيَةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الشرقيَّةِ مِنْهَا: القاضِي شمْسُ الدِّيْن محمدُ بنُ محمدٍ الرُّدَيْنيُّ الشافِعِيُّ، تَرْجَمَه البقاعيّ رَحِمَهم اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
ردهن
: (أَرْدَهْنٌ، بفتْحِ الأوَّلِ والثالِثِ وسكونِ الثَّانِي والرَّابع: قلْعَةٌ حَصِينَةٌ مِن أَعْمَالِ الرَّيّ بَيْنهما مَسِيرَةُ ثلاثَة أَيَّام؛ عَن ياقُوت رَحِمَه اللهاُ تعالَى.
رذن
: (رَذانٌ، كسَحابٍ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهِي: (ة بِنَسا) ، ويقالُ لَهَا أَيْضاً رَيَّانُ، بالباءِ، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبْدِ اللهاِ الرَّذانيُّ النسويُّ عَن عليِّ بنِ حَجَر، وَعنهُ الطَّبْرانيُّ وابنُ قانِعٍ، ماتَ سَنَة 313.
(وَرَاذانُ: ع) ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
وَقد عَلِمَتْ خيلٌ بِرَاذانَ أَنَّنيشَدَدْتُ وَلم يَشْدُدْ من القومِ فارِسُقالَ ابنُ سِيْدَه: فَإِن قلْتَ كيفَ تكونُ نُونُه أَصْلاً وَهُوَ فِي هَذَا الشّعْر الَّذِي أَنْشَدَه غَيْر مَصْرُوفٍ؟ قيلَ: قد يَجوزُ أنْ يُعْنَى بِهِ البُقْعَةُ فَلَا يَصْرِفُه، وَقد يَجوزُ أَنْ تكونَ نُونُه زائِدَةً مِن بَاب رعاذ إمَّا فَعَلاناً أَو فَعْلاناً، ثمَّ اعْتلَّ اعْتِلالاً شَاذّاً.(35/87)
(وابنُ رَاذانَ: من القُرَّاءِ) واسْمُه (عبدُ اللهاِ بنُ محمدِ) بنِ جَعْفرِ بنِ رَاذانَ البَغْدادِيُّ القَزَّازُ، (فَرْدٌ) ، رَوَى عَن أَبي دَاوُد.
(ورَوْذَنَ) أَعْيا مِثْل (رَوْدَنَ.
(والرَّاذاناتُ: الرَّساتِيقُ) مُعَرَّبٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رَاذَانُ: قَرْيةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا: أَو طاهِرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ الزَّاهدُ، تُوفي سَنَة 480.
ورَاذانُ: مَوْضِعٌ بالمَدينَةِ المنوَّرَةِ مِنْهُ أَبو سعيدٍ الوَليدُ بنُ كثيرٍ الرَّاذانيُّ المَدنيُّ عَن ربيعَةَ الرَّأْي، وَعنهُ زَكَرِيا بنُ عديَ وَقد سَكَنَ الكُوفَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
راران
رَارانُ: قَرْيَةٌ بأَصْبَهان مِنْهَا أَبو طاهِرٍ روحُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الواحِدِ الرَّارانيُّ عَن أَبي الحَسَنِ عليِّ بنِ أَحمدَ الجرْجانيّ، وَعنهُ أَبو القاسِمِ هبَةُ الّلهِ بنُ عبدِ الواحِدِ الشِّيرَازِيُّ، ماتَ سَنَة 491.
((
رزن
: (الرَّزْنُ: المكانُ المُرْتَفِعُ) الصُّلْبُ (وَفِيه طُمَأنِينةٌ تُمْسِكُ الماءَ، ج رُزونٌ ورِزانٌ) ، كفَرْخٍ وفُرُوخٍ وفِرَاخٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لَحَميْدٍ الأَرْقَط:
أَحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
حَتَّى إِذا حُزَّتْ مِياهُ رُزُونِهوبأَيِّ حَزِّمَلاَوَةٍ يَتَقَطَّعُ(35/88)
(و) الرِّزْنُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ.
(و) الرّزْنَةُ،، (بهاءٍ: مَنْقَعُ الماءِ، ج) رِزانٌ، (كجِبَالٍ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدَةَ.
(و) مِن المجازِ: (رَزُنَ) الرَّجُلُ فِي مجْلِسِه، (كَكَرُمَ) ، رَزَانَةً: (وَقُرَ، فَهُوَ رَزِينٌ) وَقُورٌ حَلِيمٌ، فِيهِ رَزانَةٌ، (وَهِي رَزانٌ، كسَحابٍ) ، وَلَا يقالُ رَزِينَةٌ إِذا كانتْ ذاتَ ثباتٍ ووَقارٍ وعَفافٍ وكانتْ رَزِينَة فِي مجْلِسِها قالَ حَسَّانُ يمدَحُ عائِشَةَ، رَضِيَ الّله عَنْهَا:
حَصانٌ رَزانٌ لَا تُزَنُّ برِيبةٍ وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغَوافِلِوالرَّزانَةُ فِي الأَصْلِ: الثِّقَلُ.
(ورَزَنَهُ) يَرْزُنُه رَزْناً: (رَفَعَهُ ليَنْظُرَ مَا ثِقَلُه) من خفَّتِه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْه رَزَنَ الحَجَرَ إِذا أَقَلَّه مِنَ الأَرْضِ.
(و) رَزَنَ (بالمكانِ: أَقامَ.
(والرَّزينُ: الثَّقيلُ) مِن كلِّ شيءٍ.
(و) رَزِينٌ: (اسْمٌ) ، وَمِنْه رَزِينُ بنُ مُعاوِيَةَ العبْدَرِيُّ؛ ورَزِينُ بنُ حبيبٍ الكُوفيُّ؛ ورَزِينُ بنُ سُلَيْمان الأَحْمريُّ، محدِّثُونَ.
(والأَرْزَنُ: شجرٌ صُلْبٌ) يُتَّخَذُ مِنْهُ العِصيُّ، عَن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
إِنِّي وجَدِّك مَا أَقضِي الغَرِيمَ وإِنْحانَ القَضاءُولا رَقَّتْ لَهُ كَبِدِيإِلاّ عَصَى أَرْزَنٍ طارت بُرَايَتُهاتَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ (والرَّوْزَنَةُ: الكُوَّةُ) ، مُعَرَّبَةٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي المُحْكَمَ: الرَّوْزَنَةُ: الخرْقُ فِي أَعْلى السَّقْفِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: يقالُ للكُوَّةِ النافِذَةِ الرَّوْزَنُ؛ قالَ:(35/89)
وأَحْسَبُه مُعْرَباً، وَهِي الرَّوَازِنُ تكَلَّمَتْ بهَا العَرَبُ.
(وتَرَزَّنَ فِي الشَّيءِ: تَوَقَّرَ) .
وَفِي المُحْكَم: تَرَزَّنَ الرَّجلُ فِي مجْلِسِه إِذا تَوَقَّرَ فِيهِ.
(وأَرْزَنُ، كأَحْمَرَ: د بِأرْمينِيّةَ) ؛ قالَ أَبو عليَ: وأَمَّا أَرْزَنُ وأَدْرَمُ فَلَا تكونُ الهَمْزَةُ فيهمَا إلاَّ زائِدَة فِي قِياسِ العَربيَّةِ، ويجوزُ فِي إعْرابِها ضَرْبان: أَحَدُهما أنْ يُجردَ الفعْلُ مِن الفاعِلِ فيُعْرَبُ وَلَا يُصْرَف؛ والآخَرُ: أَنْ يَبْقى فيهمَا ضَمِيرُ الفاعِلِ فَيُحْكَى، نَقَلَه ياقوتُ) .
(تُعْرَفُ بأَرْزَن الرُّوم) ، أَهْلُها أَرْمَن، وَلها سُلْطانٌ مُسْتقلّ، وَلها نَواحٍ واسِعَةٌ كثيرَةُ الخيْرَاتِ، (مِنْهُ عبدُ اللهاِ بنُ حَديدٍ الأَرْزَنِيُّ المحدِّثُ.
(و) أَرْزَنُ: (د آخَرُ بِإِرْمِينِيَّةَ أَيْضاً) قَرْبَ خلاطٍ، وَله قلْعَةٌ حَصِينَةٌ، وكانتْ مِن أَعْمَر نَواحِي إرْمينِيَةَ، ثمَّ فَشَا فِيهَا الخَرابُ؛ وَمِنْه أَبو غَسَّان عياشُ بنُ إبراهيمَ الأَرْزَنِيُّ عَن الهَيْثمِ بنِ عديَ؛ ويَحْيَى بنُ محمدٍ الأرْزنِيُّ الأَدِيبُ صاحِبُ الخَطِّ المليحِ والضَّبْط الصَّحِيح والشِّعْر الفَصِيح، وَله مقدِّمَةٌ فِي النحْوِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَه ابنُ الحجَّاجِ فِي شعْرِه فقالَ:
مْثبَتَةٌ فِي دَفْتَرِيبخطّ يَحْيَى الأرْزَنِي قلْتُ: وبخطِّه كِتابُ الجَمْهَرَةِ لابنِ دُرَيْدٍ يَعْتَمدُ عَلَيْهَا الصَّاغانيُّ كَثيراً. وعدَّه قوْمٌ مِن أَطْرافِ دِيارِ بكْرٍ ممَّا يلِي الرُّوم، وقوْمٌ يعدُّونه مِن أَطْرافِ الأَرْزَنِ.
(ودَسْتُ الأَرْزَنِ: بَين شِيرازَ وكازَرُونَ) نَزِهٌ أَشِبٌ بالشَّجَرِ ينْبتُ بِهِ هَذِه العِصِيّ الَّتِي تُعْمَلُ نصبا للدَّبابيسِ والمَقارِعِ وخرَجَ إِلَيْهِ(35/90)
عضدُ الدّوْلةِ للتَّنزّه والصَّيْدِ وبصُحْبتِه المُتنبِّي فقالَ فِيهِ:
سَقْياً لدَسْتِ الأرزن الطِّوالبين المروج الفيح والأغيالقالَ ياقوت: فأَدْخَل عَلَيْهِ الألِف وَاللَّام، وَلَا يجوزُ دُخولُهما على اللَّواتي قَبْل.
(وأَرْزَنْجانُ: د بالرُّومِ) قُرْبَ أَرْزَن الرُّوم بَيْنها وبَيْن خلاطٍ، وأَهْلها يقُولُون أَرْزَنْكان، وغالِبُ أَهْلِها أَرْمَن، وفيهَا مُسْلمون هم أَعْيانُ أَهْلِها.
وذِكْرُ المصنِّفِ هَذِه فِي هَذِه التَّرْجمةِ يَقْتَضِي زِيادَة الجيمِ وَهِي أَصْليَّة، وَكَانَ يَنْبَغي أنْ يفْردَ لَهَا تَرْجمةً مُسْتَقِلَّة.
(وأرْزَنانُ) ، ظاهِرُه أنَّه بفتْحِ الزَّاي كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النُّسخِ، والصَّحِيحُ بضمِّها كَمَا ضَبَطَه ياقوتٌ، وَهِي: (ة بأصْفَهان) ، مِنْهَا: أَبو سعيدٍ أَحمدُ بنُ محمدٍ الحافِظُ الأَرْزَنانيُّ العَلَمُ، الأَعْمى، ماتَ سنة 453: وأَبو جَعْفرِ محمدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمان بنِ زِيادٍ الأَصْفهانيُّ الارْزَنانيُّ الحافِظُ الثَّبْتُ، تُوفي سَنَة 317.
(والجَبَلاَنِ يَتَرَازنانِ) : أَي (يَتَنَاوحَانِ، وَهُوَ مُرازِنُه) : أَي (مُخالُّه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ رَزِينٌ: ساكِنٌ.
وقيلَ: أَصيلُ الرَّأْي؛ وَقد رَزُنَ رَزانَةً ورُوزوناً. والأرْزانُ: نُقَرٌ فِي حَجَرٍ أَو فِي غَلْظٍ مِن الأرْضِ تمسكُ الماءَ؛ واحِدُها رَزْنٌ ورِزْنٌ، بالفَتْحِ والكسْرِ؛ وَمِنْه قوْلُ ساعِدَة بنِ جُؤَيَّة الهُذَليّ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْش:(35/91)
ظَلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةًفي ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِكما هُوَ فِي شرْحِ الدِّيوانِ.
وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: الرِّزْنُ، بالكسْرِ، لَا غَيْر.
قالَ ابنُ بَرِّي: وبيتُ ساعِدَة ممَّا يدلُّ على أَنَّه رِزْنٌ، لأَنَّ فَعْلاً لَا يجمْعُ على أَفْعالٍ إلاَّ قَليلاً.
والرُّزُونُ: بقَايَا السَّيْلِ فِي الأَجْرافِ.
وأَرْزَونا، بالفتْحِ: قَرْيةٌ مِن دِمَشْقَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمدَ بنِ يَزِيد بنِ الحَكَم الأَرزونيُّ عَنهُ ابْنُه أَبو بكْرٍ محمدٌ، قالَهُ ابنُ عَسَاكِر.
وأَرْزكَان: قَريَةٌ مِن قُرَى فارِسَ على ساحِلِ البَحْرِ، مِنْهَا: عبْدُ اللهاِ بنُ جَعْفرٍ الأَرْزكانيُّ مِنَ الثِّقاةِ الزُّهَّادِ سَمِعَ يَعْقوب بن سُفْيَان، تُوفي سَنَة 314، رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
وأَبو الفَضَائِل رَازانُ بنُ عبْدِ العَزيزِ الرَّازَانيُّ القزْوِينيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّه؛ والحافِظُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ إبْراهيمَ بنِ عليِّ بنِ عاصِمِ بنِ رَازَانَ الحافِظُ مُسْنِدُ أَصْبَهان المَعْرُوفُ بابنِ المقرِّي، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
رسن
: (الرَّسَنُ، مُحَرَّكَةً: الحَبْلُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: الَّذِي يُقادُ بِهِ البَعِيرُ.
(و) الرَّسَنُ: (مَا كانَ مِن زِمامٍ على أَنْفٍ، ج أَرْسانٌ) ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، (وأَرْسُنٌ) وأَنْكَرَه سِيْبَوَيْه.
(ورَسَنَها يَرْسِنُها ويَرْسُنُها) ، مِن حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، رَسْناً، (وأَرْسَنَها: جَعَلَ لَهَا رَسَناً، أَو رَسَنَها شَدَّها برَسَنٍ) ، وأرْسَنَها: جَعَلَ لَهَا رَسَناً كحَزَمَها: شَدَّ حزَامَها؛ وأَحْزَمَها: جَعَلَ لَهَا(35/92)
حِزَاماً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ مُقْبِلٍ:
هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْأَسِيلٌ طَوِيلُ عِذَارِ الرَّسَنْوفي حدِيثِ عُثْمان، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه) ، أَي جَعَلْته يجرُّه.
(و) المَرْسِنُ، (كمَجْلِسٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، (ومَقْعَدٍ) ، كَذَا فِي النُّسخِ الصَّحِيح كمِنْبَرٍ، كَذَا ضُبِطَ فِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ، وَهُوَ فِي اللِّسانِ أَيْضاً بالوَجْهَيْن: (الأَنْفُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: مَوْضِعُ الرَّسَنِ مِن أَنْفِ الفَرَسِ، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى قيلَ: مَرْسِنُ الإِنْسانِ، والجَمْعُ المَرَاسِنُ، ويقالُ: فَعَلَ ذلِكَ على رغمِ مَرْسِنِه، ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ؛ وقالَ العجَّاجُ:
وجَبْهةً وحاجِباً مُزَجَّجَاوفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجاوقوْلُ الجعْدِيّ:
سلِسُ المَرْسَن كالسيِّدِ الأَزَلّ أَرادَ: هُوَ سَلِسُ القِيادِ ليسَ بصُلْبِ الرأْسِ.
(ورَسنُ بنُ عَمْرٍ و) فِي طيِّىءٍ، (و) رَسْنُ (ابنُ عامِرٍ) : فِي الأزْدِ، كِلاهُما (بالفتْحِ.
(والحارِثُ بنُ أَبي رَسَنٍ بالتَّحْرِيكِ.
(والأرْسانُ مِن الأرْضِ: الحَزْنَةُ) الصُّلْبَةُ.
(والرَّاسَنُ، كياسَمٍ) : نَباتٌ يُشْبِهُ نَباتَ الزَّنْجَبِيل، وَهُوَ (القَنَسُ) ، محرَّكةً، (فارِسِيَّةٌ وذُكِرَتْ فِي (ق ن س)) ، وذَكَرْنا هُنَاكَ خَواصَّه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المَثَلُ: مَرَّ الصَّعَاليكُ بأَرْسانِ الخَيْلِ، يُضْرَبُ للأَمْرِ يُسْرعُ ويُتَتابَعُ.
ورَسَنَ الدابَّةَ أَرْسَنَها: خَلاَّها وأَهْمَلَها تَرْعَى كيفَ شاءَتْ؛ وَبِه(35/93)
فُسِّرَ حدِيثُ عُثْمان، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ.
ويقالُ: رُمِي برَسَنِه على غارِبِه، أَي خُلْيَ سَبِيلُه فَلم يَمْنَعْه أَحَدٌ ممَّا يُريدُ.
وبنُو رَسْنٍ، بالفتْحِ بَطْنٌ. وبالتَّحْريكِ: رَسَنُ بنُ يَحْيَى بنِ رَسَنٍ اليبليّ عَن أَبي الفتْحِ البَطّي، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَة، ونوحُ بنُ عليِّ بنِ الحَسَنِ الدّوريُّ مِن شيوخِ الدَّمياطيُّ، نَقَلْته مِن معْجمِ شيوخِهِ.
والمرسينُ: رَيْحانُ القُبورِ، مِصْرِيَّةٌ.
ورَاوسانُ: قَرْيَةٌ بنَيْسابورَ، مِنْهَا: صديقُ بنُ عبدِ الّلهِ عَن محمدِ بنِ يَحْيَى الذّهْلِي.
وأَرْسَنَ المهْرُانْقادَ وأَذْعَنَ وأَعْطَى برأْسِه.
رستن
: (رَسْتَنٌ، كجَعْفَرٍ) :
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ والجماعَةُ.
وَهُوَ (د، بَيْن حَماةَ وحِمْصَ) على اثْني عَشَرَ مِيلاً مِن حِمْصَ، (مِنْهُ) أَبو حَمْزَةَ (عيسَى بنُ سُلَيْمٍ) العَبْسِيُّ (الرَّسْتَنِيُّ) عَن أَبي حميدٍ عبْد الرَّحمن بن جُبَيْرٍ بنِ نفيرٍ الحَضْرميّ، وَعنهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ الحضْرِميُّ ذَكَرَه أَبو أَحمدَ الحاكِمُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رسطن
: (الرَّساطُونُ: شَرَابٌ يَتَّخذُه أَهْلُ الشامِ مِنَ الخَمْرِ والعَسَلِ؛ عَن اللّيْثِ، أَعْجميَّةٌ لأنَّ فَعالُولاً وفَعالُوناً ليسَا مِن أَبْنيةِ كَلامِهِم.
(وقالَ الأزْهرِيُّ: هِيَ رُوميَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/94)
رسعن
: (الرَّسعنيُّ: نسْبَةٌ إِلَى الرَّاسِ عَيْن مَدينَةٌ بدِيارِ بكْرٍ، كَذَا عَن ابنِ السّمعاني؛ والصَّحِيحُ بالجَزيرَةِ، ومَنْ قالَ: رَاسِ العَيْن فقد أَخْطَأَ، ورَاسُ عَيْن: قَرْيَةٌ أُخْرى مِن فِلِسْطِين وسَيَأْتي ذِكْرُ ذلِكَ إنْ شاءَ الّلهُ تَعَالَى فِي (ع ي ن) ، ومَرَّ أَيْضاً الإيماءُ إِلَيْهِ فِي رَأَسَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
رستغن
:) أَيْضاً رُسْتُغْن، بضمِّ الأوَّل والثَّالثِ والغَيْن المعْجمَةِ ساكِنَة: قَرْيَةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ سعيدٍ المحدِّثُ.
وقالَ الحافِظُ: رَسْغَنُ، كجَعْفَرٍ: مَدينَةٌ بالعَجَمِ مِنْهَا: الرسغنيُّ شارِحُ الهِدَايَةِ مُتَأَخِّر.
رشن
: (الرَّاشِنُ: المُقيمُ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسخِ، والصَّوابُ: المقَمُّ، أَخذاً مِن قوْلِ الشاعِرِ:
لَيْسَ بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّعند البيوتِ راشِنٍ مِقَمِّفتأَمَّل.
(و) أَيْضاً: (مَا يُرْضَخُ لِتِلْمينِ الصَّانِعِ، فارِسِيَّتُه شاكردانه.
(و) أَيْضاً: (الطُّفَيْلِيُّ) الَّذِي يَأْتي الوَليمَةَ وَلم يُدْعَ إِلَيْهَا، وأَمَّا الوَارِشُ فَهُوَ الَّذِي يَتَحَيَّنُ وقْتَ الطَّعامِ فيدْخلُ عَلَيْهِم وهم يأْكُلونَ.
(وَقد رَشَنَ) الرَّجلُ: إِذا تَطَفَّلَ (و) رَشَنَ (الكَلْبُ فِي الإِناءِ) يَرْشُنُ (رَشْناً ورُشُوناً: أَدْخَلَ) فِيهِ (رأْسَه) ليأْكُلَ ويَشْرَبَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ يَصِفُ امْرأَةً بالشَّرَهِ:(35/95)
تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْتُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ (و) أَبو محمدٍ (عبدُ اللهاِ بنُ مُحمدٍ الراشِنِيُّ الأَدِيبُ) الزَّاهدُ القُدْرَةُ (تِلميذُ) أَبي محمدٍ (الحَرِيريِّ) صاحِبِ المَقامَاتِ، (توفّي سنة 367) .
(والرَّشْنُ: الفُرْضةُ من الماءِ) ، كَمَا فِي المحْكَمِ، (ويُحَرَّكُ.
(وكزُبَيْرٍ: ة) بجُرْجانَ (مِنْهَا: إدْريسُ بنُ إبراهيمَ الرُّشَيْنِيُّ الجُرْجانيُّ) عَن إسْحق بنِ الصَّلْتِ، وَعنهُ أَحمدُ بنُ حصنٍ النَّقدِيُّ، ذَكَرَه أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ.
(والرَّشنُ: الكُوَّةُ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي فارِسِيَّةٌ.
(وغَنَمٌ رَشونٌ) : أَي (رِتاعٌ) :
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الرَّوْشَنُ: الرَّفُّ.
وأَيْضاً عَلَم على كُورَةٍ بالعَجَمِ تُعْرَفُ بابدين مِنْهَا: عُمَرُ الرَّوْشَنِيُّ أَحَدُ مشايخِ الطَّريقَةِ الخلوتية.
وسفط رَشِين، كأَمِيرٍ: مِن قُرَى البَهْنساوية بمِصْرَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
رشذن
: أُرْشُذُونَةُ، بالضمِّ والذالِ المعْجَمَةِ: مَدينَةٌ بالأَنْدَلُس قبل قرْطُبَةَ، عَن ياقُوت.
رصن
: (رَصَنَهُ) يَرْصنُه رَصْناً: (أَكْمَلَهُ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
(و) رَصَنَه (بِلِسانِه) رَصْناً: (شَتَمهُ وأَرْصَنَه: أَحْكَمَه كَمَا فِي(35/96)
الصِّحاحِ يقالُ عَملْتَ عَمَلاً فأَرْصنْه وأَتْقِنْه وَهُوَ مجازٌ (وَقد رَصُنَ البناءُ ككَرُمَ رَصانَةً والرَّصِينُ (كأَميرٍ: المُحْكَمُ الثَّابِتُ.
(و) الرَّصِينُ: (الحَفِيُّ بحاجَةِ صاحِبِه.
(و) رَجُلٌ رَصِينُ الجَوْفِ: هُوَ (المُوْجَعُ المُتَأَلِّمُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
يقولُ: إِنّي رَصِينُ الجوْفِ فاسْقُوني (ورَصِينا الفَرَسِ فِي رُكْبَتَيْهِ: أَطْرافُ القَصَبِ المُرَكَّبِ فِي الرَّضَفَةِ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ والرَّضَفَةُ، بالضّادِ المعْجمَةِ: عَلَمٌ مُنْطبِقٌ على الرَّكْبَةِ، وَلم يَذْكرْه الجَوْهرِيُّ فِي موْضِعِه.
(ورَصَّنَ الشَّيءَ مَعْرِفَةً تَرْصِيناً: عَلِمَهُ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ، ولكنَّه ضَبَطَه بتخْفِيفِ الصَّادِ، وَفِي بعضِ النسخِ بالتَّشْديدِ كَمَا المصنِّفُ، ويُؤَيّدُه قوْلُ الزَّمَخْشَريّ فِي الأساسِ: رَصِّنْ لي هَذَا الخَبَرَ: أَي حَقّقْه؛ وَهُوَ مجازٌ.
(وساعِدٌ مَرْصونٌ) : أَي (مَوْسومٌ.
(و) المِرْصَنُ، (كمِنْبَرٍ: حَديدَةٌ تُكْوَى بهَا الدَّوابُّ.
(والأرْصانُ: ع لِتِلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ رَصِينٌ، كرَزِينٍ وَله رأْيٌ رَصِينٌ.
ورَصَنْتُ الشيءَ: أَحْكَمْتُه، فَهُوَ مَرْصونٌ.
وأُرْصِنَ البناءُ فَهُوَ مُرْصَنٌ.
ودِرْعٌ رَصِينَةٌ: حَصِينَةٌ، واللهُ سبْحانه وَتَعَالَى أعْلَم.(35/97)
رضن
: (المَرْضونُ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(وَهُوَ (شِبْهُ المَنْضودِ مِن حِجارَةٍ ونحْوِها، يُضَمُّ بعضُها إِلَى بعضٍ فِي بناءٍ وغيرِهِ) .
وَفِي نوادِرِ الأَعْرابِ: رُضِنَ على قبْرِه ورُثِدَ ونُضِدَ وضُمِدَ كُلُّه واحِدٌ.
رطن
: (الرَّطانَةُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ: الكَلامُ بالأَعْجَمِيَّةِ) ، كَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ، وأصْلَحه أَبو زكرِيَّا بالعُجْمِيَّة.
(ورَطَنَ لَهُ) رَطانَةً (ورَاطَنَهُ: كَلَّمَهُ بهَا؛ وتَراطَنُوا: تَكَلّمُوا بهَا) . يقالُ: رأَيْتُ أَعْجميين يَتَرَاطَنان، وَهُوَ كلامٌ لَا يفْهمُه الجمهورُ وإنَّما هُوَ مُواضَعَةٌ بينَ اثْنَيْن أَو جماعَةٍ؛ قالَ حُمَيْدُ بنُ ثوْرٍ:
ومحوّض صَوت القطاط بهسأد الضُّحَى كتَراطُنِ الفُرْسِوقالَ آخر:
كَمَا تَراطَنَ فِي حافاتِها الرُّومُ.
وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لطَرَفَة:
فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ (و) يقالُ: (مَا رُطَّيْناكَ، هَذِه بالضَّمِّ) والتَّشْديدِ (وَقد يُخَفَّفُ: أَي مَا كَلامُكَ) .
قالَ الأَصْمعيُّ: (وَإِذا كَثُرَتِ الإِبِلُ: و) قالَ الفرَّاءُ: إِذا (كَانَت) الإِبِلُ (رِفاقاً ومَعَها أصْلُها فَهِيَ الرَّطَّانَةُ) ، بالتَّشْديدِ، (والرَّطُونُ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ الأَصْمعيُّ: ويقالُ لَهَا: الطَّحَّانَةُ والطَّحُونُ أَيْضاً، ومعْنَى الرِّفاقِ أَي نَهَضوا على(35/98)
الإِبِلِ مُمْتارِين مِن القُرَى كلُّ جماعَةٍ رُفْقة؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب (
رعشن
: (الرَّعْشَنُ، كجَعْفَرٍ، والنُّونُ زائِدَةٌ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ هُنَا.
وَهُوَ (الجَبانُ) . وذُكِرَ فِي الشّين مَا نَصّه: والرَّعْشَنُ فِي النّونِ وَإِن كانتِ النونُ زائِدَةً، أَي كزِيادَتِها فِي ضَيْفَن وخَلْبَن وصَيْدَن، وَلَكِن ذَكَرَها على اللَّفْظِ وثَبَتَتِ الزِّيادَةُ، فرُبَّما يراجعُ مَنْ لَا مَعْرِفَة لَهُ بزِيادَتِها فَلَا يجدُ المَطْلوبَ، هَذَا مَعَ أنَّ بعضَهم ذَهَبَ إِلَى أنَّه بناءٌ رباعِيٌّ على حدةٍ.
(و) الرَّعْشَنُ (مِن الظِّلْمانِ والجِمالِ: السَّريعُ) فِي السَّيْرِ؛ (وَهِي بهاءٍ) ، وناقَةٌ رعشنَةٌ، وكذلِكَ ظَلِيمٌ رَعِشٌ، ككَتِفٍ، ونعامَةٌ رَعْشاءُ، وناقَةٌ رَعْشاءُ؛ قالَ الشاعِرُ:
مِن كلِّ رَعْشاء وناجٍ رَعْشَن (و) الرَّعْشَنُ: (فَرَسٌ لمُرادٍ) ، وَفِيه يقولُ شاعِرُهُم:
وقيلا قد وزعت برعشنيشديد الْأسر يَسْتَوْفِي الحزاماكذا فِي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبي، وَقد تقدَّمَ بعضُ مَا يتعلَّقُ بِهِ فِي الشيْنِ.
(والرَّعْشَنَةُ: ماءٌ لبَني عَمْرِو بنِ قُرَيْطٍ) ، وَسَعِيد بنِ قُرَيْط (مِن بَني أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، سُمِّيَتْ برَعْشَنٍ مَلِكٍ لحِمْيَرَ كانَ بِهِ(35/99)
ارْتِعاشٌ) .
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الَّذِي بِهِ ارْتِعاش مِن ملُوكِ حِمْيَرَ هُوَ شَمِرٌ ولَقَبُه يَرْعِش كيَضْرب.
وَهَكَذَا ذَكَرَه الحافِظُ أَيْضاً فِي نسبِ حَسَّانِ بنِ كتريب الرعينيّ، وَفِي نَسَبِ عاصِمِ بنِ كليثة الفتيانيّ فتأمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رعثن
: (الرَّعْثَنَةُ: التَّلْتَلَةُ تُتَّخَذُ مِن جُفِّ الطَّلْعةِ فيشْرب مِنْهَا؛ أَوْرَدَه الأزْهرِيُّ عَن اللَّيْثِ فِي الرُّباعي.
رعن
: (الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ فِي مَنْطِقِهِ) المُسْتَرْخِي.
(و) أَيْضاً: (الأَحْمَقُ المُسْتَرْخِي؛ وَقد رَعُِنَ) الرَّجُلُ، (مُثَلَّثَةً، رُعونَةً ورَعَناً، محرَّكةً، وَمَا أَرْعَنَه) ، وَهُوَ أرْعَنُ، وَهِي رَعْناءُ بَيِّنا الرُّعُونَةِ والرَّعَنِ؛ قالَ خِطَامٌ المُجاشِعِيُّ يَصِفُ ناقَةً:
ورَحَلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ أَي اسْتِرْخاءٌ لم يحكُمْ شدَّها مِنَ الخوْفِ والعَجَلَةِ.
وقوْلُه تعالَى: {لَا تقُولُوا رَاعِنا وقولُوا انْظُرْنا} ؛ قيلَ: هِيَ كَلِمةٌ كَانُوا يَذْهبُونَ بهَا إِلَى سبِّ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْتَقُّوه مِن الرُّعُونَة. وقَرَأَ الحَسَنُ: راعِناً بالتَّنْوينِ.
قالَ ثَعْلَب: معْناهُ: لَا تَقُولُوا كَذِباً وسُخْريًّا وحُمْقاً.
(ورَعَنَتْه الشَّمْسُ: آلَمَتْ دِماغَه فاسْتَرْخَى لذَلِك وغُشِيَ عَلَيْهِ) .
ورُعِنَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مَرْعُونٌ إِذا غُشِيَ عَلَيْهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:(35/100)
كأَنَّه من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ أَي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ:
قالَ ابنُ بَرِّي: الصَّحِيحُ فِي إنْشادِه مَمْلُول عوضا عَن مَرْعُون، وَكَذَا هُوَ شعْرِ عَبْدَة بنِ الطَّبِيبِ.
(والرَّعْنُ) ، بالفتْحِ: (أَنْفٌ) عَظِيمٌ (يَتَقَدَّمُ الجَبَلَ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أنْفُ الجَبَلِ المتقدِّمِ، (ج رُعونٌ ورِعانٌ.
(و) الرَّعْنُ:) (الجَبَلُ الطَّويلُ) .
وقالَ اللَّيْثُ: الرَّعْنُ مِن الجبالِ ليسَ بطَويلٍ، والجمْعُ رُعُونٌ.
(و) الرَّعْنُ: (ع بالحِجازِ) مِن دِيارِ اليَمانيين؛ قالَهُ نَصْر؛ قالَ أَبو سهمٍ الهُذَليُّ:
غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُووصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكَذوبِوالخَرْقاءُ أَيْضاً: مَوْضِعٌ.
(و) أَيْضاً: مَوْضِعٌ (بالبَحْرَيْنِ) ؛ عَن نَصْر.
(و) أَيْضاً: مَوْضِعٌ خارِج البَصْرَةِ (بقُرْبِ حَفَرِ أَبي موسَى) بَيْنه وبَيْن ماوِيةَ، وضَبَطَه نَصْر بضمِّ الراءِ.
(وجَيْشٌ أَرْعَنُ: لَهُ فُضولٌ) كرِعانِ الجِبالِ، شبِّه بالرَّعْن مِنَ الجَبَلِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: ويقالُ: الجَيْشُ الأرْعَنُ هُوَ المُضْطربُ لكثْرتِهِ.
(وذُو رُعَيْنٍ، كزُبَيْرٍ: مَلِكُ حِمْيَرَ) .
قالَ الجوْهرِيُّ: مِن ولدِ الحرِثِ بنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَرَ بنِ سَبَأٍ، وهم آل ذِي رُعَيْنٍ (ورُعَيْنٌ: حِصْنٌ لَهُ، أَو جَبَلٌ فِيهِ حِصْنٌ.(35/101)
(و) أَيْضاً: (مِخُلافٌ آخَرُ باليمنِ) يُعْرَفُ بشَعْبِ ذِي رُعَيْنٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
جارِيةٌ مِن شَعْبِ ذِي رُعَيْنِحَيَّاكةٌ تَمْشِي بعْلُطَتَيْنِ (و) الرَّعِينُ، (كأَميرٍ: الرَّعِيلُ) ، النُّونُ مَقْلوبَةٌ عَن اللامِ (و) الرَّعُونُ، (كصَبْورٍ: الشَّديدُ.
(و) أَيْضاً: (الكثيرُ الحَرَكَةِ) ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ يَصِفُ ناقَةً تَشُقُّ ظُلمةَ اللّيْلِ:
تشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عنهاإذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ (و) قيلَ: الرَّعُونُ: (ظُلْمَةُ اللَّيْلِ) ؛ وقوْلُه: بمِرْداسٍ رَعُونٍ: أَي بجَبَلٍ مِنَ الظَّلامِ عَظِيم.
(وَرَعَنَّكَ: لُغَةٌ فِي لَعَلَّكَ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ.
(والرَّعْناءُ: البَصْرَةُ) ، سُمِّيَت (تَشْبِيهاً برَعْنِ الجَبَلِ) ؛ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، أَي لمَا فِيهِ مِنَ الميلِ؛ وأَنْشَدَ للفَرَزْدقِ:
لَوْلَا ابْن عتبَة عَمْرو والرجاء لَهما كَانَت البصرةُ الرَّعْناءُ لي وَطَناكما فِي الصِّحاحِ، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ:
لَوْلَا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُهما كَانَت البصرةُ الرَّعْناءُ لي وَطَناوقالَ الأزْهرِيُّ: سُمِّيَت بِهِ لكثرَةِ مَجْرَى البَحْرِ وعكيكه بهَا؛ نَقَلَه شيْخُنا، رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
وقالَ الرَّاغبُ: وَصْفها بذلِكَ إمَّا لمَا فِيهَا(35/102)
مِنَ الخفْضِ بالإِضافَةِ إِلَى البيدِ وتَشْبِيهاً بالمرْأَةِ الرَّعْناءِ وإمَّا لمَا فِيهَا مِن تكسّرٍ وتغيّرٍ فِي هوائِها.
(و) الرَّعْناءُ: (عِنَبُ (بالطائِفِ) أَبْيضُ طَويلٌ الحبِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رَعَنَ إِلَيْهِ: مالَ؛ وَهَكَذَا جاءَ فِي حديثِ ابنِ جُبَيْرٍ.
قالَ الخطابيُّ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ بالغَيْنِ المعْجمةِ.
ورجُلٌ أَرْعَنُ: طويلُ الأَنْفِ.
رغن
: (الرَّغْنُ، كالمَنْعِ: الإِصْغاءُ إِلَى القوْلِ وقَبولُه كالإِرْغانِ) . يقالُ: رَغَنَ إِلَيْهِ وأَرْغَنَ: أَصْغَى إِلَيْهِ قابِلاً رَاضِياً بقوْلِهِ.
ورَغَنَ إِلَى الصُّلْحِ: مالَ إِلَيْهِ وسَكَن، كأرْغَنَ؛ وَمِنْه حديثُ ابنِ جُبَيْرٍ فِي قوْلِهِ تعالَى: {أَخْلَد إِلَى الأرْضِ} أَي رَغَنَ؛ وقالَ الشَّاعِرُ:
وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سريعٍ لَدَى الحَوْرِ إِرْغانُهاو) الرَّغنُ) (الأَكْلُ والشُّرْبُ فِي نَعْمَةٍ) .
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يَوْمُ رَغْنٍ إِذا كانَ ذَا أَكْلٍ ونهيمٍ وشربٍ، ويومُ مُزْنٍ إِذا كانَ ذَا فِرارٍ من العَدُوِّ، ويومُ سَعْنٍ إِذا كانَ ذَا شَرابٍ صافٍ.
(و) الرَّغنُ: (الطَّمَعُ.
(و) الرَّغْنَةُ، (بهاءٍ: الأَرضُ السَّهْلةُ) ، يمانيَّةٌ.
(وأَرْغَنَهُ: أَطْمَعَهُ) .
قالَ الفرَّاءُ: يقالُ: لَا تُرَغِنَنَّ لَهُ فِي ذلِكَ أَي لَا تُطْمِعْه فِيهِ: نقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) أرْغَنَ (الأَمْرَ: هَوَّنَهُ.(35/103)
(ورَغَنَّ: لُغَةٌ فِي لَعَلَّ) ، نَقَلَه الكِسائيُّ واللِّحْيانِيُّ.
ويقالُ: رَغَنَّه عنْدَ اللهاِ: أَي لَعَلَّه عنْدَ اللهاِ.
(ومَرْغِينانُ، بكسرِ الغينِ: د بِمَا وراءَ النَّهْرِ) بالقُرْبِ مِن فرْغانَةَ؛ (مِنْهُ) الإِمامُ بُرْهانُ الدِّينْ أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ) أَبي بكْرٍ (محمدِ) بنِ عبْدِ الجليلِ المَرْغِينانيُّ، (مُؤَلِّفُ) البدايَةِ والكِفايَةِ، و (الهِدايَةِ) فِي فقْهِ الحَنَفيَّةِ أَقَرَّ لَهُ الأَقْرانُ ورَاقَ لَهُ الزَّمانُ، وأَدْعَنَ لَهُ الشُّيوخُ، ونشرَ المَذْهَبَ وتفَقَّه عَلَيْهِ الجمهورُ، وسَمِعَ الحدِيثَ، ورَحَلَ وجَمَعَ لِنَفْسِهِ مشْيَخَةً، وممَّنْ تَفَقَّه عَلَيْهِ شمْسُ الأَئِمَّةِ الكردريّ والإِمامُ بُرْهانُ الإِسْلامِ، تُوفي سَنَة 555.
وَمِنْه أيْضاً: يوسفُ بنُ أَحمدَ بنِ حَمْزَةَ المَرْغِينانيُّ رَوَى عَنهُ أَبو الفتيانِ الرّواسيُّ الحافِظُ؛ والإِمامُ أَبو الملعَّي عبْدُ العزيزِ بنُ عبْدِ الرزَّاقِ بنِ أَبي نَصْرٍ جَعْفرِ بنِ سُلَيم المَرْغِينانيُّ الحَنَفيُّ عَن أَبي الحَسَنِ نَصْر بنِ المُحْسِن المَرْغِينانيّ وأَوْلاده مَحْمود وعليّ والمعلّى بني عبْدِ العَزيزِ كُلّهم ممَّنْ حدَّثَ وأفْتَى، ماتَ بمَرْغِينان سَنَة 477 عَن ثمانِ وستِّين سَنَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَرْغَنَ: أَطاعَ؛ وَبِه فُسِّرَ قوْلُ الطِّرمَّاح:
مُرغِناتٌ لأَخْلَج الشِّدْقِ سِلْعامٍ مُمَرِّ مَفْتُولةٍ عَضُدُهْأَي مُطِيعات، يَصِفُ كِلابَ الصَّيْدِ.
وأَرْغِينانُ: كُورَةٌ بنتَيْسابُورَ قَصَبتُها الرَّوانين، مِنْهَا الحاكِمُ(35/104)
أَبو الفتْحِ سهْلُ بنُ أَحمدَ بنِ عليَ الأَرْغينانيُّ تُوفي سَنَة 499.
ورَاغَنْ: قريَةٌ بصغد سَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو محمدٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نَصْر الدَّبُّوسيُّ الرَّاغنيُّ عَن أَبي بكْرٍ الإِسْماعيليّ.
رفن
: (الرَّفْنُ: البَيْضُ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: النَّبْضُ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) الرِّفَنُّ، (كخِدَبَ: الطَّويلُ الذَّنَبِ من الخَيْلِ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: والأصْلُ رِفَلِّ قالَ النَّابغَةُ:
بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُوإِلى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّأَرادَ: رِفَلاَّ، فَحوّل اللَّام نوناً.
ويقالُ أَيْضاً: بَعيرٌ رِفَنٌّ: سابِغُ الذَّنَبِ ذَيَّالُه.
(والَّرافِنَةُ: المُتَبَخْتِرَةُ فِي بَطَرٍ.
(والرِّفانُ، ككِتابٍ: الرَّذاذُ من المَطَرِ.
(والرُّفَأْنِينَةُ، كالطُّمَأْنِينَةِ: غَضَارَةُ العَيْشِ.
(وارْفَأَنَّ) الرَّجُلُ (ارْفِئْناناً: نَفَرَ ثمَّ سَكَنَ) ؛ عَن الأَصْمعيِّ، وأَنْشَدَ:
ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّحتى تَرِنِّي ثمَّ تَرْفَئِنِّيوفي الحدِيث: أَنَّ رجلا شكَا إِلَيْهِ التَّعَزُّبَ فقالَ: عَفِّ شعرَك، ففَعَلَ فارْفَأَنَّ، أَي سَكَنَ مَا كانَ بِهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للعجَّاجِ.
حَتَّى ارْفَأَنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ(35/105)
(و) ارْفَأَنَّ: (ضَعُفَ واسْتَرْخَى.
(و) ارْفَأَنَّ (غَضَبُهُ: زالَ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رَفَنِيَّهُ، بفتْحِ الرَّاء والفاءِ وكسْرِ النُّونِ وياء مُشدَّدَة: بلَيْدَةٌ بالساحِلِ عنْدَ طَرابْلُس بالشامِ، مِنْهَا: محمدُ بنُ فوار الرَّفَنِيُّ المحدِّثُ.
ورُفونُ، بالضمِّ: قَرْيَةٌ بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَو اللِّيثِ نَصْرُ بنُ محمدٍ الرّفونيُّ المحدِّثُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رفغن
:) الرُّفَغْنِيَةُ، كالبُلَهْنِيَةٍ: سَعَةُ العَيْشِ زِنَةً ومعْنًى؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ فِي الرُّباعيِّ.
رفهن
: (الرُّفْهْنِيَةُ، كَبُلَهْنِيَةٍ: سَعَةُ العَيْشِ) . يقالُ: هُوَ فِي رُفَهْنِيَةِ العَيْشِ أَي سَعَتِهِ (ورَفاغِيَتُة) ، وَهُوَ مُلْحقٌ بالخُمَاسِي بألفٍ فِي آخِرِه، وإنَّما صارَتْ ياءٍ لكسْرَةِ مَا قبْلِها، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: حَقُّ رُفَهْنِيَة أَن تُذْكَرَ فِي فصْلِ رَفَه فِي بابِ الهاءِ، لأنَّ الأَلفَ والنُّونَ زائِدَتانِ، وَهِي مُلْحقَةٌ بخُبَعْثِنَةٍ.
رقن
: (الرَّقُونُ، كصَبُورٍ وكِتابٍ، والإِرْقانُ، بالكسْرِ: الحِنَّاءُ) ، كَمَا فِي المحْكَمِ، واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الأُولَيَيْن.
(و) قيلَ: الرَّقُونُ والرِّقانُ: (الزَّعْفَرانُ) ؛ قَالَ الشاعِرُ:
ومُسْمِعَةٌ إِذا مَا شئْتَ غَنَّتْمُضَمَّخَةُ الترائِبِ بالرِّقانِ(35/106)
(وتَرَقَّنَتِ) بالمرْأَةُ: (اخْتَضَبَتْ بهما) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثةٌ لَا تَقْرَبُهم الملائِكَةُ، مِنْهُم المُتَرَقِّن بالزَّعْفَرَان) ، أَي المُتَلَطِّخُ بِهِ.
(وأَرْقَنَ) الرَّجُلُ (لِحْيَتَهُ ورَقَّنَها) رَقناً: (خَضَبَها بهما.
(والمَرْقُونُ) : مِثْلُ (المَرْقُوم؛ و) أَيْضاً (الرَّقيمُ.
(والتَّرْقينُ: التَّرْقيمُ.
(و) تَرْقينُ الكِتابِ: (المُقارَبَةُ بينَ السُّطورِ.
(و) قيلَ: (نَقْطُ الخَطِّ وإِعْجامُه ليَتَبَيَّنَ.
(و) أَيْضاً: (تَحْسينُ الكِتابِ وتَزْيينُه) ؛ عَن اللَّيثِ؛ وأَنْشَدَ:
دَار كَرَقْمِ الكابتِ المُرَقِّنِ (و) قالَ الجوْهرِيُّ: التَّرْقينُ: (تَسْويدُ مواضعَ فِي الحُسْباناتِ لِئلاَّ يُتَوَهَّمَ أَنَّها بُيِّضَتْ) كيْلاَ يَقَعَ فِيهِ حِسَاب.
(و) الرَّقِينُ، (كأَميرٍ: الدِّرْهَمُ) ، سُمِّي بذلِكَ للتَّرْقينِ الَّذِي فِيهِ يَعْنونَ الخَطَّ، عَن كُراعٍ؛ قالَ: وَمِنْه قوْلُهم: وِجْدَانُ الرَّقِين يُغَطي أَفْنَ الأَفِينِ.
وأمَّا ابنُ دُرَيْدٍ فقالَ: وِجْدانُ الرَّقِين يَعْني جَمْع رِقَةٍ، وَهِي الوَرِقُ.
(والَّراقِنَةُ: الحَسَنَةُ اللَّوْنِ) مِنَ النِّساءِ، (و) هِيَ (المُخْتَضِبَةُ) أيْضاً: قالَ الشَّاعِرُ:
صَفْراءُ راقِنَةٌ كأنَّ سُمُوطَهايَجْرِي بهِنَّ إِذا سَلِسْنَ جَدِيلُوقالَ أَبو حبيبٍ الشَّيْبانيُّ:
جاءَتْ مُكَمْتِرَةً تَسْعَى ببَهْكَنةٍ صَفْراءَ راقِنَةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ(35/107)
وأَرْقَنَ الطعامَ: رَوَّاهُ بالدَّسَمِ.
(والرَّقَنُ، محرَّكةً: بَيْضُ الرَّخَمِ.
(وارْتَقَنَ: تَضَمَّخَ بالزَّعْفَرانِ، كأَرْقَنَ) .
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: تَرَقَّنَتْ بالحِنَّاءِ: اخْتَضَبَتْ؛ وأَنْشَدَ:
غِياثُ إِن مُتُّ وعِشْتَ بعدِيوأَشْرَفَتْ أُمُّك للتَّصَدِّيوارْتَقَنَتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِفاضْرِبْ فِداكَ والدِي وَجَدِّيبين الرِّعاثِ ومَناطِ العِقْدِضَرْبَةَ لاوانٍ وَلَا ابْن عَبْدِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
التَّرْقينُ مِثْل الإِرْقان فِي خَضبِ اللّحْيَةِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وتَرَقَّنَ بالحِنَّاءِ: تَلَطَّخَ بِهِ، وكذلِكَ اسْتَرْقَنَ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وتَرْقِينُ الثّوْبِ: تَزْيينُه بالزَّعْفَرَانِ والورِسِ.
والمُرَقِّنُ، كمحدِّثٍ: الكاتِبُ، وَالَّذِي يُحَلِّق حَلَقاً بينَ السُّطورِ كتَرْقِينِ الخضَابِ.
والرُّقُونُ: النُّقُوشُ.
وأَرْقانيا: اسمٌ لبَحْرِ الخرزِ، قالَهُ أَبو الرَّيْحان البيرونيُّ المُنَجِّمُ.
وأَرْقَنِينُ: بلدٌ بالرُّومِ غَزَاهُ سَيْفُ الدَّوْلةِ، وذَكَرَه أَبو فراسٍ، فقالَ:
إِلَى أَن وَرَدْنا أَرْقَنِينَ بسوقِهاوقد نَكَلَتْ أَعْقابُنا والمَخاصِرُورَوَاهُ بعضُهم بالفاءِ والقافِ أَكْثر، عَن ياقوت، رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
ركن
: (رَكَنَ إِلَيْهِ) يَرْكُنُ، (كنَصَرَ؛ و) حَكَى أَبو زَيْدٍ: رَكَنَ إِلَيْهِ يَرْكَنُ مِثْل (عَلِمَ؛ و) أَمَّا حَكَاه أَبو عَمْرٍ و: رَكَنَ يَرْكَنُ مِثْل (مَنَعَ) ، فإنَّما هُوَ على الجمْعِ بينَ اللّغَتَيْنِ، (رُكوناً) ، بالضَّمِ مَصْدَرُ الأَوَّلين: (مالَ) إِلَيْهِ (وسَكَنَ) ، كلُّ ذَلِك عَن(35/108)
الصِّحاحِ.
قالَ الّلهُ تَعَالَى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذين ظَلَموا} ، قُرِىءَ بفتحِ الكافِ من رَكِنَ يَرْكَنُ كعَلِمَ، وقَرَأَ يَحْيَى بن وثابٍ بكسْرِ التاءِ.
(والرُّكْنُ، بالضَّمِّ: الجانِبُ الأَقْوى) مِن كلِّ شيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) رُكْنٌ: (ع باليمامَةِ.
(و) الرُّكْنُ: (الأَمْرُ العظيمُ) ، وَبِه فسَّرَ أَبو الهَيْثمِ قوْلَ النَّابغَةِ:
لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاءَ لَهُ (و) الرُّكْنُ: (مَا يُقَوَّى بِهِ من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيرِهِ) ؛ وبذلِكَ فُسِّر قوْلُه تعالَى: {فتَوَلَّى برُكْنِه} ، ودَليلُ ذَلِك قَوْله تعالَى: {فأَخَذْناه وجُنودَه} ، أَي أَخَذْناه ورُكْنَه الَّذِي تَوَلَّى بِهِ.
(و) الرُّكْنُ: (العِزُّ والمَنَعَةُ) ، وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {أَو آوِي إِلَى رُكْنٍ شَديدٍ} .
وقيلَ: رُكْنُ الإِنْسانِ: قُوَّتُه وشدَّتُه؛ وكذلِكَ رُكْنُ الجَبَلِ والقَصرِ، وَهُوَ جانِبُه.
ورُكْنُ الرَّجلِ: قوْمُه وعَدَدُه ومادَّتُه؛ وَبِه فسِّرَتِ الآيَةُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: أُرَاهُ على المَثَلِ.
(و) الرَّكْنُ، (بِالْفَتْح: الجُرَذُ والفارُ كالرُّكَيْنِ، كزُبَيْرٍ.
(وتَرَكَّنَ) الرَّجُلُ: (اشْتَدَّ) وامْتَنَعَ؛ (و) أَيْضاً (تَوَقَّرَ) وتَرَزَّنَ.
(والمِرْكَنُ، كمِنْبَرٍ: آنيةٌ م)(35/109)
مَعْروفَةٌ، وَهُوَ شبْهُ تَوْرٍ مِن أَدَمٍ يُتَّخَذ للماءِ.
وقيلَ: هِيَ الإِجَّانَةُ الَّتِي تُغْسَلُ فِيهَا الثيابُ ونَحْوها؛ وَمِنْه حديثُ حَمْنَةَ: (أَنَّها كانتْ تجْلِس فِي مِرْكَنٍ لأُخْتها زَيْنَب وَهِي مُسْتحاضَةٌ) ؛ والجمْعُ مراكنُ ومراكينٌ. يقالُ: زَرَعُوا الرَّياحِيْن فِي المراكين.
(و) الرَّكِينُ، (كأَميرٍ: الجَبَلُ العالي الأَرْكانِ) أَو الشَّديدُها.
(و) مِن المجازِ: الرَّكِينُ (مِنَّا: الرَّزينُ الرَّمِيزُ) السَّاكِنُ الوَقُورُ (وَقد رَكُنَ، ككَرُمَ، رَكانَةً ورُكونَةً) : أَي رزنَ ووقرَ.
(والأُرْكُونُ، بالضَّمِّ: الدِّهْقَانُ العظيمُ) ، وَهُوَ رَئيسُ القَرْيةِ، أُفْعُولٌ مِن الرُّكُونِ السّكُون إِلَى الشَّيءِ والمَيْلُ إِلَيْهِ، لأَنَّ أَهْلَها يَرْكَنُونَ إِلَيْهِ، أَي يسْكنُونَ ويميلُونَ (ورُكَانَةُ، كثُمامَةٍ: ابنُ عبْدِ يَزيدَ) بنِ هاشِمِ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ بنِ عبْدِ منافٍ المطلبيّ (صَحابيٌّ صارَعَهُ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصَرَعَهُ مَرَّتَيْن وكانَ شَدِيداً، يُحْكَى أنّه كانَ يقفُ على جلدِ بَعِيرٍ لَيِّن جَديدٍ حِين سَلَخَه فيَجْذبُه من تحْتهِ عشرَةً فيَتَمَزَّقُ الجلْدُ وَلَا يَتَزَحْزَحُ هُوَ عَن مكانِهِ، وَهُوَ مِن مسْلِمَةِ الفتْحِ، لَهُ رِوايَةٌ؛ ويقالُ: هُوَ الَّذِي طلَّقَ زوْجَتَه البتّةَ فخلفه النبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه لم يرد الثلاثَ؛ رَوَى عَنهُ ابنُ أَخيهِ نافِعُ بنُ حجيرٍ.
(ورُكانَةُ المِصْرِيُّ الكِنْديُّ: غيرُ مَنْسوبٍ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) .
قلْتُ: الَّذِي اخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِه وَهُوَ كِنْدِيٌّ مصْريٌّ اسمُه رَكَبُ لَا رُكَانَة، وَقد وَهِمَ المصنِّفُ فخلَطَ رَكَباً برُكَانَةَ.
قالَ ابنُ منْدَه: رَكَبُ المصْرِيُّ مَجْهولٌ لَا تُعْرَفُ لَهُ صُحْبَةٌ.
وقالَ غيرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ.(35/110)
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: وَهُوَ كِنْدِيٌّ لَهُ حدِيثٌ، رَوَى عَنهُ نصيحٌ العَبْسيُّ فِي التَّواضع؛ وأَمَّا رُكانَةُ الَّذِي أَشارَ إِلَيْهِ فإنَّه يَرْوِي عَن أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ رُكانَةَ جدِيثَ المُصارَعَةِ، فَهُوَ الأَوَّلِ، حقَّقَه الحافِظُ الذهبيُّ فتأمَّل ذَلِك.
(وكغُرابٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ) ، ومِن الأَخيرِ: رُكَيْنُ بنُ الرَّبيعِ بنِ عميلَةَ الفَزارِيُّ عَن أَبيهِ وابنِ عُمَرَ، وَعنهُ حفيدُهُ الرَّبيعُ بنُ سهْلٍ وشعْبَةُ، وثَّقَهُ أَحمدُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الرَّكانَةُ والرَّكانِيَةُ: السّكونُ إِلَى الشيءِ والاطْمِئْنانُ إِلَيْهِ.
ورَكِنَ يَرْكنُ، بالكسْرِ فِي الماضِي والضَّمّ فِي الغابِرِ، نادِرٌ كفَضِلَ يَفْضُلُ وحَضِرَ يَحْضُرُ ونَعِمَ يَنْعُم.
وقيلَ: إنَّه مِن تداخُلِ اللّغَتَيْنِ.
ورَكِنَ فِي المنْزِلِ، كعَلِمَ، رَكْناً: ضَنَّ بِهِ فَلم يُفارِقْه.
وجَمْعُ الرُّكْنِ أَرْكانٌ وأَرْكُنٌ، أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لرُؤْبَة:
وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شَدِيدَ الأَرْكُنِ وقالَ أَبو الهَيْثم: الرُّكْنُ العَشِيرَةُ.
وَهُوَ رُكْنٌ مِن أَرْكانِ قوْمِه: شرِيفٌ مِن أشْرافِهم.
وأَرْكانُ الإِنْسانِ: جَوارحُه.
وأَرْكانُ كلِّ شيءٍ جَوانِبُه الَّتِي يَسْتندُ إِلَيْهَا ويقومُ بهَا.
والمُرَكَّنُ مِن الضّروعِ، كمُعَظَّمٍ: العَظيمُ كأنَّه ذُو الأرْكانِ.
وضرعٌ مُرَكَّنٌ: انْتَفَخَ فِي موْضِعِه حَتَّى يَمْلأَالأرْفاغَ، وليسَ بحَدَ طَويلٍ، قَالَ طَرَفَةُ:
وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ(35/111)
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: ومُرَكَّنَةٌ: مُجَمَّعَةٌ.
وناقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضرْعِ: لَهُ أَرْكانٌ لِعِظَمِهِ.
وأرْكانُ العِبادَاتِ: جوانِبُها الَّتِي عَلَيْهَا مَبْناها وبتَرْكِها بطْلانها. وأركانُ جمْعُ ركنٍ: ماءٌ بأَجَأَ لبنَي عَبْسٍ، عَن ياقوت.
وأَرْكونُ، بالفتْحِ: حصْنٌ مَنِيعٌ بالأَنْدَلُس مِن أَعْمالِ سنتريه، عَن ياقوت.
وشيءٌ مُرَكَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: لَهُ أَرْكانٌ.
وتَمَسَّحْتُ بأَرْكانِهِ: تَبَرَّكْتُ بِهِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(
رمن
:
وَفِي المحْكَمِ: حَمْلُ شَجَرَةٍ مَعْروفَةٍ مِن الفاكِهَةِ؛ (الواحِدَةُ بهاءٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ سِيْبَوَيْهِ: سأَلْته، يعْنِي الخَلِيلَ، عَن الرُّمَّان إِذا سمِّي بِهِ، قالَ: لَا أَصْرِفه فِي المعْرفَةِ وأَحْمِله على الأَكْثَر إِذا لم يكنْ لَهُ معْنًى يُعْرَفُ بِهِ، أَي لم يُدْرَ مِن أَي شيءٍ اشْتِقَاقُه فيَحْمِله على الأَكْثَرُ، والأَكْثَرِ زِيادَةُ الأَلفِ والنُّون.
وقالَ الأخّفَش: نونُه أَصْليَّة مثْلَ قُرَّاصٍ وحُمَّاضٍ، وفُعَّالٍ أَكْثَر مِن فُعْلانٍ، اهـ.
قالَ ابنُ بَرِّي: بل الأَمْرُ بِخِلافِ ذلِكَ، وإنَّما قالَ إنَّ فُعَّالاً لَا يكثرُ فِي النَّباتِ نَحْو المُرَّان والحُمَّاض والعُلاَّم، فلذلِكَ جعلَ رُمَّاناً فُعَّالاً.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: وذَكَرْته هُنَا لأنَّه ثلاثيٌّ عِنْدَ الأخْفَش، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي رَمَمَ على ظاهِرِ رأْي الخَليلِ(35/112)
وسِيْبَوَيْه، وذَكَرَه الأزْهرِيُّ هُنَا أَيْضاً.
(و) قالَ الأطبَّاءُ: (حُلْوُهُ مُلَيِّنٌ للطَّبيعَةِ والسُّعالِ وحامِضُه بالعَكْسِ، ومُزُّهُ نافِعٌ لالتِهابِ المَعِدَةِ ووَجَعِ الفُؤادِ) ؛ قَالُوا: (وللرُّمَّانِ سِتَّةُ طُعُومٍ كَمَا للتُّفَّاحِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ لِرِقَّتِه وسُرْعَةِ انْحِلالهِ ولَطافَتِهِ والمَرْمَنَةُ: مَنِبَثُهُ إِذا كَثُرَ فِيهِ.
(ورُمَّانُ السَّعَالِي: الخَشْخاشُ الأَبْيَضُ أَو صِنْفٌ مِنْهُ) تأَلَفُه السَّعالِي.
(ورُمَّانُ الأنْهارِ: هُوَ النَّوعُ الكثيرُ مِن الهَيُوفارِيقُونَ.
(والرُّمَّانَتانِ: ع دونَ هَجَرَ.
(وقَصْرُ الرُّمَّانِ: بواسِطَ، مِنْهُ يَحْيَى بنُ دِينارٍ أَبو هاشِمٍ) ، لأنَّه نزلَهُ، ثِقَةٌ، رَأَى أَنَساً وَرَوَى عَن ذاذان وسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعنهُ الثوْرِيُّ وشعْبَةُ.
(و) أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عيسَى) بنِ عبْدِ اللهاِ (النَّحوِيُّ) المُتكلِّمُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ وابنِ السَّرَّاجِ، وَعنهُ أَبُو القاسِمِ التَّنوخيُّ وأَبو محمدٍ الجوْهرِيُّ، تُوفي سَنَة 384. (وصَدَقَةُ) : شيْخٌ لأبي دَاود الطَّيالِسيّ، قالَ ابنُ معينٍ: بَصْريٌّ ضَعِيفُ الحدِيثِ. (والحَسَنُ بنُ مَنْصورٍ، وعبْدُ الكَريمِ بنُ محمدٍ، وطَلْحةُ بنُ عبْدِ السَّلامِ، ومحمدُ بنُ إبراهيمَ الرُّمَّانيُّونَ المحدِّثونَ) ، هَؤُلَاءِ إِلَى قَصْرِ الرُّمَّان.
وأَمَّا إِلَى بيعِ الرُّمَّانِ، فعَمْرُو بنُ تَميمٍ وزيْدُ بنُ حبيبٍ الرُّمَّانيانِ المحدِّثانِ.
(وكشَدَّادٍ) : رَمَّانُ (بنُ كعْبِ) بنِ أددِ بنِ صعْبِ بنِ سعْدِ العَشِيرَةِ، (فِي مَذْحِجٍ، و) رَمَّانُ (بنُ مُعاوِيَةَ) بنِ(35/113)
ثعْلَبَةَ بنِ عقبَةَ (فِي السَّكُونِ) ؛ وضَبَطَهما ابنُ السّمعانيِّ كسَحابَةٍ، وَقد وَهِمَ فِي ذَلِك.
(و) رَمَّانُ: (جَبَلٌ لطيِّىءٍ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
زادَ نَصْر: فِي طَرَفِ سُلْمى، لَهُ ذِكْرٌ فِي الحدِيثِ.
(وإِرْمِينِيَةُ، بالكسْرِ) ويُفْتَحُ، عَن ياقوتٍ، (وَقد تُشَدَّدُ الياءُ الأَخيرَةُ) ، والتخْفِيفُ أَكْثَرُ.
قالَ أَبُو عليَ: إرْمِينِيَة إِن أَجْرَيْنا عَلَيْهَا حكْمَ العَرَبيّ كانَ القِياسُ فِي همْزَتِها، أَن تكونَ زائِدَةً وحُكْمها أَن تُكْسَر مِثْل إِجْفِيل وإِخْرِيط وإِطْرِيح ونحْوَ ذلِكَ، ثمَّ أُلْحِقَتْ ياءُ النِّسْبَةِ ثمَّ أُلْحِقَ بَعْدها هاءُ التأنِيثِ: (كُورَةٌ بالرُّومِ، أَو أَرْبعَةُ أَقالِيمَ، أَو أَرْبعُ كُورٍ د مُتَّصلٌ بعضُها ببعضٍ يقالُ لكِّل كُورَةٍ مِنْهَا إِرْمِينِيَةُ) .
قالَ ياقوتُ: قيلَ هما أَرْمِينِيتان الكُبْرى والصُّغْرى، وحَدّهما مِن بَرْذَعَةَ إِلَى بابِ الأَبوابِ، ومِن الجهَةِ الأُخْرى إِلَى بلادِ الرُّومِ وجَبَلِ القَبْقِ؛ وقيلَ. إرْمِينِيَةُ الكُبْرى خِلاطُ ونَواحِيها، والصُّغْرى نغليس ونَواحِيها؛ وقيلَ: هِيَ ثلاثُ إرْمِينِيات؛ وقيلَ أَرْبعُ، (والنِّسْبَةُ) إِلَيْهِ (أَرْمَنِيٌّ بالفتْحِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي بفتْحِ الهَمْزَةِ والميمِ على خِلافِ القِياسِ، وَكَانَ القِياسُ إِرْمِينيّ إلاَّ أنَّه لمَّا وافَقَ مَا بَعْد الرَّاء مِنْهَا مَا بَعْد الْحَاء فِي حَنِيفَة حُذِفَتِ الياءُ كَمَا حُذِفَتْ مِن حَنِيفَة فِي النَّسَبِ وأُجْرِيَتْ ياءُ النَّسَبِ فِي إِرْمِينِيَة مجْرَى تاءِ التأْنيثِ فِي حَنِيفَةَ، كَمَا أَجْرَيْنا مجْرَاها فِي رُوميّ ورُوم وسِنْدِيّ وسِنْد، أَو يكونُ مِثْلَ بَدَوَيّ ونحْوِه ممَّا غُيِّر فِي النَّسَبِ.
وقالَ غيرُ الجوْهرِيُّ: أَرْمِنيٌّ بفتحِ الهَمْزةِ وكسْرِ الميمِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي قَوْلَ سَيَّار بنِ قَصِير:
فَلَو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنَابمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ أَرَنَّتِ(35/114)
(وعبدُ الوَهابِ بنُ محمدِ بنِ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ رُومِينَ، بالضَّمِّ) وكسْرِ الميمِ، (شيْخُ الشَّيخِ أَبي إسحقَ) الشِّيرازِيّ صاحِبِ التَّنْبِيه.
(و) القاضِي (الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ) بنِ محمدِ (بنِ رامِينَ) الاسْتراباذِيُّ، (فَقيهٌ) شافِعِيٌّ حدَّثَ عَن عبدِ اللهاِ بن مُحَمَّد بن الحميديّ الشيِّرازِيّ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ، أَوْرَدَ ابنُ عَسَاكِر مِن طريقِهِ مُسلسلاً يَنْتهِي إِلَى إبراهيمَ بن أَدْهَم، رضِيَ اللهاِ تعالَى عَنهُ قرأته فِي تارِيخِه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رُمَّانَةُ الفَرَسِ: الَّذِي فِيهِ عَلَفه.
يقالُ: ملأَتِ الَّدابَّةُ رُمَّانَتها.
وأَكَلَ حَتَّى نتَأَتْ رُمَّانَتُهُ، أَي سُرَّتَه وَمَا حَوْلَها؛ أَو تصَغَّرُ الرُّمَّانَة رُمَيْمِينة.
ورَمَنَ بالمكانِ: إِذا أَقامَ بِهِ؛ حَكَاهُ ابنُ الحاجِبِ أَثْناء مَا لَا يَنْصَرِفُ.
ورَامِنٌ، كصاحِبٍ: قَرْيةٌ ببُخارَى خَرِبَتْ عَن قَرِيبٍ، مِنْهَا: أَبو أَحْمد حكيمُ بنُ لُقْمان الرَّامِنيُّ عَن أَبي عبدِ اللهاِ بنِ أَبي حفْص البُخارِيّ، وَعنهُ أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الرَّحِيم القاضِي.
والأرْمَنُ: طائِفَةٌ مِن النَّصارَى، وإليهم نُسِبَ الدَّيرُ بالقدسِ.
ورَامَانُ: ناحِيَةٌ ببِلادِ فارِسَ، وناحِيَةٌ مِن أَعْمالِ الأَهْوازِ؛ عَن نَصْر.
وأَرميون: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغربيَّة، مِنْهَا: أَبو الخَيْر محمدُ بنُ عبدِ الّلهِ الحسنيُّ المالكِيُّ أَخَذَ عَن الشمني؛ وَمِنْهَا أَيْضاً: الشمْسُ أَبو الوَفاءِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الحسنيُّ الحَنَفِيُّ إمامُ النحاسيّةِ بمِصْرَ، ولِدَ سَنَة 443، وكانَ مُقْرِئاً محدِّثاً صُوفِيّاً فَقِيهاً.(35/115)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رمرن
رامران: قرْيةٌ بنَسا، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ جَعْفرِ بنِ إبراهيمَ بنِ عيسَى النسويُّ الرَّامرانيُّ عَن أبي جَعْفرٍ الطَّبريّ، ماتَ بهَا سَنَة 360.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رمثن
: (رَامِيثَن، بالمُثلَّثَةِ، والعامَّةُ تقولُ بالتاءِ الفَوْقيَّةِ: قرْيَةٌ ببُخارَى، مِنْهَا: أَبو إبراهيمَ تَروْحُ بنُ المُسْتَنيرِ الرَّاميثنيُّ عَن المُخْتارِ بنِ سابقٍ، وَعنهُ محمدُ بنُ هاشمِ بنِ نعيمٍ وغيرِهِ.
رمعن
: (ارْمَعَنَّ دمعُهُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ االأزّهرِيُّ: أَي (سالَ) ، كارْمَعَلَّ، فَهُوَ مُرْمَعِنٌّ ومُرْمَعِلٌّ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: يجوزُ أنْ يكونَ لُغَةً فِيهِ، وَأَن تكونَ النُّونُ بَدَلا مِن اللامِ.
رنن
: ( {الرَّنَّةُ: الصَّوْتُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وخَصَّ بعضُهم بِهِ: صَوْتَ الحُزِينِ.
(} رَنَّ {يَرِنُّ} رَنِيناً: صاحَ) عنْدَ البُكاءِ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: {الرَّنَّةُ: صوْتٌ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ وجَمْعها} رَنَّات.
(و) رَنَّ (إِلَيْهِ: أَصْغَى، {كأَرَنَّ فيهمَا) .
يقالُ:} أَرَنَّتِ المرْأَةُ: أَي صاحَتْ.
وَفِي كلامِ أَبي زُبَيْدٍ الطائيّ: شَجْراؤُهُ مُغِنَّة وأطْيارُه {مُرِنَّة؛ وقالَ مَنْظورُ بنُ مرثدٍ:
عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ بَيْدَ أَنيأَخافُ إِن هَلَكْتُ لم} تُرِنِّي وقالَ لبيدٌ:
كلَّ يومٍ مَنَعُوا حَامِلَهُم! ومُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ(35/116)
وقيلَ: {الرَّنينُ: الصَّوْتُ الشَّجيُّ.
} والإِرنانُ: الشَّديدُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: {الإِرْنانُ: صَوْتُ الشَّهِيقِ مَعَ البُكاءِ.
(و) } أَرَنَّتِ (القَوْسُ: صَوَّتَتْ) ؛ وَكَذَا الحمامَةُ فِي سَجْعِها، والحِمارُ فِي نَهِيقِه؛ والسَّحابَةُ فِي رَعْدِها، والماءُ فِي خريرِهِ؛ وقالَ العجَّاجُ:
تُرِنُّ {إِرْناناً إِذا مَا أُنْضِبا} إِرْنانَ مَحْزونٍ إِذا تَحَوَّباأَرادَ: أُنْبِضَ فقُلِبَ.
وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ، رَحِمَه الّلهُ، يَقْتضِي أنْ يكونَ {رَنَّتِ القوْسُ ثُلاثيّاً وَهُوَ خَطَأٌ.
(} والرُّنَّى، كرُبَّى: الخَلْقُ كُلُّهُمْ) . يقالُ: مَا فِي {الرُّنَّى مِثْلُه؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) } رُنَّى، (بلاِ لامٍ: اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ) ؛ وَهَكَذَا رُنَةُ بالتخْفِيفِ، هَكَذَا ذَكَرَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ؛ والجمْعُ رُنَنٌ، وأَنْشَدَ:
يَا آلَ زَيْدٍ احْذَرُوا هذي السَّنَهْمن رُنَةٍ حَتَّى تُوافِيها رُنَهْوأَنْكَر رُبَّى، بالباءِ، وقالَ: هُوَ تَصْحيفٌ، وإنَّما الرُّبَّى الشاةُ النَّفْساءُ.
وقالَ قطْرُبٌ وابنُ الأَنْبارِي وأَبو الطَّيِّب عبدُ الواحِدِ وأَبو القاسِمِ الزَّجَّاجيُّ: هُوَ بالباءِ لَا غَيْر، لأنَّ فِيهِ يُعْلم مَا نُتِجَتْ حُرُوبُهم إِذا مَا انْجَلَتْ عَنهُ، مأْخُوذٌ مِن الشاةِ الرُّبَّى؛ وأَنْشَدَ أَبو الطيبِ:
أَتَيْتُك فِي الحَنِينِ فقلْتَ رُبَّى وماذا بينَ رُبَّى والحَنِينِ؟ والحَنِينُ: اسمٌ لجُمَادَى الأُولى؛ وتقدَّمَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي (ح ن ن) ، وَفِي (ر ب ب) مَا يخالفُ بعضَ مَا ذُكِرَ هُنَا فرَاجِعْه.(35/117)
( {والمُرِنَّةُ} والمِرْنانُ: القوسُ) .
وقالَ أَبو حنيفَة: {أَرَنَّتِ القوسُ وَهُوَ فوْقَ الحَنِينِ؛} والمِرْنانُ صفَةٌ غَلَبَتْ عَلَيْهَا غَلَبَة الاسمِ؛ وَمِنْه قوْلُ الشَّاعِرِ:
تَشْكوُ المحِبَّ وتشكو وَهِي ظالِمَةٌ كالقوسِ تُصمي الرَّمايا وَهِي {مِرْنانَ (} والرَّنَنُ، محركةً: شيءٌ يَصِيحُ فِي الماءِ أَيَّامَ الشِّتاءِ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: أَيامَ الصَّيْفِ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
وَلم يَصْدَحْ لَهُ {الرَّنَنُ (و) } رُنانُ، (كغُرابٍ: ة بأَصْفَهان، مِنْهَا) : أَبو العبَّاسِ (أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ هالَةَ المُقْرِىءُ) المحدِّثُ، قَرَأَ على أَبي عليَ الحدَّاد وأَبي العزِّ الوَاسِطيّ، وسَمِعَ الحدِيثَ مِنَ الحافِظِ أَبي إِسمعيلَ محمدِ بنِ الفَضْل، وتُوفي بالحلَّةِ عائِداً مِن مكَّةَ سَنَة 535.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَرَنَّ فلانٌ لكذا وأَرَمَّ: أَلْهاهُ.} ورَنَّ لكذا، {واسْتَرَنَّ لكذا، وأناه كَذَا وَكَذَا، أَي ألهاه
} ورَنَّنَت القوْسَ {تَرْنِيناً وتَرْنِيةً.
وسَحابَةٌ} مُرِنَّةٌ {ومِرْنانٌ.
} والرَّنَنُ، محرّكةً: الماءُ القَليلُ.
{والرُّنَّاءُ، كزُنَّارٍ: الطَّرَبُ؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبُ بالتَّشْديدِ، وأَبو عُبَيْدٍ بالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مَذْكورٌ فِي موْضِعِه.
ووادِي} رَانُونا: أَوْرَدَهُ المصنِّفُ فِي رَتَنَ، وأغْفَلَه هُنَا، وَهُوَ فِيمَا بينَ سدِّ عبدِ الّلهِ العُثْمانيِّ وسدّنا والحرَّةِ، ويَلْتَقِي مَعَ بطحان فِي(35/118)
دارِ بنِي زُرَيْق، وَفِي هَذَا الوادِي بئْرُ ذروان الَّذِي دُفِنَ فِيهِ السِّحْرُ للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رنجن
: (رَنْجانُ) : أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (د، فِي المَغْربِ) ، مِنْهُ: أَبو القاسِمِ محمدُ بنُ إسْمعيلَ بنِ عبدِ الملِكِ الرَّنْجانيُّ مِن أَهْلِ حمْصَ الأنْدَلُسِيُّ؛ (و) قد (ذُكِرَ فِي الجيمِ) ، ومَرَّ أَنَّ المقْدِسيَّ رجِّح أنَّه بالحاءِ، وَهَذَا مِن تَخْلِيطاتِه.
رون
: ( {الرَّوْنُ: أَقْصَى المَشَارَةِ) ؛ أَنْشَدَ يُونُس:
والنَّقْبُ مِفْتَحُ مائِها} والرَّوْن (و) {الرُّونُ، (بالضَّمِّ: الشِّدَّةُ، ج} رُوُونٌ.
(و) {الرُّونَةُ، (بهاءٍ: مُعْظَمُ الشَّيءِ) .
وقالَ ابنُ سِيْدَه:} رُونَةُ الشَّيءِ: شدَّتُه ومُعْظَمُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
إِن يُسْرِ عَنْكَ اللهاُ {رُونَتَها فعَظِيمُ كلِّ مُصيبةٍ جَلَلُ وكشَفَ اللهاُ عَنْك} رُونَةَ هَذَا الأَمْرِ أَي شدَّتهَ وغُمَّتهَ.
( {والأَرْوَنانُ: الصَّوْتُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
بهَا حاضِرٌ من غيرِ جِنِّ يَرْوعُهولا أَنَسٍ ذُو} أَرْوَنانٍ وذُو زَجَلْ (و) {الأَرْونانُ: (الصَّعْبُ) الشَّديدُ (مِن الأَيَّامِ) ، واخْتُلِفَ فِي اشْتِقاقِه، فقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ أفْوَعَالٌ مِن الرَّنِينِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: أَفْعَلانُ مِن} الرَّوْنِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وإنَّما حَمَلْناه على أَفْعَلان كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيْبَوَيْه دونَ أَنْ يكونَ أَفْوَعَالاً مِن الرَّنَّةِ، أَو فَعْوَلاناً مِن الأَرَنِ(35/119)
لأنَّ أَفْوَعَالاً عَدَمٌ وإنَّ فَعْوَلاناً قَليلٌ، لأنَّ مثْلَ جَحْوَش لَا يَلْحَق مِثْل هَذِه الزِّيادَةِ، فلمَّا عَدم الأوَّل وقلَّ هَذَا الثَّانِي وصحَّ الاشْتِقاقُ حَمَلْناه على أَفْعَلان.
(ويَوْمُ أَرْوَنانٍ مُضافاً ومَنْعوتاً) ، كَا فِي قوْلِ الشاعِرِ:
حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِفاليومُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنانِأَي (صَعْبٌ) شَديدُ الحَرِّ والغمِّ.
وَفِي المحْكَم: بَلَغَ الغايَةَ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ أَو حَرِّ، وقيلَ: هُوَ الشَّديدُ فِي كلِّ شيءٍ مِن حَرَ، أَو بَرْدٍ، أَو جلبَةٍ أَو صِياحٍ؛ قالَ النابغَةُ الجعْدِيُّ:
فظَلَّ لِنِسْوَةِ النُّعْمانِ مناعلى سَفَوانَ يومٌ أَرْوَنانُقالَ ابنُ سِيْدَه: هَكَذَا أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه، والرِّوايَةُ المَعْروفةُ: يومٌ {أَرْوَنانيُّ لأنَّ القَوافِي مَجْرورَة، وبَعْده:
فأَرْدَفْنا حَليلَتَه وجِئْنابما قد كَانَ جَمَّعَ من هِجانِوفي التَّهْذيبِ: أَرادَ أَرْوَنانيَّ بتَشْديدِ ياءِ النِّسْبةِ، كَمَا قالَ الشاعِرُ:
وَلم يَجُبْ وَلم يَكَعْ وَلم يَغِبْعن كلِّ يومٍ أَرْوَنانيَ عَصِبْوقالَ الجوْهرِيُّ: إنَّما كُسِرَ النُّونُ على أنَّ أصْلَه أَرْونانيُّ على النَّعْتِ فحذِفَتْ ياءُ النِّسْبَةِ.
(و) فِي التهْذيبِ عَن شَمِرٍ قالَ: يومٌ} أَرْوَنان: (سَهْلٌ) ناعِمٌ فَهُوَ(35/120)
(ضِدٌّ) ؛ وأَنْشَدَ فِيهِ بَيْتا للنابغَةِ الجعْدِيّ:
هَذَا ويومٌ لنا قَصِيرٌ جَمّ مَلاهِيهِ أَرْوَنانُوكانَ أَبو الهَيْثم يُنْكِرُ أَنْ يكونَ الأَرْوَنان فِي غيرِ معْنَى الغمِّ والشِّدَّةِ وأَنْكَر البَيْتَ الَّذِي احتجَّ بِهِ شَمِرٌ.
(وليلَةٌ {أَرْوَنانَة) : شَديدَةٌ صَعْبةٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
وَكَذَا} أَرْوَنانيَّة: شَديدَةُ الحرِّ والغمِّ.
( {وَرَاوَنُ، كهاجَرَ: د بطَخارِسْتانَ) بَلَخَ، مِنْهُ: أَبو محمدٍ عبْدُ السلامِ بنُ} الرَّاوَنيُّ فَقِيهٌ مناظِرٌ وليَ القَضاءَ بهَا، ورَوَى عَن أَبي سعيدٍ أَسْعد بنِ الظهيريّ، وَعنهُ أَبو سعْدِ بنُ السّمعانيّ.
(وَهُوَ {مَرُونٌ بِهِ) : أَي (مَغلوبٌ مَقْهورٌ.
(ومحمدُ بنُ} رُوَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، حدَّثَ عَن شُعْبَةَ) ، وَعنهُ محمدُ بنُ سُلَيْمن الباغنْدِيُّ.
ومحمدُ بنُ رُوَيْنِ بنِ لاحقٍ البَصْريُّ: حدَّثَ عَن حَمْزَةَ بنِ مَيْمون الجزْرِيُّ.
( {ورَاوَانُ: ة بالحجازِ، أَو وَادٍ.
(} وَرَيْوَنُ) ، كجَعْفَرٍ: (أَحدُ أَرْباعِ نَيْسابُورَ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: رِيوَند، بكسْرِ الرَّاء وَالدَّال فِي آخِرِه: وَهِي قُرًى كثيرَةٌ أَحدُ أَرْباعِ نَيْسابُورَ، وَمِنْهَا: أَبو سعيدٍ سهْلُ بنُ أحمدَ بنِ سهْلٍ الرِّيونديُّ النّيْسابُورِيُّ شيْخُ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللهاُ، ماتَ سَنَة 350، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى، كَذَا ضَبَطَه ابنُ السّمعانيِّ وحَقَّقَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! رُونَةُ الشِّيءِ: غايَتُه فِي حَرَ أَو بَرْدٍ أَو غيرِهِ مِن حُزْنٍ أَو حَربٍ أَو شبهِهِ؛ وَمِنْه يومٌ أَرْوَنانٌ؛ ويقالُ: مِنْهُ أُخِذَتِ(35/121)
{الرُّنَةُ اسمٌ لجُمادَى الآخِرَةِ لشدَّةِ برْدِهِ.
} والرَّوْنُ: الصِّياحُ والجَلَبة، وَمِنْه يقالُ: يومٌ ذُو {أَرْوَنانٍ قالَ الشاعِرُ:
فَهِيَ تُغَنِّيني} بأَرْوَنانِ أَي بصياحٍ وجَلَبةٍ.
وحَكَى ثَعْلَب: {رَانَتْ لَيْلَتُنا: اشْتَدَّ غيْمُها وحَرُّها.
وقالَ الأصْمعيُّ: بئْرُ ذِي} أَرْوانَ بالمَدينَةِ، وَمِنْه الحدِيثُ: طُبَّ ودُفِنَ سِحْرُه فِي بئْرِ ذِي أَرْوانَ، قالَ: وبعضُهم يُخْطىءُ ويقولُ ذَرْوانَ.
قلْتُ: وَقد جاءَ فِيهِ أَيْضاً ذَر {أروان، نَقَلَه ياقوتٌ.
} ورانَ الأَمْرُ {رَوْناً: اشْتَدَّ.
} والرُّوَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: قرْيَةٌ بمِصْرَ.
رهن
: (الرَّهْنُ) : مَعْروفٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المحْكَم: (مَا وُضِعَ عِندَكَ ليَنْوبَ مَنابَ مَا أُخِذَ منكَ) .
وقالَ الحَرَّاليُّ: الرَّهْنُ: التّوثقةُ بالشَّيءِ بِما يُعادِلُه بوجْهٍ مَّا.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ لُغَةٌ: الثُّبوتِ والاسْتِقرارِ وَشرعا: جعل عينٍ ماليةٍ وَثِيقَة بدَيْنٍ لازِمٍ أَو آيلٍ إِلَى اللُّزومِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الرَّهْنُ مَا يُوضَعُ وَثِيقَةً للدَّيْنِ، والرّهان مثْلُه لكنَّه مُخْتَصّ بِمَا يُوضَعُ فِي الخطارِ، وأَصْلُهما مَصْدرٌ؛ قالَ: ولمَّا كانَ الرَّهْنُ يتصوَّرُ مِنْهُ الحبْسُ اسْتُعِيرَ ذَلِك للمُخْتَبِسِ أَيَّ شيءٍ كانَ؛ ومِثْلُه فِي عمْدَةِ الحفَّاظ للسَّمين.
(ج رِهانٌ) ، بالكسْرِ، مِثْلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ وحَبْلٍ وحِبَال، (ورُهُونٌ) ، مِثْل فَرْخٍ وفِرَاخٍ وفُرُوخٍ.(35/122)
(و) قالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: (رُهُنٌ بضمَّتينِ) .
وقالَ الأَخْفَشُ: وَهِي قَبيحَةٌ لأنَّه لَا يجمعُ فَعْل على فُعُل إلاَّ قَليلاً شاذّاً، قالَ: وذكرَ أنَّهم يقُولُونَ سَقْفٌ وسُقُفٌ، قالَ: وَقد يكونُ رُهُنٌ جَمْعاً للرّهانِ كأَنَّ يجمَعُ رَهْن على رِهانٍ ثمَّ يجمَعُ رِهان على رُهُن مِثْل فِرَاشٍ وفُرُش؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقَرأَ نافِعٌ وعاصِمٌ وأَبو جعْفرٍ وشيبةُ: {فرِهانٌ مَقْبوضَةٌ} : وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ ووابنُ كثيرٍ: {فرُهُنٌ مَقْبوضَةٌ} ؛ وكانَ أَبو عَمْرٍ ويقولُ: الرِّهانُ فِي الخيْلِ؛ قالَ قَعْنَب:
بانَتْ سُعادُ وأَمْسى دُونها عَدَنُوغَلِّقَتْ عندَها من قَبْلِكَ الرُّهُنُوقالَ الفرَّاءُ: مَنْ قَرَأَ فرُهُن فَهِيَ جَمْعُ رِهانٍ مِثْل ثُمُرٍ وثِمَارٍ.
وَفِي المُحْكَمِ: وليسَ رُهُنٌ جَمْع رِهانٍ لأنَّ رِهاناً جَمْعٌ، وليسَ كلُّ جَمْعٍ يُجْمَع إلاَّ أَن ينصَّ عَلَيْهِ بعْدَ أَن لَا يحْتملَ غَيْره ذلِكَ كأَكْلُبٍ وأَكالِبٍ وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِيةٍ وأَساقٍ.
(و) حَكَى ابنُ جنيّ فِي جَمْعِه (رَهِينٌ) ، كعَبْدٍ وعَبِيدٍ.
(رَهَنَه) الشَّيءَ.
(و) رَهَنَ (عنْدَهُ الشَّيءَ، كمَنَعَه) ، رَهْناً، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ثَعْلَب فِي فصِيحِه، (وأَرْهَنَه) الشَّيءَ لُغَةٌ؛ قالَ هَمَّامُ بنُ مرَّةَ، وَهُوَ فِي الصِّحاحِ لعبْدِ اللهاِ بنِ هَمَّام السَّلُوي:
فلمَّا خَشِيتُ أَظافِيرَهُمْنَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مالِكاوأَنْكَرَ بعضُهم: وأَرْهَنْتُهم، ورُوِي هَذَا البيتُ: وأَرْهَنُهُم مالِكا.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ ثَعْلَب: الرُّواةُ كُلُّهم على أَرْهَنْتُهُم على أنَّه يَجوزُ رَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه، إلاَّ الأَصْمعيّ فإنَّه رَوَاهُ(35/123)
وأَرْهَنُهُم مالِكا، على أنَّه عطفٌ بفعْلٍ مُسْتَقبل على فعْلٍ ماضٍ، وشبَّههُ بقوْلِهم: قمْتُ وأَصُكُّ وجْهَه، وَهُوَ مَذْهبٌ حَسَنٌ لأنَّ الواوَ واوُ حالٍ، فيُجْعَلَ أَصُكّ حَالا للفعْلِ الأَوَّلِ على معْنَى قمتُ صاكّاً وجْهَه أَي تَرَكْته مُقِيماً عنْدَهم، ليسَ مِن طَريقِ الرَّهْنِ، لأَنَّه لَا يقالُ أَرْهَنْتُ الشيءَ، وإنَّما يقالُ رَهَنْتُه اهـ. (جَعَلَهُ رَهْناً) ؛ قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ رَهَنْتُه الشيءَ بيتُ أُحَيْحة بنِ الجُلاَّح:
يُراهِنُني فيَرْهَنُني بنيهِوأَرْهَنُه بَنِيَّ بِمَا أَقُولُومنه قوْلُ الأَعْشى:
آلَيْتُ لَا أُعْطِيه من أَبْنائِنارُهُناً فيُفْسِدُهم كمنْ قد أَفْسَداحتى يُفِيدَك من بنيهِ رَهِينةًنَعْشٌ ويَرْهَنك السِّماكُ الفَرْقداوفي هَذَا البيتِ شاهِدٌ على جَمْعِ رَهْنٍ على رُهُنٍ.
(وارْتَهَنَ مِنْهُ: أَخَذَهُ) رَهْناً.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (رَهَنْتُه لِسانِي، وَلَا يقالُ أَرْهَنْتُه) ؛ وأَمَّا الثَّوْبَ فرَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه مَعْروفتانِ.
(وكلُّ مَا احْتُبِسَ بِهِ شيءٌ فرَهِينُه ومُرْتَهَنُه) ؛ كَمَا أنَّ الإِنسانَ رَهِينُ عَمَلِه وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {كلُّ امْرىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} ، أَي يُحْبَسُ بعَمَلِه.
(والمُرَاهَنَةُ والرِّهانُ: المُخاطَرَةُ) ، وَقد سَبَقَ أنَّ الرُّهُنَ فِي الرَّهْن أَكْثَر، والرِّهان فِي الخيْلِ أَكْثَر.
(و) المُراهَنَةُ والرِّهانُ: (المُسابقَةُ على الخَيْلِ) وغَيْر ذلِكَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: جاءَا فَرَسَيْ رِهانٍ، أَي مُتَساوِيَيْن؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: (رَهَنَ) بالمكانِ: (ثَبَتَ) وأَقامَ؛ كَمَا فِي الأساسِ.(35/124)
(و) فِي الصِّحاحِ: رَهَنَ الشيءُ رَهْناً: (دامَ) فثَبَتَ.
(و) رَهَنَ الطَّعامَ لضَيْفِه: (أَدَامَ، كأَرْهَنَ) ، والأَخيرَةُ أَعْلى، وَكَذَا أَرْهَى.
وَفِي الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: أَرْهَنْتُ لَهُم الطَّعامَ والشَّرابَ: أَدَمْته لَهُم؛ ومِثْلُه فِي الأَساسِ.
(والرَّاهِنُ: المُعَدُّ) . يقالُ: هَذَا راهِنٌ لَك: أَي مُعَدُّ؛ وَفِي الصِّحاحِ: أَي ثابِتٌ.
(و) الَّراهِنُ: (المَهْزولُ) المُعْيي مِن النَّاسِ والإِبِلِ وجَميعِ الدَّوابِّ، (وَقد رَهَنَ، كَمَنَعَ) يَرْهَنُ (رُهُوناً) ، بالضَّمِّ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
إِمَّا تَرَيْ جِسْمِيَ خَلاًّ قد رَهَنْهَزْلاً وَمَا مَجْدُ الرِّجالِ فِي السِّمَنْوقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الرَّاهِنُ: الأَعْجَفُ مِن ركوبٍ أَو مَرَضٍ أَو حَدَثٍ؛ يقالُ: رَكِبَ حَتَّى رَهَنَ.
(و) الَّراهِنَةُ، (بهاءٍ: السُّرَّةُ وَمَا حَوْلَها من الفَرَسِ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
(والرَّاهُونُ: جَبَلٌ بالهِنْدِ) من سرنديب، وَهُوَ الَّذِي (هَبَطَ عَلَيْهِ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، يُرَى من بُعْدٍ، وَعَلِيهِ آثارُ أَقْدامِهِ الشَّريفَةِ، وَهُوَ صَعْبُ الطّلُوعِ، وَبِه الياقوتُ الجَيِّدُ، ذَكَرَه ابنُ بَطوطَةَ فِي رحْلَتِه.
(ورَهْنانُ: ع.
(و) رُهْنانُ، (بالضَّمِّ) : مَوْضِعٌ (آخَرُ.
(ورُهْنَةُ، بالضَّمِّ: ة بكِرْمانَ.
(و) الرَّهِينُ، (كأَميرٍ: لَقَبُ الحارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ) بنِ كلدَةَ بنِ عبْدِ مَنَاف(35/125)
بنِ عبْدِ الدَّارِي بنِ قصيَ، وإنَّما لُقِّبَ بِهِ لأنَّه كَانَ رَهِينَةَ قُرَيْشٍ عنْدَ أَبي يكْسومٍ الحَبَشِيّ، ووَلَده النَّضْر بن الحارِثِ مِن مسْلِمَةِ الفتْحِ، وأَخُوه النَّضْرُ بنُ الحارِثِ قَتَلَه عليٌّ، رضِيَ اللهاِ تَعَالَى عَنهُ، بالصَّفْراء بَعْد رجُوعِهم مِن بدرٍ بأَمْرٍ من النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبنْتُهُ قُتَيْلَةُ رَثَتْ أَبَاها بالأَبْياتِ القافِيَةِ وليسَ فِيهَا مَا يدلُّ على إسْلامِها؛ ومِن ولدِ النَّضْر محمدُ بنُ الرُّويْفِع بنِ النَّضْرِ عَن عبدِ اللهاِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَعنهُ ابنُ عُيَيْنَةَ.
(و) قوْلُ المصنِّفِ: (النَّضْرُ بنُ الرَّهينِ مِن تابِعي التَّابِعِينَ) ، محلُّ نَظَرٍ، فإنَّ النَّضْرَ هَذَا قُتِلَ يَوْم بدْرٍ كافِراً باتِّفاقِ أَهْل المَغازِي، فمَنْ كانَ كَذَا فكيفَ يكونُ مِن أَتْباعِ التابِعِينَ؛ وأَخْرَجَه ابنُ منْدَه وأَبو نعيمٍ وأَبو إسحْق فِي الصَّحابَةِ، وَهُوَ وهمٌ أَيْضاً، والصَّوابُ أنَّ الصحْبَةَ للنَّضْرِ بنِ النَّضْر فِي قوْلِ بعضٍ وليسَ بمعْرُوفٍ.
(وأَرْهَنَهُ: أَضْعَفَهُ) وأَعْجَفَهُ؛ (و) أَيْضاً: (أَسْلَفَهُ) . يقالُ: أَرْهَنْتُ فِي السِّلْعَةِ: أَي أَسْلَفْتَ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
(و) قالَ أَبو زيْدٍ: أَرْهَنَ (فِي السِّلْعَةِ: غالَى بهَا) وبَذَلَ فِيهَا مالَهُ حَتَّى أَدْرَكَها؛ قالَ: وَهُوَ مِن الغَلاءِ خاصَّةً، وأَنْشَدَ لشداد:
يَطْوي ابنُ سَلْمَى بهَا مِن راكبٍ بُعُداً عِيدِيَّةً أُرْهِنَتْ فِيهَا الدَّنانير(35/126)
ُكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: وحَقِيقتُه أنْ تَرْفَعَ سلْعَةً مقدّمَةً لثَمَنِه فتَجْعَلَها رَهِينَةً لإِتْمامِ ثَمَنِها.
وأَنْشَدَ الأزْهِرِيُّ هَذَا البيتَ شاهِداً على قوْلِه أَرْهَنَ فِي كَذَا وَكَذَا إرْهاناً أَسْلَفَ فِيهِ.
(و) أَرْهَنَ (الطَّعامَ لَهُم: أَدَامَهُ) ، وَهُوَ مجازٌ؛ وكذلِكَ الشَّرابَ والمَالَ، وَقد تقدَّمَ.
(و) مِن المجازِ: أَرْهَنَ (المَيِّتَ القَبْرَ) : أَي (ضَمَّنَه إيَّاهُ) وألْزَمَه.
(و) أَرْهَنَ (فلَانا ثَوْباً: دَفَعَهُ إِلَيْهِ ليَرْهَنَه.
(و) أَرْهَنَ (وَلَدَهُ بِهِ) إرْهاناً: (أَخْطَرَهُم بِهِ خَطَراً) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ والأَزْهرِيُّ.
ويقالُ: أَرْهَنُوا بَينهم خَطَراً: إِذا بَدَلُوا مِنْهُ مَا يَرْضَى بِهِ القوْمُ بَالغا مَا بَلَغَ، فيكونُ لَهُم سَبَقاً.
(وَهُوَ رِهْنُ مالٍ، بالكسْرِ) : أَي (إِزاؤُهُ) ، أَي القَيِّم بِهِ والسَّائِس لَهُ.
(و) الرَّهِينَةُ، (كسَفِينَةٍ: ع.
(و) الرَّهِينَةُ: (واحِدُ الرَّهائِنِ) . وَفِي الحدِيثِ: (كلُّ غُلامٍ رَهِينَةٌ بعَقِيقَتِه) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: الرَّهِينَةُ: الرَّهْنُ، والهاءُ للمُبالَغَةِ كالشَّتِيمةِ والشَّتْمِ، ثمَّ اسْتُعْمِلا فِي معْنَى المَرْهونِ، فيُقالُ: هُوَ رَهْنٌ بِكَذَا ورَهِينَةٌ بِكَذَا، والمعْنَى أنَّ العَقِيقَةَ لازِمَةٌ لَهُ لَا بدَّ مِنْهَا، فشبَّهَه فِي لُزُومِها لَهُ وعَدَمِ انْفكَاكِه عَنْهَا بالرَّهْن فِي يدِ المُرْتَهِن.
وقالَ الخطابيُّ، رحِمه الّلهُ تَعَالَى: تكلَّم الناسُ فِي هَذَا وأَجْودُ مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحْمدُ بنُ حنْبَلٍ، رَحِمه الله تَعَالَى، قالَ: هَذَا فِي الشَّفاعَةِ، يُريدُ أنَّه إِذا لم يُعَقَّ عَنهُ فماتَ طِفلاً لم يَشْفَعْ فِي والِدَيْه؛ وقيلَ: معْناهُ أنَّه مَرْهونٌ بأَذى شَعَرِه، واسْتدلُّوا بقوْلِه: فأَمِيطُوا عَنهُ الأَذَى، وَهُوَ مَا عَلِقَ بِهِ مِن دمِ الرَّحمِ.(35/127)
(و) قالَ الأزْهرِيُّ: رأَيْتُ بخطِّ أَبي بكْرٍ الأيادِيِّ: (جارِيَةٌ أُرْهُونٌ، بالضَّمِّ) : أَي (حائِضٌ) ، قالَ: وولم أَرَه لغيرِهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رَهَنَه عَنهُ رَهْناً: جَعَلَه رَهْناً بَدَلا مِنْهُ؛ قالَ:
ارْهَنْ بَنِيك عنهمُ أَرْهَنْ بَني أَرادَ: أَرْهَنُ أَنا بَنيَّ كَمَا فَعَلْتَ أَنت.
وزَعَمَ ابنُ جنيّ، رَحِمه اللهاُ تَعَالَى، أنَّ هَذَا الشِّعْرَ جاهِلِيٌّ.
واسْتَرْهَنَه فرَهَنَه.
وتَراهَنا: تَواضَعا الرُّهُون.
وأَنَالك رَهْنٌ بِكَذَا ورَهِينَةٌ بِهِ: أَي ضامِنٌ لَهُ.
ورِجْلُه رَهِينَةٌ: أَي مُقَيَّدَةٌ.
وَهُوَ رَهْنٌ بِكَذَا ورَهِينَةً بِهِ ورَهِينٌ ومُرْتَهَنٌ: مأْخُوذٌ بِهِ.
والإِنْسانُ رَهْنُ عَمَلِه.
والخَلْقُ رَهائِنُ المَوْتِ.
وَهُوَ رَهن يَد المَنِيّة: إِذا اسْتَمَاتَ.
ونعْمَةُ الّلهِ راهِنَةٌ: أَي دائِمَةٌ.
وقالَ ابنُ عرفَةَ: الرَّاهِن: الشيءُ المَلْزُوم، يقالُ: هَذَا رَاهِنٌ لَك: أَي دائِمٌ مَحْبُوسٌ عَلَيْك.
ونَفْسٌ رَهِينَةٌ: أَي مَحْبوسَةٌ بكَسَبِها.
ويدِي لَك رَهْنٌ: يُريدُونَ بِهِ الكَفالَةَ.
والأُمورُ مَرْهونَةٌ بِأَوْقاتِها: أَي مَكْفولَةٌ.
وأَرْهَنَه للمَوْتِ: أَسْلَمَهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وإنَّه لرَهِينُ قبْرٍ.
وطعامٌ راهِنٌ: مُقِيمٌ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
الخُبْزُ واللّحْمُ لَهُم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ(35/128)
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: أَي دائِمٌ.
وخَمْرٌ وراهِنَةٌ: دائِمَةٌ لَا تَنْقَطِع؛ قالَ الأعْشى:
لَا يَسْتَفِيقُونَ مِنْهَا وهْي راهِنَةٌ إلاَّ بهاتِ وإِن عَلُّوا وَإِن نَهِلُواوسَمَّوْا رُهَيْناً، كزُبَيْرٍ.
وأُمُّ الرَّهِينِ، كأَميرٍ: امْرأَةٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِينِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْوالحالَةُ الرَّاهِنَةُ: أَي الثابتَةُ المَوْجودَةُ الباقِيَةُ الآنَ؛ نَقَلَه السّمين.
ومنية رَهِينَة؛ كسَفِينَة: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الجيزَةِ.
رهدن
: (الِرَّهْدَنُ، مُثَلَّثَةَ الَّراءِ) ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الفتْحِ: (طائِرٌ كالعُصْفُورِ بمكَّةَ) وَفِي الصِّحاحِ: يشْبِهُ الحُمَّرةَ إلاَّ أنَّه أَدْبَسُ، وَهُوَ أَكْبر من الحُمَّرةِ، (كالرَّهْدَنَةِ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (والرُّهْدُنَّةِ، كَطُرْطُبَّةٍ، والرُّهْدُونِ، كزُنْبُورٍ، ج رَهادِنُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَذَرَّيْنا بالقولِ حَتَّى كأَنَّهتَذَرِّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ الرَّهادِناوكذلِكَ الرَّهْدَلُ باللامِ، والجمْعُ رَهادِلٌ.
(و) الرَّهْدَنُ: (الجَبانُ) شبِّه بالطَّائِرِ.
(و) الرَّهْدَنُ: (الأَحْمقُ) ، كالرَّهْدَلِ، قالَ:
عليكِ مَا عشتِ بذاكَ الرَّهْدَنِ: والجَمْعُ الرّهادِنَةُ مِثْل الفَراعِنَةِ.(35/129)
(والرَّهْدَنَةُ: الإِبْطاءُ) ، وَقد رَهْدَنَ.
(و) الرَّهْدَنَةُ: (الإِسْتدارَةُ فِي المَشْيِ) ؛ وَمِنْه قوْلُهم: الأَزْدُ تُرَهْدِنُ فِي مشْيتِها كأَنَّها تَسْتَدِيرُ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ.
(و) الرَّهْدَنَةُ: (الاحْتِباسُ) . رَوَى ثَعْلَبُ عَن ابنِ الأعرابيّ أنَّه أَنْشَدَه لرجُلٍ:
فجئتُ بالنَّقْدِ وَلم أُرَهْدِنِ أَي لم أُبْطِىءْ وَلم أَحْتَبِس بِهِ.
(و) الرُّهْدُونُ، (كزُنْبُورٍ: الكَذَّابُ.
رين
: ( {الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: صَدَأَ يَعْلو الشَّيءَ الجَلِي؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {كلاَّ بَلْ} رَانَ على قُلُوبِهم} ، أَي صارَ ذلِكَ كصَدَإٍ على جَلاءِ قلُوبِهِم فعَمِي عَلَيْهِم مَعْرفِةُ الخَيْرِ مِنَ الشَّرِّ.
وقالَ أَبو معاذٍ النَّحَويُّ: الرَّيْنُ: أَنْ يَسودَّ القَلْبُ مِن الذّنوبِ، والطَّبَعُ أَنْ يُطْبَعَ على القلْبِ، وَهُوَ أَشَدّ مِن الرَّيْن، والإقْفالُ أَشَدّ مِن الطَّبعِ، وَهُوَ أَنْ يُقْفَل على القلْبِ.
وقالَ الحَسَنُ: هُوَ الذَّنْبُ على الذَّنْبِ حَتَّى يَسودَّ القلْبُ.
( {ورَانَ ذَنْبُهُ على قَلْبِهِ} رَيْناً! ورُيُوناً: غَلَبَ) عَلَيْهِ وغَطَّاهُ؛ وجاءَ فِي الحدِيثِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ فِي تفْسِيرِ الآيَةِ رَفَعَه: (هُوَ العَبْد يُذْنبُ الذّنْبَ فَتُنْكَتُ فِي قلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْداءُ، فَإِن تابَ مِنْهَا صُقِلَ قلْبُه، وَإِن عادَ نُكِتَ أُخْرى حَتَّى يَسودَّ القَلْب، فذلِكَ الرَّيْنُ) .
(و) قالَ أَبو عُبَيْدٍ: (كلُّ مَا(35/130)
غَلَبَكَ) : فقد ( {رَانَكَ، و) } رَانَ (بكَ و) {رَانَ (عَلَيْك) ؛ وَمِنْه: رَانَ النُّعاسُ، ورَانَ الشَّراب بنفْسِه: إِذا غَلَبَ على عقْلِه؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
مخافَةَ أَن} يَرِينَ النَّوْمُ فيهم بسُكْرِ سِنانِهم كلَّ {الرُّيون ِوأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لأَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ سكراناً:
ثمَّ لما رَآهُ} رانَتْ بِهِ الخمرُ وَأَن لَا تَرِينَه باتِّقاءِ (و) {رانَتِ (النَّفْسُ) } تَرِينُ {رَيْناً: (خَبُثَتْ وغَثَتْ.
(} وأَرانُوا: هَلَكَتْ ماشِيَتُهُم) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُهُ: وهُزِلَتْ وَفِي المُحْكَم: أَو هُزِلَتْ (وهُم {مُرينُونَ) .
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا فِي الأمْرِ الَّذِي أَتاهُم ممَّا يغْلبُهم فَلَا يَسْتَطِيعُون احْتِمَالَه.
(} ورِينَ بِهِ، بالكسْرِ) ، أَرادَ بِهِ البِناءَ للمَجْهولِ كَمَا يقُولُونَ تارَةً بالضمِّ كذلِكَ، (وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتطِيعُ الخُروجَ مِنْهُ) وَلَا قِبَلَ لَهُ بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ. وَبِه فسّرَ حدِيثُ عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أَنَّه خَطَبَ فقالَ: (أَلا إنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَة قد رضِيَ مِن دِينِه وأَمانَتِه بأنْ يقالَ: سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد! رِينَ بِهِ) ؛ ونَصَّ الأَزْهرِيّ: بأنْ يقالَ: سَبَقَ الحاجَّ، وقالَ غيرُه رِينَ بِهِ: انْقُطِعَ بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن(35/131)
القنانيِّ الأَعْرابيِّ وقيلَ: أَحاطَ بِمَا لَهُ الدّين.
( {ورايانُ: جَبَلٌ بالحِجازِ) ؛ عَن نَصْر.
(و) } رايانُ: (ة بهَمَدانَ.
(و) أَيْضاً: (ة بالأَعْلَمِ) ، اسمٌ لكُورَةِ بَني هَمَدانَ وزُنْجان، والظاهِرُ أنَّهما واحِدَةٌ.
( {والرَّيْنَةُ: الخَمْرَةُ) لأنَّها} تَرينُ على العَقْلِ أَي تغلبُ؛ (ج {رَيْناتٌ.
(} والرَّانُ، كالخُفِّ إلاَّ أنَّه لَا قَدَمَ لَهُ، وَهُوَ أَطْولُ مِن الخُفِّ) .
قالَ شيْخُنا ووجِدَ بخطِّ صاحِبِ المِصْباحِ على هامِشِه: خرْقَةٌ تُعْمَل كالخُفِّ مَحْشوَّة قطناً تلبَسُ تَحْته للبَرْدِ.
قالَ السَّبكيّ: لم أَرَه فِي كتُبِ الُّلغَةِ؛ قالَ: وصرَّحَ غيرُهُ مِن الأَثْباتِ بمثْلِهِ.
وكلامُ المصنِّفِ رَحِمَه اللهاُ تعالَى صَرِيحٌ فِي أنَّه عربيٌّ صَحِيحٌ وَهُوَ مِن الغَلَطِ المحْضِ اهـ.
قلْتُ: وَقد مَرَّ فِي رَبَنَ فِي قوْلِ رُؤْبة:
مُسَرْوَل فِي آلِهِ مُرَوْ بَنِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وأَحْسَبُه الَّذِي يُسَمَّى! الرَّانَ.
قلْتُ: فصَرَّحَ أنَّه فِي الأصْلِ فارِسِيٌّ قد عُرِّبَ.
(و) الرَّانُ: (كُورَةٌ مُتاخِمَةٌ لأَذْرَبِيجانَ) ؛ وقالَ ابنُ السّمعانيّ: مَدينَةٌ بإِرْمِينِيَة؛ (وَهِي غَيْرُ أَرَّانَ) الَّتِي ذُكِرَتْ، وَهِي مِن أَقالِيم أَذَرْبيجان؛ (مِنْهَا: أَبو الفَضْلِ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ) ، الواعِظُ دمَشْقِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ وحدَّثَ عَن أَبي الحَسَنِ بنِ صَخْر الأزْدِيّ. (والوَليدُ بنُ كثيرٍ) أَبو سعيدٍ، عَن مالِكٍ والضَّحاك بنِ(35/132)
عَمْرٍ و، وَعنهُ سُلَيْمنُ بنُ أَبي شيْخٍ وولدُهُ سعيدُ بنُ الوَليدِ عَن ابنِ المُبارَكِ وَعنهُ أَبو كريبٍ، ( {الرَّانِيَّانِ.
(} ورُويانُ، بالضَّمِّ: د بطَبَرِسْتانَ، مِنْهُ: الإِمامُ أَبو المَحاسِنِ عبدُ الواحِدِ بنُ إسمعيلَ) بنِ أَحمدَ بنِ محمدٍ الطَّبَرِسْتانيُّ الرُّويانيُّ الكَبيرُ الصِّيتِ والمعْرُوفُ (صاحِبُ البَحْرِ) ، أَي بَحْر المذَاهِبِ، (وغيرِهِ) ، سَمِعَ مِن عبْدِ الغافِرِ الفارِسِيّ، وتفَقَّه بميافارقين على عبدِ الّلهِ مُحَمَّد بن بيانِ بنِ محمدٍ الكازَرْونيّ، وَعنهُ زاهرُ بنُ طاهِرٍ الشحاميُّ وإسمعِيلُ بنُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الأصْبَهانيُّ، وُلِدَ سَنَة 415، وقُتِلَ شَهِيدا بآبل طَبَرِسْتان فِي الْمحرم سَنَة 502.
(و) {رُويانُ: (محلَّةٌ بالرَّيِّ.
(و) أَيْضاً: (ة بحَلَبَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} رَانَ الثَّوْبُ {رَيْناً: تَطَبَّعَ.
ورجُلٌ} مرينٌ عَلَيْهِ: أُحِيطَ بِهِ.
{والرّانُ} الرَّيْنُ كالذَّامِ والذَّيمِ.
{ورِينَ بِهِ: ماتَ.
ورِينَ بِهِ} رَيْناً: وَقَعَ فِي غمَ.
{ورِينَ بِهِ انْقُطِعَ بِهِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
ضَحَّيْتُ حَتَّى أظْهَرَتْ} ورِينَ بِي {ورِينَ بالسَّاقي الَّذِي كانَ مَعِي} ورانَ عَلَيْهِ الموتُ ورانَ بِهِ: ذَهَبَ.
! وريانُ، كسحابٍ: قَرْيةٌ بنَسَا، وتُعْرَفُ برذان، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحْمدَ صاحِبُ حميد بنِ زِنْجَوَيْة، وأَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحْمدَ النوويُّ عَن عليِّ بنِ حَجَر، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ نُقْطَةَ والذَّهبيُّ، وأَمَّا الأَميرُ فإنَّه ضَبَطَه بالياءِ المشدَّدَةِ(35/133)
(فصل الزَّاي) مَعَ النُّون
زأن
: ( {الزُّؤَانُ، مُثَلَّثَةً) ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الضمِّ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: فِيهِ أَرْبعُ لُغاتٍ:} زُؤَان وزُوَان، بالهَمْزِ وغيرِهِ والضمُّ فيهمَا؛ {وزِئانٌ وزِوانُ، بكسْرِهِما، وَمَّا كسَحابٍ فَلم أَرَه لأحَدٍ.
وَهُوَ الحَبُّ المُرُّ (الَّذِي يُخالِطُ البُرَّ) وَهِي الدّنْقةُ.
(و) حَكَى ثَعْلَب: (كَلْبٌ} زِئْنِيٌّ، بالكسْرِ) : أَي (قصيرٌ) ، وَلَا تَقُل صِنِيّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وذُويَزَنَ: من مُلوكِ حِمْيَرَ، أَصْلُه {يَزْأَنُ مِن لفْظِ} الزُّؤَانِ، وَلَا يجبُ صَرْفُه للزِّيادَةِ فِي أَوَّلهِ والتَّعْريفِ.
(ورُمْحٌ {يَزْأَنِيٌّ} وأَزْأَنِيٌّ، لُغتانِ فِي يَزَنِيَ) {وأَزَنِيّ، ويقالُ أَيْضاً:} آزَنِيٌّ! وأَيْزَنِيٌّ، كِلاهُما على القَلْبِ.
زبن
: (الزَّبْنُ، كالضَّرْبِ: الدَّفْعُ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: دَفْعُ الشيءِ عَن الشيءِ، كالناقَةِ تَزْبِنُ ولَدَها عَن ضرْعِها برِجْلِها وتَزْبِنُ الحالِبَ.
زَبَنَ الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ بِهِ: دَفَعَه.
(و) الزَّبْنُ: (بَيْعُ كلِّ ثَمَرٍ على شجرِهِ بِتَمْرٍ كَيْلاً) ، وَمِنْه المُزابَنَةُ كَمَا سَيَأْتي، وَقد نَهَى عَنهُ لمَا فِيهِ مِنَ الغبنِ والجَهالَةِ، سُمِّي بِهِ لأنَّ أَحَدَهما إِذا ندِمَ زَبَنَ صاحِبَه عمَّا عَقَدَ عَلَيْهِ أَي دَفَعَهُ.
(وبَيْتٌ زَبْنٌ: مُتَنَحَ عَن البُيوتِ) كأَنَّه مَدْفوعٌ عَنْهَا.
(و) الزِّبْنُ، (بالكسْرِ: الحاجةُ، وَقد أَخَذَ زِبْنَهُ من المالِ) والطَّعامِ: أَي (حاجَتَه.(35/134)
(و) الزَّبَنُ، (بالتَّحريكِ: ثَوْبٌ على تَقْطِيعِ البيتِ كالحَجَلةِ) ، وَمِنْه الزبونُ الَّذِي يقطعُ على قدْرِ الجَسَدِ ويلبَسُ.
(و) الزَّبَنُ: (النَّاحِيَةُ) . يقالُ: حلَّ زِبْناً مِن قوْمِهِ: أَي نَبْذَةً، كأَنَّه انْدَفَعَ مِن مكانِهم، وَلَا يكادُ يُسْتَعْمل إلاَّ ظَرْفاً أَو حَالا.
(و) الزُّبُنُّ، (كعُتُلَ: الشَّديدُ الزَّبْنِ) ، أَي الدَّفْع.
(وناقَةٌ زَبونٌ: دَفُوعٌ) تَضْرِبُ حالِبَها وتَدْفَعُه. وَقد زَبَنَتْ بثَفناتِ رِجْلِها عنْدَ الحَلبِ، فالزَّبْنُ بالثَّفَناتِ، والرَّكْضُ بالرِّجْلِ، والخبْطُ باليَدِ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: يقالُ لَهَا ذلِكَ إِذا كانَ مِن عادَتِها دَفْع الحالِبِ.
(وزُبُنَّتاها، كحُزُقَّةٍ: رِجْلاها) ؛ لأنَّها تَزْبِنُ بهما، قالَ طُرَيْحٌ:
غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالعَرِيشِ شَتِيمُ (و) مِن المجازِ: (حَرْبٌ زَبونٌ) : تَزْبِنُ الناسَ أَي تَصْدِمُهم وتَدْفعُهم؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ على التَّشْبيهِ بالناقَةِ.
وَفِي الأَساسِ: صَعْبَةٌ، كالناقَةِ الزّبونِ فِي صُعوبَتِها.
وقيلَ: المعْنَى (يَدْفَعُ بعضُها بَعْضًا كَثْرَةً.
(وزَابَنَه) مُزابَنَةً: (دَافَعَهُ) ؛ قالَ:
بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً إِذا الْتَقَتِ المَجامِعُ للخُطوبِ (والَّزابِنَةُ: أَكَمَةٌ) شَرَعَتْ (فِي وادٍ يَنْعَرِجُ عَنْهَا) كأنَّها دَفَعَتْه.
(والزِّبْنِيَةُ، كهِبْرِيَةٍ) ، نَقَلَه الأَخْفَشُ عَن بعضِهم، ونَقَلَه الزَّجَّاجُ أَيْضاً كلُّ (مُتَمَرِّدٍ) مِنَ (الجِنِّ والإِنْسِ.
(و) أَيْضاً: (الشَّديدُ) ، عَن السَّيرافيّ، وكِلاَهُما مِن الدّفْعِ.(35/135)
(و) أَيْضاً: (الشُّرَطِيُّ، ج زَبانِيَةٌ) .
قالَ قتادَةُ: سُمِّي بذلِكَ بعضُ الملائِكَةِ لِدَفْعِهم أَهْلَ النارِ إِلَيْهَا؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {سَنَدع الزَّبانِيَة} وهم يَعْملُونَ بالأَيدِي والأَرْجُلِ فهم أَقْوى.
وقالَ الزَّجَّاجُ: الزَّبانِيَةُ: الغِلاظُ الشِّدادُ، واحِدُهُم زِبْنِيَّة، وهُم هَؤُلَاءِ الملائِكَة الَّذين قالَ الّله فيهم: {عَلَيْهَا ملائِكَةٌ غلاظٌ شِدادٌ} ، وَهُم الزَّبانِيَةُ، ومِنَ الزَّبانِيَةِ بمعْنَى الشُّرَطِ قَوْل حَسَّان:
زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتِهموخُورٌ لَدَى الحرْبِ فِي المَعْمَعَه (أَو واحدُها زِبْنِيٌّ) ، بالكسْرِ عَن الكِسائيِّ.
قالَ الأَخْفَشُ: والعَرَبُ وَلَا تكادُ تعْرِفُ هَذَا وتَجْعلُه مِنَ الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِد لَهُ، مثْلُ أَبابِيلَ وعَبادِيدَ.
(و) الزِّبِّينُ، (كسِكِّينٍ: مُدافِعُ الأَخْبَثَيْنِ) البَوْل والغَائِط؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. وَمِنْه الحدِيثُ: (خَمْسةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُم صلاةٌ: رجلٌ صلَّى بقومٍ وهُم لَهُ كارِهُونَ، وامرأَةٌ تَبِيتُ وزَوْجُها عَلَيْهَا غَضْبانٌ، والجارِيَةُ البالِغَةُ تصلِّي بغيرِ خِمارٍ، والعَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يعودَ إِلَى مَوْلاهُ، والزِّبِّينُ) ؛ ويُرْوَى: الزِّنِّين بالنُّونِ، وَهُوَ المَشْهورُ كَمَا سَيَأْتي؛ (أَو مُمْسِكُهما على كُرْهٍ.
(وزُبانَيَا العَقْرَبِ) ، بالضَّمِّ: (قَرْناها) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: طَرَفُ قَرْنَيْها، كأنَّها تَدْفَعُ بهما، وَهُوَ المَشْهورُ كَمَا سَيَأْتي.
(و) الزُّبانيَان: (كَوْكَبانِ نَيِّرانِ فِي قَرْنَي العَقْرَبِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: هُما قَرْنَا العَقْرَبِ ينزلُهُما القَمَرُ.
وقالَ ابنُ كناسَةَ: هُما كَوْكَبانِ مُتَفَرِّقانِ أَمامَ الإِكْليلِ، بَيْنهما قَيْدَ رُمْحٍ أَكْثَر مِن قامَةِ الرَّجُلِ.(35/136)
(والمُزابَنَةُ: بَيْعُ الرُّطَبِ فِي رَؤُوسِ النَّخْلِ بالتَّمْرِ) كَيْلاً؛ وكذلِكَ كلُّ تَمرٍ بيعَ على شَجَرِهِ بتَمْرٍ كَيْلاً، وأَصْلُه مِنَ الزَّبنِ الدَّفْع، وَقد نَهَى عَنهُ فِي الحدِيثِ لأنَّه بَيْعُ مُجازَفَةٍ من غيرِ كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: كأنَ كلُّ واحِدٍ من المُتبايعَيْنَ يَزْبِنُ صاحِبَه عَن حَقِّه بِمَا يَزْدادُ مِنْهُ؛ وإنَّما نَهَى عَنْهَا لمَا يقَعُ فِيهَا مِن الغَبنِ والجَهَالةِ.
(و) رُوِي (عَن) الإمامِ (مالِكٍ) ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ أنَّه قالَ: المُزابَنَةُ: (كلُّ جِزافٍ لَا يُعْرَفُ كَيْلُه وَلَا عَدَدُهُ وَلَا وَزْنُه بِيعَ بمُسَمًّى من مَكِيلٍ ومَوْزونٍ ومَعْدودٍ؛ أَو) هِيَ (بَيْعُ مَعْلومٍ بمَجْهولٍ من جِنْسِه؛ أَو بَيْعُ مَجْهولٍ بمَجْهولٍ مِنِ جِنْسِهِ، أَو هِيَ بَيْعُ المُغابَنَةِ فِي الجنْسِ الَّذِي لَا يَجُوزُفيه الغَبْنُ) ، لأنَّ البَيِّعَيْن إِذا وَقَفا فِيهِ على الغَبْنِ أَرادَ المَغْبونُ أَن يفْسَخَ البَيْعَ، وأَرادَ الغابِنُ أَن يُمْضِيَه فتَزابَنا فتَدَافَعَا فاخْتَصَما.
(والزَّبُّونَةُ، مُشدَّدَةً وتُضَمُّ) ، كِلاهُما عَن ابنِ الأعْرابيِّ: (العُنُقُ) ؛ قالَ: يقالُ: خُذْ بقرونِه وبزَبُّونَتِه أَي عُنُقه.
(وبنُو زَبِينَة، كسَفِينَة: حيٌّ) مِنَ العَرَبِ، وهم بنُو زَبِينَة بن جندعِ بنِ ليْثِ بنِ بكْرِ بنِ عبْدِ مَنَاة بنِ كنانَةَ وولدُهُ عَبْد الّلهِ يقالُ لَهُ سرْبالُ المَوْتِ، مِن وَلدِ أُمَيةَ بنِ الحارِثِ بنِ الأسْكرِ لَهُ صُحْبَةٌ وولدهِ كلابِ وأُبيّ، لَهما ذِكْرٌ؛ (والنِّسْبَةُ زَبانِيٌّ مُخَفَّفَةً) ، عَن سِيْبَوَيْهِ على غيرِ قِياسٍ، كأنَّهم أَبْدلُوا الألِفَ مَكان الياءِ فِي زَبِينيَ.
وقالَ الرَّشاطيُّ فِيهِ زَبْنيُّ، كرَبْعيّ ورَبيعَةَ.
(وأَبو الزَّبَانِ الزَّبَانِيُّ محدِّثٌ) عَن أَبي حازِمٍ الأعْرَج، وَعنهُ عبدُ الجبَّارِ بنُ عبْدِ الرَّحْمن(35/137)
الصَّبحيِّ.
قُلْتُ: ظاهِرُ سِياقِهِ أَنَّه بالتّخْفيفِ وضبَطَه الحافِظُ بالتّشْديدِ فِي الاسْمِ والنسْبَةِ.
(وزَبانُ بنُ مُرَّةَ فِي الأَزْدِ، وزَبانُ بنُ امِرىءِ القَيْسِ) فِي بني القَيْنِ؛ وظاهِرُ سِياقِه أَنَّهما كسَحابٍ، وضَبَطَهما الحافِظُ ككِتابٍ.
(وكشَدَّادٍ: لَقَبُ أَبي عَمْرو بنِ العَلاءِ المازِنِيِّ) النَّحويِّ اللّغَوِيِّ المُقْرِىءٍ، وقيلَ: اسْمُه وَقد اخْتُلِفَ فِي اسْمهِ على أَقْوالٍ فقيلَ: زَبانُ وَهُوَ الأكْثَر، وقيلَ العريانُ، وقيلَ يَحْيَى، وقيلَ غيرُ ذلِكَ، قَرَأَ القُرآنَ على مجاهِدٍ، وَعنهُ هرونُ بنُ موسَى النّحويّ. (وزَبَّانُ بنُ قائِدٍ) المصْرِيُّ عَن سهْلِ بنِ معاذٍ، وَعنهُ الليْثُ وابنُ لُهَيْعة، فاضِلٌ خَيِّرٌ ضَعِيفٌ تُوفي سَنَة 155.
(ومحمدُ بنُ زَبَّانِ بنِ حبيبٍ) عَن محمدِ بنِ رمحٍ الحَافِظ (وأَحمدُ بنُ سُلَيمان بنِ زَبَّانٍ) الدِّمَشْقيُّ مِنْهُم وآخَرُون (رُواةُ) الحدِيثِ، وأَنْشَدَنا الشُّيوخُ:
هَجَوْتُ زَبَّان ثمَّ جِئْتُ مُعْتذراً من هَجْوِ زَبَّان لم أَهْجو وَلم أَدَعِ (والزَّبونُ: الغَبيُّ والحَريفُ مُوَلَّدٌ) . وَفِي الصِّحاحِ: ليسَ مِن كَلامِ أَهْلِ البادِيَةِ، والمُرادُ بالغَبيِّ الَّذِي يتَوَهَّمُ كثيرا ويغبي.
(و) الزَّبونُ: (البئرُ) الَّتِي (فِي مَثَابَنِها اسْتِئْخارٌ.
(وانْزَبَنُوا: تَنَحَّوْا) ، وَهُوَ مُطاوِعُ زَبَنَهم إِذا دَفَعَهُم ونَحَّاهُم.
(والزَّبِنُ) ، ككَتِفٍ: (الشَّديدُ الزَّبْنِ) ، أَي الدَّفْع.(35/138)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ فِيهِ زَبُّونةٌ، بالتَّشْديدِ: أَي كِبْرٌ.
وذُوزَبُّونَةٍ: أَي مانِعٌ جانِبَه، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ وأَنْشَدَ لسَوَّارِ بنِ مُضَرِّب:
بذَنِّي الذَّمِّ عَن أَحْسابِ قَومِيوزَبُّوباتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِويقالُ: الزَّبُّونُة مِن الرِّجالِ: المانِعُ لَما وَرَاء ظَهْرهِ وتَزابَنَ القوْمُ: تَدافَعُوا.
وحَلَّ زِبْناً مِن قوْمِه، بالكسْرِ والفتْحِ: أَي جانِباً عَنْهُم.
ويقالُ واحِدُ الزَّبانِيَةِ زَبانيَ، كسكارَى (7، وقالَ بعضُهم: زابنٌ، نقَلَهُما الأخْفَشُ عَن بعضٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وزَبَنْتَ عَنَّا هَدِيَّتَك ومَعْرُوفَكَ زَبْناً: دَفَعْتَها وصَرَفْتَها.
قالَ اللّحْيانيُّ: حَقِيقَتُها صَرَفْتَ هَدِيّتك ومَعْرُوفَك عَن جِيرانِك ومَعارِفِك إِلَى غيْرِهِم.
وَفِي الأساسِ: زَوَيتَها وكَفَفْتَها، وَهُوَ مجازٌ وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابيِّ:
عَضَّ بأطْرافِ الزُّباني قَمَرُهْ يقولُ: هُوَ أَقْلفُ ليسَ بمَخْتُون إلاَّ مَا قَلَّصَ مِنْهُ القَمَرُ، وشبّة قلْفَته بالزُّباني؛ قالَ: ويقالُ: مَنْ وُلِدَ فِي القَمَرِ فِي العَقْرِبِ فَهُوَ نَحْسٌ.
قالَ ثَعْلَب: هَذَا القَوْلُ يقالُ عَن ابنِ الأعْرابيّ، وسَأَلْته عَنهُ فأَبَى هَذَا القَوْلَ وقالَ: لَا، ولكنَّه اللَّئِيمُ الَّذِي لَا يطعمُ فِي الشِّتاءِ، وَإِذا عَضَّ القمرُ بأَطْرافِ الزُّبانَى كانَ أَشَدَّ البرْدِ.
قلْتُ: والقَوْلُ الأوَّل إنْ(35/139)
صحَّ سَنَدُه إِلَيْهِ فكأنَّه رجعَ عَنهُ ثانِياً.
ومَقامٌ زَبْنٌ: ضَيِّقٌ لَا يَسْطِيعُ الإِنْسانُ أَن يقومَ عَلَيْهِ فِي ضِيقِه وزَلَقِه؛ قالَ مُرَقَّشُ:
ومنزلِ زَبْنٍ مَا أُرِيدُ مَبيتَهكأَنّي بِهِ مِن شِدَّة الرَّوْعٍ آنِسُوأَزْبِنُوا بيوتَكُم: نَحُّوها عَن الطَّريقِ.
وَمَا بهَا زِبِّينٌ، كسِكِّيت: أَي أَحدٌ، عَن ابنِ شُبْرُمَة.
والحَزِيمَتانِ والزَّبِينتانِ: من باهِلَةَ بنِ عَمْرو بنِ ثعْلَبَةَ، وهُما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ، وهُم الحَزائِمُ والزَّبائِنُ تقدَّمَ فِي حَزَمَ وأَشارَ لَهُ الجَوْهرِيُّ هُنَا.
واسْتَزْبَنَه وتَزَبَّنَه، كاسْتَغْلَبَه وتَغَلَّبَه، أَو اسْتَغْبَاه وتَغَبَّاه.
وزِبَّانُ بنُ كَعْبٍ، بالكسْرِ مُشدّداً: فِي بَني غنى، ضَبَطَه الحافِظُ.
وزَبِينةُ بنُ عصمِ بنِ زَبِينَة، كسَفِينَة: مِن أَجْدادِ الهُذَيْلِ بنِ عبْدِ الّلهِ الشاعِرُ الكُوفيُّ فِي زَمَنِ التابِعِين.
وأَوْسُ بنُ مالِكِ بنِ زَبِينَة بنِ مالِكٍ القُضَاعيّ كانَ شَرِيفاً، ذَكَرَه الرَّشاطيُّ.
وزِبنيانٌ، بالكسْرِ قَرْيةٌ بالرَّيِّ، مِنْهَا: القوامُ أَبو عبدِ الّلهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عليِّ الرُّازي الصُّوفيُّ ذَكَرَه المقْرِيزيُّ فِي المقفي.
زبرن
: (زَبَرَانُ) ، بالفتْحِ: أَهْمَلَه الجماعَةُ هُنَا، وتقدَّمَ ذِكْرُه (فِي) حَرْفِ (الرَّاءِ) فإنَّه فَعَلانُ، والألِف والنُّون زائِدَتان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زبغدن
: زَبَغْدُوانُ، بفتْحِ الزَّاي والباءِ وسكونِ الغَيْن المعْجَمةِ وضمِّ الدَّالِ المهْمَلَةِ. ويقالُ: سيغدوان(35/140)
بالسِّين المُهْملَة: قَرْيةٌ بِبُخَارَى، مِنْهَا: أَبو محمدٍ أَفْلحُ بنُ بسَّام الشَّيْبانيُّ صالِحٌ مُجابُ الدَّعْوةِ عَن القَعْنبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زتن
: الزَّيْتُون: مَعْروفٌ، قيلَ: فَيْعُولٌ وقيلَ فَعْلُون، وَقد تقدَّمَ الاخْتِلافُ فِيهِ فِي حرفِ التاءِ.
زجن
: (مَا سَمِعْتُ لَهُ زَجْنَةً) ، بالجيمِ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ، (أَي، كَلِمَةً ونَبْسةً) وكأنَّه لُغَةٌ فِي الميمِ، وَقد تقدَّمَ فِي موّضِعِه وذَكَرَه المصنِّفُ أَيْضاً بالباءِ وضَبَطَه بالضمِّ هُنَاكَ.
زحن
: (زَحَنَ، كَمَنَعَ) يَزْحَنُ زَحْناً: (أَبْطَأَ، كتَزَحَّنَ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي عَن الأَمْرِ والعَمَلِ.
(و) زَحَنَ (فلَانا عَن المكانِ: أَزَالَهُ) عَنهُ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وقالَ الأزْهرِيُّ: زَحَنَ وزَحَلَ واحِدٌ، والنُّونُ مُبْدَلَةٌ مِن اللامِ.
(والزَّحْنَةُ: الحَرُّ الشَّديدُ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الزَّحْنَةُ: (القافِلَةُ بثَقَلِها وتُبَّاعِها) وحَشَمِها.
(و) الزُّحْنَةُ،) بالضَّمِّ: مُنْعَطَفُ الوَادِي.
و) زُحْنَةُ (بنُ عبدِ اللهاِ) الكلْبيُّ (قاتِلُ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ) الفهْرِيَّ (يَوْمَ المَرْجِ) ، أَي مَرْجِ رَاهِط.
قلْتُ: ضَبَطَه الحافِظُ بالميمِ بَدَل النُّون، وَهُوَ الصَّوابُ وَقد تقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الميمِ ذَلِك بعَيْنِه.
(و) الزُّحَنَةُ، (كهُمَزَةٍ: القَصِيرَةُ) البَطِينَةُ مِن النِّساءِ؛ (وَهُوَ زُحَنٌ) ، كَذَا فِي الجمْهَرَةِ.
(والزِّيْحَنَّةُ، كسِيْفَنَّة: المُتَباطِىءُ عندَ حاجَةٍ تُطْلَبُ إِلَيْهِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:(35/141)
إِذا مَا التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ (وتَزَحَّنَ الشَّرابَ، و) تَزَحَّنَ (عَلَيْهِ) : إِذا (تَكَارَه عَلَيْهِ بِلا شَهْوَةٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: ويقالُ: تَزَحَّنَ على الشيءِ إِذا فَعَلَهُ مَعَ كَراهِيَةٍ لَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زَحَنَ عَن مكانِهِ زَحْناً: تحرَّكَ.
وَلَهُم زَحْنةٌ: أَي شُغْلٌ ببُطءٍ.
والتَّزَحُّنُ: التَّقَبُّضُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زخن
زَخَنَ الرجُلُ زخَناً، مِن بابِ فَرِحَ: تَغَيَّرَ وَجْهُه مِن حُزْن أَو مَرَضٍ؛ كَمَا فِي اللِّسانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زذن
: زَاذَان: اسمُ رجُلٍ وَهُوَ أَبو عَمْرٍ وموْلَى كنْدَةَ، نَزَلَ قزْوينَ ورَوَى عَن عليِّ وابنِ مَسْعود والبرَّاء، ماتَ بعْدَ الجمَاجِم، ومِن ولدِهِ أَبو حفْصَ عْمَرُ بنُ عبدِ الّلهِ بنِ زَاذَان القزْوِينيُّ قاضِيها، عَن ابْن أَبي حاتمٍ، وَعنهُ أَبو طَالب الحربيُّ.
زرن
: (زَرِّينُ، مُشدَّدةَ الرَّاءِ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (لَقَبُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ، ويقالُ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ، (الرَّمْلِيِّ المُحدِّثِ) عَن يَحْيَى بنِ عيسَى الرَّمْلِيّ.
(وعبدُ اللهاِ بنُ زَرِّينَ الدُّوَيْنِيُّ) الضَّرِيرُ المَعْروفُ بعبدانَ (شيخُ أَبي لُقْمَةَ) ؛ نَقَلَه الذَّهبيُّ، ماتَ بعدَ الأَرْبَعِيْن وخَمْسُمائةٍ. وَهُوَ (مُعَرَّبٌ معْناهُ ذَهَبِيٌّ أَي مَصُوغٌ من الذَّهَبِ) ، وَمِنْه رِزْيَنٌ، كمِنْبَرٍ: لَقَبُ جماعَةٍ مِن العلويين.(35/142)
(وغَداةٌ مُزْرَئِنَّةٌ) : أَي (بارِدةٌ) ، وَهَذِه عَربيَّةٌ صَحِيحةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زربن
: زِرْبِينُ الخابِيةِ، بالكسْرِ: مَبْزَلُها، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وزِرْبِينٌ: عَلَمٌ.
والزربونُ الزربولُ: وَهُوَ مَا يلبَسُ فِي الرِّجْلِ، مُوَلَّدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زرقن: زراقينُ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، مِنْهَا: المُقْرىءُ الشَّهيدُ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ الحَنَفيُّ، وُلِدَ سَنَة 747، أَخَذَ عَن أَبي العاصمِ، والحدِيثَ عَن التَّنوخيِّ، ورَافَقَ الوليّ العِراقيّ فِي مَسْمُوعاتِه، تُوفي سَنَة 825 بمِصْرَ.
زرجن
: (الزَّرَجونُ، محرَّكةً: الخَمْرُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ السِّيرافيُّ: هُوَ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، شُبِّه لَوْنُها بلوْنِ الذّهَبِ.
وقالَ شَمِرٌ: وليسَتْ مَعْروفَةً فِي أسْماءِ الخَمْرِ.
غَيْره: زَرَكُون، فصُيِّرَتِ الكافُ جِيماً، يُريدُونَ لوْنَ الذَّهَبِ (و) قيلَ: الزَّرَجُونُ: (الكَرْمُ) .
وقالَ ابنُ شُمَيْل: الزَّرَجُونُ: شجرَةُ العِنَبِ، كلُّ شَجَرَةٍ زَرَجُونَة؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لدُكَيْن بنِ رجاءٍ:
كأَنَّ باليُرَنَّا المَعْلولِماءَ دَوالي زَرَجُونٍ مِيلِوقالَ أَبو نواس:
اسْقِنِي يَا ابْن أذينمن شرابِ الزرجون(35/143)
(أَو) الزَّرَجُونُ: (قُضْبانُها) ، بلُغَةِ أَهْلِ الطائِفِ والغَوْر؛ قالَ الشاعِرُ:
بُدِّلوا من مَنابتِ الشيح والإِذْخِرُ تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناوقالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّرَجُونُ: القَضِيبُ يُغْرَسُ مِنِ قُضْبانِ الكَرْمِ؛ وأَنْشَدَ:
إِلَيْك أَميرَ المؤْمنينَ بَعَثْتُهامن الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِيعْنِي بِهِ الشامَ لأنَّها أَكْثَرُ الأرْضِ عِنَباً.
(و) الزَّرَجُونُ: (صِبْغٌ أَحْمَرُ) ، عَن الجَرْميُّ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(والزَّرْجَنَةُ: التَّخارُجُ والخَبُّ والخَدِيعةُ) ، وَقد اشْتَقَّتِ العَرَب مِنَ الزَّرَجُون فخلَطُوا فِيهِ فَقَالُوا: المذرّج للَّذي شَرِبَ الزَّرَجُون، والقِياسُ المُزَرْجَنُ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي حَرْفِ الجيمِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رزينُ بنُ محمدِ بنِ أَبي رزينٍ الزَّرْجَينيُّ، بفتحِ الزَّاي والجيمِ وسكونِ الرَّاء شيْخٌ لابنِ المُبارَكِ، وَهُوَ مَنْسوبٌ إِلى زرجين محلَّة بمَرْوَ.
والزُّرْجُون، بالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي التَّحْريكِ بمعْنَى الخَمْر؛ نَقَلَه شيْخُنا.
والزَّرَجُونُ، محرَّكةً: الماءُ الصّافي يَسْتَنقِع فِي الجَبَلِ، عربيٌّ صَحِيحٌ.(35/144)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زردن
: الزَّرَدانِ، محرَّكةً: لَحْمَةٌ دَاخِل الفَرْجِ، نَقَلَه الأَزْهرِيُّ عَن ابنِ الأَعرابي فِي الرُّباعي، وَقد ذُكِرَ فِي الدالِ.
زرفن
: (الزُّرْفِينُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ، هَكَذَا ضَبَطَه الجَوْهرِيُّ.
قالَ الأزْهرِيُّ: (حَلْقَةٌ للبابِ) ؛ والجمْعُ زَرافِبنُ، عَن ابنِ شُمَيْل.
قالَ الأَزْهرِيُّ: والصَّوابُ بالكسْرِ وليسَ فِي كَلامِهم فُعْليل بالضمِّ. (أَو عامٌّ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: كانتْ دِرْع رَسُولِ الّلهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذاتَ زَرافِين إِذا عُلِّقَتْ بزَرافِينِها سَتَرَتْ، وَإِذا أُرْسِلَتْ مَسَّتِ الأَرضُ.
وَهُوَ (مُعَرَّبٌ) عَن فارِسِيَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وَقد زَرْفَنَ صُدْغَيْه: جَعَلَهُما كالزُّرْفِين) .
وقالَ الجوْهرِيُّ: كلمةٌ مُوَلَّدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الزِّرْفِينُ، بالكسْرِ: جماعَةُ الناسِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زركن
: زركوان: قرْيَةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ الحافِظُ المَعْروفُ بأَلب أَرْسلان، ماتَ سَنَة 515.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زرمن
: الزَّرامِينُ: الخلقُ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ فِي الرُّباعي عَن ابنِ شُمَيْلٍ.
وزَرْمانُ، بالفتْح: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد،(35/145)
مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ موسَى المحدِّثُ.
زطن
: (الزَّطَنِيُّ، محرَّكةً) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
و (هُوَ) أَبو الحَسَنِ (عبدُ اللهاِ بنُ محمدِ بنِ الفَرَجِ الزَّطَنِيُّ المَكِّيُّ المحدِّثُ) عَن بحْرِ بنِ نَصْرِ الخولانيِّ، وَعنهُ أَبو بكْرِ بنُ المُقْرِىءُ، سَمِعَ عَنهُ بمكَّةَ وابنُ السّقاءِ، وَهَكَذَا ضَبَطَه عَنهُ الحافِظُ فِي التَّبْصيرِ تابِعاً للذَّهبيِّ وشدَّد ابنُ السَّمعانيّ الطَّاء وجَعَلَه اسمَ قَرْيةٍ.
زعن
: (أَبُو زَعْنَةَ) ، بالفتْحِ:
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (عامِرُ بنُ كَعْبٍ) الأَنْصارِيُّ الخَزْرَجيُّ، نَقَلَه الأَميرُ عَن أَبي سعْدٍ؛ (أَو عبْدُ اللهاِ بنُ عَمْرٍ و) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ أَو ابنُ عبدِ اللهاِ بنِ عَمْرٍ و، (صَحابيٌّ) ، أُحُديٌّ عَن الطَّبري، (بَدْرِيٌّ) ، وَلم يَصحّ، (شاعِرٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زَعَنَ إِلَى الشَّيءِ: مالَ إِلَيْهِ: وَهَكَذَا جاءَ فِي رِوايَةٍ مِن حدِيثِ عَمْرو بنِ العاصِ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ: (أَرَدْتَ أَن تُبَلِّغَ الناسَ عنِّي مقَالَة يَزْعَنُون إِلَيْهَا) .
زغن
: (الزَّاغُونيُّ) :
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ شيْخُ الحنابِلَةِ أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عبدِ اللهاِ) ، صَوابُه: ابنُ عُبَيْدِ اللهاِ بنِ نَصْر بنِ عُبَيْدِ الّلهِ بنِ سهْلِ بنِ السّري، (مُحَدِّثٌ حَنْبَليٌّ) ، وَهُوَ مَنْسوبٌ إِلَى زَاغُون قَرْيةٌ ببَغْدادَ لَهُ، مَجْموعاتٌ فِي المَذْهبِ والأُصُولِ، وجَمَعَ تَارِيخا على(35/146)
السِّنِين وتُوفي سَنَةَ 527، ودُفِنَ بمقْبَرَةِ الإِمامِ أَحْمدَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، ومَوْلِده سَنَة 455؛ وأَخُوه أَبو بكْرٍ مُحدِّثٌ، حَدَّثَ أَيْضاً.
(ومحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ) الكِلابيُّ (الزُّغَيْنيُّ، كجُوَيْنيَ، الفَقِيهُ مُؤَلِّفُ أَحْكامِ القُضاةِ) .
قلْتُ: الصَّوابُ: الزُّغَيْبيُّ بالموحَّدَةِ بَدَل النُّون، أَخَذَه عَنهُ الأشيريّ، وضَبَطَه كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وصرَّحَ بِهِ ابنُ السّمعانّي وغيرُهُ.
وممَّا يُسْتدركْ عَلَيْهِ:
زغوانٌ: جَبَلٌ بالمَغْربِ نُسِبَ إِلَيْهِ الزَّاهدُ أَبو عبدِ اللهاِ محمدُ بنُ عبْدِ اللهاِ، أَخَذَ عَن أَبي مَدين الْغَوْث، وقَدِمَ إِلَى مِصْرَ سَنَة 598، وَبهَا تُوفي سَنَة 696.
ومَزْغَنَّاي، بفتْحٍ فسكونٍ وفتْحِ الغينِ وتشْدِيدِ النُّونِ، تقدَّمَ ذِكْرُه للمصنِّفِ رحِمَه اللهاُ تعالَى فِي (ج ز ر) .
زفن
: (زَفَنَ يَزْفِنُ) زَفْناً: (رَقَصَ) ولَعِبَ؛ وَمِنْه حدِيثُ قُدُومِ وفْدِ الحَبَشَةِ: (فجعَلُوا يَزْفِنُونَ ويَلْعَبُون) ، أَي يَرْقِصُونَ.
وَفِي حدِيثِ فاطِمَةَ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهَا: (أنَّها كانتْ تَزْفِنُ للحَسَنِ) ، أَي تَرْقِصُ لَهُ.
(والزِّفْنُ، بالكسْرِ: ظُلَّةٌ يَتَّخِذُونَها فوقَ سُطوحِهِم تَقِيَهُم مِن) وَمَدِ، أَي (حَرِّ، البَحْرِ ونَداهُ) ، لُغَةٌ عُمانيةٌ.
(و) أَيْضاً: (عَسيبٌ) مِن عُسُبِ (النَّخْلِ يُضَمُّ بعضُه إِلَى بعضٍ كالحَصيرِ المَرْمولِ) ، لُغَةٌ أَزْدِيَّةٌ.
(وناقَةٌ زَفُونٌ) : تَدْفَعُ حالِبَها برِجْلِها مِثْل (زَبُونٍ) ، مِنَ الزَّفْنِ وَهُوَ الدَّفْعُ، عَن النَّضْر.
(أَو) زَفُونٌ: (عَرْجاءُ) ، مِن الزَّفْنِ: الرَّقْص، فَهِيَ إِذا مَشَتْ كأَنَّها تَرْقصُ مِنَ العَرَجِ.(35/147)
(و) ناقَةٌ (زَيْزَفُونٌ، كحَيْزَبُونٍ: سَرِيعةٌ) خَفِيفَةٌ.
قالَ ابنُ جنيّ: هِيَ فِي ظاهِرِ الأمْرِ فَيْفَعُول مِنَ الزَّفْن، ويَجوزُ أَنْ يكونَ رُباعيًّا قَرِيباً مِنْ لَفْظِ الزَّفْن.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومِثْلُه دَيْدَيُون.
(والزِّيَفْنُ كحِضَجْرٍ) ، هَكَذَا ضَبَطَه الجوْهرِيُّ، (و) قيلَ: مثْلُ (سيفَنَ: الطَّويلُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: (الشَّديدُ) ، زادَ بعضُهم: الخَفِيفُ؛ قالَ:
إِذا رأَيتُ رجلا زِيَفْنافادْعُ الَّذِي مِنْهُم بعمرٍ ويُكْنى (وسَمَّوْا زَيْفَناً وزَوْفَناً) ، كحَيْدَرٍ وجَوْهَرٍ.
(والزَّافِنةُ: النَّاقَةُ العَرْجاءُ) كأَنَّها ترقصُ فِي مشْيتِها مِنَ العَرَجِ.
(و) فِي الأَساسِ: الزَّافِنةُ: (المرْأَةُ تَكْفِي رَجُلَها مَؤُنَةَ الجِماعِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الزَّفْنُ، بالفتحِ: الظلَّةُ، لُغَةٌ فِي الزِّفْنِ بالكسْرِ.
والزفَّانُ: الرقَّاصُ.
ويقالُ: الصُّوفيَّةُ زفَّانَةٌ حفَّانَةٌ: أَي يَرْقِصُونَ ويحِفنونَ الطَّعامَ بحفناتِهم.
ودَنوتُ مِنْهُ فزَفَنَنِي: أَي دَفَعَنِي عَنهُ.
ورجُلٌ فِيهِ إِزْفَنَّةٌ: أَي حَرَكَةٌ.
ورجُلٌ إِزْفَنَّة: أَي مُتَحرِّكٌ، مثَّلَ بِهِ سِيْبَوَيْه، وفسَّرَه السِّيرافيُّ.
وقوْسٌ زَيْزَفُونٌ: أَي مُصَوِّتَةٌ عنْدَ التَّحْريكِ؛ قالَ أُميةُ بنُ أَبي عائِذٍ:
مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيْزَفُوناقالَ ابنُ جنيّ: هُوَ فَيْفَعولٌ مِن الزَّفْنِ، لأنَّه ضَرْبٌ مِن الحَرَكَةِ مَعَ صَوْتٍ.(35/148)
وَهُوَ يَزْفِنُ المَطِيَّ: أَي يَسوقُها.
والرِّيحُ تَزْفِنُ السّحابَ والتُّرابَ.
والأمْواجُ تَزّفنُ السَّفِينَةَ.
والمُحْتضِرُ يَزْفِنُ بنفْسِه: أَي يَسوقُها.
والزَّفَنَانُ، محرَّكةً: الرَّقْصُ.
زقن
: (زَقَنَ الحِمْلَ) (يَزْقُنه زَقْناً: (حَمَلَهُ) ، هُوَ مِن حدِّ ضَرَبَ.
ووُجِدَ فِي بعضِ النُّسخِ مِن الصِّحاحِ: زَفَنْت الحِمْلَ أزْقَنه، بفتْحِ القافِ فِي المُضارِعِ ضَبْطاً بالقَلَمِ.
(وأَزْقَنَه: أَعانَهُ على الحَمْلِ) .
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَزْقَنَ زَيْدٌ عَمْراً: إِذا أَعانَهُ على حِمْلِه ليَنْهَضَ؛ ومِثْلُه أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه وحَوَّلَه، كلُّ ذلِكَ بمعْنًى واحِدٍ.
زكن
: (زَكِنَه، كفَرِحَ) ، يَزْكنُه زَكَناً، (وأَزْكَنَهُ) إزْكاناً، الأُوْلى الفُصْحى، ونَسَبَ الجوْهرِيُّ الثانِيَةَ إِلَى العامَّةِ: (عَلِمَهُ وفَهِمَهُ وتَفَرَّسَهُ وظَنَّه) .
قالَ ابنُ بَرِّي: حَكَى الخَليلُ أَزْكَنْتُ بمعْنَى ظَنَنْتُ فأَصَبْتُ، قالَ: يقالُ رجُلٌ مُزْكِنٌ إِذا كانَ يظنُّ فيُصِيبَ، والأَفْصَحُ زَكِنْتُ بغيْرِ أَلِفٍ، وأَنْكَرَ ابنُ قتيبَةَ زَكِنْتُ بمعْنَى ظَننْتُ.
(أَو الزَّكْنُ: ظَنٌّ) يكونُ (بمنْزِلةِ اليَقينِ عِندَكَ) وَإِن لم تُخْبَرْ بِهِ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ.
وقيلَ: زَكِنْتُ بِهِ الأَمْرَ وأَزْكَنْتُه: قارَبْتُ تَوَهُّمَه وظَننْته.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: زَكِنْتُ بفلانٍ كَذَا وأَزْكَنْتُ: أَي ظَنَنْتُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: زَكِنَ الشيءَ: عَلِمَهُ وأَزْكَنَه ظَنَّه.
(أَو) الزَّكَنُ: (طَرَفٌ مِن الظَّنِّ) .(35/149)
وقيلَ: الزَّكَنُ: التَّفَرُّسُ والظَّنُّ.
(و) قيلَ: زَكِنَهُ: فَهِمَهُ.
و (أَزْكَنَه: أَعْلَمَهُ وأَفْهَمَهُ) حَتَّى زَكِنَه؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لقَعْنَبِ ابنِ أُمِّ صاحِبٍ:
وَلنْ يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً زَكِنْتُ مِنْهُم على مثلِ الَّذِي زَكِنُواعدَّاهُ بعلى لأَنَّ فِيهِ معْنَى اطَّلَعْتُ كأَنَّه قالَ: اطَّلَعْتُ مِنْهُم على مثْلِ الَّذِي اطَّلَعُوا عَلَيْهِ منِّي.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: قوْلُه: على مُقْحمةٌ.
قالَ أَبو زَيْدٍ: زَكِنْتُ مِنْهُ مثْلَ الَّذِي زَكِنَ منِّي، أَي ظنَّ.
وقالَ أَبو الصَّقْر: تقولُ عَلِمْتُ مِنْهُ مثْلَ مَا عَلِمَ منِّي.
(و) فِي النوادِرِ: (هَذَا جَيْشٌ يُزاكِنُ أَلْفاً) ويُناظِرُ أَلْفاً: أَي (يُقارِبُه.
(و) يقالُ: (بنُو فُلانٍ) يُزاكِنُونَ (بَتي فلانٍ) : أَي (يُدانونَهُم ويُثافِنُونَهم) إِذا كَانُوا يَسْتَخِصُّونَهم.
(و) قالَ اللّيْثُ: (الإِزْكانُ: أَن يُزْكِن شَيْئا بالظَّنِّ فَيُصيبَ.
(و) قالَ اللّحْيانيُّ: (الاسمُ الزَّكانةُ والزَّكانِيَةُ.
(و) قالَ غيرُه: الزُّكَنُ، (كصُرَدٍ: الحافِظُ الضَّابطُ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ: (التّزْكينُ: التَّشْبيهُ والتَّلْبيسُ) .
يقالُ: زُكَّنَ عَلَيْهِم وزَكَّمَ: أَي شَبَّه ولَبَّسَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: التَّزْكينُ: (الظُّنونُ الَّتِي تَقَعُ فِي النُّفوسِ) ؛ وأَنْشَدَ:
يَا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُأَعْلِنْ بِمَا تُخْفي فإنِّي مُعْلِنُ (وزَاكانُ: قبيلةٌ مِن العَرَبِ سَكَنوا قَزْوِينَ) ، مِنْهُم: المُغَنِّي الفَصِيحُ(35/150)
الباقعةُ نادِرَةُ الزَّمانِ عبيدُ الزَّاكانيُّ صاحِبُ المَقامَاتِ بالفارِسِيَّةِ على أسْلوبِ المَقامَاتِ الحَرِيريَّةِ، أَتى فِيهَا مِنَ الفَصاحَةِ والبَلاغَةِ مَا يبْهِرُ العُقُولَ، رأَيْتُ منا نسْخةً فِي خِزانَةِ صرغتمش، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زَكِنَ فلانٌ إِلَى فلانٍ: إِذا لَجَأَ إِلَيْهِ وخالَطَهُ وَكَانَ مَعَه، يَزْكِنُ زُكُوناً؛ عَن ابنِ شُمَيْلٍ.
ويقالُ: هُوَ أَزْكَنُ مِن إياسٍ: أَي أَفْطَن.
والزَّكَنُ والإِزْكانُ: الفِطْنَةُ والحَدْسُ.
وَلَا يقالُ: رجُلٌ زَكِنٌ، ككَتِفٍ، كمافي الصِّحاحِ.
وجَوَّزَه الزَّمَخْشريُّ، وَفِي الأساسِ: يقالُ: رجُلٌ زَكِنٌ: فَرَّاسٌ.
والمُزَاكَنَةُ: المُفاطَنَةُ.
وقالَ ابنُ دَرَسْتَوَيْه: زَكِنَ فلانٌ تَزْكِيناً: حَزَرَ وخمَّنَ.
وَهُوَ زَكِنٌ ومُزَكِّنٌ وصاحِبُ إزْكانٍ.
وزَكانُ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد.
وزِيكونُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بنَسَف، عَن ابنِ السّمعانيِّ.
زمن
: (الزَّمَنُ، محرّكةً، وكسَحابٍ: العَصْرُ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(و) قيلَ: (اسْمانِ لقَليلِ الوَقْتِ وكثيرِهِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَلَهُم فُروقٌ بَيْنَ الزَّمانِ والآن، كَمَا تقدَّمَ فِي أَيْن وبَيْنه وبَيْنَ الأَمَدِ.
وقالَ شَمِرٌ: الزَّمانُ والدَّهْرُ واحِدٌ.
قالَ أَبو الهَيْثم: أَخْطَأَ شَمِرٌ: الزَّمانُ زَمانُ الفاكِهَةِ والرُّطَب وزَمانُ الحَرِّ والبَرْدِ، قالَ: ويكونُ الزَّمانُ شَهْرَيْن إِلَى ستَّةِ أَشْهر، والدَّهْرُ لَا يَنْقَطِعُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: الدَّهْرُ عنْدَ العَرَبِ يَقَعُ على وَقْتِ الزَّمانِ مِن(35/151)
الأَزْمِنَةِ وعَلى مُدَّةِ الدُّنْيا كُلِّها، قالَ: وسَمِعْتُ غيْرَ واحِدٍ مِنَ العَرَبِ يقولُ: أَقَمْنا بموْضِعِ كَذَا وعَلى ماءِ كَذَا دَهْراً، وإنَّ هَذَا البلَدَ لَا يَحْملُنا دَهْراً طَويلا، والزَّمانُ يَقَعُ على الفَصْلِ مِن فصولِ السَّنةِ وعَلى مُدَّةِ وِلايَةِ الرَّجلِ وأشْبَهه.
وَفِي الحدِيثِ: (إِذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمنِ تكذبْ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: أَرادَ اسْتواءَ اللَّيلِ والنَّهارِ واعْتِدالَهما؛ وقيلَ: أَرادَ قُرْبَ انْتهاءِ أَمَدِ الدُّنيا.
والزَّمانُ يَقَعُ على جَميعِ الدَّهْرِ وبعضِه.
وقالَ المَناوِيُّ: الزَّمانُ: مُدَّة قابِلَةٌ للقسْمَةِ يُطْلَقُ على القَليلِ والكَثيرِ، وعنْدَ الحكَماءِ مقْدارُ حَرَكَةِ الفَلَكِ الأطْلس. وعنْدَ المُتَكَلِّمين: مُتَجَدِّدٌ مَعْلومٌ يُقَدَّرُ بِهِ مُتَجَدِّدٌ آخَرُ مَوْهومٌ، كَمَا يقالُ: آتِيكَ عندَ طلوعِ الشمْسِ، فإنَّ طلوعَها مَعْلومٌ، ومَجِيئَه مَوْهومٌ، فَإِذا قَرنَ المَوْهوم بالمَعْلومِ زالَ الإبْهامُ.
(ج أَزْمانٌ وأَزْمِنَةٌ وأَزْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانتْ تأْتينا أَزْمانَ خَدِيجَة) أَي حَياتها؛ وقالَ الشاعِرُ:
أَزْمان سَلْمى لَا يَرَى مثْلَها الرَّاؤُن فِي شام وَلَا فِي عِرَاق (ولَقِيه ذاتَ الزُّمَيْنِ، كزُبَيْرٍ) : أَي فِي ساعَةٍ لَهَا أَعْداد.
قالَ الجَوْهرِيُّ: (تُريدُ بذلك تَراخِي الوَقْتِ) ، كَمَا يقالُ: لَقِيتُه ذاتَ العُوَيْم، أَي بَيْنَ الأَعْوامِ.
(وعامَلَهُ مُزامَنَةً) مِن الزَّمَنِ،(35/152)
(كمُشاهَرَةٍ) مِنَ الشَّهْرِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(والزَّمَانَةُ: الحُبُّ) ، وَبِه فُسِّرَ بيتُ ابنِ عُلّبَةَ:
وَلَكِن عَرَتْني من هَواك زَمَانَةٌ كَمَا كنتُ أَلْقَى مِنْك إذْ أَنا مُطْلَقُ (و) الزَّمانَةُ: (العاهَةُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: آفَةٌ فِي الحَيوانَاتِ.
(زَمِنَ، كفَرِحَ، زَمَناً) ، بالتَّحْريكِ، (وزُمْنَةً، بالضَّمِّ، وزَمانةً، فَهُوَ زَمِنٌ وزَمِينٌ) ، ككَتِفٍ وأَميرٍ، (ج زَمِنُونَ وزَمْنَى) ، فِيهِ لفٌّ وتَشْرٌ مُرَتَّبٌ، والأَخيرَةُ نحْوَ جَرِيحٍ وجَرْحَى وكَلِيمٍ وكَلْمَى لأنَّه جنْسٌ للبَلايَا الَّتِي يُصابُونَ بهَا ويَدْخلُونَ فِيهَا وهُمْ لَهَا كَارِهُون، فيطابقُ بابَ فَعِيلٍ الَّذِي بمعْنَى مَفْعولٍ.
(و) يقالُ: مَا لَقِيتُه (مُذْ زَمَنَةٍ، محرَّكةً: أَي) مُذْ (زَمانٍ) ؛ عَن اللَّحْيانيِّ.
(وأَزْمَنَ) الشَّيءُ: (أَتَى عَلَيْهِ الزَّمانُ) وطالَ، فَهُوَ مُزْمنٌ، والاسمُ مِن ذلِكَ الزَّمَنُ والزُّمْنَةُ، بالضمِّ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(وزِمَّانُ، بالكسْرِ والشَّدِّ: جَدٌّ لفِنْدِ الزِمَّانِيِّ واسمُ الفِنْدِ شَهْلُ) ، بالشّيْن المعْجمةِ، (ابنُ شَيْبانَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ زِمَّانِ بنِ مالِكِ بنِ صَعْبِ بنِ عليِّ بنِ بكْرِ بنِ وائِلٍ) بنِ قاسطِ بنِ هنبِ بنِ أَفْصَى بنِ دعمى بنِ جديلَةَ بنِ أَسدِ بنِ رَبيعَةَ بنِ نزارٍ، كانَ شُجاعاً شاعِراً، تقدَّمَ ذِكْرُه فِي الذَّالِ وَفِي الَّلامِ، هَذَا هُوَ الصّحيحُ فِي نَسَبِه.
(وقوْلُ الجَوْهرِيِّ: زِمَّانُ بنُ تَيْمِ اللهاِ) بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عكابَةَ بنِ صَعْبٍ، (الخ، سَهْوٌ) وذلكَ لأنَّه بعْدَ مَا ساقَ النَّسَبَ هَكَذَا، قالَ: وَمِنْهُم الفِنْدُ الزِمّانيُّ، والفِنْدُ إنّما هُوَ مِن بَني(35/153)
زِمَّان بنِ مالِكِ بنِ صعْبٍ لَا أَنَّه سَها فِي سِياقِ النَّسَبِ كَمَا يَتَوَهَّمه بعضٌ، لأنَّ سِياقَه فِي نَسَبِ زِمَّان بن تَيْمِ اللهاِ صَحِيحٌ.
قالَ القاسمُ بنُ سَلام فِي أَنْسابِه: ووَلَدُ تَيْم اللهاِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عكابَةَ بنِ صَعْبٍ الحارِثَ ومالِكاً وهِلالاً وعبْدَ اللهاِ وحاجلَةَ وزِمَّانَ وعدِيًّا، فتأَمَّلْ ذلِكَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: زِمَّانُ فِعْلان مِن زَمَمْتُ، قالَ: وحَمْلُها على الزِّيادَةِ أَوْلَى، ويدلُّكَ على ذلكَ امْتِناع صرْفِه فِي قوْلِكَ: مِن بَني زِمَّان.
قلْتُ: وجَرى عَلَيْهِ أَبو حيَّان فِي الارْتِشافِ، وَقد تقدَّمَتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ فِي الميمِ.
(وَمِنْهُم: عبدُ اللهاِ بنُ مَعْبَدٍ التَّابِعِيُّ) عَن أَبي قتادَةَ وأَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ قتادَةُ وغيلانُ بنُ جَريرٍ؛ وقالَ أَبو زَرْعَةَ: لم يُدْرِكْ عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ.
(وإسْمعيلُ بنُ عَبَّادٍ) عَن سعيدِ بنِ أَبي عرُوبَةَ؛ (ومحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ فَيَّاضٍ) أَبو الفَضْلِ البَصْرِيُّ عَن عبْدِ الوَهابِ الثَّقَفِيّ وعبْدِ الأعْلَى، وَعنهُ أَبو دَاوُد وابنُ جوصى وابنُ صاعِدٍ، حدَّثَ بدِمَشْق سَنَة 216؛ (المُحدِّثانِ الزِمَّانِيُّونَ.
(و) زَمانَةٌ، (كسَحابَةٍ: وُثَيْرُ بنُ المُنْذِرِ بنِ حَيَكِ بنِ زَمانَةَ) النَّسفيُّ عَن طاهِرِ بنِ مزاحِمٍ؛ (و) أَبو نَصْر (أَحمدُ بنُ إبراهيمَ) بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ خالِدِ (بنِ زَمانَةَ) الأقشوانيُّ، (مُحدِّثانِ) ، الأَخيرُ حدَّثَ ببُخارى بعْدَ الأَرْبَعُمائةِ.
وفاتَهُ:
عليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ خَليلِ بنِ زَمانَةَ(35/154)
القُهُنْدُزيُّ البُخارِيُّ، محدِّثٌ أَيْضاً؛ نَقَلَهُ الحافِظُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَزْمَنَ بالمَكانِ: أَقامَ بِهِ زَماناً.
وعامَلَهُ زِماناً، بالكسْرِ عَن اللّحْيانِّي، مثْلُ مُزَامَنةٍ.
والزَّمَنَةُ، محرَّكةً: البُرْهَةُ.
وأَزْمَنَ اللهاِ فلَانا: جَعَلَهُ زَمِناً، أَي مُقْعداً، أَو ذَا عاهَةٍ وهُم زَمَنَةٌ، محرَّكةً، جَمْعُ زَمِين.
وأَزْمَنَ عنِّي عَطاؤُه: أَبْطَأَ عليَّ، وَهُوَ مجازٌ.
وَهُوَ فاتِرُ النَّشاطِ زَمِنُ الرَّغْبَةِ، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
وزَامِينُ: بلَيْدَةٌ بسَمَرْقَنْد مِنْهَا أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَسدِ بنِ طَاوس، رفيقُ أَبي العبَّاسِ المْسْتَغْفريِّ، ماتَ ببُخارَى سَنَة 515.
وزِمَّانُ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ: بَطْنٌ فِي الأزْدِ، وَهُوَ زِمَّانُ بنُ مالِكِ بنِ جديلَةَ؛ وفيهَا أَيْضاً: زِمَّانُ بنُ تَيْمِ اللهاِ.
وَفِي قُضاعَةَ: زِمَّانُ بنُ خزيمةَ بنِ نهدٍ.
وَفِي هوَازن: زِمَّانُ بنُ عوارِ بنِ جشمِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرٍ.
وزَمَّانٌ، كشَدَّادٍ: بَطْنان فِي مذْحج والسكونِ.
وبالضمِّ: المُفَرجُ بنُ زُمَّانٍ التَّغْلبيُّ: شاعِرٌ.
وأَبو عَمْرٍ وصدقَةُ بنُ سابقٍ الزَّمِنُ ككَتِفٍ، رَوَى عَن أَبي إسْحق.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زمخن
: الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ، كحِضَجْرٍ وحِضَجْرَةٍ: السَّيّىءُ الخُلُقِ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
زنن
: (! زَنَّ عَصَبُهُ: يَبِسَ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:(35/155)
نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لَهَا فأَنَّاوقامَ يَشْكُو عَصَباً قد {زَنَّا (و) } زَنَّ (فلَانا بخَيرٍ أَو شَرَ: ظَنَّه بِهِ {كأَزَنَّهُ) .
