بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَمَا توفيقي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلت وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم
الْحَمد الله الَّذِي فتق لِسَان الذَّبِيح بِالْعَرَبِيَّةِ الْبَيِّنَة وَالْخطاب الفصيح وتولاه بأثرة التَّقَدُّم فِي النُّطْق باللغة الَّتِي هِيَ أفْصح اللُّغَات وَجعله أَبَا عذر التصدى للبلاغة الَّتِي هِيَ أتم البلاغات واستل من سلالته عدنان وأبناءه واشتق من دوحته قحطان وأحياءه وَقسم لكل من هَؤُلَاءِ من لبَيَان قسطا وَضرب لَهُ من الإبداع سَهْما وأفرز لَهُ من الْإِعْرَاب كفلا فَلم يخل شعبًا من شعوبهم وَلَا قَبيلَة من قبائلهم وَلَا عمَارَة من عمائرهم وَلَا بَطنا من بطونهم وَلَا فخذا من أَفْخَاذهم وَلَا فصيلة من فصائلهم من شعراء مفلقين وخطباء مصاقع يرْمونَ فِي حدق الْبَيَان عِنْد هدر الشقاشق ويصيبون الْأَغْرَاض بالكلم الرواشق ويتنافثون من السحر فِي مناظم قريضهم ورجزهم زقصيدهم ومقطعاتهم وخطبهم ومقاماتهم وَمَا يتصرفون [عَلَيْهِ] فِيهَا من الْكِنَايَة والتعريض والاستعارة والتمثيل وأصناف البديع وضروب الْمجَاز والافتنان فِي الإشباع والإيجاز مالو عثر عَلَيْهِ السَّحَرَة فِي زمن مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام والمؤخذون واطلع طلعه أُولَئِكَ المشعوذون لقعدوا مقمورين مقهورين ولبقوا مبهوتين مبهورين ولاستكانوا وأذعنوا وأسهبوا فِي الاستعجاب وأمعنوا ولعلموا أَن نفثات الْعَرَب بألسنتها أَحَق بِالتَّسْمِيَةِ السحر وَأَنَّهُمْ فِي ضحضاح مِنْهُ وَهَؤُلَاء بحجوا فِي الْبَحْر. ثمَّ إِن هَذَا الْبَيَان الْعَرَبِيّ كَأَن الله عزت قدرته مخضه وَألقى زبدته على لِسَان مُحَمَّد عَلَيْهِ أفضل صَلَاة وأوفر سَلام فَمَا من خطيب يقاومه إِلَّا نكص متفكك الرجل وَمَا من مصقع يناهزه إِلَّا رَجَعَ فارغ السّجل وَمَا قرن بمنطقه منطق إِلَّا كَانَ كالبرذون مَعَ الحصان المطهم وَلَا وَقع من كَلَامه شىء فِي كَلَام النَّاس إِلَّا أشبه الوضح فِي نقبة الأدهم. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أُوتيت جَوَامِع الْكَلم. قَالَ أَنا أفْصح الْعَرَب بيد أَنِّي من قُرَيْش واسترضعت فِي بنى سعد بن بكر(1/11)
وَقد صنف الْعلمَاء رَحِمهم الله فِي كشف مَا غرب من أَلْفَاظه واستبهم وَبَيَان مَا اعتاص من أغراضه واستعجم كتبا تنوقوا فِي تصنيفها وتجودوا واحتاطوا وَلم يتجوزوا وعكفوا الْهم على ذَلِك وحرصوا واغتنموا الاقتدار عَلَيْهِ وافتراصوا حَتَّى أحكموا مَا شَاءُوا وأترصوا وَمَا مِنْهُم إِلَّا بَطش فِيمَا انتحى بباع بسيط وَلم يزل عَن موقف الصَّوَاب مِقْدَار فسيط وَلم يدع الْمُتَقَدّم للمتأخر خصَاصَة يستظهر بِهِ على سدها وَلَا أنشوطة يستنهضه لشدها وَلَكِن لَا يكَاد يجد بدا من نبغ فِي فن من الْعلم وصبع بِهِ يَده وعانى فِيهِ وكده وكده من اسْتِحْبَاب أَن يكون لَهُ فِيهِ أثر يكسبه فِي لِسَان الصدْق وجمال الذّكر ويحزن لَهُ عَن الله عز وَجل الْأجر وسنى الذخر.
وَفِي صوب هذَيْن الغرضين ذهبت عِنْد صَنْعَة هَذَا الْكتاب آل جهدا وَلَا مقصر عَن مدى فِيمَا يعود لمقتبسه بالنصح وَيرجع إِلَى الراغبين فِيهِ بالنجح من اقتضاب تَرْتِيب سلمت فِيهِ كَلِمَات الْأَحَادِيث نسقا ونضدا وَلم تذْهب بددا وَلَا أَيدي سبا وطرائف قددا وَمن اعْتِمَاد فسر موضح وكشف مفصح اطَّلَعت بِهِ على حاق الْمَعْنى وفص الْحَقِيقَة اطلاعا مؤداه طمأنينة النَّفس وثلج الصَّدْر مَعَ الِاشْتِقَاق غير المستكره والتصريف غير المتعسف وَالْإِعْرَاب الْمُحَقق الْبَصْرِيّ النَّاظر فِي نَص سِيبَوَيْهٍ وَتَقْرِير الفسوى فأية نفس كَرِيمَة ونسمة زاكية وَنور الله قَلبهَا بِالْإِيمَان والإيقان مرت على هَذَا التِّبْيَان والإتقان فَلَا يذْهبن عَلَيْهَا أَن تَدْعُو لي بِأَن يَجعله الله فِي موازيني ثقلا ورجحانا ويثيبني عَلَيْهِ روحا وريحانا. وَالله عز سُلْطَانه المرغوب إِلَيْهِ فِي أَن يوزعنا الشُّكْر على طوله وفضله وَألا نقدم إِلَّا على أَعمال الْخَيْر الْخَالِصَة لوجهه وَمن أَجله إِنَّه الْمُنعم المنان.(1/12)
حرف الْهمزَة
الْهمزَة مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذكر مَجْلِسه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ مجْلِس حلمٍ وحياء وصبر وَأَمَانَة لَا ترفع فِيهِ الْأَصْوَات وَلَا تؤبن فِيهِ الْحرم وَلَا تثنى فلتأته إِذا تكلم أطرق جُلَسَاؤُهُ كَأَن على رُؤْسهمْ الطير فَإِذا سكت تكلمُوا وَلَا يَقبل الثَّنَاء إِلَّا عَن مكافىء.
أبن لَا تؤبن أى لَا تقذف وَلَا تعاب بقال ابْنَته آبنة. وأبنهُ أبناً وَهُوَ من الأًُبن وَهِي العقد فِي القضبان لِأَنَّهَا تعيبها.
وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك أَشيروا عليّ فِي أُناس أَبنوا أَهلِي.
وَمِنْه حَدِيث أبي الدَّرْدَاء إِن نؤبن بِمَا لَيْسَ فِينَا فَرُبمَا زُكينا بِمَا لَيْسَ فِينَا.
البث والنث والنثو نَظَائِر.
الفلتة الهفوة. وافُتلت القَوْل رُمي بِهِ على غير روية أَي إِذا فرطت من بعض حاضريه وسقطة لم تنشر عَنهُ وَقيل هَذَا نفي للفلتات ونثوها كَقَوْلِه ... وَلَا تَرى الضبّ بهَا ينْجَحْر ... كَأَن على رُءُوسهم الطير عبارَة عَن سكونهم وإنصاتهم لِأَن الطير إِنَّمَا تقع على السَّاكِن قَالَ الْهُذلِيّ ... إِذا حلت بَنو لَيْث عكاظا ... رَأَيْت على رُءُوسهم الغرابا ...
المكافىء الْمجَازِي. وَمَعْنَاهُ أَنه إِذا اصْطنع فأُثني عَلَيْهِ على سَبِيل الشُّكْر وَالْجَزَاء تقبله. وَإِذا ابتدى بثناء تسخَّطه أَو لَا يقبله إِلَّا عَمَّن يكافىء بثنائه مَا يرى فِي الْمثنى(1/13)
عَلَيْهِ أَي يماثل بِهِ وَلَا يتزيد فِي القَوْل كَمَا جَاءَ فِي وصف عمر رَضِي الله عَنهُ زهيراً وَكَانَ لَا يمدح الرجل إِلَّا بِمَا فِيهِ.
وَكتب لِوَائِل بن حجر من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى المُهَاجر بن أَبُو أُميَّة إِن وائلا يُستسعى ويترفل على الاقوال حَيْثُ كَانُوا من حَضرمَوْت. وروى أَنه كتب لَهُ من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة من أهل حَضرمَوْت بإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة على اليتعة شَاة والتيمة لصَاحِبهَا وَفِي السُّيوب الخُمس لَا خِلاط وَلَا وِراط وَلَا شِناق وَلَا شِغار وَمن أجبى فقد أربى وكل مُسكر حرَام. وروى إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع المشابيب من أهل حَضرمَوْت بإقام الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة وَأَدَاء الزَّكَاة الْمَعْلُومَة عِنْد محلهَا فِي اليتعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وأنطوا الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زن مِم بكر فاصقعوه مائَة واستوفضوه عَاما وَمن زنى مِم ثيب فضرّجوه بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي دين الله وَلَا غمَّة فِي فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام. وَوَائِل بن حجر يترفل على الْأَقْيَال أَمِير أمره رَسُول الله فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا. وروى أَنه كتب إِلَى الْأَقْوَال العباهلة لَا شغار وَلَا وراط لكل عشرَة من السَّرَايَا مَا يحمل القراب من التَّمْر. وَقيل هُوَ القراف.
أَبُو أَبُو أُميَّة ترك فِي حَال الْجَرّ عل لَفظه فِي حَال الرّفْع لِأَنَّهُ اشْتهر بذلك وعُرف فَجرى مجْرى الْمثل الَّذِي لَا يُغير. وَكَذَلِكَ قَوْلهم عَليّ بن أَبُو طَالب وَمُعَاوِيَة بن أَبُو سُفْيَان. يُستسعى يُستعمل على الصَّدقَات من الساعى وَهُوَ الْمُصدق. وترفل يتسود ويترأس. يُقَال رفّلته فترفل. قَالَ ذُو الرمة ... إذَا نَحْنُ رَفَّلْنَا امْرَأً سَادَ قَوْمَه ... وَإِن لم يكنْ من قبل ذَلِك يُذْكَر ... اسْتِعَارَة من ترفيل الثَّوْب وَهُوَ إسباغه وإسباله. حَضرمَوْت اسْم غير منصرف رُكب من اسْمَيْنِ وبُني الأول مِنْهُمَا على الْفَتْح. وَقد يُضاف الأول إِلَى الثَّانِي فيعتقب على الأول وُجُوه الْإِعْرَاب ويخيضر فِي الثَّانِي بَين(1/14)
الصّرْف وَتَركه. وَمِنْهُم من يضم ميمه فيخرجه على زنة عنكبوت. أَقْوَال جمع قيل. وَأَصله قيل فيعل من القَوْل فخذفت عينه. واشتقاقه من القَوْل كَأَنَّهُ الَّذِي لَهُ قَول أَي ينفذ قَوْله. وَمثله أموات فِي جمع ميت. وَأما أقيال فَمَحْمُول على لفظ قَيْل كَمَا قيل أرياح فِي جمع ريح الشَّائِع أَرْوَاح وَيجوز أَن يكون من التقيل وَهُوَ الِاتِّبَاع كَقَوْلِهِم تبع. العباهلة الَّذين أُقرُّوا على ملكهم لَا يزالون عَنهُ من عهبله بمهنى أبهله إِذا أهمله الْعين بدل من الْهمزَة كَقَوْلِه ... أعَنْ توسَّمتَ من خَرْقَاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصبابة من عَيْنَيْك مسجوم ... وَقَوله وَالله عَن يشفيك أغْنى وأوسع. وَعَكسه أفرة عُفُرَّة وأُباب فِي عباب وَالتَّاء لاحقة لتأكيد الْجمع كتاء صياقلة وقشاعمة. والأصب عباهل. قَالَ أَبُو وجزة السَّعْدِيّ ... عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ ... وَيجوز أَن يكون الأَصْل عباهيل فحذفت الْيَاء وعوضت منا التَّاء كَقَوْلِهِم فرزانة وزنادقة فِي فرازين وزناديق وَحذف الشَّاعِر ياءها بِغَيْر تعويض على سَبِيل الضَّرُورَة كَمَا جَاءَ فِي الشّعْر المرازبة الجحاجح. وَأَن يكون الْوَاحِد عبهولا ويؤنّس بِهِ قَوْلهم العزهول وَاحِد العزاهيل وَهِي الْإِبِل الْمُهْملَة. وَيجوز أَن يكون علما للنسب على أَن الْوَاحِد عبهلي مَنْسُوب إِلَى العبهلة الَّتِي هِيَ مصدر وَقد حذفهَا الشَّاعِر كَقَوْلِهِم الأشاعث فِي الشعاعثة. التيعة الْأَرْبَعُونَ من الْغنم وَقيل هِيَ اسْم لأدنى مَا تجب فِيهِ الزَّكَاة كالخمس من الْإِبِل وَغير ذَلِك وَكَأَنَّهَا الْجُمْلَة الَّتِي للسعاة عَلَيْهَا سَبِيل. من تاع إِلَيْهِ يتيع إِذا ذهب(1/15)
إِلَيْهِ أَو لَهُم أَن يرفعوا مِنْهَا شَيْئا ويأخذوا من تاع اللّبأ وَالسمن يتوع ويتيع إِذا رَفعه بكسرة أَو تَمْرَة. أَو من قَوْلك أَعْطَانِي درهما فتعت بِهِ أَي أَخَذته أَو أَن يقعوا فِيهَا ويتهافتوا من التتايع فِي الشَّيْء. وعينها متوجهة على الْيَاء وَالْوَاو جَمِيعًا بِحَسب المأخذ. التيمة الشَّاة الزَّائِدَة على التيعة حَتَّى تبلغ الْفَرِيضَة الْأُخْرَى. وَقيل هِيَ الَّتِي ترتبطها فِي بَيْتك للاحتلاب وَلَا تسيمها. وأيتهما كَانَت فَهِيَ المحبوسة إِمَّا عَن السّوم وَإِمَّا عَن الصَّدَقَة من التتييم وَهُوَ التعبيد وَالْحَبْس عَن التَّصَرُّف الَّذِي للأحرار ويؤكد هَذَا قوبهم لمن يرتبط العلائف مبنن من أبنّ بِالْمَكَانِ إِذا احْتبسَ فِيهِ وَأقَام. قَالَ ... يعيِّرُني قومٌ بانّي مُبَنِّن ... وَهل بَّننَ الأشراط غيرُ الأَكارم ... السُّيُوب الرِّكَاز وَهُوَ المَال المدفون فِي الْجَاهِلِيَّة أَو الْمَعْدن جمع سيب وَهُوَ الْعَطاء لِأَنَّهُ من فضل الله وعطائه لمن أَصَابَهُ. الخلاط أَن يخالط صَاحب الثَّمَانِينَ صَاحب الْأَرْبَعين فِي الْغنم وَفِيهِمَا شَاتَان لتُؤخذ وَاحِدَة. الوراط خداع الْمُصدق بِأَن يكون لَهُ أَرْبَعُونَ شَاة فيعطي صَاحبه نصفهَا لِئَلَّا يَأْخُذ المصدِّق شَيْئا مَأْخُوذ من الورطة وَهِي فِي الأَصْل الهوة الغامضة فجُعلت مثلا لكل خطة وإيطاء عشوة وَقيل هُوَ تغييبها فِي هوة أَو خمر لِئَلَّا يعثر عَلَيْهَا الْمُصدق وَقيل هُوَ أَن يزْعم عِنْد رجل صَدَقَة وَلَيْسَت عِنْده فيورطه. الشناق أَخذ شَيْء من الشنق وَهُوَ مَا بَين الفريضتين سُمي شنقا لِأَنَّهُ لَيْسَ بفريضة تَامَّة فَكَأَنَّهُ مشنوق أَي مكفوف عَن التَّمام من شنقت النَّاقة بزمامها إِذا كففتها وَهُوَ الْمَعْنى فِي تَسْمِيَة وقصا لِأَنَّهُ لما لم يتم فَرِيضَة فَكَأَنَّهُ مكسور وَكَذَلِكَ شنق الدِّيَة الْعدة من الْإِبِل الَّتِي يتكرم بهَا السَّيِّد زِيَادَة على الْمِائَة. قَالَ الأخطل ... قَرمٌ تُعَلَّقُ أَشْنَاقُ الدِّيَاتِ بِهِ ... إذَا المُئونَ أُمِرَّتْ فَوْقَهُ حَمَلا ...(1/16)
الشّغَار أَن يشاغر الرجل الرجل وَهُوَ أَن يُزَوجهُ أُخْته على أَن يُزَوجهُ هُوَ أُخْته وَلَا مهر إِلَّا هَذَا من قَوْلهم شغرت بني فلَان من الْبَلَد إِذا أخرجتهم. قَالَ ... ونحنُ شَغَرْنَا ابْنيَ نِزَارِ كِلَيْهِمَا ... وكلْباً بِوَقْعٍ مُرْهقٍ مُتَقَارِبِ ... وَمن قَوْلهم تفَرقُوا شغَرَ بغَر لِأَنَّهُمَا إِذا تبادلا بأختيهما فقد أخرج كل وَاحِد مِنْهُمَا أُخْته إِلَى صَاحبه وَفَارق بهَا إِلَيْهِ. أَجبى بَاعَ الزَّرْع قبل بَدو صَلَاحه وَأَصله الْهَمْز من جبأ عَن الشَّيْء إِذا كف عَنهُ وَمِنْه الجباء الجبان لِأَن الْمُبْتَاع مُمْتَنع من الِانْتِفَاع بِهِ إِلَى أَن يُدرك وَإِنَّمَا خفف اليزاوج أربى. والإرباء الخول فِي الرِّبَا وَالْمعْنَى أَنه إِذا بَاعه على أَن فِيهِ كَذَا قَفِيزا وَذَلِكَ غير مَعْلُوم فَإِذا نقص عَمَّا وَقع التعاقد عَلَيْهِ أَو زَاد فقد حصل الرِّبَا فِي أحد الْجَانِبَيْنِ. الأرواع الَّذين يروعون بجهارة المناظر وَحسن الشارات جمع رائع كشاهد وأَشهاد. المشابيب الزُّهر الَّذين كَأَنَّمَا شُبت ألوانهم أَي أوُقدت جمع مشبوب. قَالَ العجاج ... ومِنْ قُرَيْش كُلُّ مَشْبوبِ أَغَرّ ... الاقورار تشان الْجلد واسترخاؤه للهزال ويفضل حِينَئِذٍ عَن الْجِسْم ويتسع من قَوْلهم دَار قوراء. الليط القشر اللاصق بِالشَّجَرِ والقصب من لَاطَ حُبّه بقلبي يليط ويلوط إِذا لصق فاستعير للجلد. واتسع فِيهِ حَتَّى قيل ليط الشَّمْس للونها وَإِنَّمَا جَاءَ بِهِ مجموعاً لِأَنَّهُ أَرَادَ ليط كل عُضْو. الصناك المكتنز اللَّحْم من الضنك لِأَن لاكتناز تضام وتضايق ومطابقة الضانك المقورة فِي الِاشْتِقَاق لَطِيفَة. الإنطاء الْإِعْطَاء يَمَانِية.(1/17)
ألحق تَاء يالثبج وَهُوَ الْوسط لانتقاله من الاسمية إِلَى الوصفية المُرَاد أعْطوا المتوسطة بَين الْخِيَار والرُّذال. قلب نون من ميما فِي مثل قَوْله مِم ثيب لُغَة يَمَانِية كَمَا يبدلون الْمِيم من لَام التَّعْرِيف وَأما مِم بكر فَلَا يخْتَص بِهِ أهل الْيمن لِأَن النُّون الساكنة عَن الْجَمِيع تقلب مَعَ الْبَاء ميما كَقَوْلِهِم شنباء وَعَنْبَر. وَالْبكْر وَالثَّيِّب يطلقان عل 6 الرجل وَالْمَرْأَة. الصَّقع الضَّرْب على الرَّأْس وَمِنْه فرس أصقع وَهُوَ المبيض أَعلَى رَأسه وَالْمرَاد هنها الضَّرْب على الْإِطْلَاق. الاستيفاض التَّغْرِيب من وفض وأوفض إِذا عدا وأسرع. التضريج التدمية من الضرج وَهُوَ الشق. الأضاميم جَمَاهِير الْحِجَارَة الْوَاحِدَة إضمامة إفعالة من الضَّم أَرَادَ الرَّجْم. التوصيم أَصله من وصم الْقَنَاة وَهُوَ صَدعهَا ثمَّ قيل لمن بِهِ وجع وتكسُّر فِي عِظَامه موصم كَمَا قيل لمن فِي حَسبه غميزة موصوم ثمَّ شبهّ الكسلان المتثاقل بالوجع المتكسر فَقيل توصيم. كَمَا قيل مرَّض فِي الْأَمر. وَالْمعْنَى لَا هوادة وَلَا مُحَابَاة فِي دين الله الْغُمَّة من غمه إِذا ستره أَي تُخفى فَرَائِضه وَإِنَّمَا تُظهر ويُجاهر بهَا. القِراب شبه جراب يضع فِيهِ الْمُسَافِر زَاده وسلاحه. والقراف جمع قرف وَهُوَ يُحمل فِيهِ الْخلْع. أوجب عَلَيْهِم أَن يزودوا كل عشرَة من السَّرَايَا المجتازة مَا يَسعهُ هَذَا الْوِعَاء من التَّمْر.
أَبَد سُئل عَن بعير شرد فَرَمَاهُ بَعضهم بِسَهْم حَبسه الله بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن هَذِه الْبَهَائِم لَهَا أوابد كأوابد الْوَحْش فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا. أوابد الْوَحْش نفّرها. أبدت تأبد ونأبد أبودا وَهُوَ من الْأَبَد لِأَنَّهَا طَوِيلَة الْعُمر لَا تكَاد تَمُوت إِلَّا بِآفَة وَنَظِيره مَا قَالُوهُ فِي الْحَيَّة إِنَّهَا سُميت بذلك لطول(1/18)
حَيَاتهَا. وحكوا عَن الْعَرَب. مَا رَأينَا حَيَّة إِلَّا مقتولة وَلَا نسرا إِلَّا مقشبا. الْبَهِيمَة كل ذَات أَربع فِي الْبر وَالْبَحْر وَالْمرَاد هَهُنَا الْأَهْلِيَّة وَهَذِه إِشَارَة إِلَيْهَا.
أبط أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ كَانَت رديته التأبط. هُوَ أَن يدْخل رِدَاءَهُ تَحت إبطه الْأَيْمن ثمَّ يلقيه على عَاتِقه الْأَيْسَر. الرِّدية اسْم لضرب من ضروب التردى كالبسة والجلسة وَلَيْسَت دلالتها على أَن لَام رِدَاء يَاء بحتم لأَنهم قَالُوا قنية وَهُوَ ابْن عمي دنيا. عَمْرو قَالَ لعمر رَضِي الله عَنهُ إِنِّي وَالله مَا تابطني الإماءُ وَلَا حَملتنِي البغايا فِي غبَّرات المآلي أَي لم يحضنني. البغايا جمع بغي فعول بِمَعْنى فاعلة من الْبغاء. الغُبَّرات جمع غُبَّر جمع غابر وَهُوَ الْبَقِيَّة. المآلي جمع مئلاة وَهِي خرقَة الْحَائِض لههنا وخرقة النائحة فِي قَوْله ... وأنواحاً عَلَيْهِنَّ المآلي ... وَيُقَال آلت الْمَرْأَة إِيلَاء إِذا اتَّخذت مئلاة. وَيَقُولُونَ للمتسلية المتألية. نفى عَن نَفسه الْجمع بَين سبتين إِحْدَاهمَا أَن يكون لغية وَالثَّانيَِة أَن يكون مَحْمُولا فِي بَقِيَّة حضة وأضاف الغبَّرات إِلَى المآلي لملابستها لَهَا. يحيي بن يعمر أَي مَال أدّيت زَكَاته فقد ذهبت أبلته. همزتها عَن وَاو من الْكلأ الوبيل أَي وباله ومأثمته.
أبل وهب لقد تأبل آدم على ابْنه الْمَقْتُول كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيب حوَّاء.(1/19)
أَي امْتنع من غيشان حوَّاء متفجعاً على ابْنه فعدَّى بعلى لتَضَمّنه معنى تفجع وَهُوَ من أبلت الْإِبِل ويأبلت ذَا جزأت. فِي الحَدِيث يَأْتِي على النَّاس زمَان يغبط الرجل بالوحدة كَمَا يغبط الْيَوْم أَبُو الْعشْرَة. هُوَ الذى لَهُ عشرَة أَوْلَاد وغبطته بهم أَن رَحْله كَانَ يخصب بِمَا يصير إِلَيْهِ من أَرْزَاقهم وَذَلِكَ حِين كَانَ عيالات الْمُسلمين يرْزقُونَ من بَيت المَال. وروى يغبط الرجل بخفة الحاذ أى بخفة الْحَال حذف الرَّاجِع من صفة الزَّمَان إِلَيْهِ كَمَا حذف فِي قَوْله تَعَالَى {واتَّقُوا يَوْماً لَا تَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} . وَالتَّقْدِير يغبطه وَلَا تجزيه أَي يغبط فِيهِ وَلَا يَجْزِي فِيهِ. لَا تبع الثَّمر حَتَّى تأمن عَلَيْهِ الأُبْلة. هِيَ العاهة بِوَزْن الأُهبة وهمزتها كهمزة الأبلة فِي انقلابها عَن الْوَاو من الْكلأ الوبيل إِلَّا أَنَّهَا منقلبة عَن وَاو مَضْمُومَة وَهُوَ قِيَاس مطرد غيرومفتقر إِلَى سَماع وَتلك أعنى الْمَفْتُوحَة لآ بُد فِيهَا من السماع. مأْبورة فِي (سك) . لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن فِي (عض) . وَلَا يؤبه لَهُ فِي (وضع) . إبَّان فِي (قح) . لَا أبالك فِي (لَهُ) . أَبطحي فِي (قح) . مآبضه فِي حن. بِأبي قُحَافَة فِي (ثغ) . ابْن أبي كَبْشَة فِي (عَن) . الْإِبَاق فِي (دف) .
الْهمزَة مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ عصم بن عدى الْأنْصَارِيّ عَن ثَابت بن الدحداح حِين توفّي هَل تعلمُونَ لَهُ نسبا فِيكُم فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ أَتَى فِينَا. فَقضى بميراثه لِابْنِ أُخْته.
أَتَى هُوَ الْغَرِيب الَّذِي قدم بلادك. فعول بِمَعْنى فَاعل من أَتَى.(1/20)
توفى ابْنه إِبْرَاهِيم فَبكى عَلَيْهِ فَقَالَ لَوْلَا أَنه وعد حق وَقَول صدق وَطَرِيق مئتاء لحزنا عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم حزنا أَشد من حزننا. هُوَ مفعال من الإيتان أى يَأْتِيهِ النَّاس كثيرا ويسلكونه وَنَظِيره دَار محلال للَّتِي تحل كثيرا أَرَادَ طَرِيق الْمَوْت. وَعنهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَن أَبَا ثَعْلَبَة الْخُشَنِي استفتاه فِي اللُّقَطة فَقَالَ مَا وجدت فِي طَرِيق مئتاء فعرِّفه سنة. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أرسل سليط بن سليط وَعبد الرَّحْمَن بن عتاب إِلَى عبد الله بن سَلام فَقَالَ ايتياه فتنكرا لَهُ وقولا إِنَّا رجلَانِ أتاويان وَقد صنع النَّاس مَا ترى فَمَا تَأمر فَقَالَا لَهُ ذَلِك فَقَالَ لستما بأتاويين ولكنكما فلَان وَفُلَان وأرسلكما أَمِير الْمُؤمنِينَ. الأتاوى مَنْسُوب إِلَى الأتي وَهُوَ الْغَرِيب. وَالْأَصْل أتويّ كَقَوْلِهِم فِي عدي عدوي فزيدت الْألف لِأَن النّسَب بَاب تَغْيِير أَو لإشباع الفتحة كَقَوْلِه بمنتزاح. وَقَوله لَا تهاله. وَمعنى هَذَا النّسَب الْمُبَالغَة كَقَوْلِهِم فِي الْأَحْمَر أحمري وَفِي الْخَارِج خارجي فَكَأَنَّهُ الطارىء من الْبِلَاد الشاسعة. قَالَ ... يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ ... هَيْهَاتِ عَن مُصْبَحها هَيْهَاتِ
هيهاتِ حَجْرٌ مِن صنبعات ... عبد الرَّحْمَن إِن رجلا أَتَاهُ فَرَآهُ يؤَتِّي المَاء فِي أَرض لَهُ. أَي يطرِّقُ لَهُ ويسهل مجْرَاه وَهُوَ يفل من الْإِتْيَان.(1/21)
إتب النَّخعِيّ إِن جَارِيَة لَهُ قَالَ لَهَا كَثِيرَة زنت فجلدها خمسين وَعَلَيْهَا إتب لَهَا وَإِزَار. هُوَ البقيرة وَهِي بردة تبقر أَي تُشق فتلبس بِلَا كمين وَلَا جيب.
الْهمزَة مَعَ الثَّاء
أثل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي وَصِيّ الْيَتِيم يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا. أَي غير متخذ إِيَّاه لنَفسِهِ أثلة أَي أصلا كَقَوْلِهِم تديرت الْمَكَان إِذا اتخذته دَارا لَك وتبنيته وتسريتها وتوسدت ساعدي. وَمِنْه حَدِيث عمر إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره فِي أرضه بِخَيْبَر أَن يحبس أَصْلهَا ويجعلها صَدَقَة فَاشْترط فَقَالَ وَلمن وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا ويؤكل صديقا غير متأثل وروى غير مُتَمَوّل.
أثر خطب فِي حجَّته أَو فِي عَام الْفَتْح فَقَالَ أَلا إِن كل دمٍ ومالٍ ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهِيَ تَحت قدمي هَاتين مِنْهَا دم ربيعَة بن الْحَارِث إِلَّا سدانة الْكَعْبَة وسقاية الْحَاج. المأثرة واحة المآثر وَهِي المكارم الَّتِي تُؤثر أَي تروي يَعْنِي مَا كَانُوا يتفاخرون بِهِ من الْأَنْسَاب وَغير ذَلِك من مفاخر أهل الْجَاهِلِيَّة. سدانة الْكَعْبَة خدمتها وَكَانَت هِيَ واللواء فِي بني عبد الدَّار والسقاية والرفادة إِلَى هَاشم فأُقرَّ ذَلِك فِي الْإِسْلَام على حَاله. وَإِنَّمَا ذكر أحد الشَّيْئَيْنِ دون قرينه أَعنِي السدَانَة دون اللِّوَاء والسقاية دون الرفادة لِأَنَّهُمَا لَا يفترقان وَلَا يَخْلُو أَحدهمَا من صَاحبه فَكَانَ ذكر الْوَاحِد متضمنا لذكر الثَّانِي. وَهَذَا اسْتثِْنَاء من المآثر وَإِن احتوى الْعَطف على ثَلَاثَة أَشْيَاء. وَنَظِير قَوْلك جَاءَتْنِي بَنو ضبة وَبَنُو الْحَارِث وَبَنُو عبس إِلَّا قيس بن زُهَيْر. وَذَلِكَ لِأَن الْمَعْنى يَدعُوهُ إِلَى مُتَعَلّقه. قَوْله تَحت قدمي عبارَة عَن الإهدار والإبطال يَقُول الموادع لصَاحبه(1/22)
اجْعَل مَا سلف تَحت قَدَمَيْك يُرِيد طأ عَلَيْهِ واقمعه. الضَّمِير فِي مِنْهَا يرجع إِلَى معنى كل كَقَوْلِه تَعَالَى {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} . وَكَذَلِكَ الضَّمِير فِي كَانَت وَفِي قَوْله فَهِيَ. فَإِن قلت هَل يجوز أَن يكون لفظ كَانَت صفة للَّذي أُضيف إِلَيْهِ كل وللمعطوفين عَلَيْهِ فيستكن فِيهِ ضميرها قلت لَا وَالْمَانِع مِنْهُ أَن الْفَاء وَقع فِي الْخَبَر لِمَعْنى الْجَزَاء الَّذِي تتضمنه النكرَة الَّذِي هُوَ كل وَحقه أَن يكون مَوْصُوفا بِالْفِعْلِ فَلَو قَطعنَا عَنهُ كَانَت لم يصلح لِأَن يَقع الْفَاء فِي خَبره فَكَانَت إِذن فِي مَحل النصب على أَنه صفة كل وكائن فِي ضَمِيره وَفِيه دَلِيل على أَن إنَّ لَا يُبطل معنى الْجَزَاء بِدُخُولِهِ على الْأَسْمَاء المتضمنة لِمَعْنى الشَّرْط. أبطل الدِّمَاء الَّتِي كَانَ يطْلب بهَا بَعضهم بَعْضًا فيدوم بَينهم التغاور والتناجز وَالْأَمْوَال الَّتِي كَانُوا يستحلونها بعقود فَاسِدَة وَهِي عُقُود رَبًّا فِي الْإِسْلَام والمفاخر الَّتِي كَانَت ينْتج مِنْهَا كل شَرّ وخصومة وتهاج وتعاد. وَأما دم ربيعَة فقد قُتل لَهُ ابْن صَغِير فِي الْجَاهِلِيَّة فأضاف إِلَيْهِ الدَّم لِأَنَّهُ وليه وَرَبِيعَة هَذَا عَاشَ إِلَى أَيَّام عمر. [وَفِي الحَدِيث] من سرَّة أَن يبسط الله فِي رزقه وينسأ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه وَقيل هُوَ الْأَجَل لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر وَاسْتشْهدَ بقول كَعْب ... واَلمرْءُ مَا عَاشَ ممدودٌ لَهُ أَمَلٌ ... لَا يَنْتَهِي العمْرُ حتَّى يَنْتَهِي الأثَرُ. وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى إِن الله يبقي أثر وَاصل الرَّحِم فِي الدُّنْيَا طَويلا فَلَا يضمحل سَرِيعا كَمَا يضمحل أثر قَاطع الرَّحِم. عمر رَضِي الله عَنهُ سَمعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحلف بِأَبِيهِ فَنَهَاهُ قَالَ فَمَا حَلَفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثراً. من آثر الحَدِيث إِذا رَوَاهُ أَي مَا تلفظت بِالْكَلِمَةِ الَّتِي هِيَ بِأبي لَا ذَاكِرًا(1/23)
لَهَا بلساني ذكرا مُجَردا من عَزِيمَة الْقلب وَلَا مجبرا عَن غَيْرِي بِأَنَّهُ تكلم بهَا مُبَالغَة فِي تصوني وتحفظي مِنْهَا. وَإِنَّمَا قَالَ حَلَفت وَلَيْسَ الذّكر الْمُجَرّد وَلَا الْإِخْبَار بِحلف حلفا لِأَنَّهُ لافظ بِمَا يلفظ بِهِ الْحَالِف.
إِثْم الْحسن رَحمَه الله مَا علمنَا أحدا مِنْهُم ترك الصَّلَاة على أحد من أهل الْقبْلَة تأثماً. أَي تجنباً للإثم وَمثله التحوّب والتحرّج والتهجّد. من الأثام فِي (شب) . وأثرته فِي (كل) . فجلد بأثكول النّخل فِي (حب) . لآثين بك فِي (تب) . الأثل فِي (زخ) .
الْهمزَة مَعَ الْجِيم
إجار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَات على إجارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يرد قَدَمَيْهِ فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة وَمن ركب الْبَحْر إِذا التجَّ وروى ارتجَّ فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة. أَو قَالَ فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه. الإجَّار السَّطْح. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ظَهرت على إجَّارٍ لحفصة فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا على حَاجته مُسْتَقْبلا بَيت الْمُقَدّس مستدبراً الْكَعْبَة. وَكَذَلِكَ الإنجاز. وَجَاء فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَتلقى النَّاس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السُّوق وعَلى الأناجير. مَا يردُّ قَدَمَيْهِ أَي لم يحوَّط بِمَا يمْنَع من الزليل والسقوط. الذِّمَّة الْعَهْد كَأَن الْكل أحد من الله ذمَّة بالكلاءة فَإِذا ألْقى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة فقد خذلته ذمَّة الله وتبرأت مِنْهُ.(1/24)
التجَّ من اللجة وارتجَّ من الرجَّة وَهِي صَوت الحركه. وارتجَّ زخر وأطبق بأمواجه قَالَ ... فِي ظُلْمَةٍ من بعيد القعر مرتاج ...
أجم أَرَادَ أَن يُصَلِّي على جَنَازَة رجل فَجَاءَت امْرَأَة مَعهَا مجمر فَمَا زَالَ يَصِيح بهَا حَتَّى تَوَارَتْ بآجام الْمَدِينَة. هِيَ الْحُصُون الْوَاحِد أجم سمي بذلك لمَنعه المتحصن بِهِ من تسلط الْعَدو. وَمِنْه الأجمة لكَونهَا ممنَّعة. وأجم الطَّعَام امْتنع مِنْهُ كَرَاهِيَة. وَكَذَلِكَ الأطم لقَولهم بِهِ إطام وَهُوَ احتباس الْبَطن ولالتقائهما قَالُوا تأطم عَلَيْهِ وتأجم إِذا قوى غَضَبه.
أجر قَالَ لَهُ رجل إِنِّي أعمل الْعَمَل أُسرّه فَإِذا اطّلِع عَلَيْهِ سرني. فَقَالَ لَك أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة. عرف مِنْهُ أَن مسرته بالاطلاع على سره لأجل أَن يقْتَدى بِهِ فَلهَذَا بشره بالأجرين. أُسره فِي مَحل النصب على الْحَال أَي مسرا لَهُ.
أجل مكحوا رَحمَه الله كُنَّا مرابطين بالسَّاحل فتأجل متأجل وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وَقد أصَاب النَّاس طاعون فَمَا صلينَا الْمغرب وَوضعت الْجَفْنَة قعد الرجل وهم يَأْكُلُون فخرق. أَي سَأَلَ أَن يُضرب لَهُ أجل وَيُؤذن لَهُ فِي الرُّجُوع إِلَى أَهله فَهُوَ بِمَعْنى استأجل كَمَا قيل تعجّل بِمَعْنى استعجل. خَرِق سقط مَيتا وأصل الخَرِق أَن يبهت لمفاجأة الْفَزع. فِي الحَدِيث فِي الْأَضَاحِي كلوا وادَّخروا وأتجروا.(1/25)
أَي اتَّخذُوا الْأجر لأنفسكم بِالصَّدَقَةِ مِنْهَا وَهُوَ من بَاب اشتواء والاذِّباح. وَاتَّجرُوا على الْإِدْغَام خطأ لِأَن الْهمزَة لَا تُدغم فِي التَّاء وَقد غُلط من قَرَأَ الَّذِي اتُّمن وَقَوْلهمْ اتَّزر عاميّ والفصحاء على ائتزر. وَأما مَا رُوِيَ أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته فَقَالَ من يتَّجر فَيقوم فَيصَلي مَعَه. فوجهه إِن صحّت الرِّوَايَة أَن يكون من التِّجَارَة لِأَنَّهُ يَشْتَرِي بِعَمَلِهِ المثوبة وَهَذَا الْمَعْنى يعضده مَوَاضِع فِي التَّنْزِيل والأثر وَكَلَام الْعَرَب. فَخرج بهَا يؤجُّ فِي (دو) . ارتوى من آجن فِي (ذمّ) . أجم النِّسَاء فِي (أَثم) . ترمض فِيهِ الْآجَال فِي (رص) . أَجنك فِي (جلّ) . أَجل فِي (ذُقْ) .
الْهمزَة مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسعد بن أبي وَقاص وَرَآهُ يومىء بِأُصْبُعَيْهِ
أحد أَحِّدْ أَحِّدْ. أَرَادَ وَحِّد فَقلب الْوَاو بِهَمْزَة كَمَا قيل أحد وأُحاد وَإِحْدَى فقد تلعَّب بهَا الْقلب مَضْمُومَة ومكسورة ومفتوحة. وَالْمعْنَى أشر بإصبع وَاحِدَة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئل عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ آخر فَقَالَ إِحْدَى من سبع يَصُوم شَهْرَيْن ويُطعم مِسْكينا. أَرَادَ أَن هَذِه الْمَسْأَلَة فِي صعوبتها واعتياصها داهية فَجَعلهَا كواحدة من ليَالِي عَاد السَّبع الَّتِي ضُربت مثلا فِي الشدَّة. تَقول الْعَرَب فِي الْأَمر المتفاقم إِحْدَى الإحد وَإِحْدَى من سبع.
إحْنَة فِي الحَدِيث فِي صَدره إِحنة على أَخِيه.(1/26)
هِيَ الحقد قَالَ ... مَتى يَكُ فِي صَدْرِ ابْن عَمِّكَ إِحْنَةٌ ... فَلَا تَسْتَثِرْها سَوف يَبْدُو دفينها ...
أحن وأحن عَلَيْهِ يأحن وَلَعَلَّ همزتها عَن وَاو فقد جَاءَ وحن بِمَعْنى ضغن. قَالَ أَبُو تُرَاب قَالَ الْفراء وحن عَلَيْهِ وأحن أَي حقد. وَعَن اللحياني وحن عَلَيْهِ وحنة أَي أحن إحْنَة وَأما مَا حكى عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ كُنَّا نظن أَن الطرماح شَيْء حَتَّى قَالَ ... وأَكره أَن يعيبَ عليّ قومِي ... هجائي الأرذلين ذَوي الحنات ... فاسترذال مِنْهُ لَو حن وَقَضَاء على الْهمزَة بالإصالة أَو برفض الْوَاو فِي الِاسْتِعْمَال. أحد أحد فِي (شب) .
الْهمزَة مَعَ الْخَاء
أَخ عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَخِي السرَار لَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ. أَي كلَاما كَمثل المسارة وَشبههَا لخفض صَوته. قَالَ امرىء الْقَيْس ... عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا حَمَاةَ وسَيْرُنا ... أَخُو الجَهْد ِلا نلوي عَلَى مَنْ تَعَذَّرَا ... وَيجوز فِي غير هَذَا الْموضع أَن يُراد بأخي السرَار الجهار كَمَا تَقول الْعَرَب عرفت فلَانا بأخي الشَّرّ يعنون الْخَيْر وبأخي الْخَيْر يُرِيدُونَ بِالشَّرِّ. وَلَو أُريد بأخي السرَار المُسار كَانَ وَجها وَالْكَاف على هَذَا فِي مَحل النصب على الْحَال وعَلى الأول هِيَ صفة الْمصدر الْمَحْذُوف وَالضَّمِير فِي لَا يسمعهُ يرجع إِلَى الْكَاف إِذا جُعلت صفة للمصدر. وَلَا يسمعهُ مَنْصُوب الْمحل بِمَنْزِلَة الْكَاف على الوصفية وَإِذا جعلت حَالا كَا الضَّمِير لَهَا أَيْضا إِلَّا أَنه قُدِّر مُضَاف مَحْذُوف كَقَوْلِك يسمع صَوته فَحذف الصَّوْت وأقيم(1/27)
الضَّمِير مقَامه وَلَا يجوز أَن يَجْعَل لَا يسمعهُ حَالا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَن الْمَعْنى يصير خلفا.
أَخذ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا جاءتها امْرَأَة فَقَالَت أُؤخِّذُ جملي فَلم تفطن لَهَا حَتَّى فُطِّنت فَأمرت بإخراجها وَرُوِيَ أَنَّهَا قَالَت أأقيد جملي فَقَالَت نعم. فَقَالَت أأقيد جملي فَلَمَّا علمت مَا تُرِيدُ قَالَت وَجْهي من وَجهك حرَام. جعلت تَأْخُذ الْجمل وَهُوَ الْمُبَالغَة فِي أَخذه وَضَبطه مجَازًا عَن الاحتيال لزَوجهَا بحيل من السحر تَمنعهُ بهَا عَن غَيرهَا وَيُقَال لفلانة أُخذة تُؤخذ بهَا الرِّجَال عَن النِّسَاء. حرَام أَي مَمْنُوع من لِقَائِه تَعْنِي أَنِّي لَا أَلْقَاك أبدا. مَسْرُوق رَحمَه الله مَا شبهت أَصْحَاب مُحَمَّد إِلَّا الإخاذ تَكْفِي الإخاذة الرَّاكِب وتكفي الإخاذة الراكبين وتكفي الإخاذة الفئام من النَّاس. هِيَ المستنقع الَّذِي يَأْخُذ مَاء السَّمَاء. وَسمي مساكة لِأَنَّهَا تُمسكه وتنهيه ونهيا لِأَنَّهَا تنهاه أَي تحبسه وتمنعه من الجري وحاجرا لِأَنَّهُ يحجره وحائراً لِأَنَّهُ يحار فِيهِ فَلَا يدْرِي كَيفَ يجْرِي. قَالَ عدي ... فاضَ فِيهِ مِثْل العُهُونِ من الرَّوْ ... ضِ وَمَا ضَنَّ بالإخَاذِ غُدُرْ ... وَفِي بعض الحَدِيث وَكَانَ فِيهَا إخاذات أَمْسَكت المَاء. يُقَال شبهت الشَّيْء بالشَّيْء ويعدي أَيْضا إِلَى مفعولين فَيُقَال شبهته كَذَا وَعَلِيهِ ورد الحَدِيث. الفِئام الْجَمَاعَة الَّتِي فِيهَا كَثْرَة وسعة من قَوْلهم للهودج الَّذِي فُئم أَسْفَله أَي وسع وللأرض الواسعة الفئام. والمفام من الرّحال الْوَاسِع الْمَزِيد فِيهِ بنيقتان وَمن الرِّجَال الْوَاسِع الْجوف. أَرَادَ تفاضلهم فِي الْعُلُوم والمناقب.(1/28)
فِي الحَدِيث لَا تجْعَلُوا ظهوركم كأخايا الدَّوَابّ. هِيَ جمع آخية وَهِي قِطْعَة حَبل تُدفن طرفاها فِي الأَرْض فتظهر مقل العروة فتشد إِلَيْهَا الدَّابَّة وَتسَمى الآري والإدرون وَهَذَا الْجمع على خلاف بنائها كَقَوْلِهِم فِي جمع لَيْلَة لَيَال. وَجَمعهَا القياسي أواخي كأواري. وَقِيَاس وَاحِد الأخايا أخية كألية وألايا كَمَا أَن قِيَاس وَاحِد اللَّيَالِي ليلاة. أَرَادَ تقوسوها فِي الصَّلَاة حَتَّى تصير كهذه العُرى. جَوف اللَّيْل الآخر فِي سم.
الْهمزَة مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْمُغِيرَة بن شُعْبَة رَضِي الله عَنهُ وخطب امْرَأَة لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا.
الْأدم الْأدم والإيدام الْإِصْلَاح والتوفيق. من أَدَم الطَّعَام وَهُوَ إِصْلَاحه بالإدام وَجعله الْأدم مُوَافقا للطعام. لَو هَذِه فِي معنى لَيْت وَالَّذِي لَاقَى بَينهمَا أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي معنى التَّقْدِير. وَمن ثمَّ أجيبت بِالْفَاءِ كَأَنَّهُ قيل ليتك نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ وَالْغَرَض الْحَث على النّظر. وَمثله قَوْلهم لَو تَأتِينِي فتحدثني على معنى ليتك تَأتِينِي فتحدثني. وَالْهَاء فِي قَوْله فَإِنَّهُ رَاجِعَة إِلَى الْمصدر نظرت كَقَوْلِهِم من أحسن كَانَ خيرا لَهُ. وَقَوله أَن يُؤْدم أَصله بِأَن يُؤْدم فحذفت الْبَاء وحذفها مَعَ أنْ وأنّ كثير. وَالْمعْنَى فَإِن النّظر أولى بالإصلاح وإيقاع الأُلفة والوفاق بَيْنكُمَا وَيجوز أَن تكون الْهَاء ضمير الشَّأْن. وَأَحْرَى أَن يُؤْدم جملَة فِي مَوضِع خبر أَن. نعم الإدام الْخلّ. هُوَ اسْم لكل مَا يؤتدم بِهِ ويصطبغ وَحَقِيقَته مَا يُؤْدم بِهِ الطَّعَام أَي(1/29)
01 - يُصلح وَهَذَا الْبناء يَجِيء لما يُفعل بِهِ كثيرا كَقَوْلِك الرِّكاب لما يركب بِهِ والحزام لما يحزم بِهِ ونظائره جمَّة. لما خرج إِلَى مَكَّة عرض لَهُ رجل فَقَالَ إِن كنت تُرِيدُ النِّسَاء الْبيض والنوق الْأدم فَعَلَيْك ببني مُدْلِج. فَقَالَ إِن الله منع من بني مُدْلِج لصلتها الرَّحِم وطعنهم فِي ألباب الْإِبِل وروى لبات. الأدمة فِي الْإِبِل الْبيَاض مَعَ سَواد المقلتين. عَلَيْك من أَسمَاء الْفِعْل يُقَال عَلَيْك زيدا أَي الزمه وَعَلَيْك بِهِ أَي خُذ بِهِ وَالْمرَاد هَاهُنَا أوقع ببني مُدْلِج. الْأَلْبَاب جمع لبب وَهُوَ المنحر واللبة مثله وَقيل جمع لب وَهُوَ الْخَالِص يَعْنِي أَنهم ينحرون خَالِصَة إبلهم وكرائها. وَيجوز أَن يكون جمع لبة على تَقْدِير حذف التَّاء كَقَوْلِهِم فِي جمع بدرة بدر وَشدَّة أَشد. وَصفهم بِالْكَرمِ وصلَة الرَّحِم وَأَنَّهُمْ بِهَاتَيْنِ الخصلتين استوجبوا الْإِمْسَاك عَن الْإِيقَاع بهم. لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ سنح لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله مَا لقِيت بعْدك من الإدد والأود وروى من اللدد
إدد أود والإدة الداهية وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى {لقد جئتمُ شَيْئاً إدّا} . والأود العوج واللدد الْخُصُومَة. مَا لقِيت بعْدك يُرِيد أَي شَيْء لقِيت على معنى التَّعَجُّب كَقَوْلِه ... يَا جارتَا مَا أنتِ جارهْ ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله فتعلَّموا من مأدبته وروى مأدبة الله فَمن دخل فِيهَا فَهُوَ آمن.(1/30)
المأدبة مصدر بِمَنْزِلَة الْأَدَب وَهُوَ الدُّعَاء إِلَى الطَّعَام كالمعتبة بِمَعْنى العتب. وَأما المأدبة فاسم للصنيع نَفسه كالوكيرة والوليمة. وَشبههَا سِيبَوَيْهٍ بالمسربة وغرضه أَنَّهَا لَيست كمَفْعَلة ومَفْعلة فِي كَونهمَا بناءين للمصادر والظروف. وَفِي حَدِيث كَعْب رَحمَه الله إِنَّه ذكر ملحمة للروم فَقَالَ وَالله مأدبة من لُحُوم الرّوم بمروج عكَّاء. أَي ضِيَافَة للسباع. وعكاء مَوضِع. فِي الحَدِيث يُوشك أَن يخرج جَيش من قبل الْمشرق آدى شَيْء وأعده أَمِيرهمْ رجل طوال أدلم أبرج. آدي وَأعد من الأداة وَالْعدة أَي أكمل شَيْء أَدَاة وأتمه عدَّة وهما مبنيان من فِعْلٍ على تَقْدِير فَعُل وَإِن كَانَ غير مُسْتَعْمل كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْلهم مَا أشهاها بِمَعْنى مَا أفضلهَا فِي كَونهَا مشتهاة إِنَّه على تَقْدِير فعل وَإِن لم يُستعمل. وَيجوز أَن يكون من قَوْلك رجل مؤد أَي كَامِل الأدوات. أَو من استعد على حذف الزَّوَائِد كَقَوْلِهِم هُوَ أَعْطَاهُم للدينار وَالدِّرْهَم. وَهُوَ آداهم للأمانة. وَيجوز أَن يكون الأَصْل آيد شَيْء وأعتده فَقيل آدى على الْقلب كَقَوْلِهِم شَاك فِي شائك شائك. وأعدّ على الْإِدْغَام كَقَوْلِهِم ودّ فِي وتد. الطوَال البليغ فِي الطول والطوال أبلغ مِنْهُ.
أدلم الأدلم الْأسود وَمِنْه سمى الأرتدج بالأدلم. الأبرج الْوَاسِع الْعين الَّذِي أحدق بَيَاض مقلتيه بسوادها كُله لَا يغيب مِنْهُ شَيْء وَمِنْه التبرج وَهُوَ إِظْهَار الْمَرْأَة محاسنها. وسفينة بارجة لَا غطاء عَلَيْهَا.
أدف فِي الأُداف الدِّيَة كَامِلَة. هُوَ الذّكر. فُعال من ودف إِذا قطر وقلبُ الْوَاو المضمومة همزَة قِيَاس مطرد. قَالَ(1/31)
.. أولجت فِي كعبثها الأُدَافَا ... مِثْلَ الذِّرَاعِ يَمْتَرى النِّطَافَا ... ويروى الأُذاف بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة من وذف بِمَعْنى قطر أَيْضا. كَامِلَة نصب على الْحَال وَالْعَامِل فِيهَا مَا فِي الظّرْف من معنى الْفِعْل والظرف مُسْتَقر وَيجوز أَن تُرفع على أَنَّهَا خبر وَيبقى الظّرْف لَغوا آدمة فِي (قر) . أدبه فِي (نج) . فاستألها فِي (سو.) مؤدون فِي (قو) (آدم) فِي (هَب) و (زه) .
الْهمزَة مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ.
أذن وَالْأُذن الِاسْتِمَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} . وَقَالَ عدي ... فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَيْخُ لَهُ ... وحَدِيثٍ مثْلِ ماذِيٍّ مُشَار ... المُرَاد بالتغني تحزين الْقِرَاءَة وترقيقها. وَمِنْه الحَدِيث زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ. وَعَن عبد الله بن الْمُغَفَّل رَضِي الله عَنهُ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ سُورَة الْفَتْح. فَقَالَ لَوْلَا أَن يجْتَمع النَّاس علينا لحكيت تِلْكَ الْقِرَاءَة وَقد رجَّع. وَالْمعْنَى بِهَذَا الِاسْتِمَاع الِاعْتِدَاد بِقِرَاءَة النَّبِي وإبانة مزيتها وشرفها عِنْده. وَمِنْه قَوْلهم الْأَمِير يسمع كَلَام فلَان يعنون أَن لَهُ عِنْده وزنا وموءقعا حسنا.
أَذَى فِي الحَدِيث كل مُؤذن فِي النَّار. يُرِيد أَن كل مَا يُؤْذِي من الحشرات وَالسِّبَاع وَغَيرهَا يكون فِي نَار جَهَنَّم عُقُوبَة لأَهْلهَا. وَقيل هُوَ وَعِيد لمن يُؤذي النَّاس. وَأما الْأَذَى فِي قَوْله الْإِيمَان نَيف وَسَبْعُونَ دَرَجَة أدناها إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق فَهُوَ الشوك وَالْحجر وكل مَا يُؤْذِي المسالك. وَفِي قَوْله فِي الصَّبِي أميطوا الْأَذَى عَنهُ هُوَ الْعَقِيقَة تحلق عَنهُ بعد أُسْبُوع. بَين الأذانين فِي (قر) . الأذربيّ فِي (بر) .(1/32)
الْهمزَة مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتي بكتف مُؤَرَّبة فَأكلهَا وَصلى وَلم يتَوَضَّأ. هِيَ الموفَّرَة الَّتِي لم يُؤخذ شَيْء من لَحمهَا فَهِيَ متلبسة بِمَا عَلَيْهَا من اللَّحْم متعقدة بِهِ
أرب من أربت الْعقْدَة إِذا أُحكمت شدّها. من النَّاس من يُوجب الْوضُوء بِأَكْل مَا مسته النَّار وَعَن أهل الْمَدِينَة أَنهم كَانُوا يرَوْنَ هَذَا الرَّأْي وَهَذَا الحَدِيث وأشباهه ردٌّ عَلَيْهِم. إِن الْإِسْلَام ليأرز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها. أَي تنضوي إِلَيْهِ وتنضم وَمِنْه الأروز للبخيل المنقبض.
أرز وَعَن أبي الْأسود الدؤَلِي إِن فلَانا إِذا سُئل أرز وَإِذا دُعي انتهز وروى اهتز. قَالَ يزِيد بن شَيبَان أَتَانَا ابْن مربع الْأنْصَارِيّ وَنحن وقُوف بالموقف بمكانٍ يباعده عَمْرو فَقَالَ أَنا رسولِ الله إِلَيْكُم اثبتوا على مشاعركم هَذِه فَإِنَّكُم على إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم.
أرث هُوَ الْمِيرَاث وهمزته عَن وَاو كإشاح وإسادة وَهَذَا قِيَاس عِنْد الْمَازِني. من للتبيين مثلهَا فِي قَوْله تَعَالَى {فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان} . المشاعر مَوضِع النّسك لِأَنَّهَا معالم الْحَج. أَتَى بِلَبن إبل أوارك وَهُوَ بِعَرَفَة فَشرب مِنْهُ أَتَاهُ بِهِ الْعَبَّاس.
أَرَاك أرَكَت الإبِلُ تَأْرِك وتَأْرُك أَقَامَت فِي الْأَرَاك فُعِل ذَلِك ليعلم أصائم هُوَ أم مفطر. وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا حججْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يصمه وَمَعَ عُثْمَان فَلم يصمه وَأَنا لَا أصومه وَلَا آمُر بصيامه وَلَا أنهِي عَنهُ. اشْتَكَى إِلَيْهِ رجل امْرَأَته فَقَالَ اللَّهُمَّ أرِّ بَينهمَا وروى أَنه دَعَا بِهَذَا الدُّعَاء لعلى وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام.(1/33)
أرى التأرية التثبيت والتمكين. وَمِنْه الآري. وَتقول الْعَرَب أرِّ لفرسك وأوكد لَهُ أَي اشْدُد لَهُ آربا فِي الأَرْض وَهُوَ الْمحبس من وتد أَو قِطْعَة حَبل مدفونة. وَالْمعْنَى الدُّعَاء بثبات الود بَينهمَا. قَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله دُلني على عمل يدخلني الْجنَّة. فَقَالَ أرب مَاله تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وَتصل الرَّحِم وروى أَرِبٌ مَاله
أرب قيل فِي أرب هُوَ دُعَاء بالافتقار من الأرب وَهُوَ الْحَاجة وَقيل هُوَ دُعَاء بتساقط الْآرَاب وَهِي الْأَعْضَاء. وَمَاله بِمَعْنى مَا خطبه وَفِيه وَجه آخر لطيف وَهُوَ أَن يكون أرب مِمَّا حَكَاهُ أَبُو يزِيد من قَوْلهم أرِب الرجل إِذا تشدد وتحكّر من تأريب الْعقْدَة ثمَّ يتَأَوَّل بِمَنْع لِأَن الْبُخْل منع فيعدى تعديته فَيصير الْمَعْنى منع. مَاله دُعَاء عَلَيْهِ بلصوق عَار البخلاء بِهِ ودخولهم لَهُ فِي غمار اللثام على طَريقَة طباع الْعَرَب كَقَوْل الأشتر ... بًقَّيت وَفْرى وانحرفتُ عَن العُلاَ ... ولقِيتُ أضيافي بوجْهِ عَبُوس ... وَكَذَلِكَ حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِن الْحَارِث بن أَوْس سَأَلَهُ عَن الْمَرْأَة تَطوف بِالْبَيْتِ ثمَّ تنفر من غير أَن أَزِف طواف الصَّدْر إِذا كَانَت حَائِضًا. فأفتاه أَن يفعل ذَلِك فَقَالَ الْحَارِث كَذَلِك أفتاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ عمر لأربت عَن ذِي يَديك. وروى أربت من [ذِي] يَديك أتسألني وَقد سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كي أخالفه وَمَعْنَاهُ منعت عَمَّا يصحب يَديك وَهُوَ مَاله. وَمعنى أربت من يَديك نَشأ بخلك من يَديك وَالْأَصْل فِيمَا جَاءَ فِي كَلَامهم من هَذِه الْأَدْعِيَة الَّتِي هِيَ قَاتلك الله وأخزاك الله وَلَا درّ دَرك وتربت يداك وأشباهها.(1/34)
وهم يُرِيدُونَ الْمَدْح المفرط والتعجب للإشعار بِأَن فعل الرجل أَو قَوْله بالغٌ من الندرة والغرابة الْمبلغ الَّذِي لسامعه أَن يحسده وينافسه حَتَّى يَدْعُو عَلَيْهِ تضجرا أَو تحسرا ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى اسْتعْمل فِي كل مَوضِع استعجاب وَمَا نَحن فِيهِ متمحض للتعجب فَقَط. ولتغيّر معنى قَاتله الله عَن أصل مَوْضُوعه غيروا لَفْظَة فَقَالُوا فاتعه الله وكاتعه. وَيجوز أَن يكون على قَول من فسر أَرِب بافتقر وَأَن يجْرِي مجْرى عدم فيعدّى إِلَى المَال. وَأما أَرِب فَهُوَ الرجل ذُو الْخِبْرَة والفطنة. قَالَ ... يَلُفُّ طَوائِفَ الفرسا ... ن وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ ... وَهُوَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ أرب وَالْمعْنَى أَنه تعجب مِنْهُ أَو أخبر عَنهُ بالفطنة أَولا ثمَّ قَالَ مَاله أَي لِمَ يستفتي فِيمَا هُوَ ظَاهر لكل فًطن ثمَّ الْتفت إِلَيْهِ فَقَالَ تعبد الله فعدد عليهالأشياء الَّتِي كَانَت مَعْلُومَة لَهُ تبكيتاً. وروى أَن رجلا اعْتَرَضَهُ ليسأله فصاح بِهِ النَّاس فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام دعوا الرجل أرب مَاله قيل مَعْنَاهُ احْتَاجَ فَسَأَلَ. ثمَّ قَالَ مَاله أَي مَا خطبه يُصاح بِهِ وروى دَعوه فأَرب مَا لَهُ أَي فحاجة مَاله. وَمَا إبهامية كمثلها فِي قَوْلك أُرِيد شَيْئا مَا. ذكر الْحَيَّات فَقَالَ من خشِي إربهن فَلَيْسَ منا. أَي دهيهن وخبثهن وَمِنْه المواربة وَالْمعْنَى لَيْسَ من جملتنا من يهاب الْإِقْدَام عَلَيْهِنَّ ويتوقى قتلهن كَمَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يدينونه. لَا صِيَام لمن لم يورضة من اللَّيْل.
أَرض أَي لم يهيئه بِالنِّيَّةِ من أرضت الْمَكَان إِذا سويته وَهُوَ من الأَرْض. عَن أبي سُفْيَان بن حَرْب إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى هِرقل من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى هِرقل عَظِيم الرّوم(1/35)
سَلام على من اتبع الْهدى. أما بعد فَإِنِّي أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام أسلم تسلم وَأسلم يوفك الله أجرك مرَّتَيْنِ فَإِن توليت فَإِن عَلَيْك الأريسيين وَيَأْهِلُ الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمةٍ سَوَاء بَيْنكُم الْآيَة. قَالَ أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفرغ من قِرَاءَة الْكتاب كثر عِنْده اللجب وَارْتَفَعت الْأَصْوَات.
أرس الأريس والأريسي الأكار. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أَوْس يأرس أرسا وأرس. وَالْمعْنَى أَن أهل السوادو ماصاقبه كَانُوا أهل فلاحة وهم رعية كسْرَى وَدينهمْ الْمَجُوسِيَّة فَأعلمهُ أَنه إِن لم يُؤمن وَهُوَ من أهل الْكتاب كَانَ عَلَيْهِ إِثْم الْمَجُوس الَّذين لَا كتاب لَهُم. فَلَمَّا قَالَ يَعْنِي الرَّسُول الَّذِي أوصل الْكتاب إِلَيْهِم وقرأه على هِرقل. اللّجب اخْتِلَاط الْأَصْوَات وَأَصله من لجب الْبَحْر وَهُوَ صَوت التطام أمواجه.
أرف إِذا وَقعت الأُرف فَلَا شُفْعَة. هِيَ الْحُدُود. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِنَّه خرج إِلَى وَادي الْقرى وَخرج بالقسام فقسموا على عدد السِّهَام وأعلموا أُرفها وَجعلُوا السِّهَام تجْرِي فَكَانَ لعُثْمَان خطر ولعَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف خطر وَلفُلَان خطر وَلفُلَان نصف خطر. الْخطر النَّصِيب وَلَا يُستعمل إِلَّا فِيمَا لَهُ قدر ومزية يُقَال فلَان خطير فلَان أَي معادله فِي الْمنزلَة. وَفِي الحَدِيث أَي مَال اقتسم وأُرّف عَلَيْهِ فَلَا شُفْعَة فِيهِ. أَي أديرت عَلَيْهِ أُرف. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ أسلم مَوْلَاهُ خرجت مَعَه حَتَّى إِذا كُنَّا بحرة واقم فَإِذا نَار تؤرث بصرار فخرجنا حَتَّى أَتَيْنَا صرار فَقَالَ عمر السَّلَام عَلَيْكُم يأهل الضَّوْء وَكره أَن يَقُول يأهل النَّار أأدنو فَقيل ادن بِخَير أودع قَالَ إِذا هم ركب قد قصر بهم اللَّيْل وَالْبرد والجوع وَإِذا امْرَأَة وصبيان فنكص على عَقِبَيْهِ وَأدبر يُهَرْوِل(1/36)
حَتَّى أَتَى دَار الدَّقِيق فاستخرج عدلا من دَقِيق وَجعل فِيهِ كبة من شَحم ثمَّ حمله حَتَّى أَتَاهُم ثمَّ قَالَ للْمَرْأَة ذرّي وَأَنا أحرلك.
أرث تأريث النَّار إيقادها. صرار بِئْر قديمَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة على طَرِيق الْعرَاق. أَو دع يُرِيد أَو دع الدنو إِن لم يكن خير. وإذاهم هِيَ إِذا المفاجأة. وَهِي اسْم أَي ظرف مَكَان كَأَنَّهُ قَالَ وبحضرته هم ركب وَالْمعْنَى أَنهم فجئوه عِنْد دنوه. قصر بهم حَبسهم عَن السّير. الهرولة سرعَة الشىء. الكبة الجروهق. الذَّر التَّفْرِيق يُقَال ذَر الْحبّ فِي الارض وذر الدَّوَاء فِي الْعين. وَالْمرَاد ذري الدَّقِيق فِي الْقدر. أحُرُّ بِالضَّمِّ أَتَّخِذ حريرة وَهِي حساء من دَقِيق ودسم.
أَرض ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض. هِيَ الرعدة. قَالَ ذُو الرمة ... إذَا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابكها ... أَوْ كانَ صاحبَ أرْض أَوْ بِهِ مُومُ ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقبّل ويباشر وَهُوَ صَائِم وَلكنه كَانَ أملككم لإربه.
أرب والإرب الْحَاجة. وَقيل هُوَ الْعُضْو أَرَادَت بِملكه حَاجته أَو عضوه قمعه لشهوته. عبد الرَّحْمَن بن يزِيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ مُحَمَّد ابْنه قلت لَهُ فِي إمرة الْحجَّاج يَا أَبَة أنغزو فَقَالَ يَا بني لَو كَانَ رَأْي النَّاس مثل رَأْيك مَا أُدي الاريان. هُوَ الْخراج. قَالَ الحيقطان(1/37)
.. وقلتم لَقَاحٌ لَا تؤدِّي إِتاوةً ... وإعطاءُ أَرْيَان من الضّر أيسر. وَكَأن فعلان من التأرية لِأَنَّهُ شَيْء أكد على النَّاس وألزموه. وَقيل الْأَشْبَه بِكَلَام الْعَرَب أَن يكون الأربان بِالْبَاء وَهُوَ الزِّيَادَة على الْحق. يُقَال أربان وعربان.
أرن الشّعبِيّ رَحمَه الله اجْتمع جوَار فأرنّ وأشرن ولعبن الحزقَّة. الأرن النشاط / وَمهر أرن. وَمِنْه قَول زيد بن عدي للنعمان لقد عقدت لَك آخية لَا يحلهَا الْمهْر الأرن. الحزقة لعبة من التحزق وَهُوَ التقبض. عون رَحمَه الله ذكر رجلا فَقَالَ تكلم فَجمع بَين الأروى والنعام.
أروى أَي بَين كلامين متباعدين لِأَن الأروى جبلية والنعام سهلية. وَفِي أمثالهم ... مَا يجمع بَين الأروى والنعام فِي الحَدِيث مؤاربة الأريب جهل وعناء. وَهِي المداهاة والمخاتلة من الإرب وَهُوَ الدهاء والنكر. يُرِيد أَن الْعَاقِل لَا يُخدع.
أرم كَيفَ تبلغك صَلَاتنَا وَقد أرت. قيل مَعْنَاهُ بليت. كَمثل الأرزة فِي (خو) . جعلت عَلَيْهِ آراما فِي (سر) . ذِي أروان فِي (طب) . مس أرنب فِي (غث) . كَمَا تتوقل الأروية فِي (وق) . والأرف تقطع فِي (فح) إربة أربتها فِي (حو) . أرز فِي (هِيَ) . الأرنبة والأرينة فِي (قل) . أرز فِي رى أرن الْكَلَام فِي (جد) .(1/38)
الْهمزَة مَعَ الزَّاي
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي ولجوفه أزيز كأزيز الْمرجل من الْبكاء. وَهُوَ الغليان.
أزز الْمرجل عَن الْأَصْمَعِي كل قدر يُطبخ فِيهَا من حِجَارَة أَو خزف أَو حَدِيد. وَقيل إِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا نُصب فَكَأَنَّهُ أُقيم على أرجل. فِي حَدِيث كسوف الشَّمْس قَالَ فدفعنا إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ بأزز وروى يتأزر وَذكر صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه خطب وَذكر خُرُوج الدَّجَّال وَأَنه يحصر الْمُسلمين فِي بَيت الْمُقَدّس قَالَ فيؤزلون أزلا شَدِيدا. الأزز الامتلاء والتضام. وَعَن أبي الجزل الْأَعرَابِي أتيت السُّوق فَرَأَيْت النِّسَاء أززاً. قيل مَا الأزز قَالَ كأز الرمانة المختشية. يتأزز يتفعل من الأزيز وَهُوَ الغليان أَي يغلي بالقوم لكثرتهم. الْإِحْصَار الْحَبْس. يؤزلون يضيق عَلَيْهِم. يُقَال أزلت الْمَاشِيَة وَالْقَوْم حبستهم وضَّيقت عَلَيْهِم. وأزلوا قحطوا.
أزر فِي حَدِيث المبعث قَالَ لَهُ ورقة بن نَوْفَل إِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزراً. أَي قَوِيا من الأزر وَهُوَ الْقُوَّة والشدة وَمِنْه الْإِزَار لِأَن المؤتزر يشد بِهِ وَسطه ويحكيء صلبه من قَوْله ... فَوْقَ مَنْ أَحْكَأَ صُلْباً بإزار ...(1/39)
وأزرت الرجل شددت عَلَيْهِ الْإِزَار. فَكَأَن المؤزر مستعار من هَذَا وَمَعْنَاهُ المشدود المقوي. قَالَ جواس ... وأيامَ صدق كلَّها قد علمْتُم ... نصرنَا ويم المَرْج نصرا مُؤَزّرا ... قَالَ للْأَنْصَار لَيْلَة الْعقبَة أُبايعكم على أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَائِكُم وأبنائكم. فَأخذ الْبَراء بن معْرور بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لنمنعنك مِمَّا نمْنَع مِنْهُ أُزرنا. كنى عَن النِّسَاء بالأزر كَمَا كنى عَنْهُن باللباس والفرش. وَقيل أَرَادَ نُفُوسهم من قَوْله ... أَلاَ أَبْلِغ أَبَا حَفْص رَسُولا ... فدى لَك من أخي ثِقَة إِزَارِي ... وَهَذَا كَمَا قيل فِي قَول ليلى ... رَمَوْها بأَثوابٍ خفاف فلَنْ تَرَى ... لَهَا شبها إِلَّا النَّعامَ المنفَّرا ... أَرَادَت النُّفُوس. كَانَ إِذا دخل الْعشْر الْأَوَاخِر أيقظ أَهله وَشد المئزر وروى وَرفع المئزر. أَي أيقظهم للصَّلَاة وَاعْتَزل النِّسَاء فَجعل شدّ الْإِزَار كِنَايَة عَن الاعتزال كَمَا يُجعل حلّه كِنَايَة عَن ضد ذَلِك. قَالَ الأخطل ... قومٌ إِذا حاربُوا شَدُّوا مَآزرهم ... دون النساءِ وَلَو باتت بأطْهَار ... وَيجوز أَن يُرَاد تشميره لِلْعِبَادَةِ وَمن شَأْن المشمر المنكمش أَن يقلص إزَاره وَيرْفَع أَطْرَافه ويشدها. وَقد كثر هَذَا فِي كَلَامهم حَتَّى قَالَ الراجز فِي وصف حمَار وحشٍ ورد مَاء ... شَدَّ على أَمْرِ الورُودِ مِئزَرَهْ ... لَيْلاً وَمَا نَادَى أَذِينُ اَلمَدَرَهْ ... اخْتلف من كَانَ قبلنَا على ثِنْتَيْنِ وَسبعين فرقة نجا مِنْهَا ثَلَاث وَهلك سائرها فرقة(1/40)
آزت الْمُلُوك وقاتلتهم على دين الله وَدين عِيسَى حَتَّى قُتلوا. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك فأقاموا بَين ظهراني قَومهمْ فدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فَأَخَذتهم الْمُلُوك فقتلتهم وقطعتهم بالمناشير. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك وَلَا بِأَن يقيموا بَين ظهراني قَومهمْ فيدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فساحوا فِي الْجبَال وترهبوا وهم الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فيهم {ورهبانية ابتدعوها}
آزاه المؤازاة المقامة من قَوْلك هُوَ إزاء مَال أَي قَائِم بِهِ. سائرها بَاقِيهَا اسْم فَاعل من سأر إِذا بَقِي وَمِنْه السؤر. وَهَذَا مِمَّا تغلط فِيهِ الْخَاصَّة فتضعه مَوضِع الْجَمِيع. أَقَامَ فلَان بَين أظهر قومه وظهرانيهم أَي أَقَامَ بَينهم. وإقحام الْأَظْهر وَهُوَ جمع ظهر على معنى أَن إِقَامَته فيهم على سَبِيل الِاسْتِظْهَار بهم والاستناد إِلَيْهِم. وَأما ظهرانيهم فقد زيدت فِيهِ الْألف وَالنُّون على ظهر عِنْد النِّسْبَة للتَّأْكِيد كَقَوْلِهِم فِي الرجل الْعُيُون نفساني وَهُوَ نِسْبَة إِلَى النَّفس بِمَعْنى الْعين والصيدلاني والصيدناني منسوبان إِلَى الصيدل والصيدن وهما أصُول الْأَشْيَاء وجواهرها فألحقوا الْألف وَالنُّون عَن النِّسْبَة للْمُبَالَغَة وَكَأن معنى التَّثْنِيَة أَن ظهرا مِنْهُم قدامَة وَآخر وَرَاءه فَهُوَ مكنوف من جانبيه وَهَذَا أَصله ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي الْإِقَامَة بَين الْقَوْم مُطلقًا وَإِن لم يكن مكنوفا. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَ للْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة لقد نصرتم وآزرتم وآسيتم. أَي عاونتم وقوّيتم. آسيتم وافقتم وتابعتم من الأسوة وَهِي الْقدْوَة. نظرت يَوْم أُحد إِلَى حَلقَة درع قد نشبت فِي جبين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانكببت لأنزعها فأقسم عَليّ أَبُو عُبَيْدَة فأزم بهَا بثنيته فجذبها جذباً رَفِيقًا. الأزم والأرم العض. يُقَال للأسنان الأُزَّم والأُرّم.(1/41)
عمر رَضِي الله عَنهُ سَأَلَ الْحَارِث بن كلدة مَا الدَّوَاء فَقَالَ الأَزم. هُوَ الحمية وَمِنْه الأزمة من المجاعة والإمساك عَن الطَّعَام. فأَزم الْقَوْم فِي (حف) . عَام أزبة فِي (صف) . مؤزلة فِي (صب) . أزب فِي (ول) . أزلّكُم فِي (ال) . متزر فِي (كس) . بِإِزَاءِ الْحَوْض فِي (شب) . إزر صاحبنا فِي (حش) . فأزم عَلَيْهَا فِي (هت) .
الْهمزَة مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن موت الْفُجَاءَة. فَقَالَ رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ.
أَسف أَي أَخْذَة سخط من قَوْله تَعَالَى {فَلَّما آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} وَذَلِكَ لِأَن الغضبان لَا يَخْلُو من حزن ولهف فَقيل لَهُ أَسف. ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي مَوضِع لَا مجَال للحزن فِيهِ. وَهَذِه الْإِضَافَة بِمَعْنى من كخاتم فضَّة أَلا ترى أَن اسْم السخط يَقع على أَخْذَة وُقُوع اسْم الْفضة على خَاتم. وَتَكون بِمَعْنى اللَّام نَحْو قَوْله قَول صدق ووعد حقٍ. وَمِنْه حَدِيث النَّخعِيّ رَحمَه الله إِن كَانُوا ليكرهون أَخْذَة كأخذة الأسف. إِن هَذِه هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَاللَّام للْفرق بَينهَا وَبَين إِن النافية. وَالْمعْنَى إِنَّه كَانُوا يكْرهُونَ أَي إِن الشَّأْن والْحَدِيث هَذَا.
أسى أيغلب أحدكُم أَن يصاحب صويحبة فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا فَإِذا حَال بَينه وَبَينه مَا هُوَ أولى بِهِ اسْترْجع ثمَّ قَالَ رب آسني لما أمضيت وأعني على مَا أبقيت وروى أسني مِمَّا أمضيت وروى أثبني على مَا أمضيت. التأسية التَّعْزِيَة وَهِي تحريض الْمُصَاب على الأسى والصبرا. وَالْمعْنَى امنحنى الصَّبْر لأجل من أمضيته. وَإِنَّمَا قَالَ مَا ذَهَابًا إِلَى الصّفة.(1/42)
أُسني من الْأَوْس وَهُوَ الْعِوَض. قَالَ رؤبة ... ياقائد الْجَيْش وَزيد الْمجْلس ... أُسْنِي فقد قلّت رفَادُ الأَوْسِ ... على مَا أبقيت أَي على شكره فَحذف. استمنحه الصَّبْر على الْمَاضِي أَو الْخلف عَنهُ واستوزعه الشُّكْر على الْبَاقِي. أيغلب من غلب فلَان عَن كَذَا إِذا سلبه وَأخذ مِنْهُ. وَالْأَصْل على أَن يصاحب فحُذف وَحذف حرف الْجَرّ مَعَ أَن شَائِع كثير وَمَعْنَاهُ أتؤخذ مِنْهُ استطاعة ذَلِك حَتَّى لَا يَفْعَله. التصغير فِي الصويحب بِمَعْنى التَّقْرِيب وتلطيف الْمحل. مَعْرُوفا أَي صاحبا مرضيا تتقبله النُّفُوس فَلَا تنكره وَلَا تنفر عَنهُ. مَا هُوَ أولى بِهِ أَي أخلق بِهِ من صحبته وَهُوَ الِانْتِقَال إِلَى جوَار ربه.
أَسد كتب من مُحَمَّد رَسُول الله لعباد الله الأسديين مُلُوك عُمان وَأسد عُمان من كَانَ مِنْهُم بِالْبَحْرَيْنِ وروى الأسبذين. أهل الْعلم بِالنّسَبِ يَقُولُونَ فِي الْقَبِيلَة الَّتِي من الْيمن الَّتِي تسميها الْعَامَّة الأزد الْأسد. والأسبذون كلمة أَعْجَمِيَّة مَعْنَاهَا عَبدة الْفرس. وَكَانُوا يعْبدُونَ فرسا وَالْفرس بِالْفَارِسِيَّةِ أسب.
أسر عمر رَضِي الله عَنهُ إِن رجلا أَتَاهُ فَذكر أَن شَهَادَة الزُّور قد كثرت فِي أَرضهم فَقَالَ لَا يؤسر أحد فِي الْإِسْلَام بشهداء السوء فَإِنَّمَا لَا نقبل إِلَّا الْعُدُول. أَي لَا يُسجن وَفسّر قَوْله تَعَالَى {ويتيما وأسيرا} بالمسجون.
أسل عَليّ رَضِي الله عَنهُ لَا قَود إِلَّا بالأسل. هُوَ كل حَدِيد رهيف من سنانم وَسيف وسكين. والأسل فِي الأَصْل الشوك الطَّوِيل فَشبه بِهِ والمؤسل المحدد. قَالَ مُزَاحم(1/43)
.. تبارى سديساها إِذا مَا تلجمت ... شباً مِثْل إبْزِيم السِّلاَحِ المُؤَسَّلِ ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت حِين أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر أَن
أَسف يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ إِن أَبَا بكر رجل أسيف وَمَتى يقم مقامك لَا يقدر على الْقِرَاءَة. هُوَ السَّرِيع الْحزن والبكاء فعيل بِمَعْنى فَاعل من أَسف كحزين من حزن يُقَال أسُوف أَيْضا. خَالِد الربعِي رَحمَه الله إِن رجلا من عباد بني إِسْرَائِيل أذْنب ذَنبا ثمَّ تَابَ فثقب ترقوته فَجعل فِيهَا سلسلة ثمَّ أوثقها إِلَى آسِيَة من أوسى الْمَسْجِد. هِيَ السارية النَّابِغَة
أسى ... فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ غَيْرَ مُذَمَّمٍ ... أوَاسِيَ ملك أثبتتها الْأَوَائِل ... سميت آسِيَة لِأَنَّهَا تصلح السّقف وتقيمه بعمدها إِيَّاه من أسوت بَين الْقَوْم إِذا أصلحت بَينهم. ثَابت الْبنانِيّ رَحمَه الله كَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام إِذا ذكر عِقَاب الله تخلعت أوصاله
أسر فَلَا يشدها إِلَّا الْأسر. أَي العصب. إِن خرج أَسد فِي (غث) . ذَا الْأسد فِي بج. فأسن فِي خش. يأسن فِي نه. إسافا فِي ري. الأسامات فِي حو. هَذِه الأواسي فِي قل. والأسفاء فِي عس. وآسيتم فِي أز.
الْهمزَة مَعَ الشين
أشب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر فَرفع بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوته {يَا أَيهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيٌء عَظِيم} فتأشب أَصْحَابه حوله وأبلسوا حَتَّى مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ.(1/44)
أَي التفوا عَلَيْهِ من أشب الشّجر وَهُوَ التفافه. وَمِنْه حَدِيثه إِن ابْن أم مَكْتُوم قَالَ لَهُ إِنِّي رجل ضَرِير وبيني وَبَيْنك أشبٌ فرخّص لي فِي الْعشَاء وَالْفَجْر. قَالَ هَل تسمع النداء قَالَ نعم فَلم يرخص لَهُ. أَرَادَ التفاف النّخل. أبلسوا سكنوا وَمِنْه النَّاقة المبلاس وَهِي الَّتِي لَا ترغو من شدَّة الضبعة وَإِنَّمَا قيل لليائس عَن الشَّيْء مبلس لِأَن نَفسه لَا تحدثه بِعقد الرَّجَاء بِهِ. حكى عَن الزّجاج أوضح بِمَعْنى وضح وَيُقَال للمُقبل من أَيْن أوضحت أَي من أَيْن طلعت. وَالْمعْنَى مَا طلعوا بِضَاحِكَةٍ وَهِي وَاحِدَة الضواحك من الْأَسْنَان أَي مَا أطلعوا ضاحكة والضاحك أشيع. كَانَ إِذا رأى من أَصْحَابه بعض الأشاش مِمَّا يَعِظهُمْ.
أشش همزته مبدلة من هَاء الهشاس كَمَا قيل فِي ماهٍ مَاء. وتلحقه التَّاء كَمَا يُقَال الهشاشة. مَا فِي مِمَّا يَعِظهُمْ مَصْدَرِيَّة وَقبلهَا مُضَاف مَحْذُوف أَي كَانَ من أهل موعظتهم إِذا رَآهُمْ نشيطين لَهَا وَيجوز أَن تكون مَوْصُولَة مقَام من إِرَادَة لِمَعْنى الوصفية. الأشاء تين فِي بر. مؤتشب دي. وتأشبوا فِي صو.
الْهمزَة مَعَ الصَّاد
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ عمر يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن هَذَا السُّلْطَان الَّذِي ذلت لَهُ الرّقاب وخضعت لَهُ الأجساد مَا هُوَ
أصر قَالَ ظلّ الله فِي الأَرْض فَإِذا أحسن فَلهُ الْأجر وَعَلَيْكُم الشُّكْر وَإِذا أَسَاءَ فَعَلَيهِ الإصر وَعَلَيْكُم الصَّبْر هُوَ الثّقل الَّذِي يأصر حامله أَي يحْبسهُ فِي مَكَانَهُ لفرط ثقله وَالْمرَاد الْوزر الْعَظِيم. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر من حلف على يَمِين فِيهَا إصر فَلَا كَفَّارَة لَهَا. قيل هُوَ أَن يحلف بِطَلَاق أَو عتاق أَو مشي أَو نذر. وكل وَاحِد من هَذِه فِيهِ ثقل فادح على الْحَالِف لِأَنَّهُ لَا يتفصى عَنهُ بكفارة كَمَا يتفصى بهَا عَن الْقسم بِاللَّه تَعَالَى. وَإِنَّمَا قيل للْعهد إصر لِأَنَّهُ شَيْء أُصر أَي عقد.(1/45)
مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ بلغه أَن صَاحب الرّوم يُرِيد أَن يَغْزُو بِلَاد الشَّام أَيَّام فتْنَة صفّين فَكتب إِلَيْهِ يحلف بِاللَّه لَئِن تممت على مَا بَلغنِي من عزمك الأضالحن صَاحِبي ولأكونن مقدمته إِلَيْك فلأجعلن الْقُسْطَنْطِينِيَّة البخراء حممة سَوْدَاء ولأنتزعنك من الْملك انتزاع الإصطفلينة ولأردنك إريسا من الأرارسة ترعى الدوابل.
إصطفل الجزرة شامية وَالْجمع بِحَذْف التَّاء. وَمِنْه حَدِيث الْقَاسِم بن مخيمرة رَحمَه الله تَعَالَى إِن الْوَالِي لينحت أَقَاربه أَمَانَته كَمَا تنحت الْقدوم الإصطفلينة حَتَّى تخلص إِلَى قَلبهَا. مرّ الإريس فِي أر. الدوابل دوبل وَهُوَ الْخِنْزِير وَقيل الجحش. تمّ على الْأَمر إِذا اسْتمرّ عَلَيْهِ وتمة كَمَا يُقَال مضى على مَا عزم إِذا أَمْضَاهُ. اللَّام فِي لَئِن هِيَ الموطئة للقسم وَقد لف الْقسم وَالشّرط ثمَّ جَاءَ بقوله لأصالحن فَوَقع جَوَابا للقسم وَجَزَاء للشّرط دفْعَة. الْمُقدمَة الْجَمَاعَة الَّتِي تتقدم الْجَيْش من قدَّم بِمَعْنى تقدَّم وَقد استعيرت لأوّل كل شَيْء فَقيل مِنْهُ مُقَدّمَة الْكتاب ومقدمة الْكَلَام وَفتح الدَّال خلف. أصلة فِي زه. بالأصطبة فِي عل. الإصر فِي وص.
الْهمزَة مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ عِنْد أضاة بني غفار فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يَأْمُرك أَن تقرىء أمتك على سَبْعَة أحرف.
أضا هِيَ الغدير. الأحرف الْوُجُوه والأنحاء الَّتِي ينحوها الْقُرَّاء يُقَال فِي حرف ابْن مَسْعُود كَذَا أَي فِي وَجهه الَّذِي ينحرف إِلَيْهِ من وُجُوه الْقِرَاءَة. وَمِنْه حَدِيثه الآخر نزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف كلهَا كافٍ شافٍ فاقرءوا كَمَا علمْتُم.(1/46)
الْهمزَة مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الْمَظَالِم الَّتِي وَقعت فِيهَا بَنو إِسْرَائِيل والمعاصي فَقَالَ لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأْخُذُوا على يَدي الظَّالِم وتأطروه على الْحق أطرا.
أطر الأطر الْعَطف وَمِنْه إطار المنخل. قَالَ طرفَة ... كأنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِها ... وَأَطْرَ قِسيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ ... حَتَّى مُتَعَلقَة بِلَا كَأَن قَائِلا قَالَ لَهُ عِنْد ذكره مظالم بني إِسْرَائِيل هَل نعذر فِي تخلية الظَّالِمين وشأنهم فَقَالَ لَا حَتَّى تَأْخُذُوا. أَي لَا تعذرون حَتَّى تجبروا الظَّالِم على الإذعان للحق وَإِعْطَاء النصفة للمظلوم وَالْيَمِين مُعْتَرضَة بَين لَا وَحَتَّى وَلَيْسَت لَا هَذِه بِتِلْكَ الَّتِي يَجِيء بهَا الْمقسم تَأْكِيدًا لقسمه. لما خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أحد جعل نِسَاءَهُ فِي أَطَم قَالَت صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب فأطلّ علينا يَهُودِيّ فَقُمْت فَضربت رَأسه بِالسَّيْفِ ثمَّ رميت بِهِ عَلَيْهِم فتقضقضوا وَقَالُوا قد علمنَا أَن مُحَمَّدًا لم يتْرك أَهله خلوفا.
أَطَم أطل الأطم الْحصن. وَمِنْه حَدِيثه إِنَّه انْطلق فِي رَهْط من أَصْحَابه قبل ابْن صياد فَوَجَدَهُ يلْعَب مَعَ الصّبيان عَن أَطَم بني مغالة وَقد قَارب ابْن صياد يَوْمئِذٍ الْحلم فَلم يشْعر حَتَّى ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَهره بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فَنظر إِلَيْهِ ابْن صياد فَقَالَ أشهد أَنَّك رَسُول الْأُمِّيين ثمَّ قَالَ ابْن صياد لَهُ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فرصَّه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ آمَنت بِاللَّه وَرَسُوله. وَمِنْه حَدِيث بلاب إِنَّه كَانَ يُؤذن على أَطَم فِي دَار حَفْصَة يرقى على ظلفات أقتاب مغرزة فِي الْجِدَار. أطل أشرف وَحَقِيقَته أوفى بطلله وَهُوَ شخصه وَأما أظلهُ فَمَعْنَاه ألْقى عَلَيْهِ ظله يُقَال أظلتهم السحابة والشجرة. ثمَّ اتُّسِع فِيهِ فَقيل أظلهُ أَمر وأظلنا شهر كَذَا وَالْفرق بَينهمَا أَن أظلض مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ وأطل يعدى بتلى.(1/47)
تقضقضوا تفَرقُوا وَهُوَ من معنى القضّ لَا من لَفظه. خلوفا أَي خالين من حامٍ. يُقَال الْقَوْم خلوف إِذا غَابُوا عَن أَهْليهمْ لرعي وَسقي كَأَنَّهُ جمع خَالف وَهُوَ المستقي. وَيُقَال لمن تركُوا من الأهالي خلوف أَيْضا لأَنهم خلفوهم فِي الديار أَي بقوا بعدهمْ. رصه ضغطه وَضم بعضه إِلَى بعض. الظلفات الخشبات الْأَرْبَع الَّتِي تقع على جَنْبي الْبَعِير. أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن سِيرِين كنت مَعَه فِي يَوْم مطير حَتَّى إِذا كُنَّا بأطط وَالْأَرْض فضفاض صلى بِنَا على حمَار صَلَاة الْعَصْر يومىء بِرَأْسِهِ إِيمَاء
أطط وَيجْعَل السُّجُود أَخفض من الرُّكُوع. هُوَ مَوضِع بَين الْبَصْرَة والكوفة. فضفاض من قَوْلهم الْحَوْض ملآن يتفضفض أَي يفِيض من نواحيه امتلاء أَرَادَ كَثْرَة الْمَطَر وَإِنَّمَا ذكره لِأَنَّهُ أَرَادَ وَاد أَو أبطح فضفاض أَو تَأَول الأَرْض بِالْمَكَانِ كَقَوْلِه ... وَلَا أرضَ أَبْقَلَ إبْقَالها ... وَقد سهل أمره أَنه وَإِن كَانَ صفة فَلَيْسَ لَهُ فعل كأسماء الفاعلين وَالصِّفَات المشبهة فَضرب لَهُ هَذَا سَهْما فِي شبه الْأَسْمَاء الجامدة. مطير فعيل بِمَعْنى فَاعل لقَولهم لَيْلَة مطيرة كَأَنَّهُ مطر فَهُوَ مطير كَقَوْلِهِم رفيع وفقير من رفع وفقر الْمَتْرُوك اسْتِعْمَالهَا. عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله سُئِلَ عَن السنّة فِي قصّ الشَّارِب فَقَالَ أَن تقصه حَتَّى يَبْدُو الإطار.
أطر هُوَ حرف الشّفة الْمُحِيط بهَا.(1/48)
فِي الحَدِيث أطَّت السَّمَاء وَحقّ لَهَا أَن تئط فَمَا فِيهَا مَوضِع شبر إِلَّا وَفِيه ملك قَائِم أَو رَاكِع أَو ساجد.
أط الأطيط الحنين والنقيض وَالْمعْنَى أَن كَثْرَة مَا فِيهَا من الْمَلَائِكَة أثقلتها حَتَّى أنقضتها وَهَذَا مثلٌ وإيذان بِكَثْرَة الْمَلَائِكَة وَإِن لم يكن ثمَّة أطيط. أهل أطيط فِي غث. فأطره فِي وط. وأتطى الْعشَاء فِي وط.
الْهمزَة مَعَ الْفَاء
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لبشير ابْن الخصاصية مِمَّن أَنْت قَالَ من ربيعَة. قَالَ أَنْتُم تَزْعُمُونَ لَوْلَا ربيعَة لائتفكت الأَرْض بِمن عَلَيْهَا.
أفك أَي لانقلبت بِأَهْلِهَا من أفكه فائتفك. وَمِنْه الْإِفْك وَهُوَ الْكَذِب لِأَنَّهُ مقلوب عَن وَجهه وَالْمعْنَى لولاهم لهلك النَّاس تَزْعُمُونَ بِمَعْنى تَقولُونَ ومفعولها الْجُمْلَة بأسرها. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ نعم الْفَارِس عُوَيْمِر غير أفة.
أفف أَي غير جبان وَهُوَ من قَوْلهم أُفٍّ لَهُ أَي نَتنًا ودفرا يَقُوله المتضجر من الشَّيْء فَكَأَن أَصله غير ذِي أفةٍ أَي غير متأفف من الْقِتَال. وَقَوْلهمْ للجبان يأفوف من هَذَا أَيْضا وَغير خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ غير أُفّة. وَأما حَدِيث فَألْقى طرف ثَوْبه على أَنفه ثمَّ قَالَ أُفّ أفّ فَهُوَ اسْم للْفِعْل الَّذِي هُوَ أتضجر أَو أتكره مَبْنِيّ على الْكسر. الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ خرجنَا حجاجاً فمررنا بِالْمَدِينَةِ أَيَّام قتل عُثْمَان فَقلت لصاحبي قد أفد الحجُّ وَإِنِّي لَا أرى النَّاس إِلَّا قد نشبوا فِي قتل عُثْمَان وَلَا أَرَاهُم إِلَّا قاتليه. أفد حَان وقته. قَالَ النَّابِغَة ... أفد ... أَفِد الترحُّل غيرَ أنّ رِكابنا ... لمَّا تَزُل برحالنا وكأنْ قَدِ ...(1/49)
نشبوا أَي وَقَعُوا فِيهِ وقوعا لَا منزع لَهُم عَنهُ. أَفَاق فِي بج. والأفن فِي سأ. الْمُؤْتَفِكَات فِي رس. أَفيقة فِي دب. أفِيق فِي سف.
الْهمزَة مَعَ الْقَاف
أقط فِي ثو. أقطا أم تَمرا فِي شع.
الْهمزَة مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعض بني عذرة أَتَيْته بتبوك فَأخْرج إِلَيْنَا ثَلَاث أكل من وطيئة.
أكل جمع أَكلَة وقِي القرص. لوطيئة القعيدة. وَهِي الغرارة الَّتِي يكون فِيهَا الكعك القديد سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تفارق الْمُسَافِر فَكَأَنَّهَا تواطئه وتقاعده. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا زَالَت أَكلَة خبر تعادنى فَهَذَا أَوَان قطعت أبهرى. الْمُعَادَة معاودة الوجع لوقت مَعْلُوم. وحقيقتها أَنه كَانَ يُحَاسب صَاحبه أَيَّام الْإِفَاقَة فَإِذا تمّ الْعدَد أَصَابَهُ وَالْمرَاد عادَّته أُكلة خَيْبَر فَحذف. الْأَبْهَر عرق مستبطن فِي الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع مَاتَ صَاحبه. قَالَ ... وللْفُؤَادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِهِ ... لَدْمَ الغُلامِ وَرَاءَ الغَيْبِ بِالْحجرِ ...(1/50)
وان يجوز فِيهِ الْبناء على الْفَتْح كَقَوْلِه ... على حِين عتبت المشيبعلى الصا ... . نهى عَن المؤاكلة. هِيَ أَن يتحف الرجل غَرِيمه فيسكت عَن مُطَالبَته لِأَن هَذَا يَأْكُل المَال وَذَلِكَ يَأْكُل التُّحْفَة فهما يتآكلان. أُمرت بقرية تَأْكُل الْقرى يَقُول يثرب. أَي يفتح أَهلهَا الْقرى ويغنمون أموالها فَجعل ذَلِك أكلا مِنْهَا للقرى على سَبِيل التَّمْثِيل وَيجوز أَن يكون هَذَا تَفْضِيلًا لَهَا على الْقرى كَقَوْلِهِم هَذَا حَدِيث يَأْكُل الْأَحَادِيث. وَأسْندَ تَسْمِيَتهَا يثرب إِلَى النَّاس تحاشيا من معنى التثريب. وَكَانَ يسميها طيبَة وطابة. يَقُولُونَ صفة للقرية والراجع مِنْهُ إِلَيْهَا مَحْذُوف وَالْأَصْل يَقُولُونَ لَهَا. عمر رَضِي الله عَنهُ الله ليضربن أحدكُم أَخَاهُ بِمثل آكِلَة اللَّحْم ثمَّ يرى أَنِّي لَا أُقيده مِنْهُ وَالله لاقيدنه مِنْهُ. قيل هِيَ السكين وأكلها اللَّحْم قطعهَا لَهُ وَمثلهَا الْعَصَا المحددة أَو غَيرهَا. وَقيل هِيَ النَّار وَمثلهَا السِّيَاط لإحراقها الْجلد. الله أَصله أَبَا الله فأضمر الْبَاء وَلَا تُضمر فِي الْغَالِب إِلَّا مَعَ الِاسْتِفْهَام. يرى يظنّ. فِي الحَدِيث لعن آكل الرِّبَا ومؤكله. أَي معطيه. لَا تشْربُوا إِلَّا من ذِي إكاء.
إكأ أَي من سقاء لَهُ إكاء وَهُوَ الوكاء. الأكولة فِي غذ. الأُكرة فِي زق. المأكمة فِي زو. أكلهَا فِي زف.(1/51)
أَكلَة أَو أكلتين فِي (شف) . مَأْكُول فِي (هَب) .
الْهمزَة مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عجب ربكُم من أَلِّكُم وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة إجَابَته إيَّاكُمْ. وروى من أزلّكُم.
أل الألّ والأَلَل والأَليل الأنين وَرفع الصَّوْت بالبكاء. وَالْمعْنَى أَن إفراطكم فِي الجؤار والنحيب فعل القانطين من رَحْمَة الله ومستغرب مَعَ مَا ترَوْنَ من آثَار الرأفة عَلَيْكُم ووشك الاستجابة لأدعيتكم. وَالْأَزَلُ شدَّة الْيَأْس. ويل للمتألين من أمتِي. قيل هم الَّذين يحلفُونَ بِاللَّه متحكمين عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ وَالله إِن فلَانا فِي الْجنَّة وَإِن فلَانا فِي النَّار. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود إِن أَبَا جهل قَالَ لَهُ يَابْنَ مَسْعُود لأَقْتُلَنك. فَقَالَ من يتأل على الله يكذِّبه. وَالله لقد رَأَيْت فِي النّوم أَنِّي أخذت حدجة حنظل فَوَضَعتهَا بَين كتفيك ورأيتني أضْرب كتفيك بنعل لَئِن صدقت الرُّؤْيَا لَأَطَأَن على رقبتك ولأذبحنك ذبح الشَّاة. لأَقْتُلَنك جَوَاب قسم مَحْذُوف مَعْنَاهُ وَالله لأَقْتُلَنك وَلِهَذَا قَالَ من يتأل على الله يكذّبه أَي من يقسم بِهِ متحكما عَلَيْهِ لم يصدّقه الله فِيمَا تحكم بِهِ عَلَيْهِ فخّيب مأموله. الحدجة مَا صلب وَاشْتَدَّ وَلما يستحكم إِدْرَاكه من الحنظل أَو الْبِطِّيخ. إِن النَّاس كَانُوا علينا ألبا وَاحِدًا.
ألب فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَن يكون مصدرا من ألب إِلَيْنَا المَال إِذا اجْتمع أَو من ألبناه نَحن إِذا جمعناه أَي اجتماعا وَاحِدًا أَو جمعا وَاحِدًا. وانتصابه إِمَّا على أَنه خبر كَانَ على(1/52)
معنى ذَوي اجْتِمَاع أَو ذَوي جمع وَإِمَّا على أَنه مصدر ألبو االدال عَلَيْهِ كَانُوا علينا لِأَن كَونهم عَلَيْهِم فِي معنى التألب عَلَيْهِم والتعاون على مناصبتهم. وَالثَّانِي أَن يكون مَعْنَاهُ يدا وَاحِدَة من الإلب وَهُوَ الفتر. قَالَ حسان ... والنَّاسُ إلْب علينا فِيك لَيْسَ لنَا ... إِلَّا السُّيوف وأَطْرَاف القَنَا وَزَرُ ... تفل فِي عين عَليّ ومسحها بألية إبهامه. هِيَ اللحمة الَّتِي فِي أَصْلهَا كالضرة فِي أصل الْخِنْصر. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ رجل اتَّقِ الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَسَمعَهَا رجل فَقَالَ أتألت على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ دَعه فَلَنْ يزَالُوا بِخَير مَا قالوها لنا.
ألت يُقَال ألته يَمِينا إِذا أحلفه وَتقول الْعَرَب ألتك بِاللَّه كَمَا فعلت. وَإِذا لم يعطك حَقك فقّيده بالألت. وَهُوَ من ألته حقّه إِذا نَقصه لِأَن من أحلفك فَهُوَ بِمَنْزِلَة من أَخذ مِنْك شَيْئا ونقصك إِيَّاه. وَلما كَانَ من شَأْن المحلف الجسارة على المحرج إِلَى الْيَمين والتشنيع عَلَيْهِ قَالَ أتألت على أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمَعْنى أتجسر وتشنّع عَلَيْهِ فعل الآلت وَالضَّمِير فِي فَسَمعَهَا وقالوها للمقالة الَّتِي هِيَ اتَّقِ الله.
ألف ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لقد علمت قُرَيْش أَن أول من اخذ لَهَا الإيلاف وَأَجَازَ لَهَا العيرات لهاشم. الإيلاف الْحَبل أَي الْعَهْد الَّذِي أَخذه هَاشم بن عبد منَاف من قَيْصر وأشراف أَحيَاء الْعَرَب لِقَوْمِهِ بألا يتَعَرَّض لَهُم فِي مجتازاتهم ومسالكهم فِي رحلتهم. وَهُوَ مصدر من آلفة بِمَعْنى ألفة لِأَن فِي الْعَهْد ألفة واجتماع كلمة وَيُقَال لَهُ أَيْضا إلْف وإلاف. قَالَ ... زَعَمْتم أنّ إخْوَتَكم قُرَيْشٌ ... لهمْ إلْف وَلَيْسَ تكم إلاَفُ ... العيرات جمع عير. قَالَ الْكُمَيْت(1/53)
.. عيرات الفعال والحسب العو ... دإليهم مَحْطُوطةُ الاعْكَامِ ... قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَجمعُوا فِيهَا على لُغَة هُذَيْل يَعْنِي تَحْرِيك الْيَاء فِي مثل قَوْله ... أَخُو بَيَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوِّبُ ... . وَكَانَ الْقيَاس التسكين وَأَن يُقَال عيرات كَمَا يُقَال بيضات. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يقوم لَهُ الرجل من إليته وروى من لية نَفسه وروى من ليته فَمَا يجلس فِي مَجْلِسه لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ فيجلس فِي مَكَانَهُ.
أَلا لى الإلية واللية كلتاهما فعلة من ولى فقلبت الْوَاو همزَة أَو حذفت. وَالْمعْنَى كَانَ يَلِي الْقيام طيبَة بِهِ نَفسه من غير أَن يغصب عَلَيْهِ وَيجْبر على الانزعاج من مَجْلِسه. وَأما اللية فالأقرباء الأدنون من الليّ لِأَن الرِّجَال ينتطق بهم فَكَأَنَّهُ يلويهم على نَفسه. وَمَعْنَاهُ كَانَ يقوم لَهُ الرجل الْوَاحِد من أَقَاربه. وَيُقَال فِي الْأَقَارِب أَيْضا لية بِالتَّخْفِيفِ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ذكر الْبَصْرَة فَقَالَ أما إِنَّه لَا يخرج أَهلهَا مِنْهَا إِلَّا الألبة. هِيَ الْجَمَاعَة من التألب وَهُوَ التجمع لأَنهم فِي الْقَحْط يخرجُون جمَاعَة إِلَى الأمتيار. الْبَراء رَضِي الله عَنهُ السُّجُود على أليتي الكفِّ. أَرَادَ ألية الْإِبْهَام وضرة الْخِنْصر فغلَّب كَقَوْلِهِم الْعمرَان والقمران.(1/54)
وهيب رَضِي الله عَنهُ إِذا وَقع العَبْد فِي ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين ورهبانية الْأَبْرَار لم يجد أحدا يَأْخُذ بِقَلْبِه وَلَا تلْحقهُ عينه.
أَله هَذِه نِسْبَة إِلَى اسْم الله تَعَالَى إِلَّا أَنه وَقع فِيهَا تَغْيِير من تغييرات النّسَب واقتضاب صِيغَة ونظيرها الرجولية فِي النِّسْبَة إِلَى الرجل قِيَاس إلهية ورُجليه كالمهيمنية والرهبانية فِي النِّسْبَة إِلَى الْمُهَيْمِن والرهبان والرهبان وَهُوَ الراهب فعلان من رهب كغضبان من غضب. والمهيمن أَصله مؤيمن مفيعل من الْأَمَانَة. وَالْمرَاد الصِّفَات الإلهية والمعاني المهيمنية والرهبانية أَي إِذا علق العَبْد أفكاره بهَا وَصرف وهمه إِلَيْهِ أبْغض النَّاس حَتَّى لَا يمِيل قلبه إِلَى أحد وَلَا يطمح طرفه نَحوه. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من الألس والألق وَالْكبر والسخيمة.
ألس الألس اخْتِلَاط الْعقل قَالَ المتلمس ... إِنِّي إِذن لضعيفُ الرَّأْي مَأْلُوس ... وَقيل الْخِيَانَة قَالَ الْأَعْشَى ... هم السّمن بالسنوت لَا ألس فيهم ...
ألق الألق الْجُنُون ألقَ فَهُوَ مأْلوق. وَقيل الْكَذِب أَلقَ يأْلِق فَهُوَ آلِق إِذا انبسط لِسَانه بِالْكَذِبِ. السخيمة الحقد. أل الله الأَرْض فِي هض. وَهُوَ إِلَيْك فِي خش. اللَّهُمَّ إِلَيْك فِي ور. تؤلتوا أَعمالكُم فِي حب. وَفِي الأل فِي غث. وَلم يخرج من أل فِي نق. المآلي فِي أَب. آل وألى فِي أَو. لم آله فِي ثمَّ. إِيلَاء فِي حد. الألوة فِي لَو. علمي إِلَى علمه فِي قر.(1/55)
الْهمزَة مَعَ الْمِيم
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى أوحى إِلَى شعيا أَنِّي أبْعث أعمى فِي عُمْيَان وأميًّا فِي أُمِّيين أُنزل عَلَيْهِ السكينَة وأُؤيده بالحكمة لَو يمر إِلَى جنب السراج لم يطفئه وَلَو يمر على الْقصب الرَّعراع لم يُسمع صَوته.
أم نسب الأُمي إِلَى أمة الْعَرَب حِين كَانُوا لَا يُحسنون الخطّ ويخطّ غَيرهم من سَائِر الْأُمَم ثمَّ بَقِي الِاسْم وَإِن استفادوه بعد. وَقيل نسب إِلَى الْأُم أَي هُوَ كَمَا وَلدته أمه. السكينَة الْوَقار والطمأنينة. فعيلة من سكن كالغفيرة من غفر وَقيل لآيَة بني إِسْرَائِيل سكينَة لسكونهم إِلَيْهَا. الرَّعراع الطَّوِيل المهتز من ترعرع الصَّبِي وهوتحركه وإيفاعه وَمن ترعرع السراب وَهُوَ اضطرابه. وصف بِأَنَّهُ بلغ من توقره وَسُكُون طَائِره أَنه لَا يطفىء السراج مروره بِهِ ملاصقا لَهُ وَلَا يُحَرك الْقصب الطَّوِيل الَّذِي يكَاد يَتَحَرَّك بِنَفسِهِ حَتَّى يسمع صَوت تحركه.
أُمَم كَانَ يحب بِلَالًا ويمازحه فَرَآهُ يَوْمًا وَقد خرج بَطْنه فَقَالَ أم حُبين. هِيَ عظاية لَهَا بطن بارز من الحبن وعو عظم الْبَطن.
أَمر إِن أَمِيري من الْمَلَائِكَة جِبْرِيل. هُوَ فعيل من المؤامرة وَهِي الْمُشَاورَة قَالَ زُهَيْر ... وَقَالَ أَمِيري هَل ترى رأْيَ مَا نَرَى ... أَنختله عَن نَفسه أَن نصاوله ... وَمثله العشير والنزيل بِمَعْنى المعاشر والمنازل وَهُوَ من الْأَمر لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يباث صَاحبه أمره أَو يصدر عَن رَأْيه وَمَا يَأْمر بِهِ. وَالْمرَاد ولضي وصاحبي الَّذِي أفزع إِلَيْهِ. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لَا يكونن أحدكُم إمّعة. قيل وَمَا الإمعة قَالَ الَّذِي يَقُول أَنا مَعَ النَّاس.(1/56)
وَعنهُ اغْدُ عَالما أَو متعلماً وَلَا تغد إمعة. وَعنهُ كُنَّا نعدُّ الإمعة فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذِي يتبع النَّاس إِلَى الطَّعَام من غير أَن يُدعى وَإِن الإمعة فِيكُم الْيَوْم المُحقب النَّاس دينه.
أمع الإمعة الَّذِي يتبع كلَّ ناعقٍ وَيَقُول لكل أحد أَنا مَعَك لِأَنَّهُ لَا رَأْي لَهُ يرجع إِلَيْهِ. ووزنه فعلة كذمة وَلَا يجوز الحكم عَلَيْهِ بِزِيَادَة الْهمزَة لِأَنَّهُ لَيست فِي الصِّفَات إِفعلة وَهِي فِي الْأَسْمَاء أَيْضا قَليلَة. المُحقب المردف من الحقيبة وَهِي كل مَا يَجعله الرَّاكِب خلف رَحْله. وَمَعْنَاهُ المقلّد الَّذِي جعل دينه تَابعا لدين غَيره بِلَا روية وَلَا تَحْصِيل برهَان. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ مَا منا إِلَّا رجل بِهِ آمة يبجسها الظفر.
أُمَم هِيَ الشَّجَّة الَّتِي تبلغ أم الرَّأْس والمأمومة مثلهَا. يُقَال أممت الرجل بالعصا إِذا ضربت أم رَأسه وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجمع الدِّمَاغ كَقَوْلِك رأسته وصدرته وظهرته إِذا ضربت مِنْهُ هَذِه الْمَوَاضِع فالآم الضَّارِب المأمومة أم الرَّأْس. وَإِنَّمَا قيل للشجة آمة ومأمومة بِمَعْنى ذَات أم كَقَوْلِهِم راضية وسيل مفعم. وَفِي الحَدِيث فِي الآمة ثلث الدِّيَة وَرُوِيَ فِي المأمومة. يبجسها يفجرها. أَرَادَ لَيْسَ منا أحد إِلَّا بِهِ عيب فَاحش. وَضرب الشَّجَّة الممتلئة من الْقَيْح الْبَالِغَة من النضج غَايَته الَّتِي لَا يعجز عَنْهَا الظفر فَيحْتَاج إِلَى بطها بالمبضع مثلا لذَلِك.
أمت الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ إِن الله حرم الْخمر فَلَا أمت فِيهَا. أَي لَا نقص فِي تَحْرِيمهَا. يَعْنِي أَنه تَحْرِيم بليغ من قَوْلهم مَلأ قزداته حَتَّى لَا أمت فِيهَا أَو لَا شكّ(1/57)
من قَوْلهم بَيْننَا وَبَين المَاء ثَلَاثَة أَمْيَال على الأمت أَي على الحزر وَالتَّقْدِير لِأَن الحزر ظن وَشك. أَو لَا لين هوادة من قَوْلهم سَار سيراً لَا أمت فِيهِ. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة مؤامًّا مَا لم ينْظرُوا فِي الْولدَان وَالْقدر. المؤامّ المقارب مفاعل من الأمِّ وَهُوَ الْقَصْد لِأَن الْوسط مشارف للتناهي مقارب لَهُ قَاصد نَحوه قَوْلهم شىء قصد والاقتصاد يشْهد لذَلِك. ومؤامّ هَهُنَا تَقْدِيره مفاعل بِالْفَتْح لِأَن مَعْنَاهُ مقاربا بهَا. الْبَاء للتعدية. الْولدَان أَطْفَال الْمُشْركين أَرَادَ مَا لم يتنازعوا الْكَلَام فيهم وَفِي الْقدر. الزُّهْرِيّ رَحمَه الله من امتحن فِي حد فأَمه ثمَّ تبرَّأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَة وَإِن عُوقب فأَمه فَلَيْسَ عَلَيْهِ حدٌّ إِلَّا أَن يأمه من غير عُقُوبَة.
أمه الأمه النِّسيان. وَفِي قِرَاءَة ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وادَّكر بعد أَمه. وَلما كَانَ فِي نِسْيَان الشَّيْء تَركه وإغفاله وَلِهَذَا فسر قَوْله تَعَالَى {فَنَسِيتُها} بِالتّرْكِ قَالَ فأَمِه أَي ترك مَا كَانَ عَلَيْهِ من الترؤ والجحود ترك النَّاسِي لَهُ وَمَعْنَاهُ يؤول إِلَى الِاعْتِرَاف.
أمد الْحجَّاج قَالَ لِلْحسنِ مَا أمدك يَا حسن قَالَ سنتَانِ من خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ. فَقَالَ وَالله لعينك أكبر من أمدك. أَرَادَ بالأمد مبلغ سنه والغاية الَّتِي ارْتقى عَلَيْهَا عدد سنة قَالَ الطرماح ... كل حَيّ مُسْتَكْمل عدَّة الْعُمر ومُودٍ إِذا انْقَضَى أَمَدُه. ...(1/58)
سنتَانِ أَي صدر ذَلِك وأوله سنتَانِ فَحذف الْمُبْتَدَأ لِأَنَّهُ مَفْهُوم. وَمَعْنَاهُ ولدت وَقد بقيت سنتَانِ من خلَافَة عمر. فِي الحَدِيث كَانُوا يتأممون شرار ثمارهم فِي الصَّدَقَة.
أُمَم أَي يقصدون وَفِي قِرَاءَة عبد الله لَا تأممؤالخبيث. إِن آدم لما زيّنت لَهُ حَوَّاء الْأكل من الشَّجَرَة فَأكل مِنْهَا فعاقبه الله قَالَ من يطع إمرة لَا يَأْكُل ثَمَرَة.
أَمر هِيَ تَأْنِيث الإمَّر وَهُوَ الأحمق الضَّعِيف الرَّأْي الَّذِي يَقُول لغيره مرني بِأَمْرك. وَالْمعْنَى من عمل على مشورة امْرَأَة حمقاء حُرم الْخَيْر. وَيجوز أَن تكون الإمرة وَهِي الْأُنْثَى من أَوْلَاد الضَّأْن كِنَايَة عَن الْمَرْأَة كَمَا يكنون عَنْهَا بِالشَّاة. الْأَمَانَة غنى.
أَمن أَي من شُهر بهَا كثر معاملوه فاستغنى. مأمورة فِي سك. الإماق فِي صب. ويؤتمن الخائن فِي تح. تقع الأمنة فِي هر. لَا يأتمر رشدا فِي هِيَ. بإمرة فِي ضرّ. يَوْم أمار فِي حص. فِي تامورته فِي حب. أم الْقرى فِي بك. وَأمر الْعَامَّة فِي خص. أمة فِي رب. أَمِير أَو مَأْمُور فِي قصّ. وأميناً فِي خي.
الْهمزَة مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا جَاءَ يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(1/59)
يخْطب فَجعل يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى صلى مَعَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالَ أما جمَّعت يَا فلَان فَقَالَ يَا رَسُول الله أما رَأَيْتنِي جمعت مَعَك فَقَالَ
أَنِّي رَأَيْتُك آنيت وَآذَيْت. أى أخرت المجىء قَالَ الحطيئة ... وآنيت الْعشَاء إِلَى سُهَيْل ... أَو الشعرى فطال بِي الأناء ... وَهُوَ التأني. حكم جعل فِي مثل هَذَا الْموضع حكم كَاد فِي اقتضائه اسْما وخبرا وَهُوَ فعل مضارع فى تَأْوِيل اسْم فَاعل. وَبَينهمَا من طَرِيق الْمَعْنى مسافةٌ قَصِيرَة وَهِي أَن كَاد لمقاربة الْفِعْل ومشارفته وَجعل لابتدائه والخوض فِيهِ. التجميع إتْيَان الْجُمُعَة وَأَدَاء مَا عَلَيْهِ فِيهَا. وَالْمعْنَى أَنه جعل تجميعه فِي فقد الْفَضِيلَة لإيذائه النَّاس بالتخطي وتأخيره الْمَجِيء كلا تجميع وَنَظِيره لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فى الْمَسْجِد. من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صب فى أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة. وروى مَلأ الله مسامعه من الْبرم وروى مَلأ الله سَمعه من الْبرم.
آنك الآنك الاسرب أَعْجَمِيَّة. وَمِنْه حَدِيثه من جلس إِلَى قينة ليستمع مِنْهُ صب فِي أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة. الْبرم والبيرم الْكحل الْمُذَاب الْقَوْم الرِّجَال خَاصَّة. قَالَ الله تَعَالَى {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُواْ خَيراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاء} . وَقَالَ زُهَيْر ... أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نسَاء ... .(1/60)
1 - وَهَذِه صفة غالبة. جمع قَائِم كصاحب وَصَحب وَمعنى الْقيام فِيهَا مَا فى قَوْله تَعَالَى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} . الْوَاو فى وهم وَاو الْحَال وَهِي مَعَ الْجُمْلَة الَّتِى بعْدهَا مَنْصُوبَة الْمحل وَذُو الْحَال فَاعل اسْتمع الْمُسْتَتر فِيهِ والذى سوغ كينونتها حَالا عَنهُ تضمنها ضَمِيره وَيجوز أَن تكون الْجُمْلَة صفة للْقَوْم وَالْوَاو لتأكيد لصوق الصّفة بالموصوف وَأَن الْكَرَاهَة حَاصِلَة بهم لَا محَالة. وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى {وَيَقُولُونَ سَبْعَة وثامنهم كلبهم} . المسامع جمع مسمع وَهُوَ آلَة السّمع أَو جمع سمع على غير قِيَاس كمشابه وملامح فى جمع شبه ولمحة وَإِنَّمَا جمع وَلم يثن لإرادته المسمعين وَمَا حولهما مُبَالغَة وتغليظا. الْقَيْنَة عِنْد الْعَرَب الأَمة. والقين العَبْد. وَلَإِنْ الْغناء أَكثر مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ الْإِمَاء دون الْحَرَائِر سميت الْمُغنيَة قينة. فى قصَّة خُرُوجه إِلَى الْمَدِينَة وَطلب الْمُشْركين إِيَّاه قَالَ سراقَة بن مَالك فيينا أَنا جَالس أقبل رجل فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل أَرَاهُم مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ فَقلت لَيْسُوا بهم وَلَكِن رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلقُوا بغيانا.
أنف آنِفا أى السَّاعَة من ائتناف الشَّيْء وَهُوَ ابتداؤه وَحَقِيقَته فى أول الْوَقْت الذى يقرب منا. وَمِنْه إِنَّه قيل لَهُ مَاتَ فلَان فَقَالَ أَلَيْسَ كَانَ عندنَا آنِفا قَالُوا بلَى قَالَ سُبْحَانَ الله كَأَنَّهَا أَخْذَة على غضب. المحروم من حُرم وَصيته. الأسودة جمع سَواد زهز الشَّخْص. البغيان الناشدون جمع بَاغ كراعٍ ورعيان. الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ كَالْجمَلِ الْأنف إِن قيد انْقَادَ وَإِن أُنِيخ على صَخْرَة استناخ. أنف الْبَعِير إِذا اشْتَكَى عقر الخشاش أَنفه فَهُوَ أنف. وَقيل هُوَ الذلول الذى كَأَنَّهُ يأنف من الزّجر فَيعْطى مَا عِنْده ويسلس لقائده. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير(1/61)
رَوَاهُ أَبُو عبيد كَالْجمَلِ الآنف بِوَزْن فَاعل وَهُوَ الَّذِي عقر الخشاش وَالصَّحِيح الْأنف على فعل كالفقر وَالظّهْر. والمحذوفة من ياءى هَين ولين الأولى. وَقيل الثَّانِيَة. الْكَاف مَرْفُوعَة الْمحل على أَنَّهَا خبر ثَالِث وَالْمعْنَى أَن كل وَاحِد مِنْهُم كَالْجمَلِ الْأنف. وَيجوز أَن ينْتَصب محلهَا على أَنَّهَا صفة لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره لَينُونَ لينًا مثل لين الْجمل الْأنف. قَالَ لرافع حِين مسح بَطْنه فَألْقى شحمة خضراء إِنَّه كَانَ فِيهِ سَبْعَة أناسى. جمع إِنْسَان يعْنى سبع أعين. إِن الْمُهَاجِرين قَالُوا يَا رَسُول الله إِن الْأَنْصَار قد فضلوا إِنَّهُم اوونا وفعلوا بِنَا وفعلوا. فَقَالَ ألستم تعرفُون ذَلِك لَهُم قَالُوا بلَى قَالَ فَإِن ذَاك. ذَاك إِشَارَة إِلَى مصدر تعرفُون وَهُوَ اسْم إِن وخبرها مَحْذُوف أى فَإِن عرفانكم لمطلوب مِنْكُم والمستحق عَلَيْكُم وَمَعْنَاهُ أَن اعترافكم بإيوائهم ونصرهم ومعرفتكم حق ذَلِك مَا أَنْتُم بِهِ مطالبون فَإِذا فعلتموه فقد اديتم مَا عَلَيْكُم. زمثله قَول عمر بن عبد الْعَزِيز لقرشي مت إِلَيْهِ بِقرَابَة فَإِن ذَاك. ثمَّ ذكر حَاجته فَقَالَ لَعَلَّ ذَاك. أَي فَإِن ذَاك مُصدق وَلَعَلَّ مطلوبك حَاصِل. عمر رَضِي الله عَنهُ رأى رجلا يأنح ببطنه فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ بركَة من الله. فَقَالَ بل هُوَ عَذَاب يعذبك الله بِهِ.
أنح الأُنوح صَوت من الْجوف مَعَه بهر يعتري السمين وَالْحَامِل حملا ثقيلا. قَالَ يصف منجنيقا ... ترى الفئام قيَاما يأنجون لَهَا ... دأب المعضل إِذْ ضَاقَتْ ملاقيها ... .
أنكليس على رَضِي الله عَنهُ بعث عماراً إِلَى السُّوق فَقَالَ لَا تَأْكُلُوا الأنكليس من السّمك.(1/62)
قيل هُوَ الشلق وَقيل سمك شَبيه بالحيَّات وتزعم الْأَطِبَّاء أَنه ردىء الْغذَاء وَكَرِهَهُ لهَذَا لَا لِأَنَّهُ محرم. وَفِيه لُغَتَانِ الأنكليس والأنقليس بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام وَمِنْهُم من يكسرهما.
أندرورد أقبل وَعَلِيهِ أندروردية. الأندرورد نوع من اتلسراويل مشمَّر فَوق التبَّان يُغطي الرّكْبَة. وَمِنْه حَدِيث سلمَان قَالَت أم الدَّرْدَاء زارنا سلمَان من الْمَدَائِن إِلَى الشَّام مَاشِيا وَعَلِيهِ كسَاء وأندرورد. والأندروردية منسوبة إِلَيْهِ أَي سَرَاوِيل من هَذَا النَّوْع.
أنن ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ إِن طول الصَّلَاة وَقصر الْخطْبَة مئنة من فقه الرجل الْمُسلم. قَالَ أَبُو زيد إِنَّه لمئنة من ذَاك وإنهن لمئنة أَي مخلقة. وكل شىء دلك على شَيْء فَهُوَ مئنة لَهُ. وَأنْشد ... ومَنْزِلٍ مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ ... مَئِنَّة مِنْ مَرَاصيدِ اَلمنِيَّات ... وَأنْشد غَيره ... نَسْقي على دراجة خروس ... معصوبة بَين ر كاياشوس
مئة من قَلَتِ النفوِس ... وَيُقَال إِن هَذَا الْمَسْجِد مئنة للفقهاء. وَأَنت عمدتنا ومئنتنا. وحقيقتها أَنَّهَا مفعلة من معنى إِن التأكيدية غير مُشْتَقَّة من لَفظهَا لِأَن الْحُرُوف لَا يشتق مِنْهَا. وَإِنَّمَا ضمنت حُرُوف تركيبها لإيضاح الدّلَالَة على أَن مَعْنَاهَا فِيهَا. كَقَوْلِهِم سَأَلتك حَاجَة فَلَا لَيْت فِيهَا. إِذا قَالَ. لَا لَا. وأنعم لى فلَان إِذا قَالَ نعم. وَالْمعْنَى مَكَان قَول الْقَائِل إِنَّه كَذَا. وَلَو قيل اشتُقَّتْ من لَفظهَا بَعْدَمَا جُعلت اسْما كَمَا أعربت لَيْت وَلَو ونونتا فى قَوْله(1/63)
.. إِن لوًّا وإنَّ ليتا عناء ... كَانَ قولا. النخعى كَانُوا يكْرهُونَ الْمُؤَنَّث من الطّيب وَلَا يرَوْنَ بذكورته بَأْسا.
أنث وَهُوَ مَا يتطيب بِهِ النِّسَاء من الزَّعْفَرَان والخلوق وَمَاله ردع. والذكورة طيب الرِّجَال الذى لَيْسَ لَهُ ردع كالكافور والمسك وَالْعود وَغَيرهَا. التَّاء فى الذُّكُورَة لتأنيث الْجمع مثلهَا فى الحزونة والسهولة. وفى الحَدِيث لكل شىء أَنَفَة وأنفة الصَّلَاة التَّكْبِيرَة الأولى.
أنف أى ابتداءٌ وَأول. كَأَن التَّاء زيدت على أنف كَقَوْلِهِم فى الذَّنب ذنبة. جَاءَ فى أمثالهم إِذا أخذت بذنبة الضَّب أعضبته. وَعَن الْكسَائي آنفة الصِّبَا ميعته وأوليته. وَأنْشد. ... عذرتكَ فى سَلْمَى بآنِفة الصّبا ... ومَيْعَته إِذْ تَزْدَهيك ظِلالُها ... مونقا فى حى. وَإنَّهُ فى هض. الْأَمر أنف فى قف. أطول أنفأ فى عش. ورم أَنفه فى بر. أتأنق فى اه. لجعلت أَنْفك فى قفاك فى بر. إِنَّه فى غو. أنف فى السَّمَاء فى مخ. الأنقليس فى صل. آنيتكم فى خم. آنسهم فى نف. أنابها فى خص. أنف فى رد.
الْهمزَة مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يأوى الضَّالة إِلَّا ضال.
أَوَى أويته بِمَعْنى آويته. قَالَ الأزهرى سَمِعت أَعْرَابِيًا فصيحا من بني نمير يرْعَى إبِلا جربا فَلَمَّا أراحها بالعشى نحاها من مأوى الصِّحَاح ونادى عريف الحى فَقَالَ أَلا إِلَى أَيْن آوى بِهَذِهِ الموقَّسة وَمِنْه قَوْله الصَّلَاة وَالسَّلَام للْأَنْصَار أُبَايِعكُم على أَن تأووني وتنصرونى.(1/64)
الضَّالة صفة فى الأَصْل للبهيمة فَغلبَتْ. وَالْمعْنَى أَن من يضمها إِلَى نَفسه متملكا لَهَا وَلَا ينشدها فَهُوَ ضال. قَالَ فِيمَن صَامَ الدَّهْر لَا صَامَ ولاآل وروى أَلا وروى ألى.
أول آل رَجَعَ. وَهَذَا دُعَاء عَلَيْهِ أَي لَا صَامَ هَذَا الصَّوْم وَلَا رَجَعَ إِلَيْهِ. وَألا قصّر وَترك الْجهد. وألى أفرط فى ذَلِك. قَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى ... وإنَّ كنائني لَنِساءُ صِدْقٍ ... ومَا أَلَّى بَنيَّ وَلَا أَسَاءُوا ... وَلَا فى هَذَا الْوَجْه نَافِيَة بمنزلتها فى قَوْله فَلَا صدق وَلَا صلى. وَالْمعْنَى لم يصم لى أَنه لم يتْرك جهداً. عمر رَضِي الله عَنهُ إِن نادبته قَالَت واعمراه أَقَامَ الأود وشفى الْعمد. فَقَالَ على رَضِي الله عَنهُ مَا قالته وَلَكِن قولته.
أود الأود العوج. يُقَال أدته فأود كعجته فعوج. الْعمد أَن يدبر ظهر الْبَعِير ويرم وَهُوَ متفرع على العميد وَهُوَ الْمَرِيض الذى لَا يَتَمَالَك أَن يجلس حَتَّى يعمد بالوسائد لِأَنَّهُ مَرِيض. قولته الشَّيْء وأقولته إِذا لقنته إِيَّاه وألقيته على لِسَانه. وَالْمعْنَى أَن الله أجراه على لسانها. أَرَادَ بذلك تصديقها فى قَوْلهَا وَالثنَاء على عمر. لَا بُد للندبة من إِحْدَى علامتين إِمَّا يَا وَإِمَّا وَا لِأَن الندبة لإِظْهَار التفجع وَمد الصَّوْت وإلحاق الْألف فى آخرهَا لفصلها من النداء وَزِيَادَة الْهَاء فِي الْوَاقِف إِرَادَة بَيَان الْألف لِأَنَّهَا خُفْيَة وتحذف عِنْد الْوَصْل كَقَوْلِهِم واعمرا أَمِير الْمُؤمنِينَ. معَاذ رضى الله عَنهُ لَا تأووا لَهُم فَإِن الله قد ضَربهمْ بذل مفدم وَأَنَّهُمْ سبوا الله سباً لم يسبه أحد من خلقه دعوا الله ثَالِث ثَلَاثَة.(1/65)
أَي لَا ترقوا لِلنَّصَارَى وَلَا ترحموهم. قَالَ ... وَلَو أَنّني اسْتَأْوَيْتُه مَا أَوَى لياَ ... . وَهُوَ من الإيواء لِأَن المؤوي لَا يَخْلُو من رقة وشفقة على المؤوي. وَمِنْه الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي حَتَّى نأوي لَهُ. المفدم من الصَّبْغ المفدم وَهُوَ المشبع الخاثر. وَالْمعْنَى بذل شَدِيد مُحكم مبالغ فِيهِ. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ مَا بَين أَن ينكفت أهل الْمغرب إِلَى أَن يثوب أهل الْعشَاء.
أَوب وَهُوَ التوابوان الراجعوان عَن الْمعاصِي. والأوب والتوب وَالثَّوْب أَخَوَات. انكفاتهم انكفاؤهم إِلَى منزلهم. وَهُوَ مُطَاوع كفت الشىء إِذا ضمه لِأَن المنكفىء إِلَى منزله منضم إِلَيْهِ. وثؤوبهم عودهم إِلَى الْمَسْجِد لصَلَاة الْعشَاء. وَالْمعْنَى الإيذان يفضل الصَّلَاة فِيمَا بَين العشاءين. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَوْم صفّين آها أَبَا حَفْص ... قد كَانَ يعدك أنباء وهنبثة ... لَو كنت شَاهدهَا لم تكْثر الْخطب ...
أوه هى كلمة تأسف وانتصابها على إجرائها مجْرى المصادر. كَقَوْلِهِم ويحاً لَهُ وَتَقْدِير فعل ينصبها كَأَنَّهُ قَالَ تأسفاً على تَقْدِير أتأسف تأسفا. الهنبثة إثارة الْفِتْنَة وَهِي من النبث وَالْهَاء وزائدة. يُقَال اللأمور الشداد هنابث يُرِيد مَا وَقع النَّاس فِيهِ من الْفِتَن بعد عمر رَضِي الله عَنهُ. وَهَذَا الْبَيْت يعزى إِلَى فَاطِمَة. الْأَحْنَف كتب إِلَيْهِ الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ للرسول قد بلونا فلَانا وَآل أَبى فلَان فَلم نجد عِنْدهم إيآلة للْملك وَلَا مكيدة فِي الْحَرْب.
أول آل الرّعية يؤولها أَولا وإيالا وإيالة أحسن سياستها. وفى أمثالهم ... قد أولنا وإيل علينا. وَإِنَّمَا قلبت الْوَاو يَاء فى الإيالة لكسر مَا قبلهَا وإعلال الْفِعْل كالقيام وَالصِّيَام. لَا تأوى فِي (زوة) . من كل أَوب فى (حس) . اسنى فى أس.(1/66)
الْهمزَة مَعَ الْهَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو جعل الْقرَان فى إهَاب ثمَّ القى فِي النَّار مَا احْتَرَقَ.
أهب هُوَ الْجلد قيل لِأَنَّهُ أهبة للحي وَبِنَاء للحماية لَهُ على جسده كَمَا قيل لَهُ الْمسك لإمساكه مَا وَرَاءه وَهَذَا كَلَام قد سلك بِهِ طَرِيق التَّمْثِيل وَالْمرَاد أَن حَملَة الْقرَان وَالْعَالمِينَ بِهِ موقيون من النَّار. كَانَ يدعى إِلَى خبز شعير والإهالة السنخة فيجيب.
أهل هِيَ الودك. وَعَن أَبى زيد كل دهن يؤتدم بِهِ. السنخة والزنخة المتغيرة لطول الْمكْث. ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ إِذا وَقعت فِي آل حم وَقعت فِي روضات ودمثات أتأنق فِيهِنَّ. أصل آل أهل فأبدلت الْهَاء همزَة ثمَّ ألفا يدل عَلَيْهِ تصغيره على أُهيل. وَيخْتَص بِالْأَشْهرِ الْأَشْرَف كَقَوْلِهِم الْقُرَّاء آل الله وَآل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يُقَال آل الْخياط والإسكاف وَلَكِن أهل. وَالْمرَاد السُّور الَّتِى فى أوائلها حم. الدمث الْمَكَان السهل ذُو الرمل. التأنق تطلب الأنيق المعجب وتتبعه. فِيهِ أهب فى سف. متن إهالة فى بص. أهب فى سف. خير أهلك فى بر. آل دَاوُد فِي زم. إِلَى أهل فى فر. فأهريقوا فى عق.
الْهمزَة مَعَ الْيَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى حَدِيث كسوف الشَّمْس على عَهده وَذَلِكَ حِين ارْتَفَعت الشَّمْس قيد رُمْحَيْنِ أَو ثَلَاثَة اسودت حَتَّى آضت كَأَنَّهَا تنوّمة. أَي صَارَت قَالَ زُهَيْر
أيض ... قَطَعْت إِذا مَا الآلُ آضَ كأنَّه ... سيوفٌ تَنحَّى تَارَة ثمَّ تَلْتَقِى. ...(1/67)
وأصل الأيض الْعود إِلَى الشَّيْء تَقول فعل ذَلِك أَيْضا إِذا فعله معاودا فاستعير لِمَعْنى الصيرورة لالتقائهما فى معنى الِانْتِقَال. تَقول صَار الْفَقِير غَنِيا وَعَاد غَنِيا. وَمثله استعارتهم النسْيَان للترك والرجاء للخوف لما فِي النسْيَان من معنى التّرْك وفى الرَّجَاء من معنى التوقع. وَبَاب الِاسْتِعَارَة أوسع من أَن يحاط لَهُ. التنوم نبت فِيهِ سَواد وَزنه فعول ويوشك أَن تكون تاؤه مقلبة عَن وَاو فَيكون من بَاب ونم. أصل قيد قَود اشتقاقه من الْقود وَهُوَ الْقصاص لما فِيهِ من معنى الْمُمَاثلَة والمقايسة يدل عَلَيْهِ قَوْلهم قيس رمح وانتصابه على أَنه صفة مصدر مَحْذُوف تَقْدِيره ارْتَفَعت ارتفاعا مِقْدَار رُمْحَيْنِ. عَليّ رَضِي الله عَنهُ من يطلّ أير أَبِيه ينتطق بِهِ. ضرب طول الأير مثلا لِكَثْرَة الْوَلَد قَالَ ... فَلَو شَاءَ ربِّي كَانَ أير أبيكم ... طَويلا كأير الْحَارِث بن سَدُوس ... قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ لِلْحَارِثِ أحد وَعِشْرُونَ ذكرا. والانتطاق مثل للتقوى والاعتضاد. وَالْمعْنَى من كثر إخْوَته كَانَ مِنْهُم عز ومنعة. \ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ عَطاء رأيتة إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة الْأَخِيرَة كَانَت إِيَّاهَا.
إيه اسْم كَانَ وخبرها ضميرا السَّجْدَة. وَالْمعْنَى هِيَ هِيَ لم يقْتَرن بهَا قعدة بعْدهَا أَي كَانَ يرفع رَأسه مِنْهَا وينهض للْقِيَام إِلَى الرَّكْعَة من غير أَن يقْعد قعدة خَفِيفَة. عِكْرِمَة رَحمَه الله كَانَ طالوت أيابا.(1/68)
أيب أى سقاء وَهِي فارسية. أَبُو قيس الأودي. سُئل ملك الْمَوْت عَن قبض الْأَرْوَاح. فَقَالَ أؤيه بهَا كَمَا يؤيه بِالْخَيْلِ فتجيبنى.
أيه التأييه أَن يَدعُوهُ وَيَقُول لَهُ إيه وَنَظِيره التأفيف فِي قَوْله أُفٍّ قَالَ طرفَة ... قعد فأيههن فاستعرضته ... فَثنى لَهُنَّ بِحَدّ روق مدعس ... مثل الأيم فِي وَجه. الأيمة فِي عى. نفاق أيمة فِي حَظّ. بقتل الأيم فى جن. إيه والاله فِي نط. إياى فِي مج. إِي فى حل.(1/69)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
حرف الْبَاء
الْبَاء مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَاة مثنى وَتشهد فى كل رَكْعَتَيْنِ وتبأس. وروى وتباءس وتمسكن وتقنع يَديك وروى وتقنع رَأسك فَتَقول اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ فَمن لم يفعل ذَلِك فهى خداج.
بَأْس تبأس أى تذل وتخضع ذل البائس وخضوعه. وَالتَّبَاؤُس التفاقر وَأَن يرى من نَفسه تخشع الْفُقَرَاء إخباتاً وتضرعا. تمسكن من الْمِسْكِين وَهُوَ مفعيل من السّكُون لِأَنَّهُ يسكن إِلَى النَّاس كثيرا وَزِيَادَة الْمِيم فى الْفِعْل شَاذَّة لم يروها سِيبَوَيْهٍ إِلَّا فِي هَذَا وَفِي تمدرع وتمندل وَكَانَ الْقيَاس تسكن وتدرع. وَنَظِيره شذوذا استحوذ عَن الْقيَاس دون الِاسْتِعْمَال. إقناع الْيَدَيْنِ أَن ترفعهما مُسْتَقْبلا ببطونهما وَجهك. وإقناع الرَّأْس أَن ترفع وَتقبل بطرفك. على مَا بيّنت يَديك الخداج مصدر خدجت الْحَامِل إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل وَقت النِّتَاج فاستعير. وَالْمعْنَى ذَات خداج أَي ذَات نُقْصَان فَحذف الْمُضَاف. الضَّمِير الرَّاجِع من الْجَزَاء إِلَى الِاسْم المضمن معنى الشَّرْط مَحْذُوف لظُهُوره وَالتَّقْدِير فَهِيَ مِنْهُ خداج وَمثله قَوْله تَعَالَى {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} أَي إِن ذَلِك مِنْهُ. إِن رجلا آتَاهُ الله مَالا فَلم يبتئر خيرا. أَي لم يدّخر من البؤرة وهى الحفرة أَو من البئرة والبئيرة الذَّخِيرَة.(1/70)
عَليّ رَضِي الله عَنهُ سلم عَلَيْهِ رجل فَرد عَلَيْهِ رد السّنة. وَكَانَ فى الرجل بَاء فَقَالَ لَهُ مَا أحسبك عَرفتنِي قَالَ بلَى وَإِنِّي لأجد بنة الْغَزل مِنْك. فَقَامَ الرجل وَكَانَ لَهُ فى نَفسه قدر. فَقيل لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ هَذَا قَالَ كَانَ أَبوهُ ينسج الشمَال بِالْيمن.
بَاء الْبَاء الْكبر وَالْعجب. البنة الرَّائِحَة من الإبنان وَهُوَ اللُّزُوم لِأَنَّهَا تعبق وَتلْزم. الشمَال جمع شملة وَهِي كسَاء يشْتَمل بِهِ. أُرِيد السُّؤَال عَن الصّفة فَقيل مَا كَانَ هَذَا وَلم يقل من كَانَ وموضوع مَا نصب تَقْدِيره أَي شَيْء كَانَ هَذَا لَوْلَا بأوفيه فِي (كل) . من أَفْوَاه البئار فِي (هَب) . فبأوت بنفسي فِي (حو) . باءت فِي (بو) . أبؤساً فى (غو) .
الْبَاء مَعَ الْبَاء
عمر رَضِي الله عَنهُ لَئِن عِشْت إِلَى قَابل لألحقن آخر النَّاس بأولهم حَتَّى يَكُونُوا ببانا.
ببان أَي ضربا وَاحِد فى الْعَطاء. قَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي هُوَ فعال من بَاب كَوْكَب وَلَا يكون فعلان لِأَن الثَّلَاث لَا تكون من مَوضِع وَاحِد. وَأما ببة فصوت لَا عِبْرَة بِهِ. وَعَن بَعضهم بَيَانا وَلَيْسَ بثبت. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يَقُول إِذا أقبل عبد الله بن الْحَارِث جَاءَ ببضة.(1/71)
ببَّة هَذَا صَوت كَانَ يصوَّت بِهِ فِي طفوليته فَقلب بِهِ. وَكَانَت أمه تَقول فِي ترقيصه ... لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جَارِيَةً خِدَبَّهْ ... كَعْب رَحمَه الله قَالَ فى قصَّة جريج الزَّاهِد (الراهب) لما رمى بِتِلْكَ الْمَرْأَة فَجَاءُوا بمهد الصَّبِي قَالَ يَا بابوس من أَبوك فَفتح الصَّبِي حلقه وَقَالَ فلَان الرَّاعِي. ثمَّ سكت.
بابوس هُوَ الصبى الرَّضِيع قَالَ ابْن أَحْمَر ... حَنَّتْ قَلُوصِى إِلَى بَابُوسِها جَزَعأ ... فَمَا حَنِيُنك أَمْ مَا أَنتِ والذِّكَرُ ...
الْبَاء مَعَ التَّاء
النبى صلى ألله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن البتع فَقيل كل شراب أسكر فَهُوَ حرَام.
بتع هُوَ نَبِيذ الْعَسَل سمي بذلك لشدَّة فِيهِ من البتع وَهُوَ شدَّة الْعُنُق. وَعَن أَبى مُوسَى الأشعرى رَضِي الله عَنهُ أَنه خطب فَقَالَ خمر الْمَدِينَة من الْبُسْر وَالتَّمْر وخمر أهل فَارس من الْعِنَب وخمر أهل الْيمن البتع وَهُوَ من الْعَسَل وخمر الْحَبَش السكركة. لَا صِيَام لمن لم يبيِّت الصّيام من اللَّيْل وروى يبت.
بتت أى لم يقطعهُ على نَفسه بِالنِّيَّةِ. على رَضِي الله عَنهُ قَالَ عبد خير قلت لَهُ أأصلي الضُّحَى إِذا بزغت الشَّمْس قَالَ لَا حَتَّى تبهر البتيراء الأَرْض.
بتر هِيَ اسْم للشمس فِي أول النَّهَار قبل أَن يقوى ضوؤها ويغلب كَأَنَّهَا سميت بالبتيراء(1/72)
مصغرة لتقاصر شعاعها عَن بُلُوغ تَمام الإضاءة وَالْإِشْرَاق وقلته. وَعَن سعيد أَنه أوتر بِرَكْعَة فَأنْكر عَلَيْهِ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ مَا هَذِه البتيراء الَّتِى لم نَكُنْ نعرفها على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعد رَضِي الله عَنهُ لقد رد رَسُول الله صلى الله وَآله وَسلم التبتل على عُثْمَان بن مَظْعُون وَلَو أذن لَهُ لاختصينا.
بتل هُوَ أَن يتَكَلَّف بتل نَفسه عَن التَّزَوُّج أَي قطعهَا. حذبفة رَضِي الله عَنهُ أُقيمت الصَّلَاة فتدافعوا فصلى بهم ثمَّ قَالَ لتبتلن لَهَا إِمَامًا غَيْرِي أَو لتصلن وحداناً. أَي لتنصبن إِمَامًا ولتقطعن الْأَمر بإمامته. الوحدان جمع وَاحِد كراكب وركبان. عَلَيْهِ بت فى جلّ. وَلَا تبتل فى زم. عشر الْبَتَات فِي ضح. والأبتر فِي طف. والمنبت فى وغ. أَبتر فى صع. البات فى دف.
الْبَاء مَعَ الثَّاء
ابْن مَسْعُود رضى الله عَنهُ ذكر بني إِسْرَائِيل وتحريفهم وَذكر عَالما كَا فيهم عرضوا عَلَيْهِ كتابا اختلقوه على الله فَأخذ ورقة فِيهَا كتاب الله ثمَّ جعلهَا فى قرن ثمَّ علقه فى عُنُقه ثمَّ لبس عَلَيْهِ الثِّيَاب. فَقَالُوا أتؤمن بهَا فَأَوْمأ إِلَى صَدره وَقَالَ آمَنت بِهَذَا الْكتاب يَعْنِي الْكتاب الَّذِي فِي الْقرن. فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت بثبثوه فوجدوا الْقرن وَالْكتاب فَقَالُوا إِنَّمَا عَنى هَذَا.
بثبث أَي كشفوه وفتشوه ليعلم البث. وتبثيثا فى غث. وَصَارَ بثنية فِي بن.(1/73)
الْبَاء مَعَ الْجِيم
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي الْقُبُور فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أصبْتُم خيراطويلا.
بجل أَي عَظِيما من قَوْلهم رجل بجال وبجيل وَهُوَ الضخم الْجَلِيل عَن الْأَصْمَعِي وَمِنْه التبجيل. مَا أَخَاف على قُرَيْش إِلَّا أَنْفسهَا. ثمَّ وَصفهم وَقَالَ أشحة بجرة يفتنون النَّاس حَتَّى تراهم بَينهم كالغنم بَين الحوضين إِلَى هَذَا مرّة وَإِلَى هَذَا مرّة.
بجر البجرة من الأبجر وَهُوَ الناتىء السُّرَّة كالصلعة من الأصلع والنزعة من الأنزع. وَالْمعْنَى ذَوُو بجرة فحُذف الْمُضَاف. أَو وصفوا بهَا انهم عين البجرة مُبَالغَة فِي وَصفهم بالبطانة ونتوء السرر. وَيجوز أَن يكون هَذَا كِنَايَة عَن كنزهم الْأَمْوَال واقتنائهم لَهَا وتركهم التسمح بهَا. إِن لُقْمَان بن عادٍ خطب امْرَأَة قد خطبهَا إخْوَته قبله فَقَالُوا بئس مَا صنعت خطبت امْرَأَة قد خطبناها قبلك وَكَانُوا سَبْعَة وَهُوَ ثامنهم فَصَالحهُمْ على أَن ينعَت لَهَا نَفسه وَإِخْوَته بِصدق وتختار هِيَ أَيهمْ شَاءَت. فَقَالَ خذي مني أخي ذَا البجل. إِذا رعى الْقَوْم غفل. وَإِذا سعى الْقَوْم نسل. وَإِذا كَانَ الشَّأْن اتَّكل. قريب من نضيج. بعيد من نيء. فلحياً لصاحبنا لحياً. فَقَالَت عِيَال لَا أريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي ذَا البجلة. يحمل ثقلى وَثقله. ويخصف نَعْلي وَنَعله. وَإِذا جَاءَ يَوْمه قدمت قبله.(1/74)
فَقَالَت خَادِم لَا أريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي ذَا العفاق. صفاق أَفَاق. يعْمل النَّاقة والساق. فَقَالَت فيج لَا أُريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي ذَا الْأسد. جوّاب ليل سرمد. وبحر ذُو زبد. فَقَالَت سَارِق لَا أريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي ذَا النمر. حَيّ خفر. شُجَاع ظفر. أعجبني وَهُوَ خير من ذَاك إِذا سكر. فَقَالَت يشرب الْخمر فَلَا أريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي ذَا الحممة. يهب البكرة السنمة. وَالْمِائَة الْبَقَرَة العممة. وَالْمِائَة الضائنة الزنمة. وَإِذا أَتَت على عادٍ لَيْلَة مظْلمَة. رتب رتوب الكعب وولاهم شزنه. قَالَ اكفوني الميمنة. سأكفيكم المشأمة. وَلَيْسَت فِيهِ لعثمة. إِلَّا أَنه أبن أمة. فَقَالَت مُسْرِف لَا أريده. ثمَّ قَالَ خذي مني أخي حَزينًا. أولنا إِذا غدونا. وآخرنا إِذا استنجينا. وعصمة أَبْنَائِنَا إِذا شتونا. وفاصل خطة أعيت علينا. وَلَا يعد فَضله لدينا. ثمَّ قَالَ أَنا لُقْمَان بن عَاد. لعادية وَعَاد. إِذا أنضجعت لَا أجلنظىء. وَلَا تملأ رئتى جنبى. إِن أر مطمعى فحدا تلمع. وَإِلَّا أر مطمعي فوقاع بصلع. فَتزوّجت حَزينًا. فسر ذُو البجل بذى الضخامة. وَقيل هُوَ من قَوْلك بجلي هَذَا أى حسبى. وَمِنْه الحَدِيث فَألْقى تمرات كن فِي يَده وَقَالَ بجلى من الدُّنْيَا. وَالْمعْنَى أَنه قصير الهمة مقتصر على الْأَدْنَى. فَإِذا ظفر بِهِ قَالَ بجلى. وَالْوَجْه أَن يكون هَذَا وَسَائِر مَا ابْتَدَأَ بِهِ ذكر إخْوَته أساميهم أَو ألقابهم. إِذا رعى الْقَوْم غفل أَي إِذا اهتموا برعاية بَعضهم بَعْضًا أَو برعاية مَا مَعَهم اَوْ برعي الْإِبِل لم يهتم بِشَيْء من ذَلِك وَكَانَ غافلا عَنهُ(1/75)
وَإِذا سعى الْقَوْم نسل أَي إِذا بذلوا السَّعْي وتناهضوا فِيمَا يفىء عَلَيْهِم خيرا أَو ينجيهم من بلية نسل هُوَ من بَينهم أَي خرج وَكَانَ بمعزل من السَّعْي مَعَهم. اتكل أَي اعْتمد على غَيره فى كِفَايَة الشَّأْن وَلم يتوله بِنَفسِهِ عَجزا. النىء غير النضيج يُرِيد أَنه لَازم بَيت جثامة وَلَا يصيد وَلَا يَغْزُو فيأكل اللَّحْم الملهوج. وَيحْتَمل أَنه لَيْسَ بجلد يخْدم أَصْحَابه فى السّفر ويطبخ لَهُم كالموصوف بقوله ... رُبَّ ابنِ عمِّ لسُلَيمى مُشْمَعِلْ ... طباخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسَلْ ... وَلكنه يتكاسل عَن ذَلِك وَعَن معاونتهم أيضأ إِذا باشروا الطَّبْخ. فَإِذا قدمُوا أكل فَهُوَ بعيد عَن النىء وطبخه قريب من النضيج وَأكله. فلحيا من لحيت الْعود بِمَعْنى لحوته وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ والتكرير للتَّأْكِيد. قيل فِي نرى البجلة هُوَ ذُو الشارة الْحَسَنَة كَأَنَّهُ الَّذِي لَهُ من الرواء مَا يبجل لأَجله. وَإِذا جَاءَ يَوْمه أَي وَقت وَفَاته وأجله. حَمده لإعانته لَهُ وَحمله عَنهُ ودعا لَهُ. ذُو العفاق من عفق يعفق إِذا أسْرع فى الذّهاب. والعفاق الْحَلب أَيْضا. قَالَ ... عَلَيْكَ الشّاءَ شَاءَ بَنِي تميمٍ ... فعافِقْها فإنّكَ ذُو عفاق ... صفاق من الصفق وَهُوَ الْجَانِب. يُقَال جَاءَ أهل ذَلِك الصفق. وأفاق من الإفق أَرَادَ أَنه مسفار منقب فى النواحي والافاق. يعْمل النَّاقة والساق أى يركب تَارَة ويترجل أُخْرَى لجلادته. ذُو الْأسد أَي ذُو الْقُوَّة الأَسدِية. والأسد مصدر أَسد / بِمَعْنى استأسد. ليل سرمد أَي دَائِم غير مُنْقَطع لفرط طوله. والسنمة الْعَظِيمَة السنام. العممة التَّامَّة. قَوْله الْمِائَة الْبَقَرَة وَالْمِائَة الضائنة بِإِدْخَال لَام التَّعْرِيف على الْمِائَة المضافة مِمَّا لَا يُجِيزهُ البصريون وَيَقُولُونَ أخذت مائَة الدِّرْهَم لَا غير. وَكَذَلِكَ ثَلَاثَة الأثواب وَالثَّلَاثَة الأثواب.(1/76)
خلف عِنْدهم لِأَن الْإِضَافَة معرفَة فَإِذا عرِّف الِاسْم بِاللَّامِ لم يعرف ثَانِيَة بِالْإِضَافَة. ويستشهدون بِمثل قَول الفرزدق ... وسما وَأدْركَ خَمْسَة الأَشبارِ ... وَقَول ذى الرمة ... ثلاثُ الأثافى والديار البَلاَقعُ ... ويخطئون من روى مثل هَذَا. وَيَقُولُونَ الصَّوَاب وَمِائَة الْبَقَرَة وَمِائَة الضائنة وبرهانهم الْقيَاس الصَّحِيح وَاسْتِعْمَال الفصحاء. الزنمة ذَات الزنمة وَهِي شَيْء يقطع من أذنها وَيتْرك مُعَلّقا وروى الزلمة بمعناها. الرُّتوب الثُّبُوت. ولاهم شزنه أَي ولاهم عرضه فخاطبهم بِنَفسِهِ. يُقَال وليته ظَهْري إِذا جعله وَرَاءه وَأخذ يذب عَنهُ. وَمَعْنَاهُ جعلت ظهرى يَلِيهِ. وروى شزنه أَي شدته وغلظته. وَمَعْنَاهُ دَافع عَنْهُم ببأسه. اللعثمة التَّوَقُّف أَي لَيْسَ فِي صِفَاته الَّتِى توجب تَقْدِيمه توقف. إِلَّا أَنه ابْن أمة أَي هَذَا عَيبه فَقَط. استنجينا من النَّجَاء وَهُوَ الْفِرَار. يُرِيد إِذا خرجنَا الْغَزْو تقدمنا وبادرنا. وَإِذا انهزمنا تَأَخّر عَنَّا ليحامي علينا مِمَّا يتبعنا. العادية خيل تعدة أَو رجل يعدون. والعادي الْوَاحِد أَي أَنا لجَماعَة ولواحد يعْنى أَن مقاومته للْجَمَاعَة وَالْوَاحد وَاحِدَة لَا تَتَفَاوَت لشدَّة بأسه وَقُوَّة بطشه. نَظِير أضجعه فانضجع فى مجىء الْفِعْل مطاوعا لأَفْعَل أزعجه فانزعج وَأطْلقهُ فَانْطَلق وَحقّ الْفِعْل أَن يطاوع فعل لَا غير وَإِنَّمَا فعل هَذَا على سَبِيل إنابة أفعل مناب فعل.(1/77)
الاجلنظاء. الاستلقاء وَرفع الرجلَيْن يعْنى أَنه ينَام على جنبه مستوفزا كَمَا قيل فِي تأبط شرا ... مَا إِن يمسُّ الأرضَ إِلَّا جانبٌ ... مِنْهُ حرف السَّاق طيَّ الْمحمل ... وَلَا تملأ رئتي جَنْبي أَي لست بجبان فينتفخ سحرِي حَتَّى يمْلَأ جنبى بانتفاخه. يلمع يخْفق بجناحيه وروى فحدو تلمع. والتلمع تفعل مِنْهُ. والحدو الحدأ بلغَة أهل مَكَّة. الصلع الْحجر الأملس. وَقيل الْموضع الَّذِي لَا ينْبت من صلع الرَّأْس. أَرَادَ أَن عيشه عَيْش الصعاليك إِن ظفر بِشَيْء ألمأ عَلَيْهِ. وَإِلَّا فَهُوَ موطن نَفسه على معاناة خشونة الْحَال وشظف الْعَيْش كالحدأ الَّذِي إِن أبْصر طعمته انقض عَلَيْهَا فاختطفها وَإِن لم ير شَيْئا لم يبرح وَاقعا على الصلع. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ تكلم عِنْده صعصعة بن صوحان فَأكْثر فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن هَذَا البجباج النفاخ لَا يدرى مَا الله وَلَا أَيْن الله.
البجباج البجباج الذى يهمز الْكَلَام وَلَيْسَ لكَلَامه جِهَة وروى الفجفاج وَهُوَ الصياح المكثار وَقيل المأفون المختال. والنفاخ الشَّديد الصلف. لَا يدْرِي مَا الله وَلَا أَيْن الله مَعْنَاهُ أَن حَاله وَفِي وضع لِسَانه من إكثار الخطل وَمَا لَا ينبغى أَن يُقَال كل مَوضِع كَحال من لَا يدرى أَن الله سميع لكل كَلَام عَالم بِمَا يجْرِي فى كل مَكَان. وَلم ينْسبهُ إِلَى الْكفْر وَقد شهد صعصعة مَعَ على رضى الله عَنهُ يَوْم الْجمل وَكَانَ من أَخطب النَّاس وَأَخُوهُ زيد الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد الْخَيْر الجذم من الْخِيَار الْأَبْرَار.(1/78)
أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ لما التقى الْفَرِيقَانِ يَوْم الْجمل صَاح أهل الْبَصْرَة ... ردُّوا علَيْنَا شَيخنَا ثمَّ بَجَلْ ... فَقَالُوا ... كَيفَ نردُّ شيخَكم وَقد قَحَل ... ثمَّ اقْتَتَلُوا. قَالَ الراوى فَمَا شبهت وَقع السيوف على الْهَام إِلَّا بِضَرْب البيازر على المواجن. بجل بِمَعْنى حسب وَسبب بنائهما أَن الْإِضَافَة منوية فيهمَا. وَإِنَّمَا بنى بِحل على السّكُون دون حسب لِأَنَّهُ لم يتَمَكَّن بالإعراب فِي مَوضِع تمكنه. قحل مَاتَ فجف جلده على عظمه. يُقَال قحل قحولا وَهُوَ الفصيح وقحل قحلا. البيازر جمع بيزر وَهُوَ الْخَشَبَة الَّتِي يدق بهَا الْقصار. والبيزرة الْعَصَا وبزره بهَا إِذا ضربه. المواجن جمع ميجنة وَهِي خشبته الَّتِى يدق عَلَيْهَا. جُبَير رَضِي الله عَنهُ نظرت وَالنَّاس يقتتلون يَوْم حنين إِلَى مثل البجاد الْأسود يهوى من السَّمَاء حَتَّى وَقع فَإِذا نمل مبثوث قد مَلأ الْوَادي فَلم يكن إِلَّا هزيمَة الْقَوْم فَلم نشك فِي أَنَّهَا الْمَلَائِكَة.
البجاد البجاد الكساء المخطط سمى بذلك لتداخل ألوانه من قَوْلهم هُوَ علم ببجدة أمره. أَي بدخلته. وَالْأسود من البجد هُوَ المنسوج على خطوط سود يفصل بَينهَا بيض دقاق(1/79)
فَالْمَعْنى أَن النَّمْل كَانَ يهوى متساطرا كخطوط البجاد الْأسود. وَمِنْه قيل لعبد الله ابْن عبد نهم ذُو البجادين لِأَنَّهُ حِين أَرَادَ الْمصير إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطعت أمه بجادا لَهَا بِاثْنَيْنِ فائتزر بِأَحَدِهِمَا وارتدى بِالثَّانِي. وَمِنْه حَدِيث مُعَاوِيَة إِنَّه مازح الْأَحْنَف بن قيس فَمَا رئى مازحان أوقر مِنْهُمَا قَالَ لَهُ يَا أحنف مَا الشئ الملفف فى البجاد فَقَالَ هُوَ السخنية يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ
ذهب مُعَاوِيَة إِلَى قوم [42] الشَّاعِر ... بِخَبَر أَو بِتَمْر أَو بِسمن
أَو الشىء الملفَّفِ فى البجاَد والأحنف إِلَى السخينة الَّتِي تعير بهَا قُرَيْش \ وَهِي شَيْء يعْمل من دَقِيق وَسمن لأَنهم كَانُوا يولعون بِهِ حَتَّى جرى مجْرى النبز لَهُم قَالَ كَعْب بن مَالك ... زعمت سخينة أَن ستغلب رَبهَا ... وليغلبن مُغالِبُ الغَلاَّبِ ... البجة فِي جب. بجراء فى عز. وبجحني فِي غث. البجر فِي بر. يبجسها فِي أم. بجرى فِي جد.
الْبَاء مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شكا عبد الله بن أَبى إِلَى سعد بن عبَادَة فَقَالَ يَا رَسُول الله اعْفُ عَنهُ فوالذي أنزل عَلَيْك الْكتاب لقد جَاءَ الله بِالْحَقِّ وَلَقَد اصْطلحَ أهل البحرة على أَن يعصبوه بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا رد الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي اعطاك شَرق بذلك.
بَحر أَرَادَ بالبحرة الْمَدِينَة يَقُولُونَ هَذِه بحرتنا أَي أَرْضنَا وبلدتنا. وأصل البحرة فجوة من الأَرْض تستبحر أَي تنبسط وتتسع. قَالَ يصف رسو الدَّار ... كأنّ بقاياه ببَحْرة مَالك ... بقَّيةُ سَحْقٍ من رِدَاء مُحبَّرِ ...(1/80)
الْعِصَابَة الْعِمَامَة لِأَنَّهُ يعصب الرَّأْس بهَا وعصبه عممه. قَالَ ... فتاةٌ أَبُوها ذُو العِمَامة وابنُه ... أَخُوها فَمَا أَكْفَاؤُها بكَثير ... وروى ذُو الْعِصَابَة ثمَّ جعل التَّعْصِيب بِالْعِصَابَةِ كِنَايَة عَن التسويد لِأَن العمائم تيجان الْعَرَب. وَقيل للسَّيِّد المعمم والمعصب كَمَا قيل لَهُ المتوج والمسود. شَرق بذلك أَي لم يقدر على إساغته وَالصَّبْر عَلَيْهِ لتعاظمه إِيَّاه فَكَأَنَّهُ اعْترض فِي حلقه فغصَّ بِهِ كَمَا يغص الشَّارِب بِالْمَاءِ. من سرَّه أَن يسكن بحبوحة الْجنَّة فليلزم الْجَمَاعَة فَإِن الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الِاثْنَيْنِ أبعد.
بحبوحة هِيَ من كل شىء وَسطه وخياره قَالَ جرير ... قَوْمِي تميمٌ همُ القومُ الَّذين هُمُ ... يَنْفَونَ تَغْلِب عَنْ بُحْبُوحَةِ الدَّارِ ... ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ أنس بن سِيرِين استحيضت امْرَأَة آل أنس ابْن مَالك فأمروني فَسَأَلت ابْن عَبَّاس عَن ذَلِك فَقَالَ إِذا رَأَتْ الدَّم البحراني فلتدع الصَّلَاة فَإِذا رَأَتْ الطُّهْر وَلَو سَاعَة من النَّهَار فلتغتسل ولتصل.
البحراني البحراني الشَّديد الْحمرَة الضَّارِب إِلَى السوَاد. مَنْسُوب إِلَى الْبَحْر وَهُوَ عمق الرَّحِم قَالَ ... وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرَانِيُّ ... فى الحَدِيث تخرج بحنانة من جَهَنَّم فتلقط الْمُنَافِقين لقط الْحَمَامَة القرطم.
بحنانة هِيَ الشرارة الضخمة الْعَظِيمَة من قَوْلهم رجل بحون عَظِيم الْبَطن ودلو بحونة وَجلة بحونة إِذا كَانَتَا واسعتين.(1/81)
القرطم حب العصفر. إِن غلامين كَانَا يلعبان البحثة.
بحثة هِيَ لعب بِالتُّرَابِ. بحيرة فِي صر. بحرا فى قر. بحريّة فِي نش. بحرها فى حل. سُورَة البحوث فى عذ. بحيرة فى رج.
الْبَاء مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي على النَّاس زمَان يسْتَحل فِيهِ الرِّبَا بِالْبيعِ وَالْخمر بالنبيذ والبخس بِالزَّكَاةِ والسحت بالهدية وَالْقَتْل بِالْمَوْعِظَةِ.
بخس المُرَاد بالبخس المكس لِأَن معنى كل وَاحِد مِنْهُمَا النقضان يُقَال بخسنى حَقي ومكسنيه وَقد روى فى قَوْله ... وَفِي كل مَا بَاعَ امْرُؤ مَكْسُ دِرْهَم ... بخس دِرْهَم. وَالْمعْنَى أَنه يُؤْخَذ المكس باسم الْعشْر يتَأَوَّل فِيهِ معنى الزَّكَاة وَهُوَ ظلم. والسحت أى الرِّشْوَة فى الحكم والشهادات والشفاعات وَغَيرهَا باسم الْهَدِيَّة وَيقتل من لَا تحل الشَّرِيعَة قَتله ليتعظ بِهِ الْعَامَّة. أَتَاكُم اهل الْيمن هم أرق قلوبا وألين أَفْئِدَة وابخع طَاعَة.
البخاع أَي أبلغ طَاعَة. من بخع الذَّبِيحَة إِذا بَالغ فى ذَبحهَا وَهُوَ أَن يقطع عظم رقبَتهَا ويبلغ بِالذبْحِ البخاع. والبخاع بِالْبَاء الْعرق الذى فى الصلب. والنخع دون ذَلِك وَهُوَ أَن يبلغ بِالذبْحِ النخاع وَهُوَ الْخَيط الْأَبْيَض الذى يجرى فى الرَّقَبَة.(1/82)
هَذَا أَصله ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي كل مُبَالغَة فَقيل بخعت لَهُ نصحي وجهدى وطاعتى. وَالْفِعْل هَهُنَا مجعول للطاعة كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي بخعت أَي بالغت وَهَذَا من بَاب نهارك صَائِم ونام ليل الهوجل. الْفُؤَاد وسط الْقلب سمى بذلك لتفؤده أَي لتوقده. زيد بن ثَابت فى الْعين الْقَائِمَة إِذا بخقت مائَة دِينَار. أى فقئت يعْنى أَنَّهَا إِذا كَانَت عوراء لَا يبصر بهَا إِلَّا أَنَّهَا غير منخسفة فعلى فاقئها كَذَا. الْقرظِيّ قَالَ فى قَوْله تَعَالَى {قُلْ هُوَ الله أحد الله الصَّمد} . وَلَو سكت عَنْهَا لتبخص بهَا رجال فَقَالُوا مَا صَمد فَأخْبرهُم أَن الصَّمد الذى لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد.
البخص أَخذ من البخص وَهُوَ لحم عِنْد الجفن الْأَسْفَل يظْهر من النَّاظر عِنْد التحديق إِذا أنكر شَيْئا أَو تعجب مِنْهُ. يُرِيد لَوْلَا أَن الْبَيَان اقْترن بِهَذَا الِاسْم لتحيروا فِيهِ حَتَّى تنْقَلب أجفانهم وتشخص أَبْصَارهم. الْحجَّاج أُتِي بزيد بن الْمُهلب يرسف فى حَدِيد فَأقبل يخْطر بِيَدِهِ فغاظ ذَلِك الْحجَّاج فَقَالَ ... جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشى ... وَقد ولي عَنهُ فَالْتَفت إِلَيْهِ فَقَالَ ... وفى الدِّرْع ضَخْمُ اَلْمنكِبَيْنِ شِنَاقُ ...(1/83)
فَقَالَ الْحجَّاج قَاتله الله مَا أمضى جنانة وأحلف لِسَانه
بخترى البخْترِي المتبختر. الشناق الطَّوِيل رجل حَلِيف اللِّسَان أى ذربه. والبخقاء فى صف. مبخوص الْكَعْبَيْنِ فِي نه. بخ بخ فِي نس. يبخع لنا فِي ضج. وبخعها فِي زف. باخق الْعين فِي صع. مبخرة فِي زو. بخ فِي بر. وتبخلون فِي جب.
الْبَاء مَعَ الدَّال
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أبدع بِي فَاحْمِلْنِي.
بدع أبدعت الرَّاحِلَة إِذا انْقَطَعت عَن السّير بكلال أَو ضلع. جعل انقطاعها عَمَّا كَانَت مستمرة عَلَيْهِ من عَادَة السّير إبداعا مِنْهَا أَي إنْشَاء أَمر خَارج عَمَّا اُعْتِيدَ مِنْهَا وَألف واتسع فِيهِ حَتَّى قيل أبدعت حجَّة فلَان. وأبدع بره بشكري إِذا لم يَفِ شكره ببره. وَمعنى أبدع بِالرجلِ انْقَطع بِهِ أَي انْقَطَعت بِهِ رَاحِلَته كَقَوْلِك سَار زيد بِعَمْرو فَإِذا بنيت الْفِعْل للْمَفْعُول بِهِ وحذفت الْفَاعِل قلت سير بِعَمْرو فأقمت الْجَار وَالْمَجْرُور مقَام الْفَاعِل. وكما أَن الْمَعْنى فى سير بِعَمْرو سير عَمْرو كَذَلِك الْمَعْنى فى انْقَطع بِالرجلِ قطع الرجل. أى قطع عَن السّير. نفل فى البدأة الرّبع وَفِي الرّجْعَة الثُّلُث.
البدأة بدأة الْأَمر أَوله ومبتدؤه يُقَال أما بادى بدأة فَإِنِّي أَحْمد الله. وَهِي فِي الأَصْل الْمرة من البدء مصدر بَدَأَ وَالْمرَاد ابْتِدَاء الْغَزْو. يعْنى أَنه كَانَ إِذا نهضت سَرِيَّة من جملَة الْعَسْكَر الْمقبل على الْعَدو فأوقعت نفلها الرّبع مِمَّا غنمت وَإِذا فعلت ذَلِك عِنْد قفول الْعَسْكَر نفلها الثُّلُث لِأَن الكرة الثَّانِيَة أشق والخطة فِيهَا أعظم. لَا تبادروني بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُود فَإِنَّهُ مهما أسبقكم بِهِ إِذا ركعت تدركوني ذَا(1/84)
رفعت وَمهما أسبقكم بِعْ إِذا سجدت تدركوني إِذا رفعت إِنِّي قد بدنت.
الْبدن أى صرت بدنا وَالْبدن المسن وَنَظِيره عجزت الْمَرْأَة وعود الْجمل ونيبت النَّاقة. وروى بدنت أَي ثقلت على الْحَرَكَة ثقلهَا على الرجل البادن وَهُوَ الضخم الْبدن يُقَال بَدَن بُدْناً وبَدُنَ بُدْناً وبَدَانة وَلَا يَصح لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُوصف بالبدانة. تدركوني أَي تدركوني بِهِ فَحذف لِأَنَّهُ مَفْهُوم كحذفهم مِنْهُ فِي قَوْلهم السّمن منوان بدرهم. وَالْمعْنَى أَي شَيْء من الرُّكُوع أَو السُّجُود سبقتكم بِهِ عِنْد خفض الرَّأْس فَإِنَّكُم مدركوه عِنْد رَفعه لثقل حركتي. قَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ قدمت الْمَدِينَة من الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرجت أَنا ورباح وَمَعِي فرس أَبى طَلْحَة أبديه مَعَ الْإِبِل فَلَمَّا كَانَ بِغَلَس أغار عبد الرَّحْمَن بن عُيَيْنَة على إبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقتل راعيها ثمَّ ذكر لُحُوقه بِهِ ورميه الْمُشْركين. قَالَ فَإِذا كنت فِي الشجراء خزقتهم بِالنَّبلِ. فَإِذا تضايقت الثنايا عَلَوْت الْجَبَل فرديتهم بِالْحِجَارَةِ. ثمَّ ذكر مَجِيئه إِلَى النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ وَهُوَ على المَاء الذى حلأتهم عَنهُ بِذِي قرد فَقلت خلنى فانتخب من أَصْحَابك مائَة رجل فآخذ على الْكفَّار بالعشوة فَلَا يبْقى مِنْهُم مخبر إِلَّا قتلته.
الإبداء أبديه أبرزه إِلَى المرعى. الشجراء الْأَشْجَار الْكَثِيرَة المتكاثفة. وَهِي اسْم جمع للشجرة كالقصباء والطرفاء والأشاء. الخزق الْإِصَابَة يُقَال سهم خازق وخاسق أَي مقرطس نَافِذ.(1/85)
الردى الرمى بِالْحجرِ وَهُوَ المرداة. التحلئة الْمَنْع والطرد وَمِنْهَا التحلئة الَّتِى يقشرها الدّباغ عَن الْجلد لِأَنَّهَا تمنع الدّباغ. العشوة بالحركات الثَّلَاث ظلمَة اللَّيْل قَالُوا فِي الْمثل ... أوطأته العشوة ... إِذا سامه أمرا متلبسا يغتره بِهِ لِأَن من وطىء الظلمَة يطَأ مَا لَا يبصره فَرُبمَا تردى فى هوة أَو وضع قدمه على هَامة ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى اسْتعْملت العشوة فى معنى الْغرَّة فَقيل أخذت فلَانا على عشوة وسمته عشوة. إِن تهَامَة كبديع الْعَسَل حُلْو أَوله وَآخره.
البديع البديع الزق الْجَدِيد وَهِي صفة غالبة كالحية والعجوز. وَالْمعْنَى استطابة أَرض تهَامَة كلهَا أَولهَا وَآخِرهَا كَمَا يستحلي زق الْعَسَل من حَيْثُ يبتدأ فِيهِ إِلَى أَن ينتهى. وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا فى أول الزَّمَان وَآخره على حَال صَالِحَة. وَقيل لَا يتَغَيَّر طيبها كَمَا أَن الْعَسَل حُلْو أول مَا يشتار وَيجْعَل فِي الزق وَبعد مَا تمضى عَلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة. لما كَانَ انكشاف الْمُسلمين يَوْم حنين أَبَد يَده إِلَى الأَرْض فَأخذ مِنْهَا قَبْضَة من تُرَاب فحذا بهَا فى وُجُوههم فَمَا زَالَ حَدهمْ كليلا.
بدد أَي مدها يُقَال أبدَّ السَّائِل رغيفا أَي مد يدك بِهِ إِلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز إِنَّه لما حَضرته الْوَفَاة قَالَ أجلسوني فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ أَنا الَّذِي أَمرتنِي فقصرت ونهيتني فعصيت وَلَكِن لَا إِلَه إِلَّا الله. ثمَّ رفع رَأسه فأبدَّ النّظر وَقَالَ إِنِّي لَا أَي إِنِّي لَا أشرك أَو إِنِّي لَا أعيش. القبضة بِمَعْنى الْمَقْبُوض كالغرفة بِمَعْنى المغروف. حذا وحثا وَاحِد كجذا وَجَثَا.(1/86)
من بدا جَفا وَمن اتبع الصَّيْد غفل وَمن اقْترب من أَبْوَاب الشَّيْطَان افْتتن.
بَدو بدوت أبدو إِذا أتيت البدو وَمِنْه قيل لأهل الْبَادِيَة بادية كَمَا قيل لحاضري الْأَمْصَار حَاضِرَة. جَفا أَي صَار فِيهِ جفَاء الْأَعْرَاب لتوحشه وانفراده عَن النَّاس. غفل أَي شغل الصَّيْد قلبه وألهاه حَتَّى صَارَت فِيهِ غَفلَة. وَلَيْسَ الْغَرَض مَا يزعمه جهلة النَّاس أَن الْوَحْش نعم الْجِنّ فَمن تعرض لَهَا خيلته وغفلته. الْخَيل مبدأة يَوْم الْورْد. أَي مُقَدّمَة على غَيرهَا يبْدَأ بهَا السَّقْي. أُتي ببدر فِيهِ خضرات من الْبُقُول.
بدر هُوَ الطَّبَق سمى بدر استدارته كَمَا يُسمى الْقَمَر حِين يستدير بَدْرًا. خضرات غضات يُقَال بقلة خضرَة وورق خضر قَالَ الله تَعَالَى {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً} . عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام الابدال بِالشَّام والنجباء بِمصْر والعصائب بالعراق.
الأبدال هم خِيَار بدل من خِيَار جمع بدل وَبدل. العصائب جمع عِصَابَة. وَيُرِيد طوائف يَجْتَمعُونَ فَيكون بَينهم حَرْب. لما خطب فَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام قيل لَهُ مَا عنْدك قَالَ فرسي وبدني.
بدن هِيَ الدرْع القصيرة سميت بذلك لِأَنَّهَا مجول للبدن لَيست بسابغة تعم الْأَطْرَاف. الزبير كَانَ حسن الباد على السرج إِذا ركب.
الباد البادَّان أصلا الفخذين سميا بذلك لانفراجهما. وَقيل لامْرَأَة من الْعَرَب علام تمنعين زَوجك القضة فَإِنَّهُ يعتل بك قَالَت كذب وَالله إِنِّي لأطأطىء الوساد وأُرخي الباد.(1/87)
وَالْمعْنَى أَنه كَانَ حسن الرّكْبَة. حمل يَوْم الخَنْدَق على نَوْفَل بن عبد الله بن الْمُغيرَة بِالسَّيْفِ حَتَّى شقَّه بِاثْنَيْنِ وَقطع أبدوج سَرْجه وَيُقَال خلص إِلَى كَاهِل الْفرس فَقيل يَا أَبَا عبد الله مَا رَأينَا مثل سَيْفك فَيَقُول وَالله مَا هُوَ السَّيْف وَلكنهَا الساعد أكرهتها.
بدج هُوَ اللبد كانها كلمة أَعْجَمِيَّة. سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَوْم الشورى بَعْدَمَا تكلم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ الْحَمد الله بديا كَانَ وآخراَ يعود. أَحْمَده كَمَا أنجاني من الضَّلَالَة وبصرني من الْجَهَالَة بِمُحَمد بن عبد الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استقامت الطّرق واستنارت السبل وَظهر كل حق وَمَات كل بَاطِل إِنِّي نكبت قَرْني فَأخذت السهْم الفالج وَأخذت لطلْحَة بن عبيد الله مَا أخذت لنَفْسي فى حضوري فَأَنا بِهِ زعيم وَبِمَا أَعْطَيْت عَنهُ كَفِيل وَالْأَمر إِلَيْك يَابْنَ عَوْف. البدى الأول وَمِنْه أفعل هَذَا بادىء بديٍّ أَي كَانَ الله عز وَجل أَولا قبل كل شَيْء وَيكون حِين تفنى الْأَشْيَاء كلهَا وَيبقى وَجهه آخر كَمَا كَانَ أَولا فَهُوَ الأول وَالْآخر. وَمعنى يعود يصير وَقد مضى شَرحه. الْقرن جعبة صَغِيرَة تقرن إِلَى الْكَبِيرَة. الفالج السهْم الفائز فى النضال. وَالْمعْنَى إِنِّي نظرت فِي الآراء وقلبتها فاخترت الرَّأْي الصائب مِنْهَا وَهُوَ الرضاء بِحكم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وأجزت على طَلْحَة مثل مَا أجزته على نَفسِي وَأَنا زعيم بذلك أَي ضَامِن. أم سَلمَة إِن مَسَاكِين سألوها فَقَالَت جَارِيَة أبديهم تَمْرَة تَمْرَة.(1/88)
التبديد أَي فرقي فيهم من التبديد يُقَال أبددتهم الْعَطاء إِذا لم تجمع بَين اثْنَيْنِ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب ... فأَبدَّهُنَّ حُتُوَفُهَّن فَهَاربٌ ... بِذَمَائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ ... ابْن الْمسيب فِي حَرِيم الْبِئْر الْبَدِيِّ خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا وَفِي القليب خَمْسُونَ ذِرَاعا.
البدى هِيَ الَّتِي بدئت فحُفرت فِي الأَرْض الْموَات وَلَيْسَت بعادية فَلَيْسَ لأحد أَن يحْفر حولهَا خمْسا وَعشْرين ذِرَاعا. والقليب العادية فَلَيْسَ لأحد أَن ينزل على خمسين ذِرَاعا مِنْهَا ويتخذها دَار فَإِنَّهَا الْعَامَّة من النَّاس. عِكْرِمَة إِن رجلا بَاعَ من التمارين سَبْعَة أصوع بدرهم فتبددوه بَينهم فَصَارَ على كل رجل حِصَّة من الْوَرق فَاشْترى من رجل مِنْهُم تَمرا أَرْبَعَة أصوع بدرهم فَسَأَلَ عِكْرِمَة فَقَالَ لَا بَأْس أخذت أنقص مِمَّا بِعْت.
بدد تبددوه أَي اقتسموه بددا أَي حصصا على السوَاء. بكر بن عبد الله كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتمازحون حَتَّى يتبادحون بالبطيخ فَإِذا حزبهم أَمر كَانُوا هم الرِّجَال أَصْحَاب الْأَمر. أَي يترامون.
بدح والبدح رميك بِكُل شَيْء فِيهِ رخاوة. حَتَّى هَذِه هِيَ الَّتِى يبتدأ بعْدهَا الْكَلَام. كَالَّتِي فِي قَوْله ... وحتَّى الجِيادُ مَا يقدْن بأَرْسَانِ ... وَالتَّقْدِير حَتَّى هم يتبادحون وَلَو كَانَت هِيَ الجارة لسقطت النُّون لإضمار أَن بعْدهَا. بَوَادِر فِي ظه. بادناً فِي شَذَّ. المبدىء فِي نك. فَلَا تبدحيه فِي سد. الْبدن فِي رج. بددا فِي عل. وَذُو بدوان فِي عد. بوادره فِي سا.(1/89)
الْبَاء مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم البذاذة من الْإِيمَان.
بذاذة يُقَال بذذت بعدِي بذاذة وبذاذا وبذذاً أَي رثت هيئتك. وَالْمرَاد التَّوَاضُع فِي اللبَاس وَلبس مَالا يُؤَدِّي مِنْهُ إِلَى الْخُيَلَاء والرفول وَأَن لذَلِك موقعا حسنا فِي الْإِيمَان. وَرجل باذّ الْهَيْئَة وبذها.
بذة وَمِنْه إِن رجلا دخل الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَأمره أَن يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. ثمَّ قَالَ إِن هَذَا دخل الْمَسْجِد فِي هَيْئَة بذة فَأَمَرته أَن يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَنا أُرِيد أَن بفطن لَهُ رجل فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ. يُؤْتى بِابْن آدم يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ بذج من الذل.
بذخ هِيَ كلمة فارسية تَكَلَّمت بهَا الْعَرَب وَهُوَ أَضْعَف مَا يكون من الحملان وَتجمع على بذجان. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الباذق فَقَالَ سبق مُحَمَّد الباذق وَمَا أسكر فَهُوَ حرَام.
بذق هُوَ تعريب باذه وَمَعْنَاهَا الْخمر. الشّعبِيّ رَحمَه الله إِذا عظمت الْحلقَة فَإِنَّمَا هِيَ بذاء ونجاء. أَي مباذاة وَهِي الْفَاحِشَة ومناجاة. فِيهِ بذاذة فِي تا. فِي هَيئته بذاذة فِي حج. بذيا فِي طف. يبذ الْقَوْم فِي مغ. فابدعر فِي زف. الْبذر فِي نو. فَمَا ابدقر فِي مذ.
الْبَاء مَعَ الرَّاء
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما توجه نَحْو الْمَدِينَة خرج بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ(1/90)
فِي سبعين رَاكِبًا من أهل بَيته من بني سهم فَتلقى نَبِي الله لَيْلًا. فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَقَالَ بُرَيْدَة فَالْتَفت إِلَى أَبى بكر وَقَالَ يَا أَبَا بكر بزد أمرنَا وَصلح ثمَّ قَالَ مِمَّن قَالَ من أسلم. قَالَ لأبي بكر سلمنَا. ثمَّ قَالَ مِمَّن قَالَ من بني سهم. قَالَ خرج سهمك.
برد برد أمرنَا أى سهل من الْعَيْش الْبَارِد وَهُوَ الناعم السهل وَقيل ثَبت من برد لي عَلَيْهِ حق. خرج سهمك أَي ظَفرت. وَأَصله أَن يجيلوا السِّهَام على شىء فَمن خرج سَهْمه حازه. من صلى البردين دخل الْجنَّة. هما الْغَدَاة والعشي لطيب الْهَوَاء وبرده فيهمَا. إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ. أَي صلوها إِذا انْكَسَرَ وهج الشَّمْس بعد الزَّوَال وَإِذا كَانُوا فِي سفر فَزَالَتْ الشَّمْس وهبت الْأَرْوَاح تنادوا أبردتم بالرواح. وَحَقِيقَة الْإِبْرَاد الدُّخُول فِي الْبرد. كَقَوْلِك أظهرنَا وأفجرنا. وَالْبَاء للتعدية. فَالْمَعْنى ادخُلُوا الصَّلَاة فِي الْبرد. الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة.
بَارِدَة هِيَ الَّتِي تَجِيء عفوا من غير أَن يصطلي دونهَا بِنَار الْحَرْب ويباشر حر الْقِتَال. وَقيل الثَّابِتَة الْحَاصِلَة من برد لي عَلَيْهِ حق. وَقيل الهنية الطّيبَة من الْعَيْش الْبَارِد. وَالْأَصْل فِي وُقُوع الْبرد عبارَة عَن الطّيب والهناءة أَن الْهَوَاء وَالْمَاء لما كَا طيبهما ببردهما خُصُوصا فِي بِلَاد تهَامَة والحجاز قيل هَوَاء بَارِد وَمَاء بَارِد على سَبِيل الاستطابة ثمَّ كثر حَتَّى قيل عَيْش بَارِد وغنيمة بَارِدَة وَبرد أمرنَا. كَانَ يكْتب إِلَى أمرئه إِذا أبردتم إِلَيّ بريدأ فَاجْعَلُوهُ حسن الْوَجْه حسن الِاسْم.(1/91)
أَي إِذا ارسلتم إِلَى رَسُولا.
بريد والبريد فِي الأَصْل الْبَغْل وَهِي كلمة فارسية أَصْلهَا بريده دم أَي مَحْذُوف الذَّنب لِأَن بغال الْبَرِيد الْبَرِيد كَانَت محذوفة الأذناب فعربت الْكَلِمَة وخففت ثمَّ سمي الرَّسُول الَّذِي يركبه بريداً والمسافة الَّتِي بَين السكتين بريداً. وَالسِّكَّة الْموضع الَّذِي يسكنهُ الفيوج المرتبون من رِبَاط أَو قبَّة أَو بَيت أَو نَحْو ذَلِك وَبعد مَا بَين السكتين فرسخان وَكَانَ يرتب فِي كل سكَّة بغال. أبرقوا فَأن دم عفراء أزكى عِنْد الله من دم سوداوين.
برقاء أَي ضحوا بالبرقاء وَهِي الشَّاة الَّتِي تشق صوفها الْأَبْيَض طاقات سود. والعفراء الَّتِي يضْرب لَوْنهَا إِلَى بَيَاض من عفرَة الأَرْض. سُئِلَ أَي الْكسْب أفضل فَقَالَ عمل الرجل بِيَدِهِ وكل بيع مبرور. بره أَي أحسن إِلَيْهِ فَهُوَ مبرور. ثمَّ قيل بر الله عمله إِذا قبله كَأَنَّهُ أحسن إِلَى عمله بِأَن قبله وَلم يردهُ. وَمِنْه حَدِيث أيى قلَابَة إِنَّه قَالَ لخَالِد الْحذاء وَقد قدم من مَكَّة بر الْعَمَل. وَالْبيع المبرور هُوَ الَّذِي لم يخالطه كذب وَلَا شَيْء من المآثم كَأَن صَاحبه أحسن إِلَيْهِ بإخلائه عَن ذَلِك. يبْعَث الله مِنْهَا سبعين ألفا لَا حِسَاب عَلَيْهِم وَلَا عَذَاب فِيمَا بَين البرث الْأَحْمَر وَبَين كَذَا. هُوَ الأَرْض اللينة جمعهَا براث.
برث الضَّمِير مِنْهَا لحمص وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن جمَاعَة كثيفة من الْمُؤمنِينَ قتلوا هُنَاكَ.(1/92)
أُهدي مائَة بَدَنَة مِنْهَا جمل كَانَ لأبي جهل فِي أَنفه برة من فضَّة.
برة هى الْحلقَة ونقصانها وَاو لقَولهم برة مبروَّة أَي معمولة. سُئِلَ عَن مُضر فَقَالَ كنَانَة جوهرها وَأسد لسانها الْعَرَبِيّ وَقيس فرسَان الله فِي الأَرْض وهم أَصْحَاب الْمَلَاحِم وَتَمِيم يرثمتها وجرثمتها.
برثمة قيل أَرَادَ بالبرثمة البرثنة وَاحِد البراثن وَهِي المخالب وَالْمرَاد شوكتها وقوتها فأبدل من النُّون ميما لتعاقبهما ولتزاوج الجرثمة كالغدايا والعشايا. والجرثمة الجرثومة وَهِي أصل الشَّيْء ومجتمعه. انْطلق للبراز فَقَالَ لرجل ائْتِ هَاتين الْأَشْيَاء تين فَقل لَهما حَتَّى تجتمعا فاجتمعتا فَقضى حَاجته.
برَاز البرَاز الفضاء واشتق مِنْهُ تبرز كَمَا قيل من الْغَائِط تغوط. الأشاءة النَّخْلَة الصَّغِيرَة. إِن أَبَا طَلْحَة قَالَ لَهُ إِن أحب أَمْوَالِي إليّ بيرحي وَإِنَّهَا صَدَقَة الله أَرْجُو برهَا وَذُخْرهَا عِنْد الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بخ ذَلِك مَال رابح أَو قَالَ رائح.
برا بيرحي اسْم أَرض كَانَت لَهُ وَكَأَنَّهَا فيعلى من البراح وَهِي الأَرْض المنكشفة الظَّاهِرَة. بخ كلمة يَقُولهَا المعجب بالشَّيْء. رابح ذُو ربح كَقَوْلِهِم همٌّ ناصب رائح قريب الْمسَافَة يروح خَيره وَلَا يعزب. قَالَ ... سأَطْلب مَالا بِالْمَدِينَةِ إِنَّنِي ... أَرَى عازبَ الْأَمْوَال قلَّت فَوَاضِلُه ... .(1/93)
خرج من مَكَّة مُهَاجرا إِلَى الْمَدِينَة وَأَبُو بكر وَمولى أبي بكر بن عَامر بن فهَيْرَة وَدَلِيلهمَا اللَّيْثِيّ عبد الله بن اريقط فَمروا على خَيْمَتي أم معبد وَكَانَت بَرزَة جلدَة تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْقبَّة ثمَّ تَسْقِي وَتطعم. فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا يشترونه مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا من ذَلِك. وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مشتين وروى مُسنَّتَيْنِ فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد قَالَت شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم. فَقَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت / ي أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها. وَرُوِيَ أَنه نزل هُوَ وَأَبُو بكر بِأم معبد وذفان مخرجه إِلَى الْمَدِينَة. فَأرْسلت إِلَيْهِم شَاة فَرَأى فِيهَا بصرة من لبن فَنظر إِلَى ضرْعهَا فَقَالَ إِن بِهَذِهِ لَبَنًا وَلَكِن ابغنى شَاة لَيْسَ فِيهَا لبن فَبعثت إِلَيْهِ بعناق جَذَعَة فَدَعَا بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح بِيَدِهِ ضرْعهَا وسمى الله ودعا لَهَا فى شائها فتفاجّت عَلَيْهِ ودرَّت واجترت. وروى أَنه قَالَ لِابْنِ أم معبد يَا غُلَام هَات قرواً فَأَتَاهُ بِهِ فَضرب ظهر الشَّاة فاجترت وَدرت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ بِهِ ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء وروى الثمال ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت وَسَقَى أَصْحَابه حَتَّى رووا فَشرب آخِرهم ثمَّ أراضوا عللا بعد نهل ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا بعد بَدْء حَتَّى مَلأ الْإِنَاء ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا ثمَّ بَايَعَهَا ثمَّ ارتحلوا عَنْهَا. فقلما لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا تشاركن هزالًا. وَرُوِيَ تساوك. وروى مَا تساوق مُخّهنَّ قَلِيل. فَلَمَّا رأى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ من(1/94)
أَيْن لَك هَذَا يَا أم معبد وَالشَّاء عَازِب حِيَال وَلَا حَلُوب فِي الْبَيْت قَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه مر بِنَا رجل مبارك كمن حَاله كَذَا وَكَذَا فَقَالَ صَفيه لي يَا أم معبد. قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه ثجلة وَلم تزر بِهِ صقلة وروى صعلة وروى لم يعبه نحلة وَلم يزر بِهِ صقلة وسيما قسيما فى عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره عطف. أَو قَالَ عطف. وَرُوِيَ وَطف وفى صَوته صَحِلَ وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي لحيته كثاثة أَزجّ أقرن إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وعلاه الْبَهَاء أجل النَّاس وأبهاهم من بعيد وَأحسنه وأجمله من قريب حُلْو الْمنطق فصل لَا نزر وَلَا هذر كَأَنَّمَا مَنْطِقه خَرَزَات نظم يتحدرن ربعَة لَا يائس من طول وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونه إِن قَالَ أَنْصتُوا لقَوْله وَإِن أَمر تبَادرُوا إِلَى أمره مَحْفُودٌ محشود لَا عَابس وَلَا مُعْتَد. قَالَ أَبُو معبد هُوَ وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكرنَا لنا من أمره مَا ذكر بِمَكَّة لقد هَمَمْت أَن أَصْحَبهُ وَلَأَفْعَلَن إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا فَأصْبح الصَّوْت ببكة عَالِيا يسمعُونَ الصَّوْت وَلَا يَدْرُونَ من صَاحبه ... جزى الله رب النَّاس خير جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالاَ خَيْمَتي أمِّ مَعْبَد
هما نَزَلاَها بالهُدى واهتدت بهم ... فقد فَازَ من أَمْسى رفيقَ مُحَمَّد
فيا لقُصَيّ مَا زوى اللهُ عَنْكُم ... بِهِ من فعال لَا يجارى وسؤدد
ِلَيْهن بني كَعْب مقامُ فَتاتهم ... ومقعدُها للْمُؤْمِنين بمَرْصَد
سلُوا أختكم عَن شَاتِها وإنائها ... فَإِنَّكُم إِن تسألوا الشاةَ تَشْهدِ
دَعَاهَا بشاةٍ حَائِل فتحلبت ... لَهُ بِصَرِيح ضرَّة الشَّاة مزِيد ...(1/95)
.. فغادرها رَهْناً لَدَيْهَا لحالب ... يردّدها فِي مَصْدرٍ ثمَّ مورد ...
بَرزَة البرزة العفيفة الرزينة الَّتِي يتحدث إِلَيْهَا الرِّجَال فَتبرز لَهُم وَهِي كهلة قد خلا بهَا سنّ فَخرجت عَن حد المحجوبات وَقد برزت برازة. المرمل الَّذِي نفد زَاده فرقت حَاله وسخفت من الرمل وَهُوَ نسج سخيف وَمِنْه الأرملة لرقة حَالهَا بعد قيمتهَا. المشتى الدَّاخِل فى الشتَاء. والمسنت الدَّاخِل فى السّنة وَهِي الْقَحْط وتؤه بدل من هَاء لِأَن أصل أَسِنَت أسنهت. الْكسر بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح جَانب الْبَيْت. وذفان مخرجه أَي حدثان خُرُوجه وَهُوَ من توذف إِذا مر مرَّاً سَرِيعا. الْبَصْرَة أثر من اللَّبن يبصر فِي الضَّرع. التفاج تفَاعل من الفجج وَهُوَ أَشد من الفحج وَمِنْه قَوس فجَاء. وَعَن ابْنة الخس فِي وصف نَاقَة ضبعة عينهَا هاج وصلاها راج وتمشى تفاج. القرو إِنَاء صَغِير يردد فى الْحَوَائِج من قروت الأَرْض إِذا جلت فِيهَا وترددت. الإرباض الإرواء إِلَى أَن يثقل الشَّارِب فيربض. انتصاب ثَجًّا بِفعل مُضْمر اي يثج ثَجًّا أَو بحلب لِأَن فِيهِ معنى ثج وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى قَوْلك ثاجا نصبا على الْحَال. المُرَاد بالبهاء وبيص الرغوة. والثمال جمع ثمالة وَهِي الرغوة.(1/96)
أرضوا من أراض الْحَوْض إِذا استنقع فِيهِ المَاء أَي نقعوا بِالريِّ مرّة بعد أُخْرَى. تشاركن هزالًا أَي عمهن الهزال فكأنهن قد اشتركن فِيهِ. التساوك التمايل من الضعْف قَالَ كَعْب ... حَرْفٌ تَوَارَثها السِّفارُ فجسْمُها ... عارٍ تَسَاوَكُ والفُؤَادُ خَطِيفُ ... تساوق الْغنم تتابعها فِي السّير كَأَن بَعْضهَا يَسُوق بَعْضهَا. وَالْمعْنَى أَنَّهَا لِضعْفِهَا وفرط هزالها تتخاذل ويتخلف بَعْضهَا عَن بعض. الحلوب الَّتِي تحلب. وَهَذَا مِمَّا يستغربه أهل اللُّغَة زاعمين أَنه فعول بِمَعْنى مفعولة نظرا إِلَى الظَّاهِر والحقيقة أَنه بِمَعْنى فاعلة وَالْأَصْل فِيهِ أَن الْفِعْل كَمَا يسند إِلَى مباشره يسند إِلَى الْحَامِل عَلَيْهِ والمطرق إِلَى إحداثه. وَمِنْه قَوْله ... إِذا رَدَّ عَافىِ القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرها ... . وَقَوْلهمْ هزم الْأَمِير الْعَدو وَبني الْمَدِينَة. ثمَّ قيل على هَذَا النهج نَاقَة حَلُوب لِأَنَّهَا تحمل على احتلابها بِكَوْنِهَا ذَات حلب فَكَأَنَّهَا تحلب نَفسهَا لحملها على الْحَلب وَكَذَلِكَ نَاقَة ضبوث الَّتِي تشك فِي سمنها فتضبث فَكَأَنَّهَا تضبث نَفسهَا لحملها على الضبث بِكَوْنِهَا مشكوكا فِي شَأْنهَا. وَمن ذَلِك المَاء الشروب وَالطَّرِيق الرّكُوب واشباهها. بلج الْوَجْه بياضه وإشراقه. وَمِنْه الْحق أَبْلَج. الثجلة والثجل عظم الْبَطن. والصقلة والصقل طول الصقل وَهُوَ الخصر وَقيل ضمره وَقلة لَحْمه وَقد صقل وَهُوَ من قَوْلهم صقلت النَّاقة إِذا أضمرتها بالسير. وَالْمعْنَى إِنَّه لم يكن بمنتفخ الخصر وَلَا ضامره جدا.(1/97)
والنحل النحول. والصعلة صغر الرَّأْس يُقَال رجل صعل وأصعل وَامْرَأَة صعلاء. القسام الْجمال وَرجل مقسم الْوَجْه كَأَن الْمَعْنى أَخذ كل مَوضِع مِنْهُ من الْجمال قسما فَهُوَ جميل كُله لَيْسَ فِيهِ شَيْء يستقبح. الْعَطف طول الأشفار وانعطافها أَي تثنيها والعطف والغطف وانعطف وانغطف وانغطف أَخَوَات. الوطف الطول. الصحل صَوت فِيهِ بحة لَا يبلغ أَن تكون جشة وَهُوَ يستحسن الْخلْوَة عَن الحدة المؤذية للصماخ. السطع طول الْعُنُق وَرجل أسطع وَامْرَأَة سطعاء وَهُوَ من سطوع النَّار. سما قيل ارْتَفع وَعلا على جُلَسَائِهِ. وَقيل علا بِرَأْسِهِ أَو بِيَدِهِ. وَيجوز أَن يكون الْفِعْل للبهاء أَي سَمَّاهُ الْبَهَاء وعلاه على سَبِيل التَّأْكِيد للْمُبَالَغَة فِي وَصفه بالبهاء والرونق إِذا أَخذ فِي الْكَلَام لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أفْصح الْعَرَب. فصل مصدر مَوْضُوع مَوضِع اسْم الْفَاعِل أَي مَنْطِقه وسط بَين النزر والهذر فاصل بَينهمَا.
قَالُوا رجل ربعَة فَأَثْنوا والموصوف مُذَكّر على تَأْوِيل نفس ربعَة. وَمثله غُلَام يفعة وجمل حجأة. لَا يائس من طول يرْوى أَنه كَانَ فويق الربعة. فَالْمَعْنى أَنه لم يكن فِي حد الربعة غير متجاوز لَهُ فَجعل ذَلِك الْقدر من تجَاوز حد الربعة عدم يأس من بعض الطول. وفى تنكير الطول دَلِيل على معنى البعضية وروى ربعَة لَا يائس من طول. يُقَال فِي المنظر المستقبح اقتحمته الْعين أَي ازدرته كَأَنَّهَا وَقعت من قبحه فى قحمة وَهِي الشدَّة.(1/98)
مَحْفُودٌ مخدوم. وأصل الحفد مداركة الخطو. محشود مُجْتَمع عَلَيْهِ تعنى أَن أَصْحَابه يزفون فى خدمته ويجتمعون عَلَيْهِ. خَيْمَتي نصب على الظّرْف أجْرى الْمَحْدُود مجري الْمُبْهم كبيت الْكتاب ... كَمَا عَسَل الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ ... اللَّام فِي يَا لقصي للتعجب كَالَّتِي كَالَّتِي فِي قَوْلهم يَا للدواهي وَيَا للْمَاء وَالْمعْنَى تَعَالَوْا يَا قصى لنعجب مِنْكُم فِيمَا أغفلتموه من حظكم وأضعتموه عَن عز كم بعصيانكم رَسُول الله صلى عَلَيْهِ واله وَسلم وإلجائكم إِيَّاه إِلَى الْخُرُوج من بَين أضهركم. وَقَوله (مَا زوى الله عَنْكُم) تعجب أَيْضا مَعْنَاهُ أَي شَيْء زوى الله عَنْكُم الضرة اصل الضَّرع الَّذِي لَا يخلوا من اللَّبن. وَقيل هِيَ الضَّرع كُله مَا خلا الْأَطِبَّاء. أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ دخل عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فى علته الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَقَالَ أَرَاك بارئا يَا خَليفَة رَسُول الله فَقَالَ أما إِنِّي على ذَلِك لشديد الوجع وَلما لقِيت مِنْكُم يَا معشر الْمُهَاجِرين أَشد عليَّ من وجعي وليت أُمُوركُم خَيركُمْ فِي نَفسِي فكلكم ورم أَنفه أَن يكون لَهُ الْأَمر من دونه وَالله لتتخذن نضائد الديباج وستور الْحَرِير ولتألمن النّوم على الصُّوف الأدربي كَمَا يألم أحدكُم النّوم على حسك السعدان والذى نَفسِي بِيَدِهِ لِأَن يقدم أحدكُم فَتضْرب عُنُقه فِي غير حد خير لَهُ من أَن يَخُوض غَمَرَات الدُّنْيَا. يَا هادي الطَّرِيق جرت إِنَّمَا هُوَ الْفجْر أَو البجر. وروى الْبَحْر. قَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن خفض عَلَيْك يَا خَليفَة رَسُول الله فَإِن هَذَا يهيضك إِلَى مَا بك. وروى أَن فلَانا دخل عَلَيْهِ فنال من عمر قَالَ لَو اسْتخْلفت فلَانا فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ لَو فعلت ذَلِك لجعلت أَنْفك فِي قفاك وَلما أخذت من أهلك حقَّا.(1/99)
وَدخل عَلَيْهِ بعض الْمُهَاجِرين وَهُوَ يشتكي فِي مَرضه فَقَالَ لَهُ أتستخلف علينا عمر وَقد عتا علينا وَلَا سُلْطَان لَهُ وَلَو ملكنا كَانَ أَعْتَى وأعتى فَكيف تَقول الله إِذا لَقيته فَقَالَ أَبُو بكر أجلسوني فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ أبالله تفرقنى فَإِنِّي أَقُول لَهُ إِذا لَقيته استعلمت عَلَيْهِم خير أهلك.
برىء برىء من الْمَرَض وبرأ فَهُوَ بارىء وَمَعْنَاهُ مزايلة الْمَرَض والتباعد مِنْهُ وَمِنْه برىء من كَذَا بَرَاءَة. ورم الْأنف كِنَايَة عَن إفراط الغيظ لِأَنَّهُ يردف الاغتياظ الشَّديد أَن يرم أنف المغتاظ وينتفخ منخراه قَالَ ... وَلَا يُهَاجُ إذَا مَا أَنْفُه وَرِما ... النضائد الوسائد والفرش وَنَحْوهَا مِمَّا ينضد الْوَاحِدَة نضيدة. الأذربي مَنْسُوب إِلَى أذربيجان. وروى الأذري. البجر الْأَمر الْعَظِيم. وَالْمعْنَى إِن انتظرت حَتَّى يضيء لَك الْفجْر أَبْصرت الطَّرِيق. وَإِن خبطت الظلماء أفضت بك إِلَى الْمَكْرُوه. وَقَالَ الْمبرد فِيمَن رَوَاهُ الْبَحْر ضرب ذَلِك مثلا لغمرات الدُّنْيَا وتحييرها أَهلهَا. خفض عَلَيْك أَي أبق على نَفسك وهون الْخطب عَلَيْهَا. الهيض كسر الْعظم المجبور ثَانِيَة وَالْمعْنَى أَنه ينكسك إِلَى مرضك. جعل الْأنف فِي الْقَفَا عبارَة عَن غَايَة الْإِعْرَاض عَن الشَّيْء ولى الرَّأْس عَنهُ لِأَن قصارى ذَلِك أَن يقبل بِأَنْفِهِ على مَا وَرَاءه فَكَأَنَّهُ جعل أَنفه فِي قَفاهُ وَمِنْه قَوْلهم للمنهزم عَيناهُ فِي قَفاهُ لنظره إِلَى مَا وَرَاءه دائبا فرقا من الطّلب وَالْمرَاد لأفرطت فِي الْإِعْرَاض عَن الْحق أَو لجعلت ديدنك الإقبال بِوَجْهِك إِلَى من وَرَاءَك من أقاربك مُخْتَصًّا لَهُم ببرك ومؤثرا إيَّاهُم على غَيرهم. تفرقني تخوفني من أهلك. كَانَ يُقَال لقريش أهل الله تفخيما لشأنهم وَكَذَلِكَ(1/100)
كل مَا يُضَاف إِلَى اسْم الله كبيت الله وكقولهم لله أَنْت وكقول امْرِئ الْقَيْس فلِلّه عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ أَشَتَّ وَأَنْأَى من فِرَاقِ المُحصَّبِ. أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ رجل ضَرَبَنِي عمر ن فَسقط الْبُرْنُس عَن رَأْسِي فأغاثني الله بشعفتين فِي رَأْسِي.
الْبُرْنُس الْبُرْنُس كل ثوب رَأسه مِنْهُ ملتزق بِهِ دراة كَانَ أوجبه أَو ممطرا الشعفة خصْلَة فِي أَعلَى الرَّأْس. أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خير بِئْر فِي الأَرْض زَمْزَم وَشرع بِئْر فِي الأَرْض برهوت.
برهوت هِيَ بِئْر بحضرموت يَزْعمُونَ أَن بهَا أَرْوَاح الْكفَّار وَقيل وأذ بِالْيمن. برهوت وَقيل هُوَ اسْم للبلد الَّذِي فِيهِ هَذِه الْبِئْر وَالْقِيَاس فِي قائها الزِّيَادَة لكَونهَا مزيدة فِي أخواتها الجائية على أَمْثَالهَا مِمَّا عرف اشتقاقه كالتربوت والخربوت وَغير ذَلِك. سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما قتل على راية الْمُشْركين من قبل من بني عبد الدَّار أَخذ اللِّوَاء غُلَام لَهُم أسود وَكَانَ قد انتكس فنصبه العَبْد وبربريسب فرميته وَأُصِيبَتْ ثغرته فَسقط صَرِيعًا فَأقبل أَبُو سُفْيَان فَقَالَ من رداه من رداه
بربرة البربرة كَثْرَة الْكَلَام ويحكى أَن إفريقيس أَبَا بلقيس غزا البربرة فَقَالَ مَا أَكثر بربرتهم فسمعو بذلك. رداه رَمَاه بِحجر.(1/101)
عمار رَضِي الله عَنهُ الْجنَّة تَحت البارقة.
البارقة هِيَ السيوف لبريقها وَهَذَا كَقَوْلِهِم الحنة تَحت ظلال السيوف. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ اصل كل دَاء الْبردَة.
الْبردَة هِيَ التُّخمَة لِأَنَّهَا تبرد حرارة الشَّهْوَة أولأنها ثَقيلَة على الْمعدة بطيئة الذّهاب من برد إِذا ثَبت وَسكن قَالَ ... الْيَوْم يومٌ بارِدٌ سَمُومُهُ ... مَنْ جَزِع اليَوْمَ فَلا نَلُومُه ... وَالْمعْنَى ذمّ الْإِكْثَار من الطَّعَام وَعَن بَعضهم (56) لَو سُئِلَ أهل الْقُبُور مَا سَبَب آجالكم لقالوا التخم حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ سبيع بن خَالِد أَتَيْنَا الْكُوفَة فَإِذا أَنا بِرِجَال مشرفين على رجل فَقَالُوا هَذَا حُذَيْفَة بن الْيَمَان فَقَالَ كَانَ النَّاس يسْأَلُون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْخَيْر وَكنت أسأله عَن الشَّرّ فبرشموا إِلَيْهِ.
برشم برهم أَي حددوا النّظر وأداموه وَإِنْكَارا لقَوْله وتعجباً مِنْهُ يُقَال برشم إِلَيْهِ وبرهم وَإِنَّمَا كَانَ يسْأَله عَن الشَّرّ ليتوقاه فَلَا يَقع فِيهِ وَلِهَذَا كَانَت عَامَّة مَا يرْوى من أَحَادِيث الْفِتَن منسوبة إِلَيْهِ. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ اسْتَعْملهُ عمر على الْبَحْرين فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ قَالَ لَهُ ياعدوالله وعدو رَسُوله سرقت من مَال الله فَقَالَ لست بعدو الله وَلَا عَدو رَسُوله وَلَكِنِّي عَدو من عاداهما وَلكنهَا سِهَام اجْتمعت ونتاج خيل فَأخذ مِنْهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم فألقاها فِي بَيت المَال ثمَّ دَعَاهُ إِلَى الْعَمَل فَأبى فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فَإِن يُوسُف قد سَأَلَ الْعَمَل فَقَالَ إِن يُوسُف مني بَرِيء وَأَنا مِنْهُ برَاء وأخاف ثَلَاثًا واثنتين قَالَ أَفلا تَقول خمْسا قَالَ أَخَاف أَن أَقُول بِغَيْر حكم وأقضي بِغَيْر علم وأخاف أَن يُضرب ظَهْري وَأَن يشْتم عرضي وَأَن يُؤْخَذ مَالِي.(1/102)
الْبَراء البريء. وَالْمرَاد بِالْبَرَاءَةِ بُعده عَنهُ فِي المقايسة لقُوَّة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بَرِيء وبراء على الِاسْتِقْلَال بأعباء الْولَايَة وَضَعفه عَنهُ وَأَرَادَ بِالثلَاثِ والاثنتين الْخلال الْمَذْكُورَة وَإِنَّمَا جعلهَا قسمَيْنِ لكَون التنتين وبالا عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة وَالثَّلَاث بلَاء وضرارا فِي الدُّنْيَا. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لكل دَاخل برقة. هِيَ الْمرة من الْبَرْق مصدر برق يَبْرق إِذا بقى شاخص الْبَصَر حيرة وَأَصله أَن يشيم الْبَرْق فيضعف بَصَره. وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ إِنَّه كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الْبَحْر خلق عَظِيم يركبه خلق ضَعِيف دود على عود ن بَين غرق وبرق. يُرِيد أَن رَاكب الْبَحْر إِمَّا أَن يغرق أَو يكون مدهوشا من الْغَرق. عَلْقَمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ أجو وَائِل قَالَ لي زِيَاد إِذا وليت الْعرَاق فائتني فَأتيت عَلْقَمَة فَسَأَلته قَالَ لَا تقربهم فَإِن على أَبْوَابهم فتنا كمبارك الْإِبِل لاتصيب من دنياهم شَيْئا إِلَّا أَصَابُوا من دينك مثلَيْهِ. أَرَادَ مبارك الْإِبِل الجربى. يَعْنِي أَن هَذِه الْفِتَن تعدى من يقربهُمْ إعداء هَذِه الْمُبَارك الْإِبِل الملس إِذا أنيخت فِيهَا. قَالَ تُعْدي (57) الصحاحَ مَباركُ الجرب على بن الْحُسَيْن صلوَات الله عَلَيْهِمَا اللَّهُمَّ صلّ على مُحَمَّد عدد البرى وَالثَّرَى والورى. البرى التُّرَاب الَّذِي على وَجه الأَرْض وَهُوَ العفر ن من بَرى لَهُ إِذا عرض وَظهر.
بَرى الثرى الندى الَّذِي تَحت البرى وَمِنْه قَوْلهم التقى الثريان أَي ندى الْمَطَر وبرى وندى الثرى.(1/103)
مُجَاهِد رَحمَه الله قَالَ قَوْله عز وَجل {وأَنتُمْ سَامِدُون} البرطمة. هَذَا تَفْسِير للسمود والسامد الرافع رَأسه تَكْبِيرا والمبرطم المتخاوص فِي النضظر وَقيل المقطب المتغضب لكبره. وَجَاء فِي تَفْسِير ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: {سَامِدون} متكبرون. قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ تخرج نَار من مَشَارِق الأَرْض تَسوق النَّاس إِلَى مغاربها سوق الْبَرْق الكسير. هُوَ الْجمل تغريب برة فِي الحَدِيث لاتبردوا عَن الظَّالِم. أَي تخففوا عَنهُ وَلَا تسهلوا عَلَيْهِ من عُقُوبَة ذَنبه بشتمه ولعنه. البيرم والبرم فِي (أَن) . البريح فِي (ول) . يتبرضه فِي خب) . البردفي (خي) . ثَلَاثِينَ بردة فِي (سر) . من هَذَا البرح فِي (سر) . غير أبرام فِي (عب) . كثيرات الْمُبَارك فِي (غث) . البرهرهة فِي (هُوَ) . بكم برة فِي (مس) . أبر عَلَيْهِم فِي (نض) . من البرحاء فِي (وغ) . برانياًّ فِي (جو) . وَهَذِه البرازق فِي (طر) . البرجمة فِي (وس) . إِن الْبر دون الْإِثْم فِي (رب) .
الْبَاء مَعَ الزَّاي
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت نبوة رَحْمَة ثمَّ تكون خلَافَة رَحْمَة ثمَّ تكون ملكا يملِّكه الله من يَشَاء من عباده ثمَّ تكون بزبزياَّ: قطع سَبِيل وَسَفك دِمَاء وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حَقّهَا.
البزبزرة أَي اسْتِيلَاء مَنْسُوبا إِلَى البزبزة وهني الْإِسْرَاع فِي الظُّلم والخفة إِلَى العسف وَأَصلهَا السُّوق الشَّديد وروى بزيزي بِوَزْن خليفي وَهِي مصدر من بزّ إِذا سلب وَمَعْنَاهَا كَثْرَة البزّ. الضَّمِير فِي كَانَت للْحَال وَكَذَلِكَ فِي تكون(1/104)
خطب يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ: أَلا فِي قَتِيل خطأ الْعمد ثَلَاث وَثَلَاثُونَ حقة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ جَذَعَة وَأَرْبع وَثَلَاثُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خلفة.
بازل يُقَال: جمل بازل وناقة بازل: إِذا تمت لَهما ثَمَانِي سِنِين ودخلا فِي التَّاسِعَة. وَإِذا أَتَى على الْجمل عَام بعد البزول قيل لَهُ: مخلف فَأَما النَّاقة فَلَا تكون مخلفاً ن وَلَكِن يُقَال: بزول وبازل عَام. وَالضَّمِير فِي عامها يرجع إِلَى مَوْصُوف مَحْذُوف لِأَن التَّقْدِير: إِلَى نَاقَة بازل عامها ولايجوز رُجُوعه إِلَى بازل: نَفسهَا لِأَن البازل مُضَافَة إِلَى الْعَام فَلَو رجعت فأضفت الْعَام إِلَيْهَا كنت بِمَنْزِلَة من يَقُول ك سيد غُلَامه أَي سيد غُلَام السَّيِّد وَهَذَا محَال وَنَظِيره [58] فِي قَول حَاتِم يُخَاطب امْرَأَته: ... أماويّ إِنِّي رُبَّ وَاحدِ أُمِّه ... أَجَرْتُ فَلَا غرم عَلَيْهِ وَلَا أسر ... والخلفة وَهِي الْمَخَاض وَهِي الْحَوَامِل على غير لَفظهَا. فِي قصيدة أبي طَالب يُعَاتب قُريْشًا فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ... كذَبتُم وبَيْت الله يُبْزَي مُحمَّدُ ... وَلما نطاعن دونه ونقاتل ... أَي لايبزي فَحَذفهُ لِأَنَّهُ لايلبس وَمثله: ... فَقلت: ... يمينَ اللهِ أبرحُ قاعِدا ... وَقَوله: آلَيْت حب الْعرَاق الدَّهْر أطْعمهُ ...
البزو والبزو: الْقَهْر وَالْغَلَبَة ويحوز أَن يكون من الإبزاء قَالَ: ... وإنّي أخوكَ الدَّائِم العَهْد لم أحُلْ ... إِن ابْزَاك خَصْمٌ أَو نَبَا بِك مَنْزِلُ ... أَمِير الْمُؤمنِينَ [عَليّ] رَضِي الله عَنهُ _ قَالَ سعد بن أبي وَقاص: رَأَيْته يَوْم بدر وَهُوَ يَقُول:(1/105)
.. بَازِلُ عامَيْنِ حَدِيثٌ سَنِّي ... سَنَحْنَحُ اللّيل كأنيَ جِنِّي
لمثل هَذَا وَلَدَتْني أُمِّي ... مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوَانُ مِنِّي
[سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كأنّيَ جِنِّي] ... وروى: ... [سمعمع كأنني من جن] ...
بازل بازل عَاميْنِ: هُوَ الْبَعِير الَّذِي تمت لَهُ عشر سِنِين وَدخل فِي الْحَادِيَة عشرَة فَبلغ نهاتية فِي الْقُوَّة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: مخلف عَام وَالْمعْنَى: أَنا فِي استكمال الْقُوَّة كَهَذا الْبَعِير مَعَ حَدَاثَة السن. السنحنح والسمعمع ممكا كرر عينه ولامه مَعًا وهما من سنح وَسمع. فالسنحنح: العريض الَّذِي يسنح كثيرا وإضافته إِلَى اللَّيْل على معنى أَنه يكثر السنوح فِيهِ لأعدائه والتعرض لَهُم لجلادته والسمعمع: الْخَفِيف السَّرِيع فِي وصف الذئاب فاستعير وَالذِّئْب موضوف بحدة السّمع وَلِهَذَا قيل لوَلَده من الضبع: السّمع وَضرب بِهِ الْمثل فَقيل: أسمع من سمع. السن: أُنثت فِي تَسْمِيَة الْجَارِحَة بهَا ثمَّ استعيرت للعمر للاستدلال بهَا على طوله وقصره: فَقيل: كَبرت سني مبقاة على التَّأْنِيث بعد الِاسْتِعَارَة ونظيرها الْيَد وَالنَّار فِي إبْقَاء تأنيثهما بعد مَا استعيرتا للنعمة والسمة. وَقَوله: حَدِيث سني كَمَا يُقَال: طلع الشَّمْس واضطرم النَّار لِأَن حَدِيث مُعْتَمد على أَنا الْمَحْذُوف وَلَيْسَ بِخَير قدم. خفف يَاء جني ضَرُورَة وَيجوز فِي القوافي تَخْفيف كل مشدد وَمثله قَوْله: ... أصحوتَ اليومَ أم شاقَتْك هِرْ ... خَالف بَين حرفي الروى لتقارب النُّون وَالْمِيم وَهَذَا يُسمى الإكفاء فِي علم القوافي وَمثله:(1/106)
.. ياريها الْيَوْمَ على مُبين ... على مُبِينٍ جَرَدِ الْقَصِيمِ ... زيد رَضِي الله عَنهُ فضى فِي البازلة بِثَلَاثَة أَبْعِرَة.
بازلة هِيَ فِي الشجاج: المتلاحمة لِأَنَّهَا تبزل اللَّحْم [59] أَي تشقه. يزيع فِي (خش) . بأشهب بازل فِي (شه) . البيازر فِي (بج) . بزّة فِي (شكّ) .
الْبَاء مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج قوم من الْمَدِينَة إِلَى الْعرَاق وَالشَّام يبسون الْمَدِينَة وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ.
البس البس: السُّوق والطرد يُقَال: بس الْقَوْم عَنْك أَي اطردهم وَمِنْه بس عَلَيْهِ عقاربه إِذا بَث نمائمه قَالَ أَبُو النَّجْم: ... وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثيبِ الأَهْيَلِ ... وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: {وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَساًّ} وَالْمعْنَى يسوقون بهائمهم سائرين وَلَا مَحل لَهُ من الْإِعْرَاب لِأَنَّهُ بدل من يخرج قوم ولايجوز أَن يُقَال: هُوَ من مَحل النصب على الْحَال لِأَن الْحَال لَا ينْتَصب عَن النكرَة وَيجوز أَن يكون صفة لقوم فَيحكم على مَوْضِعه بِالرَّفْع. يدا لله بسطان لمسيء النَّهَار حَتَّى يَتُوب بِاللَّيْلِ ولمسيء اللَّيْل حَتَّى يَتُوب بِالنَّهَارِ.
بسط يُقَال: يَد فلَان بسط: إِذا كَانَ منفاقا منبسط الباع وَمثله فِي الصِّفَات: رَوْضَة(1/107)
أنف ومشية سجح ثمَّ يُخَفف فَيُقَال: بسط كعنق وَأذن جُعل بسط الْيَد كِنَايَة عَن الْجُود حَتَّى قيل للْملك الَّذِي يُطلق عطاياه بِالْأَمر وبالإشارة: مَبْسُوط الْيَد وَإِن كَانَ لم يُعْط مِنْهَا شَيْئا بِيَدِهِ لَوْلَا يبسطها بِهِ البته وَكَذَلِكَ المُرَاد بقوله: يدالله بسطان وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ) الْجواد والإنعام لاغير ن من غير تصور يَد وَلَا بسطها لِأَن قَوْلهم: مَبْسُوط الْيَد وجواد عبارتان متعقبتان على معنى وَاحِد وَالْمعْنَى: إِن الله جواد بالغفران للمسيء التائب. رزقنا الله التَّوْبَة ومغفرة الذُّنُوب وَفِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود ك (بل يَدَاهُ بُسْطان) وَفِي حَدِيث عُرْوَة: مَكْتُوب فِي الْحِكْمَة: ليكن وَجهك بسطاً تكن أحب إِلَى النَّاس مِمَّن يعطيهم الْعَطاء. أَي منبسطا مُنْطَلقًا. أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر رَضِي الله عَنهُ مَاتَ أُسيد بن حضير فأُبسل مَاله بِدِينِهِ فَبلغ عمر فَرده فَبَاعَهُ ثَلَاث سِنِين مُتَوَالِيَة فَقضى دينه.
بسل أَي أسلم إِذا كَانَ مُسْتَغْرق بِالدّينِ وَمِنْه أُبسل فلَان بجريرته. قَالَ الشنفري: ... هُنَالك لاأرجو حَيَاة تَسُرُّني ... سَجِيس اللَّيَالِي مُبْسَلاً بالجَرائر ... وَكَانَ المَال نخلا فَبَاعَهُ أَي بَاعَ ثَمَرَته حَتَّى قضى مِنْهَا دينه قَالَ فِي دُعَائِهِ: آمين وبسلا. قيل: مَعْنَاهُ إِيجَابا وتحقيقاً / قَالَ أَبُو نخيله ... لاخاب من نفعك من رجا كَا ... تبسلا وعادى الله من عادا كَا ... ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا نزل آدم من الجنه وَمَعَهُ الْحجر الْأسود متأبطه وَهُوَ ياقوتة من يَوَاقِيت الجنه نزل بالباسنة ونخلة الْعَجْوَة وروى: وَنزل بالعلاة.(1/108)
باسنه [6] الباسنة: آلَات الصناع وَقيل سكَّة الحرَّاث الْعَجْوَة: ضرب من أَجود التَّمْر. وَعنهُ عَلَيْهِ وَآله الصَّلَاة وَالسَّلَام: الْعَجْوَة من الْجنَّة. وَهِي شِفَاء من السم. العلاة: السندان الأشجع الْعَبْدي رَضِي الله عَنهُ لَا تبسروا وَلَا تثجروا ولاتعاقروا فتسكروا.
الْبُسْر الْبُسْر: خلط الْبُسْر بِالتَّمْرِ وانتباذهما والثجر: أَن يُؤْخَذ ثجير الْبُسْر فيُلقى مَعَ التَّمْر وَهُوَ ثفله. والمعاقرة: الإدمان مَأْخُوذ من عقر الْحَوْض وَهُوَ مقَام الشاربة أَي لاتلزموه لُزُوم الشاربة الْعقر. الْحسن رَحمَه الله قَالَ لَهُ وليد التياس: إِنِّي رجل تياس. قَالَ: لاتبسر وتحلب وروى: سَأَلت الْحسن عَن كسب التياس. فَقَالَ: لابأس بِهِ مالم يبسر وَلم يمصر. هُوَ أَن يحمل على الشَّاة غير الصَّارِف والناقة غير الضبعة. الْمصر: أَن يحلب بإصبعين أَرَادَ مالم يسترق اللَّبن قد بُسَّ مِنْهُ فِي (عي) . الْبسَاط فِي (عَم) . وبواسقها فِي (قع) . فأنجاد بسل فِي فر) بعد تبسق فِي (رب) . وَمرَّة الْبُسْر فِي (رغ) . الباسة فِي (بك) . أشأم من البسوس فِي (زو) .
الْبَاء مَعَ الشين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ لَا يوطن من الْمَسْجِد للصَّلَاة وَالذكر رجل إِلَّا تبشبش الله بِهِ من حِين يخرج من بَيته كَمَا تبشبش أهل الْبَيْت بغائبهم إِذا قدم عَلَيْهِم(1/109)
التبشبش التبشبش بالإنسان: المسرة بِهِ والإقبال عَلَيْهِ وَهُوَ من معنى البشاشة لامن لَفظهَا عِنْد أَصْحَابنَا الْبَصرِيين وَهَذَا مثل لارتضاء الله فعله ووقوعه الْموقع الْجَمِيل عِنْده. يخرد: فِي مَوضِع الْجَرّ بِإِضَافَة حِين إِلَيْهِ والأوقات تُضَاف إِلَى الْجمل وَمن لابتداء الْغَايَة وَالْمعْنَى: إِن التبشبش يبتديء من وَقت خُرُوجه من بَيته إِلَى أَن يدْخل الْمَسْجِد فَترك ذكر الِانْتِهَاء لِأَنَّهُ مَفْهُوم وَنَظِيره: ... شمت الْبَرْق من خلل السَّحَاب ... ولايجوز أَن يفتح حِين كَمَا فَتحه فِي قَوْله: ... على حينَ عاتبتُ المشيبَ على الصّبا ... لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى مُعرب وذالك إِلَى مَبْنِيّ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ ذَلِك أحب الْقُرْآن فليبشر وروى فليبشر.
بشر: يُقَال ك بَشرته بِمَعْنى بَشرته فبشر كجبرته فجبر وبشرت فبشر كثلجت صَدره فثلج وَالْمعْنَى الْبشَارَة بالثواب الْعَظِيم الَّذِي لايبلغ كنهه وصف وَلِهَذَا الْمَعْنى حذف المبشر بِهِ. وَقيل: المُرَاد بقوله فليبشر بِالضَّمِّ أَن يضمر نَفسه لحفظه فَإِن كَثْرَة الطَّعَام تنسيه إِيَّاه من بشر الْأَدِيم وَهُوَ أَخذ بَاطِنه بشفرة. وَمثله قَوْله: إِنِّي لأكْره أَن أرى الرجل سمينا نسيا لِلْقُرْآنِ. نَظِير الْبشر فِي وُقُوعه عبارَة عَن التضمير النحت والبريء فِي التَّعْبِير بهما عَن الهزال وَذَهَاب اللَّحْم. يُقَال: براه السّفر [61] قَالَ: ... وَهُوَ من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيت ... وَمن الْبشر حَدِيث ابْن عَمْرو: أمرنَا أَن نبشر الشَّوَارِب بشرا. أراى د أَن نحفيها حَتَّى تظهر الْبشرَة(1/110)
ابْن غَزوَان رَضِي الله عَنهُ خطب النَّاس بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مالنا طَعَام إِلَّا ورق البشام حَتَّى قرحت أشداقنا مامنا الْيَوْم رجل إِلَّا على مصر من الْأَمْصَار. وروى ك سَابِع سَبْعَة قد سُلقت أفواهنا من أكل الشّجر
البشام البشام: شجر يستاك بِهِ قَالَ جرير: ... أَتَذْكُرُ يَوْم تَصْقُل عَارِضَيْهَا ... بِفَرْع بَشامةٍ سُقِي البَشَام ... سلقت من السلاق وَهُوَ بثر يخرج من بَاطِن الْفَم. السَّابِع على مَعْنيين: يكون اسْما للْوَاحِد من السَّبْعَة وَاسم فَاعل من سبعت الْقَوْم إِذا كَانُوا سِتَّة فأتممتهم بك سَبْعَة. فَالْأول يُضاف إِلَى الْعدَد الَّذِي مِنْهُ اسْمه فَيُقَال: سَابِع سَبْعَة إِضَافَة مَحْضَة بِمَعْنى أحد سَبْعَة وَمثله فِي الْقُرْآن (ثَانِي اثْنَيْنِ) وثالثه ثَلَاثَة. وَالثَّانِي يُضَاف إِلَى الْعدَد الَّذِي دونه فَيُقَال: سَابِع سِتَّة إِضَافَة غَيره من أَسمَاء الفاعلين كضارب زيد وَالْمعْنَى سَابِع سِتَّة. الْحجَّاج دخل عَلَيْهِ سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ فَقَالَ: من أَي الْبلدَانِ أَنْت قَالَ: من حوران قَالَ: هَل كَانَ وَرَاءَك من غيث قَالَ: نعم أصلح الله الْأَمِير قَالَ: انعت لنا كَيفَ كَانَ الْمَطَر وتبشيره قَالَ: أصابتني سَحَابَة بحوران فَوَقع قطر كبار وقطر صغَار فَكَأَن الصغار لحْمَة للكبار وَوَقع بسبطا متداركاً وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعت بِهِ وادٍ سَائل وواد نادح وَأَرْض مقبلة وَأَرْض مُدبرَة وأصابتني سَحَابَة بالقريتين فلبدت الدماث وأسالت العزاز وصدعت عَن الكمأة أماكنها وجئتك فِي مثل جَار الضبع.(1/111)
وَرُوِيَ: فبلدت الدماث ودحضت التلاع وملأت الْحفر وجئتك فِي مَاء يجرّ الضبع ويستخرجها من وجارها فقاءت الأَرْض بعد الرّيّ وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية. ثمَّ دخل عَلَيْهِ رجل من أهل الْيَمَامَة فَقَالَ: هَل كَانَ وَرَاءَك من غيث فَقَالَ نعم كَانَت سماءٌ وَلم أرها وَسمعت الرواد تَدْعُو فِي ريادتها فَسمِعت قَائِلا يَقُول: أُظعنكم إِلَى محلّة تطفأ فِيهَا النيرَان وتشتكي فِي النِّسَاء وتنافس فِيهَا المعزى. فَلم يفهم الْحجَّاج ماقال فاعتل عَلَيْهِ بِأَهْل الشَّام فَقَالَ وَيحك إِنَّمَا تحدث أهل الشَّام فأفهمهم. فَقَالَ: أما طفءُ النيرَان فَإِنَّهُ: أخصب النَّاس فَكثر السّمن (62) والزبد وَاللَّبن فَلم يحْتَج إِلَى نَار يخبزه بهَا. وَأما تشكي النِّسَاء فَإِن الْمَرْأَة تربق بهمها وتمخض لَبنهَا فتبيت وَلها أَنِين وَأما تنافس المعزى فَإِنَّهَا ترى من ورق الشّجر وزهرة النَّبَات مَا يشْبع بطونها وَلَا يُشبع عيونها فتبيت وَلها كظة من الشِّبَع وتشتر فتتنزل الدرة ثمَّ دجخل رجل من بني أَسد ن فَقَالَ لَهُ: هَل كَانَ وَرَاءَك منغيث قَالَ أغبر الْبِلَاد وَأكل مَا أشرف من الْجنَّة فتبيت وَلها كظلة من الشبغ وتشتر فتتنزل الدرة. ثمَّ دخل رجل من بني أَسد ن فَقَالَ لَهُ: هَل كَانَ وَرَاءَك من غيث قَالَ أغبر الْبِلَاد وَأكل مَا أشرف من الْجنَّة فاستيقنا أَنه عَام سنة. فَقَالَ: بئس الْخَبَر أَنْت ثمَّ دخل رجل من الموَالِي من أَشد النَّاس فِي ذَلِك الزَّمَان فَقَالَ لَهُ: هَل كَانَ وَرَاءَك من غيث قَالَ: نعم أصلح الله الْأَمِير غير أَنِّي لَا أحسن أَن أَقُول كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَنه أصابتني سَحَابَة فَلم أزل فِي ماءٍ وطينٍ حَتَّى دخلت على الْأَمِير.(1/112)
فَضَحِك الْحجَّاج ثمَّ قَالَ ك وَالله لَئِن كنت من أقصرهم خطْبَة فِي الْمَطَر انك لمن اطولهم خطْوَة بِالسَّيْفِ التبشيرة: وَاحِد التباشير وَهِي الآوائل والمباديء. وَمِنْه تباشير الصُّبْح وَهُوَ فِي الأَصْل مصدر بشر: لِأَن طُلُوع فَاتِحَة الشَّيْء كالبشارة بِهِ وَمثله التعشيب والتنبيت. لحْمَة للكبار أَرَادَ أَن الْقطر قد انتسج لفرط تتابعه فَشبه الْكِبَار بسدى النسيج وَالصغَار بلحمته. السبط: المتد المنبسط وَقد سَبِط وسَبُط. النادح: الْوَاسِع من ندح يندح إِذا وَسعه ن وَهُوَ من بَاب العيشة الراضية وَالْمَاء الدافق وَمِنْه المندوحة وَهِي السعَة مصدر من ندح كالمكذوبة والمصدوقة. الدماث: السهول جمع مَكَان دمث أَو أَرض دمثة. العزاز: الأَرْض الصِّلَة. ودحضت التلاع: صيرتها مداحض: أَي مزالق الإخاذ: المصانع أُفعمت: مُلئت. الريادة: مُخرجة على زنة الْخياطَة والقصارة لِأَنَّهَا صناعَة الكظة: الامتلاء المفرط من طَعَام أَو شراب: من اكتظ الْوَادي إِذا غص بِالْمَاءِ. قلبت جِيم (تجتر) شيناً لتقاربهما. قيل فِي (تشكي النِّسَاء) وَجه آخر وَهُوَ اتّخاذهن شكاء اللَّبن جمع شكوة وَهِي الْقرْبَة الصَّغِيرَة يُقَال: شكى الرَّاعِي وتشكى قَالَ حَتَّى رَأَيْت العنز تشترى وتشكت ال ... أيامى وأَضْحَى الرِّئْم بالدَّوِّ طَاوِيا ... الْجنَّة عَامَّة الشّجر الَّتِي تتربل فِي الصَّيف.(1/113)
السّنة: الْقَحْط أَرَادَ بطول الخطوة التَّقَدُّم إِلَى الأقران من قَول ابْن حطَّان ... إِذا فصرت أسيافُنا كَانَ وَصْلُها ... خُطَانا إِلَى أَعْدَائنا فنُضَارب [63] ... وأبشره فِي (قر) . فبشكه فِي (طر) . والبشام فِي (ظر) . بشق فِي (غث) .
الْبَاء مَعَ الصَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ابْن طريف: كنت شَاهدا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ محاصر أهل الطَّائِف فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا صَلَاة الْبَصَر حَتَّى لَو أَن إنْسَانا رمى بنبلة أبْصر مواقع نبله.
الْبَصَر الْبَصَر بِمَعْنى الإبصار يُقَال: بصر بِهِ بصراً. وَقيل لصَلَاة الْفجْر أَو الْمغرب على خلاف فِيهَا: صَلَاة الْبَصَر لِأَنَّهَا تُصلى فِي وَقت إبصار الْعُيُون للأشخاص بعد حيلولة الظلمَة أَو قبلهَا. ذكر قوما يؤمُّونَ الْبَيْت وَرجل متعوذ بِالْبَيْتِ قد لَجأ بِهِ من قُرَيْش فَإِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خسف بهم فَقيل: يارسول الله أَلَيْسَ الطَّرِيق يجمع التَّاجِر وَابْن السَّبِيل والمستبصر وَالْمَجْبُور قَالَ: يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى. المستبصر: ذُو البصيرة فِي دينه. المجبور: المُجبر على الْخُرُوج يُقَال: جبره على الْأَمر وأجبره وَمَعْنَاهُ أَن قوما يقصدون بَيت الله ليلحدوا فِي الْحرم فيخسف بهم الله. فَقيل لَهُ: إِن تِلْكَ الرّفْقَة قد تجمع من لَيْسَ قَصده قصدهم. فَقَالَ: يهْلكُونَ جمعيا ثمَّ يذهبون مَذَاهِب شَتَّى فِي الْجَزَاء. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ بَين كل سماءين مسيرَة خَمْسمِائَة عَام وبصر كل سَمَاء مسيرَة خَمْسمِائَة عَام. الْبَصَر: غلظ الشَّيْء يُقَال: ثوب ذُو بصرة إِذا كَانَ غليطا وثيجا. وَمِنْه الْبَصْرَة وَالْبَصَر لنَوْع من الْحِجَارَة(1/114)
وَيجوز أَن يُرَاد بالمسيرة الْمسَافَة الَّتِي يسَار فِيهَا كَمَا قيل: المتيهة والمزلة وَيجوز أَن يكون مصدرا بِمَعْنى السّير كالمعيشة والمعيش والمعجزة والمعجز. كَعْب رَضِي الله عَنهُ تمسك النَّار يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى تبص كَأَنَّهَا متن إهالة فَإِذا اسْتَوَت عَلَيْهَا أَقْدَام الْخَلَائق نَادَى منادٍ: أمسكي أَصْحَابك ودعي أَصْحَابِي فتخنس بهم وروى: فتخسف بهم فَيخرج مِنْهَا الْمُؤْمِنُونَ ندية ثِيَابهمْ البصيص: البريق الإهالة: الودك. خنس بِهِ يخنُس ويخنِس: إِذا أخَّره وغيَّبه. بَصِير وأعمى فِي (سف) . ماهذه الْبَصْرَة فِي (كذ) . بَصَره فِي (بر) . وبصرها فِي (فر) . أصح بصرٍ فِي (خس) .
الْبَاء مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ لما تزوج خَدِيجَة بنت خويلد دخل عَلَيْهَا عَمْرو بن أُسيد فَلَمَّا رأى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: هَذَا الْبضْع لايقرع أَنفه وَرُوِيَ: لايقدع. وروى: أَنه لما خطب خَدِيجَة اسْتَأْذَنت أَبَاهَا وَهُوَ ثمل فَقَالَ: هُوَ الْفَحْل لايقرع أَنفه فنحرت بَعِيرًا وخلَّقت أَبَاهَا [64] بالعبير. وكسته بردا أَحْمَر فَلَمَّا صَحا من سكره قَالَ: ماهذا الحبير وَهَذَا العقير وَهَذَا العبير الْبضْع: مصدر بضع الْمَرْأَة إِذا جَامعهَا وَمثله فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: قرعها قرعا الْبضْع وذقطها ذقطاً وَفعل فِي المصادر غير غَرِيب مِنْهُ الشّغل وَالسكر وَالْكفْر وأخوات لَهَا وَيُقَال لعقد النِّكَاح: بضع أَيْضا كَمَا اسْتعْمل النِّكَاح فِي الْمَعْنيين. وَأَرَادَهَا هُنَا صَاحب الْبضْع فَحذف.(1/115)
قرع الْأنف: عبارَة عَن الرَّد وَأَصله فِي الْفَحْل الهجين إِذا أَرَادَ أَن يضْرب فِي كرائم الْإِبِل قرع أَنفه بالعصا [ليرتد عَنْهَا] . والقدع قريب من القرع قَالَت ليلى الأخيلية: ... وَلم يقْدع الْخصم الألدّ ويملأ الْ ... جِفان سديفا يَوْم نكباء صَرْصَر ... أَرَادَ بالجيرة: الْبرد الَّذِي كسته وبالعبير: الَّذِي خلقته بِهِ. وبالعقير: الْبَعِير المنحور. عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ لرجل حقٌّ على أم سَلمَة فأقسم عَلَيْهَا أَن تعطيه فَضَربهُ أدباً لَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا كلهَا يبضع ويَحْدُر وروى: يُحْدِر. أَي يشق الْجلد وَمِنْه المبضع ويورم ن يُقَال: أحدره الضَّرْب وحدره حدرا. وحدر الْجلد بِنَفسِهِ حدورا. قَالَ عمر بن أبي ربيعَة: ... لَو دَبَّ ذَرٌّ فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِها ... لأَبَانَ مِنْ آثارِهِنّ حُدُورَا ... وَقيل: يُحدر الدَّم أَي يسيله. النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: إِن الشَّيْطَان يجْرِي فِي الإحليل ويبض فِي الدبر فَإِذا أحس أحدكُم من ذَلِك شَيْئا فَلَا ينْصَرف حَتَّى يسع صَوتا اَوْ يُقَال يجد ريحًا.
البضيض البضيض: سيلان قَلِيل شبه الرشح وَالْمعْنَى أَنه يدب فِيهِ فيخيل إِلَيْك أَنه بضيض بَلل. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى مَا تشَاء أَن ترى أحدهم أَبيض بضا يملخ فِي الْبَاطِل ملخا وينفض مذرويه وَيضْرب أسدريه يَقُول: هأنذا فاعرفوني قد عرفناك فمقتك الله ومقتك الصالحون.
البض البض: الرَّقِيق الْبشرَة الرَّخْص الْجَسَد الملخ: الْإِسْرَاع والمر السهل يُقَال: بكرَة ملوخ وَقَالَ رؤبة: ... مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخ مَلاَّخُ المَلَق(1/116)
أَي سريع فِي الملق وَهُوَ مَا اسْتَوَى من الأَرْض المذروان: فرعا الأليتين وَإِنَّمَا لم يقل: مذريان كَقَوْلِهِم: مذريان فِي تثنيه مذري الطَّعَام لِأَن الْكَلِمَة مَبْنِيَّة على حرف التَّثْنِيَة كَمَا لم تقلب يَاء النِّهَايَة وواو الشقاوة همزَة لبنائهما على حرف التَّأْنِيث. الأسدران: العطفان أَي يضْرب بيدَيْهِ عَلَيْهِمَا. عَن ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ مثل للفارغ ونفض المذروين [65] للمختال. قد عرفناك: يُسمى التفاتا وَله فِي علم الْبَيَان موقع لطيف. وتبضع طيبها فِي (كي) . مَا تبض ببلال فِي (صب) . يبض مَاء أصفر فِي (ند) من كل بضع فِي (سح) . أَن يستبضع فِي (نظ)
الْبَاء مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا رجل أَبيض مبطن مثل السَّيْف.
بطن هُوَ الضامر الْبَطن. أَن عَمْرو رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا يُؤْتى بِرَجُل يَوْم الْقِيَامَة وتُخرج لَهُ بطاقة فِيهَا شَهَادَة أَن لاالله إِلَّا الله وَتخرج لَهُ تِسْعَة وَتسْعُونَ سجلاً فِيهَا خطاياه فترجح بهَا.
بطاقة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البطاقة: الورقة وروى نطاقة بالنُّون. وَقَالَ شمر: هِيَ كلمة متذله بِمصْر وَمَا والاها يدعونَ بهَا الرقعة الصَّغِيرَة المنوطة بِالثَّوْبِ الَّتِي فيهارقم ثمنه لِأَنَّهَا تشد بطاقة من هدبه وَقيل لَهَا: النطاقة لانها تنطق بماهو مرقوم عَلَيْهَا. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ رَجَاء بن حَيْوَة: كمنت مَعَه فضعف السراج فَقلت: أقوم فأُصلحه فَقَالَ: إِنَّه للؤم بِالرجلِ أَن يستخدم ضَيفه فَقَامَ فَأخذ البطة(1/117)
فَزَاد فِي دهن السراج ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قُمْت وَأَنا عمر بن عبد الْعَزِيز وَرجعت وَأَنا عمر بن عبد الْعَزِيز
البطة البطة: الدَّبَّة بلغَة أهل مَكَّة وَقيل: هِيَ إِنَاء كالقارورة وَكَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا على شكل الطَّائِر الْمَعْرُوف. النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ يبطن لحيته وَيَأْخُذ من جوانبها. أَي يَأْخُذ شعرهَا من تحن الذقن والحنك. أبطحوا فِي (رف) . وبطن فِي (ظه) . والبطحاء فِي (جد) . وبطيحاء فِي (كم) . ذُو البطين فِي (جب) . بطاقة فِي (كه) . ليستبطنها فِي (غل) . أَبَا الْبَطْحَاء فِي (قح) . إِن الشوط بطين فِي (رح) . ببطنتك فِي (غض) . الأباطيل فِي (دح) . البطريق فِي (رس) . مَا يطَأ بهم فِي (ثب) .
الْبَاء مَعَ الظَّاء
عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام _ أَتَى فِي فَرِيضَة وَعِنْده شُرَيْح فَقَالَ لَهُ: ماتقول أَنْت أَيهَا العَبْد الأبظر
بظارة هُوَ الَّذِي فِي شفته الْعليا بظارة وَهِي هنة ناتئة فِي وَسطهَا لاتكون لكل أحد وَيُقَال لحلمة ضرع الشَّاة: بظارة أَيْضا وَقيل: الأبظر الصخاب الطَّوِيل اللِّسَان وَجعله عبدا لِأَنَّهُ وَقع عَلَيْهِ سباء فِي الْجَاهِلِيَّة بظيت فِي (زر) .
الْبَاء مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ مَا سُقي مِنْهَا بعلا فَفِيهِ العُشر.
البعل البعل: النّخل النَّابِت فِي أَرض تقرب مَادَّة مَائِهَا ن فَهُوَ يجتزئ بذلك عَن الْمَطَر والسقي وإياه أَرَادَ النَّابِغَة فِي قَوْله: ... مِن الوَارِدَات الماءَ بالْقَاعِ تَسْتَقِي ... بأَذْنَابِهَا قَبْلَ اسْتِقَاء الْحَناجِرِ ... وَإِنَّمَا سمي بعلاً لِأَنَّهُ باجتزائه كل على منابته ومراسخ عروقه من قَوْلهم [66] أصبح فلَان بعلاً على أَهله إِذا صَار كلاًّ وعيالا عَلَيْهِم.(1/118)
وَمِنْه تحديثه: إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يارسول الله أُبايعك على الْجِهَاد فَقَالَ: هَل لَك من بعل قَالَ: نعم قَالَ: انطق فَجَاهد فِيهِ فَإِن لَك فِيهِ مُجَاهدًا حسنا. قيل مَعْنَاهُ: هَل لَك من يلزمك طَاعَته من أَب وَأم وَنَحْوهمَا من قَوْلهم: هُوَ بعل الدَّار وَالدَّابَّة أَي مالكهما وَمِنْه بعل الْمَرْأَة. وَيجوز أَن يكون مخففاً عَن بعِل وَهُوَ الْعَاجِز الَّذِي لايهتدي لأَمره من بعل بِالْأَمر بعلة: بلهاء لاتحسن اللّبْس وَلَا إصْلَاح شَأْن النَّفس. بعلا نصب على الْحَال وَالْمعْنَى ماسقاه الله بعلاً. تكلم لَدَيْهِ رجل فَقَالَ لَهُ: كم دون لسَانك من حجاب فَقَالَ: شفتاي وأسناني. قَالَ إِن الله يكره الانبعاق فِي الْكَلَام
الانبعاق هُوَ الْإِكْثَار والاتساع فِيهِ ن من انبعق الْمَطَر وَهُوَ أَن يسيل بِكَثْرَة وَشدَّة. ذكر أَيَّام التَّشْرِيق فَقَالَ: انها أَيَّام أكل وَشرب وبعال.
بعال هُوَ المباعلة وَهِي ملاعبة الرجل أَهله قَالَ الحطيئة: ... وكَمْ مِنْ حَصان ذَاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها ... إِذا اللَّيْل أَدْجَى لم تَجِدْ من تُبَاعِلُه ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ مَا مُصلى لامْرَأَة أفضل من أَشد مَكَان فِي بَيتهَا ظلمَة إِلَّا امْرَأَة قد يئست من البعولة فَهِيَ فِي منقليها.
البعولة هِيَ جمع بعل وَالتَّاء لتأنيث الْجمع كالسهولة والحزونة وَيجوز أَن يكون مصدرا
البعولة يُقَال بعلت الْمَرْأَة بعولة أَي صَارَت ذَات بعل. المنقل ك الْخُف قَالَ الْكُمَيْت: ... وَكَانَ الأباطيح مِثْل الإِرِينْ ... وَشُبِّهَ بالحِفْوَةِ المَنْقَل ... أَي هِيَ لابسة خفيها لخروجها من الْبَيْت وترددها فِي الْحَوَائِج وَالْمعْنَى كَرَاهَة الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد للشواب والترخيص فِيهَا للعجائز. لامْرَأَة: فِي مَوْضُوع الرّفْع صفة لمصلى. وَأفضل أما أَن يُنصب على لُغَة أهل الْحجاز أَو يرفع على لُغَة بني تَمِيم.(1/119)
حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مابقي من الْمُنَافِقين إِلَّا أَرْبَعَة فَقَالَ رجل: فَأَيْنَ الَّذين يبعقون لقاحنا وينقبون بُيُوتنَا فَقَالَ: أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ _ مرَّتَيْنِ.
البعق بعق النَّاقة: نحرها وبعق للتكثير. وَفِي كَلَام الضَّبِّيّ كَانَت قبلنَا ذئبة مجرية فَأَقْبَلت هِيَ وعرسها لَيْلًا فبعقتا غنمنا. أَي شقتا بطونها أَو المُرَاد اللُّصُوص الَّذين يغيرون على أهل الْحَيّ فيستاقونا ثمَّ ينجرونها ويأكلونها. إِن للفتنة بعثات ووفقات فَمن اسْتَطَاعَ أَن يَمُوت فِي وقفاتها فَلْيفْعَل.
بعثة جمع بعثة وَهِي الْمرة من الْبَعْث أَي إثارات وتهيجات. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ: أخبرنَا عَن نَفسك فِي قُرَيْش فَقَالَ: أَنا ابْن بعثطها [67] وَالله ماسوبقت إِلَّا سبقت وَلَا خضت بِرَجُل غمرة إِلَّا قطعتها عرضا.
البعثط البعثط: سرة الْوَادي أَرَادَ أَنه من صميم قُرَيْش وواسطتها. وخوض الْغمر عرضا أَمر شاق لايقوى عَلَيْهِ إِلَّا الْكَامِل الْقُوَّة يُقَال: إِن الْأسد يفعل ذَلِك وَالَّذِي عَلَيْهِ الْعَادة أَتبَاع الْجِزْيَة حَتَّى يَقع الْخُرُوج ببعدٍ من مَوضِع الدُّخُول وَهَذَا تَمْثِيل لإقحامه نَفسه فِيمَا يعجز عَنهُ غَيره وخوضه فِي مستصعبات الْأُمُور وتفصّيه مِنْهَا ظافراً بمباغيه. عُرْوَة رَضِي الله عَنهُ _ قَالَ: قتل فِي بني عمروبن عَوْف فتيل فَجعل عقله على بني عَمْرو بن عَوْف فَمَا زَالَ وَارثه وَهُوَ عُمَيْر بن فلَان بعليا حَتَّى مَاتَ.
بعليا هُوَ مَنْسُوب إِلَى البعل من النّخل وَقد سبق تَفْسِيره وَالْمرَاد مَا زَالَ غَنِيا ذَا نخل(1/120)
كثير وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى البعل وَهُوَ الْمَالِك من قَوْلهم: هُوَ بعل هَذِه النَّاقة وَالْيَاء مُلْحقَة للْمُبَالَغَة مثلهَا فِي أَحْمَر ودوَّاري أَي كثير الْأَمْلَاك والقنية. وَقيل: يشبه أَن يكون بعلياء من قَول الْعَرَب فِي أَمْثَالهَا: مازال مِنْهَا بعلياء يضْرب لمن يفعل فعلة تكسبه شرفا ومجدا وَمثله قَوْلهم: مازال بعْدهَا ينظر فِي خير والعلياء: اسْم للمكان الْمُرْتَفع كالنجد واليفاع وَلَيْسَت بتأنيث الْأَعْلَى الدَّلِيل عَلَيْهِ انقلاب الْوَاو فِيهَا يَاء وَلَو كَانَت صفة لقيل: العلواء: كَمَا قيل: العشواء: والقنواء والخدواء فِي تَأْنِيث أفعالها ولآنها اسْتعْملت مُنكرَة وأفعل التَّفْضِيل مُؤَنّثَة ليسَا كَذَلِك. فبعها فِي: (كرّ) يَوْم بُعَاث فِي (ف) ي ز تبعل أزواجكن فِي قصّ) . ولاباعوثا فِي (قل) بعجت لَهُ فِي (حن) . اغدو المبعث فِي (غَد) . تعج الأَرْض فِي (زف) . بعل بِالْأَمر فِي (هط) . وبعيثك فِي (دح) . من البعل فِي (ضح) . بعد مابين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي (رف) . بعلي رسولها فِي (سح) .
الْبَاء مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا مَعَه فِي سفر فَأَصَابَهُمْ بُغيش فَنَادَى مناديه: من شَاءَ أَن يُصَلِّي فِي رَحْله فَلْيفْعَل.
بغش تَصْغِير بغش وَهُوَ الْمَطَر الْخَفِيف وَقد بغشت الْمسَاء الأَرْض تبغشها. قَالَ رؤبة: بغش ... سيدا كَسِيدِ الرَّدْهَة المبغوشِ ... أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ خرج فِي بغاء إبل فَدخل عِنْد الظهيرة على امْرَأَة يُقَال لَهَا حَبَّة فسقته ضيحة حامضة.(1/121)
بغاء: أخرج بغاء الشَّيْء على زنة الأدواء كالعطاس والنحاز تَشْبِيها لشغل قلب الطَّالِب بالداء وبغاء الْمَرْأَة على زنة الْعُيُوب كالشراد والحران لِأَنَّهُ عيب فَاحش. الضحية: من الضيح وَهُوَ اللَّبن المرقق كالشحمة من الشَّحْم [68] الشهدة من الشهد وَهِي الشَّيْء الْيَسِير مِنْهُ. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ إِذا رَأَيْتُك يارسول الله قرَّت عَيْني وَإِذا لم أرك تبغثرت نَفسِي. التغثر: خبث النَّفس من غثيان وَسُوء ظن وَغير ذَلِك وَالْمرَاد هَاهُنَا خبثها للوحشة يفقد الْمُشَاهدَة. بَاغ وهاد فِي (كرّ) . بغياناً فِي (أَن) بغوتها فِي (صَحَّ) . ابغني فِي (غف) . [لَا] يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام فِي (قس) . باعوثا فِي (قل) . البغايا فِي (أَب) . أبغيها الطَّعَام فِي (دى) .
الْبَاء مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى لله عَلَيْهِ وَآله وَسلم تبقة وتوقه
بَقِي التبقي: بِمَعْنى الاستبقاء كالتقصي بِمَعْنى الِاسْتِقْصَاء وَفِي أمثالهم: لاينفعك من زادٍ تبقي. وَقَالَ ذُو الرمة: ... وأَدرَكَ المُتَبَقّي من ثَمِيَلِته ...(1/122)
وَالْمعْنَى الْأَمر باستقباء النَّفس وَألا يلق {بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} والتحرز من المتالف وَالْهَاء مُلْحقَة للسكت نهى عَن التبقر فِي الْأَهْل وَالْمَال.
بقر التبقر: تفعل من بقر بَطْنه إِذا شقَّه وفتحه فَوضع مَوضِع التَّفَرُّق والتبدد. وَالْمعْنَى النَّهْي عَن أَن يكون فِي أهل الرجل وَمَاله تفرق فِي بِلَاد شَتَّى فَيُؤَدِّي ذَلِك إِلَى توزع قلبه. وَهَذَا التَّفْسِير معنى قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: فَكيف بِمَال براذان ومالٍ بِكَذَا قَالَ أَبُو مويهبة رَضِي الله عَنهُ: طرقني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا أَبَا مويهبة إِنِّي قد أُمرت أَن أسْتَغْفر الله لأهل البقيع فَانْطَلَقت مَعَه فَلَمَّا تفوه البقيع قَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم. فِي كَلَام ذكره.
بقع المُرَاد بَقِيع الْغَرْقَد: مَقْبرَة بِالْمَدِينَةِ. تفوه أَي دخل فوهته وَهِي مدخله يُقَال: تفوهت الزقاق وَالسِّكَّة. أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ أبوموسى الْأَشْعَرِيّ حِين أَقبلت الْفِتْنَة بعد مَقْتَله: إِن هَذِه الْفِتْنَة باقرة كداء الْبَطن لايدري أَيْن يُؤْتى لَهُ
بقر أَي صادعة للأُلفة شاقة للعصا وَشبههَا فِي تعذر تلافيها وَالْحِيلَة فِي كشفها بداء
بقر الْبَطن الَّذِي أعضل وأعيت مداواته. أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام حمل على عَسْكَر الْمُشْركين فَمَا زَالُوا يبقطون.
التبقط التبقيط: الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي وَالْكَلَام. وَيُقَال: بقَّط فِي الْجَبَل وبرقط: أسْرع فِي صُعُوده وَالْمعْنَى تعادوا إِلَى الْجبَال منهزمين. معَاذ رَضِي الله عَنهُ بَقينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة فِي صَلَاة الْعشَاء(1/123)
حَتَّى ظننا أَنه قد صلى ونام ثمَّ خرج إِلَيْنَا فَذكر فضل تَأْخِير صَلَاة الْعشَاء. بَقِي
بقى أَي انتظرنا وَالِاسْم مِنْهُ البقوى قبلت الْيَاء فِيهَا واواً. وَكَذَلِكَ كل فعلى إِذا كَانَت اسئما كالتقوى والرعوى والشروى وَإِذا كَانَت صفة لم تقلب ياؤها كَقَوْلِهِم: امْرَأَة صديا وخزيا قَالَ: ... فهُنَّ يَعْلُكْن حَدَائدَاتهَا ... جُنْحُ النَّوَاصي نَحْوَ أَلوِيَاتِهَا
كالطَّيْرِ تَبْقِي مُتَدَاوِماتِهَا ... [69] أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ يُوشك أَن يسْتَعْمل عَلَيْكُم بقعان أهل الشَّام
بقع أَرَادَ خبثاؤهم فشبههم فِي خبثهمْ بالبقع من الْغرْبَان الَّتِي هِيَ أخبثها وأقذرها وَقيل: أَرَادَ المولدين بَين الْعَرَب والروميات لجمعهم بَين سَواد لون الْآبَاء وَبَيَاض لون الْأُمَّهَات. وَفِي حَدِيث الْحجَّاج: إِن بَعضهم قَالَ لَهُ فى فِي خيل ابْن الْأَشْعَث: رَأَيْت قوما بقعاً. قَالَ: ماالبقع قَالَ: رقعوا ثِيَابهمْ من سوء الْحَال. ابْن الْمسيب رَحْمَة الله قَالَ: لايصلح بقط الْجنان.
بقط أَي لايجوز إِعْطَاء الْبَسَاتِين على الثُّلُث وَالرّبع وَإِنَّمَا سمي هَذَا بقطاً لِأَنَّهُ خلط الْملك وتصييره مشَاعا من قَوْلهم: بقط الأقط: إِذا بكله. ابْن ميسرَة رَحمَه الله إِن حكيما من الْحُكَمَاء كتب ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثِينَ مُصحفا حكما(1/124)
فبثها فِي النَّاس فَأوحى الله تَعَالَى: إِنَّك قد مَلَأت الأَرْض بقاقا وَإِن الله لم يقبل من بقاقك شَيْئا.
بقق هُوَ كَثْرَة الْكَلَام يُقَال: بق علينا فلَان يبْق بقاقا كَقَوْلِك: فك الرَّهْن يفك فكاكا إِذا انْدفع بِكَلَام كثير وَمِنْه بقت الْمَرْأَة: كثر وَلَدهَا. وَتكلم أَعْرَابِي فَأكْثر فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: أحسن أسمائك أَن تدعى مبقّا. لقًّا وبقا فِي (لق) . / باقعة فِي (نس) . عين بقة فِي (حزّ) . وبقر خواصرهما فِي (شَرّ) .
الْبَاء مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى لله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أُتي بشارب خمر فَقَالَ: بكتوه فبكتوه.
بَكت التبكيت: استقباله بِمَا يكره من ذمّ وتقريع وَأَن تَقول لَهُ: يافاسق أما اتَّقَيْت بَكت أما استحيت وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المعقاب: مبكتب لِأَنَّهَا كلما وضعت أُنثى اسْتقْبلت زَوجهَا بمكروه. نَحن معاشر الْأَنْبِيَاء [فِينَا] بكء.
بكأ أَي قلَّة كَلَام مثل بكء النَّاقة أَو الشَّاة / وَهُوَ قلَّة لَبنهَا يُقَال: بكأت وبكؤت بكأ بكاء وبكأ وبكوءا فَهِيَ بكيء وبكيئة. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِنَّه سَأَلَ جَيْشًا: هَل يثبت لكم الْعَدو قدر حلب شارة بكيئةٍ فَقَالُوا: نعم فَقَالَ: غلّ الْقَوْم. أَي خانوا فِي القَوْل وَمَعْنَاهُ يكذّبهم فِيمَا زَعَمُوا من قلَّة ثبات الْعَدو لَهُم. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَت ضرباته مبتكرات لاعونا.
بكر الضَّرْبَة المبتكرة: هِيَ الَّتِي ضُربت مرّة وَاحِدَة وَلم تعاود لشدتها وإتيانها على نفس الْمَضْرُوب شبهت بالجارية المبتكرة وَهِي المفتضة لِأَنَّهَا الَّتِي بنى مرّة وَاحِدَة.(1/125)
والعوان: الَّتِي وَقعت مختلسة فأخوجت إِلَى المعاودة شبهت بِالْمَرْأَةِ الْعوَان وَهِي الثّيّب. وَمِنْه حَرْب عوان وحاجة عوان وَيجوز أَن يُرَاد أَنه كَانَ يوقعها [7] على صفة فِي الشدَّة لم يسْبقهُ إِلَى مثلهَا أحد من الْأَبْطَال. مُجَاهِد رَحمَه الله تَعَالَى من أَسمَاء مَكَّة بكة وَهِي أم رحم وَهِي أم الْقرى وَهِي كوثى وَهِي الباسة وروى الناسة.
بكك: قيل: سميت بكة لبتاك النَّاس فِيهَا وَهُوَ ازدحامهم. وَقيل: لِأَنَّهَا تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة وَمن ألحد فِيهَا بظُلْم أَي تدقها. وَهِي الباسة أَو الناسة لِأَنَّهَا تبسهم أَي تطردهم. وتنّسهم أَي تزجرهم وتسوقهم. وَأم رحم: أصل الرَّحْمَة يُقَال: رَحمَه رحما ورُحما. قَالَ الله تَعَالَى: {وأَقْرَبَ رُحْماً} قرئَ باللغتين وَقَالَ زُهَيْر: ... ومِنْ ضَريبِته التَّقْوَى ويَعْصِمُهُ ... من شيىء منسيء العثرات وَالله والرُّحُمُ ... وَقيل فِي أم الْقرى: لِأَنَّهَا أول الأَرْض وَأَصلهَا وَمِنْهَا دُحيت. وكوثى: بقْعَة بِمَكَّة وَهِي محلّة بني عبد الدَّار وَقَالَ ... لَعن اللهُ مَنْزِلاً بَطْنَ كُوثَى ... ورماه بالفَقْرِ والإمْعَارِ
لَيْسَ كُوثَى العِرَاقِ أَعْنِي ولكِنْ ... كُوثَةَ الدَّارِ دَارِ عَبْدِ الدَّارِ ... يُرِيد بكوثى الْعرَاق قَرْيَة ولديها إِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِ. الْحجَّاج كتب إِلَى عَامل لَهُ بقارس: ابْعَثْ إليَّ بِعَسَل أبكار من عسل خلاَّر من الدستفشار الَّذِي لم تمسه النَّار. أَرَادَ أبكار النَّحْل وَهِي أَفتاؤها لِأَن الْعَسَل إِذا كَانَ مِنْهَا كَانَ أطيب وَقيل أَرَادَ أَن أبكار الْجَوَارِي يلينه. وَالْأول أصح لِأَنَّهُ قد روى: ابْعَثْ إِلَيّ بِعَسَل من عسل خُلاّر من النَّحْل الْأَبْكَار.(1/126)
خُلاّر: مَوضِع بِفَارِس. الدستفشار: كلمة فارسية أَي مماعصرته الْأَيْدِي وعالجته. بكر وابتكر فِي (غس) . أبكار أَوْلَادكُم فِي (نب) إِن تبكعني بهَا فِي (قر) . فبعكته فِي (قر) . وبكره فِي (رج) . بكلت فِي (لب) . مِم بكر فِي (اب) . من بك فِي (خص) شَاة بكئ فِي (نو) .
الْبَاء مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر بله مَا أطعلتهم عَلَيْهِ.
بله بله: من أَسمَاء الْأَفْعَال كرويد ومه وصه يُقَال: بله زيدا بِمَعْنى دَعه بله واتركه. وَقد يوضع مَوضِع الْمصدر فَيُقَال: بله زيدٍ كَأَنَّهُ قيل: ترك زيد ويقلب فِي هَذَا الْوَجْه فَيُقَال: بهل زيد لِأَن حَال الْإِعْرَاب مَظَنَّة التَّصَرُّف. وَمَا أطلعتهم عَلَيْهِ: يصلح أَن يكون مَنْصُوب الْمحل ومجروره على مُقْتَضى اللغتين. وَقد روى بَيت كَعْب ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ: تَذَرُ الجَماجِمَ ضَاحِياً هاماماتُها ... بَلْهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لم تُخْلَقِ ... على الْوَجْهَيْنِ. الْمَعْنى: رَأَتْهُ وسمعته فَحذف لاستطالة الْمَوْصُول بالصلة ونظيرة فوله تَعَالَى: {أَهَذَا الذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} بلوا أَرْحَامكُم وَلَو بِالسَّلَامِ.
البل لما رَأَوْا بعض الْأَشْيَاء [71] يتَّصل ويختلط بالنداوة وَيحصل بَينهمَا التَّجَافِي والتفرق باليبس واستعاروا البل المعني الْوَصْل واليبس لِمَعْنى القطيعة فَقَالُوا فِي الْمثل: لاتؤبس الثرى بيني وَبَيْنك. قَالَ: فَلَا تُؤْبِسوا بَيْنِي وَبَيْنَكم الثَّرَى فإنّ الذِي بيني وَبَيْنكُم مُثْرِى فإنّ الذِي بيني وَبَيْنكُم مُثْرِى ... .(1/127)
وَفِي حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى _ إِذا استشن مَا بَيْنك وَبَين الله فبابلله لله بِالْإِحْسَانِ إِلَى عباده. إِن أهل الْجنَّة أَكْثَرهم البلة. البله هم الَّذين خلوا عَن الدهاء والنكر والخبث وغلبت عَلَيْهِم سَلامَة الصُّدُور وهم عقلاء. وَعَن الزبْرِقَان بن بدر: خير أَوْلَادنَا الأبله الْعُقُول قَالَ النمربن تولب: ... ولَقَدْ لَهَوْتُ بطَفْلةٍ ميَّالةٍ ... بَلْهاءَ تُطْلِعُني عَلَى أَسْرَارِها ... وَفِي المقامات الَّتِي أنشأتها فِي عظة النَّفس فِي صفة الصَّالِحين: هَينُونَ لَينُونَ غير غير أَن لاهوادة فِي الْحق وَلَا إدهان بله خلا أَن غوصهم على الْحَقَائِق يغمر الْأَلْبَاب والأذهان. من أحب أَن يرق قلبه فليد من أكل البلس.
البلس: هُوَ التِّين وروى البلس والبلسن وهما العدس وَقيل حب يُشبههُ وَالنُّون فِي البلسن مزيدة مثلهَا فِي خلبن ورعشن من الخلابة والرعشة. ذكر الدَّجَّال فَقَالَ: رَأَيْته بيلمانياًّ أقمر هجانا إِحْدَى عَيْنِيَّة كَأَنَّهَا كَوْكَب دري ورقوى فيلما نيا وفيلما.
بلم: الْبَيْلَمَانِي: الضخم المنتفخ من قَوْلك: أبلم الرجل إِذا انتفخت شفتاه وَرَأَيْت شَفَتَيْه مبتلمتين وأبلمت النَّاقة: ورم حياؤها وَيُقَال لطوط البردى: البيلم لطول انتفاخه. الفيلماني والفيلم: الْعَظِيم الجثة يُقَال: رَأَيْت امْرأ فيلماً: أَي عَظِيما. وَقَالَ الْهُذلِيّ: ... ويَحْمِي المُضَافَ إِذا مَا دَعا ... إِذا فَرَّ ذُو الِّلمَّةِ الفَيْلَمُ ...(1/128)
وَالْألف وَالنُّون وَالْيَاء الْمُشَدّدَة المزيدات على الفيلم مبالغات فِي مَعْنَاهُ. الْأَقْمَر: الْأَبْيَض والهجان تَأْكِيد لَهُ. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أرسل إِلَى أبي عُبَيْدَة رَسُولا فَقَالَ لَهُ حِين رَجَعَ: كَيفَ رَأَيْت ابا عُبَيْدَة فَقَالَ: رأيب بللا من عَيْش. فقصر من رزقه ثمَّ أرسل إِلَيْهِ وَقَالَ للرسول حِين قدم عَلَيْهِ: كَيفَ رَأَيْته قَالَ: رَأَيْت حفوفا. فَقَالَ: رحم الله أَبَا عُبَيْدَة بسطنا لَهُ فَبسط وقبضنا لَهُ فَقبض.
بَلل جعل البلل والحفوف وَهُوَ اليبس عبارَة عَن الرخَاء والشدة لِأَن الخصب مَعَ وجود المَاء والجدب مَعَ فَقده. يُقَال: حفَّت أَرْضنَا: إِذا يبس بقلها. وَعَن أَعْرَابِي: أَتَوْ نَا بعصيدة قد حفت فَكَأَنَّهَا عقب فِيهَا شقوق. الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي زَمْزَم: لَا أحلهَا لمفتسل: وَهِي لشارب حل وبل. قيل [72] بل إتباع لحل وَقيل: هُوَ الْمُبَاح بلغَة حمير. وَعَن الزبير بن بكار: مَعْنَاهُ الشِّفَاء من بل الْمَرِيض وأبل. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ستفتحون أَرض الْعَجم وستجدون فِيهَا بُيُوتًا يُقَال لَهَا البلانات فَمن دَخلهَا وَلم يسْتَتر فَلَيْسَ منا.
بلان وَاحِدهَا بلان وَهُوَ الْحمام من بل بِزِيَادَة الْألف وَالنُّون لِأَنَّهُ يبل بِمِائَة أَو: بعرقة من دخله. وَلَا فعل لَهُ إِنَّمَا يُقَال: دَخَلنَا البلانات عَن أبي الْأَزْهَر. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا سُئل عَن الْوضُوء من اللَّبن فَقَالَ: ماأباليه بالة اسمح يسمح لَك.
بِلَا أَي مبالاة وأصلحا بالية: كعافية. أَسمح وسَمَح وساَمَح: إِذا ساهل فِي الْأَمر يُقَال: أسمحت قرونته وَفِي أمثالهم: إِذا لم تَجِد عزا فسمح.(1/129)
البلغين: عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت لعَلي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَوْم الْجمل: قد بلغت منا البلغين. قيل: هِيَ الدَّوَاهِي كَقَوْلِهِم: البرحين وَالتَّحْقِيق فيهمَا أَن يُقَال: كَأَنَّهُ قيل: خطبٌ بلغ أَي بليغ وَأمر برح أَي مبرح كَقَوْلِهِم: لحم زيم وَمَكَان سوي وديناً قيمًا ثمَّ جمعا جمع السَّلامَة إِيذَانًا بِأَن الخطوب فِي شدَّة نكايتها بِمَنْزِلَة الْعُقَلَاء الَّذين لَهُم قصد وتعمد. وَفِي إِعْرَاب نَحْو هَذَا طَرِيقَانِ: أَحدهمَا أَن يجْرِي الْإِعْرَاب على النُّون ويقر ماقبلها يَاء وَالثَّانِي أَن يفتح النُّون أبدا ويعرب ماقبلها فَيُقَال: هَذِه البلغون وَلَقِيت البلغين وَأَعُوذ بِاللَّه من البلغين قَالَت ذَلِك حِين جهدتها الْحَرْب. وأبلسوا فِي (أش) . البُلُسُ والبُلسنُ فِي (جلّ) . من الْبَلَاغ فِي (رف) . بلح فِي (عَن) . الأبلمة فِي (قد) . بالة فِي (خش) . بِذِي بلَى وبذي بليان فِي (بن) . بَلَاقِع فِي (خش) . أَبْلَج الْوَجْه فِي (بر) . وبلتها فِي (صَحَّ) . مُبلحاً فِي (مح) . البلقعة فِي (قي) . لميلة الإرعاد فِي (زو) . والبلت فِي (شن) . مَا نبض ببلال فِي (صب) . وَمَا ابتلت قدماه فِي (حن) .
الْبَاء مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت عَائِشَة رضى الله عَنْهَا: مارأيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَّقِي الأَرْض بِشَيْء إِلَّا فِي يَوْم مطير ألقينا تَحْتَهُ بِنَاء.
بِنَا معنى الْبناء: ضم الشَّيْء إِلَى الشَّيْء وَمِنْه قيل للنطع مِبناة ومَبناة وَبِنَاء لِأَنَّهُ أديمان فَصَاعِدا ضمَّ بَعْضهَا إِلَى بعض وَوصل بِهِ. فِي يَوْم مطير أَي مُطر فِيهِ فاتّسع فِي الظّرْف بإجرائه مجْرى الْمَفْعُول الصَّحِيح كَمَا قيل: وَيَوْم شهدناه إِلَّا أَن الضَّمِير استكنَّ هُنَا لانقلابه مَرْفُوعا. وبرزفى(1/130)
شهدناه لِأَنَّهُ انْقَلب مَنْصُوبًا وَالنّصب أخوالجر. خَالِد رَضِي الله عَنهُ تَعَالَى عَنهُ خطب النَّاس فَقَالَ: إِن عمر استعملني على الشَّام وَهُوَ لَهُ مُهِمّ فَلَمَّا ألْقى الشَّام بوانيه وَصَارَ بثنية وَعَسَلًا عزلني وَاسْتعْمل غَيْرِي فَقَالَ رجل: هَذَا وَالله هُوَ الْفِتْنَة. فَقَالَ خَالِد: أما وَابْن الْخطاب حَتَّى فَلَا وَلَكِن ذَاك إِذا كَانَ النَّاس بِذِي بلَى وَذي بلَى وروى: بِذِي بليان البواني: أضلاع الزُّور لتضامها الْوَاحِدَة بانية وَيُقَال: ألْقى الْبَعِير بوانيه كَمَا يُقَال: ألْقى بركه وَألقى كلكله: إِذا استناخ فاستعاره لاطمئنان الشَّام وقرار أُموره. البثنية: حِنْطَة حب منسوبة إِلَى البثنة [73] وَهِي بِلَاد من ارْض دمشق. والبثنة: الأَرْض السهلة اللينة أَي كثر فِيهَا الْحِنْطَة وَالْعَسَل حَتَّى كَأَن كُله حِنْطَة وَعسل. وَالْمرَاد ظُهُور الخصب وَالسعَة فِيهِ. يُقَال لمن بَعُد حَتَّى لايدري أَيْن هُوَ: صَار بِذِي بلَى وَذي بليان من بل فِي الأَرْض إِذا ذهب. وَالْمعْنَى ضيَاع أُمُور النَّاس بعده وتشتت كلمتهم. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كنت أَلعَب مَعَ الْجَوَارِي بالبنات فَإِذا رأين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انقمعن فيسربهن إِلَى
بنت الْبَنَات: التماثيل الَّتِي يلْعَب بهَا الصبايا. انقمعن: دخلن الْبَيْت وتغيبن. يسر بِهن: يرسلهن من السرب وَهُوَ جمَاعَة النِّسَاء. شُرَيْح رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لَهُ أَعْرَابِي وَأَرَادَ أَن يعجل عَلَيْهِ بالحكومة: تبنن.
بنن أَي تثبت والبنين: الْعَاقِل الْمُثبت وَهُوَ من بَاب أبن بِالْمَكَانِ بنن أبيني عبد الْمطلب فِي (غل) . وبنسوا فِي (نس) . بنة الْعَزْل فِي (با) . ابْن أبي كَبْشَة فِي (عَن) .(1/131)
الْبَاء مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لايدخل الْجنَّة من لايأمن جَارة بوائقه.
بوق: أَي غوائله وشروره يُقَال: باقته بائقة تبوقه بوقا. جَاءَ وهم يبوكون حسي تَبُوك بقدح ... فَقَالَ: مازلتم تبوكونها بعد فسيت تَبُوك.
بوك: وَهُوَ أَن يحركوا فِيهِ الْقدح يخرج المَاء وَمِنْه حَدِيثه: إِن بعض المناقفين باك عينا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضع فِيهَا سَهْما. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا إِنَّه كَانَت لَهُ بندقة من مسك وَكَانَ يبلها ثمَّ يبوكها بَين رَاحَته فتفوح روائحها. أَي يحركها بتدويره بَين راحتيه. قَالَ عَلْقَمَة الثَّقَفِيّ رَضِي الله عَنهُ: كنت فِي الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضرب لنا قبتين فَكَانَ بِلَال رَضِي الله عَنهُ يأتينا بفطرنا وَنحن مسفرون جدا حَتَّى وَالله مَا نحسب إِلَّا أَن ذَاك شَيْء يبتار بِهِ إسْلَامنَا وَكَانَ يأتينا بِطَعَامِنَا للسحور وَنحن مسدفون فَيكْشف الْقبَّة فيسدف لنا طعامنا.
بور: بارة يبور مثل خَبره يُخبرهُ واختبره فِي الْبناء وَالْمعْنَى. الإسداف: الدُّخُول فِي السدفة وَهِي الضَّوْء وَقَوله: يسدف لنا طعامنا أَي يدْخل فِي السدفة فيضئ لنا. أَرَادَ أَنه كَانَ يعجل الفطور وَيُؤَخر السّحُور امتحانا لَهُم. بفطرنا: أَي بِطَعَام فطرنا فَحذف. وَمن الابتيار حَدِيث عون قَالَ: بَلغنِي أَن دَاوُد سَأَلَ سُلَيْمَان صلوَات الله عَلَيْهِمَا(1/132)
وَهُوَ بيتار علمه. فَقَالَ: أَخْبرنِي مَا شَرّ شَيْء قَالَ: امْرَأَة سوء إِن أعطيتهَا باءت وفخرت وَإِن منعتها شكت ونفرت.
بَاء الْبَاء: الْكبر. كَانَ بَين حيين من الْعَرَب قتال وَكَانَ لأحد الْحَيَّيْنِ طول على الآخر فَقَالُوا: لانرضى إِلَّا أَن يقتل بِالْعَبدِ منا الْحر مِنْكُم وبالمرأة الرجل فَأَمرهمْ أَن يتباءوا. هُوَ أَن يتقاصوا [74] فِي قتلاهم على التَّسَاوِي فيُقتل الْحر بِالْحرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبدِ. يُقَال: هم بَوَاء أَي ألفاء فِي الْقصاص وَالْمعْنَى ذَوُو بَوَاء قَالَت ليلى الأخيلية:
بوأ ... فَإِن تكن الْقَتْلَى بَوَاء فأنكم ... فَتى ماقتلتم آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ ... وَمِنْه الحَدِيث: الْجِرَاحَات بَوَاء: أَي سَوَاء وَكثر حَتَّى قيل: هم فِي هَذَا الْأَمر بَوَاء: أَي سَوَاء. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعبادة بن الصَّامِت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن عَلَيْك السّمع وَالطَّاعَة فِي عسرك ويسرك وَلَا تنَازع الْأَمر أَهله إِلَّا أَن تُؤمر بِمَعْصِيَة بواحا أَو قَالَ: براحا.
بوح يُقَال: باح الشَّيْء إِذا ظهر _ بواحا وبؤوحا فَجعل البواح صفة لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره إِلَّا أَن تُؤمر أمرا بواحاً أَي بائحا ظَاهرا. براحا بِمَعْنَاهُ من الأَرْض البراح وَهِي البارزة. لَيْسَ للنِّسَاء من باحة الطَّرِيق شَيْء وَلَكِن لَهُنَّ حجرتا الطَّرِيق. باحة الطَّرِيق: وَسطه وَكَذَلِكَ باحة الدَّار: وَسطهَا وَهِي عرصتها. الْحُجْرَة: النَّاحِيَة(1/133)
كَانَ جَالِسا فِي ظلّ حجرَة قد كَاد ينباص عَنهُ الظل.
بوص: أَي ينقبض عَنهُ ويسبقه من باص إِذا سبق وَفَاتَ. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِنَّه كَانَ أَرَادَ أَن يسْتَعْمل سعيد بن عَامر فباص مِنْهُ أَي فَاتَهُ مستترا. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الْجِنّ ناحت عَلَيْهِ فَقَالَت: ... عَلَيْك سلامٌ من أميرٍ وباركتْ ... يَدُ الله فِي ذَاك الأَدِيم الممزّق
قضيت أمورا ثمَّ غادر {ت بَعْدَها ... بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِهَا لم تُفَتّقِ
فمنْ يسع أَو يركب جناحي نعَامَة ... ليدرك ماقدمت بالْأَمْس يسْبق
أَبَعْدَ قَتيلٍ بالمَدِيَنةِ أَظْلَمتْ ... لَهُ الارض تهتز العضاه بأسوق ...
بوج: البوائج: البوائق الأكمام: الأغطية حمع كم أَي كَانَت الْفِتَن فِي أيامك مستورة فَانْكَشَفَتْ / الأسوق: حمع سَاق أنكر على الشحر اخضرارها واهتزازها أَي كَانَ يجب أَن تجفَّ وَتذهب رطوبتها بِمَوْتِهِ الْأَحْنَف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ نعى إِ ليه شَقِيق بن ثَوْر فَاسْتَرْجع وشقّ عَلَيْهِ ونُعي إِلَى حسكة الحبطي فَمَا ألْقى لذَلِك بَالا فَغَضب من حَضَره من بني تَمِيم فَقَالَ: إِن شقيقاً كَانَ رجلا حَلِيمًا فَكنت أَقُول: إِن وَقعت فتْنَة عصم الله بِهِ قومه إِن حسكة كَانَ رجلا مشيَّعاً فَكنت أخْشَى أَن تقع فتْنَة فيجر بني تَمِيم إِلَى هلكة.
بَال: إِلْقَاء البال لِلْأَمْرِ: الاكثراث لَهُ والاحتفال بِهِ. قيل المشيع هُنَا: العجول من شيعت النَّار: إِذا ألقيت عَلَيْهَا مَا [75] يذكيها وَلَيْسَ يبعد أَن يُرَاد بِهِ الشجاع وديدن الشجعان اقتحام المهالك والتخفف إِلَى(1/134)
الحروب والفتن وَقلة تدبر العواقب ولايخلو من هَذَا دأبه أَن يورط نَفسه وَقَومه.(1/135)
عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى رفع إِلَيْهِ رجل قَالَ لرجل: انك تبوكها يَعْنِي امْرَأَة ذكرهَا فَأمر بضربه فَجعل الرجل يَقُول: أأضرب فلاطا.
بوك وروى من وَجه آخر: إِن ابْن أبي خُنَيْس الزبيرِي سَاب قُريْشًا فَقَالَ لَهُ: علام تَبُوك يتيمتك فِي حجرك فَكتب سُلَيْمَان بن عبد الْملك إِلَى ابْن حزم: إِن البوك. سفاد الْحمار فَاضْرِبْهُ الْحَد. فَلَمَّا قدم ليضْرب قَالَ: إِنَّا لله أُضرب فلاطا قَالَ ابْن حزم وَكَانَ لايعرف الْغَرِيب لاتعجلوا على أَن يكون فِي هَذَا حدٌّ آخر. الفلاط: المفاجأة وأفلطه: فاجأه لُغَة هذيلية قَالَ المنتخل الْهُذلِيّ ك ... بهِ أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعَانِي ... ونَفْسِي ساعةَ الفَزَعِ الفِلاَطِ ... وَقَالَ أَيْضا: ... أَفْلَطها اللَّيْلُ بعيرٍ فتَسْ ... عى ثوبُها مُجْتَنِبُ المْعدِلِ ... وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ لم يعلم أَن الْكَلِمَة كَانَت قذفا. بوغاء فِي (رج) . بائر فِي (هِيَ) . فأولئكم بور فِي (شَرّ) . بَوَاء فَليَتَبَوَّأ فِي (مث) . والبور فِي (ند) . بآئلة وبيلتي فِي (فو) . بوّالا فِي (شص) . حَتَّى باص فِي (ول) وبوغاء فِي (عف) . بيص فِي (حَيّ) .
الْبَاء مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتي بشارب خمر فخُفق بالنعال وبُهز بِالْأَيْدِي.
بهز البهز: الدّفع العنيف وَمِنْه قيل لأَوْلَاد العلات: بَنو بهز لتدافعهم وَقلة ترافدهم وَبِه سمي ابْن حَكِيم بَهْزًا سَار لَيْلَة حَتَّى ابهارَّ اللَّيْل ثمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل.
بهر ابهارَّ: انتصف من البهرة وَهِي وسط كل شَيْء وَإِنَّمَا قيل للوسط بهرة لِأَنَّهُ خير مَوضِع فَكَأَنَّهُ يهز ماسواه. تهوَّر مستعار من تهور الْبناء وَهُوَ انهدامه وَالْغَرَض إدباره وَمثله قَوْلهم: تقوّض اللَّيْل / قَالَ لرجل: أَمن البهش أَنْت
بهش: اراد أَمن أهل بِلَاد البهش وَهِي بِلَاد الْحجاز لِأَن البهش ينْبت بهَا وَهُوَ الْمقل مادام رطبا فَإِذا يبنس فَهُوَ خشل وَهُوَ من بهش إِلَيْهِ إِذا أقبل باستبشار لِأَن الْبَنَات إقباله ورونقه فِي رطوبته وغضاضته وإدباره وإنكاسه فِي يبسه وجفوفه وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ إِن رجلا قَرَأَ عَلَيْهِ حرفا أنكرهُ فَقَالَ: من أَقْرَأَك هَذَا فَقَالَ: أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ. فَقَالَ: إِن أَبَا مُوسَى لم يكن أهل البهش. أَرَادَ أَن الْقُرْآن نزل باللغة الحجازية وَهُوَ يمني. وَمِنْه حَدِيث أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ _[76] إِنَّه لما خرج إِلَى مَكَّة أَخذ شَيْئا من البهش فتزوده. يُحشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة حُفَاة غُرلاً بهما قيل: وَمَا البهم قَالَ: لَيْسَ مَعَهم شئ.(1/136)
البهم: حمع الأبهم وَهُوَ البهيم أَي المصمت الَّذِي لايخالط لَونه لون آخر. بهم: وَيجوز أَن يكون جمع بهيم مخففاً كسبل جمع سَبِيل. وَالْمعْنَى: لَيْسَ مَعَهم شَيْء من أَعْرَاض الدُّنْيَا. شبه خلو جَسَد العاري عَن عرض يكون مَعَه بخلو نقبة الْفرس عَن شية مُخَالفَة لَهَا. والأبهم والبهيم أَيْضا: الْحجر المصمت الَّذِي لاخرق قيه. قَالَ العجاج: ... فَهَزَمْتَ ظَهْرَ السِّلاَمِ الأَبْهَم ... وَمن هَذَا جوّز أَن يكون وَصفا لأبدانهم بِالصِّحَّةِ والسلامة من الْأَمْرَاض والعاهات الدُّنْيَوِيَّة إِلَّا أَنه فَاسد من وَجْهَيْن آخَرين. الغُرل: جمع أغرل وَهُوَ الأقلف. سمع رجل حِين فُتحت جَزِيرَة الْعَرَب أَو مَكَّة يَقُول: أبهوا الْخَيل فقد وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا. فَقَالَ: لاتزالون تقاتلون الْكفَّار حَتَّى تقَاتل بَقِيَّتكُمْ الدَّجَّال.
بهَا إبهاء الْخَيل: تعرية ظُهُورهَا عِنْد ترك الْغَزْو من قَوْلهم: أبهى الْبَيْت إِذا تَركه غير مسكون. وأبهى الْإِنَاء إِذا فرَّغه. كَانَ يدلع لِسَانه لِلْحسنِ فَإِذا رأى الصَّبِي حمرَة لسانة بهش إِلَيْهِ.
بهش أَي أقبل إِلَيْهِ وخف بارتياح واستبشار. قَالَ الْمُغيرَة: ... سَبَقْتَ الرِّجالَ الْبَاهِشِينَ إِلَى الْعلَا ... فِعَالاً مجدا والفعال سباق ... وَمِنْه حَدِيث: إِنَّه أرسل أَبَا لبَابَة إِلَى الْيَهُود فبهش إِلَيْهِ النِّسَاء وَالصبيان يَبْكُونَ فِي وَجهه. كَانَ أَو أَبُو لبَابَة يهودياًّ فَأسلم فَلهَذَا ارتاحوا حِين أبصروه مستغيثين إِلَيْهِ.(1/137)
وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: أَبُو بشامة قلت لَهُ: إِنِّي قتلت حَيَّة وَأَنا محرم فَقَالَ: هَل بهشت إِلَيْك قلت: لَا قَالَ: لابأس بقبل الأفعو وَلَا برمي الحدو فَمَا نسيت خلاف كَلَامه لكلامنا. أَي هَل أَقبلت إِلَيْك تريدك قلب ألف أَفْعَى وَاو هَذِه لُغَة لأهل الْحجاز إِذا وفقوا على الْألف يَقُولُونَ: هَذِه حبلو وَلَقِيت سعدو وَمِنْهُم من يقلبها يَاء فَيَقُول: حبلي وسعدي وَأما الحدأ فَإِنَّهُ لما وقف عَلَيْهِ فسُكنت همزته خففها تَخْفيف همزَة رَأس وكأس ثمَّ عاملها مُعَاملَة الْألف فِي أَفْعَى. فِي قصَّة حنين: خَرجُوا بدريد بن الصمَّة يتهنسون بِهِ وروى يتبيهسون بِهِ فَقَالَ: بِأَيّ وَاد أَنْتُم قالو: بأوطاس قَالَ: نعم مجَال الْخَيل لاحزن ضرس وَلَا سهل دهس مَالِي أسمع بكاء الصَّغِير ورغاء الْبَعِير ونهاق الْحمير ويعار الشَّاء قيل: سَاق مَالك بن عَوْف مَعَ النَّاس الظعن وَالْأَمْوَال. فَقَالَ ماهذا يامالك قَالَ: ياأبا قُرَّة أردْت أَن أحفظ النَّاس وَأَن يقاتلوا عَن أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فأنقض بِهِ وَقَالَ: رويعي ضَأْن وَالله مَاله وللحرب وَهل يرد المنهزم شئ وَقَالَ أَنْت مَحل بقومك وفاضح من عورتك. لوتركت الظعن فِي بلادها وَالنعَم فِي مراتعها ثمَّ لقِيت الْقَوْم بِالرِّجَالِ على متون الْخَيل والرجالة بَين أَضْعَاف الْخَيل أَو مُتَقَدّمَة درية أَمَام الْخَيل كَانَ الرَّأْي ثمَّ قَالَ: هَذَا يَوْم لم أشهده وَلم أغب عَنهُ ثمَّ أنشأ يَقُول: ... ياليتني فِيهَا جذع ... لأخب فِيهَا وَأَضَعْ
أقُودُ وَطْفَاء الزَّمَعْ ... كأنّها شَاةٌ صدع ...
بهنس
البهنس التبهنس والتبيهس: مشْيَة البيهس وَهُوَ الْأسد ومشية تبختر وَالنُّون وَالْيَاء(1/138)
زائدتان بِدَلِيل تصريفي وَقيل اشتقاق البيهس من البهس وَهُوَ الجرأة وَالْمعْنَى: يَمْشُونَ بِهِ على تؤدة كمش المتبختر وَقيل: إِنَّمَا يتهبون بِهِ وَهُوَ من قَوْلهم: لضعيف الْبَصَر متهب لايدري أَيْن يطَأ مأخذه من الهبوة. وروى يُقَاد بِهِ فِي شجار وَهُوَ مركب للنِّسَاء. ضرس: خشن. دهس: لين. أُحفظ: من الحفيظة وَهِي الْغَضَب: أَي أذمرهم للحرب. أنقض بِهِ: نقر بِلِسَانِهِ فِي فِيهِ كَمَا يزجى الْحمار وَالشَّاة فعلهَا استجهالاً لَهُ. مَحل بقومك: مخرج لَهُم من الامن كمن يخرج من الْحرم أَو من الْأَشْهر الْحرم أَو من حُرْمَة هُوَ فِيهَا أَو منزل بهم بلية فَحذف الْمَفْعُول. الدرية بِغَيْر يسْتَتر بِهِ الصَّائِد عِنْد رمي الْوَحْش من رداه: إِذا ختله وَهِي الدريئة أَيْضا بِالْهَمْز من الدرء وَهُوَ الدّفع لِأَنَّهُ يدْرَأ دراء درءا حَتَّى يقرب من الرَّمية أَي يَجْعَل الرحالة ستر دون الْخَيل. الْوَضع: سير حثيث يُقَال: أوضع الرَّاكِب الْبَعِير وَوضع الْبَعِير. الوطفاء من الوطف: وَهُوَ كَثْرَة الشّعْر. الزمع: زَوَائِد من وَرَاء الظلْف. الصدع: الْخَفِيف. عمر رَضِي الله عَنهُ رفع إِلَيْهِ غُلَام ابتهر جَارِيَة فِي شعره فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ فَلم يُوجد أنبت فدرأ عَنهُ الْحَد
الابتهار الابتهار: أَن يَقُول: فجرت وَلم يفجر من الشَّيْء الباهر وَهُوَ الظَّاهِر. الابتهار والابتيار: أَن يَقُول وَقد فعل من البؤرة وَهِي الحفرة قَالَ الْكُمَيْت: [78] ... قَبِيحٌ بمْثلِيَ نَعتُ الفتا ... ة إِمَّا ابتهار وَإِمَّا ابتيارا ... ونه حَدِيث الْعَوام بن حَوْشَب رَضِي الله عَنهُ: الابتهار بالذنب أعظم من ركُوبه لِأَن فِيهِ تبجحا بالذنب وَلَا يتبجح بِهِ إِلَّا مَعَ استحسانه واستحسان ماقضى الْإِسْلَام بقبحه يضْرب إِلَى الْكفْر.(1/139)
عبد الرَّحْمَن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رأى رجلا يحلف عِنْد الْمقَام فَقَالَ: أرى النَّاس قد بهئوا بِهَذَا الْمقَام.
بهأ: أَي أنسوا بِهِ حَتَّى قلت هيبته فِي صُدُورهمْ فَلم يهابوا الْحلف على الشئ الحقير عِنْده. وَمِنْه حَدِيث مَيْمُون بن مهْرَان رَحمَه الله: إِنَّه كتب إِلَى يُونُس بن عبيد: عَلَيْك بِكِتَاب الله فَإِن النَّاس قد بهئوا بِهِ واستخفوا وَاسْتَحَبُّوا أعليه الْأَحَادِيث أَحَادِيث الرِّجَال. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا من شَاءَ باهلته أَن الله لم يذكر فِي كِتَابه جدَّا وَإِنَّمَا هُوَ أَب.
البهلة: المباهلة: مفاعلة من البهلة وَهِي اللَّعْنَة ومأخذها من الإبهال وَهُوَ الإهمال والتخلية لِأَن اللَّعْن والطرد والإهمال من وادٍ وَاحِد وَمعنى المباهلة أَن يجتمعو إِذا اخْتلفُوا فيقولو بهلة: بهلة الله على الظَّالِم منا. عَمْرو رَضِي الله عَنهُ إِن ابْن الصعبة ترك مائَة بهار فِي كل بهار ثَلَاثَة قناطير ذهب وَفِضة.
البهار: البهار: ثَلَاثمِائَة رَطْل وَهُوَ مايحمل على الْبَعِير بلغَة أهل الشَّام قَالَ بريق الْهُذلِيّ: ... بِمُرْتَجزٍ كأنَّ عَلَى ذُرَاهُ ... ركاب الشَّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا. ... ابْن الصعبة: طَلْحَة بن عبيد الله أضافة إِلَى أمه وَهِي الصعبة بنت الْحَضْرَمِيّ وَكَانَت قبل عبيد الله تَحت أبي سُفْيَان بن حَرْب فَلَمَّا طَلقهَا تبعتها نَفسه قفال: ... فَإِنِّي وصعبة فِيمَا ترى ... بعيدان والود ود قريب
فَأن لايكن نسبٌ ثاقبٌ ... فَعِنْدَ الفتاةِ جمالٌ وطِيبُ ... وَإِنَّمَا أضافة إِلَيْهَا غضا مِنْهُ لِأَنَّهَا لم تكن فِي ثقابة نسب. الْحجَّاج كَانَ أَبُو الْمليح على الابلة فأُتي بلؤلؤ بهرجٍ فَكتب فِيهِ إِلَى الْحجَّاج فَكتب فِيهِ أَن يُخَمّس وروى نبهرج.(1/140)
بهرج وهما الْبَاطِل الرَّدِيء وبهرج السُّلْطَان دَمه: إِذا أهدره وَهِي كلمة فارسية قد استعملها الْعَرَب وتصرفوا فِيهَا قَالَ: ... محارم اللَّيْل لَهُ بهرج ... وَفِي الحَدِيث _ وتنقل الْأَعْرَاب بأبهائها إِلَى ذِي الخلصة.
بهو جمع بهو وَهُوَ بَيت من بيُوت الْأَعْرَاب يكون أَمَام الْبيُوت ذُو الخلصة: بَيت فِيهِ صنم كَانَ يُقَال لَهُ: الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة وَقيل: هُوَ الْكَعْبَة اليمانية. أبهر الْقَوْم فِي (عز) . بهلة الله فِي (خف) . قطعت أَبْهَري فِي (اك) بهر جتني فِي (ضَب) . وعلاه الْبَهَاء فِي (بر) . تبهر فِي (تب) . ابهار اللَّيْل فِي (هج) . البهيم فِي (زخ) . المبهمات فِي (ذمّ) . فبها ونعمت فِي (نع) . أنابها فِي (خص) . هَذِه الْبَهَائِم فِي (اب) .
الْبَاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بيد أَنهم أَو توا الْكتاب من قبلنَا وأُوتيناه من بعدهمْ. قيل مَعْنَاهُ: غير أَنهم وَأنْشد:
بيد ... عمدا فعلت ذَاك بيد أَنِّي ... إِدْخَال إِنْ هَلَكْتُ لَمْ تَرَنِّي ... [79] وَفِي حَدِيثه: أَنا أفْصح الْعَرَب بيد أَنِّي من قُرَيْش ونشأت فِي بني سعد ابْن بكر وروى: ميدأني. لاتقوم السَّاعَة حَتَّى يظْهر الْمَوْت الْأَبْيَض قَالُوا: يارسول الله وَمَا الْمَوْت الْأَبْيَض قَالَ: موت الْفُجَاءَة.(1/141)
الْبيَاض معنى الْبيَاض فِيهِ خلوُّه عَمَّا يحدثه من لايغافص من تَوْبَة واستغفار وَقَضَاء حُقُوق لَازِمَة وَغير ذَلِك من قَوْلهم: بيضت الْإِنَاء إِذا فرغته وَهُوَ من الاضداد. عَلَيْكُم بالحجامة لايتبيغ بأحدكم الدَّم فيقتله.
البيغ قيل: هُوَ قلب يتبغى من الْبَغي. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي: تبيغ الدَّم وتبوغ: ثار وَهُوَ من البوغاء وَهُوَ التُّرَاب إِذا ثار. لايخطب أحدكُم على خطْبَة أَخِيه لَا يبع على بيع أَخِيه.
البيع البيع هَا هُنَا: الاشتراء قَالَ طرفَة: ... ويَأْتِيك بالأَخْبَارِ من لم تَبِعْ لَهُ بَتَاتاً وَلم تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ ... أَلا إِن التبين من الله والعجلة من الشَّيْطَان فَتَبَيَّنُوا
التبين هُوَ التثبت والتأني. قَالَ لامْرَأَة وَذكرت زَوجهَا أهوَ الَّذِي فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض فَقَالَت: لَا. ذهب إِلَى الْبيَاض الَّذِي حول الحدقة وظنته الْمَرْأَة الْكَوْكَب فِي الْعين. قَالَ لأبي ذَر رَضِي الله عَنهُ: كَيفَ تصنع إِذا مَاتَ النَّاس حَتَّى يكون الْبَيْت بالوصيف
الْبَيْت أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْقَبْر وَأَن مَوَاضِع الْقُبُور تضيق لِكَثْرَة الْمَوْتَى حَتَّى يبْتَاع الْقَبْر بالوصيف. كَانَ لَا يبيت مَالا وَلَا يقيله. يَعْنِي أَن مَال الصَّدَقَة إِذا وافاه مسَاء أَو صباحاً لم يلبثه إِلَى اللَّيْل أَو إِلَى القائلة بل كَانَ يعجّل قسمته.(1/142)
عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بَيت قِيمَته خَمْسُونَ درهما وروى: على بتّ. الْبَيْت: فرش الْبَيْت وَهُوَ مَعْرُوف عِنْدهم. يَقُولُونَ ك تزوج فلَان امْرَأَة على بَيت. البتّ: الكساء وَقيل ك الطيلسان من خزٍ. بيعا فِي (خب) . بياح فِي (مك) . الْبيَاض أَكثر فِي (رس) . يبين فِي (فد) . بيسان فِي (زو) . بيص فِي (حَيّ) . بيعَة فِي (سُقْ) . والأبيض فِي (حم) بَيْتك فِي (فض) . بَين إِحْدَى ثَلَاث فِي (خب) . [آخر كتاب الْبَاء وَالله الْحَمد والْمنَّة](1/143)
حرف التَّاء
التَّاء مَعَ الْهمزَة
[8] النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ رجل عَلَيْهِ شارة وَثيَاب ن فأتاره بَصَره. وجاءه رجل آخر فِيهِ بذاذة تعلو عَنهُ الْعين فَقَالَ: هَذَا خير من طلاع الأَرْض ذَهَبا إِن هَذَا لايريد أَن يظلم النَّاس شَيْئا.
الإتآر الإتآر: إتباع النّظر بحدة قَالَ: ... أَتْأَرْتُهُمْ بَصَرِي وَالآلُ يَرْفَعُهُمْ ... حَتَّى اْسَمَدرَّ بِطَرْفِ الْعَينِ إتْآري
تعلو عَنهُ: أَي تنبو عَنهُ وتقتحمه. طلاع الأَرْض: مَا يملؤها حَتَّى يطلع ويسيل. وَمِنْه قَوس طلاع الْكَفّ. قَالَ [يصف قوسا] : كَتُومٌ طلاع الْكَفّ لادون ملئها ... وَلَا عَجْسُهَا عَنْ مَوْضِعِ الْكَفِّ أَفْضَلاَ ... هَذَا خير: إِشَارَة إِلَى شَأْن الرجل حَاله. ذَهَبا: نصب على التَّمْيِيز الْفرس التئق فِي (سو) .
التَّاء مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الرجل يتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يتبن فِيهَا يهوي بهَا فِي النَّار.
التبانة تبن: دقق النّظر من التبانة وَهِي الفطنة وَالْمرَاد التعمق والإغماض فِي الجدل وَأَدَاء ذَلِك إِلَى التَّكَلُّم بِمَا لَيْسَ بِحَق. وَمِنْه حَدِيث سَالم رَحمَه الله: كُنَّا نقُول فِي الْحَامِل المتوفي عَنْهَا زَوجهَا: إِنَّه ينْفق(1/144)
عَلَيْهَا من جَمِيع المَال حَتَّى تبنتم مَا تبنتم ودققتم النّظر حَتَّى قُلْتُمْ غير ذَلِك. إِن مَرْيَم ابْنة عمرَان سَأَلت رَبهَا أَن يطْعمهَا مِمَّا لادم فِيهِ فأطعمها الْجَرَاد. فَقَالَت اللَّهُمَّ أعشه بِغَيْر رضَاع وتابع بَينه بِغَيْر شياع.
تبع أَي اجْعَلْهُ يتبع بعضه بَعْضًا من غير أَن يشايع بِهِ مشايعة الرَّاعِي بِالنعَم وَهِي دعاؤه بهَا فتجتمع قَالَ جرير: ... فَأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْبَاء فَوْق قَعُودها ... وشَايِعْ بهَا واضْمُمْ إليكَ التَّوَالِيَا ... قَالَ لَهُ قيس بن عَاصِم الْمنْقري: يارسول الله مَا المَال الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تبعة من طَالب اولا من ضيف فَقَالَ: نعم المَال الْأَرْبَعُونَ والكثر السِّتُّونَ وويل لأَصْحَاب المئين إِلَّا من أعْطى الْكَرِيمَة ومنح الغزيرة وَذبح السمينة فَأكل وَأطْعم القانع والمعتر. وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَيفَ تصنع فِي الطروقة قَالَ لَهُ: يَغْدُو النَّاس بحبالهم فَلَا يوزع رجل عَن جمل يخطمه. وَقَالَ لَهُ: كَيفَ تصنع فِي الأفقار فَقَالَ: إِنِّي لأُفقر [الْبكر] الضَّرع والناب الْمُدبرَة وَقَالَ لَهُ: كَيفَ أَنْت عِنْد الْقرى قَالَ: أُلصق وَالله يارسول الله بالناب الفانية والضرع.
التبعة التبعة: مايتبع المَال [81] من الْحُقُوق. الكثر: الْكثير. منح: من المنحة وَهِي النَّاقة أَو الشَّاة تعار للبنها ثمَّ تسترد. القانع: السَّائِل ومصدره القنوع. المعتر: الَّذِي يتَعَرَّض وَلَا يفصح بالسؤال. فِي الطروقة أَي فِي صَاحب الطروقة إِذا استطرقك فحلا. لَا يوزع: لَا يمْنَع أَرَادَ أَنه يطْرق الفحول كل من أَرَادَ من غير مضايقة فِي ذَلِك(1/145)
الإفقار: إِعَارَة الْبَعِير للركون أَو الْحمل وَالْمعْنَى التَّمْكِين من فقاره. الضَّرع: الصَّغِير الضَّعِيف الإلصاق بالناب: عرقبتها وَالْمعْنَى إلصاق السَّيْف بساقها قَالَ الرَّاعِي: ... فقُلْتُ لَهُ أَلْصِق بأَيْبَس سَاقِها ... فَإِن يُجْبَر العُرْقُوبُ لاَ يَرْقَأ النَّسَا ... الذَّهَب بِالذَّهَب تبرها وعينها وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ تبرها وعينها والتبر بالتبر مدى بمدى.
تبر التبر جَوْهَر الذَّهَب وَالْفِضَّة غير مطبوع من التَّبار فَإِذا طبع وَضرب دَنَانِير ودراهم فَهُوَ عين من عين الشئ وَهُوَ خالصه. المدى: مكيال لأهل الشَّام يسع خَمْسَة عشر مكوكا والمكوك: صَاع وَنصف. الذَّهَب مُؤَنّثَة يُقَال ذهب حَمْرَاء وروى الْفراء تذكيرها. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام استخرج رجل معدنا فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ أَبُو الْحَارِث الْأَزْدِيّ بِمِائَة شَاة مُتبع فَأتى أمه فَأَخْبرهَا فَقَالَت: يابني إِن الْمِائَة ثَلَاثمِائَة أمهاتها مائَة وَأَوْلَادهَا مائَة وكفأتها معائة. فاستقاله فَأبى فَأَخذه فأذابه فاستخرج مِنْهُ ثمن ألف شَاة فَقَالَ لَهُ البَائِع: لَآتِيَن بك عليا عَلَيْهِ السَّلَام فَأتى عليا عَلَيْهِ السَّلَام فَأخْبرهُ فَقَالَ لَهُ على عَلَيْهِ السَّلَام: ماأرى الْخمس إِلَّا عَلَيْك يَعْنِي خمس الْمِائَة. المتبع: الَّتِي يتبعهَا وَلَدهَا. الكفأة فِي نتاج الْإِبِل: أَن تجعلها نِصْفَيْنِ وتراوح بَينهَا فِي الإضراب ليَكُون أقوى لَهَا وَأَحْرَى أَن لَا تخلف. قَالَ ذُو الرمة: ... ترى كفأتيها تنقضان وَلم يَجِدْ ... لَهَا ثِيلَ سَقْب فِي النِّتَاجَيْنِ لامِسُ ... وَإِنَّمَا سميت كفأة لِأَنَّهَا جعل الْإِبِل فرْقَتَيْن متكافئتين وَلَا كفأة للغنم(1/146)
وَلكنهَا ارادت نتاجها الَّذِي لايخلف ولايرتاب فِيهِ أَن تفذّ: وَهُوَ أَن تَلد كل وَاحِدَة وَاحِدًا لِأَنَّهُنَّ قد يتئمن وَفِي ذَلِك ريب فَسَمتْهُ كفأة لذَلِك. الأثي والأثو: السّعَايَة وعدَّاه على تَأْوِيل أخبر وَأعلم كَأَنَّهُ قَالَ: لأخبرن بشأنك عليا أَو بِحَذْف الْجَار وإيصال الْفِعْل. عمار رَضِي الله عَنهُ صلى فِي تبان وَقَالَ: إِنِّي ممثون.
تبن التبَّان: سَرَاوِيل الملاحين وَقد تبنه: إِذا ألبسهُ إِيَّاه الممثون: الَّذِي يشتكي مثنته. زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَسَأَلَهُ فَقَالَ: ماعندنا شَيْء وَلَكِن أتبع علينا.
تبع يُقَال: أتبعت فلَانا على فلَان: أى أجلته. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا أتبع أحدكُم على ملىء فَيتبع. إِذا أُحِيل فَليَحْتَلْ. أَبُو وَاقد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ _ تابعنا [82] الْأَعْمَال فَلم نجد أبلغ فِي طلب الْآخِرَة من الزّهْد فِي الدُّنْيَا. أَي مارسنا وأحكمنا مَعْرفَتهَا من قَوْلهم: تَابع الْبَارِي الْقوس: إِذا أحكم بريها فَأعْطى كل عُضْو مِنْهَا حَقه. وتابع الرَّاعِي الْإِبِل: إِذا أنعم تسمينها وأتقنه وكل بليغ فِي الاتساق والإحكام متتابع. وَمَعْنَاهُ أَنه أشبه بعضه بَعْضًا وَتَبعهُ فِي الإحكام فَلَيْسَ فِيهِ مَوضِع غير مُحكم.
تبن ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ يلبس رِدَاء متبناً بزعفران. هُوَ الْمَصْبُوغ على لون التِّين. وأُشرب التِّبْن فِي (قو) .(1/147)
التَّاء مَعَ الْجِيم
أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ كُنَّا نتحدث أَن التَّاجِر فَاجر.
تجر هُوَ الْخمار. قَالَ ابْن يعفر: ... ولَقَدْ أَرُوحُ إِلَى التِّجَارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بمالِي لَيِّناً أَجْيَادِي ... وَقيل: هُوَ كل تاحر لما فِي التِّجَارَة فِي الْأَغْلَب من الْكَذِب والتدليس وَقلة التحاشي عَن الرِّبَا وَغير ذَلِك.
التَّاء مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لاتقوم السَّاعَة حَتَّى يظْهر الْفُحْش وَالْبخل ويخون الْأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وَتظهر التحوت. قَالُوا: يارسول الله وَمَا الوعول وَمَا التحوت قَالَ: الوعول: وُجُوه النَّاس وأشرافهم. والتحوت: الَّذين كَانُوا تَحت أَقْدَام النَّاس لايعلم بهم.
تَحت شبه الْأَشْرَاف بالوعول لارْتِفَاع مساكنها. وَجعل تَحت الَّذِي هُوَ ظرف نقيض فَوق اسْما فَأدْخل عَلَيْهِ لَام التَّعْرِيف وَمثله قَول الْعَرَب لمن يَقُول ابْتِدَاء: عِنْدِي كَذَا: أَو لَك عِنْد وَمِنْه حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: وَإِن مِنْهَا أَن تعلو التحوت الوعول. فَقيل: مَا التحوت قَالَ: بيُوت القانصة يرفعون فَوق صالحيهم. كَأَنَّهُ ضرب بيُوت القانصة وَهِي قتر الصيادين مثلا للأرذال والأدنياء لِأَنَّهَا أرذل الْبيُوت تحفة الْكَبِير فِي (حب) .(1/148)
التَّاء مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَلْعُون من غير تخوم الأَرْض روى تخوم.
تخم التخوم بِوَزْن هبوط وعروض: حد الأَرْض وَهِي مُؤَنّثَة. قَالَ: ... يابني التُّخُومَ لَا تَظْلمُوهَا ... إنَّ ظُلْمَ التُّخُومِ ذُو عقال ... والتخوم جمع لَا وَاجِد لَهُ كالقتود وَقيل ك واجدها تخم وَقيل: وَهَذِه الأَرْض تتاخم أَرض كَذَا: أَي تحادها وَالْمعْنَى تَغْيِير حُدُود الْحرم الَّتِي حَدهَا إِبْرَاهِيم على نَبينَا وَعَلِيهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقيل: هُوَ عَام فِي كل حدٍ لَيْسَ لأحد أَن يزوي من حد غَيره شَيْئا. [83] وَفِي حَدِيثَة الْآخِرَة: من ظلم [جَاره] شبْرًا من الأَرْض طوقه يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين.
التَّاء مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن منبري هَذَا على ترعة من ترع الْجنَّة وروى من ترع الْحَوْض.
ترع قيل: هِيَ الرَّوْضَة على مُرْتَفع من الأَرْض وَذَلِكَ أنق لَهَا وأخشن وَلِهَذَا قَالُوا: ترع رياض الْحزن. وفسرت بِالْبَابِ والدرجة ومفتح المَاء وَالْأَصْل فِي هَذَا الْبناء الترع: وَهُوَ الْإِسْرَاع والنزو إِلَى الشَّرّ وَفُلَان يتترع إِلَيْنَا أَي يتسرع ويتنزى إِلَى شَرنَا ثمَّ قيل كوز ترع وجفنة مترعه لن الْإِنَاء إِذا امْتَلَأَ سارع إِلَى السيلان ثمَّ قيل لمفتح المَاء إِلَى الْحَوْض: ترعة لِأَنَّهُ مِنْهَا يترع أَي يمْلَأ وَشبه بِهِ الْبَاب لِأَنَّهُ مفتح الدَّار فَقيل لَهُ: ترعة وَأما الترعة بِمَعْنى الرَّوْضَة على الْمُرْتَفع والدرجة فَمن النزو لِأَن فِيهِ معنى الِارْتفَاع وَمِنْه قيل للأكمة المرتفعة على مَا حولهَا: نازية. وَالْمعْنَى أَن من عمل بِمَا أَخطب بِهِ دخل الْجنَّة.(1/149)
عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لَئِن وليت بني أُميَّة لأنقضهم نفض القصاب التُّرَاب والوذمة
ترب التِّرَاب: جمع تَرْب تَخْفيف تَرِب. الوذمة: المنقطعة الأوذام وَهِي المعاليق من قَوْلهم: وذمت الدَّلْو فَهِيَ وَذمَّة إِذا انْقَطَعت وذامها وَهِي سيور الْعِرَاقِيّ وَالْمعْنَى كَمَا ينْقض اللحوم أَو الْبُطُون الَّتِي تعفرت بسقوطها على الأَرْض لانْقِطَاع معاليقها. وَقيل: هَذَا من غلط النقلَة وَإنَّهُ مقلوب وَالصَّوَاب الوذام التربة وفسرت الوذام بِأَنَّهَا جمع وَذمَّة وَهِي الحزة من الكرش أَو الكبد والكرش نَفسهَا وَالْوَجْه ماذكرت. مُجَاهِد رَحمَه الله تَعَالَى لاتقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر التراز.
ترز قيل: هُوَ موت الْفُجَاءَة وترز يترز ترزاً. قَالَ ابْن دُرَيْد: الترز: اليبس ثمَّ كثر حَتَّى سموا الْمَيِّت تارزا قَالَ الشماخ: ... كأنَّ الَّذِي يَرْمي من الْوَحْشِ تارِزٌ ... وَقيل: أَصله أَن تَأْكُل الْغنم حشيشاً فِيهِ الندى فَيقطع بطونها فتموت يُقَال: ترزت الْغنم ونفضت: أَصَابَهَا التراز والنفاص وَفِي الحَدِيث: لَو وزن رَجَاء الْمُؤمن وخوفه بميزان تريص مازاد أَحدهمَا على الآخر. ... ترص هُوَ الْمُحكم الْعدْل الَّذِي لايحيف وَقد ترص تراصة قَالَ: [فَشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التريص] ... تَارَة فِي (لح) . تربت يداك فِي (وس) . تركته فِي (نف) ترائك فِي (شَرّ) .(1/150)
التَّاء مَعَ الْعين
أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ تعس عبد الدِّينَار وَالدِّرْهَم الَّذِي إِن أُعطي مدح وضبح وَإِن منع قبح [83] وكلح تعيس
تعس تعس فَلَا انْتَعش وشيك فَلَا انتقش. تعس تعساً فَهُوَ تاعس: إِذا انحط وعثر وَقد روى تعس فَهُوَ تعِس وَلَيْسَ بِذَاكَ. ضبح: من ضباح الثَّعْلَب وَهُوَ صياحه. شبه صَوته فِي مخاصمته دون مجادلته عَنهُ بالضباح. وَهُوَ كَقَوْلِهِم: فلَان كلب ينبح وديك يضبح. قبَّح أَو قبح لَهُ وَجهه بِمَعْنى قبَّحه. وكلح: عبس. شيك من قَوْلهم: شاكه الشوك إِذا دخل فِي رجله والانتقاش: استخراجه. وَقَالَ تعار فِي (صب) .
التَّاء مَعَ الْغَيْن
الزُّهْرِيّ رَحمَه الله مَضَت السّنة أَنه لايجوز شَهَادَة خصم ولاظنين ولاذي تغبة فِي دينه.
تغب هِيَ الْفساد وَقد تغب تغباً فَهُوَ تغب وروى: ذِي تغبة وَقيل هِيَ الْعَيْب وَالْفساد ولاتخلو من أَن تكون تفعلة من غبب الَّذِي هُوَ مُبَالغَة فِي معنى غبَّ الشَّيْء: إِذا فسد وَتغَير أَو من غبب فِي الْحَاجة إِذا لم يُبَالغ فِيهَا وَفِي ذَلِك فَسَادهَا أَو من غبب الذِّئْب وَالْغنم: إِذا عاث فِيهَا وعضض أغبابها.
التَّاء مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لاتمنعوا إِمَاء الله مَسَاجِد الله وليخرجن إِذا خرجن تفلات.
تفل التفل: ألاَّ يتطيب فيوجد مِنْهُ رَائِحَة كريهة من تفل الشئ من فِيهِ: إِذا رمى بِهِ متكرهاً. قَالَ ذُو الرمة: ... مَتى يحس مِنْهُ ذائقُ الْقَوْم يتفل ...(1/151)
وميله قَوْله صلى لله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِذا شهِدت إحداكن الْعشَاء فَلَا تمسن طيبا. قَالَ رَافع بن خديج رَضِي الله عَنهُ فِي النصل الَّذِي فِي لبسته: إِن النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وسلخ مَسحه بِيَدِهِ وتفل عَلَيْهِ فَلم يصر وَبَقِي فِي طمّ غير أَنه منتبر فِي رَأس الْحول. أَي بزق عَلَيْهِ. لم يصر أَي لم يجمع الْمدَّة من صرى المَاء. الانتبار: التورم. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر الْقُرْآن فَقَالَ: لايتفه ولايتشان.
تفه هُوَ من تفه الطَّعَام إِذا سنخ وتفه الطّيب: إِذا ذهبت رَائِحَته بمرور الْأَزْمِنَة. والتشان: الإخلاق من من الشن وَهُوَ الْجلد الْيَابِس الْبَالِي أَي هُوَ حُلْو طيب لاتذهب طلاوته ويبلى رونقه وطراوته بترديد القرءاة كالشعر وَغَيره. وَمِنْه قَول عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: لاتخلق بِكَثْرَة الرَّد. وَيجوز أَن يكون من تفه الثَّوْب إِذا بلَى. ولايتشان تَأْكِيدًا لَهُ وَيجوز أَن يكون من تفه الشَّيْء: إِذا قل وحقر أَي هُوَ معظَّم فِي الْقُلُوب أبدا. وَقيل: معنى التشان الامتزاج بِالْبَاطِلِ من الشنانة وَهِي اللَّبن المذيق. الرجل التافه فِي (رب) [85] . تَتْفُل الرّيح فِي (جف) . التفث فِي (عَم) .
التَّاء مَعَ الْقَاف
التقدة فِي (جلّ) .
التَّاء مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِن الْملك يَأْتِي العَبْد إِذا وضع فِي قَبره فَإِن كَانَ كَافِرًا أَو منافقا قَالَ لَهُ: مَا تَقول فِي هَذَا الرجل يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: فَيَقُول: لاأدري سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته فَيَقُول: لادريت ولاتليت.(1/152)
تلو أَي ولااتبعت النَّاس بِأَن تَقول شَيْئا يَقُولُونَهُ. وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: تَلا فلَان
تلو تلو غير عَاقل إِذا عمل عمل الْجُهَّال أَي لاعلمت ولاجهلت يَعْنِي هَلَكت فَخرجت من القبيلين. وَقيل: لاقرأت وقلب الْوَاو يَاء للازدواج وَقيل: الصَّوَاب أتليت. يَدْعُو عَلَيْهِ بألا يتلي إبِله وإتلاؤها: أَن يكون لَهَا أَوْلَاد تتلوها وَقيل: هُوَ ائتليت افتعلت من لَا آلو كَذَا وَإِذا لم تستطعه. عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَبْدُو إِلَى هَذِه التلاع وَإنَّهُ أَرَادَ البداوة مرّة فَأرْسل إِلَى نَاقَة مُحرمَة.
تلع التلاع: مسايل المَاء من الأعالي إِلَى الأسافل. بَدَا بَدَاوة وبِدَاوة: خرج إِلَى الصَّحرَاء. المحرَّمة: الَّتِي لم تذلل وَلم تركب. وَمِنْه أَعْرَابِي محرَّم: إِذا لم أهل الْحَضَر وسوط محرم: لم تمّ دباغته. بَينا أَنا نَائِم أتيب بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض فتلت فِي يَدي.
تل أَي ألقيت وَوضعت وَالْمعْنَى مافتح الله لأمته من خَزَائِن الْمُلُوك بعده وَمِنْه حَدثهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه أُتي بشراب فَشرب مِنْهُ وَعَن يَمِينه غُلَام وَعَن يسَاره الْأَشْيَاخ فَقَالَ للغلام: أتأذنني أَن أعطي هَؤُلَاءِ فَقَالَ: لاوالله يارسول الله لَا أوثر بنصيبي مِنْك أحدا فتله فِي يَده. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أُتي بسكران فَقَالَ: تلتلوه ومزمزوه. التلتلة من قَوْلهم: مرَّ فلَان يتلتل فلَانا إِذا عنف بسوقه. وَقيل: وَهِي التخييس والتذليل. المزمزة: التحريك.(1/153)
وَهَذَا كَقَوْلِه: بهز بِالْأَيْدِي وَقيل: مَعْنَاهُ حركوه حَتَّى يُوجد مِنْهُ ريح مَاذَا شرب. قَالَ فِي سُورَة بني إِسْرَائِيل والكهف وَمَرْيَم وطه والأنبياء: هن من الْعتاق الأول وَهن من تلادى.
تَلد أَي من قديم مَا أخذت من الْقُرْآن شبههن بتلاد المَال. وتاؤه بدل من وَاو. وَمَعْنَاهُ ماولد عنْدك. وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: إِن أخاها عبد الرَّحْمَن مَاتَ فرأته فِي منامها وَإِنَّهَا أعتقت عَنهُ تلاداً من أتلاده. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ أَيْن [86] أَنْت من يَوْم لَيْسَ من الأَرْض إِلَّا عرض ذراعين فِي طول أَربع أتقنوا عَلَيْك الْبُنيان وَتَرَكُوك لمتلك.
تل أَي لمصرعك. ابْن عمررضي الله عَنْهُمَا سَأَلَهُ رجل عَن عُثْمَان فَقَالَ: أنْشدك الله تَعَالَى هَل تعلم أَنه فرَّ يَوْم أحد وَغَابَ من بدر وَعَن بيعَة الرضْوَان فَذكر عذره فِي ذَلِك كُله ثمَّ قَالَ: اذْهَبْ بِهِ تلان مَعَك.
تلان أَرَادَ الْآن فخففه بألان وَأسْقط همزته وَألقى حركتها على اللَّام كَمَا يُقَال: ألرض فِي الأَرْض وَزَاد فِي أَوله تَاء قَالَ الشَّاعِر: ... نَوِّلِي قَبْلَ نَأْيٍ دَارِي جُمَانَا ... وَصِلينَا كَمَا زعمت تلانا ...(1/154)
وَقد زَادهَا على حِين من قَالَ: ... العاطِفُونَ تحين مامن عاطف ... والسمبغون يَداً إذَا مَا أَنعَمُوا ... فتلها إِلَيْهِ فِي (خل) . والتلوة فِي (ثغ) . تليدة فِي (ول) .
التَّاء مَعَ الْمِيم
سُلَيْمَان بن يسَار رَضِي الله عَنهُ الْجذع التَّام التمم يجزيء فِي الصدقه.
تمر أَرَادَ بالتام: الَّذِي استوفى الْوَقْت الَّذِي يُسمى فِيهِ جذعا كُله وَبلغ أَن يُسمى ثنيا. تمم وبالتمم: التَّام الْخلق. وَمثله فِي الصِّفَات خلق عمم وَبَطل وَحسن. يجزىء أَي يقْضِي فِي الْأُضْحِية. النَّخعِيّ رَحمَه الله لم ير بالتتمير بَأْسا. هُوَ تَقْدِير اللَّحْم. وَقيل هُوَ أَن تقطَّعه صغَارًا على قدر التَّمْر فتحففه. وَالْمرَاد الرخصه تمر للْمحرمِ فِي تزوده قديد الْوَحْش فأوقع الْمصدر على الْمَفْعُول كَمَا يُقَال: الصَّيْد بِمَعْنى المصيد والخلق بِمَعْنى الْمَخْلُوق. تمت فِي (أص) . فتتامت فِي (قح) .
التَّاء مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ رجل وَعَلِيهِ ثوب معصفر فَقَالَ لَهُ: لوأن ثَوْبك هَذَا كَانَ فِي تنور أهلك أَو تَحت قدر أهلك لَكَانَ خيرا لَك فَذهب الرجل فَجعله فِي التَّنور أَو تَحت الْقدر ثمَّ غَدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: مَا فعل الثَّوْب فَقَالَ: صنعت مَا أَمرتنِي بِهِ. فَقَالَ: ماكذا أَمرتك افلا أَلقيته على بعض نِسَائِك
تنور قَالَ أَبُو حَاتِم: التَّنور لي بعربي صَحِيح وَلم تعرف لَهُ الْعَرَب اسْما غَيره فَلذَلِك
تنور جَاءَ فِي التَّنْزِيل لأَنهم خثوطبوا بِمَا عرفُوا.(1/155)
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْهَمدَانِي: كَانَ الاصل فِي نوور فَاجْتمع واوان وضمة وَتَشْديد فاستثقل ذَلِك فقلبوا عين الْفِعْل إِلَى فائه فَصَارَ وَنور فأبدلوا من الْوَاو تَاء كَقَوْلِهِم: تولج فِي وولج. وَذَات التنانير: عقبَة بحذاء زبالة. أَرَادَ: لَو صرفت ثمنه إِلَى دَقِيق تختبزه أَو حطب تطبخ بِهِ [كَانَ خيرا لَك] وَالْمعْنَى: إِنَّه كره [الثَّوْب] المعصفر للرِّجَال. عمر رَضِي الله عَنهُ مر قوم من الْأَنْصَار بحي من الْعَرَب فَسَأَلُوهُمْ الْقرى فَأَبَوا فَسَأَلُوهُمْ الشِّرَاء فَأَبَوا. فتضبطوهم فَأَصَابُوا مِنْهُم فَأتوا عمر فَذكرُوا ذَلِك لَهُ فهم بالأعراب وَقَالَ: ابْن السَّبِيل أَحَق بِالْمَاءِ من التانىء عَلَيْهِ. هُوَ الْمُقِيم. تنأ ابْن سَلام رَضِي الله عَنهُ آمن وَمن مَعَه من يهود وتنخوا فِي الْإِسْلَام. تنوخ أَي أَقَامُوا [87] وثبتوا. وَمِنْه تنوخ لِأَنَّهَا قبائل تحالفت فتنخت فِي موَاضعهَا. وروى: ونتخوا. وَفسّر برسخوا. وَالْأَصْل فِي يهود ومجوس أَن يستعملا بِغَيْر لَام التَّعْرِيف لِأَنَّهُمَا علمَان خاصان لقومين كقبيلتين. قَالَ: ... وفرت يَهُودُ وأَسْلَمتْ جِيرانَها ... صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمام ... وَقَالَ: أَحارِ أُرِيك بَرْقاً هَبَّ وَهْنا ... كنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِر اسْتِعَارَا ... وَإِنَّمَا جوز تعريفهما بِاللَّامِ لِأَنَّهُ أجْرى يَهُودِيّ ويهود ومجوسي ومجوس مجْرى شعيرَة وشعير وَتَمْرَة وتمر. وتنوفة فِي (عب) . تنومه فِي (أجْرى) .(1/156)
التَّاء مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم رأى على أَسمَاء بنت يزِيد سِوَارَيْنِ من ذهب وخواتيم من ذهب فَقَالَ: أتعجز إحداكن أَن تتَّخذ حلقتين أَو تومتين من فضَّة ثمَّ تلطخهما بعبير أَو ورس أَو زعفران التومة: حَبَّة تصاغ على شكل الدرة وجمعا توم وتوم كصور وصور
تومة فِي جمع صُورَة. العبير: أَنْوَاع من الطّيب تخلط عَن الْأَصْمَعِي. الِاسْتِجْمَار توٌّ وَالطّواف توٌّ وَإِذا استخمر أحدكُم فليستجمر بتوٍّ. هُوَ الْوتر سبع جمرات وَسَبْعَة أَشْوَاط وَمِنْه قَوْلهم: سَافر سفرا توَّا إِذا لم يعرج
تو فِي طَرِيقه على مَكَان. والتوُّ: الْحَبل المفتول طاقاً وَاحِدًا. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن التمائم والرقي والتولة من الشّرك. التولة: ضرب من السحر تُؤْخَذ بهَا الْمَرْأَة زَوجهَا وتحبب إِلَيْهِ نَفسهَا وَهِي من
ثولة التولة والدولة وَجَاء فلَان بتولاته ودولاته. وَمِنْه الحَدِيث: إِن اباجهل لما رأى الدبرة قَالَ: إِن الله قد أَرَادَ بِقُرَيْش التولة وَالتَّاء مبدلة من دَال كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي تَاء تربوت وَهِي النَّاقة المرتاضة: إِنَّهَا بدل من دَال مدرب واشتقاق الدولة من تداول الْأَيَّام ظَاهر. تَاج الْوَقار فِي (يم) . التويتات فِي (حو) . ورضراضه التوم فِي (حو) .
التَّاء مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن بِلَالًا أذن بلَيْل ن فَأمره أَن يرجع فينادي أَلا إِن الرجل تهم وروى تهن. النُّون فِيهِ بدل من مِيم كَمَا حكى البنام فِي بنان وَجَاء قاتن بِمَعْنى قاتم فِي شعر الطرماح:(1/157)
.. كطَوْفِ مُتَلِّى حَجَّةٍ بينَ غَبْغَبٍ وقُرَّة مُسْوَدٍّ من النّسك قاتن ... التهم والتهم: شبه سدر يُصِيب من شدَّة الْحر وركود الرّيح وَمِنْه تهَامَة [88] . وَالْمعْنَى أَنه أشكل عَلَيْهِ وَقت الْأَذَان وتحيَّر فِيهِ فَكَأَنَّهُ تهم وَيجوز أَن يشبه فرط نعاسة بذلك فَيكون الْمَعْنى ملكه النعاس فَلم يتفطن لمراعاة وقته مُتَّهم فِي (وض) . كليل تهَامَة فِي (غث) .
التَّاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مايحملكم على أَن تتايعوا فِي الْكَذِب كَمَا يتتابع الْفراش فِي النَّار التَّتَابُع التَّتَابُع: التهافت فِي الشَّرّ والتسارع إِلَيْهِ وتفاعل من تاع إِذا عجل وَحذف إِحْدَى التائين فِي تتفاعل جَائِز وَفِي تتايع كالواجب. وَمِنْه حَدِيث: إِنَّه لما نزلت (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ) الْآيَة. قَالَ سعد ابْن عبَادَة: يارسول الله أَرَأَيْت إِن رأى رجل مَعَ امْرَأَته رجلا فَقتله أتقتلونه وَإِن أخبر بِمَا رأى جُلد ثَمَانِينَ أَفلا يضْربهُ بِالسَّيْفِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: كفى بِالسَّيْفِ شا أَرَادَ شَاهدا فَأمْسك وَقَالَ: لَوْلَا أَن يتتايع فِيهِ الغيران والسكران. حذف جَوَاب لَوْلَا وَالْمعْنَى لَوْلَا تهافت هذَيْن فِي الْقَتْل وَفِي الِاحْتِجَاج بِشَهَادَة السَّيْف لتممت على جعله شَاهدا ولحكمت بذلك. وَمِنْه قَول الْحسن رَضِي الله عَنهُ: إِن عليا عَلَيْهِ اسلام أَرَادَ أمرا فتتايعت عَلَيْهِ الْأُمُور فَلم يجد مشرعا. يَعْنِي فِي أَمر الْجمل.(1/158)
عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رأى جَارِيَة مَهْزُولَة تطيش مرّة وَتقوم أُخْرَى فَقَالَ: وَمن يعرف تيَّا فَقَالَ لَهُ ابْنه عبد الله: هِيَ وَالله إِحْدَى بناتك. تيا: تَصْغِير تا فِي الْإِشَارَة إِلَى الْمُؤَنَّث كَمَا قيل: ذيا فِي تَصْغِير ذَا
تيا وَالْألف فِي آخرهما مزيدة مجعولة عَلامَة للتصغير كالضمة فِي صدر فَلَيْسَ وَلَيْسَت هِيَ الَّتِي فِي آخر المكبر بِدَلِيل قَوْلك: اللذيا واللتيا فِي تَصْغِير الَّذِي وَالَّتِي وَكَذَا المبهمات كلهَا مُخَالفَة بهَا ماليس بمبهم ومحافظة على بنائها. وَعَن بعض السّلف أَنه أَخذ تبنة من الأَرْض ثمَّ قَالَ: تيا من التَّوْفِيق خير من كَذَا وَكَذَا من الْعَمَل. التيعة والتيمة فِي (اب) . لأتيسنهم فِي (يم) . [تمّ آخر كتاب التَّاء وَللَّه الْحَمد والمنه](1/159)
حرف الثَّاء
الثَّاء مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتعْمل عبَادَة بن الصَّامِت على الصَّدَقَة فَقَالَ: اتَّقِ الله يَا أَبَا الْوَلِيد أَلا تَأتي يَوْم الْقِيَامَة على رقبتك شَاة لَهَا ثؤاج. ثؤاج هُوَ صَوت النعجة. أَلا تَأتي: فِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا أَن تكون لامزيدة. وَالْآخر أَن يكون أَصله لِئَلَّا تَأتي فَحذف اللَّام. على رقبتك: ظرف وَقع حَالا من الضَّمِير فِي تَأتي تَقْدِيره: مستعلية رقبتك شَاة وَنَظِيره: ... فَجاءُونَا [89] لَهُم سُكُرٌ عَلَيْنَا ... عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي عَام الرَّمَادَة: لقد هَمت أَن أجعَل مَعَ كل أهل بَيت من الْمُسلمين مثلهم فَإِن ألإنسان لايهلك على نصف شبعة. فَقَالَ رجل: لَو فعلت ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت فِيهَا بِابْن ثأداء.
ثأد وروى: إِن رجلا قَالَ لَهُ عَام الرَّمَادَة: لقد انكشفت وَمَا كنت فِيهَا ابْن ثأداء فَقَالَ: ذَلِك لَو أنفقت عَلَيْهِم من مَال الْخطاب الثأداء: الْأمة سميت بذلك لفسادها لؤماً ومهانة من قَوْلهم: ثئد المبرك على الْبَعِير: إِذا ابتل وَفَسَد حَتَّى لم يسْتَقرّ عَلَيْهِ. وَفِي كَلَامهم: أَقمت فلَانا على الثأداء إِذا اقلقته وبعضات ذَلِك تسميتهم إِيَّاهَا ثأطاء من الثأطة.(1/160)
وَأما الدأثاء فَهِيَ من دئث فلَان بالإعياء حَتَّى كسل وأعيا: أَي أثقل لانها لاتخلو من ذَلِك فِي أَكثر أَوْقَاتهَا وَقد روى حَرَكَة الْهمزَة فِي قَوْله: ومَا كُنَّا بَنِي ثَأَدَاءَ لَمَّا شَفَيْنَا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ ... وَقد استثقل سيبوبة هَذَا الْبناء وَلم يذكر إِلَّا قرماء [و] جنفاء فِي اسْمِي موضِعين. وَالْمعْنَى: إِنَّك عملت على شاكلة الْأَحْرَار الْكِرَام فِي تفقد الْمُسلمين ومواساتهم وَالْقِيَام بِمَا يصلحهم وينعشهم. وثأط فِي (حم) . فرأب الثأي فِي (سح) فيوتر ثأركم فِي (حب) .
الثَّاء مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخيار أمتِي أَولهَا وَآخِرهَا وَبَين ذَلِك ثبج أَعْوَج لَيْسَ مِنْك وَلست مِنْهُ. أَي وسطا يُقَال: ضرب ثبجه بِالسَّيْفِ وَمضى بثبج من اللَّيْل: إِذا مضى قريب يبج من نصفه. معنى قَوْلهم: هُوَ مني هُوَ بعضى. وَالْغَرَض الدّلَالَة على شدَّة الِاتِّصَال وتمازوج الْهَوَاء واتحاد الْمذَاهب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإنّهُ مِنِّي. وَقَوله: لَيْسَ مِنْك وَلست مِنْهُ نفي لهَذِهِ البعضية من الْجَانِبَيْنِ. عمررضي الله عَنهُ إِذا مر أحدكُم بحائط فَليَأْكُل مِنْهُ ولايتخذ ثبانا ورى: خبنة. الثبان: ماتحم ل فِيهِ الشئ بَين يَديك من وعَاء. وَقيل: هِيَ جمع ثبنه وَهِي
ثبان الحجزة تتخذها فِي إزارك تجْعَل فِيهَا الجني وَغَيره. والخبنة: مثلهَا يُقَال: ثبن الثَّوْب وخبنه وكبنه. عبَادَة رَضِي الله عَنهُ يُوشك أَن يُرى الرجل من ثبج الْمُسلمين قَرَأَ الْقُرْآن(1/161)
على لِسَان مُحَمَّد فَأَعَادَهُ وأبدأه لايحور فِيكُم إِلَّا كَمَا يحور صَاحب الْحمار الْمَيِّت. ثبج من أوساطهم وخيارهم. على لِسَان مُحَمَّد أَي على لغته وكما كَانَ يَقْرَؤُهُ بِلَا لحن ولاتحريف. لايحور: لايرجع أَي لايصير حَاله عنْدكُمْ فِي كساد مَا يتلوه من كتاب الله إِلَّا كَحال من يعرض حمارا مَيتا فَلَا يعن لَهُ من يَشْتَرِيهِ مِنْهُ. أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لأنس بن مَالك: مَا ثبر النَّاس مَا بطأ بهم فَقَالَ [9] أنس: الدُّنْيَا وشهواتها. أَي ماصدهم وقطعهم عَن طَاعَة الله وَمِنْه: ثبره الله ثبرا وثبورا إِذا أهلكه وَقطع دابره. د ثبر وثبر الْبَحْر: جزر وَالْأَصْل فِيهِ الثبرة وَهِي تُرَاب شَبيه بالنورة يكون بَين ظَهْري الأَرْض إذلا بلغه عرق النَّخْلَة وقف وَلم يسر فِيهِ فضعفت بطأ: على ضَرْبَيْنِ: يكون تعديته لِمَعْنى بطؤ ومبالغة فِيهِ فَيُقَال: بطؤ وبطأ بِهِ وبطأ عَن الْأَمر وَالطَّاعَة: إِذا بَالغ ثمَّ يعدى بِالْبَاء فَيُقَال: بطأت بِهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (وإنَّ مِنكم لَمنْ لَيُبطِّئَنَّ) الْآيَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَبُو بردة: دخلت عَلَيْهِ حِين أَصَابَته قرحَة فَقَالَ: هَلُمَّ يَابْنَ أخي فَانْظُر. فتحولت فَإِذا هِيَ قد ثبرت فَقلت: لَيْسَ عَلَيْك ياأمير الْمُؤمنِينَ بَأْس. أَي انفتحت ونضجت وسالت مدَّتهَا لِأَن عاديتها تذْهب وتنقطع عِنْد ذَلِك وَهَذَا من بَاب فعلته فَفعل يُقَال: ثبره الله مثبر أَي هلك وَانْقطع. فتحوَّلت: أَي نهضت من مَكَاني إِلَيْهِ. حَكِيم رَضِي الله عَنهُ دخلت أمه الْكَعْبَة وَهِي حَامِل فأدركها الْمَخَاض(1/162)
فَولدت حكيماً فِي الْكَعْبَة فحُمل فِي نطع وَأخذ ماتحت مثبرها فغُسل عِنْد حَوْض زَمْزَم وأُخذت ثِيَابهَا الَّتِي ولدت فِيهَا فَجعلت لَقِي. المثبر: حَيْثُ يسْقط الْوَلَد وينفصل عَن أمه وَحَقِيقَته: مَوضِع الثبر وَهُوَ الْقطع والفصل وَمِنْه قيل: مثبر الْجَزُور لمجزرها. اللقي: الملقي وَكَانَ من عَادَة أَهله الْجَاهِلِيَّة إِلْقَاء ثِيَابهمْ إِذا حجُّوا يَقُولُونَ: هَذِه ثِيَاب قارفنا فِيهَا الآثام ن فَلَا نعود فِيهَا ويسمونها الألقاء. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا اسْتَأْذَنت سَوْدَة رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لَيْلَة الْمزْدَلِفَة أَن تدفع قبله وَقبل حطمة النَّاس وَكَانَت أمْرَأَة ثبطة الثبط فَأذن لَهَا. والثبط: التثبط كالفقير من الافتقار وَالْقِيَاس فِي فعلهمَا ثبط وفقر. أُثيبج فِي (رص) و (صه) . الثبجة فِي (اب) . فاضربوا ثبجة فِي (زن) .
الثَّاء مَعَ الْجِيم
ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ذكره الْحسن فَقَالَ: كَانَ أول من عُرف بِالْبَصْرَةِ صعد الْمِنْبَر فَقَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان ففسرهما حرفا حرفا وَكَانَ مثجَّا يسيل غربا هُوَ مفعل من الثج: وَهُوَ السَّيْل والصب الغزير. شبه فَصَاحَته وغزارة منظقة
ثج بِمَاء يثج ثجاًّ وَمثله قَوْلهم: مثج للْفرس الْكثير الجري وَهَذَا لبِنَاء الْآلَات فَاسْتعْمل فِيمَن يكثر مِنْهُ الْفِعْل كَأَنَّهُ آلَة لذَلِك. وَمِنْه رجل محرب ومدره ومصقع وَفرس مكر مفر. الغرب: مَا سَالَ بحدة واتصال [91] بِغَيْر انْقِطَاع. قَالَ لبيد: ... غرب المصبة مَحْمُود مصارعه ... لاهي النَّهَارِ بسَيْرِ اللّيْلِ مُحْتَقِر(1/163)
وَمِنْه: قيل للدمع الْكَائِن بِهَذِهِ الصّفة ولعرق الْعين الَّذِي لايرقأ: غرب. حلب بِهِ ثجًّا وَلم تَعبه ثجلة فِي (بر) . بثجيجة فِي قح) . لاتثجروا فِي (بس) .
الثَّاء مَعَ الدَّال
النبث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي ذِي الثُّدية الْمَقْتُول بالنهروان: إِنَّه مثدون الْيَد وروى مثدن مودون ومودن وموتن ومخدج. ثدية الثُّدية: تَصْغِير الثندوة بِتَقْدِير حذف الزَّائِد الَّذِي هُوَ النُّون لِأَنَّهَا من تركيب الثدي وانقلاب اليها فِيهَا واواً لضمة مَا قبلهَا ووزنها فنعلة وَلم يضر لظُهُور الِاشْتِقَاق ارْتِكَاب الْوَزْن الشاذ كَمَا لم يضر فِي إنقحل وروى: ذُو اليدية المثدون والمثدن: المخدج من قَوْلهم: امْرَأَة ثدنة أَي منقوصة الْخلق. المودون والمودن: من وَدَن الشَّيْء وأودنه إِذا نقَّصه وصغَّره. وَمِنْه: ودنه بالعصا: إِذا ضربه وودن الْأَدِيم: لينه بالبل والمعاني مُتَقَارِبَة. والموتن: من أيتنت الْمَرْأَة إِذا جَاءَت بِوَلَدِهَا يتنا وقلبت الْيَاء واوا لضم ماقبلها. وروى ابْن الْأَنْبَارِي: الوتن بِمَعْنى اليتن. وأوتنت: أيتنت.
الثَّاء مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم مابعث الله نَبيا بعد لوط إِلَّا فِي ثروة من قومه.
ثرو أَي فِي كَثْرَة. يُقَال: ثرا المَال يثرو وثرا الْقَوْم يثرون. قَالَ ابْن مقبل:(1/164)
.. وَثَرْوَةٍ مِنْ رِجَالٍ لَوْ رَأَيتَهُم ... لَقُلْتَ إحْدَى حِرَاجِ الجَرِّ مِنْ أٌقُرِ ... وَذَلِكَ لقَوْل الله تَعَالَى حِكَايَة عَن لوط: (لَوْ أنّ لي بِكمْ قُوَّة أوْ آوي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) إِذا زنت خَادِم أحدكُم فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب وروى: ولايعيرها وروى: ولايعنفها. وَمعنى الثَّلَاثَة وَاحِدَة. الْخَادِم: الْجَارِيَة بِغَيْر تَاء تَأْنِيث لإجرائها مجْرى الْأَسْمَاء غير الْمَأْخُوذَة من الْأَفْعَال وَمثلهَا: لحية وَامْرَأَة عاتق دَعَا فِي بعض أَسْفَاره بالأزواد فَلم يُؤْت إِلَّا بالسويق فَأمر بِهِ فثرى فاكل ثمَّ قَامَ إِلَى الْمغرب فَتَمَضْمَض ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. أَي ندى من الثرى. ثرى وَمِنْه قَول سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ: كُنَّا نطحن الشّعير وننفخه فيطير ماطار وبقى ثريناه فاكلناه. قَامَ إِلَى الْمغرب أَي قَصدهَا وَتوجه إِلَيْهَا وعزم عَلَيْهَا وَلَيْسَ المُرَاد [92] المثول وَهَكَذَا قَوْله تَعَالَى: (إذَا قُمْتُم إِلَى الصَّلاَةِ) . نهى عَن الصَّلَاة إِذا صَارَت الشَّمْس كالأثارب. فِي جمع أثرب جمع ثرب وَهُوَ الشَّحْم الرَّقِيق الْمَبْسُوط على الكرش والأمعاء شبه بهَا ضِيَاء الشَّمْس إِذا رق عِنْد الْعشي. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يقعى ويثرى فِي الصَّلَاة. أَي يلْزم يَدَيْهِ الثرى بَين السَّجْدَتَيْنِ لايفارق بهما الأَرْض وَذَلِكَ فِي التَّطَوُّع فِي وَقت كبره. يثرب فِي (اك) . نعما ثريا فِي (غث) . الثرثا رون فِي (وط) . ثراه فِي (حت) . غير مثرد فِي (فر) .(1/165)
الثَّاء مَعَ الطَّاء
يمشي الثطى فِي (ذَا) . الثطاط فِي (نط) . ثطا فِي عباءة فِي (شغ) .