وقالَ اللّحْيانيُّ:} أَزْنَنْتُه بمالٍ وبعلمٍ وبخيرٍ: أَي ظَنَنْتُه بِهِ، قالَ: وكَلامُ العامَّةٍ: زَنَنْتُه، وَهُوَ خَطَأٌ.
( {وأَزْنَنْتُه بِكَذَا: اتَّهَمْتُه بِهِ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: وَلَا يكونُ} الإِزْنانُ فِي الخيْرِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحَضْرَميّ بنِ عامِرٍ:
إِن كنتَ {أَزْنَنْتَنِي بهَا كَذِباً جَزْءُ فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلاوقد تقدَّمَ فِي الهَمْزَةِ.
وَفِي شعْرِ حَسَّان:
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا} تُزَنُّ برِيبةٍ (211) (وماءٌ) {زَنَنٌ (ومِياهٌ زَنَنٌ، محرَّكةً) : أَي (قَليلٌ ضَيِّقٌ) ؛ قالَ:
ثمَّ اسْتغاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لهمن ماءِ لينَةَ لَا مِلْحٌ وَلَا زَنَنُ (أَو) ماءٌ زَنَنٌ: (ظَنُونٌ لَا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَمْ لَا.
(} والزِنُّ، بالكسْرِ: الماشُ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(أَو الدَّوْسَرُ) ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ( {التَّزْنِينُ: مُلازَمَةُ أَكْلِه.
(وكزُبَيْرٍ) :} زُنَيْنُ (بنُ كَعْبٍ، بَطْنٌ) مِنَ العَرَبِ.
(ومحمودُ بنُ زُنَيْنٍ: م) مَعْروفٌ.
(وحِنْطةٌ {زِنَّةٌ، بالكسْرِ) : وَهُوَ (خِلافُ العَذْيِ) .
(} والزُّنانَى، كزُبانَى: شِبْهُ المُخاطِ يَقَعُ مِن أُنوفِ الإِبِلِ) ؛ والذالُ أَعْلَى كَمَا تقدَّمَ لَهُ فِي (ذ ن ن) .
(وظِلٌّ! زَنانٌ، كسَحابٍ، وزَناءٌ) ، بالمدِّ والتَخْفِيفِ: أَي (قَصيرٌ.(35/156)
(ورَجُلٌ {زَنانِيٌّ: يكْفِي نَفْسَه لَا غيرُ.
و) فِي الصِّحاحِ: (أَبو} زَنَّةَ) : كُنْيَةُ (القِرْدِ) .
قالَ شيْخُنا: وَكَانُوا يُلَقِّبُون بِهِ يَزِيدَ بن مُعاوِيَةَ.
وَفِي الأساسِ أَبو زَنَّةَ شَرُّ من أَخْوزَنَّةَ، وَهُوَ الَّذِي {زُنَّ زَنَّةً، أَي اتُّهِم اتِّهامَةً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الزَّنَنُ، محرَّكةً، والزَّنَاءُ: الضَّيِّقُ كالزَّنِّيء مُشَدَّداً.
{وزَنَّ الرَّجُلُ: اسْتَرْخَتْ مَفاصِلُه.
} والزِّنِّينُ، كسِكِّيت: الحاقِنُ لبَوْلِه وغائِطِه، وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا يقبلُ اللهاُ صلاةَ العَبْدِ الآبقِ وَلَا صلاةَ {الزِّنِّين) ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
ويقالُ: هُوَ بالباءِ والنُّونِ، وَقد تقدَّمَ.
ويقالُ:} زَنَّ فزَنَّ: أَي حَقَنَ فقَطَرَ.
وَفِي الحدِيثِ: لَا يَؤُمَّنَّكُم أَنْصَرُ وَلَا {أَزَنُّ وَلَا أَفْرَعُ.
} وزُنَيْنُ، كزُبَيْرٍ: قرْيَةٌ بمِصْرَ: مِن أَعْمالِ الجيزَةِ.
{والزنانُ، كظنان، زِنَةً ومعْنًى.
والعفيفُ عُثْمانُ بنُ إبراهيمَ} الزنيُّ محدِّثٌ، ذَكَرَه الإمامُ السّخاوِيُّ فِي الضوءِ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زنجن
: زَنْجونَةُ: جَدُّ أَبي بكْرٍ أَحمد بن محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدٍ الفَقِيهُ، رَوَى عَن أَبي عليَ بنِ شاذَان، وتُوفي سَنَة 490، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
زندن
: (زَنْدَنَةُ، بِالْفَتْح) : أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وقالَ ابنُ السّمعانيّ: وَهِي ببُخارى(35/157)
إِلَيْهَا تُنْسَبُ الثيابُ الزَّنْدَنِيجِيَّةُ، ويقالُ فِيهَا زَنْدَةُ أَيْضاً، بحذْفِ النُّونِ الأخيرَةِ (ة، مِنْهَا) : أَبو بكْرٍ (محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ) حمدَان بنِ (غارِمٍ، بالمُعْجمةِ) ، البُخارِيُّ الزَّنْدَنيُّ، هَكَذَا نَسَبَه أَبو كامِلٍ البَصْريُّ البُخارِيُّ إِلَى زَنْدَنَة، كتب عندَ أَبي عبدِ اللهاِ الحافِظُ غندار، (أَو هُوَ من زَنْدَلا من زَنْدَنَةَ) ، وَهَكَذَا نَسَبَه ابنُ مَاكُولَا، فإنَّه فَرَّقَ بَين التَّرْجَمَتَيْن، والحقُّ مَعَ أبيِ كامِلٍ، فإنَّه أَعْرَف بأَهْلِ بِلَدِهِ، وَإِن لم يُقارِبْ ابْن مَاكُولَا فِي الحفْظِ والاتْقانِ، وجَدّه حمدَان بنِ غارِمٍ عَن خَلَف ابنِ هِشَامٍ البزَّارِ، وَقد تقدَّمَ شيءٌ مِن ذلِكَ فِي غَرَمَ وَفِي زَنَدَ (وَأَبُو حامِدٍ أَحمدُ بنُ موسَى) بنِ حاتِمٍ بنِ عطيةَ بنِ عبْدِ الرَّحْمن عَن سهْلِ بنِ حاتِمٍ؛ (و) ابنُ عمِّه أَبو جَعْفرٍ (محمدُ بنُ سعيدِ) بنِ حاتِمٍ عَن سعيدِ بنِ مَسْعودٍ البُخارِيِّ وعُبَيْدِ اللهاِ بنِ واصِلٍ وأَبي صَفْوان إسْحق بنِ أَحمدَ البُخارِيّ، وَعنهُ محمدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ ناقبٍ، تُوفي سَنَة 230، (المحدِّثانِ) ، البُخارِيُّون.
(و) العلاَّمَةُ تاجُ الدِّيْن (محمدُ بنُ محمدٍ) الزَّنْدَنيُّ، (مُقْرِىءُ مَا وراءَ النَّهْرِ) ، كَهْلٌ أَخَذَ عَنهُ أَبو العلاءِ الفَرَضِيُّ وعظَّمَه، وممَّنْ عُدَّ فِي المُقْرئِينَ أَيْضاً أَبو طاهِرٍ نَصْرُ بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ الزَّنْدَنيُّ رَوَى عَن أَبي عليَ الكِسائيّ نَقَلَه الحافِظُ، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زَنْدَنْيا، بالفتحِ للزَّاي والدالِ(35/158)
وسكونِ النُّونَيْن: قرْيَةٌ بنَسف، مِنْهَا: الحاكِمُ أَبو الفَوارِسِ عبدُ المَلِكِ بنُ محمدِ ابنِ زَكَرِيَّا بنِ سميّ النَّسفيُّ عَن القاضِي أَبي نَصْر محمدِ ابنِ محمدِ بنِ نَصْر، وَعنهُ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّسفيُّ تُوفي سَنَة 495.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زندخن
: زندخانُ: قَرْيةٌ بسرخس، مِنْهَا: أَبو حَنِيفَةَ نُعْمانُ بنُ عبْدِ الجبَّارِ بنِ عبْدِ الحميدِ بنِ أَحْمدَ الحَنَفيُّ المحدِّثُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زندرمثن
: زُنْدَرْمِيثَن: قَرْيةٌ ببُخارى، مِنْهَا: أَبو عَمْرو معبدُ بنُ عَمْرٍ والبُخارِيُّ عَن محمدِ بنِ زيادِ بنِ مَرْوان، وَعنهُ ابْنُه حمدَان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زهدن
: رجُلٌ زَهْدَنٌ، كجَعْفَرٍ: أَي لَئِيمٌ، هَكَذَا نَقَلَه كُراعٌ بالزَّاي كَمَا فِي اللِّسانِ.
زون
: ( {الزُّونُ، بالضَّمِّ: الصَّنَمُ وَمَا يُتَّخَذُ) إِلَهًا (ويُعْبَدُ) مِن دُون اللهاِ كالزُّورِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لجريرٍ:
يَمْشِي بهَا البَقَرُ المَوْشِيُّ أَكْرُعُهمَشْيَ الهَرابِذ تَبْغي بيعَةَ الزُّونِوهو بالفارِسِيَّةِ: زون، بشمِّ الزَّاي والسِّيْن؛ قالَ حُمَيْد:
ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ} للزُّونِ (و) الزُّونُ، (الرجُلُ القصيرُ، ويُفْتَحُ) ، والفتْحُ أَعْرَفُ.(35/159)
(و) {الزُّونُ: (المَوْضِعُ تُجْمَعُ الأَصْنامُ فِيهِ وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ) ؛ قالَ رُؤْبَة:
وَهْنانةٌ} كالزُّونِ يُجْلى صَنَمُه قيلَ: أَصْلُه مِنَ الزِّينَةِ.
(و) الزِّوَنُ، (كخِدَبَ: القصيرُ، وَهِي) {زِوَنَّةٌ، (بهاءٍ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(} والزُّوانُ، مُثَلَّثَةً: الزُّؤانُ) ، وَهُوَ مَا يَخْرجُ مِنَ الطَّعامِ فيُرْمى بِهِ، وَهُوَ الرَّديءُ مِنْهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الزِّوانُ، بالكسْرِ: حبٌّ يُخالِطُ البُرَّ،} والزُّوانُ مثْلُه،. وَقد يُهْمَزُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: هَذَا قَوْلُ اللّحْيانيّ، ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ مَا نَصّه: الزَّوانُ إِذا لم يُهْمَزْ جازَ فِيهِ ضَمّ الزَّايِ وكَسْرها، فأمَّا إِذا هُمِزَ لم يجز إلاَّ الضَّم.
( {والزُّونَةُ، بالضَّمِّ: الزِينَةُ) فِي بعضِ اللّغاتِ.
(و) } الزُّونَةُ: (المرأَةُ العاقِلَةُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
( {والزَّانُ: النَّشَمُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، وصَوابُه: البشمُ.
ورَوَى الفرَّاءُ عَن الدُّبَيْرِيَّة قالَتْ:} الزَّانُ: التُّخَمَةُ، وأَنْشَدَتْ:
مُصَحَّحٌ لَيْسَ يَشْكو الزَّانَ خَثْلَتُهُولا يُخافُ على أَمعائه العَرَبُ (وهِبةُ اللهاِ بنُ) عبدِ اللهاِ بنِ أَبي البَرَكاتِ بنِ ( {زُوَيْنٍ، كزُبَيرٍ: فَقِيهٌ إِسْكَنْدرانِيُّ) سَمِعَ ابنَ موتا، وَعنهُ سُفْيان الزَّاهدُ وغيرُهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طَعامٌ} مَزُونٌ: فِيهِ زُوانٌ، فإمَّا أَن يكونَ على التخْفِيفِ مِن {الزُّوان، وإمَّا أَن يكونَ مَوْضُوعَه الإعْلال مِن الزُّوان الَّذِي مَوْضُوعُهُ الْوَاو.
قالَ محمدُ بنُ حبيبٍ: قالَتْ أَعْرابيَّةٌ لابنِ الأَعْرابيِّ: إنَّك} لتَزوننا إِذا طَلَعَتْ، قالَ: أَي تُزِينُنا.(35/160)
وذَكَرَ الجَوْهرِيُّ هُنَا الزَّوَنْزَى: القَصِير.
قالَ ابنُ بَرِّي: حقُّه أَنْ يُذْكَرَ فِي فصْلِ الزَّاي، لأنَّ وَزْنَه فَعَنْلَى.
والزّوَنَّكُ: المُخْتالُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: الأصْلُ فِيهِ الزَّوَنُّ، ثمَّ زِيدَتِ الكافُ، وَقد ذُكِرَ كلّ مِنْهُمَا فِي محلِّه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زوزن
: {زَوْزَنُ، كجَوْهَرٍ: بلْدَةٌ كَبيرَةٌ بَيْنَ هراةَ ونَيْسابُور، مِنْهَا: أَبو العبَّاسِ الوَليدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ الزَّوْزَنيُّ مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ الّلهِ، ماتَ سَنَة 376؛ وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ مَحْمودِ بنِ إبراهيمَ} الزَّوْزَنيُّ من شيوخِ الخَطيبِ البَغْدادِيّ، ماتَ سَنَة 451.
زين
: ( {الزِّينَةُ، بالكسْرِ: مَا} يُتَزَيَّنُ بِهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: اسمٌ جامِعٌ لكلِّ شيءِ {يُتَزَيَّنُ بِهِ.
وقالَ الحراليُّ:} الزّينة: تَحْسينُ الشيءِ بغيرِهِ من لبْسَةٍ أَو حلْيَةٍ أَو هَيْئةٍ؛ وقيلَ: بهْجَةُ العَيْنِ الَّتِي لَا تخلصُ إِلَى باطِنِ {المُزَيّنِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الزِّينَةُ: الحَقيقيَةُ مَا لَا يُشِينُ الإِنْسانَ فِي شيءٍ مِن أَحْوالِه لَا فِي الدُّنْيا وَلَا فِي الآخِرَةِ، أَمَّا مَا يُزينُه فِي حالِةٍ دُونَ حالَةٍ فَهُوَ مِن وجْهِ شينٍ،} والزِّينَةُ بالقوْلِ المُجْملِ ثلاثٌ: {زِينَةٌ نَفْسيَّةٌ كالعِلْمِ والاعْتِقادَاتِ الحَسَنَة،} وزِينَةٌ بَدَنيَّةٌ كالقوَّةِ وطولِ القامَةِ وحُسْنِ الوَسَامَةِ، وزِينَةٌ خارِجيَّةٌ كالمالِ والجاهِ، وأَمْثلَةٌ لكلِّ مذْكُورَةٌ فِي القُرآنِ؛ ( {كالزّيانِ، ككِتابِ.
(و) } الزِّينَةُ: اسمُ (وادٍ.
(و) ! زِينَةُ، (بِلا لامٍ: جَدُّ) أَبي عليَ (الحَسَنُ بنُ مُحمدٍ) عَن هِلالٍ (الحَفَّارِ) هَذَا هُوَ الصَّوابُ وسِياقُ المُصنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى(35/161)
يَقْتَضِي أَن يكونَ الحَفَّار صفَةً لَهُ وليسَ كَذَلِك.
(و) أَيْضاً (جَدُّ) أَبي غانمٍ (محمدِ بنِ الحُسَيْن الأَصْفهانيِّ) الحَنَفيّ (المُحَدِّثَيْنِ) ، الأَخِيرُ سَمِعَ مَعَ أَخيهِ أَبي عاصِمٍ أَحْمد أَبا مُطِيع، وابنْه أَبو ثابِتٍ الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عبْدِ المَلِكِ كَتَبَ عَنهُ أَبو موسَى الأَصْبهانيُّ، ماتَ سَنَة 580، وحَفِيدُه أَبو غانِمٍ المهذبُ بنُ الحُسَيْن بنِ محمدٍ، كانَ حافِظاً، وفاطِمَةُ بنتُ أَبي عاصِمٍ أَحْمدَ بنِ الحُسَيْن سَمِعَت مَنْصور بنِ محمدِ بنِ سُلَيْم.
(ويومُ {الزِّينَةِ: العيدُ) لأنَّ الناسَ} يَتَزَيَّنُونَ فِيهِ بالملابِسِ الفاخِرَةِ.
(و) أَيْضاً: (يَوْم كَسْر الخَليجِ بمِصْرَ) ، وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {مَوْعدكم يَوْم الزِّينَة} ، وَهَذَا اليَوْم مِن أَكْبر أَيَّام مِصْرَ وأَعْظَمها بهْجَةً وسُروراً مِن قدِيمِ الزَّمانِ، وَلَقَد كانَ مِن ذلِكَ فِي أَيَّام الفاطِمِيّين مَا تَسْتَحيله العُقُولُ على مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي الخططِ للمَقْريزِي؛ والمُرادُ بالخَليجِ الجارِي فِي وَسطِ مِصْر يكسر إِذا بَلَغَ النِّيل سَتَّة عَشَر ذِراعاً فَمَا فَوْقها.
(ودارُ الزِينَةِ: ع قُرْبَ عَدَنَ.
( {وزِينَةُ بنْتُ النُّعمانِ حدَّثَتْ) ، الصَّوابُ فِيهِ فتْحُ الزَّاي.
(} والزَّيْنُ: ضِدُّ الشَّيْنِ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ صَبيًّا مِن بَني عُقَيْلٍ يقولُ لآخَر: وجْهِي {زَيْنٌ ووَجْهُك شَيْنٌ، أَرادَ أَنَّه صَبِيحُ الوجْهِ، وأَنَّ الآخَرَ قَبِيحُه، والتَّقديرُ: وَجْهِي ذُو زَيْنٍ ووَجْهُك ذُو شَيْنٍ، فنَعَتَهما بالمَصْدرِ كَمَا يقالُ: رَجُلٌ صَوْمٌ وعَدْلٌ؛ (ج} أَزْيانٌ) ؛ قالَ حميدُ بنُ ثوْرٍ:
تَصِيدُ الجَلِيسَ! بأَزْيانِها ودَلَ أَجَابَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى(35/162)
( {وزَانَه) الحسنُ} زَيْناً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للمَجْنونِ:
فيا رَبِّ إِذْ صَيَّرْتَ ليلَى ليَ الهَوَى {فزِنِّي لِعَيْنَيْها كَمَا} زِنْتَها لِيَا ( {وأَزَانَه} وزَيَّنَه) {تَزْييناً (} وأَزْيَنَه) ، على الأَصْلِ، ( {فَتَزَيَّنَ هُوَ} وازْدانَ) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ افْتَعَلَ مِن {الزِّينَةِ إلاَّ أنَّ التاءَ لمَّا لانَ مَخْرجُها وَلم تُوافقِ الزَّاي لشدَّتِها، أَبْدَلُوا مِنْهَا دَالا، فَهُوَ} مُزْدانٌ، اهـ.
وَقَالُوا: إِذا طَلَعْتِ الجَبْهةُ {تَزَيَّنَتِ النَّخْلةُ.
(} وازَّيَّنَ) : أَصْلَهُ {تَزَيَّن، سُكِّنَتِ التاءُ وأُدْغمت فِي الزَّاي واجْتُلِبَتِ الأَلفُ ليصحَّ الابْتِدَاء.
(} وازْيانَّ) ، كاحْمارَّ، ( {وازْيَنَّ) ، كاحْمَّر، وَقد قَرَأَ الأَعْرَج بِهَذِهِ؛ كلّ ذلِكَ حَسُنَ وبَهُجَ.
وقيلَ} زَانَه كَذَا {وزَيَّنه إِذا ظَهَرَ فعْلُه إمَّا بالقَوْلِ أَو بالفعْلِ.
} وتَزْيينُ الّلهِ للأشْياءِ قد يكونُ بإبْداعِها {مُزَيَّنَة وإيجادِها كذلِكَ} وتَزْيينُ الناسِ للشَّيْء بتَزْويقِهم أَو بقَوْلِهم، وَهُوَ أنْ يَمْدَحُوه ويَذْكُروه بِمَا يرفع مِنْهُ، قالَهُ الرَّاغبُ.
وَفِي حدِيثِ شُرَيح: أَنَّه كانَ يُجِيزُ مِن {الزِّينَةِ ويَرُدُّ مِن الكَذِبِ؛ يُريدُ} تَزْيين السِّلْعةِ للبَيْعِ مِن غيرِ تَدْليسٍ وَلَا كذبٍ فِي نسْبَتِها أَو صفَتِها.
( {وزَيْنُ بنُ شُعَيْبٍ المُعافِرِيُّ) الفَقِيهُ، ماتَ سَنَة 184، رَحِمَه اللهاِ تَعَالَى؛ (و) القاضِي ناصِرُ الدِّيْن (مَنْصورُ بنُ نَجْمِ بنِ} زَيَّان) العَجْلونيُّ، (كشَدَّادٍ) ، قاضِي الشافِعِيَّة بعَجْلُون، (مُحدِّثانِ) ، الأَخيرُ حدَّثَ بعْدَ الثَّلاثِين وسَبْعمائةٍ.
(والحافِظُ أَبو عبدِ اللهاِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أَبو محمدٍ عُبَيْدِ اللهاِ، (بنُ واصِلِ بنِ عبْدِ الشكُورِ بنِ(35/163)
زَيْنٍ {الزَّينِيُّ) البُخارِيُّ، (هُوَ وأَبُوه مُحدِّثانِ) ، حدَّثَ هُوَ عَن ابنِ أَبي الوَليدِ وطَبَقَتِه، وأَبوه يَرْوِي عَن ابنِ وهبٍ وابنِ عُيَيْنَة، يُكْنَى أَبا أَحْمدَ؛ (وسُنْقُر} الزَّينِيُّ) ويُعْرفُ أَيْضاً بالقضائيِّ وكُنْيته أَبو سعيدٍ، وَهُوَ مَوْلَى ابنِ الأسْتاذ، ماتَ سَنَة 606، (رَوَيْنا عَن أَصْحابِهِ) .
قالَ الحافِظُ الذَّهبيُّ: أَكْثَرْتُ عَنهُ بحَلَبَ وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه للمصنِّفِ فِي حرْفِ الرَّاءِ هَكَذَا.
( {والزَّانَةُ: التُّخَمَةُ) ، عَن الفرَّاءِ.
وقيلَ: البشمةُ، وَقد ذُكِرَ شاهِدُهُ فِي الَّتِي قبْلَها.
(وقَمَرٌ} زَيَانٌ، كسَحابٍ: حَسَنٌ.
(وامْرَأَةٌ {زَائِنٌ:} مُتَزَيِّنٌ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: {مُتَزَيِّنَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المُزَّانُ {المُزْدانُ، بالإدْغامِ، وأَنا} مُزَّانٌ بإعْلانِك {ومُزْدانٌ، أَي مُتَزَيِّنٌ بإعْلانِ أَمْرِك، وتَصْغيرُ مُزْدانٌ} مُزَيَّنٌ، كمُخَيِّرٍ تَصْغيرُ مُخْتَارٍ، {ومُزَيِّين إِن عَوَّضْت كَمَا تقولُ فِي الجمْعِ} مَزَاينُ {ومَزَايِين.
ورجُلٌ} مُزَيَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: مُقَذَّذٌ الشَّعَرِ.
والحجَّامُ مُزَيِّنٌ، كمُحَدِّثٍ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
{والزَّيْنُ: عُرْفُ الدِّيكِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشرِيُّ؛ وَهُوَ مجازٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ عَبْدَلٍ الشاعِر:
أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ كأَنَّك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟} وزِينَةُ الأَرضِ: نَباتُها.
وأَبو! زَيان: حرزهم بنُ زَيان بنِ يوسُفَ بنِ سويدٍ العُثْمانيُّ أَحَدُ الأَوْلياءِ بالمَغْربِ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى(35/164)
عَنهُ، وَولده أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إسْمعيلَ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ حرزهم، ويُعْرَفُ بِأبي زَيان، أَحَد شيوخِ أَبي مَدِين الغوْثِ، رضِيَ اللهاِ تَعَالَى عَنهُ، وَابْن العَرَبيّ وأَبي عبْدِ اللهاِ التاوديِّ.
وبَنُو! الزينَةِ: بَطْنٌ بطَرَابُلُس الشَّامِ.
وأَبو الزينَةِ، بالفتْحِ: مِن كناهم
(فصل السِّين) الْمُهْملَة مَعَ النُّون
سبن
: (سَبَنٌ، محرَّكةً) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَهِي (ة، ببَغْدَادَ، مِنْهَا الثِّيابُ السَّبَنِيَّةُ) ؛ وقيلَ: مَنْسوبةٌ إِلَى موْضِعٍ بناحِيَةِ المَغْربِ، (وَهِي أُزُرٌ سُودٌ للنِّساءِ) ، وَهِي السبانيُّ المُتَّخَذَةُ مِنَ الحَريرِ مَقانِع لهنَّ مُزَوَّقَة.
(وقولُ اللَّيْثِ: ثِيابٌ مِن كتَّانٍ بِيضٌ سَهْوٌ.
(قلْتُ: الَّذِي قالَهُ اللَّيثُ: السَّبِنِيَّة ضَرْبٌ مِن الثيابِ تُتَّخَذُ مِن مُشاقَّةِ الكتَّانِ أَغْلَظ مَا يكونُ.
(قالَ ابنُ سِيْدَه: وَمِنْهُم مَنْ يَهْمزُها فيقولُ السَّبَنِيئة، قالَ: وبالجُمْلةِ فإنِّي لَا أَحْسبها عَرَبيَّة.
(وقالَ أَبو بُرْدَةَ) بنُ أَبي موسَى الأَشْعريّ فِي تفْسِير (الثِّياب السَّبَنِيَّة: هِيَ القُسِّيَّةُ) ، ونَصُّه: قالَ: فلمَّا رأَيْتُ السَّبَنِيّ عَرَفْتُ أَنَّها هِيَ القَسِّيَّةُ.
قلْتُ: ومَرَّ فِي السِّيْن: القَسِّيَّةُ ثِيابٌ مِن كتَّانٍ مَخْلوط بحَريرٍ كانتْ تُجْلَبُ مِن القَسّ؛ ومَرَّ أَيْضاً أنَّه قيلَ: إنَّه مَنْسوبٌ إِلَى القس، وَهُوَ الصَّقِيعُ لنصوعِ بَياضِه، فيُوافِقُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ، فَلَا يكونُ سَهْواً، فتأَمَّل.
ثمَّ قالَ: (وَهِي مِن حَريرٍ فِيهَا أَمْثالُ الأُتْرُجِّ) .
قلْتُ: وَمِنْه أُخِذَ الأُتْرُجُّ السَّبانيُّ للمَلاحِفِ المُطَرَّزَةِ، هَكَذَا ينطقُونَ بِهِ.(35/165)
(وأَسْبَنَ) الرجُلُ: (دامَ على لُبْسِها.
(وأَبو جَعْفَرٍ، وأَحْمدُ بنُ إسْمعيلَ السَّبَنِيَّان: مُحَدَّثانِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، وَلم أَرَ لأَبي جَعْفرٍ ذِكْراً عنْدَهم وأَحمدُ بنُ إسْمعيلَ رَوَى عَن رجُلٍ مِن الحبابِ، وَعنهُ عبدُ الّلهِ بنُ إسْحقَ المَدائِنيُّ، وَهُوَ مُحْتَمل أَن يكونَ مَنْسوباً إِلَى قَرْيةٍ ببَغْدادَ، أَو إِلَى عَمَلِ السَّبَانيّ، فتأَمَّل.
(وسِيبَنَّةُ، بالكسْرِ) وسكونِ التَّحْتيَّة (وفَتْحِ الباءِ) الموحَّدَةِ (والنُّونِ) المُشَدَّدَةِ: (لُغَةٌ فِي سِيفَنَّةٍ) لطائِرٍ، كَمَا سَيَأْتي.
(والأَسْبانُ: المَقَانِعُ الرِّقاقُ) ، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سابون: اسمُ مَوْضِعٍ، نَقَلَه شيْخُنا عَن كتابِ الفرقِ لأبي السيِّد، وأَنْشَدَ فِيهِ:
أَمْسَتْ بأذرع أكبادٍ فحمّ لهاركبٌ بلينَةَ أَو ركبٌ بسابونا قلْتُ: الرِّوايَةُ: أَو ركب بساوينا، كَمَا هُوَ نَصُّ ياقوت فِي معْجمِهِ، وَقد تَصحَّفَ على ناسِخِ كتابِ الفرقِ فتأَمَّل.
ودَيرُ سابان؛ بحَلَبَ، ومعْناهُ: دَيرُ الجماعَةِ، وَفِيه يقولُ حمدانُ الأناري:
دير عَمَان ودير سابانِهِجْنَ غرامي وزِدْنَ أَشجاني (
ستن
: (الأَسْتَنُ والأَسْتانُ: أُصُولُ الشَّجَرِ(35/166)
البالِيَةُ) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي عُبَيْدٍ: الأَسْتَنُ: أُصُولُ الشَّجَرِ البالِيَةُ؛ (واحِدُها أَسْتَنَةٌ) ؛ وأَنْشَدَ للنَّابغَةِ يَصِفُ ناقَةً:
تَحِيدُ عَن أَسْتَنِ سُودٍ أَسافِلُهمِثْل الإِماءِ الغَوادِي تحْمِلُ الحُزَما ويقالُ: إنَّه يَصِفُ ثَوْراً؛ والرِّوايةُ: يَحِيدُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: الأَسْتانُ: أَصْلُ الشَّجَرِ.
وَفِي المُحْكَم: الأَسْتَنُ: أُصُولُ الشَّجَرِ البالِي، ثمَّ إنَّ الأَسْتَن، هَكَذَا هُوَ فِي سائِرِ الأُصولِ بالفتْحِ كأَحْمر فِي اللُّغَةِ والشِّعْرِ وَهُوَ المَعْروفُ، وَقد أُصْلِح فِي خطِّ أَبي زكَرِيَّا: الإِسْتِن، كزِبْرِجٍ.
(أَو الأَسْتَنُ: شَجَرٌ يَفْشُو فِي منابِتِهِ) ويكثرُ (فَإِذا نَظَرَ النَّاظِرُ إِلَيْهِ) مِن بُعْدٍ (شَبَّهَهُ بشُخُوصِ النَّاسِ) ، وَبِه فَسَّرَ أَبو حَنيفَةَ قوْلَ النَّابِغَةِ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (أَسْتَنَ) الرجُلُ: (دَخَلَ فِي السَّنَةِ) ، وَهُوَ (قَلْبُ أَسْنَتَ) ، وكِلاهُما مَسْموعانِ.
(والأُسْتانُ، بالضَّمِّ) ، مِثْل الرُّشْتان، قالَهُ العَسْكريُّ، وَهِي (أَرْبَعُ كُوَرٍ ببَغْدادَ) بالجانِبِ الغَرْبيّ مِنَ السَّوادِ، (عالٍ) تَشْتَملُ على أَرْبعَةِ طساسبج، وَهِي: الأَنْبارُ، وبادُ ورَيّا، وقَطْرَبُّلّ، ومَسْكِن؛ (وأَعْلَى) : ومِن طساسيجه: الفَلُّوجةُ العُلْيا، والفَلّوجَةُ السُّفْلى، وعينُ التَّمْرِ؛ (وأَوْسَطُ) : ومِن طساسيجه: سُورا؛ (وأَسْفَلُ) : ومِن طساسيجه: السَّيْلَحُونُ وتسترُ (مِن إحْدَاها) : أَبو السَّعادَات (هِبَةُ اللهاِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ) بنِ عبْدِ المُحْسِنِ (الأُسْتانِيُّ) حدَّثَ عَن عليِّ بنِ أَحمدَ البُسريّ، ولَقيَ الشيْخَ أَبا إسْحق إبراهيمَ بن عليَ الشِّيرازِيّ،(35/167)
وَعنهُ أَبو طاهِرٍ السّلفيُّ، وحفِيدُهُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ مكِّيِّ بنِ هبَةِ الّلهِ؛ ذَكَرَه ابنُ سعْدٍ؛ حدَّثَ عَن إسْمعيلَ بنِ محمدِ بنِ ملَّةَ الأَصْبَهانيّ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَسْعدِ بنُ رَمَضان الأُسْتانِيُّ المُقْرِيءُ الخيَّاطُ، عَن أَبي الفتْحِ بنِ عبْدِ الْبَاقِي بنِ أَحمدَ بنِ سُلَيمان، تُوفي سَنَة 602.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الأُسْتونُ، بالضَّمِّ: الأسْطونَةُ، فارِسيَّةٌ، ومعْناهُ: المُعْتدلُ المُرْتَفِعُ.
وإسْتانُ بالكسْرِ: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو شُعَيْبٍ صالِحُ بنُ العبَّاسِ بنِ حَمْزَةَ الخزاعيُّ الإِسْتانيُّ.
وأُسْتانَةُ، بالضمِّ: ناحِيَةٌ بخُراسَان مِن نَواحِي بَلَحْ وإسْتَانُ سُواسم الناحِيَةُ المُسَّماةُ بالحيلِ، عَن حَمْزَةَ بنِ الحَسَنِ.
والأستانُ: الرّستاقُ، عَن العَسْكريّ.
وإسْتانُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بجَزِيرَةِ الرُّومِ، وَهِي المَعْروفَةُ باستانكوي، أَي قَرْيَة إسْتان.
وككِتابٍ: سِتانُ بنْتُ عبْدِ الّلهِ، زَوْجُ سُلَيْمانَ بنِ إبراهيمَ الحافِظِ، رَوَتْ عَن القاضِي أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ حزمٍ القُرَشِيِّ بالإِجازَةِ.
وأُسْتُنَابَاذْ بالضمِّ: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ طَبَرسْتان.
وإسْتِينِيا، بالكسْرِ ونُونٍ مكْسُورَةٍ بَيْنَ تَحْتِيَّين: من قُرَى الكُوفَةِ، ذَكَرَه المَدائِنيُّ.(35/168)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ستغفن
: سُتِيغَفْنٌ بضمٍ فكسْرٍ وغَيْن مَفْتوحَةٍ وفاءٍ ساكِنَةٍ: قَرْيةٌ ببُخارى، مِنْهَا: أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ مجيبِ بنِ حازِمٍ شيْخٌ لخَلَفَ الخيَّام.
سجن
: (سَجَنَهُ) يَسْجُنُه سَجْناً: (حَبَسَهُ.
(و) مِن المجازِ: سَجَنَ (الهَمَّ) يَسْجُنُه: إِذا أَضْمَرَه و (لم يَبُثَّهُ) ؛ قالَ:
وَلَا تَسْجُنَنَّ الهمَّ إنَّ لسَجْنِهعَناءً وحَمِّلْهُ المَهارى النَّواجِيا (والسِّجْنُ، بالكسْرِ: المَحْبِسُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ربِّ السِّجْنُ أَحبُّ إليّ} ، وقُرِىءَ بفتْحِ السِّيْن، وَهُوَ مَصْدرٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا شيءٌ أَحَقَّ بطُولِ سَجْنٍ من لسانٍ) .
(وصاحِبُهُ: سَجَّانٌ.
(والسَّجينُ: المَسْجونُ؛ ج سُجَناءُ وسَجْنَى) ، كعُرَفاء وسَكْرَى.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: (هِيَ سَجينٌ) ، بغيرِ هاءٍ، (وسَجِينَةٌ ومَسْجونَةٌ مِن) نسْوَةٍ (سَجْنَى وسَجَائِنُ.
(و) رُوِي عَن أَبي الفَرَجِ: السِّجِّينُ والسِّجِّيل، (كسِكِّينٍ: الدَّائِمُ) ؛ وَبِه فسّرَ قَوْل ابنِ مُقْبِلٍ الْآتِي.
(و) السِّجِّينُ مِن الضَّرْبِ: (الشَّديدُ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
زادَ فِي الأَساسِ: يُثبتُ المَضْروبَ محلَّه ويحْبسُه.
وقيلَ: هُوَ الصُّلْبُ الشَّديدُ مِن كلِّ شيءٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ مُقْبِلٍ:
فإنَّ فِينَا صَبُوحاً إنْ رأَيتَ بهرَكْباً بَهِيّاً وآلافاً ثَمانِينا(35/169)
ورَجْلةً يَضْرِبونَ الهامَ عَن عُرُضٍ ضَرْباً تواصَتْ بِهِ الأَبطالُ سِجِّينا (و) سِجِّينٌ: (ع فِيهِ كِتابُ الفُجَّارِ) ؛ وقالَ ابنُ عبَّاسٍ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُمَا: ودَواوِينُهم؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ فِعِّيلٌ مِن السِّجْنِ كالفِسِّيقِ مِن الفِسْقِ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {كلاَّ إنَّ كِتابَ الفجَّارِ لفِي سِجِّين} .
وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: هُوَ مِن سَجَنْتُ، أَي هُوَ مَحْبوسٌ عَلَيْهِم كي يُجازوا بِمَا فِيهِ.
(و) قيلَ: (وادٍ فِي جَهَنَّمَ، أَعاذَنا اللهاُ تَعَالَى مِنْهَا) .
وجَزَمَ البَيْضَاوِيُّ فِي هودٍ أَنَّه جَهَنَّمُ نفْسُها.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ اسمُ عَلَمٍ للنارِ.
وقالَ الرَّاغبُ: هُوَ اسمٌ لجَهَنَّم بِإِزَاءِ عليين، وزِيدَ لَفْظه تَنْبيهاً على زِيادَةِ مَعْناه.
(أَو حَجَرٌ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ) ، وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً.
وقالَ مجاهِدٌ: هُوَ اسمُ الأَرْضِ السابِعَةِ.
وقيلَ: فِي سِجِّين أَي فِي حِسَابٍ.
وقيلَ: معْنى الآيَةِ: كتابُهُم فِي حَبْسٍ لخسَاسَةِ مَنْزلتِهِم عنْدَ الّلهِ، عزَّ وجلَّ.
وأَمَّا قوْلُ الخفاجيِّ: سِجِّين: كِتابٌ جامِعٌ لأَعْمالِ الكَفَرَةِ.
فذَكَرَ الرَّاغِبُ: أَنَّ كلَّ شيءٍ ذَكَرَه الّلهُ، عزَّ وجلَّ، بقوْلِه: وَمَا أَدْرَاكَ، فَسَّره، وكلَّ مَا ذَكَرَه بقوْلهِ؛ وَمَا يُدْرِيك، تَرَكَه مُبْهماً؛ وَفِي هَذَا المَوْضِعِ ذَكَرَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّين} وَكَذَا فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عليون} ، ثمَّ فسَّر الكِتابَ لَا السِّجِّين والعَلِيّين؛ قالَ:(35/170)
وَفِي هَذِه لَطِيفَة مَوْضِعها الكُتُب المُطَوَّلات.
(و) السِّجِّينُ: (العَلانِيَةُ (. يقالُ: فَعَلَ ذَلِك سِجِّيناً: أَي عَلانِيَة.
(و) قالَ الأَصْمعيُّ: السِّجِّينُ: (السِّلْتِينُ مِن النَّخْلِ) ، وَهُوَ مَا يُحْفَر فِي أُصُولِها حُفّراً تجْذِبُ الماءَ إِلَيْهَا إِذا كانتْ لَا يَصِل إِلَيْهَا الماءُ.
(وسَجَّنَهُ تسْجِيناً: شَقَّقَهُ.
(و) سَجنَ (النَّخْلَ: جَعَلَها سِلْتِيناً) . يقالُ: سَجِّنْ جِذْعَكَ، لُغَةُ أَهْلِ البَحْرَيْن؛ وسِلْتِين ليسَ بعَرَبيَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
السَّاجُونُ: الحَديدُ الأنِيثُ.
ورجُلٌ مَسْجونٌ، وقوْمٌ مَسْجونُونَ، وسَجَّنُوهم.
وسَجَنَ لِسانَه: سَكَتَ، وَهُوَ مجازٌ.
وسَجِينٌ، كأَميرٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغربية، مِنْهَا الجمالُ عبْدُ الّلهِ بنُ أَحمدَ بنِ عُبَيْدِ الّلهِ بنِ محمدٍ الأَزْهرِيُّ الحَنَفيُّ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى، أَخَذَ عَن الحافِظِ السّخاوِيّ، ماتَ سَنَة 886.
وشيْخُ مشايخِنَا الشيخُ الشمْسُ محمدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمن أَحْمد السّجينيُّ الشافِعِيُّ الضَّريرُ، كانَ علاَّمَةً، ولِيًّا مُحَقِّقاً، وابنُ أَخيهِ أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّؤُوف بنُ محمدٍ تَوَلَّى مشْيَخَة الأَزْهرِ بعْدَ شيخِنا الوَليّ الشَّمْس الحفنيّ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، وتُوفي فِي رابِعِ عَشَر شوَّال سَنَة 1182.
وسُجَّانٌ، كرُمَّانٍ: جَمْعُ ساجِنٍ، ككاتِبٍ، وكِتابٍ.
وسَجَّانَةُ، كرُمَّانَةٍ: قرْيَةٌ بطَرَابُلُس المَغْربِ، مِنْهَا: عبدُ الّلهِ بنُ إبراهيمَ السجانيُّ أَخَذَ عَن العلاَّمَةِ(35/171)
الطَّرطُوشيِّ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِيْن.
سحن
: (السُّحْنَةُ والسَّحْناءُ) ، بفتْحِهما (ويُحَرَّكَانِ) فِي الصِّحاحِ.
وكانَ الفرَّاءُ يقولُ: السَّحَناءُ والثَّأَداءُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلم أَسْمَعْ أَحداً يقولُهما بالتَّحْرِيكِ غيَرهُ.
وقالَ ابنُ كيسَان: إنْما حُرِّكتا لمكانِ حَرْفِ الحَلْقِ.
(لِينُ البَشَرَةِ.
(و) قيلَ: (النَّعْمَةُ) ، بفتْحِ النُّونِ، وَهُوَ التَّنعم كَمَا فِي التَّهْذيبِ والمُحْكَم.
(و) قيلَ: (الهَيْئَةُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قيلَ: (اللَّوْنُ) والحالُ؛ يقالُ: هَؤُلَاءِ قوْمٌ حَسَنٌ سَحْنَتُهم، أَي حَسَنٌ شَعَرُهم ودِيباجَةُ لَوْنِهم.
(وجاءَ الفَرَسُ مَسْحِناً، كمَجْلِسٍ) ؛ وَفِي بعضِ النُّسحِ مُسْحِناً كمُحْسِنٍ، والصَّوابُ: مُسْحَناً كمُكْرَمٍ: (حَسَنَ الحالِ) حَسَنُ المَنْظرِ، (وَهِي بهاءٍ.
(وتَسَحَّنَ المالَ وساحَنَهُ: نَظَرَ إِلَى سَحْنائِهِ) . وعَلى الأَوَّل اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ.
(والمُسَاحَنَةُ: المُلاَقَاةُ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (حُسْنُ المُخالَطَةِ والمُعاشَرَةِ) ؛ وقيلَ: المُفاوَضَةُ.
وساحَنَهُ الشَّيءَ مُساحَنَةً: خالَطَهُ فِيهِ وفَاوَضَهُ.
(و) المِسْحَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: الصَّلاءَةُ) يُسْحَنُ فِيهَا، (وَالَّتِي تُكْسَرُ بهَا الحِجارَةُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ والجَمْعُ المَساحِنُ، قالَ المُعطَّل الهُذَليُّ:
وفَهْمُ بنُ عَمْرٍ ويَعْلِكون ضَريسَهمكما صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ(35/172)
(وسَحَنَ، كمَنَعَ) ، يَسْحَنُ سَحْناً: (دَلَكَ الخَشَبَةَ) بمِسْحَنٍ (حَتَّى تَلِينَ) مِن غيرِ أَنْ يأْخُذَ مِن الخَشَبَةِ شَيْئا، واسمُ الآلَةِ المِسْحَن.
(و) سَحَنَ (الحَجَرَ: كَسَرَهُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(وَهُوَ فِي سِحْنةِ، بالكسْرِ: أَي فِي كَنَفِهِ.
(و) يقالُ: (يَوْمُ سَحْنٍ، بالفتْحِ: أَي يَوْمُ جَمْعٍ كثيرٍ.
(سَحْنَهُ: د قُرْبَ هَمَذَانَ) ، عَن نَصْر.
(والمَسَاحِنُ: حِجارَةُ الذَّهَبِ والفضَّةِ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: حِجارَةٌ تُدَقُّ بهَا حجارَةُ الذَّهَبِ والفضَّةِ، واحِدُها مِسْحَنَةٌ؛ وَقد تقدَّمَ شاهِدُه مِن قوْلِ المُعطَّلِ الهُذَليِّ قَرِيباً.
(و) المَساحِنُ: (حِجارَةٌ رِقاقٌ يُمْهَى بهَا الحَدِيدُ) نَحْو المِسَنِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المِسْحَنَةُ، بالكسْرِ: لُغَةٌ فِي الفتْحِ، نَقَلَه ابنُ الأَثيرِ.
وسَحَنَ الشيءَ سَحْناً: دَقَّه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وسُحْنُونٌ، بالضمِّ: طائِرٌ.
وسُحْنونُ بنُ سعْدٍ الأَفْريقيُّ: مِن أَئمَّةِ المَالِكِيَّة، جالَسَ مالِكاً مدَّةً، ثمَّ قَدِمَ بمذْهَبِه إِلَى أَفْريقِيَة فأَظْهَرَه فِيهَا، وتُوفي سَنَة 241. ونُقِلَ فَتْحُ سِينِه وتَفْصِيل ذَلِك فِي كتابِ الفرقِ لابنِ السيِّد.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سحتن
: سَحْتَنَه: إِذا ذَبَحَه؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: السَّحْتَنَةُ: الأُبْنةُ الغَليظَةُ فِي الغُصْنِ.
وسَحْتَنُ بنُ عوْفِ بنِ جذيمَةَ بنِ(35/173)
عبْدِ القَيْسِ إنَّما لُقِّبَ بِهِ لأَنَّه أَسَرَ أَسْرى فسَحْتَنَهم أَي ذَبَحَهم.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النُّون فِيهِ زائِدَةٌ كالنُّونِ فِي الرَّعْشنِ.
وأَبو الرّضا عبّادُ بنُ نُسيبٍ السَّحْتَنِيُّ يَرْوِي عَن عليَ وأَبي برْزَةَ الأَسْلَميّ، مَشْهورٌ.
سخن
: (السُّخْنُ، بالضَّمِّ: الحارُّ) ، ضدُّ البارِدِ.
(سَحَنَ) الشَّيءُ والماءُ، (مُثَلَّثَةً) ، الكَسْرُ لُغَةُ بَني عامِرٍ، واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على الفتْحِ والضَّمِّ؛ (سُخُونَةً) فيهمَا، كَمَا فِي الصِّحاحِ، (وسُخْنَةً وسُخْناً، بضَمِّهِنَّ) ، أَي فِي مَصادِرِ سَخَنَ كنَصَرَ، (وسَخانَةً وسَخَناً محرَّكةً) فِي مَصادِرِ سَخِنَ كفَرِحَ، (وأَسْخَنَ الماءَ وسَخَّنَهُ) ، بالتَّشْديدِ، بمعْنًى.
(وماءٌ سَخِينٌ، كأَميرٍ وسِكِّينٍ ومُعَظَّمٍ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ ومُكْرَمٍ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ فِي الصِّحاحِ قالَ: ماءٌ مُسْخَنٌ وسَخِينٌ مثْلُ مُتْرَصٍ وتَرِيصَ ومُبْرَمٌ وبَرِيمٌ؛ وأَنْشَدَ لعَمْرِو بنِ كُلثُوم:
مُشَعْشَعَة كأَنَّ الحُصَّ فيهاإذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِيناقالَ: وأَمَّا قوْلُ مَنْ قالَ: سَخِيناً جُدْنا، بأَمْوالِنِا فليسَ بشيءٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي يعْني أَنْ الماءَ إِذا خالَطَها اصْفرَّتْ؛ قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ وَكَانَ الأصْمعيُّ يَذْهبُ إِلَى أنَّه من السّخاءِ لأنَّه يقولُ بعْدَ هَذَا البيتِ:
ترى اللَّحِزَ الشَّدِيدَ إِذا أُمِرَّتْعليه لمالِهِ فِيهَا مُهِينا(35/174)
قالَ: وليسَ كَمَا ظنَّ لأنَّ ذَلِك لَقَبٌ لَهَا، وَذَا نَعْت لفعْلِها؛ قالَ: وَهُوَ الَّذِي عَنَاه ابنُ الأعْرابيّ بقوْلِه: وقوْلُ مَنْ قالَ: الخ لأَنَّه كانَ ينكرُ أَنْ يكونَ فَعِيل بمعْنَى مُفْعَل، ليبْطلَ بِهِ قَوْل ابنِ الأَعْرابيِّ فِي صفَةِ: المَلْدُوغ سَلِيم، إنَّه بمعْنَى مُسْلَم لما بِهِ قالَ: وَقد جاءَ كَثيراً، أَعْنِي فَعِيلاً بمعْنَى مُفْعَلٍ، وَهِي أَلْفاظٌ كَثيرَةٌ مَعْدودَةٌ؛ ذَكَرَ بعضَها فِي س ل م.
(و) ماءٌ (سُخاخِينُ، بالضَّمِّ، وَلَا فُعاعِيلَ) فِي الكَلامِ (غَيْرُهُ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، ونَقَلَه كُراعٌ أَيْضاً: أَي (حارٌّ) هُوَ تَفْسيرٌ لكلِّ مِنَ الأَلفاظِ الَّتِي تقدَّمَتِ.
(ويَوْمٌ ساخِنٌ وسَخْنانٌ، ويُحَرَّكُ، وسُخْنٌ وسُخُنانٌ، بضمِّهما) ، وَقد سَخَنَ بتَثْلِيثِ الخاءِ: أَي حارُّ، (واللَّيْلَةُ، بالهاءِ) ، سُخْنَةٌ وساخِنَةٌ وسَخْنانَةٌ: أَي حارَّةٌ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ فِي اليوْمِ على السُّخْن والسَّاخِنِ، والسّخْنان؛ وَفِي الَّليْلَةِ على السّخْنَةِ والسّخنانَةِ.
(وتَجِدُ) فِي نفْسِك (سَخْنَةً، مُثَلَّثَةِ) السِّيْنِ (ويُحَرَّكُ، وسَخْناً، بالفتْحِ، وسُخُونَةً، بالضَّمِّ) ، وسَخْناء مَمْدوداً، أَي (حُمَّى أَو حَرَّا) .
وقيلَ: فَضْلُ حَرارَةٍ يَجِدُها مِن وَجَعٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ واقْتَصَرَ على التحْرِيكِ.
(وسُخْنَةُ العَيْنِ، بالضمِّ: نَقِيضُ قُرَّتِها، وَقد سَخِنَتُ كفَرِحَ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ (سَخْناً) ، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ، (وسُخُوناً وسُخْنَةً) ، بضمِّهما، (فَهُوَ سَخِينٌ) العَيْنِ.
ويقالُ: سَخَنَتِ العَيْن بالفتْحِ؛ وقيلَ: الكسْرُ والفتْحُ فِي سَخِنَتِ الأرْضُ؛ أَمَّا العَيْنُ فالكَسْر لَا غَيْر.
(وأَسْخَنَ اللهاُ عَيْنَهُ وبعَيْنِه) : أَي (أَبْكَاه) ، نَقِيضُ أَقَرَّ عَيْنَه وبعَيْنِه.
(والسَّخُونُ: مَرَقٌ يُسَخَّنُ) ؛ قالَ:(35/175)
يُعْجبُه السَّخونُ والعَصِيدُوالتَّمْرُ حُبًّا مَاله مَزِيدُ (و) السَّخِينَةُ، (كسَفِينَةٍ: طَعَامٌ رَقِيقٌ يُتَّخَذُ مِن) سَمنٍ و (دَقيقٍ) ؛ وقيلَ: دَقيقٍ وتَمرٍ وَهُوَ دُونَ العَصِيدَةِ فِي الرقَّةِ وفَوْقَ الحَسَاءِ.
ورُوِي عَن أبي الهَيْثم أنَّه كَتَبَ عَن أَعْرابيّ قالَ: السَّخِينَة دَقيقٌ يُوضَعُ على ماءٍ أَو لبنٍ فيُطْبَخ ثمَّ يُؤْكَلُ بتَمْرٍ أَو يُحْسَى، وَهُوَ الحَسَاءُ، وإنَّما كَانُوا يأْكلُون السَّخِينَةَ فِي شدَّةِ الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَفِ المالِ.
(و) سَخِينَةُ: (لَقَبٌ لقُرَيْشٍ لاتِّخَاذِها إِيَّاهُ) ، أَي لأنَّهم كَانُوا يكْثِرُونَ مِن أَكْلِها (و) لذا (كانَتْ تُعَيَّرُ بِهِ) .
وَفِي الحدِيثِ: أنَّه دَخَلَ على حَمْزَة، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، فصُنِعَتْ لَهُم سَخِينَةٌ فأَكَلُوا مِنْهَا؛ قالَ كعْبُ بنُ مالِكٍ:
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهاولَيُغْلَبَنَّ مَغالِبُ الغَلاَّبِوفي حدِيثِ مُعاوِيةً، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه مازَحَ، الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ فقالَ: (مَا الشيءُ المُلَفَّف فِي البِجَادِ؟ فقالَ: هُوَ السَّخِينَةُ يَا أَمِير المُؤْمِنِين) ، المُلَفَّفُ فِي البِجَادِ: وَطْبُ اللَّبَنِ يُلَفُّ بِهِ ليَحْمَى ويُدْرِكَ، وكانتْ تَمِيمُ تُعَيَّرَ بِهِ، والسَّخِينَةُ: الحَسَاءُ المَذْكورُ، يُؤْكَلُ فِي الجَدْبِ، وكانتْ قُرَيْش تُعَيَّرُ بهَا، فلمَّا مازَحَه مُعاوِيَة بِمَا يُعابُ بِهِ قَوْمه مازَحَه الأَحْنَفُ بمثْلِه.
(وضَرْبٌ سَخِينٌ: مُؤْلِمٌ حارٌّ) شَدِيدٌ؛ كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ(35/176)
كسِكِّين، وَبِه فُسِّر قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ السَّابِق فِي سَجَنَ أَيْضاً.
(والمِسْخَنَةُ من البِرامِ، كمِكْنَسَةٍ) : قدْرٌ (شِبْهُ التَّوْرِ) يُسَخَّن فِيهَا الطَّعامُ.
قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الصَّغيرَةُ الَّتِي يُطْبَخ فِيهَا للصَّبيِّ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نعم أُنْزِل عليَّ طَعامٌ فِي مِسْخَنَةٍ) .
(والتَّسَاخِينُ: المَراجِلُ) ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (الخِفافُ) ؛ وَفِي الحدِيثِ: بَعثَ سَرِيَّةً فأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا على المُشاوِذ والتَّساخِين؛ المَشاوِذ: العَمائِمُ، والتَّساخِين: الخِفَافُ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: (و) قالَ حَمْزَةُ الأَصْفهانيُّ فِي كتابِ المُوازَنَةِ: التسَّاخِينُ (شيءٌ كالطَّيالِسِ) مِن أَغْطِيَةِ الرأْسِ كانَ العُلَماءُ والمَوَابِذةُ يأْخذُونهم على رُؤُوسهم خاصَّةً دُونَ غيْرِهم؛ قالَ: وجاءَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، فقالَ مَنْ تَعاطَى تَفْسِيرَه هِيَ الخِفافُ حيثُ لم يَعْرِفْ فارِسِيَّتَه، قالَ: وتَسْخان مُعَرَّبُ تَشْكَن.
قالَ الجَوْهرِيُّ: (بِلا واحِدٍ) مثْلُ التَّعاشِيبِ.
وقالَ ثَعْلَب: ليسَ للتَّساخِين واحِدٌ مِن لَفْظِها كالنِّساءِ لَا واحِد لَهَا؛ (أَو واحِدُها تَسْخَنٌ وتَسْخانٌ) .
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا واحِد لَهَا مِن لَفْظِها إلاَّ أنَّه يقالُ: تَسْخانٌ، وَلَا أَعْرِفُ صحَّةَ ذَلِك.
(والسَّخاخِينُ: المَساحِي) بلُغَةِ عبْدِ القَيْسِ، (الواحِدُ كسِكِّينٍ لَا كأَميرٍ كَمَا تَوَهَّمَ الجوْهرِيُّ) ، هَكَذَا وُجِدَ بخطِّه فِي نسخِ الصِّحاحِ وَلم(35/177)
يُنَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّي؛ وَهِي مِسْحاةٌ مُنْعطِفَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي بعضِ نسخِها: مُنْعقِفَةٌ.
(و) السَّخاخِينُ: (سَكاكِينُ الجَزَّارِ أَو عامٌّ) .
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ للسِّكِّين: السِّخِّينَةُ والشِّلْقاءُ.
(و) السِّكِّينُ: (مَقْبضُ المحْرَاثِ) ؛ وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هُوَ مَرُّ المِحْراثِ، يَعْني مَا يَقْبِضُ عَلَيْهِ الحَرَّاثُ مِنْهُ.
(و) سُخَيْنَةٌ، (كجُهَيْنَةَ: د بينَ عُرْضَ وتَدْمُرَ والعامَّةُ تقولُ سُخْنَةٌ) ، وَهَكَذَا نَقَلَه نَصْر؛ وَهُوَ بَلَدٌ بينَ تَدْمُرَ والرقَّةِ، وعَلى التَّحديدِ بينَ أَركَةَ وعُرْضَ.
(والإِسْخِنَةُ بالكسْرِ: ضِدُّ الإِبْرِدَةِ) أَي بِكَسْر الأَّول والثَّاني فيهمَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَخَنَتِ الأرْضُ وسَخِنَتْ، كنَصَرَ وفَرِحَ، وسَخُنَتْ عَلَيْهِ الشمْسُ، ككَرُمَ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ قالَ: وبنُو عامِرٍ يَكْسِرُونَ.
وَفِي الحدِيثِ: (شَرُّ الشّتاءِ السَّخِين) أَي الحارُّ الَّذِي لَا بَردَ فِيهِ.
وَجَاء فِي غَرِيبِ الحَرْبيّ: السُّخَيْخِين، قالَ: ولعلَّه تَحْريفٌ.
وسَخِينَتا الرجُلِ، كسَفِينَة: بَيْضَتَاه لحَرارَتِهما.
وطَعامٌ سُخاخِينٌ، بالضمِّ: أَي حارٌّ، وكذلِكَ يَوْمٌ سُخاخِين، وحبٌّ سُخاخِين: موجِعٌ مُؤْذٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:(35/178)
أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِداحُبًّا سُخاخِيناً وحُبّاً بارِداوفسّرَ البارِدَ بأنّه الَّذِي يَسْكُنُ إِلَيْهِ قلْبُه.
والسَّخْناءُ، بالمدِّ، والسُّخُونَةُ، بالضمِّ: الحُمَّى.
ويقالُ: عليكَ بالأمْرِ عنْدَ سُخْنَتِه: أَي فِي أَوّلِه قبْلَ أنْ يَبْرُدَ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: ماءٌ سَخِيمٌ وسَخِينٌ: ليسَ بحارَ وَلَا بارِدٍ.
والسَّخُونَةُ: السَّخِينَةُ؛ عَن الأَزْهرِيّ.
والسَّخِينَةُ الطَّعامُ الحارُّ.
وسَخَنَتِ الدابَّةُ، كنَصَرَ وكَرُمَ: أُجْرِيَتْ فسَخُنَتْ فِي عِظامِها وخَفَّتْ فِي حُضْرِها؛ وَمِنْه قوْلُ لبيدٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ وفوْقَهُحتى إِذا سَخْنَتْ وخَفَّ عِظامُهارُوِي بالوَجْهَيْن كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وعينٌ سَخِينَةٌ. وسخنه بالضَّرْبِ: ضَرَبَه ضَرْباً مُوجِعاً وَمَا أسخن ضربه والمُسْخِنُ، كمُحْسِنٍ: المُتَحرِّكُ فِي كَلامِهِ وحَرَكاتِهِ، لُغَةٌ شامِيَّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سختن
: سَخْتانٌ، كسَحْبانٍ: والِدُ أبي عبْدِ الّلهِ مُحَمَّد السَّخْتانيّ رَوَى عَنهُ(35/179)
الطّبْرانيّ، ماتَ سَنَة 350.
وأَبو بكْرٍ أَيوبُ بنُ كيْسَان السّخْتِيانيُّ البَصْرِيُّ عَن الحَسَن، وَعنهُ الثَّوْريُّ ومالِكُ نِسْبَة إِلَى عَمَلِ السّخْتيان وبَيْعِه وَهُوَ نَوْعٌ مِن الجُلودِ ومحدِّثُ جُرْجانَ عمْرانُ بنُ موسَى السّخْتِيانيُّ رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبو عبْدِ الّلهِ، ماتَ سَنَة 305 رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
سدن
: (السَّدِينُ، كأَميرٍ: الشَّحْمُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) قيلَ: (الدَّمُ.
(و) أَيْضاً: (الصُّوفُ.
(و) أَيْضاً: (السِّتْرُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، (كالسَّدَانِ) ، كسَحَابٍ، (والسَّدَنِ، محرَّكةً) ، والجمْعُ أسْدانٌ.
(وسَدَنَ سَدْناً وسَدَانَةً: خَدَمَ الكَعْبَةَ، أَو بيتَ الصَّنَمِ) ، والاسمُ السِّدَانَةُ، بالكسْرِ.
(و) سَدَنَ: (عَمِلَ الحِجابَةَ فَهُوَ سادِنٌ) .
قالَ ابنُ بَرِّي: الفرقُ بينَ السَّادِنِ والحاجِبِ أنَّ الحاجِبَ يَحْجُبُ إذْنُهُ لغيرِهِ، والسادِنَ يَحْجُبُ وإذْنُه لنفْسِه، (ج سَدَنَة) ، محرَّكةً، وهم سَدَنَةُ البيتِ أَي حُجَّابُه.
وسَدَنَةُ الأَصْنَام فِي الجاهِلِيَّةِ قَوَمَتُها، وَهُوَ الأصْلُ. وكانتِ السّدَانَةُ واللِّواءُ لبَني عبْدِ الدّارِ فِي الجاهِلِيَّةِ فأَقَرَّها النبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلملهم فِي الإسْلامِ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: سِدَانَةُ الكعْبَةِ: خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمْرِها وفَتْح بابِها وإِغْلاقُه.
(وسَدَنَ ثَوْبَهُ يَسْدِنُه ويَسْدُنُه) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ: (أَرْسَلَهُ) ، وكذلِكَ سَدَنَ السِّتْر إِذا أَرْسَلَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الأَسْدانُ والسُّدُونُ: مَا جُلِّلَ بِهِ الهَوْدَجُ مِن الثِّيابِ، واحِدُها سَدَنٌ، عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي الصِّحاحِ:(35/180)
الأَسْدانُ: لُغَةٌ فِي الأسْدالِ، وَهِي سُدُولُ الهَوادِجِ: قالَ الزَّفَيانُ:
مَاذَا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِطوالِعاً من نَحْوِ ذِي بُوانِكأنَّما علقن بالأَسْدانِيانِعَ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِد (
سربن
: (السَّارْبانُ، بسكونِ الرَّاءِ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ اسمٌ لمَنْ يحفْظُ الجِمالَ ويُراعِيها؛ مِنْهُم: (جَدُّ والِدِ) أَبي الحُسَيْن (عليِّ بنِ أَيُّوبَ بنِ الحَسَنٍ) بنِ أَيُّوبَ الكاتِبِ الشِّيرازِيّ (القِمِيّ الشِّيعيِّ) ، المُتَغالي فِي التَّشيّعِ، حدَّثَ عَن أَبي سعيدٍ السِّيرافيّ، وأَبي عبْدِ اللهاِ المرْزبانيّ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ؛ وُلِدَ بشِيرَاز سَنَة 347، وماتَ ببَغْدادَ سَنَةَ 403، وَهُوَ (رَاوِي شِعْرِ المُتَنَبِّي) خلا القَصائِدِ الشِّيْرَازِيَّات.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
السِّرْبانُ، كالسِّرْبالِ، وتَسَرْبَنَ كتَسَرْبَلَ؛ قالَ الشاعِرُ:
تَصُدُّ عني كَمِيِّ القوْمِ مُنْقَبِضاً إِذا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْبانَاوزَعَمَ يَعْقوبُ أنَّه بَدَلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سرأن
إسْرائِينُ وإسْرائِيلُ: اسمُ مَلَكٍ؛ وزعَمَ يَعْقوبُ أنَّه بَدَلٌ، وَقد ذُكِرَ فِي اللامِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
سرون
: السِّيروانُ بالكسْرِ: أَرْبعَةُ مَواضِعَ: كُورَةٌ بالجَبَلِ؛(35/181)
وقَرْيةٌ بنَسَف، مِنْهَا أَبو عليَ أَحْمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعَاذٍ النَّسفيُّ عَن إسْحق بنِ إبراهيمَ الدّبرِيّ، ماتَ سَنَة 339؛ وموضِعٌ بفارِسَ؛ ومَوْضِعٌ بالرَّيِّ؛ قالَهُ ياقوتُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سِيرِين
سِيرِينُ، بالكسْرِ: وَهُوَ اسمُ مَوْلى يُونسَ بنِ مالِكٍ سَبَاه خالِدُ بنُ الوَلِيدِ، وَهُوَ والدُ محمدِ بنِ سِيرِيْن المُعَبِّرِ؛ ومِن ولدِهِ بكَّارُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الّلهِ بنِ محمدٍ السِّيرِينِيُّ المحدِّثُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سمعن
: إسْماعِينُ: اسمٌ، وزَعَمَ يَعْقوبُ أَنَّه بَدَلٌ.
سرجن
: (السِّرْجِينُ والسِّرْقِينُ، بكسْرِهما: الزِّبْلُ) تُدْمَلُ بِهِ الأَرْضُ.
قالَ الجوْهرِيُّ: وهُما (مُعَرَّبا سَرْكِينٍ بالفتْحِ) لأنَّه ليسَ فِي الكَلامِ فَعْلِيلٌ بالفتْح.
قلْتُ: والكافُ العَربيَّة قد تُعْربُ بالجيمِ وتُعْربُ بالقافِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَرْجَنَ الأرْضَ وسَرْقَنَها: إِذا دَمَلَها بالزِّبْلِ.
ونَقَلَ ابنُ سِيْدَه فتْحَ السِّيْن فيهمَا شُذوذاً.
وعُمَرُ بنُ مكِّيِّ بنِ سرجان الحلبيُّ مِن شيوخِ الدِّمْيَاطِيّ.
والسرجونُ: لُغَةٌ فِي السِّرْجِين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/182)
سرفن
: إِسْرافِينُ وإِسْرافِيلُ: اسمُ مَلَكٍ، وكانَ القَنانِيُّ يقولُ: سَرافينُ وسَرافِيلُ، وزَعَمَ يَعْقوبُ أَنَّه بَدَلٌ، وَقد تكونُ هَمْزَةُ إسْرافِيل أَصْلاً فَهُوَ على هَذَا خُماسِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سركن
: سَارَكُونُ: قَرْيةٌ بسَوادِ بُخارى، مِنْهَا: أَبو محمدٍ بكْرُ بنُ محمدِ بنِ إسْحق بنِ حاتِمٍ المحدِّثُ.
وأَمَّا قولُ العامَّةِ: سَرْجَنُوه إِذا جَلوه عَن وَطَنِه فإنَّه مُعَرَّبٌ عَن سَرْكَنُوه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سترسن
: استرشنُ: بلْدَةٌ بينَ كاشغرَوخُتَن، مِنْهَا: أَبو نَصْرٍ أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ عليَ، قَدِمَ بَغْدادَ وحَدَّثَ بهَا عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى بنِ عُبَيْدِ الّلهِ الدُّلَفيّ فِي سَنَة 498، وحدَّثَ عَنهُ جماعَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سرشن
أُسْرُوشَنَةُ، بالضَّمِّ والسِّيْن الأُولى مُهْمَلَة عَن ابنِ السّمعانيّ، والمَشْهورُ إِعْجامُها عَن المحدِّثِينِ. وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ اسْتِطرَاداً فِي هَذَا الكِتابِ فِي تركيب (خَ ت ش) ؛ مَدينَةٌ بِمَا وَرَاء النَّهْرِ نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سرسن
: سِرْسنا، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن المَنُوفيةِ، وَقد دَخَلْتُها وتُضَافُ إِلَى الشّهداءِ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ الّلهِ محمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إسْحق بنِ إبراهيمَ بنِ موسَى الشَّريفُ الحسْنيُّ المحدِّثُ؛(35/183)
والشمسُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ عليِّ الشافِعِيُّ، رحِمَه الّلهُ تعالَى عَن السّخاوِيّ والجوجرِيّ وزَكَرِيا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سرسمن
سرسمونُ: قرْيَةٌ بمِصْرَ مِن المَنُوفِية أَيْضاً وَقد دَخَلْتُها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سرفن
سَرْفنا، بالفتحِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ بالاشمونين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سِرين
: السُّرْيانُ، بالضمِّ: لسانٌ مَعْروفٌ؛ قيلَ: مَنْسوبٌ إِلَى سورَةٍ وَهِي أَرْضُ الجَزيرَةِ.
ودَيْرُ سريان: بالشَّامِ.
سسن
: ( {السَّوْسَنُ، كجَوْهَرٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ فِي اللّسانِ بعْدَ تَرْكيبِ التسون، وَهُوَ أَوْلى لأنَّ اللَّفْظَةَ أَعْجمِيَّةٌ وحُرُوفَها كُلّها أَصْلِيّة.
قالَ شيْخُنا: وحَكَى ابنُ المصْرِي، فِيهِ الضمَّ، وجَرَى عَلَيْهِ الخَفاجِيّ فِي شِفاءِ الغَلِيلِ. وحَكَاه أَبو حيَّان، رحِمَه الّلهُ تعالَى؛ وقالَ: لم يأْتِ على فَوْعل بالضمِّ غيرُه. وغَيْرُ صَوْبجٍ لَا ثالِثَ لَهما.
قلْتُ: وفَوْفل ثالِثهما، وَهُوَ مُعْرَّبٌ، وَقد جَرَى فِي كَلامِ العَرَبِ؛ قالَ الأعْشى:
وآسٌ وخيريٌّ ومروٌ} وسَوْسَنٌ إِذا كَانَ هيزمنٌ ورُحْتُ مُخَشَّمَاوهو (هَذَا المَشْمومُ، وَمِنْه بَرِّيٌّ وبُسْتانِيٌّ؛ والبُستانِيُّ صِنْفانِ) وهما (الأَزاذُ وَهُوَ الأَبْيَضُ) وَهُوَ أَطْيبُه، (والإِيرِساءُ: وَهُوَ الأَسْمَا نْجُونِي نافِعٌ للإِسْتسْقاءِ مُلَطِّفٌ للمَوادِّ(35/184)
الغَليظَةِ والأَزاذُ لَطِيفٌ نافعٌ من العِلَلِ البارِدَةِ فِي الدِّماغِ مُحَلِّلٌ للرِّياحِ الغَلِيظَةِ المُجْتَمعَةِ فِيهِ، وأَصْلُه جَلاَّءٌ مُحَلِّلٌ ووَرَقُه نافِعٌ من حَرْقِ الماءِ الحارِّ ومِن لَسْع الهوامِّ والعَقْرَبِ خاصَّةً، الواحِدَةُ {سَوْسَنَةٌ) ، وَقد نُسِيَ هُنَا اصْطِلاحُه.
(وأَبو القاسِمِ المُحْسِنُ بنُ محمدِ بنِ المُحْسِنِ بنِ سَسْنَوَيْهِ، كعَمْرَوَيْه) ، والصَّوابُ بضمِّ السِّيْن الأُوْلى كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ؛ (محدِّثٌ) سَمِعَ أَبَا بكْرِ بنِ مَرْدَوَيْه، وماتَ سَنَة 482.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَوْسَنُ، كجَوْهَرٍ: جَدُّ أَبي بكْرٍ أَحْمدَ بنُ المُظَفّر بنِ سَوْسَن أَحَدُ مشايخِ السَّلَفيّ رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} السَّاسانِيةُ: طائِفَةٌ مِن الفُرْسِ نُسِبُوا إِلَى ملكٍ لَهُم يقالُ لَهُ {سَاسَانُ.
وقالَ الشَّرِيشيُّ: هُوَ أوَّلُ من سنَّ الكدية فنُسِبُوا إِلَيْهِ كَمَا أنَّ الطُّفَيْليَّ مَنْسوبٌ إِلَى طُفَيْل أَوّل من تَطَفَّل. وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي س ي س.
} وسَاسانُ: محلَّةٌ بمَرْوَ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ اللهاِ محمدُ بنُ إسْمعيلَ بنِ أَبي بكْرٍ رَوَى عَنهُ السّمعانيُّ؛ وسمرَةُ بنُ! سِيْسَن، بكسْرٍ فسكونِ تحْتِيّة ففتحِ آخِره نُون تابِعِيٌّ.
وسِنانُ بنُ سِيْسَن مِن أَتْباعِهم؛ وسلمةُ بنُ سِيْسَن المكِّيُّ مِن شيوخِ الحُمَيْديّ.
هَذِه الأسْماءُ إيرادُ هَا هُنَا على الصَّوابِ وَقد حَرَّفها المصنِّفُ، رَحِمَه اللهاِ تعالَى فذَكَرَها فِي (س ي س) وَهُوَ خَطَأٌ نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَالك.(35/185)
سستن
: ( {سَسْتانُ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (فِي نَسَبِ مُلُوكِ بَني بُوَيْهٍ) ، كَذَا فِي التَّبْصيرِ للحافِظِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سِسْتانُ، بالكسْرٍ: مَدينَةٌ بالسِّنْدِ، ويقالُ لَهَا} سوستانُ أَيْضاً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سسقن
:! سَوْسَقانُ: مَدينَةٌ بالعَجَمِ، مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ مِن مشايخِ ابنِ السّمعانيّ.
سطن
: (الأُسْطُوانَةُ، بالضَّمِّ: السَّارِيَةُ) ، والغالِبُ عَلَيْهَا أنَّها تكون مِن بناءٍ بخلافِ العَمودِ، فإنَّه مِن حَجَرٍ واحِدٍ، وَهُوَ (مُعَرَّبُ أُسْتون) عَن الأزْهرِيّ، وَهِي فارِسِيَّة، مَعْناها المُعْتَدلُ الطَّويلُ، ونُونُ الأُسْطُوانَة مِن أَصْلِ بناءِ الكَلِمَةِ، وَهُوَ على تَقْديرِ (أُفْعُوالَة) مِثْل أُقْحُوانَة، لأنَّه يقالُ أَساطِينُ مُسَطَّنَةٌ؛ (أَو فُعْلُوانَةٌ) ، وَهُوَ قوْلُ الأَخْفَشِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهَذَا يُوجِبُ أَنْ تكونَ الواوُ زائِدَةً وَإِلَى جَنْبِها زائِدَتانِ الأَلِفُ والنُّونُ، وَهَذَا لَا يكادُ يكونُ.
وقالَ قوْمٌ: هُوَ أُفْعُلانَةٌ وَلَو كانَ كذلِكَ لمَا جُمِعَ على أَساطِينَ، لأنَّه لَا يكونُ فِي الكَلامِ أَفاعِينُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قوْلِ الجوْهرِيّ إنَّ أُسْطُوانَةَ أُفْعُوالَة مِثْل أُقْحُوانَة، قالَ: وَزْنها أُفْعُلانَة وليْسَتْ أُفْعُوالَة كَمَا ذَكَر، يَدُلُّكَ على زِيادَةِ النُّونِ قوْلُهم فِي الجمْعِ أَقاحِيٌّ وأَقاحٍ، وقوْلُهم فِي التَّصْغيرِ أُقَيْحية؛ قالَ: وأَمَّا أُسْطُوانَة فالصَّحيحُ فِي وَزْنِها فُعْلُوانَة لقوْلِهم فِي التكْسيرِ أَساطِينَ كسَراحِينَ، وَفِي التصْغيرِ: أُسَيْطِينة كسُرَيْحِين؛ قالَ: وَلَا يجوزُ أنْ يكونَ وَزْنُها أُفْعُوالَة لقلَّةِ هَذَا الوَزْن وعَدَم(35/186)
نَظِيرِه، فأَمَّا مُسَطَّنَةٌ ومُسَطَّنٌ فإنَّما هُوَ بمنْزِلَةِ تَشَيْطَنَ فَهُوَ مُتَشَيْطِنٌ، فيمنْ زَعَمَ أنّه مِن شَاطَ يَشِيطُ، لأَنَّ العَرَبَ قد تَشْتقُّ مِن الكَلِمَةِ وتُبْقي زَوائِدَه، كقَوْلِم تَمَسْكَنَ وتَمَدْرَعَ، قالَ: وأَمَّا إنْكارُه بعْدَ زِيَادَة الألفِ والنُّون بعْدَ الواوِ المَزيدَةِ فِي قوْلِه: وَهَذَا لَا يكادُ يكونُ، فغَيْر مُنْكرٍ بدَلِيلِ قوْلِهم عُنْظُوان وعُنْفُوان، ووَزْنُهما فُعْلُوان بإجْماعٍ، فعَلَى هَذَا يجوزُ أنْ يكونَ أُسْطُوانَةً كعُنْظُوانَة؛ قالَ: ونَظِيرُهُ مِن الياءِ فِعْلِيان نحْو صِلِّيان وبِلِّيان وعِنْظِيان؛ قالَ: فَهَذِهِ قد اجْتَمَعَ فِيهَا زِيادَةُ الأَلِف والنُّون وزِيادَةُ الياءِ قَبْلها، وَلم يُنْكر ذلِكَ أَحَدٌ، انْتَهَى.
قالَ شيْخُنا: ولكنَّ الجَزْمَ بعجْمتِها يُنافي هَذَا الخِلافَ، فإنَّ العجمةَ تَقْتَضِي الأَصالَة مُطْلقاً إِذْ لَا تَصْرِيف فِي الأَلْفاظِ العجمِيَّة، كَمَا صرَّحَ بِهِ ابنُ السَّرَّاج وغيرُهُ.
(و) الأُسْطُوانَةُ: (قوائمُ الَّدابَّةِ) على التَّشْبِيه، والجمْعُ أَساطِينُ.
(و) الأسْطُوانَةُ: (الأَيْرُ) على التَّشْبيهِ أَيْضاً.
(وأَساطِينُ مُسَطَّنَةٌ) ، كمُعَظَّمَةٍ: أَي (مُوَطَّدَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (الأُسْطُوانُ مِن الجِمالِ: الطَّويلُ العُنُقِ أَو المُرْتَفِعُ) ؛ وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:
جَرِّبْنَ منّي أُسْطُواناً أَعْنَقايَعْدِلُ هَدْلاَءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقاوالأَعْنَقُ: الطَّويلُ العُنُقِ.
(و) أُسْطُوانُ: (ثَغْرٌ بالُّرومِ) مِن ناحِيَةِ الشَّامِ غَزَاها سَيْفُ الدَّوْلةِ ابنُ حَمْدان، فقالَ شاعِرُه الصُّفْريّ:
وَلَا تَسْأَلا عَن أُسْطُوان فقد سَطَاعليها بأَنْيابٍ لَهُ ومَخالِب(35/187)
(والسَّاطِنُ: الخَبيثُ.
(والأَسْطانُ: آنِيَةُ الصُّفْرِ، وكأَنَّ النُّونَ) فِيهَا (بَدَلٌ) مِن (الَّلامِ) فِي أسْطالِ، واحِدُهما سَطَنَ وسَطَلَ.
(و) أَسْطانُ: (قَلْعَةٌ بِخِلاطَ) مِن نواحِي أَرْمِينِيَةَ، وضَبَطَه ياقوتُ بضمِّ الهَمْزَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الأُسْطُوانُ: الرَّجُلُ الطَّويلُ الرِّجْلَينِ والظَّهرِ، وَهُوَ مُسَطَّنٌ، كمُعَظَّمٍ، وكذلِكَ الدَّابَّة إِذا كانتْ طَويلَةُ القوائِمِ، ويقالُ للعُلَماء أَساطِينُ على التَّشْبِيهِ.
سعن
: (السَّعْنُ: الوَدَكُ) ؛ وَمِنْه قوْلُهم: وَمَا عنْدَه سَعْنٌ وَلَا مَعْنٌ، والمَعْنُ: المَعْروفُ وسَيَأْتي.
(و) السُّعْنُ، (بالضَّمِّ: قِرْبَةٌ) صَغِيرَةٌ (تُقْطَعُ من نِصْفِها ويُنْبَذُ فِيهَا وَقد يُسْتَقَى بهَا) كالدَّلْوِ، (وَقد يُجْعَلُ فِيهَا الغَزْلُ والقُطْنُ) ؛ ونَصُّ الصِّحاحِ: ورُبَّما جَعَلَتِ المرْأَةُ فِيهَا غزْلَها وقطْنَها؛ (ج) سِعَنَةٌ (كقِرَدَةٍ) .
وَفِي المُحْكَم: السُّعْنُ: شيءٌ يُتّخذُ مِن أَدَمٍ شِبْه دَلوٍ إلاَّ أنَّه مُسْتَطِيل مُسْتَديرٌ ورُبَّما جُعِلَتْ لَهُ قوائمُ يُنْبَذُ فِيهِ، وَقد يكونُ بعضُ الدِّلاءِ على تلْكَ الصنْعَةِ.
وقيلَ: السُّعْنُ: القِرْبةُ البالِيَةُ المُتَخَرِّقَةُ العُنُقِ يُبَرَّد فِيهَا الماءُ.
وقيلَ: هُوَ قِرْبةٌ أَو إداوةٌ يُقْطَع أَسْفلُها ويُشَدُّ عُنُقها وتُعَلَّق إِلَى خَشَبَةٍ أَو جِذْعِ نَخْلةٍ ثمَّ يُنْبَذ فِيهَا ثمَّ يُبَرَّد فِيهَا، وَهُوَ شَبِيهٌ بدَلْوِ السّقَّائِين يصبون بِهِ فِي المَزائِدِ.
(و) قوْلُهم: مَاله سَعْنةٌ وَلَا مَعْنةٌ، قيلَ: (السَّعْنَةُ: المُبارَكَةُ) ، والمَعْنةُ: (المَيْمونَةُ؛ أَو) السَّعْنةُ: (المشْؤُومَةُ) ، والمَعْنةُ: المَيْمونَةُ،(35/188)
وكانَ الأَصْمعيُّ لَا يعْرِفُ أَصْلَها.
(و) سَعْنَة: (اسمٌ.
(و) السُّعْنَةُ، (بالضَّمِّ: الزِّفْنُ) ، وَهُوَ الرقصُ واللّعبُ.
(أَو) السُّعْنُ: (مُطْلَقُ المِظَلَّةِ) يُتَّخَذُ فوْقَ السّطوحِ حَذَرَ نَدَى الوَمَدِ، والجَمْعُ سُعونٌ؛ عُمانِيَّةٌ لأَنَّ مُتَّخِذِيها إنَّما هم أَهْلُ عُمانَ.
(و) سعنٌ: (اسمٌ.
(و) السُّعْنُ: (الخَشَبَةُ الواحِدَةُ على فَمِ الدَّلْوِ فَإِذا ثنيَتْ فَهُما العَرْقُوَتانِ.
(و) السُّعْنُ: (مَا تَدَلَّى من المِشْفَرِ الأَعْلَى مِن البَعيرِ.
(وأَسْعَنَ) الرجُلُ: (اتَّخَذَ) سُعْنةً، أَي (مِظَلَّةً.
(والسَّعانِينُ: عيدٌ للنَّصارَى قَبْلَ) عيدِ (الفِصْح بأُسْبُوعٍ يَخْرجُونَ فِيهِ بصُلْبانِهم) ، وَهُوَ سِرْيانيٌّ مُعَرَّبٌ، وقيلَ: هُوَ جَمْعٌ واحِدُه سَعْنُون.
(و) المُسَعَّنُ، (كمُعَظَّمِ: الغَرْبُ يُتَّخَذُ من أَدِيمَينِ) يُقابَل بيْنَهما فيُعْرَقان بعرَاقَيْنِ، وَلَهُمَا خُصْمان من جانِبَيْن، لَو وُضِعَ قامَ قائِماً مِن اسْتِواءِ أعْلاه وأَسْفَله.
(وتَسَعَّنَ الجَمَلُ: امْتَلَأَ سِمَناً) ، على التَّشْبيهِ.
(ويومُ سَعْنٍ مُضاف) : أَي (ذُو شَرابٍ صِرْفٍ.
(و) يقالُ: (مالَهُ سَعْنَةٌ وَلَا مَعْنَةٌ) ، أَي (شيءٌ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ونَصّ اللَّحْيانيّ: أَي شيءٌ وَلَا نوْمٌ.
وقالَ غيرُهُ: أَي قَليلٌ وَلَا كثيرٌ.
(وابنُ سَعْنَةَ: شاعِرٌ) جاهِليٌّ واسمُه مَعْبَدُ بنُ ضبةَ.
(وزَيْدُ بنُ سُعْنَةَ) : الحَبْرُ، (بالضَّمِّ) ،(35/189)
وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ وَهُوَ الصَّحِيحُ، (يَهُودِيٌّ) كأنَّه تَنَصَّرَ فِي الأَصْلِ، وإلاَّ فقد أَسْلَم وشَهِدَ مَشاهِدَ وتُوفي مرْجعَهم مِن تَبُوكَ، فَلَو قالَ صَحابيٌّ كانَ أَوْلى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
السَّعْنُ بالفتْحِ: لُغَةٌ فِي السُّعْنِ، بالضَّمِّ، للقِرْبَةِ الصَّغيرَةِ.
والسُّعْنُ، بالضمِّ، كالعُكَّةِ يكونُ فِيهَا العَسَلُ، والجَمْعُ أَسْعانٌ.
والسُّعْنُ: القَدَحُ العَظيمُ يُحْلَب فِيهِ، وَبِه فُسِّر قوْلُ الهُذَليّ:
طَرَحْتُ بذِي الجَنْبَيْن سُعْني وقِرْبتيوقد أَلَّبُوا خَلْفي وقَلَّ المَذاهِبوالسَّعْنَةُ مِن المِعْزَى: صِغارُ الأَجْسامِ فِي خَلْقِها.
وأَيْضاً: الكَثْرَةُ مِن الطَّعامِ وغيرِهِ.
وأَبو سَعْنةَ العابِرُ: سَمِعَ هَمَّام بن يَحْيَى.
وسَعْنةُ بنُ بكْرِ بنِ عَوْف بنِ عُمَرَ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيِّ.
وسَعْنَةُ بنُ سلاَمَةَ: أَحدُ المُعَمِّرين.
ومحمدُ بنُ عصمِ بنِ بلالِ بنِ عاصِمِ العبَّاسي بنِ سعْنَةَ الذُّهليُّ رَئيِسٌ بنَيْسابُورَ.
سغن
: (الأَسْفانُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ هَكَذَا بالفاءِ فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: الأَسْغَان بالغَيْنِ المعْجمَةِ.
قالَ ابنُ الْعَرَبِيّ: هِيَ (الأَغْذِيَةُ الرَّدِيَّةُ) . ويقالُ بالَّلامِ أَيْضاً كَمَا فِي التَّهْذيبِ، وتقدَّمَ لَهُ ذِكْرٌ فِي اللامِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.(35/190)
سفجن
:) أَسْفَجِينٌ: قرْيَةٌ بهَمَدانَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سفذن
:) سْفَذْنُ، بكسرٍ فسكونٍ ففتحِ فاءٍ وسكونِ ذالٍ معْجمَةٍ: قرْيَةٌ بالرَّيِّ، وَمِنْهَا: أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ عليِّ بن إِسْمعيلَ بنِ عليَ الإِسْفَذْنيُّ الرَّازِيُّ، رَوَى عَنهُ الطّبْرانيُّ، وَقد وَهِمَ فِيهِ ابنُ مَاكُولَا فذَكَرَه فِي الاسعدي، وقالَ: لَا أَدْرِي إِلَى أَي شيءٍ يُنْسَبُ؛ وتَعَقَّبَه ابنُ نقْطَة وذَكَرَ أنّه وَقَفَ على مجلّدٍ فِيهِ خَمْس نسخٍ مِن معْجَمٍ الطّبْرانيّ، مِنْهَا بخطِّ ابْن الحاجنة وابنِ الأَنْماطيّ، قالَهُ الحافِظُ.
سفرن
: (اسْفِرايِنُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهِي (بكسْر الهمْزةِ) وضَبَطَه ياقوت بفتْحِها وسكونِ السِّيْن وفتْحِ الفاءِ، كَمَا ضَبَطَه ياقوت وابنُ خلّكان، وجوَّز غيرُهُما فِيهِ الكَسْرَ أَيْضاً (و) كَسْر الياءِ (المُثَنَّاةِ التحتيةِ) ، وَهِي لَا تُهْمَزُ على الأَصَحّ الأَفْصَح، وجوَّزَ بعضُهم هَمْزَها، وزادَ ياقوتُ يَاء أُخْرَى ساكِنَةً، هَكَذَا أَسْفَرَايِين وَهُوَ المَشْهورُ المَعْروفُ: (د بخُراسانَ) .
وقالَ ياقوتُ: مِن نواحِي نَيْسابُورَ على مُنْتصفِ الطَّريقِ مِن جُرْجان.
قالَ أَبو القاسِمِ البَيْهقيّ: أَصْلُها اسْبرايِين بالباءِ الموحَّدَةِ، واسْبِر بالفارِسِيَّةِ هُوَ التُرْسُ، وايين هُوَ العادَةُ، فكأنَّهم عُرِفُوا قَدِيماً بحمْلِ التراسِ فعُرِفَتْ مَدِينَتُهم بذلِكَ وقيلَ: إنْشَاء اسْفِنديار فسُمِّيت بِهِ ثمَ غُيِّر لتَطاوِلِ الأَيَّام، وتَشْتَملُ ناحِيَتها على أَرْبعُمائةٍ وإحْدى وخَمْسِين قَرْيةً.
وقالَ أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ نَصْر الفندورجي(35/191)
يَتَشَوَّقُ اسْفِرايِين أَهْلَها:
سَقَى اللهاُ فِي أرضِ اسفرايينَ عُصْبتيفما تَنْثني العلياء إلاّ إليهموجرّبتُ كلَّ النَّاس بعد فِراقهمفما زِدْتُ إِلَّا قِرطَ ضنَ عليهمويُنْسَبُ إِلَيْهَا خَلْقٌ كثيرٌ مِنْهُم أَحدُ حفَّاظِ الدُّنْيا أَبو عوانَةَ يَعْقوبُ بنُ إسْحق بنِ إِبراهيمَ الاسْفِرايِني صاحِبُ المُسْندِ الصَّحِيحِ المخرَّج على كتابِ مُسْلم، ماتَ سَنَة 316، رَحِمَه اللهاُ تعالَى؛ والإمامُ أَبو حامِدٍ أَحمدُ الفَقِيهُ الاسْفِراينِيُّ الشاَّفِعِيُّ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرِّياسَةُ فِي بَغْدادَ، قيلَ: كانَ يَحْضرُ درْسَه سَبْعُمائةِ فَقِيهٍ، وُلِدَ سَنَة 344، وتُوفي سَنَة 406.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سفراوانٌ: قرْيَةٌ ببُخارى، مِنْهَا أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ المهْدِي المحدِّثُ.
سفن
: (سَفَنَهُ يَسْفِنُه) سَفْناً: (قَشَرَهُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: السَّفْنُ: نَحْتُ ظاهِرِ الشيءِ كسَفْنِ الجلْدِ والعُودِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامرِىءِ القَيْسِ:
فجاءَ قَفِيّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُهتَرى التُّرْبَ مِنْهُ لاصِقاً كلَّ مُلْصَقوإِنَّما جاءَ مُتَلَبِّداً على الأَرضِ لئلاَّ يَراهُ الصَّيْد فيفرَّ مِنْهُ، هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ ويقالُ الْمَحْفُوظ فجاءَ خَفِيّاً ومثْلُه فِي المُفْردَاتِ؛ (وَمِنْه السَّفِينَةُ لقَشْرِها وجْهَ الماءِ) ، فَهِيَ فَعِيلَة بمعْنَى فاعِلَةٍ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وقالَ غيرُهُ: لأَنَّها تَسْفِنُ الرَّمْل إِذا قلَّ الماءُ.
وقيلَ: لأَنَّها تَسْفِنُ على وجْهِ الأَرضِ، أَي تلزقُ بهَا؛ (ج سَفائِنُ وسُفُنٌ) ، بضمَّتَيْن،(35/192)
(وسَفِينٌ) ، الأَوَّلان مقيسان، والثَّالِثُ اسمُ جنْسٍ جَمْعيَ، وأَهْل اللُّغَةِ يُطْلِقُون الجَمْع على مَا يدلُّ على جَمْعٍ وَلَو لم يَقْتضِهِ القِياسُ كأَسْماءِ الجُموعِ وأَسْماء الأَجْناسِ الجَمْعيَّةِ ونَحْو ذلِكَ، قالَهُ شيْخُنا، رَحِمَه اللهاُ، قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
مَلأَنا البَرِّ حَتَّى ضاقَ عَنَّاومَوْجُ البَحْرِ نَمْلَؤُه سَفِيناوقالَ المثَقّبُ العبْدِيُّ:
كأَنَّ حُدوجَهُنَّ على سَفِين وقالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا سَفائِن فعلى بابِهِ، وفُعُلٌ داخِلٌ عَلَيْهِ لأنَّ فُعلاً فِي مثْلِ هَذَا قَلِيل، وإِنَّما شبَّهُوه بقَلِيبٍ وقُلُب كأنَّهم جَمَعُوا سَفِيناً حِين عَلِموا أَنَّ الهاءَ ساقِطَةٌ، شبَّهُوها بجُفْرةٍ وجِفارٍ حينَ أَجْرَوْها مُجْرى جُمْد وجِمَاد.
(وصانِعُها) سَفَّانٌ، وحِرْفَتُه السِّفانَةُ) ، بالكسْرِ.
وَفِي الصِّحاحِ: والسَّفَّانُ: صاحِبُها.
قلْتُ: ويُطْلَقُ أَيْضاً على سائِسِها.
(والسَّفَنُ، محرَّكةً؛ جِلْدٌ أَخْشَنُ) غَلِيظٌ كجلُودِ التَّماسِيحِ، يُجْعَل على قوائِمِ السّيوفِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهّذيبِ.
(و) قيلَ: السَّفَنُ: (حَجَرٌ يُنْحَتُ بِهِ ويُلَيَّنُ) ، وَقد سَفَنَه سَفْناً؛ (أَو) هُوَ (كُلُّ مَا يُنْحَتُ بِهِ الشَّيءُ) .
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السِّفَنُ والمِسْفَن والشَّفْرُ: قَدومٌ تُقْشَرُ بِهِ الأَجْذاعُ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ ناقَةً أَنْضاها السَّير:
تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تامكاً قَرِداً كَمَا تَخَوَّفَ عُوذَ النَّبْعةِ السَّفَن(35/193)
ُيعْني: تَنقَّص، هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ لذِي الرُّمَّة، وقيلَ لابنِ مُقْبِلٍ، وأَوْرَدَه أَبو عَدْنان فِي كتابِ النبل لابنِ المزاحِمِ الثُّماليّ، وقالَ: لم أَجِدْه فِي شعْرِ ذِي الرُّمَّةِ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ لعبْدِ الّلهِ بنِ عجلانَ النَّهْديِّ جاهِلِيٌّ، كَمَا وُجِدَ بخطِّ أَبي زَكَريا.
وَفِي المُحْكَم: السَّفَنُ: الفَأْسُ العَظيمَةُ؛ قالَ بعضُهم: لأَنَّها تَسْفِنُ أَي تَقْشِرُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ عنْدِي بقوِيَ، وأنْشَدَ الجَوْهرِيُّ.
وأَنتَ فِي كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقولُ: إنَّك نجَّارٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لزُهَيْر:
ضَرْباً كنَحْتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ قيلَ: وَبِه سُمِّيت السَّفِينَةُ فَهِيَ فِي هَذَا الحالِ فَعِيلَة بمعْنَى مَفْعولَةٍ.
قالَ الرَّاغبُ: ثمَّ تجوز بِهِ فَسُمي كُلُّ مَرْكُوبٍ سَفِينَةً (كالمِسْفَنِ، كمِنْبَرٍ) ؛ نقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى: السَّفَنُ (قِطْعَةٌ خَشْناءُ من جِلْدِ ضَبَ، أَو سَمَكَةٍ يُسْحَجُ بهَا القِدحُ حَتَّى تَذْهَبَ عَنهُ آثارُ المِبْراةِ) .
وقيلَ: هُوَ جِلْدُ السَّمَكِ الَّذِي تُحَكُّ بِهِ السَّياطُ والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ، ويكونُ على قائِمِ السَّيْفِ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ يَصِفُ قِدْحاً:
رَمَّه البارِي فَسَوَّى دَرْأَهغَمْزُ كَفَّيْه وتحْليقُ السَّفَنْوقالَ الأَعْشى:
وَفِي كلِّ عامٍ لَهُ غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ(35/194)
أَي تأْكلُ الحِجارَةُ دَوابرَها مِن بعْدِ الغَزْو.
وقيلَ: السَّفَنُ: جِلْدُ الأَطومِ، وَهِي سَمَكَةٌ. بَحْريَّةٌ تُسَوَّى قوائمُ السّيوفِ مِن جِلْدِها.
(وسَفَنَتِ الرِّيحُ) التُّرابَ عَن وجْهِ الأرْضِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي جَعَلَتْه دُقاقاً.
وقالَ اللّحْيانيُّ: سَفَنَتِ الرِّيحُ، (كنَصَرَ وعَلِمَ) ، سُفُوناً: (هَبَّتْ على وجْهِ الأرضِ فَهِيَ رِيحٌ سَفُونٌ) إِذا كانتْ أَبداً هابَّةً؛ (و) رِيحٌ (سافِنَةٌ) ، كذلِكَ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ:
مَطاعِيمُ للأَضْيافِ فِي كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ تَتْرُكُ اللِّيطَ أَغْبرا (ج سَوافِنُ) .
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّوافِنُ: الرِّياحُ الَّتِي تَسْفِنُ وجْهَ الأَرضِ كأَنَّها تَمْسَحه.
وقالَ غيرُهُ: تَقْشرُه، الواحِدَةُ سافِنَةٌ.
(والسَّافِينُ: عِرْقٌ فِي باطِنِ الصُّلْبِ طُولاً مُتَّصِلٌ بِهِ نياطُ القلْبِ) . هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: والسافِنُ، وكأَنَّه لُغَةٌ فِي الصادِ فسَيَأْتي هَذَا الحَدّ بعَيْنِه فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الأَكْحَل.
(والسَّفَّانَةُ، بالتَّشْديدِ؛ اللُّؤْلُؤَةُ، و) بِهِ سُمِّيَت (بنتُ حاتِمٍ طَيِّىءٍ) ، وَبهَا كانَ يُكْنَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ. ويقالُ: هُوَ أَجْودُ من أَبي سفانَةَ.
(وسِيفَنَّةُ، بكسْرِ السِّين وفتْح الفاءِ والنُّون المشدَّدَة: طائِرٌ بمِصْرَ لَا يَقَعُ على شجرةٍ إِلاَّ أَكَلَ جَمِيعَ وَرَقِها) ؛ كَذَا رَواهُ ابنُ الأَثيرِ.
ويقالُ لَهُ سِيبَنَّةُ بالباءِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ فِي سَبَنَ.
قالَ الحافِظُ: والحقُّ أنَّه حَرْفٌ بينَ حَرْفَيْن.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ إبراهيمَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ دِيرِيلَ الهَمَدانيُّ)(35/195)
المُحدِّث الحَافِظ (لُقِّبَ بِهِ لأنَّه) كانَ (إِذا أتَى محدِّثاً كتبَ جَمِيعَ حدِيثِه) تَشْبيهاً بِهَذَا الطَّائِرِ؛ نَقَلَه عبْدُ الغنيِّ عَن الدَّارْقطْنِيّ روى عَن آدَمَ بنِ أَبي إِيَاس وإسْمعيل بنِ أَبي أَوْس، وَعنهُ أَبو حفْص المُسْتمليُّ.
(و) سَفَّانٌ، (كشَدَّادٍ: ناحِيَةٌ بينَ نَصِيبينَ وجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ.
(ونَجيبُ بنُ مَيْمُون الوَاسِطِي) يقالُ لَهُ (السَّفَّانِيُّ: محدِّثٌ.
(و) سَفِينٌ، (كأَميرٍ: ع بالمَشْرقِ.
(وسَفِينَةُ: مَوْلَى رَسُولِ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ) ، أَو مَوْلَى عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللهاُ عَنْهُمَا، (واسْمُه مِهرانُ) ، وقيلَ: رُومانُ، وقيلَ: عَبْسٌ، وقيلَ: قَيْسٌ.
وقالَ أَبو العَلاءِ: إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّه كانَ يَحْمِل الحَسَنَ والحُسَيْن أَو مَتاعَهما فشُبِّه بالسَّفِينَةِ مِن الفُلْكِ.
(وسُفْيانُ) ، بالضَّمِّ، (فِي الياءِ) ، لأنَّه مِن سَفَى يَسْفي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ للإبِلِ سَفائِنُ البَرِّ، وَهُوَ مجازٌ.
وسَفَّانُ، كشَدَّادٍ: ناحِيَةٌ بوادِي الْقرى، وقيلَ بشِينٍ معْجمَةٍ، نَقَلَه نَصْر.
وأَسفُونا، بِالْفَتْح: حِصْنٌ قُرْبَ المَعَرَّةِ وَهُوَ خَرَابٌ الآنَ، وَقد ذُكِرَ فِي أس ف.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سفذبن
أَسْفِيذَبَان: قرْيَةٌ بأَصْبَهان، وأُخْرَى بنَيْسابُورَ.
سفنقن
وإسْفِيْنَقَان: قرْيَةٌ بنَيْسابُورَ.
سفذجن
وأَسْفِيْذجَان: قرْيَةٌ بناحِيَةِ الجِبالِ مِن أَرْضِ ماه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سفين
سفيني: بلْدَةٌ، مِنْهَا سُلَيْمانُ بنُ(35/196)
السوَاء السّفينيُّ مُؤَلِّفُ نُزْهَةَ الرِّياض ونزْهَةَ القُلوبِ المراضِ مجلَّدان برواقِ اليَمنِ فِي الجامِعِ الأزْهرِ وَمحل العِلْم الأَنْور.
سقن
: (أَسْقَنَ) الَّرجُلُ:
أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيُّ: إِذا (تَمَّمَ جِلاءَ سَيْفِه) .
قالَ: (والأَسْقانُ: الخواصرُ الضَّامرَةُ) ؛ أَوْرَدَه الأزْهرِيُّ فِي التَّهْذيبِ خاصَّةً عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سُقَّينُ، بالضمِّ وتَشْديدِ القافِ المَفْتوحَةِ: لَقَبُ والِدِ أَبي محمدٍ عبْدِ الرَّحْمن بنِ عليَ العاصِمِيِّ المحدِّثِ.
وسِقَّانٌ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ: قصبَةٌ ببِلادِ خُرَاسان، مِنْهَا: محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ محمدٍ الرُّؤَاسيُّ العكاشيُّ الأَسَديُّ الشافِعِيُّ لقَبُه البُرْهان البقاعيُّ، وَهُوَ ضبطَه، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي س ق ق، وَفِي رأَس.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
سقلطن
: السَّقْلاطُونُ ضَرْبٌ مِن الثِّيابِ.
قالَ ابنُ جنِّي: يَنْبغي أَنْ يكونَ خُماسِيًّا؛ وَقد ذُكِرَ فِي حَرْفِ الطاءِ.
سكن
: (سَكَنَ) الشَّيءُ (سُكوناً) : ذَهَبَتْ حَرَكَتُه و (قَرَّ) .
وَفِي الصِّحاحِ: اسْتَقرَّ وثَبَتَ.
وقالَ ابنُ الكمالِ، رحِمَه الّلهُ تعالَى: السُّكُونُ عَدَمُ الحرَكَةِ عمَّا مِن شأْنِهِ أَنْ يتحرَّكَ، فعَدَمُ الحرَكَةِ عمَّا ليسَ مِن شأَنِهِ أَنْ يتحرَّكَ لَا يكونُ سُكوناً، فالمَوْصوفُ بِهِ لَا يكونُ متحرِّكاً وَلَا سَاكِنا.
(وسَكَّنْتُهُ تسْكِيناً) : أَثْبتَّه. وأَمَّا قوْلُه تعالَى: {وَله مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ والنَّهارِ} .
فقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:(35/197)
أَي حَلَّ.
وقالَ ثَعْلَبٌ: إنَّما الساكِنُ مِن الناسِ والبهائِمِ، خاصَّةً، قالَ: وسَكَنَ: هَدَأَ بعْدَ تَحَرُّك، وإنَّما مَعْناهُ، والّله تَعَالَى أَعْلم، الخَلْق.
(وسَكَنَ دارَهُ) يَسْكُنُ سكناً وسُكُوناً: أَقامَ.
وقالَ الرَّاغبُ: السُّكُونُ: ثبوتُ الشيءِ بعْدَ تَحَرُّكِه، ويُسْتَعْمل فِي الاسْتِيطَانِ يقالُ: سَكَنَ فلانٌ مَكَانا تَوَطَّنَه.
(وأَسْكَنَهَا غيرَهُ) ؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
وَإِن كَانَ لَا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْومِن الإِسْكانِ قوْلُه تعالَى: {أَسْكِنُوهُن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم} ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {رَبّنا إنِّي أَسْكَنْتُ مِن ذُرَيّتي بوادٍ غَيْر ذِي زَرْعٍ} (والاسمُ: السَّكَنُ، محرَّكةً، والسُّكْنَى، كبُشْرَى) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، كَمَا أنَّ العُتْبَى اسمٌ مِن الإِعْتابِ، والأوَّلُ عَن اللّحْيانيّ قالَ: والسَّكَنُ أَيْضاً سُكْنَى الرَّجُل فِي الدارِ. يقالُ: لَك فِيهَا سَكَنٌ، أَي سُكْنَى.
والسُّكْنَى: أنْ يُسْكَنَ الرَّجُل بِلا كِرْوَة، كالعُمْرَى.
(والمَسْكَنُ) ، كمَقْعَدٍ: هِيَ لُغَةُ الحِجازِ، (وتُكْسَرُ كافُه) ، وَهِي نادِرَةٌ: (المَنْزِلُ) والبَيْتُ، جَمْعُه مَساكِنٌ.
(و) مَسْكِنٌ، (كمَسْجِدٍ: ع بالكُوفَة) .
وقالَ نَصْر: صقْعٌ بالعِراقِ قُتِلَ فِيهِ مُصعب ابْن الزُّبَيْر.
وذَكَرَ ياقوتُ أنَّه مِن كُورِ الإِسْتَان العالي فِي غربيه.
(والسَّكْنُ) ، بالفتْحِ: (أَهْلُ الَّدارِ) ، اسمٌ لجمْعِ ساكِنٍ، كشارِبٍ وشَرْبٍ؛ وقيلَ: جَمْع على قوْلِ الأَخْفَش؛ قالَ سَلامةُ بنُ جَنْدَلَ:
لَيْسَ بأَسْفَى وَلَا أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ(35/198)
وأَنْشَدَ الجَوْهِرِيُّ لذِي الرُّمَّةِ:
فيا كَرَمَ السَّكْنِ الَّذين تَحَمَّلواعن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدّلِقالَ ابنُ بَرِّي: أَي صارَ خَلَفاً وبَدَلاً للظّباءِ والبَقَرِ.
وَفِي حدِيثِ يأْجُوج ومأْجُوج: (حَتَّى إنَّ الرُّمَّانَة لتُشْبِعُ السِّكْنَ) ، أَي أَهْل البَيْتِ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: السَّكْنُ: جِمَاعُ القَبِيلَةِ. يقالُ: تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذَهبُوا.
(و) السَّكَنُ، (بالتَّحريكِ: النَّارُ) ، لأنَّه يُسْتَأْنَسُ بهَا، كَمَا سُمِّيت مُؤْنسة؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجزِ:
أَلْجأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهُإلى سَوادِ إِبِلٍ وثَلَّهُوسَكَنٍ تُوقَدُ فِي مِظَلَّهْ وقالَ آخَرُ يَصِفُ قناةً ثَقَّفَها بالنارِ والدُّهُن:
أَقامَها بسَكَنٍ وأَدْهان (و) السَّكَنُ: كلُّ (مَا يُسْكَنُ إِلَيْهِ) ويُطْمأَنُّ بِهِ مِن أَهْلٍ وغيرِهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {جَعَلَ لكُمُ الَّليْلَ سَكَناً} .
وَفِي الحدِيثِ: (الَّلهُمَّ أَنْزِلْ علينا فِي أرْضِنا سَكَنَها) ، أَي غيَاث أَهْلها الَّذِي تَسْكُن أَنْفَسهم إِلَيْهِ.
(و) فِي الصِّحاح: فلانٌ بنُ السَّكَنِ: (رجُلٌ؛ وَقد يُسَكَّنُ) ، قالَ: هَكَذَا كانَ الأَصْمعيُّ يقولُه بجزْمِ الكافِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ حبيبٍ: يقالُ سَكَنٌ وسَكْنٌ؛ قالَ جَرير فِي الإِسْكانِ:
ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّنيوعَمْرو بنُ عَفْرا لاسلامَ على عَمْرِو(35/199)
(و) السَّكَنُ: (الرَّحْمَةُ والبَرَكَةُ) ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {إِنَّ صلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم} أَي رحْمَةٌ وبَرَكَةٌ.
وقالَ الزَّجاجُ: أَي يَسْكنُون بهَا.
(والمِسْكينُ) بالكسْرِ (وتُفْتَحُ مِيمُه) لُغَةٌ لبَني أَسَدٍ، حَكَاها الكِسائيُّ، وَهِي نادِرَةٌ لأنَّه ليسَ فِي الكَلامِ مِفْعِيل: (من لَا شيءَ لَهُ) يكْفِي عيالَهُ؛ (أَوْ لَهُ مَا لَا يَكْفِيه، أَو) الَّذِي (أَسْكَنَه الفَقْرُ، أَي قَلَّلَ حَرَكَته) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: وقَلَّلَ حَرَكَته، ونَصّ أبي إسْحق: أَي قَلَّلَ حَرَكَته.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا بَعِيدٌ لأنَّ مِسْكِيناً فِي معْنَى فاعِلٍ. وقوْلُه: الَّذِي أَسْكَنَه الفَقْرُ يُخْرجُه إِلَى معْنَى مَفْعولٍ.
(و) المِسْكِينُ: (الذَّليلُ والضَّعيفُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: المِسْكِينُ الفَقِيرُ، وَقد يكونُ بمعْنَى الذّلَّةِ والضَّعْفِ، ثمَّ قالَ: وكانَ يونسُ يقولُ: المِسْكِينُ أَشَدّ حَالا مِن الفَقيرِ، قالَ: وقُلْتُ لأَعْرابيَ أَفَقيرٌ أَنْتَ؛ فقالَ: لَا وَالله بل مِسْكِينٌ.
وَفِي الحدِيثِ: ليسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ، وإنَّما المِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَل وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فيُعْطَى، انتَهَى.
وَقد تقدَّمَ الفَرْقُ بينَ المِسْكِين والفَقِير أنَّ الفَقِيرَ الَّذِي لَهُ بعضُ مَا يقيمُهُ، والمِسْكِينُ أَسْوأُ حَالا مِن الفَقِيرِ؛ نَقَلَه ابنُ الأنْبارِيّ عَن يونُسَ، وَهُوَ قوْلُ ابنِ السِّكِّيت، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مالِكٌ وأَبو حَنِيفَةَ، رضِيَ الّلهُ عَنْهُمَا، واسْتتَدَلَّ يُونُس بقولِ الرَّاعي:
أَمَّا الفَقِيرُ الَّذِي كانَتْ حَلوبَتُهوَفْق العِيالِ فَلم يُتْرَك لَهُ سَبَدُفأَثْبَتَ أنَّ للفَقيرِ حَلوبَة وجَعَلَها وَفْقاً لعِيالِه.
ورُوِي عَن الأَصْمعيّ أنَّه قالَ: المِسْكِينُ أَسْوأُ حَالا مِن الفَقِيرِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَحمدُ بنُ عُبَيْدٍ، رحِمَه الّلهُ تعالَى، قالَ: وَهُوَ القوْلُ(35/200)
الصَّحِيحُ عنْدَنا؛ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ الأصْبهانيُّ اللّغَويُّ، ويَرى أنَّه الصَّوابُ وَمَا سِواهُ خَطَأٌ، ووَافَقَ قوْلُهم قوْلَ الإمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ عَنهُ.
وقالَ قتادَةُ: الفَقِيرُ الَّذِي بِهِ زَمانَة، والمِسْكِينُ الصَّحيحُ المُحْتاجُ.
وقالَ زِيادَةُ الّلهِ بنُ أَحْمدَ: الفَقِيرُ القاعِدُ فِي بيْتِه لَا يَسْأَلُ، والمِسْكِينُ: الَّذِي يَسْأَلُ.
وأَمَّا قَوْله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللَّهُمَّ أَحْينِي مِسْكِيناً وَأمِتْني مِسْكِيناً واحْشُرْني فِي زُمْرَةِ المَساكِين) ، فإنَّما أَرادَ بِهِ التَّواضعَ والإِخْباتَ وأنْ لَا يكون مِن الجبَّارِين المُتَكبِّرِين، أَي خاضِعاً لَك يَا رَبّ ذَلِيلاً غَيْرَ مُتكَبِّرٍ، وليسَ يُرادُ بالمِسْكِينِ هُنَا الفَقِيرُ المُحْتاج، وَقد اسْتَعاذَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الفَقْرِ، ويمكنُ أَنْ يكونَ مِن هَذَا قَوْله تعالَى: {أَمَّا السَّفِينَة فكانتْ لمَسَاكِين} ، سَمَّاهُم مَساكِين لخضُوعِم وذلّهم مِن جَوْرِ الملكِ، وَقد يكونُ المِسْكِينُ مُقِلاًّ ومُكْثِراً، إِذْ الأصْل فِيهِ أنَّه مِنَ المَسْكَنة، وَهِي الخُضُوعُ والذلُّ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: يَدُورُ معْنَى المَسْكَنة على الخُضُوعِ والذلَّةِ وقلَّةِ المالِ والحالِ السَّيْئةِ.
(ج مَساكِينُ، و) إنْ شِئْتَ قلْتَ: (مِسْكِينُونَ) ، كَمَا تقولُ فَقِيرُونَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وإنَّما قَالُوا ذلِكَ مِن حيثُ قيلَ للإِناثِ مِسْكِينات لأَجْل دُخولِ الهاءِ، انتَهَى.
وقالَ أَبو الحَسَنِ: يعْني أنَّ مِفْعيلاً يَقَعُ للمُذكَّرِ والمُؤَنَّثِ بلفْظٍ واحِدٍ نحْو مِحْضِيرٍ ومِئْشِيرٍ، وإنَّما يكونُ ذلِكَ مَا دامَتِ الصَّيغةُ للمُبالَغَةِ، فلمَّا قَالُوا مِسْكِينة يَعْنونَ المُؤَنَّث وَلم يقْصِدُوا بِهِ المُبالَغَة شبَّهُوها بفَقِيرَةٍ، ولذلِكَ ساغَ جَمْع مُذَكَّره بالواوِ والنُّونِ.
(وسَكَنَ) الرَّجُلُ (وتَسَكَّنَ) ، عَن اللَّحْيانيِّ على القِياسِ وَهُوَ الأَكْثَر(35/201)
الأَفْصَح، كَمَا قالَهُ ابنُ قتيبَةَ، (وتَمَسْكَنَ) كَمَا قَالُوا تَمَدْرَعَ مِن المِدْرعَةِ وَهُوَ شاذٌّ مخالِفٌ للقِياسِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (صارَ مِسْكِيناً) .
وَقد جاءَ فِي الحدِيثِ أنَّه قالَ للمُصلِّي: تَبْأَسُ وتَمسْكَنُ وتُقْنِعُ يَدَيْك) .
قالَ القُتَيْبيُّ: كانَ القِياسُ تسَكَّن إلاَّ أنَّه جاءَ فِي هَذَا الحَرْف تَمَفْعَل، ومِثْلُه تَمَدْرَعَ وأَصْلُه تَدرَّع، ومعْنَى تَمَسْكَنَ: خَضَعَ لّلهِ وتَذَلَّلَ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: تَمَسْكَنَ لربِّه: تَضَرَّعَ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: كلُّ مِيمٍ كانتْ فِي أَوَّلِ حَرْفٍ فَهِيَ مَزِيدَةٌ إلاَّ مِيم مِعْزى، ومِيم مَعَدِّ، ومِيم مَنْجَنِيقٍ، ومِيم مَأْجَجٍ، ومِيم مَهْدَدٍ.
(وَهِي مِسْكينٌ ومِسْكينَةٌ) ، شاهِدُ المِسْكِينِ للأُنْثى قَوْلُ تأَبَّطَ شرَّاً:
قد أَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءِ عَن عُرُضٍ كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِعَنَى بالفَرْج مَا انشَقَّ مِن ثيابِها؛ (ج مِسْكِينات.
(والسَّكِنَةُ، كفَرِحَةٍ: مَقَرُّ الَّرأْسِ من العُنُق) ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَبي الطَّمحان حَنْظَلَة ابْن شَرْقيّ:
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَن سَكِناتِهوطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِقالَ ابنُ بَرِّي: والمصْراعُ الأَوَّل اتَّفَقَ فِيهِ زامِلُ بنُ مُصادٍ القَيْنيّ وطُفَيْل والنابِغَةُ وافْتَرَقُوا فِي الأخيرِ فقالَ زامِلٌ:
وطَعْنٍ كأَفْواه المَزادِ المُخَرَّق وقالَ طُفَيْل:
ويَنْقَعُ من هامِ الرجالِ المُشَرَّب وقالَ النابِغَةُ:
وطَعْنٍ كإِيزاغِ المَخاضِ الضَّواربِ(35/202)
(وَفِي الحدِيثِ) : أنّه قالَ يوْمَ الفتْحِ: ((اسْتَقِرُّوا على سَكِناتِكُمْ) فقد انْقَطَعتِ الهُجْرةُ) ؛ (أَي) على مَواضِعِكم و (مَساكِنِكم) ، يعْنِي أنَّ الّلهَ قد أَعزَّ الإِسْلامَ وأَغْنَى عَن الهجْرةِ والفِرارِ عَن الوطَنِ خَوْفَ المُشْركِين.
(والسِّكِّينُ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ: (م) مَعْروفٌ، وإنَّما أَهْمَلَهُ مِن الضَّبْط لشُهْرتِه، (كالسِّكِّينَةِ) ، بالهاءِ، عَن ابنِ سِيْدَه؛ وأَنْشَدَ:
سِكِّينَةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِونِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّيوفي الحدِيثِ: (قالَ المَلَكُ لمَّا شَقَّ بَطْنَه ائتِني بالسِّكِّينَةِ) ؛ هِيَ لُغَةٌ فِي السِّكِّين، والمَشْهورُ بِلا هاءٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: إِن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ فِي هَذَا الحدِيثِ، مَا كنَّا نُسمِّيها إلاَّ المُدْيَةَ؛ يُذَكَّرُ (ويُؤَنَّثُ) ، والغالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرْ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
يُرَى ناصِحاً فِيمَا بَدا فَإِذا خَلافذلك سِكِّينٌ على الحَلْقِ حاذِقُ قلْتُ: وشاهِدُ التأْنِيثِ قَوْلُ الشاعِرِ:
فعَيَّثَ فِي السَّنامِ غَداةَ قُرَبِسِكِّينٍ مُوَثَّقَةِ النِّصابِوقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: لم أَسْمَع تأْنِيثَ السِّكِّين.
وقالَ ثَعْلَب: قد سَمِعَه الفرَّاءُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ أَبو حاتِمٍ الْبَيْت الَّذِي فِيهِ:
بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ لَا يَعْرِفِهُ أَصْحابُنا.
قلْتُ: ويَشْهدُ للتَّأْنِيثِ: فجاءَ المَلَكُ بسِكِّينٍ دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْسِ.
قالَ ابنُ بَرِّي:(35/203)
ذَكَرَه ابنُ الجَوَالِيقي فِي المُعَرَّبِ فِي بابِ الدَّالِ، وذَكَرَه الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْن.
وَفِي بعضِ الآثارِ: مَنْ تولَّى القَضَاءَ فقد ذُبِحَ بغيْرِ سِكِّينٍ.
وقالَ الرَّاغبُ: سمِّي لإزَالتِه حَرَكَة المَذْبوحِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حَتَّى سَكَنَ اضْطِرابُه.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: سُمِّي بِهِ لأَنَّها تُسَكِّنُ الذَّبيحَةَ بالمَوْتِ، وكلُّ شيءٍ ماتَ فقد سَكَنَ، والجَمْعُ سَكَاكِين، (وصانِعُها: سَكَّانٌ) ، كشَدَّادٍ، (وسَكاكِينِيٌّ) .
قالَ ابنُ سِيْدَه: الأَخيرَةُ عنْدِي موَلَّدَةٌ لأَنَّك إِذا نَسَبْتَ إِلَى الجَمْعِ فالقِياس أَن تَردَّه إِلَى الواحِدِ.
(والسَّكِينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، (والسِّكِّينَةُ، بالكسْرِ مشدَّدةً) .
قلْتُ: الَّذِي حُكِي عَن أَبي زيْدٍ بالفتْحِ مشدَّدَة، وَلَا نَظِير لَهَا، إِذْ لَا يُعْلَم فِي الكَلامِ فِعِّيلَة؛ وحُكِي عَن الكِسائيّ السِكِينَة بالكسْرِ مخَفَّفَة، كَذَا فِي تَذْكَرَةِ أَبي عليَ، فالمصنِّفُ أَخَذَ الكَسْرَ مِن لُغَةٍ والتَّشدِيدَ مِن لُغَةٍ فَخَلَطَ بَيْنهما وَهَذَا غَرِيبٌ، تأَمَّل ذلِكَ؛ (الطُّمَأْنينَةُ) والوَداعُ والقَرارُ والسُّكونُ الَّذِي يُنْزِلُه اللهاُ تعالَى فِي قَلْبِ عبْدِه المُؤْمنِ عنْدَ اضْطِرابِه من شِدَّةِ المُخاوِفِ، فَلَا يَنْزعِجُ بعْدَ ذلِكَ لمَا يرد عَلَيْهِ ويُوجِبُ لَهُ زِيادَة الإِيمانِ وقوَّة اليَقِينِ والثَّباتِ، وَلِهَذَا أَخْبَر سُبْحانه وتعالَى عَن إنْزَالِها على رَسُولِه وعَلى المُؤْمِنِين فِي مَواضِع القَلَقِ والاضْطِرابِ كيَوْم الغارِ ويَوْم حُنَيْن، (و) قد (قُرِىءَ بهما) أَي بالتَّخْفيفِ والتَّشْديدِ مَعَ الكسْرِ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه، والصَّوابُ أَنَّه قُرِىءَ بالفتْحِ والكسْرِ، والأَخيرَةُ قِرَاءَة الكِسائيّ، فراجِعْ ذلِكَ.
وَفِي البَصائِرِ: ذَكَرَ الّلهُ تعالَى السَّكِينَةَ فِي ستَّةِ مَواضِعَ مِن كتابِهِ:(35/204)
الأوَّل: (قوْلُه تعالَى) : {وَقالَ لَهُم نَبِيُّهم إنَّ آيةَ ملكِهِ أَن يأتِيَكم التّابُوت (فِيهِ سَكِينةٌ من رَبِّكُم) وبَقِيَّة ممَّا تَرَكَ آل موسَى وَآل هَارُون} .
الثَّانِي: قوْلُه تعالَى: {لقد نَصَرَكُم الّلهُ فِي مَواطِن كَثيرَةٍ ويَوْمَ حُنَيْن إِذا أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتَكم فَلم تغْنِ عَنْكُم شَيْئا وضاقَتْ عليكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثمَّ وُلَّيْتم مُدْبِرِين ثمَّ أَنْزَلَ ااُ سَكِينَتَه على رَسُولِه وعَلى المُؤْمِنِين وأَنْزَلَ جُنوداً لم تَرَوها} .
الثالثُ: قوْلُه تعالَى: {إلاّ تنْصرُوه فقد نَصَرَه ااُ إِذْ أَخْرَجَه الَّذين كَفَروا ثَانِي اثْنَيْن إِذْ هُما فِي الغارِ إِذْ يقولُ لصاحِبِه لَا تحْزَن إنَّ ااَ مَعَنا فأَنْزَلَ الّلهُ سَكِينَتَه عَلَيْهِ وأَيَّده بجنُودٍ لم تَرَوها} .
الرابعُ: قوْلُه تعالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلوبِ المُؤْمِنِين ليزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إيمانِهم ووِ جنودُالسَّماوات والأرْض} .
الخامسُ: قوْلُه تعالَى: {لقد رَضِيَ الّلهُ عَن المُؤْمِنِين إِذْ يُبايعونَك تحْتَ الشَّجَرَةِ فعَلِمَ مَا فِي قُلوبِهم فأَنُزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِم وَأثابَهم فتْحاً قَرِيباً} .
السَّادِس: قوْلُه تعالَى: {إِذْ جَعَلَ الَّذين كَفرُوا فِي قُلوبِهم الحمِيَّة حميَّة الجاِهلِيَّة فأَنْزَلَ ااُ سَكِينَتَه على رَسُولِهِ وعَلى المُؤْمِنِين} ؛ قالَ: وكانَ بعضُ المشايخِ الصَّالِحين إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الأَمْرُ قرَأَ آياتَ السّكِينَةِ فَيرى لَهَا أَثراً عَظِيماً فِي سكونٍ وطُمَأْنِينةٍ.
وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ: كلُّ سَكِينةٍ فِي القُرآنِ فَهِيَ(35/205)
طُمَأْنِينةٌ إلاَّ فِي سورَةِ البَقَرَةِ، واخْتَلفُوا فِي حَقيقَتِها هَل هِيَ قائِمَة بنفْسِها، أَو معنى على قَوْلَيْن وعَلى الثَّانِي فقالَ الزجَّاجُ: (أَي) فِيهِ (مَا تَسْكُنُونَ بِهِ إِذا أَتاكُم) .
وقالَ عطاءُ بنُ أَبي رباحٍ: هِيَ مَا تَعْرفُونَ مِن الآياتِ فتَسْكُنُونَ إِلَيْهَا.
وقالَ قتادَةُ والكَلْبيُّ: هِيَ مِنَ السكونِ أَي طُمْأَنِينَة مِن ربِّكُم فَفِي أَيِّ مكانٍ كانَ التابوتُ اطْمَأَنّوا إِلَيْهِ وسَكَنُوا، وعَلى القوْلِ الأوَّلِ اخْتَلفوا فِي صفَتِها فرُوِي عَن عليَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ وكرَّمَ وجْهَه: فأَنْزَلَ اللهاُ تَعَالَى عَلَيْهِ السّكِينَةَ، قالَ: وَهِي رِيحٌ خَجُوجٌ أَي سَرِيعَةُ المَمَرِّ. ورُوِي عَنهُ أَيْضاً فِي تفْسِيرِ الآيةِ أنَّها رِيحٌ صفاقَةٌ لَهَا رأْسانِ ووَجْه كوَجْهِ الإِنْسانِ؛ ووَرَدَ أيْضاً أنَّها حيوانٌ لَهَا وَجْه كوَجْهِ الإِنْسانِ مُجْتَمِع وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالرِّيحِ والهواءِ.
(أَو هِيَ شيءٌ كانَ لَهُ رأْسٌ كرأْسِ الهِرِّ مِن زَبْرَجَدٍ وياقُوتٍ) ؛ وقيلَ: من زمردٍ وزَبَرْجَدٍ لَهُ عَيْنان لَهما شُعاعٌ (وجَناحانِ) إِذا صاحَ يُنْبي بالظَّفَرِ، وَهَذَا رُوِي عَن مجاهِدٍ.
وقالَ الرَّاغبُ: هَذَا القَوْلُ مَا أراهُ بصَحِيحٍ.
وقالَ غيرُهُ: كانَ فِي التَّابوتِ مِيراثُ الأنْبياءِ، عَلَيْهِم وعَلى نبيِّنا أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، وعَصَى موسَى وعَمامَةُ هَارُون الصَّفْراء.
وَعَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: هِيَ طستٌ مِن ذَهَبٍ مِن الجنَّةِ كانَ تُغْسَل فِيهِ قُلوبُ الأَنْبياءِ، عَلَيْهِم السَّلام.
وَعَن ابنِ وهبٍ: هِيَ روحٌ مِن رُوحِ الّلهِ إِذا اخْتَلَفوا فِي شيءٍ أَخْبَرَهم ببيانِ مَا يُرِيدُون.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ،(35/206)
رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (كُنَّا نَتَحدَّثُ أنَّ السَّكِينَةَ كانتْ تنطقُ على لسانِ عُمَر وقلْبهِ) ، فقيلَ هِيَ مِن الوقارِ والسّكُونِ؛ وقيلَ: هِيَ الرَّحْمةُ، وقيلَ: هِيَ الصّورَةُ المَذْكورَةُ.
قالَ بعضُهم: وَهُوَ الأَشْبَه:
قلْتُ: بل الأَشْبَه أَنْ يكونَ المُرادُ بهَا النُّطْق بالحكْمَةِ والصَّوابِ والحَيْلولَة بَيْنه وبينَ قوْل الفَحْشاء والخَنَا واللّغْو والهَجْر والاطْمِئْنان وخُشُوع الجَوارِحِ، وَكَثِيرًا مَا ينْطقُ صاحِبُ السَّكِينَةِ بكَلامٍ لم يكنْ عَن قدْرَةٍ مِنْهُ وَلَا رَوِيَّة، ويَسْتغْربُه مِن نفْسهِ كَمَا يَسْتغْربُه السامِعُ لَهُ، ورُبَّما لم يعْلَم بعد انْقِضائِه مَا صَدَرَ مِنْهُ، وأَكْثَر مَا يكونُ هَذَا عنْدَ الحاجَةِ وصدْقِ الرَّغْبةِ مِن السَّائِلِ والجالِسِ، وصدْق الرَّغْبةِ مِنْهُ إِلَى الّلهِ تعالَى، وَهِي وهبيةٌ مِن الّلهِ تعالَى ليْسَتْ بسَبَبِيّة وَلَا كَسْبِيَّة، وَقد أَحْسَنَ مَنْ قالَ:
وَتلك مواهبُ الرَّحمن ليْسَتْتحصل باجتهادٍ أَو بكسبِولكن لَا غِنًى عَن بَذْلِ جهدِوإخلاص بجٍ دّ لَا بلعبِوفضل الله مبذولٌ ولكنبحكمتِهِ وهذاالنص يُنْبيِفتأَمَّل ذلِكَ فإنَّه فِي غايَةِ النَّفاسَةِ.
(وأَصْبَحُوا مُسْكِنِين: أَي ذَوِي مَسْكَنةٍ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ، أَي ذلّ وضَعْفٌ وقلَّة يَسَارٍ.
(و) حُكِي: (مَا كانَ مِسْكيناً وإنَّما سَكُنَ، ككَرُمَ ونَصَرَ) . ونَصّ اللّحْيانيّ: وَمَا كُنْت مِسْكيناً وَلَقَد سكنت.
(وأَسْكَنَه اللهاُ) وأَسْكَنَ جَوْفَه: (جَعَلَه مِسْكِيناً.(35/207)
(والمِسْكِينَةُ) : هِيَ (المدينةُ النَّبَوِيَّةُ، صلى اللهُ) تَعَالَى (على ساكِنِها وَسلم) .
قالَ ابنُ سِيْدَه: لَا أَدْرِي لِمَ سُمِّيت بذلِكَ إلاَّ أَنْ يكونَ لفقْدِها النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ فِي المَغانِمِ المُسْتطابَه فِي أَعْلام طَابَه.
(واسْتكانَ) الرَّجُلُ: (خَضَعَ وذَلَّ) . وَمِنْه حدِيثُ توْبَة كَعْب: أمَّا صاحِبَاي فاسْتَسكانَا وقَعَد فِي بيوتِهما، أَي خَضَعا وذَلاَّ؛ (افْتَعَلَ من المَسْكَنَةِ) ؛ ووَقَعَ فِي بعضِ الأصُولِ: اسْتَفْعل من السُّكونِ، وَهُوَ وَهمٌ فإنَّ سِينَ اسْتَفْعل زائِدَةٌ، (أُشْبِعَتْ حركةُ عَيْنِه) فجاءَتْ أَلِفاً.
وَفِي المُحْكَم: وأَكْثر مَا جاءَ إشْباعُ حَرَكةِ العَيْنِ فِي الشعْرِ كقوْلِهِ:
يَنْباعُ من دَفْرَى غَضُوبأَي يَنْبَع، مُدَّتْ فتْحَةُ الباءِ بأَلفٍ، وجَعَلَه أَبو عليَ الفارِسِيُّ رحِمَه الّلهُ تعالَى، مِن الكَيْنِ الَّذِي هُوَ لحْمُ باطِنِ الفرْجِ لأنَّ الخاضِعَ الذَّليلَ خفيٌّ، فشبَّهَه بذلِكَ لأنَّه أَخْفَى مَا يكونُ مِنَ الإِنْسانِ وَهُوَ يَتعدَّى بحرْفِ الجرِّ ودُونه؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
فَمَا وَجُدوا فيكَ ابنَ مَرْوانَ سَقْطةًولا جَهْلةً فِي مازِقٍ تَسْتَكِينُها (والسُّكَيْنُ، كزُبَيْرٍ: حيٌّ) .
ونَصُّ الجَوْهرِيّ: وسُكَيْن مُصَغَّراً حيٌّ مِنَ العَرَبِ فِي شعْرِ النابِغَةِ الذّبْيانيّ؛ قالَ ابنُ بَرِّي يعْني بِهِ قوْلَه:
وعَلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ وعَلى الدُّثَيْنةِ من بَني سَيَّارِ (و) السُّكَيْنُ: (الحِمارُ الخفيفُ السَّريعُ) ؛ وخصَّ بعضُهم بِهِ الوَحْشيّ؛ قالَ أَبو دُوَاد:(35/208)
دَعَرْتُ السُّكَيْنَ بِهِ آيِلاً وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا (والتَّسْكينُ: مُداوَمَةُ رُكوبِه) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
قالَ: (و) التَّسْكينُ أَيْضاً: (تَقْويمُ الصَّعْدَة، بالنَّارِ) ، وَهِي السكينُ.
(و) سُكَيْنةُ، (كجُهَيْنَةَ: الأَتانُ) الخَفيفَةُ السَّريعَةُ، وَبِه سُمِّيتِ الجارِيَةُ الخَفِيفَةُ الرُّوحِ سُكَيْنَة؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
قالَ: (و) السُّكَيْنَةُ أَيْضاً: (اسمُ البَقَّةِ الَّداخلةِ أَنْفَ نُمْروذٍ) بنِ كنْعانَ الخاطِىءِ فأَكَلَتْ دِماغَه.
(و) سُكَينَةُ: (صحابيٌّ) ، كَذَا جاءَ، وصَوابُه: سفينة، ذَكَرَه أَبو موسَى، ونبَّه عَلَيْهِ، قالَهُ الذَّهبيَّ وابنُ فهْدٍ.
(و) سُكَيْنَةُ (بِنْتُ الحُسَيْنِ بنِ عليَ رضِي اللهاُ) تَعَالَى (عَنْهُمَا) ، وأُمّها الرَّبَاب بِنْت امْرِىءِ القْيَسِ بنِ عدِيَ الكَلْبية وتُكْنى أُمُّ عبدِ اللهاِ.
وقيلَ: سُكَيْنَةُ لَقَبُها واسْمُها أمينةُ، كَمَا فِي الرَّوْضِ، كانَ لَهَا دعابَةٌ ومزحٌ لَطِيفٌ، شَهِدَت الطفَّ مَعَ أَبِيها ولمَّا رَجَعَتْ أُمُّ سُكَيْنةَ بعْدَ مَقْتَل الحُسَيْن خَطَبَها أَشْرافُ قُرَيْشٍ فأَبَتْ وتَرَفَّعَتْ وقالَتْ: لَا يكونُ لي حَمٌ بعْدَ رَسُولِ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبَقِيَتْ بعْدَه لَا يظلّها سقْفٌ حَتَّى ماتَتْ كَمَداً عَلَيْهِ، وفيهَا يقولُ والدُها:
كأَنَّ اللّيْلَ مَوْصولٌ بليلٍ إِذا زَارَت سُكَيْنة والرَّبابقالَ السّهيليُّ: أَي إِذا زَارَت قَوْمَها وهم بنُو عليم بنِ خباب.
(والطُّرَّةُ السُّكَيْنِيَّةُ: مَنْسوبَةٌ إِلَيْهَا) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) سُكَيْنَةُ: عدَّةُ نسْوَةٍ (محدِّثاتٍ.(35/209)
(و) سَكِّينةُ، (بالفتْحِ مشدَّدةً) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصُّوابُ بالكسْرِ مشدَّدةً كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ، (علِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ سَكِّينَةَ) الأَنْماطيِّ سَمِعَ القطيعيّ، وابْنه أَبُو عبْدِ الّلهِ محمدُ بنُ عليِّ سَمِعَ ابنَ الصَّمْت المحبر؛ (والمُبارَكُ بنُ أَحمدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ سكِّينَةَ) سَمِعَ أَبا عبْدِ الّلهِ النعَّال وابْنُه عبْدُ الّلهِ بنُ المُبارَكِ سَمِعَ ابنَ ناصِرٍ وأَبا المَحاسِنِ بنِ المُظَفَّر البَرْمكيّ، ماتَ سَنَة 610؛ (والمُبارَكُ بنُ المُبارَكِ بنِ الحُسَيْنِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ ابنِ الحَسَنِ (بنِ الحُسَيْنِ بنِ سَكِّينَةَ) سَمِعَ أَبا القاسِمِ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، ماتَ سنة 597، (مُحدِّثونَ) .
وفاتَهُ:
المُبارَكُ بنُ محمدِ بنِ مكارمِ بنِ سَكِّينَةَ عَن ابنِ بيانٍ، وَعنهُ ابنُ الأخْضَر، وابْنُه إسْمعيلُ بنُ المُبارَكِ، وأُخْته مَحْبوبَةُ، سَمِعَا ابْن البَطِّيّ.
(وكسَفِينَةٍ: أَبو سَكِينَةَ زِيادُ بنُ مالِكٍ) : حدَّثَ عَنهُ أَبو بكْرِ بنُ أَبي مَرْيمٍ، (فَرْدٌ.
(والساكِنُ: ة، أَو دَار قُرْبَ الطَّائِفِ.
(وأَحمدُ بنُ محمدِ بنِ ساكِنٍ الزَّنْجانيُّ) عَن نصْرِ بنِ عليَ وإسْمعيل ابنِ بنْتِ السّديّ، وَعنهُ يوسُفُ بنُ القاسِمِ الميانجيّ؛ (ومحمدُ بنُ عبْدِ اللهاِ بنِ ساكِنٍ البيكَنْدِيّ) البُخارِيُّ عَن عيسَى بنِ أَحمدَ العَسْقلانيّ، (مُحدِّثانٍ.
(وسَواكِنُ: جَزيرَةٌ حَسَنَةٌ قُرْبَ مكَّةَ) ، وَهِي بينَ جدَّةَ وبلادِ الحَبَشَةِ، وَهِي أَوَّلُ عمالَةِ الحَبَشِ.
(والأَسْكانُ: الأَقْواتُ، الواحِدُ(35/210)
سَكَنٌ) بالتَّحْريكِ، وقيلَ: هُوَ بضمَّتَيْن؛ وَمِنْه حدِيثُ المَهْديّ: (حَتَّى إنَّ العُنْقودَ ليكونَ سُكْنَ أَهْلِ الدارِ) ، أَي قُوتَهم مِن بَرَكَتِه، وَهُوَ بمنْزِلَةِ النُّزْلِ، وَهُوَ طَعامُ القوْمِ الَّذين ينزلُونَ عَلَيْهِ؛ قيلَ: وإنَّما قيلَ للقُوتِ سُكْنٌ لأَنَّ المَكانَ بِهِ يُسْكَنُ، وَهَذَا كَمَا يُقالُ نُزْلُ العَسْكرِ لأَرْزاقِهم المقدَّرَةِ لَهُم إِذا نزلُوا مَنْزِلاً.
(وسَمَّوْا ساكِناً) ، وَقد تقدَّمَ؛ (وساكِنَةَ) ، وَمِنْهُم: ساكِنَةُ بنْتُ الجعْدِ المحدِّثَةُ؛ (ومَسْكَناً، كمَقْعَدٍ) ، وَمِنْهُم: محمدُ بنُ مَسْكَنِ السرَّاجُ البُخارِيُّ رَوَى عَنهُ أَسْباطُ بنُ اليسع، ويقالُ لَهُ مِسْكِينٌ أَيْضاً؛ (و) مُسْكِناً مِثْلُ (مُحْسِنٍ) ، وَمِنْهُم: مُسْكِنُ بنُ تمامٍ القشيريُّ الَّذِي شَهِدَ وقْعَةَ الخازرِ مَعَ عُمَيْر بنِ الحبابِ؛ (وسَكِينَةَ) ، وَقد تقدَّمَ وَهِي كجُهَيْنَةَ.
(ومِسْكينٌ الدَّارِميُّ: شاعِرٌ مُجيدٌ) ، وَهُوَ مِسْكينُ بنُ عامِرِ بنِ أنيفِ بنِ شُرَيْح بنِ عَمْرو بنِ عدسِ بنِ زيْدِ بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ دَارِمٍ.
(ودِرعُ بنُ يَسْكُنَ، كيَنْصُرُ: تابِعِيٌّ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: يافِعِيٌّ أَي مِن بَني يافِعٍ، لَهُ خَبَرٌ، كَذَا فِي التبْصِيرِ.
(وسَكَنٌ الضِّمْرِيُّ) ، محرَّكةً، وظاهِرُ سِياقِه يَقْتَضِي الفتْحَ.
(أَو سُكَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: اخْتُلِفَ فِي صُحْبتِه) .
قلْتُ: لم يَخْتَلَفْ فِي صُحْبتِه وإنَّما اخْتُلِفَ فِي اسمِه، رَوَى عَن عَطَاء بنِ يَسَارٍ حدِيثاً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَسْكَنَه مِثْل سَكَّنَه.
والسُّكَّانُ، كرُمَّانٍ، جَمْعُ ساكِنٍ وأَيْضاً: ذَنَبُ السَّفِينَةِ، عرَبيٌّ صَحِيحٌ.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ(35/211)
الخَيْزُرَانَةُ والكَوْثَلُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: مَا تُسَكَّنُ بِهِ السَّفِينَةُ تُمْنَعُ بِهِ مِن الحرَكَةِ والاضْطِرابِ.
وقالَ اللَّيْثُ: مَا بِهِ تُعَدَّلُ، وأَنْشَدَ لطرَفَةَ:
كسُكَّانِ بُوصِيَ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ وكشَدَّادٍ: قرْيَةٌ بالسغد.
والسَّكْنُ، بالفتْحِ: البيتُ لأنَّه يُسْكَنُ فِيهِ.
وبالتَّحْريكِ: المرْأَةُ لأنَّه يُسْكَنُ إِلَيْهَا.
وأَيْضاً: الساكِنُ؛ قالَ الرَّاجزُ:
ليَلْجَؤُا من هَدَفٍ إِلَى فَنَنْإلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلَ ذِي سَكَنْومَرْعًى مُسْكِنٌ كمُحْسِنٍ: إِذا كانَ كثيرا لَا يُحْوجُ إِلَى الظَّعْن، وكذلِكَ مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ.
والسُّكْنُ، بالضمِّ: المَسْكَنُ وسُكَّانُ الدَّارِ: هُمُ الجنِّ المُقِيمونَ بهَا.
والسَّكِينَةُ: الرَّحْمةُ والنَّصْرُ.
ويقالُ للوَقُورِ: عَلَيْهِ السَّكِينَةُ والسُّكونُ.
وتَسَكَّنَ الرَّجُلُ مِن السَّكِينَةِ.
وتَرَكْتُهم على سَكِنَاتِهم، بكسْرِ الكافِ وفتْحِها، أَي على اسْتِقامَتِهم وحُسْنِ حالِهم، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الفرَّاءِ.
وقالَ ثَعْلَب: وعَلى مَساكِنِهم.
وَفِي المُحْكَم: على مَنازِلِهم؛ قالَ: وَهَذَا هُوَ الجَيِّد لأنَّ الأوَّلَ لَا يُطابقُ فِيهِ الاسْمُ الخَبَر، إِذا المُبْتدأ اسمٌ والخَبَر مَصْدرٌ.
وتَمَسْكَنَ: إِذا تَشَبَّه بالمَساكِينِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: المِسْكِينُ مِن الأَلْفاظِ المُتَرَحَّمِ بهَا.
قلْتُ:(35/212)
وسَمِعْتهم يقُولُونَ عنْدَ التَّرَحُّم مُسَيْكِين بالتَّصْغيرِ.
وأَسْكَنَ: صارَ مِسْكِيناً.
واسْتَكَنَ: خَضَعَ وذَلَّ.
والسَّكُونُ، كصَبُورٍ: حيٌّ مِنَ العَرَبِ، وَهُوَ ابنُ أَشْرَس بنِ ثوْرِ بنِ كنْدَةَ، مِنْهُم: أَبو بدْرٍ شُجاعُ بنُ الوَلِيدِ بنِ قَيْسٍ السَّكُونيُّ الكُوفيُّ المحدِّثُ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: تَغْطيةُ الوَجْه عنْدَ النَّوْم سُكْنَةٌ، بالضمِّ، كأَنَّه يأْمنُ الوَحْشَة.
وسُكَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: اسمُ مَوْضِعٍ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُ النابِغَةِ.
وأَمَّا المُسْكانُ، بضمِّ المِيمِ، بمعْنَى العَرَبُون، فَهُوَ فُعْلان، تقدَّمَ ذِكْرُه فِي الكافِ.
والسَّكَنُ، محرَّكةً: جَدُّ أَبي الحَسَنِ عَمْرو بنِ إِسْحق بنِ إبراهيمَ بنِ أَحمدَ بنِ السَّكَنِ بنِ أَسْلَمَة بنِ أَخْشَن بنِ كورٍ الأَسَديّ البُخارِي السَّكَنيّ الكورِيّ مِن صالِحِي جزْرَةَ، وَعنهُ الحاكِمُ أَبو عبْدِ اللهاِ، تُوفي سَنَة 344، وقَرِيبه أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ أَحمدَ سَمِعَ عَنهُ أَبو محمدٍ النَّخْشبيّ.
والسَّكَناتُ، محرَّكةً: ضِدُّ الحَرَكَات.(35/213)
وساكَنَهُ فِي الَّدارِ مُساكَنَةً: سَكَنَ هُوَ وإِيَّاه فِيهَا وتَساكَنُوا فِيهَا.
وسَكَنَ إِلَيْهِ: اسْتَأْنَسَ بِهِ.
وسَكَنَ غَضَبُه وَهُوَ ساكِنٌ وهادِىءٌ.
والمساكِنُ: قرْيَةٌ قُرْبَ تُونس.
وسَكَنُ بنُ أَبي سَكَنٍ: صَحابيٌّ.
والفَضِيلُ بنُ سُكين الندى شيْخٌ لأَبي يَعْلى الموصِليّ.
وكجُهَيْنَةَ: سُكَيْنَةُ بِنْتُ أَبي وقَّاصٍ، صَحابِيَّةٌ؛ وأُخْرى لم تُنْسَب، ذَكَرَها ابنُ مَنْده.
وأَبو سُكَيْنَةَ: تابِعِيٌّ رَوَى عَنهُ يَحْيَى بنُ أَبي عَمْرٍ والشَّيْبانيُّ.
وأَبو السكين الطَّائيُّ اسْمُه زَكَريا.
وأَسكونيا، بالفتْحِ: مَوْضِعٌ بَيَّض لَهُ ياقوتٌ.
وعبدُ الوَهَابِ بنُ عليِّ بنِ سُكَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: محدِّثٌ بَغْدادِيٌّ مَشْهورٌ.
وأَبو سكنَةَ محمدُ بنُ راشِدِ بنِ أَبي سكنَةَ، وأخُوه إبراهيمُ رَوَيا عَن أَبِيهما عَن أَبي الدَّرْداءِ ومُعاوِيَةَ.
وسَاوَكَانُ: قرْيَةٌ بخَوَارِزم، مِنْهَا: أَبو سعيدٍ أَحمدُ بنُ عليَ الكِلابيُّ الإِمامُ المَشْهورُ مِن شيوخِ ابنِ السّمعانيّ.
والمسكينَةُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الغَربيَّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سكرن
: سكارن، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بنَواحِي الصغد مِن أَعْمالِ كثانية مِنْهَا، بكْرُ بنُ حَنْضَلَةَ ووَلدُه محمدٌ المُحدِّثانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/214)
سلن
: الأَسْلانُ: الرِّماحُ الذُّبَّلُ؛ ذَكَرَه الأَزْهرِيُّ فِي الثّلاثيِّ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قلْتُ: ومُقْتضاهُ أنَّ واحِدَها سَلَنَ.
وقوْلُهم: أَسْلان للأسَدِ عجْمِيّة، أَصْلُه إرسلان، وَقد سَمِّوْا بهَا كثيرا، وَمِنْهُم مَنْ يَحْذِفُ الأَلِف ويقولُ رسْلَان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سكتن
:) سُكْتانٌ، كعُثْمان: اسمُ رَجُلٍ، وَهُوَ سُكْتانُ بنُ مَرْوانَ بنِ حبيبِ بنِ واقفِ بنِ يَعِيشِ بنِ عبْدِ الرَّحْمن بنِ مَرْوانَ بنِ سُكْتان العموديُّ اللّغويُّ الفَرَضِيُّ، تقدَّمَ ذِكْرُه فِي (أل ش ن) .
سلعن
: (سَلْعَنَ فِي عَدْوِهِ) سَلْعَنَةً:
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: إِذا (عَدا عَدْواً شَدِيد) .
سلتن
: (السِّلْتينُ، بالكسْرِ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وأَوْرَدَه اسْتِطْراداً فِي (س ج ن) .
قالَ: وَهُوَ (من النَّخْلِ مَا يُحْفَرُ فِي أُصُولِها حَفْراً يَجْذِبُ الماءَ إِلَيْهَا إِذا كانَ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا الماءُ) ، وَهِي لُغَةُ أَهْلِ البَحْرَيْن وليَسْتَ بعَربيَّةٍ، وَهِي بالعَربيَّةِ السجين؛ قالَهُ الأَصْمعيُّ وَقد تقدَّمَ.
سمجن
: (سَمَجونُ، محرَّكةً) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ، والجِيم مَضْمومَة كَمَا فِي سائِرِ النسخِ، ووُجِدَ بخطِّ الذَّهبيّ فِي مُخْتصرِ الصِّلَة البشْكوالِيَّةِ بفتْحِها أَيْضاً.
وَهُوَ(35/215)
(جَدُّ والِدِ أَبي القاسِمِ أَحمدَ بنِ عبْدِ الوَدُودِ بنِ عليِّ بنِ سَمَجونٍ الهِلالِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الشَّاعِرُ) ، المحدِّثُ، ماتَ سَنَة 608، ترْجَمَتُه فِي كتابِ الصِّلَة لابنِ بشكوال، وَقد ذَكَرْناه فِي (س م ج) على أنَّ النّونَ زائِدَةٌ، فَإِن كانتِ اللَّفْظة أَعْجميّةً مُعَرَّب سيم كَون فمحلُّه هُنَا ولعلَّه رَاعَى المصنّف لذلِكَ.
سمحن
) (سَمْحونٌ، كصَعْفوقٍ) : والحاءُ مُهْملَة أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (نادِرٌ) إِذْ لَا فَعْلول فِي الكَلامِ غَيْر صَعْفوقٍ.
وَهُوَ (والِدُ أَبي بكْرٍ الأَنْدَلُسِيِّ الأديبِ النَّحْويِّ) ، كَانَ فِي حُدودِ الخَمْسين والخَمْسمائَة.
قالَ شيْخُنا: وقالَ بعضُهم: هُوَ فَعْلون مِن سَمح فحينئذٍ مَحلّه فِي الحاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سمدن
:) سَمَدُونُ، محرَّكةً: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، مِن المنوفيَّة وَقد وَرَدْتُها.
سمن
: (سَمِنَ كسَمِعَ، سَمَانَةً بِالْفَتْح) ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ وأَنْشَدَ:
رَكِبْناها سَمانَتَها فلمَّابَدَتْ مِنْهَا السَّناسِنُ والضُّلوعُأَي طُولُ سَمانَتِها. (وسِمَناً، كعِنَبٍ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، (فَهُوَ سامِنٌ وسَمِينٌ) ، وعَلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، (ج سِمَانٌ) ، بالكسْرِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلم يقولُوا سُمَناء، اسْتَغْنَوا عَنهُ بسِمانٍ.
(و) قالَ اللّحْيانيُّ: المُسْمِنُ، (كمُحْسِنٍ: السَّمِينُ خِلْقَةً، وَقد أَسْمَنَ) الرَّجُلُ،(35/216)
(وسَمَّنَهُ) غيرُهُ (تَسْمِيناً) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: سَمِّنْ كَلْبَك يأْكُلْك.
(و) قالَ بعضُهم: (امْرأَةٌ مُسْمَنةٌ، كمُكْرَمَةٍ) : سَمِينَةٌ (خِلْقَةً، ومُسَمَّنَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) : إِذا كانتْ سَمِينَةً (بالأَدْويَةِ) ، وَقد سُمِنَتْ.
وَفِي الحدِيثِ: (وَيْلٌ للمُسَمَّناتِ يوْمَ القِيامَةِ من فَتْرة فِي العِظامِ) ، أَي اللَّاتِي يَسْتَعْملْن الأَدْويَة للسِّمَن.
(وأَسْمَنَ) الَّرجُلُ: (مَلَكَ) شَيْئا (سَمِيناً، أَو اشْتَراهُ، أَو وَهَبَه) ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَوَّل والثالثِ.
(و) أَسْمَنَ: (سَمِنَتْ ماشِيَتَهُ) ونعمَهُ فَهُوَ مُسْمِنٌ.
(واسْتَسْمَنَ: طَلَبَ أنْ يُوهَبَ لَهُ السّمِينُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أنْ يُوهبَ لَهُ السِّمَنُ.
وَفِي اللّسانِ: واسْتَسْمَنه: طَلَبَه سَمِيناً.
(و) اسْتَسْمَنَ (فلَانا: وجَدَهُ سَمِيناً: أَو عَدَّهُ سَمِيناً) كَمَا فِي الصِّحاحِ وَمِنْه المَثَلُ: (وَلَقَد اسْتَسْمَنْت ذَا وَرَم) . (وطَعامٌ مُسْمَنَةٌ) للجسْمِ) كمَرْحَلَةٍ أَي: تَحْمِلُه على السّمنِ، (وأَرضٌ سَمِينَةٌ) (تَرِبَةٌ) أَي: جَيِّدة الترْبَةِ (لَا حَجَرَ فِيهَا) قوِيَّة على تَرْشِيح النَّبْتِ.
(والسَّمْنُ: سِلاءُ الزُّبْدِ) ، والزُّبْدُ) سِلاءُ اللّبَنِ، وَهُوَ للبَقَرِ وَقد يكونُ للمِعْزى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِىءِ القَيْسِ وَذكر مِعْزًى لَهُ:
فتَمْلأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً وحَسْبُكَ من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ (يُقاوِمُ السُّمُومَ كُلَّها ويُنَقِّي الوَسَخَ مِن القُروحِ الخَبيثَةِ ويُنْضِجُ الأَوْرامَ كُلَّها ويُذْهِبُ الكَلَفَ والنَّمَشَ من الوجْهِ طِلاءً ج(35/217)
أَسْمُنٌ وسُمونٌ وسُمْنانٌ) ، مِثْل أَعْبُدٍ وعُبودٍ وعُبْدانٍ وأَظْهُرٍ وظُهورٍ وظُهْرانٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخِيرَيْن.
(وسَمَنَ الطَّعامَ) وغيرَهُ، فَهُوَ مَسْمونٌ: (عَمِلَهُ بِهِ) ولَتَّهُ بِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
عَظِيمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْله عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ حَمْزَةَ: إنَّما هُوَ أُرْهِنَتْ أَي أُعِدَّتْ وأُدِيمَتْ. (كسَمَّنَهُ) تَسْمِيناً، (وأَسْمَنَه.
(و) سَمَنَ (القوْمَ) يَسْمُنُهم سمناً: (أَطْعَمَهُم سَمْناً.
(وأَسْمَنُوا: كَثُرَ سَمْنهُم.
(وهم سامِنُونَ) : أَي ذَوُوا سَمْنٍ، كَمَا يقالُ: تامِرُون ولابِنُون.
(و) أَبو المكارِمِ (فِتْيانُ بنُ أَحمدَ بنِ سَمْنِيَّة) ، بِفَتْح فَسُكُون فَكسر وتشْديدِ ياءٍ تَحْتية: (شيْخٌ لابنِ نُقْطَةَ) وَهُوَ ضَبَطَه.
(والتَّسْمِينُ: التَّبْريدُ) ، بلُغَةِ أَهْلِ الطَّائِفِ واليَمَنِ وأُتِيَ الحجَّاجُ بسَمَكةٍ مَشْويَّةٍ فقالَ للطبَّاخِ سَمِّنْها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي النَّهايَةِ: فقالَ للَّذي حَمَلَها: سَمِّنها، فَلم يدْرِ مَا يريدُ: فقالَ عَنْبسةُ بنُ سعيدٍ: إنَّه يقولُ لَك بَرِّدْها قَلِيلاً.
(والسُّمَانَى، كحُبارَى) ، وَلَا يقالُ سُمَّانَى بالتَّشْديدِ: (طائِرٌ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
نفْسِي تَمَقَّسُ من سُمَانَى الأَقْبُر ويقالُ: هُوَ السّلوَى ووَقَعَ للمصنِّفِ فِي (ح ور) مَا نَصّه: وأَحْمدُ بنُ أَبي الحُوارَى، كسُكَارَى وسُمَّانَى، مُغايراً بَين سُكَارَى(35/218)
وسُمَّانَى وشدَّدَ المِيم بالقَلَم، وتقدَّمَ التَّنّبِيه عَلَيْهِ فِي ذلِكَ.
يَقَعُ (للواحِدِ والجَمْعِ أَو الواحِدَةُ سُمَاناةٌ) والجَمْعُ سُمَانياتٌ.
(والسَّمَّانُ، كشَدَّادٍ: أَصْباغٌ يُزَخْرفُ بهَا) ، اسمٌ كالجَبَّانِ.
(والسُّمَنِيَّةُ، كعُرَنِيَّةٍ) ، أَي بضمٍ ففتحٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، ووَقَعَ فِي بعضِ النسخِ كعَربيَّةٍ كالمَنْسوبِ للعَرَبِ وَهُوَ تَصْحيفٌ، (قوْمٌ بالهِنْدِ) من عبَدَةِ الأَصْنامِ، (دُهْريُّونَ) ، بضمِ الدَّالِ، (قائِلُونَ بالتَّناسُخِ) ويُنْكِرُونَ وُقُوعَ العِلْم بالإِخْبارِ، ويقالُ: إنَّه نسْبَةٌ إِلَى سِمَنٍ، كزِنَةٍ، اسمُ صَنَمٍ لَهُم. كَذَا بخطِّ الإمامِ أَبي عبْدِ الّلهِ القصَّار.
وَفِي شرْحِ بديعِ ابنِ السَّاعاتي: أَنَّ نسْبَتَهم إِلَى بلدٍ بالهِنْدِ يقالُ لَهَا سومنات.
قلْتُ: وَهَذَا هُوَ الَّذِي صرَّحُوا بِهِ فتكونُ النِّسْبَة حينَئذٍ على غيرِ قياسٍ.
(والسُّمْنَةُ، بالضَّمِّ: عُشْبَةٌ) ذاتُ وَرَقٍ وقُضُبٍ دَقيقَةُ العِيدَانِ لَهَا نَوْرَة بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ: السُّمْنَةُ مِن الجَنْبَة (تَنْبُتُ بنجُومِ الصَّيْفِ وتَدُومُ خُضْرتُها.
(و) السُّمْنةُ: (دَواءُ السِّمَنِ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: تُسَمَّن بِهِ المرْأَةُ.
(و) سُمْنةٌ: (ع) .
وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بجَرَشَ.
(و) سُمْنةٌ: (ة ببُخارَى، مِنْهَا) العِمادُ (محمدُ بنُ علِيِّ بنِ عبْدِ المَلِكِ الفَقيهُ) ، المُفْتِي، إمامُ جامِعِ بُخارَى، تَفَقَّه على القونويِّ، وكانَ فِي حُدودِ خَمْسين وستّمائَةٍ، تَفَقَّه عَلَيْهِ فخرُ الدِّيْن البونتي.
(و) سُمْنةُ: (لَقَبُ الزُّبيرِ بنِ محمدٍ العُمَريِّ المُقْرِىءِ) المَدنيّ، قَرَأَ على قالون؛ ضَبَطَه أَبو العَلاءِ العطَّار.(35/219)
(وسَمْنانُ: ع) قُرْبَ اليَمامَةِ مِن دِيارِ تميمٍ.
(و) سِمْنانُ، (بِالْكَسْرِ: د) بقوْمَس بينَ خُرَاسان والرَّيِّ، مِنْهُ أَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ دَاوُد المحدِّثُ؛ ترْجَمَه الحاكِمُ؛ وجوَّزَ نَصْر فِيهِ الفتْحَ أَيْضاً، وَقَالُوا هُوَ الأَصْل.
(و) سُمْنانُ، (بالضَّمِّ: جَبَلٌ) ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(وسَامَانُ بنُ عبدِ المَلِكِ السَّامانِيُّ: محدِّثٌ) نُسِبَ إِلَى جَدِّه، أَو إِلَى إحْدَى القُرَى الْآتِي ذِكْرها.
(والمُلوكُ السَّامانِيَّةُ) : مُلوكُ مَا وَرَاء النَّهْرِ وخُرَاسان، (تُنْسَبُ إِلَى سَامانَ بنِ حَيَّا) أَحَدِ أَجْدادِهِم، وَكَانُوا مِن أَحْسَن المُلوكِ سِيرَةً، يرجعُونَ إِلَى عَقْلٍ ودِيْنٍ وعلْمٍ.
وقالَ ياقوت: يُنْسَبونَ إِلَى قرْيَةٍ بنواحِي سَمَرْقَنْد يقالُ لَهَا سَامانُ، مِنْهُم: المَلِكُ أَحمدُ بنُ أَسدِ بنِ سَامانَ البُخارِيُّ عَن ابنِ عُيَيْنة، ويَزِيدِ بنِ هَارون، ماتَ سَنَة 250، وَعنهُ ولدُه الأَميرُ الماضِي أَبو إبراهيمَ إسْمعيلُ بنُ أَحمدَ، وتولَّى بعْدَه ولدُه الأَميرُ نَصْر، وماتَ سَنَة 277؛ ثمَّ أَخُوه إسْمعيلُ بنُ أَحمدَ المَذْكُور، وَقد رَوَى عَن أَبِيه وكانَ مُكْرِماً للعُلَماءِ عادِلاً، ماتَ سَنَة 295، رَوَى عَنهُ عبدُ اللهاِ بنُ يَعْقوب البُخارِيُّ وآخَرْون.
(وسُمْنٌ، بالضَّمِّ: ع) ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) سُمَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: أَوَّلُ مَنْزِلٍ من النِّباجِ لقاصِدِ البَصْرَةِ) لبَني عَمْرو بنِ تمِيمٍ، وَهُوَ وادٍ، قالَهُ نَصْر.
(والأَسْمانُ: الأُزُرُ الخُلْقانُ) ، كالأَسْمالِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وسامِينٌ: ة بهَمَذَانَ.
(وسَامانُ: ة بالرَّيِّ.(35/220)
(و) أَيْضاً: (مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عليِّ) الأَسْمهانيّ السَّامانيُّ (الصَّحَّافُ) حدَّثَ عَن أَبي الشيْخِ.
(وسِمْنينُ، بالكسْرِ: د.
(و) السَّمِينُ، (كأَميرٍ) : خِلافُ المَهُزولِ، وَهُوَ (لَقَبُ عبدِ اللهاِ بنِ عَمْرو بنِ ثَعْلَبَةَ، لأَنَّه كانَ بينَ أَخٍ وعَمَ وعدَدٍ كثيرٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَسَمَّنَ الرَّجُلُ: صارَ سَمِيناً؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وتَسَمَّنَ: تكَثَّرَ بِمَا ليسَ فِيهِ مِن الخيْرِ، أَو ادَّعَى بِمَا ليسَ فِيهِ مِن الشَّرَفِ أَو جَمْع المالِ ليُلْحَقَ بذوِي الشَّرَفِ، أَو أَحَبَّ التَّوسُّعَ فِي المآكلِ والمَشارِبِ وَهِي أَسبابُ السِّمَنِ؛ وبكلِّ ذلِكَ فُسِّرَ الحدِيثُ: (يكونُ فِي آخِرِ الزَّمانِ قوْمٌ يَتَسمَّنونَ) .
وَقَالُوا: اليَنَمةُ تُسْمِنُ وَلَا تُغْزُو أَي إنَّما تَجْعَلُ الإِبِلَ سَمِينَةً وَلَا تَجْعلها غِزاراً.
وسَمَنْتُ لَهُ: أَدَمْتُ لَهُ بالسَّمْن.
وأَسْمَنَ: اشْتَرى سَمْناً.
واسْتَسْمَنَ: طَلَبَ أَن يُوهَبَ لَهُ السّمْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وسَمَّنَهم تَسْمِيناً: زَوَّدَهُم السَّمْنَ.
والسَّمَّانُ: بائِعُ السَّمْنِ، واشْتَهَرَ بِهِ أَبو صالِحٍ ذَكْوانُ بن عبْدِ اللهاِ مَوْلَى باهِلَةَ، تابِعيٌّ مَشْهورٌ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: السَّمَّانُ إنْ جَعَلْته بائِعَ السَّمْنِ انْصَرَفَ، وَإِن جَعَلْتَه مِن السَّمِّ لم يَنْصرِف فِي المَعْرفَةِ.
وأَسْمَنَه: أَطْعَمَهُ السَّمْنَ، وقوْلُ الرَّاجزِ:
لحْمَ جَزُورٍ غَثَّةٍ سَمِنيه(35/221)
أَي مَسْمونَة مِن السَّمْن لَا مِنَ السِّمَنِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وأَسْمَنَ الشَّاةَ مِثْلُ سَمَّنَها.
ودارٌ سَمِينَةٌ: كثيرَةُ الأَهْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وسمَّنُوا لفلانٍ: أَعْطوه كَثيراً.
وَهَذَا كَلامٌ سَمِينٌ.
وَهُوَ أَسْمَنُ حظّاً مِن فلانٍ.
وانْقَلَبَتْ بلْدَتُهم سَمْنةً وعَسْلَةً، كثُرَتا فِيهِ.
وَفِي المَثَلِ: سَمْنكُم هُرِيقَ، فِي أَدِيمكم، أَي مالكُم يُنْفَقُ عَلَيْكُم، وَمِنْه أَخَذتِ العامَّةُ: سَمْنكُم فِي دَقيقِكم.
والسَّمِينُ، كأَمِينٍ: لَقَبُ أَبي مُعاوِيَةَ صَدَقة بن أَبي عبدِ الّلهِ القُرَشِيّ الدِّمَشْقيّ عَن ابنِ المُنْكَدرِ؛ ولَقَبُ أَبي عبدِ الّلهِ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ مَيْمون المَرْوَزيّ البَغْدادِيّ عَن وكيعٍ؛ ولَقَبُ أَبي المَعالِي أَحمدَ بن عبْدِ الجبَّارِ البَغْدادِيّ عَن ابنِ البطر.
والسَّمِينُ: صاحِبُ إعْرابِ القُرآنِ والمُفْرداتِ مَشْهورٌ.
وبالضمِّ وفَتْحِ الميمِ وأَخُوه عُمَر سَمِعاً مِن ابنِ شانيل.
وسُمْنةٌ، بالضمِّ: ماءَةٌ بينَ المَدينَةِ والشامِ قُرْبَ وادٍ الْقرى؛ عَن نَصْر.(35/222)
وسَمْنانُ، بالفتْحِ: شعبٌ لبَني رَبيعَةَ بنِ مالِكٍ فِيهِ نَخْلٌ؛ عَن نَصْر.
وبالكسْرِ قَرْيَةٌ بِنَسَا، لَهَا نَهْرٌ كبيرٌ، مِنْهَا: أَبو الفَضْلِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ إسْحق عَن أَبي بكْرٍ الإِسْماعِيليّ، ماتَ سَنَة 400.
وسَمْنانُ: جَدُّ القاضِي أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ مَحْمود بنِ سَمْنان العِرَاقيّ نَزِيلُ بَغْدادَ أَحدُ مشايخِ الخَطِيبِ، سَمِعَ الدَّارْقطْنيّ، وماتَ بالموصلِ قاضِياً سَنَة 444.
وسَامانُ: مِن قُرَى سَمَرْقَنْد، عَن ياقوت وَقد تقدَّمَ.
وسَامانُ: قرْيَةٌ بدِيارِ بكْرٍ، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ سعيدِ بنِ عبدِ الّلهِ بنِ بنْدارٍ السَّامانيُّ تَرْجَمه السبكيّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سمنجن
:) سِمنجانٌ، بالكسْرِ: بلَيْدَةٌ بطَخَارسْتان؛ وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ اسْتِطراداً فِي أَثْناءِ كتابِهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سميجن
:) سَمِيجَنُ، بفتحٍ فكسْرٍ: قرْيَةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَعْفرٍ الورَّاقُ المزنيُّ تُكُلِّمَ فِيهِ.
سنَن
: ( {السِّنُّ، بالكسْرِ: الضِّرْسُ) ، فهُما مُتَرادِفان، وَتَخْصِيص الأضْراس بالإِرحاء عرفي، (ج} أَسْنَانٌ {وأَسِنَّةٌ) ، الأَخيرَةُ نادِرَةٌ، مِثْلُ قِنَ وأَقْنانٍ وأَقِنَّةٍ؛ ويقالُ} الأَسِنَّةُ جَمْعُ الجَمْعِ مِثْل كِنَ وأَكْنانٍ وأَكِنَّةٍ.
(و) حَكَى اللّحْيانيُّ فِي جَمْعِ السِّنِّ (! أَسُنٌّ) وَهُوَ(35/223)
نادِرٌ أَيْضاً.
وَفِي الحدِيثِ: (إِذا سافَرْتُم فِي الخِصْبِ فأَعْطُوا الرُّكُبَ {أَسِنَّتَها، وَإِذا سافَرْتُم فِي الجدْبِ فاسْتَنْجُوا) ، قد اخْتُلِفَ فِيهِ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَعْرِف} الأسِنَّةَ إلاَّ جَمْع {سِنانٍ للرُّمْحِ، فَإِن كانَ الحدِيثُ مَحْفوظاً فكأَنَّها جَمْعُ} الأَسْنانِ، يقالُ لمَا تأْكُلُه الإِبِلُ وتَرْعاهُ مِن العُشْب {سِنٌّ، وجَمْعُ} أَسْنانٍ {أَسِنَّةٌ، يقالُ:} سِنٌّ {وأسْنانٌ مِن المَرْعَى، ثمَّ} أَسِنَّة جَمْعُ الجَمْعِ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: الأَسِنَّةُ جَمْعُ {السِّنانِ لَا جَمْع} الأَسْنانِ، قالَ: والعَرَبُ تقولُ الحَمْضُ {يَسُنُّ الإِبِلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كَمَا يقوِّي} السَّنُّ حَدَّ السِّكِّين، فالحَمْضُ {سِنانٌ لَهَا على رعي الخُلَّةِ.} والسِّنانُ الاسمُ مِن {يَسُنُّ أَي يقوِّي، قالَ: وَهُوَ وَجْهُ العَربيِّةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ ويُقوِّي مَا قالَ أَبو عُبَيْدٍ حدِيثُ جابِرٍ: إِذا سِرْتُم فِي الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ} أَسْنانَها.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه الّلهُ تعالَى: معْنَى الحدِيثِ أَعْطوها مَا تَمْتَنِع بِهِ مِن النَّحْرِ، لأنَّ صاحِبَها إِذا أَحْسَن رَعْيَها سَمِنَتْ وحَسُنَتْ فِي عَيْنِه فيَبْخَل بهَا أَنْ تُنْحَرَ، فشبَّه ذلِكَ {بالأسِنَّة فِي وُقوعِ الامْتِناعِ بهَا، هَذَا على أَنَّ المُرَادَ} بالأسِنَّة جَمْع {سِنَانٍ، وَإِن أُرِيدَ بهَا جَمْع} سِنٍّ فالمُرادُ بهَا أَمْكِنُواها مِنَ الرَّعْي؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَعْطُوا {السِّنَّ حَظَّها مِن} السِّنِّ) ، أَي أَعْطُوا ذَوَاتِ السِّنِّ حظَّها مِن السِّنِّ وَهُوَ الرَّعْيُ.
وأَعْرَضَ الجَوْهرِيُّ عَن هَذِه الأَقْوالِ، واخْتَصَرَ بقوْلِه: أَي أمْكِنُوها مِن المَرْعَى إشارَة إِلَى قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ.(35/224)
(و) السِّنُّ: (الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
حَنَّتْ حَنِيناً كتُؤَاجِ السِّنِّفي قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنّ (و) السِّنُّ: (جَبَلٌ بالمدينةِ) ممَّا يلِي ركيةَ، وركيةُ وَرَاءَ معْدِنِ بَني سُلَيْم على خَمْسِ ليالٍ مِن المَدينَةِ؛ قالَهُ المَسْعودِيُّ.
(و) {السِّنُّ: (ع بالرَّيِّ) ، مِنْهُ هشامُ بنُ عبدِ الّلهِ} السِّنّيُّ الرَّازِيُّ عَن ابنِ أَبي ذئبٍ.
وقالَ الحاكِمُ أَبو عبْدِ اللهاِ: هِيَ قرْيَةٌ كَبيرَةٌ ببابِ الرَّيِّ.
(و) السِّنُّ: (د على دِجْلَةَ) بالجانِبِ الشَّرْقيِّ، مِنْهَا عنْدَ الزَّاب الأسْفَل بينَ تكْرِيت والموصلِ، (مِنْهُ) أَبو محمدٍ (عبْدُ اللهاِ بنُ عليَ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، وصَوابُه عبدُ اللهاِ بنُ محمدِ بنِ أَبي الجودِ بنِ {السّنِّيُّ، (الفَقِيهُ) تَفَقَّه على القاضِي أَبي الطيِّبِ، وسَمِعَ ابنَ أَبي الحَسَنِ الحماميّ، ماتَ سَنَةَ 465، ويوسفُ بنُ عُمَرَ السِّنِّيُّ: رَوَى عَن المَالِينيّ فِي الأَرْبعِينْ.
(و) السِّنُّ: (د بَين الرُّهَا وآمِدَ) ذُو بَساتِينَ، وَمِنْه غنيمةُ بنُ سُفْيانَ القاضِي السُّنِّي عَن رجُلٍ عَن أَبي يَعْلى الموصليِّ؛ قالَهُ الذَّهبيُّ؛ واسمُ هَذَا الرَّجُل المجْهُولِ المُطَهرُ بنُ إسْمعيلَ، قالَهُ الحافِظُ.
(و) السِّنُّ: (موضِعُ البَرْيِ مِنَ القَلَمِ) ؛ مِنْهُ يقالُ: أَطِلْ} سِنَّ قَلَمِكَ وسَمِّنْها وحَرِّفِ قَطَّتَك وأَيْمِنْها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السِّنُّ: (الأكْلُ الشَّديدُ) ، رُوِي ذلِكَ عَن الفرَّاءِ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسمِعْتُ غيرَ واحِدٍ مِن العَرَبِ يقولُ: أَصابَتِ الإِبِلُ اليوْمَ} سِنّاً مِن الرَّعْي إِذا مَشَقَتْ مِنْهُ مَشْقاً صالِحاً.(35/225)
(و) {السّنُّ: (القِرْنُ) ، بكسْرِ القافِ. يقالُ: فلانٌ سِنُّ فلانٍ إِذا كانَ قِرْنَه فِي السِّنِّ، وكذلِكَ تِنُّه وحِتْنُه.
وَفِي المَثَلِ: أَعْطِني} سِيئاً مِن الثُّومِ (و) هِيَ (الحَبَّةُ مِن رأْسِ الثُّومِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: {سِنَّة مِن ثُومٍ فِصَّةٌ مِنْهُ.
(و) السّنُّ: (شُعْبَةُ المِنْجَلِ) والمِنْشارِ. يقالُ: كلَّتْ} أَسْنانُ المِنْجلِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) قد يُعَبَّرُ {بالسِّنِّ عَن (مِقْدارِ العُمُرِ) ، فيُقالُ: كم} سِنُّكَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ويقالُ: جاوَزْتُ {أَسْنانَ أَهْل بَيْتي، أَي أَعْمارهُم؛ (مُؤَنَّثَةٌ) تكونُ (فِي النَّاسِ وغيرِهمِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وتَصْغِيرُ السِّنِّ} سُنَيْنَة، لأنَّها تُؤَنَّثَ.
وَفِي المُحْكَم: السِّنُّ: الضِّرْسُ، أُثْنى.
وقالَ شيْخُنا: {الأسْنانُ كُلُّها مُؤَنَّثة، وأَسْماؤُها كُلُّها مُؤَنَّثةٌ.
وَفِي النِّهايَةِ:} سِنُّ الجارِحَةِ مُؤَنَّثَةٌ ثمَّ اسْتُعِيرَتْ للعُمُرِ اسْتِدلالاً بهَا على طُولِه وقِصَرِه، وبَقِيَتْ على التأْنِيثِ.
وقوْلُ شيْخُنا، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى: الأَسْنانُ كُلُّها مؤَنَّثَةٌ إِلَى آخِرِه، محلُّ نَظَرٍ؛ فقد تقدَّمَ للمصنِّفِ أَنَّ الضِّرْسَ مُذَكَّرٌ، وأَنْكَرَ الأَصْمعيُّ تأْنِيثَه؛ وكذلِكَ الناجِذُ والنابُ، فتأَمَّلْ.
(ج أَسْنانٌ) لَا غَيْر.
( {وأَسَنَّ) الرَّجُلَ: كَبُرَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: (كَبِرَتْ} سِنُّهُ) ، فَهُوَ {مُسِنٌّ؛ (} كاسْتَسَنَّ.
(و) يقالُ: {أَسَنَّ البَعيرُ: إِذا (نَبَتَ} سِنُّهُ) الَّذِي يَصِيرُ بِهِ {مسنًّا مِن الدَّوابِّ.
ورَوَى مالِكٌ عَن نَافِعٍ عَن ابنِ عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُمَا أَنَّه قالَ: (يُتَّقَى مِن الضَّحايا الَّتِي لم} تُسْنَنْ) ، بفتحِ النّونِ الأولَى؛ هَكَذَا(35/226)
رَوَاه القُتَيبيُّ وفسَّرَه: الَّتِي لم تَنْبُتْ {أَسْنانُها كأَنَّها لم تُعْطَ} أَسْنَاناً.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا وهمٌ والمَحْفوظُ مِن أهْلِ الضبْطِ لم {تُسْنِنْ بكسْرِ النُّونِ، وَهُوَ الصَّوابُ فِي العَربيَّةِ، وَإِذا أَثْنَتْ فقد} أَسَنَّتْ؛ وعَلى هَذَا قَوْل الفُقَهاءِ.
(و) {أَسَنَّ (اللهاُ} سِنَّهُ: أَنْبَتَهُ) .
وقالَ القتيبيُّ: يقالُ {سُنِّنَتِ البَدَنَةُ إِذا نَبَتَتْ} أَسْنانُها، {وأَسَنَّها اللهاُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا غيرُ صَحِيحٍ، وَلَا يقُولُه ذُو المَعْرفَةٍ بكَلامٍ العَرَبِ.
(و) } أَسَنَّ (سَدِيسُ النَّاقَةِ) : أَي (نَبَتَ) ؛ وَذَلِكَ فِي السَّنةِ الثامِنَةِ، كَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ للأَعْشي:
بِحِقَّتِها رُبِطَتْ فِي اللَّجِينِ حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قد {أَسَنّْ َيقولُ: قيمَ عَلَيْهَا منُذ كَانَت حِقَّةً إِلَى أَن أَسْدَسَتْ فِي إِطْعامِها وإِكْرامِها؛ ومثْلُه قَوْل القُلاخِ:
بِحِقِّه رُبِّطَ فِي خَبْطِ اللَّجُنْيُ قْفَى بِهِ حَتَّى السَّدِيسُ قد} أَسَنْ (و) يقالُ: (هُوَ {أَسَنُّ مِنْهُ) : أَي (أَكْبَر} سِنًّا) ، مِنْهُ عَربيَّةٌ صَحِيحَةٌ.
قالَ ثَعْلَبُ: حدَّثَنِي موسَى بنُ عيسَى بنِ أَبي جَهْمَة اللُّيْثيُّ وأَدْرَكته {أسَنَّ أَهْلِ البَلَدِ.
(و) يقالُ: (هُوَ} سِنُّه) ، بالكسْرِ، ( {وسَنِينُهُ) ، كأَمِيرٍ، (} وسَنِينَتُه) ، كسَفِينَةٍ: أَي (لِدَتُه وتِرْبُهُ) إِذا كانَ قِرْنَه فِي {السِّنِّ،} والسِّنُّ قد تقدَّمَ لَهُ قَرِيباً فَهُوَ تِكْرارٌ.
( {وسَنَّ السِّكِّيْنَ) } يَسُنُّه {سَنّاً، (فَهُوَ} مَسْنُونٌ {وسَنينٌ.
(} وسَنَّنَهُ) {تَسْنِيناً:) (أَحَدَّهُ) على} المِسَنِّ (وصَقَلَه. وكلُّ مَا {يُسَنُّ بِهِ أَو عَلَيْهِ) فَهُوَ (} مِسَنٌّ) ، بالكسْرِ، والجَمْعُ {المسانُّ.
وَفِي الصِّحاحِ:} المِسَنُّ حَجَرٌ يُحَدَّدُ بِهِ.
وقالَ الفرَّاءُ سُمِّي(35/227)
{المِسَنُّ} مِسَنّاً لأنَّ الحَدِيدَ يُسَنُّ عَلَيْهِ، أَي يُحَدُّ.
(و) مِن المجازِ: ( {سَنَّنَ المَنْطِقَ) : إِذا (حَسَّنَهُ) كأَنَّه صَقَلَه وزَيَّنَه؛ قالَ العجَّاجُ:
دَعْ ذَا وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً} وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا (و) {سَنَّنَ (رُمْحَهُ إِلَيْهِ: سَدَّدَهُ) ووَجَّهَه إِلَيْهِ.
(} وسَنَّ الرُّمْحَ) {يَسُنُّه} سَنّاً: (رَكَّبَ فِيهِ {سِنانَهُ) .
} وأَسَنَّه جَعَلَ لَهُ {سِناناً.
(و) } سَنَّ (الأَضْراسَ) {سَنّاً (سَوَّكَها) كأنَّه صَقَلَها.
(و) } سَنَّ (الإِبِلَ) {سَنّاً: (ساقَها) سَوْقاً (سَرِيعاً) وَفِي الصِّحاحِ: سَارهَا سَيْراً شَدِيداً.
(و) سَنَّ (الأَمْرَ) سَنّاً: إِذا (بَيَّنَه) .
} وسَنَّ اللهاُ أَحْكَامَهُ للناسِ: بَيَّنَها.
{وسَنَّ اللهاُ} سُنَّةً: بَيَّنَ طَرِيقاً قَوِيماً.
(و) {سَنَّ (الطِينَ) } سَنّاً: (عَمِلَهُ فَخَّاراً) ، أَو طَيَّنَ بِهِ؛ كذلِكَ: (و) سَنَّ (فُلاناً: طَعَنَهُ {بالسِنانِ.
(أَو) سَنَّه: (عَضَّهُ} بالأسْنانِ) ، كضَرَّسَهُ إِذا عَضَّه بالأَضْراسِ.
(أَو) {سَنَّه: (كَسَرَ أَسْنَانَهُ) ، كعَضَّدَه إِذا كَسَرَ عَضدَهُ.
(و) سَنَّ (الفَحْلُ الناقَةَ) } يَسُنُّها {سَنّاً: (كَبَّها على وَجْهِها) ؛ قالَ:
فانْدَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها} فسَنَّها بالوَجْهِ أَو دَرْباهاأَي دَفَعَها.
(و) {سَنَّ (المالَ: أَرْسَلَهُ فِي الرَّعْيِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن المُؤرِّخِ.
(أَو) } سَنَّه إِذا (أَحْسَنَ) رِعْيَته و (القِيامَ عَلَيْهِ حَتَّى كأنَّه صَقَلَهُ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت، وأَنْشَدَ للنابِغَةِ:
ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عَنْهُم وغَرَّهُم! سَنُّ المُعَيديِّ فِي رَعْيِ وتَعْزيبِ(35/228)
وَفِي المُحْكَمِ: سَنَّ الإِبِلَ {يَسُنُّها} سَنّاً إِذا رَعاها فأَسْمَنَها.
(و) {سَنَّ (الشيءَ) } يَسُنُّه {سَنّاً: (صَوَّرَهُ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ} مَسْنونٌ: أَي مُصوَّرٌ.
(و) {سَنَّ (عَلَيْهِ الدِرْعَ) } يَسُنُّه {سَنّاً: أَرْسَلَه إرْسالاً لَيِّناً.
(أَو) سَنَّ عَلَيْهِ (الماءَ: صَبَّهُ) عَلَيْهِ صَبّاً سَهْلاً.
وَفِي الصِّحاحِ:} سَنَنْتُ الماءَ على وَجْهي أَي أَرْسَلْتَهُ إرْسالاً من غيرِ تَفْريقٍ، فَإِذا فَرَّقْتَه بالصَّبِّ قُلْتَ بالشِّيْن المعْجمَةِ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (كَانَ {يَسُنُّ الماءَ على وجْهِه وَلَا يَشُنُّه.
وكذلِكَ} سَنَّ التّرابَ: إِذا صَبَّه على وجْهِ الأرْضِ صَبّاً سَهْلاً. وَمِنْه حدِيثُ عَمْرو بنِ العاصِ، رضِي الّلهُ تعالَى عَنهُ: ( {فسُنُّوا عليَّ التُّرابَ} سَنّاً) .
(و) {سَنَّ (الطَّرِيقَةَ) } يَسُنُّها {سَنّاً: (سَارَها) ؛ قالَ خالِدُ بنُ عُتْبة الهُذَليُّ:
فَلَا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها فَأوَّلُ راضٍ} سُنَّةً من يَسِيرُها ( {كاستَسَنَّها.
(} واسْتَنَّ) الرَّجُلُ: (إسْتَاكَ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ {يَسْتَنُّ بعودٍ مِن أَرَاكٍ) ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِن} الأَسْنانِ أَي يُمِرُّه عَلَيْهَا.
(و) {اسْتَنَّ (الفَرَسُ: قَمَصَ) وَفِي المَثَلِ:} اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
يقالُ:! اسْتَنَّ الفَرَسُ فِي مضْمَارِه: إِذا جَرَى فِي(35/229)
نَشاطِهِ على {سَنَنِه فِي جهَةٍ واحِدَةٍ.
وَفِي حدِيثِ الخَيْلِ: (} اسْتَنَّتْ شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ) ، أَي عَدا لِمرَحِهِ ونَشاطِهِ شَوْطاً أَو شَوطَيْن وَلَا رَاكِبَ عَلَيْهِ. والمَثَلُ يُضْرَبُ لرَجُلٍ يُدْخِلُ نَفْسَهُ فِي قوْمٍ ليسَ مِنْهُم، والقَرْعَى مِن الفِصالِ: الَّتِي أَصابَها قَرَعٌ، وَهُوَ بَثْرٌ.
(و) {اسْتَنَّ (السَّرابُ: اضْطَرَبَ) فِي المَفازَةِ.
(و) } السَّنُونُ، (كصَبُورٍ: مَا اسْتَكْتَ بِهِ) .
وقالَ الرَّاغِبُ: دواءٌ يُعالجُ بِهِ {الأَسْنانُ، زادَ غيرُهُ: مُؤَلَّفٌ مِن أَجْزاء لتَقْوِيةِ الأسْنانِ وتَطْرِيتِها.
(و) قالَ اللّيْثُ: (} السَّنَّةُ) ، وبالفتْحِ: اسمُ (الدُّبَّةِ) ، (والفَهْدَة.
(و) {السِّنَّةُ، (بالكسْرِ: الفَأْسُ لَهَا خَلْفانِ) ، والجَمْعُ} سنانٌ ويُقالُ: هِيَ الحَدِيدَةُ الَّتِي تُثارُ بهَا الأرْضُ كالسِّكَّةِ؛ عَن أبي عَمْرٍ ووابنِ الأعْرابيِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {السُّنَّةُ، (بالضَّمِّ: الوَجْهُ) لصَقالَتِهِ ومَلاسَتِهِ؛ (أَو حُرُّهُ) وَهُوَ صفْحَةُ الوَجْهِ؛ (أَو دَائِرَتُهُ؛ أَو) السُّنَّةُ: (الصُّورَةُ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ الحضِّ على الصَّدَقةِ: فقامَ رجُلٌ قَبِيحُ السُّنَّةِ، أَي الصُّورَة وَمَا أَقْبَلَ عَلَيْك مِنَ الوَجْهِ، ويقالُ: هُوَ أَشْبَه شَيْء} سُنَّة وأَمَة، {فالسُّنَّةُ: الصُّورَةُ والوَجْهُ، والأمَةُ: الوَجْهُ؛ عَن ابنِ السِّكيت؛ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تُرِيكَ} سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ لَيْسَ بهَا خالٌ وَلَا نَدَبُوأَنْشَدَ ثَعْلَب:
بَيْضاءُ فِي المِرْآةِ {سُنَّتُها فِي البيتِ تحتَ مَواضِعِ اللّمْسِ (أَو) } السُّنَّةُ: (الجَبْهَةُ والجَبِينانِ) وكُلَّه مِنَ الصَّقالَةِ الأَسالَةِ.
(و) السُّنَّةُ: (السِّيرَةُ) حَسَنَة كانتْ أَو قَبِيحَة.
وقالَ الأزْهرِيُّ: السُّنَّةُ:(35/230)
الطَّريقَةُ المَحْمودَةُ المُسْتقيمةُ، ولذلِكَ قيل: فلانٌ مِن أَهْلِ السُّنَّة؛ معْناهُ مِن أَهْلِ الطَّريقَةِ المُسْتقيمةِ المَحْمودَةِ.
(و) السُّنَّةُ: (الطَّبِيعَةُ) ؛ وَبِه فسَّرَ بعضُهم قوْلَ الأَعْشى:
كَرِيماً شَمائِلُه من بَنِيمُعاويةَ الأكْرَمِينَ {السُّنَن ْوقيلَ:} السُّنَن هُنَا الوُجُوه.
(و) {السُّنَّةُ: (تَمْرٌ بالمدينةِ) مَعْروفٌ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) السُّنَّةُ (مِن اللهاِ) إِذا أُطْلِقَت فِي الشَّرْع فإنّما يُرادُ بهَا (حُكْمُهُ وأَمْرُهُ ونَهْيُهُ) ممَّا أَمَرَ بِهِ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونَهَى عَنهُ ونَدَبَ إِلَيْهِ قوْلاً وفِعلاً ممَّا لم يَنْطق بِهِ الكتابُ العَزيزُ، وَلِهَذَا يُقالُ فِي أَدِلَّة الشَّرْعِ: الكتابُ} والسُّنَّةُ، أَي القُرآنُ والحدِيثُ.
وقالَ الرَّاغبُ: {سُنَّةُ النبيِّ: طَريقَتُه الَّتِي كانَ يَتحرَّاها،} وسُنَّةُ اللهاِ، عزَّ وجلَّ، قد تُقالُ لطَريقَةِ حكْمَتِه وطَريقَةِ طاعَتِه، نحْو قوْلِه تعالَى: { {سُنَّةُ الله الَّتِي قد خَلَتْ مِن قبْل} ؛ وقَوْله تعالَى: {ولنْ تَجِد} لسُنَّت الله تَحْويلاً} ؛ فنَبَّه على أنَّ وجُوه الشَّرائِعِ وَإِن اخْتَلَفَتْ صُورُها، فالغَرَضُ المَقْصُودُ مِنْهَا لَا يَخْتلِفُ وَلَا يَتَبَدَّلُ، وَهُوَ تَطْمِينُ النَّفْس وتَرْشِيحُها للوُصولِ إِلَى ثَوابِ اللهاِ تَعَالَى.
(و) قَوْله تعالَى: {وَمَا مَنَعَ الناسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهم الهُدَى ويَسْتَغْفِروا رَبَّهم (إلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُم سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} .
(قالَ الزَّجَّاجُ: (أَي مُعَايَنَةُ العَذابِ) وطَلَبُ المُشْركِين إِذْ قَالُوا: اللهُمَّ إِن كانَ هَذَا هُوَ الحَقُّ مِن عنْدَك فأَمْطِرْ(35/231)
علينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ.
( {وسَنَنُ الطَّرِيقِ، مُثَلَّثَةً وبضمَّتَيْن) ، فَهِيَ أَرْبَع لُغاتٍ، ذكَرَ الجَوْهرِيُّ مِنْهَا:} سَنَنا بالتَّحْريكِ وبضمَّتَيْن وكرُطَبٍ. وَابْن سَيّده: {سِنَناً كعِنَبٍ، قالَ: وَلَا أَعْرفُه عَن غيرِ اللّحْيانيّ. وكرُطَبٍ: ذَكَرَه صاحِبُ المِصْباحِ أَيْضاً وتَظَر فِيهِ شيْخُنا؛ وَلاَ وَجْه للنَّظَر فِيهِ، وَقد ذكَرَه الجَوْهرِيُّ وغيرُهُ مِن الأئِمَّةِ: (نَهْجُهُ وجِهَتُهُ) . يقالُ: تَرَكَ فلانٌ} سَنَنَ الطَّرِيقِ، أَي جِهَتَه.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: {سَنَنُ الطَّريقِ} وسُنَنُه: مَحَجَّتُه.
وتَنَحَّ عَن سَنَنِ الجَبَلِ: أَي عَن وجْهِه.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: {السَّنَنُ: الاسْتِقامَةُ. يقالُ: أَقامَ فلانٌ على} سَنَنٍ واحِدٍ. ويقالُ: امْضِ على {سَنَنِك أَي على وَجْهِك.
وقالَ شَمِرٌ:} السُّنَّةُ فِي الأَصْلِ {سُنَّة الطَّرِيقِ، وَهُوَ طَريقٌ} سَنَّه أَوائِلُ الناسِ فصارَ مَسْلَكاً لمَنْ بعْدِهم.
(وجاءَتِ الرِّيحُ {سَناسِنَ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ:} سَنائِنَ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاحِ، إِذا جاءَتْ (على) وَجْهٍ واحِدٍ وعَلى (طَريقَةٍ واحِدَةٍ) لَا تَخْتلفُ؛ واحِدُها {سَنِينَةٌ، كسَفِينَةٍ: قالَهُ مالِكُ بنُ خالِدٍ الخُنَاعِيُّ.
(والحَمَأُ} المَسْنونُ) ، فِي الآيَةِ، (المُنْتِنُ) المُتَغيِّرُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: {سَنَّ الماءُ فَهُوَ} مَسْنونٌ، أَي تَغَيَّرَ.
وقالَ الزَّجَّاجُ:! مَسْنونٌ مَصْبوبٌ على سُنَّةِ الطَّريقِ.
قالَ الأَخْفشُ: وإنَّما يَتَغيَّرُ إِذا قامَ بغيْرِ ماءٍ جارٍ.
وقالَ بعضُهم: مَسْنونٌ: طَوِيلٌ.(35/232)
وقالَ ابنُ عبَّاسٍ: هُوَ الرَّطْبُ، وقيلَ: المُنْتِنُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَسْنونُ: المَصْبوبُ؛ ويقالُ: المَسْنونُ: المَصْبوبُ على صورَةٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: المَسْنونُ: المَحْكوكُ.
(ورجُلٌ مَسْنونُ الوَجْهِ: مُمَلَّسُهُ) ؛ وقيلَ: (حَسَنُهُ سَهْلُهُ) .
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سُمِّي {مَسْنوناً لأنَّه كالمَخْروطِ؛ زادَ الزَّمَخْشرِيُّ: كأَنَّ اللحْمَ} سُنَّ عَنهُ؛ (أَو) الَّذِي (فِي وَجْهِه وأَنْفِه طُولٌ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(والفَحْلُ {يُسَانُّ النَّاقَةَ} مُسَانَّةً {وسِناناً) ، بالكسْرِ: (أَي يَكْدِمُها ويَطْرُدُها حَتَّى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} المُسانّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحْلُ الناقَةَ قَهْراً؛ قالَ مالِكُ بنُ الرَّيْب:
وأَنت إِذا مَا كنتَ فاعِلَ هذِه {سِنَاناً فَمَا يُلْفَى لجنبك مَصْرَعُوقالَ ابنُ مُقْبل يَصِفُ ناقَتَه:
وتُصْبِحُ عَن غِبِّ السُّرَى وكأَنَّهافَنِيقٌ ثَناها عَن} سِنانٍ فأَرْقَلا يقولُ: {سانَّ ناقَتَه ثمَّ انْتَهَى إِلَى العَدْوِ الشّدِيدِ فأَرْقَلَ، وَهُوَ أَنْ يَرْتفِعَ عَن الذَّمِيلِ، ويُرْوى هَذَا البيتُ أَيْضاً لِضابِىءِ بنِ الحَارِثِ البُرْجُمِيِّ؛ وقالَ آخَرُ:
كالفَحْل أَرْقَلَ بعدَ طُولِ سِنَانِ (و) } السَّنِينُ، (كأَمِيرٍ: مَا يَسْقُطُ منَ الحَجَرِ إِذا حَكَكْتَهُ) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ للَّذي يسيلُ مِنَ {المِسَنِّ عنْدَ الحكِّ} سَنِينٌ؛ قالَ: وَلَا يكونُ ذلِكَ السائِلُ إلاَّ مُنْتِناً.
(و) {السَّنِينُ: (الأَرضُ الَّتِي أُكِلَ نَباتُها} كالمَسْنونَةٍ، وَقد! سُنَّتْ) ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:(35/233)
بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيهحَنِينَ الجُلْبِ فِي البلدِ {السَّنِينِ (و) } سَنِينٌ: (د) بِهِ رملٌ وهِضَابٌ. وَفِيه وعُورَةٌ وسُهولَةٌ مِن بِلادِ عَوْفِ بنِ عبْدٍ أَخِي قريط بنِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ؛ قالَهُ نَصْرٌ.
(و) {سُنَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: اسمٌ) سَيَأْتي بعضُ مَنْ تَسَمَّى بِهِ فِي سِياقِ المصنِّفِ، رحِمَه اللهاُ تعالَى.
والعلاَّمَةُ عبدُ الجَلِيلِ بنُ سُنَيْنِ الطَّرَابُلُسِيُّ الحَنَفيُّ عَن الشَّهاب البشبيشي، أَخَذَ عَن شيخِ مشايخِنا الحمويّ صاحِبِ التارِيخِ.
(وكجُهَيْنَةَ) :} سُنَيْنَةُ (بنْتُ مِخْنَفٍ الصَّحابِيَّةُ) ، رَوَتْ عَنْهَا حبةُ بنْتُ الشمَّاخِ، ووَقَعَ فِي المعاجِمِ اسْمُها سنيةُ، وَهُوَ غَلَطٌ.
(و) سُنَيْنَةُ، أَيْضاً: (مَوْلًى لأَمِّ سَلَمَةَ) ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنْهَا؛ نَقَلَه الحافِظُ.
وَفِي بعضِ نسخِ التَّبْصير: مَوْلاةُ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهُوَ غَلَطٌ.
( {والمَسانُّ مِن الإِبِلِ: الكبارُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: خِلافُ الأفتاء.
وَفِي حدِيثِ معاذٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: (فأَمَرَني أَن آخُذَ من كلِّ ثَلاثِين مِنَ البَقَرِ تَبِيعاً، ومِن كلِّ أَرْبَعِين} مُسِنَّةً) ؛ والبقرَةُ والشَّاةُ يقَعُ عَلَيْهِمَا اسمُّ {المُسِنِّ، إِذا أَثْنَيا، فَإِذا سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهما بعْدَ طُلوعِها فقد أَسَنَّتْ، وليسَ معْنَى} إِسْنانِها كِبَرَها كالرجلِ، وَلَكِن معْناهُ طُلوع ثَنِيَّتها، وتُثْني البقرَةُ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وكذلِكَ المِعْزَى تُثْنِي فِي الثالثَةِ، ثمَّ تكونُ رَباعِيَة فِي الثالثَةِ، ثمَّ سِدْساً فِي الخامِسَةِ، ثمَّ سَالِغاً فِي السادِسَةِ، وكذلِكَ البَقَرُ فِي جمِيعِ ذَلِك.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وأَدْنى! الأَسْنانِ: الإِثْناءُ، وَهُوَ أَنْ تنْبِتَ ثَنِيَّتاها، وأَقْصاها فِي الإِبِلِ:(35/234)
البُزُولُ، وَفِي البَقَرِ والغَنَمِ السُّلُوغ.
( {والسِّنْسِنُ، بالكسْرِ: العَطَشُ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (رأْسُ المَحالَةِ) ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرٍ و.
(و) أَيْضاً: (حَرْفُ فَقَارِ الظَّهْرِ) ، والجَمْعُ} السَّنَاسِنُ؛ قالَ رُؤْبَة:
يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ {السِّنْسِنِ (} كالسِّنِّ {والسِّنْسِنةِ.
(و) قيلَ:} السِّنْسِنُ: (رأْسُ عِظامِ الصَّدْرِ) ، وَهِي مُشَاشُ الزَّوْرِ، (أَو طَرَفُ الضِّلَعِ الَّتِي فِي الصَّدْرِ) .
وقالَ الأَزهرِيُّ: ولحْمُ {سَنَاسِنِ البَعيرِ مِن أَطْيبِ اللُّحْمَانِ لأنَّها تكونُ بينَ شَطَّي السَّنَام، وقيلَ: هِيَ مِن الفَرَسِ جَوانِحُه الشاخِصَةُ شِبْه الضُّلُوعِ ثمَّ تَنْقطعُ دُونَ الضّلُوع.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ: العِظامُ؛ قالَ الجَرَنْفَشُ:
كَيفَ تَرَى الغَزْوَةَ أَبْقَتْ مِني {سَناسِناً كحَلَقِ المِجَنِّ (و) } سُنْسُنُ، (كهُدْهُدٍ) : اسمٌ أَعْجمِيٌّ يُسَمَّى بِهِ السَّوَادِيُّون، وَهُوَ (لَقَبُ أَبي سُفْيانَ بنِ العَلاءِ) المَازِنيّ (أَخِي أَبي عَمْرِو) بنِ العَلاءِ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: اسْمُه العربانُ وَلَهُمَا أَخَوانِ أَيْضاً مَعَاذُ وعُمَرُ.
(و) سُنْسُنٌ: (شاعِرٌ) أَدْرَكَهُ الدَّارْقَطْنِيُّ.
(و) سُنْسُنٌ: (جَدُّ) أَبي الفتْحِ (الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ) الأَسدِيّ الكُوفيّ المُحدِّث.
وقوْلُه: (الشَّاعِرُ) يَنْبغي حَذْفه فإنَّه لم يَشْتهر بذلِكَ، وَقد رَوَى عَن القاضِي الجعفيّ وغيرِهِ. ( {وسَنَّةُ بنُ مُسْلِمٍ البَطينُ) : شيْخٌ لشعْبَةَ؛ (وأَبو عُثْمانَ بنُ} سَنَّةَ) : شيْخٌ للزّهْريّ، (مُحدِّثانِ.(35/235)
( {وسِنانُ بنُ} سَنَّةَ) الأَسْلميُّ حِجازِيٌّ رَوَى عَنهُ يَحْيَى بنُ هنْدٍ، ويقالُ فِي اسمِ والِدِ سَلَمَةَ أَيْضاً؛ (وعبدُ الرَّحْمن بنُ سَنَّة) الأَسْلميُّ لَهُ فِي مُسْندِ أحمدَ: (بَدَأ الإِسْلامُ غَرِيباً) ، مِن طريقٍ ضَعيفٍ؛ (وسِنانُ بنُ أَبي {سِنانِ) بنِ محْصنٍ الأَسدِيُّ ابْن أَخِي عكَاشَةَ، بدْرِيٌّ مِن السَّابِقِين؛ (و) سِنانُ (ابنُ طُهَيْرٍ) الأَسدِيُّ أَهْدَى للنَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناقَةً، أَخْرَجَه الثَّلاثةُ؛ (و) سِنانُ (بنُ عبْدِ اللهاِ) ، وهُما اثْنانِ أَحَدُهما الجهْنيُّ رَوَى عَنهُ ابنُ عبَّاسٍ، وَالثَّانِي سِنانُ بنُ عبْدِ اللهاِ بنِ قشيرِ بنِ خزَيْمَةَ هُوَ الأَكْوَعُ والِدُ سَلَمَةَ، قالَ الطُّبْرانيُّ أَسْلَم، وَهَذَا بعيدٌ بل خَطَأٌ، فإنَّ سِناناً هَذَا المُلَقَّب بالأَكْوعِ هُوَ جَدُّ سَلَمَةَ بنِ عُمَر بنِ الأَكْوعِ لَا أَبُوه وَلم يُدْرِكِ المَبْعَث؛ (و) سِنانُ (بنُ عَمْرِو بنِ مُقَرِّنٍ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ وابنَ مُقَرِّنٍ، فإنَّهما اثْنانِ، فأمَّا سِنانُ بنُ عَمْرٍ وفهو أَبو المُقَنَّع القضَاعِيُّ حَلِيفُ بَني ظفرٍ شَهِدَ أُحُداً وغيرَها مِن المَشَاهِدِ، وأمَّا ابنُ مُقَرِّنٍ فَهُوَ أَبو النُّعْمان لَهُ ذِكْرٌ فِي المَغازِي وَلم يَرْوِ؛ (و) سِنانُ (بنُ وَبْرَةَ) ، ويقالُ: ابنُ وَبْرَةَ الجهْنيُّ لَهُ رِوايَةُ حدِيثٍ لَا يثْبتُ؛ (و) سِنانُ (بنُ سَلَمَةَ) بنِ المحبّقِ الهُذَليُّ: قيلَ إنَّه وُلِدَ يوْمَ الفتْحِ فسَمَّاه النبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} سِناناً، وكانَ شجُاعاً وَقد وَلِيَ غَزْوَةَ الهِنْدِ فِي سَنَة خَمْسين؛ (و) ! سِنانُ (بنُ شَمْعَلَةَ) ، ويقالُ ابنُ شَفْعَلَةَ الأَوْسيُّ، جاءَ عَنهُ حدِيثٌ مَوْضوعٌ؛(35/236)
(و) سِنانُ (بنُ تَيْمٍ) الجهْنيُّ، وقيلَ ابنُ وَبْرَةَ حَلِيفُ الخَزْرجِ، لَهُ حدِيثٌ ذَكَرَه أَبو عُمَرَ؛ (و) سِنانُ (بنُ ثَعْلَبَةَ) بنِ عامِرٍ الأَنْصارِيُّ: شَهِدَ أُحُداً وَلَا رِوايَة لَهُ؛ (و) سِنانُ (بنُ رَوْحٍ) ممَّنْ نَزَلَ حمْصَ مِن الصَّحابَةِ، وقيلَ اسْمُه سَيَّار.
وفاتَهُ:
سِنانُ بنُ صَخْرِ بنِ خَنْساء الخَزْرجيُّ عقبيٌّ بدْرِيٌّ؛ {وسِنانٌ الضمْرِيُّ الَّذِي اسْتَخْلَفَه أَبُو بكْرٍ على المَدينَةِ حينَ خَرَجَ لقِتالِ أَهْلِ الردَّةِ؛ وسِنانُ بنُ أَبي عبدِ الّلهِ ذَكَرَه العَدَويُّ؛ وسِنانُ بنُ عَرَفَة؛ وسِنانُ أَبو هنْدٍ الحجَّامُ ويقالُ اسْمُه سالمٌ وسِنانُ آخَرُ لم يُنْسَبْ، رَوَى عَنهُ أَبو إسْحق السُّبَيْعيُّ.
(} وسُنَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: أَبو جَميلَةَ) الضمْريُّ، وقيلَ: السُّلَميُّ، لَهُ فِي صَحيحِ البُخارِي حدِيثٌ مِن طَريقِ الزّهْريّ عَنهُ؛ (و) {سُنَيْنُ (بنُ واقِدٍ) الأَنْصارِيُّ الظفريُّ تأَخَّر موْتُه إِلَى بعْدَ الستِّين، (صَحابِيُّونَ) ، رضِيَ اللهاُ عَنْهُم.
(وحِصنُ} سِنانٍ: بالرُّومِ) فَتَحه عبدُ اللهاِ بنُ عبْدِ الملِكِ بنِ مَرْوانَ.
(وأَبو العبَّاسِ) محمدُ بنُ يَعْقوب بنِ يُوسفَ بنِ مَعْقلِ بنِ {سِنانِ بنِ عبْدِ الّلهِ (الأَصَمُّ} السِّنانِيُّ) الأُمَويُّ (نِسْبَةٌ إِلَى جَدِّهِ! سِنانٍ) المَذْكورِ، ويقالُ لَهُ المعقليُّ نِسْبَة إِلَى جَدِّه مَعْقلٍ، عَمَّر طَويلاً، ظَهَرَ بِهِ الصَّمَمُ بعْدَ انْصِرافِهِ مِنَ الرَّحْلةِ حَتَّى إنَّه كانَ لَا يَسْمَع نَهِيقَ الحِمارِ، أَذَّنَ سَبْعِينَ سَنَة فِي مسْجِدِه، وسُمِعَ مِنْهُ الحدِيثُ سِتّاً وسَبْعينَ سَنَة، سَمِعَ عَنهُ الآباءُ والأَبْناءُ والأَحفادُ، وكانَ ثِقَةً أَمِيناً وُلِدَ سَنَة 247 ورَحَل بِهِ أَبوه سَنَة(35/237)
265 - على طَريقِ أَصْبهان، فسَمِعَ هَارُون بن سُلَيْمان وَأسيد بنِ هاشِمٍ، وحَجَّ بِهِ أَبوه فِي تلْكَ السَّنَةِ فسَمِعَ بمكَّةَ مِن أَحمدَ بنِ سِنانٍ الرّمليّ، ثمَّ خَرَجَ إِلَى مِصْر فسَمِعَ مِن عبْدِ الّلهِ بنِ عبْدِ الحَكَم ويَحْيَى بنِ نَصْر الخولانيّ والرَّبيعِ بنِ سُلَيْمان المُرَاديّ وبكَّارِ بنِ قُتَيبَةَ القاضِي، رحِمَهم الّلهُ تعالَى، وأَقامَ بمِصْرَ على سماعِ كُتُبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، ثمَّ دَخَلَ الشامَ وسَمِعَ بعَسْقلان ودِمَشْق، ودَخَلَ دِمْياط وحمْصَ والجَزيرَةُ والمُوْصل، ورَحَلَ إِلَى الكُوفَةِ، ودَخَلَ بَغْدادَ ثمَّ انْصَرَفَ إِلَى خُرَاسان وَهُوَ ابنُ ثَلاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ محدِّثٌ كبيرٌ، وتُوفي بنَيْسابُور سَنَة 349. ( {وأُسْنانُ، بالضَّمِّ: ة بهَراةَ) ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عدْنانِ بنِ اللّيْثِ رَوَى عَنهُ أَبو سعْدٍ المَالِيني.
(} وسَنِيناءُ) ، بفتحٍ فكسْرٍ مَمْدودَةً: (ة بالكُوفَةِ.
( {والسَّنائِنُ: ماءَةٌ لبَني وَقَّاصٍ) ، كأنَّه جَمْعُ سنينة.
(} والمُسْتَسِنُّ) ، على صِيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (الطَّريقُ المَسْلوكُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: طَريقٌ يُسْلَكُ.
{وتَسننَ الرَّجُلُ فِي عَدْوِهِ، (} كالمُسْتَسَنِّ) ، على صِيغَةِ اسمِ المَفْعولِ؛ (وَقد! اسْتَسَنَّتْ) إِذا صارَتْ كذلِكَ.(35/238)
( {والمُسْتَنُّ: الأَسَدُ) } لاسْتِنانِه فِي عَدْوِهِ، أَي مضيِّه على وَجْهِه.
( {والسَّنَنُ، محرَّكةً: الإِبِلُ} تَسْتَنُّ) وتَلحُّ (فِي عَدْوِها) وإقْبالِها وإدْبارِها.
( {والسَّنينَةُ، كسَفِينَةٍ: الرَّمْلُ المُرْتَفِعُ المُسْتَطِيلُ على وَجْهِ الأرْضِ، ج} سَنائِنُ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ وأَنْشَدَ للطِّرمَّاحِ:
وأَرْطاةِ حِقْفٍ بَين كِسْرَيْ سَنائِن وقالَ غيرُهُ: {السَّنائِنُ كهَيْئةِ الجِبالِ مِنَ الرَّمْلِ.
(و) } السَّنينَةُ: (الرِّيحُ) ، والجَمْعُ كالجمْعِ، عَن مالِكِ بنِ خالِدٍ.
( {والمَسْنونُ: سَيْفُ مالِكِ بنِ العَجْلانِ الأَنْصارِيِّ.
(وذُو} السِّنِّ) ، بالكسْرِ: (ابنُ وَثَنٍ البَجَليُّ كانتْ لَهُ {سِنٌّ زائِدَةٌ) فلُقِّبَ بِهِ.
(وذُو السِّنِّ: ابنُ الصَّوَّانِ بنِ عبْدِ شَمْسٍ.
(وذُو} السُّنَيْنَةِ، كجُهَيْنَةَ: حُبَيْبُ بنُ عُتْبَةَ الثَّعْلبيُّ كانتْ لَهُ {سِنٌّ زائِدَةٌ أَيْضاً.
و) مِن المجازِ: (وَقَعَ فِي سِنِّ رأْسِه: أَي عَدَدِ شَعَرِه مِن الخيْرِ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ؛ وزادَ غيرُهُ: والشَّرِّ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: وَقَعَ فلانٌ فِي} سِنِّ رأْسِه وسِواءِ رأْسِه بمعْنًى واحِدٍ.
ورَوَى أَبو عُبَيْدِ، هَذَا الحَرْفَ فِي الأَمْثالِ فِي سِنِّ رأْسِه؛ ورَوَاه فِي المصنَّف فِي سِيِّ رأْسِه.
قالَ الأزْهرِيُّ: والصَّوابُ بالياءِ، أَي فيمَا سَاوَى رَأْسَه مِن الخِصْبِ.(35/239)
(أَو) المعْنى: وَقَعَ (فيمَا شاءَ واحْتَكَم.
(وأُسَيْدُ {السُّنَّةِ، بالضَّمِّ: هُوَ أَسَدُ بنُ مُوسَى) بنِ إبراهيمَ بنِ عبْدِ الملِكِ الأمويُّ (المُحَدِّثُ) مِصْريٌّ سَكَنَ مِصْر ويُكَنى أَبا إبراهيمَ رَوَى عَن الحمَّادَيْن واللَّيْثِ، وَعنهُ الرَّبيعُ بنُ سُلَيْمان المُرَاديُّ وبَحْرُ بنُ نَصْرٍ الخولانيُّ، قيلَ لَهُ ذَلِك لكِتابٍ صنَّفَه فِي السُّنَّةِ؛ وابْنُه سعْدٍ أَخَذَ عَن الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وصنَّفَ، ماتَ بِمِصْرَ.
(} والسُّنِّيُّونَ) ، بالضَّمِّ وكسرِ النُّون المشدَّدَةِ، (مِن المُحدِّثِينَ) جماعَةٌ مِنْهُم: الحافِظُ أَبُو بكْرٍ (أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ إسْحقَ) الدَّينوريُّ (بن! السُّنِّيِّ، ذُو التَّصانِيفِ المَشْهورَةِ؛ (والعَلاءُ بنُ عَمْرٍ و) السُّنِّيُّ حدَّثَ عَنهُ أَبو شيبَةَ دَاود بنُ إبراهيمَ؛ (ويَحْيَى بنُ زكَرِيَّا) السُّنِّيُّ عَن محمدِ بنِ الصبَّاح الدولابي، وَعنهُ الدعولي؛ (و) أَبو نَصْرٍ (أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ مَنْصورِ) بنِ شُعَيبٍ البُخارِيُّ السُّنِّيُّ (مُؤَلِّفُ) كِتابِ (المِنْهاجِ) ، حدَّثَ عَنهُ أَبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ السَّمَرْقَنْديّ، (وآخَرُونَ) كحافِظِ الدِّيْن أَبي إبْراهيمَ إسْمعيل بنِ أَبي القاسِمِ السُّنِّيِّ عَن أَبي المحاسِنِ الرُّويانيّ، وَعنهُ القطبُ النَّيْسابُوريُّ؛ وعَمْرو بن أَحْمدَ السُّنِّيّ بَغْدادِي سَكَنَ بأَصْبَهان؛ وأَبي الحَسَنِ عليّ بن يَحْيَى بنِ الخَلِيلِ السُّنِّيّ التَّاجِر المَرْوَزيّ رَوَى عَن أَبي الموجه؛ وعليِّ بنِ مَنْصورٍ السُّنِّيّ الكَرَابِيسي؛ وأَبي العبَّاس أَحمدَ بنِ محمدٍ السُّنِّيّ الزيَّات؛(35/240)
وعليِّ بنِ أَحمدَ السُّنّيِّ الدَّينورِيِّ؛ ومحمدِ بنِ مَحْفوظٍ السُّنِّيِّ مِن أَهْلِ الرَّمْلةِ؛ وعبْدِ الكَريمِ بنِ عليِّ بنِ أَحْمدَ التَّمِيمِيّ يُعْرفُ بابنِ السُّنِّيِّ؛ وأَبي زَرْعَةَ رَوْح بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ السُّنِّيِّ رَوَى عَنهُ الخَطِيبُ؛ وأَبي الحَسَنِ مَسْعود بنِ أَحمدَ السُّنِّيِّ مِن شيوخِ ابنِ السّمْعانيّ؛ والجلال الحُسَيْن بنِ عبْدِ الملِكِ الأَثريّ السُّنِّيِّ، مُحدِّثُون.
(و) مِن المجازِ: ( {سَنَّنِي هَذَا الشَّيءُ) : أَي (شَهَّى إليَّ الطَّعامَ) . يقالُ: هَذَا ممَّا} يَسُنُّك على الطَّعامِ، أَي يَشْحذُك على أَكْلِه ويشهِّيه.
والحَمْضُ {يَسُنُّ الإِبِلَ على الخُلَّةِ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
قالَ أَبو سعيدٍ: أَي يُقوِّيها، كَمَا يقالُ:} السَّنُّ حَدُّ السِّكِّين والحَمْضةُ {سِنانٌ لَهَا على رعْيِ الخُلَّةِ، وذلِكَ أنَّها تَصْدُقُ الأَكْلَ بعْدَ الحَمْضِ.
(} وتَسَانَّتِ الفُحولُ: تَكادَمَتْ) وعضتْ بعضُها بَعْضًا.
( {وسِنينُ) ، ظاهِرُ إطْلاقِه الفتْح، (د بدِيارِ عَوْفِ بنِ عَبْدٍ) أَخِي قريطِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ بعَيْنِه آنِفاً وضَبَطَه فِي النسخِ بكسْرِ السِّيْنِ وَهُوَ وهمٌ.
(} والسِّنانُ: نَصْلُ الرُّمْحِ) ، هُوَ ككِتابٍ، وإنّما أَغْفَلَه عَن الضبْطِ لشُهْرتِه.
وقالَ الرَّاغبُ: {السِّنانُ خصَّ بِمَا يركبُ فِي الرُّمحِ:} سِنانُ الرُّمحِ حَدِيدَتُه لصَقالَتِها ومَلاسَتِها، (ج أَسِنَّةٌ.
(و) رُوِي عَن المُؤَرِّجِ: السِّنانُ (الذِّبَّانُ) ؛ وأَنْشَدَ:
أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةًوما بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَنِيمُ {سِنانِ؟ قالَ: تَأْزِيزاً مَا رَمَتْه القِدْر إِذا فارَتْ.
(وَهُوَ أَطْوَعُ} السِّنانِ: أَي يُطَاوِعُه(35/241)
السِّنانُ كيفَ شاءَ) ؛ قالَ الأسدِيُّ يَصِفُ فحلاً:
للبَكَراتِ العِيطِ مِنْهَا ضاهِداطَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَاذارِعاً: يُقالُ ذَرَعَ لَهُ إِذا وَضَعَ يدَه تحْتَ عُنُقِه ثمَّ خَنَقه، والعاضِدُ: الَّذِي يأْخذُ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ يقولُ: يُطاوِعُه السِّنانُ كيفَ يَشاءُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مِن الأَبَدِيَّات: لَا آتِيكَ {سَّن الحِسْلِ، أَي أَبَداً.
وَفِي المُحْكَم: مَا بَقِيتْ} سِنُّه، يعْنِي وَلَد الضَّبِّ، وسِنُّه لاتَسْقطُ أَبَداً.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ عَن المُفَضّل: لَا آتِيكَ {سِنِي حِسْلٍ، قالَ: وزَعَمُوا أنَّ الضَّبَّ يعيشُ ثَلَثُمائةِ سَنَة.
} والسِّنانُ، بالكسْرِ: الِاسْم من {يَسُنُّ وَهُوَ القُوَّةُ.
} والسِّنُّ بالكسْرِ: الرَّعْيُ؛ وقوْلُ عليَ، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ:
بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ {سِنِّي عَنَى شِدَّتَه واحْتِناكَه.
} والأَسْنانُ: الأَكابِرُ والأَشْرافُ.
{والسِّنُّ: الرَّقيقُ والدَّوابُّ.
} والسَّنَنُ: محرَّكةً: {اسْتِنانُ الخَيْلِ والإِبلِ. يقالُ: تَنَحَّ عَن} سَنَنِ الخَيْلِ.
{والسِّنانُ، بالكسْرِ: الَّذِي} يُسَنُّ عَلَيْهِ نَقَلَه الجوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ:
يُبارِي شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّق كصَفْحِ! السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ:(35/242)
ومثْلُه للبيدٍ:
يَطْرُدُ الزُّجَّ يُبارِي ظِلَّهُبأَصيلٍ {كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ} وأَسَنَّ الرُّمْحَ) جَعَلَ لَهُ {سِناناً.
} وتَسْنينُ {الأَسْنانِ: تَسْويكُها.
} والمَسْنونُ: المُمَلَّسُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعبْدِ الرَّحْمن بنِ حَسَّان:
ثمَّ خاصَرْتُها إِلَى القُبَّةِ الخَضْراءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ {مَسْنونِ قالَ ابنُ بَرِّي: وتُرْوَى هَذِه الأَبياتُ لأَبي دهْبَلٍ.
وكلُّ مَنِ ابْتَدَعَ أَمْراً عَمِلَ بِهِ قوْمٌ بعْدَه قيلَ: هُوَ الَّذِي} سَنَّه؛ قالَ نُصَيْبٌ:
كأَنِّي {سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ إِذْ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي} واسْتَنَّ {بسُنَّتِه: عَمِلَ بهَا.
} والسَّنَنُ، محرَّكةً: الطَّريقَةُ.
{والسُّنَّةُ، بالضمِّ: الخَطُّ الأَسْودُ على متنِ الحِمارِ.
} والسَّنَنُ: {المَسْنونُ.
} ومُسْتَنُّ الحَرْورِ: مَوْضِعُ جَرْيِ السَّرابِ؛ أَو موضِعُ اشْتِدادِ حَرِّها كأنَّها {تَسْتنُّ فِيهِ عَدْواً، أَو مَخْرجُ الرِّيحِ؛ وبكلِّ فُسِّرَ قوْلُ جَريرٍ:
ظَلِلْنا} بمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّنالَدَى فَرَسٍ مُسْتَقبِلِ الريحِ صائِم والاسُم مِنْهُ {السَّنَنُ.
} واسْتَنَّ دَمُ الطَّعْنةِ: إِذا جاءَتْ دُفْعَةٌ مِنْهَا؛ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
{مُسْتَنَّة} سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ(35/243)
وطَعَنه طَعْنةً فجاءَ مِنْهَا {سَنَنٌ يدْفَعُ كلَّ شيءٍ إِذا خَرَجَ الدمُ بحَمْوَتِه؛ وقوْلُ الأعْشى:
وَقد نَطْعُنُ الفَرْجَ يومَ اللِّقابالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى} السَّنَنْ قالَ شَمِرٌ: يريدُ أول القوْمِ الَّذين يُسْرعُون إِلَى القِتالِ.
وجاءَ {سَنَنٌ مِن الخَيْلِ: أَي شَوْطٌ.
ويقالُ:} اسنن قُرونَ فَرَسِك: أَي بُدَّهُ حَتَّى يَسِيلَ عَرَقُه فيَضْمُرَ، وَقد {سُنَّ لَهُ قَرْنٌ، وقُرونٌ وَهِي الدُّفَعُ مِن العَرَقِ؛ قالَ زُهَيْرُ بنُ أَبي سُلْمى:
نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ} تُسَنُّ على سَنابِكها القُرونُوفي النوادِرِ: ريحٌ {نَسْناسَةٌ} وسَنْسانَةٌ: بارِدَةٌ؛ وَقد نَسْنَسَتْ {وسَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً.
ويقالُ: نَسْناسٌ مِن دُخانٍ} وسَنْسانٌ، يريدُ دُخانَ نارٍ.
وبَنَى القوْمُ بيوتَهم على {سَنَنٍ واحِدٍ: أَي على مِثالٍ واحِدٍ.
} والمَسْنونُ: الرَّطْبُ.
{وسَنَّتِ العَيْنُ الدَّمْعَ} سَنّاً: صَبَّتُه؛ {واسْتَسَنَّتْ هِيَ انصَبَّ دَمْعُها.
} والسَّنُونُ، كصَبُورٍ: رملٌ مُرْتفِعٌ مُسْتطِيلٌ على وجْهِ الأرْضِ.
وَفِي المَثَلِ: صَدَقَني {سِنَُّ بَكْرِه، تقدَّمَ فِي هـ د ع.
} واسْتَسَنَّتِ الفِصالُ: سَمِنَتْ وصارَتْ جُلُودُها! كالمَسَانِّ؛ وَبِه فُسِّر المَثَلُ أَيْضاً.(35/244)
{واسْتَسَنَّ بسَيْفِه: خَطَرَ بِهِ.
} وتَسَنَّنَ: عَمِلَ {بالسُّنَّةِ.
وأَصْلحْ} أَسْنانَ مفْتاحِكَ.
{وسَنَّ الأميرُ رَعِيَّتَه: أَحْسَنَ سِياسَتها.
وفَرَسٌ} مَسْنونَةٌ: متعهَّدةٌ يُحْسنُ القِيامُ عَلَيْهَا.
{وسَنَّ فلانٌ فلَانا: مَدَحَه وأَطْرَاهُ.
وسَنَّ الّلهُ على يَدَيْ فلانٍ قَضَاءَ حاجَتِي: أَجْراهُ.
} ومُسْتَنُّ الطَّريقِ: حيثُ وضحَتْ.
{واسْتَنَّ بِهِ الهَوَى حيثُ أَرادَ إِذا ذَهَبَ بِهِ كلّ مَذْهَبٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وخياطُ} السّنَّةِ: لَقَبُ جماعَةٍ من المُحدِّثِين مِنْهُم: زكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، وأَبو بكْرٍ عبدُ اللهاِ بنُ أَحمدَ بنِ سُلَيْمان الهِلالِيُّ، وأَبو جَعْفرٍ، وأَبو الحُصَيْن عبدُ اللهاِ بنُ لتمانَ بنِ {سنَّةَ العَبْسيُّ بالكسْرِ، ونفيعُ بنُ سالِمِ بنِ عفارِ بنِ سِنَّةَ المُحارِبيُّ شاعِرَانِ.
} والسانةُ: لَقَبُ شيْخِ مشايخِنا الشَّهاب أَحْمد السُّلَميّ الزّبيديّ أَصْله مِن ابْن حربٍ فكَرِه أَنْ يقالَ لَهُ ذلِكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سندن
:! سِنْدَيُون، بكسرٍ فسكونٍ ففتحٍ فضمٍ: قَرْيَتان بمِصْرَ إحدُاهما فِي القليوبية، والأُخْرى بالمزاحميتين،(35/245)
وَقد دَخَلْتهما.
{والسنْدِيانُ: شَجَرٌ صُلْب.
وأَبو طاهِر} السندوانيُّ نِسْبَة إِلَى {السنديةِ قَرْيةٌ على نَهْر عيسَى على غِيرِ قِياسٍ.
} وسَندانُ الحَديدِ: مَعْروفٌ ويُكنى بِهِ عَن الثَّقيلِ عُرْف العامَّة.
سون
: ( {التَّسَوُّنُ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (اسْتِرْخاءُ البَطْنِ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: كأنَّه ذَهَبَ بِهِ إِلَى التَّسَوُّلِ مِن سَوِلَ يَسْوَلُ فأَبْدَلَ.
(والفَضْلُ بنُ محمدِ بنِ} سُوَنَ، كزُفَرَ) ، البُخارِيُّ عَن عليِّ بنِ إسْحق الحَنْظليِّ ويَحْيَى بنِ النَّضْر، وضَبَطَه الحافِظُ بالضمِّ.
( {وسُوَانٌ، كغُرابٍ: ع) ؛ عَن الصَّاغانيُّ.
وقيلَ: هُوَ} أُسوانُ الْآتِي ذِكْرُه.
( {وأُسوانُ، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ، أَو غَلِطَ السّمْعانيُّ فِي فَتْحِه) ، وبخطِّ أَبي سعيدٍ السّكَّريّ} سُوَانُ بغيرِ هَمْزةٍ: (د) كَبيرٌ وكُورَةٌ (بالصَّعيدِ) الأَعْلَى (بمِصْرَ) ، وَهُوَ أَوَّلُ بلادِ النَّوْبةِ على النَّيلِ فِي شرقيه، وَفِي جِبالِه مقطعُ العُمُدِ الَّتِي بأسْكَنْدرِيَّة.
قالَ الحَسَنُ بنُ إبراهيمَ المِصْريُّ: {بأُسْوان مِن التُّمورِ المخْتلِفَةِ وأَنْواع الأَرْطابِ.
وذَكَرَ بعضُ العُلماءِ أَنه كَشَفَ عَن أَرْطابِ} أُسوانَ فَمَا وَجَدَ شَيْئا بالعِراقِ إلاَّ {بأُسوانَ مِثْلُه، وبأُسْوانَ مَا ليسَ بالعِراقِ.
(مِنْهُ) أَبو الحَسَنِ (فقيرُ بنُ مُوسَى) بنِ فقيرٍ} الأُسْوانيُّ (المُحدِّثُ) عَن محمدِ بنِ سُلَيْمان بنِ أَبي فاطِمَةَ وأَبي حَنِيفَةَ قَحْزمٍ بنِ عبْدِ اللهِ بنِ قحْزَمٍ الأُسْوانيُّ(35/246)
الشافِعِيُّ، حدَّث عَنهُ أَبو بكْرٍ بنُ المُقْري فِي معْجمِ شيوخِهِ؛ وَمِنْه أَيْضاً القاضِي أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الزُّبَيْرِ العنانيُّ المُلَقَّبُ بالرَّشيدِ صاحِبُ الشَّعْرِ والتَّصانِيفِ، نَسَبَه السَّلفيُّ وكَتَبَ عَنهُ، ماتَ سَنَة 563، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى؛ وأَخُوه المهذبُ أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عليَ كانَ أَشْعَر مِن أَخِيه، وَهُوَ مصنِّفُ كتابِ النَّسْبةِ، ماتَ سَنَة 561، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
( {وسُونايا، بالضَّمِّ: ة ببَغْدادَ أُدْخِلَتْ فِي البَلَدِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
سَاوِينُ: موْضِعٌ فِي قوْلِ ابنِ مُقْبل:
ركبٌ بلية أَو ركبٌ بساوينا هَكَذَا هُوَ فِي كتابِ المعْجمِ لياقوت، رحِمَه الّلهُ تعالَى. وأَنْشَدَه ابنُ السبِّدِ فِي الفرقِ: أَو ركب بسابونا؛ وَقد تقدَّمَ فِي سَبَنَ.
((
سهن
) (الأَسْهانُ) :
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ (الرمالُ اللَّيِّنةُ) كالأَسهالِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: أُبْدِلَتِ النّونُ مِن اللامِ.
سين
: (} السِّينُ) ، بالكسْرِ: (حَرْفٌ) هجاءِ(35/247)
من حُرُوفِ المعْجمِ، وَهُوَ (مَهْموسٌ) يُذَكَّر ويُؤَنَّث، هَذَا {سِينٌ، وَهَذِه سِينٌ، فَمن أَنَّثَ فعَلَى توَهُّمِ الكَلِمَةِ، وَمن ذَكَّر فعَلَى توهُّمِ الحرْفِ وَهُوَ (مِن حُرُوفِ الصَّفيرِ، ويَمْتازُ عَن الصَّادِ بالاطْباقِ، وَعَن الزَّاي بالهَمْسِ، ويُزادُ) وَقد يخلصُ الفِعْل للاسْتِقبالِ تقولُ سَيَفْعَل، وزَعَمَ الخَليلُ أَنَّها جوابُ لنْ؛ (وتُبْدَلُ مِنْهُ التَّاءُ) ، حَكَاه أَبو زَيْدٍ أَنْشَدَ:
يَا قَبَّحَ الّلهُ بَني السعْلاتِعَمْرو بن يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِليسوا أَعِفَّاء وَلَا أَكْياتِيُريدُ الناسَ والأَكْياسَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ويقُولُونَ: هَذَا سنه وتنَّه، أَي قرْنُه، ويُريدُونَ السنين والتنين.
(و) } السِّينُ: (جَبَلٌ.
(و) أَيْضاً: (ة بأَصْبَهانَ، مِنْهَا: أَبَوَا مَنْصورٍ المُحَمَّدانِ ابنُ زَكَرِيَّا) بنِ الحَسَنِ بنِ زَكرِيَّا بنِ ثابِتِ بنِ عامِرِ بنِ حكيمٍ الأديبُ مَوْلى الأنْصارِ؛ (و) أَبو مَنْصورِ (بنُ سَكْرَوَيْه) ، كعَمْرَوَيْه، (! السِّينِيَّانِ سَمِعَا) مِن أَبي إسْحق إبراهيمَ (بن خُرْشِيدَ قُولَةَ) التَّاجِرِ.
قالَ الذَّهبيُّ: ووَلِيَ الأخيرُ بَلَد قَضَائِه سِيْن.
(ومحمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ سِينٍ) أَبو عبْدِ اللهاِ الأصْبَهانيُّ (مُحدِّثٌ) عَن مُطّين.(35/248)
(و) قوْلُه تعالَى: {يس} (أَي يَا إنْسانُ) ، لأنَّه قالَ: إنَّك لمن المُرْسَلِين؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن عكرمَةَ.
وقالَ ابنُ جنيِّ فِي المُحْتسبِ: ورَوَى هَارُون عَن أَبي بكْرٍ الهُذَليِّ عَن الكَلْبيّ يللهس بالرَّفْع، قالَ: فلَقِيْت الكَلْبيّ فسَأَلْته فقالَ: هِيَ بلُغَةِ طيِّىءٍ يَا إنْسانُ، ثمَّ قالَ: وَمن ضمَّ نُون يللهس احْتَمَل أَمْرَيْن أَحَدهما: أَن يكونَ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن كحوب فِي الزَّجْرِ، وهيت لَك؛ والآخَرُ: أَنْ يكونَ على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الكَلْبيّ ورَوَينا فِيهِ عَن قطْرُب:
فيا لَيْتَني من بعد مَا طافَ أَهْلُهاهلكتُ وَلم أسمع بهَا صوتَ ياسينوقالَ: معْناهُ صَوْت إنْسانٍ؛ قالَ: ويحْتَملُ ذَلِك عنْدِي وَجْهاً ثَالِثا، وَهُوَ أَنْ يكونَ أَرادَيا إنْسانُ؛ (أَو يَا سَيِّدُ) ، إلاَّ أَنَّه اكْتَفَى مِن جميعِ الاسْمِ {بالسِّيْن فقالَ:} ياسِيْن، فيا فِيهِ حَرْف نِدَاء كقوْلِكَ: يَا رَجُل؛ ونَظِيرُ حَذْفِ بعضِ الاسْمِ قوْلُ النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَفَى بالسَّيْف شا) ، أَي شاهِداً، فَحَذَف العَيْن واللاَّمِ، وكذلِكَ حَذَف مِن إنْسان الفَاءَ والعَيْن، غير أنَّه جَعَل مابَقِي مِنْهُ اسْماً قائِماً برأْسِه وَهُوَ السِّيْن، فقيلَ: يللهس، كقوْلِكَ: لَو قسْت عَلَيْهِ فِي نِداء زيد يَا رَاء، ويُؤَكِّد ذلِكَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ عبَّاسٍ فِي حم عسق ونحْوهِ أنَّها حُرُوفٌ مِن جمْلَةِ أَسْماء اللهاِ سبْحانَه وتعالَى وَهِي رَحِيمٌ وعَلِيمٌ وسَمِيعٌ وقَدِيرٌ ونَحْو ذلِكَ، وشَبِيه بِهِ قوْلُه:(35/249)
قُلْنا لَهَا قِفِي لنا قالَتْ قَاف أَي وَقَفْت فاكْتَفي بالحَرْف عَن الكَلِمَةِ.
( {وسِيْنا، مَقْصورَةً: جَدُّ) الرَّئِيس (أَبي عليَ الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الله) الحَكِيم المَشْهور كانَ أَبُوه مِنْ أَهْلِ بَلَخ، فانْتَقَل مِنْهَا إِلَى بُخارَى ووُلِدَ لَهُ ولدُه هَذَا فِي بعضِ قُراها فِي سَنَة 370، ولمَّا بَلَغ عُمره عَشْرَ سِنِيْن حصَّل الفُنُون كُلّها، وصارَ يُدِيم النّظر، وجَالَ فِي البِلادِ وخَدَمَ الدَّولَة السَّامَانِية، وتُوفي بهَمَذَان سَنَة 438 بالقُولَنج، وقيلَ بالصَّرَع، ويقالُ إنَّه ماتَ فِي السِّجْنِ مُعْتقلاً؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
(فصل الشين) مَعَ النُّون)
رأَيْت ابْن سِينا يُعادِي الرِّجال وَفِي السِّجْن ماتَ أخس المَمَات فَلم يشف مَا نابَه بالشّفاء وَلم يَنْج من مَوْتِه بالنَّجات ومِن مُؤَلَّفاتِه: القانون والشّفاء.
(و) سِيْناءُ، (بالمدِّ؛ حِجارَةٌ م) مَعْروفَةٌ؛ عَن الزَّجَّاج، قالَ: وَهُوَ، وَالله أَعْلَم، اسمُ المَكانِ.
(} وسِينانُ) ، بالكسْرِ: (ة بمَرْوَ) ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ الله الفضْلُ بنُ موسَى المَرْوَزيُّ عَن الأَعْمش وعبْدِ المُؤْمن بنِ خَلَف، وثَّقَه ابنُ مُعِين، وُلِدَ سَنَة 115، وماتَ سَنَة 152، يُقالُ تبرم أَهْلُ! سِينان مِن كثْرةِ طَلَبته فوَضَعُوا عَلَيْهِ امْرأَةً تقولُ إنَّه رَاوَدَها، فانْتَقَل إِلَى(35/250)
رامانشاه فيَبِسَ زَرْع سِينانَ، تلْكَ السَّنَةِ فسَألُوه الرّجُوع، فقالَ: حَتَّى تَقرُّوا بالكَذِبِ ففَعَلوا، فقالَ: لَا حاجَةَ لي فيمَنْ يكْذِب؛ وأَخُوه أَحْمدُ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: غَزِيرُ الحديِثِ.
ومحمدُ بنُ بكْرٍ السِّينانيُّ المَرْوَزيُّ عَن بُنْدار وطَبَقَتِه.
ومُفَلّسُ بنُ عبدِ الله الضَّبِّيُّ {السِّينانيُّ شيْخٌ لأبي نُمَيْلة. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصيرِ ضابطاً فِيهِ.
قالَ أَبو عَمْرو بنُ حبوية: مَنْ جاءَ مِن الكُوفَةِ فَهُوَ شيباني بالمعْجَمَةِ، ومَنْ جاءَ مِنَ الشامِ فَهُوَ سِيبانيٌّ بالمهْمَلَةِ، ومَنْ جاءَ مِن خُرَاسان فَهُوَ} سِينانيٌّ بنَوْنَيْن.
(و) {سِينانُ: (جَدُّ محمدِ بنِ المغيرةِ) الهَمَدانيّ الرَّاوِي عَن بكْرِ بنِ إبراهيمَ.
(و) أَيْضاً: (جَدٌّ لعليِّ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله) بنِ الهَيْثم الأَصْبهانيّ (صاحِبِ) أَبي القاسِمِ (الطَّبْرَانيِّ) ، كَذَا فِي التَّبْصيرِ، ويقالُ لَهُ ابنُ سِين أَيْضاً.
(وطُورُ} سِنينَ و) طُورُ ( {سِيناءَ) ، مَمْدوداً (ويُفْتَحُ،} وسِينَا، مَقْصورَةً: جَبَلٌ بالشَّامِ) .
قالَ الزَّجَّاجُ: فَمن قَرَأَ {سِينَاءَ على وَزْنِ صَحْراءَ فإنَّها لَا تَنْصَرِف، وَمن قَرَأَ} سِيناء فَهُوَ على وَزْن عِلْباء إلاّ أنَّه اسمٌ للبُقْعةِ فَلَا يَنْصَرِف، وَلَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ فَعْلاء بالكسْرِ مَمْدوداً.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ الأخْفَش: وقُرِىءَ: {طُور سَيْناءَ} وسِينَاءَ، بالفتْحِ(35/251)
والكسْرِ، والفَتْحِ أَجْودُ فِي النَّحْو، لأنَّه مَبْنيٌّ على فِعْلاء، والكَسْر رَدِىءٌ فِي النّحْوِ لأنَّه ليسَ فِي أَبْنيةِ العَرَبِ فِعْلاء مَمْدود بكسْرِ الأوَّل غَيْر مَصْروفٍ، إلاَّ أَن تَجْعَلَه أَعْجمِيّاً.
وقالَ أَبو عليَ: لم يُصْرَف لأنَّه جُعِل اسْما للبُقْعةِ.
ووَجَدْت فِي نسخةِ الصِّحاحِ للميدانيّ زِيادَةً فِي المَتْن مَا نَصّها: وكانَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ يَخْتارُ الكَسْر ويَعْتَبرُهُ بطور {سِينِين، وَهُوَ أَكْثَر فِي القِراءَةِ، واخْتَارَ الكِسائيُّ الفتْحَ وَهُوَ أَصَح فِي النَّحْو؛ انتَهَى.
(} والسِّينِينِيَّة) بالكسْرِ: (شَجَرةٌ) ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن الأَخْفش، (ج {سِينينَ) ؛ قالَ: وزَعَمَ أَنَّ طُورَ سِينِين مُضافٌ إِلَيْهِ، وَلم يبلغِني هَذَا عَن أَحدٍ غيرِهِ.
ونَقَلَ الجَوْهرِيُّ أَيْضاً قوْلَ الأَخْفَشِ المَذْكُور.
وَالَّذِي نَقَلَه الأزْهرِيُّ وغيرُهُ أَنَّ} سِينِين جَبَلٌ بالشامِ أُضِيفَ إِلَيْهِ الطُّور، وتقدَّمَ للمصنِّفِ قَرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو سعيدٍ: قوْلُهم: فلانٌ لَا يُحْسِن سِينه، يُريدُونَ شُعْبَةً مِن شُعَبِه، وَهُوَ ذُو ثلاثِ شُعَبٍ؟ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
والطرة {السينية الَّتِي على هَيْئةِ} السِّين؛ وَمِنْه قَوْلُ الحَرِيريّ: لَو لم تبْرزْ جَبْهصلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُالسِّين لما قَنْفَشَت الخَمْسِين.
! وسِينانُ: قَرْيةٌ على بابِ هرَاةَ، مِنْهَا: أَبو نَصْر أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ مَنْصورِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ لَيْثٍ(35/252)
{السِّينانيُّ الهَرَوِيُّ عَن أَبي سعيدٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله المخلديّ، وَعنهُ عبدُ الله بنُ أحمدَ السَّمَرْقَنْديُّ وأَبو القاسِمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الله بنِ الهَيْثمِ بنِ} سِيْن، ويقالُ {سِينانيٌّ رَوَى عَنهُ الطَّبْرانيّ وَقد تقدَّمَ
(فصل الشين) مَعَ النُّون)
شَأْن
: (} الشَّأْنُ: الخَطْبُ والأَمْرُ) والحَالُ الَّذِي يشينُ ويصلحُ. وَلَا يُقالُ إلاَّ فيمَا يَعْظمُ مِن الأَحْوالِ والأُمُورِ؛ قالَهُ الرَّاغبُ؛ (ج {شُؤُونٌ} وشِئينٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: {شِئانٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابْن جنيّ عَن أَبي عليَ الفارِسِيِّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وقوْلُه تعالَى: {كلَّ يوْمٍ هُوَ فِي} شَأْنٍ} : قالَ المُفَسِّرونَ: من {شأْنِه أَن يُعِزَّ ذَلِيلاً ويُذِلَّ عَزِيزاً ويُغْنِي فَقِيراً ويُفْقرَ غَنِيّاً، وَلَا يَشْغَلُه شَأْنٌ عَن} شْأْنٍ سُبْحانه وتعالَى.
وَفِي حدِيثِ الحَكَم بنِ حَزْن: ( {والشَّأْنُ إذْ ذَاكَ دُونٌ) ، أَي الحَالُ ضَعِيفَةٌ لم تَرْتفِعْ وَلم يَحْصل الغِنَى.
وأَمَّا قوْلُ جَوْذابةَ بنِ عبْدِ الرَّحْمن:
وشَرُّنا أَظْلَمْنا فِي الشُّونِ فإنَّما أَرادَ فِي} الشُّؤُون.
(و) {الشَّأْنُ (مَجْرَى الدَّم إِلَى العَيْنِ، ج} أَشْؤُنٌ {وشُؤُونٌ) .
وقالَ اللَّيْثُ:} الشُّؤُونَ: عُرُوقُ الدّموعِ مِن الرَّأْسِ إِلَى العَيْن.
وقالَ الأَصْمعيُّ: الدّموعُ تخْرجُ مِن! الشّؤُونِ وَهِي أَرْبَع بعضُها إِلَى بعضٍ.
وقالَ أَبو(35/253)
عَمْرٍ و: {الشَّأْنانِ عِرْقان يَنْحدِرَان مِن الرَّأْسِ إِلَى الحَاجِبَيْن ثمَّ إِلَى العَيْنَيْن؛ قالَ عُبَيْد:
عَيْناكَ دَمْعُهما سَرُوبُ كأَنَّ} شَأْنَيْهِما شَعِيب ُوحجَّةُ الأَصْمعيّ قوْلُه:
لَا تُحْزنِيني بالفِراقِ فإِنَّنيلا تسْتَهِلُّ مِن الفِراقِ {شُؤُوني (و) } الشَّأْنُ: (عِرْقٌ فِي الجَبَلِ يَنْبُتُ فِيهِ النَّبْعُ) ، جَمْعهُ {شُؤُونٌ. يقالُ: رأَيْتُ نَخِيلاً نابِتَةً فِي} شَأْنٍ مِن {شُؤُونٌ الجَبَلِ.
(و) } الشَّأْنُ: (مَوْصِلُ قَبائِلِ الرَّأْسِ) إِلَى العَيْنِ، والجَمْعُ {شُؤُونٌ.
وقيلَ:} الشُّؤُونُ: السَّلاسِلُ الَّتِي تَجْمَعُ بينَ القَبائِلِ.
وقالَ الليْثُ: الشُّؤُونُ: نَمَانِمُ فِي الجمْجمَةِ شِبْهُ لِجامِ النُّحاس تكونُ مِن القبائِلِ.
وقالَ ثَعْلَب: هِيَ عُرُوقٌ فوْقَ القَبائِلِ، فكلَّما أَسَنَّ الرَّجُلُ قَوِيَتْ واشْتَدَّتْ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: {الشُّؤُونُ مَواصِلُ القبَائِلِ بينَ كلِّ قَبِيلَتَيْن} شَأْنٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: واحِدُ {الشُّؤُونُ وَهِي مَواصِلُ قَبائِلِ الرَّأْسِ ومُلْتَقَاها، وَمِنْهَا تجيءُ الدُّموعُ.
ويُقالُ: اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ صَوْتٌ.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: الشُّؤُونُ: الشُّعَبُ الَّتِي تجْمَعُ بينَ قَبائِلِ الرَّأْسِ، وَهِي أَرْبَعةُ أَشْؤُنٍ.
وَفِي حدِيثِ الغسْلِ: شُؤُون حَتَّى تَبْلُغ بِهِ} شُؤُون رأْسِها، هِيَ عِظامُه وطَرائِقُه ومَواصِلُ قَبائِلِه، وَهِي أَرْبَعةٌ بعضُها فوْقَ بعضٍ.(35/254)
(و) {الشَّأْنُ: (عِرْقٌ مِن التُّرابِ فِي) شقوقِ (الجَبَلِ يَنْبُتُ فِيهِ النَّخْلُ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه: الشُّؤُونُ: خُطوطٌ فِي الجَبَلِ: وقيلَ: صُدُوعٌ: قالَ ساعِدَةُ الهُذَليُّ:
كأَنَّ} شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ خِلافَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُشَبَّه تَحَدُّرَ الماءِ عَن هَذَا الجَبَلِ بتَحَدُّرِه عَن هَذَا الطائِرِ، أَو تَحَدُّرَ الدَّمِ عَن لَبَّات الَبَدَنِ؛ (ج شُؤُونٌ (.
(و) . يُقالُ: (مَا {شَأْنَ} شَأْنَهُ، كَمَنَعَ) : أَي (مَا شَعَرَ بِهِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: أَتاني ذلِكَ وَمَا {شَأَنْتُ} شَأْنَه، أَي مَا عَلِمْتُ بِهِ.
(أَو) مَا {شَأَنَ شَأْنَه وَمَا مَأَنَ مَأْنَه: إِذا (لم يَكْتَرِثْ لَهُ) وَلم يَعْبَأْ بِهِ، عَن اللّحْيانيّ.
(} وشَأَنَ شَأْنَهُ: قَصَدَ قَصْدَهُ) ؛ وَمِنْه سُمِّي الخَطْبُ {شَأْناً لأنَّه مِن شَأنِه أَنْ يقْصدَ؛ (} كاشْتَأَنَهُ.
(و) {شَأَنَ} شَأْنَه: (عَمِلَ مَا يُحْسِنُهُ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ: {اشْأَنْ} شَأْنكَ: اعْمَلْ مَا تُحْسِنْ.
(و) يُقالُ: ( {لأَشْأَنَنَّ خَبَرَهُم) : أَي (لأَخْبُرَنَّهُمْ.
(و) قيلَ: (لأَشْأَنَنَّ} شَأْنَهُمْ) : أَي (لأْفْسِدَنَّهُمْ) ، أَي أَمْرَهُم.
(و) يُقالُ: (شَأَنَ) فلانٌ (بعدَكَ) : أَي (صارَ لَهُ شَأْنٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يُقالُ: أَقْبلَ فلانٌ وَمَا {يَشْأَنُ شَأْنَ فلانٍ} شَأْناً إِذا عَمِلَ فيمَا يحبُّ أَو يكْرَهُ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
ويُقالُ: إنَّه! لَمِشْآنُ شَأْنٍ أَن يُفْسِدَك: أَي أَنْ يَعْمَلَ فِي فَسادِك.(35/255)
واشْأَنْ شَأْنَك: عَلَيْك بِهِ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
وَمَا شَأَنَ {شَأْنَه: أَي مَا أَرَادَ.
} وشُؤُونُ الخَمْرِ: مَا دَبَّ مِنْهَا فِي عُرُوقِ الجَسَدِ؛ قالَ البَعِيث:
بأَطْيَبَ من فِيهَا وَلَا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّى فِي العِظامِ شُؤُونُها
شبن
: (الشابِنُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (الغلامُ النَّاعِمُ التَّارُّ) كالشَّابِلِ، (وَقد شَبَنَ) وشَبَلَ.
(وشَبانَةُ:: اسمٌ) ، وَهُوَ شَبانَةُ بنُ عليِّ بنِ شُرَيحِ بنِ عليِّ بنِ رزامِ بنِ يَحْيَى بنِ عبْدِ الله بنِ خالِدٍ الأُمويُّ، بَطْنٌ، مِنْهُم جماعَةٌ يَسْكُنونَ القرشية أَسْفَل ربْع باليَمَنِ. وأَوْلادُ أَبي شَبانَةَ جماعَةٌ مِنْهُم بريفِ مِصْرَ، وشرْذَمَة بالصَّعيدِ الأعْلَى.
(و) شُبانَةُ، (بالضَّمِّ) : أَبو الصَّقْر، (أَحمدُ بنُ الفَضْلِ بنِ شُبانَةَ الهَمَذانيُّ الكاتِبُ؛ و) أَبو سعيدٍ (عبْدُ الرَّحْمنِ بنُ محمدِ بنِ شُبانَةَ، لَهُ جُزْءٌ) .
قالَ الحافِظُ: سَمِعْناهُ ووَلَده أَبو الفَضْل طاهِرٌ رَوَى عَن أَبيهِ، الثَّلاثَة ذَكَرَهم شيرويه فِي طَبَقاتِ هَمَدان.
(و) أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عبدِ الملِكِ بنِ شُبانَةَ) الدّينوريُّ (مُحدِّثٌ) صَدُوقٌ عَن أَبي الحَسَنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ فراسٍ المكِّيِّ وأَبي العبَّاس أَحمدَ بنِ محمدٍ الرَّازِي، وَعنهُ الخَطِيبُ البَغْداديُّ.
وفاتَهُ:
عبدُ الله بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ العَطَّار المَعْروفُ بابنِ شُبانَةَ؛ ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُنْدارِ بنِ شُبانَةَ القطَّانُ مُحدِّثانِ، ذَكَرَهما شيرويه.(35/256)
(وابنُ شَبَّانٍ، كشَدَّادٍ: عبدُ العَزِيزِ بنُ محمدٍ العَطَّارُ) ، يُعْرفُ بذلِكَ، سَمِعَ النجَّار.
(وبالضَّمِّ: شُبَّانُ بنُ جِسْرِ بنِ فَرْقَدٍ) القصَّابُ، (أَو اسمُه جَعْفَرٌ وَهَذَا لَقَبُهُ) ، سَمِعَ أَبَاهُ، مُنْكَرُ الحدِيثِ، وأَبَوه رَوَى عَن الحَسَنِ، ضعَّفُوه.
(و) أَبو جَعْفرٍ (أَحمدُ بنُ الحُسَيْنِ البَغْدادِيُّ يُعْرَفُ بشُبَّانَ) ، شيْخٌ لمخلد الباقَرْجيّ.
(وأُشْبونَةُ، بالضَّمِّ: بالمَغْربِ) بالأَنْدَلُس، ويُقالُ لَهَا: الشبونَةُ أَيْضاً مِثْل بشنترين، قَرِيبٌ مِن البَحْرِ المُحِيطِ، يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ هَارُون بنِ خَلَف بنِ عبْدِ الكَريمِ بنِ سعيدٍ المَعْموديّ، يُعْرفُ بالزَّاهدِ الأُشْبونيِّ سَمِعَ محمدَ بنَ عبْدِ الملِكِ بنِ أَيْمن وقاسِمَ بنَ أَصْبَع، وَكَانَ ضابِطاً ثِقَةً، تُوفي سَنَة 360.
(وشَبَنَ) شبوناً: (دَنَا.
(والشَّبانِيُّ) ، بالفتْحِ، (والأُشْبانِيُّ، بالضَّمِّ: الأَحْمَرُ الوَجْهِ والسبالِ) ؛ نَقَلَه الصَّاغانيُّ فِي التكْمِلَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شبجن
:) شابْجَنُ، بسكونِ الموحَّدَةِ بعْدَ الألفِ وفتْحِ الجيمِ: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ(35/257)
مَنْصورٍ المُحْتسبُ الكَرِيمُ المُحدِّثُ.
شتن
: (الشَّتْنُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: هُوَ (النَّسْجُ والحِياكةُ؛ وَهُوَ شاتِنٌ وشَتُونٌ) ، أَي ناسِخٌ.
ويقالُ: شَتَنَ الشاتِنُ ثَوْبَهُ: أَي نَسَجَه، وَهِي هُذلِيَّةٌ، قالَ: شاعِرُهم:
نَسَجَتْ بهَا الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً لم تَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المَجْفَلِالزُّوَعُ: العنْكَبوتُ، والبِيَنْطُ: الحائِكُ كَمَا تقدَّمَ.
(وأُشْتونٌ) ، بالضَّمِّ: (حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ) مِن أَعْمالِ كُورَةِ جَبَّان.
(و) فِي دِيوانِ المُتَنبِّي: وخَرَجَ أَبو العشائِرِ يَتَصيَّدُ بالأُشْتونِ، هُوَ (ع قُرْبَ أَنْطاكِيَةَ) فيمَا يظنُّه ياقوت.
(و) شَتَانٌ، (كسَحابٍ جَبَلٌ بمكَّةَ بينَ كَداءٍ وكُدًى) ؛ وبخطِّ الصَّاغانيُّ: بينَ كُدَىَ وكَدَاء؛ جاءَ ذِكْرُه فِي حدِيثِ حجَّةِ الوَدَاعِ: يقالُ باتَ بِهِ النبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ دَخَلَ مكَّةَ.
(والشَّتُونُ: اللَّيِّنَةُ مِن الثِّيابِ.
(ورجلٌ شَتْنُ الكَفِّ) : أَي (شَثْنُها) ، هَكَذَا ذَكَرَهُ جماعَةٌ، وَقد رُوِي الحدِيثُ كذلِكَ فِي بعضِ الرِّواياتِ، حَكَاها الْجلَال وَالْجُمْهُور على أَنَّه لثغَةٌ أَو تَحْريفٌ.
(ومحمدُ بنُ أَبي المُظَفَّرِ بنِ شُتَّانَةَ، كرُمَّانَة) ، وضَبَطَه الحافِظُ كثُمَامَة: (مُحدِّثٌ) عَن عبْدِ الحقِّ اليوسفيّ، (فَرْدٌ.
(وشَتَنَى، كجَمَزَى: بمِصْرَ) .(35/258)
قلْتُ: هِيَ شنتنى بزِيادَةِ النّون مِن أَعْمالِ المنوفية، وَقد دَخَلْتُها مِراراً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شَاتَان: قرْيَةٌ مِن أَعْمالِ دِيارِ بِكْرٍ، مِنْهَا: أَو عليَ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ سعيدٍ الشَّاتانيُّ، كَانَ مُحدِّثاً وَجِيهاً عنْدَ المُلوكِ، وَفَدَ على صَلاحِ الدِّيْن يُوسُف ابنِ أَيّوب ومَدَحَه؛ ذَكَرَه الصَّفديُّ.
والشَّيْتَانُ مِن الجَرادِ والرُّكْبان والخَيْلِ: الجماعَةُ غيرُ الكَثيرَةُ؛ وَلَا واحِدَ لَهُ؛ نَقَلَه الصَّغاانيُّ.
شتخن
: (إشْتِيخَنُ، بكسْرِ الألفِ والتِّاءِ) :
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وقالَ ياقوتُ: (رُسْتاقٌ بسَمَرْقَنْدَ) بَيْنهما سَبْعةُ فَراسِخَ، وَله قُرًى نَزِهةٌ وبَساتِين كثيرَةٌ وأَنْهارٌ جارِيَةٌ، (مِنْهُ) أَبو بكْرٍ (محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ مَتَ) الإِشْتِيخَنيُّ (المُحدِّثُ) ، مِن أَئِمَّة أَصْحابِ الشافِعِيّ، حدّثَ بصَحِيح البُخارِي عَن الفِزَبَريّ وماتَ سَنَة 381.
شثن
: (شَثُِنَتْ كَفُّه) وقَدَمُه، (كفَرِحَ وكَرُمَ، شَثَناً وشُثُونَةً) : أَي (خَشُنَتْ وغَلُظَتْ) ، وَهِي شَثْنَة.
وَفِي حدِيثِ المغِيرَة: شَثْنَة الكَفِّ أَي غَلِيظَته والشُّثُونَةُ غِلَظُ الكفِّ وجُسُوءُ المَفاصِلِ فَهُوَ شَثْنُ الأَصابِع بالفتْح وكذلِكَ العِضْو وَفِي صفتِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم (كانَ شَثْنَ الكَفَّيْن والقَدَمَيْن) ، أَي أنَّهما يَمِيلان إِلَى الغِلَظِ والقِصَرِ؛ وقيلَ: هُوَ الَّذِي فِي أَنامِلِه غِلَظٌ بِلا قِصَرٍ، ويُحْمَدُ ذلِكَ فِي الرّجالِ، ويُذَمُّ فِي النِّساءِ.
وقالَ خالِدُ العِتْرِ يفِيُّ: الشُّثُونَةُ لَا تَعِيبُ الرِّجالَ بل هُوَ أَشَدّ لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لَهُم(35/259)
على المِراسِ، ولكنَّها تَعِيبُ النِّساء. قالَ خالِد: وأَنا شَثْنٌ.
وقالَ الفرَّاءُ: رجُلٌ مَكْبُونُ الأصابِعِ مِثْل الشَّثْنِ؛ وقالَ امْرُؤُ القَيْس:
وتَعْطُو برَخْصٍ غير شَثْنٍ كأَنَّهأَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إسْحِلِثم إنَّ تَفْسير الشَّثْن بالخُشُونَةِ نُقِل عَن الأصْمعي وغيرِهِ مِن الأَئِمَّةِ، وتَبِعَه عَلَيْهِ الجَوْهرِيُّ، ومَن بعْدِه، للزَّمَخْشَري كَلامٌ حَرَّرَه شُرَّاح الشَّمائِلِ والشّفاء والمَوَاهِب.
(و) شَثُِنَ (البعيرُ: غَلُظَتْ مَشافِرُهُ من رَعْيِ الشَّوْكِ) مِن العِضاهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ شَثْنٌ غَلِيظٌ كشَثْلٍ.
وأَسَدٌ شَثْنُ البَراثِنِ: خَشِنُها.
شجن
: (الشَّجَنُ، محرَّكةً: الهَمُّ والحَزَنُ.
(و) أَيْضاً: (الغُصْنُ المُشْتَبِكُ) مِن غصونِ الشَّجَرَةِ.
(و) أَيْضاً: (الشُّعْبَةُ مِن كلِّ شيءٍ كالشَّجْنَةِ، مثلَّثةً) ، الضَّمّ عَن ابنِ الأعْرابيِّ، وَهِي شُعْبَةٌ مِن غُصْنٍ مِن غُصونِ الشَّجَرَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (الرَّحِم شِجْنَة مِن الّلهِ تَعَالَى مُعَلَّقَة بالعَرْشِ تقولُ: اللَّهُمّ صِلْ من وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعَنِي) أَي الرَّحِمُ مُشْتقَّة مِن الرَّحْمن.
قالَ: أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْني قَرابةٌ مِن اللهِ تعالَى مُشْتَبكةٌ كاشْتِباكِ العُرُوقِ شبَّهها بذلِكَ مَجازاً واتِّساعاً وأَصْل الشُّجْنةِ الشُّعْبَةُ مِن الغُصْنِ.
(والشَّجَنُ: (المُتَداخِلَةُ الخَلْقِ من النُّوقِ) المُشْتَبِك بعضُها ببعضٍ كَمَا تَشْتبكُ الشَّجَرَةُ؛ وَمِنْه حدِيثُ سَطِيح الكاهِنِ:
تجُوبُ بِي الأرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ(35/260)
أَي ناقَةٌ مُتَداخِلَةُ الخَلْقِ كأَنَّها شَجَرةٌ مُتَشَجِّنَة، أَي مُتَّصِلَةُ الأَغْصانِ بَعْضها ببعضٍ، ويُرْوَى: شزن، وسَيَأْتي فِي موْضِعِه إنْ شاءَ الله تَعَالَى.
(و) الشَّجَنُ: (الحاجَةُ حيثُ كانَتْ) .
وَفِي الأساسِ: الحاجَةُ تُهِمُّ؛ قالَ:
من كانَ يَرْجو بَقاءً لَا نَفادَ لهفلا يكنْ عَرَضُ الدُّنيا لَهُ شَجَناوقالَ الرَّاجزُ:
إِنِّي سأُبْدي لكَ فِيمَا أُبْدِيلي شَجَنانِ شَجَنٌ بنَجْدِوشَجَنٌ لي بِبِلادِ الهِنْدِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
حَتَّى إِذا قَضُّوا لبُاناتِ الشُّجَنْوكُلَّ حاجٍ لفُلاتٍ أَوْ لِهَنْ (ج شُجونٌ وأشْجانٌ.
(وذَكَرَ العينيُّ: أنَّ الشَّجَنَ بمعْنَى الحُزْنِ جَمْعُه أَشْجانٌ، وبمعْنَى الحاجَةِ جَمْعُه شُجُونٌ.
(وَفِي موازَنَةِ الآمديّ: فِي شُجون جَمْع شَجَن، وَمَا أَقَلّ مَا يُجْمَع فعل على فعول، قَالُوا: أَسد وأُسُودٍ.
(وَفِي الهمع: أنَّه يطرد فِي فَعَل محرَّكةً غَيْر أَجْوف وَلَا مُضاعَف، ثمَّ قالَ: وقيلَ لَا يطردُ بل هُوَ سماعيٌّ، وَبِه جَزَمَ ابنُ مالِكٍ، رحِمَه الله تَعَالَى فِي شرْحِ الكافِيَةِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
(ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحْشُ والتَقَتْرِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّى شُجُونُهاأَرادَ: حَاجَاتها؛ ويُرْوَى لحُونُها، أَي لُغاتُها؛ وأَنْشَدَنا شيْخُنا:
أَترى الزَّمان كَمَا عَهدت بوَصْلِكميوْماً يَجُودُ لتَنْقضِي أَشْجَاني(35/261)
(وشَجَنَتْه الحاجَةُ) تَشْجُنُه شَجْناً: (حَبَسَتْه) .
وَمَا شَجَنَكَ عنَّا: أَي مَا حَبَسَك.
ورَوَاه أَبو عُبَيْدٍ: مَا شَجَزَكَ.
(و) شَجَنَ (الأَمرُ فلَانا: أَحْزَنَه، شَجْناً) بالفتْحِ، (وشُجُوناً) بالضَّمِّ، (كأَشْجَنَهُ، فشَِجُنَ، كفَرِحَ وكَرُمَ، شَجَناً) ، بالتَّحْريكِ، (وشُجُوناً) ، بالضمِّ، فَهُوَ شاجِنٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: شَجُنْتُ شَجَناً: أَي صارَ الشَّجَنُ فيَّ.
(والشِّجْنَةُ، بالكسْرِ: شُعْبَةٌ من عُنْقُودٍ تُدْرِكُ كُلُّها.
(وَقد أَشْجَنَ الكَرْمُ) : صارَ ذَا شِجْنة.
(و) الشِّجْنَةُ: (الصَّدْعُ فِي الجَبَلِ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
(و) شجْنةُ: (ع.
(وشَجْنَةُ بنُ عُطارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبِ) بنِ سعْدِ (بنِ زَيْدِ مَناةَ) بنِ تَمِيمٍ، وَفِيه يقولُ الشَّاعِرُ:
كرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنَةَ لم يَدَعْمن دَارِمٍ أَحَداً وَلَا مِن نَهْشَلِ (وتَشَجَّنَ) الرَّجُلُ: (تَذَكَّرَ) ؛ عَن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ:
هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تَشَجَّنا (و) تَشَجَّنَ (الشَّجَرُ: الْتَفَّ) واشْتَبَكَتْ أَغْصانُه.
(و) قوْلُهم: (الحديثُ ذُو شُجُونٍ) : أَي (فُنُونٍ وأغْراضٍ) ؛ وقيلَ: أَي يدْخُلُ بعضُه فِي بعضٍ، أَي ذُو شُعَبٍ وامْتِساكٍ بعضُه ببعضٍ.
وقالَ أَو عُبَيْد: يُرادُ أنَّ الحدِيثَ يتفرَّقُ بالإِنْسانِ شُعَبُه ووَجْهُه، يُضْرَبُ مَثَلاً للحدِيثِ يُسْتَذْكَرُ بِهِ غيرُهُ.
قالَ:(35/262)
وكانَ المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عَن ضَبَّة بنِ أُدَ بِهَذَا المَثَلِ، وَقد ذَكَرَه غيرُهُ؛ قالَ: كانَ خَرَجَ لضبَّة ولدَان: سَعْدٌ وسَعيدٌ فِي طَلَبِ إبِل، فرجَعَ سَعْدٌ وَلم يَرْجعْ سَعيدٌ، فبَيْنما هُوَ يُسايرُ الحارِثَ بن كَعْبٍ إِذْ قالَ لَهُ: فِي هَذَا المَوْضِعِ قَتَلْت فَتًى، ووَصَفَ صِفَةَ ابْنِه، وقالَ هَذَا سَيْفه، فقالَ ضَبَّة: أَرِني أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فلمَّا أَخَذَه عَرَفَ أنّه سَيْفُ ابْنِه، فقالَ: الحدِيثُ ذُو شُجُونٍ، ثمَّ ضَرَبَ بِهِ الحارِثَ فقَتَلَه، وَفِيه يقولُ الفَرَزْدقُ:
فَلَا تَأْمَنَنَّ الحَرْبَ إنَّ اسْتِعارَهاكضَبَّةَ إِذْ قالَ الحديثُ شُجُونُثم إنَّ ضَبَّة لامَهُ الناسُ فِي قتْلِ الحارِثِ فِي الأَشْهرِ الحُرُمِ، فقالَ: سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ.
(والشَّجْنُ) ، بالفتْح: (الَّطريقُ فِي الوادِي) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو فِي أَعْلاهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أَو أَعْلاهُ؛ (ج شُجُونٌ، كالشَّاجِنَةِ) ، وَهِي أَعْلى الوادِي، (ج شَواجِنُ.
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّواجِنُ والشُّجُونُ أَعْلَى الوادِي، واحِدُها شَجْنٌ.
(قالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا حَكَى أَبو عُبَيْدٍ وليسَ بالقِياسِ لأنَّ فَعْلاً لَا يكسَّرُ على فَواعِل، لَا سيَّما وَقد وَجَدنا الشاجِنَة، فأنْ يكونَ الشَّواجِنُ جَمْعَ شاجِنَةٍ أَوْلى؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
(كظَهرِ اللأَى لَو تُبْتَغَى رِيَّةٌ بهنَهاراً لعَيَّتْ فِي بُطُونِ الشَّواجِنِوكذلِكَ رَوَى الأَزْهريُّ عَن أَبي عَمْرٍ و: الشَّواجِنُ أَعالي الوادِي، واحِدَتُها شاجِنَةٌ.
وقالَ شَمِرٌ: جَمْعُ شَجْنٍ أَشْجانٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ(35/263)
بَرِّي للطِّرمَّاح فِي شاجِنَة للواحِدَةِ:
أَمِنْ دِمَنٍ بشاجِنَةِ الحَجُونِعَفَتْ مِنْهَا المَنازِلُ مُنْذُ حِينِوفي الصِّحاحِ: والشَّواجِنُ: أَوْديَةُ كَثيرَةُ الشَّجَرِ؛ قالَ مالِكُ بنُ خالِدٍ الخُنَاعيُّ:
لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْطَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُأَي لمَّا هَرَبُوا تعلَّقتْ ثيابُهم بالطَّلْح فتَرَكُوها.
(و) فِي التهْذِيبِ: (هِيَ وادٍ كبيرٍ بدِيارِ ضَبَّةَ) ، فِي بَطْنِه أَطْواءٌ كَثيرَةٌ، مِنْهَا لَصافٍ واللِّهابَةُ وثَبْرَةُ، مِياهُها عَذْبةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّجَنُ، محرَّكةً: هَوَى النفْسِ.
والتّشَجُّنُ: التَّحَرُّكُ.
وشَجَنتِ الحمامَةُ شُجُوناً: ناحَتْ وتَحَزَّنَتْ.
والشَّجِينُ، كأَميرٍ: الحاجَةُ، والجَمْعُ أَشْجانٌ.
ويقُولُون: شاجَنَتْني شُجُونٌ كقَوْلِهم عابَلَتْني عُبُولٌ.
والشِّجْنُ والشُّجْنُ، بالكسْرِ والضِّمِّ: جَمْعانِ للشِّجْنَةِ والشُّجْنَة للغُصْن، وكذلِكَ شِجْنات وشُجْنات؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وبَيْني وبَيْنه شُجْنَةُ رَحِمٍ، بالكسْر والضَّمِّ، أَي قَرَابَةٌ مُشْتبكَةٌ.
والشاجِنَةُ: ضَرْبٌ مِن الأوْدِيَةِ يُنْبتُ نَباتاً حَسَنا.
وشاجِنٌ: وادٍ حِجازِيَّة؛ وقيلَ: مَا بَيْنَ البَصْرةِ واليَمامَةِ؛ قالَهُ نَصْرُ.
وشُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ.(35/264)
وذُو الشُّجُونِ: وادٍ فِي قوْلِ الهُذليّ.
شحن
: (شَحَنَ السَّفينةَ، كمَنَعَ) ، يَشْحَنُها شَحْناً: (مَلأَها) .
وأَتَمَّ جِهازَها كُلّه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فِي الفُلكِ المَشْحُونِ} ، أَي المَمْلُوء.
(و) شَحَنَ شَحْناً: (طَرَدَ وشَلَّ) . يقالُ: مَرَّ يَشْحَنُهم، أَي يَطْرُدُهم يَشُلُّهم ويَكْسَؤُهم.
(و) شَحَنَ شَحْناً؛ (أَبْعَدَ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: أشْحَنْ عَنْك فلَانا أَي نَحِّه وأَبْعِدْه.
(و) شَحَنَ (المَدينَةَ) بالخيْلِ شَحْناً: (مَلأَها) بهَا، (كأَشَحْنَهَا.
(و) شَحَنَتِ (الكِلابُ تَشْحُنُ، كتَنْصُرُ وتَعْلَمُ وتَمْنَعُ) ، شَحْناً وشُحُوناً: (أَبْعَدَتِ الطَّرْدَ وَلم تَصِدْ شَيئاً) فَهُوَ كلبٌ شاحِنٌ، والجَمْعُ الشَّواحِنُ: قالَ الطرمَّاحُ يَصِفُ الصَّيْدَ والكِلابَ:
توَدِّعُ بالأَعْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحِنِويُرْوَى: الشوَّاجِن بالجيمِ؛ وتكلَّفَ ابنُ سِيْدَه فِي معْناهُ.
(والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا يُقامُ) ؛ وَفِي التهْذِيبِ: مَا يُفاضُ، (للدَّوابِّ من العَلَفِ الَّذِي يَكْفِيها يَوْمَها ولَيْلَتَها) هُوَ شِحْنَتُها؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) الشِّحْنَةُ (فِي البَلَدِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: وشِحْنَة الكُورَةِ، (مَنْ فِيهِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: مَنْ فيهم،(35/265)
(الكِفايَةُ لضَبْطِها من جِهَةِ) ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِن أَوْلياءِ، (السُّلْطانِ) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وقوْلُ العامَّةِ فِي الشِّحْنَةِ إنَّه الأَميرُ غَلَطٌ.
(و) الشِّحْنَةُ: (العَداوَةُ) تَمْتلِىءُ مِنْهَا النَّفْس، (كالشَّحْناءِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إلاَّ رجلا كانَ بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
(و) الشِّحْنَةُ: (الَّرابِطَةُ من الخَيْلِ) ، هَذَا هُوَ الأَصْل فِي اللّغَةِ، ثمَّ أَطْلَقها العامَّةُ على الأميرِ على هَؤُلَاءِ.
(وشاحَنَهُ) مُشاحَنَةً: (باغَضَهُ) ، وقيلَ: مَا دُونَ القِتالِ مِن السَّبِّ والتَّعايُرِ.
(وأَشْحَنَ) الرَّجُلُ، وقيلَ الصَّبيُّ: (تَهَيَّأَ للبُكَاءِ) ، وكذلِكَ أَجْهَشَ؛ وقيلَ: هُوَ الاسْتِعْبارُ عنْدَ اسْتِقْبالِ البُكَاءِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الإِشْحانُ: أَنْ تَمْتلىءَ نَفْسه لتهيئه للبُكَاءِ.
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي قِلابَة الهُذَليّ:
إِذْ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ وإِذْسَلُّوا السُّيوفَ وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ (و) أَشْحَنَ (السَّيفَ: أَغْمَدَهُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وسيوفٌ مُشْحَنة فِي أَغمادِها؛ وأَنْشَدَ قَوْل أَبي قِلابَة المَذْكُور:
سَلُّوا السُّيوفَ عُراةً بعدَ إشْحانِ ورِوايَةُ الجَوْهرِيّ هُنَا:
وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ.
كَمَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّي، ورَوَاه الأزْهرِيُّ:
عُراةً بعْدَ إشْحانِ.
(و) نَقَلَ الصَّاغانيُّ عَن بعضِهم: أَشْحَنَ السَّيفَ: (سَلَّهُ) مِن غمْدِهِ، فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) أَشْحَنَ (لَهُ بسَهْمٍ) : إِذا (اسْتَعَدَّ لَهُ ليَرْمِيَهُ) ؛ عَن الصَّاغانيّ.(35/266)
(والمُشاحِنُ المذكورُ فِي الحديثِ) ، يعْنِي حدِيْث لَيْلَة النّصْفِ مِن شَعْبان: (يَغْفرُ اللهاُ لكلِّ بَشَرٍ مَا خَلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِنا) .
وَفِي حدِيثِ أَبي سعيدٍ مِن طريقِ محمدِ بنِ عيسَى بنِ حبَان: (لَا يَنْظر اللهاُ فِيهَا إِلَى مُشْرِكٍ وَلَا إِلَى مُشاحِنٍ) .
وأَخْرَجَ الإمامُ أَحمدُ فِي مُسْندِه مِن حدِيثِ أَبي لهيعَةَ بسَنَدِه عَن عبدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ: إلاَّ لاثْنَيْن مُشاحِنٌ وقاتِلُ نفْسٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي الدَّرْداء: (إلاَّ لمُشْرِكٍ أَو قاتِل نفْسٍ حَرَّمَها الّلهُ تَعَالَى، أَو مُشاحِن) : (ورُوِي عَن عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلام بسَنَدهِ إِلَى عُثْمان بنِ أَبي العاصِ: (إلاَّ زَانِيَة تكْسَبُ بفَرْجِها، أَو عشاراً، أَو رجلا بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
وَعَن القاسِمِ بنِ محمدٍ عَن أَبيهِ عَن جدِّه: (إلاَّ مَنْ فِي قلْبهِ شَحْناء، أَو مُشْرِكاً بالّلهِ، عزَّ وجلَّ) ، وَفِي رِوايَةٍ عَنهُ أَيْضاً: مَا خَلا كافِراً أَو رجلا فِي قلْبهِ شَحْناء؛ فَسَّرُوه بأنَّ المُرادَ بِهِ المُتعادِي، إلاَّ الأُوزَاعِي فإنَّه قالَ: المُرادُ بِهِ (صاحِبُ البِدْعَةِ التَّارِكُ للجَماعَةِ) المُفارِقُ للأُمَّةِ، رَوَاه عَنهُ ابنُ المُبارَكِ؛ وَفِي رِوايَةٍ عَن الأُوزَاعِي: ليسَ المُشاحِنُ الَّذِي لَا يكلِّمُ الرَّجُل إنَّما المُشاحِنُ الَّذِي فِي قلْبِه شَحْناء لأَصْحابِ رَسُول الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ورُوِي عَن عميرِ بنِ هانىءٍ: سأَلْتُ ابنَ ثَوْبان عَن المُشاحِنِ؟ فقالَ: هُوَ التَّارِكُ لسُنَّةِ نبيِّه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطاعِنُ على أُمَّتِه السَّافِكُ دِماءَهم.
(ومَرْكَبٌ شاحِنٌ) : أَي (مَشْحُونٌ) ، عَن كُراعٍ؛ (ككَاتِمٍ للمَكْتُومِ.
(وشَحِنَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ) ، شَحَناً: (حَقَدَ) ، وَهُوَ الشَّحْناءُ.
(والمُشْحَئِنُّ، كمُشْمَعِلَ: المُتَغَضِّبُ) ، كالمُشْحَئِنِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.(35/267)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّحْنُ: العَدْوُ الشَّديدُ.
والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ مِن الشَّحْناءِ العَداوَة.
ويُقالُ للشيءِ الشَّديد الحموضَةِ إنَّه يَشْحَن الذُّبابَ أَي يَطْردُه.
والشِّيْحانُ: الطَّويلُ، فِيعالٌ مِن الشَّحْن أَو فَعْلان مِن شاحَ، فيكونُ مِن غيرِ هَذَا البَابِ، عَن ابنِ سِيْدَه.
والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا تُشْحَنُ بِهِ السَّفينَةُ.
وأَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ أَبي طالِبِ بنِ أَبي النَّعيم بنِ الشِّحْنَةِ، بالكسْرِ: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
وبنُو الشّحْنَةِ الحَنَفيُّون، مِنْهُم: السريُّ بنُ عبدِ البرِّ وأصولُهُ مَعْرُوفُون، يقالُ إنَّ جدَّهم الكَبيرَ كانَ شحْنَة بحَلَبَ.
وشَحِنَ السِّقاء، كفَرِحَ: تَغَيَّرَتْ رائِحَتُه مِن تَرْك الغسْلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وكثُمامَةٍ: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ شُحَانَةَ الحرَّانيُّ، محدِّثٌ مَعْروفٌ، سَمِعَ ابنَ الحرستاني.
وَفِي المحيطِ: شاحَنَهُ: خالَطَهُ وفاوَضَهُ.
قالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صَوابُه بالسِّيْن المُهْمَلَةِ.
شخن
: (الشَّيْخُونُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ (الشيخُ) إِن جَعَلْتَه مِن غيرِ بِناءِ الشيْخِ، فَهُوَ فَيْعُولٌ، وَهَذَا موْضِعُه.
(والمُشْخَئِنُّ: لُغَةٌ فِي المُشْحَئِنِّ) ، للمُتَغَضِّبِ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شَخَّنَ للبُكَاءِ، وشَخَنَ: إِذا تَهَيَّأ لَهُ؛ كَمَا فِي اللِّسانِ.
والشَّيْخُونيةُ: مَدْرسَةٌ بمِصْرَ(35/268)
نُسِبَتْ إِلَى الأميرِ شَيْخُون أَحَد أُمراء مِصْرَ.
شدن
: (شَدَنَ الظَّبْيُ وجميعُ وَلَدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والحافِرِ) يَشْدُنُ (شُدُوناً: قَوِيَ) وصَلَحَ جِسْمه وتَرَعْرَعَ ومَلَكَ أُمَّه فمَشَى مَعَها.
ويقالُ للمُهْر أيْضاً: قد شَدَن، فَإِذا أَفْرَدتَ الشادِنَ فَهُوَ وَلَدُ الظَّبْيَة.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشادِنُ مِن أَوْلادِ الظِّبَاء الَّذِي قد قَوِيَ وطَلَعَ قَرْناءُ (واسْتَغْنَى عَن أُمِّهِ.
(وَأَشْدَنَتِ الظَّبْيَةُ فَهِيَ مُشْدِنٌ) ، إِذا (شَدَنَ وَلَدُها) ؛ وقيلَ: ظَبْيةٌ مُشْدِنٌ: ذاتُ شادِنٍ يَتْبَعُها، وكذلِكَ غَيْرها مِن الظِّلْف والحافِرِ والخُفِّ، (ج مَشادِنُ) ، على القِياسِ، (ومَشادِينُ) ، على غيرِ قِياسٍ، كمَطافِلٍ ومَطافِيلٍ.
(والمَشْدُونَةُ: العاتِقُ مِن الجَوارِي) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(والشَّدَنِيَّاتُ، محرَّكةً، مِن الإِبِلِ: مَنْسوبَةٌ إِلَى) شَدَنٍ، (مَوْضعٍ باليَمَنِ، أَو) إِلَى (فَحْلٍ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ قالَ العجَّاجُ:
والشَّدَنِيَّات يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ (والشَّدْنُ، بالفتحِ: شَجَرٌ) لَهُ سِيقانٌ خَوَّارَةٌ غِلاظٌ، و (نَوْرُهُ كالياسَمِينِ) فِي الخلْقَةِ إلاَّ أَنَّه أَحْمَر مُشْرَب، وَهُوَ أَطْيَب مِن الياسَمِينِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ طَيِّبُ الريحِ؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّ فاها بعدَما تُعانِقُالشَّدْنُ والشِّرْيانُ والشَّبارِقُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/269)
الشَّدوينُ، بضمِ النُّون: جَبَلٌ باليمنِ؛ عَن نَصْر.
شذن
: (شَذُونَةُ) ، بفتحٍ فضمٍ:
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وقالَ ابنُ السَّمعانيُّ وياقوتُ: كُورَةٌ مُتَّصلَةٌ بكُورَةِ موزور غَرْبي قُرْطُبَة، مِنْهَا: عتابُ بنُ هارُون بنِ عتابِ بنِ بشرِ بنِ أَيوب الشافِعِيُّ الشَّذُونيُّ، كَانَ حافِظاً للمَذْهبِ مجابُ الدَّعْوةِ، حدَّثَ عَن أَبيهِ وجماعَةٍ، ولِدَ سَنَة 311، وتُوفي سَنَة 381.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: شَذُونَةُ (د بالأَنْدَلُسِ) ، مِنْهُ: خَلَفُ بنُ حامِدِ بنِ الفرجِ بنِ كنانَةَ الكِنانيُّ قاضِي شَذُونَةَ، محدِّثٌ مَشْهورٌ.
وشَذْوَنَّةُ، بفتحٍ فسكونٍ ففتحٍ والنُّون ثَقِيْلة، وَفِي التَّبْصيرِ خَفِيفَة، مِن إشْبِيلِيَة بالأنْدَلُسِ، (مِنْهُ: أَبو عبدِ اللهاِ) محمدُ (بنُ خَلَصَةَ النَّحويُّ) الضَّريرُ، كانَ حيّاً بعْدَ سَنَة أَرْبَع وأَرْبَعِيْن وأَرْبَعُمائةٍ.
قلْتُ: ووَجَدْتُ فِي أَوَّلِ كتابِ تَهْذيبِ التَّهْذيبِ لأبي حامِدٍ اللغويِّ مَا نَصّه: والمُحْكم ثَلاثَةُ وعشْرُونَ جزْأً، وعَلى كلِّ جزْءٍ كَتَبَه محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ طاهِرٍ مِن أَصْل أَبي عبدِ اللهاِ بنِ خَلَصَةَ الَّذِي قَرَأَه على مصنِّفِه قالَ: ورأَيْت على نسْخَة أَصْلِه بالمُحْكَم ماتَ مُؤَلِّفه سَنَة 458، رحِمَه اللهاُ تعالَى، فَهَذَا يدلُّ على أَنَّ ابنَ خَلَصَةَ تأَخَّر بعْدَ أَرْبَع وأَرْبَعِيْن بكثيرٍ، فتأَمَّل، وَلَا يَخْفى مَا فِي سِياقِ المصنِّفِ مِن القُصُورِ والتَّخْليطِ مَا يُعابُ بمثْلِه المصنِّفُونَ، فرَحِمَه اللهاُ تعالَى وسامَحَه وَنَفَعَنا بِهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شاذانُ: وَهُوَ جَدُّ أَبي الغنائِمِ(35/270)
الحُسَيْن بنِ محمدِ بنِ الحُسَيْنُ بنُ شاذَانَ السرَّاج الشاذَانِيّ البَغْداديّ، حدَّثَ عَن أَبي بكْرٍ مُحَمَّد السُّكَّريّ، وَعنهُ أَبو القاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وماتَ سَنَة 417، وَله جزْءٌ رَوَيْناه بعلوَ.
شذكن
: (الشَّاذَكُونَةُ، بفتحِ الَّذالِ) المعْجمَةِ أَو المُهْمَلةِ وكِلاهُما صَحِيحان، وضَمّ الكَافِ العجميَّة:
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي (ثِيابٌ غِلاظٌ مُضَرَّبَةٌ تُعْمَلُ باليَمَنِ، وَإِلَى بَيْعِها نُسِبَ أَبو أيُّوبَ) سُلَيْمنُ بنُ أَبي دَاوُد بنِ بِشْرِ بنِ زِيادٍ المُقْري البَصْريُّ (الحافِظُ) المُكْثِرُ، ورَوَى عَن حمَّاد بنِ زيْدٍ، وَعنهُ أَبو مُسْلم الْكَجِّي، وماتَ سَنَة 234، (لأنَّ أَباهُ كَانَ يَبِيعُها) ويَتَّجِرُ بهَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شذمن
شذمانةُ: قرْيَةٌ بهرَاةَ، مِنْهَا: أَبو سعيدٍ عبدُ اللهاِ بنُ عاصِمِ بنِ محمدٍ المحدِّثُ، عَن أَبي الحَسَنِ الدَّاوُوديِّ، وَعنهُ أَبو القاسِمِ الشِّيرازِيُّ، ماتَ سَنَة 480.
شرن
: (الشَّرْنُ) بِالْفَتْح:
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (الشَّقُّ فِي الصَّخْرَةِ) .
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: فِي الصَّخْرَةِ شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ؛ (وَقد شَرِنَ) وشَرِمَ (كسَمِعَ) : إِذا انْشَقَّ.
(و) شَرَنٌ، (بالتَّحريكِ: د بطَبَرسْتانَ) ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.(35/271)
(والشُّورانُ، بالضَّمِّ: القِرْطِمُ، أَو العُصْفُرُ) .
قالَ الصَّاغانيُّ: إنْ جَعَلْتَه فَعْلاناً فمْوضِعُه حَرْف الرَّاءِ، وَإِن جَعَلْته فُوعَالاً كطُومَارٍ، فَهَذَا موْضِعُه.
(و) أَبو الحارِثِ (محمدُ بنُ عبْدِ اللهاِ بنِ الشَّارَيان) ، بفتْحِ الرَّاءِ الرّسْتمِيُّ، (محدِّثٌ) ، سَمِعَ مِنْهُ أَبو الغنائِمِ بنُ الرسي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشِّريانُ، بالكسْرِ: شَجَرٌ صُلْبٌ تُتَّخذُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحِدَتُه شِرْيانَةٌ، وَهُوَ كجِرْيالٍ مُلْحَقٌ بسِرْداحٍ؛ قالَ:
وقَوْسُك شِرْيانةٌ ونَبْلُك جَمْرُ الغَضَى نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي، قالَ: والصَّحيحُ عنْدِي أنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأنَّه أَكْثَر مِن فِعْيال، وَلِهَذَا ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ فِي شري.
قُلْت: لم يذْكُرِ الجَوْهرِيُّ الشِّرْيانَ هَذَا الشَّجْر أَصْلاً فِي كتابِهِ، وإنَّما ذَكَرَ فِي فصْلِ شري: الشِّرْيان واحِدُ الشَّرايِين للعُرُوقِ النابِضَةِ فتأَمَّل.
وتَشْرِينُ: اسمُ شهْرٍ مِن شُهورِ الخَريفِ، وَهُوَ أَعْجمِيٌّ، وَهُوَ إِلَى وَزْن تفْعِيل أَقْرَب مِنْهُ إِلَى وَزْن غيرِهِ مِن الأَمْثِلَة.
قلْتُ: إِن كانَ أَعْجميّاً فالصَّوابُ أَنْ يُذْكَرَ فِي تشرن.
وشرونةُ، مخفَّفَة: بلْدَةٌ بالصَّعِيدِ الأَوْسَط، وَقد وَرَدْتُها.
والشرن، كطمر: لَقَبُ جماعَةٍ بغزَّةَ، ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ يَحْيَى الشِّيرينيُّ، بالكسْرِ ورَاء بينَ تَحْتِيَّتين، حدَّثَ عَن عليِّ بنِ(35/272)
الجعْدِ، وَعنهُ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شرحن
:) شَرَاحِيلُ وشَرَاحِينُ: اسمُ رجُلٍ، والنُّونُ بَدَلٌ مِن اللامِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شرخدن
:) شَرَخْدَنٌ، كسَفَرْجَلٍ: قَرْيةٌ ببُخارَى، مِنْهَا: أَبو محمدٍ عبدُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ قوطٍ عَن صالحِ جزْرَةَ، ماتَ سَنَة 346.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شرغن
شَرْغِيَانُ: مِن قُرى نسفَ، مِنْهَا: أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ جمعَةَ بنِ السّكَنِ الكُوفيُّ النَّسفيُّ ابْن أَخِي أَبي الفَوارِسِ عَن عبْدِ المُؤْمنِ بنِ خَلَف النَّسفيّ، وَعنهُ المُسْتَغْفريُّ، ماتَ سَنَة 403، رحِمَه الّلهُ تعالَى.
شزن
: (الشَّزَنُ، محرَّكةً: شِدَّةُ الإِعْياءِ مِن الحَفَا) ، وَقد شَزِنَتِ الإِبِلُ قالَهُ اللّيْثُ.
(و) الشَّزَنُ: (الشِّدَّةُ والغِلْظَةُ، كالشُّزُونَةِ.
(و) أَيْضاً: (الغِلَظُ مِن الأرْضِ) ؛ عَن الجَوْهرِيِّ؛ قالَ الأَعْشَى:
تَيمَّمْتُ قَيْساً وَكم دونهمن الأَرضِ من مَهْمَةٍ ذِي شَزَنْ (و) الشَّزَنُ: (الرَّجُلُ العَسِرُ الخُلُقِ) ؛ وَقد شَزُنَ شُزُونَةً.
(و) الشَّزَنُ (من العَيْشِ: شَظَفُهُ) ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
(و) الشَّزَنُ: (النَّاحِيَةُ والجانِبُ، كالشُّزُنِ بضمَّتَيْن) ، وَبِهِمَا رُوِي(35/273)
حدِيثُ لُقْمانَ بنِ عادٍ: (ووَلاَّهُم شَزَنَة) ، أَي جانِبَه، أَو شِدَّتَه وبأْسَه، أَي: إِذا دَهَمَهم أَمْرٌ وَلاَّهُم جانِبَه فحَاطَهم بنفْسِه. يقالُ: وَلَّيته ظَهْرِي إِذا جَعَلَه وَرَاءَه وأَخَذَ يَذُبُّ عَنهُ.
وسُئِل عَنهُ الأَصْمعيُّ فقالَ: شُزُنُه عُرْضُه وجانِبُه؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:
أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قد بَلِينافلا يَرْمِينَ عَن شُزُنٍ حَزِيناوشاهِدُ الشَّزَنِ بمعْنَى الناحِيَة قَوْل ابنِ مُقْبل:
إِن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قد فُجِعْتُ بهمأَمْسَتْ على شَزَنٍ من دارِهم دَارِي (و) الشُّزُنُ، بضمَّتَيْن: (البُعْدُ) والاعْتِراضُ والتَّحَرُّفُ. يقالُ: رَماهُ عَن شُزُنٍ أَي تَحَرَّف لَهُ، وَهُوَ أَشَدُّ الرَّمي.
(والشَّزْنُ، بالفتحِ وبضمَّتَيْن: الكَعْبُ يُلْعَبُ بِهِ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
كأَنَّه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ وقالَ الأَجْدَعُ بنُ مالِكِ بنِ مَسْروق:
وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِي (وذَكَرَ أَحَدَهُما الجَوْهرِيُّ غيرَ مُقَيَّدٍ) ، نبَّه عَلَيْهِ الصَّاغانيُّ.
(وتَشَزَّنَ) فِي الأَمْرِ: (اشْتَدَّ) وتَصَعَّبَ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
(و) تَشَزَّنَ (لَهُ) : إِذا (انْتَصَبَ لَهُ فِي الخُصُومَةِ وغيرِها) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عُثْمانَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، حِين سُئِل حُضُور مَجْلِسٍ للمُذَاكَرَةِ، فقالَ: (حَتَّى أَتَشَزَّنَ) أَي أَسْتَعِدَّ للجَوابِ وَأَتَحَسَّنَ لَهُ.(35/274)
(و) تَشَزَّنَ الرَّجُلُ (صاحِبَهُ تَشَزُّناً) ، على القِياسِ، (وتَشْزِيناً) ، على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه: وتَبَتَّل إِلَيْهِ تَبْتِيلاً، (صَرَعَهُ) .
وقيلَ: التَّشَزُّنُ فِي الصِّراعِ: أنْ يَضَعَهُ على وَركِه فيَصْرَعه، وَهُوَ التَّوَرُّكُ.
(و) تَشَزَّنَ (الشَّاةَ: أَضْجَعَها ليَذْبَحَها.
(وشَزِنَ، كفَرِحَ) ، شزناً: (نَشِطَ.
(والشَّزْنَةُ) ، بالفتْح: (البَخِيلَةُ) المتعسِّرَةُ الخلقِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّزَنُ، بالتَّحْرِيكِ: الغِلَظُ مِن الأرْضِ، والجَمْعُ شُزُنٌ وشُزُونٌ؛ وَقد شَزُنَتْ، ككَرُمَ، شُزُونَةً.
وشَزِن، ككَتِفٍ: العَييُّ مِن الحَفَا والمُتَعَسِّرُ الخُلُقِ.
وتَشَزَّنَ عَلَيْهِ: تَعَسَّرَ.
والتَّشْزِ ينُ: التَّهيُّؤُ والاسْتِعدادُ لَهُ، مأْخُوذٌ من عُرضِ الشيءِ وجانِبِه، كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطُّمَأْنِينَة فِي جلُوسِه ويقعُدُ مُسْتوفزاً على جانِبٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ السَّجْدةِ: (تَشَزَّنَ النَّاسُ للسُّجودِ) .
والشَّزَنُ محرَّكةً: الحَرْفُ؛ قالَ الهُذَليُّ:
كِلانا وَلَو طالَ أيَّامُهسَيَنْدُرُ عَن شَزَنٍ مُدْحِضِيعْنِي بِهِ المَوْت وأنَّ كلَّ أَحدٍ ستلزق قَدَمُه بِهِ وإنْ طالَ عمرُه.
والشُّزنُ، بالضَّمِّ: الجانِبُ. يقالُ: مَا أُبالِي على أَيِّ قطْرَيْهِ وعَلى أَيِّ شُزُيَنْهِ وَقَعَ، بمعْنًى واحِدٍ، وَبِه رُوِي أَيْضاً حدِيثُ لُقْمانَ بن عادٍ.(35/275)
وتَشَزَّنَ لَهُ: تَوَسَّعَ.
وقيلَ: تَحَرَّفَ.
وشزنَ الرَّجُلُ للرَّمي إِذا تَحَرَّفَ.
والشَّزَنُ، محرَّكةً: النَّاقَةُ تَمْشِي من نَشاطِها على جانِبٍ واحِدٍ، وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ سَطِيحِ.
تَجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ.
ويُرْوَى: شَجَنْ، بالجيمِ، وَقد تقدَّمَ.
شستن
: (شِسْتانُ، بالكسْرِ) .
أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
و (هُوَ) جَدُّ (عليِّ بنِ أَبي سعيدٍ) ، صَوابُه: أَبي سعْدٍ كَمَا فِي التَّبْصيرِ، (ابنِ شِسْتانَ) الأزْجيّ (المُحدِّث) ؛ وأَخُوه مشرفُ بنُ أَبي سعْدٍ والِدُ ثابِتٍ وعَزِيزَةَ.
ششن
: (شِشانَةُ) ، بالكسْرِ.
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (عَمَلٌ من أَعْمالِ بَطَلْيَوْسَ) الَّذِي هُوَ مِن أَعْمالِ مَا ردَةَ بالأَنْدَلُسِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شِشينُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ بَيْنها وبينَ المحلَّةِ نصْفُ يَوْمٍ، مِنْهَا: القطبُ أَبو البَرَكَات محمدُ بنُ السرَّاجِ عُمَرَ بنِ الجمَّال مُحَمَّد بنِ الوَجِيه بنِ مخْلُوف بنِ صالحِ بنِ جبْريلِ بنِ عبْدِ الّلهِ القاهِرِيُّ الشافِعِيُّ وُلِدَ ببلدِهِ سَنَة 763، وَعرض على البقليني وابنِ الملقن، وأَجازَ لَهُ، ورافَقَ الحافِظَ ابنَ حجر فِي سَفَرِه إِلَى اليَمَنِ، واجْتَمَعَ مَعَه بالمصنِّفِ فِي زُبَيْد، ووالدهُ أَجازَ لَهُ، الْتَقى السَّبكيّ وجَدّه، أَجازَه أَبو حيَّان، أَخَذَ عَن الحافِظِ السَّخاوِيِّ وذَكَرَه فِي تارِيخِه، ماتَ سَنَة 855.(35/276)
وأَبو الْيمن محمدُ بنُ قاسِمِ بنِ عبْدِ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ القادِرِ الشِّيشينيُّ المحلِّيُّ، ولِدَ سَنَة 783، وماتَ بمِصْرَ سَنَة 853، وَقد حدَّثَ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
شصن
: (الشَّاصُونَةُ) : أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ والجَوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: هِيَ (البَرنِيَّةُ) .
قالَ الأزْهرِيُّ:؛ لَا أَدْري مَا أَرادَ بالبَرنِيَّةِ مِن الدِّيَكةِ أَو مِن القَوارِيرِ، والأَقْرب أنَّه أَرادَ (مِن الْأَوَانِي) الَّتِي مِن القَوارِيرِ؛ (ج شَوَاصِنُ.
(و) شَاصُونَةُ: (اسمُ رَجُلٍ) .
قلْتُ: هُوَ شَاصُونَةُ بنُ عبيدٍ، رَوَى عَن معرض بنِ عُبَيْدِ اللهاِ، ذَكَرَه الأميرُ.
شطن: (الشَّطَنُ، محرَّكةً: الحَبْلُ الطَّويلُ) الشَّديدُ الفَتْلِ يُسْقَى بِهِ؛ (أَو عامٌّ) ؛ وَفِي حدِيثِ البرَّاء: (وعنْده فَرَسٌ مَرْبوطٌ بشَطَنَيْن) ، أَي لقوَّتِه وشدَّتِه.
ويقالُ للفَرَسِ العَزيزِ النَّفْس: إنَّه ليَنْزُو بينَ شَطَنَيْن؛ ويُضْرَبُ مَثَلاً للأَشِرِ القَوِيِّ؛ (ج أَشْطانٌ) ؛ قالَ عنْتَرَةُ:
يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهاأَشْطَانُ بئرٍ فِي لَبانِ الأدْهَمِ (وشَطَنَهُ) شَطناً: (شَدَّهُ بِهِ) .
وفَرَسٌ مَشْطون.
(و) شَطَنَ (صاحِبَهُ) يَشْطُنُه شَطْناً: (خالَفَهُ عَن نِيَّتِه ووجْهِه.
(و)
شَطَنَ
(فِي الأَرضِ) شطوناً: (دَخَلَ إمَّا راسِخاً وإمَّا واغِلاً) ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
(و) مِن المجازِ: (بِئْرٌ شَطُونٌ) : أَي (بَعيدةُ القَعْرِ) فِي جِرانِها(35/277)
عِوَجٌ، أَو هِيَ المُلْتَويَةُ العَوْجاءُ، (أَو الَّتِي تُنْرَعُ بحَبْلَيْنِ مِن جانِبَيْها، وَهِي مُتَّسِعَةٌ إلاَّعْلَى ضَيَّقَةُ الأَسْفَلِ) ، فَإِن نَزَعَها بحَبْلٍ واحِدٍ جَرَّها على الطِّينِ فَتَخَرَّقَتْ.
(وغَزوةٌ) شَطُونٌ، (ونِيَّةٌ شَطُونٌ) : أَي (بعَيدَةٌ.
(والشَّاطِنُ: الخَبِيثُ) ؛ قالَ أُميَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت يَذْكُر سُلَيْمن، عَلَيْهِ السَّلَام:
أَيُّما شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُثم يُلْقَى فِي السِّجْنِ والأَغْلالِ (والشَّيطانُ: م) مَعْروفٌ، فيعالُ، مِن شَطَنَ إِذا بَعُدَ فيمَنْ جَعَلَ النُّون أَصْلاً وقوْلُهم: الشَّياطِين دَلِيلٌ على ذلِكَ.
وقيلَ: هُوَ مِن شَاطَ يَشِيطُ إِذا احْتَرَقَ غَضَباً.
قالَ الأزْهرِيُّ: والأوَّل أَكْثَر.
وَقد تقدَّمَ ذَلِك للمصنِّفِ، رحِمَه الّلهُ تعالَى، وكأَنَّه أَعادَه هُنَا إشارَةً إِلَى القَوْلَيْن.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: الشَّيطانُ: (كلُّ عاتٍ مُتَمرِّدٍ من إنْسٍ أَو جِنَ أَو دابَّةٍ) ؛ قالَ جَريرٌ:
أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ من غَزَلٍ وهُنَّ يَهْوَيْنَني إِذْ كنتُ شَيْطاناويدلُّ على ذلِكَ قوْلُه تعالَى: {مِن شَياطِين الإِنْسِ والجنِّ} ؛ وَكَذَا قَوْله تعالَى: {وَإِذا خلوا إِلَى شياطينهم} أَي أَصْابهم مِن الجنِّ والإِنْسِ وقَوْله تَعَالَى: {إنَّ الشَّيَاطِينَ ليوحون إِلَى أَوْليائِهم} وقَوْله تَعَالَى: {مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِين} ، قيلَ: مَرَدَةُ الجنِّ، وقيلَ: مَرَدَةُ الإِنْسِ.(35/278)
(وشَيْطَنَ وتَشَيْطَنَ) : صارَ كالشَّيْطانِ، و (فَعَلَ فِعْلَهُ) ؛ قالَ رُؤْبَة:
شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن (و) الشَّيْطانُ: (الحيَّةُ) .
وقيلَ: نوعٌ مِن الحيَّاتِ لَهُ عرْفٌ قبيحُ المَنْظَرِ.
وقيلَ: هِيَ حيَّةٌ رَقيقَةٌ خَفِيفَةٌ.
وَفِي حدِيثِ قَتْلِ الحيَّات: (حَرِّجُوا عَلَيْهِ فَإِن امْتَنَعَ وإلاَّ فاقْتلُوه فإنَّه شَيْطانٌ.
(و) الشَّيْطانُ: (سِمَةٌ للإِبِلِ فِي أَعْلَى الوَرِكِ مُنْتصِباً على الفَخِذِ إِلَى العُرْقُوبِ) مُلْتوياً؛ عَن ابنِ حبيبٍ من تذْكَرَةِ أَبي عليَ؛ (كالمُشَيْطنَةِ) ، وَهَذِه عَن أَبي زيْدٍ.
(والمُشاطِنُ) ، بالضَّمِّ: (مَنْ يَنْزِعُ الدَّلْوَ) مِن البِئْرِ (بشَطَنَيْنِ) ، أَي بحَبْلَيْن؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأَنَّ سَراتَهُورِجْلَيه سَلْمٌ بَين حَبْلَي مُشاطِن (و) قوْلُه تعالَى: {وطَلْعُها كأَنَّه (رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} ) قِيلَ: هُوَ (نَبْتٌ) مَعْروفٌ قبيحٌ.
قالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ الشَّفَلَّحُ ينبُتُ على سوقٍ يُسَمَّى بذلِكَ، شبِّه بِهِ طَلْعُ هَذِه الشَّجَرة؛ وقيلَ: أَرادَ بِهِ عَارِم الجنِّ. فشبِّه بِهِ لقبْحِ صُورَته.
وقالَ الزجَّاجُ فِي تفْسِيرِه: وجْهُه أنَّ الشيءَ إِذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشَّياطينِ، فقالَ: كأَنَّه وَجْه شَيْطانٍ، وكأَنَّه رأْسُ شَيْطانٍ، والشَّيْطانُ لَا يُرَى، ولكنَّه يُسْتَشْعَرُ أَنَّه أَقْبَح مَا يكونُ مِن الأشْياءِ، وَلَو رُئِي لرُئِي فِي أقبْحِ صُورَةٍ.
وقيلَ: كأَنَّه رُؤُوسُ حيَّاتٍ، فإنَّ العَرَبَ تُسَمِّي بعضَ الحيَّاتِ شَيْطاناً؛ وأَنْشَدَ لرَجُلٍ يذمُّ امْرَأَةً لَهُ:(35/279)
عنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِين أَحْلِفُكمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُوبه تَعْلم أنَّ اقْتِصارَ المصنِّفِ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى، على النَّبْتِ قُصُورٌ بالِغٌ.
(وشَيْطانُ الطَّاقِ) : مَرَّ ذِكْرُه (فِي القافِ) ؛ وَمِنْه الشَّيْطانيةُ لطائِفَةٍ من غلاةِ الشِّيعَةِ.
(وشَيْطانُ الفَلا) ، وبخطِّ الصَّاغانيّ: شَياطِينُ الفَلا: (العَطَشُ.
(وشَطَنانُ، محرَّكةً: وادٍ بنَجْدٍ) ، كانَ عَلَيْهِ قَبائِلُ مِن طيِّىءٍ وقيلَ: هُوَ بينَ البَصْرَة والنباح.
قالَ نَصْر: لَا أَدْرِي أَهو أَمْ غَيْره.
(وشُطُونٌ، بالضَّمِّ: ع) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حربٌ شَطُونٌ: عَسِرةٌ شَدِيدَةٌ؛ قالَ الرَّاعِي:
لنا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطوناورمحٌ شَطُونٌ: طَويلٌ أَعْوجُ.
وأَشْطَنَه: أَبْعَدَهُ.
والشاطِنُ: البَعِيدُ عَن الحقِّ.
وشَطَنَتِ الدارُ شُطُوناً: بَعُدَتْ.
والشَّطِينُ: البَعِيدُ.
وقَرَأَ الحَسَنُ: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطُون} ، وَهُوَ شاذٌّ.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ غَلَطٌ مِنْهُ.
وشَيْطانُ بنُ الحَكَم بنِ جاهِمَةَ الغَنَويُّ: فارِسٌ.(35/280)
ورَكِبَهُ شَيْطانُه: أَي غَضِبَ.
ونَزَعَ شَيْطانه: أَي كِبْره.
قالَ الرَّاغبُ: وكلُّ قوَّةٍ ذَمِيمَة للإِنْسانِ شَيْطانٌ.
وقالَ ابنُ قتيبَةَ فِي الْمُشكل: رُؤُوسُ الشَّياطِينِ: جَبَلٌ بالحِجازِ مُتَشَعِّبٌ شَنع الخلْقَةِ، نَقَلَه نَصْر، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
شعثن
: (شَعْثَنٌ، كجَعْفَرٍ، والثاءُ مُثلّثةٌ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (والِدُ أَبي رُدَيْحٍ ذُؤَيْبٍ) العَنْبريِّ (الصَّحابيِّ) . ويقالُ أَيْضاً شَعْثَم بالميمِ، وَقد تقدَّمَ فِي الميمِ.
شعن
: (الشَّعَنُ، محرّكةً: مَا تَناثَرَ مِن وَرَقِ العُشْبِ بعدَ) هَيْجِه و (يُبْسِه) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(وأَشْعَنَ: ناصَى عدُوَّهُ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: وأَشْعَنَ الرّجُلُ إِذا ناصَى عَدُوَّهُ فاشْعانَّ شعرُهُ.
(وشَعَرٌ مَشْعُونٌ: مُشَعَّثٌ) ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
(واشْعانَّ شَعَرُه اشْعِيناناً) : تَفَرَّقَ وتَنَفَّشَ، (فَهُوَ مُشعانُّ الرَّأْسِ ثائِرُهُ وأَشْعَثُهُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فجاءَ رجُلٌ مُشعانُّ الرَّأْسِ بغَنَمٍ(35/281)
يَسوقُها) .
يقالُ: شَعَرٌ مُشعانٌّ، ورجُلٌ مُشْعانٌ.
(ومَجْنونٌ مَشْعونٌ: إتْباعٌ) . قد يُقالُ: لَا وَجْه للاتْباعِ، فإنَّ لمَشْعون معْنًى مَعْروفاً فِي حالِ انْفِرادِه فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اشْعَنَّ الشَّعَر، كاحْمَرَّ: انْتَفَشَ.
وامْرأَةٌ مُشْعَنَّةُ الرّأْسِ؛ قالَ:
وَلَا شَوَعٌ بخَدَّيْهاولا مُشْعَنَّة قَهْداوامْرأَةٌ شُعْنونةٌ، بالضمِّ: شعثةٌ.
شغن
: (الشُّغْنَةُ، بالضَّمِّ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الحالُ، وَهِي الَّتِي يُسمِّيها الناسُ (الكارَةَ) للقَصَّارِ وغيرِهِ.
(و) قالَ غيرُهُ: هِيَ (الغُصْنُ الرَّطْبُ؛ ج) شُغَنٌ، (كصُرَدٍ) ؛ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
شغرن
: (شَغْرَنَهُ، بالَّراءِ والنُّونِ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي رُباعِي الأزْهرِيّ عَن أَبي سعيدٍ: هُوَ (بمعْنَى شَغْزَبَه، بالزَّاي والباءِ، وذلِكَ) إِذا أَخَذَه العُقَّيْلي (فِي الصِّراعِ) .
وَالَّذِي فِي نسخِ التَّهْذيبِ والتكْمِلَةِ بالزَّاي والنّونِ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الأُصولِ الصَّحيحةِ. وقَوْلُ المصنِّفِ بالرَّاءِ خَطَأٌ.
شفن
: (الشَّفْنُ: الكَيِّسُ العاقِلُ، كالشَّفِنِ، ككَتِفٍ) ، الأَخيرَةُ عَن الصَّاغاني.(35/282)
(و) أَيْضاً: (رَقيبُ المِيراثِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) قالَ أَبو عَمْرٍ و: الشَّفْنُ (الانْتِظارُ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ الحَسَنِ: (تَموتُ وتَتْرُكُ مالَكَ للشَّافِنِ) ، أَي الَّذِي يَنْتظرُ مَوْتَكَ، اسْتَعارَ النَّظَرَ للانْتِظارِ كَمَا اسْتَعْمل فِيهِ النَّظَر، ويَجوزُ أنْ يُرِيدَ بِهِ العَدُوَّ لأنَّ الشُّفُنَ نَظَرُ المُبْغِضِ.
(و) الشُّفَنُ، (كزُفَرَ: الشَّديدُ النَّظَرِ) ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
(وشَفَنَهُ، كضَرَبَهُ وعَمِلَهُ) ، الأَخيرَةُ عَن الصَّاغاني، يَشْفِنُه (شُفُوناً) وشَفْناً: (نَظَرَ إِلَيْهِ بمُؤْخِرِ عَيْنَيْه) بِغْضَةً أَو تَعَجُّباً، وكذلِكَ شَنِفَه، عَن الكِسائيّ.
(أَو نَظَرَ فِي إعْراضٍ) ، وكذلِكَ شَنِفَه عَن ابنِ السِّكّيت.
(أَو رَفَعَ طَرْفَه ناظِراً إِلَيْهِ كالمُتَعَجِّبِ) مِنْهُ.
(أَو كالكَارِه) لَهُ، وكذلِكَ شَنِفَه، عَن أبي زيْدٍ؛ (فَهُوَ شافِنٌ وشَفونٌ) ؛ قالَ رُؤْبَة:
يَقْتُلْنَ بالأَطْرافِ والجُفُونِكُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّفْنُ: البُغْضُ.
والشَّفُونُ: الغَيُورُ الَّذِي لَا يَفْتُرُ طَرَفُهُ عَن النَّظَرِ مِن شدَّةِ الغَيْرَةِ والحَذَرِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمَّاقد حَسِنَ حِذَارَ مُرْتَقِبٍ شَفُونِويُجْمَعُ على شُفُنٍ بضمَّتَيْن، قالَ جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى:
ذِي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ(35/283)
وشَفَّانٌ، كشَدَّادٍ: القُرُّ والمَطَرُ؛ قالَ الرَّاجزُ:
ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّتُحَجِّرُ الكلبَ لَهُ صَئِيُّوقالَ آخَرُ:
فِي كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرهمن عَلُ الشَّفَّان هُدّابُ الفَنَنْوشُفْنِينُ، بضمٍ فسكونٍ فكسْرِ النّون: اسمُ طائِرٍ، وَبِه لُقِّبَ عبْدُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ عيسَى بنِ جَعْفرِ بنِ المُتَوكِّلِ العبَّاسيُّ ومِن ولدِهِ أَبو السَّعادَات أَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبْدِ الواحِدِ العبَّاسيّ مَعْروفٌ بابنِ شُفْنِين، حدَّثَ عَن الخَطِيبِ، وتُوفي سَنَة 531، وولدُه أَبو تمامٍ عبْدُ الكَريمِ، وحفِيدُه أَبو الكرمِ محمدُ بنُ عبْدِ الواحِدِ بنِ أَحمدَ حدَّثا، ذَكَرَه المنْذِريّ فِي تكْمِلَتِه، وقالَ: هُوَ مِن بيتِ الحدِيثِ، وَقد أَجازَ أَبو الكرمِ المنْذِريّ وَهُوَ ضَبَطه.
شفتن
: (شَفْتَنَ) شَفْتَنَةً، (بالمثناةِ) الفَوْقيةِ:
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: أَي (جامَعَ ونَكَحَ) ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ كِنَايَة عَن النِّكاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ ابنُ خَالَوَيْه: سَأَلَ الأحْدَبُ المُؤَدِّبُ أَبا عُمَرَ الزَّاهِد عَن الشَّفْتَنَةِ فقالَ: هِيَ عَفْجُك الصِّبْيان فِي الكُتَّابِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شفطن
:) شَفْطانٌ، بالفتْح: جَدُّ الحَسَنِ بن عبْدِ الرَّحْمنِ الرقيّ البزَّارِ مِن شيوخِ أَبي بكْرِ بنِ المُقْرِيء.(35/284)
(
شقن
:
شكدن
: (مُشْكَدانَةُ، بالضَّمِّ) فالسكونِ ففتحِ الكافِ ودالٍ مُهْملَة.
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي كلمةٌ فارِسِيَّة مَعْناها حَبَّة المِسْك؛(35/285)
و (لَقَبُ عبدِ اللهِ ابنِ عامِرٍ المحدِّثِ) ؛ لطِيبِ رِيحِه. ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه مِن شكدن والمِيم زائِدَة، وكيفَ يكونُ ذلِكَ واللَّفْظَة أَعْجميَّة؛ ومَرَّ لَهُ فِي الكافِ أَيْضاً ويأْتي لَهُ فِي الميمِ والنُّون أَيْضاً، فاعتبرَ المِيم أَصْلاً فيهمَا، فكلُّ ذلِكَ مِن التَّصَرّفاتِ الفاسِدَةِ، والصَّوابُ أَصالَةُ حُرُوفِه وذِكْره فِي الميمِ مَعَ النُّونِ دُونَ تصرُّفٍ فِيهِ فتأَمَّل ذلِكَ وقَوْل شيْخِنا مَوْضُوع لموْضِع غَلَطٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
شكن
:) انْشَكَنَ: تَعامَسَ وتَجاهَلَ.
قالَ الأَصْمعيُّ: وَلَا أَحْسَبُه عَربيّاً.
وشِكانٌ، ككِتابٍ: قَرْيَةٌ ببُخارَى فِي ظنِّ السّمعانيّ، مِنْهَا: أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ سالِمِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ، تَفَقَّه على أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ الفضْلِ الإِمام، وحدَّثَ عَن أَبي عبدِ اللهاِ الرَّازِي، وَعنهُ السيِّدُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ الجَعْفَريُّ، تُوفي سَنَة 333.
وإشْكُونِيةُ، بالكسْرِ وضمِّ الكافِ وكسْرِ النُّونِ وَالْيَاء مَفْتوحَة: بلَدٌ مِن نواحِي الرُّوم بالثَّغْر غَزَاهُ سَيْفُ الدَّوْلة بنُ حمْدان، عَن ياقوت، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شكستن
:) شِكِسْتَان: بكسْرَتَيْن فسكونٍ: قَرْيةٌ بالسّغْدِ، مِنْهَا: أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ إسْحق الحافِظُ، عَن أَبي نعيمٍ الفضْلِ بنِ دُكَيْن، وَعنهُ مَسْعودُ(35/286)
بنُ كامِلِ بنِ العبَّاسِ، رحِمَهم الّلهُ تَعَالَى.
شلبن
: (شَلَوْبِينُ أَو شَلَوْبِينَةُ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وظاهِرُ سِياقِه أنَّه بفتْحِ اللامِ وكسْرِ الباءِ الموحَّدَةِ الْعَرَبيَّة، وَهَكَذَا ضَبَطَه غيرُ واحِدٍ، وَمِنْهُم مَنْ ضَبَطَه بضمِّ الَّلامِ أَيْضاً أَشارَ لَهُ الدّمامِيني، وَقَالُوا: بعْدَ الواوِ حَرْف يُنْطَقُ بِهِ بينَ الباءِ والفاءِ، وَهُوَ عجميٌّ، قالَهُ الدّمامِيني، ويعْنِي بِهِ الْبَاء العجْمِيَّة.
قلْتُ: وسَمِعْتُ غيرَ واحِدٍ مِن الشُّيوخِ يقولُ: إنَّ شِينَه مَشُوبَة بالجيمِ الفارِسِيَّة.
(د بالمَغْربِ مِنْهُ أَبو عليَ) عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهاِ الأَزْديُّ الأَنْدَلُسِيُّ الإِشْبِيليُّ (الشَّلَوْبِينيُّ) ، هَكَذَا أَوْرَدَه ابنُ خلِّكانٍ وياقوتُ بياءِ النِّسْبَةِ، (النَّحْويُّ.
(وقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: هَذَا غَلَطٌ لَا يُعْرَفُ فِي بِلادِ المَغْربِ وَلَا إقْليمُ الأَنْدَلُسِ مُسَمّى بِهَذَا الاسمِ، وإنَّما معْنَى الشَّلَوْبِين والشَّلَبين بلُغَةِ أَهْلِ الأَنْدَلُس الأَبْيَض الأَشْقَر، وكانَ أَبو عليَ كذلِكَ فقيلَ لَهُ ذلِكَ، والمَشْهورُ أنَّه بغيرِ ياءِ النِّسْبةِ.
(قلْتُ: وَهَكَذَا ذَكَرَه ابنُ خلِّكان أَيْضاً مِن أنَّه فِي لُغَةِ الأَنْدَلُس بمعْنَى الأَبْيَض الأَشْقَر وَنَقَلَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي حاشِيَةِ الكعبيةِ عَن المُغْربِ فِي تارِيخِ المَغْرِبِ أنَّه مَنْسوبٌ لحِصْن أَبْيَض ببِلادِهم، وَهُوَ فِي غَرْبِ الأَنْدَلُسِ، فَلَا وَجْه لإِنْكارِ شيْخِنا، وَمن حفظ حجَّة على من لم يَحْفظ، وُلِدَ بإِشْبِيلِيَة سَنَة 562، وتُوفي بهَا فِي صَفَر سَنَة 675، وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْوِ، شَرَحَ المقدّمَةَ، الجَزولِيَّة وكِتابَ التَّوْطِئَة فِي النَّحْو وشَرَحَ كتابَ سِيْبَوَيْه.(35/287)
شمن
: (شَمَنَ، محرَّكةً) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي: (ة باسْتراباذَ، مِنْهَا: أَبو عليِّ حُسَيْنُ بنُ عليَ) ، صَوابُه حُسَيْنُ بنُ جَعْفرِ بنِ هِشَامٍ الطحَّان (الشَّمَنِيُّ) الاسْتِراباذيُّ، مُضْطربُ الحدِيثِ.
قالَ الحافِظُ: هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ السَّمعانيّ بفتحِ الميمِ.
وذَكَرَ ابنُ نُقْطَة أَنَّه رَآهُ بخطِّ عبْدِ الرَّزاقِ الجِيليّ وخَطِّ عبْدِ الّلهِ بنِ السَّمَرْقَنْديّ، وَهُوَ فِي غايَةِ الضَّبْطِ بكسْرِها.
(وشَمَّوْنَتْ) : أَهْمَلَهُ مِن الضَّبْط، وَهُوَ بفتْحِ الشِّيْن وتَشْديدِالميمِ المَفْتوحَةِ وسكونِ الواوِ وفتْحِ النُّونِ وسكونِ التاءِ الفَوْقيَّة: (د بالأَنْدَلُسِ) ؛ وَلَا أَدْرِي مَا وَجْه ذِكْره هُنَا، وَكَانَ الأَحْرَى بِهِ حَرْف التَّاء فِي فصْل الشِّيْن إلاَّ أَن يكونَ شَمَّوْنه بالهاءِ المَرْبُوطَة، ورَأَيْته فِي التّكْمِلَة بفتْحِ الشِّيْن وضمِّ الميمِ المُشَدَّدَةِ وفتْحِ النُّونِ والتَّاءِ مُطَوَّلة.
(وأُشْمُونَيْنِ، بالضَّمِّ بلَفْظِ التَّثْنِيَة) ، هَكَذَا هُوَ المَعْروفُ: (د بالصَّعيدِ الأوْسَطِ) أَزليٌّ عامِرٌ مأهل إِلَى هَذِه الغايَةِ.
وقالَ ياقوتُ: هِيَ قَصَبَة كُورَةٍ مِن كُوَرِ الصَّعيدِ غَرْبي النِّيْل، ذَات بَساتِيْنٍ ونَخْلٍ كَثِير، سُمِّيَت باسمِ عامِرِها أُشْمُون بن مصْر بنِ بَيْصَر بنِ حامٍ، يُنْسَبُ إِلَيْهَا جماعَةٌ، مِنْهُم: أَبو إسْمعيل ضمامُ بنُ إسْمعيلَ بنِ مالِكٍ المفاخريّ الأُشْمُونيُّ تُوفي بالإِسْكَنْدرِيَّة سَنَة 185. وهَجَنَّعُ بنُ قَيْسٍ الحارِثيُّ كانَ يَسْكُنها، وَهُوَ مِن ناقِلَةِ الكُوفَةِ، قالَهُ ابنُ يونُسَ، رَوَى عَن حوشرَةَ بنِ مَيْسرَةَ(35/288)
وَعَن حذيفَةَ بنِ اليَمانِ، وَعنهُ عبدُ العَزيزِ بنُ صالِحٍ وخلادُ بنُ سُلَيْمن، وذَكَرَه السَّمعانيُّ كَمَا ذَكَرَه ابنُ يونُسَ سِواء إلاَّ أَنَّه وهمٌ فِي مَوْضِعَيْن: أَحَدُهما أنَّه قالَ ابنُ قَيْسِ بنِ الحرِاثِ وإنّما هُوَ الحارِثيُّ، وقالَ: هُوَ مِن أَهْلِ أشموس، قالَ: آخِرُه سِيْن مُهْمَلَة هَذَا لَفْظُه، قَرْيَةٌ مِن صَعِيدِ مِصْر، وإنَّما هُوَ الأُشْمُونَيْن؛ قالَهُ ياقوت.
(وأُشْمُونُ جُرَيْسٍ، بالضَّمِّ: ة بمِصْرَ) مِن المنوفية، (تَحْتَ شَطَنوفَ) ، وَقد وَرَدْتُها، وَهِي قَرْيَةٌ حَسَنَة على مقْربَةٍ مِن النِّيْلِ، وذَكَرَها ياقوتُ بالميمِ فِي آخِرِه، وتقدَّمَتْ لَهُ الإشارَة فِي موْضِعِه، وَالَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ هُوَ المَعْروفُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَشْمِيونُ، بالفتْحِ والميمِ مكْسُورَة؛ قرْيَةٌ ببُخارَى أَو محلَّةٌ بهَا، مِنْهَا: أَبو عبدِ اللهاِ حاتمُ بنُ قديدٍ مِن شيوخِ البُخارِي.
وسوقُ الأُشْمُونين: قَرْيَةٌ بالمَنُوفيَّة أَيْضاً، وَقد وَرَدْتُها.
وبضمِّ الشِّيْن والميمِ مَعَ تَشْديدِ النُّون المكْسُورَةِ: مَزْرعَةٌ ظاهِرُ قَسْنَطَينَة أَو اسمُ قَبيلَةٍ مِن العَرَبِ ينْزِلُونَ هُنَاكَ، مِنْهَا: الفَقِيهُ شَرَفُ الدِّيْن محمدُ بنُ خَلَف الشّمَنِيُّ القَسْنَطِينيُّ أَحَدُ المُتَصَدِّرِين بجامِعِ عَمْرو لإِقْرَاء مَذْهِب الإِمامِ الشَّافِعِيّ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، كَتَبَ عنْدَ الرَّشيدِ العطَّار وضَبَطَه، وحفِيدُه كمالُ الدِّيْن محمدُ بنُ محسنٍ ممَّنْ أَخَذَ عَن الحافِظِ بنِ حَجَر، تُوفي سَنَة 821؛ وولدُهُ تقيُّ الدِّيْن أَحمدُ وُلِدَ سَنَة 801 أَخَذَ عَن(35/289)
والِدِه والشَّمْسِ السنباطيِّ والحافِظِ ابنِ حَجَر، وَله تَصْنِيفات مَلِيحَة.
وشُومَان، بالضَّمِّ: وَرَاء نَهْرِ جيحون بالصغانيان، مِنْهَا: أَبو لبيدٍ محمدُ بنُ غيَّاثٍ الحافِظُ.
شنن
: ( {شَنَّ الماءَ على الشَّرابِ) } يَشُنُّه {شَنّاً: صَبَّه صَبّاً و (فَرَّقَه) .
وقيلَ: هُوَ صَبٌّ شَبيهٌ بالنَّضْحِ.
وسَنَّه، بالسِّيْن: إِذا صَبَّه صَبّاً سَهْلاً مُتَّصلاً؛ وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عُمَرَ، رحِمَه الّلهُ: (كانَ يَسُنُّ الماءَ على وَجْهِه وَلَا} يَشُنُّه) ، كَمَا تقدَّمَ؛ وَمِنْه حدِيثٌ آخِر: (إِذا حُمَّ أَحدُكُم {فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الماءَ) ، أَي فَلْيَرُشَّه عَلَيْهِ رَشّاً مُتفرِّقاً.
(و) شَنَّ (الغَارَةَ عَلَيْهِم) شَنّاً: (صَبَّها) وبَثَّها وفرَّقَها (مِن كلِّ وَجْهٍ) ؛ قَالَت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة:
} شَنَنَّا عَلَيْهِم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ ( {كأَشَنَّها) ، حَكَاها ابنُ فارِسَ وأَنْكَرَها أَهْلُ الفَصِيحِ.
وَفِي الأساسِ:} شَنَّ الغارَةَ، مجازٌ.
( {والشَّنِينُ) ، كأَميرٍ: (قَطَرانُ الماءِ) مِن قِرْبَةٍ شَيْئا بعْدَ شيءٍ؛ قالَ:
يَا مَنْ لدَمْعٍ دائِم} الشَّنِين (وكلُّ لَبَنٍ يُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ حَلِيباً كانَ أَو حَقِيناً) {شَنينٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: لَبَنٌ شَنِينٌ: مخضٌ صُبَّ عَلَيْهِ ماءٌ بارِدٌ.
(والقاطِرُ) مِن قِرْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ: (} شُنانَةٌ، بالضَّمِّ.
(وماءٌ! شُنانٌ، كغُرابٍ: مُتَفَرِّقٌ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ:(35/290)
بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَاوجادَتْ عَلَيْهِ دِيمةٌ بَعْدَ وابِل ِوقيلَ: {الشُّنانُ هُنَا: البارِدُ؛ ويُرْوَى: وماءٌ} شُنانٌ.
( {والشَّنُّ) } والشَّنّةُ، (بهاءٍ: القِرْبَةُ الخَلَقُ الصَّغيرَةُ) .
وقيلَ: الشَّنُّ الخَلَقُ مِن كلِّ آنِيَةٍ صُنِعَتْ مِن جلْدٍ، (ج {شِنانٌ) ، بالكسْرِ.
وَفِي المَثَلِ: لَا يُقَعْقَعُ لي} بالشِّنانِ؛ وقالَ النابِغَةُ:
كأَنَّكَ مِن جمالِ بَنِي أُقَيْشيُقَعْقَع خَلْفَ رِجْلَيْه {بشَنِّ (وحفصُ بنُ عُمَرَ بنِ مُرَّةَ} الشَّنِّيُّ: صَحابيٌّ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ وَفِيه سَقْطٌ، وصَوابُه: حفصُ بنُ مُرَّةَ الشَّنِّيُّ عَن أَبيهِ، وَعنهُ موسَى بنُ إسْماعيل وجعونَةُ بنُ زِيادٍ {الشَّنِّيُّ صَحابيٌّ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّبْصيرِ. (وعُقْبَةُ بنُ خالِدٍ) عَن الحَسَنِ، وَعنهُ مُسْلمُ بنُ إبراهيمَ؛ (وعُمَرُ بنُ الولِيدِ) عَن أَبي بُريدَةَ، وَعنهُ يزيدُ بنُ هَارُون؛ (والصَّلْتُ بنُ حَبيبٍ التَّابِعِيُّ) ، عَن سعيدِ بنِ عَمْرو، أَحدُ الصَّحابَةِ، وَعنهُ عبيدَةُ بنُ جريبٍ الكِنْديُّ (} الشَّنِّيُّونَ مُحَدِّثونَ) ، كأَنَّهم نُسِبُوا إِلَى الشّنِّ بَطْنٌ من عبْدِ القَيْسِ.
وفاتَهُ:
الزُّبَيْرُ بنُ الشعشاعِ الشَّنِّيُّ عَن أَبيهِ عَن عليَ. وطلحَةُ بنِ الحُسَيْنِ الشَّنِّيُّ رَوَى عَن الزُّبَيْر المَذْكورِ. وزَيْدُ بنُ طَلْقٍ، أَو طبقٍ، الشَّنّيُّ عَن عليَ فِي زَوَاجِ فاطِمَةَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنْهَا، وَعنهُ ابنُه جَعْفَر، وَعَن جَعْفر ابنُه العبَّاسُ،(35/291)
وَعَن العبَّاسِ نَصْرُ بنُ عليَ الجَهْضَميُّ. والجلاسُ بنُ زِيادٍ الشَّنِّيُّ عَن جعونَةَ المَذْكُورِ، وَعنهُ عبيدُ اللهاِ بنُ زِيادٍ الشَّنِّيُّ؛ والعباسُ بنُ الفضْلِ الشَّنِّيُّ عَن أُميَّةَ عَن صفِيَّة بنْتِ حُيَي. ويزيدُ الأَعْرَجُ الشَّنِّيُّ بَصْرِيٌّ عَن مورّقٍ، وَعنهُ جَعْفرُ بنُ سُلَيْمن.
( {وشَنَّةُ: لَقَبُ وهبِ بنِ خالِدٍ الجاهِلِيِّ) تَبِعَ فِيهِ شيْخَه الذَّهبيّ فإنَّه قالَ فِيهِ: أَظنُّه جاهِلِيًّا، وصَحَّحَ الحافِظُ ابنُ حَجَر أنَّه إسْلاميٌّ جشَمِيٌّ، وَفِيه يقولُ الفَرَزْدقُ:
يَا لَيْتَنِي} والشنتين نلْتَقِيثم يُحاطُ بَيْننا بخَنْدقِعنَى هَذَا؛ وشَنَّةُ بنُ عذْرَةَ واسْمُه صدى، وَكَانَا شاعِرَيْن، فانْظُرْ قُصُورَ المصنِّفِ.
(وذُو {الشَّنَّةِ: وهبُ بنُ خالِدٍ كَانَ يَقْطَعُ الطَّريقَ وَمَعَهُ} شَنَّةٌ) .
قلْتُ: هَذَا هُوَ الأَوَّل بعَيْنِه وعَجيبٌ مِن المصنِّفِ كيفَ لم يَتَنَبَّه لذلِكَ.
( {والشَّنانُ، كسَحابٍ: لُغَةٌ فِي الشَّنآنِ) ، بالهَمْزِ بمعْنَى العَداوَةِ، وَمِنْه قوْلُ الأَحْوَصِ:
وَمَا العَيْشُ إِلَّا مَا تَلَدُّ وتَشْتَهيوإنْ لامَ فِيهِ ذُو الشَّنانِ وفَنَّداكما فِي الصِّحاحِ.
(و) } الشُّنانُ، (كغُرابٍ: الماءُ البارِدُ) ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ سِيْدَه قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ المتقدِّمَ ذِكْره.
قالَ السُّكَّريُّ: وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمعيّ.
قالَ أَبو نَصْر: وَهُوَ أَحبُّ إليَّ، وأَنْكَرَ الأصْمعيُّ مَنْ(35/292)
رَوَى بِمَا {شِنان وقالَ: إِذا كانَ فِي شُنان فكيفَ يُزَعْزَعُ مَتْنَه الصَّبَا.
(و) } شِنانٌ، (ككِتابٍ: وادٍ بالشَّامِ) ؛ وَالَّذِي فِي كتابِ نَصْر؛ أَنَّه شَنارٌ، كسَحابٍ، فِي آخِرِه رَاء؛ وَقد ذُكِرَ فِي محلِّه، وَفِيه أُغِير على دحْيَة الكَلْبي عنْدَ رجوعِه مِن قَيْصَر فارْتَجَعه قَوْمٌ مِن جذَامٍ قد أَسْلَموا، فتأَمَّل ذلِكَ.
(و) {الشَّنُونُ، (كصَبُورٍ: السَّمينُ والمهزل) مِن الدَّوابِّ وخَصَّ بِهِ الجَوْهرِيُّ الإِبِلَ، (ضِدٌّ) .
وقالَ اللّحْيانيُّ: مَهْزُولٌ ثمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَليلاً، ثمَّ} شَنُونٌ، ثمَّ سَمِينٌ، ثمَّ ساحٌّ، ثمَّ مُتَرَطِّم إِذا انْتَهَى سِمَناً.
(و) {الشَّنُونُ: (الجائِعُ) ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهشَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِقالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ الجائِعُ لأنَّه لَا يُوصَفُ بالسِّمَنِ والهُزالِ.
(و) قيلَ: الشّنُونُ: (الجَمَلُ بينَ المَهْزُولِ والسَّمينِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لزُهَيْرٍ:
مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الزاهِقُ الزَّهِمُ ورأَيْتُ هُنَا حاشِيَة أنَّ زُهَيْراً وَصَفَ بِهَذَا البيتِ خَيْلاً لَا إِبِلاً.
وقالَ أَبو خَيْرَةَ: إنَّما قيلَ لَهُ شَنُونٌ لأنَّه قد ذَهَبَ بعضُ سِمَنِه.
(} والتَّشانُّ: الامْتِزَاجُ.
(و) أَيْضاً: (التَّشَنُّجُ) واليُبْسُ؛ ( {كالتَّشَنُّنِ) ، وَقد} تَشانَّ الجِلْد {وتَشَنَّنَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لرُؤْبَة:
وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأخْشَن ِبَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ} والتَّشَنُّنِ (! واسْتَشَنَّ) الرَّجُلُ والبَعيرُ: (هُزِلَ) ،(35/293)
كَمَا {تَسْتَشِنُّ القِرْبَةُ، عَن أَبي خَيْرَةَ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) } اسْتَشَنَّ (إِلَى اللَّبَنِ: عامَ) ، أَي قدم إِلَيْهِ واشْتَهَاهُ.
(و) {اسْتَشَنَّتِ (القِرْبَةُ: أَخْلَقَتْ) ؛ قالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:
هُرِيقَ شَبابي} واسْتَشَنَّ أَدِيمِي وَفِي حدِيثِ عُمَر بنِ عبْدِ العَزيزِ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: (إِذا {اسْتَشَنَّ مَا بَيْنك وبينَ الّلهُ فابْلُلْه بالإِحْسانِ إِلَى عبادِه) ، أَي إِذا أَخْلَقَ؛ (} كاسْتَشَنَّتْ {وتَشَنَّنَتْ} وتَشانَّتْ) ؛ ومِن الأخيرِ حدِيثُ ابنِ مَسْعود، وذَكَرَ القُرآن فقالَ: (لَا يَتْفَهُ وَلَا {يَتَشَانُّ، أَي لَا يَخْلَقُ على كثْرَةِ القِراءَةِ والتَّرْدادِ.