الثَّاء مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن امْرَأَة أَتَتْهُ فَقَالَت: يارسول الله إِن ابْني هَذَا بِهِ جُنُون يُصِيبهُ عِنْد الْغَدَاء والمساء فَمسح صَدره ودعا لَهُ فثع ثعة فَخرج جَوْفه جرو اسود يسْعَى. ثع أَي قاءقيئة يُقَال: ثع يثع وتع يتع. قَالَ: اللَّهُمَّ اسقنا فَقَامَ أَبُو لبَابَة فَقَالَ: يارسول الله إِن التَّمْر فِي المرابد. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اسقنا حَتَّى يقوم أَبُو لبَابَة عُريَانا فيسد ثَعْلَب مربده بِإِزَارِهِ أَو بردائه. قَالَ ك فمطرنا حَتَّى قَامَ أَبُو لبَابَة فَنزع إزَاره فَجعل يسد بِهِ ثَعْلَب مربده. المربد: الْموضع الَّذِي يوضع فِيهِ التَّمْر حِين يصرم ليجفف وَهُوَ من ربده: إِذا حَبسه وَمِنْه مربد الْإِبِل وَقيل مربد الْبَصْرَة لأَنهم كَانُوا يحبسون فِيهِ الْإِبِل. ثَعْلَب والثعلب: مخرج مَائه. ولاثعول فِي (شب) . الثعارير فِي (ضَب) . المثعنجر فِي (قر) . فثعها فِي (كرّ) . ثَعْلَب بن ثَعْلَب فِي (صَحَّ) .
الثَّاء مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بأبى قُحَافَة وَكَأن رَأسه ثغامة فَأَمرهمْ أَن يغيروه.
ثغامة قَالَ أبوزيد: هِيَ شَجَرَة بَيْضَاء الْوَرق لَيْسَ فِي الأَرْض ورقة إِلَّا خضراء غير الثغامة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شَجَرَة تبيض كَأَنَّهَا الثَّلج.(1/166)
أَبُو قُحَافَة: أَبُو أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا واسْمه عُثْمَان وَكَانَ هَذَا يَوْم فتح مَكَّة أُتي بِهِ ليبايعه على الْإِسْلَام فَبَايعهُ وَسَار إِلَى الْمَدِينَة ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ ماشبهت ماغبر من الدُّنْيَا إِلَّا بثغب ذهب صَفوه وَبَقِي كدره. هُوَ المستنقع فِي الْجَبَل. وَقد روى: ثغب وثغبان كَظهر وظهران. ثغب ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ عَمْرو بن حبشِي: كنت عِنْده فَجَاءَتْهُ امْرَأَة [مُحرمَة] فَقَالَت: أَشرت إِلَى أرانب قرماها الْكرَى فَقَالَ ابْن عَبَّاس: يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم. ثمَّ قَالَ لَهُ: أَفْتِنَا فِي دَابَّة ترعى الشّجر [93] وتشرب المَاء فِي كرش لم تثغر. فَقلت: تِلْكَ عندننا الفطيمة والتلوة والجذعة. لم تثغر: لم سقط أسنانها يُقَال: ثغر الصَّبِي فَهُوَ مثغور واتَّغر واثغر مثله.
ثغر وَمِنْه حَدِيث النَّخعِيّ: كَانُوا يحبونَ أَن يعلمُوا الصَّبِي الصَّلَاة إِذا ثغر وروى ثغر. ويحكى أَن عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس لم يثغر فط وَأَنه دخل قَبره بأسنان الصِّبَا وَمَا نفض لَهُ سنّ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا مَعَ مَا بلغ من الْعُمر. وَيُقَال للنبات بعد السُّقُوط: اتغار واثغار أَيْضا وهما لُغَتَانِ فِي الافتعال من الثغر وَالْأَصْل اثتغار فإمَّا أَن تقلب الثَّاء تَاء وَهُوَ الْمَشْهُور فِي الِاسْتِعْمَال والقوى فِي الْقيَاس وَإِمَّا أَن تقلب التَّاء ثاء. وَمثل ذَلِك اتّار واثّار واتّرد واثَّرد. الفطيمة: المقطومة. والتلوة: الَّتِي تبِعت أمهَا وَالذكر: تلو. والجذعة: الَّتِي دخلت فِي السّنة الثَّانِيَة. وَالْمعْنَى أَنه لما قَالَ لَهَا يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم نصب نَفسه وَابْن حبشِي حكمين فَسَأَلَهُ عَن فديَة بِالصّفةِ الَّتِي وصفهَا مُعْتَبرا للمماثلة من جِهَة الْخلقَة لَان من جِهَة الْقيمَة فَذكر لَهُ هَذِه الثَّلَاثَة فَأوجب عَلَيْهَا أَحدهَا.(1/167)
مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي فتح قيسارية وَقد ثغروا مِنْهَا ثغرة فَأخذ مُعَاوِيَة اللِّوَاء وَمضى حَتَّى ركزا اللِّوَاء على الثغرة وَقَالَ: أَنا عَنْبَسَة. أَي ثلموا مِنْهَا ثلمة. عَنْبَسَة: الْأسد من العبوس وَالنُّون زَائِدَة وَمثله عنسل من العسلان. سَوَاء الثغرة فِي (نس) .
الثَّاء مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَمر الْمُسْتَحَاضَة أَن تستثفر وتلجم إِذا غلبها سيلان الدَّم.
ثفر الاستثفار: أَن تفعل بالخرقة فعل المستثفر بِإِزَارِهِ وَهُوَ أَن يرد طرفَة من بَين رجلَيْهِ ويغرزه فِي حجزته من وَرَائه ومأخذه من الثفر. وَمِنْه حَدِيث الزبير رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه وصف الْجِنّ الَّذين رَآهُمْ لَيْلَة استتبعه النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ: فَإِن نَحن بِرِجَال طوال كَأَنَّهُمْ الرماح مستثفرين ثِيَابهمْ. التلجم: أَن يتوثق فِي شدّ الْخِرْقَة وَهِي تسمى لجمة وكل مَا شددت بِهِ شَيْئا وأوثقته فَهُوَ لجام ولجمة. وَيجوز أَن يُرَاد بالاستثفار: الاحتشاء بالكرسف من الثفر وَهُوَ الْفرج كَأَنَّهُ طلب مَا تسد بِهِ الثفر وبالتلجم شدّ اللجمة. مَاذَا فِي الْأَمريْنِ من الشِّفَاء: الصَّبْر والثفاء ثفاء هُوَ الْحَرْف سمي بذلك لما يتبع مذاقه من لذع اللِّسَان لحدته من [94] قَوْلهم:(1/168)
ثفاه يثفوه ويثفيه: إِذا اتَّبعه وتسميته حرفا لحرافته. وَمِنْه: بصل حريف وهمزة الثفاء منقلبة عَن وَاو أوياء على مُقْتَضى اللغتين. قَالَ فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة: من كَانَ مَعَه ثفل فليصطنع. الثفل: مارسب تَحت الشَّيْء من خثورة وكدرة كثفل الزَّيْت والعصير والمرق.
ثفل ثمَّ قيل لكل مَالا يُشرب كالخبز وَنَحْوه: ثفل. وَمِنْه: وجدت بني فلَان مثافلين: إِذا فقدوا اللَّبن فَأَكَلُوا الثفل. وَرجل ثفل ومحض. الاصطناع: اتِّخَاذ الصَّنِيع. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ رأى رجلا بَين عَيْنَيْهِ مثل ثفنة الْبَعِير فَقَالَ: لَو لم يكن هَذَا كَانَ خير. شبه السجادة بَين عَيْنَيْهِ بِإِحْدَى ثفنات الْبَعِير: وَهِي مابلى الأَرْض من أَعْضَائِهِ
ثفنة عِنْد البروك فيغلظ وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جعل فقدها خيرا لَهُ مَعَ أَن الصلحاء وصفوا مثل ذَلِك وَسمي كل وَاجِد من الإِمَام زين العابدين عَلَيْهِ السَّلَام وَعلي بن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم: ذَا الثفنات لِأَنَّهُ رأى صَاحبه يرائي بهَا. مُجَاهِد رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (وآتواحقه يَوْمَ حَصَاده) . وَذكر الْبر ثمَّ التَّمْر إِذا حَضَرُوهُ عِنْد الجداد ألْقى لَهُم الثفاريق وَالتَّمْر. الثفروق: قمع البسرة وَالتَّمْرَة. وَعَن أبي زيد: هُوَ شَيْء كَأَنَّهُ خيط مركب فِي بطن القمعة وطرفه فِي النواة وَالْمرَاد هَاهُنَا شماريخ يتَعَلَّق بأقماعها تمرات مُتَفَرِّقَة لَا أقماع خَالِيَة من التَّمْر. الضَّمِير فِي حضروة وللمساكين. فِي الحَدِيث: حمل فلَان على الكتيبة فَجعل يثفنها.(1/169)
ثفن أَي يضْربهَا ويطردها وَأَصله من قَوْلهم: ثفنته النَّاقة: ضَربته بثفناتها. بثفالها فِي (دس) . بالثفال فِي (دج) .
الثَّاء مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم خلّفت فِيكُم الثقلَيْن كتاب الله وعترتى
ثقل الثّقل: الْمَتَاع الْمَحْمُول على الدَّابَّة وَإِنَّمَا قيل للجن وَالْإِنْس: الثَّقَلَان لِأَنَّهُمَا قطَّان الأَرْض فكأنهما أثقلاها. وَقد شبه بهما الْكتاب والعترة فِي أَن الدّين يستصلح بهما ويعمر كَمَا عمرت الدُّنْيَا بالثقلين. والعترة: الْعَشِيرَة سميت بالعترة وَهِي المرزنجوشة لِأَنَّهَا لاتنبت إِلَّا شعبًا مُتَفَرِّقَة. قَالَ ... فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَن أُُِقيم خِلافَهم ... بستّةِ أَبْيَات كَمَا نَبَتَ العِتْرُ ... أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَت الْأَنْصَار لقريش: منا أَمِير ومنكم أَمِير. فجَاء أَبُو بكر فَقَالَ: إِنَّا معشر هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش أكْرم النَّاس أحسابا وأثقبه أنسابا ثمَّ نَحن بعد عترة رَسُول الله الَّتِي خرج مِنْهَا وبيضته الَّتِي تفقأت عَنهُ وَإِنَّمَا جيبت [95] الْعَرَب عَنَّا كَمَا جيبت الرَّحَى عَن قطبها.
ثقب أثقبه: أنورة من نقبت النَّار وَنجم ثاقب وَالْأَصْل فِيهِ نقوذ الضَّوْء وسطوعه وَالضَّمِير يرجع إِلَى النَّاس وَهُوَ اسْم موحد مُذَكّر كالبشر والأنام والورى(1/170)
تفقأت: تفلقت وَمِنْه فقء الْعين. معنى وجوب الرحاء عَن القطب: أَن يقطع عَنهُ ويزال مَا يمْنَع نُفُوذه مِنْهَا بِأَن يثقب الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ. وَلما كَانَ مَوْضِعه وسط الرَّحَى شبه بذلك مَكَان قُرَيْش من الْعَرَب يَعْنِي وَسطهَا وسرَّتها. معشر: مَنْصُوب بِفعل مُضْمر مثل: اذْكروا عني وَيُسمى النصب على الْمَدْح والاختصاص. ثقف فِي (لق) . لمثقباً فِي (نق) .
الثَّاء مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث يحْشر النَّاس على ثكنهم. الثكنة: الرَّايَة أَي مَعَ راياتهم وعلاماتهم فتعلم كل أمة وَفرْقَة بعلامة تمتاز بهَا عَن غَيرهَا. والثكنة: الْجَمَاعَة أَيْضا أَي يحْشر كل أحد مَعَ الْجَمَاعَة الَّتِي هُوَ مِنْهَا. والثكنة أَيْضا: الْقَبْر أَي يحشرون على أَحْوَال ثكنهم فَحذف الْمُضَاف. الْمَعْنى: على الْأَحْوَال الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي قُبُورهم من سَعَادَة أَو شقاء. على ثكنتهم فِي (ضرّ) . ثكما الْأَمر ثكماً فِي (زو) . بأُثكول فِي (حب) . ثكن فِي (رج) .
الثَّاء مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ذَات غَدَاة: إِنَّه أَتَانِي اليلة آتيان فابتعثاني فَانْطَلَقت مَعَهُمَا فأتينا على رجل مُضْطَجع وَإِذا رجل قَائِم عَلَيْهِ بصخرة وَإِذا هُوَ يهوي بالصخرة فتثلغ رَأسه فتدهدى الصَّخْرَة. ثمَّ انطلقنا فأتينا على رجل مستلق وَإِذا رجل قَائِم عَلَيْهِ بكلوب وَإِذا هُوَ يَأْتِي أحد شقي وَجهه فيشرشر شدقه إِلَى قَفاهُ. ثمَّ انطلقنا فأتينا على مثل بِنَاء التَّنور فِيهِ رجال وَنسَاء يَأْتِيهم(1/171)
لَهب من أَسْفَل فَإِذا أَتَاهُم ذَلِك ضوضوا فَانْتَهَيْنَا إِلَى دوحة عَظِيمَة فَقَالَا لي: ارق فِيهَا فارتقينا فَإِذا نَحن بِمَدِينَة مَبْنِيَّة بِلَبن ذهب وَفِضة فسما بَصرِي صُعُداً فَإِذا قصر مثل الربابة الْبَيْضَاء. ثلغ الثلغ والفلغ: الشدخ. الْكلاب والكلوب: خَشَبَة فِي رَأسهَا عقافة مِنْهَا أومن حَدِيد. وَمِنْه قيل كلاليب الْبَازِي لمخالبه. يشرشر: يشقق وَيقطع. الضوضاة: الضجيج والصياح وَهُوَ من مضاعف الرباعي كالقلقلة وَقَوْلهمْ: ضوضيت كأغزيت فِي قلب الْوَاو بَاء لوقوعها رَابِعَة. والتدهدي أَصله التدهدة فقلبت الْهَاء يَاء لاستثقال الضغيف كَمَا قيل: تقضى البازى وَهُوَ التدحرج. الدوحة: كل شَجَرَة عَظِيمَة [96] . وَيَقُولُونَ: انداحت هَذِه الشَّجَرَة إِذا عظمت ومظلة دوحة: أَي عَظِيمَة وَاسِعَة. الربابة: السحابة الْمُعَلقَة دون السَّحَاب. قَالَ: ... كَأَن الربَاب دوين السَّحَاب ... نعام تعلق بالأرجل ... لاحمى إِلَّا فِي ثَلَاث: ثلة الْبِئْر وَطول الْفرس وحلقة الْقَوْم.
ثلة أَي إِذا احتفر الرجل بِئْرا فِي مَوضِع لم يملكهُ أحد قبله ن فَلهُ أَن يحمى من حواليها مايطرخ فِيهِ ثلثهَا وَهِي ترابها الَّذِي أخرجه مِنْهَا وَإِذا ربط فرسه فِي الْعَسْكَر فَلهُ أَن يحمى مسدار رفرسه وَلِلْقَوْمِ أَن يحموا حَلقَة مجلسهم من أَن يجلس وَسطهَا أحد. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ: الْجَالِس فِي وسط الْحلقَة مَلْعُون. عمر رَضِي الله عَنهُ رُئي فِي الْمَنَام فسُئل عَن حَاله فَقَالَ: ثُلّ عَرْشِي أَو كَاد عَرْشِي يُثّل لَوْلَا أَنِّي صادفت ربَّا رحِيما(1/172)
ثله: هَدمه وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أصلحه عَن قطرب. وأثله: أَمر بإصلاحه
ثل وَقد حكى: أثله: هَدمه. وَالْعرش: سَرِير الْملك. وَهَذِه كِنَايَة عَن إدبار الْأَمر وَذَهَاب الْعِزّ لِأَن الإدالة من الْملك يردفها ثل عَرْشه. تثلغ الخبزة فِي (فل) . الثلب فِي (نَص) . ثلثا واثنتين فِي (بر) وثلثهم فِي (ثو) وثلاثها فِي (ثن) . ثلثت فِي (سبّ) . ثلة فِي (ثو) .
الثَّاء مَعَ الْمِيم
ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَتَاهُ رجل بِابْن أَخِيه وَهُوَ سَكرَان فَأمر بِسَوْط فدقت ثَمَرَته ثمَّ قَالَ للجلاد اضْرِب وارجع يَديك ثمَّ قَالَ: بئس لعمر الله ولي الْيَتِيم هَذَا ماأدبت فأحسنت الْأَدَب ولاسترت الخربة. قَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّه لِابْنِ أخي وَإِنِّي لأجد لَهُ من الّلاعة مَا أَجِدهُ لوَلَدي وَلَكِن لم آله. ثَمَرَة السَّوْط: الْعقْدَة فِي طرفه وَإِنَّمَا أَمر بدقها لتلين تَخْفِيفًا عَنهُ وَكَذَلِكَ
ثَمَر أمره برجع الْيَدَيْنِ وَهُوَ أَلا يرفعهما عندا لضرب ولايمدهما ويقتصر على أَن يرجعهما رجعا. اللَّام فِي الْيَتِيم لتعريف الْجِنْس لَا للْعهد لإسناد بئس إِلَى الْمُضَاف إِلَيْهِ لِأَنَّهُ لايسند إِلَّا إِلَى مَا فِيهِ اللَّام للْجِنْس أَو إِلَى مَا أُضيف وَالَّذِي جوَّز الْفَصْل بَين بئس وفاعلة بالقسم أَنه تَأْكِيد لمضمون الْجُمْلَة فَلَيْسَ بأجبنى عَنْهُمَا. مَا أدبت: الْتِفَات إِلَى الرجل بالتقريع. الخربة: من قَوْلهم: مَا رَأينَا من فلَان خربة أَي عَيْبا وَفَسَادًا. وَمِنْه: الخارب لعيشه فِي المَال بِالسَّرقَةِ زخراب الأَرْض: فَسَادهَا لفقد الْعِمَارَة اللاعة فعلة من لاع يلاع: إِذا وجد فِي قلبه لوعة من شوقٍ أَو حزن.(1/173)
قَالَ الْأَعْشَى ... مُلْمعٍ لاَعَةِ الفُؤَادِ إِلَى جَحْشٍ ... فَلاَهُ عَنْهَا فَبِئْسَ الْفَالِي ... [97] وَمثلهَا: امْرَأَة خافة وَعين داءة من خَافَ يخَاف ن وداء يداء وَالْمرَاد من وجد اللاعة وَهِي النَّفس فَحذف الْمُضَاف. لم آله: أَي مَعَ فرط حرقتي ومحبتي لَهُ لم أدخر عَنهُ عركا وتأديباً. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا الرِّشْوَة الحكم سحت وَثمن الدَّم وأجره الكاهن وَأخر الْقَائِف وهدية الشَّفَاعَة وجعالة الْغَرق. ثمن ثمن الدَّم: كسب الْحجام. القيافة: أَن يعرف بفطنة وَصدق فراسة أَن هَذَا ابْن فلَان أَو أَخُوهُ وَكَانَت فِي بني مُدْلِج. الجعيلة والجعالة: الجُعل وَهُوَ مَا يَجْعَل لمن يغوص على مَتَاع أَو إِنْسَان غرق فِي المَاء. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ دخل عَلَيْهِ عَمْرو بن مَسْعُود وَقد أسن وَطَالَ عمره فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنْت وَكَيف حالك فَقَالَ: مَا تسْأَل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَمَّن ذبلت بَشرته وَقطعت ثَمَرَته وَكثر مِنْهُ مايجب أَن يقل وصعب مِنْهُ مايحب أَن يذل وسُحلت مريرته بِالنَّقْضِ وأجم النِّسَاء وَكن الشِّفَاء وَقل انحياشه وَكثر ارتعاشه فنومه سبات وَلَيْلَة هبات وسَمعه خفات وفهمه تارات.
ثَمَر ثَمَرَته: نَسْله شبهه بثمرة الشَّجَرَة كَمَا يُقَال: هَذَا فرع فلَان وشعبته وَيجوز أَن يُكنى بهَا عَن الْعُضْو وَيُرِيد انْقِطَاع قدرته على الْمُلَامسَة وَانْقِطَاع شَهْوَته لقَوْله وأجم النِّسَاء وَقد أنْشد بَعضهم:(1/174)
.. إِلَى عُلَيْجين لم تُقْطَع ثِمارُهما قد طَال ماسجدا للشمْسِ وَالنَّار ... يُرِيد لم يختنا. أَرَادَ بِمَا يحب أَن يقل: السَّهْو وَالنِّسْيَان والذنين وَالْبَوْل وَغير ذَلِك. وَبِمَا يحب أَن يذل: المفاصل الجاسية الَّتِي لاتطاوعه فِي الْقَبْض والبسط سحلت مريرة أَي جعل حبله المبرم سحيلا وَهُوَ الرخو المفتول على طاق وَاحِد وَقد سحله يسحله. والمريرة والمرير: المرُّ المفتول على طاقين فَصَاعِدا وَهَذَا تَمْثِيل لضَعْفه واسترخاء قوته. أجم: عَارِف وملَّ. الانحياش: النفور من الشَّيْء فَزعًا. قَالَ ذُو الرمة: ... وبيضاء لاتنحاش منا وَأمّهَا ... إِذا مارأتنا زيل مِنْهَا زويلها ... وَلم يرد أَنه لايفزع فينحاش لِأَن السيخ مَوْصُوف الْفَزع والخشية وَمِنْه الْمثل: لقد كنت وَمَا أُخشي بالذئب. وَلكنه أَرَادَ أَنه إِذا فزّع لم يقدر على النفار والفرار. السبات: النّوم الثقيل وَمِنْه قيل للْمَيت: مسبوت وَالْأَصْل فِيهِ انْقِطَاع الْحَرَكَة الهبات: الضعْف والاسترخاء من قَوْلهم: لفُلَان هِبته أَي ضعف وهبت الْمَرَض وَرجل مهبوت الْفُؤَاد: نخب. الخفات: ضغف الِاسْتِمَاع من خفوت الصَّوْت [98] وَإِنَّمَا أخرجه على فعال لِأَنَّهُ وزن أَسمَاء الأدواء. تارات: يُكَرر عَلَيْهِ الحَدِيث مَرَّات حَتَّى يتفهمه. عُرْوَة رَضِي الله عَنهُ ذكر أُحيحة بن الجلاح وَقَول أَخْوَاله فِيهِ: كُنَّا أهل ثمه ورمه حَتَّى اسْتَوَى على عممه. وَقيل الصَّوَاب الْفَتْح فِي ثمَّة ورقة. الثم: الْجمع. والرم: المرمة وَأما الثم والرم فَلَا يخلوان من أَن يَكُونَا مصدرين
ثمَّة كَالْحكمِ وَالشُّكْر وَالْكفْر أَو بِمَعْنى الْمَفْعُول كالذخر وَالْعرْف وَالْخَبَر. وَالْمعْنَى: كُنَّا(1/175)
أهل تَرْبِيَته والمتولين لحمع أمره وَإِصْلَاح شَأْنه أَو ماكان يرْتَفع من أمره مجموعا مصلحا فَإنَّا كُنَّا المحصلين لَهُ على تِلْكَ الصّفة. العمم: صفة كشلل وسحج بِمَعْنى العميم وَهُوَ التَّام الطَّوِيل وَيجوز أَن يكون جمع عميم كسرير وسرر وَقَوْلهمْ: نخل عُمّ تَخْفيف عمم وَالْمعْنَى: اسْتَوَى على عظمه أَو قدّه التَّام أَو على عِظَامه أَو أَعْضَائِهِ التَّامَّة وَأما التَّشْدِيد [فِيهِ عِنْد من شدد] فَإِنَّهَا الَّتِي تزاد فِي الْوَقْف فِي قَوْلهم: هَذَا عمرا وَفرج وَإِنَّمَا زَادهَا مجريا للوصل مجْرى الْوَقْف كَمَا قَالَ: ببازل وجناء أَو عيهل ... ليتشا كل السجعتان. وروى بِالتَّخْفِيفِ وروى على عممه وَهُوَ مصدر العميم وَقَوْلهمْ: منْكب عمم وصف بِالْمَصْدَرِ. وروى أَن هاشما تزوج سلمى بنت زيد النجارية بعد أُحيحة فَولدت لَهُ شيبَة وَتُوفِّي هَاشم وشبَّ شيبَة فانتزعه الْمطلب من أمه فَقَالَت: ... كُنَّا ذَوي ثمَّة ورمة ... حَتَّى إذال قَامَ عَلَى أَتمّه
انتزعوه يافعاً من أُمِّه ... وَغلب الأخوال حَقّ عَمه ... علاهُ الثمال فِي (بُد) . على ثَمد فِي (خب) . ثمال حاضرتهم فِي (رج) . سنة ثمغ فِي (صر) . قَلِيل الثميلة فِي (صد) . ثماماً (خض) . فثملته فِي (ور) . وأفجر لَهُ الثمد فِي (صب) .(1/176)
الثَّاء مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لاثنى فِي الصَّدَقَة. الثنى: مصدر كالقلى والشرى من ثنيت الشَّيْء: إِذا أَخَذته مرّة ثَانِيَة وثنيت
ثنى الأَرْض: إِذا كريتها مرَّتَيْنِ وَالْمعْنَى فِي أَخذ الصَّدَقَة فحُذف الْمُضَاف. وَالصَّدَََقَة: المَال الْمُتَصَدّق بِهِ وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى التَّصْدِيق من صدق المَال: إِذا أَخذ صدقته كَالزَّكَاةِ والذكاة بِمَعْنى التَّزْكِيَة والتذكية فَلَا يقدر حذف مُضَاف أَرَادَ لاتؤخذ فِي السّنة مرَّتَيْنِ ثنى بني مَعَ لَا لنفي الْجِنْس وَعلم بنائِهِ سُقُوط التَّنْوِين. سُئل عَن الْإِمَارَة فَقَالَ: أَولهَا ملامة وثناؤها ندامة وثلاثها عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا من عدل. أَي ثَانِيهَا وَثَالِثهَا بِالْكَسْرِ وَأما ثَنَاء وَثَلَاث فصفتان معدولتان عَن اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ [99] وَثَلَاثَة ثَلَاثَة. قَرَأَ عَلَيْهِ أبيٌّ رَضِي الله عَنهُ فَاتِحَة الْكتاب فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أُنزل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الأنجيل وَلَا فِي الزبُور ولافي الْقُرْآن مثلهَا إِنَّهَا السَّبع المثاني من وَالْقُرْآن الْعَظِيم الَّذِي أَعْطَيْت. المثاني: هِيَ السَّبع. وَمن: للتبيين مثلهَا فِي قَوْله تَعَالَى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجس من الأوْثان) . كَأَنَّهُ قيل: إِنَّهَا للآيات السَّبع الَّتِي هِيَ المثاني وَإِنَّمَا سميت مثاني لِأَنَّهَا تثنى: أَي تكَرر فِي قومات الصَّلَاة والواحدة مثنى وَيجوز أَن يكون مثناة. وَقَوله: وَالْقُرْآن الْعَظِيم: إِطْلَاق الآسم الْقُرْآن على بعضه. وَمثله قَوْله تَعَالَى: (بِمَا أَوْحَيِنَا إلَيْكَ هذَا القُرْآنَ) فِيمَن جعل المُرَاد بالقصص سُورَة يُوسُف وَقَوله: وَلَا فِي الْقُرْآن مثلهَا تَفْضِيل لآيَات الْفَاتِحَة على سَائِر آي الْقُرْآن. حَمْزَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ وَحشِي: سددت حربتي يَوْم أُحد لثنَّته فَمَا أخطأتها. الثنة: مادون السُّرَّة إِلَى الْعَانَة.(1/177)
وحشى غُلَام طعيمة بن عدى. رزقه يَوْم أحد فَقتله وَكَانَ حَمْزَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قد قتل طعيمة يَوْم بدر. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا من أراط السَّاعَة أَن تُوضَع الأخيار وترفع الأشرار وَأَن تقْرَأ الْمُثَنَّاة على رُءُوس النَّاس لاتغير. قيل: وَمَا الْمُثَنَّاة قَالَ: مَا استكتب من غير كتاب الله. ثَنَا قيل: هُوَ كتاب وَضعه أَحْبَار بني إِسْرَائِيل بعد مُوسَى على نَبينَا وَعَلِيهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على ماارادوا من غير كتاب الله الَّذِي أنزل عَلَيْهِم أحلُّوا فِيهِ ماشاءوا وحرموا ماشاءوا على خلاف الْكتاب وَقد وَقعت إِلَى ابْن عمر كتب يَوْم اليرموك فَقَالَ ذَلِك لمعرفته بِمَا فِيهَا. كَعْب رَضِي الله عَنهُ إِن الله عز وَجل لما مد الأَرْض مادت فثنطها بالجبال فَصَارَت كالأوتاد لَهَا ونثطها بالآكام فَصَارَت كالمثقلات لَهَا.
ثنط قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثنط بِتَقْدِيم الثَّاء على النُّون: الشق. والنثط: والإثقال وهما حرفان غَرِيبَانِ ماجاءا إِلَّا فِي حَدِيث كَعْب وَقيل نثطها: أثبتها والنثط والمثط: غمزك الشَّيْء بِيَدِك على الأَرْض. وَفِي بعض الحَدِيث: كَانَت الأَرْض هفا على المَاء فنثطها الله بالجبال. الهف: القلق الَّذِي لايستقر من قَوْلهم: رجل هف أَي خَفِيف وَقَالَ: ... هف خَفِيف قَلِيل المَال لَيْسَ لَهُ ... إِلَّا مذلقة أَو وَفِضة سبد ... وَمِنْه سَحَابَة هف: لاماء فِيهَا ... وشهدة هف لاعسل فِيهَا. سعيد رَضِي الله عَنهُ الشُّهَدَاء ثنية. أَي الَّذين استثناهم الله عَن الصعفة الآولى] بقوله: (فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله) . يُقَال حلف يَمِينا لَيست فِيهِ اثنية.(1/178)
وَعَن الْأَصْمَعِي: سَأَلت ابْن عمرَان القَاضِي [1] عَن رجل وقف وفقا وَاسْتثنى مِنْهُ فَقَالَ: لايحوز الْوَقْف إِذا كَانَت فِيهِ ثنية. يثنيه عَلَيْهِ إثناء فِي (طر) . أُثناءه فِي (سح) . وطلاّع الثنايا فِي (دين) . وثنيته فِي (عص) .
الثَّاء مَعَ الْوَاو
النبث صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم توضئوا مِمَّا غيَّرت النَّار وَلَو من ثَوْر أقط. هُوَ الْقطعَة مِنْهُ لِأَن الشَّيْء إِذا قُطع عَن الشَّيْء ثار عَنهُ وَزَالَ ثَوْر والأقط: مخيض يُطبخ ثمَّ يتْرك حَتَّى يمصل. وَالْمرَاد بالتوضؤ غسل الْيَدَيْنِ كتب صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم لأهل جُرش بالحمى الَّذِي أحماه لَهُم: للْفرس وَالرَّاحِلَة والمثيرة فَمن رعاه من النَّاس فَمَاله سحت. المثيرة: الْبَقَرَة الَّتِي تثير الأَرْض. سحت: هدر أَي إِن عقره عَاقِر أَهْدَرْتُهُ وَالَّذِي يلاقي بَينه وَبَين السُّحت الْمَعْرُوف أَن الدَّم المهدر مسحوت التبعة كَمَا أَن الْكسْب الْحَرَام مسحوت الْبركَة. كتب صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم لأهل نَجْرَان حِين صَالحهمْ: إِن عَلَيْهِم ألفي حلَّة فِي كل صفر وَفِي كل رَجَب ألف حلَّة وَمَا قضوا من ركاب وخيل أَو دروع أُخذ مِنْهُم بِحِسَاب وعَلى نَجْرَان مثوى رُسُلِي عشْرين لَيْلَة فمادونها ولنجران وحاشيتها ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله على دِيَارهمْ وَأَمْوَالهمْ وثلتهم وملتهم وبيعهم ورهبانيتهم واساقفهم وشاهدهم وغائبهم وعَلى أَلا يغزوا أُسقفاًّ من سقيفاه وَلَا وافقا من وقيفاه ولاراهبا من رهبانيته وعَلى الا يحْشرُوا ولايعشروا. مثوى رُسُلِي: أَي ثواؤهم ضيوفا لَهُم. والثوى: الضَّيْف قَالَ أَوْس: ثوى(1/179)
لعمرك ماملت ثواء ثويها ... حليمة إِذا أَلْقَى مَرَاسِيَ مُقْعَد ... وَيُقَال: تثَّويت فلَانا: إِذا تضَّيفته. وَمِنْه حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: شيخ من طفاوة تثوَّيته فَلم أر رجلا أَشد تشميرا وَلَا أقوم على ضيف مِنْهُ. يُقَال لقطيع الضَّأْن: ثلة ولقطيع المعزى: حِيلَة فَإِذا اجْتمعَا قيل لَهما جَمِيعًا ثلَّة. وعَلى أَلا يغزوا مَعْطُوف على قَوْله: أَن عَلَيْهِم لِأَن الْمَعْنى صَالحهمْ على أَن عَلَيْهِم فَحذف على وحروف الْجَرّ يكثر حذفهَا مَعَ أنْ وأنّ. الرهبانية والأساقفة: جمع رُهْبَان وأُسقف وَقد مضى لنا فِي هَذِه التَّاء كَلَام وَسمي الأُسقف لخشوعه من الأسقف وَهُوَ الطَّوِيل المنحني. الْوَاقِف: خَادِم الْبيعَة لِأَنَّهُ وقف نَفسه على ذَلِك. السقيفي [1 1] والواقيفى: مصدران الخليفي والخطيبي. لايحشروا: لايكلفوا الْخُرُوج فِي الْبعُوث. ويعشروا: لايؤخذ عشر أَمْوَالهم. إِذا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فأتوها وَعَلَيْكُم السكينَة فَمَا أدركتم فصلوا ومافاتكم فَأتمُّوا.
ثوب الأَصْل فِي التثويب: أَن الرجل كَانَ إِذا جَاءَ مستصرخا لوح بِثَوْبِهِ فَيكون ذَلِك دُعَاء وإنذارا ثمَّ كثر حَتَّى سُمي الدُّعَاء تثويبا قَالَ طفيل: ... وَقد منَّت الخَذوَاءُ مناًّ عليكمْ ... وشَيْطَانُ إِذا يَدعُوهُم ويثوب ...(1/180)
وَقيل: هُوَ ترديد الدُّعَاء تفعيل منثاب: إِذا رَجَعَ وَمِنْه قيل لقَوْل الْمُؤَذّن: الصَّلَاة خير من النّوم: التثويب. عمر رَضِي الله عَنهُ كُتب إِلَيْهِ فِي رجل قيل لَهُ: مَتى عَهْدك بِالنسَاء فال: البارحة. فَقيل: من قَالَ: أم مثواي. فَقيل لَهُ: قد هَلَكت قَالَ: ماعلمت أَن الله حرَّم الزِّنَا فَكتب عمر أَن يسْتَحْلف ماعلم أَن الله حرم الزِّنَا ثمَّ يُخلى سَبيله. المثوى: مَوضِع الثواء وَهُوَ النُّزُول وَيُقَال لصَاحب المثوى: أَبُو مثوى
ثواء ولصاحبته: أم مثوى. لاأوتي بِأحد انْتقصَ من سبل الْمُسلمين إِلَى مثاباته شَيْئا إِلَّا فعلت بِهِ كَذَا. أَي إِلَى مَنَازِله لِأَنَّهُ يُثَاب إِلَيْهَا أَي يرجع بِهِ. عَمْرو رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: كَيفَ تجدك قَالَ: أجدني أذوب وَلَا أثوب وأجدنجوى أَكثر من رزئي. يُقَال ثاب جِسْمه بعد النهكة: إِذا عَاد إِلَى صِحَّته. النجو: الْحَدث. من رزئي: أَي مِمَّا أرزؤه من الطَّعَام بِمَعْنى أصيبه. يُقَال: مارزأته زبالا: إِذا لم يصب مِنْهُ شَيْئا. وَمِنْه قيل للمصاب: رزء ورزئيه.(1/181)
فِي الجديث: الثيبان يرجمان والبكران ويجلدان ويغرّبان. يُقَال للرجل وَالْمَرْأَة: ثيب وَهُوَ فيعل من ثاب يثوب كسيد من سَاد يسود لمعاودتها التَّزَوُّج فِي غَالب الْأَمر وَقَوْلهمْ: تثيبت مَبْنِيّ على لفظ ثيب وَيجوز أَن يكون فيعلت كَمَا قيل فِي تدير الْمَكَان مِم ثيب فِي (أَب) . إِلَى ثَوْر فِي (عي) . مَثَاوِيَكُمْ فِي (فر) . فَلَا يثوي عِنْده فِي (جو) . [آخر الثَّاء وَالله الْحَمد والْمنَّة](1/182)
حرف الْجِيم
الْجِيم مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي المبعث حِين رأى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: فجئثت مِنْهُ فرقا فَأَتَت خَدِيجَة ابْن عَمها ورقة بن نَوْفَل وَكَانَ نَصْرَانِيّا قد قَرَأَ الْكتب فَحَدَّثته وَقَالَت: إِنِّي أَخَاف أَن يكون قد عُرض لَهُ فَقَالَ: لَئِن كَانَ ماتقولين حَقًا إِنَّه ليَأْتِيه الناموس الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى. جئث الرجل: قلع من مَكَانَهُ فَزعًا والثاء بدل من فَاء جئف الشَّيْء بِمَعْنى جعف:
جئث إِذا قلع من أَصله قَالَ زيد الفوارس [1 2] : ... ولوا تكبتهم الرِّماحُ كأَنّهُمْ أَثْلٌ جأَفْتَ أُصولَه أوْ أثأَبُ ... وَمثله قَوْلهم فِي فروغ الدَّلْو ثروع. وَفِي أثاث أثاف. وَعَكسه فمّ فِي ثُمَّ وجدف فِي جدث. وروى فجثثت وَهُوَ أَيْضا من جث واجتث: إِذا قلع. فرقا: منتصب على أَنه مفعول لَهُ. عرض لَهُ: من قَوْلهم عرضت لَهُ الغول وَعرضت بِالْكَسْرِ عَن أبي زيد أَي أَخَاف أَن يكون قد أَصَابَهُ مس من الْجِنّ. الناموس: جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام شبه بناموس الْملك وَهُوَ خاصته الَّذِي يطلعه على مايطويه من سرائره من غَيره. وَقيل هُوَ صَاحب سر الْخَيْر خَاصَّة. الجاجيء فِي (رج) .(1/183)
الحيم مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ فِي الْجَبْهَة وَلَا فِي النخة وَلَا فِي الكسعة صَدَقَة.
جبه الْجَبْهَة: الْخَيل سميت بذلك لِأَنَّهَا خِيَار الْبَهَائِم كَمَا يُقَال: وَجه السّلْعَة لخيارها وَوجه الْقَوْم وجبهتهم لسيدهم. وَقَالَ بَعضهم: هِيَ خِيَار الْخَيل. النخة والنخة: الرَّقِيق وَقيل: الْبَقر العوامل وَقيل: الْإِبِل العوامل من النخ وَهُوَ السُّوق الشَّديد. الكسعة: الْحمير من الكسع وَهُوَ ضرب الإدبار. وَمِنْه: اتبع آثَارهم يكسعهم بِالسَّيْفِ. أخرجُوا صَدقَاتكُمْ فَإِن الله تَعَالَى قد أراحكم من الْجَبْهَة والسجة والبجة الْجَبْهَة: المذلة من جبهة: إِذا استقبله بالأذى. والسجة: المذقة من السجاج وَهُوَ اللَّبن المذيق. والبجة [الدَّم] الفصيد من البج وَهُوَ البط والطعن غير النَّافِذ وَالْمعْنَى: قد أنعم الله عَلَيْكُم بالتخليص من مذلة الْجَاهِلِيَّة وضيقتها وأعزكم بلإسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عَلَيْكُم الْأَمْوَال فَلَا تفرطوا فِي أَدَاء الزَّكَاة فَإِن عللكم مزاحة. وَقيل: هِيَ أصنام كَانُوا يعبدونها. وَالْمعْنَى: تصدقوا شكرا على مارزقكم الله من الْإِسْلَام وخلع الأنداد. حَضرته امْرَأَة فَأمرهَا بِأَمْر فتأبت عَلَيْهِ فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا جبَّارة. هِيَ العاتية المتكبرة. وَمِنْه قيل للْملك: جَبَّار وَجبير لكبريائه.(1/184)
وَفِي حَدِيثه: أَنه ذكر الْكَافِر فِي النَّار فَقَالَ: صرسه مثل أحد وكثافة جلده أَرْبَعُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع الْجَبَّار. وَهُوَ من قَول النَّاس: ذِرَاع الْملك وَكَانَ هَذَا ملكا من مُلُوك الْأَعَاجِم تَامّ الذِّرَاع. قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز زعمت الْمَرْأَة الصَّالِحَة خَوْلَة بنت حَكِيم امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرد ذَات يَوْم وَهُوَ مختضن أحد ابْني ابْنَته وَقد يَقُول: وَالله إِنَّكُم لتجبنون وتبخلون وتجهلون وَإِنَّكُمْ لمن ريحَان الله وَإِن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج. مَعْنَاهُ: إِن الْوَلَد [1 3] يُوقع أَبَاهُ فِي الْجُبْن خوفًا من أَن يقبل فيضيع وَلَده بعده
حبن وَفِي الْبُخْل إبْقَاء على مَاله لَهُ وَفِي الْجَهْل شُغلا بِهِ عَن طلب الْعلم. الْوَاو وَإِنَّكُمْ للْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: مَعَ أَنكُمْ من ريحَان الله: أَي من رزق الله. يُقَال: سُبْحَانَ الله وريحانه: أَي أسبحه وأسترزقه. وَقَالَ النمر: سَلاَمُ الإِلهِ وَرَيْحَانُه ... وَرَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ ... [وَبعده ... غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ ... فأَحْيَا البِلاَدَ وطاب الشحر ... وَهُوَ مخفف عَن ريحَان فيعلان من الرّوح لِأَن انتعاشه بالزرق. وَيجوز أَن يُرَاد بالريحان: المشموم لِأَن الشمامات تسمى تحايا وَيُقَال: حَيَّاهُ الله بطاقة نرجس وبطاقة ريحَان فَيكون الْمَعْنى: وَإِنَّكُمْ مِمَّا كرم الله بِهِ الأناسئ وحياهم بِهِ أَو لأَنهم يشمون ويقبَّلون فكأنهم من جملَة الرياحين الَّتِي أنبتها الله. وَمِنْه حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: أَن رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: أَبَا الريحانتين أوصيك بريحانتي خيرا فِي الدُّنْيَا قبل أَن ينهد ركناك. فَلَمَّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَليّ: هَذَا أحد الرُّكْنَيْنِ فَلَمَّا مَاتَت فَاطِمَة قَالَ: هَذَا الرُّكْن الآخر.(1/185)
الْوَطْأَة: مجَاز عَن الطَّحْن والإبادة. قَالَ: وَوَطِئْتَنَا وَطْأَةً عَلَى حَنَقٍ وَطْأَ المُقَيَّدِ نابت الهَرْمِ ... وَج: وَادي الطَّائِف. قَالَ ... ياسقى وَج وجنوب وَج ... واحتله غيث دراك الثج ... وَالْمرَاد غزَاة حنين وحنين: وَاد قبل وَج لِأَنَّهَا آخر غزَاة أوقع بهَا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم على الْمُشْركين. وَأما غزوتا الطَّائِف وتبوك فَلم يكن فيهمَا قتال وَوجه عطف هَذَا الْكَلَام على ماسبقه التأسف على مُفَارقَة أَوْلَاده لقرب وَفَاته لِأَن غَزْوَة حنين كَانَت فِي شَوَّال سنة ثَمَان ووفاته فِي شهر ربيع الأول من سنة إِحْدَى عشرَة. كَأَنَّهُ قَالَ: وَإِنَّكُمْ لمن ريحَان الله وَأَنا مفارقكم عَن قريب. قَالَ لَهُ رجل: إِنِّي مَرَرْت بجبوب بدر فأذا أَنا بِرَجُل أَبيض رَضْرَاض وَإِذا رجل اسود بيدَيْهِ مرزنة من حَدِيد يضْربهُ بهَا الضَّرْبَة بعد الضَّرْبَة فيغيب فِي الأَرْض ثمَّ يَبْدُو رتوة فيتبعه فيضربه فيغيب ثمَّ يَبْدُو رتوة. فَقَالَ ذَاك أَبُو جهل يفعل بِهِ ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. جبب: الجبوب: مَا غلظ من وَجه الأَرْض وَقيل للمدرة: جبوبة لِأَنَّهَا قِطْعَة من الجبوب. وَمِنْهَا حَدِيثه: إِنَّه قَالَ لرجل يقبر مَيتا: ضع تِلْكَ الجبوبة مَوضِع كَذَا الرضراض الَّذِي يترضرض لنعمته وَكَثْرَة لَحْمه يُقَال: بدن رَضْرَاض وكفل رَضْرَاض. المرزبة [1 4] والإرزبة: الميتدة من رزب على الأَرْض ورزم: إِذا لزم فَلم يبرح قَالَ: ... ضَرْبُكَ بالمِرْزَبَةِ الْعود النخر ...(1/186)
الرتوة: قرب الْمسَافَة من قَول الْمَاشِي: رتوت رتوة إِذا مَشى مشياً قَلِيلا وَمِنْه رتوت الدلوا: إِذا مددتها بِرِفْق ورتا بِرَأْسِهِ وَهُوَ شبه الْإِيمَاء. قَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع: قدمنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم [بِئْر] الْحُدَيْبِيَة فَقعدَ على جباها فسقينا وَاسْتَقَيْنَا ثمَّ أَن الْمُشْركين راسُّونا الصُّلْح حَتَّى مَشى بَعْضنَا إِلَى بعض فاصطلحنا. الجبا: بِالْفَتْح مَا حول الْبِئْر وبالكسر: مَا جُمع فِي الْحَوْض من المَاء. جبى راسونا: فاتحونا من قَوْلهم: بَلغنِي رسٌّ من خبر ورسُّ الْحمى ورسيسها: أول مَا تَمَسّ. عبد الرَّحْمَن رَضِي الله عَنهُ لما بدا لَهُ أَن يُهَاجر أودع مطعم بن عدي جبجبة فيا نوى من ذهب. هِيَ زنبيل من جُلُود. وَمِنْهَا حَدِيث عُرْوَة: كَانَت تَمُوت لَهُ الْبَقَرَة فيأمر أَن تتَّخذ من جلدهَا جباجب. النَّوَى: جمع نواة وَهِي قِطْعَة وَزنهَا خَمْسَة دَرَاهِم سميت بنواة التَّمْر ة ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ وَذكر النفخ فِي الصُّور فَيقومُونَ فيجبون تجبية رجل وَاجِد قيَاما لرب الْعَالمين. قيل لكل وَاحِد من الرَّاكِع والساجد: مجب لِأَنَّهُ يجمع بانحنائه بَين أَسْفَل بَطْنه وأعالي فَخذيهِ. أُسامة رَضِي الله عَنهُ ذكر سَرِيَّة خرج فِيهَا قَالَ: فصبحنا حيًّا من جُهَيْنَة فَلَمَّا رأونا جبئوا من أخبيتهم وَانْفَرَدَ لي وَلِصَاحِب السّريَّة رجل فأشرع عَلَيْهِ الْأنْصَارِيّ
جبأ وَرمحه وَسجد فَالْتَفت وَقَالَ: لآ إلله إِلَّا الله فَرفع عَنهُ الْأنْصَارِيّ وأدركته فَقتلته.(1/187)
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أقتلت رجلا يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ أُسَامَة: فَلَا أقَاتل رجلا يَقُول: لاإله إِلَّا الله حَتَّى أَلْقَاهُ. فَقَالَ سعد: وَأَنا لَا أُقاتلهم حَتَّى يقاتلهم ذُو البطين. وَكَانَ لأسامة بطن مندح. وروى أَنه كَانَ فِي سَرِيَّة أميرها غَالب بن عبد الله وَأَنَّهُمْ قد أحاطوا لَيْلًا بحاضر فَعم وَقد عطنوا مَوَاشِيهمْ فَخرج إِلَيْهِم الرِّجَال فَقَاتلُوا سَاعَة ثمَّ ولوا قَالَ أُسَامَة: فَخرجت فِي أثر رجل مِنْهُم فَجعل يتهكم بِي حَتَّى إِذا دَنَوْت مِنْهُ وَلحمَته بِالسَّيْفِ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله فَم أُغمد عَنهُ سَيفي حَتَّى أوردته شعوب. جبئوا: خَرجُوا يُقَال: جبأ عَلَيْهِ الْأسود من جُحْره وجبأت عَلَيْهِ الضبع من وجارها: وَهُوَ الْخُرُوج من مكمن. فَرفع عَنهُ: أَي رمحه أَو يَده فَحذف لِأَنَّهُ مَفْهُوم. الضَّمِير فِي أَلْقَاهُ يرجع إِلَى الله فِي قَوْله: لَا إِلَه إِلَّا الله. أَرَادَ بِذِي البطين: أُسَامَة لاندتحاج بَطْنه وَهُوَ اتساعه واستفاضته. وَمِنْه: اندحَّ [1 5] الْكلأ. الْحَاضِر: الْحَيّ إِذا حضر وَالدَّار الَّتِي بهَا مجتمعهم. قَالَ: ... فِي حَاضر لجب ابالليل سامره ... فِيهِ الضواهل والرَّاياتُ والعَكَرُ ... وَهُوَ أَيْضا خلاف البادي فِي قَوْله: لَهُم حاضِرٌ فَعْمٌ وَبَادٍ كأَنَّهُ ... قَطِينُ الإِلهِ عزَّةً وتَكَرُّمَا ... وَقد يُقَال أَيْضا للمكان المحضور: حَاضر فَيَقُولُونَ: زلنا حَاضر بني فلَان. الفعم: الضخم الجم. عطَّنوا: من العطن. التهكم: الِاسْتِهْزَاء وَالِاسْتِخْفَاف. لحْمَته: ضَربته. وَمَعْنَاهُ أصبت لحْمَة.(1/188)
شعوب: علم للمنية كذ كاء للشمس وَقد يدْخل عَلَيْهَا لَام التَّعْرِيف فَيُقَال: أَدْرَكته الشعوب وَهِي جينئذ صفة غالبة إِذا لم تدخل عَلَيْهَا اللَّام انصرفت فَقيل: أَدْرَكته شعوبٌ. كَقَوْلِك: منية ومصيبة وَهِي من الشّعب بِمَعْنى التضفريق. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا نها الْجب. قيل: وماالجب فَقَالَت امْرَأَة عِنْده: هُوَ المزادة يخيط بَعْضهَا إِلَى بعض وَكَانُوا ينتبذون فِيهَا حَتَّى ضربت. هِيَ من الْجب وَهُوَ الْقطع لِأَنَّهَا الَّتِي فريت لَهَا عدَّة آدمة. وَعَن الْأَصْمَعِي فِي المزادة هِيَ الَّتِي تفأم بجلد ثَالِث بَين الجلدين لتتسع وَتسَمى المجبوبة أَيْضا. وَيُقَال: استجب السقاء: إِذا غلظ وضرى وَمَعْنَاهُ صَار جُبًّا كاستحجر الطين. جَابر كَانَ الْيَهُود يَقُولُونَ: إذال نكح الرجل امْرَأَة مجبية جَاءَ وَلَده أَحول فَنزلت: (نِسَاؤُكم حَرْثٌ لَكُمْ) غير أَن ذَلِك فِي صمام وَاحِد وروى فِي سمام أَي مكبة على الْوَجْه. الصمام: مَا يسد الفرجة فَسُمي بِهِ الْفرج وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ فِي مَوضِع صمام والسمام: السم يُقَال: سمّ الإبرة وسمامها وَيجوز أَن يكون الصَّاد بَدَلا من السِّين شاذا عَن الْقيَاس أَعنِي أَنه لَيْسَ بعْدهَا أحد الْحُرُوف الْأَرْبَعَة الَّتِي هِيَ الْغَيْن وَالْخَاء وَالْقَاف والطاء كَمَا شَذَّ صلهب فِي معنى سلهب. عِكْرِمَة كَانَ يسْأَله خَالِد الْحذاء فَسكت خَالِد فَقَالَ لَهُ: مَالك أجبلت أَي انْقَطَعت وَأَصله أَن يبلغ معول الْحَافِر الْجَبَل ولايعمل. جبل مَسْرُوق رَضِي الله عَنهُ الممسك بِطَاعَة الله إِذا جبت النَّاس عَنْهَا كالكار بعد الفار.(1/189)
التجبيب: الْفِرَار البليغ بغاية الْإِسْرَاع. المجبور فِي (بص) . وجهروة فِي (عف) . جَبَّار فِي (عج) . ولاتجبوا فِي (عش) . من أجبى فِي (أَب) . مجبأة فِي (قصّ) . وجبار الْقُلُوب فِي (دح) . فِي جبوته فِي (حب) . من الجبت فِي (طي) جب طلعة فِي (جف) .
الْجِيم مَعَ الثَّاء
[1 6] النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دَعَا دُعَاء الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ من جثى جَهَنَّم.
جثى أَي من جماعاتها. والجثوة: مَا جُمع من تُرَاب وَغَيره فاستُعيرت. وروى جثى وَهُوَ جمع جاثٍ من قَوْله تَعَالَى: (حَوْلَ جهنَّم جِثِيّا) نهى عَن الْمُجثمَة.
جثم هِيَ الْبَهِيمَة تجثم ثمَّ ترمي حَتَّى تُقتل. فجثثت فِي (جا) . تجثمها فِي (جف) .
الْجِيم مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِامْرَأَة مجح فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا: هَذِه أمة لفُلَان. فَقَالَ: أيلم بهَا فَقَالُوا: نعم فَقَالَ: لقد هَمَمْت أَن ألعنه لعنا يدْخل مَعَه فِي قَبره كَيفَ يستخدمه وَهُوَ لايحل لَهُ أم كَيفَ يورثه وَهُوَ لايحل لَهُ
جح الجح: جرو الحنظل والبطيخ فَشبه بِهِ الْجَنِين فَقيل للحامل مجح. الضَّمِير فِي يستخدمه ويورثه رَاجع إِلَى الْوَلَد وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ يرجع إِلَى الِاسْتِخْدَام والتوريث. وَالْمعْنَى: أَن أمره مُشكل إِن كَانَ وَلَده لم يحل لَهُ استعباده وَإِن كَانَ ولد غَيره لم يحل لَهُ توريثه. خُذُوا الْعَطاء مَا كَانَ عَطاء فَإِذا تجاحفت قُرَيْش على الْملك وَكَانَ عَن دين أحدكُم فَدَعوهُ.(1/190)
أَي تقاتلت من الإجحاف وَيُقَال: الجحف: الضَّرْب بِالسَّيْفِ. والمجاحفة المزاحفة.
جحف عَن دين أحدكُم: أَي مجاوزاً لدين أحدكُم مباعداً لَهُ. عَائِشَة إِذا حَاضَت الْمَرْأَة حرم الجحران. الْمَعْنى: أَن أَحدهمَا حرَام قبل الْمَحِيض فَإِذا حَاضَت حرما مَعًا وَقيل الجحران وَالْحجر
حجر كعقب الشَّهْر وعقبانه. مَيْمُونَة كَانَ لَهَا كلب فَأَخذه دَاء يُقَال لَهُ الجحام فَقَالَت وارحمتا لمسمار هُوَ دَاء يَأْخُذ فِي رُءُوس الْكلاب فتكوى بَين أعينها وَفِي عُيُون الأناسي فترم.
جحام مِسْمَار اسْم كلبها. الْحسن استؤذن فِي قتال أهل الشَّام حِين خرج ابْن الْأَشْعَث فَقَالَ فِي كَلَام لَهُ: وَالله إِنَّهَا لعقوبة فَمَا أَدْرِي أمستأصلة أم مجحجحة فَلَا تستقبلوا عُقُوبَة الله بِالسَّيْفِ وَلَكِن بالاستكانة والتضرع. أَرَادَ أم متوقفة كافَّة عَن الاستئصال يُقَال: جحجح عَن الْأَمر وجحجح عَلَيْهِ:
مجحجح إذالم يقدم عَلَيْهِ. جحيمر فِي (عش) . جحظ فِي (سح) . ولاجحراء فِي (طم) . فاجتحفها فِي (صب) . الْجَحِيم فِي (قع) . فجحجح فِي (جخ) .
الْجِيم مَعَ الْخَاء
النبث صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا سجد جخى. أَي تقوس ظَهره متجافياً عَن الأَرْض من قَوْلهم: جخى الشَّيْخ: إِذا انحنى
جحى من الْكبر قَالَ ... لاخير فِي الشَّيْخ إِذا ماجخى ...(1/191)
وروى: جخ: أَي فتح عضديه وروى: كَانَ إِذا صلى جخَّ وَفسّر بالتحول من مَكَان إِلَى مَكَان. ابْن عمر نَام وَهُوَ جَالس حَتَّى سُمع [1 7] جخيفه ثمَّ قَامَ فصلى وَلم يتَوَضَّأ. جخف جخف النَّائِم: إِذا نفخ وَزَاد على الغطيط. فِي الحَدِيث: إِن أردْت الْعِزّ فجخجخ فِي جشم. أَي صَحَّ فِيهِ ونادهم. وَقيل: احلل فِي معظهم وسوادهم كَأَنَّهُ ليل قد تجخجخ: أَي تراكمت ظلمته قَالَ الْأَغْلَب: ... إنْ سَرَّكَ العِزُّ فجَخْجِخْ فِي جُشَمْ ... أَهْلِ الْعَدِيدِ والبناءِ والكَرَمْ ... وروى بِالْحَاء أَي توقف فيهم. وَمن روى ... فجحجح بجشم فَهُوَ من قَوْلهم: جحجحت بفلان أَي أتيت بِهِ جحجاحا: سيدا. مجخيا فِي (عر) . جخراء فِي (طم) .
الْجِيم مَعَ الدَّال
النبث صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم كتب مُعَاوِيَة إِلَى الْمُغيرَة بن شُعْبَة: أَن اكْتُبْ إليَّ بِشَيْء سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكتب إِلَيْهِ: إِنِّي سمعته وَيَقُول إِذا انْصَرف من الصَّلَاة: لاإله إِلَّا الله وَحده لاشريك لَهُ لَهُ الْملك واله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير. اللَّهُمَّ لامانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت ولانفع ذَا الْجد مِنْك الْجد وروى: لما أنطيت لامنطي. الْجد: الْحَظ والإقبال فِي الدنا. وَالْجد بِالضَّمِّ: الصّفة وَمثله الحلو والمر وناقة غبر أسفار. وَمِنْه قَوْله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم: قُمْت على بَاب الْجنَّة قإذا عَامَّة من يدخلهَا(1/192)
الْفُقَرَاء وَإِذ أَصْحَاب الْجد محبوسون. مِنْك: من قَوْلهم: هَذَا من ذَاك أَي بدل ذَاك وَمن قَوْله: فليتَ لنا من مَاء زَمْزَم شَرْبةً ... أَي بدل مَاء زَمْزَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (ولوْ نشَاء لجعلنامنكم مَلَائِكَة فِي الأَرْض يخلقون) . وَالْمعْنَى: أَن المحظوظ لاينفعه حَظه بذلك أَي بدل طَاعَتك وعبادتك وَيجوز أَن تكون من على أصل مَعْنَاهَا أَعنِي الِابْتِدَاء وتتعلق إِمَّا مابينفع وَإِمَّا بالجد. وَالْمعْنَى: المجدود لاينفعه مِنْك الْجد الَّذِي منحته وَإِنَّمَا يَنْفَعهُ أَن تمنحه اللطف والتوفيق فِي الطَّاعَة أولاينفع من جده مِنْك جده وَإِمَّا يَنْفَعهُ التَّوْفِيق مِنْك الإنطاء: الْإِعْطَاء بلغَة بني سعد. إِنِّي عندالله مَكْتُوب خَاتم النَّبِيين وَإِن آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته. انجدل: مُطَاوع جدله إِذا أَلْقَاهُ على الأَرْض وَأَصله الْإِلْقَاء على الجدالة وَهِي الأَرْض الصلبه وَهَذَا على سَبِيل
جدل فعل مناب فعل وَقد سبق نَظِيره. الطينة: الْخلقَة من قَوْلهم: طانه الله طينتك والجارُّ الَّذِي هُوَ فِي لَيْسَ بمتعلق بمنجدل وَإِنَّمَا هُوَ خير ثَان لِأَن وَالْوَاو مَعَ مابعدها فِي مَحل النصب على الْحَال من الْمَكْتُوب. وَالْمعْنَى كتبت خَاتم الْأَنْبِيَاء فِي الْحَال الَّتِي آدم مطروح على الأَرْض حَاصِل فِي أثْنَاء الْخلقَة لما يفرغ من تَصْوِيره وإجراء الرّوح فِيهِ. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن جدَاد اللَّيْل. وَعَن حصاد اللَّيْل هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر: صرام النّخل وَكَانُوا يَجدونَ بِاللَّيْلِ ويحصدون خشيَة حُضُور الْمَسَاكِين وفرارا من التَّصَدُّق عَلَيْهِم فنُهوا عَن ذَلِك بقوله تَعَالَى: (وآتُوا حَقه يَوْم حَصَاده) . [1 8]
جدَاد(1/193)
أوصى من خَيْبَر بجاد مائَة وسق اللأشعريين وبجاد مائَة وسق للشنائيين.
جاد أَي بِنَخْل يجدُّ مِنْهُ مائَة وسق من التَّمْر وَهُوَ من بَاب قَوْلهم: ليل: نَائِم. وَمِنْه حَدِيثه: اربطوا الْفرس فَمن ربط فرسا فَلهُ جادُّ مائَة وَخمسين وسْقا. قيل: كَانَ هَذَا فِي بَدْء الْإِسْلَام وَفِي الْخَيل إِذا ذَاك غَزَّة [وقله] الشنئ: مَنْسُوب إِلَى شنُوءَة بِحَذْف الْوَاو وَفتح الْعين وَهَكَذَا النسبه إِلَى كل ماثالثه وَاو أوياء سَاكِنة وَفِي آخِره تَاء تَأْنِيث كَقَوْلِهِم: عضبيّ وحنفيّ نسبهم إِلَى بني عضوبة وَبني حنيفَة. وروى للشنويين وَهَذَا فِيمَن خفف شنؤءة بقلب همزتها واوا. أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ إِن قوم خفاف بن ندبة السّلمِيّ ارْتَدُّوا وَأبي أَن يرْتَد
جداء وَحسن ثباته على الْإِسْلَام فَقَالَ فِيهِ شعرًا قوافيه ممدودة مُقَيّدَة: ... لَيْسَ لشئ غير تقوى جداء ... وكل خلق عمروه للفناء
إِن أَبَا بكر هُوَ الْغَيْث إِذا ... لم تزرغ الأمطارُ بَقلا بماءْ
المُعْطِيَ الْجُرْدَ بأَرسانها ... والناعجاتِ المسرعات النخاء
وَالله لايدرك أَيَّامه ... ذُو طرة ناش ولاذو رِدَاءْ ... مَنْ يَسْعَ كي يدركَ أَيامَه ... يجتهِدُ الشدَّ بأرضٍ فضاءْ ... الجداء: من أجدى عَلَيْهِ كالغناء من أغْنى عَنهُ. الإزراغ: البل البليغ وَمِنْه الرزغة وَهِي الردغة الْمُعْطِي: نصب على الْمَدْح. الناعجات: الْإِبِل السراع وَقد نعجت وَقيل الْكِرَام الحسان الألوان من النعج(1/194)
يجْتَهد الشدّ: أَي يجتهده ويبلغ أقْصَى مَا يُمكن مِنْهُ من قَوْلهم: اجْتهد رَأْيه. عمر رَضِي الله عَنهُ جَدب السمر بعد الْعَتَمَة. الجدب: الْعَيْب والتنقص قَالَ:
جَدب وَمن وَجْهٍ تَعَلَّلَ جادِبُه وَمِنْه الجدب. خرج إِلَى الاسْتِسْقَاء فَصَعدَ الْمِنْبَر فَلم يزدْ على الاسْتِغْفَار حَتَّى نزل فَقيل لَهُ: انك لم تستسق. فَقَالَ: لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء. هُوَ جمع مجدح: وَهُوَ ثَلَاثَة كواكب كَأَنَّهَا أنفية فَشبه بالمجدح وَهُوَ خَشَبَة لَهَا ثَلَاثَة أعيار الجدح يجدح بهَا الدَّوَاء: أَي يُضرب وَالْقِيَاس مجادح فزيدت الْيَاء لإشباع الكسرة كَقَوْلِهِم: الصياريف والدراهيم. وَهُوَ على قِيَاس قَوْله سِيبَوَيْهٍ جمع على غير وَاحِد. والمجدح عِنْد الْعَرَب من الأنواء الَّتِي لاتكاد تخطئ وَإِنَّمَا جمعه لِأَنَّهُ اراده وماشاكله من سَائِر الآنواء الصادقة. وَالْمعْنَى: أَن الستغفار عِنْدِي بِمَنْزِلَة الاسْتِسْقَاء بالأنواء الصادقة عنْدكُمْ لقَوْله [1 9] تَعَالَى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا ربكُم إِنَّهُ كانَ غفَّارا يُرسلِ السماءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً) . سَأَلَ الْمَفْقُود الَّذِي اشتهوته الْجِنّ: ماكان طعامهم قَالَ: الفول ومالم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ. قَالَ: فماكان شرابهم قَالَ الجدف.(1/195)
جَاءَ فِي الحَدِيث: إِنَّه مالايغطى من الشَّرَاب كَأَنَّهُ الَّذِي جُدف عَنهُ الغطاء: أَي نحى وجذف من قَوْلهم: رجل مجدوف الكمين إِذا كَانَ قصير الكمين محذوفهما وجذفت السَّمَاء بالثلج [وجدفت] : رمت بِهِ وَقيل: هُوَ كل مَا رُمي بِهِ عَن الشَّرَاب من زبد أَو قذى. وَقيل: هُوَ نَبَات إِذا رعته لإبل لم تحتج إِلَى المَاء كَأَنَّهُ بجدف الْعَطش. جدف وَالتَّقْدِير: أَي شَيْء كَانَ طعامهم أَو شرابهم. وَإِن نصبا كَانَ فِي مَحل الرّفْع وَفِي الْفِعْل ضمير هـ. وَالتَّقْدِير: أَي شَيْء كَانَ هُوَ طعامهم أَو شرابهم والجدف جَائِز فِيهِ الرّفْع وَالنّصب. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وقف على طَلْحَة يَوْم الْجمل وَهُوَ صريع فَقَالَ: أعزز عليَّ أَبَا مُحَمَّد أَن أَرَاك مجلا تَحت نُجُوم السَّمَاء فِي بطُون الأودية شفيت نَفسِي وَقتلت معشري إِلَى الله أَشْكُو عجري ونجري المجدل: الْمَطْرُوح جدل العجر: العقد فِي العصب وَمِنْه عجر الْعَصَا. والبجر: الْعُرُوق المتعقدة فِي الْبَطن خَاصَّة وَقيل: العجر النفخ فِي الظُّهُور والبجر فِي الْبُطُون فَوضعت مَوضِع الهموم والأشجان على سَبِيل الِاسْتِعَارَة. سعد رميت يَوْم بدر سُهَيْل بن عَمْرو فَقطعت نساه فانبعثت جدية الدَّم. جدى هِيَ أول دفْعَة مِنْهُ. ابْن عمر كَانَ لايبالي أَن يُصَلِّي فِي الْمَكَان الجدد والبطحاء وَالتُّرَاب. الجدد: المستوي الصلب(1/196)
والبطحاء: المسيل الَّذِي فِيهِ حَصى صغَار. أنس كَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جدَّ فِينَا. أَي عظم فِيمَا بَيْننَا. وَمِنْه جدالله وَهُوَ عَظمته. جدد مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ لصعصعة بن صوحان: أَنْت رجل تَتَكَلَّم بلسانك فَمَا مر عَلَيْك جدلته وَلم تنظر فِي أرز الْكَلَام وَلَا استقامته. فَقَالَ لَهُ صعصعة: وَالله إِنِّي لأترك الْكَلَام حَتَّى يختمر فِي صَدْرِي فَمَا أزهف بِهِ ولأالهب فِيهِ ن حَتَّى أقوم أوده وَأنْظر فِي اعوجاجه فآخذ صَفوه وأع كدره. أَرَادَ انه يتَكَلَّم بِكُل مايعن لَهُ من غير روية فشبهه بالصائد الَّذِي يَرْمِي جدل فيجدل كلما أكثبه من الْوَحْش الْمَارَّة عَلَيْهِ. جدل الْأرز ك من [11] قَوْلك: أرز الشَّيْء: ثَبت فِي مَكَانَهُ فَاجْتمع. وَمِنْه: الآرزة وَالْمرَاد التئام الْكَلَام. الإزهاف: الاستقدام يُقَال: أزهفت قدما يَعْنِي مااقدمه قبل النّظر فِيهِ وَيجوز أَن يكون من أزهف فلَان فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وَقَالَ ماليس بحقّ وَقد صحَّف من رَوَاهُ بالراء. والإلهاب: الْإِسْرَاع. عاشئة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت فِي الْعَقِيقَة: تذبح يَوْم السَّابِع وتقطع جدولا ولايكسرلها عظم. أَي أَعْضَاء تَامَّة. قَالَ الْمبرد: الجدل: الْعظم يفصل بِمَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.(1/197)
يَوْم السَّابِع: أَي يَوْم اللَّيْل السَّابِع. كَعْب رَضِي الله عَنهُ شَرّ الحَدِيث التجديف. جدف هُوَ كفران النِّعْمَة واستقلالها وَحَقِيقَته نِسْبَة النِّعْمَة إِلَى التقاصر من قَوْلهم: فميص مجدوف الكمين وَمِنْه الحَدِيث لاتجدفوا بنعم الله. وَمِنْه الحَدِيث الْأَوْزَاعِيّ: سُئل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْعَمَل شَرّ قَالَ: التجديف. قيل وَمَا التجديف قَالَ: أَن يَقُول الرجل: لَيْسَ لي وَلَيْسَ عِنْدِي لِأَن جحود النِّعْمَة من كفرانها. مُجَاهِد قَالَ فِي تَفْسِير قَول الله تَعَالَى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) : على جديلته. جديلة هِيَ الطَّرِيقَة والناحية. وَقَالَ شمر: مارأيت تصحيفا أشبه بِالصَّوَابِ مِمَّا قَرَأَ مَالك بن سليما ن [عَن مُجَاهِد فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) . أَي على جديلته] فَإِنَّهُ صحف قَوْله ك على جديلته فَقَالَ: على حد يَلِيهِ. ابْن سِيرِين رتحنه الله كَانَ يخْتَار الصَّلَاة على الْجد إِن قدر عَلَيْهِ فَإِن لم يقدر [عَلَيْهِ] فقائما فَإِن لم يقدر فقاعدا. جد الْجد بِمَعْنى الْجدّة: وَهِي الشاطئ يَعْنِي أَن رَاكب السَّفِينَة يُصَلِّي على الشاطئ فَإِن لم يقدر صلى فِي السَّفِينَة فائما وَإِلَّا فقاعدا. عَطاء قَالَ فِي الْجد جديموت فِي الْوضُوء: لابأس بِهِ. هُوَ صرَّار اللَّيْل وَفِيه شبه من الْجَرَاد قَالَ ذُو الرمة:(1/198)
.. كأنا تغنى بَيْننَا كل لَيْلَة
جدا جد صَيْفٍ من صَرِير الْأَوَاخِر ... فِي الحَدِيث: فوردنا على جدجد متدمن. قيل: هُوَ الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء. أَو جَدْعَاء (شَرّ) . وجدا فِي _ (حَيّ) . وجداية فِي (ضغ) . الْجدر فِي (شَرّ) يجادونه فِي (مص) . جادسة فِي (خم) . الْجَدِيد فِي (صل) .
الْجِيم مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم من تعلم الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه لقى الله تَعَالَى وَهُوَ أَجْذم. أَي مَقْطُوع الْيَد. جذم وَمِنْه قَول عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: من نكث بيعَته لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم لَيست لَهُ يَد. وَقيل: الجذم الأجذوم والمجذم: الْمُصَاب بالجذام وَقيل: هُوَ الْمُنْقَطع الْحجَّة. فِي حَدِيث المبعث إِن ورقة بن نَوْفَل قَالَ: ياليتني فِيهَا جذع. أَرَادَ لَيْتَني فِي نبوّته شَاب أقوى على نصرته أَو لَيْتَني أدركتها فِي عصر الشبيبة جذع حَتَّى كنت على الْإِسْلَام لاعلى النَّصْرَانِيَّة. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أسلم وَالله أَبُو بكر وَأَنا جذعمة أَقُول فَلَا يُسمع قولي فَكيف أكون أَحَق بمقام أبي بكر(1/199)
هِيَ الجدعة وَالْمِيم زَائِدَة للتوكيد كَالَّتِي فِي [111] زرقم وستهم. وَفِي التَّاء وَجْهَان: أَحدهمَا الْمُبَالغَة وَالثَّانِي التَّأْنِيث على تَأْوِيل النَّفس أَو الجثة. جذعم أَمر نَوْفًا الْبكالِي أَن يَأْخُذ من مزورده جذيذا. جذذ هُوَ السويق لِأَنَّهُ يجذ أَي يكسر ويجش والشربة مِنْهُ: جذيذة. وَمِنْهَا حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ ك قَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين: أَصْبَحْنَا ذَات يَوْم بِالْبَصْرَةِ وندري على مَا نَحن عَلَيْهِ من صومنا فَخرجت حَتَّى أتيت أنس بن مَالك فَوَجَدته قد أَخذ جذيذة كَانَ يَأْخُذهَا قبل أَن تغذو فِي حَاجته ثمَّ غَدا. يجوز أَن تكون مَا أستفهامية قد دخل عَلَيْهِ الْجَار وأبقيت كَمَا هِيَ غير محذوفة الْألف وَإِن كَانَ الْحَذف هُوَ الْأَكْثَر اسْتِعْمَالا وَعَلِيهِ زَائِدَة للتوكيد. وَيجوز أَن تكون مَوْصُولَة وَيجْرِي نَدْرِي مجْرى نطلع ونقف فيعدى تعديته. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ حَدثنَا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم حديثين قد رَأَيْت أَحدهمَا وَأَنا أنْتَظر الآخر: حَدثنَا أَن الْأَمَانَة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال ثمَّ نزل الْقُرْآن فَعَلمُوا من الْقُرْآن وعلّموا من السّنة. ثمَّ حَدثنَا عَن رفع الْأَمَانَة فَقَالَ ينَام الرجل النومة فتقبض الْأَمَانَة من قلبه فيظل أَثَرهَا كأثر الوكت ثمَّ ينَام النومة فتقبض الْأَمَانَة من قله فيظل أَثَرهَا كأثر المجل كجمر دحرجته على رجلك ترَاهُ منتبرا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء وَلَقَد أَتَى عليّ زمَان وَمَا أُبَالِي أَيّكُم بَايَعت لَئِن كَانَ مُسلما ليردنه على إسلامته وَلَئِن كَانَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ليردنه عليّ ساعيه فَأَما الْيَوْم فَمَا كنت لأبايع إِلَّا فلَانا وَفُلَانًا. جذر الجذر بِالْفَتْح وَالْكَسْر: الأَصْل. قَالَ زُهَيْر: ... وسامِعَتَيْن تَعْرفُ العِتْقَ فِيهِما ... إِلَى جَذْرِ مَدْلوكِ الْكُعُوبِ مُحَدَّدِ ... الْفرق بَين الوكت والمجل: أَن الوكت: النقط فِي الشَّيْء من غير لَونه يُقَال:(1/200)
بِعَيْنِه وكته ووكت الْبُسْر: إِذا بَدَت فِيهِ نقط الإرطاب. والمجل: غلظ الْجلد من الْعَمَل لاغير وَيدل عَلَيْهِ قَوْله: ترَاهُ منتبرا: أَي متتفخا وَلَيْسَ فِيهِ شئ. بَايَعت: من البيع. السَّاعِي: وَاجِد السعاة: وهم الْوُلَاة على الْقَوْم يَعْنِي أَن الْمُسلمين كانوامتحققين بِالْإِسْلَامِ فيتحفظون بِالصّدقِ وَالْأَمَانَة والملوك ذَوي عدل فَمَا كنت أُبَالِي من أعامل إِن كَانَ مُسلما رجعه إليّ بِالْخرُوجِ عَن الْحق عمله بِمُقْتَضى الْإِسْلَام وَإِن كَانَ غير مُسلم أنصفني مِنْهُ الْوَالِي. الْحباب قَالَ يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة حِين اخْتلف الْأَنْصَار فِي الْبيعَة: أَنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أَمِير ومنكم أَمِير. الجذل: عود ينصب لِلْإِبِلِ الجربى تَحْتك بِهِ [112] فتستشفى. والمحكك: الَّذِي كثر بِهِ الاحتكاك حَتَّى صَار مملسا. جذل والعذق ك بِالْفَتْح ك المخلة. والمرجب: المدعوم بالرجبة وَهِي خَشَبَة ذَات شعبتين وَذَلِكَ إِذا طَال وَكثر حمله. وَالْمعْنَى: إِنِّي ذُو رَأْي يستشفى بالاستضاءة بِهِ كثيرا فِي مثل هَذِه الْحَادِثَة وَأَنا فِي كَثْرَة التجارب وَالْعلم بموارد الْأَحْوَال فِيهَا وَفِي أَمْثَالهَا ومصادرها كالنخلة الْكَثِيرَة الْحمل ثمَّ رمى بِالرَّأْيِ الصائب عِنْده فَقَالَ: منا أَمِير ومنكم أَمِير. قَتَادَة قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (والرَّكبُ أَسْفل مِنْكُم) . أَبُو سُفْيَان انجذم بالعير فَانْطَلق فِي ركب نَحْو الْبَحْر. حذم والمجذية فِي (خو) . يتجاذون فِي (رب) . يجذل فِي (شي) . والجذم فِي (مص) . والجذعة فِي (ثغ) . حسمى جذام فِي (كف) .(1/201)
الْجِيم مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم: من شرب من آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فَكَأَنَّمَا يجرجر فِي جَوْفه نَار جَهَنَّم.
جرجر أَي يُرَدِّدهَا فِيهِ من جرجر الْفَحْل: إِذا ردذد الصَّوْت فِي حنجرته. مَا من عبد نَام بِاللَّيْلِ إِلَّا على رَأسه جرير مَعْقُود فَإِن هُوَ تعارَّ وَذكر الله حلت عقدَة فَإِن هُوَ قَامَ وَتَوَضَّأ وَصلى حُلَّت عقدَة. وروى: يعْقد الشَّيْطَان على قافية رَأس أحدكُم ثَلَاث عقد فَإِذا قَامَ من اللَّيْل فَتَوَضَّأ وَصلى انْحَلَّت عقدَة.
جرر هُوَ حَبل من أَدَم. تعارّ: سهر بِصَوْت وَمِنْه عرار الظليم وَهُوَ صياحه. وَفِي مَعْنَاهُ: حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: من أصبح على غير وتر أصبح وعَلى رَأسه جرير سَبْعُونَ ذِرَاعا. وَمن الْجَرِير قَوْله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم لبني عبد الْمطلب وهم ينزعون على زَمْزَم: انزعوا على سِقَايَتكُمْ فلولا أَن يغلبكم النَّاس عَلَيْهَا لنزعت مَعكُمْ حَتَّى يُؤثر الْجَرِير بظهري. وَمِنْه الحَدِيث: إِن رجلا كَانَ يجر الْجَرِير فَأصَاب صَاعَيْنِ من تمر فَتصدق بِأَحَدِهِمَا فَلَمَزَهُ المُنَافِقُونَ. مَعْنَاهُ: أَنه كَانَ يستقى المَاء. القافية: الْقَفَا. قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: نصبت على بَاب حُجْرَتي عباءة وعَلى مجر بَيْتِي سترا مقدمه من غَزْوَة خَيْبَر أَو تَبُوك فَدخل الْبَيْت فهتك العرص حَتَّى وَقع إِلَى الأَرْض. المجر والعرص وَاحِد وهما الْجَائِز الَّذِي تُوضَع عَلَيْهِ أَطْرَاف الْعَوَارِض.(1/202)
وروى بالضاد وَقيل: لِأَنَّهُ يوضع على الْبَيْت عرضا وَيُقَال: عرَّضت السّقف تعريضاً. مُقَدّمَة: نصب على الظّرْف أَي وَقت مقدمه. لَيْسَ لِابْنِ آدم حق فِيمَا سوى هَذِه الْخِصَال: بَيت يكنه وثوب يواري عَوْرَته وجرف الْخبز وَالْمَاء ويروى: جلف.
جرف وهما جمع جرفة وجلفة وَهِي الكسرة من جرفته السّنة وجلفته. الْخِصَال: الْخلال وَلَيْسَت الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة بخلال وَلَكِن المُرَاد إكنان بَيت ومواراة ثوب وَأكل جرف وَشرب مَاء فَحذف ذَلِك كَقَوْلِه تَعَالَى {واسْأَل الْقَرْيةَ} . وروى: كل شَيْء سوى جلف الطَّعَام وظل بَيت وثوب يستر فضل بِسُكُون لَام جلف. وَقيل: هُوَ الْخبز اليابيس غير المأدوم. وَأنْشد: ... الفَقْر خَيْرٌ مِنْ مَبِيتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ
جَاءُوا بجِلْفٍ مِنْ شَعِير يَابِسٍ ... بَيْنِي وبَيْنَ غُلاَمِهِم ذِي الْحَارِكِ ... لَا تجار أَخَاك وَلَا تشاره.
جرى أَي لَا تطاوله وَلَا تغالبه فعل المجاري فِي السباق. والمشاراة: الملاجة وَمِنْهَا: استشراء الْفرس فِي عدوه. ورويا مشددين قيل: المجارَّة من الْجَرِير وَهُوَ أَن يجني كل وَاحِد مِنْهُمَا على صَاحبه وَقيل: المماطلة وَأَن يلوي بِحقِّهِ ويجره من وَقت إِلَى وَقت. والمشارة من الشَّرّ. دخلت امْرَأَة النَّار من جرّا هرة لم تطعمها حَتَّى مَاتَت هزلا. أَي من أجلهَا. قَالَ أَبُو النَّجْم: ... فَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ من جَرَّاها ... .(1/203)
قَالَ عَمْرو بن خَارِجَة الْأَشْعَرِيّ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة وَكنت بَين جِرَانِ نَاقَته وَهِي تَقْصَعُ بجرتها ولغامها يسيل بَين كَتِفي.
جرن وَهُوَ الْعُنُق: مَا بَين المذبح إِلَى المنحر. القصع: المضغ بعد السدع وَهُوَ الدسع وَهُوَ نزع الجرة من الكرش إِلَى الْفَم يُقَال: دسعت بجرتها ثمَّ قصعت بهَا. اللغام: الزّبد ولغم الْبَعِير: رمى بِهِ. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: مر النَّاس فِي معسكرهم بالجرف فَجعل ينْسب الْقَبَائِل حَتَّى مر ببني فَزَارَة فَقَامَ لَهُ رجل مِنْهُم فَقَالَ أَبُو بكر: مرْحَبًا بكم: قَالُوا: نَحن يَا خَليفَة رَسُول الله أحلاس الْخَيل وَقد قدناها مَعنا. فَقَالَ أَبُو بكر: بَارك الله فِيكُم.
جرف الجرف: مَوضِع وَأَصله مَا تجرَّفته السُّيُول من الأودية. ينْسب الْقَبَائِل: من قَوْلهم: نسبت فلَانا إِذا قلت: مَا نسبك قَالَ أَبُو وجزة: ... مَا لن يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صَادِقةٍ ... أَي يشخصن القطا فَيَقُول: قطا قطا فَجعل ذَلِك نسبا لَهُ. حلْس الدَّابَّة: كالمرشحة يكون تَحت اللبد فَيُشبه بِهِ الرجل اللَّازِم لظهر الْفرس. عمر رَضِي الله عَنهُ: تجردوا بِالْحَجِّ وَإِن لم تُحرموا.
جرد أَي جيئوا بِالْحَجِّ مُفردا وَإِن لم تقرنوا الْإِحْرَام بِالْعُمْرَةِ يُقَال: جرد فلَان الْحَج وتجرد بِهِ: إِذا أفرده وَلم يقرنه بِالْعُمْرَةِ.(1/204)
أَتَى مَسْجِد قبَاء فَرَأى فِيهِ شَيْئا [114] من غُبَار وعنكبوت فَقَالَ لرجل: ائْتِنِي بجريدة وَاتَّقِ العواهين. قَالَ: فَجِئْته بهَا فَربط كُمَّيه بوذمة ثمَّ أَخذ الجريدة فَجعل يتتبع بهَا الْغُبَار. الجريدة: السعفة الَّتِي جرد عَنْهَا الخوص أَي قُشر. العواهن: مَا يَلِي القلبة من السعف وَإِنَّمَا نهى عَنْهَا لِئَلَّا يضر قطعهَا القلبة. الوذمة: السَّير. كَانَ يَأْخُذ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أُذُنه الْيُسْرَى ثمَّ يجمع جراميزه ويثب فَكَأَنَّمَا خُلق على ظهر فرسه.
جرمز أَي أَطْرَافه. وَمِنْه تحرفر الرجل من واجرنمز: إِذا اجْتمع وتقبض وَهُوَ لم يُسمع واحده كالعباديد والحذافير وَقيل: الجرموز: الرّكْبَة فَإِن صحَّ كَانَ الْمَعْنى أَنه جمع رُكْبَتَيْهِ وَمَا يتَّصل بهما. وَمِنْه حَدِيث الْمُغيرَة: إِنَّه لما بُعث إِلَى ذِي الحاجبين قَالَ: قَالَت لي نَفسِي: لَو جمعت جراميزك فَوَثَبت وَقَعَدت مَعَ العلج. عبد الرَّحْمَن: قَالَ الْحَارِث بن الصِّمَّة: رَأَيْته يَوْم أُحد فِي جر الْجَبَل فعطفت إِلَيْهِ.
جرر هُوَ أَسْفَله. قَالَ: ... وقدْ قَطَعْتُ وَادِياً وجَرّا ... وَكَأَنَّهُ مَا نجز على الأَرْض من سفحه. وَقَوْلهمْ: ذيل الْجَبَل. يحْتَج لَهُ. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: جردوا الْقُرْآن ليربو فِيهِ صغيركم وى ينأى عَنهُ كبيركم فَإِن الشَّيْطَان يخرج من الْبَيْت تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة.
جرد قيل: أَرَادَ تجريده عَن النقط والفواتح والعشور لِئَلَّا ينشأ نشىء فَيرى أَنَّهَا من الْقُرْآن. وَقيل: هُوَ حث على أَلا يتَعَلَّم مَعَه غَيره من كتب الله لِأَنَّهَا تُؤْخَذ عَن النَّصَارَى وَالْيَهُود وهم غير مأمونين.(1/205)
وَقيل: إِن رجلا قَرَأَ عِنْده فَقَالَ: استعيذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ: ذَلِك. وَفِيه وَجه أسلوب الْكَلَام ونظمه عَلَيْهِ أدل: وَهُوَ أَن يَجْعَل اللَّام من صلَة جردوا وَيكون الْمَعْنى: اجعلوا الْقُرْآن لهَذَا وخصوه بِهِ واقصروه عَلَيْهِ دون النسْيَان والإعراض عَنهُ من قَوْلهم: جرد فلَان لأمر كَذَا وتجرد لَهُ. وتخلصه: خصوا الْقُرْآن بِأَن ينشأ على تعلمه صغاركم وبألا يتباعد عَن تِلَاوَته وتدبره كباركم فَإِن الشَّيْطَان لَا يقر فِي مَكَان يقْرَأ فِيهِ. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: لَو رَأَيْت الوعول تجرش مَا بَين لابيتها مَا هجتها وَلَا مستها لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرم شَجَرهَا أَن تعضد أَو تخبط.
جرش أَي ترعى وتقضم وَالْأَصْل فِيهِ جرش الْملح وَغَيره وَهُوَ أَلا ينعم دقه فَهُوَ جريش ثمَّ استعير لموْضِع القضم. وَأما الجرس فَهُوَ أَن ينقر الطير الْحبّ فَيسمع لَهُ جرس أَي صَوت وَمِنْه: نحل جوارس. [115] اللابتان: حرتا الْمَدِينَة. مستها: أَي مستها. وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا أَن تحذف السِّين وتلقي حركتها على الْمِيم. وَالثَّانِي: أَن تحذفها حذفا من غير أَن تلقيها عَلَيْهَا فَتَقول: مستها بِالْفَتْح وَمثله ظِلْتُ وظَلْت فِي ظَللت. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا شهد فتح مَكَّة وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَمَعَهُ فرس حرون وجمل جرور وبردة فلوت ورمح ثقيل فَرَآهُ رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَهُوَ يختلي لفرسه فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن عبد الله وَإِن عبد الله.
جرر الجرور: لَا ينقاد كَأَنَّهُ يجر قائده أَو يُجر بالشطن جراً. الفلوت: الَّتِي لَا تنضم عَلَيْهِ لصغرها كَأَنَّهَا تَنْفَلِت عَنهُ.(1/206)
يختلي: يجتز الخلى وَهُوَ الرطب ولامه يَاء لقَولهم: خليت الخلى. قَالَ ابْن مقبل: ... تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامِ وبَذَّنِي ... وشَخْصِي يُسَامى شَخْصَه ويُطَاوِلُه ... أَي أجعَل اللجام فِي فِيهِ مَكَان الخلي. إِن عبد الله إِن عبد الله: وَيجوز أَن يَكُونَا جملتين محذوفتي الْخَبَر وَيجوز أَن تكون الثَّانِيَة خَبرا كَقَوْلِهِم: عبد الله عبد الله. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا رَأَتْ امْرَأَة شلاء: فَقَالَت: رَأَيْت أُمِّي فِي الْمَنَام وَفِي يَدهَا شحمة وعَلى فرجهَا جَرِيدَة وَهِي تَشْكُو الْعَطش فلأردت أَن أسقيها فَسمِعت مناديا يُنَادي: أَلا من سَقَاهَا شلت يَمِينهَا فَأَصْبَحت كَمَا تَرين.
جرد تَصْغِير جردة: وَهِي الْخِرْقَة الْخلق من قَوْلهم: ثوب جرد. وهب رَحمَه الله: قَالَ طالوت لداود: أَنْت رجل جريء وَفِي جبالنا هَذِه جراجمة يحتربون النَّاس.
جرجم هم اللُّصُوص من جرجمه: إِذا صرعه وَقِيَاس الْوَاحِد جرجمي. يحتربون: يستلبون من حربته: إِذا أخذت مَاله. الشّعبِيّ رَحمَه الله: قَالَ سُوَيْد: قلت لَهُ: رجل قَالَ إِن تزوجت فُلَانَة فَهِيَ طَالِق. قَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ. قلت: إِن عِكْرِمَة يزْعم أَن الطَّلَاق بعد النِّكَاح. قَالَ: جرمز مولى ابْن عَبَّاس.
جرمز أَي حاد عَن الصَّوَاب ونكص. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى: قَالَ عِيسَى بن عمر: أَقبلت مجرنمزاً حَتَّى اقعنبيت بَين يَدَيْهِ فَقلت: يَا أَبَا سعيد مَا قَول الله: {والنخلَ باسقاتٍ لَهَا طَلْعُ نَضيد} قَالَ: هُوَ الطبيع فِي كفراه. أَي متقبضا.(1/207)
قعنبيت: استوفزت حاعلا يَدي على الأَرْض. الطبيع: لب الطّلع سمي لامتلائه من قَوْلك: هَذَا طبع الأناء أَي ملؤه وطبع الْقرْبَة. والكفرى: قشر الطّلع. عبد الْملك قَالَ فِي خطبَته: وَقد عظتكم فَلم تزدادوا على الموعظة إِلَّا استجراحا.
جرح هُوَ استفعال من الْجرْح وهوالطعن على الرجل ورد شَهَادَته أَي لم تزدادوا إِلَّا فَسَادًا تستحقون بِهِ أَن يطعن عَلَيْكُم كَمَا يفعل بِالشَّاهِدِ. وَمِنْه قَول ابْن عون رَحمَه الله: استجرحت هَذِه الْأَحَادِيث. أَي كثرت حَتَّى دعت أهل الْعلم إِلَى جرح بَعْضهَا. وَلَا يستجرينكم فِي (جف) . بِيَدِهِ جَرِيدَة فِي (زو) . جردية فِي (ري) . مجرسة فِي (سر) . جردا فِي (سُقْ) . فِي مَوضِع الْجَرِير فِي (غف) . من الجريمة فِي (عذ) . المتجرد فِي (شَذَّ) . وه فِي (بر) . جراثيم الْعَرَب فِي (رك) . حَار جَار فِي (شب) . جرنمها فِي (صر) . أجرد فِي (قع) . واجرٍ فِي قن. وَلَا يجر عَلَيْهِ فِي (هض) . جرستك الدهور فِي (حن) . وَلم تجرد فِي (سر) . ثمَّ جرجم فِي (لَو) . ثمَّ يجرجر فِي (كو) . جرزا فِي دو. وعَلى جرته فِي (حن) بجريعة الذقن فِي (كف) . بجريرة حلفائك فِي (عض) . جراثيم فِي (رف) .
الْجِيم مَعَ الزَّاي
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ لأبي بردة بن نيار فِي الْجَذعَة الَّتِي أمره أَن يُضحي بهَا: وَلَا تجزي عَن أحد بعْدك.
جزأ أَي لَا تُؤدِّي عَنهُ الْوَاجِب وَلَا تقضيه من قَوْله تَعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسُ عنْ نَفْسٍ شَيْئاً} . وَإِنَّمَا وضع الْجَزَاء مَوضِع الْأَدَاء لِأَن مُكَافَأَة الصَّنِيع كقضاء الْحق.(1/208)
أَمر بِإِخْرَاج الْيَهُود وَالنَّصَارَى من جَزِيرَة الْعَرَب.
جزر قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول. وَأما الْعرض فَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر إِلَى أَطْرَاف الشَّام. وَقيل: مَا بَين حفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول. وَأما الْعرض فَمَا بَين رمل بيرين إِلَى مُنْقَطع السماوة. وَقيل: سميت جَزِيرَة لِأَن الْبَحْرين: بَحر فَارس وبحر الْحَبَش والرافدين قد أحاطت بهَا. قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي وصف دُخُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ دُخُوله لنَفسِهِ مَأْذُون لَهُ فِي ذَلِك فَكَانَ إِذا أَوَى إِلَى منزله جزأ دُخُوله ثَلَاثَة أَجزَاء: جُزْءا لله وجزء لأَهله وجزءًا لنَفسِهِ. ثمَّ جزأ جزأه بَينه وَبَين النَّاس فَيرد ذَلِك بالخاصة على الْعَامَّة وَلَا يدّخر عَنْهُم شَيْئا.
جزأ يُرِيد أَن الْعَامَّة كَانَت لَا تصل إِلَيْهِ فِي منزله وَلكنه كَانَ يُوصل إِلَيْهَا حظها من ذَلِك الْجَزَاء بالخاصة الَّتِي تصل إِلَيْهِ فتوصله إِلَى الْعَامَّة. لنَفسِهِ: من صلَة الدُّخُول. ومأذون: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع خبر كَانَ وَيجوز أَن تستتر فِي كَانَ ضمير الشَّأْن ويرتفع الدُّخُول بِالِابْتِدَاءِ ومأذون خَبره وَيجوز أَن يكون لنَفسِهِ خبر كَانَ ومأذون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَالْجُمْلَة لَا مَحل لَهَا لِأَنَّهَا بدل عَن قَوْله كَانَ دُخُوله لنَفسِهِ. وقف على وَادي محسر فقرع رَاحِلَته فخبت حَتَّى جزعه.
جزع أَي قطعه عرضا وَمِنْه جزع الْوَادي. [117](1/209)
ذكر خُرُوج الدَّجَّال وَأَنه يَدْعُو رجلا ممتلئاً شَابًّا فيضربه بِالسَّيْفِ فيقطعه جزلتين رمية الْغَرَض ثمَّ يَدعُوهُ فَيقبل يَتَهَلَّل وَجهه يضْحك.
جزل أَي قطعتين يُقَال: ضرب الصَّيْد فجزله جزلتين: إِذا قطعه باثنتينء. رمية بالغرض: يُرِيد أَن بعد مَا بَين القطعتين رمية غَرَض وَتَقْدِير الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ: فيفصل بَين نصفيه فصلا مثل رمية الْغَرَض لِأَنَّهُ معنى قَوْله: فيقطعه جزلتين أَو فيفصل بَين نصفيه وَاحِد. وَاحِد. قَالَ: لَا يحل لأحد مِنْكُم من مَال أَخِيه شَيْء إِلَّا بِطيب نَفسه. فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن يثربي: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن لقِيت غنم ابْن عمي أجتزر مِنْهَا شَاة فَقَالَ: إِن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت الجميش فَلَا تهجها.
جرز اجتزار الشَّاة: اتخاذها جزرة وَهِي من الْغنم كالجزور من الْإِبِل. خبت: علمٌ لصحراء بَين مَكَّة والحجاز. قَالَ [جُنْدُب] : ... زَعَم العواذِلُ أَن نَاقَة جُنْدُب ... بجُبُوبِ خَبْتٍ عُرِّيت وأجَّمت ... وَامْتِنَاع صرفهَا للتأنيث والعلمية وَيجوز أَن تصرف لسكون الْوسط. والجميش: صفة لَهَا فعيل بِمَعْنى مفعولة من الجمش وَهُوَ الْحلق كَأَنَّهَا حلق نباتها. وَيجوز أَن تُضَاف خبت إِلَى الجميش. والجميش: النَّبَات. وَالْمعْنَى: إِنَّك إِن ظَفرت بِشَاة ابْن عمك وَهِي حاملة مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي ذَبحهَا واتخاذها من سكين ومقدحة وَأَنت مقو فِي أَرض قفر فَلَا تعترض لَهَا. عمر رَضِي الله عَنهُ أَتَاهُ رجل بالمصلى عَام الرَّمَادَة من مزينة فَشَكا إِلَيْهِ سوء الْحَال وإشراف عِيَاله على الْهَلَاك فَأعْطَاهُ ثَلَاث أَنْيَاب جزائر وَجعل عَلَيْهِنَّ غَرَائِر فِيهِنَّ رزم من دَقِيق ثمَّ قَالَ لَهُ: سر فَإِذا قدمت فانحر نَاقَة فأطعمهم.(1/210)
بودكها ودقيقها ونوِّز. فَلبث حينا ثمَّ إِذا هُوَ بالشيخ الْمُزنِيّ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: فعلت مَا أَمرتنِي بِهِ وأتى الله بالحيا فَبِعْت ناقتين واشتريت للغيال صبَّةً من الْغنم فَهِيَ تروح عَلَيْهِم. الجزائر: جمع جزور وَهِي النَّاقة قبل أَن تنحر فَإِذا نحرت فَهِيَ جزور بِالضَّمِّ. الرزمة من الدَّقِيق: نَحْو ثلث الغرارة وربعها وَهِي من رزم الشَّيْء: إِذا جمعه كالقطعة والصرمة من قطع وصرم يُقَال أَيْضا للثياب الْمَجْمُوعَة وَبَقِيَّة التَّمْر فِي الجلة: رزمة. نوَّزْ: قلل عَن شمر. الحيا: الخصب ولامه ياءٌ وَهُوَ من الْحَيَاة. الصبة: مَا بَين الْعشْر إِلَى الْأَرْبَعين. تَسْمِيَة النَّاقة المسنة بالناب لطول نابها كَمَا يُسمى الطليعة عينا والناب مُذَكّر [118] مذطر فلوحظ الأَصْل حَيْثُ قيل: ثَلَاثَة أَنْيَاب على التَّذْكِير كَمَا قَالُوا فِي تصغيرها: نييب لذَلِك. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ اشْترى من دهقان أَرضًا على أَن يَكْفِيهِ جزيتهَا.
جزى الْجِزْيَة: الْخراج الَّذِي ضرب على الْكفَّار جَزَاؤُهُ أَي أَدَاؤُهُ فاستعيرت الْخراج الأَرْض المحتوم أَدَاؤُهُ. وَالْمعْنَى أَنه شَرط عَلَيْهِ أَن يُؤَدِّي عَنهُ الْخراج فِي السّنة الَّتِي وَقع فِيهَا البيع. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ يسبِّح بالنوى المجزَّع وروى بِالْكَسْرِ.
جزع قيل: هُوَ الَّذِي حك بعضه حَتَّى ابيضَّ وتُرك الْبَاقِي على لَونه فَصَارَ على لون الْجزع وكل مَا اجْتمع فِيهِ سَواد وَبَيَاض فَهُوَ مجزَّع. وَمِنْه جزَّع الْبُسْر إِذا أرطب إِلَى نصفه.(1/211)
وَالْمعْنَى أَنه اتخذ سبْحَة من النَّوَى يسبح بهَا. خوَّات رَضِي الله عَنهُ: خرجت زمن الخَنْدَق عينا إِلَى بني قُرَيْظَة فَلَمَّا دَنَوْت من الْقَوْم كمنت ورمقت الْحُصُون سَاعَة ثمَّ ذهب بِي النّوم فَلم أشعر إِلَّا بِرَجُل قد احتملني فَلَمَّا رقي بِي إِلَى حصونهم قَالَ لصَاحب لَهُ: أبشر بجرزة سَمِينَة فتناومت فَلَمَّا شغل عني انتزعت مغولا كَانَ فِي وَسطه فَوَجَأْت بِهِ كبده فَوَقع مَيتا.
جزر هِيَ الشَّاة الْمعدة للجزر أَي الذّبْح. المغول: شبه الخنجر يشده الفاتك على وَسطه للاغتيال. قَتَادَة رَحمَه الله قَالَ فِي الْيَتِيم: تكون لَهُ الْمَاشِيَة يقوم وليه على صَلَاحهَا وعلاجها ويصيب من جززها ورسلها وعوارضها.
جز جمع جزة وَهِي مَا جز من صوف الشَّاة. يُقَال: أَعْطِنِي جزة أَو جزتين أَي صوف شَاة أَو شَاتين وَفُلَان عاضٌّ على جزّة: إِذا كَانَ عَظِيم اللِّحْيَة. الرُّسُل: اللَّبن. الْعَوَارِض: جمع عَارض وَهُوَ مَا عرض لَهُ داءٌ فذكي. يُقَال: بَنو فلَان يَأْكُلُون الْعَوَارِض. النَّخعِيّ رَحمَه الله التَّكْبِير جزم وَالْقِرَاءَة جزم وَالتَّسْلِيم جزم.
جزم الْجَزْم: الْقطع وَمِنْه قيل لضرب من الْكِتَابَة: جزم لِأَنَّهُ جزم عَن الْمسند وَهُوَ خطّ حمير أَي قطع عَنهُ وَأخذ مِنْهُ. وَالْمعْنَى الْإِمْسَاك عَن إشباع الحركات والتعمق فِيهَا وقطعها أصلا فِي مَوَاضِع الْوَقْف والإضراب عَن الْهَمْز المفرط وَالْمدّ الْفَاحِش وَأَن يختلس الْحَرَكَة وَيعْمل على طلب الاسترسال والتسهل فِي الْجُمْلَة وعَلى وتيرة قَول الْأَصْمَعِي: إِن الْعَرَب تزوف على اللإعراب وَلَا تعمق فِيهِ.(1/212)
الْحجَّاج قَالَ لأنس بن مَالك: وَالله لأقلعنك قلع الصمغة ولأجزرنك جزر الضَّرْب ولأعصبنك عصب السلمة. فَقَالَ أنس: من يَعْنِي الْأَمِير قَالَ: إياك أصمّ الله صداك. فَكتب أنس بذلك إِلَى عبد الْملك. فَكتب إِلَى الْحجَّاج: يَابْنَ المستفرمة بحب الزَّبِيب لقد هَمَمْت أَن أركلك ركلة تهوي مِنْهَا إِلَى نَار جَهَنَّم قَاتلك الله أُخيفش الْعَينَيْنِ أصك الرجلَيْن أسود الْجَاعِرَتَيْنِ.
حزر جزر الْعَسَل: انْتِزَاعه من الخلية وقطعه عَنْهَا وَمِنْه جزر النّخل: إِذا أفْسدهُ بِقطع ليفه وشحمه. وَالضَّرْب: الْعَسَل الْأَبْيَض الغليظ وَقد استضرب وَهُوَ يسهل على العاسل استقصاء شوره بِخِلَاف الرَّقِيق فَإِنَّهُ ينماع ويسيل وَلَو رُوِيَ الصرب بالصَّاد وَهُوَ الصمغ الْأَحْمَر لجادت رِوَايَته. عصب السلمة: ضم أَغْصَانهَا بِحَبل ثمَّ ضربهَا حَتَّى يسْقط وَرقهَا. أَصمّ الله صداك: أَي أهْلكك حَتَّى لَا يكون لَك صَوت يسمعهُ الصدى فَيُجِيبهُ. المستفرمة: من الفرم والفرمة وَهُوَ شَيْء كَانَت البغايا يتخذنه من عجم الزَّبِيب وَمن الْأَشْيَاء العفصة للتضييق وَهُوَ التفريم والتفريب وَمِنْه قَول امرىء الْقَيْس يصف خيلا: ... مُسْتَفْرِمَات بالحصَى جَوَافِلا ... الركلة: الرفسة بِالرجلِ. وَمِنْهَا: مركلا الْفرس لموقعي رجْلي الْفَارِس من جَنْبَيْهِ. الجاعرتان: حَيْثُ يضْرب الْفرس أَو الْحمار بِذَنبِهِ من فَخذيهِ.(1/213)
ابْن عُمَيْر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن رجلا كَا يداين النَّاس وَكَانَ لَهُ كلتب ومتجاز فَكَانَ يَقُول: إِذا رَأَيْت الرجل مُعسر فأنظره فغفر الله لَهُ.
جزا أهل الْمَدِينَة يسمون المتقاضي المتجازي وَيَقُولُونَ: أمرت فلَانا يتجازى ديني على فلَان. أجزرنا فِي (عز) . فتجزعوها فِي (مل) . فجزَّلها فِي (كن) . فليجز فِي (عر) . من جزئه فِي (حَيّ) . بقناح جُزْء فِي (قن) .
الْجِيم مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث وَلَا تجسسوا وَلَا تحسسوا.
جسس هُوَ بِالْجِيم: تعرف الْخَبَر بتلطف ونيقة وَمِنْه الجاسوس وجس الطَّبِيب الْيَد وَبِالْحَاءِ: تطلب الشَّيْء بحاسة كالتسمع على الْقَوْم. الشّعبِيّ رَحمَه الله: ... اجسر جسار سميتك الفسفاش إِن لم تقطع ...
جسر جسَّار: فعَّال من الجسارة يَعْنِي سَيْفه جعله علما لَهُ. والفشفاش: المنتفج الْكذَّاب وفشفش: أفرط فِي الْكَذِب وَأَصله فشفشة الوطب وَهِي فشّه. نوف رَحمَه الله تَعَالَى: ذكر عوجا وَقتل مُوسَى لَهُ قَالَ: فَوَقع على نيل مصر فجسرهم سنة. أَي اعْترض على النّيل فعقد لَهُم من شخصه جِسْرًا من جسر الجسر: إِذا عقده وَالْأَصْل فجسر لَهُم فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل كَقَوْلِه:(1/214)
.. وَلَقَد جنيتُك أكْمُؤًا وعَسَاقِلا ... وَمِنْه قَول ذِي الرمة: ... فَلَا وَصْلَ إِلَّا أَن تُقَارِب بَيْننَا ... قَلَائِص يجسرون الفَلاَة بِنَا جَسْرا ... الْجَسَّاسَة فِي (زو) . جِسَامًا فِي (قح) . لجاسد فِي (شن) .
الْجِيم مَعَ الشين
النَّبِي صلى الله تَعَالَى وَآله وَسلم أولم على بعض نِسَائِهِ بجشيشة.
جشش هِيَ الْحِنْطَة المجشوشة تطبخ بِلَحْم أَو تمر. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ حَفْص بن أبي الْعَاصِ: كُنَّا نَأْكُل عِنْد عمر وَكَانَ يجيئنا بِطَعَام جشب غليظ فَكَانَ يَأْكُل وَيَقُول: كلوا فَكُنَّا نعذر.
جشب الجشب: الغليظ الخشن وَقد جشب جشابة. وَمِنْه: ... تُوِليكَ كَشْحاً لَطيفاً لَيْسَ مِجْشَابَا ... التعذير: التَّقْصِير مَعَ طلب إِقَامَة الْعذر. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: بَلغنِي أَن أُنَاسًا مِنْكُم يخرجُون إِلَى سوادهم إِمَّا فِي تِجَارَة وَإِمَّا فِي جباية وَإِمَّا فِي جشر فيقصرون الصَّلَاة فَلَا تَفعلُوا فَإِنَّمَا يقصر الصَّلَاة من كَانَ شاخصا أَو بِحَضْرَة عَدو.
جشر الجشر: فعل بِمَعْنى مفعول وَهُوَ المَال الَّذِي يجشر أَي يخرج إِلَى المرعى فيُبات فِيهِ وَلَا يراح إِلَى الْبيُوت وَيُقَال للَّذين يجشرونه: جشر أَيْضا كَأَنَّهُ جمع جاشر. وَيُقَال: جشر المَال عَن أَهله فَهُوَ جاشر وجشر. وَمِنْه قَوْله: لَا يَغُرنكُمْ جشركم من صَلَاتكُمْ. وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يطيلون الْغَيْبَة عَن الْبيُوت فيرونها سفرا فيقصرون الصَّلَاة.(1/215)
شاخصاً: أَي مُسَافِرًا. بِحَضْرَة عَدو: يَعْنِي أَنه كَانَ يقصر وَإِن كَانَ مُقيما إِذا كَانَ فِي قتال عَدو. وَمن الجشر حَدِيث صلَة بن أَشْيَم قَالَ: خرجت إِلَى جشر لنا وَالنَّخْل سلب وَكنت سريع الاستجاعة فَسمِعت وجبة فَإِذا سبّ فِيهِ دوخلة رطب فَأكلت مِنْهَا فَلَو أكلت خبرزا وَلَحْمًا مَا كَانَ أشْبع لي مِنْهُ. سلب: لَا حمل عَلَيْهَا الْوَاحِد سليب. الاستجاعة: قُوَّة الْجُوع واستجاع من جَاع كاستعلى من علا واستبشر من بشر. الوجبة: صَوت السُّقُوط. السب: الثَّوْب الرَّقِيق. وَقيل: الشقَّة الْبَيْضَاء. الدوخلة: سفيفة من خوص. معَاذ رَضِي الله عَنهُ لما خرج إِلَى الْيمن شيعه رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَبكى معَاذ جشعاً لفراق رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم.
جشع أَي جزعاً مَعَ شدَّة حرص على الْإِقَامَة مَعَه. تجشمنى فَإِنِّي جاشمة فِي (لب) .
الْجِيم مَعَ الظَّاء
كل جظّ فِي (ضع) .
الْجِيم مَعَ الْعين
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لونين من التَّمْر: لون الجعرور ولون الحبيق.
جعر الجعرور: ضرب من الدَّقل يحمل أَشْيَاء صغَارًا لَا خير فِيهَا. وَمِنْه قيل لصغار النَّاس: جعارير. الحبيق: ضرب رديٌّ أَيْضا. وَالْمرَاد النَّهْي عَن أَن يؤخذا فِي الصَّدَقَة.(1/216)
وَمِنْه حَدِيث الزُّهْرِيّ: لَا يَأْخُذ الْمُصدق الجعرور ولامصران الفارة وَلَا عذق حبيق. قَالَ الْأَصْمَعِي: عذق حبيق وعذق ابْن حبيق: ضرب من الدقل. مر مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ منجعف فَقَالَ: رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ.
جعف جعفت الرجل: صرعته فانجعف. بُعث عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رَسُولا إِلَى أهل مَكَّة فَنزل على أبي سُفْيَان ابْن حَرْب وبلَّغه رسَالَته فَقَالَ أهل مَكَّة لأبي سُفْيَان: مَا أَتَاك بِهِ ابْن عمك قَالَ: أَتَانِي بشرّ سَأَلَني أَن أخلي مَكَّة لجعاسيس مُضر.
جعسس قَالَ الْأَصْمَعِي: الجعسوس بِالسِّين والشين: وصف بالقماءة والصغر وَقيل بِالسِّين: اللَّئِيم وبالشين: الدَّقِيق الطَّوِيل. وَقَالَ الرَّاعِي: ... ضعافُ القُوَى لَيْسُوا كَمَنْ يبتني العُلا ... جعاسيسُ قَصَّارُون دون المَكَارمِ ... كَانَ الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يسم إبِله فِي وُجُوههم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: يَا عَم إِن لكل شَيْء حُرمة وَإِن حُرْمَة الْبدن الْوَجْه. قَالَ: لَا جرم يَا رَسُول الله لأباعدن ذَلِك عَنهُ. فَكَانَ يسمهَا على جواعرها.
جعر قَالَ الْمبرد: للورك حُرُوف سِتَّة فحرفاها المشرفان على الخاصرتين: الحجبتان وحرفاها المشرفان على الفخذين: الغرابان وحرفاها اللَّذَان يبتدان الذَّنب: الجاعرتان. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا ذُكر عِنْده الجعائل فَقَالَ: لَا أغزو على أجر وَلَا أبيع أجْرى من الْجِهَاد.(1/217)
جعل جمع جعَالَة بِالْفَتْح وَالْكَسْر أَو جعيلة وَهِي جُعل يَدْفَعهُ الْمَضْرُوب عَلَيْهِ الْبَعْث إِلَى من يَغْزُو عَنهُ قَالَ [الْأَسدي:] ... فأَعْطَيْتُ الجُعالة مُسْتَمِيتاً ... وَمِنْه حَدِيث مَسْرُوق رَحمَه الله: إِنَّه كَانَ يكره الجعائل. ابْن زِيَاد كتب إِلَى عمر بن سعد بن أبي وَقاص: أَن جعجع بالحسين.
جعجع أَي أنزلهُ بجعجاع وَهُوَ الْمَكَان الخشن الغليظ وَهَذَا تَمْثِيل لإلجائه إِلَى خطبٍ شاق وإرهاقه. وَقيل: المُرَاد إزعاجه لِأَن الجعجاع مناخ سوء لَا يقرّ فِيهِ صَاحبه وَمِنْه: جعجع الرجل: إِذا قعد على غير طمأنينة. جعظ فِي ضع. جعظري فِي غل. الجعثن فِي صب. الجعاد فِي نط. جعد فِي فر. جعيلة فِي ثمَّ. كالجعدبة فِي عص. انجعافها فِي خو.
الْجِيم مَعَ الْفَاء
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي صفة الدَّجَّال: جفال الشّعْر.
جفل هُوَ الْكثير الشّعْر المجتمعه. وَمِنْه الجفالة: الْجَمَاعَة من النَّاس. وَتقول الْعَرَب على لِسَان الضائنة: أُولد رخالا وأجز جفالا وأُحلب كثباً عجالا [وَلم تَرَ مثلي مَالا] . وَفِي حَدِيث آخر: إِنَّه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا جافل الشّعْر فَقَالَ: أما وجد هَذَا شَيْئا يسكّن بِهِ شعره هُوَ المستطار الشّعْر المتفرقة. وَمِنْه حَدِيث السَّحَاب الجفل: الْخَفِيف الَّذِي تطير بِهِ(1/218)
الرّيح وكل خَفِيف جافل وجفل وجفيل. صُومُوا ووفروا أَشْعَاركُم فَإِنَّهَا مجفرة.
جفر أَي مقطعَة للنِّكَاح يُقَال: جفر الْفَحْل عَن الضراب جفورا: إِذا انْقَطع عَنهُ. وَكنت آتيكم فأجفرتكم: أَي قطعتكم. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله تعال عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِن عُثْمَان بن مَظْعُون قَالَ لَهُ: إِنِّي رجل يشق على الْعزبَة فِي المغازى أفتأذن لي فِي الخصاء قَالَ: لَا وَلَكِن عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مجفر. أَي قَاطع للشهوة. وَمِنْه حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام: نه رأى رجلا فِي الشَّمْس فَقَالَ: قُم عَنْهَا فَإِنَّهَا مبخرة مجفرة تَتْفُل الرّيح وتبلى الثَّوْب وَتظهر الدَّاء الدفين. وَعَن عمر رَضِي الله عَنهُ إيَّاكُمْ ونومة الْغَدَاة فَإِنَّهَا مبخرة مجفرة وروى مجعرة. أَي ميبسة للطبيعة.
جفف حِين سُحر جعل سحره فِي جف طلعة وَدفن تَحت راعوئة الْبِئْر. وروى: فِي جب طلعة. جفّها: وعاؤها إِذا جف وجبّها: جوفها وَمِنْه جبّ الْبِئْر وَهُوَ جرابها. الراعوفة: صَخْرَة تتْرك ناتئة فِي أَسْفَل الْبِئْر فَإِذا نقّوها جلس عَلَيْهَا المنقي. وَقيل تكون فِي بعض الْبِئْر لَا يُمكن قطعهَا فتُترك وَهِي من رعف: إِذا تقدم. فِي لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة نهى عَنْهَا ونادى مناديه بذلك فأجفئوا الْقُدُور. وروى: فجفئوا. وروى: فَأمر بالقدور فكفئت. وروى فأكفئت.
جفأ جفأ الْقدر وكفأها وأجفأها وأكفأها: قَلبهَا. قَالَ عبد الله بن الشخير رَضِي الله عَنهُ: قدمت عَلَيْهِ فِي رَهْط من بني عَامر فسلمنا(1/219)
عَلَيْهِ فَقَالُوا: أَنْت والدنا وَأَنت سيدنَا وَأَنت أطول طولا وَأَنت الْجَفْنَة الغرّاء. فَقَالَ: قُولُوا بقولكم وَلَا يستجرينكم الشَّيْطَان. وروى: وَلَا يستهوينكم.
جفن شبهوه بالجفنة الغراء وَهِي الْبَيْضَاء من الدسم نعتاً لَهُ بإنه مضياف مطعام أَو أَرَادوا: أَنْت ذُو الْجَفْنَة وَمِنْه قَوْله: ... يَا جَفْنَة بإذاء الحَوْض قد كفئوا ... ومَنْطِقاً مثل وَشْى اليُمْنَةِ الحبره ... وَقَول امرىء الْقَيْس: ... رُبَّ طَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَه ... وجَفْنَةٍ مُسْحَنْفِرَه ... تُدْفَن غَدا بأَنْقرَه ... بقولكم: أَي بِمَا هُوَ عادتكم من القَوْل المسترسل فِيهِ على السجية دون الْمُتَكَلف المتعمل للتزيد فِي الثَّنَاء. وَقيل: بقول أهل الْإِسْلَام ومخاطبتهم بِالنَّبِيِّ وَالرَّسُول لِأَن مَا خاطبوه بِهِ من تَحِيَّة أهل الْجَاهِلِيَّة لملوكهم. استجريت جرياَّ وتجرّيته: أَي اتخذته وَكيلا وَهُوَ من الجري لِأَنَّهُ يجْرِي مجْرى مُوكله. وَالْمعْنَى: لايتخذنكم كالأجرياء فِي طاعتكم لَهُ واتباعكم خطواته. خلق الله الأَرْض السُّفْلى من الزّبد الْجفَاء وَالْمَاء الكباء.
جَفا الْجفَاء: مَا جفأه السَّيْل أَي رمى بِهِ وَيجوز أَن يُراد بِهِ الجافي وَهُوَ الغليظ من قَوْلهم: ثوب جافٍ وَرجل جَاف. والكباء: الكابي وَهُوَ الْمُرْتَفع الْعَظِيم من قَوْلهم: فلَان كابي الرماد. وكبا الْغُبَار: ارْتَفع وكبت العلبة: امْتَلَأت حَتَّى تفيض.(1/220)
من اتخذ قوسا عَرَبِيَّة وجفيرها نفى الله عَنهُ الْفقر.
جفر الجفير: الواسعة من الكنائن وَمِنْه: الْفرس المجفر وَتَقْدِير قَوْله: وجفيرها: وجفير سهامها فَحذف وَخص الْعَرَبيَّة كَرَاهَة زِيّ الْعَجم. وروى أَنه رأى رجلا مَعَه قَوس فارسية فَقَالَ: ألقها. قَالَت حليمة رَضِي الله عَنْهَا الَّتِي أَرْضَعَتْه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ يشب فِي الْيَوْم شباب الصَّبِي فِي الشَّهْر فَبلغ سِتا وَهُوَ جفر. هُوَ الَّذِي قوي على الْأكل واتَّسع جَوْفه وَقد استجفر. وَهُوَ من أَوْلَاد الْمعز: مَا بلغ أَرْبَعَة أشهر وفُصل. وَمِنْه حَدِيث عمر: إِنَّه قضى فِي الضبع كَبْشًا وَفِي الظبى شَاة وَفِي اليربوع جفراً أَو جفرة. أَي أوجب ذَبحهَا على المجرم إِذا قتل شَيْئا من ذَلِك. عمر رَضِي الله عَنهُ كَيفَ يصلح بلد جلُّ أَهله هَذَانِ الجفَّان: كذب بكر أَو بخل تَمِيم. هَذَا لقب لبكر وَتَمِيم. قيل. لِأَنَّهُ لم يكن فِي الْعَرَب قبيلتان أَكثر عددا مِنْهُمَا.
جفف والجف: الْجمع الْكثير. وَعَن الْمبرد: حيَّان فيهمَا جفاءٌ من الجفّ وَهُوَ الجافي. حمل يَهُودِيّ امْرَأَة مسلمة على حمَار فَلَمَّا خرج بهَا من الْمَدِينَة جفلها عَن رَحلهَا ثمَّ تجثمها لينكحها فَأتى بِهِ عمر فَقَالَ: مَا على هَذَا عاهدناكم فَقتله.(1/221)
جفل جفلها: طرحها من قَوْلهم: طعنه فجفله إِذا قلعه من الأَرْض وَالرِّيح تجفل الجهام أَي تذْهب بِهِ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن رجلا قَالَ لَهُ: آتِي الْبَحْر فأجده قد جفل سمكًا كثيرا فَقَالَ: كل مَا لم تَرَ شَيْئا طافيا. أَي رمى بِهِ إِلَى السَّاحِل. تجثمها: من تجثم الطَّائِر أثناه إِذا علاها للسفاد. انْكَسَرت قلُوص من إبل الصَّدَقَة فجفنها.
جفن أأطعمها فِي الجفان وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: ... يَا رُبَّ شَيْخٍ فيهم عِنِّين ... عَن الطِّعَانِ وَعَن التَّجْفِينِ. ... عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ لما حُوصر أَشَارَ عَلَيْهِ طَلْحَة أَن يلْحق بجنده من أهل الشَّام فيمنعوه. فَقَالَ: مَا كنت لأدع الْمُسلمين بَين جفين يضْرب بَعضهم رِقَاب بعض.
جف الجف والجف ة: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة وَيجوز أَن يُرِيد بَين مثل جفَّين وهما بكر وَتَمِيم فِي كَثْرَة الْعدَد. أَبُو قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ كنت مَعَ النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي سفرة فنعس على ظهر بعيره حَتَّى كَاد ينجفل فدعمته.
جفل هُوَ مُطَاوع جفله إِذا طَرحه وألقاه. ابْن عَازِب رَضِي الله عَنهُ سُئل عَن يَوْم حنين فَقَالَ: انطق جفاءٌ من النَّاس وحُسَّر إِلَى هَذَا الْحَيّ من هوزان وهم قوم رُمَاة فَرَمَوْهُمْ برشق من نبل كانها رجل جَراد فانكشفوا.(1/222)
جفأ أَرَادَ سرعَان الْخَيل تَشْبِيها بجفاء السَّيْل. والحسر: جمع حاسر وَهُوَ الَّذِي لَا جنَّة لَهُ يَعْنِي أَنهم قَلِيلُونَ وحاسرون. رجل الْجَرَاد: الْجَمَاعَة مِنْهُ. لم تجفئوا فِي (حف) . الجفرة فِي (عك) . جفّ طلعة فِي (طب) . مجفرة فِي (زو) . من بدا جَفا فِي (بُد) . [فِي جفَاء الحقو فِي (حق) .] أجفلة فِي (زف) . جفة فِي (نف) . جَفْنَة عبد الله فِي (جك) . جفوفا فِي (بل) .
الْجِيم مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم نهى عَن لُحُوم الْجَلالَة.
جلل كنى عَن الْعذرَة بالجلة وَهِي البعرة فَقيل لآكلتها: جلالة وجالَّة وَقد جلّ الجلة واجتلها: التقطها مَاء مجلول: وَقعت فِيهِ الجلة. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن رجلا سَأَلَهُ عَن لُحُوم الْحمر فَقَالَ: أطْعم أهلك من سمين مَالك فَإِنِّي كرهت لَك جوالَّ الْقرْيَة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن رجلا قَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيد أَن أصحبك. فَقَالَ: لَا تصحبنى على جلال. كره ركُوبه لِأَن الجلة فِي عرقه.
جلهم اسْتَأْذن عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَان فحجبه ثمَّ أذن لَهُ فَقَالَ: مَا كدت تَأذن لي حَتَّى تَأذن لحجارة الجلهمتين فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَان أَنْت كَمَا قَالَ الْقَائِل: كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا. الجلهمة بِالضَّمِّ: القارة الضخمة. وَعَن أبي عبيد: أَنه أَرَادَ الجهلة وَهِي جَانب الْوَادي فَزَاد ميماً وَالرِّوَايَة عَنهُ بِالْفَتْح.(1/223)
وَالْمعْنَى أَنَّك تؤخرني وَلَا تَأذن لي حَتَّى تَأذن قبلي لناس كثير هم فِي كَثْرَة حجارتها. أَو لَا تَأذن لي أصلا كَمَا لَا تَأذن للحجارة. الفرأ: حمَار الْوَحْش يَعْنِي أَن كل صيد دونه وَإِنَّمَا قصد تألفه بِهَذَا الْكَلَام وَكَانَ من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم. لَا جلب وَلَا جنب وَلَا شغار فِي الْإِسْلَام.
جلب الجلب: بِمَعْنى الجلبة وَهِي التصويت. وَالْجنب: مصدر جنب الْفرس إِذا اتَّخذهُ جنيبة. وَالْمعْنَى فيهمَا فِي السباق أَن يتبع فرسه رجلا يجلب عَلَيْهِ ويزجره وَأَن يجنب إِلَى فرسه فرسا عرياً فَإِذا شَارف الْغَايَة انْتقل إِلَيْهِ لِأَنَّهُ أودع فَسبق عَلَيْهِ. وَقيل: الجلب فِي الصَّدَقَة: أَي يجلبوا إِلَى الْمُصدق أنعامهم فِي مَوضِع ينزله فَنهى عَنهُ إِيجَابا لتصديقها فِي أفنيتهم. وَقد مر الشّغَار فِي (أَب) . أعْطى بلاب بن الْحَارِث معادن الْقَبِيلَة جلسيها وغوريها.
جلس النِّسْبَة إِلَى الجلس وَهُوَ نجد سمى بذلك لارتفاعه من قَوْلهم للغلظ من الأَرْض والجبل المشرف والناقة المرتفعة: جلس. وَجلسَ: إِذا أنجد وَقَالَ الشماخ: ... فمرَّتْ على مَاء العُذَيْبِ وعَيْنُها ... كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا ... فِي حَدِيث الْإِسْرَاء: أحذنى جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل فصعدا بِي فَإِذا بنهرين جلواخين قلت: يَا جِبْرَائِيل مَا هَذَانِ النهران قَالَ: سقيا أهل الدُّنْيَا.(1/224)
جلخ الجلواخ: الْوَاسِع قَالَ بعض بنى غطفان: ... ألأليت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بأبطح جلواخ بأَسْفَلِهِ نَخْلُ ... قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتحاً مُبِينا} : هَذَا يَا رَسُول الله أَنْت قد غفر لَك وَبَقينَا نَحن فِي جلج لَا ندرى مَا يصنع بِنَا.
جلج الجلج: بِمَعْنى الْحَرج وَهُوَ القلق أَي بَقينَا فِي غير اسْتِقْرَار ويقين من أمرنَا. وَقيل: هُوَ جمع جلجلة وَهِي الرَّأْس: أَي فِي عدد رُءُوس كَثِيرَة من الْمُسلمين. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كتب إِلَى عَامله على مصر خُذ من كل جلجلة من القبط كَذَا وَكَذَا. أَخذ أسعد بن زُرَارَة رَضِي الله عَنهُ بِيَدِهِ صلى الله عَلَيْهِ وى لَهُ وَسلم قَالَ: يأيها النَّاس أَتَدْرُونَ على مَاذَا تُبَايِعُونَ مُحَمَّدًا صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِنَّكُم تبايعونه على أَن تَحَارَبُوا الْعَرَب والعجم وَالْجِنّ وَالْإِنْس مجلية قَالُوا: نَحن حَرْب لمن حَارب وَسلم لمن سَالم.
جلا أَي حَربًا مجلية عَن الأوطان تَقول الْعَرَب: اخْتَارُوا فإمَّا سلم مخزية وَإِمَّا حَرْب مجلية. وَقيل: لَو رويت مجلبة فَهِيَ من أجلب الْقَوْم وأجلبوا: إِذا اجْتَمعُوا. قدم سُوَيْد بن الصَّامِت مَكَّة فتصدى لَهُ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ سُوَيْد: لَعَلَّ الَّذِي مَعَك مثل الَّذِي معى قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَمَا الَّذِي مَعَك قَالَ: مجّلة لُقْمَان.
جلل كل كتاب حِكْمَة عِنْد الْعَرَب مجلَّة. قَالَ النَّابِغَة:(1/225)
.. مَجَلتُهُمْ ذَاتُ الإْلهِ ودِينُهم ... قَوِيم فَمَا يَرجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ ... وَكَأَنَّهَا مفعلة من جلَّ لجلال الْحِكْمَة وَعظم خطرها ثمَّ إِمَّا أَن يكون مصدرا كالمذلة فَسُمي بهَا كَمَا سُمي بِالْكتاب الَّذِي هُوَ مصدر كتب وَإِمَّا أَن يكون بِمَعْنى مَكَان الْجلَال. لَا يدْخل شَيْء من الْكبر الْجنَّة. قَالَ قَائِل: يَا رَسُول الله إنى أحب أَن أَتَجَمَّل بجلاز سوطى وشع نَعْلي. فَقَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِن ذَلِك لَيْسَ من الْكبر إِن الله جميل يحب الْجمال وَإِن الْكبر من سفه الْحق وَغَمص النَّاس.
جلز الجلاز: مَا يجلز بِهِ السَّوْط أَو الْقوس وَغَيرهمَا من عقب وَغَيره وَهُوَ أَن يُدار عَلَيْهِ ويلوي. وَمِنْه قيل للمستدير فِي أَسْفَل السنان كالحلقة: جلز [126] وللعقد الْمَعْقُود مستديراً جلز جلاز. كنى بقوله: لَا يدْخل شَيْء من الْكبر الْجنَّة عَن أَنه لَا يدخلهَا أحد المتكبرين لِأَنَّهُ إِذا نفى أَن يدخلهَا شَيْء مِنْهُ فقد نصب دَلِيلا على أَن صَاحبه غير داخلها لَا محَالة. جميل: أَي جميل الْأَفْعَال حسنها وَالْعرب كَمَا تصف الشَّيْء بِفِعْلِهِ فَإِنَّهَا تصفه بِفعل مَا هُوَ من سَببه. من سفه الْحق: أَي فعل من سفهه وَمَعْنَاهُ جَهله. وَغَمص النَّاس: أَي استحقرهم. لما خرج أَصْحَابه إِلَى الْمَدِينَة وتخلف هُوَ وَأَبُو بكر ينْتَظر إِذن ربه فِي الْخُرُوج اجْتمع الْمُشْركُونَ فِي دَار الندوة يتشاورون فِي أمره فاعترضهم إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ جليل عَلَيْهِ بت. فَقَالَ أَبُو جهل: إِنِّي مشير عَلَيْكُم بِرَأْي. قَالَ: وَمَا هُوَ قَالَ:(1/226)
نَأْخُذ من كل قَبيلَة غُلَاما شَابًّا نهداً ثمَّ يُعطى سَيْفا صَارِمًا فَيَضْرِبُونَهُ ضَرْبَة رجلٍ وَاحِد حَتَّى يقتلوه ثمَّ وديناه وقطعنا عَنَّا شأفته وَاسْتَرَحْنَا مِنْهُ. فَقَالَ الشَّيْخ: هَذَا وَالله الرأى
جلل جلّ الرجل فَهُوَ جليل: إِذا أسن وَكبر وَمِنْه قَوْلهم: جلَّ عَمْرو عَن الطوق بِدَلِيل قَوْلهم: كبر عَمْرو. قَالَ كثير: ... وجُنَّ اللواتي قُلْنَ عزةُ جلَّتِ ... الْبَتّ: كسَاء غليظ مربع. النهد: الْعَظِيم الْخلق الْمُرْتَفع. قَالَ: ... من بعد مَا كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا ... الشأفة: قرحَة تخرج بالقدم فتكوى فتذهب وَقد شئفت رجله. وَالْمعْنَى: قَطعنَا أَصله كَمَا تقطع الشأفة. قَالَ الْبَراء رَضِي الله عَنهُ: لما صلح رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم الْمُشْركين بِالْحُدَيْبِية صَالحهمْ على أَن يدْخل هُوَ وَأَصْحَابه مَكَّة من قَابل ثَلَاثَة أَيَّام وَلَا يدْخلُونَهَا إِلَّا بجلبان السِّلَاح. قَالَ: فَسَأَلته مَا جلبان السِّلَاح. قَالَ: القراب بِمَا فِيهِ.
جلب الجلبان والجربان والقراب: شبه جراب يضع فِيهِ الرَّاكِب سَيْفه مغموداً وَسَوْطه وأداته وينوطه وَرَاء رَحْله.(1/227)
وَقيل: هُوَ مخفف بِوَزْن الجلبان الَّذِي هُوَ الْملك وَلَعَلَّه سمى جلبان لجمعه السِّلَاح ومدار هَذَا التَّرْكِيب على معنى الْجمع. وجربان من لفظ الجراب وَإِنَّمَا اشترطو عَلَيْهِ ذَلِك ليَكُون علما للسلم. قد ابي بن خلف فِي فدَاء إبنه وكا أُسر يَوْم بدر فَقَالَ: يَا مُحَمَّد إِن عِنْدِي فرسا أُجلها كل يَوْم فرقا من ذرة أَقْتلك عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بل أَنا أَقْتلك عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
جلل أُجلها: أعلفها علفا جَلِيلًا من قَوْلهم: أَتَيْته فَمَا أجلَّني وَلَا أحشاني: أَي مَا أَعْطَانِي من جلة مَاله وَلَا حَاشِيَته. [127] وَقَوله: فرقا بَيَان لذَلِك الْجَلِيل وَهُوَ مكيال يسع سِتَّة عشر رطلا. عَلَيْهَا: فِي الأول حَال عَن الْفَاعِل وَفِي الثَّانِي عَن الْمَفْعُول. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فِي قصَّة المهاجرة: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي: ألم يَأن للرحيل فَقلت: بلَى فارتحلنا حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَرْض جلدَة.
جلد هِيَ الصلبة. وَمِنْهَا حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه كَا ينْزع الدَّلْو بتمرة وَيشْتَرط أَنَّهَا جلدَة. وَذَلِكَ أَن الرّطبَة إِذا صلبت طابت جدا. وَمِنْه الْمثل: أطيب مُضْغَة صيحانية مصلبة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. كتب إِلَى مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يسْأَله أَن يَأْذَن لَهُ فِي غَزْو الْبَحْر فَكتب إِلَيْهِ: إِنِّي لَا أحمل الْمُسلمين على أَعْوَاد نجرها النجار وجلفظها الجلفاط يحملهم عدوهم إِلَى عدوهم.(1/228)
جلفط هُوَ الَّذِي يسد دروز السفن ويصلحها بِالطَّاءِ غير الْمُعْجَمَة وَأَرَادَ بالعدو الْبَحْر أَو النواتي لأَنهم كَانُوا علوجا يعادون الْمُسلمين. قَالَت أم صبية الجهنية رَضِي الله عَنْهَا: كُنَّا نَكُون على عهد رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وعهد أبي بكر وضدرا من خلَافَة عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فِي الْمَسْجِد نسْوَة قد تجاللن وَرُبمَا غزلنا فِيهِ فَقَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لأردنكن حرائر. فأخرجنا مِنْهُ.
جلل تجاللن: اسنن. حرائر: أَي كَمَا يجب أَن تكون الْحَرَائِر من ضرب الْحجب عَلَيْهِنَّ وألاَّ يبرزن بروز الْإِمَاء. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام من أحبنا أهل الْبَيْت فليعد للفقر جلباباً أَو قَالَ: تجفافا.
جليب الجلباب: الرِّدَاء وَقيل: الملاءة الَّتِي يشْتَمل بهَا. وَالْمعْنَى: فليُعدّ وقاءً مِمَّا يُورد عَلَيْهِ الْفقر والتقلل ورفض الدُّنْيَا من الْحمل على الْجزع وَقلة الصَّبْر على شظف الْعَيْش وخشونة الْحَال. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن امْرَأَة سَأَلته أَن يَكْسُوهَا فَقَالَ: إِنِّي أخْشَى أَن تَدعِي جِلْبَاب الله الَّذِي جلببك بِهِ. قَالَت: وَمَا هُوَ قَالَ: بَيْتك. قلت: أجنَّك من أَصْحَاب مُحَمَّد تَقول هَذَا أجنَّك: أَصله من أجل أَنَّك أَو لأجل أَنَّك فَحذف الْجَار كَقَوْلِه: ... أَجْلَ أنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُم ... فَوْقَ من أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَار ... وخففت أَن ضَرْبَيْنِ من التَّخْفِيف: أَحدهمَا حذف الْهمزَة وَالثَّانِي حذف إِحْدَى النونين فوليت النُّون الْبَاقِيَة اللَّام وهما متقاربتا المخرجين فقُلبت اللَّام نوناً وأُدغمت فِي النُّون وَحقّ المدغم أَن يسكن فَالتقى ساكنان هِيَ وَالْجِيم فحركت الْجِيم بِالْكَسْرِ فَصَارَ أَجنَّك.(1/229)
ذكر الْمهْدي من ولد الْحسن رَضِي الله عَنْهُمَا فَقَالَ رجل: أجلى الجبين أقنى الْأنف ضخم الْبَطن أزيل الفخذين أفلج الثنايا بفخذه الْيُمْنَى شامة.
جلا الجلا: ذهَاب شعر الرَّأْس إِلَى نصفه [128] والجلح: دونه والجله: فَوْقه. القنا: احديداب فِي قَصَبَة الْأنف. الزبير رَضِي الله عَنهُ كَانَ أجلع فرجا.
جلع هما بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ الَّذِي لَا يزَال يَبْدُو فرجه. والأجلع أَيْضا: الَّذِي تنضم شفتاه. لما الْتَقَيْنَا يَوْم بدر سلط الله علينا النعاس فوَاللَّه إِن كنت لأتشدد فيجلد بِي ثمَّ أتشدد فيجلد بِي.
جلد أَي يصرعنى النّوم. يُقَال: جلدت بِهِ الأَرْض: إِذا صرعته كَمَا يُقَال: ضربت بِهِ الأَرْض. إِن: مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَاللَّام فِي لأتشدد هِيَ الفارقة بَين إِن المخففة والنافية. أَبُو أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ من بَات على سطح أجلح فَلَا ذمَّة لَهُ.
جلح هُوَ الَّذِي لم يحْجر بجدار وَلَا غَيره. ابْن معَاذ رَضِي الله كَانَ رجلا ضخما جلعابا. وروى: جلحابا.
جلعب هما الطَّوِيل: وَقيل: الضخم الْجِسْم. أم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَانَت تكره للمحد أَن تكتحل بالجلاء.
جلاء هُوَ الإثمد لِأَنَّهُ يجلو الْبَصَر وَأما الحُلاء بِالْحَاء وَالضَّم فحكاكة حجر على حجرٍ قَالَ أَبُو المثلم الْهُذلِيّ: ... وأكْحُلْكَ بِالصَّابِ أَو بالحُلاَء ... ففَقِّح لِذَلِكَ أَوْ غَمِّض ...(1/230)
وَهُوَ الحلوء أَيْضا يُقَال: حلأت لَهُ حلوءًا: إِذا حككت حجرا على حجر ثمَّ جعلت الحكاكة على كفك وصدأت بِهِ الْمرْآة ثمَّ كحلته بِهِ وَقد غُلّط رَاوِي بَيت الْهُذلِيّ بِالْجِيم لِأَنَّهُ متوعد فَلَا يكحل بِمَا يجلو الْبَصَر. عَطاء رَحمَه الله قَالَ ابْن جريج: سَأَلته عَن صَدَقَة الْحبّ فَقَالَ: فِيهِ كُله الصَّدَقَة وَذكر الذّرة والدخن والجلجلان والبلسن والإحريض والتقدة.
جلجل الجلجلان: السمسم. والبلسن: العدس وَهُوَ البلس بِضَمَّتَيْنِ عَن ابْن الْأَعرَابِي. والإحريض: العصفر وثوب محرَّض. والتقدة بِالتَّاءِ: الكزبرة وبالنون الكرويا. فِي الحَدِيث: إِن الله ليؤدي الْحُقُوق إِلَى أَهلهَا حَتَّى يقص للشاة الجلحاء من الشَّاة القرناء نطحتها.
جلحاء الجلحاء: الْجَمَّاء. لَا أجلنظي فِي (بج) . أَجلي فِي (زه) . مجللا فِي (حَيّ) . أجلو الله فِي (حل) . وَلَا جلحاء فِي (عق) . من جلبابها فِي (عس) . فجُلد بِالرجلِ فِي (رت) . جلعدا فِي (قصّ) . على أجالدهم فِي (قس) . وجليل فِي (صب) . جلاّل فِي (لق) . ذَا الجلب فِي (لب) . جلحاء فِي (قذ) . جليل المشاش فِي (مغ) .
الْجِيم مَعَ الْمِيم
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ فِي الشُّهَدَاء: وَمِنْهُم أَن تَمُوت الْمَرْأَة بِجمع.
جمع يُقَال: مَاتَت بجُمْع وجِمْع: أَي حاملة أَو غير مطموثة. وَمِنْه حَدِيثه: أَيّمَا امْرَأَة مَاتَت بِجمع [129] لم تُطمث دخلت الْجنَّة.(1/231)
وَحَقِيقَة الجُمْع والجِمْع أَنَّهُمَا بِمَعْنى الْمَفْعُول كالذخر وَالذّبْح. وَمِنْه قَوْلهم: ضربه بجُمع كَفه أَي بمجموعها وَأخذ فلَان بِجمع ثِيَاب فلَان. فَالْمَعْنى: مَاتَت مَعَ شَيْء مَجْمُوع فِيهَا غير مُنْفَصِل عَنْهَا: حملٍ أَو بكارة وَأما قَول ذِي الرمة: ... ورَدْناه فِي مَجْرى سُهَيْل يَمَانِياً ... بصُعْر البرى من بَين جمع وخادج ... فَلَا بُد فِيهِ من تَقْدِير مُضَاف مَحْذُوف أَي ذَات جمع. وضاة الْمُغيرَة فَذهب يخرج ذِرَاعَيْهِ فصاق عَلَيْهِ كُمَّا جمَّازته فَأخْرج يَده من تحتهَا.
جمز الجمازة: مدرعة قَصِيرَة من صوف. قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن سَمُرَة بن جُنْدُب بَاعَ خمرًا قَاتل الله سَمُرَة ألم يعلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لعن الله الْيَهُود حُرمت عَلَيْهِم الشحوم فجملوها فَبَاعُوهَا.
جمل جمل الشَّحْم يجمله: أذابه. وَالْمعْنَى أَنه خلل الْخمر ثمَّ بَاعهَا فَكَانَ ذَلِك مضاهياً لفعل يهود فِي إذابتهم الشَّحْم حَتَّى يصير ودكا ثمَّ بيعهم لَهُ متوهمين أَنه خرج عَن حكم الأَصْل بالإذابة. قَالَ أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: قلت: يَا رَسُول الله كم الْأَنْبِيَاء قَالَ: مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا. قلت: كم الرُّسُل من ذَلِك قَالَ: ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جمَّاءً غفيراً قلت: من أَوَّلهمْ قَالَ: آدم. قلت: أَنَبِي مُرْسل قَالَ: نعم خلقه الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه ثمَّ سوَّاه قِبَلا. وروى قبلا وقبلا.(1/232)
جمم ذكر سِيبَوَيْهٍ: الْجَمَّاء الْغَفِير فِي بَاب: مَا يُجعل من الْأَسْمَاء مصدرا كطرًّا وقاطبة وَكَأَنَّهُ قَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: هم كَذَا وَكَذَا جمعا لَهُم وحصرا واستغراقاً. والكلمتان من الجموم وَهُوَ الِاجْتِمَاع وَالْكَثْرَة وَمن الغفر وَهُوَ التغطية فجعلتا فِي مَوضِع الشُّمُول والإحاطة. وَعَن الْمَازِني: لم تقل الْعَرَب الْجَمَّاء إِلَّا مَوْصُوفا وَيُقَال: جَاءُوا جماًّ غفيراً والجماء الْغَفِير والجمَّ الْغَفِير. وَعَن بَعضهم: جم الْغَفِير وجماء الْغَفِير وجماء الغفيرة وجماء الغفيري. قِبَلا وقُبَلا: مُقَابلَة ومشاهدة وقَبَلا: اسْتِقْبَالًا واستئنافاً يُقَال: لَا آتِيك إِلَى عشر من ذِي قبل: من قبل أَي من زمانٍ نشاهده وَمن ذِي قبل أَي من زمَان يستقبلنا. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن أهل الْكُوفَة لما وفدوا إِلَيْهِ العلباء بن الْهَيْثَم السدُوسِي فَرَأى عمر هَيْئَة رثَّة وَمَا يصنع فِي الْحَوَائِج. قَالَ: لكل أنَاس فِي جميلهم خبر وروى فى بعيرهم.
جمل وَهُوَ مثل يضْرب فِي معرفَة القومبصاحبهم [13] يُرِيد أَن قومه لم يسودوه إِلَّا لمعرفتهم بِشَأْنِهِ وَكَانَ العلباء دميما أَعور باذَّ الْهَيْئَة وَكَانَ الرجل إِذا حزب أمرٌ. سَأَلَ الحطيئة عَن عبس ومقاومتها قبائل قيس فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كُنَّا ألف فارسٍ كأننا ذهبة حَمْرَاء لَا نستجمر وَلَا نحالف.
جمر أَي لَا نسْأَل غَيرنَا أَن يتجمعوا إِلَيْنَا لاستغنائنا بِأَنْفُسِنَا من الْجمار بِفَتْح الْجِيم: وَهُوَ الْجَمَاعَة وتجمرت الْقَبَائِل: اجْتمعت. لَا تجمروا الْجَيْش فتفتنوهم. وَهُوَ أَن يحسبوا فِي الثغر وَلَا يُؤذن لَهُم فِي القفول.(1/233)
الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ ثمَّ ابتع بِالدَّرَاهِمِ جنيبا.
جمع الْجمع: صنوف من التَّمْر تجمع. والجنيب: نوع مِنْهُ جيد وَكَانُوا يبيعون صَاعَيْنِ من الْجمع بِصَاع من الجنيب فَقَالَ ذَلِك تَنْزِيها لَهُم عَن الرِّبَا. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أمرنَا أَن نَبْنِي الْمَسَاجِد جُمًّا والمدائن شُرفا.
جم الجم: الَّتِي لَا شُرف لَهَا من الشَّاة الْجَمَّاء وَهِي خلاف القرناء. والشرف: الَّتِي لَهَا شُرف. أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: توفّي رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَالْوَحي أجمُّ مَا كَانَ لم يفتر عَنهُ. أَي أَكثر مَا كَانَ من جم الشىء جموما. مُعَاوِيَة رَضِي الله تعاله عَنهُ: قَالَ لَهُ ابْن الزبير: إِنَّا لَا نَدع مَرْوَان يَرْمِي جَمَاهِير قُرَيْش بمشاقصه وَيضْرب صفاتها بمعوله وَلَوْلَا مَكَانك لَكَانَ أخف على رقابنا من فراشة وَأَقل فِي أَنْفُسنَا من خشاشة وأيم الله لَئِن ملك أَعِنَّة خيل تنقاد لَهُ ليركبن مِنْك طبقًا تخافه. فَقَالَ مُعَاوِيَة: يَا معشر قُرَيْش مَا أَرَاكُم منتهين حَتَّى يبْعَث الله عَلَيْكُم من لَا تعطفه قرَابَة وَلَا يذكر رحما يسومكم خسفاً ويوردكم تلفا. قَالَ ابْن الزبير: إِذن وَالله نطلق عقال الْحَرْب بكتائب تمور كَرجل الْجَرَاد على جافتها الأسل لَهَا دوِي كَدَوِيِّ الرّيح تتبع غطريفا من قُرَيْش لم تكن أمه براعية ثلة. فَقَالَ مُعَاوِيَة: أَنا ابْن هِنْد أطلقت عقال الْحَرْب فَأكلت ذرْوَة السنام وشربت عنفوان المكرع إِذْ لَيْسَ للآكل إِلَّا الفلذة وللشارب إِلَّا الرنق والطرق.(1/234)
جمهر جُمْهُور النَّاس: معظمهم وَجمعه جَمَاهِير وَقد يُقَال لَهُ: جرهوم وجراهيم. المشقص: من النصال: مَا طَال وَعرض. وَعَن الْأَصْمَعِي أَنه الطَّوِيل غير العريض. الصفاة والصفوانة: الْحجر الأملس. الفراشة: الَّتِي تتهافت فِي النَّار. الخشاشة: وَاحِدَة الخشاش وَهِي الْهَوَام. الطَّبَق: جمع طبقَة وَهِي منزلَة فَوق منزلَة. قَالَ الله تَعَالَى: {لَتْركَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق} . وَمِنْه طبق الظّهْر وَهُوَ فقاره. وَالْمعْنَى: ليركبن مِنْك أحوالا ومنازل فِي الْعَدَاوَة مخوفة. سامه خسفاً: إِذا ألزمهُ إِيَّاه قسراً وإجباراً من سوم العالة وَهُوَ أَن تكره ويداوم عَلَيْهَا حَتَّى تشرب يُقَال: سَام نَاقَته سوما. والخسف: حبس الدَّابَّة على غير علف فوُضع مَوضِع الإذلال. نطلق: مَنْصُوب يإذن لكَونهَا مبيدا غير مُعْتَمدَة وَكَون الْفِعْل مُسْتَقْبلا غير حَاضر. رجل الْجَرَاد: الْقطعَة مِنْهُ الَّتِي قوي بَعْضهَا بِبَعْض عَن الْمبرد. الغطريف: السَّيِّد. الثلَّة: الْجَمَاعَة من الضَّأْن. العنفوان: الأول وَزنه فعلوان من اعتنف الشَّيْء إِذا ابتدأه وَلَو جعل الْعين بَدَلا من الْهمزَة لم يبعد لقَولهم: أنفوان وائتنف الشَّيْء. الفلذة: الْقطعَة من الكبد. الرَّنْق: الرَّنِق وَهُوَ الكدر. الطّرق: المَاء الَّذِي طرقته الدَّوَابّ اي خاضته وبالت فِيهِ وبعرت فَتغير واصفرَّ سُمي بِالْمَصْدَرِ. ضرب ذَلِك مثلا لعزه ومذلتهم وتقدمه وتخلفهم.(1/235)
عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا بلغَهَا أَن الْأَحْنَف قَالَ شعرًا يلومها فِيهِ فَقَالَت: لقد استفرغ حلم الْأَحْنَف هجاؤه إيَّايَ أبي كَانَ يستجم مثابه سفهه إِلَى الله أَشْكُو عقوق أبنائى
جمم استجم الْبِئْر: تَركهَا أَيَّامًا لَا يَسْتَسْقِي مِنْهَا حَتَّى يجْتَمع مَاؤُهَا كَأَنَّهُ طلب جمومها. والمثابة: الْموضع الَّذِي يثوب مِنْهُ المَاء. أَرَادَت أَنه يحلم عَن النَّاس وَلَا يتسافه عَلَيْهِم فَكَأَنَّهُ كَانَ يجمع سفهه. أَبي: أَي بسببي وَمن أَجلي. عَاصِم رَحمَه الله لقد أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا اللَّيْل جملا يشربون النَّبِيذ وَيلبسُونَ المعصفر مِنْهُم زر بن حُبَيْش وَأَبُو وَائِل.
حمل هِيَ عبارَة عَن قيام اللَّيْل والتهجد. فِي الحَدِيث إِن آدم عَلَيْهِ السَّلَام رمى إِبْلِيس بمنى فأجمر بَين يَدَيْهِ فسميت الْجمار بِهِ الْجمار.
جمر أَي أسْرع. قَالَ لبيد: ... فَإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرت ... كَانَ فِي جبل تهَامَة جُمَّاع قد غصبوا الْمَارَّة منمنكنانة وَمُزَيْنَة وَحكم والقارة.
جمع الجمّاع: الأُشابة من قبائل شَتَّى. قَالَ ابْن الأسلت: ... مِنْ بَيْن جمْعٍ غَيْر جُمَّاع ...(1/236)
إِذا وضعت الجوامد فَلَا شُفْعَة.
جمد هِيَ الْحُدُود جمع جامد. من جمع فِي (غل) . جمز فِي (ذل) . جملاء فِي (سنّ) . بخبت الجميش فِي (جز) . جمالِيًّا فِي (صه) . جَمْعَاء فِي (فط) . وَإِذا استجمرت فِي (نث) . مجمعا فِي نس. وَلَا تجمّروهم فِي (كف) . جُمَّاع فِي (شع) . جامساً فِي (مي) . جمس فِي (سنّ) . أجمر مَا كَانُوا فِي (خم) .
الْجِيم مَعَ النُّون.
جنح النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: أَمر بالتجنح فِي الصَّلَاة فَشَكا نَاس إِلَيْهِ الضعْف فَأَمرهمْ أَن يستعينوا بالركب. التجنح والاجتناح فِي السُّجُود. أَن يعْتَمد على راحتيه مجافيا لذراعيه غير مفترشهما من [132] قَول ابْن الرّقاع يصف ثَوْر الْوَحْش: ... يبيتُ يَحْفِر وَجْهَ الأَرْض مُجْتَنِحا ... إِذا اطمأنَّ قَلِيلا قامَ فانْتَقلا ... وَفِي حَدِيثه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنَّهُم شكوا إِلَيْهِ الِاعْتِمَاد فِي السُّجُود فرخَّص لَهُم أَن يستعينوا بمرافقهم على ركبهمْ. ذكر الشُّهَدَاء فَقَالَ: والمجنوب فِي سَبِيل الله شَهِيد.
جنب هُوَ الَّذِي بِهِ ذَات الْجنب. دخل مَكَّة فَبعث الزبير على إِحْدَى المجنبتين وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد على الْيُسْرَى وَبعث أَبَا عُبَيْدَة على الْحَبْس أَو الحسَّر.(1/237)
المجنبتان: جنَاحا الْعَسْكَر. الْحَبْس: الرجالة وَسموا بذلك لحبسهم الخيالة ببطء مَسِيرهمْ كَأَنَّهُ جمع حبوس أَو لأَنهم يتخلفون عَنْهُم وتحبسهم الرجلة عَن بلوغهم كَأَنَّهُ جمع حبيس. والحسر: جمع حاسر وَهُوَ الَّذِي لَا بَيْضَة عَلَيْهِ. لَا يضر الْمَرْأَة الْحَائِض وَالْجنب إِلَّا تنقض شعرهَا إِذا أصَاب المَاء سور الرَّأْس. روى شوى رَأسهَا. الْجنب: يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد والاثنان وَالْجمع. وَقد يُقَال: جنبون وجنبات وأجناب. سور الرَّأْس: أَعْلَاهُ. والشوى: جمع شواة وَهِي فروته. عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام: جنأ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم بِيَدِهِ فِي يَوْم حارّ وَقَالَ: من أحب أَن يظله الله من فَور جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة فَلْينْظر غريما أَو ليَدع مُعسرا.
جنأ يُرِيد حناها والأجنا: الَّذِي فِي كَاهِله انحناء على صَدره وَلَيْسَ بالاحدب. وتيس أجنأ: الَّذِي انحنى قرناه على جَنْبَيْهِ وصليف عُنُقه. عَن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم رجم يَهُودِيّا وَيَهُودِيَّة فقد رَأَيْته يجانىء عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَة بِنَفسِهِ. وروى: فعلق الرجل يجنىء عَلَيْهَا. يُقَال: جنأ عَلَيْهِ إِذا عطف جنوءاً وأجنأه عَلَيْهِ وَمِنْه المجنأ وَهُوَ الترس(1/238)
والقبر المجنأ: المسنم. وجانأه: بِمَعْنى أجنأه كباعده وأبعده وعالاه وَأَعلاهُ وَالْمعْنَى: يعْطف عَلَيْهَا نَفسه. عمر رَضِي الله عَنهُ أفطر فِي شهر رَمَضَان وَهُوَ يرى أَن الشَّمْس قد غربت ثمَّ نظر فَإِذا الشَّمْس طالعة. فَقَالَ:: لَا نقضيه مَا تجانفنا فِيهِ لإثم.
جنف التجانف: الْميل والجنف والإجناف كَذَلِك. وَمِنْه حَدِيث عُرْوَة: يردُّ من صَدَقَة الجانف فِي مَرضه مَا يرد من وَصِيّه المحنف عِنْد مَوته. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ: الجان مسيخ الْجِنّ كَمَا مسخت القردة من بنى اسرائيل.
جنن هُوَ الْعَظِيم من الْحَيَّات. وَمِنْه حَدِيث ابْن وَاثِلَة رَحمَه الله: أقبل جَان فَطَافَ [133] بِالْبَيْتِ سبعا ثمَّ انْقَلب حَتَّى إِذا كَانَ بِبَعْض دور بني سهم عرض لَهُ شَاب من بني سهم أَحْمَر أكشف أَزْرَق أَحول أعْسر فَقتله فثارت بِمَكَّة غبرة حَتَّى لم تبصر لَهَا الْجبَال. الأكشف: الَّذِي لَهُ فِي قصاص الناصية شَعرَات ثائرة وَقد يتشاءم بِهِ. وَمِنْه حَدِيث الْقَاسِم رَحمَه الله: إِنَّه سُئل عَن قتل الجان فَقَالَ: أَمر بقتل الأيم مِنْهُنَّ. الأيم والأين: مَا لطف مِنْهَا. وَيجمع على جنان وَنَظِيره غَائِط وغيطان وحائط وحيطان. زَمَنه الحَدِيث فِي كسح زَمْزَم أَن الْعَبَّاس قَالَ: يَا رَسُول الله إِن فِيهَا جنَّانا كَثِيرَة. وَمِنْه حَدِيث آخر: إِنَّه نهى عَن قتل الْجنان الَّتِي تكون فِي الْبَيْت. عَليّ بن الْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام. مدحه الفرزدق فَقَالَ: ... فِي كَفه جهنى رِيْحُهُ عَبِقٌ ... مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِيِنه شمم ...
جنه قَالَ القتيبى: الْجُهَنِىّ: الخيزران. ومعرفتي بِهَذِهِ الْكَلِمَة عَجِيبَة وَذَلِكَ أَن رجلا(1/239)
من أَصْحَاب الْغَرِيب سَأَلَني عَنهُ فَلم أعرفهُ فَلَمَّا أخذت من اللَّيْل مضجعي أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَام فَقَالَ لي: أَلا أخْبرته عَن الْجُهَنِيّ قلت: لم أعرفهُ. قَالَ: هُوَ الخيزران فَسَأَلته شَاهدا فَقَالَ: هَدِيَّة طرفنه. فِي طبق مجنَّه. فهببت وَأَنا أَكثر التَّعَجُّب فَلم ألبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى سَمِعت من ينشد: ... فِي كَفه جهنى ... ... . ... وَكنت أعرفهُ: فِي كَفه خيزران ... . مُجَاهِد رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {مَتَاعا لكم وللسيارة} أجناب النَّاس كلهم.
حنب هم الغرباء الْوَاحِد جُنُب. قَالَت الخنساء: ... ابكي أَخَاك لأَيْتَامٍ وأَرْملة ... وابكي أَخَاك إِذا جاورْتِ أجنابا ...
جنق الْحجَّاج: نصب على الْبَيْت منجنيقين ووكل بهما جانقين فَقَالَ أحد الجانقين عَن رميه: ... خَطَّارَةٌ كالجملِ الفَنِيقِ ... أَعْدَدتُها للمَسْجِد العَتِيق ... الجانق: الرَّامِي بالمنجنيق وَقد جنق يجنق. وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي: الْمِيم فِي منجنيق أصل وَالنُّون الَّتِي تلِي الْمِيم زَائِدَة فَأَما جنق فَفِيهِ بعض حُرُوف المنجنيق وَلَيْسَ مِنْهُ كَقَوْلِهِم: لأل وَلَيْسَ من اللُّؤْلُؤ والمنجنيق مُؤَنّثَة وَلِهَذَا قَالَ خطارة شبهها بالفحل ووصفها بِمَا يُوصف بِهِ من الخطران وَهُوَ تحريكه ذَنبه للصيال أَو للنزاء. والفنيق: الْفَحْل وَيجمع على فنق وافناق. فِي الحَدِيث الْجَانِب المستغزر يُثَاب من هِبته. الْجَانِب: الْغَرِيب. والمستغزر من استغزر الرجل: إِذا طلب أَكثر ماى أعْطى. وَالْمرَاد أَن الرجل الْغَرِيب إِذا أهْدى إِلَيْك شَيْئا لتكافئه وتزيده فأثبه من هديته وزده.(1/240)
لَا جنب فِي (جلّ) . جناب الهضب فِي (نَص) . بالجنبة فِي (كس) . [أخفوا] الجنن فِي (زن) . ظهر الْمِجَن فِي (كل) . جانبيه فِي (قح) .
الْجِيم مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: قَالَ حمل بن مَالك بن النَّابِغَة: إِنِّي كنت بَين جارتين لي فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح فَأَلْقَت جَنِينا مَيتا وَمَاتَتْ فَقضى بدية المقتولة على عَاقِلَة القاتلة وَجعل فِي الْجَنِين غُرَّة عبدا أَو أمة.
جور كنوا عَن الضرة بالجارة تطيرا من الضَّرَر. وَحكى أَنهم كَانَ يكْرهُونَ أَن يَقُولُوا: ضرَّة وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا لَا تذْهب من رزقها بِشَيْء. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه كَانَ ينَام بَين جارتيه. المسطح: عَمُود الخباء لِأَنَّهُ يسطح بِهِ أَي يمد. الْعَاقِلَة: الْقَرَابَة الَّتِي تعقل عَن الْقَاتِل أَي تُعْطِي الدِّيَة من قبله. غرَّة: أَي رَقِيقا أَو مَمْلُوكا ثمَّ أبدل مِنْهُ عبدا أَو أمة. قَالَ ابْن الْأَحْمَر: ... إنْ نَحن إلاّ أُناس أهل سَائمةٍ ... مَا إنْ لَنَا دونهَا حَرْث وَلَا غُرَر ... أَي أرقاء. وَقَالَ آخر: ... كلُّ قَتيلٍ فِي كُلَيْبِ غُرّه ... أَي هم كالمماليك فِي جنبه وَإِنَّمَا قيل للرقيق غرَّة لِأَنَّهُ غرَّة مَا يملك: أَي خَيره وأفضله. وَقيل: أُطلق اسْم الْغرَّة وَهِي الْوَجْه على الْجُمْلَة كَمَا قيل: رَقَبَة وَرَأس فَكَأَنَّهُ قيل: جعل فِيهِ نسمَة عبدا أَو أمة. وَقيل: أَرَادَ الْخِيَار دون الرذُّال. وَعَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: لَوْلَا أَن رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ بالغرة(1/241)
معنى لقَالَ: فِي الْجَنِين عبدا أَو أمة وَلكنه عَنى الْبيَاض وَلَا يقبل فِي الدِّيَة إِلَّا غُلَام أَبيض أَو جَارِيَة بَيْضَاء. قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: كَانَ إِذا دخل علينا لبس مجولا.
جول هُوَ ثوب يثنى ويخاط أحد شقيه وَيجْعَل لَهُ جيب يلبس ويجال بِهِ فِي الْبَيْت. إِن رجلا قَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله إِنَّا قوم نتساءل أَمْوَالنَا. فَقَالَ: يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة والفتق فَإِذا اسْتغنى أَو كرب استعف. الْجَائِحَة: اسْم فاعلة من حَاجته تجوحه: إِذا استأصلته وَهِي الْمُصِيبَة الْعَظِيمَة فِي المَال الَّتِي تهلكه. وَمِنْه حَدِيثه: إِنَّه أَمر بِوَضْع الجوائح. قيل: هِيَ كل مَا أذهب الثَّمَرَة أَو بَعْضهَا من أَمر سماوي بِغَيْر جِنَايَة آدَمِيّ. وَتَقْدِيره بِوَضْع ذَوَات الجوائح أَي بِوَضْع صدقَات ذَات الجوائح فَحذف الاسمان وَنَظِيره قَوْله: ... وناقتي النَّاجِي إِلَيْك بَريدها ... قَالَ أَبُو على: أَي ذُو سير [135] ريدها. الفتق: أَن تقع الْحَرْب بَين فريقين فَتَقَع بَينهم الدِّمَاء والجراحات فيتحملها رجل ليصلح بَينهم فَيسْأَل فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيهَا. وَقيل: هُوَ الجدب والشدة. كرب: قرب من ذَلِك. قَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: اسْتَحْيوا من الله. ثمَّ قَالَ: الاستحياء من الله أَلا تنسوا الْمَقَابِر والبلى وَألا تنسوا الْجوف وَمَا وعى والا تنسوا الرَّأْس وَمَا احتوى(1/242)
جَوف مَا وعاه الْجوف وَهُوَ دَاخل الْبَطن: الْمَأْكُول والمشروب. وَمَا احتواه الرَّأْس: السّمع وَالْبَصَر وَاللِّسَان. وَالْمعْنَى: الْحَث على الْحَلَال من الرزق وَاسْتِعْمَال هَذِه الْجَوَارِح فِيمَا رضى الله اسْتِعْمَالهَا فِيهِ. دخل صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم على عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَعِنْدهَا رجل فَقَالَت: إِنَّه أخي من الرضَاعَة. فَقَالَ: انظرن مَا إخوانكن فَإِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة.
جوع هِيَ الْجُوع وَفِي وَزنهَا وَمَعْنَاهَا المخمصة. وَالْمعْنَى أَن الرَّضَاع إِنَّمَا يعْتَبر إِذا لم يشْبع الرَّضِيع من جوعه إِلَّا اللَّبن وَذَلِكَ فِي الْحَوْلَيْنِ فَأَما رضَاع من يشبعه الطَّعَام فَلَا. جَاءَهُ قوم حُفَاة عُرَاة مجتابي النمار أُزراً بَينهم عامتهم من مُضر فَتغير وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رأى بهم من الْفَاقَة ثمَّ حث على الصَّدَقَة.
جوب أَي مقتطعى النمار وَهِي أكيسة من صوف واحدتها نمرة. أُزراً بَينهم: انتصابه على الْحَال من الضَّمِير فِي عُرَاة وَجعله حَالا من قوم غير ضَعِيف لِأَنَّهُ مَوْصُوف. أَتَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت: إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن جَائِز بَيْتِي قد انْكَسَرَ. فَقَالَ: خيرٌ يرد الله غائبك. فَرجع زَوجهَا ثمَّ غَابَ وَرَأَتْ مثل ذَلِك فَلم تَجِد النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَوجدت أَبَا بكر فَأَخْبَرته فَقَالَ: يَمُوت زَوجك. فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: هَل قصصتها على أحد قَالَت: نعم. قَالَ: هُوَ كَمَا قيل لَك.(1/243)
جوز الْجَائِز الَّذِي تُوضَع عَلَيْهِ أَطْرَاف الْعَوَارِض وَجمعه أجوزة وجوزان. الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام فَمَا زَاد فَهُوَ صَدَقَة وجائزته يَوْمه وَلَيْلَته وَلَا يثوى عِنْده حَتَّى يحرجه. يثوى من الثواء: وَهُوَ الْإِقَامَة. الإحراج: التَّضْيِيق. وَالْمعْنَى أَنه يحتفل لَهُ فِي الْيَوْم الأول وَيقدم إِلَيْهِ مَا حَضَره فِي الثَّانِي وَالثَّالِث وَهُوَ فِيمَا وَرَاء ذَلِك مُتَبَرّع إِن فعل فَحسن وَإِلَّا فَلَا بَأْس بِهِ كالمتصدق وعَلى الضَّيْف أَلا يُطِيل الْإِقَامَة عِنْده حَتَّى يضيق عَلَيْهِ. فِي الرَّهْط العرنيين: قدمُوا الْمَدِينَة فاجتووها فَقَالَ: لَو خَرجْتُمْ إِلَى إبلنا فأصبتم من أبوالها وَأَلْبَانهَا فَفَعَلُوا فصحوا فمالوا على الرعاء فَقَتَلُوهُمْ وَاسْتَاقُوا الْإِبِل وَارْتَدوا عَن الْإِسْلَام فَبعث فِي طَلَبهمْ قافة فأُتي بهم فَأمر فقُطعت أَيْديهم وأرجلهم وسَمَّل أَعينهم. وروى وَسمر أَعينهم. قَالَ أنس: فَلَقَد رَأَيْت أحدهم يكدم الأَرْض بِفِيهِ حَتَّى مَاتُوا عطشا.
جوى اجتواء الْمَكَان: خلاف تنعمه وَهُوَ أَلا تستمرىء طَعَامه وَشَرَابه وَلَا يوافقك. الْقَافة: جمع قائف وَهُوَ الَّذِي يقوف الْآثَار أَي يقفوها. سمل أَعينهم: أَي فقأها بحديدة محماة أَو غَيرهَا. وسمرها: أحمى لَهَا مسامير فكحلهم بهَا.(1/244)
الكدم: العض. قيل: وَقع الترخيص فِي إِصَابَة بَوْل الْإِبِل للتداوى لهَؤُلَاء خَاصَّة ذَلِك فِي صدر الْإِسْلَام ثمَّ نُسخ. وَقيل: للمتداوي أَن يُصِيبهُ كَأَكْل الْميتَة لكسر عَادِية الْجُوع. وَأما الْمثلَة بهم فلأنهم كَانُوا مثلُوا بيسار مولى رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقطعُوا يَده وَرجله وغرزوا الشوك فِي لِسَانه وَعَيْنَيْهِ فَأدْخل الْمَدِينَة مَيتا فجازاهم لقَوْله تَعَالَى: {فعَاقِبوا بمثلِ مَا عُوقبتم بِهِ} . نزل فِي قَتْلَى أُحد ومثلة الْمُشْركين بهم وَقَول الْمُسلمين عِنْد ذَلِك: لَئِن أظهرنَا الله عَلَيْهِم لنمثلن بهم أعظم مِمَّا مثلُوا. قَالَ لَهُ رجل: يَا رَسُول الله: أَي اللَّيْل أجوب دَعْوَة قَالَ: جَوف اللَّيْل الغابر.
جوب أجوب: كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير من جابت الدعْوَة بِوَزْن فعلت كطالت أَي صَارَت مستجابة كَقَوْلِهِم فِي فَقير وشديد: كَأَنَّهُمَا من فقر وشدد وَلَيْسَ ذَلِك بمستعمل. وَيجوز أَن يكون من جبت الأَرْض: إِذا قطعتها بالسير على معنى أمضى دَعْوَة وأنفذ إِلَى مظان التقبل والإجابة. عمر رَضِي الله عَنهُ لما قدم الشَّام أقبل على جمل عَلَيْهِ جلد كَبْش جونيّ وزمامه من خلب النّخل.
جون الجون: الْأسود وَقد يُقَال للأحمر: جون كَمَا يُقَال لَهُ: أسود. قَالَ فِي صفة الشقشقة: ... فِي جَوْنَةٍ كَقَفَدَانِ العطَّارْ ... وَالْيَاء للْمُبَالَغَة كَقَوْلِهِم: أحمرى وأسودى.(1/245)
الخلب: الليف. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أطلى بجواء قدر أحب إِلَى من أطلى بزعفران.
جوا جواء الْقدر: سوادها. وَهُوَ من قَوْلهم: كَتِيبَة جأواء. الْعين همزَة وَاللَّام وَاو. وَأَصله جئاء إِلَّا أَنه استثقلت همزتان بَينهمَا ألف فقلبت الأولى واوا كَمَا فِي ذوائب. سَأَلَهُ رجل عَن الْوتر فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا وَقَامَ من جوز اللَّيْل ليُصَلِّي وَقد طرَّت النُّجُوم فَقَالَ: وَاللَّيْل إِذا عسعس وَالصُّبْح إِذا تنفس. أَيْن السَّائِل عَن الْوتر نعم سَاعَة الْوتر هَذِه
جوز جوز اللَّيْل: وَسطه. طرَّت النُّجُوم: طلعت [137] . وروى طرَّت: أَي أَضَاءَت من طررت السَّيْف: إِذا صقلته. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أقْرض رجلا دَرَاهِم فَأَتَاهُ بهَا فَقَالَ حِين قَضَاهُ: إِنِّي قد تجودَّتها لَك من عطائي. فَقَالَ عبد الله: اذْهَبْ بهَا فاخلطها ثمَّ ائتنا بهَا من عرضهَا. التجود: تخير الأجود. الْعرض: الْجَانِب أَي خُذْهَا من جَانب من جوانبها من غير تخير. حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لقد تركنَا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَنحن متوافرون وَمَا منا أحد لَو فتش إِلَّا فتش عَن جَائِفَة أَو منقلة إِلَّا عمر وَابْن عمر.
جَوف ضرب الْجَائِفَة. وَهِي الطعنة الْوَاصِلَة إِلَى الْجوف والمنقلة: وَهِي الَّتِي ينْقل مِنْهَا الْعِظَام مثلا للمعايب.(1/246)
وَفِي مَعْنَاهُ قَول جَابر: مَا منا أحد إِلَّا وَقد مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا إِلَّا عمر وَابْن عمر. سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن لكل امرىء جوانيا وبرانيا فَمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه وَمن يفْسد جوانيه يفْسد الله برانيه.
جوى الجواني: نِسْبَة إِلَى الجوّ وَهُوَ الْبَاطِن من قَوْلهم: جوّ الْبَيْت لداخله. والبراني: إِلَى الْبر وَهُوَ الظَّاهِر من قَوْلهم للصحراء البارزة: بروبرية وللباب الْخَارِج: براني. وَزِيَادَة الْألف وَالنُّون للتَّأْكِيد. وَالْمعْنَى أَن لكل امرىء سرًّا وشأناً بَاطِنا وعلناً وشأناً ظَاهرا. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا سِتَّة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة فَذكر الجوَّاظ والجعثل والقتَّات. فَقيل لَهُ: مَا الجعثل فَقَالَ: الْفظ الغليظ.