(} وشَنُّ بنُ أَفْصَى) بنِ عبْدِ القَيْسِ بنِ أَفْصَى بنِ دعمى بنِ جديلَةَ بنِ أَسدِ بنِ ربيعَةَ بنِ نزارٍ: (أَبو حَيَ.
(والمَثَلُ المَشْهورُ) : وافَقَ {شَنٌّ طَبَقَهْ، تقدَّمَ مُفَصَّلاً (فِي (ط ب ق)) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: و (مِنْهُم الأعْوَرُ الشَّنِّيُّ) الشَّاعِرُ، وَهُوَ أَبو منْقذٍ بشْرُ بنُ منْقذٍ، كَانَ مَعَ عليَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ يوْمَ الجَمَلِ.
(و) } شُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ مِن عُقَيْلٍ.
(و) أَيْضاً: (والِدُ سِقْلابٍ القارِىءِ المِصْرِيِّ) صاحِبِ نافِعٍ، هَكَذَا فِي النسخِ: القارِىءِ المِصْرِيِّ؛ والصَّوابُ: والِدُ سِقْلابٍ المُقْرِىء، وَقد صَحَّفَه المصنِّفُ، رحِمَه الّلهُ تعالَى.
( {وشِنَّى كإِلاَّ: ع بالأَهْوازِ) .
وأَيْضاً: ناحِيَةٌ مِن أَعْمالِ أَسافِل دجْلَةَ والبَصْرَة؛ نَقَلَهما نَصْر.
(} والشِّنْشِنَةُ، بالكسْرِ: المُضْغَةُ أَو القِطْعَةُ من اللَّحْمِ) كالنِّشْنِشَةِ؛ عَن أَبي عُبَيْدَةَ.
(و) أَيْضاً: (الطَّبيعَةُ) والسَّجِيَّةُ (والعادَةُ) ؛ وَبِه فُسِّرَ المَثَلُ:
! شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِن أَخْزَمِ(35/294)
وَقد تقدَّمَ فِي (خَ ز م) مُفَسَّراً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الشَّنَنُ، محرَّكةً: القِرْبَةُ الخلقَةُ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: قِرْبَةٌ} أَشْنانٌ، كأَنَّهم جَعَلُوا كلَّ جزْءٍ مِنْهَا {شَنّاً، ثمَّ جَمَعُوا على هَذَا، قالَ: وَلم أَسْمَعْ} أَشْناناً جَمْع شنَ إلاَّ هُنَا.
{وتشَنَّنَ السِّقَاءُ: صارَ خَلَقاً.
} وشَنَّ الجَمَلُ مِن العَطَشِ {يَشِنُّ: إِذا يَبِسَ.
} وشَنَّتِ الخرْقَةُ: يَبِسَتْ.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابنِ خالَوَيْه قالَ: يقالُ رَفَعَ فلانٌ {الشَّنَّ إِذا اعْتَمَدَ على راحَتِه عنْدَ القِيامِ، وعَجَنَ وخَبَزَ إِذا كَرَّرَه.
} والشَّنَّةُ: العَجوزُ البالِيَةُ، على التَّشْبيهِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقوْسٌ {شَنَّةٌ: قدِيمَةٌ؛ عَنهُ أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ:
فَلاَ صَرِيخَ اليَوْمَ إلاَّ هُنَّهْ مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ} شَنَّهْ {والشَّنُّ: الضَّعْفُ.
} وشَنٌّ: ناحِيَةٌ بالسّرَاةِ، جاءَ ذِكْرُه فِي قصَّةِ سَيْلِ العرمِ؛ قالَهُ نَصْر.
{وتَشَنَّنَ جلْدُ الإِنْسانِ: تَغَضَّنَ عنْد الهَرَمِ.
} والتَّشْنِينُ {والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الماءِ مِن} الشَّنَّةِ شَيْئا بعْدَ شيءٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
عَيْنَيّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً {كتَشْنانِ} الشِّنانِ الهَزائِم {والشُّنانُ، كغُرابٍ: السَّحابُ} يَشنُّ الماءَ {شَنّاً، أَي يَصبُّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ، نَقَلَه السُّكَّريُّ.
وعَلَقٌ} شَنِينٌ: مَصْبوبٌ؛ قالَ عبدُ مَناف بنُ رِبْعِيَ الهُذَليُّ:(35/295)
وإنَّ بعُقْدَةِ الأَنْصابِ مِنْكُم غُلاماً خَرَّفي عَلَقٍ {شَنِين ِ} وشَنَّتِ العَيْنُ دَمْعَها: صَبَّتْه.
{وشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعَه: صَبَّها.
} والشَّانَّةُ: مَدْفَعُ الوادِي الصَّغِير.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {الشَّوَانُّ مِن مَسايِلِ الجِبالِ الَّتِي تَصُبُّ فِي الأَوْديةِ مِن المَكانِ الغَلِيظِ، واحِدَتُها} شَانَّةٌ.
وقالَ أَيْضاً: {شَنَّ بسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ رَقِيقاً: قالَ: والحُبَارَى} تَشُنُّ بذَرْقِها؛ وأَنْشَدَ لمُدْرِك بنِ حِصْنٍ الأَسَديّ:
{فشَنَّ بالسَّلْح فَلَمَّا} شَنَّا بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنَّاوفي المَثَلِ: يَحْملُ {شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الزَّاي.
} والشَّنْشَنَةُ: حركَةُ القِرْطاسِ والثَّوْب الجَدِيد؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ فِي ترْكِيبِ فَقَعَ.
{وإشْنِينُ، كازْمِيلٍ: قرْيَةٌ بالصَّعِيدِ إِلَى جنْبِ طبندى على غربيها، ويُسَمَّيان العَرُوسَيْن لحُسْنِهما وخصْبِهما، وهُما مِن كُورَةِ البهنسا.
قالَ ياقوتُ: والعامَّةُ تقولُ إشْني؛ وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ، رحِمَه اللهاُ تعالَى فِي اشن، وَهنا محلُّ ذِكْرِها.
وتمامُ بنُ عَمْرِو بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ الشَّنَّاء عَن القاضِي أَبي يَعْلى الفرّاء؛ وأَبو السُّعود نَصْرُ بنُ يَحْيَى بنِ جميلَةَ الحربيّ بنِ} الشنّاء، سَمِعَ المُسْنَد مِن ابنِ الحُصَيْن.(35/296)
{وشِنُّو، بكسْرٍ فتَشْديدِ نُونٍ مَضْمومةٍ: قَرْيةٌ بالغَرْبية مِن مِصْر، وَمِنْهَا: القطبُ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ عُمَرَ بنِ هلالٍ} الشناويُّ الصُّوفيُّ الوليُّ الأَحْمديّ، دَفِينُ محلَّةِ روح، وَهُوَ ممَّنْ أَخَذَ عَنهُ القطْبُ الشّعْرانيّ وغيرُهُ؛ وحفِيدُه الوليُّ أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ عبْدِ القُدُّوس بنِ محمدٍ نَزِيلُ المَدينَةِ المنوَّرَةِ ممَّنْ أَخَذَ عَنهُ الوليُّ القشاشِيُّ وغيرُهُ؛ وَفِي هَذَا البيتِ صَلاحٌ وتَصوُّفٌ ووِلايَةٌ، مِنْهُم شيْخُنا الوليُّ المعمِّرُ عليُّ بنُ أَحمدَ المتقدِّمُ ذِكْرُهُ فِي حَرْفِ القافِ.
{وشَنَنُ، محرّكةً: قَرْيةٌ بالبُجَيْرة.
وكأَميرٍ: قَرْيةٌ باليَمَنِ، مِنْهَا: أَبو محمدٍ عبدُ الّلهِ بنُ عبْدِ الرحمنِ مِن العُلَماء الكُمّل، تُوفي بهَا سَنَة 827، رحِمَه الّلهُ تعالَى.
وَفِيه مِن أَبيهِ} شَناشِنُ: أَي عادَات.
وجاءَ فلانٌ {بشنَّةٍ: يُرادُ جَبهته المزوية.
} وشَنَّةُ: لَقَبُ صديّ بنِ عذْرَةَ الشاعِرِ وَقد تقدَّمَ آنِفاً.
{والمِشنةُ، بالكسْرِ، كالمكتلِ.
} وانْشَنَّ الذّئْبُ فِي الغَنَمِ: أَغارَ فِيهَا، كانْشَلَّ: ذَكَرَه الأزْهرِيُّ فِي ترْكيبِ نشغ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شنتن
:) شِنْتِيانُ، بكسرٍ فسكونِ النُّون وكسْرِ المثَنَّاة التَّحْتيّة ثمَّ يَاء: بَلَدٌ مِن أَعْمالِ قُرْطُبَة، مِنْهُ: أَبو بكْرٍ عياشُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ خَلَف بنِ عيَّاشٍ القُرْطبيُّ مِن أئمَّةِ القُرَّاءِ، ذَكَرَه ابنُ الجَزْري فِي طَبَقاتِهم.
والشنتيانُ أَيْضاً: سَراوِيلُ للنِّساءِ، مولَّدَةٌ.(35/297)
وشنتنى، مَقْصوراً: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغربية، وَقد وَرَدْتُها.
شون
: ( {الشَّوْنَةُ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ (المَرْأَةُ الحَمْقاءُ.
(و) } الشَّوْنَةُ: (مَخْزِنُ الغَلَّةِ) ، لُغَةٌ (مِصْرِيَّةٌ) ، وَمِنْه الَّتِي بمِصْر القَدِيمَة بَنَاها السُّلْطانُ صَلاح الدِّيْن يوسفُ بنُ أَيُّوب تُخَزَّنُ فِيهَا الغِلالُ الوارِدَةُ مِن جِهَةِ الصَّعِيدِ، وَمِنْهَا تُصَرفُ إِلَى الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن وَإِلَى جهَةِ العسَاكِرِ المِصْريَّة، عمرها الّله تَعَالَى إِلَى يوْمِ القِيامَةِ، وَقد دَخَلْتُ فِيهَا فرَأَيْتُها قلْعَةً حَصِينةً وحَوانِيت فِيهَا واسِعَةً، وقيلَ للمتولي عَلَيْهَا أَمِينُ {الشُّوْنِ.
(و) } الشُّوْنَةُ: (المَرْكَبُ المُعَدُّ للجِهادِ فِي البَحْرِ) ، والجَمْعُ الشواني، لُغَةٌ مِصْريَّةٌ أَيْضاً.
( {والتَّشَوُّنُ: خِفَّةُ العَقْلِ) .
والتَّوَشُّنُ: قلَّةُ الماءِ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) قالَ ابنُ بُزُرْج: قالَ الكِلابيُّ (هُوَ} يَشُونُ الرُّؤُوسَ أَي يَفْرِجُ شُؤُونَها) ويُخْرِجُ مِنْهَا دابَّة تكونُ على الدِّماغِ، فتركَ الهَمْزَ وأَخْرَجَه على حَدَ يقولُ كقوْلِه.
قُلْتُ لرِجْلَي اعْمَلا ودُوبَا أَخْرَجَها مِن دَأَبْتُ إِلَى دُبْتُ، كذلِكَ أَرادَ الآخَرُ {شُنْتُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الشوَّانُ: خازِنُ الغِلَّةِ.
{والشونُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ المنوفيةِ، وَمِنْهَا الشيخُ نورُ الدِّيْن} الشونيُّ أَحدُ الأَوْلياءِ بمِصْرَ عمرَها الّلهُ تَعَالَى.
شهن
: (الشاهِينُ:
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(وَهُوَ(35/298)
(طائِرٌ م) مَعْروفٌ مِن سِباعِ الطَّيرِ، وليسَ بعربيَ مَحْضٍ.
(و) أَيْضاً: (عَمُودُ المِيزانِ) .
قالَ شيْخُنا: والصنجةُ، كَمَا فِي شرْحِ الْمُوَطَّأ.
قالَ: وذَكَرَ المصنِّفُ ابْن شاهِين فِي الهاءِ وَلَا يظْهَرُ فَرْق.
شين
: ( {شَانَهُ} يَشِينُهُ) {شَيْناً: (ضِدُّ زَانَهُ) أَي عابَهُ.
(} والشِّينُ) ، بالكسْرِ: (مِن الحُروفِ) الهِجائِيَّةِ (المَهْمُوسةِ، وَلها حَظٌّ من التَّنْغِيمِ والتَّفْشِيَةِ) يكونُ أصْلاً لَا غَيْر، (مَخْرَجُها) مِن (الشَّجْرِ، وَهُوَ مَفْرَجُ الفَمِ) جوَار مَخْرَج الجِيم، وَلذَا يُقالُ لَهَا شَجَرِيَّة، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.
( {وشَيَّنَ} شِيناً حَسَنَةً) : أَي (كَتَبَها) .
وقالَ ثَعْلَب: أَي عَمِلَها.
وَفِي التَّهْذيبِ: وَقد شَيَّنَ شِيناً حَسَناً، والجَمْعُ {أَشْيانٌ} وشِينَات.
(والشَّاذُ بنُ {شِينٍ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَن قتيبَةَ، وَعنهُ عليُّ بنُ موسَى البريعيّ حدِيثاً مُنْكراً؛ قالَهُ الأميرُ.
(} والمَشايِنُ: المَعايِبُ) والمَقابِحُ؛ عَن الفرَّاءِ، وَهُوَ جَمْعُ شينٍ على غيرِ قِياسٍ.
( {وشانَةُ: ة بمِصْرَ.
(و) أَبو عليِّ بنُ (إدْريس بنِ بَسَّامٍ} الشِّينِيُّ، بالكسْرِ) ، العَبْدرِيُّ (شاعِرٌ أَنْدَلْسِيّ) بعْدَ الأَرْبَعِين والأَرْبَعمائَة؛ وقالَ الحافِظُ: هُوَ لَقَبٌ لَهُ.(35/299)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الشِّيْنُ، بالكسْرِ: الرَّجلُ الكبيرُ الرقاعِ، عَن الخَليلِ، وأَنْشَدَ:
إِذا مَا الصلب ماهَ بحَاجِبَيْه فأَنْت} الشِّيْن تَفْخَرُ بالرقاعِنَقَلَه المصنِّفُ فِي البَصَائِر.
{والشِّيْنُ أَيْضاً: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
} والشِّيْنُ: المَرْكَبُ الطَّويلُ، وَبِه لُقِّبَ إدْريسٌ المَذْكُور.
وقيلَ: هُوَ فعلٌ {شائِنٌ، وَهَذِه شائِنَةٌ من} الشَّوائِنِ.
ووجْهُهُ! شَيْنٌ أَي قَبيحٌ ذُو شَيْنٍ؛ نَقَلَه الأَزْهرِيُّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى
(فصل الصَّاد) مَعَ النُّون)
صبن
: (صَبَنَ الهَدِيَّةَ عَنَّا، وكذلِكَ كُلّ مَعْروفٍ، (يَصْبِنُها) صَبْناً: (كفَّها ومَنَعَها) .
قالَ الأَصْمعيُّ: تأْوِيلُ هَذَا الحَرْف صرفُ الهَدِيَّة أَو المَعْروف عَن جِيرَانِك ومَعارِفِك إِلَى غيرِهِم، وكذلِكَ كَبَنَ وحَضَنَ.
(و) صَبَنَ (المُقامِرُ الكَعْبَيْنِ) : إِذا (سَوَّاهُما فِي كَفِّهِ فَضَرَبَ بِهِما) . يقالُ: أَجِلْ وَلَا تَصْبِنُ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (الصَّبْناءُ: كَفُّهُ) ، أَي المُقامِر، (إِذا أَمالَها ليَغْدُرَ بصاحِبِهِ) . يقولُ لَهُ شيْخُ المُقامِرِين: لَا تَصْبِنْ لَا تَصْبِنْ، فإنَّه طَرَفٌ مِن الضَّغْو.
قالَ الأزْهرِيُّ: لَا أَدْرِي هُوَ الصَّغْو أَو الضَّغْو، بالضَّادِ أَعْرَف.
يقالُ: ضَغا إِذا لم يَعْدِلْ.
(والصَّابُونُ: م) مَعْروفٌ، أَي الَّذِي تُغْسَلُ بِهِ الثِّيابُ.
قالَ ابنُ(35/300)
دُرَيْدٍ: ليسَ مِن كَلامِ العَرَبِ.
وقالَ شيْخُنا: هُوَ ممَّا تَوافَقَتْ فِيهِ جَمِيعُ الأَلْسنَةِ العَربيَّةِ والفارِسِيَّة والتُّرْكيةِ وغيرِها.
وقالَ دَاوُد الحكِيمُ: هُوَ مِنَ الصِّناعَةِ القَدِيمَةِ؛ قيلَ: وُجِدَ فِي كِتابِ هرمس وإنَّه وَحْي وَهُوَ الأَظْهَر؛ وقيلَ: هُوَ مِن صِناعَةِ بقراط وجَالِينُوس؛ وجَعَلَه فِي المركبات وغيرِهِ فِي المُفْرَدَات، وَهُوَ بهَا أَشْبَه وأَجْوَده المَعْمُولُ بالزَّيْتِ الخالِصِ والقلى النقيُّ والجيرُ الطَّيّبُ المُحْكَمُ الطَّبْخ؛ والتَّجْفِيف والقَطع على أَوْضَاع مَخْصُوصَة، والمَغْربيُّ مِنْهُ هُوَ الَّذِي لم يُقْطَع وَلم يُحْكَم طَبْخُه، فَهُوَ كالنِّشا المَطْبُوخ. (حارٌّ يابِسٌ) يَقْطَعُ الأَخْلاطَ البلْغَمِيّةَ بسائِرِ أَنْواعِها ويُسَكِّنُ القولنجَ والمَفاصِلَ والنَّسَا، ويُسَهِّلُ ويدرُّ ويُخْرِجُ الدِّيْدَانَ والأجنةَ شُرْباً وحمولاً، ويسكِّنُ أَوْجاعَ الركبِ والنَّسَا طِلاءً، وينضجُ الجُرُوحَ والدملَ والصّلابات، وَهُوَ (مُفَرِّحٌ للجَسَدِ) ، وغسلُه بالرَّأْسِ مُعَجِّلٌ للشَّيْبِ.
(والصَّابُونيُّ: ة بمِصْرَ) نُسِبَتْ إِلى عامِرِها.
(وابنُ الصَّابُونيِّ: مِن الأُدَباءِ) المَعْروفِيْن.
(وصَيْبُونُ: ع.
(واصْطَبَنَ وانْصَبَنَ: انْصَرَفَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
صَبَنَ الرَّجُلُ: خَبَأَ شَيئاً كالدِّرْهمِ وغيرِهِ فِي كَفِّه لَا يُفْطَنُ بِهِ.
وصَبَنَ الساقِي الكأْسَ ممَّنْ هُوَ أَحَقّ بهَا: صَرَفَها؛ وَمِنْه قَوْلُ عَمْرو بنِ كُلْثوم:
صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا أُمَّ عمْرٍ ووكانَ الكأْسُ مَجْراها اليمينا(35/301)
والإِمامُ الواعِظُ، المُفَسِّرُ الخَطِيبُ، الواعِظُ شيْخُ الإسْلامِ أَبو عُثْمان إسْمعيلُ بنُ عبْدِ الرحمنِ بنِ أَحمدَ بنِ إسْمعيلَ بنِ إبراهيمَ الصَّابُونيُّ عَن الحاكِمِ أَبي عبدِ الّلهِ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ البَيْهقيُّ تُوفي سَنَة 450.
والإِمامُ أَبو حامدٍ الصَّابُونيُّ صاحِبُ الذَّيْلِ على كِتابِ ابنِ نُقْطَة، وغيرُهُ مِن المَشْهورِين المُحدِّثِين بذلِكَ. وَقد قَصَّر المصنِّفُ فِي اقْتِصارِه على ابنِ الصَّابُوني الأَدِيبِ وتَرْكَه لهَؤُلَاء الأَعْلام.
صبهن
: (إِصْبَهانُ) ، بالكسْرِ: مَدينَةٌ مَشْهورَةٌ، تقدَّمَ ذِكْرُها (فِي (أص ص) مُفَصَّلاً، والصَّحِيحُ أنَّها أَعْجميَّة وحُرُوفُها أَصْلِيَّة.
صتن
: (الصُّوَتِنُ، كعُلَبِطٍ) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
ونَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ عَن الأُمويّ، قالَ: وَلَا أَعْرِفُه لغيرِهِ.
قالَ غيرُهُ: (وتُفْتَحُ تاؤُهُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الكَلامِ) .
قالَ: والأُمويُّ صاحِبُ نوادِرٍ. (البَخيلُ) .
صحن
: (صَحَنَهُ) عشْرين سَوْطاً، (كمَنَعَهُ) : أَي (ضَرَبَهُ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) صَحَنَ (بَيْنهم) صَحْناً: (أَصْلَحَ.
(و) صَحَنَه صَحْناً: (أَعْطَاهُ شَيْئا فِي صَحْنٍ) ؛ عَن الفرَّاءِ.
(والتَّصَحُّنُ: السُّؤالُ) . يقالُ: خَرَجَ فلانٌ يَتَصَحَّنُ الناسَ، أَي يَسْأَلُهم؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وقالَ غيرُهُ: يَسْأَلُهم فِي قصْعَةٍ وغيرِها.
(والصَّحْنُ: جَوْفُ الحافِرِ)(35/302)
المُسَمَّى سُكْرُجة. يقالُ: فَرَسٌ واسِعُ الصَّحْنِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) الصَّحْنُ: (العُسُّ العَظيمُ) ، جَمْعُه أَصْحُنٌ وصِحانٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
مِن العِلابِ وَمن الصِّحَانِ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَوَّلُ الأَقْداحِ الغُمْرُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُرْوِي الواحِدَ، ثمَّ القَعْبُ يُرْوِي الرَّجلَ، ثمَّ العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثمَّ الصَّحْنُ، ثمَّ التِّبْنُ.
وقالَ غيرُهُ: الصَّحْنُ: القَدَحُ ليسَ بالكَبيرِ وَلَا بالصَّغيرِ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
أَلا هُبِّي بصَحْنِكِ فاصْبَحِيناولا تُبْقى خُمورَ الأَنْدَرِينَا (و) الصَّحْنُ: ساحَةُ (وَسَطِ الدَّارِ) ، وساحَةُ وَسَطِ الفَلاةِ ونحْوِهما مِن مُتُونِ الأَرضِ وسَعَةِ بُطُونِها، والجَمْعُ صُحُونٌ، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ؛ قالَ:
ومَهْمَةٍ أَغْبَرَ ذِي صُحُونِ والصَّحْنُ: المُسْتوي مِن الأرْضِ.
والصَّحْنُ: صَحْنُ الوادِي، وَهُوَ سَنَدُه وَفِيه شيءٌ مِن إشْرافٍ عَن الأَرْضِ الأوَّل فالأَوَّل كأَنَّه مُسْنَدٌ إسْناداً؛ وصَحْنُ الجَبَلِ، وصَحْنُ الأَكَمْةِ مثْلُه.
وصُحُونُ الأرضِ: دُفُوفُها، وَهُوَ مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وَإِن لم يكنْ مُنْجَرِداً فليسَ بصَحْنٍ، وَإِن كانَ فِيهِ شَجَرٌ فليسَ بصَحْنٍ حَتَّى يَسْتوِيَ.
والأرْضُ المُسْتَوِيَةُ أَيْضاً مِثْل عَرْصَة المرْبَد: صَحْنٌ.
(و) الصَّحْنان: (طُسَيْتانِ صَغِيرانِ تُضْرِبُ أَحَدَهُما على الآخَرِ) ؛(35/303)
قالَ الرَّاجزُ:
سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْهِيَهْوصَوْتُ صَحْنا قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ (والصَّحْنَا والصَّحْنَاةُ، ويُمَدَّانِ ويُكْسَرانِ) ، وقيلَ: الصَّحْناةُ أَخَصُّ من الصَّحْنا.
وقالَ الأزْهرِيُّ الصَّحْناةُ على فِعْلاة إِذا ذَهَبَ عَنْهَا الْهَاء دَخَلَها التَّنْوِين، ويُجْمَعُ على الصَّحْنا بطَرْحِ الهاءِ: (إدامٌ يُتَّخَذُ من السَّمَكِ الصِّغارِ مُشَهَ مُصْلِحٌ للمَعِدَةِ) .
وحُكِي عَن أَبي زَيْدٍ: الصِّحْناة فارِسِيَّة، وتُسَمِّيها العَرَبُ الصِّيرَ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: الصِّيرُ والصَّحْناةُ فارِسِيَّتان.
(و) المِصْحَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: إناءٌ كالصَّحْفَةِ) والقَصْعَةِ.
(والصُّحْنَةُ، بالضَّمِّ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ فِي الحَرَّةِ.
(وناقَةٌ صَحُونٌ، كصَبُورٍ: رَمُوحٌ) ؛ وَقد صَحَنَتِ الحالِبَ برِجْلِها.
(وصَحْناءُ الأُذُنَيْنِ) مِن الفَرَسِ: مُتّسَعُ (مُسْتَقَرِّ داخِلِهما) ، والجَمْعُ أَصْحان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الصَّحْنُ: العَطِيةُ. يقالُ: صَحَنَة دِيناراً أَي أَعْطاهُ.
وصَحْنُ الأُذُنِ: دِاخِلُها؛ وقيلَ: مَحارَتُها.
وقالَ الأَصْمعيُّ: الصّحْنُ: الرّمُوحُ.
وأَتانٌ صَحُونٌ: رَمُوحٌ، كلَّما دَنا الحِمارُ صَحَنَتْه برِجِلْها.
وفَرَسٌ صَحُونٌ: رامِحَةٌ.
وقيلَ: أَتانٌ صَحُونٌ: فِيهَا بَياضٌ وحُمْرةٌ.
والصَّحْنَةُ، بالفتْح: خَرزَةٌ تُؤَخِّذُ بهَا النِّساءُ الرِّجالَ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وجَرَى الدَّمْعُ على صَحْنيْ وَجْنَتَيْه، وَهُوَ مجازٌ.(35/304)
والصَّحْنُ: بلَدٌ واسِعٌ مِن أَوْدِيَةِ سُلَيم: عَن نَصْر، رحِمَه الّلهُ تعالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
صخن
:) ماءٌ صُخْنٌ: أَي سُخْنٌ، وَهِي لُغَةٌ مُضارِعَة، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
صخدن
:) الصَّيْخَدُونُ: الناقَةُ الصُّلْبَةُ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
صدن
: (الصَّيْدَنُ: الضَبُعُ.
(و) أَيْضاً: (الكِساءُ الصَّفِيقُ) ليسَ بذلِكَ العَظِيم ولكنَّه وَثِيقُ العَمَلِ.
(و) أَيْضاً: (المَلِكُ) لإِحْكامِ أَمْرِه؛ عَن ابنِ حَبيبٍ؛ قالَ رُؤْبَة:
إِني إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِلم أَنْسَهُ إِذْ قُلْتَ يَوْماً وصِّني (و) أَيْضاً: (الثَّعْلَبُ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِن أَسْمائِه؛ وَمِنْه قوْلُ كثيِّرٍ، يَصِفُ ناقَتَه:
كأنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِها ورَحَاهمابُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّيْدَنُ هُنَا عنْدَ الجمهورِ: الثَّعْلَبُ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: لم يَجِىءْ الصَّيْدَن إلاَّ فِي شِعْرِ كثيِّرٍ، يعْنِي فِي هَذَا البيتِ.
قالَ الأَصْمعيِّ: وليسَ بشيءٍ.
(و) أَوْرَدَ الجَوْهرِيُّ هَذَا البيتَ شاهِداً على الصَّيْدَنِ (دُوَيْبَّة تَعْمَلُ لنفْسِها بَيْتاً فِي الأرضِ وتُعَمِّيهِ) أَي تُغَطِّيه.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيداناً مِن النَّباتِ، (كالصَّيْدَنانِيِّ فيهمَا) ، أَي فِي الدُّوَيْبَّةِ والثَّعْلَبِ.
وقالَ ابنُ(35/305)
الأَعْرابيِّ: يقالُ لدابَّةٍ كثيرَةِ الأَرْجُل لَا تُعَدُّ أَرْجُلُها مِن كثْرَتِها وَهِي قِصَارٌ وطِوالٌ صَيْدَنانِيٌّ؛ وقالَ الأَعْشى يَصِفُ جَمَلاً:
وزَوْراً تَرَى فِي مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبيلاً كدُوكِ الصَّيْدَنانِيٌّ تامِكاأَي عَظيمُ السَّنام.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ بالصَّيْدَنانِيِّ الثَّعْلَب.
(والصَّيْدَنانِيُّ) : العَطَّارُ مِثْل (الصَّيْدَلانِيِّ) شُبِّه بتلْكَ الدُّوَيْبَّة الَّتِي تَجْمَعُ العِيْدَان، على مَا قالَهُ ابنُ خَالَوَيْه، أَو الَّتِي كَثُرَت أَرْجُلها، على مَا قالَهُ ابنُ الأعْرابيِّ، وَبِه فسرَ بَيْت الأعْشى السَّابِق؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْلُ عبْدِ بَني الحَسْحاس يَصِفُ ثوراً:
يُنَحِّي تُراباً عَن مَبِيتٍ ومَكْنِسٍ رُكاماً كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ دانِيَا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الصَّيْدَنُ: نَوْعٌ مِن الذُّبابِ يُطَنْطِنُ فوْقَ العُشْب؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
والصَّيْدَنُ: البِنَاءُ المُحْكَم؛ عَن ابنِ حَبيبٍ.
والصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ سُمِّي بذلِكَ لإِحْكامِ أَمْرِه.
والصَّيْدانُ: قطَعُ الفضَّةِ إِذا ضُرِبَ من حَجَرِ الفضَّةِ.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابنِ درسْتوَيْه قالَ: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حِجارَةُ الفضَّةِ، شبّه بهَا حِجارَةُ العَقاقِيرِ فنُسِبَ إِلَيْهَا الصَّيْدَلانِيّ والصَّيْدَنانِيُّ العَطَّارُ.
والصَّيْدَانَةُ: أَرضٌ غَلِيظَةٌ صُلْبَة ذاتُ حَجَرٍ دَقِيقٍ.
والصَّيْدانُ: بِرامُ الحِجارَةِ.
وأَيْضاً: الحَصَى الصِّغَارُ.
والصَّيْدَانَةُ مِن النِّساءِ: السَّيِّئَةُ الخُلُقِ الكَثيرَةُ الكَلامِ.
وأَيْضاً: الغُولُ؛ قالَ:
صَيْدانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنّ(35/306)
ِ قالَ الأزْهرِيُّ: الصَّيْدَانُ إنْ جَعَلْته فَعْلاناً، فالنُّونُ زائِدَةٌ.
قلْتُ: وَكَانَ المصنِّف اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فذَكَرَ الصَّيْدانَة بمعْنَى الغُول والمَرْأَة وبِرامِ الفضَّةِ وقِطَعِ النُّحاسِ فِي ص ي د، وَقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِ هنالِكَ.
وأَبو العَلاءِ الحُسَيْنُ بنُ دَاوُد الصَّيْدَنانِيُّ الرَّازِيُّ مِن شيوخِ أَبي حاتِمٍ الرَّازيّ، رحِمَهُم اللهاُ تَعَالَى.
صعن
: (الصِّعْوَنُّ، كإدرب: الظَّليمُ الدَّقِيقُ العُنُقِ الصَّغيرُ الرَّأْسِ، أَو عامُّ) ، وَقد غَلَبَ على النّعامِ، (وَهِي) صِعْوَنَّةٌ، (بهاءٍ.
(وأَصْعَنَ) الرَّجُلُ: (صَغُرَ رأْسُهُ ونَقَصَ عَقْلُه.
(واصْعَنَّ اصْعِناناً: دَقَّ ولَطُفَ.
(وأُذُنٌ مُصْعَنَّةٌ) : مُحْمَرَّةٌ (مُؤَلَّلَةٌ) ، أَي لَطِيفَةٌ دَقِيقَةٌ؛ قالَ عدِيُّ بنِ زَيْدٍ:
لَهُ عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوق والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمهكذا فِي التَّهذِيبِ. ورَوَاهُ غيرُهُ:
وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ.
فيكونُ كمُعَظَّمَةٍ، ويسْتدركُ بِهِ على المصنِّفِ.
صغن
: (الصَّغانَةُ، كسَحابَةٍ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي (من المَلاهِي، مُعَرَّبَةُ جَفانَةْ) بالجيمِ الفارِسِيَّةِ.
(وصَغانِيَانُ: كُورَةٌ عظيمةٌ بِمَا وراءَ النَّهْرِ، ويُنْسَبُ إِلَيْهَا الإِمامُ الحافِظُ فِي) علْمِ (اللُّغَةِ) الفَقِيهُ المحدِّثُ الرَّحَّالُ أَبو الفَضَائِل رَضِي الدِّيْن (الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ) بنِ حَيْدَر بنِ عليَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ العمريُّ الحَنَفيُّ (ذُو التَّصانِيفِ) ، مِنْهَا: العُبابُ الزَّاخِر فِي عشْرِين مجلداً، وصَلَ فِيهِ إِلَى بكم،(35/307)
ومَجْمَعُ البَحْرَيْنِ فِي اللّغَةِ اثْنا عَشَرَ مجلداً، ومَجْمَعُ البَحْرَيْن أَيْضاً فِي الحدِيثِ، والتّكْمِلَةُ على الصِّحاحِ فِي ستِّ مجلَّدَات كبارٍ، والشوارِدُ فِي اللغَةِ، وتَوْشِيح الدريدية، وكِتابُ التَّراكِيبِ، وكِتابُ فعال وفعلان، وكِتابُ الانْفِعالِ، وكِتابُ مَفْعول، وكِتابُ الأَضْدادِ، وكِتابُ العَرُوضِ، وكِتابُ أَسْماءِ الغارَةِ، وكِتابُ أَسْماءِ الأَسَدِ، وأَسْماء الذِّئْب، ومشارِقِ الأَنْوارِ فِي الجَمْع بينَ الصَّحِيحَيْن، ومِصْباح الدّياجي، والشَّمْس المُنِيْرة، وشَرْح البُخارِي فِي مجلدٍ، ودُرّ السَّحابَة فِي مَعْرِفَة الصَّحابَة، وكِتابُ الضُّعَفاء والفَرائِض، وشَرْح أَسْباب المفصّل، وغَيْر ذلِكَ. وَقد ظَفِرْتُ بحَمْدِ الّلهِ تعالَى مِن تآلِيفِه على العُبابِ والتكْمِلَةِ ومَجْمَع البَحْرَيْن الحدِيثِي وكِتابِ أَسْماءِ الأسدِ.
قالَ الذَّهبيُّ: ولِدَ بمدِينَةِ لاهُور سَنَة 555، ونَشَأَ بغَزْنَة، ودَخَلَ بَغْدادَ سَنَة 595، وذَهَبَ مِنْهَا بالرِّسالَةِ الشَّريفَة إِلَى مَلِكِ الهِنْدِ سَنَة 617، وقَدِمَ سَنَة 624، ثمَّ أُعِيد رَسُولاً فَلم يَرْجِع إِلَى سَنَة 637، وسَمِعَ بمكَّةَ واليَمَنِ والهِنْدِ مِن القاضِي سعْدِ الدِّيْن خَلَف بنِ محمدِ الحسناباذي والنِّظام محمدِ بنِ الحَسَنِ المرغيناني.
وقالَ ياقوتُ: وَكَانَ مُعاصِراً لَهُ، قَدِمَ العِرَاقَ(35/308)
وحَجَّ ونفق سوقه باليمنِ، وصنَّفَ كتابا فِي التَّصْريفِ، وكمّلَ العزيزيّ ومَناسِك الحجِّ وختمه بقوْلِه:
شَوْقي إِلَى الكَعْبَة الغَرَّاء قد نادَى فاسْتَحْمل القُلَّصَ الوخادَة الزَّادافي أَبْياتٍ. وقَرَأَ بعَدَنَ مَعالِمَ السّنَن للخَطابي، وَكَانَ يُعْجَبُ بِهِ، قالَ: وَفِي سَنَة 613 كانَ بمكَّةَ وَقد رَجِعَ مِن اليمنِ، وَهُوَ آخِرُ العَهْد بِهِ.
وَقَالَ الحافِظُ الدِّمياطيّ: هُوَ شيْخٌ صالِحٌ صَدُوقٌ صَمُوت عَن فَضْلِ الكَلامِ، إمامٌ فِي اللُّغَةِ والفقْهِ والحدِيثِ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ وحَضَرْتُ دَفْنَه بدارِهِ بالحريمِ الظاهِرِيّ سَنَة 650، ثمَّ حُمِل إِلَى مكَّةَ، وأَوْصَى لمَنْ يَحْمِله إِلَيْهَا بخَمْسِين دِيناراً، وَكَانَ مَعَه مولد مَحْكُوم فِيهِ بِمَوْتِهِ بِوَقْت، وَكَانَ يَتَرَقَّبه فحَضَرَ ذلِكَ اليَوْم وَهُوَ مُعافًى قائِمٌ ليسَ بِهِ قلبه فَعمل سَكْراناً لذلِكَ ثمَّ ماتَ ذلِكَ اليَوْم فجْأَةً، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
(والنِّسْبَةُ صَغانِيٌّ وصَاغانِيٌّ) ، وَالَّذِي رأَيْتُه فِي العُبابِ والتكْمِلَةِ يكْتُبُ بنفْسِه لنفْسِه يقولُ محمدُ بنُ الحَسَنِ الصَّغانيُّ، من غيرِ أَلفٍ، ويُفْهَمُ مِن عِبارَةِ المصنِّفِ أنّ كِلاهُما جائِزانِ فِي النِّسْبَةِ والمَنْسوبِ إِلَيْهِ محلّ واحِد، وَهَكَذَا ذَهَبْتُ فأَقُول تارَةً قالَ الصَّغانيُّ، وتارَةً قالَ الصَّاغانيُّ، غَيرْ أَنِّي رأَيْتُ فِي بعضِ كُتُبِ الأنْسابِ فرْقاً بَيْنهما.
فأمَّا صَغانِيَان فَهَذَا الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
وأمَّا صَاغانُ مُعَرَّبُ جاغان فقَرْيَةٌ بمَرْوَ، أَو سكَّةٌ بهَا، مِنْهَا: أَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ عمرَان الصَّاغانيُّ المُقْرىءُ(35/309)
عَن أَبي بكْرٍ الطَّرسُوسِيُّ؛ وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ إسْحق الصَّاغانيُّ، ويقالُ فِيهِ الصَّغانيُّ أَيْضاً.
ومِن صَغانِيَان أَبو العبَّاسِ بنُ يَحْيَى بنِ الحُسَيْن الحَنَفيُّ سَمِعَ السيِّد أَبا الحَسَنِ العَلَويّ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ البَغْدادِيُّ.
(و) أَبو يَعْقوب (إسْحقُ بنُ إبراهيمَ بنِ صَيْغُونَ الصَّيْغُونِيّ) صُوفيّ (زَاهِدٌ) صالِحٌ (محدِّثٌ) مِصْريٌّ ذَكَرَه ابنُ يونُسَ فِي التارِيخِ وقالَ: ماتَ سَنَة 302.
صفن
: (الصَّفْنُ) ، بالفتْحِ: (وِعاءُ الخُصْيَةِ، ويُحَرَّكُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الصَّفَنُ، بالتَّحْرِيكِ: جلْدَةُ بَيْضَة الإِنْسانِ، والجَمْعُ أصْفَانٌ.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُ جَريرٍ:
يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى، أنَّ التَّحرِيكَ مَرْجوحٌ وليسَ كذلِكَ، بل هُوَ الرَّاجِحُ والفتْحُ لُغَةٌ فِيهِ.
(و) الصَّفْنُ: (السُّفْرَةُ) وَشبههَا بينَ العَيْبَةِ والقِرْبَة.
(و) قالَ أَبو عَمْرٍ و: الصَّفْنُ: (الشِّقْشِقَةُ، كالصَّفْنَةِ فيهمَا) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ ووابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الصَّفْنَةُ هِيَ السُّفْرَةُ الَّتِي تُجْمَعُ بالخيطِ.
(و) الصُّفْنُ، (بالضَّمِّ: كالرَّكْوَةِ يُتَوَضَّأُ فِيهَا) ؛ عَن الفرَّاءِ، وأَنْشَدَ لأبي صَخْر الهُذَليّ يَصِفُ مَاء وَرَدَه:
فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِخِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفاوفي حدِيثِ عليَ: (ألْحَقْنِي بالصُّفْنِ) ، أَي بالرَّكْوَةِ.(35/310)
(و) الصُّفْنُ: (خَرِيطَةٌ) مِن أَدَمٍ (لطَعامِ الرَّاعِي وزِنادِهِ وأدَاتِه) ، ورُبَّما اسْتَقَوْا بِهِ الماءَ كالدَّلْوِ: وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ ولساعدة بن جُؤَيَّة:
مَعَه سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُصُفْنٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ (كالصَّفْنةِ، بالفتْحِ) .
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّفْنَةُ كالعَيْبَةِ يكونُ فِيهَا مَتَاعُ الرَّجُلِ وأدَاتُه، فَإِذا طَرَحْت الهاءَ ضَمَمْت الصَّاد.
وقالَ غيرُهُ: الصَّفْنَةُ: دَلْوٌ صغيرَةٌ لَهَا حَلقة واحِدَةٌ، فَإِذا عَظُمَتْ فاسْمُها الصُّفْنُ، والجَمْعُ أَصْفُنٌ؛ قالَ:
غَمَرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ كأَنَّ مَا ماصَ مِنْهُ فِي الفَمِ الصَّبِرُ (وتَصافَنُوا الماءَ: اقْتَسَمُوه بالحِصَصِ) ، وذلِكَ إنَّما يكونُ بالمَقْلَةِ تَسْقِي الرَّجلَ بقدْرِ مَا يَغْمُرُها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: تَصافَنَ القَوْمُ الماءَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا ماءَ مَعَهم، وَلَا شيءَ، يَقْتَسمُونَه على حَصاةٍ يُلْقونَها فِي الإِناءِ يُصَبُّ فِيهِ مِن الماءِ قدْر مَا يَغْمُرُ الحَصاةَ فيُعْطاه كلَّ واحِدٍ مِنْهُم؛ قالَ الفَرَزْدقُ:
فلمَّا تَصَافَنَّا الإِدَاوَةَ أَجْهَشَتْإليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ (وصَفَنَ الفَرَسُ يَصْفِنُ صُفوناً قامَ على ثَلاثِ قوائِمَ وطَرَفِ حافِرِ الرَّابعةِ) دُونَ قيْدٍ بيدٍ أَو رجْلٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ فِي صفَةِ فَرَسٍ:
أَلِفَ الصُّفُونَ فَلَا يزَالُ كأَنَّهمما يَقُومُ على الثلاثِ كسِيراأَرادَ مِن الجنْسِ الَّذِي يقومُ على الثلاثِ.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: صَفَنَ(35/311)
الفَرَسُ: قامَ على طَرَفِ الرَّابعَةِ.
وقالَ غيرُهُ: قامَ على ثلاثٍ وثَنَى سُنْبُكَ يدِه الرابعَ. وَهُوَ صافِنٌ مِن خَيْلٍ صَوافِنٍ وصُفُونٍ وصافِنَاتٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: الصافِنُ مِن الخَيْلِ: القائِمُ على ثلاثِ قوائِمَ وَقد أَقامَ الرابعَةَ على طَرَفِ الحافِرِ. وَفِي التنْزِيلِ العَزيزِ: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بالعَشِيِّ الصافِناتُ الجِيادُ} .
وكانَ ابنُ عبَّاس وابنُ مَسْعودٍ يَقْرآن: {فاذْكُروا اسمَ الّلهِ عَلَيْهَا صَوافِنَ} بالنُّونِ، فأمَّا ابْن عبَّاسٍ ففَسَّرَها مَعْقُولةً إحْدى يَدَيْها على ثلاثِ قوائِمَ، والبَعيرُ إِذْ نُحِرَ فُعِل بِهِ ذلِكَ، وأَمَّا ابنُ مَسْعودٍ، رضِيَ الّله تَعَالَى عَنهُ فقالَ: يعْنِي قِياماً.
(و) يقالُ: صَفَنَ (الرَّجلُ) : إِذا (صَفَّ قَدَمَيْهِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عِكْرِمَةَ: رأَيْتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وَقد صَفَنَ قَدَمَيْه.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: نَهَى عَن صَلاةِ الصَّافِنِ، أَي الَّذِي يَجْمَعُ بينَ قَدَمَيْه؛ وقيلَ: هُوَ أَنْ يَثْنِيَ قَدَمَه إِلَى ورَائِه كَمَا يَفْعَلُه الفَرَسُ إِذا ثَنَى حافِرَهُ وَفِي حدِيثِ البرَّاءِ: (قمْنَا خَلْفَه صُفُوناً) .
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُفَسَّرُ الصَّافِنُ تَفْسِيرَيْن: فبعضُ الناسِ يقولُ كلّ صافَ قَدَمَيْه قائِماً فَهُوَ صافِنٌ؛ والقولُ الثَّانِي: الصاَّفِنُ مِن الخَيْلِ الَّذِي قد قَلَبَ أَحدَ حَوافِرِه وقامَ على ثلاثٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: رأَيْتُ العَرَبَ تَجْعَلُ الصَّافِنَ القائِمَ على ثلاثٍ، وعَلى غيرِ ثلاثٍ؛ قالَ: وأَشْعارُهُم تدلُّ على أنَّ الصُّفُونَ القِيامُ خاصَّةً.
قالَ: وأَمَّا الصَّافِنُ(35/312)
فَهُوَ القائِمُ على طَرَفِ حافِرِهِ مِن الحَفَا كَمَا سَيَأْتي.
(و) صَفَنَ (بِهِ الأرْضَ) يَصْفنُه صَفناً: (ضَرَبَهُ.
(والصَّفَنُ، محرَّكةً: مَا فِيهِ السُّنْبُلَةُ مِن الزَّرْعِ) ، على التَّشْبيهِ.
(و) أَيْضاً: (بَيْتٌ يُنَضِّدُهُ الزُّنْبُورُ ونحْوُه) مِن حَشِيشٍ ووَرَقٍ (لنفْسِه أَو لفِراخِه) قالَ اللَّيْثُ: (وفِعْلُه التَّصْفِينُ.
(وصَفَنَةُ محرَّكةً: ع بالمدينةِ) بينَ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْف وجبلي (12
ع) ، وضَبَطَه نَصْر بالفتْحِ.
(و) صُفَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: د بالعاليةِ فِي دِيارِ بَني سُلَيْمٍ) على يَوْمَيْن مِن مكَّةَ، ذُو نخْلٍ ومَزَارِعَ وأَهْلٍ كَثيرٍ، عَن نَصْر.
وقالَ غيرُهُ: قَرْيةٌ غنَّاءُ فِي سَوَادِ الحِيرَةِ (13) ، قالتِ الخَنْساءُ:
طَرَقَ النَّعِيُّ على صُفَيْنَةَ غُدْوَةًونَعَى المُعَمَّمَ من بَني عَمْرِو (والصَّافِنُ: فَرَسُ مالِكِ بنِ خُزَيمٍ الهَمْدانِيِّ.
(وصِفِّينُ، كسِجِّينٍ: ع قُرْبَ الرَّقَّةِ بشاطِىءِ الفُراتِ، كانتْ بِهِ الوقْعَةُ العُظْمَى بينَ عليَ ومُعاوِيَةَ) ، رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا، (غُرَّةَ) شَهْرِ (صَفَرَ سَنَةَ 37) مِن الهُجْرةِ الشَّريفَةِ، (فَمِنْ ثَمَّ احْتَرَزَ النَّاسُ السَّفَرَ فِي صَفَرَ) .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى: كأَنَّه ضمَّنَه معْنَى تَوَقَّى ولذلِكَ عَدَّاهُ بنفْسِه، وإلاَّ فالاحْترازُ يَتَعَدَّى بمِنْ أَو عَنْ؛ قالَ: وَلَا اعْتِدادَ بفِعْل الناسِ واحْتِرازِهم، فَلَا يعتبرُ مَعَ وُرُودِ الخَبَرِ بقوْلِه، عَلَيْهِ السلامَّ: لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا صَفَرَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وحقُّ صفِّين أَنْ يُذْكَرَ فِي بابِ الفاءِ لأَنَّ نُونَه زَائِدَةٌ(35/313)
بدِليلِ قوْلِهم صِفُّون فيمَنْ أعْرَبَه بالحُرُوفِ. وَفِي حدِيثِ أَبي وائِلٍ: (شَهدْتُ صِفِّين وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ) .
وَفِي تَقْريبِ المَطالِعِ: الأَغْلَبُ عَلَيْهِ التَّأْنِيث.
وَفِي إعْرابِه أَرْبَعُ لُغاتٍ: إعْرابُ جَمْع المذكَّرِ السالِمِ، وإعْرابُ عربون، وإعْرابُ غسلين، وَلُزُوم الْوَاو مَعَ فتْحِ النّونِ، وأَصْلُه فِي المشارِقِ لعياضٍ رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
قالَ شيْخُنا: وَبَقِي عَلَيْهِ إعْرابُ مَا لَا يَنْصرفُ للعِلْمِيّة والتأْنِيثِ أَو شِبْه الزِّيادَةِ، كَمَا قالَهُ عياضٌ وغيرُهُ.
وَفِي المِصْباحِ فِي صَفّ: هُوَ فعْلِيْن مِن الصَّفّ أَو فَعِيل مِن الصّفون، فالنُّون أَصْلِيَّة على الثَّانِي، وكلُّ ذلِكَ واجِبُ الذّكْر، وَقد تَرَكَه المصنِّفُ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى:
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الصُّفْنُ، بالضمّ: الماءُ؛ وَبِه فُسِّرَ قوْلُ أبي دُوَاد:
هَرَقْتُ فِي حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبَهفي داثِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِوصَفَنَ ثِيابَه فِي سَرْجِه أَي جَمَعَها فِيهِ.
وصَفَنَ الطائِرُ الحشِيشَ صَفْناً: نَضَّدَ حَوْلَ مَدْخَلِه.
والصَّافِنُ: عِرْقٌ ينْغَمِسُ فِي الذِّراعِ فِي عَصَبِ الوَظِيفِ.
وقيلَ: الصَّافِنانِ: شعْبَان فِي الفَخذَيْن.
وقيلَ: هُوَ عِرْقٌ فِي باطِنِ الصُّلْبِ طَويلٌ يَتّصِلُ بِهِ نِياطُ القَلْبِ، ويُسَمَّى الأكْحلُ؛ وذَكَرَه المصنِّفُ رحِمَه اللهاُ تَعَالَى فِي سَفَنَ، وَهَذَا محلُّ ذِكْرِه.
وَفِي الصِّحاحِ: الصَّافِنُ: عِرْقُ النَّسَا.(35/314)
والصُّفُونُ: الوُقوفُ.
والمُصافَنَةُ: المُواقَفَةُ بحِذَاء القوْمِ.
وصافَن الماءَ بينَ القوْمِ فأَعْطاني صفنة أَي مَقْلَةً.
وصَفِينَةُ، كَسَفِينَةٍ: موْضِعٌ بالمدِينَةِ بينَ بَني سالِمٍ وقبا؛ عَن نَصْر.
وأُصفونٌ، بالضَّمِّ: قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ الأَعْلَى على شاطِىءِ غَرْبي النَّيْل تحْتَ اسنا، وَهِي على تلَ عالَ.
صنن
: ( {الصِّنُّ، بالكسْرِ) : أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (بَوْلُ الإِبِلِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْويَةِ، وَهُوَ مُنْتِنٌ جدًّا؛ وَمِنْه قوْلُ جَريرٍ:
تَطَلَّى وَهِي سَيئَةُ المُعَرَّى} بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا ( {الصِّنُّ) : يَوْمٌ مِن أَيامِ العَجُوزِ؛ هَكَذَا ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ والأَزّهرِيُّ باللامِ.
وقالَ غيرُهما:} صِنٌّ بِلا لامٍ: (أَوَّلُ أَيامِ العَجُوزِ) ؛ وأَنْشَدَ:
فَإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِناصِنٌّ وصِنَّبْرٍ مَعَ الوَبْرِ (و) الصِّنُّ: (شِبْهُ السَّلةِ المُطْبَقَةِ يُجْعَلُ فِيهَا) الطَّعامُ (أَو الخُبْزُ) . ظاهِرُ سِياقِه أنَّه بكسْرِ الصَّادِ، والصَّوابُ بفتْحِها.
(و) {الصِّنَّةُ، (بهاءٍ: ذَفَرُ الإبْطِ) ، وَمِنْه حدِيثُ أَبي الدَّرْداء: (نِعْم البَيْتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّةِ) . وَهِي (} كالصُّنانِ) ، بالضمِّ: وَهِي رائِحَةُ المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الجِسْمِ إِذا فَسَدَ وتغيَّرَ فعُولِج، بالمَرْتَكِ وَمَا أَشْبَهَه.(35/315)
( {وأَصَنَّ) الرَّجُلُ:) (صارَ ذَا} صُنانٍ) ، فَهُوَ {مُصِنٌّ، وَهِي مُصِنَّةٌ؛ قالَ جَريرٌ:
لَا تُوعدُوني يَا بَنِي} المُصِنَّة (و) {أَصَنَّ: (شَمَخَ بأنْفِه تَكَبُّراً) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا} مُصِن ُّمَوْهَبٌ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذُكِرَ فِي رَدَن.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: رَفَع رأْسَه تَكَبُّراً؛ وأَنْشَدَ لمُدْرِكِ بنِ حِصْنٍ:
أَإِبْلِي تأْكُلُها {مُصِنَّا وقالَ أَبو عَمْرٍ و: أَتانَا فلانٌ مُصِنّاً إِذا رَفَعَ رأْسَه مِن العَظَمَةِ.
(و) } أَصَنَّ: (غَضِبَ) .
قالَ الأَصْمعيُّ: فلانٌ {مُصِنٌّ غَضَباً أَي مُمْتلىءٌ غَضَباً.
(و) } أَصَنَّتِ (النَّاقَةُ: حَمَلَتْ فاسْتَكْبَرَتْ على الفَحْلِ) ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِن {أَصَنَّ إِذا شَمَخَ بأنْفِه تَكَبُّراً.
(و) أَصَنَّ (الماءُ) : إِذا (تَغَيَّرَ.
(و) أَصَنَّ (على الأَمْرِ) إِذا (أَصَرَّ) عَلَيْهِ.
(و) أَصَنَّتِ (الفَرَسُ) : إِذا (نَشِبَ ولَدُها فِي بَطْنِها) ، وذلِكَ إِذا دَنا نِتاجُها (فَدَفَعَ) ، ونَصّ ابْن شُمَيْل:} المُصنُّ مِن النُّوقِ الَّتِي يَدْفَعُ ولَدُها بكُراعِه وأَنْفِه فِي دُبُرِها إِذا نَشِبَ فِي بَطْنِها؛ وَقد أَصَنَّتْ إِذا دَفَعَ ولَدُها (برأْسِه فِي خَوْرانِها) .
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا دَنا نِتاجُ الفَرَسِ وارْتَكَضَ ولَدُها وتحرَّكَ فِي صَلاها.
وَفِي التَّهْذيبِ: وَإِذا تأَخَّرَ وَلَدُ الناقَةِ حَتَّى يَقَعَ فِي الصّلا فَهُوَ مُصِنٌّ وَهن {مُصِنَّات} ومُصَانُّ.(35/316)
(ورجُلٌ {أَصَنُّ: مُتَغافلٌ.
(و) } صَنَّانٌ، (كشَدَّادٍ: شُجاعٌ.
(و) {صِنِّينُ، (كسِكِّينٍ: ع الكُوفَةِ) ؛ قالَ:
ليتَ شِعْريِ مَتى تَخُبُّ بيَ الناقَةُ بَين العُذَيْبِ} فالصِّنِّينِ؟ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَصَنَّتِ المرْأَةُ فَهِيَ مُصِنٌّ إِذا عَجُزَتْ وفيهَا بَقِيَّةٌ.
(و) {المُصِنُّ: الحيةُ إِذا عَضَّ قَتَلَ مَكانَه؛ تقُولُ العَرَبُ رَماهُ اللهاُ تَعَالَى} بالمُصِنّ المُسْكِتِ، عَن ابنِ خَالَوَيْه.
{وأَصَنَّ اللّحْمُ: أَنْتَنَ.
} والمُصِنُّ: الساكِتُ.
{والصُّنَانُ، كغُرابٍ: الريحُ الطَّيبَةُ؛ ضِدٌّ؛ قالَ:
يَا رِيَّها وَقد بدا} صُناني كأَنَّني جاني عَبَيْثَران {وصَنَّ اللحمُ: كصَلّ إمَّا لُغَة أَو بَدَلٌ.
وقالَ نُصَيْرُ الرَّازِي: يقالُ للتَّيْسِ إِذا هاجَ قد} أَصَنَّ، فَهُوَ {مُصِنٌّ،} وصُنانُه رِيحُه عنْدَ هياجِه.
وقالَ غيرُهُ: يُقالُ للبَغْلةِ إِذا أَمْسَكْتها فِي يدِكَ فأَنْتَنَتْ: قد {أَصَنَّتْ.
} وأَصَنَّ: أَخْفَى كَلامَه.
! وصنُّ الوَبْرِ: أَقْراصٌ تُجْلَبُ مِن اليمنِ إِلَى الحِجازِ توجَدُ بمَغَارَاتٍ هُنَاكَ تُحَلِّلُ الأَوْرَامَ طِلاءً بالعَسَلِ، قالَهُ الحكِيمُ دَاوُد، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
صهن
:) صِهْيَوْنٌ، كبرذونٍ: مَوْضِعٌ،(35/317)
وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهاُ تعالَى اسْتِطراداً فِي عقن.
صون
: ( {صانَهُ} صَوْناً {وصِياناً} وصِيانَةً) ، بكسْرهما، (فَهُوَ {مَصُونٌ) على النَّقْصِ وَهُوَ القِياسُ، (} ومَصْوُونٌ) على التَّمامِ شاذٌّ لَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ مَدْوُوفُ ومَرْدُوف لَا رابِعَ لَهَا، وَهِي لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ: (حَفِظَهُ) .
وَلَا يقالُ: {أَصانَهُ فَهُوَ} مُصانٌ، وَهِي لُغَةُ العامَّةِ وَكَذَا قوْلُهم: {مُنْصانٌ، فَإِنَّهَا مُنْكَرَةٌ، (} كاصْطَانَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ أُميَّة بنِ أَبي عائِذٍ الهُذَليّ:
أَبْلِغْ إياساً أنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُم ْرِداؤُكَ {فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ (و) } صانَ (الفَرَسُ: قامَ على طَرَفِ حافِرِه من وَجىً أَو حَفاً) ، فَهُوَ {صائِنٌ، عَن أَبي عُبَيْدٍ.
قالَ: وأَمَّا الصائِمُ فَهُوَ القائِمُ على قَوائِمِه الأَرْبعَةِ مِن غيرِ حَفاً.
وقالَ غيرُهُ:} صانَ {صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شَدِيداً؛ قالَ النابِغَةُ:
فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَأ التُّؤَامِوقالَ الجَوْهرِيُّ فِي هَذَا البيتِ: لم يَعْرِفْه الأصْمعيّ؛ وقالَ غيرُهُ: يُبْقِينّ بعضَ المَشْيِ.
وذَكَرَ ابنُ بَرِّي: صَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً خَفِيفاً، فمعْنَى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوجَّيْنَ مِنَ التعبِ.
(} وصِوانُ الثَّوْبِ {وصِيانُه، مُثَلَّثينِ: مَا} يُصَانُ فِيهِ) ويحفظ: الضَّمُّ والكسْرُ فِي {الصُّوانِ مَعْرُوفانِ، والكسْرُ فِي} الصِّيانِ فَقَط، وَمَا عَدا ذلِكَ غَريبٌ.(35/318)
( {والصَّوَّانة مُشدَّدةً: الدُّبر) ، كأَنَّها كَثيرَةُ} الصَّونِ لَا تخدجُ؛ وَمِنْه يقالُ: كذَبَتْ {صَوَّانَتُه؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) } الصَّوَّانَةُ: (ضربٌ مِن الحجارَةِ شِديدٌ) يُقْدَحُ بهَا، وَهِي حِجارَةٌ سُودٌ ليْسَتْ بصُلْبَةٍ، (ج: {صوَّان) .
وقالَ الأَزْهرِيُّ:} والصَّوَّانُ حِجارَةٌ صُلْبَة إِذا مَسَّتْه النارُ فَقَّعَ تَفْقِيعاً وتَشَقَّقَ، ورُبَّما كانَ قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ بِهِ النارُ، وَلَا يصْلُحُ للنُّورَةِ وَلَا للرِّضافِ؛ قالَ النابِعَةُ:
بَرَى وَقَعُ {الصَّوَّانِ حَدَّ نُسُورِهافهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ (} والصِّينُ) ، بالكسْرِ: (ع بالكُوفَةِ.
(و) أَيْضاً: (بالاسْكَنْدَريَّةِ.
(وموْضِعانِ بِكَسْكَرَ.
(و) أَيْضاً: (مملكةٌ بالمشْرِقِ) فِي الجَنُوبِ مَشْهورَةٌ مُتَّسعةٌ كثيرَةُ الخَيْراتِ والفَواكِه والزُّرُوعِ والذَّهَبِ والفضَّةِ ويَخْتَرقُها النَّهْرُ المَعْروفُ ببابِ حياةِ يعْنِي ماءَ الحَيَاةِ ويُسَمَّى بنَهْرِ الْيُسْر، ويَمرُّ فِي وَسَطِه مَسِيرَةَ سِتَّة أَشْهُر حَتَّى يمرَّ {بصِينِ} الصِّيْن، وَهِي {صِينُ كِيلان، يكْتَنقُه الْقرى والمَزارِع مِن شَطَّيْه كنِيلِ مِصْرَ. و (مِنْهَا الأَوَاني} الصِّينِيَّةُ) الَّتِي تُصْنَعُ بهَا مِن تُرابِ جِبالٍ هُنَاكَ تَقْذفُه النارُ كالفَحْمِ ويُضيفُون لَهُ حجارَةً لَهُم يقِدُون عَلَيْهَا النارَ ثلاثَةَ أَيامٍ ثمَّ يَصبُّون عَلَيْهَا الماءَ فتَصِيرُ كالتُّرابِ ويخمِّرُونَه أَيّاماً، وأَحْسَنه مَا خُمِّرَ شَهْراً، ودُونه مَا خُمِّر خَمْسَة عَشَرَ يَوْمًا إِلَى عَشَرةٍ وَلَا أَقَلّ مِن ذلِكَ؛ وَمِنْهَا يُنْقَلُ إِلَى سائِرِ البِلادِ؛ وإليها(35/319)
يُنْسَبُ الكبابة {الصِّينِيّ والدَّارِ} صِينيّ والدَّجاج الصِّينِيّ.
ومَلِكُ {الصِّيْن تَتْرَى مِن ذرِّيَّةِ جنْكيزْخَان.
وَفِي كلِّ مَدينَةٍ فِي الصِّيْنِ مَدينَة للمُسْلِمِين يَنْفَردُون بسُكْناهُم فِيهَا، وَلَهُم زَوَايا ومَدارِسُ وجَوامِعُ، وهم يُحْتَرمُون عنْدَ سلاطِينِهم، وعنْدَهُم الحَريرُ واحْتِفالهم بأَوَاني الذَّهَب والفضَّةِ، ومُعامَلاتهم بالكَواغِدِ المَطْبُوعَة، وهم أَعْظَم الأُمَم إحْكاماً للصَّناعَات والتَّصاوِيرِ.
وقيلَ: إنَّ الحِكْمَةَ نَزلَتْ على ثلاثَةِ أَعْضاءٍ مِن بَني آدَمَ: أَدْمِغَةُ اليُونان، وأَلْسِنَة العَرَبِ، وأَيادِي الصِّين.
وَفِي الحدِيثِ: (اطْلبُوا العِلْم وَلَو} بالصِّيْنِ) .
( {والمِصْوانُ: غِلافُ القَوْسِ) } تُصَانُ فِيهِ.
( {والصّينِيَّةُ، بالكسْرِ: د تَحْتَ واسِطِ العِراقِ) وتُعْرَفُ} بصِينيَّه الحَوانِيتِ، مِنْهَا قاضِيها وخَطِيبُها أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ مَاهَان {الصِّينِيُّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ.
وأَمَّا إبراهيمُ بنُ إسْحق} الصِّينيُّ فإنَّه إِلَى المَمْلكَةِ المَذْكُورَةِ، رَوَى عَن يَعْقوب القميِّ.
وحُمَيْدُ بنُ محمدٍ الشَّيْبانيُّ {الصِّينيُّ إِلَى المَمْلكَةِ المَذْكورَةِ عَن ابنِ الأَثيرِ.
وكانَ أَبو الحَسَنِ سعدُ الخَيْر بنُ محمدِ بنِ سَهْل بنِ سعْدٍ الأَنْصارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ البَلْنسيُّ يكْتبُ لنفْسِه الصِّينيّ لأنَّه سافَرَ مِن الغَرْبِ إِلَى أَقْصَى المَشْرقِ، إِلَى أَقْصَى} الصِّيْن.
( {والصَّوْنَةُ: العَتِيدَةُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الصِّينَةُ، بالكسْرِ: {الصَّوْنُ. يقالُ: هَذِه ثِيابُ} الصِّينَةِ أَي! الصَّوْنِ، وَهِي خِلافُ البذْلَة.(35/320)
{والمصانُ غِلافُ القَوْسِ.
} وصانَ عِرْضَهُ {صِيانَةً؛} وصْوناً على المَثَلِ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
فَإنَّا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعَةً إِلَى {الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ والحُرُّ} يَصُونُ عِرْضَه كَمَا يَصُونُ الإِنْسانُ ثَوْبَه.
وثَوْبٌ {صَوْنٌ وَصْفٌ بالمَصْدَرِ.
وَقد} تَصاوَنَ الرَّجُلُ مِن المَعايبِ، {وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرَةُ عَن ابنِ جنيِّ؛ ونَقَلَها الزَّمخْشرِيُّ أَيْضاً.
} وصانَ الفَرَسُ عَدْوَهُ وجَرْيَه {صَوْناً: ذَخَرَ مِنْهُ ذَخِيرَةً لأَوانِ الحاجَةِ إِلَيْهِ: قالَ لبيدٌ:
يُراوِحُ بَين} صَوْنٍ وابْتذالِ أَي {يَصُونُ جَرْيَه مَرَّةً فيُبْقِي مِنْهُ، ويَبْتَذِلُه مَرَّة فيَجْتهدُ فِيهِ؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وصانَ الفَرَسُ {صَوْناً: صَفَّ بينَ رِجْلَيْه؛ وقيلَ: قامَ على طَرَفِ حافِرِهِ؛ قالَ النابِغَةُ:
وَمَا حاوَلْتُما بقِيادِ خَيْل} يَصُونُ الوَرْدُ فِيهَا والكُمَيْتُ {والصِّيْن: قَرْيةٌ بوَاسِط هِيَ غَيْر الَّذِي ذَكَرَها المصنِّفُ.
} وصِينِينُ: عِقِّيرٌ مَعْروفٌ
(فصل الضَّاد) مَعَ النُّون)
ضَأْن
( {الضَّائِنُ: الضَّعِيفُ) ، والماعِزُ: الحازِمُ المانِعُ مَا وَرَاءَه؛ وقيلَ: رجُلٌ} ضائِنٌ لَيِّنٌ كأَنَّه نَعْجةٌ.
(و) قيلَ: هُوَ (المُسْتَرْخِي البَطْنِ) اللَّيِّنُه.(35/321)
(و) قيلَ: هُوَ (الحَسَنُ الجِسْمِ القَليلُ الطَّعْمِ) ، وكلٌّ مجازٌ.
(و) {الضَّائِنُ: (الأَبيضُ العَريضُ مِن الرَّمْلِ) ، قالَ الجعْدِيُّ:
إِلَى نَعَجٍ من} ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا (و) {الضَّائِنُ: (خِلافُ الماعِزِ مِن الغَنَمِ، ج} ضَأْنٌ) ، كرَكْبٍ ورَاكِبٍ، (ويُحَرَّكُ) كخَدَمٍ وخادِمٍ، عَن أَبي الهَيْثمِ.
(وكأَميرٍ) كغَزِيَ وقَطِينٍ، (وَهِي {ضائِنَةٌ ج} ضَوائِنُ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ شَقِيق: (مَثَلُ قُرَّاء هَذَا الزَّمانِ كمَثَلِ غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوفٍ عِجَافٍ) .
( {وأَضْأَنَ) الرَّجُلُ: (كَثُرَ} ضَأْنُهُ.
(و) يقالُ: ( {أَضْئِنْ} ضَأْنَكَ) : أَي (اعْزِلْها مِن المَعَزِ) .
ونَصّ الأزْهرِيّ: {اضْأَنْ} ضَأْنَكَ وامْعَزْ مَعَزَك، أَي اعْزِلْ ذَا مِن ذَا؛ وَقد {ضَأَنْتُها أَي عَزَلْتُها.
(} والضِّئْنِيُّ، بالكسْرِ: السِّقاءُ الضخْمُ مِن جِلْدَةٍ يَمْخَضُ بهَا الرائِبُ) ؛ صوابُ العِبارَةِ: مِن جِلْدٍ يُمْخَضُ بِهِ الرائِبُ، وَهُوَ مِن نادِرِ مَعْدول النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
إِذا مَا مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُهكما اهْتَزَّ {ضِئْنِيٌّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لحميدِ بنِ ثَوْر:
وجاءَتْ} بضِئْنِيٍّ كأَنَّ دَوِيّهُتَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ ( {والضَّأْنَةُ: الخِزامَةُ إِذا كانتْ من عَقَبٍ) ، عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ لابنِ مَيَّادَة:
قطعتُ بمصلالِ الخِشاشِ يَرُدُّهاعلى الكُرْهِ مِنْهَا} ضأنَةٌ وجَدِيلُ(35/322)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الضِّئينُ، بالكسْرِ: جَمْعُ} الضَّأْنِ، تَمِيمِيَّةٌ، وَهُوَ داخِلٌ على {الضَّئِينِ، كأَميرٍ، أَتْبعُوا الكَسْر الكَسْر، يطردُ هَذَا فِي جَمِيعِ حُرُوفِ الحلقِ إِذا كانَ المِثالُ فَعِلاً أَو فَعِيلاً، ويُجْمَعُ} الضائِنُ على {الضِّينُ، بالكسْرِ والفتْحِ، مُعْتلاَّن غَيْر مَهْمُوزَيْن، وهُما نادِرَانِ شاذَّانِ، لأنَّ} ضائِناً صَحِيحٌ مَهْموزٌ.
وَقد حُكِي فِي جَمْعِ {الضَّأْنِ} أَضْؤُنٌ {وآضنٌ بالقَلْبِ، وأنْشَدَ يَعْقوب:
إِذا مَا دَعى نَعْمانُ} آضُنَ سالِمٍ عليَّ وَإِن كَانَت مُذانِبُه حُمْرَاأَرادَ: {أَضْؤُناً، فقَلَبَ.
ومِعْزَى} ضِئْنيَّةٌ: تأَلَفُ {الضَّأْنَ، وَهُوَ نادِرٌ مِن مَعْدولِ النَّسَبِ.
ورأْسُ} ضَأْنِ: جَبَلٌ فِي أَرْضِ دَوْسٍ.
! والضَّائِنُ: نوْعٌ مِن الضبابِ خِلافُ الماعِزِ.
((
ضبن
) (الضِبْنُ بالكسْرِ: مَا أَعْياهُمْ أَنْ يَحْفُروهُ.
(و) أَيْضاً: الإِبْطُ وَمَا يَلِيه؛ أَو (مَا بينَ الكَشْحِ والإِبْطِ) ، أَو مَا تحْتَهما، أَو مَا بينَ الخاصِرَةِ ورأْسِ الوَرِكِ؛ وقيلَ: أَعْلَى الجَنْبِ.
(و) الضَّبْنُ، (بالفتحِ وككَتِفٍ: الماءُ المَشْفُوفُ) ، ونَصّ النوادِرِ: المَشْفُوه، (لَا فَضْلَ فِيهِ كالمَضْبُونِ) .(35/323)
يقالُ: ضَبْنٌ ومَضْبُونٌ ولَزْنٌ ومَلْزُون.
(وَهُوَ) ، أَي الضَّبْنُ، (الزَّمِنُ) وَيُشبه قَلْب الباءِ مِن الميمِ.
(و) الضَّبَنُ، (بالتَّحْريكِ: الوَكْسُ) ؛ قالَ نوحُ بنُ جَريرٍ:
وَهُوَ إِلَى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْيَجْري إِلَيْهَا سابِقاً لَا ذَا ضَبَنْ (والضِِبنَةُ، مُثَلَّثَةً وكفَرِحَةٍ: العِيالُ) والحَشَمُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بك مِن الضُِّبْنة فِي السَّفَر والكآبَةِ فِي المُنْقَلَب) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: الضُِّبْنَةُ: مَا تَحْتَ يَدِك مِن مالٍ وعِيالٍ تَهْتم بِهِ وَمن تَلْزمُك نَفَقَته، سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّهم فِي ضِبن من يَعُولهم، تَعَوَّذَ بالّلهِ مِن كثْرَةِ العِيالِ والحَشَم فِي مَظِنَّة الحاجَةِ، وَهُوَ السَّفَر، (و) قيلَ: تَعَوَّذ مِن صُحْبَةِ (مَنْ لَا غَنَاءَ فِيهِ وَلَا كِفايَةَ مِن الرُّفَقاء) ، إنَّما هُوَ كَلٌّ وعِيالٌ على مَنْ يُرافِقُه.
(وضَبَنَ الهَدِيَّةِ) والعَادَةِ والمَعْروفِ: (كَفَّها) عَنهُ، حَكَاه اللَّحْيانيُّ عَن رجُلٍ مِن بَني سعْدٍ عَن أَبي هِلالٍ، (لُغَةٌ فِي الصَّادِ) ، وَهِي أَعْلَى، وَهُوَ قوْلُ الأصْمعيّ.
(وأَضْبَنَهُ) الدَّاءَ: (أَزْمَنَهُ) ؛ قالَ طُرَيْحٌ:
وُلاةٌ حُماة يَحْسِمُ اللهاِ ذُو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ (و) أَضْبَنَ (الشَّيءَ: جَعَلَهُ فِي ضِبْنِهِ) ، أَو على ضِبْنِه.
وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَحَذَه تحْتَ ضِبْنِه، أَي حِضْنِه، (كاضْطَبَنَهُ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
ثمَّ اضْطَبَنْتُ سِلاحِي تَحت مَغْرضِهاومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا(35/324)
أَي احْتَضَنْتُ.
(و) أَضْبَنَهُ: (ضَيَّقَ عَلَيْهِ) بأَنْ جَعَلَه تَحْت ضِبْنِه.
(وضَبِينَةُ، كسَفِينَةٍ: أَبو بَطْنٍ) مِن قَيْس، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِم ضبنيٌّ، محرَّكةً، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه للبيدٍ:
وليصلفن بَني ضَبِينَةَ صَلْفةًتُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأطْنابِ (وبنُو ضابِنٍ وبَنُو مضابِنٍ: قَبيلتانِ) مِنَ العَرَبِ.
(والأَضْبانُ: المسابعُ الكثيرَةُ السبِّاعِ) ، واحِدُها ضبنٌ.
(والمَضْبُونُ: الزَّمِنُ، وأَوَّلُ الحَمْلِ: الأَبْطُ ثمَّ الضَّبْنُ ثمَّ الحَضْنُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ضَبَنَ الرَّجلَ وغيرَهُ يَضْبُنُه ضَبْناً: جَعَلَهُ فَوْقَ ضِبْنِه.
واضْطَبَنَه: أَخَذَه بيدِهِ فرَفَعَه إِلَى فُوَيْقِ سُرَّتِه.
وأَخَذَ فِي ضِبْنٍ مِن الطَّريقِ: أَي فِي ناحِيَةٍ مِنْهُ، والجَمْعُ الأَضْبانُ.
وَهُوَ فِي ضِبْنِ فلانٍ وضَبِينَته، أَي ناحِيَتِهِ وكنَفِه وخُفارَتِه.
وضبانَةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه وبَطانَتُه وزافِرَتُه.
والضبانَةُ: الزَّمانَةُ.
وضَبَنَه ضَبْناً: ضَرَبَهُ بسَيْفٍ أَو حَجَرٍ فقَطَعَ يَدَه أَو رِجْلَه أَو فَقَأَ عَيْنَه.
ومكانٌ ضَبْنٌ: ضَيِّقٌ.
وذَكَرَ الأَزْهرِيُّ فِي هَذِه التَّرجمةِ: الضَّوْبانُ الجَمَلُ المُسِنُّ القويُّ.(35/325)
وذَكَرَه المصنِّفُ فِي ضابَ يَضُوبُ.
وأَضْبانُ الجَمَلِ: مَضايقُه؛ وَهُوَ مجازٌ.
ضجن
: (الضَّجَنُ، محركةً: جَبَلٌ) مَعْروفٌ؛ قالَ الأَعْشى:
وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْوأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ مُقْبِل:
فِي نِسْوةٍ من بَني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِوقالَ نَصْر: ضَجَنُ وادٍ على لَيْلَة من مكَّةَ أَسْفَله لكِنانَةَ.
(وضَجْنانُ، كسَكْرانَ: جَبَلٌ قُرْبَ مكَّةَ وجَبَلٌ آخَرُ بالبادِيَةِ.
(قالَ الأَزْهرِيُّ: أَمَّا ضَجَن فَلم أَسْمَع فِيهِ شَيْئا بناحِيَةِ تِهامَة، يقالُ لَهُ ضَجْنانُ.
(ورُوِي عَن عُمَرَ: أنَّه أَقْبَل حَتَّى إِذا كانَ بضَجْنانَ، قالَ: هُوَ مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ بينَ مكَّةَ والمَدينَةِ؛ قالَ: ولسْتُ أَدْرِي ممَّنْ أُخِذَ.
(قالَ نَصْر: بعْدَ مَا ذُكِرَ ضَجَن وأنَّه وادٍ بينَ قُرًى أَسْفَله لكِنانَةَ، وأَظنُّه الَّذِي يُسَمَّى ضَجْنان.
(وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: بَيْنه وبينَ مكَّةَ خَمْسَةً وعشْرُون مِيلاً.
(ونَقَل بعضُ أَهْل الغَريبِ فِيهِ الكَسْرَ أَيْضاً، فَهُوَ مُسْتدركٌ على المصنِّفِ.
ضحن
: (الضَّحَنُ، محركةً) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(وَهُوَ (د عَن ابنِ سِيْدَه) فِي المُحْكَم، (وأَنْشَدَ بيتَ(35/326)
ابنِ مُقْبِلٍ الَّذِي أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ فِي (ض ج ن) فأحَدُهُما مُصَحِّفٌ) .
وقالَ الأَكثَرُونَ: الحاءُ تَصْحيفٌ إلاَّ أَنَّ نَصْراً قالَ: هُوَ بلَدٌ فِي دِيارِ بَني سُلَيْم بالقُرْبِ مِن وادِي بيضان. وقيلَ: هُوَ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ.
ضدن
: (ضَدَنَهُ يَضْدِنُهُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي (أَصْلَحَهُ وسَهَّلَهُ) ؛ لُغَةٌ يمانِيَّةٌ.
(وضَدْنَى، كسَكْرَى) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ كجَمَزَى، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسانِ: (ع.
(وضَدْوانٌ وضَدْيانٌ: جَبَلانِ) مِن شقِّ اليَمامَةِ؛ (أَو النُّونُ زائِدَةٌ فيُعادُ فِي الياءِ) ، وَهُوَ الصَّوابُ.
ضزن
: (الضَّيْزَنُ، كحَيْدَرٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(وَفِي اللِّسانِ: هُوَ (الحافِظُ الثِّقَةُ) . وَفِي حدِيثِ عُمَرَ، رضِيَ اللهاِ تعالَى عَنهُ: بعثَ بعامِلٍ ثمَّ عَزَله فانْصَرَفَ إِلَى منْزلِه بِلا شيءٍ، فقالتْ لَهُ امْرأَتُه: أَيْنَ مَرافِقُ العَمَل؟ فقالَ لَهَا: كانَ معي ضَيْزنانِ يَحْفظانِ ويَعْلمانِ، يعْنِي المَلِكَيْن الكَاتِبَيْن، أَرْضَى أَهْلَه بِهَذَا القَوْل وعَرَّضَ بالمَلِكَيْن، وَهُوَ مِن مَعارِيضِ الكَلامِ ومَحاسِنِه.
(و) الضَّيْزَنُ: (وَلَدُ الرَّجُلِ وعِيالُهُ وشُركاؤُهُ.
(و) أَيْضاً: (السَّاقِي الجَلْدُ.
(و) أَيْضاً: (البُنْدارُ) يكونُ مَعَ) عامِلِ الخَرَاجِ، وَهُوَ (الخَزَّانُ) ، عِراقِيَّة.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: جَعَلَه ضَيْزناً عَلَيْهِ، أَي بُنْدَاراً.(35/327)
(و) أَيْضاً: (نُحاسٌ) يكونُ (بينَ قَبِّ البَكَرَةِ والسَّاعِدِ.) ، والساعِدُ خَشَبَةٌ تُعَلَّقُ عَلَيْهَا البَكَرَةُ؛ قالَهُ أَبو عَمْرٍ و.
(و) أَيْضاً: (مَنْ يُزاحِمُ أَباهُ فِي امْرأَتِهِ) ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
والفارِسِيَّةُ فيهم غيرُ مُنْكَرةٍ فكُلُّهم لأَبيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُيقولُ: هُم مثْل المَجُوس يتزوَّجُ الرَّجلُ مِنْهُم امْرأَةَ أَبيهِ وامْرأَةَ ابْنِه.
وقالَ ابنْ الأعْرابيِّ: الضَّيْزَنُ الَّذِي يتزوَّجُ امْرأَةَ أَبيهِ إِذا طلَّقَها أَو ماتَ عَنْهَا.
(و) قيلَ: الضَّيْزَنُ: (مَنْ يُزاحِمُكَ عنْدَ الاسْتِقاءِ) فِي البِئْرِ.
وَفِي المُحْكَم: الَّذِي يُزاحِمُ على الحَوْضِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
إِن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْوعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْخالِفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْوقالَ اللَّحْيانيُّ: كلُّ رجُلٍ زَاحَمَ رجلا فَهُوَ ضَيْزَنٌ لَهُ.
(و) ضَيْزَنُ: (صَنَمٌ) . ويقالُ: الضَّيْزَنانِ: صَنَمانِ للمُنْذِرِ الأَكْبرِ كانَ اتَّخَذَهما ببابِ الحِيرَةِ ليسْجِدَ لَهما مَنْ دَخَلَ الحِيرَةَ امْتِحاناً للطَّاعَةِ.
(والضَّيْزَانُ: فَرَسٌ لم يَتَبَطَّن الإِناثَ وَلم يَنْزُ قَطُّ) ؛ عَن أَبي عُبَيْدَةَ.
(وضَزَنَهُ يَضْزُنُهُ ويَضْزِنُه) ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، ضَزناً: (أَخَذَ على مَا فِي يَدِهِ دُونَ مَا يُرِيدُهُ.
(وتَضازَنا: (تَعاطَيَا فتَغالَبَا) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الضَّيْزَنُ: نُحَاس البَكَرَةِ،(35/328)
والجَمْعُ الضَّيازِنُ؛ قالَ:
على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا والضَّيْزَنُ: ضِدُّ الشيءِ، قالَ:
فِي كلِّ يومٍ لَك ضَيْزَنانِ وتَضَيْزَنَ: فَعَلَ فِعْلَ الجاهِلِيَّة لأنَّهم كانُوا يَزْعمُون أنَّهم يَرِثُون نكاحَ الأبِ كَمَاله.
ضطن
: (ضَيْطَنَ ضَيْطَنَةً) :
أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وأوْرَدَه اللَّيْثُ؛ (و) عَن أَبي زيْدٍ: (ضَيَطَاناً محرّكةً) . قالَ اللّيْثُ: وذلِكَ إِذا (مَشَى فحرَّكَ مَنْكِبَيْه وجَسَدَهُ مَعَ كَثْرة لَحْمٍ فَهُوَ ضَيْطَنٌ وضَيْطانٌ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُريبٌ، وَالَّذِي نَعْرفُه مَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَن أَبي زيْدٍ: الضَّيَطَانُ، بالتَّحْريكِ، أَنْ يحرِّكَ مَنْكِبَيْه وجَسَدَهُ حينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرة لَحْمٍ.
قالَ: فَهُوَ مِن ضَاطَ يَضِيطُ ضَيَطَاناً، والنُّونُ مِنَ الضَّيَطَانِ نُون فَعَلان كَمَا يقالُ مِن هَامَ يَهِيمُ هَيَماناً فَهُوَ هَيْمانٌ؛ وَمَا قالَهُ اللَّيْثُ غَيْر مَحْفوظٍ.
ضغن
: (الضِّغْنُ، بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ وإِبْطُ الجَمَلِ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: إبْطُ الجَبَلِ.
فَفِي النوادِرِ: هَذَا ضِغْنُ الجَبَلِ وإِبْطُه بمعْنًى.
(و) الضِّغْنُ: (المَيْلُ) . يقالُ: ضَغِنُوا عَلَيْهِ: أَي مالُوا.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ضَغِنْتُ إِلَى فلانٍ: أَي مِلْتُ إِلَيْهِ كَمَا يَضْغَنُ البَعيرُ إِلَى وَطَنِه.(35/329)
(و) إِذا قيلَ فِي النَّاقَةِ هِيَ ذاتُ ضِغْنٍ فإنَّما يُرادُ نِزاعها، أَي (الشَّوْقُ) ، إِلَى وَطَنِها، ورُبَّما اسْتُعِير ذلِكَ فِي الإِنْسانِ؛ قالَ:
تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةًتُسائِلُ عَن ضِغْنِ النِّساءِ النَّواكِحِ (و) الضِّغْنُ: (الحِقْدُ) الشَّديدُ والعَداوَةُ والبَغْضاءُ، والجَمْعُ الأَضْغانُ، (كالضَّغِينَةِ) ، والجَمْعُ الضَّغائِنُ؛ وأَمَّا قوْلُ الرَّاجزِ:
بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا فقد يكونُ جَمْع ضَغِينَة، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ، أَو حذفَ الهَاء لضَرْورَةِ الرَّوِيّ، أَو هُما لُغَتانِ كحُقَ وحُقَّةٍ، وبَياضٍ وبَياضَةٍ.
(وَقد ضَغِنَ) إِلَيْهِ وَعَلِيهِ، (كفَرِحَ) ، ضِغْناً وضَغَناً: مالَ واشْتَاقَ وحَقَدَ.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: ضَغِنَ الرَّجُل يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إِذا وَغِرَ صَدْرُه وذَوِيَ.
وامْرَأَةٌ ذاتُ ضِغْنٍ على زوْجِها إِذا أَبْغَضَتْه.
(وتَضاغَنُوا واضْطَغَنُوا) : أَي (انْطَوَوْا على الأحْقادِ) .
ويقالُ: أَضْغَنَ فلانٌ على فلانٍ ضَغِينَةً: اضْطَمَرَها.
(واضْطَغَنَه: أَخَذَه تَحْتَ حِصْنِهِ) ؛ وأَنْشَدَ الأَحْمر للعامِرِيَّة:
لقد رَأَيْت رجلا دُهْرِيَّايَمْشِي وراءَ القوْمِ سَيْتَهِيَّاكأَنَّه مُضْطَغِنٌ صَبِيَّاأَي حامِلُه فِي حجْرِه.
(وفَرَسٌ ضاغِنٌ: مَا يُعْطِي جَرْيَهُ إلاَّ بالضَّرْبِ.
(و) مِن المجازِ: (قَناةٌ ضَغِينةٌ، كفَرِحَةٍ) : أَي (عَوْجاءُ) ؛ وَقد ضغنتْ ضَغَناً، قالَ:(35/330)
إنَّ قَناتِي من صَلِيباتِ القَناما زادَها التَّثْقِيفُ إلاَّ ضَغَنا (والضَّغِينيُّ: الأَسَدُ) كأَنَّه يُنْسَبُ إِلَى الضَّغِينَةِ، وَهُوَ الحِقْدُ لكَوْنِه حَقُوداً.
(وضَغِنَ إِلَى الدُّنيا، كفَرِحَ) ، رَكَنَ و (مالَ) إِلَيْهَا؛ قالَ:
إنَّ الَّذين إِلَى لذَّاتِها ضَغِنُواوكان فِيهَا لَهُم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلانٍ وضَغِينَتَه وضغنْتَه: إِذا طَلَبْت مَرْضاتَه.
وضِغْنُ الدَّابَّةِ، بالكسْرِ: عَسَرُه والْتواؤُه؛ قالَ:
كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي فِي الرِّفاقِ وقالَ الشمَّاخُ:
أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَهاكما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُوفَرَسٌ ضَغِنٌ، ككَتِفٍ: مِثْل ضَاغِن.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ ضَغُونٌ، الذَّكَرُ والأُنْثى فِيهِ سِواءٌ، وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي كأَنَّما يرجعُ القَهْقَرَى.
قالَ الخَليلُ: ويقالُ للنَّحُوصِ إِذا وَحِمَتْ واسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ إنَّها ذاتُ ضِغْنٍ.
والاضْطِغانُ: الاشْتِمالُ، وَهُوَ أَن يُدْخلَ الثَّوْبَ مِن تحْت يدِهِ اليْمُنى وطَرَفَه الآخَر مِن تَحْت يِدِه اليُسْرى، ثمَّ يضمّهما بيدِهِ اليُسْرى، وقيلَ: الاضْطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ. وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
والمُضاغِنُ: المُشاحِنُ لأَخِيهِ كالمُضْطَغن.
وضِغْنٌ بالكسْرِ: ماءٌ لفزارَةَ بينَ(35/331)
خَيْبَر وفيد؛ عَن نَصْر.
ضفن
: (ضَفَنَ إِلَيْهِم يَضْفِنُ: أَتاهُمْ يَجْلِسُ إِلَيْهِم) ؛ وَمِنْه الضَّيْفَنُ الَّذِي يَجِيءُ مَعَ الضَّيْفِ؛ كَذَا حَكَاه أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَجْناسِ مَعَ ضفنَ.
وقالَ النحويون: نونُ ضَيْفَن زائِدَةٌ.
(و) ضَفَنَ (بغائِطِه) ضَفْناً: (رَمَى) بِهِ.
(و) ضَفَنَ (بحاجَتِه: قَضَى.
(و) قالَ أَبو زيْدٍ: ضَفَنَ الرَّجلُ (المرْأَةَ) ضَفْناً: (نَكَحَها.
(و) ضَفَنَ (البَعيرُ برِجْلِه خَبَطَ) بهَا.
(و) ضَفَنَ الشَّيءَ (على ناقَتِه: حَمَلَ) إيَّاهُ (عَلَيْهَا.
(و) ضَفَنَ (فلَانا: ضَرَبَه بِرِجْلِهِ على عَجُزِهِ) ؛ وقيلَ: ضَرَبَ اسْتَه بظَهْرِ قَدَمِه، فَهُوَ مَضْفُونٌ وضَفِينٌ.
(و) ضَفَنَ (بِهِ الأَرضَ) : إِذا (ضَرَبَها بِهِ) ؛ قالَ الراجزُ:
قَفَنْتُه بالصوتِ أَيَّ قَفْنِوبالعَصا مِن طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ (و) ضَفَنَ (ضَرْعَ النَّاقَةِ) : إِذا (ضَمَّهُ للحَلبِ) ، عَن أَبي زيْدٍ.
(واضْطَفَنَ: ضَرَبَ بقَدَمِهِ مُؤَخَّرَ نَفْسِهِ.
(والضِّفَنُّ، كهِجَفَ وطِمِرَ: القَصيرُ.
(و) أَيْضاً: (الأحْمَقُ فِي عِظَمِ خَلْقٍ) ؛ عَن الفرَّاءِ؛ وكذلِكَ ضَفَنْدَدُ، وكَسْر الفاءِ عنْد ابنِ الأعْرابيِّ أَحْسَن.
(وتَضافَنُوا عَلَيْهِ: تَعاوَنُوا.
(والضَّيْفَنُ:) مَرَّ (فِي الفاءِ) على أنَّ(35/332)
النُّونَ زائِدَةٌ؛ وَقد ذُكِرَ هُنَا مَا يُشْتَقُّ مِنْهُ، وَهُوَ ضفن إِلَيْهِم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الضِّفْنِينُ، بالكسْرِ: تابعُ الرُّكبانِ، عَن كُراعٍ وحْدِه.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَحُقُّه.
وضَفَنُوا عَلَيْهِ: مالُوا عَلَيْهِ.
وامْرأَةٌ ضِفَنّة، كهِجَفَّةٍ: حَمْقاءُ رِخْوَة ضَخْمَة؛ قالَ:
وضِفَنَّةٌ مثلُ الأتانِ ضِبِرَّةٌ ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ مَا تَشْبَعُوالضِّفَنَّانُ، بكسْرٍ ففتحٍ فتَشْديدٍ: الأحْمَقُ الكَثيرُ اللحْمِ الثَّقِيلُ، والجَمْعُ ضِفْنانٌ، كقِرْدَانٍ نادِرٌ.
ضمن
: (ضَمِنَ الشَّيءَ و) ضَمِنَ (بِهِ، كعَلِمَ ضَماناً وضَمْناً، فَهُوَ ضامِنٌ وضَمِينٌ: كَفَلَهُ) .
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ، كسامِنٍ وسَمِينٍ، وناصِرٍ ونَصِيرٍ، وكافِلٍ وكَفِيلٍ. يقالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ ضَماناً فأَنا ضامِنٌ ومَضْمُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ ماتَ فِي سبيلِ الّلهِ فَهُوَ ضامِنٌ على اللهاِ أَنْ يدخِلَه الجنَّةَ) ، أَي ذُو ضَمانٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهبُ الخَليلِ وسِيْبَوَيْه.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: (الإِمامُ ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ) ، أَرادَ بالضَّمَانِ هُنَا الحِفْظَ والرِّعايَة، لَا ضَمَان الغَرامَة لأنَّه يَحْفَظ على القوْمِ صَلاتَهم، وقيلَ: إنَّ صَلاَة المقتدى فِي عهْدَتِه وصحَّتها مَقْرُونَة بصحَّةِ صَلاتِه، فَهُوَ كالمُتَكفِّل لَهُم صحَّة صَلاتِهم.
(وضَمَّنْتُهُ الشَّيءَ تَضْمِيناً فَتَضَمَّنَهُ عَنِّي) : أَي (غَرَّمْتُهُ فالتَزَمَهُ.(35/333)
(و) ضَمَّنَ الشَّيءَ الشَّيءَ: إِذا أَوْدَعَه إيَّاه كَمَا تُودِعُ الوِعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وَقد تضَمَّنَه هُوَ؛ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ ناقَةً حامِلاً:
أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً من عَواهِنِهاكما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلاعليه: أَي على الجَنِينِ.
وكلُّ (مَا جَعَلْتَهُ فِي وِعاءٍ فقد ضَمَّنْتَهُ إيَّاهُ) .
وَفِي العَيْن: كلُّ شيءٍ أُحْرِزَ فِيهِ شَيْء فقد ضُمِّنَه؛ قالَ.
ليسَ لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ أَي أُوْدِعَ فِيهِ وأُحرِزَ يعْنِي القَبْر الَّذِي دُفِنَتْ فِيهِ المَوْؤُدَةُ.
(والمُضَمَّنُ، كمُعَظَّمٍ، من الشِّعْرِ: مَا ضَمَّنْتَهُ بَيْتاً) ، هَذَا مِن اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ البَدِيعِ. (ومِن البَيْتِ: مَا لَا يَتِمُّ مَعْناهُ إلاَّ بِالَّذِي يَلِيه) ، هَذَا من اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ القَوافِي.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ ذلِكَ بعَيْبٍ عنْدَ الأَخْفَش.
وقالَ ابنُ جنيِّ: هَذَا الَّذِي رَوَاه أَبو الحَسَنِ مِن أنَّ التَّضْمِينَ ليسَ بعَيْبٍ، مَذْهب تَراهُ العَرَبُ وتَسْتَجِيزُه، وَلم يعب فِيهِ مَذْهبَهم مِن وَجْهَيْن: أَحدُهما السّماعُ، والآخَرُ: القِياسُ، أَمَّا السّماعُ فلكَثْرَةِ مَا يردُ عَنْهُم مِن التَّضْمِين، وأَمَّا القِياسُ فلأنَّ العَرَبَ قد وَضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دلَّتْ بِهِ على جَوازِ التَّضْمِين، وذلِكَ مَا أَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ وسِيْبَوَيْه وغيرُهما مِن قوْلِ الرَّبيعِ بنِ ضَبُعٍ الفَزَاريّ:
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السلاحَ ولاأَمْلك رَأسَ البَعيرِ إِن نَفَرا(35/334)
والذِّئبَ أَخْشاهُ إنْ مَرَرْتُ بهوَحْدِي وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرافنَصْبُ العَرَب الذِّئْبَ هُنَا، واخْتيارُ النَّحويين لَهُ مِن حيثُ كانتْ قَبْله جُمْلة مُرَكَّبة مِن فعْلٍ وفاعِلٍ، وَهِي قوْلُه لَا أَمْلك، يدلُّكَ على جَرْيه عنْدَ العَرَبِ والنَّحويين جَمِيعاً مَجْرى قوْلِهم: ضَرَبْتُ زيْداً وعَمْراً لَقِيْته، فكأنَّه قالَ: ولَقِيْتُ عَمْراً لتَجَانسِ الجُمْلَتَيْن فِي الترْكِيبِ، فلولا أنَّ البَيْتين جَمِيعاً عنْدَ العَرَب يَجْرِيان مَجْرى الجُمْلة الواحِدَةِ لمَا اخْتارَتِ العَرَبُ والنَّحويُّون جَمِيعاً نَصْب الذِّئْب، وَلَكِن دلَّ على اتِّصالِ أحدِ البَيْتينِ بصاحِبِه وكَوْنهما مَعًا كالجُمْلةِ المَعْطوفِ بَعْضها على بعضٍ، وحُكْم المَعْطوف والمَعْطُوف عَلَيْهِ أَن يَجْريا مَجْرى العقْدَةِ الواحِدَةِ، هَذَا حُكْم القِياسِ فِي حُسْن التَّضْمِين، إلاَّ أَن بإِزائِه شَيْئا آخَرَ يقبحُ التَّضْمِين لأَجْلِه، وَهُوَ أَنَّ أَبا الحَسَنِ وغيرَهُ قد قَالُوا: إنَّ كلَّ بيتٍ مِنَ القَصِيدَةِ شِعْرٌ قائِمٌ بنفْسِه، فَمن هُنَا قَبُحَ التَّضْمِين شَيْئا، ومِن حيثُ ذكرنَا مِن اخْتِيار النَّصْب فِي بيتِ الرَّبيع حَسُنَ، وَإِذا كانتِ الحالُ على هَذَا فكلَّما ازْدَادَت حاجَةُ البيتِ الأوَّلِ إِلَى الثَّانِي واتَّصل اتِّصالاً شَديداً كانَ أَقْبَح ممَّا لم يَحْتج الأوَّل فِيهِ إِلَى الثَّانِي هَذِه الحاجَة؛ قالَ: فَمن أَشَدّ التَّضْمِين قَوْل الشاعِرِ رُوِي عَن قُطْرُب وغيرِهِ:
وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بمالٍ من الأَقْوامِ إلاَّ للَّذِيِّيُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُلأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيِّفَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَة على(35/335)
شِدَّةِ اتِّصالِ كلّ واحِدٍ مِنْهُمَا بصاحِبِه؛ وقالَ النابِغَةُ:
وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تمِيمٍ وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ إنِّيشَهِدْتُ لَهُم مَواطِنَ صادِقاتٍ أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي (و) المُضَمَّنُ (مِن الأَصْواتِ: مَا لَا يُسْتَطاعُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُوصَلَ بآخَرَ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ أَن يقولَ الإِنْسانُ قِفْ فُلَ بإِشْمامِ اللامِ إِلَى الحرَكَةِ.
(و) مِن المجازِ: (ضِمْنُ الكِتابِ، بالكسْرِ: طَيُّهُ) . يقالُ: أَنْفَذْتُه ضِمْن كتابي.
(و) فَهِمْتُ مَا (تَضَمَّنَهُ) كِتابكَ: أَي (اشْتَمَلَ عَلَيْهِ) وَكَانَ فِي ضِمْنِه.
(والضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ: المَرَضُ) . يقالُ: كانتْ ضُمْنَةُ فلانٍ أَرْبَعَة أَشْهُرٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ الدَّاءُ فِي الجَسَدِ مِن بَلاءٍ أَو كِبْر؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: الضَّمِنُ، (ككَتِفٍ: العاشِقُ) ، ومَصْدرُه الضَّمانَةُ، كَمَا سَيَأتي.
(و) الضَّمِنُ: (الزَّمِنُ) ، زِنَةً ومعْنًى، (و) المُبْتَلَى فِي جَسَدِه) مِن بَلاءٍ أَو كِبْر أَو كَسْر أَو غيرِهِ: قالَ:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُم ضَمِناً أَشْكو إِلَيْكُم حُمُوَّةَ الأَلَمِوالجَمْعُ ضَمِنُون.
(وَقد ضَمِنَ، كسَمِعَ، والاسمُ الضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ) ، وَهَذَا قد تقدَّمَ لَهُ.
(والضَّمَنُ، محرَّكةً، وكسَحابٍ وسَحابَةٍ) ؛ قالَ ابنُ أَحْمر وكانَ سُقِيَ بَطْنُه:
إِلَيْك إلهَ الخَلْقِ أَرْفَعُ رَغْبَتيعِياذاً وخَوْفاً أَن تُطِيلَ ضَمانِيا(35/336)
فالضَّمَانُ هُوَ الدَّاءُ نفْسُه؛ وقالَ غيرُهُ:
بعَيْنَينِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهماضَمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِسأي عاهَة.
(وقَوْلُ عَبْدِ اللهاِ بنِ عَمْرِو) بنِ العاصِ، هَكَذَا خَرَّجَه بعضُهم، ويُرْوَى عَن عبْدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: ((مَن اكْتَتَبَ ضَمِناً) ، بَعَثَه اللهاُ ضَمِناً يومَ القِيامَةِ) ، (أَي مَنْ كَتَبَ نَفْسَهُ فِي ديوانِ الضَّمْنَى والزَّمْنَى) ليُعْذَرَ عَن الجِهادِ وَلَا زَمَانَة بِهِ، وإنَّما يَفْعَلُ ذلِكَ اعْتِلالاً بَعَثَه اللهاُ تَعَالَى يوْمَ القِيامَةِ كذلِكَ، وقيلَ: معْنَى اكْتَتَبَ سَأَلَ أَن يكْتبَ نَفْسَه أَو أَخَذَ لنفْسِه خطّاً مِن أَميرِ جَيْشِه ليكونَ عذرا عنْدَ والِيهِ، وَهُوَ جَمْعُ ضَمِنٌ أَو ضَمِيْن.
قالَ سِيْبَوَيْه: كُسِّر هَذَا النَّحْو على فَعْلى لأنَّها مِنَ الأَشْياءِ الَّتِي أُصِيبُوا بهَا وأُدْخِلوا فِيهَا وهُمْ لَهَا كارِهُون.
وَفِي الحدِيثِ: (كَانُوا يَدْفعونَ المَفاتِيح إِلَى ضَمْناهم ويقُولُونَ: إِن احْتجْتُم فكُلُوا) .
وقالَ الفرَّاءُ: ضَمِنَتْ يدُهُ ضَمانَةً بمنْزِلَةِ الزَّمانَةِ.
(ورجُلٌ مَضْمونُ اليَدِ) مِثْل (مَخْبُونِها.
(و) فِي كِتابِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدِرِ: (إنَّ الضَّاحِيَةَ مِنَ البَعْلِ، ولكُم الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ) .
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الضَّاحِيَة مَا بَرَزَ وكانَ خارِجاً مِنَ العِمَارَةِ فِي البَرِّ مِن النَّخْل؛ (والضَّامِنَةُ مَا يكونُ فِي) جَوْفِ (القَرْيَةِ مِن النَّخيلِ) لتضمنها أَمْصَارهم، (أَو مَا أَطافَ بِهِ سُورُ المَدِنيةِ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ:(35/337)
سُمِّيَت لأنَّ أَرْبابَها قد ضَمِنُوا عَمارَتَها وحفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمانٍ، كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، أَي ذاتِ رِضاً.
(والضَّمانَةُ: الحُبُّ) ، قالَ ابنُ عُلَّبة:
ولكنْ عَرَتْني من هَواكِ ضَمانةٌ كَمَا كنتُ أَلْقى منكِ إِذا أَنا مُطْلَقُ (و) فِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن بَيْعِ المَلاقِيح و (المَضامِين)) ، تقدَّمَ تفْسِيرُ المَلاقِيح، وأَمَّا المَضامِين فإنَّ أَبا عُبَيْدٍ قالَ: هِيَ (مَا فِي أَصْلابِ الفُحُولِ) ، جَمْعُ مَضْمُون؛ وأَنْشَدَ غيرُهُ:
إنَّ المَضامِينَ الَّتِي فِي الصُّلْبِماءُ الفُحولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِأَو مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَبِه فسَّرَ مالِكُ فِي الْمُوَطَّأ.
(ومَضْمُونٌ: اسمُ) رجُلٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُضَمَّنُ مِن الأَلبانِ: مَا فِي ضِمْنِ الضّرْع، ومِن الماءِ مَا كانَ فِي كُوزٍ أَو إنَاءٍ، وَإِذا كانَ فِي بَطْنِ الناقَةِ حمْلٌ فِي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوامِنُ وَمَضامِينُ.
وَمَا أَغْنى عَنِّي فلانٌ ضِمْناً، بالكسْرِ، وَهُوَ الشِّسْعُ، أَي شَيْئا، وَلَا قَدْرَ شِسْعٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والضَّامِنَةُ مِن كلِّ بلَدٍ: مَا تَضَمَّنَ وَسَطَه.
ورجُلٌ ضَمَنٌ، محرّكةً؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ: أَي مَرِيضٌ. وَفِي الحدِيثِ: (مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ.
أَي ذُبِحَتْ لغيرِ عِلَّةٍ.
وَهُوَ ضَمِنٌ على أَصْحابِهِ: أَي كَلٌّ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: ضَمنَ فلانٌ على أَصْحابِه وكَلَّ عَلَيْهِم بمعْنًى واحِدٍ؛(35/338)
وقَوْلُ لبيدٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
يُعْطِي حُقوقاً على الأَحْسابِ ضامِنةًحتى يُنَوِّرَ فِي قُرْيانِه الزَّهَرُكأنَّه قالَ: مَضْمُونَة كالرَّاحِلَةِ بمعْنَى المَرْحُولةِ.
وَضَمنَهُ كعلمه يُعلمهُ.
ومَضْمُونُ الكِتابِ: مَا فِي ضِمْنِه وطَيِّه، والجَمْعُ مَضامِينٌ.
وَقد سَمَّوْا ضامِناً.
وقوْلُ العامَّةِ: ضمار دَرك صوابُه: ضَمان الدَّرك، وَهُوَ رَدُّ الثَّمنِ للمُشْترِي عنْدَ اسْتِحْقاقِ المبيعِ.
وقوْلُ بعضِ الفُقَهاء: الضَّمانُ مأْخُوذٌ مِن الضَّم غَلَطٌ مِن جهَةِ الاشْتِقاقِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ضمحن
:) اضْمَحَنَّ الشيءُ، مثْلُ اضْمَحَلَّ، عى البَدَلِ، حَكَاهُ يَعْقوب.
ضنن
( {الضَّنَنُ، محرَّكةً: الشُّجاعُ) ؛ قالَ:
إِني إِذا} ضَنَنٌ يَمْشِي إِلَى {ضَنَنٍ أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ بِهِ الموتُ (} والضَّنِينُ البَخيلُ) بالشَّيءِ النَّفيسِ.
قالَ الفرَّاءُ: قَرَأَ زَيْدُ بنُ ثابتٍ وعاصِمٌ وأَهْلُ الحِجازِ: {وَمَا هُوَ على الغَيْبِ {بضَنِينٍ} وَهُوَ حَسَنٌ، يقولُ: يأْتِيه غَيْبٌ وَهُوَ مَنْفوس فِيهِ فَلَا يَبْخلُ بِهِ عليكُم وَلَا يَضِنُّ بِهِ عَنْكُم، وَلَو كانَ مَكان على عَن صَلَح أَو الْبَاء تقولُ: مَا هُوَ بضَنِين بالغَيْبِ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: مَا هُوَ على الغَيْبِ ببَخِيلٍ كَتُومٍ لمَا أُوحِي إِلَيْهِ، وقُرِىءَ بظَنِينٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي محلِّه.
وَقد} ضنَّ بالشيءِ، كفَرِحَ، (! يَضِنُّ(35/339)
بالفتْحِ) ، وَهِي اللُّغَةُ العالِيَةُ، (والكَسْر) فِي الْآتِي، حَكَاه يَعْقوب: ورَوَى ثَعْلَب عَن الفرَّاء: سَمِعْتُ: {ضَنَنْتُ وَلم أَسْمَع أَضِنُّ؛ (} ضَنانَةً) ، بالفتحِ، ( {وضِنَّاً، بالكسْرِ) ويُفْتَحُ، إِذا بخلَ بِهِ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ} ضِنِّي) مِن بَين إخْوانِي، (بالكسْرِ: أَي خاصٌّ بِي) ، كأنَّه يَخْتصُّ بِهِ ويبخلُ لمكانِهِ مِنْهُ وموْقِعِه عنْدَه.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ شِبْه الاخْتِصاصِ.
( {وضَنائِنُ اللهاِ: خَواصُّ خَلْقِه) ؛ إشارَة للحدِيثِ: (إنَّ للهِ} ضَنائِنَ مِن خَلْقِه) ، وَفِي رِوايَةٍ: {ضِنّاً مِن خَلْقِه يحييهم فِي عافِيَةٍ ويُمِيتهم فِي عافِيَةٍ: أَي خَصَائِص، واحِدُهُم} ضَنِينَة، فَعِيلَة بمعْنَى مَفْعولَةٍ مِن {الضِّنِّ، وَهُوَ مَا تَخْتصه} وتَضَنُّ بِهِ لمكانِهِ مِنْك وموْقِعِه عنْدَك.
(و) يقالُ: (هَذَا عِلْقُ {مَضَنَّةٍ، وتُكْسَرُ الضَّادُ) : أَي هُوَ شيءٌ (نَفِيسٌ} يُضَنُّ بِهِ) ويُنافَسُ فِيهِ.
( {وضِنَّةُ بالكسْرِ: خَمْسُ قَبائِلَ) مِنَ العَرَبِ؛ (وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ: قَبيلَةٌ، قُصورٌ) .
قالَ شيْخُنا: إِذا قصدَ مِن قَبيلَةٍ جِنْسَ القَبيلَةِ فيصْدق بكلِّ قَبيلَةٍ فَلَا قُصورَ على أنَّ الجَوْهرِيَّ لم يَلْتَزِم ذِكْرَ كلّ شيءٍ كالمصنِّفِ حَتَّى يلزمَه القُصُور، بل يلزمُه أنْ يَذْكُر مَا صَحَّ عنْدَه.
(} ضِنَّةُ بنُ سَعْدِ) هُذَيْمٍ (فِي قَضاعَةَ.
(و) ضِنَّةُ (بنُ عبدِ الّلهِ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ ضِنَّةُ بنُ عبْدِ بنِ كبيرٍ (فِي عُذْرَةَ) بنِ سعْدِ هُذَيْمٍ، فهم أَشْرافهم إِلَى اليومِ، مِن ذرِّيَّتِه رداحُ بنُ ربيعَةَ بنِ حزامِ بنِ ضِنَّة، أَخُو قَصيّ بنِ كِلابٍ لأُمِّه.(35/340)
(و) {ضِنَّةُ (بنُ الحَلاَّفِ فِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.
(و) ضِنَّةُ (بنُ العاصِ) بنِ عَمْرٍ و (فِي الأزْدِ.
(و) ضِنَّةُ (بنُ عبدِ الّلهِ) بنِ الحارِثِ (فِي) بَني (نُمَيْرِ: {) بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ أَخِي خويلعَةَ بنِ عبدِ ااِ بنِ الحارِثِ بَطْنٌ أَيْضاً.
(} والمَضْنُونُ: الغاليَةُ) عَن الزجَّاجيّ، وَهُوَ مجازٌ، قالَ الرَّاجزُ:
قد أكْنَبَتْ يَدَاكَ بَعْدَ لِينِوبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِوهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِوفي المُحْكَم: هُوَ دُهْنُ البانِ.
وَفِي الأساسِ: ضَرْبٌ مِن الطّيبِ، وإنَّما سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه {يضنُّ بِهِ.
(و) } المَضْنُونَةُ، (بهاءٍ: اسمُ) بِئْرِ (زَمْزَمَ) ، وَمِنْه الحدِيثُ: احْفِرِ المَضْنُونَة، سُمِّيَت لأنَّه {يُضَنُّ بهَا لنَفاسَتِها وعِزَّتِها.
وكانَ ابنُ خَالَوَيْه يقولُ فِي بئْرِ زَمْزَمَ: المَضْنُونُ بغيرِ هاءٍ.
(} والضَّنَّانُ بنُ المَنَّانِ، كشَدَّادٍ: شاعِرٌ.
( {واضْطَنَّ) الرَّجلُ: (بَخِلَ) ، افْتَعَلَ مِن الضنِّ؛ وكانَ فِي الأصْلِ: اضْتَنَّ فقُلِبَتِ التاءُ طاءً.
وممَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ:
} الضِّنَّةُ، بالكسْرِ، والمَضَنَّةُ: البُخلُ الشَّديدُ.
{والضِّنُّ، بالكسْرِ: الشيءُ النَّفِيسُ المَضْنُونُ بِهِ، عَن الزجَّاجِيّ.
وَهُوَ} ضِنّتي {كضِنِّي: أَي} أَضِنُّ بموَدَّتِه؛ وكذلِكَ ضَنِينِي {وضَنِنْتُ بالمنْزِلِ} ضَنّاً {وضَنَانَةً: لم أَبْرَحْه.
وأَخَذْتُ الأَمْرَ} بضَنَانَتِه: أَي بَطَرَاوَتِه لم يَتَغيَّر.(35/341)
وهَجَمْتُ على القَوْمِ {بضَنَانَتِهم: أَي لم يَتَفرَّقُوا.
} والمَضْنُونَةُ: الغالِيَةُ؛ عَن الزجَّاجِيِّ.
وقالَ الأصْمعيُّ: {المَضْنونَةُ: ضَرْبٌ مِن الغِسْلَةِ والطِّيبِ؛ وأَنْشَدَ للرَّاعِي:
تَضُمُّ على} مَضْنُونَةٍ فارِسِيَّةٍ ضَفائِرَ لَا ضاحِي القُرُونِ وَلَا جَعْدِوكَعْبُ بنُ يسارِ بنِ {ضنَّةَ العَبْسيُّ: لَهُ صحْبَةٌ.
قلْتُ: وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تولَّى القَضاءَ بمِصْرَ، وقَبْرُه بحارَةِ الناصِرِيَّة؛ والعامَّةُ تقولُ: كَعْب الأَحْبارِ، ومِن ولدِه صالِحُ بنُ سَهْلِ بنِ محمدِ بنِ سهْلِ بنِ عنبسَةَ بنِ كَعْبِ بنِ يَسارٍ، ذَكَرَه ابنُ يونُسَ.
وكَعْبُ بنُ ضِنَّةَ: مِن أَهْلِ مِصْرَ أَدْرَكَ كِبارَ الصَّحابَةِ، قالَهُ ابنُ يونُسَ.
((
ضون
: (} الضَّوْنُ: الإِنْفَحَةُ.
(و) {الضَّوْنَةُ، (بهاءٍ: الضَّبِيَّةُ الصَّغيرةُ.
(و) أَيْضاً: (كَثْرَةُ الوَلَدِ} كالتَّضَوُّنِ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
( {والضَّانَةُ) ، غيرُ مَهْموزٍ: (البُرَةُ) الَّتِي (يُبْرَى بهَا البَعيرُ) إِذا كانتْ مِن صُفْرٍ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وقَضَيْنا أَنَّ أَلِفَها وَاو لأَنَّها عَيْن.
(} والضَّيْوَنُ) ، كحَيْدَرٍ: (السِّنَّوْرُ الذَّكَرُ) ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُه نادِرٌ خَرَجَ على الأَصْلِ كَمَا قالو حَيْوَة {وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَنَّ ذلِكَ جِنْس وَهَذَا عَلَم، والعَلَم يَجوزُ فِيهِ مَا لَا يَجوزُ فِي غيرِهِ؛ (ج} ضَياوِنُ) .
قالَ ابنُ بَرِّي: شاهِدُه مَا أَنْشَدَه الفرَّاءُ:(35/342)
ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ فِي حَجَراتِهنُجُومُ الثُّرَيَّا أَو عُيُونُ الضَّياوِنِوصحَّت الْوَاو فِي جَمْعِها لصحَّتِها فِي الواحِدِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: {وضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لَا فَعْوَلٌ لأنَّ بابَ ضَيْغَم أَكْثَر مِن بابِ جَهْوَر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الضانَةُ: الخِزَامَةُ، عَن شَمِرٍ.
وذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه ااِ تَعَالَى فِي ض أَن، وَهنا محلُّ ذِكْرِه لأنَّه غيرُ مَهْموزٍ.
{والمِيضَانَةُ: القُفَّةُ، وَهِي المَرْجُونَة، نَقَلَه سَلَمة عَن الفرَّاءِ، وسَيَأتي فِي ترْجمةِ وض ن.
ضين
: (} ضِيْنٌ، بالكسْرِ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} وَهُوَ (جَبَلٌ عظيمٌ بصَنْعاءَ) شرقيها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الضِّيْنُ} والضَّيْنُ: لُغتَانِ فِي الضَّأْنِ، فإمَّا أَن يكونَ شاذّاً، وَإِمَّا أنْ يكونَ مِن لفْظٍ آخرَ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَهُوَ الصَّحيحُ عنْدِي
(فصل الطَّاء) مَعَ النُّون)
طبن
(الطَّبنُ: الجمعُ الكثيرُ) مِن النَّاسِ، (ويُحَرَّكُ.
(و) الطَّبنُ، (مُثَلَّثَةً وكصُرَدٍ: لُعْبَةٌ لَهُم) ، وَهِي خَطٌّ مُسْتدِيرٌ يَلْعبُ بهَا الصِّبْيانُ يُسَمُّونَها الرَّحَى.
وَفِي الصِّحاحِ: (فارِسِيَّتُه: سِدَرَهْ) ، أَي ذُو ثلاثَةِ أَبْوابٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
من ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضاحِيكالطِّبْنِ فِي مُخْتَلَفِ الرِّياحِورَوَاهُ بعضُهم: كالطَّبْلِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:(35/343)
يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هُنَا مَصْدرٌ لأَنَّه ضَرْبٌ مِنَ اللَّعِبِ، فَهُوَ مِن بابِ اشْتَمل الصَّمَّاء.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: والجَمْعُ طُبَنٌ مِثْل صُبْرَة وصُبَرٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ و:
تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْونَحْنُ نَعْدُو فِي الخَبَارِ والجَرَنْ (و) الطَّبَنُ: (الجِيفَةُ تُوضَعُ فَيُصادُ عَلَيْهَا النُّسورُ والسِّباعُ.
(و) الطُّبْنُ، (بالضَّمِّ: الطَّنْبُورُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فإنَّكَ مِنَّا بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ وخَصْمٍ كعُودِ الطُّبْنِ لَا يَتَغَيَّبُ (و) الطُّبْنَةُ، (بهاءٍ: صَوْتُه) ، عَنهُ أَيْضا.
(والطِّبْنَةُ، بالكسْرِ: الفِطْنَةُ، ج) طِبَنٌ، (كعِنَبٍ.
(وطَبِنَ لَهُ كفَرِحَ وضَرَبَ، طَبَناً) ، بالتَّحْريكِ، (وطَبانَةً وطَبانِيَةً وطُبُونَةً) ، الأخيرَةُ بالضَّمِّ: (فَطِنَ) .
وقيلَ: الطَّبَنُ: الفِطْنَةُ للخَيْرِ، والتَّبَنُ: الفِطْنَةُ للشَّرِّ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الطَّبَانَةُ والتَّبَانَة واحِدٌ، وهما شِدَّةُ الفِطْنَةِ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: الطَّبانَةُ والطَّبانِيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَة واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانَة واللَّحانِيَة واحِدٌ.
وَفِي الحدِيثِ: أنَّ حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةُ فَطَبِنَ لَهَا غُلامٌ رُومِيٌّ فجاءَتْ بولَدٍ كأَنَّه وَزَغَة، أَي هَجَمَ على باطِنِ أَمْرِها وخَبَره وأَنَّه ممَّنْ تُوَاتِيه على المُراوَدَة؛ (فَهُوَ طَبِنٌ، كفَرِحٍ وصاحِبٍ) ، أَي فَطِنٌ حاذِقٌ عالِمٌ بكلِّ شيءٍ؛ قالَ الأعْشى:
واسْمَعُ فإنِّي طَبِنٌ عالمٌ أقْطَعُ شِقْشِقَة الهَادِرِ(35/344)
وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
فقُلْتُ لَهَا بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلِجَرى بالفِرَى بَيْني وبَيْنك طَابِنُأَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عالِمٌ بِهِ.
(و) طَبَنَ (النَّارَ يَطْبِنُها طَبْناً: دَفَنَها لئلاَّ تُطْفَأُ، وَذَلِكَ الموضِعُ طابُونٌ) ، وَهُوَ مَدْفِنُ النارِ، الجَمْعُ طَوابِين.
(وطابِنْ هَذِه الحَفِيرَةَ) : أَي (طامِنْها وطأْطِئْها.
(واطْبَأَنَّ) قَلْبه مِثْل (اطْمَأَنَّ) إِذا سَكَنَ.
(و) الطَّبْنُ: الخَلْقُ. يقالُ: مَا أَدْرِي (أَيُّ الطَّبْنِ هُوَ) ، كَقوْلِكَ: مَا أَدْرِي (أَيُّ النَّاسِ) هُوَ.
(وطابنَهُ: وافَقَهُ) ، مُطابَنَة وطباناً.
(وطُوبانيَةُ، بالضَّمِّ: قَلْعَةٌ بفَلَسْطِينَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ طُبُنَّةٌ، بضمَّتَيْن فتَشْديدِ نُونٍ: أَي حاذِقٌ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: طَبِنْتُ بِهِ أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة، وَهُوَ الخَدْعُ؛ وَبِه فَسَّرَ شَمِرٌ حدِيثَ الرُّومِيَّة: فَطَبَنَ لَهَا غُلامٌ رُوميٌّ، وَهُوَ مِن حَدِّ ضَرَبَ، أَي خَيَّبها وخَدَعَها.
واخْتارَ ابنُ الأعْرابيِّ: مَا أَدْرِي أَيُّ الطَّبَنِ هُوَ، بالتّحْرِيكِ.
والطِّبْنُ، بالكسْرِ: مَا جاءَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ الحَطَبِ والقمشِ، ورُبَّما سُمِّي البَيْت الَّذِي بُنِي بِهِ طبناً.
والطَّبِنُ، ككَتِفٍ وجَبَلٍ: لُغَتانِ فِي اللَّعِبِ المَذْكُورِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والطَّبانِيَةُ: أنْ يَنْظرَ الرَّجلُ إِلَى حَلِيلَتِه، فإمَّا أنْ يَحْظُلَ أَي يكفها(35/345)
عَن الظّهورِ، وإمَّا أنْ يَغْضَبَ ويَغارَ؛ عَن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ للجعْدِيّ:
فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ منهطَبَانيةٌ فيَحْظُلُ أَو يَغارُوطابَنَ ظَهْرَه كطامَنَهُ، وَهِي الطُّبَأْنِينة، كالطُّمَأْنِينَةِ.
وطَبَنَى، كجَمَزَى: قَرْيَةٌ بالغربية مِن أَعْمالِ سنجا بمِصْرَ، مِنْهَا: الإِمامُ ناصِرُ الدِّيْن أَبو يَحْيَى محمدُ ابنُ الإِمام رُكْن الدِّيْن بنِ محمدِ بنِ عُمَرَ بنِ محمدِ الطّبناويُّ، وُلِدَ سَنَة 753، وكانَ مِن أَكابِرِ الصَّالِحِين، ترْجَمَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فِي الأنباء، واجْتَمَع بِهِ الإِمامُ السّخاوي مِراراً بمِصْرَ وتَرْجَمَه فِي الضوْءِ اللامع.
وطُبْنةُ، بالضمِّ ويقالُ بضَمَّتَيْن: بلْدَةٌ بالزاب مِن إفْريقيَة، مِنْهَا أَبو عبدِ الّلهِ محمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ محمدِ بنِ أَسدِ التَّمِيميُّ الحمانيُّ الشاعِرُ قَدِمَ الأَنْدَلُس سَنَة 331، وولِيَ الشّرطَة وَهُوَ نسَّابَة أَخْبارِيٌّ محدِّثٌ، تُوفي سَنَة 394، ذَكَرَه ابنُ الفَرَضِيّ؛ ومِن قَرابَتِه: أَبو مَرْوان عبدُ المَلِكِ بنُ زِيادَة الله بنِ عليِّ بنِ الحُسَيْن بنِ أَسدٍ الشاعِرُ رَوَى لَهُ أَبو عليَ النسائيّ مسلسلاً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طبرزن
:) طَبَرْزَنُ للسُّكَّرِ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ حَكَاه الأصْمعيُّ بالنُّونِ هَكَذَا وباللامِ أَيْضاً.
وقالَ يَعْقوب:(35/346)
طَبَرْزَن وطَبَرْزَل مِثَالٌ لَا أَعْرِفُه.
وقالَ ابنُ جنيِّ: قوْلُهم: طَبَرْزَن وطَبَرْزَل لسْتَ بأَن تَجْعَلَ أَحَدَهما أَصْلاً لصاحِبِه بأَوْلى منْك بحمْلِه على ضِدِّه لاسْتِوائِهما فِي الاسْتِعْمال.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طبرن
:) طَبَرْنِيَةُ، بفتْحَتَيْن وسكونٍ وكسْرِ النُّونِ: قرْيَةٌ ببُجَيْرةِ مِصْرَ.
طثن
: (الطَّثْنُ بالمُثَلَّثَةِ) : أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (الطَّرَبُ والتَّنَعُّمُ) .
طجن
: (الطَّجْنُ: القَلْوُ) ، دَخِيلٌ فِي العَربيَّةِ.
قالَ اللَّيْثُ: أُهْمِلَت الجيمُ والطاءُ فِي الثُّلاثي الصَّحِيحِ، ووَجَدْناها مُسْتَعْملَة: بَعْضهَا عَربيَّة وبَعْضها معرَّبَة.
(والمُطَجَّنُ، كمُعَظَّمٍ: المَقْلُوُّ فِي الطَّاجِنِ، كصاحِبٍ.
(و) الطَّيْجَنُ مِثْلُ (حَيْدَرٍ) : اسْمَان (لطاب 2 قٍ يُقْلَى عَلَيْهِ) وَفِيه.
قالَ الجَوْهرِيُّ، رحِمَه الّلهُ: (مُعَرَّبانِ) ، لأنَّ الطاءَ والجيمَ لَا يَجْتَمِعان فِي أَصْلِ كَلامِ العَرَبِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّاجَنُ، كهاجَر لُغَةٌ فِي الطاجِنِ، كصاحِبٍ وَهُوَ مُعَرَّبٌ فارِسِيَّتُه تابه.
والطَّياجِين جَمْعُ طَيْجَن، وَهِي الطَّواجِن.
وأَبو طاجِنٍ مِن كناهم.
والطواجنية: بطين فِي رِيفِ مِصْر يُنْسَبُون إِلَى أَبي طاجِنٍ، فيهم زعارَةٌ.(35/347)
طحن
: (طَحَنَ البُرَّ، كمَنَعَ) ، يَطْحَنُه طَحْناً (وطَحَّنَهُ) ، بالتّشْديدِ: (جَعَلَهُ دَقِيقاً) ، فَهُوَ مَطْحُونٌ وطَحِينٌ ومطحنٌ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
عَيْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّوإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا (و) طَحَنَتِ (الأَفْعَى) : تَرَحَّتْ و (اسْتَدارَتْ، فَهِيَ مِطْحانٌ) ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ:
بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَهاإذا فَزِعَتْ ماءٌ هُرِيقَ على جَمْرِ (والطِّحْنُ، بالكسْرِ: الدَّقيقُ) المَطْحونُ؛ (وَمِنْه المَثَلُ: أَسْمَعُ جَعْجَعَةً وَلَا أَرْى طِحْناً.
(و) الطُّحَنُ، (كصُرَدٍ: القصيرُ.
(و) أَيْضاً: (دُوَيْبَّةٌ) على هَيْئةِ أُمِّ حُبَيْن، إلاَّ أَنها أَلْطَفُ مِنْهَا، تَشْتَالُ ذَنَبَها كَمَا تَفْعَلُ الخَلِفَة مِن الإِبِلِ، يقولُ صِبْيانُ الأَعْرابِ لَهَا إِذا ظَهَرَتْ: اطْحَني لنا جِرَابنا، فتَطْحَنُ بنفْسِها فِي الأَرضِ حَتَّى تَغِيبَ فِيهَا فِي السَّهْل وَلَا تَراها إلاَّ فِي بَلُّوقَةٍ مِن الأَرْضِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الطُّحَنُ دُوَيْبَّةٌ كالجُعَلِ، والجَمْعُ الطُّحَنُ.
قالَ الأصْمعيُّ: هِيَ دُونَ القُنْفُد، فتكونُ فِي الرَّمْل تَظْهرُ أَحْياناً وتَدُورُ كأنَّها تَطْحَنُ ثمَّ تَغُوصُ.
(و) الطُّحَنُ: (لَيْثُ عِفِرِّينَ) مِثْل الفُسْتُقةِ، لوْنُه لَوْن التّرابِ يَنْدَسُّ فِي الأرْضِ؛ عَن أَبي خَيْرَةَ؛ وَفِي الصِّحاحِ: وقوْلُه:
إِذا رَآنِي واحِداً أَو فِي عَيَنْيَعْرِفُني أَطْرَقَ إطْراقَ الطُّحَنْ(35/348)
إنَّما عَنَى إحْدَى هاتَيْن الحَشَرَتَيْن.
قالَ ابنُ بَرِّي: الرَّجْز لجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى الطُّهَوِيِّ.
(والطَّاحونةُ: الرَّحَى) ، والجَمْعُ الطَّواحِين.
(والطَّواحِنُ: الأَضْراسُ) كلُّها مِن الإِنْسانِ وغيرِهِ، على التَّشْبيهِ، وحِدَتُها طاحِنَةٌ.
(و) الطَّحُونُ، (كصَبُورٍ: نحوُ الثَّلَثِمِائةٍ من الغَنَمِ) ؛ عَن اللَّحْيانيِّ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَلَا أَعْلَم أَحَداً حَكَى الطَّحُونَ مِن الغَنَم غيرَهُ.
(و) الطَّحُونُ: (الكَتِيبةُ العَظِيمةُ) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: تَطْحَنُ مَا لَقِيَتْ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ: الطَّحُونُّ: اسمُ (الحَرْبِ) ؛ وقيلَ: هِيَ الكَتِيبةُ من كتِائِبِ الخَيْل إِذا كانتْ ذَات شَوْكةٍ وكثْرَةٍ.
(و) الطَّحُونُ: (الإِبِلُ الكثيرَةُ كالطَّحَّانةِ) ، مُشدَّدةً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقيلَ الطَّحَّانَةُ والطَّحُونُ: الإِبلُ إِذا كانتْ رِفاقاً وَمَعَهَا أَهْلُها.
(و) حَكَى النَّضْر عَن الجعْدِيّ أَنّه قالَ: (الطَّاحِنُ الَّراكِسُ مِن الدَّقُوقةِ الَّتِي تكونُ فِي وَسَطِ الكُدْسِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: (والطَّحَّانُ: مَصْرُوفٌ إِن لم تَجْعَلْهُ من الطَّحِّ) أَو الطَّحاءِ، وَهُوَ المُنْبَسط مِن الأرضِ، وَإِن جَعَلْته مِن الطَّحْن أَجْرَيْته.
قالَ ابنُ بَرِّي: لَا يكونُ الطَّحَّانُ مَصْروفاً إلاَّ مِن الطَّحْنِ، ووَزْنه فَعَّال، وَلَو جَعَلْته مِن الطَّحاءِ لكانَ قِياسُه طَحْوان لَا طَحَّان، فَإِن جَعَلْته مِن الطَّحِّ كَانَ وَزْنُه فَعْلان لَا فَعَّال. (وحِرْفَتُه) الطِّحَانَةُ، (ككِتابَةٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّحَّانَةُ: الَّتِي تَدُورُ بالماءِ.
وقالَ الزجَّاجُ: الطُّحَنَةُ: القَصيرُ فِيهِ لُوثَة.(35/349)
ونَقَلَ الأزْهرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابي: إِذا كانَ الرَّجُل نِهايَة فِي القِصَرِ فَهُوَ الطُّحَنَة.
وقالَ ابنُ بَرِّي: وأَمَّا الطَّويلُ الَّذِي فِيهِ لُوثَةٌ فيُقالُ لَهُ عُسْقُدٌ.
قالَ: وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: أَقْصَرُ القِصَارِ: الطُّحَنَة، وأَطْوَل الطِّوالِ: السَّمَرْ طُولُ.
وحَرْبٌ طَحُونٌ: تَطْحَنُ كلَّ شيءٍ.
وطَحَنَتْهُم المَنُون.
والطَّحينَةُ: خثارَةُ دُهْنِ السّمْسم.
والطَّاحونَةُ: موْضِعٌ بَيْنه وبينَ الإِسْكَنْدريَّة مغرباً سِتَّة وثَلاثُون مِيلاً، مِنْهُ: أَبو يَعْقوب إسْحقُ بنُ الحجَّاجِ الطَّاحونيُّ مِن شيوخِ أَبي عبدِ اللهاِ المُقْرىءِ الأَصْبهانيّ.
والطَّواحِين: قَرْيتانِ بشرقية مِصْر.
ومشتول الطَّواحِين: تقدَّمَ ذِكْرُها فِي اللامِ.
طرن
: (الطُّرْنُ، بالضَّمِّ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ اللّيْثُ: هُوَ (الخَزُّ؛ والطَّارُونيُّ: ضَرْبٌ مِنْهُ.
(و) فِي النوادِرِ: (طَرْيَنَ الشَّرْبُ) وطَرْيَمُوا: (اخْتَلَطوا مِن السُّكْرِ.
(والطِّرْيَنُ، كدِرْهَمٍ: الطِّينُ الَّرقيقُ) يَبْقى على وَجْهِ الأرضِ قد جفف وتشقق؛ (وأَتى بالطِّرْيَنِ والغِرْيَنُ: أَي غَضِبَ، فالطِّرْيَن تقدَّمَ مَعْناه، والغِرْيَن سَيَأْتي؛ ومَرَّ لَهُ فِي الميمِ: طارَ طِرْيمُه: احْتَدَّ غَضَباً.
(وطِرْنِيانَةُ، بالكسْرِ) وسكونِ الراءِ وكسْرِ النونِ وفتحِ التّحْتية وبعْدَ الأَلفِ نونٌ مَفْتوحَة: (د بالمَغْرِبِ.
(وأُطْرُونُ، بالضمِّ: د بفَلَسْطينَ) مِن نواحِي الرَّمْلة.
(و) طَرُونٌ، (كصَبُورٍ: ع بإِرْمِينِيَّةَ.(35/350)
(وطُورِينُ، بالضَّمِّ) وكسرِ الراءِ: (ة بالرَّيِّ) ، مِنْهَا: محمدُ بنُ سَلَمَةَ بنِ مالِكِ الباهِلِيّ الرَّازِي أَبو عبْدِ اللهاِ، قالَ ابنُ أَبي حاتِمٍ عَن أَبيهِ صَدُوقٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طُرينا، بالضمِّ: قَرْيةٌ بالغربية مِن مِصْر، وَمِنْهَا الطرينيون بالمحلَّةِ.
والأطرونُ: ملْحٌ مَعْروفٌ.
والطرَّانةُ، مُشَدَّدةً: اسمٌ لوادِي هبيب، وَهِي كُورَةٌ مِن حوْفِ رِمْسِيس، وتُعْرَفُ ببرية شَهاب وبرية الأسقط ومِيزانُ القُلوب، بهَا قبْرُ أَبي معاذٍ الكَبِير، وَفِيه كِتاب عَمْرو بنِ العاصِ لَهُم.
وكومُ الاطرون: قرْيَةٌ بالشرقية.
وطِرانٌ، ككِتابٍ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرٍ عَن نَصْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طرخن
:) الطَّرْخُون: بَقْلٌ طيِّبٌ يُطْبَخُ باللحْمِ؛ كَمَا فِي اللِّسانِ.
وطَرْخُون: جَدُّ أَبي عبدِ اللهاِ محمدِ بنِ إسْمعيل بنِ طَرْخُون.
وطَرْخَانُ جَدُّ أَبي بكْرٍ عبدِ اللهاِ بنِ محمدِ بنِ عليَ بنِ طرخانِ بنِ جيَّاش البَلَخيّ المحدِّث، ماتَ سَنَة 333.
طركن
: (طَرَّكُونَةُ، بفتحِ الطَّاءِ والَّراءِ المُشدَّدةِ وضمِ الكافِ) : أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهُوَ (د بالأَنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ع آخَرُ بالمَغْرِبِ أَيْضاً.
طسن
: (طَيْسانيَّةُ) : أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (د بإِشْبِيليَّةَ.(35/351)
(و) قالَ أَبو حاتِمٍ: (طس) وحم (لَا تُجْمَعُ إلاَّ على ذَواتِ طَس) وذَواتِ حم، (وَلَا تَقُلْ طَواسِينُ) وحَوامِيمُ، وأَنْشَدَ:
وَجَدْنا لكم فِي آلِ حم آيَةًتَأَوَّلها مِنَّا تقِيٌّ ومُعْرِبُوقد ذُكِرَ فِي طَسم وحم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طشن
:) بئْرُ طُشَّانَة، كرُمَّانةٍ: قُرْبَ طَرابُلُس المَغْرِبِ بوادِي الرَّمْل؛ نَقَلَه شيْخُنا، رحِمَه الّله.
طعن
: (طَعَنَهُ بالرُّمْحِ، كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ، طَعْناً: ضَرَبَهُ وَوَخَزَهُ، فَهُوَ مَطْعُونٌ وطَعِينٌ) .
قالَ أَبو زيْدٍ: (ج طُعْنٌ بالضَّمِّ) ، وَلم يَقُلْ طَعْنى.
ومِن المجازِ: طَعَنَهُ بلِسانِه وَعَلِيهِ (وَفِيه بالقَوْلِ طَعْناً وطَعَناناً) ، الأخيرَةُ بالتَّحْريكِ: ثَلَبَهُ.
وقيلَ: الطَّعْنُ بالرُّمْحِ، والطَّعَنَانُ بالقَوْلِ، قالَ أَبو زُبَيْدٍ:
وأَبى المُظْهِرُ العَداوَةِ إلاّطَعَناناً وقولَ مَا لَا يُقالففَرق بينَ المَصْدَرَيْن، واللَّيْث لم يَفْرِقْ بَيْنهما، وأَجازَ للشاعِرِ طَعناناً فِي البيتِ لأنَّه أَرادَ أنَّهم طَعَنْوا فأَكْثَرُوا فِيهِ وتَطاوَل ذلِكَ مِنْهُم، وفَعَلانٌ يَجِيءُ فِي مَصادِر مَا يُتَطاوَلُ فِيهِ ويُتَمادَى ويكونُ مُناسِباً للمَيْل والجَوْر؛ قالَ اللَّيْثُ: والعَيْن مِن يَطْعُنُ مَضْمومَة.
قالَ: وبعضُهم يقولُ يَطْعُن بالرُّمْح، ويَطْعَن بالقَوْلِ، ففَرق بَيْنهما، ثمَّ قالَ اللّيْثُ: وكِلاهُما يَطْعُنُ.
وقالَ الكِسائي: لم أَسْمَعْ أَحداً مِن(35/352)
العَرَبِ يقولُ يَطْعَنُ بالرُّمْح وَلَا فِي الحَسَبِ، إنّما سَمِعْتُ يَطْعُن.
وقالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَنا يَطْعَنُ بالرُّمْحِ.
(و) مِن المجازِ: طَعَنَ (فِي المفازَةِ) : أَي (ذَهَبَ) فِيهَا ومَضَى يَطْعَنُ ويَطْعُنُ.
(و) مِن المجازِ: (طَعَنَ الَّليلَ: سارَ فِيهِ كلَّه) . يقالُ: خَرَجَ يَطْعنُ الليلَ أَي يَسْرِي فِيهِ؛ قالَ حُمَيْدُ بنُ ثورٍ:
وطَعْني إِلَيْك الليلَ حِضْنَيْه إننيلِتلِك إِذا هابَ الهِدَانُ فَعُولُ (و) مِن المجازِ: طَعَنَ (الفَرَسَ فِي العِنانِ) : إِذا (مَدَّه وتَبَسَّط فِي السَّيْرِ) ؛ قالَ لبيدٌ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
تَرْقَى وتَطْعُنُ فِي العِنانِ وتَنْتَحيوِرْدَ الحَمامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمامُهاوالفرَّاءُ يجيزُ الفتْحَ فِي جَميعِ ذلِكَ.
(والمِطْعانُ: الكثيرُ الطَّعْنِ للعَدُوِّ، كالمِطْعَنِ، كمِنْبرٍ، ج مَطاعِينُ ومَطاعِنُ) ؛ وقالَ:
مَطاعِينُ فِي الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى إِذا اغْبَرّ آفاقُ السماءِ مِن القَرْصِ (وتَطاعَنُوا فِي الحَرْبِ تَطاعُناً وطَعَناناً) ، ظاهِرُ سِياقِه أنَّه بالتَّحْريكِ والصَّوابُ طِعِنَّاناً بكَسْرَتَيْن فشدِّ النُّون وَهِي نادِرَةٌ، (وطِعاناً) بالكسْرِ هُوَ مَصْدَر طَاعنُوا لَا تَطاعَنُوا؛ قالَ:
كأَنه وَجْهُ تُرْكِيَّيْنِ قد غَضِبامُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فِيهِ تَذْبيبُ (واطَّعَنُوا) ، على افْتَعَلوا، أُبْدِلَتْ تاءُ اطْتَعَنَ طاء البتَّةَ ثمَّ أُدْغِمَتْ.
قالَ الأزْهرِيُّ: التَّفاعُل والافْتِعالُ لَا يكادُ يكونُ إلاَّ بالاشْتِراكِ مِن الفاعِلِين مِنْهُ مِثْل التَّخَاصُم والاخْتِصامِ والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ.(35/353)
(و) فِي الحدِيثِ: (فَنَاءُ أُمَّتي بالطَّعْنِ و (الطَّاعُون)) ، فالطَّعْنُ: القَتْلُ بالرِّماحِ، والطَّاعونُ: المَرَضُ العامُّ و (الوَباءُ) الَّذِي يَفْسُد لَهُ الهَواءُ فتَفْسدُ بِهِ الأَمْزِجَة والأبْدان؛ أَرادَ أَنَّ الغالِبَ على فَنَاءِ الأُمَّةِ بالفِتَنِ الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ وبالوَباءِ؛ (ج طَواعِينُ.
(و) قد طُعِنَ الرَّجلُ والبَعيرُ، (كعُنِيَ: أَصابَهُ) ، فَهُوَ طَعِينٌ ومَطْعونٌ.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ: وَهُوَ مجازٌ مِن الطَّعْن لتَسْمِيتهم الطَّواعِين رِمَاحَ الجِنِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّعْنَة: أَثَرُ الطَّعْنِ، والجَمْعُ طَعْنٌ، وَمِنْه قوْلُ الهُذَليّ:
فإنَّ ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مكانهأَذَاعَ بِهِ ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُفإنَّه أَرادَ جَمْع طَعْنة بدليلِ قوْلِه جَوائِف.
والمطعنةُ: التَّطاعنُ بالرِّماحِ.
ورجُلٌ طِعِّينٌ، كسِكِّيت: حاذِقٌ بالطِّعَانِ فِي الحَرْبِ.
وكشَدَّادٍ: الوقَّاعُ فِي أَعْراضِ الناسِ بالذَّم والغيبةِ ونحوِهِما.
وَله فِيهِ مَطْعَنٌ ومَطاعِنُ.
وطَعَنَ بالقوْمِ: سَرَى بهم؛ قالَ دِرْهَمُ زيْدٍ الأَنصارِيُّ:
وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوكِ حَتَّى إِذا خفَقَ المِجْدَحُأَمَرْتُ صَحَابِيّ بِأَن يَنْزِلُوافباتُوا قَلِيلا وَقد أَصْبَحُواقالَ ابنُ بَرِّي: ورَوَاهُ القالي: وأَظْعَنُ، بالظاءِ المعْجمَةِ.
وطَعَنَ فِي جَنازَتِه إِذا أَشْرَفَ على المَوْتِ.
وَكَذَا طَعَنَ فِي نَيْطِه.
وطَعَنَ فِي السّنِّ يَطْعُنُ، بالضمِّ:(35/354)
شَخَصَ فِيهَا: وَمِنْه طَعَنَتِ المرْأَةُ فِي الحيْضَةِ الثالثَةِ.
ومَنِ ابْتَدَأَ الشيءَ أَو دَخَلَه فقد طَعَنَ فِيهِ.
وطَعَنَ غُصْنُ الشّجَرَةِ فِي دارِ فلانٍ مالَ فِيهَا شاخِصاً.
وَقد سَمَّوا مطاعناً وطِعاناً، ككِتابٍ، وأَحمدُ بنُ ناصِرِ بنِ طِعان، وابْناه عبْدُ الّلهِ وعبْدُ الرَّحْمن، رَوَوا عَن الخشوعيّ.
وكشَدَّادٍ: عُثْمانُ بنُ عَلاَّق بنِ طَعَّان، مُقْرىءٌ متأخِّرٌ، قالَهُ الحافِظُ.
طعثن
: (الطَّعْثَنَةُ، بالمهْملةِ والمثلَّثةِ) :
أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ (المرأَةُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ) ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رَبّ من كَتّمني الصِّعادَافهَبْ لَهُ حَليلَةً مِغْدادَاطَعْثَنَةً تَبْتَلعُ الأَجْلادَاأَي تَلْتَهِمُ الأُيُورَ لهَنِها.
(وغَنَمٌ طَعْثَنَةٌ) : أَي (كثيرةٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طغن
:) طُغانٌ، كغُرابٍ والغَيْن معْجمة: جَدُّ أَبي نَصْر الحُسَيْن بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ طُعَان النَّيْسابُورِي، رَوَى عَن سُفْيان الثَّوْرِي، وَعنهُ ابْنُه محمدٌ وحَفِيدُه إسْحاقُ بنُ محمدٍ حدَّثَ عَن يَحْيَى بنِ يَحْيَى؛ نَقَلَه الحافِظُ.
طفن
: (الطَّفْنُ) ، بالفاءِ: أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ المُفَضّل: هُوَ (المَوْتُ) . يقالُ: طَفَنَ إِذا ماتَ؛ وأَنْشَدَ:
أَلْقى رَحى الزَّوْر عَلَيْهِ فَطَحَنْقَذْفاً وفَرْثاً تَحْتَهُ حَتَّى طَفَنْ(35/355)
(و) قالَ ابْن الأَعْرابيِّ: الطَّفْنُ: (الحَبْسُ) . يقالُ: خَلِّ عَن ذَلِك المَطْفُون.
(والطَّفانِيَةُ، كعَلانِيَة: شَتْمٌ للَّرجِلِ والمرْأَةِ) . وقيلَ: هُوَ نَعْتُ سَوْء فيهمَا.
(و) قالَ ابنُ بَرِّي: (الطَّفانينُ: الكَذِبُ) والباطِلُ (وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِن الكَلامِ) ؛ قالَ أَبو زُبَيْد:
طَفانِينُ قَوْلٍ فِي مَكانٍ مُخَنَّقِ (و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الطَّفانِينُ: (الحَبْسُ والتَّخَلُّفُ.
(واطْفَأَنَّ: اطْمَأَنَّ) ، وكذلِكَ اطْبَأَنَّ بالباءِ.
(و) اطْفَأَنَّ (خُلُقُه) : أَي (حَسُنَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّفانِيَةُ، كعَلانِيَة: المرْأَةُ العَجُوزُ.
ومَّما يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طلن
:) طُولُون، بالضمِّ: عَلَمٌ؛ وأَحمدُ بنُ طُولُون، أَميرُ مِصْر صاحِبُ الجامِعِ المَشْهور بِهِ، وولدُه أَبو معد عَدْنانُ بنُ أَحمدَ بنِ طُولُون، وُلِدَ بمِصْرَ رَوَى عَن الرَّبيعِ بنِ سُلَيْمان وغيرِهِ، ماتَ سَنَة 325، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
طمن
: (الطَّمْنُ، بالفتْح: السَّاكِنُ) ، وَهُوَ غيرُ مُسْتَعْملٍ فِي الكَلامِ، (كالمُطْمَئِنِّ، ج طُمونٌ.
(و) مِن المجازِ: (اطْمأَنَّ إِلَى كَذَا اطْمِئْناناً وطُمَأْنِينَةً) ، بالضمِّ: سَكَنَ إِلَيْهِ ووَثَقَ بِهِ، (وَهُوَ مُطْمَئِنٌّ، وذاكَ مُطْمَأَنٌّ) .
ذَهَبَ سِيْبَوَيْه إِلَى أنَّ اطْمَأَنَّ مَقْلوبٌ، وأنَّ أَصْلَه مِن طَأْمَنَ، وخالَفَهُ أَبو عَمْرٍ وفرأَى ضِدَّ ذَلِك.
وقالَ الشَّهابُ فِي شرْحِ(35/356)
الشِّفَاء: يقالُ إنَّه كاحْمَارَّ ثمَّ هُمِزَ، وقيلَ: كانتِ الهَمْزَةُ قَبْل الميمِ فقُلِبَتْ.
وَفِي الرَّوْض للسّهيلي: وَزْنُ اطْمَأَنَّ افلعل، لأنَّ أَصْلَ الميمِ أَن تكونَ بعْدَ الأَلفِ لأنَّه مِن تَطَامَنَ إِذا تَطَأْطَأ، وإنَّما قدَّمُوها لتَباعُدِ الهَمْزةِ الَّتِي هِيَ عَيْن الفعْلِ مِن هَمْزَةِ الوَصْلِ، فَيكون أَخَفّ لَفْظاً كَمَا قَلَبُوا أَشْياء فِي قوْلِ الخَليلِ وسِيْبَوَيْه فِرَارًا مِن تَقارُبِ الهَمْزَتَيْن اهـ.
(وتَصْغيرُهُ) ، أَي المُطْمَئِنُّ: (طُمَيْئِنٌ) ، بحذْفِ المِيمِ مِن أَوَّله وإحْدى النُّونَيْن مِن آخِره؛ وتَصْغيرُ طُمَأْنِينَة: طُمَيْئِنَة بحذْفِ إحْدَى النُّونَيْنَ مِن آخِرِه لأنَّها زائِدَةٌ.
(وطَمْأَنَ ظَهْرَهُ: طامَنَه) أَي حَنَاهُ، وطامَنَهُ بغيرِ هَمْزٍ لأنَّ الهَمْزةَ الَّتِي دَخَلَت فِي اطْمَأَنَّ حِذَارَ الجَمْع بينَ السَّاكِنَيْن.
(و) طَمْأَنَ (مِن الأمْرِ: سَكَنَ.
(و) طِمِّينٌ، (كسِكِّينٍ: د بالرُّومِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طَأْمَنَ الشيءَ: سَكَّنَه، كطَمْأَنَه.
والطَّأْمَنَةُ: الاطْمِئْنانُ.
والمُطْمَئِنُّ: المُسْتَوْطِنُ فِي الأرْضِ.
واطْمَأَنَّتِ الأرضُ وتَطَأْمَنَتْ: انْخَفَضَتْ.
والنَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ: الَّتِي اطْمَأَنَّتْ بالإِيمانِ وأَخْبَتَتْ لربِّها.
واطْمَأَنَّ جالِساً واطْمَأَنَّ عمَّا كانَ يَفْعلُه: أَي تَرَكَهُ.
وَفِيه تَطَامُنٌ: أَي سكونٌ ووقارٌ.
طنن
: ( {الطَّنُّ: رُطَبٌ أَحْمرُ شديدُ الحلاوةِ) كثيرُ الصَّقَر.
(و) } الطُّنُّ، (بالضَّمِّ) : القامَةُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (بَدَنُ الإِنْسانِ(35/357)
وغيرِهِ) مِن سائِرِ الحيوانِ، (ج {أَطْنانٌ} وطِنانٌ) ، بالكسْرِ؛ قالَ: وَمِنْه قوْلُهم: فلانٌ لَا يقومُ {بطُنِّ نفْسِه فكيفَ بغيرِهِ؟ .
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ قولُ العامَّةِ وَلَا أَحْسَبُها عربيَّة صَحِيحَة.
(و) } الطُّنُّ: (العِلاوَةُ بينَ العِدْلَيْنِ) ؛ عَن أَبي الهَيْثم؛ وأَنْشَدَ:
مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِّ (و) الطُّنُّ: (حُزْمَةُ القَصَبِ) والحَطَبِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسَبها عربيَّة صَحِيحَة.
قلْتُ: والعامَّةُ تقولُه بالكسْرِ.
(الواحِدَةُ بهاءٍ) ؛ قالَ الجوْهرِيُّ: والقَصَبةُ الواحِدَةُ من الحُزْمَةِ {طُنَّةٌ.
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ:} الطُّنُّ مِن القَصَبِ وَمن الأَغْصانِ الرَّطْبةُ الوَريقةُ تُجْمعُ وتُحْزمُ ويُجْعَل فِي جَوْفِها النَّوْرُ أَو الجَني.
(و) {الطَّنِينُ، (كأَميرٍ: صوتُ الذُّبابِ والطَّسْتِ) والأُذُنِ والجَبَلِ.
(} وطَنَّ) يَطنُّ:) (صَوَّتَ، {كطَنْطَنَ} وطَنَّنَ) ، وَهِي {الطَّنْطَنَةُ، وَهِي كَثْرَةُ الكَلامِ، والتَّصْويتِ بِهِ.
(و) } طَنَّ الرَّجلُ: (ماتَ) ، وكذلِكَ لَعِقَ إصْبَعَه.
( {وأَطَنَّ ساقَهُ: قَطَعَها) بسُرْعَةٍ، وَقد} طَنَّتْ، يَحْكِي بذلِكَ صَوْتها حينَ سَقَطَتْ، وكذلِكَ أَتَرَّها وأَتَنَّها بمعْنًى واحِدٍ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) {أَطَنّ (الطَّسْتَ: صَوَّتَهُ) } فطَنَّ.
(! والطَّنْطَنَةُ: حكايةُ صوتِ الطُّنْبُورِ وشِبْهِه) كالعُودِ ذِي الأوْتارِ.(35/358)
( {والطُّنِّيُّ، بالضَّمِّ: الرَّجُلُ الجَسِيمُ) ، أَي العَظيمُ الجسْمِ.
(ورجلٌ ذُو} طَنْطانٍ) : أَي (ذُو صَخَبٍ) ، قالَ:
إنَّ شَرِيبَيْكَ ذَوا طَنْطانِخاوِذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الطَّنْطَنَةُ الكَلامُ الخَفيُّ.
} والطُّنُّ: العِدْلُ مِن القُطْنِ المَحْلوجِ، عَن الهَجَريِّ.
{والطُّنُّ، بالضمِّ: لُغَةٌ فِي الطَّنِّ بمعْنَى التَّمْر.
} وطَنَّتِ الإِبِلُ: هامَتْ.
{وطَنَّ ذِكْرُه فِي البِلادِ.
وَله قَصِيدةٌ} طَنَّانَةٌ.
{والطَّنِينُ: صوتُ الشيءِ الصُّلْب.
وَهُوَ} يُطَّنُّ بِكَذَا: أَي يُتَّهَم؛ ويُرْوَى بالظاءِ أَيْضاً، وأَصْلُه يَظْتَنُّ من الظِّنَّةِ، فأَدْغم الظَّاء فِي التاءِ ثمَّ أَبْدَل مِنْهَا طاء مُشدَّدة كَمَا يقالُ مُطَّلم فِي مُظْتَلم.
{وطَنانُ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ؛} وطُناَّمِن، بالضمِّ وتَشْديدِ النُّونِ وكسْرِ الميمِ: قَرْيةٌ كِلْتاهُما بالشَّرْقية، الأَخيرَةُ على الميلِ، وَقد وَرَدْتُها.
{والطِّنَّةُ، بالكسْرِ: التّهمَةُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
طون
: (} طُوَانَةُ، كثُمامَةٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (ع) .
وقالَ نَصْر: بَلَدٌ بالرُّومِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/359)
{الطُّونَةُ، بالضمِّ: كَثْرةُ الماءِ، نَقَلَه الأزْهرِيُّ عَن ابنِ الأعْرابيّ.
قلْتُ:} وطُونَة: نَهْرٌ عَظيمٌ بالرُّومِ.
وأَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الوَهابِ {الطَّاوَانيّ البزَّار، سَمِعَ القاسِمَ بنَ جَعْفرٍ الهاشِمِيّ وغيرَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طهن
:) الطَّهَنانُ: البَرَّادَةُ؛ كَمَا فِي اللّسانِ.
وطهنةٌ: قَرْيةٌ بالاشمونين مِن صَعيدِ مِصْرَ.
طين
: (} الطِّينُ بالكسْرِ م) مَعْروفٌ، يَخْتَلِفُ باخْتِلافِ طَبَقاتِ الأَرضِ، وأَجْودُه الحرُّ النَّقي الخالِصُ بعْدَ رسوبِ الماءِ وأَجْود ذلِكَ طِينُ مِصْرَ، وَله مَزِيد خصُوصِيّة فِي دَفْعِ الطَّاعُون والوَبَاء وفَسَادِ المِياهِ إِذْ أُلْقي فِيهَا، والمأْخُوذُ مِن مِقياسِ النِّيْل، مجرَّبٌ لذلِكَ.
{والطِّينُ أَنواعٌ: مِنْهَا المَخُتومُ والدّقوقيُّ والطّيطليُّ والشَّامُوسيُّ والأَرْمنيُّ والخُرَاسانيُّ.
(و) } الطِّينَةُ، (بهاءٍ: القِطْعَةُ مِنْهُ) يُخْتَم بهَا الصكُّ ونحوُهُ.
(و) {الطِّينةُ: (د قُرْبَ دِمْياطَ) ، مِنْهُ: عبدُ الّلهِ بنُ الهَيْثمِ} الطِّينيُّ عَن ابنِ خالِدٍ؛ وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ مَنْصورٍ الطِّينيُّ رَوَى عَنهُ أَبو مطر الإِسْكَنْدرِيّ.
(و) مِن المجازِ: (الطِّينَةُ: الجِبِلَّةُ والخِلْقَةُ) . يقالُ: هُوَ مِن الطِّينَةِ الأُوْلى.
( {وطَانَ: حَسَّنَ عَمَلَ} الطِّينِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ! طَانَ(35/360)
الرَّجلُ وطَامَ إِذا حَسَّنَ عَمَلَهُ، كَمَا هُوَ نَصّ ابنِ الأعْرابيّ.
(و) {طَانَ (كِتابَهُ: خَتَمَهُ بِهِ.
(} وتَطَيَّنَ) الرَّجُلُ: (تَلَطَّخَ بِهِ؛ و) {الِطّيانَةُ، (ككِتابَةٍ: صَنْعَتُه) على القِياسِ.
(و) قالَ الجَوْهرِيُّ: طَيَّنْتُ السَّطْح، وبعضُهم يُنْكرُه ويقولُ:} طَيَّنْتُ السَّطْح.
و ( {طَيَّنَ السَّطْحَ فَهُوَ} مَطِينٌ، كأَميرٍ) ، وأَنْشَدَ للمُثَقّب العَبْديّ:
فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْهَا كدُكَّانِ الدَّرابنِةِ {المَطِينِ (ومَكانٌ} طانٌ: كثيرُهُ) ، وكذلِكَ يومٌ طانٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
( {ومُطَيِّنٌ، كمُحَدِّثٍ) ، صَوابُه كمُعَظَّمٍ كَمَا حَقَّقَه الحافِظُ، (لَقَبُ محمدِ بنِ عبدِ اللهاِ) بنِ سُلَيمان (الحافِظِ) الحَضْرميِّ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حَضْرَمَ اسْتِطراداً. وأَمَّا كمُحَدِّثٍ فَهُوَ عبدُ اللهاِ بنُ محمدٍ} المُطَيِّن شيخٌ لابنِ منْدَه لُقِّبَ بِهِ (لوَلَعِه بِهِ صَغِيراً.
(وفِلَسْطينُ) ، بالكسْرِ، (فِي الطَّاءِ) ، ذَكَرَه الجَوْهرِي هُنَا فاعْتَرَضَه ابنُ بَرِّي وقالَ: حَقُّه أَن يُذْكَرَ فِي فصْلِ الفاءِ مِن حَرْف الطَّاءِ لقوْلِهم فِلَسْطُون.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الطَّانُ: لُغَةٌ فِي الطِّين.
وأَرْضٌ} طانَةٌ: كثيرَةُ الطِّينِ.
{وطانَةُ: قَرْيتانِ بِمصْرَ إحْدَاهُما بالغَرْبية، وَالثَّانيَِة مِن أَعْمالِ قوص.
} وطَيَّنَ الكِتابَ: خَتَمَه بالطِّيْن.
قالَ: وسَمِعْتُ مَنْ يقولُ: {أَطِنِ الكِتابَ أَي اخْتِمْه.
} والطَّيَّانُ صانِعُ الطِّيْن؛ وأَمَّا مِن الطَّوَى، وَهُوَ الجُوعُ، فليسَ مِن هَذَا.
! وطانَهُ الّلهُ على الخَيْرِ وطامَهُ: أَي جَبَلَه عَلَيْهِ؛ وأَنْشَدَ الأَحْمر:(35/361)
لقد كانَ حُرَّاً يَسْتَحِي أَن تَضُمَّهإ لى تِلك نَفْسٌ {طِينَ فِيهَا حَياؤُها يُريدُ أنَّ الحياءَ مِن جِبِلَّتِها وسَجِيَّتِها.
وإنَّه ليَابِس} الطِّينَة إِذا لم يكنْ وَطِيئاً سَهْلاً.
وأَبو الفَضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَبي الطّينِ الوَاسِطيُّ! الطِّينيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَنهُ أَحمدُ بنُ عليَ البَدْرِيُّ.
ودَيرُ الطِّين: هُوَ دَيرُ مرجنا: قَرْيةٌ قُرْبَ مِصْرَ شرقيها على النِّيلِ المُبارَكِ، وَبهَا الآثارُ الشَّرِيفَة.
ومَوْضِعٌ آخَرُ قبالَةَ سملوط مُطِلٌّ على النِّيلِ، وَله سَلالَم مَنْحوتَة فِي الجَبَلِ
(فصل الظَّاء) مَعَ النُّون)
ظرن
: (ظِرَانٌ، ككِتابٍ) : أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (ع) . ووُجِدَ فِي بعضِ النسخِ كسَحابٍ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى، والمَوْضِعُ ضُبِطَ بالوَجْهَيْن.
قلْتُ: وأَمَّا نَصْر فقد ضَبَطَه بالكسْرِ والطاءِ المُهْمَلَة، وقالَ: هُوَ مَوْضِغٌ فِي شِعْرٍ، وَقد أشَرْنا إِلَيْهِ.
ظعن
: (ظَعَنَ، كمَنَعَ ظَعْناً) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) وظُعوناً: ذَهَبَ و (سارَ) لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ مِن ماءٍ إِلَى ماءٍ أَو مِن بلَدٍ إِلَى بلدٍ.
وَقد يقالُ لكلِّ شاخِصٍ لسَفَر فِي حَجَ أَو(35/362)
غَزْوٍ أَوْ مَسِيرٍ مِن مَدينَةٍ إِلَى أُخْرى ظاعِنٌ؛ وَهُوَ ضِدُّ الخافِضِ، يقالُ: أَظاعِنٌ أَنْتَ أَمْ مُقِيمٌ.
وقُرِىءَ قوْلُه تعالَى: {يوْمَ ظَعْنِكُم} بالفتْحِ وبالتّحْرِيكِ.
(وأَظْعَنَهُ) هُوَ: (سَيَّرَهُ) ، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً والقائِلونَ لمن دارٌ نُخَلِّيها (والظَّعينَةُ: الهَوْدَجُ) تكونُ (فِيهِ) المرْأَةُ؛ وقيلَ: كانتْ فِيهِ (امْرَأَةٌ أَمْ لَا) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ أنَّه أَعْطَى حَلِيمَة السَّعْدية، رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنْهَا، بَعِيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينَةِ أَي للهَوْدَجِ، (ج ظُعْنٌ) ، بالضَّمِّ، (وظُعُنٌ) ، بضمَّتَيْن، (وظَعائِنُ وأَظْعانٌ) وظُعُناتٌ، الأَخيرَتانِ جَمْعُ الجَمْع؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
لَهُم ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ كَمَا يَسْتَقِلُّ الطائِرُ المُتَقَلِّبُ (و) الظَّعينَةُ: (المرأَةُ مَا دامَتْ فِي الهَوْدَجِ،) سُمِّيت بِهِ على حَدِّ تَسْمِيَة الشيءِ باسْمِ الشيءِ لقُرْبِه مِنْهُ، فَإِذا لم تكنْ فِيهِ فليْسَتْ بظَعينَةٍ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينانُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِريناوأَكْثر مَا يقالُ الظَّعينَةُ للمَرْأَةِ الرَّاكِبَة، ثمَّ قيلَ للهَوْدَجِ بِلا امْرأَةٍ، وللمَرْأَةِ بِلا هَوْدَجٍ ظَعِينَةٌ.
(واظَّعَنَتْة، كافْتَعَلَتْهُ: رَكِبَتْه) . يقالُ: هَذَا بَعيرٌ تَظَّعِنهُ المَرْأَةُ إِي تَرْكبُه فِي سَفَرِها، وَفِي يَوْم ظَعْنِها، وَهِي تَفْتَعِلُه.
(و) الظَّعُونُ، (كصَبُورٍ: البَعيرُ يُعْتَمَلُ ويُحْمَلُ عَلَيْهِ) .
وَقيل: هُوَ(35/363)
مِن الإِبِلِ الَّتِي تَرْكَبَه المرْأَةُ خاصَّةً.
(و) الظِّعانُ، (ككِتابٍ: الحَبْلُ يُشَدُّ بِهِ الهَوْدَجُ) ؛ وَفِي التهْذِيبِ: يُشَدُّ بِهِ الحمْلُ؛ وأَنْشَدَ:
لَهَا عُنُقٌ تُلْوَى بِمَا وُصِلَتْ بهودَفَّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للنابِغَةِ:
أَثَرْتُ الغَيَّ ثمَّ نَزَعْت عنهكما حادَ الأَزَبُّ عَن الظِّعَانِ (وعثمانُ بنُ مَظْعُونِ) بنِ حبيبِ بنِ وهبِ الجمعيُّ أَبو السائِبِ أَحَدُ السَّابِقِين و (أَوَّلُ صَحابيَ ماتَ بالمدينةِ) ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ.
(وذُو الظُّعَيْنَةِ، كجُهَيْنَةَ: ع) ، وضَبَطَه بعضٌ كسَفِينَة.
(وظاعِنةُ بنُ مُرَ: أَبو قَبيلَةٍ) فِي مُضَر واسْمُه ثَعْلَبَةُ، وَهُوَ أَخُو تَمِيمٍ، قيلَ لَهُ ظاعِنةُ لظعْنِه عَن قوْمِه، وَفِيه تقُولُ العَرَبُ: على كُرْهٍ ظَعَنَتْ ظاعِنَةُ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي: ظَعَنوا فنَزِلُوا مَعَ بَني الحارِثِ بنِ ذهْلِ بنِ شَيْبان فبدوُهُمْ مَعَهم وحاضِرَتُهُم مَعَ بَني عبدِ الّلهِ بنِ دارِمٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الظُّعْنَةُ، بالضمِّ: السّفْرَةُ القصيرَةُ: وبالكسْرِ: الحالُ، كالرِّحْلةِ.
وفَرَسٌ مِظْعانٌ: سَهْلةُ السَّيْرِ؛ وكذلِكَ الناقَةُ.
وظَعِينَةُ الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ، لأنَّها تَظْعَنُ مَعَ زَوْجِها وتقيمُ بإقامَتِه كالجَلِيسةِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: كلُّ امْرأَةٍ ظَعِينَةٌ فِي هَوْدجٍ أَو غيرِهِ.
وقالَ اللَّيْثُ: الظَّعِينَةُ الجَمَلُ الَّذِي تَرْكبُه النِّساءُ، وتُسَمَّى المرْأَةُ ظَعِينَة لأنَّها تَرْكبُ.(35/364)
وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: الظَّعِينَةُ: الرَّاحلَةُ يُظْعَنُ عَلَيْهَا أَي يُسارُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ليسَ فِي جَمَلٍ ظَعِينَة صدَقَةٌ) ؛ إِن رُوِي بالتَّنْوين، والتاءُ للمُبالَغَةِ؛ وَإِن رُوِي بالإِضافَةِ فالمُرادُ بهَا المرْأَةُ.
والظَّعُونُ: الحَبْلُ كالظِّعَانِ.
والظُّعُنُ، بضمَّتَيْن وبالتَّحْريكِ: الظَّاعِنُون، فالأوّل ككِتابٍ وكُتُبٍ، وَالثَّانِي اسمُ الجَمْعِ.
وظاعِنَةُ: أَبو قَبيلَةٍ فِي كلب، واسْمُه معاذُ بنُ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ جَعْفرِ بنِ مالِكِ بنِ عمارَةً.