جوظ جاظ الرجل جوظاً وجوظانا: إِذا اختال من سمن وَثقل فِي يدنه. وَمِنْه الجوَّاظ. وَقيل: هُوَ الجموع المنوع. الجعثل: مقلوب العثجل وَهُوَ الْعَظِيم الْبَطن. القتَّات: النمَّام شُرَيْح رَحمَه الله خَاصم إِلَيْهِ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله غُلَاما لزياد فِي برذوية بَاعهَا وكفل لَهُ الْغُلَام فَقَالَ مُحَمَّد: حيل بيني وَبَين غريمي وَاقْتضى مَالِي مسمَّى واقتسم مَال غريمي دوني. فَقَالَ شُرَيْح: إِن كَانَ مجيزاً كفل لَك غرم وَإِن كَانَ اقْتضى لَك مَالك مسمَّى فَأَنت أَحَق وَإِن كَانَ الْغُرَمَاء أخذُوا مَاله دُونك فَهُوَ بَيْنكُم بِالْحِصَصِ.
جوز أَرَادَ بالمجيز: الْمَأْذُون لَهُ فِي التِّجَارَة لِأَنَّهُ يُجِيز الشَّيْء أَي يمضيه وينفذه بِسَبَب الْإِذْن لَهُ وَيُقَال للْوَلِيّ وَالْوَصِيّ: مجيز أَيْضا.(1/247)
وَمِنْه حَدِيثه الآخر: إِذا بَاعَ المجيزان فَالْبيع للْأولِ وَإِذا أنكح المجيزان فَالنِّكَاح للْأولِ. اقْتضى مَالك مُسَمّى: أَي أَن تقاضاه وَقَبضه على اسْمك وعَلى أَنه لَك فَأَنت أَحَق بِهِ وَإِن كَانَ الْغُرَمَاء أخذو المَال دُونك فَأَنت غَرِيم كبعضهم وَلَك فِيهِ حصةٌ على قدر مَالك. عَطاء رَحمَه الله: سُئِلَ عَن المجاور إِذا ذهب للخلاء أيمر تَحت سقف قَالَ: لَا. قيل: أفيمر تَحت قبوٍ مقبوّ من لبن أَو حِجَارَة لَيْسَ فِيهِ عتب وَلَا خشب قَالَ: نعم.
جور المجاور: الْمُعْتَكف. القبو: الطاق. مقبو: مَعْقُود. وَمِنْه: كَانَ يُقَال لضم الْحَرْف قبو وحرف مقبو. العتب: الدرج. الْحجَّاج أَتَى بدرع حَدِيد فعُرضت عَلَيْهِ فِي الشَّمْس وَكَانَت الدرْع صَافِيَة فَجعل لَا يرى صفاءها فَقَالَ لَهُ الرجل وَكَانَ فصيحا: الشَّمْس جونة. وروى عرضهَا عَلَيْهِ فِي الشَّمْس فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج: الشَّمْس جونة.
جون أَي نحها عَن الشَّمْس فقد قهرت لون الدرْع. والجونة هُنَا: الْبَيْضَاء الشَّدِيدَة الْبيَاض والجون من الأضداد. أاجيفوا فِي خم. لم تجز عَلَيْهِ فِي رح. الْمجِيد فِي ضم. جيدوا فِي عذ. ذِي الْمجَاز فِي عَن. أجون فِي قع. إِلَّا جوراً فِي نط. جَوْلَة فِي وَج. جوح الدَّهْر فِي عش. فجوب فِي فر. فسرت إِلَيْهِ جوادا فِي ذَر.(1/248)
قِطْعَة الْجَائِز فِي رض. جوّفوه فِي قر. لَيْسَ لَك جول فِي حد. أجواز الْإِبِل فِي ضح. وتستجيل فِي صب.
الْجِيم مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ بِالْحُدَيْبِية فَأَصَابَهُمْ عَطش قَالَ: فجهشنا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
جهش يُقَال: جهش إِلَيْهِ وأجهش: إِذا فزع اليه كَأَنَّهُ يُرِيد الْبكاء فزع الصَّبِي إِلَى أَبَوَيْهِ. بَينا هُوَ فِي مسير لَهُ نزل بِأَرْض جِهَاد. وروى: بَينا هُوَ يسير على أَرض حرز مُجْدِبَة مثل الأيم فَقَالَ النَّاس: احبطوا فتفر ق النَّاس فجَاء بِعُود وَجَاء ببعرة حَتَّى ركموا فَكَانَ سواداً فَقَالَ: هَذَا مثل مَا تحقرون من أَعمالكُم.
جهد الْجِهَاد والجرز بِمَعْنى وَهِي الَّتِي لَا نَبَات بهَا وَلَا مَاء. الأيم: الْحَيَّة شبه بِهِ الأَرْض فِي ملامستها. السوَاد: السخص. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا رأيناكم جهرناكم.
جهر أَي وجدناكم عظاماً فِي الْأَعْين معجبة أجسامكم يُقَال: جهرني فلَان: راعني بجسمه وهيئته وجهرته: رَأَيْته كَذَلِك. مُحَمَّد بن مسلمة رَضِي الله عَنهُ: قصد يَوْم أُحد رجلا قَالَ: فجاهضني عَنهُ أَبُو سُفْيَان.
جهض أَي مَا نعنى وعاجلني بذلك. من قَوْلهم: أجهضته عَن كَذَا إِذا نحيته عَنهُ بعجلة. فِي الحَدِيث: من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ إثمه. أَي حمله على الْجَهْل والسفه بشىء أغضبهُ فَأخْرجهُ من خُلُقه.(1/249)
فجهجأه فِي حش. أجهضوهم فِي حو. لَا تُجهده فِي دع. واجتهر فِي سح. أجهشت فِي سا.
الْجِيم مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن ابْن عمر: بعث رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم سَرِيَّة فَلَقوا الْعَدو فجاض الْمُسلمُونَ جيضة فَأتيت الْمَدِينَة فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله نَحن الْفَرَّارُونَ فَقَالَ: بل أَنْتُم العكاّرون وأنافئتكم. وروى: فَحَاص النَّاس حَيْصَة.
جيض وَمعنى الْكَلِمَتَيْنِ وَاحِد هُوَ الحيدودة حذرا. العكَّار: الكَّرار. ذهب فِي قَوْله: أنافئتكم إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أَو مُتحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} . يُمهد بذلك عذرهمْ فِي الْفِرَار. الْبَراء بن مَالك رَضِي الله عَنهُ: شهِدت الْمَدِينَة فكفونا أول أَو النَّهَار فَرَجَعت من الْعشي فوجدتهم فِي حَائِط فَكَأَن نَفسِي جَاشَتْ فَقلت: لَا وألت أفراراً من أول النَّهَار وجبنا آخِره فانقحمت عَلَيْهِم.
جَيش جَاشَتْ: ارْتَفَعت من الارتياع وغلت. وألت: نجوت. فَجَاشَ فِي خب. جيشات فِي دح. الجية فِي مخ. فتجيشت فِي حَيّ. [آخر الْجِيم وَللَّه الْحَمد والْمنَّة.](1/250)
حرف الْحَاء
الْحَاء مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع حَبل الحبلة.
جبل الْحَبل: مصدر سمي بِهِ الْمَحْمُول كَمَا سمي بِالْحملِ وَإِنَّمَا أدخلت عَلَيْهِ التَّاء للإشعار بِمَعْنى الْأُنُوثَة فِيهِ لِأَن مَعْنَاهُ أَن يَبِيع مَا سَوف يحملهُ الْجَنِين فِي بطن النَّاقة على تَقْدِير أَن يكون أُنْثَى وَإِنَّمَا نهى عَنهُ لِأَنَّهُ عرر. يخرج من النَّار رجل قد ذهب حبره وسبره.
حبر الحبر: أثر الْحسن والبهاء من حبرت الشَّيْء وحبَّرته. والسبر مَا عُرف من هَيئته وشارته من السبر وَهُوَ تعرّف الشَّيْء. عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: أتيت حَيا من أَحيَاء الْعَرَب فَلَمَّا تَكَلَّمت قَالَ بعض من حضر: أما اللِّسَان فبدوي وَأما السبر فحضري. وَقد رُوِيَ فيهمَا الْفَتْح. قَالَ فِي السقط: يظل محبنطيا على بَاب الْجنَّة.
احبنطى احبنطت: من حَبط إِذا انتفخ بَطْنه كاسلنقيت من سلقه: إِذا أَلْقَاهُ على ظَهره وَالنُّون وَالْيَاء زائدتان. وَالْمعْنَى أَنه يظل منتفخا من الْغَضَب والضجر. وَقد روى مهموزا. فِي صفة الدَّجَّال: رَأسه حبك.
حبك الحبك: هِيَ الطرائق وَاحِدهَا حباك أَو حبيك أَو هُوَ جمع حبيكة. وَمِنْه حَدِيث قَتَادَة رَحمَه الله: الدَّجَّال قصد من الرِّجَال أجلى الجبين برَّاق الثنايا محبك الشّعْر. وروى: محبل.(1/251)
أَي كل قرن من قرونه حَبل لِأَنَّهُ جعله تقاصيب. إِن الْأَنْصَار لما أَرَادوا أَن يبايعوه قَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان: يَا رَسُول الله إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا وَنحن قَاطِعُوهَا فنخشى إِن الله أعزّك وَأَظْهَرَك أَن ترجع إِلَى قَوْمك. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: بل الدَّم الدَّم وَالْهدم الْهدم. وروى: بل اللدم اللدم وَالْهدم الْهدم أَنا مِنْكُم وَأَنْتُم مني أُحارب من حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ من سَالَمْتُمْ.
حَبل الحبال: العهود. وَالْهدم بِالسُّكُونِ: أَن يُهدم دم الْقَتِيل أَي يهدر يُقَال: دِمَاؤُهُمْ هدم بَينهم. وَالْمعْنَى دمكم دمي وهدمكم هدمي يُرِيد إِن طلب دمكم فقد طلب دمي وَإِن أُهدر فق أهْدر دمي لاستحكام الألفة. وَأما اللدم: فَهِيَ الْحرم جمع لادم لِأَنَّهُنَّ يلتد من على صاحبهن إِذا هلك. وَالْهدم: الْمنزل وَهُوَ فعل بمعى مفعول لِأَنَّهُ يهدم أَي حرمي حرمكم ومنزلي منزلكم. وَقيل: المُرَاد بالهدم: الْقَبْر أَي وأُقبر حَيْثُ تقبرون كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم: الْمحيا محياكم وَالْمَمَات مماتكم. إِن رجلا أحبن أصَاب امْرَأَة فسُئل فاعترف فَأمر بِهِ فجُلد بأُثكول النّخل. وروى: بإثكال النّخل.
حبن الأحبن: الَّذِي بِهِ حبن وَهُوَ السَّقْي.(1/252)
وَعَن الْأَصْمَعِي: إِن رجلا تجشأ فِي مجْلِس فَقَالَ لَهُ رجل: أدعوت على هَذَا الطَّعَام أحدا قَالَ: لَا. قَالَ: فَجعله الله حبناً وقداداً. الأُثكول والإثكال: الشمراخ. الْخَيل ثَلَاثَة: أجر وَستر ووزر فَأَما الذى لَهُ الْأجر فَرجل حبس خيلاً فِي سَبِيل الله فَمَا سنَّت لَهُ شرفاً إِلَّا كَانَ لَهُ أجر. وَرجل استعف بهَا وركبها وَلم ينس حق الله فِيهَا فَذَلِك الَّذِي لَهُ ستر. وَرجل حبس خيلا فخرا ويواء على أهل الْإِسْلَام فَذَلِك الَّذِي عَلَيْهِ الْوزر.
حبس حبس فرسا فِي سَبِيل الله وأحبس: إِذا وَقفه فَهُوَ حبيس ومُحبس. سنَّت: من سنّ الْفرس إِذا لج فِي عدوه. والشرف: الطلق يُقَال: عدا شرفاً. النواء: المناوأة وَهِي المناهضة فِي المباهاة. قَالَ: ... بَلَّتْ يَداه فِي النِّواء بفارسٍ ... لَا طَائِشٍ رَعِشٍ وَلَا وَقَّافِ ... إِن رجلا كَانَ اسْمه الْحباب: فَسَماهُ عبد الله. وَقَالَ: إِن الْحباب اسْم شَيْطَان.
حبب اشْترك الشَّيْطَان والحية فِي الْحباب كَمَا اشْتَركَا فِي الشَّيْطَان والجان وَأبي قترة. فِي قصَّة بدر: إِن رجلا من غفار قَالَ: أَقبلت وَابْن عَم لي حَتَّى صعدنا على حَبل وَنحن مُشْرِكَانِ على إِحْدَى عجمتى بدر. العجمة الشامية. نَنْتَظِر الْوَقْعَة.
جبل الْحَبل: الممتد من الرمل. والعجمة: المتراكم مِنْهُ المشرف على مَا حوله. قَالَ لعمر رَضِي الله عَنهُ فِي نخل لَهُ أَرَادَ أَن يتَقرَّب بِهِ صَدَقَة إِلَى الله: حبس الأَصْل وسبل الثَّمَرَة.(1/253)
حبس أَي اجْعَلْهُ حَبِيسًا وَقفا مُؤَبَّدًا لَا يُبَاع وَلَا يُوهب وَلَا يُورث وَاجعَل ثَمَرَته فِي سبل الْخَيْر. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لرجل من أهل الطَّائِف: الحبلة أفضل أم النَّخْلَة وَجَاء أَبُو عمْرَة عبد الرَّحْمَن بن مُحصن الْأنْصَارِيّ. قَالَ: الزَّبِيب إِن آكله أضرس وَإِن أتركه أغرث وَلَيْسَ كالصقر فِي رُءُوس الرقل الراسخات فِي الوحل المطعمات فِي الْمحل خرفة الصَّائِم وتحفة الْكَبِير وصمتة الصَّغِير وخرسة مَرْيَم وتحترش بِهِ الضباب من الصلعاء.
حبلة الحبلة: الكرمة. وَمِنْه الحَدِيث: لما خرج نوح عَلَيْهِ السَّلَام من السَّفِينَة غرس الحبلة. وَمِنْه حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كَانَت لَهُ حبلة تحمل كُرَّا وَكَانَ يسميها أم الْعِيَال. أضرس. من ضرس [141] لأسنان. أغرث: أَي أجوع يُرِيد أَنه إِذا أكل الزَّبِيب ثمَّ تَركه تَركه وَهُوَ جَائِع لِأَنَّهُ لَا يعْصم كَمَا يعْصم التَّمْر. الصَّقْر: عسب الرطب. الرَّقل: النخيل الطوَال. الوحل: لُغَة فِي الوحل وَهُوَ الطين. خرفة الصَّائِم: مخترفه أَي مجتناه وَقد اسْتحبَّ الْإِفْطَار بِالتَّمْرِ. وَعَن النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِذا أفطر أحدكُم فليفطر على تمر فَإِن لم يجد تَمرا فَإِن المَاء طهُور. الصُّمتة: مَا يُصمت بِهِ. الخرسة: مَا تطعمه النُّفَسَاء أَرَادَ قَوْله تَعَالَى: {تُساقِطْ عليكِ رُطَباً جنيا} .(1/254)
الصلعاء: الصَّحرَاء الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا من الصلع. واحتراش الضَّب: اصطياده. يُقَال إِنَّه يعجب بِالتَّمْرِ جدا.
حبر عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: كل شَيْء يحب وَلَده حَتَّى الْحُبَارَى. خصها لِأَنَّهَا مَوْصُوفَة بالموق. وَقد شرحت ذَلِك فِي كتاب المستقصي من أَمْثَال الْعَرَب. عبد الرَّحْمَن رَضِي الله عَنهُ: قَالَ يَوْم الشورى: يَا هَؤُلَاءِ إِن عندى رَأيا وَإِن لكم نظرا إِن حابياً خير من زاهق وَإِن جرعة شروب أَنْفَع من عذب موب وَإِن الْحِيلَة بالْمَنْطق أبلغ من السيوف فِي الْكَلم فَلَا تُطيعوا الْأَعْدَاء وَإِن قربوا وَلَا تفلوا المدى بالاختلاف بَيْنكُم وَلَا تغمدوا السيوف عَن أعدائكم فيوتروا ثأركم وتؤليوا أَعمالكُم. وروى: وَلَا تؤبروا آثَاركُم فتؤلتوا دينكُمْ. لكل أجل كتاب وَلكُل بَيت إِمَام بأَمْره يقومُونَ وبنهيه يرعون قلدوا أَمركُم رحب الذِّرَاع فِيمَا نزل مَأْمُون الْغَيْب على مَا استكن يقترع مِنْكُم وكلكم مُنْتَهى ويرتضى مِنْكُم كلكُمْ رضَا.
حبا ضرب الحابي وَهُوَ السهْم الَّذِي يزلج على الأَرْض ثمَّ يُصِيب الهدف والزاهق وَهُوَ الَّذِي يُجَاوِزهُ من زهق الْفرس: إِذا تقدم أَمَام الْخَيل. مثلا لوال ضعيفٍ ينَال الْحق أَو بعضه وَلآخر يُجَاوز الحقَّ ويتخطاه. والشَّروب: وَهُوَ المَاء الْملح الَّذِي لَا يُشرب إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة. والعذب الموبىء: وَهُوَ الَّذِي يُورث وباءً. مُخَفّفَة مثلا لِرجلَيْنِ: أَحدهمَا أدون وأنفع وَالثَّانِي أرفع وأضر.(1/255)
اليسوب: مصدر سَاب فِي الْكَلَام إِذا هضب فِيهِ وخاض بهذرٍ يُرِيد أَن التلطف فِي الْكَلَام والتقلل مِنْهُ أبلغ من الْإِكْثَار. وترته: أصبته برتر وأوترته: أوجدته ذَلِك. والثأر: الْعَدو أَي لَا توجدوا عَدوكُمْ الْوتر فِي أَنفسكُم. وتؤلتوا: تنقصوا يُقَال: آلَته بِمَعْنى ألته. التوبير: تعفية الْآثَار من توبير الأرنب وَهُوَ مشيها على وبر قَوَائِمهَا لِئَلَّا يقْتَصّ أَثَرهَا. يرعون: يكفون. يُقَال: ورَّعته فورع يرع [142] كوثق يَثِق ورعا ورعة. على مَا استكن: أَي تأمنون غيبه على مَا استتر من أَمركُم عَلَيْكُم فَلَا يخونكم. يقترع: يُختار. وَمِنْه القريع. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لقد رَأَيْتنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَمَا لنا طعامٌ إِلَّا الحبلة وورق السمر ثمَّ أَصبَحت بَنو أَسد تعزرني على الْإِسْلَام لقد ضللت إِذن وخاب عَمَلي
الحبلة: ثَمَر السمر مثل اللوبياء. عَن ابْن الْأَعرَابِي. تعزرني من عزره على الْأَمر وعزره: إِذا أجْبرهُ عَلَيْهِ وَوَقفه بِالنَّهْي عَن معاودة خِلَافه قَالَ هَذَا حِين شكاه أهل الْكُوفَة إِلَى عمر قَالُوا: لَا يُحسن الصَّلَاة فَسَأَلَهُ عمر عَن ذَلِك فَقَالَ: إِنِّي لأُطيل بهم فِي الْأَوليين وأحذف فِي الأُخريين وَمَا آلو عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم. فَقَالَ عمر: كَذَلِك عهدنا الصَّلَاة. وروى: كَذَلِك الظَّن بك يَا أَبَا إِسْحَاق. سَأَلَ عَنهُ عَمْرو عَمْرو بن معد يكرب فَقَالَ: خبر أَمِير نبطي فِي حبوته. وروى: جبوته عَرَبِيّ فِي نمرته أَسد فِي تامورته. وروى: ناموسته يعدل فِي الْقَضِيَّة وَيقسم بِالسَّوِيَّةِ وينقل إِلَيْنَا حَقنا كَمَا تنقل الذّرة.(1/256)
حبا الحبوة من الاحتباء وَهِي للْعَرَب خَاصَّة كَمَا يُقَال: حبى الْعَرَب حيطانها وعمائمها تيجانها. والجبوة: الجباية يُقَال: جبوة وجبية وجباوة. يُرِيد أَنه كالنبطي فِي علمه بالعمارة وَهُوَ فِي حبوة الْعَرَب. وَإِذا روى بِالْجِيم فَمَعْنَاه هُوَ كالنبطي فِي علمه بِأَمْر الْخراج. النمرة: بردة تلبسها الْأَعْرَاب وَالْإِمَاء. التَّامورة: عريسة الْأسد. وَقيل: التأمورة: علقَة الْقلب. وَالْمعْنَى أَسد فِي جراته وَشدَّة قلبه. الناموسة: مكمن الصَّائِد شبَّه بهَا العريسة. ابْن الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا بلغه قتل مُصعب فَقَالَ فِي خطبَته: إِنَّا وَالله مَا نموت حبجا وَلَا نموت إِلَّا قتلا وقعصاً بِالرِّمَاحِ تَحت ظلال السيوف لَيْسَ كَمَا تَمُوت بَنو مَرْوَان.
حبج الحبج: أَن تنتفخ بطُون الْإِبِل لأكلها العرفج يعرض ببني مَرْوَان أَنهم يموتون تخمة. القعص: أَن تصيبه فتقتله مَكَانَهُ. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَانَت تحتبك تَحت الدرْع فِي الصَّلَاة.
حبك الاحتباك: الائتزار بإحكام. وَمِنْه الحبكة وَهِي الحجزة. شُرَيْح رَحمَه الله: جَاءَ مُحَمَّد صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم بِإِطْلَاق الْحَبْس.
حبس هُوَ جمع حبيس: وَهُوَ مَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يحبسونه من السوائب والبحائر والحوامي وَغَيرهَا فَالْمَعْنى أَن الشَّرِيعَة أطلقت مَا حَبَّسوا وحللت مَا حرمُوا. وهب رَحمَه الله قَالَ: مَا أحدثت لرمضان شَيْئا قطّ يَعْنِي من صَلَاة أَو صِيَام وَكَانَ إِذا دخل يثقل عليّ كَأَنَّهُ الْجَبَل الحابى.(1/257)
حبا وَهُوَ الْعَظِيم المشرف. ابْن الْمسيب رَحمَه الله: قَالَ عبد الله بن يزِيد السَّعْدِيّ: سَأَلته عَن أكل الضبع. فَقَالَ: أَو يأكلها [143] أحد فَقلت: إِن نَاسا من قومى يتحبلونها فيأكلونها.
حَبل التحبل والاحتبال: الِاصْطِيَاد بالحبالة بالحبلة. الْوَاو فِي أَو يأكلها هِيَ العاطفة دخلت عَلَيْهَا همزَة الِاسْتِفْهَام والمعطوف عَلَيْهِ فِي مثل هَذَا الْكَلَام مَحْذُوف مُقَدّر. على الْحَبْس فِي جن. تنْبت الْحبَّة فِي ضَب. على حَبل عَاتِقه فِي حت. مَا يقتل حَبطًا فِي زه. لحبرتها فِي زم. وثوب حبرَة فِي صَحَّ. لَو الحبيق فِي جع. وَلَو حبواً فِي غر. ألبس الحبير فِي خب. وحبلتها فِي صَحَّ. عقد الحبى فِي صع. أم حبين فِي أم. حب الْغَمَام فِي شَذَّ. وَأَن يحتبى فِي صم. هَذَا الحبير فِي بض. عذق حبيق فِي جع. لَا يحبس فِي صب.
الْحَاء مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: قَالَ لسعد يَوْم أُحد: أحتهم يَا سعد فدَاك أبي وأمى
حت أَرَادَ ارددهم وادفعهم وحثُّ الشَّيْء وحطُّه نظيران. وَمِنْه حَدِيث عمر: إِن أسلم كَانَ يَأْتِيهِ بالصاع من التَّمْر فَيَقُول: يَا أسلم حتَّ عَنهُ قشره. قَالَ: فأحسفه فيأكله. الحسف مثل الحتّ. وَمِنْه حسافة التَّمْر. ذَاكر الله فِي الغافلين مثل الشَّجَرَة الخضراء وسط الشّجر الَّذِي قد تحات من الضريب. أَي تساقط ورقه من الجليد وَهُوَ تفَاعل من الحت. وروى من الصريد وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث: الْبرد وَقَالَ فِيمَن خرج مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله: فَإِن رفسته دَابَّة أَو أَصَابَته كَذَا(1/258)
فَهُوَ شَهِيد وَمن مَاتَ حتف أَنفه فقد وَقع أجره على الله وَمن قُتل قعصا فقد اسْتوْجبَ المآب.
حتف انتصب حتف أَنفه على الْمصدر وَلَا فعل لَهَا كبهرا وويحا كَأَنَّهُ قيل: موت أَنفه. وَمَعْنَاهُ الْمَوْت على الْفراش قيل: لِأَنَّهُ إِذا مَاتَ كَذَلِك زهقت نَفسه من أَنفه وَفِيه وَيُقَال: مَاتَ حتف فِيهِ وحتف أنفيه يُراد الْأنف والفم فيغلب أَحدهمَا. فِي حَدِيث الْعِرْبَاض رَضِي الله عَنهُ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج فِي الصّفة وعلينا الحوتكية.
حتك هِيَ عمَّة يتعممها الْأَعْرَاب. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام بعث رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَبَا رَافع يتلَقَّى جَعْفَر ابْن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَأعْطَاهُ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام حتيا وعكة سمن وَقَالَ لَهُ: إِنِّي أعلم بِجَعْفَر إِنَّه إِن علم ثراه مرّة وَاحِدَة ثمَّ أطْعمهُ فادفع هَذَا إِلَى أَسمَاء بنت عُمَيْس تدهن بِهِ بني أخي من صمر الْبَحْر وتطعمهم من الحتي.
حتا الحتي: سويق الْمقل: قَالَ الْهُذلِيّ: ... لَا دَرَّ درى إِن أطعمت نازلكم ... قرف الحَتِيِّ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ ... ثراه: بله من الثرى يُرِيد أَن جَعْفَر مطعام فَإِن ظفر بِهِ ندَّاه بالسمن وأطعمه النَّاس وَحرمه أَوْلَاده. الصمر: النتن والغمق وَمِنْه الصُّماري وَهِي الاست. وَسميت الصميرة وَهِي بَلْدَة لغمقها. زَيْنَب رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا يبعت الله من بَقِيع الْغَرْقَد سبعين ألفا هم خِيَار من ينحت عَن خطمة الْمدر تضىء وُجُوههم غمدان الْيمن.(1/259)
حت انحت: مُطَاوع حتّه. والخطم: مستعار من السَّبع والطائر وَهُوَ مقدم الْأنف والفم والمنقار. وَالْمعْنَى تَنْشَق عَن وَجه الأَرْض. فِي الحَدِيث: من أكل وتحتم دخل الْجنَّة. هُوَ من الحتامة وَهِي دقاق الْخبز وَغَيره السَّاقِط على الخوان. أحتم فِي سح. حتفها ضائن تحمل فِي فر.
الْحَاء مَعَ الثَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على حثالة من النَّاس.
حثل هِيَ الرَّدِيء من كل شَيْء. وَمِنْه قيل الثفل الدّهن وَغَيره: حثالة. وَمِنْه حَدِيثه الآخر: إِنَّه لعبد الله بن عمر: كَيفَ أَنْت إِذا بقيت فِي حثالة من النَّاس قد مرجت عهودهم وأماناتهم. أَي اخْتلطت وفسدت.
حثا عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن عَبَّاس: دَعَاني عمر فَإِذا حَصِير بَين يَدَيْهِ عَلَيْهِ الذَّهَب منثوراً نثر الحثا فَأمرنِي بقسمه. هُوَ دقاق التِّبْن لِأَن الرّيح تحثوه حثوا. قَالَ: ... أغبر مَسْحُولِ الترابِ تَرَى بِهِ ... حَثاً طرَدَته الريحُ من كلِّ مَطْرَدِ ... وَيجوز أَن يُكتب بِالْيَاءِ لقَولهم: حثى يحثي. منثوراً: حَال من الظّرْف الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ. أنس رَضِي الله عَنهُ أعوذ بك أَن أبقى فِي حثل من النَّاس.
حثل اي حثالة بِسُكُون الثَّاء. المحثلة فِي ضح. أَن يحثوا عَنهُ فِي نه. حثحث فِي دج.(1/260)
الْحَاء مَعَ الْجِيم
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ: لأهل الْقَتِيل أَن ينحجزوا الْأَدْنَى فالأدنى وَإِن كَانَت امْرَأَة.
حجز انحجز: مُطَاوع حجزه إِذا مَنعه. وَالْمعْنَى: أَن لوَرَثَة الْقَتِيل أَن يعفوا عَن دَمه رِجَالهمْ وَنِسَائِهِمْ.
حجل قَالَ لزيد: أَنْت ملانا فحجل. أَي رفع رجلا وقفز على الْأُخْرَى من الْفَرح. وَهُوَ زيد بن حَارِثَة ملكته خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلَام فاستوهبه مِنْهَا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَوَهَبته لَهُ فَأعْتقهُ وزوجه أم أَيمن. كَانَ لَهُ حَصِير يبسطه بِالنَّهَارِ ويحتجره بِاللَّيْلِ يصلى عَلَيْهِ.
حجر أَي يحظره لنَفسِهِ دون غَيره. وَمِنْه احتجرت الأَرْض إِذا ضربت عَلَيْهَا منارا أم أعلمت علما فِي حُدُودهَا للحيازة. تُوضَع الرَّحِم يَوْم الْقِيَامَة لَهَا حجنة كحجنة المغزل تكلم بِلِسَان طلق ذلق. وروى: أَلْسِنَة طلق ذلق.
حجن الحجنة من الأحجن كالحمرة من الْأَحْمَر سميت بهَا الحديدة العقفاء فِي رَأس المغزل. يُقَال: لِسَان طلق ذلق وطلق ذلق وطليق ذلق وألسنة طُلُق ذُلُق. وَالْمرَاد الانطلاق والحدة. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جَاءَت الرَّحِم فتكلمت بِلِسَان طَلِق ذَلِق تَقول: اللَّهُمَّ صلْ من وصلني واقطع من قطعني. ذكرت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا نسَاء الْأَنْصَار فأثنت عَلَيْهِنَّ خيرا وَقَالَت لَهُنَّ مَعْرُوفا. وَقَالَت: لما نزلت سُورَة النُّور عمدن إِلَى حجوز مناطقهن فشققنها فَجعلْنَ(1/261)
منهماخمرا وَأَنه دخلت مِنْهُنَّ امْرَأَة على النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَسَأَلته عَن الِاغْتِسَال من الْمَحِيض فَقَالَ لَهَا: خذي فرْصَة ممسكة فتطهرى بهَا.
حجز وَاحِد الحجوز حجز بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ الحجزة وَيجوز أَن يكون وَاحِدهَا حجزة على تَقْدِير إِسْقَاط التَّاء كبرج وبروج الفرصة. قِطْعَة قطن أَو صوف من فرص: إِذا قطع. الممسكة الْخلق الَّتِي أُمسكت كثيرا كَأَنَّهُ أَرَادَ أَلا يسْتَعْمل الْجَدِيد للارتفاق بِهِ فِي الْغَزل وَغَيره لِأَن الْخلق أصلح لذَلِك وأوفق. وَقيل: هِيَ المطيبة من الْمسك. رأى رجلا محتجزاً بِحَبل أبرق وَهُوَ محرم فَقَالَ: وَيحك ألقه هُوَ الَّذِي يشد ثَوْبه فِي وَسطه مَأْخُوذ من الحجزة. الأبرق: الَّذِي فِيهِ سَواد وَبَيَاض وَمِنْه قيل للعين: برقاء. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: قَالَ لِبلَال بن الْحَارِث: مَا أقطعك رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم العقيق لتحتجنه فأقطعه النَّاس.
حجن احتجان الشَّيْء: اجتذابه إِلَى نَفسك من المحجن. وَالْمعْنَى هَاهُنَا الامتلاك والحيازة لنَفسِهِ أَرَادَ أَن الاقطاع لَيْسَ بِتَمْلِيك إِنَّمَا هُوَ إرفاق إِلَى مُدَّة. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام سُئل عَن بني أُميَّة فَقَالَ: هم أشدنا حُجزاً وأطلبنا لِلْأَمْرِ لَا ينَال فينالونه.
حجز شدَّة الحجزة عبارَة عَن الصَّبْر على الشدَّة والجهد. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِنَّكُم معشر هَمدَان من أحجى حيٍ بِالْكُوفَةِ يَمُوت(1/262)
أحدكُم فَلَا يتْرك عصبَة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فليوص بِمَا لَهُ كُله.
حجا يُقَال: هُوَ حج بِكَذَا وحجي بِهِ: أَي حريّ وخليق وَهُوَ أحجى بِهِ. قَالَ الْأَعْشَى: ... أَمِ الصَّبْرُ أَحْجَى فإنّ امْرأَ ... سيَنْفَعُه عِلْمُه إِن عَلِم ... أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ ترك الْغَزْو عَاما فَبعث مَعَ رجل صرة فَقَالَ: فَإِذا رَأَيْت رجلا يسير من الْقَوْم حجرَة فِي هَيئته بذاذة فادفعها إِلَيْهِ.
حجر الْحُجْرَة: النَّاحِيَة. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رجللإ: خَاصَمت إِلَيْهِ ابْن أخي فَجعلت أحجّ خصمي فَقَالَ: أَنْت كَمَا قَالَ أَبُو دواد: ... أنّي أُتِيح لَهَا حِرْبَاءُ تَنْضَبةٍ ... لَا يُرْسِلُ السَّاق إِلَّا ممسكا ساقا ...
حجج أحَجّه: غَلبه فِي المحاجة شُبْهَة فِي تعلقه بِحجَّة بعد انْقِضَاء أُخْرَى بِفعل الْحَرْب اء فِي إِمْسَاكه سَاق الشَّجَرَة عَن إرْسَال غَيرهَا. فِي الحَدِيث: تزوجوا فِي الحُجز الصَّالح فَإِن الْعرق دساس.
حجز هُوَ الأَصْل والمنبت. وَقيل: هُوَ فصل مَا بَين فَخذ الرجل والفخذ الْأُخْرَى من عشيرته سمي بذلك لِأَنَّهُ يحتجز بهم أَي يمْتَنع وَإِن رُوِيَ بِالْكَسْرِ فَهُوَ بِمَعْنى الحجزة كِنَايَة عَن الْعِفَّة وَطيب الْإِزَار. رَأَيْت علجا يَوْم الْقَادِسِيَّة قد تكنى وتحجى فَقتلته.
حجا أَي زَمْزَم والحجاء مَمْدُود: الزمزمة.(1/263)
حجرتا الطَّرِيق فِي بو. حجراء فِي طم. من وَرَاء الحجزة فِي فر. كَالْجمَلِ المحجوم فِي صع. كالحجفة فِي ذَر. فيستحجي فِي غَد. واحتجانه فِي نو. الحواجب فِي شَذَّ. بمحجته فِي فز. تحجّى فِي كن.
الْحَاء مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: ألم تروا إِلَى ميتكم حِين يحدج ببصره فَإِنَّمَا ينظر إِلَى الْمِعْرَاج من حسنه.
حدج أَي يَرْمِي ببصره ويحدّ نظره. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: حدَّث الْقَوْم مَا حدجوك بِأَبْصَارِهِمْ. أَي ماداموا نشيطين لسَمَاع حَدِيثك مُقبلين عَلَيْك. فِي قصَّة حنين: إِن مَالك بن عَوْف النصري قَالَ لغلام لَهُ حاد الْبَصَر: مَا ترى فَقَالَ: أرى كَتِيبَة حرشف كَأَنَّهُمْ قد تشذروا للحملة ثمَّ قَالَ لَهُ: وَتلك صف لي قَالَ: قد جَاءَ جَيش لَا يكت وَلَا ينكف.
حدد يُقَال: رجل حَدِيد الْبَصَر وحاده كَقَوْلِهِم: كاليل الْبَصَر وكالُّه. الحرشف: الرجَّالة. تشذَّروا: تهيئوا. لَا يُكت: لَا يُحصى. لَا ينكف: لَا يُقطع وَلَا يبلغ آخِره يَقُولُونَ: رَأينَا غيثا مانكفه أحد سَار يَوْمًا وَلَا يَوْمَيْنِ. قَالَ فِي السُّنة: فِي الرَّأْس والجسد قصّ الشَّارِب والسواك وَالِاسْتِنْشَاق والمضمضة وتقليم الْأَظْفَار ونتف الْإِبِط والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد وانتقاص المَاء.
حدد استحد الرجل: إِذا اسْتَعَانَ وَهُوَ استفعل من الْحَدِيد كَأَنَّهُ اسْتعْمل الْحَدِيد على طَرِيق الْكِنَايَة والتورية.(1/264)
وَمِنْه حَدِيثه: إِنَّه حِين قدم من سفرٍ أَرَادَ النَّاس أَن يطرقوا النِّسَاء لَيْلًا فَقَالَ: أمهلوا حَتَّى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة. قيل فِي انتقاص المَاء: هُوَ أَن يغسل مذاكيره ليرتد الْبَوْل لِأَنَّهُ إِذا لم يفعل نزل مِنْهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء فيعسر استبراؤه فَلَا يَخْلُو المَاء من أَن يُراد بِهِ الْبَوْل فَيكون الْمصدر مُضَافا إِلَى الْمَفْعُول وَأَن يُراد بِهِ المَاء الَّذِي يغسل بِهِ فَيكون مُضَافا إِلَى الْفَاعِل على معنى وانتقاص المَاء الْبَوْل وانتقص يكون مُتَعَدِّيا وَغير مُتَعَدٍّ. قَالَ عدي بن الرّعلاء: ... لم ينتقص منى المشيب قلامة ... الآ ن حينَ بَدَا ألبُّ وأَكْيس ... وَقيل: هُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب انتفاص المَاء بِالْفَاءِ وَالْمرَاد نضحه على الذّكر من قَوْلهم: لنضح الدَّم الْقَلِيل: نفص الْوَاحِد نفصة قَالَ حميد: ... طافت ليلى وانضمَّت ثميلتُها ... وَعَاد لحمٌ عَلَيْهَا بادن نَخَصا
فَجَاءَهَا قانص يسْعَى بضارية ... ترى الدِّماء على أَكتافها نَفَصا ... إِن فِي كل أمة محدَّثين ومروَّعين فَإِن يكن فِي هَذِه الْأمة أحد فَإِن عمر مِنْهُم.
حدث المحدَّث: الْمُصِيب فِيمَا يحدس كَأَنَّهُ حدِّث بِالْأَمر. قَالَ أَوْس: ... نِقَاب يُحَدِّثُ بالغَائب ... والمروَّع: الَّذِي يُلقي الشَّيْء فِي روعه صدق فراسته. خِيَار أمتى احداؤها.
حدد هُوَ جمع حَدِيد كأشداء فِي جمع شَدِيد وَالْمرَاد الَّذِي فيهم حِدة وصلابة فِي الدّين. قَالَ: إِن أُبي بن خلف كَانَ على بعير لَهُ وَهُوَ يَقُول: يَا حدراها يَا حدراها
حدر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُرِيد هَل أحد رأى مثل هَذِه وَيجوز أَن يُرِيد ياحدراء الْإِبِل(1/265)
فقصرها وَهُوَ تَأْنِيث الأحدر وَهُوَ الممتلىء الْفَخْذ وَالْعجز الدَّقِيق الْأَعْلَى وَأَرَادَ بالبعير النَّاقة. وَفِي كَلَامهم حلبت بَعِيري وصرعتني بعير لي. عمر رَضِي الله عَنهُ حجَّة هَا هُنَا ثمَّ احدج هَهُنَا حَتَّى تفنى.
حدج أَي احدج إِلَى الْغَزْو. والحدج: شدُّ الْأَحْمَال وتوسيقها. تفنى: تهرم من قَوْلهم للكبير: فانٍ. قَالَ لبيد: ... حبائُله مَبْثُوثَةٌ بسبيلهِ ... ويَفْنَى إذَا مَا أخطَأْتْهُ الحَبائِلُ ... أَو أَرَادَ حَتَّى تَمُوت. وَالْمعْنَى: حج حجَّة وَاحِدَة ثمَّ أقبل على الْجِهَاد مَا دَامَت فِيك مسكة أَو مَا عِشْت. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن أم عَطِيَّة: وُلد لنا غُلَام أحدر شَيْء وأسمنه فَحلف أَبوهُ لَا يقرب أمه حَتَّى تفطمه فَارْتَفعُوا إِلَى عَليّ فَقَالَ: أَمن غضب غضِبت عَلَيْهَا قَالَ: لَا وَلَكِنِّي أردْت أَن يصلح وَلَدي فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْإِصْلَاح إِيلَاء.
حدر حدر حدار فَهُوَ حادر: إِذا غلظ جِسْمه. لَيْسَ فِي الْإِصْلَاح إِيلَاء أَي أَن الْإِيلَاء إِنَّمَا يكون فِي الضرار وَالْغَضَب لَا فِي الرِّضَا. قَالَ يَوْم خَيْبَر: [148] ... أَنا الَّذِي سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كليْثٍ غاباتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَه
أَوْفِيهم بالصاع كَيْلَ السَّنْدَره ... قيل: سمته أمه فَاطِمَة بنت أَسد باسم أَبِيهَا وَكَانَ أَبُو طَالب غَائِبا فَلَمَّا قدم كرهه وَسَماهُ عليا وَإِنَّمَا لم يقل: سمتني أسدا ذَهَابًا إِلَى الْمَعْنى. والحيدرة: من أَسمَاء الْأسد. السندرة: مكيال كَبِير كالقنقل. وَقيل: امْرَأَة كَانَت تبيع الْقَمْح وَتُوفِّي الْكَيْل.(1/266)
وَالْمعْنَى أقتلكم قتلا وَاسِعًا. وَقيل: السندرة العجلة وَالْمرَاد توعدهم بِالْقَتْلِ الذريع. وَوجه الْكَلَام: أَنا الَّذِي سمَّته ليرْجع الضَّمِير من الصِّلَة إِلَى الْمَوْصُول وَلكنه ذهب إِلَى الْمَعْنى لِأَن خبر الْمُبْتَدَأ هُوَ أَعنِي أَن الَّذِي هُوَ أَنا فِي الْمَعْنى فَرد إِلَيْهِ الضَّمِير على لفظ مَرْدُود إِلَى أَنا كَأَنَّهُ قَالَ: أَنا سمتني. جمع الغابة ليجعل اللَّيْث الَّذِي شبه بِهِ نَفسه حاميا لغياض شَتَّى لفرط قوته وَمنعه جَانِبه. صَفِيَّة بنت أبي عبيد رَضِي الله عَنْهُمَا: اشتكت عَيناهَا وَهِي حادٌّ على ابْن عمر زَوجهَا فَلم تكتحل حَتَّى كَادَت عَيناهَا ترمصان.
حدد حَدَّ تُحِدُّ حَدًّا وَالْمعْنَى أحدّت: إِذا تركت الزِّينَة بعد وَفَاة زَوجهَا وَهِي حادّ أَي ذَات حداد أَو شىء حاد عالى المذهبين. الرمص مَعْرُوف: وَإِن روى: ترمضان فالرمض الْحمى.
حدق الْأَحْنَف رَحمَه الله تَعَالَى قدم على عمر فِي وَفد أهل الْبَصْرَة وَقضى حوائجهم فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن أهل هَذِه الْأَمْصَار نزلُوا مثل حدقة الْبَعِير من الْعُيُون الْعَذَاب تأتيهم فواكههم لم تخضد وروى: لم تخضّد. وروى: إِن إِخْوَاننَا من أهل الْكُوفَة نزلُوا فِي مثل حولاء النَّاقة من ثمار متهدلة. وأنهار متفجرة وَإِنَّا نزلنَا بسبخة نشاشة طرف لَهَا بالفلاة وطرف بالبحر الأُجاج يأتينا مَا يأتينا فِي مثل مرىء النعامة فَإِن لم ترفع خسيستنا بعطاء تفضِّلنا بِهِ على سَائِر الْأَمْصَار نهلك فحبسه عِنْده سنة. قَالَ: خشيت أَن تكون مفوَّها لَيْسَ لَك جول. شبه بِلَادهمْ فِي خصبها وَكَثْرَة مَائِهَا بحدقة الْبَعِير وحولاء النَّاقة لِأَن الحدقة تُوصَف بِكَثْرَة المَاء. وَقيل: أَرَادَ أَن خصبها دَائِم لَا يَنْقَطِع لِأَن المخّ لَيْسَ يبْقى فِي شَيْء بَقَاءَهُ فِي الْعين. والحولاء: جلدَة رقيقَة تخرج مَعَ الحوار كَأَنَّهَا مرْآة مَمْلُوءَة مَاء أصفر يُسمى السخد. قَالَ الْكُمَيْت: ... وكالحُولاء مرَاعِي المسيم عَنْك والرئة المنهل ...(1/267)
خضذ الشَّيْء: ثناه وتخضد تثنى يَعْنِي أَن فواكههم قريبَة مِنْهُم فَهِيَ تأتيهم غضة لم تتثن وَلم تتكسر ذبولا. التهدل: الاسترخاء والتدلي. النشاشة: من النشيش والغليان. مرىء النعامة: مجْرى طعامها وَهُوَ ضيق يَعْنِي نزارة قوتهم. الخسيسة: صفة للْحَال. المفوه: البليغ المنطيق كانه الْمَنْسُوب إِلَى الفوه وَهُوَ سَعَة الْفَم. الجول: الْعقل والتماسك وَأَصله جَانب الْبِئْر وَمثله قَوْلهم: مَاله زبر من زبرت الْبِئْر. مُجَاهِد رَحمَه الله تَعَالَى كنت أتحدى الْقُرَّاء فأقرأ.
حدا أَي تعمدهم والتحدى والتحرى بِمَعْنى. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى حادثوا هَذِه الْقُلُوب بِذكر الله فَإِنَّهَا سريعة الدُّثُور واقدعوا هَذِه الْأَنْفس فَإِنَّهَا طلعة.
حدث محادثة السَّيْف: تعهده بالصقل وتطريته. قَالَ زيد الْخَيل: ... أُحَادِثُه بصقلٍ كلَّ يومٍ ... وأَعْجمهُ بهَامَاتِ الرِّجالِ ... فَشبه مَا يركب الْقُلُوب من الرَّين بالصدأ وجلاءها بِذكر الله بالمحادثة. والدثور: الدُّرُوس. القدع: الكفّ. الطلعة: الَّتِي تطلع إِلَى هَواهَا وشهواتها.(1/268)
حدب ابْن الْأَشْعَث كتب إِلَى الْحجَّاج: سأحملك على صَعب حدباء حدبار ينج ظهرهَا.
حدبر الحدبار: الَّتِي بدا عظم ظهرهَا ونشزت حراقيفها هزالًا. قَالَ الْكُمَيْت: ... ردهن الهزال حدبا حدابد ... رَوطيّ الإكَامِ بَعْدَ الإِكَام ... نجيج القرحة: سيلانها قَيْحا قَالَ: ... فإنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ ... فإنَّ الله يشفي من يَشَاءُ ... ضرب ذَلِك مثلا لِلْأَمْرِ الصعب والخطة الشَّدِيدَة. فِي الحَدِيث: الْقُضَاة ثَلَاثَة: رجل علم فَعدل فَذَلِك الَّذِي يحرز أَمْوَال النَّاس ويحرز نَفسه فى الْجنَّة. وَرجل علم فحدل فَذَلِك الَّذِي يهْلك النَّاس وَيهْلك نَفسه فِي النَّار وَذكر الثَّالِث.
حدل حدل: ضد عدل من قَوْلهم: إِنَّه لحدل غير عدل. ويحدر فِي بض. حدجة حنظل فِي أل. نحدرها فِي ظا. فحدأ فِي بج. الحدو فِي بِهِ. أَو عَصا حَدِيدَة فِي رف.
الْحَاء مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: تراصوا فِي الصَّلَاة لَا تتخللنكم الشَّيَاطِين كَأَنَّهَا بَنَات حذف. وروى: أقِيمُوا صفوفكم لَا يتخللكم كأولاد الْحَذف. قيل: يَا رَسُول الله وَمَا أَوْلَاد الْحَذف قَالَ: ضَأْن سود جرد صغَار تكون بِالْيمن.
حذف كَأَنَّهَا سميت حذفا لِأَنَّهَا محذوفة عَن مِقْدَار الْكِبَار [15] وَنَظِيره قَوْلهم للقصير:(1/269)
حطائط قيل: لِأَنَّهُ حُطّ عَن مِقْدَار الطَّوِيل. كأولاد: الْكَاف فِيهِ فِي مَحل الرّفْع على الفاعلية وَمثله الْكَاف فِي قَول الْأَعْشَى: ... هَل تَنْتَهون وَلنْ يَنْهى ذَوي شَطَط ... كالطَّعْن يَذْهَبُ فِيهِ الزَّيْت والفُتُلُ ... فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء: انْطلق بِي إِلَى خلق من خلق الله كثير مُوكل بهم رجال يَعْمِدُونَ إِلَى عرض جنب أحدهم فيحذون مِنْهُ الحذوة من اللَّحْم مثل النَّعْل ثمَّ يضفزونه فِي أحدهم وَيُقَال لَهُ: كل كَمَا أكلت. أَي يقطعون مِنْهُ الْقطعَة من حَذْو النَّعْل.
حذا وَمِنْه الحَدِيث: فِي مس الذّكر: إِنَّمَا هُوَ حذْيَة مِنْك. يضفزونه: يدقعونه فِيهِ من ضفزت الْبَعِير: إِذا جمعت ضغثاً فلقمته إِيَّاه وضفزت القرس لجامه. من دخل حَائِطا فَليَأْكُل مِنْهُ غير آخذ فِي حذله شَيْئا. وروى فِي حذنه. وهما التبَّان.
حذل وَمِنْه قَوْلهم: هُوَ فِي حذل أمه أَي فِي حجرها وَأنْشد: ... أَنا من ضئضىء صِدْقٍ ... بَخْ وَفِي أكرمِ حُذْل ... ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ فِي ذَات عرق: هِيَ حذوقرن. وروى وزان قرن. ومعناهما وَاحِد أَرَادَ أَنَّهَا محاذية قرن فِيمَا بَين كل وَاحِد مِنْهُمَا وَبَين مَكَّة فَمن أحرم من هَذَا كمن أحرم من ذَاك.(1/270)
ابْن غَزوَان رَضِي الله عَنهُ خطب النَّاس فَقَالَ: إِن الدُّنْيَا آذَنت بِصرْم وَوَلَّتْ حذَّاء فَلم يبْقى مِنْهَا إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الأناء.
حذاء الحذّاء: الْخَفِيفَة السريعة. وَمِنْه قَوْلهم للسارق: أحذّ الْيَد وللقصيدة السيارة: حذّاء.
حُذاقي فِي (صع) . إِن لم يُحذك فِي (دو) . فاحذم فِي (رس) . [أَن يحذفها فِي (لب) حذاؤها فِي (عف) ] .
الْحَاء مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم. قَالَ حُرَيْث: رَأَيْته دخل مَكَّة يَوْم الْفَتْح وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوَاء حرقانية وَقد ارخى طرفها على كَتفيهِ.
حرق هِيَ الَّتِي على لون مَا أحرقته النَّار كَأَنَّهَا منسوبة بِزِيَادَة الْألف وَالنُّون إِلَى الحرق يُقَال: الحرق بالنَّار والحرق مَعًا والحرق من الدق الَّذِي يعرض للثوب عِنْد دقه محرك لَا غير. وَمِنْه حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز رحمهمَا الله: إِنَّه أَرَادَ أَن يسْتَبْدل بعماله لما رأى من إبطائهم فِي تَنْفِيذ أمره فَقَالَ: أما عدي بن أَرْطَأَة فَإِنَّمَا غرَّني بعمامته الحرقانية وَأما أَبُو بكر بن حزم فَلَو كتبت إِلَيْهِ أذبح لأهل المدبنة شَاة لراجعني فِيهَا: أقرناء أم جماء لَا قطع فِي حريسة الْجَبَل.
حرس هِيَ الشَّاة مِمَّا يحرس بِالْجَبَلِ من الْغنم وَهِي الحرائس. وَمِنْه حَدِيثه الآخر: إِنَّه سُئل عَن حريسة الْجَبَل فَقَالَ: فِيهَا غرم مثلهَا وجلدات نكالاً [151] فَإِذا آواها المراح فَفِيهَا الْقطع. واحترس فلَان: إِذا اسْترق الحريسة.(1/271)
وَمِنْه الحَدِيث: إِن غلمة لحاطب ابْن أبي بلتعة احترسوا نَاقَة لرجل فانتحروها. إِن رجلا أَتَاهُ بضباب قد احترشها. فَقَالَ: إِن أمه مسخت فَلَا أدرى لَعَلَّ هَذِه مِنْهَا.
حرش الاحتراش: أَن يمسح يَده على الْحجر ويحركها حَتَّى يظنّ الضَّب أَنَّهَا حَيَّة فَيخرج ذَنبه ليضربها فَيقبض عَلَيْهِ وَهُوَ من الحرش بِمَعْنى الْأَثر لِأَن ذَلِك الْمسْح لَهُ أثر.
حراوة تغدى أَعْرَابِي مَعَ قوم فاعتمد على الْخَرْدَل فَقَالُوا: مَا يُعْجِبك مِنْهُ قَالَ: حراوته وحمزه. الحراوة والحمز: اللذع والقرص بِاللِّسَانِ. سموا أَوْلَادكُم أَسمَاء الْأَنْبِيَاء وَأحسن الْأَسْمَاء عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأصْدقهَا الْحَارِث وَهَمَّام وأقبحها حَرْب وَمرَّة. قيل: لِأَنَّهُ مَا من أحد إِلَّا وَهُوَ يحرث أَي يكْسب. ويهيم بالشَّيْء أَي يعزم عَلَيْهِ ويريده. وَكره حَربًا وَمرَّة ذَهَابًا إِلَى معنى الْمُحَاربَة والمرارة. كَانَ قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم ياتي حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ الليالى.
حرأ حراء: من جبال مَكَّة مَعْرُوف وَمِنْهُم من يؤنثه فَلَا يصرفهُ وَلِلنَّاسِ فِيهِ ثَلَاث لحنات: يفتحون حاءه وَهِي مَكْسُورَة ويقصرون أَلفه وَهِي ممدودة ويميلونها وَلَا يسوغ فِيهَا الإمالة لِأَن الرَّاء سبقت الْألف مَفْتُوحَة وَهِي حرف مُكَرر فَقَامَتْ مقَام الْحَرْف المستعلي وَمثل رَافع وَرَاشِد لَا يمال. التحنث: التَّعَبُّد وَمَعْنَاهُ إلقاؤه الْحِنْث عَن نَفسه كالتحرج والتحوب. وَمِنْه حَدِيث حَكِيم بن حزَام الْقرشِي رَضِي الله عَنهُ: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت أموراً كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة من صَدَقَة وصلَة رحم هَل لي فِيهَا أجر فَقَالَ النَّبِي صلى الله(1/272)
تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: أسلمت على مَا سلف من خير. نهى عَن حرق النواة وَأَن تَقْصَعُ بهَا القملة.
حرق قيل: هُوَ إحراقها بالنَّار وَيجوز أَن يكون من حرق الشَّيْء إِذا برده بالمبرد. والقصع: الفضخ وَإِنَّمَا نهى عَن ذَلِك إِكْرَاما للنخلة قيل: لِأَنَّهَا مخلوقة من فضلَة طِينَة آدم عَلَيْهِ السَّلَام. وَفِي الحَدِيث: أكْرمُوا النَّخْلَة فَإِنَّهَا عمتكم. وَفِي حَدِيث آخر: نعمت الْعمة لكم النَّخْلَة. وَقيل: لِأَن النَّوَى قوت للدواجن. بعث عُرْوَة بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِلَى قومه بِالطَّائِف فَأَتَاهُم فَدخل محرابا لَهُ فَأَشْرَف عَلَيْهِم عِنْد الْفجْر ثمَّ أذّن للصَّلَاة ثمَّ قَالَ: أَسْلمُوا تسلموا فَقَتَلُوهُ. الْمِحْرَاب: الْمَكَان الرفيع والمجلس الشريف لِأَنَّهُ يدافع عَنهُ ويحارب دونه. مِنْهُ قيل: محراب الْأسد لمأواه وَسمي الْقصر والغرفة المنيفة محرابا. قَالَ: ... [152] رَبَّةُ مِحْرابٍ إِذا جِئْتُهَا ... لم أَلْقَهَا أوْ أرْتَقِي سُلَّماً ... مَا من مُؤمن مرض مَرضا حَتَّى يحرضه إِلَّا حط الله عَنهُ خطاياه.
حرض أَي يشرف بِهِ على الْهَلَاك. فِي قصَّة بدر: عَن معَاذ بن عَمْرو بن الجموح رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: نظرت إِلَى أبي جهل فِي مثل الحرجة فصمدت لَهُ حَتَّى إِذا أمكنتينى مِنْهُ غرَّة حملت عَلَيْهِ فضربته ضَرْبَة طرجت رجله من السَّاق فشبهتها النواة تنزو من المراضخ.
حرج الحرجة: الغيضة الَّتِى تضايقت لالتفافها من الْحَرج وَهُوَ الضّيق. الصَّمد: الْقَصْد. المرضخة: حجر يرْضخ بِهِ النَّوَى.(1/273)
إِن الْمُشْركين لما بَلغهُمْ خُرُوج أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِلَى بدر يرصدون العير. قَالُوا: اخْرُجُوا إِلَى معايشكم وحرائبكم. وروى بالثاء.
حَرْب الحرائب: جمع حريبة وَهِي المَال الَّذِي بِهِ قوام الرِّجَال.
حرث والحرائث: المكاسب من الاحتراث وَهُوَ اكْتِسَاب المَال الْوَاحِدَة حريثة. وَقيل: هِيَ أنضاء الْإِبِل من أحرثنا الْخَيل وحرثناها: إِذا أهزلناها. تزوج رجل من الْمُهَاجِرين امْرَأَة من الْأَنْصَار فَأَرَادَ أَن يَأْتِيهَا فَأَبت إِلَّا أَن تُؤْتى على حرف حَتَّى شرى أَمرهمَا فَبلغ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَأنْزل الله تَعَالَى: {نِساؤُكم حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} .
حرف الْحَرْف: الطّرف والناحية. وَالْمعْنَى إينانها على جنب. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: كَانَ أهل الْكتاب لَا يأْتونَ نِسَائِهِم إِلَّا على حرف وَكَانَ الْأَنْصَار قد أخذُوا بذلك من صنيعهم وَكَانَ هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش يشرحون النِّسَاء شرحا مُنْكرا. قيل: شرح الْمَرْأَة: إِذا سلقها على قفاها ثمَّ غشيها. وَقيل: معنى على حرف أَلا يتَمَكَّن مِنْهَا تمكن الْمُتَوَسّط المتبحبح فِي الْأَمر. وَالشَّرْح: أَن يتَمَكَّن مِنْهَا من شرح الْأَمر وَهُوَ فتح مَا انغلق مِنْهُ. شرى: أَي عظم وارتفع من شرى الْبَرْق وَهُوَ أَن يتتابع فِي لمعانه. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يُوتر من أول اللَّيْل وَيَقُول: ... واحرزا وأَبْتَغِي النَّوَافَلا ... وروى: ... أحرزتُ نَهْبي وأَبْتغي النوافِلاَ ...
حرز الْحِرْز: مَا أحرزته.(1/274)
والنوافل: الزَّوَائِد وَألف واحرزا منقلبة عَن يَاء الْإِضَافَة كَقَوْلِهِم: يَا غُلَاما أقبل. وَهَذَا مثل يضْربهُ الطَّالِب للزِّيَادَة على الشَّيْء بعد ظفره بِهِ فتمثل بِهِ لأَدَاء صَلَاة الْوتر وفراغ قلبه مِنْهَا وتنفله بعد ذَلِك. لما مَاتَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَصَابَهُ حزن شَدِيد فمازال [153] يحرى بدنه حَتَّى لحق بِاللَّه.
حرى أَي يذوب وَينْقص. قَالَ: ... حَتَّى كَأَنِّي خاتل قَنَصا ... والمرءُ بعد تَمَامه يَحْرِي ... وَمِنْه الحارية من الأفاعي وَهِي الَّتِي قيل فِيهَا: حارية قد صغرت من الْكبر. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر فتيَان قُرَيْش وسرفهم فِي الْإِنْفَاق فَقَالَ: لحرفة أحدهم أَشد على من عيلته.
حرف الحرفة: بِالْكَسْرِ الطعمة وَهِي الصِّنَاعَة الَّتِى مِنْهُ يرتزق لِأَنَّهُ منحرف إِلَيْهَا. والحرفة والحرف بِالضَّمِّ: من المحارف وَهُوَ الْمَحْدُود. وَمِنْهَا قَوْلهم: حِرْفَة الْأَدَب والمراج لعدم حِرْفَة أحدهم والاغتمام لذَلِك أَشد عَليّ من فقره. وَمِنْه مَا يرْوى عَنهُ: إِنِّي لآرى الرجل فَيُعْجِبنِي فَأَقُول: هَل لَهُ حِرْفَة فَإِن قَالُوا: لَا سقط من عَيْني. وَالصَّحِيح أَن يُرِيد بالحرفة سرفهم فِي الْإِنْفَاق. وكل مَا اشْتغل بِهِ الْإِنْسَان وضرى بِهِ من أَي أَمر كَانَ فَإِن الْعَرَب تسميه صَنْعَة وحرفة يَقُولُونَ: صَنْعَة فلَان أَن يفعل كَذَا. وحرفة فلَان أَن يفعل كَذَا يُرِيدُونَ دأبه وديدنه. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْكُم من النِّسَاء بالحارقة. هِيَ الضيقة الملاقى كَأَنَّهَا تضم الْفِعْل ضم العاض الَّذِي يحرق أَسْنَانه وَيُقَال لَهَا: العضوض والمصوص.(1/275)
وَعنهُ عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه سُئل عَن امْرَأَته فَقَالَ: وَجدتهَا حارقة طارقة فائقة.
طرق أَرَادَ بالطارقة: الَّتِي طرقت بِخَير وَقيل: الحارقة: النِّكاح على الْجنب أخذت من حارقة الورك وَهِي عصبَة فِيهَا وَالْمعْنَى: عَلَيْكُم من مُبَاشرَة النِّسَاء بِهَذَا النَّوْع. وَعنهُ عَلَيْهِ السَّلَام: كذبتكم الحارقة مَا قَامَ لي بهَا إِلَّا أَسمَاء بنت عُمَيْس. قَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لفاطمة سيدة نسَاء الْعَالمين عَلَيْهَا السَّلَام: لَو أتيت النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَسَأَلته خَادِمًا تقيك حارَّ مَا أَنْت فِيهِ من الْعَمَل
حرر أَي شاقة وشديدة. وَجعلُوا الْحَرَارَة عبارَة عَن الشدَّة وَالْبرد عَن خلَافهَا وَقد سبق نَحْو من ذَلِك. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ دخل على مَرِيض فَرَأى جَبينه يعرق فَقَالَ: موت الْمُؤمن عرق الجبين تبقي عَلَيْهِ الْبَقِيَّة من الذُّنُوب فيحارف بهَا عِنْد الْمَوْت. وروى فيكافأ بهَا.
حرف المحارفة: المقايسة وَمِنْه المحراف وَهُوَ الْميل الَّذِي يقابس بِهِ الْجراحَة فَوضعت مَوضِع الْمُكَافَأَة. وَالْمعْنَى أَن لشدَّة الَّتِي ترهقه حَتَّى يعرق لَهَا جَبينه تقع كفاءً لما بَقِي عَلَيْهِ من الذُّنُوب وَجَزَاء فَتكون كَفَّارَة لَهُ. احرثوا هَذَا الْقُرْآن.
حرث أَي فتشوه وتدبروه. عَوْف رَضِي الله عَنهُ قَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: رَأَيْت محلم بن جثامة فِي الْمَنَام فَقلت: كَيفَ أَنْت يَا محلم فَقَالَ: بِخَير وجدنَا رَبًّا رحِيما غفر لنا. قلت: أكلكم قَالَ: كلنا غير الأحراض. قلت وَمن الأحراض قَالَ: الَّذين يشار إِلَيْهِم بالأصابع.(1/276)
حرض أَرَادَ الفاسدين المشتهرين بِالشَّرِّ الَّذين لَا يخفى على أحد فسادهم شبههم بالسقمى المشرفين على الْهَلَاك فسماهم أحراضا. الْحسن رَحمَه الله قَالَ: فِي الرجل يحرم فِي الْغَضَب كَذَا.
حرم أَي يحلف فِي حَال الْغَضَب إِنَّمَا سمى الْحلف محرما لِأَنَّهُ يتحرم بِيَمِينِهِ كالمحرم الَّذِي يدْخل فِي حُرْمَة الْحَج وَالْحرم. وَمِنْه إِحْرَام الْمُصَلِّي بِالتَّكْبِيرِ. الْحجَّاج: بَاعَ معتقا فِي حراره.
حرر يُقَال: حرَّ العَبْد حرارا قَالَ: ... وَمَا رُدَّ بعد الْحرار عَتيق ... فِي الحَدِيث: الَّذِي تُدْرِكهُمْ السَّاعَة تسلط عَلَيْهِم الْحُرْمَة ويسلبون الْحيَاء. هِيَ الغلمة من حرمت الشَّاة واستحرمت: إِذا اشتهت الْفَحْل. الحرق وَالْغَرق والشرق شَهَادَة.
حرق هُوَ الاحتراق بالنَّار. حرق النَّار فِي هم. يحرّف الْقُلُوب فِي ذف. على حراجيج فِي عب. يحتربون فِي جر. وحرقفتيه فِي ند. أحرُّ لَك فِي أر. قد حَرْب فِي كل. حرثناها فِي ظه. سَبْعَة أحرف فِي أض. حرشف فِي حد. حرمد فِي حر. حريبة فِي زو. محردها فِي عي. حرباء تنضبه فِي حج.
الْحَاء مَعَ الزَّاي
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم بعث مُصدقا فَقَالَ: لَا تَأْخُذ من حزرات أنفس النَّاس شَيْئا. خُذ الشارف وَالْبكْر وَذَا الْعَيْب.(1/277)
حزر الحزرات: جمع حزرة وَهِي خِيَار مَال الرجل يحزره فِي نَفسه كَأَنَّهَا سميت بالمرة من الحزر لهَذَا الْمَعْنى أضيفت إِلَى الْأَنْفس يُقَال: هِيَ الحرزة أَيْضا بِتَقْدِيم الرَّاء من الْإِحْرَاز. الشارف: النَّاقة المسنة وَهِي بَيِّنَة الشروف سميت لعلو سنّهَا. وَمِنْهَا قيل: السهْم الشارف للَّذي طَال عَهده فانتكث عقبَة وريشه. كَانَ ذَلِك فِي بَدْء الْإِسْلَام لِأَن السُّنة أَلا تُؤْخَذ إِلَّا بنت مَخَاض أَو بنت لبون أَو حقة أَو جَذَعَة. كَا يرقص الْحسن أَو الْحُسَيْن عَلَيْهِم الصَّلَاة السَّلَام فَيَقُول: حُزُقًّه حُزُقًّه. تِرقَّ عين بقه. فترقى الْغُلَام حَتَّى وضع قدمه على صَدره. روى: حزقه حزقه بِرَفْع الأول وتنوينه وَالْوَقْف فِي الثَّانِي وبالوقف فيهمَا. فَوجه الرِّوَايَة الاولى أَن يكون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره أَنْت حزقة وَالثَّانِي كَذَلِك أَو خبر مُكَرر. وَوجه الرِّوَايَة الثَّانِيَة أَن تكون منادى حُذف مِنْهُ [155] حرف النداء وَهُوَ فِي الشذوذ كَقَوْلِهِم: أطرق كرا. وافتد مخنوق وَالثَّانِي كَذَلِك أَو تَكْرِير للمنادى.
حزق والحزقة: الضَّعِيف الْقصير المقارب خطوه. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... وأَعْجَبني مَشْيُ الحُزُقَّةِ خَالدٍ ... كمَشْيِ أَتَانٍ حُلِّئَتْ بالمنَاهِل ... وَعين بقه: منادى ذهب إِلَى صغر عينه تَشْبِيها لَهَا بِعَين الْبَعُوضَة. قَالَ لأبي بكر رَضِي الله عَنهُ: مَتى توتر فَقَالَ: من أول اللَّيْل. وَقَالَ لعمر مَتى توتر فَقَالَ: من آخر اللَّيْل. فَقَالَ لأبي بكر: أخذت بالحزم. وَقَالَ لعمر: أخذت بالعزم.
حزم الحزم: ضبط الْأَمر والحذر من فَوَاته. والعزم: عقد الْقلب على الْأَمر وَقُوَّة الصريمة. وَمِنْه حَدِيثه الآخر: إِن أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا تذاكرا الْوتر عِنْد رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقَالَ أَبُو بكر: أما أَنا فَإِنِّي أَنَام على وتر فَإِن استيقظت صليت شفعاً إِلَى الصَّباح. وَقَالَ عمر: لكني أَنَام على شفع ثمَّ أوتر من السحر. فَقَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لأبي بكر: حذر هَذَا. وَقَالَ لعمر: قوي هَذَا.(1/278)
عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خطب أَصْحَابه فِي أَمر المارقين وحضهم على قِتَالهمْ فَلَمَّا قتلوهم جَاءُوا فَقَالُوا: أبشر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فقد استأصلناهم. فَقَالَ: حزق عيرٍ حزق عيرٍ قد بقيت مِنْهُم بَقِيَّة. الحزق: الشد البليغ والضغط والتضييق يُقَال: حزقه بالحبل. وحزق الْقوس بالوتر. وإبريق محزوق الْعُنُق: ضيقها. وَمِنْه: حزق إِذا حبق لما فِي الضرط من الضغط وَفسّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن مَا فَعلْتُمْ بهم فِي قلَّة الاكتراث بِهِ حصاص حمَار. وَالثَّانِي: أَن أَمرهم يعد فِي إحكامه كَأَن وقر حمَار بولغ فِي شده. وَالْمعْنَى حزق حمل عير فَحذف. ابْن مسعودرضى الله عَنهُ الْإِثْم حزاز الْقُلُوب.
حزز هِيَ الْأُمُور الى تحز فِي الْقُلُوب أَي تحك وتؤثر وتخالج فِيهَا أَن تكون معاصي لفقد الطُّمَأْنِينَة إِلَيْهَا. وَرَوَاهُ بَعضهم: حوّاز الْقُلُوب أَي يحوز الْقُلُوب ويغلب عَلَيْهَا ويجعلها فِي ملكته. زيد رَضِي الله عَنهُ لما دَعَاني أَبُو بكر إِلَى جمع الْقُرْآن دخلت عَلَيْهِ وَعمر محزئل فِي الْمجْلس.
حزل أَي مستوفز من قَوْلهم: احزألت الآكام: إِذا زهاها السراب واحزألت الْإِبِل فِي السّير: إِذا ارْتَفَعت فِيهِ. قَالَ الطرماح: ... وَلَو خرَج الدَّجَّال ينشد دينه ... لزافت تميملإ حَوْلَه واحْزَأَلّت ... وَكَانَ عمر يُنكر ذَلِك وَيَقُول: كَيفَ نصْنَع شَيْئا لم يصنعه رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم ثمَّ وَافقه بعد. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: ذكر الْغَزْو وَمن يَغْزُو وَلَا نِيَّة لَهُ فَقَالَ: إِن الشَّيْطَان يحزنهُ.(1/279)
حزن أَي جعله بوسوسته حَزينًا نَادِما على مُفَارقَة أَهله حَتَّى يفْسد عَلَيْهِ نِيَّته. يُقَال: أحزنه الْأَمر وحزّنه. أَبُو سَلمَة رَحمَه الله لم يكن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم متحيزقين وَلَا متماوتين كَانُوا يتناشدون الْأَشْعَار ويذكرون أَمر جاهليتهم فَإِذا أُريد أحدهم على شَيْء من أَمر دينه دارت حماليق عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُون.
حزق المتحزق: المتقبض. والمتماوت: من صفة الْمرَائِي بنسكه الَّذِي يتَكَلَّف التزمت وتسكين الْأَطْرَاف كَأَنَّهُ ميت. وَعَن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لما رأى رجلا متماوتا فخفقه بِالدرةِ قَالَ: لَا تمت علينا ديننَا أماتك الله الشّعبِيّ رَحمَه الله أُتي بِهِ الْحجَّاج فَقَالَ: أخرجت عَليّ يَا شعبي فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير أجدب بِنَا الجناب وأحزن بِنَا الْمنزل واستحلسنا الْخَوْف واكتحلنا السهر فأصابتنا خزية لم نَكُنْ فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء. قَالَ: لله أَبوك ثمَّ أرْسلهُ.
حزن أَحْزَن الْمنزل: صَار ذَا حزونة كأخصب وأجدب وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: أَحْزَن الرجل وأسهل: إِذا ركب الْحزن والسهل وَالْبَاء للتعدية يَعْنِي: وَركب بِنَا الْمنزل الْحزن لأَنهم إِذا نزلوه وَهُوَ حزن فَكَأَنَّهُ قد أوطأهم الْحزن. استحلسنا الْخَوْف: صيرناه كالحلس الَّذِي يفترش. خزية: أَي خصْلَة خزينا فِيهَا أَي ذللنا. قَالَ: ... فَإِنِّي بحمدِ اللهِ لَا ثوبُ عَاجز ... لَبِست وَلَا من خِزَيْةَ أَتقّنعُ ... فِي الحَدِيث: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم غلمانا حزاورة فتعلمنا الْإِيمَان قبل أَن نتعلم الْقُرْآن.(1/280)
حزور هُوَ جمع حَزْوَر وحَزوَّر وَهُوَ الْمُرَاهق وَالتَّاء لتأنيث الْجمع. وَفُلَان آخذ بحزَّته أَي بحجزته وَقيل بعنقه. حزَّله حزَّة فِي سع. حزبى من الْقُرْآن فِي طر. حزبه أَمر فِي هِيَ. محزون فِي زو. حازق فِي حق. الحزقة فِي أر. حزقان فِي غي.
الْحَاء مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم الْحسب المَال الْكَرم التَّقْوَى.
حسب هُوَ مَا يعده من مآثره ومآثر آبَائِهِ. وَمِنْه قَوْلهم: من فَاتَهُ حسب نَفسه لم ينْتَفع بِحَسب أَبِيه. وَقَالَ ذُو الرمة: ... لَهُ قَدَمٌ لَا يُنْكِرُ الناسُ أَنها ... مَعَ الحَسب العادي طمَّتْ على الْبَحْر ... وَقَالَ المتلمس: ... ومَنْ كانَ ذَا بَيْتٍ كريمٍ وَلم يَكُنْ ... لَهُ حسب كَانَ اللَّئِيم المذقما ... وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: من حسب الرجل نقاء ثوبيه. وَالْمعْنَى: إِن ذَا الْحسب الْفَقِير [157] لَا يوقر وَلَا يتفل بِهِ وَمن لَا حسب لَهُ إِذا رُزق الثروة وقر وَجل فِي الْعُيُون. وَفِي حَدِيث آخر: حسب الرجل خلقه وَكَرمه دينه. وَعنهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِن وَفد هوزان لما قدمُوا عَلَيْهِ يكلمونه فِي سَبْيهمْ قَالَ لَهُم: اخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا المَال وَإِمَّا السَّبي. فَقَالُوا: أما إِذا خيرتنا بَين المَال والحسب فَإنَّا نَخْتَار الْحسب فَاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُم ونساءهم. قيل المُرَاد بالحسب هُنَا عدد ذَوي الْقرَابَات وَيجوز أَن يُرَاد أَن فكاك الْأُسَارَى وإيثاره على اسْتِرْدَاد المَال حسب وفعال حَسَنَة فَهُوَ بِالِاخْتِيَارِ أَجْدَر.(1/281)
عمر رَضِي الله عَنهُ مر بِامْرَأَة قد ولدت فَدَعَا لَهَا بِشَربَة من سويق وَقَالَ:
حسس اشربي هَذَا يقطع الحسَّ. هُوَ وجع النُّفَسَاء غب الْولادَة. يَا أَيهَا النَّاس احتسبوا أَعمالكُم فَإِن من احتسب عمله كتب لَهُ أجر عمله وَأجر حسبته.
حسب الاحتساب من الْحسب كالاعتداد من العدِّ. وَإِنَّمَا قيل: احتسب الْعَمَل لمن يَنْوِي بِهِ وَجه الله لِأَن لَهُ حِينَئِذٍ أَن يعْتد عمله فَجعل حَال مُبَاشرَة الْفِعْل كَأَنَّهُ مُعْتَد والحسبة: اسْم من الاحتساب كالعدة من الِاعْتِدَاد. وَقَوْلهمْ: مَاتَت والدتى فاحتسبتها وَمَعْنَاهُ: اعتددت مصيبتها فِي جملَة بلايا الله الَّتِي أثاب على التصبر عَلَيْهَا. أَتَى بجراد محسوس فَأَكله.
حسس هُوَ الَّذِي مسته النَّار حَتَّى قتلته من الْحس وَهُوَ الْقَتْل. طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ اشْترى غُلَاما بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم ووأعتقه فَكتب: هَذَا مِمَّا اشْترى طَلْحَة بن عبيد الله من فلَان ابْن فلَان العبشمي اشْترى مِنْهُ فتاه دِينَارا بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم بالحسب وَالطّيب وَدفع إِلَيْهِ الثّمن وَأعْتقهُ لوجه الله فَلَيْسَ لأحدٍ عَلَيْهِ سَبِيل الْوَلَاء.
حسب قيل: هُوَ من حسبته إِذا أكرمته أَي بالكرامة من البَائِع وَالْمُشْتَرِي وَالرَّغْبَة وَطيب النُّفُوس مِنْهُمَا. العطاردي رَحمَه الله قَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: مَا تذكر قَالَ: أذكر مقتل بسطَام بن قيس على الْحسن. هُوَ حَبل من رمل. قَالَ:(1/282)
.. لأُمِّ اْلأَرْضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ ... غَدَاة أَضَرَّ بالحَسنِ السَّبيلُ ... عمر مائَة وثمانياً وَعشْرين سنة وَكَانَت وِلَادَته قبل الْهِجْرَة بِإِحْدَى عشرَة سنة. سماك رَحمَه الله: قَالَ شُعْبَة: سمعته يَقُول: مَا حسبوا ضيفهم.
حسب أَي مَا أكرموه وَأَصله من الحسبانة وَهِي الوسادة الصَّغِيرَة يُقَال لَهَا المحسبة أَيْضا لِأَن [158] من أُكرم أَجْلِس عَلَيْهَا. فِي الحَدِيث: إِن الْمُسلمين كَانُوا يحتسبون الصَّلَاة فيجيئون بِلَا دَاع. أَي يتعرفون وَقتهَا ويتوخونه يأْتونَ الْمَسْجِد قبل أَن يسمعوا الْأَذَان. يخرج آخر الزَّمَان رجل يُسمى أَمِير المعصب أَصْحَابه محسرون محقَّرون مقصون عَن أَبْوَاب السُّلْطَان يأتونه من كل أَوب كَأَنَّهُمْ قزع الخريف يورثهم الله مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا.
حسر محسَّرون: مؤذون محمولون على الْحَسْرَة أَو مدفَّعون مبعدون من حسر القناع: إِذا كشفه. أَو مطرودون متعبون من حسر الدَّابَّة إِذا أتعبها. من كل أَوب قَالَ ابْن السراج: مَعْنَاهُ أَنهم جَاءُوا من كل مآب يرجعُونَ إِلَيْهِ وَمن كل مُسْتَقر. القزع: السَّحَاب المتفرق. ادعوا الله وَلَا تستحسروا. هُوَ أبلغ من الحسور أَي لَا تنقطعوا وَلَا تملوا. عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ محسمة.
حسم أَي مقطعَة للباءة. ثمَّ حسمه فِي شقّ. لَا يحسر صابحها فِي دك. حسّ فِي هض.(1/283)
عَلَيْهَا حسيكة فِي يس. فأحسفه فِي حت. فحسك أمراس فِي فر. تحسّف جلد الْحَيَّة فِي ظلّ. حُسّر فِي جف. حسكة فِي عر. وَلَا تحسُّوا فِي رث. هَل أحسستما فِي سم. حسمى فِي رك. حسرته فِي مد. على الْحس فِي حن. وَلَا تحسسوا فِي جس.
الْحَاء مَعَ الشين
حشش النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِن رجلا من أسلم كَانَ فِي غنيمَة لَهُ يحشُّ عَلَيْهَا فِي بيداء ذِي الحليفة إِذْ عوى عَلَيْهِ ذِئْب فَانْتزع شَاة من غنمه فجهجأه الرجل بِالْحِجَارَةِ حَتَّى استنقذ مِنْهُ شاته فَقَالَ الذِّئْب: أما تقيت الله أَن تنْزع مني شَاة رزقتها فَقَالَ الرجل: تالله مَا سَمِعت كَالْيَوْمِ قطّ فَقَالَ الذِّئْب: أعجب من ذَلِك هَذَا الرَّسُول بَين الحرتين يحدِّث النَّاس بِمَا خلا ويحدِّثهم بِمَا هُوَ آتٍ. فَلَمَّا سمع الرجل قَول الذِّئْب سَاق غنمه يحوزها حَتَّى جَاءَ الْمَدِينَة. يحش: بِمَعْنى يهش أَي يخبط الْوَرق وَمثله مدح ومده جهجأه: زَجره والهمزة بدل من هَاء. قَالَ عَمْرو بن الإطنابة: ... والضار بَين الكَبْشَ يَبْرق بَيْضه ... ضرب المُجْهِجَه عَن حِيَاض الآبل ... يحوزها: يجمعها فِي السُّوق. مَا سَمِعت كَالْيَوْمِ: أَي مَا سَمِعت أُعجوبة كأعجوبة الْيَوْم فَحذف الْمَوْصُوف وَأقَام الصّفة مقامة والمضاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه. قَالَ لأبي بَصِير رَضِي الله عَنهُ: ويلمه محش حَرْب لَو كَانَ مَعَه رجال هُوَ الذى [159] يحش نَار الْحَرْب كثيرا كَقَوْلِهِم: مسعر حَرْب. وي: كلمة تعجب وَالْأَصْل وي لأمه فحذفت الْهمزَة للتَّخْفِيف وألقيت حركتها على اللَّام وَرُبمَا كسرت إتباعا للميم أَو لِأَنَّهَا حركتها الْأَصْلِيَّة(1/284)
وانتصاب محش على التَّمْيِيز. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَتَى امْرَأَة مَاتَ زَوجهَا واعتدت بأَرْبعَة أشهر وَعشر ثمَّ تزوجت رجلا فَمَكثت عِنْده أَرْبَعَة أشهر وَنصفا ثمَّ ولدت ولدا فَدَعَا عمر نسَاء من نساءِ الْجَاهِلِيَّة فسألهن عَن ذَلِك. فَقُلْنَ: هَذِه امْرَأَة كَانَت حَامِلا من زَوجهَا فَلَمَّا مَاتَ حشَّ وَلَدهَا فِي بَطنهَا فَلَمَّا مَسهَا الزَّوْج الآخر تحرّك وَلَدهَا فَألْحق الْوَلَد بِالْأولِ. حشَّ الْوَلَد فِي بطن الْمَرْأَة: إِذا يبس فِيهِ وَهُوَ حش وأحشت الْمَرْأَة. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ أبان بن سعيد حِين بَعثه رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِلَى أُسَارَى الْمُسلمين. يَا عَم مالى أَرَاك متحشفا أسبل فَقَالَ: هَكَذَا إزره صاحبنا. حشف أَي متقبضاً متقلص الثَّوْب من الحشف وَهُوَ التَّمْر الْيَابِس الردىء قيل: ... هُوَ لابس الحشيف وَهُوَ الْخلق. قَالَ الْهُذلِيّ:
يُدْنِى الحشيفَ عَلَيْهَا كي يُوَاريَها ... وَنَفسه وَهُوَ للأطمار لَبَاسُ ... الإسبال: إرخاء الْإِزَار وَكَانَ قد شمره وقلصه. الإزرة: ضرب من الائتزار أَرَادَ بصاحبنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعْنِي أَنه إِذا ائتزر شمّر وَلم يُسبل. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ محاش النِّسَاء عَلَيْكُم حرَام.
حشش المحشة: بالشين وَالسِّين: الدبر. وَقد روى بهما. وروى: محاشي. والمحشاة: أَسْفَل مَوَاضِع الطَّعَام الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْمَذْهَب وَهِي المبعر من الدَّوَابّ.(1/285)
ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا. خلق الله الْبَيْت قبل أَن يخلق الأَرْض بِأَلف عَام وَكَانَ الْبَيْت زبدة بَيْضَاء حِين كَانَ الْعَرْش على المَاء وَكَانَت الأَرْض تَحْتَهُ كَأَنَّهَا حَشَفَة فدحيت الأَرْض من تَحْتَهُ.
حشف هِيَ صَخْرَة تنْبت فِي الْبَحْر. قَالَ ابْن هرمة يصف نَاقَة: ... كَأَنَّهَا قادِسٌ يُصَرِّفها النُّو ... تيّ تحتَ الأمْوَاجِ عَن حَشَفه ... وروى: كَانَت الْكَعْبَة خشعة على المَاء فدحيت من تحتهَا الأَرْض. وَهِي أكمة متواضعة. أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا: خرج رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم من بَيتهَا لَيْلًا وَمضى إِلَى البقيع فتبعته وظنت أَنه دخل بعض حجر نِسَائِهِ فَلَمَّا أحس بسوادها قصد قَصده فعدت وَعدا على أَثَرهَا فَلم يُدْرِكهَا إِلَّا وَهِي فِي جَوف حُجْرَتهَا فَدَنَا مِنْهَا وَقد وَقع عَلَيْهَا البهر والربو فَقَالَ: مَالِي أَرَاك حشيا رابية.
حشى وَهِي الَّتِي أَصَابَهَا الحشى وَهُوَ الربو [16] وَقد حشيت وَالرجل حشيان وحشٍ. فِي الحَدِيث: كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي حَاشِيَة الْمقَام. أَي فِي جَانِبه. محشود فِي بر. تحشحشنا فِي حط. حيٌّ حشَّد فِي عب. لَا يحشرن فِي عش. أوحشا فِي حو. فِي الحش فِي نش. وَلَا حشت فِي نم. المحاشد فِي رس. أَلا يحْشرُوا فِي ثو.(1/286)
الْحَاء مَعَ الصَّاد
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ لِمعَاذ بن جبل: اكفف عَلَيْك لسَانك فَقَالَ: يَا رَسُول الله أوَ إِنَّا لمأخوذون بِمَا نتكلم فَقَالَ: ثكلتك أمك يَا معَاذ وَهل يكب النَّاس على مناخرهم إِلَّا حصائد ألسنتهم.
حصد جمع حصيدة وَهِي مَا يحصد من الزَّرْع شبه اللِّسَان وَمَا يقتطع بِهِ من القَوْل بحدِّ المنجل وَمَا يُقطع بِهِ من النَّبَات. اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَن خير أَعمالكُم الصَّلَاة وَلنْ يحافظ على الْوضُوء إِلَّا مُؤمن.
حَصى أَي لن تُطِيقُوا الاسْتقَامَة فِي كل شَيْء حَتَّى لَا تميلوا من قَوْله تَعَالَى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوه} . وَمعنى التَّرْكِيب الضَّبْط فالعاد يضْبط مَا يعده ويحصره وَكَذَلِكَ المطيق للشىء ضَابِط لَهُ. وَمِنْه الحصو وَهُوَ الْمَنْع. يُقَال: حصوتني حَقي. بلغه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَن قبطيا يتحدث إِلَى مَارِيَة فَأمر عليا عَلَيْهِ السَّلَام بقتْله قَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: فَأخذت السَّيْف وَذَهَبت إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي رقى على شَجَرَة فَرفعت الرّيح ثَوْبه فَإِذا هُوَ حصور فَأتيت رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ: إِنَّمَا شِفَاء العيّ السُّؤَال.
حصر قيل: الحصور هَاهُنَا الْمَجْبُوب لِأَنَّهُ حُصر عَن الْجِمَاع. والعيّ: الْجَهْل من عيّ بِالْأَمر يعيا عيّا: إِذا لم يهتد لَهُ. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الْحَصَاة. هُوَ أَن يَقُول: إِذا نبذت إِلَيْك الْحَصَاة فقد وَجب البيع وَهُوَ من بُيُوع الْجَاهِلِيَّة.(1/287)
عمر رَضِي الله عَنهُ لما حصب الْمَسْجِد قَالَ لَهُ فلَان: لِمَ فعلت هَذَا قَالَ: هُوَ أَغفر للنخامة وألين فى لموطىء.
حصب هُوَ تَغْطِيَة سطحه بالحصباء وَهِي الْحَصَى الصغار. أَغفر: أستر وَهِي رخصَة فِي البزاق فِي الْمَسْجِد إِذا ادفن. يالخزيمة حصِّبوا. التحصيب: إِذا نفر الرجل من منى إِلَى مَكَّة للتوديع أَن يُقيم بِالْأَبْطح حَتَّى يهجع بِهِ سَاعَة من اللَّيْل ثمَّ يدْخل مَكَّة وروى: أَصْبحُوا أَرَادَ أَن يقيموا بِالْأَبْطح إِلَى أَن يصبحوا. وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: لَيْسَ التحصيب بِشَيْء إِنَّمَا كَانَ منزلا نزله رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ أسمح لِلْخُرُوجِ. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي حَدِيث مَقْتَله: تحاصبوا فِي الْمَسْجِد حَتَّى مَا أبْصر أَدِيم السَّمَاء. هُوَ الترامى بالحصباء. عَليّ عَلَيْهِ اللسلام لِأَن أُحصحص فِي يَدي جمرتين [161] أحب إليَّ من أَن أحصحص كعبتين.
حصحص الحصحصة: تَحْرِيك الشَّيْء أَو تحركه حَتَّى يسْتَقرّ ويتمكن. وَمِنْه حَدِيث سَمُرَة رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه أُتي بِرَجُل عنين فَكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة فَكتب إِلَيْهِ: أَن اشْتَرِ لَهُ جَارِيَة من بَيت المَال وأدخلها مَعَه لَيْلَة ثمَّ سلها عَنهُ فَفعل فَلَمَّا أصبح قَالَ: مَا صنعت قَالَ: فعلت حَتَّى حصحص فِيهِ فَسَأَلَ الْجَارِيَة فَقَالَت: لم يصنع شَيْئا. فَقَالَ: خل سَبِيلهَا يَا محصحص ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لُدغ رجل وَهُوَ مُحرم بِالْعُمْرَةِ فأُحصر فَقَالَ عبد الله:(1/288)
ابْعَثُوا بِالْهدى وَاجْعَلُوا بَيْنكُم وَبَينه يَوْم أمار فَإِذا ذبح الْهدى بِمَكَّة حل هَذَا.
حصر أَي منع بِسَبَب اللدغ من قَوْله تَعَالَى: {فإنْ أُحْصِرْتُمْ} . الأمار والأمارة: الْعَلامَة. يُقَال: أَمار مَا بيني وَبَيْنك كَذَا. وَالْمعْنَى: اجعلوا بَيْنكُم وَبَينه يَوْمًا تعرفونه. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن الشَّيْطَان إِذا سمع الْأَذَان خرج وَله حصاص.
حصص هُوَ حِدة الْعَدو وَقيل: هُوَ أَن يمصع بِذَنبِهِ ويصر بأُذنيه ويعدو. وَقَالَ: ... عجرَّدٌ كالذِّئب ذِي الحُصَاص ... يُوضع تَحت الْقَمَر الوَبَّاص ... وَقيل هُوَ الضراط. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أَتَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت: إِن أبنتي عريس وَقد تمعط شعرهَا وأمروني أَن أُرجلها بِالْخمرِ. فَقَالَ: إِن فعلت ذَاك فَألْقى الله تَعَالَى فر رَأسهَا الحاصة. هِيَ الْعلَّة الَّتِي تحُصُّ الشّعْر أَي تنثره وَتذهب بِهِ. وَيُقَال: بَينهم رحم حاصة إِذا قطعوها بِمَعْنى محصوصة وَالتَّحْقِيق ذَات حصّ. عريس: تَصْغِير عروس وَلم تدخله تَاء التَّأْنِيث لقِيَام الْحَرْف الرَّابِع مقَامهَا وَمثله قُليص وعُقيرب وَقد شَذَّ قديدمة وورية. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ أُفلت وانحص الذَّنب. هُوَ مثل فِيمَن أشفى ثمَّ نجا وَحَدِيثه فِي: كتاب المستقصي. حصيف الْعقْدَة فِي كل. لَيْسَ مثل الْحصْر فِي رج. ذنُوب حصان فِي فق. وحصلبها فِي سل. فِي مُؤخر الْحصار فِي خُذ. قد حصبوا فِي فر.(1/289)
الْحَاء مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهْدى لَهُ هَدِيَّة لم يجد شَيْئا يَضَعهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: ضَعْهُ بالحضيض فَإِنَّمَا أَنا عبد آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد.
حضض هُوَ قَرَار الأَرْض بعد مُنْقَطع الْجَبَل قَالَ امْرُؤ القييس: ... فَلَمَّا أجنّ الشمسَ منى غُؤورها ... نزلتُ إِلَيْهِ قَائِما بالحضيضِ ... قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعامر بن الطُّفَيْل: أسلم تسلم فَقَالَ: على أَن تجْعَل لي نصف ثمار الْمَدِينَة وتجعلني وَالِي الْأَمر من بعْدك. فَقَالَ لَهُ أُسيد بن حضير: اخْرُج بذمتك [164] لَا أُنفذ حضنيك بِالرُّمْحِ فوَاللَّه لَو سألتنا سيابة مَا أعطيناكها.
حضن هما الجنبان وأحضان كل شَيْء: جوانبه. السيابة: البلحة. إِن بعلته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تنَاول الْحَصَى ليرمي بِهِ يَوْم حنين فهمت مَا أَرَادَ فانحضجت.
حضج أَي انبسطت وَيُقَال: انحضج بَطْنه: إِذا اتَّسع وتفتق سمنا. قَالَ: ... وقَلَّصَ بُدْنَه بَعْدَ انحِضَاجِ ... وانحضج من الغيظ: انقدّ وانشقّ. وَمِنْه حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه قَالَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر: أما أَنا فَلَا أدعهما فَمن شَاءَ أَن ينحضج فلينحضج. وَقيل مَعْنَاهُ: من شَاءَ أَن يسترخي فِي ادائهما ويقصَّر فَشَأْنه. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ يَوْم أَتَى سَقِيفَة بني سَاعِدَة لِلْبيعَةِ: فَإِذا إِخْوَاننَا من الْأَنْصَار يُرِيدُونَ أَن يختزلوا الْأَمر دُوننَا ويحصنونا عَنهُ.(1/290)
حضن أَي يحجبونا ويجعلونا فِي حضن أَي فِي نَاحيَة. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه أوصى إِلَى الزبير وَإِلَى ابْنه عبد الله بن الزبير قَالَ فِي وَصيته: إِنَّه لَا تزوج امْرَأَة من بَنَاته إِلَّا بأذنها وَلَا تحضن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله عَن ذَلِك. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ كَعْب بن عجْرَة: ذكر رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فتْنَة فقرَّبها وعظمها ثمَّ مر رجل متقنع فِي ملحفة فَقَالَ: هَذَا يَوْمئِذٍ على الْحق. فَانْطَلَقت محضرا فَأخذت بضبعه فَقلت: أَهَذا هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ: هَذَا فَإِذا هُوَ عُثْمَان بن عَفَّان:
حضر أى مسرعا. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أقسم لِأَن أكون عبدا حَبَشِيًّا فِي أعنز حضنيات أرعاهن حَتَّى يدركني أَجلي أحب إليّ من أَن أرمي فِي أحد الصفين بِسَهْم أصبت أَو أَخْطَأت.
حضن نَسَبهَا إِلَى حضن وَهُوَ جبل فِي أول حُدُود نجد. وَمِنْه قَوْلهم: ... أنجد من رأى حضناً ... . يَعْنِي أَن ذَلِك أحب إليّ من أَن أشهد حَربًا فِي فتْنَة. الْحَضْرَمِيّ فِي ظلّ وَفِي ذِي. أحاطوا لَيْلًا بحاضر فِي جب.
الْحَاء مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: لما خطبت فَاطِمَة عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعندك شَيْء قلت: لَا. قَالَ: فَأَيْنَ درعك الحطمية الَّتِي أَعطيتك قلت: هاهي ذه. قَالَ: أعْطهَا. وَدخل علينا وعلينا قطيفة فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ تحشحشنا فَقَالَ: مَكَانكُمَا. وَفِيه: قلت يَا رَسُول الله هِيَ أحب إِلَيْك مني. قَالَ: هِيَ أحب مِنْك وَأَنت أعز على.(1/291)
حطم هِيَ منسوبة إِلَى حطمة بن محَارب بطن من عبد الْقَيْس يعْملُونَ الدروع. التحشحش: التحرك للنهوض. شَرّ الرعاء الحُطمة. هُوَ الَّذِي يعنف [163] بِالْإِبِلِ فِي السُّوق والإيراد والإصدار فيحطهما ضربه مثلا لوالي السوء. جلس صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِلَى غُصْن شَجَرَة يابسة فَقَالَ بِيَدِهِ فحط وَرقهَا.
حط الْحَط والحت بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: أَخذ بقفاي فحطأني حطأة فَقَالَ: اذْهَبْ فَادع إليّ مُعَاوِيَة وَكَانَ كَاتبه. وروى: فحطانى حطوة غير مَهْمُوز.
حطأ الحطء: الضَّرْب بالكف المبسوطة كاللطح. وَقيل: هُوَ الدّفع يُقَال: حطأت الْقدر بزبدها: دَفعته ورمت بِهِ وحطأ بسلحه وضرطه وَكَانَ الحطيئة يلْعَب مَعَ الصّبيان فضرط فضحكوا فَقَالَ: مَا لكم إِنَّمَا كَانَت حطيئة فَلَزِمته نبزا. وَمِنْه حَدِيث مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن الْمُغيرَة قَالَ لَهُ حِين ولى عمرا: مَا لبثك السَّهْمِي أَن حطأ بك إِذْ تشاورتما. أَي دفعك عَن رَأْيك. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي: الحطو: تَحْرِيك الشَّيْء مزعزعا. حطاما فِي خض.
الْحَاء مَعَ الظَّاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم سَأَلَهُ أَبيض بن حمّال عَن حمى الْأَرَاك. فَقَالَ: لَا حمى فِي الْأَرَاك. فَقَالَ: أراكة فِي حظاري. قَالَ: لَا حمى فِي الْأَرَاك.
حظر أَرَادَ أَرضًا قد حظرها وحوط عَلَيْهَا. وَفِيه لُغَتَانِ: الْفَتْح وَالْكَسْر وَحين أَحْيَاهَا كانمت تِلْكَ الأراكة فِيهَا.(1/292)
عمر رَضِي الله عَنهُ من حَظّ الرجل نفاق أيمه وَمَوْضِع حَقه.
حظظ الْحَظ: الْجد وَفُلَان حظيظ ومحظوظ. والأيم: الَّتِي لَا زوج لَهَا بكرا كَانَت أَو ثَيِّبًا أَي من جده أَلا تبور عَلَيْهِ بَنَاته وأخواته وَأَن يكون حَقه فِي ذمَّة مَأْمُون جحوده وتهضمه. لَا يحظر فِي ند.
الْحَاء مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَتَى بِتَمْر وَهُوَ محتفز. فَجعل يقسمهُ.
حفز هُوَ المستوفز المريد للْقِيَام من حفزه: إِذا أزعجه. وَمِنْه: اللَّيْل يَسُوق النَّهَار ويحفزه. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّه ذُكر الْقدر عِنْده فاحتفز وَقَالَ: لَو رَأَيْت أحدهم لعضضت بِأَنْفِهِ. أَي قلق وشخص بِهِ ضجراً. عَن أُبي بن كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التَّوْبَة النصوح فَقَالَ: هُوَ النَّدَم على الذَّنب حِين يفرط مِنْك وَتَسْتَغْفِر الله بندامتك عِنْد الْحَافِر ثمَّ لَا تعود إِلَيْهِ أبدا.
حفر كانو لكرامة الْفرس عِنْدهم ونفاستهم بهَا لَا يبيعونها بِالنسَاء فَقَالُوا: النَّقْد عَن الْحَافِر وسيروه مثلا أَي عِنْد بيع [164] الْحَافِر فِي أول وهلة العقد من غير تَأْخِير وَالْمرَاد إِذا بالحافر ذَات الْحَافِر وَهِي الْفرس. وَمن قَالَ: عِنْد الحافرة فَلهُ وَجْهَان: أَحدهمَا: أَنه لما جعل الْحَافِر فِي معنى الدَّابَّة نَفسهَا وَكثر اسْتِعْمَاله على ذَلِك من غير ذكر الذَّات فَقيل: اقتنى فلَان الْخُف والحافر أَي ذواتهما ألحقت بِهِ عَلامَة التَّأْنِيث إشعارا بِتَسْمِيَة الذَّات بهَا. وَالثَّانِي أَن يكون فاعلة من الْحفر لِأَن الْفرس بِشدَّة دوسها تحفر الأَرْض كَمَا سميت فرسا لِأَنَّهَا تفرسها: أَي تدقها هَذَا أصل الْكَلِمَة ثمَّ كثرت حَتَّى اسْتعْملت فِي كل أولية فَقيل: رَجَعَ إِلَى حَافره وحافرته وَفعل كَذَا عِنْد الْحَافِر.(1/293)
والحافرة. وَالْمعْنَى تَنْجِيز الندامة وَالِاسْتِغْفَار عِنْد مواقعة الذَّنب من غير تَأْخِير لِأَن التَّأْخِير من الْإِصْرَار. الْبَاء فِي بندامتك بِمَعْنى مَعَ أَو بِمَعْنى الِاسْتِعَانَة أَي بِطَلَب مغْفرَة الله بِأَن تندم. الْوَاو وَتَسْتَغْفِر للْحَال أَي هُوَ النَّدَم مِنْك مُسْتَغْفِرًا وَيحْتَمل أَن يعْطف على النَّدَم على أَن أَصله وَأَن تستغفر فَحذف. كَقَوْلِه: ... ألاَ أيّهذا اللائمي أَحْضُرَ الوَغَى ... النصوح: هِيَ الَّتِي يناصح فِيهَا الْإِنْسَان نَفسه مبالغا فَجعل الْفِعْل لَهَا كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِى تبالغ فِي النصحية. سُئِلَ: مَتى تحل الْميتَة فَقَالَ: مَا لم تصطبحوا أَو تغتبقوا أَو تحتفئوا بهَا بقلا فشأنكم بهَا.
حفأ الاحتفاء: اقتلاع الحفأ وَهُوَ البردي وَقيل: أَصله فاستعير لاقتلاع البقل. وروى: تحتفوا من احتفى الْقَوْم المرعى: إِذا رعوه وقلعوه. وروى: تحتفوا من احتفاف النبت وَهُوَ جزه. وحفت الْمَرْأَة وَجههَا واحتفت. وروى: تجتفئوا بِالْجِيم من اجتفاء الشَّيْء: إِذا قلعته ورميت بِهِ. وَمِنْه الْجفَاء. وروى: تختفوا بِالْخَاءِ من اختفيت الشَّيْء: إِذا أخرجته. والمختفى: النباش. مَا: مَصْدَرِيَّة مقد قبلهَا الزَّمَان وَالْمعْنَى: وَقت فقد صبوحكم. أَمر أَن تحفى الشَّوَارِب وتعفى اللحى. الإحفاء والحفو: أَن يلزق الجز. والإعفاء: التوفير من عَفا الشَّيْء: إِذا كثر وعفوته وأعفيته. إِنَّا لم نشبع من طَعَام إِلَّا على حفف.(1/294)
وروى: ضفف. وروى: شظف.
خفف الثَّلَاثَة فِي معنى ضيق الْمَعيشَة وقلتها وغلظتها يُقَال: أَصَابَهُ حفف وحفوف وحفت الأَرْض: إِذا يبس نباتها. وَعَن الْأَصْمَعِي رَحمَه الله: أَصَابَهُم من الْعَيْش ضفف أَي شدَّة وَفِي رَأْي فلَان ضفف أَي [165] ضعف وَمَا رئي على بني فلَان حفف وَلَا ضفف أَي أثر عوز وَالْمعْنَى: أَنه لم يشْبع إِلَّا وَالْحَال خلاف الرخَاء وَالْخصب عِنْده وَقيل: مَعْنَاهُمَا اجْتِمَاع الْأَيْدِي وَكَثْرَة الْأكلَة أَي لم يَأْكُل وَحده وَلَكِن مَعَ النَّاس. عطس عِنْده رجل فَوق ثَلَاث فَقَالَ لَهُ: حفوت.
حفو الحفو: الْمَنْع يُقَال: حفاه من الْخَيْر أَي منعتنا أَن نشمتك بعد الثَّلَاث. وَمِنْه: إِن رجلا سلَّم على بعض السّلف فَقَالَ: وَعَلَيْكُم السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الزاكيات فَقَالَ لَهُ: أَرَاك قد حفوتنا ثَوَابهَا. أَخَذته كُله وَحَرَمْتنَا. وروى: حقوت بِالْقَافِ أَي شددت من الحقو وَهُوَ الْإِزَار الَّذِي يشد على الخصر وَالْمعْنَى وَاحِد لِأَن الشد من بَاب الْمَنْع. اسْتعْمل رجلا فأهدى إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا لي فَقَالَ: أَلا جلس فِي حفش أمه فَلْينْظر أَكَانَ يُهدى إِلَيْهِ شَيْء
خفش هُوَ الْبَيْت الصَّغِير من الحفش وَهُوَ الْجمع لِاجْتِمَاع جوانبه. قيل للسفط والسنام خفش. وَمِنْه حَدِيث زَيْنَب رَضِي الله عَنْهَا كَانَت الْمَرْأَة إِذا توفّي عَنْهَا زَوجهَا دخلت حفشا ولبست شَرّ ثِيَابهَا وَلم تمس طيبا وَلَا شَيْئا حَتَّى تمر سنة ثمَّ تُؤْتى بِدَابَّة حمَار أَو شَاة أَو طير فتفتض بِهِ فقلّ مَا تفتض بِشَيْء إِلَّا مَاتَ. أَي تكسر بِهِ مَا كَانَت فِيهِ من الْعدة وَتخرج مِنْهُ بِهِ. قيل: كَانَت تمسح بِهِ قُبلها فَلَا يكَاد يعِيش. وروى: فتقبص من القبص وَهُوَ الْأَخْذ بأطراف الْأَصَابِع.(1/295)
يذهب الصالحون الأُول فالأُول حَتَّى يبْقى حفالة كحفالة التَّمْر.
حفل هِيَ الخشارة. صلى فجَاء رجل قد حفزه النَّفس فَقَالَ: الله أكبر حمداً كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ: أَيّكُم الْمُتَكَلّم بالكلمات فأرم الْقَوْم. وروى فأزم الْقَوْم.
حفز حفزة: أقلقه وَجهد هـ. الإرمام: السُّكُوت. قَالَ: ... يسرون والليلُ مُرِمٌّ طَائِره ... والأزم: الْإِمْسَاك. حمداً. نصب بِفعل مُضْمر أَرَادَ أَحْمَده حمداً. إِن الله تَعَالَى يَقُول لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام: أخرج نصيب جَهَنَّم من ذريتك فَيَقُول: يَا ربِّ كم فَيَقُول: من كل مائَة تِسْعَة تسعين. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله احتفينا إِذن فَمَاذَا يبْقى منا قَالَ: إِن أمتِي فِي الْأُمَم كالشعرة الْبَيْضَاء فِي الثور الْأسود.
حفى أَي استؤصلنا. نهى عَن بيع المحفلة قَالَ: إِنَّهَا خلابة.
حفل هِيَ الَّتِي حفِّل اللَّبن فِي ضرْعهَا أَيَّامًا ليغتر بهَا المُشْتَرِي فيزيد فِي الثّمن. الضَّمِير فِي إِنَّهَا للفعلة وَيجوز أَن يرجع إِلَى المحفلة وَيكون سَبِيل الْكَلَام سَبِيل قَوْلهَا: ... فَإِنَّمَا إقبال وإدبار ...(1/296)
أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِنَّمَا نَحن حفْنَة من حفنات رَبنَا.
حفن هِيَ مَا يمْلَأ الْكَفَّيْنِ من دَقِيق أَو غَيره. وَيُقَال: حفن لَهُ حفْنَة: إِذا أعطَاهُ قَلِيلا كَأَنَّهُ لم يزده على ملءِ الْكَفَّيْنِ. وَالْمعْنَى: إِنَّا على [166] كثرتنا يَوْم الْقِيَامَة قَلِيل عِنْد الله عز وَجل. عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ أصلع لَهُ حفاف.
حفف حفافا الشىء: جانباه. قَوْلهم: بقى شعره حفاف: هُوَ أَن يصلع وَتبقى طرّة من الشّعْر حول رَأسه. أنزل أويسا الْقَرنِي فاحتفاه.
حفا أَي بَالغ فِي إلطافه واستقصى. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام سلم عَلَيْهِ الْأَشْعَث فَرد عَلَيْهِ بِغَيْر تحفٍّ. الحفاوة والتحفي: الْإِكْرَام بِالْمَسْأَلَة والإلطاف. مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بلغه أَن عبد الله بن جَعْفَر حفف وَجهد من بذله وإعطائه فَكتب إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بِالْقَصْدِ وينهاه عَن السَّرف. وَكتب إِلَيْهِ بَيْتَيْنِ من شعر: ... لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فيُغْنِى ... مَفَاقِرَه أعفُّ من القُنُوع
يَسُدُّ بهِ نَوَائِبَ تَعْتَرِيه ... مِنَ الأَيام كالنُّهُلِ الشُّرُوع ...
حفف حفف: مُبَالغَة فِي حفّ أَي جهد وقلّ مَاله من حفّت الأَرْض. المفاقر: جمع فقر على غير قِيَاس كالملامح والمشابه وَيجوز أَن يكون جمع مفقر مصدر من أفقره الله أَو مفتقر بِمَعْنى الافتقار أَو مفقر وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يُورث الْفقر.(1/297)
القنوع: السُّؤَال. يُقَال: قنع إِلَى فلَان يقنع. النهل: الْإِبِل العطاش. جمع ناهل. الشُّرُوع: الشاربة فِي المَاء. والبيتان للشماخ. مَحْفُودٌ فِي بر. أَن أحف ظ النَّاس فِي بِهِ. كدت أُحفى فمي فِي در. الحوفزان فِي نس. فلتحتفر فِي خو. أخْشَى حفده فِي كل. حفلت لَهُ فِي زف. حفوفا فِي بل.
الْحَاء مَعَ الْقَاف
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أعْطى النِّسَاء اللواتي غسَّلن ابْنَته حقوه فَقَالَ: أشعرنها إِيَّاه.
حَقًا الحقو: الْإِزَار الَّذِي يشد على الحقو وَهُوَ الخصر. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: لَا تزهدن فِي جفَاء الحقو فَإِن يكن مَا تَحْتَهُ جَافيا فَإِنَّهُ أستر لَهُ وَإِن يكن مَا تَحْتَهُ لطيفا فَإِنَّهُ أخْفى لَهُ. أشعرنها إِيَّاه: أَي اجعلن لَهَا الحقو شعاراً وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد. جفَاء الحقو: أَي تَجْعَلهُ جَافيا أَي غليظاً بِأَن تضَاعف عَلَيْهِ الثِّيَاب لتستر مؤخرها. نهى عَن المحاقلة والمزابنة ورخَّص فِي الْعَرَايَا. الحقل: القراح من الأَرْض وَهِي الطّيبَة التربة الْخَالِصَة من شائب السبخ الصَّالِحَة للزَّرْع. وَمِنْه حقل يحقل إِذا زرع والمحاقلة: مفاعلة من ذَلِك وَهِي الْمُزَارعَة بِالثُّلثِ وَالرّبع وَغَيرهمَا. وَقيل هِيَ اكتراء الأَرْض بالبرّ. وَقيل: هِيَ بيع الطَّعَام فِي سنبله بالبرّ. وَقيل: بيع الزَّرْع قبل إِدْرَاكه. الْمُزَابَنَة: بيع التَّمْر فِي رُءُوس النّخل بِالتَّمْرِ لِأَنَّهَا تُؤدِّي إِلَى النزاع والمدافعة من الزَّبْن [167] وَهُوَ الدّفع. الْعرية: النَّخْلَة الَّتِي يعريها الرجل مُحْتَاجا أَي يَجْعَل لَهُ ثَمَرَتهَا فرخّص للمعري(1/298)
أَن يبْتَاع ثَمَرَتهَا المعري بِتَمْر لموْضِع حَاجته سميت عرية لِأَنَّهُ إِذا وهب ثَمَرَتهَا فَكَأَنَّهُ جردها من الثَّمَرَة وعرَّاها مِنْهَا ثمَّ اشتق مِنْهَا الإعراء. مر هُوَ وَأَصْحَابه وهم محرمون بِظَبْيٍ حَاقِف فِي ظلّ شَجَرَة فَقَالَ: يَا فلَان قف هَا هُنَا حَتَّى يمر النَّاس لَا يرِيبهُ أحد بِشَيْء.
حقف هُوَ المحقوقف وَهُوَ المنعطف المنثني فِي نَومه وَقيل: هُوَ الْكَائِن فِي أصل حقف من الرمل. لَا يرِيبهُ: لَا يُوهِمهُ الْأَذَى وَلَا يتَعَرَّض لَهُ بِهِ. قَالَ للنِّسَاء: لَيْسَ لَكِن أَن تحققن الطَّرِيق عليكن بحافات الطَّرِيق.
حقق هُوَ أَن يركبن حُقها وَهُوَ وَسطهَا. يُقَال: سقط على حاقِّ الْقَفَا وحُقَّه. عَلَيْك جعل اسْما للْفِعْل الَّذِي هُوَ خُذ فَقيل: عَلَيْك زيدا وبزيد كَمَا قيل: خُذْهُ وخذبه. الحافة: النَّاحِيَة وعينها وَاو بِدَلِيل قَوْلهم فِي تصغيرها حويفة وتحوفه بِمَعْنى نطرفه. قَالَ: ... تَحَوَّفَ غَدْرهم مَالِي وَأهْدى ... سَلاَسِلَ فِي الحلوق لَهُ صَلِيلُ ... وَأما تحيفه فَمن الحيف. عَن عبَادَة بن أَحْمَر الْمَازِني: كنت فِي إبلي أرعاها فأغارت علينا خيل رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَو خيل أَصْحَابه فَجمعت إبلي وَركبت الْفَحْل فحقب فتفاج يَبُول فَنزلت عَنهُ وَركبت نَاقَة مِنْهَا فنجوت عَلَيْهَا وطردوا الْإِبِل.(1/299)
حقب الحقب: أَن يتعسر الْبَوْل على الْبَعِير. وَمِنْه: حقب عامنا: إِذا احْتبسَ مطره وَقيل: هُوَ أَن يَقع الحقب على ثيله فيورثه ذَلِك. التفاج: تفَاعل من الفجج وَهُوَ أبلغ من الفجح. وَالْمعْنَى: فَفرج بَين رجلَيْهِ يُرِيد أَن يَبُول. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خرج إِلَى الْمَسْجِد فَقيل: مِمَّا أخرجك هَذِه السَّاعَة قَالَ: مَا أخرجني إِلَّا مَا أجد من حاق الْجُوع.
حقق أَي من صادقه وَيَقُولُونَ: فلَان وَالله حاق الرجل وحاق الشجاع وحاقة الرجل وحاقة الشجاع. وَالْمعْنَى: صَادِق جنسه فِي الرجولية والشجاعة. وروى: من حاق الْجُوع وَهُوَ من حاق بِهِ الْبلَاء يَحِيق حيقاً وحاقاً: أَي من اشْتِمَال الْجُوع وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى حائق كالشاك والنال. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما طُعن أُوقظ للصَّلَاة فَقيل: الصَّلَاة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ: الصَّلَاة وَالله إِذن وَلَا حقَّ. أَي الصَّلَاة مقضية إِذن وَلَا حق مقضي غَيرهَا كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن فِي عُنُقه حقوقاً جمة مفترضا عَلَيْهِ الْخُرُوج عَن عهدتها وَهُوَ غير مقتدر عَلَيْهِ: فَهَب أَنه قضى حق الصَّلَاة فَمَا بَال الآخر وَقيل مَعْنَاهُ: وَلَا حَظّ فِي الْإِسْلَام لمن تَركهَا. وَيحْتَمل: وَلَا حَظّ لي فِيهَا لِأَنَّهُ وجد نَفسه على حَال سَقَطت عَنهُ الصَّلَاة فِيهَا وَهَذَا أوقع. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ فِي قراء الْقُرْآن: مَتى مَا تغلوا تحتقوا. التحاق الأحتقاق: التخاصم وَأَن يَقُول كل وَاحِد: الْحق معي. فِي الحَدِيث: لَا أرى لحاقن وَلَا حاقب وَلَا حازق.
حزق الحاقب: المحصور.(1/300)
حزق والحازق: الَّذِي ضَاقَ خفه فحزق قدمه أَي ضغطها وَهُوَ فَاعل بِمَعْنى مفعول وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى ذِي الحزق كَمَا قيل فِي: مَاء دافق وعيشة راضية. لَا يصلين أحدكُم وَهُوَ حقن حَتَّى يتخفف.
حقن هُوَ الحاقن. مَا تَصْنَعُونَ بمحاقلكم.
حقل هِيَ الْمزَارِع والواحدة محقلة. حقبه فِي ضج. الحقل فِي رب. حقاق العرفط فِي قل. الحقاق فِي نَص. نفج الحقيبة فِي خض. على أحقابها فِي خطّ. حاقنتي فِي سح. كحق الكهول فِي عص. المحقب فِي (أم) . كل حقّ فِي (حق) . حقوت فِي (حف) . الْحَقْحَقَةُ فِي (سو) .
الْحَاء مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ لي أَبُو جهل بن هِشَام: وَالله إِنِّي أعلم أَن مَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حقّ وَلَكِن قَالَت بني قصي: فِينَا الحجابة فَقُلْنَا: نعم ثمَّ قَالُوا فِينَا اللِّوَاء قُلْنَا: نعم ثمَّ قَالُوا: فِينَا الندوة قُلْنَا: نعم. ثمَّ قَالُوا: فِينَا السِّقَايَة قُلْنَا: نعم ثمَّ أطعموا وأطعمنا حَتَّى إِذا تحاكت الركب قَالُوا: من نبى وَالله لَا أفعل
حكك أَي تماست واصطكت وَالْمرَاد تساويهم فِي الشّرف وتشاكلهم فِي الْمنزلَة. وَقيل: تجاثيهم على الركب للتفاخر. وَأَرَادَ بِالْإِطْعَامِ: الرفادة. كَانُوا يترافدون فيشترون الجُزر والكعك والسويق ويطعمون الْحَاج وَيَقُولُونَ: نَحن أهل الله وجيران بَيته والحاج وَفد الله وضيفانه فَنحْن أولى بقراهم. وعنى بالندوة تناديهم فِي دَار عبد الْمطلب للتشاور إِذا حزبهم أَمر.(1/301)
سَأَلَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النوّاس بن سمْعَان عَن الْبر وَالْإِثْم فَقَالَ: الْبر حسن الْخلق الْإِثْم مَا حك فِي نَفسك وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس. أَي أثر فِي قلبه وأهمه أَنه ذَنْب وخطيئة. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْإِثْم مَا حك فِي صدرك وَإِن أَفْتَاك النَّاس عَنهُ وأقنوك. أَي أرضوك. وَمِنْه الحَدِيث: [169] إيَّاكُمْ والحكاكات فَإِنَّهَا المآثم. أَي الْأُمُور الَّتِي تحك فِي الصُّدُور. وروى: مَا حاك وَمن قَوْلهم: حاك فِيهِ السَّيْف وأحاك. عمر رَضِي الله عَنهُ: إِن العَبْد إِذا تواضع رفع الله حكمته وَقَالَ: انْتَعش نَعشك الله وَإِذا تكبر وَعدا طوره وهصه الله الى الأَرْض.
حِكْمَة الْحِكْمَة من الْإِنْسَان: أَسْفَل وَجهه وَرفع الْحِكْمَة كِنَايَة عَن الإعزاز لِأَن من صفة الذَّلِيل أَن ينكس وَيضْرب بذقنه صَدره. وَقيل: الْحِكْمَة الْقدر والمنزلة من قَوْلهم: لَا يقدر على هَذَا من هُوَ أعظم حِكْمَة مِنْك. وهصه: كَسره ودقه. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي الْكلاب: إِذا وردن الحكر الصَّغِير لَا تطعمه.
حكر هُوَ المَاء المستنقع فِي وقبة من الأَرْض لِأَنَّهُ يحكر أَي يجمع وَيحبس من احتكار الطَّعَام. لَا تطعمه: لأي لَا تشربه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ومَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فإنَّهُ منِّي} .(1/302)
ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَرَأت الْمُحكم على عهد رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَأَنا ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة.
حكم يَعْنِي الْمفصل سمي محكما لِأَنَّهُ لم ينْسَخ مِنْهُ شَيْء وَقيل: يَعْنِي مَا لم يكن متشابهاً لِأَنَّهُ أُحكم بَيَانه بِنَفسِهِ وَلم يفْتَقر إِلَى غَيره. كَانَ الرجل يَرث امْرَأَة ذَات قرَابَته فيعضلها حَتَّى تَمُوت أَو ترد إِلَيْهِ صَدَاقهَا فأحكم الله تَعَالَى عَن ذَلِك وَنهى عَنهُ. أَي منع يُقَال: حكمت الْفرس وحكَّمته وأحكمته: إِذا قدعته. قَالَ: ... أَبنِي حَنِيَفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكم ... إنّي أَخَافُ عليْكُمُ أَنْ أَغْضَبَا ... كَعْب رَحمَه الله ذكر دَارا فِي الْجنَّة ووصفها ثمَّ قَالَ: لَا ينزلها إِلَّا نَبِي أَو صدّيق أَو شَهِيد أَو مُحكَّم فِي نَفسه أَو إِمَام عَادل. هُوَ الَّذِي يُخَيّر بَين الشّرك وَالْقَتْل فيختار الْقَتْل. وَمِنْه الحَدِيث: إِن الْجنَّة للمحكمين. وروى بِالْكَسْرِ وفُسر بِأَنَّهُ الْمنصف من نَفسه. النَّخعِيّ رَحمَه الله: حكم الْيَتِيم كَمَا تحكم ولدك. أَي امنعه من الْفساد. الحكم فِي عص. حكرة فِي عى. المحكك فِي حذ. الحكم فِي الْأَنْصَار فِي دع. إِذا حككت قرحَة فِي قف.(1/303)
الْحَاء مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن حلوان الكاهن.
حلوان هُوَ أجرته يُقَال حلوته كَذَا إِذا حبوته بِهِ فحُلي بِهِ إِذا ظفر بِهِ واشتقاقه من الْحَلَاوَة. أَمر معَاذًا رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن يَأْخُذ من كل حالم دِينَارا.
حلم قيل: المُرَاد كل من بلغ وَقت الْحلم حلم أَو لم يحلم. وَمِنْه الحَدِيث: الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة وَاجِب على كل حالم. إِن امْرَأَة توفّي عَنْهَا زَوجهَا فاشتكت عينهَا فأرادوا أَن يداووها فَسئلَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَقَالَ: فَكَانَت إحداكن تمكث فِي شَرّ أحلاسها فِي بَيتهَا إِلَى الْحول فَإِذا كَانَ الْحول فَمر كلب رمته ببعرة ثمَّ خرجت أَفلا أَرْبَعَة أشهر وَعشر ا.
حلْس الحلس: كسَاء يكون على ظهر الْبَعِير تَحت البرذعة ويبسط فِي الْبَيْت تَحت حر الثِّيَاب وَجمعه أحلاس. قَالَ: ... وَلَا تَغُرَّنْكَ أَضْغَانٌ مُزَمَّلة ... قد يُضْرَب الدّبر الدَّامي بأَحْلاسِ ... وَالْمعْنَى أَنَّهَا كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا أحدت على زَوجهَا اشْتَمَلت بِهَذَا الكساء سنة جرداء فغذا مَضَت السّنة رمت الْكَلْب ببعرة ترى أَن ذَلِك أَهْون عَلَيْهَا من بَعرَة يُرمى بهَا كلب فَكيف لَا تصبر فِي الْإِسْلَام هَذِه الْمدَّة. وَأَرْبَعَة أشهر مَنْصُوب بتمكث مضمرا. وَفِي حَدِيثه: إِنَّه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم ذكر الْفِتَن حَتَّى ذكر فتْنَة الأحلاس فَقَالَ قَائِل: يَا رَسُول الله وَمَا فتْنَة الأحلاس قَالَ: هِيَ هرب وَحرب. فتْنَة السَّرَّاء دخنها من تَحت قدمي رجلٍ من أهل بَيْتِي يزْعم أَنه مني وَلَيْسَ مني(1/304)
إِنَّمَا أوليائي المتقون ثمَّ يصطلح النَّاس على رجل كورك على ضلع ثمَّ فتْنَة الدهيماء لَا تدع من هَذِه الْأمة أحدا إِلَّا لطمته.
حلْس كَأَن لَهَا أحلاساً تغشيها النَّاس لظلمتها والتباسها وَهِي ذَات دواه وشرور كدة لَا تقلع بل تلْزم لُزُوم الأحلاس. السرَّاء: الْبَطْحَاء. الدخن: من دخنت النَّار دخناً إِذا ارْتَفع دخانها وَقيل: الدخن: الدُّخان. من تَحت قدمي رجل: أَي هُوَ سَبَب إثارتها. كورك على ضلع: مثل أَي لَا يسْتَقلّ بِالْملكِ وَلَا يلائمه كَمَا أَن الورك لَا يلائم الضلع. الدهيماء: الداهية. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَرَرْت على جبرئيل لَيْلَة أُسري بِي كالحلس من خشيَة الله. وَيُشبه بِهِ الَّذِي لَا يبرح منزله فَيُقَال: هُوَ حلْس بَيته. وَمِنْه حَدِيث أبي بكر رَضِي الله عَنهُ: كن حلْس بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية. وَكَذَلِكَ الَّذِي يلْزم ظهر فرسه فَيُقَال: هُوَ من أحلاس الْخَيل. وَمِنْه حَدِيث مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ دخل عَلَيْهِ الضَّحَّاك بن قيس فَقَالَ مُعَاوِيَة: ... تطاولت للضّحاك حَتَّى ردَدْته ... إِلَى حَسَبٍ فِي قومه مُتَقَاصِر ... فَقَالَ الضَّحَّاك: قد علم قَومنَا أَنا أحلاس الْخَيل فَقَالَ: صدقت أَنْتُم أحلاسها وَنحن فرسانها أَرَادَ أَنْتُم راضتها وساستها فتلزمون ظُهُورهَا أبدا وَنحن أهل الفروسية. وَيحْتَمل أَن يذهب بالأحلاس إِلَى الأكسية وَيُرِيد أَنكُمْ بمنزلتها فِي الضعة والذلة(1/305)
كَمَا يُقَال للمستضعف: بردعة وولية. لَا يَمُوت لمُؤْمِن ثَلَاثَة أَوْلَاد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم.
حل مثل فِي الْقَلِيل المفرط الْقلَّة وَهُوَ أَن يُبَاشر من الْفِعْل الَّذِي يقسم عَلَيْهِ الْمِقْدَار الَّذِي يبر بِهِ قسمه ويحلله مثل أَن يحلف على النُّزُول بمَكَان فَلَو وَقع بِهِ وقْعَة خَفِيفَة فَتلك تَحِلَّة قسمه. قَالَ ذُو الرمة: ... طَوَى طيَّة فَوْقَ الْكرَى جَفْن عَيْنِه ... على رَهباتٍ منْ حَنَاِن المُحَاذِر
قَلِيلا كَتَحْليل الأُلَى ثمَّ قلَّصت ... بِهِ شيمةٌ رَوْعاء تَقْلِيصَ طَائِرِ ... وَالْمعْنَى: لَا تمسه النَّار إِلَّا مسَّة يسيرَة مثل تَحْلِيل قسم الْحلف وَيحْتَمل أَن يُرَاد بالقسم قَوْله تَعَالَى: {وإنْ مِنْكُم إلاّ وَارِدُها كانَ على رَبِّكَ حَتْماً مقضيا} لِأَن مَا حمته الربُّ على نَفسه جَار فِي التَّأْكِيد مجْرى الْقسم عَلَيْهِ وَيَعْنِي بتحلته الْوُرُود والاجتياز. لعن من النِّسَاء الحالقة والسالقة والخارقة والممنتهشة والممتهشة. الحالقة: الَّتِي تحلق شعرهَا. السالقة: الَّتِي تصرخ عِنْد الْمُصِيبَة والسلق والصلق: الصَّوْت الشَّديد. الخارقة: الَّتِي تخرق ثوبها. المنتهشة: الَّتِي تخمش وَجههَا وَتَأْخُذ لَحْمه بأظفارها من قَوْلهم: انتهشه الذِّئْب وَالْكَلب والحية وَهِي عضة سريعة لَهَا مشقة. الممتهشة جَاءَ فِي الحَدِيث: أَنَّهَا الَّتِي تحلق وَجههَا بِالْمُوسَى للزِّينَة قيل: كَأَن هاءها مبدلة من حاء من المحش وَهُوَ السحج والقشر يُقَال: مرَّ بِي فمحشني.(1/306)
حَالف صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار فِي دَار أنس الَّتِى بِالْمَدِينَةِ.
حلف أَي آخى بَينهم وَعَاهد. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب.
حلب هُوَ المحلب قَالَ: ... صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَا فِي الْحِلاَبِ ... وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء مثل الحلاب فَأخذ بكفه فَبَدَأَ بشقِّ رَأسه الْأَيْمن ثمَّ الْأَيْسَر. وروى: مثل الْجلاب بِالْجِيم وَالضَّم وَفسّر بِمَاء الْورْد وَأَنه فَارسي معرّب. لما رأى سعد بن معَاذ كَثْرَة استشارة النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه يَوْم بدر قَالَ: إِنَّه إِنَّمَا يستنطق الْأَنْصَار شفقاً أَلا يستحلبوا مَعَه على مَا يُرِيد من أمره. استحلاب الْقَوْم مثل إحلابهم وَهُوَ اجْتِمَاعهم للنصرة وإعانتهم إِلَّا أَن فِي الاستحلاب معنى طلب [172] الْفِعْل وحرص عَلَيْهِ وأصل الإحلاب: الْإِعَانَة على الْحَلب ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي كل مَوضِع وَالْمعْنَى مَا يستشيرهم إِلَّا خوفًا من أَن يتْركُوا إعانته. وشفقاً: مفعول لَهُ وحرف الْجَرّ مَحْذُوف قبل أَن. وَأَن مَعَ مَا فِي حيِّزها مَنْصُوبَة الْمحل بِالْمَصْدَرِ المفضي إِلَيْهَا بعد حذف الْجَار. أحلُّوا الله يغْفر لكم.
حلل أَي أَسْلمُوا لله وَمَعْنَاهُ الْخُرُوج من حظر الشّرك وضيقه إِلَى حل الْإِسْلَام وسعته من أحلَّ الْمحرم. وروى: أجلوا بِالْجِيم أَي قُولُوا لَهُ: يَاذَا الْجلَال وآمنوا بعظمته وجلاله.(1/307)
لَا أُوتى بِحَال وَلَا مُحَلل لَهُ إِلَّا رَجَمْتهمَا. يُقَال: حللت لفُلَان امْرَأَته فَأَنا حالٌ وَهُوَ محلول لَهُ: إِذا نَكَحَهَا لتحل للزَّوْج الأول وَهُوَ من حل الْعقْدَة. وَيُقَال: أحللتها لَهُ وحللتها. وَعنهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنَّه لعن المُحلل والمحلَّل لَهُ. وروى: لعن المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ. سُئل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْأَعْمَال أفضل فَقَالَ: الحالّ المرتحل. قيل: وَمَا ذَاك قَالَ: الْخَاتم المفتتح. أَرَادَ الرجل المواصل لتلاوة الْقُرْآن الَّذِي يختمه ثمَّ يفتتحه شبهه بالمسفار الَّذِي لَا يقدم على أَهله فَيحل إِلَّا أنشأ سفرا آخر فارتحل. وَقيل: أَرَادَ الْغَازِي الَّذِي لَا يقفل عَن غَزْو فيختمه إِلَّا عقَّبه بآخر يفتتحه. وَالتَّقْدِير عمل الْحَال المرتحل فَحذف لِأَنَّهُ مَعْلُوم. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ مرَّ بالنهدية إِحْدَى موَالِيه وَهِي تطحن لمولاتها وَهِي تَقول: وَالله لَا أعتقك حَتَّى يعتقك صباتك فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ حلاًّ أم فلَان واشتراها فَأعْتقهَا. حلاًّ: بِمَعْنى تحللاً من تحلل فِي يَمِينه إِذا اسْتثْنى وَهُوَ فِي حذف الزَّوَائِد مِنْهُ ورده إِلَى ثَلَاثَة أحرف للتَّخْفِيف نَظِير عمرك الله بِمَعْنى تعميرك الله وانتصابه بِفعل مُضْمر تَقْدِيره تحللي حلاًّ. قَالَ عبيد: ... حِلاًّ أَبَيت اللَّعْن حِلاًّ ... إنَّ فِيمَا قُلْتَ آمَهْ ... يُقَال هَذَا لمن يحلف على مَا لَيْسَ بمرضي ليَكُون لَهُ سَبِيل بِالِاسْتِثْنَاءِ إِلَى إتْيَان المرضى مَعَ إبرار الْيَمين وأرادت بالصباة الْمُسلمين أَي حَتَّى يشتريك بَعضهم فيعتقك.(1/308)
9 - الموَالِي: جمع مولى ومولاة لِأَن مفعلا ومفعلة يجمعان على مفاعل. عمر رَضِي الله عَنهُ: قضى فِي الأرنب بقتلها الْمحرم بحلاتم. وروى بالنُّون.
حلم الحلان: الجدى أَو الْحمل يَقْتُلهَا وَيُسمى بذلك حِين تضعه أمه فَيحل بِالْأَرْضِ وَيلْزمهُ مَا دَامَ صَغِيرا. قَالَ ابْن أَحْمَر: ... يُهْدَى إِلَيْهِ ذِرْاُع الْجَدْيِ تَكْرِمَةً ... إِمَّا ذَبِيحاً وإمَّا كَانَ حُلاّناً ... أَرَادَ إِمَّا كَبِيرا قد اسْتحق أَن يذبح وَإِمَّا صَغِيرا قريب الْعَهْد بِالْوَضْعِ. وَأما الحلام فميمه بدل من النُّون وَقيل: هُوَ الصَّغِير الَّذِي حلمه الرَّضَاع أَي سمَّنه من تحلم الصَّبِي إِذا سمن واكتنز.
حلن وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه قضى فِي أم حبين بحُلان. من كَانَ حليفا أَو عريرا فِي قوم قد عقلوا عَنهُ ونصروه فميراثه لَهُم إِذا لم يكن لَهُ وَارِث مَعْلُوم.
حلف الحليف: المحالف وَهُوَ الْمعَاهد. والعرير: النزيل فيهم لَيْسَ من أنفسهم من عره واعتره إِذا غشيه. عقلوا عَنهُ أَي وَجَبت عَلَيْهِ دِيَة فأدوها عَنهُ. إِن عليا عَلَيْهِ السَّلَام أرسل أم كُلْثُوم إِلَيْهِ وَهِي صَغِيرَة فَقَالَت: إِن أبي يَقُول لَك: هَل رضيت الحُلَّة فَقَالَ: نعم قد رضيتها.
حلل كَانَ قد خطب إِلَى عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام ابْنَته فَاعْتَذر إِلَيْهِ بصغرها وأرسلها إِلَيْهِ ليراها إعذاراً وَجعل الحُلة كِنَايَة عَنْهَا وَقد يكنى عَن النِّسَاء باللباس. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لحبيب بن مسلمة: هَل يوافقكم عَدوكُمْ حلب شَاة نثور وروى: فتوح. قَالَ: أَي وَالله وَأَرْبع عزز فَقَالَ: غللتم وَالله.(1/309)
الْحَلب الْحَلب بِالتَّحْرِيكِ: مصدر حلب وَالْمعْنَى وَقت حلب شَاة فَحذف وَمثله قَوْلهم: آتِيك خفوق النَّجْم. النثور والفتوح: الواسعة الإحليل كَأَنَّهَا تنثر الدّرّ نثراً وتفتح سَبيله فتحا. أَي بِمَعْنى نعم إِلَّا أَنَّهَا تخْتَص بالإتيان مَعَ الْقسم إِيجَابا لما سبقه من الاستعلام وَنعم تأتى مَعَ الْقسم وَغَيره. العزز: جوع عزوز وَهِي الضيقة الإحليل كَأَنَّهَا تعز حالبها على الدّرّ أَي تغلبه عَلَيْهِ وتمنعه إِيَّاه. غللتم أَي خنتم فِي القَوْل وَلم تصدقوا. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ لما نزل تَحْرِيم الْخمر كُنَّا نعمد إِلَى الحلقانة وَهِي التذنوبة فنقطع مَا ذَنْب مِنْهَا حَتَّى نخلص إِلَى الْبُسْر ثمَّ نفتضخه.
حلقن إِذا بلغ الإرطاب ثُلثي الْبُسْر فَهُوَ حلقان ووزنها فعلان لِأَن نونها يقْضِي على إصالتها قَوْلهم: حلقن الْبُسْر فَهُوَ محلقن. وَنَظِيره دهقان وَشَيْطَان نَص سِيبَوَيْهٍ على أَن نونيهما أصليتان مستدلاًّ بتدهقن وتشيطن وَإِذا رطَّب من قبل ذنابه فَهُوَ التَّذنوب وَقد ذنّب. افتضاخه: أَن يفضخ بِالْيَدِ وَهُوَ شدخه فيتخذ مِنْهُ شراب يسمونه الفضيخ. كَانَ يتَوَضَّأ إِلَى نصف السَّاق وَيَقُول: إِن الْحِلْية تبلغ مَوَاضِع الْوضُوء.
حلى اراد بالحيلة التحجيل يَوْم الْقِيَامَة من أثر الْوضُوء. من قَوْله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِن أمتِي يَوْم الْقِيَامَة غرّ من السُّجُود محجلون من أثر الْوضُوء.
حلل ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا إِن حل ليوطي ويؤذي ويشغل عَن ذكر الله. هُوَ زجر للناقة وَالْمعْنَى: إِن حثك النَّاقة والتصويت بهَا فِي الْإِفَاضَة من عَرَفَات يُؤَدِّي إِلَى ذَلِك فسر على هينتك.(1/310)
لقِيه عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف فِي خلَافَة عمر فَقَالَ: كَيفَ ترَوْنَ ولَايَة هَذَا الأحلافي قَالَ: وجدنَا ولَايَة صَاحبه المطيبى خيرا من ولَايَته.
حلف كَانَت الرياسة فِي بني عبد منَاف والحجابة فِي بنى عبد الدَّار فَأَرَادَ بَنو عبدمناف أَن يَأْخُذُوا مَا لعبد الدَّار فحالف عبد الدَّار بني سهم ليمنعوهم فعمدت أم حَكِيم بنت عبد الْمطلب إِلَى جَفْنَة فملأتها خلوقاً ووضعتها فِي الْحجر وَقَالَت: من تطيب بِهَذَا فَهُوَ منا فتطيبت بِهِ عِنْد عبدمناف وَأسد وزهرة وَبَنُو تيم فسموا المطيبين فالمطيبي أَبُو بكر لِأَنَّهُ من تيم. وَنحر بَنو سهم جزوراً وَقَالُوا: من أَدخل يَده فِي دَمهَا فَهُوَ منا فأدخلت أيديها بَنو سهم وَبَنُو عبد الدَّار وجمح وعدي ومخزوم وتحالفوا فسموا أحلافاً فالأحلافي عمر لِأَنَّهُ من عدي. ويروى: إِنَّه لما صاحت الصائحة على عمر قَالَت: واسيد الأحلاف قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: والمحتلف عَلَيْهِم يَعْنِي المطيبين. النِّسْبَة إِلَى الأحلاف كالنسبة إِلَى الْأَبْنَاء فِي قَوْلهم أبنائي. ومه حَدِيث الْمُغيرَة: إِنَّه خرج مَعَ سِتَّة نفر من بني مَالك إِلَى مصر فَعدا عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ جَمِيعًا وَاسْتَاقَ العير وَلحق برَسُول الله فاجتمعت الأحلاف إِلَى عُرْوَة بن مَسْعُود فَقَالُوا: مَا ظَنك بِأبي عُمَيْر سيد بني مَالك قَالَ: ظَنِّي وَالله أَنكُمْ لَا تتفرقون حَتَّى تروه يخلج أم يحلج فِي قومه كَأَنَّهُ أمة مخرَّبة وَلَا يَنْتَهِي حَتَّى يبلغ مَا يُرِيد ويرضى من رِجَاله فَمَا تفَرقُوا حَتَّى نظرُوا إِلَيْهِ وَقد تكْتب يزف فِي قومه. يخلج: يمشي مسرعا فِي حثِّ قومه فيحرك فِي مَشْيه يَدَيْهِ وأعضاءه فعل الخالج وَهُوَ الجاذب.
حلج يحلج: يسْرع من قَول العجاج: ... تُواضخُ التَّقْرِيب قِلوا مِحْلَجَا ... المخرَّبة: المثقوبة الآذان من الخربة شبهه بِأمة سندية لشدَّة أدمة لَونه.(1/311)
تكْتب: تجزم وَجمع عَلَيْهِ ثِيَابه. يزف: من الزفيف وَهُوَ الاسراع. أنس: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس بَيْضَاء محلِّقة فأرجع إِلَى أهلى فَأَقُول: صلوا.
حلق أَي مُرْتَفعَة من حلق الطَّائِر: إِذا ارْتَفع فِي طيرانه وَمِنْه الحالق وَهُوَ الْمَكَان المشرف يُقَال: هوى من حالق. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت لامْرَأَة مرت بهَا: مَا أطول ذيلها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اغتبتها قومى إِلَيْهَا فتحلليها.
حلل التَّحَلُّل والاستحلال: طَلَبك إِلَى الرجل أَن يجعلك فِي حِلّ. وَفِي الحَدِيث: من كَانَت عِنْده مظْلمَة من أَخِيه فليستحله. عدي رَضِي الله عَنهُ لَا يتحلجن فِي صدرك طَعَام ضارعت فِيهِ النَّصْرَانِيَّة.
حلج يُقَال: دع مَا تحلَّج فِي صدرك وَمَا تخلَّج أَي اضْطربَ فِيهِ ريب مِنْهُ وَالْمعْنَى: أَنه نظيف فَلَا تَرَ تابن فِيهِ. النَّخعِيّ رَحمَه الله: قَالَ فِي الْمحرم يعدو عَلَيْهِ السَّبع أَو اللص: أحلّ بِمن أحل بك.
حلل أَي من ترك الْإِحْرَام وَأحل بك وفقا تِلْكَ فأحلل بِهِ أَنْت أَيْضا وقاتله. وَفِي حَدِيث آخر: من حلّ بك فاحلل بِهِ. يُقَال: حلَّ الْمحرم صَار حَلَالا وأحلَّ: دخل فِي الحلّ. الزُّهْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: ذكر شَأْن الْفِيل وَأَن قُريْشًا أجلت عَن الْحرم وَلَزِمَه عبد الْمطلب قَالَ: وَالله لَا أخرج من حرم الله أبتغى الْعِزّ فِي غَيره قَالَ: ... لاهم إنَّ المَرْءَ يَمنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلاَلَك. ...(1/312)
.. لَا يغلبن صليبهم ... ومحالهم غدوا محالك ... انه رأى فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ: احْفِرْ تكْتم بَين الفرث وَالدَّم. قَالَ: فحفرها فِي الْقَرار ثمَّ بحرها حَتَّى لَا تنزف. قوم حلَّة وحلال: أَي كَانُوا مقيمين متجاورين يُرِيد سكان الْحرم. الْمحَال: الكيد والاصل فِي الْمحل الشدَّة. تكْتم: من أَسمَاء زَمْزَم لِأَنَّهَا كَانَت مكتومة وَقد اندفعت بعد أَيَّام جرهم حَتَّى أظهرها عبد الْمطلب. مجرها: شقها وأوسعها. الميمان فِي لَا هم عوض عَن حرف النداء عِنْد أَصْحَابنَا الْبَصرِيين. الغدو: أصل الْغَد وتامه وَلم يرد الْيَوْم الَّذِي بعد يَوْمه وَإِنَّمَا أَرَادَ مَا قرب من الْأَوْقَات الْمُسْتَقْبلَة وَقد يجْرِي مثل هَذَا التَّجَوُّز فِي الْيَوْم والأمس. فِي الحَدِيث: دب إِلَيْكُم دَاء الْأُمَم من قبلكُمْ الْبغضَاء والحالقة.
حلق هِيَ قطيعة الرَّحِم والتظالم لِأَنَّهَا تجتاح النَّاس وتهلكهم كَمَا يحلق الشّعْر يُقَال: وَقعت فيهم حالقة لَا تدع شَيْئا إِلَّا أهلكته. من تحلم مَا لم يحلم.
حلم أَي من تكلّف حلما لم يره فقد أَسَاءَ وَفعل مُنْكرا. حِين حلهَا فِي وق. لحلاوة الْقَفَا فِي هُوَ. بفصيل محلول فِي خل. الْحلقَة فِي صف. وَفِي ند. وحلبها على المَاء فِي طر. حلبانة فِي غف. حلب امْرَأَة فِي نض. أحلاس الْخَيل فِي جر. على حَلقَة فِي هت. وَلَا حَلُوب فِي بر. استحلسنا الْخَوْف فِي حر. محلس أخفافها فِي نج. حلائتهم فِي بُد. حلاَّ فِي قو. حَلقَة الْقَوْم فِي ثل. حلقي فِي عق. الحلأ فِي جلّ. أهل الْحلقَة فِي قد. محلٌّ بقومك فِي بِهِ.(1/313)
الْحَاء مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم الْحَمد رَأس الشُّكْر مَا شكر الله عبد إِلَّا بِحَمْدِهِ.
حمد الشُّكْر لَا يكون إِلَّا على نعْمَة وَهُوَ مقابلتها قولا وَعَملا وَنِيَّة وَذَلِكَ أَن يثني على الْمُنعم بِلِسَانِهِ ويدئب نَفسه فِي الطَّاعَة لَهُ ويعتقد أَنه ولي النِّعْمَة وَقد جمعهَا الشَّاعِر فِي قَوْله: ... أَفادَتكُم النعماءُ منِّي ثَلَاثَة ... يَدِي ولِسَاني والضمِيرَ المحجَّبا ... وَهُوَ من قَوْلهم: شكرت الْإِبِل: إِذا أَصَابَت مرعى فغزرت عَلَيْهِ وَفرس شكور إِذا عُلف فسمن. وَأما الْحَمد فَهُوَ الْمَدْح وَالْوَصْف بالجميل وَهُوَ شُعْبَة وَاحِدَة من شعب الشُّكْر وَإِنَّمَا كَانَ رَأسه لِأَن فِيهِ إِظْهَار النعم والنداء عَلَيْهَا وَالْإِشَارَة بهَا. فِي كِتَابه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أما بعد فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. أَي أنهى إِلَيْك أَن الله مَحْمُود. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: إنى أَحْمد إِلَيْكُم غسل الإحليل. وَمَعْنَاهُ: أرضاه لكم وأُفضي إِلَيْكُم بِأَنَّهُ فعل مَحْمُود مرضِي. لَقِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَدو فِي بعض مغازيه فَقَالَ حم لَا يُنصرون. وَفِي حَدِيث آخر: إِن بيتم اللَّيْلَة فَقولُوا حم لَا ينْصرُونَ.
حم قيل: إِن حم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَالْمعْنَى اللَّهُمَّ لَا يُنصرون وَفِي هَذَا نظر لِأَن حم لَيْسَ بمذكور فِي أَسمَاء الله المعدودة وَلِأَن أسماءه تقدست مَا مِنْهَا شَيْء إِلَّا وَهُوَ صفة مفصحة عَن ثناءٍ وتمجيد وحم لَيْسَ إِلَّا اسْمِي حرفين من حُرُوف المعجم فَلَا معنى تَحْتَهُ يصلح لِأَن يكون بِهِ تِلْكَ المثابة وَلِأَنَّهُ لَو كَانَ اسْما كَسَائِر الْأَسْمَاء لوَجَبَ أَن يكون فِي آخِره إِعْرَاب لِأَنَّهُ عارٍ من علل الْبناء أَلا ترى أَن قَاتل مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عبيد الله بِمَا جعله اسْما للسورة كَيفَ أعربه فَقَالَ:(1/314)
.. يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حامِيمَ قبل التَّقَدُّم ... مَنعه الصّرْف لِأَنَّهُ علم ومؤنث وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَيْهِ النّظر أَن السُّور السَّبع الَّتِي فِي أوائلها حم سور لَهَا شَأْن. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا وَقعت فِي آل حم فَكَأَنِّي وَقعت فِي روضات دمثات. فنبه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَن ذكرهَا لشرف منزلتها وفخامة شَأْنهَا عِنْد الله عز وَجل مِمَّا يستظهر بِهِ على استنزال رَحْمَة الله فِي نصْرَة الْمُسلمين وفل شَوْكَة الْكفَّار وفص خدمتهم. وَقَوله: لَا ينْصرُونَ كَلَام مُسْتَأْنف. كَأَنَّهُ حِين قَالَ قَالُوا: حم قَالَ لَهُ قَائِل: مَاذَا يكون إِذا قيلت هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ: لَا ينْصرُونَ. وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَن يكون الْمَعْنى وربّ. أَو منزل حم لَا ينْصرُونَ. قَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ: كنَّاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببقلة كنت أجتنيها وَكَانَ يكنى أَبَا حَمْزَة.
حمز سُميت لحرافتها بالحمزة وَهِي اللذعة. ويحكى أَن أَعْرَابِيًا تغدَّى مَعَ قوم فاعتمد على الْخَرْدَل فَقَالُوا: مَا يُعْجِبك مِنْهُ فَقَالَ: حراوته وحمزه. قَالَ جُبَير بن مطعم رَضِي الله عَنهُ: أضللت بَعِيرًا لي يَوْم عَرَفَة فَخرجت أطلبه حَتَّى أتيت عَرَفَة فَإِذا رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَاقِفًا بِعَرَفَة مَعَ النَّاس فَقلت: هَذَا من الحمس فَمَاله خرج من الْحرم(1/315)
حمس الحمس: قُرَيْش وَمن دَان بدينهم فِي الْجَاهِلِيَّة واحدهم أحمس سموا لتحمسهم أَي تشددهم فِي دينهم. والحمسة: الْحُرْمَة مُشْتَقَّة من اسْم الحم س لحرمتهم بنزولهم الْحرم وَكَانُوا لَا يخرجُون من الْحرم وَيَقُولُونَ: نَحن أهل الله لسنا كَسَائِر النَّاس فَلَا نخرج من حرم الله وَكَانَ النَّاس يقفون بِعَرَفَة وَهِي خَارج الْحرم وهم كَانُوا يقفون فِيهِ حَتَّى نزل: {ثُمَّ أََِفيضُوا مِنْ حيثُ أفاضَ النَّاسُ} . فوقفوا بِعَرَفَة فَلَمَّا رأى جُبَير رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم بِعَرَفَة وَلم يعلم نزُول الْآيَة أنكر هَذِه وُقُوفه خَارج الْحرم. رَسُول الله: مُبْتَدأ وَخبر فَإِذا كَقَوْلِك: فِي الدَّار زيد. وواقفا: حَال عمل فِيهَا مَا فِي إِذا من معنى الْفِعْل. الْحميل غَارِم.
حمل هُوَ الْكَفِيل يُقَال حمل بِهِ يحمل حمالَة. إِن قوما من أَصْحَابه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخذُوا فرخي حُمَّرة فَجَاءَت الحُمَّرة فَجعلت تفرش.
حمرَة هِيَ طَائِر بِعظم العصفور وَتَكون دهساء وكدراء ورقشاء. التفرش: أَن تقرب من الأَرْض فترفرف بجناحيها. قَالَ أَبُو دواد: ... فأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّشَ أمّ الْبَيْضِ شدًّا وقَدْ تَعَالى النَّهار ... إِن وَفد ثَقِيف لما انْصَرف كل رجل مِنْهُم إِلَى حامَّته قَالُوا: أَتَيْنَا رجلا فظَّا غليظا قد أظهر السَّيْف وأداخ الْعَرَب ودان لَهُ النَّاس وَكَانَ لَهُم بَيت يسمونه الربة كَانُوا يضاهون بِهِ بَيت الله الْحَرَام وَكَانَ يستر وَيهْدِي اليه فَلَمَّا أَسْلمُوا جَاءَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَأخذ الكرزين فَهَدمهَا فبهت ثَقِيف وَقَالَت عَجُوز مِنْهُم: أسلمها الرُّضَّاع وَتركُوا المصاع.(1/316)
الحامة: الْخَاصَّة. أداخ: أذلَّ. دَان: أطَاع كرها. الكرزين: الفأس. الرَّضَاع: اللئام وَجمع راضع وَالْفِعْل مِنْهُ رضع. المصاع: المماصعة وَهِي المجالدة. بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود. أَي إِلَى الْعَجم وَالْعرب لِأَن الْغَالِب على ألوان الْعَجم الْحمرَة وَالْبَيَاض وعَلى ألوان الْعَرَب الأدمة والسمرة. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَعْطَيْت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض.
حمر هما الذَّهَب وَالْفِضَّة. وَأما حَدِيث ابْن شَجَرَة: أَن عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ يَبْعَثهُ على الجيوش فَخَطب [178] النَّاس فَقَالَ: اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم مَا أحسن أثر نعْمَته عَلَيْكُم إِن كُنْتُم ترَوْنَ مَا أرى مِمَّا بَين أَحْمَر وأصفر وأخضر وأبيض وَفِي الرّحال مَا فِيهَا إِلَّا أَنه إِذا التقى الصفان فِي سَبِيل الله فُتحت أَبْوَاب السَّمَاء وأبواب الْجنَّة وأبواب النَّار وتزيَّن الْحور الْعين فَإِذا أقبل الرجل بِوَجْهِهِ إِلَى الْقِتَال قُلْنَ: اللَّهُمَّ ثبته اللَّهُمَّ انصره وَإِذا أدبر احْتَجِبْنَ مِنْهُ وقلن: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ فانهكوا وُجُوه الْقَوْم فدى لكم أبي وأمى وَلَا تخروا الْحور الْعين. فَإِنَّهُ يُرِيد بالألوان الَّتِي ذكرهَا زهرَة الدُّنْيَا وَحسن هَيْئَة الْقَوْم فِي الباسهم. النهك: الْجهد والإضناء. الفدى: بِفَتْح الْفَاء مَقْصُور بِمَعْنى الْفِدَاء. لَا تخزوا: من الخزانة وَهِي الْحيَاء. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ إِن أَبَا الْأَعْوَر السّلمِيّ دخل عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّا قد جئْنَاك فِي غير محمَّة وَلَا عدم.(1/317)
حمم المحمية: الْحَاجة الْحَاضِرَة المهمة يُقَال: أحم الْأَمر إِذا دنا قَالَ: ... حييا ذَا كَمَا الغَزَالَ الأَجمّا ... إِن يكن ذاكما الفِرَاقُ أَحَمَّا ... عمر رَضِي الله عَنهُ لَا يدخلن رجل على امْرَأَة وَإِن قيل حموها أَلا حموها الْمَوْت
حم والأحماء: أقرباء الزَّوْج كَالْأَبِ وَالْأَخ وَالْعم وَغَيرهم وَالْوَاحد حم فِي غير الْإِضَافَة وَإِذا أضيف قيل: هَذَا حموها وَرَأَيْت حماها ومررت بحميها وَهُوَ أحد الْأَسْمَاء السِّتَّة الَّتِي إعرابها بالحروف مُضَافَة وَيُقَال أَيْضا: هَذَا حما كقفا وَهُوَ حماها. وَقَوله: أَلا حموها الْمَوْت مَعْنَاهُ أَن حماها الْغَايَة فِي الشَّرّ وَالْفساد فشبهه بِالْمَوْتِ لِأَنَّهُ قصارى كل بلَاء وَشدَّة وَذَلِكَ أَنه شَرّ من الْغَرِيب من حَيْثُ أَنه آمن مدل وَالْأَجْنَبِيّ متخوف مترقب ويُحتمل أَن يكون دُعَاء عَلَيْهَا أَي كَأَن الْمَوْت مِنْهَا بِمَنْزِلَة الحم الدَّاخِل عَلَيْهَا إِن رضيت بذلك. قَالَ لرجل: مَالِي أَرَاك محمجا.
حمج التحميج: إدامة للنَّظَر مَعَ فتح الْعين وإدارة الحدقة. قَالَ: ... حمج للجبان المو ... ت حَتَّى قلبه يجب ... والتجميح مثله. وَعَن عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله: أَنه اخْتصم إِلَيْهِ نَاس من قُرَيْش وجاءه شُهُود يشْهدُونَ فَطَفِقَ الْمَشْهُود عَلَيْهِ يجمح إِلَى الشَّاهِد النّظر. أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كُنَّا إِذا احمرَّ الْبَأْس اتقينا برَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَلم يكن أحد أقرب إِلَى الْعَدو مِنْهُ.
حمر أَي اشتدت الْحَرْب. وَمِنْه: موت أَحْمَر وَهُوَ مَأْخُوذ من لون السَّبع كَأَنَّهُ سبع إِذا أَهْوى إِلَى الْإِنْسَان.(1/318)
9 - اتَّقينا بِهِ: أَي استقبلنا بِهِ الْعَدو. [189] أَتَاهُ الْأَشْعَث بن قيس وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ: غلَّبتنا عَلَيْك هَذِه الْحَمْرَاء فَقَالَ عَليّ: من يعذرني من هَؤُلَاءِ الضياطرة يتَخَلَّف أحدهم يتقلب على حشاياه وَهَؤُلَاء يهجرون إِلَى أَن طردتهم إِنِّي إِذا لمن الظَّالِمين وَالله لقد سمعته يَقُول: ليضربنكم على الدّين عوداً كَمَا ضربتموهم عَلَيْهِ بدءًا. الْحَمْرَاء: الْعَجم. الضياطرة: جمع ضيطر وَهُوَ الضخم الَّذِي لَا غناء عِنْده. التهجير: الْخُرُوج فِي الهاجرة. الضَّمِير فِي سمعته للنَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَفِي ليضربنكم للعجم. وَعنهُ: إِنَّه قد عَارضه رجل من الموَالِي فَقَالَ: اسْكُتْ يَا ابْن حَمْرَاء العجان. أَرَادَ يَا ابْن الْأمة. قَالَ جرير: ... إِذا مَا قلتُ قافيةً شرودا ... تَنَحَّلَهَا ابنُ حَمْرَاءِ العِجَانِ ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ كَانَ حمش السَّاقَيْن.
حمش أَي دقيقهما. وَمِنْه حَدِيث ابْن الْحَنَفِيَّة: إِنَّه ذكر رجلا تلى الْأَمر بعد السفيانى فَقَالَ: حمش الذراعين والساقين مصفح الرَّأْس غائر الْعَينَيْنِ يكون بَين شثٍ وطبَّاق. المصفح: العريض. الشث والطباق: شجران ينبتان بِبِلَاد تهَامَة والحجاز أَي يخرج بالمواضع الَّتِي هِيَ منابت هذَيْن. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئل أَي الْأَعْمَال أفضل فَقَالَ: أحمزها.
حمز أَي أمتنها وأقواها من قَوْلهم: رجل حميز الْفُؤَاد وحامزه.(1/319)
كَانَ يَقُول: إِذا أَفَاضَ من عِنْده فِي الحَدِيث بعد الْقُرْآن وَالتَّفْسِير: أحمضوا.
حمض يُقَال: أحمضت الْإِبِل وحمضت: إِذا رعت الحمض عِنْد سآمتها من الْخلَّة فَضرب ذَلِك مثلا لخوضهم فِي الْأَحَادِيث وأخبار الْعَرَب إِذا ملوا تَفْسِير الْقُرْآن. وَمِنْه حَدِيث الزُّهْرِيّ رَحمَه الله: الْأذن مجاجة وللنفس حمضة. حاجّ عَمْرو بن الْعَاصِ عِنْد مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُم فِي آيَة فَقَالَ عَمْرو: تغرب فِي عين حامية وَقَالَ ابْن عَبَّاس: حمئة فَلَمَّا خرج إِذا رجل من الأزد قَالَ لَهُ: بَلغنِي مَا بَيْنكُمَا وَلَو كنت عنْدك أفدتك بِأَبْيَات قَالَهَا تبّع: ... فَرَأَى مغارَ الشمسِ عِنْدَ غُرُوبها ... فِي عين خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ ... فَقَالَ: اُكْتُبْهَا يَا غُلَام. حامية: حارة.
حمأ حمئة: ذَات حمأة. الخلب: الطين اللزج وَمَاء مخلب. الثأط: الحمأة. والحرمد: الْأسود. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: كَا يتَوَضَّأ ويغتسل بالحميم.
حمم هُوَ المَاء الْحَار. قَالَ سعيد بن يسَار: قلت لَهُ: كَيفَ تَقول فِي التحميض قَالَ: وَمَا التحميض(1/320)
حمض قلت: أَن تُؤْتى الْمَرْأَة فِي دبرهَا. قَالَ: هَل يفعل ذَلِك أحد من الْمُسلمين كنى [18] عَن ذَلِك بتحميض الْإِبِل إِذا سئمت الْخلَّة. الْمسور رَضِي الله عَنهُ ذكر حليمة بنت عبد الله بن الْحَارِث وَأَنَّهَا خرجت فِي سنة حَمْرَاء قد برت المَال وَخرجت بابنها عبد الله ترْضِعه وَمَعَهَا أتان قَمْرَاء تُدعى سِدْرَة وشارف دلقاء يُقَال لَهَا سمراء لقوح قد مَاتَ سقبها بِالرَّأْسِ.
حمر الْحَمْرَاء: المقحطة. برت المَال: أَي هزلت الْإِبِل وَالْمَال عِنْد الْعَرَب الْإِبِل لِأَنَّهَا مُعظم مَالهَا. قَالَ النَّابِغَة: ... ونَمْنَح المالَ فِي الأَمْحَال والغنما ... القمراء: الْبَيْضَاء وَيُقَال: حمَار أقمر. الشارف: المسنة. الدلقاء: الَّتِي ذهبت أسنانها وَيُقَال لَهَا الدلوق أَيْضا. أنس رَضِي الله عَنهُ كَانَ يُقيم بِمَكَّة فَإِذا حمم رَأسه خرج فَاعْتَمَرَ.
حمم هُوَ أَن ينْبت بعد الْحلق فيسود من حمم الفرخ: إِذا اسودَّ جلده من الريش وحمم وَجه الْغُلَام. كَعْب رَحمَه الله: أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْكتب السالفة: مُحَمَّد وَأحمد والمتوكل وَالْمُخْتَار وحمياطا وفار قليطا. معنى حمياطا: حامي الْحرم. وفار قليطا: يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل. شُرَيْح رَحمَه الله: كَانَ يردُّ الحمَّارة من الْخَيل.(1/321)
حمر الحمَّارة والحمّار: الْخَيل الَّتِي تعدو عَدو الْحمير. وَقيل: الحمَّارة: أَصْحَاب الْحمير كالبغالة والجمَّالة. وَالْخَيْل: أَصْحَاب الْخَيل: من قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا خيل الله ارْكَبِي. وَالْمعْنَى: إِنَّه ردَّهم فَلم يلحقهم بالفرسان فِي السِّهَام. مسلمة كَانَ يَقُول فِي خطبَته: إِن أقل النَّاس فِي الدُّنْيَا هما أقلهم حما.
حما هُوَ الْمُتْعَة من تحميم الْمُطلقَة وَهُوَ أَن تمتَّع بِثَوْب أَو نَحوه. قَالَ:
أنتَ الَّذِي وَهَبْتَ زيدا بَعْدَمَا ... هَمَمْتُ بالعَجُوزِ أَنْ تُحَمَّما ... فِي الحَدِيث: فِي حَدِيث ذِي الثدية الْمَقْتُول بالنهروان: إِنَّه كَانَ لَهُ ثدية مثل ثدي الْمَرْأَة إِذا مدت امتدت وَإِذا تركت تحمصت.
حمص أَي تقبَّضت. وَمِنْه: حمص الورم: إِذا سكن وحمصه الدَّوَاء. إِنَّمَا مثل الْعَالم كالحمة تكون فِي الأَرْض يَأْتِيهَا الْبعدَاء وَيَتْرُكهَا الْقُرَبَاء
حمة فبيناهم كَذَلِك إِذْ أغار مَاؤُهَا فَانْتَفع بهَا قوم وَبَقِي قوم يتفكنون. هِيَ عين حارة المَاء يستشفي بهَا. يتفكنون: يتندمون ويتعجبون من شَأْن أنفسهم وَمَا فرطوا فِيهِ من طلب حظهم مَعَ إِمْكَانه وسهولة مأخذه. والفكن والفنك: الْعجب وَقيل: تفكَّن وتفكَّر بِمَعْنى. ذَا الحممة فِي بج. حمة زغر فِي زو. حمة كل دَابَّة فِي غر. الحمم الْأسود فِي هض. حميت فِي خُذ. حمة النهضات فِي هم. حماديات فِي سد. حممها فِي خُذ. أحماس فِي فر. يحمش فِي زن. حمنانة فِي قر. الحميدات فِي حو. وتحامل فِي فق. المحماة فِي غم. والحمة فِي هم. سنة حَمْرَاء فِي صب. استحمق فِي مَه. حمش السَّاقَيْن فِي صه.(1/322)
الْحَاء مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم كَانَ يحنِّك أَوْلَاد الْأَنْصَار.
حنك وَهُوَ أَن يمضغ التَّمْر ويدلكه بحنكه. يُقَال: حنك الصَّبِي وحنَّكه. كَانُوا مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأشرفوا على حرَّة واقم فَإِذا قُبُور بمحنية.
حَنى هِيَ مفعلة من حَنى وَهِي منعطف الْوَادي ومنحناه. لَا تزَال الْأمة على شَرِيعَة مَا لم يظْهر فيهم ثَلَاث: مَا لم يُقبض مِنْهُم الْعلم ويُكثر فيهم أَوْلَاد الْحِنْث وَيظْهر فيهم السقارون. قَالُوا: مَا السقارون يَا رَسُول الله قَالَ: نشءٌ يكونُونَ فِي آخر الزَّمَان تحيتهم إِذا الْتَقَوْا التلاعن.
حنث الذَّنب الْعَظِيم سمي بِالْحِنْثِ وَهُوَ الْعدْل الْكَبِير الثقيل. وَقيل للزِّنَا: حنث لِأَنَّهُ من العظائم. السَّقار والصَّقّار: اللّعان لمن لَا يسْتَحق اللَّعْن سمى بذلك لِأَنَّهُ يضْرب للنَّاس بِلِسَانِهِ من الصَّقْر وَهُوَ ضربك الصَّخْرَة بمعول وَهُوَ الصاقور وَمِنْه الصَّقْر لِأَنَّهُ يصقر الصَّيْد أَي يضْربهُ بِقُوَّة. النشءُ: الْقرن الَّذِي ينشأ بعد قرن مضى وَهُوَ مصدر كالضيف. عمر رَضِي الله عَنهُ لما قَالَ ابْن أبي معيط: أأقتل من بَين قُرَيْش قَالَ عمر: حن قدح لَيْسَ مِنْهَا.
حن ضربه مثلا لإدخاله نَفسه فِي قُرَيْش وَلَيْسَ مِنْهُم وَأَصله أَن يستعار قدح فَيضْرب مَعَ القداح فيصوت صَوتا يُخَالف أصواتها. لَا يصلح هَذَا الْأَمر إِلَّا لمن لَا يحنق على جرته.
حنق يُقَال: مل يَكْظِم فلَان على جرة وَمَا يحنق على جرة: إِذا لم ينطو على حقد(1/323)
وَدخل وأصل ذَلِك فِي الْبَعِير أَن يفِيض بجرته وَهُوَ أَن يقذف بهَا وَلَا يضمر عَلَيْهَا والإحناق: لُحُوق الْبَطن والتصاقه. قَالَ أَوْس:
وجَلَّي بهَا حَتَّى إِذا هِيَ أَحْنَقَتْ ... وأَشْرَف فَوق الحا لبين الشَّرِاسِف ... وَإِنَّمَا وضع مَوضِع الكظم من حَيْثُ أَن الاجترار ينْفخ الْبَطن والكظم بِخِلَافِهِ. طَلْحَة قَالَ لعمر رَضِي الله عَنْهُمَا حِين استشارهم فِي جموع الْأَعَاجِم: قد حنكتك الْأُمُور وجرَّستك [182] الدهور وعجمتك البلايا فَأَنت ولي مَا وليت لَا ننبو فِي يَديك وَلَا نخول عَلَيْك.
حنك حنكته الْأُمُور وأحنكته وحنكته: إِذا أدبته وراضته وَهُوَ حنيك ومحنّك ومُحْنَك واحتنك فَهُوَ مُحْتَنك وَأَصله من قَوْلهم: حنك الْفرس يحنكه: إِذا جعل فِي حنكه الْأَسْفَل حبلا يَقُودهُ بِهِ. جرَّسته: أحكمته وَهُوَ من جرَّست بالقوم: إِذا سَمِعت بهم كَأَنَّهُ ارْتكب أموراً لم يهتد للإصابة فِيهَا فعُنف وصيح بِهِ وأنحي عَلَيْهِ باللوائم حَتَّى تعلم واستحكم. عجمتك: من عجم الْعود وَهُوَ عضه ليعرف صلابته من رخاوته وَمن فصيح كَلَامهم مَا حَكَاهُ أَبُو زيد من قَوْلهم: إِنِّي لتعجمك عَيْني يُرِيدُونَ يخيل إليّ أَنِّي قد رَأَيْتُك. لَا نخول: لَا نتكبر. قَالَ: ... فإنْ كُنْتَ سَيِّدَنَا سُدْتَنَا ... وَإِن كُنْتَ لِلْخَالِ فاذْهَبْ فَخُلْ ... وَهُوَ مَعَ الْخُيَلَاء وَالْخَيْل شَاذ. لَا ننبو فِي يَديك: أَي نَحن لَك كالسيوف الباترة. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ لَو صليتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنايا مَا نفعكم ذَلِك حَتَّى(1/324)
تحبوا آل رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم. وَعنهُ: لَو صليتم حَتَّى تَكُونُوا كالأوتار وصمتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنايا مَا نفعكم ذَلِك إِلَّا بنية صَادِقَة وورع صَادِق.
حَنى الحنية: الْقوس بِلَا وتر وَقيل: العقد الْمَضْرُوب وَقيل كل منحن. وَالْمعْنَى حَتَّى تحدبوا وتنحنوا مِمَّا تجهدون أَنفسكُم فتصيروا كالقسي أَو الْعُقُود فِي انحنائها وانعطافها أَو كالأوتار فِي الدقة من الهزال. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا الْكلاب من الحن وَهِي ضعفة الْجِنّ فَإِذا غشيتكم عِنْد طَعَامكُمْ فَألْقوا لَهُنَّ أنفسا.
حنن الحن: من حن عَلَيْهِ إِذا رقّ وأشفق قَالَ: ... وَلَا بُد من قَتْلَى فَعَلَّكَ منْهُمُ ... وإلاّ فجُرْحٌ لَا يحِنُّ على العَظْمِ ... والرقة والضعف من وَاد وَاحِد أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: رقاق الْقُلُوب وضعاف الْقُلُوب كَمَا يَقُولُونَ: غِلَاظ الْقُلُوب وأقوياء الْقُلُوب وَيحْتَمل أَن يكون من أحن إحنانا إِذا أَخطَأ لِأَن الْأَبْصَار تخطئها وَلَا تدركها كَمَا أَن الْجِنّ من الاجتنان عَن الْعُيُون. الْأَنْفس: جمع نفس وَهِي الْعين. عَمْرو رَضِي الله عَنهُ إِن ابْن حنتمة بعجت لَهُ الدُّنْيَا معاها وَأَلْقَتْ إِلَيْهِ أفلاذ كَبِدهَا ونقت لَهُ مخَّتها وَأَطْعَمته شحمتها وأمطرت لَهُ جوداً سَالَ مِنْهُ شعابها ودفقت فِي محافلها فمصَّ مِنْهَا مصَّاً وقمص مِنْهَا قمصا وجانب غمرتها وَمَشى(1/325)
ضحضاحها وَمَا ابتلت قدماه أَلا كَذَلِك أَيهَا النَّاس قَالُوا: نعم رَحمَه الله
حنتم حنتمة بنت هَاشم بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي أم عمر بن الْخطاب. [183] البعج: الشق يَعْنِي أظهرت لَهُ مَا كَانَ مخبوءًا من غَيره. الأفلاذ: جمع فلذ وَهُوَ الْقطعَة من الكبد أَي ملَّكته كنوزها وأفاءت عَلَيْهِ أموالها. المحافل: حَيْثُ يحتفل المَاء جمع محفل أَو محفل. مصّ مِنْهَا: أَي نَالَ الْيَسِير. قمص: نفر وَأعْرض. الضحضاح: مارق من المَاء على وَجه الأَرْض. مَا ابتلت قدماه: أَي لم يتَعَلَّق مِنْهَا بِشَيْء. نصب ضحضاحها على اُحْدُ وَجْهي: إِمَّا على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل أَو تأوّل مَشى بخاض وسلك وَمَا أشبه ذَلِك. بِلَال رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مر عَلَيْهِ ورقة بن نَوْفَل وَهُوَ يعذَّب فَقَالَ: وَالله لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لأتخذنه حنانا.
حنن أَرَادَ لأجعلن قَبره مَوضِع حنان أَي مَظَنَّة من رَحْمَة الله فاتمسح بِهِ متبركا كَمَا كَانَ يتمسح بقبور الصَّالِحين الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة فَيرجع ذَلِك عاراً عَلَيْكُم وسبَّةً عِنْد النَّاس. وورقة هُوَ ابْن عَم خَدِيجَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَهُوَ أحد من كَانَ على دين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قبيل مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ابْن الْمسيب رَحمَه الله من قتل قراداً أَو حُنظباناً وَهُوَ محرم تصدَّق بتمرة أَو بتمرتين. وَقَالَ لَهُ ابْن حَمْزَة: قتلت قرادا أَو حنظبا فَقَالَ: تصدق بتمرة.(1/326)
حنظب هما ذكر الخنافس وَقد يفتح ظاء حنظب وَهَذَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ دَلِيل على زِيَادَة النُّون وان الْوَزْن فنعل لِأَن فعللا لَيْسَ يثبت عِنْده وَيجب على قِيَاس مذْهبه أَن يُشتق من حظب إِذا سمن. عَطاء رَحمَه الله قَالَ ابْن جريج قلت لعطاء: أَي الحناط أحب إِلَيْك قَالَ: الكافور قلت: فَأَيْنَ يَجْعَل مِنْهُ قَالَ: فِي مرافقه قلت: وَفِي بَطْنه قَالَ: نعم قلت: وَفِي رفغي رجلَيْهِ ومآبضه قَالَ: نعم قلت: وَفِي عَيْنَيْهِ وَأَنْفه وأُذنيه قَالَ: نعم. قلت: أيابسا يَجْعَل الكافور أَو يُبل بِمَاء قَالَ: لَا بل يَابسا. قلت: أتكره الْمسك حناطا قَالَ: نعم.