وأَبو عقيم ظاعِنُ بنُ محمدِ بنِ مَحْمود الزُّبَيْريُّ البَغْدادِيُّ حدَّثَ عَن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ القادِرِ بنِ يوسفَ، تُوفي سَنَة 584، رَوَى عَن حفِيدِه أَبو الحَسَنِ عليّ بنِ عبدِ الصَّمدِ بنِ ظاعِنٍ، وَعَن عليّ الشّرف الدِّمْياطيّ، وذَكَرَه فِي معْجم شيوخِهِ.
ظنن
: ( {الظَّنُّ: التَّرَدُّدُ الَّراجِحُ بَين طَرَفَي الاعْتِقادِ الغيرِ الجازِمِ) .
وَفِي المُحْكَم: هُوَ شَكٌّ ويَقِينٌ إلاَّ أَنه ليسَ بيَقِينِ عِيانٍ، إنَّما هُوَ يَقِينُ تَدَبُّرٍ، فَأَمَّا يَقِينُ العِيانِ فَلَا يُقالُ فِيهِ إلاَّ عَلَم.
وَفِي التَّهْذِيبِ؛ الظَّنُّ: يَقِينٌ وشَكٌّ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ:
} ظَنِّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثالِيقولُ: اليَقِينُ مِنْهُم كعَسَى، وَعَسَى شَكّ.
وقالَ شَمِرٌ: قالَ أَبو عَمْرٍ و: مَعْناهُ مَا يُظَنُّ بهم مِن الخيْرِ فَهُوَ واجِبٌ وعَسَى مِن اللهاِ واجِبٌ.
وقالَ المَناوِيُّ: الظَّنُّ الاعْتِقادُ الراجِحُ احْتِمالِ النَّقِيضِ، ويُسْتَعْمل فِي(35/365)
اليَقِينِ والشَّكِّ.
وقالَ الرَّاغبُ: {الظنُّ اسمٌ لمَا يَحْصَل مِن أَمارَةٍ، وَمَتى قَوِيَتْ أَدَّتْ إِلَى العِلْم، وَمَتى ضَعُفَتْ لم تُجاوِز حَدّ الوَهْمِ، وَمَتى قَوِي أَو تَصَوَّرَ بصورَةِ القَويّ اسْتعْمل مَعَه أنَّ المُشَدَّدَة أَو المُخَفَّفَة، وَمَتى ضَعُفَ اسْتُعْمل مَعَه أَن المُخْتصَّة بالمَعْدُومِين مِن القَوْلِ والفِعْل، وَهُوَ يكونُ اسْماً ومَصْدراً.
و (ج) الظَّنِّ الَّذِي هُوَ الاسمُ: (} ظُنونٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {وتظُنُّون بالّلهِ} الظُّنُونا} ؛ ( {وأَظانِينُ) ، على غيرِ القِياسِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعِيةًفاقْعُد لَهَا ودَعَنْ عَنْك} الأَظَانِينا قالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد يكونُ {الأَظانِينُ جَمْعُ} أُظْنُونَةٍ إلاَّ أَني لَا أَعْرِفها.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: {الظَّنُّ: مَعْروفٌ، (وَقد يُوضَعُ مَوْضِعَ العِلْم) .
قالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة:
فَقلت لَهُم ظُنُّوا بألْفَيْ مُدَحَّجسَرَاتُهُمُ فِي الفارِسِيِّ المُسَرَّدِأَي اسْتَيْقِنُوا، وإنَّما يخوِّفُ عَدُوَّه باليَقِينِ لَا بالشَّكِّ.
وَفِي حدِيثِ أُسَيْد بن حُضَيْر: (} وظَنَنَّا أَنْ لم يَجُدْ عَلَيْهِمَا) ، أَي عَلِمْنَا.
وَفِي حدِيثِ عُبَيدة، عَن أَنَس سَأَلْته عَن قوْلِه تعالَى: {أَو لامَسْتُم النِّساءَ} ، فأَشَارَ بيدِهِ! فظَنَنْتُ مَا قالَ أَي عَلِمْتُ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي قوْلِه(35/366)
تَعَالَى: {وظَنُّوا أَنَّهم إِلَيْنَا لَا يرجعُون} أنَّه اسْتَعْمل فِيهِ الظَّنّ، بمعْنَى العِلْم.
وَفِي البَصائِرِ: وَقد وَرَدَ الظّنُّ فِي القُرْآن مُجْملاً على أَرْبَعةِ أَوْجهٍ: بمعْنَى اليَقِينِ، وبمعْنَى الشَّكّ، وبمعْنَى التّهْمةِ، وبمعْنَى الحسْبَان، ثمَّ ذَكَرَ الْآيَات.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: وحرر محشو البَيْضاوي والمُطَوَّل: أَنَّ الظَّنَّ لَا يُسْتَعْمل بمعْنَى اليَقِين والعِلْم فيمَا يكونُ مَحْسوساً، وجَزَمَ أَقْوامٌ بأَنَّه مِن الأَضْدادِ كَمَا فِي شُرُوحِ الفَصِيح.
( {والظِّنَّةُ، بالكسْرِ: التُّهَمَةُ) ؛ وكذلِكَ الظِّنَّةُ، قَلَبُوا الظاءَ طاءً هُنَا قَلْباً وَإِن لم يكنْ هنالِكَ إدْغامٌ لاعْتِيادِهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ، (ج) } الظِّنَنُ، (كعِنَبٍ، و) مِنْهُ ( {الظَّنينُ: المُتَّهَمُ) ، وَمِنْه قُرِىءَ قوْلُه تعالَى: {وَمَا هُوَ على الغَيْبِ} بظَنِينٍ} ، أَي بمُتَّهَمٍ، يُرْوى ذلِكَ عَن عليَ رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
وقالَ المُبَرَّدُ: أَصْلُ الظَّنِين {المَظْنُون، وَهُوَ مِن} ظَنَنْتُ الَّذِي يَتَعدَّى إِلَى مَفْعولٍ واحِدٍ، تقولُ: {ظَنَنْتُ بزَيْدٍ} وظَنَنْتُ زيْداً، أَي اتَّهَمْتُ؛ قالَ نهارُ بنُ تَوْسِعَةٍ:
فَلَا ويَمينُ اللهاِ لَا عَنْ جِنايةٍ هُجِرْتُ ولكِنَّ {الظَّنِينَ} ظَنِين ُوفي الحدِيثِ: (لَا تجوزُ شهادَةُ {ظَنِينٍ) ، أَي مُتَّهَم فِي دِينِه.
(} وأَظَنَّهُ) وأَطَنَّه: (اتَّهَمَهُ.
(وقوْلُ) محمدِ (بنِ سِيرينَ) ، رحِمَه(35/367)
الله تَعَالَى: (لم يكنْ عليٌّ {يُظَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمانَ) ، وكانَ الَّذِي يُظَّنُّ فِي قَتْلِه غيرِهِ، هُوَ (يُفْتَعَلُ مِن} تَظَنَّنَ فأُدْغِمَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ فِي العِبارَةِ يُفْتَعَلُ مِن الظَّنِّ، وأَصْلُه {يُظْتَنُّ، فثُقِّلَتِ الظا مَعَ التاءِ فقُلِبَتْ ظاء (فشُدِّدَتْ حينَ) أُدْغِمَتْ، ويُرْوَى بالطاءِ المهْمَلَةِ وَقد تقدَّمَ، أَي لم يكنْ يُتَّهَمُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: (} والتَّظَنِّي: أعمالُ الظَّنِّ، وأَصْلُه {التَّظَنُّنُ) فكَثرتِ النُّونات فقُلِبَتْ إحدَاهما ياءْ كَمَا قَالُوا قَصَّيْتُ أَظْفارِي والأَصْلُ قَصَّصْتُ، قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ.
(و) الظَّنُونُ، (كصَبْورٍ: الَّرجلُ الضَّعيفُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ بعضِ قُضَاعَةَ رُبَّما دَلَّكَ على الرّأْي الظَّنُونُ.
(و) قيلَ: الظَّنُونُ: (القَليلُ الحيلةِ.
(و) مِن النِّساءِ: (المرأَةُ لَهَا شَرَفٌ تَتَزَوَّجُ) طَمَعاً فِي ولدِها وَقد أَسَنَّتْ، سُمِّيت} ظَنُوناً لأنَّ الولَدَ يُرْتَجى مِنْهَا.
(و) {الظَّنُونُ: (البِئْرُ لَا يُدْرَى أَفيها ماءٌ أَمْ لَا) ؛ وَمِنْه قوْلُ الأَعْشى:
مَا جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذيجُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِمِثْلَ الفُراتِيِّ إِذا مَا طَمايَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ (و) قيلَ: (القَليلةُ الماءِ) .
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} يُظَنُّ أنَّ فِيهَا مَاء.
وقيلَ: الَّتِي لَا يُوثَقُ بمائِها.
(و) {الظَّنُونُ (مِن الدُّيونِ: مَا لَا يُدْرَى أَيَقْضِيهِ آخِذُه أمْ لَا) كأَنَّه الَّذِي لَا يَرْجُوه؛ قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ: (لَا زَكاةَ فِي الدَّيْنِ} الظَّنُونِ) .
( {} ومَظِنَّةُ الشَّيءِ، بكسْرِ الظَّاءِ:(35/368)
مَوْضِعٌ {يُظَنُّ فِيهِ وُجودُه) .
وَفِي الصِّحاحِ: مَوْضِعُه ومَأْلَفُه الَّذِي يُظَنُّ كَوْنه فِيهِ، والجَمْعُ} المَظانُّ.
يقالُ: موضِعُ كَذَا {مَظِنَّة مِن فلانٍ، أَي مُعْلَم مِنْهُ؛ قالَ النابغَةُ:
فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً فإنَّ} مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ (ويُرْوَى: السِّبَابُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ الأصْمعيّ: أَنْشَدَني أَبو عُلْبة الفَزَارِيُّ بمَحْضَرٍ مِن خَلَفٍ الأحْمرِ:
فَإِن مَطِيّة الجَهْلِ الشَّبَاب لأنَّه يَسْتَوْطِئه كَمَا تُسْتَوْطأُ المَطِيَّةُ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: {المَظِنَّةُ مَفْعِلَةٌ مِن} الظَّنِّ بمعْنَى العِلْم، وَكَانَ القِياسُ فتْح الظاءِ وإنّما كُسِرَتْ لأَجْل الهاءِ.
( {وأَظْنَنْتُه: عَرَّضْتُهُ للتُّهَمَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} اظْطَنَّ الشيءَ: {ظَنَّه.
وحَكَى اللّحْيانيُّ عَن بَني سُلَيْم: لقد} ظَنْتُ ذلِكَ، أَي {ظَنَنْتُ ذلِكَ، فحذَفُوا كَمَا حَذَفُوا ظَلْتُ ومَسْتُ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وأَمَّا قوْلُهم:} ظَنَنْتُ بِهِ فمعْناهُ جَعَلْته مَوْضِع ظَنِّي، وأَمَّا ظَنَنْتُ ذلِكَ فعَلَى المَصْدرِ، {وأَظْنَنْتُه: اتَّهَمْتُه.
} والظِّنَانَةُ، ككِتابَةٍ: التُّهَمَةُ.
{والأَظِنَّاءُ جَمْعُ} ظَنِينٍ، {والظَّنِينُ: الضَّعيفُ، وَبِه فُسِّرت الآيَةُ أَيْضاً، أَي هُوَ مُحْتَمِلٌ لَهُ.
وتقولُ:} ظَنَنْتُكَ زيْداً وظَنَنْتُ زيْداً إيَّاك، تَضَعُ المُنْفَصِل موْضِعَ المُتَّصِل فِي الكِتابَةِ عَن الاسمِ والخبرِ لأنَّهما مُنْفَصِلان فِي الأَصْل، لأنَّهما مُبْتدأٌ وخبرُهُ.
{والمَظَنَّةُ بفتْح الظاءِ: لُغَةٌ فِي} المَظِنّة على القِياسِ، نَقَلَه ابنُ مالِكٍ وغيرُهُ.(35/369)
{والمِظَنَّةُ بكسْرِ المِيمِ لُغَةٌ ثالثَةٌ. ويقالُ: نَظَرْتُ إِلَى} أَظَنِّهم أَنْ يَفْعلَ ذلِكَ، أَي إِلَى أَخْلَقِهم أَن {أَظُنَّ بِهِ ذلِكَ.
} وأَظْنَنْتُه الشيءَ: أَوْ هَمْتُه إيَّاه.
{وأَظْنَنْتُ بِهِ الناسَ: عَرَّضْتُه للتُّهَمَةِ.
} والظَّنِينُ: المُعادِي لسُوءِ ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ بِهِ.
{والظَّنُونُ: الرجلُ السَّيِّءُ} الظَّنِّ بكلِّ أَحدٍ.
{والظَّنَّانُ: الكثيرُ} الظنان السَّيِّئه {كالظُّنَنِ، بضمٍ ففتْحٍ.
وامْرأَةٌ} ظَنُون: مُتَّهَمَةٌ فِي نَسَبِها.
ونَفْسٌ {ظناءُ: مُتَّهَمَةٌ.
وكلُّ مَنِيَّة} ظَنُونٌ إلاَّ القَتْل فِي سَبِيلِ الّلهِ، أَي قَليلَةُ الخيْرِ والجَدْوَى.
ورجلٌ ظَنُونٌ: قَليلُ الخَيْرِ.
{والظَّنِينُ: الَّذِي تَسْأَلُه وتَظُنُّ بِهِ المَنْع فيكونُ كَمَا ظَنَنْتَ.
ورجلٌ} ظَنُونٌ: لَا يُوثَقُ بخبَرِهِ: قالَ زُهَيْرٌ:
أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بَني تَمِيمٍ وَقد يَأْتِيك بالخَبرِ الظَّنُونُوقالَ أَبو طالبٍ: الظَّنُونُ: المُتَّهَمُ فِي عَقْلِه، وكلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِن ماءٍ أَو غيرِهِ فَهُوَ {ظَنُونٌ} وظَنِينٌ.
وعِلْمُهُ بالشيءِ {ظَنُونٌ: أَي لَا يُوثَقُ بِهِ؛ قالَ:
كصَخْرَةٍ إِذْ تُسائِلُ فِي مَرَاحٍ وَفِي حَزْمٍ وعِلْمُهما ظَنُونُوالماءُ} الظَّنُونُ: الَّذِي تَتّهمُهُ ولسْت على ثقَةٍ مِنْهُ.
{والظِّنَّةُ، بالكسْرِ: القَليلُ مِن الشيءِ؛ قالَ أَوْس:
يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير} ظِنَّة ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ(35/370)
وطَلَبَهُ {مَظانَّةً: أَي لَيْلًا وَنَهَارًا.
وعنْدَه} ظِنَّتِي، وَهُوَ {ظِنَّتي أَي موْضِعُ تهمتِي.
} وظنّةُ: قَبيلَةٌ مِنَ العَرَبِ، مِنْهَا: أَبو القاسِمِ تمامُ بنُ عبدِ الّلهِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ عبدِ الّلهِ السرَّاج الدِّمَشْقيُّ مِن شيوخِ ابنِ عَسَاكِر، وَقد ذكر هَذِه النِّسْبة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ظين
:) {الظَّيَّانُ: ياسَمِينُ البَرِّ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ، وَهُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ النِّسْرينَ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
بشمخرّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ وأَديمٌ} مُظَيَّنٌ: مَدْبوغٌ {بالظَّيَّانِ، حَكَاه أَبو حَنيفَةَ.
وبَنُو} مَظيَّانٍ: بُطَيْنٌ مِن حَرْب، وهم مَشايخُ بدر الآنَ
(فصل الْعين) مَعَ النُّون)
عبن
: (العَبْنُ، بالفتْح: الغِلَظُ فِي الجِسْمِ والخُشونةُ) ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتدركٌ.
(و) العُبُنُ، (بضمَّتين: السِّمانُ المِلاحُ مِنَّا.
(و) العَبَنُّ، (محرَّكةً مشدَّدَةَ النُّونِ: الغَلِيظُ) الجِسْمِ الضَّخْمُه مِنَّا، (والعَظيمُ) الخَلْقِ (من النُّسورِ والجمالِ) . يقالُ: نَسْرٌ عَبَنٌ: أَي عَظيمٌ؛ وجَمَلٌ عَبَنٌ ضَخْمُ الجِسْمِ عَظيمٌ؛ قالَ حُمَيْد:
أَمِينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبايقولُ المُمارِي طالَ مَا كانَ مُقْرَما (كالعَبَنَّى) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: جَمَلٌ عَبَنٌّ وعَبَنَّى مُلْحق بفَعَلَّى إِذا(35/371)
وَصَلْتَه نَوَّنْتَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه: مُلْحق بفَعَلَّلٍ ووَزْنها فَعَنْلى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
كلَّ عَبَنَّى بالعَلاوَى هَجَّاجْ.
(والعَبَنَّاة) مُؤَنَّثَة. يقالُ: ناقَةٌ عَبَناةٌ، (ج عَبَنَّياتٌ.
(وأَعْبَنَ) الرَّجُل: (اتَّخَذَ جَمَلاً عَبَنَّى) ، وَهُوَ القَويُّ.
(والعُبْنَةُ، بالضَّمِّ: قُوَّةُ الجَمَلِ والنَّاقَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ناقَةٌ عَبَنَّةٌ: عَظيمَةُ الجِسْمِ.
والعُبنُ، بالضمِّ، من الدَّوابِّ: القَوِيَّات على السَّيْرِ، الواحِدُ عبننى.
وأَبو الربيعِ سُلَيمانُ بنُ يوسفَ بنِ أَبي عبانٍ العَبَانيُّ، كسَحابٍ، محدِّثٌ، ضَبَطَه الحافِظُ عَن مَنْصورٍ فِي الذَّيْل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عبتن
عَبَتْنَا، بفتْحَتَيْن وسكونِ الفَوْقيةِ وفتْحِ النّون: قَرْيةٌ بجَبَلِ نَابلس، مِنْهَا: الشهابُ أَحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدٍ السنبانيُّ بن حميد العبتناويُّ أَحدُ المُسْنِدِيْن؛ ضَبَطَه البقاعيُّ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى هَكَذَا.
عتن
: (العُتُنُ، بضَمَّتَيْنِ) : أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هم (الأَشِدَّاءُ، الواحِدُ: عَتونٌ، و) قيلَ: (عاتِنٌ.(35/372)
(وعَتَنَهُ إِلَى السِّجْنِ يَعْتِنُه ويَعْتُنُه) ؛ مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، عَتْناً: (دَفَعَهُ) دَفْعاً (شَديداً عَنِيفاً) ، أَو حَمَلَه حملا عَنِيفاً كعَتَلَه.
وحَكَى يَعْقوب أَنَّ نُونَ عَتَنَه بَدَلُ مِن لامِ عَتَله.
(وأَعْتَنَ) ، ونَصّ ابنِ الأَعْرابي: عاتَنَ، (على غَرِيمِه) : إِذا (آذَاهُ وتَشَدَّدَ) عَلَيْهِ.
(وعِتانٌ، ككِتابٍ: ماءٌ حِذاءَ خَيْبَرَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجلٌ عَتِنٌ، ككَتِفٍ: شَديدُ الحَمْلةِ.
والمُعاتَنَةُ: التَّشَدُّدُ على الغَرِيمِ.
عثن
: (العِثْنُ، بالكسْرِ: ضَرْبٌ من الخُوصةِ تَرْعاهُ المالُ) إِذا كانَ (رَطْباً) ، فَإِذا يَبِسَ لم يَنْفَعْ.
قالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ مُدْرِك بن غَزْوان الجَعْفريَّ وأَخَاه يقُولان ذلِكَ.
(و) العِثْنُ: (مُصْلِحُ المالِ وسائِسُه) ، لُغَةٌ فِي العهنِ.
(و) قالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ زائِدَةَ البَكْريَّ يقولُ: العَرَبُ تَدْعُو أَلْوانَ الصُّوف (العِهْنَ) ، غَيْر بَني جَعْفرٍ فإنَّهم يَدْعونه العِثْنَ بالثاءِ.
(و) العَثَنُ، (بالتَّحريكِ: الصَّنَمُ الصَّغيرُ) والوَثَنُ الكبيرُ، (ج أَعْثانٌ) وأَوْثانٌ.
(و) العَثَنُ: (الدُّخانُ، كالعُثانِ، كغُرابٍ) ، وَقد تقدَّمَ فِي قسم أَنَّ العُثانَ الدُّخانُ بِلا نارٍ، (واحِدُ العَواثِنِ) ، كالدُّخانِ واحِد الدَّواخِنِ، لَا يُعْرَفُ لَهما نَظِيرٌ.
(و) العَثِنُ، (ككَتِفٍ: الفاسِدُ مِن الطَّعامِ لدُخانٍ خالَطَهُ كالمَعْثُونِ) ، وكذلِكَ مَدْخُون ودَخِنٌ.
(وعَثَنَتِ النَّارُ) تَعْثُنُ، مِن حَدِّ نَصَرَ، (عَثْناً وعُثاناً وعُثوناً، بضمِّهما: دَخَّنَتْ، كعَثَّنَتْ) بالتَّشْديدِ.(35/373)
(و) عَثَنَ (فِي الجَبَلِ) يَعْثُنُ عَثْناً: (صَعَّدَ) ، مِثْلُ عَفَنَ؛ عَن كُراعٍ؛ وأَنْشَدَ يَعْقوب:
حَلَفْتُ بِمن أَرْسى ثَبيراً مكانَهأَزُورُكُم مَا دامَ للطَّوْد عاثِنُأَي صاعِدٌ فِيهِ؛ ويُرْوَى: عافِنُ؛ وقالَ يَعْقوب: هُوَ على البَدَلِ.
(وعَثِنَ الثَّوْبُ، كفَرِحَ: عَبِقَ) برِيحِ الدُّخْنَةِ.
(والتَّعْثِينُ: التَّخْلِيطُ وإثارَةُ الفَسادِ) وَفِي الأساسِ: عَثَّنَ علينا فلانٌ: أَوْقَع التَّخْلِيط بَيْننا مِن العُثانِ الدُّخان.
(و) التّعْثِينُ: (تَبْخِيرُ الثّوْبِ بالبَخُورِ) . يقالُ: عَثَنَتِ المرْأَةُ ببَخُورِها: إِذا اسْتَجْمَرَتْ.
وعَثَنْتُ الثَّوْبَ بالطَّيبِ: إِذا دَخَّنْتَه عَلَيْهِ حَتَّى عَبِقَ بِهِ.
ولمَّا أَرادَ مُسَيْلِمَة الإِعْراسَ بسَجاحٍ قالَ: عَثِّنوا، أَي بَخِّروا لَهَا بالبَخُورِ.
(و) العُثَانُ، (كغُرابٍ: الغُبارُ) : وَبِه فُسِّر حدِيثُ الهجْرَةِ وسُراقَة بنِ مالِكٍ: (فساخَتْ قوائِمُ فَرَسِه فِي الأرضِ فسَأَلَهما أَن يخلِّيا عَنْهُمَا فخرجَتْ قوائِمُها وَلها عُثانٌ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: أَي دُخانٌ.
قالَ الأَزْهريُّ: وقالَ أَبو عُبَيْد: العُثانُ أَصْلُه الدُّخان، وأَرادَ هُنَا الغُبَار شَبَّهه بِهِ؛ قالَ: وكذلِكَ قالَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبَّما سَمَّوا الغُبار عُثاناً.
(و) العُثانُ: (ع) ، ذكرَ فِي كتابِ بَني كِنانَةَ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) عُثانَةُ، (كثُمامَة: ماءٌ لجَذِيمَةَ)(35/374)
بن مالِكِ بنِ نَصْر فِي شعْبَةٍ مِن الثَّلَبوت؛ وقيلَ: هُوَ بكسْرِ العَيْن ونُونَيْن؛ قالَهُ نَصْر.
(والعُثْنونُ) ، بالضَّمِّ: (اللِّحْيَةُ) كلُّها، (أَو مَا فَضَلَ مِنْهَا بعدَ العارِضَيْنِ) مِن باطِنِهما، ويقالُ لمَا ظَهَرَ مِنْهَا السبَلَةُ.
(و) العُثْنونُ: (شُعَيْراتٌ طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ البَعيرِ) ؛ يقالُ: بَعِيرٌ ذُو عَثانِينَ، كَمَا قَالُوا لمَفْرِقِ الرّأْسِ مَفارِق.
(و) العُثْنونُ (مِن الِّريحِ والمطرِ: أَوَّلُهُما) ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ، رحِمَه اللهاُ تعالَى؛ (أَو عامُّ المطرِ، أَو المطرُ مَا دامَ بينَ السَّماءِ والأرضِ، (ج) عَثانينُ) .
قالَ أَبو زيْدٍ: العَثانِينُ المطرُ بينَ السَّحابِ والأَرضِ، مِثْل السَّبَل، واحِدُها عُثْنونٌ.
وعُثْنونُ السَّحابِ: مَا وَقَعَ على الأَرضِ مِنْهَا؛ قالَ:
بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يَلُفُّناعِنْدَ السَّنامِ مُقَدِّماً عُثْنونايَصِفُ سَحاباً.
وعَثانِينُ السَّحابِ: مَا تَدَلَّى مِن هَيْدَبِها.
وعُثْنونُ الريحِ: هَيْدَبُها إِذا هِيَ أَقْبَلَتْ تَجُرُّ الغُبارَ جَرًّا؛ قالَ جرانُ العُودِ:
وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانِين وَاسِع (والعُواثِنُ، بالضَّمِّ: الأَسَدُ الكثيرُ الشَّعَرِ.
(و) المُعَثَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الضَّخْمُ العُثْنُون) مِن الرِّجالِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ للرَّجلِ إِذا اسْتَوْقَد بحطَبٍ رَدِيءٍ: لَا تُعَثِّنْ علينا.
وعُثْنونُ اللِّحْيةِ: طَرَفُها.
والعُثْنونُ: شُعَيْرات عنْدَ مَذْبحِ التَّيْسِ.(35/375)
عجن
: (عَجَنَهُ يَعْجِنُهُ ويَعْجُنُهُ) ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، عَجْناً، (فَهُوَ مَعْجونٌ وعَجينٌ: اعْتَمَدَ عَلَيْهِ بِجُمْعِ كَفِّه يَغْمِزُه، كاعْتَجَنَهُ) ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
يَكْفِيك مِن سَوْداءَ واعْتِجانِهاوكَرِّكَ الطَّرْفَ إِلَى بَنانِهاناتِئةُ الجَبْهةِ فِي مَكانِهاصَلْعاءُ لَو يُطْرَحُ فِي مِيزانِهارِطْلُ حديدٍ شالَ من رُحْجانها (و) عَجَنَهُ عَجْناً: (ضَرَبَ عِجَانَه.
(و) عَجَنَتِ (النَّاقَةُ) عَجْناً: (ضَرَبَتِ الأَرضَ بيَدَيْها فِي سَيْرِها) ، فَهِيَ عاجِنٌ.
(و) عَجَنَ (فلانٌ: نَهَضَ مُعْتَمِداً على الأرْضِ) بجُمْعِه (كِبَراً) أَو سِمَناً؛ قالَ كثِّيرُ:
رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ بَعْلُهامن المَلْءِ أَبْزَى عاجِنٌ مُتَباطِنُورَوَاه أَبو عُبَيْدٍ.
مِن القَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ والعاجِنُ: هُوَ الَّذِي أَسَنَّ، فَإِذا قامَ عَجَنَ بيَدَيْه.
يقالُ: عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ، كُلّه مِن نعْتِ الكَبيرِ؛ قالَ الشاعِرُ:
فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً وهَيَّجْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصَالِ المْرءِ كُنْتٌ وعاجِنُوفي حدِيثِ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّه كانَ يَعْجِنُ فِي الصَّلاةِ فقيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ فقالَ: رأَيْت رسولَ اللهاُ، صلى الله عَلَيْهِ(35/376)
وَسلم يَعْجِنُ فِي الصَّلاةِ، أَي يَعْتمدُ على يَدَيْه إِذا قامَ كَمَا يَفْعلُ الَّذِي يَعْجِنُ العَجِينَ؛ وَهَكَذَا نَقَلَه الزَّمَخْشريُّ فِي الفائِقِ، ونَقَلَه أَئِمَّةُ الغَريبِ.
وَفِي الأَساسِ: عَجَنَ وخَبَزَ: شاخَ وكبرَ لأنَّه إِذا أَرادَ القِيامَ اعْتَمَدَ على ظُهورِ أَصابِعِ يَدَيْه كالعاجِنِ وعَلى راحَتَيْه كالخابِزِ.
ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عَن ابنِ خَالَوَيْه: يقالُ: رَفَعَ فلانٌ الشنَّ إِذْ اعْتَمَدَ على راحَتَيْه عنْدَ القِيامِ، وعَجَنَ وخَبَزَ إِذا كَرَّرَهُ.
ووَجَدْتُ بخطِّ الشيخِ عليِّ بنِ عُثْمان بنِ محَاسِن بنِ حسَّان الخرَّاط الشافِعِيّ، رحِمَه الّلهُ تعالَى، مَا نَصّه: قالَ الشيْخُ تقيُّ الدِّيْن بنُ الصَّلاحِ فِي كتابِهِ مشْكَل الوَسِيط عنْدَ قوْلِ المصنِّفِ فِي كِتابِ الصَّلاة: ثمَّ يقومُ كالعاجِنِ.
أَمَّا الَّذِي فِي المُحْكَم فِي اللّغَةِ للمَغْربيّ المُتأَخِّر الضَّريرِ مِن قَوْلِه: العاجِنُ المُعْتَمِدُ على الأَرْضِ بجُمْعِه فغَيْرُ مَقْبولٍ فإنَّه ضمن لَا يقْبل مَا يَنْفَردُ بِهِ، فإنَّه كانَ يغلطُ ويغلطونَهُ كَثيراً، وكأَنَّه أَضَرَّ بِهِ فِي كتَابِهِ مَعَ كبرِ حَجْمِه ضَرارَته، اه.
قلْتُ: وَلَا يظْهرُ وَجْه عَدَمِ قُبولِ كَلامِه فِي تفْسِيرِ العاجِنِ، وَقد رَأَيْت مَا أَسْلَفْنا فِي كَلامِ أَئِمَّة اللّغَةِ وهم مُجْمِعُون عَلَيْهِ، وَلَقَد كانَ صاحِبُ المُحْكم ثِقَةً حافِظاً فِي اللغَةِ، فتأَمَّل ذَلِك.
(والعَجِينُ: المُخَنَّثُ) .
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ المَجْبُوسُ مِن الرِّجالِ، (كالعَجينَةِ، ج) عُجُنٌ، (ككُتُبٍ، أوْ هُم أَهْلُ الرَّخاوَةِ مِن الِّرجالِ والنِّساءِ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ: يقالُ للرَّجلِ عَجِينَةٌ وعَجِينٌ، وللمرْأَةِ عَجِينَةٌ لَا غَيْر، وَهُوَ الضَّعيفُ فِي بَدَنِه وعَقْلِه.(35/377)
(والعَجِينَةُ: الأَحْمَقُ، كالعَجَّانِ) ؛ عَن اللّيْثِ.
يقالُ: إنَّ فلَانا ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً.
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ لآخَر: يَا عَجَّان إنّك لتَعْجِنُه، فقلْتُ لَهُ: مَا يَعْجِنُ وَيْحَكَ؛ فقالَ: سَلْحه، فأَجابَهُ الآخَرُ: أَنا أَعْجِنُه وأَنْت تَلْقَمُه فأَفْحَمَه.
(و) العَجِينَةُ: (الجَماعَةُ، كالمُتَعَجِّنَةِ أَو الكَثيرَةُ مِنْهَا.
(وأُمُّ عَجِينَةَ) : كُنْيَة (الرَّخَمَة.
(وأَبو عَجِينَةَ) : لَقَبُ أَبي عليَ الحَسَنُ بنُ موسَى بنِ عيسَى الحَضْرَمِيُّ الحافِظُ، شيْخُ حَمْزَةَ الكِنانيّ، ماتَ سَنَةَ 296، وأَخُوه أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ موسَى الحضْرَميُّ حدَّثَ عَنهُ ابنُ الْمقري وغيرُهُ (و) عبدُ الكَريمِ بنُ أَحمدَ (بنِ أَبي عَجِينَةَ) : حَدَّثَ عَنهُ السَّلَفيُّ (مُحدِّثانِ.
(والعَجْناءُ: النَّاقَةُ القَليلَةُ اللَّبَنِ) .
(وقيلَ: هِيَ الكثيرَةُ لحْمِ الضَّرْعِ مَعَ قلَّةِ لَبَنِها؛ وَقد عَجِنَتْ، كفَرِحَ عَجْناً.
(وقيلَ: هِيَ (المُنْتَهِيَةُ فِي السِّمَنِ كالمُتَعَجِّنَةِ.
(أَو) العَجْناءُ: (الَّتِي تَدَلَّى ضَرَّتُها) من كثْرَةِ الَّلحْمِ، (وتَلْحَقُ أطْباؤُها فَيَرْتَفِعُ فِي أَعالِي الضَّرَّةِ.
(و) قيلَ: هِيَ (الَّتِي فِي حَيائِها ورَمٌ) كالثُّؤْلولِ، وَهُوَ شَبِيهٌ بالعَفَل (يَمْنَعُ اللِّقاحَ) ؛ وكذلِكَ الشَّاة والبَقَرَة؛ ورُبَّما اتَّصَلَ الوَرَمُ إِلَى دبرِها؛ (كالعَجِنَةِ، كفَرِحَةٍ، وَقد عَجِنَتْ، كفَرِحَ) ، عَجْناً، فَهِيَ عَجْناءُ وعَجِنَةٌ.(35/378)
(و) العِجانُ، (ككِتابٍ العُنُقُ) ، بلُغَةِ اليَمَنِ.
وَفِي نوادِرِ القالي: موصل العُنُقِ مِن الرّأْسِ؛ قالَ شاعِرُهم يَرْثي أُمَّه وأَكلها الذئبُ:
فَلم يبْقَ فِيهَا غيرُ نِصْفِ عِجانِهاوشُنْتُرَةٌ مِنْهَا وَإِحْدَى الذَّوائبِوقالَ آخَرُ:
يَا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ الجِنانِعِجانُها أَطْوَلُ من سِنانِ (و) العِجَانُ: (الأسْتُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّ الشَّيْطانَ يَأْتِي أَحَدكم فيَنْقُرُ عنْدَ عِجانِه) .
وَفِي حدِيثِ عليَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: أَنَّ أَعْجميًّا عارَضَه فقالَ: اسكتْ يابنَ حَمْراء العِجان؛ هُوَ سَبٌّ كانَ يَجْرِي على أَلْسِنَةِ العَرَب.
(و) قيلَ: العِجانُ (تَحْتَ الذَّقَنِ.
(و) قيلَ: هُوَ (القَضيبُ المَمْدودُ مِن الخُصْيَةِ إِلَى الدُّبُرِ) .
وقيلَ: هُوَ آخِرُ الذَّكَرِ مَمْدودٌ فِي الجلْدِ.
وعِجانُ المرْأَةِ: الوَتَرَةُ الَّتِي بينَ قُبُلِها وثَعْلَبَتِها.
(وعاجِنَةُ المَكانِ: وَسَطُه) ؛ قالَ الأَخْطلِ:
بعاجنَةِ الرَّحُوبِ فَلم يَسِيروا (وأَعْجَنَ: رَكِبَ) العَجْناء، وَهِي (السَّمينَةُ) مِن النُّوقِ.
(و) أَعْجَنَ: (وَرِمَ عِجانُه.
(والمُتَعَجِّنُ والعَجِنُ ككَتِفٍ: البَعيرُ المُكْتَنِزُ سِمنَاً) ، كأَنَّه لحْمٌ بِلا عَظْمٍ.
(وناقَةٌ عاجِنٌ: لَا يَقَرُّ الوَلَدُ فِي رحمِها) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العَجِينُ: مَعْروفٌ،(35/379)
وَقد عَجَنَتِ المرْأَةُ تَعْجِنُ، من حَدِّ ضَرَبَ، عَجناً، واعْتَجَنَتْ: اتَّخَذَتْ عَجِيناً.
والمَعْجونُ: كلُّ دَواءٍ خلطَتْ أَجْزاؤُه وعُجِنَتْ مَعَ بعضِها.
وأَعْجَنَ الرَّجلُ: أَسَنَّ.
وأَيْضاً: جاءَ بولَدٍ عَجِينةٍ، وَهُوَ الأحْمقُ.
والأعْجَنُ مِن الضُّرُوعِ: أَقلُّها لَبناً وأَحْسَنها مَرْآةً.
وَقد تكونُ العَجْناءُ غَزِيرَةً وَقد تكونُ بَكِيئَةً.
وابنُ حَمْراء العِجانِ الأَعْجمِيّ.
وجَمْعُ العِجانِ: أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ.
عجهن
: (العُجاهِنُ، بالضَّمِّ: القُنْفُذُ) ؛ حَكَاه أَبو حاتمٍ؛ (وَالَّذِي ليسَ بصَرِيحِ النَّسَبِ.
(و) أَيْضاً: (صدِيقُ الرَّجُلِ المُعْرِسِ فَإِذا دَخَلَ) بهَا (فَلَا عُجاهِنَ) لَهُ؛ قالَ الرَّاجزُ:
ارْجِعْ إِلَى بيتِكَ يَا عُجاهِنُفقد مضى العُرْسُ وأَنتَ واهِنُ (و) هُوَ بعينِه (الرَّسولُ بَيْنَ العَرُوسِ وأهْلِه) يجرِي بَيْنهما بالرَّسائِلِ (فِي الأَعْراسِ) ؛ قالَ تأَبَّطَ شرًّا:
ولكنَّني أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهْلَهوأَرْضاً يكونُ العُوصُ فِيهَا عُجاهِنا (وَهِي بهاءٍ.
(و) قد (تَعَجْهَنَ) الرَّجُلُ: صارَ عُجاهِناً، وذلِكَ إِذا (لَزِمها حَتَّى بَنَى عَلَيْهَا.
(و) العُجاهِنُ: (الخادِمُ.
(و) أَيْضاً: (الطَّبَّاخُ.
(والعَجاهِنَةُ، بالفتْحِ: جَمْعُهُ) ؛ قالَ الكُمَيْتُ:(35/380)
ويَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئيناالرِّئِين: جَمْعُ الرِّئةِ.
(و) العُجاهِنَةُ، (بالضَّمِّ: الماشِطَةُ) إِذا لم تُفارِقِ العَرُوس حَتَّى يُبْنى بهَا.
(
عدن
(عَدَنَ بالبَلَدِ يَعْدِنُ ويَعْدُنُ) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، (عَدْناً وعُدُوناً: أَقَامَ؛ وَمِنْه: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} ، أَي) جَنَّاتُ إقامَةٍ لمَكانِ الخُلْدِ، وجَنَّاتُ عَدْنٍ: بُطْنانُها، وبُطْنانُها: وَسَطُها؛ وبُطْنانُ الأَوْديَةِ: المَواضِعُ الَّتِي يَسْتَرْيِضُ فِيهَا ماءُ السَّيْلِ فيَكْرُمُ نَباتُها.
(و) عَدَنَتِ (الإِبِلُ) بِمكانِ كَذَا تَعْدِنُ وتَعْدُنُ عَدْناً وعُدوناً: أَقامَتْ فِي المَرْعَى، وخصَّ بعضُهم بِهِ الإِقامَة (فِي الحَمْضِ) ؛ وقيلَ: صَلَحَتْ و (اسْتَمْرَتْهُ ونَمَتْ عَلَيْهِ ولَزِمَتْه) .
قالَ أَبو زيْدٍ: وَلَا تَعْدِنُ إلاَّ فِي الحَمْضِ، وقيلَ: يكونُ فِي كلِّ شيءٍ، (فَهِيَ عادِنٌ) ، بغيرِ هاءٍ.
(و) عَدَنَ (الأَرضَ يَعْدِنُها) عَدْناً: (زَبَّلَها) ، أَي أَصْلَحها بالزبلِ، (كَعَدَّنَها) ؛ بالتَّشْديدِ.
(و) عَدَنَ (الشَّجَرَةَ) يَعْدِنُها عَدْناً: (أَفْسَدَها بالفأْسِ ونحوِها.
(و) عَدَنَ (الحَجَرَ) عَدْناً: (فَلَعَهُ) بالفأْسِ.
(والمَعْدِنُ، كمَجْلِسٍ) ، وحَكَى بعضُهم كمَقْعَدٍ أَيْضاً وليسَ بثَبْتٍ، (مَنْبِتُ الجَواهِرِ من ذَهَبٍ ونحوِهِ) ، سُمِّيَت بذلِكَ (لإِقامَةِ أَهْلِه فِيهِ دَائِما) لَا يَتَحوَّلُون عَنهُ شِتاءً وَلَا صيفاً؛ (أَو لإِنْباتِ اللهاِ، عزَّ وجلَّ إيَّاهُ فِيهِ) وإثْباته إيَّاهُ فِي الأرْضِ(35/381)
حَتَّى عَدَنَ أَي ثَبَتَ فِيهَا.
(و) قالَ اللَّيْثُ: المَعْدِنُ: (مكانُ كلِّ شيءٍ) يكونُ (فِيهِ أَصْلُه) ومَبْدؤُه نَحْو مَعْدِنِ الذهبِ والفضَّةِ والأَشْياء؛ والجَمْعُ المَعادِنُ؛ وَمِنْه حدِيثُ بِلالِ بنِ الحارِثِ: أَنَّه أَقْطَعه مَعادِنَ القَبَلِيَّةِ، وَهِي المواضِعُ الَّتِي تُسْتَخْرجُ مِنْهَا جَواهِرُ الأرْضِ.
(و) المِعْدَنُ، (كمِنْبرٍ: الصَّاقورُ) شِبْه الفأْسِ.
(وعَدَّنَ بِهِ الأَرضَ تَعْدِيناً: ضَرَبَها بِهِ) ليصْلحَها؛ وكذلِكَ وجن بِهِ، ومَرَّنَ بِهِ.
(و) عَدَّنَ (الشَّارِبُ: امْتَلَأَ) ، مثْلُ أَوَّن وعَدَّل.
(و) العَدانُ، (كسَحابٍ: ع) مِن دِيارِ تميمٍ سيف كاظمة.
وقيلَ: ماءٌ لسعْدِ بنِ زيْدِ مَنَاة بنِ تَمِيمٍ؛ قالَ يزيدُ بنُ الصَّعْقِ:
جَلَبْنا الخيلَ من تَثْلِيثَ حَتَّى وَرَدْنَ على أُوَارةَ فالعَدَانِ (و) قيلَ: العَدَانُ: (ساحِلُ البَحْرِ) كلّه كالطفِّ، قالَ لبيدُ بنُ ربيعَةَ العامِرِيُّ:
وَلَقَد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْبعَدَانِ السَّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ (و) قالَ شَمِرٌ: عَدَانُ موضِعٌ على سَيْفِ البَحْر.
ورَوَاه، أَبُو الهَيْثمِ بكسْرِ العَيْن.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العَدَانُ: (حافَةُ النَّهْرِ) ، وكذلِكَ ضَفَّتُه وعَبْرَتُه ومَعْبَرُه وبِرْغِيلُه.
(و) العَدانُ (مِن الزَّمانِ سَبْعُ سِنينَ، يقالُ: مَكَثُوا) فِي غَلاءِ السِّعْرِ (عَدَاناً) أَو عَدَانَيْن، وهما أَرْبَع عَشَرَةَ سَنَة.(35/382)
(و) العَدَانةُ، (بهاءٍ: الجماعَةُ) مِن الناسِ، (ج عَداناتٌ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وأَنْشَدَ:
بَني مالكٍ لَدَّ الحُصَيْرِ ورَاءكُمْرِجالاً عَدَاناتٍ وخَيْلاً أَكاسماقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: رِجالٌ عَدَاناتٌ: مُقِيمونَ.
وقالَ غيرُهُ: العَدَاناتُ: الفِرَقُ مِن الناسِ.
(والعَيدانُ) : النَّخلُ الطِّوالُ، مَرَّ (فِي الَّدالِ) لأنَّ وَزْنَه فَعْلان.
(وعَدْنانُ) بنُ أُدِّ بنِ أُدَدِ بنِ الهَمَيْسع، (أَبو مَعَدَ) : القَبيلَةُ المَشْهورَةُ؛ وعَدْنانُ الجَدُّ الحادِي والعشْرُون لسيِّدِنا رسُولِ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضَبَطَه الأفطسيّ النسَّابَةُ بضمِّ العَيْن والثَّاءِ مثلَّثةً وكلّ مَن كانَ مِنْهُم بالشامِ واليَمَنِ ومِصْرَ والغَرْب فهم مُقِيمونَ على نَسَبِهم فِي عَدْنان.
قلْتُ: وضَبَطَه ابنُ حبيب كضَبْطِ شيْخ الشّرف، وضَبَطَه ابنُ الحبابِ النسَّابَة كضَبْطِ الأفطسيِّ؛ وقيلَ كالأوَّل ولكنَّ دَالَهُ مَفْتوحةٌ.
(والعَدِينَةُ والعَدانَةُ) ، كسَفِينَةٍ وسَحابَةٍ: (رُقْعَةٌ) مُنَقَّشةٌ تكونُ (فِي أَسْفلِ الدَّلْوِ) .
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: فِي أَطْرافِ عُرَا المَزادَةِ، (ج عَدائِنُ) ؛ قالَ:
والغَرْبَ ذُو العَدِينَة المُوَعَّبا (وغَرْبٌ مُعَدَّنٌ، كمُعَظَّمٍ) : قُطِعَ أَسْفَله ثمَّ (خُرِزَ بهَا) .
وقالَ ابنُ شُمَيْل: الغَرْبُ يُعَدّنُ إِذا صَغُر الأدِيم وأَرادُوا تَوْفِيرَه زادُوا لَهُ فِي ناحِيَةٍ مِنْهُ رُقْعَة.
قالَ: وكلُّ رُقْعَة تُزادُ فِي الغَرْبِ فَهِيَ عَدِينَة، وَهِي كالبَنِيقَةِ فِي القمِيصِ.
(و) المُعَدِّنُ، (كمُحدِّثٍ: مُخْرِجُ الصَّخْرِ من المَعْدِنِ) ثمَّ يكسرُه (يُبْتَغَى فِيهِ الذَّهَبُ ونحوُه) ؛ وَبِه(35/383)
فَسَّر أَبو سعيدٍ قَوْلَ المُخَبَّل:
خَوامِسُ تَنْشَقُّ العَصا عَن رُؤُوسهاكما صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ (والعَدَوْدَنِيُّ: السَّريعُ) مِن الإِبِلِ، (أَو الشَّديدُ) مِنْهَا، (أَو مَنْسوبٌ إِلَى فَحْلٍ) اسْمه عَدَوْدَن؛ (أَو) إِلَى (أَرْضٍ) اسْمها كذلِكَ.
(وعَدَنُ أَبْيَنَ، محرَّكةً: جَزِيرَةٌ باليمنِ أَقامَ بهَا أَبْيَنُ) ، رجلٌ مِن حِمْيرٌ فنُسِبَ إِلَيْهِ، ويقالُ فِيهِ إبْين، بالكسْرِ، وَيبين بالياءِ، هَكَذَا جَزَمَ بِهِ غيرُ واحِدٍ مِن الأئمَّةِ.
ونَقَلَ شيْخُنا عَن حَواشِي الْكَشَّاف للفاضِلِ اليَمَنيّ، وَهُوَ أعْرَفُ ببِلادِه: أَبْيَنُ اسمُ قَصَبَة بَيْنها وبينَ عَدَنَ ثمَانيَة فَراسِخَ، أُضِيفَتْ إِلَيْهَا الأدْنى مُلابَسَة؛ اهـ.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ يُنَافِي قَوْلَ المصنِّفِ، رحِمَه الله تَعَالَى.
قلْتُ: لَا مُنافَاةَ، فإنّ كِلاَ المَوْضِعَيْن نُسِبَ إِلَى أَبْيَنَ فأحَدُهما سُمِّي باسْمِه، وَالثَّانِي لإِقامَتِه فِيهِ كثيرا، ويكْفِي فِي تعْليلِ أَسْماء المَواضِع أَدْنى مُناسَبَة. وأغْرَبُ من ذلِكَ مَا نَقَلَه ابنُ الجوانيّ النسَّابَةُ عنْدَ ذِكْرِه أَوْلاد عَدْنان مَا نصّه: وعَدنٌ: رجلٌ وَهُوَ صاحِبُ عَدَنٍ؛ فَإِن صحَّ هَذَا فقَوْل الْفَاصِل قريب للحقِّ، فيكونُ الموضِعُ سُمِّي باسْمِ عَدنِ بنِ عَدْنان، وأَبْيَنُ باسْمِ رجُلٍ مِن حِمْيرَ، وأُضِيفَ هَذَا إِلَيْهِ لقرْبِهِ مِنْهُ، ويَدَلُّكَ على هَذَا قَوْله: (وعَدَنُ لاعَةَ: ة بقُرْبِه) أَي بقُرْبِ عَدَن، أُضِيفَت إِلَى لاَعَة.
وقالَ بعضُ النسَّابِين: إنَّ عَدناً نُسِبَتْ إِلَى عَدَنِ بنِ سبا بن نفثان بن إِبْرَاهِيم أَوَّل من نَزِلَها.
وعَدَنُ(35/384)
اليوْمَ: فرضَةُ اليَمَنِ، ومَقَرّ كلّ فَضْل مُسْتَحْسن.
(وعَدَنَةُ، محرّكةً: ع بناحِيَةِ الرَّبَذَةِ) .
وقالَ نَضر: هُوَ فِي جهَةِ الشّمَالِ مِن الشّرَبَةِ.
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي عدته عُرَيتناتٌ وأُقُرُّ الزَّوْرَاء وعُراعرٌ وكثيبٌ مياه.
(و) عَدَنَةُ: (اسمُ) رجُلٍ، وَهُوَ عَدَنَةُ بنُ أُسامَةَ؛ قالَ الأميرُ: هَكَذَا وَجَدْته بخطِّ ابنِ عبدةَ النسَّابَة؛ وضَبَطَه الدَّارْقطْني عُدَيَّة كسُمَيّة.
(و) عُدْنَةُ، (بالضَّمِّ: ثَنِيَّةٌ قُرْبَ مَلَلَ) .
وقالَ نَصْر: هَضبَةٌ.
(و) عَدَانٌ وعُدَيْنةَ، (كسَحابٍ وجُهَينَةَ: مِن أَسْمائِهِنَّ.
(وعَيْدَنَتِ النَّخلةُ: صارَتْ عَيْدانَةً) ، أَي طَوِيْلَة، وَقد ذُكِرَ فِي الَّدالِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عَدَنَ البلَدَ: تَوَطَّنَه.
ومَرْكَزُ كلِّ شيءٍ: مَعْدِنُه.
والمَعادِنُ: الأُصُولُ.
وَهُوَ مَعْدِنٌ للخَيْرِ والكَرَمِ إِذا جُبِلَ عَلَيْهِمَا، على المَثَلِ.
والعَدَانُ، كسَحابٍ: موضِعُ العُدُونِ، وتَرَكْتُ إِبِلَ بَني فلانٍ عَوادِنَ بمكانَ كَذَا، أَي مُقِيماتٌ بِهِ.
والعِدَّانُ، بالكسْرِ فالتَّشْديدِ: الزَّمانُ؛ مِنْهُم مَنْ جَعَلَه فِعْلالاً من العَدَن.
وقالَ الفرّاء: الأقْربُ عنْدِي أنَّه فِعْلانُ مِن العَدِّ والعِدَادِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
وخُفٌّ مُعَدّنٌ، كمُعَظَّمٍ: زيدَ فِي آخرِ السَّاق مِنْهُ زِيادَة حَتَّى اتَّسعَ.
والعَدَانُ: قَبيلَةٌ مِن بَني أَسَدٍ؛ قالَ الشاعِرُ:(35/385)
بَكِّي على قتل العَدانِ فإنَّهمطالتْ إقامَتُهم بيَطْنِ بَرَامِوالاعدانُ: ماءٌ لبَني مازِنَ مِن تَمِيمٍ؛ نَقَلَه ياقوت.
وسكَّة عَدْني بفتحٍ فسكونٍ: بنَيْسابُورَ.
والعدنيُّ: مَن يَنْسجُ الثِّيابَ العَدَنِيَّة بنَيْسابُور مِنْهُم أَبو سعْدٍ مُحَمَّد بن إبرهيمَ بنِ الحريري النسَّاج، ماتَ ببَغْدادَ بعْدَ الثّلاثِين وخَمْسُمائةٍ.
وذُو عُدَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: قَرْيةٌ بثغر باليمنِ، مِنْهَا: الحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْن بنِ إسْمعيل الزُّبَيْديُّ العُدَيْنيُّ الفَقيهُ المحدِّثُ، ماتَ سَنَة نيِّفٍ وثَلاثِين وستّمائَةٍ نَقَلَه الحافِظُ وَعَلِيهِ عدَنيَّات: أَي ثيابٌ كَريمَة وأَصْلُها النِّسْبة إِلَى عَدَنٍ.
تقولُ: مَرَّتْ جَوارٍ مَدنِيَّات عليهنَّ رِياطٌ عَدَنيَّات؛ وكَثُرَ حَتَّى قيلَ للرَّجُلِ الكَريمِ الأَخْلاقِ: عَدَنيٌّ، كَمَا قِيلَ للنَّفِيسِ مِن كلِّ شيءٍ: عَبْقريٌّ كَمَا فِي الأساسِ.
وعَدَّانٌ، كشَدَّادٍ: قصرٌ لأُخْت الزبَّاء على الفُراتِ، عَن نَصْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عدشن
:) العَيْدَشْونُ: دُوَيْبَّةٌ؛ ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسانِ. وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرفِ الشِّيْن وَمَا يتعلَّقُ بِهِ.(35/386)
عذن
: (العَذانَةُ، كسَحابَةٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: (الإِسْتُ) ؛ يقُولُونَ: كَذَبَتْ عَذَّانَتُه وكَدَّانَتُه، بمعْنًى واحِدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَعْذَنَ الرَّجلُ: إِذا آذَى إنسْاناً بالمُخالَفَةِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والعُذَنيُّ، بضمٍ ففتحٍ: الرَّجلُ الكَريمُ الأَخْلاقِ؛ عَن الخَارْزَنْجيّ.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ: أراهُ تَصْحِيفاً والصَّوابُ بالعَيْن والدالِ المهْمَلَةِ.
وعذيون، كصهيون: مَدينَةٌ مِن أَعْمالِ صَيْدا على ساحِلِ دِمَشْقَ، عَن ابنِ عَسَاكِر.
عرن
: (العَرَنُ، محرَّكةً، والعُرْنَةُ، بالضَّمِّ، و) العِرَانُ، (ككِتابٍ: داءٌ يأْخُذُ فِي آخِرِ رِجْلِ الدَّابَّةِ) كالسَّحَجِ فِي الجلْدِ (يُذْهِبُ الشَّعَرَ؛ أَو تَشَقُّقٌ) يُصِيبُ الخيلَ (فِي أَيدِيها أَو أَرجُلها، أَو جُسُوَّةٌ تَحْدُثُ فِي رُسْغِ رِجْلِ الفَرَسِ) والدابَّةِ وموْضِعَ ثُنَّتِها مِن أُخُرٍ للشيءِ من الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة مِن أَنْ يَرْمَحَ جبلا أَو حَجراً، وَقد (عَرِنَتْ كفَرِحَ) ، تَعْرَنُ عَرَناً، (فَهِيَ عَرِنَةٌ وعَرُونٌ) ، وَهُوَ عَرِنٌ.
(وعَرَنَ البَعِيرَ يَعْرِنُهُ ويَعْرُنُهُ) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، عَرْناً: (وَضَعَ فِي أَنْفِهِ العِرانَ) ، فَهُوَ مَعْرونٌ.
والعِرانُ، (ككِتابٍ) : اسمٌ (لعُودٍ يُجْعَلُ فِي وتَرَةِ أَنْفِهِ) ، وَهُوَ مَا بينَ المَنْخِرَيْن.
وقالَ الأصْمعِيُّ: الخِشاشُ مَا يكونُ مِن عُودٍ أَو غيرِهِ يُجْعَل فِي عظمِ أَنْفِ البَعيرِ، والعِرانُ: مَا كانَ فِي الأنْفِ فوْقَ اللحْمِ.
(وعُرِنَ) البَعير، (كعُنِيَ: شَكى أَنْفَهُ من العِرانِ.
(و) العَرِينُ، (كأَميرٍ: مَأْوَى الأَسَدِ) الَّذِي يأْلَفُه. يقالُ: لَيْثُ عَرِينٍ ولَيْثُ غابَةٍ.(35/387)
(و) العَرِينُ أَيْضاً: مَأْوَى (الضَّبُعِ والذِّئْبِ والحيَّةِ، كالعَرينَةِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه للطِّرمَّاح يَصِفُ رجلا:
أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ منهكلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرِينِوقالَ آخَرُ:
ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحدِيدِ مُدَجِّجٍ كاللَّيْثِ بَين عَرينَةِ الأَشْبالِ (ج) عُرُنٌ، (ككُتُبٍ.
(و) العَرِينُ: (هَشيمُ العِضاهِ.
(و) أَيْضاً: (جماعَةُ الشَّجَرِ) المُلْتَفِ، هَذَا هُوَ الأصْلِ يكونُ فِيهِ أَسد أَم لَا.
(و) العَرِينُ: (اللّحْمُ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمدْرِكِ بنِ حِصْنٍ:
رَغا صاحِبي عندَ البُكاءِ كَمَا رَغَتْمُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها (و) عَرِينٌ: (بَطْنٌ) مِن بَني تمِيمٍ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهريُّ لجريرٍ:
عَرِينٌ من عُرَيْنةَ لَيْسَ مِنَّابَرئْتُ إِلَى عُرَينةَ من عَرِينِوقالَ القَزَّاز: عَرِينٌ فِي هَذَا البيتِ اسمُ رجُلٍ بعَيْنِه.
وقالَ الأَخْفش: عَرِينٌ فِي هَذَا البيتِ بَنْو ثَعْلَبةَ بنِ يَرْبوعٍ؛ زادَ ابنُ بَرِّي: ابْن حَنْظَلَة بنِ مالِكِ بنِ زيْدِ مَنَاة بنِ تمِيمٍ.
(و) أَيْضاً: (صِياحُ الفاخِتَةِ) .
وَفِي التَّهذيبِ فِي ترْجَمَةِ عَزْهَلَ:
إِذا سَعْدانةُ السَّعَفاتِ ناحَتْعَزَاهِلُها سَمِعْتُ لَهَا عَرِيناالعَرِينُ: الصَّوتُ.(35/388)
(و) العَرِينُ: (فِناءُ الَّدارِ والبَلَدِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أنَّ بعضَ الخُلفاءِ دُفِنَ بعَرِينِ مكَّة، أَي بفِنائِها، وكانَ دُفِنَ عنْدَ بِئْرِ مَيْمُون؛ العَرِينُ فِي الأَصْلِ مَأْوَى الأسَدِ شُبِّهَت بِهِ لعزِّها ومَنَعتِها، زادَها اللهاُ تعالَى عزًّا ومَنَعةً.
(و) العَرِينُ: جماعَةُ (الشَّوكِ) والعِضاهِ، كانَ فِيهِ أَسَدٌ أَو لم يكن.
(و) العَرِينُ: (مَعْدِنٌ) بتربةٍ، عَن نَصْر.
(و) العَرِينُ: فِناءُ (الفَرِيسَةِ والعِزُّ) على التَّشْبيه.
(و) أَيْضاً: (جُحْرُ الضَّبِّ.
(وعَرِنَتِ الَّدارُ عِراناً، بالكسرِ) ، أَي (بَعُدَتْ) وذَهَبَتْ جِهَة لَا يُريدُها من يحبّها.
(ودِيارٌ عِرانٌ وعارنَةٌ: بَعيدَةٌ) ، الأُوْلى وُصِفَتْ بالمصْدَرِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَتْ عنْدِي بجَمْعٍ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْل اللّغَةِ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
أَلا أَيُّها القلْبُ الَّذِي بَرَّحَتْ بهمَنازِلُ مَيَ والعِرانُ الشَّواسِعُ (والعِرْنينُ، بالكسْرِ: الأَنْفُ كُلُّهُ) ، وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ الْحِلْية: (أَقْنى العِرْنينِ) . (أَو مَا صَلُبَ من عَظْمِه) .
وقيلَ: عِرْنينُ الأَنْفِ تَحْتَ مُجْتَمَعِ الحاجِبَيْن، وَهُوَ أَوَّل الأَنّف حيثُ يكونُ فِيهِ الشَّمَمُ؛ أَو عِرْنِينُه: رأْسُه؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَثْني النِّقابَ على عِرْنينِ أَرْنَبَةٍ شَمَّاء مارِنُها بالمِسْكِ مُرْثُومُواسْتعَارَه بعضُ العُلَماء(35/389)
للدَّهْرِ فقالَ:
وأَصْبَحَ الدهرُ ذُو العِرْنينِ قد جُدِعا والجَمْعُ العَرانِينُ؛ قالَ كَعْبُ:
شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لُيُوثُهُمُ (و) العِرْنينُ (مِن كلِّ شيءٍ: أَوَّلُه) ، وَمِنْه عَرانِينُ السَّحابِ: أَوائِلُ مَطَرِه؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ غيْثاً:
كأَنَّ ثَبِيراً فِي عَرَانِينَ وَدْقِهمن السَّيْل والغُثَّاءِ فَلْكةُ مِغْزل (و) مِن المجازِ: العِرْنينُ: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ) .
وعَرانِينُ الناسِ: وُجوهُهم وسادَتهم وأَشْرافُهم؛ قالَ العجَّاجُ يَصِفُ جَيْشاً:
تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ (والعُرانِيَةُ، بالضَّمِّ: مَدُّ السَّيْلِ) ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ الْعَبَّادِيّ:
كانتْ رِياحٌ وماءٌ ذُو عُرانِيةٍ وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً وَلَا خَلَلا (و) العُرانِيةُ: (قامُوسُ البَحْرِ) . وقيلَ: مَا يَرْتَفِع فِي أَعالِي الماءِ مِن غَوارِبِ المَوْجِ.
وماءٌ ذُو عُرانِيَة: إِذا كَثُر وارْتَفَع عُبابُه.
(وبالفتحِ) : عَرانِيَةُ (بنُ جُشَمَ فِي بَلْقَيْنِ.
(والعَرَنُ، محرَّكةً: الغَمَرُ) .
حكى ابنُ الأعْرابيِّ: أَجِدُ رائِحَة عَرَنِ يَدَيْك، أَي غَمَرَهما.
وقيلَ: العَرَنُ رائِحَةُ لحْمٍ لَهُ غَمَرٌ وَهُوَ العَرَمُ أَيْضاً.(35/390)
(و) أَيْضاً: (ريحُ الطَّبيخِ، كالعِرْنِ، بالكسْرِ) ، الأُوْلى عَن كُراعٍ.
(و) العَرَن (الدُّخانُ.
(و) أَيْضاً: (شَجَرٌ: يُدْبَغُ بِهِ) ؛ وَمِنْه سِقاءٌ مَعْرونٌ: أَي مَدْبوغٌ بِهِ.
(و) أيْضاً: (اللّحْمُ المَطْبوخُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ وقيلَ: اللحْمُ مُطْلَقاً.
(و) العَرِنُ، (ككَتِفٍ: مَنْ يَلْزَمُ الياسِرَ حَتَّى يَطْعَمَ من الجَزُورِ.
(و) العَرِنُ: (فَرَسُ عَدِيِّ بنِ أُمَيَّة الضبِّيِّ، أَو فَرَسُ عُمَيْرِ بنِ جَبَلٍ البَجَليِّ.
(و) العِرانُ، (ككتابٍ: عُودُ البَكَرَةِ) الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الخُطَّافُ، على التَّشْبيهِ بعودِ الإِبِلِ، جَمْعُه أعرنَةٌ.
(و) العِرانُ: (البُعدُ) . ودِيارٌ عِرانٌ، وُصِفَتْ بالمَصْدَرِ كَمَا تقدَّمَ.
(و) العِرانُ: (القِتالُ.
(و) أَيْضاً: (وِجارُ الضَّبُعِ) وَهُوَ مَأْواهُ.
(و) أَيْضاً: (القِرْنُ.
(و) أَيْضاً: (المِسْمارُ) ؛ عَن الجَوْهرِيِّ؛ زادَ الهَجَريُّ: الَّذِي يُضَمُّ بينَ السِّنانِ والقَناةِ.
قالَ: (و) مِنْهُ (رُمْحٌ مُعَرَّنٌ، كمُعَظَّمٍ) : إِذا (سُمِّرَ سِنانُهُ بِهِ) .
وقالَ غيرُهُ: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنانِ.
(و) عُرَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: قَبيلَةٌ) من العَرَبِ فِي بَجِيلَةَ، وهم عُرَيْنَةُ بنُ نذيرِ بنِ قسر بنِ عَبْقر؛ (مِنْهُم العُرَنِيُّونَ المُرْتَدُّونَ) الَّذين اسْتاقُوا إبِلَ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسَملُوا أَعْيُن الرُّعاةِ، فسملَ النبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعْيُنَهم.
(والعِرْنَةُ، بالكسْرِ: عُروقُ العِرنينِ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ العَرَنْتُنِ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ: العِرْنَةُ:(35/391)
(خَشَبُ الظِّمَخِ) ، واحِدَتُها ظِمْخَةٌ، شجَرَةٌ على صورَةِ الدُّلْبِ يُقْطَع مِنْهَا خُشُب القصَّارِين الَّتِي تُدْفن.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ شَجَرٌ يُشْبه العَوْسَج إلاَّ أَنه أَضْخَم مِنْهُ، وَهُوَ أَثِيثُ الفَرْعِ، وليسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ.
(وسِقاءٌ مَعْرونٌ: دُبِغَ بِهِ.
(و) العِرْنَةُ: (الصِرِّيعُ) الشَّديدُ (الَّذِي لَا يُطاقُ) .
قالَ الفرَّاءُ: إِذا كانَ الرَّجُل صِرِّيعاً خَبِيثاً قيلَ هُوَ عِرْنةٌ لَا يُطاقُ؛ قالَ ابنُ أَحْمر يَصِفُ ضَعْفَه:
ولسْتُ بعِرْنةٍ عَرِكٍ سِلاحِيعَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَايقولُ: لستُ بقَوِيَ، ثمَّ ابْتَدأَ فقالَ: سِلاحِي عَصاً أَسوقُ بهَا حِمارِي ولستُ بمُقْرِنٍ لقِرْني.
وقالَ ابنُ بَرِّي فِي العِرْنةِ الصِرِّيعِ: هُوَ ممَّا يمدحُ بِهِ.
(وعِرْنانُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ) ممَّا يلِي جِبالَ صُبْح مِن بِلادِ فَزَارَةَ؛ وقيلَ: رمْلٌ فِي بِلادِ عُقَيْل؛ قالَهُ نَصْر.
وقيلَ: هُوَ جَبَلٌ بالجَنابِ دُونَ وادِي القُرى إِلَى فَيْدٍ.
(وأَعْرَنَ) الرَّجُل: (دامَ على أَكْلِ) العَرَنِ، وَهُوَ (اللّحْمُ) المَطْبوخُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(وأَعْرَنَ الرَّجُل: (تَشَقَّقَ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّدوابُ: تَشَقَّقَتْ، (سِيقانُ فُصْلانِه.
(و) أَعْرَنَ: (وَقَعَتِ الحِكَّةُ فِي إِبِلِه) .
قالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ قَرْحٌ يأْخُذُه فِي عُنُقِه فيَحْتك مِنْهُ، ورُبّما بَرَكَ إِلَى أصْلِ شَجَرَةٍ واحْتَكَّ بهَا؛ قالَ: ودَواؤُه يُحْرَقَ عَلَيْهِ الشَّحْمُ.
(وخَيْفانُ بنُ عُرانَةَ، كثُمامَة، قَدِمَ على النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيهِ شَيْئان: الأَوَّل: أنَّ الصَّوابَ فِي ضَبْطِ والدِه كرُمَّانَة، وَهَكَذَا(35/392)
ضَبَطَهُ الحافِظُ وغيرُهُ؛ وَالثَّانِي: أَنَّ خَيْفانَ هَذَا إنّما قَدِمَ على عُثْمان، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ فقالَ: كيفَ تَرَكْتَ أَفارِيق العَرَبِ، الحدِيثُ بِطُولِهِ ذَكَرَه ابنُ قتيبَةَ فِي غرِيبِ الحدِيثِ، فَهُوَ إِذا تابِعيٌّ؛ تأمَّل ذَلِك.
(وعَرَنَ) عُروناً: مِثْل (مَرَنَ) مُروناً (و) مَرَنَ (السَّهْمَ) مرناً: (رَصَّفَه) تَرْصِيفاً.
(وبَطْنُ عُرَنَةَ، كهُمَزَةٍ) ، وحَكَى بعضٌ فِيهِ بضمَّتَيْن وليسَ بثَبْتٍ، (بعَرَفاتٍ) ؛ وَمِنْه الحدِيث: (وارْتَفَعُوا عَن بَطْنِ عُرَنَة) .
وقالَ نَصْر: عُرَنَةُ مِن عَرَفَة.
وبَطْنُ عُرَنَةَ: مَسْجدُ عَرَفَةَ، والمَسِيل كُلَّه، (وليْسَ مِن المَوْقِفِ) ؛ ذَكَرَه القُرْطبيُّ، وَفِيه خِلافٌ طَويلٌ للفُقَهاءِ.
وبخطِّ النّوويّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: ليْسَتْ عُرَنَة مِن عَرَفاتٍ؛ قيلَ: هِيَ مُجاورَةٌ لَهَا.
(والعارِنُ: الأَسَدُ) لخبْثِه وشدَّتِه.
(وسَمَّوْا مَعْروناً وعُرَيْناً، كزُبَيْرٍ ورُمَّانٍ) ؛ وأَمَّا بردُ بنُ عُرَيْن فقالَ عبْدُ الْغَنِيّ، هُوَ كأميرٍ، وضَبَطَه الأَميرُ كزُبَيْرٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العَرَنُ محرّكةً: شَبيهٌ بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصالِ فِي أَعْناقِها تَحْتكُّ مِنْهُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَمِنْه قوْلُ رُؤْبة:
يَحُكُّ ذِفْراهُ لأصْحابِ الضَّفَنْتَحَكُّكَ الأَجربِ يأْذَى بالعَرَنْوالعَرَنُ: أَثَرُ المَرَقة فِي يدِ الآكلِ؛ عَن الهَجَريِّ.
والعَرِينُ: الأَجمَةُ.(35/393)
والعِرانُ، ككِتابٍ: الشَّجَرُ المُنْقادُ المُسْتَطيلُ.
وأَيْضاً: الدارُ البَعيدَةُ.
وأَيْضاً: الطَّريقُ، وَلَا واحِدَ لَهَا، وَبِه فُسِّر قوْلُ ذِي الرُّمَّة السابقُ.
والعِرْنَةُ، بالكسْرِ: الجَافي الكَزُّ مِن الرِّجالِ.
وقالَ أَبو عَمْرو: هُوَ الَّذِي يَخْدُمُ البيوتَ.
وسِقاءٌ مُعَرَّنٌ، كمُعَظَّم: دبغَ بالعِرْنةِ.
والعِرْنَةُ: خَشَبَةُ القصَّارِين يُدَقُّ عَلَيْهَا، وَالَّتِي يُدَقُّ بهَا المِئْجَنَةُ والكِدْنُ؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
والعَرَّانُ، كشَدَّاد: بائِعُ خُشُب العِرْنة.
وعُرَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ مِن قُضَاعَة.
وابنُ الكلحبةِ العرنيُّ: الشاعِرُ مِن بَني عُرَيْن الَّذين ذَكَرَهم المصنِّفُ.
وعُرونَةُ، بالضمِّ: موْضِعٌ.
وعُرُناتٌ، بضمَّتَين: موْضِعٌ دُونَ عَرَفاتٍ إِلَى أَنْصابِ الحَرَمِ؛ قالَ لبيدٌ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ:
والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعاإذ أَزْمَعَ العُجْمُ بِهِ مَا أَزْمَعاوعِرنانُ، بالكسْرِ: غائِطٌ واسِعٌ مُنْخفضٌ مِن الأرْضِ؛ قالَ امْرؤُ القَيْس:
كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ بشُرْبةَ أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِوالعُرْنَتانِ، بالضمِّ: النُّكْتَتان تَكُونَانِ فوْقَ عَيْن الكَلْب؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (اقْتُلوا مِن الكِلابِ كلَّ أَسْوَدَ بَهِيمِ ذِي عُرْنَتين) .
وعروانٌ: جَبَلٌ بمكَّةَ؛ عَن نَصْر.(35/394)
عربن
: (العُرْبُونُ، بالضمِّ وكحَلَزُونٍ وقُرْبانٍ: مَا عُقِدَ بِهِ البَيْعُ) ، وتُسمِّيه العامَّةُ أَرَبُون.
(وعَرَبَنَةُ أَعْطاهُ ذلِكَ) ؛ ذَكَرَه ابنُ الأثيرِ فِي عرب بتصارِيفِه. وأَوْرَده المصنِّفُ هُنَاكَ أَيْضاً، وَفِيه إيماءٌ إِلَى القَوْلِ بزِيادَةِ النُّونِ، وأَوْرَدَه هَهُنَا بِنَاء على أَصَالتِها، وَفِيه خِلافٌ والصَّحيحُ زِيادَتُها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العَرْبُونُ، بالفتحِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ نَقَلَه أَبُو حيَّان، وَهُوَ يُؤيِّدٍ زِيادَةَ النُّون لفقدِ فُعْلُول دُونَ فَعْلُون.
ويقالُ: رَمى فلانٌ بالعَرَبُون، محرّكةً: إِذا سَلَح.
عرتن
: (العَرْتَنُ، كجَعْفَرٍ) ، عَن الخليلِ، (والعَرَتَنُ، محرّكةً) والتَّاءَ مكْسُورَة (وتُضَمُّ التَّاءُ) أَي مَعَ التَّحْريكِ، (والأصْلُ عَرَنْتُنٌ، كقَرَنْفُلٍ) ، بفتحِ القافِ والرَّاءِ وسكونِ النُّونِ وضمِّ الفاءِ، (وكجَحَنْفَلٍ، أَو تُثَلَّثُ تاؤُهُ) ، حُذِفَت نُونُه وتُرِكَ على صورَتِه. (والعَرَتُونُ، كزَرَجُونٍ) بإشْباعِ الضمَّةِ حَتَّى صارَتْ واواً: (شَجَرٌ) خشِنٌ يُشْبه العَوْسَج إلاَّ أنَّه أضْخَم، وَهُوَ أَثِيثُ الفَرْعِ وليسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ يُدَقُّ ثمَّ يُطْبَخُ و (يُدْبَغُ بِهِ) فيجيءُ أَدِيمه أَحْمر.
(وأَدِيمٌ مُعَرْتَنٌ: مَدْبوغٌ بِهِ) ، وَقد عَرْتَنَه بِهِ.
(وعُرَيْتِناتٌ، بالضَّمِّ: ع) ، وَقد ذُكِرَ صَرْفُه.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عُرَيْتِنات: ماءٌ بعدنة؛ نَقَلَه نَصْر.
عرجن
: (العُرْجُونُ، كزُنْبورٍ: العِذْقُ) عامَّة؛ (أَو) هُوَ العِذْقُ (إِذا يَبِسَ واعْوَجَّ، أَو أَصْلُه) الَّذِي يعْوَجُّ وتُقْطع مِنْهُ الشَّماريخُ فيَبْقى على النخْلِ يابِساً.(35/395)
(أَو عُودُ الكِباسَةِ) ؛ عَن ثَعْلَب.
وقالَ الأزْهرِيُّ: العُرْجُونُ أَصْفَرُ عرِيضٌ شبَّه اللهاُ تَعَالَى بِهِ الهِلالَ لماَّ عادَ دَقِيقاً؛ قالَ اللهاُ تَعَالَى: {حَتَّى عادَ كالعُرْجُونِ القدِيمِ} .
قالَ ابنُ سِيْدَه فِي دِقَّتِه واعْوِجاجِه؛ وقوْلُ رُؤْبة:
فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ يَشْهدُ بكونِ نُون عُرْجُون أَصْلاً، وَإِن كانَ فِيهِ معْنَى الانْعِراجِ، فقد كانَ القِياسُ على هَذَا أنْ تكونَ نُونُ عُرْجُون زائِدَةً كزِيادَتِها فِي زَيْتون، غَيْر أَنَّ بيتَ رُؤْبَة هَذَا منعَ ذلِكَ وَأَعْلمِ أنَّه أَصْلٌ رُباعيٌّ قَرِيبٌ مِن لفْظِ الثُّلاثي كسِبَطْرٍ من سَبِطٍ ودِمَثْرٍ من دَمِثٍ، أَلا تَرَى أنَّه ليسَ فِي الأسْماءِ فَعْلَنَ، وإنَّما هُوَ فِي الأسْماءِ نَحْو عَلْجَنٍ وخَلْبَنٍ.
(أَو) العُرْجُونُ: (نَبْتٌ) أَبْيض.
وقالَ ثَعْلَب: العُرْجُونُ: نَبْتٌ (كالفُطْرِ يُشْبِهُ الفَقْعَ) يَيْبَس وَهُوَ مُسْتديرٌ.
وقيلَ: ضَرْبٌ مِن الكمأَةِ قدرُ شبْرٍ أَو دُوَيْنُ ذلِكَ وَهُوَ طيِّبٌ مَا دامَ غَضاً، (ج عَراجِينُ) ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
لَتَشْبَعَنَّ العامَ إِن شيءٌ شَبِعْمن العَراجِين وَمن فَسْو الضَّبُعْ (وعَرْجَنَ الثَّوْبَ: صَوَّرَ فِيهِ صُوَرَها) ؛ وَمِنْه قوْلُ رُؤْبَة السابقُ: أَي مُصَوَّر فِيهِ صُوَرُ النخْلِ والدُّمَى.
(و) عَرْجَنَ فلانٌ (فلَانا: ضَرَبَه بهَا.
(و) قيلَ: عَرْجَنَه: (طَلاهُ بالدَّمِ، أَو بالزَّعْفرانِ أَو بالخِضابِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عَرْجَنَه بالعَصا: ضَرَبَه بهَا.(35/396)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عرضن
:) العِرَضْنى: عَدْوٌ فِي اشْتِقاقٍ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ فِي الرُّباعي عَن اللّيْثِ وأَنْشَدَ:
تَعْدُو العِرْضْنى خَيْلُهم حَراجِلا وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فِي اعْتِراضٍ ونَشاطٍ.
وقالَ أَبو عُبَيْد: العِرَضْنةُ: الاعْتِراضُ فِي السَّيْر والنَّشاطِ، وَلَا يقالُ: ناقَةٌ عِرَضْنة.
وامْرأَةٌ عِرَضْنةٌ: ضَخْمةٌ قد ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.
عرهن
: (العُرْهُونُ، كزُنْبورٍ: الفُطْرُ من الكَمْأَةِ) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: شيءٌ يُشْبه الكَمْأَةَ فِي الطَّعْم؛ (ج عَراهِينٌ.
(و) قالَ الفرَّاء: (جَمَلٌ عُراهِنُ) وعُرَاهِمُ وجُرَاهِمُ، (كعُلابِطٍ: ضَخْمٌ) عَظيمٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو عَمْرو: العُرْهُونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُدُ كُلُّه الإهانُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: عُرْهانُ، كعُثْمان: مَوْضِعٌ.
عزن
: (أَعْزَنَ فلَانا) : هْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَعْزَنَ الرجلَ: (قاسَمَهُ فِي النَّصِيبِ فَأَخَذَ كُلٌّ نَصيبَهُ) ؛ ونَصُّ ابنِ الأَعْرابيِّ: قاسَمَ نَصيبَه، فأَخَذَ هَذَا نَصِيبَه وَهَذَا نَصِيبَه.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وكأَنَّ النونَ مبْدلَةٌ مِن اللامِ فِي هَذَا الحرْفِ.
وقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: إسْقاطُ(35/397)
قَوْله فِي النَّصيبِ أَوْلى مِن ذِكْرِه لمَا فِي إثْباتِه مِنَ القَلَقِ والإِبْهامِ.
قلْتُ: هُوَ مَذْكورٌ فِي نصِّ ابنِ الأعْرابيِّ، ونَقَلَه الأزْهرِيُّ هَكَذَا وَسلمهُ.
عسن
: (العَسْنُ: الطُّولُ مَعَ حُسْنِ الشَّعَرِ والبياضِ) ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) عَسْنٌ؛ (ع) ؛ قالَ:
كأنَّ عليهمُ بجَنُوبِ عَسْنٍ غَماماً يَسْتَهِلُّ ويَسْتَطِيرُ (و) العِسْنُ، (بالكسْرِ: المِثْلُ والنَّظيرُ.
(و) أَيْضاً: (الشَّحْمُ) القَديمُ؛ (ويُثَلَّثُ) . يقالُ: سَمِنَتِ النَّاقَةُ على عُسْنٍ، الفتْح عَن يَعْقوب حَكَاها فِي البَدَلِ، والضمّ ذَكَرَه ابنُ سِيْدَه، وَكَذَلِكَ بضمَّتَيْن، وأَمَّا الكَسْر فَلم أَجِدْ مَنْ حَكَاه؛ قالَ القُلاخُ:
عُراهِماً خاظي البَضِيع ذَا عُسُن وقالَ قَعْنبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ:
عَلَيْهِ مُزْنِيُّ عامٍ قد مَضَى عُسُنُ (وبالضَّمِّ: السِّمَنُ.
(و) العُسُنُ، (بضمتينِ وبالتَّحريكِ: نُجُوعُ العَلَفِ) والرِّعْي (فِي الَّدابَّةِ؛ وَقد) عَسِنتِ الدابَّةُ عَسَناً.
و (عَسِنَ فِيهَا الكَلَأُ، كفَرِحَ) : إِذا نَجَعَ وسَمِنَتْ.
(و) العَسِنُ، (ككَتِفٍ: الَّدابَّةُ الشَّكورُ) ، وَهِي الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا أَثَرُ الرّعْي.
(والأَعْسانُ: الآثارُ) يقالُ: هُوَ فِي أَعْسانِه، أَي آثارِه ومَكانِه، واحِدُها عِسْنٌ.
(و) الأَعْسانُ (من الإِبِلِ: أَلْواحُها.(35/398)
(و) الأَعْسانُ (من الأَرضِ: بَقِيَّةُ الحَطَبِ وجُذُولُه.
(وتَعَسَّنَ أَباهُ: أَشْبَهَه) ، أَي نَزَعَ إِلَيْهِ فِي الشَّبَه كتَأَسَّلَه وتأَسَّنَه.
(و) تَعَسَّنَ (الشَّيءَ: طَلَبَ أَثَرَه) ومَكَانَه.
(و) تَعَسَّنَتِ (الأَرضُ: أَنْبَتَتْ شَيْئا من النَّباتِ كأَعْسَنَتْ.
(وعَسَّنَ الجَدْبُ الإِبِلَ تَعْسِيناً: خَفَّفَ) لَحْمَها وأَقَلّ (شَحْمَها.
(والعَوْسَنُ، كجَوْهَرِ: الطَّويلُ فِيهِ جَنَأٌ) ، أَي ميلٌ.
(و) يقالُ: (مَا هُوَ مِن عَيْسانِه) : أَي (من رِجالِهِ) ، وَهُوَ بالغَيْنِ المعجمةِ أَصح كَمَا سَيَأْتي.
(واسْتَعْسَنَ البعيرُ: أَكَلَ قَليلاً) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عسنَتِ الدابَّةُ: كَثُرَ شَعَرُها؛ عَن ابنِ القطَّاع.
وأَعْسَنَ البَعيرُ: سَمِنَ سِمَناً حَسَناً؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
قالَ: وناقَةٌ عاسِنَةٌ وعَسِنةٌ: شَكورٌ.
وقالَ ثَعْلَب: العُسُنُ، بضمَّتَين: أَن يَبْقى الشَّحْمُ إِلَى قَابل ويَعْتُقَ.
وبالضَّمِّ وبضمَّتَين: أَثَرٌ يَبْقى مِن شحْمِ النَّاقَةِ ولحمِها؛ والجَمْعُ أَعسانٌ؛ وكذلِكَ بَقِيَّةُ الثَّوْبِ، قالَ العُجيرُ السَّلوليُّ:
يَا أَخَوَيَّ من تميمٍ عَرِّجانَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْونوقٌ مُعْسِناتٌ: ذَواتُ عُسُنٍ؛ قالَ الفَرَزْدقُ:
فحُضْتُ إِلَى الأَنْقاءِ مِنْهَا وَقد يَرى ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكَانِياوالعُسُنُ، بضمَّتَيْن: جَمْعُ أَعْسَنٌ(35/399)
وعُسُونٌ، وَهُوَ السَّمِينُ.
ويقالُ للشَّحمةِ العُسَنَةُ، كهُمَزَةٍ وجَمْعُها عُسَنٌ.
والتَّعْسِينُ: قلَّةُ الشَّحْمِ فِي الشاةِ؛ وأَيْضاً قلَّةُ المَطَرِ.
وكلأٌ مُعَسَّنٌ، كمعظَّمٍ ومحدِّثٍ الأَخيرَةُ عَن ثَعْلب، لم يصبْهُ مَطَرٌ.
ومكانٌ عاسِنٌ: ضيِّقٌ قالَ:
فإنَّ لكم مآقِطَ عاسِناتٍ كيوْمِ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إِيرُوهو على أَعْسانٍ من أَبيهِ: أَي طَرائِقَ، واحِدُها عِسْنٌ.
والعَسْنُ، بِالْفَتْح: العُرْجُونُ الرَّدِيءُ؛ وَهِي لُغَةٌ رَدِيئةٌ وَقد تقدَّمَ أَنَّه العسْقُ، وَهِي رَدِيئةٌ أَيْضاً.
وقالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ غَيْرَ واحِدٍ مِن الأعرابِ يقولُ: فلانٌ عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مالٍ، إِذا كانَ حَسَن القِيامِ عَلَيْهِ.
عشن
: (عَشَنَ وعَشَّنَ واعْتَشَنَ: قالَ برأْيهِ وخَمَّنَ) .
قالَ ابنُ الأعرابيِّ: العاشِنُ: المُخَمِّنُ.
(و) العُشانَةُ، (كثُمامَةٍ: لُقاطَةُ التَّمْرِ) .
وقيلَ: مَا يَبْقى فِي أَصْلِ السَّعَفَةِ مِن التَّمْرِ.
(و) العُشانَةُ: (أَصْلُ السَّعَفَةِ) .
وقالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ لمَا بَقِي فِي الكِباسَةِ مِن الرُّطَبِ إِذا لُقِطَتِ النخْلَةُ العُشانَةُ؛ (كالعُشانِ) ؛ وكذلِكَ البُذارَةُ والبُذارُ.
(وأَبو عُشانَةَ: من كُناهُمْ) ، وَهُوَ حيُّ بنُ يومن المعافريُّ تابِعِيٌّ(35/400)
عَن عقبَةَ بنِ عامِرِ الجهنيِّ، وَعنهُ عَمْرُو بنُ الحارِثِ.
(واعْتَشَنَ النَّخْلَةَ: تَتَبَّعَ كُرابَتَها) فأَخَذَها، (كتَعَشَّنَها.
(و) اعْتَشَنَ (فلَانا: واثَبَه بغيرِ حَقَ) .
ومماَّ يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَعْشَنَ الرَّجُل: قالَ برأْيهِ؛ نقَلَهُ الأَزْهرِيُّ عَن الفرَّاء.
والعُشانَةُ، كثُمامَة: الكَرَبَةُ، عُمانِيَة؛ وحَكَاها كُراعٌ بالغَيْن مُعْجمة ونَسَبَها إِلَى اليَمنِ.
عشزن
: (العَشَوْزَنُ: العَسِرُ) الخَلْقِ، (المُلْتَوِي من كلِّ شيءٍ.
(و) أَيْضاً: (الشَّديدُ الخَلْقِ، كالعَشَنْزَنِ) ، وَفِي اللّسانِ: كالعَشَنْزَرِ.
(و) قالَ الجوْهرِيُّ: العَشَوْزَنُ: (الصُّلْبُ) الشَّديدُ الغَليظُ؛ (وَهِي بهاءٍ؛ عَشازِنُ) بالنُّونِ، (وعَشاوِنُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: عَشاوِزُ، بالزَّاي فِي آخِرِه، وتقدَّمَ شاهِدُه مِن قوْلِ الشمَّاخِ فِي الزَّاي.
(والعَشْزَنَةُ: الخِلافُ) ، بَقي أنَّ نونَ عَشَوْزَن أَصليَّة كَمَا يدلُّ لَهُ سِياقُ المصنِّفِ والجَوْهرِيّ وغيرِهِما مِن الأئِمَّةِ، وَقد تقدَّمَ للمصنّفِ فِي عَشَزَ مَا نَصّه: العشز فعل ممات، وَهُوَ غِلَظُ الجِسْمِ، وَمِنْه العَشَوْزَنُ الغَلِيظُ مِن الإِبِلِ.
قالَ الصَّاغانيُّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى، هُنَاكَ: والنُّون زائِدَةٌ، فتأَمَّل ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ناقَةٌ عَشَوْزَنَة: غلِيظَةُ الجِسْمِ.
والعَشَوْزَنُ: مَا صَعُبَ مَسْلَكُه مِن الأَماكِنِ؛ قالَ رُؤْبَة:(35/401)
أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ وقَناةٌ عَشَوْزَنَة: صُلْبَةٌ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
عَشَوْزَنَةً إِذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْتشُجُّ قَفَا المُثَفِّفِ والجَبِيناوحَكَى ابنُ بَرِّي عَن أَبي عَمْرٍ و: العَشَوْزَنُ الأَعْسَرُ؛ وَهُوَ عَشَوْزَنُ المِشْيَة إِذا كَانَ يَهُزُّ عَضُدَيْه.
عصن
: (أَعْصَنَ الأَمرُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: (أعْوَجَّ وعَسُرَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَعْصَنَ الرَّجُل: شَدَّدَ على غرِيمِه وتملّكَه.
عطن
: (العَطَنُ، محرّكةً: وطَنُ الإِبِلِ؛ و) قد غَلَبَ على (مَبْرَكِها حَوْلَ الحَوْضِ.
(و) أيْضاً: (مَرْبَضُ الغَنَمِ حَوْلَ الماءِ) ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَمِنْه الحدِيثُ: (اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيرا وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَه) .
وقالَ اللّيْثُ: كلُّ مَبْرَكٍ يكونُ مَأْلَفاً لَهُ فَهُوَ عَطَنٌ لَهُ بمنْزِلَةِ الوَطَنِ للغَنَمِ والبَقَرِ، (ج أَعْطَانٌ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: نَهَى عَن الصَّلاةِ فِي أَعْطانِ الإِبِلِ؛ (كالمَعْطَنِ) ، كمقْعَدٍ، (ج مَعاطِنُ) .
قالَ الليْثُ: معْنَى مَعاطِنِ الإِبِلِ فِي الحدِيثِ: مَواضِعُها؛ وأَنْشَدَ:
وَلَا تُكَلِّفُني نَفْسِي وَلَا هَلَعِيحِرْصاً أُقِيمُ بِهِ فِي مَعِطَنِ الهُونِوقالَ ابنُ السِّكِّيت: وتقولُ هَذَا عَطَنُ الغَنَم ومَعِطَنُها لمَرَابِضِها(35/402)
حَوْلَ الماءِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: أَعْطانُ الإِبِلِ ومَعَاطنُها لَا تكونُ إِلَّا مَبارِكَها على الماءِ، وَفِيه تَعْريضٌ على اللّيْثِ حيثُ فَسَّر المَعاطِنَ بالمَواضِع.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: إنَّما نَهَى عَن الصَّلاةِ فِي أَعْطانِ الإِبِلِ، لأنَّ الإِبِلَ تَزْدَحِمُ فِي المَنْهَل، فَإِذا شَرِبَتْ رَفَعَتْ رُؤُوسَها، وَلَا يُؤْمَنُ مِن نِفارِها فِي ذلِكَ الموْضِعِ، فتُؤْذِي المُصَلِّي عنْدَها أَو تُلْهِيه عَن صلاتِهِ، أَو تُنَجِسُه برَشَاشِ أَبْوالِها.
(و) قوْلُ أَبي محمدٍ الحَذلميّ:
وعَطَّنَ الذِّبَّانَ فِي قَمْقَامِها لم يُفسِّره ثَعْلَب، وَقد يَجوزُ أنْ يكونَ (عَطَّنَ تَعْطِيناً: اتَّخَذَهُ) ، كقوْلِكَ: عَشَّش الطائِرُ إِذا اتّخَذَ غُشّاً.
(وعَطَنَتِ الإِبِلُ) عَن الماءِ، (كنَصَرَ وضَرَبَ، عُطوناً، وعَطَّنَتْ) ، بالتَّشديدِ، (فَهِيَ عاطِنَةٌ، من) إِبِلٍ (عَواطِنَ وعُطونٍ) ، بالضَّمِّ، وَلَا يقالُ إبِلٌ عُطَّانٌ، (رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ) ؛ قالَ كَعْبٌ يَصِفُ الحُمُرَ:
ويَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَبأَن لَا دِخالَ وَلَا عُطونَا (وأَعْطَنَها) : سَقَاها ثمَّ أَناخَها و (حَبَسَها عنْدَ الماءِ فَبَرَكَتْ بعدَ الوُرودِ) لتَعودَ فتَشْرَبَ، قالَ لبيدٌ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ:
عافَتا الماءَ فَلم نُعْطِنْهماإنَّما يُعْطِنُ أَصْحابُ العَلَلْ (والاسمُ العَطَنَةُ، محركةً.
(وأَعْطَنَ القومُ: عَطَنَتْ إِبلُهم) .
وَمِنْه حدِيثُ الاسْتِسْقاء: (فَمَا(35/403)
مَضَتْ سابِعَة حَتَّى أَعْطَنَ النَّاسُ فِي العُشْب) ؛ أَرادَ أنَّ المَطَرَ طَبَّقَ وعَمَّ البُطونَ والظُّهورَ حَتَّى أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم فِي المَراعِي.
(وهُم قومٌ عُطَّانٌ، كرُمَّانٍ، وعُطونٌ وعَطَنَةٌ، محرّكةً) ، وعاطِنونَ: (نَزَلُوا فِي المَعاطِنِ.
(و) قيلَ: (العُطونُ: أَن تُراحَ النَّاقةُ بعدَ شُرْبِها) .
وَمِنْه حدِيثُ أُسامَةَ: (وَقد عَطَّنُوا مَواشِيَهُم) ، أَي أَرَاحُوها؛ سُمِّي المُراحُ، وَهُوَ مَأْوَاها، عَطَناً؛ (أَو) هُوَ (رَدُّها إِلَى العَطَنِ يُنْتَظَرُ بهَا لأنَّها لم تَشْرَبْ أَوَّلاً، ثمَّ يُعْرَضُ عَلَيْهَا الماءُ ثانِيةً، أَو هُوَ أَنْ تَرْوَى، ثمَّ تُتْرَكَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ؛ ثمَّ تُبْرَكُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وإنَّما تُعْطِنُ العَرَبُ الإِبِلَ على الماءِ حينَ تَطْلُع الثُّرَيَّا وترجعُ النَّاسُ من النُّجَعِ إِلَى المَحاضِرِ، وإنَّما يُعْطِنُونَ النّعَم يومَ وُرودِها، فَلَا يَزالُون كذلِكَ إِلَى وَقْت مَطْلَع سُهَيْل فِي الخرِيفِ، ثمَّ لَا يُعْطِنُونها بعدَ ذلِكَ، وَلكنهَا تَرِدُ الماءَ فتَشْربَ شَرْبَتِها وتَصْدُرَ عَن الماءِ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ (رَحْبُ العَطَنِ، محرّكةً) ، ووَاسِعُ العَطَنِ: أَي (كثيرُ المالِ واسِعُ الرَّحْلِ، رَحْبُ الذِّراعِ.
(وعَطِنَ الجِلْدُ، كفَرِحَ) ، عَطَناً، (وانْعَطَنَ) : إِذا (وُضِعَ فِي الدِّباغِ وتُرِكَ فأُفْسِدَ وأنْتَنَ) ، فَهُوَ عَطِنٌ، (أَو نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ) ولُفَّ (فدَفَنَهُ) يوْماً ولَيْلَةً (فاسْتَرْخَى) صُوفُه، أَو (شَعَرُه ليُنْتَفَ) ويُلْقَى بعْدَ ذلِكَ فِي الدِّباغِ، وَهُوَ حينَئِذٍ أَنْتَن مَا يكونُ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: عَطِنَ الأديمُ إِذا أَنْتَنَ وسَقَطَ صُوفُه فِي العَطْنِ، والعَطْنُ: أَنْ يُجْعَلَ فِي الدِّباغِ.
وقالَ أَبو(35/404)
حَنيفَةَ: العطنُ: الجِلْدُ اسْتَرْخَى صوفُه مِن غيرِ أنْ يَفْسُدَ، (وعَطَنَه يَعْطِنُه ويَعْطُنُه فَهُوَ مَعْطونٌ وعَطِينٌ وعَطَّنَهُ) ، بالتَّشديدِ: إِذا (فَعَلَ بِهِ ذلِكَ) .
وَمِنْه حدِيثُ عليَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: (أَخَذت إهاباً مَعْطوناً فأَدْخَلْته عُنُقِي؛ المَعْطونُ: المُنْتِنُ المُتَمَزِّقُ الشَّعَرِ) .
وقيلَ: العَطْنُ فِي الجِلْدِ: أَن يُؤْخَذَ غَلْقَةٌ، وَهُوَ نَبْتٌ، أَو فَرْثٌ، أَو مِلْحٌ فيُلْقَى الجِلْدُ فِيهِ حَتَّى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقَى بعدَ ذلِكَ فِي الدِّباغِ.
وَالَّذِي ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ فِي هَذَا الموْضِعِ، قالَ: أَنْ يُؤْخَذَ العَلْقَى فيُلْقى الجِلْدُ فِيهِ حَتَّى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقى بعدَ ذلِكَ فِي الدِّباغِ.
قالَ ابنْ بَرِّي: قالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: العلْقَى لَا يُعْطَنُ بِهِ الجِلْدُ، وإنَّما يُعْطَنُ بالغَلْقَةِ نَبْتٍ مَعْروف.
(و) العِطانُ، (ككِتابٍ: فَرْثٌ أَو مِلْحٌ يُجْعَلُ فِي الإهابِ لئَلاَّ يَنْتُنَ.
(و) مِن المجازِ: (رجُلٌ عَطِينٌ) مُنْتِنُ البَشَرَةِ.
(و) يقالُ: إنَّما هُوَ (عَطِينَةٌ) إِذا ذُمَّ فِي أَمْرٍ (مُنْتِنٍ) كالإهابِ المَعْطونِ.
(وعاطِنَةُ: مَرْسًى ببَحْرِ اليَمَنِ.
(و) يقالُ: (ضَرَبُوا بَعَطَنٍ) ، محرّكةً: إِذا (رَوُوا ثمَّ أَقامُوا على الماءِ) .
وضَرَبَتِ النَّاقَةُ بعَطَنٍ: إِذا بَرَكَتْ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ فِي تفْسِيرِ حدِيثِ الرُّؤْيا: (فأَرْوَى الظَّمِئَةَ حَتَّى ضَرَبَتْ بعَطَنٍ) .
قالَ: يقالُ: ضَرَبَتِ الإِبِلُ بعَطَنٍ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حَوْلَ الماءِ أَو عنْدَ الحياضِ المتعاد إِلَى الشرْبِ مرَّةً أُخْرَى لتَشْربَ عَلَلاً بعْدَ نَهَلٍ، فَإِذا اسْتَوْفَتْ رُدَّتْ إِلَى المراعِي والأَظْماءِ.(35/405)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العَطَنُ: العِرْضُ؛ وأنْشَدَ شَمِرٌ لعَدِيِّ بنِ زيْدٍ:
طاهِرُ الأَثْوابِ يَحْمِي عِرْضَهمن خَنَى الذِّمَّةِ أَو طَمثِ العَطَنْوأُهُبٌ عَطِنَةٌ: مُنْتِنَةُ الرِّيحِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: موْضِعُ العَطْنِ: العَطَنَةُ، محرّكةً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عظن
:) أعظنَ الرَّجلُ: إِذا غَلُظَ جسْمُه: عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ كَمَا فِي اللِّسانِ.
عفن
: (عفَنَ فِي الجَبَلِ) عَفْناً: (صَعَّدَ) ، كعَثَنَ، كِلْتاهُما عَن كُراعٍ، وأَنْشَدَ:
حَلَفْتُ بِمن أَرْسَى ثَبِيراً مَكانَهأَزُورُكُمُ مَا دامَ للطَّوْدِ عافِنُوقد ذُكِرَ فِي عَثَنَ.
(و) عفنَ (اللَّحْمَ) يَعْفنُه عَفناً: (غَيَّرَهُ، كعَفَّنَهُ) ، بالتَّشْديدِ، (فَهُوَ عَفِنٌ) ، ككَتِفٍ، (ومَعْفونٌ.
(و) عَفِنَ (الحَبْلُ، كفَرِحَ، عَفَناً) ، محرّكةً، (وعُفونَةً، فَهُوَ عَفِنٌ.
(وتَعَفَّنَ: فَسَدَ) مِن نُدُوَّةٍ وغيرِها (فَتَفَتَّتَ عندَ مَسِّه) .
وقالَ الأزْهرِيُّ: العفنُ الَّذِي فِيهِ نُدُوَّةٌ ويُحْبَسُ فِي موْضِعٍ مَغْمومٍ فَيَعْفَنُ ويَفْسُدُ.
وَفِي قصَّةِ أَيُّوب، عَلَيْهِ السَّلَام: عَفِنَ من القيْحِ والدمِ جَوْفي، أَي فسدَ من احْتِباسِهما فِيهِ.
(وعَفَّانُ، كشَدَّادٍ: اسمٌ) ، وَهُوَ فعلال من عفن، (ويُصْرَفُ) ، ويُمْنَعُ إِن كانَ فِعْلاناً من عف وَقد تقدَّمَ.
(و) عَفَّانٌ: (خَوْرٌ بالسِّنْدِ.(35/406)
(وأَعْفَنَ الرَّجُلُ: تَثَقَّبَ أَدِيمُه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عفنى، كسَكْرَى: مَدينَةٌ ببِلادِ السُّودان.
عفهن
: (العُفاهِنُ، كعُلابِطٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: هِيَ (النَّاقَةُ القَوِيَّةُ الجَلْدَةُ) ، فِي بعضِ اللّغاتِ.
عقن
: (عَقْنَةُ، كحَمْزَةَ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهِي (قَلْعَةٌ بأَرَّانَ) .
وقالَ الأزْهرِيُّ: أَمَّا عَقَنَ فإنِّي لم أَسْمَع مِن مُشْتقَّاتِه شَيْئا مُسْتَعْملاً.
(وعِقْيَوْنٌ، كصِهْيَوْنٍ: بَحْرٌ من الرِيحِ تحتَ العرشِ، فِيهِ ملائِكَةٌ مِن رِيحٍ، مَعَهُم رِماحٌ مِن رِيحٍ ناظِرِينَ إِلَى العرشِ تَسْبِيحُهُم: سُبحانَ رَبِّنا الأعْلَى) .
قالَ شيْخُنا: هَذَا ليسَ مِن اللغَةِ فِي شيءٍ بل لَا بُدَّ لَهُ مِن أَصْلٍ أَصِيلٍ مِن كَلامِ الشَّارِعِ وينظرُ مَا وَجْه أطْلاقِ البَحْرِ على الرِيحِ مَعَ أنَّ حَقيقَتَه فِي الماءِ، فتأَمَّل.
(والعِقْيانُ) ، بالكسْرِ (فِي الياءِ) ، لأنَّه مِن عقى يعقى، ويجوزُ أَنْ يكونَ فِعْيالاً مِن عَقَنَ، والأوَّلُ أَصَح.
عُكَن
: (العُكْنَةُ، بالضمِّ: مَا انْطَوَى وتَثَنَّى من لحْمِ البَطْنِ سِمَناً، ج) عُكَنٌ، (كصُرَدٍ.
(وجارِيَةٌ عَكْناءُ ومُعَكَّنَةٌ، كمعَظَّمَةٍ) : ذاتُ عُكَنٍ، وذلِكَ إِذا (تَعَكَّنَ بَطْنُها.
(والعَكْنانُ، ويُحَرَّكُ، الإِبِلُ الكثيرَةُ) العَظيمَةُ؛ قالَ أَبو نُخَيْلَة السَّعْديُّ:
هَل باللِّوَى مِن عَكَرٍ عَكْنانِأَمْ هَل تَرَى بالخَلِّ من أَظْعانِ؟(35/407)
وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وصَبَّحَ الماءَ بوِرْدٍ عَكَنان (والعَكْنانُ: النَّاقَةُ الغليظةُ الأَخْلافِ) ولحْمِ الضَّرَّةِ، وكذلِكَ الشَّاة.
(و) العِكَانُ، (ككِتابٍ: العُنُقُ) ، كأَنَّه لُغَةٌ فِي العجان يمانيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الأَعْكانُ: العُكَنُ.
وتَعَكَّنَ الشيءُ تعَكُّناً: رُكِمَ بعضُه على بعضٍ وانْثَنَى.
وعُكَنُ الدِّرْعِ: مَا تَثَنَّى مِنْهَا. يقالُ: درْعٌ ذاتُ عُكَنٍ، إِذا كانتْ واسِعَةً تَنْثَني على اللاَّبِسِ مِن سَعَتِها؛ قالَ الشاعِرُ يَصِفُ درْعاً:
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ (
علن
(عَلَنَ الأَمْرُ، كنَصَرَ وضَرَبَ وكَرُمَ وفَرِحَ) ، يَعْلُنُ (عَلَناً) ، بالتَّحريكِ مَصْدَر الأخيرِ، (وعَلانيَةً) مَصْدَرُ الثلاثَةِ، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مرتَّبٍ؛ (واعْتَلَنَ: ظَهَرَ) وَفَشَا.
(وأَعْلَنْتُه و) أعْلَنْتُ (بِهِ وعَلَّنْتُه) ، بالتّشدِيدِ:) (أَظْهَرْتُهُ) ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
حَتَّى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بناوأَعْلَنُوا بك فِينَا أَيَّ إعْلانِوفي حدِيثِ المُلاعَنة: (تِلْكَ امْرأَةٌ أَعْلَنَتْ) ؛ الإِعْلانُ فِي الأَصْل: إظْهارُ الشيءِ، والمُرادُ بِهِ أَنَّها كانتْ قد أَظْهَرتِ الفاحِشَة.
(والعِلانُ) ، بالكسْرِ، (والمُعالَنَةُ والإعْلانُ: المُجاهَرَةُ) ؛ وقيلَ: إِذا أَعْلَنَ كلُّ أَحدٍ لصاحِبِهِ مَا فِي نفْسِه؛ قالَ:
وكَفِّي عَن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِيوإِعْلاني لمنِ يَبْغِي عِلاني(35/408)
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للطِّرمَّاح:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عنِّي بَشِيراً عَلانِيةً ونِعْمَ أَخُو العِلانِ (وعالَنَهُ: أَعْلَنَ إِلَيْهِ الأمرَ) ؛ قالَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ:
كلٌّ يُدَاجِي على البَغْضَاءِ صاحِبَهولَنْ أُعالِنَهُمْ إلاَّ كَمَا عَلَنُوا (و) العُلَنَةُ، (كهُمَزَةٍ: من لَا يَكْتُمُ سِرّاً) بل يَبُوحُ بِهِ.
(ورجُلٌ عَلانِيةٌ: من) قوْمٍ (عَلانِينَ.
(وعَلانِيٌّ: من) قوْمٍ (عَلانِيِّينَ) ، أَي (ظاهِرٌ أَمْرُهُ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
(وعُلوانُ الكِتابِ: عُنْوانُه) ، زِنَةً ومعْنًى، يَجوزُ أنْ يكونَ فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة، أَو النُّون بَدَلٌ عَن اللامِ.
وقالَ اللّيْثُ: هِيَ لُغَةٌ غيرُ جَيِّدَةٍ.
(و) عِلانٌ، (ككِتابٍ: حِصْنٌ قُرْبَ صَنْعاءَ.
(و) عَلاَّنَةٌ، (كجَبَّانَةٍ: حِصْنٌ (14: قُرْبَ ذَمَارِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اعْتَلَنَ الأمرُ: اشْتَهَرَ.
واسْتَعْلَنَ: تَعَرَّضَ لأَنْ يُعْلَنَ بِهِ.
وعَلَنٌ، محرّكةً: وادٍ فِي دِيارِ بَني تمِيمٍ؛ عَن نَصْر.
وعلانٌ: لَقَبُ جماعَةٍ مِن المحدِّثِينَ ممَّنْ اسْمُه عليٌّ، تقدَّمَ ذِكْرُهم فِي علّ.
وأَبو عَلاَّنَةَ: جَدُّ أَبي سعدٍ محمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ عبْدِ الّلهِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ البَغْدادِيّ مِن شيوخِ أَبي بكْرٍ الخَطِيب.
وأَبو العلانيَةَ البَصْريُّ: تابِعِيٌّ عَن أَبي سعيدٍ الخدْرِيّ رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وَعنهُ محمدُ بنُ سِيرِينَ، اسْمُه مُسْلم.(35/409)
ومعلنا باذ: من نواحِي حَلَبَ، مِنْهَا الكاتِبُ أَبو عبْدِ الّلهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ الصفرِ الموصليُّ، كانَ أَبُوه عَاملا لسَيْفِ الدَّوْلةِ على أَنْطاكِيَةَ.
علجن
: (العَلْجَنُ) ، كجَعْفَرٍ، تقدَّمَ (فِي الجِيمِ) لأنَّ نُونَه زائِدَةٌ.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ: (ناقَةٌ) عُلْجُومٌ و (عُلْجُونٌ، بالضَّمِّ) : أَي (شديدةٌ) ، وَهِي العَلْجَنُ.
قالَ: وقالَ أَبُو مالِكٍ: ناقَةٌ عَلْجَنٌ: غَليظَةٌ.
وقالَ غيرُهُ: مكتنزة الخلقِ.
عَمَّن
: (عَمَنَ بالمكانِ، كضَرَبَ وسَمِعَ: أَقامَ) فَهُوَ عامِنٌ وعَمُونٌ.
(و) العَمِينَةُ، (كسَفِينَةٍ: الأرضُ السَّهْلَةُ) ، يمانيَّةٌ.
(و) عُمْانُ، (كغُرابٍ: رجُلٌ) ، اشْتُقَّ مِن عَمَنَ بالمَكانِ.
(و) عُمانُ: (د باليَمَنِ) ، سُمِّي بعُمان بنِ نفثان بنِ سَبَا أَخِي عَدَن.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: عُمانُ على البَحْرِ تحْتَ البَصْرَةِ.
وقالَ غيرُهُ: عنْدَ البَحْرَيْن.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ: (يُصْرفُ) وَلَا يُصْرَفُ، فَمن جَعَلَه بَلَدا صَرَفَه فِي حالةِ المَعْرفةِ والنّكِرَةِ، وَمن جَعَلَهُ بلْدَةً أَلْحقَه بطَلْحَة؛ وأَنْشَدَ نَصْر:
أُحبّ عُمانَ من حبي سليمى وَمَا دَهْري بحُبّ قُرى عُمان (و) عَمَّانُ، (كشَدَّادٍ: د بالشَّامِ) بالبَلْقاء بِخَط النّوويّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: سُمِّي بعَمَّان بنِ لوط.
قالَ الأزْهرِيُّ: يجوزُ أنْ يكونَ فَعْلان(35/410)
مِن عَمَّ يَعُمُّ، فَلَا يَنْصَرفُ مَعْرفَةً، ويَنْصرفُ نَكِرَةً، ويجوزُ أَنْ يكونَ فَعَّالاً مِن عَمَنَ فيَنْصَرِف فِي الحالَتَيْن إِذا عُنِيَ بِهِ البَلَدُ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: لم يقَعْ فِي كَلامِهم اسْماً إلاَّ لمؤَنَّثٍ، وَبِه فُسِّر حدِيثُ الحوْضِ: (عِرَضُه مِن مَقامِي إِلَى عَمَّان) ، وأَنْشَدَ نَصْر فِي معْجَمِهِ:
أمطلع يرْمى عليّ وَلم أقفبعَمَّانَ من ذودي حرحة أربعاقالَ: وَقد ذَكَرَه عبْدُ الرحمنِ بنُ حَسَّان فِي الشعْرِ مُخفَّفاً.
(وأَعْمَنَ) : صارَ إِلَى عَمَّان، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(و) قيلَ: أَعْمَنَ و (عَمَّنَ) : إِذا (تَوَجَّه إِلَيْهِ أَو دَخَلَهُ.
(و) قالَ أَبو عَمْرٍ و: أَعْمَنَ (دامَ على المُقامِ) (بعُمَان؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي.
من مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ وقالَ العَبْدِيُّ:
فَإِن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً عليكُمُوإن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِوقالَ رُؤْبَة:
نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ (والعُمُنُ، بضمَّتين: المُقِيمونَ) فِي مَكانٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(والعُمانِيَّةُ، بالضَّمِّ) وتَشْديدِ الياءِ: (نَخْلَةٌ بالبَصْرَةِ لَا يَزالُ عَلَيْهَا) السَّنَةَ كُلَّها (طَلْعٌ جَديدٌ وكَبائِسُ مُثْمِرَةٌ وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَيْرُ عُمَانَ، كغُرابٍ: مِن أَعْمالِ حَلَبَ؛ وَقد يقولُ حمدانُ الأناري:(35/411)
دَيْرُ عُمان ودَيْر سابان هِجْنَ غرامي وزِدْنَ أَشْجانيومعْنَى دَيْرُ عُمَان: دَيْر الشَّيْخِ، ذَكَرَه ابنُ العَدِيمِ فِي التَّاريخِ.
عنن
: ( {عَنَّ الشَّيءُ} يَعِنُّ {ويَعُنُّ) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، وَبِهِمَا رُوِي قوْلُ الهُذَليّ:
كأَنَّ مُلاءتَيَّ على هِزَفَيَعُنُّ مَعَ العَشِيَّةِ للِرِّئالِ (} عَنًّا {وعَنَناً) ، بفكِّ التَّضْعيفِ، (} وعُنوناً: إِذا ظَهَرَ أَمامَك) ، ولَفْظَةُ إِذا مُسْتدْركَة، لأنَّ المعْنَى يتمُّ بدُونِها.
(و) عَنَّ يَعِنُّ ويَعُنُّ أَيْضاً: (اعْتَرَضَ) وعَرَضَ، ( {كاعْتَنَّ) ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْس:
} فعَنَّ لنا شربٌ كأَنَّ نِعاجَه أَي عَرَضَ.
وقوْلُهم: لَا أَفْعَلَه مَا {عَنَّ فِي السماءِ نجْمٌ، أَي عَرَضَ؛ (والاسمُ:} العَنَنُ، محرّكةً و) العِنانُ: (ككِتابٍ) ؛ قالَ ابنُ جِلزةَ:
{عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كَمَا تُعْتَرُ عَن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُوأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وَمَا بَدَلٌ من أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ من السُّود وَرْهاءُ} العِنانِ عَرُوبُ ومعْنَى وَرْهاء العِنانِ أنَّها {تَعْتَنُّ فِي كلِّ كَلامٍ، أَي تَعْترضُ.
وَفِي حدِيثِ طهفَةَ: (بَرِئْنا إِلَيْك من الوَثَنِ} والعَنَنِ) ، الوَثَنُ: الصَّنَم، والعَنَنُ: الاعْتِراضُ، كأَنَّه قالَ بَرِئْنا إِلَيْك مِنَ الشرْكِ والظّلْم.
وقيلَ: أَرادَ(35/412)
بِهِ الخِلافَ والباطِلَ؛ وَمِنْه حدِيثُ سَطِيح:
أَم فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ يُريدُ اعْتِراضَ المَوْت وسَبْقَه.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (دَهَمَتْه المنيَّةُ فِي {عَنَنِ جِماحِه) ، هُوَ مَا ليسَ بقصْدٍ.
(} والعَنُونُ: الَّدابَّةُ المتقدِّمَةُ فِي السَّيْرِ) ، وَهِي الَّتِي تُبارِي فِي سَيْرِها الدّوابَّ فتَقْدُمُها، وذلِكَ مِن حُمُرِ الوحْش؛ قالَ النابغَةُ:
كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَنُوفٌ {عَنُونَ (} والمِعَنُّ، كمِسَنَ: من يدخُلُ فِيمَا لَا يَعْنِيه ويَعْرِضُ فِي كلِّ شيءٍ) .
وقيلَ: هُوَ العَرِيضُ المِتْيح، (وَهِي بهاءٍ) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
إنَّ لنا لَكَنَّه {مِعَنَّةٌ مِفَنَّه كالريحِ حول القُنَّه (و) } المِعَنُّ: (الخَطِيبُ) المفوَّهُ.
( {والمَعْنونُ: المَجْنونُ) ومِن أَسْمائِه: المَهْروعُ، والمَخْفوعُ، والمَعْتوهُ والمَمْتوهُ.
(} وعُناناكَ) أَنْ تَفْعَلَ ذاكَ، (بالضَّمِّ) ، أَي (قُصارَاكَ) أَي جُهدكَ وغَايَتكَ، كأَنَّه مِن {المعانة، وذلِكَ أَن تُريدَ أَمْراً فيَعْرِضَ دونَه عارِضٌ فيمْنَعك مِنْهُ ويَحْبسك عَنهُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ الأَخْفَش: هُوَ غُنامَاكَ، وأَنْكَرَ على أَبي عبَيْدٍ} عُناناكَ.
وقالَ النَّجِيرَمِيُّ: الصَّوابُ قَوْل أَبي عبَيْدٍ.
وقالَ(35/413)
ابنُ حَمْزَةَ: الصَّوابُ قوْل الأخْفَش؛ والشاهِدُ عَلَيْهِ قَوْلُ ربيعَةَ بنِ مقرومٍ الضَّبِّي:
وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوْصاء طاطٍ عَن المُثْلى غُناماءُ القِذاعُ ( {والعَنِينُ، كأَميرٍ: مَن لَا يَقْدِرُ على حَبْسِ ريحِ بَطْنهِ.
(و) } العِنِّينُ، (كسِكِّينٍ: مَنْ لَا يأْتي النِّساءَ عَجْزاً أَو لَا يُريدُهُنَّ) ؛ وَهِي {عِنِّينَةٌ: لَا تُريدُ الرِّجالَ وَلَا تَشْتَهِيهم؛ وَفِي وَصْفِ النِّساءِ} بالعنةِ خِلافٌ نَقَلَه شرَّاحُ نَظْم الفَصِيح.
وقيلَ: سُمِّي {عِنِّيناً لأنّه يَعِنُّ ذَكَرُه لقُبُل المرأَةِ عَن يمِينِه وَعَن شِمالِه فَلَا يَقْصده.
وقيلَ:} العِنِّينُ: هُوَ الَّذِي يَصِلُ إِلَى الثَّيِّبِ دونَ البكْرِ؛ (والاسمُ: {العَنانةُ} والتَّعْنينُ {والعِنِينَةُ، بالكسْرِ وتُشَدَّدُ،} والتَّعْنِينَةُ) ، {والعِنِّينِيَّةُ.
(} وعُنِّنَ عَنِ امْرأَتِه {وأُعِنَّ} وعُنَّ، بضمهِنَّ) : إِذا (حَكَمَ القاضِي عَلَيْهِ بذلكَ، أَو مُنِعَ عَنْهَا بالسِحْرِ؛ والاسمُ) مِنْهُ: ( {العُنَّةُ، بالضَّمِّ) ، وَهُوَ ممَّا تقدَّمَ، كأَنَّه اعْتَرَضَه مَا يَحْبسُه عَن النِّساءِ.
وَفِي المِصْباحِ والفُقهاءُ يقُولُونَ: بِهِ} عنَّةٌ.
وَفِي كَلامِ الجَوْهرِيُّ مَا يُشْبهه وَلم أَجِدْه لغيرِهِ.
وَفِي كَلامِ بعضِهم: أَنَّه لَا يقالُ ذلِكَ.
ونَقَلَ شيْخُنا عَن المغربِ: أَنَّ {العُنَّة، بالضمِّ، كَلامٌ مَرْدودٌ ساقِطٌ.
(و) } العِنانُ، (ككِتابٍ: سَيْرُ الِّلجامِ الَّذِي تُمْسَكُ بِهِ الَّدابَّةُ) ، سُمِّي بِهِ لاعْتِراضِ سَيْرَيْه على صَفْحَتيْ عُنُق الدابَّةِ من عَن ييمِينِه وشمالِه؛ (ج {أَعِنَّةٌ} وعُنُنٌ) ، بضمَّتين، نادِرٌ.
فأمَّا سِيْبَوَيْه فقالَ: لم يُكسَّر على غيرِ! أَعِنّة لأنَّهم إِن كسَّرُوه على بناءِ(35/414)
الأَكْثَرِ لَزِمَهم التَّضْعيف وَكَانُوا فِي هَذَا أَحْرى؛ يريدُ إِذْ كَانُوا يَقْتصرُونَ على أَبْنِيةِ أَدْنى العَدَدِ فِي غيرِ المُعْتلِ، يَعْنِي بالمُعْتل المُدْغَم، وَلَو كسَّرُوه على فُعُل فلَزِمَهم التَّضْعيف لأَدْغمُوا، كَمَا حكى هُوَ أَنَّ مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ فِي جَمْعِ ذُبابٍ ذُبٌّ.
(و) {العِنانُ: (المُعارَضَةُ) ، مَصْدَر} عانَّهُ، ( {كالمُعانَّةِ.
(و) } العِنانُ: (حَبْلُ المَتْنِ) ؛ قالَ رُؤْبَة:
إِلَى {عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ (و) مِن المجازِ:} العِنانُ (فِي الشَّرِكَةِ: أَن تكونَ فِي شيءٍ خاصَ دونَ سائِرِ مالِهِما) ، كأَنَّه عَنَّ لَهما شيءٌ، أَي عَرَضَ فاشْتَرَياه واشْتَرَكَا فِيهِ؛ قالَ النابِغَةُ:
وشارَكْنا قُرَيْشاً فِي تُقاهاوفي أَحْسابِها شِرْكَ العِنانِبما وَلَدَتْ نساءُ بَني هِلالٍ وَمَا وَلَدَتْ نِساءُ بَني أَبانِوقيلَ: هُوَ إِذا اشْتَرَكَا فِي مالٍ مَخْصوصٍ، وبانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا بسائِرِ مالِهِ دونَ صاحِبِه.
وقالَ الأزْهرِيُّ: الشِّرْكَةُ شِرْكَتانِ: شِرْكَةُ العِنانِ، وشِرْكَةُ المُفاوَضَةِ؛ فأَمَّا شِرْكةُ! العِنانِ فَهُوَ أَن يُخْرجَ كلُّ واحِدٍ مِن الشَّرِيكَيْن دِنانِيرَ أَو دَرَاهِم مِثْل مَا يُخْرج صاحِبُه ويَخْلِطاها، ويأْذَنَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا لصاحِبِه أَنْ يتَّجِرَ فِيهِ، وَلم يَخْتلِفِ الفُقَهاءُ فِي جوازِهِ، وأَنَّهما إِن رَبِحا فِي المالَيْنِ فبَيْنهما، وَإِن وُضِعا فعلى رأْسِ مالِ كلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا؛ وأَمَّا شِرْكَةُ المُفاوَضةِ: فأَنْ يَشْتَرِكَا فِي كلِّ شيءٍ فِي أَيْدِيهما، أَو يَسْتَفِيدانه من بَعْدُ، وَهَذِه الشِّرْكةُ عنْدَ الشافِعِيّ، رضِي الّلهُ(35/415)
تَعَالَى عَنهُ، باطِلَةٌ، وعنْدَ أَبي حَنيفَةَ وصاحِبَيْه، رضِيَ الّلهُ تعالَى عَنْهُم، جائِزَةٌ.
(أَو هُوَ أَنْ تُعارِضَ رجلا فِي الشِّراءِ فتقولَ) لَهُ: (أَشْرِكْنِي مَعَكَ وَذَلِكَ قبلَ أَن يَسْتَوْجِبَ الغَلَقُ، أَو هُوَ أَن يَكُونَا سَوَاء فِي الشَّرِكَةِ) فِيمَا أَخْرَجاه مِن عَيْنٍ أَو وَرَقٍ، مأْخُوذٌ مِن عِنانِ الدابَّةِ، (لأنَّ {عِنانَ الدابَّةِ طاقَتانِ مُتَساوِيتانِ) ، وسُمِّيت هَذِه الشَّركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لمُعارَضَة كلّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبِه بمالٍ مِثْل مالِ صاحِبَه، وعَمَلَه فِيهِ مِثْل عَمَلِه بَيْعاً وشِراءً.
(و) عِنانٌ: (ع) .
وقالَ نَصْر: هُوَ وادٍ فِي دِيارِ بَني عامِرٍ، أَعْلاه لبَنِي جَعْدَةَ وأَسْفَلَه لقُشَيرٍ.
(و) عِنانُ: (امرأَةٌ شاعِرَةٌ.
(و) يقالُ: (رجلٌ طَرِقُ العِنانِ، أَي (خَفِيفٌ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(وأَبو عِنانٍ؛ وحَفْصُ بنُ عِنانٍ) اليمانيُّ عَن أَبي هُريرَةَ، رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وَعَن ابنِ عُمَرَ؛ وَعنهُ ابْنُه عُمَر الْأَوْزَاعِيّ، ثقَةٌ، (تابِعيَّانِ.
(} والعُنَّةُ، بالضَّمِّ: الحظيرةُ من خَشَبٍ) ، أَو شَجَرٍ تُجْعَلُ للإِبِلِ والغَنَمِ تُحْبَس فِيهَا.
وقَيّد فِي الصِّحاحِ فقالَ: لتَتَدرَّأَ بهَا من بَرْدِ الشَّمالِ.
وقالَ ثَعْلَب: {العُنَّةُ: الحَظِيرَةُ تكونُ على بابِ الرَّجُلِ فَيكون فِيهَا إبِله وغَنَمه.
ومِن كَلامِهم: لَا يَجْتَمِع اثْنان فِي} عُنَّةٍ؛ (ج) {عُنَنٌ، (كصُرَدٍ و) } عِنانٌ: مِثْلُ (جِبالٍ) ، كقُبَّةٍ وقِبابٍ؛ قالَ الأعْشى:
تَرَى اللّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَى ورَطْبٍ يُرَفّعُ فَوْقَ العُنَنْ (و) العُنَّةُ: (دِقْدانُ القِدْرِ) .
قالَ شيْخُنا، رحِمَه الله تَعَالَى: الدِّقْدانُ لَا(35/416)
ذِكْرَ لَهُ فِي هَذَا الكتابِ على جهَةِ الأَصالَةِ وَلَا على جهَةِ الاسْتِطْرادِ، قيلَ: ولعلَّ المُرادُ بِهِ الغَلَيان اه.
قلْتُ: وَهَذَا رجمٌ بالعيبِ وقَوْلٌ فِي اللّغَةِ بالقِياسِ، وَهِي مُعَرَّبَة فارِسِيَّتُها ديك دَان اسمٌ لمَا يُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ، وَقَعَ تفْسِيرُها هَكَذَا فِي المُحْكَم وغيرِهِ مِنَ الأُصُولِ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
عَفَتْ غيرَ أنْآءٍ ومَنْصَبِ عُنَّةٍ وأَوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ (و) العُنَّةُ: (الحَبْلُ) ؛ كأنَّه يُشِيرُ بذلِكَ إِلَى قوْلِ البُشْتِيِّ حيثُ فَسَّرَ {العُنَنَ فِي بيتِ الأعْشَى بحِبالٍ تُشَدُّ ويُلْقَى عَلَيْهَا القَدِيدُ.
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الأزْهرِيُّ وقالَ: الصَّوابُ فِي العُنَّةِ} والعُنَنِ مَا قالَهُ الخَلِيلُ وَهُوَ الحَظِيرَةُ؛ قالَ: ورأَيْتُ حَظِيرَاتِ الإِبِلِ فِي البادِيَةِ يسمُّونَها {عُنناً لاعْتِنانِها فِي مَهَبِّ الشَّمالِ لتَقِيها بَرْدَ الشَّمالِ، قالَ ورأَيْتُهم يَشُرُّونَ اللّحْمَ المُقَدَّدَ فوْقَها إِذا أَرادُوا تَجْفيفَه.
قالَ ولسْتُ أَدْرِي عمَّن أَخَذَ البُشْتِيُّ مَا قالَ فِي العُنَّةِ إنَّه الحَبْلُ الَّذِي يُمَدُّ، ومَدُّ الحَبْلِ مِن فِعْلِ الحاضِرَةِ، قالَ: وأُرَى قائِلَه رأَى فُقراءَ الحَرَمِ يَمُدُّونَ الحِبالَ بمِنًى فيُلْقُون عَلَيْهَا لحُومَ الأضاحِي والهَدْي الَّتِي يُعْطَوْنَها، ففَسَّر قوْلَ الأعْشى بمَا رأَى، وَلَو شاهَدَ العَرَبَ فِي بادِيَتِها لَعَلِمَ أنَّ العُنَّةَ هِيَ الحِظارُ مِن الشَّجَرِ.
(و) العُنَّةُ: (مِخْلافٌ باليمنِ؛ و) اسمُ (رجُلٍ) نُسِبَ إِلَيْهِ المِخْلافُ المَذْكورُ.
(و) } العَنانُ، (كسَحابٍ: السَّحابُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَو بَلَغَتْ خَطِيئتُه! عَنانَ السَّماءِ) ، وقيَّدَه بعضٌ بالمُعْتَرضِ فِي الأُفُقِ؛ (أَو الَّتِي تُمْسِكُ الماءَ، واحِدَتُه بهاءٍ) .
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: قوْلُه هَذَا يُنافِي قوْلَه أَوَّلاً أَو الَّتِي، فكانَ الأَوْلى واحِدَتها، وَإِرَادَة واحِد اللفْظِ(35/417)
{عنانة بعيد.
وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: كَانَ فِي أَرضٍ لَهُ إِذْ مَرَّتْ بِهِ عَنَانَةٌ تَرَهْيَأْ، أَي سَحابَة.
(و) } عَنانٌ: (وادٍ بدِيارِ بَنِي عامِرٍ، أَعْلاهُ لبَني جَعْدَةَ وأَسْفَلُهُ لبَنِي قُشَيْرٍ) .
قلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ ككتاب، وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر فِي مُعْجَمِهِ وتَبِعَه ياقوتُ، وَقد نبَّهنا عَلَيْهِ آنِفاً.
( {والأَعْنانُ: أَطرافُ الشَّجَرِ) ونَواحِيه.
(و) } الأَعْنانُ (مِن الشَّياطِينِ: أَخْلاقُها (.
(وَفِي الحدِيثِ: (لَا تُصَلّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ لأنَّها خُلِقَتْ مِن أَعْنانِ الشَّياطِينِ.
(وَفِي حدِيثٍ آخر: سُئِلَ عَن الإِبِلِ فقالَ: أَعْنانُ الشَّياطِينِ؛ أَرادَ أَنَّها على أخْلاقِ الشَّياطِينِ، وحَقِيقةُ الأَعْنانِ النّواحِي.
(قالَ ابنُ الأثيرِ، رحِمَه اللهاُ تعالَى: كأنَّه قالَ كأنَّها لكثْرَةِ آفاتِها مِن نواحِي الشَّياطِينِ فِي أَخلاقِها وطبائِعِها.
(و) الأَعْنانُ (من السَّماءِ: نَواحِيها) .
وقيلَ: صَفائِحُها وَمَا اعْتَرَضَ مِن أَقْطارِها كأَنَّه جَمْعُ {عَنَنٍ أَو} عنّ؛ وَبِه رُوِي أَيْضاً الحدِيثُ المَذْكورُ: لَو بَلَغَتْ خَطِيئتُه {أَعْنانَ السماءِ.
قالَ يُونُس بنُ حبيبٍ: أَعْنانُ كلِّ شيءٍ نَواحِيَه.
وقالَ أَيْضاً: ليسَ لمنْقُوصِ البيانِ بَهاءٌ وَلَو حَكَّ بيافُوخِه أَعْنانَ السماءِ؛ والعامَّةُ تقولُ: عَنان السماءِ.
(و) قالَ غيرُهُ (} عِنانُها، بالكسْرِ: مَا) عَنَّ، أَي (بدَا لَكَ مِنْهَا إِذا نَظَرْتَها) .
قلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ {عَنان بالفتْحِ كَمَا صرَّحَ بِهِ غيرُ واحِدٍ. وَكَذَا فِي عَنانِ الدَّارِ، وَقد نبَّه على الأوّل شيْخُنا رحِمَه الله تَعَالَى.
(و) العَنانُ (مِن الدَّارِ: جانِبُها) الَّذِي} يَعنُّ لَك أَي يَعْرِضُ.(35/418)
( {وعُنْوانُ الكِتابِ} وعُنْيانُهُ) ، بضمِّهما، بقَلْبِ الواوِ فِي الثانِيَةِ يَاء، (ويُكْسَرانِ) .
قالَ اللّيْثُ: والعُلْوانُ لُغَةٌ غيرُ جَيِّدةٍ.
وَالَّذِي يُفْهَم مِن سِياقِ ابنِ سِيْدَه أَنَّ {العُنْوانَ بالضمِّ والكَسْر، وأَمَّا العِنْيان فبالكَسْر فَقَط؛ قالَ أَبو دواد:
لمن طَلَلٌ} كعُنْوانِ الكِتابِببَطْنِ أُواقَ أَو قَرَنِ الذُّهابِ؟ وقالَ أَبو الأَسْودِ الدُّؤَليُّ:
نَظَرْتُ إِلَى {عِنْوانِه فنبَذْتُهكنَبْذِكَ نَعلاً أَخْلَقتْ مِن نِعالِكا (سُمِّيَ) بِهِ (لأنَّهُ} يَعِنُّ لَهُ) ، أَي الكِتابِ، (مِن ناحِيَتَيْه) ، أَي يَعْرضُ، (وأَصْلُه {عُنَّانٌ، كرُمَّانٍ) ، فلمَّا كَثُرَتِ النُّونات قُلِبَتْ إحْداها واواً؛ ومَن قالَ عُلْوانُ الكِتابِ جَعَلَ النُّون لاماً لأنَّه أَخَفّ وأَظْهَر مِن النّونِ.
ويقالُ للرَّجُل الَّذِي يُعَرِّضُ وَلَا يُصَرِّحُ: قد جَعَلَ كَذَا وَكَذَا} عُنْواناً لحاجَتِه؛ قالَ الشاعِرُ:
وتَعْرِفُ فِي {عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها وَفِي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا قالَ ابنُ بَرِّي: (وكُلَّمَا اسْتَدْلَلْتَ بشيءٍ يُظْهِرُكَ على غيرِهِ} فَعُنْوانٌ لَهُ) ؛ كَمَا قالَ حَسَّان يَرْثي عُثْمانَ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا:
ضَحّوا بأَشْمطَ {عُنوانُ السُّجودِ بهيُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناقالَ ابنُ بَرِّي: ومِن} العُنْوان بمعْنَى الأَثَر قَوْل سَوَّارِ بنِ المُضرِّبِ:
وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سنَحْتُ بهاجعَلْتُها للَّتِي أَخْفَيْت {عُنوانا (} وعَنَّ الكِتابَ) {يَعُنُّه} عَنّاً، (! وعَنَّنَه)(35/419)
{تَعْنِيناً وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ، (} وعَنْوَنَهُ) وعَلْوَنَهُ، ( {وعَنَّاه) يُعَنِّيه وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ أَيْضاً، قالَ: أَبْدلُوا من إحْدى النّوناتِ يَاء؛ (كَتَبَ} عُنوانَه.
( {واعْتَنَّ مَا عندَ القوْمِ) : أَي (أُعْلِمَ بخَبَرِهِم.
(} وعَنْعَنَةُ تَمِيمٍ: إبْدَالُهُم العَيْنَ من الهمزةِ يَقُولُونَ عَنْ مَوْضِعَ أَن) ، وأَنْشَدَ يَعْقوب:
فَلَا تُلْهِكَ الدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ واعْتَمِلْلآخرةٍ لَا بُدَّ عنْ سَتَصِيرُهايُريدُ: أَنْ.
وقالَ ذُو الرُّمَّة:
أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةًماءُ الصَّبَابةِ من عَيْنيكَ مَسْجومُأَرادَ: أَنْ.
قالَ الفرَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْش وَمن جاوَرَهُم أَنَّ، وتَمِيمٌ وقَيْس وأَسَدٌ وَمن جاوَرَهم يَجْعلونَ أَلِفَ أَن إِذا كانتْ مَفْتوحَة عَيْناً، يَقُولُونَ: أَشْهَد عَنَّك رَسُولَ الله، فَإِذا كَسَرُوا رَجَعُوا إِلَى الألفِ.
وَفِي حدِيثِ قَيْلَةَ: (تَحْسَبُ عَنِّي نائِمَةً) .
وَفِي حدِيثِ حُصَيْن بن مُشَمِّت: (أَخْبَرنا فلَان عَنَّ فلَانا حدَّثَه) ، أَي أَنَّ فلَانا.
قالَ ابنُ الأثيرِ، رحِمَه الله تَعَالَى: كأنَّهم يَفْعلونَه لبَحَحٍ فِي أَصْواتِهم، والعَرَبُ تَقولُ: لأَنَّكَ ولَعَنَّك بمعْنَى لَعَلَّكَ.
قالَ ابنُ الأعرابيِّ: لَعَنَّك لبَنِي تَمِيمٍ، وبَنُو تَيْم الله بنِ ثَعْلَبَة يقُولُون: رَعَنَّك، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُول: رَغَنَّك ولَغَنَّك بمعْنَى لَعَلَّكَ ( {وعَنَنْتُ الِّلجامَ} وأعْنَنْتُه {وعَنَّتْهُ: جَعَلْتُ لَهُ} عِناناً) ؛ وكذلِكَ عَنَّ دابَّتَه: إِذا جَعَلَ لَهُ عِناناً.
( {وعَنَنْتُ الفَرَسَ) ، بالتَّخْفيفِ وَفِي المُحْكَم بالتَّشْديدِ: (حَبَسْتُه بِهِ} كأَعْنَنْتُه) .
وَفِي التَّهْذيبِ: أَعَنَّ الفارِسُ: إِذا مَدَّ عِنانَ دابَّتِه ليَثْنِيَه عَن السَّيْرِ، فَهُوَ {مُعِنٌّ.
(و) } عَنَنْتُ (فلَانا: سَبَبْتُه.(35/420)
(و) يقالُ: (أَعْطَيْتُه عَيْنَ {عُنَّةَ، بالضَّمِّ، غيرَ مُجْرى أَو قد يُجْرَى: أَي خاصَّةً من بَيْنِ أَصْحابِهِ.
(وَهُوَ مِن} العنِّ بمعْنَى الاعْتِراضِ.
(ورأَيْتُه عَيْنَ ( {عُنَّةَ أَي) اعْتِراضاً فِي (السَّاعَةِ) مِن غيرِ أَنْ أَطْلبَه (} وأَعْنَنْت {بعُنَّةٍ لَا أَدْري مَا هِيَ) : أَي (تَعَرَّضْتُ لشيءٍ لَا أَعْرِفُهُ.
(} والعانُّ: الحَبْلُ الطَّويلُ) الَّذِي {يَعْتَنُّ من صَوْبك ويَقْطَع عَلَيْك طَرِيقَك. يقالُ مَوْضِعُ كَذَا وَكَذَا} عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابِلَةَ.
( {وعُنُّ، بالضَّمِّ: قَبِيلَةٌ) مِن العَرَبِ.
(و) أَيْضاً: (ع) ؛ قالَ نَصْر: هُوَ جَبَلٌ بالقُرْبِ مِن مران فِي طرِيقِ البَصْرَةِ إِلَى مكَّةَ.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ} عَنَّانٌ عَن الخَيْرِ) وكَرَّامٌ وخَنَّاسٌ، (كشَدَّادٍ) : أَي (بَطِيءٌ) عَنهُ.
(و) مِنَ المجازِ: (جارِيَةٌ {مُعَنَّنَةُ الخَلْقِ، كمعَظَّمَةٍ) : أَي (مَطْوِيَّتُه) .
وَفِي الأساسِ: مَجْدولَةٌ جَدْلَ العِنانِ.
(} وعَنْ، مُخَفَّفَةٌ، على ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ: تكونُ حَرْفاً جارّاً وَلها عشرةُ مَعانٍ) :
الأوَّلُ: (المُجاوَزَةُ) ، نحْوَ (سافَرَ عَن البَلَدِ) ، أَي تَجاوَزَ عَنهُ.
وَكَذَا أَطْعَمَه عَنْ جُوعٍ: جَعَلَ الجُوعَ مُنْصرفاً بِهِ تارِكاً لَهُ، وَقد جاوَزَه، وتقَعُ من مَوْقِعها، كقوْلِهِ تعالَى: {أَطْعَمَهم من جُوْعٍ} .
وقالَ الرَّاغبُ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: عَنْ تَقْتَضِي مُجاوَزَة مَا أُضِيفَت إِلَيْهِ نَحْو حدَّثْتُك عَن فلانٍ، وأَطْعَمْته عَن جُوْعٍ.
وقالَ النّحويُونَ:! عَنْ وُضِعَ لمعْنَى مَا عَدَاكَ وتَرَاخَى عَنْك. يقالُ: انْصَرفْ عَنِّي، وتَنحَّ عَنِّي.
الثَّانِي: (البَدَلُ) نحْو قوْلِهِ تعالَى:(35/421)
{لَا تجزِي نَفْسٌ عَن نفْسٍ شَيْئا} ، أَي بَدَل نَفْسٍ.
الثالِثُ: (الاسْتِعْلاءُ) ، نحْوَ قوْلِهِ تَعَالَى: {فإنَّما يَبْخَلُ عَن نَفْسِه} أَي على نَفْسِه.
ونَقَلَ الرَّاغِبُ عَن أَبي محمدٍ البَصْرِيّ، رحِمَه الله تعالَى: عنْ يُسْتَعْمل أَعَمّ مِن على، لأنَّه يُسْتَعْمل فِي الجهاتِ السِتِّ، ولذلِكَ وَقَعَ موْقِعَ على فِي قوْلِ الشاعِرِ.
إِذا رضيت عني كرام عشيرتي قالَ: وَلَو قُلْت: أَطْعَمْته على جُوعٍ، وكُسَوْته على عرى لصَحّ.
قالَ: وَمِنْه قَوْلُ ذِي الإصْبَع العدوانيّ:
لاه ابنُ عمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ {عَنِّي وَلَا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُون يأَي لم تُفْضِلْ فِي حَسَبٍ على قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.
الرّابعُ: (التَّعْليلُ) ، نحْوَ قوْلِه تَعَالَى: {وَمَا كانَ اسْتِغْفارُ إبراهيمَ لأبيهِ إلاَّ عَن مَوْعِدَةٍ} ، أَي إلاَّ لمَوْعِدَةٍ، وقَوْلُ لبيدٍ، رضِيَ الّله تَعَالَى عَنهُ:
لوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عنهيَبُكُّ مَسافَةَ الخِمْسِ الكَمال ِقالَ ابنُ السِّكِّيت: قوْلُه} عَنهُ أَي مِن أَجْلِه.
الخامِسُ: (مُرَادَفَةُ بَعْدَ) نحْوَ قوْلِهِ تَعَالَى: {! عَمَّا قَليلٍ ليُصْبِحُنَّ نادمينَ} ، أَي بَعْدَ قَليلٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
وَلَقَد شُبَّتِ الحُرُوبُ فَمَا غَمَّرْتَ فِيهَا إِذْ قَلَّصَتْ عَن حِيالِقالَ: أَي قلَّصَتْ بَعْدَ حِيالِها.(35/422)
قلْتُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: لَتَرْكَبنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ، أَي حَالا بَعْدَ حالٍ ومَنْزلَةً بعْدَ مَنْزلَةٍ.
وقوْلُهم: وَرِثَه كابِراً عَن كابِرٍ أَي بعْدَ كابِرٍ، قالَهُ أَبو عليَ، وَقد تقدَّمَ فِي القافِ، وقالَ الحارِثُ بنُ عَبَّاد:
قَرِّبا مَرْبَطَ النّعامَةِ مِنِّيلقِحَتْ حَرْبُ وائِلٍ عَن حِيالِأَي بعْدَ حِيالِ، وَكَذَا قَوْلُ الطِّرمَّاح:
سَيَعْلمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ إِذا رَفَعُوا {عِناناً عَن} عِنانِ أَي بعْدَ عِنانٍ وسَيَأْتي قَريباً إِن شاءَ الله تَعَالَى.
السادِسُ: (الظَّرْفِيَّةُ) ، نحْوَ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
(وَلَا تَكُ عَن حَمْلِ الرِّباعة وانِيا بدَلِيلِ) قوْلِهِ تعالَى: {ولاتَنِيَا فِي ذِكْرى} ، فإنّ فِي هُنَا للظَّرْفِيَّة، فحملَ عَلَيْهِ قَوْل الشاعِرِ كأَنَّه قالَ:
وَلَا تَكُ فِي حَمْل الرِّباعة وانِيا السابعُ: (مُرادَفَةُ مِنْ) ، نحْوَ قوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَن عبادِهِ} ، أَي مِن عبادِهِ؛ عَن أبي عُبَيْدَةَ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وممَّا يقَعُ الفرْقُ فِيهِ بَيْنَ مِنْ وعَنْ، أَنّ مِنْ يُضافُ بهَا مَا قَرُبَ مِنَ الأسْماءِ، وَعَن يُوصَلُ بهَا مَا تَراخَى، كقوْلِكَ: سَمِعْتُ مِن فلانٍ حدِيثاً، وحدَّثنا عَن فلانٍ حدِيثاً.(35/423)
وقالَ الأصْمعيُّ: حدَّثنِي فلانٌ مِن فلانٍ، يُريدُ عَنهُ؛ ولَهِيتُ مِن فلانٍ وَعنهُ.
وقالَ الكِسائيُّ: لَهِيتُ عَنهُ لَا غَيْر؛ وقالَ: عَنْك جَاءَ هَذَا، يُريدُ مِنْك؛ وقالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
{أَفَعنْك لَا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَهُغابٌ تسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ؟ قالَ: يُريدُ أَمِنْك بَرْقٌ، وَلَا صِلَةٌ؛ رَوَى جميعَ ذلِكَ أَبو عبيْدَةَ عَنْهُم.
الثامنُ: (مُرادَفَةُ الباءِ) ، نحْوَ قوْلِه تعالَى: {وَمَا يَنْطِقُ عَن الهَوى} ، أَي بالهَوَى.
التاسعُ: (الاسْتِعانَةُ) ، نحْوَ قوْلِهم: (رَمَيْتُ عَن القَوْسِ، أَي بِهِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أَي بهَا؛ أَي لأنَّه بهَا قَذَفَ سَهْمَه} عَنْهَا؛ (قالَهُ ابنُ مالِكٍ) ، وغيرُهُ جَعَلَهُ للمجاوَزَةِ والتَّعْديَةِ.
العاشرُ: (الَّزائِدَةُ للتَّعْويضِ عَن أُخْرى مَحْذوفَةٍ) ، كقوْلِ الشَّاعِرِ:
(أَتَجْزَعُ أَن نَفْسٌ أَتاها حِمامُها (فَهَلاَّ الَّتِي عَن بَيْنَ جَنْبَيْكَ تَدْفَعُ) أَي تَدْفَعُ عَن الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْك، (فَحُذِفَتْ عَن من أَوَّلِ المَوْصُولِ وزِيْدَتْ بَعْدَهُ) ، وَقد تكونُ زائِدَةً لغيرِ التَّعْويضِ إِذا اتْصَلَتْ بالضَّميرِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: العَرَبُ تزيدُ عَنْك، يقُولُونَ: خُذْ ذَا! عَنْك، المَعْنَى: خُذْ ذَا، وعَنْك زيادِة؛ قالَ الجعْدِيُّ يخاطِبُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة:(35/424)
دَعي {عنكِ تَشْتامَ الرجالِ وأَقْبِليعلى أَزْلَعِيَ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلاوفي حدِيثِ اسْتِلام الرُّكْن الغَرْبي: (انْفُذْ عَنْك.
جَاءَ تفْسِيرُه فِي الحدِيثِ أَي دَعْه.
(وتكونُ) عَنْ (مَصْدَريَّةً، وذلِكَ فِي عَنْعَنَةِ تَمِيمٍ) كقوْلِهم: (أَعْجَبَنِي عَن تَفْعَلَ) ، أَي أَنْ تَفْعَلَ.
(وتكونُ) (عَن) (اسْماً بمعْنَى جانِبٍ) ، كقوْلِ الشاعِرِ:
(مِنْ} عَنْ يَمينِي مَرَّةً وأَمامِي وكقوْلِهِ:
(على عَن يَمينِي مَرَّتِ الطَّيْرُ سُنَّحَا قالَ الأزْهرِيُّ: قالَ المبرَّدُ: مِن وَإِلَى وَفِي ورُبّ والكافُ الزائِدَةُ والباءُ الزائِدَةُ واللامُ الزائِدَةُ هِيَ حُرُوفُ الإِضافَةِ الَّتِي تُضافُ بهَا الأسْماءُ أَو الأَفْعالُ إِلَى مَا بَعْدها، فأمَّا مَا وَضَعَه النّحويُّونَ نحْو: على وعَنْ وقَبْل وبَعْدُ وبَيْن وَمَا كانَ مِثْل ذلِكَ فإنَّما هِيَ أسْماءٌ؛ يقالُ: جِئْتُ مِن عِنْدِهِ، ومِن عَلَيْهِ، ومِن عنْ يَسارِهِ، ومِن عَنْ يمِينِه؛ وأَنْشَدَ للقطاميّ:
فقُلْتُ للرَّكْبِ لما أَنْ عَلاَ بِهِمُمِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ تَنْبيه
يقالُ: جاءَنا الخَبَرُ عنِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتُخْفَض النُّونُ: ويقالُ: جاءَنا مِنَ الخَيْرِ مَا أَوْجَبَ الشُّكْر، فتُفْتَح النُّونُ لأنَّ عَن كانتْ فِي الأصْلِ عَنِي، وَمن أَصْلُها مِنا فدَلَّتِ الفَتْحة على(35/425)
سُقُوطِ الألفِ، كَمَا دلَّتِ الكَسْرَةُ فِي عَن على سُقوطِ الْيَاء.
وقالَ الزجَّاجُ فِي إعْرابِ من الوقفُ إلاَّ أَنَّها فُتِحَتْ مَعَ الأَسْماءِ الَّتِي يَدْخلُها الأَلِفُ واللامُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن كقَوْلِك من الناسِ، النُّونُ مِن من ساكِنَة، والنُّونُ مِن النَّاس ساكِنَة، وَكَانَ فِي الأَصْل أَن تُكسَرَ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن، ولكنَّها فُتِحَتْ لثقلِ اجْتِماع كَسْرَتَيْن، لَو كانَ مِنَ الناسِ لثَقُلَ ذَلِك، وأَمَّا إعرابُ عَن النَّاس فَلَا يَجوزُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، لأنَّ أَوَّل عَن مَفْتوحَةٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: والقَوْلُ مَا قالَ الزجَّاجُ فِي الفرْقِ بَيْنهما.
قلْتُ: وسَيَأْتي بعضُ مَا يتعلَّقُ بذلِكَ فِي من إنْ شاءَ الّله تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{العُنَّةُ، بالكسْرِ والضمِّ: الاعْتِراضُ بالفُضولِ.
} والعُنُنُ، بضمَّتَيْن المُعْترِضُونَ بالفُضولِ، الواحِدُ {عانٌّ} وعَنُونٌ وأَيْضاً جَمْعُ {العَنِين} والمَعْنون.
يقالُ: {عُنَّ الرَّجُلُ} وعُنِّنَ {وعُنِنَ} وأُعْنِنَ، فَهُوَ {عَنِينٌ} مَعْنونٌ {مُعَنٌّ} مُعَنَّنٌ.
وَفِي المَثَلِ: مُعرّضٌ {لعَنَنٍ لم يَعْنِه.
وامرأَةٌ} مِعَنَّةٌ، بكسْرِ المِيمِ: مَجْدُولَةٌ غَيْر مُسْترْخِيَة البَطْنِ.
{والعَنَنُ: الباطِلُ.
ومِن صفَةِ الدُّنْيا:} العَنُونُ، لأنَّها تَتَعرَّضُ للناسِ، وفَعُولٌ للمُبالَغَةِ.
وأَعَنَّ عَنَناً: إِذا اعْتَرَضَ لَك عَن يمِينٍ أَو شمالٍ بمكْرُوهٍ؛ {والعَنُّ: المَصْدَرُ؛} والعَنَنُ: الاسمُ، وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي {يَعِنُّ فِيهِ} العانُّ.
وَهُوَ لَكَ بَيْنَ الأَوْبِ! والعَنَنِ، أَي بَيْنَ الطَّاعة والعِصْيان؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:(35/426)
يُبْدِي صُدوداً ويُخْفي بَيْننا لَطَفاً يأْتي مَحارِمَ بينَ الأَوْبِ {والعَنَن} والعانُّ مِن السَّحابِ: الَّذِي يَعْترِضُ فِي الأُفُقِ.
{والتَّعْنِينُ: الحَبْس فِي المُطْبَق الطَّويلِ.
} وتَعَنَّنَ الرَّجُل: تَرَكَ النِّساءَ مِن غيرِ أَنْ يكونَ {عِنِّيناً لثأْرٍ يَطْلبُه؛ وَمِنْه قَوْلُ وَرْقاءَ بن زهيرِ بنِ جَذِيمةَ:
} تعَنَّنْتُ للموتِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ وأَدركتُ ثأْرِي فِي نُمَيْرٍ وعامِرِقالَهُ فِي خالِدِ بنِ جَعْفرِ بنِ كِلابٍ.
ويقالُ للشَّريفِ العَظِيم السُّودَد: إنَّه لطويلُ {العِنانِ.
ويقالُ: إنَّه يأْخُذُ فِي كلِّ فَنَ وعَنَ وسَنَ بمعْنًى واحِدٍ.
وفَرَسٌ قصيرُ العِنانِ: إِذا ذُمَّ بقِصَرِ عُنُقِه، فَإِذا قَالُوا قَصِيرَ العِنانِ فَهُوَ مَدْحٌ، لأنَّه وُصِفَ حينَئِذٍ بسعَةِ جَحْفَلتِه.
ومَلأَ} عِنانَ دابَّتِه إِذا أَعْدَاهُ وحَمَلَهُ على الحُضْرِ الشَّديدِ.
وذَلَّ عِنانُ فلانٍ إِذا انْقادَ.
وفلانٌ أَبِيُّ {العِنان إِذا كانَ مُمْتنعاً.
ويقالُ: أَلْقِ من} عِنانِه أَي رَفِّه عَنهُ.
وهُما يَجْرِيان فِي عِنانٍ إِذا أسْتَوَيا فِي فَضْلٍ أَو غيرِهِ.
وجَرَى الفَرَسُ {عِناناً أَي شوطاً؛ وَمِنْه قَوْلُ الطِّرمَّاح:
سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنُّإذا رَفَعُوا عِناناً عَن عِنانِأَي شوطاً بعْدَ شَوْطٍ.
ويقالُ: اثْنِ عَليَّ} عِنانَهُ، أَي رُدَّه عَليَّ.(35/427)
وثَنَيْتُ على الفرسِ عِنانَه إِذا أَلْجَمْتُه؛ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَذْكر فَرَساً:
وحاوَطَني حَتَّى ثَنَيْتُ {عِنانَهُ على مُدْبِرِ العِلْباءِ، رَيَّانَ كاهِلُهْأَي دَاوَرَني وعالَجَنِيِ، ومُدْبِرِ عِلْبائِه: عُنُقُه.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ فِي اسْتِنانِه وكَبَا فِي عِنانِه وقَصَّرَ فِي مِيْدانِه.
وقالَ: الفرسُ يَجْرِي بعِتْقِه وعِرْقِه، فَإِذا وُضِعَ فِي المِقْوَسِ جَرَى بجَدِّ صَاحبه؛ كبا فِي عِنانِه، أَي عَثَرَ فِي شَوْطِه.
} والعِنانُ، بالكسْرِ: الحَبْلُ الطَّويلُ.
{وعَنَّنَتِ المرْأَةُ شَعَرَها: شَكَّلَتْ بعضَه ببعضٍ.
وَهُوَ قَصِيرُ} العِنانِ: أَي قَليلُ الخيْرِ.
ويقالُ: هُوَ كالمُهَدِّرِ فِي {العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ لمن يَتَهَدَّدُ وَلَا يُنَفِّذُ.
} والعُنَّةُ، بالضمِّ: خيمةٌ يُسْتَظَلُّ بهَا تكونُ مِن ثمامٍ أَو أَغْصانٍ، عَن ابنِ بَرِّي. وأَيْضاً: مَا يَجْمَعُه الرَّجلُ من قَصَبٍ أَو نَبْتٍ ليَعْلِفَه غَنَمَه.
يقالُ: جاءَ {بعُنَّةٍ عَظِيمَةٍ.
ويقالُ: كنَّا فِي} عُنَّةٍ من الكَلَأِ وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ أَي فِي كَلأٍ كَثيرٍ وخِصْبٍ.
{والعَنَّةُ، بالفتْحِ: العَطْفَةُ؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا انْصَرَفَتْ من} عَنَّةٍ بعدَ {عَنَّةٍ وجَرْسٍ على آثارِها كالمُؤَلَّب ِوهو} عَنَّانٌ على آنُفِ القوْمِ، كشَدَّادٍ، إِذا كانَ سَبَّاقاً لَهُم.
ويقالُ للفَرَسِ ذُو {العِنانِ، ويُريدُونَ بِهِ الذَّلُولَ.
وجاءَ ثانِياً من} عِنانِه: إِذا قَضَى وَطَرَه.(35/428)
وامْتَلأَ {عِنانُه: إِذا بَلَغَ المَجْهودَ.
} وعَنٌّ، بالفتْح والضمِ: قلت فِي دِيارِ خثْعَمَ؛ عَن نَصْر، رحِمَه الله تعالَى.
وكزُبَيْرٍ: {عُنَيْنُ بنُ سَلامان، بَطْنٌ مِن طيِّىءٍ مِنْهُم: عَمْرُو بنُ المَسِيح أَرْمَى العَرَبِ.
وسنجرُ بنُ عبْدِ الّلهِ} العُنَينيُّ من مشايخِ الدِّمْياطيِّ.
{وعَنانٌ، كسَحابٍ: ابنُ عامِرِ بنِ حَنْظَلَةَ فِي الأَوْسِ، كَذَا ضَبَطَه شباب وغيرُهُ.
وبالكسْرِ: محمدُ بنُ} عِنانٍ العمْرِيُّ أَحدُ الأَوْلياءِ بمِصْرَ مِن المُتَأَخِّرينَ أَدْرَكَه الشَّعْرانيّ، وَهُوَ جَدُّ السادَةِ {العنانية بمِصْرَ، وأَخُوه عبدُ القادِرِ جَدّ العنانية ببرهمتوش برِيفِ مِصْر.
وأَبو المحاسِنِ محمدُ بنُ نَصْر الشاعِرُ المَشْهورُ فِي دَوْلةِ صَلاح الدِّينْ يُوسُف بن أَيُّوب يُعْرَفُ بابنِ} العُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، وَله قصَّةٌ جَرَتْ مَعَ بَني دَاوُد الْأَمِير أَشْرَاف الصَّفْرَاء، ذَكَرَه صاحِبُ عمْدَةِ الطالِبِ.
{وعَنْعَنَةُ المحدِّثِين مأْخُوذَةٌ مِن عَنْعَنَةِ تَمِيمٍ، قيلَ: إنَّها مولَّدَةٌ.
عون
: (} العَونُ: الظَّهِيرُ) على الأمْرِ، (للواحِدِ) والاثْنَيْن (والجَمْعِ) ، والمُذَكَّرِ (والمُؤَنَّثِ، ويُكَسَّرُ {أَعْواناً) والعَرَبُ تقولُ: إِذا جاءَتِ السَّنة: جاءَ مَعهَا أَعْوانُها، يَعْنُونَ بالسَّنةِ الجَدْبَ،} وبالأَعْوانِ الجَرادَ والذباب والأَمْراضَ.
وقالَ اللَّيْثُ: كلُّ شيءٍ {أَعانَكَ فَهُوَ} عَوْنٌ لَكَ، كالصَّوْمِ عَوْنٌ على العِبادَةِ، والجَمْعُ {أَعْوانٌ.
(} والعَوينُ: اسمٌ للجمعِ) .
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {العَوينُ:} الأَعْوانُ.
قالَ الفرَّاءُ: ومثْلُه طَسِيسٌ جَمْعُ طَسَ.(35/429)
( {واسْتَعَنْتُه و) } اسْتَعَنْتُ (بِهِ {فأَعانَنِي) إعانَةً (} وعَوَّنَنِي) {تَعْويناً، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ:} عاوَنَنِي، وإِنَّما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإنْ لم يكنْ تحْتَه ثلاثيٌّ مُعْتل، أَعْنِي أَنَّه لَا يُقالُ {عانَ} يَعُونُ كَقَامَ يَقُومُ لأنَّه وَإِن لم يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإنَّه فِي حكْمِ المَنْطوق بِهِ، وَعَلِيهِ جاءَ {أَعانَ} يُعِين، وَقد شاعَ اَلإعْلالُ فِي هَذَا الأصْلِ، فلمّا اطّرد الإِعْلالُ فِي جمِيعِ ذَلِك دَلَّ على أَنَّ ثُلاثِيَّه وَإِن لم يكنْ مُسْتَعْملاً فإنّه فِي حكْمِ ذلِكَ، (والاسمُ {العَوْنُ} والمَعانَةُ {والمَعْوَنَةُ} والمَعُوْنَةُ) ، بضمِّ الواوِ على القِياسِ، وذَكَرَ أَبو حيَّان فِي شرْحِ التَّسْهيل أنَّ العونَ مَصْدَرٌ، وصَوَّبَه عبدُ الحكِيمِ فِي حواشِي المطول. وقالَ بعضُ النّحوِيّين: {المَعُونَةُ مَفْعُلة مِن العَوْن كالمَغُوثَة مِن الغَوْثِ، والمَضُوفَة مِن أَضافَ إِذا أَشْفَق، والمَشْورَة مِن أَشارَ يُشِير، (و) مِن العَرَبِ مَنْ يحْذِفُ الهاءَ فيقولُ (} المَعُونُ) ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّه ليسَ فِي كَلامِ العَرَبِ مَفْعُل بغيرِ هاءٍ.
وقالَ الكِسائيّ: لَا يأْتي فِي المُذَكَّر مَفْعُلُ، بضمِّ العَيْن إلاَّ حَرْفان جاءَا نادِرَيْن لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قالَ جَميلٌ:
بُثَيْنَ الْزَمي لَا إنَّ لَا إنْ لزِمْتِهعلى كَثْرَة الواشِينَ أَيُّ! مَعُونِ يقولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلَك لَا فِي رَدِّ الوُشَاة، وَإِن كَثرُوا؛ وقالَ آخَرُ:
ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ(35/430)
وقيلَ: هُما جَمْعُ {مَعُونَة ومَكْرُمَة؛ قالَهُ الفرَّاءُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ:} والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِياسِ مَنْ جَعَلَه مِن العَوْنِ.
وقالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولَة مِن الماعُونِ، والمَاعُون فاعُولٌ، وَقد نَقَلَهُ الشَّهاب فِي أَوَّلِ البَقَرَةِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه الّلهُ تعالَى: وَفِيه تأَمّل وَقد مَرَّ البَحْثُ فِيهِ فِي م ل ك، ويأْتي شيءٌ مِن ذلِكَ فِي معن.
( {وتَعاوَنُوا واعْتَوَنُوا:} أعانَ بعضُهم بَعْضًا) .
قالَ سِيْبَوَيْه: صحَّت واوُ اعْتَوَنُوا لأَنَّها فِي معْنَى {تَعاوَنُوا، فجعَلُوا تَرْكَ الإِعْلالِ دَليلاً على أَنّه فِي معْنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّتِه، وَهُوَ تَعاوَنُوا.
(و) قَالُوا: (} عاوَنَهُ {مُعاوَنَةً} وعِواناً) ، بالكسْرِ: ( {أَعانَهُ) ، صحت الواوُ فِي المَصْدَرِ لصحَّتِها فِي الفِعْل لوقُوعِ الأَلفِ قَبْلها.
(} والمِعوانُ: الحَسَنُ {المَعُونَةِ) للنَّاسِ، (أَو كثيرُها) . يقالُ: الكَرِيمُ} مِعْوانٌ، والجَمْعُ {مَعاوِينُ، وهُم مُعاوِين فِي الخُطُوبِ.
(} والعَوانُ، كسَحابٍ، من الحُروبِ: الَّتِي قُوتِلَ فِيهَا مَرَّةً) كأَنَّهم جَعَلُوا الأُولَى بكرا، وَهُوَ على المَثَلِ: قالَ:
حَرْباً {عواناً لَقِحَتْ عَن حَولَلٍ خَطَرتْ وَكَانَت قبْلها لم تَخْطُرِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي جَهْل:
مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ باذِلُ عَاميْنِ حَدِيثٌ سِنِّيلمِثْل هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي (و) } العَوانُ (من البَقَرِ والخَيْلِ: الَّتِي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِها البِكْرِ) .
وَفِي التَّنزيلِ العَزيزِ: {لَا فارِضٌ وَلَا بِكْرٌ! عَوانٌ بينَ ذلِكَ} .
قالَ الفرَّاءُ: انْقَطَعَ الكَلامُ عنْدَ قوْلِه وَلَا بكْرٌ، ثمَّ اسْتأْنَفَ فقالَ عَوانٌ بينَ ذلِكَ.(35/431)
وقالَ أَبو زيْدٍ: {عانَتِ البَقَرَةُ} تَعُونُ {عُؤُوناً: صارَتْ} عَواناً، وَهِي النَّصَفُ بينَ المُسِنَّة والشابَّةِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: {العَوَانُ مِن الحيوانِ السِّنُّ بينَ السَّنَّيْنِ لَا صَغِير وَلَا كَبِيرِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: العَوَانُ النَّصَفُ فِي سِنِّها مِن كلِّ شيءٍ.
(و) العَوَانُ (مِن النِّساءِ: الَّتِي) قد (كانَ لَهَا زَوْجٌ) .
وقيلَ: هِيَ الثيِّبُ؛ كَذَا فِي المُحْكَمِ؛ (ج} عُونٌ بالضَّمِّ) . والأَصْلُ {عُوُن، كَرِهُوا الضمَّةَ على الواوِ فسكَّنُوها، وكذلِكَ يقالُ رجُلٌ جَوادٌ وقوْمٌ جُودٌ؛ قالَ زهيرٌ:
تَحُلُّ سُهُولَها فَإِذا فَزَعْناجَرَى منهنَّ بالآصالِ عُونُيقولُ: إِذا أَغَثْنا رَكِبْنا الخَيْلَ.
وقالَ آخَرُ:
نَواعِم بَين أَبْكارٍ} وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي (و) {عَوانٌ: (د بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.
(و) } العَوانُ: (الأرضُ المَمْطُورَةُ) بينَ أَرْضينِ لم تمطر.
(و) ! العَوانَةُ (بهاءٍ: النّخْلَةُ الطَّويلَةُ) ، أَزْديَّةٌ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: عُمانِيّة.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هِيَ المُنْفرِدَةُ ويقالُ لَهَا القِرْواحُ والعلْبَة، وَبهَا سُمِّي الرَّجُل.
وقالَ ابنُ بَرِّي العَوَانَةُ الباسِقَةُ مِن النَّخْلِ.
(و) أَيْضاً: (دابَّةٌ دُونَ القُنْفُذِ (.
(وقالَ الأصمعيّ: تكونُ القُنْفُذ فِي وَسَطِ الرَّمْلةِ اليَتِيمةِ المنفردة من الرَمَلات فتظهرُ أَحياناً وتَدُورُ كأَنَّها تَطْحَنُ ثمَّ تَغُوصُ، قالَ: ويقالُ لهَذِهِ الدابَّةِ الطُّحَنُ، وَبهَا سُمِّي الرَّجُلُ.
(وقيلَ: هِيَ (دودة فِي الرَّمْلِ)(35/432)
تَدُورُ أَشْواطاً كَثيرَةً.
(و) {عَوانَةُ: (ماءٌ بالعَرْمَةِ) بالصمَّانِ.
(} والعانَةُ: الأَتانُ.
(و) أَيْضاً: (القَطيعُ من حُمُرِ الوَحْشِ، ج {عُونٌ، بالضَّمِّ) .
وقيلَ:} وعانات.
(و) {العانَةُ: (شَعَرُ الرَّكَب) أَي النَّابِتُ على قُبُلِ المرْأَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ أَبو الْهَيْثَم: العانَةُ: مَنْبت الشَّعرَ فوْقَ القُبُلِ مِن المرْأَةِ، وفوْقَ الذّكَرِ مِن الرَّجُلِ؛ والشَّعَرُ الثابتُ عَلَيْهِمَا يقالُ لَهُ الإسْبُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ.
(} واسْتَعانَ: حَلَقَهُ) ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
مِثْل البُرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ أَي لم يَحْلِقْ {عانَتَه.
وقالَ بعضُ العَرَبِ وَقد عَرَضَه رجُلٌ على القَتْل: أَجِرْلي سَراوِيلِي فإنِّي لم أَسْتَعِنْ.
(و) } عانَةُ: (ة على الفُراتِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهِي بالُقْرِبِ مِن حديثَة النُّور؛ مِنْهَا يعيشُ بنُ الجهْمِ {العانيُّ عَن عبدِ المجيدِ بنِ أَبي رَوَّاد، وَعنهُ الحُسَيْنُ بنُ إدْرِيس؛ (يُنْسَبُ إِلَيْهَا الخَمْرُ} العانِيَّةُ) ؛ قالَ زهيرٌ:
كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرَى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ {عانَةَ لمَّا يَعْدُ أَن عَتَقاومِن سَجَعاتِ الأساس: فلانٌ لَا يُحبُّ إلاَّ} العانِيَّة وَلَا يَصْحَب إلاَّ الحانِيَّة، أَي خَمْرُ! عانَةَ وأَصْحاب الحَانَات.(35/433)
(و) {العانَةُ: (كَواكِبُ بيضٌ أَسْفَلَ من السُّعودِ.