حنط الحنوط والحناط: كل مَا يطيب بِهِ الْمَيِّت. المآبض: بواطن الرُّكْبَتَيْنِ. الرفغ: أصل الْفَخْذ. حناطا نصب على التَّمْيِيز. فِي الحَدِيث لَا تَزَوَّجن حنانة وَلَا منانة.
حنن أَي امْرَأَة كَانَ لَهَا زوج قبلك فَهِيَ تذكره بالتحزن والحنين إِلَيْهِ. وَلَا أنسب مِنْك فهى تمن عَلَيْك بصحبتها. إِن ثمودا لما استيقنوا بِالْعَذَابِ تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بِالصبرِ.
حنط أَي جعلُوا حنوطهم الصَّبْر. الحنتم فِي دب. والحنوة فِي فش [184] . فِي حندسه فِي نح. فَيَتَحَنَّث فِي حر. الحانية فِي سف. أحنف الرجل فِي صع. الخش فِي غر. حنانيك فِي لب.(1/327)
الْحَاء مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم خير الْخَيل الحو.
حوى الحوّة: كمتة يعلوها سَواد وَقد حوى وَهُوَ أحوى وَالْجمع حوّ. قَالَ طفيل: ... وِرَاداً وحُوَّا مشرفا احجباتها ... بَناتُ حِصانٍ قد تُعُولِمَ مُنْجِبِ ... قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل: يَا رَسُول الله هَل عليَّ ي مَالِي شَيْء إِذا أدّيت زَكَاته فَقَالَ: فَأَيْنَ مَا تحاوت عَلَيْك الفضول.
حوى التحاوي: تفَاعل من الحواية وَهِي الْجمع. وَمَا مَوْصُولَة وَمَا يجب من الضَّمِير الرَّاجِع إِلَيْهَا فِي الصِّلَة مَحْذُوف وَالتَّقْدِير تحاوته. والفضول: جمع فضل وَهُوَ مَا فضل من المَال عَن حَوَائِجه. وَالْمعْنَى: فَأَيْنَ الْحُقُوق الَّتِي تحاوتها عَلَيْك فضول المَال من الصَّدقَات والمكارم. وَمن يرويهِ: تحاوأت فوجهه إِن صحت رِوَايَته أَن يكون فِي الشذوذ كَقَوْلِهِم: حلأت السويق ولبأت فِي الْحَج. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قدم من سفر قَالَ: آيبون تائبون لربنا حامدون حوبا حوبا.
حوب حوب: زجر للجمل يَقُولُونَ: حوب لَا مشيت وَفِي كَلَام بَعضهم: حوب حوب إِنَّه يَوْم دعق وشوب لَا لعا لبني الصوب. وَقد سمي بِهِ الْجمل فَقيل لَهُ: الْحُوب. قَالَ يصف كِنَانَته: ... هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أمّ تِسْعينَ آزَرَتْ ... أَخا ثِقَةٍ تمْرِي جَباهَا ذَوَائِبُه ...(1/328)
وَيجوز فِيهِ مَا يجوز فِي أُفٍّ من الحركات الثَّلَاث والتنوين إِذا نكر فَقَوله: حوبا حوبا بِمَنْزِلَة قَوْلك: سيراً سيراً كَأَنَّهُ فرغ من دُعَائِهِ ثمَّ زجر جمله. كَانَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل إِلَى أَهله قَالَ: توباً توباً لَا يُغَادر علينا حوباً. الحَوْب والحُوب والحُوْبة: الْإِثْم وَمِنْه: إِن أَبَا أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ أَن يُطلق أم أَيُّوب فَقَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحوب. وَإِنَّمَا أثَّمه بِطَلَاقِهَا لِأَنَّهَا كَانَت مصلحَة لَهُ فِي دينه. وَفِي دُعَائِهِ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: اللَّهُمَّ اقبل تَوْبَتِي واغسل حوبتي. وروى: وَارْحَمْ حوبتي. وفُسرت بِالْحَاجةِ والمسكنة وَإِنَّمَا سموا الْحَاجة حوبة لكَونهَا مذمومة غير مرضية وكل مَا لَا يرتضونه هُوَ عِنْدهم غيّ وخطيّة وسيئة وَإِذا ارتضوا شَيْئا سمّوه خيرا ورشدا وصوابا. قَالَ الْقطَامِي: ... وَالنَّاس مَنْ يَلْقَ خيرا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يشتهى ولأم المخطىء الهَبَل ... أَرَادَ من اسْتغنى وَأصَاب ثروة مدحوه وأحسنوا فِيهِ القَوْل. وَيَقُولُونَ للْفَقِير: هبلته أمه. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُك لأُجاهد مَعَك. فَقَالَ: أَلَك حوبة قَالَ: نعم قَالَ: فَفِيهَا فَجَاهد. هِيَ الْحُرْمَة الَّتِي يَأْثَم فِي تضييعها من أمّ أَو أُخْت أَو بنت وَالتَّقْدِير ذَات حوبة. قَالَ الفرزدق:(1/329)
0 - ... لحَوْبة أمّ مَا يَسُوغ شَرَابُها ... وَمِنْه الحَدِيث: اتقو الله فِي الحوبات. الرِّبَا سَبْعُونَ حوباً أيسرها مثل وُقُوع الرجل على أمه وأربى الرِّبَا عرض الْمُسلم. هُوَ الْفَنّ وَالضَّرْب. قَالَ ذُو الرمة: ... تَسْمَع فِي تَيْهَائِه الأَغفال ... حَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأَغْوَالِ ... وَهَذَا أَيْضا من الْبَاب لِأَنَّهُ فن مِمَّا يرتضى. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للَّذي بَاعَ لَهُ الْقدح والحلس فِيمَن يزِيد: انْطلق إِلَى هَذَا الْوَادي فَلَا تدع حَاجا وَلَا حطبا وَلَا تأتني خَمْسَة عشر يَوْمًا.
حوج الْحَاج: ضرب من الشوك. قَالَ:
من حَسَكِ التّلْعَة أَو من حَاجِها ... الزبير ابْن عَمَّتي وحواربى من أمتى.
حور حواريو الْأَنْبِيَاء: صفوتهم والمخلصون لَهُم من الْحور وَهُوَ أَن يصفو بَيَاض الْعين ويشتد خلوصه فيصفو سوادها وَمن الدَّقِيق الحوَّاري وَهُوَ خلاصته ولبابه وَمن ذَلِك قيل لِنسَاء الْأَمْصَار: الحواريات لخلوص ألوانهن وذهابهن فِي النَّظَافَة عَن نسَاء الْأَعْرَاب. قَالَ الْمبرد: ... إِذا مَا الحَوَارِيّات علقن طنبت ... بميثاءلا يألُوك رافضُها صَخْرَا ...(1/330)
صَفِيَّة رَضِي الله عَنْهَا: بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَهِي أم الزبير. أَتَى عبد الله بن رَوَاحَة رَضِي الله عَنهُ يعودهُ فَمَا تحوز لَهُ عَن فرَاشه.
حوز التحوَّز: من الْحَوْزَة وَهِي الْجَانِب كالتنحي من النَّاحِيَة يُقَال: تحوَّز عَنهُ وتحيَّز وتحييز تفعيل. السنَّة أَن الرجل أَحَق بصدر دَابَّته وَصدر فرَاشه. أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حائش نخل أَو حَشا فَقضى حَاجته.
حوش الحائش: النّخل الملتف كَأَنَّهُ لالتفافه يحوش بعضه إِلَى بعض. قَالَ الأخطل: ... وكأَنَّ ظُعْنَ الحيِّ حائش فربة ... دَانِى الجَنَاةِ وطَيِّبُ الاثمِارِ ... والحُش والحَشّ: الْبُسْتَان وَقيل: هُوَ النّخل النَّاقِص الْقصير الَّذِي لَيْسَ بمسقى وَلَا معمور من حش الْوَلَد فِي بَطنهَا. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه دخل يَوْمًا حائش نخل فَرَأى فِيهِ بَعِيرًا فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِير خنّ أَو حن وذرفت عَيناهُ فَمسح سراته وذفراه فسمن فَقَالَ لصَاحبه: أحسن إِلَيْهِ فَإِنَّهُ شكا إليّ أَنَّك تجعيه وتدئبه. الخنين: الْبكاء [186] فِي الْأنف. السراة: أَعلَى الظّهْر. الذفرى: أصل الْأذن وَهِي مُؤَنّثَة سَوَاء جعلت ألفها للتأنيث أَو للإلحاق. يَقُول: هَذِه ذفرى أسيلة وذفرى أسيلة.(1/331)
فِي ذكر الْكَوْثَر حَاله الْمسك ورضراضه التُّوم.
حول الْحَال: الحمأة من حَال يحول: إِذا تغير. وَمِنْه الحَدِيث. إِن جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام أَخذ من حَال الْبَحْر فَأدْخلهُ فا فِرْعَوْن. الرضراض: الْحَصَى الصغار. التُّوم: جمع تومة وَهِي حَبَّة الدّرّ. قَالَ الْأسود بن يعفر: ... يَسْعى بهَا ذُو تُومَتَيْن منطّفٌ ... قَنَأَتْ أَنَامِله من الفِرْصَاد ... وَنَظِيره درة ودرر وَصُورَة وصور. كوى أسعد بن زُرَارَة رَضِي الله عَنهُ على عَاتِقه حوراء. وروى: إِنَّه وجد وجعاً فِي رقبته فحوره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بحديدة.
حور الْحَوْرَاء: كيَّة مُدَوَّرَة من حَار يحور: إِذا رَجَعَ وحوّره: إِذا كواه هَذِه الكيَّة وحوّر عين دَابَّته وحجَّرها: إِذا وسم حولهَا بميسم مستدير. وَعنهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنَّه لما أُخبر بقتل أبي جهل قَالَ: إِن عهدي بِهِ فِي ركبته حوراء فانظروا ذَلِك فنظروا فرأوه. إِنَّهُم حاسوا الْعَدو يَوْم أُحد ضربا حَتَّى أجهضوهم عَن أثقالهم وَإِن رجلا من الْمُشْركين جَمِيع اللاّمة كَانَ يحوز الْمُسلمين وَيَقُول: استوسقوا كَمَا تستوسق جرب الْغنم فَضَربهُ أَبُو دُجَانَة على حَبل عَاتِقه ضَرْبَة بلغت وركه.
حوس الحوس: المخالطة بِضَرَر ونكاية يُقَال: تركت فلَانا يحوسهم ويجوسهم ويدوسهم. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ. إِنَّه رأى فلَانا وَهُوَ يخْطب امْرَأَة تحوس الرِّجَال. قَالَ العجاج:(1/332)
.. خَيالُ تُكْنَى وخيال تكتما ... باتا يَحُوسان أُنَاسًا نُوّمَا ... وَعنهُ: إِنَّه ذكر فلَان شَيْئا فَقَالَ لَهُ عمر: بل تحوسك فتْنَة. ضربا: تَمْيِيز وَيجوز أَن يكون حَالا أَي حاسوه ضاربين. الإجهاض: التنحية والطرد. جَمِيع اللأمة: أَي مُجْتَمع السِّلَاح. الْحَوْز: السُّوق. استوسقوا: اجْتَمعُوا يُقَال: وسقه فاتسق واستوسق. حَبل العاتق: رباطه مَا بَينه وَبَين الْمنْكب. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يستنجى بِعظم حَائِل.
حول هُوَ الْمُتَغَيّر المستحيل بلَى من حَال: أَي تغير. علم الْإِيمَان الصَّلَاة فَمن فرغ لَهَا قلبه وحاذ عَلَيْهَا بحدودها فَهُوَ مُؤمن.
حوذ أَي حَافظ عَلَيْهَا بجدٍ وانكماش من الأحوذى وَهُوَ الجاد الْحسن السباق للأمور. أقبل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر وَأَقْبل بصفية بنت حييّ قد حازها فَكَانَ يحوي وَرَاءه بعباءة أَو بكساء ثمَّ يردفها وَرَاءه.
حوى التحوية: أَن يُدِير كسَاء حول السنام وَهُوَ الحوية وَجَمعهَا حوايا. وَفِي قصَّة بدر: إِن أَبَا جهل بعث عُمَيْر بن وهب الجُمَحِي ليحزر بأصحاب [187] رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأطاف عُمَيْر برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابه قَالَ: رَأَيْت الحوايا عَلَيْهَا المنايا ونواضح يثرب تحمل الْمَوْت الناقع. النَّوَاضِح: جمع نَاضِح وَهُوَ السانية. الناقع: الثَّابِت الْمُجْتَمع من نقع المَاء فِي بطن الْوَادي واستنقع. وَمِنْه السم المنقع والنقيع وَهُوَ الَّذِي جُمع وربى.(1/333)
اللَّهُمَّ بك أحاول وَبِك أصاول.
حول المحاولة: طلب الشَّيْء بحيلة ونظيرها المراوغة. والمصاولة: المواثبة. وروى: إِنَّه كَانَ يَقُول إِذا لقى الْعَدو: اللَّهُمَّ بك أَحول وَبِك أصُول. وَهُوَ من حَال يحول حِيلَة بِمَعْنى احتال وَالْمرَاد كيد الْعَدو وَقيل: هُوَ من حَال بِمَعْنى تحرَّك. صبَّح خَيْبَر يَوْم الْخَمِيس بكرَة فَجْأَة وَقد فتحُوا الْحصن وَخَرجُوا مَعَهم الْمساحِي فَلَمَّا رَأَوْهُ حالوا إِلَى الْحصن وَقَالُوا: مُحَمَّد وَالْخَمِيس. أَي تحولوا إِلَيْهِ يُقَال: حَال حولا كعاد عودا. مُحَمَّد خبر مبتدا مَحْذُوف أى هَذَا مُحَمَّد وَهَذَا الْخَمِيس أَو مُحَمَّد وَالْخَمِيس جَاءَا على حذف الْخَبَر. من أحَال دخل الْجنَّة. أَي أسلم لِأَنَّهُ قلب لحاله عَمَّا عهد عَلَيْهِ من حَال الشَّيْء وأحاله: غيَّره. عمر رَضِي الله عَنهُ مَا وَليهَا أحد إِلَّا حام على قرَابَته وقرى فِي عيبته وَلنْ يَلِي النَّاس كقرشى عض على ناجذه.
حوم هُوَ أَن يَحْكِي فِي عطفه ورفرفته عَلَيْهِم فعل الحائم على الْورْد. والقرابة: الْأَقَارِب سُموا بِالْمَصْدَرِ كالصحابة. الْقرى فِي العيبة وَهُوَ الْجمع فِيهَا تَمْثِيل للاحتجان والاختزال. عض على ناجذه: صَبر وتصلب والنواجذ: أَرْبَعَة أضراس فِي أقْصَى المنابت تنْبت بعد أَن يشب الْإِنْسَان تسمى أضراس الْعقل والحلم. أحرق بَيت رويشد الثقفى وَكَانَ حانوتا.
حَانُوت هُوَ حانة الْخمار. قَالَ طرفَة: ... وَإِن تَقْتَنِصْني فِي الحوانيت تصطد ...(1/334)
وَهُوَ كالطاغوت فِي تَقْدِيم لامه إِلَى مَوضِع الْعين وَأَصله حنووت فعلوت من حنا يحنوا حنوا لإحرازه مَا يرفع فِيهِ وَحفظه إِيَّاه ثمَّ قلب فَصَارَ حونوت ثمَّ حَانُوت. والحانة: أَيْضا من تركيبه لِأَن أَصْلهَا حانية فاعلة من الحنو بِدَلِيل قَوْلهم فِي جمعهَا: حوان وَفِي النِّسْبَة إِلَيْهَا حانويّ وَفِي مَعْنَاهَا الحانياء إِلَّا أَنه حذف لامها كَمَا قَالُوا: مَا باليت بِهِ بالة وَالْأَصْل بالية كعافية. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام اشْترى قَمِيصًا فَقطع مَا فضل عَن اصابعه ثمَّ قَالَ لرجل: حصه.
حوص أَي خطّ كفافه. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا لما بَايع النَّاس عبد الله بن الزبير قلت: أَيْن الْمَذْهَب عَن [188] ابْن الزبير أَبوهُ حوارِي الرَّسُول وجدته عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب وَعَمَّته خَدِيجَة بنت خويلد زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجده صدّيق رَسُول الله أَبُو بكر وَأمه ذَات النطاقين فشددت على عضده ثمَّ آثر عليَّ الحميدات والتويتات والأسامات فبأوت بنفسي وَلم أَرض بالهوان أَن ابْن أبي الْعَاصِ مَشى اليقدمية وروى القدمية وَإِن ابْن الزبير مَشى الْقَهْقَرَى. وروى لوى ذَنبه ثمَّ قَالَ لعَلي ابْنه: الْحق بِابْن عمك فغثك خير من سمين غَيْرك ومنك أَنْفك وَإِن كَانَ أجدع فلحق بِعَبْد الْملك فكاتن آثر النَّاس عِنْده.
حور حوارِي الرَّسُول: صفوته وَقد مر. خَدِيجَة عمَّة الزبير لِأَن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى أَبُو الْعَوام وَخَدِيجَة فَجَعلهَا عمَّة لعبد الله كَمَا يَجْعَل الْجد أَبَا.(1/335)
خَالَته عَائِشَة لِأَن أمه أَسمَاء بنت أبي بكر وَسميت ذَات النطاقين لمظاهرتها بَينهمَا تسترا وَقيل: كَانَت تحمل فِي أَحدهمَا الزَّاد إِلَى الْغَار. والنطاق: ثوب تلبسه وتشد وَسطهَا بِحَبل ثمَّ ترسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل. شددت على عضده أَي عضدته وأعنته. الحميدات وَغَيرهَا: بَنو حميد. وتويت وَأُسَامَة: قبائل من أَسد بن عبد الْعُزَّى. بأوت بنفسي: رفعتها وربأت بهَا. مَشى اليقدمية أَي المشية اليقدمية وَهِي الَّتِي يقدم بهَا النَّاس أَي يتقدمهم وروى عَن بَعضهم بِالتَّاءِ وَغلط. قَالَ: ... الضّارِبِينَ اليَقْدُمِيَّةَ بالمُهَنّدَة الصَّفَائحْ ... الْقَهْقَرَى: الرُّجُوع إِلَى خلف وَفِي ذَلِك يَقُول عبد الله بن الزبير الْأَسدي: ... مَشى ابنُ الزُّبير الْقَهْقَرَى وتقدّمت ... أُميَّة حَتَّى أَحْرَزُوا القَصبَات ... تلوية الذَّنب: مثلٌ لترك المكارم والروغان عَن الْمَعْرُوف. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا دخل أَرضًا لَهُ فَرَأى كَلْبا فَقَالَ: أحيشوه عليّ وَأخذ المسحاة فاستقفاه فَضَربهُ بهَا حَتَّى قَتله وَأَقْبل على قيمه فِي أرضه فَقَالَ: أتدخل أرْضى كَلْبا
حوش حشيت عَلَيْهِ الصَّيْد حوشا وأحسته عَلَيْهِ: إِذا نفَّرته نَحوه وسقته. استقفاه وتقفاه: إِذا أَتَاهُ من قبل قَفاهُ. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي قصَّة إِسْلَامه: أَقبلت مُتَوَجها إِلَى الْمَدِينَة على جمل لي فَبينا أَنا أَسِير بِبَعْض الطَّرِيق إِذا ببياض أنحاش مِنْهُ مرّة وبنحاش مني أُخْرَى فَإِذا أَنا بِأبي هُرَيْرَة الدوسي فَقلت: أَيْن تُرِيدُ قَالَ: الْمَدِينَة فاصطحبنا حَتَّى قدمنَا الْمَدِينَة فأربت بِأبي هُرَيْرَة وَلم تضرني إربة أربتها قطّ قبل يَوْمئِذٍ قلت: أقدم [189](1/336)
أَبَا هُرَيْرَة فَيدْخل فيجد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَشْغُولًا فَجِئْنَا وَالصَّلَاة قَائِمَة فَدخل أَبُو هُرَيْرَة وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ فِي الصَّلَاة فتشايره النَّاس وَشهر وتأخرت أَنا حَتَّى صلى. الانحياش: مُطَاوع الحوش وَهُوَ النفار. قَالَ ذُو الرمة: ... وبيضاء لَا تنحاش منا أمهَا ... إِذا مَا رَأَتْنَا زِيلَ مِنْها زَوِيلُها ... أربت بِهِ: احتلت بِهِ. الإربة: الْحِيلَة. قطّ: فِيمَا مضى كعوض وأبدا فِيمَا يسْتَقْبل وَيَقُول: مَا فعلت ذَلِك قطّ وَلنْ أَفعلهُ عوض وبناؤه من حَيْثُ انه وَجَبت إِذا إِضَافَته إِلَى صَاحب الْوَقْت أُضيف إِلَيْهِ قبل وَبعد فَلَمَّا انْقَطع من الْإِضَافَة بنى على الضَّم كَمَا بنيا. تشايروه: تراءوا شارته أَي هَيئته وَهَذَا يُؤذن بِأَن ألف الشاره عَن يَاء. وَقد روى أَبُو عُبَيْدَة: إِنَّه لحسن الشورة بِمَعْنى الشارة فهما لُغَتَانِ. وَالصَّحِيح أَن إِسْلَام عَمْرو وَتقدم إِسْلَام أبي هُرَيْرَة أسلم عَمْرو مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد سنة خمس وَأَبُو هُرَيْرَة سنة سبع. مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان رَضِي الله عَنْهُمَا لما احْتضرَ قَالَ لبِنْت قرظة: اند بيتى. فَقَالَت: ... أَلا أبكيه أَلا أبكيه ... أَلا كل الْفَتى فِيهِ ... فَقَالَ: لَا بنتيه: قلبانى وَقَالَ: إنَّكُمَا لتقلبان حولا قلبا وَإِن وقى كبة النَّار. وروى حوليا قلبيا إِن نجا من عَذَاب الله غَدا ثمَّ تمثل: ... لَا يبعدنّ ربيعَة بن مُكَدَّم ... وسقَى الْغَوادِي قَبره بذنوب ...(1/337)
حول الْحول: ذُو التَّصَرُّف والاحتيال. وَالْقلب: المقلب للأمور ظهرا لبطن ولحوق يَاء النِّسْبَة للْمُبَالَغَة. كبة النَّار: معظمها وَالْبَيْت لحسان. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعليّ حوف فَمَا هُوَ إِلَّا أَن تزوجنى فَألْقى على الْحيَاء.
حوف هُوَ بقيرة يلبسهَا الصَّبِي قَالَ: ... جَارِيَة ذَات حِرٍ كالنَّوفِ ... مُلَمْلَمِ تَسْتُرُه بحَوْفِ ... ابْن عبد الْعَزِيز رحمهمَا الله قدم عَلَيْهِ وفدٌ فَجعل فَتى مِنْهُم يتحوس فِي كَلَامه فَقَالَ: كبِّروا كبِّروا فَقَالَ الْفَتى: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو كَانَ بِالْكبرِ لَكَانَ بِالْمُسْلِمين من هُوَ أسن مِنْك.
حوس هُوَ تفعل من الأحوس وَهُوَ الشجاع أَي يتشجع فِي كَلَامه وَلَا يُبَالِي وَقيل: يتَرَدَّد ويتحيل من قَوْلهم: مَا زَالَ يتحوس حَتَّى تركته. قَالَ: ... سر قد أنَى لَك أَيهَا المتحوس ... كبِّروا: أَي اجعلوا متكلمكم رجلا كَبِيرا مسنًّا. قَتَادَة رَحمَه الله أَن تسْجد بِالآخِرَة مِنْهُمَا أَحْرَى أَلا يكون فِي نَفسك حوجاء.
حوج هِيَ الرِّيبَة الَّتِي يحْتَاج إِلَى إِزَالَتهَا. يُقَال: مَا فِي [19] صَدْرِي حوجاء وَلَا لوجاء. قَالَ قيس بن رِفَاعَة: ... مَنْ كَانَ فِي نَفسه حَوْجَاءُ يَطْلُبها ... عِنْدي فإنّي لَهُ رَهْنٌ بإصْحَارِ
أُقِيمُ نَخْوَتَه إِن كَانَ ذَا عِوَجٍ ... كَمَا يُقَوِّمُ قِدْحَ النَّبْعَةِ الْبَارِي ... يُرِيد من كَانَ لَهُ رِيبَة فِي أَمْرِي يطْلب عِنْدِي إِزَالَتهَا فَأَنا مزيلها.(1/338)
وَالْمعْنَى: إِن مَوضِع السُّجُود من حم السَّجْدَة مُخْتَلف فِيهِ فَعِنْدَ بَعضهم هُوَ فِي الْآيَة الأولى عِنْد قَوْله تَعَالَى: {وَاسْجُدُوا للهِ الذِي خَلَقَهُنّ} . وَعند آخَرين فِي الْآيَة الْأُخْرَى عِنْد قَوْله تَعَالَى: {وهُمْ لَا يَسْأمون} . فَاخْتَارَ السُّجُود عَن الْأُخْرَى لِأَنَّهُ إِن كَانَت السَّجْدَة عِنْد الأولى لم يضرّهُ أَن يسجدها عِنْد الْأُخْرَى وَإِن كَانَت عِنْد الْأُخْرَى فسجدها عِنْد الأولى قدّم السُّجُود قبل الْآيَة. أَن تسْجد: فِي مَوضِع الْمُبْتَدَأ وَأَحْرَى خَبره. الْحور فِي وع. يتخولهم فِي خو. الحائمة فِي ضح. يحوزها فِي حش. الحوأب فِي دب. نستحيل الجهام فِي صب. انحاز فِي هت. بالحومانة فِي عب. إِلَى حَوَّاء فِي فر. الحورى فِي نَص. حوشيّ الْكَلَام فِي عظ. بحور فِي صه. لَا يحور فِيكُم فِي ثب. يحوف فِي ذف. بمحول فِي قصّ. بخفة الحاذ فِي اب. حولاء فِي حد. أحوى فِي سف. فَلم يجره فِي رج. أحالوا عَلَيْهِ فِي رح. تحوَّلت فِي زو. المستحيلة فِي ور.
الْحَاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن قوما أَسْلمُوا على عَهده فقدموا بِلَحْم إِلَى الْمَدِينَة فتحيشت أنفس أَصْحَابه وَقَالُوا: لَعَلَّهُم لم يُسموا فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: سموا أَنْتُم وكلوا. وروى: فتجيشت.
حيش هما تفعّل من حاش يحيش: إِذا فزع وَنَفر وَمن جَاشَتْ نَفسه: إِذا دارت للغثيان. عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: كُنَّا إِذا صلينَا خلف رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قُلْنَا: السَّلَام على الله السَّلَام على فلَان السَّلَام على فلَان فَقَالَ لنا: قُولُوا التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات ... ... . . إِلَى آخر التَّشَهُّد فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبد صَالح فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض.
حيى التَّحِيَّة: تفعلة من الْحَيَاة بِمَعْنى الْإِحْيَاء والتَّبقية.(1/339)
وَالصَّلَاة من الله: الرَّحْمَة. والطيبات: الْكَلِمَات الدَّالَّة على الْخَيْر كسقاه الله ورعاه وأعزه وأكرمه وَمَا أشبه ذَلِك. وَالْمعْنَى: إِنَّه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم أنكر عَلَيْهِم التَّسْلِيم على الله وعلَّمهم أَن مَا تَقولُونَ عكس مَا يجب أَن يُقَال لِأَن كل إحْيَاء وتعمير وسلامة فِي ملكة الله وَله وَمِنْه فَكيف يستجاز أَن يُقَال: السَّلَام على الله وَكَذَلِكَ كل رَحْمَة وكل مَا يدل [191] عَلَيْهِ كَلِمَات أدعية الْخَيْر فَهُوَ مَالِكهَا ومُعطيها. إِن مِمَّا أدْرك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة الأولى: إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت. فِيهِ إِشْعَار بِأَن الَّذِي يكف الْإِنْسَان ويردعه عَن مواقعة السوء الْحيَاء فغذا رفضه وخلع ربقته فَهُوَ كالمأمور بارتكاب كل ضَلَالَة وتعاطى كل سَيِّئَة. جَاءَ فِي دُعَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ ذَا الْحِيَل الشَّديد
حيل هُوَ الْحول أُبدل واوه يَاء. وروى الْكسَائي: لَا حيل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَالْمعْنَى ذَا الكيد وَالْمَكْر الشَّديد وَهُوَ من قَوْله تَعَالَى: {وأَكِيدُ كَيْداً} . وَقَوله تَعَالَى: {ومَكَرَ اللهُ} . وَقيل: ذَا الْقُوَّة لِأَن أصل الْحول الْحَرَكَة والاستطاعة. تَحَيَّنُوا نوقكم.
حِين أَي احتلبوها فِي حينها الْمَعْلُوم. الْحيَاء من الْإِيمَان. جُعل كالبعض مِنْهُ لمناسبته لَهُ فِي أَنه يمْنَع من الْمعاصِي كَمَا يمْنَع الْإِيمَان. وَعَن الْحسن رَحمَه الله: إِن رجلا قَالَ لَهُ: يأتيني الرجل وَأَنا أمقته لَا أُعطيه إِلَّا حَيَاء فَهَل لي فِي ذَلِك من أجر قَالَ: إِن ذَلِك من الْمَعْرُوف وَإِن فِي الْمَعْرُوف لأجرا.(1/340)
أتانى جبرئيل لَيْلَة أُسري بِي بِالْبُرَاقِ فَقَالَ: اركب يَا مُحَمَّد فدنوت مِنْهُ لأركب فأنكرني فتحيَّا مني.
حَيَاء أَي انقبض وانزوى وَلَا يَخْلُو من أَن يكون مأخوذاً من الْحيَاء على طَرِيق التَّمْثِيل لِأَن من شَأْن الحى أَن يتقبض أَو يكون أَصله تحوَّى أَي تجمع فقُلبت واوه يَاء أَو يكون تفعيل من الْحَيّ وَهُوَ الْجمع كتحيز من الْحَوْز. خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للاستسقاء فَتقدم فصلى بهم رَكْعَتَيْنِ يجْهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ يقْرَأ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاء فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكتاب وسبِّح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَفِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَهل أَتَاك حَدِيث الغاشية فَلَمَّا قضى صلَاته اسْتقْبل الْقَوْم بِوَجْهِهِ وقلب رِدَاءَهُ ثمَّ جثا على رُكْبَتَيْهِ وَرفع يَدَيْهِ وكبَّر تَكْبِيرَة قبل أَن يَسْتَسْقِي ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اسقنا وأغثنا اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا وَحيا ربيعا وجدا طبقًا غدقاً مُغْدِقًا مونقا عَاما هَنِيئًا مريئا مريعا مربعًا مرتعا وابلاسا بِلَا مُسبلا مجللا ديما درراً نَافِعًا غير ضار عَاجلا غير رائث غيثا اللَّهُمَّ تُحيي بِهِ الْبِلَاد وتغيث بِهِ الْعباد وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد. اللَّهُمَّ أنزل علينا فِي أَرْضنَا زينتها وَأنزل علينا فِي أَرْضنَا سكنها. اللَّهُمَّ أنزل علينا من السَّمَاء مَاء طهُورا فأحي بِهِ بَلْدَة مَيتا. واسقه مِمَّا خلقت لنا أنعاما واناسى كثيرا. قيل لِابْنِ كهيعة: لم قلب رِدَاءَهُ فَقَالَ: لينقلب [192] الْقَحْط إِلَى الخصب. فَقيل لَهُ: كَيفَ قلبه قَالَ: جعله ظهرا لبطن. قيل: كَيفَ قَالَ: حوَّل الْأَيْسَر على الْأَيْمن والأيمن على الْأَيْسَر. الحيا: الْمَطَر لإحيائه الأَرْض. الجدا: الْمَطَر الْعَام. الطَّبق: مثله. الغدق والمغدق: الْكثير الْقطر. المونق: المُعجب.(1/341)
المريع: ذُو المراعة وَهِي الخصب المربع: الَّذِي يربعهم عَن الارتياد من ربعت بِالْمَكَانِ وأربعني. المرتع: المنبت مَا يرتع فِيهِ. السابل من قَوْلهم: سبل سابل أَي مطر ماطر. المجلل: الَّذِي يُجَلل الأَرْض بمائه أَو بنباته. الدُّرَر: الدَّار كَقَوْلِهِم: لحم زيم وَدين قيم. الرائث: البطيء. السكن: الْقُوت لِأَن السُّكْنَى بِهِ. كَمَا قيل: النزل لِأَن النُّزُول يكون بِهِ. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لِأَخِيهِ زيد حِين نُدب لقِتَال أهل الرِّدَّة فتثاقل: مَا هَذَا الحيش والقل
حيش أَي الْفَزع والرعدة يُقَال للْمَرْأَة المذعورة من الرِّيبَة: حيشانة. وَأَخذه قلّ: إِذا أرعد كَأَنَّهُ يقل من مَوْضِعه. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِذا ذكر الصالحون فَحَيَّهَلا بعمر.
حيهل أَي ابدأ بِهِ واعجل بِذكرِهِ وَفِيه لُغَات: حيهل بِفَتْح اللَّام وحيهلا بِأَلف مزيدة. قَالَ: ... بحَيَّهَلاَ يُزْجُونَ كلَّ مَطِيَّةٍ ... أمامَ المَطَايَا سَيْرُها المُتَقَاذِفُ ... وحيهلا بِالتَّنْوِينِ للتنكير وحيهلا بتَخْفِيف الْيَاء. وروى حيهل بِالتَّشْدِيدِ وَإِسْكَان الْهَاء وَعلل باستثقال توالي المتحركات واستدراك ذَلِك وَقيل: الصَّوَاب حيهل بتَخْفِيف الْيَاء وَسُكُون الْهَاء وَأَن هَذَا التَّعْلِيل إِنَّمَا يَصح فِيهِ لَا فِي المشدد ويلحقه كَاف الْخطاب فَيُقَال: حيهلك الثَّرِيد.(1/342)
وَسمع أَبُو مهدية الْأَعرَابِي رجلا يَقُول لصَاحبه: زوذ فَسَأَلَ عَنهُ فترجم: تعجّل. فَقَالَ: أَفلا [يَقُول] : حيهلك. وَيُقَال: فحى بعمر.
حيأ سلمَان رَضِي الله عَنهُ أحيوا مَا بَين العشاءين فَإِنَّهُ يحط عَن أحدكُم من جزئه وَإِيَّاكُم وملغاة أول اللَّيْل فَإِن ملغاة أول اللَّيْل مهدنة لآخره. وروى: مهذرة فِي مَوضِع ملغاة. إحْيَاء اللَّيْل بِمَنْزِلَة تسهيده وتأريقه لِأَن النّوم موت واليقظة حَيَاة ومرجع الصّفة إِلَى صَاحب اللَّيْل فَهُوَ إِذن من بَاب قَوْله: ... إِذا مَا نامَ ليلُ الهَوْجَلِ ... أَرَادَ بالعشاءين الْمغرب وَالْعشَاء فغلّب وبالجزء: مَا وظف على نَفسه من التَّهَجُّد. الملغاة والمهذرة والمهدنة: مفعلة من اللَّغْو والهذر والهدون بِمَعْنى [193] السّكُون وَالْمعْنَى: إِن من قطع صدر اللَّيْل بالسمر ذهب بِهِ النّوم فِي آخِره فَمَنعه من الْقيام للصَّلَاة. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ فِي غزَاة بَعثهمْ فِيهَا النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ: فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة. وروى فجاض. كِلَاهُمَا بِمَعْنى انهزم وانحرف
حيص وَمِنْه حَدِيث أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ: إِن هَذِه لحيصة من حيصات الْفِتَن. أَي روغة مِنْهَا عدلت إِلَيْنَا. ابْن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الرجل ليسأل عَن كل شىء حَتَّى عَن حَيَّة اهله.(1/343)
حى أَي عَن كل نفس حَيَّة فِي بَيته من هرة وَفرس وحمار وَغير ذَلِك. مطرف رَحمَه الله خرج من الطَّاعُون فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ: هُوَ الْمَوْت نحايصه وَلَا بُد مِنْهُ.
حيص المحايصة: مفاعلة من حَاص عَنهُ وَلَيْسَ الْمَعْنى أَن كل وَاحِد من الْمَوْت وَالرجل يحيص عَن صَاحبه وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَن الرجل فِي فرط حرصه على الحياص عَن الْمَوْت كَأَنَّهُ يباريه ويغالبه لِأَن من شَأْن المغالب المباري أَن يحرص على فعله ويحتشد فِيهِ فيئول معنى نحايصه إِلَى قَوْلك: يحرص على الْفِرَار مِنْهُ. وإخراجه على هَذِه الزنة لهَذَا الْغَرَض لكَونهَا مَوْضُوعَة لإِفَادَة المباراة والمغالبة فِي الْفِعْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يُخادِعُونَ الله وَهوَ خَادِعُهُم} . سعيد رَحمَه الله تَعَالَى سُئل عَن مكَاتب اشْتِرَاط عَلَيْهِ أَهله أَلا يخرج من الْمصر فَقَالَ: أثقلتم ظَهره وجعلتم عَلَيْهِ الأَرْض حيص بيص. أَي ضيقَة لَا يقدر على التَّرَدُّد فِيهَا من قَوْلهم: وَقع فلَان فِي حيص بيص: إِذا وَقع فِي خطة ملتبسة لَا يجد مَوضِع تفصٍّ عَنْهَا تقدم أَو تَأَخّر من حَاص عَن الشىء إِذا حاد عَنهُ وباص: إِذا تقدم وَالَّذِي قلبت لَهُ وَاو بوص يَاء طلب المزاوجة كَالْعَيْنِ الحير وَنَبِيًّا بناءَ خَمْسَة عشر لِأَن الأَصْل حيص وبيص. وروى الْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْحَاء وَالصَّاد والتنوين للتنكير. عَطاء رَحمَه الله قَالَ ابْن جريج: كَيفَ يمشي بِجنَازَة الرجل قَالَ: يُسرع بِهِ. قَالَ: فالمرأة قَالَ: يُسرع بهَا أَيْضا وَلَكِن أدون من الْإِسْرَاع بِالرجلِ. قَالَ: فَمَا حياكتهم أَو حياكتكم قَالَ: زهو.(1/344)
حيك هِيَ مشْيَة فِيهَا تبختر. قَالَ: ... حَيَّاكَة وَسْطَ القَطِيع الأَعْرَم. ... تحيضي فِي كرّ. حيهلا فِي قح. حيرى دهر فِي طر. من حاق الْجُوع فِي حق. الْحيَاء فِي مر. تحايوا فِي رو. انحياشه فِي ثمَّ. بالحيا فِي جز. حبلة فِي كرّ. [آخر الْحَاء] .(1/345)
حرف الْخَاء
الْخَاء مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم [194] أهل من ذِي الحليفة وَبعث من بَين يَدَيْهِ عينا من خُزَاعَة يتخبر لَهُ خبر كفار قُرَيْش فَلَقِيَهُ فَأخْبرهُ أَنه ترك قُريْشًا تجمع لقتاله قَالَ: فراحوا إِلَى عسفان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: خيل قُرَيْش بالغميم عَلَيْهَا خَالِد بن الْوَلِيد فَأَمرهمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتيامنوا عَن الغميم. ويروى أَنه قَالَ لما لقِيه خَالِد بن الْوَلِيد: هَلُمَّ هَا هُنَا فَأخذ بهم بَين سروعتين وَمَال عَن سنَن الْقَوْم. ويروى أَنه قَالَ: يامنوا فِي هَذَا العصل فَلم يشْعر خَالِد وَأَصْحَابه إِلَّا وَقد خلَّفتهم قترة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فركض خَالِد إِلَى مَكَّة فَأَنْذر كفار قُرَيْش فَخَرجُوا بأجمعهم حَتَّى نزلُوا أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة وَأَقْبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسير نَحْو الْقَوْم فبركت بِهِ نَاقَته فزجرها الْمُسلمُونَ. فألحت وَقَالُوا: خلأت القضواء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَالله مَا خلأت وَمَا هُوَ لَهَا بِخلق وَلَكِن حَبسهَا حَابِس الْفِيل ثمَّ زجرها فَقَامَتْ وَانْصَرف عَن الْقَوْم فَنزل على ثمدٍ بوادي الْحُدَيْبِيَة ظنون المَاء يتبرضه النَّاس تبرضاً فَشَكا النَّاس إِلَيْهِ قلَّة مَائه فَانْتزع سَهْما من كِنَانَته فَأمر بِهِ فغرز فِي النمد فَجَاشَ لَهُم المَاء بِالريِّ ثمَّ قدم بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ فِي رَهْط من خُزَاعَة عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت خُزَاعَة عَيْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل تهَامَة فَقَالَ: تركت قَوْمك كَعْب بن لؤَي وعامر بن لؤَي وَقد خَرجُوا بأجمعهم مَعَهم العوذ المطافيل وَقد أقسمو بِاللَّه لَا يخلون بَيْنك وَبَين الطّواف مَا بَقِي مِنْهُم أحد فَقَالَ(1/346)
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّا لم نأت لقِتَال أحد وَلَكِن جِئْنَا نطوف بِالْبَيْتِ فَمن صدنَا عَنهُ قَاتَلْنَاهُ وَإِن قُريْشًا قد أضرت بهم الْحَرْب ونهكتهم فَإِن شَاءُوا مَا ددناهم مُدَّة يستجمون فِيهَا وَأَنا وَالله مُجَاهِد على أَمْرِي حَتَّى تنفرد سالفتي أَو ينفذ الله أمره. وَفِي الحَدِيث: إِن عُرْوَة بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ: إِنِّي أرى مَعَك أوشاباً من النَّاس لَا أعرف وُجُوههم وَلَا أنسابهم.
خبر تخير الْخَبَر: تعرَّفه. التَّيَامُن عَن الْموضع: الذّهاب عَنهُ ذَات الْيَمين يُقَال: يَا من بهم وشاءم فتيامنوا وتشاءموا. الغميم: مَوضِع مَا بَين عسفان وضجنان. السروعة والزروحة: رابية من رمل. العصل: رمل معوج سمي بالعصل وَهُوَ الالتواء. القترة: الغبرة. الأغداد: الْمِيَاه ذَوَات الْمَادَّة كَمَاء الْعُيُون والآبار. الحَّتْ: لَزِمت مَكَانهَا لَا تَبْرَح. الْخَلَاء للناقة: كالحران للْفرس. الثمد: المَاء الْقَلِيل. الظنون: كل مَا تتوهمه وَلست مِنْهُ على يَقِين. قَالَ الشماخ: ... كلا يومي طوالة وصل أروى ... ظنون آن مُطَّرَحُ الظَّنُون ... التبرض: الْأَخْذ قَلِيلا قَلِيلا من البرض وَهُوَ الوشل. جاش: ارْتَفع. عَنى بالعيبة: أَنهم مَوضِع سره ومظنة استنصاحه. العوذ: الحديثات النِّتَاج جمع عَائِذ.(1/347)
السالفتان: ناحيتا مقدم الْعُنُق. الأوشاب: الأخلاط. كَا إِذا أَرَادَ الْخَلَاء قَالَ: أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث. وروى: الْخبث بِضَم الْبَاء.
حبث الخُبث: خلاف طيب الْفِعْل من فجور وَغَيره. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا كثر الْخبث يكون كَذَا. وَفِي الحَدِيث: وجد فلَان مَعَ أمه يخْبث بهَا. وَيجوز أَن يكون تَخْفيف الْخبث وَهُوَ جمع خَبِيث. والخبائث: جمع خبيثة فَالْمُرَاد شياطين الْجِنّ والأنس ذكرانهم وإناثهم. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرجس النَّجس الْخَبيث المخبث. هُوَ الَّذِي أَصْحَابه وأعوانه خبثاء كَقَوْلِهِم للَّذي فرسه قوي: مقو. وَقيل: هُوَ الَّذِي ينْسب النَّاس إِلَى الْخبث وَقيل: الَّذِي يعلمهُمْ الْخبث ويوقعهم فِيهِ. اشْترى رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم من أَعْرَابِي حمل خبط فَلَمَّا وَجب البيع قَالَ لَهُ: اختر. فَقَالَ لَهُ الْأَعرَابِي: عمرك الله بيعا.
خبط هُوَ الْوَرق المخبوط. عمرك الله: ذكر أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي الشيرازيات أَن انتصابه بِفعل مُضْمر وَذَلِكَ الْفِعْل عمَّرتك الله أَي سَأَلت الله تعميرك. وَالْمعْنَى عمَّرتك الله تعميرا مثل تعميرك إِيَّاه وَفِي هَذَا إلطاف من الْمُخَاطب وتقرُّب إِلَى من يخاطبه فَكَانَ الْقيَاس فِي عمرك الله تعميرك الله إِلَّا أَن الْمصدر اسْتعْمل بِحَذْف الزِّيَادَة وَنَظِيره تحقير التَّرْخِيم. البيع: فيعل من بَاعَ بِمَعْنى اشْترِي كلين من لَان وانتصابه على التَّمْيِيز.(1/348)
نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المخابرة.
خبر هِيَ الْمُزَارعَة على الْخِبْرَة وَهِي النَّصِيب. وَعَن جَابر رَضِي الله عَنهُ: كُنَّا نخابر على عهد رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فنصيب من الْقصرى وَمن كَذَا وَكَذَا فَقَالَ: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو ليمنحها أَخَاهُ. الْقصرى: القصارة وَهِي الْحبّ الْبَاقِي فِي السنبل بعد الدياسة. والمنحة: الْعَارِية. وَعَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا إِنَّه كَانَ يخابر بأرضه وَيشْتَرط أَلا يعرها. من العرة: وهى السزجين. إِن الْحمى تَنْفِي الذُّنُوب كَمَا يَنْفِي الْكِير الْخبث.
خبث هُوَ نفاية الْجَوْهَر الْمُذَاب ورديه. من أُصِيب بِدَم أَو خبل فَهُوَ بَين إِحْدَى ثَلَاث: بَين أَن يعْفُو أَو يقْتَصّ أَو يَأْخُذ الدِّيَة فَإِن فعل شَيْئا من ذَلِك ثمَّ عدا بعدُ فَإِن لَهُ النَّار خَالِدا فِيهَا مخلدا.
خبل يُقَال: خبل الْحبّ [195] قلبه إِذا أفْسدهُ يَخْبِله ويَخْبُله خَبْلا. وَمِنْه خبلت يَد فلَان أَي قطعت. قَالَ أَوْس: ... أَبَنِي لُبَيْنَي لَسْتُم بيد ... إلاَّ يَداً مَخْبُولَةَ الْعَضُدِ ... وَبَنُو فلَان يطالبون بدماء وخبل أَي بِقطع أيد وأرجل. وَالْمعْنَى: من أُصيب بقتل نفس أَو قطع عُضْو. بَين: يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ فَصَاعِدا. وَقَوله: بَين إِحْدَى ثَلَاث إِنَّمَا جَازَ لِأَنَّهُ مَحْمُول على الْمَعْنى. وَمِنْه قَول سِيبَوَيْهٍ: وَقَوْلهمْ: بيني وَبَينه مالٌ مَعْنَاهُ بَيْننَا مالٌ إِلَّا أَن الْمَعْطُوف(1/349)
حذف هَاهُنَا لكنه مفهوما مدلولا عَلَيْهِ بِالثلَاثِ وَتَقْدِيره بَين إِحْدَى ثَلَاث وَبَين أختيها أَو قرينتيها أَو الْبَاقِيَتَيْنِ مِنْهَا وَكَذَلِكَ قَوْله: بَين أَن يعْفُو. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَين يَدي السَّاعَة الخبل. هُوَ الْفساد بالفتن. ابْتَغوا الرزق فِي خبايا الأَرْض.
خبأ هِيَ جمع خبيئة وَهُوَ المخبوء وَقِيَاس جمعهَا خبائي بهمزتين المنقلبة عَن يَاء فعيلة وَلَام الْفِعْل إِلَّا أَنَّهُمَا استثقل اجْتِمَاعهمَا فقُلبت الْأَخِيرَة يَاء لانكسار مَا قبلهَا ثمَّ قيل خباءي كعذاري ومداري فحصلت الْهمزَة بَين أَلفَيْنِ فقلبت يَاء. ونظيرها خَطَايَا فِي جمع خَطِيئَة وَالْمرَاد مَا يخبؤه الزراع من الْبذر فَيكون حثاً على الزِّرَاعَة أَو مَا خبأه الله تَعَالَى فِي معادن الأَرْض. كتب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للعداء بن خَالِد بن هَوْذَة كتابا: هَذَا مَا اشْترى العداء ابْن خَالِد من مُحَمَّد رَسُول الله اشْترى مِنْهُ عبدا أَو أمة لَا دَاء وَلَا خبثة وَلَا غائلة بيع الْمُسلم للْمُسلمِ.
خبث عبَّروا عَن الْحُرْمَة بالخبث كَمَا عبَّروا عَن الْحل بالطيب والخبثة نوع من انواعه. قيل: هُوَ أَن يكون مسبيا من قوم أعْطوا عهدا أَو أَمَانًا أَو لَهُم حريَّة فِي الأَصْل. الغائلة: الْخصْلَة الَّتِي تغول المَال أَي تهلكه من إباق وَغَيره. إِن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل كَانَت إِحْدَاهمَا حُبلى فضربتها ضَرَّتهَا بمخبط فَأسْقطت فَحكم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بغرة.
خبط هُوَ عَصا يخبط بهَا الْوَرق. إِن أَبَا عَامر الَّذِي يلقب الراهب كَانَ مُقيما على الْحَنَفِيَّة قبل مبعث رَسُول الله(1/350)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ حسوداً فساعة بلغه أَن الْأَنْصَار بَايعُوهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تغير وخبت وَعَابَ الحنيفية.
خبت هُوَ بِمَعْنى خبث. قَالَ السموءل بن عاديا: ... إِنَّنِي كنتُ ميِّتاً فحييت ... وحَيَاتي رَهْنٌ بأَنْ سأموتُ
فَأَتَانِي اليقينُ أَنِّي إِذا مَا مت ... أوَرمّ أعظُمي مَبْعُوت
يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الكَسْب ... وَلَا ينفع الكَثِير الخَبِيتُ ... [197] قَالَ عمر بن شبة: هَذِه لغته أَرَادَ مَبْعُوث والخبيث.
خبى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قد اخْتَبَأْت عِنْد الله خِصَالًا: غنى لرابع الْإِسْلَام وزوجني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنَته ثمَّ ابْنَته وبايعته بيَدي هَذِه (الْيُمْنَى) فَمَا مسست بهَا ذكري وَمَا تَغَنَّيْت وَلَا تمنيت وَلَا شربت خمرًا فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام. أَي ادَّخرتها وجعلتها خبيئة لنَفْسي. زوجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رقية فَمَاتَتْ ثمَّ زوجه أم كُلْثُوم. التَّمَنِّي: التكذب تفعل من منى إِذا قدر لِأَن المتفعل يقدر الحَدِيث فِي نَفسه ويزوره ومصداقه التخرص من الْخرص والحزر وَالتَّقْدِير. وَعنهُ رَضِي الله عَنهُ: مَا تمنيت مُنْذُ أسلمت.(1/351)
أَبُو عُبَيْدَة رَضِي الله عَنهُ خرج فِي سَرِيَّة إِلَى أَرض جُهَيْنَة فَأَصَابَهُمْ جوع فَأَكَلُوا الْخبط وَهُوَ يَوْمئِذٍ ذُو مشرة حَتَّى إِن شدق أحدهم بِمَنْزِلَة مشفر الْبَعِير العضه وَحَتَّى قَالَ قَائِلهمْ: لَو لَقينَا الْعَدو مَا كَانَ منا حَرَكَة إِلَيْهِ فَقَالَ قيس بن سعد لرجل من جُهَيْنَة: بِعني جزراً وأوفيك شقة من تمر الْمَدِينَة فَابْتَاعَ مِنْهُ خمس جزائر يشرط عَلَيْهِ الْأَعرَابِي تمر ذخيرة مصلبة من تمر آل دليم. قَالَ الْجُهَنِيّ: أشهد لي فَكَانَ فِيمَن اسْتشْهد عمر فَقَالَ: لَا أشهد هَذَا يدين وَلَا مَال لَهُ إِنَّمَا المَال مَال أَبِيه فَقَالَ الْجُهَنِيّ: وَالله مَا كَانَ سعد ليخني بِابْنِهِ فِي شقة من تمر.
خبط الْخبط: فعل بِمَعْنى مفعول كالنفض. المَشَرَة والمَشْرة من أمشرت العضاه وتمشرت: إِذا أَصَابَهَا مطر الخريف فتفطرت بورق وَمعنى وصف الْخبط بِذِي مشرة أَن العضاه قد أمشرت بِهِ. حَتَّى أَن شدق أحدهم: هِيَ حَتَّى الَّتِي يبتدأ الْكَلَام بعْدهَا وَلِهَذَا وَجب كسر إِن بعْدهَا. العضه: الَّذِي يرْعَى العضاه يَعْنِي أَن أشداقهم قد انتفخت وقلّصت. الشقة: كل قِطْعَة مِمَّا يشق وَمِنْه قَوْلهم: غضب فطارت مِنْهُ شقة. فاستعارها فِي الطَّائِفَة من التَّمْر. الجزائر والجزر: جمع جزور وَهِي مُؤَنّثَة وَلِهَذَا قَالَ: خمس. المصلبة بِالْكَسْرِ من صلبت الرّطبَة: إِذا بلغت اليبس يُقَال: أطيب مُضْغَة أكلهَا النَّاس صيحانية مصلِّبة. أدان يدين: إِذا أَخذ الدّين فَهُوَ دائن ودنته: أَعْطيته الدّين فَهُوَ مَدين. الإخناء على الشَّيْء: إفساده وَمِنْه الْخَنَا وَهُوَ الْفُحْش وَالْكَلَام الْفَاسِد. وَدخلت الْبَاء فِي قَوْله: ليُخني بِابْنِهِ للتعدية. وَالْمعْنَى مَا كَانَ ليجعله مخنيا على ضَمَانه خائسا بِهِ وَاللَّام لتأكيد معنى النفى(1/352)
كَأَنَّهُ قَالَ: سعد أجلّ من أَن يضايق ابْنه فِي هَذَا حَتَّى يعجز عَن الْوَفَاء بِمَا ضمن. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ إِن كنت لأستقرىء الرجل السُّورَة لأَنا أَقرَأ لَهَا مِنْهُ رجاءَ أَن يذهب بِي إِلَى بَيته فيطعمني وَذَلِكَ حِين لَا آكل الْخَبِير وَلَا ألبس الحبير.
خبر الْخَبِير: الإدام الطّيب لِأَنَّهُ يصلح الطَّعَام ويدمثه للْأَكْل من الخبراء وَهِي الأَرْض السهلة الدمثة وَهِي الْخِبْرَة أَيْضا يُقَال: أَتَانَا بخبزة وَلم يَأْتِ بخبرة. وروى الخمير. الحبير: الْمُوشى من البرود وَإِن هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَاللَّام هِيَ الفارقة بَينهَا وَبَين النافية وَالَّتِي دخلت على أَنا للابتداء. الاستقراء: طلب الْقِرَاءَة والإقراء أَيْضا كالاستنشاد. ابْن عَامر رَحمَه الله دخل عَلَيْهِ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: مَا ترَوْنَ فِي حَالي قَالُوا: مَا نشك لَك فِي النجَاة قد كنت تقري الضَّيْف وَتُعْطِي المختبط.
خبط هُوَ الَّذِي يسْأَل من غير سَابق معرفَة وَلَا وَسِيلَة شُبِّه بخابط الْوَرق. الْحسن رَحمَه الله خباث كلَّ عيدانك مضضنا فَوَجَدنَا عاقبته مرا.
خبث خباث: هِيَ الخبيثة فِي النداء خَاصَّة كغدار وفساق وحرف النداء مَحْذُوف وَهُوَ جَائِز فِي كل معرفَة وَلَا يَصح أَن ينعَت بِهِ أَي وَالْخطاب للدنيا. مضَّ يمضّ مضيضا: إِذا مصّ يُقَال: لَا تمض مضيض العنز. مَكْحُول رَحمَه الله مر بِرَجُل نَائِم بعد الْعَصْر فَدفعهُ بِرجلِهِ قَالَ: لقد عوفيت وَلَقَد دُفع عَنْك إِنَّهَا سَاعَة مخرجهم [أَي الشَّيَاطِين] وفيهَا ينتشرون وفيهَا تكون الخبتة.(1/353)
4 - كَانَت فِيهِ لكنة فَجعل الطَّاء تَاء وَإِنَّمَا أَرَادَ الخبطة من تخبطه الشَّيْطَان إِذا مَسّه بخبل أَو جُنُون.
خبل فِي الحَدِيث: من أكل الرِّبَا أطْعمهُ الله تَعَالَى من طِينَة الخبال يَوْم الْقِيَامَة. قيل: هُوَ مَا ذاب من حراقة أجسة أهل النَّار. بخبت الجميش فِي (جز) . هَل تخبون فِي (وط) . خبنة فِي (صب) . والمخبر فِي (سح) وأختبط فِي (ضج) . اخبر تقله فِي (قل) خبَّاط عشوات فِي (ذمّ) . كخبج الْحمار فِي (ضل) .
الْخَاء مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تُعطل السيوف من الْجِهَاد وَأَن تختل الدُّنْيَا بِالدّينِ وروى: وَأَن تتَّخذ السيوف مناجل.
ختل ختل الذِّئْب الصَّيْد: إِذا تخفَّى لَهُ وختل الصَّائِد: مَشْيه للصَّيْد [قَلِيلا] قَلِيلا فِي خُفْيَة لِئَلَّا يسمع حسا فَشبه فعل من يرى دينا وورعا يتذرع بذلك إِلَى طلب الدُّنْيَا بختل الذِّئْب والصائد. المناجل: الْمجَاز أَي يؤثرون الْحَرْث على الْحَرْب. إِذا التقى الختانان وَجب الْغسْل.
ختن هما مَوضِع الْإِعْذَار والخفض. سعيد رَحمَه الله سُئِلَ: أينظر الرجل إِلَى شعر ختنته فَقَرَأَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِيَنَتُهُنَّ إِلَّا لِبُعُولتِهنَّ} الْآيَة. فَقَالَ: لَا أرَاهُ فيهم وَلَا أَرَاهَا فِيهِنَّ. الختن: أَبُو امْرَأَة الرجل والختنة: أمهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْأخْتَان من قبل الْمَرْأَة والأحماء من قبل الرجل والصهر يجمعهما وخاتن الرجل الرجل: إِذا تزوج إِلَيْهِ. وَعَن النَّضر بن شُمَيْل سميت الْمُصَاهَرَة مخاتنة لالتقاء الختانين.(1/354)
الْخَاء مَعَ الْجِيم
أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: إِن رجلا ذهبت لَهُ أينق فطلبها فَأتى على وَاد خجن مغنّ معشب فَوجدَ أينقه فِيهِ.
خجل الخجل: الْكثير العشب المتكاثفة. وَمِنْه: قَمِيص خجل: فضفءاض وَاسع وجلل الْفرس جلاًّ خجلا: أَي وَاسِعًا يضطرب عَلَيْهِ وَيَدْنُو من الأَرْض. أعن الوادى فهمو مغنّ: إِذا صوتت ذبانه وَفِي صَوتهَا غنة كَقَوْلِك: أقطف الرجل: إِذا قطفت دَابَّته. وَيُقَال أَيْضا: وَاد أغن جعل الْوَصْف لَهُ وَهُوَ للذباب كَقَوْلِهِم: طَرِيق سَائِر. الأينق: جمع نَاقَة كالآكم فِي جمع أكمة قَالَ ذَلِك سِيبَوَيْهٍ وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون أَصله أنوق فقلبت وأبدل واوه يَاء. وَالثَّانِي: أَن تحذف الْعين وتزاد الْيَاء عوضا. ابْن عُمَيْر رَضِي الله عَنهُ اسْم الَّذِي بنى الْكَعْبَة لقريش باقوم وَكَانَ روميا كَانَ فِي سفينة أصابتها ريح فخجَّتها فَخرجت إِلَيْهَا قُرَيْش بجدّة فَأخذُوا السَّفِينَة وخشبها وَقَالُوا: ابْنه لنا بُنيان الشَّام.
خجج الرّيح الخجوج: الشَّدِيدَة المرِّ فِي غير اسْتِوَاء وخجت السَّفِينَة: لَوْنهَا عَن وَجههَا بعصف. الضَّمِير فِي ابْنه للبيت. خجلتنَّ فِي (دق) . ريح خجوج فِي (ذَر) .(1/355)
الْخَاء مَعَ الدَّال
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كل صَلَاة لَيست فِيهَا قِرَاءَة فَهِيَ خداج.
خدج فسر فِي الْبَاء مَعَ الْهمزَة. من سَأَلَ وَهُوَ غَنِي جَاءَت مَسْأَلته يَوْم الْقِيَامَة خدوشا أَو خموشا أَو كدوحاً فِي وَجهه قيل: وَمَا غناهُ قَالَ: خَمْسُونَ درهما أَو عدلها من الذَّهَب.
خدش خدش الْجلد: قشره بِعُود وَنَحْوه. وَمِنْه قيل لأطراف السَّفا: الخادشة. والخمش بالأظفار. والكدح: العض. وَهَذِه مصَادر وَالَّذِي جوَّز فِيهَا أَن تجمع أَنَّهَا جُعلت أَسمَاء للآثار. عدل الشَّيْء: مثله من غير جنسه. إِن سعد بن عبَادَة رَضِي الله عَنهُ أَتَاهُ بِرَجُل فِي الْحَيّ مُخدج سقيم وُجد على أمة من إمَائِهِمْ يخْبث بهَا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خُذُوا لَهُ عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَة.
خدج هُوَ النَّاقِص الْخلق. العثكال والعثكول: الكباسة. عمر رَضِي الله عَنهُ رفع إِلَيْهِ رجل [2] مَا أهمه من قُحُوط الْمَطَر فَقَالَ: خدعت الضباب وجاعت الْأَعْرَاب. أَي أمعنت فِي جحرتها. وَمِنْه خدعت الْعين: إِذا غارت والمخدع: الْبَيْت الدَّاخِل وخدع الرجل: أَن تظهر لَهُ خلاف مَا تخفي. عبد الرَّحْمَن رَضِي الله عَنهُ طلَّق امْرَأَته فمتعتها بخادم سَوْدَاء حممها إِيَّاهَا.(1/356)
خدم الْخَادِم: وَاحِد الخدم غُلَاما كَانَ أَو جَارِيَة. قَالَ: ... مَا أَنا بِالْجلدِ وَلَا بالْحَازِم ... إِن لم أَجَأْ هَنَّكِ بالعُجَارِم
وَجْأ يُنَسّيك طلابَ الْخَادِم ... يُرِيد الْجَارِيَة. حممها إِيَّاهَا: أَي أَعْطَاهَا الْجَارِيَة على وَجه التحميم وَهُوَ إِعْطَاء مُتْعَة الطَّلَاق خَاصَّة وَكَأَنَّهُم كَانُوا يجعلونها من حامَّة مَالهم أَي من خِيَاره يُقَال: لفُلَان إبل حامّة: إِذا كَانَت خيارا. سلمَان رَضِي الله عَنهُ كَانَ فِي سَرِيَّة وَهُوَ أميرها على حمَار وَعَلِيهِ سَرَاوِيل وخدمتاه تذبذبان.
خدم الْخدمَة: سير مُحكم كالحلقة يشد فِي رسغ الْبَعِير ثمَّ يشد إِلَى سريحَة النَّعْل وَجَمعهَا خدم. قَالَ جرير: ... يَدْمَى على خَدَم السَّرِيح أظلها ... والمر من وَهَج الهواجرِ حامِي ... وَبهَا سمي الخلخال خدمَة واشتق مِنْهَا الْفرس المخدم وَهُوَ الَّذِي تحجيله مستدير فَوق أشاعره فَيجوز أَن يشبه قناتي سراويله بالخدمتين. وَيجوز أَن يُرِيد سَاقيه لِأَنَّهُمَا موضعا الخدمتين. التذبذب: الِاضْطِرَاب. مَسْرُوق رَحمَه الله أَنهَار الْجنَّة تجْرِي فِي غير أُخدود وشجرها نضيد من أَصْلهَا إِلَى فرعها.
خدد أَي فِي غير شقّ فِي الأَرْض. نضيد: منضود بالورق أَو بالثمر من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا لَيْسَ لَهَا سوق بارزة. خدبّا فِي (قصّ 9. خدامهنّ فِي (دلّ) خدلّج فِي (صه) . خدم نِسَائِكُم فِي (صف) .(1/357)
خدل فِي عف. خدَّاعة فِي غَد. خدب فِي كس. مُخْدج الْيَد فِي ثد. فَهِيَ خداج فِي با.
الْخَاء مَعَ الذَّال
أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ سعد: رَأَيْته بالخذوات وَقد حلَّ سفرة معلقَة فِي مُؤخر الْحصار فَإِذا قريص من مِلَّة فِيهِ أثر الرضيف ولإذا حميت من سمن فدعاني فَأَصَبْت من طَعَامه.
خذو هِيَ مَوضِع. الْحصار: حقيبة يُرفع مؤخرها فيُجعل كآخرة الرحل ويُحشى مقدمها فَيكون كقادمة الرَّحل يُركب بهَا الْبَعِير وَيُقَال: قد احتصرت الْبَعِير بالحصار. من ملضة: أَي مِمَّا ينضج فِي ملَّة وَهِي الرماد الْحَار. الرضيف: اللَّحْم المشوي على الرضف ورضفه يرضفه. وأثره: [21] مَا علق بالقرص من دسمه. الحميت: زق السّمن. قَالَ ابْن السّكيت: وَهُوَ النحى المربوب وَإِنَّمَا سمى حميتا لأَنهم يحمتونه بالرّب والحميت المتين. قَالَ رؤبة: ... حَتَّى يَبُوخ الغَضَبُ الحَمِيتُ ... وَيُقَال للتمرة إِذا كَانَت أَشد حلاوة من صاحبتها: هَذِه أحمت حلاوة مِنْهَا. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ: أَتَذكر الْفِيل قَالَ: أذكر خذقه.
خذق هُوَ روثه.(1/358)
النَّخعِيّ رَحمَه الله إِذا كَانَ الشق أَو الخذا أَو الْخرق فِي أذن الأُضحية فَلَا بَأْس مَا لم يكن جدعا.
خذا وَهُوَ استرخاء الأُذن وانكسارها ولامه وَاو لقَولهم: خذواء وَمِنْه خذى الرجل واستخذى: إِذا انْكَسَرَ. أَبُو الزِّنَاد رَحمَه الله أَتَى عبد الحميد وَهُوَ أَمِير على الْعرَاق بِثَلَاثَة نفر قد قطعُوا الطَّرِيق وخذموا بِالسَّيْفِ. فأُشير عَلَيْهِ بِقَتْلِهِم فاستشارني فنهيته ثمَّ قتل أحدهم فَجَاءَهُ كتاب عمر بن عبد الْعَزِيز يغلظ لَهُ ويقبِّح لَهُ مَا صنع.
خذم الخذم: سرعَة الْقطع وَالْمرَاد أَنهم جرحوا النَّاس. فِي الحَدِيث: كأنكم بِالتّرْكِ وَقد جاءتكم على براذين مخذمة الآذان. أَي مقطعتها. المخذم فِي (فق) . يتخذَّمانها فِي (عَم) . ومخذفة فِي قف. خذمة فِي (سنّ) .
الْخَاء مَعَ الرَّاء
. النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَائِد الْمَرِيض على مخارف الْجنَّة حَتَّى يرجع.
خرف هُوَ جمع مخرف أَو مخرفة فالمخرف من قَوْلهم: اشْترى فلَان مخرفا صَالحا أَي نخلات يخترفن. وَمِنْه حَدِيث أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ: حِين نزلت: من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا. قَالَ: إِن لي مخرفا وَإِنِّي قد جعلته صَدَقَة. فَقَالَ النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاء قَوْمك. وَعَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ: لما أعطَاهُ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم سلب الْقَتِيل. قَالَ: فَبِعْته وابتعت بِهِ مخرفا فَهُوَ أول مَال تأثلته فِي الْإِسْلَام. وَالْمعْنَى أَن الْعَائِد فِيمَا يحوزه من الثَّوَاب كَأَنَّهُ نخل الْجنَّة يخْتَرف ثمارها(1/359)
والمخرف والمخرفة أَيْضا: الطَّرِيق الْوَاضِح. قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: ... فأَجَزْتُه بأفَلَّ تَحسبُ أَثْرَه ... نَهْجاً أَبَانَ بذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ ... وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: تركتكم على مثل مخرفة النعم. اي على منهاج لَا حب كالجادة الَّتِي كدتها النعم بأخفافها حَتَّى وضحت واستبانت وَهِي فِي الأَصْل: السِّكَّة بَين صفي النّخل فَيكون الْمَعْنى أَنه على الطَّرِيق المؤدية إِلَى الْجنَّة. [2 2] وروى: خرافة الْجنَّة وَهِي مصدر خرف الثِّمَار: إِذا جناها وروى: على خرفة الْجنَّة أَي على مَوَاضِع خرفتها وَهِي اسْم المخروف فيئول إِلَى معنى قَوْله: على مخارف الْجنَّة حض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّدَقَة فَجعلت الْمَرْأَة تُلقي خُرصها وسخابها. هُوَ حَلقَة القرط.
خرص وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: إِنَّهَا ذكرت جِرَاحَة سعد بن معَاذ فَقَالَت: وَقد كَانَ رقأ كُله وبرأ فَلم يبْق إِلَّا مثل الخُرص. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَجِئْنَا ببضاعة مزجاة} . والخرص أَيْضا: الْحلقَة الَّتِي فِي أَسْفَل السنان ثمَّ سمي بِهِ السنان ثمَّ كثر حَتَّى سمي بِهِ الرمْح.(1/360)
كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يَأْكُل الْعِنَب خرطا.
خرط يُقَال: خرط العنقود واخترطه: إِذا وَضعه فِي فِيهِ وَأخرج عمشومه عَارِيا. نهى صلى الله تَعَالَى وَآله وَسلم أَن يضحى بالمخرمة الْأذن.
خرم هِيَ مقطوعتها. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَكِيم بن حزَام: أُبايعك على أَلا أخرَّ إِلَّا قَائِما. فَقَالَ: أما من قبلنَا فَلَنْ تَخِر إِلَّا قَائِما.
خرر أى لَا أَمُوت إِلَّا ثَابتا على الْإِسْلَام قَائِما بِالْحَقِّ. وَمعنى جَوَابه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِنَّك لن تعدم من جهتنا الِاجْتِهَاد فِي إرشادك وَفِي أَلا تَمُوت إِلَّا بِهَذِهِ الصّفة. إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر رَضِي الله عَنهُ حِين خرجا مُهَاجِرين استأجرا رجلا من بني الديل هاديا خريتا فَأخذ بهم يدبحر.
خرت هُوَ الماهر بِالدّلَالَةِ الَّذِي يَهْتَدِي لأخرات الْمَفَازَة وَهِي مضايقها وطرقها الْخفية. يدبحر: أَي طَرِيق بحرٍ يُرِيد السَّاحِل لِأَن الطَّرِيق كَانَ عَلَيْهِ. من اقتراب السَّاعَة إخراب العامر وَعمارَة الخراب وان يكون الفىء رفءدا وَأَن يتمرس الرجل بِدِينِهِ تمرُّس الْبَعِير بِالشَّجَرَةِ.
خرب وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الإخراب: أَن يتْرك الْموضع خربا والتخريب: الْهدم وَقَرَأَ وَحده: (يُخَرِّبون بُيُوتهم) مُشَدّدَة وَالْبَاقُونَ يُخْربُون وَالْمرَاد مَا يُخرّبه الْمُلُوك من الْعمرَان وتعمّره من الخراب شَهْوَة لَا صلاحاً. الْفَيْء: الْخراج أَي يصلونَ بِهِ من أَرَادوا وَلَا يصرفونه إِلَى مصارفه. يتمرس بِدِينِهِ: أَي يتلعب بِهِ ويعبث كَمَا يتحكك الْبَعِير بِالشَّجَرَةِ متعبثا.(1/361)
زوج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة من عليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة من الْحيَاء فَقَالَ لَهَا: اسكني فقد أنكحتك أحب أهل بَيْتِي ودعا لَهما. وروى: إِنَّهَا أَتَتْهُ تعثر فِي مرْطهَا من الخجل.
خرق الْخرق: التحيّر. سَأَلَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل عَن إتْيَان النِّسَاء فِي أدبارهن فَقَالَ: حَلَال. فَلَمَّا ولى دَعَاهُ فَقَالَ [2 3] : كَيفَ قلت فِي أَي الخرزتين أَو الخصفتين أَمن دبرهَا فِي قبلهَا فَنعم أم من دبرهَا فِي دبرهَا فَلَا.
خرب ثلاثتها بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ الثقب المستدير. قَالَ ذُو الرمة: ... أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ فِي آذَانِها الخُرَبُ ... والخرزة من الخرز والخصفة: من الخصف. مر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأوس بن عبد الله الْأَسْلَمِيّ وَمَعَهُ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ وهما متوجهان إِلَى الْمَدِينَة فحملهما على جمل وَبعث مَعَهُمَا دَلِيلا وَقَالَ: اسلك بهما حَيْثُ تعلم من مخارم الطّرق وَكَانَ أَوْس مُغفلا فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يسم إبِله فِي أعناقها قيد الْفرس.
خرم المخرم: مُنْقَطع أنف الْجَبَل. الْمُغَفَّل: الَّذِي إبِله أغفال. قيدالفرس: سمة. أنْشد أَبُو عبيد: ... كومٌ على أَعناقها قَيْدُ الفَرَسْ ... تَنْجُو إِذا الليلُ تَدَانَي والْتَبَسْ ... قَالَ صَخْر من أَسْبَاط أَوْس: وَهِي سمتنا الْيَوْم وَصورتهَا أَن تحلَّق حلقتين وتمد بَينهمَا مدَّة. من تحلى ذَهَبا أَو حلى وَلَده مثل خر بصيصة أَو عين جَرَادَة كَانَ كَذَا يَوْم الْقِيَامَة.(1/362)
خربص هِيَ هنة تتراءى فِي الرمل لَهَا بصيص كَأَنَّهَا عين جَرَادَة. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن نعيم الدُّنْيَا أقل وأصغر عِنْد الله من خربصيصة. عمر رَضِي الله عَنهُ رأى فِي ثَوْبه جَنَابَة فَقَالَ: خرط علينا الِاحْتِلَام.
خرط أَي أرسل من قَوْلهم: خرط الْفَحْل فِي الشَّول وخرط الْبَازِي فِي سيره وخرط دلوه فِي الْبِئْر.
خرص كَانَ رَضِي الله عَنهُ يَقُول للخارص: إِذا رَأَيْت قوما قد خرفوا فِي حائطهم فَانْظُر قدر مَا ترى أَنهم يَأْكُلُون فَلَا يُخرص عَلَيْهِم
خرف أَي أَقَامُوا فِيهِ وَقت اختراف الثِّمَار وَهُوَ الخريف يُقَال: خرف الْقَوْم بمَكَان كَذَا وصافوا وشتوا وَأما أخرفوا وأصافوا وأشتوا فمعناها الدُّخُول فِي هَذِه الْأَوْقَات. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ قوم بِرَجُل فَقَالُوا: إِن هَذَا يؤمنا وَنحن لَهُ كَارِهُون فَقَالَ لَهُ عَليّ: إِنَّك لخروط. أتؤم قوما وهم لَك كَارِهُون
خرط شبهه فِي تهوره وتهافته فِي الْأَمر بجهله بالفرس الخروط وَهُوَ الَّذِي يجتذب رسنه من يَد ممسكه ويمضي هائما. الْبَرْق مخاريق الْمَلَائِكَة.
خرق جمع مِخْرَاق وَهُوَ ثوب يفتل يتضارب بِهِ ثمَّ يُقَال للسيوف الْخفاف: مخاريق تَشْبِيها. قَالَ: ... مخاريقٌ بأَيدي لاَعِبينَا ... قَالَ سُوَيْد بن غَفلَة رَحمَه الله تَعَالَى: دخلت على عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْخُرُوج فَإِذا بَين يَدَيْهِ فاثور عَلَيْهِ خبز السمراء وصحفة فِيهَا خطيفة وملبنة فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم عيد وخطيفة فَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا عيد من غفر لَهُ.(1/363)
خرج يُقَال ليَوْم الْعِيد: يَوْم الْخُرُوج وَيَوْم الزِّينَة وَيَوْم الصَّفّ وَيَوْم الْمشرق. الفاثور [2 4] : الخوان من رُخَام وَنَحْوه وَيُقَال للجام أَو الطست من ذهب أَو فضَّة: فاثور وَمِنْه قيل لقرص الشَّمْس فاثورها. السمراء: الخشكار لسمرته كَمَا قيل للباب: الْحوَاري لبياضه والسمراء ايضا من أَسمَاء الْبر. الصحفة: الْقَصعَة المسلنطحة. الخطيفة: الكبولاء. وَقيل: لبن يوضع على النَّار ثمَّ يذر عَلَيْهِ دَقِيق ويطبخ ويختطف بالملاعق. الملبنة: ملعقة يلعق بهَا الخطيفة وَنَحْوهَا وَهِي من اللَّبن. يَوْم عيد: خبر مستدؤه مَحْذُوف وَلَا يجوز أَن يكون استفهاما لِأَن حرف الِاسْتِفْهَام لَا يجوز حذفه إِلَّا فِي مثل قَوْلك: زيد فِي الدَّار أم على السَّطْح لِأَن أم العديلة للهمزة تدل عَلَيْهَا وَلَو قلت: زيد فِي الدَّار وَأَنت تُرِيدُ الِاسْتِفْهَام كنت مخطئاً [عِنْد الْبَصرِيين] . سعد رَضِي الله عَنهُ: مَا خرمت من صَلَاة رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم شَيْئا.
خرم أَي مَا تركت وَأَصله الْقطع. زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي الخرمات الثَّلَاث فِي كل وَاحِدَة مِنْهَا ثلث الدِّيَة. حمع خرمة وَهِي من الأخرم كالشترة من الأشتر. وَالْمعْنَى: أَنه إِذا خرم الوترة والناشرتين كَانَت عَلَيْهِ الدِّيَة وَإِذا خرم وَاحِدَة مِنْهَا فَعَلَيهِ الثُّلُث.(1/364)
الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ لَو سمع أحدكُم ضغطة الْقَبْر لخرع.
خرع أَي انْكَسَرَ وَضعف وَمِنْه الخروع وَهُوَ كل نَبَات لين. وَفِي حَدِيث يحيى بن أبي كثير: لَا يُؤْخَذ [فِي] الصَّدَقَة الخرع. أَرَادَ الصَّغِير لِأَنَّهُ ضَعِيف. وَعَن أبي طَالب: لَوْلَا أَن قُريْشًا تَقول أدْركهُ الخرع أَي الخور [لأقررت بهَا عَيْنك] . الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ مثل الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن وَيعْمل بِهِ كَمثل الأترجة طيب رِيحهَا طيب خراجها. وَمثل الَّذِي يعْمل بِهِ وَلَا يَقْرَؤُهُ كَمثل النَّخْلَة طيب خراجها وَلَا ريح لَهَا.
خرج كل مَا خرج من شَيْء من نَفعه فَهُوَ خراجه فخراج الشّجر ثمره وخراج الْحَيَوَان نَسْله ودرُّه. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ كره السَّرَاوِيل المخرفجة.
خرفج هِيَ الواسعة الَّتِي تقع على ظُهُور الْقَدَمَيْنِ وَمِنْهَا عَيْش مخرفج. السَّرَاوِيل: معربة وَهِي اسْم مُفْرد وَاقع فِي كَلَامهم على مِثَال الْجمع الَّذِي لَا ينْصَرف كقناديل فيمنعونه الصّرْف قَالَ يصف ثورا: ... يُمَشِّي بهَا ذَبُّ الرِّيَاد كأَنّه ... فَتىً فارِسيٌّ فِي سَرَاوِيِلِ رَامِح ... وَيُقَال فِي مَعْنَاهَا: سروالة. قَالَ: ... عَلَيْهِ من اللؤم سروالة ... وَعَن الْأَخْفَش: إِن من الْعَرَب من يَرَاهَا جَمِيعًا وَأَن كل جُزْء من أَجْزَائِهَا سروالة.(1/365)
ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا يتخارج الشريكان وَأهل الْمِيرَاث.
خرج أَي إِذا كَانَ بَينهم شَيْء غير مقسوم جَازَ لكل وَاحِد مِنْهُم بيع نصِيبه من الآخر. وَلَا يجوز لَهُ بَيْعه من أَجْنَبِي إِلَّا بعد الْقَبْض [2 5] والحيازة وَهُوَ تفَاعل من الْخُرُوج كَأَنَّهُ يخرج كل وَاحِد عَن ملكه إِلَى صَاحبه بِالْبيعِ. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ فِي الَّذِي يُقَلّد بدنته فيضن بالنعل: يقلدها خرابة.
خرب هِيَ بِالتَّشْدِيدِ الرَّاء وتخفيفها: عُرْوَة المزادة وَيُقَال لثقب الورك أَيْضا خرابة باللغتين ولفم الدبرة الَّتِي تفتح وتشكر: خرّابة بِالتَّشْدِيدِ. فِي الحَدِيث: كَانَ فلَان إِذا دُعي إِلَى طَعَام قَالَ: أَفِي خرس أَو عرس أم إعذار فَإِن كَانَ فِي وَاحِد من ذَلِك أجَاب وَإِلَّا لم يجب.
خرس الخرس: طَعَام الْولادَة والخرسة مَا تطعمه النُّفَسَاء نَفسهَا. وَفِي أمثالهم: تخرَّسي لَا مخرِّسة لَك. وَكَأَنَّهُ سمِّي خرسا لِأَنَّهُ يصنع عِنْد وَضعهَا وَانْقِطَاع صرختها. إِن قوم صَالح عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلُوهُ أَن يُخرج لَهُم من الصَّخْرَة نَاقَة مخترجة جوفاء وبراء.
خرج قيل: على خلقَة الْجمل وَقيل: مشاكلة للبخت وَهِي من قَوْلهم: اخترجه بِمَعْنى استخرجه فإمَّا أَن تكون الَّتِي استخرجت من شكل الذُّكُور أَو من شكل البُخْت. الجوفاء: الواسعة الْجوف. كَانَ كتاب فلَان مخربشا.
خربش الخربشة والخرمشة والخرفشة مَعْنَاهَا التشويش والإفساد. الخارقة فِي (حل) . تخترق فِي (فض) . أَو خرقاء فِي (شَرّ) . خارف فِي (نَص) .(1/366)
اللَّبن الخريف فِي (هن) . يخرش فِي (قَز) . خرفة الصَّائِم وخرسة مَرْيَم فِي (حب) . الخربة فِي (ثمَّ) . مخرّبة فِي (حل) . المخردل فِي (وب) . فخرق فِي (اج) . مخرفا فِي (عذ) . خارك فِي (را) . مخر نطمة فِي (سو) .
الْخَاء مَعَ الزَّاي
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَعْب بن الْأَشْرَف عاهده أَلا يعين عَلَيْهِ وَلَا يقاتله وَلحق بِمَكَّة ثمَّ قدم الْمَدِينَة مُعْلنا مقعاداة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فخزع مِنْهُ هجاؤه لَهُ فَأمر بقتْله.
خزع الخزع: الْقطع وَمِنْه خُزَاعَة لأَنهم تخزعوا عَن أَصْحَابهم وَأَقَامُوا بِمَكَّة وخزع مِنْهُ كَقَوْلِهِم: نَالَ مِنْهُ وشعث مِنْهُ وَوضع مِنْهُ. وَالضَّمِير فِي مِنْهُ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقيل: مَعْنَاهُ قطع الهجاء عَهده وذمته وَالضَّمِير على هَذَا لكعب. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ إِن الله تَعَالَى يصنع صانع الخزم ويصنع كل صَنْعَة.
حزم الخزم: شجر يتَّخذ من لحائه الحبال والواحدة خزمة وبالمدينة سوق الخزامين وَالْمرَاد بصانع الخزم: صانع مَا يُتّخذ من الخزم. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ رجل: إِن أخوانك من أهل الْكُوفَة يقرئونك السَّلَام ويامرونك أَن تعظهم. قَالَ: اقْرَأ عَلَيْهِم السَّلَام ومرهم أَن يُعْطوا الْقُرْآن بخزائمهم. جمع خزامة وَهِي شَيْء من الشّعْر كالخشاش من الْعود فِي أنف الْبَعِير وَالْمرَاد اتِّباعهم الْقُرْآن منقادين لأحكامه. أعْطى: مَنْقُول بِالْهَمْزَةِ من عطا الشَّيْء إِذا تنَاوله فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى مفعولين وَوجه دُخُول الْبَاء هَاهُنَا على الْمَفْعُول الثَّانِي وَفِي قَوْلهم أعْطى بِيَدِهِ إِذا انْقَادَ ووكل(1/367)
أمره إِلَى من عَنى لَهُ بَيَان مَا تضمن من زِيَادَة الْمَعْنى على معنى الْإِعْطَاء الْمُجَرّد. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ حَبسه عتْبَان بن مَالك على خزيرة تصنع لَهُ.
خزر هِيَ حساء من دَقِيق ودسم وَقيل: الحريرة من الدَّقِيق والخريزة من النخالة. فِي الحَدِيث: إِن الشَّيْطَان لما دخل سفينة نوح قَالَ لَهُ نوح عَلَيْهِ السَّلَام: اخْرُج يَا عَدو الله من جوفها فَصَعدَ على خيزران السَّفِينَة. هُوَ سكانها. قَالَ الْمبرد وَيُقَال للمردى: خيزرانة إِذا كَانَ يتثنى إدا اعْتمد عَلَيْهِ. والخيزران: كل غُصْن متثن. خزقتهم فِي (بُد) . لَا خزام فِي (زم) . وَلَا تخزوا فِي (حم) . خزية فِي (حز) . فخزل فِي (قصّ) .
الْخَاء مَعَ السِّين
. عمر رَضِي الله عَنهُ إِن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ سَأَلَهُ عَن الشُّعَرَاء فَقَالَ: امْرُؤ الْقَيْس سابقهم خسف لَهُم عين الشّعْر فافتقر عَن معَان عور أصح بصر.
خسف أَي أنبطها وأغزرها من قَوْلهم: خسف الْبِئْر: إِذا حفرهَا فِي حِجَارَة فنبعت بماءٍ كثير فَهِيَ خسيف. يُرِيد أَنه أول من فتق صناعَة الشّعْر وفنن مَعَانِيهَا وكثّرها وقصَّدها فاحتذى الشُّعَرَاء على مِثَاله. افْتقر: افتعل من الْفَقِير وهم فَم الْقَنَاة بِمَعْنى شقّ وَفتح وَجعل للشعر بصراً صَحِيحا وَجعل ذَلِك الْبَصَر مَفْتُوحًا باصراً وَهُوَ فِي الْمَعْنى لمتأمله والناظر فِيهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وآتينَا ثمُودَ النَاقة مُبْصِرَةً} . وَكَذَلِكَ وَصفه الْمعَانِي بالعور فِي الْحَقِيقَة لمتأملها يَعْنِي أَنَّهَا لغموضها وخفائها عَلَيْهِ كَأَنَّهُ أعمى عَنْهَا. وَالْمرَاد أَن امْرأ الْقَيْس قد أوضح مَعَاني الشّعْر ولخصها وكشف عَنْهَا الْحجب وجانب التعويص والتعقيد.(1/368)
وَمحل عَن وَمَا دخل عَلَيْهِ النصب على الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: فتح للشعر أصح بصر مجاوزا للمعاني العور متخطياً لَهَا. أخسفت فِي (شج) . يسومكم خسفاً فِي (جم) . خسيستنا فِي (حد) .
الْخَاء مَعَ الشين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مَكَّة: لَا تَزُول حَتَّى يَزُول أخشباها. هما أَبُو قبيس والأحمر وَهُوَ جبل مشرف وَجهه على قعيقعان.
خشب والأخشب: كل جبل خشن غليظ وأخاشب: جبال بالصمان. وَفِي حَدِيثه الآخر أَن جبرئيل قَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد إِن شِئْت جمعت [2 7] عَلَيْهِم الأخشبين فعلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفكلٌ وَقَالَ: دَعْنِي أُنذر قومِي. الأفكل: الرعدة. أُنذر: مجزوم بِحرف شَرط مُضْمر تَقْدِيره فَإِن تدعني أُنذر وَلَو رفع لَكَانَ متجها على أَنه يكون حَالا أَو كلَاما مستأنفا كَقَوْلِهِم: ... وَقَالَ قَائِلهمْ أرْسُوا نُزَاولها ... قَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لِبلَال: مَا عَمَلك فَإِنِّي لَا أَرَانِي أَدخل الْجنَّة فَأَسْمع الخشفة فَأنْظر إِلَّا رَأَيْتُك.
خشف الخشفة: الْحس وَالْحَرَكَة وَمِنْهَا: الخشف وَهُوَ الغزال إِذا تحرّك. أرانى: من الرُّؤْيَة بِمَعْنى الْعلم بِدَلِيل تعديه إِلَى ضمير فَاعله. وَأدْخل فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي. ورأيتك فِي مَوضِع الْحَال بإضمار قد كَأَنَّهُ قيل: لَا أَرَانِي نَاظرا إِلَّا رائيا لَك.
وروى: مَا دخلت الْجنَّة إِلَّا سَمِعت خشخشة فَقلت: من هَذَا فَقَالُوا: بِلَال ثمَّ مَرَرْت بقصر مشيد بزيع فَقلت: لمن هَذَا الْقصر فَقَالُوا: لعمر بن الْخطاب.
خشخش الخشخشة: حَرَكَة فِيهَا صَوت. قَالَ الْحجَّاج: ... خَشْخَشَة الرِّيح الحَصَادَ اليُبَّسَا ...(1/369)
البزيع: الْحَدث الظريف وَقد بزع بزاعة فَشبه بِهِ الْقصر فِي حسنه. دخلت امْرَأَة النَّار فِي هرة ربطتها فَلم تُطعمها وَلم تسقها وَلم ترسلها فتأكل من خشَاش الأَرْض.
خشش أَي هوامها. والواحدة خشاشة سميت بذلك لاندساسها فِي التُّرَاب من خشَّ فِي الشَّيْء إِذا دخل فِيهِ يخْش وخشه غَيره يخشه. وَمِنْه الخشاش لِأَنَّهُ يخْش فِي أنف الْبَعِير. فِي هرة: أَي فِي مَعْنَاهَا وبسببها. فِي ذكر الْمُنَافِقين: مستكبرون لَا يألفون وَلَا يؤلفون خشب بِاللَّيْلِ وصخب بِالنَّهَارِ. وروى سخب بِالسِّين.
خشب شبههم فِي تمددهم نياما بالخشب المطرَّحة وَيُقَال للقتيل: خر كَأَنَّهُ خَشَبَة وَكَأَنَّهُ جذع. قَالَ جميل بن معمر: ... قعدتُ لَهُ والقومُ صَرْعَى كَأَنَّهُمْ ... لدَى العِيس والأكْوَار خُشْبٌ مُطَرَّحُ ... السخب والصخب: اخْتِلَاط الْأَصْوَات وَالْأَصْل السِّين وَمِنْه السِّخاب وَهُوَ القلادة من قرنفل وَقيل: وَمن خرز لإجراسه وَالصَّاد بدل وَالَّذِي أُبدلت لَهُ وُقُوع الْخَاء بعْدهَا كَقَوْلِهِم: صَخْر فِي سخر والغين وَالْقَاف والطاء أَخَوَات الْخَاء فِي ذَلِك يُقَال: أصبغ ويصاقون ومصيطر وَالْمرَاد رفع أَصْوَاتهم وضجيجهم فِي المجادلات والخصومات وَغير ذَلِك. عمر رَضِي الله عَنهُ أَتَاهُ قبيصَة بن جَابر فَقَالَ: إِنِّي رميت ظَبْيًا وَأَنا محرم فَأَصَبْت خششاءه فَركب ردعه فأسن فَمَاتَ. فَأقبل [2 8] على عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فشاوره ثمَّ قَالَ: اذْبَحْ شَاة. فَقَالَ قبيصَة لصَاحبه: وَالله مَا علم أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى سَأَلَ غَيره وأحسبني [أَنِّي] سأنحر نَاقَتي فَسَمعهُ عمر فَأقبل عَلَيْهِ بِالدرةِ وَقَالَ: أتغمص(1/370)
الْفتيا وَتقتل الصَّيْد وَأَنت محرم قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُم} . فَأَنا عمر وَهَذَا عبد الرَّحْمَن
خشش الخششاء: الْعظم الناتىء خلف الْأذن وهمزتها منقلبة عَن ألف التَّأْنِيث وَأما همزَة الخشاء ووزنها فعلاء كقوباء وَهَذَا الْوَزْن قَلِيل فِيمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ فمنقلبة عَن يَاء للإلحاق وَنَظِير هَذِه الْهمزَة فِي كَونهَا تَارَة للتأنيث وَأُخْرَى للإلحاق ألف علقي وَهِي من خش لِأَنَّهَا عظم مركوز فِي اليافوخ مركب فِيهِ. الردع: التضميخ بالزعفران وثوب مردوع: مزعفر وَكثر حَتَّى قيل للزعفران نَفسه: ردع وَهُوَ فِي قَوْلهم: ركب ردعه اسْم للدم على سَبِيل التَّشْبِيه وَمثله الْجَسَد هُوَ الزَّعْفَرَان وَالدَّم وَمعنى ركُوبه دَمه أَنه جرح فَسَالَ دَمه فَوْقه متشحطا فِيهِ وَعَن الْمبرد أَنه من ارتدع السهْم إِذا رَجَعَ النصل فِي السنخ متجاوزاً وَأَن مَعْنَاهُ سقط فَدخلت عُنُقه فِي جَوْفه. وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون الردع بِمَعْنى الارتداع على تَقْدِير حذف الزَّوَائِد. وَالثَّانِي أَن يكون من ردع الرَّامِي السهْم: إِذا فعل بِهِ ذَلِك وَمِنْه ردع السهْم: إِذا ضرب نصله بِالْأَرْضِ ليثبت فِي الرعظ وَالتَّقْدِير ركب ذَات درعه أَي عُنُقه فَحذف الْمُضَاف أَو سمى الْعُنُق ردعاً على الاتساع. أسن: ديربه من أسن المائح. الغمص: التسخط والاستحقار. إِن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ لَهُ: أكثرت من الدُّعَاء بِالْمَوْتِ حَتَّى خشيت أَن يكون ذَلِك أسهل لَك عِنْد أَوَان نُزُوله فَإِذا مللت من أمتك أما تعين صَالحا أَو تقوم فَاسِدا فَقَالَ يَا بن عَبَّاس غنى قَائِل قولا وَهُوَ إِلَيْك. قَالَ: قلت لن يعدوني. قَالَ: كَيفَ لَا أحب فراقهم وَفِيهِمْ ناسٌ كلهم فاتح فَاه للهوة من الدُّنْيَا إِمَّا بِحَق لَا ينوء بِهِ أَو بباطل لَا يَنَالهُ وَلَوْلَا أَن أُسأل عَنْكُم لهربت مِنْكُم فَأَصْبَحت الأَرْض مني بَلَاقِع فمضيت لشأني وَمَا قلت مَا فعل الغالبون.(1/371)
2 - خشى خشيت: رَجَوْت. وَهُوَ إِلَيْك: أَي مسرٌّ إِلَيْك. اللهوة: مَا ألْقى من الْحبّ فِي فَم الرَّحَى فاستعيرت للعطية والمنالة. ناء بِالْحملِ: إِذا نَهَضَ. البلاقع: جمع بلقع وَهُوَ الْخَالِي. وصف بِالْجمعِ مُبَالغَة كَقَوْلِه: ... كأَن قتود رَحْلي حِين ضَمَّتْ ... حَوَالِبَ غُرَّزاً وَمِعاً جِيَاعاً ... [2 9] سلمَان رَضِي الله عَنهُ ذكره أَبُو عُثْمَان فَقَالَ: كَانَ لَا يكَاد يفقه كَلَامه من شدَّة عجمته وَكَانَ يُسمى الْخشب خشبان. قد أُنكر هَذَا الحَدِيث لِأَن كَلَامه يضارع كَلَام الفصحاء. والخشبان فِي جمع الْخشب صَحِيح مَرْوِيّ وَنَظِيره سلق وسلقان وَحمل حملان. قَالَ: ... كَأَنَّهُمْ بجنوب الْقَاع خُشْبَان ... وَلَا مزِيد على مَا يتعاون على ثُبُوته الْقيَاس. وَالرِّوَايَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ سهم بن غَالب من رُءُوس الْخَوَارِج خرج بِالْبَصْرَةِ عِنْد الجسر فآمنه عبد الله بن عَامر فَكتب إِلَى مُعَاوِيَة: قد جعلت لَهُم ذِمَّتك. فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة: لَو كنت قتلته كَانَت ذمَّة خاشفت فِيهَا. فَلَمَّا قدم زِيَاد صلبه على بَاب دَاره.
خشف أَي سارعت إِلَى إخفارها. يُقَال: خاشف فلَان فِي الشَّرّ وخاشف الْإِبِل ليلته: إِذا سايرها يُرِيد لم يكن فِي قَتلك لَهُ إِلَّا أَن يُقَال: قد أَخْفَر ذمَّته يَعْنِي أَن قَتله كَانَ الرَّأْي. فِي الحَدِيث: إِذا ذهب الْخِيَار وَبقيت خشارة كخشارة الشّعير لَا يُبَالِي بهم الله بالة.(1/372)
هِيَ من كل شَيْء رديه ونفايته وَقيل: هُوَ من الشّعير مَا لب لَهُ.
خشر البالة: أَصْلهَا بالية كعافية بِمَعْنى المبالاة. لتركبن سنَن من كَانَ قبلكُمْ ذِرَاعا بِذِرَاع حَتَّى لَو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه.
خشرم قيل: هُوَ بَيت النَّحْل ذُو التخاريب وَيُقَال لجَماعَة النَّحْل: خشرم. والدبر: النجل وَيُمكن أَن يَجْعَل اشتقاقه من التَّدْبِير لما فِي عمله من النيقة. أخاشب فِي (عب) . المخشوش فِي (مد) . خشمة فِي (سل) . واخشو شنوا فِي (فر) . من أخشن فِي (نش) . خُشنا فِي (نب) . خُشاش الْمَرْأَة فِي سح. خاشى بهم فِي (دف) . خشعة فِي (حش) . خشّ فِي (فق) . من خشاشة فِي (جم) .
الْخَاء مَعَ الصَّاد
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم كَانَ يُصَلِّي فَأقبل رجل فِي بَصَره سوء فمرَّ ببئر عَلَيْهَا خصفة فَوَقع فِيهَا فَضَحِك بعض من كَانَ خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَمرهمْ بِإِعَادَة الْوضُوء وَالصَّلَاة.
خصف الخصفة: وَاحِدَة الخصف وَهِي جِلال نجرانية يُكنز فِيهَا التَّمْر وَكَأَنَّهُ فعل بِمَعْنى مفعول من الخصف وَهُوَ ضم الشَّيْء إِلَى الشَّيْء لِأَنَّهُ شَيْء مرمول من خُوص وَمِنْه خصف النَّعْل وَشبه بِهِ ضرب من الثِّيَاب الْغِلَاظ جدا فَقيل لَهُ: خصف. وَمِنْه الحَدِيث: إِن تُبَّعاً كسا الْبَيْت المسوح فانتفض الْبَيْت مِنْهُ ومزَّقه عَن نَفسه ثمَّ كَسَاه الخصف فَلم يقبله ثمَّ كَسَاه الأنطاع [فقبلها] . جَاءَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى البقيع وَمَعَهُ مخصرة لَهُ فَجَلَسَ ونكت بهَا فِي الأَرْض ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ: مَا من منفوسة إِلَّا وَقد كتب مَكَانهَا فِي الْجنَّة وَالنَّار.(1/373)
خصر المخصرة: قضيب يُشِير بِهِ الْخَطِيب وَالْملك إِذا خَاطب. قَالَ: ... يكادُ يُزيل الأَرضَ وَقْعُ خِطَابهِمْ ... إِذا وَصَلُوا أيمانهمْ بالمَخَاصِرِ ... وَيُقَال: اختصرتها وتخصَّرت بهَا: إِذا أَمْسَكتهَا بِيَدِك. قَالَ أَبُو الْفَتْح الْهَمدَانِي النَّحْوِيّ: هِيَ من الْخِنْصر لِأَنَّهَا إِمَّا أَن تكون بعلاقة فعتلقها صَاحبهَا بِخِنْصرِهِ وَإِمَّا أَلا تكون بعلاقة فيجعلها بَين خِنْصره وبنصره. وَوزن خنصر فنعل من الِاخْتِصَار لصغرها. النكت فِي الأَرْض: أَن يضْربهَا ويخط فِيهَا وَهَذِه من صفة المفكر المهموم كَمَا قَالَ ذُو الرمة: ... عَشِيَّةَ مالِي حِيلةٌ غيرَ أنَّني ... بلَقْطِ الحَصَى والخطِّ فِي الدَّارِ مُولَعُ ... المنفوسة: المولودة نفست الْمَرْأَة [نفاسا] : إِذا ولدت فَهِيَ نافس وَالْولد منفوس. قَالَ: ... كَمَا سقط المَنْفُوس بَين القَوَابِل ... نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يصلى الرجل مُخْتَصرا. وروى: مختصراص.
خصر هما بِمَعْنى الْوَاضِع يَده على خاصرته. وَعنهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة رَاحَة أهل النَّار. قيل مَعْنَاهُ أَن هَذَا فعل الْيَهُود فِي صلَاتهم وهم أهل النَّار لَا أَن لأهل جَهَنَّم رَاحَة لقَوْله تَعَالَى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وهُمْ فيهِ مُبْلِسُونُ} . وَقيل: هُوَ أَن يَأْخُذ بِيَدِهِ مخصرة يتكىء عَلَيْهَا. وَقيل الِاخْتِصَار: أَن يقْرَأ آيَة(1/374)
أَو آيَتَيْنِ من آخر السُّورَة وَلَا يَقْرَأها بكمالها فِي فَرْضه. وَمِنْه: إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن اخْتِصَار السَّجْدَة. وَهُوَ أَن يقْرَأ آيَة السَّجْدَة فَإِذا انْتهى إِلَى موضعهَا تخطَّاه. وَأما الحَدِيث المختصرون يَوْم الْقِيَامَة على وُجُوههم النُّور. فهم الَّذين يتهجدون فَإِذا تعبوا وضعُوا أَيْديهم على خواصرهم وَقيل: هم المتكئون على أَعْمَالهم يَوْم الْقِيَامَة. قَالَت أم سَلمَة رَضِي الل تَعَالَى هـ عَنْهَا: يَا رَسُول الله أَرَاك كساهم الْوَجْه أَمن عِلّة قَالَ: وَلكنه السَّبْعَة الدَّنَانِير الَّتِي أُتينا بهَا أمس نسيتهَا فِي خُصم الْفراش فَبت وَلم أقسمها.
خصم هُوَ الْجَانِب وَجمعه خصوم وأخصام. وَمِنْه قَول سهل بن حنيف رَحمَه الله يَوْم صفّين لما حُكِّم الحكمان: إِن هَذَا الْأَمر لَا يُسدُّ مِنْهُ وَالله خصم إِلَّا انْفَتح علينا خصم آخر. والمخاصمة: من الْخصم كَمَا أَن المشاقة من الشق لِأَن المتجاذبين كِلَاهُمَا منحاز إِلَى جَانب. وروى: الدَّنَانِير السَّبْعَة وَهِي الرِّوَايَة الصَّحِيحَة لن إِضَافَة مَا فِيهِ لَام التَّعْرِيف فِي غير أَسمَاء الفاعلين والمفعولين وَالصِّفَات المشبهة لَا وَجه لَهَا. بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ ستّا: طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا والدجال وَالدُّخَان ودابة الأَرْض وَخُوَيصة أحدكُم وَأمر الْعَامَّة.
خصص الخويصة: تَصْغِير الْخَاصَّة بِسُكُون الْيَاء لِأَن يَاء التصغير لَا تكون إِلَّا سَاكِنة وَمثله أُصيم ومذيقّ فِي تَصْغِير أصمّ ومذقّ وَالَّذِي جوز فِيهَا وَفِي نظائرها التقاء الساكنين أَن الأول حرف لين وَالثَّانِي مدغم وَالْمرَاد حَادِثَة الْمَوْت الَّتِي تخصّ الْمَرْء وصغرت(1/375)
لاستصغارها فِي جنب سَائِر الْحَوَادِث الْعِظَام من الْبَعْث والحساب وَغير ذَلِك. الْعَامَّة: الْقِيَامَة لِأَنَّهَا تعم الْخَلَائق. وَمعنى مبادرة السِّت بِالْأَعْمَالِ الانكماش فِي الْأَعْمَال الصَّالِحَة قبل وُقُوعهَا وتأنيث السِّت لِأَنَّهَا خُطط ودواهٍ. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يرْمى فَإِذا أصَاب خصْلَة قَالَ: أَنا بهَا أَنا بهَا.
خصل الْخصْلَة: الْمرة من الخصل وَهُوَ الْغَلَبَة فِي النضال يُقَال: خصلتهم خصلا وخصالا كَأَنَّهُ على خاصلتهم فخصلتهم كناضلتهم فنضلتهم. والتخاصل: التراهن فِي النضال وأصل الخصل: الْقطع. وَمِنْه سيف مخصل لِأَن المتراهنين يتقاطعون أَمرهم على شَيْء مَعْلُوم. أَنا بهَا: أَي أَنا جِئْت بهَا وخصلتها فَحذف. وَمثله قَول عمر رَضِي الله عَنهُ وَقد أَتَى بِامْرَأَة قد فجرت: من بك أَي من فعل بك يخصف الْوَرق فِي (فض) . مُخْتَصرا فِي (قر) . إِذا تخصروا فِي (زخ) . خصبة فِي (زو) . مخصَّرة فِي (عق) . الخصيلة فِي (صد) . الخصفتين فِي (خر) . وَلَا يخصف فِي (نش) .
الْخَاء مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس يَوْم النَّحْر وَهُوَ على نَاقَة مخضرمة.
خضرم الخضرمة: أَن يُجعل الشَّيْء بَين بَين فالناقة المخضرمة: هِيَ الَّتِي قطع شَيْء يسير من طرف أُذنها لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ بَين الوافرة الْأذن والناقصتها وَقَوْلهمْ للخفض: خضرمة تَشْبِيه بذلك لِأَن مَا يحذف يسير وَقيل: هِيَ المنتوجة بَين النجائب والعكاظيات يُقَال للحم الَّذِي لَا يدْرِي أَمن ذكر هُوَ أم أُنْثَى مخضرم وَمِنْه لخضرم من الشُّعَرَاء: الَّذِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام.(1/376)
نهى صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَن المخاضرة.
خضر وَهِي بيع الثِّمَار خضرًا لمَّا يبد صَلَاحهَا. قَالَ أَبُو سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ يَوْم فتح مَكَّة: يَا رَسُول الله قد أبيحت خضراء قُرَيْش وَلَا قِرْش بعد الْيَوْم. هِيَ جَمَاعَتهمْ وكثرتهم سميت بذلك من الخضرة الَّتِي بِمَعْنى السوَاد كَمَا قيل لَهَا سَواد ودهماء وَمثلهَا تسميتهم اللَّبن الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ خضاراً كَمَا سموهُ سماراً شبهوها فِي تكاثفها وترادفها بِاللَّيْلِ المظلم وَقد صَرَّحُوا بذلك فَقَالُوا: أَقبلُوا كالليل المظلم. وَقَالَ: ... زنحن كاللَّيل جاشَ فِي قتمه ... وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فتح مَكَّة: إِنَّه أَمر الْعَبَّاس أَن يحبس أَبَا سُفْيَان بمضيق الْوَادي حَيْثُ تمر بِهِ الْكَتَائِب فحبسه حَتَّى مر الْمُسلمُونَ وَمر رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي كتيبته الخضراء. هِيَ الَّتِي غلبها سَواد الْحَدِيد كَمَا قيل الجأواء. وَمِنْه حَدِيث زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ: إِن الْحَارِث بن حَكِيم تزوج امْرَأَة أعرابية فَدخل عَلَيْهَا فَإِذا هِيَ خضراء فكرهها وَلم يكشفها فَطلقهَا فَأرْسل مَرْوَان فِي ذَلِك إِلَى زيد فَجعل لَهَا صَدَاقا كَامِلا. الصَدَاق بِالْكَسْرِ أفْصح عَن أَصْحَابنَا الْبَصرِيين. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أجلسونى فِي المخضب فاغسلونى.
خضب هُوَ المركن سمى بذلك لنه يَجْعَل فِيهِ مَا يُخضب بِهِ. إيَّاكُمْ وخضراء الدمن. قيل: وَمَا ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ: الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء.
ضرب ضرب الشَّجَرَة الَّتِى تنْبت فِي ملقى الزيل فتجىء مخضرة ناضرة وَلَكِن منبتها خَبِيث قذر مثلا للْمَرْأَة الجميلة الْوَجْه اللئيمة المنصب.(1/377)
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأم سليم: خضلى قنازعك.
خضل الخضل: الندى وخضل واخضل: إِذا ندى والتخضيل: التندية. القنازع: شعر متفرق فِي الرَّأْس فِي مَوَاضِع شَتَّى بعد الْحلق أَو النتف الْوَاحِدَة قنزعة يُقَال: لم يبْق من شعره إِلَّا قنزعة ونونها زَائِدَة من الرَّأْس المقزع. أمرهَا بِإِزَالَة الشعث وتطاير الشّعْر والتندية بِالْمَاءِ أَو الدّهن. عمر رَضِي الله عَنهُ مر رجل بِرَجُل وَامْرَأَة قد خضعا بَينهمَا حَدِيثا فَضرب الرجل حَتَّى شجه فَرفع إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ فأهدره.
خضع خضع يكون مُتَعَدِّيا لَازِما قَالَ جرير: ... أعدَّ اللهُ للشُّعَراءِ منِّي ... صَوَاعِق يخضعونلإ لَهَا الرِّقَابا ... وَالْمرَاد خفض الحَدِيث وتليينه. كَانَ يَقُول: اغزوا والغزو حُلْو خضر قبل أَن يكون ثماما ثمَّ رماما ثمَّ يكون حطاما. وَكَانَ يَقُول: إِذا انتاطت الْمَغَازِي واشتدت العزائم ومُنعت الْغَنَائِم فَخير غزوكم الرِّبَاط.
خضر الْخضر: الْأَخْضَر وَالْمرَاد الطريّ. والثمام: شجر ضَعِيف. والرمام: الهشيم من النبت. وَقيل: هُوَ حِين تنْبت رءوسه فترم أَي تُؤْكَل. وحطام كل شَيْء: كسارته. وَالْمعْنَى: عَلَيْكُم بالغزو وَهُوَ لعدل وُلَاة الْأَمر فِي قسْمَة الْفَيْء وَلما ينزل الله من النَّصْر وييسر من الْفَتْح ببركة الصَّالِحين كالثمرة فِي وَقت طراوتها وحلاوتها وخلوها من الْآفَات قبل أَن يتدرج فِي الوهن إِلَى أَن يشبه حطام اليبيس ودقاقه. انتاطت: بَعدت افتعلت من نِيَاط الْمَفَازَة وَهُوَ بعْدهَا كَأَنَّهَا نيطت بِأُخْرَى.(1/378)
الْمَغَازِي: مَوَاضِع الْغَزْو ومتوجهات الْغُزَاة. العزائم: عَزمَات الْأُمَرَاء على النَّاس فِي الْغَزْو إِلَى الأقطار الْبَعِيدَة واخذهم بِهِ. الرِّبَاط: المرابطة وَهِي الْإِقَامَة فِي الثغر. الزبير رَضِي الله عَنهُ عَن عُرْوَة ابْنه: كَانَ الزبير طَويلا أَزْرَق أخضع أشعر رُبمَا أخذت وَأَنا غُلَام بِشعر كَتفيهِ حَتَّى أقوم. يخط رِجْلَاهُ إِذا ركب الدَّابَّة نفج الحقيبة.
خضع الأخضع: الَّذِي فِيهِ جنأ. الْأَشْعر: الْكثير الشّعْر. النفج: صفة كالسرح والسجح بِمَعْنى المتتفج وَهُوَ الرابي الْمُرْتَفع. والحقيبة: كل مَا يَجعله الرَّاكِب وَرَاء رَحْله فاستُعيرت للعجز. وَالْمعْنَى: أَنه لم يكن بأزلّ. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: مَا أظلَّت الخضراء وَلَا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أَبى ذَر.
خضر هِيَ السَّمَاء وَتسَمى الجرباء والرقيع والرقع. وروى فِي اللهجة سُكُون الْهَاء وَفتحهَا وَأَن الْفَتْح أفْصح. قَالَ أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: اللهجة الْهَاء سَاكِنة وَلم يعرف اللهجة وَقيل: لهجة اللِّسَان مَا ينْطق بِهِ من الْكَلَام وَإِنَّهَا من لهج بالشَّيْء ونظيرها قَول بَعضهم فِي اللُّغَة: إِنَّهَا من لغى بالشَّيْء إِذا أُغري بِهِ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ مر بِمَرْوَان وَهُوَ يَبْنِي بنياناً لَهُ فَقَالَ: ابْنُوا شَدِيدا وأمِّلوا بَعيدا واخضموا فسنقضم.(1/379)
خضم الخضم: المضغ بأقصى الاضراس وَهُوَ من الْكَثْرَة وَمِنْه الرجل الخضم الْكثير الْعَطِيَّة. والقضم: بِأَدْنَى الْأَسْنَان وَمِنْه القضيم وَمَا ذقت قضاما. وَالْمعْنَى: استكثروا من الدُّنْيَا فَإنَّا سنقنع مِنْهَا بالدون. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الخضخضة فَقَالَ: هُوَ خير من الزِّنَا وَنِكَاح الْأمة خير مِنْهُ.
خضض هِيَ الاستمناء وَهُوَ استنزال الْمَنِيّ فِي غير الْفرج وأصل الخضخضة: التحريك يُقَال: خضخض المَاء فِي الْإِنَاء والسكين فِي بَطْنه. مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ رأى رجلا يجيد الْأكل فَقَالَ: إِنَّه لمخضد.
خضد هُوَ الشَّديد الْأكل يُقَال: الْفرس يخضد خضدا. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... ويَخْضِدُ فِي الآرِيّ حَتَّى كأَنما ... بِهِ عُرَّةٌ أَو طائِفٌ غَيْرُ مُعْقِبِ ... وَهُوَ من الخضد وَهُوَ قطع الشَّيْء الرطب. وَقيل لأعرابي كَانَ معجباً بالقثاء: مَا يُعْجِبك مِنْهُ فَقَالَ: خضده. وَمِنْه حَدِيث مسلمة بن مُحَمَّد: إِنَّه قَالَ لعَمْرو بن الْعَاصِ: إِن ابْن عمك هَذَا لمخضد. الْحجَّاج جَاءَتْهُ امْرَأَة بِرَجُل فَقَالَت: تزَوجنِي على أَن يعطيني خضلا نبيلا.
خضل هُوَ الدّرّ الصافى وَالْمَاء الْوَاحِد خضلة وَهِي من الخضل بِمَعْنى الندى. مُجَاهِد رَحمَه الله لَيْسَ فِي الخضراوات صَدَقَة.
خضر قيل هِيَ من الْفَوَاكِه مثل التفاح والكمثرى وَغَيرهمَا وَقيل: الْبُقُول وَإِنَّمَا جَازَ جمع فعلاء هَذِه بِالْألف وَالتَّاء وَلَا يُقَال نسَاء حمراوات لاختلاطها(1/380)
بالأسماء. وَفِي الحَدِيث: تجنبوا من خضرائكم ذَوَات الروايح. أَرَادَ الثوم والبصل والكراث. فِي الحَدِيث: من خضر لَهُ فِي شَيْء فليلزمه. أَي من بورك فِي صناعَة أَو حِرْفَة أَو تِجَارَة فليقبل عَلَيْهَا وتحقيقه: جعلت لَهُ الْحَال فِيهَا خضراء. مخضبة خضرَة وآكلة الْخضر فِي (زه) . أخضلوا فِي (لع) . أَخْضَر الشمط فِي (مغ) يخضل فِي (طي) . خضمة فِي (زو) . لم تخضد فِي (حد) . فِيهِ خضروات فِي (بُد) . خضرمنا النعم فِي (دج) . خضرتها فِي (قر) . خضراؤهم فِي (قو) . وخضده فِي (رب) .
الْخَاء مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعد رجلا أَن يخرج إِلَيْهِ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَمَّا خرج قَالَ لَهُ: شغلني عَنْك خطم.
خطمٌ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الْخطب الْجَلِيل فميمه على هَذَا بدل من الْبَاء وَنَظِيره قَوْلهم: بَنَات مخرٍ فِي بَنَات بخر ورأيته من كثم وكثب وَمَا زلت راتما على هَذَا وراتباً وَيحْتَمل أَن يُرَاد بالخطم أَمر خطمه أَي مَنعه من الْخُرُوج. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَطفَة.
خطف هِيَ الْمرة من الخطف سُمّي بهَا الْعُضْو الَّذِي يخطفه السَّبع أَو يقطعهُ الْإِنْسَان(1/381)
من أَعْضَاء الْبَهِيمَة الْحَيَّة وَهُوَ ميتَة لَا تحل وأصل هَذَا أَنه حِين قدم الْمَدِينَة رأى النَّاس يجبونَ أسنمة الْإِبِل وأليات الْغنم فيأكلونها. سَأَلَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُعَاوِيَة بن الحكم عَن الخطِّ. فَقَالَ: كَانَ نَبِي من الْأَنْبِيَاء يخطُّ فَمن صَادف مثل خطه علم مثل علمه.
خطط قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَانَ يَأْتِي صَاحب الْحَاجة إِلَى الحازي فيعطيه حلوانا فَيَقُول لَهُ: اقعد حَتَّى أخطَّ لَك وَبَين يَدَيْهِ غُلَام مَعَه ميل ثمَّ يَأْتِي إِلَى أَرض رخوة فيخط خُطُوطًا كَثِيرَة بالعجلة لِئَلَّا يلْحقهَا الْعدَد ثمَّ يرجع فيمحوا على مهله خطين خطين فَإِن بَقِي مِنْهَا خطان فهما عَلامَة النجاح فَيَقُول الحازي: ابْني عيان. أَسْرعَا الْبَيَان. وَإِن بَقِي خطٌّ وَاحِد فَهُوَ عَلامَة الخيبة وَالْعرب تَسْمِيَة الأسحم. تخرج الدَّابَّة وَمَعَهَا عَصا مُوسَى وَخَاتم سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام فتحلي وَجه الْمُؤمن بالعصا وتخطم أنف الْكَافِر بالخاتم حَتَّى أَن أهل الإخوان ليجتمعون فَيَقُول هَذَا: يَا مُؤمن وَيَقُول هَذَا: يَا كَافِر.
خطم أَي تُؤثر على أَنفه من خطمت الْبَعِير: إِذا وسمته بالكي بخطٍّ من الْأنف إِلَى أحد خديه وَتسَمى تِلْكَ السمة: الخطام. الإخوان: الخوان ومثاله الإسوار والسوار. وَقَالَ: ... ومَنْحَر مِئْنَاثٍ تَجُرُّ حُوارَها ... ومَوْضِع إخْوَانٍ إِلَى جَنْبِ إخْوَانِ ... ابو ذَر رَضِي الله عننه نرعى الخطائط ونرد المطائط وتأكلون خضما وَنَأْكُل قضما والموعد الله.
خطط الخطيطة: الأَرْض الَّتِي لم تمطر بَين ممطورتين. المطيطة: المَاء الْمُخْتَلط بالطين الَّذِي يتمطط أَي يتمدد بخثورته. الخضم والقضم: قد مضى تفسيرهما آنِفا.(1/382)
ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا سُئِلَ عَن رجل جعل أَمر امْرَأَته بِيَدِهَا فَقَالَت: فَأَنت طَالِق ثَلَاثًا. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: خطَّأَ الله نوءها أَلا طلقت نَفسهَا ثَلَاثًا. أَي جعله مخطئا لَهَا يُصِيبهَا مطره وَيُقَال للرجل إِذا طلب حَاجته فَلم ينجح: أَخطَأ نوؤك وروى: خطى وَهُوَ يحْتَمل أَن يكون من الخطيطة وَهِي الأَرْض غير الممطرة وَأَصله خطَّط فقُلبت الطَّاء الثَّالِثَة حرف لين كَقَوْلِهِم: تقضَّى الْبَازِي والتظني وَلَا أملاه. وروى بِهَذَا الْمَعْنى خطّ بِغَيْر ألف وَمَا أَظُنهُ صَحِيحا وَأَن يكون من خطَّى الله عَنْك السوء أَي جعله يتخطاها وَلَا يمطرها. أنس رضى الله عَنهُ كَانَ عِنْد أم سليم شعير فجشَّته فَجعلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطيفة وأرسلتنى أَدْعُوهُ.
خطف هِيَ لبن يطْبخ بدقيق ويختطف بالملاعق. ابْن مقرن رَضِي الله عَنهُ قَامَ خَطِيبًا فِي غَزْوَة نهاوند فَقَالَ: أَيهَا النَّاس إِن هَذِه الْأَعَاجِم قد أخطروا لكم وأخطرتم لَهُم إخطارا أخطروا رثَّة وأخطرتم الْإِسْلَام فنافحوا عَن دينكُمْ أَلا وَإِنَّكُمْ بَاب بَين الْمُسلمين وَالْمُشْرِكين إِن كسر ذَلِك الْبَاب دُخل عَلَيْهِم مِنْهُ. أَلا وَإِنِّي هازٌّ لكم الرَّايَة فَإِذا هززتها فليثبت الرِّجَال إِلَى أكمة خيولها فيقرطوها أعنَّتها أَلا وَإِنِّي هازٌّ لكم الرَّايَة الثَّانِيَة فلتثب الرِّجَال فنشدهما بَينهَا على أحقائها ثمَّ ذُكر أَن النُّعْمَان طعن برايته رجلا ثمَّ رفع رايته مختصبة دَمًا كَأَنَّهَا جنَاح عِقَاب كاسر وجُمعت الرثاث كَأَنَّهَا الإكام بعد قتل النُّعْمَان إِلَى السَّائِب.
خطر يُقَال: أخطر لي فلَان وأخطرت لَهُ إِذا تراهنا. والخطر: مَا وضعناه على يَدي عدل فَمن فَازَ أَخذه وَهُوَ من الْخطر بِمَعْنى الْغرَر لِأَن ذَلِك المَال على شفا أَن يفاز بِهِ وَيُؤْخَذ.(1/383)
الرثة وَاحِدَة الرثاث: الْأَمْتِعَة الردية أَرَادَ الْغَنَائِم فصغّر شَأْنهَا كَمَا قَالَت أُخْت عَمْرو بن معد يكرب: ... وَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُم إفَالا وأَبْكرا ... وأُتْرك فِي بَيت بصَعْدَة مُظْلِم. ... أَرَادَ أَنهم لم يعرضُوا للاستهلاك إِلَّا مَتَاعا يهون قدره وَأَنْتُم عرّضتم لَهُ مَا هُوَ أفخم الْأَشْيَاء شَأْنًا وَأَعْظَمهَا قدرا وَهُوَ دين الْإِسْلَام فَضرب لذَلِك فعل المتخاطرين مثلا. المنافخة: المدافعة من نفحه بِالسَّيْفِ وقوس نفوح: بعيدَة الدّفع للسهم ونفح الرَّائِحَة: انتشارها واندفاعها. الأكمة: جمع كمام وَهُوَ المخلاة الَّتِي تعلق بِأَعْلَى رَأس الدَّابَّة وكمام الْبَعِير: هُوَ مَا يكم بِهِ فوه لِئَلَّا يعضّ. التقريط: أَن يجْعَلُوا الأعنة وَرَاء آذانها عِنْد طرح اللَّحْم فِي رءوسها أُخذ من تقريط الْمَرْأَة. وَالْمعْنَى: الْأَمر بِنَزْع المخالي وإلجام الْخَيل. الثَّانِيَة: صفة للمصدر الْمَحْذُوف وَتَقْدِيره الهزة الثَّانِيَة. الهيمان: الَّذِي يُجعل فِيهِ الدَّرَاهِم ويشدّ على الحقو فعلان من همى لِأَنَّهُ إِذا أُفرغ همى بِمَا فِيهِ وَسميت بِهِ المنطقة لِأَنَّهَا تُشدّ مشده وَالْمرَاد هَا هُنَا المناطق. الكاسر: الَّتِى تكسر حناحيها إِذا انحطَّت. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وصّى أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ أَن يُكفن فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وَأَن يَجْعَل مَعَهُمَا ثوب آخر: فَأَرَادَتْ عَائِشَة أَن تبْتَاع لَهُ أثوابا جدداً فَقَالَ عمر: لَا يُكفّن إِلَّا فِيمَا أوصى بِهِ. فَقَالَت عَائِشَة: يَا عمر وَالله مَا وُضعت الخطم على آنفنا. فَبكى عمر وَقَالَ: كفني أَبَاك فِيمَا شِئْت. كُني عَن الْولَايَة وَالْملك بِوَضْع الخطم لِأَن الْبَعِير إِذا مُلك وضع عَلَيْهِ الخطام. وَالْمعْنَى: مَا ملكت علينا أمورنا فتنهانا أَن نصْنَع مَا نُرِيد فِيهَا.(1/384)
وَمَا يخْطر فِي سنّ. خطيطه فِي ضف. فتحطمه فِي هض. وخطيفة فِي خر. كالخطائط فِي سل. الْمُخَاطب فِي رس. خطر فِي أر. عَن خطمه فِي حت. خطّارة فِي جن. واسوق خطوي فِي ذُقْ.
الْخَاء مَعَ الْفَاء
. النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيّمَا سَرِيَّة غزت فأخفقت كَانَ لَهَا أجرهَا مرَّتَيْنِ.
خَفق أَي لم تغنم وَحَقِيقَته صادفت الْغَنِيمَة خافقةً غير ثَابِتَة مُسْتَقِرَّة فَهُوَ من بَاب أجنبته وأنحلته وأقحمته. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أم عَطِيَّة إِذا خفضت فأشمي وَلَا تنهكي فَإِنَّهُ أسرى للْوَجْه وأحظى عِنْد الزَّوْج.
خفض الْخَفْض: ختن الْمَرْأَة خَاصَّة شبَّه الْقطع الْيَسِير بإشمام الرَّائِحَة. والنهك: الْمُبَالغَة فِيهِ. أسرى من سروت عَنهُ الثَّوْب: إِذا كشفته أَي أجلى للْوَجْه وأصفى للونه وَالضَّمِير فِي فَإِنَّهُ للإشمام. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ ذكر الْمُسلمين فَقَالَ: فَمن ظلم مِنْهُم أحدا فقد أَخْفَر الله وَمن ولى من أَمر النَّاس شَيْئا فَلم يعطهم كتاب الله فَعَلَيهِ بهلة الله وَمن صلى الصُّبْح فَهُوَ فِي خفرة الله.
خفر خفرت الرجل أجرته وحفظت عَهده وأخفرته: نقضت عَهده الْهمزَة فِيهِ مثلهَا فِي أشكيته كَأَن الْمَعْنى: أزلت خُفرته. كتاب الله أَي مراسمه فِي الْعدْل والإنصاف. البهلة بِالْفَتْح وَالضَّم: اللَّعْنَة. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ قدم مَكَّة عِنْد إِسْلَامه فَذكر أَنه كَانَ يمشي نَهَاره فَإِذا كَانَ اللَّيْل سَقَطت كأنى خَفَاء.(1/385)
خفا هُوَ الكساء الَّذِي يلبس وطب اللَّبن من خَفِي قَالَ ذُو الرمة: ... عَلَيْهِ زَادٌ وأَهْدَام وأخْفية ... كَانَ هِيَ التَّامَّة المستغنية عَن الْخَبَر. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ مثل الْمُؤمن الضَّعِيف كَمثل خَافت الزَّرْع يمِيل مرّة ويعتدل أُخْرَى. وروى: خافتة الزرعِ وخافة الزَّرْع.
خفت الخافت والخافتة: مالان وَضعف ولحوت التَّاء على تَأْوِيل السنبلة وَأما الخافة فَهِيَ فعلة من بَاب خوف وَهِي وعَاء الْحبّ سميت بذلم لِأَنَّهَا وقاية لَهُ. وَيُقَال للعيبة والخريطة الَّتِي يشار فِيهَا الْعَسَل: خافة من هَذَا وَالْخَوْف هُوَ الاتقاء. وَالْمعْنَى إِنَّه ممنوٌّ بأحداث الزَّمَان مرزأٌ لَا يَسْتَقِيم فِي أَمر دُنْيَاهُ استقامة غَيره. ابْن أُسيد رَضِي الله عَنهُ ذكر الدَّجَّال فَقَالَ: يخرج فِي قلَّة من النَّاس وخفقة من الدّين وإدبار من الْعلم.
خَفق هِيَ من خَفق إِذا اضْطربَ أَو خَفق اللَّيْل: إِذا ذهب أَكْثَره أَو خَفق النَّجْم إِذا انحطّ فِي الْمغرب أَو من خَفق خفقة إِذا نعس نعسة وَالْمعْنَى فَتْرَة أمره. عُبَيْدَة السَّلمَانِي رَحمَه الله تَعَالَى سُئل عَن مُوجب الْجَنَابَة فَقَالَ: الخفق والخِلاط. وروى الدفق.
خَفق هى الْإِيلَاج وَأَصله الضَّرْب يُقَال: خفقه بِالدرةِ. والخلاط: مُخَالطَة الرجل وَالْمَرْأَة. مُجَاهِد رَحمَه الله سَأَلَهُ حبيب بن أبي ثَابت فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن يؤثِّر السُّجُود فِي جبهتى. فَقَالَ: إِذا سجدت فتخاف.
خفف أَي ضع جبهتك على الأَرْض وضعا خَفِيفا من غير اعتمادٍ.(1/386)
وَمِنْه حَدِيث عَطاء: خفّوا على الأَرْض. وروى: فتجاف. تختفوا فِي حف. أخفواً فِي قع. خفر فِي بج. خافجة فِي لب.
الْخَاء مَعَ الْقَاف
. عبد الْملك كتب إِلَى الْحجَّاج: أما بعد فَلَا تدع خقاًّ من الأَرْض وَلَا لقا إِلَّا زرعته.
خقق الخقُّ: الخد فِي الأَرْض يُقَال: خقّ فِيهَا وخدَّ. واللق: الصدع. وروى عَن يُوسُف بن عمر أَنه قَالَ: إِن عَاملا من عمالي كتب إليّ يذكر أَنه زرع كل حق ولق بِالْحَاء وَالضَّم وَفسّر الحُقّ بِالْأَرْضِ المطمئنة واللقُّ بالمرتفعة. أخاقيق فِي (وق) .
الْخَاء مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى جعل حَسَنَات ابْن آدم بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: إِلَّا الصَّوْم فَإِن الصَّوْم لي وَأَنا أجزي بِهِ ولخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك.
خلف خلف فوه خلوفة وخلوفاً وأخلف إخلافا: إِذا تغير. قَالَ ابْن أَحْمَر: ... بانَ الشبابُ وأَخْلَف العَمْرُ ... وتنكّر الإخوانُ والدَّهْر ... أَرَادَ بالعمر: اللَّحْم الَّذِي بَين الْأَسْنَان قَالَ الْمبرد فِي فسره: خلف: حدثت لَهُ رَائِحَة بعد مَا عهِدت مِنْهُ وَلَا يُقَال: خلوف لمن لم يزل ذَلِك مِنْهُ وَمِنْه اللَّحْم الخالف وَهُوَ الَّذِي تَجِد مِنْهُ رويحةً. وَمِنْه حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام حِين سُئل عَن القُبْلَة للصَّائِم فَقَالَ: وَمَا رأبك إِلَى خلوف فِيهَا ليردن عليَّ الْحَوْض أقوامٌ ثمَّ ليختلجن دونى.(1/387)
أَي ليجتذبن ويقتطعن عني. صلى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَصْحَابِهِ صَلَاة جهر فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ وقرا قارىء خَلفه فجهر فَلَمَّا سلم قَالَ: لقد ظَنَنْت أَن بَعْضكُم خالجينها. أَي جاذبني الْقِرَاءَة ونازعنيها. وَفِي حَدِيث آخر: مَالِي أُنازع الْقُرْآن بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا على الصَّدَقَة فجَاء بفصيل مخلول أَو محلول فَقَالَ: هَذَا من صَدَقَة فلَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا بَارك الله لَهُ فِيهِ إبِله فَبلغ الرجل دعاؤه فجَاء بِنَاقَة كوماء فتلها إِلَيْهِ فَدَعَا لَهُ فِي إبِله بِالْبركَةِ.
خلل المخلول: الَّذِي خُلّ لِسَانه لِئَلَّا يرضع عِنْد الْفِطَام فهُزل. والمحلول: الَّذِي كَأَنَّمَا حُلَّ عَن أوصاله اللَّحْم وخُلع لفرط هزاله.
تلها: أناخها من تللت الرجل: إِذا صرعته. الكوماء: المرتفعة السنام من كومت الشَّيْء: إِذا ركمته. قَالَ أَبُو رِفَاعَة رَضِي الله عَنهُ أَتَيْته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يخْطب فَقلت: إِنِّي رجل جَاهِل غَرِيب لَا يعلم دينه فَترك النَّاس وَنزل فَقعدَ على كرْسِي خلبٍ قوائمه من حَدِيد.
خلب هُوَ لِيف النّخل. قَالَ: ... ومُطَّردا كرِشَاءِ الجَرُو ... رِ مِنْ خُلُب النَّخْل لم ينْأَدِ ... . وَهُوَ من الخلب بِمَعْنى الانتزاع يُقَال: خلب السَّبع الفريسة وَمِنْه الخلب لِأَنَّهُ ينتزع من النّخل وَسمي ليفا لِأَنَّهُ يلاف مِنْهُ أَي يُؤْخَذ مِنْهُ من لاف المَال الْكلأ يلوفه. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه كَانَ لَهُ وسَادَة حشوها خلب. وروى: سلب. وَهُوَ قشور الشّجر وروى: فأُتي بكرسي من خلب قوائمه حَدِيد فَقعدَ عَلَيْهِ.(1/388)
قَالَ حميد بن هِلَال: أرَاهُ خشبا أسود حسب أَنه حَدِيد لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تضطرب أليات نسَاء دوس على ذِي الخلصة.
خلص هُوَ بَيت أصنام كَانَ لدوس وخثعم وبجيلة وَمن كَانَ ببلادهم من الْعَرَب بتبالة أَو صنم لَهُم. وَقيل: كَانَ عمر بن لحي بن قمعة نَصبه بِأَسْفَل مَكَّة حِين نصب الْأَصْنَام فِي مَوَاضِع شَتَّى فَكَانُوا يلبسونه القلائد ويعلقون عَلَيْهِ بيض النعام ويذبحون عِنْده وَكَأن معناهم فِي تَسْمِيَته بذلك أَن عُبَّاده والطائفين بِهِ خلصة. وَقيل: هُوَ الْكَعْبَة اليمانية. وَفِي قَول من زعم أَنه بَيت كَانَ فِيهِ صنم يُسمى الخلصة نظر لِأَن ذُو لَا يُضَاف إِلَّا إِلَى الْأَسْمَاء الْأَجْنَاس. وَالْمعْنَى أَنهم يرتدون ويعودون إِلَى جاهليتهم فِي عبَادَة الْأَوْثَان فترمل نسَاء بني دوس طائفات حول ذِي الخلصة فترتج أكفالهن. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لجرير بن عبد الله: تهَيَّأ حَتَّى تسير إِلَى بَيت قَوْمك خثعم وَذي الخلصة فتدعوهم إِلَى الْإِسْلَام وتكسر صَنَمهمْ. فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي رجل قلع فَقَالَ: اللَّهُمَّ ثبته واجعله هادياً مهديًّا. الْقلع: الَّذِي لَا يثبت فِي السرج. وَمِنْه الحَدِيث: تكون ردة قبل يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يرجع نَاس من الْعَرَب كفَّارًا يعْبدُونَ الْأَصْنَام بِذِي الخلصة. وَفِيه دَلِيل على أَنه بَيت أصنام. عَن مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي رَضِي الله عَنهُ: قلت: يَا رَسُول الله ماآيات الْإِسْلَام قَالَ: أَن تَقول أسلمت وَجْهي إِلَى الله وتخليت وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة كل مُسلم عَن مُسلم محرم أَخَوان نصيران.(1/389)
فَقلت: يَا نَبِي الله هَذَا ديننَا قَالَ: هَذَا دينكُمْ وأينما تحسن يَكْفِيك.
خلى التخلي: التفرغ. يُقَال: تخلى من الدُّنْيَا وتخلى لِلْعِبَادَةِ وَهُوَ تفعل من الْخُلُو وَالْمرَاد التبرؤ من الشّرك وَعقد الْقلب على شرائع الْإِسْلَام. كل من دخل فِي حُرْمَة لَا يسوغ هتكها فَهُوَ محرم يَعْنِي أَن حق كل مُسلم أَن يكون آمنا أَذَى مُسلم مثله متباعداً عَن استطالته عَلَيْهِ ونكايته فِيهِ لكَونه دَاخِلا فِي حُرْمَة الْإِسْلَام ومأمنه. أَخَوان: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف مَعْنَاهُ: هما أَخَوان أَي المسلمان حتم عَلَيْهِمَا التناصر والتعاون لَا يَنْبَغِي لَهما أَن يتخاذلا. مَا فِي أَيْنَمَا زَائِدَة لَيست مثلهَا فِي حَيْثُمَا وَإِذا مَا أَلا ترى أَن أَيْن جازمة للفعلين بدونهما وَلكنهَا أفادت تاكيدا وَضَربا من الشياع الزَّائِد. وَالْمعْنَى: هَذَا دينكُمْ وَأَنْتُم كَمَا قلت فِي الْمُحَافظَة على هَذِه الْحُدُود وَإِقَامَة هَذِه الْفَرَائِض وعَلى أَن الْأَمر كَذَلِك فَفِي أَي مقامة من مقامات الْخَيْر أوقعت إحسانا وَبرا على سَبِيل التَّبَرُّع أجدى عَلَيْك ونفعك عَن الله فَلَا تعجز أَن تفعل. ثَلَاث آيَات يقرؤهن أحدكُم فِي صلَاته خير لَهُ من ثَلَاث خلفات سمان عِظَام.
خلف الخلفة: النَّاقة الْحَامِل. كَانَت لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَشَبَة يقوم عِنْدهَا إِذا خطب فَقَالُوا: لَو جعلنَا لَك شَيْئا تقوم عَلَيْهِ حَتَّى تسمع النَّاس فحنضت الْخَشَبَة حنين النَّاقة الخلوج فَأَتَاهَا فَضمهَا إِلَيْهِ.
خلج هِيَ الَّتِي اختلج عَنْهَا وَلَدهَا أَي انتزع. لَو: بِمَعْنى لَيْت وَقد سبق مثلهَا مَعَ الشَّرْح. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَكَّة: لَا يُختلى خَلاهَا وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد.
خلى الخلي: الرطب من الخلي كَمَا أَن الفصيل من الْفَصْل وهما الْقطع يُقَال: خلى(1/390)
الخلي يخليه واختلاه: إِذا جزه وَحقه أَن يكْتب بِالْيَاءِ ويثنى خليان. اللّقطَة يفتح الْقَاف والعامة تسكنها: مَا يُلتقط المنشد: المعرِّف ابو بكر رضى الله عَنهُ جَاءَهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: أَنْت خَليفَة رَسُول الله قَالَ: لَا قَالَ: فَمَا أَنْت قَالَ: أَنا الخالفة بعده.
خلف الخالف والخالفة: الَّذِي لَا غناء عِنْده وَلَا خير فِيهِ وَهُوَ بَين الْخلَافَة بِالْفَتْح. يُقَال: هُوَ خالفة أهل بَيته. وَهُوَ خالفة من الْخَوَالِف وَمَا أدرى أى خالفة هُوَ أارد تَصْغِير شَأْن نَفسه وتوضيعها. لما كَانَ سُؤَاله عَن الصّفة دون الذَّات. قَالَ: فَمَا أَنْت وَلم يقل: فَمن أَنْت عمر رَضِي الله عَنهُ لَو أُطيق الْأَذَان مَعَ الخليفى لأذنت. هَذَا النَّوْع من المصادر يدل على معنى الْكَثْرَة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يَقُول: كَانَ بَينهم رمياًّ فَلَيْسَ يُرِيد قَوْله رمى رمياً وَلكنه يُرِيد مَا كَانَ بَينهم من الترامي وَكَثْرَة الرَّمْي وَأما الدليلي فَإِنَّمَا يُرِيد كَثْرَة علمه بِالدّلَالَةِ ورسوخه فِيهَا فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بالخليفي كَثْرَة جهده فِي ضبط أُمُور الْخلَافَة وتصريف أعنتها. رف إِلَيْهِ رَضِي الله عَنهُ رجل قَالَت لَهُ امْرَأَته: شبهني فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْيَة كَأَنَّك حمامة. فَقَالَت: لَا أرْضى حَتَّى تَقول: خليَّة طَالِق فَقَالَ ذَلِك فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: خُذ بِيَدِهَا فهى امْرَأَتك.
خلى الخلية: النَّاقة الَّتِي تخلي عَن عقالها وَطلقت من العقال تطلق طلقا فَهِيَ طَالِق(1/391)
وَقيل الخلية: الغزيرة يُؤْخَذ وَلَدهَا فيعطف عَلَيْهِ غَيرهَا وتُخلّى هِيَ للحي يشربون لَبنهَا. قَالَ خَالِد بن جَعْفَر الْكلابِي يصف فرسا: ... وَأوصى الحالَبْين ليُؤْثرَاها ... لهَا لَبَنُ الخِلّية والصُّعُود ... والطالق: النَّاقة الَّتِي لَا خطام عَلَيْهَا أَرَادَت مخادعته عَن التَّطْلِيق بإرادتها لَهُ على أَن يَقُول: كَأَنَّك خلية طَالِق فَتطلق وَإِنَّمَا ذهب هُوَ إِلَى النَّاقة فَلم يَقع الطَّلَاق. قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: لَيْسَ الْفَقِير الَّذِي لَا مَال لَهُ وَإِنَّمَا الْفَقِير الأخلق الْكسْب.
خلق هُوَ الأملس المصمت الَّذِي لَا يُؤثر فِيهِ شىء من قَوْلهم: حجر أخلق وصخرة خلقاء. وَمعنى وصف الْكسْب بذلك أَنه وافر مُنْتَظم لَا يَقع فِيهِ وكس وَلَا يتحيفه نُقْصَان. أَرَادَ أَن عَادَة الله فِي الْمُؤمن أَن تلم بِهِ المرازىء فِيمَا يملكهُ فيثاب على صبره فِيهَا فَإِذا لم يزل معافي مِنْهَا موفورا كَانَ فَقِيرا من الثَّوَاب وَهُوَ الْفقر الْأَعْظَم. إِن عَاملا لَهُ رَضِي الله عَنهُ على الطَّائِف كتب إِلَيْهِ: إِن رجَالًا من فهم كلمونى فِي خلايا لم أَسْلمُوا عَلَيْهَا وسألوني أَن أحميها لَهُم. فَكتب إِلَيْهِ عمر: إِنَّمَا هُوَ ذُبَاب غيث فَإِن أَدّوا زَكَاته فاحمه عَلَيْهِم.
خلى الخلايا عسَّالات النَّحْل وَهِي أشباه الرواقيد الْوَاحِدَة خلية كَأَنَّهَا الْمَوَاضِع الَّتِي تُخلى فِيهَا أجوافها. وَمِنْه الحَدِيث فِي خلايا النَّحْل أَن فِيهَا الْعشْر. هُوَ: ضمير الْعَسَل. يَعْنِي أَنه يعِيش بالغيث ويرعى مَا ينبته فشبهه بِالنعَم السائم الَّذِي فِيهِ الزَّكَاة.
خلع عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا أُتي بِالرجلِ قد تخلع فِي الشَّرَاب الْمُسكر جلده ثَمَانِينَ.(1/392)
أَي انهمك فِي معاقرته وخلع رسنه فِيهَا وَبلغ بِهِ الثمل إِلَى أَن استرخت مفاصله استرخاء يشبه التخلع والتفكك كَمَا قَالَ الأخطل: ... صَرِيعُ مُدَام يَرْفَعُ الشَّرْبُ رأسَه ... ليحيا وَقد مَاتَتْ عِظَامٌ ومَفْصِل
إِذا رفعوا عَظْماً تحامل صَدْرُه ... وآخرُ مِمَّا نَالَ مِنْهَا مُخَبَّلُ ... ابْن عَمْرو بن نفَيْل لما خَالف دين قومه قَالَ لَهُ الْخطاب بن نفَيْل: إِنِّي لأحسبك خالفة بني عدي هَل ترى أحدا يصنع من قَوْمك مَا تصنع
خلف الخالفة: الْكثير الْخلاف قَالَ: ... يأيها الخالفة للجوج ... وَيجوز أَن يُرِيد الَّذِي لَا خير عِنْده وَقد مرَّ آنِفا. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ عَلَيْكُم بِالْعلمِ فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يخْتل إِلَيْهِ.
خلل أَي يحْتَاج من الْخلَّة وَهِي الْحَاجة. الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ: خرجنَا فِي سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة الَّتِي أصَاب فِيهَا بني فَزَارَة فأتينا الْقَوْم خلوفا فقاتل النحام الْعَدوي يَوْمئِذٍ وَقد أَقَامَ على صلبه نصيلا.
خلف قَالَ: إِنِّي أقويت مُنْذُ ثَلَاث فَخفت أَن يحطمنى الْجُوع. فسر الخلوف فِي الْهمزَة والطاء. النصيل: حجر فِيهِ طول نَحْو الذِّرَاع واكثر. الإقواء: نفاد الزَّاد. شُرَيْح رَحمَه الله إِن نسْوَة شهدن عِنْده على صبي وَقع حيّا يتخلج فَقَالَ: إِن الْحَيّ يَرث الْمَيِّت أتشهدن باستهلال فَأبْطل شهادتين.
خلج التخلج: الِاضْطِرَاب والتحرك. أهل الصَّبِي واستهل: صَاح عِنْد الْولادَة وَأهل الْهلَال فَاسْتهلَّ: صِيحَ بِالتَّكْبِيرِ(1/393)
عِنْد رُؤْيَته وانهلَّت السَّمَاء بالقطر واستهلت: ابتدأت بِهِ فسُمع صَوت وقعه. قضى فِي قَوس كسرهَا رجل لرجل بالخلاص.
خلص قيل: هُوَ مثل الشَّيْء المتوى. وخلَّص: إِذا أعْطى الْخَلَاص ومنَّاه مَا يتَخَلَّص بِهِ من الْخُصُومَة. أَبُو مجلز رَحمَه الله إِذا كَانَ الرجل مختلجا فسرك أَلا تكذب فانسبه إللا أمه.
خلج يُقَال: تخالجوا الشَّيْء واختلجوه إِذا تنازعوه. وَالْمعْنَى: إِذا كَانَ مُخْتَلفا فِي نسب أَبِيه يتداعاه قوم وَقوم فانسبه إِلَى طرف الْأُم. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله كُتب إِلَيْهِ فِي امْرَأَة خلقاء تزَوجهَا رجل فَكتب إِلَيْهِ: إِن كَانُوا علمُوا بذلك فأغرمهم صَدَاقهَا لزَوجهَا يَعْنِي الَّذين زوجوها. وَإِن كَانُوا لم يعلمُوا فَلَيْسَ عَلَيْهِم إِلَّا أَن يحلفوا مَا علمُوا بذلك. هِيَ الرتقاء من الصَّخْرَة الخلقاء: المصمتة.
خلق مُعْتَمر رَحمَه الله سُئل مَالك عَن عجين يعجن بدردي فَقَالَ: إِن كَانَ يُسكر فَلَا فحدَّث الْأَصْمَعِي بِهِ مُعْتَمِرًا فَقَالَ: أَو كَانَ كَمَا يُقَال: ... رأى فِي كفّ صَاحبه خَلاةً ... فَتُعْجِبه ويُفْزِعه الْجَرِير ...
خلى الخلاة: الطَّائِفَة من الخلي وَهُوَ الرطب ونظيرها الشهدة من الشهد والجبنة من الْجُبْن. أَعْجَبته فَتْوَى مَالك وَخَافَ التَّحْرِيم لاخْتِلَاف النَّاس فِي الْمُسكر فتوقف وتمثل بِالْبَيْتِ. وَمَعْنَاهُ أَن الرجل يندُّ بعيره فَيَأْخُذ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عشباً وَفِي الْأُخْرَى حبلا فَينْظر الْبَعِير إِلَيْهِمَا فَلَا يدْرِي مَا يصنع.(1/394)
حلوفا فِي (أط) . لَا خلاط فِي (اب) . خلأت فِي (خب) . إِذا أخلف فِي (دك) . مَا خَلفه فِي (دخ) . بخلافتك فِي (شل) . أخلق فِي (عو) . خَالع فِي هَل. خلب النّخل فِي جو. الخلي فِي لف. خلاص فِي عذ. اختللناها فِي سل. يختلي فِي جر. يخلج فِي حل. خلوقكم فِي ول. واخلولق فِي رب. الخلاط فِي ين. نستخلب فِي صب. مخلاف فِي نَص.
الْخَاء مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمِّروا آنيتكم وأوكوا أسقيتكم وأجيفوا الْأَبْوَاب وأطفئوا المصابيح واكتفوا صِبْيَانكُمْ فَإِن للشياطين انتشارا وخطفة. يعْنى بِاللَّيْلِ.
خمر التخمير: التغطية. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه أُتي بِإِنَاء من لبن فَقَالَ: لَوْلَا خمرته وَلَو بِعُود تعرضه عَلَيْهِ. لَوْلَا هَذِه تحضيضية. وَمِنْه الحَدِيث: لَا تَجِد الْمُؤمن إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاث: فِي مَسْجِد يعمره أَو بَيت يخمِّره أَو معيشة يدبِّرها. أَي يستره وَيصْلح شَأْنه. الْآنِية: جمع قلَّة كآدمة جمع أَدِيم. الإبكاء: الشد بالوكاء وَهُوَ خيط يشد بِهِ السقاء. إجافة الْبَاب: رده. اكتفوهم: ضموهم إِلَيْكُم واحبسوهم فِي الْبيُوت. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْجد على الْخمْرَة. هِيَ السجادة الصَّغِيرَة من الْحَصِير لِأَنَّهَا مرملة مخمّرة خيوطها بسعفها. سُئِلَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أفضل فَقَالَ: الصَّادِق اللِّسَان والمخموم الْقلب.(1/395)
قَالُوا: هَذَا الصَّادِق اللِّسَان قد عَرفْنَاهُ فَمَا المخموم الْقلب قَالَ: هُوَ التقى الَّذِي لَا غل فِيهِ وَلَا حسد.
خمم هُوَ من خممت الْبَيْت إِذا كنسته. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ حَبَّة بن جُوَيْن العرني: شَهِدنَا مَعَه يَوْم الْجمل فقسم مَا فِي المعسكر بَيْننَا فَأصَاب كل رجل منا خَمْسمِائَة خَمْسمِائَة فَقَالَ بَعضهم يَوْم صفّين فِي كَلَام لَهُ: ... قلت لنَفس السوء وَلَا تقربن ... لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَل الإحَرِّيْن
والخَمْسَ قد تجشمك الْأَمريْنِ ...
خمس أَرَادَ لَا خَمْسمِائَة فَحذف لِأَنَّهُ كَانَ مَعْلُوما. الإحرون: جمع حرَّة وَزِيَادَة الْهمزَة فِيهِ بِمَنْزِلَة الْحَرَكَة فِي أرضون وكتغير الصَّدْر فِي ثبون وقلون كَرَاهَة أَن تكون بِمَنْزِلَة مَا الْوَاو وَالنُّون لَهُ فِي الأَصْل كمسلمون. وَيُقَال حرّون كَمَا قيل قلون بِغَيْر تَغْيِير تَنْزِيلا للواو وَالنُّون منزلَة الْألف وَالتَّاء. وَنَظِيره قَول بَعضهم فِي الْوَاحِدَة: إحرة. وَالْمعْنَى: مَالك الْيَوْم مِمَّا فرض لَك يَوْم الْجمل إِلَّا الْحِجَارَة الأمرون: الدَّوَاهِي جمع الأمرّ وَالْمعْنَى الْخطب أَو الْحَادِث.(1/396)
الأمرّ: الأفظع. وَالْقَوْل فِيهِ القَوْل فِي حرّون. معَاذ رَضِي الله عَنهُ كَانَ يَقُول بِالْيمن: ائْتُونِي بخميس أَو لبيس آخذه مِنْكُم فِي الصَّدَقَة فَإِنَّهُ أيسر عَلَيْكُم وأنفع للمهاجرين بِالْمَدِينَةِ. الْخَمِيس: ثوب طوله خمس أَذْرع وَهُوَ المخموس أَيْضا يَعْنِي الصَّغِير من الثِّيَاب. واللبيس: الَّذِي لُبس فأخلق. وَعَن أبي عَمْرو: الْخَمِيس نوع من الثِّيَاب عمله الْخمس ملك بِالْيمن قَالَ الْأَعْشَى: ... توماً ترَاهَا كشِبْهِ أرْدية الخِمْس وَيَوْما أديمَها نَغِلا ... أيسر: أسهل. من استخمر قوما أَوَّلهمْ أَحْرَار وجيران مستضعفون فَإِن لَهُ مَا قصر فِي بَيته حَتَّى دخل الْإِسْلَام وَمَا كَانَ مهملاً يُعْطي الْخراج فَإِنَّهُ عَتيق وَإِن كل نشر أَرض يسلم عَلَيْهَا صَاحبهَا فَإِنَّهُ يخرج مِنْهَا مَا أعْطى نشرها ربع المسقوى وَعشر المظمىء وَمن كَانَت لَهُ أَرض جادسة قد عُرفت لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة حَتَّى أسلم فَهِيَ لِرَبِّهَا. استخمر: استعبد وتملك وأخمرني كَذَا: ملكنيه كلمة يَمَانِية.
خمر يَعْنِي إِذا استعبد الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة قوما بني أَحْرَار وقوما استجاروا بِهِ فاستضعفهم واستعبدهم فَإِن من قصره أَي من احتبسه وَاخْتَارَهُ مِنْهُم فِي بَيته واستجراه فِي خدمته إِلَى أَن جَاءَ الْإِسْلَام فَهُوَ عبدٌ لَهُ وَمن لم تحتبسه وَكَانَ مهملاً قد ضرب عَلَيْهِ الْخراج وَهُوَ الضريبة فَهُوَ حرٌّ بمجيء الْإِسْلَام. النشر: النَّبَات. مَا: فِي أعْطى مَصْدَرِيَّة مقدَّر مَعهَا الزَّمَان. وَربع: مفعول يخرج. المسقوى: الَّذِي يسقى سيحا. والمظمىء: الَّذِي تسقيه السَّمَاء وهما منسوبان إِلَى المسقى والمظمأ مصدرى سقى وظمىء.(1/397)
الجادسة: الَّتِي لم تُحرث وَلم تُعمر. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجوادس: الْبِقَاع الَّتِي لم تزرع قطّ. قَالَ عَائِذ الله بن عَمْرو: دخلت الْمَسْجِد يَوْمًا مَعَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله ليه وَآله وَسلم أخمر مَا كَانُوا ... ... ثمَّ ذكر حَدِيثا حَدثهمْ بِهِ معَاذ. أَي أَكثر مَا كَانُوا وأوفر وَحَقِيقَته أستر مَا كَانُوا من خمر شَهَادَته يخمرها ويخمرها أَي ستروا بدهمائهم أَرض الْمَسْجِد. وروى بِالْجِيم من أجمر الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا. سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله. قَالَ عَامر بن ربيعَة: انْطَلَقت أَنا وَسَهل نلتمس الْخمر فَوَجَدنَا خمرًا وغدير مَاء وَدخل المَاء فَأَعْجَبَنِي خلقه فَأَصَبْته بِعَين فَأَخَذته قفقفة. هُوَ مَا واراك من شجر. القفقفة: الرعدة. فِي الحَدِيث: اذْكروا الله ذكرا خاملا.
خمل أَي خفيضا خفِيا كَقَوْلِه تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً} . الْخَمِيس فِي حو. خمرًا فِي سِتّ. خميصة فِي سد. وَفِي فض. خمصان الأخمصين فِي شَذَّ. خماشات فِي نو. خموشاً فِي خد. لَا تخمروا واوجهه فِي وق. خمر الْعَالم فِي غب.
الْخَاء مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله تخرقت عَنَّا الخنف وأحرق بطوننا التَّمْر.
خنف الخنيف: ضرب من أردا الْكَتَّان أر ادأ مَا يكون مِنْهُ كَأَنَّهُ سُمي بذلك لمباينته سَائِر أَجنَاس الْكَتَّان وانقطاعه وميله عَنْهَا رداءة من خنف الأُترجَّة بالسكين إِذا(1/398)
قطعهَا وخنف الْفرس: أمال حَافره إِلَى وحشيه. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اختناث الأسقية.
خنث هُوَ ثني أفواهها إِلَى خَارج فَإِن ثنيت إِلَى دَاخل فَهُوَ قبع. قيل: إِنَّمَا نهى عَنهُ لِأَنَّهُ ينتنها أَو كَرَاهَة أَن تكون فِيهِ دَابَّة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه كَانَ يشرب من الْإِدَاوَة وَلَا يختنثها ويسميها نفعة. سَمَّاهَا بالمرّة من النَّفْع ومنعها من الصّرْف للعلمية والتأنيث. لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل مَا خنز الطَّعَام وَلَا أنتن اللَّحْم كَانُوا يرفعون طَعَام يومهم لغدهم.
خنز هُوَ قلب خزن إِذا أروح وَتغَير وَهُوَ من الخزن بِمَعْنى الإدخار لِأَنَّهُ سَبَب تغيره أَلا ترى إِلَى قَول طرفَة: ... ثُمّ لَا يخْزَنُ فِينَا لحمُها ... إِنَّمَا يَخْزَن لحمُ المدَّخِرْ ... وَيحْتَمل أَن يكون أصلين وَمِنْه الخنزوانة وَهِي الْكبر لِأَنَّهَا تغيّر عَن السمت الصَّالح ووزنها فعلوانة وَيحْتَمل أَن يكون فنعلانة من الخزو وَهُوَ الْقَهْر والإذلال. الزبير رَضِي الله عَنهُ سمع رجلا يَقُول: يالخندف فَخرج وَبِيَدِهِ السَّيْف وَهُوَ يَقُول: أُخندف إِلَيْك أَيهَا المخندف وَالله لَئِن كنت مَظْلُوما لأنصرنك.
خندف الخندفة: الهرولة وَلَو قيل: إِن نونها مزيدة وَاشْتقت من خندفت السَّمَاء بالثلج إِذا رمت بِهِ لِأَن المهرول يقذف بِنَفسِهِ فِي السّير كَانَ وَجها. وخندف: لقب ليلى بنت عمرَان بن الحافي ابْن قضاعة ولدت للياس بن مُضر عمرا وعامرا وعميرا فندت لَهُم إبل فَذَهَبُوا فِي طلبَهَا فأدركها عَامر فلقب بمدركة واقتنص عمروٌ أرنبا فطبخها فَسمى طابخة وانقمع عُمَيْر فِي الْبَيْت فَسُمي قمعة وَخرجت(1/399)
ليلى فِي إثرهم وَقَالَت: أخندف فِي إثركم فلقبت خندف. أَرَادَ بالمخندف المنادى بيالخندف وَلم يرد المهرول وَنَظِيره المهلل والملبي. اللَّام فِي يَا لخندف لَام الاستغاثة كَانَ هَذَا كَانَ قبل نهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التعزي بعزاء الْجَاهِلِيَّة. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ذكرت وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: فانخنث فِي حجري فَمَا شَعرت حَتَّى قبض. خنث أَي انثنى يُقَال: خنثه فانخنث قَالَت لَهَا بنوتميم: هَل لَك فِي الْأَحْنَف قَالَت: لَا وَلَكِن كونُوا على مخنته خنن أَي على طَرِيقَته قَالَ بعض بني ضبَّة: ... يامن لِعَاذلةٍ لَوْمِي مَخَنَّثُها
وَلَو أرادَتْ سدَاداً لاتَّقَتْ عَذْلي ... وَيُقَال: الْبِطِّيخ لي مخنة أَي أكله لي إلْف وَعَادَة ن أَي آكله السَّاعَة بعد السَّاعَة لَا اصبرعنه. فِي الحَدِيث يخرج عنق من النَّار فتخنس بالجبارين النَّار: خنس أَي تغيب بهم فِيهَا من خنس النَّجْم. الخنيف فِي (هن) . فخنوا فِي (شي) . الخنس فِي (ضح) .
الْخَاء مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَثلُ الْمُؤمن مثل الخامة من الزَّرْع تفيئها الرِّيَاح مرّة هُنَا وَمرَّة هَا هُنَا وَمثل الْكَافِر مثل الأرزة المجذية على الأَرْض حَتَّى يكون
خوم انجعافها مرّة. هِيَ الغضة قَالَ الشماخ [227] : ... إِنَّمَا نَحن مثل خادمة زَرْع
فَمَتَى يَأْن يأتِ مخْتَضِدُه. ... تفيِّئها: تميلها.(1/400)
الأرزة بِفَتْح الرَّاء. شَجَرَة الأرزن وبوي بِكَوْنِهَا وَهِي شَجَرَة الصنوبر الصنوبر ثَمَرهَا وروى: الآرزة وَهِي الثَّابِتَة فِي الأَرْض وَقد أرزت تأرز. والمجذية مثلهَا يُقَال: جذا يجذو وأجذى يجذي. الانجعاف: مُطَاوع جعفة إِذا قلمه. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتخولهم بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَة السَّآمَة عَلَيْهِم. أَي يتعهدهم من قَوْلهم: فلَان خائل مَال وَهُوَ الَّذِي يصلحه وَيقوم بِهِ وقدخال خول يخول خولا وَهِي الخولى عِنْد أهل الشَّام. وروى: بتخونهم على هَذَا الْمَعْنى. قَالَ ذُو الرمة ... لاينعش الطّرف إِلَّا ماتخونه داعٍ يُنادِيه باسْم الماءِ مَبْغومُ ... وَقيل: يتحولهم أَي يتَأَمَّل حالاتهم الَّتِي ينشطون فِيهَا للموعظة. لاتبقى خوخة فِي الْمَسْجِد إِلَّا سُدَّت غير خوخة أبي بكر. خوخ هِيَ مخترق بَين بَيْتَيْنِ يُنصب عَلَيْهَا بَاب. عَن التلب بن ثَعْلَبَة الْعَنْبَري أصَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خوبةٌ فرقي إِلَيْهِ أَن عِنْدِي طَعَاما فاستقرضه مني. خوب هِيَ الْحَاجة وَقد خَابَ يخوب خوبا: إِذا افْتقر رقي إِلَيْهِ: رفع إِلَيْهِ وَبلغ. وَمِنْه الحَدِيث: نَعُوذ بِاللَّه من الخوبة. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يطْرق الرجل أَهله [أَن] يتخونهم ويلتمس عَوْرَاتهمْ. التخون: تطلُّب الْخِيَانَة والريبة وَالْأَصْل لِأَن يتخونهم فَحذف اللَّام [وحروف الْجَرّ
خون تسْقط مَعَ أَن كثيرا ومنعناه متخوِّناً] وَقد مرّت لَهُ نَظَائِر. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لن تخور قوى ماكان صَاحبهَا ينْزع وينزو.(1/401)
خور خار يخور خوراً أَو خؤوراً أَو خئورةً إِذا ضعف وَهُوَ خوار. أَرَادَ: ينْزع العوس وينزو على الْفرس. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا صلى الرجل فليخو وغذا صلت الْمَرْأَة فلتحتفز. خوى التخوية: أَن يجافى عضديءه عَن جَنْبَيْهِ حَتَّى يخوي مَا بَين ذَلِك. الاحتفاز: التضام كتضام المحتفز وَهُوَ المستوفز. فِي الحَدِيث مثل الْمَرْأَة الصَّالِحَة مثل التَّاج المخوَّص بالذَّهب وَمثل الْمَرْأَة السوء كالحمل الثقيل على الشَّيْخ الْكَبِير
خوص هُوَ الَّذِي جعلت عَلَيْهِ صَفَائِح من ذهب كخوص النّخل خوّة فِي (ده) . نستخيل فِي (صب) . وخوّى فِي (عج) . خَاص فِي (عذ) . لانخول فِي (حن) . لاالخال فِي (لب) . خولا فِي (دخ) . خواتاً فِي (رض) . أهل الإخوان فِي (خطّ) . خوضات الْفِتَن فِي (دح) . خوص
الْخَاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا: كَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير إِذا رأى ريحًا سَأَلَ الله خَيرهَا وَخير مَا فِيهَا وَإِذا رأى فِي السَّمَاء اختيالا تغيَّر لَونه وَدخل وَخرج وَأَقْبل وَأدبر [228] وروى: كَانَ إِذا رأى مخيلة أقبل وَأدبر وَتغَير. قَالَت عَائِشَة: فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: ومايدرينا لَعَلَّه كقوم ذكرهم الله (فَمَا رَأَوْهُ عارضا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ) . الْآيَة. خيل الاختيال: أَن يُخال فِيهَا الْمَطَر والمخيلة: مَوضِع الْخَيل وَهُوَ الظَّن كالمظنة وَهِي السحابة الخليقة بالمطر وَيجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمخيلة الَّتِي هِيَ مصدر كالمحبة كَقَوْلِهِم: الْكتاب وَالصَّيْد.(1/402)
قَالَ أُسامة بن زيد رَضِي الله عَنْهُمَا: قلت لَهُ: يارسول الله أَيْن تنزل غَدا فِي حجَّته فَقَالَ: هَل ترك لنا عقيل منزلا ثمَّ قَالَ: نَحن نازلون بخيف بني كنَانَة حَيْثُ قاسمت قريس على الْكفْر يَعْنِي المحصب. الْخيف: مانحدر من الْجَبَل وارتفع عَن المسيل. خيف قاسمت: من الْقسم وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا: لانناكح بني هَاشم وَلَا نبايعهم معاداة لَهُم فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعقيل هُوَ ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ بَاعَ دور عبد الْمطلب لِأَنَّهُ ورثهَا أَبَاهُ دون عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام تقدم إِسْلَامه موت أَبِيه وَلم يكن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِيهَا إِرْث لِأَن أَبَاهُ عبد الله رَضِي الله عَنهُ هلك وَأَبوهُ عبد الْمطلب حيّ وَهلك أَكثر أَوْلَاده وَلم يعقبوا فحاز رباعة أبوطالب رَضِي الله عَنهُ وَبعده عقيل رَضِي الله عَنهُ. بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مصدِّقا فَانْتهى إِلَى رجل من الْعَرَب لَهُ إبل فَجعل يطْلب فِي إبِله فَقَالَ لَهُ: مانظر فَقَالَ: بنت مَخَاض أَو بنت لبون. فال: إِنِّي لأكْره أَن أُعطي الله من مَالِي مَالا ظهر فيركب وَلَا لبن فيجلب فاخترها نَاقَة الِاخْتِيَار: أَخذ مَا هُوَ يتَعَدَّى إِلَى أحد مفعوليه بوساطة من ثمَّ بِحَذْف خير ويوصل الْفِعْل كَقَوْلِه تَعَالَى: (واخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ) . أَرَادَ فاختر مِنْهَا نَاقَة [أَي] من الْإِبِل وَيجوز أَن يرجع الضَّمِير إِلَى الْمَطْلُوبَة وتنصب نَاقَة على الْحَال وَيكون الْمُخْتَار مِنْهُ محذوفا وَذَلِكَ سَائِغ فِي غير بَاب حسب. تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ. أَي تكلفوا طلب ماهو خير المناكح وأزكاها وأبعدها من الْخبث والفجور. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه كره أَن يسترضع بِلَبن الْفَاجِرَة.(1/403)
وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِن اللَّبن ليشبه عَلَيْهِ. لاأعرفن أحدهم يجِئ يَوْم الْقِيَامَة وَمَعَهُ شَاة قد غلَّها لَهَا ثُغَاء ثمَّ قَالَ: أدُّوا الْخياط والمخيط. خيط الْخياط: الْخَيط يُقَال: هَب لي خياطا ونصاحا والمخيط: الإبرة لاأعرفن صورته: نهى نَفسه عَن الْعرْفَان. وَمَعْنَاهُ نهى النَّاس عَن الْغلُول لأَنهم إِذا لم يغلّوا لم يعرفهُمْ غالين وَنَظِيره قَول الْعَرَب لاأرينك هَا هُنَا. فِي مسيرَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَسلم إِلَى بدر: إِنَّه مضى حَتَّى قطع الخيوف وَجعلهَا يسارا ثمَّ جزع الصُّفيراء ثمَّ صبَّ فِي دقران حَتَّى أفتق من [229] الصدمتين. خيف جمع خيف. الصفيراء: شعب بِنَاحِيَة بدر وَيُقَال لَهَا الأصافر. تقران: وَاد ثمَّة. وصبَّ فِيهِ: إِذا انحدر فِيهِ. أفتق: خرد إِلَى الفتق وَهُوَ مَا أنفرح واتَّسع وَمثله أصحر وأفضى. الصدمتان: جانبا الْوَادي لانهما لضيق الْملك الَّذِي يسقهما كَأَنَّهُمَا يتصادمان. وَقَالَ أبورافع رَضِي الله عَنهُ: بَعَثَنِي قُرَيْش إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَأَيْته ألْقى فِي قبلي الْإِسْلَام وَقلت: وَالله لاأرجع إِلَيْهِم ز فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنِّي لاأخيس بالعهد وَلَا أحبس الْبرد وَلَكِن ارْجع فَإِن كَانَ فِي نَفسك الَّتِي فِي نَفسك الْآن فأرجع. خيس خاس بالعهد: إِذا أفْسدهُ من خاس الطَّعَام إِذا فسد وَمِنْه الخيس لما يخيس فِيهِ من لُحُوم الفرائس.(1/404)
الْبرد: بريد وَهُوَ الرَّسُول مخفف عَن بُرُد كرُسْل فِي رُسُل. الَّتِي [فِي نَفسك] : أَرَادَ النِّيَّة والغزيمة فأنَّث فَارْجِع أَي إِلَى الْمَدِينَة. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام بنى سجنا من قصب فَسَماهُ مَانِعا فنقبه اللُّصُوص ثمَّ بنى سجنا من مدر فَسَماهُ مخيَّسا. ثمَّ قَالَ: ... أمَا تراني كَيِّساً مُكَيّسا
بنيتُ بعد نافعٍ مُخَيَّسا
بَابا حصينا وأمينا كَيِّسا ... المخيس: مَوضِع التخييس وَهُوَ التذليل. قَالَ المتلمس: شدّوا الرّحال على إبل مُخَيَّسَةٍ وروى بِكَسْر الْيَاء لِأَنَّهُ يذلل من وَقع فِيهِ. الْكيس: حسن التأتى فِي الْأُمُور. والمكيس: الْمَنْسُوب إِلَى الْكيس الْمَعْرُوف بِهِ. وأمينا: أَرَادَ: ونصبت أَمينا يَعْنِي السجان كَقَوْلِه ... متقلِّداً سَيْفاً ورُمْحا ... وخيسه فِي (نو) الأخيب فِي (مي) . [آخر الْخَاء](1/405)
حرف الدَّال
الدَّال مَعَ الْهمزَة
فِي الحَدِيث: إِن الْجنَّة مَحْظُور عَلَيْهَا بالدَّآليل. هِيَ جمع دؤلول وَهُوَ الشدَّة والداهية دَال يُقَال: وَقع النَّاس فِي دؤلول وَهُوَ فعلول على تَكْرِير اللَّام من دأل إِذا عدا لِأَن النَّاس يتعادون فِي النَّوَازِل ويترددون فِيهَا. وَمَعْنَاهُ معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حُفَّت الْجنَّة بالمكاره.