(} وعانَتِ المرأَةُ) {تَعُونُ} عَوْناً، ( {وعَوَّنَتْ} تَعْويناً: صارَتْ عَواناً) ؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
(وأَبو {عُونٍ، بالضَّمِّ: التَّمْرُ والمِلْحُ.
(وبِئْرُ} مَعُونَةَ، بضمِ العينِ: قُرْبَ المَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام، فِيهِ أَمْران: الأَوَّل: أَنَّ الأَولى ذِكْره فِي معن كَمَا فَعَلَه غيرُهُ، فإنَّ الميمَ أَصْليَّة كَمَا سَيَأْتي. وَالثَّانِي: أَنَّ هَذِه البِئْرَ ليْسَتْ قُرْبَ المَدينَةِ، وَالَّتِي هِيَ كذلِكَ هِيَ بِئْرُ مَغُونَةَ، بالغَيْنِ المعْجمَةِ كَمَا سَيَأْتي إنْ شاءَ الّلهُ تَعَالَى.
قالَ ابنُ إسْحق: بئْرُ مَعُونَةَ بينَ أَرْضِ بَني عامِرٍ وحرَّة بَني سُلَيم.
وقالَ عرامٌ: بينَ جِبالٍ يقالُ لَهَا أُبْلَى فِي طرِيقِ المصعدِ مِن المَدينَةِ إِلَى مكَّةَ، وَهِي لبَنِي سُلَيْم.
وقالَ الوَاقِدِيّ: فِي أَرْضِ بَني سُلَيْم وأَرْض بَني كِلابٍ، وعنْدَها كانَ قصَّة الرَّجِيع.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (التَّعْوينُ: كَثْرَةُ بَوْكِ الحِمارِ {لِعانَتِهِ) .
والتَّعْوينُ: السِّمَن.
(و) قالَ غيرُهُ:} التَّعْوينُ: (أَن تَدْخُلَ على غَيْرِك فِي نَصيبِه.
( {وعُوائِنٌ) ، كعُلابِطٍ: (جَبَلٌ) ؛ قالَ تأَبَّطَ شرّاً:
وَلما سمعتُ العُوصَ تَدْعو تنفَّرَتْعصافيرُ رأْسِي من بَرًى فعَوائِنا (و) مِن المجازِ: (} المُتَعاوِنَةُ: المرأَةُ الطَّاعِنَةُ فِي السِّنِّ) ، وَلَا تكونُ إلاَّ مَعَ كَثْرَةِ اللّحْمِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: وَهِي الَّتِي اعْتَدَلَ خَلْقُها فَلم يَبْدُ حَجْمُها.
وَفِي الأساسِ: امْرأَةٌ {مُتَعاوِنَةٌ: سَمِينَةٌ فِي اعْتِدالٍ.
(} وعَوْنٌ! وعُوَيْنٌ) ، كزُبَيْرٍ،(35/434)
( {وعَوانَةُ} ومَعِينٌ) ، كأَمِيرٍ، ( {ومُعِينٌ) ، بضمِ الميمِ: (أَسْماءٌ) : فَمن الأَوَّلُ: عَونُ الدِّيْن بنُ هُبَيْرَةَ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ قراطاشي بنُ طَنْطاش العَوْنيُّ عَن ابنِ الطيوريّ، وابْنَتُه فرحةُ رَوَتْ عَن أَبي القاسِمِ السَّمَرْقَنْدِي، وأَخُوه عليُّ بنُ طنطاش عَن ابنِ شاتيل.
ومِن الثَّالثِ: أَبو} عَوانَةَ يَعْقوبُ بنُ إسْحقَ بنِ إبراهيمَ الاسْفَرايني أَحَدُ حفَّاظِ الدُّنْيا، رحِمَه الله تعالَى.
ومِن الَّرابِعِ: يَحْيَى بنُ مَعِينٍ أَبو زكريَّا المري البَغْدادِيُّ إمامُ المحدِّثِين رَوَى عَنهُ الحافِظُ البُخارِي ومُسْلم وأَبو دَاودُ وُلِدَ سَنَة 158، وماتَ بالمَدينَةِ سَنَة 233، وَحمل على أَعوادِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ومِن الخامِسِ: عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ {المُعِينيُّ البَصْريُّ عَن أَبي يَعْلَى العبْدِيّ.
وأَبو} المُعِين محمدُ بنُ محمدِ النّسفيُّ صاحِبُ التَّبْصرةِ، رَوَى عَنهُ السَّمعانيُّ.
{والمُعِينُ بنُ أَبي العبَّاسِ: قاضِي الثَّغر سَمِعَ عَنهُ الذَّهبيُّ.
} ومُعِينُ الدِّيْن بنُ أَميرِ الجَيْش الشَّاميّ، هُوَ واقِفُ المُعِينِيّة بدِمَشْقَ، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اعْتانُوا:} أَعانَ بعضُهم بَعْضًا، عَن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:(35/435)
فكيفَ النا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنادَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَمْ يَنْبَري لنافَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيْفِ شِيمَتُه الحَمْدُ؟ قلْتُ: والصَّحيحُ فِي معْنَى نَعْتان نأْخُذُ الْعينَة وَهُوَ المُناسِبُ لمَا بَعْده؛ ويُرْوَى.
فَتًى مثْلُ نَصْلِ السَّيْفِ ضَرَّتْ مَضارِبُه وَهُوَ لغيرِ ذِي الرُّمَّة.
وتقولُ: منا أَخْلاني فلانٌ مِن {مَعاوِنِه، وَهُوَ جَمْعُ} مَعُونَة.
والنَّحويّونَ يُسَمُّون الباءَ حَرْف الاسْتِعانَةِ، وذلِكَ أَنَّك إِذا قلْتَ ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ وكَتَبْتُ بالقَلَم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنَّك قُلْت اسْتَعَنْت بِهَذِهِ الأَدَوات على هَذِه الأَفْعالِ.
وَفِي المَثَل: لَا تُعَلَّم {العَوانُ الخِمْرَةَ، أَي أَنَّ المُجَرِّبَ عارِفٌ بأَمْرِه، كَمَا أَنَّ المرْأَةَ الَّتِي تَزَوَّجَتْ تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمارِ.
وضَرْبةٌ عَوانٌ: إِذا وَقَعَتْ مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إِلَى المُراجَعَةِ.
وقيلَ: هِيَ القاطِعَةُ الماضِيَةُ الَّتِي لَا تَحْتاجُ إِلَى المعاوَدَةِ.
وبِرْذَوْنٌ} مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِكٌ ومُتَلاحِكٌ إِذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه.
{وتَعَيَّنَ الرَّجُل: خَلَقَ} عانَتَه؛ وأَصْلُه الْوَاو؛ عَن ابنِ سِيْدَه.
وفلانٌ على عانَةِ بكْرِ بنِ وائِلٍ: أَي جَمَاعَتهم وحُرْمَتِهم؛ عَن اللّحْيانيّ.
وقيلَ: هُوَ قائِمٌ بأَمْرِهم.
! والعانَةُ: الحَظُّ مِنَ الماءِ للأرْضِ، بلُغَةِ القَيْسِ.(35/436)
ويقالُ فِي {عانَة القَرْيَة المَذْكُورَة} عَانَاتٌ كَمَا قَالُوا عَرَفَة وعَرَفات؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَعْشى:
تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيْرَها عَاما فعاماومَعانُ: موْضِعٌ بالشامِ، يأْتي ذِكْرُه فِي معن.
{والعُوَيْنةُ: تَصْغيرُ العانَةَ بمعْنَى الأَتانِ، وبمعْنَى مَنْبِتُ الشَّعَر.
وأَبو} عوينَةَ: بِئْرٌ لبعضِ العَرَبِ.
عهن
: (العُهْنَةُ، بالضَّمِّ: تَثَنِّي القَضيبِ أَو انْكِسارُه، أَو بِلا بَيْنُونَةٍ) إِذا نظرْتَ إِلَيْهِ وَجَدْتَه صَحِيحاً فَإِذا هزَزْتَه انْثَنى، وَقد (عَهَنَ يَعْهِنُ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ.
(و) العِهْنَةُ، (بالكسْرِ: شَجَرَةٌ) بالبادِيَةِ (لَهَا وَرْدَةٌ حَمْراءُ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: رأَيْتها.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: هِيَ بَقْلَةٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: مِن ذكُورِ البَقْلِ.
(و) العِهْنَةُ: (القِطْعَةُ من العِهْنِ) ، اسمٌ (للصُّوفِ) عامَّة؛ (أَو) هُوَ (المَصبوغِ أَلْواناً) ، وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {كالعِهْنِ المَنْفُوش} .
قالَ الرَّاغبُ: وَتَخْصِيص العِهْن لمَا فِيهِ مِن اللّوْن كَمَا فِي قوْلِه تَعَالَى: {فكانتْ وَرْدَة كالدِّهان} ؛ (ج عُهُونٌ) ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:
فاضَ مِنْهُ مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْضِ وَمَا ضَنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ (و) العهْنَةُ: (لُغَةٌ فِي الإِحْنَةِ) بمعْنَى الحقْدِ والغَضَبِ.
(والعاهِنُ: الفَقيرُ) لانْكِسارِه.(35/437)
(و) أيْضاً: (المالُ التَّالِدُ) . يقالُ: أَعْطاهُ مِن عاهِنِ مالِهِ وآهِنه، أَي مِن تِلادِهِ.
(و) أَيْضاً: (الحاضِرُ) . يقالُ: خُذْ مِن عاهِنِ مالِهِ وآهِنِه وعاجِلِه وحاضِرِه.
وَقد عَهَنَ؛ إِذا حَضَرَ.
وطَعامٌ عاهِنٌ وشَرابٌ عاهِنٌ، أَي حاضِرٌ.
(و) أَيْضاً: (المُقِيمُ) (وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لتأبَّطَ شرّاً:
أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمِّنتْمن الّله أَيْماً مُسْتَسِرًّا وعاهِناأَي مُقِيماً حاضِراً؛ وقوْلُ كثيِّرٍ:
ديارُ ابْنةِ الضَّمْريِّ إِذْ حَبْلُ وَصْلِهامَتِينٌ وَإِذ مَعْرُوفُها لَك عاهِنُيكونُ الحاضِرُ و) (الثَّابِتُ) . ويقالُ: مالٌ عاهِنٌ، أَي حاضِرٌ ثابِتٌ.
وعَهَنَ الشَّيءُ: دامَ وثَبتَ.
(و) أَيْضاً: (المُسْتَرْخِي الكَسْلانُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
قالَ أَبو العبَّاس: أَصلُ العاهِنِ أَن يَتَقَصَّفَ القَضيبُ مِن الشَّجَرَةِ وَلَا يَبِينَ فيَبْقى مُتَعلِّقاً مُسْترخِياً.
(و) العاهِنُ: (واحِدُ العَواهِنِ للسَّعَفاتِ الَّتِي يَلِينَ القِلَبَةَ) ، فِي لُغَةِ الحِجازِ، وَهِي الَّتِي تُسَمِّيها أَهْلُ نَجْد الخَوافي.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: الَّتِي دونَ القِلَبَة، مَدَنيَّةٌ، والواحِدُ مِنْهَا عاهِنٌ وعاهِنَةٌ.
وَفِي حدِيثِ عُمَر: (ائتِنِي بجَرِيدَةٍ واتَّقِ العَواهِنَ) .
قالَ ابنُ الأَثيرِ: هِيَ جَمْعُ عاهِنَةٍ، وَهِي السَّعَفات الَّتِي يَلِينَ قُلْبَ النّخْلَةِ، وإِنَّما نَهَى عَنْهَا إشْفاقاً على قُلْب النّخْلةِ أَنْ يَضُرَّ بِهِ قطعُ مَا قرُبَ مِنْهَا.
(و) العَواهِنُ أَيْضاً: اسمٌ (لِعُروقٍ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ) ؛ قالَ ابنُ الرِّقاعِ:(35/438)
أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً من عَواهِنهاكما تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّة الحَبَلاعليه: أَي على الجَنِينِ.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: عَواهِنُها: موْضِعُ رَحِمها مِن باطِنٍ كعَواهِنِ النَّخْل.
(و) العَواهِنُ أَيْضاً: اسمٌ (لجَوارِحِ الإِنسانِ) على التّشْبيهِ بتلْكَ السَّعَفات.
(ورَمَى الكلامَ على عَواهِنِه: أَي) لم يَتَدبَّره؛ وقيلَ: أَوْرَدَه مِن غيرِ فكْرٍ ورَوِيَّةٍ؛ كقوْلِهم أَوْرَدَ كلامَه غَيْر مُفَسّر.
وقيلَ: إِذا (لم يُبالِ أَصابَ أَمْ أَخْطَأَ) ؟ وقيلَ: هُوَ إِذا تَهاوَنَ بِهِ.
وقيلَ: هُوَ إِذا قالَهُ مِن حسْنِه وقَبيحِه.
وَفِي الحدِيثِ: (أَنَّ السَّلَفَ كَانُوا يُرْسلِون الكَلِمَةَ على عَواهِنِها) ، أَي لَا يَزُمُّونها وَلَا يَخْطِمونها.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: العَواهِنُ أَنْ تأْخذَ غيْرَ الطَّريقِ فِي السَّيْر أَو الكَلامِ؛ جَمْعُ عاهِنَةٍ.
(وتَعْهِنُ، مُثَلَّثَةَ الأوَّلِ مَكْسورَةَ الهاءِ: ع بالحِجازِ) ، والتاءُ زائِدَةٌ، ووَزْنُه تفعل.
وَفِي كلامِ السّهيليّ مَا يَقْتَضِي أَصالَتَها.
وجَوَّزَ قوْمٌ الوَجْهَيْن.
(وعَهَنَ) بالمَكانِ، (كنَصَرَ: أَقَامَ) بِهِ.
(و) عَهَنَ مِنْهُ خَيْر يَعْهُنُ عُهوناً: (خَرَجَ) .
وقيلَ: كلُّ عاهِنٍ خارِجٌ، (ضِدٌّ.
(و) عَهَنَ: (جَدَّ فِي العَمَلِ.
(و) أَيْضاً: (عَهِدَ.
(و) عَهِنَ (لَهُ مُرادَهُ: عَجَّلَهُ لَهُ.
(و) عَهَنَتِ (السَّعَفَةُ: يَبِسَتْ) تَعْهِنُ وتَعْهُنُ، كمَنَعَ ونَصَرَ، عُهوناً، عَن أَبي حَنَيفَةَ.
(والعَيْهُونُ: نَبْتٌ طَيِّبٌ.
(و) يقالُ: هُوَ عِهْنُ مالٍ، بالكسْرِ) ، أَي (حَسَنُ القِيامِ عَلَيْهِ.(35/439)
(وعَاهانُ بنُ كَعْبٍ: شاعِرٌ) ، فيمَنْ أَخَذَه مِن العهْنِ، ومَنْ أَخَذَه مِنَ العاهَةِ فبابُه غَيْرُ هَذَا.
(والعِهانُ، ككِتابٍ: أَصْلُ الكِباسَةِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ وكذلِكَ الإهانُ والعُرْهونُ والعُرْجونُ والفِتاقُ والعَسَقُ والطَّريدَةُ واللَّعِينُ والضِّلَعُ والعُرْجُدُ.
(وبنُو عُهَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: قَبيلَةٌ دَرَجُوا) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
عَهَن الشيءُ دامَ.
والعَواهِنُ: جَرائِدُ النَّخْلِ إِذا يَبِسَتْ.
والعَواهِنُ: أَنْ يأْخذَ غَيْر الطَّريقِ فِي السَّيْرِ.
وعاهِنٌ: اسمُ وادٍ.
عين
: ( {العَيْنُ) :
أَوْصلَ معانِيها الشيْخُ بهاءُ الدِّيْن السَّبكيّ فِي قصِيدَةٍ لَهُ عَيْنِيّة مَدَحَ بهَا أَخَاهُ الشيْخ جَمَال الدِّيْن الحُسَيْن إِلَى خَمْسة وثَلاثِين معْنًى وأَوَّلها:
هنيأ قد أقرّ الله عينيفلا رمت العدا أَهلِي} بِعَين وَهِي طَويلَةٌ، وأَوْصَلَها المصنِّفُ، رحِمَه الله تعالَى فِي كتابِهِ هَذَا إِلَى سَبْعة وأَرْبَعِين مُرَتَّبَة على الحُرُوفِ.
وَفِي كتابِ البَصائِرِ مَا ينيفُ على خَمْسين رَتَّبها على حُرُوفِ التَّهَجِّي، وللنَّظَر مَجالُ المُناقَشَة فِي بعضِ مَا ذَكَرَه.
قالَ: والمَذْكورُ فِي القُرآنِ سَبْعة عَشَرَ.
وقالَ شيْخُنا، رحِمَه الله تَعَالَى: معانِي العَيْن زادَتْ عنِ المَائَةِ، قصرَ المصنِّفُ، رحِمَه الله تَعَالَى، عَن اسْتِيفائِها.
قلْتُ: وتَفْصِيلُ مَا ذَكَرَه البهاءُ السَّبكي: هِيَ العَيْنُ(35/440)
والمُكاشِفُ والناحِيَةُ والذَّهَبُ وبمعْنَى أَحَد وأَهْل الدَّارِ والأَشْرَف وجَرَيان المَاءِ، وينْبُوع الماءِ، ووَسَطِ الكَلِمَة، والجَاسُوس وعَيْن الإبْرَةِ والشَّمْس، والنقد، وشُعاعُ الشَّمْس، وقبْلَة العِراقِ، واسمُ بَلَدٍ، وَهُوَ رأْسُ عَيْن، والدِّينارُ خاصَّةً، والخرمُ مِن المَزادَةِ، ومَطَرُ أَيَّام لَا يُقْلِعُ، والعافِيَةُ، والنَّظَرُ، ونقْرَةُ الركبةِ، والشَّخْصُ، والصُّورَةُ، وعَيْنُ النَّظْرَةِ، وقَرْيةٌ بمِصْرَ، والأخُ الشَّقِيقُ، والأَصْلُ، وعَيْنُ الشَّجَرِ، وطائِرٌ، والركية، والضَّرَر فِي العَيْنِ، وكِتابٌ فِي اللُّغَةِ، وحَرْفٌ مِن المعْجَمِ.
وأَمَّا الَّتِي ساقَها المصنِّفُ فِي البَصائِرِ مُرَتَّبَة على حُرُوفِ الهِجاءِ فَهِيَ: أَهْلُ البَلَدِ، وأَهْلُ الدَّارِ، والإصابَةُ! بالعَيْنِ، والإِصابَةُ فِي العَيْنِ، والإِنْسانُ، والباصِرَةُ، وبلدٌ لهُذَيْل، والجَاسُوسُ، والجَريانُ، والجلْدَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البنْدَقُ، وحاسَّةُ البَصَرِ، والحاضِرُ مِن كلِّ شيءٍ، وحَقيقَةُ القبْلَةِ، وخيارُ الشيءِ، ودَوائِرُ رَقِيقَة على الجلْدِ، والدَّيْدَبان، والدِّينارُ، والذّهَبُ، وذاتُ الشيءِ، والرِّبا، والسيِّدُ، والسَّحابُ، والسَّنامُ، واسمُ السَّبعين فِي حسابِ أَبْجد، والشَّمْسِ، وشُعاعُ الشَّمْس، وصديقُ عَيْن أَي مَا دامَ ترَاهُ، وطائِرٌ، والعَتِيدُ مِن المالِ، والعَيْبُ، والعِزُّ، والعلمُ، وقَرْيةٌ بالشامِ، وقرْيَةٌ باليمنِ، وكبيرُ القوْمِ. ولَقِيْتُه أَوّل عَيْن: أَي أَوّل شيءٍ؛ وبجوزُ ذِكْرُه فِي الشيءِ والمالِ؛ ومصبُّ القناةِ، ومَطَرُ أَيّامٍ لَا يقلعُ، ومفجرُ الرّكية، ومنظرُ الرَّجل، والميلُ فِي المِيزانِ، والناحِيَةُ، ونصفُ دانِقٍ مِن سَبْعةِ(35/441)
دَنانِير، والنَّظَرُ، ونفسُ الشيءِ، ونقرَةُ الرّكْبَة، وأحدُ الأعْيانِ للأُخْوةِ مِن أَبٍ وأُمَ، وَهُوَ عرضُ عَيْن أَي قَرِيب؛ وَقد يُذْكَرُ فِي القافِ، يُنْبوعُ الماءِ.
وَهَذَا أَوانُ الشُّروعِ فِي بيانِ مَعانِيها على التَّفْصيل فأَشْهَرها: (الباصِرَةُ) ، وتعبرُ بالجارِحَةِ أَيْضاً.
وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {والعَيْنَ} بالعَيْنِ} ، وظاهِرُه أَنَّ الباصِرَةَ أَصْلٌ فِي معْناها، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ كَثيرُونَ.
قالَ الرَّاغبُ: وتُسْتعارُ العَيْن لمعانٍ هِيَ مَوْجودَةٌ فِي الجارِحَةِ بَنَظَرَاتٍ مُخْتلفَةٍ؛ وَلَكِن فِي رَوْض السَّهيليّ مَا يَقْتَضِي أَنَّها مجازٌ سُمّيت لحلول الأبْصارِ فِيهَا فتأَمَّل. (مُؤَنَّثَةٌ) تكونُ للإِنسانِ وغيرِهِ مِن الحيوانِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: العَيْنُ الَّتِي يبصرُ بهَا الناظِرُ؛ (ج {أَعْيانٌ،} وأَعْيُنٌ) فِي الكَثيرِ، ( {وعُيونٌ، ويُكْسَرُ) ، شاهِدُ} الأَعْيانِ قوْلُ يَزيدِ بنِ عبْدِ المَدانِ:
ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ مُفاضَةٌ دِلاصٌ {كأَعْيانِ الْجَرَاد المُنظَّمِ وشاهِدُ} الأَعْيُن قوْلهُ تعالَى: {قُرَّة أعين} و {فَإنَّك {بأعيننا} .
وزَعَمَ اللَّحْيانيُّ أنَّ} أَعْيُناً قد يكونُ جَمْع الكَثيرِ أَيْضاً. وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَلهُمْ {أَعْيُنٌ يبْصِرُونَ بهَا} ؛ وإِنَّما أَرَادَ الكَثيرَ؛ (جج} أَعْيُناتٌ) ، أَي جَمْعُ الجَمْع؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
{بأَعْيُنات لم يُخالِطْها القَذى (و) العَيْنُ. (أَهْلُ البَلَدِ) . يقالُ: بَلَدٌ قَليلُ العَيْنِ؛ (ويُحَرَّكُ) ؛ يقالُ: مَا بهَا} عَيْنٌ! وعَيَنٌ وشاهِدُ التّحْريكِ قوْلُ أَبي النَّجْم:
تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبها قَبْلَ العَيَن(35/442)
ْتُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ (و) العَيَنُ: (أَهْلُ الدَّارِ) . يقالُ: مَا بهَا عينٌ.
(و) العَيْنُ: (الإصابَةُ بالعَيْنِ.
(و) العَيْنُ: (الإِصابَةُ فِي {بالعَيْنِ) .
قالَ الرَّاغبُ: يُجْعَلُ تارَةً مِن الجارِحَةِ الَّتِي هِيَ آلةُ فِي الضَّرب فَيجْرِي مجْرى سفته ورَمَحْته أَصَبْته بسَيْفي ورمْحِي، وعَلى نحْوِه فِي المَعْنَيَيْن قوْلُهم: يديتُ إِذا أَصَبْتَ يَدَه وَإِذا أَصَبْته بيدِكَ.
وحَكَى اللّحْيانيّ إنَّك لجمِيلٌ وَلَا} أَعِنْكَ وَلَا {أَعِينُك، الجَزْم على الدّعاء، والرَّفْع على الإِخْبارِ، أَي لَا أُصِيبُك} بعَيْنٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (العينُ حقٌّ وَإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلُوا) . يقالُ: أَصابَتْ فلَانا عينٌ إِذا نَظَرَ إِلَيْهِ عدوٌّ أَو حاسِدٌ فأَثَّرت فِيهِ فمَرِضَ بسَبِبِها.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (لَا رُقْيَةَ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَو حُمَةٍ) .
(و) العينُ: (الإِنسانُ وَمِنْه مَا بهَا عَيْنٌ، أَي أَحَدٌ.
(و) العينُ: (د لهُذَيْلٍ) فِي الحجازِ؛ والأَوْلى حَذْف لهُذَيْل، لأنَّه سَيَأْتي لَهُ فيمَا بَعْد أَنَّها موْضِعٌ لهُذَيْلٍ، والمُرادُ بالبَلَدِ هُنَا هُوَ رأْسُ عَيْنٍ.
(و) العَيْنُ: (الجاسُوُسُ) ، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي نَظَرِها، وذلِكَ كَمَا تُسَمَّى المرْأَةُ فَرْجاً، والمَرْكُوبُ ظَهْراً، لما كانَ المَقْصودُ مِنْهُمَا العُضْوَيْن.
وَفِي المُحْكَم: العَيْنُ الَّذِي ينْظُرُ للقَوْمِ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، سُمِّي بذلِكَ لأنَّه ينْظُرُ! بعَيْنِه، وكأَنه نَقله عَن الجزْءِ إِلَى الكلِّ هُوَ الَّذِي(35/443)
حَمَلَه على تَذْكِيرِه، فإنَّ حكْمَه التأْنِيث.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وقِياسُ هَذَا عنْدِي أَنَّ مَنْ حَمَلَه على الجزْءِ فحكْمُه أَنْ يُؤَنِّثه، ومَنْ حَمَلَه على الكُلِّ فحكْمُه أَنْ يُذَكِّره، وكِلاهُما قد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه.
وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه بعثَ بسْبَسَةً عَيْناً يوْمَ بَدْرٍ، أَي جاسُوساً.
وَفِي حدِيثِ الحُدَيْبية: (كأَنَّ الله قد قطَعَ {عَيْناً مِنَ المُشْرِكِيْن) ، أَي كَفَى الله مِنْهُم مَنْ كانَ يَرْصُدنا ويَتَجَسَّسُ علينا أَخْبارَنا.
(و) العَينُ: (جَرَيانُ الماءِ) والدَّمْعِ، (} كالعَيَنانِ، محركةً) . يقالُ: عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعِينُ {عَيْناً} وعَيْناناً: جَرَى وسالَ.
(و) العينُ: (الجِلْدَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البُنْدُقُ من القَوْسِ) ؛ والمُرادُ بالبُنْدُقِ الَّذِي يرمَى بِهِ، وَهُوَ على التَّشْبيهِ بالجارِحَةِ فِي هَيْئتِها وشَكْلِها.
(و) العَيْنُ: (الجَماعَةُ؛ ويُحَرَّكُ) والعَيْنُ: (حاسَّةُ البَصَرِ) والرُّؤْيَةِ، أُنْثى تكونُ للإِنسانِ وغيرِهِ مِنَ الحَيوانِ.
(و) العَينُ: (الحاضِرُ مِن كلِّ شيءٍ) وَهُوَ نَفْسه المَوْجُود بينَ يَدَيْك.
(و) العَيْنُ هُنَا: (حَقيقَةُ القِبْلَةِ.
(و) العَيْنُ: (حَرْفُ هِجاءٍ حَلْقِيَّةٌ) ، من المخرجِ الثَّانِي مِنْهَا ويَلِيها الحاءُ فِي المخْرج، (مَجْهورَةٌ) .
قالَ الزجَّاجُ: المَجْهورُ حَرْفٌ أشْبع الِاعْتِمَاد فِي موْضِعِه وَمنع النَّفس أَنْ يَجْرِي مَعَه، (ويَنْبَغِي أَنْ تُنْعَمَ أبانَتُه وَلَا يُبالَغَ فِيهِ فَيَؤُولُ إِلَى الاسْتِكْراهِ) ، كَمَا بَيَّنه أَبو محمدٍ مكي فِي كتابِ الرّعايَةِ، ومَرَّ بعض عَنهُ فِي حَرْف العَيْن.(35/444)
( {وعَيَّنَها) } تَعْييناً: (كَتَبَها) . يقالُ {عَيَّنَ} عَيْناً حَسَنَةً: أَي عملَها، عَن ثَعْلَب.
قالَ ابنُ جَنيِّ: وزن عين فَعْل، وَلَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فَيْعِلاً كميتٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ، ثمَّ حذفَتُ عَيْن الفِعْل مِنْهُ، لأنَّ ذلِكَ هُنَا لَا يَحْسُن مِن قِبَلِ أَنَّ هَذِه حُرُوفٌ جوامِدٌ بَعِيدَةٌ عَن الحَذْفِ والتَّصَرّف، وكذلِكَ الغَيْن.
(و) العَيْنُ: (خِيارُ الشَّيءِ) . يقالُ: هُوَ عَيْنُ المالِ والمَتاعِ، أَي خِيارُه.
(و) العينُ: (دَوائرُ رَقيقَةٌ على الجِلْدِ) ، {كالأعين تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي الهَيْئةِ والشَّكْل، وَهُوَ عَيْبٌ بالجِلْدِ.
(و) العينُ: (الدَّيْدَبانُ) ، وَهُوَ الرَّقيبُ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لأبي ذُؤَيْب:
وَلَو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِلَيْهِ المَنايا} عَيْنُها ورَسُولُهاوأَنْشَدَ أَيْضاً لجميل:
رَمَى اللهاُ فِي {عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وَفِي الغُرِّ من أَنْيابِها بالقَوادِحقالَ: مَعْناه رَقِيبَيْها اللَّذين يَرْقُبانها ويَحُولان بَيْني وبَيْنها.
قلْتُ: وَهَذَا مَكانٌ يَحْتاجُ إِلَى مُوافَقَة الأَزْهرِيّ عَلَيْهِ، وإلاَّ فَمَا الجَمْع بَيْنَ الدّعاءِ على رَقيبَيْها وعَلى أَنْيابِها، وفيمَا ذَكَرَه تَكَلَّفٌ ظاهِرٌ.
(و) العَيْنُ: (الدِّينارُ) ؛ قالَ أَبو المِقْدام:
حَبَشيٌّ لَهُ ثَمانون عيْناً بينَ} عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَرادَ ثَمانُونَ دِيناراً بينَ! عَيْنَيْ(35/445)
رأْسِه.
وقالَ سِيْبَوَيْه: قَالُوا عَلَيْهِ مائةٌ {عَيْناً، والرفْعُ الوَجْه لأنّه يكونُ مِن اسْم مَا قبْله، ويكونُ هُوَ هُوَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ، رحِمَه الّلهُ تَعَالَى: العَيْنُ: الدَّنانيرُ.
(و) العَيْنُ: (الذَّهَبُ) عامَّةً، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي كوْنِها أَفْضَل الجَواهِرِ، كَمَا أنَّها أَفْضَل الجَوارِح.
(و) العَيْنُ: (ذاتُ الشَّيءِ) ونفْسُه وشَخْصُه، وأَصْلُه، والجَمْعُ أَعْيانٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (أَو عَيْنُ الرِّبا) ، أَي ذاتُه ونفْسُه. ويقالُ: هُوَ هُوَ} عَيْنًا، وَهُوَ هُوَ بعَيْنِه، وَهَذِه أَعْيانُ دَراهمِك ودراهِمُك {بأَعْيانِها، عَن اللّحْيانيّ، وَلَا يقالُ فِيهَا أَعْيُنٌ وَلَا} عُيُونٌ. ويقالُ: لَا أَقْبَل إلاَّ درْهمِي {بَعيْنِه.
وقالَ الرَّاغبُ: قالَ بعضُهم: العَيْنُ اسْتُعْمل فِي ذاتِ الشيءِ فيُقالُ. كلُّ مالٍ عَيْنٌ، كاسْتِعْمال الرَّقَبةِ فِي المَمَالِيكِ، وتَسْمِيَة النِّساء بالفَرْجِ، مِن حيثُ أنَّه المَقْصودُ مِنْهُ.
(و) العَيْنُ: (الرِّبا) } كالعِيْنَةِ، بالكسْرِ كَمَا سَيَأْتِي إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى.
(و) العَيْنُ: (السَّدُّ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، وَفِي بعضِها بالشينِ المعْجمَةِ، وكِلاهُما غَلَطٌ، والصَّوابُ: السَّيِّدُ، يقالُ: هُوَ عَيْنُ القَوْمِ أَي سَيِّدُهُم.
(و) العَيْنُ مِن (السَّحابِ) : مَا أَقْبَل (مِن ناحِيَةِ القِبْلَةِ) .
وقالَ ثَعْلَب: إِذا كانَ المَطَرُ من ناحِيَةِ القِبْلَةِ فَهُوَ مَطَرُ العَيْنِ، (أَو) مِن (ناحِيَةِ قِبْلَةِ العِراقِ، أَو عَن يَمِينِها) ، وَهُوَ قولٌ واحِدٌ(35/446)
فَلَا يُحْتاجُ فِيهِ للتَّرْديدِ بأَو كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحِدٍ، وكانتِ العَرَبُ تقولُ: إِذا نَشَأَتِ السْحابَةُ مِن قِبَلِ العَيْن فإنَّها لَا تكادُ تُخْلِفُ، أَي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أَهْلِ العِراقِ.
وَفِي الحدِيثِ: (إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّة ثمَّ تَشاءَمَتْ فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ، وَذَلِكَ أَخْلَقُ للمَطَرِ فِي العادَةِ) .
وقولُ العَرَبِ: مُطِرْنا! بالعَيْنِ، جوَّزَه بعضٌ وأَنْكَره بعضٌ.
(و) العَيْنُ: (الشَّمسُ) نفْسُها، يقالُ: طَلَعَتِ العَيْنُ وغابَتِ العَيْنُ: حَكَاه اللّحْيانيُّ تَشْبيهاً لَهَا بالجارِحَةِ لكَوْنِها أَشْرَف الكَواكِبِ كَمَا هِيَ أَشْرَف الجَوارِحِ (أَو) العَيْنُ مِن الشمسِ: (شُعاعُها) الَّذِي لَا تثبتُ عَلَيْهِ العَيْن.
وَفِي الأساسِ: والبَصَرُ يَنْكسِرُ عَن عَيْنِ الشمسِ وصَيْخَدِها وَهِي نفْسُها.
(و) يقالُ: (هُوَ صَديقُ عَيْنٍ: أَي مَا دُمْتَ تَراهُ) ، يقالُ ذلِكَ للرَّجُلِ يُظْهِرُ لَكَ مِن نفْسِه مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غابَ.
عَدَّ المصنِّفُ هَذَا مِن جملَةِ مَعَاني العَيْنِ هُنَا وَفِي البَصائِرِ حيثُ أَوْرَدَه فِي الصَّاد بعد الشِّين وقَبْل الطَّاء، وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ المُرادَ بالعَيْنِ هُنَا هِيَ الباصِرَةُ بدَليلِ قوْلِه فِي تفْسِيرِه مَا دُمْتَ تَراهُ، فتأَمَّل.
(و) العَيْنُ: (طائِرٌ) أَصْفَر البَطْنِ أَخْصَر الظَّهْر بعِظَم القُمْرِيِّ.
(و) العينُ: (العَتيدُ من المالِ) الحاضِر الناضّ.
(و) العَيْنُ: (العَيْبُ) بالجلْدِ من دَوائِر رَقِيقَة مِثْل الأَعْيَن.
(و) العَيْنُ: (ع ببِلادِ هُذَيْلٍ) ؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَليُّ:
فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِ رَطافِياً مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلَى نَباتَى الأَثْأبُ(35/447)
وَلم أَجِدْه فِي شعْرِه، ثمَّ ينظرُ هَذَا مَعَ قوْلِه فيمَا تقدَّمَ: العَيْن: بلَدٌ لهُذَيْلٍ؛ فَالَّذِي يظهرُ أنَّهما واحِدٌ وَينظر مَا وَجْه ذِكْره هُنَا وَقبل قَاف الْقرْيَة، وَكَانَ المُناسِب إِيرَاده فِي الميمِ لمناسَبَةِ الموْضِع كَمَا عمله فِي البَلَدِ، ولعلَّه راعَى الإشارَة.
(و) العَيْنُ: (ة بالشَّامِ تَحْتَ جَبَلِ اللُّكامِ.
(و) العَيْنُ: (ة باليَمَنِ بمِخْلافِ سِنْحانَ.
(و) العَيْنُ: (كبيرُ القَوْمِ) ؛ والجَمْعُ {أَعْيانٌ، وهم الأَشْرافُ والأَفاضِلُ، وَهُوَ قَرِيبٌ ممَّا ذَكَرَه آنِفاً.
(و) العَيْنُ: (المالُ) نفْسُه إِذا كانَ خياراً.
(و) العَيْنُ: (مَصَبُّ ماءِ القَناةِ) ، تَشْبيهاً بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِنَ الماءِ.
(و) العَيْنُ: (مَطَرُ أَيامٍ) ، قيلَ: خَمْسَة، وقيلَ: ستَّة أَو أَكْثر، (لَا يُقْلِعُ) ؛ قالَ الرَّاعِي:
وَأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزلُونَ الرَّوابِيايعْنِي حيثُ لَا تَخْفى بيوتُهم، يُريدُونَ أَن تأْتِيَهم الأَضْياف.
(و) العَيْنُ: (مَفْجَرُ ماءِ الرَّكِيَّةِ) ومَنْبَعُها. يقالُ: غارَتْ عَيْنُ الماءِ تَشْبيهاً بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِنَ الماءِ.
(و) العَينُ: (مَنْظَرُ الرَّجُلِ) : وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فَأتوا بِهِ على} أَعْيُن الناسِ} ، أَي مَنْظرهم، كَمَا فِي البَصائِرِ.
(و) العَيْنُ: (المَيَلُ فِي المِيزانِ) ، قيلَ: هُوَ أَنْ تَرْجحَ إحْدَى كَفَّتَيْه على الأُخْرى، وَهِي أُنْثى. يقالُ: مَا فِي المِيزانِ عَيْنٌ، والعَرَبُ(35/448)
تقولُ: فِي هَذَا المِيزانِ عَيْنٌ، أَي فِي لسانِهِ مَيَلٌ قَليلٌ إِذا لم يكنْ مُسْتوياً.
(و) العَيْنُ: (النَّاحِيَةُ) ، وخَصّ بعضُهم: ناحِيَة القِبْلَة.
(و) العَيْنُ: (نِصْفُ دانِقٍ من سَبْعَةِ دَنانيرَ) ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
(و) العَيْنُ. (النَّظَرُ) ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {ولتُصْنع على {عَيْني} ، كَمَا فِي البَصائِرِ.
وقالَ ثَعْلَب: أَي لتُرَبَّى حيثُ أَراكَ؛ وَكَذَا قوْلُه تعالَى: {واصْنَعِ الفُلْك} بأَعْيُنِنا} وللمُفَسِّرين هُنَا كَلامٌ طويلٌ محلّه غيرُ هَذَا.
(و) العَيْنُ: (نَفْسُ الشَّيءِ) وشَخْصُه، وَهُوَ قَرِيبٌ مِن ذاتِ الشَّيءِ كَمَا تقدَّمَ، بل هُوَ هُوَ، والجَمْعُ أَعْيانٌ.
(و) العَيْنُ: (نُقْرَةُ الرُّكْيةِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: نُقْرَةُ الرُّكْبَةِ، وَهِي نُقْرَةٌ فِي مُقَدَّمِها عنْدَ السَّاقِ، ولكلِّ رُكْبَةٍ {عَيْنان على التشبيهِ بنُقْرَةِ العَيْن الحاسَّة.
(و) العَيْنُ: (واحِدُ} الأعْيانِ للإِخْوَةِ) يكونُونَ (من أَبٍ وأُمَ) ؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ؛ (وَهَذِه الإِخْوَةُ تُسَمَّى {المُعايَنَةَ) . والأَقْرانُ: بنُو أُمَ مِن رِجالٍ شتَّى، وبنُو العَلاَّتِ: بنُو رجُلٍ مِن أُمَّهاتٍ شتَّى.
وَفِي الحدِيثِ: أَنَّ} أَعْيانَ بَني الأُمِّ يتَوارَثُونَ دُونَ الإِخْوَةِ للأَبِ.
(و) العَيْنُ: (يَنبُوعُ الماءِ) الَّذِي يَنْبعُ مِن الأرضِ ويَجْرِي، أُنْثى، (ج {أَعْيُنٌ} وعُيُونٌ.
(قالَ الرَّاغبُ: تَشْبيهاً لَهَا بالجارِحَةِ لمَا فِيهَا مِن الماءِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (خيرُ(35/449)
المالِ {عَيْنٌ ساهِرَةٌ} لعَيْنٍ نائِمَةٍ) ، أَرادَ عَيْنَ الماءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقطِعُ لَيْلاً وَلَا نَهاراً، {وعينُ صاحِبِها نائِمَة فجعَلَ السَّهَر مثَلاً لجرْيِها.
(فَهَذِهِ سَبْعةٌ وأَرْبَعُونَ معْنًى مِن معانِي} العَيْن، وسَنْذكُرُ مَا فَتَحَ الّلهُ تعالَى بِهِ عَلَيْنا فِي المُسْتدرَكات.
(و) مِن المجازِ: (نَظَرَتِ البلادُ بعَيْنٍ أَو بعَيْنَيْنِ) : إِذا (طَلَعَ نَباتُها) .
وَفِي الأساسِ: إِذا طَلَعَ مَا تَرْعاهُ الماشِيَةُ بغيرِ اسْتمْكانٍ، وَهُوَ مأْخُوذٌ مِن قوْلِ العَرَبِ: إِذا سَقَطتِ الْجَبْهَة نَظَرَتِ الأرضُ بإحْدَى عَيْنَيْها، فَإِذا سَقَطَتِ الصّرْفَةُ نَظَرَتْ بهما جَمِيعاً، إنّما جَعَلُوا لَهَا {عَيْنَيْنِ على المَثَلِ.
(و) مِن المجازِ: (أَنتَ على} عَينِي: أَي فِي الإِكْرامِ والحِفْظِ جَمِيعاً) . وقوْلُهم: أَنتَ على رأْسِي، أَي فِي الإِكْرامِ فَقَط.
(و) مِن المجازِ: (هُوَ عَبْدُ عَيْنٍ: أَي) هُوَ (كالعَبْدِ مَا دَامَ تَراهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: مَا دُمْتَ تَراهُ؛ وقيلَ: مَا دَامَ مَوْلاه يَراهُ فَهُوَ فارِهٌ وأمَّا بعده فَلَا، عَن اللّحْيانيّ.
قالَ: وكذلِكَ تُصَرِّفه فِي كلِّ شيءٍ كقوْلِكَ: هُوَ صديقُ {عَيْنٍ.
وقيلَ: يقالُ عَبْدُ عَيْنٍ وصديقُ عَيْنٍ للرجُلِ يُظْهِرُ لكَ مِن نفْسِه مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غابَ؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْ هُوَ عبْدُ} العَينِ أما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَمَّا غَيْبُه فظَنُونُ (ورأْسُ عَيْنٍ، أَو) رأْسُ (العَيْنِ: د بَين حَرَّانَ ونَصِيبينَ) ؛ وقيلَ: بينَ ربيعَةَ ومُضَر.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ: قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْنٍ، وَلَا يقالُ من رأْسِ العَيْنِ.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عَن ابنِ دَرَسْتَوَيْه: رأْسُ عَيْنٍ قَرْيةٌ بينَ نَصِيبين؛ وأَنْشَدَ:
نَصِيبينُ بهَا إخْوانُ صِدْقٍ وَلم أَنْسَ الَّذين برأْسِ عَيْنٍ(35/450)
وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: لَا يقالُ فِيهَا إلاَّ رأْسُ العَيْنِ، بالألفِ واللامِ، وأَنْشَدَ للمُخَبَّل:
وأَنْكحتَ هَزَّالاً خُليْدَة بعدمازَعمْتَ برأْسِ العَيْنِ أنَّك قاتِلُهْوأَنْشَدَ أَيْضاً لامْرأَةٍ قَتَلَ الزِّبْرقانُ زَوْجَها:
تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بنُ كعبٍ فليسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُبرأْسِ العَيْنِ قَاتل من أَجَرْتممن الخابُورِ مَرْتَعُه السِّرارُ (وَهُوَ رَسْعَنِيٌّ) فِي النِّسْبة إِلَيْهِ.
(وعَيْنُ شَمْسٍ: بمِصْرَ) ، وسَبَقَ فِي (ش م س) أنَّه مَوْضِعٌ بالمطرية، وَهِي خارِجُ القاهِرَة، قد وَرَدْتُها مِرَاراً.
( {وعَيْنُ صَيْدٍ، وعَيْنُ تَمْرٍ، وعَيْنُ أَنَّى) ، كحتَّى: (مَواضِعُ) .
وقالَ الحافِظُ: العَيْنُ: خَمْسةُ وعشْرُونَ موْضِعاً وذَكَرَ مِنْهَا: عَيْنُ جَالُوت، وعَيْنُ رزبَةَ، وعَيْنُ الوردَةِ، وعَيْنُ تَابَ وغيرُها.
وممَّنْ نُسِبَ إِلَى عَيْنِ التَّمْرِ: أَبو إسْحق إسْمعيلُ بن الْقَاسِم بن سويدِ بنِ كَيْسان الغَنَويُّ العَيْنيُّ المُلَقَّبُ أَبا العتاهِيَة الشاعِرَ، مَشْهورٌ أَصْلُه مِنْهَا، وَهِي بليْدَةٌ بالحِجازِ ممَّا يلِي المَدينَةَ المُنوَّرَةَ، هَكَذَا هُوَ فِي أَنْسابِ السَّمعانيّ، والصَّوابُ أنَّها مِن أَعْمالِ العِراقِ مِن فتوحِ خالِدِ بنِ الوليدِ، رضِيَ الله تعالَى عَنهُ؛ ثمَّ قالَ: ومَنْشؤُه بالكُوفَة وسَكَنَ بَغْدادَ، ماتَ سَنَة 211.
(ورجلٌ} مِعْيانٌ {وعَيُونٌ: شديدُ الإصابَةِ} بالعَيْنِ، (ج {عِينٌ بالكسْرِ وككُتُبٍ.
(و) يقالُ: (مَا} أَعْيَنَهُ.(35/451)
(و) يقالُ: (صَنَعَ ذَلِك على عَيْنٍ، و) على ( {عَيْنَيْنِ، و) على (عَمْدَ عَيْنٍ، و) على (عَمْدَ عَيْنَيْنِ) ، كلُّ ذَلِك بمعْنًى واحِدٍ، (أَي) عَمْداً، عَن اللّحْيانيّ.
وقالَ غيرُهُ: فعَلْتُ ذَلِك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا (تَعَمَّدَهُ بِجِدَ ويَقِينٍ) ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
أَبْلِغا عنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنيعَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما وكذلِكَ: فَعَلْته عَمداً على عَيْنٍ؛ قالَ خُفَافُ بنُ نُدْبة السُّلَميُّ:
فَإِن تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَميمُهافعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكَا (وَهَا هُوَ عَرْضُ عَيْنٍ: أَي قريبٌ؛ وَكَذَا هُوَ مِنِّي عَيْنُ عُنَّةَ) ، بضمِّ العَيْنِ وتَشْديدِ النُّون مجْرى وَغير مجْرى. ويقالُ: لَقِيتُه عَينَ عُنَّةَ إِذا رأَيْتَه عِياناً، وَلم يَرَك.
وأَعْطاهُ ذَلِك عَيْنَ عُنَّةٍ: أَي خاصَّةُ مِن بَين أَصْحابِه، وَقد تقدَّمَ فِي (ع ن ن) .
(ولَقِيتُه أَوَّلَ عَيْنٍ) : أَي (أَوَّلَ شيءٍ) وقبْلَ كلِّ شيءٍ.
(} وتَعَيَّنَ الإِبِلَ {واعْتانَها} وأَعانَها: اسْتَشْرَفَها {ليَعِينَها) ، أَي ليَعِينَها بعَيْنٍ، وَقد} عانَها {عَيْناً فَهُوَ} عائِنٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
يَزِينُها للناظِرِ {المُعْتان ِخَيْفٌ قرِيبُ العهْدِ بالحَيْرانِأَي إِذا كانَ عَهْدها قَرِيباً بالوِلادَةِ كانَ أَضْخَم لضرْعِها وأَحْسَن وأَشَدّ امْتِلاءً.
(ولَقِيتُه} عِياناً: أَي {مُعايَنَةً لم يَشُكَّ فِي رُؤْيَتِه إيَّاهُ.
(ونَعِمَ اللهاُ بك} عَيْناً: أَنْعَمَها.(35/452)
( {وعَيِنَ، كفَرِحَ، عَيْناً وعِيْنَةً، بالكسْرِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، وَفِي بعضِ النسخِ: عِيَنَةً بالتَّحْريكِ مَعَ كسْرِ العَيْنِ وَهُوَ نَصُّ اللّحْيانيّ: (عَظُمَ سَوادُ} عَيْنِه فِي سَعَةٍ، فَهُوَ {أَعْيَنُ) . وإنَّه لبَيِّن العِينَةِ، عَن اللّحْيانيّ.
} والأعْيَنُ: ضخمُ العَيْنِ واسِعُها، والأنْثى {عَيْناءُ، والجَمْعُ مِنْهَا} العِينُ، بالكسْرِ، وأَصْلُه فُعْل بالضمِّ، وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وحُورٌ عِينٌ} .
وَفِي الحدِيثِ: (أَمَرَ بقَتْلِ الكِلابِ العِينِ) .
وَفِي حدِيثِ اللِّعَانِ: (إنْ جاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ {أَعْيَنَ) .
(} والعِينُ، بالكسْرِ: بَقَرُ الوَحْشِ) ، وَهُوَ مِن ذلِكَ صفَةٌ غالِبَةٌ وَبِه شُبِّهَتِ النِّساءُ. وبَقَرَةٌ عَيْناءُ. ( {والأَعْيَنُ: ثَوْرُهُ) .
قالَ ابنُ سِيْدَه: (وَلَا تَقُلْ ثَوْرٌ أَعْيَنُ) وَلَكِن يقالُ:} الأَعْيَنُ غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِهِ كأَنَّه نقل إِلَى حدِّ الاسْمِيَّة.
( {وعُيونُ البَقَرِ: عِنَبٌ أَسْودُ) ليسَ بالحالِكِ، عِظامُ الحَبِّ (مُدَحْرَجٌ) يُزَبَّبُ وليسَ بصادِقِ الحلاوَةِ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ على التَّشْبيهِ} بعُيونِ البَقَرِ مِنَ الحَيوانِ، وَمِنْهُم مَنْ خَصَّ هَذَا النَّوعَ بالشامِ.
(و) أَيْضاً: (إجَّاصٌ أَسْودُ) ، يُسَمَّى بذلِكَ على التَّشْبيهِ أَيْضاً.
( {والمُعَيَّنُ، كمُعَظَّمٍ: ثَوْبٌ فِي وشْيِه تَرابيعُ صِغارٌ} كعُيونِ الوَحْشِ.
(و) {المُعَيَّنُ: (ثوْرٌ بَين عَيْنَيْه سَوادٌ) ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنَّهما حاجِبَيْهِ} مُعَيَّنٌ بسَوَادِ (و) ! المُعَيَّنُ: (فَحْلٌ من الثِّيرانِ، م) مَعْروفٌ، قالَ جابرُ بنُ حُرَيْش:(35/453)
{ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوارَ كأَنَّه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا مَا بَرْبَرا (وبَعَثْنا} عَيْناً {يَعْتانُنا و) } يَعْتانُ (لنا {ويَعِينُنا) } ويَعِينُ لنا، وَهَذِه عَن الهَجَرِيّ، و ( {عَيانَةً) ، بالفتْحِ مَصْدَرُه، أَي (يأْتِينا بالخَبَرِ) .
وحَكَى اللّحْيانيُّ: ذَهَبَ فلانٌ} فاعْتانَ لنا مَنْزلاً مُكْلِئاً فعَدَّاهُ، أَي ارْتادَ لنا مَنْزلاً ذَا كَلَإٍ كَزٍ؛ وأَنْشَدَ الهَجَرِيُّ لناهِض بن ثُومة الكِلابِيّ:
يُقاتِلُ مَرَّةً {ويُعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصِّغارِ وبالهَوَان ِوقيلَ:} اعْتانَ لنا فلانٌ: صارَ {عَيْناً رَبِيئةً. وَكَذَا} عانَ علينا {عِيانَةً: صارَ لَهُم} عَيْناً.
ويقالُ: اذْهَبْ واعْتَنْ لي مَنْزلاً: أَي ارْتَدْهُ.
( {والمُعْتانُ: رائدُ القوْمِ) يَتَجَسَّسُ بالأَخْبارِ.
(وابْنا عِيانٍ، ككِتابٍ: طائرانِ) يَزْجُرُ بهما العَرَبُ كأنَّهم يَرَوْنَ مَا يُتَوَقَّعُ أَو يُنْتَظَرُ بهما} عِياناً.
(أَو) هُما (خَطَّانِ يَخُطُّهُما العائِفُ فِي الأرضِ) يَزْجُرُ بهما الطَّيرَ.
وقيلَ: يُخَطَّان للعِيافَةِ.
(ثمَّ يقولُ: ابْنا) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ ابْني، ( {عِيانٍ أَسْرِعَا البَيانَ) .
وقيلَ: ابْنا عِيانٍ قِدْحانِ مَعْروفانِ، (وَإِذا عَلِمَ أنَّ المُقامِرَ يفوزُ بِقِدْحِه قيلَ جَرَى ابْنا عِيانٍ) ؛ قالَ الراعِي:
وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّهجَرَى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِوإنَّما سُمِّيا ابْني عِيَانٍ لأنَّهم يُعايِنُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما.
(} والعِيانُ أَيْضاً: حديدَةٌ فِي مَتاعِ(35/454)
الفَدَّانِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاحِ بتَشْديدِ الدالِ مِن الفَدَّان؛ وضَبَطَه ابنُ بَرِّي بتَخْفِيفِها.
ونُقِلَ عَن أَبي الحَسَنِ الصقليّ: الفَدَان، بالتّخْفِيفِ؛ الآلَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بهَا، وبالتَّشْديدِ: المَبْلَغُ المَعْروفُ.
وقالَ أَبو عَمْرو: اللُّومَةُ: السِّنَّةُ الَّتِي تحْرَثُ بهَا الأرضُ، فَإِذا كانتْ على الفَدَّانِ فَهِيَ العِيانُ.
وَفِي المُحْكَم: العِيانُ: حَلْقَةٌ على طَرَفِ اللُّومَةِ والسِّلْبِ والدُّجْرَيْنِ، (ج أَعْيِنَةٌ وعُيُنٌ، بضمَّتينِ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرَةِ، فقالَ: هُوَ فُعْلٌ فثقلوا لأنَّ الياءَ أَخَفُّ مِن الواوِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: ثَقَّلوا لأنَّ الياءَ أَخَفُّ عَلَيْهِم مِن الواوِ، يعْنِي أنَّه لَا يُحْمَلُ بَاب {عُيُنٍ على بابِ خُونٍ بالإِجْماعِ لخِفَّةِ الياءِ وثقلِ الواوِ.
وقالَ أَبو عَمْرو: جَمْعُه عِينٌ بالكسْرِ لَا غَيْرِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: جَمْعُه} عِينٌ بضمَّتَيْن، وَإِن سَكَّنْت قلْتَ: عُيْنٌ مثْلُ رُسْلٍ.
قلْتُ: وَهِي لُغَةُ بَني تَمِيمٍ يُصَحِّحونَ الياءَ وَلَا يقُولُونَ عُيْنٌ كَراهِيَة الْيَاء الساكِنَة بعْدَ الضمَّة.
(وماءٌ {مَعْيونٌ} ومَعِينٌ: ظاهِرٌ) تَراهُ العَيْنُ (جارِ) يَا (على وَجْهِ الأرضِ) ؛ وقوْلُ بَدْر ابنِ عامِرٍ الهُذَليّ:
ماءٌ يَجمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قالَ بعضُهم: جَرَّه على الجِوارِ، وإنَّما حكْمُه مَعْيُونٌ بالرَّفْعِ لأنَّه نعْتٌ للماءِ.
وقالَ بعضُهم: هُوَ مَفْعولٌ بمعْنَى فاعِلٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَمن {عينَ الماءِ اشْتُقَّ} مَعِينٌ أَي ظاهِرُ العَيْن.
قلْتُ: واخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فَقيلَ: هُوَ مَفْعولٌ وإنْ لم يكنْ لَهُ فعْلٌ؛ وقيلَ: هُوَ فَعِيلٌ مِن المَعْنِ، وَهُوَ(35/455)
الاسْتِقاءُ، وسَيَأْتي فِي موْضِعِه.
(وسِقاءٌ {عَيِّنٌ، ككَيِّسٍ وتُفْتَحُ ياؤُهُ) ، والكَسْرُ أَكْثَر.
قالَ شيْخُنا: وعَدَّه أَئِمَّةُ الصَّرْفِ من الأفْرادِ وَقَالُوا لم يَجِىء فَيْعَل، بفتْح العَيْنِ، مُعْتلاً من الصِّفَة المشبَّهَةِ غَيْره.
(و) كذلِكَ: سِقاءٌ (مُتَعَيِّنٌ) : إِذا (سالَ ماؤُهُ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وقالَ الرَّاغبُ: ومِن سَيَلانِ الماءِ فِي الجارِحَةِ اشْتُقَّ سِقاءٌ} عَيِّنٌ {ومُتَعَيِّنٌ إِذا سالَ مِنْهُ الماءُ.
(أَو) } عَيِّنٌ {وعَيَّنٌ: (جَديدٌ) ؛ طائِيَّةٌ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
قد اخْضَلَّ مِنْهَا كلُّ بالٍ} وعَيِّن ِوجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِوكذلِكَ قرْبَةٌ عَيّنٌ: جَديدَةٌ، طائِيّة أَيْضاً؛ قالَ:
مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ {العَيّنِ قالَ: وحَمَلَ سِيْبَوَيْه} عَيَّناً على أنَّه فَيْعَلٌ ممَّا عَيْنُه ياءٌ، وَقد يمكنُ أَنْ يكونَ فَوْعَلاً وفَعْولاً مِن لَفْظِ العينِ ومَعْناها، وَلَو حكمَ بأَحَدِ هذَيْن المِثالَيْن لحملَ على مأْلُوف غَيْر منكرٍ، أَلاَ تَرَى أَنَّ فَعْولاً وفَوْعَلاً لَا مَانِع لكلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا أَن يكونَ فِي المُعْتل، كَمَا يكونُ فِي الصَّحِيح، وأَمَّا فَيْعَل، بفتْح العَيْن، ممَّا عَيْنُه ياءٌ فعَزِيزٌ.
{وتَعَيَّنَ السِّقاءُ: رَقَّ مِن القِدَمِ.
وقالَ الفرَّاءُ:} التَّعَيُّنُ: أنْ يكونَ فِي الجلْدِ دَوائِر رَقِيقَة؛ قالَ القَطاميُّ:(35/456)
ولكنَّ الأدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلًى {وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا (} وعَيَّنَ) الرَّجُل: (أَخَذَ بالعِينةِ، بالكسْرِ، أَي السَّلَفِ، أَو أَعْطَى بهَا.
(و) مِن المجازِ: ( {عَيَّنَ (الشَّجَرُ) : إِذا (نَضِرَ ونَوَّرَ.
(و) قالَ الأَزْهرِيُّ:} عَيَّنَ (التَّاجِرُ) {تَعْييناً} وعِينَةً، قَبِيحَة وَهِي الاسمُ، وذلِكَ إِذا (باعَ) مِن رجُلٍ (سِلْعَتَهُ بثَمَنٍ) مَعْلومٍ (إِلَى أَجلٍ) مَعْلومٍ، (ثمَّ اشْتَرَاها مِنْهُ بأَقَلَّ مِن ذلِكَ الثّمَنِ) الَّذِي باعَها بِهِ. قالَ: وَقد كَرِهَ العِينَةَ أَكْثَر الفُقَهاءِ، ورُوِي فِيهَا النَّهْيُ عَن عائِشَةَ وابنِ عبَّاسٍ، رضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس: أنَّه كَرِهَ العِينَةَ.
قالَ: فإنِ اشْتَرَى التاجِرُ بحَضْرَةِ طالِبِ العِينَةِ سِلْعَة من آخر بثَمَنٍ مَعْلومٍ وقَبَضَها، ثمَّ باعَها مِن طالِبِ {العِينَةِ بثمنٍ أَكْثَر ممَّا اشْتَرَاهُ إِلَى أَجلٍ مُسمًى، ثمَّ باعَها المُشْترِي مِن البائِعِ الأوَّل بالنَّقْدِ بأَقَلّ مِنَ الثّمَنِ الَّذِي اشْتَرَاها بِهِ، فَهَذِهِ أَيْضاً عِينَةٌ، وَهِي أَهْوَن مِن الأُوْلى، وأَكْثَر الفُقَهاءِ على إجازَتِها على كَراهَة من بعضِهم لَهَا، وجملَةُ القَوْل فِيهَا أنَّها إِذا تَعَرَّت من شرْطٍ يفْسدُها فَهِيَ جائِزَةٌ، وَإِن اشْتَراها المُتَعَيِّنُ بشرْطِ أَن يبيعَها مِن بائعِها الأوّل فالبَيْع فاسِدٌ عنْدَ جميعِهم، وسُمِّيت عِينةً لحصولِ النَّقْدِ لطالِبِ العِينةِ، وَذَلِكَ أنَّ} العِينَةَ اشْتِقاقُها من العَيْنِ، وَهُوَ النَّقْدُ الحاضِرُ ويحْصُلُ لَهُ من فَوْرهِ، والمُشْترِي إنَّما يَشْتريها ليبيعَها {بعَيْنٍ حاضِرَةٍ تَصِلُ إِلَيْهِ مُعَجَّلة.
وَفِي الأساسِ: باعَه} بعِينَةٍ: بنسِيئةٍ لأنَّها زيادَةٌ.
قالَ ابنُ(35/457)
دُرَيْدٍ: لأنَّها بَيعُ العَينِ بالدَّيْن.
(و) {عَيَّنَ (الحَرْبَ بَيْننا: أَدارَها) .
وَفِي اللّسانِ: أَدَرَّها.
(و) عَيَّنَ (اللُّؤْلُؤَةَ: ثَقَبَها) ، كأنَّه جَعَلَ لَهَا عَيْناً.
(و) عَيَّنَ (فلَانا: أَخْبَرَهُ بِمَساوِيهِ فِي وجْهِه) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وَفِي الأَساسِ: بَكَّتَه فِي وجْهِه وعَلى} عينِهِ، إِذا أَخْبَرَ السُّلْطان بِمَساوِيه شاهِداً كانَ أَو غائِباً.
(و) {عَيَّنَ (القِرْبَةَ) : إِذا (صَبَّ فِيهَا الماءَ) ليخْرجَ مِن مَخارِزِها و (لتَنْسَدَّ عُيونُ الخُرَزِ) وآثَارُها وَهِي جَديدَةٌ، وَكَذَلِكَ سَرَّبَها؛ نَقَلَهُ الأصْمعيُّ.
وقالَ الرَّاغبُ: ومِن سيلانِ الماءِ مِن الجارِحَةِ أُخِذَ قوْلُهم عَيِّنْ قِرْبَتك أَي صبَّ فِيهَا مَاء تَنْسَدُّ بسيلانِهِ آثارُ خُرَزِها.
(} والعِينَةُ، بالكسْرِ: السَّلَفُ) ؛ وَهَذَا قد تقدَّمَ فِي كَلامِهِ قَرِيباً فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) العِينَةُ: (خِيارُ المالِ) ، مثْلُ العِيمَةِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ والجَمْعُ عِيَنٌ، كعِنَبٍ.
(و) {العِينَةُ: (مادَّةُ الحَرْبِ) ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
لَا تَحْلُبُ الحربُ مِنّي بعد} عِينتِها إلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ مارِدٍ سَدِمِ (و) العِينَةُ (من النَّعْجَةِ: مَا حَوْلَ {عَيْنَيْها) كالمحْجَرِ للإِنْسانِ.
(و) يقالُ: هَذَا (ثَوْبُ عينةٍ مُضافَةً) إِذا كَانَ (حَسَنُ المَرْآةِ) فِي العَيْنِ.
(} والمَعانُ: المَنْزِلُ) . يقالُ: الكُوفَةُ! مَعانٌ مِنَّا، أَي مَنْزلٌ ومَعْلَم.
(و) مَعانٌ أَيْضاً: (مَنْزِلَةٌ) قُرْبَ موتَةَ (لحاجِّ الشَّامِ) ؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَة، رضِيَ اللهِ تَعَالَى عَنهُ:(35/458)
أَقَامَت لَيْلَتَيْنِ على مُعانٍ وأعقبَ بعد فترَتها جُمومُقالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد ذُكِرَ فِي الصَّحِيحِ لأنَّه يكونُ فَعَالاً ومَفْعَلاً.
( {وعَيْنونُ، ويُقالُ: عَيْنونَى) ، ويقالُ فِيهَا أَيْضاً} عَيْنونَة: ة ( {وعَيْنَيْنِ، بكسْرِ العينِ وفتحِها مُثَنَّى) عَيْن، ويقالُ} عَيْنَان وَذُو {عَيْنَيْنِ، وبالوَجْهَيْن رُوِيَ حدِيثُ عُثْمان، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، قالَ لَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ يُعَرِّضُ بِهِ: (إنِّي لم أَفِرَّ يومَ} عَيْنَيْنِ) ؛ وَهُوَ (جَبَلٌ) ، أَو قلتٌ، أَو هضبَةٌ فِي جَبَلٍ (بِأُحُدٍ) قبْلَ مَشْهَد الإمَام حَمْزَةَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ، (قامَ عَلَيْهِ إبليسُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهاُ تعالَى، فَنادَى أنَّ مُحَمَّدًا، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قُتِلَ.
(قالَ الهَرَويُّ: وَهُوَ الجَبَلُ الَّذِي أَقامَ عَلَيْهِ الرُّماةُ يومَ أُحُدٍ؛ ويقالُ ليَوْم أُحُدٍ يَوْم {عَيْنَيْن. وَفِي ركْنِه الغَرْبي مَسْجدٌ نَبَويٌّ وعنْدَه قَنْطرَةُ عَيْن.
(و) } عَيْنَيْن، (بفتْحِ العَيْنِ: ة بالبَحْرَيْنِ) فِي دِيارِ عبْدِ القَيْسِ، كثيرَةُ النَّخْلِ؛ قالَ الرَّاعِي:
يَحُثُّ بهنَّ الحادِيانِ كأنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً {بعَيْنَيْنِ مُكْرَعاقالَ الأَزْهريُّ: وَقد دَخَلْتها أَنا. (مِنْهُ) ، كَذَا فِي النسخِ، وصَوابُه: مِنْهَا، (خُلَيْدُ} عَيْنَيْنِ) ، وَهُوَ رَجُلٌ يُهاجِي جَريراً؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
ونحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنَيْنِ مِنْقَراً ويومَ جَدُودٍ لم نُواكِلْ عَن الأصْلِ ( {وعَيْنانِ: ع) فِي ديارِ هوَازن فِي الحِجازِ، فيمَا يَراهُ أَبو نَصْرِ.
(} وعَيَّانُ، كجَيَّانَ: د) باليَمَنِ مِن(35/459)
مِخْلافِ جَعْفَر أَو قَرِيب مِنْهُ؛ عَن نَصْر.
(و) {العِيانَةُ، (ككِتابةٍ: ع) فِي دِيارِ الحارِثِ بنِ كَعْبٍ، عَن نَصْرِ.
(} والعُيونُ، بالضَّمِّ: د بالأنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة بالبَحْرَيْنِ.
(و) {أَعْيَنُ} وعَيانَةُ، (كأَحْمَدَ وثُمامَةٍ: حِصْنانِ باليَمَنِ) ؛ وقيلَ: قَرْيتانِ، وَإِلَى الأَخيرَةِ نُسِبَ أَبو بكْرِ بنُ يَحْيَى بنِ عليِّ بنِ إسْحق السّكْسّكيُّ {العَيانيُّ الفَقِيهُ المُدَقِّقُ صاحِبُ الكَرَامات، ماتَ سَنَة 628؛ ضَبَطَه الجنْدِيُّ فِي تارِيخِه.
(} والمَعِينَةُ) ، بفتْحِ الميمِ: (ة) بينَ الكُوفَةِ والشامِ.
قلْتُ: الصَّوابُ فِيهَا: المَعنيةُ، نُسِبَتْ إِلَى مَعْن بنِ زائِدَةَ كَمَا حَقَّقه نَصْر، وَقد صحَّفه المصنِّفُ.
( {والعَيْناءُ الخَضْراءُ.
(و) أَيْضاً: (القِرْبَةُ المُتَهَيِّئَةُ للخَرْقِ) والبلى.
(و) أَيْضاً: (النَّافِذَةُ من القوافِي.
(و) أَيْضاً: اسمُ (بِئْرٍ) سُمِّيت لكثْرَةِ مائِها.
(و) } العَيْنا، (بالقَصْرِ: قُنَّةُ جَبَلِ ثَبِير) ، هَكَذَا ذَكَرَه بعضٌ، (والصَّوابُ بالمعْجمةِ.
(وذُو العَيْنِ) : لَقَبُ (قَتَادَةَ بن النُّعْمانِ) بنِ زيْدٍ الصَّحابيّ الَّذِي (رَدَّ رسولُ اللهاُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {عَيْنَهُ السَّائِلَةَ على وَجْهِه فكانَتْ أصَحَّ} عَيْنَيْهِ) ، وَقد ذَكَرَه أَصْحابُ السِّيَرِ فِي المعْجزاتِ.
(وذُو {العَيْنَيْنِ: مُعاوِيَةُ بنُ مالِكٍ شاعِرٌ فارِسٌ.
(وذُو} العُيَيْنَتَيْنِ) ، مصَغَّراً: (الجاسوسُ) لأنَّ العَيْنَ تَصْغيرُها(35/460)
{عُيَيْنَة؛ ويقالُ لَهُ أَيْضاً. ذُو العَيْنَيْن وَذُو} العُوَيْنَتَيْن، كلُّ ذلِكَ قد سُمِعَ.
( {وتَعَيَّنَ الرَّجُلُ: تَشَوَّهَ) ؛ كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ تَشَوَّرَ؛ (وتأَنَّى ليُصِيبَ شَيْئا بعَيْنِه.
(و) } تعيَّنَ (فلَانا: رآهُ يَقِيناً.
(و) تعيَّنَ (عَلَيْهِ الشَّيءُ: لَزِمَهُ {بعَيْنِه.
(وأَبو} عَيْنانِ: جَدُّ نَهارِ بنِ تَوْسِعَةِ) الشَّاعِر، ذَكَرَه المُسْتَغْفريُّ.
(وعبدُ اللهاِ بنُ أَعْيَنَ، كأَحْمَدَ، محدِّثٌ.
(وابنُ {مَعينٍ) ، يأْتي ذِكْرُه (فِي (م ع ن)) على أنَّ الميمَ أَصْلِيَّة وَمِنْهُم مَنْ جَعَلَها زائِدَةِ، فذَكَرَه هُنَا، وتقدَّمَ للمصنِّفِ رحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي ع ون مِن جملَةِ الأَسْماء، وذَكَرْنا هُنَاكَ مَا يُناسِبُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العَيْنُ رَئيسُ الجَيْش: وأَيْضاً: طَلِيعَتُه {وعَيْنُ الماءِ: الحياةُ للناسِ؛ وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَب:
أُولئِك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْمن الخِيْفَةِ المَنْجاةُ والمُتَحَوَّلُوفي الأساسِ: فيهم عَيْنُ الماءِ، أَي فيهم نَفْعٌ وخَيْرٌ.
} والعَيْنُ: النَّقْدُ؛ ومِن كَلامِهم: عَيْنٌ غَيْر دَيْنٍ.
والعَيْنُ: حَقيقَةُ الشيءِ. يقالُ: جاءَ بالأَمْرِ مِن عَيْنٍ صافِيَةٍ، أَي مِن قَصِّه وحَقِيقَتِه.
والعَيْنُ: الخالِصُ الواضِحُ. يقالُ: جاءَ بالحقِّ بعَيْنِه، أَي خالِصاً واضِحاً.
{والعَيْنُ: الشَّخْصُ.
والعَيْنُ: الأَصْلُ.
والعَيْنُ: الشاهِدُ؛ وَمِنْه الجَوادُ} عَيْنُه فِرَارُه، إِذا رأَيْته تَفَرَّسْتَ فِيهِ الجَوْدَةَ مِن غَيْر أَن تَفِرَّه.
والعَيْنُ:! المُعايَنَةُ. يقالُ: لَا(35/461)
أَطْلُبُ أَثَراً بعْدَ عَيْنٍ أَي لَا أَتْركُ الشيءَ وأَنا {أُعاينُه وأَطْلُبُ أَثَرَه بعْدَ أَن يغيبَ عنِّي، وأَصْلُه أنَّ رجُلاً رأَى قاتِلَ أَخِيهِ فلمَّا أَرادَ قَتْلَه قالَ: أَفْتَدي بمائَةِ ناقَةٍ، فقالَ: لسْتُ أَطْلُبُ أَثَراً بعْدَ عَيْنٍ وقَتَلَه.
والعَيْنُ: النَّفِيسُ.
والعَيْنُ: العطيةُ الحاضِرَةُ؛ وَمِنْه قوْلُ الرَّاجزِ:
} وعَيْنُه كالكَالِىءِ الضِّمَارِ والضِّمَارُ: الغائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى.
والعَيْنُ: الناسُ.
والعَيْنُ: الخاصَّةُ مِن خواصِّ اللهاِ تعالَى؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَصابَتْه عَيْنٌ مِن! عُيونِ اللهاِ) .
والعَيْنُ: كفَّةُ المِيزانِ، وهما عَيْنانِ.
والعَيْنُ: لِسانُ المِيزانِ.
والعَيْنُ: المُكاشِفُ.
وَمَا بالدَّارِ عَيْنٌ: أَي أَحَدٌ؛ وَمِنْه قوْلُهم: مَا بهَا عَيْنٌ تطرفُ.
والعَيْنُ: وَسَطُ الكَلِمَةِ.
والعَيْنُ: الخرمُ فِي المَزادَةِ تَشْبيهاً بالجارِحَةِ فِي الهَيْئةِ.
والعَيْنُ: العافِيَةُ.
والعَيْنُ: الصُّورَةُ.
والعَيْنُ: قُطْرَةُ الماءِ.
والعَيْنُ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ.
والعينُ: اسمُ السَّبعينِ مِن حِسابِ الجملِ.
والعَيْنُ: العِزُّ.
والعينُ: العلْمُ،؛ وَهُوَ عَيْنُ اليَقِينِ.
والعَيْنُ: اسمُ كتابٍ ألَّفَهُ الخَلِيلُ وأَكْمَلَهُ اللَّيْثُ.
والعَيْنُ: كثْرَةُ ماءِ البِئْرِ؛ وَقد عانَتْ عَيْناً إِذا كَثُرَ ماؤُها.
والعَيْنُ: سَيَلانُ الدَّمْعِ مِنَ العَيْنِ. يقالُ: عانَ الدَّمْعُ عَيْناً: إِذا سالَ وجَرَى.(35/462)
والعَيْنُ: عَيْنُ الإِبْرَةِ. ويقالُ للضَّيِّقةِ العَيْنِ مِنْهَا: عَيْنُ صَفِيَّة.
والعَيْنُ: موْضِعٌ فِي جَبَلِ عَيْنَيْن نُسِبَتْ إِلَيْهِ القَنْطَرَةُ.
والعَيْنُ: المحسةُ.
والعَيْنُ: بيتٌ صغيرٌ فِي الصّنْدوقِ.
وفَقَأَ {عَيْنَه: صَكَّه أَو أَغْلَظَ لَهُ فِي القوْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وتقولُ العَرَبُ: على} عَيْني قَصَدْتُ زيْداً: يُرِيدُونَ الإِشْفاقَ.
{والعائِنُ: المُصِيبُ} بالعَيْنِ، والمُصابُ: {مَعِينٌ، على النَّقْصِ،} ومَعْيونٌ، على التَّمامِ.
وقالَ الزجَّاجِيُّ: {المَعِينُ المُصابُ بالعَيْنِ،} والمَعْيونُ الَّذِي فِيهِ عَيْنٌ؛ قالَ عبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:
قد كانَ قوْمُكَ يحْسَبونَك سيِّداً وإِخالُ أَنَّك سَيِّدٌ مَعْيون ُويقالُ: أَتَيْتُ فلَانا فَمَا {عَيَّنَ لي بشيءٍ وَمَا} عَيَّنَنِي بشيءٍ، أَي مَا أَعْطانِي شَيْئا {وتَعْيِينُ الشيءِ: تَخْصِيصُه مِن الجملَةِ.
} والمُعايَنَةُ النَّظَرُ والمُواجَهَةُ.
{وتَعَيَّنَه: أَبْصَرَه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
تُخَلَّى فَلَا يَنْبُو إِذا مَا} تعَيَّنَتْ بهَا شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيْتُ {عائِنَةً مِن أَصْحابِي؛ أَي قوْماً} عايَنُوني.
وَهُوَ أَخُو عَيْنٍ: يُصادِقُك رِياءً.
{والعَيَّانُ، كشَدَّادٍ: المعيان؛ ولأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ} عَيْناكَ: أَي رأْسَك.
ولَقِيْته أَدْنَى {عائِنَةٍ: أَي أَدْنَى شيءٍ تدْركُه العينُ.
وأَوَّلُ عائِنَةٍ: أَي قبْلَ كلِّ شيءٍ.
} والعَيْناءُ: المرْأَةُ الواسِعَةُ العَيْنِ.(35/463)
وأَبو {العَيْناءِ: إخْبارِيٌّ صاحِبُ نَوداِر مَعْروفَةٍ.
وشاةٌ} عَيْناءُ: اسْوَدَّتْ عَيْنُها وابْيضَّ سائِرُها؛ وقيلَ: أَو كانَ بعكسِ ذلِكَ.
{وأَعْيانُ القوْمِ: أَفاضِلُهم.
وحَفَرْتُ حَتَّى} عِنْتُ {وأَعَنْتُ: بلغْتُ} العُيونَ.
وَفِي التَّهْذيبِ: حَفَرَ الحافرُ {فأَعْيَنَ وأَعانَ: بَلَغَ العُيونَ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: عَيْنٌ} مَعْيُونَة: لَهَا مادَّةٌ مِنَ الماءِ؛ وأَنْشَدَ للطِّرمَّاح:
ثمَّ آلَتْ وَهِي مَعْيُونَةٌ من بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهام ِوجَمْعُ العَيْنِ مِن السِّقاءِ: {عَيَائِنُ؛ هَمَزُوا لقُرْ بِها مِن الطَّرَفِ.
} وتَعَيَّنَتْ أَخْفافُ الإِبِلِ: إِذا نَقِبَتْ مِثْل {تَعَيُّنِ القِرْبةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ويقُولُونَ: هَذَا دِينارٌ عَيْنٌ إِذا كانَ مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقْدَارِ مَا يميلُ بِهِ اللِّسانُ.
واعْتانَ الشيءَ: أَخَذَ} عِينَتَه خِيارَه؛ قالَ الرَّاجزُ:
{فاعْتانَ مِنْهَا عِينَةً فاخْتارَهاحتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها} واعْتانَ الشيءَ: اشْتَراهُ بنَسِيئَةٍ.
{وعِينَةُ الخَيْلِ: جِيادُها؛ عَن اللَّحْيانيِّ.
ويقالُ لولدِ الإِنْسانِ: قرَّةُ العَيْنِ.
وقرَّةُ العَيْنِ: امْرَأَةٌ.
وَمَا بالدَّارِ} عائِنٌ أَو {عائِنَةٌ: أَي أَحَدٌ.
} والعِينَةُ: الرِّبا.
ولَقِيتة أَوَّلَ ذِي عَيْنٍ {وعائِنَةٍ: أَي أَوَّل كلِّ شيءِ.
ورأَيْته} بعائِنَةِ العَدُوِّ: أَي بحيثُ تَراهُ عُيونُ العَدُوِّ.(35/464)
وَمَا رأَيْتُ ثَمَّ {عائِنَةٍ: أَي إنْسَانا.
ورجُلٌ} عَيِّنٌ، ككَيِّسٍ: سَرِيعُ البُكاءِ.
والقوْمُ منْك {مَعَانٌ: أَي بحيثُ تَراهُم بعَيْنِك.
} والمُعَيَّنُ مِن الجَرادِ، كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يُسْلخُ فتَراهُ أَبْيضَ وأَحْمر؛ ذَكَرَه الأَزْهرِيُّ فِي ترْجَمَةِ ينع عَن ابنِ شُمَيْل وأَتَيْتُ فلَانا وَمَا {عَيَّنَ لي بشيءٍ وَمَا عَيَّنَني بشيءٍ: أَي مَا أَعْطاني شَيْئا؛ عَن اللّحْيانيِّ.
وقيلَ: لم يدُلَّني على شيءٍ.
} وعُيَيْنَة، مُصَغَّراً: اسمُ مَوْضِعٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ حصْنٍ الفَزَاريُّ: اسمُه حُذَيْفَة لُقِّبَ بِهِ لشزرِ عَيْنَيْه؛ وعُيَيْنَةُ بنُ عائِشَةَ المريُّ صَحابيَّان.
وسُفيانُ بنُ! عُيَيْنَة: العالِمُ الإِمامُ المَشْهورُ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: وإخْوَتُه الخَمْسَة إبْراهيم وعمْرَانَ وآدَمُ وأَحْمدُ ومحمدُ حدَّثوا.
وعُيَيْنَةُ بنُ غصنٍ عَن سُلَيْمن بنِ صُرَدٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ جوْشَنَ شيْخُ وكِيعٍ.
وعُيَيْنَةُ بنُ عاصِمٍ الأَسَديُّ عَن أَبيهِ.
وعُيَيْنَةُ اللخميُّ شيخٌ ليَزِيدِ بنِ سِنانٍ.
وأَبو عُيَيْنَة بنُ المُهَلَّب بنِ أَبي صفْرَةَ مَشْهورٌ؛ قالَ المبرِّدُ فِي الكامِلِ: كلُّ مَنْ يُدْعَى أَبا عُيَيْنَةَ مِن آلِ المُهَلّب فَهُوَ اسْمُه وكُنْيَتُه أَبو المنْهالِ.(35/465)
وموسَى بنُ كَعْبِ بنِ عُيَيْنَةَ: أَوَّل مَنْ بايَعَ السَّفَّاح.
ومحمدُ بنُ عُيَيْنَة عَن المُبارَك.
وسعيدُ بنُ محمدِ بنِ عُيَيْنَةَ شيخُ غُنْجَار.
ومحمدُ بنُ أَبي عُيَيْنَةَ المُهَلَّبيُّ تولَّى الرَّيَّ للمَنْصورِ؛ وابْنُه أَبو عُيَيْنَةَ شاعِرٌ زَمَنَ الأَمِين.
وعُيَيْنَةُ بنُ الحكَمِ الخلجيُّ شاعِرٌ ذَكَرَه المرزبانيُّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عُيَيْنَةَ، ثَبَتَ ذِكْرُه فِي صحيحِ مُسْلم.
{وعاينةُ بَني فلانٍ: أَمْوالُهم ورُعْيانُهم.
وأَسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ؛ قالَ الفَرَزْدقُ:
إِذا زالَ عَنْكُم أَسْوَدُ العينِ كنتُمُكِراماً وأَنتم مَا أَقامَ أَلائمُوقالَ ياقوت: هُوَ بنَجْدٍ يُشْرِفُ على طريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّةَ؛ أَنْشَدَ القالي عَن ابنِ دُرَيْدٍ عَن أَبي عُثْمان:
إِذا مَا فقَدْتُمْ أَسْوَدَ العَيْنِ كنتُمُ الخ.
} والأَعْيانُ: مَوْضِعٌ فِي قوْلِ عُيَيْنة بن شهابٍ اليَرْبُوعيّ:
تَرَوَّحْنَا من الأَعْيان عَصْراً فَأمحلنا الإلاهَةَ أَنْ تَؤُوباهكذا رَواهُ أَبو الحَسَنِ العمراني؛ ورَواهُ الأَزْهريُّ: تَرَوَّحْنا مِن اللعْباءِ.(35/466)
{وعَيَّنْ على السَّارِق تَعْييناً: خَصَّصَه مِن بَين المُتَّهَمِين؛ وقيلَ: أَظْهَرَ عَلَيْهِ سَرِقَته.
وماءٌ} عائِنٌ: سائِلٌ؛ مُشْتَقٌّ مِن عَيْنِ الماءِ.
{وعُيونُ القَصَبِ: مَضِيقٌ وعرٌ مُسْتطِيلٌ بينَ عقبَة أَيْلَة والينبع.
} والعيونُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
وأَيْضاً: موْضِعٌ بنَجْدٍ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ، الهُذَليُّ:
أَسدٌ تَفُرُّ الأُسْدُ من عُرَوَائِهِبعَوارِض الرُّجَّاز أَوْ {بعُيُونِ وَقد ذُكِرَ فِي (ر ج ز) .
وأُمُّ العَيْن: ماءٌ دونَ سميراءَ عَذْبٌ للمصعِّدِ إِلَى مكَّةَ؛ عَن ياقوت، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى.
وعينُ إضم، وعينُ الحَديدِ، وعينُ الغورِ: مَواضِعِ حِجازِيَّة.
وقنْطَرَةُ العَيْنِ: قبْلَ مَشْهَدِ الإِمَام حَمْزَةَ عنْدَ أحد فِي مَسْجِد جبل} عينين.
وعينُ أَبي الدّيلم: فِي حمى فيد.
وعينُ أَبي زِيادٍ: عنْدَ وادِي نُعْمانَ.
وعينُ مُعاوِيَةَ: بالقَاعِ.
وعينُ صَارِخ: بينَ مكَّةَ واليَمَنِ.
وعينُ شمْسٍ: بالحُدَيْبِيّة.
وعينُ بولا: بالينبع.
وتقولُ لمَنْ بَعَثْتَه واسْتَعْجَلْتَه: (بعينٍ مَا أَرَيَتَّكَ) : أَي لَا تَلْوِ على شيءٍ فكأَنِّي أَنْظُرُ إليكَ.
! والعَيانيُّ، بالفتْح: لَقَبُ الرَّئيسِ عليِّ بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ طَبَاطَبَا العلويّ، وَهُوَ جَدُّ بَني الأَميرِ باليَمَنِ؛ ومِن ولدِهِ الأَميرُ ذُو الشَّرَفَيْن جَعْفرُ بنُ محمدِ الحجافِ بنِ جَعْفرِ بنِ القاسِمِ بنِ عليَ العَيانيّ صاحِبُ شهارَةٍ كانَ فِي أَثْناء سَنَة 553؛ مِنْهُم شيْخُنا العلاَّمَةُ محمدُ بنُ إسْماعيل بنِ(35/467)
الأَميرِ، عالِمُ صَنْعاءَ رَوَى عَن عبدِ اللهاِ بنِ سالِمٍ البَصْريّ.
{وعينونُ: نَبْتٌ مَغْربيٌّ يكونُ بالأَنْدَلُس يسهلُ الأَخْلاطَ إِذا طُبِخَ بالتِّين.
} وعينُ الدِّيك: نباتٌ يُقَارِبُ شَجَرُه شَجَرَ الفلفلِ يكثرُ بجبالِ الدّكْنِ، وأَهْلُ الهنْدِ تصطنعُه لنفْسِها.
{وعينُ الهُدْهُدِ آذان الفأر لنباتٍ.
وعينُ الهرِّ: حَجَرٌ مَشْهورٌ لَا نَفْعَ فِيهِ.
وعينُ ران: الزعرور.
} والأَعْيَنُ: لَقَبُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي عتاب بنِ الحَسَنِ بنِ طريف البَغْدادِيّ المحدِّثِ، تُوفي سَنَة 240، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وأَبو عليَ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الطَّالقانيُّ! الأَعْينيُّ الشافِعِيُّ المحدِّثُ تُوفي بكرْمان سَنَة نَيِّف وثَلاثِيْن وخَمْسُمائةٍ، رحِمَهُ اللهاُ تَعَالَى
(فصل الْغَيْن) مَعَ النُّون)
غبن
: (غَبِنَ الشيءَ و) غَبِنَ (فِيهِ، كفَرِحَ، غَبْناً) ، بالفتْحِ، (وغَبَناً) ، بالتَّحْريكِ: (نَسِيَهُ أَو أَغْفَلَهُ) وجَهلَهُ.
(أَو) غَبِنَ كَذَا من حقِّه عنْدَ فلانٍ: (غَلِط فِيهِ.
(و) قَالُوا: غَبِنَ (رَأْيَهُ، بالنَّصْبِ، غَبَانَةً وغَبَناً، محركةً: ضَعُفَ) ؛ نَصَبُوه على مَعْنى فَعَّلَ، وَإِن لم يُلْفَظ بِهِ، أَو على مَعْنى غَبِنَ فِي رأْيِه، أَو على التَّمْييزِ النادِرِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: قوْلُهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كانَ فِي الأَصْلِ سَفِهَتْ نَفْسُ زيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فلمَّا حُوِّلَ الفعْلُ إِلَى الرَّجُلِ انْتَصَبَ مَا بعْدَه بوقُوعِ الفعْلِ عَلَيْهِ، لأنَّه صارَ فِي معْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتَّشْديدِ؛ هَذَا قَوْلُ البَصْرِيِّين والكِسائي، ويَجوزُ عنْدَهم تقْدِيمُ هَذَا المَنْصوب كَمَا يَجوزُ غلامَه ضَرَبَ زَيْدٌ.
وقالَ الفرَّاءُ:(35/468)
لمَّا حُوِّل الفعْلُ مِن النَّفْسِ إِلَى صاحِبِها خَرَجَ مَا بعْدَه مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أنَّ السَّفَه فِيهِ، وَكَانَ حكْمُه أَنْ يكونَ سَفِهَ زيدٌ نَفْساً لأنَّ المُفَسِّر لَا يكونُ إلاَّ نكِرَةً، ولكنَّه تركَ على إضافَتِه ونصبَ كنَصْبِ النّكِرَةِ تَشْبيهاً بهَا، وَلَا يجوزُ عنْدَه تقْدِيمه لأنَّ المُفْسِّرَ لَا يَتَقَدَّمُ، وَمِنْه قوْلُهم: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وطِبْتُ بِهِ نَفْساً، والمعْنَى ضاقَ ذَرْعِي بِهِ وطابَتْ نفْسِي بِهِ؛ (فَهُوَ غَبِينٌ ومَغْبُونٌ) فِي الرَّأْي والعَقْلِ والدِّيْنِ.
(وغَبَنَهُ فِي البَيْعِ يَغْبِنُهُ غَبْناً) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ؛ أَو) الغَبْنُ (بالتَّسْكينِ فِي البَيْعِ (وَهُوَ الأَكْثَر، (وبالتَّحْريكِ فِي الرَّأْي) : إِذا (خَدَعَهَ) ووَكَسَه.
وقيلَ؛ غَبِنَ فِي البَيْعِ غَبْناً: إِذا غَفَلَ عَنهُ بيعا كانَ أَو شِرَاءً.
(وَقد غُبِنَ) الرَّجُل، (كعُنِيَ، فَهُوَ مَغْبُونٌ؛ والاسْمُ الغَبِينَةُ) ، كالشَّتِيمَةِ مِن الشَّتْم.
(والتَّغابُنُ: أَن يَغْبِنَ بَعْضُهم بَعْضاً.
(ويَوْمُهُ يَوْمُ التَّغابُنِ) : وَهُوَ يَوْمُ البَعْثِ؛ قيلَ: سُمِّي بِهِ (لأنَّ أَهْلَ الجنَّةِ تَغْبِنُ) فِيهِ (أَهْلَ النَّارِ) بِمَا يَصيرُ إِلَيْهِ أَهْلُ الجنَّةِ مِنَ النَّعِيمِ، ويَلْقَى فِيهِ أَهْلُ النارِ مِنَ العَذابِ، ويَغْبِنُ مَنِ ارْتَفَعَتْ مَنْزلتُه فِي الجنَّةِ مَنْ كانَ دُونَ مَنْزلتِه، وضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً للشّراءِ والبَيْعِ كَمَا قالَ تَعَالَى: {هَل أَدُلُّكم على تجارَةٍ تُنْجِيكم مِن عَذابٍ أَليم} وسُئِلَ الحَسَنُ عَن قوْلِه تعالَى: {ذلكَ يومُ التَّغابُن} ، فقالَ: غَبَنَ أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، أَي اسْتَنْقَصُوا عُقولَهم باخْتِيارِهم الكفْرَ على الإِيمانِ.
ونَظَرَ الحُسَيْنُ إِلَى رجُلٍ غَبَنَ آخَرَ فِي بَيْعٍ فقالَ: إنَّ هَذَا يَغْبِنُ عقْلَكَ أَي يَنْقُصه.
(والغَبَنُ، مُحرَّكةً: الضَّعْفُ والنِّسْيانُ.(35/469)
(و) المَغْبِنُ، (كمَنْزِلٍ: الإِبْطُ والرُّفْغُ، ج مَغابِنُ) ؛ والأَرْفاغُ: بَواطِنُ الأَفْخاذِ عنْدَ الحوالِبِ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانَ إِذا اطَّلى بَدَأَ بمَغَابِنِه) ؛ وقيلَ: المَغابِنُ مَعاطِفُ الجلْدِ.
وَفِي حدِيثِ عكرمَة: (مَنْ مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضَّأْ) ؛ أمره بذلكَ اسْتِظْهاراً واحْتِياطاً.
وقالَ ثَعْلَب: كلُّ مَا ثَنَيْتَ عَلَيْهِ فخذَكَ فَهُوَ مَغْبِنٌ.
(واغْتَبَنَهُ: اخْتَبَأَهُ فِيهِ) ، أَي فِي المَغْبِنِ.
(و) قالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ: هَذِه الناقَةُ مَا شِئْتَ من ناقَةٍ ظَهْراً وكَرَماً غَيْر أَنَّها مَغْبُونةٌ لَا يُعْلَم ذلكَ مِنْهَا، وَقد (غَبَنُوا خَبَرَها، كنَصَرَ وسَمِعَ) ، أَي (لم يَعْلَموا عِلْمَها.
(ومالِكُ بنُ أَغْبَنَ، كأَحْمَدَ، جُهَنِيٌّ) ، ذَكَرَه ابنُ الطحَّان.
(والغَبْنُ فِي الثَّوْبِ كالعَطْفِ فِيهِ) ، وَقد غَبَنَه غَبْناً: ثَنَاهُ وعَطَفَه.
وَفِي التهْذِيبِ: طَالَ فثَنَاهُ، وكذلِكَ كَبَنَه.
(والغابِنُ: الفاتِرُ عَن العَمَلِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غَبِنْتَ رأْيَك: أَي ضَيَّعْتَه ونَسِيتَه.
وغَبَنَ الرَّجُلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ بِهِ وَهُوَ ماثِلٌ فَلم يَرَه وَلم يَفْطُن لَهُ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: غَبِنَ الرَّجُلُ أَشَدّ الغَبَنانِ، وَلَا يقُولُونَ فِي الربْحِ، إلاَّ رَبِحَ أَشَدّ الرِّبْح والرَّباحَة والرَّبَاح.
وغَبَنُوا الناسَ: إِذا لم يَنَلْهُ غيرُهم.
وغَبَنَ الشيءَ: خَبَأه فِي المَغْبِن.
وَمَا قُطِعَ مِن أَطْرافِ الثَّوْبِ فأُسْقِطَ غَبَنٌ، محرّكةً؛ قالَ الأعْشَى:(35/470)
يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنُ والغَبْنُ: ثَنْيُ الدَّلْو ليَنْقُصَ مِن طولِهِ.
وتَغابَنَ لَه: تَقاعَدَ حَتَّى غبنَ.
غدن
: (الغَدَنُ، محرّكةً: النَّعْمَةُ والليَّنُ) وسَعَةُ الْعَيْش، (كالغُدْنَةِ، بالضَّمِّ، و) الغُدُنّةِ، (كحُزُقَّةٍ) . يقالُ: إنَّهم لفِي عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ، أَي رَغدٍ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَشكُّ فِي الأَوَّل.
(و) الغَدَنُ: (النَّوْمُ والنُّعاسُ.
(و) فِي المُحْكَم: (الاسْتِرْخاءُ والفَتْرَةُ) ، قالَ القُلاخُ:
وَلم تُضِعْ أَوْلاَدَها من البَطَنْولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ على غَدَنْأَي على فَتْرَةٍ واسْتِرْخاءٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي. وَالَّذِي أَنْشَدَه الأَصْمعيُّ فيمَا حَكَاه عَنهُ ابنُ جني:
أَحْمَرُ لم يُعْرَفْ ببُؤْسٍ مُذْمَهَنْولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ (والمُغْدَوْدِنُ من الشَّجَرِ: النَّاعِمُ المُتَثَنِّي) ؛ قالَ الرَّاجزُ:
أَرْضٌ بهَا التِّينُ مَعَ الرُّمّانِوعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَغْصانِ (و) المُغْدَوْدِنُ:) (الشابُّ النَّاعِمُ، كالغُدانِيِّ، بالضمِّ) ، فِي الشَّجَرِ والشابِّ. يقالُ: شَجَرٌ غُدانِيٌّ إِذا كانَ كثيرا رَيَّان مُسْترخياً ساقِطاً؛ قالَ العجَّاجُ:
مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال والشابُّ الغُدانِيُّ: الغَضُّ.
(وتَغَدَّنَ: تَمايَلَ وتَعَطَّفَ) وتَثَنَّى.
(و) الغُدُنَّةُ، (كحُزُقَّةٍ: لَحْمَةٌ(35/471)
غَليظةٌ فِي اللَّهازِمِ) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه ذلِكَ.
قالَ: (و) الغِدَانُ، (ككِتابٍ: القَضِيبُ) الَّذِي (تُعَلَّقُ عَلَيْهِ الثِّيابُ) ، يمانِيَّةٌ.
(وغُدانَةُ، وبنُو غُدْنٍ، بضمِّهما: حَيَّانِ) ؛ الأَوَّل مِن يَرْبُوعٍ؛ قالَ الأَخْطَلُ:
واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمةًعن الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولَها الصِّيَرُقالَ ابنُ بَرِّي: عِدَّاناً جَمْعُ عَتُودٍ.
وَمِنْهُم أَحْمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ شُمَيْلِ بنِ صخرِ الغُدَانيُّ بَصْريٌّ ثِقَةٌ مِن شيوخِ البُخارِي، رحِمَه اللهاِ تَعَالَى.
(والغَدَوْدَنِيُّ: السَّريعُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اغْدَوْدَنَ النَّبْتُ: اخْضَرَّ حَتَّى يَضْرِبَ إِلَى السوادِ مِن شِدَّةِ رِيِّه.
وحَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنَةٌ: إِذا كانتْ فِي الرِّمالِ حِبال ينْبُتُ فِيهَا سَبَطٌ وثُمامٌ وصَبْغاءُ وثُدَّاءُ، ويكونُ وسَطَ ذلِكَ أَرْطَى وعَلْقَى، ويكونُ أُخَرُ مِنْهَا بُلْقاً تَراهنَّ بيضًا، وفيهَا مَعَ ذلكَ حُمْرةٌ وَلَا تُنْبِتُ مِن العِيدانِ شَيْئا والمُغْدَوْدِنَةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الكَلَأِ المُلتَفَّةُ؛ عَن شَمِرٍ.
وقالَ غيرُهُ: هِيَ المُعْشبَةُ.
يقالُ: كَلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلْتَفٌّ؛ قالَ العجَّاجُ:
مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال وقالَ رُؤْبَة:
ودَغْيَةٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ وَهُوَ المُسْتَرخِي الساقِطُ.
واغْدَوْدَنَ الرَّجُلُ: اسْتَرْخَى وسَقَطَ؛ وَهُوَ عَيْبٌ.
وقالَ السِّيرافيُّ: شابٌّ غَدَوْدَنٌ: ناعِمٌ.(35/472)
وغُدَانيُّ الشَّبابِ: نَعْمَتُه؛ قالَ رُؤْبَة:
بَعْدَ غُدَانِيّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ وشَعَرٌ غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ: كثيرٌ مُلْتفٌّ طويلٌ.
واغْدَوْدَنَ الشَّعَرُ: طالَ وتَمَّ؛ قالَ حسَّانُ بنُ ثابِت، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
وقامتْ تُرائِيكَ مُغْدَوْدِناً إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَهاع 1 وقالَ أَبو زيْدٍ: شَعَرٌ مُغْدَوْدِنٌ: شَدِيدُ السَّوادِ ناعِمٌ.
غدفن
: (الغِدَفْنُ، كسِبَحْلٍ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (السِّابغُ) شَعَرِ الذَّنَبِ مِنَ البعرانِ، (لُغَةٌ فِي الغِدَفْلِ) ، بالَّلامِ.
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غذن
:) غَذَانَةُ، بالذالِ المعْجمَةِ كسَحابَةٍ: قَرْيةٌ ببُخارَى، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ إسْحق الغَذَانيُّ، سَمِعَ من أَبي كامِلٍ عَن شيوخِهِ.
وقَرْيةٌ أُخْرى بنسفَ مِنْهَا: شيخٌ للمَالِينيّ.(35/473)
وغَذَوَانٌ، محرّكةً: موْضِعٌ بينَ البَصْرَةِ والمَدينَةِ.
وأُغْذُونٌ، بالضمِّ: قَرْيةٌ ببُخارَى.
غرن
: (الغَرِينُ، كصَريمٍ وجِذْيَمٍ) ، الأوَّلُ وَزْنٌ غَرِيبٌ والأَوْلى كأَميرٍ؛ وَالثَّانِي: مثْلُ دِرْهَمٍ، وَهُوَ. (الِطّرْيَنُ) ، زِنَةً ومعْنًى، وَهُوَ مَا يَبْقَى فِي أَسْفَل القارُورَةِ مِن الدُّهْنِ.
وقيلَ: هُوَ ثُفْلُ مَا صُبِغَ بِهِ، كالغِرْيَلِ باللامِ وَهُوَ مُبْدَلٌ مِنْهُ.
(و) الغِرْيَنُ: (الحُمْقُ) ؛ وَمِنْه: أَتَى بالغِرْيَنِ والطِّرْيَنِ إِذا حمقَ.
(و) الغرْينُ: (الزَّبَدُ) مِن الماءِ يَبْقَى فِي الحوْضِ لَا يُقْدَرُ على شرْبِه.
(و) الغِرْيَنُ: (الطِّينُ يَحْمِلُهُ السَّيْلُ فَيَبْقَى على وَجْهِ الأَرْضِ رَطْباً أَو يابِساً) ، وكذلِكَ الغِرْيَل.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ أَن يَجِيءَ السَّيْلُ فيَثْبُتُ على الأرْضِ، فَإِذا جفَّ رأَيْتَ الطِّينَ رَقِيقاً على وَجْهِ الأَرْضِ قد تَشَقَّقَ، وشَدَّدَ نُونَه الشاعِرُ ضَرُورَةً، فقالَ:
تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْيَنِّغُضُونُها إِذا تَدانَتْ مِنِّي (والغَرَنُ، محرّكةً) ، وُجِدَ فِي بعضِ النسخِ مُنْفرداً عمَّا قبْلَه فِي الذِّكْر على أَنَّ الأَوَّل مِنَ الرّباعي وَهَذَا مِن الثّلاثي وَفِيه نَظَرٌ؛ (طائِرٌ) ؛ قيلَ: هُوَ ذَكَرُ الغِرْبانِ، أَو ذَكَرُ العَقاعِقِ، (أَو العُقابُ) ؛ عَن أَبي حاتِمٍ فِي كتابِ الطَّيْرِ؛ (أَو شِبْهُها) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: ذَكَر العُقْبانِ؛ قالَ الراجزُ:
لقد عَجِبْتُ من سَهُومٍ وغَرَنْ قالَ: والسَّهُومُ: الأُنْثَى مِنْهَا؛ (ج أَغْرانٌ.
(أَو) الغَرَنُ: (السَّرَطانُ.
(و) فِي الحدِيثِ ذكر غُرانَ، (كغُرابٍ) ، وَهُوَ (ع) ، قُرْبَ(35/474)
الحُدَيْبيَّة نَزَلَ بِهِ سيِّدُنا رَسُولُ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وسلممِن مَسِيرِهِ.
(و) الغَرِنُ، (ككَتِفٍ: الضَّعيفُ.
(وغَرِنَ العَجِينُ على القَرْوِ، كفَرِحَ، يَبِسَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَتى بالطِّرْيَنِ والغِرْيَنِ: إِذا غَضِبَ واحْتَدَّ. وذَكَرَه المصنِّفُ فِي طَرَنَ وأَهْمَلَهُ هُنَا.
وعبدُ الرحمنِ بنُ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ الغَرْيانِيُّ، بالفتحِ، أَحدُ الفُضَلاءِ بتُونس، مِن بيتٍ بطَرَابُلُس فُضَلاء، وَكَانَ أَبُوه قاضِياً بهَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غردن
:) غَرْدِيان، بفتْحٍ والدَّال مكْسُورَة: قَرْيةٌ ممَّا وَرَاء النَّهْرِ، مِنْهَا: محمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ إبْراهيمَ الغَرْدِيانيُّ، المحدِّثُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غرقن
:) غاريقون: وَهِي رطوبات تَتَعَفَّن فِي باطِنِ مَا تآكل مِن الأَشْجارِ يُعْزَى اسْتِخْراجُه إِلَى أَفْلاطون.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غرمن
:) غُرمِينيةُ، بالضمِّ وكسْرِ المِيمِ: قَرْيةٌ برسْتاقِ سَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو سعيدٍ محمدُ بنُ شبلٍ المحدِّثُ.
غزن
: (غَزْنَةُ) : أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ.
وَهِي مَدينَةٌ فِي أَوَّل بِلادِ الهنْدِ، (من أَنْزَهِ البِلادِ وأَفْسَحِها رُقْعَةً) ، وإليها نُسِبَ السُّلْطانُ الوليُّ المجاهِدُ محمودُ بنُ سبكتكين الغزنويُّ وآلُ بيتِه، أَنارَ اللهاُ برهانَهُ.
والفَقيهُ أَبو المعالِي عبدُ الرَّبِّ بنُ مَنْصورِ بنِ إِسْمعيل بنِ إبراهيمَ الغزنويُّ شارِحُ القَدُوريّ فِي مجلَّدَيْن سَمَّاه ملْتَمسُ الإِخْوانِ، ماتَ فِي حدودِ(35/475)
الخَمْسُمائةِ، عَلَيْهِ الرَّحْمة والرّضْوان.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ محمدٍ الغزنويُّ الواعِظُ الحَنَفيُّ سَمِعَ بغزنَةَ ومَرْوَ، وحدَّثَ ببَغْدادَ وبِشيرَاز، رَوَى عَنهُ ابنُ السَّمعانيّ.
وأَبو الفَضْل محمدُ بنُ يوسُفَ الغزنويُّ، بنَتْ لَهُ زَوْجَةُ المُسْتَظْهرِ رِبَاطًا ببابِ الطَّاقِ، وَهُوَ والِدُ المُسْنِد أَبي الفتْح أَحْمد بن عليَ.
(وغَزْنَيانُ) ، بِفَتْح الغَيْنِ والنُّونِ: (ة بِمَا وَراءَ النَّهْرِ) من قُرى كِس، مِنْهَا: أَبو عُمَر حفصُ بنُ أَبي حَفْص حدَّثَ قبْلَ الثلثمائة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غزوينةُ: قرْيَةٌ بخَوَارزم، مِنْهَا: نجمُ الدِّيْن أَبو رَجَاء مُخْتارُ ابنُ مَحْمودِ بنِ محمدٍ الزَّاهديُّ، صاحِبُ التَّصانِيفَ شرحَ القَدُوريّ؛ وزادَ الأَئمَّةُ والمجتبى: تَفَقَّه على العَلاء سَديدِ بنِ محمدٍ الحناطيِّ المُحْتسبِ، ومَجْد الأئمَّة صاحِبِ البَحْرِ المحيطِ، والكَلام على السراج.
غسن
: (الغَسْنُ: المَضْغُ؛ وبالضمِّ: الضَّعِيفُ) .
قلْتُ: هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّوابُ فِيهِ:
الغَس، بالغَيْنِ والسِّين من غيرِ نونٍ كَمَا تقدَّمَ لَهُ؛ وَهَكَذَا هُوَ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الغُسُنُ، بضمَّتَيْن: الضُّعَفاءُ فِي رأْيِهم وعُقُولِهم، فتأَمَّل.
(والغُسْنَةُ والغُسْناةُ، بضمِّهما: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ) ؛ قالَ حميدٌ الأرْقَط:
بَينا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غُسْناتِهإذ صَعِدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْراتِهفاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه(35/476)
قالَ ابنُ بَرِّي: ويُرْوى هَذَا الرَّجْز لجنْدلٍ الطُّهَوِيّ. قالَ: وَالَّذِي رَواهُ ثَعْلَب وأَبو عَمْرٍ و: وَفِي غَيْساتِه.
قَالَ والغَيْسَةُ: النَّضَارَةُ والنَّعْمةُ؛ قالَ: وتقدَّمَ ذلِكَ فِي السِّيْن؛ (ج) غُسَنٌ، (كصُرَدٍ) .
قالَ الأصْمعيُّ: الغُسَنُ خُصَلُ الشَّعَرِ مِن المرْأَةِ والفَرَسِ، وَهِي الغَدائِرُ.
وقالَ غيرُهُ: شَعَرُ الناصِيَةِ، فَرَسٌ ذُو غُسَن؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
مُشْرِفُ الهادِي لَهُ غُسَنٌ يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إحْضاراوفي المُحْكَم: الغُسَنُ: شَعَرُ العُرْفِ والناصِيَةِ والذَّوائِبِ؛ قالَ الأَعْشى:
غَدا بتَليلٍ كجِذْعِ الخِضَابِ حُرِّ القَذالِ طويلِ الغُسَنْ (و) الغِسانُ، (ككِتابٍ: جِلْدٌ يَلْبَسَهُ الصَّبيُّ.
(و) الغُسانُ، (كغُرابٍ: أَقْصَى القَلْبِ) . يقالُ: قد علِمْتُ ذلِكَ مِن غُسَّانِ قلْبِك؛ عَن أَبي زيْدٍ.
(و) الغَسَّانُ والغَيْسانُ، (كشَدَّادٍ وكَيْسانَ: حِدَّةُ الشَّبابِ) وطَراوَتِه وحُسْنِه ونَعْمتِه؛ وقيلَ: الشَّبابُ. يقالُ: كانَ ذلِكَ فِي غَيْسانِ شبَابِهِ إِن جَعَلْتَه فَيْعالاً أَو فَعَّالاً، فَهُوَ مِن هَذَا البابِ، وَقد ذُكِرَ غَسّان فِي غ س س، وغَيْسان فِي غ ي س؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:
لَا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِوالخَبْطُ فِي غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ (و) يقالُ: (مَا أَنتَ من غَسَّانِهِ وغَيْسانِهِ) ، أَي لسْتَ (من رِجالِهِ) ، أَو مِن ضَرْبِهِ.
(و) غَسَّانُ، (كشَدَّادٍ: ماءٌ نَزَلَ عَلَيْهِ قومٌ من الأَزْدِ) ؛ وَقد مَرَّ فِي(35/477)
السِّيْن أنَّه بينَ رمع وزبيد، (فَنُسِبُوا إِلَيْهِ، مِنْهُم بنُو جَفْنَةَ رَهْطُ المُلوكِ) والحارِثِ المُحَرقِ وثَعْلَبَة العَنْقاء وثَعْلَبَة الأكْبر.
(أَو غَسَّانُ: اسمُ القَبيلَةِ) ، وَهُوَ مازِنُ بنُ الأَزْدِ بنِ الغَوْثِ.
أَو اسمُ دابَّةٍ وقَعَتْ فِي هَذَا الماءِ فسُمِّي بِهِ كلُّ ذلِكَ؛ تقدَّمَ تَفْصِيلُه فِي حَرْفِ السِّين، وكأَنَّ المصنِّفَ، رحِمَه اللهاُ تعالَى، أَعادَه هُنَا إشارَةً إِلَى القَوْلَيْن، فإنَّه حكى فِيهِ الصَّرْف والمَنْع كَمَا ذكرَ هُنَاكَ.
(والغَسَّانيُّ) مِن الرِّجالِ: (الجميلُ جِدّاً) ، كأَنَّه غصْنٌ فِي حسْنِ قامَتِه كالغَيْسانيِّ، وَقد ذُكِرَ فِي السِّين.
(والأَغْسانُ: أَخلاقُ النَّاسِ) .
قالَ السُّلَميُّ: فلانٌ على أَغْسانٍ مِن أَبيهِ وأَعَسْان أَي أخْلاق.
(والغَيْسانَةُ: النَّاعِمَةُ) .
والغَيْسانُ: الناعِمُ قالَ أَبو وَجْزَةَ:
غَيْسانَةٌ ذَلِك من غَيْسانِها وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ فِي جَمْعِ الغُسْنَة غُسْناتٌ وغُسُناتٌ؛ قالَ الرَّاجزُ:
فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْذِي غُسُناتٍ قد دَعانِي أَحْزُمُهْوأَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ طلحَةَ بنِ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ غَسَّان الغَسَّانيُّ المحدِّثُ إِلَى جَدِّه.
والغَسَّانيةُ: طائِفَةٌ مِن مرجِئَةِ الكُوفَةِ انْتَسَبُوا إِلَى رجُلٍ اسْمه غَسَّان.
وغُسَّانُ، كرُمَّانٍ: ابنُ الصَّدَفِ، أَبو قَبيلَةٍ، ويُرْوَى بالمُهْملَةِ أَيْضاً، وَقد ذُكِرَ فِي السِّيْن أَيْضاً.
غشن
: (الغَشْنُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (الضَّرْبُ بالعَصا وبالسَّيْفِ.(35/478)
(و) الغُشانَةُ، (كثُمامَةٍ: الكُرابةُ بعدَ الصِرامِ) ؛ عَن كُراعٍ، والصَّحيحُ أنَّه بالعَيْنِ المُهْملَةِ كَمَا ذُكِرَ فِي موْضِعِه.
قالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ لمَا يَبْقى فِي الكِبَاسَةِ مِن الرُّطَبِ إِذا لُقِطَت النَّخْلة الكُرَابَة والغُشانَة والبُذَارَة والشَّمَلُ والشُّماشِمُ والعُشانَةُ.
(وتَغَشَّنَ الماءُ: رَكِبَه البَعَرُ فِي غَديرٍ ونحوِهِ) .
غُصْن
: (الغُصْنُ، بالضَّمِّ: مَا تَشَعَّبَ من ساقِ الشَّجرِ (دِقاقُها وغِلاظُها؛ و) الشّعْبَةُ (الصَّغيرَةُ) مِنْهَا غصْنَةٌ، (بهاءٍ؛ ج غُصُونٌ وغِصَنَةٌ) ، بكسْرٍ ففتحٍ مثْلُ قُرْطٍ وقِرَطَةٍ، (وأَغْصانٌ.
(وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه) غَصْناً: (مَدَّهُ إِلَيْهِ) ، فَهُوَ مَغْصونٌ، عَن القَنَانيِّ.
(و) غَصَنَ (الشَّيءَ: أَخَذَه.
(أَو) غَصَنَ الغُصْنَ: إِذا (قَطَعَهُ) وأخَذَهُ.
(و) غَصَنَ (فلَانا عَن حاجَتِه) يَغْصِنُه: (ثَناهُ وكفَّه) ؛ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
قالَ الأَزّهرِيُّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيه المُنْذريُّ فِي النوادِرِ؛ وغَيْرُه يقولُ: غَضَنَ بالضَّاد، وَهُوَ عنْدَ شَمِرٍ بالضَّادِ، قالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ.
(وذُو الغُصْنِ: وادٍ من حَرَّةِ بَني سُلَيْمٍ) .
وقيلَ: وادٍ قَرِيبٍ مِن المَدينَةِ تصبُّ فِيهِ سيولُ الحرَّةِ، عَن نَصْر، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وقيلَ: هُوَ مِن أَوْديَةِ العقِيقِ.
(وأَبو الغُصْنِ: دُجَيْنُ بنُ ثابتِ بنِ دُجَيْنٍ وليسَ بِجُحَى كَمَا توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ، أَو هُوَ كُنْيَتُه) .
ونَصُّ الجَمْهرَةِ: وأَبو الغُصْنِ كُنْيَتُه جُحَى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى: وَفِي كَلامِه تَناقِضٌ إِذْ نَفَاه(35/479)
أَوَّلاً ثمَّ أَثْبَتَه قوْلاً ثَانِيًا، وَإِذا كانَ قولا فمَا معْنى التّوَهّم؛ بل حَزَمَ قوْمٌ ادَّعاه المصنِّفُ توهّماً كَمَا يأْتي فِي المُعْتل.
قلْتُ: ومَرَّ فِي د ج ن شيءٌ مِن ذَلِك.
(وأَغْصَنَ العُنْقودُ وغَصَّنَ) ، بالتَّشديدِ: (كثرَ) ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ: كَبِرَ، (حَبُّهُ) شَيْئا، وَهُوَ الصَّوابُ.
(وثوب أَغْصَنُ: فِي ذَنَبِه بَياضٌ.
(وغُصْنٌ، بالضَّمِّ وكزُبَيْرٍ: اسْمانِ) .
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُ أنَّ بَني غُصَيْنٍ بَطْنٌ.
قلْتُ: وهم الْيَوْم بغزة وشِرْذَمَة بالرَّمْلةِ، وَمِنْهُم الإمامُ المحدِّثُ الشيخُ عبْدُ القادِرِ بنُ غُصَيْنٍ الغزيُّ الشَّافِعِيُّ، رَوَى عَنهُ أَبو السَّعادَاتِ محمدُ بنُ عبدِ القادِرِ الفاسِيُّ وغيرُهُ، وَقد انْقَرَضَ الحدِيثُ الآنَ مِن بيتِهم.
(
غضن
(غَضَنَهُ يَغْضِنُه ويَغْضُنُه) ، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، غَضْناً: (حَبَسَهُ.
(و) يقالُ: مَا غاضَنَه عَنْك: أَي مَا (عاقَهُ) .
ووَقَعَ فِي نوادِرِ ابنِ الأعْرابيِّ: غَصَنَني عَن حاجَتِي يَغْصِنُني، بالصَّاد وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: غَضَنَني يَغْضِنُني، كَمَا قالَهُ شَمِرٌ وغيرُهُ.
(و) غَضَنَتِ (النَّاقَةُ بولَدِها: أَلْقَتْه لغيرِ تَمامٍ) قبْلَ أَن ينْبتَ عَلَيْهِ الشَّعَرُ ويَسْتَبِينَ خَلْقُه، (كغَضَّنَتْ) ، بالتَّشْديدِ.
قالَ أَو زيْدٍ: يقالُ لذلِكَ الولدِ الغَضِينُ؛ (والاسمُ) الغِضانُ، (ككِتابٍ والغَضْنُ) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ: كلُّ تَثَنَ فِي ثَوْبٍ أَو جِلْدٍ أَو دِرْعٍ) وغيرِها، (ج غُضونٌ) ؛ قالَ كعبُ بنُ زهيرٍ:(35/480)
إِذا مَا انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهرأَيتَ لجَاعِرَتَيْه غُضُونا (و) الغَضْنُ، بالفتحِ والتَّحْريكِ: (العَناءُ والتَّعَبُ) . تقولُ العَرَبُ للرَّجلِ تُوعِدُه: لأُطيلَنَّ غَضَنَك، أَي عَناءَك، نَقَلَه الأزْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ، وأَنْشَدَ:
أَرَيْتَ إِن سُقْنا سِياقاً حَسَنانَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا (والمُغاضَنَةُ: مُكاسَرَةُ العَيْنَيْنِ) للرِّيبةِ.
وَفِي الأساسِ: غاضَنَ المرْأَةَ: غازَلَها بمُكاسَرَةِ العَيْنَيْنِ.
(وغُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِيها.
(والأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَيْنَهُ خِلْقَةً أَو عَدَاوَةً أَو كِبْراً) ؛ قالَ:
يَا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْضَنِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الغُضُونُ والتَّغْضِينُ: التَّشَنُّجُ، عَن اللّحْيانيّ؛ وَقد تَغَضَّنَ وغَضَّنَه.
ورجُلٌ ذُو غُضُونٍ فِي جبْهَتِه؛ تَكَسّرٌ. يقالُ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فغضَّنَ لي مِن جبْهَتِه.
وتَغَضَّنَتِ الدِّرْعُ على لابِسِها: تَثَنَّتْ.
والغَضَنُ: تَثَنِّي العُودُ تَلَوِّيه.
وغَضَنُ العَيْنِ: جِلْدَتُها الظاهِرَةُ.
ويقالُ للمَجْدُور إِذا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلْدَة: أَصْبَحَ جلْدُه غَضْنةً واحِدَةً.
وأَغْضَنَتِ السَّماءُ: دامَ مَطَرُها، كغَضَّنَتْ.
وأَغْضَنَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: دامَتْ وأَلَحَّتْ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وأَغْضَنَ عَلَيْهِ اللّيْلُ: أَظْلَمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/481)
غ ف ن كَمَا فِي التهْذِيبِ:.
غفن
:) قالَ أَبو عَمْرو: أَتَيْته على إِفَّانِ ذلِكَ وغِفَّانِ ذلِكَ وقِفَّانِ ذلِكَ؛ قالَ: والغَيْن فِي بَني كِلابٍ.
غلن
: (غَلَنَ الشَّبابُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: أَي (غَلا.
(وغُلَوانُ الشَّبابِ والأَمْرِ) بضمّ ففتحٍ: (غُلَوَاؤُهُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بِعْتُه بالغَلانِيةِ: أَي بالغَلاءِ، هَذَا معْناهُ وليسَ مِن لفْظِه؛ وَمِنْه قوْلُ الأعْشى:
وَذَا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ وَذَا الوُدِّ فاجْزِهعلى وُدِّه أَو زِدْ عَلَيْهِ الغَلانِياأَرادَ الغَلانِيَةَ فحذَفَ الهاءَ ضَرُورَةً ليَسْلَم الرَّوِيَّ مِن الوَصْل.
غمن
: (غَمَنَ الجِلْدَ أَو البُسْرَ) يَغْمُنُه غَمناً: (غَمَلَهُ) ، أَمَّا غَمَنَ الجِلْدَ فَأن يُجْمَع بعْدَ سَلْخِه وَيتْرك مَغْموماً حَتَّى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه للدِّباغِ.
وقيلَ: غَمَنَهُ: غَمَّهَ لِيَلِينَ للدِّباغِ ويَتَفَسَّخَ عَنهُ صُوفُه، (فَهُوَ غَمِينٌ) وغَمِيلٌ. وأَمَّا البُسْر فيُقالُ: غَمَنَه إِذا غَمَّه ليُدْرِكَ.
(و) غَمَنَ (فلَانا: أَلْقَى عَلَيْهِ ثِيابَه ليَعْرَقَ.
(والغُمْنَةُ، بالضَّمِّ: الإسْفِيداجُ والغُمْرَةُ) الَّتِي (تَطْلِي بهَا المرأَةُ وَجْهَها) ؛ قالَ الأَغْلَبُ:
لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ (وغُمِنَ فِي الأرضِ، كعُنِيَ: أُدْخِلَ فِيهَا فانْغَمَنَ.(35/482)
(وبنُو الغُمَيْنَى، بالضمِّ والقَصْر: ناسٌ بالحِيرَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَخْلٌ مَغْمُونٌ: يقارِبُ بَعْضُه بَعْضًا وَلم يَنْفَسِخ كمَغْمول.
غنن
: ( {الغُنَّةُ، بالضمِّ: جَرَيانُ الكَلامِ فِي اللَّهاةِ) ، وَهِي أَقَلّ مِن الخُنَّة.
وقالَ المبرّدُ. هُوَ أنْ يُشْرَبَ الحَرْفُ صَوْتَ الخَيْشومِ، والخُنَّة أَشَدّ مِنْهَا، والتَّرخِيم حَذْف الكَلامِ.
(واسْتَعْمَلَها يَزيدُ بنُ الأَعْوَرِ) الشّنِّيُّ (فِي تَصْوِيتِ الحِجارَةِ) ، فقالَ:
إِذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّايَرْمَعَها والجَنْدَلَ} الأَغَنَّا ( {غَنَّ} يَغَنُّ، بالفتحِ) ؛ قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: وَهُوَ يُوهم أَنَّه بالفتْح فيهمَا وليسَ كذلِكَ، بل المَاضِي مَكْسُور والآتي مَفْتُوح على القِياسِ فَلَا اعْتِدادَ بظاهِرِه؛ (فَهُوَ {أَغَنُّ (.
(قالَ أَبو زيْدٍ:} الأَغَنُّ: الَّذِي يُحْرِجُ كَلامَه فِي لَهاتِه.
(وقالَ غيرُهُ: من خياشِيمِه.
(و) مِن المجازِ: {غَنَّ (الوادِي: كثُرَ شَجَرُه.
(و) غَنَّ (النَّخْلُ: أَدْرَكَ،} كأَغَنَّ فيهمَا) .
وقيلَ: وادٍ {مُغِنٌّ إِذا كثُرَ ذُبابُه لالْتِفافِ عُشْبِه حَتَّى تسْمَعَ لطَيرَانِها} غُنَّة.
(وظَبْيٌ أَغَنُّ: يَخْرُجُ صَوْتُه مِن خَياشِيمِه) ؛ قالَ:
فقد أَرَنِّي وَلَقَد أَرَنِّيغُرّاً كأَرْآم الصَّريمِ! الغُنِّ وَفِي قَصِيد كعْبِ بنِ زهيرٍ، رضِي(35/483)
اللهُ تَعَالَى عَنهُ:
إلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكْحولُ (وقولُ الجوهرِيِّ: طَيْرٌ أَغَنُّ غَلَطٌ) .
قلْتُ: وَإِذا أُرِيدَ بالطَّيرِ الذّبابَ فَلَا غَلَط، فإنَّه يُوصَفُ بِهِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وادٍ {مُغِنٌّ: كَثُرَتْ أَصْواتُ ذُبابِه، جعلَ الوَصْف لَهُ، وَهُوَ للذُّبَابِ.
(} وغَنَّنَهُ {تَغْنيناً جَعَلَهُ أَغَنَّ) ، يقالُ: مَا أَدْرِي مَا غَنَّنَهُ، أَي جَعَلَه أَغَنَّ.
(و) مِن المجازِ: (} الغَنَّاءُ من القُرَى: الجَمَّةُ الأَهْلِ والبُنْيانِ) والعُشْبِ.
(و) الغَنَّاءُ (مِن الرّياضِ: الكَثيرَةُ العُشْبِ) ، وَإِذا كانتْ كذلِكَ أَلِفَها الذِّبَّانُ، وَفِي أَصْواتِها {غُنَّة. (أَو) الَّتِي (تَمُرُّ الرِّياحُ فِيهَا غيْرَ صافِيَةِ الصَّوْتِ لكَثافَةِ عُشْبِها) والْتِفافِهِ.
(} وأَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّتَ؛ والاسمُ: كغُرابٍ) ؛ قالَ:
حَتَّى إِذا الوادِي أَغَنَّ {غُنانُه (و) مِن المجازِ: أَغَنَّ (اللهاُ غُصْنَهُ) : أَي (جَعَلَهُ ناضِراً.
(و) مِن المجازِ: أَغَنَّ (السِّقاءُ: امْتَلَأَ) مَاء.
(} والأَغَنُّ: رَجُلٌ من أَصْحابِ طُلَيْحَةَ) الَّذِي كانَ قد ادَّعَى النُّبوَّةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَرْفٌ أَغَنُّ: تحْدُثُ عَنهُ {الغُنَّة.
قالَ الخليلُ: النُّونُ أَشَدّ الحُروفِ غُنَّة.
} وأَغَنَّتِ الأرضُ: اكْتَهَلَ عُشْبُها؛ وعُشْبٌ أَغَنُّ؛ وقولُ الشاعِرِ:
فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّبعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ! المُغِن ِّيجوزُ أَن يكونَ من نَعْتِ العَمِيمِ،(35/484)
وَأَن يكونَ من نَعْتِ الرَّوْضَةِ، كَمَا قَالُوا: امْرأَةٌ مُرْضِعٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا بقوِيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غندجن
: (غندجان: مَدينَةٌ مِن كورِ الأَهوازِ، مِنْهَا: عبدُ الرحمنِ بنُ الحَسَنِ الغندجانيُّ مِن أَصْحابِ الإِمام أَبي حامِدٍ الاسْفَرايني، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
غون
: ( {التَّغَوُّنُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (الإِصْرارُ على المَعاصِي.
(و) التَّوَغُّنُ: (الإِقْدامُ فِي الحرْبِ) .
هَذَا هُوَ نَصّه على الصّحِيحِ والمصنِّفُ جَعَلَ المَعْنَيَيْن} للتّغَوُّنِ وليسَ كذلِكَ فليتنبه لَهُ.
غين
: ( {الغَيْنُ: حَرْفُ هِجاءٍ مَجْهورٌ مُسْتَعلٍ) مَخْرجُه أَعْلى الحَلْقِ جوَار مَخْرجِ الحاءِ؛ (ويَنْبَغِي أَن لَا يُغَرْ غَرَبها فَيُفْرِطَ وَلَا يُهْمَلَ تَحْقيقُ مَخْرَجِها فَتَخْفَى بل يُنْعَمَ بيانُها ويُخَلَّصَ، وَلَا تُزادُ وَلَا تُبْدَلُ) ، بل تكونُ أَصْلاً وَقد تكونُ بَدَلاً مِن العَيْنِ، كَمَا فِي يسوع ويسوغ وارْمَعَلّ وارْمَغَلّ على مَا سَبَقَ بيانُه، كَمَا فِي معْنَى العطشِ والغيمِ.
(و) الغَيْنُ: (العَطَشُ، (وَقد} غِنْتُ {أَغِينُ) .
} وغانَتِ الإِبلُ مثْلُ غامَتْ: عَطشَتْ.
(و) الغَيْنُ: (الغَيْمُ) ، وَهُوَ السَّحابُ، لُغَةٌ فِيهِ. وقيلَ: النّونُ بَدَلٌ مِن الميمِ؛ أَنْشَدَ يَعْقوب لرِجُلٍ مِن بَني تَغْلب يَصِفُ فرسا:(35/485)
كأَنِّي بَين خافِيَتَيْ عُقابٍ يُرِيدُ حمامةً فِي يَوْم {غَيْنِ أَي فِي يَوْم غَيْم.
قالَ ابنُ بَرِّي: الَّذِي أَنْشَدَه الجوْهرِيُّ:
أَصابَ حَمامةً فِي يَوْم غَيْنِ وَالَّذِي رَواهُ ابنُ جني وغيرُهُ: يُريدُ حَمامةً، كَمَا أَوْرَدَه ابنُ سِيْدَه وغيرُهُ؛ قالَ: وَهُوَ أَصَحّ مِن رِوايَةِ الجَوْهرِيّ.
(} والغَيْنَةُ) : اسمُ (أَرْضٍ) ؛ قالَ الرَّاعِي:
ونَكَّبْنَ زُوراً عَن مُحَيَّاةَ بعدمابَدَا الأَثْلُ أَثْلُ {الغَيْنةِ المُتَجاوِرُويُرْوَى: الغِيْنَة بالكسْرِ.
(و) الغَيْنَةُ: الأَجَمَةُ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وقالَ أَبو العَمَيْثل: (الأَشْجارُ المُلْتَفَّةُ) مِن الجِبالِ وَفِي السَّهْلِ (بِلا ماءٍ) ، فَإِذا كانتْ بماءٍ فَهِيَ الغَيْضَة.
(و) الغَيْنَةُ: (ع بالشَّامِ) ، عَن نَصْر.
(و) أَيْضاً: (ع باليَمامَةِ) ، وضَبَطَه نَصْر بالكسْرِ، وَبِه فُسِّر قوْلُ الرَّاعِي أَيْضاً.
(و) الغِيْنَةُ، (بالكسْرِ: الصَّديدُ.
(و) قيلَ: (مَا سالَ مِن المَيِّتِ) .
وقيلَ: مَا سالَ مِن الجيفَةِ.
(} والغَيْناءُ: الخَضْراءُ من الشَّجَرِ) ، الكثيرَةُ الوَرَقِ، المُلْتَفَّةُ الأَغْصانِ، الناعِمَةُ؛ وَقد يقالُ ذَلِك فِي العُشْبِ، وَهُوَ {أَغْيَنُ، والجَمْعُ} غِينٌ؛ وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
لَعِرْضٌ من الأعْراضِ يُمْسِي حَمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه! الغِينِ يَهْتِفُ(35/486)
وأَنْكَر ابنُ سِيْدَه فِي خطْبَةِ المُحْكَم هَذَا على ابنِ السِّكّيت أَي جعْلَ {الغِين جَمْع شَجَرةٍ} غَيْناءَ فراجِعْه.
(و) {الغَيْناءُ؛ (بِئْرٌ) ، صوابُه بالعَيْنِ المُهْملةِ وَقد تقدَّمَ لَهُ.
(و) } الغَيْنا، (بالقَصْرِ: قُنَّةٌ ثَبيرٍ من الأَثْبِرَةِ السَّبْعَةِ) ، وهنَّ ثَبيرُ {غَيْنا، وثَبيرُ الأَحْدَبِ، وثَبيرُ الأَعْرجِ، وثَبيرُ الزُّنْجِ، وثَبيرُ الخَضْراء، وثَبيرُ النّصعِ، وثَبيرُ الأَثْبرَةِ، ذَكَرَهُنَّ نَصْر. ويقالُ بالعَيْنِ المُهْملةِ، وأَنْكَرَه المصنِّفُ كَمَا تقدِّمَ لَهُ.
(} وغِينَ على قلْبِهِ {غَيْناً تَغَشَّتْهُ الشَّهْوَةُ أَو غُطِّيَ عَلَيْهِ وأُلْبِسَ، أَو غُشِيَ عَلَيْهِ، أَو أَحاطَ بِهِ الرَّيْنُ) .
وَفِي الحدِيثِ: (إنَّه} ليُغانُ على قلْبي حَتَّى أَسْتغفرُ اللهاَ العظيمَ فِي اليومِ سَبْعِينَ مَرَّة) ؛ أَرادَ مَا يَغْشاهُ من السَّهْو الَّذِي لَا يَخْلُو عَنهُ البَشَرُ، لأنَّ قلْبَهُ أَبداً كَانَ مَشْغولاً باللهاِ تَعَالَى، فَإِن عَرَضَ لَهُ وَقْتاً مّا عارَضَ بَشَريّ يَشْغَلُه عَن أُمورِ الأُمَّةِ والملَّةِ ومَصالِحِها عَدَّ ذلكَ ذَنْباً وتَقْصِيراً، فيُفْزِعُه ذَلِك إِلَى الاسْتِغْفارِ.
وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إنَّه يتَغَشَّى القلْبَ مَا يُلْبِسُه، وكذلِكَ كلُّ شيءٍ يَغْشَى شَيْئا حَتَّى يُلْبِسَه فقد غِينَ عَلَيْهِ؛ ( {كأُغِيَنَ فيهمَا.
(} وأَغانَ الغَينُ السَّماءَ) : أَي (أَلْبَسَها) ؛ قالَ رُؤْبَة:
أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِأَمْطَرَ فِي أَكْنافِ غَيْنٍ {مغْين ِأَخْرَجَه على الأَصْل.
(} والغانَةُ: حَلْقَةُ رأْسِ الوَتَرِ.(35/487)
(و) {غانَةُ، (بِلا لامٍ: د بالمَغْرِبِ) مِن وَرَاء السُّوس الأَقْصَى، وَهِي إحْدى مَدَائِن التّكْرُور، وَمِنْهَا: العزُّ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عُثْمانَ} الغَانِيُّ ترْجَمَه البقاعيّ.
(وفَرغانَةُ: من بِلادِ العَجَمِ) ، يأْتي ذِكْرُها فِي الفاءِ، وَلَا وَجْه لإيرادِها هُنَا، فإنَّ حُروفَها كلَّها أَصْليَّةٌ.
( {والغِينُ، بالكسْرِ: ع كَثيرُ الحُمَّى؛ وَمِنْه آنَسُ مِن حُمَّى} الغِينِ) ؛ نَقَلَهُ الفرَّاءُ.
( {والأغْيَنُ: الطَّويلُ) مِن الأَشْجارِ، أَو من الرِّجالِ على التَّشْبيهِ.
(وذُو} غانٍ: وادٍ باليَمَنِ) ؛ عَن نَصْر، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
( {وغانَتْ نَفْسِي} تَغِينُ) {غَيْناً: (غَثَتْ.
(و) } غانَتِ (الإِبِلُ) : عَطِشَتْ، مثْلُ (غامَتُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غانَتِ السَّماءُ غَيْناً {وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيْمُ.
والأغْيَنُ: الأخْضَرُ.
} والغِينُ، بالكسْرِ، مِن الأرَاكِ والسِّدْرِ: كثْرَتُه واجْتِماعُه وحُسْنُه؛ عَن كُراعٍ، والمَعْروفُ أنَّه جَمْعُ شَجَرة {غَيْناء، وكذلِكَ حُكِي الغِينَةُ، بالكسْرِ، جَمْع شَجَرةٍ} غَيْناء.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا غيرُ مَعْروفٍ فِي اللُّغَةِ وَلَا فِي قياسِ العَربيَّةِ، إنَّما الغِينَةُ الأَجَمَةُ.
{والغَيْنَةُ الشَّجْراءُ: مثْلُ الغَيْضَة الخَضْراء.
والغَيْنُ: شَجَرٌ ملْتفٌ} وغيَّنَ {غَيْناً حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبَها؛ والجَمْعُ} غيونٌ {وأَغْيانُ} وغَيْنات
(فصل الْفَاء) مَعَ النُّون)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فبزن
: فابزان: قَرْيةٌ بأَصْبَهان، مِنْهَا:(35/488)
أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ سُلَيْمن بنِ يوسفَ بنِ صالحٍ العقيليُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ يَعْقوب الأَصْفهانيُّ تُوفي سَنَة 301.
فيجن
:) ! وفايجانُ، بالجيمِ بَدَل الزَّاي: قَرْيةٌ أُخْرى بأَصْفَهان غيرُ الأُولى، مِنْهَا أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ يَسَارٍ مَوْلَى قُرَيْش.
فتن
: (الفَتْنُ، بالفتحِ) ، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه: (الفَنُّ والحالُ؛ وَمِنْه) قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:
إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَهاو (العَيْشُ فِتْنَان) فَحُلْوٌ ومُرْ (أَي) ضَرْبانِ و (لَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ) ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:
هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليهلِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ (و) الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. (وَمِنْه) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يومَ هم (على النَّارِ يُفْتَنُونَ) } ، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هَذَا المعْنَى هُوَ الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.
(والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {إنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً} ، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {أَوَ لَا يَرَوْنَ أنَّهم يُفْتَنُونَ فِي كلِّ عامٍ مرَّةً أَو مَرَّتَيْن} ؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إِلَى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ (كالمَفْتُونِ) ، صِيغَ المَصْدرُ على(35/489)
لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ (وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ (بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ) } .
قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قوْلِهِ تعالَى: {قلْ كَفَى بااِ شَهِيدا} . والمَفْتونُ: الفِتْنَةُ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والمَفْتُون خَبَره.
قالَ: وقالَ المازِنيُّ: المَفْتونُ هُوَ رفعٌ بالابْتِداءِ وَمَا قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعَلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل فِي معْنَى الظَّرْفِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: إِذا كَانَت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فَإِن جعلت الْبَاء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.
(و) الفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ربَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أَي لَا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنُّوا أنَّهم خَيْرٌ منَّا، والفِتْنَةُ هُنَا إِعْجابُ الكفّارِ بكفْرِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) ؛ يقولُ: أَخافُ أَن يُعْجبُوا بهنَّ فيَشْتغِلُوا عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً) : أَعْجَبَه (وأَفْتَنَه) ، كذلِكَ، الأولى لُغَةُ الحِجازِ، والثَّانيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، هَذَا قوْلُ أَكْثَر أَهْل اللغَةِ؛ قالَ أَعْشَى هَمْدانَ فجَاء باللُّغَتَيْن:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِمقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ جنيّ: ويقالُ هَذَا البَيْتُ لابنِ قَيْسٍ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: هَذَا سَمِعْناه من(35/490)
مُخَنَّثٍ وليسَ بثَبَتٍ، لأنَّه كَانَ ينكرُ أَفْتَنَ، وأَجازَه أَبُو زيدٍ، وقالَ: هُوَ فِي رجز رُؤْبَة يعْنِي قوْلَه:
يُعْرِضْنَ إعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوْلُه أَيْضاً:
إنِّي وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْقالَ: وحكَى الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه بسنَدِه عَن الأَصْمعيّ قالَ: حدَّثنا عُمر بنُ أَبي زائِدَةَ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ عَمْرو بنْت الأَهْتم قالتْ: مَرَرْنا وَنحن جَوَارٍ بمجلسٍ فِيهِ سَعِيد بن جُبَيْر، ومَعَنا جارِيَة تغنِّي بدُفَ مَعهَا وتقولُ:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْس أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِموأَلْقَى مَصابِيحَ القِراءَ واشْتَرى وِصالَ الغَواني بالكِتابِ المُتَمَّمِفقالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنّ كذَبْتنَّ.
(والفِتْنَةُ: (الضَّلالُ.
(والفِتْنَةُ: (الإِثْمُ والمَعْصيَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {أَلا فِي الفتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي الاثْم.
(والفِتْنَةُ: (الكُفْرُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {والفِتْنَةُ أَشَدُّ مِن القَتْلِ} ؛ وَكَذَا قَوْلهُ تعالَى: {إنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذين كَفَرُوا} ؛ وَكَذَا قوْلُه تَعَالَى: {على خَوْفٍ مِن فرْعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم} .
(والفِتْنَةُ: (الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه(35/491)
تَعَالَى: {وَمن يرد الله فِتْنَتَهُ} ؛ أَي فَضِيحَتَه، وقيلَ: كفْرَه.
قالَ أَبو إسْحاق: ويجوزُ أَن يكونَ اخْتِيارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُه.
(والفِتْنَةُ: (العَذَابُ نحْو تَعْذيبِ الكفَّارِ ضَعْفَى المُؤْمِنِين فِي أَوَّلِ الإسْلام ليَصُدُّوهم عَن الإِيمان؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي فِي العَذابِ والبليةِ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُم} ؛ أَي عَذَابَكم.
(وقالَ الأزْهرِيُّ وغيرُه: جِماعُ معْنَى الفِتْنَة الابْتِلاءُ والامْتِحانُ والاخْتِيارُ، وأَصْلُها مأْخوذٌ مِن الفتنِ، وَهُوَ (إذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ بالنَّارِ لِتَمَيُّزِ الرَّدِيءِ من الجيِّدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: لتنْظرَ مَا جَوْدَتُه.
زادَ الرَّاغبُ: ثمَّ اسْتعْمل فِي إدْخالِ الإِنْسان النَّار والعَذَاب، وتارَةً يسمّونَ مَا يَحْصَلُ عَنهُ العَذابُ فِتْنَةً فتسْتَعْملُ فِيهِ، وتارَةً فِي الاخْتِبارِ نحْو: {وفَتَّناكَ فُتُوناً} .
(والفِتْنَةُ: (الإِضْلالُ؛ نحْو قَوْله تعالَى: {مَا أَنْتم عَلَيْهِ بفاتِنينَ} ؛ أَي بمُضِلِّين إلاَّ من أَضَلّه الله تَعَالَى، أَي لسْتُم تُضِلُّونَ إِلَّا أَهلَ النارِ الَّذين سَبَقَ عِلْم الله تَعَالَى فِي ضلالِهم.
قالَ الفرَّاءُ: أَهْلُ الحجازِ يقُولُونَ بفاتِنِينَ، وأَهْلُ نَجْدٍ يقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِن أَفْتَنْتُ.
(والفِتْنَةُ: (الجُنونُ كالفُتُونِ.
(والفِتْنَةُ: (المِحْنَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وهم لَا يُفْتَنُونَ} ؛ أَي لَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا يَبِينُ حَقِيقَة إيمانِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (فَبِي تُفْتَنُونَ وعنِّي تُسْأَلونَ) ، أَي(35/492)
تُمْتَحَنُونَ فِي قُبورِكم ويُتَعَرَّف إيمانُكم لَا بنبوَّتي.
(والفِتْنَةُ: (المالُ.
(والفِتْنَةُ: (الأوْلادُ أُخِذَ ذلِكَ مِن قوْلهِ تَعَالَى: {واعْلَموا إنَّما أَمْوالُكُم وأَوْلادُكم فِتْنَة} ؛ فقد سمَّاهُم هَهُنَا فِتْنَة اعْتِباراً بِمَا ينالُ الإِنْسان مِنَ الاخْتِبار بهم، وسَمَّاهم عَدوّاً فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {إنَّ مِن أَزْواجِكم وأَوْلادِكم عَدوّاً لكم} ، اعْتِباراً بِمَا يتولَّدُ مِنْهُم. وجَعَلَهم زِينَة فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {زُيِّن للناسِ حُبُّ الشَّهَوات} ، الآيَة اعْتِباراً بأَحْوالِ الناسِ فِي تَزْيينِهم بهم.
قالَ الرَّاغبُ: وَفِي حدِيثِ عُمَر: سمعَ رجُلاً يَتَعَوَّذُ مِن الفِتَنِ فقالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ تأَوَّلَ الآيَةَ المَذْكُورَة: وَلم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاخْتِلافِ.
(والفِتْنَةُ: (اخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقوْلُه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنِّي أَرَى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم) ؛ يكونُ القَتْلُ والحُرُوبُ والاخْتِلافُ الَّذِي يكونُ بينَ فِرَقِ المُسْلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِهَا فيُفْتَنُونَ بذلكَ عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
قالَ الراغبُ: وجُعِلَتِ الفتْنَةُ كالبَلاءِ فِي أنَّهما يُسْتَعْملان فيمَا يدفعُ إِلَيْهِ الإِنْسانُ من شدَّةٍ ورخَاءٍ، وهما فِي الشدَّةِ أَظْهَر معْنًى، وَقد قالَ، عزَّ وجلَّ: {ونَبْلوَكُمْ بالشرِّ والخيْرِ فِتْنَة} ، وَقَالَ فِي الشدَّةِ: {وَمَا يُعَلَّمانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يقُولا إنَّما نَحن فِتْنَةٌ فَلَا تكْفُر} ؛ ثمَّ قالَ: والفتْنَة مِن(35/493)
الأَفْعال الَّتِي تكون مِن اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومِن العَبْدِ كالبليةِ والمَعْصيَةِ والقَتْلِ والعَذابِ وغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَفْعالِ الكَرِيهَةِ، وَمَتى كانتْ مِن اللهِ تَعَالَى تكونُ على وَجْه الحكْمَةِ، وَمَتى كانَتْ مِن الإِنْسانِ بغيرِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى تكونُ بضدِّ ذَلِك.
(وفَتَنَه يَفْتِنُه فتنا: (أَوْقْعَهُ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنُونك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ؛ أَي يوقِعُونَك فِي بليةٍ وشدَّةٍ فِي صرْفِهم إيَّاك عمَّا أَوحى إِلَيْك. وقوْلُه تَعَالَى: {فَتَنْتم أَنْفسَكُم} ؛ أَي أَوْقَعْتُموها فِي بليةٍ وعَذابٍ (كفَتَّنَه، بالتَّشديدِ، (وأَفْتَنَه؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي السَّفَر قَلِيلَة، بل أَنْكَرَها الأَصْمعيُّ، رحِمَه اللهُ تعالَى وَلم يَعْبَأ بِمَا أَنْشَدَه من قوْلِ الشاعِرِ، (فَهُوَ مُفْتَنٌ كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، (ومَفْتُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً) أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللهُ تعالَى بالذَّنبِ ثمَّ يَتُوبُ ثمَّ يَعودُ ثمَّ يَتُوبُ.
(وفُتِنَ الرَّجُلُ فُتوناً: (وَقَعَ فِيهَا لازِمٌ مُتَعَدَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: قلْبٌ فاتِنٌ: أَي مُفْتَتِنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيام أَمْسى فُؤَادِي بِهِ فاتِنا (كافْتَتَنَ فيهمَا، أَي فِي اللازِمِ والمْتَعدِّي. يقالُ: افْتَتَنَه افْتتاناً إِذْ فتنه.
وافْتَتَنَ فِي الشيءِ: فُتِنَ فِيهِ.
(وفَتِنَ (إِلَى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ.(35/494)
وقالَ أَبُو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إِذا أَرادَ الفُجُورَ.
وحكَى الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(والفَتِينُ، (كأميرٍ، مِن الأَرضِ: (الحَرَّةُ السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ (ج فُتُنٌ (ككُتُبٍ.
(والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: (اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ فِي طريقِهم.
(وأَيْضاً: (الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وَبِهِمَا فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: (المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ) ؛ (كالفاتِنِ وَهُوَ الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وَبِه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.
(والفَتَّانُ: (الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة فِي النارِ.
(والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنان الناسَ.
(وفَتَّانَا القَبْر: (مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وَفِي حدِيثِ الكُسوفِ: (وإِنَّكم تُفْتَنُونَ فِي القُبورِ) ، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرِ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.
(والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.
(وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ (قَتيلُ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، هَكَذَا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.
(والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.
(والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.
(يكونُ (للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:
فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقيومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ(35/495)
والجَمْعُ فُتْنٌ.
(وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.
(والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو إسْحاق قوْلَه تَعَالَى: {بأَيّكم المَفْتون} .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فِيهِ فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إِلَيْهِ.
وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أَي فُتِنَ.
وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فَهُوَ مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إِذا اخْتُبِرَ.
ووَرِقٌ فَتِينٌ: أَي فِضَّة مُحْرَقَة.
ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.
والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَفَتَّانٌ أَنتَ يَا معَاذ؟) .
وقيلَ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وفتَنَّاكَ فُتُوناً} ؛ أَي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.
وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عَن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وَبِه فُسِّر قوْلُه تعالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنونَك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ، أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.
والفُتُونُ: الجُنُونُ.
والفِتْنَةُ: مَا يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.
ويقالُ: بنُو ثَقِيف يفتنون أَبداً أَي يَتَحارَبُون.(35/496)
والفَتائِنُ: الحِرَارُ السُّودُ؛ قالَ أَبو قَيْس بنُ الأُسْلَت:
غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُوفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ.
وفِتْنَةُ المَحْيا: أَن يَعْدِلَ عَن الطَّريقِ.
وفِتْنَةُ المَمَات: أَن يْسْأَلَ فِي القبْرِ.
وفِتْنَةُ الضرَّاء: السَّيْفُ.
وفِتْنَةُ السرَّاءِ: النِّساءُ.
ويقالُ للأَمَة السَّوْداءِ مَفْتونَةٌ لأنَّها كالحَرَّةِ السَّوْداء فِي السَّوادِ كأنَّها مُحْترِقَةٌ.
والفتنُ: الناحِيَةُ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وفتنٌ، كبقم: مَدينَةٌ بالهِنْدِ كبيرَةٌ حَسَنةٌ على ساحِلِ البَحْرِ ومَرْسَاها عَجيبٌ، وَبهَا العِنَبُ والرُّمَّانُ الطيِّبُ؛ وَمِنْهَا: الشيخُ الصالِح مُحَمَّد النّيْسابُورِي نَزِيلُ فتن، أَحَدُ الفُقَراء المُؤَهلين، اجْتَمَعَ بِهِ ابنُ بطوطَةَ وذَكَرَه فِي رحْلَتِه.
والفَتِينُ، كأميرٍ: القَصِيرُ والصَّغيرُ، يمانِيَّةٌ.
وفُتونُ، بالضمِّ: بنْتُ عليِّ بنِ عليِّ بنِ السَّمين، رَوَتْ عَن أبي طَلَحَةَ النِّعَال وغيرِهِ، نَقَلَهُ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
فجن
: (الفَيْجَنُ، كحَيْدَرٍ: السَّذابُ؛ كالفَيْحَلِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحْسَبُها عربيَّةً صَحِيحةً.(35/497)
(وَقد (أَفْجَنَ الرَّجُلُ: إِذا (دَاوَمَ على أَكْلِهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فحن
:) فَيْحانُ، فَيْعالٌ، مِن فَحَنَ، اسْمُ مَوْضِعِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: والأكْثَرُ أَنه فَعْلان من فاحَ.
وسَمَّت العربُ المرْأَةَ فَيْحُونَة.
فدن
: (الفَدَنُ، محركةً: صِبْغٌ أَحْمَرُ.
(وأَيْضاً: (القَصْرُ المُشَيَّدُ؛ قالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:
يُنْبِي تَجالِيدِي وأَقْتادَهاناوٍ كرأْسٍ الفَدَنِ المُؤْيَدِوالجَمْعُ أَفْدانٌ.
قالَ:
كَمَا تَرَاطَنَ فِي أَفْدانِها الرُّومُ وَفِي الأَساسِ: جاؤُوا جِمالٍ كأنَّها أَفْدانٌ، أَي قُصُورٌ.
وتقولُ: لَوْلَا الفَدَّان لم تُبَن الأَفْدانُ.
(وفُدَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: ة بشاطِىءِ الخابُورِ.
ومَرَّ للمصنِّفِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، فِي فَدَدَ الفَدِّيْنُ، بالفتْح وتَشْديدِ الدَّالِ المكْسُورَة، موْضِعٌ بحَوْرَان.
(والفَدّانُ، (كسَحابٍ وشَدَّادٍ: الثَّوْرُ.
(أَو الفَدانُ: (الثَّوْرانِ يُقْرَنُ للحَرْثِ بَينهمَا.
قالَ أَبو حنيفَةَ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: (وَلَا يقالُ للواحِدِ فَدَّانُ.
(أَو هُوَ، أَي الفَدَانُ، (آلَةُ الثَّوْرَيْنِ) تُجْمَعُ أَداتُهما فِي القِرانِ للحَرْثِ.
وقالَ أَبو عَمْرو: الفَدَّانُ (ج فَدادِينُ، وَهِي البَقَرُ الَّتِي يحرثُ بهَا.
قالَ أَبو تُرابِ: أَنْشَدَني خَلِيْفَةُ الحُصَيْنيُّ لرجُلٍ يَصِفُ الجُعَل:
أَسْوَدُ كاللّيلِ وليسَ بالليلِ(35/498)
لَهُ جَناحانِ وليسَ بالطَّيْريَجُرُّ فَدَّاناً وليسَ بالثَّوْرفجمعَ بينَ الرَّاء واللامِ فِي القافِيَةِ وشدَّد الفَدَّانَ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ الفَدَانُ، بالتَّخْفِيفِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ذَكَرَه سِيْبَوَيْه فِي كتابِهِ ورَوَاهُ عَنهُ أَصْحابُه فَدَان بالتَّخْفيفِ، وجَمَعه على أَفْدِنَة، وقالَ: العِيَانُ حَديدَةٌ تكونُ فِي مَتاعِ الفَدَّان، وضَبَطوا الفَدَان بالتَّخْفيفِ.
قالَ: فأمَّا الفَدَّان، بالتَّشْديدِ، فَهُوَ الْمبلغ المُتَعارف، وَهُوَ أَيْضاً: الثَّوْرُ الَّذِي يحرثُ بِهِ. ومَرَّ فِي ترْجَمَة عَن أَبي الحَسَنِ الصِّقِلِّي قالَ: الفدَانُ، بالتَّخْفيفِ، الآلَةُ الَّتِي يحرثُ بهَا وقلْتُ: ثمَّ استُعِير مِنْهُ الفَدَّان، بالتَّشْديدِ، لجزءٍ مِن الأَرضِ المُحْدُودَةِ على أَرْبَعة وعشْرِين قِيرَاطاً، وكلُّ ذلِكَ أَغْفَلَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، وخَلَطَ بينَ المخفَّفِ والمُشدَّدِ، كَمَا أغفلَ عَن جمعِ الفَدَان المُخَفَّف على أَفْدِنَة وفدنٍ، وتقولُ العامَّةُ الفِدْن بكَسْرٍ.
(والفَدَّادُونَ: ذُكِرَ فِي الَّدالِ، أَو هُم أَصْحابُ الفَدادِين، كَمَا يقالُ: الجَمَّالونَ لأَصْحابِ الجِمالِ؛ وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ وتقدَّمَ بيانُه هُنَاكَ.
(ومِن المجازِ: (التَّفْدِينُ: تَسْمِينُ الإِبِلِ. وَقد فدَّنَه الرَّعِي تَفْديناً: سمَّنه وصيَّره كالفَدَنِ، أَي القَصْر.
(والتَّفْدِينُ: (تَطْويلُ البِناءِ. يقالُ: بناءٌ مُفَدَّنٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الفَدَّانُ: المَزْرَعَةُ.
وثَوْبٌ مُفَدَّنٌ: صُبِغَ بالفَدَنِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فدمن
فِدْمينُ، بالكسْر: قَرْيةٌ بالفيُّوم.(35/499)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فزجن
: فازجان: قَرْيةٌ بأَصْبَهان، مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ إبْراهيمَ بنِ إسْحاق، حدَّثَ ببَغْدادَ، رَوَى عَنهُ أَبو بكَرِ بنُ مالِكٍ القطيعيُّ، رحِمَه الله تَعَالَى.
فربن
: (الفَرْبَيُونُ، بفتْحِ الفاءِ والباءِ وضمِّ الياءِ:
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
ويقالُ أفَرْبَيُون بالألفِ، وَهِي اللبانةُ المَغْربيَّةُ وأَجْوده مَا حلَّ بالماءِ سَريعاً، وَهُوَ (دَواءٌ مُلَطِّفٌ يحلِّلُ الرِّياحَ المُزْمِنَةُ، ويُكْسِر عادِيتها، (نافِعٌ لِعِرْقِ النَّسا، والاْستِسْقَاء والطِّحَالِ، (وبَرْدِ الكُلَى والقُولَنْج ولَسْعِ الهَوامِّ وعَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ، (ويُسْقِطُ الجَنينَ ويُسَهِّلُ البَلْغَمَ اللَّزِجَ مِن الوركينِ والظَّهْرِ، والسّعوطُ بِهِ بماءِ السّلقِ يَقْطَعُ أُصُولَ السّبلِ والحمْرَةِ والدّمْعةِ ويُنَقِّي الدِّماغَ، وَمَعَ الزَّعْفرانِ والأفْيونِ يُسَكِّن الضربان ضماداً.
فرن
: (الفُرْنُ، بالضَّمِّ: المَخْبَزُ، شامِيَّةٌ، وَهُوَ غَيْرُ التَّنُّورِ والجَمْعُ أَفْرانٌ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الفُرْنُ: شيءٌ يُخْتَبَز فِيهِ؛ وَلَا أَحْسَبُه عربيّاً. (يُخْبَزُ فِيهِ وَعَلِيهِ.
(الفُرْنِيُّ: اسمٌ (لخُبْزٍ غليظٍ مُسْتَديرٍ نُسِبَ إِلَى موْضِعِه؛ قالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يمدحُ دُبَيَّة السّلَمِيّ:
نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُكَلَّلاتٍ من الفُرْنِيِّ يَرْعَبُها الجَميلُ (أَو الفُرْنيُّ: اسمُ (خُبْزَةٍ مُسَلَّكَة (مُصَعْنَبَةٍ مَضْمومةِ الجَوانِبِ إِلَى الوَسَطِ يُسَلَّكُ بعضُها فِي بعضٍ، (تُشْوَى ثمَّ تُرَوَّى سَمْناً ولَبَناً وسُكَّراً، واحِدَتُه فُرْنِيَّة. وَفِي(35/500)
كَلامِ بعضِ العَرَبِ: فَإِذا هِيَ مثْلُ الفُرْنِيَّة الحَمْراء.
(والفُرْنِيُّ أَيْضاً: الرَّجُلُ الغَلِيظُ الضَّخْمُ؛ قالَ العجَّاجُ:
وطاحَ فِي المَعْرَكةِ الفُرْنِيُّ وَهُوَ على التَّشْبيهِ.
(وقالَ ابنُ بَرِّي: الفُرْنِيّ فِي بيتِ العجَّاجِ (الكَلْبُ الضَّخْمُ.
(والفارِنَةُ: الخَبَّازَةُ لهَذَا الفُرْنِيِّ المَذْكُور.
(وأَفْرَنُ، كأَحْمدَ، ويَفْرَنُ، (كيَمْنَعُ: قَبيلَةٌ من بَرابِرِ المَغْرِبِ.
(ومحمدُ بنُ إبْراهِيمِ بنِ فُرْنَةَ الخَوارِزميُّ، (بالضَّمِّ، عَن مَعَاذ بنِ هِشَامٍ وَعنهُ اللّيْثُ الفرائِضِيُّ. (ومُحمدُ بنُ فَرْنٍ الفرْغانيُّ، (بالفتْحِ، رَوَى عَنهُ الخزاعيُّ المُقْرِىءُ الجرجانيُّ؛ (مُحَدِّثانِ.
(وفَرَّانُ، كشَدَّادٍ: بِلادٌ واسعَةٌ بالمَغْرِبِ) .
قلْتُ: صوابُه بالزَّاي.
(وفَرَّانُ (بنُ بَلِيِّ بنِ عُمْران بنِ الحافي، (فِي قُضاعَةَ مِنْهُم فِي الصّحابَةِ محذرُ بنُ دثارٍ، ويَزيدُ ونجابُ بنُ ثَعْلَبَة، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم، وَمِنْهُم من ضَبَطَه كسَحابٍ.
(وفارَانُ: جِبالٌ بالحِجازِ (مَذْكورَةٌ فِي التَّوْراةِ فِي البشارَةِ بالنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مِنْهَا: أَبو الفَضْلِ (بَكْرُ بنُ القاسِمِ بنِ قضاعَةَ القضاعيُّ الإِسْكَنْدرَانيُّ، ماتَ بالإِسْكَنْدريَّة سَنَة 277، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، قالَهُ ابنُ يونسَ؛ وَمِنْهَا أَيْضاً: فرجُ بنُ سهيلٍ الفَارَانيُّ(35/501)
القُضاعيُّ عَن ابنِ وهبٍ، تُوفي سَنَة 238.
(وأَفْرانُ: ة بِنَسَفَ، يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ الأفرانِ الجايدي، رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أفرينون الإفرانيُّ النَّسفيُّ رحِمَه الله تَعَالَى.
(وفِرْيانانُ، بالكسْرِ: ة بمَرْوَ، مِنْهَا أَبو عبدِ الرحمانِ أَحَمْدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حكيمٍ عَن أَنَس بن عِيَاض وغيرِهِ، وَقد تكلَّم فِيهِ.
(وفِرِّينُ، (كسِكِّينٍ: ع.
(وفُرَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: ة بالشَّامِ.
(وفَرَانُ: (كسَحابٍ: ماءٌ لبَني سُلَيْم.
(والفَرْنأَةُ: الفَرْسُ، أَي الدّقُّ، (والتَّقْطِيعُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فِرْيانُ بنُ فرقدٍ النخعيُّ بالكسْرِ: جدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ عبدِ بنِ خالِدٍ البلخيّ، ثِقَةٌ حدَّثَ ببَغْدادَ عَن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ وغيرِهِ.
وعبدُ اللهِ بنُ أَحمَدَ بنِ عبدِ اللهِ الفُرَّيانيُّ، بضمَ وتَشْديدِ الرّاءِ، اللّخَميُّ التُّونِسيُّ حدَّثَ، ماتَ راجِعاً مِن الحجِّ سَنَة 812، رحِمَه اللهُ تَعَالَى؛ وابنُ عمِّه محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمانِ الفُرّيانيُّ سَمِعَ عَن أَبي الحَسَنِ البطرني بتونسِ، مولِدُه سَنَة 780، وَكَثِيرًا مَا يُطلق الأخيار فِي الإجازَةِ العامَّة والخاصَّة؛ قالَهُ الحافِظُ.
ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ فَرنٍ، بالفتحِ، يُعْرفُ(35/502)
بأَخي أَرْعل، كانَ بدِمَشْق بعدَ الثلثمائة، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
والفَرَّانُ، كشَدَّادٍ: الخبَّازُ، عامِّيَّة.
وفارانُ: قَرْيَةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو مَنْصورٍ محمدُ بنُ بكْرِ بنِ إسْماعيل السَّمَرْقَنْديُّ الفَارَانيُّ عَن محمدِ بنِ الفضْلِ الكريني.
وفرنوة، كقرنوة: قرْيةٌ بمِصْرَ بالبُحَيْرةِ، وَقد وَرَدْتُها.
فرتن
: (فَرْتَنَ الَّرجلُ: (شَقَّقَ كَلامَهُ واهْتَمَسَ فِيهِ، هَكَذَا فِي النسخِ بالسِّيْن المُهْملةِ، والصَّوابُ بالمعجمةِ. يقالُ: فلانٌ يُفَرْتِنُ فَرْتَنَةً، عَن أَبي سعيدٍ.
(والفَرْتَنَى: ولَدُ الضَّبْعِ.
(وفَرْتَنَى، (بِلا لامٍ: المرأَةُ الَّزانِيَةُ.
(وأَيْضاً: (الأَمَةُ) . وَقد تقدَّمَ أنَّه ثلاثيٌّ على رأْي ابنِ حبيبٍ؛ مِن فَرَتَ الرَّجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً إِذا فَجَرَ؛ وأَنَّ نَونَه زائِدَةٌ.
وأَمَّا سِيْبَوَيْه فجعَلَهُ رباعيّاً.
وذَكَرَه ابنُ بَرِّي بالألفِ واللامِ، قالَ: وكذلِكَ الهَلُوكُ والمُومِسَةُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ للأمَةِ الفَرْتَنَى.
وابنُ الفَرْتَنَى: هُوَ ابنُ الأَمَةِ البَغِيِّ.
وقالَ ثَعْلَب: فَرْتَنَى الأَمَةُ وكذلِكَ تُرْنَى؛ قالَ جريرٌ:
مَهْلاً بَعِيثُ فإنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى حَمْراءُ أثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداماقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَرادَ الأَمَةَ، وكانتْ أُمُّ البَعِيثِ حَمْراءَ من سَبْي أَصْبَهان.
(وفَرْتَنَى: اسمُ (امْرأَةٍ؛ قالَ النابغَةُ:
عَفى ذُو حُسًى من فرْتَنَى فالفَوارِعُفجنبا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ (وفَرْتَنَى: (قَصْرٌ بمَرْوِ الرُّوذِ، كانَ ابنُ خازِم قد حاصَرَ فِيهِ زُهَيْرَ(35/503)
بن ذُؤَيْبٍ العَدَوِيّ الَّذِي يقالُ لَهُ الهَزَارْمَرْدُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ابنُ فَرْتَنَى: اللَّئِيمُ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي عَن الأَحْولِ.
والفُرْتَنَةُ، بالضمِّ: هَيجَانُ البَحْرِ مِن عصفِ الرِّياحِ وكأنَّها مولَّدَةٌ؛ وَمِنْه فرتن الرَّجُل إِذا غَضِبَ وهَاجَ.
فرجن
: (الفِرْجَوْنُ، كبِرْذَوْنٍ: المِحَسَّةُ؛ وَقد (فَرْجَنَ الَّدابَّةَ بالفِرْجَوْنِ إِذا (حَسَّها بِهِ. وجَزَمَ أَهْلُ الصَّرْفِ بأَنَّ نُونَه زائِدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فرجيانةُ: قرْيَةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ إبْراهيمَ المحدِّثُ.
وبنُو الفِرْجانيّ، بالكسْرِ: جماعَةٌ بطَرَابُلُس المَغْربِ، مِنْهُم شيْخُنا المحدِّثُ محمدُ بنُ محمدٍ الفِرْجانيُّ، كَتَبَ إليَّ بالإِجازَةِ من طَرَابُلُس.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فردن
: (أَفْرِيدُون، بالفتْحِ: اسمُ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ، وَقد تُحْذَفُ الألِفُ.
(وافريدين: موْضِعٌ بينَ الرَّيِّ ونَيْسابُور.
فرزن
: (فِرْزانُ الشِّطْرَنْجِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (مُعَرَّبُ فَرْزِينَ، وَهُوَ بمنْزِلَةِ الوَزِيرِ للسُّلْطان، (ج فرازِينُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تفرْزَنَ البَيْدَقُ: صارَ فَرْزاناً؛ وذلِكَ مَعْروفٌ عنْدَ أهْلِ اللَّعِبِ بِهِ.(35/504)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فرزمثن
:) فَرْزَامِيثَن: محلَّةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو موسَى عِيسَى بنُ عَبدك بنِ حمَّادٍ العَبْدِيُّ عَن نَصْر بنِ أَحْمدَ العتكيّ، ماتَ بعدَ الثلثمائة.
فرسن
: (الفِرْسِنُ، كزِبْرِجٍ، للبَعيرِ كالحافِرِ لَّلدابَّةِ) أُنْثى، والجَمْعُ فَراسِنُ.
وَفِي الفَراسِنِ السُّلامَى، وَهِي عِظامُ الفِرْسِنِ وقَصَبُها، ثمَّ الرُّسْغ فوْقَ ذلكَ، ثمَّ الوَظِيفُ، ثمَّ فوْقَ الوَظِيفِ من يدِ البَعيرِ الذِّراعُ، وَفِي رِجْلِه بعْدَ الفِرْسِن الرُّسْغُ، ثمَّ الوَظِيفُ، ثمَّ السَّاقُ، ثمَّ الفخذُ، ورُبَّما اسْتُعِير للشَّاةِ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا تَحْقِرَنَّ من المَعْروفِ شَيْئا وَلَو فِرْسِنَ شاةٍ) .
وقالَ ابنُ السرَّاج: النونُ زائِدَةٌ لأنَّها مِن فَرسْتُ.
(والفُرَاسِنُ، كعُلابِطٍ: الأَسَدُ كالفِرْسانِ، بالكسْرِ، والفِرْناسِ. واعْتَدَّ سِيْبَوَيْه الفِرْناسَ ثلاثيّاً؛ وَهُوَ مَذْكورٌ فِي موْضِعِه.