الدَّال مَعَ الْبَاء
4 - النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة لاتقبل لَهُ صَلَاة: رجل أَتَى الصَّلَاة دبارا وَرجل اعتبد محرراً وَرجل أمَّ قوما وهم لَهُ كَارِهُون. يُقَال: لايدري فلَان مَا قبال الْأَمر من دبارة وماقبيله من دبيره أَي مَا أَوله من آخِره وَالْمرَاد أَنه يَأْتِي فِي آخر وَقت الصَّلَاة حِين أدبر وَكَاد يفوت. وانتصابه على الظّرْف وَعَن ابْن الْأَعرَابِي رَحمَه الله: هُوَ جمع دبر كالأدبار فِي قَوْله تَعَالَى: (وأدبارالسجود) . الاعتباد: الاستعباد. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والختم والنقير والمزفت ويروى: نهى عَن الشّرْب [23] فِي النقير والزفت والختم وأباح أَن يشرب فِي السقاء المُوكَى(1/406)
الدُّبَّاء: القرع والواحدة دباءة ووزنه فعال ولامه همزَة كالقثاء دباء على [اعْتِبَار] ظَاهر اللَّفْظ لِأَنَّهُ لم يعرف انقلاب لامه عَن وَاو أَو يَاء كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي ألاءة وَيجوز أَن يُقَال: هومن بَاب الدبا وَهُوَ الْجَرَاد مادامت ملساً قرعا وَذَلِكَ قبل نَبَات أَجْنِحَتهَا وَإنَّهُ سمي بذلك لملاسته ويصدقه تسميتهم إِيَّاه بالقرع وَلَام الدُّبَّاء وَاو لقَولهم: أَرض مدبوة وَأما مدبية فكقولهم: أَرض مسنية فِي مسنوة. الحنتم: جرار خضر. النقير: أصل خَشَبَة ينقر. المزفَّت: الْوِعَاء المطلي بالزفت وَهِي أوعية تسرع بالشدة فِي الشَّرَاب. وتحدث فِي التَّغَيُّر ولايشعر بِهِ صَاحبه فَهُوَ على خطر من شرب الْمحرم. وَأما الموكى فَهُوَ السقاء الرَّقِيق الَّذِي كَانَ ينتبذ فِيهِ ويوكى رَأسه فَإِنَّهُ لايشتد فِي الشَّرَاب إِلَّا انشقّ فَلَا يخفي تغّيره. وَفِي حَدِيث ابْن مُغفل رَضِي الله عَنهُ قَالَ غَزوَان: قلت لَهُ: أَخْبرنِي ماحرم علينا من الشَّرَاب فَذكر النَّهْي عَن الدُّبَّاء والختم والنقير والمزفّت فَقلت: شَرْعِي فَانْطَلَقت إِلَى السُّوق فاشتريت أفيقة فَمَا زَالَت معلقَة فِي بَيْتِي. شَرْعِي: حسبي. قَالَ: ... شَرْعُكَ مِنْ شَتْمِ أَخِيك شرعك
إِن أَخَاك فِي الأشاوي صَرْعُك ... 4 الأفيقة: من الأفيق كالجلدة من الْجلد وَهُوَ الَّذِي لم يتم دباغه فَهُوَ رَفِيق غير خصيف وَأَرَادَ سقاء متخذا من الأفيقة. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يدبِّح الرجل فِي صلَاته كَمَا يدبح الْحمار.(1/407)
هُوَ أَن يطأطي الرَّاكِع رَأسه حَتَّى يكون أَخفض من ظَهره. دبح وَفِي حَدِيث: إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا ركع لَو صبَّ على ظَهره مَاء لاستقرّ. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا ركع لم يشخص رَأسه وَلم يصوبه. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنسائه: لَيْت شعري أيتكن صَاحِبَة الْجمل الأدبب تسير أَو تخرج حَتَّى تنبحها كلاب الحوأب الْأَدَب كالأزب وَهُوَ الْكثير وبر الْوَجْه فأظءهر التَّضْعِيف ليزاوج الحوأب الحوأب: منهل وَأَصله الْوَادي الْوَاسِع. لايدخل الحنة ديبوب ولاقلاع. دبب هُوَ الَّذِي يدب بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء ويعسى حَتَّى يجمع بَينهم. وَقيل النمام لِأَنَّهُ يدب بعقاربه. والقلاّع: الَّذِي يقْلع الرجل المتمكن عِنْد الْأَمِير بوشاياته. عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ زنباع بن روح فِي الْجَاهِلِيَّة نزل مشارف الشَّام وَكَانَ يعشر من مرَّ بِهِ فَخرج عمر فِي تِجَارَة لَهُ إِلَى الشَّام وَمَعَهُ ذهبه قد جعلهَا فِي دبيل وألقمها شارفا [231] لَهُ فَنظر إِلَيْهَا زنباع تذرف عَيناهَا فَقَالَ: إِن لَهَا لشأنا فنحرها ووحد الذهبية فعشرها فَقَالَ عمر: مَتى ألقَ زِنْبَاعَ بنَ روح بِبَلَدِهِ
لي النّصْف مِنْهَا يقرع السن من نَدم ... دبل الدبيل: من دبل اللُّقْمَة دبلار ودبَّلها: إِذا جمعهَا وعظَّمها. قَالَ كثير ... ودبَّلْتُ أَمْثال الأثَافِي كَأَنَّها
رُءوسُ نِقَادٍ قُطِّعَتْ يَوْم تُجْمَع ... النِّصف: النَّصفَة. لما بُويِعَ لأبي بكر رَضِي الله عَنهُ قَامَ فَقَالَ: أما بعد فَإِنِّي قلت لكم مقَالَة لم(1/408)
تكن كَمَا قلت وَلَكِنِّي كنت أَرْجُو أَن يعِيش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يدبرنا. أَي يخلفنا بعد موتنا يُقَال: هُوَ يدبره ويخلفه ويذنبه. دبر وَكَانَت مقَالَته أَنه لما نعي إِلَيْهِ رَسُول الله صلى لله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أنكر مَوته وتوعَّد النَّاعي وَزعم أَنه لايموت حَتَّى يَمُوت أَصْحَابه حَتَّى تَلا عَلَيْهِ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ قَوْله تَعَالَى: (أفإنْ مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعْقَابِكُمْ) . أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ لأَنا أعلم بشراركم من البيطار بِالْخَيْلِ هُوَ الَّذين لايأتون الصَّلَاة إِلَّا دبرا ولايستمعون القَوْل إِلَّا هجرا وَيعتق محررهم. أَي آخرا حِين كَاد الإِمَام يفرغ. الهجر: الْفُحْش من أَهجر فِي مَنْطِقه وروى: لايسمعون الْقُرْآن إِلَّا هجرا أَي تركا وإعراضا يَعْنِي أَنهم وضعُوا الهجر مَوضِع السماع فسماعهم لَهُ تَركه ويحوز أَن يكون بِمَعْنى الهذيان من قَوْلك: هجر فِي منْطقَة أَي هذى يَعْنِي لايستصتون لَهُ ولايعظمونه كَأَنَّهُمْ يَسْتَمِعُون هُجرا من الْكَلَام. محررهم: معتقهم وَالْمعْنَى أَنهم يستخدمونه ولايخلونه وشأنه وَإِن أَرَادَ مفارقتهم ادَّعوا رقَّه فَهُوَ مُحَرر فِي معنى مسترقّ. وَقيل: إِن الْعَرَب كَانُوا إِذا أعتقوا عبدا باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الْملك. وَقَالَ [الشَّاعِر] ... فباعوه عَبْداً ثمَّ باعوه مُعْتَقاً
فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى المماتِ خَلاصُ ... ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا اتبعُوا دبو قُرَيْش فَلَا تفارقوا الْجَمَاعَة. هِيَ طريقهم يُقَال: ركب فلَان دبة فلَان وَأخذ بدبته وَهِي من الدبيب. دبب(1/409)
النَّجَاشِيّ رَضِي الله عَنهُ مَا أحب أَن لي دبراً ذَهَبا وَأَنِّي آذيت رجلا من الْمُسلمين. دبر فسر فِي الحَدِيث بِالْجَبَلِ وانتصاب وذهبا على التَّمْيِيز وَمثله قَوْلهم: عِنْدِي راقود خلا ورطل سمنا. والوا وَفِي وأنى بِمَعْنى مَعَ أَي مَا أحب احتماع هذَيْن. سكينَة رَضِي الله عَنْهَا جَاءَت إعلى أمهَا الرَّباب وَهِي صَغِيرَة تبْكي فَقَالَت: مابك قَالَت: مرت بِي دبيرة فلسعتني بأبيرة. هِيَ تَصْغِير دبرة وَهِي النحلة سميت بذلك لتدبيرها ونيقتها فِي عمل الْعَسَل. النَّخعِيّ رَحمَه الله كَانَ لَهُ صليلسان مدبج. دبج هُوَ الَّذِي [232] زين تطاريفه بالديباج. فِي الحَدِيث لايأتي الصَّلَاة إِلَّا دبريا وروى دبريا بِالسُّكُونِ دبر هُوَ مَنْسُوب إِلَى الدبر وَهُوَ الآخر والتحريك من تغيرات النّسَب. كَقَوْلِهِم حمصى ورملى. وانتصابه على الْحَال من فَاعل يَأْتِي. أما سمعته من معَاذ يدبره عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. حَقِيقَة قَوْلهم: دبَّرت الحَدِيث أَنه جعل لَهُ دبرا أَي آخرا وَمُسْندًا كَقَوْلِك: روى فلَان عَن فلَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن ثلعب إِنَّمَا هُوَ يذبِّره بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَفَسرهُ بيتقنه. وَعَن الزّجاج الذَّبر: الْقِرَاءَة. وَعَن بَعضهم: ذبر إِذا نظر. مدابرة فِي (شَرّ) . الدُّبَّاء فِي (فغ) . الدبر فِي (قع) . ولاتدابرا فِي (نج) . دبول فِي (نط) . الدوابل فِي (اص) . دبرا فِي (شع) . لمن الدبرة فِي (ذمّ) . دبرا فِي (حش)(1/410)
الدَّال مَعَ الثَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: يارسول الله ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ. جمع دثر وَهُوَ المَال الْكثير. دثر أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ إِن الْقلب يدثر كَمَا يدثر السَّيْف فجلاؤه ذكر الله. شبه مَا يغشى الْقلب من الرين وَالْقَسْوَة بِمَا يركب السَّيْف من الصدأ فيغطي وَجهه وَهُوَ من دثور الْمنزل وَهُوَ أَن تهب عَلَيْهِ الرِّيَاح فتغشى رسومه بالرمل وتغطيها بِالتُّرَابِ وَأَصله من الدثار. الْجلاء مصدر كالصقال وَيحْتَمل أَن يُرَاد مَا يُجلى بِهِ. سريعة الدُّثُور فِي (حد) .
الدَّال مَعَ الْجِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الله من مثل بدواجنه. هِيَ الشَّاء الَّتِي تعلفها النَّاس فِي مَنَازِلهمْ شَاة دَاجِن ودجنت تدجن دجونا. والمثلة بهَا: أَن يخصيها ويجدعها. دجن بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عُيَيْنَة بن بدر رَضِي الله عَنهُ حِين أسلم النَّاس ودجا الْإِسْلَام فهجم على بني عدي بن حندب بِذَات الشقوق فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وَأخذُوا أَمْوَالهم حَتَّى أحضروها الْمَدِينَة فَقَالَت وقود بني العنبر: أَخذنَا يارسول الله مُسلمين غير مُشْرِكين حِين حضرمنا النعم فَرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِم ذَرَارِيهمْ وعقار بُيُوتهم(1/411)
دجا الْإِسْلَام شاع: وطبق من دجا من دجا الَّيْلِ إِذا ألبس كل شَيْء. قَالَ الْأَصْمَعِي دجا وَلَيْسَ من الظلمَة. وَقيل لأعرابي: بِمَ تعرف حمل شَاتك قَالَ: إِذا استفاضت خاصرتاها ودجت شعرتها أَي وفرت. وَفِي بعض الْأَحَادِيث: مُنْذُ دجت الْإِسْلَام فأنّث على معنى الْملَّة الحنيفية / أَرَادَ حضرمة الْإِسْلَام وَذَلِكَ أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يخضرمون نعمهم فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَمر رَسُول الله [233] صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن يخضرموا فِي غير الْمَوْضُوع الَّذِي خضرم فِيهِ أهل الْجَاهِلين. وَقد فُسرت الخضرمة فِي الْخَاء مَعَ الضَّاد. عقار الْبَيْت: المصون من مَتَاعه الَّذِي لايبتذل وَرجل معقر: كثير الْعقار مَحْضَة قَالَ أَن الْأَعرَابِي: أَنْشدني أَبُو قصيدة فَقَالَ فِي أَبْيَات مِنْهَا: هَذِه لأبيات عقار هَذِه القصيد ة ن أَي خِيَارهَا وَقَالَ الشَّاعِر: ... تضيء عَقارَ الْبَيْت فِي لَيْلَة الدُّجَى
وَإِن كَانَ مَقْصُورا عَلَيْهَا ستُورُها ... إِن أَبَا بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خطب إِلَيْهِ فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي قد وعدتها بعلي وَلست بدجال. دجل أَي خدّاع وأصل الدجل الْخَلْط وَبِه سمي مسيح الضَّلَالَة لخطة الحقَّ بِالْبَاطِلِ. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا رأى قوما فِي الْحَج لَهُم هَيْئَة أنكرها فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الداج وَلَيْسوا بالحاج. دجج دجّ دجيجا إِذا دبَّ وسعى وَمِنْه الدَّاجُّ وهم الَّذين يسعون مَعَ الْحَاج فِي تجاراتهم وَقيل: هن الأعوان والمكارون وَعَن بَعضهم: الداج الْمُقِيم وَأنْشد: ... عِصابة إنْ حَجَّ عِيسَى حَجُّوا
وَإِن أَقام بالعراق دَجُّوا ... وَنَظِير الْحَاج والداج فِي أَن اللَّفْظ موحد وَالْمعْنَى جمع قَوْله تَعَالَى: (سَامِراً تهجرون) .(1/412)
وَقَوله الشَّاعِر: ... أَو تُصْبحي فِي الظَّاعِن المُوَلِّي ... أكل الدجر ثمَّ غسل يَده بالثفال. الدجر: اللوبياء. دجر والثفال: الإبريق. والدواحن فِي (نَص) . داجنتهم فِي (نو) . ولاداجة فِي (دو) .
الدَّال مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئل: هَل يتناكح أهل الْجنَّة قَالَ نعم دحمادحما. الدحم والدخم والدحب والدَّعب: نِكَاح الْمَرْأَة بِدفع وإزعاج دحم وَمِنْه حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه ذكر الْجنَّة فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ مني ولامنية إِنَّمَا تدحمونهن دحماً. وانتصاب دحما بِفعل مُضْمر أَي يدحمون دحما وَيجوز أَن ينْتَصب على الْحَال أَي داحمين. والتكرير للتَّأْكِيد أَو بِمَنْزِلَة قَوْلك: دحما بعد دحم كَقَوْلِك: لقيتهم رجلا رجلا. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يُصَلِّي الهجير الَّتِي يسمونها الأولى حِين تدحض الشَّمْس. أَي تَزُول لِأَنَّهَا تنزل حِينَئِذٍ عَن كبد السَّمَاء وتزول عَنْهَا. دحض أَرَادَ صَلَاة الهجير فَحذف الْمُضَاف وأنَّث الصّفة وَهِي الِاسْم الْمَوْصُول لكَون الصَّلَاة مُرَادة وَمن ذَلِك قَول حسان ... بَردَى يُصَفّق بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ ... أَرَادَ مَاء بردى فَذكر يصضفق لذَلِك.(1/413)
كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَايع النَّاس وَفِيهِمْ رجل دحسمان وَكَانَ كلما أَتَى عَلَيْهِ أخَّره حَتَّى لم يبْق غَيره فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل أشتكيت قطُّ قَالَ: لَا قَالَ: فَهَل رزئت بِشَيْء قَالَ: لَا فَقَالَ: إِن الله يبغض العفرية النفرية الَّذِي لم يرزأ فِي جِسْمه وَلَا مَاله.
دحسم دحمس الدحمسان والدُّحْمُسان: الْأسود فِي سمن وحدارة وَيلْحق بهما يَاء النِّسْبَة كأحمري. وَلَو قيل: إِن الْمِيم زَائِدَة لما فِي تركيب دحس من معنى الخفاء فالدحس: طلب الشَّيْء فِي خَفَاء. وَمِنْه داحس والدحاس: دويبة. تغيب فِي التُّرَاب لَكَانَ قولا. العفر والعفرية والعفريت والعفارية: القوى المتشيطن الَّذِي يعفر قرنه. وَالْيَاء فِي عفءرية وعفارية للإلحاق [بشر ذمَّة وعذافرة. وحرف التأنيت فيهمَا للْمُبَالَغَة. وَالتَّاء فِي عفريت للإلحاق] بقنديل والنفرية والنفريت والنفارية إتباعات. مر بِغُلَام يسلخ شَاة فَقَالَ لَهُ: تَنَح حَتَّى أريك فدحس بِيَدِهِ حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبِط ثمَّ مضى فصلى وَلم يتوضا.
دحس أَي دسها بَين الْجلد وَاللَّحم. وَمِنْه حَدِيث عَطاء رَحمَه الله: حق على النَّاس أَن يدحسوا الصُّفُوف حَتَّى لَا تكون بَينهم فرج.
دخس أَرَادَ أَن يرصوها ويدسوا أنفسهم بَين فروجها وروى: أَن يدخسوا بِالْخَاءِ من الدخيس وَهُوَ اللَّحْم المكتنز وكل شَيْء ملأته فقد دخسته. وَمِنْه: إِن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ أنْشد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ... وَإِن دَحَسوا بالشرّ فاعْفُ تَكَرُّما ... وَإِن خَنَسوا عَنْك الحديثَ فَلَا تَسَلْ ... الدحس: دسه من حَيْثُ لَا يعلم بِهِ. مَا من يَوْم إِبْلِيس فِيهِ أَدْحَر وَلَا أدحق من يَوْم عَرَفَة إِلَّا مَا رأى يَوْم بدر. قيل: وَمَا رأى يَوْم بدر قَالَ: أما إِنَّه رأى جبرئيل يَزع الْمَلَائِكَة.(1/414)
دحر الدَّحْر: الدّفع بعنف على سَبِيل الإهانة والإذلال. والدحق: الطَّرْد والإبعاد يُقَال: فلَان دحيق سحيق / وأدحقه الله وأسحقه. وَمِنْه: دحقت الرَّحِم إِذا رمت المَاء فَلم تقبله. وأفعل التَّفْضِيل من دحر ودحق كَقَوْلِهِم: أشهر وأجن من شهر وجن. يَزع الْمَلَائِكَة: يعْنى بتقدمهم فَكيف ريعانهم من قَوْله تَعَالَى: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} . نُزّل وصف الشَّيْطَان بِأَنَّهُ أَدْحَر وأدحق منزلَة وصف الْيَوْم بِهِ لوُقُوع ذَلِك فِي الْيَوْم واشتماله عَلَيْهِ فَلذَلِك قيل: من يَوْم عَرَفَة كَأَن الْيَوْم نَفسه هُوَ الأدحر والأدحق. وَقَوله إِلَّا مَا رأى يَوْم بدر: اسْتثِْنَاء من معنى الدحور كَأَنَّهُ قَالَ: إِلَّا الدحور الَّذِي أُصِيب بِهِ يَوْمئِذٍ عِنْد وزع جبرئيل الْمَلَائِكَة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرض نَفسه على أَحيَاء الْعَرَب فِي المواسم فَأتى عَامر بن صعصعة فَردُّوا عَلَيْهِ جميلا وقلبوه ثمَّ [235] أَتَاهُم رجلٌ من بني قُشَيْر فَقَالَ لَهُم: بئس مَا صَنَعْتُم عمدتم إِلَى دحيق قوم فأجرتموه لترمينكم الْعَرَب عَن قَوس وَاحِدَة. قَالُوا: يَا مُحَمَّد اعمد لطيتك وَأصْلح قَوْمك فَلَا حَاجَة لنا فِيك.
دحق الدحيق: الطريد. الطية: الوجهة وَهِي فعلة من طوى الأَرْض. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن سَلامَة الْكِنْدِيّ: كَانَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام يعلِّمنا الصَّلَاة على النَّبِي: اللَّهُمَّ داحي المدحوات وباري المسموكات وجبار الْقُلُوب الَّتِى فطرتها: شقيها وسعيدها اجْعَل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق والمعلن الْحق بِالْحَقِّ والدامغ لجيشات الأباطيل كَمَا حُمِّل فاضطلع بِأَمْرك لطاعتك مستوفزا فِي مرضاتك بِغَيْر نكل فِي قدم وَلَا وهىٍ فِي عزم واعياً لوحيك حَافِظًا لعهدك مَاضِيا على نَفاذ أَمرك حَتَّى أورى قبساً لقابس آلَاء الله تصل بأَهْله(1/415)
أَسبَابه. بِهِ هديت الْقُلُوب بعد خوضات الْفِتَن وَالْإِثْم موضحات الْأَعْلَام ونائرات الْأَحْكَام ومنيرات الْإِسْلَام فَهُوَ أمنيك الْمَأْمُون وخازن علمك المخزون وشهيدك يَوْم الدّين وبعيثك نعْمَة وَرَسُولك بِالْحَقِّ رَحْمَة اللَّهُمَّ افسح لَهُ مفتسحاً فِي عدلك أَو عدنك واجزه مضاعفات الْخَيْر من فضلك لَهُ مهنآت غير مكدرات من فوز ثوابك المحلول وجزل عطائك الْمَعْلُول. اللَّهُمَّ أعل على بِنَاء البانين بناءه وَأكْرم مثواه لديك ونُزُله وأتمم لَهُ نوره واجزه من ابتعاثك لَهُ مَقْبُول الشَّهَادَة مرضىَّ الْمقَالة ذَا منطق عدل وخطة فصل وبرهان عَظِيم.
دحو الدحو: الْبسط والمدحوات: الأرضون وَكَانَ خلقهَا ربوة ثمَّ بسطها. المسموكات: السَّمَوَات وكل شَيْء رفعته فقد سمكته. الجبَّار: من الْجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر أَي أثبتها وأقامها على مَا فطرها عَلَيْهِ من مَعْرفَته وَيجوز أَن يكون من جبره على الْأَمر بِمَعْنى أجْبرهُ عَلَيْهِ أَي ألزمها وحتم عَلَيْهَا الْفطْرَة على وحدانيته وَالِاعْتِرَاف بربوبيته. والفطرات: جمع تكسير فطْرَة على بِنَاء أدنى الْجمع كالقربات والسدرات بِكَسْر الْعين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن الْعَرَب من يفتح الْعين وروى عَنْهُم الإسكان أَيْضا كَمَا يَقُولُونَ فِي الغرفة: غرفات. شقيها وسعيدها: بدل من الْقُلُوب. الرأفة: أرق الرَّحْمَة فأضافها إِلَى التحنن وَهُوَ الترحم. الجيشات: جمع جيشة من جاش إِذا ارْتَفع. الأباطيل: جمع بَاطِل على غير قِيَاس. وَالْمرَاد أَنه قامع مَا نجم مِنْهَا ومزهقه. اضطلع بِهِ: قوي بِحمْلِهِ افتعل من الضلاعة وَهِي الْقُوَّة وإجفار الجنبين يُقَال فرس ضليع وَقد ضلع وَالْأَصْل الضلع. نكل قدم الرجل نكلا: لُغَة فِي نكل نكولا.(1/416)
والقدم: التَّقَدُّم وَيجوز أَن يُرَاد قدم الرحل وَيَقَع نكولها عبارَة عَن التلكؤ والتأخر. أَرَادَ بالقبس نور الْحق. الضَّمِير ان فِي بأَهْله وأسبابه راجعان إِلَى القبس يَعْنِي من أنعم عَلَيْهِ الله وتكاملت عِنْده آلاؤه وصل أَسبَاب ذَلِك القبس بِهِ وَجعله من أَهله والمستضيئين بشعاعه. الْمصدر فِي خوضات الْفِتَن مُضَاف إِلَى الْمَفْعُول أَي بعد ماخاضت الْقُلُوب الْفِتَن أطوارا وكرات. موضحات: مُتَعَلق بهديت وَالْأَصْل هديت إِلَى موضحات فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل. النَّائر بِمَعْنى الْمُنِير: نَار الشَّيْء وأنار. شهيدك: أَي الشَّاهِد على أمته يَوْم الْقِيَامَة. البعيث: الْمَبْعُوث. المفتسح: مَوضِع الافتساح وَهُوَ الاتساع أَو مصدر. العدن: الْجنَّة وَأَصله الْإِقَامَة. المحلول: الميسر المهيأ. الْمَعْلُول: المضاعف المكرر من علل الشّرْب. نُزُله: رزقه. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن خليلي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن مادون جسر حهنم طَرِيقا ذَا دحض ومزلة. هما الزلق. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام: فالما ظمئ إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام جعل يدحض الأَرْض بعقبيه وَذَهَبت هَاجر حَتَّى قلت الصَّفَا إِلَى الْوَادي والوادي يَوْمئِذٍ ذلاح.(1/417)
الدحض: الفحص. يُقَال: دحض الْمَذْبُوح برجليه. لاحّ: ضيق بِكَثْرَة الشّجر وَالْحِجَارَة وَمِنْه لححت عينه: التصقت وروى: لاخّ أَي ملتف مختلط من قَوْلهم: سكرانٌ ملتخّ وروى: لخخت عينه مثل لححت وروى: لاخٌ بِالتَّخْفِيفِ من قَوْلهم: التاخ النبت إِذا الْتبس وَكَذَلِكَ الْأَمر ولخته لوخا يُقَال: وادٍ لاخٌ وأودية لاخة وَتَقْدِيره فعل كَمَا قيل فِي كَبْش صافٍ وروى: لاخٍ كقاضٍ بِمَعْنى معوج من الألخى وَهُوَ المعوج الْفَم. أَبُو رَافع رَضِي الله عَنهُ كنت ألاعب الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام بالمداحي. دحو هِيَ أَحْجَار أَمْثَال القرصة يحفرون حفيرة فيدحون بهَا إِلَيْهَا وَتسَمى المسادي والمراصيع. والدحو: رمي الملاعب بالجوز أَو غَيره وَكَذَلِكَ الزَّدو والسَّدو والرَّصع: ضربه بِالْيَدِ. وَمِنْه حَدِيث [237] ابْن الْمسيب رَحمَه الله: إِنَّه سُئل عَن الدحو بِالْحِجَارَةِ فَقَالَ: لابأس بِهِ. سعيد [بن جُبَير رَحمَه الله] خلق الله آدم من دحناء وَمسح ظَهره بنعمان السَّحَاب. دحن دحناء: اسْم أَرض. نعْمَان: جبل بِقرب عَرَفَة وأضافه إِلَى السَّحَاب لِأَن السَّحَاب يركد فَوْقه لعلوه. أبووائل رَحمَه الله ورد علينا كتاب عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَنحن بخانقين إِذا قَالَ الرجل للرجل: لاتدحل فقد آمنهُ. دحل من دحل عني إِذا فر واستتر هُوَ من الدحل. قَالَ:(1/418)
.. ورَجُل يَدْحَل عني دَحْلا
كدَحلانِ البَكْر لاَقَى الفَحْلاَ ... عَطاء رَحمَه الله بَلغنِي أَن الأَرْض دُحَّت دحَّا من تَحت الْكَعْبَة. أَي بسطت ووسعت من بَيته: إِذا وَسعه واندح بَطْنه. دحح ابْن زِيَاد لَعنه الله دخل عَلَيْهِ زيد بن أَرقم وَبَين يَدَيْهِ رَأس الْحُسَيْن [عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه وجده وَأمه وجدَّته من الصَّلَوَات أزكاها وَمن التَّحِيَّات أنماها] وَهُوَ ينكته بقضيب مَعَه فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ لَهُ: مَالك ياشيخ قَالَ: رَأَيْتُك تضرب شفتين طالما رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبِّلهما. فَقَالَ ابْن زِيَاد [لَعنه الله] : أَخْرجُوهُ فَلَمَّا قَامَ ليخرج قَالَ: إِن محمديكم هَذَا الدحداح. هُوَ الْقصر. دحدح فِي الحَدِيث: يدْخل الْبَيْت الْمَعْمُور كل يَوْم سَبْعُونَ ألف دحْيَة مَعَ كل دحْيَة سَبْعُونَ ألف ملك. قيل: هُوَ رَئِيس الْجند وَبِه سمى دحيه الْكَلْبِيّ وَكَأَنَّهُ من دحاه يدحوه دحى إِذا بَسطه ومهده لِأَن الرئيس لَهُ التَّمْهِيد والبسط وقلبت الْوَاو يَاء فِيهِ نَظِير قَلبهَا فِي قنية وصبية. وروى أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي دحْيَة الْكَلْبِيّ وَلَا وَيُقَال بِالْكَسْرِ وَلَعَلَّ هَذَا من تغيرات الْأَعْلَام كشمس وموهب وَالْحجاج على الإمالة. دحض فِي (عب) . مندح فِي (حب) . مدحضة فِي (سو) . وادحل فِي (صر) . ودحضت فِي (بش) . دحمسة فِي (نف) .(1/419)
الدَّال مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم _ إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يضطجع على فرَاشه فلينزع دَاخِلَة إزَاره. وروى: صنفة إزَاره ثمَّ لينفض فرَاشه فَإِنَّهُ لايدري مَا خَلفه عَلَيْهِ. دخل هِيَ حَاشِيَة الْإِزَار الَّتِي تلِي جسده. وَهِي الصَّنفة ومشده هُنَالك فَإِذا نَزعهَا فقد حلَّ الْإِزَار. خَلفه عَلَيْهِ: أَي صَار بعده فِيهِ من هَامة أَو غَيرهَا مِمَّا يُؤْذِي المضطجع. مَا فِي مَحل الرّفْع على الِابْتِدَاء ويدري مُعَلّق عَنهُ لتَضَمّنه معنى الِاسْتِفْهَام. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ صياد: إِنِّي خبأت لَك خبيئا فَمَا هُوَ قَالَ: الدَّخ فَقَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تعدو قدرك.
دخ هُوَ الدُّخان. قَالَ: ... عِنْد رِوَاق الْبَيْت يَغْشى الدُّخا ... أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ إِذا بلغ بَنو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دين الله دخلا وَمَال الله نحلا وَعباد الله خولا. دخل هُوَ الْغِشّ وَالْفساد وَحَقِيقَته أَن يدْخل فِي الْأَمر ماليس مِنْهُ أَي يدْخلُونَ [238] فِي الدّين أموراً لم تجربها السّنة. النَّحْل من الْعَطاء: مَا كَانَ ابْتِدَاء من غير عوض وَالْمرَاد أَنهم يُعْطون بِغَيْر اسْتِحْقَاق. والخول: الخدم جمع خائل. دخن فِي (هد) . دخنها فِي (حل) . يدخسوا فِي (دح) .
الدَّال مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَنا من دَد وَلَا الددمني. دَد هَذِه الْكَلِمَة محذوفة اللَّام وَقد استعلمت متممة على ضَرْبَيْنِ ددي كندي(1/420)
وددن كبدن فَهِيَ من أَخَوَات سنه وعضه فِي اخْتِلَاف مَوضِع اللَّام فَلَا يخلوا الْمَحْذُوف من أَن يكون يَاء فَيكون كَقَوْلِهِم يدٌ فِي يَدي أَو نوناً فَيكون كَقَوْلِهِم: لدفي لدن. وَمَعْنَاهُ اللَّهْو واللعب. معنى تنكير الدَّد فِي الْجُمْلَة الأولى الشياع وَألا يبْقى طرف مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ منزه عَنهُ كَأَنَّهُ قَالَ: مَا أَنا من نوع من أَنْوَاع الدَّد وَمَا أَنا فِي شئ مِنْهُ. وتعريفه فِي الثَّانِيَة لِأَنَّهُ صَار معهودا بِالذكر كَأَنَّهُ قَالَ: ولاذلك النَّوْع مني وَلَيْسَ بِحسن أَن يكون لتعريف الْجِنْس لِأَن الْكَلَام يتفكك وَيخرج عَن التئامه. وَنَظِيره جَاءَنِي رجل وَكَانَ من فعل الرجل كَذَا. وَإِنَّمَا لم يقل: وَلَا هُوَ مني لِأَن الصَّرِيح آكِد وأبلغ وَالْكَلَام جملتان وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مُضَاف مَحْذُوف تَقْدِيره: وَمَا أَنا من أهل ددٍ وَلَا الدَّد من أشغالي.
الدَّال مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على أَصْحَاب الدّرّ كل فَقَالَ: خُذُوا يَا بني أرفد حَتَّى يعلم الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَن فِي ديننَا فسحة. قَالَ: فَبينا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَهُ عمر فَلَمَّا رَأَوْهُ ابذعرّوا. الدركلة والدرقلة بِوَزْن الربحلة: ضرب من لعب الصّبيان وَقد درقلوا درقلة. دركل وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّه قدم عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتية من الْحَبَشَة يدرقلون. درقل وَفسّر بيرقصون وَقَالَ شمر: قرئَ على أبي عبيد وَأَنا شَاهد: الدركلة بِوَزْن الشرذمة. أرفدة: أَبُو الْحَبَش. ابذعروُّا: تفَرقُوا. كَانَ فِي يَده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مدرى يحك بِهِ رَأسه فَنظر إِلَيْهِ رجل من شقَّ بَابه فَقَالَ لَهُ: لَو علمت أَنَّك تنظر لطعنت بِهِ [فِي] عَيْنك. المدري والمدراة: حَدِيدَة يسرَّح بهَا الشّعْر وَقد درت شعرهَا. درى الشق: وَاحِد الشقوق سمي بِالْمَصْدَرِ.(1/421)
إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ ابْن صياد عَن تربة الحنة فَقَالَ: درمكة بَيْضَاء يخالطها مسك خَالص فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صدق درمك هِيَ بِالْكَاف وَالْقَاف الحوَّاري. وَذكر خَالِد بن صَفْوَان الدِّرْهَم فَقَالَ: يطعم الدرمق ويكسو النرمق. لَزِمت السِّوَاك حَتَّى خفت أَن يدردني وروى حَتَّى كدت أحفي فمي. درد من الدرد [239] وَهُوَ: سُقُوط الْأَسْنَان أَرَادَ بالفم الْأَسْنَان. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لايفضض الله فَاك. وَمثل الْعَرَب: مَتى عَهْدك بِأَسْفَل فِيك وإحفاؤها: إِسْقَاطهَا من أُصُولهَا من إحفاء الشّعْر وَهُوَ أَن يلزق جزَّه. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ لاتزالون تهزمون الرّوم فَإِذا صَارُوا إِلَى التدريب وقفت الْحَرْب. درب قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التدريب: الصَّبْر فِي الْحَرْب وَقت الْفِرَار وَقد درب الرجل إِذا صَبر وَأَصله من الدُّربة [وَيجوز أَن يكون التدريب من الدُّروب كالتبويب من الْأَبْوَاب] . عمر رَضِي الله عَنهُ صلى الْمغرب فَلَمَّا انْصَرف دَرأ جُمُعَة من حَصى الْمَسْجِد وَألقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ واستلقى. دَرأ أَي سواهَا بِيَدِهِ وبسطها من درألة الوسادة. والجُمعة: الْمَجْمُوعَة وَيُقَال: أَعْطِنِي جُمُعَة من تمر كَالْقبْضَةِ. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ عَطاء: صلينَا مَعَه على درنوك قد طبق الْبَيْت كُله.(1/422)
الدرنوك وَالِد رموك: [ضرب] الطنفسة. درنك وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سفر وَقد سترت على بَابي درنوكا فِيهِ الْخَيل أولات الأجنحة [فهتكه] . كَعْب رَحمَه الله قَالَ لَهُ عمر: لأي ابْني آدم كَانَ النَّسْل فَقَالَ لَيْسَ لوَاحِد مِنْهُمَا نسل أما الْمَقْتُول فدرج وَأما الْقَاتِل فَهَلَك نَسْله فِي الطوفان وَالنَّاس من بني نوح ونوح من بني شِيث بن آدم عَلَيْهِم السَّلَام. درج: مَاتَ وَذهب. درّية فِي (بِهِ) . دررا فِي (حَيّ) . أدراجك فِي (لب) . تدَرْدر فِي (دع) . دريناً فِي (دك) . وَلَا الدرنة فِي (طع) . ذُو تدرءٍ فِي (عد) . المدرّ فِي (عص) . لايدري مالله فِي (بح) . أدرّوا فِي (لق) . وَلَا يُدَارِي فِي (شَرّ) . تدركوني فِي (بُد) .
الدَّال مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس ذَات يَوْم وعَلى رَأسه عِمَامَة دسماء. هِيَ السَّوْدَاء. ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مايوجب الْوضُوء فَقَالَ: أود سَعَة تملا الْفَم. دسم هِيَ القيئة يُقَال: دسع الرجل ودسع الْبَعِير بجرته دسعا ودسوعا: انتزعها دسع من كرشه وَأَلْقَاهَا إِلَى فِيهِ. عمر رَضِي الله عَنهُ خطب فَقَالَ: إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم أَن يُؤْخَذ الرجل الْمُسلم البريء فيدسر كَمَا تدسر الْجَزُور ويشاط لَحْمه كَمَا يشاط لحم الْجَزُور دسر يُقَال عاصٍ وَلَيْسَ عاصٍ. فَقَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: وَكَيف ذَاك وَلما تشتد البلية وَتظهر الحمية وتسب الذُّرِّيَّة وتدقهم الْفِتَن دقَّ الرَّحى بثفالها(1/423)
الدسر: الدّفع. وَالْمعْنَى يدْفع ويكب للْقَتْل كَمَا يفعل بالجزور عِنْد النَّحْر. أشاط الجزار الْجَزُور: إِذا قطعهَا وقسَّم لحومها. لمّا: مركبة من لم وَمَا وَهِي نقيضة قد تَنْفِي مَا تثبته من الْخَبَر المنتظر. أَرَادَ بالمحة حمية الْجَاهِلِيَّة. الثفال [24] جلدَة تُبسط تَحت رحى الْيَد يَقع عَلَيْهَا الدَّقِيق. قَالَ: ... فتعر ككم عَرك الرَّحَى بثفالها ... وَالْمعْنَى: مَا تدق الرَّحَى فِي حَال طحنها لِأَن الثفا إِنَّمَا يكون مَعهَا حِينَئِذٍ. وَمن الدسر حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: لَيْسَ فِي العنبر زَكَاة إِنَّمَا هُوَ شئ دسره الْبَحْر. وَمِنْه حَدِيث الْحجَّاج: إِنَّه قَالَ لسنان بن يزِيد النَّخعِيّ [لَعنه الله] : كَيفَ قتلت الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: دسرته بِالرُّمْحِ دسرا وهبرته بِالسَّيْفِ هضبرا ووكلته إِلَى امْرِئ غير وكل. قَالَ الْحجَّاج: أما وَالله لاتجتمعان فِي الْجنَّة أَبَد وَأمر لَهُ بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا ولى قَالَ: لاتعطوه إِيَّاهَا. الهبر: الْقطع الواغل فِي اللَّحْم. والوكل: الجبان الَّذِي يكل أمره إِلَى غَيره. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ رأى صبيان تَأْخُذهُ الْعين جمالا فَقَالَ: دسموا نونته. دسم أَي سوِّدوا النقرة الَّتِي فِي ذقنه ليردَّ الْعين. الْحسن رَحمَه الله كَانَ يَقُول فِي الْمُسْتَحَاضَة: تَغْتَسِل من الأولى إِلَى الأولى وتدسم مَا تحتهَا وَتَوَضَّأ إِذا أحدثت. أَي تسد فرجهَا من الدسام وَهُوَ مايسد بِهِ رَأس القارورة.(1/424)
فِي الحَدِيث: لايذكرون الله إِلَّا دسماً. أَي قَلِيلا من قَوْلهم: دسم الْمَطَر الأَرْض إِذا لم يبلغ أَن يبل الثرى والدسيم: الْقَلِيل الذّكر. دسيعة ظلم وتدسع فِي (رقب) . ودساما فِي (نش) .
الدَّال مَعَ الشين
الني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا قوما من أَصْحَاب الصّفة إِلَى بَيت عَائِشَة فَقَالَ: ياعائشة أطعمينا. قَالَ الرواي: فَجَاءَت بدشيشة فأكلنا ثمَّ جَاءَت بحيسة مثل القطا فأكلنا ثمَّ جَاءَت بعُس [عَظِيم] فشربنا ثمَّ انطلقنا إِلَى الْمَسْجِد. الدشيشة كالجشيشة وَهِي حسو يتَّخذ من برمرضوض. دشش العُسّ: الْقدح الضخم الْعَظِيم.
الدَّال مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وسملم كَانَت فِيهِ دعابة. الدعابة كالفكاهة والمزاحة مصدر دعب إِذا مزح والمداعبة مفاعلة مِنْهُ وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجابر بن عبد الله: أبكراً تزوجت أم ثَيِّبًا قَالَ: دعب بل ثَيِّبًا. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَهَلا بكرا تُداعبها وتُداعبك نصب بكرا بِفعل مُضْمر مَعْنَاهُ: فَهَلا تزوجت بكرا. لاتقتلوا أَوْلَادكُم سرا أَنه ليدرك الْفَارِس فيدعثره. وَهُوَ من قَوْلهم: دعثر الْحَوْض إِذا هدَّمه. قَالَ ذَوا الرمة: آريُّها والمنتأى المُدَعْثَرُ والدّعثور: الْحَوْض الْمُتَثَلِّم وَالْمرَاد النَّهْي عَن الغيل وَأَن من سوء أَثَره فِي(1/425)
بدن المغيل وإرخاء قواه وإفساد مزاجه أَن ذَلِك لايزال ماثلا فِيهِ إِلَى أَن يكتل ويبلغ مبلغ الرجل فَإِذا أَرَادَ مقاواة [241] قرن فِي الْحَرْب وَهن عَنهُ وانكسر. وَسبب وهنه انكساره الغيل. وَمعنى الإدارك هَا هُنَا كمعنى التَّدَارُك فِي قَوْله: ... جَرَى طَلَقاً حَتَّى إِذا قِيل سابقٌ
تَداركه أعْرَاقُ سوءٍ فَبَلَّدَا ... أَمر ضرار بن الْأَزْوَر أَن يحلب نَاقَة. وَقَالَ لَهُ: دَاعِي اللَّبن لاتجهده. دعع أَي أبق فِي الضَّرع بَاقِيا يَدْعُو مافوقه من اللَّبن فينزله وَلَا تستوعبه فَإِنَّهُ إِذا استنفض أَبْطَأَ الدّرّ. والجهد: الِاسْتِقْصَاء. قَالَ الشماخ: ... من ناصع اللَّوْن حُلْوٍ غيرِ مجهود ... ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ: آيَتهم رجل أدعج إِحْدَى يَدَيْهِ مثل ثدي الْمَرْأَة تدَرْدر. هُوَ الْأسود. قَالَ: ... حتَّى ترى أعناقَ ليلٍ أَدْعجا التدردر: الِاضْطِرَاب والمجئ والذهاب وَمِنْه تدَرْدر فِي مشيته: إِذا حرَّك نَفسه. الْخلَافَة فِي قُرَيْش وَالْحكم فِي الْأَنْصَار والدعوة فِي الْحَبَشَة. يَعْنِي الْأَذَان جعله فِي الْحَبَشَة تَفْضِيلًا لِبلَال ورفعاً مِنْهُ وَجعل الحكم فِي دُعَاء(1/426)
الْأَنْصَار لِأَن أَكثر فُقَهَاء الصَّحَابَة فيهم مِنْهُم معَاذ بن جبل وأُبي بن كَعْب وَزيد بن ثَابت وَغَيرهم رَضِي الله عَنْهُم. سمع رجلا فِي الْمَسْجِد يَقُول: من دَعَا إِلَى الْجمل الْأَحْمَر فال: لَا وجدت لاوجدت أَرَادَ من أنْشدهُ فَدَعَا إِلَيْهِ صَاحبه وَإِنَّمَا دَعَا كَرَاهِيَة النشدان فِي الْمَسْجِد. إِنَّمَا كَانَ أَكثر دعائي وَدُعَاء الْأَنْبِيَاء قبلي بِعَرَفَات لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لاشريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير. إِنَّمَا سمي التهليل والتمجيد دُعَاء لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَتِهِ فِي استيجاب صنع الله وإنعامه. وَمِنْه الحَدِيث: يَقُول الله: إِذا شغل عَبدِي ثَنَاؤُهُ عليّ عَن مَسْأَلته أَعْطيته أفضل مَا أعْطى السَّائِلين. دُعَاء الْأَنْبِيَاء يحوز فِيهِ الرّفْع على تَقْدِير حذف الْمُضَاف وَإِقَامَة الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه. عمر رَضِي الله عَنهُ وَصفه عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ: دعامة للضعيف مزمهر على الْكَافِر. شبهه فِي تقويته الضغيف بالدعامة الَّتِي يدعم بهَا. المزمهر: الغضوب الَّذِي تزمهر عَيناهُ أَي تحمران من شدَّة الْغَضَب من قَوْلهم: دعم ازمهرت الْكَوَاكِب إِذا لمعت وزهرت وَالْمِيم مزيدة. كَانَ يقدم النَّاس على سابقتهم فِي أعطياتهم فَإِذا انْتَهَت الدعْوَة إِلَيْهِ كبّر. هِيَ المناداة وَالتَّسْمِيَة وَأَن يُقَال: دُونك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ يُقَال: دَعَوْت زيدا [242] دُعَاء إِذا ناديته ودعوته زيدا إِذا سميته بِهِ. دعجٌ فِي (بر) . أديعج فِي (مَعَ) . المداعسة فِي (رض) . الدعْوَة فِي (سح) . [دعابة فِي (كل) ] .
الدَّال مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للنِّسَاء: لَا تعذبن أَوْلَاد كن بالدغر.(1/427)
هُوَ أَن يَأْخُذ الصَّبِي الْعذرَة وَهِي وجع فِي الْحلق فتدغر الْمَرْأَة ذَلِك الْموضع دغر أَي تَدْفَعهُ بإصبعها. ضحَّى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكبش أدغم. دغم هُوَ مَا اسودت أرنبته وَمَا تَحت حنكه وَفِي أمثالهم: الذِّئْب أدغم وَهُوَ من الْإِدْغَام لِأَنَّهُ لون فِي لون آخر. دغر عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لاقطع فِي الدغرة. هِيَ الخلسة لِأَن المختلس يدْفع نَفسه على الشَّيْء. تدغرن فِي (عل) . تدغفقها دغفقة فِي (نط) .
الدَّال مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتي بأسير يوعك فَقَالَ لقوم: اذْهَبُوا بِهِ فأدفوه فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ فوداه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. دفأ أَرَادَ الإدفاء من الدفء فحسبوه الإدفاء بِمَعْنى الْقَتْل فِي لُغَة أهل الْيمن يُقَال: أدفأت الجريح ودافأته ودافقته ودفوته ودافيته: أجهزت عَلَيْهِ وَالْأَصْل أدفئوه فخففه بِحَذْف الْهمزَة وَهُوَ تَخْفيف شَاذ وَنَظِيره: لاهناك المرتع وتخفيفه القياسي أَن تجْعَل الْهمزَة بَين بَين. فصل مَا بَين الْحَلَال وَالْحرَام الصَّوْت والدف فِي النِّكَاح دفف هُوَ الَّذِي تضرب بِهِ النِّسَاء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح. وَالْمرَاد بالصوت الإعلان. أبْصر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره شَجَرَة دفواء تسمى ذَات أنواط كَانَ يناط بهَا السِّلَاح وتُعبد من دون الله. دفو الأدفى: الطَّوِيل الْجنَاح من الطير والطويل القرنين من الوعول وَيُقَال: عنز(1/428)
دفواء إِذا انصب قرناها على طرفِي علباويها وَمن ذَلِك شَجَرَة دفواء وَهِي الْعَظِيمَة الطَّوِيلَة الْفُرُوع والأغصان الجثلة الظليلة. سمي المنوط بِهِ بالنوط وَهُوَ مصدر ثمَّ جمع وَمِنْه قَوْلهم: لمزود الرَّاكِب الَّذِي ينوطه: نوط. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعْرَابِي: يارسول الله هَل فِي الحنة إبل فَقَالَ: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: نعم تدف بركبانها. أصل الدفيف من دف الطَّائِر إِذا ضرب بجاحيه دفية فِي طيرانه على دفف الأَرْض ثمَّ قيل دفّت الْإِبِل إِذا سَارَتْ سيراً لينًا. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه قَالَ لمَالِك بن أَوْس: يامال إِنَّه قد دفت علينا من قَوْمك دافَّة وَقد أمرنَا لَهُم برضخ فاقسمه بَينهم. هم الْقَوْم يَسِيرُونَ جمَاعَة. وعدى دفَّت بعلى على تاويل قدم وَورد. وَمِنْه حَدِيث سَالم رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كَانَ يَلِي صَدَقَة عمر [234] فَإِذا دفَّت دافَّة الْأَعْرَاب وَجههَا أَو عامتها فيهم وَهِي مسبلة. دفع من عَرَفَات الْعُنُق فَإِذا وجد فجوة نصَّ. أَي ابْتَدَأَ السّير من عَرَفَات وَحَقِيقَته دفع نَفسه مِنْهَا ونحاها. وانتصاب دفع الْعُنُق كانتصاب الخيزلي والقهقرى فِي قَوْلهم: مشي الخيزلي وَرجع الْقَهْقَرَى فِي أحد الْوَجْهَيْنِ والعنق: السّير الفسيح. الفجوة: المتسع من الارض يُقَال: بَين دور آل فلَان فجوة. النصُّ: من نَص الْبَعِير فِي السّير إِذا رَفعه ولايقال مِنْهُ فعل الْبَعِير.(1/429)
خَالِد رَضِي الله عَنهُ لما أَخذ الرَّايَة يَوْم مُؤْتَة دَافع بِالنَّاسِ وخاشى بهم. وروى: رَافع. دفع دَافع من الدّفع بِمَعْنى التنحية. وَرَافِع. من قَوْلهم: رفع الشَّيْء إِذا أَخَذُوهُ وأحرزه. وخاشى: من الخشية وَالْمعْنَى أَنه نحَّى الْمُسلمين عَن الْقِتَال وصدَّهم عَنهُ وحاذر عَلَيْهِم مِنْهُ وَكَأن مَجِيء هَذِه الْأَفْعَال على فَاعل فَائِدَته أَنه ظَاهر غَيره على ذَلِك مُبَالغَة فِي الْإِبْقَاء عَلَيْهِم. أسر رَضِي الله عَنهُ من بني جذيمة يَوْم فتح مَكَّة قوما فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل نَادَى مناديه: من كَانَ مَعَه أَسِير فليدافه. دفف وروى بِالتَّخْفِيفِ وبالذال الْمُعْجَمَة مَعَ التثقيل وَمعنى الثَّلَاثَة: فليجهز عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه دافَّ أَبَا جهل يَوْم بدر. وروى: أقعص ابْنا عفراء أَبَا جهل وذفف عَلَيْهِ ابْن مَسْعُود. المُرَاد: أحرضاه وأجهز [هُوَ] عَلَيْهِ وأصل الإقعاص: إعجال الْقَتْل. شُرَيْح رَحمَه الله كَانَ لايرد العَبْد من الادفان وَيَردهُ من الْإِبَاق البات. قفال ابوزيد: هُوَ أَن يروغ من موَالِيه الْيَوْم أَو الْيَوْمَيْنِ ولايغيب من الْمصر. وَهُوَ افتعال من الدّفن لِأَنَّهُ يدْفن نَفسه أَي يكتمها وَعبد دفون وَفعله الدفان. دفن وَأما الْإِبَاق فَهُوَ أَن يغيب من الْمصر ويهرب. البات: الَّذِي لاشبهة فِيهِ وَهُوَ من الْيَمين الباته وَهِي المنطقعة عَن علائق الشُّرُوط وَقد بتت بتوتاً. عِكْرِمَة رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (يَوْمَ يدعونَ إِلَى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) يدفرون دفراً.(1/430)
هُوَ الدّفع العنيف يُقَال: ادفر فِي قَفاهُ دفرا وَعَن بَعضهم إِنَّه اشتق قَوْلهم دفر للدنيا: أم دفر من هَذَا لِأَنَّهَا تدفر أَهلهَا. دفر فِي الحَدِيث يُؤْكَل مَا دف ولايؤكل مَا صف. أَي ماحرك جناحيه من الطير كالحمام وَنَحْوه دون مَا صفهما كالنسور دفف والصقور وَنَحْوهَا. فِيهِ دفاً فِي (مس) . فاستدفّ فِي (عل) . يادفار فِي (فر) . يدفُّون فِي (قح) . من دفئهم فِي (نَص) . الأدفر فِي (قَشّ) . وادفرا فِي (صد) . دفن فِي (سح) .
الدَّال مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى [244] الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ للنِّسَاء: إنكن إِذا جعتن دقعتن وَإِذا شبعتن خجلتن. الدقع: اللصوق بالدقعاء وَهُوَ التُّرَاب ذلاًّ. والخجل: الأشر من خجل الْوَادي إِذا كثر صَوت ذُبَابَة. دقع لاتحل الْمَسْأَلَة إِلَّا لذِي فقر مدقع أَو غرم مفظع أَو دم موجع. هُوَ الملصق بِالتُّرَابِ لِشِدَّتِهِ وَمِنْه قَوْلهم: ترب إِذا افْتقر وَأما أترب فَمَعْنَاه: صَار لَهُ من المَال مثل التُّرَاب فِي كثرته وَمثله أثرى. المفظع: الشَّديد المثقل. الجدم الموجع: أَن يتَحَمَّل دِيَة فيسعى فِيهَا حَتَّى يُؤَدِّيهَا إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول وَإِن لم يؤدها قُتل المتحمل عَنهُ وَهُوَ أَخُوهُ أَو حميمه فيوجعه قَتله. عمر رَضِي الله عَنهُ اسْتعْمل قدامه بن مَظْعُون على الْبَحْرين فشهدواعليه بِشرب الْخمر فَأتوا بِهِ فَقَالَ: ائْتُونِي بِسَوْط فَأَتَاهُ أسلم مَوْلَاهُ بِسَوْط دَقِيق فَقَالَ(1/431)
عمر لأسلم: قد أخذتك دقرارة أهلك ائْتِنِي بِغَيْر هَذَا فَأَتَاهُ بِسَوْط تَامّ فجلده. دقر الدقرارة: وَاحِدَة الدقارير وَهِي الأباطيل وعادات السوء قَالَ الْكُمَيْت: وَإِن أَبيت من الْأَسْرَار هَيْنَمَةً ... على دقارير أحكيهاوأفتعل ... وَالْمعْنَى أَن عَادَة السوء الَّتِي هِيَ عَادَة منصبك وقومك فِي الْعُدُول عَن الحقِّ وَالْعَمَل بِالْبَاطِلِ قد نزعتك ووكان أسلم عبدا بجاوياً. الدقل فِي (هد) . وَفِي (ذَا) .
الدَّال مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ جرير بن عبد اللله البَجلِيّ عَن منزله ببيشة فَقَالَ: سهل ودكداك وَسلم وأراك وحمض وعلاك وَبَين مخله نخله ماؤنا ينبوع وجنابنا مريع وشتاؤنا ربيع. فَقَالَ لَهُ: ياجرير إياك وسجع الْكُهَّان. ويروى أَنه قَالَ: شتاؤنا ربيع: وماؤنا يميع أَو يريع لايقام ماتحها ويحسر صابحها ولايعزب سارحها فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن خير المَاء الشجم وَخير المَال الْغنم وَخير المرعى الْأَرَاك وَالسّلم إِذا أخلف كَانَ لجينا وَإِذا سقط كَانَ درينا وَإِذا أكل [كَانَ] لبينا. دكدك الدكداك: الرمل المتلبد بِالْأَرْضِ غير الشَّديد الِارْتفَاع. والعلاك والعلك: شجر بالحجاز. يميع: يسيل يريع: يثوب. الماتح: نَازع الدَّلْو أَرَادَ أَن مَاءَهُمْ سائح فَلَا يحااجون إِلَى إِقَامَة ماتح. حسر يحسر: إِذا أعيا. الصابح: الَّذِي يصبح الْإِبِل أَي يسقيها صباحاً يَعْنِي أَنه يوردها الشَّرِيعَة فَلَا يعيا فِي سقيها.(1/432)
السارح: النعم أَي نبتها قريب من الْمنَازل فنعمهم لاتعزب. الشبم: الْبَارِد وَقيل: إِنَّمَا هُوَ السنم أَي العالي على وَجه الأَرْض [245] أخلف: أخرج الخلفة وَهِي الْوَرق بعد الْوَرق الأول. اللجين: الْوَرق يدق حَتَّى يتلجن أَي يتلزح ثمَّ توجره الْإِبِل. الدرين: حطام المرعى إِذا قدم. اللبين: بِمَعْنى اللابن من لبِنْت الْقَوْم إِذا سقيتهم اللَّبن كَأَنَّهُ يلبن الْقَوْم: لِأَنَّهُ يدرُّه ويكثره. الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّا وجدنَا بالعراق خيلا عراضا دكاًّ فَمَا يرى أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي أسهامها فَكتب إِلَيْهِ عمر: تِلْكَ البراذين فَمَا قارف الْعتاق مِنْهَا فَاجْعَلْ لَهُ سَهْما وَاحِد وألغ مَا سوى ذَلِك. الأدك: العريض الظّهْر الْقصير من دككت الشئ إِذا أَلْصَقته بِالْأَرْضِ وناقة دكاء: لاسنام لَهَا. دكك قارف: أَي قاربها فِي السرعة. [بالدكادك فِي (مخ) .]
الدَّال مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت أم الْمُنْذر العدوية: دخل عليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام [وَهُوَ] ناقه وَلنَا دوال معلقَة فَقَامَ فَأكل وَقَامَ عَليّ يَأْكُل فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مهلا فَإنَّك ناقه فَجَلَسَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وَأكل مِنْهَا رَسُول الله صلى الله وَعَلِيهِ وَآله وَسلم ثمَّ جعلت لَهُم سلقاً وشعيرا فَقَالَ لَهُ: من هَذَا أصب فَإِنَّهُ أوفق لَك. دلأ الدوالي: بسر يعلق فَإِذا أرطب أكل وَهِي من التدلية.(1/433)
يُؤْتى بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة فيُلقى فِي النَّار فتدلق أقتاب بَطْنه فيدور بهَا كَمَا يَدُور الْحمار بالرحى فَيُقَال: مَالك فَيَقُول: إِنِّي كنت آمُر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه وأنهى عَن الْمُنكر وآتيه. دلق الاندلاق: خُرُوج الشئ من مَكَانَهُ. الأقتاب: الأمعاء جمع قتب. إِن أَزوَاجه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن يدلحن بِالْقربِ على ظهورهن يسقين أَصْحَابه باديه خدامهن فِي غَزْوَة أحد. / دلح الدلح: أَن يمشي بِالْحملِ وَقد أثقله مِنْهُ سحائب دلح. الخدام: الخلاخيل جمع خدمَة إِ امْرَأَة رَأَتْ كَلْبا فِي يَوْم حَار يطِيف ببئر قد أدلع لِسَانه من الْعَطش فنزعت لَهُ بموقها [فسقته] فغفر لَهَا. دلع دلع لِسَانه وأدلعه: أخرجه ودلع بِنَفسِهِ. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يبْعَث شَاهد الزُّور يَوْم الْقِيَامَة مدلعاً لِسَانه فِي النَّار. الموق: ضرب من الْخفاف فارسية معربة وَيجمع أمواقا. عمر رَضِي الله عَنهُ كتب إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد: بَلغنِي أَنَّك دخلت الْحمام بِالشَّام وَأَن من بهَا من الْأَعَاجِم أعدُّوا لَك دلُوكا عُجن بِخَمْر وَإِنِّي أظنكم آل الْمُغيرَة ذَرْء النَّار وروى: ذرو النَّار. دلك الدلوك: مَا تدلك بِهِ جسدك من طيب وَغَيره. الذرء: أَصله من ذَرأ الأَرْض إِذا بذرها وذرأ فِيهَا وَزرع فيا الْحبّ: أَلْقَاهُ فِيهَا وَزرع ذرئ وَمِنْه قَوْله: ... [246] شَقَقْتَ القلبَ ثمَّ ذَرَأْتَ فِيهِ ... هواكَ فَلِيمَ فالتأم الفطور. ...(1/434)
فاستعير لِلْخلقِ. وَمِنْه قَول أبي طَالب: الْحَمد لله الَّذِي جعلنَا من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم وَزرع إِسْمَاعِيل وناصبه فعل مُضْمر تَقْدِيره ذرتم ذَرْءًا للنار فَحذف الْفِعْل وأضيف الْمصدر إِلَى النَّار وَمعنى إِضَافَته إِلَيْهَا أَنهم ذرءوالها من قَوْله تَعَالَى: (وَلَقَد ذرأنا لجنهم) وَيجوز أَن يُرَاد بِالْمَصْدَرِ الْمَفْعُول كالخلق وَيعْمل النصب فِيهِ الظَّن على أَنه مفعول ثَان. وَأما الذرو فقد قيل: ذروت بِمَعْنى ذرأت أَي بذرت فسبيله سَبِيل الذرء وَقيل: هُوَ من ذرت الرّيح التُّرَاب وَمَعْنَاهُ تَذَرُون فِي النَّار ذَروا. إِن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: إِن امْرَأَة أَتَتْنِي أبايعها فأدخلتها الدولج فَضربت بيَدي إِلَيْهَا. هُوَ المخدع وَكَذَلِكَ كل ماولجت فِيهِ من كَهْف أَو سرب فَهُوَ تولج ودولج وَالْأَصْل وولج دلج فوعل من الولوج فالتاء بدل من الْوَاو وَالدَّال من التَّاء. سلمَان رَضِي الله عَنهُ اترى هُوَ وَأَبُو الدَّرْدَاء لَحْمًا فتدالحاه بَينهمَا على عودٍ. التدالح: تفَاعل من دلح بِحمْلِهِ وَالْمعْنَى: وضعاه على عود واحتملاه آخذين بطرفيه. دلح أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ صلِّ الْعشَاء إِذا غَابَ الشَّفق وادلامَّ اللَّيْل من هُنَا مَا بَيْنك وَبَين ثلث اللَّيْل وَمَا عجلت بعد ذهَاب الْبيَاض فَهُوَ أفضل. هُوَ افعال من الدلمة كاحمار من الْحمرَة يُقَال ليل أدلم: أسود مظلم دلم من هُنَا: أَي من قبل الْمغرب وَهَذَا الحَدِيث حجَّة لأبي حنيفَة رَحمَه الله فِي اعْتِبَاره الشَّفق الْأَبْيَض. ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا وَقع حبشِي فِي بِئْر زَمْزَم فَأمر أَن يدلوا ماءها الدَّلْو: نشط الدَّلْو والإدلاء إرسالها وَأما قَول العجاج: دلو ... يكْشف عَن جمانة دَلْوُ الدّالْ ... عَبَاءًةً غَبْرَاء من أَجْنٍ طالْ ... فَقَالَ الْمبرد: يُرِيد المدلي وَلكنه أخرجه على الأَصْل للقافية إِذْ كَانَت الْهمزَة زَائِدَة وَهَذَا رَدِيء فِي الضَّرُورَة لِأَن الْهمزَة إِنَّمَا زيدت لِمَعْنى فَمَتَى حذفت زَالَ ذَلِك الْمَعْنى(1/435)
وَدخل فِي بَاب آخر وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة فِي مثل ذَلِك: ... يَخْرُجْنَ من أجْوازِ ليلٍ غاض ... وَإِنَّمَا حَقه مغضٍ. وَقَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي: أَرَادَ المدلي فَحذف الزِّيَادَة أَو أَرَادَ دلو ذِي الدَّلْو كلا بن تامر. وَقَالَ بَعضهم: الدالي والمدلي جَمِيعًا صفتان للمستقي وَكَأَنَّهُ قَالَ: دلو المستقي وَلَو قيل: إِنَّمَا قصد بقوله دلو الذَّال تزح النازح لِأَن حَقِيقَة نزح المَاء واستقائه فِي الدَّلْو [247] لَا فِي الإدلاء وَعَمله فِي كشف العرمض ابلغ من عمله وَلِأَن النزع لايكون إِلَّا بعد الْإِرْسَال وَيكون عكس ذَلِك لَكَانَ فولا وجيها. دلك شفيق رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (أَقِمِ الصلوة لدلوك الشَّمْس) . دلوكها: غُرُوبهَا. قَالَ: وَهُوَ فِي كَلَام الْعَرَب دلكت براح. دلكت الشَّمْس: إِذا زَالَت وَإِذا غَابَتْ قيل: لِأَن النَّاظر إِلَيْهَا [يدلك عينه وَنَظِيره: أفغر النَّجْم إِذا اسْتَوَى على رُءُوسهم لِأَن النَّاظر إِلَيْهِ] يفغر فَاه. وَقَوله: براح فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه جمع رَاحَة يَعْنِي أَنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرُونَ هَل غربت قَالَ: ... هَذَا مُقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بِرَاحِ ... الثَّانِي أَن براح بِوَزْن قطام اسْم للشمس وَهِي معدولة عَن بارحة سميت بذلك لظهورها وانكشافها من البراح: البرَاز وبارحة: كاشفة وَعلة بنائها شبهها بفعال فِي الْأَمر. ابْن الْمسيب رَحمَه الله عمر رَضِي الله عَنهُ لَو لم ينْه عَن الْمُتْعَة لاتخذها النَّاس دولسيًّا.(1/436)
الدولسي: الْأَمر الَّذِي فِيهِ تَدْلِيس وَأَصله أَن يستر البَائِع على المُشْتَرِي عيب دلّس السّلْعَة من الدلس وَهُوَ الظلمَة. وَالْمرَاد: مُتْعَة النِّكَاح كَانَ الرجل يشارط الْمَرْأَة بِأَجل مَعْلُوم على شَيْء يمتعها بِهِ يسْتَحل بِهِ فرجهَا ثمَّ يفارقها من غير تزوج وَلَا طَلَاق وَإِنَّمَا أُحل ذَلِك للْمُسلمين بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام حِين حجُّوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حرُم فَالْمَعْنى: لَو لم ينْه عَنْهَا لَكَانَ أَصْحَاب الريب يتخذونها سَببا وسلَّما إِلَى الزِّنَا مدلسين بِهِ على النَّاس. مُجَاهِد رَحمَه الله إِن الْأَهْل النَّار جناباً يستريحون إِلَيْهِ فَإِذا أَتَوْهُ لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدُّلم. الدلمة: سَواد مَعَ طول رجل أدلم وليل أدلم ودلم الشَّيْء: اشْتَدَّ سوَاده دلم الْحسن رَحمَه الله سُئِلَ أيدالك الرجل امْرَأَته قَالَ: نعم إِذا كَانَ ملفجا. المدالكة والمداعكة والمماعكة: المماطلة وَالْمعْنَى مطله إِيَّاهَا بِالْمهْرِ. دلك الملفج بِالْفَتْح: المعدم من قَوْلهم: الفجتني إِلَيْك الْحَاجة أَي اضطرتني وَيُقَال: ألفج إِذا أفلس فَهُوَ ملفج بِالْكَسْرِ. وليدلف ودله عَقْلِي فِي (قح) . ودله فِي (سم) . الدلاة فِي (رع) . دلونا فِي (قف) . دلقاء فِي (حم) .
الدَّال مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اطّلع فِي بَيت قوم بِغَيْر إذْنهمْ فقد دمر وروى: من سبق طرفه اسْتِئْذَانه فقد دمر. دمر على الْقَوْم هجم عَلَيْهِم بمكروه وَمِنْه الدمار: الْهَلَاك. وهجوم الشَّرّ وَقيل دمر للدخول بِغَيْر إِذن دمور لِأَنَّهُ هجوم بِمَا يكره [248] . وَالْمعْنَى: إِن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر.(1/437)
بَيْنَمَا هُوَ يمشي فِي طَرِيق إِذا مَال إِلَى دمث فيال فِيهِ وَقَالَ: إِذا بَال أحدكُم فليرتد لبوله. دمث دمث الْمَكَان دمثاً: إِذا لَان وَسَهل فَهُوَ دمث ودمث وَمِنْه دماثه الْخلق. الارتياد: افتعال من الرود كالابتغاء من الْبَغي وَمِنْه الرائد طَالب المرعى يُقَال: راد الْكلأ وارتاده وَالْمعْنَى: فليطلب مَكَانا مثل هَذَا فَحذف المفعوال لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ. من كذب على مُعْتَمدًا فَإِنَّمَا يُدمث مَجْلِسه من النَّار أَي يسهله ويوطئه بِمَعْنى يهيئه للجلوس فِيهِ. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسعد رَضِي الله عَنهُ يَوْم أُحد: أرم فدَاك أبي وَأمي قَالَ سعد: فرميت رجلا بِسَهْم فَقتلته ثمَّ رميت بذلك السهْم أعرفهُ حَتَّى فعلت ذَلِك وَفعله مَرَّات فَقلت: هَذَا سهم مبارك مُدمَّى فَجَعَلته فِي كِنَانَتِي فَكَانَ عِنْده حَتَّى مَاتَ. دمو قيل لهَذَا السهْم سهم مُدمَّى وَسَهْم أسود لِأَنَّهُ رمى بِهِ غير مة رة فلُطِّخ بِالدَّمِ حَتَّى ضربت حمرته إِلَى السوَاد وَالرُّمَاة يتبركون بِالسِّهَامِ الكائنة بِهَذِهِ الصّفة. وَمِنْه قَوْله: ... هلا رميتَ ببعضِ الأسهم السُّودِ ... وَعَن بَعضهم: هُوَ مَأْخُوذ من الدامياء وَهِي الْبركَة. فِي ذكر الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام سبط الشّعْر كثير خيلان الْوَجْه كَأَنَّهُ خرج من ديماس. هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر السَّرب لظلمته من اللَّيْل الدامس وَيُقَال دمسته إِذا أقبرته دمس وَكَانَ للحجاج سجن يعرف بالديماس يَعْنِي أَنه فِي نَضرة لَونه وَكَثْرَة مَاء وَجهه كَأَنَّهُ خرج من كن.(1/438)
من شقّ عَصا الْمُسلمين وَفِي إِسْلَام دامج فقد خلع ربقة الْإِسْلَام من عُنُقه دمج وروى: فِي إِسْلَام داج. يُقَال: لَيْلَة دامجة بِمَعْنى داجية وَهِي الَّتِي دمج ظلامها فِي كل شئ أَي دخل: كَمَا يُقَال وَقب وَالْمعْنَى شُمُول الْإِسْلَام وشياعه. والداجي: قريب من هَذَا وَقد تقدم وَقيل: الدامج الْمُجْتَمع المنتظم ودمج الْأَمر: إِذا استقام وَمِنْه الصُّلْح الدماج. إِن النَّاس كَانُوا يتبايعون الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلَاحهَا فَإِذا جدَّ النَّاس وَحضر تقاضيهم قَالَ الْمُبْتَاع: قد أصَاب الثَّمر الدّمان وأصابه قشام فَلَمَّا كثرت خصومتهم عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لاتبتاعوا الثَّمَرَة حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا كالمشورة يُشِير بهَا لِكَثْرَة خصومتهم وَاخْتِلَافهمْ. الدمَان والدمال بِالْفَتْح: فَسَاده وعفنه قبل إداركه حَتَّى يسواد من الدمن دمن والدمال وهما السرقين. القشام: انتفاضه [249] قبل أَن يصير بلحاً وَقيل هُوَ أُكال يَقع فِيهِ من القشم وَهُوَ الْأكل وَمن قَول الْعَرَب: مَا أَصَابَت الْإِبِل مقشما إِذا لم تصب مَا ترعاه. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يدمل أرضه بالعرة وَكَانَ يَقُول: مكتل عرة بمكتل برة. دمل الأَرْض: تسميدها لِأَنَّهُ يصلحها من دمل بَين الْقَوْم إِذا أصلح دمل واندمل الْجرْح. المكتل: بِهِ الزنبيل من كتله إِذا جمعه وَرجل مكتل الْخلق لِأَنَّهُ آلَة لجمع مَا يجمع فِيهِ. العرة: الْعذرَة.(1/439)
خَالِد كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن النَّاس قد دمقوا فِي الْخمر وتزاهدوا فِي الْحَد.
دمق هُوَ من دمق على الْقَوْم وَدَمرَ إِذا هجم وَالْمعْنَى: إِنَّهُم تهافتوا فِي معاقرتها تهافتاً. وهب رَحمَه الله فِي قصَّة إِبْرَاهِيم أَنه وَابْنه إِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام كَانَا يبنيان الْبَيْت فيرفعان كل يَوْم مدماكا.
دمك الصَّفّ من اللَّبن وَالْحِجَارَة سافٌ عِنْد أهل الْعرَاق وَعند أهل الْحجاز مدماك وَهُوَ من الدمك وَهُوَ التوثيق. وَرجل مدموك الْخلق: معصوبه. وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ بِنَاء الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة مدماك حِجَارَة ومدماك عيدَان من سفينة انْكَسَرت. النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ لَا يرى بَأْسا بِالصَّلَاةِ فِي دمة الْغنم.
دمم قلب نون الدمنة لوقوعها بعد الْمِيم ميما أدغمت الأولى فِي الثَّانِيَة وَذَلِكَ لتقاربهما واتفاقهما فِي الغنّة والهواء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وتدغم النُّون مَعَ الْمِيم نَحْو: عمطر لِأَن صوتهما وَاحِد ثمَّ قَالَ: حَتَّى إِنَّك تسمع الْمِيم كالنون وَالنُّون كالميم حَتَّى تبين الْموضع وَلِهَذَا جمعُوا بَينهمَا فِي القوافي فِي كثير من الشّعْر. وَقيل الدمة: مربض الْغنم لِأَنَّهُ دم بالبول والبعر من دممت الثَّوْب إِذا طليته بالصبغ وَقدر دميم مطلية بالطحال ودمَّ الْبَيْت: طيَّنه. دمية ودمثاً فِي شَذَّ. دمثات فِي اه. وَفِي حم. دمّيتها فِي قت. الدماث فِي بش.
الدَّال مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم سَأَلَ رجلا: مَا تَدْعُو فِي صَلَاتك فَقَالَ: أَدْعُو هَكَذَا وَكَذَا وأسأل رَبِّي الْجنَّة وأتعوذ بِهِ من النَّار فَأَما دندنتك ودندنة معَاذ فَلَا نحسنها. فَقَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حولهما ندندن. وروى: عَنْهُمَا ندندن.
دندن هِيَ كَلَام أرفع من الهينمة تردده فِي صدرك تسمع نغمته وَلَا يفهم.(1/440)
وَمِنْه: دندن الرجل: إِذا اخْتلف فِي مَكَان وَاحِد مجيئاً وذهاباً. وَيجوز أَن يكون فِي الْمَعْنى من الدنن وَهُوَ التطامن يُقَال: نبت أدن وَفرس أدن لِأَنَّهُ يخْفض صَوته ويطأمنه. ووحد الضَّمِير فِي قَوْله: فَلَا نحسنها لِأَنَّهُ يضمر للْأولِ كَقَوْلِه: ... رماني بأمْرٍ كنتُ مِنْهُ ووالدي بريًّا ... الضَّمِير فِي حولهما للجنة وَالنَّار. وَالْمعْنَى: مَا تدندن إِلَّا حول طلب الْجنَّة والتعوذ من النَّار وَمن أجلهما وَلَا مباينة فِي الْحَقِيقَة بَين مَا نَدْعُو بِهِ نَحن وَبَين دعائك. وَأما عَنْهُمَا ندندن. فَالْمَعْنى أَن دندنتنا صادرة عَنْهُمَا وكائنة بسببهما. الْأَوْزَاعِيّ رَحمَه الله سُئِلَ عَن الْمُسلم يؤسر فيريدون قَتله فَيُقَال لَهُ: مد عُنُقك أيمد عُنُقه وَهُوَ يخَاف أَن يفعل أَن يُمثل بِهِ فَقَالَ: مَا أرى بَأْسا إِذا خَافَ إِن لم يفعل يُمثل بِهِ أَن يدنق فِي الْمَوْت.
دنق أَي يدنو مِنْهُ وَيدخل فِيهِ من دنقت الشَّمْس إِذا دنت من الْغُرُوب ودنقت عينه: غارت وتقديرهما: مَا أرى بِهِ بَأْسا فِي أَن يدنق فَحذف الْجَار مَعَ أَن. فِي الحَدِيث سموا ودنوا وسمتوا.
دنو هَذَا فِي الطَّعَام أَي سموا الله وكلوا ممادنا مِنْكُم وَادعوا للمطعم بِالْبركَةِ.
الدَّال مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يبال فِي المَاء الدَّائِم ثمَّ يتَوَضَّأ مِنْهُ.
دوم هُوَ السَّاكِن دَامَ المَاء يَدُوم وأدمته أَنا. وَمِنْه تدويم الطَّائِر وَهُوَ أَن يتْرك الخفقان بجناحيه فِي الْهَوَاء. ودوام الشَّيْء: مُكثه وسكونه. إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا مِنْهَا أَرْبَعَة حُرم ثَلَاث مُتَوَالِيَات: ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جُمَادَى وَشَعْبَان.(1/441)
دور اسْتَدَارَ بِمَعْنى دَار. قَالَ: ... كَمَا يَسْتَديِر الحِمار النَّعِر ... وَالْمعْنَى: أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يُقَاتلُون فِي الْمحرم وينسئون تَحْرِيمه إِلَى صفر فَإِذا دخل صفر نسئوه أَيْضا واهكذا إِلَى أَن تمْضِي السّنة فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام رَجَعَ الْأَمر إِلَى نصابه ودارت السّنة بالهيئة الأولى. قَالَ: ثَلَاث ذَهَابًا إِلَى المدد كَقَوْلِه: ثَلَاث شخوص لِأَنَّهُ ذهب إِلَى الْأَنْفس. أضَاف رجبا إِلَى مُضر لأَنهم كَانُوا يعظمونه. فِي قصَّة خَيْبَر: لَأُعْطيَن الرَّايَة رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ فَبَاتَ النَّاس يدوكون فَلَمَّا أصبح دَعَا عليا فَأعْطَاهُ الرَّايَة فَخرج بهَا يؤج حَتَّى ركزها فِي رضم من حِجَارَة تَحت الْحصن.
دوك أَي يَخُوضُونَ فِيمَن يَدْفَعهَا إِلَيْهِ وَمِنْه: وَقَعُوا فِي دَوْكة ودُوكة. يؤج: يُسرع ويهرول. قَالَ: ... يَؤُج كَمَا أجَّ الظَّليمُ المُنَفَّر ... . الرضم: صخور كالجزور متراكمة يُقَال: [251] بنى دَاره فرضم فِيهَا الْحِجَارَة. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل: يَا رَسُول الله مَا تركت من حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت قَالَ: أَلَيْسَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ: بلَى. قَالَ: فَإِن هَذَا بِذَاكَ. وروى: إِن أَبَا الطَّوِيل شطباً الْمَمْدُود أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت رجلا عمل الذُّنُوب كلهَا وَهُوَ فِي ذَلِك لَا يتْرك حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا اقتطعها بِيَمِينِهِ هَل لَهُ من تَوْبَة قَالَ: هَل أسلمت قَالَ: أما أَنا فَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله قَالَ: نعم قد عمل الْخيرَات بترك الشَّهَوَات يجعلهن الله لَك خيرات كلهَا.(1/442)
دوج الداجة: إتباع وعينها مَجْهُولَة الشَّأْن فَحملت على الْأَغْلَب لِأَن بَنَات الْوَاو من المعتل الْعين أَكثر من بَنَات الْيَاء. وَالْمعْنَى: أَنه لم يبْق شَيْئا من حاجات النَّفس أَو شهواتها أَو معاصيها إِلَّا قَضَاهُ. وَأما الداجة فقد مضى تَفْسِيرهَا وَالْمرَاد الْجَمَاعَة الْحَاجة والداجة. فِي أَلَيْسَ ضمير الْأَمر والشأن. مثل الجليس الصَّالح كَمثل الدَّارِيّ إِن لم يحذك من عطره علقك من رِيحه وَمثل الجليس السوء كَمثل الْكِير إِن لم يحرقك من شرار ناره علقك من نَتنه.
دور الدَّارِيّ: الْعَطَّار نسب إِلَى دارين بلد ينْسب الْعطر إِلَيْهَا قَالَ: ... إِذا التَّاجرُ الدَّارِيُّ جَاءَ بفأْرةٍ ... من المِسْكِ راحَتْ فِي مَفَارِقِه تجْرِي ... الإحذاء: الْإِعْطَاء والحذية والحذيا: الْعَطِيَّة. كير الْحَدِيد: الْمَبْنِيّ من الطين وَيكون زقه أَيْضا وَقيل: الْكِير الزق والكور من الطين ويوشك أَن تكون الْيَاء فِيهِ عَن الْوَاو وَيكون بابهما وَاحِدًا وَفرق بَين البناءين بِضَم الْفَاء وَكسرهَا واشتقاقهما من الكور الَّذِي هُوَ ضد الْحور لِأَن الرّيح تزيد فيهمَا عِنْد كل نفخة وتنقص وكلا تفسيري الْكِير لَهُ وَجه هَا هُنَا أما الْمَبْنِيّ فَظَاهر أمره وَأما الزق فَلِأَنَّهُ سَبَب حَيَاة النَّار فجازت إضافتها وَمَا يتَعَلَّق بهَا إِلَيْهِ. السوء: الرداءة وَالْفساد فوصف بِهِ كَمَا يُوصف بالمصادر. وَقَالَ أَبُو زيد: سَمِعت بعض قيس يَقُول: هُوَ رجل سوء ورجلان سوءان وَرِجَال أسواء وَأكْثر الِاسْتِعْمَال على الْإِضَافَة تَقول: رجل سوء وَعمل سوء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {ظَنَّ السَّوْءِ} . أَلا أنبئكم بِخَير دور الْأَنْصَار دور بني النجار ثمَّ دور بني الْأَشْهَل ثمَّ دور بني الْحَارِث ثمَّ دور بني سَاعِدَة وَفِي كل دور الْأَنْصَار خير. دور الْقَوْم وديارهم: منَازِل إقامتهم وَمِنْه [252] قَوْلهم: ديار ربيعَة وديار مُضر للبلاد الَّتِي أَقَامُوا بهَا وَأما قَوْلهم: دور بني فلَان يُرِيدُونَ الْقَبَائِل وَمَرَّتْ بِنَا دَار بني فلَان أَي جَمَاعَتهمْ وَكَذَلِكَ قَوْلهم: بيُوت الْعَرَب بيوتاتها وَالْمرَاد أحياؤها(1/443)
وَهِي فِي الأَصْل الأخبية فعلى أَن أَصله أهل الدّور وَأهل الْبيُوت فَحذف الْمُضَاف وَاسْتمرّ على حذفه كَقَوْلِهِم: قُرَيْش وَمُضر. وَمِنْه الحَدِيث: مَا بقيت دَار إِلَّا بني فِيهَا مَسْجِد أَي قَبيلَة. قَالَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: من سيدكم يَا بني سَلمَة قَالُوا: الْجد بن قيس على أَنا نبخله. فَقَالَ: وَأي دَاء أدوأ من الْبُخْل بل سيدكم الْجَعْد القطط عَمْرو بن الجموح فَقَالَ بعض الْأَنْصَار: ... وسُوِّد عَمْرو بن الجَمُوح لجُوده ... وحَقَّ لعَمْرو ذِي الندى أَن يُسَوَّدَا
إِذا جاءهُ السُّؤّالُ أَنْهَبَ مالَه ... وَقَالَ خذوه إِنَّه عَائِد غدَا
وَلَيْسَ بخاطٍ خَطْوَةً لدنّيةٍ ... وَلَا باسطٍ يَوْمًا إِلَى سوْءةٍ يَدا
فَلَو كنتَ يَا جدّ بن قيس على الَّتِي ... على مثلِها عمرٌو لَكُنْت المسودا ...
دوأ دَاء الرجل يداء دَاء فَهُوَ دَاء وَالْمَرْأَة داءة وتقديرهما فعل وفعلة. وَفِي كَلَام بعض الْأَعْرَاب: كحلني بِمَا تكحل بِهِ الْعُيُون الداءة فَهُوَ نَظِير شَاءَ فِي أَن عينه حرف عِلّة ولامه همزَة أَصْلِيَّة غير منقلبة وَأما دوى يدوي دوِي فَهُوَ دوٍ فتركيب بِرَأْسِهِ. وَلَيْسَ لقَائِل أَن يَقُول: إِن دَاء من دوِي قلبت واوه ألفا وياؤه همزَة وَجمع بَين إعلالين. الْجَعْد: الْكَرِيم الْجواد وَإِذا ذكرت الْيَد فَقيل: جعءد الْيَدَيْنِ وجعد البنان وجعد الْأَصَابِع فهز اللَّئِيم الْبَخِيل وَيُقَال فِي ضِدّه: سبط البنان وَيَده سبطة. وَقد جَاءَ القطط تَأْكِيدًا لَهُ فِي الْمَعْنيين جَمِيعًا فَقَالُوا: للكريم: جعد قطط واللئيم جعد الْيَدَيْنِ قطط قَالَ: ... سَمْح الْيَدَيْنِ بِمَا فِي رَحْل صَاحبه ... جَعْد الْيَدَيْنِ بِمَا فِي رَحْله قَطَطُ ... وَالْقَوْل فِي ذَلِك أَن الْيَد إِذا وصفت بالجعودة فقد وصفت بالانقباض الَّذِي هُوَ ضد الانبساط وَهَذَا ظَاهر أما وصف الرجل بذلك فَلِأَن الْغَالِب على الْعَرَب جعودة الشّعْر وعَلى الْعَجم سبوطته. قَالَ: ... هَل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ ... وساقيان سبط وجعد ...(1/444)
قَالُوا: يعْنى بالبسط العجمي والجعد الْعَرَبِيّ لِأَنَّهُمَا لَا يتفاهمان كَلَامهمَا فَلَا [253] يشتغلان بالْكلَام عَن السَّقْي فَهَذِهِ فِي الأَصْل كِنَايَة عَن خلوه من الهجنة وخلوصه عَرَبيا وَمَتى أثبت لَهُ أَنه عَرَبِيّ تنَاوله الْمَدْح وَردفهُ أَن يكون كَرِيمًا جواداً. الَّتِي: أَرَادَ الصّفة الَّتِي أَو الْعَادة الَّتِي. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ ذكر الْفِتَن فَقَالَ: إِنَّهَا لآتيتكم ديماً ديما.
دوم الديمة: الْمَطَر يَدُوم أَيَّامًا لَا يقْلع فَهِيَ فعلة من الدَّوَام وانقلاب واوها يَاء لسكونها وانكسار مَا قبلهَا. وَقَوْلهمْ فِي جمعهَا ديم وَإِن زَالَ السّكُون لحمل الْجمع على الْوَاحِد وإتباعه إِيَّاه شبهها بِهَذِهِ الأمطار وَكرر أَرَادَ أَنَّهَا تترادف وتمكث مَعَ ترادفها. وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: إِنَّهَا سُئِلت: هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفضل بعض الْأَيَّام على بعض فَقَالَت: كَانَ عمله دِيمَة. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قطع رجل دوحة من الْحرم فَأمره أَن يعْتق رَقَبَة.
دوح هِيَ الشَّجَرَة الْعَظِيمَة من أَي شجر كَانَت. قَالَ: ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل ... واندحت الشَّجَرَة. ومظلة دوحة أَي عَظِيمَة. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَانَت تَأمر من الدَّوَام بِسبع تمرات عَجْوَة فِي سبع غدوات على الرِّيق.
دوم الدَّوَام: الدوار وديم بِهِ مثل دير بِهِ وَمِنْه الدوامة لدورانها. الْعَجْوَة: ضرب من أَجود التَّمْر.(1/445)
الْحجَّاج يُوشك أَن تدال الأَرْض منا فلنسكنن بَطنهَا كَمَا علونا ظهرهَا ولتاكلن من لحومنا كَمَا أكلنَا من ثمارها ولتشربن من دمائنا كَمَا شربنا من مَائِهَا ثمَّ لتوجدن جرزاً ثمَّ مَا هُوَ إِلَّا قَول الله: {ونُفِخَ فِي الصُّور فإذَا هُمْ من الأجْداثِ إِلَى رَبهم يَنْسلونَ} .
دوَل أَي تجْعَل للْأَرْض الكرة علينا تَقول: أدال الله زيدا من عَمْرو مجَازًا: نزع الله الدولة من عَمْرو فآتاها زيدا. وَفِي أمثالهم: يدال من الْبِقَاع كَمَا يدال من الرِّجَال. أَي تُؤْخَذ مِنْهَا الدول. قَالَ الْمبرد: أَرض جرز وأرضون أجراز: إِذا كَانَت لَا تنْبت شَيْئا وَتَقْدِير ذَلِك أَنَّهَا كَأَنَّهَا تَأْكُل نبتها فَلَا تُبقي مِنْهُ شَيْئا من الجرز وَهُوَ الاستئصال. هُوَ: ضمير الشَّأْن أَي مَا الشَّأْن إِلَّا قَول الله تَعَالَى.
دوح فِي الحَدِيث كم من عذق دوَّاح فِي الْجنَّة لأبي الدحداح. قيل هُوَ الْعَظِيم فعال من الدوحة. ودائس فِي غث. دوماء الجندل فِي (ند) . ديمومة ودوية ودوهصها ودوفصها فِي (عب) . من الدواى فِي (ين) . ديماً فِي (حَيّ) . الدأم فِي (سأ) .
الدَّال مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الدهرهو الله. وروى: فَإِن الله هُوَ الدَّهْر.
الدَّهْر الدَّهْر: الزَّمَان [254] الطَّوِيل وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِيهِ أَنه الطارق بالنوائب وَلذَلِك اشتقوا من اسْمه دهر فلَانا خطبٌ إِذا دهاه وَمَا زَالُوا يشكونه ويذمونه. قَالَ حُرَيْث: ... الدَّهْرُ أَيَّتَما حالٍ دَهارِيرُ ... .(1/446)
أَي دواه وخطوب مُخْتَلفَة وَهُوَ بِمَنْزِلَة عباديد فِي أَنه لم يسْتَعْمل واحده قَالَ رجل من كلب: ... لَحَا الله دهراً شرُّه قبل خَيره ... تقاضى لم يُحْسِنْ إليَّ التَّقَاضيا ... وَقَالَ الشنفري: ... بَزَّنى الدَّهْر وَكَانَ غشوما ... وَقَالَ يحيى بن زِيَاد: ... عذِيريَ من دهر كَأَنِّي وترتُه ... رهينٌ بحبلِ الوُدِّ أَن يتقطَّعَا ... فنهاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذمه وَبَين لَهُم أَن الطوارق الَّتِى تنزل بهم منزلهَا الله عز وسلطانه دون غَيره أَنهم مَتى اعتقدوا فِي الدَّهْر أَنه هُوَ الْمنزل ثمَّ ذموه كَانَ مرجع المذمة إِلَى الْعَزِيز الْحَكِيم تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا. وَالَّذِي يُحَقّق هَذَا الْموضع ويفصل بَين الرِّوَايَتَيْنِ وَهُوَ أَن قَوْله: فَإِن الدَّهْر هُوَ الله حَقِيقَته: فَإِن جالب الدَّهْر هُوَ الله لَا غَيره فَوضع الدَّهْر عِنْدهم بجلب الْحَوَادِث. وَمعنى الرِّوَايَة الثَّانِيَة: فَإِن الله هُوَ الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الجالب للحوادث لَا غير الجالب ردا لاعتقادهم أَن الله لَيْسَ من جلبها فِي شَيْء وَأَن جالبها الدَّهْر كَمَا لَو قلت: إِن أَبَا يُوسُف أَبُو حنيفَة كَأَن الْمَعْنى أَنه النِّهَايَة فِي الْفِقْه لَا المتقاصر. هُوَ: فصل أَو مُبْتَدأ خَبره اسْم الله أَو الدَّهْر فِي الرِّوَايَتَيْنِ. عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبل من الْحُدَيْبِيَة فَنزل دهاسا من الأَرْض فَقَالَ: من يكلؤنا اللَّيْلَة فَقَالَ بِلَال: أَنا ثمَّ ذكر أَنهم نَامُوا حَتَّى طلعت الشَّمْس فَاسْتَيْقَظَ نَاس فَقُلْنَا: أهضبوا.
دهس الدهس والدهاس: مَا سهل ولان من الأَرْض وَلم يبلغ أَن يكون رملا. قَالَ: ... وَفِي الدَّهَاس مِضْبَرٌ مُواثِمُ ...(1/447)
هضبوا فِي الحَدِيث: أفاضوا فِيهِ بِشدَّة من هضبت السَّمَاء إِذا وَقع مطرها وَقعا شَدِيدا كَرهُوا أَن يُوقِظُوهُ فأرادوا أَن يَسْتَيْقِظ بكلامهم. من أَرَادَ الْمَدِينَة بدهم أذابه الله كَمَا يذوب الْملح فِي المَاء.
دهم قَالَ الْمبرد: يُقَال للعامة الدهماء يُرَاد أَنهم قد غطوا الأَرْض كَمَا يُقَال عَلَيْك بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم وعَلى ذَلِك يُقَال فِي كَثْرَة جَاءَهُم الدهم قَالَ: ... جِئْنَا بدهم يدهم الدهوما ... مجر كأنَّ فوقَه النُّجُوما ... وَمِنْه الحَدِيث: إِن أَبَا جهل يشْعر بعسكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر حَتَّى تصايح الْفَرِيقَانِ فَفَزعَ أَبُو الحكم فَقَالَ: مَا الْخَبَر فَقيل: مُحَمَّد فِي الدهم بِهَذَا القوز فَأَخَذته خوة فَلَا ينْطق. القوز: الْكَثِيب المستدير. الخوة: أَصْلهَا الفترة الَّتِي تصيب من الخوى وَهُوَ الْجُوع فاستعيرت وفيهَا دَلِيل على أَن لَام خوى وَاو وَأَنه مثل قوى من الْقُوَّة. وَمن الدهم حَدِيث بشير بن سعد رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه خرج فِي سَرِيَّة إِلَى فدك فأدركه الدهم عِنْد اللَّيْل فأصيب أَصْحَابه وَولى مِنْهُم من ولى وَقَاتل قتالا شَدِيدا حَتَّى ضُرب كَعبه وَقيل: قد مَاتَ. يُضرب كَعْب الصريع فِي المعركة فَإِن لم يَتَحَرَّك أوقن بِمَوْتِهِ. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَو شِئْت أَن يدهمق لي لفَعَلت ذَلِك وَلَكِن الله عَابَ قوما فَقَالَ: {أذْهَبُتْم طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بهَا} .
دهمق الدهمقة فِي الطَّعَام: التجويد والتليين يُقَال: وتر مدهمق إِذْ جَاءَ بِهِ فاتله مستوياً وقدح مدهمق: مستوي الْمَتْن نقى من الْعُيُوب وسمى مدرك الفقعسى مدهمقا لتجويده شعره. الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ عببدالله: إِنَّه رُبمَا سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول: اسقوني دهاقاً.
دهق أَي كأسا مترعة وَكَأَنَّهَا الَّتِي تدهق مَا فِيهَا أَي تفرغ لشدَّة امتلائها يُقَال: دهق المَاء دهقاً إِذا أفرغه.(1/448)
وَإِنَّمَا ذكر هَذَا ابْن عَبَّاس اسْتِشْهَادًا لقَوْله تَعَالَى: {وكَأساً دِهَاقاً} . حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: أتتكم الدهمياء ترمي بالنشف ثمَّ الَّتِي تَلِيهَا ترمي بالرضف وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أعرف لي وَلكم إِلَّا أَن نخرج مِنْهَا كَمَا دَخَلنَا فِيهَا
دهم هِيَ تَصْغِير الدهماء وَهِي الْفِتْنَة الْمظْلمَة وَهُوَ التصغير الَّذِي يقْصد بِهِ التَّعْظِيم. النشف: جمع نشفة وَهِي الفهر السَّوْدَاء كَأَنَّهَا محرقة. الرضف: الْحِجَارَة المحماة والواحدة رضفة. ذكر تتَابع الْفِتَن وفظاعة شانها وَضرب رميها بِالْحِجَارَةِ مثلا لما يُصِيب النَّاس من شَرها ثمَّ قَالَ: لَيْسَ الرَّأْي إِلَّا أَن تنجلي عَنَّا وَنحن فِي عدم التباسنا بالدنيا كَمَا دَخَلنَا فِيهَا. دهس فِي (بِهِ) . الدهْقَان فِي (قر) . المدهن فِي (صب) . يدهن بالبعير فِي (دي) . دهارير فِي (رج) . فتدهدى فِي (ثل) .
الدَّال مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج الْأَعْشَى [256] واسْمه عبد [الله] ابْن لبيد الْأَعْوَر الحرمازي فِي رَجَب يمير أَهله من هجر فهربت امْرَأَته بعده ناشزا عَلَيْهِ فعاذت بِرَجُل مِنْهُم يُقَال لَهُ: مطرف بن بهضل فَجَعلهَا خلف ظَهره فَلَمَّا قدم أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعاذ بِهِ وَأَنْشَأَ يَقُول: ... يَا سَيِّد النَّاسِ وديَّانَ العربْ ... إليكَ أشْكو ذِرْبَةً من الذرب
كالذئبة الغَبْساءِ فِي ظلِّ السَّرَبْ ... خَرجتُ أبْغيها الطعامَ فِي رَجَبْ
فَخَلَفَتْنِي بنزاعٍ وحَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الوَعْدَ ولطَّت بالذَّنَبْ
وقذفْتِني بَين عِيصٍ مُؤْتَشِبْ ... وهُنَّ شَرّ غَالب لم غلب ...(1/449)
فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتمثلها وَيَقُول: ... وهُنَّ شَرُّ غالبٍ لمن غَلَبْ ... يُكَرر ذَلِك عَلَيْهِ. وَكتب إِلَى مطرف: انْظُر امْرَأَة هَذَا معَاذَة فادفعها إِلَيْهِ.
دين الديَّان: فعال من دَان النَّاس إِذا قهرهم على الطَّاعَة. يُقَال: دنتهم فدنوا أَي قهرتهم فأطاعوا. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْكيس من دَان نَفسه وَعمل لما بعد الْمَوْت والأحمق من أتبع نَفسه هَواهَا ثمَّ تمنى على الله. الذربة: فعلة منقولة من قعلة كَمَا تَقول فِي كلمة: كلمة وَفِي معدة معدة. يُقَال: ذرب الرجل ذربا وذرابة: إِذا صَار حاد اللِّسَان فَهُوَ ذرب وهى ذُرِّيَّة وذرب لِسَانه وصفهَا بالسلاطة. وَقيل: ذرب اللِّسَان: سرعته وَفَسَاد مَنْطِقه من ذربت معدته إِذا فَسدتْ. وَعَن أبي عُبَيْدَة: هُوَ سرعَة اللِّسَان حَتَّى لَا يثبت الْكَلَام فِيهِ كذرب الْمعدة وَهُوَ فَسَاد الْمعدة حَتَّى لَا يثبت الطَّعَام فِيهَا. وَقيل: الذربة الْفَاسِدَة لمكرها وخيانتها. الغبسة: الغبرة إِلَى السوَاد. بغاه الشَّيْء: طلبه لَهُ يُقَال: ابغني كَذَا وأبغاه عَلَيْهِ: أَعَانَهُ على بغائه. فخلفتني: أَي بقيت بعدِي. بنزاع وَحرب أَي مَعَ خُصُومَة وَغَضب يُقَال: حَرْب حَربًا إِذا غضب وحربه غَيره يُرِيد نشوزها عَلَيْهِ بعد حِيلَة وعياذها بمطرف وَلَو روى فَخَلَّفتني كَانَ الْمَعْنى: فتركتني خلفهَا بنزاع إِلَيْهَا وَشدَّة حالٍ من الصبوة إِلَيْهَا كَأَنَّهُ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالْحَرب وَرَاءَهَا وَهُوَ من حَرْب الرجل مَاله فَهُوَ حَرْب. لطت النَّاقة بذنبها إِذا ألزقته بحياها وَمِنْه قيل للْعقد للصوقه بالنحر وَهِي تفعل ذَلِك إِذا أَبَت على الْفَحْل فَهَذِهِ كِنَايَة عَن النُّشُوز وَقيل: لما أَقَامَت على أمرهَا ولزمت أخلافها وَقَعَدت عَنهُ كَانَت كالضارب بِذَنبِهِ المقعى على استه لَا يبرح. [257] الْعيص: الشّجر الملتف الْكثير. والمؤتشب: الملتف الملتبس ضربه مثلا لالتباس أمره عَلَيْهِ. اللَّام فِي قَوْله لمن غلب مُتَعَلق بشرّ كَقَوْلِك: أَنْت شرٌّ لهَذَا مِنْك لهَذَا(1/450)
وَأَرَادَ لمن غَلبه فَحذف الضَّمِير الرَّاجِع من الصِّلَة إِلَى الْمَوْصُول. فَإِن قيل: هلا قَالَ: وَهن شَرّ غالبات لمن غلبنه على مَا هُوَ حق الْكَلَام فَالْجَوَاب انه أَرَادَ أَن يُبَالغ فقصد إِلَى شىء من صفة ذَلِك الشىء أَنه شَرّ غَالب لمن غَلبه ثمَّ جَعلهنَّ ذَلِك الشىء فَأخْبرهُ بِهِ عَنْهُن كَمَا يُقَال: زيد نَخْلَة إِذا بولغ فِي صفته بالطول. يُقَال تمثلت حاتما وتمثلت بِهِ. انْظُر امْرَأَته أى اطلبها يُقَال: انْظُر لى فلَانا نظرا حسنا وَانْظُر الثَّوْب أَيْن هُوَ. فادان فِي (سف) . ديث فِي (سو) . دينهَا فِي (وض) . الديوث فِي (شَرّ) . وديخها فِي (زف) . من دين فِي (رب) . يدين فِي (خب) . وأداخ ودان فِي (حم) . ديتهم فِي (رح) . [آخر الدَّال] .(1/451)
حرف الذَّال
الذَّال مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ لما نهى عَن ضرب النِّسَاء: ذئر النِّسَاء على أَزوَاجهنَّ.
ذال أَي نشزن عَلَيْهِم واجترأن وَامْرَأَة ذئر: ناشز وَمِنْه المذائر من النوق وَهِي الَّتِي لَا ترأم وَلَدهَا وَلَا تدر عَلَيْهِ. مر بِجَارِيَة سَوْدَاء وَهِي ترقِّص صبياًّ لَهَا وَتقول: ... ذُؤَالُ يَا بْنَ الْقَوْم يَا ذُؤَالَهْ ... يَمْشِي الثَّطَا وَيجْلس الهبنقعه ...
ذأل فَقَالَ: لَا تقولي ذؤال فَإِن ذؤال شَرّ السبَاع. ذؤالة: علم للذئب كأسامة للأسد وَلذَلِك رخمته وامتناعه من الصّرْف لهَذَا وللتأنيث. وَفِي أمثالهم: خش ذؤالة بالحبالة وَهُوَ من ذأل ذألاناً إِذا أسْرع أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: أعدى من الذِّئْب وَجمعه الذؤلان كالذؤبان. الْقَوْم: الرِّجَال خَاصَّة وَقَوْلهمْ: فلَان من الْقَوْم فِي مَوضِع الْمَدْح مَعْنَاهُ أَنه من الرِّجَال الَّذين حقوا أَن يُطلق عَلَيْهِم هَذَا الْأَمر لاستكمالهم شَرَائِط الرجولية وَكَذَلِكَ يَا بن الْقَوْم ويابنة الْقَوْم. الثطى والثطاة: إفراط الْحمق وَرجل ثط وَالْمعْنَى تمشي مشي ذِي الثطا فحذفت الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ جَمِيعًا أَو جعلت المشى نَفسه ثطاً مُبَالغَة. الهبنقعة: أَن يُقعي وَيضم فَخذيهِ وَيفتح رجلَيْهِ. عَن الزبْرِقَان بن بدر رَضِي الله عَنهُ: أبْغض كنائني إِلَيّ الطُّلعة الخبأة الَّتِي تمشى الدفقى وتجلس الهبنقعة.(2/3)
جعلته ذئبا متفئلة فِيهِ المضاء والجرأة ثمَّ وصفت حَال قعوده ومشيه فِي إبان الطفولة والغرارة وَلم تقصد [258] الذَّم. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ لجندب بن عبد الله البَجلِيّ: كَيفَ تصنع إِذا أَتَاك مثل الوتد أَو مثل الذؤنون قد أُتي الْقُرْآن من قبل أَن يُؤْتى الْإِيمَان يَنْثُرهُ نثر الدقل فَيَقُول اتبعني وَلَا أتبعك.
ذأن الذؤنون: نبت ضَعِيف طَوِيل لَهُ رَأس مدور وَرُبمَا أكله الْأَعْرَاب يُقَال: خَرجُوا يتذءنون قَالَ الفرزدق. ... عَشِيَّة وليم كأنَّ سُيُوفَكُمْ ... ذَآنينُ فِي أَعْنَاقِكُمْ لم تُسَلَّلِ ... وَهُوَ فعلول من ذأنه إِذا حقَّره وضعَّف شَأْنه. الدقل: تمر رَدِيء لَا يتلاصق فَإِذا نثر تفرق وانفردت كل تَمْرَة عَن أُخْتهَا يُرِيد أَنه يهذُّ الْقُرْآن هذًّا وَالْمعْنَى: مَا تصنع إِذا أَتَاك رجل ضال وَهُوَ فِي نحافة جِسْمه كالوتد أَو الذؤنون لكده نَفسه بِالْعبَادَة يخدعك بذلك ويستضتبعك.
الذَّال مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ.
ذبح كَانُوا إِذا اشْتَروا دَارا وَاسْتَخْرَجُوا عينا ذَبَحُوا ذَبِيحَة مَخَافَة أَن تصيبهم الْجِنّ فأُضيفت الذَّبَائِح إِلَى الْجِنّ لذَلِك أهل الْجنَّة خَمْسَة أَصْنَاف مِنْهُم الَّذِي لَا ذبر لَهُ
ذبر الذبر: الْقِرَاءَة والزبر: الْكِتَابَة فِي لُغَة هُذَيْل وَلم يفرق سَائِر الْعَرَب بَينهمَا وَيُقَال: ذبرت الْكتاب إِذا قرأته قِرَاءَة سهلة خَفِيفَة وَكتاب ذبر: سهل الْقِرَاءَة. قَالَ ذُو الرمة: ... أقولُ لنفسى وَاقِفًا عِنْد مشرف ... على عرضات كالذبار النواطق ...(2/4)
5 - فَالْمُرَاد: لَا نطق لَهُ من ضعفه وَقيل: لَا لِسَان لَهُ يتَكَلَّم من ضعفه فتقديره على هَذَا: لاذا ذبر لَهُ أَي لَا لِسَان لَهُ ذَا منطق فَحذف الْمُضَاف الَّذِي هُوَ ذُو. وَيجوز أَن يُرَاد لَا فهم لَهُ من ذبرت الْكتاب إِذا فهمته وأتقنته. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الذابر: المتقن. عَاد الْبَراء بن معْرور وأخذته الذبْحَة فَأمر من لعطه بالنَّار. الذُّبْحة والذُّبَحَة والذُّبَاح: أَن يتورم الْحلق حَتَّى ينطبق وَلَا يسوغ فِيهِ شىء
ذبح وَيمْنَع من التنفس فَيقْتل. وروى أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد أَنه لم يعرفهَا بِإِسْكَان الْبَاء. اللعط: الكي بالنَّار فِي عرض الْعُنُق من الشَّاة اللعطاء وَهِي الَّتِي بِعرْض عُنُقهَا سَواد وَمِنْه لعطه بِأَبْيَات إِذا وسمه بِهِجَاء وَقيل: لعطه مقلوب من علطه وَإِذا اسْتَوَى التَّصَرُّف سقط القَوْل [259] بِالْقَلْبِ. فِي حَدِيث أحد: لما قصّ رُؤْيَاهُ الَّتِي رَآهَا قبل الْحَرْب على أَصْحَابه قَالَ: رَأَيْت كَأَن ذُبَاب سَيفي كُسر فأوَّلت ذَلِك أَنه يصاب رجل من أهلى. فَقتل حَمْزَة عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك الْيَوْم. ذُبَاب السَّيْف: طرفه الَّذِي يضْرب بِهِ من الذّب وَهُوَ الدّفع وذبابا أذنى
ذبذب الْفرس: هما مَا حدّ من أطرافهما. صلب رجلا على ذُبَاب. هُوَ جبل بِالْمَدِينَةِ. قَالَ وَائِل بن حجر: أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولي شعر طَوِيل فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: ذُبَاب ذُبَاب. قَالَ: فَرَجَعت فجزرته ثمَّ أَتَيْته من الْغَد فَقَالَ: إِنِّي لم أعنك وَهَذَا أحسن. هُوَ الشؤم وَالشَّر يُقَال: أَصَابَك ذُبَاب من هَذَا الْأَمر وَرجل ذبابى:(2/5)
6 - مشئوم فَكَأَنَّهُ مثل الشذاة فِي أَنه استعاره قَالَ أَوْس: ... وَلَيْسَ بطارقِ الجاراتِ مِنِّي ... ذُبابٌ لَا يُنِيمُ وَلَا ينامُ ... أَي أَذَى وشرّ. جَابر رَضِي الله عَنهُ سرت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَقَامَ يُصَلِّي وَكَانَت عليَّ برده فذهبيت أُخَالِف بَين طرفيها فَلم تبلغ وَكَانَت لَهَا ذباذب فنكستها وخالفت بَين طرفيها ثمَّ تواقصت عَلَيْهَا لِئَلَّا تسْقط فنهاني عَن ذَلِك وَقَالَ: إِن كَانَ الثَّوْب وَاسِعًا فَخَالف بَين طَرفَيْهِ وَإِن كَانَ ضيقا فاشدده على حقوك. أَرَادَ بالذباذب الْأَهْدَاب لِأَنَّهَا تنوس وتتذبذب وَمِنْه قيل لأسافل الثَّوْب: ذلاذل وذباذب وَقيل فِي وَاحِدهَا ذبذب بِالْكَسْرِ. التواقص: التَّشَبُّه بالأوقص وَهُوَ الْقصير الْعُنُق يُرِيد أَنه أمسك عَلَيْهَا بعنقه لِئَلَّا تسْقط. ذهب يفعل بِمَنْزِلَة طفق يفعل وَلَيْسَ ثمَّ ذهَاب. مَرْوَان أُتي بِرَجُل ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام فَقَالَ كَعْب: أدخلوه المذابح وضعُوا التَّوْرَاة وحلفوه بِاللَّه.
ذبح قَالَ شمر: المذابح: المقاصير وَيُقَال: هِيَ المحاريب وَذبح: إِذا طاطأ رَأسه للرُّكُوع مثل ذبح. يذبره فِي (دب) : ذُبَاب فِي (زو) . أذب فِي (ذُقْ) . تذبذبان فِي (خد) ذُبَاب غيث فى (خل) .(2/6)
7 - الذَّال مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ألبان الْإِبِل وأبوالهاشفاء للذرب. هُوَ فَسَاد الْمعدة.
ذرب قَالَ حَنْظَلَة الْكَاتِب: كُنَّا فِي غزَاة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى امْرَأَة مقتولة فَقَالَ هاه مَا كَانَت هَذِه تقَاتل الْحق خَالِدا فَقل لَهُ: لَا تقتلن ذرِّيه وَلَا عسيفاً. الذُّرِّيَّة من الذّر بِمَعْنى التَّفْرِيق لِأَن الله تَعَالَى ذرَّهم فِي الأَرْض وَمن الذرء
ذَرأ بِمَعْنى الْخلق فَهِيَ من الأول فعلية أَو فعلولة ذرُّورة فقلبت الرَّاء الثَّالِثَة يَاء كَمَا فِي تقضيت وَمن الثَّانِي فعلولة أَو فعلية وَهِي نسل الرجل وَقد أوقعت [26] على النِّسَاء كَقَوْلِهِم للمطر: سَمَاء. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ حجُّوا بالذرية لَا تَأْكُلُوا أرزاقها وتذروا أرباقها فِي أعناقها. قيل: أَرَادَ النِّسَاء لَا الصّبيان ضرب الأرباق مثلا لما قلِّدت أعناقها من وجوب الْحَج. العسيف: الْأَجِير. أما أول الثَّلَاثَة يدْخلُونَ النَّار فأمير مسلط جَائِر وَذُو ذرْوَة من المَال لَا يُعطي حق الله من مَاله وفقير فخور. وَأما أول الثَّلَاثَة يدْخلُونَ الْجنَّة فالشهيد وَعبد مَمْلُوك أحسن عبَادَة ربه ونصح لسَيِّده وعفيف متعفف ذُو عِيَال. قَالَ أَبُو تُرَاب: يُقَال: هُوَ ذُو ذرْوَة من المَال أَي ذُو ثروة فإمَّا أَن يكون من
ذرو بَاب الاعتقاب وَإِمَّا أَن يكون من الذرْوَة لما فِي الثروة من معنى الْعُلُوّ وَالزِّيَادَة. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام غَابَ عَنهُ سُلَيْمَان بن صرد فَبَلغهُ عَنهُ قَول فَقَالَ: بَلغنِي عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ ذرو من قَول تشذَّر لي بِهِ من شتم وإبعاد فسرت إِلَيْهِ جواداً.(2/7)
8 - الذرْوَة من الحَدِيث: مَا ارْتَفع إِلَيْك وترامى من حَوَاشِيه وأطرافه من قَوْلهم: ذرا إِلَى فلَان أَي ارْتَفع وَقصد وذرا الشَّيْء وذروته أَنا: إِذا طيرته. قَالَ صَخْر بن حبناء: ... أَتَانِي عَن مُغيرةَ ذَرْوُ قَوْلٍ ... وَعَن عِيسَى فَقُلْتُ لَهُ كَذَاكَا ... التشذر: التوعد والتغضب قَالَ لبيد: ... غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالدُّخُولِ كأنَّها ... وَحَقِيقَته التميز من الغيظ من قَوْلهم: تشذَّروا إِذا تفَرقُوا شذر مذر. وَفِي كَلَام بَعضهم: غضب فطارت مِنْهُ شقة فِي السَّمَاء وشقة فِي الأَرْض. جواداً أَي سَرِيعا كالفرس الْجواد وَيجوز أَن يُرِيد سيراً جواداً كَمَا يُقَال: سرنا عقبَة جواداً وعقبتين جوادين.
ذرف قَالَ رَضِي الله عَنهُ: ذرفت على الْخمسين. يُقَال: ذرَّف على الْخمسين وذرف عَلَيْهَا: إِذا زَاد. إِن الله تَعَالَى أوحى إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَن ابْن لي بَيْتا فَضَاقَ إِبْرَاهِيم بذلك ذرعاً فَأرْسل الله إِلَيْهِ السكينَة وَهِي ريح خجوج فتطوت مَوضِع الْبَيْت كالحجفة.
ذرع الذِّرَاع: اسْم الْجَارِحَة من الْمرْفق إِلَى الأنامل والذرع: مدها وَمعنى ضيق الذرع فِي قَوْلهم ضَاقَ بِهِ ذرعا قصرهَا كَمَا أَن معنى سعتها وبسطتها طولهَا أَلا ترى إِلَّا قَوْلهم: هُوَ قصير الذرع والباع وَالْيَد ومديثدها وطويلها فِي مَوضِع قَوْلهم: ضيقها وواسعها. وَوجه التَّمْثِيل بذلك أَن الْقصير الذِّرَاع إِذا مدها ليتناول الشَّيْء الَّذِي يتَنَاوَلهُ من طَالَتْ ذراعه تقاصر عَنهُ وَعجز عَن تعاطيه فضُرب مثلا للَّذي سَقَطت طاقته دون بُلُوغ الْأَمر والاقتدار عَلَيْهِ. الخجوج: السريعة المرّ.(2/8)
9 -[261] تطوت: تفعلت من الطيّ الحجفة: الدرقة وَهِي الترس الْمَعْمُول من جُلُود مطارقة. انتصب مَوضِع على الظَّرْفِيَّة لِأَنَّهُ مُبْهَم. الزبير سَأَلَ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا الْخُرُوج إِلَى الْبَصْرَة فَأَبت عَلَيْهِ فَمَا زَالَ يفتل فِي الذرْوَة وَالْغَارِب حَتَّى أَجَابَتْهُ.
ذرو هِيَ أَعلَى السنام من ذرا: إِذا ارْتَفع. وَالْغَارِب: مَا تَحت الْكَتِفَيْنِ مِمَّا يَلِي السنام. والفتل فيهمَا: يَفْعَله خاطم الصعب من الْإِبِل يختله بذلك فَجعله مثلا للمخادعة والإزالة عَن الرَّأْي. وَحُذَيْفَة رضى الله عَنهُ قَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي رجل ذرب اللِّسَان وَعَامة ذَلِك على أَهلِي قَالَ: فَاسْتَغْفر الله. هُوَ حِدة اللِّسَان وبذاءته.
ذرب الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى سُئِلَ عَن الْقَيْء يذرع الصَّائِم فَقَالَ: هَل رَاع مِنْهُ شَيْء فَقَالَ لَهُ السَّائِل: مَا أردي مَا تَقول فَقَالَ: هَل عَاد مِنْهُ شَيْء ذرعه القىء: إِذْ غَلبه وَسَبقه.
ذرع رَاع يريع ريعا: إِذا رَجَعَ قَالَ: ... تَريع إِلَيْهِ هَوادِي الكلامِ ... وَمِنْه: تريع السراب إِذا جَاءَ وَذهب وَالْمعْنَى: هَل عَاد مِنْهُ شَيْء إِلَى الْجوف أَبُو الزِّنَاد رَحمَه الله كَانَ يَقُول لعبد الرَّحْمَن إبنه: كَيفَ حَدِيث كَذَا يُرِيد أَن يُذِّري مِنْهُ. التذرية من الرجل: الرّفْع مِنْهُ والتنويه بِهِ. قَالَ رؤبة:
ذرى ... عَمْداً أُذَرِّي حَسَبِي أَنْ يُشْتَما ...(2/9)
0 - أَي مَخَافَة ذَلِك ذربة فِي (ذِي) . ذريع المشية فِي (شَذَّ) . الأذربي والأذري فِي (بر) . ذَرْء النَّار فِي (دلّ) . يذرو فِي (ذمّ) . مذروية فى (بض) . بمذارع فِي (فت) .
الذَّال مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى صَلَاة فَقَالَ: إِن الشَّيْطَان عرض لي يقطع الصَّلَاة على فأمكنني الله مِنْهُ فذعته.
ذعت الذعت والذأت والذعط والذأط: الخنق وَقيل: الدعت والذعت بِالدَّال
ذعط والذال: الدّفع العنيف وَقيل ذعته: معكه فِي التُّرَاب وذعطه: ذبحه. يقطع: فِي مَحل النصب على الْحَال. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ غَالب فَقَالَ لَهُ: من أَنْت فَقَالَ: غَالب فَقَالَ: صَاحب الْإِبِل الْكَثِيرَة فَقَالَ: نعم ثمَّ قَالَ: مَا فعلت بإبلك فَقَالَ: ذعذعتها النوائب وفرقتها الْحُقُوق. فَقَالَ ذَلِك خير سبلها.
ذعذع الذعذعة: التَّفْرِيق يُقَال: ذعذع مَاله وذعذعهم الدَّهْر. وَمِنْه حَدِيث ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن نَابِغَة بني جعدة مدحه مِدْحَة فَقَالَ فِيهَا: ... لِتجْبُرَ منهُ جانباً ذَعْذَعَتْ بِهِ ... صروفُ الليالِي والزمانُ المُصَمِّمُ ... زَاد الْبَاء للتَّأْكِيد. لَا تذعروا فِي (لف) .
الذَّال مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلط عَلَيْهِم آخر الزَّمَان موت طاعون ذفيف يحرف الْقُلُوب [262] وروى: يحوف.
ذفف الذفيف: الوحى المجهز. التحريف والتحويف من الحزف والحافة وهما الْجَانِب. الْمَعْنى: يغيرها عَن التَّوَكُّل وينكبها إِيَّاه ويدعوها إِلَى الإنتقال والهرب.(2/10)
1 - عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أَمر يَوْم الْجمل فَنُوديَ: لَا يتبع مُدبر وَلَا يذفف على جريح وَلَا يُقتل أَسِير وَلَا يُغنم لَهُم مَال وَلَا تُسبى لَهُم ذُرِّيَّة. التذفيف: الإجهاز. لَا يُتبع: يحْتَمل أَن يكون من تبعه وَأتبعهُ. أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ سهل بن أبي أُمامة: دخلت عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ يُصَلِّي الصَّلَاة خَفِيفَة ذفيفة كَأَنَّهَا صَلَاة مُسَافر. هِيَ السريعة. قَالَ الْأَعْشَى: ... يطوف بهَا ساقٍ علينا مُنَطَّفٌ ... خفيفٌ ذفيفٌ لَا يزَال مقدَّما ... وذفراه فِي (حو) . وذفف عَلَيْهِ فِي (دف) .
الذَّال مَعَ الْقَاف
عمر رضى الله عَنهُ إِن عمرَان بن سوَادَة أَخا بني لَيْث قَالَ لَهُ: أَربع خِصَال عاتبتك عَلَيْهَا رعيتك. فَوضع عود الدرة ثمَّ ذقن عَلَيْهَا وَقَالَ: هَات قَالَ: ذكرُوا انك حرَّمت الْعمرَة فِي أشهر الْحَج. قَالَ عمر: أجل إِنَّكُم إِن اعتمرتم فِي أشهر حَجكُمْ رأيتموها مجزئة عَن حَجكُمْ. فقرع حَجكُمْ فَكَانَت قائبة من قوب عامها وَالْحج بهاءٌ من بهاء الله. قَالَ: وَشَكوا مِنْك عنف السِّيَاق ونهر الرّعية. قَالَ: فَنزع الدرة ثمَّ مسحها حَتَّى أَتَى على سيورها وَقَالَ: أَنا زميل مُحَمَّد فِي غَزْوَة قرقرة الكدر ثمَّ إِنِّي وَالله لأرتع فأُشبع وأُسقي فأُروى وأضرب الْعرُوض وأزجر العجول وأذب قدري وأسوق خطوي وأردُّ اللفوت وأضم العنود وأُكثر الزّجر وأُقل الضَّرْب وَأشهر بالعصا وأدفع بِالْيَدِ وَلَا ذَلِك لأغدرت.
ذقن يُقَال: ذقن على يَده وعَلى عَصَاهُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف: إِذا وضع ذقنه عَلَيْهَا. أجل: تقع فِي جَوَاب الْخَبَر مُحَققَة لَهُ يُقَال: لَك: قد كَانَ أَو يكون كَذَا فَتَقول: أجل وَلَا يصلح فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام وَأما نعم فمحققة لكل كَلَام.(2/11)
2 - قرع حَجكُمْ أَي خلا من القوام بِهِ من قَوْلهم: أعوذ بِاللَّه من قرع الفناء وَهُوَ أَلا يكون عَلَيْهِ غاشية وزوار وَأَصله خلو الرَّأْس من الشّعْر. القائبة: الْبَيْضَة المفرخة فاعلة بِمَعْنى مفعولة من قبتها: إِذا فلقتها قوبا. والقوب: الفرخ وَمِنْه الْمثل: تبرأت قائبة من قوب يَعْنِي أَن مَكَّة تَخْلُو من الحجيج خلو القائبة. انتصاب عامها إِمَّا بكانت وَإِمَّا بِمَا يفهم من خَبَرهَا لِأَن الْمَعْنى: كَانَت خَالِيَة عامها. من فِي قَوْله: من بهاء [263] الله للتَّبْعِيض أَو للتبيين. العنف: ضد الرِّفْق يُقَال: عنف بِهِ وَعَلِيهِ عنفا وعنافة وَهُوَ فِي هَذِه الْإِضَافَة لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون قد أضَاف العنف إِلَى السِّيَاق إِضَافَة الْمصدر إِلَى فَاعله كَقَوْلِهِم سوق عنيف. وَإِمَّا أَن يُرِيد عنفه فِي السِّيَاق فيضيف على سَبِيل الإتساع كَقَوْلِه عز وعَلى (بَلْ مَكْرُ اللَّيلِ والنَّهَارِ) . بِمَعْنى بل مكركم فيهمَا. النَّهر: الزّجر. الزميل: الرديف. رتعت الْإِبِل وأرتعها صَاحبهَا: أَرَادَ أَنه فِي حسن سياسة النَّاس بِهَذِهِ الْغُزَاة كَالرَّاعِي الحاذق بالرعية الَّذِي يُرْسل الْإِبِل فِي مرعاها وَيَتْرُكهَا حَتَّى يشْبع وَإِذا أوردهَا تَركهَا حَتَّى تروى. وَيضْرب الْعرُوض مِنْهَا: وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذ يَمِينا وَشمَالًا حَتَّى يردهُ إِلَى الطَّرِيق. ويذبها عَمَّا لَا يَنْبَغِي أَن يتسرع إِلَيْهِ قدر وَسعه ويسوقها مبلغ خطوه أَو يسْرع خطوه كَأَنَّهُ يَسُوقهُ إنكماشا مِنْهُ فِي شَأْنهَا. وَيرد اللفوت: وَهِي الَّتِي تتلفت وتروغ وروى: وأنهز اللفوت وَقيل: من النوق: الضجور الَّتِي تلْتَفت إِلَى حالبها لتعضه فينهزها أَي يَدْفَعهَا. وَيضم العنود: المائل عَن السّنَن ويزجر مَا دَامَ الزّجر كَافِيا وَإِنَّمَا يضْرب إِذا اضْطر إِلَى الضَّرْب. ويشهر بالعصا أَي يرفعها مُرْهِبًا بهَا. احْتج عَلَيْهِم بِأَنَّهُ كَانَ يفعل هَذَا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ طَاعَة النَّاس وإذعانهم لَهُ فَكيف لَا يَفْعَله بعده(2/12)
3 - لأغدرت: أَي لغادرت الحقَّ وَالصَّوَاب وَقصرت فِي الإيالة وروى: لغدَّرت أَي لألقيت النَّاس فِي الْغدر وَهُوَ سهل فِيهِ حِجَارَة. وَقَالَ أَبُو زيد: غدرت أَرْضنَا: كثرت حجارتها. والغدر: الْحِجَارَة وَالشَّجر وَمِنْه قَوْلهم: فلَان ثَبت الْغدر. وَيجوز أَن يكون أغدرت بِمَعْنى غدرت. وذاقتني فِي (سح) .
الذَّال مَعَ الْكَاف
مُحَمَّد بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام ذَكَاة الأَرْض يبسها.
ذكا أَي إِذا يَبِسَتْ من رُطُوبَة النَّجَاسَة فَذَاك تطهيرها كَمَا أَن الذَّكَاة تُحل الذَّبِيحَة وتطيبها. وَقيل: الذَّكَاة الْحَيَاة من قَوْلهم: ذكت النَّار إِذا حييت واشتعلت فَكَأَن الأَرْض إِذا نجست مَاتَت وَإِذا طهرت حييت. فِي الحَدِيث: الْقُرْآن ذكر فذكروه.
ذكر فِي الذّكر معنى الذِّكر والنباهة فَوَقع نعت صدق وتقريظا فِي مَوَاضِع من كَلَامهم قَالُوا: رجل ذكر للشهم الْمَاضِي فِي الْأُمُور. وَمِنْه قَول طَارق مولى آل عُثْمَان لِابْنِ الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا حِين صرع وَالله مَا ولدت النِّسَاء [264] أذكر مِنْك. وَقَالُوا: ذكر ومذكر للنصل المطبوع من خُلَاصَة الْحَدِيد فَالْمَعْنى: أَن الْقُرْآن نبيه خطير فاعرفوا لَهُ ذَلِك وصفوا بِهِ. ذكاءها فِي (وب) . أذكرت بِهِ فِي (عر) .
الذَّال مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رجم مَاعِز: لما أذلقته الْحِجَارَة جمز وروى: فرميناه بجلاميد الْحرَّة حَتَّى سكت.
ذلق أذلقه فذلق: إِذا أجهده حَتَّى يقلق. وَمِنْه: أذلقت الضَّب إِذا صببت المَاء فِي جُحْره ليخرج. والسنان المذلق: الَّذِي حدد حَتَّى يصير مَاضِيا نَافِذا.(2/13)
4 - جمز: أسْرع يُهَرْوِل. وَعَن بعض السّلف: اتَّقِ الله قبل أَن يجمز بك أَرَادَ الهرولة فِي مشي حَملَة الْجِنَازَة. سكت: يَعْنِي سكُوت الْمَوْت. قَالَ المتلمس يذكر موت عدي بن زيد: ... وَلَقَد شفى نفسى وأبْرَأ داءَها ... أخذُ الرِّجَال بحلْقهِ حَتَّى سَكَتْ ... وَمن الإذلاق حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: إِنَّهَا كَانَت تَصُوم فِي السّفر حَتَّى أذلقها الصَّوْم. وَمِنْه الحَدِيث: إِن أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فِي مناجاته: أذلقني الْبلَاء فتكلمت. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام سُئل: مَا كَانَ ذُو القرنين ركب فِي مسيره يو م سَار فَقَالَ: خيِّر بَين ذلل السَّحَاب وصعابه فَاخْتَارَ ذلله.
ذلل هِيَ جمع ذَلُول وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنَّهَا الَّتِي لَا برق فِيهَا وَلَا رعد. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ مَا من شَيْء من كتاب الله إِلَّا وَقد جَاءَ على أذلاله. أَي على طرقه ووجوهه. الْوَاحِد ذل. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَيُقَال: ركبُوا ذل الطَّرِيق وَهُوَ مَا وطىء مِنْهُ وذلل زَمَنه قَول زِيَاد: إِذا رَأَيْتُمُونِي أنفذ فِيكُم الْأَمر فأنقذوه على أذلاله. فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام مَا هُوَ إِلَّا أَن سَمِعت قَائِلا يَقُول: مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاذلوليت حَتَّى رَأَيْت وَجهه.
ذلى أَي مضيت لوجهي بِسُرْعَة. وَمِنْه: اذلولت الرّيح: مرت مرا سهلا وَهُوَ ثلاثي كررت عينه وزيدت وَاو بَينهمَا وَأَصله من ذلي الطَّعَام يذليه إِذا ازْدَردهُ لسرعة ذَلِك وَنَظِيره اثنوني من ثنى يثني فالياء فِي اذلوليت أَصْلِيَّة غير منقلبة وَفِي احلوليت منقلبة عَن الْوَاو.(2/14)
5 - أَبُو هُرَيْرَة رصى الله تَعَالَى عَنهُ لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما صغَار الْأَعْين ذلف الآنف.
ذلف الذلف فِي الْأنف: الشخوص فِي طرفه مَعَ صغر الأرنبة قَالَ الزّجاج: هُوَ صغر الْأنف وضع جمع الْقلَّة مَوضِع جمع الْكَثْرَة وَيحْتَمل أَن يقللها لصغرها. ذلق فِي (حج) . فانذلق فِي (مد) . مذلل فِي (وق) . مذللة فِي (قن) .
الذَّال مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْبَراء بن عَازِب: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بِئْر ذمَّة [265] فنزلنا فِيهَا سِتَّة ماحة.
ذمم الذِّمَّة والذميم: القليلة المَاء لِأَنَّهَا مذمومة. وَمِنْه حَدِيث زَمْزَم: لَا تنزف وَلَا تذم. الماحة: جمع مائح وَهُوَ الَّذِي يمْلَأ الدَّلْو فِي أَسْفَل الْبِئْر. سَأَلَهُ الْحجَّاج بن الْحجَّاج الْأَسْلَمِيّ: مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع فَقَالَ: غُرَّةٌ عبدٌ أَو أمةٌ. الذمام والمذمة: بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح: الْحق وَالْحُرْمَة الَّتِي يذم مضيعها يُقَال: رعيت ذمام فلَان ومذمته. وَعَن أبي زيد: المذمة بِالْكَسْرِ: الذمام وبالفتح الذَّم. وَالْمرَاد بمذمة الرَّضَاع الْحق اللَّازِم بسب الرَّضَاع أَو حق ذَات الرَّضَاع فَحذف الْمُضَاف. قَالَ النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: كَانُوا يستحبون أَن يرضخوا عِنْد فصَال الصَّبِي للظئر شَيْئا سوى الْأجر. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام ذِمَّتِي رهينة وَأَنا بِهِ زعيم لمن صرَّحت لَهُ العبر أَلا يهيج على التَّقْوَى زرع قوم وَلَا يظمأ على التَّقْوَى سنخ أصل أَلا وَإِن أبْغض خلق الله إِلَى الله رجل قمش علما غارا بأغباش الْفِتْنَة عميا بِمَا فِي غيب الْهُدْنَة سَمَّاهُ أشباهه من(2/15)
6 - النَّاس عَالما وَلم يغن فِي الْعلم يَوْمًا سالما بكَّر فَاسْتَكْثر مِمَّا قل مِنْهُ فَهُوَ خير مِمَّا كثر حَتَّى إِذا مَا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل قعد بَين النَّاس قَاضِيا لتلخيص مَا الْتبس على غَيره إِن نزلت بِهِ إِحْدَى المبهمات هيأ حَشْوًا رثا رَأيا من رَأْيه. فَهُوَ من قطع الشُّبُهَات فِي مثل غزل العنكبوت لَا يعلم إِذا أَخطَأ لِأَنَّهُ لَا يعلم أَخطَأ أم أصَاب خباط عشوات ركاب جهالات لَا يعْتَذر مِمَّا لَا يعلم فَيسلم وَلَا يعَض فى الْعلم بضرس قَاطع فيغنم يذور الرِّوَايَة ذرو الرّيح الهشيم تبْكي مِنْهُ الدِّمَاء وتصرخ مِنْهُ الْمَوَارِيث ويستحل بِقَضَائِهِ الْفرج الْحَرَام. لَا ملىء وَالله بإصدار مَا ورد عَلَيْهِ وَلَا أهل لما قُرّظ بِهِ. الذِّمَّة: الْعَهْد وَالضَّمان وَيُقَال: هَذَا فِي ذِمَّتِي وذمي أَي فِي ضماني. والرهينة بِمَعْنى الرَّهْن كالشتيمة والعضيهة بِمَعْنى الشم والعضه وَلَيْسَت بتأنيث رهين بِمَعْنى مَرْهُون لِأَن فعيلا هَذَا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث فَلَو أَرَادَ هَذَا لقَالَ: ذمتى رهين كَمَا يُقَال: كفٌّ خضيب ولحيةٌ دَهِين إِلَّا أَن الْمصدر الَّذِي هُوَ الرَّهْن وَمَا فِي مَعْنَاهُ أَعنِي الرهينة يقامان مقَام الشَّيْء الْمَرْهُون وَلِهَذَا قيل: الرَّهْن والرهان والرهائن. وَقَوْلهمْ: هُوَ رهينة فِي أَيْديهم وَقَوله: [266] ... أَبَعْدَ الَّذِي بالنعف نعف كوبكب ... رَهِينة رَمْسٍ ذِي تُرَاب وجَنْدَلِ ... دَلِيل على مَا قُلْنَا. الزعيم: الْكَفِيل يُقَال زعم بِهِ زعما وزعامة. صرحت: ظَهرت وتبينت أَو بيّنت لَهُ الْحق وَصِحَّة الْأَمر يُقَال: صرح الشَّيْء وصرّح بِنَفسِهِ. أَلا يهيج مُتَعَلق برهينة وَأَن هَذِه هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَقبلهَا جَار مَحْذُوف التَّقْدِير: ذِمَّتِي رهينة بِأَنَّهُ لَا يهيج أَي لَا يجفّ. السنخ من الأَصْل: مَا توغل مِنْهُ وَمِنْه سنخ السن الدَّاخِل فِي اللَّحْم. وسنخ السَّيْف: سيلانه وَالْمعْنَى: ضمنت لمن استبصر وَاعْتبر أَن من اتَّقى الله لم يزل أمره(2/16)
7 - ناضرا وَعَمله نامياً زاكياً وَأَنا بذلك كَفِيل فَالضَّمِير فِي بِهِ رَاجع إِلَى الْمَضْمُون الَّذِي هُوَ فِي قَوْله: أَلا يهيج وَهُوَ فِي التَّقْدِير مقدم عَلَيْهِ لتَعَلُّقه بالرهينة. القمش: الْجمع من هَا هُنَا وَهَا هُنَا وَمِنْه قماش الْبَيْت لردىء مَتَاعه. الْغَار: الغافل المغتر وَقد غرّ يغر بِالْكَسْرِ يُقَال: أَتَتْهُم الْخَيل وهم غَارونَ. الأغباش: جمع غبش وَهُوَ الظلمَة فِي آخر اللَّيْل قَالُوا: الغبش ثمَّ الغبس ثمَّ الْغَلَس. الْهُدْنَة: السّكُون هدن يهدن هدوناً وهدنة كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنه مغتر بِمَا أصَاب من تَسْلِيم الجهلة لَهُ وتمشى أمره بَين أظهرهم وَذهب عَلَيْهِ أَن يتفطن لما هُوَ مدَّخر لَهُ إِذا زَالَت هَذِه الْحَال وقرَّت الْأُمُور قَرَارهَا وَدفع إِلَى قوم أولي بَصِيرَة فِي الدّين من الافتضاح الشائن وبدو العوار فَسُمي الْحَالة المسخوطة فتْنَة والمرضية هدنة. لم يغن فِي الْعلم يَوْمًا يالما أَي لم يلبث فِي أَخذ الْعلم يَوْمًا تَاما سالما من النُّقْصَان. الآجن: المَاء الْمُتَغَيّر شبه علمه بِهِ. المبهمات: الْمسَائِل المشكلة. العشوة: الظلمَة: شبهه فِي تحيره وتعسفه بواطىء العشوة. الضرس: وَاحِد الأضراس وَهِي عشرُون ضرساً تلى الأنياب من كل جَانب من الْفَم خَمْسَة من أَسْفَل وَخَمْسَة من فَوق وَهُوَ مُذَكّر وَرُبمَا أَنْت وَهَذَا مثل لعدم إتقانه. الذرو: التطيير والنسف. الهشيم: النبت الْيَابِس أى يسْرد الراوية بِسُرْعَة كذرو الرّيح. فلَان ملىء بِهَذَا الْأَمر: إِذا كَانَ كَامِلا فِي مزاولته مضطلعا بِهِ يَعْنِي عَجزه عَن جَوَاب مَا يسْأَل عَنهُ. تفريظ الرجل: مدحه حَيا وتأبيته مدحه مَيتا. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: انْتَهَيْت إِلَى أبي جهل يَوْم بدر وَهُوَ صريع فَقلت لَهُ: قد أخزاك الله يَا عَدو الله فَوضعت [267] رجلى على مذمره فَقَالَ: يَا رويعي الْغنم
ذمر لقد ارتقيت مرتقى صعبا لمن الدبرة فَقلت: لله وَرَسُوله ثمَّ احتززت رَأسه وَجئْت بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى أَنه قَالَ: أعمد من سيد قَتله قومه.(2/17)
8 - المذمر: الْكَاهِل الدبرة بِالسُّكُونِ: الْهَزِيمَة من الإدبار يُقَال: لمن الدبرة أَي من الهازم وعَلى من الدبرة أَي من الْمَهْزُوم أعمد: من عمدني كَذَا إِذا أوجعني فعمدت أَي وجعت واشتكيت أعمد: أَي أتوجع من أَن يقتل الْقَوْم سيدهم وأشتكي وَقيل: عمد عَلَيْهِ إِذا غضب فَمَعْنَاه أغضب من ذَلِك قَالَ ابْن ميادة: ... وأعْمَدُ من قومٍ كفاهمْ أخوهُمُ ... صِدَام الأعادي حَيْثُ فُلَّت نُيوبُها ... سلمَان رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ: مَا يحل لنا من ذمتنا فَقَالَ: من عماك إِلَى هداك وَمن فقرك إِلَى غناك.
ذمم أَرَادَ من أهل ذمتنا. الْعَمى: ضلال الطَّرِيق أَي إِذا ضللت طَرِيقا أخذت أحدهم بِأَن يقفك على الطَّرِيق وَإِذا مَرَرْت بحائطه أَو مَاله وافتقرت إِلَى مَا يقيمك لَا غنى بك عَنهُ فَخذ مِنْهُ قدر كفايتك هَذَا إِذا صولحوا على ذَلِك وَشرط عَلَيْهِم وَإِلَّا فَلَا يحل مِنْهُم إِلَّا الْجِزْيَة. فِي الحَدِيث: روى فِي حَدِيث يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام: إِن الْحُوت قاءه رذياًّ ذمًّا. هُوَ المفرط الهزال الْهَالِك وَهُوَ من الذَّم لِأَنَّهُ تحتقره الْأَنْفس وتقتحمه الْأَعْين. فتذامروا فِي (ضج) . ذامرا فِي (صب) . بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة فِي (اج) . اذمت فِي (عو) . بِذِمَّتِهِمْ فِي (كف) .
الذَّال مَعَ النُّون
أنس رَضِي الله عَنهُ كَانَ لَا يقطع التذنوب من الْبُسْر إِذا أَرَادَ أَن يفتضخه.
ذَنْب هُوَ الَّذِي بدا فِيهِ الإرطاب من قبل الذَّنب. وَمِنْه حَدِيث ابْن الْمسيب: كَانَ لَا يرى بالتذنوب أَن يفتضخ بَأْسا. الفتضاخ: أَن يشدخ وينتبذ وَاسم ذَلِك الشَّرَاب الفضيخ. يذيب عينه فِي (كس) . ذَنْب تلعة فِي (مض) . التذنوبة وَمَا ذَنْب مِنْهَا فِي (حل) فرس ذنُوب فِي (فق) . بِذَنبِهِ فِي (عس) .(2/18)
9 - الذَّال مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله لَا يحب الذواقين وَلَا الذواقات.
ذوق هُوَ استطراف النِّكَاح وقتا بعد وَقت. عمر رضى الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يستاك وَهُوَ صَائِم وَلكنه يستاك بِعُود قد ذوى.
ذوى أَي يبس. ابْن الْحَنَفِيَّة رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يذوِّب لمته. أَي يمشطها ويضفر ذوائبها وَالْقِيَاس يذئب لِأَن عين ذؤابة همزَة. وَمِنْه قَوْلهم: غُلَام مذأب: لَهُ ذؤابة وَأما ذوائب فوارد على خلاف الْقيَاس وَالْقِيَاس
ذوب ذآئب وَكَأن يذؤب مَبْنِيّ على هَذَا. فِي الحَدِيث [268] فِي صفة الْمهْدي: قرشي يمانٍ لَيْسَ من ذى وَلَا ذُو.
ذُو أَي لَيْسَ من نسب الأذواء وهم مُلُوك حمير المسمون بِذِي فائش وَذي رُعين وَذي يزن. وَهَذِه الْكَلِمَة عينهَا وَاو وَيشْهد بذلك الأذواء والذوون وَقِيَاس لامها أَن تكون يَاء لِأَن بَاب طوى أَكثر من بَاب قوى ووزنها فعل لقَولهم: ذواتا. قرشي يمانٍ أَي قرشي النّسَب يماني المنشأ. ذواق فِي (رو) . ذواقاً فِي (شَذَّ) . أذوط فِي (عق) . وذود (فر) . ذادة فِي (نج) . ذُو عهد فِي (كف) .
الذَّال مَعَ الْهَاء
عِكْرِمَة رَحمَه الله سُئِلَ عَن أذاهب من برّ وأذاهب من شعير فَقَالَ: يضم بَعْضهَا إِلَى بعض ثمَّ تزكّى.(2/19)
0 - الذَّهَب: مكيال لأهل الْيمن جمع أذهاباً ثمَّ أذاهب. فَذَهَبت فِي (بر)
الذَّال مَعَ الْيَاء
ابْن عُمَيْر رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن عَامر بن ربيعَة: كَانَ مُصعب بن عُمَيْر مترفا يدهن بالعبير ويذيل يمنة الْيمن وَيَمْشي فِي الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا هَاجر أَصَابَهُ ظلف شَدِيد فكاد يهمد من الْجُوع.
ذيل التذييل: تَطْوِيل الذيل. اليمنة: ضرب من برود الْيمن. الْحَضْرَمِيّ: السبت الْمَنْسُوب إِلَى حَضرمَوْت. الظلْف: الشدَّة. يهمد: يهْلك من همد الثَّوْب إِذا بلي يهمد لُغَة فِي همد يهمد. يدهن بالعبير: أى يمزج الدّهن بالعبير فيمترخ بِهِ. الذام فِي (سا) . ذيخا فِي (ضَب) . المذاييع فِي (نو) .(2/20)
1 - حرف الرَّاء
الرَّاء مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن قوما من أهل مَكَّة أَسْلمُوا فَكَانُوا مقيمين بهَا قبل الْفَتْح فَقَالَ: أَنا بَرِيء من كل مُسلم مَعَ مُشْرك قيل: لم يَا رَسُول الله قَالَ: لَا ترَاءى ناراهما. إِنَّه يجب عَلَيْهِمَا أَن يتباعد منزلاهما بِحَيْثُ إِذا أوقدت فيهمَا ناران لم تلح إِحْدَاهمَا لِلْأُخْرَى. وإستناد الترائي إِلَى النارين مجَاز كَقَوْلِهِم: دور بني فلَان تتناظر.
رأى والترائي: تفَاعل من الرُّؤْيَة وَهُوَ على وُجُوه: يُقَال ترَاءى الْقَوْم إِذا رأى بَعضهم بَعْضًا وَمِثَال مَا نَحن فِيهِ قَوْله تَعَالَى: {فَلَمّا تَرَاءى الجَمْعَانِ} . وتراءى لي الشَّيْء أَي ظهر لي حَتَّى رَأَيْته. وتراءى الْقَوْم الْهلَال إِذا رَأَوْهُ بأجمعهم. وَمن هَذَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. إِن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليين كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي فِي أفق السَّمَاء وَإِن الحسنين مِنْهُم وأَنعما. كلمة نعم: اسْتعْملت فِي حمد كل شَيْء واستجادته وتفضيله [269] على جنسه ثمَّ قيل: إِذا عملت عملا فأنعمه أَي فأجده وجئني بِهِ على وَجه يثني عَلَيْهِ بنعم الْعَمَل هَذَا. وَمِنْه: دق الدَّوَاء دقًّا نعما ودقه فأنعم دقه وَمِنْه قَول ورقة بن نَوْفَل فِي زيد بن عَمْرو بن نفَيْل: ... رشدت وأنعَمت ابْن عَمرو وَإِنَّمَا ... تجنَّبت تَنوُّراً من النّار حاميا ... أَي أَجدت وزدت على الرشد. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وأنعما أَي فضلا وَزَادا على كَونهمَا من جملَة أهل عليين. وَعَن الْفراء: ودخلا فى النَّعيم.(2/21)
كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصِيب من الرَّأْس وَهُوَ صَائِم.
رَأس هَذِه كِنَايَة عَن التَّقْبِيل. عمر رَضِي الله عَنهُ عَن أذينة الْعَبْدي: حججْت من رَأس هرٍ وخارك أَو بعض هَذِه المزالف فَقلت لعمر: من أَيْن أعتمر فَقَالَ: إِيت عليا فسله فَسَأَلته فَقَالَ: من حَيْثُ ابتدأت. رَأس هر وخارك: موضعان من سَاحل فَارس يرابط فيهمَا. المزالف: بَين الْبر وبلاد الرِّيف الْوَاحِدَة مزلفة. الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ بنى ابْن أَخ لي أَيَّام أُحد فَاسْتَأْذَنا لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأذن لَهُ فجَاء فَإِذا هُوَ بامرأته بَين بَاب الدَّار وَالْبَيْت. فسدد الرمْح نَحْوهَا. فَقَالَت: لَا تعجل وَانْظُر مَا على فراشك فَإِذا رئى مثل النحى فانتظمه بسنانه فماتا جَمِيعًا.
رأى هُوَ الْحَيَّة الْعَظِيمَة سمي بالرئي الَّذِي هُوَ الجني من قَوْلهم: مَعَه رئي وَتَابعه لِأَن فِي زعماتهم أَنه من مسخ الْجِنّ وَلِهَذَا سموهُ شَيْطَانا وحبابا وجانا وَهُوَ فعيل أَو فعول من رأى لأَنهم يَزْعمُونَ أَن لَهُ رَأيا وطبا وَيُقَال فلَان رئى قومه أَي صَاحب الرَّأْي مِنْهُم ووجههم وَقد تكسر راؤه لإتباعها مَا بعْدهَا فَيُقَال: مَعَه رئي كَقَوْلِهِم: صلى ومنخر. فرأب الثأي فِي (سح) . رئتي فِي (بج) . أرأيتموني فِي (رع) . ترأمه فِي (زف) . رأى عين فِي (عف) . وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ فِي (فر) . يَرْمِي فِي (اك) . ورافة فِي (دح) . لَا أَرَانِي. وَإِلَّا رَأَيْتُك فِي (خش) . أرأيتك فِي (عد) أَرَاك فِي (لق) .(2/22)
الرَّاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِقوم يربعون حجرا ويروى: يرتبعون فَقَالُوا: هَذَا حجر الْأَشِدَّاء فَقَالَ: أَلا أخْبركُم بأشدكم من ملك نَفسه عِنْد الْغَضَب. وروى: مر بناس يتجاذون مهراساً فَقَالَ: أتحسبون الشدَّة فِي حمل الْحِجَارَة إِنَّمَا الشدَّة أَن يمتلىء أحدكُم غيظا ثمَّ يغلبه.
ربع ربع الْحجر وارتباعه وإجذاؤه: رَفعه لإِظْهَار الْقُوَّة وَسمي الْحجر المربوع الربيعة والمجذي. وَفِي أمثالهم [27] أثقل من مجذي ابْن ركَانَة وهما من ربع بِالْمَكَانِ وجذا فِيهِ إِذا وقف وَثَبت لِأَنَّهُ عِنْد إشالته الْحجر لَا بُد لَهُ من ثبات واستمكان فِي موقفه ذَلِك. والتجاذي: تفَاعل من الإجذاء أَي يجذي المهراس بَعضهم مَعَ بعض هَذَا ثمَّ هَذَا وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه مر بِقوم يتجاذون حجرا وروى: يجذون فَقَالَ: عُمَّال الله أقوى من هَؤُلَاءِ. والمهراس: حجر مستطيل منقور يتَوَضَّأ مِنْهُ شَبيه بالهاوون الَّذِي يهرس فِيهِ والهرس: الدق الشَّديد. فِي صلح أهل نَجْرَان: لَيْسَ عَلَيْهِم ربية وَلَا دم.
رَبًّا سَبِيلهَا أَن تكون فعولة من الرِّبَا كَمَا جعل بَعضهم السّريَّة من السرو وَقَالَ: لِأَنَّهَا أسرى جواري الرجل. وَعَن الْفراء: هى ربية وَشبههَا بحبية حَيْثُ جَاءَت بِالْيَاءِ وَأَصلهَا وَاو. أسقط عَنْهُم كل رَبًّا وَدم كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة. إِن مَسْجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مربداً ليتيمين فِي حجر معَاذ بن عفراء فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمَا معوذ بن عفراء فَجعله للْمُسلمين فبناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَسْجِدا.
ربد المربد: الْمَكَان الذى تُرِيدُ بِهِ الْإِبِل أَي تحبس وَمِنْه مربد الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة.(2/23)
4 - أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عدي بن حَاتِم فَعرض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ عدي: إِنِّي من دين فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّك تَأْكُل المرباع وَهُوَ لَا يحل لَك. إِنَّك من أهل دين يُقَال لَهُم: الركوسية.
ربع المرباع: الرّبع وَمثله المعشار وَكَانَ يَأْخُذهُ الرئيس مَعَ الْمغنم فِي الْجَاهِلِيَّة. الركوسية: قوم بَين النَّصَارَى والصائبين. من دين أَي من أهل دين. مثل الْمُنَافِق مثل الشَّاة بَين الربضين إِذا أَتَت هَذِه نطحتها. وروى: مثل الْمُنَافِق مثل الشَّاة العائرة بَين الْغَنَمَيْنِ تعير إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة لَا تَدْرِي أَيهمَا تتبع وروى: الياعرة. وروى: مثل الْمُنَافِق مثل شَاة بَين ربيضين تعمو إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة.
ربض الربض: مأوى الْغنم وَحَيْثُ تربض فَسُمي بِهِ الْغنم لكَونهَا فِيهِ أَو على حذف الْمُضَاف أَو على أَنه جمع رابض كخادم وخدم. والربيض: اسْم الْغنم برعاتها مجتمعة فِي مربضها. تَثْنِيَة الْغنم على معنى غنم هَا هُنَا وغنم هَا هُنَا قَالَ: ... هما سيدانا يَزْعُمان وإنَّمَا ... يسودانِنَا إِن يَسرت غَنَماهُما ... وَمثله قَوْله: ... لنا إبِلاَن فيهمَا مَا علمْتُم ... العائرة: المترددة: والياعرة: من اليعار وَهُوَ صَوتهَا. عَمَّا يعمو مثل عَنَّا يعنو إِذا خضع وذل ضمنه معنى [271] ينضوى ويلتجىء فعدّاه بإلى. من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرى رعاء الْغنم رُءُوس النَّاس وَأَن يُرى العراة الجوَّع يتبارون فِي الْبُنيان وَأَن تَلد الْمَرْأَة رَبهَا أَو ربتها.
ربب قيل: يَعْنِي الْإِمَاء اللَّاتِي يلدن لمواليهن وهم ذَوُو أَحْسَاب فَيكون وَلَدهَا كأبيه فِي النّسَب وَهُوَ ابْن أمه وَيحْتَمل أَن الْمَرْأَة الوضيعة ينَال الشّرف وَلَدهَا فَتكون منزلتها(2/24)
مِنْهُ منزلَة الْأمة من الْمولى لضعتها وشرفه. كتب بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار كتابا. وَفِي الْكتاب: إِنَّهُم أمة وَاحِدَة دون النَّاس الْمُهَاجِرُونَ من قُرَيْش على رباعتهم يتعاقلون بَينهم معاقلهم الأولى ويفكون عانيهم
ربع بِالْمَعْرُوفِ والقسط بَين الْمُؤمنِينَ وَإِن الْمُؤمنِينَ لَا يتركون مفرحاً مِنْهُم أَن يعينوه بِالْمَعْرُوفِ من فدَاء أَو عقل وَإِن الْمُؤمنِينَ الْمُتَّقِينَ أَيْديهم على من بغى عَلَيْهِم أَو ابْتغى دسيعة ظلم وَإِن سلم الْمُؤمنِينَ وَاحِد لَا يسالم مُؤمن دون مُؤمن فى قتال فِي سَبِيل الله إِلَّا على سَوَاء وَعدل بَينهم وَإِن كل غَازِيَة غزت يعقب بَعضهم بَعْضًا وَإنَّهُ لَا يجير مُشْرك مَالا لقريش وَلَا يعينها على مُؤمن وَإنَّهُ من اعتبط مُؤمنا قتلا فَإِنَّهُ قَود إِلَّا أَن يرضى ولي الْمَقْتُول بِالْعقلِ وَإِن الْيَهُود يتفقون مَعَ الْمُؤمنِينَ مَا داموا محاربين وَإِن يهود بني عَوْف أنفسهم وَأَمْوَالهمْ أَمَنَة من الْمُؤمنِينَ للْيَهُود دينهم وَلِلْمُؤْمنِينَ دينهم إِلَّا من ظلم أَو أَثم فَإِنَّهُ لَا يوتغ إِلَّا نَفسه وَأهل بَيته وَإِن يهود الْأَوْس ومواليهم وأنفسهم مَعَ الْبر المحسن من أهل هَذِه الصَّحِيفَة وَإِن الْبر دون الْإِثْم فَلَا يكْسب كاسب إِلَّا على نَفسه وَإِن على أصدق مَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة وأبره لَا يحول الْكتاب دون ظلم ظَالِم وَلَا إِثْم آثم وَإنَّهُ من خرج آمن وَمن قعد آمن إِلَّا من ظلم وأثم وَإِن أولاهم بِهَذِهِ الصَّحِيفَة الْبر المحسن. رباعة الرجل: شَأْنه وحاله الَّذِي هُوَ رَابِع عَلَيْهَا أَي ثَابت مُقيم. مِنْهُ حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سَأَلَهُ عمر عَن السَّاعَة: ذَاك عِنْد حيف الْأَئِمَّة وتصديق أمتِي بالنجوم وَتَكْذيب بِالْقدرِ وَحين تتَّخذ الْأَمَانَة مغنماً وَالصَّدَََقَة مغرماً والفاحشة رباعة فَعِنْدَ ذَلِك هلك قَوْمك يَا عمر. قَالَ يَعْقُوب: وَلَا يكون فِي غير حسن الْحَال يُقَال: مَا فِي بني فلَان من يضْبط رباعته غير فلَان وَقَالَ الأخطل: ... مَا فِي مَعَدّ فَتى تُغْنِي رِباعَتُه ... إِذا يَهُمّ بأمْرٍ صَالح فعلا ...(2/25)
6 - التعاقل: تفَاعل من الْعقل وَهُوَ إِعْطَاء الدِّيَة والمعاقل: الدِّيات جمع معقلة [272] أَي يكونُونَ على مَا كَانُوا عَلَيْهِ من أَخذ الدِّيات وإعطائها. العاني: الْأَسير وَقد عَنَّا يعنو وعنى يَعْنِي أَي يطلقونه غير مشتطين فِي ذَلِك. المفرح: المثقل بالغرم. أَن يعينوه بدل مِنْهُ أَي لَا يتركون إعانته. الدسيعة: من الدسع وَهُوَ الدّفع يُقَال: فلَان ضخم الدسيعة أَي عَظِيم الدّفع للعطاء وَأَرَادَ دفعا على سَبِيل الظُّلم فأضافه إِلَيْهِ وَهَذِه لإضافة بِمَعْنى من وَيجوز أَن يُرَاد بالدسيعة الْعَطِيَّة أَي ابْتغى مِنْهُم أَن يدفعوا إِلَيْهِ عَطِيَّة على وَجه ظلمهم أَي كَونهم مظلومين أَو أضافها إِلَى ظلمه لِأَنَّهُ سَبَب دفهم لَهَا. السّلم: الصُّلْح أَي لَا يسوغ لوَاحِد مِنْهُم دون السائر وَإِنَّمَا يسالمون عدوهم بالتباطؤ. جعل الغازية صفة للخيل فأنث وَهُوَ يُرِيد أَصْحَابهَا وَقد ذهب إِلَى الْمَعْنى فِي قَوْله: يعقب بَعضهم وَالْمعْنَى: إِن على الْغُزَاة أَن يتناوبوا وَلَا يُكلف من يقفل الْخُرُوج إِلَى أَن تَجِيء نوبَته. الاعتباط: النَّحْر بِغَيْر عِلّة فاستعاره للْقَتْل بِغَيْر جِنَايَة. يهود بني عَوْف بِسَبَب الصُّلْح الْوَاقِع بَينهم وَبَين الْمُؤمنِينَ كأمة مِنْهُم فِي أَن كلمتهم وَاحِدَة على عدوهم فَأَما الدّين فَكل فرقة مِنْهُم على حيالها. إِلَّا من ظلم بِنَقْض الْعَهْد. فَإِنَّهُ لَا يوتغ: أَي لَا يهْلك إِلَّا نَفسه. الْبر دون الْإِثْم أَي الْوَفَاء بالعهد الَّذِي مَعَه السّكُون والطمأنينة أَهْون من النكث الْمُؤَدِّي إِلَى الحروب والمتاعب الجمة. فَلَا يكْسب كاسب أَي لَا يجر هَذِه المتاعب من نكث إِلَّا إِلَى نَفسه. لَا يحول الْكتاب دون ظلم ظَالِم مَعْنَاهُ: لَو اعْتدى مُعْتَد بمخالفة مَا فِيهِ وَزعم أَنه دَاخل فِي جملَة أَهله لم يمنعهُ دُخُوله فِي جُمْلَتهمْ أَن يُؤْخَذ بِجِنَايَة. فِي ذكر أَشْرَاط السَّاعَة وَأَن ينْطق الرويبضة قيل: يَا رَسُول الله مَا الرويبضة فَقَالَ: الرجل التافه ينْطق فِي أَمر الْعَامَّة.(2/26)
7 - ربض كَأَنَّهُ تَصْغِير الرابضة وَهُوَ الْعَاجِز الَّذِي ربض عَن معالي الْأُمُور وجثم عَن طلبَهَا وَزِيَادَة التَّاء للْمُبَالَغَة. والتافه: الخسيس الحقير يُقَال: تفه فَهُوَ نفه وتافه. قَالَ للضحاك بن سُفْيَان حِين بَعثه إِلَى قومه: إِذا أتيتهم فاربض فِي دَارهم ظَبْيًا. الظبي: مَوْصُوف بالحذر وَأَنه إِذا رابه ريب فِي مَوضِع شرد عَنهُ ثمَّ لم يعدو وَمِنْه الْمثل: تَركه ترك ظبى ظله: فَالْمَعْنى: كن فِي إقامتك بَين أظهرهم كالظبي فِي حذره لأَنهم كفرة حَتَّى إِن ارتبت مِنْهُم بِشَيْء أسرعت الرحيل وَقيل مَعْنَاهُ: أقِم فِي أَرضهم آمنا كالظبي [273] فِي كناسه. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من غنى مبطر وفقر مرب أَو ملب.
ربب أَي لَازم غير زائل من قَوْلهم: أرب بِالْمَكَانِ وألب إِذا أَقَامَ وَلزِمَ. يَقُول الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة: يَا بن آدم أا أحملك على الْخَيل وَالْإِبِل وزوجتك النِّسَاء وجعلتك تربع وتدسع قَالَ: بلَى قَالَ فَأَيْنَ شكر ذَلِك الْمَعْنى بِهَذَا الرئيس لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يربع ويدسع عِنْد قسْمَة الْغَنَائِم أَي يَأْخُذ المرباع وَيدْفَع الْعَطاء الجزل من الدسيعة. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن كِرَاء الأَرْض وَكَانُوا يكرونها بِمَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء وَشَيْء من التِّبْن ويسمون ذَلِك الحقل. هِيَ الْأَنْهَار الصغار الْوَاحِد ربيع.
ربع الحقل من الحقل وَهُوَ القراح كَانُوا يكرونها بِشَيْء غير مَعْلُوم ويشترطون على الْمُكْتَرِي هَذِه الْأَشْيَاء فَنهى عَن ذَلِك فَأَما إكراؤها بدارهم أَو إطْعَام مُسَمّى فَلَا بَأْس بِهِ. جَاءَتْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبيعة الأسْلَمِيَّة رَضِي الله عَنْهَا وَقد توفّي عَنْهَا زَوجهَا(2/27)
8 - فَوضعت بِأَدْنَى من أَرْبَعَة أشهر من يَوْم مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا سبيعة اربعي بِنَفْسِك وروى: على نَفسك. هَذَا يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون من ربع بِمَعْنى وقف وانتظر قَالَ الْأَحْوَص: ... مَا ضرّ جيراننا إِذْ انتجعوا ... لَو أَنهم قبل يومهم ربعوا ... فيوافق قَوْله تَعَالَى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ} وَهَذَا يَقْتَضِي أَنه أمرهَا بالكفِّ عَن التَّزَوُّج وانتظار تَمام مُدَّة التَّرَبُّص وَهُوَ مَذْهَب عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: عدتهَا أبعد الْأَجَليْنِ. وَيحْتَمل أَن يكون من قَوْلهم: ربع الرجل إِذا أخصب من الرّبيع وَمِنْه: رجل مربوغ أَي منعوش منفسٌ عَنهُ فَيكون الْمَعْنى: نَفسِي عَن نَفسك وارمي بهَا إِلَى الخصب وَالسعَة وأخرجيها عَن بؤس الْمُعْتَدَّة وَسُوء حَالهَا وضنك أمرهَا. ويعضده مَا يرْوى: أَن سبيعة وضعت بعد وَفَاة زَوجهَا بِشَهْر أَو نَحوه فَمر بهَا أَبُو السنابل فَقَالَ: لقد تصنعت للأزواج لَا حَتَّى تَأتي عَلَيْك أَرْبَعَة أشهر وَعشر فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: كذب فَانْكِحِي فقد حللت. وَعَن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا ولدت وَزوجهَا على سَرِيره جَازَ أَن تتَزَوَّج. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رجلا جَاءَهُ فِي نَاقَة نحرت فَقَالَ لَهُ عمر: هَل لَك فِي ناقتين عشراوين مربغتين سمينتين بناقتك فَإنَّا لَا نقطع فِي عَام السّنة
ربغ أربغت الْإِبِل: إِذا [274] أرسلتها على المَاء ترده مَتى شَاءَت فربغت هِيَ وَمِنْه ربيع رابغ أَي مخصب وعيش رابغ رافغ. أَرَادَ ناقتين أربغتا حَتَّى أخصبت أبدانهما وسمنتا.(2/28)
9 - السّنة: الْقَحْط أَرَادَ لَيست عادتنا كعادة الْجَاهِلِيَّة فِي قطعهم الطَّرِيق إِذا أقحطوا عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لكميل بن زِيَاد رَحمَه الله تَعَالَى: النَّاس ثَلَاثَة: عَالم رباني ومتعلم على سَبِيل نجاة وهمج رعاع أَتبَاع كل ناعق.
ربب الرباني: مَنْسُوب إِلَى الرب بِزِيَادَة الْألف وَالنُّون للْمُبَالَغَة وَهُوَ الْعَالم الراسخ فِي الْعلم وَالدّين الَّذِي أَمر بِهِ الله وَالَّذِي يطْلب بِعِلْمِهِ وَجه الله. قَالَ بَعضهم: الشَّارِع الرباني الْعَالم الْعَامِل الْمعلم. الهمج: جمع همجة وَهِي ذُبَاب صَغِير يَقع على وُجُوه الْغنم وَالْحمير وَقيل: هُوَ ضرب من البعوض وَشبه بِهِ الرذال من النَّاس فَقيل لَهُم: همج. الرعاع: السفلة. نعق الرَّاعِي الْغنم: إِذا صَاح بهَا فَهُوَ ناعق شبههم بالغنم فِي اتباعهم كل من يَدعُوهُم كَمَا تتبع الْغنم الرَّاعِي إِذا نعق بهَا. قَالَ رَضِي الله عَنهُ على مِنْبَر الْكُوفَة: إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة غَدَتْ الشَّيَاطِين براياتها فَيَأْخُذُونَ النَّاس بالربائث فيذكرونهم الْحَاجَات.
ربث أى بالعوارض الَّتِي يربثهم عَن الْجُمُعَة أَي تحبسهم وتثبطهم. يُقَال: إِنَّمَا فعلت بك ذَاك ربيثة مني لَك أَي حبسا وخديعة. إِن رجلا خَاصم إِلَيْهِ أَبَا امْرَأَته وَقَالَ: زَوجنِي ابْنَته وَهِي مَجْنُونَة فَقَالَ: مَا بدا لَك من جنونها فَقَالَ: إِذا جامعتها غشي عَلَيْهَا فَقَالَ: تِلْكَ الربوخ لست لَهَا بِأَهْل.
ربخ هى الَّتِي يغشى عَلَيْهَا إِذا جومعت وَلَا بُد لَهَا من استرخاء عِنْد ذَلِك من قَوْلهم: مَشى حَتَّى تربَّخ أَي استرخى وَمِنْه قيل لرملةٍ من رمال زرود: مربخ أَرَادَ أَن(2/29)
0 - ذَلِك يحمد مِنْهَا قَالَ: ... أطْيَبُ لَذَّاتِ الفَتَى ... نَيْكُ رَبوخٍ غَلمِهْ ... [شبقة] . وأربخ الرجل: إِذا اشْترى جَارِيَة ربوخا. دَعَا بمُوسَى بن طَلْحَة رحمهمَا الله من السجْن فَقَالَ لَهُ: اسْتغْفر رَبك وَتب إِلَى الله ثَلَاث مَرَّات انْطلق إِلَى الْعَسْكَر فَمَا وجدت من سلَاح أَو ثوب ارتبق فاقبضه وَاتَّقِ الله واجلس فِي بَيْتك.
ربق يُقَال: ربقت الشَّيْء وارتبقته لنَفْسي كربطته وارتبطته من الربقة وَكَانَ من حكمه فِي أهل الْبَغي أَلا يغنموا وَلَا يسبوا وَإِن وجد من مَالهم شَيْء فِي يَد أحد اسْترْجع.
رَبك ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ صلى خَلفه أَعْرَابِي فتتعتع فِي قِرَاءَته فَقَالَ الْأَعرَابِي: ارتبك الشَّيْخ فَلَمَّا قضى ابْن مَسْعُود صلَاته قَالَ: يَا أَعْرَابِي إِنَّه وَالله [275] مَا هُوَ من نسجك وَلَا من نسج أَبِيك وَلكنه عَزِيز من عِنْد عَزِيز نزل. ارتبك فِي كَلَامه: تتعتع فِيهِ. وارتبك فِي الْأَمر: نشب فِيهِ وَالصَّيْد يرتبك فِي الحبالة وَأَصله من رَبك الطَّعَام ولبكه خلطه. أَبُو لبَابَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ ارْتبط بسلسلة ربوض إِلَى أَن تَابَ الله عَلَيْهِ.
ربض هِيَ الضخمة الثَّقِيلَة الَّتِي لَا يكَاد يقلها صَاحبهَا فَوضعت لذَلِك بالربوض وَيُقَال قربَة وجرّة ربوض. عُرْوَة بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لما أسلم وَانْصَرف إِلَى قومه قدم عشَاء فَدخل منزله فَأنْكر قومه دُخُوله منزله قبل أَن يَأْتِي الرَّبة ثمَّ قَالُوا: السّفر وخضده فَجَاءُوا منزله فحيوه تَحِيَّة الشّرك فَقَالَ: عَلَيْكُم بِتَحِيَّة أهل الْجنَّة: السَّلَام.
ربب الرّبة: هِيَ اللات وَكَانَت صَخْرَة يَعْبُدهَا ثَقِيف قوم عُرْوَة بِالطَّائِف.(2/30)
1 - الخضد: كسر الشَّيْء اللين من غير إبانة فاستعير لما ينَال الْمُسَافِر من التَّعَب والانكسار أُرِيد السّفر وخضده مانعاه أَو مثبطاه فَحذف. السَّلَام: بدل من التَّحِيَّة. وَعبد الله بن بشر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى دَاري فَوَضَعْنَا لَهُ قطيفة ربيزة.
ربز أَي ضخمة من قَوْلهم: كَبْش ربيز وصرة ربيزة. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... وَلَقَد نَقُودُ إِلَى الْقِتَال ... بسرجه النَّشَزَ المُجَامِزْ
القارِحُ العَتَدُ الَّذِي ... أثمانه الصرر الربائز ... وَمِنْه قيل للعاقد الثخين: ربيز وَقد ربز ربازة وَمِنْهُم من بقول: رميز وَقد رمز رمازةً قَالَه أَبُو زيد. ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا خطب فِي الْيَوْم الَّذِي قُتل فِيهِ فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: أَيهَا النَّاس إِن الْمَوْت قد تغشاكم سحابه وأحدق بكم ربابه. واخلولق بعد تفرق وارجحن بعد تبسق وَهُوَ منصاح عَلَيْكُم بوابل البلايا تتبعها المنايا فاجعلوا السيوف للمنايا فرضا ورهيش الثرى غَرضا وَاسْتَعِينُوا على ذَلِك بِالصبرِ فَإِنَّهُ لن تدْرك مكرمَة مونقة وَلَا فَضِيلَة سَابِقَة إِلَّا بِالصبرِ.
ربب الربَاب: سَحَاب دوين السَّحَاب كَأَنَّهُ مُتَعَلق بِهِ. اخلولق: تهَيَّأ للمطر من الخلاقة. ارجحن: ثقل حَتَّى مَال لثقله وَهُوَ من الرجحان ألحق باقشعر بِزِيَادَة النونين. التبسق: تفعل من بسق إِذا ارْتَفع وَطَالَ. المنصاح: مُطَاوع صاحه يصوحه إِذا شقَّه يَعْنِي هُوَ منفتق عَلَيْكُم بوابل. قَالَ عبيد بن الأبرص فِي صفة السَّحَاب: ... فثجَّ أَعْلَاهُ ثمَّ ارتجَّ أسفلُه ... وضاق ذَرْعاً بِحمْل المَاء منصاح ... [ومنضاخ بالضاد وَالْخَاء المعجمين تَصْحِيف مُنكر] .(2/31)
2 - الفرضة: النقب ينحدر مِنْهُ إِلَى نهر أَو وَاد يَقُول: صلوا إِلَى مناياكم بِالسُّيُوفِ واجعلوها طرقا إِلَيْهَا يحرضهم على أَن يقتلُوا بِالسُّيُوفِ ويستشهدوا بهَا. الرهيش: المنثال من التُّرَاب من الارتهاش وَهُوَ الِاضْطِرَاب أَرَادَ تُرَاب الْقَبْر أَي اجعلوا غايتكم الْمَوْت ومرمى همتكم. وَقيل: أَرَادَ المجالدة على وَجه الأَرْض وَلَو روى الرهيس (بِالسِّين) من الرهس وَهُوَ الْوَطْء على هَذَا الْمَعْنى لَكَانَ وَجها لِأَن الْمنَازل يطَأ الثرى. عَائِشَة رضى الله تَعَالَى عَنْهَا مَا كَانَ لنا طَعَام إِلَّا الأسودان: التَّمْر وَالْمَاء وَكَانَ لنا جيران من الْأَنْصَار لَهُم ربائب: فَكَانُوا يبعثون إِلَيْنَا من أَلْبَانهَا.
ربب جمع ربيبة وَهِي الشَّاة الَّتِي يُرَبِّيهَا الْإِنْسَان فِي بَيته للبنها. وَمِنْه حَدِيث النَّخعِيّ رَحمَه الله: لَيْسَ فى الربائب صَدَقَة.
ربع أَرَادَت رَضِي الله عَنْهَا بيع رباعها فَقَالَ ابْن الزبير: لتنتهين أَو لأحجرن عَلَيْهَا فَقَالَت: لله عليّ أَن ُأكَلِّمهُ أبدا فاستعان عَلَيْهَا فبلأي مَا كَلمته وَبعثت إِلَى الْيمن فاشتريت لَهَا أَرْبَعُونَ رَقَبَة فأعتقتهم. الرباع: جمع ربع وَهُوَ دَار الْإِقَامَة. أَرَادَت ترك أَن تكَلمه أَو أَلا ُأكَلِّمهُ فَحذف ذَلِك لِأَنَّهُ غير ملتبس كَقَوْلِه تَعَالَى {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} . اللأي: البطء والاحتباس يُقَال: لأي لأياً والتأي وَالْجَار وَالْمَجْرُور فِي مَحل النصب على الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: فمبطئة كَلمته. وَمَا مزيدة مُؤَكدَة. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله كتب إِلَيْهِ عدي بن أَرْطَأَة: إِن عندنَا قوما قد أكلُوا من مَال الله وَإِنَّا لَا نقدر أَن نستخرج مَا عِنْدهم حَتَّى يمسهم شَيْء من الْعَذَاب. فَكتب
ربذ إِلَيْهِ: إِنَّمَا أَنْت ربذة من الربذ فوَاللَّه لِأَن يلْقوا الله بخيانتهم أحب إليَّ من أَن ألْقى الله بدمائهم فافعل بهم مَا يفعل بغريم السوء. الربذَة والربذ: صوفة يهنأ بهَا الْبَعِير أَو خرقَة يجلو بهَا الصَّائِغ الْحلِيّ. وَالْمعْنَى: إِنَّه إِنَّمَا اسْتَعْملهُ ليعالج الْأُمُور بِرَأْيهِ ويجلوها بتدبيره. وَيجوز أَن يُرِيد بالربذة(2/32)
3 - خرقَة الْحَائِض فيذمَّه وينال من عرضه. وَأَن يُرِيد وَاحِدَة الربذ وَهِي العهون الَّتِي تُعلق فِي أَعْنَاق الْإِبِل وعَلى الهوادج فَيكون الْمَعْنى: إِنَّه من ذَوي الشارة الَّذين لَيْسَ فيهم جدوى وَلَا طائل. ويعضد هَذَا الْوَجْه أَنه كتب إِلَيْهِ: غرَّتني مِنْك صَلَاتك ومجالستك القرَّاء وعمامتك السَّوْدَاء حَتَّى وليتك وفوَّضت إِلَيْك الْأَمر الْعَظِيم ثمَّ وجدناك على خلاف مَا أملناك. قاتلكم الله أما تمشون بَين الْقُبُور جمع فِي متربع لَهُ كَانَ يتربعه ثمَّ انحرف فَقَالَ: إِن [277] الإِمَام يجمع حَيْثُ كَانَ.
ربع هُوَ الْموضع الَّذِي ينزل فِيهِ أَيَّام الرّبيع وَيُقَال لَهُ: المربع والمرتبع وتربعه: اتِّخَاذه مربعًا لم ير الْجُمُعَة لغير الإِمَام إِلَّا فِي الْمصر. مُجَاهِد رَحمَه الله كَانَ يكره أَن تزوج الرجل امْرَأَة رابّه وَإِن عَطاء وطاووساً كَانَا لَا يريان بذلك بَأْسا.
ربب يَعْنِي امْرَأَة زوج أمه. فِي الحَدِيث: قَالَ ربيط بنى إِسْرَائِيل: زين الْحَكِيم الصمت.
ربط هُوَ ذُو الْعَزْم وَالْقُوَّة فِي الرَّأْي من قَوْلك: ربط لذَلِك الْأَمر جأشاً إِذا حبس نَفسه وصبرها وَهُوَ رابط الجأش وربيط الجأش وَهَذَا فعيل بِمَعْنى مفعول. والجأش فِي الأول فى معنى الْمَفْعُول وفى الثانى معنى الْفَاعِل. وَقيل: هُوَ الزَّاهِد فِي الدُّنْيَا الَّذِي ربط نَفسه عَن طلبَهَا. الرِّبَاط فِي (كرّ) . رباعهم فِي (شو) . الرباق والربوة فِي (صب) . ربّى فِي (عز) . واربعوا فِي (غب) . وأربد فِي (دق) . يربض وربعة فِي (بر) . مربعًا وربيعاً فِي (حَيّ) . الرّبّة فِي (حم) . ربد فِي (رم) . الرّبيع فِي (قصّ) . الربى فِي (غذ) . ربعَة وَربَاع فِي (هَل) . أرباقها فى (ذَر) . الربدة فِي (ضرّ) . مربد فِي (عر) .(2/33)
4 - الربَاب فِي (زو) . اربدت فِي (قل) . الرباع فِي (سنّ) . مرباع فِي (هَل) . ربابها فِي (لج) . أربى فِي (اب) . رابية فِي (حس) . وربق فِي (سح) . يربنِي فِي (كث) . فَإِن أَبَت فاربع فِي (رف) . ربد فِي (زن) . فاربعي فربعت فِي (ظن) . الربابة فِي (ثل) . عَن ربضه وَمن شقّ الربض فِي (رف) . على سِتّ وبالأربع على أَربع فِي (سِتّ) . رَابِع أَرْبَعَة فِي (سح) . فاربعوا فِي (مل) . يربأ فِي (رض) . ربع المغزل فِي (عر) .
الرَّاء مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الحساء: يرتو فؤاد الحزين ويسرو عَن فؤاد السقيم.
رتو الرَّتو: من الأضداد يكون الشد والتقوية وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا وَمِنْه قَوْلهم: أكل فلَان أَكلَة فرتت قلبه. وَيكون الْكسر والإرخاء وَمِنْه قَوْلهم: أَصَابَته مُصِيبَة فَمَا رتت فِي ذرعه. السرو: الْكَشْف سروت عَنهُ الثَّوْب وسريته وَمِنْه سرى عَن فلَان. من مَاتَ على مرتبَة من هَذِه الْمَرَاتِب بعث عَلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة.
رتب الْمرتبَة: الْمنزلَة الرفيعة وَمِنْهَا قيل للمراتب: الْمَرَاتِب وَهِي مفعلة من رتب الرجل: إِذا انتصب قَائِما. أَرَادَ الْغَزْو وَالْحج وَغَيرهمَا من الْعِبَادَات الشاقة. عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ إِن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله أَبيت عنْدك اللَّيْلَة فأصلي مَعَك قَالَ: أَنْت لَا تطِيق ذَلِك فَقَالَ: إِنِّي أحب ذَلِك يَا رَسُول الله فجَاء الرجل فَدخل مَعَه فَافْتتحَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السُّورَة [278] الَّتِي تُذكر فِيهَا الْبَقَرَة وترتل فِي الْقِرَاءَة وَركع ثمَّ افْتتح آل عمرَان فجلد بِالرجلِ نوما.
رتل يُقَال: رتل الْقِرَاءَة وترتَّل فِيهَا إِذا ترَّسل واتّأد وبيَّن الْحُرُوف من قَوْلهم: ثغر رَتَل ورَتِل إِذا كَانَ مفلجاً لِأَن المترسل فِي قِرَاءَته كَأَن لَهُ عِنْد كل حرف شبهُ(2/34)
5 - وَقْفَة فَشبه ذَلِك بتفليج الثغر وَالَّذِي يسْرع فِيهَا كَأَنَّهُ يضمُّ الْحُرُوف بَعْضهَا إِلَى بعض ويرصُّها رصَّاً فَشبه ذَلِك باللصص. جُلد بِهِ: أَي سقط يُقَال: جلدت بِالرجلِ الأَرْض إِذا صرعته كَمَا يُقَال ضربت بِهِ الأَرْض فَإِذا بُني للْمَفْعُول بِهِ وَلم تذكر الأَرْض أسْند إِلَى الْجَار مَعَ الْمَجْرُور وَكَانَا فِي مَحل الرّفْع على الفاعلية. نوماً: مفعول لَهُ. معَاذ رَضِي الله عَنهُ روى أَنه يتَقَدَّم الْعلمَاء يَوْم الْقِيَامَة برتوة.
رتو أَي برمية سهم وَقيل: بميل وَقيل: بخطوة. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا صلى بهم الْمغرب. فَقَالَ: {وَلَا الضالّين} . ثمَّ أرتج عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ نَافِع: {إِذا زُلْزِلَت} فَقَالَ: {إِذا زلزلت} .
رتج إِذا استغلق الْكَلَام على الرجل قَالُوا: أرتج عَلَيْهِ: من أرتج الْبَاب إِذا أغلقه. وَلِهَذَا قَالُوا للمرشد: فتح عَلَيْهِ وَفِي كَلَامه رتج أَي تحبس وَتقول الْعَامَّة: ارتجَّ عَلَيْهِ بِالتَّشْدِيدِ وَعَن بَعضهم أَن لَهُ وَجها وأ مَعْنَاهُ وَقع فِي رجة وَهِي الِاخْتِلَاط. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت فِيمَن جعل مَاله فِي رتاج الْكَعْبَة: إِنَّه يُكفِّرُهُ مَا يُكفِّر الْيَمين.
رتج الرتاج: الْبَاب وَمِنْه حَدِيث مُجَاهِد رَحمَه الله: إِنَّه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرادَ} . الطوفان: الْمَوْت وَالْجَرَاد تَأْكُل مسامير رتجهم أَرَادَ جمع رتاج. وَإِنَّمَا رجهوا النّذر وَالْيَمِين إِلَى رتاج الْكَعْبَة قَالَ:(2/35)
6 - ... إِذا أخلفونى فِي عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ ... يَمينِي إِلَى شَطْرِ الرِّتَاجِ المضب ... لِأَن بَاب الْبَيْت هُوَ وَجهه وَهُوَ السَّبِيل إِلَيْهِ وَإِلَى الارتفاق بِهِ. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنا مَدِينَة الْعلم وعليٌ بَابهَا. يُكفره أَي يكفِّر قَوْله ونذره. المرتع فِي (لح) . تريكان فِي (فر) . رتوة فِي (جب) . رتب رتوب فِي (بج) مرتعاً فِي (حَيّ) . لأرتع فِي (ذُقْ) . ارتج فِي (اج) . الْمَرَاتِب فِي (رس) .
الرَّاء مَعَ الثَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أم عبد الله أُخْت شَدَّاد بن قيس بعثت إِلَيْهِ بقدح لبن عِنْد فطره وَقَالَت: يَا رَسُول الله بعثت بِهِ إِلَيْك مرثية لَك من طول النَّهَار وَشدَّة الْحر.
رثى هِيَ فِي أبنية المصادر نَحْو الْمَغْفِرَة والمعذرة والمعجزة من رثي لَهُ إِذا رق لَهُ [279] وتوجع من وُقُوع فِي مَكْرُوه وَمِنْه الرثية: الوجع فِي المفاصل. وَقَالَ بَعضهم: رثيت لَهُ رثياً ومرثاة. ورثيت الْمَيِّت مرثية وَزعم أَن الصَّوَاب: مرثاة لَك. عَن عبد الله بن نهيك رَضِي الله عَنهُ إِنَّه دخل على سعد وَعِنْده مَتَاع رث وَمِثَال رث فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ.
رثث الرث الْخلق الْبَالِي وَقد رث وأرث وَمِنْه الرثة لأسقاط الْبَيْت من الخلقان. والمثال: الْفراش. قَالَ: ... بحمدٍ من سنانك لَا يُذَمُّ ... أَبَا قرَان مِتَّ على مِثالِ ... التَّغَنِّي بِالْقُرْآنِ: الِاسْتِغْنَاء بِهِ وَقيل كَانَت هجيري الْعَرَب التَّغَنِّي بالركباني وَهُوَ نشيد بِالْمدِّ والتمطيط إِذا ركبُوا الْإِبِل وَإِذا انبطحوا على الأَرْض وَإِذا قعدوا فِي أفنيتهم وَفِي عَامَّة أَحْوَالهم فَأحب الرَّسُول أَن تكون قِرَاءَة الْقُرْآن هجيراهم فَقَالَ ذَلِك يَعْنِي لَيْسَ منا من لم يضع الْقُرْآن مَوضِع الركباني فِي اللهج بِهِ والطرب(2/36)
7 - عَلَيْهِ. وَقيل: هُوَ تفعل من غنى بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ [غنى] وَمَا غنيت فلَانا أَي مَا ألفته. وَالْمعْنَى: من لم يلْزمه وَلم يتَمَسَّك بِهِ. وَالْأول يحْتَج لصِحَّته ووجاهته بمقدمة الحَدِيث وَقَول ابْن مَسْعُود: من قَرَأَ سُورَة آل عمرَان فَهُوَ غَنِي. وَعَن الشّعبِيّ رَحمَه الله: نعم كنز الصعلوك سُورَة آل عمرَان يقوم بهَا من آخر اللَّيْل. وَفِي الحَدِيث: من قَرَأَ الْقُرْآن فَرَأى أحدا أُعطي أفضل مِمَّا أُعطي فقد عظم صَغِيرا وصغَّر عَظِيما. الزبير رَضِي الله عَنهُ إِن كَعْب بن مَالك أرتث يو أُحد فجَاء بِهِ الزبير يَقُود بزمام رَاحِلَته وَلَو مَاتَ يَوْمئِذٍ عَن الضيح وَالرِّيح لورثه الزبير وَقد آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهمَا فَأنْزل الله تَعَالَى: {وأولو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فيِ كِتَابِ اللهِ} . االارتثاث: أَن يُحمل من المعركة وَهُوَ ضَعِيف قد أثخنته الْجِرَاحَات من الرثَّة وهم الضُّعَفَاء من النَّاس وَمِنْه قَول الخنساء: أترونني تاركة بني عمي كَأَنَّهُمْ عوالي الرماح ومرتثةً شيخ بني جشم قَالَ: ... يمت ذَا شَرَفٍ يُرْتَثُّ نائُلُه ... من البريَّةِ جيلاً بعده جِيلُ ... وَمِنْه حَدِيث زيد بن صوحان رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه ارتث يَوْم الْجمل فَقَالَ: ادفنوني وَلَا تحسُّوا عني تُرَابا. أَي لَا تنقصوا من حسست الدَّابَّة. الضيح: صَححهُ بَعضهم وَزعم أَنه قلب الضُّحَى من ضحى الشَّمْس وَالصَّوَاب الضح وَهُوَ ضوء الشَّمْس إِذا استكمن [28] من الأَرْض وَمِنْه ضحضحة السراب وَهُوَ ترقرقه. قَالَ ذُو الرمة. ... غَدَا أكْهَبَ الأعْلَى وَرَاح كأنَّهُ ... من الضِّحِّ واستقباله الشمسَ أخْضَرُ ...(2/37)
8 - وَفِي أمثالهم: جَاءَ بالضح وَالرِّيح أَي بِمَا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وَجَرت عَلَيْهِ الرّيح يَعْنِي كَثْرَة المَال كَمَا يَقُولُونَ: جَاءَ بالطم والرم. وَالْمعْنَى لَو ترك الجم الْغَفِير من المَال لورثه الزبير لأَنهم كَانُوا يتوارثون فِي صدر الْإِسْلَام [بِالْحلف] . ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى لَا يَنْبَغِي أَن يكون الرجل قَاضِيا حَتَّى يكون فِيهِ خمس خِصَال: يكون عَالما قبل أَن يسْتَعْمل مستشيراً لأهل الْعلم مُلقياً للرثع منصفاً للخصم مُحْتملا للأئمة.
رثع الرثع: نَحْو من الجشع وَهُوَ أَسْوَأ الْحِرْص إِلَّا أَن فِيهِ دناءة وإسفافاً لمداقّ المطامع وَالرِّضَا بالطفيف من الْعَطِيَّة. والراثع: من كَانَ بِهَذِهِ الصّفة. واللأئمة: مصدر كالعافية والفاضلة يُقَال: أنحى عَلَيْهِ باللوائم. وَيجوز أَن يكون صفة للقالة والأحدوثة الَّتِي فِيهَا لوم. أرثم فِي (فن) . من رثيئة فِي (رص) . رثَّة والرثاث فِي (خطّ) .
الرَّاء مَعَ الْجِيم
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما كَانَ لَيْلَة ولد فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارتجس إيوَان كسْرَى فَسَقَطت مِنْهُ أَربع عشرَة شرفة وخمدت نَار فَارس وَلم تخمد قبل ذَلِك ألف عَام وغاضت بحيرة ساوة وَرَأى الموبذان إبِلا صعاباً تقود خيلاً عرابا وَقد قطعت دجلة وانتشرت فِي بلادها فَبعث كسْرَى عبد الْمَسِيح بن عَمْرو ابْن بقيلة الغساني إِلَى سطيح ليستخبره علم ذَلِك ويستعبره رُؤْيا الموبذان فَقدم عَلَيْهِ وَقد أشفى على الْمَوْت فَسلم فَلم يحر سطيح جَوَابا فَأَنْشَأَ عبد الْمَسِيح يَقُول: ... أصمُّ أم يَسْمَعُ غطْريفُ اليَمنْ ... أمْ فَادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ الْعَنَنْ
يَا فاصِلَ الْخُطَّةِ أعْيَتْ مَنْ ومَنْ ... أتاكَ شيخُ الحيِّ من آل سَنَنْ
وأمُّه من آل ذِئْب بنِ حَجَنْ ... أبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ والْبَدَنْ ...(2/38)
9 - ... رَسُولُ قَيْل العجْم يسري لِلْوَسَنْ ... لَا يرهب الرَّعْدَ وَلاَ َرْيَب الزَّمَنْ
تَجُوبُ بِي الأرْضَ عَلَنْدَاةٌ شَزَنْ ... تَرْفُعني وَجْنٌ وتَهْوِي بِي وَجَنْ
حَتَّى أَتَى عارِي الجآجِي والقَطَنْ ... تَلُفُّهُ فِي الرِّيحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ
كأَنَّمَا حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ ... أزْرَقُ مُمْهَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ ... [281] فَلَمَّا سمع سطيح شعره رفع رَأسه فَقَالَ: عبد الْمَسِيح على جمل مشيح جَاءَ إِلَى سطيح وَقد أوفى على الضريح بَعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيرَان ورؤيا الموبذان رأى إبِلا صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت فِي بلادها. عبد الْمَسِيح إِذا كثرت التِّلَاوَة وَظهر صَاحب الهراوة وخمدت نَار فَارس وغاضت بحيرة ساوة وفاض وَادي السماوة فَلَيْسَتْ الشَّام لسطيح شاماً يملك مِنْهُم مُلُوك وملكات على عدد الشرفات وكل مَا هُوَ آتٍ آتٍ. ثمَّ قضى سطيح مَكَانَهُ ونهض عبد الْمَسِيح إِلَى رَحْله وَهُوَ يَقُول: ... شَمِّرْ فإِنَّكَ ماضِي الهمِّ شِمِّيُر ... لَا يُفْزِعنَّك تفريقٌ وَتْغِييرُ
إنْ يُمْس مُلْكُ بني ساسان أفْرَطَهُمْ ... فإنَّ ذَا الدهرَ أطوارٌ دَهارِيرُ
فَرُبَّما رُبَّمَا أضْحَوْا بمْنزِلَةٍ ... تهاب صولهمُ الأُسْدُ المهاصِيرُ ... فَلَمَّا قدم على كسْرَى أخبرهُ بقول سطيح فَقَالَ كسْرَى: إِلَى أَن يملك منا أَرْبَعَة عشر ملكا تكون أُمُور: فَملك مِنْهُم عشرَة فِي أَربع سِنِين وَملك الْبَاقُونَ إِلَى زمن عُثْمَان.
رِجْس ارتجس وَارْتجَّ ورجف أَخَوَات وَمِنْه رجست السَّمَاء وارتجست إِذا ردَّتْ. الإيوان: كلمة فارسية وَيُقَال الإوان وَالْجمع إوانات. يُقَال للبحر الصَّغِير: بحيرة كبحيرة ساوة وبحيرة طبرية وَكَأَنَّهَا تَصْغِير البحرة من الْبَحْر كالشحمة والشهدة والعسلة من الشَّحْم والشهد وَالْعَسَل وَهِي الطَّائِفَة والقطعة. العراب: الْخَيل الْعَرَبيَّة كَأَنَّهُمْ فرقوا بَين الأناسي وَالْخَيْل فَقَالُوا: فيهم عرب وأعراب وفيهَا عراب كَمَا قَالُوا فيهم: عُرَاة وفيهَا: أعراء.(2/39)
0 - قَوْلهم: أشفى على الهلكة وأشفى الْغنى على الْفَقِير من أفعل الَّذِي هُوَ بِمَعْنى صَار ذَا كَذَا لِأَن من كَانَ على حَالَة ثمَّ أشرف على مَا ينافيها فقد بلغ شفا تِلْكَ الْحَالة أى طرفها ومنهاها فَكَأَنَّهُ صَار ذَا شفا لبلوغه إِيَّاه بعد أَن كَانَ ذَا وسط لتمكنه وبُعده من انْقِضَائِهَا. أحار: مَنْقُول من حَار إِذا رَجَعَ كَمَا يُقَال: لم يرجع جَوَابا وَلم يرد وَمِنْه المحاورة وَهِي مُرَاجعَة القَوْل. الغطريف: فرخ الْبَازِي فاستعير للسَّيِّد وَمِنْه تغطرف وتغترف إِذا تكبر وَتسود وَقَالُوا للذباب: غطريف كَمَا قَالُوا: أزهى من ذُبَاب. فاد وفاظ وفاز: إِذا مَاتَ. يُقَال: ازلأموا: إِذا ولوا سرَاعًا وَأنْشد الْأَصْمَعِي لكثير: ... [282] تَأَرَّض أخْفافُ المُناخةِ مِنْهُمَا ... مكانَ الَّتِي قد بُعِّدَت فازْلأَمَّتِ ... وهمزتها لَا تَخْلُو من أَن تكون أَصْلِيَّة والكلمة ربَاعِية كاتلأب وارقأن وَأَن تكون مزيدة للإلحاق باقشعر أَو لَا بُد من ألف أَفعَال كَالَّتِي فِي بَيت كثير الآخر: ... وللأرض أما سودُها فتجللَّتْ ... بَيَاضًا وَأما بِيضُها فادْهَأَمَّتِ ... والكلمة ثلاثية فَلَا تكون أَصْلِيَّة وَإِن كَانَ الحكم بأصالتها إِذا وَقعت رَابِعَة غير أول أصلا لوضوح اشتقاق الْكَلِمَة من قَوْلهم: مر يزلم ويحذم إِذا قَارب الخطو مَعَ سرعَة. وَعَن الْأَصْمَعِي: تزلم إِلَى الشد وتنزع إِلَيْهِ أَي تسرع كَمَا وضح اشتقاق اكلأب وشاب مصمئل من الْكَلْب والصمل وَلَا مزيدة للإلحاق مثلهَا فِي هذَيْن الْفِعْلَيْنِ لقَوْله: ازلم بِهِ فَبَقيَ أَن تجْعَل بَدَلا وَأَن يكون الأَصْل ازلام كاشهاب وازلم مَحْذُوف مِنْهُ نَحْو اشهب من اشهاب وادهم من ادهام. وَمعنى ازلم بِهِ شأو العنن ذهب بِهِ شأو عرض الْمَوْت ذَهَابًا سَرِيعا وشأوه: سبقه إِلَيْهِ. والعنن: من عنّ كالعرض من عرض وَهُوَ مَا يَنُوبك من عَارض. أعيت من وَمن: أَرَادَ أَن تِلْكَ الخطة لصعوبتها أعجزت من الْحُكَمَاء والبصراء(2/40)
1 - كل من جلّ قدره فِي علمه وحكمته فَحذف الصِّلَة كَمَا حذفت فِي قَوْلهم: بعد الليتا وَالَّتِي إِيذَانًا بِأَن ذَلِك مِمَّا تقصر الْعبارَة عَنهُ لعظمته وَنَحْوه قَول خطام [الْمُجَاشِعِي] : ... ثمَّ أناخوها إِلَى مَنٍّ ومَنْ ... الفضفاض: الْوَاسِع. وَالْبدن من الْجَسَد: سوى الرَّأْس والشوي وَمن الدروع: مَا وارى الْبدن وَالْمرَاد بِهِ رحابة الذِّرَاع وسعة الصَّدْر لِأَنَّهُ إِذا وصف مَا يَنْعَطِف على ذِرَاعَيْهِ وَمَا يشْتَمل على صَدره من بدنه أَو درعه بِالسَّعَةِ فقد رحب ذراعه ووسع صَدره. للوسن أَي لأجل استعبار الرُّؤْيَا. العلندي والعرندي: الصلب الشَّديد وَالنُّون وَالْألف مزيدتان يُقَال: شَيْء علد وعرد أَي صلب وَأَنت فِي تصغيرهما مخَّير بَين حذف هَذِه وَهَذِه. وإدخاله التَّاء وَهُوَ يُرِيد الْجمل للْمُبَالَغَة. الشزن: النشيط. قَالَ أَبُو العميثل: شزن فلَان أَي نشط. وإشزان الْخَيل: نشاطها وَأنْشد للأغلب: ... مَا زَالَت الخيلُ على أشْزَانِها ... يَرْمِي بهَا النازحُ من أوْطَانِها ... [283] وَهُوَ من الشزن النَّاحِيَة أَي يمشي فِي شقّ من نشاطه كَمَا قيل: يمشي العرضني والعرضنة أَي يمشي فِي عرض. الوجين: الْعَارِض من الأَرْض المنقاد فِي غلظ. وَالْجمع وجن ووجن بِالتَّخْفِيفِ. سكن الْيَاء فِي النصب ضَرُورَة وَيجوز أَن يَجْعَل حَالا وَيجوز أَن يَجْعَل فَاعِلا وَيكون أسلوب النّظم نَحْو مَا فِي قَوْله: ... فلئن بقيتُ لأرْحَلَنَّ بغَزْوَةٍ ... نَحْو الْغَنَائِم أَو يَمُوت كريم ... الجاجىء: جمع جؤجؤ وَهُوَ قصّ الصَّدْر.(2/41)
2 - الْقطن: مَا بَين الْوَرِكَيْنِ. البوغاء: دقاق التُّرَاب الهافي فِي الْهَوَاء وَمِنْه تبوغ الدَّم وَهُوَ ثورانه وَارْتَفَعت بوغاء الطّيب إِذا سطعت سواطع فوحه. وَقَالَ: ... لَعُمْرُكَ لَوْلَا هاشمٌ ... مَا تَعَفَّرَتْ بِبَغْدَانَ فِي بَوْغائها القَدَمان ... ثكن: اسْم جبل وَيُقَال: تَنَح عَن ثكن الطَّرِيق وثكمه أَي عَن محجته. وَيُرِيد بالأزرق النمر وَهُوَ مَوْصُوف بالزرقة. قَالَ: ... بكَّفْي سَبَنْتَي أزرقِ الْعين مُطْرق ... الممهى: المحدد وَهُوَ من الهر: مقلوب وَرَوَاهُ المحدثون مُهِمّ الناب بميمين وَقد لحنوا. وَقيل: الصَّوَاب مهو الناب وَهُوَ فِي معنى الممهى شبه جمله فِي سرعَة سيره بنمر هيج من جَانِبي هَذَا الْجَبَل. الْأذن: مفعولة فِي الْمَعْنى أَي يصر آذانه أبدا. المشيح والمشايح وَالشَّيْخ: الْمجد. أفرطهم: من أفرط الرجل الْقَوْم قَالَ ابْن دُرَيْد: أَي تَركهم وَرَاءه وتقدمهم وَيَقُولُونَ: مَا أفرطت من الْقَوْم أحدا. وَمِنْه قَوْله عز وَعلا: {وإِنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} . الدهارير: تصاريف الدَّهْر ونوائبه مُشْتَقّ من لفظ الدَّهْر لَيْسَ لَهُ وَاحِد من لَفْظَة كعباديد. المهاصير: جمع مهصار والهصر والهصم أَخَوان وهما أَن تميل الشئ إِلَى نَفسك وتكسره. وَقيل للأسد: الهصير والهصيم. نهى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يستنجى برجيع أَو عظم.
رَجَعَ هُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول وَالْمرَاد الروث أَو الْعذرَة لِأَنَّهُ رَجَعَ أى رد من حَالَة إِلَى أُخْرَى. وَرجعت الدَّابَّة إِذا راثت. والرجيع: الجرة. قَالَ الْأَعْشَى: ... وفَلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرْسِ ... ليسَ إلاَّ الرجيعَ فِيهَا عَلاَقُ (7)
وكل مَرْدُود رجيع وَمِنْه قيل للدابة الَّتِي ترددها فِي السّفر: هِيَ رجيع سفر وَيَقُولُونَ فِي الحَدِيث إِذا أَعَادَهُ صَاحبه: نَحن فِي رجيع من القَوْل.(2/42)
3 - ذكر النفخ فِي الصُّور. فَقَالَ: ترتج الأَرْض بِأَهْلِهَا فَتكون كالسيفنة المرنقة فِي الْبَحْر تضربها [384] الأمواج أَو كالقنديل الْمُعَلق بالعرش ترجحه الْأَرْوَاح.
رجج يُقَال: رجَّه فارتجَّ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجَّ الشَّيْء وترجرج فَهُوَ راجّ. وَقَالُوا: فلَان يرجني عَن هَذَا الْأَمر أَي يحركني عَنهُ ويعوقني عَن مُبَاشَرَته. المرنقة من رنق الطَّائِر إِذا رَفْرَف فَوق الشَّيْء وخفق بجناحيه وَبَيَانه فِي بَيت الحماسة: ... ورَنَّقَت المنيَّةُ فَهِيَ ظِلٌّ ... على الأبْطالِ دانيةُ الجَناح ... وَمِنْه: رنق النّوم فِي عَيْنَيْهِ أَلا ترى إِلَى قَوْله: ... إِذا الْكرَى فى عَيْنَيْهِ تَمَضْمَضَا ... الْعَرْش: السّقف: وَأَصله الرّفْع عرش الْكَرم: إِذا رَفعه وعرشت النَّار: إِذا رفع وقودها. قَالَ حميد: ... عرِش الْوقُود لَهَا بدار إقامةٍ ... للحيّ بَين نظائرٍ وترِ ... وعرش الْحمار بعانته: حمل عَلَيْهَا رَافعا رَأسه. نهى عَن التَّرَجُّل إِلَّا غبا.
رجل ترجل الرجل إِذا رجَّل شعره كَقَوْلِك: تخمرت الْمَرْأَة: إِذا خمَّرت رَأسهَا وتطيب: إِذا طيَّب نَفسه. وترجيله: تسريحه وتغذيته بالأدهان وتقويته. وَمِنْه حَدِيث أبي رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه احتكم إِلَيْهِ الْعَبَّاس وَعمر فَاسْتَأْذَنا عَلَيْهِ فحبسهما قَلِيلا ثمَّ أذن لَهما. فَقَالَ: إِن فُلَانَة كَانَت ترجلني وَلم يكن عَلَيْهَا إِلَّا لفاع فحبستكما.(2/43)
4 - هُوَ مَا يتلفع بِهِ: أَي يشْتَمل بِهِ حَتَّى يُجَلل الْجَسَد. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: أهْدى لنا أَبُو بكر رجل شَاة مشوية فقسمتها إِلَّا كتفها. أَرَادَت رجلهَا بِمَا يَليهَا من شقها أَو كنت عَن الشَّاة كلهَا بِالرجلِ كَمَا يكنى عَنْهَا بِالرَّأْسِ. عمر رَضِي الله عَنهُ كتب فِي الصَّدَقَة إِلَى بعض عماله كتابا فِيهِ: وَلَا تحبس النَّاس أَوَّلهمْ على آخِرهم فَإِن الرجن للماشية عَلَيْهَا شَدِيد وَلها مهلك وَإِذا وقف الرجل عَلَيْك غنمه فَلَا تعتم من غنمه وَلَا تَأْخُذ من أدناها وَخذ الصَّدَقَة من أوسطها وَإِذا وَجب على الرجل سنٌّ لم تجدها فِي إبِله فَلَا تَأْخُذ إِلَّا تِلْكَ السن من شروى إبِله أَو قيمَة عدل وَانْظُر ذَوَات الدّرّ والماخض فتنكب عَنْهَا فَإِنَّهَا ثمال حاضرتهم.
رجن رجن الشَّاة رجناً إِذا حَبسهَا وأساء عَلفهَا ورجنت هِيَ وشَاة راجن بِمَعْنى دَاجِن وَهِي الآلفة. الاعتيام: الِاخْتِيَار والعيمة: الْخيرَة يُقَال: هَذَا عيمة مَاله وَهُوَ من العيمة لِأَن النَّفس تنْزع إِلَى خِيَار كل شَيْء فَكَأَنَّهَا تعام إِلَيْهِ. الشروى: الْمثل وَهِي من شرى يشري لما بَين الْبَدَلَيْنِ من التَّمَاثُل والتساوي أَلا ترى إِلَى قَوْلهم [285] : هَذَا إيشاري كَذَا وَلَكِن الْيَاء تقلب واواً فِيمَا كَانَ اسْما من فعلى كالتقوى والبقوى دون مَا كَانَ صفة كالخزيا والصديا. وَالْمعْنَى: إِنَّه إِذا وَجب على صَاحب الْخمس وَالْعِشْرين من الْإِبِل ابْن مَخَاض وَلَا يُوجد فِي إبِله فَعَلَيهِ أَن يحصله من إبل هِيَ فِي مثل حَال إبِله خياراً أَو رذالاً وَلَيْسَ للمصدق أَن يَأْخُذهُ بتحصيل مَا هُوَ خِيَار إِن لم تكن إبِله خياراً أَو يَأْخُذ مِنْهُ قيمَة السن الْوَاجِبَة عَلَيْهِ على سَبِيل السوية(2/44)
5 - الماخض: الَّتِي ضربهَا الْمَخَاض وَهُوَ الطلق يُقَال: نَاقَة ماخض ومخوض وَقد مَخِضَت ومُخِضَتْ وتمخضت وامتخضت ونوق مواخض ومخض. تنكبه وتنكب عَنهُ: عدل. قَالَ: ... وَلَو خِفْتُ أنِّي إِن كَفَفْتُ تحيتي ... تنكّب عني رُمْتُ أَن يَتَنَكَّبَا ... ثمال الْقَوْم ومثملهم: ملجؤهم ومعتمدهم وَقد ثملت إِلَيْهِ أَي لجأت واطمأننت وَلَيْسَت دَارك دَار ثمل أَي طمأنينة. الْحَاضِرَة: الْقَوْم الْحُضُور يُقَال: فلَان من أهل الْحَاضِرَة. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ غطى وَجهه بقطيفة حَمْرَاء أرجوان وَهُوَ محرم.
رجن قيل: هُوَ صبغ أَحْمَر وَقد أجرته الْعَرَب مجْرى القاني فِي وصف الثِّيَاب وَغَيرهَا بِشدَّة الْحمرَة سَوَاء فِيهِ الْمُذكر والمؤنث فَقَالُوا: قَمِيص أُرجوان وقطيفة أُرجوان وَلم يَقُولُوا: أُرجوانة كَمَا وَقَالُوا: امْرَأَة أملذانة والأملدان الناعم إِمَّا لِأَنَّهُ اسْم فِي أَصله فَهُوَ كَقَوْلِك: أَمْوَال دبر وحية ذِرَاع وَامْرَأَة فطر وزور. وَإِمَّا لِأَن الْكَلِمَة فارسية فتركوها على حَالهَا فِي التعري عَن عَلامَة التَّأْنِيث كَمَا قَالُوا: جريز فَتَرَكُوهُ على حَاله فِي الْبناء. لم ير بالحمرة بَأْسا إِذا لم تكن من طيب. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ لما أُتي بكفنه قَالَ: إِن يُصب أخوكم خيرا فَعَسَى وَإِلَّا فليترام بى رجواها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
رجو أَي جانبا الحفرة وَهُوَ من قَوْلهم: فلَان يَرْمِي بِهِ الرجوان إِذا استذل وحُمل على خطة لَا يكون لَهُ مَعهَا ثبات وَلَا قَرَار قَالَ: ... فَلَا يُرْمي بِيَ الرَّجَوانِ أَنِّي ... أَقَلُّ النَّاس مَنْ يُغْنِي غَنائي ... أَرَادَ عَذَاب الْقَبْر أَي وَإِلَّا كنت فِي حفرتي على حَال شَدِيدَة لَا قَرَار لي مَعهَا وَلَا طمأنينة وَلَا خُرُوج.(2/45)
6 - قَوْله: وَإِلَّا فليترام بِي رجواها [أخرجه مخرج] الْأَمر وَالْمرَاد بِهِ الْخَيْر أَي وَإِلَّا ترامي بِي رجواها نَظِير قَوْله عز من قَائِل: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلاَلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا} أَي مد لَهُ الرَّحْمَن وَجمع الرجا أرجاء. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: مَا رَأَيْت [286] أحدا كَانَ أخلق للْملك من مُعَاوِيَة كَانَ النَّاس يرودن مِنْهُ أرجاء وَاد رحب لَيْسَ مثل الْحصْر العقص وروى: العصعص. والمقص: الشكس الْعسر والعكص مثله. والعصعص: العُجب أضَاف الْحصْر إِلَيْهِ إِضَافَة الصّفة المشبهة إِلَى فاعلها وَهُوَ من قَوْلهم: فلَان ضيق العصعص: إِذا كَانَ نكدا قيلي الْخَيْر وَيحْتَمل أَن يُوقع العصعص صفة تَأْكِيدًا للحصر وَيُرِيد أَنه فى الشدَّة والجارة كالعصعص أَرَادَ ابْن الزبير. معَاذ رَضِي الله عَنهُ لما قدم الْيمن فَأَصَابَهُمْ الطَّاعُون. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ: لَا أرَاهُ إِلَّا رجزا وطوفاناً وروى أَنه قَالَ: إِنَّمَا هُوَ وخز من الشَّيْطَان. فَقَالَ لَهُ معَاذ: لَيْسَ برجر وَلَا طوفان وَلكنهَا رَحْمَة ربكُم ودعوة نَبِيكُم اللَّهُمَّ آتٍ معَاذًا النَّصِيب الأوفر من هَذِه الرَّحْمَة. فَمَا أَمْسَى حَتَّى طُعن ابْنه عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بكره وَأحب الْخلق إِلَيْهِ.
رجز الرجز والرجس: الْعَذَاب قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت أَبَا السميدع الحصيني يَقُول: الرجز والرجس: الْأَمر الشَّديد ينزل بِالنَّاسِ وَهُوَ من قَوْلهم: ارتجزت السَّمَاء بالرعد وارتجست ورعد مرتجز مرتجس وَهُوَ حَرَكَة مَعَ جلبة لِأَن الْعَذَاب النَّازِل لَا بُد فِيهِ للمنزول بهم من أَن يضطربوا ويجلبوا. الوخز والوخض والوحط: أَخَوَات وَهِي الطعْن وَكَانَت الْعَرَب تسمى الطَّاعُون رماح الْجِنّ.(2/46)
7 - أَرَادَ بقوله: ودعوة نَبِيكُم قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اجْعَل فنَاء أمتِي بالطعن والطاعون. الْبكر: الْوَلَد الأول وَإِدْخَال الْوَاو بَين الصِّفَات قصد إِلَى إِفْرَاد كل وَاحِدَة بِإِثْبَات وَتركهَا جمع لَهَا فِي إِثْبَات وَاحِد بَيَانه أَنَّك إِذا قلت: فلَان جواد شُجَاع فقد أثبت لَهُ الاشتمال على الصفتين مَعًا وَأَنه ذُو احتواء عَلَيْهِمَا وَإِذا قلته بِالْوَاو فقد أثبت أَولا أَنه جواد ثمَّ استأنفت فَزَعَمت أَنه شُجَاع أَيْضا ن كَمَا تصنع ذَلِك فِي الْفِعْل حِين تَقول: يجود ويشجع وَإِذا كَانَ كَذَلِك فقد أثبت لعبد الرَّحْمَن أَنه ابْن معَاذ ثمَّ أثبت لَهُ ثَانِيَة أَنه بكره ثمَّ ثَالِثَة أَنه أحب الْخلق إِلَيْهِ فَأفَاد أَن كل وَاحِدَة على حيالها من هَذِه الصِّفَات يَقْتَضِي شدَّة الْأَمر عَلَيْهِ. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا دخل مَكَّة رجل من جَراد فَجعل غلْمَان مَكَّة يَأْخُذُونَ مِنْهُ فَقَالَ: أما إِنَّهُم لَو علمُوا لم يأخذوه.
رجل هُوَ الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة تذكر وتؤنث وَقد جَمعهمَا أَبُو النَّجْم فِي قَوْله: ... كَأَنَّمَا الغرَّاء من نظالها ... رِجْلُ جرادٍ طَار عَن خُذَّالها. ... كره قَتله [287] فِي الْحرم لِأَنَّهُ صيد. ذكر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من ابْتَاعَ طَعَاما فَلَا يَبِيعهُ حَتَّى يكتاله فَقَالَ لَهُ طَاوس: لم قَالَ: أَلا ترى أَنهم يتبايعون بِالذَّهَب وَالطَّعَام مرجى
رجى أَي مُؤَجل يُقَال: رجيته وأرجيته. وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا أسلفت فِي طَعَام ثمَّ بِعْت ذَلِك الطَّعَام قبل أَن تقبض فَهُوَ غير جَائِز لِأَن ملكك فِيهِ لم يتكامل فَإِنَّمَا تبايعتما ذَهَبا لَيْسَ بإزائه فِي الْحَقِيقَة طَعَام. ابْن مُغفل رَضِي الله عَنهُ لَا ترجموا قَبْرِي.
رجم أَي لَا تجْعَلُوا عَلَيْهِ الرجام وَهِي حِجَارَة ضخام الْوَاحِدَة رجمة وَالْمعْنَى النَّهْي عَن التسنيم وَالرَّفْع.(2/47)
8 - ابْن الْمسيب رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ ذَات يَوْم: اكْتُبْ يَا برد أَنِّي رَأَيْت مُوسَى رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام يمشي على الْبَحْر حَتَّى صعد إِلَى قصر ثمَّ أَخذ برجلي شَيْطَان فَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْر وَإِنِّي لَا أعلم نَبيا هلك على رجله من الْجَبَابِرَة مَا هلك على رجل مُوسَى وأظن هَذَا قد هلك يَعْنِي عبد الْملك. فجَاء نعيه بعد أَربع.
رجل أَي على عَهده وَوقت قِيَامه. فَوضعت الرجل الَّتِي هِيَ آلَة الْقيام مَوْضِعه. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى لما خرج يزِيد بن الملهب وَنصب رايات سُودًا وَقَالَ: أدعوكم إِلَى سنة عمر بن عبد الْعَزِيز. قَالَ الْحسن فِي كَلَام لَهُ طَوِيل: نصب قصبا علق عَلَيْهَا خرقاً ثمَّ اتَّبعه رجرجة من النَّاس رعاع هباء.
رجرج هِيَ بَقِيَّة فِي الْحَوْض كدرة خاثرة تترجرج شبَّه بهَا الرذال من الأتباع فِي أَنهم لَا يغنون عَن المستتبع كَمَا لَا تغني هى عَن الشَّارِب شبههم أَيْضا فِي أَنهم لَيْسُوا بِشَيْء بالهباء وَهُوَ مَا سَطَعَ من تَحت سنابك الْخَيل وهبا الْغُبَار يهبو وأهبى الْفرس. كرجراجة فِي (هر) . المرجب فِي (جذ) . رَجَب مُضر فِي (دو) . فَرَجَفَ مَكَانَهُ فى (وز) . ارتج فِي (اج) . رجاجة فِي (ضرّ) . وارجحن فِي (رب) . وارجع يَديك فِي (ثمَّ) . ترجف فِي (سا) . والمرتجز فِي (سك) . مرجل فِي (شه) .
الرَّاء مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعل يمسح الرحضاء عَن وَجهه فِي مَرضه الذى مَاتَ فِيهِ.
رحض هِيَ عرق الْحمى كَأَنَّهَا ترحض الْجَسَد أَي تغسله وَقد رحض الرجل إِذا أَخَذته الرحضاء. تَجِدُونَ النَّاس كَالْإِبِلِ الْمِائَة لَيست فِيهَا رَاحِلَة. الأزهرى: الرَّاحِلَة: الْبَعِير الذى يرتجله الرجل جملا كَانَ أَو نَاقَة يُرِيد أَن المرضى المنتجب فِي عزة وجوده كالنجب الَّتِي لَا تُوجد فِي كثير من الْإِبِل.(2/48)
9 - الْكَاف مفعول ثَان لِأَن وجد بِمَعْنى علم يتَعَدَّى إِلَى مفعولين. وَلَيْسَت مَعَ مَا فِي حيزها فِي مَحل النصب على الْحَال كَأَنَّهُ قيل: كَالْإِبِلِ الْمِائَة غير مَوْجُودَة رَاحِلَة أَو هِيَ جملَة مستأنفة وَهَذَا أوجه وَأَصَح معنى. ثَلَاث ينقص بِهن العَبْد فى الدُّنْيَا وَيدْرك بِهن فى الْآخِرَة مَا هُوَ أعظم من ذَلِك: الرَّحِم وَالْحيَاء وعى اللِّسَان.
رحم الرَّحِم: الرَّحْمَة يُقَال: رحم رحما كرغم أَنفه رغماً وَفعل فِي المصادر يَجِيء مجيئاً صَالحا. وقرىء: وَأقرب رحما. مخففا ومثقلا. وَقَالُوا لمَكَّة: أم رُحْم وَأم رُحُم. ذَلِك: إِشَارَة إِلَى مصدر ينقص وَلَا بُد من مُضَاف مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ [مَا هُوَ] أعظم من ضد ذَلِك النُّقْصَان وَهُوَ مَا ينَال الْمَرْء بقسوة الْقلب ووقاحة الْوَجْه وبسطة اللِّسَان الَّتِي هِيَ أضداد تِلْكَ الْخِصَال من الزِّيَادَة وَهُوَ من قبيل الإيجازات الَّتِي يشجع الْمُتَكَلّم على تنَاولهَا أَمن الالتباس. وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى مَا هُوَ أبلغ من عظمه مِنْهُنَّ فِي نقصانها فاختصر الْكَلَام كَقَوْلِهِم: الْبر خير من الْفَاجِر. تَدور رَحا الْإِسْلَام من ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة أَو أَربع وَثَلَاثِينَ سنة فَإِن يقم لَهُم دينهم يقم لَهُم سبعين سنة وَإِن يهْلكُوا فسبيل من هلك من الْأُمَم. قَالُوا: يَا رَسُول الله سوى الثَّلَاث وَالثَّلَاثِينَ قَالَ: نعم.
رَحا يُقَال دارت رَحا الْحَرْب: إِذا قَامَت على سَاقهَا وَالْمعْنَى أَن الْإِسْلَام يَمْتَد قيام أمره على سنَن الاسْتقَامَة والبعد من أحد أثاث الظلمَة الَّتِى تقضي هَذِه الْمدَّة. وَوَجهه أَن يكون قد قَالَه وَقد بقيت من عمره ثَلَاث أَو أَربع فَإِذا انضمت إِلَى مُدَّة خلَافَة الْأَئِمَّة الرَّاشِدين وَهِي ثَلَاثُونَ سنة لأبي بكر رَضِي الله عَنهُ سنتَانِ وَثَلَاثَة أشهر وتسع لَيَال ولعمر رَضِي الله عَنهُ عشر سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَخمْس لَيَال ولعثمان رَضِي الله عَنهُ اثْنَتَا إِلَّا اثنتى عشرَة عشرَة لَيْلَة ولعلي عَلَيْهِ السَّلَام خمس سِنِين إِلَّا ثَلَاثَة أشهر كَانَت بَالِغَة ذَلِك الْمبلغ دينهم أَي ملكهم. قَالَ بعض أهل الرِّدَّة: ... أَطَعْنَا رسولَ الله إذْ كانَ حاضِراً ... فيا لهفا مَا بالُ دِين أبي بَكْرِ ...(2/49)
0 - وَكَانَ من لدن ولي مُعَاوِيَة إِلَى أَن ولي مَرْوَان الْحمار وَظهر بخراسان أَمر أبي مُسلم ووهى أَمر بني أُميَّة نَحْو من سبعين سنة. إِن رجلا من الْمُشْركين بمؤتة سبّ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَطَفِقَ يسبه فَقَالَ لَهُ رجل من الْمُسلمين: وَالله لتكفَّنَّ عَن شَتمه أَو لأرحلنك بسيفي هَذَا فَلم يزدْ إِلَّا استعراباً [289] فَضَربهُ ضَرْبَة لم تجر عَلَيْهِ وتغاوى عَلَيْهِ الْمُشْركُونَ فَقَتَلُوهُ ثمَّ أسلم الرجل الْمَضْرُوب وَحسن إِسْلَامه فَكَانَ يُقَال لَهُ: الرَّحيل. يُقَال: فلَان يرحل فلَانا بِمَا يكره أَي يركبه بِهِ وَأَصله من رحلت النَّاقة. الاستعراب: الإفحاش فِي القَوْل وَحَقِيقَته أَن يخرج فِيهِ عَن الْكِنَايَة والتعريض إِلَى الإفصاح. وَمِنْه: استعرب الْبَعِير جرباً إِذا استعرب جربه وَظهر على عَامَّة جلده. الْفراء: أجَاز على الجريح وأجهز عَلَيْهِ بِمَعْنى. التغاوي: التجمع وَلَا يكون إِلَّا على سَبِيل الغواية. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ سُلَيْمَان بن صرد: أتيت عليا حِين فرغ من مرحى الْجمل فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: تزحزحت وتربَّصت وتنأنأت فَكيف رَأَيْت الله صنع فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الشأو بطين وَقد بَقِي من الْأُمُور مَا تعرف بِهِ صديقك من عَدوك. فَلَمَّا قَامَ قلت لِلْحسنِ: مَا أغنيت عني شَيْئا. قَالَ: هُوَ يَقُول لَك الْآن هَذَا وَقد قَالَ لي يَوْم التقى النَّاس وَمَشى بَعضهم إِلَى بعض: مَا ظَنك بامرىء جمع بَين هذَيْن الغارين مَا أرى بعد هَذَا خيرا
رحى المرحى: حَيْثُ تدار رحى الْحَرْب يُقَال: رحيت الرَّحَى ورحوتها أى أردتها التزحزح: التباعد. تنأنأت: أَي فترت وامتنعت يُقَال: نأنأته فتنأنأ أى نهنهته. النأنأ والنأناء والنأناء: الضَّعِيف. قَالَ أحد بني غنم: ... فَلَا أسمعنْ فِيكُم بِأَمْر منأناء ... ضَعِيفٍ وَلَا تَسْمَعْ بِهِ هامَتي بَعْدي ...(2/50)
1 - الشأو البطين: الْغَايَة الْبَعِيدَة. قَالَ: ... فَبَصْبَصْنَ بَين أداني الفَضَا ... وَبَين عُنَيْزَةَ شَأْواً بَطينا ... وتباطن الْمَكَان: تبَاعد يُرِيد إِن غَايَة هَذَا الْأَمر بعيدَة وسترى مني بعد مَا تحب أَي إِن لم أصحبك فِي وقْعَة الْجمل فَإِن لَك وقعات بعْدهَا سأصحبك فِيهَا. كل جمع عَظِيم غارٍ. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت فِي عُثْمَان: استتابوه حَتَّى إِذا مَا تَرَكُوهُ كَالثَّوْبِ الرحيض أحالوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.
رحض هُوَ الغسيل. أحالوا عَلَيْهِ: أَقبلُوا عَلَيْهِ يُقَال: أحَال عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ وبالسيف كَمَا يُقَال: أنحى عَلَيْهِ وراغ عَلَيْهِ. ورحاها فِي (قع) أم رحم فِي (بك) . المرحَّل فِي (مر) . مراحيضهم فِي (رف) . الرّحال فِي (نع) . المرتحل فِي (حل) .
الرَّاء مَعَ الْخَاء
الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى ذكر الرافضة فَقَالَ: لَو كَانُوا من الطير لكانوا رخماً وَلَو كَانُوا من الدَّوَابّ لكانوا حمرا.
رخم الرخم: مَوْصُوفَة بالقذر والمزق [29] وَمِنْه اشتق قَوْلهم: رخم السقاء إِذا أنتن. ابْن دِينَار رَحمَه الله تَعَالَى بلغنَا أَن الله تَعَالَى يُقيم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْقِيَامَة عِنْد سَاق الْعَرْش فَيَقُول: يَا دَاوُد مجدني الْيَوْم بذلك الصَّوْت الْحسن الرخيم. هُوَ الرَّقِيق الشجيّ وَمِنْه: ألقيت عَلَيْهِ رخمة أمه أَي رقتها أَو محبتها ورَّخمت الدَّجَاجَة: إِذا ألزمتها الْبيض لِأَنَّهَا لَا تلْزمهُ إِلَّا بالرخمة ورخم ورحم ورئم أَخَوَات. فِي الحَدِيث: يَأْتِي على النَّاس زمَان أفضلهم رخاخاً أقصدهم عَيْشًا.
رخخ هُوَ لين الْعَيْش وَمِنْه أَرض رخاخ. قَالَ الْأَصْمَعِي: أَي رخوة تسرع الْأَوْتَاد فِيهَا.(2/51)
2 - الرَّاء مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسراقة بن جعْشم: أَلا أدلك على أفضل الصَّدَقَة ابْنَتك مَرْدُودَة عَلَيْك لَيْسَ لَهَا كاسب غَيْرك.
ردد الْمَرْدُودَة: الَّتِي تُطَّلق وَترد إِلَى بَيت أَبَوَيْهَا. وَمِنْه حَدِيث ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه كتب قى صكِّ دارٍ وَقفهَا: وللمردودة من بَنَاته أَن تسكنها غير مضرَّة وَلَا مُضر بهَا فَإِن استغنت بِزَوْج فَلَا شَيْء لَهَا. أَرَادَ أفضل أهل الصَّدَقَة فَحذف الْمُضَاف. الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ ذكر الْفِتَن فَقَالَ: وَبقيت الرداح الْمظْلمَة الَّتِى من أشرف لَهَا أشرفت لَهُ.
ردح الرداح: صفة كالرجاح والثقال لما يعظم ويثقل يُقَال فِي الْجَفْنَة الْعَظِيمَة والكتيبة الجمة الفرسان والشجرة الْكَبِيرَة وَالْمَرْأَة الثَّقِيلَة الْأَوْرَاك: رداح. وَمِنْه قَول ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد ذكرت الْفِتْنَة عِنْده: لَا كونن فِيهَا مثل الْجمل الرداح الَّذِي يحمل عَلَيْهِ الْحمل الثقيل فيهرج فيبرك وَلَا ينبعث حَتَّى ينْحَر. الْهَرج: السدر قَالَ أَبُو النَّجْم: ... فِي يَوْم قيظٍ ركِدَتْ جَوْزَاؤُه ... وظلَّ مِنْهُ هَرِجاً حِرْبَاؤُه ... من أشرف لَهَا أشرفت لَهُ أَي من غالبها غلبته. الْخَولَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَتَى مُعَاوِيَة رضى الله عَنهُ قَالَ: السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الْأَجِير إِنَّه لَيْسَ من أجِير استرعى رعيةً إِلَّا ومستأجره سائله عَنْهَا. فَإِن كَانَ داوى مرضاها
رد وجبر كسراها وهنأ جَرْبَاهَا وردَّ أوُلاها على أخراها ووضعها فِي أنف من الْكلأ وصفوٍ من المَاء وفَّاه أجره. أَي إِذا استقدمت أوائلها وَتَبَاعَدَتْ عَن الْأَوَاخِر لم يَدعهَا تتفرق وَلَكِن يَزع(2/52)
3 - المستقدمة حَتَّى تصل إِلَيْهَا المستأخرة فَتكون مجتمعة متلاحقة وَذَلِكَ من حسن الرِّعَايَة وَالْعلم بالإيالة. الْأنف: الذى لم يَزع وَهُوَ [291] من الصِّفَات كَقَوْلِك: نَاقَة سرح وقارورة فُتُح. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله لَا رديدي فِي الصَّدَقَة. هُوَ كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا ثنى فِي الصَّدَقَة. والترديد والتكرير والتثنية من وادٍ وَاحِد. وَنَحْو رديدى فى المصادر فتيتى ونميمى. الشعبى رَحمَه الل تَعَالَى دخلت على مُصعب بن الزبير فدنوت مِنْهُ حَتَّى وَقعت يَدي على مرادغه. هِيَ مَا بَين الْعُنُق إِلَى التراقي. وَقيل: لحم الصَّدْر الْوَاحِدَة مردغة.
ردغ فِي الحَدِيث: منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها ومنعت الشَّام مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها وعدتم من حَيْثُ بدأتم. هُوَ مكيال يسع أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا والقنقل: نصف الإردب. قَالَ الأخطل:
ردب ... وَالْخبْز كالعَنْبرِ الهنديّ عندهمُ ... والقَمْحُ سَبْعُونَ إردباًّ بِدِينَار ... فرديتهم فِي (بُد) . ردعه فِي (خش) . فردع فِي (كب) . الروادف فِي (نج) . رداه فى (بر) . ردغة الخيال فِي (قف) . ردحاً فِي (مح) . [ (داح فِي (غث) ] من الردهة فِي (شي) . ردية فِي (اب) . مَا يرد قَدَمَيْهِ فِي (اج) .
الرَّاء مَعَ الذَّال
رذياً فِي (ذمّ) . رذمة فِي (سنّ) .(2/53)
4 - الرَّاء مَعَ الزاى
عمر رضى الله عَنهُ إِذا أكلْتُم فدنوا ورازموا.
رزم المرازمة والملازمة أختَان يُقَال: رازم الرجل أَهله إِذا لم يبرح من عِنْدهم وطالما رازمتم داركم وَمِنْه رزم الْمَتَاع إِذا جمعه وألزم بعضه بَعْضًا وَمِنْه الرزمة ورازمت الْإِبِل إِذا جمعت بَين الْخلَّة والحمض وَسَائِر الشّجر قَالَ الرَّاعِي: ... كُليِ الحَمْضَ عامَ الْمُقحِمِين ورَازِمِي ... إِلَى قابِلٍ ثمَّ اعْذِرِي بعدَ قابِلِ ... وَالْمرَاد مُلَازمَة الْحَمد وموالاته فِي تضاعيف الْأكل وَقيل: الْجمع بَين الْخبز وَاللَّحم وَالتَّمْر والأقط. وَقيل أَلا يُمَيّز بَين اللين والجشب والحلو والحامض والقفار والمأذوم. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام من وجد فِي بَطْنه رزا فلينصرف وليتوضأ.
رزز هُوَ غمز الْحَدث وحركته يُقَال: وجدت فِي بَطْني رزاً ورزيزى وإرزيزاً وَهُوَ شبه طعن من جوع أَو غمر حدث أَو غير ذَلِك من قَوْلهم: رزه رزة إِذا طعنه. وَقيل: هُوَ القرقرة من رزت السَّمَاء إِذا صوتت. قَالَ يصف رعداً: ... كأَنَّ فِي رَبَابِهِ الكبارِ ... رِزَّ عِشَاٍر جُلْنَ فِي عِشَار ... عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي يَوْم جُمُعَة: مَا خطب أميركم فَقيل أما جمّعت فَقَالَ: منعنَا هَذَا الرزغ.
رزغ هُوَ الردع وَهُوَ الوحل أرزغت السَّمَاء أَي بلت الأَرْض. سُلَيْمَان بن يساررحمه الله تَعَالَى إِن قوما كَانُوا فِي سفر وَكَانُوا إِذا ركبُوا قَالُوا: {سُبْحَانَ الذِي سَخَّرَ لَنَا هذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ} . قَالَ: وَكَانَ فيهم رجل على نَاقَة لَهُ رازم فَقَالَ: أما أَنا فإنى لهَذِهِ مقرن فقمصت بِهِ فصرعته فدقت عُنُقه.
رزم رزم الْبَعِير رزاماً ورزح رزاحاً: إِذا لم يقدر على أَن ينْهض هزالًا. وناقة رازم: كأمراة حَائِض أى ذَات رزام.(2/54)
5 - القماص: الْوُثُوب. وأرزمت فِي (لح) . مَا رزأناكم فى (ضل) . مرزبة فى (ضل) . مزربة فِي (جب) . لم ترزغ فِي (جد) . من رزئي فِي (ثو) . رزم فِي (جز) . ارتز فِي (هِيَ) . أرز فِي (ري) .
الرَّاء مَعَ السِّين
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت لَهُ امْرَأَة: إِنِّي ابتعت غنما أَبْتَغِي نسلها ورسلها وَإِنَّهَا لَا تنمو فَقَالَ: مَا ألوانها فَقَالَت: سود فَقَالَ عفرى.
رسل الرُّسُل: اللين وَأَرْسلُوا: إِذا كثر عِنْدهم الرُّسُل ورسلت فصلاني سقيتها إِيَّاه. يُقَال: نمى ينمي وينمو وَزعم ثَعْلَب أَن الفصيح ينمي. عفِّري أَي بيضي من الشَّاة العفراء وَهِي الْخَالِصَة الْبيَاض وَالْمرَاد استبدلي بهَا بيضًا أَو اخلطيها ببيض. وَمن الرُّسُل حَدِيث الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: رَأَيْت فِي عَام كثر فِيهِ الرُّسُل الْبيَاض أَكثر من السوَاد ثمَّ رَأَيْت فِي عامٍ بعد ذَلِك كثر فِيهِ التَّمْر السوَاد أَكثر من الْبيَاض وَإِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض. الْبيَاض والسواد: اللَّبن زالتمر يَعْنِي أَنَّهُمَا لَا يَجْتَمِعَانِ فِي الْكَثْرَة بل يكون بَين كثرتيهما التَّعَاقُب. الْمُؤْتَفِكَات: الرِّيَاح إِذا اخْتلفت مهابها إِن النَّاس دخلُوا عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَوته أَرْسَالًا أَرْسَالًا يصلونَ عَلَيْهِ. هِيَ الأفواج يتبع بَعْضهَا بَعْضًا يُقَال: أورد إبِله عراكا أَي جملَة وأرسالاً أَي متقطعة قطيعاً على إِثْر قطيع قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:(2/55)
6 - ... فهن أَرْسالٌ كرِجْل الدَّبى ... أوْ كَقَطَا كاظِمةَ الناهل ... وَالْوَاحد رسل. قَالَ: ... يَا َرِحَم الله امْرأ وفضله ... آخذ مِنْهَا رَسَلاً فَأَنْهَلَه ... عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ لمؤذن بَيت الْمُقَدّس: إِذا أَذِنت فترسل وَإِذا أَقمت فأحذم. يُقَال: ترسل فِي قِرَاءَته إِذا اتَّأد فِيهَا وَتثبت فِي طلاقة وَحَقِيقَة الترسل تطلب الرُّسُل وَهُوَ الهينة والسكون من قَوْلهم: على رسلك. الحذم نَحْو الحذر وَهُوَ السرعة وَقطع التَّطْوِيل وَأَصله الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي يُقَال: مرَّ يحذم. وَيُقَال للأرنب حذمة خذمة لذمة تسبق الْجمع بالأكمة. خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ كَانَ لَهُ سيف سَمَّاهُ مرسباً وَفِيه يَقُول: ... ضَرَبْتُ بالمِرْسَبِ رأْسَ البِطْرِيق ... بصارم ذى هبة فتيق ...
رسب المرسب: الَّذِي يرسب فِي الضَّرْبَة كَأَنَّهُ آلَة الرسوب. البطريق بلغَة الشَّام وَالروم: الْقَائِد من قوادهم وَالْجمع بطارقة وَيُقَال للمختال المزهو [293] بطرِيق كَأَنَّهُ تَشْبِيه وَيُقَال: البطريق: السمين من الطير. هبة السَّيْف هزته ومضاؤه. فتق السَّيْف إِذا طبعه وداسه فَهُوَ فتيق وكما قَالُوا من الصقل: صيقل قَالُوا من الفتق: فتيق. قَالَ زفيان: ... كالهُنْدُوانيّ جَلاَهُ الرَّوْنَق ... أنْحَى المداويسَ عَلَيْهِ الفَيْتَقُ ... بَين ضربي الْبَيْت تعادٍ لِأَن الضَّرْب الأول مَقْطُوع مذال وَهُوَ قَوْله سلبطريق نَحْو بلجهال فِي قَوْله:(2/56)
7 - ... وَالْخَال ثَوْبٌ مِنْ ثِيَاب الْجُهَّال ... وَالثَّانِي مخبون مَقْطُوع وَهُوَ قَوْله: فتيق. وَكَانَ الْخَلِيل لَا يرى مشطور الرجز ومنهوكه شعرًا وَكَانَ يَقُول: هِيَ أَنْصَاف مسجعة وَلما ردُّوا عَلَيْهِ قَوْله قَالَ: لأحتجنَّ عَلَيْهِم بِحجَّة إِن لم يقرُّوا بهَا كفرُوا فاحتجَّ عَلَيْهِم بِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نُزِّه عَن قَول الشّعْر وإنشاده وَقد جرى على لِسَانه: ... سَتُبْدِي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا ... ويأتيك من لم تزَود بالأخبار ... فقد علمنَا أَن النّصْف الأول لَا يكون شعرًا إِلَّا بِتمَام النّصْف الثَّانِي والمشطور مثل ذَلِك النّصْف وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ... هَل أنْتِ إِلَّا إصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سبيلِ اللهِ مَا لقِيت ... وَهُوَ من المشطور وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ... أَنا النبيُّ لاَ كَذِبْ ... أَنا ابنُ عبد الْمطلب ... وَهُوَ من المنهوك وَلَو كَانَ شعرًا لما جرى على لِسَانه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما صَحَّ من مَذْهَب الْخَلِيل وَهُوَ ينبوع الْعرُوض أَن المشطور لَيْسَ بِشعر وَأَنه من قبيل المسجّع لم يكن ذَلِك التعادي مطرقا عَلَيْهِ للزراية. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا بَكَى حَتَّى رسعت عينه ويروى: رصعت عَيناهُ.
رسع أى فسدتا والتصتقتا وأصل الْكَلِمَة من التقارب والالتصاق. قَالَ أَبُو زيد: أَسْنَانه مرتصعة: إِذا تقاربت والتصقت. وَقيل لسديف الأعرابى:
رصع يداك مرتصعتان فَقَالَ: كلا بل فلجاوان. وتراصع العصفوران: تسافدا وتشابكا. وَمِنْه الترصيع وَهُوَ عقد الشَّيْء بالشَّيْء وإلزاقه بِهِ وَقد تعاقبت الصَّاد(2/57)
8 - وَالسِّين. فَقَالُوا: رسعت عينه ورصعت وَرجل أرسع وأرصع. وَقَالُوا: رسعت بِالْفَتْح مخففاً ومثقلا وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... مُرَسّعَةً وَسْطَ أَرْفَاغِهِ ... بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبَا ... عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت ليزِيد بن الْأَصَم الْهِلَالِي ابْن أُخْت مَيْمُونَة رَضِي الله عَنْهَا وَهِي تعاتبه: ذهبت وَالله مَيْمُونَة وَرمى برسنك على غاربك.
رسن هُوَ مثل فِي استرساله إِلَى مَا يُرِيد وَأَصله الْبَعِير يُلقي [294] حبله على غاربه إِذا خُلِّيَ للرعي والرسن مِمَّا وَافَقت فِيهِ الْعَرَبيَّة العجمية وَمِنْه المرسن وَهُوَ مَوضِع الرَّسن من الدَّابَّة ثمَّ كثر حَتَّى قيل مرسن الْإِنْسَان. قَالَ العجاج يصف أَنفه: ... وفاجما ومرسنا مسرجا ... وَعَن النَّصْر: قد أرسن الْمهْر إِذا انْقَادَ وأذعن وَهُوَ من الرَّسن على سَبِيل الْكِنَايَة. النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت اللَّيْلَة لتطول عليَّ حَتَّى ألقاهم وَإِن كنت لأَرُسُّه فِي نَفسِي وأُحدِّثُ بِهِ الْخَادِم.
رسس قَالَ شمر: أرسُّه: أُثبته فِي نَفسِي من قَوْلك: إِنَّك لترسُّ أمرا مَا يلتئم أَي تثبت. والرَّسة: السَّارية المحكمة. والرَّس والرَّز أَخَوان يصف تهالكه على الْعلم وَأَن ليلته تطول عَلَيْهِ لمفارقة أَصْحَابه وتشاغله بالفكر فِيهِ وَإنَّهُ يُحدِّثُ بِهِ خادمه استذكاراً. إنْ: هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَاللَّام فاصلة بَينهَا وَبَين النافية. الْحجَّاج دخل عَلَيْهِ النُّعْمَان بن زرْعَة حِين عرض الْحجَّاج النَّاس على الْكفْر فَقَالَ لَهُ: أَمن أهل الرَّس والنَّسّ والرَّهمسة والبرجمة أَو من أهل النَّجْوَى والشكوى أَو من أهل المحاشد والمخاطب والمراتب فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير بل شرٌّ من ذَلِك كُله أجمع. فَقَالَ: وَالله لَو وجدت إِلَى دمك فاكرش لشربت الْبَطْحَاء مِنْك.(2/58)
9 - وَهُوَ من رس بَين الْقَوْم إِذا أفسد لِأَنَّهُ إِثْبَات للعداوة أَو من رس الحَدِيث فِي نَفسه: إِذا حدثها بِهِ وأثبته فِيهَا أَو من رس فلَان خبر الْقَوْم: إِذا لَقِيَهُمْ وتعرَّف أُمُورهم لِأَنَّهُ ينبته بذلك فِي معرفَة وَقيل: هُوَ من قَوْلهم: عِنْدِي رس من خبر أَي ذرو مِنْهُ. وَالْمرَاد التَّعْرِيض بالشتم لِأَن المعرِّض بالْقَوْل يَأْتِي بِبَعْضِه دون حجَّته. النس: من نس فلَان لفُلَان من يتَخَيَّر خَبره وياتيه بِهِ إِذا دسَّه إِلَيْهِ. والنسيسة: الإيكال بَين النَّاس والسعاية وَالْجمع نسائس. الرَّهْمَسة والرهسمة: المسارَّة يُقَال: هُوَ يرهمس ويرهسم وَحَدِيث مرهسم والدهسمة والدهمسة بِالدَّال أَيْضا. البرجمة: غلظ الْكَلَام. النَّجْوَى: تناجيهم فِي التَّدْبِير على السُّلْطَان. الشكوى: تشاكيهم مَا هم فِيهِ. المحاشد والمخاطب: مَوَاضِع الحشد والخطب على غير قِيَاس كالملامح والمشابه أَي يجمعُونَ الجموع لِلْخُرُوجِ ويخطبون فِي ذَلِك الْخطب. وَعَن قطرب المخطبة: المخاطبة فَيجوز على هَذَا أَن يُرَاد: تخاطبهم فِي ذَلِك وتشاورهم. وَقيل فِي الْمَرَاتِب: مَعْنَاهُ أَنهم يطْلبُونَ [295] بذلك الْمرتبَة وَالْقدر وَالْوَجْه أَن تَعْنِي الْمَرَاتِب فِي الْجبَال والصحارى وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي يكون فِيهَا الْعُيُون والرقباء وَأَنَّهُمْ يبثون الجواسيس والعيون ويتعرفون الْأَخْبَار. يَقُولُونَ: لَو وجدت إِلَيْهِ سَبِيلا ومسلكا. وَلَو وجدت إِلَى دمك فاكرش هَذَا مثل مَا يحرص على التطرق إِلَيْهِ وَأَصله أَن قوما طبخوا شَاة فِي كرشها فَضَاقَ فَم الكرش عَن بعض الْعِظَام فَقَالُوا للطباخ: أدخلهُ فَقَالَ: إِن وجدت إِلَى ذَلِك فاكرش. يرسمون فِي (كرّ) . الرّسل وَالرسل فِي (صب) . فِي رسلها فِي (لق) . الرّسوب فِي (فق) . راسونا فِي (حب) . المرسُّون رسنه فِي (رع) . يرسف فى (عت) . [وفى (نج) ] .(2/59)
0 - الرَّاء مَعَ الشين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الله الراشى والمرتشى والرائش.
رشا الرِّشْوَة والرشوة: الوصلة إِلَى الْحَاجة بالمصانعة من الرشاء. وَقد رشاه يرشوه رشواً فارتشى كَمَا يَقُول: كَسَاه فاكتسى وَقيل: هُوَ من رشا الفرخ: إِذا مد عُنُقه إِلَى أمه لتزقه. الريش بِمَعْنى الاصطناع والإصابة بِالْخَيرِ مستعار من ريش السهْم أَلا ترى إِلَى قَوْله: ... فرِشْ واصْطَنِع عِنْد الَّذين بهم ترمي ... وَقَوله: ... فَرِشْنِي بِخَير طالما قد بَرَيْتَنِي ... فخيرُ الموَالِي مَنْ يَريشُ وَلَا يَبْري ... وَقيل لِلْحَارِثِ الْحِمْيَرِي: الرائش لِأَنَّهُ أول من غزر فرَاش النَّاس بالغنائم وَالْمرَاد بالرائش هَا هُنَا الذى يسْعَى بَين الراشى والمرتشى لِأَنَّهُ يريش هَذَا من قَالَ هَذَا إِنَّمَا يدْخل الراشي قبل اللَّعْن إِذا لم يستدفع بِمَا بذله مضرّة. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ إِذا سُئل عَن حِسَاب فَرِيضَة قَالَ: علينا بَيَان [السِّهَام] وعَلى يزِيد الرشك بَيَان الْحساب.
رشك هُوَ رجل كَانَ أَحسب أهل زَمَانه على عهد الْحسن ملقب بالرشك وَهِي كلمة فارسية. فِي الحَدِيث: إِن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: كَأَنِّي برشق الْقَلَم فِي مسامعي حِين جرى على الألواح يكْتب التَّوْرَاة.
رشق فِي كتاب الْعَيْنِيّ: الرِّشْق والرَّشق: لُغَتَانِ وَهُوَ صَوت الْقَلَم إِذا كتب بِهِ. فارشقه فى (سر) .(2/60)
1 - الرَّاء مَعَ الصَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مضغ وترا فِي شهر رَمَضَان ورصف بِهِ وتر قوسه.
رصف الرصف نَحْو من الرَّص وَهُوَ الشد وَالضَّم يُقَال: عمل رصيف إِذا كَانَ محكماً والرَّصف الْحِجَارَة المرصوصة [296] وَمِنْه: رصف السهْم إِذا شده بالرِّصاف وَهُوَ الْعقب يلوي عَلَيْهِ. فِي قصَّة هِلَال بن أُميَّة رَضِي الله عَنهُ حِين لَاعن امْرَأَته: فَلَمَّا فرق بَينهمَا قَالَ: إِن جَاءَت بِهِ أربصح أثيبج فَهُوَ لهِلَال.
رصح الأرسح والأرصح والأرصع أَخَوَات بِمَعْنى الْأَزَل. الأثيبج: الناتىء الثبج وَهُوَ مَا بَين الْكَاهِل إِلَى الظّهْر. عمر رَضِي الله عَنهُ أُتي فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ: تصدّق بِأَرْض كَذَا قَالَ عمر: وَلم يكن لنا مَال أرصف بِنَا مِنْهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تصدق وَاشْترط.
رصف أَي أرْفق بِنَا وأوفق لنا: يُقَال: هَذَا أَمر لَا يرصف بك. وعُرض على رجل عدَّة من الغلمان فَقَالَ أَعْرَابِي: اشْتَرِ هَذَا فَإِنَّهُ أرصف بك فِي أمورك. زِيَاد بلغه قَول الْمُغيرَة بن شُعْبَة: لحديثٌ من عَاقل أحبُّ إليّ من الشهد بِمَاء رصفة. فَقَالَ: كَذَاك هُوَ فَلَهو أحب إليّ من رثيئة فثئت بسلالة من مَاء ثغب فِي يَوْم ذِي وديقة ترمض فِيهِ الْآجَال. هِيَ وَاحِدَة الرصف من الْحِجَارَة وهى الَّتِى ضم بَعْضهَا إِلَى بعض فِي مسيل. قَالَ العجاج: ... مِنْ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلا رَصَفا ...(2/61)
2 - الرثيئة: حليب يصب على لبن حامض. وَفِي أمثالهم: الرثيئة تفثأ الْغَضَب أَي تكسره. السلالة: الصفوة الَّتِي سلمت من الكدر. الثْغب والثَّغَب: المستنقع فِي الصَّخْرَة وَجمعه ثُغبان. الوديقة: الْحر الَّذِي يدق من الرُّءُوس بالظهائر قَالَ ذُو الرمة: ... إِذا كافحتْنا نفحةٌ من وَدِيقةٍ ... ثَنَيْنَا بُرود الْعَصْب فَوق المراعفِ ... الْآجَال: جمع أجل وَهُوَ جمَاعَة الْبَقر. ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى كَانُوا لَا يرصدون الثِّمَار فِي الدّين وينبغى أَن يرصدوا الْعين فى الدّين.
رصد تَقول: رصدته إِذا قعدت لَهُ على طَرِيقه تترقبه وأرصدت لَهُ الْعقُوبَة إِذا أعددتها لَهُ وَحَقِيقَته: جَعلتهَا على طَرِيقه كالمترقبة لَهُ ويحذف الْمَفْعُول كثيرا فَيُقَال: فلَان مرصد لفُلَان إِذا رصد لَهُ وَلَا يذكر مَا أرصد لَهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وإرْصَادًا لمنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ} وَقَول حليمة ظئر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ردَّ إِلَى مَكَّة: ... لَا همَّ ربَّ الرَّاكِبِ المُسَافرِ ... مُهَاجرا قلب بِخَير طائرِ
واحْفَظْهُ لِي من أعين السواحِرِ ... وعينِ كلّ حاسدٍ وفاجِر
وحَيَّةِ تُرْصِدُ بالهواجِر ... حَتَّى تُؤَدِّيه على الأباعرِ
مكرّما زين فِي المعاشرِ ... [297] وَيُقَال: إِن فلَانا ليرصد الزَّكَاة فِي صلَة إخوانه إِذا وصلهم واعتد بذلك من زَكَاة مَاله لِأَنَّهُ إِذا اعْتد بِهِ مِنْهَا فقد أعده لَهَا وَمِنْه قَول ابْن سِيرِين يَعْنِي أَنه إِذا ركب الرجل دين وَله من الْعين مثله فَلَا زَكَاة عَلَيْهِ وَإِن أخرجت أرضه ثَمَرَة يجب فِيهَا الْعشْر لم يسْقط عَنهُ الْعشْر من أجل الدّين. فِي رصافه فِي (مر) . فرّصه فِي (اط) . الرّصاف فِي (لغ) . بمرصافه فِي (وخ) .(2/62)
3 - الرَّاء مَعَ الضَّاد
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن هندا بنت عتبَة لما أسلمت أرْسلت إِلَيْهِ بجديين مرضوفين وَقد.
رضف الرضف: الْحِجَارَة المحماة وَمِنْه رضف الشواء وَهُوَ شيه عَلَيْهِ والرضيفة: اللَّبن المسخن بإلقائه فِيهِ والمرضوف: الجدى المشوى بإلقائه فى جَوْفه ورضفت الدوي وَهُوَ كيه بِهِ. وَمِنْه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بِرَجُل نعت لَهُ الكيّ فَقَالَ: اكووه أَو ارضفوه. الْقد: جلد السخلة أَرَادَ ملْء هَذَا السقاء. لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيَرَتَكَ الأقْرَبِينَ} أُتي رضمة جبل فعلا أَعْلَاهَا فَنَادَى يَا لعبد منَاف إِنِّي نَذِير وَإِنَّمَا مثلي ومثلكم كَمثل رجل يذهب يربأ أَهله فَرَأى الْعَدو فخشي أَن يسبقوه فَجعل يُنَادي أَو يهوت: يَا صَبَاحَاه ويروى: لما نزلت بَات يفخذ عشيرته.
رضم الرضمة: وَاحِدَة الرضم والرضام وَهِي دون الهضاب. قَالَه أَبُو عَمْرو: وَأنْشد لِابْنِ دارة: ... شَرَوْهُ بحُمْرٍ كالرِّضَام وأَخْذَمُوا ... على الْعَار مَنْ لَا يتّق الْعَار يُخْذِم ... وَمِنْه حَدِيث عَامر بن وَاثِلَة رَضِي الله عَنهُ: لما أَرَادَت قُرَيْش هدم الْبَيْت لتبنيه بالخشب وَكَانَ الْبناء الأول رضما إِذا هم بحية على سور الْبَيْت مثل قِطْعَة الْجَائِز تسْعَى إِلَى كل من دنا من الْبَيْت فَاتِحَة فاها فعجّوا إِلَى الله وَقَالُوا: رَبنَا لم ترع أردنَا تشريف بَيْتك فسمعنا خواتاً من السَّمَاء فَإِذا بطائر أعظم من النسْر فغرز مخالبه فِي قفا الْحَيَّة فَانْطَلق بهَا. الخوات: صَوت الخوات وَهُوَ الانقضاض.(2/63)
4 - أَدخل اللَّام على الْمُنَادِي للاستغاثة كَأَنَّهُ دُهي بِأَمْر كَمَا تَفْعَلهُ ربيئة الْقَوْم. يربأ: فِي مَوضِع الْحَال من ضمير يذهب. أَرَادَ بالعدو الْجَمَاعَة وَمثله قَوْله تَعَالَى: {فإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} . قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: يُقَال: رجل عَدو وَامْرَأَة عَدو وَكَذَا الْجمع. وَقَالَ عَليّ بن عِيسَى: إِنَّمَا قيل على التَّوْحِيد فِي مَوضِع الْجمع لِأَنَّهُ فِي معنى الْمصدر [298] كَأَنَّهُ قيل: فَإِنَّهُم عَدَاوَة لي فَوَقَعت الصّفة موقع الْمصدر كَمَا يَقع الْمصدر موقع الصّفة فِي رجل عدل أَرَادَ فخشى أَن يسْبقهُ الْعَدو إِلَى أَهله فيفجأهم فَفَزعَ. يهوِّت: يُقَال هيت هيت وهوت هوت أَي أسْرع وهيت وهوت إِذا صوَّت بذلك. يفخذهم فخذا فخذاً. قَالَ لَهُم لَيْلَة الْعقبَة أَو لَيْلَة بدر: كَيفَ تقاتلون فَقَالُوا: إِذا دها الْقَوْم كَانَت المراضخة فَإِذا دنوا حَتَّى نالونا ونلناهم كَانَت المداعسة بِالرِّمَاحِ حَتَّى تقصد.
رضخ هِيَ المراماة بالنشاب من الرضخ وَهُوَ الشدخ. المداعسة: المطاعنة ورمح مدعس ورماح مداعس. التقصد: أَن تصير قصدا أَي كسرا. أَبُو ميسرَة لَو رَأَيْت رجلا يرضع فسخرت مِنْهُ خشيت أَن أكون مثله.
رضع أَي يرضع الْغنم من لؤمه. وَفِي أمثالهم: ألام من راضع وَهُوَ مُثبت فِي كتاب المستقصي بشرحه. ورضيفها فِي (لق) . رضم فِي (دو) . الرضع فِي (سر) . المراضح فِي (حر) . رَضْرَاض فِي (جب) . ورضراضة فِي (حو) . الرَّضَاع فِي (حم) . الرضيف فِي (خُذ) . برضخ فِي (دف) . بالرضف فِي (ده) . رضيعة الْكَعْبَة فِي (ضَب) برضفة فِي (كن) . بمرضافة فِي (وخ) .(2/64)
5 - الرَّاء مَعَ الطَّاء
عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام من اتَّجر قبل أَن يتفقه فقد ارتطم فِي الرِّبَا ثمَّ ارتطم.
رطم أَي ارتبك يُقَال: ارتطم فِي الوحل وَهُوَ من قَوْلهم: ارتطمت فلَانا وترطمته وتربقته إِذا حَبسته وَوَقع فِي رطمة وارتطام إِذا وَقع فِي أَمر لَا يُعرف جِهَته. ربيعَة رَحمَه الله تَعَالَى أدْركْت أَبنَاء أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدهنون بالرطاء.
رطأ هُوَ الدّهن بِالْمَاءِ كَأَنَّهُ سمي بذلك لِأَن الدّهن يَعْلُو المَاء ويركبه من قَوْلهم: رطأت الْقَوْم إِذا ركبتهم بِمَا لَا يحبونَ ورطأت الْمَرْأَة إِذا تغشيتها. وَقَالَ بَعضهم: أَنا أَحْسبهُ الرطال من ترطيل الشّعْر وَهُوَ تلينيه. رطنوا فِي (زخ) .
الرَّاء مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت أم زَيْنَب بنت نبيط: كنت أَنا وأُختاي فِي حجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يحلينا رعاثاً من ذهب ولؤلؤ ويروى: يحلينا التبر واللؤلؤ.
رعث الرَّعْثة والرَّعَثة: القرط وَجَمعهَا رعاث وَكَانَ يُقَال لبشار: المرعث. عمر رضى تَعَالَى عَنهُ لَا يُعطى من الْمَغَانِم شَيْء حَتَّى تُقسّم إِلَّا لراعٍ أَو دَلِيل غير موليه.
رعى الرَّاعِي: عين الْقَوْم على الْعَدو لِأَنَّهُ يرعاهم ويحفظهم وَمِنْه قَول النَّابِغَة: ... فإنكَ تَرْعاني بِعَين بَصِيرَة ... وتبعثُ أحراساً عليَّ وناظرَا ... غير موليه أَي غير معطيه شَيْئا لَا يسْتَحقّهُ وكل من أَعْطيته ابْتِدَاء غير مُكَافَأَة فقد أوليته فَإِن كافأته فقد أثْبته وأجزته. وَمِنْه: الله يُبلي ويولي. انتصب غير على الْحَال من الْمُقدر لِأَنَّهُ لما قيل: لَا يُعطى علم أَن ثمَّ معطيا.(2/65)
6 - عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ حِين تنكر لَهُ النَّاس: إِن هَؤُلَاءِ النَّفر رعاع غثرة تطأطأت لَهُم الدلاة وتلددت تلدد الْمُضْطَر أرانيهم الْحق إخْوَانًا وأراهمني الْبَاطِل شَيْطَانا. أُجررت المرسون رسنه وأبلغت الراتغ مسقاته فَتَفَرَّقُوا عليَّ فرقا ثَلَاثًا فصامت صمته أنفذ من صول غَيره وساعٍ أَعْطَانِي شَاهده وَمَنَعَنِي غائبه ومرخص لَهُ فِي مُدَّة زينت فِي قلبه فَأَنا مِنْهُم بَين ألسن لداد وَقُلُوب شَدَّاد وسيوف حداد عذيري الله مِنْهُم أَلا يُنْهِي عَالم جَاهِلا وَلَا يردع أَو ينذر حَكِيم سَفِيها وَالله حسبي وحسبهم يَوْم لَا ينطقون وَلَا يُؤذن لَهُم فيعتذرون. قَالَ أَبُو عَمْرو: رجل رعاعة وهجاجة أَي لَيْسَ لَهُ فؤاد وَلَا عقل وَهُوَ من رعاع
رعع النَّاس وَهُوَ من الرعرعة وَهِي اضْطِرَاب المَاء على وَجه الأَرْض لِأَن الْعَاقِل يُوصف بالتثبت والتماسك والأحمق بضد ذَلِك. الغثرة: الغبرة والأغثر: الأغبر وَقيل للضبع: غثراء للونها ثمَّ قيل للأحمق: أغثر وللجهال الغثراء والغثرء والغثرة تشبها لِأَن الضبع مَوْصُوفَة بالحمق وَفِي أمثالهم أَحمَق من الضبع. التطأطؤ: أَن يذل ويخفض نَفسه كَمَا يفعل الدالي وَهُوَ الَّذِي ينْزع الدَّلْو. يُقَال بَقِي فلَان متلددا أَي متحيرا ينظر يَمِينا وَشمَالًا وَهُوَ مَأْخُوذ من اللديدين وهما صفحتا الْعُنُق يُرِيد لِأَنَّهُ داراهم فعل الْمُضْطَر. وَفِي وأراهمني شذوذان: أَحدهمَا: أَن ضمير الْغَائِب إِذا وَقع مُتَقَدما على ضمير الْمُتَكَلّم والمخاطب فَالْوَجْه أَن يجاء بِالثَّانِي مُنْفَصِلا كَقَوْلِك: أعطَاهُ إيَّايَ وَأَعْطَاهُ إياك والمجيء بِهِ مُتَّصِلا لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. وَالثَّانِي: أَن الْوَاو حَقّهَا أَن تثبت مَعَ الضمائر كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَنُلْزِمُكُمُوها} إِلَّا مَا ذكر أَبُو الْحسن من قَول بَعضهم: أعطيتكمه. المسقاة: المورد أَرَادَ رفقه بالرعية وَحسن إيالته وَأَنه فِي ذَلِك كمن خلَّى إبِله حَتَّى رتعت كَيفَ شَاءَت ثمَّ أوردهَا المَاء.(2/66)
7 - يُرِيد بالمدة أَيَّام الْعُمر أَي حببت إِلَيْهِ أَيَّام عمره فِي الدُّنْيَا فَبَاعَ بهَا حَظه من الْآخِرَة فَهُوَ ستحل مني مَا حرم الله. العذير: العاذر أَي الله يعذرني مِنْهُم إِن نلْت مِنْهُم [3] قولا أَو فعلا. خَالِد رَضِي الله عَنهُ إِن أهل الْيَمَامَة رعبلوا فسطاطه بِالسَّيْفِ.
رعبل أَي قطعوه وثوب رعابيل أَي قِطَع. أَبُو قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ فِي عرس وَجَارِيَة تضرب بالدف وَهُوَ يَقُول لَهَا: ارعفي.
رعف أَي تقدمي من قَوْلهم: فرس راعف إِذا كَانَ يتَقَدَّم الْخَيل. والرعاف: مَا يسْبق من الدَّم وَقَالُوا: بَينا نَحن نذكرك رعف بك الْبَاب. قَتَادَة رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ بطَراً ورِئَاءَ النَّاس} . هم مشركو قُرَيْش يَوْم بدر خَرجُوا وَلَهُم ارتعاج وبغي وفخر.
رعج ارتعج وارتعد وارتعش واراتعص أَخَوَات يُقَال ارتعج الْبَرْق إِذا تتَابع لمعانه واضطرابه. وَالْمعْنَى: مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الاهتزاز بطراً وأشراً أَو أُرِيد وميض أسلحتهم أَو تهلهل وُجُوههم وإشراق ألوانهم أَو تموجهم كَثْرَة عدد من قَوْلهم: ارتعج الْوَادي وارتعج مَال فلَان. قَالَ ابْن هرمة: ... غذوْت لَهَا تلاد الحُبِّ حَتَّى ... نما فِي الصَّدْرِ وارتعج ارْتعَاجاً ... الرَّعْلَة فِي (لح) . راعوفة فِي (جف) . فِي رعظه فِي (لغ) . [الرعراع فِي (ام) ]
الرَّاء مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أَسمَاء قَالَت: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي قدمت عليّ راغمة مُشركَة أفأصلها قَالَ نعم فَصلي أمَّك.(2/67)
8 - وروى: أتتنى أمى وهى راغبة أفأعطيها
رغم يُقَال: رغم أَنفه رغماً إِذا ساخ فِي الرَّغام وَهُوَ التُّرَاب ثمَّ اسْتعْمل فِي الذل وَالْعجز عَن الانتصاف من الظَّالِم. وَمِنْه الحَدِيث: إِذا صلى أحدكُم فليلزم جَبهته وَأَنْفه الأَرْض حَتَّى يخرج مِنْهُ الرَّغم. أَي يظْهر ذله وخضوعه وَلما لم يخل الْعَاجِز عَن الِانْتِصَار من غضب قَالُوا: ترغَّم إِذا تغْضب وراغمه: غاضبه. وَمن ذَلِك قَوْلهَا: راغمة أَي غَضبى عليّ لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري كمن أغضبهُ الْعَجز عَن الانتصاف من ظالمه. إِن السقط ليراغم ربه إِن أَدخل أَبَوَيْهِ النَّار فيجترهما بسرره حَتَّى يدخلهما الْجنَّة. أَي يغاضبه. السرر: مَا تقطعه الْقَابِلَة من السُّرَّة. وَمن المراغمة حَدِيث سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما أسلمت راغمتني أُمِّي وَكَانَت تَلقانِي مرّة بالبشر وَمرَّة بالبسر. أَي بالقطوب. إِن رجلا رغسه الله مَالا وَولدا حَتَّى ذهب عصر وَجَاء عصر فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ: أَي بني أَي أَب كنت لكم قَالُوا: خير أَب. قَالَ: فَهَل انتم مطيعي قَالُوا: نعم قَالَ: إِذا مت فحرقوني حَتَّى تَدعُونِي فحما ثمَّ اهرسوني بالمهراس ثمَّ اذروني فِي الْبَحْر فِي يَوْم ريح لعَلي أضلّ الله.
رغس الرغس والرغد نظيران فِي الدّلَالَة على السعَة وَالنعْمَة يُقَال: [3 1] عَيْش مرغس أَي منعم وَاسع وأرغد الْقَوْم: إِذا صَارُوا فِي سَعَة ونعمة. قَالَ: ... الْيَوْم أصبحتُ بعيش مُرْغَس ... ورغس الله فلَانا إِذا وسع عَلَيْهِ النِّعْمَة وَبَارك فِي أمره وَفُلَان مرغوس. قَالَ: ... حَتَّى رَأينَا وَجْهَك المرغوسا ...(2/68)
9 - وَامْرَأَة مرغوسة أَي ولود منجبة. وَحقّ مَالا وَولدا أَن يكون انتصابهما على التَّمْيِيز. أَي على لفظ أَي المفسرة حرف نِدَاء نَحْو: يَا وأيا وهيا. أضلّ الله من قَوْلهم: ضلني فلَان فَلم أقدر عَلَيْهِ أَي ذهب عَنى محكاه الْأَصْمَعِي عَن عِيسَى بن عمر. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ ذكر قَول رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَآله وَسلم: بَينا أَنا نَائِم أَتَانِي آتٍ بخزائن الأَرْض فَوضعت فِي يَدي فَقَالَ: لقد ذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنْتُم ترغثونها.
رغث أَي ترضعونها. وَمِنْه رجل مرغوث إِذا شفه مَاله بِكَثْرَة السُّؤَال. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يكره ذَبِيحَة الأرغل.
رغل هُوَ الأغرل أَي الأقلف. سعيد بن جُبَير رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {أخلد إِلَى الأَرْض} : رغن.
رغن أَي ركن إِلَيْهَا. لما أَرَادَ الْحجَّاج قَتله قَالَ: ائتونى بِسيف رغيب.
رغب أَرَادَ العريض وَهُوَ فِي الأَصْل الْوَاسِع. يُقَال رغب رغابة كرحب رحابة إِذا اتَّسع. عَاصِم رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأَ عَلَيْهِ مسعر فلحن فَقَالَ: أرغلت.
رغل رغل ورغث نظيران وَيُقَال: زغل أَيْضا بالزاي والرغل: أَن يستلب الصَّبِي الثدي فيرتضعه حثيثاً يَقُول: أصرت رضيعاً بعد الْكبر وَإِنَّمَا استنكر مِنْهُ اللّحن بعد مامهر.(2/69)
0 - فى الحَدِيث: الرغب شُؤْم.
رغب هُوَ الشره. وَأَصله سَعَة الْجوف بِمَعْنى الرحب. الرغيب فِي (نخ) . ارغميه فِي (سل) . أرغاه فِي (قع) . الرَّغْبَة فِي (مر) .
الرَّاء مَعَ الْفَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يُقَال: بالرفاه والبنين.
رفأ أَبُو زيد: هُوَ المرافأة أَي الْمُوَافقَة. وَقيل: هُوَ من رفو الثَّوْب. وَفِي حَدِيث شُرَيْح: إِنَّه أَتَاهُ رجل وَامْرَأَته فَقَالَ الرجل: أَيْن أَنْت قَالَ: دون الْحَائِط. قَالَ: إِنِّي امْرُؤ من أهل الشَّام. قَالَ: بعيد بغيض. قَالَ: تزوجت هَذِه الْمَرْأَة. قَالَ: بالرفاء والبنين. قَالَ: فَولدت لي غُلَاما. قَالَ: يهنيك الْفَارِس. قَالَ: وَأَرَدْت الْخُرُوج بهَا إِلَى الشَّام قَالَ: مصاحباً. قَالَ: وشرطت لَهَا دارها. قَالَ: الشَّرْط أملك. قَالَ: أقض بَيْننَا أصلحك الله قَالَ. حدَّثْ حديثين امْرَأَة فَإِن أَبَت فاربع. أَي إِذا كررت الحَدِيث مرَّتَيْنِ فَلم تفهم فَأمْسك. وَلَا تتعب نَفسك فَإِنَّهُ لَا مطمع فى إفهامها. وروى: فَأَرْبَعَة أَي فحدثها أَرْبَعَة أطوار. يَعْنِي أَن الحَدِيث [3 2] يُعَاد للرجل طورين ويضاعف للْمَرْأَة لنُقْصَان عقلهَا. الشَّرْط أملك أَي إِذا شَرط لَهَا الْمقَام فِي دارها فَعَلَيهِ الْوَفَاء بِهِ وَلَيْسَ لَهُ نقلهَا عَن بَلَدهَا. الْبَاء مُتَعَلقَة بِفعل كَأَنَّهُ قيل: اصطحبما بالرفاء [والبنين] . كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رفأ رجلا قَالَ: بَارك الله عَلَيْك وَبَارك فِيك وَجمع بَيْنكُم خير وروى: رفَّحَ. الترفئة: أَن يَقُول للمتزوج بالرفاء والبنين كَمَا تَقول: سقيته وفديته إِذا قلت لَهُ سقاك الله وفديتك.(2/70)
1 - وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يضع الدُّعَاء لَهُ بِالْبركَةِ مَوضِع الترفئة وَلما قيل لكل من يَدْعُو للمتزوج بِأَيّ دَعْوَة دَعَا بهَا: قد رفأ تصرفوا فِيهِ بقلب همزته حاء وَإِذا كَانُوا مِمَّن يقلبون اللَّام فِي قائلة عينا فهم بِهَذَا الْقلب أخلق. نهى عَن [الإرفاه وَهُوَ] كَثْرَة التدهن. وَقيل: التَّوَسُّع فِي المشرب والمطعم وَأَصله من رفه الْإِبِل
رفه رفهت رفهاً ورفوهاً وأرفهها صَاحبهَا. قَالَ النَّضر: هُوَ أَن تمسكها على المَاء ترده كل سَاعَة مثل النّخل الَّتِي هِيَ شارعة فِي المَاء بعروقها أبدا. وَعَن النَّضر: الإرفاء أَيْضا فِي معنى التدهن إِبْدَال الْهَاء همزَة. نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَن تسْتَقْبل الْقبْلَة ببول أَو غَائِط فَلَمَّا قدمنَا الشَّام وجدنَا مرافقتهم قد اسْتقْبل بهَا الْقبْلَة فَكُنَّا نتحرف ونستغفر الله ويروى: مراحيضهم.
رفق الْمرْفق: مَا يرتفق بِهِ. والمرحاض: مَوضِع الرحض كني بهما عَن مطرح الْعذرَة وَجَمِيع أَسْمَائِهِ كَذَلِك نَحْو: الْغَائِط وَالْبرَاز والكنيف والحشّ والخلاء والمخرج والمستراح والمتوضأ كلما شاع اسْتِعْمَال وَاحِد وَشهر انْتقل إِلَى آخر. كل رَافِعَة رفعت علينا من الْبَلَاغ فقد حرَّمتها أَن تعضد أَو تخبط إِلَّا بعصفور قتب أَو مسد محَالة أَو عَصا حَدِيدَة.
رفع أَي كل جمَاعَة أَو نفس تبلِّغ عَنَّا وتذيع مَا نقُوله من رفع فلَان على الْعَامِل إِذا أذاع خَبره. فلتبلِّغ ولتحك أَنِّي حرّمتها يَعْنِي الْمَدِينَة أَن يقطع شَجَرهَا ويخبط وَرقهَا. ثمَّ اسْتثْنى مَا ذكره يَعْنِي أَنه لَا تقطع لبِنَاء وَنَحْوه. الْبَلَاغ بِمَعْنى التَّبْلِيغ كالسلام بِمَعْنى التَّسْلِيم. قَالَ الله تَعَالَى (7) : {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ البَلاَغُ} .(2/71)
2 - وَالْمعْنَى من أهل الْبَلَاغ أَي من المبلغين وَيجوز أَن يُرَاد مِمَّا يبلغ وروى: من الْبَلَاغ وَهُوَ مثل الحدَّاث بِمَعْنى المحدِّثين. فقد حرمتهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى: {مَنْ كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً} . كَأَنَّهُ قيل: فَليعلم أَن الْعِزَّة لله. العصفور: وَاحِد العصافير وَهِي [3 3] عيدَان الرّحال الصغار. المسد: الليف الممسود أَي المفتول. عَصا الحديدة: عَصا فِي رَأسهَا حَدِيدَة شبه العنزة. مثل الرافلة فِي غير أَهلهَا كالظلمة يَوْم الْقِيَامَة لَا نور لَهَا. هِيَ الَّتِي ترفل فِي ثوبها أَي تتبختر. والمرفلة: حلَّة طَوِيلَة يتبختر فِيهَا وَرجل ترفيل بِكَسْر التَّاء. والرِّفل: الذيل يَمَانِية. قَالَ: ... إِذا نَاءَى الشّراة أَبَا سَعِيد ... مَشَى فِي رِفْل مُحْكَمةِ القتير ...
رفع عمر رضى الله عَنهُ إِذا التقى الرفغان وَجب الْغسْل. هما أصُول الفخذين. وَقَالَ أَبُو خيرة: الرفغان بِفَتْح الرَّاء وَأهل الْحجاز يَرْفَعُونَهُ وهما فَوق الْعَانَة من جانبيها والثُّنَّة بَينهمَا وَهُوَ مَا دون السُّرَّة. قَالَ الشماخ: ... تزَاورُ عَن مَاء الأساود أَن رَأَتْ ... بِهِ رامياً يَعْتَامُ رَفْغَ الخواصِر ... عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ عقبَة بن صوحان: رَأَيْت عُثْمَان نازلا بِالْأَبْطح وَإِذا فسطاط مَضْرُوب وَسيف مُعَلّق فِي رفيف الْفسْطَاط وَلَيْسَ عِنْده سياف وَلَا جلواز.
رفف رفيف الْفسْطَاط والسحاب ورفرفهما: مَا تدلى مِنْهُمَا كالذيل. الجلواز: الشرطي سمي بذلك إِن كَانَ عَرَبيا لتشديده وعنفه من قَوْلهم:(2/72)
3 - جلز فى كزع ع الْقوس إِذا شدد فِيهِ كَمَا سمى أترورا لترترته النَّاس وَهِي الإزعاج بعنف وَشدَّة. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ فِي الرَّفَاهِيَة من سخط الله ترديه بعد مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض.
رفه الرفاهة والرفاهية كالعتاهة والعتاهية: السعَة وَأَصلهَا من رفه الْإِبِل أَي أَنه ينْطق بِالْكَلِمَةِ على حُسبان [أَن] سخط الله لَا يلْحقهُ فِيهَا وَأَنه فِي سَعَة ومندوحة من لُحُوقه إِن نطق بهَا وَرُبمَا أوقعته فِي هلكة مدى عظمها عِنْد الله مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} : رأى رفرفاً أَخْضَر سد الْأُفق. وَعنهُ: رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جبرئيل فِي حُلتي رَفْرَف قد مَلأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض.
رَفْرَف الرفرف: مَا كَانَ من الديباج وَغَيره رَقِيقا حسن الصبغة الْوَاحِد رفرفة. سلمَان رَضِي الله عَنهُ كتب إِلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاء يَدعُوهُ إِلَى الأَرْض المقدسة فَكتب إِلَى أبي الدَّرْدَاء: يَا أخي إِن تكن بَعدت الدَّار من الدَّار فَإِن الرّوح من الرّوح قريب وطير السَّمَاء على أرفه خمر الأَرْض يَقع وروى: أُرفة خمر الأَرْض.
رفه الأرفة: الأخصب. والأُرفة: الْحَد والأُرثة [3 4] والغرفة مثلهَا وَعَن امْرَأَة من الْعَرَب كَانَت تبيع تَمرا أَنَّهَا قَالَت: إِن زَوجي أرَّف لي أُرفة لَا أجاوزها أَي حد لي حداًّ فِي السِّعر. الْخمر: مَا واراك من شجر يُرِيد أَن وَطنه أرْفق بِهِ وأرفه لَهُ فَلَا يُفَارِقهُ. عبَادَة رَضِي الله عَنهُ أَلا ترَوْنَ أَنِّي لَا أقوم إِلَّا رفداً وآكل إِلَّا مالوق لى(2/73)
4 - رفد وَإِن صَاحِبي لأصم أعمى وَمَا أحب أَن أَخْلو بِامْرَأَة. أَي إِلَّا أَن أُرفد أَي أعَان على الْقيام. لوِّق: لُيِّن من اللوقة وَهِي الزبدة. صَاحِبي أَي فَرجي لَا يقدر على شَيْء. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ سُئل عَن الْقبْلَة للصَّائِم فَقَالَ: إِنِّي لأرفُّ شفتيها وَأَنا صَائِم.
رفف الرَّف والرشف: أَخَوان. وَمِنْه حَدِيث عُبَيْدَة السَّلمَانِي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لَهُ ابْن سِيرِين: مَا يُوجب الْجَنَابَة قَالَ: الرف والاستملاق. الملق: على مَعْنيين يُقَال: ملق الفصيل أمه وملجها وملعها إِذا رضعها. وملق الْمَرْأَة إِذا جَامعهَا. والاستملاق: يحْتَمل أَن يكون استفعالا من الملق بِمَعْنى الرضع ويُكنى بِهِ عَن المواقعة لِأَن الْمَرْأَة كَأَنَّمَا ترتضع الرجل وَأَن يكون من الملق بِمَعْنى الْجِمَاع. ابْن سَلام رَضِي الله عَنهُ مَا هَلَكت أمة قطّ حَتَّى يرفعوا الْقُرْآن على السُّلْطَان.
رفع أَي يتأولوه عَلَيْهِ ويروا الْخُرُوج بِهِ على الْوُلَاة. ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا لما أَرَادَ هدم الْكَعْبَة وبناءها أرسل أَرْبَعَة آلَاف بعير تحمل الورس من الْيمن يُرِيد أَن يَجعله مدرها فَقيل لَهُ: إِن الورس يرْفث فَقَسمهُ فِي عجز قُرَيْش وبناها بالقصة وَكَانَت فِي الْمَسْجِد جراثيم فَقَالَ: يأيها النَّاس ابطحوا. وروى: كَانَ فِي الْمَسْجِد حفر مُنكرَة وجراثيم وتعاد فأهاب بِالنَّاسِ إِلَى بطحه وَلما أبرز عَن ربضه دَعَا بكبره فنظروا إِلَيْهِ وَأخذ ابْن مُطِيع العتلة فعتل نَاحيَة من الربض وأقضَّه وروى أَن ابْن مُطِيع أَخذ العتلة من شقّ الربض(2/74)
5 - الَّذِي يَلِي دَار بني حميد فأقضه أجمع أَكْتَع وروى: لما أَرَادَ هدم الْبَيْت كَانَ النَّاس يرَوْنَ أَن ستصيبهم صاخة من السَّمَاء.
رفت ارفتَّّ: من الرفت وَهُوَ الْكسر والدق كارفضَّ من الرَّفْض القصَّة: الجص وقصَّص الْبَيْت. الجرثوم: [الْأَمَاكِن المرتفعة عَن الأَرْض] المجتمعة من تُرَاب أَو طين. التعادي: التَّفَاوُت وَعدم التَّسَاوِي يُقَال: نمت على مَكَان مُعْتَاد. البطح: أَن يَجْعَل مَا ارْتَفع مِنْهُ منبطحاً أى منخفضاً حَتَّى يَسْتَوِي وَيذْهب التَّفَاوُت. الإهابة: الدُّعَاء يُقَال: أهاب بِهِ إِلَى كَذَا وأهاب الرَّاعِي بِالْإِبِلِ: صوَّت بهَا [3 5] لتقف أَو ترجع. وَحَقِيقَة أهاب بِهِ صيرها ذَات هَيْبَة وغزع لِأَنَّهَا تهابه فتقف. الرُّبَض: أساس الْبناء والرَّبَض: مَا حوله. والإبراز عَنهُ: أَن يكْشف عَنهُ مَا غطاه. بكبره أَي بكبار قومه وَذَوي الْأَسْنَان مِنْهُم. العتلة: عَمُود من حَدِيد غليظ يهدم بِهِ الْحِيطَان يُسمى البيرم وَقيل: حَدِيدَة غَلِيظَة يقْلع بهَا فسيل النّخل وَيُسمى المجثاث وَقيل: هراوة غَلِيظَة من خشب قَالَ: ... فأينما كنتَ من الْبِلَاد ... فاجْتنبنَّ عَرَم الذُّوَّادِ
وضربهم بالعَتَل الشِّدَاد ... وعتله: ضربه بالعتلة كَقَوْلِك: عبله: رَمَاه بالمعبلة. أقضه: أَي تَركه قضضا وَهُوَ دقاق الْحِجَارَة. أَكْتَع: إتباع لأجمع. الصاخة: الصَّيْحَة الشَّدِيدَة تصخُّ الآذان أى تصمها.(2/75)
6 - عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: وجدت رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَآله وَسلم يثقل فِي حجري. قَالَت: فَذَهَبت أنظر فِي وَجهه فَإِذا بَصَره قد شخص وَهُوَ يَقُول: بل الرفيق الْأَعْلَى من الْجنَّة.
رفق أَي بل أُرِيد جمَاعَة الْأَنْبِيَاء من قَوْله تَعَالَى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا} وَذَلِكَ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُيَّر بَين الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا وَبَين مَا عِنْد الله فَاخْتَارَ مَا عِنْده والرفيق كالخليط وَالصديق فِي كَونه وَاحِدًا أَو جمعا. فِي الحَدِيث: إِن رجلا شكا إِلَيْهِ التعزب فَقَالَ لَهُ: عف شعرك فَفعل فارفأنَّ. أَي سكن مَا كَانَ بِهِ يُقَال: ارفأنَّ عَن الْأَمر وارفهنّ. يرف رفيفاً فِي (لح) المرتفق فِي (مغ) . أرفدة فِي (در) . رافدة فِي (طع) . ترفض فِي (عق) . يترفل فِي (اب) . رفدا فِي (خر) . أرفش فِي (طم) . رُفّد فِي (عب) . ورفغ أحدكُم فِي (وه) . ترف غروبه فِي (ظه) . رَافع فِي (دف) . رفح فِي (فح) . برفد فِي (من) . الرَّفث فِي (هم) . وَفِي رفغي رجلَيْهِ فِي (حن) . رفيع الْعِمَاد فِي (غث) .
الرَّاء مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا تعدُّون الرقوب فِيكُم قَالُوا: الذى لَا يبْقى لَهُ ولد. فَقَالَ: بل الرقوب الذى لم يقدم من وَلَده شَيْئا.
رقب قيل للرجل أَو الْمَرْأَة إِذا لم يَعش لَهُ ولد: رقوب لِأَنَّهُ مَتى ولد لَهُ فَهُوَ يرقب مَوته أَي يخافه أَو يرصده. وَمن ذَلِك قيل للناقة الَّتِي لَا تَدْنُو من الْحَوْض مَعَ الزحام لكرمها: رقوب. وقصده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْمُسلم وَلَده فِي الْحَقِيقَة من قدمه فرطا فاحتسبه وَمن لم يرْزق ذَلِك فَهُوَ كَالَّذي لَا ولد لَهُ.(2/76)
7 - قَالَ [3 6] صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسعد بن معَاذ حكمه فِي بني قُرَيْظَة: لقد حكمت بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة
رقع هِيَ السَّمَوَات لِأَن كل وَاحِدَة مِنْهَا رقيع الَّتِي تحتهَا. قَالَ أُميَّة: ... وَسَاكن أقطار الرَّقِيع على الهَوا ... وبالغيث والأرواح كلٌّ مُشَهَّدُ ... اطلى حَتَّى إِذا بلغ المراق ولى هُوَ ذَلِك من نَفسه.
رقق جمع مرق وَهُوَ مَا رقّ من الْبَطن. وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: إِنَّهَا وصفت اغتسال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه بدأَ بِيَمِينِهِ ثمَّ غسل مراقَّه بِشمَالِهِ. ثَلَاثَة لَا تقربهم الْمَلَائِكَة بِخَير: جَنَازَة الْكَافِر وَالْجنب حَتَّى يغْتَسل والمترقن بالزعفران.
رقن الرَّقون والرَّقان: الزَّعْفَرَان والترقن والارتقان: التضمخ بِهِ وثوب مرقن. أَتَى فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام فَوجدَ على بَابهَا سترا موشى فَلم يدْخل فَاشْتَدَّ عَلَيْهَا ذَلِك فَأَتَاهُ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ: وَمَا أَنا وَالدُّنْيَا والرَّقم
رقم أى الوشى لَا رُقبى فَمن أُرقب شَيْئا فَهُوَ لوَرَثَة المرقب.
رقب الرُّقبى: أَن يَقُول الرجل: جعلت لَك هَذِه الدَّار فَإِن مت قبلي رجعت إليّ وَإِن مت قبلك فَهِيَ لَك وأرقبها إِيَّاه قَالُوا: وَهِي من المراقبة لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه. وَهِي عِنْد أبي حنيفَة وَمُحَمّد رحمهمَا الله تَعَالَى فِي حكم الْعَارِية إِذا شَاءَ أَخذ. وَعند أبي يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى: هِيَ هبة يملكهَا حَيَاته وورثته من بعده. وَهَذَا الحَدِيث يشْهد لأبي يُوسُف. وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا رُقبى كَقَوْلِه فِي الْعُمْرَى الَّتِي هى هبة(2/77)
8 - بِالْإِجْمَاع: أَمْسكُوا عَلَيْكُم أَمْوَالكُم لَا تعمروها فَإِن من أعمر شَيْئا فَإِنَّهُ لمن أعمر. عمر رَضِي الله عَنهُ إِن رجلا كُسر مِنْهُ عظم فَأَتَاهُ يطْلب الْقود فَأبى أَن يُقَيِّدهُ فَقَالَ الرجل: هُوَ إِذن كالأرقم إِن يُقتل ينقم وَإِن يتْرك يلقم
رقم قَالَ: هُوَ كالأرقم هُوَ الْحَيَّة الَّذِي على ظَهره رقم أَي نقش. وَهَذَا مثل لمن يجْتَمع عَلَيْهِ شران لَا يدْرِي كَيفَ يصنع فيهمَا. يَعْنِي أَنه اجْتمع عَلَيْهِ كسر الْعظم وَعدم الْقود. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ لتكونن فِيكُم أيتها الْأمة أَربع فتن: الرقطاء والمظلمة [يَعْنِي فتنا ذكرهَا يُقَال] : دجَاجَة رقطاء إِذا كَانَ فِيهَا لمع من السوَاد وَالْبَيَاض. [وَكَذَلِكَ الشَّاة فَأَما أَن يكون شبهها بالحية الرقطاء أَو أَنَّهَا لَا تعم كل الْخلق. والمظلمة لَا يَهْتَدِي مَعهَا] . جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي قصَّة خَيْبَر: لما انتهينا إِلَى حصن الصعب بن معَاذ أَقَمْنَا عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ نقاتلهم فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث خرج رجل كَأَنَّهُ الرقل فِي يَده حَرْبَة وَخرجت عاديته مَعَه وأمطروا علينا النبل فَكَانَ نبلهم رجل جَراد وانكشف [3 7] الْمُسلمُونَ.
رقل الرقل: وَاحِد الرقال وَهِي النّخل الطوَال. العادية: الَّذين يعدون على أَرجُلهم وَيُقَال لَهُم: العدى. الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى سُئِلَ عَن رجل قبَّل أم امْرَأَته فَقَالَ: أعن صبوح ترقق حرمت عَلَيْهِ امْرَأَته.
رقق وَهُوَ مثل للْعَرَب فِيمَن يظْهر شَيْئا وَهُوَ يُرِيد غَيره وَأَصله مَذْكُور فِي كتاب المستقصي.(2/78)
9 - والترقيق عَن الصبوح: التَّعْرِيض بِهِ وَحَقِيقَته أَن الْغَرَض الَّذِي يَقْصِدهُ كَأَن عَلَيْهِ مَا يستره فَهُوَ يُرِيد بذلك السَّاتِر أَن يَجعله رَقِيقا شفافا يكْشف عَمَّا تَحْتَهُ وينم على مَا وَرَاءه كَأَنَّهُ اتهمَ السَّائِل وتوهم أَنه أَرَادَ بالقبلة مَا يتبعهَا فغلظ عَلَيْهِ الْأَمر. فرقى إِلَيْهِ فِي (خو) . أرقبها [والرقبى] فِي (عَم) . فِي مراقهم فِي (غَد) . الرقيم فِي (قد) . والأراقم فِي (وه) . [الرقل فِي (حب) ] . رَاقِدَة فِي (قح) . رقرقة فِي (قر) . الرقشاء فِي (سد) . فاسترقوا فِي (سف) .
الرَّاء مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الركب أسنتها.
ركب جمع الركاب وَهِي الرَّوَاحِل. وَقيل: جمع ركُوب. الأسنة: جمع سنّ ونظيرها فِي الغرابة أقنة جمع قن. قَالَ جرير: ... إنَّ سَلِيطاً فِي الخسار إِنَّه ... أَوْلَاد قوم خلقُوا أقنه ... والأسد ة والأندية والأنجدة فى جمع سد وَهُوَ الْعَيْب وندى ونجد (7) غرائب مثلهَا وَقيل: هِيَ جمع سِنَان. وَالْمعْنَى أعطوها مَا تمْتَنع بِهِ من النَّحْر لِأَن صَاحبهَا إِذا أحسن رعيها سمنت وَحسنت فِي عَيْنَيْهِ ينفس بهَا من أَن تنحر. فَشبه ذَلِك بالأسنة فِي وُقُوع الِامْتِنَاع بهَا. وَالْمعْنَى أمكنوها من الرَّعْي وَقيل: هِيَ جمع سِنَان وَهِي المسن. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... محد السِّنان الصُلَّبِىِّ النَّحِيضِ ... وَالْمرَاد مَا تسن بِهِ من قَوْلهم: سنّ الْإِبِل إِذا أحسن رعيها كَأَنَّهُ صقلها. وَفرس مسنونة. وَقَالَ مَالك بن نُوَيْرَة:(2/79)
0 - ... قَاظَتْ أُثَالَ إِلَى المَلاَ وتربَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ ... ياتي على النَّاس زمَان خير المَال فِيهِ غنم تَأْكُل من الشّجر وتردالماء يَأْكُل صَاحبهَا من لحومها وَيشْرب من أَلْبَانهَا ويلبس من أصوافها والفتن ترتكس بَين جراثيم الْعَرَب.
ركس يُقَال: ارتكس الْقَوْم وارتهسوا إِذا ازدحموا والركس: الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة لأَنهم إِذا ازدحموا كَانَ فِي ذَلِك اضظراب وتراد من ركسته وأركسته إِذا رَددته فِي الشَّرّ. الجراثيم: الْجَمَاعَات جمع جرثومة وَهِي فِي الأَصْل الكومة من التُّرَاب. أُتي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بروث فِي الِاسْتِنْجَاء فَقَالَ: إِنَّه ركس. هُوَ فعل بِمَعْنى مفعول من ركسته وَنَظِيره رجيع من رجعته [3 8] . لعن الركاكة.
ركك هُوَ الديوث سَمَّاهُ ركاكة على الْمُبَالغَة فِي وَصفه بالركاكة من جِهَتَيْنِ: أَحدهمَا الْبناء لِأَن فُعالا أبلغ من فعيل كَقَوْلِك طوال فِي طَوِيل وَالثَّانيَِة إِلْحَاق التَّاء للْمُبَالَغَة. إِن الْمُسلمين أَصَابَهُم يَوْم حني رك من مطر فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلا صلوا فِي الرّحال. الرك بِالْفَتْح وَالْكَسْر. والركيكة: الْمَطَر الضَّعِيف.
ركب بشر ركيب السعاة بِقطع من جَهَنَّم مثل قور حسمي. الركيب: الرَّاكِب وَنَظِيره مَا ذكره سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ضريب قداح لضاربها وصريم للصارم وعريف للعارف فِي قَول طريف بن تَمِيم الْعَنْبَري: ... بعثُوا إليّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسّم ... وَيُقَال: فلَان ركيب فلَان للذى يركب مَعَه. السَّاعِي: الْمُصدق.(2/80)
1 - القِطع: اسْم مَا قُطع. القور: جمع قارة وَهِي أَصْغَر من الْجَبَل. حسمي: بلد جذام المُرَاد بركيب السعاة من يركب عُمَّال الْعدْل بِالرَّفْع عَلَيْهِم وَنسبَة مَا هم مِنْهُ برَاء من زِيَادَة الْقَبْض والانحراف عَن السوية. وَيجوز أَن يُرَاد من يركب مِنْهُم النَّاس بالغشم أَو من يصحب عُمَّال الْجور ويركب مَعَهم. وَفِيه بَيَان أَن هَذَا إِذا كَانَ بِهَذِهِ الْمنزلَة من الْوَعيد فَمَا الظَّن بالعمال أنفسهم عمر رَضِي الله عَنهُ إِن عبدا وجد ركزة على عَهده فَأَخذهَا مِنْهُ.
ركز الرِّكَاز: مَا ركزه الله تَعَالَى فِي الْمَعَادِن من الْجَوَاهِر والقطعة مِنْهُ ركزة وركيزة. دخل الشَّام فَأَتَاهُ أركون قَرْيَة فَقَالَ: قد صنعت لَك طَعَاما.
ركن هُوَ رئيسها ودهقانها الْأَعْظَم أُفعول من الركون لِأَن أَهلهَا إِلَيْهِ يركنون أَو من الركانة لِأَن الرؤساء يوصفون بالوقار والرزانة فِي الْمجَالِس. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّمَا تهلكون إِذا لم يعرف لذِي الشيب شيبته وَإِذا اصرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل لَا تعرفُون مَعْرُوفا وَلَا تنكرون مُنْكرا.
ركب الرّكْبَة: الْمرة من الرّكُوب وَجَمعهَا ركبات. اليعاقيب: جمع يَعْقُوب وَهُوَ ذكر الحجل. انتصاب الركبات بِفعل مُضْمر هُوَ حَال من فَاعل تمشون والركبات وَاقع موقع ذَلِك الْفِعْل مستغني بِهِ عَنهُ وَالتَّقْدِير: تمشون تَرْكَبُونَ الركبات كَمَا أَن أرسلها العراك على أرسلها تعترك العراك. وَالْمعْنَى تمشون راكبين رءوسكم أَي هائمين سادرين تسترسلون فِيمَا لَا يَنْبَغِي من غير رُجُوع إِلَى فكر وَلَا صُدُور عَن روية كأنكم فِي تسرعكم إِلَيْهِ وتطايركم نَحوه يعاقيب وَهِي مَوْصُوفَة [3 9] بِسُرْعَة الطيران. قَالَ سَلامَة ابْن جندل: ... وَلَّى حثيثاً وَهَذَا الشيْبُ يَتْبَعُه ... لَو كَانَ يُدْرِكُه ركض اليعاقيب ...(2/81)
2 - أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تعرض الْأَعْمَال على الله تَعَالَى فِي كل يَوْم اثْنَيْنِ وخميس فَيغْفر الله ذَلِك الْيَوْم لكل امرىء لَا يُشرك بِاللَّه شَيْئا إِلَّا امْرأ كَانَ بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء فَيَقُول: اركوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا.
ركو قيل: مَعْنَاهُ أخروهما من ركوته أركوه إِذا أَخَّرته. عَن ابْن الْأَعرَابِي: وَعِنْدِي أَنه من الركو بِمَعْنى الْإِصْلَاح. قَالَ سُوَيْد بن كرَاع: ... فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَتْك شُئُونُهم ... وشأنُك إِلَّا تَرْكُهُ مُتَفَاقِمُ ... أَي أصلحوا ذَات بَينهمَا حَتَّى يَقع بَينهمَا الصُّلْح. وروى: ارهك هذَيْن أى كلفهما بجهدو ألزمهما أَن يصطلحا من رهكت الدَّابَّة ودهكتها إِذا حملت عَلَيْهَا فِي السّير وجهدتها. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضاً من الْخَطِيئَة من العصفور حِين يغدف بِهِ.
ركض أَي اضطرابا وفرارا من ارتكض الْجَنِين إِذا اضْطربَ وَهُوَ مُطَاوع ركضه إِذا حركه يُقَال: ركض الْفَارِس إِذا حرك الدَّابَّة بِرجلِهِ وركض الطَّائِر إِذا حرك جناحيه. أُغدف بالصيد: إِذا أُلقي عَلَيْهِ الشبكة. حمْنَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَت تجْلِس فِي مركن أُخْتهَا زَيْنَب وَهِي مُسْتَحَاضَة ثمَّ تخرج وَهِي عالية الدَّم وروى: حَتَّى تعلو صفرَة الدَّم المَاء.
ركن المركن: الإجانة الَّتِي تغسل فِيهَا الثِّيَاب. وَفِي كتاب الْعين. شبه تورٍ من أَدَم يسْتَعْمل للْمَاء [يغْتَسل فِيهَا] (7) . وَهِي عالية الدَّم: أَي عالٍ دَمهَا المَاء فَهُوَ من بَاب إِضَافَة الصّفة إِلَى فاعلها. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ ليزِيد بن الْمُهلب حِين ولاه سُلَيْمَان الْعرَاق: اتَّقِ الله يَا يزِيد فَإنَّا لما دفنا الْوَلِيد ركض فِي لحده.(2/82)
3 - ركض أَي ضرب بِرجلِهِ الأَرْض. ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ غَالب الْقطَّان: ذكرت عِنْده يزِيد بن الْمُهلب فَقَالَ: أما تعرف الأزد وركبها اتَّقِ [الأزد] لَا يأخذوك فيركبوك.
ركب أَي يضربوك بركبهم. وَعَن الْمبرد: إِن الْمُهلب بن أبي صفرَة دَعَا بِمُعَاوِيَة بن عَمْرو سيد بني العدوية فَجعل يركبه بِرجلِهِ فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير اعفني من أم كيسَان وَهِي كنية الرّكْبَة بلغَة الأزد. الرِّكَاز فِي (عج) . ركبانة فِي (غف) . [وَفِي (هَل) ] . ركموا فِي (جه) . الركوسية فِي (رب) . ركح فِي (نق) . ركز النَّاس فى (قس) . أوركضة فى (عد) . ركلة فِي (جز) . ركبت أَنفه فِي (شو) [31] .
الرَّاء مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مضجعا على رمال حَصِير قد أثّر فِي جنبه.
رمل الرمال: مَا رمل أَي نسج من قَوْلهم: رمل الْحَصِير وأرمله. قَالَ النَّضر: وَرمل أَعلَى وَأكْثر وَنَظِيره الحطام والركام لما حُطم ورُكم. عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ: أَقبلنَا مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مغازيه فَقَالَ: من أحب أَن يتعجل إِلَى أَهله فَليَتَعَجَّل فأقبلنا وَأَنا على جمل أرمك لَيْسَ فِيهِ شية.
رمك الرمكة والرمدة أختَان وهما الكدرة فِي اللَّوْن وَمن الرمكة اشتقاق الرامك. إِن رجلا أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنَّا نركب أرماثاً لنا فِي الْبَحْر فتحضر الصَّلَاة وَلَيْسَ مَعنا مَاء إِلَّا لشفاهنا أَنَتَوَضَّأُ بِمَاء الْبَحْر فَقَالَ: هُوَ الطّهُور مَاؤُهُ الْحل ميتَته وروى: إِن العركي سَأَلَهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنَّا نركب هَذِه الرماث فى الْبَحْر.(2/83)
4 - رمث الرمث: الطَّوف وَهُوَ خشب يُضم بعضه إِلَى بعض ويركب فِي الْبَحْر وَهُوَ فعل بِمَعْنى مفعول من رمثت الشَّيْء إِذا أصلحته ولممته قَالَ أَبُو دَاوُد: ... وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيسَهُ ... ونَصَحْتُه فِي الحَرْبِ نُصْحَا ... العركي: وَاحِد العرك وهم صيادو السّمك من المعاركة والملاحون قَالَ زُهَيْر: ... يَغْشَى الحداةُ بهم حُرَّ الكَثِيبِ كَمَا ... يُغْشِى السفائنَ متنَ اللُّجة العَرَكُ ... فِي الِاسْتِنْجَاء: إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْمر بِثَلَاثَة أَحْجَار وَينْهى عَن الروث والرمة.
رمم فِيهَا قَولَانِ أَحدهمَا إِنَّهَا بِمَعْنى الرميم وَهُوَ الْعظم الْبَالِي. وَمِنْه شيخ رمة أَي فانٍ. وَالثَّانِي أَنَّهَا جمع رَمِيم كجليل وَجلة ورم الْعظم بلي. وَمِنْه مَا يرْوى عَن أُبي بن خلف أَنه لما نزل قَوْله تَعَالَى:: {قَالَ من يحيي العظامَ وهِيَ رَمِيم} أَتَى بِعظم بالٍ إِلَى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجعل يفتّه وَيَقُول: أَتَرَى الله يَا مُحَمَّد يحيى هَذَا بعد مَا رمّ لَو أَن أحدكُم دُعي إِلَى مرماتين لأجاب وَهُوَ لَا يُجيب [إِلَى] الصَّلَاة ويروى: لَو أَن رجلا ندا النَّاس إِلَى مرماتين أَو عرق أجابوه.
رمى المرماة: ظلف الشَّاة لِأَنَّهُ يَرْمِي بِهِ وَقَول من قَالَ: إِن المرماة (7) السهْم الصَّغِير الَّذِي يتَعَلَّم بِهِ الرَّمْي وَهُوَ أَحْقَر السِّهَام وأرذلها وَإِن الْمَعْنى: لودعى إِلَى أَن يُعْطي سَهْمَيْنِ من هَذِه السِّهَام لأسرع الْإِجَابَة لَيْسَ بوجيه. ويدفعه قَوْله: أَو عرق. ندا النَّاس أَي دعاهم. فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء قَالَ: وَإِذا أَنا بأمتي شطرين: شطراً عَلَيْهِم ثِيَاب بيض كَأَنَّهَا(2/84)
5 - الْقَرَاطِيس وشطراً [311] عَلَيْهِم ثِيَاب رمد فحجبوا وهم على حير وروى: ربد
رمد الأرمد والأربد: الَّذِي على لون الرماد عَلَيْكُم بألبان الْبَقر فَإِنَّهَا ترم من كل الشّجر وروى: ترتم.
رمم الرم والقم: أَخَوان وهما الْأكل ومنهما المرمة والمقمة لفي [ذَات] الظلْف. عَن عدي الجذامي رَضِي الله عَنهُ قلت: يَا رَسُول الله كَانَت لي امْرَأَتَانِ فاقتتلتا فرميت إِحْدَاهمَا فرُمي فِي جنازتها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اعقلها وَلَا ترثها.
رمى رُمي فِي جَنَازَة فلَان إِذا مَاتَ لِأَن جنَازَته تصير مرمياًّ فِيهَا وَالْمرَاد بِالرَّمْي الْحمل والوضع وَالْفِعْل فَاعله الَّذِي أسْند إِلَيْهِ هُوَ الظّرْف بِعَيْنِه كَقَوْلِك: سير بزيد. عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: كَانَ لآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحش فَإِذا خرج لعب وَجَاء وَذهب فَإِذا جَاءَ ربض فَلم يترمرم مَا دَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْبَيْت.
رمرم أَي لم يَتَحَرَّك وَقَالُوا: لَا يسْتَعْمل فِي غير النَّفْي. قَالَ حميد بن ثَوْر: ... صِلَخْداً لَو أنّ الجنّ تَعْرِفُ تَحْتَهُ ... وضَرْبَ المغَنِّي دُفّه مَا تَرَمْرَما ... وَقد اسْتَعْملهُ فِي الْإِثْبَات من قَالَ: ... يُنْحِي إِذا مَا جاهلٌ تَرَمْرَمَا ... شَجَراً لاعْنَاقِ الدَّواهِي مِحْطَما ... الضَّمِير فِي خرج لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. سَأَلت رَبِّي أَلا يُسَلط على أمتِي سنة فترمدهم فَأَعْطَانِيهَا.
رمد أَي فتهلكهم. قَالَ صَفِيَّة بنت أبي مسافع ترثي أَبَاهَا وَقد قتل يَوْم بدر كَافِرًا: ... رَحْب المَباءة بالنَّدَى مُتَدَفِّقٌ ... فِي المُجْحِفَاتِ وَفِي الزَّمَان المرمد ... يُقَال: رمده وأرمده إِذا أهلكه وصيَّره كالرماد ورمد وارمد إِذا هلك.(2/85)
6 - الضَّمِير الَّذِي هُوَ مفعول ثَان فِي فَأَعْطَانِيهَا يرجع إِلَى مَا دلّ عَلَيْهِ قَوْله أَلا يُسلط وَهُوَ السَّلامَة. قَالَ خباب رَضِي الله عَنهُ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرمضاء فَلم يشكنا.
رمض الرمضاء: نَحْو الْبغضَاء والفحشاء وَهِي شدَّة حر الأَرْض من وَقع الشَّمْس وَقد رمضت الأَرْض وَالْحِجَارَة رَمضًا وَأَرْض رمضة الْحَصَى. فَلم يُشكنا: يحْتَمل أَن يكون من الإشكاء الَّذِي هُوَ إِزَالَة الشكاية فَيحْتَمل على انهم أَرَادوا أَن يرخص لَهُم فِي الصَّلَاة فِي الرّحال فَلم يجبهم إِلَى ذَلِك. وَيحْتَمل أَن يكون من الإشكاء الَّذِي هُوَ الْحمل على الشكاية فيُحمل على أَنهم سَأَلُوهُ الْإِبْرَاد بهَا فأجابهم وَلم يتركهم دون شكاية. عمر رَضِي الله عَنهُ وقف بَين الحرتين وهما داران لفُلَان فَقَالَ: شوَّي أَخُوك حَتَّى إِذا أنضج رمد.
رمد أَي ألْقى الشواء [312] فِي الرماد وَهَذَا مثل نَحوه قَوْلهم: الْمِنَّة تهدم الصنيعة. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى غزَاة فأرملنا وأنفضنا.
رمل المرمل: الَّذِي لَا زَاد مَعَه سمي بذلك لركاكة حَاله من الرمل وَهُوَ الركُّ من الْمَطَر أَو للصوقه بالرمل كَمَا قيل للْفَقِير: الترب والمدقع. وَمِنْه حَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه ذكر مبعث سَرِيَّة كَانَ فِيهَا وَإِنَّهُم أرملوا من الزَّاد. قَالَ: فَبينا نَحن على ذَلِك إِذْ رَأينَا سواداً فَلَمَّا غشيناه إِذا دَابَّة قد خرجت من الأَرْض فَأَنَاخَ عَلَيْهَا الْعَسْكَر ثَمَانِي عشرَة لَيْلَة يَأْكُلُون مِنْهَا مَا شَاءُوا حَتَّى ارتعفوا.(2/86)
7 - أَي استبقوا وتساعوا على أَقْدَامهم لما ثاب إِلَيْهِم من الْقُوَّة. وَعَن عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه خطب بِعَرَفَات فَقَالَ: إِنَّكُم قد أنضيتم الظّهْر وأرملتم وَلَيْسَ السَّابِق الْيَوْم من سبق بعيره وَلَا فرسه وَلَكِن السَّابِق من عفر لَهُ. عَن النَّخعِيّ رَحمَه الله: إِذا سَاق الرجل هَديا فأرمل فَلَا بَأْس أَن يشرب من لبن هَدْيه. أنفض الْقَوْم: إِذا صَارُوا ذَوي نفض وَذَلِكَ أَن يَنْفضوا مزاودهم. الضَّحَّاك رَحمَه الله تَعَالَى وارمسوا قبرى رمسا.
رمس الرمس والدمس والنمس والطمس والغمس أَخَوَات فِي معنى الكتمان يُقَال: رمست الرِّيَاح الْآثَار ورمس عَلَيْهِ الْأَمر. وَالْمعْنَى النَّهْي عَن تشهير قَبره بِالرَّفْع والتسنيم. قَتَادَة رَحمَه الله تَعَالَى يتَوَضَّأ الرجل بِالْمَاءِ الرمد وبالماء الطَّرْد.
رمد هُوَ الَّذِي تغير لَونه حَتَّى صَار على لون الرماد وَيُقَال: ثوب رمد وأرمد: وسخ وسحابة رمداء ونعامة رمداء إِذا ضربتا إِلَى السوَاد. الطَّرْد: الطّرق وَهُوَ الَّذِي خاضته الدَّوَابّ كَأَنَّهَا طردته فطرد. الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِذا ارتمس الْجنب فِي المَاء أجزاه من غسل الْجَنَابَة. الارتماس والاغتماس أَخَوان
رمس وَعنهُ: إِنَّه كره للصَّائِم أَن يرتمس فِي الحَدِيث صَلَاة الْأَوَّابِينَ إِذا رمضت الفصال من الضُّحَى.
رمض أى أصابتها الرمضاء فاحترقت أخفافها.(2/87)
8 - إِذا مدحت الرجل فِي وَجهه فَكَأَنَّمَا أمررت على حلقه مُوسَى رميضاً. هُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول من رمض السكين يرمضه: إِذا دقه بَين حجرين ليرق وَلذَلِك أوقعه صفة للمؤنث. وَأما قَوْله: ... وَإنْ شئتَ أَقْبلنا ... بمُوسَى رَمِيضةٍ ... فحقه أَن يكون بِمَعْنى فَاعل من [313] رمض وَإِن يُسمع كَمَا قيل فَقير وشديد وَرِوَايَة شمر: سكين رميض بَين الرماضة تؤنس بِتَقْدِير رمض. وَفِي حَدِيث زيد بن حَارِثَة رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه سُبي فِي الْجَاهِلِيَّة فترامى بِهِ الْأَمر أَن صَار لِخَدِيجَة فَوَهَبته للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْتقهُ.
رمى يُقَال: ترامى إِلَى كَذَا وتراقى إِلَيْهِ إِذا ارْتَفع وازداد وَإِلَى حُذفت مَعَ أَن وحروف الْجَرّ تحذف مَعهَا وَمَعَ أنَّ كثيرا. الرمض فِي (لب) . ترمض فِي (عز) . برمانتين فِي (غث) . مُرْمِلِينَ فى. فأرم فِي (حف) . [وَفِي (قر) ] الرَّمَادَة فِي (كف) . رمال فِي (مت) . الرماء فِي (هَا) . رماماً فِي (خض) . [ترمض فِي (عز) ] لَا ترمضها فى (ظلّ) . أرمتهم فى (قل) . الرمازة فى (زم) . يترمع فِي (مز) . ورمه فِي (ثمَّ) . رمية الْغَرَض فِي (جز) . ترمضان فِي (حد) . الرماق فِي (صب) أرمه فِي (عص) . عَظِيم الرماد فِي (غث) .
الرَّاء مَعَ النُّون
الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى سُئل: أينفخ الْإِنْسَان فِي المَاء قَالَ: إِن كَانَ من رنق فَلَا بَأْس بِهِ.
رنق هُوَ الكدر وَمِنْه الترنوق وَهُوَ الطين الْبَاقِي فى المسيل.(2/88)
9 - عبد الْملك قَالَ لَهُ رجل: خرجت بِي قرحَة فَقَالَ: فى أى مَوضِع من جسدك قَالَ: بَين الرانفة والصفن فاعجبه حسنما كنى.
رنف الرانفة: مَا سَالَ من الألية على الفخذين عَن الْأَصْمَعِي يُقَال للْمَرْأَة: إِنَّهَا لذات روانف والروانف: أكسة تعلق إِلَى شقَاق بيُوت الْأَعْرَاب حَتَّى تلْحق بِالْأَرْضِ الْوَاحِدَة ؤانفة. الصفن: جلدَة الْبَيْضَة. قَالَ جرير: ... يَتْرُكُ أَصْفَانَ الخصى جلاجلا ... المرنقة فى (رج) . الأرنبة فِي (قل) . يرنح فِي (رو) . الرنقاء (شن) .
الرَّاء مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قتل نفسا معاهدة بِغَيْر حلّها لم يرح رَائِحَة الجنه.
روح فِيهِ ثَلَاث لُغَات: رَاح يرِيح كباع يَبِيع وَرَاح يراح كخاف يخَاف وأراح يرِيح إِذا وجد الرَّائِحَة وَقد جَاءَت الرِّوَايَة بِهن جَمِيعًا. أَمر بالإثمد المروح عِنْد النّوم. هُوَ الذى جعل فِيهِ مَا طيب رِيحه من الْمسك أَو غَيره. وَمِنْه: إِنَّه نهى أَن تكتحل الْمُحرمَة بالإثمد المروح. خطب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: تحايوا بِذكر الله وبروحه. هُوَ الْقُرْآن لقَوْله تَعَالَى: {أَوْحَيْنا إليكَ رُوحاً مِنْ أمرنَا} .(2/89)
9 - الْحمى رائد الْمَوْت وهى سُبْحَانَ الله فِي الأَرْض يحبس بهَا عَبده إِذا شَاءَ ويرسله إِذا شَاءَ.
رَود هُوَ رَسُول الْقَوْم الَّذِي يرتاد لَهُم [314] مساقط الْغَيْث وَقد راد الْكلأ يروده ريادا وَفِي أمثالهم: لَا يكذب الرائد أَهله. فَشبه بِهِ الْحمى كَأَنَّهَا مُقَدّمَة الْمَوْت وطليعته لشدَّة أمرهَا. وَتقول الْعَرَب: الْحمى أُخْت الْحمام. وَيَقُولُونَ: قَالَت الْحمى: أَنا أم ملدام آكل اللَّحْم وأمض الدَّم. وَجمع الرائد الرواد. وَمِنْه قَول عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر دُخُول النَّاس على رَسُول الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: يدْخلُونَ رَوَّادًا وَلَا يتفرقون إِلَّا عَن ذواق وَيخرجُونَ أَدِلَّة. أَي طلابا للمنافع فِي دينهم ودنياهم. الذَّواق: اسْم مَا يذاق يُقَال: مَا ذقت ذواقا. وَهُوَ مثل لما ينالون عِنْده من الْخَيْر. أَدِلَّة أَي عُلَمَاء يدلُّون النَّاس على مَا علموه. ذكر قتال الرّوم فَقَالَ: يخرج إِلَيْهِم روقة الْمُؤمنِينَ من أهل الْحجاز.
روق هم الموصوفون بالصفاء وَالْجمال يُقَال: راق الشَّيْء إِذا صفا وخلص. وَعَن الْأَصْمَعِي: مسك رائق أَي خَالص وَكَذَلِكَ كل شَيْء خَالص وَهُوَ من روق الشَّرَاب إِذا صفاه بالروواق وَنَظِير رائق وروقة صَاحب وصحبة وفاره وفرهة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا هَاجَتْ الرّيح: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا.
روح عين الرّيح وَاو لقَولهم: أَرْوَاح ورويحة. الْعَرَب تَقول: لَا تلقح السَّحَاب إِلَّا من ريَاح.(2/90)
1 - فَالْمَعْنى اجْعَلْهَا لقاحا للسحاب وَلَا تجعلها عذَابا. ويصدقه مَجِيء الْجمع فِي آيَات الرَّحْمَة والواحدة فى قصَص الْعَذَاب. عمر رضى الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ أروح كَأَنَّهُ رَاكب وَالنَّاس يَمْشُونَ كَأَنَّهُ من رجال بني سدوس. وَهُوَ الَّذِي يتدانى عقباه وتتباعد صُدُور قَدَمَيْهِ. قَالَ الْكَلْبِيّ: سدوس الَّذِي فِي بني شَيبَان بِالْفَتْح وَالَّذِي فِي طَيء بِالضَّمِّ وَبَنُو شَيبَان الطول فيهم غَالب. وَيُقَال للطيلسان سدوس أوردهُ سِيبَوَيْهٍ مضموما فِي موضِعين من كِتَابه وَعَن الْأَصْمَعِي: الطيلسان بِالْفَتْح والقبيلة بِالضَّمِّ. كَأَن الأولى خبر ثَان لَكَانَ وَالثَّانيَِة بدل مِنْهَا. ركب نَاقَة فارهة فمشت جيدا فَقَالَ ... كأنَّ راكبَها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ ... إذَا تدلت بِهِ أَو شَارِب ثمل ... هة مخترق الرّيح تدلت: من قَوْلهم: تدلى فلَان من أَرض كَذَا أى أَتَانَا وَمن تدليت علينا كَمَا يُقَال: من أَيْن انصببت عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: ... تِلْكُمْ قريشٌ تَمَّنانِي لتَقْتُلَنِي ... فَلَا ورَبِّكَ مَا بَرُّوا وَمَا ظَفِرُوا
فَإِن هاكت فرَهْنٌ ذِمَّتِي لهُم ... بِذَات رَوْقَينِ لَا يعفُو لَهَا أثرُ ... [315] قَالَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني: لم يَصح عندنَا أَن علياًّ تكلم من الشّعْر بشىء إِلَّا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ.
روق الروقان: القرنان وَقَوْلهمْ للداهية ذَات روقين كَقَوْلِهِم: نواطح الدَّهْر لشدائده الْوَاحِدَة ناطحة(2/91)
ويروى: بِذَات ودقين وفيهَا وَجْهَان: أَحدهمَا مَا ذكره صَاحب الْعين قَالَ: وَيُقَال للحرب الشَّدِيدَة: ذَات ودقين تشبه بسحابة ذَات مطرتين شديدين. وَالثَّانِي: أَن يكون من الودق بِمَعْنى الوداق وَهُوَ الْحِرْص على الْفَحْل لِأَن الْحَرْب تُوصَف باللقاح.
حسان رضى الله عَن أخرج لِسَانه فَضرب بِهِ رَوْثَة أَنفه ثمَّ أدلعه فَضرب بِهِ نَحره وَقَالَ: يَا رَسُول الله ادْع لي بالنصر.
الروثة: طرف الأرنبة وجعها رَوْث وَرجل مروث الْأنف إِذا ضخمت روثته. أدلع لِسَانه ودلعه:: أخرجه ودلع لِسَانه
وَنَحْوه مَا روى: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لحسان: مَا بَقِي من لسَانك فَأخْرج لِسَانه حَتَّى ضرب بطرفه جَبهته ثمَّ قَالَ وَالله مايسرنى بِهِ مقول من معدّ وَالله لَو وَضعته على صَخْر لفلقه أَو على شعر لحلقه.
أم أَيمن رَضِي الله عَنْهَا هَاجَرت إِلَى الْمَدِينَة فِي لهبان الْحر فاستعطشت فدُلي إِلَيْهَا دلو من السَّمَاء فَشَرِبت حَتَّى أراحت.
أَي رجعت إِلَيْهَا نَفسهَا واستراحت وَحَقِيقَته: صَارَت ذَات رَاحَة بعد جهد الْعَطش. قَالَ: ... تُريحُ بَعْدَ النَّفَسِ الْحَفُوز
إرَاحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ ...
الْأسود بن يزِيد رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ يَصُوم فِي الْيَوْم الشَّديد الْحر الَّذِي إِن الْجمل الْجلد الْأَحْمَر ليريح (7) فِيهِ من الْحر وروى:: يرنَّح. الإراحة: الْمَوْت قَالَ: ... أَرَاحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ ...
رنَّح الرجل إِذا دير بِهِ ورنحه الشَّرَاب أَو الْحر أَو غير ذَلِك وَأَصله إِصَابَة الرنح(2/92)
3 - وَهُوَ العصفور من الدِّمَاغ وَهُوَ قطيعة مِنْهُ تَحت فرخ الدِّمَاغ كَأَنَّهُ بَائِن مِنْهُ وَبَينهمَا جليدة تفصلهما قَالَ رؤبة: ... يكْسِرُ عَن أمّ الْفِرَاخ الرنحا ...
روض خصّ الْأَحْمَر لِأَنَّهُ أَصْبِر. وَعَن ابْن لِسَان الْحمرَة إِنَّه قيل لَهُ: أخبرنَا عَن الْإِبِل فَقَالَ: حمراها صبراها وعيساها حسناها وورقاها غزراها وَلَا أبيع جونة وَلَا أشهد مشراها. ابْن الْمسيب رَحمَه الله تَعَالَى كره المراوضة. هِيَ أَن تواصف الرجل بالسلعة لَيست عنْدك وَهِي بيع المواصفة عِنْد الْفُقَهَاء وَأَجَازَهُ بَعضهم إِذا وَافَقت السّلْعَة الصّفة [316] الَّتِي وصفهَا بهَا. وأباه غَيره وَهِي من راوضه على أَمر كَذَا إِذا داراه ليدخله فِيهِ كَأَنَّهُ يفعل بِهِ مَا يفعل الرائض بالرَّيض لِأَن المواصف يُدْلِي صَاحبه إِلَى الشِّرَاء بِمَا يُلقي إِلَيْهِ من نعوت السّلْعَة. مُجَاهِد رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمِنْهُم من يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقات} : يروزك ويسألك.
روز الروز: الامتحان وَالتَّقْدِير تَقول: رزت مَا عِنْد فلَان وَكَأن الْمَعْنى إِنَّه يَلْمِزك يمْتَحن أَمرك ويذوقك: هَل تخَاف لائمته وتشمئز لمعابه فتعطيه أم لَا تعبأ بذلك وَيجْعَل اللمز سَبِيلا إِلَى الاستعطاء وسبباً فِي السُّؤَال كَمَا فعل الْعَبَّاس بن مرداس حَيْثُ قَالَ: ... أتجْعَل نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْدِ ... بَين عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ... فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اقْطَعُوا عني لِسَانه وَأمر لَهُ بِمِائَة نَاقَة. وفى الحَدِيث: إِذا كفى أحدكُم خادمه حرَّ طَعَامه فليقعده مَعَه وَإِلَّا فليروغ لَهُ لقْمَة.
روغ روّغ وروّل أَخَوان وَهُوَ أَن يشرب اللُّقْمَة دسما ويرويها بِهِ. فليرتد فِي (دم) . فليروغها فى (شف) . الأرواع فى (اب) . أراضوا فى (بر) .(2/93)
4 - رواء فِي (فر) . مروّعين فِي (حد) . بروقة فِي (صب) . يروّح فِي (عز) . مستريضا فِي (فر) . روّحت فِي (لق) . الروايا فِي (شع) . روقه فِي (زف) . روحتى فِي (عر) . بروعة فِي (ول) . الرواء فِي (سح) . أراح الْحق فِي (زف) . لَا روب فِي (شو) . [الرّوم فِي (قر) ] . بَين الأروى والنعام فِي (كز) . روعك فِي (فر) .
الرَّاء مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: خرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَوْم جُمُعَة وَعَلِيهِ قَمِيص مصبوغ بالريهقان.
رهق هُوَ الزَّعْفَرَان والجيهمان مثله قَالَ حميد بن ثَوْر: ... عَليل بمَاء الرَّيْهُقَانِ ذَهِيبُ ... كل غُلَام رهينة بعقيقته.
رهن الرهينة وَالرَّهْن بِمَعْنى كالشتيمة والشتم ثمَّ استعملا بِمَعْنى الْمَرْهُون فَقيل: هُوَ رهن بِكَذَا ورهينة بِكَذَا. قَالَ: ... أبعدَ الَّذِي بالنَّعْفِ نَعْفِ كُوَيْكِبٍ ... رَهِينة رَمْسٍ تُرَابٍ وجَنْدَلِ ... وَمعنى قَوْله: رهينة بعقيقته أَن الْعَقِيقَة لَازِمَة لَا بُد لَهُ مِنْهَا فَشبه (7) فِي لُزُومه لَهَا وَعدم انفكاكه مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَد الْمُرْتَهن. قَالَ أَبُو زيد: إِنِّي لَك رهن بِكَذَا أَي ضَامِن. وَأنْشد: ... إِنِّي ودَلْوَيَّ لَهَا وصَاحِبي ... وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذَا النَّصَائِب
رَهْنٌ لَهَا بالرِّيِّ غيرِ الكاذِبِ ...(2/94)
5 - إِذا صلى أحدكُم إِلَى شَيْء [فليرهقه. أَي فليغشه وَلَا يبعد عَنهُ كَقَوْلِهِم إِذا صلى أحدكُم إِلَى ستْرَة] فليدن [317] مِنْهَا فَإِن الشَّيْطَان يمر بَينه وَبَينهَا. على عَلَيْهِ السَّلَام وعظ رجلا فِي صُحْبَة رجل رهق
رهق قَالَ الْمبرد: رجل فِيهِ رهق إِذا كَانَت فِيهِ خفَّة يرهق الشَّرّ ويغشاه. وَمِنْه حَدِيث شَقِيق رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه صلى على امْرَأَة تُرَهَّق. أَي تنْسب إِلَى الرهق يَعْنِي غشيان الْمَحَارِم. سعد رَضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا دخل مَكَّة مراهقاً خرج إِلَى عَرَفَة قبل أَن يطوف بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة ثمَّ يطوف بعد أَن يرجع. أَي مقارا آخر الْوَقْت من قَوْلك: غُلَام مراهق إِذا قَارب الْحلم وشارف أَن يرهقه كَأَنَّهُ كَانَ يقدم يَوْم التَّرويَة أَو يَوْم عَرَفَة فيضيق عَلَيْهِ الْوَقْت حَتَّى يخَاف فَوت التَّعْرِيف. رَافع بن خديج رَضِي الله عَنهُ اشْترى من رجل بَعِيرًا ببعيرين فَأعْطَاهُ أَحدهمَا وَقَالَ: آتِيك بِالْآخرِ غَدا رهوا.
رهو أَي عفوا لَا احتباس فِيهِ يُقَال: أَعْطيته المَال سَهوا رهوا من قَوْلهم: سير رهو. أَي سهل مُسْتَقِيم. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ذكر مَجِيء عَامر بن الطُّفَيْل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَكَانَ عَامر مرهوف الْبدن.
رهف أَي مرهفه دقيقه يُقَال: رهف السَّيْف وأرهفه. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ أنس بن سِيرِين: أفضت مَعَه من عَرَفَات حَتَّى أَتَى جمعا فَأَنَاخَ نجيبته فَجَعلهَا قبْلَة فصلى الْمغرب وَالْعشَاء جَمِيعًا ثمَّ رقد فَقُلْنَا لغلامه: إِذا اسْتَيْقَظَ فأيقظنا فأيقظنا وَنحن ارتهاط.(2/95)
6 - رَهْط أَي ذَوُو ارتهاط وَهُوَ افتعال من الرَّهْط أَي مجتمعون رهطاً رهطاً والرهط: الْعِصَابَة دون الْعشْرَة وَيجمع على أراهط وَهُوَ كالأباطيل فِي جمع بَاطِل عِنْد سِيبَوَيْهٍ: وَقَالَ غَيره: يجمع رَهْط على أرهط: وَأنْشد: ... وفَاضِح مُفْتَضِحِ فِي أَرْهُطِه ... ثمَّ أرهط على أراهط. عَوْف بن مَالك رضى الله عَنهُ لَان يمتلىء مَا بَين عانتي إِلَى رهابتي قَيْحا يتخضخض مثل السقاء أحب إِلَى من أَن يمتلىء شعرًا.
رهب الرهابة: غضروف كاللسان مُعَلّق بالقص مشرف على الْبَطن. يُقَال لَهُ رَأس الْكَلْب سميت بذلك إِمَّا لتحركها عِنْد الرهبة وَإِمَّا لِأَنَّهَا مِمَّا يرهب عَلَيْهِ لرقته ولطافته. وَمِنْه قيل للبعير المهزول والنصل الرَّقِيق: رهب ورهبت النَّاقة. وَعَن أبي زيد: رهبت نَاقَته فَقعدَ عَلَيْهَا يحائيها [318] . رهوة فِي (زه) . رَهْبَانِيَّة فِي (زم) . رواهشة فى (غر) . رهرهة فى (هُوَ) . وَهُوَ فِي (تق) . ترتهش فِي (ظا) ترهيأ فِي (عَن) . الرهمسة فِي (رس) . ورهيش الثرى فِي (رب) . ورهانبتهم فِي (ثو) . ارهك فِي (رك) . الرهام فِي (صب) .
الرَّاء مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رَافع بن خديج رَضِي الله عَنهُ قلت: يَا رَسُول الله إِنَّا نلقى الْعَدو غَدا وَلَيْسَ مَعنا مدى فَقَالَ: أرن واعجل مَا أنهر الدَّم وَذكر اسْم الله عَلَيْهِ فَكُلُوا مَا لم يكن سنٌّ أَو ظفر.
رين كل من علاك وغلبك فقد ران بك وران عَلَيْك ورين بفلان إِذا ذهب بِهِ الْمَوْت. وأران الْقَوْم إِذا رين بمواشيهم أَي هَلَكت. وَمَعْنَاهُ صَارُوا ذَوي رين فِي مَالهم. وَمِنْه قَوْله: أرن أى صر ذارين فى ذبيحتك.(2/96)
7 - وَيجوز أَن يكون أران تَعديَة لران بِالْهَمْزَةِ كَمَا عديت بِالْبَاء فِي ران بِهِ. وَالْمرَاد أزهق نَفسهَا بِكُل مَا أنهر الدَّم أَي أساله غير السن وَالظفر. وَقيل: أرن أَمر من أرن إِذا نشط وخفَّ أَي خفَّ فِي الذّبْح. وَقيل: أرن من الرنو وَهُوَ إدامة النّظر أَي راعه ببصرك لَا يزلَّ عَن المذبح. وَقيل أرز أَي شدّ يدك على المحز وَاعْتمد بهَا عَلَيْهِ من أرز الرجل إصبعه إِذا أثاخها فِي الشَّيْء. وأرزت الجرادة غرزت ذنبها فِي الأَرْض لتبيض. وَلَو قيل: أرن أَي اذبحن بالإرار وَهُوَ ظررة أَي حجر محدد يؤر بهَا الرَّاعِي ثفر النَّاقة إِذا انْقَطع لَبنهَا أَي يدميه كَانَ أَيْضا وَجها. تفتتح الأرياف فَيخرج إِلَيْهَا النَّاس ثمَّ يبعثون إِلَى أَهْليهمْ إِنَّكُم بِأَرْض جردية
ريف الرِّيف: كل أَرض فِيهَا زرع ونخل وَمَال. ابْن دُرَيْد: الرِّيف: مَا قَارب المَاء من أَرض الْعَرَب وَمن غَيرهَا. الجردية: مَنْسُوب إِلَى الجرد وَهِي كل أَرض لَا نبت فِيهَا وَلَا شجر. عمر رضى الله تَعَالَى عَنهُ أملكوا الْعَجِين فَإِنَّهُ أحد الريعين. الرّيع: فضل كل شَيْء على أَصله نَحْو ريع الدَّقِيق وَهُوَ فَضله على كيل الْبر وريع
ريع الْبذر فضل مَا يخرج من البزر على أَصله وريع الدرْع: فضول كميها على أَطْرَاف الأنامل. وَقَالَ أَبُو يزِيد: رَاع الْبر يريع ريعا وأراغ الْقَوْم. وَيَعْنِي بالريعين الزِّيَادَة عِنْد الطَّحْن أَو الْخبز وَالزِّيَادَة عِنْد العجن. قدم عَلَيْهِ رَضِي الله عَنهُ جرير بن عبد الله (7) فَسَأَلَهُ عَن سعد بن أبي وَقاص فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا. قَالَ: [319] : فَأَخْبرنِي عَن النَّاس. قَالَ: هم كسهام الجعبة مِنْهَا(2/97)
8 - الْقَائِم الرائش وَمِنْهَا العصل الطائش وَابْن أبي وَقاص يغمز عصلها وَيُقِيم ميلها وَالله أعلم بالسرائر
ريش الْقَائِم الرائش: أَي المعتدل ذُو الريش وَهُوَ بِمَنْزِلَة المَاء الدافق والعيشة الراضية. العصل: المعوج. الطائش: الزالُّ عَن الهدف عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام اشْترى قَمِيصًا بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي هَذَا من رياشه. الريش: الْكسْوَة الَّتِي يتزين بهَا استعير من ريش الطَّائِر لِأَنَّهُ كسوته وزينته قَالَ تَعَالَى: {لباسا يواري سوآتكم ورِيشاً} . والرياش يحْتَمل وَجْهَيْن: أَن يكون جمع ريش وَأَن يكون مُفردا مَبْنِيا من لَفظه على فعال كلباس. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيث إِسْلَامه قَالَ [لي] أخي أنيس: إِن لي حَاجَة بِمَكَّة فَانْطَلق فَرَاثَ فَقلت: مَا حَبسك قَالَ: لقِيت رجلا على دينك يزْعم أَن الله أرْسلهُ. قلت: فَمَا يَقُول النَّاس قَالَ: يَقُولُونَ: سَاحر كَاهِن شَاعِر. وَكَانَ أنيس أحد الشُّعَرَاء فَقَالَ: وَالله لقد وضعت قَوْله على أَقراء الشّعْر فَلَا يلتئم على لِسَان أحد. وَلَقَد سَمِعت قَول الكهنة فَمَا هُوَ بقَوْلهمْ. وَالله إِنَّه لصَادِق وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ. فَقلت: اكْفِنِي حَتَّى انْظُر قَالَ: نعم وَكن من أهل مَكَّة على حذر فَإِنَّهُم قد شنفوا لَهُ وتجهموا لَهُ. فَانْطَلَقت فَتَضَعَّفْت رجلا من أهل مَكَّة فَقلت: أَيْن هَذَا الذى تَدعُونَهُ الصابىء فَمَال عليّ أهل الْوَادي بِكُل مَدَرَة وَعظم وَحجر فَخَرَرْت مغشياًّ عليّ فارتفعت حِين ارْتَفَعت كَأَنِّي نصب أَحْمَر فَأتيت زَمْزَم فغسلت عني الدَّم وشربت من مَائِهَا ثمَّ دخلت بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا فَلَبثت بهَا ثَلَاثِينَ من بَين يَوْم وَلَيْلَة وَمَالِي بهَا طَعَام إِلَّا مَاء زَمْزَم فَسَمنت حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني وَمَا وجدت على كَبِدِي سخْفَة [من] جوع.(2/98)
9 - فَبينا أهل مَكَّة فِي لَيْلَة قَمْرَاء إِضْحِيَان قد ضرب الله على أصمختهم فَمَا تَطوف بِالْبَيْتِ غير امْرَأتَيْنِ فاتتا عليّ وهما تدعوان إسافاً ونائلا فَقلت: أنكحوا إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى. فَمَا ثناهما ذَلِك فَقلت وَذكر كلَاما فَاحِشا لم يكن عَنهُ فانطلقتا وهما تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَو كَانَ هَاهُنَا أحدٌ من أَنْفَارنَا فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُول الله وَأَبُو بكر بِاللَّيْلِ وهما هَابِطَانِ من الْجَبَل فَقَالَ رَسُول الله: مالكما قَالَتَا: الصابى بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا [22] قَالَ: فَمَا قَالَ لَكمَا قَالَتَا: كلمة تملأ الْفَم. ثمَّ ذكر خُرُوجه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتسليمه عَلَيْهِ وَأَنه أول من حَيَّاهُ بِتَحِيَّة الْإِسْلَام وَقَالَ: فَذَهَبت لأقبل بَين عَيْنَيْهِ فقدعنى عَنهُ صَاحبه.
الريث: الإبطاء وَرجل ريث. وَعَن الْفراء: فلَان مريث الْعَينَيْنِ إِذا كَانَ بطىء النّظر. أَقراء الشّعْر: أنحاؤه وأنواعه جمع قرو يُقَال للبيتين أَو للقصيدتين: هما على قرو وَاحِد وقرى وَاحِد وَجمع الْقرى أقرية. قَالَ الْكُمَيْت: ... وَعِنْده للنَّدَى والحَزْم أقْرِية ... وَفِي الحروب إِذا مَا شاكت الأهب ... وأصل القر: الْقَصْد من قروت الارض فَسُمي بِهِ الطَّرِيق كَمَا سمى بِنَحْوِ من نحوت. شنف وشنىء أَخَوان وَلَكِن شنف لَا يتَعَدَّى إِلَّا بِاللَّامِ. قَالَ رجل من طىء: ... إِذا لم يكن مَال يُرَى شَنِفَتْ لَهُ ... صُدُور رجال قد بقى لَهُم وفر ... تجهمته: كلح فِي وَجهه وغلَّظ لَهُ فِي القَوْل من قَوْلهم: رجل جهم الْوَجْه. تضعفته: بِمَعْنى استضعفته كتعجلته وتقصيته وتثبته بِمَعْنى استفعلته. النَّصْب والنُّصْب كالضَّعْف والضُّعْف: حجر كَانُوا ينصبونه فيعبد وتصب عَلَيْهِ دِمَاء الذَّبَائِح.(2/99)
0 - يُقَال: وجدت سخْفَة من جوع وَهِي الخفة تعتري الْإِنْسَان إِذا جَاع من السخف وَهُوَ الخفة فِي الْعقل وَغَيره. القمراء للقمر كالضح للشمس. وَقَوله: فِي لَيْلَة قَمْرَاء فِيهِ وَجْهَان: الْإِضَافَة وَالصّفة على تَقْدِير ذَات قَمْرَاء أَو على إِنَّهَا تَأْنِيث الْأَقْمَر وَهُوَ الْأَبْيَض. يُقَال: لَيْلَة ضحياء وإضحيان وإضحيانة وَهِي المقمرة من أَولهَا إِلَى آخرهَا وإفعلان مِمَّا قل فِي كَلَامهم وَأورد مِنْهُ سِيبَوَيْهٍ الإسحمان والإمدان فِي الِاسْم والإضحيان فى الصّفة وَقَالَ: وَهُوَ قَلِيل فِي الْكَلَام لَا نعلم إِلَّا هَذَا. الصماخ: الْخرق الْبَاطِن الَّذِي يُفْضِي فِي الْأذن إِلَى الرَّأْس والصملاخ بِزِيَادَة اللَّام: وسخها. إساف ونائل وَقيل نائلة: ضَمَان كَانَا لقريش ينحرون عِنْدهمَا ويتمسحون بهما إِذا ركبُوا لأسفارهم وَإِذا قدمُوا قبل دُخُولهمْ على أَهَالِيهمْ تَعْظِيمًا. وَقيل: إِن إسافا كَانَ رجلا ونائلا امْرَأَة فدخلا الْبَيْت فوجدا خلْوَة ففجرا فمسخهما الله حجرين. الأنفار: جمع نفروهم من الرِّجَال خَاصَّة مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة والنفرة مثله يُقَال: جَاءَت نفرة [بني] فلَان وَهُوَ من النفير [321] لِأَن الرِّجَال هم الَّذين إِذا حزبهم أَمر نفروا لكفايته. القدع والردع: أَخَوان. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ أُتي بكفنه ربطتين فَقَالَ: الْحَيّ أحْوج إِلَى الْجَدِيد من الْمَيِّت إِنِّي لَا ألبث يَسِيرا حَتَّى أُبدل بهما خيرا مِنْهُمَا أَو شرا مِنْهُمَا.
ريط الريطة: ملاءة لَيست بلفقين كلهَا نسج وَاحِد. وَقيل: هِيَ كل ثوب دَقِيق لين. وَالْجمع ريط ورياط. مُجَاهِد رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وأحَاطَتْ بِهِ خطيئتهُ} : هُوَ الرَّان.
رين الران والرين كالذام والذيم والغار والغير (7) من ران بِهِ الشَّرَاب إِذا غلب على عقله.(2/100)
1 - فَالْمَعْنى تَغْطِيَة الْخَطِيئَة على قلبه وَمَا يتخلله من ظلمتها. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى سُئِلَ عَن الْقَيْء يذرع الصَّائِم. فَقَالَ: هَل رَاع مِنْهُ شَيْء فَقَالَ السَّائِل: لَا أَدْرِي مَا تَقول فَقَالَ: هَل عَاد مِنْهُ شىء.
ريع رَاع وَرجع: أَخَوان. قَالَ: ... طمعتُ بلَيْلَى أَنْ تَرِيعَ وإنَّمَا ... تُقَطِّعُ أعناقَ الرجالِ المَطَامِعُ ... وَمِنْه تريع السراب إِذا جَاءَ وَذهب. وَالْمعْنَى: هَل عَاد مِنْهُ شَيْء إِلَى الْجوف مريع فِي (دك) . الريطة فِي (هض) . لَا يرِيبهُ فِي (حق) . [رائث فِي (حَيّ) .] رين فِي (سف) . يريش فِي (زف) . مرياع فِي (هَل) . [رَاع فِي (ذَر) . بريق سيف فِي (شت) . فَمَا راموا فِي (قح) ] . [آخر كتاب الرَّاء](2/101)
2 - حرف الزَّاي
الزَّاي مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهْدى إِلَيْهِ عِيَاض بن حمير قبل أَن يسلم فردة وَقَالَ: إِنَّا لَا نقبل زبد الْمُشْركين.
زبد سُئِلَ عَنهُ الْحسن فَقَالَ: رفدهم يُقَال: زبدته أزبده وزبدته إِذا رفدته ووهبت لَهُ. قَالَ زُهَيْر: ... أصحابُ زَبْدٍ وأَيامٍ وأَنْدِيَةٍ ... مَنْ حَارَبُوا أَعْذَبُوا عَنْهُم بتَنْكِيلِ ... وَهَذَا مِمَّا عرض فِيهِ الْعُمُوم بعد الِاخْتِصَاص كأحلب. خطب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر أهل النَّار فَقَالَ: أَلا وَإِن أهل النَّار خَمْسَة: الضَّعِيف الَّذِي لَا زبر لَهُ الَّذين هم فِيكُم أَتبَاع لَا يَبْغُونَ أَهلا وَلَا مَالا والشنظير الفحاش. وَذكر سَائِرهمْ.
زبر أَي لَيْسَ لَهُ عزم يزبره أَي ينهاه عَن الْإِقْدَام على مَا لَا ينبغى أَو تماسك من زبر الْبِئْر وَهُوَ طيها لِأَنَّهَا تتماسك بِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الشنظرة: ضرب أَعْرَاض الْقَوْم وَفُلَان يشنظر بالقوم مذ الْيَوْم وَهُوَ شنظير وشنظيرة وَفِي مَعْنَاهُ شنذير وشنذارة وشيذارة وَفِي شيذارة دَلِيل على أَن النُّون فِي [شنذير] وشنذارة (7) مزيدة وَيُمكن أَن يتسلق [322] بِهَذَا إِلَى الْقَضَاء بزيادتها فِي الشنظيرة. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن مزابى الْقُبُور.
زبى وَهِي مَا ينْدب بِهِ الْمَيِّت ويُناح بِهِ عَلَيْهِ من قَوْلهم: مَا زباهم إِلَى هَذَا أَي مَا دعاهم وَعَن الْأَصْمَعِي: سَمِعت نغمته وأزبيه أَي صَوته وأُزبي الْقوس: صَوتهَا وترنمها.(2/102)
3 - وَعَن النَّضر: الأزابي: الصخب وَلَا وَاحِد لَهَا. وَقد ظَنّهَا بَعضهم مصحفة عَن مزابي الْقُبُور. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دَعَا فِي مَرضه بِدَوَاةٍ ومزبر فَكتب اسْم الْخَلِيفَة بعده.
زبر هُوَ الْقَلَم. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: ... قد قُضِيَ الأمرُ وجفَّ المِزْبَر ... مِفعل من زبر الْكتاب زبراً وزبارة وَهُوَ إتقان الْكتاب والزبر بِلِسَان الْيمن: الْكتاب. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما حُصر كَانَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام يَوْمئِذٍ غَائِبا فِي مَال لَهُ فَكتب إِلَيْهِ: أما بعد فقد بلغ السَّيْل الزبى وَجَاوَزَ الحزام الطبيين فَإِذا أَتَاك كتابي هَذَا فَأقبل إليّ عليَّ كنت أولى. ... فَإِن كنتُ مَأْكُولا فكُنْ خَيْرَ آكل ... وَإِلَّا فأدركنى وَلما أمزق ...
زبى الزبية: حُفْرَة تحفر للسبع فِي علو من الأَرْض وَلَا يبلغهُ إِلَّا السَّيْل الْعَظِيم. الطبي بِالضَّمِّ وَالْكَسْر: وَاحِد الْأَطِبَّاء وَهِي للحافر وَالسِّبَاع كالأخلاف للخف والضروع للظلف وَيُقَال أَيْضا: أطباء النَّاقة. واشتقاقه وَاضح من طباه يطبيه إِذا دَعَاهُ لِأَن اللَّبن يطبي مِنْهُ. أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: خلف طبي أَي مُجيب وَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول كَأَنَّهُ يُدعى فيجيب. وَفِي الحَدِيث: دع دَاعِي اللَّبن. وهما مثلان ضربهما لتفاقم الْخطب عَلَيْهِ وَالْبَيْت الَّذِي تمثل بِهِ لشاعر من عبد الْقَيْس لقب بالممزق بِهَذَا الْبَيْت واسْمه شأس بن نَهَار ومخاطبه فِيهِ النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَقَبله: ... أحقًّا أبيتَ اللعنَ أنّ ابنَ فَرْتَنَي ... على غير إجرامٍ بريقيَ مشرقى ...(2/103)
كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ جرت محاورة بَينه وَبَين عبد الله بن عَمْرو بن حرَام. قَالَ كَعْب: فَقلت كلمة أُزبيه بذلك. أَي أشخصه وأُقلقه من أزبى على ظَهره حملا ثقيلا إِذا حمله لِأَن الشَّيْء إِذا محمل أُزعج وأُزيل عَن مَكَانَهُ. ويمكِّنه قَوْلهم: احْتمل فلَان إِذا استخفه الْغَضَب. وَقيل: هُوَ مقلوب أبزيه من أبزيت الرجل وبزوته إِذا قهرته. عَمْرو رَضِي الله عَنهُ عَزله مُعَاوِيَة عَن مصر فَضرب فسطاطه قَرِيبا من فسطاط مُعَاوِيَة وَجعل يتربع لمعاوية.
زبع التزبع: سوء الْخلق وَقلة الاسْتقَامَة من الزوبعة وَهِي الإعصار [323] . فِي الحَدِيث: لَا يقبل الله صَلَاة الْآبِق وَلَا صَلَاة الزبين.
زبن بِوَزْن السجيل وَهُوَ الَّذِي يدافع الأخبثين من الزَّبْن وَهُوَ الدّفع قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. الْمُزَابَنَة فِي (حق) . زريبة فِي (ضل) . زبرا فِي (شع) . زبنته فِي (عص) . ازبأرت فِي (سبّ) . زبّاء فِي (عض) . ازبر ونزبرة فِي (صد) . زَبِيبَتَانِ فِي (شج) .
الزَّاي مَعَ الْجِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ الحربة لأُبي بن خلف فزجله بهَا فَتَقَع فِي ترقوته تَحت تسبغة الْبَيْضَة فَوق الدرْع فَلم يخرج كثير دم واحتقن فى جَوْفه.
زجل زجله بالحربة ونجله أَخَوان: إِذا زجه بهَا. فَتَقَع: حِكَايَة حالٍ مَاضِيَة. التسبغة: رَفْرَف الْبَيْضَة وَهُوَ زرد يُوصل بهَا ليستر الْعُنُق سمي بمصدر سبَّغ وَيُقَال لَهُ السابغ أَيْضا. قَالَ مزرد: ... وتَسْبِغَةٍ فِي تَرْكَةٍ حِمْيَريّة ... دُلامِصَة ترفضُّ عَنْهَا الجنادل ...(2/104)
5 - الزَّاي مَعَ الْحَاء
الْحسن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام كَانَ إِذا فرغ من الْفجْر لم يتَكَلَّم حَتَّى تطلع الشَّمْس وَإِن زحزح.
زحزح زحَّه وزحزحه وحزحزه: إِذا نحّاه. وَالْمعْنَى: وَإِن أُرِيد تنحيته عَن ذَلِك باستنطاق فِي بعض مَا يهم. الْأَشْعَرِيّ أَتَاهُ عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنْهُمَا يتحدث عِنْده فَلَمَّا أُقيمت الصَّلَاة زحل وَقَالَ: مَا كنت أتقدم رجلا من أهل بدر.
زحل زحل وزحك أَخَوان: إِذا تبَاعد وَتَنَحَّى. ومالى عَنهُ مزحل وَلَا مزحك. وَالْمعْنَى أَنه قدَّم عبد الله وَتَأَخر. تزحزحت فِي (رح) .
الزَّاي مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعياش بن أبي ربيعَة حِين بَعثه إِلَى بني عبد كلال: خُذ كتابي بيمينك وادفعه بيمينك فِي أَيْمَانهم فهم قَائِلُونَ لَك: اقْرَأ فاقرأ: {لم يَكُنِ الَّذين كفَرُوا من أَهْلِ الكتابِ وَالْمُشْرِكين} . فَإِذا فرغت مِنْهَا فَقل: آمن مُحَمَّد وَأَنا أول الْمُؤمنِينَ فَلَنْ تَأْتِيك حجَّة إِلَّا دحضت وَلَا كتاب زخرف إِلَّا ذهب نوره ومحَّ لَونه. وهم قارئون فَإِذا رطنوا فَقل: ترجموا فَإِذا ترجموا فَقل: حسن آمَنت بِاللَّه وَمَا أنزل من كتاب فَإِذا أَسْلمُوا فسلهم قضبهم الثَّلَاثَة الَّتِي إِذا تخصَّروا بهَا سُجد لَهُم وَهِي الأُثل قضيب ملمّع ببياض وقضيب ذُو عجر كَأَنَّهُ من خيزران وَالْأسود البهيم كَأَنَّهُ من ساسم. ثمَّ اخْرُج بهَا فحرقها فى سوقهم.
زخرف أَي كتاب تمويه وترقيش من قَوْله تَعَالَى: {زُخْرُفَ القولِ غُروراً} . وَأَصله الزِّينَة فاستعير لما يزين [324] من القَوْل وَمن ثمَّ قيل للنمام: واش.(2/105)
6 - فى حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه لم يدْخل الْكَعْبَة يَوْم الْفَتْح حَتَّى أَمر بالزخرف فمحي وَأمر بالأصنام فكُسرت. أَرَادَ النقوش والتصاوير. وَالْمرَاد كتاب من كتب الله حرَّفوه. وَكَانَ هَؤُلَاءِ مِمَّن دخله دين يهود. أَبُو زيد مَحَّ الْكتاب محوحاً إِذا اندرس. وَقَالَ غَيره: أمحَّ وَيُقَال: محَّ الثَّوْب وأمحَّ: بلي وَأنْشد الأصمعى: ... أَلا يَا قتل قد خلق الْجَدِيد ... وحبك مَا يمح وَمَا بيبد ... رطن لَهُ وراطنه: كَلمه بالأعجمية وتراطنوا وَيَقُولُونَ: مَا رطانتك ورطانتك ورطيناك ورطيناك أَي مَا الَّذِي ترطن بِهِ التخصّر: إمْسَاك المخصرة وَهِي قضيب يكون فِي يَد الْملك والخطيب. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: ... خُذْهَا أَبَا عبد المليك بحقِّها ... وارفع يَمِينك بالعصا وتخصر ... الأثل: شجر يشبه الطرفاء إِلَّا أَنه أعظم مِنْهُ وأجود عوداً وَمِنْه تصنع الأقداح الْجِيَاد. كل ذِي لونين من ثوبٍ أَو غَيره فَهُوَ ملمع وَمِنْه الْفرس الملمع وَهُوَ الَّذِي فِيهِ سَواد وَبَيَاض. الْعَجز: العقد والأعجز كل شَيْء فِيهِ عقد وَمِنْه قَول الحطيئة للضيف: ... عَجْرَاء مِنْ سَلَمٍ ... البهيم: المصمت الَّذِي لَا يخالط لَونه لون آخر. الخيزران: شجر عبق يتثنى. وَقيل: هُوَ كل عود متثنّ وَمِنْه الخيزرى وَهِي مشْيَة فِيهَا تثنّ.(2/106)
7 - الساسم: الآبنوس. يُرِيد أَن القضب الثَّلَاثَة من هَذِه الشّجر الثَّلَاث: الأثل والخيزران والآبنوس. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ من مزحه أَن يَقُول: ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَت لَهُ مزخه ... يزجها ثمَّ ينَام الفخه ...
زخخ المزَّخه: الْمَرْأَة لِأَنَّهَا مَوضِع الزَّخ وَهُوَ النِّكَاح يُقَال: بَات يزخها ويزخزخها وَأَصله الدّفع يُقَال: زخَّ فِي قَفاهُ حَتَّى أُخرج من الْبَاب. الفخة: من فخ النَّائِم فخيخاً وَهُوَ غَطِيطه. وَقيل: هى نومَة الْغَدَاة. وَقيل: نَومه الْغَدَاة. وَقيل: نومَة بعد تَعب. بعث إِلَى عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا بِصَحِيفَة فِيهَا: لَا تأخذنَّ من الزخة والنخَّة. الزَّخة: أَوْلَاد الْغنم لِأَنَّهَا تزخُّ أَي تساق وتدفع من وَرَائِهَا. والنُّخة: أَوْلَاد الْإِبِل وَقيل: الْبَقر العوامل من النخ وَهُوَ السُّوق قَالَ: ... لَا تَضْرِبا ضَرْباً ونُخّا نَخّا ... لم يَدَعِ (7) النخُّ لهنَّ مُخّا ... وهما فِي كَونهمَا [325] فعلة بِمَعْنى مفعول كَالْقبْضَةِ والغرفة. زخزبا فِي (فر) .