(والمُفَرْسَنُ: الوَجْهِ، بفتْحِ السِّينِ: الكَثيرُ لَحْمِهِ، ولعلَّه بِهِ سمِّي الأسدُ فراسنا.
(والفُراسِيُونُ، بالضمِّ: أَصلُ مُرَبَّع تقومُ عَنهُ فُروعٌ كثيرَةٌ بيض مُزَغَّبة قد نَبَتَ فِيهَا أَوْراقٌ خشِنَةٌ كالإبْهامِ، وَله زهْرٌ إِلَى زرْقَةٍ وصفْرَةٍ، يقالُ: هُوَ (الكُرَّاثُ الجَبَلِيُّ جَلاَّءٌ مُذيبٌ للأَخْلاطِ الغَليظَةِ (والرِّياحِ الغَليظَةِ، (مُدِرٌّ(35/505)
للفُضُلاتِ وَلَو بخوراً، (مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، جابرٌ لكلِّ كسرٍ ووثي، مُفَجِّرٌ لكلِّ صلابَةٍ كالداحِسِ، ويذهبُ السّلاقَ والدّمْعَة والظلْمَةَ ونزولَ الماءِ والجشا إِذا قطرت، ويَفْتَحُ الصَّمَم ويُزِيلُ أَوْجاعَ الأُذُنِ والأسْنانِ وأَمْراضِ الفمِ والرَّبْوِ والسُّعالِ ويزيلُ أَوْجاعَ الصَّدْرِ والمَعِدَةِ والكَبِدِ والطَّحالِ، ويُنَقِّي القرُوحَ ويدْملُها مَعَ العَسَلِ، (نافِعٌ لعَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ، وَهُوَ يضرُّ الكُلَى والمَثانَةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فِرْسانُ، بالكسْرِ: قرْيَةٌ بأَصْفَهان، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ إِسْحاقُ بنُ إبْراهيمَ بنِ أَيُّوب العَنْبريُّ عَن سُفْيان الثَّوْري.
والفِرْسانُ: الأَسَدُ، كالفِرْناسِ.
وأمَّا فرسَان، مثلَّث الفاءِ لقَرْيَةٍ بأفْريقيَةَ، تقدَّمَ ذِكْرُها فِي السِّين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فرصن
:) فَرْصَنَ الشيءَ فَرْصَنَةً: قَطَعَهُ؛ عَن كراعٍ.
هَكَذَا ذَكَرَه صاحِبُ اللسانِ.
وقيلَ: النونُ زائِدَةٌ.
(
فرعن
:) الفِرْعَوْنُ، كبِرْذَوْنٍ، وإنَّما أغْفَلَه عَن الضبْطِ لشهرته التمساح بلغَة القبط فِرْعَوْن 0 بِلَا كَلَام لقب الْوَلِيد بن مُصعب ابْن الريان بن الْوَلِيد بن بروان بن يراش بن قاران بن عويج بن يلمع بن اسيلجا بن لاوذ بن سَام بن نوح عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَانَ فِي الأَصْل عشارا فِي قَرْيَة منف، هُوَ صَاحب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام) الَّذِي ذكره الله تَعَالَى قي كِتَابه الْعَزِيز، وجده الربان بن(35/506)
تَقْرِيبًا، هُوَ صَاحب يُوسُف على الصَّحِيح، وَقيل: هما وَاحِد طَال عمره، وَقيل فِي نسب فِرْعَوْن: يُقَال: هُوَ وليد بن مُصعب بن مُعَاوِيَة ابْن أبي شمر بن هلوان بن لَيْث بن قاران الْمَذْكُور، وَترك صرفة فِي قَول بَعضهم، لِأَنَّهُ لَا سمى لَهُ إِبْلِيس فِيمَن أَخذه من أبلس، قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَن فِرْعَوْن هَذَا الْعلم أعجمي، وَلذَلِك لم يصرف وَقيل: فِرْعَوْن (وَالِد الْخضر) عَلَيْهِ السَّلَام، أَو ابْنه فِيمَا حَكَاهُ النقاش، وتاج الْفراء فِي تفسيرهما
قالَ شيْخُنا؛ وَهُوَ كَلامٌ لَا يُعْتدُّ بِهِ وَلَا يُعْتمدُ عَلَيْهِ، وَقد رَدُّوه وتَعَقَّبوا عَلَيْهِ وشنعوا على قائِلِه وَقَالُوا: إنَّه أَغْرَب مَا يقالُ.
(وقيلَ: فِرْعَون (لَقَبُ كلِّ مَنْ مَلَكَ مِصْرَ كالعَزيزِ لكلِّ مَنْ ملكه. ويقالُ: أَوَّلُ مَنْ لُقِّبَ بِهِ بمِصْرَ دفافَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ أَبي بكْرٍ العمَيْلقي، وَهُوَ الَّذِي وهبَ هاجَرَ أُمّ إسْماعيل، عَلَيْهِ السَّلَام.
(أَو كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ فِرْعَوْن، والجَمْعُ فَراعنَةُ؛ قالَ القَطامِيُّ:
وشُقَّ البَحْرُ عَن أَصْحابِ مُوسَى وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ (كفُرْعُونٍ، كزُنْبُورٍ، وتُفْتَحُ عَيْنُه، أَي مَعَ ضمِّ الفاءِ، حكَاها ابنُ خَالَوَيْه عَن الفرَّاء وَهِي نادِرَةٌ من الْأَفْرَاد.
(وتَفَرْعَنَ الرَّجُلُ: (تَخَلَّقَ بِخُلُقِ الفَراعِنَةِ.
(والفَرْعَنَةُ: الدَّهاءُ والنُّكْرُ والكبرُ والتجبّرُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدُّرُوعُ الفِرْعَوْنِيَّةُ، قالَ شَمِرٌ: مَنْسوبةٌ إِلَى فِرْعَوْنِ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام.(35/507)
والفِرْعَوْنيَّةُ: قَرْيةٌ بمِصْرَ على شاطِىءِ النِّيلِ.
فرغن
: (فَرْغانَةُ: أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهُوَ (د بالمَغْرِبِ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، وكأَنَّه اشْتبه عَلَيْهِ بغانَةَ الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها، مَعَ أنَّه ذَكَرَ هُنَاكَ فَرْغانَةَ هَذِه اسْتِطراداً وأنَّها مِن بِلادِ العَجَمِ لَا المَغْرِب.
قالَ ابنُ خرداذيه: بينَ فَرْغانَةَ وسَمَرْقَنْد ثلاثَةُ وخَمْسونُ فَرْسخاً، بَناهَا أَنْو شَرْوان المَلِكُ ونَقَل إِلَيْهَا مِن كلِّ بيتٍ قَوْماً وسمَّاها أَزْهَرْ خانَةَ، أَي مِن كلِّ بيتٍ ثمَّ عُرِّبَتْ.
وقالَ اليَعْقوبي: فَرْغانَةُ الَّتِي ينزلُها المَلِكُ يقالُ لَهَا كَاسَان.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: فَرْغانَةُ وِلايَةٌ وَرَاء جيحون وسيحون، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُحدِّثِين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أفريغون: جَدُّ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّسَفيّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى؛ عَن ابنِ نُقْطَةَ.
فرفن
: (فارِفا آنُ: هَكَذَا هُوَ بالمَدِّ، والصَّوابُ بغيرِهِ. وَقد أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهِي (ة بأَصْبهانَ، مِنْهَا: جماعَةٌ محدِّثونَ مِنْهُم: أَبو مَنْصورٍ شابورُ بنُ محمدِ بنِ معمود القاضِي، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ السّمعاني؛ وأَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الفارِفا آنيُّ وبنْتُه عقيقةُ مُسْندَةُ أَصْبهانَ.
فسكن
: (فِسْكِنٌ، كزِبْرِجٍ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي (بالمُهْمَلَةِ ة قُرْبَ إسْعِرْدَ.(35/508)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فسنجن
:) فِسْنِجانُ، بالكسْرِ: مَدينَةٌ بفارِسَ مِنْهَا أَبو الفضْلِ عمَّارُ بنُ مدركٍ المحدِّثُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
فشن
: (الفَشْنُ، بالفتْحِ والشِّين مُعْجمة: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي (ة بمِصْرَ مِن أَعْمالِ البهنساوية، نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُتَأَخِّرينَ.
(وفَشْنَةُ، بهاءٍ: ة ببُخارَى مِنْهَا أَبو زَكريَّا يَحْيَى بنُ زَكريَّا بنِ صالِحٍ البُخارِي الفَشْنيُّ عَن أَسْبَاط بنِ اليسع البُخارِي وغَيْره.
(وفَاشَانُ: ة بمَرْوَ مِنْهَا: مُوسَى بنُ حاتِمٍ عَن المَقْبُري؛ وابْنُه محمدُ بنُ مُوسَى عَن عَبْدَانِ، تكلَّم فِيهِ.
(وفَيْشُونُ: نَهْرٌ؛ عَن اللَّيْثِ، قالَ: وَهُوَ اسمُ رجُلٍ أَيْضاً.
قالَ الأزْهرِيُّ: على أَنَّه قد يكونُ فَعْلُوناً، وَإِن لم يَحْكِ سِيْبَوَيْه هَذَا البِناءَ.
(وإِفْشِينُ، بالكسْرِ: (اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَفِي نسخةِ العَيْن: أَفْشِيُون.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَفْشَوَان: قَرْيةٌ على أَرْبَعةِ فَراسِخ من بُخارَى، مِنْهَا أَبو نَصْرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبُ.
وأفشينةُ: من قُرَى بُخارَى، عَن ياقوت:(35/509)
فطرسلين
فُطْراسالِيُونَ، بالضمِّ والسِّينِ المهْملةِ والمثنَّاةِ التحتيةِ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (بزْرُ الكَرَفْسِ الجَبَليِّ، كَلمةٌ (يُونانِيَّةٌ ذَكَرَها صاحِبُ القانونِ، وأَهْمَلَها صاحِبُ التّذْكرَةِ.
فطن
: (الفِطْنَةُ، بالكسْرِ: الحِذْقُ، وضِدُّه الغَباوَةُ.
وقيلَ: الفِطْنَةُ: الفَهْمُ والذَّكاءُ سُرْعَته. وقيلَ: الفَهْمُ بطَريقِ الفَيْضِ وبدُون اكْتِسابٍ. (فَطِنَ بِهِ وَإِلَيْهِ وَله، كفَرِحَ ونَصَرَ وكَرُمَ، قد وَرَدَ أَيْضاً مُتعدِّياً بنَفْسِه قَالُوا: فَطَّنَه لتَضَمّنه معْنَى فَهِمَ (فَطْناً مُثلّثةَ الفاءِ، (وبالتَّحرِيكِ وبضمَّتَيْن، وفُطونَةً وفَطانَةً وفَطانِيَةً مَفْتوحتينِ، فَهُوَ فاطِنٌ لَهُ.
وقيلَ: الفطَانَةُ جودَةُ اسْتِعدادِ الذِّهْنِ لإِدْراكِ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِن الغَيْرِ.
(ورَجُلٌ (فَطِينٌ وفَطُونٌ وفَطِنٌ؛ ككَتِفٍ، (وفَطُنٌ، كنَدُسٍ، وفَطْنٌ، كعَدْلٍ؛ قالَ القَطامِيُّ:
إِلَى خِدَبَ سَبِطٍ سِتِّينيطَبَ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِوقالَ الآخَرُ:
قالتْ كنتُ رَجُلاً فَطِينَاهذا لَعَمْرُ اللهِ إسْرائِينا (ج فُطْنٌ، بالضَّمِّ وبضمَّتَيْن؛ قالَ قيسُ بنُ عاصِمٍ:
لَا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِوهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ (وَهِي فَطِنَةٌ.
قالَ اللَّيْثُ: وأَمَّا الفَطِنُ فذُو فِطْنَةٍ للأَشْياءِ؛ قالَ: وَلَا يَمْتنعُ كلّ فِعْل مِن النّعوتِ مِن(35/510)
أَن يقالَ قد فَعُلَ وفَطُنَ صارَ فَطِناً إلاّ القَلِيل.
(وفاطَنَهُ فِي الكَلامِ: راجَعَهُ؛ قالَ الرَّاعِي:
إِذا فاطَنَتْنا فِي الحدِيثِ تَهَزْهَزَتْإليها قلوبٌ دُونَهنَّ الجَوانِحُ (والتَّفْطِينُ: التَّفْهِيمُ. يقالُ: فَطَّنَه لهَذَا الأَمْرِ: أَي فَهَّمَه. وَمِنْه المَثَلُ: لَا يُفَطِّنُ القارَةَ إلاَّ الحِجارَة، القارَةُ: أُنْثى الذِّئَبَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَفَطَّنَ لمَا يقالُ: أَي فَهِمَ بسُرْعَةِ الذِّهْن.
وفطِّنَه المعلِّمُ: رَدَّهُ فَطِناً بتَأْدِيبِه وتَثْقِيفِه.
فَعَن
: (فَعَنُ، بالمُهْملةِ محرَّكةً: أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهِي (ة باليَمنِ مِن حُصون بَني زُبَيْدِ بنِ صَعْب بنِ سعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحجٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فغن
:) فغنو: من قُرَى بُخارَى، مِنْهَا أَبو يَحْيَى يوسُفُ بنُ يَعْقوبَ بنِ إبراهيمَ بنِ سَلَمَةَ اللَّيْثيُّ مَوْلى نَصْرِ بنِ سيَّارٍ عَن أبيهِ وعليِّ بنِ خَشْرمٍ، ماتَ سَنَة 300.
فَكُن
: (التَّفَكُّنُ: التَّعَجُّبُ؛ وَبِه فَسَّرَ مجاهِدٌ قَوْلَه تَعَالَى: {فظَلْتم تَفَكَّهُونَ} ، أَي تَفَكَّنُون أَي تَعَجَّبُون.
(وقالَ أَبُو تُرابٍ: سَمِعْتُ مُزاحِماً يقولُ: التَّفَكُّنُ و (التَّفَكُّرُ واحِدٌ.(35/511)
(والتَّفَكُّنُ: (التَّنَدُّمُ على مَا فاتَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (مَثَلُ العالِمِ مَثَلُ الحَمَّةِ من الماءِ يأْتِيها البُعَداءُ ويَتركُها القُرَباءُ، حَتَّى إِذا غَاضَ ماؤُها بَقي قَوْمه يَتَفَكَّنُونَ.
قالَ أَبو عبيدٍ: أَي يَتَندَّمُونَ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: تَفَكَّهْتُ وتَفَكَّنْتُ أَي تَنَدَّمْتُ؛ قالَ رُؤْبَة:
أَما جَزاءُ العارِفِ المُسْتَيْقِنِعندَك إلاَّ حاجةُ التَّفَكُّنِوقالَ عِكْرِمةُ فِي تَفْسيرِ الآيةِ: {فظَلْتم تَفَكَّهُونَ} : أَي تَنَدَّمُونَ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: أَزْدُ شَنُوأَةَ يقُولونَ: يَتَفَكَّهُونَ، وتَمِيمٌ يقُولونَ: يَتَفَكَّنُونَ. (كالفُكْنَةِ بالضَّمِّ؛ قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هِيَ النَّدامَةُ على الغائِبِ.
(والتَّفَكُّنُ: (التَّأَسُّفُ والتَّلَهُّفُ.
وقيلَ: هُوَ التَّلَهُّفَ (على مَا يَفُوتُكَ بعدَ ظَنِّكَ الظَّفَرَ بِهِ؛ قالَ الشاعِرُ:
وَلَا خارِب إِن فاتَه زادُ ضَيْفِهيَعَضُّ على إِبْهامِه يَتَفَكَّنُ (وفكَنَ فِي الكَذِبِ فَكُنَّا: (لَجَّ ومَضَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَفْكانُ: مدينَةٌ ذَات أَرْحيةٍ وحَمَّاماتٍ وقُصورٍ كانتْ ليعلى بنِ محمدٍ؛ نقَلَهُ ياقوتُ.
ومحمدُ بنُ عبدِ الكَريمِ الفكون ممَّن أَخَذَ عَنهُ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أَبي بكْرٍ العياشيّ شيخُ شيوخِ مشايخِنا.
فَلَنْ
: (فُلانٌ وفُلانَةُ، مضمومتينِ كِنايةٌ عَن أَسْمائِنا للذَّكَرِ والأُنْثى.(35/512)
(والفُلانُ والفُلانَةُ، (بأَلْ: كِنايَةٌ (عَن غيْرِنا من البَهائِم. تقولُ العَرَبُ: رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانَةَ.
وقالَ ابنُ السَّرَّاج: فُلانٌ كَنايَةٌ عَن اسمٍ سُمِّي بِهِ المُحدَّثُ عَنهُ، خاصٌّ غالبٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُمِّي بِهِ إنْسانٌ لم يحسن فِيهِ الأَلِف والَّلام. يقالُ: هَذَا فلانٌ آخَرُ لأنَّه لَا نَكِرَةَ لَهُ، ولكنَّ العَرَبَ إِذا سَمَّوْا بِهِ الإِبِلَ قَالُوا: هَذَا الفُلانُ وَهَذِه الفُلانَةُ، فَإِذا نَسَبْتَ قلْتَ: فلانٌ الفُلانِيُّ، لأنَّ كلَّ اسمٍ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فإنَّ الياءَ الَّتِي تَلْحقُه تُصَيِّرُ نَكِرَةً، وبالألفِ واللامِ يَصِيرُ مَعْرفةً فِي كلِّ شيءٍ.
وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يَا وَيْلَتا لَيْتَني لم أَتَّخِذْ فُلاناً خَليلاً} .
قالَ الزجَّاجُ: فُلاناً الشَّيْطان وتَصْدِيقُه: وكانَ الشَّيْطانُ للإِنْسانِ خَذُولاً. ويقالُ: إنَّ المُرادَ هُنَا أُمَيَّة بن خَلَفِ، وأنَّه مَنَعَ عُقْبَةَ بنَ أَبي مُعَيْطٍ فِي الدُّخولِ فِي الإِسْلام.
(وَقد يقالُ للواحِدِ يَا فُلُ أَقْبِل، بالرَّفْع من غيرِ تَنْوين، (وللاثنينِ يَا فُلانِ أَقْبِلا، (وللجَمْع يَا فُلُونَ أقْبِلُوا.
وقاَل الأَصْمعيُّ فيمَا رَواه عَنهُ أَبُو تُرابٍ: يقالُ: قُمْ يَا فُلُ وَيَا فُلاه، فمَنْ قالَ يَا فُلُ فمَضَى فرَفَع بغيرِ تَنْوينٍ، ومَنْ قالَ يَا فُلاه فسكَتَ أَثْبَتَ الهاءَ، وَإِذا مَضَى قالَ يَا فَلَا قل ذلكَ فطَرحَ ونَصَبَ.
(وَفِي المُؤَنَّثِ: يَا فُلَةُ أَقْبِلي، وبعضُ بَني تَمِيم يقولُ: يَا فُلانَةْ أَقْبِلي، (وَيَا فُلَتانِ أَقْبِلا، بضمِّ ففتْحٍ، (وَيَا فُلاتُ أَقْبِلْنَ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: وبعضُ بَني أسدٍ يقولُ: يَا فُلُ أَقْبِلْ وَيَا فُلُ أَقْبِلا وَيَا فُلُ أَقْبلُوا وَيَا فُلُ أَقْبلي.
وقالَ ابنُ بَرِّي: فُلانٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ.(35/513)
(ومَنَعَ سِيْبَوَيْه أنْ يقالَ فُلُ ويُرادَ بِهِ.
و (فُلانٌ إلاَّ فِي الشِّعْرِ كقَوْلِ أبي النَّجْم:
إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِتُدافِعُ الشِّيْبَ وَلم تُقَتَّلِفي لَجَّةٍ أَمْسكْ فلَانا عَن فُلِفكسرَ اللامَ للقافِيَةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وليسَ تَرْخِيم فُلانٍ ولكنَّها كَلِمةٌ على حدَةٍ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ المبرِّدِ بعَيْنِه.
وَمِنْه حدِيثُ القِيامَةِ: (يقولُ اللهُ، عزَّ وجلَّ: أَي فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ أَلَمْ أُسَوِّدْكَ) ؛ معْناهُ يَا فلانُ؛ وليسَ تَرْخِيماً لأنَّه لَا يقالُ إلاَّ بسكونِ اللامِ، وَلَو كانَ تَرْخِيماً لفَتَحوها أَو ضمُّوها.
وقالَ سِيْبَوَيْه: ليسَتْ تَرْخِيماً، وإنَّما هِيَ صِيغَةٌ ارْتُجِلَتْ فِي بابِ النِّداءِ.
وقالَ قوْمٌ: إنَّه تَرْخيمُ فُلان، فحذِفَتِ النُّونُ للتَّرْخيمِ والأَلِف لسكونِها، وتُفْتَح اللامُ وتُضَمُّ على مَذْهَب التَّرْخِيم؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
وهُوَ إِذا قيلَ لَهُ: وَيْهاً فُلُفإنَّه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُوهْوَ إِذا قيلَ لَهُ: وَيْهاً كُلُفإنْه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ (وَقد يقالُ للواحِدَةِ يَا فُلاتُ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: يَا فُلاةُ أَقْبِلي، وَهِي لُغَةٌ لبعضِ بَني تميمٍ.
(وبعضهُم يقولُ: (يَا فُلَ بنصْبِ الَّلامِ (يُرادُ يَا فُلَةُ فحذِفَتِ الهاءُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(35/514)
بنُو فُلانٍ: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وَقَالُوا فِي النَّسَبِ الفُلانيُّ.
قالَ الخَليلُ: فُلانٌ تَقْديرُه فُعال وتَصْغيرُه فُلَيِّنٌ؛ قالَ: وبعضٌ يقولُ: هُوَ فِي الأَصْلِ فُعْلانٌ فحُذِفَتْ مِنْهُ واوٌ، وتَصْغيرُه على هَذَا القَوْلِ فُلَيَّانٌ. ويقالُ: هُوَ فُلُ بنُ فُلٍ كَمَا يقالُ هَيُّ بن بَيَ.
وأفلونيا: دَواءٌ فارِسِيُّ يهيجُ البَاه.
فنن
{الفَنُّ: الحالُ.
(و} الفَنُّ: (الضَّرْبُ من الشَّيءِ؛ {كالأُفْنون، بالضَّمِّ، (ج} أَفْنانٌ {وفُنونٌ. يقالُ: رَعَيْنا} فُنُونَ النَّباتِ، وأَصَبْنا فُنُونَ الأَموالِ؛ قالَ:
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من {أَفْنانِه كلَّ فَنَ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ (و) } الفَنُّ: (الطَّرْدُ. يقالُ: {فَنَنْتُ الإِبِلَ: إِذا طَرَدْتُها؛ قالَ الأعْشى:
والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤُهاونَشَأْنَ فِي} فَنٍّ وَفِي أَذْوادِ (و) {الفَنُّ: (الغَبْنُ.
(والفَنُّ: (المَطْلُ.
(والفَنُّ: (العَناءُ) ؛ وَبِه فَسَّرَ الجوْهرِيُّ قَوْلَ الشاعِرِ:
لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَمْرٍو} فَنَّا حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا (والفَنُّ: (التَّزْيِينُ.
( {وافْتَنَّ الرَّجُلُ: (أَخَذَ فِي} فُنونٍ(35/515)
من القولِ.
ويقالُ: {افْتَنَّ فِي حدِيثِه وَفِي خطْبَتِه، إِذا جاءَ} بالأَفانِين.
{وافْتَنَّ فِي خُصومَتِه: إِذا توسَّعَ وتَصَرَّفَ.
(} وفَنَّنَ النَّاسَ: جَعَلَهُم {فُنوناً، أَي أَنْواعاً.
(} والأُفْنونُ، بالضَّمِّ: الحيَّةُ.
(وأَيْضاً: (العجوزُ المُسْتَرْخِيَةُ أَو المُسِنَّةُ؛ قالَ ابنُ أَحْمرَ:
شَيْخٌ شآمٌ وأُفْنونٌ يَمانِيةٌ من دُونِها الهَوْلُ والمَوْماة والعِلَلُهكذا فَسَّره يَعْقوب بالعَجُوزِ. واسْتَبْعَدَه ابنُ بَرِّي قَالَ: لأنَّ ابنَ أَحْمرَ قد ذَكَرَ قَبْلَ هَذَا البيتِ مَا يَشْهَد بأَنَّها مَحْبوبتُه.
( {والأُفْنونُ من (الغُصْنِ: المُلْتَفُّ.
(والافنون: (الكَلامُ المُثَبَّجُ مِن كَلامِ الهِلْبَاجةِ.
(والأُفْنونُ: (الجَرْيُ المُخْتَلِطُ من جَرْي الفَرَسِ والنَّاقَةِ.
(و) الأُفْنونُ: (الَّداهِيَةُ.
(والأُفْنونُ (من الشَّبابِ والسَّحابِ: أَوَّلُهُما.
(و) } أُفْنونُ: (لَقَبُ صُرَيْمِ بنِ مَعْشَرِ بنِ ذُهْلِ بنِ تيمِ بنِ عَمْرٍ و (التَّغْلَبيِّ الشَّاعِرِ، لُقِّبَ بأَحدِ هَذِه الأَشْياء، وسَيَأْتي لَهُ ذِكْرٌ فِي (ال) .
( {والفَنَنُ، محرَّكةً: الغُصْنُ المُسْتقيمُ طُولاً وعَرْضاً.
وقيلَ: هُوَ القَضِيبُ مِن الغُصْنِ، وقيلَ: مَا تَشَعَّبَ مِنْهُ؛ قالَ العجَّاج:
الفَنَنُ الشَّارِقُ والغَرْبيُّ وَفِي حدِيثِ سِدْرَة المُنْتَهَى: (يسيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّ} الفَنَنِ مائَةَ سَنةٍ) ، (ج أَفْنانٌ.
قالَ سِيْبَوَيْه: لم يُجاوِزُوا بِهِ هَذَا البِناءَ.
وقالَ عِكْرِمة فِي قوْلِهِ(35/516)
تَعَالَى: {ذَواتَا {أَفْنانٍ} ؛ قالَ: ظِلُّ الأَغْصانِ على الحِيطانِ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: فسَّره بعضُهم ذَواتَا أَغْصانٍ، وفسَّره بعضُهم: ذَواتا أَلْوانٍ، واحِدُها حينَئِذٍ} فَنٌّ {وفَنَنٌ، كَمَا قَالُوا سَنٌّ وسَنَنٌ وعَنٌّ وعَنَنٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: واحِدُ الأَفْنانِ إِذا أَرَدْتَ بِهِ الأَلْوان فَنُّ، وَإِذا أَرَدْتَ الأَغْصانَ فواحِدُها فَنَنٌ.
واسْتَعارَ الشاعِرُ للظّلْمةِ} أَفْناناً لأنَّها تَسْتُر الناسَ بأَسْتارِها وأَرْواقِها كَمَا تُسْتَر الغُصونُ بأَوْراقِها {وأَفْنانِها؛ فقالَ:
مِنَا أَنّ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حَتَّى أَغاثَ شَرِيدَهمْ} فَنَنُ الظَّلام (جج {أَفانينُ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ، قالَ الشاعِرُ يَصِفُ رَحًى:
لَهَا زِمامٌ من أَفانِينِ الشَّجَرْ (وقالَ ثَعْلَب: (شَجَرةٌ} فَنَّاءُ وفَنْواءُ: كثيرتُها.
وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: شَجَرَةٌ فَنْواءُ ذَات أَفْنانٍ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَانَ يَنْبغي فِي التَّقْديرِ فَنَّاء.
قالَ ثَعْلب: وأَمَّا قَنْواءُ بالقافِ فَهِيَ الطَّويلَةُ.
( {والتَّفْنينُ: التَّخْليطُ.
(و} التَّفْنينُ (فِي الثَّوْبِ: طَرائقُ ليستْ مِن جِنْسِه. يقالُ: ثَوْبٌ ذُو! تَفْنين.
(والتَّفْنِينُ: (بِلَى الثَّوْبِ بِلا تَشَقُّقٍ.
وَفِي المُحْكَم: تَفَزُّرُ الثَّوْبِ إِذا بَلِيَ من غيرِ تَشَقُّقٍ شَديدٍ.
(أَو هُوَ اخْتِلافُ نَسْجِه بِرقَّةٍ فِي (مَكانٍ وكثافَةٍ فِي (مَكانٍ آخَر؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابيِّ قَوْلَ أَبانَ بن عُثْمان: مَثَلُ اللَّحْنِ فِي الرَّجُلِ(35/517)
السَّريِّ ذِي الهَيْئةِ {كالتَّفْنِين فِي الثَّوْبِ الجَيِّدِ، فقالَ:} التَّفْنِينُ البُقْعةُ السَّمِحةُ السَّخِيفةُ الرَّقِيقةُ فِي الثَّوْبِ الصَّفِيقِ، وَهُوَ عَيْبٌ، والسَّريُّ: الشَّريفُ النَّفِيسُ مِن الناسِ.
(وشَعَرٌ {فَيْنانٌ: قالَ سِيْبَوَيْه: (لَهُ أَفْنانٌ} كأَفْنانِ الشَّجَرِ ولذلِكَ صُرِف.
(ورَجُلٌ فَيْنان، (وامْرَأَةٌ {فَيْنانَةٌ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا هُوَ القِياسُ، لأنَّ المُذَكَّرَ} فَيْنان مَصْروفٌ مُشْتقٌ مِن {أَفْنانِ الشَّجَرِ؛ وقالَ: وحَكَى ابنُ الأعْرابيِّ: امْرأَةٌ فَيْنا: (كثيرَةُ الشَّعَرِ، مَقْصورٌ.
قالَ: فإنْ كانَ هَذَا كَمَا حكَاهُ فحُكْم فَيْنان أَنْ لَا يَنْصرِفَ؛ قالَ: وأُرى ذلكَ وهْماً من ابنِ الأعْرابيِّ.
(} والفَنِينُ، كأميرٍ: (تَوَرُّمٌ فِي الإِبْطِ ووَجَعٌ؛ والبَعيرُ الَّذِي بِهِ ذلكَ {فَنينٌ أَيْضاً} ومَفْنونٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
إِذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمَمِراسَ البَكْر فِي الإِبْطِ {الفَنِينا (وفَنِينُ: (وادٍ بنَجْدٍ؛ عَن نَصْر.
(وفَنِينُ: (ة بمَرْوَ.
قلْتُ: الصَّوابُ فِيهَا بفتْحِ الفاءِ وتَشْديدِ النُّونِ المكْسورَةِ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وسَيَأْتي قَريباً.
(} والفَنَّانُ، (كشَدَّادٍ: الحِمارُ الوَحْشِيُّ الَّذِي (لَهُ {فُنونٌ من العَدْوِ.
قالَ الجوْهرِيُّ: هُوَ فِي بيتِ الأعْشَى.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ قوْلُه:
وإنْ يَكُ تَقْرِيبٌ من الشَّدِّ غالَهابمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ مُجْذِمِوالأَجارِيُّ: ضُروبٌ مِن جَرْيه، واحِدُها إِجْريَّا.
(ورَجُلٌ} مِفَنٌّ، كمِسَنّ: يأْتي(35/518)
بالعجائِبِ. ويقالُ: رجُلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ: ذُو عَنَنٍ واعْتِراضٍ وذُو {فُنُون مِن الكَلامِ؛ (وَهِي مِعَنَّةٌ (} مِفَنَّةٌ، وَقد نَسِي اصْطَلاحَه هُنَا؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
إنَّ لنا لكَنَّهمَعنَّةً مِفَنَّهُ ( {والفَنَّةُ: السَّاعةُ مِن الزَّمانِ.
(وأَيْضاً: (الطَّرَفُ من الدَّهَرِ؛ كالفَيْنَةِ. يقُولونَ: كنتُ بحالِ كَذَا وَكَذَا} فَنَّةً مِن الدَّهَرِ وفَيْنَةً من الدَّهر وضَرْبةً مِن الدَّهر، أَي طَرَفاً مِنْهُ.
(و) {الفُنَّةُ، (بالضَّمِّ: الكثيرُ من الكَلإِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) } المُفَنَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ: العجوزُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.
ورجُلٌ {مُفَنَّنٌ كذلكَ.
(والمُفَنَّنَةُ: (ناقَةٌ يُخَيَّلُ إِليكَ أنَّها عُشَراءُ ثمَّ تَنْكَشِفُ من الكِشَافِ.
(ويقالُ: (هُوَ} فِنُّ عِلْمٍ، بالكسْرِ، أَي (حَسَنُ القِيامِ بِهِ وَعَلِيهِ.
(وأَحمدُ بنُ أَبي {فَنَنٍ، محرَّكةً: شاعِرٌ.
(وأَبو عُثْمان} الفِنِّينِيُّ، كسِكِّينِيَ، مُحدِّثٌ رَوَى عَنهُ أَبو رَجاء محمدُ بنُ أَحمدَ الهُوْرقانيّ صاحِبُ تارِيخِ المَرَاوِزَةِ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ السَّمعانيّ، وضَبَطَه الحافِظُ بفتْحٍ وَهُوَ الصَّحَيح.
! وفنينُ: قَريةٌ بمَرْوَ بهَا قبْرُ سُلَيْمان بنِ بُرَيدَةَ بنِ الخُصَيبِ الأَسْلميِّ، وأَخُوه عبدُ اللهِ دُفِنَ بجاورسه إحْدَى قُرَى مَرْوَ، وأَبْوهُما بمَرْوَ فِي مقْبَرة، يقالُ لَهَا(35/519)
حصينُ.
قلْتُ: وَفِي هَذِه القَرْيةِ أَيْضاً أَبو حَمْزةَ محمدُ بنُ خالِدٍ {الفَنِينيُّ حَدَّثَ عَنهُ أَبو بِشْرٍ المَرْوزيُّ، ذَكَرَه المَالِينيّ؛ وأَبو الحَكَمِ عيسَى بنُ عينٍ الفَنِّينِيُّ مَوْلى خزاعَةَ وأَخُوه بُدَيل كانَ خازِنَ بَيْت المالِ لأبي مُسْلِم فِي خُراسانَ.
(} وفَنْفَنَ الرَّجُلُ: (فَرَّقَ إبلَهُ كَسَلاً وتَوانِياً؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
( {واسْتَفَنَّهُ: حَمَلَهُ على فُنونٍ من المَشْي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَنَّنَ الكَلامَ: اشْتَقَّ فِي فَنَ بعْدَ فَنَ؛} والتَّفَنُّنُ فِعْلُه.
{وافْتَنَّ الحِمارُ بأتُنِه: أَخذ فِي طَرْدِها وسَوْقِها يَميناً وشِمالاً وعَلى اسْتِقامَةٍ وعَلى غيرِ اسْتِقامَةٍ.
} والفُنُونُ: الأَخْلاطُ من الناسِ ليسُوا من قَبيلَةٍ واحِدَةٍ.
{وفَنَّه} فَنّاً: عَنَّاهُ.
{والفَنُّ: الأمْرُ العَجَبُ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
وَفِي حدِيثِ أَهْلِ الجنَّةَ: أُولو} أَفانِينَ، أَي شُعورٌ وجُمَمٌ، وَهُوَ جَمْعُ جَمْع {الفَنَنِ للخُصْلةِ من الشَّعَرِ شُبِّه بالغُصْنِ؛ وقالَ المرَّار:
أَعَلاقَةً أَمَّ الوُلَيِّد بعدَما} أَفْنانُ رأْسِك كالثّغامِ المُخْلِسِ؟ يعْني خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حِينَ شابَ.
{وتَفَنَّنَ: اضْطَرَبَ، كالفَنَنِ.
وفَنَّنَ رأْيَه: لَوَّنَه وَلم يثْبُتْ على رأْيٍ واحِدٍ.
} وأَفانِينُ الكَلامِ: أَسالِيبُه وطُرقُه.(35/520)
{وأُفْنونُ: اسمُ امْرأَةٍ.
وثَوْبٌ} مُفَنَّنٌ: مُخْتلِفٌ.
وفَرَسٌ {مِفَنٌّ، كمِسَنَ: يأْتي} بفُنونٍ فِي عدْوِه.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ فُنون البَغْدادِيُّ، بالضمِّ، سَمِعَ ابنَ البطرِ نقَلَهُ الحافِظُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فتنن:) ! فُتْنانُ، بضمَ فسكونٍ: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ فَرْغانَةَ.
قالَ الحافِظُ: ذَكَرَها أَبو العَلاءِ الفَرَضِيُّ الحافِظُ وقالَ: أَفادَني بهَا الفَقيهُ أَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ محمدٍ الأَوْسيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فنجكن
:) فُنجكان، بالضمِّ: قَرْيةٌ بمَرْوَ مِنْهَا أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ عَن الحميديّ، وَعنهُ الْفَسَوِي.
فلكن
: (الفَيْلَكونُ: البَرْدِيُّ، وَهُوَ فَيْعَلُولٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(وقيلَ: هُوَ (القارُ أَو الزِّفتُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَوْسٌ فَيْلَكُون: عَظيمَةٌ؛ قالَ الأسْوَدُ بنُ يَعْفُر:
وكائن كسرنا من هتوف مرنة على الْقَوْم كَانَت فيلكون المعابلوذلكَ أنَّها لَا ترمي المعابل وَهِي النِّصالُ المطولة إلاَّ على قَوْسٍ عَظيمَةٍ.(35/521)
فندن
: (فُنْدِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الَّدالِ المُهْملةِ:
أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وَهِي (ة بمَرْوَ، مِنْهَا الفَقيهُ محمدُ بنُ سُلَيْمان الفُنْدِينِيُّ المَرْوزيُّ، وَمِنْهَا أَيْضاً أَبو إسْحاق إبراهيمُ بنُ الحَسَنِ عَن أَحمدَ بن سِنانٍ وأَحْمد بن مَنصْور الرّمادِيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فهكن
:) تَفَهْكَنَ الرَّجُلُ: تَنَدَّمَ؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ وليسَ بثَبْتٍ.
قلْتُ: وأَصلُه تَفَكَّنَ، وَفِي لُغَةِ بعضٍ تَفَكَّه، فكأنَّه جَمَعَ بينَ اللّغَتَيْن.
فون
: ( {التَّفَوُّنُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ.
هُوَ (البَرَكَةُ وحُسْنُ النَّماءِ.
(} والفَاوانِيا: هُوَ الكهينا و (عُودُ الصَّليبِ نَبْتٌ دُونَ ذِراعٍ لَهُ زَهْرٌ فرفيري، لَا يُؤْخَذُ إلاَّ يَوْم نزولِ الشمْسِ فِي المِيزانِ، وَلَا يُقْطَع بحَديدٍ، وَإِذا ظُفِرَ بالمُتَصَلِّب مِنْهُ المُخْتوم مِن جِهْتَيْهِ المُشْتَمِل على خَطَّيْن مُتَقاطِعَيْن فَهُوَ خيْرٌ مِن الزّمردِ، وَلَا يدْخلُ الجِنّ بَيْتاً وُضِعَ فِيهِ. وَهُوَ (حارٌّ مُلَطِّفٌ مُدِرٌّ قاطِعٌ نَزْفَ الدَّم نافِعٌ من النِّقْرِسِ والصَّرعِ وَلَو تَعْليقاً، وَإِن بخّرَ وعُلِّقَ فِي خرْقَةٍ صَفْراء وَلم تَمَسّه يَدْ حائِضٍ سَهلَ الوِلادَةِ، وأَوْرَثَ الهَيْبَة، وَإِن جُعِل تحتَ وسَادَةِ مُتَابغِضَيْنِ والقَمَرُ مُتَّصِلٌ بالزهْرَةِ من تَثْلِيث وَقَعَتْ بَيْنهما أُلْفَة لَا تَزُولُ أَبَداً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
! فُورفانُ، بالضمِّ: قَريةٌ مِن الصغدِ مِنْهَا سُلَيْمانُ بنُ معاذٍ عَن(35/522)
الْكشِّي، وَعنهُ ابنُ حاجِبٍ الكشَّانيّ.
فين
: ( {فانَ} يَفِينُ {فَيْناً: (جاءَ.
(} والفَيْنانُ: فَرَسٌ لبَني ضَبَّةَ لقرَانَة بن عُوَيَّة الضَّبِّيِّ.
(و) {الفَيْنانُ: الرَّجُلُ (الحَسَنُ الشَّعَرِ الطَّويلُهُ؛ وَهِي بهاءٍ.
قالَ اللَّحْيانيُّ: إِن أَخَذْتَه مِن الفَنَنِ، وَهُوَ الغُصْنُ، صَرَفْتَه فِي حالَيْ النَّكِرَةِ والمَعْرفَةِ، وَإِن أَخَذْتَه مِن الفَيْنَةِ، وَهُوَ الوَقْت مِن الزَّمانِ، أَلْحَقْتَه ببابِ فَعْلان وفَعْلانَة فصَرَفْته فِي النّكِرَةِ وَلم تَصْرِفْه فِي المعْرِفَة؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للعجَّاج:
إِذْ أَنا} فَيْنانٌ أُناغ الكُعبَّا وقالَ:
فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُهذي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزُمُه (وذُكِرَ فِي (ف ن ن) .
(وغَنْثُ بنُ {أَفْيان؛ بفتْحِ الغَيْن المعْجمَةِ وسكونِ النّونِ والثَّاء مُثلَّثةً} وأَفيان كأنَّه جمعُ فَيَن، (من مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ.
قالَ الحافِظُ: فِي كِنانَةَ.
وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى فِي الثاءِ المثلَّثَةِ، ومَرَّ هُنَاكَ عَن ابنِ حَبيبٍ أنَّه من بَني مالِكِ بنِ كنانَةَ.
( {والفَيْنَةُ: (السَّاعَةُ والحِينُ، وَقد تُحْذَفُ الَّلامُ. يقالُ: لَقِيتُه الفَيْنَةَ بعْدَ الفَيْنةِ؛ (ولَقِيتُه} فَيْنَةً بعْدَ فَيْنَةٍ، أَي الحِيْن بعْدَ الحِيْن، والساعَةَ بعْدَ الساعَةِ.
قالَ أَبو زيْدٍ: فَهَذَا ممَّا اعْتَقَبَ عَلَيْهِ تَعْريفانِ: تَعْريفُ العَلْمِيَّة، وتَعْريفُ الأَلفِ واللامِ، كقوْلِكَ شَعُوب والشَّعُوب للمَنِيةِ.
وقالَ الكِسائي: الفَيْنَةُ: الوَقْت مِن(35/523)
الزَّمانِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: مَا أَلْقاهُ إلاَّ {الفَيْنَةَ بعْدَ الفَيْنَة، أَي المرَّةَ بعْدَ المرَّةِ.
(} والأَفْيُونُ: لَبَنُ الخَشْخاشِ، أَجْوَده (المِصْرِيُّ الأَسْوَدَ بارِد فِي الرَّابعَةِ. (نافِعٌ من الأَوْرامِ الحارَّةِ خاصَّةً فِي العَيْنِ) ومِن السّعالِ والإِسْهالِ المُزْمنِ، (مُخَدِّرٌ للعَقْلِ، (وقَلِيلُهُ نافِعٌ مَنَوِّمٌ وكثيرُهُ سَمٌّ.
واخْتُلِفَ فِي وزْنِه فقيلَ: أُفْعُول كَمَا اقْتَضاهُ سِياقُ المصنِّفِ، وكذلِكَ ضَبَطَه الشيخُ النّوويُّ فِي المهذبِ وغَيْر واحِدٍ.
وَفِي شمْسِ العُلُوم: هُوَ فِعْيَولُ بكسْرِ الفاءِ وفتْحِ الياءِ مِن الأفن، وَهُوَ أَنْ لَا يُبْقي الحالِبُ مِن اللْبَنِ شَيْئا، وَعَلِيهِ فالهَمْزَةُ أَصْليَّةٌ والياءُ زائِدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ظِلٌّ {فَيْنانٌ: واسِعٌ مُمْتدٌّ.
} والفِينُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بأصْبَهان، مِنْهَا الوَزِيرُ أَبُو نَصْر أَنُو شَرْوان بنُ خالِدِ بنِ محمدٍ الفينيُّ وَزِيرُ المُسْتَرْشِد والسُّلْطانِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ ملْكشاه، رَوَى عَن أَبي محمدٍ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الكامخي البتاوي، ماتَ ببَغْدادَ سَنَة 533:
قلْتُ: هَكَذَا قَيَّده ابنُ السّمعانيّ بالكسْرِ، وقيَّده الذَّهبيُّ بالفتْح.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فيذسن
: {فياذَسَون، بِالكسْرِ وفتحِ الذالِ المعْجمةِ وفتْحِ السِّيْن المُهْملةِ، قَرْيةٌ ببُخارَى، مِنْهَا: أَبو صالحٍ مسلمةُ بنُ النجمِ بنِ محمدٍ النَّحْويُّ يُلَقَّبُ سَلْمَوَيْه، رَوَى عَنهُ أَبو صالحٍ الخيَّام
(فصل الْقَاف) مَعَ النُّون)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قأن
:} القَأْنُ: شَجَرٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمزُ، وتَرْك الهَمْزِ فِيهِ أَعْرَف كَمَا فِي اللِّسانِ.(35/524)
قبن
: (قَبَنَ يَقْبِنُ قُبوناً: ذَهَبَ فِي الأَرضِ.
(وأَقْبَنَ: إِذا (انْهَزَمَ من العَدُوِّ؛ أَو إِذا (أَسْرَعَ فِي عَدْوِه آمِناً.
(والقَبِينُ، كأَمِيرٍ: (المُنْكَمِشُ فِي أُمورِه.
(والقَمِينُ، بالميمِ، (السَّريعُ؛ وسَيَأْتي.
(وقالَ ابنُ بُزُرْج: (المُقْبَئِنُّ، كمُطْمَئِنَ: المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ.
(والقَبَّانُ، كشَدَّادٍ: القُسْطاسُ، مُعَرَّبٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، (وَمِنْه أُخِذَ معْنَى (الأَمِين والرَّئِيس على الإِنْسانِ يُحاسِبُه ويَتَتَبَّع أَمْرَه.
(وقَبَّانُ: (د بأَذَرْبِيجانَ.
(وقَبَّانُ: (جَدُّ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بنِ لُقْمانَ (المُحدِّثِ أَمْلَى والِدُه بجُرْجانَ زَمَنَ الإِسْماعِيلي.
(وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَّةٌ مَعْروفَةٌ، وَقد ذُكِرَ (فِي الباءِ الموحَّدَةِ.
قالَ الجوْهرِيُّ: هُوَ فَعَّالٌ، والوَجْه أنْ يكونَ فَعْلانَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ فَعْلانُ وليسَ بفَعَّالٍ، والدَّليلُ عَلَيْهِ امْتِناعُه مِن الصَّرْفِ؛ قالَ الرَّاجزُ أَنْشَدَه الفرَّاء:
حِمارُ قَبَّانَ يَسوقُ أَرْنَبا وَلَو كانَ فَعَّالاً لانْصَرَفَ.
(وقُبَّيْنُ، بالضَّمِّ والشَّدِّ: ة بالعِراقِ.
(والقُبْنَةُ، بالضمِّ: الإِسْراعُ فِي الحِوائجِ.
(وقابونُ: ة بدِمَشْقَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اقْبَأَنَّ الرَّجُلُ: انْقَبَضَ، كاكْبَأَنَّ.
والحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّيْسابُورِيُّ حافِظٌ مُكْثِرٌ عَن أحمدَ بنِ منيعٍ.
ورَوَى البُخاريِ فِي صَحِيحِه عَن حُسَيْن، غَيْر مَنْسوبٍ، عَن ابنِ منيعٍ قيلَ: هَذِه النِّسْبَةُ(35/525)
لمَنْ يَعْمَلُ القَبَّانَ أَو يَزِنُ بِهِ.
وعليُّ بنُ الحُسَيْن القَبَّنيُّ عَن أَبي لبيدٍ السّرْخسيِّ.
ومحمدُ بنُ عبدِ الجَليلِ القَبَّانيُّ: شيخٌ لأبي إسْماعيل الهَرَويّ الحَافِظ.
ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ مَحْمود القَبَّانيُّ: سَمِعَ ابنَ خُزيمَةَ.
وعُثْمانُ بنُ أَحمدَ القبَّانيُّ عَن أَبي المعطوش.
وأَحمدُ بنُ سلامَةَ بنِ إبراهيمَ الحَدَّاد القَبَّانيُّ: أَجازَ الذَّهبي، وأَبُوه حدَّثَ عَن عبدِ الواحِدِ بنِ هِلالٍ.
وعبدُ الدَّائمِ بنُ أَحمدَ القَبَّانيُّ عَن ابنِ الزُّبَيْديّ.
قتن
: (القَتَنُ، محرَّكةً: سمكةٌ عَريضَةٌ قَدْرَ راحَةِ الكَفِّ.
(والقَتِينُ، (كأميرٍ: القَزُّ المَطْبوخُ الأَبْيَضُ.
(والقَتِينُ: (المرْأَةُ، أَو الجَميلَةُ.
(وأَيْضاً: (الرَّجُلُ أَو الحَقيرُ الذَّليلُ؛ كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: الضَّئِيلُ.
يقالُ رجُلٌ قَتِينٌ قَليلُ الطُّعْم واللَّحْمِ، وكذلِكَ الأُنْثى بغيرِ هاءٍ وكذلِكَ القَنِيتُ.
وَفِي الحدِيثِ: قالَ فِي امْرأَةٍ وَضِيئَةٍ: إنَّها قَتِينٌ.
ورجُلٌ قَتِينٌ: قليلُ اللّحْمِ.
(والقَتِينُ: (الرُّمْحُ.
(وأَيْضاً: (الدَّقيقُ من الأَسِنَّةِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: القَتِينُ: السِّنانُ اليابِسُ الَّذِي لَا يَنْشَفُ دَماً؛ وأَنْشَدَ:
يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ وَقد مَضَتْهُمُغابِنةٌ بِذِي خُرُصٍ قَتِينِ (والقَتِينُ: (القُرادُ.
قالَ الجوْهرِيُّ: لقلَّةِ دَمِهِ.
وقالَ ابنُ(35/526)
بَرِّي: الأَوْلى لقلَّةِ طُعْمِه لأنَّه يُقِيمُ المدَّةَ الطَّويلَة مِن الزَّمانِ لَا يَطْعَمُ شَيْئا؛ قالَ الشمَّاخُ فِي ناقَتِه:
وَقد عَرِقَتْ مَغَابِنُها وجَادَتْبدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِجعلَ عَرَقَ هَذِه الناقَةِ قُوتاً للقُرادِ.
(والقَتِينُ: (الرَّجُلُ لَا طُعْمَ لَهُ؛ وَكَذَا المرْأَةُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (بَخٍ تَزَوَّجْتها بِكْراً قَتِيناً) .
(وَقد قَتُنَ، ككَرُمَ، قَتَانَةً وَهُوَ بَيِّنُ القَتَنِ، (وأَقْتَنَ مِثْل ذلِكَ.
(والمُقْتَئِنُّ، كمُطْمَئِنَ والمُقْتَنُّ كمحمد: (المُنْتَصِبُ.
(وأَسْوَدُ قاتِن، مثْلُ (قاتِمٍ.
قالَ ابنُ جنِّي: ذَهَبَ أَبو عَمْرٍ وَإِلَى أنَّه بَدَلٌ.
(وقَتَنَ المِسْكُ قُتُوناً: يَبِسَ وزالَتْ نُدُوَّتُهُ واسْوَدَّ؛ وكذلِكَ قَتَنَ الدَّمُ.
(وأَقْتَنَ: قَتَلَ القِرْدانَ.
(وأَيْضاً: (نَحَلَ جِسْمُهُ مِن قلَّةِ الطَّعامِ.
(والقَتانُ، (كسَحابٍ أَو غُرابٍ: الغُبارُ كالقَتامِ، زَعَمَ يَعْقوبُ أنَّه بَدَلٌ؛ وأَنْشَدَ:
عادَتُنا الجِلادُ والطِّعانُإذا علا فِي المَأْزِقِ القَتَانُرُوِي بالوَجْهَيْن.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ قَتَنٌ: قَليلُ اللَّحْمِ.
والقَتُونُ: مِن أَسْماءِ القُراد، وليسَ بصفَةٍ.
والقَتِينُ: المَجْهودُ والنَّحِيفُ.(35/527)
قحزن
: (قَحْزَنَةُ، بالزَّاي، حَتَّى تَقَحْزَنَ: أَي (ضَرَبَهُ بالعَصا (حَتَّى وَقَعَ؛ وكذلِكَ قَحْزَلَهُ فَتَقَحزلَ.
(والقَحْزَنَةُ: العَصا؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
حكَى اللّحْيانيُّ: ضَرَبْناهُم بقَحازِنِنا فارْجَعَنُّوا، أَي بعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا.
(أَو القَحْزَنَةُ: (الهِراوَةُ؛ قالَ:
جَلَدْتُ جَعارِ عندَ بابِ وِجارِهابقَحْزَنَتِي عَن جَنْبِها جَلَداتِ (ج قَحازِنُ.
(والقَحْزَناتُ: سُيوفُ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ.
ومِمَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَحْزَنَهُ: صَرَعُهُ.
والقَحْزَنَةُ: ضَرْبٌ مِن الخَشَبِ طولُه ذِرَاعٌ.
قدن
: (القَدْنُ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ورَوَى ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ: هُوَ (الكِفايَةُ والحَسْبُ.
(قالَ الأَزْهرِيُّ: جعل القَدْنَ اسْماً واحِداً مِن قوْلِهم قَدْنِي كَذَا وَكَذَا أَي حَسْبي، ورُبَّما حَذَفُوا النّون فَقَالُوا قَدِي، وكذلِكَ قَطْني.
(وقَدُوْنِينَ: ع ببِلادِ الرُّومِ.
قذن
: (أَقْذَنَ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وقالَ بعضُهم: أَي (أَتَى بعُيوبٍ كثيرَةٍ.
قرن
القَرْنُ: الرَّوْقُ من الحَيَوانِ.
(وأَيْضاً: (موضِعُهُ من رَأْسِ الإِنْسانِ) وَهُوَ حَدُّ الَّرأْسِ وجانِبُه؛ (أَو الجانِبُ الأَعْلَى من الَّرأْسِ،(35/528)
ج قُرون، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ؛ وَمِنْه أَخَذَه بقُرُون رأْسِه.
(والقَرْنُ: (الذُّؤَابَةُ عامَّة وَمِنْه الرُّوم ذَات القُرُون لطُولِ ذَوائِبِهم.
(أَو ذُؤَابَةُ المرْأَةِ وضَفِيرتُها خاصَّة والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ؛ والجَمْعُ كالجَمْعِ.
(والقَرْنُ: (أَعْلَى الجَبَلِ، ج قِرانٌ، بالكسْرِ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُوقِرانَ الأرضِ سُودانا (والقَرْنان (من الجَرادِ: شَعْرَتانِ فِي رأْسِه.
(والقَرْنان: (غِطاءٌ للهَوْدَجِ؛ قالَ حاجِبُ الْمَازِني:
كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ (والقَرْنُ: (أَوَّلُ الفَلاةِ.
(ومِن المجازِ: طَلَعَ قَرْنُ الشَّمسِ؛ القَرْنُ (من الشَّمْسِ: ناحِيَتُها، أَو أَعْلاها، وأَوَّلُ شُعاعها عنْدَ الطُّلوعِ.
(ومِن المجازِ: القَرْنُ (من القَوْمِ: سَيِّدُهُمْ.
(ومِن المجازِ: القَرْنُ (من الكَلإِ خَيْرُهُ، أَو آخِرُهُ، أَو أَنْفُه الَّذِي لم يُوطَأْ.
(والقَرْنُ: (الطَّلَقُ من الجَرْي. يقالُ. عدَا الفَرَسُ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ.
(والقَرْنُ: (الدُّفْعَةُ من المَطَرِ المُتَفَرِّقَةُ، والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (لِدَةُ الرَّجُلِ، ومِثْلُه فِي السِّنِّ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
(ويقالُ: (هُوَ على قَرْني أَي (على سنِّي(35/529)
وعُمْرِي كالقَرِينِ، فهما إِذا مُتَّحِدان.
وقالَ بعضُهم: القَرْنُ فِي الحَرْبِ والسِّنِّ؛ والقَرِينُ فِي العِلْمِ والتِّجارَةِ.
قيلَ: القِرْنُ، بالكسْرِ: المُعادِلُ فِي الشدَّةِ، وبالفتْحِ: المُعادِلُ بالسِّنِّ؛ وقيلَ غيرُ ذلِكَ كَمَا فِي شرْحِ الفَصِيحِ.
(والقَرْنُ: زَمَنٌ مُعَيَّنٌ، أَو أَهْلُ زَمَنٍ مَخْصُوصٍ. واخْتَارَ بعضٌ أنَّه حَقيقَةٌ فيهمَا، واخْتلفَ هَل هُوَ مِنَ الاقْتِرانِ، أَي الأُمَّة المُقْتَرنَة فِي مدَّةٍ من الزَّمانِ، مِن قَرْنِ الجَبَلِ، لارْتِفاع سنِّهم، أَو غَيْر ذلِكَ، واخْتَلَفُوا فِي مدَّةِ القَرْنِ وتَحْديدِها، فقيلَ: (أَرْبعونَ سَنَةً؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ ودَلِيلُه قَوْلُ الجَعْديِّ:
ثَلاثَة أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُموكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسافإنَّه قالَ هَذَا وَهُوَ ابنُ مائَة وعشْرينَ. (أَو عَشَرَةٌ، أَو عِشْرونَ، أَو ثَلاثونَ، أَو خَمْسونَ، أَو سِتُّونَ، أَو سَبْعونَ، أَو ثَمانونَ، نَقَلَها الزجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِه تَعَالَى: {ألم يَرَوْا كم أَهْلَكْنا قَبْلهم مِن القُرُونِ} ، والأَخيرُ نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ أَيْضاً.
وَقَالُوا: هُوَ مقْدارُ المُتَوسّط مِن أَعْمارِ أهل الزَّمَان، (أَو مِائةٌ أَو مِائةٌ وَعِشْرُونَ.
وَفِي فتح الْبَارِي: اخْتلفُوا فِي تَحْدِيد مُدَّةِ القَرْنِ من عشرةٍ إِلَى مائةٍ وعشرِين لَكِن لم أرَ مَنْ صرَّحَ بالتِّسْعين وَلَا بمِائَةٍ وعَشَرَة، وَمَا عَدا ذلكَ فقد قالَ بِهِ قائِلٌ. (والأوَّلُ مِن القَوْلَيْنِ الأخيرَيْنِ (أَصَحُّ.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ الاخْتِيارُ (لقَوْله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لغُلامٍ بعْدَ أَنْ(35/530)
مَسَحَ رأْسَه: ((عِشْ قَرْناً) ، فعاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
وعِبارَةُ المصنِّفِ مُوهَمة لأنَّ أَوَّلَ الأَقْوالِ الَّتِي ذَكَرَها هُوَ أَرْبعونَ سَنَة فتأَمَّل. وبالأَخير فَسَّر حَدِيْث: (إنَّ اللهَ يَبْعثُ على رأْسِ كلِّ قَرْنٍ لهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يُجَدِّدُ أَمْرَ دينِها) ، كَمَا حَقَّقه الوَليُّ الحَافِظُ السّيوطي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
(وقيلَ: القَرْنُ: (كُلُّ أُمَّةٍ هَلَكَتْ فَلم يَبْقَ مِنْهَا أَحَدٌ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيةُ المَذْكُورَةُ.
(وقيلَ: (الوَقْتُ من الزَّمانِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(والقَرْنُ: (الحَبْلُ المَفْتولُ من لِحاءِ الشَّجَرِ) ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ شيءٌ من لِحاءِ شَجَرٍ يُفْتَلُ مِنْهُ حَبْلٌ.
(والقَرْنُ: (الخُصْلَةُ المَفْتولَةُ من العِهنِ؛ قيلَ: ومِنَ الشَّعَرِ أَيْضاً؛ والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (أَصْلُ الرَّمْلِ، وَفِي نسخةٍ: أَسْفَلُ الرَّمْلِ وَهُوَ الصَّوابُ كقنعه.
(والقَرْنُ: (العَفَلَةُ الصَّغيرَةُ، هُوَ كالنُّتوءِ فِي الرَّحمِ يكونُ فِي النَّاسِ والشَّاءِ والبَقَرِ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى وَجْهَه: (إِذا تزوَّجَ المَرْأَة بهَا قَرْنٌ، فإنْ شاءَ طَلَّقَ، هُوَ كالسِّنِّ فِي فَرْجِ المرْأَةِ يَمْنَعُ من الوَطْءِ.
(والقَرْنُ: (الجَبَلُ الصَّغيرُ المُنْفَرِدُ؛ عَن الأصْمعيِّ؛ (أَو قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ من الجَبَلِ، ج قُرونٌ وقِرانٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ وطَرْفُهاكطَرْفِ الحُبَارَى أَخْطَأَتْها الأَجادِلُ (والقَرْنُ: (حَدُّ السَّيْفِ والنَّصْلِ كقُرْنَتِهما، بالضَّمِّ،(35/531)
وكذلِكَ قُرْنةُ السَّهْمِ. وقيلَ: قُرْنَتا النَّصْلِ: ناحِيَتَاهُ من عَن يمينِه وشمالِهِ، وجَمْعُ القُرْنَةِ القُرَنُ.
(والقَرْنُ: (حَلْبَةٌ من عَرَقٍ. يقالُ: حَلَبْنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ، أَي عَرَّقْناه.
وقيلَ: هُوَ الدُّفْعَةُ من العَرَقِ، والجَمْعُ قُرُونٌ؛ قالَ زهيرُ:
تُضَمَّرُ بالأَصائِلِ كلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكها القُرُونُوقالَ أَبو عَمْرو: القُرُونُ: العَرَقُ.
قالَ الأزْهريُّ: كأَنَّه جَمْع قَرْنٍ.
(والقَرْنُ من الناسِ: (أَهْلُ زَمانٍ واحِدٍ؛ قالَ:
إِذا ذَهَبَ القَرْنُ الَّذِي أَنتَ فيهمُوخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فأَنتَ غَرِيبُ (والقَرْنُ: (أُمَّةٌ بعْدَ أُمَّةٍ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَالَّذِي يَقَعُ عنْدِي، واللَّهُ أَعْلَم، أَنَّ القَرْنَ أَهْلَ مدَّةٍ كانَ فِيهَا نَبيٌّ، أَو كانَ فِيهَا طَبَقةٌ مِن أَهْلِ العِلْم، قَلَّت السِّنُون أَو كَثُرَتْ، بدَلِيلِ الحدِيث: (خَيْرُكُم قَرْنِي، ثمَّ الَّذين يَلُونَهم، ثمَّ الَّذين يَلُونَهم، يعْنِي الصَّحابَة والتابِعِينَ وأَتْباعَهم.
قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ القَرْنُ لجمْلَةِ الأُمَّةِ، وَهَؤُلَاء قُرُون فِيهَا، وإنَّما اشْتِقاقُ القَرْن مِنَ الاقْتِرانِ، فتَأْويلُه أَنَّ الَّذين كَانُوا مُقْتَرِنِين فِي ذلِكَ الوَقْت وَالَّذِي يأْتُون من بعْدِهم ذَوُو اقْتِرانٍ آخر.
(والقَرْنُ: (المِيلُ على فَمٍ البِئْرِ للبَكْرَةِ إِذا كَانَ من حِجارَةٍ، والخَشَبيُّ: دِعامَةٌ، وهُما مِيلانِ ودِعامَتانِ من حِجارَةٍ وخَشَبٍ وقيلَ: هما مَنارَتانِ يُبْنيانِ على(35/532)
رأْسِ البِئْرِ تُوْضَع عَلَيْهِمَا الخَشَبَةُ الَّتِي يُوْضَعُ عَلَيْهَا المِحْوَرُ، وتُعَلَّقُ مِنْهَا البَكرَةُ؛ قالَ الرَّاجزُ:
تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ فانْظُرْ مَا هماأَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟ وَفِي حدِيثِ أَبي أَيوب: فوجَدَه الرَّسُولُ صلى الله عَلَيْهِ وسلميَغْتسلُ بينَ القَرْنَيْنِ، قيلَ: فَإِن كانَتا من خَشَبِ فهُما زُرْنُوقانِ.
(والقَرْنُ: (مِيلٌ واحِدٌ من الكُحْلِ. وَهُوَ مِن القَرْنِ: (المَرَّةُ الواحدَةُ. يقالُ: أَتَيْتُه قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ، أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ.
(وقَرْنٌ: (جَبَلٌ مُطِلٌّ على عَرفاتٍ، عَن الأَصْمعيِّ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ جَبَلٌ صغيرٌ؛ وَبِه فسرَ الحدِيْث: (أَنَّه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأسْودِ.
(والقَرْنُ: (الحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقيُّ الَّذِي لَا أَثَرَ فِيهِ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه:
فأَصْبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ فَلَا عينٌ تُحَسُّ وَلَا إِثارُومنهم مَنْ فَسَّره بالجَبَلِ المَذْكُورِ، وقيلَ فِي تفْسِيرِه غيرُ ذلكَ.
(وقَرْنُ المَنازِلِ: (مِيقاتُ أَهْلِ نَجْدٍ، وَهِي: ة عندَ الطَّائِفِ؛ قالَ عُمَرُ بنُ أبي ربيعَةَ:
فَلَا أَنْس مالأشياء لَا أَنْس موْقفاً لنا مَرَّة منا بقَرْنِ المَنازِلِ (أَو اسمُ الوادِي كُلِّهِ. وغَلِطَ الجوْهرِيُّ فِي تَحْرِيكِه.
قالَ شيْخُنا: هُوَ غَلَطٌ لَا محيدَ لَهُ عَنهُ، وَإِن قالَ بعضُهم: إنَّ التَّحْريكَ لُغَةٌ فِيهِ هُوَ غَيْرُ ثَبْتٍ.
قلْتُ: وبالتَّحْريكِ وَقَعَ مَضْبوطاً فِي نسخِ الجَمْهرةِ(35/533)
وجامِعِ القَزَّاز كَمَا نَقَلَه ابنُ بَرِّي عَن ابنِ القَطَّاع عَنْهُمَا.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: وكثيرٌ ممَّنْ لَا يَعْرِف يَفْتَح رَاءَه، وإنّما هُوَ بالسكونِ.
(وغلطَ الجوْهرِيُّ أَيْضاً (فِي نِسْبَةِ سَيِّد التَّابِعِين رَاهِب هَذِه الأُمَّة (أُوَيسٍ القَرْنيِّ إِلَيْهِ، أَي إِلَى ذلكَ المَوْضِعِ، ونَصّه فِي الصِّحاح: والقَرَنُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ مِيقاتُ أَهْلِ نَجْدٍ، وَمِنْه أُوَيسٌ القَرَنِيُّ.
قلْتُ: هَكَذَا وُجِدَ فِي نسخِ الصِّحاحِ ولعلَّ فِي العِبارَةِ سَقْطاً (لأنَّه إنَّما هُوَ (مَنْسوبٌ إِلَى قَرَنِ بنِ رَدْمانَ بنِ ناجِيَةَ بنِ مُرادٍ أَحَدِ أَجْدادِهِ على الصَّوابِ؛ قالَهُ ابنُ الكَلْبي، وابنُ حبيب، والهَمَدانيُّ وغيرُهُم مِن أَئمةِ النَّسَبِ؛ وَهُوَ أُوَيسُ بنُ جزءِ بنِ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ سعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ عِمْران بنِ قَرْنٍ، كَذَا لابنِ الكَلْبي؛ وعنْدَ الهَمَدانيّ: سعْدُ بنُ عَمْرِو بنِ حوران بنِ عصْران بنِ قَرْنٍ.
وجاءَ فِي الحدِيثِ: (يأْتِيَكُم أُوَيسُ بنُ عامِرٍ مَعَ أَعْدادِ اليَمَنِ مِن مُراد ثمَّ مِن قَرْنٍ كأَنَّ بِهِ بَرَص فبَرىءَ مِنْهُ إلاَّ مَوْضِع دِرْهم، لَهُ والِدَةٌ هُوَ بهَا برٌّ، لَو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرّه) . قالَ ابنُ الأثيرِ: رُوِي عَن عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وأَحادِيثُ فَضْلِه فِي مُسْلم وبسطَها شرَّاحُه القاضِي عِيَاض والنَّووي والقُرْطُبي والآبي وغيرُهُم، قُتِلَ بصِفِّين مَعَ عليَ على الصَّحِيح، وقيلَ: ماتَ بمكَّةَ، وقيلَ بدِمَشْق.
(والقَرْنانِ: (كَوْكَبانِ حِيالَ الجَدْي.
(والقَرْنُ: (شَدُّ الشَّيءِ إِلَى الشَّيءِ ووَصْلُه إِلَيْهِ وَقد قَرَنَه إِلَيْهِ قَرْناً.(35/534)
(والقَرْنُ: (جَمْعُ البعيرَيْنِ فِي حَبْلٍ واحِدٍ، وَقد قَرَنَهما.
(وقَرْنٌ: (ة بأَرْضِ النَّحامةِ لبَني الحريشِ.
(وقَرْنٌ (ة بَين قُطْرُبُلَّ والمَزْرَقَةِ من أَعْمالِ بَغْدادَ، (مِنْهَا خالِدُ بنُ زيْدٍ، وقيلَ: ابنُ أَبي يَزِيدَ، وقيلَ: ابنُ أَبي الهَيْثمِ بهيدان القُطْرُبُلّي القَرنيّ عَن شعْبَةَ وحمَّاد بن زيْدٍ، وَعنهُ الدُّوريُّ ومحمدُ بنُ إسْحاق الصَّاغانيُّ، لَا بأْسَ بِهِ.
(وقَرْنٌ: (ة بمِصْرَ بالشَّرْقيةِ.
(وقَرْنٌ: (جَبَلٌ بإِفْرِيقِيَةَ.
(وقَرْنُ باعِرٍ، وقَرْنُ (عِشارٍ، وقَرْنُ (النَّاعِي، وقَرْنُ (بَقْلٍ: حُصونٌ باليَمَنِ.
(وقَرْنُ البَوباةِ: جَبَلٌ لمُحارِب.
وقَرْنُ الحبَالَى: (وادٍ يَجِيءُ من السَّراةِ لسعْدِ بنِ بكْرِ وبعضِ قُرَيْشٍ. وَفِي عِبارَةِ المصنِّفِ سَقْطٌ.
(وقَرْنُ غَزالٍ: ثنِيَّةٌ م مَعْروفَةٌ.
(وقَرْنُ الذَّهابِ: ع.
(ومِن المجازِ: (قَرْنُ الشَّيْطانِ: ناحِيَةُ رأْسِه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (تَطْلُع الشَّمْسُ بينَ قَرْنَيْ الشَّيْطان، فَإِذا طَلَعَتْ قارَنَها، فَإِذا ارْتَفَعَتْ فارَقَها) .
(وقيلَ: (قَرْناهُ، مُثَنَّى قَرْنٍ، وَفِي بعضِ النُّسخِ: قَرْناؤُه، (أُمَّتُه المُتَّبِعونَ لرأْيهِ.
وَفِي النِّهايَةِ: بينَ قَرْنَيْه، أَي أُمَّتَيْه الأَوَّلَيْنِ والآخرينِ، أَي جَمْعاهُ اللَّذَان يُغْريهما بإِضْلالِ البَشَرِ (أَو قَرْنُه: (قُوَّتُه وانْتِشارُه، أَو تَسَلُّطَه، أَي حينَ تَطْلُع يتَحرَّكُ الشَّيْطانُ ويَتَسلَّطُ كالمُعِين لَهَا،(35/535)
وكلُّ هَذَا تَمْثِيلٌ لمَنْ يَسْجدُ للشَّمْسِ عنْدَ طُلوعِها، فكأَنَّ الشَّيْطانَ سَوَّلَ لَهُ ذلكَ، فَإِذا سَجَدَ لَهَا كَانَ كأَنَّ الشَّيْطانَ مُقْتَرِنٌ بهَا.
(وذُو القَرْنَيْنِ، المَذْكُور فِي التَّنْزيلِ، هُوَ (اسْكَنْدَرُ الرُّومِيُّ؛ نَقَلَهُ ابنُ هِشامٍ فِي سِيرَتِه.
واسْتَبْعدَه السّهيليّ وجَعَلَهما اثْنَيْن.
وَفِي مُعْجمِ ياقوت: وَهُوَ ابنُ الفَيْلسوفِ قَتَلَ كثيرا مِن المُلُوكِ وقَهَرَهُم ووَطِىءَ البُلْدانَ إِلَى أَقْصَى الصِّيْن.
وَقد أَوْسَعَ الكَلامَ فِيهِ الحافِظُ فِي كتابِ التَّدْوير والتَّرْبِيع.
ونَقَلَ كَلامَه الثَّعالِبيُّ فِي ثمارِ القُلُوبِ.
وجَزَمَ طائِفَةٌ بأَنَّه مِن الأَذْواء من التَّبابِعَةِ مِن مُلُوكِ حِمْيَر مُلُوكِ اليَمَنِ واسْمُه الصَّعْبُ بنُ الحارِثِ الرَّائِس، وذُو المَنارِ هُوَ ابنُ ذِي القَرْنَيْنِ؛ نَقَلَه شيْخُنا.
قلْتُ: وقيلَ: اسْمُه مرزبانُ بنُ مروية.
وقالَ ابنُ هِشامٍ: مرزبيُّ بنُ مروية وقيلَ: هرمسُ؛ وقيلَ: هرديسُ.
قالَ ابنُ الجواني فِي المُقدِّمةِ: ورُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: ذُو القَرْنَيْنِ عبدُ اللهِ بنُ الضَّحَّاكِ بنِ مَعْد بنِ عَدْنان، اهـ.
واخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ تَلْقِيبهِ فقيلَ: (لأنَّه لمَّا دَعاهُم إِلَى اللهِ، عزَّ وجَلَّ، ضَرَبُوه على قَرْنِه، فأَحْياهُ اللهُ تَعَالَى، ثمَّ دَعاهُم فضَرَبُوه على قَرْنِه الآخَرِ فماتَ ثمَّ أَحْياهُ اللهُ تَعَالَى، وَهَذَا غَرِيبٌ.
وَالَّذِي نَقَلَهُ غيرُ واحِدٍ: أَنَّه ضُرِبَ على رأْسِه ضَرْبَتَيْن؛ ويقالُ: إنَّه لمَّا دَعا قَوْمَه إِلَى العِبادَةِ قَرَنُوه، أَي ضَرَبُوه، على قَرْنَيْ رأْسِه، وَفِي سِياقِ المصنِّفِ،(35/536)
رحِمَه اللهُ تَعَالَى تَطْويلٌ مُخلّ.
(أَو لأنَّه بَلَغَ قُطْرَي الأرضِ مَشْرقَها ومَغْربَها، نَقَلَه السّمعانيّ.
(أَو لضَفِيرَتَيْنِ لَهُ، والعَرَبُ تُسَمِّي الخُصْلَةَ مِن الشَّعَرِ قَرْناً، حَكَاه الإِمامُ السّهيليّ.
أَو لأنَّ صَفْحَتَيْ رأْسِه كانَتا من نُحاسٍ، أَو كانَ لَهُ قَرْنانِ صَغِيرَانِ تُوارِيهما العِمامَةُ، نَقَلَهُما السّمعانيّ.
أَو لأنَّه رأَى فِي المنامِ أَنَّه أَخَذَ بقَرْنَيْ الشمْسِ، فكانَ تأْويلُه أَنَّه بَلَغَ المَشْرقَ والمَغْربَ، حكَاه السّهيليّ.
أَو لانْقِراضِ قَرْنَيْنِ فِي زَمانِه، أَو كانَ لتَاجِه قَرْنانِ، أَو لكَرَمِ أَبيهِ وأُمِّه أَي كَرِيمُ الطَّرَفَيْن؛ نَقَلَه شيْخُنا، وقيلَ غَيْرُ ذلكَ.
قالَ: وأَمَّا ذُو القَرْنَيْنِ صاحِبُ أَرَسْطو فَهُوَ غَيْرُ هَذَا، كَمَا بسطَه فِي العِنايَةِ.
وقيلَ: كانَ فِي عَهْدِ إبراهيمٍ، عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ صاحِبُ الخَضِرِ لما طَلَبَ عَيْنَ الحياةِ، قالَهُ السّهيليّ فِي التارِيخِ، ولقَدْ أَجادَ القائِلُ فِي التَّوْرية:
كم لامَنِي فِيك ذُو القَرْنَيْنِ يَا خَضِر وَفِي الحدِيثِ: (لَا أَدْرِي أَذُو القَرْنَيْن نَبِيًّا كانَ أَمْ لَا) .
(وذُو القَرْنَيْنِ: لَقَبُ (المُنْذِرِ بنِ ماءِ السّماءِ، وَهُوَ الأَكْبَر جَدُّ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ سُمِّي بِهِ (لضَفِيرَتَيْنِ كانَتا فِي قَرْنَيْ رأْسِه، كانَ يُرْسِلُهما؛ وَبِه فَسَّر ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ امرىءِ القَيْسِ:
أَشَدَّ نَشاصَ ذِي القَرْنَيْنِ حَتَّى توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ (وذُو القَرْنَيْن: لَقَبُ (عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى) وجهَه ورضِيَ عَنهُ، (لقوْلِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنَّ لَكَ فِي الجنَّةِ بَيْتاً) ،(35/537)
ويُرْوَى كَنْزاً، وإنَّك لذُو قَرْنَيْها؛ أَي ذُو طَرَفَي الجنَّةِ ومَلِكُها الأَعْظَمُ تَسْلُكُ مُلْكَ جميعِ الجنَّةِ، كَمَا سَلَكَ ذُو القَرْنَيْنِ جَمِيعَ الأَرْضِ واسْتَضْعَفَ أَبو عبيدٍ هَذَا التَّفْسيرَ.
(أَو ذُو قَرْنَي الأُمَّةِ. فأُضْمِرَتْ وإنْ لم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُها) ، كقوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى تَوارَتْ بالحِجابِ} ؛ أَرادَ الشمْسَ وَلَا ذِكْرَ لَهَا.
قالَ أَبو عبيدٍ: وأَنا أَخْتارُ هَذَا التَّفْسيرَ الأَخيرَ على الأَوَّل لحدِيثٍ يُرْوَى عَن عليَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وذلَكَ أَنَّه ذَكَرَ ذَا القَرْنَيْنِ فقالَ: دَعا قوْمَه إِلَى عِبادَةِ اللهِ تَعَالَى فضَرَبُوه على قَرْنِه ضَرْبَتَيْن وَفِيكُمْ مِثْلُه؛ فنُرَى أَنَّه أَرادَ نَفْسَه، يعْنِي أَدْعو إِلَى الحقِّ حَتَّى يُضْرَبَ رأْسِي ضَرْبَتَيْن يكونُ فيهمَا قَتْلِي.
(أَو ذُو جَبَلَيْها للحَسَنِ والحُسَيْنِ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، رُوِي ذلكَ عَن ثَعْلَب.
(أَو ذُو شَجَّتَيْنِ فِي قَرْنَيْ رأْسِه: إحْداهُما من عَمْرِو بنِ وُدَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، (والثَّانِيَةُ مِن ابنِ مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللهُ، وَهَذَا أَصَحُّ مَا قيلَ، وَهُوَ تَتمَّةٌ من قوْلِ أَبي عبيدٍ المُتَقدِّم ذِكْره.
(وقَرْنُ الثُّمامِ: شَبيهٌ بالباقِلاَءِ.
(وذاتُ القَرْنَيْنِ: ع قُرْبَ المَدينَةِ بينَ جَبَلَيْنِ.
وقالَ نَصْرُ: قِرْنَيْن، بكسْرِ القافِ: جَبَلٌ حِجازِيُّ فِي دِيارِ جُهَيْنَةَ قُرْبَ حرَّةِ النارِ، فَلَا أَدْرِي هُوَ أمْ غَيْره.
(والقِرْنُ، بالكسْرِ: كُفْؤُكَ فِي الشَّجاعَةِ ونَظِيرُك فِيهَا وَفِي الحَرْبِ؛ قالَ كَعْبٌ:
إِذا يُساورُ قِرْناً لَا يَحِلُّ لهأن يَتْرُك القِرْن إلاَّ وَهُوَ مَجْدولوالجَمْعُ أَقْرانٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ(35/538)
ثابِتِ بنِ قَيْسٍ: (بِئْسَما عَوَّدُتُم أَقْرانَكم) ، أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكُم فِي القِتالِ. (أَو عامٌّ) فِي الحَرْبِ، أَو السِّنِّ وأَيّ شيءٍ كانَ.
(والقَرَنُ (بالتَّحريكِ: الجَعْبَةُ تكونُ من جُلودٍ مَشْقوقَةٍ ثمَّ تحززُ، وإنَّما تُشَقُّ لتَصِلَ الرِّيحُ إِلَى الرِّيشِ فَلَا تَفْسُد؛ قالَ:
يابنَ هِشامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْفكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْوقيلَ: هِيَ الجَعْبَةُ مَا كانتْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ الأَكْوَع: (صَلِّ فِي القوْسِ واطْرَحِ القَرَنَ) ؛ وإنَّما أَمَره بنَزْعِه لأَنَّه كانَ من جِلْدٍ غَيْر ذَكِيَ وَلَا مَدْبُوغ.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: (الناسُ يَوْم القِيامَةِ كالنَّبْلِ فِي القَرَنِ) ، أَي مُجْتَمِعُونَ مِثْلها.
وَفِي حدِيثِ عُمَيْر بنِ الحُمامِ:
فأَخْرَجَ تَمْراً مِن قَرَنِهِ) أَي مِن جَعْبَتِه، ويُجْمَعُ على أَقْرُنٍ وأَقْرانٍ كأَجْبُلٍ وأَجْبَالٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (تعاهَدُوا وأَقْرانَكم) ، أَي انْظُرُوا هَل هِيَ من ذَكِيَّةٍ أَو مَيتَةٍ لأَجْل حملِها فِي الصَّلاةِ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: القَرَنُ مِن خَشَبٍ وَعَلِيهِ أَدِيم قد غُرِّي بِهِ، وَفِي أَعْلاه وعَرْضِ مُقَدَّمِه فَرْجٌ فِيهِ وَشْجٌ قد وُشِجَ بَيْنه قِلاتٌ، وَهِي خَشَبات مَعْروضَات على فَمِ الجَفِيرِ جُعِلْنَ قِواماً لَهُ أَنْ يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح.
(والقَرَنُ: (السَّيْفُ والنّبْلُ، جَمْعُه قِرانٌ، كجِبالٍ، قالَ العجَّاجُ.
عَلَيْهِ وَرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ (والقَرَنُ: (حَبْلٌ يَجْمَعُ بينَ البَعيرَيْنِ، والجَمْعُ الأَقْرانُ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (الحياءُ(35/539)
والإِيمانُ فِي قَرَنٍ) ، أَي مَجْموعان فِي حَبْلٍ.
(والقَرَنُ: (البَعيرُ المَقْرونُ بآخَرَ كالقَرِينِ؛ قالَ الأَعورُ النبهانيُّ يَهْجُو جَريراً:
وَلَو عِنْد غسَّان السَّليطِيِّ عَرَّسَتْرَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقيرُقالَ ابنُ بَرِّي: وأَنْكَرَ ابنُ حَمْزَةَ أَنْ يكونَ القَرَنُ البَعيرَ المَقْرونَ بآخَرَ؛ وقالَ: إنَّما القَرَنُ الحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ البَعيرَانِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الأَعْورِ: رَغا قَرَنٌ مِنْهَا، فإنَّه على حَذْفِ مُضافٍ.
(والقَرَنُ: (خَيْطٌ من سَلَبٍ يُشَدُّ فِي عُنُقِ الفَدَّانِ، وَهُوَ قشرٌ يُفْتلُ يُوثَقُ على عُنُقِ كلِّ واحِدٍ مِنَ الثَّوْرَيْنِ ثمَّ تُوثَقُ فِي وسطِهما اللُّوَمَةُ؛ (كالقِرانِ، ككِتابٍ جَمْعُه ككُتُبٍ.
(وقَرَنٌ: (جَدُّ أُوَيسٍ المُتَقَدِّمِ ذِكْره، وَهُوَ بَطْنٌ من مُرَاد.
(والقَرَنُ: (مَصْدَرُ الأَقْرَنِ مِن الرِّجال، (للمَقْرونِ الحاجِبَيْنِ، وقيلَ: لَا يقالُ أَقْرَنُ وَلَا قَرْناء حَتَّى يُضافَ إِلَى الحاجِبَيْنِ.
وَفِي صفَتِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَوابِغَ فِي غيرِ قَرَنٍ) ، قَالُوا: القَرَنُ الْتِقاءُ الحاجِبَيْنِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا خِلافُ مَا رَوَتْه أُمُّ مَعْبدٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، فإنَّها قالَتْ فِي الْحِلْية الشَّرِيفَة: (أَزَجُّ أَقْرَنُ) ، أَي مَقْرونُ الحاجِبَيْنِ؛ قالَ: والأَوَّلُ الصَّحيحُ فِي صفَتِه، وسَوابِغَ حالٌ مِن المَجْرورِ، وَهِي الحواجِبُ؛ (وَقد قَرِنَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ.
(والقُرْنَةُ، بالضَّمِّ: الطَّرَفُ الشَّاخِصُ من كلِّ شيءٍ. يقالُ: قُرْنَةُ الجَبَلِ، وقُرْنَةُ النَّصْلِ، وقُرْنَةُ السَّهْمِ، وقُرْنَةُ الرُّمْحِ.
(والقُرْنَةُ: (رأْسُ الرَّحِم، أَو(35/540)
زَاوِيَتُه، أَو شُعْبَتُه، وهُما قُرْنَتانِ؛ (أَو مانَتَأَ مِنْهُ.
(وقَرَنَ بينَ الحَجِّ والعُمْرَةِ قِراناً، بالكسْرِ: (جَمَعَ بَيْنهما بنِيَّةٍ واحِدَةٍ، وتَلْبيةٍ واحِدَةٍ، وإحْرامٍ واحِدٍ، وطوافٍ واحِدٍ، وسَعْيٍ واحِدٍ، فيَقُولُ: لَبَّيْكَ بحجَّةٍ وعُمْرَةٍ.
وعنْدَ أَبي حَنيفَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: هُوَ أَفْضَل مِنَ الإِفْرادِ والتَّمتُّع.
وجاءَ فُلانٌ قارِناً.
قالَ شيْخُنا وقَرَنَ ككَتَبَ، كَمَا هُوَ قَضية المصنِّفِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وصَرَّحَ بِهِ الجوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه وأَرْبابُ الأَفْعالِ، فَلَا يُعْتدُّ بقوْلِ الصَّفاقِسي أنَّه كضَرَبَ مُقْتصِراً عَلَيْهِ.
نَعَمْ صَرَّحَ جماعَةُ بأنَّه بالوَجْهَيْن، وَقَالُوا: المَشْهورُ أَنَّه ككَتَبَ، ويقالُ فِي لُغَةٍ كضَرَبَ. (كأَقْرَنَ فِي لُغَيَّةٍ وأَنْكَرَها القاضِي عيَّاض، وأَثْبَتها غيرُهُ، كَمَا نَقَلَه الحافظُ فِي فتْحِ البارِي، والحافِظُ السَّيوطِي فِي عقودِ الزبرجد.
(وقَرَنَ (البُسْرُ قُروناً: (جَمَعَ بينَ الإِرْطابِ والإِبْسارِ، فَهُوَ بُسْرٌ قارِنٌ، لُغَةٌ أَزْديَّةٌ.
(والقَرِينُ: الصاحِبُ (المُقارِنُ، كالقُرانَى، كحُبَارَى؛ قالَ رُؤْبة.
يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد و (ج قُرَناءُ، ككُرَماء.
(والقَرِينُ: (المُصاحِبُ؛ والجَمْعُ كالجَمْع.
(والقَرِينُ: (الشَّيْطانُ المَقْرُونُ بالإِنْسانِ لَا يُفارِقُهُ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا مِن أَحَدٍ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُه) ، أَي مُصاحِبُه مِن المَلائِكَةِ والشَّياطِين وكلِّ إنْسانٍ، فإنَّ مَعَه قَرِيناً مِنْهُمَا، فقَرِينُه مِن الملائِكَةِ يأْمرُه بالخيْرِ، ويَحُثُّه عَلَيْهِ. وَمِنْه الحدِيثُ الآخَرُ: (فقاتِلْه فإنَّ مَعَه القَرِينَ) ، والقَرِينُ يكونُ فِي الخيْرِ وَفِي الشرِّ.
(والقَرِينُ: (سَيْفُ زَيْدِ الخَيْلِ الطَّائيِّ.
(وقَرِينُ بنُ سُهَيْلِ بنِ قَرِينٍ؛ كَذَا(35/541)
فِي النُّسخِ، وَفِي التبْصيرِ: سَهْل بن قَرِينٍ، ووُجِدَ فِي ديوانِ الذهبيِّ بالوَجْهَيْن؛ هُوَ (وأَبُوه مُحدِّثانِ، أَمَّا هُوَ فحدَّثَ عَن تمْتامٍ وغيرِهِ، وأمَّا أَبوه فَعنْ ابنِ أَبي ذُؤَيْبٍ واهٍ، قالَ الأَزّدِيُّ: هُوَ كذَّابٌ.
(وعليُّ بنُ قَرِينِ بنِ بيهس عَن هشيمٍ، (ضَعِيفٌ. وقالَ الذَّهبيُّ: رُوِي عَن عبدِ الوَارِثِ كَذَّاب.
وفاتَهُ:
عليُّ بنُ حَسَنِ بنِ كنائب البَصْرِيُّ المُؤَدِّبُ لَقَبُه القَرِين، عَن عبدِ اللهِ بنِ عُمَر بنِ سليحٍ.
(والقَرِينَةُ، (بهَا: رَوضَةٌ بالصَّمَّانِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلماجَرَى الرِّمْثُ فِي ماءِ القَرِينَةِ والسِّدْرُ (والقَرِينَةُ: (النَّفْسُ، كالقَرُونَةِ والقَرُونِ والقَرِينِ. يقالُ: أَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وقَرِينَتُه وقَرُونُهُ وقَرِينُه، أَي ذَلَّتْ نفْسُه وتابَعَتْه على الأمْرِ؛ قالَ أَوْس:
فَلاقَى امْرأ من مَيْدَعانَ وأَسْمَعَتْقَرُونَتُهُ باليَأْسِ مِنْهَا فعَجَّلاأَي طابَتْ نَفْسُه بتَرْكِها.
قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ قَرُون قَوْلُ الشاعِرِ:
فإنِّي مِثْلُ مَا بِكَ كَانَ مَا بِيولكنْ أَسْمَحَتْ عَنْهُم قَرْونِيوقولُ ابْن كُلْثوم:
مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ نَجُذُّ الحبْلَ أَو نَقِصُ القَرِيناقَرِينَتُه: نَفْسُه هُنَا. يقولُ: إِذا أَقْرَنَّا أقرن علينا.
(والقَرِينانِ: أَبو بكْرٍ وطَلْحَةُ،(35/542)
رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، لأنَّ عثمانَ بن عُبَيدِ اللهِ (أَخا طَلْحَةَ أَخَذَهُما و (قَرَنَهُما بحَبْلٍ، فلذلِكَ سُمِّيا القَرِينَيْنِ، ووَرَدَ فِي الحدِيث: إنَّ أَبا بكْرٍ وعُمَرَ يقالُ لَهما القَرِينانِ.
(والقِرانُ، ككِتابٍ: الجَمْعُ بَين التَّمْرَتَيْنِ فِي الأَكْلِ. وَمِنْه الحدِيثُ: نَهَى عَن القِرانِ إلاَّ أَنْ يَسْتأْذِنَ أَحدُكم صاحِبَه، وإنَّما نَهَى عَنهُ لأنَّ فِيهِ شَرهاً يُزْري بصاحِبِه، ولأنَّ فِيهِ غَبْناً برَفِيقِه.
(والقِرانُ: (النَّبْلُ المُسْتوِيَةُ من عَمَلِ رجلٍ واحِدٍ. ويقالُ للقَوْمٍ إِذا تَناضَلُوا: اذْكُروا القِرانَ، أَي والُوا بَيْنَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ.
(والقِرانُ: (المُصاحَبَةُ كالمُقارَنةِ.
قارَنَ الشيءَ مُقارَنَةً وقِراناً: اقْتَرَنَ بِهِ وصاحَبَه.
وقارَنْتُه قِراناً: صاحَبْتُه.
(والقَرْنانُ: الدَّيُّوثُ المُشارَكُ فِي قَرِينتِه لزَوْجتِه، وإنَّما سُمِّيت الزَّوجةُ قَرِينةً لمُقارَنَةِ الرَّجلِ، إيَّاها؛ وإنَّما سُمِّي القَرْنانُ لأنَّه يَقْرُنُ بهَا غيرَهُ: عَرَبيٌّ صَحِيحٌ حكَاهُ كُراعٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ نَعْتُ سوءٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ، وَهُوَ مِن كَلامِ الحاضِرَةِ، وَلم أَرَ البَوادِيَ لَفظُوا بِهِ وَلَا عَرَفُوه.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: وَهُوَ مِنَ الأَلفاظِ البالِغَةِ فِي العاميَّةِ والابْتِذالِ، وظاهِرُه أَنَّه بالفتْحِ، وضَبَطَه شرَّاحُ المُخْتصرِ الخَلِيليِّ بالكسْرِ، وَهل هُوَ فَعْلالُ أَو فَعْلانُ، يَجوزُ الوَجْهان.
وأَوْرَدَه الخفاجيُّ فِي شفاءِ الغليلِ على أنَّه مِن الدَّخيلِ.
(والقَرُونُ، (كصَبُورٍ: دابَّةٌ يَعْرَقُ سَرِيعاً) إِذا جَرَى، (أَو تَقَعُ حوافِرُ(35/543)
رِجْلَيْهِ مَواقِعَ يَديهِ.
فِي الخَيْلِ وَفِي الناقَةِ: الَّتِي تَضَعُ خُفَّ رِجْلِها موضعَ خُفَّ يدِها.
(والقَرُونُ: (ناقَةٌ تَقْرُنُ رُكْبَتَيْها إِذا بَرَكَتْ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
(وقالَ غيرُهُ: هِيَ (الَّتِي يَجْتَمِعُ خِلْفاها القادِمانِ والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ.
(والقَرُونُ: (الجامِعُ بينَ تَمْرَتَيْنِ تَمْرَتَيْنِ، (أَو لُقْمَتَيْنِ لُقْمَتَيْنِ، وَهُوَ القِرانُ (فِي الأَكْلِ.
وقالتِ امْرَأَةٌ لبَعْلِها ورأَتْهُ يأْكلُ كذلكَ: أبرَماً قَرُوناً؟ .
(وأَقْرَنَ الرَّجُلُ: (رَمَى بسَهْمَيْنِ.
(وأَقْرَنَ: (رَكِبَ ناقَةً حَسَنَةَ المَشْيِ.
(وأَقْرَنَ: (حَلَبَ النَّاقَةَ القَرُونَ، وَهِي الَّتِي تَجْمَع بينَ المِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ.
(وأَقْرَنَ: (ضَحَّى بكَبْشٍ أَقْرَنَ، وَهُوَ الكبيرُ القرنِ أَو المُجْتمِعُ القَرْنَيْن.
(وأَقْرَنَ (للأَمْرِ: أَطَاقَهُ وقَوِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ مُقْرِنٌ؛ وكذلكَ أَقْرَنَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا كنَّا لَهُ مُقْرِنينَ} ، أَي مُطِيقَيْنَ، وَهُوَ مِن قوْلِهم: أَقْرَنَ فُلاناً: صارَ لَهُ قِرْناً.
وَفِي حدِيثِ سُلَيْمان بن يَسارٍ: (أمَّا أَنا فإنِّي لهَذِهِ مُقْرِنٌ) ، أَي مُطِيقٌ قادِرٌ عَلَيْهَا، يعْنِي ناقَتَه. (كاسْتَقْرَنَ.
(وأَقْرَنَ (عَن الأَمْرِ: ضَعُفَ؛ حكَاهُ ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ:
تَرَى القَوْمَ مِنْهَا مُقْرِنينَ كأَنَّماتَساقُوْا عُقَاراً لَا يَبِلُّ سَليمُهافهو (ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ هانىءٍ: المُقْرِنُ: المُطِيقُ(35/544)
الضَّعيفُ؛ وأَنْشَدَ لأبي الأَحْوَصِ الرِّياحي:
وَلَو أَدْرَكَتْه الخيلُ والخيلُ تُدَّعَى بذِي نَجَبٍ مَا أَقْرَنَتْ وأَجَلَّتأَي مَا ضَعُفَتْ.
(وأَقْرَنَ (عَن الطَّريقِ: عَدَلَ عَنْهَا.
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ لضَعْفِه عَن سلوكِها.
(وأَقْرَنَ: (عَجَزَ عَن أَمْرِ ضَيْعتهِ، وَهُوَ الَّذِي يكونُ لَهُ إِبِلٌ وغَنَمٌ وَلَا مُعِينَ لَهُ عَلَيْهَا، أَو يكونُ يَسْقِي إِبلَه وَلَا ذائِدَ لَهُ يَذُودُها يَوْم وُرودِها.
(وأقْرَنَ: (أَطاقَ أَمْرَها؛ وَهُوَ أَيْضاً (ضِدٌّ.
(وأَقْرَنَ: (جَمَعَ بَين رُطَبَتَيْنِ.
(وأَقْرَنَ (الدَّمُ فِي العِرْق: كَثُرَ، كاسْتَقَرْنَ.
(وأَقْرَنَ (الدُّمَّلُ: حانَ تَفَقُّؤُهُ.
(وأَقْرَنَ (فلانٌ: رَفَعَ رأْسَ رُمْحِه لئَلاَّ يُصيبَ مَن أَمامَهُ؛ عَن الأصْمعيِّ.
وقيلَ: أَقْرَنَ الرُّمْح إِلَيْهِ: رَفَعَه.
(وأَقْرَنَ: (باعَ القَرَنَ، وَهِي (الجَعْبَةُ.
(وأَيْضاً: (باعَ القَرْنَ، أَي (الحَبْل.
(وأَقْرَنَ: (جاءَ بأَسِيرَيْنِ مَقْرُونَيْنِ (فِي حَبْلٍ.
(وأَقْرَنَ: (اكْتَحَلَ كلَّ ليلةٍ مِيلاً.
(وأَقْرَنَتِ (السَّماءُ؛ دامَتْ تُمْطِرُ أيَّاماً (فَلم تُقْلِع، وكذلكَ أَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
(وأَقْرَنَتِ (الثُّرَيَّا: ارْتَفَعَتْ فِي كَبِدِ السَّماءِ.
(والقارونُ: الوَجُّ وَهُوَ عِرْقُ الأير.
(وقارونُ، (بِلا لامٍ: عَتِيٌّ من العُتاةِ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الغِنَى، وَهُوَ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ لَا يَنْصرِفُ(35/545)
للعجمة والتَّعْريفِ، وَهُوَ رَجُلٌ كانَ من قوْمٍ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَانَ كافِراً فخسَفَ اللهُ بِهِ وبدارِهِ الأَرضَ.
(والقَرِينَيْنِ، مثنَّى قَرِينٍ، (جَبَلانِ بنَواحِي اليمامَةِ بَيْنه وبينَ الطَّرَفِ الآخَرِ مَسيرَةُ شَهْرٍ وضَبَطَه نَصْر بضمِّ القافِ وسكونِ الياءِ وفتْح النونِ ومثنَّاة فوْقيَّة.
(وأَيْضاً: (ع ببادِيةِ الشَّأم.
وأَيْضاً: (ة بمَرْوَ الشاهِجانِ لأنَّه قرنَ بَيْنها وبينَ مَرْوَ الرّوذ، (مِنْهَا أَبو المُظَفَّرِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ إسْحاقَ المَرْوزيّ الفَقيهُ الشافِعِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، (القَرِينَيْنِيُّ عَن أَبي طاهِرٍ المخلص، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ، ماتَ بِشَهْر زور سَنَة 432.
(وذُو القَرْنين: عَصَبَةُ باطِنِ الفَخِذِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: والصَّوابُ: ذاتُ القَرينَتَيْنِ لِأَن (ج: ذَواتُ القَرائِنِ ولتَأْنيثِ العَصَبَةِ.
(والقُرْنَتانِ، بالضمِّ مُثَنَّى قُرْنَةٍ، (جَبَلٌ بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ فِي جهةِ اليَمَنِ.
(والقَرِينَةُ، كسَفِينَةٍ: (ع فِي دِيارِ تميمٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَلا ليْتَني بَين القَرِينَة والحَبْلِعلى ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلِي (وقُرَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: بالطَّائِفِ.
(وقُرَيْنُ (بنُ عُمَرَ، أَو هُوَ قُرَيْنُ (بنُ إبراهيمَ عَن أَبي سَلَمَة، وَعنهُ ابنُ أَبي ذُؤَيْبٍ وابنُ إسْحاق؛ (أَو ابنُ عامِرِ، صوابُه: وقُرَيْنُ بنُ عامِرِ (بنِ سعْدِ بنِ أَبي وقَّاصٍ؛(35/546)
وأَبو الحَسَنِ (موسَى بنُ جَعْفَرِ بنِ قُرَيْنٍ العُثْمانيُّ رَوَى عَنهُ الدَّارْقطْنيُّ، (مُحدِّثُونَ.
(وقُرُونُ البَقَرِ: ع بدِيارِ بَني عامِرٍ.
(والقَرَّانُ، (كشَدَّادٍ: القارُورَةُ، بلُغَةِ الحجازِ، وأَهْلُ اليمامَةِ يُسَمُّونَها الحُنْجُورَة؛ عَن ابنِ شُمَيْل.
(وقُرَّانُ، (كرُمَّانٍ: ة باليَمامَةِ، وَهِي مَاء لبَني سحيمٍ من بَني حَنيفَةَ.
(وقُرَّانُ، (اسمٌ رجُلٍ، وَهُوَ ابنُ تمامٍ الأَسدِيُّ الكُوفيُّ عَن سهيلِ بنِ أَبي صالحٍ.
ودِهْشَمُ بنُ قُرَّانٍ عَن نمران بن خارِجَةَ.
وَأَبُو قُرَّانٍ طُفَيْل الغَنَويُّ شاعِرٌ.
وغالِبُ بنُ قُرَّانِ لَهُ ذِكْرٌ.
(والمُقَرَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ: الجِبالُ الصِّغارُ يَدْنُو بعضُها من بَعْضٍ) سُمِّيت بذلكَ لتَقارُبِها؛ قالَ الهُذَليُّ:
دَلَجِي إِذا مَا الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْأَرادَ بالمُقَرَّنَةِ إكاماً صِغاراً مُقْتَرِنَةً.
(وعبدُ اللهُ وعبدُ الرحمانِ وعَقيلٌ ومَعْقِلٌ والنُّعْمانُ وسُوَيْدٌ وسِنَانٌ: أَوْلادُ مُقَرِّنِ بنِ عائِذٍ المزنيُّ (كمُحَدِّثِ صِحَابِيُّونَ، وليسَ فِي الصَّحابَةِ سَبْعَة أُخْوة سِواهُم؛ أمَّا عبْدُ اللهِ فرَوَى عَن ابنِ سِيرِيْن وعَبْد المَلِكِ بنِ عُمَيْر؛ وأَخُوه عَبْدُ الرَّحمان ذَكَرَه ابنُ سَعْدٍ، وأَخُوه عَقِيلٌ يُكَنى أَبا حكيمٍ لَهُ وِفادَةٌ؛ وأَخوه مَعْقِلٌ يُكَنى أَبا عمْرَةَ وَكَانَ صالِحاً نَقَلَهُ الوَاقِديُّ؛ وأَخُوه النُّعْمانُ كَانَ مَعَه لواءُ مزينةَ يَوْم الفتْحِ؛ وأَخُوه سُوَيْدٌ يُكَنى أَبا عدِيَ رَوَى عَنهُ هِلالُ بنُ(35/547)
يَساف؛ وأَخُوه سِنَانٌ لَهُ ذِكْرٌ فِي المَغازِي وَلم يَرْوِ.
(ودُورٌ قَرائِنُ: يَسْتَقْبِلُ بعضُها بَعْضًا.
(والقَرْنُوَةُ: نَباتٌ عَرِيضُ الوَرَقِ ينبتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْل ودَكادِكِه، وَرَقُه أَغْبَرُ يُشْبِه وَرَقَ الحَنْدَقُوق، وقيلَ: هِيَ (الهَرْنُوَةُ أَو عُشْبَةٌ أُخْرَى خَضْراءُ غَبْراءُ على ساقٍ، وَلها ثَمَرةٌ كالسُّنْبلةِ، وَهِي مُرَّةٌ تُدْبَغُ بهَا الأَساقِي، (وَلَا نَظِيرَ لَهما سِوَى عَرْقُوَةٍ وعَنْصُوَةً وتَرْقُوَةٍ وثَنْدُوَةٍ.
قالَ أَبو حَنيفَةَ: الواوُ فِيهَا زائِدَةٌ للتَّكْثيرِ والصِّيغَة لَا للمعْنَى وَلَا للإِلْحاقِ، أَلا تَرَى أنَّه ليسَ فِي الكَلامِ مِثْل فَرَزْدُقَة؟ .
(وسِقَاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً: مَدْبُوغٌ بهَا، الأَخيرَةُ بغيرِ هَمْزٍ، وهَمَزَها ابنُ الأَعْرابيِّ؛ وَقد قَرْنَيْتُه، أَثْبَتُوا الواوَ، كَمَا أَثْبَتُوا بقِيَّةَ حُرُوفِ الأَصْلِ والراءِ والنّونِ ثمَّ قَلَبُوها يَاء للمُجاوَرَةِ.
(وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لَهَا كَلَحْمَتَيْنِ فِي رأْسِها، كأَنَّهما قَرْنانِ، (وأَكْثَرُ مَا يكونُ فِي الأَفاعِي.
وقالَ الأَصْمعيُّ: القَرْناءُ: الحيَّةُ لأنَّ لَهَا قَرْناً؛ قالَ الأَعْشى:
تَحْكِي لَهُ القَرْناءُ فِي عِرْزَالِهاأُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها (والقَيْرَوانُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ، والقُفْلُ، بالضَّمِّ، جَمْعُ قافِلَةٍ وَهُوَ مُعَرَّبُ كارْوان، وَقد تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كُلُّ قافِلَةٍ قَيْرَوان.(35/548)
(وأَيْضاً: (مُعْظَمُ الكَتِيبَةِ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ (وقَيْرَوانُ: (د بالمَغْرِبِ افْتَتَحَه عقبةُ بنُ نافِعٍ الفهْرِيُّ زَمَنَ مُعاوِيَةَ سَنَة خَمْسِين؛ يُرْوَى أَنَّه لمَّا دَخَلَه أَمَرَ الحَشَرَات والسِّبَاع فرَحَلُوا عَنهُ، وَمِنْه سُلَيْمانُ بنُ دَاود بنِ سَلمُون الفَقِيهُ؛ وسَيَأْتي ذِكْرُ القَيْروانِ فِي قَرَوَ.
(وأَقْرُنُ، بضمِّ الَّراءِ: ع بالرُّومِ، وَلم يُقَيّده ياقوتُ بالرُّوم؛ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْس:
لما سما من بَين أقرن فالاجبال قلت: فداؤه أَهلِي (والقُرَيْناءُ، كحُمَيْراءَ: اللُّوبِيَاءُ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ عشْبَةٌ نحْو الذِّراعِ لَهَا أَفْنانٌ وسِنْفَة كسِنْفَةِ الجُلْبانِ ولحبِّها مَرارَةٌ.
(ومِن المجازِ: (المَقْرونُ من أَسْبابِ الشِّعْر.
وَفِي المُحْكَم: (مَا اقْتَرَنَتْ فِيهِ ثَلاثُ حركاتٍ بَعْدَها ساكِنٌ كمُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتن من مُفاعَلَتُنْ، فمُتَفا قَدْ قَرَنَتْ السَّبَبَيْن بالحركةِ، وَقد يجوزُ إسْقاطها فِي الشِّعْرِ حَتَّى يَصيرَ السَّبَبان مَفْرُوقَيْن نحْوَ عِيْلُنْ مِن مَفَاعِيْلُنْ؛ وأَمَّا المَفْرُوقُ فقد ذُكِرَ فِي موْضِعِه.
(والقُرْناءُ من السُّوَرِ: مَا يُقْرَأُ بِهِنَّ فِي كلِّ ركعةٍ، جَمْعُ قَرِينَةٍ.
(والقَرانِيا: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ ثَمَرُه كالزَّيْتُون قابِضٌ مُجَفِّفٌ مُدْمِلٌ للجِراحاتِ الكِبارِ مُضادَّةٌ للجِراحاتِ الصِّغارِ.(35/549)
(والمِقْرَنُ: الخَشَبَةُ الَّتِي (تُشَدُّ على رأْسِ الثَّوْرَيْنِ، وضَبَطَه بعضٌ كمِنْبَرٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
كَبْشٌ أَقْرَنُ: كبيرُ القَرْنِ؛ وكذلِكَ التَّيْسُ؛ وَقد قَرِنَ كُلِّ ذِي قرن كفَرِحَ.
ورُمْحٌ مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن؛ وذلكَ أَنَّهم رُبَّما جَعَلُوا أَسِنَّةَ رِماحِهم من قُرُونِ الظِّباءِ والبَقَرِ الوَحْشِيِّ؛ قالَ الشاعِرُ:
ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُمن فوقِ رُمْحٍ فظَلَّ مَقْرُوناوالقَرْنُ: البَكَرَةُ؛ والجَمْعُ أَقْرُنٌ وقُرُونٌ.
وشابَ قَرْناها: عَلَمُ رجُلٍ، كتَأَبَّطَ شَرّاً، وذرّى حبّاً.
وأَصابَ قَرْنَ الكَلإِ: إِذا أَصابَ مَالا وافِراً.
ويقالُ: تَجدني فِي قَرْنِ الكَلإِ: أَي فِي الغايَةِ ممَّا تَطْلُبُ منِّي.
ويقالُ للرُّومِ ذواتُ القُرُونِ لتَوارثِهم المُلْكَ قَرْناً بعْدَ قَرْنٍ، وقيلَ: لتوافرِ شُعُورِهم وأَنَّهم لَا يَجُزُّونَها؛ قالَ المُرَقِّشُ:
لاتَ هَنَّا وليْتَني طَرَفَ الزُّجِّ وأَهْلِي بالشامِ ذاتُ القُرونِوقالَ أَبُو الهَيْثمِ: القُرُونُ: حَبائِلُ الصيَّادِ يُجْعَلُ فِيهَا قُرُونٌ يُصْطادُ بهَا الصِّعَاءُ والحمامُ؛ وَبِه فسِّرَ قَوْلُ الأَخْطَلِ يَصِفُ نِساءً:(35/550)
وَإِذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ فكأَنَّما حَلَّت لهنَّ نُذُورُوالقُرَانَى، كحُبارَى: وَتَرٌ فُتِلَ مِن جلْدِ البَعيرِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
وشِعْبٍ أَبَى أَنْ يَسْلُكَ الغُفْرُ بينهسَلَكْتُ قُرانَى من قَياسِرةٍ سُمْراوأَرادَ بالشِّعْبِ فُوقَ السَّهْمِ.
وإِبِلٌ قُرانَى: أَي ذاتُ قَرائِنٍ.
والقَرِينُ: العَيْنُ الكَحِيلُ.
والقَرْناءُ: العَفْلاءُ.
وقالَ الأصْمعيُّ: القَرَنُ فِي المرْأَةِ كالأُدْرةِ فِي الرَّجُل، وَهُوَ عَيْبٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: القَرْناءُ مِن النِّساءِ: الَّتِي فِي فَرْجِها مانِعٌ يَمْنَعُ من سُلوكِ الذَّكَرِ فِيهِ، إمَّا غُدَّةٌ غَلِيظَةٌ، أَو لحمةٌ مُرْتَتِقة، أَو عَظْمٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: القَرْنُ: حَدُّ رابيةٍ مُشْرِفَةٍ على وَهْدَةٍ صَغيرَةٍ.
وقَرَّنَ إِلَى الشيءِ تَقْرِيناً: شَدَّه إِلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفادِ} شُدِّدَ للكَثْرَةِ.
والقَرِينُ: الأَسيرُ.
وقَرَنَهُ: وَصَلَهُ؛ وأَيْضاً شَدَّهُ بالحَبْلِ.
والقِرانُ، بالكسْرِ: الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الأَسيرُ.
وأَيْضاً: الَّذِي يُقَلَّدُ بِهِ البَعيرُ ويُقادُ بِهِ؛ جَمْعُه قُرُنٌ، ككُتُبٍ.
واقْتَرَنا وتَقارَنا وجاؤُوا قُرانَى: أَي مُقْتَرِنِين، وَهُوَ ضِدُّ فُرادَى.
وقِرانُ الكَواكبِ: اتِّصالُها ببعضٍ؛(35/551)
وَمِنْه قِران السعدين ويُسَمّونَ صاحِبَ الخُرُوج مِن المُلُوكِ: صاحِب القِرَانِ مِن ذلِكَ.
والقَرِينانِ: أَبو بكْرٍ وعُمَرُ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا.
والقَرينانِ: الجَملانِ المَشْدُودُ أَحَدُهما إِلَى الآخَر.
والقَرِينَةُ: الناقَةُ تُشَدُّ بأُخْرى.
والقَرْنُ: الحِصْنُ، جَمْعُه قُرُونٌ. وَهَذَا كتَسْمِيتِهم للحُصُونِ الصَّياصِي.
وقالَ أَبو عبيدٍ: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلانٍ: إِذا عازَّهُ وصارَ عنْدَ نَفْسِه مِن أَقْرانِه.
وَفِي الأساسِ: اسْتَقْرَنَ: غَضِبَ؛ واسْتَقْرَنَ: لاَنَ.
والقَرَنُ: اقْتِرانُ الرّكْبَتَيْنِ.
وقيلَ: تَباعُدُ مَا بينَ رأْسِ الثَّنِيَّتَيْنِ وَإِن تَدَانَتْ أُصُولُهما.
والإِقْرانُ: أَنْ يَقْرُنَ بينَ الثَّمرتَيْنِ فِي الأَكْلِ،؛ وَبِه رُوَي الحدِيثُ أَيْضاً؛ كالمُقارَنَةِ، وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (لَا تُقارِنُوا إلاَّ أَنْ يَسْتأْذِنَ الرَّجُلُ أَخاهُ) .
والقَرُون مِن الإِبِلِ: الَّتِي تَجْمَعُ بينَ مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا بَعَرَتْ قارَنَتْ بينَ بَعَرِها.
والقَرَّانُ، كشَدَّادٍ: لُغَةٌ عاميَّةٌ فِي القَرْنانِ، بمعْنَى الدَّيُّوثِ.
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: (يَوْمُ الجَمْع يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ) ؛ كِنايَة عَن التَّزْوِيجِ.
ويقالُ: فلانٌ إِذا جاذَبَتْه قَرِنَتُه وقَرِينُه قَهَرَها، أَي إِذا قُرِنَتْ بِهِ الشَّديدَةُ أَطاقَهَا وغَلَبَها.
وأَخَذْتُ قَرُونِي مِن الأَمْرِ: أَي حاجَتِي.
ورجُلٌ قارِنٌ: ذُو سَيْفٍ ونَبْلٍ؛ أَو ذُو سَيْفٍ ورُمْحٍ وجُعْبَةٍ قد قَرِنِا.
والقَرائِنُ: جِبالٌ مَعْروفَةٌ مُقْترِنَةٌ؛ قالَ تأَبَّطَ شرّاً:(35/552)
وحَثْحَثْتُ مَشْعُوفَ النَّجاءِ ورَاعَنِيأُناسٌ بفَيْفانٍ فَمِزْتُ القَرائِنَاوقَرَنَتِ السَّماءُ: دامَ مَطَرُها؛ كأَقْرَنَتْ.
والقُرَانُ، كغُرابٍ، من لم يَهْمُز لُغَةً فِي القُرْآنِ.
وأَقْرَنَ: ضيَّقَ على غَرِيمِه.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: قُرُونَةٌ: بالضمِّ، نَبْتةٌ تُشْبِه اللُّوبِياء، وَهِي فَرِيكُ أَهْلِ البادِيَةِ لكَثْرتِها.
وحكَى يَعْقوبُ: أَدِيمٌ مَقْرونٌ: دُبِغَ بالقَرْنُوَةِ، وَهُوَ على طَرْحِ الزائِدِ.
ويَوْمُ أَقْرَنَ، كأَمْلَسَ: يَوْمٌ لغَطَفَانَ على بَني عامِرٍ، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وقَرْنُ الثعالِبِ: موْضِعٌ قُرْبَ مكَّةَ وأَنتَ ذاهِبٌ إِلَى عَرَفاتٍ، قيلَ: هُوَ قَرْنُ المَنازِلِ.
ومِن أَمْثالِهم: تَرَكْناهُ على مَقَصِّ قَرْنٍ، ومَقَطِّ قَرْنٍ لمَنْ يُسْتَأْصَلُ ويُصْطَلَمُ، والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بَقيَ ذلكَ الموْضِعُ أَمْلَسُ.
وأَقْرَنَ: أَعْطاهُ بَعيرَيْنِ فِي قَرنٍ ونازَعَهُ فتَرَكَهُ قَرْناً لَا يتكلَّمُ: أَي قائِماً مائِلاً مَبْهوتاً.
وأَقْرَنَتْ أَفاطِيرُ وَجْهِ الغُلامِ: بثَرتْ مَخارجُ لحْيَتِه ومَوَاضِعُ تَفَطُّر الشَّعَرِ.
والقَرِينَةُ فِي العَرُوضِ: الفَقْرَةُ الأَخيرَةُ.
وقرنٌ: بينَ عرضِ اليَمامَةِ ومَطْلع الشمْسِ، ليسَ وَرَاءَه مِن قُرَى اليَمامَةِ وَلَا مِياهِها شيءٌ، هُوَ لبَني قشيرِ بنِ كعْبٍ.(35/553)
وقَرْنُ الحبالَى: جَبَلٌ لغَنِيَ.
آخَرُ فِي دِيارِ خَثْعَم.
وقَرِينانِ فِي دِيارِ مُضَرَ لبَني سُلَيْم يفرقُ بَيْنهما وادٍ عَظِيمٌ.
وترعَةُ القَرِينَيْنِ: إحْدَى الأَنْهارِ المُتَشعِّبَةِ مِن النِّيل، سُمِّيت بالقَرِينَيْنِ قَرْيتانِ بمِصْر.
والمقرونةُ: نوعٌ من الطَّعام يُعْمَلُ مِن عَجِينٍ وسَمْنٍ ولوْزٍ.
وقَرِينَةُ بنُ سُوَيْد النَّسفيُّ، كسَفِينَةٍ، جَدُّ أَبي طَلْحَةَ مَنْصور بنِ محمدِ بنِ عليَ، رَوَى عَن البُخاري صَحِيحَهُ، ماتَ سَنَة 329، ثِقَةٌ.
وقَرْنُ بنُ مالِكِ بنِ كعْبٍ، بالفتْحِ، بَطْنٌ من مَذْحِج مِنْهُم عافيةُ بنُ يَزِيد القاضِي، عَن هِشامِ بنِ عرْوَةَ وغيرِهِ.
وقَرْنانُ، بالفتْحِ والضمِّ: بَطْنٌ مِن تجيب مِنْهُم: شريكُ بنُ سُوَيْدٍ شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قرجن
:) قرجن جُنْدُب: قَرْيَةٌ بالرَّيِّ مِنْهَا عليُّ بنُ الحَسَنِ القَرْجَنيُّ من مَشايِخِ العُقَيْليّ ذَكَرَه الأَميرُ.
وممَّ يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قردن
: خُذْ بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِهِ: أَي بقَفَاهُ؛ ذَكَرَه الأزْهرِيُّ فِي الرّباعي. أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن عبد الله القردواني: مُحدث.
وهما يسْتَدرك عَلَيْهِ:(35/554)
قرسطن
:) القَرَسْطُونُ: القبَّانُ، أَعْجمِيٌّ لأنَّ فَعَلُّولا وفَعَلُّوناً ليسَ مِن أبْنيتهم، كَمَا فِي اللِّسانِ.
قرصعن
: (القِرْصَعْنَةُ، كجِرْدَحْلَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ والمَعْروفُ على الْأَلْسِنَة بفتْحِ الكافِ والصَّاد والعَيْن وشَدِّ النّونِ، وَقد أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (شُوَيْكَةُ إبراهيمَ لنَباتٍ مَعْروفٍ بالشَّامِ، (وَهِي أَنْواعٌ مِنْهُ نوعٌ طَويلٌ سَبْطٌ لَوْنُه كالسَّوْسَنِ البَرِّيِّ يُعَلَّقُ على الأَبوابِ لمَنْعِ الذُّبابِ (وَمِنْه (نوعٌ أَبْيَضُ كثيرُ الورقِ حادُّ الشَّوكِ كأَنَّه حَرْشَفَةٌ طويلةٌ كثيرٌ بإِيلِياءَ، بمعْنَى بيتِ المَقْدِسِ، (مُجَرَّبٌ لوَجَعِ الظَّهْرِ.
قرطعن
: (القِرْطَعْنُ، كجِرْدَحْلٍ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: هُوَ (الأَحْمَقُ.
(وَمَا عَلَيْهِ قِرْطَعْنَةٌ: أَي (شيءٌ ويُرْوَى هَذَا بالباءِ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قرطن
:) القِرْطانُ، بالكسْرِ، كالبَرْذَعَةِ لذواتِ الحَوافِرِ، ويقالُ لَهُ: قِرْطاطُ وقِرْطَاقُ، وبالنُّونِ أَشْهَرُ؛ وقيلَ: هُوَ ثلاثيُّ الأَصْلِ مُلْحَقٌ بقِرْطاسٍ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قرمن
:) قَرَمُونَةُ، محرّكةً: كُورَةٌ(35/555)
بالأَنْدَلُسِ شَرْقي إشْبِيليَةَ وغَرْبيّ قُرْطُبَة، مِنْهَا: أَبو المُغِيرَة خطابُ بنُ سَلَمَةَ بنِ محمدِ بنِ سعيدٍ القَرَمُونيُّ، سَكَنَ قُرْطُبَة، فاضِلٌ زاهِدٌ، مُجابُ الدَّعْوةِ عَن قاسِمِ بنِ أَصْبَغَ وابنِ الأَعْرابيّ بمكَّةَ، وَعنهُ ابْنُ الفَرَضِيّ، ماتَ سَنَة 372.
قزن
: (أَقْزَنَ زَيْدٌ (ساقَهُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَي (كَسَرَها.
(وقَزْوِينُ، بكسْرِ الواوِ: من بِلادِ الجَبَلِ ثَغْرُ الدَّيْلَمِ بَيْنه وبينَ الرَّيِّ سَبْعَةٌ وعِشْرُون فَرْسخاً. مِنْهَا: أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جَعْفَرٍ الشافِعِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، لَهُ حَلقةٌ بمِصْرَ، ووَليَ قَضَاءَ مِصْرَ؛ وَمِنْهَا الإِمامُ الحافِظُ أَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَزِيد بنِ ماجَه صاحِبُ السِّنَنِ والتارِيخِ والتّفْسيرِ، ماتَ سَنَةَ 293، وَمِنْهَا: سعيدُ بنُ صالحٍ القَزْوِينيُّ من مشايخِ أَبي زرْعَةَ.
(وقَزْوِينَكْ، بزِيادَةِ الكافِ، للتَّصْغِير عنْدَهم، (ة بالدِّينَوَر.
قسن
: (أَقْسَنَ الرَّجُلُ: (صَلُبَتْ يدُه؛) ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: صَلُبَ بَدَنُه؛ (على العَمَلِ والسَّقْي.
(واقْسَأَنَّ العُودُ، كاطْمَأَنَّ، (قُسَأْنِينَةً، كطْمَأْنِينَةٍ، يَبِسَ و (اشْتَدَّ وعَسَا.
(و) اقْسَأَنَّ (الرَّجُلُ: كَبِرَ وعَسَا، وَفِي العَمَلِ مَضَى، فَهُوَ مُقْسَئِنٌّ، قيلَ: هُوَ الَّذِي انْتَهَى فِي سَنَةٍ فليسَ بِهِ ضَعْفُ كِبَرٍ وَلَا قوَّةُ شبابٍ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي فِي آخِرِ(35/556)
شبابِهِ وأَوَّلِ كبرِهِ، وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإنِّيما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ (واقْسَأَنَّ (الَّليلُ: اشْتَدَّ ظَلامُه؛ قالَ:
بِتُّ لَهَا يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ قالَ الأَزْهرِيُّ: هَذِه الهَمْزَة اجْتُلِبَت إِلَيْهِ يَجْتَمِعُ ساكِنَانَ، وَفِي الأَصْلِ اقْسَانَّ يَقْسَانُّ.
(وقُوسِينِيَّا، بضمِّ القافِ وكسْرِ النُّونِ مُشدَّدةَ الياءِ: كُورَةٌ مُشْتملةٌ على قُرًى (بينَ مِصْرَ والإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَهِي قُويسنا فِي كتبِ الدِّيوانِ، والعامَّةُ تقولُ: قَسَنٌ إتْباعٌ لحَسَنٍ بَسَنِ.
والقِسْيَنُّ، كإرْدَبَ: الشَّيْخُ القدِيمُ، وكذلكَ البَعيرُ؛ قالَ:
وهم كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنِّ وَقد اقْسَانَّ، كاحْمَارَّ.
قسطبن
: (القَسْطَنينَةُ، هَكَذَا بنُونَيْن فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ بموحَّدَةٍ وياءٍ ونونٍ. وَقد أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وقوْلُه: (بالفتْحِ مُسْتدركٌ:
وقالَ الأَزْهرِيُّ فِي الخُماسِي: قُسْطَنينَةُ وقُسْطَبِيلَةُ، بمعْنَى (الكَمَرَةِ.(35/557)
قسطنطن
: (قُسْطَنْطِينِيَّةُ:
أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهِي مَدينَةُ الرُّومِ العُظْمَى، وَقد ذُكِرَ (فِي (ق س ط) ، وتقدَّمَ مَا يَتَعلَّقُ بهَا هُنَاكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قسنطن:) قُسَنْطِينَةُ، بضمٍ ففتحٍ فسكونٍ وكسْرِ الطاءِ وسكونِ الياءِ وفتحِ النّونِ: مَدينَةٌ بإِفْرِيقِيَةَ، ويقالُ أَيْضاً بالميمِ بَدَلِ النُّونِ الأُوْلَى، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُحدِّثِين المتَأَخِّرَين:
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
قسطن
:) القُسْطانِيَّةُ: عَوَجُ قَوْسِ قُزَحَ؛ عَن اللّيْثِ.
والقَسْطانُ: الغُبارُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي (ق س ط) .
وقُسْطانَةُ، بالضَّمِّ؛ قَرْيَةٌ بالرَّيِّ؛ ويقالُ بالكافِ أَيْضاً؛ مِنْهَا أَبو بكْرٍ محمدُ بنِ الفَضْلِ بنِ موسَى، عَنهُ أَبو بكْرٍ الشافِعِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، صَدُوقٌ.
قشن
: (القُشْوانُ، بالضَّمِّ: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (الَّرجلُ القليلُ اللَّحْمِ.
(والقَشُونِيَّةُ مِن الإِبِلِ: هِيَ (الرَّقيقَةُ الجِلْدِ الضَّيِّقَةُ الفَمِ.
(وقِشْنُ، بالكسْرِ: ة بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.
(وقاشانُ: د قُرْبَ قُمَّ، وأَهْلُه شِيعَةٌ.
وقالَ الذَّهبيُّ على ثلاثِينَ فَرْسخاً من أَصْبَهان.
(وحكَى ابنُ السّمعانيّ (صاحِبُ اللُّبابِ فِي(35/558)
الأَنْسابِ (إهمالَ الشِّينِ لُغَةً فِيهِ.
قالَ الذَّهبيُّ: وَهُوَ المَشْهورُ على أَلْسنةِ الناسِ؛ مِنْهَا: أَبو محمدٍ جَعْفرُ بنُ محمدٍ الرَّازِي، رَوَى عَنهُ أَبو سَهْلٍ هَارونُ بنُ أَحْمدَ الاستراباذي؛ وَمِنْهَا السيِّدُ أَبو الرِّضَا فضْلُ بنُ عليَ الحُسَيْنيُّ العَلويُّ، رَوَى عَنهُ ابنُ السّمعاني، وَله شِعْرٌ حَسَنٌ.(35/559)
قطن
: ( {قَطَنَ) بالمَكانِ (} قُطوناً: أَقامَ بِهِ وتَوَطَّنَ.
(و) {قَطَنَ (فلَانا: خَدَمَهُ، فَهُوَ} قاطِنٌ، ج {قُطَّانٌ} وقاطِنَةٌ {وقَطِينٌ، كأَميرٍ وهم المُقِيمونَ بالموْضِعِ لَا يَكادُونَ يَبْرحُونَه.
ومُجاوِرُو مكَّةَ: قُطانُها؛ وَفِي حدِيثِ الإفاضَةِ: (نحنُ قَطِينُ اللهِ) ، أَي سُكَّانُ حَرَمِه، بحذْفِ مُضافٍ.
وقيلَ: القَطِينُ اسمٌ للجَمْعِ، وكذلِكَ القاطِنَةُ.
(} والقُطْنُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ المَشْهورُ، (وبضمَّتَيْن، قيلَ على الإِتباعِ كعُسْرٍ وعُسُرٍ، وقيلَ إنَّه لُغَةٌ ثانِيَةٌ وَصحح، وَمِنْه قوْلُ لبيدٍ:
ساقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ يَوْم تحَمَّلوا فتَكنَّسوا {قُطُناً تَصِرُّ خِيامُهاوقيلَ: أَرادَ بِهِ ثيابَ القُطْن.
(وكعُتُلِّ، جَزَمَ الجوْهرِيُّ بأنَّه لضَرورَةِ الشِّعْرِ؛ وَأَنْشَدَ لدَهْلَب بن قُرَيع:
كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَن} ِّقُطُنَّةٌ من أَجْوَد {القُطْنُنّ ِقالَ: وَلَا يَجوزُ مِثْله فِي الكَلامِ؛ ويُرْوَى: من أَجْوَد} القُطُنِّ. (م مَعْروفٌ. قالَ أَبو حَنيفَةَ: (وَقد يَعْظُمُ شجرُهُ حَتَّى يكونَ مِثْل شَجَرِ المِشْمِش، (ويَبْقَى عشْرِينَ سَنَةً.
قالَ الأطبَّاءُ: (والضِّمادُ بورَقِه المطْبوخِ فِي الماءِ نافِعٌ لوَجَعِ المَفاصِلِ الحارَّةِ والبارِدَةِ، وحبُّهُ مُلَيِّنٌ مُسَخِّنٌ باهيٌّ نافِعٌ للسُّعالِ، والقِطْعَةُ مِنْهُ بهاءٍ فِي اللّغاتِ الثلاثِ.
(! واليَقْطينُ: مَا لَا ساقَ لَهُ من(36/5)
النَّباتِ ونَحْوِه، نَحْو القَرْعِ والدُّبَّاءِ والبطِّيخِ والحَنْظلِ.
وَفِي التهْذِيبِ: شَجَرُ القَرْعِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شجرَةً من {يَقْطِينٍ} .
قالَ الفرَّاءُ: قيلَ عنْدَ ابنِ عبَّاسٍ هُوَ وَرَقُ القَرْعِ، فقالَ: وَمَا جَعَل القَرْعَ من بَين الشَّجَرِ} يَقْطِيناً، كلُّ ورَقَةٍ اتَّسعَتْ وستَرَتْ فَهِيَ يَقْطينٌ.
وقالَ مُجاِهد: كلُّ شيءٍ ذَهَبَ بَسْطاً فِي الأَرْضِ يَقْطِينٌ؛ ونَحْو ذلكَ قالَ الكَلْبي، وَمِنْه القَرْعُ والبطيخُ والشِّرْيانُ.
وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: كلُّ شيءٍ يَنْبُتُ ثمَّ يموتُ من عامِهِ فَهُوَ يَقْطينٌ، ووَزْنُه يَفْعِيلٌ، والياءُ الأُوْلى زائِدَةٌ.
(وبهاءٍ: القَرْعَةُ الرَّطْبَةُ.
( {والقُطْنِيَّةُ، بالضَّمِّ وبالكسْرِ) ؛ الأخيرَةُ عَن ابنِ قتيبَةَ بالتَّخْفيفِ، ورَوَاهُ أَبو حنيفَةَ بالتَّشديدِ، وَعَلِيهِ جَرَى المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى؛ (الثِّيابُ المُتَّخَذَةُ من} القُطْنِ؛ عَن الأَزْهريِّ.
(وأَيْضاً: (حُبوبُ الأَرضِ الَّتِي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والبَاقِلاء والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان، سُمِّيت لأنَّ مخارِجَها مِن الأرْضِ مِثْل مَخارِجِ الثِّيابِ القُطْنيَّةِ؛ ويقالُ: لأنَّها تُزْرَعُ فِي الصَّيْف وتُدْرِكُ فِي آخِرِ وَقْتِ الحرِّ.
(أَو هِيَ (مَا سِوَى الحِنْطةِ والشَّعيرِ والزَّبيبِ والتَّمْرِ؛ عَن شَمِرٍ.
(أَو هِيَ الحُبوبُ الَّتِي تُطْبَخُ اسمٌ جامِعٌ لَهَا.
وقالَ (الشَّافِعِيُّ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: هِيَ (العَدَسُ والخُلَّرُ، وَهُوَ الماشُ،(36/6)
(والفُولُ والدُّجْرُ، وَهُوَ اللُّوبِياءُ، (والحِمَّصُ، وَمَا شَاكَلُها، سَمَّاها كُلّها قُطْنِيَّة لمَا رَوَى عَنهُ الرَّبيعُ، وَهُوَ قوْلُ مالِكِ بنِ أَنَس، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ؛ وَبِه فسّرَ حَدِيْث عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (أنَّه كانَ يأْخُذُ من القِطْنيَّة العُشْرَ) (ج {القَطانِيُّ، أَو هِيَ، أَي القَطانيُّ، (الحِلْفُ وخُضَرُ الصَّيْفِ؛ عَن أَبي معاذٍ. وقوْلُه: الحِلْفُ هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ بالحاءِ المهْمَلَةِ والصَّوابُ بالمعْجمةِ المَكْسُورَةِ.
(} والقَطِينُ، كأَميرٍ: (الإِماءُ والحَشَمُ الأَحْرارُ.
(وقِيلَ: (الحَشَمُ الممَاليكُ.
(وقيلَ: (الخَدَمُ والأَتْباعُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَطِينُ الرَّجُلٍ: حَشَمُه وخَدَمُه.
(وقيلَ: (أَهْلُ الَّدارِ كالخَليطِ (للواحِدِ والجَمْعِ؛ أَو) هُوَ الساكِنُ فِي الدَّارِ. و (الجَمْعُ على {قُطُنٍ، ككُتُبٍ، وَهُوَ قَوْلُ كُراعٍ.
(} والقِطانُ بالكسْرِ، ككِتابٍ: (شِجارُ الهَوْدَجِ، ج قُطُنٌ، (ككُتُبٍ، وَبِه فُسِّر قوْلُ لبيدٍ السَّابِق:
فتَكَنَّسوا {قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها (وأَبو العَلاءِ بنُ كَعْبِ بنِ ثابِتِ} قُطْنَةَ مُضافاً، هَكَذَا فِي النسخِ، وصَوابُه: أَبو العَلاءِ ثابِتُ بنُ كَعْبِ بنِ جابِرِ بنِ كَعْبٍ العَتَكيُّ قُطْنَةَ، وقُطْنَةُ لَقَبُهُ، وأَبو العَلاءِ كُنْيتُه.
وَقَعَ للذَّهبيّ فِي المُشْتبهِ: ثابِتُ بنُ قُطْنَةَ شاعِرٌ بخُرَاسانَ، فجَعَلَه أَباً لَهُ، وَهُوَ غَلَطٌ نبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ وغيرُهُ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: كانَ مُجاهداً بخُراسانَ؛ وَكَذَا قالَهُ أَبُو جَعْفرٍ الطبريُّ وغيرُ واحِدٍ. والأَسْماءُ المَعارِفُ تُضافُ إِلَى أَلْقابِها، وتكونُ الأَلْقابُ مَعارِفَ(36/7)
وتَتَعرَّفُ بالأَسماءِ كَمَا قيلَ قيسُ قُفَّةَ وسَعيدُ كُرْز وزَيْدُ بَطَّةَ؛ (لأنَّه أُصِيبَتْ عَيْنُه يومَ سَمَرْقَنْدَ فكانَ يَحْشُوها {بقُطْنةٍ فَلُقِّبَ بِهِ؛ نَقَلَهُ أَبو القاسِمِ الزجَّاجيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ عَن أَبي حاتِمٍ، إلاَّ أنَّه قالَ: أُصِيبَتْ عيْنُه بخُراسانَ؛ وَفِيه يقولُ حاجِبُ الفِيل:
لَا يَعْرفُ الناسُ مِنْهُ غيرَ} قُطْنَتِه وَمَا سِواها من الأَنْسابِ مَجْهولُ ( {والقَيْطُونُ، كحَيْسُونٍ: المُخْدَعُ، أَعْجميُّ، وقيلَ بلُغَةِ مِصْرَ وبَرْبَر.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ بَيْتٌ فِي بيتٍ.
وقالَ شيْخُنا: هُوَ البيتُ الشَّتوَيُّ، مُعَرَّبٌ عَن الرُّومِيَّة.
ذَكَرَه الثَّعالبيُّ فِي فقْهِ اللغَةِ، والشَّهابُ فِي شفاءِ الغَليلِ؛ قالَ عبدُ الرحمانِ بنُ حسَّان:
قُبَّة من مَراجِلٍ ضَرَبَتْهاعند بَرْدِ الشّتاءِ فِي ققَيْطونِ قلْتُ: يُرْوى لأَبي دهْبلٍ، قالَهُ فِي رَمْلة بِنْت مُعاوِيَة وأوَّلُه:
طالَ لَيْلي وبِتُّ كالمَحْزونِومَلَلْتُ الثّواء بالمَاطرُونِ (} والقَطَنُ، محركةً: مَا بينَ الوَرِكَيْنِ إِلَى عَجْزِ الذَّنَبِ، وَمِنْه الحدِيثُ: أنَّ آمِنَةَ لمَّا حَمَلَتْ بالنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالتْ: مَا وَجَدْتُه فِي القَطَنِ والثُّنَّةِ ولكنَّني كنْتُ أَجِدُه فِي كَبِدِي؛ قيلَ: القَطَنُ أَسْفَلُ الظَّهْرِ، والثُّنَّةُ: أَسْفَلُ البَطْنِ.
وقيلَ: القَطَنُ مَا(36/8)
عَرُضَ مِن الثَّبَجِ.
وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ الموضِعُ العَرِيضُ بينَ الثَّبَج والعَجُز، والجَمْعُ {أَقْطانٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِيرِ ((و) } القَطَنُ: (أَصْلُ ذَنَبِ الطَّائِرِ، وَهُوَ زمِكَّاه؛ يقالُ: صَكَّ البازِيُّ قَطَنَ القَطاةِ.
((و) {قَطَنٌ: (جَبَلٌ لبَني أَسَدٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني أَسَدٍ.
وقالَ نَصْر: ماءٌ لبَني أَسدٍ؛ وكانَ أَبو سَلَمَةَ بنُ عبْدِ الأسَدِ قد أَغارَ بالقوْم بِهَذَا المَكانِ.
وقيلَ: جَبَلٌ فِي دِيارِ عَبْسِ بنِ بَغيضٍ عَن يمينِ النّباجِ والمَدينَةِ بينَ أُثَل وبَطْن الرّمّة.
((و) } القَطَنُ: (الانْحِناءُ؛ وَمِنْه قوْلُهم: (ظَهْرٌ {أَقْطَنُ إِذا كانَ فِيهِ انْحِناءٌ ومَيْلٌ، وَقد} قَطِنَ ظَهْرُه، كفَرِحَ. ( {وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ الغبريُّ عَن جَعْفرِ بنِ سُلَيْمانَ، وَعنهُ مُسْلِم وأَبو دَاود وأَبو يَعْلى والبَغَويُّ، تقدَّمَ ذِكْرُه للمصنِّفِ فِي غَبَرَ وَفِي نَسَرَ؛ (و) } قَطَنُ (بنُ إبراهيمَ النَّيْسابُوريُّ عَن عبيدِ اللهِ بنِ موسَى، وَعنهُ النّسائي وابنُ الشَّرقي ومكِّيُّ بنُ عَبْدَانِ، ماتَ سنة 261؛ (و) {قَطَنُ بنُ (قَبيصَةَ بنِ مخارقٍ، وَعنهُ ابْنُه حربُ وَلِيَ أَصْبَهان؛ (و} قَطَنُ بنُ (كَعْبٍ القطينيُّ عَن ابْن سِيرِين، وَعنهُ شعْبَةُ وحمَّادُ بنُ زيدٍ، وثَّقُوه؛(36/9)
(و {قَطَنُ بنُ (وَهْبٍ المدنيُّ عَن عبيدِ بنِ عُمَيْر، وَعنهُ مالِكٌ والضحَّاكُ بنُ عُثْمانَ، وُثِّقَ؛ (مُحدِّثُونَ.
(} والقِطْنَةُ، بالكسْرِ وكفَرِحَةٍ، كالمَعِدَةِ والمِعْدَةِ: (الَّتِي تكونُ مَعَ الكَرِشِ.
وَفِي المُحْكَم: على كَرِشِ البَعيرِ.
(وَفِي التّهْذِيبِ: (هِيَ ذاتُ الأَطْباقِ الَّتِي تكونُ مَعَ الكَرِشِ، وَهِي الفَحِثُ أَيْضاً.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَهِي النَّقْمةُ والَمِعْدَةُ والَكِلْمَةُ والسَّفْلةُ والوَسْمةُ الَّتِي يُخْتَضَبُ بهَا.
(وَفِي المُحْكَم: (العامَّةُ تُسَمِّيها الرُّمَّانَةَ، قالَ: وكَسْرُ الطاءِ فِيهَا أَجْوَدُ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: هِيَ {القِطْنة وَهِي الرُّمَّانَةُ فِي جَوْفِ البَقَرَةِ.
وَفِي الأساسِ: لأَنْفُضنَّك نَفْضَ القَطِنة، وَهِي الرُّمَّانَةُ ذاتُ الأَطْباقِ الَّتِي مَعَ الكَرِشِ يقالُ لَهَا: لقَاطَةُ الحَصَا.
(} والقَطانَةُ، كسَحابَةٍ: القِدْرُ.
((و) {قَطانَةُ: (د بجَزيرَةِ صِقِلِّيَةَ.
(} والأَقْطانَتانِ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: {والأقْطانَتَيْن، قالَ ياقوتُ: وَلم نَسْمَعْه مَرْفوعاً: (ع كانَ فِيهِ يَوْمٌ مِن أَيامِ العَرَبِ.
((و) } قُطَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: ة باليَمَنِ من مِخْلافِ سِنْحَانَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{قَواطِنُ مكَّةَ: حَمامُها: وَهِي} القَاطِنات أَيْضاً! والقُطَّنُ، كسُكَّرٍ؛ قالَ رُؤْبَة:
فَلَا وَرَبِّ القَاطِنَاتِ القُطَّنِ(36/10)
ويَجِيءُ {القَطِينُ بمعْنَى} القاطِن للمُبالَغَةِ؛ وَمِنْه حدِيثُ زَيْدِ بنِ حارِثَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ:
فإنِّي قَطِينُ البيتِ عنْدَ المَشاعِرِ {وقَطِنُ النارِ، ككَتِفٍ: مُوقِدُها وخازِنُها؛ هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ بكسْرِ الطاءِ؛ ويُرْوَى بفتْحِها أَيْضاً، فيكونُ جَمْع قاطِنٍ كخَدَمٍ وخادِمٍ.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: هُوَ القَيِّمُ على نارِ المَجُوسِ.
ويَجوزُ أَن يكونَ بمعْنَى قاطِنٍ كفَرَطٍ وفارِطٍ.
} والقَطِينُ: سَكَنُ الدَّارِ: يقالُ جاءَ القَوْمُ {بقَطِينِهم؛ قالَ زهيرٌ:
رأَيْتُ ذَوِي الحاجاتِ حولَ بُيوتِهمقَطِيناً لَهُم حَتَّى إِذا نبتَ البَقْلُوقالَ جَريرٌ:
هَذَا ابنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيفَةًلو شئْتُ ساقَكُمُ إليَّ} قَطِينَا {والقَطِنَةُ، كفَرِحَةٍ: اللَّحْمَةُ بينَ الوَرِكَيْنِ.
} والمَقْطَنَةُ: تُزْرَعُ فِيهَا {الأَقْطانُ.
} وقَطَّنَ الكرمُ {تَقْطِيناً: بَدَتْ زَمَعاتُه.
وبزْرُ} قَطُونا، والمَدُّ فِيهَا أَكْثَرُ: حبَّةٌ يُسْتَشْفى بهَا.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: {القَطْنُ فِي معْنَى حَسْبُ. يقالُ:} قَطْني من كَذَا وَكَذَا.
! وقَطَنُ بنُ نَهْشَلٍ: رجُلٌ مَعْروفٌ.
وَفِي بَني نُميرٍ: قَطَنُ بنُ ربيعَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ نميرٍ، مِنْهُم الرَّاعِي الشاعِرُ اسْمُه عبيدُ بنُ حُصَيْن بنِ جندلِ بنِ(36/11)
قَطَنٍ يُكَنى أَبا جَنْدلٍ وأَبا نوحٍ، تقدَّمَ ذكْرُه فِي عور.
{وقِطانٌ، ككِتابٍ: جَبَلٌ.
وقالَ نَصْر: موْضِعٌ فِي شِعْرِ القَطامِيّ.
قلْتُ: وجاءَ فِي قوْلِ النابغَةِ:
غَيْرَ أَنَّ الحُدوجَ يَرْفَعْنَ غِزْلانَ} قُطَانٍ على ظُهورِ الجِمال {والقَيْطُونُ: مَا يَتَّخِذُه الحجَّاجُ وغيرُهُم مِن الحَبائِلِ مَبْسوطاً على الأَرضِ يصلحُ زَمَنَ البَرْدِ؛ نَقَلَه شيْخُنا.
} والقَيْطانُ: مَا يُنْسَجُ من الحَريرِ شِبْهُ الحِبالِ وَقد يُتَّخَذُ من الصُّوفِ أيْضاً.
{والقَطَّانُ: مَنْ يَبِيعُ القُطْنَ؛ واشْتَهَرَ بِهِ أَبو سعيدٍ يَحْيَى بنُ سعيدِ بنِ فروخٍ الأَحْوَل مَوْلَى بَني تَمِيمٍ؛ بَصْريٌّ إمامٌ وَرِعٌ، وَهُوَ الَّذِي تكلَّمَ فِي الرِّجالِ وأَمْعَنَ البَحْثَ عَنْهُم؛ رَوَى عَنهُ أَحْمدُ وابنُ معينٍ وابنُ المدينيّ.
} وقَطِينٌ، كأَميرٍ: قَرْيةٌ بجَزيرَةِ ميورقَةَ مِنْهَا: أَبو غالبِ بنُ محمدٍ القَيْسيُّ المدنيُّ نَزِيلُ دانِيَةَ، وخَلَفُ بنُ هَارونَ الأَدِيبُ وغيرُهُما.
وأَحْمدُ بنُ محمدِ! قاطِنٍ مُحدِّثُ صَنْعاء فِي زَمانِنا هَذَا.
ومحمدُ بنُ قَطَنٍ الخَرَقيُّ تابِعِيٌّ عَن عبدِ اللهِ بنِ خازِمٍ السُّلَميُّ، وَفِي ولدِهِ أَبو قَطَنٍ محمدُ بنُ خازمِ بنِ محمدِ بنِ حمْدَان الخَرَقيُّ، ذَكَرَه المَالِينيُّ.
وأَبو قطنٍ عَمْرُو بنُ الهَيْثمِ(36/12)
القطعيُّ عَن شعْبَةَ، وَعنهُ أَحمدُ بنُ منيعٍ، ذَكَرَه المزيُّ.
{وقُطْنَةُ: لَقَبُ أَبي المكارِمِ هبَةِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ الوَاسطيّ حدَّثَ فِي سَنَة 540. وأيْضاً لَقَبُ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ سهلِ عَن حَمْزَةَ بنِ محمدٍ وَمُحَمّد بنِ القاسِمِ الصَّدوقيّ.
وأَبو شارَةَ الخارِجِيُّ اسْمُه خالِدُ بنُ ربيعَةَ بنِ قُطنَةَ بنِ قُرَيعٍ، ضَبَطَه الحافِظُ.
} وقَطَنَانُ، محركةً: موْضِعٌ.
قعن
{قُعَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من أَسَدٍ) ، وَهُوَ قُعَيْنُ بنُ الحارِثِ بنِ ثعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بنِ أَسَدٍ.
وسُئِلَ بعضُ العُلماءِ أَيُّ العَرَبِ أفْصَحَ؟ فقالَ: نَصْر قُعَيْن، أَو قُعَيْن نَصْر.
(} والقَيْعُونُ: نَبْتٌ فَيْعُولُ مِن قَعَنَ، ويَجوزُ أَن يكونَ فَعْلُوناً من القَيْعِ كالزَّيْتُونِ من الزَّيْتِ، والنونُ زائِدَةٌ.
وقيلَ: القَيْعُونُ: مَا طالَ مِن العُشْبِ.
(والقَعْنُ: الجَفْنَةُ يُعْجَنُ فِيهَا.
(وقَعْنٌ، (بِلا لامٍ: جَدُّ الحَلاَّجِ بنِ عِلاَجٍ من أَشْرافِ الكُوفةِ، وَفِي نسخةٍ جَدُّ الحجَّاجِ، وَفِي أُخْرى لحَلاَّج.
(والقَعَنُ، (بالتَّحريكِ: قِصَرٌ فاحِشٌ فِي الأنْفِ؛ وقُعَيْنٌ للحيِّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَالَّذِي صَحَّ للثِّقاتِ فِي عُيوبِ الأنْفِ القَعَمُ بالميمِ، وَقد تقدَّمَ؛ قالَ:(36/13)
والعَرَبُ تعاقِبُ الميمَ والنونَ فِي حُرُوفٍ كثيرَةٍ لقرْبِ مَخْرَجَيْهما.
(وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَعَنُ والقَعَى: (ارتِفاعٌ فِي الأَرْنَبَةِ) فَهُوَ إِذا (ضِدٌّ كالقَعانِ، كسَحابٍ.
(وأَيْضاً: (انْفِحاجٌ فِي الرِّجْلِ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قُعَيْنٌ: حيٌّ فِي قَيْسِ عَيْلان.
وقَعْوَنُ، كجَعْفَرٍ: اسمٌ.
وبنُو القعويني بَطْنٌ بمِصْرَ.
قعطن
: (اقْعَطَنَّ، كاقْشَعَرَّ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وقالَ غيرُهُما: (انْقَطَعَ نَفَسُهُ من بُهْرٍ وإِعياءٍ.
قفن
: (القَفْنُ: الضَّرْبُ بالعَصا والسَّوْطِ؛ قالَ بَشِيرٌ الفَرِيريُّ:
قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِوبالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ (والقَفْنُ: (القتالُ. يقالُ: هَذَا يومُ قَفْنٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وقَفَنَ يَقْفِنُ قُفوناً: إِذا (ماتَ؛ قالَ الرَّاجزُ:
أَلْقَى رَحَا الزَّوْرِ عَلَيْهِ فطَحَنْفَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حَتَّى قَفَنْ (وقَفَنَ: فلَانا: ضَرَبَ قَفاهُ؛ وقيلَ: ضَرَبَ رأْسَه بالعَصا.
(وقَفَنَ (الشَّاةَ يَقْفِنُها قَفْناً: (ذَبَحَها من قَفاها، كاقْتَفَنَها، فَهِيَ قَفِينَةٌ.
(وَهِي الَّتِي ذُبِحَتْ مِن قَفاها، وَقد نُهِيَ عَنهُ.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي أُبِينَ رأْسُها مِن أَيِّ جهةٍ(36/14)
ذُبِحَتْ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: وَهِي القفينة والنونُ زائِدَةٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: النونُ فِي القَفِينَةِ لامُ الكَلِمَةِ: قَفَنَ الشاةَ قَفْناً، وَهِي قَفِينٌ، والشاةُ قَفِينَةٌ مثْلُ ذَبِيحَةٍ؛ وَلَو كانتِ النونُ زائِدَةً لبَقِيَتِ الكَلِمَةُ بغيرِ لامٍ؛ وأَمَّا أَبو زيْدٍ فَلم يَعْرِفْ فِيهَا إلاَّ القفِيَّة بالياءِ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: كانَ بعضُ الناسِ يَرَى أَنَّ القَفِينَةَ الَّتِي تُذْبَحُ من القَفا، وليسَتْ بتلْكَ، ولكنَّها الَّتِي يبانُ رأْسها بالذّبْحِ، وَإِن كانَ مِنَ الحَلْق؛ قالَ: ولعلَّ المعْنَى يرْجِعُ إِلَى القَفا لأنّه إِذا بانَ لم يكن لَهُ بُدٌّ من قَطْعِ القَفا.
(وقَفَنَ (الكَلْبُ: وَلَغَ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(واقْتَفَنَ الشَّاةَ: ذَبَحَها من قِبَلِ وجْهِها فأَبانَ الَّرأْسَ؛ وكذلكَ البَعيرَ والطائِرَ.
(والقَفَنُ، بالتَّحْرِيكِ (وتُشَدَّدُ نُونُه: القَفا؛ قالَ الرَّاجزُ فِي ابنِه:
أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوُشْحَنِّوموْضِعَ الإِزارِ والقَفَنِّ (والقِفَنُّ، (كخِدَبَ: الجِلْفُ الجافِي الغَلِيظُ القَفا.
(والتَّقْفِينُ: قَطْعُ الرَّأْسِ وإبانَتُه.
(وقَفَّانُ كلِّ شيءٍ، كشَدَّادٍ: جَماعَتُه، كَذَا فِي النسخِ والصَّواب جماعُهُ، (واسْتِقْصاءُ عَمَلِه، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ عِلْمِه.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ: (إِنِّي لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِيُّ الفاجِرَ لأَسْتَعِينَ بقوَّتِه ثمَّ أكونُ على قَفَّانِه) ، أَي أَتَتَبَّعُ أَمْرَه حَتَّى أَسْتَقْصِي عِلْمَهُ ومَعْرفَتَه؛ قالَ: والنونُ زائِدَةٌ، وَلَا أَحْسِبُ هَذِه الكَلِمَةَ عربيَّةً إنَّما أَصْلُها قَبَّانٌ.
(وقالَ غيرُهُ: القَفَّانُ (القَبَّانُ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ، مُعَرَّبٌ عَنهُ.(36/15)
(وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: القَفَّانُ (الأَمِينُ عنْدَ العَرَبِ، وَهُوَ فارِسِيٌّ عُرِّبَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
القَفَّانُ: القَفا؛ وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ عُمَرَ أَيْضاً.
وقَفَّنَ رأْسَه وقَنَّفَه: أَبانَهُ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: القَفْنُ: الموتُ، والكَفْنُ التَّغْطِيَةُ.
ويقالُ: أَتَيْته على إِفَّانِ ذلكَ وقِفَّانِ ذلكَ وغِفَّانِ ذلكَ، أَي على حِين ذلكَ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ. والقفانُ: موْضِعٌ نجْدِيٌّ؛ عَن نَصْر، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قفتن
:) القفنانُ: مَا يَخْلَعُه المَلِكُ على خلاصِ وُزَرائِه من التَّشاريفِ، رومِيَّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قفزن
:) القُفَزْنِيَةُ، كبُهَلْنِيَةٍ: المرْأَةُ الزَّرِيَّةُ القَصيرَةُ؛ نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ققن
:) {قِقِنُ قِقِنْ: حكايَةُ صَوْتِ الضَّحكِ؛ نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ.
} وقافُونُ: قَرْيةٌ بالشامِ مِن أَعْمالِ جَبَلِ نابلس.
قُلْنَ
: (قَلَنَّةُ، محرَّكةً مُشَدَّدَةَ النُّونِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ: (د بالأَنْدَلُسِ.
(وقَلُونِيَّةُ، بضمِّ الَّلامِ: د بالرُّومِ.
(وقالُونُ: لَقَبُ أَبي موسَى عيسَى بنِ مِينا المُقْرِىء المَدنيّ (رَاوِي نافِع(36/16)
بنِ أَبي نعيمٍ وصاحِبِه لَقَّبَه بِهِ مالِكٌ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، رَوَى عَن أسْتاذِه نافِعٍ وَعَن عبْدِ الرَّحمانِ بنِ أَبي الزّنادِ، وَعنهُ أَبو زَرْعَةَ وموسَى بنُ إسْحاق الأَنْصارِيّ، كانَ شَدِيدَ الصَّمَم ويَردُّ على مَنْ يَقْرَأ عَلَيْهِ القُرْآن؛ وَهِي كلمةٌ (رُومِيَّةٌ مَعْناها الجَيِّدُ، ورَوَى عَن عليَ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى وَجْهَه: أنَّه سَأَل شُرَيْحاً عَن كَلمةٍ فأَجابَ، فقالَ: قالُونْ، أَي أَصَبْتَ.
وَفِي تارِيخ ابنِ عَسَاكِر فِي ترْجَمَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أنَّه اشْتَرَى جارِيَةً رُومِيَّةً فأَحَبَّها حُبّاً شَديداً فوَقَعَتْ يَوْمًا عَن بغْلَةٍ كانتْ عَلَيْهَا فجَعَلَ يَمْسحُ التُّرابَ عَنْهَا ويُفَدِّيها، قالَ: فكانَتْ تقولُ لَهُ: أَنْتَ قالُونُ، أَي رَجُلٌ صالِحٌ، فهَرَبَتْ مِنْهُ، فقالَ ابنُ عُمَرَ:
قد كُنْتْ أَحْسِبُني قالونَ فانطلَقَتْفاليومَ أَعْلَمُ أَنِّي غيرُ قالُونِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَلِّينٌ، بفتحٍ فكسْرِ لامٍ مُشَدَّدَةٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ؛ وَقد ذَكَرْناها فِي قلل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قلمن
:) القَلَمُونُ، محرّكةٍ: مَطارِقُ كثيرَةُ الأَلْوانِ؛ عَن السِّيرافي.
وقلمون: مَوضِع بِالشَّام.
وأَيْضاً: موْضِعٌ.
وَقد مَرَّ أَيْضاً للمصنِّف، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، فِي قَلَم، وإنَّما ذَكَرْته هُنَا لأنَّ الكَلِمَةَ رُومِيَّةٌ وحُرُوفَها أَصْلِيَّة. وَكَذَا أَبو قَلَمُون الَّذِي تقدَّمَ للمصنِّفِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(36/17)
قلسن
:) قَلُوسَنَا: قَرْيةٌ بمِصْرَ من البهنساوية، وَقد رأَيْتُها.
قمن
: (القَمِينُ، كأَميرٍ: السَّريعُ.
(وأَيْضاً: (أتُّونُ الحَمَّامِ؛ وَمِنْه قيلَ للمَوْضِعِ الَّذِي يُطْبَخُ فِيهِ الآجرُّ قَمِينٌ.
(والقَمِينُ: (الخَلِيقُ الحَرِيُّ (الجَدِيرُ، كالقَمِنِ، ككَتِفٍ وجَبَلٍ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: هُوَ قَمَنٌ بِكَذَا وقَمَنٌ مِنْهُ وقمِينٌ، أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَديرٌ؛ (والمُحرَّكةُ لَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: يقالُ: هُوَ قَمَنٌ أنْ يَفْعَلَ ذلكَ، بالتْحرِيكِ وكَكتِفٍ، فمَنْ قالَ قَمَن أَرادَ المَصْدَرَ فَلم يُثَنِّ وَلم يَجْمَع وَلم يُؤَنِّث، يقالُ: هما قَمَنٌ أَنْ يَفْعلا ذلكَ، وهُم قَمَنٌ أنْ يَفْعلوا ذلكَ، وهُنَّ قَمَنٌ أنْ يَفْعَلْنَ ذلكَ؛ ومَنْ قالَ: قَمِنٌ أَرادَ النَّعْتَ فثَنَّى وجَمَع، يقالُ: قَمِنانِ وقَمِنونَ، ويُؤَنَّثُ على ذلكَ وَفِيه لُغَتانِ: هُوَ قَمِنٌ أَنْ يَفْعلَ ذلكَ، وقَمِينٌ أَنْ يَفْعلَ ذلكَ؛ قالَ قيسُ بنُ الخَطِيم:
إِذا جاوَزَ الاثْنينِ سِرٌّ فإنَّهبنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُوقالَ ابنُ سِيدَه: فمَنْ فَتَح لم يُثَنِّ وَلَا جَمَع وَلَا أنَّثَ، ومَنْ كَسَرَ الميمَ أَو أَدْخَلَ الياءَ فقالَ، قَمِينٌ ثَنَّى وجَمَعَ وأَنَّثَ فقالَ قَمِنانِ وقَمِنونَ وقمِنَةٌ وقمِنَتَانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينُونَ وقُمَنَاءُ وقَمِينَةٌ وقَمِينَتَانِ وقَمِينَاتٌ وقَمَائِنُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ قَمَنٌ، كجَبَلٍ، قوْلُ الحارِثِ بنِ خالِدٍ المَخْزوميّ:(36/18)
من كانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَينَ منْزِلُنا فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمَنُ قلْتُ: أَوْرَدَه الشَّريفُ أَبو طاهِرٍ الحَلَبيُّ فِي كتابِ الحنينِ إِلَى الأَوْطانِ لجارِيَةٍ مِن مكَّةَ بِيعَتْ فِي الشامِ وذَكَرَ لَهَا قصَّةً وأَبياتاً أَوْرَدَها ياقوتُ بتَمامِها، وسَيَأْتي فِي قحي إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى. ثمَّ قالَ ياقوتُ عَن الشَّريفِ أَبي طاهِرٍ قَوْله قمنٌ أَي دانٍ قَرِيبٌ.
قالَ ياقوتُ: وَلم أَرَ فِي كُتُبِ اللغَةِ القَمْن بالفتْحِ بمعْنَى القُرْب.
قلْتُ: بل جاءَ ذلكَ عَن أَئمةِ اللُّغَةِ كَمَا سَيَأْتي قَرِيباً.
(والقَمْنانَةُ: القُرادُ أَوَّلُ مَا يكونُ صَغيراً ثمَّ يَصيرُ حَمْنانَةً، ثمَّ يَصيرُ قُراداً، ثمَّ يَصيرُ حَلَمَةً، هَكَذَا فِي النسخِ، وَقد تقدَّمَ فِي قمم وَفِي حَمَنَ عَن الأَصْمعيِّ، أَوَّله: قَمْقامَةٌ صَغيرٌ جدّاً، ثمَّ حَمْنانَةٌ، ثمَّ قُرادٌ، ثمَّ حَلَمَةٌ، ثمَّ عَلٌّ، ثمَّ طِلْحٌ، وَقد حَرَّفَهُ المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
(والمُقْمَئِنُّ، كمُطْمَئِنَ: المُنْقَبِضُ.
(وتَقَمَّنْتُ فِي هَذَا الأمْرِ (مُوَافَقَتَكَ: أَي (تَوَخَّيْتُها.
(ويقالُ: (جِئْتُ على قَمَنِه، محرّكةٍ، أَي (على سَنَنِه.
(ورائِحَةٌ قَمِنَةٌ، كفَرِحَةٍ، أَي (مُنْتِنَةٌ.
(وقَمِنٌ، كعِنَبٍ: ة بمِصْرَ مِن البهنساوية، وضَبَطَه ابنُ السّمعانيّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، بتَشْديدِ الميمِ، والمَعْروفُ مَا ذَكَرَه المصنِّفُ؛ وَمِنْهَا: أَبو الحَسَن يوسُفُ بنُ عبدِ الأحدِ بنِ سُفْيانَ القِمَنِيُّ عَن يونُسَ بن عبْدِ الأَعْلى، وَعنهُ أَبو بكْرِ بنِ المُقْري، ماتَ بهَا سَنَة 315.(36/19)
(وقَمُونِيَا: د بأَفْرِيقِيَّةَ.
(وقَيْمُونُ، كلَيْمُون: (حِصْنٌ بفَلَسْطِينَ.
(والقَمَنُ، محرّكةً: (السَّنَنُ.
(وأَيْضاً: (القَريبُ. يقالُ: دارِي قَمَنٌ مِن دَارِكَ، أَي قَريبٌ؛ وَمِنْه قوْلُ الشَّريفِ أَبي طاهِرٍ الحَلَبيّ الَّذِي تقدَّمَ فِي قوْلِ الشاعِرَةِ، فَلَا وَجْه لإنْكارِ ياقُوت عَلَيْهِ وَمن حفظ حجَّة على من لم يَحْفَظْ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَقَمَّنَ الشيءَ: أَشْرَفَ عَلَيْهِ ليأْخُذَه؛ نَقَلَهُ ابنُ كَيْسان.
ونَقَلَ اللّحْيانيُّ: إنَّه لقْمُون أَنْ يَفْعلَ ذلكَ، وإنَّه لمَقْمَنة أَنْ يَفْعلَ ذلكَ، كقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَجْدَرَة.
وَهَذَا الأَمْرُ مَقْمَنةٌ لكَ: أَي مَحْراةٌ.
وَهَذَا الوَطَنُ لكَ قَمِنٌ: أَي جَدِيرٌ أَن تَسْكنَه.
وأَقْمِنُ بِهَذَا الأَمْرِ: أَخْلِقْ بِهِ.
وحكَى اللَّحْيانيُّ: مَا رأَيْتُ من قَمَنِه وقَمَانَتِه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: القَمِنُ، ككَتِفٍ: السَّريعُ والقَرِيبُ.
قنن
: ( {القَنُّ: تَتَبُّعُ الأَخْبارِ؛ قيلَ: الصَّوابُ فِيهِ القسُّ بالسِّيْن.
(والقَنُّ: (التَّفَقُّدُ بالبَصَرِ؛ وَمِنْه} القِنْقِنُ {والقُناقِنُ للمُهَنْدِسِ.
(والقَنُّ: (الضَّرْبُ بالعَصا، قيل: الصَّوابُ فِيهِ القفنُ.
(} والقُنُّ، (بالضَّمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ؛ وَفِي بعضِ النسخِ: الحَبْلُ بالحاءِ المُهْمَلةِ وسكونِ الموحَّدَةِ.
(! والقِنُّ، (بالكسْرِ: عَبْدٌ مُلِكَ هُوَ وأَبَواهُ للواحِدِ والجَمْعِ(36/20)
والمُؤَنَّثِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا الأَعْرَفُ، (أَو يُجْمَعُ {أَقْناناً} وأَقِنَّةً، الأَخيرَةُ نادِرَةً؛ قالَ جريرٌ:
إنَّ سَلِيطاً فِي الخَسَارِ إِنَّهْأَبْناءُ قوْمٍ خُلِقُوا {أَقِنَّهْ (أَو هُوَ الخالِصُ العُبودَةِ بَيِّنُ} القُنُونَةِ {والقَنانَةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وَعَن اللّحْيانيِّ: بَيِّنُ} القَنانَةِ أَو {القِنَانَةِ.
(أَو الَّذِي وُلِدَ عنْدَكَ وَلَا تَسْتَطِيعُ إخْراجَه عَنْكَ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وحُكِي عَن الأصْمعيِّ: لسْنا بعَبيدِ} قِنَ ولكنَّا عَبيدُ مَمْلُكة، مُضافَانِ جَمِيعاً.
وقالَ أَبو طالِبٍ: قوْلُهم عبدٌ قِنٌّ، قالَ الأصْمعيُّ: {القِنُّ الَّذِي كانَ أَبُوهُ مَمْلوكاً لمَوالِيه، فَإِذا لم يكنْ كذلِكَ فَهُوَ عبدُ مَمْلَكةٍ، وكأنَّ القِنَّ مأْخُوذٌ من القِنْيَةِ وَهِي المِلْكُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: ومِثْلُه الضِّحُّ لنُورِ الشمْسِ وأَصْلُه ضِحْيٌ.
وقالَ ثَعْلَب: مَنْ مُلِكَ وأَبَواهُ من} القُنَانِ وَهُوَ الكُمُّ يقولُ: كأَنَّه كُمِّه هُوَ وأَبَواهُ.
( {والقِنَّةُ، بالكسْرِ: (قُوَّةٌ من قُوَى الحَبْلِ، أَو يَخُصُّ القُوَّةَ من قُوَى حَبْلِ (اللِّيفِ.
قالَ الأصْمعيُّ: وأَنْشَدَنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري:
يَصْفَحُ} للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبَاصَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْب اوالجَمْعُ {قِنَنٌ.
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي مُسْتشْهداً بِهِ على} القِنَّةِ ضَرْبٍ من الأَدْوِيَةِ.
((و) ! القِنَّةُ: (دَواءٌ م) مَعْروفٌ (فارِسِيَّتُه بيرْزَدْ؛ بكسْرِ الباءِ الفارِسِيَّةِ؛ (مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ، مفَشَ للرِّياحِ، نافِعٌ من الإِعْياءِ والكُزَازِ والصَّرْعِ والصُّداعِ(36/21)
والسَّدَدِ (ووَجَعِ السِّنِّ المُتَأكِّلَةِ والأُذُنِ واخْتِنَاقِ الرَّحِمِ تِرْياقٌ للسِّهامِ المَسْمومَةِ ولجميعِ السُّمومِ، ودُخانُه يَطْرُدُ الهَوَامَّ.
((و) {القُنَّةُ، (بالضمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ.
(وأَيْضاً: (قُلَّةُ الجَبَلِ، وَهُوَ أَعْلاهُ، زِنَةً ومعْنًى.
(وقيلَ: هُوَ (المُنْفَرِدُ المُسْتَطِيلُ فِي السَّماءِ وَلَا يكونُ إلاَّ أَسْوَدَ.
وَفِي المُحْكَمِ: وَلَا تكونُ القُلَّةُ إلاَّ سَوْداءَ.
(أَو الجَبَلُ السَّهْلُ المُسْتَوِي المُنْبَسِطُ على الأَرضِ؛ ج} قُنَنٌ) ، كصُرَدٍ، ( {وقِنانٌ، بالكسْرِ، (} وقُنُونٌ، بالضَّمِّ، {وقُنَّاتٌ؛ وشاهِدُ} قِنانٌ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
كأنَّنا {والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنامَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيم ُوشاهِدُ} قُنُونٌ، أَنْشَدَه ثَعْلَب:
وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَنْ يكونابَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِيناتَخالُ فِيهِ {القُنَّةَ} القُنُونا (و) {قُنَّةُ: (ع قُرْبَ جَوْمَةِ الدَّرَّاجِ وبينَ حَوْمانَة وبَيْنَ أَفْراق الغرَّاف.
(} واقْتَنَّ، كاحْمَرَّ: (انْتَصَبَ. يقالُ: {اقْتَنَّ الوَعِلُ: إِذا انْتَصَبَ على} القُنَّةِ؛ أَنْشَدَ الأصْمعيُّ لأبي الأَخْزَرِ الحِمَّانيّ:
لَا تَحْسَبِي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِوالرَّحْلَ {يَقْتَنُّ} اقْتِنانَ الأَعْصَم ِسَوْفَكِ أَطْرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِوقالَ يَزيدُ بنُ الأَعْورِ الشَّنِّيُّ:
كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما! اقْتَنَّا(36/22)
( {كاقْتَأَنَّ، كاقْشَعَرِّ، والهَمْزَةُ زائِدَةٌ، ومَوْضِعُ ذِكْرِه فِي قتن، وَقد تقدَّمَ، وَهُوَ مِثْلُ كَبَنَ واكْبَأَنَّ.
(و} اقْتَنَّ:.
(واتَّخَذَ {قِنّاً) ؛ عَن اللّحْيانيِّ.
((و) } اقْتَنَّ: (سَكَتَ مطرقاً.
( {والقُنَانُ، كغُرابٍ رِيحُ الإِبْطِ عامَّةً؛ وقيلَ: هُوَ أَشَدُّ مَا يكونُ مِنْهُ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ (الصُّنَانُ عنْدَ الناسِ، وَلَا أَعْرِفُ القُنانَ.
((و) } القُنَانُ: (كُمُّ القَميصِ، يَمانِيَّةٌ، ( {كالقَنانِ، بالفتْحِ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} كالقُنِّ بالضَّمِّ.
((و) {قَنَانُ، (بالفتْحِ: اسمُ مَلِكٍ كانَ يأْخُذُ كلَّ سَفينَةٍ غَصْباً؛ وضَبَطَه الرَّضيّ الشَّاطبيُّ بالضَّمِّ.
(أَو هُوَ هُدَدُ بنُ بُدَدَ.
وَفِي تَفْسيرِ البَيْضاوي: اسْمُه جُلُنْدي بنُ كركر؛ وقيلَ: مغولةُ بنُ جُلُنْدي الأَزدِيُّ.
((و) } قَنَانٌ: (جَبَلٌ لأسَدٍ بآل نَجْدٍ؛ قالَ زهيرٌ:
جَعَلْن {القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُوكم} بالقَنانِ من مُحِلَ ومُحْرِمِ (وأَبو {قَنَانٍ: عابدٌ تَمِيمِيٌّ.
(} والقِنِّينُ، كسِكِّينٍ: الطُّنْبُورُ بالحَبَشِيَّةِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ الزَّجَّاجيُّ: طُنْبُورُ الحَبَشَةِ. وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّ اللهَ حرَّم الخَمْرَ والكُوبَة {والقِنِّينَ) .
(وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ:} القِنِّينُ: (لُعْبةٌ للرُّومِ يُتَقامَرُ بهَا؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ.
(وابنُ! القُنِّيِّ، بالضَّمِّ: مُحدِّثٌ؛ وَهُوَ أَبو مُعاذ عبدُ الغالِبِ بنُ جَعْفَرٍ(36/23)
الضَّراب، سَمِعَ محمدَ بنِ إسْماعيل الوَرَّاق، وَعنهُ الخَطِيبُ؛ وابْنُه عليّ.
قالَ الخَطِيبُ: سَمِعَ ببَغْدادَ أَبا أَحمدَ الفَرَضِيَّ وأَبا الصَّلْت الْمُجبر، وبدِمَشْقَ: عَبْد الرَّحمان بن أَبي نَصْر، وبمِصْرَ: ابْن النحَّاس، ورَافَقَني إِلَى خُراسانَ.
( {والقَانونُ: مِقْياسُ كلِّ شيءٍ وطَرِيقُه، (ج} قَوانِينُ؛ قيلَ: رُومِيَّةٌ؛ وقيلَ: فارِسِيَّةٌ.
وَفِي المُحْكَم: أُرَاها دَخِيلةً.
وَفِي الإِصْطِلاحِ: أَمْرٌ كُلِّيٌّ يَنْطَبقُ على جَمِيعِ جُزْئِيَّاتِه الَّتِي تَتَعرَّف أَحْكامَها مِنْهُ كقَوْلِ النُّحاة الفاعِلُ مَرْفوعٌ والمَفْعولُ مَنْصوبٌ.
((و) {قانونُ: (ع بينَ دِمَشْقَ وبَعْلَبَكَّ، عَن نَصْر.
(} والقُناقِنُ، بالضَّمِّ: البَصيرُ بالماءِ فِي حَفْرِ القُنِيِّ.
وقيلَ: هُوَ البَصيرُ بالماءِ تَحْت الأرْضِ، (ج {قَناقِنُ، (بالفتْحِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: القُناقِنُ البَصيرُ بحَفْرِ المِياهِ واسْتْخراجِها؛ قالَ الطرمَّاحُ:
يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغ من خَشْيةِ الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ اسْتِماعَ} القَناقِنِ {القُناقِنُ: المُهَنْدسُ الَّذِي يَعْرفُ مَوْضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ؛ وأَصْلُه بالفارِسِيَّةِ وَهُوَ مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِن الحَفْرِ من قَوْلِهم بالفارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ، أَي احْفِرْ احْفِرْ.
سُئِلَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمنُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قالَ: لأنَّه كانَ} قُناقِناً يَعْرفُ مَواضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ.
وقيلَ:! القُناقِنُ: هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ(36/24)
فيَعْرفُ مقدارَ الماءِ فِي البِئْرِ قَرِيباً أَو بَعِيداً.
( {والقِنْقِنُ، بالكسْرِ: (صَدَفٌ بَحْرِيٌّ، الواحِدَةُ} قِنْقِنَةُ (بهاءٍ.
((و) {القِنْقِنُ: (جُرَذٌ كِبارٌ.
((و) } القِنْقِنُ: (الدَّليلُ الهادِي البَصيرُ.
( {واسْتَقَنَّ: أَقامَ مَعَ غَنَمِه يَشْرَبُ أَلْبانَها ويكونُ مَعهَا حيثُ ذَهَبَتْ؛ قالَ الأعْلَم الهُذَليُّ:
فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ} مُسْتَقِنّاً لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُقالَ الأَزْهرِيُّ: أَي مُسْتَخْدِماً امْرأَةً كأنَّها ضَبُعٌ؛ ويُرْوَى: مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً.
((و) {اسْتَقَنَّ (بالأَمْرِ: اسْتَقَلَّ، النُّونُ بَدَلٌ عَن اللامِ.
(} والقَنَنُ: السَّنَنُ، زِنَةٌ ومعْنًى وكذلِكَ القَمَنُ بالميمِ.
( {والقِنِّينَةُ، كسِكِّينَةٍ: إناءٌ من زُجاجٍ للشَّرابِ، وَلم يُقيِّدْه الجَوْهرِيُّ بالزجَّاجِ، والجَمْعُ} قِنَانٌ، نادِرٌ.
وقيلَ: وِعاءٌ يُتَّخَذُ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخِلُه بحَواجِزَ بينَ مَواضِع الآنِيَةِ على صيغَةِ القَشْوةِ.
( {والقِنَّانَةُ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ: (نَهْرٌ بسَوادِ العِراقِ.
(} وقَنُوناً، بضمِّ النونِ: (وادٍ بالسَّراةِ.
وقالَ نَصْر: جَبَلٌ فِي بِلادِ غَطَفانَ، واخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فقيلَ: فَعُولا، وقيلَ: فَعَوْعَل، وسَيَأْتي فِي قرى.
(! وقُنَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بدِمَشْقَ، وسَيَأْتي للمصنِّفِ قَرِيباً مِثْلَ ذلكَ فِي قَنَى، فأَحدُهما تَصْحيفٌ عَن الآخَرِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(36/25)
{قُنَّةُ كلِّ شيءٍ: أَعْلاهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَما ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُهاعلى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَماوقالَ ابنُ شُمَيْل:} القُنَّةُ: الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وَهِي القارَّةُ لَا تُنْبِتُ شَيْئا.
{واقْتِنانُ الرَّحل: لُزومُه ظهْرَ البَعيرِ.
} والمُسْتَقِنُّ: المُسْتَخْدِمُ.
{والقَنَاني: أَوْعِيةٌ مِن زُجاجٍ يُتَّخَذُ فِيهَا الشَّرابُ؛ وَمِنْه قطر القناني.
} والتَّقْنِينُ: الضَّرْبُ {بالقِنِّينِ، وَهُوَ طُنْبُورُ الحَبَشةِ، وَهُوَ} القَانونُ؛ وَمِنْه قولُ بعضِ المُولِّدِين:
أفدى رشا أسمعني {القانونا من حَاجِب أَزجّ ألْقى نونا} والقانونُ: كتابٌ للرَّئِيسِ أَبي عليِّ بنِ سِينا، ينْقلُ مِنْهُ المصنِّفُ بعضَ الطُّبِّياتِ.
{والقَوانِينُ: الأُصولُ.
وأَشْرافُ اليَمَنِ: بنُو جُلُنْدَى بنِ} قُنَان، بالضمِّ.
وبنُو {قَنانٍ: بَطْنٌ مِن الْحارِثِ بنِ كَعْبٍ.
} وقَنانُ بنُ سَلَمَةَ: فِي مَذْحجٍ مِنْهُم: ذُو الغصةِ الحُصَيْنُ بنُ يَزِيد بنِ شَدَّادِ بنِ قنانٍ، عاشَ مِائَةَ سَنَة، ولابْنِه قَيْس وِفادَةٌ، وإخْوتُه عَمْرُو وزِيادُ ومالِكُ بنُو الحُصَيْنِ يقالُ لَهُم فَوارِسُ الأَرْباعِ.
وبنُو! قُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من تَغْلب، حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ أَيْضاً:(36/26)
جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني {قُنَيْن ِومن حِسابٍ بَينهم وبَيْني وأَنْشَدَ:
كأَنْ لم تُبَرَّكْ} بالقُنَيْنيَّ نِيبُهاولم يُرْتَكَبْ مِنْهَا لرَمْكاءَ حافِل ُوابنُ {قَنانٍ، كسَحابٍ: رجُلٌ مِن الأَعْرابِ.
} والقِنْقِنُ، بالكسْرِ: المُهَنْدسُ.
{وقُنَّةُ الحَجَرِ: قُرْبَ مَعْدنِ بَني سُلَيْم.
} وقُنَّةُ الحُمُرِ: قُرْبَ حِمَى ضريَّةَ؛ وجَبَلٌ فِي دِيارِ أَسَدٍ مُتَّصِلٌ {بالقنانِ.
} وقُنَّةُ إياد: فِي دِيارِ الأَزْدِ.
وأَبو نَصْر محمدُ بنُ أَحمدَ {القَنانيُّ، بالفتْحِ، الكاتِبُ، ويُعْرَفُ بابنِ موسَى، عَن الحافظِ أَبي نَصْر، سَنَة 600، ذَكَرَه الفَرَضِيُّ.
وعبدُ الرَّحمانِ بنُ عبدِ الرَّحيمِ بنِ سعْدِ اللهِ بنِ} قَنانٍ {القَنانيُّ عَن ابنِ كليبٍ، ذَكَرَه مَنْصور.
ودَيْر} ُقُنَّى، بالضمِّ والتَّشْديدِ مَقْصوراً: مَوْضِعٌ ببَغْداد إِلَيْهِ نُسِبَ إبراهيمُ بنُ أَحمدَ الكاتِبُ القُنَّانيُّ عَن الولِيدِ بنِ القاسِمِ، الحُسَيْنُ بنُ أَحمدَ بنِ عليَ! القُنَّانيُّ عَن ابنِ الطلابَة،(36/27)
وابْنُه أَبو بكْرٍ أَحمدُ سَمِعَ عَن أَبيهِ؛ والحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الرَّحمانِ بنِ موسَى {القَنانيُّ عَن أَبي ثاتيل.
وأَبو الفضْلِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ حُطَيطٍ الكُوفيُّ يُعْرَفُ بابنِ} قِنِّينَةَ، كسِكِّينَة، رَوَى عَن أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ الحُسَيْنِ الخَثْعَميِّ قَيَّده السَّلَفيُّ.
وأَبو عليَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ {قُنَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، عَن أَبي جَعْفرِ بنِ المسلمةِ.
وعليُّ بنُ محمدِ بنِ قُنَيْنٍ الكُوفيُّ الخَرَّاز عَن أَبي طاهِرِ بنِ الصبَّاغِ.
وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ أَبي الليْثِ الرَّاذَانيُّ المُقْرىءُ صاحِبُ سبط الخيَّاط، لَقَبُه} القينِين.
{وقَنَّ فِي الجَبَلِ: صارَ فِي أَعْلاهُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
} وقِنٌّ، بالكسْرِ: قرْيَةٌ فِي دِيارِ فَزَارَةَ.
وبالضمِّ: وادٍ فِي دِيارِ الأزْدِ.
وَذَات {القنِّ: أكَمَةٌ فِي جَبَلِ أَجأَ.
قون
: (} القَوْنَةُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: هِيَ (القِطْعَةُ من الحديدِ أَو الصُّفْرِ يُرْقَعُ بهَا الإِناءُ.
( {والتَّقَوُّنُ: التَّعَدِّي باللِّسانِ.
(وأَيْضاً: (المَدْحُ التَّامُّ.
وبالفاءِ: البَرَكةُ وحسنُ النَّماءِ، كَمَا تقدَّمَ.
(} وقُونِيَةُ، بالضَّمِّ وكسْرِ النُّونِ وتخْفيفِ الياءِ: د بالرُّومِ جَليلٌ، وَهُوَ مَنْزلُ آلِ سَلْجوق مُلُوك الرُّومِ، والآنَ بيدِ مُلُوكِ آلِ عُثْمان، بارَكَ اللهُ تَعَالَى فِي مُدَّتِهم، وَمِنْهَا صاحِبُ الطَّريقَةِ الإِمامُ جَلالُ الدِّيْن(36/28)
الحسني بنُ محمدٍ البَكْرِيُّ صاحِبُ المثنوي المَعْروفُ بمنلا خندكار رحِمَه اللهُ تَعَالَى، والصَّدْرُ {القونويُّ رَبِيبُ ابنِ عَرَبي، رحِمَهم اللهُ تَعَالَى، تآلِيفُه مَشْهورَةٌ. ومِن المُحدِّثِين: عليُّ بنُ إسْماعيل القونويُّ رأَيْتُ لَهُ تَحْريراتٍ حَسَنَةً ومُؤَاخَذَاتٍ على الإِمامِ ابنِ الجَوْزي فِي مَوْضُوعاتِه.
(} وقَيْوانُ: د باليَمَنِ لخَوْلانَ.
وقالَ نَصْر: طَرِيقٌ بينَ فَلَج وعَثَّر مِن بِلادِ اليَمَنِ يُقْطَعُ فِي خَمْسَة عَشَرَ يَوْمًا.
( {وقَوْنٌ} وقُوَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: مَوْضِعانٍ) ؛ عَن اللَّيْثِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{قُونَةُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ الغَرْبيَّة.
} وقَوانٌ، كسَحابٍ: جَبَلٌ لمُحارِب بنِ خصفَةَ؛ عَن نَصْر.
والشمسُ محمدُ بنُ أَحمدَ الكيلانيُّ المكِّيُّ يُعْرَفُ بابنِ {قاوان، أَخَذَ عَن الزَّيْن الْوَلِيّ الزَّرْكَشِيّ والحافِظِ بنِ حَجَر، ماتَ سَنَة 899 بمكَّةَ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
قين
: (} قانَ {القَيْنُ الحدِيدَ} يَقِينُه {قَيْناً: عَمِلَهُ وسَوَّاهُ.
(وقانَ (الشَّيءَ قَيْناً: (لَمَّهُ.
(وقانَ (الإِناءَ قَيْناً: (أَصْلَحَهُ؛ وأَنْشَدَ أَبو الغَمْرِ الكِلابيُّ لرَجُلٍ مِن أَهْلِ الحجازِ:
ولي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بهاصُدُوعُ الهَوَى لَو أَنَّ قَيْناً} يَقِينُها(36/29)
ويقالُ: {قِنْ إناءَك هَذَا عنْدَ} القَيْنِ.
((و) {قانَ (اللهُ فُلاناً على كَذَا} يَقِينُه {قَيْناً: (خَلَقَهُ.
(} والقَيْنُ: العَبْدُ.
قالَ أَبو عبيدٍ: كلُّ عَبْدٍ عنْدَ العَرَبِ قَيْنٌ، (ج {قِيانٌ، بالكسْرِ.
((و) } القَيْنُ: (الحَدَّادُ، يَذْهَبُ بِهِ إِلَى معْنَى العَبْدِ لأنَّه فِي العَمَلِ والصّنْعةِ بمعْنَى العَبْد.
قالَ الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: كلُّ عامِلٍ بالحَديدِ قَيْنٌ عنْدَ العَرَبِ.
وَفِي حدِيثِ خَبَّابٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (كنتُ {قَيْناً فِي الجاهِلِيَّةِ) .
وقالَ ابنُ السِّكّيت: قلْتُ لعُمارَةَ إنَّ بعضَ الرُّواةِ زَعَمَ أنَّ كلَّ عامِلٍ بالحَديدِ} قَيْنٌ، فقالَ: كذبَ إنَّما القَيْنُ يَعْملُ بالحَديدِ ويَعْملُ بالكِيرِ، وَلَا يقالُ للصائِغِ قَيْنٌ وَلَا للنجَّارِ قَيْنٌ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: كلُّ صانِع يُعالِجُ صَنْعةً بِنَفْسِه فَهُوَ قَيْنٌ إلاَّ الكاتِبُ؛ (ج {أَقْيانٌ} وقُيونٌ. وَمِنْه حدِيثُ العبَّاس، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (إلاَّ الإِذْخِرَ فإنَّه {لقُيُونِنا) .
وبَنُو أَسَدٍ يقالُ لَهُم} القُيُونُ، لأنَّ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ الحَديدِ بالبادِيَةِ الهالِكُ بنُ أَسدِ بنِ خُزَيمةً.
((و) {قَيْنٌ: (ة باليَمَنِ من قُرَى عَثَّرَ.
(وبناتُ قَيْنٍ: اسمُ مَوْضِعٍ فِيهِ (ماءٌ كانتْ بِهِ وَقْعةٌ فِي زَمَنِ عبْدِ الملِكِ بنِ مَرْوان؛ قالَ عُوَيْفُ القوافي:
صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَيْنٍ مُلَمْلَمَةً لَهَا لَجَبٌ طَحُونا (} وبَلْقَيْنِ، بفتْحٍ فسكونٍ: حَيٌّ من بَني أَسَدٍ، كَمَا قَالُوا بَالْحارث وبَلْهُجَيم، و (أَصْلُه بنُو! القَيْنِ، وبنُو الحارِثِ وبنُو الهُجَيْم، وَهُوَ مِن(36/30)
شَوَاذ التَّخْفيفِ.
قالَ ابنُ الجواني: العَرَبُ تَعْتَمِدُ ذلكَ فيمَا ظَهَر فِي واحِدِه النُّطْق باللامِ مِثْل الحارِثِ والخَزْرجِ والعجلان، وَلَا يقُولونَ فيمَا لم تَظْهر لامُه ذلكَ لَا يقُولونَ بَلْنجار فِي بَني النَّجَّار، لأنَّ اللامَ لَا تَظْهرُ فِي النُّطْقِ بالنَّجَّارِ، فَلَا تَجوِّزه العَربيَّة، وَلم يُقَل فِي الأَنْسابِ. (والنِّسْبَةُ {قَيْنِيٌّ لَا بَلْقَيْنِيٌّ، مِنْهُم: أَبو عبْدِ الرَّحمانِ القَيْنِيُّ ذَكَرَه الطَّبرانيّ فِي الصَّحابَةِ، وإسْحاقُ بنُ سلَمَةَ بن إسْحاق} القَيْنِيُّ الأَدِيبُ الإِخْبارِيُّ لَهُ تارِيخُ مَدينَةِ ريَّةَ وأَعْمالِها، ذَكَرَه ابنُ حَزْمٍ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
ويقالُ: القَيْنُ هَذَا الَّذِي نُسِبُوا إِلَيْهِ اسْمُه النُّعمانُ بنُ جسرِ بنِ شيعِ اللهِ بنِ أَسَدِ بنِ وبْرَةَ بنِ ثَعْلب بنِ حلوان بنِ عِمْران بنِ الحافي بنِ قُضاعَةَ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي: النُّعْمانُ حَضَنَه عَبْدٌ يقالُ لَهُ القَيْنُ فغَلَبَ عَلَيْهِ.
ووَهَمَ ابنُ التّيْن فقالَ: بنُو القَيْنِ قَبيلَةٌ مِن تمِيم.
( {وبُلْقِينَةُ، (بضمِّ الباءِ وكسْرِ القافِ وزِيادَةِ هاءٍ آخِرَهُ: ة بمِصْرَ مِن الغَرْبيَّةِ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُها للمصنِّفِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، وذِكْرُه إيَّاها هُنَا وَهمٌ لأنَّ باءَها مِن أَصْلِ الكَلِمَةِ، وَلذَا سَقَطَتْ من غالِبِ النسخِ، وتقدَّمَ الاخْتِلافُ فِي كسْرِ القافِ وفتْحِها، وأنَّ المَشْهور فَتْحُها.
(} والتَّقَيُّنُ: التَّزَيُّنُ بأَلْوانِ الزِّينَةِ.
( {والقَيْنَةُ: الأَمَةُ المُغَنِّيَةُ، أَو أَعَمُّ، وَهُوَ مِن} التَّقَيُّنِ التَّزَيُّنِ، لأنَّها كانتْ تُزَيّنُ.
وقالَ اللّيْثُ: عوامُ الناسِ يقُولُونَ! القَيْنَةَ المُغَنِّيَةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: إنَّما قيلَ للمُغَنِّيةِ إِذا كانَ الغِناءُ صناعَة لَهَا، وذلكَ من عَمَلِ(36/31)
الإِماءِ دُونَ الحَرائرِ.
وقَيَّد ابنُ السِّكِّيت {القَيْنَة بالبَيْضاء.
وقيلَ: القَيْنَةُ الجارِيَةُ تخدُمُ وحَسْبُ، والجَمْعُ،} قِيانٌ {وقَيّناتٌ؛ وَمِنْه قوْلُ زهيرٍ:
رَدَّ} القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلَواإلى الظَّهِيرة أَمْرٌ بَينهم لَبِكُأَرادَ بهِنَّ الإِماءَ وقيلَ العَبيدُ والإِماءُ.
وَفِي الحدِيثِ: نَهَى عَن بَيْعِ {القَيْنات.
(والقَيْنَةُ: (الدُّبُرُ، أَو أَدْنَى فِقَرِ الظَّهرِ مِنْهُ.
ونَصّ المُحْكَم: أَو أَدْنى فَقْرةٍ من فِقَر الظهْرِ إليهَ.
(أَو هِيَ القَطَنُ، وَهُوَ (مَا بينَ الوَرِكَيْنِ.
(أَو هِيَ (هَزْمَةٌ هُنالِكَ.
(والقَيْنَةُ (من الفَرَسِ: نُقْرَةٌ بينَ الغُرابِ والعَجُزِ فِيهَا هَزْمَةٌ.؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: بينَ الغُرابِ وعَجْبِ ذَنَبِه؛ وَمِنْه حدِيثُ ابنِ الزُّبَيْر: (وإنَّ فِي جَسَدِه أَمْثالُ} القُيونِ) ، يُريدُ آثارَ الطَّعَناتِ وضَرَباتِ السُّيوفِ يَصِفُه بالشَّجاعَةِ.
(والقَيْنَةُ: (الماشِطَةُ لأنَّها تُزَيِّنُ النِّساءَ؛ فشُبِّهتْ بالأَمَةِ.
( {والقَيْنانُ: مَوْضِعُ القَيْدِ من ذواتِ الأَرْبَعِ يكونُ فِي اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن؛ (أَو يَخُصُّ البَعيرَ والناقَةَ.
وَفِي الصِّحاحِ: والقَيْنانُ مَوْضِعُ القَيْدِ من وَظِيفي يَدِ البَعيرِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
دانى لَهُ القَيْدُ فِي دَيمومةٍ قُذُفٍ} قَيْنَيْه وانْحَسَرتْ عَنهُ الأَناعِيمُوقالَ اللَّيْثُ: {القَيْنان الوَظِيفَان لكلِّ ذِي أَرْبَعٍ،} والقَيْنُ مِن الإِنْسانِ كذلكَ.(36/32)
(وبِلا لامٍ، {قَيْنانُ (بنُ أَنُوشَ بنِ شِيثِ بنِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، وَهُوَ الجَدُّ السابِعُ والأَرْبَعُون لسيِّدِنا رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَعْناهُ المُسَوِّي، كَذَا فَسَّرَه التّوَزِيُّ والسّهيليّ والنّوويّ.
وقالَ الشيَّخُ شمسُ الدِّيْن الْبرمَاوِيّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: واسْمُه فِي التَّورَاة والإِنْجيل ماقيان، وتَفْسِيرُه بالعَرَبيّ غنِيّ.
وقالَ محمدُ بنُ أَحمدَ التّوَزِيُّ: ويقالُ قَيْنَن بإِسْقاطِ الألِفِ.
(وقَينانٌ: (ة بسَرَخْسَ خرِبَتْ، مِنْهَا: عليُّ بنُ سعيدٍ عَن ابنِ المُبارَك.
(} وقايِنُ: د قُرْبَ طيس بينَ نَيْسابُورَ وأَصْبَهان، مِنْهُ أَبو الحَسَنِ إسحاقُ بنُ أَحمدَ بنِ إبراهيمَ عَن أَبي قُرَيْشٍ محمدِ بنِ جمَعَةَ بنِ خَلَف الحَافِظ؛ وأَبو مَنْصورٍ محمدُ بنُ عليَ {القايِنُي الدّبَّاغ عَن أَبي بكْرٍ البَيْهقيّ وأَبي القاسِمِ الْقشيرِي، وَعنهُ أَبو بكْرٍ السَّمعانيُّ وأَبو طاهِرٍ السنجيُّ.
((و) } القايِنُ (ابنٌ لآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَام، انْقَرَضَ.
( {والقانُ: شجرٌ للقِسِيِّ يَنْبُتُ فِي جِبالِ تهامَةَ اسْتَدَلَّ على أنَّها ياءٌ لوُجودِ قين، وعَدَم قون، ويُرْوَى بالهَمْزِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:
يأْوِي إِلَى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعَّدةٍ شُمَ بهنَّ فُروعُ} القانِ والنَّشَمِ(36/33)
واحِدَتُه {قانَةٌ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ وأَبي حنيفَةَ.
((و) } قانٌ: (د باليَمَنِ فِي دِيارِ نهدِ بنِ زَيْدٍ والحارِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَهُ نَصْرِ.
( {وقَيْنيَّةُ، ظاهِرُه أنَّه بالفتْحِ وضَبَطَه الحافِظُ بالكسْرِ، (ة بدِمَشْقَ تُجاهَ بابِ الصَّغيرِ صارَتِ اليومَ بَساتِينَ.
وقالَ الحافِظُ: قَرْيةٌ بظاهِرِ بابِ الجابِيَةِ، وَمِنْهَا: أَبو عليَ محمدُ بنُ مَعْروفٍ الأَنْصارِيُّ الدِّمَشْقيُّ المحدِّثُ.
(} واقْتَأَنَّ النَّبْتُ اقْتِئْناناً، كاقْشَعَرَّ اقْشِعْراراً، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النُّسخِ والصَّوابُ {اقْتأنَ النّبْتُ} اقْتِياناً: (حَسُنَ.
((و) {اقْتَانَتِ (الرَّوْضةُ) : ازْدَانَتْ بأَلْوانِ زهرتها، و (أَخَذَتْ زُخْرُفَها؛ قالَ كثيِّرٌ:
فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ كَمَا} اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحوَّف ( {والتَّقْيينُ: التَّزْيِينُ. وَمِنْه الحدِيثُ: (أَنا} قَيَّنْتُ عائِشَةَ، أَي زَيّنْتُها) . وَفِي حدِيثِها أَيْضاً: كانَ لَهَا دِرْعٌ مَا كانتِ امْرأَةٌ بالمَدينَةِ {تُقَيَّنُ إلاَّ أَرْسَلَت تَسْتَعيرُه؛ تُقَيَّن أَي تُزَيَّنُ لزَفافِها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} قانَ {يَقِينُ} قِيانَةً {وقَيْناً: صارَ} قَيْناً.
{والقَيْنُ: الرَّحْلُ عَمِلَه النّجَّارُ؛ وَمِنْه قوْلُ زهيرٍ:
خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثمَّ جَزَعْنَهُ على كل} قَيْنِيَ قَشِيبٍ ومُفْأَمِويقالُ: نَسَبَه إِلَى بَني! القَيْنِ.
وَفِي أَمْثالِهم فِي الكَذِبِ: دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْنِ؛ ذَكَرَه الجوْهرِيُّ هُنَا؛(36/34)
والمصنِّفُ فِي الرَّاءِ.
ومِن أَمْثالِهم: إِذا سَمِعْتَ بسُرى القَيْنِ فإنَّه مُصْبِحٌ وَهُوَ سَعْدُ القَيْنِ.
قالَ أَبو عبيدٍ: يُضْرَبُ للرَّجُلِ يُعْرَفُ بالكذِبِ حَتَّى يُرَدُّ صِدْقُه.
قالَ الأصْمعيُّ: وأَصْلُه أنَّ القَيْنَ بالبادِيَةِ يَنْتقِلُ فِي مياهِهم فيُقيمُ بالمَوْضِع أَيّاماً فيَكْسُدُ عَلَيْهِ عَمَله، فيَقولُ لأهْلِ الماءِ: إنِّي راحِلٌ عنْكُم اللَّيْلة، وَإِن لم يُرِدْ ذلكَ وَلَكِن يُشِيعُه ليَسْتَعْمِلَه مَنْ يُريدُ اسْتِعْمالَه.
{واقْتانَ الرَّجُلُ: تَزَيَّنَ.
} وقانَتِ المرْأَةُ المرْأَةَ {تَقِينُها} قَيْناً: زَيَّنَتها.
{وتَقَيَّنَ النَّبْتُ: حَسُنَ.
ويقالُ للمرْأَةِ} مُقَيِّنةٌ لأنَّها تُزَيِّنُ؛ ورُبَّما قَالُوا للمُتَزِيِّن باللّباسِ مِن الرِّجالِ {قَيْنةً، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ.
} والقَيْنَةُ: الفَقْرَةُ من اللَّحْمِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وبنُو {قِيانَةَ، بالكسْرِ وبالفتْحِ: بَطْنٌ من غافِقٍ، هَكَذَا ذَكَرَه أَئمَّةُ النَّسَبِ، والصَّوابُ فِيهِ بالفاءِ بَدَل النُّونِ، نبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ.
} والأُقيونُ، بالضمِّ: بَطْنٌ مِن حِمْيَرَ، وهم رَهْطُ حَنْظَلَة بن صَفْوان النبيِّ، عَلَيْهِ السَّلَام.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ مَحْفوظٍ البقَّال يُعْرَفُ بابنِ القِينَة، بالكسْرِ، رَوَى عَن سعْدِ بنِ عبدِ اللهِ الدجاجيّ.
وقانٌ: جَبَلٌ لمحارِبِ بنِ حفصَةَ.
وأَيْضاً: مَوْضِعٌ بثُغورِ أرْمِينِيَة، عَن نَصْر.
{والقانُ: اسمُ عَلَمٍ لملِكِ التُّرْكِ، قيلَ: هُوَ مُخْتصر خاقَان
(فصل الْكَاف) مَعَ النُّون)
كأَنْ
} كأَنْتُ، كمَنَعْتُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَفِي اللّسانِ: (اشْتَدَدْتُ.(36/35)
كبن
كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ كَبْناً وكُبُوناً: عَدَا فِي اسْتِرْسالٍ أَو قَصَّرَ فِي عَدْوِه.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الكَبْنُ فِي العَدْوِ أَنْ لَا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه.
وكَبَنَ الرَّجلُ كُبوناً وكَبْنا: لَيَّنَ عَدْوَه.
وَفِي حدِيثِ المُنافِقِ: (يَكْبِنُ فِي هَذِه مرَّةً وَفِي هَذِه مرَّةً) أَي يَعْدُو.
(وكَبَنَ (الثَّوْبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً: (ثَناهُ إِلَى داخِلٍ ثمَّ خاطَهُ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَرَّ بفُلانٍ وَقد كَبَنَ ضَفِيرَتَيْه وَقد شَدَّهُما بنِصاحٍ) ، أَي ثَناهُما ولَواهُما.
(وكَبَنَ (هُدْبَتَه: كَفَّها، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ هُدْبَتَه بضمِّ الهاءِ وفتْحِ الموحَّدَةِ والصَّوابُ: كَبَنَ هَدِيَّتَه عَنَّا يَكُبِنُها كَبْناً: كَفَّها وصَرَفَها.
(وقالَ اللّحْيانيُّ: معْنَى هَذَا (صَرَفَ هَدِيَّتَه و (مَعْروفَهُ عَن جارِهِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ عَن جِيرَانِه ومَعارِفِه، (إِلَى غيرِهِم، كَمَا هُوَ نَصّ اللّحْيانيّ.
وكلُّ كَفَ: كَبْنٌ.
ونَصُّ الأزْهرِيّ: وكلُّ كَبْنٍ: كَفٌّ.
(وكَبَنَ (عَن الشَّيءِ: كَعَّ وعَدَلَ.
(وكَبَنَ (الَّرجلُ كَبْناً: (دَخَلَتْ ثَناياهُ من فَوْقُ وأَسْفَلُ غارَ الفَمِ؛ هَكَذَا فِي النُّسخ.
ونَصّ المُحْكَم: من أَسْفَلُ وَمن فَوْقُ إِلَى غارِ الفَمِ.
(وكَبَنَ (الظَّبْيُ وكَبَنَ لَهُ الظَّبْيُ: إِذا (لَطَأَ بالأَرْضِ؛ وكذلِكَ كَبَنَ الرَّجُلُ.
(ورجُلٌ كُبُنٌّ، كَعُتُلَ، وكُبُنَّةٌ مِثْلُه بزِيادَةِ الهاءِ: (كَزٌّ لَئِيمٌ مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ؛ (أَو الَّذِي (لَا يَرْفَعُ طَرْفَه بُخْلاً؛ أَو الَّذِي يُنَكِّسُ رأْسَه عَن(36/36)
فعْلِ الخيرِ والمَعْروفِ؛ قالتِ الخَنْساءُ:
فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لَا كُبُنٌّ ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِوقالَ الهُذليُّ:
يَسَرٍ إِذا كانَ الشِّتاءُ ومُطْعِمللَّحْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِوقالَ الكِسائي: رجُلٌ كُبُنَّةٌ، وامْرأَةٌ كُبُنَّةٌ للَّذي فِيهِ انْقِباضٌ؛ وأَنْشَدَ بيتَ الهُذَليِّ.
(وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: (المَكْبونَةُ: الفَرَسُ القَصيرُ القوائِمِ، الرَّحيبُ الجَوْفِ، الشَّخْتُ العِظامِ، كالمَكْبونِ، وَلَا يكونُ المَكْبونُ أَقْعَسَ؛ (ج المَكَابينُ.
(والمَكْبونَةُ: (المرْأَةُ العَجِلَةُ.
(واكْبَأَنَّ الرَّجُلُ، كاقْشَعَرَّ: (تَقَبَّضَ؛ قالَ مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ:
يَا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا وقالَ آخَرُ:
فَلم يَكْبَئِنُّوا إِذْ رَأَوْني وأَقْبَلَتْإليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُوقالَ ابنُ بُزُرْج: المُكْبَئِنُّ: المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ.
(ورَجُلٌ (مَكْبُونُ الأَصابِعِ: أَي (شَثْنُها.
(والكُبَانُ، كغُرابٍ: (طَعامٌ يُتَّخَذُ (من الذُّرَةِ لليَمَنِيِّينَ.
(وأَيْضاً: (داءٌ للإِبِلِ؛ وَمِنْه (بَعيرٌ مَكْبُونٌ.
(والكُبْنَةُ، بالضَّمِّ: لُعْبَةٌ للأَعْرابِ، والجَمْعُ كُبَنٌ، كصُرَدٍ؛ قالَ:(36/37)
تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ (والكُبُنَّةُ، (كدُجُنَّةٍ: الخْبْزَةُ اليابِسةُ لأنَّ فِيهَا تَقَبَّاً وتَجَمُّعاً.
(وأَكْبَنَ لِسانَهُ عَنهُ: كَفَّهُ.
(ورَجُلٌ (مُكْبَنُ الفَقَارِ، كمُكْرَمٍ: أَي (مُحْكَمُهُ.
(وكَبْنُ الدَّلْوِ: شَفَتُها.
وقيلَ: مَا ثُنِيَ مِن الجلْدِ عِنْد شَفَةِ الدَّلْوِ فَحُرِز.
وقالَ الأَصْمعيُّ: الكَبْنُ: مَا ثُنِيَ من الجلْدِ عنْدَ شَفَةِ الدَّلْوِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ الكَبْنُ والكَبْلُ، بالنونِ واللامِ، حَكَاهُ عَن الفرَّاءِ، تقولُ مِنْهُ: كَبَنْتُ الدَّلْوَ كَبْناً، من حَدِّ ضَرَبَ، إِذا كَفَفْتَ حوْلَ شَفَتِها.
(والكُبُونُ: السُّكُونُ؛ وَمِنْه قوْلُ أبَّاقٍ الدُّبَيْريّ:
واضِحَة الخَدِّ شَرُوبِ للَّبَنْكأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْوفَسَّره ابنُ بَرِّي فقالَ: أَي تَثَنَّى ونامَ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبانيُّ فِي تَفْسيرِه: أَي شَفَنَ.
والكُبُونُ: الشُّفُونُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كَبَنْتُ الشيءَ: غَيَّبْتُه.
وكَبَنْتُ عنْكَ لِساني: كَفَفْتُه.
وفرسٌ فِيهِ كُبْنَةٌ وكُبُنٌّ: أَي ليسَ بالعَظيمِ وَلَا القَمِيءِ.
والمُكْبَئِنُّ: اللاَّطِىءُ بالأَرْضِ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: هُوَ الَّذِي قد احْتَبَى وأَدْخَلَ مِرْفَقَيْه فِي خبوته ثمَّ خَضَعَ برَقَبتِه وبرأْسه على يَدَيْه.
وكَبَنَ فلانٌ: سَمِنَ.
والكِبْنَةُ: السِّمَنُ؛ قالَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ يَصِفُ جَملاً:
ذَا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التّصْدِيرَ مَحْزِمُهكأَنَّه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَن(36/38)
ُوكَبَّانٌ، كشَدَّادٍ: مَدينَةٌ بالهِنْدِ مِن مُدُنَ المعْبرِ، ذَكَرَه ابنُ بطوطَةَ فِي رِحْلَتِه.
ومحمدُ بنُ سعيدِ بنِ عليِّ بنِ كِبَّنٍ الطّبريُّ، بكسْرٍ فتَشدِيدِ موحَّدَةٍ مَفْتوحَةٍ، نَزِيل مُدُنٍ ومُفْتيها، أَخَذَ عَن ابنِ الجَزْري.
وكَبَنَ الشيءُ وأَكْبَنَ: اشْتَدَّ.
كتن
: (الكَتَنُ، محركةً: لَطْخُ الدُّخَانِ بالبَيْتِ، (والسَّوادُ بالشَّفَةِ ونَحْوِه، قالَهُ اللَّيْثُ.
(والكَتَنُ: (التَّلَزُّجُ والتَّوَسُّخُ.
(وقالَ أَبو عَمْرٍ و: والكَتَنُ (تُرابُ أَصْلِ النَّخْلةِ.
(والكَتَنُ: (الدَّرَنُ والوَسَخُ، وَقد (كَتِنَ، كفَرِحَ، فِي الكُلِّ. يقالُ: كَتِنَ الوَسَخُ على الشيءِ إِذا لَصِقَ بِهِ.
(والكَتْنُ، (بالكسْرِ وككَتِفٍ وَفِي بعضِ الأُصول كأَميرٍ: (القَدَحُ.
(والكتَّانُ، بالتَّشْديدِ، (م مَعْروفٌ، عَرَبيٌّ سُمِّي بذلِكَ لأنَّه يُخَيَّس ويُلْقَى بعضُه على بعضٍ حَتَّى يَكْتَن.
(والكتَّانُ: (الطُّحْلُبُ؛ يقالُ: لَبِسَ الماءُ كتَّانَه إِذا طَحْلَبَ واخْضَرَّ رأْسَه؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
أَسَفْنَ المَشافِرَ كتَّانَهفأَمْرَرْنَهُ مُسْتَدِرّاً فَجالايعْنِي الإِبِلَ أَشْمَمْنَ مَشافِرَهنَّ طَحْلَب الماءِ.
(ويقالُ: أَرادَ بِهِ (غُثاءُ الماءِ أَو زَبَدُهُ، وقوْلُه: فأَمْرَرْنَه أَي شَرِبْنه من المُرورِ،(36/39)
مُسْتَدِرّاً أَي أنَّه اسْتَدَرَّ إِلَى حُلوقِها فجَرَى فِيهَا، وقوْلُه فَحالا أَي جَالَ إِلَيْهَا.
(وكرُمَّانٍ: دُوَيْبَّةٌ حَمْراءُ لسَّاعَةٌ، وَهِي البَقَّةُ بلُغَةِ اليَمَنِ.
(وكُتَانَةُ، كثُمامَةٍ: (ناحِيَةٌ بالمَدينَةِ فِي أَعْراضِها كانتْ لبَني جَعْفر الطيَّار، جَاءَ ذِكْرُها فِي الحدِيثِ؛ قالَ كثِّيرُ عزَّة:
أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ كُتانةٍ إِلَى وَجْمةٍ لما اسْجَهَرَّتْ حَرُورُها (والكِتْنَةُ، (بالكسْرِ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ.
(والمُكْتَئِنُّ: ضِدُّ المُطْمَئِنِّ وبِزِنَتِه.
(وأَكْتَنَ: أَلْصَقَ بالأَرْضِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كَتِنَتْ جَحافِلُ الخيْلِ، كفَرِحَ، من أَكْلِ العُشْبِ إِذا لَصِقَ بِهِ أَثَرُ خُضْرَتِه، وكَتِلَتْ باللامِ والنونِ؛ وَمِنْه قوْلُ ابْن مُقْبِل:
والعَيْرُ يَنْفُخُ فِي المَكْنانِ قد كَتِنَتْمنه جَحافِلُه والعَضْرَسِ الثُّجَرِوالمَكْنانُ والعِضْرِسُ: ضَرْبانِ من البقُولِ غَضَّان رَطْبانِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: غَلِطَ اللّيْث فِي قوْلِه: يقالُ للدَّابَّةِ إِذا أَكَلَتْ الدَّرِينَ: قد كَتِنَتْ جَحافِلُها أَي اسْوَدَّتْ، لأنَّ الدَّرِينَ مَا يَبِسَ مِنَ الكَلإِ وأَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ فاسْوَدَّ وَلَا لَزَجَ لَهُ حينَئِذٍ فيَظْهَر لَوْنُه فِي الجَحافِلِ، وإنَّما تَكْتَنُ الجَحافِلُ مِن مَرْعَى العُشْبِ الرَّطْبِ يَسِيلُ ماؤُهُ فيَتَراكبُ.
قالَ: وإنَّما يَعْرِفُ هَذَا مَنْ شاهَدَه وثافَنَه، فأَمَّا مَنْ يَعْتَبِر الأَلْفاظ وَلَا مُشاهَدَة لَهُ فإنَّه يُخْطِىءُ مِن حيثُ لَا يَعْلَم؛ قالَ:(36/40)
وبيتُ ابنِ مُقْبلِ يُبَيِّنُ لكَ مَا قُلْته.
وامْرأَةٌ كَتُونٌ: دَنِسَةُ العِرْضِ، أَو أنَّها لَزُوقٌ بمَنْ يَمَسُّها، مِن كَتِنَ الوَسَخ عَلَيْهِ إِذا لَزِقَ بِهِ.
وسِقاءٌ كَتِنٌ، ككَتِفٍ: تَلَزَّجَ بِهِ الدَّرَنُ.
وكَتِنَ الخِطْرُ: تَرَاكَبَ على عَجُز الفَحْلِ مِن الإِبِلِ؛ أَنْشَدَ يَعْقوبُ لابنِ مُقْبِل:
ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزياً شَكِيرُ جَحافِلِةِ قد كَتِنْيعْنِي أنَّ أَثَرَ خُضْرةِ العُشْبِ قد لَصِقَ بِهِ.
والكَتَنُ، محرّكةً: لُغَةٌ فِي الكتَّانِ؛ وَمِنْه قوْلِ الأعْشى:
هُوَ الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُوبَ بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْقالَ أَبو حنيفَةَ: هَكَذَا زَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّها لُغَةٌ؛ وقالَ بعضُهم: إنَّما حُذِفَ الألِفُ للضَّرُورةِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع الكَتَن فِي الكَتَّانِ إلاَّ فِي شِعْرِ الأعْشى.
وذَكَر شرَّاحُ الفَصِيح كَسْرَ الكافِ فِي الكِتَّان لُغَة.
قلْتُ: وَهُوَ المَشْهورُ على أَلْسنَةِ العامَّة.
والكَتِينُ، كأميرٍ: القَدَحُ. وَفِي بعضِ نسخِ المصنِّفِ لأَبي عُبَيْدٍ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: المَكْمُورُ مِن الرِّجالِ الَّذِي أَصابَ الكاتِنُ كَمَرَتَه.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَعْرِفه، والمَعْروفُ الخاتِنُ.
وقالَ نَصْر: كُتانتان، بالضمِّ: عَقَبتانِ مُشْرِفَتان على الحِجازِ.
وكُتْنَةُ، بالضمِّ: مِخْلافٌ بمكَّةَ، ووادٍ فِي دِيارِ بَني عقيل اليَمانِيَّة؛ وماءٌ بالشربَةِ فِي دِيارِ بَني فَزَارَةَ بإزاءِ المذبنين.(36/41)
والكتانيُّ نِسْبَة إِلَى حَمْلِ الكتّانِ، والعامَّةُ تقولُ: الكتانيني، مِنْهُم: عبدُ العَزيزِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عليَ الدِّمْشَقِّيُّ الحافِظُ عَن تمامِ بنِ محمدٍ الرَّازي، وَعنهُ الأَميرُ والخَطِيبُ، تُوفي سَنَة 366؛ والإِمامُ الزاهِدُ أَبو بكْرٍ محمودُ بنُ عليِّ بنِ جَعْفرٍ الكتانيُّ الصُّوفيُّ المكِّيُّ، حَكَى عَن أَبي سعيدٍ الخَرَّاز، وخَتَم فِي الطَّوافِ ثنْتي عَشَرَةَ خَتْمةٍ، ماتَ سَنَة 322؛ والعلاَّمَةُ زَيْن الدِّيْن عُمَرُ بنُ أَبي الحزْمِ الكتانيُّ، ويقالُ الكَتْنانيُّ بزِيادَةِ نونٍ، قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ، أَخَذَ عَنهُ جماعَةٌ مِن شيوخِنا.
والكَاتُونيُّ: هُوَ عليُّ بنُ محمدٍ رَوَى عَن محمدِ بنِ نَصْر، ذَكَرَه المَالِيني، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
كثن
: (الكُثْنَةُ، بالضَّمِّ والثَّاء مثلَّثةً: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ (شيءٌ يُتَّخَذُ من آسٍ وأَغْصانِ خِلافٍ تُبْسَطُ ويُنَضَّدُ عَلَيْهَا الرَّياحينُ ثمَّ تُطْوَى، وإعْرابُه كُنْثَجة، و (أَصْلُه بالنَّبَطيَّة (كُثْنَا، بالضمِّ مَقْصوراً.
(أَو هِيَ نَوَرْدَجَةٌ من القَصَبِ ومِن (الأَغْصانِ الرَّطْبةِ الوَريقةِ تُجْمَعُ و (تُحْزَمُ ويُجْعَلُ فِي (جَوْفِها النَّوْرُ أَو الحِنَّاءُ.(36/42)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حمَّادُ بنُ مَنْصورٍ الكُوثانيُّ، بالضمِّ: حدَّثَ عَن أَبي محمدٍ الصَّرِيفِيني، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، قيَّدَه الحافِظُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كحرن
:) كَحْرَنُ، كجَعْفَرٍ: قَرْيةٌ، مِنْهَا: النَّضْرُ بنُ عبدِ العَزيزِ عَن عيسَى بنِ غنْجارٍ، وَعنهُ المذيلُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كلخشتن
:) كَلْخُشتوان، بِضَم الخاءِ: قَرْيةٌ ببُخارى، مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ سُلَيْمان بنِ عليَ عَن أَبي بكْرٍ الإِسْماعِيلي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
كدن
: (كَدِنَ مِشْفَرُ الإِبِلِ: إِذا رَعَتِ العُشْبَ فاسْوَدَّ شعرُها من مائِهِ وغَلُظَ، (ككَتِنَ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت، والتاءُ أعْلَى، وَهُوَ إحالَةٌ على مَجْهولٍ فإنَّه لم يذكر كَتِنَ فتأَمَّلْ.
(وكَدِنَ (الصِّلِّيَانُ، وَكَذَا غيرُهُ مِن النَّبْتِ: (رُعِيَتْ فُروعُهُ وبَقِيَتْ أُصُولُه.
وقيلَ: كَدِنَ النَّباتُ: إِذا لم يَبْقَ إلاَّ كَدِنُه، أَي غَلِيظُه.
(والكِدْنَةُ، بالكسْرِ: السَّنامُ.
(وقيلَ: (الشَّحْمُ واللّحْمُ أَنْفسُهما إِذا كَثُرا؛ وقيلَ: هُوَ كَثْرَتُهما؛ وقيلَ: هُوَ الشَّحْمُ وَحْدُه؛ عَن كُراعٍ.
وقيلَ: هُوَ الشحْمُ العَتِيقُ يكونُ(36/43)
للدابَّةِ ولكلِّ سَمِينٍ؛ عَن اللّحْيانيِّ؛ يعْنِي بالعَتِيقِ القَدِيم.
وامْرأَةٌ ذاتُ كُدْنَةٍ: أَي ذاتُ لَحْمٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: رجُلٌ ذُو كُدْنَةٍ إِذا كانَ سَمِيناً غَلِيظاً.
وَفِي حدِيثِ سالِمٍ: أنّه دخَلَ على هِشامٍ فقالَ لَهُ: إنَّك لحَسَنُ الكِدْنَةِ، فلمَّا خَرَجَ أَخَذَتْه قَفْقَفَة، فقالَ لصاحِبِه: أَتَرى الأَحوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه؛ الكِدْنَةُ: غِلَظُ الجسْمِ وكثْرَةُ اللحْمِ.
(والكِدْنَةُ: (القوْمُ، هَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: القُوَّةُ.
(وَهُوَ كَدِنٌ، كَكتِفٍ: ذُو لحْمٍ وشَحْمٍ وقُوَّةٍ؛ (وَهِي بهاءٍ. ويقالُ: بَعيرٌ كَدِنٌ عَظيمُ السَّنامِ وناقَةٌ كَدِنَةٌ.
(وقالَ أَبو عَمْرٍ و: (ناقَةٌ مُكْدَنَةٌ، كمُكْرَمَةٍ: ذَاتُ كِدْنَةٍ، أَي كثيرَةُ الَّلحْمِ والشَّحْمِ.
(والكَدْنُ، ويُكْسَرُ؛ الأَخيرَةُ عَن كُراعٍ: (ثَوبٌ يكونُ (للخِدْرِ، أَي عَلَيْهِ؛ عَن الأَحْمر. (أَو مَا (تُوَطِّىءُ بِهِ المَرأَةُ لنَفْسِها فِي الهَوْدَجِ، جَمْعُه كُدُونٌ.
وقيلَ: هُوَ عَباءَةٌ أَو قَطِيفَةٌ تُلْقيها المرْأَةُ على ظهْرِ بَعيرِها ثمَّ تَشُدُّ هَوْدَجَها عَلَيْهِ وتَثْني طَرَفي العَباءَةِ فِي شِقَّي البَعيرِ وتَخلي مُؤَخَّر الكِدْنِ ومُقَدَّمه فيَصِير مثْلَ الخُرْجَيْن تُلْقي فِيهَا بُرْمَتها وغيْرَها مِن مَتاعِها وأَداتِها ممَّا تَحْتاجُ إِلَى حَمْلِه.
(والكِدْنُ؛ (مَرْكَبٌ للنِّساءِ) وقيلَ (الرَّحْلُ) والجمعُ كدُونٌ قَالَ الرَّاعي:
أنَحْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غسيلسراةَ الْيَوْم يَمْهَدْنَ الكُدُون (وَفِي المُحْكَم: الكِدْنُ:(36/44)
(جِلْدُ كُرَاعٍ يُسْلَخُ ويُدْبَغُ فَيَقومُ مَقامَ الهاوُنِ يُدَقُّ فِيهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثمَّ فَرْتَنيومَشَّوْا بِمَا فِي الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ (ج كُدُونٌ.
(ويقالُ: مَا أَبْيَنَ (الكَدَانَةَ فِيهِ، أَي (الهُجْنَةَ، وَمِنْه (الكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ بياءِ النِّسْبَةِ: (الفَرَسُ الهَجِينُ.
(وأَيْضاً: (الفِيلُ.
(وأَيْضاً: (البَغْلُ.
(وأيْضاً: (البِرْذَوْنُ الرُّوميُّ؛ قالَ جَنْدلُ الرَّاعي:
جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُهكأنَّه كَوْدَنٌ يَمْشِي بكَلاَّبِوالجَمْعُ الكَوادِنُ؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِإلى قَصْعَةٍ فِيهَا عُيُونُ الضَّياوِن (والكَدْنُ: التَّنَطُّقُ بالثَّوْبِ والشَّدُّ بِهِ.
(والكَدَنُ، (مُحَرَّكاً، مِثْل: (الكَدَرُ والكَدَرُ، وَهُوَ أنْ يُنْزحَ البِئْر فيَبْقى فِيهِ الكَدَرُ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
(والكِدَانُ، ككِتابٍ: شُعْبَةٌ فِي الحَبْلِ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِي الأُصولِ الصَّحيحَةِ: شُعْبَةٌ مِن الحَبْلِ، (تَفْضُلُ من العُقَدِ يُمْسَكُ البَعيرُ بِهِ؛ أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ و:
إنَّ بَعِيريْك المُخْتَلاَّنِأَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِوقيلَ: هُوَ خيطٌ تُشَدُّ بِهِ العُرْوةُ فِي وَسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئَلاّ يَضْطربَ فِي أَرْجاءِ البِئْرِ؛ عَن الهَجَريّ، وأَنْشَدَ:(36/45)
بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذُو لحْمٍ زِيَمْإذا قَصَرْنا من كِدَانِه بَغَمْ (والكِدْيَوْنُ، كفِرْعَونَ: دُقاقُ التُّرابِ على وَجْهِ الأرْضِ؛ قالَ أَبُو دُواد:
تَيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْنِ كي لَا يَفُوتَنيمن المَقْلةِ البَيْضاءِ تَقْرِيظُ باعِقِأَرادَ بالباعِقِ المُؤَذِّن، بالمَقْلةِ حَصَاةَ الْقسم فِي المَفاوِزِ.
وقيلَ: هُوَ دُقاقُ السِّرْجِين؛ وَفِي الصِّحاحِ: دُقاقُ التُّرابِ (عَلَيْهِ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ تُجْلَى بِهِ الدُّروعُ.
وقيلَ: كلّ مَا طُلِيَ بِهِ مِن دُهْنٍ أَو دَسَمٍ؛ قالَ النابِغَةُ يَصِفُ دُروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر:
عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةًفَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِلورَوَاهُ بعضُهم: ضَافِياتُ الغَلائِل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكُدْنَةُ، بالضمِّ: كَثْرَةُ الشَّحْمِ واللَّحْمِ، لُغَةٌ فِي الكِدْنَةِ، بالكسْرِ، كَمَا فِي المُحْكَم والنِّهايَةِ.
والكَوْدانَةُ: الناقَةُ الغَليظَةُ الشَّديدة؛ قالَ ابنُ الرقاعِ:
حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانَةٌ فِي مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِوكَدِنَتْ شَفَتُه فَهِيَ كَدِنَةٌ: اسْوَدَّتْ من شيءٍ أَكَلَه.
وكَدَنُ النَّباتِ، محرّكةً: غَلِيظُه وأُصولُه الصُّلْبَةُ.(36/46)
والكَدِناتُ: الصلباتُ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةًتُغالي على عُوجٍ لَهَا كَدِناتِتُغالي أَي تَسيرُ مُسْرِعةً.
والكَوْدَنُ: البَلِيدُ على التَّشْبيهِ بالبِرْذَوْنِ المُوكَفِ، نَقَلَه الجوْهرِيِّ.
والكَوْدَنُ: الثَّقِيلُ.
وكَوْدَنَ فِي مَشْيهِ كَوْدنَةً: أَبْطأَ وثَقُلَ.
والكَوْدَنُ: رجُلٌ من هُذَيْلٍ.
وكُدَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ.
وكَدَنٌ، محرَّكةً: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو أَحمدَ عبدُ اللهِ بنُ عليَ، ماتَ سَنَة 433.
ويقالُ: كَدَنَتْ كدانته أَي اسْتَه، وَقد ذُكِرَ فِي عَدَنَ.
وكادوان: قَرْيةٌ من قُرَى طَبَرسْتان؛ ويقالُ أَيْضاً كادروان بزِيادَةِ الراءِ؛ مِنْهَا: أَبو عُبَيدِ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ عَن أَبي العبَّاس الرَّازي وقَدِمَ جُرْجان.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كذن
:) الكَذَّانُ: الحِجَارَةُ الَّتِي ليسَتْ بصُلْبَةٍ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ فَعَّالٌ والنونُ أَصْليَّة، وقيلَ: فَعْلان والنونُ زائِدَةٌ؛ وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي الذالِ، وأَعادَهُ صاحِبُ اللِّسانِ هُنَا إشارَةً إِلَى القَوْلَيْن.
والكَوْذَنَةُ: مِشْيَةٌ فِي اسْتِرْسالٍ؛ عَن ابنِ القَطَّاعِ، لُغَةٌ فِي الكَوْدَنَةِ.
كرن
: (الكِرانُ، ككِتابٍ: العُودُ أَو الصَّنْجُ؛ قالَ لبيدٌ:
صَعْلٌ كسافِلةِ القَناةِ وظِيفُهوكأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِيحُ كِرانِ(36/47)
والجَمْعُ أَكْرِنةٌ.
(والكِرانُ: (د بالبادِيَةِ.
(وكُرانُ، (بالضَّمِّ: د قُرْبَ دَارَا بْجِرْدَ بفارِسَ (أَو قُرْبَ سِيرافَ على ساحِلِ البَحْرِ؛ مِن إحْداهما عبدُ اللهِ بنُ شاذَانَ الكُرانيُّ شيخٌ للخطابيِّ.
(وكَرَّانُ، (كشَدَّادٍ: مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ، مِنْهَا: أَبو طاهِرٍ محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ عبدِ اللهِ، سَمِعَ عَن أَبي بكْرٍ الذاكونيّ، وماتَ سَنَة 496.
(وأَيْضاً: دبِخُراسانَ (قُرْبَ تُبَّت بِهِ مَعْدنُ الفضَّةِ، وَثمّ عَيْن ماءٍ لَا يُغْمَسُ فِيهِ شيءٌ وَلَا حَديدٌ إلاَّ وذابَ.
(وأَيْضاً: (حِصْنٌ بالمَغْرِبِ.
(وكُرِينُ، بالضَّمِّ وكسْرِ الَّراءِ: ة بطَبَسَ، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ كثيرٍ عَن أَبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سعيدٍ العبديِّ، وَعنهُ أَبو عبد الله محمدُ بنُ عليِّ بنِ جَعْفرٍ الطَّبَسيُّ.
(وكِرْيَوْنُ، كعِذْيَوْطٍ: ة قُرْبَ الاسْكَنْدَرِيَّةِ.
وقيلَ: وادٍ.
وقيلَ: خليجٌ يُشَقُّ من نَهْرِ مِصْرَ؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
تولَّتْ سِراعاً عِيرُها وكأَنَّهادَوافِعُ بالكِرْيَوْنِ ذاتُ قُلوعِ (والكَرِينَةُ، كسَفِينَةٍ: (المُغَنِّيَةُ الضَّاربَةُ بالعُودِ أَو الصَّنْج؛ (ج كمِرانٌ، بالكسْرِ؛ وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ الكِرانَ هُوَ العُودُ نَفْسُه، وَقَالُوا فِي الكَرِينَةِ هِيَ المُغَنِّيَةُ الضَّارِبَةُ بالكِرانِ، فتأَمَّلْ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(36/48)
كردن
:) كردانُ: قَرْيةٌ بضَرْغانَةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكَرْدَنُ والكِرْدِينُ: الفأْسُ العَظيمَةُ، لَهَا رأْسٌ واحِدٌ.
وخُذْ بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه، أَي بقَفاهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: يقالُ: ضَرَبَ قَرْدَنَهُ وكَرْدَنَهُ: أَي عُنُقَه.
وكِرْدِينُ، بالكسْرِ؛ لَقَبُ مسْمَع بن عبْدِ المَلِكِ.
كرزن
: (الكَرْزَنُ، وَقد يُكْسَرُ، والكَرْزِينُ، بالفتْحِ والكَسْرِ، وإطْلاقُه يُوهمُ الاقْتِصارَ على الفتْحِ فَقَط، وهُما لُغَتانِ: (فأْسٌ كبيرٌ لَهَا حَدٌّ ورأْسٌ واحِدٌ، مثْلُ الكِرْزِمِ والكِرْزِيمِ؛ وَعَن الفرَّاء، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقيلَ: الكِرْزِينُ نحوُ المِطْرَقَةِ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: إِذا كانَ لَهَا حَدٌّ واحِدٌ فَهِيَ فأْسٌ، وكَرْزَنٌ وكِرْزِنٌ، والجَمْعُ كَرازِينُ وكَرازِنُ.
وَفِي حدِيثِ الخَنْدَقِ: (فأَخَذَ الكِرْزِينَ يَحْفِرُ فِي حَجَرٍ إِذْ ضَحِكَ.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: (حَتَّى سمعْتُ وقْعَ الكَرازِينِ) .
(وأَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ موسَى بنِ رَجَاء الأَرْبجينيُّ (الكارْزَنِيُّ، إِلَى قَرْيةِ بارْبَجِين مِن سَمَرْقَنْد، (مُحَدِّثٌ رَوَى عَن أَبيهِ عَن جَدِّه، وَعنهُ أَبو سعْدٍ الإِدْريسيُّ، ماتَ قَبْلَ الثلاثِينَ والثلثمائةٍ.
(وكارِزينُ: قَرْيةٌ بفارِسَ ممَّا يَلِي البَحْرَ، ذُكِرَ (فِي (ك ر ز) ، والصَّوابُ ذِكْرُه هُنَا، لأنَّها أَعْجميَّةٌ(36/49)
وحُرُوفُها أَصْليَّة، وَبهَا وُلِدَ المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى كَمَا تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكِرْزَنُ، كدِرْهَمٍ، لُغَةٌ فِي الكِرْزِنِ والكَرْزَنِ؛ قالَ أَبو حنيفَةَ: أَحْسِبُني قد سمعْتُ ذلكَ.
والكَرازِينُ: مَا تحْتَ مبرَكَةِ الرَّحْلِ؛ قالَ:
وقَفْتُ فِيهِ ذاتَ وجْهٍ ساهِمِتُنْبي الكَرازِينَ بصُلبٍ زاهِمِ
كرسن
الكِرْسِنَّةُ، بكسْرِ الكافِ وشَدِّ النَّونِ المَفْتوحَةِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِي وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهِي (شَجَرَةٌ صَغيرَةٌ لَهَا ثَمَرٌ فِي غُلُفٍ مُصَدِّعٌ مُسْهِلٌ مُبَوِّلٌ للدَّمِ مُسَمِّنٌ للدَّوابِّ، نافِعٌ للسُّعالِ، عَجِينُه بالشَّرابِ يُبْرِىءُ من عَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ (والأَفْعَى والإِنسْانِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شمسُ الدِّيْن محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الغنِيِّ البَزَّاز عُرِفَ بابنِ كُرْسونٍ، بالضمِّ، سَمِعَ الشّفاء على الشاوري والفَخْر القاياتي وأَبي العبَّاس بنِ عبْدِ المُعْطِي، تَرْجَمه السّخاوي فِي الضَّوْء.
كركدن
: (الكَرْكَدَّنُ، مُشَدَّدَةَ الَّدالِ والعامَّةُ تُشَدِّدُ النُّون:
أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (دابَّةٌ عَظيمَةُ الخَلْقِ، يقالُ: إنَّها (تَحْمِلُ الفِيلَ على قَرْنِها.
يقالُ: إنَّها تَتَولَّدُ بينَ الفَرَسِ والفِيلِ، وقَرْنُها مصمت قَوِيُّ الأصْلِ حادُّ الرأْسِ، إِذا نُشِرَ طولا خَرَجَ مِنْهُ صور بَيَاض فِي سَوادٍ كالطَّاوس والغِزْلان وغيرِهِما، تُتَّخَذُ مِنْهُ مَناطِقُ ومَقابِضُ للسُّيُوفِ والسَّكَاكِين، يتغالَى فِيهَا، ومَنافِعُه جمَّةٌ.
ثمَّ إنَّ تَشْديدَ النونِ الَّذي(36/50)
نَسَبَه إِلَى العامَّةِ قد ارْتَكَبَه المتنبِّي فِي شِعْرِه فِي قصِيدَةٍ أَوَّلها:
الْأكل مَاشِيَة الخوزلان فقيلَ: لأنَّه لَا يُعْتَدُّ بِهِ لكوْنِه من المُولّدِين، وتَشْديد الدالِ نُقِلَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
كرمجن
:) كَرْمُجينُ، بضمِّ الميمِ: قَرْيةٌ بنَسَف، وَمِنْهَا: أَبو الحَسَنِ اليَمانيُّ الطيِّبُ بنُ خميسِ بنِ عُمَرَ مِن شيوخِ المُسْتِغْفريّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كزرن
كازرون: مَدينَةٌ على بَحْرِ فارِسَ، وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، فِي كَزَرَ، والصَّوابُ ذِكْرُها هُنَا، لأنَّ حُرُوفَها أَعْجميَّةٌ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا المُحدِّثونَ والفُقَهاءُ.
ومَّما يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(
كزمن
:) كُزْمانُ بنُ الحارِثِ، كعُثْمان، من بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ فِي أَجْدادِ عَرْعَرَة بنِ البِرنِد، وَقد ذُكِرَ فِي كزم أَيْضاً. وأَبو عاصِمٍ عليُّ بنُ سعيدِ بنِ المُثنَّى الكُزْمانيُّ الباجِيُّ البَصْريُّ رَوَى عَن شعْبَةَ.
كزن
:) كَزْنَةُ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ(36/51)
اللِّسان.
وَهُوَ (لَقَبُ محمدِ بنِ دَاوُدَ بنِ عُلْوِيَّهُ اليَمانيِّ (الَّرازِي المُحدِّثِ عَن أَبي حُمَة محمدِ بنِ يوسُفَ الزَّبيدي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كَزْنَةُ: قَبيلَةٌ من البَرْبرِ، مِنْهُم: أَبو سعيدٍ فضْلُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ الكَزْنيُّ القُرْطُبيُّ وَهُوَ أَخُوهُ مُنْذر بنُ سعيدٍ القاضِي، أَخَذَا عَن ابنِ وَلاَّد وأَبي المُنْذرِ وأَبي جَعْفرٍ النحَّاس، ماتَ أَبو سعيدٍ سَنَة 335، ذَكَرَه الرَّشاطيُّ وابنُ الفَرَضِيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كسدن
:) كَسادَنُ: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ سُفْيانَ مِن شيوخِ أَبي حَفْص النَّسفيّ الحافِظ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كسن
:) كاسانُ: مدينَةٌ وَرَاء الشَّاش، ذَكَرَها المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى فِي السِّيْن، وهُنا محلُّ ذِكْرِها لأنَّ حُرُوفَها أَعْجميَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كَاسَنُ، كهاجَرَ: قَرْيةٌ بنخشبَ، مِنْهَا: أَبو نَصْر أَحمدُ بنُ الشيخِ بنِ حَمُّويَه بنِ زهيرٍ الشافِعِيُّ الفَقيهُ، وَله كتابٌ سَمَّاه بَواتِرُ الحججِ، سَمِعَ أَبا يَعْلى النّسفيّ وغيرَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(36/52)
كستن
:) الكستنة: الشَّاه بلوط المَعْروفُ بأَبي فَرْوَةَ، كأنَّها رُوميَّةٌ. وَأَيْضًا فَاكِهَة مَعْرُوفَة توكل شياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كسطن
:) الكَسْطانُ الغُبارُ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و؛ وأَنْشَدَ:
حَتَّى إِذا مَا الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْأَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْتُثِير كَسْطانَ مَراغ ذِي وَهَجْكذا فِي اللِّسانِ.
كشن
: (الكُشْنَى، كبُشْرَى: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: هُوَ (الكِرْسِنَّةُ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ (حَبٌّ فارِسِيَّتُه كُشْنَى بِلا لامٍ.
(وكُشانِيَةُ، بالضَّمِّ: د بالصَّغْدِ من سَمَرْقَنْد، على يَوْمَيْن من بُخارى، مِنْهُ: أَبو عَمْرو أَحْمدُ بنُ حَاجِب بنِ محمدٍ رَوَى عَنهُ الإِسْماعيلي وحَفِيدُه أَبو عليِّ إسْماعيلُ بنُ أَبي نَصْر مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ آخِر مَنْ رَوَى عَن البُخارِي عَن الفَرْبري، ماتَ سَنَة 291، وَعنهُ الحَسَنُ بنُ محمدٍ الخلاَّل وطائِفَةٌ، ووَلَدَاه أَبو نَصْر محمدُ عَن عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ نجيرِ، وعليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ الفضْلِ بنِ(36/53)
خِداشٍ الكُشَانيُّ عَن إبراهيمَ بنِ نَصْر بنِ عبيدٍ؛ وعليُّ بنُ مُحْتَاج بنِ حمويه بنِ خِداشٍ عَن محمدِ بن عليَ الصائِغِ، وجبريلُ بنُ محتاجٍ الكُشانيُّ عَن محتاجِ بنِ عَمْرٍ والسويقيّ البَلخيّ، وإبراهيمُ بنُ يَعْقوب الكُشانيُّ؛ وأَبو الفتْح محمدُ بنُ مَسْعودِ بنِ الحُسَيْن الكُشَانيُّ كِلاهُما مِن شُيُوخ ابنِ السّمعاني؛ وأَبو نَصْر أَحمدُ بنُ عليَ الغنجاريُّ الكشاني عَن عليِّ بنِ إسْحاقَ الحَنْظليّ؛ وعبيدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ محمدٍ الكُشَانيُّ الخَطيبُ رَوَى عَنهُ أَبو حَفْص النَّسفيُّ الحافِظُ؛ وأَبو سعدٍ مَسْعودُ بنُ الحُسَيْن الكُشَانيُّ عَن شمْسِ الأئِمَّة السّرَخْسيّ.
(وأَكْشُونِيَةُ، بالفتْحِ وضمِّ الشِّيْن وكسْرِ النّونِ وتخّفيفِ الياءِ: (د بالمَغْرِبِ غَرْبي قُرْطُبَة مُتَّصِلٌ عَمَلُه بأُشْبُونَةُ وَقد يُوجَدُ فِي ساحِله العَنْبرُ الفائِقُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كِشْنَى، بالكسْرِ مَقْصوراً: مَدينَةٌ ببِلادِ السُّودَان، مِنْهَا: صاحِبُ العُلوم والأَسْرار محمدُ بنُ محمدٍ الكِشْناوِيُّ أَدْرَكْتُ زَمَنَه بمِصْرَ.
والتَّكْشِينُ: تَقْويةُ الطَّعامِ بالأَبازِير، يَمانِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كشكن
:) كابشكن: قَرْيةٌ ببُخارى، مِنْهَا: أَبو أَحمدَ القاسِمُ بنُ محمدِ بنِ(36/54)
عبدِ اللهِ بنِ حمدَان، رَوَى عَنهُ أَبو نَصْرٍ البزَّاز.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كشكن
:) كشيكنان: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ قُرْطُبَة، مِنْهَا: أَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ البرِّ بنِ عبْدِ الأَعْلى التَّجيبيُّ عَن ابنِ لبابَةَ وأَسْلم بنِ عبْدِ العَزيزِ، وَعنهُ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ يَحْيَى، وتُوفي بطَرَابُلُس الشامِ سَنَة 341، ذَكَرَه ابنُ الفَرَضِيّ.
كشخن: (الكَشْخانُ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (الرَّئيسُ.
(وكَشْخَنَهُ: قالَ لَهُ يَا كَشْخانُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ فِي ترْجمةِ كَشْمَخَ: وَمَا أُرَاها عَربيِّةٌ. (ككَشَّخَهُ بالتَّشْديدِ، وَقد ذُكِرَ فِي تَرْجمةِ كَشَخَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكَشْخَنَةُ: الدّياثَةُ وعَدَمُ الغَيْرَةِ. وكَشْخَنَهُ: شَتَمَهُ بهَا، وليْسَتْ بعَربيَّةٍ، كَمَا نُقِلَ عَن الخَلِيلِ، ونبَّه عَلَيْهِ الشَّهابُ فِي العِنايَةِ.
كشمهن
: (كُشْمِيهَنَةُ، بالضمِّ وفتحِ الهاءِ وكسْرِ الميمِ وَقد تُفْتَحُ، وَقد يقالُ أَيْضاً: كشماهن:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهِي: (ة بمَرْوَ القَدِيمةِ خربَتْ، (مِنْهَا: أَبو الهَيْثمِ (محمدُ بنُ مَكِّي بنِ زُراعٍ) ، كغُرابٍ، ابنِ هَارون بنِ زُراعٍ الأَدِيبُ؛ وبخطِّ بعضِ(36/55)
الفُضَلاء: محمدُ بنُ مَكِّي مُكَرَّر ومَرَّتَيْن؛ رَوَى عَن أَبوي العبَّاس الدغولي واللاَّحم، وَعنهُ القاضِي المُحْسنُ بنُ أَحمدَ الخالِدِيُّ وأَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أَحمدَ غنْجار، واشْتَهَرَ برِوايَةِ البُخارِي عَن الفَرْبريّ، رَوَى عَنهُ أَبو ذَرَ عبدُ الرّحيمِ بنُ أَحمدَ الهَرَويُّ كتابَ البُخارِي قِراءَةً عَلَيْهِ بكُشْمِيهَن فِي المُحَرّمَ سَنَة 389، وماتَ فِي هَذِه السَّنةِ بِقَرْيتِه فِي يَوْمِ عَرَفَة.
(وأُمُّ الكِرامِ (كَريمَةُ بنْتُ أَحمدَ بنِ محمدٍ المَرْوزيَّةُ رَوَت البُخارِي عَن محمدِ بنِ مَكِّي المَذْكُور، وعنها أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عُمَرَ الفرَّاء، وأَبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ بَرَكات بنِ هِلالٍ النَّحْويّ.
قلْتُ: ومِن هَذِه القَرْيةِ أَيْضاً: أَبو محمدٍ حيَّانُ بنُ موسَى الكُشْمِيهَنيُّ: ثقَةٌ رَوَى كُتُبَ ابنِ المُبارَك، وَعنهُ البُخارِي والتّرمذي، ورَابَطَ بفَرْبَر، فماتَ بهَا سَنَة 231، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
كعن
: (الإِكْعانُ، بالكسْرِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
ورَوَى الأزْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرو قالَ: هُوَ (فُتورُ النَّشاطِ، وأَنْشَدَ لطَلْق بنِ عَدِيَ يَصِفُ نَعامَتَيْن شَدَّ عَلَيْهِمَا فارسٌ:
والمُهْرُفي آثارِهِنَّ يَقْبِصُقَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ مِنْهُ يَنْكُصُحتى اشْمَعلَّ مُكْعِناً مَا يَهْبَصُقالَ الأَزْهرِيُّ: وأَنا واقفٌ فِي هَذَا الحَرْفِ.
(وذُو كَنْعانَ: مِن مُلُوكِ اليَمَنِ كانَ طُولُه عَشَرَةَ أَذْرُعٍ.
(وكُعانَةُ، بالضمِّ: امْرَأَةٌ.
قلْتُ: والكَنْعانِيُّونَ: جِيلٌ من النَّاسِ انْقَرَضُوا.(36/56)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كلدن
:) الكلْدَانِيّونَ: جِيلٌ مِن الناسِ انْقَرَضُوا، كأنَّهم نُسِبَوا إِلَى كلْدَان دَار مَمْلَكَةِ الفُرْسِ بالعِراقِ.
كفن
: (كَفَنَ الخُبَزَةَ فِي المَلَّةِ يَكْفِنُها كَفْناً: (وارَاها بهَا، وَهُوَ مجازٌ.
(وكَفَنَ (الصُّوفَ يَكْفِنُه كَفْناً: (غَزَلَهُ.
وَفِي العَيْن: كَفَنَ الرَّجُلُ يَكْفِنُ: غَزَلَ الصُّوفَ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ الشاعِرِ:
يَظَلُّ فِي الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُهاويَكْفِنُ الدَّهْرَ إلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد (وكَفَنَ (المَيِّتَ: أَلْبَسَهُ الكَفَنَ، بالتّحْريكِ، وَهُوَ لِباسُ المَيِّتِ؛ (ككَفَّنَهُ، بالتَّشْديدِ، فَهُوَ مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ؛ وجَمْعُ الكَفَنِ أَكْفانٌ؛ وقولُ امْرىءِ القيْسِ:
على حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكْفاني أَرادَ بأَكْفانِه ثِيابَهُ الَّتِي تُوارِيَه.
ووَرَدَ ذِكْرُ الكَفَنِ فِي الحدِيثِ كثيرا. وذَكَرَ بعضُهم فِي قوْلِه: إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخَاه فلْيُحْسِن كَفْنَه، أَنَّه بسكونِ الفاءِ على المَصْدَرِ، أَي تَكْفِينه، قالَ: وَهُوَ الأَعمُّ لأنَّه يَشْتملُ على الثَّوْبِ وهَيْئَتِه وعَمَلِه، المَشْهورُ بالتَّحْريكِ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَهْدَى لنا شَاة وكَفَنَها) ، أَي مَا يُغَطِّيها مِنَ الرُّغْفانِ.
(وطَعامٌ كَفْنٌ، بالفتْحِ: (لَا مِلْحَ فِيهِ) ؛ وَمِنْه كتابُ عليَ، كرَّمَ اللهُ(36/57)
تَعَالَى وَجْهَه إِلَى عامِلِه مَصْقَلَةَ بنِ هُبَيْرَةَ: (مَا كانَ عَلَيْك أَنْ لَو أَكَلْتَ طَعامَكَ مِراراً كَفْناً، فإنَّ تلْكَ سِيرَةُ الأنْبياءِ وطَعامُ الصَّالِحِينَ) .
(وهم مُكَفِّنُونَ؛ من كَفَّنَ بالتَّشْديدِ كَمَا فِي النسخِ، أَو مِن أَكْفَنَ كَمَا فِي الأُصولِ الصَّحيحةِ؛ (ليسَ لَهُم مِلْحٌ وقالَ الهَجَريُّ: لَا مِلْحَ عنْدَهم؛ زادَ غيرُهُ: (وَلَا أُدْمٌ وَلَا لَبَنٌ.
(والمُكْتَفَنُ، على صِيغَةِ المَفْعولِ: (مَوْضِعُ قُعودِكَ مِنْهَا عِنْدَ النِّكاحِ.
(وَقد (اكْتَفَنَها: إِذا (جامَعَها، وَهُوَ مجازٌ.
(والكُفْنَة، بالضَّمِّ: من الحِرارِ الَّتِي تُنْبِتُ كلَّ شيءٍ.
(والكَفْنَةُ، (بالفتْحِ: شَجَرٌ من الدِّقِّ صَغيرٌ جَعْدٌ إِذا يَبِسَ صَلُبَتْ عِيدانُه كأنَّها قِطَعٌ شُقِّقَتْ عَن القَنا.
وقيلَ: هِيَ عُشْبةٌ مُنْتَشرةُ النَّبْتةِ على الأَرْضِ، تَنْبُتُ بالقِيعَانِ وبأَرْضِ نَجْدٍ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ، رحِمَه اللهُ: الكَفْنَةُ من نَباتِ القُفِّ، لم يَزِدْ على ذلكَ شَيْئا.
(وغَلِطَ الجوْهرِيُّ فَضَمَّ.
قالَ شيْخُنا: وَقد نُقِل الضَّمُّ فَلَا غَلَط.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ ابنُ الأَعْرابي: الكَفْنُ: التَّغْطِيَةُ؛ وَمِنْه سُمِّي كَفَنُ المَيِّتِ لأنّه يَسْترُه؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ.
وكَفَّنَ الجَمْرَ بالرَّمادِ: غَطَّاهُ بِهِ.
وذُو الكُفَيْنِ، كزُبَيْرٍ: صَنَمٌ لدوس، عَن نَصْر؛ وَمِنْه قوْلُه:
يَا ذَا الكُفَيْن لسْت من عبادِكَا(36/58)
ونقلَ السّهيليّ فِيهِ التَّشْديدَ، وقالَ: إنَّه خُفِّفَ للضَّرُورَةِ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَحَلِّه.
وكُفَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: قَرْيةٌ ببُخارى، مِنْهَا: الحاكِمُ أَبُو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ رَوَى عَنهُ أَبو محمدٍ الكرميني.
وكَفَنَ يَكْفِنُ: اخْتَلَى الكَفْنَة؛ وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قوْلُ الشاعِرِ المُتقدِّم:
يُكَفِّنُ الدَّهْرَ إلاَّ رَيْث يَهْتَبِد أَي يَخْتَلي من الكَفْنة لمَرَاضِع الشاءِ.
قالَ أَبو الدُّقَيْش: وأَمَّا عَمْرٌ وفإنَّه رَوَى عَن أَبيهِ هَذَا البيتَ:
فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ وراجِلَةٍ يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُقالَ: يُكَفِّتُ أَي يَجْمَع ويحْرصُ.
وهبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفاني مُحدِّثٌ مَشْهورٌ لأنَّ جدَّهُ كانَ يَبِيعُ الأَكْفانَ.
وأَحمدُ بنُ أَبي نَصْر الكُوفانيُّ، بالضمِّ، شيخُ الصُّوفِيَّة بهَراةَ، مِن مشايخِ أَبي الوَقْت.
وكُوفَنُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ قُرْبَ أَبي وَرْد على سِتَّةِ فَراسِخَ مِنْهَا، بَناها عبدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ، مِنْهَا: أَبو المَكارِمِ عبدُ الكَريمِ بنُ بَدْرٍ، ذَكَرَه ابنُ السّمعانيّ، وقالَ: سَمِعَ من جَدِّي وغيرِهِ؛ والمحدِّثُ المُكْثِرُ أَبو الفتْح الأَبيورديّ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بكْرٍ الكوفني جَمَع المعْجَم فكَتَبَ فِيهِ عَن جَمْعٍ جمَ ووَقَفَ كُتُبَه، ماتَ سَنَة 667؛ والأَدِيبُ أَبو المُظَفّر أَحمدُ بنُ محمدٍ مُحدِّثٌ مَشْهورٌ.
كلن
: (كَلانٌ، كسَحابٍ:
أَهْمَلَهُ(36/59)
الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهِي (رَمْلَةٌ لغَطَفَانَ، وضَبَطَه نَصْر بالضمِّ وقالَ: رَمْلَةٌ فِي دِيارِ بَني عقيلٍ.
(وكَلِينٌ، (كأَميرٍ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَفِي بعضِها: وكِلِينٌ، بالكسْرِ، وضَبَطَه ابنُ السّمعانيّ كزُبَيْرٍ.
قلْتُ: وَهُوَ المَشْهورُ على الأَلْسُنِ والصَّوابُ بضمِّ الكافِ وإمالَةِ اللامِ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ فِي التبْصيرِ.
(ة بالرِّيِّ، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ (محمدُ بنُ يَعْقوبَ الكَلِينِيُّ من فُقهاءِ الشِّيعَةِ ورُؤُسِ فُضَلائِهم فِي أيَّامِ المُقْتدرِ، ويُعْرَفُ أَيْضاً بالسّلْسَليّ لنُزولِهِ دَرْب السّلْسلَةِ بِبَغْدادَ؛ وَمِنْهَا أَيْضاً القاضِي شَرَفُ الدِّيْن إبراهيمُ بنُ عُثْمان الكَلينِيُّ سَمِعَ مَعَ أَبي العَلاءِ القَرَضِيّ على الكَمالِ هبَةِ اللهِ السَّامِريّ جزْءَ البَانِياسِيّ، وأَبو رَجاء الكَلينِيُّ ذَكَرَه السَّمعانيْ قالَ: وَكَانَ ثِقَةً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كَلِينٌ، كأَميرٍ: جَدُّ أَحمدَ بنِ أَبي العزِّ الهَمَدانيّ، وأَخِيه أَبي الوَفَاءَ، حَدَّثا عَن أَبي الوَقْت، ضَبَطَه الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
كِيْلِيْن، كسِيرِين: قَرْيةٌ بالرَّيِّ، مِنْهَا: محمدُ بنُ صالِحِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ توبَةَ الكِيلِينِيُّ الرَّازِي رَوَى عَنهُ حَمْزةُ الكنانيُّ نَقَلَهُ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
قلْتُ: ويقالُ فِيهِ الكِيلانيُّ أَيْضاً.
كمن
: (كَمِنَ لَهُ، كنَصَرَ وسَمِعَ، كمُوناً: اسْتَخْفَى فِي مَكْمَنٍ لَا يُقْطَنُ لَهُ.
وكلُّ شيءٍ اسْتَتَر بشيءٍ فقد كَمَنَ فِيهِ.
وَفِي الحدِيث: (قكَمَناني بعضِ حِرارِ المَدينَةِ) ، أَي اسْتَتَرَا واسْتَخْفَيَا.
(وأَكْمَنَهُ غيرُهُ: أَخْفاهُ.
(والكَمِينُ، كأَميرٍ: القَوْمُ يَكْمُنُونَ(36/60)
فِي الحَرْبِ.
(كَمَا فِي المُحْكَم.
(ومِن المجازِ: الكَمِينُ: (الدَّاخِلُ فِي الأَمْرِ لَا يُفْطَنُ لَهُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: كَمِينٌ بمعْنَى كامِنٍ كعَلِيمٍ وعالِمٍ.
(والكُمْنَةُ، بالضَّمِّ: ظُلْمَةٌ فِي البَصَرِ، أَو جَرَبٌ وحُمْرَةٌ فِيهِ.
قالَ شَمِرٌ: وَرَمٌ فِي الأَجْفانِ، أَو قَرْحٌ فِي المآقي، ويقالُ: حِكَّةٌ ويُبْسٌ وحُمْرَةٌ، أَو غِلَظٌ فِي الجَفْنِ، أَو أُكالٌ يَحْمَرُّ لَهُ الجَفْنُ فتَصِير كأَنَّها رَمْداءُ يُسَاءُ عِلاجُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لمتَحْذَلْ بهَا كُمْنَةٌ وَلَا رَمَدُ (والفِعْلُ كسَمِعَ وعُنِيَ، كَمِنَتْ تَكْمَنُ شَديدَةً، وكُمِنَتْ.
(وناقَةٌ كَمُونٌ: كَتُومٌ، لِلَّقاحِ.
وَفِي المُحْكَم: إِذا لم تُبَشِّرْ و (لم تُشِلْ ذَنَبَها، وإنَّما يُعْرَفُ حَمْلُها بشَوَلانِ ذَنَبِها.
وَفِي التهْذِيبِ: وذلكَ (إِذا لَقِحَتْ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: إِذا زادَتْ على عَشرِ لَيالٍ إِلَى خَمْس عَشَرَةَ لَا يُسْتَيْقَنْ لِقاحُها.
(والكَمُّونُ، كتَنُّورٍ: حَبٌّ مِ مَعْروفٌ أَدَقُّ مِنَ السِّمْسِمِ، واحِدَتُه بهاءٍ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ: عَرَبيٌّ مَعْروفٌ يَزْعَمُ قَوْمٌ أَنَّه السَّنُّوتُ؛ قالَ الشاعِرُ:
فأَصْبَحْتُ كالكَمُّونِ ماتَتْ عُروقُهوأَغْصانُه ممَّا يُمَنَّونَه خُضْرُوهو (مُدِرٌّ مُجَشَ هاضِمٌ طارِدٌ للرِّياحِ، وابْتِلاعُ مَمْضُوغِه بالمِلْح يَقْطَعُ اللُّعابَ.
(والكَمُّونُ الحُلْوُ: الآنِيسُونُ.
(والكَمُّونُ (الحَبَشِيُّ شَبِيهٌ بالشُّونِيزِ.
(والكَمُّونُ (الأَرْمَنِيُّ: الكَرَوْيَا.
(والكَمُّونُ(36/61)
(البَرِّيُّ: الأسْوَدُ، وأَجْودُ مَا جُلِبَ من كرْمَانَ، وَله سُفوفٌ مَشْهورٌ فِي النَفعِ.
(ودارَةُ مَكْمَنٍ، كمَقْعَدٍ: ع لبَني نُمَيْرٍ؛ عَن كُراعٍ.
وقيلَ: رَمْلَةٌ ببِلادِ قَيْس؛ قالَ الرَّاعِي:
بدارَةِ مَكْمَنٍ ساقتْ إليهارِياحُ الصَّيْفِ آرْآماً وعِينَا (أَو هِيَ دارَةُ المَكَامِينِ، بلفْظِ الجَمْع.
(واكْتَمَنَ: اخْتَفَى واسْتَتَرَ.
(ومُكَيْمِن الجَمَّاءِ، كمُعَيْقِلٍ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ؛ وقالَ عدِيُّ بنُ أَبي الرقاعِ:
أَطربْتَ أَمْ رُفعتْ لعَيْنِك غُدْوَةًبينَ المُكَيْمِنِ والرُّجِيْحِ حُمُولُوقد رَدّه إِلَى مكبره سَعِيد بن عبْدِ الرَّحمان بنِ ثابِتٍ فِي قوْلِه:
عفَا مَكْمَن الجَمَّاءِ من أُمِّ عامِرٍ فسَلع عَفَا مِنْهَا فحَرَّةَ وَاقِمِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المَكْمَنُ: المُسْتَتَر، جَمْعُه المَكَامِنُ؛ وأَيْضاً: الْحَرِير.
وسِرٌّ كامِنٌ ومُكْتَمِنٌ.
ولكلِّ حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ بِهِ الصَّوْتُ أَثارَه.
وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ فِي القلْبِ: مُخْتَفٍ.
وعَيْنٌ مَكْمُونَةٌ: بهَا شبْهُ الرَّمَدِ.
والمُكْتَمِنُ: الحَزِينُ؛ قالَ الطرمَّاحُ:(36/62)
عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفُونِ يَسُقْنَهابمُكْتَمِنٍ من لاعِجِ الحُزْنِ واتِنٍ وحبُّه فِي الفُؤادِ كَمِينٌ: أَي مُضْمَرٌ.
وقالَ أَبو عبدِ الله السّكونيُّ: المكْمَنُ: ماءٌ عَذْبٌ غَرْبيّ المغيثةِ والعَقَبةِ على سَبْعَةِ أَمْيالٍ من اليحْمُومِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كمسن
:) كمُسْانُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ بمَرْوَ خَرَبَها الغزوُّ سَنَة ثَمانٍ وأَرْبَعِين وخَمْسمائةٍ، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ عبدُ الجبَّارِ بنُ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ مُجاهِد الحافِظُ، رَوَى عَنهُ أَبو بكْرٍ عبدُ الرّحمانِ بنُ محمدِ بنِ أَبي شحمَةَ المَأْمُونيّ.
كنن
: ( {الكِنُّ، بالكسْرِ: وقاءُ كلِّ شيءٍ وسِتْرُهُ} كالكِنَّةِ {والكِنَانِ، بكسْرِهما.
(وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَة:
(تحتَ ظِلَ} كِنانُنا فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلِّلُ (والكِنُّ: (البَيْتُ يردُّ البَرْدَ والحَرَّ؛ وَمِنْه حدِيثُ الاسْتِسْقاء: (فلمَّا رأَى سُرْعَتَهم إِلَى لكِنِّ ضَحِكَ) ، (ج {أَكْنانٌ} وأَكِنَّةٌ.
قالَ: سِيْبَوَيْهِ: وَلم يُكَسِّرُوه على فُعُلٍ كراهِيَةَ التَّضْعيفِ.
وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {وجَعَلَ لكُم مِن الجِبالِ {أَكْناناً} ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {وجَعَلْنا على قُلُوبهم} أَكِنَّةً أَنْ(36/63)
يَفْقَهُوه} ؛ أَي أَغْطِيَةً؛ واحِدُها كِنانٌ.
( {وكَنَّهُ} يَكُنُّه ( {كَنّاً} وكُنوناً {وأَكَنَّه} وكَنَّنَهُ، بالتَّشْديدِ، ( {واكْتَنَّهُ: أَي (سَتَرَهُ؛ قالَ الأَعْلَم:
أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سمينٌ تُكَنِّنُه السِّتارَةُ والكَنِيفُ؟ والاسمُ الكِنُّ.
} وكَنَّ الشيءَ فِي صَدْرِه {كَنّاً} وأَكَنَّهُ {واكْتَنَّهُ كذلكَ؛ قالَ رُؤْبَة:
إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوساشَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسافي صدْرِه واكْتَنَّ أَن يَخِيسا ة} وكَنَّ أَمْرَه عَنهُ: أَخْفاهُ.
وقالَ بعضُهم: {أَكَنَّ الشيءَ: سَتَرَهُ؛ وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {أَو} أَكْنَنْتُم فِي أَنْفُسِكُم} ، أَي أَخْفَيْتُم.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد جاءَ {أَكْنَنْتُ فِي الأَمْرَيْن جَمِيعاً.
وقالَ الفرَّاءُ: للعَرَبِ فِي} أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتَرْتَه لُغَتانِ: {كَنَنْتُه} وأَكْنَنْتُه؛ وأَنْشَدُوني:
ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَياتٍ من اللاَّئي {تَكُنُّ من الصَّقِيعِ يُرْوَى بالوَجْهَيْن.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: كَنَنتُه وأَكْنَنْتُه بمعْنَى فِي} الكِنِّ وَفِي النَّفْسِ جَمِيعاً، تقولُ: كَنَنْتُ العِلْم وأَكْنَنْتُه، فَهُوَ {مَكْنونٌ} ومُكَنٌّ.
{وكَنَنْتُ الجارِيَةَ} وأَكْنَنْتُها، فَهِيَ {مَكْنونَةٌ} ومُكَنَّةٌ؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ} ، أَي مَسْتورٌ مِن الشَّمسِ وغيرِها.
( {واسْتَكَنَّ الشَّيءُ: (اسْتَتَرَ} كاكْتَنَّ، قالتِ الخَنّساءُ:(36/64)
وَلم يتَنَوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً إِلَى عَلَمٍ لَا {يَسْتَكِنُّ من السَّفْرِ وقيلَ:} اسْتَكَنَّ الرَّجُلُ {واكْتَنَّ: صَارَ فِي كِنَ
(} والكُنَّةُ، بالضَّمِّ: جَناحٌ يَخْرُجُ من حائِطٍ وشبْهِه، (أَو هِيَ (سَقِيفَةٌ تُشْرَعُ (فَوْقَ بابِ الَّدارِ، أَو ظُلَّةٌ تكونُ (هنالِكَ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و. (أَو مَخْدَعٌ، أَو رَفٌّ يُشْرَعُ (فِي البَيْتِ، أَو كالصُّفَّةِ بينَ يَدَي البَيْتِ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج {كِنانٌ، بالكسْرِ،} وكُنَّاتٌ، بالضمِّ.
(وبنُو {كُنَّةٍ: (قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم؛ وضَبَطَه الجوْهرِيُّ بفتْحِ الكافِ والضمِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَهَكَذَا ضَبَطَه أَبو زَكريّا؛ وأَنْشَدَ:
غَزالٌ مَا رأَيْتُ الْيَوْمَ فِي دارِ بَني} كُنَّه ْرَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَعلى ضَعْفٍ من المُنَّهْ (وَهُوَ {كُنِّيٌّ} وكِنِّيٌّ، بالضَّمِّ والكسْرِ، (كلُجِّيَ ولِجِّيَ فِي المَنْسوبِ إِلَى اللجَّةِ.
((و) {الكَنَّةُ، (بالفتْحِ: امْرَأَةُ الابنِ أَو الأَخِ.
وَفِي مجالسِ الشَّريف المُرْتَضى فِي المعمِّرِين: الكَنَّةُ امْرَأَةُ ابنِ الرَّجلِ، أَو امْرَأَةُ ابنِ أَخِيهِ وَفِي حديثِ ابنِ الْعَاصِ: (فجاءَ يَتَعَاهَدُ} كَنَّتَه) ، امْرأَةَ ابْنِه. وَفِي حدِيثِ أُبَيَ: أنَّه قالَ لعُمَر والعبَّاس، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَقد اسْتَأذَنا عَلَيْهِ: (إنَّ {كَنَّتكُما كانتْ تُرَجِّلُني) ، أَرادَ هُنَا امْرأَتَه فسمَّاها كَنَّتَهُما لأنَّه أَخُوهما فِي الإسْلامِ؛ (ج} كَنائِنُ نادِرٌ، كأَنَّهم تَوَهَّموا فِيهِ فَعِيلَة ونَحْوها ممَّا يُكَسَّرُ فِيهِ على فَعائِل.
وقالَ الأزْهرِيّ: كلُّ فَعْلَةٍ بالفتْحِ والضمِّ والكَسْرِ من بابِ التَّضْعيفِ فإنَّها تُجْمَعُ على(36/65)
فَعائِل لأنَّ الفَعْلةَ إِذا كانتْ نَعْتاً صارَتْ بينَ الفاعِلَةِ والفَعِيلِ والتَّصْرِيف يَضُمُّ فعْلاً إِلَى فَعِيلٍ، كجَلْدٍ وجَلِيدٍ وصُلْبٍ وصَلِيبٍ، فرَدُّوا المُؤَنَّثَ من هَذَا النَّعْتِ إِلَى ذلكَ الأَصْلِ.
((و) {كَنَّةُ: (ع بفارِسَ، عَن ياقوت.
(والكِنَّةُ، (بالكسْرِ: البَياضُ} كالإِكْتِنانِ.
( {وكِنانَةُ السِّهامِ، بالكسْرِ: جُعْبَةٌ تُتَّخَذُ (من جِلْدٍ لَا خَشَبَ فِيهَا، أَو بالعَكْسِ، أَي مِن خَشَبٍ لَا جِلْدَ فِيهَا.
وقالَ اللّيْثُ:} الكِنانَةُ كالجَعْبَة غَيْر أنَّها صَغيرَةٌ تُتَّخَذُ للنَّبْلِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:! كِنانَةُ النَّبْلِ إِذا كانتْ مِن أَدِيمٍ، فَإِذا كانتْ من خَشَبٍ فَجَفِير.
وَفِي الصِّحاحِ: الكِنانَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا السِّهامُ.
(وكِنانَةُ (بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسِ بنِ مُضَر: (أَبو قَبيلَةٍ، وَهُوَ الجَدُّ الرابعُ عَشَر لسيِّدِنا رسُول اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويُرْوَى بفتْحِ الكافِ، والأَوَّل أَصَحُّ، وكُنْيَتُه أَبو النَّضْر؛ قيلَ: سُمِّي بِهِ لأنَّه كانَ يَكنُّ قَوْمَه؛ وقيلَ: لأنَّه لمَّا وَلَدَتْه أُمّه خَرَجَ أَبُوه يَطْلُبُ شَيْئا يُسَمِّيه بِهِ فوَجَدَ كِنانَةَ السِّهامِ فسَمَّاه بِهِ، وأَبو كِنانَةَ أَوَّلُ عَرَبيَ يَلْتَقِي مَعَ رسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نَسَبِه، وَمِنْهُم فِي غيرِ عَمُودِ النّسَبِ خَمْسُ قَبائِل؛ بنُو عبْدِ مَنَاة بنِ كِنانَةَ، ويقالُ لولدِه بنُو عليَ، وبنُو عَمْرِو بنِ كِنانَةَ، وبنُو عامِرِ بنِ كِنانَةَ، وبنُو ملْكَان بنِ كِنانَةَ، وبنُو مالِكِ بنِ كِنانَةَ.(36/66)
( {والمُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قالَ زهيرٌ:
وَكَانَ طَوى كَشْحاً على} مُسْتَكِنَّةٍ فَلَا هُوَ أَبْداها وَلم يَتَجَمْجَمِ ( {والكانُونُ: المُوقَدُ،} كالكانُونَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
((و) {الكانُونُ: (شَهْران فِي قَلْبِ الشِّتاءِ، الأَوَّل وَالْآخر، رومِيَّةٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وهُما عنْدَ العَرَبِ الهَرَّارَانِ والهَبَّارَانِ، وهُما شَهْرا قُماحٍ وقِمَاحٍ.
(ومِن المجازِ: الكانُونُ: (الرَّجُلُ الثَّقيلُ الوَخِمُ: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْربيِّ:
أَغِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْتِ سِرّاً} وكانُوناً على المُتَحدِّثِينا؟ وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {الكَوانِينُ الثُّقلاءُ من الناسِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وقيلَ:} الكانُونُ الَّذِي يَجْلُس حَتَّى يَتَقصَّى الأَخْبارَ والأَحادِيثَ ليَنقُلَها؛ قالَ أَبو دَهْبل:
وَقد قَطَعَ الوَاشُونَ بَيْني وبَيْنهاونحنُ إِلَى أَن يُوصَل الحَبْلُ أَحوَجُ قلَيْتَ {كَوانِينا من أَهْلي وأَهْله ابأَجْمَعِهم فِي لُجَّةِ البَحْرِ لججوا (} ومَكْنونَةُ: اسمُ زَمْزَمَ، مِن {كَنَنْتُ الشيءَ إِذا صُنْته: نَقَلَه ياقوتُ.
(} وكَنٌّ: جَبَلٌ.
(وأَيْضاً: (ة بقَصْرانَ، عَن ياقوت.
( {وكَنَنٌ، محرَّكةً: جَبَلٌ بصَنْعاءِ اليَمَنِ على رأْسِه قلْعةٌ حَصِينَةٌ.
(} وكَنِينَةُ، كسَفِينَةٍ: ة باليَمَنِ.
(! وكَنْكَنَ الرَّجُلُ: (هَرَبَ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وأَيْضاً: (كَسِلَ وقَعَدَ فِي البَيْتِ.(36/67)
( {وكَنُونٌ، كصَبُورٍ: (مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ؛ وضَبَطَه ابنُ السَّمعانيّ كجَعْفَرٍ؛ وَمِنْهَا: الفَقيهُ أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ بنِ موسَى عَن السيِّدِ أبي الحَسَنِ العلويّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} كَنَّ: اسْتَتَرَ، {كاسْتَكَنَّ.
} وتَكَنَّى: لَزِمَ {الكِنَّ.
} والكِنانُ: الغِيرانُ ونَحْوُها {يُسْتَكَنُّ فِيهَا، واحِدُها كِنٌّ.
} واكْتَنَّتِ المرْأَةُ: غَطَّتْ وَجْهَها حَياءً من الناسِ.
{والكَنِينَةُ: امْرأَةُ الرَّجُلِ، والجَمْعُ} كَنائِنُ؛ وَمِنْه قوْلُ الزِّبْرقان بنِ بَدْرٍ: (أَبْغَضُ {كَنَائِني إليّ الطُّلعَةُ الخُبَأَةُ) .
} والكانُونُ: المُصْطَلى.
وبنُو {كِنانَةَ: قَبيلَةٌ أُخْرَى فِي تَغْلب بنِ وائِلٍ يقالُ لَهُم: قُرَيْشُ تَغْلب وخَيف تَغْلب مَسْجِد مِنَى.
وشِعْبُ كِنانَةَ: بمكَّةَ بينَ الحجُون وَسقي الجناب.
} وكِنَنٌ كعِنَبٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ ببِلادِ خُولان عالٍ يُرَى مِن بُعْدٍ، عَن ياقوت.
ومنيةُ {كِنانَةَ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ، وَقد رأَيْتُها، وَبهَا وُلِدَ السراج البَلْقِينيّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وبنُو كِنانَةَ وَلَده من كَلْبٍ، مِنْهُم: أَبو سَلَمَةَ سليمُ بنِ سَلَمَةَ} الكِنانيُّ الحمصيُّ عَن يَحْيَى بنِ جابِرٍ.
وممَّنْ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ كِنانَةَ: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ جَعْفرِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ كِنانَةَ المُؤَدِّبُ الكِنانيُّ عَن أَبي مُسْلم الْكَجِّي؛(36/68)
وخلفُ بنُ حامِدِ بنِ الفَرَجِ بنِ {كِنانَةَ} الكِنانيُّ وَلِيَ قَضَاءَ نواحِي بعضِ الأَنْدَلُس.
{وكانُونُ، ويقالُ} كَنُونُ: لَقَبُ الشَّريف أَحمدَ بنِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ إدْرِيس الحُسَيْنِيُّ والدمُلُوك قُرْطُبَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كنبن
: كُنابين، بالضمِّ: مَوْضِعٌ، عَن ياقوت.
وكَنْبانِيَةُ، بالفتْحِ وتَخْفيفِ الياءِ: ناحِيَةٌ بالأَنْدَلُسِ قُرْبَ قُرْطُبَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كندكن
:) كَنْدكين، بالفتْحِ: من قُرَى صغْد سَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أَحمدَ بنِ الحُسَيْنِ عَن القاضِي أَبي عليَ النَّسَفيّ، وَعنهُ ابنُ السّمعانيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
كدلن
:) كُنْدُلانُ، بضمِّ الكافِ والدالِ: قَرْيةٌ بأَصْبَهانَ، مِنْهَا أَبو طالِبٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ القرشيُّ عَن ابنِ مَرْدَوَيْه.
كَون
: ( {الكَوْنُ: الحَدَثُ} كالكَيْنُونَةِ) ، وَقد {كانَ} كَوْناً {وكَيْنُونَةً؛ عَن اللَّحْيانيِّ وكُراعٍ؛} والكَيْنُونَةُ فِي مَصْدرِ كانَ! يكونُ أَحْسَنُ.
وقالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تقولُ فِي ذواتِ الياءِ: طِرْتُ طَيْرُورَةً، وحِدْتُ حَيْدُودَةً فيماَ لَا يُحْصَى مِن هَذَا الضَّرْبِ، فأَمَّا ذَوَات الْوَاو فإنَّهم لَا يقُولُونَ ذلكَ، وَقد أَتى عَنْهُم فِي(36/69)
أَرْبعةِ أَحْرف؛ مِنْهَا {الكَيْنُونَةُ مَن} كُنْتُ، والدَّيْمومَةُ مِن دُمْتُ، والهَيْعُوعَةُ من الهُواعِ، والسَّيْدُودَةُ مِن سُدْتُ، {وكانَ يَنْبَغي أَنْ} يكونَ كَوْكُونَة، ولكنَّها لمَّا قَلَّتْ فِي مَصادِرِ الواوِ وكَثُرَتْ فِي مَصادِرِ الياءِ أَلْحقُوها بِالَّذِي هُوَ أَكْثَر مَجِيئاً مِنْهَا، إِذا كانتِ الياءُ والواوُ مُتَقارِبي المَخْرج.
قالَ: وكانَ الخَليلُ يقولُ {كَيْنونَةَ فَيْعولَة هِيَ فِي الأَصْلِ كَيْوَنُونة، الْتَقَتْ مِنْهَا ياءٌ وواوٌ، الأُولى مِنْهُمَا ساكِنَةٌ فصيرتا يَاء مُشَدَّدَة مثْلَ مَا قَالُوا الهَيِّنُ من هُنْتُ، ثمَّ خَفَّفُوها كَيْنُونَة كَمَا قَالُوا هَيْنٌ لَيْنٌ.
قالَ الفرَّاء: وَقد ذُهِبَ مَذْهَباً إلاَّ أَنَّ القولَ عنْدِي هُوَ الأَوَّل.
ونَقَلَ المَناوِي فِي التَّوْقِيف: أَنَّ} الكَوْنَ اسمٌ لمَا حَدَثَ دفْعَةً كانْقِلابِ الماءِ عَن الهَواءِ، لأنَّ الصُّورَةَ الكُلِّيةَ كانتْ للماءِ بالقوَّةِ فخرَجَتْ مِنْهَا إِلَى الفِعْلِ، فَإِذا كانَ على التَّدْريجِ فَهُوَ الحركَةُ، وقيلَ: الكَوْنُ حُصُولُ الصُّورةِ فِي المادَّةِ بعْدَ أَنْ لم تكنْ فِيهَا؛ ذَكَرَه ابنُ الكَمالِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الكَوْنُ يَسْتَعْملُه بعضُهم فِي اسْتِحالَةِ جَوْهرٍ مَا إِلَى مَا هُوَ أَشْرَف مِنْهُ، والفَسَاد فِي اسْتِحالَة جَوْهرٍ إِلَى مَا هُوَ دُرنَه؛ والمُتَكلِّمون يَسْتَعْملُونَه فِي معْنى الإبْدَاعِ.
قلْتُ: وَهُوَ عنْدَ أَهْلِ التَّحْقِيقِ عِبارَةٌ عَن وُجودِ العالمِ مِن حيثُ(36/70)
هُوَ أنَّه حقٌّ وَإِن كانَ مُرادُنا الوُجُود المُطْلَق العامُّ عنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ.
( {والكائنَةُ: الحادِثَةُ، والجَمْعُ} الكَوائِنُ.
( {وكَوَّنَهُ} تَكْويناً: (أَحْدَثَهُ؛ وقيلَ: {التّكْوِينُ إيجادُ شيءٍ مَسْبُوقٍ بمادَّةٍ.
((و) } كَوَّنَ (اللهُ الأَشْيَاءَ تَكْويناً:
(أَوْجَدَها، أَي أَخْرجَها مِنَ العَدَمِ إِلَى الوُجودِ.
(والمَكانُ: المَوْضِعُ، كالمَكانَةِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَو نشاءُ لمَسَخْناهُم على مَكَانَتِهم} ؛ (ج أَمْكِنَةٌ وأَماكِنُ، تَوَهَّمُوا المِيمَ أَصْلاً حَتَّى قَالُوا: تَمَكَّنَ فِي المَكَانِ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي تَكْسِيرِ المَسِيل أَمْسِلَة؛ وقيلَ: المِيمُ فِي المَكانِ أَصْلٌ كأَنَّه مِن التَّمَكُّنِ دُونَ الكَوْنِ، وَهَذَا يُقَوِّيه مَا ذَكَرْناه مِن تَكْسِيرِه على أَفْعِلةٍ.
وقالَ اللّيْثُ: المَكانُ اشْتقاقُه مِن كانَ يكونُ، ولكنَّه لمَّا كَثُرَ فِي الكلامِ صارَتِ المِيمُ كأَنَّها أَصْليّةٌ.
وذَكَرَ الجوْهرِيُّ فِي هَذِه التَّرْجمةِ مِثْلَ ذلكَ، قالَ: المَكانَةُ المَنْزِلَةُ، فلانٌ مَكِينٌ عنْدَ فلانٍ بَيِّنُ المَكانَةِ ولمَّا كَثُرَ لُزُوم المِيم تُوُهِّمَتْ أَصْليَّة فَقَالُوا: تَمَكَّن كَمَا قَالُوا فِي المِسْكِين تَمَسْكَنَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: مَكِينٌ فَعِيلٌ، ومَكانٌ فَعالٌ، ومَكانَةٌ فَعالَةٌ، ليسَ شيءٌ مِنْهَا مِن الكَوْنِ فَهَذَا سَهْوٌ، وأَمْكِنَةٌ أَفْعِلَةٌ، وأمَّا تَمَسْكَنَ فَهُوَ تفعل كتَمَدْرَعَ مُشْتَقّ من المِدْرَعةِ بزِيادَتِه، فعلى قِياسِه يجبُ فِي تمكَّنَ تمَكْوَنَ لأنَّه تفعل على اشْتقِاقِه لَا تمكَّنَ، وتمَكَّنَ وَزْنُه تَفَعَّلَ، وَهَذَا كلُّه سَهْوٌ ومَوْضِعُه فَصْلُ المِيمِ مِنْ بابِ النونِ.(36/71)
(ومَضَيْتُ مَكانَتِي ومَكِينَتِي: أَي على (طِيَّتِي، وَهَذَا أَيْضاً صَوابُ ذِكْرِه فِي مكن كَمَا سَيَأْتي.
( {وكانَ: مِنَ الأفْعالِ الَّتِي (تَرْفَعُ الاسمَ وتَنْصِبُ الخَبَر، كقوْلِكَ؛} كانَ زَيْدٌ قائِماً، {ويكونُ عَمْرو ذاهِباً، (} كاكْتَانَ، والمَصْدَرُ {الكَوْنُ} والكِيانُ، ككِتابٍ، ( {والكَيْنُونَةُ. ويقالُ: (} كُنَّاهُمْ، أَي كُنَّا لَهُم، عَن سِيبَوَيْه مَثَّلَه بالفِعْلِ المُتَعدِّي. وقالَ أَيْضاً: إِذا لم {تَكُنْهم فمَنْ ذَا} يَكُونُهم، كَمَا تقولُ إِذا لم تَضْربْهم فمَنْ ذَا يَضْرِبهم. قالَ. وتقولُ هُوَ {كائِنٌ} ومَكُونٌ، كَمَا تقولُ ضارِبٌ ومَضْروبٌ.
( {وكُنْتُ الغَزْلَ} كنوناً: (غَزَلْتُه.
( {والكُنْتِيُّ} والكُنْتُنِيُّ، بزِيادَةِ النّونِ نسْبَة إِلَى {كُنْتُ. (وزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ إخْراجَه على الأَصْلِ أَقْيَس فتقولُ (} الكُونِيُّ، على حَدِّ مَا يُوجِبُ النَّسَبَ إِلَى الحِكايَةِ، وَهُوَ (الكَبيرُ العُمُرِ؛ وَقد جَمَعَ الشاعِرُ بَيْنهما فِي بيتٍ:
وَمَا {كُنْتُ} كُنْتِيّاً وَمَا كُنْتُ عاجِناً وشَرُّ الرِّجالِ {الكُنْتِنِيُّ وعاجِنُ قالَ الجوْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا شاخَ: هُوَ} كُنْتِيٌّ، كأنَّه نُسِبَ إِلَى قَوْلِ كُنْتُ فِي شبَابي كَذَا؛ وأَنْشَدَ:
فأَصْبَحْتُ كُنْيتا وأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُوهكذا أَنْشَدَه الجُرْجاني فِي كتابِ الكِنايَاتِ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: الكُنْتِيُّ القَوِيُّ الشَّديدُ؛ وأَنْشَدَ:
قد كُنْتُ كُنْيتا فأصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصالِ الناسِ كُنْتُ وعاجِنُوقالَ أَبو زَيْدٍ: الكُنْتِيُّ الكَبيرُ؛ وأنْشَدَ:(36/72)
إِذا مَا كُنْتَ مُلْتَمِساً لغَوْثٍ فَلَا تَصْرُخْ {بكُنْتِيَ كبِيرِفَلَيْسَ بمُدْرِكٍ شَيْئا بِسَعْيٍ وَلَا سَمْعٍ وَلَا نَظَرٍ بَصِيرِوفي الحديثِ: أَنَّه دَخَلَ المَسْجِدَ وعامَّةُ أَهْلِه} الكُنْتِيُّونَ؛ هم الشُّيوخُ الَّذين يقُولونَ {كُنَّا كَذَا،} وَكَانَ كَذَا، {وكُنْتُ كَذَا.
ونَقَلَ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابيِّ: قيلَ لصَبِيَّةٍ مِن العَرَبِ مَا بَلَغَ الكِبَرُ من أَبِيكِ؟ قالتْ: قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ.
(وتكونُ كانَ زَائِدَةً وَلَا تُزادُ أَوّلاً، وإنَّما تُزادُ حَشْواً، وَلَا يكونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ وَلَا عَمَل لَهَا، كقوْلِ الشاعِرِ:
باللهُ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْيا لَيْتَ مَا كانَ كَانَ لم} يَكُنْ وكقوْلِهِ:
سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْاعلى كانَ المُسَوَّمةِ العِرابِورَوَى الكِسائي عَن العَرَب: نَزَلَ فلانٌ على كانَ خَتَنِه، أَي على خَتَنِه؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرْمى البَشَرْ أَي جادَتْ بكَفَّيْ مَنْ هُوَ مِن أَرْمى البَشَرِ؛ قالَ: والعَرَبُ تُدْخِلُ كانَ فِي الكَلامِ لَغْواً فتقولُ: مُرَّ على كانَ زيدٍ، يُريدُونَ مُرَّ على زَيْدٍ.(36/73)
قالَ الجوْهرِيُّ: وَقد تَقَعُ زائِدَةً للتَّوْكيدِ كقَوْلِكَ: زيْدٌ كانَ مُنْطَلقٌ، ومَعْناه: زَيْدٌ مُنْطلِقٌ؛ وأَمَّا قوْلُ الفَرَزْدقِ:
فكيفَ إِذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا {كانُوا كِرامِ؟ فزَعَمَ سِيبَوَيْه أَنَّ كانَ هُنَا زائِدَةٌ.
وقالَ أَبو العبَّاس: إنَّ تَقْديرَهُ: وجِيرانٍ كِرامٍ كانُوا لنا.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا أَسْوغُ لأنَّ كانَ قد عَمِلَتْ هَهُنَا فِي مَوْضِعِ الضَّميرِ وَفِي مَوْضِع لنا، فَلَا معْنَى لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْه مِن أَنَّها زائِدَةٌ هُنَا.
(} وكانَ عَلَيْهِ {كَوْناً} وكِياناً، ككِتابٍ، ( {واكْتَانَ: تَكَفَّل بِهِ.
قالَ الكِسائي:} اكْتَنْتُ بِهِ {اكْتِناناً والاسمُ مِنْهُ} الكِيانَةُ، وكُنْتُ عَلَيْهِ {أَكُونُ كَوْناً: تَكَفَّلْتُ بِهِ. وقيلَ: الكِيانَةُ المَصْدَرُ كَمَا شرَّحَ بِهِ شرَّاحُ التَّسْهيل.
(ويقالُ: (كُنْتُ الكُوفَةَ: أَي (كُنْتُ بهَا ومَنازِلُ أَقْفَرَتْ (كأَنْ لم} يَكُنْها أَحدٌ، أَي (لم يَكُنْ بهَا أَحدٌ.
وتقولُ: إِذا سَمِعْتَ بخَبَرٍ فكُنْه، أَو بمكانِ خَيْرٍ فاسْكُنْه.
وتقولُ: {كُنْتُكَ} وكُنْتُ إيَّاكَ كَمَا تقولُ طَنَنْتُكَ زيْداً وظَنَنْتُ زَيْداً إيَّاك، تَضَعُ المُنْفَصِلَ فِي مَوْضِعِ المُتَّصِلِ فِي الكِنايَةِ عَن الاسمِ والخبَرِ، لأنَّهما مُنْفَصِلان فِي الأَصْلِ، لأنَّهما مُبْتَدأٌ وخَبَرٌ؛ قالَ أَبو الأَسْود الدُّؤلي:
دعِ الخمْرَ تَشْريْها الغُواةُ فإنَّنيرأَيْتُ أَخَاها مُجزِياً بمَكَانِهافإنْ لَا {يَكُنْها أَو} تَكُنْه فإنَّه أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها(36/74)
يعْنِي الزَّبيبَ.
((و) {تكونُ كانَ (تامَّةً:
(بمَعْنَى ثَبَتَ وثُبوتُ كلِّ شيءٍ بحَسَبِه، فَمِنْهُ الأَزَليَّة كقَوْلِهم: (كانَ اللهُ وَلَا شيءَ مَعَه.
(وبمَعْنَى حَدَثَ: كقَوْلِ الشاعِرِ:
(إِذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفِئُوني (فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُوقيلَ: كانَ هُنَا بمعْنَى جاءَ.
(وبمَعْنَى حَضَرَ: كقَوْلِهِ تعالَى: {وَإِن كانَ ذُو عُسْرَةٍ} فنَظْرَة إِلَى مَيْسرة (وبمَعْنَى وَقَعَ: كقَوْلِه: (مَا شاءَ اللهُ كانَ وَمَا لم يَشَأْ لم} يَكُنْ: وحينَئِذٍ تأْتي باسمٍ واحِدٍ وَهُوَ خَبَرُ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: كانَ الأَمْرُ القصَّةُ، أَي وَقَع الأمْرُ ووَقَعَتِ القصَّةُ، وَهَذِه تُسَمَّى التامَّة المُكْتَفِيَة.
وقالَ الجوْهرِيُّ: كانَ إِذا جَعَلْتَه عِبارَة عمَّا مَضَى مِن الزَّمانِ احْتاجَ إِلَى خَبَرٍ لأنَّه دَلَّ على الزَّمانِ فَقَط، تقولُ: كانَ زيْدٌ عَالما؛ وَإِذا جَعَلْتَه عِبارَةً عَن حُدُوثِ الشيءِ ووُقُوعِه اسْتَغْنَى عَن الخبَرِ لأنَّه دَلَّ على معْنًى وزَمانٍ، تقولُ: كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرِفُه مُذْ كانَ أَي مُذْ خُلِقَ، قالَ مُقَّاسٌ العائِذِيُّ:
فِدًى لبَني ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِيإذا كانَ يومٌ ذُو كواكبَ شَهْبُ (وبمَعْنَى أَقامَ: كقَوْلِ عبدِ اللهِ بنِ عبْدِ الأَعْلى:
{كُنّا} وكانُوا فَمَا نَدرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فِيمَا لَبِثْنا أَمْ هُمُ عَجِلُوا؟(36/75)
{وكانَ يَقْتَضِي التّكْرَار، والصَّحيحُ عنْدَ الأُصُولِيِّين أَنَّ لَفْظَه لَا يَقْتَضِي تِكْراراً لَا لُغَةً وَلَا عُرْفاً وإنْ صَحَّحَ ابنُ الحاجِبِ خِلافَه، وابنُ دَقيقِ العيدِ اقْتِضاءَها عُرْفاً كَمَا فِي شرْحِ الدَّلائِل للفاسِي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى عنْدَ قوْلِه: كانَ إِذا مَشَى تَعَلَّقَتِ الوُحوشُ بأَذْيالِهِ.
(و) مِن أَقْسامِ كانَ الناقِصَة أَنْ تأْتي (بمَعْنَى صارَ: كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ مِن الكَافِرينَ} .
قالَ ابنُ بَرِّي: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى أَيْضاً: {} كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ} وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ {فكانتْ وَرْدَةً كالدِّهانِ} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {} وكانتُ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً} ؛ وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتِي {كُنْتَ عَلَيْهَا} ، أَي صِرْتَ إِلَيْهَا: وقَوْلُه تَعَالَى: {كيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ؛ وقالَ شَمْعَلَةُ بنُ الأَخْضَر:
فَخَرَّ على الأَلاءَةِ لم يُوَسَّدْوقد كانَ الدِّماءُ لَهُ خِمارَا قلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً فِي حدِيثِ كَعْبٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (} كُنْ أَبا خَيْثَمَة) ، أَي صِرْهُ؛ يقالُ للرَّجُلِ يُرَى مِن بُعْد: كُنْ فُلاناً، أَي أَنْتَ فلانٌ، أَو هُوَ فُلانٌ.
وقالَ أَبو العبَّاسِ: اخْتَلَفَ الناسُ فِي قوْلِه تعالىَ: {كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً} ، فقالَ بعضُهم: كانَ هُنَا صِلَة، ومَعْناه كيفَ نُكَلِّمُ مَنْ هُوَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً؛ وقالَ الفرَّاءُ: كانَ هُنَا شَرْطٌ وَفِي الكَلامِ تَعجُّبٌ، ومَعْناه: مَنْ! يَكُنْ فِي المَهْدِ صَبِيّاً فكيفَ يُكَلَّمُ؟ .
(وبمَعْنَى (الاسْتِقْبالِ: كقَوْلِه تعالَى: {يَخافونَ يَوْمًا كانَ شَرُّهُ(36/76)
مُسْتَطِيراً} ، وَمِنْه قَوْلُ الطرمَّاحِ:
وإنّي لآتِيكُم تَشَكُّرَ مَا مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجاز مَا كانَ فِي غَدِو قَوْلُ سَلَمَة الجُعْفِيّ:
وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا؟ (وبمَعْنَى المُضِيِّ المُنْقَطِعِ وَهِي التَّامَّةُ كقَوْلِه تعالَى: {وكانَ فِي المَدينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} يُفْسِدُونَ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي الغول:
عَسَى الأيامُ أَن يَرْجِعْنَ قَوماً كَالَّذي {كَانُوا أَي مَضَوْا وانْقَضَوا: وقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:
ثمَّ أَضْحَوْا كأنَّهُم لم} يَكُونوا ومُلُوكاً كَانُوا وأَهْلَ عَلاءِ (وبمَعْنَى الحالِ: كقَوْلِهِ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خيرَ أُمَّةٍ} أُخْرِجَتْ للنَّاسِ؛ ورُوِي عَن ابنِ الأَعْرابيِّ فِي تَفْسيرِ هَذِه الآيَة قالَ: أَي أَنْتُم خَيْر أُمَّةٍ، قالَ: ويقالُ مَعْناه كُنْتُم خَيْرَ أُمَّةٍ فِي عِلْمِ اللهِ.
وَعَلِيهِ خَرَّجَ بعضٌ قَوْلَه تَعَالَى: {وكانَ اللهُ غَفْوراً حِيماً} ، لأنَّ كانَ بمَنْزلَةِ مَا فِي الحالِ، والمعْنَى: واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلاَّ أَنْ! كَوْنَ الماضِي بمعْنَى الحالِ قَلِيلٌ. واحْتَجّ صاحِبُ هَذَا القَوْلِ بقَوْلِهم: غَفَرَ اللهُ لفلانٍ، بمعْنَى لِيَغْفِر اللهُ، فلمَّا كانَ فِي الحالِ دَليلٌ على الاسْتِقْبالِ وَقَعَ الماضِي مُؤَدِّياً عَنْهَا اسْتِخْفافاً لأنَّ اخْتِلافَ أَلْفاظِ الأفْعالِ إنَّما وَقَعَ لاخْتِلافِ الأَوْقاتِ؛ وَمِنْه قَوْلُ أَبي جُنْدبٍ الهُذَليِّ:(36/77)
{وكنتُ إِذا جارِي دَعَا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِي وإنَّما يخبر عَن حالِهِ لَا عمَّا مَضَى مِن فِعْلِه.
(} وكَيْوانُ زُحَلُ مَمْنُوعٌ مِن الصَّرْفِ، والقَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ فِي خَيْوانَ، والمانِعُ لَهُ مِن الصَّرْفِ العُجْمة، كَمَا أنَّ المانِعَ لخَيْوان مِن الصَّرفِ إنَّما هُوَ التّأْنِيثُ وإرادَةُ البُقْعَة أَو الأَرْض أَو القَرْجيَةِ، وسَيَأْتي.
(وسَمْعُ {الكِيانِ: كتابٌ للعَجَمِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ بمَعْنَى سَماعِ الكِيانِ، وَهُوَ كتابٌ أَلَّفَه أَرَسْطو.
(} والاسْتِكانَةُ: الخُضوعُ والذّلُّ. جَعَلَهُ بعضُهم اسْتَفْعَلَ من الكَوْنِ، وجَعَلَهُ أَبو عليَ مِنَ الكَيْنِ وَهُوَ الأشْبَهُ.
وقالَ ابنُ الأنْبارِي: فِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: أَنَّه مِن السَّكِينَةِ وأَصْلُه اسْتَكَن افْتَعَلَ من سَكَنَ، فمُدَّتْ فتحةُ الكافِ بأَلفٍ؛ وَالثَّانِي: أنَّه اسْتِفْعالٌ من كانَ يكونُ.
(والمَكانَةُ: المَنْزِلَةُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وتقدَّمَ كَلامُ ابنُ بَرِّي قَرِيباً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الفناري فِي شرْحِ دِيباجَةِ المُطوَّلِ: إنَّ مِنَ العَجَبِ إيرادَ الجوْهرِيِّ المَكانَة فِي فصْلِ الكافِ مِن بابِ النونِ مَعَ أَصالَةِ مِيمِها.
( {والتَّكَوُّنُ: التَّحَرُّكُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ، قالَ: (وتَقُولُ العَرَبُ (للبَغِيضِ: لَا كانَ وَلَا} تَكَوَّنَ، أَي لَا خُلِقَ وَلَا تَحَرَّكَ، أَي ماتَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكَوْنُ: واحِدُ {الأكْوانِ مَصْدَرٌ بمعْنَى المَفْعول.
وَلم يَكُ أَصْلُه} يكونُ حُذِفَتِ الواوُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ، فلمَّا كَثُر(36/78)
اسْتِعمالُه حَذَفُوا النونَ تَخْفيفاً، فَإِذا تحرَّكَتْ أَثْبتُوها، قَالُوا: لم {يَكُنِ الرَّجُلُ؛ وأَجازَ يونُسُ حذْفَها مَعَ الحرَكَةِ، وأَنْشَدَ:
إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّةِ الفَتى فَلَيْسَ بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِومِثْلُه مَا حكَاه قُطْرُب: أنَّ يونُسَ أَجازَ لم} يَكُ الرَّجُل مُنْطلقاً؛ وأَنْشَدَ للحَسَنِ بنِ عُرْفُطة:
لم يَكُ لحق سوى أَنْ هَاجَهُرَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْوحَكَى سِيبَوَيْه: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ {كُنْتَ، أَي مُذْ خُلِقْتَ،} والتَّكَوُّنُ؛ الحُدُوثُ، وَهُوَ مُطاوِعُ {كَوَّنَه اللهُ تَعَالَى؛ وَفِي الحدِيثِ: (فإنَّ الشَّيْطانَ لَا} يَتَكَوَّنُني) ؛ وَفِي رِوايَةٍ: لَا! يَتَكَوَّنُ على صُورَتِي.
وحَكَى سِيبَوَيْه فِي جَمْعِ مَكانٍ أَمْكُنٌ، وَهَذَا زائِدٌ فِي الدَّلالَةِ على أَنَّ وَزْنَ الكَلِمةِ فَعَال دُونَ مَفْعَل.
وحَكَى الأَخْفَش فِي كتابِ القَوافِي: ويقُولُونَ أَزَيْداً كُنْتَ لَهُ.
قالَ ابنُ جنِّي: إِن سُمِعَ عَنْهُم ذلِكَ فَفِيهِ دَلالَةٌ على جَوَازِ تقْدِيمِ خَبَر كانَ عَلَيْهَا.
وَفِي الحدِيثِ: (أَعُوذُ بكَ مِن الحَوْرِ بعْدَ الكَوْنِ) ؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ مَصْدَرُ كانَ التامَّةِ؛ والمعْنَى أَعُوذُ بكَ مِن النَّقْص بَعْدَ الوُجُودِ والثَّباتِ، ويُرْوَى: بَعْد الكَوْرِ، بالراءِ وَقد تقدَّمَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وتأْتي كانَ بمَعْنَى اتِّصال الزَّمانِ مِن غَيْرِ انْقِطاعٍ، وَهِي الناقِصَةُ ويُعَبَّرُ عَنْهَا بالزائِدَةِ أَيْضاً، كقَوْلِه تَعَالَى:(36/79)
{وكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} ، أَي لم يَزَلْ على ذلِكَ؛ وقَوْله تَعَالَى: {إنَّ هَذَا كانَ لكُم جَزاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً} ؛ وقَوْله تَعَالَى: {كانَ مزاجُها زَنْجَبيلاً} ؛ وَمِنْه قَوْلُ المُتَلَمس:
{وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهأَقَمْنا لَهُ من صَعْرِه فتَقَوَّماقالَ: ومِن أَقْسام كانَ الناقِصَة: أَن يكونَ فِيهَا ضَميرُ الشأْنِ والقِصَّةِ، وتُفارِقُها فِي اثْنَي عَشَرَ وَجْهاً لأنَّ اسْمَها لَا} يكونُ إلاَّ مُضْمراً غَيْرُ ظاهِرٍ، وَلَا يَرْجع إِلَى مَذْكُورٍ، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ شيءٌ بعَيْنِه، وَلَا يُؤكَّدُ بِهِ، وَلَا يُعْطفُ عَلَيْهِ، وَلَا يُبْدلُ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَعْمل إلاَّ فِي التَّفْخيمِ، وَلَا يُخَبَّر عَنهُ إلاّ بجُمْلةٍ، وَلَا يكونُ فِي الجمْلةِ ضَميرٌ، وَلَا يتقدَّمُ على كانَ.
قالَ: وَقد تأْتي {تكونُ بمَعْنَى كانَ، وَمِنْه قَوْلُ جريرٍ:
وَلَقَد} يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ {كَنَتَ فُلانٌ فِي خَلْقِه وكانَ فِي خَلْقِه، فَهُوَ} كُنْتِيٌّ {وكانِيٌّ.
قالَ أَبو العبَّاسِ: وأَخْبَرني سَلَمَةُ عَن الفرَّاء قالَ:} الكُنْتِيُّ فِي الجِسْمِ {والكَانِيُّ فِي الخُلُقِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: إِذا قالَ كُنْتُ شابّاً وشُجاعاً فَهُوَ كُنْتِيٌّ، وَإِذا قالَ كانَ لي مالٌ فكُنْتُ أُعْطِي مِنْهُ فَهُوَ} كانِيٌّ.
ورَجُلٌ كِنْتَأْوٌ: كثيرُ شَعَرِ اللّحْيةِ؛ عَن ابنِ بُزُرْج، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزَةِ.
وقالَ شَمِرٌ: تقولُ(36/80)
العَرَبُ: كأَنَّك واللهُ قد مُتَّ وصِرْتَ إِلَى كانَ، وكأَنَّكما مُتُّما وصِرْتُما إِلَى {كانَا، وللثلاثَةِ} كَانُوا: المعْنَى صِرْتَ إِلَى أَنْ يقالَ كانَ وأَنْتَ ميتٌ لَا وأَنْتَ حَيٌّ؛ قالَ: والمعْنَى الحِكايَةُ على كُنْت مَرَّةً للمُواجَهَةِ ومَرَّةً للغائِبِ؛ وَمِنْه قَوْلُه: وكلُّ امْرىءٍ يَوْمًا يَصِيرُ كانَ. وتقولُ للرَّجُلِ: كأَنِّي بكَ وَقد، صِرْتَ {كانِيّاً، أَي يقالُ كانَ والمرْأَة} كانِيَّة، وَلَا يكونُ مِن حُرُوفِ الاسْتِثناءِ، تقولُ: جاءَ القَوْمُ لَا يكونُ زَيْداً، وَلَا تُسْتَعْمل إلاَّ مُضْمراً فِيهَا، وكأنَّه قالَ: لَا يكونُ الْآتِي زَيْداً.
والكانونُ: إنّ جعلْته من الكِنِّ فَهُوَ فاعُولٌ، وإنْ جعلْته فَعَلُولاً على تَقْديرِ قَرَبُوس فالأَلفُ فِيهِ أَصْلِيّة، وَهِي مِن الواوِ.
! والمُكاوَنَةُ: الحَرْبُ والقِتالُ. وقَوْلُ العامَّة: كاني ماني اتباعٌ وَهُوَ على الحِكايَةِ.
كهن
: (كَهَنَ لَهُ، كمَنَعَ ونَصَرَ وكَرُمَ، كَهانَةً، بالفتْحِ، وتَكَهَّنَ تَكَهُّناً وتَكْهِيناً، الأَخيرُ نادِرٌ: (قَضَى لَهُ بالغَيْبِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: قلَّما يقالُ إلاَّ تكَهَّنَ الرَّجُلُ.
وقالَ غيرُهُ: كَهَنَ، كِهانَةً، بالكسْرِ؛ إِذا تَكَهَّنَ، وكَهُنَ كَهانَةً إِذا صارَ كاهِناً.
وَفِي التَّوْشيحِ: الكَهانَةُ، بالفتْحِ ويَجوزُ الكَسْر: ادِّعاء عِلْم الغَيْبِ؛ ومِثْلُه فِي ضوْءِ النِّبْراسِ، وأَفْعال ابنِ القَطَّاع والإرْشادِ. (فَهُوَ كاهنٌ ج كَهَنَةٌ، محرَّكةً، (وكُهَّانٌ، كرُمَّانٍ، (وحِرْفَتُه الكِهانَةُ، بالكسْرِ، وَهُوَ على القِياسِ.
وَفِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن(36/81)
حُلْوانِ الكاهِنِ) ؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: الكاهِنُ الَّذِي يَتَعاطَى الخبَرَ عَن الكَائِناتِ فِي مُسْتقبلِ الزَّمانِ، ويَدَّعِي مَعْرفَةَ الأَسْرارِ، وَقد كانَ فِي العَرَبِ كَهَنةٌ كشِقَ وسَطِيحٍ وغيرِهِما، فَمنهمْ مَنْ كانَ يَزْعُم أَنَّ لَهُ تابِعاً مِنَ الجِنِّ ورَئِيّاً يُلْقي إِلَيْهِ الأَخْبار، وَمِنْهُم مَنْ كانَ يَزْعُم أَنَّه يَعْرِفُ الأُمورَ بمُقدِّمات أَسْبابٍ يستدلُّ بهَا على مَواقِعِها بكَلامِ مَنْ يَسْأَله أَو فِعْله أَو حَالَه، وَهَذَا يخُصُّونَه باسمِ العَرَّافِ كَالَّذي يَدَّعِي مَعْرِفَةَ الشيءِ المَسْروقِ ومَكَان الضَّالَّةِ ونَحْوِها.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ أَتَى كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على محمدٍ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي مَن صَدَّقَهم.
وَفِي حدِيثِ الجَنِين: (إنَّما هَذَا مِن إِخْوانِ الكُهَّان) .
(والكَاهِنُ أَيْضاً: (مَنْ يَقُومُ بأَمْرِ الرَّجُلِ ويَسْعَى فِي حاجَتِه والقِيامِ بِأَسْبابِه وأَمْرِ خُزانَتِه. وَفِي الحدِيث: اسْتأْذَنَه رَجُلٌ فِي الجِهادِ فقالَ لَهُ: هَل فِي أَهْلِكَ من كاهَنٍ؛ هَكَذَا قيَّدَه الوَقشيّ بفتْحِ الهاءِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إِنَّ لَفْظَ الحدِيثِ من كاهِنٍ وغَيَّرَه الرَّاوِي.
وكاهَن الرَّجُل: مَنْ يَخْلِفُه فِي أَهْلِه يَقُومُ بأَمْرِهم بَعْدَه؛ هَكَذَا فِي الرَّوْض.
(والمُكاهَنَةُ: المُحابَاةُ.
(والكاهِنانِ: حَيَّانِ مِنَ العَرَبِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: هُما قُرَيْظَة والنَّضِيرِ قَبِيلا اليَهُودِ بالمَدينَةِ، وهم أَهْلُ كِتابٍ وفَهْمٍ وعِلْمٍ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (يَخْرجُ من الكاهِنَيْن رجُلٌ يقْرأُ القُرْآن لَا يَقْرؤُه أَحدٌ قِراءَتَه) ؛ قيلَ: إنَّه محمدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ وكانَ مِن أَوْلادِهم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:(36/82)
كهنَ لَهُم: إِذا قالَ لَهُم قَوْلَ الكَهَنةِ: وَكَذَا كلُّ مَنْ يَتَعاطَى عِلْماً دَقِيقاً.
والكهانُ: كثيرُ الكهانَةِ.
كين
: ( {كانَ} يَكِينُ {كَيْناً: (خَضَعَ وذَلَّ.
(} واكْتَانَ: حَزِنَ؛ قيلَ: هُوَ افْتَعَلَ مِنَ {الكَيْنِ، وقيلَ: مِن الكَوْنِ.
(} والكَيْنُ: لَحْمُ باطِنِ الفَرْجِ، والرَّكَبُ ظاهِرُه؛ قالَ جريرٌ:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ {كَيْنُها غَمْز الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِيعْنِي عِمْرانَ بن مُرَّةَ الفَزَارِيّ، وكانَ أَسَرَ جِعْثِنَ أُخْت الفَرَزْدقِ يَوْمَ السِّيدان.
(أَو غُدَدٌ فِيهِ كأَطْرافِ النَّوى.
(وقالَ اللَّحْيانيُّ: الكَيْنُ (البَظْرُ؛ وأَنْشَدَ:
يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ} بالكَيْن ِإذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن (ج كُيُونٌ.
(ورَوَى ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ: ( {الكَيْنَةُ: النَّبِقَةُ.
(وأَيْضاً: (الكَفالَةُ.
(وأَيْضاً: (بالكسْرِ، الشِّدَّةُ المُذِلَّةُ.
(وأَيْضاً: (الحالةُ، وَمِنْه قوْلُهم: باتَ فُلانٌ} بكَيْنَةِ سُوءٍ، أَي بحالَةِ سُوءٍ؛ وَمِنْهُم مَنْ ذَكَرَه فِي كَون.
(وكأيِّنْ ككَعَيِّنْ، (وكائِنْ ككاعِنْ، لُغَتانِ (بمَعْنَى كَمْ فِي الاسْتِفهامِ والخَبَرِ مُرَكَّبٌ من كافِ التَّشْبيهِ، وأَيَ المُنَوَّنَةِ، وَلِهَذَا جازَ الوَقْفُ عَلَيْهَا بالنُّونِ ورُسِمَ فِي المَصْحَفِ العُثْمانيِّ (نُوناً وتُوَافِقُ كَمْ فِي خَمْسَةِ أُمُورٍ: فِي (الإِبْهامِ والافْتِقارِ إِلَى التَّمْييزِ والبِناءِ ولُزومِ التَّصْدِيرِ وإفادَةِ(36/83)
التّكْثيرِ تارَةً والاسْتِفهامِ أُخْرى، وَهُوَ نادِرٌ.
وَقَالُوا فِي كَمْ إنَّها على نَوْعَيْنِ: خَبَريَّة بِمَعْنى كثير اسْتِفْهَامِيَّة بمَعْنَى: أَيّ عَدَدٍ.
ويَشْترِكَانِ فِي خَمْسَةِ أُمُورٍ: الاسْتِفْهامُ والابْهَامُ والافْتِقارُ إِلَى التّمييزِ والبِناءِ ولُزومِ التّصْديرِ وإفادة التكثير.
(قالَ أُبيُّ بنُ كَعْبٍ (لابنِ مَسْعودٍ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ لزر بنِ حُبَيْش: (كأَئّن تَقْرَأُ، ونَصّ الحدِيثِ: تَعُدُّ (سورةَ الأَحْزابِ، أَي كم تَعُدُّها (آيَة؛ قالَ: ثَلَاثًا وسبعينَ.
(وتُخالِفُها فِي خَمْسَةِ أُمُورٍ:
(1 أَنَّها مُرَكَّبَةٌ وكَمْ بَسِيطَةٌ على الصّحِيحِ.
(2 أَنَّ مُمَيِّزَها مَجْرُورٌ بمِنْ غالِباً حَتَّى زَعَمَ ابنُ عْصُفورٍ لُزُومَه؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
وكائِنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحِبلادُ العِدَا ليْسَتْ لَهُ ببِلادِ (3 أنَّها لَا تَقَعُ اسْتِفْهامِيَّةً عنْدَ الجُمْهورِ.
(4 أَنَّها لَا تَقَعُ مَجْرُورَةً خِلافاً لمَنْ جَوَّزَ بكأَيِّنْ تَبِيعُ هَذَا.
(5 أَنَّ خَبَرَ هَا لَا يَقَعُ مُفْرداً.
وَقَالُوا فِي الفَرْقِ بينَ كَمِ الخَبَريَّة والاسْتِفْهامِيَّة أَيْضاً بخَمْسَةِ أُمُورٍ:
أَحدُها: أنَّ الكَلامَ مَعَ الخَبَريَّةِ مُحْتَمل للتَّصْديقِ والتَّكْذيبِ بخِلافِه مَعَ الاسْتِفْهاميَّةِ.
الثَّانِي: أَنّ المُتَكلِّمَ مَعَ الخَبَريَّةِ لَا يَسْتَدْعِي جَواباً بخِلافِ الاسْتِفْهاميَّةِ.
الثَّالِث: أَنَّ الاسمَ المُبْدلَ من الخَبَرِيَّةِ لَا يَقْتَرِنُ بالهَمْزَةِ بِخِلافِ المُبْدَل مِنَ الاسْتِفْهامِيَّةِ.
الرَّابِع: أَنَّ تَمْييزَ الخَبَريَّةِ مُفْردٌ ومَجْموعٌ، وَلَا يكونُ تَمْييزُ الاسْتِفْهاميَّة إلاَّ مُفْرداً.(36/84)
الخامسُ: أَنَّ تَمْييزَ الخَبَرِيَّةِ واجِبُ الخَفْضِ وتَمْييزَ الاسْتِفْهامِيَّةِ مَنْصوبٌ وَلَا يُجَرُّ خِلافاً لِبَعْضِهم.
وقالَ ابنُ بَرِّي: ظاهِرُ كَلامِ الجوْهرِيِّ أَنَّ كائِنَ عنْدَه مِثْلُ بائِع وسَائِر ونَحْو ذلِكَ ممَّا وَزْنه فاعِل، وذلِكَ غَلَطٌ، وإنَّما الأصْلُ فِيهَا كأَيَ، الكافُ للتَّشْبيهِ دَخَلَتْ على أَيَ، ثمَّ قُدِّمَتِ الياءُ المُشدَّدَةُ ثمَّ خُفِّفَتْ فصارَ كَيْيءٍ ثمَّ أُبْدِلَتِ الياءُ أَلِفاً فَقَالُوا كاءٍ كَمَا قَالُوا فِي طَيِّىءٍ طاءٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: أَخْبَرَني المُنْذري عَن أَبي الهَيْثَمِ أَنَّه قالَ كأَيِّن بمعْنَى كَمْ، وكَمْ بمعْنَى الكَثْرَةِ، وتَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ فِي معْنَى القِلَّةِ، قالَ: وَفِي كأيِّن ثلاثُ لُغاتٍ:
كأيِّنْ بِوَزْن كَعَيِّنْ الأصْل أَيٌّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا كافُ التّشْبيه.
وكائِنْ بوَزْن كاعِنْ.
واللّغَةُ الثَّالِثَة: كاينْ بوَزْن مايِنْ، لَا هَمْز فِيهِ؛ وأَنْشَدَ:
كايِنْ رَأَيْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِهورُبَّهُ عَطِبٌ أَنْقَذْتُ مِلْعَطَبِقالَ: وَمن قالَ كَأْي لم يَمُدَّها وَلم يحرِّكْ هَمْزَتَها الَّتِي هِيَ أَوَّل أَيَ، فكأَنَّها لُغَةٌ، وكلُّها بمعْنَى كَمْ.
وقالَ الزَجَّاجُ: فِي كائِنْ لُغَتانِ جَيِّدتانِ يُقْرَأُ كَأَيَ بتَشْديدِ الياءِ، ويُقْرأُ وكائِنْ على وَزْنِ فاعِلٍ، قالَ: وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي الشِّعْرِ على هَذِه اللّغَةِ، وقَرَأَ ابنُ كثيرٍ وكائِنُ بوَزْنِ كاعِنُ، وقَرَأَ سائِرُ القُرّاءِ وكأَيِّنْ، الهَمْزَةُ بينَ الكافِ والياءِ، قالَ: وفيهَا لُغاتٌ أَشْهَرُها كأَيَ بالتَّشْديدِ.
(! والمُكْتانُ: الكَفِيلُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.(36/85)
(وقالَ أَبو سعيدٍ: يقالُ: ( {أَكانَهُ اللهُ} إكانَةً. خَضَّعَهُ وأَدْخَلَ عَلَيْهِ الذُّلَّ حَتَّى اسْتَكَانَ؛ وأَنْشَدَ:
لعَمْرُك مَا يَشْفي جِراحٌ تُكينُهولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهُ (! واكْتانَ الرَّجُلُ: (حَزِنَ وَهُوَ يُسِرُّهُ فِي جَوْفِه، اشْتُقَّ من الكَيْنِ لأنَّه فِي أَسْفَل مَوْضِعٍ وأَذَلِّه، كَمَا فِي الأساسِ.
(فصل اللَّام) مَعَ النُّون) (فصل اللَّام) مَعَ النُّون)
لبن
: (اللَّبْنُ) ، بالفَتْحِ: (الأَكْلُ الكَثيرُ) عَن أَبي عَمْرٍ و. يقالُ: لَبَنَ من الطَّعامِ لَبْناً صالِحاً: أَكْثَرَ، وقَوْلُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:
ونحنُ أَثافِي القِدْرِ والأَكْلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُيقولُ: نحنُ ثلاثَةٌ ونأْكُلُ أَكْلَ سِتَّة.
(و) اللَّبْنُ: (الضَّرْبُ الشَّديدُ) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ وأَيْضاً. يقالُ: لَبَنَه بالعَصا لَبْناً، مِن حَدِّ ضَرَبَ: إِذا ضَرَبَه بهَا. ويقالُ: لَبَنَه ثلاثَ لَبَناتٍ. ولَبَنَه بصَخْرةٍ: ضَرَبَه بهَا.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَقَعَ لأبي عَمْرٍ واللَّبْنُ، بالنونِ، فِي الأَكْلِ الشَّديدِ والضَّرْبِ الشَّديدِ، قالَ: والصَّوابُ اللَّبْزُ، بالزّاي، والنونُ تَصْحيفٌ.
(وبالضَّمِّ بِلا لامٍ: جَبَلٌ م) مَعْروفٌ فِي دِيارِ عَمْرو بنِ كِلابٍ، ويُؤَنَّثُ. وقيلَ: هَضَبَةٌ؛ قالَهُ نَصْر. وقَوْل الرَّاعِي:
سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا(36/86)
قالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَنْ يكونَ تَرْخيمَ لُبْنانٍ فِي غيْرِ النِّداءِ اضْطِراراً، وأَنْ تكونَ لُبْنٌ أَرْضاً بعَيْنِها.
(و) أضَاةُ لِبْن، (بالكسْرِ) :) حَدٌّ (مِن حُدودِ الحَرمِ على طرِيقِ اليَمَنِ) ؛) عَن نَصْر.
(و) اللَّبِنُ، (ككَتِفٍ: المَضْروبُ من الطِّينِ مُرَبَّعاً للبِناءِ) ، واحِدَتُه لَبِنَةٌ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وأَنا مَوْضِعُ تلْكَ اللَّبِنَةِ) . (ويقالُ فِيهِ بالكَسْرِ) أَيْضاً: كفَخِذٍ وفِخْذٍ وكَرِشٍ وكِرْشٍ؛ (وبكَسْرَتَيْن: كإِبِلٍ، لُغَةٌ) ثالِثَةٌ؛ وقَوْلُه كإِبِلٍ مُسْتدركٌ.
(ولَبَّنَ تَلْبِيناً: اتَّخَذَهُ) وعَمِلَهُ (و) لَبَّنَ (مَجْلساً تُقْضَى فِيهِ اللُّبانَةُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: ومَجْلِسٌ تُقْضَى فِيهِ اللُّبانَةُ أَي مَجْلِسٌ لَبِنٌ، وَهُوَ على النَّسَبِ؛ قالَ الحارِثُ بنُ خالِدِ بنِ العاصِي:
إِذا اجْتَمعْنا هَجَرْنا كلَّ فاحِشةٍ عنْدَ اللِّقاءِ وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنٌ (واللَّبُونُ و) اللَّبِنُ؛ (ككَتِفٍ: مُحِبُّ اللَّبَنِ وشَارِبُه) ؛) وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
(ولَبَنُ كلِّ شَجَرَةٍ: ماؤُها) ، على التَّشْبيهِ.
(وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (ولَبَنِيَّةٌ) ، بياءِ النِّسْبَةِ، (ومُلْبِنٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْبِنَةٌ) :) صارَتْ (ذاتَ لَبَنٍ) ، وكذلِكَ الناقَةُ. (أَو تُرِكَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: أَو نَزَلَ اللَّبَنُ، (فِي ضَرْعِها) ؛) وَقد لَبِنَتْ، كفَرِحَ، وأَلْبَنَتْ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَعْجَبها إِذا أَلْبَنَتْ لِبانُه وَإِذا كانتْ ذاتَ لَبَنِ فِي كلِّ أَحايينها فَهِيَ لَبُونٌ، ووَلَدُها فِي تلْكَ الحالِ ابنُ لَبُونٍ.
(أَو اللَّبُونُ(36/87)
واللَّبُونَةُ) مِن الشِّياهِ والإِبِلِ: (ذاتُ اللَّبَنِ غَزِيرةً كانتْ أَو بَكِيَّةٌ) .) وَفِي المُحْكَم: اللّبُونُ، وَلم يُخَصِّصْ؛ قالَ: و (ج لِبانٌ ولِبْنٌ) ، بكسْرِهِما؛ وقيلَ: لِبْنٌ اسمٌ للجَمْعِ، فَإِذا قَصَدُوا قَصْدَ الغَزِيرَةِ قَالُوا لَبِنَة وجَمْعُها لَبِنٌ ولِبانٌ، الأخيرَةُ عَن أَبي زيْدٍ.
قالَ اللّحْيانيُّ: اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ مَا كانَ بهَا لَبَنٌ، وَلم يَخُصَّ شَاة وَلَا نَاقَة؛ قالَ: (و) الجَمْعُ (لُبْنٌ) ، بالضمِّ، (ولَبائِنُ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّ لُبْناً جَمْعُ لَبُونٍ، ولَبائِنَ جَمْعُ لَبُونَة، وإنْ كانَ الأوَّل لَا يَمْتَنِع أَنْ يُجْمَعَ هَذَا الجَمْعُ؛ وقوْلُه:
من كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّق فالِجٍ فلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِقال عنْدِي أنَّه وَضَعَ اللَّبُونَ هُنَا مَوْضِعَ اللُّبْنِ، وَلَا يكونُ هُنَا واحِداً لأنَّه قالَ جَرِبَتْ مَعًا، ومعاً إنَّما يَقَعُ على الجَمِيعِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ كم لُبْنُ شَاتِكَ أَي كم مِنْهَا ذاتُ لَبَنٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ كم لُبْنُ غَنَمِكَ ولِبْنُ غَنَمِكَ، أَي ذَواتُ الدَّرِّ مِنْهَا.
وقالَ الكِسائي: إنّما سمعَ كم لِبْنُ غَنَمِكَ، أَي كم رِسْلُ غَنَمِكَ.
وقالَ الفرَّاءُ: شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنَمٌ لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ؛ قالَ: وزَعَمَ يونُسُ أنَّه جَمْعٌ، وشاءٌ لِبْنٌ بمنْزِلَةِ لُبْنٍ؛ وأَنْشَدَ الكِسائي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى:
رأَيْتُك تَبْتاعُ الحِيالَ بلُبْنِهاوتأْوِي بَطِيناً وابنُ عَمِّكَ ساغِبُقالَ: واللُّبْنُ جَمْعُ اللَّبُونِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الحَلُوبَةُ مَا احْتُلِبَتْ مِن النُّوقِ، وَهَكَذَا الواحِدَةُ منهنَّ حَلُوبَةٌ واحِدَةٌ،(36/88)
وكذلِكَ اللَّبُونَةُ مَا كانَ بهَا لَبَنٌ، وكذلِكَ الواحِدَةُ منهنَّ أَيْضاً، فَإِذا قَالُوا حَلُوبٌ ولَبُونٌ لم يَكُنْ إلاَّ جَمْعاً؛ قالَ الأَعْشَى:
لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَرادَ الجَمْعَ.
(وعُشْبٌ مَلْبَنَةٌ) ، كمَرْحَلَةٍ؛ (تَغْزُرُ عَلَيْهِ أَلْبانُ الماشِيَةِ) وتَكْثُرُ، وكَذلِكَ بَقْلٌ مَلْبَنَةٌ.
(ولَبَنَهُ يَلْبِنُهُ ويَلْبُنُه) ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، لَبْناً: (سقاهُ اللَّبَنَ) ، فَهُوَ لابِنٌ وذاكَ مَلْبُونٌ.
(والمَلْبُونُ: مَنْ بِهِ، كالسُّكْرِ من شُرْبِه) .) يقالُ: قَوْمٌ مَلْبُونُونَ: إِذا أَصابَهُم من اللّبنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْلٌ وخُيَلاءُ، كَمَا يُصيبُهم من النَّبيذِ، وخَصَّصَه فِي الصِّحاحِ فقالَ: إِذا ظَهَرَ مِنْهُم سَفَهٌ يُصِيبُهم مِنْ أَلْبانِ الإِبِلِ مَا يُصيبُ أَصْحابَ النَّبِيذِ.
(والفَرَسُ) المَلْبُونُ: (المُغَذَّى بِهِ) ؛) قالَ:
لَا يَحْمِلُ الفارِسَ إلاَّ المَلْبُونْالمَحْضُ من أَمامه وَمن دُونْقالَ الفارِسيُّ: فعَدَّى المَلْبُون لأنَّه فِي معْنَى المسقِيِّ، (كاللَّبِينِ) ، كأَمِيرٍ، كالعَلِيفِ مِن العَلَفِ، فَعِيل بمَعْنَى مَفْعولٍ.
(وأَلْبَنُوا فَهُم لابِنُونَ) ، عَن اللَّحْياني، أَي (كَثُرَ لَبَنُهم) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أنَّ لابِناً على النَّسَبِ كَمَا تَقولُ: تامِرٌ وناعِلٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أنَّكَلابِنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ ويُرْوَى:(36/89)
لابنى بالصّيْفِ تامِرْ (و) أَلْبَنَتِ (النَّاقَةُ: نَزَلَ فِي ضَرْعِها) اللَّبَنُ، فَهِيَ مُلْبِنٌ؛ وَقد تقدَّمَ شاهِدُه.
(و) أَلْبَنَ الرَّجُل: (اتَّخَذَ التَّلْبِينَةَ) ؛) وسَيَأْتي مَعْناها قَرِيباً.
(واسْتَلْبَنُو) هـ: (طَلَبُوه) لعِيالِهم أَو لضِيفَانِهم، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وبَناتُ لَبَنٍ: الأَمْعاءُ الَّتِي يكونُ فِيهَا) اللَّبَنُ.
(والمِلْبَنُ، كمِنْبَرٍ: مِصْفاتُهُ) أَو محْقَنُهُ.
(و) أَيْضاً: (المِحْلَبُ) زِنَةً ومعْنًى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمَسْعودِ بنِ وكيعٍ:
مَا يَحْمِلُ المِلْبَنَ إلاَّ الجُرْشُعُالمُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ (و) قيلَ: هُوَ (قالَبُ اللَّبَنِ، أَو شيءٌ يُحْمَلُ فِيهِ اللَّبَنُ) شِبْهُ المِحْمَلِ.
(و) المِلْبَنَةُ، (بهاءٍ: المِلْعَقَةُ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأثيرِ حدِيثَ عليَ، قالَ سُوَيْد بنُ غَفَلَةَ: وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَإِذا بَيْنَ يَدَيْه صحِيفَةٌ فِيهَا خَطِيفَة ومِلْبَنَة.
(والتَّلْبِينُ و) التَّلْبِينَةُ، (بهاءٍ: حَساءٌ يُتَّخَذُ من نُخالَةٍ ولَبَنٍ وعَسَلٍ) ، وَهُوَ اسمٌ كالتَّمْنِين.
وقالَ الأصْمَعيُّ: يُعْمَلُ من دَقِيقٍ أَو مِن نُخالَةٍ ويُجْعَلُ فِيهَا عَسَلٌ، سُمِّيت تَلْبِينَةٌ تَشْبِيهاً باللَّبَنِ لبَياضِها ورقَّتِها، وَهِي تَسْمِيَةٌ بالمَرَّةِ من التَّلْبِينِ.
وَفِي الحدِيثِ: (التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لفُؤادِ المَرِيضِ) ، أَي تَسْرُو عَنهُ هَمَّه.
(وَفِي الحَدِيثِ: (عَلَيْكم(36/90)
بالتَّلْبِينِ البَغِيضِ النَّافِع) .
(واللَّوابِنُ: الضُّروعُ) ، عَن ثَعْلَب.
(والاِلْتِبانُ: الارْتِضاعُ) ، عَنهُ أَيْضاً.
(واللِّبَانُ) ، بالكسْرِ: (الرَّضاعُ) .) يقالُ: هُوَ أَخُوه بلِبَانِ أُمِّه، وَلَا يقالُ بلَبَنِ أُمِّه، إنَّما اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ من ناقَةٍ أَو شاةٍ أَو غيرِها مِن البَهائِمِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه:
وأُرْضِعُ حَاجَة بلِبانِ أُخْرَى كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِوقالَ الكُمَيْت يمدحُ مَخْلَد بن يزيدٍ:
تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْكانا مَعًا فِي مَهْدِه رَضِيعَينْ تَنازَعا فِيهِ لِبانَ الثَّدْيَينْ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لأبي الأسْودِ:
أَخُوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وَقد ذُكِرَ فِي كَون.
(و) اللُّبانُ، (بالضَّمِّ) :) ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغِ يقالُ لَهُ (الكُنْدُرُ) .
(وقالَ أَبو حَنيفَةَ: اللُّبانُ شُجَيْرَةٌ شَوْكَةٌ لَا تَسْمُو أَكْثَر من ذِراعَيْن، وَلها وَرَقَةُ الآسِ وثَمَرَةٌ مثْلُ ثَمَرَتِه، وَله حَرارَةٌ فِي الفمِ.
(و) اللُّبانُ: شَجَرُ (الصَّنَوْبَرِ) ؛) حَكَاهُ السُّكَّرِيُّ وابنُ الأَعْرابيِّ. وَبِه فَسَّرَ السُّكَّريُّ قَوْلَ امْرِىءِ القَيْسِ:
لَهَا عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فيمَنْ رَوَاهُ كَذلِكَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يتَّجهُ على غيرِهِ لأنَّ شَجَرَةَ اللُّبانِ مِنَ الصَّمْغِ إنَّما هِيَ قَدْرُ قَعْدَةِ إنْسانٍ وعُنُقُ الفَرَسِ أَطْولُ مِن ذلِكَ.
(و) اللُّبانُ: (الحاجاتُ من غيرِ فاقةٍ بَلْ من هِمَّةٍ) فَهُوَ أَخَصُّ(36/91)
وأَعْلَى من مطْلَقِ الحاجَةِ؛ (جَمْعُ لُبانَةٍ) .) يقالُ: قَضَى فلانٌ لُبانَتَه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْلُباناً مِن الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ (و) اللَّبَانُ، (بالفَتْحِ: الصَّدْرُ أَو وَسَطُه أَو مَا بينَ الثَّدْيَيْنِ) ، ويكونُ للإنْسانِ وغيرِهِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب فِي صفَةِ رجُلٍ:
فلمَّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِهتَبَسَّمَ عَن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصِبُوأَنْشَدَ أَيْضاً:
يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحتَ لَبَانِهودَفَّيْهِ مِنْهَا دامِياتٌ وحالِبُ (أَو صَدْرُ ذِي الحافِرِ) خاصَّةً.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ مَا جَرَى عَلَيْهِ اللَّبَبُ مِن الصَّدْرِ؛ وَفِي حدِيثِ الاسْتِسْقاءِ:
أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي صَدْرُها لامْتِهانِها نَفْسَها فِي الخِدْمَةِ حيثُ لَا تَجِدُ مَا تُعْطِيه من الجَدْبِ وشِدَّةِ الزَّمانِ. وأَصْلُ اللَّبانِ فِي الفَرَسِ مَوْضِعُ اللَّبَبِ، ثمَّ اسْتُعِيرَ للناسِ، وَفِي قَصِيدة كَعْبٍ:
ترْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها (ولَبِنُ القَمِيصِ، ككَتِفٍ ولَبِينَهُ) ، كأَميرٍ، (ولِبْنَتُه، بالكسْرِ: بَنِيقَتُه) وجِرِبَّانُه.
وقيلَ: رُقْعةٌ تُعْمَلُ مَوْضِعَ جَيْبِ القَمِيصِ والجُبَّةِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: وليسَ لَبِن جَمْعاً، ولكنَّه مِن بابِ سَلَ وسَلَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ.(36/92)
(وابنُ اللَّبُونِ: وَلَدُ النَّاقَةِ إِذا كانَ فِي العامِ الثَّاني واسْتَكْمَلَهُ، أَو إِذا) اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ و (دَخَلَ فِي) العامِ (الثَّالِثِ) ؛) قالَهُ الأَصْمعيُّ وحَمْزَةُ.
(وَهِي ابْنَةُ لَبُونٍ) ، والجَمَاعاتُ بَناتُ لَبُون، للذَّكَرِ والأُنْثى، لأنَّ أُمَّه وَضَعَتْ غَيْرَه فصارَ لَهَا لَبَنٌ، وَهُوَ نَكِرَةٌ ويُعَرَّفُ بالأَلفِ واللامِ؛ قالَ جريرٌ:
وابنُ اللَّبُون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِوفي حدِيثِ الزَّكاةِ ذِكْرُ بنتِ اللَّبُونِ وابنِ اللّبُونِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وجاءَ فِي كثيرٍ مِنَ الرِّواياتِ ابْن لَبُونٍ ذَكَرٌ، وَقد عُلِم أنَّ ابنَ اللَّبُونِ لَا يكونُ إلاَّ ذَكَراً، وإنَّما ذَكَرَه تأْكِيداً كقَوْلِه: ورَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بينَ جُمادَى وشَعْبان؛ وكقَوْلِه تَعَالَى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} .
(وبَناتُ لَبُون: صِغارُ العُرْفُطِ) تُشَبَّهُ ببَناتِ لَبُونٍ مِنَ الإِبِلِ.
(واللُّبْنَةُ، بالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ أَو كبيرَتُها.
(وأَلْبانُ) ، جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمالٍ وجَمَلٍ: (جَبَلٌ.
(و) قيلَ: (ة بالحِجازِ) ، جاءَ فِي شِعْرِ أَبي قلابَةَ الهُذَليِّ:
يَا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُهابَينَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِورَوَاهُ بعضُهم: فأَلْيانِ، بالياءِ آخِر الحُرُوف.
(و) أَلْبانُ: (ع بينَ القُدْسِ ونابُلُسَ.
(ولُبْنانُ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ بالشَّامِ) ، مُتَعَبَّدُ الأَوْلياءِ والصَّالِحِين، وَهُوَ فُعْلالٌ يَنْصَرِفُ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبو العبَّاسِ محمدُ بنُ الحارِثِ اللُّبْنانيُّ، رَوَى عَن صَفْوانَ بن(36/93)
صالِحٍ، وَعنهُ أَبو جَعْفرٍ الأَرْزنانيّ.
(واللُّبَيَّانِ) ، كأَنَّهُ مُثَنَّى لُبَيَ: (ع) ؛) وقالَ نَصْر: هُما ماءانِ لبَني العَنْبرِ فِي تمِيمٍ، بينَ قَبْرِ الْعَبَّادِيّ والثَّعْلَبِيَّةِ على يَسار الخارِجِ مِن الكُوفَةِ، والأَوْلَى ذِكْرُه فِي لبي.
(ولَبُونُ: د.
(ولُبْنَةُ، بالضَّمِّ: ة بأَفْرِيقِيَّة) ، مِنْهَا: عبدُ الوليِّ بنُ محمدِ بنِ عقبَةَ اللّخَميُّ اللُّبْنيُّ سَمِعَ مِن الشيخِ نَصْر المَقْدسِيّ وابنِ خَلَف الطَّبريّ، ماتَ سَنَة 547؛ وابْنُه الفَقيهُ القاضِي محمدُ بنُ عبْدِ الوليِّ بنِ عيسَى عَن أَبي ذَرَ الهَرَويِّ، وَعنهُ ابنُ الأَنماطي والرَّشِيدُ العَطَّار، وضَبَطَه فِي مَشْيختِه.
قُلْت: وَابْن الجواني النَّسَّابَة؛ كانَ فاضِلاً ماتَ سَنَة 594.
(ويَلابِنُ،) بكسْرِ الموحَّدَةِ: (وادٍ بَين حَرَّةِ بَني سُلَيْمٍ وجِبالِ تِهامَةَ؛ أَو هُوَ يَلْبُنُ جُمِعَ بِمَا حولَهُ) ، كَذَا فَسَّرَه ابنُ السِّكِّيت، فِي قَوْلِ كثيِّرٍ:
بذل السفح فِي اليلابن منهاكل أدما مرشح وظليمِوقالَ أَيْضاً: يَلْبُنُ جَبَلٌ أَو قلتٌ عَظيمٌ بالنَّقِيعِ من حَرَّة بَني سُلَيْمٍ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
حياتيَ مَا دَامَت بشَرْقيّ يَلْبنبرامٍ وأضحت لم تسير صخورها (ولُبْنَى، كبُشْرَى: امرأَةٌ) .) وَفِي الصَّحابيَّات: لُبْنَى بنْتُ ثابِتٍ أُخْتُ حَسَّان؛ وابْنَةُ الخَطِيمِ الأَوْسِيَّة؛ وابْنَةُ قَيْسٍ الأَنْصارِيّ.(36/94)