الزَّاي مَعَ الرَّاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَال عَلَيْهِ الْحسن عَلَيْهِ السَّلَام فأُخذ من حجره فَقَالَ: لَا تزرموا ابْني ثمَّ دَعَا بِمَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
زرم أَي لَا تقطعوا بَوْله يُقَال: أزرم بَوْله فزرم وَمِنْه قيل للبخيل: زرم. وَعَن قطرب: ازرأم الشَّاعِر: إِذا ذهب شعره وَانْقطع. بَوْل الْغُلَام وَالْجَارِيَة يُغسل عِنْد أبي حنيفَة وَأَصْحَابه وَمذهب الشَّافِعِي مثل مَذْهَبهم(2/107)
8 - فى بَوْل الْجَارِيَة. وَقَالَ فى الْغُلَام: يجزىء رشُّ المَاء على بَوْله مَا لم يطعم وَاحْتج بقوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ينضح بَوْل الْغُلَام ويُغسل بَوْل الْجَارِيَة وَحمل أَصْحَابنَا النَّضْح على الصب وبالصب يطهر عِنْدهم. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام لَا أدع الْحَج وَلَو أَن أتزرنق وروى: وَلَو تزرنقت.
زرنق الزرنقة الْعينَة وَهِي أَن يَبِيع الرجل شَيْئا بِأَكْثَرَ من ثمنه سلفا. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: إِنَّهَا كَانَت تَأْخُذ الزرنقة. وَعَن عبد الله بن الْمُبَارك رَحمَه الله تَعَالَى: لَا بَأْس بالزرنقة وتزرنق الرجل إِذا تعيَّن. وَمَعْنَاهَا الْإخْفَاء لإن المسلف يدس الزِّيَادَة تَحت البيع ويخفيها من قَوْلهم: تزرنق فِي الثِّيَاب إِذا لبسهَا واستتر فِيهَا وزرنقها غَيره. وَلَا يبعد أَن تزْعم أَن النُّون مزيدة وَأَنَّهَا من قَوْلهم: انزرق فى الْجُحر بمعى انزبق: إِذا دخله وَكَمن فِيهِ. وَأَصله زرقه بِالرُّمْحِ فانزرق فِيهِ الرمْح إِذا نفد فِيهِ وَدخل. وَلَا بُد من إِضْمَار الْفِعْل قبل أَن لِأَن لَو مِمَّا يطْلب الْفِعْل. وَقيل: مَعْنَاهُ: وَلَو أَن أستقي وأحج بِأُجْرَة الاستقاء من الزرنوقين وهما منارتان تبنيان على رَأس الْبِئْر وعودان تنصب عَلَيْهِمَا البكرة وَيُقَال لَهما القرنان والمزرنق الَّذِي ينصبهما. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: زر الدّين. أَي قوامه من قَوْلهم للعظيم الَّذِي تَحت الْقلب: زر لِأَنَّهُ يشده ويقيمه وَلمن يحسن رعية الْإِبِل: إِنَّه لزر من أزرارها ولحدي السَّيْف زراه وللذي يدْخل فِيهِ رَأس عَمُود وسط الْبَيْت: زر. ومأخذ كل ذَلِك من زر الْقَمِيص لِأَنَّهُ آلَة الشد. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى فِرْعَوْن وَعَلِيهِ زرمانقة.
زرمق هِيَ جُبَّة الصُّوف كلمة أَعْجَمِيَّة.(2/108)
9 - أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ ويلٌ للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب ويل للزربية [326] 9 9
زرب قيل: وَمَا الزربية قَالَ: الَّذين يدْخلُونَ على الْأُمَرَاء فَإِذا قَالُوا شراًّ أَو قَالُوا شَيْئا قَالُوا: صدقت. شبهم فِي تلونهم بالزربية وَاحِدَة الزرابي وَهِي القطوع الحيرية وَمَا كَانَ على صنعتها. وَعَن المورج أَنَّهَا فِي الأَصْل ألوان النَّبَات إِذا اصْفَرَّتْ واحمرت وَقد ازرابَّ النبت فسميت بهَا الْبسط تَشْبِيها وفيهَا لُغَتَانِ: كسر الزَّاي وَضمّهَا. وَعَن قطرب الزربىّ مكسورا بِلَا تَاء. أَو شبههم بالمنسوبة إِلَى الزرب وَهِي الْغنم فِي أَنهم ينقادون لِلْأُمَرَاءِ ويمضون على مشيئتهم فعل الْغنم فِي انقيادها لراعيها واستيساقها لَهُ. وفى الزرب لُغَتَانِ: الْفَتْح وَالْكَسْر. الدولى رَحمَه الله تَعَالَى لَقِي ابْن صديقٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ: مَا فعل أَبوك قَالَ: أَخَذته الْحمى ففضخته فضخاً وطبخته طبخاً وَتركته فرخا قَالَ: فَمَا فعلت امْرَأَته الَّتِى كَانَت تزاره وتماره وتشاره وتهاره قَالَ: طَلقهَا فَتزَوج غَيرهَا فحظيت عِنْده ورضيت وبظيت قَالَ أَبُو الْأسود: فَمَا معنى بظيت قَالَ: حرف من اللُّغَة لم تدر من أَي بيض خرج وَلَا فِي أَي عش درج قَالَ: يَابْنَ أخى لَا خير فِيمَا لم أدر
زرر المزارة: من الزر وَهُوَ العض وحمار مزر. الممارة: أَن تلتوي عَلَيْهِ وتخالفه من أَمر الْحَبل إِذا شدّ فتله. والمهارة: أَن تهر فِي وَجهه. يُمكن أَن يُقَال فِي بظيت: إِنَّه وصف لَهَا بِحسن الْحَال فِي بدنهَا ونعمتها من قَوْلهم: لَحْمه خظ بظ لُغَة فِي خظا بظا كَمَا قَالُوا: دو ودوي وَأَرْض عذبة وعذاة وَإِن كَانَ الْأَكْثَر فِيهِ أَن يسْتَعْمل على سَبِيل الإتباع فقد حكى الْأَصْمَعِي عَن قوم من الْعَرَب إِفْرَاده وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّه لبظا. عِكْرِمَة رَحمَه الله تَعَالَى قيل لَهُ: الجُنب يغتمس فِي الزرنوق أيُجزئه من غُسل الْجَنَابَة قَالَ: نعم.(2/109)
0 - زرنق هُوَ النَّهر الصَّغِير عَن شمر وَكَأَنَّهُ أَرَادَ جدول الساني سُمي بالزرنوق الَّذِي هُوَ الْقرن لِأَنَّهُ من سَببه لكَونه آلَة الاسْتِسْقَاء. فِي الحَدِيث كَانَ الكلبى يزرف فى الحَدِيث.
زرف قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت قُرَّة بن خَالِد السدُوسِي يَقُول: كَانَ الْكَلْبِيّ يزرف فِي الحَدِيث فَقلت لَهُ: مَا التزريف قَالَ: الْكَذِب. يُقَال: زرّف فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وزلَّف مثله وَإِذا ذرع الرجل ثوبا فَزَاد قَالُوا: قد زرفت وزلقت وزرَّف على الْخمسين إِذا أربى عَلَيْهَا وَمِنْه الزرافة. زريبته فِي (ضل) . زرنب فِي (غث) . الزرب فِي (هن) . الزرافات فِي (ين) [327] .
الزَّاي مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يتزعفر الرجل.
زعفر وَهُوَ التطلي بالزعفران والتطيب بِهِ وَلبس الْمَصْبُوغ بِهِ وزعفر ثَوْبه وَمِنْه قيل للأسد: المزعفر لضرب وردته إِلَى الصُّفْرَة. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ: أرسل إليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن اجْمَعْ عَلَيْك ثِيَابك وسلاحك ثمَّ ائْتِنِي فَأَتَيْته وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: يَا عَمْرو إِنِّي أرْسلت إِلَيْك لأبعثك فِي وَجه يسلمك ويغنمك وأزعب لَك زعبة من المَال. فَقلت: يَا رَسُول الله مَا كَانَت هجرتي لِلْمَالِ وَمَا كَانَت إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ. فَقَالَ: نعماًّ بِالْمَالِ الصَّالح للرجل الصَّالح.
زعب الزعب والزأب والزهب أَخَوَات مَعْنَاهَا الدّفع وَالْقسم وَمِنْه تزعبوا المَال وتزهبوه وتأزنوه على الْقلب إِذا توزَّعوه والزعبة بِنَاء الْمرة وَيُقَال للمدفوع: الزعبة والزهبة أَيْضا والزعب والزهب. مَا فِي نعما غير مَوْصُولَة وَلَا مَوْصُوفَة كَأَنَّهُ قيل: نعم شَيْئا وَفِي نعم هَاهُنَا لُغَتَانِ:(2/110)
1 - فتح النُّون وَكسرهَا وَالْعين مَكْسُورَة لَيْسَ إِلَّا لِئَلَّا يلتقي ساكنان وَالْبَاء مزيدة مثلهَا فِي كفى بِاللَّه. ذكر أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: كَانَ إِذا مرَّ برجلَيْن يتزاعمان فيذكران الله رَجَعَ إِلَى بَيته فيكفر عَنْهُمَا.
زعم أَي يتحدثان بالزَّعمات وَهِي مَا لَا يوثق بِهِ من الْأَحَادِيث وَمِنْه قَوْلهم: زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب. وَقَالَ أَبُو زيد: رجل مزاعم لمن لَا يوثق بِهِ من الشَّاة الزعوم وَهِي الَّتِي يجهل سمنها. فيذكران الله أَي على وَجه الاسْتِغْفَار وَهِي صفة الْمُؤمن إِذا فرّط. قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفَسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهمْ} . عَمْرو بن مَيْمُون رَحمَه الله تَعَالَى إيَّاكُمْ وَهَذِه الزعانيف الَّذين رَغِبُوا عَن النَّاس وفارقوا الْجَمَاعَة.
زعنف قَالَ الْمبرد: الزعانف: أَصْلهَا أَجْنِحَة السّمك فَقيل للأدعياء: زعانف لأَنهم التصقوا بالصميم كَمَا التصقت تِلْكَ الأجنحة بِعظم السّمك. وَأنْشد لأوس بن حجر: ... فَمَا زَالَ يفري البيد حَتَّى كَأَنَّمَا ... قوائمه من جانبيه الزعانف ... والواحدة زعنفة وَالْيَاء فِي الزعانيف إشباع كسرة وَأكْثر مَا يَجِيء فِي الشّعْر. يزعبها فِي (عذ) . زعيم فِي (ذمّ) .
الزاى مَعَ الْغَيْن
حمة زغر فى (زو) .(2/111)
2 - الزَّاي مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صنع طَعَاما فِي تَزْوِيج فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام وَقَالَ لِبلَال: أَدخل النَّاس عليَّ زُفَّةً زفة.
زفف أى زمرة بعد زمرة سميت لزفيفها وَهُوَ إقبالها فِي سرعَة. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا إِن الله أنزل [328] الْحق ليذْهب بِهِ الْبَاطِل وَيبْطل بِهِ اللّعب والزَّفن والزّمارات والمزاهر والكنارات.
زفن الزَّفن: الرقص وَأَصله الدّفع الشَّديد والركل بِالرجلِ يُقَال: زبنة وزفنة وناقة زبون وزفون إِذْ دفعت حالبها برجلها عَن النَّضر. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: قدم وَفد الْحَبَشَة فَجعلُوا يزفنون ويلعبون وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم ينظر إِلَيْهِم فَقُمْت أَنا مستترة خَلفه فَنَظَرت حَتَّى أعييت ثمَّ قعدت ثمَّ قُمْت فَنَظَرت حَتَّى أعييت ثمَّ قعدت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم ينظر فاقدروا قدر الْجَارِيَة الحديثة السن المشتهية للنَّظَر. أى قيسوا قِيَاس أمرهَا وَأَنَّهَا مَعَ حداثتها وشهوتها للنَّظَر كَيفَ مَسهَا اللغوب والإعياء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم ينظر لم يمسهُ شَيْء من ذَلِك. الزَّمَّارة: مَا يزمَّر بِهِ كالصفَّارة لما يصفر بِهِ والقدّاحة لما يقْدَح بِهِ. المزهر: المعزف من الازدهار وَهُوَ الجذل يُقَال للجذلان: مزدهر ومزدحر لِأَنَّهُ آلَة الطَّرب والفرح ولازدهار: افتعال من الزهرة وَهِي الْحسن والبهجة لِأَن الجذلان متهلل الْوَجْه مشرقه. الكنَّارة: العودة وَقيل. الطنبور وَقيل: الدُّف وَقيل: الطبل وَهِي فِي حسبان أبي سعيد الضَّرِير. الكبارات: جمع كِبار جمع كَبر كجمل وجمال وجمالات وَهُوَ الطبل. وَقيل هُوَ الطبل الَّذِي لَهُ وَجه وَاحِد. وَيجوز أَن يكون الكنارة من الكران على الْقلب وَهُوَ الْعود والكرينة: الْمُغنيَة(2/112)
3 - عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا بلغَهَا أَن أُناساً يتناولون من أَبِيهَا فَأرْسلت إِلَى أُزفلة مِنْهُم فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَت: أبي وَالله لَا تعطوه الْأَيْدِي ذَاك طود منيف وظلٌّ مديد. نجح إِذا أكديتم وَسبق إِذْ ونيتم سبق الْجواد إِذا استولى على الأمد فَتى قُرَيْش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب شعبها حَتَّى حليته قلوبها ثمَّ استشرى فِي دينه فَمَا بَرحت شَكِيمَته فِي ذَات الله حَتَّى اتخذ بفنائه مَسْجِدا يحيي فِيهِ مَا أمات المبطلون وَكَانَ وقيذ الجوانح غزير الدمعة شجى النشيج فانصفقت إِلَيْهِ نسوان مَكَّة وروى: فأصفقت وولدانها يسخرون مِنْهُ ويستهزئون. فَالله يستهزىء بهم ويمدهم فِي طغيانهم يعمهون. وأكبرت ذَلِك رجالات قُرَيْش فحنت لَهُ قسيها وامتثلوه وغرضا فَمَا فلوا لَهُ صفاة ولاقصموا لَهُ قناة وروى: ولاقصفوا حَتَّى ضرب الْحق بجرانه وَألقى بركه [329] ورست أوتاده وَدخل النَّاس فِيهِ أَرْسَالًا. فَلَمَّا قبض الله نبيه ضرب الشَّيْطَان روقه وَمد طنبه وَنصب حبائله وأجلب بخيله وَرجله وظنت رجال أَن قد أكثبت نهزها ولات حِين الَّذِي يرجون وأنى والصدّيق بَين أظهرهم فَقَامَ حاسرا مشمرا قد جمع حاثيتيه وَضم قطريه فردّ نشر الْإِسْلَام على غره وَأقَام أوده بثقافه فابذعرَّ النِّفَاق بوطأته وانتاش الدّين بنعشه حَتَّى أراح الحقَّ على أَهله وَقرر الرُّءُوس على كواهلها وحقن الدِّمَاء فِي أهبها ثمَّ أَتَتْهُ منيته فسدّ ثلمته بنظيره فِي المرحمة وشقيقه فِي المعدلة. ذَاك ابْن الْخطاب لله أمٌّ حفلت لَهُ ودرَّت عَلَيْهِ لقد أوحدت بِهِ ففنخ الْكَفَرَة وديخها وشرَّد الشّرك شذر مذر وبعج الأَرْض وبخعها فقاءت أكلهَا ولفظت خبيثها ترأمه ويأباها وتريده ويصدف عَنْهَا ثمَّ وزع فِيهَا فَيْئهَا ثمَّ تَركهَا كَمَا صحبها. فأروني مَا ترتأون وَأي يومي أبي تَنْقِمُونَ أيوم إِقَامَته إِذْ عدل فِيكُم أم يَوْم ظعنه فقد نظر لكم أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله لى وَلكم.
زفل الأزفلة والأجفلة والأزفلى والأزفلى: الْجَمَاعَة يُقَال: جَاءُوا أزفلة وأجفلة وبأزفلتهم وأجفلتهم. قَالَ الشماخ يصف إبِلا:(2/113)
4 - ... يهوين أزفلة شَتَّى وَهن مَعًا ... كفتية لرهان إِذا نَجوا غِيد ... العطو: التَّنَاوُل. الطود: الْجَبَل الشاهق. من قَوْلهم: بِنَاء منطاد وَهُوَ الذَّاهِب فِي السَّمَاء صُعدا. وَقد طوده تطويدا. يُقَال: نجح فلَان ونجحت طلبته وأنجحه الله وأنجح طلبته ذكر الطّلبَة وَلَكنهُمْ يختصرون وأنجح الرجل إِذا نجحت طلبته كَمَا تَقول: أقطف إِذا قطفت دَابَّته. الإكداء: الخيبة وَأَصله بُلُوغ الْحَافِر الكدبة وَمثله الإجبال. المملق: الْفَقِير سمي لتجرده من المَال من الملقة وَهِي الصَّخْرَة الملساء. أَو لملقه لأهل الْيَسَار كَمَا قيل: مِسْكين لسكونه إِلَيْهِم. وريشه: تعهده تَشْبِيها لذَلِك بريش السهْم. الشّعب: الصدع وَهُوَ من الأضداد. استشرى: لج وَتَمَادَى. يُقَال: استشرى الْفرس فِي عدوه والبرق فِي لمعانه وشرى مثله. شَكِيمَته: أَي جده وتصلبه والشكيمة فِي الأَصْل: حَدِيدَة اللجام المعترضة فِي الْفَم الَّتِي عَلَيْهَا الفأس وَهِي الَّتِي تمنع الْفرس من جماحه فَشبه بهَا أَنَفَة الرجل وتصلبه. فِي الْأُمُور وَمَا يمنعهُ من الهوادة وَترك الْجد [33] والانكماش فَقَالُوا: فلَان شَدِيد الشكيمة لِأَنَّهُ إِذا اشتدت تِلْكَ الحديدة كَانَت عَن الجماح أمنع واشتقوا مِنْهَا قَوْلهم فِي صفة الْأسد: شكم وشكمت فلَانا: إِذا ألجمته بعطاء. وقيذ الجوانح: أَي وقذ خوّف الله قلبه. النشيج: أَن يغص بالبكاء مَعَ صَوت وَمِنْه نشيج الطعنة عِنْد خُرُوج الدَّم وَالْقدر(2/114)
5 - عِنْد الغليان. وَسميت مجاري المَاء أنشاجا لقسيب المَاء. والشجا: مَا نشب فِي الْحلق من غُصَّة همّ. وَالْمعْنَى أَنه كَانَ شجيا فِي نَشِيجه وَنَحْو هَذِه الْإِضَافَة قَوْلهم: ثَابت الْغدر. انصفق: مُطَاوع صفقه إِذا ضربه وَصَرفه قَالَ رؤبة: ... فَمَا اشْتَلاَهَا صَفْقُهُ للمنصَفِقْ ... يَعْنِي صرفهم إِلَيْهِ صَارف التلهي والسخرية فسارعوا إِلَيْهِ. وأصفق من أصفق الْقَوْم على كَذَا إِذا أَجمعُوا عَلَيْهِ أُخذ من الصَّفْقَة فِي الْمُبَايعَة كَأَنَّهُمْ تبايعوا على ذَلِك يَعْنِي مضوا إِلَيْهِ بأجمعهم. امتثلوه غَرضا أَي نصبوه من الماثل وَهُوَ المنتصب. القصم والقصف: الْكسر. الضَّرْب بالجران: الثَّبَات وَالْإِقَامَة مستعار من بروك الْبَعِير. الروق: الرواق وَهُوَ مَا بَين يَدي الْبَيْت. قَالَ ذُو الرمة: ... لكلتيهما رَوْقٌ إِلَى جَنْب مِخْدَعِ ... الإكثاب: الْقرب وَأَصله فِي (7) الصَّيْد إِذا أمكن من كاثبه. النهز: الفرص. الْقطر والحاشية: الْجَانِب وَضم القطرين عبارَة عَن التحزم والتشمر لتلافي الْأَمر. غر الثَّوْب: مطواه وَفِي كَلَام رؤبة: اطوه على غروره. يُرِيد أنهرد مَا انْتَشَر من الْإِسْلَام إِلَى حَاله.(2/115)
6 - ابذعر: تفرق. الانتياش: الاستنقاذ وَهُوَ افتعال من النوش وَمَعْنَاهُ أَن يتَنَاوَلهُ وينتزعه من الهلكة. وَيصدق ذَلِك قَوْله: ... باتَتْ تَنُوشُ العَنَق انْتِيَاشا ... النعش: الرّفْع وَالْإِقَامَة من المصرع. والإنتعاش خطأ الإراحة: مَأْخُوذَة من إرواح الرَّاعِي الْإِبِل على أَهلهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُقَال: هم أهل معدلة بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال أَي أهل عدل كَمَا يُقَال: مخلقة لذَلِك ومجدرة. حفلت: جمعت اللَّبن فِي ثديها وَهِي حافل وَهن حفّل وحفل الْوَادي: كثر سيله. أوحدت بِهِ أَي جَاءَت بِهِ وَاحِدًا بِلَا نَظِير من أوحدث الشَّاة إِذا أفذت. وَيُقَال: أوحده الله أَي جعله مُنْقَطع الْمثل. فتح ورنّخ: أَخَوان وهما التذليل. وديَّخ ودوَّخ مثلاهما. شذر مذر أَي مُتَفَرقًا. هما اسمان جُعلا وَاحِدًا وشذر من التشذر ومذر ميمه بدل من بَاء من التبذير [331] وَهَذَا ونظائره متوفَّر عَلَيْهَا فِي كتاب المفصَّل. بعج: شقَّ. بخع الأَرْض: نهكها بالحرث. أُكلها: بذرها أَي أكلت الْبذر وشربت مَاء الْمَطَر فقاءت ذَلِك حِين أنبتت. الخبىء: المخبوء يعْنى مَا خبىء فِيهَا. ترأمه: تعطف عَلَيْهِ رئمان النَّاقة على وَلَدهَا. تزفر فِي (مر) . أزفله فِي (سد) . يزفّ فِي (حل) . المزفّت فِي (دب) الزَّافرية فى (صع) .(2/116)
7 - الزَّاي مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو جهل: إِن مُحَمَّدًا يخوِّفنا بشجرة الزقوم هاتوا الزّبد وَالتَّمْر وتزقموا. وروى: إِنَّه لما أنزل الله تَعَالَى قَوْله: (إنّ شجرةَ الزَقُّوم طعامُ الأثيم) . لم تعرف قُرَيْش الزقوم فَقَالَ أَبُو جهل: إِن هَذِه لشَجَرَة مَا تنْبت فِي بِلَادنَا فَمن مِنْكُم يعرف الزقوم فَقَالَ رجل من أهل إفريقية قدم من إفريقية: إِن الزقوم بلغَة أهل إفريقية هُوَ الزّبد بالنمر فَقَالَ أَبُو جهل: يَا جَارِيَة هَاتِي لنا زبدا وَتَمْرًا نزدقمه. فَجعلُوا يَأْكُلُون مِنْهُ وتزقموت وَيَقُولُونَ: أَبِهَذَا يخوّفنا مُحَمَّد فِي الْآخِرَة فَبين الله مُرَاده فِي آيَة أُخْرَى فَقَالَ: (إِنَّهَا شجَرةٌ تخرجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيم. طَلْعُها كأنهُ رُءُوس الشَّيَاطِين) .
زقم الزَّقم: اللقم الشَّديد وَالشرب المفرط. يُقَال: إِنَّه ليزقم اللقم زقما جيدا. وَبَات يتزَّقم اللَّبن. والزقوم فعول من الزقم كالصيور من الصير وَهُوَ مَا يزقم أَلا ترى إِلَى قَوْله عز وَجل: (فَإِنَّهُم لآكِلُون مِنْهَا فمَالِئُون مِنْهَا البُطُونَ) . يَأْخُذ الله تَعَالَى السَّمَوَات وَالْأَرْض يَوْم الْقِيَامَة بِيَدِهِ ثمَّ يتزقفها تزقف الرمانة.
زقف التزقف والتلقف أَخَوان وهما الاستلاب والاختطاف بِسُرْعَة وَمِنْه: إِن أَبَا سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ لبنى أُميَّة: تزقفوها تزقف الكرة وروى: تلقفوها يَعْنِي الْخلَافَة. وَعَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ: لوبلغ هَذَا الْأَمر إِلَيْنَا بني عبد منَاف تزقفناه تزقف الأكرة.(2/117)
8 - هِيَ الكرة قَالَ: ... تبيت الفِراخُ بِأَكْنَافِهَا ... كأنّ حواصلهنّ الأُكَرْ ... وتزقف الكرة أَن تأخذها بِيَدِك أَو بفيك بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ سَلام: أَرْسلنِي أَهلِي إِلَى عَليّ وَأَنا غُلَام فَقَالَ: مالى أَرَاك مزققا
زقق هُوَ من الزق وَهُوَ الْجلد يجز شعره وَلَا ينتف نتف الْأَدِيم. يَعْنِي مَالِي أَرَاك مطموم الرَّأْس كَمَا يُطمّ الزق ابْن الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: لما اصطف الصفان يَوْم الْجمل كَانَ الأشتر زقفني مِنْهُم فائتخذنا فوقعنا إِلَى الأَرْض فَقلت: اقتلوني [332] ومالكا.
زقف هِيَ من الازدقاف بِمَعْنى الاختطاف بِمَنْزِلَة الخلسة من الاختلاس. الائتخاذ من الافتعال الَّذِي بِمَعْنى التفاعل كالاجتوار والاعتوار أَي أَخذ كل وَاحِد منا صَاحبه. وَمَالك هُوَ اسْم الأشتر وَالْأَشْتَر لقب من شترة كَانَت بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ. وَعنهُ: إِنَّه دخل على عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا فَقَالَت: يَا أشتر أَنْت الَّذِي أردْت قتل ابْن أُخْتِي وَكَانَ قد ضربه ضَرْبَة على رَأسه. فَقَالَ: ... أعائِشَ لَوْلَا أنني كنتُ طاوِياً ... ثَلَاثًا لألقيتُ ابنَ أخْتِك هَالكا
غداةَ يُنَادِي والرماح تَنُوشُه ... بآخرِ صوتٍ اقْتُلُوني ومَالِكَا ... مزققا فِي (طم)
الزَّاي مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرض زَكَاة الْفطر صَاعا من تمر أَو صَاعا من شعير على كل حر أَو عبد ذكر أَو أُنْثَى من الْمُسلمين.(2/118)
9 - زكا صَدَقَة الْفطر زَكَاة مَفْرُوضَة إِلَّا أَن بَينهَا وَبَين الزَّكَاة الْمَعْهُودَة أَن تِلْكَ تجب طهرة لِلْمَالِ. وَهَذِه طهرة لبدن الْمُؤَدِّي كالكفارة وَالزَّكَاة فعلة كالصدقة وَهِي من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة تطلق على عين وَهِي الطَّائِفَة من المَال المزكى بهَا. وعَلى معنى وَهُوَ الْفِعْل الَّذِي هُوَ التَّزْكِيَة كَمَا أَن الذَّكَاة هِيَ التذكية فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ذَكَاة الْجَنِين ذَكَاة أمه. وَمن الْجَهْل بِهَذَا أَتَى من ظلم نَفسه بالطعن على قَوْله عز وَجل: {وَالَّذين هم للزَّكَاةِ فَاعِلُون} . ذَاهِبًا إِلَى الْعين وَإِنَّمَا المُرَاد الْمَعْنى الَّذِي هُوَ الْفِعْل أَعنِي التَّزْكِيَة وَعَلِيهِ قَول أُميَّة بن أَبى الصَّلْت: ... المطعمون الطَّعَام فى سنة ان ... أزَمةِ والفاعلون للزَّكَوَاتِ ... إِيَاس بن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ يُقَال: أزكن من إِيَاس وزكن إِيَاس.
زكن الزكن والإزكان: هُوَ الفطنة والحدس الصَّادِق وَأَن تنظر إِلَى الشَّيْء فَتَقول: يَنْبَغِي أَن يكون كَذَا وَكَذَا. يُقَال: ز كنت مِنْك كَذَا وز كُنَّا وز كانة وز كانية وأكنته. وَقَالَ أَبُو زيد: أزكنته الْخَبَر حَتَّى زكنه أَي فهمه. وَفِي كتاب سِيبَوَيْهٍ: وَتقول لمن زكنت أَنه يُرِيد مَكَّة وَالله. وَقَالَ قعنب بن أم صَاحب: ... وَلنْ يُرَاِجعَ قَلْبي وُدَّهُمْ أبدا ... زَكِنْتُ مِنْهُم على مِثْلِ الَّذِي زَكِنُوا ... ضمن زكن معنى اطَّلع فعدَّاه تعديته. وَقد ذكرت زكن إِيَاس فِي كتاب المستقصي وَبَعض مَا حُكي عَنهُ وَهُوَ قَاضِي عمر بن عبد الْعَزِيز استقضى على الْبَصْرَة بعد الْحسن بن أبي الْحسن [333] : رَحِمهم الله.
الزَّاي مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أزلت إِلَيْهِ نعْمَة فليشكرها.
زلل الزليل: نوع من انْتِقَال الْجِسْم عَن مَكَان إِلَى مَكَان فاستعير لانتقال النِّعْمَة من الْمُنعم إِلَى الْمُنعم عَلَيْهِ فَقيل: زلت مِنْهُ إِلَى فلَان نعْمَة وأزلها إِلَيْهِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الإزلال: تَقْدِيم الْأَمر وَقد أزل أَمَامه شَيْئا. قَالَ مُزَاحم:(2/119)
0 - ... أَخَاف ذُنُوبِي أَن تعد بِبَابِهِ ... وَمَا قد أزل الكاشحون أماميا ... والحقيقة مَا ذكرت. أُتي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببدنات خمس أَو سِتّ فطفقن يزدلفن إِلَيْهِ بأيتهن يبْدَأ فَلَمَّا وَجَبت لجنوبها قَالَ: من شَاءَ فليقتطع. وَفِي الحَدِيث: قَالَ عبد الله بن قرط: فَتكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَلِمَة خُفْيَة لم أفهمها أَو قَالَ: ام أفقهها فَسَأَلت الَّذِي يَلِيهِ فَقَالَ: قَالَ: من شَاءَ فليقتطع.
زلف الزدلاف الاقتراب وسمى المزدلف لاقترابه إِلَى الأقران وإقدامه عَلَيْهِم وَسميت الْمزْدَلِفَة لِأَنَّهُ يتَقرَّب فِيهَا.
وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه كتب إِلَى مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ: انْظُر من الْيَوْم الَّذِي تجهز فِيهِ الْيَهُود لِسَبْتِهَا فَإِذا زَالَت الشَّمْس فازدلف إِلَى الله فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ واخطب فيهمَا وَمِنْه حَدِيث مُحَمَّد بنى عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام: مَالك من عيشك إِلَّا لَذَّة تزدلف بك إِلَى حمامك. فليقتطع: أَي فليقطع لنَفسِهِ مَا شَاءَ وَهِي رخصَة فِي النهبة إِذا كَانَت بِإِذن صَاحبهَا وَطيب نَفسه كنهبة السكر فِي الإعراس. أَرَادَ غويرث بن الْحَارِث الْمحَاربي أَن يفتك بِهِ فَلم يشْعر بِهِ إِلَّا وَهُوَ قَائِم على رَأسه وَمَعَهُ السَّيْف قد سلَّه من غمده فَقَالَ: اللَّهُمَّ أكفنيه بِمَا شِئْت. قَالَ: فانكب لوجهه من زلخة زلخها بَين كَتفيهِ وندر سَيْفه.
زلخ الزلخة: وجع بِأخذ فِي الظّهْر حَتَّى لَا يَتَحَرَّك الْإِنْسَان من شدته. يُقَال: رَمَاه الله بالزلَّخة. قَالَ الراجز: ... كأنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَهْ ... لَمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ الْمِفضَخَهْ ... [والدلو الفاضخة أَي العاسرة] . وزلخة الله بالزلخة أَي أَصَابَهُ بهَا. فأوصل الْفِعْل إِلَيْهَا بعد حذف الْجَار كَمَا يَقُول:(2/120)
1 - اختير الرِّجَال زيدا واشتقاقها من الزلخ وَهُوَ الزلق لِأَنَّهَا تملس الظّهْر وترققه. قَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال: زلخ الدَّهْر ظَهْري إِذا ملسه ورققه. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام رأى رجلَيْنِ خرجا من الْحمام متزلقين فَقَالَ: من أَنْتُمَا قَالَا: من الْمُهَاجِرين قَالَ: كذبتما ولكنكما من المفاخرين.
زلق قَالَ أَبُو خيرة: المتزلق [334] من النَّاس: هُوَ الَّذِي يصْبغ نَفسه بالأدهان وَيُقَال: تزلَّقي أيتها الْمَرْأَة وتزيقي أَي تزيني. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مرَّ بِهِ قوم بالربذة وه محرمون وَقد تزلعت أَيْديهم وأرجلهم فَسَأَلُوهُ: بِأَيّ شىء نداويها فَقَالَ: بالدهن.
زلع التزلع والتسلع: التشفق قَالَ الرَّاعِي: ... وغَمْلَي نَصيٍّ بالمِتَان كأنَّهَا ... ثَعَالِبُ مَوْتَى جِلدُها قد تَزَلَّعَا ... رخص للْمحرمِ فِي الدّهن وَأَرَادَ غير المطيب. سعيد رَحمَه الله تَعَالَى مَا ازلحف ناكح الْأمة عَن الزِّنَا إِلَّا قَلِيلا لِأَن الله تَعَالَى يَقُول: {وأَنْ تصبروا خير لكم} .
زلحف يُقَال: ازحلف عَن كَذَا وازلحف إِذْ تنحى. وازلحف من ازحلف كاطمأن من اطأمن. لقَولهم: زحلفته فتزحلف. كَمَا قَالُوا: طامنه فتطامن وَزَعَمُوا أَن الوراية بتَخْفِيف الْفَاء وَهِي من أوضاع الْعَرَبيَّة على مراحل وَالصَّوَاب: ازلحف كاقشعر أَو ازحلف على أَن الأَصْل تزلحف قلب تزحلف فأدغمت التَّاء فِي الزَّاي. ازلم فِي (رج) . كالزلفة فِي (نغ) . المزدلف فِي (نس) . المزالف فِي (را) . مزلة فِي (دح) . بالأزلام فِي (بِهِ) الْأَزَل فِي (ال) .(2/121)
2 - الزَّاي مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كسب الزمارة.
زمر هِيَ الَّتِي تزمر. وَقيل هِيَ الزَّانِيَة. وَلَا يَخْلُو من أَن يكون من زمرت فلَانا بِكَذَا وزمجته إِذا أغريته عَن الْأَصْمَعِي. لِأَنَّهَا تغرى الرِّجَال على الْفَاحِشَة وتولعهم بالإقدام عَلَيْهَا. أَو من زمر الظبي زمراناً إِذا نقز عَن أبي زيد لِأَن القحاب موصوفات بالنزق كَمَا أَن الحواصن يوصفن بالرزانة.
زمج أَو من زمر الْقرْبَة وزمجها إِذا ملأها لِأَنَّهَا تملأ رَحمهَا بنطف شَتَّى أَو لِأَنَّهَا تعاشر زمراً من النَّاس. وَمن قَالَ: الرمازة فقد جعلهَا من الرَّمْز لِأَن عَادَة الزوابى التقحب والإيماض بالعينين والشفتين وَقَالَ الأخطل: ... أحَادِيثُ سداها ابْن جدراء فَرْقَدٌ ... ورَمَّازَة مالتْ لمن يَسْتَمِيلُها ... وَيجوز: أَن تجْعَل من رمز وارتمز بِمَعْنى زمر إِذا نقز. قَالَ فِي شُهَدَاء أُحد: زملوهم فِي دِمَائِهِمْ وثيابهم.
زمل أَي لفوهم يُقَال: زمله فِي ثِيَابه فتزمل وازمل. لازمام وَلَا خزام وَلَا رَهْبَانِيَّة وَلَا تبتل وَلَا سياحة فى الْإِسْلَام.
زمم أَرَادَ مَا كَانَ بَنو إِسْرَائِيل يَفْعَلُونَهُ من زمِّ الأُنوف وخرق التراقي (7) . والرهبانية فعل الرهبان من مُوَاصلَة الصَّوْم وَلبس المسوح وَترك أكل اللَّحْم وَغير ذَلِك وَأَصلهَا من الرهبة. والتبتل: ترك النِّكَاح من البتل وَهُوَ الْقطع. وَعنهُ [235] صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لِعَكَّافِ بن ودَاعَة الْهِلَالِي: يَا عَكَّاف أَلَك امْرَأَة قَالَ: لَا قَالَ فَأَنت إِذن من إخْوَان الشَّيَاطِين إِن كنت من رُهْبَان(2/122)
3 - النَّصَارَى فَالْحق بهم وَإِن كنت منا فَمن سنتنا النِّكَاح. والسياحة: مُفَارقَة الْأَمْصَار والذهاب فِي الأَرْض كَفعل عُبَّاد بني إِسْرَائِيل. أَرَادَ أَن الله تَعَالَى وضع هَذَا عَن المسليمن وَبَعثه بالحنيفية السمحة السهلة. تَلا الْقُرْآن على عبد الله بن أُبي وَهُوَ زامٌّ لَا يتَكَلَّم.
زمخ زمخ بِأَنْفِهِ وزمَّ بِهِ فَهُوَ زامخ وزام إِذا شمخ بِهِ كبرا وَمِنْه: حمل الذِّئْب السخلة زاما بهَا أَي رَافعا رَأسه. وَيجوز أَن يكون من زممت الْقَوْم إِذا تقدمتهم تقدم الزِّمَام. وزممت بالناقة سير الْإِبِل أَي كَانَت زِمَام الْإِبِل لتقدمها قَالَ ذُو الرمة: ... مَهْرَّيةٌ بازِل سير المطيِّ بهَا ... عشيةَ الْخِمسِ بالمَوْمَاةِ مَزْمُوم ... يَعْنِي أَنه جَاعل مَا تلِي عَلَيْهِ دبر أُذُنه ورواء ظَهره قلَّة احتفال بِشَأْنِهِ فَكَأَنَّهُ تقدمه وَخَلفه. سمع صَوت الْأَشْعَرِيّ وَهُوَ يقْرَأ فَقَالَ: لقد أُوتى هَذَا من مزاميرآل دَاوُد. قَالَ بُرَيْدَة: فَحَدَّثته بذلك فَقَالَ: لَو علمت أَن نَبِي الله اسْتمع لقراءتي لحبرتها.
زمر ضرب المزامير مثلا لحسن صَوت دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وحلاوة نغمته كَأَن فِي حلقه مَزَامِير يزمر بهَا. والآل مقحم: وَمَعْنَاهُ الشَّخْص. وَمثله مَا فِي قَوْله: ... وَلَا تَبْكِ مَيتا بعد ميت أجنه ... بلَى وعباسٌ وآلُ أبي بكر ... التحبير: التحسين وَكَانَ طفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة يدعى المحبر لتحسينه الشّعْر. أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سلونى فوالذى نفسى بِيَدِهِ لَئِن فقد تمونى لتفقدن زملاً عَظِيما من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
زمل الزمل وَالْحمل أَخَوان. وَقد ازدمله إِذا احتمله. يُرِيد أَن عِنْده علما جما فمَّثل نَفسه فِي رجاحتها فِي الْعلم بالوقر الْعَظِيم.(2/123)
4 - عبد الله بن رَوَاحَة رَضِي الله عَنهُ غزا مَعَه ابْن أَخِيه على زاملة فَأَحْرَقتهُ الحقيبة فَقَالَ لَهُ: لَعَلَّك ترجع بَين شرخي الرحل. الزاملة: الْبَعِير الَّذِي يحمل عَلَيْهِ الطَّعَام وَالْمَتَاع كَأَنَّهَا الحاملة. من الزمل. شرخا الرحل: جانباه. أَرَادَ: اسْتشْهد فترجع رَاكِبًا رَاحِلَتي على رَحلهَا فتستريح مِمَّا أَنْت فِيهِ. سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ أَتَى بِهِ الْحجَّاج وَفِي عُنُقه زمارة. هِيَ الساجور سمي بذلك لتصويته قَالَ: ... ولي مُسْمِعَان وزمارة ... وظل مديد وحصن أمق ...
زمر [336] هَذَا بَيت مسجون ألغز بالمسمعين عَن القيدين لِأَنَّهُمَا يغنيانه إِذا تحركا وبالزمارة عَن الجامعة. وبالظل المديد عَن ظلمَة السجْن: وبالحصن الأمق وَهُوَ الطَّوِيل فِي السَّمَاء الممرد عَن حصانة السجْن ووثاقة بُنْيَانه وَأَنه لَا سَبِيل إِلَى المخلص مِنْهُ. الزمع فِي (بِهِ) . زميل فِي (ذف) . وازمتهم فى (فك) وفى (مغ) . مزمهر فِي (دع) . الزمارات فِي (زف) . مزمرا فِي (سم) .
الزَّاي مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يُصلي الرجل وَهُوَ زناء.
زنأ هُوَ فِي الصِّفَات نَظِير برَاء وجواد وجبان وَهُوَ الضّيق يُقَال: مَكَان زناء وبئر زناء وظل زناء أَي قالص. وَقد زنأ الظل قَالَ الأخطل: ... وَإِذا قُذِفْتُ (7) إِلَى زَنَاءٍ قَعْرُها ... غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ من الأَحْفَارِ ...(2/124)
5 - وَقَالَ ابْن مقبل: ... وتُدْخِل فِي الظلِّ الزَّنَاءِ رُءوسَها ... وتحسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحَائحُ ... وَقَالَ آخر: ... تناهَوْا بنيَّ القِدَاحَ والأمرُ بَيْننَا ... زَنَاءٌ وَلما يغْضب المتلم ... أَي مقارب فاستعير للحاقن لِأَنَّهُ يضيق ببوله. دَعَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقدم إِلَيْهِ إهالة زنخة فِيهَا قرع فَجعل النبى يتتبع القرع وبأكله.
زنخ سنخ وزنخ: إِذا تغير وَفَسَد وَالْأَصْل السِّين وَالزَّاي بدل وَأَصله فِي الْأَسْنَان إِذا ائتكلت أسناخها وفسدت. يُقَال سنخت أَسْنَانه كَمَا يُقَال: يَدي الرجل إِذا شلت يَده. وَظهر إِذا اشْتَكَى ظَهره. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحب من الدُّنْيَا إِلَّا أزنأها. أَي أضيقها وأقلها. وَفد عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَنو مَالك بن ثَعْلَبَة فَقَالَ: من أَنْتُم فَقَالُوا: نَحن بَنو الزنية. قَالَ: بل أَنْتُم بَنو الرشدة أحلاس الْخَيل. قَالَ أَبُو عَمْرو الشيبانى:
زنى الزنية بِفَتْح الزَّاي وَكسرهَا: آخر ولد الرجل. وَيُقَال لبني مَالك بن ثَعْلَبَة بَنو الزنية من هَذَا. وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب: الزنية والعجزة: آخر ولد الرجل وَالْمَرْأَة. قَالَ: وَمَالك الْأَصْغَر يُقَال لَهُ الزنية وَذَلِكَ أَن أمه كَانَت ترقِّصه وَتقول: وابأبي زنية أمه. وَقَالَ بَعضهم: ... نحنُ بني الزنْيَةِ لَا نَفِرّ ... حَتَّى نَرَى جَمَاجِماً تَخِرّ ... وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك ربأ بهم عَمَّا يُوهم نقيض الرشدة.(2/125)
6 - عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ابْن عَبَّاس: مَا رَأَيْت رَئِيسا محرباً يزن [بِهِ] لرأيته يَوْم صفّين وعَلى رَأسه عِمَامَة بَيْضَاء وَكَأن عَيْنَيْهِ سِرَاجًا سليط. وَهُوَ يحمش أَصْحَابه إِلَى أَن انْتهى إليَّ وَأَنا فِي كثف فَقَالَ: يَا معشر الْمُسلمين استشعروا الخشية وعنوا الْأَصْوَات [337] وتجلببوا السكينَة وأكملوا اللؤم وأخفوا الجنن وأقلقوا السيوف فِي الغمد قبل السلَّة والحظوا الشرر واطعنوا الشزر والنتر أَو الْيُسْر ونافحوا بالظبي وصلوا السيوف بالخطا والرماح بِالنَّبلِ وامشوا إِلَى الْمَوْت مشْيَة سحجاً أَو سجحاء. وَعَلَيْكُم الرواق المطنب فاضربوا ثبجه فَإِن الشَّيْطَان راكد فى كَسره فافخ حضنيه مفترش ذِرَاعَيْهِ قد قدم للوثبة يدا وَأخر للنكوص رجلا.
زنن يزن بِهِ: أَي يتهم بمشاكلته. السليط: الزَّيْت قَالَ الجعدى: ... يضيئ كضَوْءِ سِرَاج السَّليِ ... طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فِيهِ نُحَاسا (7)
وَمِنْه قيل للحجة السُّلْطَان لإنارتها. يحمشهم: يحضهم ويغضبهم من إحماش النَّار وَهُوَ إلهابها. الكثف: الْجَمَاعَة من التكاثف. التعنية: الْحَبْس وَمِنْهَا العاني يُرِيد أخفوا أَصْوَاتكُم واخفتوها. اللؤم: جمع لأمة وَهِي الدرْع لالتئامها. أخفوا: اجْعَلُوهَا خفافا. أقلقوا: حركوها لِئَلَّا يتعسر عَلَيْكُم سلُّها عِنْد الْحَاجة إِلَيْهَا. لحظ الشزر: النّظر بمؤخر الْعين وَهُوَ نظر الْمُبْغض وَذَلِكَ أهيب. والطعن الشزر: عَن الْيَمين وَالشمَال. واليسر: حذاء الْوَجْه.(2/126)
7 - والنبر (بِالْبَاء وَالتَّاء) : الخلس. صلوا السيوف بالخطا أى إِذا قصرت عَن الضرائب تقدمتم حَتَّى تلحقوا. والرماح بِالنَّبلِ أَي إِذا قصرت الرماح عَن المطعونين لبعدهم فارموهم. المشية السجح كالناقة السَّرْح وَهِي السهلة. قَالَ حسان: ... دَعُوا التخاجوء وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إنّ الرجالَ ذَووُ عَصْبٍ وتَذْكِيرِ ... السجحاء: تانيث الأسجح وَهُوَ السهل. الثبج: الْوسط الْكسر: الْجَانِب النافج: المفرج. الحضنان: الجنبان. قدَّم للوثبة يدا يُرِيد إِن أصَاب فرْصَة وثب وَإِن رأى الْأَمر على من هُوَ مَعَه نكص وخلاَّه. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر المزنوق فَقَالَ: المائل شقَّه لَا يذكر الله.
زنق هُوَ من الزنقة وَهِي ميل فِي جِدَار فى سكةٍ أَو عرقوب وادٍ وَمِنْهَا قَوْلهم: زتقت الْفرس إِذا جعلت الزناق وَهُوَ حَلقَة فِي الجليدة تَحت حنكه الْأَسْفَل ثمَّ جعلت فِيهَا خيطا تشدّه بِرَأْسِهِ تكسر بذلك جماحه وتميله إِلَى أَن يسلس وينقاد. والزناق أَيْضا: الشكال فى قوائمه الْأَرْبَع. وَقد زنقته. وفى حَدِيث الآخر أَنه قَالَ فِي ذكر يَوْم الْقِيَامَة: وَإِن جَهَنَّم يُقَاد بهَا مزنوقة. أَي مربوطة بِتِلْكَ الْحلقَة. كَعْب رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لصالح بن عبد الله بن الزبير وَهُوَ يعْمل زنداً بِمَكَّة: أشدد وأوثق فَإنَّا نجد فِي الْكتب أَن السُّيُول ستعظم فِي آخر الزَّمَان.
زند الزَّند: المسناة من خشب وحجارة يضم بَعْضهَا إِلَى بعض. ولعلها سميت [338](2/127)
8 - زنداً لِأَنَّهَا تعقد عقدا فِي تضام من قَوْلهم لمعقد طرف الذِّرَاع فِي الْكَفّ زنداً وللبخيل: إِنَّه لزند متين ومزند أَي شَدِيد ضيق كَمَا قبل لَهُ شَدِيد ومتشدد ولدرجة النَّاقة زند لِأَنَّهَا خرقَة تلف وتدرج أرداجا. قَالَ: ... أبَنِي لُبَيْنَي إِنَّ أُمَّكُمُ ... دَحَقَتْ فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ ... ويعضد ذَلِك تسميتهم إِيَّاهَا ضفيرة من الضفر وعرما من العرمة وَهِي الكدس المتكاثف. وَقيل ربداً أَي بِنَاء من طين. والربد: الطين والرباد: الطيان بلغَة الْيمن. وخطب رجل من النَّافِلَة إِلَى حَيّ من الْيمن امْرَأَة فَسَأَلَ عَن مَالهَا فَقيل: إِن لَهَا بَيْتا ربد وكدا وحفصاً وملكداً. فَظن أَنَّهَا أَسمَاء عبيد لَهَا وإماء فَرغب فَلَمَّا دخل بهَا وتعرَّف الْخَبَر فَإِذا هِيَ جرة وَهِي الكد وجوالق وَهُوَ الحفص. وهاوون من خشب وَهُوَ الملكد. وَخير من ذَلِك أَن يكون الربد من الربد وَهُوَ الْحَبْس لِأَنَّهُ يحبس المَاء. الزندين فِي (شَذَّ) . فزنح فِي (هُوَ) . الزنمة فِي (بج) . وَلَا أزن فِي (نَص) .
الزَّاي مَعَ الْوَاو
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زويت لي الأَرْض فأُريت مشارقها وَمَغَارِبهَا وسيبلغ ملك أُمتي مَا زوي لي مِنْهَا.
زوى الزي: الْجمع وَالْقَبْض وَمِنْه قَوْلهم: فِي وَجه فلَان مزاوٍ وزوي أَي غُضُون جمع مزوي وزي: وانزوى الْقَوْم: تدانوا وتضاموا. وانزوى الْجلد فِي النَّار. وَمِنْه الحَدِيث: إِن الْمَسْجِد لينزوي من النخامة كَمَا تنزوي الْجلْدَة من النَّار وَالْفرس من السَّوْط.(2/128)
9 - ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قصَّة الدَّجَّال الَّتِي حَكَاهَا عَن تَمِيم الدَّارِيّ عَن ابْن عَم لَهُ: أَنه ركب الْبَحْر وَإنَّهُ رَآهُ جَزِيرَة [من الْبَحْر] مكبلا بالحديد بأزورة وَرَأى دَابَّة يواريها شعرهَا. فَقَالُوا: مَا أَنْت قَالَت: أَنا الْجَسَّاسَة دَابَّة أهدب القبال. ويروى أَنه يَعْنِي الدَّجَّال قَالَ لَهُم: أخبروني عَن نخل بيسان هَل أطْعم قَالُوا: نعم. قَالَ: فَأَخْبرُونِي عَن حمَّة زغر هَل فِيهَا مَاء قَالُوا: نعم يتدفق جنبتاها.
زور الزوار والزيار: حَبل [يَجْعَل] بَين التصدير والحقب وزار الْفرس يزوره: شده بِهِ. وَالْمرَاد أَنه كَانَ مَجْمُوعَة يَده إِلَى صَدره. وبازورة مَنْصُوبَة الْمحل كَأَنَّهُ قيل مكبلاً مزوراً. قيل لَهَا الْجَسَّاسَة لِأَنَّهَا تجس الْأَخْبَار للدجال والجس فِي التتبع والاستثبات يكون بالسؤال وباللمس كجس الطَّبِيب بِالْيَدِ وبالبصر. كَقَوْلِه: ... فاعصو صبوا ثمَّ جَسُّوهُ بأعْيُنِهم ... قبال الشَّيْء وَقَبله: مَا استقبلك مِنْهُ وَمِنْه قبال النَّعْل. أَرَادَ [339] أَن مقدمه كالناصية وَالْعرْف. أهدب أَي كثير الشّعْر. أطْعم: أثمر. بيسان: قَرْيَة من الْأُرْدُن بغور الشَّام قَالَ الأخطل: ... فَجَاءُوا بِبَيْسانِيَّة هِيَ بَعْدَما ... يُعَلُّ بهَا الساقِي ألذُّ وأَسْهَل ... زغر غير منصرف فَإِن كَانَ كَمَا زعم الْكَلْبِيّ أَنه اسْم امْرَأَة من الْعَرَب نسبت إِلَيْهَا الْعين فامتناع صرفه ظَاهر وَإِن كَانَ كَمَا قَالَ ابْن دُرَيْد إِنَّه رجل وَأَحْسبهُ أَبَا قوم من الْعَرَب وَأنْشد:(2/129)
0 - ... ككناية الزغرى غشاها ... هَا من الذَّهَب الدلامص ... فامتناع صرفه للعملية وَالْعدْل كزفر وَيجوز أَن يكون علما للبقعة واشتقاقه من زغر المَاء بِمَعْنى زخر أَلا ترى إِلَى قَوْله: يتدفق جنبتاها وَيُقَال لضرب من التَّمْر زغري. وَعَن الْأَصْمَعِي: قَالَ لي رجل مدنِي: قد علم أهل الْمَدِينَة بِطيب كل التَّمْر بِأَيّ بلد يكون فَيَقُولُونَ: عَجْوَة الْعَالِيَة وكبيس خَيْبَر وصيحان فدك وزغرى الْوَادي. إِن وَفد عبد الْقَيْس لما قدمُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُم: أمعكم من أزودتكم شَيْء قَالُوا: نعم وَقَامُوا بصبر التَّمْر فوضعوه على نطع بَين يَدَيْهِ وَبِيَدِهِ جَرِيدَة كَانَ يختصر بهَا فَأَوْمأ إِلَى صبرَة من ذَلِك التَّمْر فَقَالَ: أتسمون هَذَا: التعضوض قَالُوا نعم يَا رَسُول اللهّ وتسمون هَذَا: الصرفان قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله وتسمون هَذَا البرني قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله قَالَ: هُوَ خير تمركم وأنفعه لكم. قَالَ: وأقبلنا من وفادتنا تِلْكَ وَإِنَّمَا كَانَت عندنَا خصبة نعلفها إبلنا وحميرنا فَلَمَّا رَجعْنَا عظمت رغبتنا فِيهَا ونسلناها حَتَّى تحولت ثمارنا ورأينا الْبركَة فِيهَا.
زود الأزودة فِي جمع زَاد فِي الْخُرُوج عَن الْقيَاس كأندية فِي جمع ندى وَالْقِيَاس أزواد وأنداء. الجريدة: العسيب الَّذِي يجرد عَنهُ الخوص الِاخْتِصَار والتخصر وَاحِد التعضوض: واحدته بِالتَّاءِ وَجمعه تعضوضاء. قَالَهَا خَليفَة وَقَالَ: وفيهَا تظفير أَي أساريع وتحزيز وَكَأن ذَلِك شبه بآثار العضِّ. الصرفان: أَجود التَّمْر وأوزنه. قَالَت الزباء: ... أم صَرَفَاناً بَارِدًا شَدِيدا ...(2/130)
1 - قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لم يكن يهدى لَهَا شَيْء كَانَ أحب إِلَيْهَا من التَّمْر الصرفان وَقد قَالَ الْقَائِل: ... وَلما أتتْها العِيرُ قالَتْ أبارِدٌ ... من التَّمْر هَذَا أمْ حَدِيدٌ وجَنْدَلُ ... البرني: تمر ضخم كثير اللحاء أَحْمَر مشرب صفرَة. الخصبة: وَاحِدَة الخصاب وَهِي نخل الدقل [34] . قَالَ الْأَعْشَى: ... وكلِّ كُمَيْتٍ كجذْعِ الخِصَا ... بِ يَرْدِي عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ ... يُقَال: نسل الْوَلَد ينسل. ونسلت النَّاقة بِولد كثير وأنسلت نَسْلًا كثيرا. وَقَوله: نسلناها إِن رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ بِمَنْزِلَة ولدناها وَالْمعْنَى استثمرناها وَإِن رُوِيَ مخففا فوجهه أَن يكون الأَصْل نسلنا بهَا فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل. كَقَوْلِه: أَمرتك الْخَيْر. تحولت أَي من الرداءة إِلَى الْجَوْدَة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي قصَّة سَقِيفَة بني سَاعِدَة حِين اخْتلفت الْأَنْصَار على أبي بكر رَضِي الله عَنهُ قَالَ عمر: قد كنت زورت فِي نَفسِي مقَالَة أقوم بهَا بَين يَدي أبي بكر فجَاء أَبُو بكر فَمَا ترك شَيْئا مِمَّا كنت زورته إِلَّا تكلم بِهِ. وروى: وَقد كنت زويت مقَالَة قد أعجبتني أُرِيد أَن أقدمها بَين يَدي أبي بكر وَكنت أداري مِنْهُ بعض الحدة فَقَالَ أَبُو بكر: على رسلك يَا عمر فَكرِهت أَن أعصيه فَتكلم فَكَانَ هُوَ أحلم مني وأوقر فوَاللَّه مَا ترك كلمة أعجبتني من تزويتي إِلَّا قَالَهَا فِي بديهته أَو مثلهَا (7) أَو أفضل.
زور قَالَ أَبُو زيد: كَلَام مزور ومزوق أَي محسن وَهُوَ من قَوْلهم للزِّينَة: الزون والزور وَقيل: مُهَيَّأ مقوي من قَول ابْن الْأَعرَابِي: الزُّور: الْقُوَّة. وَلَيْسَ لَهُ زور وصيور أَي قُوَّة رأى. وَقيل: مصلح مقوم مزوال زوره أَي عوجه.(2/131)
2 - التزوية: التَّسْوِيَة وَالْجمع من الزي. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أرْسلت إِلَيْهِ أم سَلمَة: يَا بنى مَا لى أرى رعيتك عَنْك مزورين وَعَن جنابك نافرين لَا تعف سَبِيلا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَحَبَها وَلَا تقدح بزند كَانَ أكباها. توخ حَيْثُ توخى صاحباك فَإِنَّهُمَا ثكما الْأَمر ثكماً وَلم يظلماه. ازور عَنهُ: إِذا عدل وَأعْرض وَهُوَ افعلَّ من الزُّور. وتزاور وازَّاورَّ نَحوه التعفية: الطمس. قَالَ عبيد: ... مِثْلَ سَحْقِ البُرْدِ عفى بعدكَ القطْرُ ... مَغْنَاهُ وتأويبُ الشَّمالِ ... لحبها: نفى عَنْهَا كل لبس وكشف كل عماية حَتَّى ردهَا منهاجا وَاضحا نقيا من اللحب وَهُوَ القشر يُقَال: لحبه ولحاه وَطَرِيق لحب وَلَا حب أَي ذُو لحب. أكباها: أَي عطَّلها من الْقدح بهَا. ثكمت الطَّرِيق ثكماً أَي لَزِمته وثكم الطَّرِيق وَسطه. وَلم يظلماه أَي لم ينقصاه وَلَا زادا عَلَيْهِ من قَول الله تَعَالَى: {وَلَمْ تظلم مِنْهُ شَيْئاً} . وَمن قَول بعض الْعَرَب لقوم حفروا قبراً فسنموه ثمَّ زادوا على تسنيمه من غير ترابه: لَا تظلموا. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ من أنْفق من مَاله زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله ابتدرته [341] حجبة الْجنَّة. قيل: وَمَا زوجان قَالَ: فرسَان أَو عَبْدَانِ أَو بعيران من إبِله.
زوج كل شَيْئَيْنِ مقترنين شكلين كَانَا أَو نقيضين فكلُّ وَاحِد مِنْهُمَا زوج وهما زوجان كَقَوْلِك: مَعَه زوجا حمام وزوجا نعال ووهبت من خيلي زَوْجَيْنِ أَي اثْنَيْنِ فِي قرَان. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِذا رَأَيْت قُريْشًا قد هدموا الْبَيْت ثمَّ بنوه وزوَّقوه فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت.(2/132)
3 - زوق التزويق: التزيين والنقش لِأَن النَّقْض لَا يكون إِلَّا بالزاووق وَهُوَ الزئبق عِنْد أهل الْمَدِينَة. الْمُغيرَة رضى الله عَنهُ قَالَ أحصنت ثَمَانِينَ امْرَأَة فَأَنا أعلمكُم بِالنسَاء فَوجدت صَاحب الْمَرْأَة الْوَاحِدَة امْرَأَة إِن زارت زار وَإِن حَاضَت حاض وَإِن اعتلت اعتل. فَلَا يقتصرنَّ أحدكُم على الْمَرْأَة الْوَاحِدَة إِذا كالت صحبتهَا مَعَه كَانَ مثلهَا وَمثله مثل أبي جَفْنَة وَامْرَأَته أم عقار فَإِنَّهُ نافرها يَوْمًا فَقَالَ وَهُوَ مغاضب لَهَا: إِذا كنت ناكحا فإياك وكل مجفرة مبخرة منتفخة الوريد كَلَامهَا وَعِيد وبصرها حَدِيد سفعاء فوهاء مليلة الإرغاء وروى بليلة الإرعاد دائمة الدُّعَاء فقماء سلفع لَا تروي وَلَا تشبع دائمة القطوب عَارِية الظنبوب طَوِيلَة العرقوب حَدِيدَة الرّكْبَة سريعة الوثبة شَرها يفِيض وَخَيرهَا يغيض لَا ذَات رحم قريبَة وَلَا غَرِيبَة نجيبة أمساكها مُصِيبَة وطلاقها حريبة فضل مثناث كَأَنَّهَا بغاث وروى: كَأَنَّهَا نفاث وروى: كَأَنَّهَا نقاب حملهَا ربَاب وشرها ذُبَاب واغرة الضَّمِير عالية الهرير شثنة الْكَفّ غَلِيظَة الْخُف لَا تعذر من عِلّة وَلَا تأوي من قلَّة تَأْكُل لمًّا وَتوسع ذمًّا تُؤدِّي الْأَخْبَار وتُفشي الْأَسْرَار وَهِي من أهل النَّار. فأجابته فَقَالَت: بئس لعمر الله زوج الْمَرْأَة الْمسلمَة خُضمة حطمة أَحْمَر المأكمة مخزون الهزمة وروى: اللهزمة لَهُ جلدَة غزهرمة وسرة مُتَقَدّمَة وشعرة صهباء وَأذن هدباء ورقبة هلباء لئيم الْأَخْلَاق ظَاهر النِّفَاق صَاحب حقد وهمِّ وحزن عشرته غبن زعيم الأنفاس وروى: سقيم النّفاس رهين الكاس بعيد من كل خير فى النَّاس يسْأَل إلحافا وينفقه إسرافا وَجهه عبوس وخيره مَحْبُوس وشره ينوس أشأم من البسوس.(2/133)
4 - زور إِن زارت أَي زارت أَهلهَا وَغَابَتْ عَنهُ قَالَ: ... كَأَن الليلَ موصولٌ بِلَيْلٍ ... إِذا زَارَتْ سُكَيْنَةُ والرّبابُ ... [342] مجفرة: متغيرة ريح الْجَسَد. مبخرة: ذَات بخر. منتفخة الوريد: ينتفخ وريدها لفرط غَضَبهَا. سفعاء: سَوْدَاء الْجلد. فوهاء: لقحل السن أَو لسوء الْمطعم. الإرغاء: من الرُّغاء يُرِيد شدَّة الصَّوْت والجلبة أَو من إرغاء اللَّبن يُرِيد إزباد شدقها. مليلة أَي مملولة أَي يمل صَوتهَا لكثرته. بليلة من بَلل اللِّسَان والريق يُقَال: فلَان بلبيل الرِّيق بِذكر فلَان وَرطب اللِّسَان. الإرعاد: التهديد. فقماء: مائلة الفقم وَهُوَ الحنك. سلفع: وقحة. الظنبوب: عظم السَّاق وعرية لهزالها. وَلَا غَرِيبَة نجيبة: يَزْعمُونَ أَن أَوْلَاد الغرائب أَنْجَب. قَالَ تَنَجَّبْتها للنسل وهى غَرِيبَة فَجَاءَت بِهِ كالبدر خرفا مُعَمَّما: حريبة من الْحَرْب كالشتيمة من الشتم يُرِيد أَن لَهُ مِنْهَا أَوْلَادًا فَإِذا طَلقهَا حربوا وفجعوا بهَا. فُضُل: مختالة تفضل من ذيلها. نفاث أَي تنفث الْبَنَات نفثا. نقاب: من قَوْلهم: فرخان فِي نقاب أَي فِي بطن وَاحِد وَيُقَال: للرجلين: جَاءَا فِي نقاب وَاحِد ونقاف وَاحِد أَي فِي مَكَان وَاحِد. عَن أبي عَمْرو: يُرِيد أَنَّهَا متئم وَهُوَ عيب. الذُّبَاب: الشَّرّ الدَّائِم.(2/134)
5 - ربَاب من قَوْلك: الشَّاة فِي ربابها وَهُوَ مَا بَين أَن تضع إِلَى عشْرين يَوْمًا. وَالْمعْنَى أَنَّهَا تحمل بعد الْوَضع بِمدَّة يسيرَة فِي أَيَّام نفَاسهَا وَإِنَّمَا تُحمد أَن تحمل بعد أَن تتمّ الرضَاعَة. واغرة: من الوغر وَهُوَ الحقد. شثنه: خشنة. الخفّ: الْقدَم. لَا تأوي من قلَّة: لَا ترحم زَوجهَا عِنْد الْفقر. لما: كثيرا. خضمة: شَدِيد الخضم. حُطمة: كثير الْأكل من الحطم وَهُوَ الْكسر. المأكمتان: لحمتان بَين الْعَجز والمتنين وَإِنَّمَا عنت مَا دونهَا من سفلته فَكنت عَنهُ وَحُمرَة ذَلِك الموض يسب بِهِ أَو أَرَادَت حمرَة جَمِيع الْبدن وَذَلِكَ من الهجنة. محزون من الْحزن تُرِيدُ الخشونة. الهزمة: الوقبة بَين الصَّدْر والعنق تُرِيدُ أَنه خشن الصَّدْر ثَقيلَة كَقَوْل امْرَأَة فِي امرىء الْقَيْس: ثقيل الصَّدْر. أَو أَرَادَت خشونة الملمس من بدنه أجمع من الهزم وَهُوَ غمزك الشَّيْء تهزمه بِيَدِك هزما. وَمن روى: اللهزمة أَرَادَ: أَن لَهَا زمة تدلَّت من الْحزن والكآبة. هدباء: متغضنة متدلية من الشَّجَرَة الهدباء وَهِي المتدلية الأغصان. هلباء: عمَّها الشّعْر من الهلب. الزعيم: الْكَفِيل أَي هُوَ مُوكل بالأنفاس يصعدها لغَلَبَة الْحَسَد والكآبة عَلَيْهِ أَو أَرَادَت أنفاس الشّرْب. النِّفاس: المنافسة [343] أَي أسقمه النّفاس. ينوس: يَتَحَرَّك ويضطرب لَا يهدأ وَلَا يفتر شرُّه. البسوس: مَضْرُوب بهَا الْمثل فِي الشؤْم.(2/135)
6 - قَتَادَة رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ إِذا سمع الحَدِيث يختطفه اختطافاً وَكَانَ إِذا سمع الحَدِيث لم يحفظه أَخذه العويل والزويل حَتَّى يحفظه.
زول هُوَ القلق من زَالَ عَن الْمَكَان زوالا وزويلا وَمِنْه الْفَتى الزول وَهُوَ الْخَفِيف الحركات. الْحجَّاج رحم الله امْرأ زور نَفسه على نَفسه.
زور أَي اتَّهمها عَلَيْهَا يُقَال: أَنا أزورك على نَفسك. وَحَقِيقَته: نَسَبهَا إِلَى الزُّور كفسقة وجهَّلة. هِشَام بن عُرْوَة رحمهمَا الله تَعَالَى قَالَ لرجل: أَنْت أثقل عليَّ من الزاووق وروى: من الزواقى.
زوق الزاووق: هُوَ الزئبق لِأَنَّهُ ثقيل رزين. والزواقي الديكة لأَنهم كَانُوا يسمرون فيثقل عَلَيْهِم زقاؤها لَا نقطاع السمر عَنْهُم بانبلاج الْفجْر. فِي الحَدِيث إِن الْجَارُود لما أسلم وثب عَلَيْهِ الحطم فَأَخذه فشده وثاقا وَجعله فى الزأرة.
زور هى الأجمة يُقَال للأسد: مرزبان الزأرة. مُزَوق فِي (ظلّ) . زائله فِي (عش) . ثوبى زور فى (شب) : مَا زوى الله فِي (بر)
الزَّاي مَعَ الْهَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوصى أَبَا قَتَادَة بِالْإِنَاءِ الَّذِي تَوَضَّأ مِنْهُ فَقَالَ: ازدهر بِهِ فَإِن لَهُ شَأْنًا.(2/136)
7 - زهر أى احتفظ واجعله من مَالك ووطرك من قَوْلهم قضيت مِنْهُ زهرتي أَي وطرى قَالَ جرير: ... فَإنَّك قين وَابْن قينين فازْدِهرْ ... بكِيرِك إِن الكِيرَ للْقَيْنِ نافعُ ... وَقيل افرح بِهِ من قَوْلهم للجذلان: مزدهر وَقَوْلهمْ للبخترية: الزَّاهِرِيَّة. وأصل ذَلِك كُله من الزهرة وَهِي الْحسن والبهجة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يحْتَفظ بِهِ ويفرح إِذا استحسنه فَكَأَنَّهُ قَالَ: اعتدّ بِهِ اعتدادك بِمَالِه زهرَة. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الثَّمر قبل أَن يزهو.
زهو يُقَال: زهى الثَّمر وأزهى إِذا احمر أَو اصفر. وأبى الْأَصْمَعِي الإزهاء وَلم يعرف أزهى. وَفِي كتاب الْعين: يزهو خطأ إِنَّمَا هُوَ يزهى. أفضل النَّاس مُؤمن مزهد.
زهد هُوَ الْقَلِيل المَاء لِأَن مَا عِنْده يزهد فِيهِ لقلته. قَالَ الْأَعْشَى: ... فلَمْ يَطْلُبُوا سِرَّها لِلْغِنَى ... وَلم يُسْلِمُوها لإزهادها ... وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ فِي الْمَمْلُوك إِذا أطَاع الله وأطاع موَالِيه: لَيْسَ عَلَيْهِ حِسَاب وَلَا على مُؤمن مزهد. ذكر الدَّجَّال فَقَالَ: أَعور جعد أَزْهَر هجان أقمر كَأَن رَأسه أصلة أشبه النَّاس بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن وَلَكِن الهلك كل الهلك أَن ربكُم لَيْسَ بأعور.
زهر الْأَزْهَر: الْأَبْيَض. وَمِنْه حَدِيث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَكْثرُوا [عليَّ] (7) الصَّلَاة فِي اللَّيْلَة الغراء [344] وَالْيَوْم الْأَزْهَر قَالُوا: أَرَادَ لَيْلَة الْجُمُعَة ويومها. وَمِنْه حَدِيثه الآخر: إِنَّهُم سَأَلُوهُ عَن جد بني عَامر بن صعصعة فَقَالَ: جمل أَزْهَر متفاج يتَنَاوَل من أَطْرَاف الشّجر.(2/137)
8 - وسألوه عَن غطفان فَقَالَ: رهوة تنبع مَاء ويروى أَنه قَالَ: رَأَيْت جدود الْعَرَب فَإِذا جد بني عَامر بن صعصعة جمل آدم مقيَّد بعُصُمٍ يَأْكُل من فروع الشّجر. والهجان: الْأَبْيَض أَيْضا. والأقمر: الشَّديد الْبيَاض. الأصلة: حَيَّة كَبِيرَة الرَّأْس قَصِيرَة الْجِسْم تثب على الْفَارِس فتقتله عَن ابْن الْأَنْبَارِي. وَقيل حَيَّة خبيثة لَهَا رجل وَاحِدَة تقوم عَلَيْهَا ثمَّ تَدور ثمَّ تثب. وَالْجمع أصل وَأنْشد الْأَصْمَعِي: ... يَا ربِّ إِن كَانَ يَزيدُ قد أَكَل ... لحم الصديقِ عَلَلاً بعد نَهَلْ
فاقْدُرْ لَهُ أصَلَةً من الأَصْل ... كَيْسَاءَ كالقُرْصَةِ أَو خُفِّ الجملْ ... وَقَالَ الجاحظ: الْأَعْرَاب يَقُولُونَ: إِنَّهَا لَا تمر بِشَيْء إِلَّا احْتَرَقَ وَكَأَنَّهَا سميت لإهلاكها واستئصالها. الهلك: الْهَلَاك أَي وَلَكِن الْهَلَاك كل الْهَلَاك للدجال أنض النَّاس يعْملُونَ أَن الله سُبْحَانَهُ منزه عَن العور وَعَن جَمِيع الْآفَاق فَإِذا ادّعى الربوبية وَلبس عَلَيْهِم بأَشْيَاء لَيست فِي الْبشر فَإِنَّهُ لَا يقدر على إِزَالَة العور الَّذِي يسجل عَلَيْهِ بالبشرية ويروى: فأمَّا هَلَكت هلك فَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور. أَي فَإِن هلك بِهِ نَاس جاهلون وَضَلُّوا فاعملوا أَن الله لَيْسَ بأعور وَلَو روى: فإمَّا هَلَكت هلك على قَول الْعَرَب: افْعَل ذَلِك إِمَّا هَلَكت هلك لَكَانَ وَجها قَوِيا وَمَجْرَاهُ مجْرى قَوْلهم: افْعَل ذَلِك على مَا خيَّلت أَي على كل حَال. وَهلك: صفة مُفْردَة نَحْو قَوْلك: امْرَأَة عطل وناقة سرح بِمَعْنى هالكة وَيُرِيد بالهالكة نَفسه. وَالْمعْنَى افعله وَإِن هَلَكت نَفسك. وَمن الْعَرَب من لَا يصرفهَا كَأَنَّهُ جعلهَا علما لنَفسِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ: فكيفما كَانَ الْأَمر فَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور.(2/138)
9 - المتفاج: الَّذِي يتفاج للبول لِأَنَّهُ فِي خصب فَهُوَ يشرب المَاء سَاعَة فساعة وَإِنَّمَا يتَنَاوَل من أَطْرَاف الشّجر لِأَنَّهُ شبعان فيستطرف وينتقي وَلَا يخلط خلط الجائع. قَالَ ابْن ميّاة: ... إِنِّي امرؤٌ أَعْتَفِي الحاجاتِ أطلبُها ... كَمَا اعْتَفَي سَنِق يُلْقَي لَهُ العُشُبُ ... الرهوة: الأَرْض المرتفعة والمنخفضة وَأَرَادَ المرتفعة شبههم بِالْجَبَلِ [245] فِي الْعِزّ والمنعة. الآدم: الْأَبْيَض مَعَ سَواد المقلتين. العصم: أثر الورس والحناء وَنَحْوهمَا. وَمِنْه قَول الأعرابية: أعطيني عُصم حنائك أَي نضارته فاستعير للوذح أَي صَار ذَلِك لَهُ كالقيد. وَقيل هُوَ جمع عِصَام وَهُوَ مَا يعْصم بِهِ الشَّيْء أَي يرْبط كعصام الْقرْبَة يُرِيد أَن الخصب ربطه فَلَا يبعد فِي المرعى فَهُوَ كالمقيد الَّذِي لَا يبرح. إِذا سَمِعت بناسٍ يأْتونَ من قبل الْمشرق أولى زهاء يعجب النَّاس من زيهم فقد أظلت السَّاعَة.
زهو أَي ذَوي عدد كثير. قَالَ ابْن أَحْمَر: ... تقلدت إبريقا وعلَّقْتَ جَعْبَةً ... لتُهْلِك حيًّا ذَا زُهاءٍ وحامِلِ ... وَهُوَ من زهوت الْقَوْم إِذا حزرتهم وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا فِي الْكثير فَأَما الْقَلِيل فَإِنَّهُم يعدون عدا أَلا ترى إِلَى قَوْله عز وَعلا (7) {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} . يَعْنِي الْقلَّة. وَيُقَال: هم زهاء مائَة أَي قدرهَا وحزاء مائَة من حزوت الْقَوْم إِذا حزرتهم ولهاء مائَة من لاهى الصَّبِي من الْفِطَام إِذا قاربه. عَن النَّضر ونهاء مائَة من الِانْتِهَاء ورهاق مائَة من راهقت إِذا دانيت وزهاق مائَة من زهق الْخَيل إِذا تقدمها ونهاز مائَة من ناهز الِاحْتِلَام إِذا قاربه.(2/139)
0 - إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم مَا يُخرج الله من نَبَات الأَرْض وزهرة الدُّنْيَا. فَقَامَ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله وَهل يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَسكت سَاعَة وأرينا أَنه ينزل عَلَيْهِ فأفاق وَهُوَ يمسح عَنهُ الرحضاء وَقَالَ: أَيْن هَذَا السَّائِل فَكَأَنَّهُ حَمده فَقَالَ: إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيرِ وَلَكِن الدُّنْيَا حلوة خضرَة وَمِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر تَأْكُل حَتَّى إِذا امتدت خاصرتاها اسْتقْبلت عين الشَّمْس فثلطت وبالت ثمَّ عَادَتْ فَأكلت ثمَّ أفاضت فاجترت من أَخذ مَالا بِحقِّهِ بورك لَهُ فِيهِ وَمن أَخذ مَالا بِغَيْر حَقه لم يُبَارك لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع.
زهر زهرتها: حسنها. خضرَة: خضراء ناعمة يُقَال أَخْضَر وخضر كَقَوْلِهِم: أَعور وعور. الْخضر: نوع من الجنبة واحته خضرَة وَلَيْسَ من أَحْرَار الْبُقُول وَلَا من بقول الرّبيع وَإِنَّمَا هُوَ من كلأ الصَّيف فى القيظ وَالنعَم لَا تستكثر مِنْهُ تستوبله قَالَ طرفَة: ... كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا ... أنْبَتَ الصيفُ عساليجَ الخَضِرْ ... حَبط بَطْنه: إِذا انتفخ فَهَلَك حَبطًا وحبط عمله حَبطًا بِالسُّكُونِ. يلم: يكَاد. أَرَادَ ( [346] : أَن الدُّنْيَا مونقة تعجب الناظرين فيستكثرون مِنْهَا فتهلكهم كالماشية إِذا استكثرت من المرعى حبطت وَذَلِكَ مثل للمسرف: والمقتصد مَحْمُود الْعَاقِبَة كآكلة الْخضر. خَالِد كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن النَّاس قد انْدَفَعُوا فِي الْخمر وتزاهدوا الْجلد (7) .(2/140)
1 - أى احتقروه ورأوه زهيدا أَي قَلِيلا. وَمِنْه قَول عمر بن معد يكرب: ... وَلَو أبصرتَ مَا جَمَعْت فَوق الْورْد تزدهده ...
زهد أَي تحتقره. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَ أَيمن: دخلت عَلَيْهَا وَعَلَيْهَا درع قِيمَته خَمْسَة دَرَاهِم فَقَالَت: إِن جاريتي تزهى أَن تلبسه فِي الْبَيْت وَقد كَانَ لي مِنْهُ درع على عهد رَسُول الله الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا كَانَت امْرَأَة ثقين فى الْمَدِينَة إِلَّا أرْسلت إِلَى تستعيره.
زهى من الزهو وَهُوَ الْكبر وَأَصله الرّفْع. تقين: تزيَّن لزفافها وَمِنْه اقتانت الرَّوضة إِذا ازدانت. المزاهر فِي (ذف) . المزهر فِي (غث) . أَزْهَر فى (مغ) . زاهق فِي (حب) . زهوه فِي (عد) . فَمَا أُزهف فِي (جد) . تزهق فِي (قد) .
الزَّاي مَعَ الْيَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى خلق فِي الْجنَّة ريحًا بعد الرّيح بِسبع سِنِين من دونهَا بَاب مغلق فَالَّذِي يأتيكم من الرّيح مِمَّا تخرج من خلال ذَلِك الْبَاب وَلَو أَن ذَلِك الْبَاب فُتح لأدرت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض من شىء. اسْمهَا عِنْد الله الأرنب وهى فِيكُم الْجنُوب.
زيب كَأَنَّهَا سميت لخفيفها وَسُرْعَة مرِّها من قَوْلهم مرَّ فلَان وَله أزيب وأذيب إِذا مر مرا سَرِيعا وَقيل للداهية: أزيب لِأَنَّهَا تستفز وتقلق. قَالَ سَالم الْمحَاربي يرثي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ... وتبكيه شُعثٌ خِماصُ البُطُونِ ... أضَرَّ بهِمْ زَمَنٌ أزْيَبُ ... وَكَأَنَّهُ قلب لقَولهم فِي الخفَّة والنشاط الأُزبى وللدواهي: الأزابي.(2/141)
2 - شُرَيْح رَحمَه الله كَانَ يجبز من الزِّينَة وَيرد من الْكَذِب.
زين قَالُوا: هَذَا فِي تَدْلِيس البَائِع وَهُوَ أَن يَبِيع مِنْهُ الثَّوْب على أَنه هروي أَو مَرْوِيّ فللمبتاع الرَّد إِن لم يكن كَذَلِك وَإِن زينه بالصبغ حَتَّى ظن أَنه هروي فَلَيْسَ لَهُ الرَّد لِأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ التقليب وَالنَّظَر. فِي الحَدِيث: إِن الله عز وَجل قَالَ لأيوب عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يخاصمنى إِلَّا من يَجْعَل االزيار فِي فَم الْأسد والسحال فِي فَم العنقاء.
زير الزيار: مَا يشد بِهِ البيطار جخفلة الدَّابَّة. وزيره: إِذا شدَّه بِهِ. السِّحال بِمَعْنى المسحل وَهُوَ الْحلقَة المدخلة فِي الْأُخْرَى على طرف شكيمة اللجام وهما مسحلان [347] فِي طرفيها. زينتها فِي (حَيّ) . أزل فِي (جلّ) . فَلم يزدْ فِي (وض) . [آخر الزَّاي](2/142)
3 - حرف السِّين
السِّين مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث المبعث ذكر أَن جِبْرِيل قَالَ لَهُ: اقْرَأ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَلم أدر مَا أَقرَأ فَأخذ بحلى فأبنى حَتَّى أجهشت بالبكاء فَقَالَ: اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق فَرجع بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترجف بوادره.
سأب سأت سَاد سأبه وسأته وسأده: أَخَوَات بِمَعْنى خنقه. وَكَذَلِكَ ذأته وذأطه وذعطه. جهشت نَفسه للبكاء والحزن والشوق إِذا اهتاجت وتهيأت من قَوْلهم: جهش الْقَوْم عَن الْموضع إِذا ثَارُوا: وَرَأَيْت جاهشة من النَّاس وأجهشته عَن الْأَمر وأجهضته: أعجلته وَقَالَ النَّضر: الجهشة: الْعبْرَة. البادرة: اللحمة الَّتِي بَين الْمنْكب والعنق. قَالَ: ... وَجَاءَت الخيلُ مُحْمَرًّا بوادِرُها ... وَقيل: الَّتِي بَين الْإِبِط والثدي وَقيل هِيَ المنحر. وبُدر: طعن فِي بادرته وَيُقَال للخائف: رجفت بوادره وأرعدت فرائصه. الضَّمِير فِي بهَا للكلمات أَو الْآيَات فقد روى أَن الْمنزل عَلَيْهِ بديا من هَذِه السُّور خمس آيَات. اسْتَأْذن عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَهْط من الْيَهُود فَقَالُوا: السامُ عَلَيْكُم يَا أَبَا الْقَاسِم فَقَالَت عَائِشَة: عَلَيْكُم السام والذَّام واللعنة والأفن والدام. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهَا: لَا تقولي ذَلِك فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التفاحش. ويروى أَنه قَالَ لَهَا: إِن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله ألم تعلم مَا قَالُوا قَالُوا: السام عَلَيْكُم. فَقَالَ: قد قلت: عَلَيْكُم.(2/143)
4 - هَكَذَا رَوَاهُ قَتَادَة وَقَالَ: مَعْنَاهُ: تسامون دينكُمْ يُقَال: سئمه وَمِنْه سأما وسأما وسآمةً وسَآماً. قَالَ النَّابِغَة: ... على إِثْر الأدِِلة والبغاَيا ... وخَفقِ الناجياتِ من السآم ... أَي تخفق من السآم بِمَعْنى تضطرب من ملال السّير والإعياء. وروى من الشآم بِمَعْنى غَزْو عَمْرو بن هِنْد الشآم. وَرَوَاهُ غَيره السام وَهُوَ الْمَوْت. فَإِن كَانَ عَرَبيا فَهُوَ من سَام يسوم إِذا مضى لِأَن الْمَوْت مضى. وَمِنْه قيل لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة سَام لمضائهما وجولانهما فِي الْبِلَاد وَلذَلِك سمي الدِّرْهَم قرقوفا والقرقوف: الْخَفِيف الجوال. وفى كَلَامهم: أَبيض قرقوف لَا شعر وَلَا صوف فِي كل بلد يطوف. وَكَانَ خَالِد بن صَفْوَان إِذا حصل فِي يَده دِرْهَم قَالَ: يَا عيار كم تعير وَكم تَطوف وَتَطير لأطيلن ضجعتك. ثمَّ يطرحه فِي الصندوق ويقفل عَلَيْهِ. وَقَالُوا [348] فِي البرسام: مَعْنَاهُ ابْن الْمَوْت وبر بالسُّرْيَانيَّة: الابْن وَقد تصرفت فِيهِ الْعَرَب فَقَالُوا: بلسام وجرسام. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رد السَّلَام على الْيَهُود إِنَّهُم يَقُولُونَ السام عَلَيْكُم فَقولُوا: وَعَلَيْكُم. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فى هَذِه الْحبَّة السوادء شِفَاء من كل دَامَ إِلَّا السام. قيل: وَمَا السام قَالَ: الْمَوْت. الدام: الدَّائِم. الأفن: النَّقْص وَرجل أفين ومأفون: نَاقص الْعقل. وَقد أفنها الحالب إِذا لم يدع فِي ضرْعهَا شَيْئا. الذام والذان والذاب: الْعَيْب. الْفُحْش: زِيَادَة الشىء على مقاداره.(2/144)
ردعها عَن الْعدوان فِي الْجَواب. قَالَ النمر بن تولب: ... وَقد تَثَلَّم أنيابي وأدْرَكَنِي ... قِرْنٌ عليّ شَدِيد فاحشُ الغَلَبَهْ ... ساسم فِي (زخ) . (سآمة فِي (عب) . سئتاها فِي (قح) . سائرها فِي (أز) .
السِّين مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَائِشَة وسمعها تَدْعُو على سَارِق: لَا تسبخى عَنهُ بدعائك عَلَيْهِ.
سبخ أى لَا تخففى يُقَال: اللَّهُمَّ شبخ عَنى الْحمى أى سلها وخففها. وَقَالَ اللحياني: سبَّخ الحرُّ تسبيخا إِذا صَار خوارا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {سبحا طَوِيلا} أَي رَاحَة وخفة. وَهَذَا مثل حَدِيثه الآخر: من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر.
سبغ ثَلَاث كَفَّارَات: إسباغ الْوضُوء فِي السبرات وَنقل الْأَقْدَام إِلَى الْجَمَاعَات وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة.
سبر السبرة: شدَّة الْبرد قَالَ الحطيئة: ... عظامُ مَقيلِ الْهَام غُلْبٌ رقابُها ... يباكرن حَدَّ المَاء فِي السَّبَرَات ... سميت بذلك لِأَنَّهَا من محنة الله وبلائه من قَوْلك: اسبر مَا عِنْد فلَان أَي ابله وَمن ثمَّ كنى السّمع الْأَزَل بأبى سُبْرَة. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأم سَلمَة حِين تزَوجهَا وَكَانَت ثَيِّبًا: إِن شِئْت سبَّعت عنْدك ثمَّ سبَّعت عِنْد سَائِر نسَائِي وَإِن شِئْت ثلثت ثمَّ درت لَا أحتسب بِالثلَاثِ عَلَيْك.
سبع اشتقوا فعَّل من الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة فَمن ذَلِك سبع الْإِنَاء إِذا غسله سبع مَرَّات قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: ...(2/145)
كَنَعْتِ الَّتِي جَاءَت تُسَبِّعُ سُؤْرها ... وَقَالَت حرَام أَن يُرَجَّلَ جارها ... وسبَّع الْمَوْلُود إِذا حُلق رَأسه وَذبح عَنهُ بعد سَبْعَة أَيَّام. وَقَالَ أَعْرَابِي لرجل أحسن إِلَيْهِ: سبَّع الله لَك أى جَزَاك بِوَاحِد سَبْعَة. وَسبع عِنْد امْرَأَته: أَقَامَ عِنْدهَا سبعا وَثلث: أَقَامَ ثَلَاثًا. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: للبكر [349] سبع وللثيب ثَلَاث. أَي زِيَادَة على النّوبَة عِنْد الْبناء. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السبَاع.
سبع هُوَ أَن يسبع كل وَاحِد من الرجلَيْن صَاحبه أَي يطعن فِيهِ ويثلبه واشتقاقه من السَّبع لِأَنَّهُ يفعل بِعرْض أَخِيه مَا يَفْعَله السَّبع بالفريسة أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: يمزق فروته وَيَأْكُل لَحْمه. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه الفخار بِكَثْرَة الْجِمَاع. وَعنهُ: أَنه كَثْرَة الْجِمَاع. وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّه اغْتسل من سِبَاع كَانَ مِنْهُ فِي شهر رَمَضَان. وَكَأن ذَلِك من السَّبع لِأَن هَذَا الْعدَد يسْتَعْمل فِي الْكَثْرَة. وَمِنْه قَوْله عز وَعلا: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل} وَقَوله تَعَالَى: {إنْ تَسْتَغْفرْ لهمْ سبعين مرّة} . وَقَوله بَاب مَدِينَة الْعلم عَلَيْهِ السَّلَام: ... لأُصْبِحنَّ العاصيَ ابنَ العاصِي ... سبعين ألفا عَاقِدِي النَّواصِي ... ولبعض أهل الْعَصْر: ... وَقد خَطَبْتُ على أَعْوَاد منبره ... سَبْعاً دِقاقَ الْمعَانِي جَزْلة الْكَلم ... كنى بِهَذَا عَن السبَاع. وَلَقَد أحسن فِي إساءته غفر الله لَهُ وَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّه جواد كريم أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سباطة قومٍ فَبَال ثمَّ تَوَضَّأ وَمسح على خفيه.(2/146)
7 - سبط هِيَ الكناسة الَّتِي تطرح كل يَوْم بأفنية الْبيُوت فتكثر من سبط عَلَيْهِ الْعَطاء إِذا تَابعه وَأَكْثَره. تِسْعَة أعشراء الرزق فِي التِّجَارَة والجزء الْبَاقِي فِي السابياء. هى النِّتَاج.
سبأ وَيُقَال: إِن لفُلَان لسابياء وَبَنُو فلَان تروح عَلَيْهِم سابياء. ترَاد كَثْرَة الْمَوَاشِي وَهِي فِي الأَصْل الْجلْدَة الَّتِي يخرج مِنْهَا الْوَلَد من سبأت جلده إِذا سلخته وسبيُّ الْحَيَّة: مسلاخها. قَالَ كثير: ... يُجَرِّدُ سِرْبالاً عَلَيْهِ كأنَّهُ ... سَبيُّ هلالٍ لم تُخَرَّقْ شرانِقه ... ويعضد ذَلِك تسميتهم لَهَا مشيمة من شام السَّيْف من غمده إِذا سَله. وسلى من سلا عَن الْهم إِذا فرج. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا لَك يَا ظبْيَان قَالَ: عطائي أَلفَانِ. قَالَ: اتخذ من هَذَا الْحَرْث والسابياء قبل أَن يليك غلمة من قُرَيْش لَا تعد الْعَطاء مَعَهم مَالا. لَعَلَّكُمْ ستدركون أَقْوَامًا يؤخرون الصَّلَاة فصلوا فِي بُيُوتكُمْ للْوَقْت الَّذِي تعرفُون وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة. وروى: نَافِلَة.
سبح السُّبحة: من التَّسْبِيح كالعرضة من التَّعْرِيض والمتعة من التمتيع والسخرة من التسخير والمكتوبة والنافلة وَإِن التقتا فِي أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا مسبح فِيهَا إِلَّا أَن النَّافِلَة جَاءَت بِهَذَا الِاسْم أخص من قبل أَن التسبيحات فِي الْفَرَائِض [35] نوافل فَكَأَنَّهُ قيل: النَّافِلَة سبْحَة على أَنَّهَا شَبيهَة الْأَذْكَار فِي كَونهَا غير وَاجِبَة. وَفِي حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يُصَلِّي سبحته فِي مَكَانَهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الْمَكْتُوبَة.(2/147)
8 - وَأما السبحات وَهِي جمع سبْحَة كغرفة وغرفات فى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن جبرئيل قَالَ: لله دون الْعَرْش سَبْعُونَ حِجَابا لَو دنونا من أَحدهَا لأحرقتنا سُبُحات وَجه رَبنَا فَهِيَ الْأَنْوَار الَّتِي إِذا رَآهَا الراءون من الْمَلَائِكَة سبحوا وهللوا لما يروعهم من جلال الله وعظمته. من أَدخل فرسا بَين فرسين فَإِن كَانَ يُؤمن أَن يسْبق فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَا يُؤمن أَن يسْبق فَلَا بَأْس بِهِ.
سبق أَي إِن كَانَ الْفرس الْمُحَلّل وَيُقَال لَهُ الدخيل بليدا يُؤمن سبقه فَهُوَ قمار لَا يجوز كَأَنَّهُمَا لم يُدخلا بَينهمَا شَيْئا وَإِن كَانَ جوادا رائعا لَا يُؤمن سبقه فَهُوَ جَائِز. وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرَّهْن إِذا كَانَ من كلا المستبقين أَيهمَا سبق أَخذه فَهُوَ الْقمَار الْمنْهِي عَنهُ وَإِن كَانَ من أَحدهمَا جَازَ فَإِذا أدخلا الْمُحَلّل بَينهمَا ووضعا رهنين دون الْمُحَلّل أَيهمَا سبق أَخذ الرهنين وَإِن سبق الْمُحَلّل أخذهما وَإِن سبق فَلَا شَيْء عَلَيْهِ فَهُوَ طيب. رأى رجلا يمشي بَين الْقُبُور فِي نَعْلَيْنِ فَقَالَ: يَا صَاحب السبتين اخلع سبتيك وروى: السبتيين وسبتييك.
سبت السبت: كل جلد مدبوغ عَن أبي عَمْرو. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المدبوغ بالقرظ وَهُوَ من قَوْلهم: انسبتت البسرة إِذا جرى الإرطاب فِي كلهَا ولانت وَأَرْض سبتاء وَهِي اللينة السهلة لِأَن الْجلد إِذا دُبغ لَان. وَقيل: هُوَ من السبت وَهُوَ الْحلق لِأَن الشّعْر يسبت عَنهُ ويزال. [وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه قيل لَهُ: إِنَّك تلبس النِّعَال السبتية فَقَالَ: رَأَيْت النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبس النِّعَال الَّتِي لَا شعر عَلَيْهَا وَإِذا أحب أَن ألبسها. وَإِنَّمَا اعْترض عَلَيْهِ لِأَنَّهَا نعال أهل النِّعْمَة وَالسعَة] .(2/148)
9 - وَفِي حَدِيث ابْن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا إِنَّه قيل لَهُ وَهُوَ بِمَكَّة: لَو أردْت لأخذت بسبتى فمشيت فيهمَا ثمَّ أمذح حَتَّى أَطَأ على الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة. المذح: اصطكاك الفخذين وَإِنَّمَا يمذح السمين من الرِّجَال وَكَانَ عبد الله ابْن عَمْرو سمينا. أَرَادَ إِنِّي مَعَ سمني لَا أمذح حَتَّى أبلغ مَوضِع خُرُوج الدَّابَّة لقُرْبه من مَكَّة. وَمِنْه قَوْله: لَو شِئْت أَلا أنتقل حتتى أَضَع قدمي على الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة [351] لفَعَلت من أجياد مِمَّا يَلِي الصَّفَا. وَقَوْلهمْ للنعل المحذوة من السبت: سبت كَقَوْلِهِم: فلَان يلبس الْقطن وَالصُّوف وَفُلَان يلبس الإبريسم يُرِيدُونَ الثِّيَاب المتخذة مِنْهَا. وَعَن الْحجَّاج أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ لبس نَعْلَيْه قَالَ: أروني سبتي قيل إِنَّمَا أمره بِالْخلْعِ لقذر كَانَ بهما. وَقيل: احتراما للمقابر وَيجوز أَن يكون لاختياله. إِن ذئبا اخْتَطَف شَاة من غنم أَيَّام المبعث فانتزعها الرَّاعِي مِنْهُ فَقَالَ الذِّئْب: من لَهَا يَوْم السَّبع
سبع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الْموضع الَّذِي إِلَيْهِ الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَي من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ جلد رجلَيْنِ سبحا بعد الْعَصْر.
سبح أَي صليا من قَوْله تَعَالَى: {فَلَوْلاَ أنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ} المُرَاد بِالْجلدِ ضرب من التعزيز. إِنِّي لأكْره أَن أرى أحدكُم سَبَهْلَلا لَا فِي عمل دنيا وَلَا فِي عمل آخِرَة قَالَ الْأَصْمَعِي: جَاءَ يمشي سَبَهْلَلا إِذا جَاءَ وَذهب فَارغًا من غير شَيْء. وَقَالَ أَبُو زيد: رَأَيْت فلَانا سَبَهْلَلا وَهُوَ المختال فِي مشيته. وَأنْشد:(2/149)
0 - ... سبهلل الروحة لعاب الضُّحَى ... وَقَالَ رُؤْيَة: ... أَغْدُو قَرِينَ الفارغِ السَّبَهْلَلِ ... والسبغلل: مثله وَيُمكن أَن يُقَال: انهما من إسبال الذيل وإسباغه على زِيَادَة الْهَاء فِي الأول وَاللَّام فِي الثَّانِي. التنكير فِي دنيا وآخرة يَئُول إِلَى الْمُضَاف إِلَيْهِمَا وَهُوَ الْعَمَل كَأَنَّهُ قَالَ لَا فِي عمل من أَعمال الدُّنْيَا وَلَا فِي عمل من أَعمال الْآخِرَة. وَفِي الحَدِيث: لَا يجيئن أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة سَبَهْلَلا أَي فَارغًا لَيْسَ مَعَه من عمل الْآخِرَة شَيْء. الزبير رَضِي الله عَنهُ قيل لَهُ: مر بنيك حَتَّى يتزوجوا فِي الغرائب فقد غلب عَلَيْهِم سبر أَبى بكر ونحوله.
سبر قَالَ الْمبرد: سبرتت الدَّابَّة لأعْلم لؤمها من كرمها وَكَيف حركتها وَمَا نَسَبهَا. وَيُقَال: إِنِّي لأعرف سبر أَبِيه فِيهِ أَي علامته وَشبهه. وانشد أَبُو زيد: ... أَنا ابنُ المضرحِيِّ أبي شُلَيْلِ ... وَهل يَخْفَى على النَّاس النَّهَارُ
علينا سِبْرُه ولكلِّ فَحْلٍ ... على أوْلادِه مِنْهُ نِجَارُ ... وَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ دَقِيق المحاسن نحيفا فَأمره الرجل بِأَن يزوجهم الغرائب ليجتمع لَهُم حسن أبي بكر وَشدَّة غَيره. حَتَّى بِمَعْنى كي مثلهَا فِي قَوْلك: أسلمت حَتَّى أَدخل الْجنَّة. سلمَان رَضِي الله عَنهُ رئي بِالْكُوفَةِ على حمَار عرى [352] وَعَلِيهِ قَمِيص سنبلانى.
سبل هُوَ السابغ المسنبل وَقد سنبل قَمِيصه إِذا جرله ذَنبا من خَلفه أَو أَمَامه(2/150)
1 - وَالنُّون مزيدة لعدمها فِي أسبل وَكَذَا فِي السنبل لقَولهم: السبل فِي مَعْنَاهُ. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ لَا تمشين أَمَام أَبِيك وَلَا تجْلِس قبله وَلَا تَدعه باسمه وَلَا تستسب لَهُ.
سَبَب أَي لَا تجر إِلَيْهِ المسبة بِأَن تسب أَبَا غَيْرك فيسب أَبَاك. وَنَحْوه مَا روى عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يسب الرجل وَالِديهِ قَالُوا وَكَيف يسب وَالِديهِ قَالَ: يسب الرجل فيسب أَبَاهُ وَأمه. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ حبيب بن أبي ثَابت: رَأَيْت على ابْن عَبَّاس ثوبا سابريا أستشف مَا وَرَاءه.
سبر قَالَ ابْن دُرَيْد: كل رَقِيق عِنْدهم سابري وَمِنْه قَوْلهم: عرض سابري وَالْأَصْل فِيهِ الدروع السابرية وَهِي منسوبة إِلَى سَابُور. أستشف مَا وَرَاءه أَي أبصره وَيُقَال: كتبت كتابا فأستشفه أَي أتأمل مَا فِيهِ: هَل وَقع خلل أَو لحن. وَتقول لبزار: استشف هَذَا الثَّوْب أَي اجْعَلْهُ طاقاً وارفعه فِي ظلّ حَتَّى أنظر: أكثيف هُوَ أم سخيف. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي عَن بعض الأعرابيات: هُوَ غنى يشف الْفقر من وَرَائه بِمَعْنى يسْتَشف وشف الثَّوْب عَن الْمَرْأَة شفوفاً وشفيفا إِذا أبدى مَا وَرَاءه. قَالَ مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر رَحِمهم الله: رَأَيْت ابْن عَبَّاس قدم مَكَّة مسبداً رَأسه فَأتى الْحجر فَقبله ثمَّ سجد لَهُ.
سبد السبد: الشّعْر من قَوْلهم: مَا لَهُ سبد وَلَا لبد. وَيُقَال للعانة: السبدة على الْكِنَايَة وَمِنْه سبد رَأسه إِذا طمَّ سبده مستقصياً. وَمثله جلد الْبَعِير إِذا(2/151)
2 - كشط جلده وسبده إِذا أَعْفَاهُ عَن الْغسْل والدهن أى تَركه سبدا ساذجا بِلَا دهن وَلَا مَاء. قَالُوا: وَهُوَ المُرَاد فِي الحَدِيث وَيجوز أَن يكون من سبد رَأسه إِذا بله بِالْمَاءِ من السبد وَهُوَ طَائِر كثير السبد أَي الريش لينه جدا إِذا أَصَابَهُ أدنى ندى قطر ريشه مَاء. وَالْعرب تشبه بِهِ الْفرس إِذا عرق قَالَ: ... كَأَنَّهُ سُبَد بِالْمَاءِ مَغْسولُ ... وَمِنْه يَقُولُونَ لكل لثق ند سبد وَقد سبدت ثِيَابك. وللمحرم أَن يغْتَسل وَيدخل الْحمام وَلَا يغسل رَأسه وَلَا لحيته بخطمى وَنَحْوه. عَليّ بن الْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام كَانَ لَهُ سبنجونة من جُلُود الثعالب كَانَ إِذا صلى لم يلبسهَا.
سبنج هِيَ فَرْوَة من ثعالب وَكَانَ أَبُو حَاتِم يذهب إِلَى لون الخضرة آسمان جون. عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَت تضرب الْيَتِيم يكون فى [353] حجرها حَتَّى يسبط.
سبط أَي يَمْتَد على وَجه الأَرْض يُقَال: دخلت على الْمَرِيض فتركته مسبطا أى لقى لَا يتَكَلَّم وَلَا يَتَحَرَّك. شُرَيْح رَحمَه الله إِن امْرَأتَيْنِ اختصمتا إِلَيْهِ فِي ولد هرة فَقَالَ: ألقوه مَعَ هَذِه فَإِن هِيَ قرت وَدرت واسبطرت فَهُوَ لَهَا وَإِن هِيَ مرت وفرت واقشعرت فَلَيْسَ لَهَا وروى: هرت وازبأرت.
سبطر اسبطر فى معنى أسبط ولوفاقه لَهُ ثَلَاثَة الأحرف لَا يكون مِنْهُ اشتقاقا معنى وَإِن وَافقه لِأَن الرَّاء لَا تكون مزيدة. والمغنى امتدادها للإرضاع وسلسها لَهُ.(2/152)
3 - ازبأر نَحْو اقشعر وَيجوز أَن يكون من الزبرة وَهِي مُجْتَمع الْوَبر فِي الْمرْفقين والصدر لِأَنَّهَا تنفش زبرتها. وَفِي حَدِيث عَطاء رَحمَه الله: إِنَّه سُئل عَن الرجل يذبح الشَّاة ثمَّ يَأْخُذ مِنْهَا يدا أَو رجلا قبل أَن تسبطر قَالَ: مَا أخذت مِنْهَا فَهُوَ ميتَة. فى الحَدِيث: شبعت سليم يَوْم الْفَتْح.
سبع أى تمت سَبْعمِائة رجل وَهُوَ نَظِير تثبيت الْمَرْأَة ونيبت النَّاقة. سبيج فِي (فر) .
السِّين مَعَ التَّاء
النبى صلى ألله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أَبُو قَتَادَة مَعَه فِي سفر قَالَ: فَبينا نَحن لَيْلَة متساتلين عَن الطَّرِيق نعس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله لَو عدلت فَنزلت حَتَّى يذهب كراك قَالَ: فابغنا مَكَانا خمرًا فعدلت عَن الطَّرِيق فَإِذا أَنا بعقدة من شجر فنزلنا فَمَا استيقظنا إِلَّا بالشمس [فقمنا] وهلين من صَلَاتنَا وشكونا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَطش فَدَعَا بالميضأة فَجَعلهَا فِي ضبنه ثمَّ الْتَقم فمها فَالله أعلم: أنفث فِيهَا أم لَا فَشرب النَّاس حَتَّى رووا وروى: فتكات النَّاس على الميضأة فَقَالَ: احسنوا الملاء فكلكم سيروي.
ستل يُقَال: تساتل الْقَوْم وتسيتلوا وتسيسبوا إِذا تتابعوا وَاحِدًا فِي إِثْر وَاحِد وكل شَيْء تتَابع كالدمع فِي قطراته. وَالْعقد إِذا انْقَطع سلكه متساتل. وَهُوَ يساتله أَي يُتَابِعه والستل: التبع. والمساتل: الطّرق الضيقة لِأَن النَّاس يتساتلون فِيهَا. يُقَال: مَكَان خمر كثير وَقد خمر الْمَكَان وخمر فِي الْخمر: توارى فِيهِ. الْعقْدَة: شجر لَا يبيد وَهُوَ [354] مَا يلجأ النَّاس إِلَيْهِ إِذا لم يَجدوا عشبا. وَقَالَ: عرّام: الْعقْدَة (7) : شجر عندنَا يُقَال لَهُ الرتم. وَيُقَال للْأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر: عقدَة.(2/153)
4 - الوهل: الْفَزع يُقَال: وَهل مِنْهُ يوهل وهلا ووهل إِلَيْهِ: فزع إِلَيْهِ. الميضاءة والميضأة على مفعالة ومفعلة: مطهرة كَبِيرَة يتَوَضَّأ مِنْهَا. الضبن: مَا بَين الكشح والإبط. وَقد جَاءَ فى الْإِضَافَة فَمه وَإِن كَانَ الْأَكْثَر الأشبح فوه. قَالَ: ... يصبح ظمآن وَفِي الْبَحْر فمُه ... وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: يُقَال: رَأَيْت فَمه بِفَتْح الْفَاء وَأخرج لِسَانه من فَمه بِكَسْرِهَا وَهَذَا فَمه بضَمهَا. فتكاتّ النَّاس أَي تزاحموا وَلَهُم كتبت أَي صَوت. الْمَلأ: حسن الْخلق. قَالَ [الْجُهَنِيّ] : ... تَنَادَوْا يَا لَبُهْثةَ إذْ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أحْسِني مَلأً جُهَيْنَا ... وَقيل لِلْخلقِ الْحسن: ملاء لِأَنَّهُ أكْرم مَا فِي الرجل وأفضله من قَوْلهم لكرام الْقَوْم ووجوههم: مَلأ. قَالَ الْمَازِني عَن أبي عُبَيْدَة: يُقَال لكرام الْقَوْم: مَلأ ثمَّ يَقُولُونَ: مَا أحسن ملأَهُ أَي خلقه وَإِنَّمَا قيل للكرام: مَلأ لأَنهم يتمالؤون أَي يتعاونون. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خطب امْرَأَة بِمَكَّة فَقَالَ: لَيْت عِنْدِي من رَآهَا أَو من يُخْبِرنِي عَنْهَا فَقَالَ رجل مخنث: أَنا أنعتها لَك إِذا أَقبلت قلت: تمشي على سِتّ وَإِذا أَدْبَرت قلت: تمشي على أَربع.
سِتّ أَرَادَ بالست يَديهَا وثدييها مَعَ رِجْلَيْهَا وَأَنَّهَا لعظم ثديها وعبالة يَديهَا تمشي مكبة فَكَأَنَّهَا تمشى على سِتّ وبالأربع إلتيها مَعَ رِجْلَيْهَا وأنهما كادتا تمسان الأَرْض لرجحانهما. وهى بنت غيلَان الثقيفية الَّتِي قيل فِيهَا: إِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمانٍ وَكَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَهِي سَبَب اتِّخَاذ النعش الْأَعْلَى وَذَلِكَ أَنَّهَا هَلَكت فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ فصلى عَلَيْهَا وَرَأى خلقهَا من تَحت الثَّوْب ثمَّ هَلَكت بعْدهَا(2/154)
5 - زَيْنَب بنت جحش وَكَانَت خَلِيقَة فَقَالَ عمر: إِنِّي لأخاف أَن يرى مِنْهَا مثل مَا رُئي من بنت غيلَان فَهَل عنْدكُمْ حِيلَة فَقَالَت أَسمَاء بنت عُمَيْس: قد رَأَيْت بِالْحَبَشَةِ نعوشا لموتاهم فَعلمت نعشا لِزَيْنَب فَلَمَّا رَآهُ عمر قَالَ: نعم خباء الظعينة. فِي الحَدِيث: أَيّمَا رجل أغلق على امْرَأَته بَابا وأرخى دونهَا بإستارة فقد تمّ صَدَاقهَا.
ستر هِيَ الستارة ونظيرها الإعظامة فِي العظامة وَهِي مَا تعظم بِهِ الْمَرْأَة عجيزتها.
السِّين مَعَ الْجِيم
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [355] إِن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن هَذَا الْمَسْجِد لَا يبال فِيهِ إِنَّمَا بني لذكر الله وَالصَّلَاة ثمَّ أَمر بسجل من مَاء فأفرغ على بَوْله
سجل هى الدَّلْو الملأى واستعير للنصيب كَمَا استعير لَهُ الذُّنُوب. اشْترى أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ جَارِيَة فَأَرَادَ وَطأهَا فَقَالَت: إِنِّي حَامِل فَرفع ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن أحدكُم إِذا سجع ذَلِك المسجع فَلَيْسَ بِالْخِيَارِ على الله وَأمر بردهَا.
سجع أَي قصد ذَلِك الْمَقْصد. قَالَ ذُو الرمة: ... قَطَعْتُ بهَا أَرضًا تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ... إِذا مَا علوْها مُكْفَأَ غيرَ ساجِع ... أَي غير قَاصد لجِهَة وَاحِدَة. وَمِنْه سجع الْكَلَام وَهُوَ ائتلاف أواخره على قصد ونسق وَاحِد وَكَذَلِكَ سجع الْحَمَامَة: موالاتها الصَّوْت على نمط وَاحِد. كره وَطْء الحبالى من السَّبي بقوله: لَا يسقين أحدكُم مَاءَهُ زرع غَيره. فى حَدِيث المولد: وَلَا تضروه فِي يقظة وَلَا مَنَام سجيس اللَّيَالِي وَالْأَيَّام.
سجس أَي أبدا. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: لَا آتِيك سجيس عجيس أَي الدَّهْر وسجيسه: آخِره. وَمِنْه قيل للْمَاء الكدر: سجيس لِأَنَّهُ آخر مَا يبْقى والعجيس: تَأْكِيد(2/155)
6 - وَهُوَ فِي معنى الآخر أَيْضا من عجيس اللَّيْل وَهُوَ آخِره. وَيُقَال للمتأخر فِي الْقِتَال: عاجس ومتعجس. وروى أَبُو عَمْرو: سديس عجيس وَهُوَ كَمَا قيل للدهر: الأزلم الْجذع. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما مَاتَ قَامَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام على بَاب الْبَيْت الَّذِي هُوَ مُسجى فِيهِ فَقَالَ: كنت وَالله للدّين يعسوبا أَولا حِين نفر النَّاس عَنهُ وآخرا حِين فيَّلوا وطرت بعبابها وفزت بحبابها وَذَهَبت بفضائلها كنت كالجبل لَا تحركه العواصف وَلَا تزيله القواصف.
سجى تسجبية الْمَيِّت: تغطيته بِثَوْب من اللَّيْل السَّاجِي لِأَنَّهُ يُغطي بإظلامه. اليعسوب: فَحل النَّحْل تمثل بِهِ فِي سبقه إِلَى الْإِسْلَام غَيره لِأَن اليعسوب يتَقَدَّم النَّحْل إِذا طارت فتتبعه وَهُوَ يفعول من العسب فِي أَصله. فيَّلوا أَي فالت آراؤهم فى قتال مَا نعى الزَّكَاة. عباب المَاء: أول زخيره وارتفاعه. وحبابه: معظمه. قَالَ طرفَة: ... يشق حَبَابَ الماءِ حيزومُها بهَا ... القاصف: الرّيح الَّتِي تقصف كل شَيْء أَي تكسره. ابْن الْحَنَفِيَّة رحمهمَا الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الْإِحْسَان} هى مسجلة للبر والفاجر.
سجل أَي مُرْسلَة مُطلقَة فِي الْإِحْسَان إِلَى كل أحد برًّا كَانَ أَو فَاجِرًا. يُقَال: هَذَا مسجل للعامة من شَاءَ أَخذ وَمن شَاءَ ترك. وأسجل الْبَهِيمَة مَعَ أمهَا وأزجلها. وَعَن ابْن الأعربى: فعلت كَذَا والدهر إِذْ ذَاك مسجل أَي [356] لَا يخَاف أحد أحدا. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْجمل حِين ظهر على النَّاس(2/156)
7 - فَدَنَا من هودجها ثمَّ كلمها بِكَلَام: ملكت فاسجح. فجهزها عِنْد ذَلِك باحسن جهاز وَبعث مَعهَا أَرْبَعِينَ امْرَأَة حَتَّى قدمت الْمَدِينَة. أَي سهِّل قَالَ ابْن مقبل: ... فَرُدِّي فُؤَادي أَو أثِيبي ثوابَه ... فقد يملك الْمَرْء الْكَرِيم فيسجح ...
سجح من قَوْلهم للرفيق: سجيح وَرجل أسجح: سهل الْخَدين. ومشية سجح. وَهُوَ مثل سَائِر ذكرت أَصله فِي كتاب المستقصي. فِي الحَدِيث: أهْدى لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طيلسان من خَز سجلآطى.
سجلاطي هُوَ الَّذِي على لون السجلاط وَهُوَ الياسمين وَيُقَال: سجلاطي وسجلاط كرومي وروم. قَالَ حميد بن ثَوْر: ... تَخَيَّرْن إمَّا أُرْجُوانا مُهَذَّبا ... وَإِمَّا سجلاط الْعرَاق الممختما ... وَقيل: الْكَلِمَة رُومِية. كَانَ كسْرَى يسْجد للطالع.
سجد قَالَ يَعْقُوب: الطالع من السِّهَام الَّذِي تجَاوز الْغَرَض من أَعْلَاهُ شَيْئا. وَالَّذِي يَقع من عَن يَمِينه وشماله هُوَ العاضد. قَالَ ابْن الأعرابى نَحوه. وَأنْشد للمرار بن منقذ. ... فَمَا لَك إِذْ ترمين يَا أمّ هيثمٍ ... حُشاشة قلبِي شلَّ مِنْك الْأَصَابِع
لَهَا أسُهمٌ لَا قاصِراتٌ عَن الحَشى ... وَلَا شاخصاتٌ عَن فُؤَادِي طوالع ... وَقَالَ القتبي: هُوَ السهْم السَّاقِط فَوق الْعَلامَة وَكَانُوا يعدونه كالمقرطس. قَالَ: وَقَوله يسْجد: سُجُوده أَن يتطامن لَهُ إِذا رمى وَيسلم لرامية هَكَذَا فسر. وَلَو قيل: الطالع الْهلَال فقد جَاءَ عَن بعض الْأَعْرَاب: مَا رَأَيْتُك مُنْذُ طالعين وَأَن كسْرَى كَانَ يتطامن لَهُ إِذا طلع إعظاما لَهُ لم يبعد عَن الصَّوَاب.(2/157)
8 - السجة فِي (جب) . سج فِي (فر) . اسجر فى (مغ) . مسجى فى (قي) سجحا فِي (زن) . سجانته فِي (سد) . السجسج فى (سل) .
السِّين مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحمى لجرش حمى وَكتب لَهُم بذلك كتابا فَمن ادَّعَاهُ من النَّاس فَمَا لَهُ سحت.
سحت يُقَال: مَال فلَان سحت أى لَا شىء على من اسْتَهْلكهُ وَدَمه سحت أى لَا شىء على من سفكه واشتقاقه من السُّحت وَهُوَ الإهلاك والاستئصال وَمِنْه السُّحت لما لَا يحل كَسبه لِأَنَّهُ يسحت الْبركَة. أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن مَسْعُود وَهُوَ بَين أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَعبد الله يصلى فَافْتتحَ النِّسَاء فسحلها.
سحل أَي قَرَأَهَا كلهَا وأصل السحل: [357] السح أَي الصب. يُقَال: باتت السَّمَاء تسحل وَقَالَ الْكُمَيْت: ... لنا عارضٌ ذُو وابل أطلقت لَهُ ... وِكاء ذمِّي الْأَبْطَال عَزْلاَءُ تَسْحَلُ ... وانسحل الْخَطِيب: إِذا اسحنفر فى كَلَامه كَأَنَّهُ انصب فِيهِ. وَهُوَ بَين أبي بكر وَعمر أَي كَانَ يمشي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهما عَن يَمِينه وشماله. أَتَتْهُ أم حَكِيم بنت الزبير بكتف فَجعلت تسحلها [لَهُ] فَأكل مِنْهَا ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. السحل والسحف والسحو: أَخَوَات وَهِي القشر والكشط وَقيل لسيح الْمَطَر سحل لِأَنَّهُ يقشر الأَرْض بوقعه أَلا تراهم يَقُولُونَ للمطرة (7) : سحيفة وساحية وحريصة ويروى: تسحاها. قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: كفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَلَاثَة(2/158)
9 - أَثوَاب سحُولِيَّة كُرْسُف لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة وَرُوِيَ: فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ وَرُوِيَ: حضوريين. سحول وَحُضُور: قَرْيَتَانِ من قرى الْيمن. قَالَ طرفَة. ... وبالسَّفْحِِ آياتٌ كأنَّ رُسُومَها ... يَمَانٍ وَشَتْهُ رَيْدَةٌ وسَحُول ... وَقيل: السحولية الْمَقْصُورَة كَأَنَّهَا نسبت إِلَى السحول وَهُوَ الْقصار لِأَنَّهُ يسحلها أَي يغسلهَا فينفي عَنْهَا الأوساخ. وروى بِضَم السِّين على أَنه نسب إِلَى السحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَقيل الثَّوْب من الْقطن. قَالَ: ... كأنّ بريقه برْقَان سحل ... جلا عَن مَتنه حَرضٌ وَمَاء ... وَكَأن الَّذِي سوغ فِي هَذَا الْموضع النِّسْبَة إِلَى الْجمع أَن مَا فِي قَوْلك لَو قلت: رجل سحولى إِذا كَانَ يَبِيع السحول أَو يلبسهَا كثيرا أَو يلابسها فِي الْجُمْلَة مِمَّا يمْنَع من تسويغه إِذْ الْمَقْصُود الإيذان بملابسة الرجل هَذَا الْجِنْس لَا معنى فِي الْجِنْس وَهُوَ الْجمع مَفْقُود هَاهُنَا لِأَن الأثواب هِيَ السحول فِيمَا يرجع إِلَى الثوبية وَلَكِن السحول فِيهَا اخْتِصَاص بلون فنسبها إِلَيْهَا لتفاد هَذِه الخصوصية فِيهَا وَيُؤذن بِأَنَّهَا مِنْهَا فِي اللَّوْن وَهَذِه مُفَارقَة بَيِّنَة مرخصة فِي ترك الرُّجُوع إِلَى الْوَاحِد. وَرَأَيْت فِي تَهْذِيب الأزهرى بخطة السِّين مضومة فِي اسْم الْقرْيَة وَالثيَاب المنسوبة إِلَيْهَا. وَهَذَا خلاف مَا أروى وَأرى فِي الْكتب المضبوطة. الكرسف: الْقطن وَقد وصف بِهِ كَقَوْلِهِم: مَرَرْت بحية ذِرَاع وَهِي امْرَأَة كلبة وَلَيْلَة غم. أدنى مَا يُكفن فِيهِ الرجل ثَوْبَان وَأَكْثَره ثَلَاثَة. وَهِي لفائف كلهَا عِنْد الشَّافِعِي وَكره الْقَمِيص وَهَذَا [358] الحَدِيث ينصره وَهِي عِنْد أَصْحَابنَا قَمِيص ة إِزَار ورداء. لَاعن صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين عُوَيْمِر وَامْرَأَته ثمَّ قَالَ: انْظُرُوا فَإِن جَاءَت بِهِ(2/159)
0 - أسحم احتم فَلَا أَحسب عويمرا إِلَّا قد كذب عَلَيْهَا فَجَاءَت بِهِ على النَّعْت الذى نَعته بِهِ وَكَانَ ينْسب بعد إِلَى أمه.
سحم الأسحم: الْأسود. والأحتم: الغربيب من الحاتم وَهُوَ الْغُرَاب وَيجوز أَن يكون قَوْلهم فِي الأدهم: الأتحمى والتحمة: الدهمة مقلوبا من هَذَا. يَمِين الله تَعَالَى سحاء لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار.
سحح هِيَ من السح كالهطلاء من الهطل فِي أَنَّهَا فعلاء من غير أفعل. وَنَحْوهمَا حدواء فِي قَول العجاج: ... حَدْواء جَاءَت من جبال الطّور ... وهى الرّيح الَّتِى تحدر السَّحَاب. الغيض: النَّقْص يُقَال: غاض المَاء وغاض بِنَفسِهِ. وَالْمعْنَى: اتِّصَال عطائه ودوام نعمائه وَأَنَّهَا لَا تفتر لَيْلًا وَلَا نَهَارا رزقنا الله التَّوْفِيق لشكرها كَمَا رزقناها. وفى الحَدِيث أبي بكر: أَنه قَالَ لأسامة رَضِي الله عَنْهُمَا حِين أنفذ جَيْشه إِلَى الشَّام: أغر عَلَيْهَا غَارة سحاء لَا تتلاقي عَلَيْك جموع الرّوم. أَي تسح عَلَيْهِم الْبلَاء دفْعَة من غير تلبث كَمَا قَالَ الْقَائِل: ... وربة غَارة أَوضعت فِيهَا ... كسحِّ الخزرجيّ جَريم تَمْرِ ... وَرُوِيَ: مسحاء أَي خَفِيفَة سريعة من مسحهم يمسحهم إِذا مر بهم مرا خَفِيفا قيل للرسحاء: مسحاء لخفة حقيبتها وَرُوِيَ: سنحاء من سنح لَهُ الشَّيْء. عمر رَضِي الله عَنهُ من زافت عَلَيْهِ دَرَاهِمه فليأت بهَا السُّوق فَلْيقل: من يبيعني بهَا سحق ثوب أَو كَذَا وَكَذَا وَلَا يُخَالف النَّاس عَلَيْهَا أَنَّهَا جِيَاد.
سحق السحق: الْخلق من الثِّيَاب وَقد سحق سحوقة مثل خلق خلوقة وأسحق أخلق. وَسمي بذلك لِأَنَّهُ [الَّذِي] سحقه مر الزَّمَان سحقاً حَتَّى رق وبلى. وَمِنْه قيل للسحاب الرَّقِيق: سحق.(2/160)
1 - على بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة
سحل وَلَهُم فى الأَرْض أجل وَنِهَايَة حَتَّى يهريقوا الدَّم الْحَرَام فِي الشَّهْر الْحَرَام وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى غرنوق من قُرَيْش يَتَشَحَّط فِي دَمه فَإِذا فعلوا ذَلِك لم يبْق لَهُم فِي الأَرْض عاذر وَلم يبْق لَهُم ملك على وَجه الأَرْض بعد خمس عشرَة لَيْلَة. يُقَال: طعن فِي عنان كَذَا وَفِي مسحله إِذا جد فِيهِ وَمضى وَأَصله فِي الْفرس إِذا اسْتمرّ فِي سيره فَدفع فِيهِ بِرَأْسِهِ. قَالَ لبيد [يصف فرسا] : ... تَرْقَى وتَطْعُن فِي العِنان وتَنْتَحِي ... وِرْدَ الحَمامةِ إذْ أجدَّ حَمَامُها. ... يُقَال: هراق بقلب الْهمزَة هَاء وأهراق بزيادتها كَمَا زيدت السِّين فِي اسْتَطَاعَ فَهِيَ فِي مضارع الأول محركة وَفِي مضارع الثَّانِي سَاكِنة. الغرنوق: الشَّاب العاذر الْأَثر. بعد خمس عشرَة لَيْلَة: أَي من وَقت قَتله وَالْمرَاد مَا رَكبه الْحجَّاج عاملهم فِي قتال عبد الله بن الزبير. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ يلقى شَيْطَان الْكَافِر شَيْطَان الْمُؤمن شاحبا أغبر مهزولا وَهَذَا ساح.
سحح أَي سمين يُقَال: سحَّت الشَّاة تسحُّ سحوحا وسحوحة وشَاة ساح وَهُوَ من السحّ كَأَنَّهُ يسح الودك سحاًّ. يَعْنِي بالساح شَيْطَان الْكَافِر. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا خطبت بعد مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت: إِن لي حُرْمَة الأمومة وَحقّ الصُّحْبَة لَا يتهمني مِنْكُم إِلَّا من عصى ربه وَقبض رَسُول الله بَين سحرِي وَنَحْرِي وحاقنتي وذاقنتي وَأَنا إِحْدَى نِسَائِهِ فِي الْجنَّة وَبِه حصَّنني رَبِّي من كل وضيع وَبِي ميَّز مؤمنكم من منافقكم وَفِي رخَّص لكم فِي صَعِيد الأقواء وَأبي ثَانِي اثْنَيْنِ وروى: رَابِع أَرْبَعَة من الْمُسلمين وَأول من سمي(2/161)
2 - صدِّيقا: قُبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنهُ راضٍ قد طوَّقه وهف الْأَمَانَة وروى: الْإِمَامَة واضطرب حَبل الدّين فَأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه ووقذ النِّفَاق وغاض نبغ الرِّدَّة وأطفأ مَا حشت يهود وَأَنْتُم يَوْمئِذٍ جحَّظ تنتظرون الدعْوَة وروى: تنتظرون العدوة وتستمون الصَّيْحَة فرأب الثأي وأوذم السقاء وروى: وأوذم العطلة وامتاح من المهواة واجتهر دفن الرواء حَتَّى قَبضه الله إِلَيْهِ واطئاً على هام النِّفَاق مذكيا لِحَرْب الْمُشْركين يقظان اللَّيْل فِي نصْرَة الْإِسْلَام صفوحا عَن الْجَاهِلين بعيد مَا بَين اللابتين عركة للأذاة بجنبه خشَاش الْمرْآة والمخبر. وَإِنِّي أَقبلت أطلب بِدَم الإِمَام المركوبة مِنْهُ الْفقر الْأَرْبَع فَمن ردنا عَنهُ بِحَق قبلناه وَمن ردنا عَنهُ بباطل قَاتَلْنَاهُ فَرُبمَا ظهر الظَّالِم على الْمَظْلُوم وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين. فَأخْبر الْأَحْنَف بِمَا قَالَت فَأَنْشَأَ فِيهَا أبياتا وَهِي: ... فَلَو كانتِ الأكْنانُ دونكِ لم يجد ... عَلَيْك مقَالا ذُو أذاة بقولِهَا
وَقَفْتِ بمُسْتنِّ السُّيولِ وقَلَّ مَنْ ... يثْوَى بهَا إِلَّا علاهُ بليلُها
[36] مخضت سِقائي غَدْرةً وملامةً ... وكلتاهما كَادَت يَغولُك غولُها ... فَلَمَّا بلغتهَا مقَالَته قَالَت: لقد استفرغ حلم الْأَحْنَف هجاؤه إيَّايَ أَلى كَأَن يستجم مثابة سفهه إِلَى الله أَشْكُو عقوق أبنائي ثمَّ أنشأت تَقول: ... بُنَيَّ اتّعظ إِن المواعظ سهلةٌ ... ويوشك أَن تخْتَار وَعْراً سبيلُها ... فَلَا تنسين فِي اللهِ حَقَّ أمومتي ... فَإنَّك أولى النَّاس ألاّ تَقُولهَا
[وَلَا تنطقن فِي أمة لي بالخنى ... حنيفية قد كَانَ بعلى رسولها ... فَاعْتَذر إِلَيْهَا الْأَحْنَف] (7) .
سحر السحر: الرئة وَالْمرَاد الْموضع المحاذي للسحر من جَسدهَا وروى: شجري قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الذقن بِعَيْنِه حَيْثُ اشتجر طرفا اللجيتن من أَسْفَل. وَقيل: هُوَ التشبيك تُرِيدُ أَنَّهَا ضمته بِيَدَيْهَا إِلَى نحرها مشبكة بَين أصابعها(2/162)
الحاقنة: النقرة بَين الترقوة وحبل العاتق الذاقنة: طرف الْحُلْقُوم. وَالْمعْنَى: أَنه قبض وَهِي ملازمته وضامته إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع من جَسدهَا. الأقواء: فِيهِ وَجْهَان: أَن يكون علما للمكان أَو جمع قيّ وَهُوَ القواء أَي الْمَكَان القفر. وَفِي حَدِيثهَا فِي قصَّة العقد: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَو بِذَات الْجَيْش انْقَطع عقد لي ثمَّ ذكرت أَن رَسُول الله أصبح على غير مَاء وَأَن آيَة التَّيَمُّم قد نزلت فَلَعَلَّ اسْم تِلْكَ الْبَيْدَاء الأقواء. رَابِع أَرْبَعَة أَي وَاحِد من الْأَرْبَعَة وهم: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلي عَلَيْهِ السَّلَام وَزيد بن حَارِثَة وَأَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. وهف الْأَمَانَة: الْإِقَامَة بهَا من الواهف وَهُوَ قيِّم الْبيعَة وهف يهف وهفا وَحَقِيقَة مَعْنَاهُ: الدنو وهف ووحف أَخَوان يُقَال: خُذ مَا وهف لَك أَي دنا وَأمكن كَمَا يُقَال: خُذ مَا أطف لَك وَمعنى الإطفاف الدنو. وحف يحف إِذا دنا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد: ... أَقبلت الخودُ إِلَى الزَّاد تَحِفْ ... تُوقد للقِدْر مرَارًا وتَقِفْ ... وَذَلِكَ لِأَن الْقيم بالشَّيْء دانٍ مِنْهُ لَازم لَهُ لَا يرخص لنَفسِهِ فِي التَّجَافِي عَنهُ. وَيجوز أَن يكون من وهف النبت إِذا أَوْرَق واهتز لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يظْهر صَلَاحه فَشبه بِهِ مَا يظْهر من صَلَاح الشَّيْء بقيِّمه والمعتني بِشَأْنِهِ. ربق أثناءه. أَي جعل أوساط الْحَبل وَمَا عدا طَرفَيْهِ ربقا لكم شدَّ بهَا أَعْنَاقكُم كَمَا يفعل الرَّاعِي بهيمته تَعْنِي أَنه جمعهم على أمرٍ [361] فأطاعوه وَلم يستطيعوا الْخُرُوج مِنْهُ. نبغ الرِّدَّة: مَا نبغ مِنْهَا أَي ظهر وَمِنْه النَّابِغَة ونبغ الرَّأْس إِذا ثارت هبريته وَيُقَال لَهَا النُّبَّاغ. الحش: الإيقاد أَي مَا أوقدته من نيران الْفِتْنَة.(2/163)
4 - تنتظرون الدعْوَة: أَي قد شارفتم أَن ينجم من يَدْعُو إِلَى غير دين الْإِسْلَام أَو يعدو على أَهله فَجعلت تِلْكَ المشارفة انتظارا مِنْهُم. رأب الثأي: إصْلَاح الْفساد يُقَال: ثأي الخرز ثأياً [وثئى ثأي] إِذا الْتَقت خرزتان فصارتا وَاحِدَة وأثأته الخارزة. أوذم السقاء: جعل لَهُ أوذاماً أَو شده بهَا. والوذم: كل سير قدرته طولا. العطلة: الدَّلْو المعطلة وَقيل العطلة: النَّاقة الْحَسَنَة. قَالَ: ... فَلَا نَتَجَاوَزُ العَطِلاتُ مِنْهَا ... إِلَى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُومِ
ولكِنَّا نَعِضّ السيفَ صَلْتاً ... بأسْوقِ عافيات اللَّحْم كُومِ ... أَي شدّ النَّاقة لتسنو. وَالْمرَاد تَسْوِيَة الْأَمر وإصلاحه. المهواة: الْبِئْر. اجتهر كسح يُقَال: ركية دفن وركى دفان. الرواء: المَاء الْكثير الَّذِي للواردة فِيهِ ري. اللابتان: حرتا الْمَدِينَة وَإِنَّمَا قصدت التَّمْثِيل بذلك لسعة عَظمته وفسحة صَدره عركة: من قَوْلهم فلَان يعرك الْأَذَى بجنبه أَي يحْتَملهُ. قَالَ: ... إِذا أنتَ لم تَعْرُكْ بجَنْبِكَ بَعْضَ مَا ... يُريبُ من الأَدنى رماك الأباعدُ ... الخشاش: الْمَاضِي الْخَفِيف تَعْنِي أَن الخفة والانكماش مخائلهما بادية عَلَيْهِ وَهِي فِي الْحَقِيقَة وَعند الْخِبْرَة على ذَلِك لَا تكذب مخائله. الْفقر (7) : جمع فقره (بِالضَّمِّ) . قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْبَعِير يقرم أَنفه وَتلك القرمة يُقَال لَهَا الْفَقْرَة فَإِن لم يلن قرم أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى إِلَى أَن يلين فَضربت ذَلِك مثلا لما ارْتكب فِي عُثْمَان من النكايات بهتك الحُرم الْأَرْبَع وَهِي حُرْمَة صُحْبَة الرَّسُول وصهره وَحُرْمَة الشَّهْر وَحُرْمَة الْخلَافَة. وَكَانَ قَتله فِي الشَّهْر الْحَرَام يَوْم الْأَضْحَى. استجم الْبِئْر: تَركهَا أَيَّامًا لَا يَسْتَقِي مِنْهَا حَتَّى يجْتَمع مَاؤُهَا كَأَنَّهُ طلب جمومها.(2/164)
5 - المثابة: الْموضع الَّذِي يثوب مِنْهُ المَاء أَرَادَ أَنه كَانَ يحلم عَن النَّاس وَلَا يتسافه عَلَيْهِم وَكَأَنَّهُ كَانَ يجمع سفهه من أَجلي. وعراً سَبِيلهَا: تَعْنِي خطة صعبة. سحرك فِي (خل) . فسحطوها فِي (عز) . منسح فِي (ند) . ساحة وسحساحة فِي (شَرّ) . ساح فِي (مت) . سحلت فِي (ثمَّ) . السحال فِي (زِيّ) . السحاء فِي (ند) .
السِّين مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَمه حَمْزَة فصنعت لَهُم سخينة فَأَكَلُوا مِنْهَا.
سخن [362] هِيَ شَيْء يُعمل من دَقِيق وَسمن أغْلظ من الحساء وَكَانَت قُرَيْش تحبها فنبزت بهَا. حضَّ النِّسَاء على الصَّدَقَة فَجعلت الْمَرْأَة تُلقي القرط والسخاب.
سخب فِي كتاب الْعين: السخاب: قلادة تتَّخذ من قرنفل وسك ومحلب وَنَحْوه وَلَيْسَ فِيهَا من اللُّؤْلُؤ والجوهر شَيْء وَالْجمع السخب. وَقيل: هُوَ نظم من خرز. قَالَ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَضِي الله عَنهُ: كنت من أهل الصّفة فَدَعَا النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقرص فَكَسرهُ فِي قَصْعَة ثمَّ صنع فِيهَا مَاء سخنا وَوضع فِيهَا ودكاً وصنع مِنْهُ ثريدة ثمَّ سغسغها ثمَّ لبَّقها ثمَّ صعنبها وروى: شعشعها.
سخن يُقَال: يَوْم سخن وَنَظِيره رجل جد وحرّ. وَيُقَال: وجدت سخن المَاء أَي سخونته. وسخن المَاء وسَخَن وسِخن. سغسغها: روّاها بالسمن. وشعشعها: خلط بَعْضهَا بِبَعْض كَمَا يشعشع التُّرَاب.(2/165)
6 - يُقَال: شعشعتها بالزيت. وَقيل طول رَأسهَا من الشعشاع وَهُوَ الطَّوِيل. لبَّقها: جمعهَا بالمقدحة وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ أَن تحكم تليينها وَقيل: أَن تكْثر ودكها. صعنبها: رفع صومعتها وحدد رَأسهَا. قَالَ لَهُ رجل: يَا رَسُول الله هَل أُنزل عَلَيْك طَعَام من السَّمَاء قَالَ: نعم أُنزل عليّ بمسخنة ويروى: أَتَانِي جبرئيل بِقدر يُقَال لَهَا الكفيت فَأكلت مِنْهَا أَكلَة فَأعْطيت قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع. المسخنة: قدر كالتور. الكفيت: الكفت وَهِي الْقدر الصَّغِيرَة والزنتان مَعًا بِمَعْنى مفعول فِي الأَصْل من كفته إِذا ضمه وَجمعه وَالْمرَاد التَّضْيِيق والتصغير. زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ لَا يحيى من شهر رَمَضَان إِلَّا لَيْلَة سبع عشرَة فَيُصْبِح كَأَن السخد على وَجهه.
سخد هُوَ المَاء الغليظ الْأَصْفَر الذى يخرج من الْوَلَد إِذا نتج تَقول الْعَرَب: هُوَ بَوْل الحوار فِي بطن أمه. وَالَّذِي ختم بِهِ ثَعْلَب كتاب الفصيح قيل إِنَّه تعريب سخته وَهُوَ المحرق شبَّه مَا بِوَجْهِهِ من التهيج بالسخد فِي غلظه وَقد اسْتمرّ بهم هَذَا التَّشْبِيه حَتَّى سموا نفس الورم سخدا وَقَالُوا للمورم وَجهه: مسخّد. قَالَ رؤبة: ... كأنّ فِي أجلادهن سُخْدا ... وَنَظِيره قَوْلهم للسيف [363] : عقيقة لاستمرار تشبيههم لَهُ بعقيقة الْبَرْق ولقنوان الكروم غربان لذَلِك. الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ تبادلوا تحَابوا وتهادوا تذْهب الإحن والسخائم وَإِيَّاكُم وحمية الأوغاب
سخم السخيمة: الحقد وَهِي من السخام أَلا ترى إِلَى قَوْلهم لِلْعَدو أسود الكبد.(2/166)
7 - الوغب والوغد: اللَّئِيم الرذل وأوغاب الْبَيْت: أسقاطه مِنْهُ. والتساخين فِي (شو) وسخابها فِي (خر) . سخلا فِي (نب) . سخبهم فِي (مر) . سخْفَة فِي (ري) . السخينة فِي (بج) . السخبر فِي (ضل) . السخيمة فِي (اه) .
السِّين مَعَ الدَّال
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَذَا عَليّ وَفَاطِمَة قَائِمين بالسدة فَأذن لَهما فدخلا فأغدف عَلَيْهِمَا خميصة سَوْدَاء. هى ظلمَة على بَاب أَو مَا أشبههَا لتقي الْبَاب من الْمَطَر.
سدد وَقيل: هِيَ الْبَاب نَفسه. وَقيل: الساحة. أغدف: أرْخى. الخميصة عَن الْأَصْمَعِي: ملاءة من صوف أَو خَز معلمة فَإِن لم تكن معلمة فَلَيْسَتْ بخميصة سميت لرقتها ولينها وَصغر حجمها إِذا طويت. وَعَن بعض الْأَعْرَاب فِي وصفهَا: الخميصة الملاءة اللينة الرقيقة الواسعة الَّتِي تتسع منشورة وتصغر مطوية تَكْفِي من القرّ وتجمِّل الملبس لَيست بقردة ولاثخنية وَلَا عَظِيمَة الكور. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ذكر أول من يرد الْحَوْض فَقَالَ: الشعث رُءُوسًا الدُّنس ثيابًا الَّذين لَا تفتح لَهُم السدد وَلَا ينْكحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ.
سد قالسدة هُنَا: الْبَاب. وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ: أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة فَلم يَأْذَن لَهُ فَقَالَ: من يَأْتِ سدد السُّلْطَان يقم وَيقْعد وَمن يجد بَابا مغلقا يجد إِلَى جنبه بَابا فتحا رحبا إِن دَعَا أُجِيب وَإِن سَأَلَ أُعطي. يُرِيد بَاب الله تَعَالَى. وَعَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة رحمهمَا الله تَعَالَى: أَنه كَانَ يصلى فى السدة.(2/167)
8 - وَعَن الْمُغيرَة رَضِي الله عَنهُ: أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شدَّة الْمَسْجِد الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة مَعَ الإِمَام وَقيل: إِسْمَاعِيل السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ تَاجِرًا يَبِيع الْخمر فِي سدة الْمَسْجِد. من قطع سِدْرَة صوَّب الله رَأسه فِي النَّار.
سدر السدر: شجر حمله النبق وورقه غسول. وَقَالَ الجاحظ: كَانُوا يتخذون بَين يَدي قصورهم السدر للغلة والظل وَالْحسن أَرَادَ سِدْرَة فِي الفلاة يستظل بهَا أَبنَاء السَّبِيل أَو فِي ملك رجل تحامل عَلَيْهِ [364] ظَالِم فقطعها. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِزَار فَقَالَ: سدد وقارب.
سدد من السداد وَهُوَ الْقَصْد أَي اعْمَلْ بِالْقَصْدِ فِيهِ فَلَا تسبله إسبالا وَلَا تقلصه تقليصا. وقارب أَي اجْعَلْهُ مقاربا وسطا بَين التشمير والإرخاء. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام رأى قوما يصلُّون قد سدلوا ثِيَابهمْ فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهرهم.
سدل هُوَ إسبال الثَّوْب من غير أَن يضم جانبيه. فهرهم: مدرستهم الَّتِي يَجْتَمعُونَ فِيهَا قَالُوا: وَلَيْسَت عَرَبِيَّة مَحْضَة. أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا أَتَت عَائِشَة لما أَرَادَت الْخُرُوج إِلَى الْبَصْرَة فَقَالَت لَهَا: إِنَّك سُدَّة بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته وحجابك مَضْرُوب على حرمته وَقد جمع الْقُرْآن ذيلك فَلَا تندحيه وسكَّن عقيراك فَلَا تصحريها الله من وَرَاء هَذِه الْأمة لَو أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعْهَد إِلَيْك عهد علتِ علتِ بل قد نهاك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الفرطة فِي الْبِلَاد. إِن عَمُود الْإِسْلَام لَا يُثَاب بِالنسَاء إِن مَال وَلَا يرأب بِهن إِن صدع حماديات النِّسَاء غض الْأَطْرَاف وخفر الْأَعْرَاض وَقصر الوهازة مَا كنت قائلة لَو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/168)
9 - عارضك بِبَعْض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إِلَى آخر. إِن بِعَين الله مهواك وعَلى رَسُوله تردين قد وجهت سدافته وروى: سجافته وَتركت عهيداه لَو سرت مسيرك هَذَا ثمَّ قيل: ادخلي الفردوس لاستحييت أَن ألْقى مُحَمَّدًا هاتكة حِجَابا قد ضربه عليّ. اجعلي حصنك بَيْتك ووقاعة السّتْر قبرك حَتَّى تلقينه وَأَنت على تِلْكَ أطوع مَا تكونين لله مَا لَزِمته وأنصر مَا تكونين للدّين مَا جَلَست عَنهُ لَو ذكرتك قولا تعرفينه نهشتني نهش الرقشاء المطرق. فَقَالَت عَائِشَة: مَا أقبلني لوعظك وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا تظنين ولنعم الْمسير مسير فزعت فِيهِ إِلَى فئتان متناجزتان أَو متناحرتان إِن أقعد فَفِي غير حرج وَإِن أخرج فَإلَى مَالا بُد من الازدياد مِنْهُ. السدة: الْبَاب تُرِيدُ أَنَّك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَنْزِلَة سدة الدَّار من أَهلهَا فَإِن نابك أحد بنائبة أَو نَالَ مِنْك نائل فقد نَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونال مِنْهُ فَلَا تعرضي بخروجك أهل الْإِسْلَام لهتك حُرْمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَترك مَا يجب عَلَيْهِم من تعزيزه وتوقيره. ندح الشَّيْء [365] فَتحه ووسعه وَمِنْه أَنا فِي مندوحة من كَذَا وندحة نَحوه من الندح وَهُوَ المتسع من الأَرْض. العقيري: كَأَنَّهَا تَصْغِير العقرى فعلى من عقر إِذا بَقِي فِي مَكَانَهُ لَا يتَقَدَّم وَلَا يتَأَخَّر فَزعًا أَو أسفا أَو خجلا. وَأَصله من عقرت بِهِ إِذا أطلت حَبسه كَأَنَّك عقرت رَاحِلَته فَبَقيَ لَا يقدر على البراح. أَرَادَت نَفسهَا أَي سكني نَفسك الَّتِي صفتهَا أَو حَقّهَا أَن تلْزم مَكَانهَا وَلَا تَبْرَح بَيتهَا واعملي بقوله تَعَالَى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} . أصحر أَي خرج إِلَى الصَّحرَاء وأصحر بِهِ غَيره وَقد جَاءَ هُنَا معدًّى على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل. علت: ملت من قَوْله تَعَالَى: {ذَلِكَ أدنى أَلا تَعُولُوا} وروى: علت من عَال فِي الْبِلَاد وعار وَيجوز أَن يكون فعلت من عاله يعوله إِذا غَلبه وَمِنْه(2/169)
0 - قَوْلهم: عيل صبره وَعيلَ مَا هُوَ عائله أَي غلبت على رَأْيك وَمَا هُوَ أولى بك. للْعَرَب فِي عدت يَا مَرِيض ثَلَاث لُغَات: الْكسر وَالضَّم الخالصان والإشمام. الفرطة والفروطة: التَّقَدُّم. وَيُقَال للمسفار: فلَان ذُو فرطة وفروطة فِي الْبِلَاد: وَقَوْلهمْ: بعير فرطي أَي صَعب مَنْسُوب إِلَى الفرطة. وَكَذَلِكَ قَوْلهم: فِيهِ فرطية أَي صعوبة قَالَ: ... سَيْراً ترى فِيهِ القَعود الأوْرَقَا ... من بعد فُرْطَّيته قد أرْنَقَا ... أثابه: إِذا قوّمه وَهُوَ مَنْقُول من ثاب إِذا رَجَعَ لِأَنَّهَا رَجَعَ للمائل إِلَى الاسْتقَامَة. يُقَال: حماداك أَن تفعل كَذَا أَي قصاراك وَغَايَة أَمرك الَّذِي تحمد عَلَيْهِ. غض الْأَطْرَاف: أوردهُ القتيبي هَكَذَا وَفسّر الْأَطْرَاف بِجمع طرف وَهُوَ الْعين. وَيدْفَع ذَلِك أَمْرَانِ: أَحدهمَا: أَن الْأَطْرَاف فِي جمع طرف لم يرد بِهِ سَماع. بل ورد بردِّه وَهُوَ قَول الْخَلِيل أَيْضا أَن الطّرف لَا يثني وَلَا يجمع وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مصدر طرف إِذا حرَّك جفونه فِي النّظر. وَالثَّانِي: أَنه غير مُطَابق لخفر الْأَعْرَاض وَلَا أكاد أَشك أَنه تَصْحِيف. وَالصَّوَاب: غض الإطراق وخفر الْأَعْرَاض. وَالْمعْنَى أَن يغضضن من أبصارهن مطرقات أَي راميات بأبصارهن إِلَى الأَرْض ويتخفرن من السوء معرضات عَنهُ. الوهازة: الخطو يُقَال:: هُوَ يتوهز ويتوهس إِذا وطىء وطئا ثقيلا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الوهازة: مشْيَة الخفرات والأوهز: الرجل الْحسن المشية. نَص النَّاقة: دَفعهَا فِي السّير. السدافة والسجافة [366] الستارة وتوجيهها: هتكها وَأخذ وَجههَا كَقَوْلِك لأخذ قذى العي تقذيته. قَالَ العجاج يصف جَيْشًا: ... يوجِّه الأَرْض ويستاق الشّجر ... أَو تغييرها وَجعلهَا لَهَا وَجها غير الْوَجْه الأول. والعهيدي: من الْعَهْد كالجهيدي والعجيلي من الْجهد والعجلة يُقَال: لأبلغن جهيداي فى الْأَمر وَهُوَ يمشي العجيلي.(2/170)
1 - وقاعة السّتْر وموقعته: موقعة على الأَرْض إِذا أَرْسلتهُ وروى: وقاعة السّتْر أَي ساحة السّتْر وموضعه. الضَّمِير فِي لَزِمته للستر وَالْمعْنَى أطوع أَوْقَات كونك وأنصرها وَقت لزومك وَوقت جلوسك. الرقشاء: الأفعى. الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى مَا سددت على خصم قطّ. أَي مَا قطعت عَلَيْهِ. مستدة فِي (كب) . مسدفون فِي (بو) . سداد فِي (هد) . السدف فِي (قَشّ) . سدوس فِي (رو) . سدانة فِي (اث) . سدى فِي (شدّ) . أسدريه فِي (بض) . أسدى فِي (عص) .
االسين مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَائِشَة تبرق أسارير وَجهه.
سرر هِيَ خطوطه جمع أسرار جمع سرّ أَو سرر قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجل: هَل صمت من سرار هَذَا الشَّهْر شَيْئا قَالَ: لَا. قَالَ: فَإِذا أفطرت من شهر رَمَضَان فَصم يَوْمَيْنِ. السرَار بِالْفَتْح وَالْكَسْر: حِين يستسر الْهلَال فِي آخر الشَّهْر. أَرَادَ: سرار شعْبَان. قَالُوا: كَانَ على ذَلِك الرجل نذر فَلَمَّا فَاتَهُ أمره بِقَضَائِهِ. كَانَ على صَدره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحسن أَو الْحُسَيْن فَبَال فَرَأَيْت بَوْله أساريع.
سرع أى طرائق الْوَاحِد أسروع سمى لَا طراده من السرعة وَهِي أَن تطّرد الحركات من غير أَن يتخللها سُكُون وَتوقف.(2/171)
2 - لَيْسَ للنِّسَاء سروات الطَّرِيق.
سرى جمع سراة وَهِي ظهرهَا ومعظمها أَي لَا يتوسطنها وَلَكِن يَمْشين فِي الجوانب. قَالَ لأَصْحَابه يَوْم أحد: الْيَوْم تسرون فَقتل حَمْزَة. أَي يقتل سريكم كَقَوْلِهِم: تشرفوا وتكموا إِذا قُتل شريفهم وكميهم. إِن الْمُشْركين أَغَارُوا على سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَهَبُوا بالعضباء وأسروا امْرَأَة من الْمُسلمين فنوموا لَيْلَة فَقَامَتْ الْمَرْأَة كَانَت إِذا وضعت يَديهَا على سَنَام بعير أَو عَجزه رفع بغامه حَتَّى انْتَهَت إِلَى نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلئمت بغامها فاستوت عَلَيْهَا وَكَانَت نَاقَة مجرَّسة. وَعَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لما أغار عبد الرَّحْمَن بن عُيَيْنَة الْفَزارِيّ على سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناديت: [367] يَا صَبَاحَاه ثمَّ خرجت أقفوا آثَارهم فَألْحق رجلا فأرشقه بِسَهْم فَوَقع فِي نغص كتفه فَقلت: ... خُذْها وَأَنا ابنُ الأكوعِ ... وَالْيَوْم يَوم الرضَّعِ ... قَالَ: فَمَا زلت أرميهم وأعقرهم حَتَّى ألقوا أَكثر من ثَلَاثِينَ رمحا وَثَلَاثِينَ بردة لَا يلقون شَيْئا إِلَّا جعلت عَلَيْهِ آراماً وأتاهم عُيَيْنَة بن بدر ممداًّ لَهُم فقعدوا يتضحون وَقَعَدت على قرن فَوْقهم فَنظر عُيَيْنَة فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أرى فَقَالُوا: لَقينَا من هَذَا البرح. وَفِي حَدِيثه: أَن خيلا أغارت على سرح الْمَدِينَة فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَاء أَبُو قَتَادَة وَقد رجَّل شعره فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لأرى شعرك حَبسك فَقَالَ: لآتينك بِرَجُل سلم.
سرح يُقَال: سرح المَال إِذا أطلقهُ يرْعَى ويسرح بِنَفسِهِ وَالْمَال سارح والسَّرح نَحْو الصَّحب وَالشرب والتَّجر فِي جمع فَاعل وَلَيْسَ بتكسير وَلكنه من أَسمَاء الجموع كالضئين والمعيز والأشياء والقصباء وَنَحْو ذَلِك. وَيجوز أَن يكون كالصيد وَضرب الْأَمِير تَسْمِيَة للْمَفْعُول بِالْمَصْدَرِ.(2/172)
3 - العضباء: علم لناقة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْقُول من قَوْلهم: نَاقَة عضباء وَهِي القصيرة الْيَد. نوَّموا: مُبَالغَة فِي نَامُوا إِذا استثقلوا فِي النّوم. مجرَّسة أَي مجربة مُعْتَادَة للرُّكُوب يُقَال: رجل مجرب وَمُجَرَّد ومجرس ومضرس. النغض بِالْفَتْح وَالضَّم: فرع الْكَتف لِأَنَّهُ ينفض إِذا أسْرع الْمَاشِي وَقيل: هُوَ غرضوفها وَهُوَ النَّاغض. الرضع: جمع راضع وَهُوَ اللَّئِيم يُرِيد: الْيَوْم يَوْم هلاكهم وارتفاع الْيَوْم على الِابْتِدَاء. وَيجوز نَصبه على الظَّرْفِيَّة على أَن الْيَوْم بِمَعْنى الْوَقْت والحين. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن نَاس من الْعَرَب. الْبردَة: شملة من صوف. الآرام: جمع إرم وَهُوَ الْعلم والأرمي والأيرم والأيرمي مثله. يُقَال: هَذِه السّنة كالأريام. قَالَ: ... عيدية سَنامها كالأَيْرِم ... يتضحَّون: يتغدَّون. الْقرن: جبيل مُنْفَرد. البرح: شدَّة الْأَذَى. رجل سلم: أَي أَسِير. قَالَ الفرزدق: ... وقوفا بهَا صحبى على كأننى ... بهَا سلم فى كف صَاحبه نَار ... وَكَذَلِكَ قوم سلم. قَالَ: ... فاتقين مَرْوَان فِي الْقَوْم السَّلَم ... لما احضر بني شَيبَان وكلم سراتهم قَالَ لَهُ الْمثنى بن حَارِثَة: إِنَّا نزلنَا بَين صيرتين: الْيَمَامَة والشمامة. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَمَا هَاتَانِ الصيرتان فَقَالَ: أَنهَار كسْرَى ومياه الْعَرَب نزلنَا بَينهمَا.(2/173)
4 - سرى السراة: السَّادة جمع سرى وَهُوَ غَرِيب لضمة [368] فَاء أخواتها نَحْو غزَاة وقضاة. الصيرة: فعلة من صَار يصير إِلَيْهِ النَّاس ويحضرونه وَيُقَال للحاضرة: الصائرة وَقد صَارُوا إِذا حَضَرُوا المَاء. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَئِن بقيت إِلَى قَابل ليَأْتِيَن كل مُؤمن حَقه أَو حَظه حَتَّى يأتى الراعى بسرو حمير عرق جَبينه فِيهِ. وروى: لَئِن بقيت لأسوين بَين النَّاس حَتَّى ياتي الرَّاعِي حَقه فِي صفنه لم يعرق جَبينه.
سرو السرو: مَا انحدر عَن الْجَبَل وارتفع عَن الْوَادي والنعف والخيف نَحوه. قَالَ ابْن مقبل: ... بسَرْوِ حمْيَر أَبْوَال البغال بِهِ ... الصفن والصفنة: خريطة الرَّاعِي وَقيل: شبه الركوة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِذا بعتم السَّرق فَلَا تشتروه.
سرق هُوَ شقق الْحَرِير الْبيض مِنْهُ خَاصَّة قَالَ: ... ونَسجَتْ لوامعُ الحَرور ... سَبَائِباً كَسَرقِ الْحَرِير ... والواحدة سَرقَة كلمة معربة. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِن رجلا قَالَ لَهُ: إِن عندنَا بيعا لَهُ بِالنَّقْدِ سعر وبالتأخير سعر فَقَالَ: مَا هُوَ فَقَالَ: سرق الْحَرِير فَقَالَ: إِنَّكُم معشر أهل الْعرَاق تسمون أَسمَاء مُنكرَة فَهَلا قلت: شقق الْحَرِير ثمَّ قَالَ: إِذا اشْتريت وَكَانَ لَك فبعه كَيفَ شِئْت. قيل: فِي الأول مَعْنَاهُ إِذا بعتموه نَسِيئَة فَلَا تشتروه من المُشْتَرِي بِدُونِ الثّمن كَأَنَّهُ سمع أَن بَعضهم فعل فِي السرق هَكَذَا وَإِلَّا فَهُوَ مَنْهِيّ عَنهُ فِي كل شىء.(2/174)
5 - وَفِي الثَّانِي: إِنَّه رخص فِي السعرين إِذا فَارقه على أَحدهمَا فَأَما إِذا فَارقه عَلَيْهِمَا جَمِيعًا فَهُوَ غير جَائِر لِأَنَّهُ يكون بيعَتَيْنِ فِي بيعَة. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ لرجل: إِذا أتيت مني فانتهيت إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا فَإِن هُنَاكَ سرحة لم تعبل وَلم تجرد وَلم تسرف وَلم تسرح وَقد سُرَّ تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا فَانْزِل تحتهَا.
سرح هِيَ وَاحِدَة السَّرْح ضرب من الشّجر وَقيل: هِيَ شَجَرَة بَيْضَاء. وَقيل: كل شَجَرَة طَوِيلَة سرحة وَمِنْه قَول عنترة: ... بَطل كَأَن ثيابَه فِي سَرْحَةٍ ... والسرياح من الْخَيل: الطَّوِيل مَأْخُوذ من لَفظهَا. لم تعبل: لم يُؤْخَذ عبلها وَهُوَ وَرقهَا. لم تجرد أَي لم يصبهَا الْجَرَاد لم تسرف: لم تصبها السرفة. لم تسرح: لم يصبهَا السَّرْح أَي الْإِبِل وَالْغنم السارحة. وَقيل: هُوَ مَأْخُوذ من لفظ السرحة كَمَا يُقَال: شَجَرَة الشَّجَرَة إِذا أَخذ مِنْهَا غصنا أَو وَرقا. سُرَّ: من سررت الصَّبِي إِذا قطعت سرره. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر فغذا مَاتَ [269] الْمُؤمن تخلى لَهُ سربه يسرح حَيْثُ يَشَاء.
سرب يُقَال: خلِّ سربه أَي وجهته الَّتِي يمر فِيهَا. وَقَالَ الْمبرد: فلَان وَاسع السرب أَي المسالك والمذاهب أَرَادَ أَنَّهَا لِلْمُؤمنِ كالسن فِي جنب مَا أُعد لَهُ من المثوبة وللكافر كالجنة فِي جنب مَا أُعد لَهُ من الْعقُوبَة. وَقيل: إِن الْمُؤمن صرف نَفسه عَن الملاذ وَأَخذهَا بالشدائد فَكَأَنَّهُ فِي السجْن(2/175)
6 - وَالْكَافِر أمرحها فِي الشَّهَوَات فَهِيَ لَهُ كالجنة. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا إِن للحم سَرفًا كسرف الْخمر.
سرف قيل: هُوَ الضراوة. وَالْمعْنَى: إِن من اعتاده ضرى بِأَكْلِهِ فأسرف فِيهِ فعل المعاقر فِي ضراوته بِالْخمرِ وَقلة صبره عَنْهَا. وَمِنْه الحَدِيث: إِن للحم ضراوة كضراوة الْخمر وَإِن الله يبغض الْبَيْت اللَّحْم وَأَهله. وَوجه آخر: أَن يُرِيد بالسرف الْغَفْلَة يُقَال: رجل سرف الْفُؤَاد أَي غافل وسرف الْعقل أَي قَلِيل الْعقل قَالَ طرفَة: ... إِن امْرأً سَرِفَ الْفُؤَاد يَرَى ... عَسَلاَ بِمَاء سحابةٍ شَتْمِي ... وَيجوز أَن يكون من سرفت الْمَرْأَة صبيها إِذا أفسدته بِكَثْرَة اللَّبن يَعْنِي الْفساد الْحَاصِل من جِهَة غلظة الْقلب وقسوته والجرأة على الْمعْصِيَة والانبعاث للشهوة. ذُكر لَهَا رَضِي الله عَنْهَا الْمُتْعَة فَقَالَت: وَالله مَا نجد فِي كتاب الله إِلَّا النِّكَاح والاستسرار. ثمَّ تلت: {والذيِنَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهم} .
سرر أَرَادَت التَّسَرِّي وَهُوَ استفعال من السّريَّة على من جعلهَا من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح أَو من السرُور. معنى الْمُتْعَة: أَن الرجل كَانَ يشارط الْمَرْأَة شرطا على شَيْء بِأَجل مَعْلُوم يسْتَحل بِهِ فرجهَا ثمَّ يفارقها من غير تَزْوِيج وَلَا طَلَاق أُحلّ ذَلِك للْمُسلمين بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام حِين حجُّوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حُرّم. طَاوس رَحمَه الله تَعَالَى من كَانَت لَهُ إبل لم يؤد حَقّهَا أَتَت يَوْم الْقِيَامَة كأسر مَا كَانَت تخبطه بأخفافها. وروى: كابشر مَا كَانَت.(2/176)
7 - قَالُوا: مَعْنَاهُ كأسمن مَا كَانَت وأوفره وخيره وسر كل شَيْء: لبّه. وَقَالَ أَعْرَابِي لرجل: انْحَرْ الْبَعِير فلتجدنه ذَا سرّ أَي ذَا مخ. وَالْوَجْه أَن يكون من السرُور لِأَنَّهَا إِذا سمنت وحملت شحومها سرّت النَّاظر إِلَيْهَا وأبهجته. وَقيل فِي الأبشر: هُوَ من الْبشَارَة وَهِي الْحسن. يسرو فِي (رت) . بسرره فِي (رغ) . وسره فِي (شه) . للمسربة فِي (صف) . سارحتكم فِي (ضح) . لسربخ فِي (عب) . المسارح فِي [37] (غث) . سرى فِي (لح) . مساريع فِي (فر) . سروعتين فِي (خب) . دَقِيق المسربة فِي (شَذَّ) . وَفِي (مَعَ) . لَا سربة فِي (نق) . سرحا فى (كو) . فيسر بِهن فِي (بن) .
السِّين مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر ففقدوا المَاء فَأرْسل علياًّ عَلَيْهِ السَّلَام وَفُلَانًا يبغيان المَاء فَإِذا هما بِامْرَأَة على بعير لَهَا بَين مزادتين أَو سطيحتين فَقَالُوا لَهَا: انطلقي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَال لَهُ الصابىء قَالَا: هُوَ الَّذِي تعنين وَكَانَ الْمُسلمُونَ يغيرون على من حول هَذِه الْمَرْأَة وَلَا يصيبون الصرم الذى هى فِيهِ.
سطح السطيحة من جلدين. والمزادة: هِيَ الَّتِي تفأم بجلد ثَالِث بَين الجلدين لتتسع. الصرم: أَبْيَات من النَّاس مجتمعة وَقيل: فرقة من النَّاس لَيْسُوا بالكثير. قَالَ الطرماح: ... يَا دارُ أقْوَتْ بعد أصرَامها ... وَمن السطيحة حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كَانَ بطرِيق الشَّام فأُتي بسطيحتين فيهمَا نَبِيذ فَشرب من إِحْدَاهمَا وعدى عَن الْأُخْرَى.(2/177)
8 - أَي صرف وَجهه عَنْهَا. من قضيت لَهُ شَيْئا من حق أَخِيه فَلَا يأخذنه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ إسطاما من النَّار.
سطم الإسطام والسطام: المسعار وَهُوَ الحديدة المفطوحة الطّرف الَّتِي تحرّك بهَا النَّار. أَي قطعت لَهُ مَا يشعل بِهِ النَّار على نَفسه ويسعرها. أَو قطعت لَهُ نَارا مسعرة محروثة وَتَقْدِيره ذَات إسطام. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ لَا بَأْس أَن يَسْطُو الرجل على الْمَرْأَة إِذا لم تُوجد امْرَأَة تعالجها وَخيف عَلَيْهَا.
سطو يَعْنِي إِذا نشب وَلَدهَا فِي بَطنهَا مَيتا وَلم تُوجد امْرَأَة تعالجها فللرجل أَن يدْخل يَده فِي رَحمهَا فيستخرج الْوَلَد. يُقَال: مسطها ومصها ومساها وسطا عَلَيْهَا. قَالَ: ... فاسط على أمك سطو الهاسي ... سَأَلَهُ الْأَشْعَث عَن شَيْء من الْقُرْآن فَقَالَ: إِنَّك وَالله مَا تسطِّر على بشىء.
سطر أَي مَا تلبس. يُقَال: سطر فلَان على فلَان إِذا زخرف الْأَقَاوِيل ونمقها كَمَا ينمق الْكَاتِب مَا يخطه وَتلك الْأَقَاوِيل الأساطير والسطر. فى الحَدِيث: الْعَرَب سطام النَّاس.
سطم [السطام] والسطيم: حدُّ السَّيْف. قَالَ كَعْب بن جعيل أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ: ... وأبيض مَصْقُول السِّطام مُهَنَّداً ... وَذَا حَلْقٍ من نسج دَاوُد مُسردَا ... أَي هم مِنْهُم كالحدّ من السَّيْف فِي شوكتهم وحدتهم. سَطَعَ فِي (بر) . بمسطح فِي (جو) .
السِّين مَعَ الْعين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا إسعاد وَلَا عقر [371] فِي الْإِسْلَام.
سعد هُوَ إسعاد النِّسَاء فِي المناحات تقوم الْمَرْأَة فتقوم مَعهَا أُخْرَى من جاراتها فتساعدها على النِّيَاحَة.(2/178)
9 - وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن امْرَأَة أَتَتْهُ فَقَالَت: يَا رَسُول الله إِن فُلَانَة أسعدتني أفأسعدها فَقَالَ: لَا وَنهى عَن النِّيَاحَة. الْعقر: عقرهم الْإِبِل على الْقُبُور يَزْعمُونَ أَنه يكافىء الْمَيِّت بذلك عَن عقره للأضياف فِي حَيَاته. وَقيل: ليطعمها السبَاع فيدعى مضيافاً حَيا وَمَيتًا. عَن سَالم بن أبي الجعدر رَحمَه الله تَعَالَى: قَالَ: غلا السّعر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: لَو سعَّرت لنا وروى: فَقَالُوا لَهُ: غلا السّعر فأسعر لنا فَقَالَ: إِن الله هُوَ المسّعر إِن الله هُوَ الْقَابِض الباسط الرازق إِنِّي لأرجو أَن ألْقى الله وَلَا يطالبنى أحد مِنْكُم بمظلمة.
سعر يُقَال: أَسعر أهل السُّوق وسعَّروا: إِذا اتَّفقُوا على سعر وَهُوَ من سعَّر النَّار إِذا رَفعهَا لِأَن السِّعر يُوصف بالارتفاع. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فى التَّلْبِيَة: لبيْك وَسَعْديك.
سعد قَالَ أَبُو عَمْرو الْجرْمِي: مَعْنَاهُ إِجَابَة ومساعدةً والمساعدة: المطاوعة كَأَنَّهُ قَالَ: أجيبك إِجَابَة وأطيعك طَاعَة. وَقَالَ: وَلم نسْمع بسعديك مُفردا. وَحكى عَن الْعَرَب: سُبْحَانَهُ وسعدانه على معنى أُسبِّحه وأطيعه تَسْمِيَة الإسعاد بسُعدان كَمَا سمى التَّسْبِيح بسبحان: علمَان كعثمان ونعمان. وَنَظِير سعديك فِي الْحَذف قعدك وعمرك. والتثنية للتكرير والتكثير مثلهَا فِي حنانيك وهذاذيك. وَقَوله تَعَالَى: {ثمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتيْنِ} . عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أُتي فِي نسَاء أَو إِمَاء ساعين فِي الْجَاهِلِيَّة فَأمر بأولادهن أَن يقومُوا على آبَائِهِم وَلَا يسترقوا.
سعى يُقَال: ساعت الْأمة إِذا فجرت وساعاها فلَان إِذا فجر بهَا وَهُوَ من السَّعْي كَأَن كل وَاحِد مِنْهَا يسْعَى لصَاحبه وَنَظِيره قَوْلهم: باغت من الْبَغي وَهُوَ الطّلب وَقيل للإماء: البغايا من ذَلِك وَمعنى تقويمهم على آبَائِهِم أَن تكون قيمتهم على الزانين لموالى(2/179)
0 - لموَالِي الْإِمَاء البغايا ويكونوا أحراراً لاحقي الْأَنْسَاب بآبائهم. وَكَانَ عمر يلْحق أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة بِمن ادَّعاهم فِي الْإِسْلَام على شَرط التَّقْوِيم وَإِذا كَانَ الْوَطْء وَالدَّعْوَى جَمِيعًا فِي الْإِسْلَام فدعواه بَاطِلَة وَالْولد مَمْلُوك لِأَنَّهُ عاهر. أَرَادَ رَضِي الله عَنهُ أَن يدْخل الشَّام وَهُوَ يستعر طاعونا فَقَالَ لَهُ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن من مَعَك من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قرحانون فَلَا تدْخلهَا. أصل الاستعار الاشتعال ثمَّ استعير فَقيل: استعرت اللُّصُوص [372] واستعر
سعر الشَّرّ والجرب فِي الْبَعِير. وَالْمعْنَى الْكَثْرَة والانتشار وَالْأَصْل إِسْنَاد الْفِعْل إِلَى الطَّاعُون فأُسند إِلَى الشَّام وَأخرج مَا كَانَ الْفَاعِل مَنْصُوبًا على التَّمْيِيز كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً} وَإِنَّمَا يفعل هَذَا للْمُبَالَغَة والتأكيد.
القرحان: الأملس من الدَّاء وَأَصله من لم يصبهُ جدري وَلَا حصبة وللحذر عَلَيْهِ من أَن يصاب بِالْعينِ اشتقوا لَهُ الِاسْم من الْقرح. يَسْتَسْقِي فِي (اب) . سعاره فِي (قد) . تسعسع فِي (عق) . سعن فِي (قن) . السعانين فِي (قل) . المساعر فِي (عر) . سَاعَته فِي (خُذ) .
السِّين مَعَ الْغَيْن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم خَيْبَر بِأَصْحَابِهِ وهم مسغبون وَالثَّمَرَة مغضفة فَأَكَلُوا مِنْهَا فَكَأَنَّمَا مرَّت بهم ريح فصُرعوا. أَي داخلون فِي المسغبة وَنَظِيره: أقحطوا وأجدبوا.
سغب المغضفة: الَّتِي استرخت وَلما تدْرك من الغضف فى الْأذن.(2/180)
1 - ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الطّيب عِنْد الْإِحْرَام فَقَالَ: أما أَنا فأسغسغه فى رأسى ثمَّ أحب بَقَاءَهُ.
سغسغ أَي أثْبته فِيهِ وأقرره من سغسغ شَيْئا فِي التُّرَاب إِذا دحَّه فِيهِ وسغسغ الدّهن بِالْيَدِ على الرَّأْس إِذا عصر رَاحَته لتَكون أرسخ للدهن فِي الرَّأْس. سغله فِي (بر) . سغسغها فِي (سخ) .
السِّين مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهِ عمر فَقَالَ: يَا رَسُول الله لَو أمرت بِهَذَا الْبَيْت فسُفر وَكَانَ فى بَيت أُهب وَغَيرهَا وروى: فِي الْبَيْت أُهب عطنة وروى: أَنه دخل عَلَيْهِ وَعِنْده أفِيق. السّفر: الكنس. وَأَصله الْكَشْف. والمسفرة: المكنسة.
سفر الأُهب: لَيْسَ بتكسير للإهاب وَإِنَّمَا هُوَ اسْم جمع وَنَحْوه: أفق وأدم وعُمد فِي جمع أفِيق وأديم وعمود. والإهاب: الْجلد غير المدبوغ. والأفيق: الَّذِي لم يتم دباغه وَقيل الَّذِي تمَّ دباغه وَلم يعرك وَلم يدهن فَإِذا فُعل بِهِ ذَلِك فَهُوَ أَدِيم. عطن وعفن وعرن: أَخَوَات. يُقَال: عطن الْجلد إِذا أنتن فَسقط صوفه أَو شعره. وعفن الشَّيْء إِذا فسد نَتنًا وعرن اللَّحْم وعرنت الْقدر وَهِي الزهومة. أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَالك بن مرَارَة الرهاوي رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي قد أُوتيت من الْجمال مَا ترى مَا يسرني أَن أحدا يُفَضِّلُنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقهمَا فَهَل ذَلِك من البغى فَقَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا ذَلِك من سفه الْحق وغمط النَّاس.
سفه السَّفه: الخفة والطيش تَقول سفه فلَان عليَّ إِذا استخفت بك [373] وَجَهل(2/181)
2 - عَلَيْك وَمِنْه زِمَام سَفِيه وسفهت الرّيح الْغُصْن. وَفِي سفه الْحق وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون على حذف الْجَار وإيصال الْفِعْل كَأَن الأَصْل سفه على الْحق. وَالثَّانِي: أَن يضمن معنى فعل مُتَعَدٍّ كجهل ونكر وَالْمعْنَى الاستخاف بِالْحَقِّ وَألا يرَاهُ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الرجحان والرزانة. الغمز والغمص والغمط: أَخَوَات فِي معنى الْعَيْب والازدراء. وَفِي غمص وغمط لُغَتَانِ: فَعَل يَفْعَل وفَعِل يَفْعِل. ذَلِك: إِشَارَة إِلَى الْبَغي كَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الْبَغي من سفه وَالْمعْنَى: فعل من سفه. رأى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا سفعة فَقَالَ: إِن بهَا نظرة فاسترقوا لَهَا.
سفع السفعة: الْمس من الْجُنُون وحقيقتها: الْمرة من السفع وَهُوَ الْأَخْذ يُقَال: سفع بناصية الْفرس ليركبه أَو يلجمه وسفع بِيَدِهِ فأقامه. وَفِي كَلَام قُضَاة الْبَصْرَة: اسفعا بِيَدِهِ. وَمِنْه قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لرجل رَآهُ: إنَّ بِهَذَا سفعة من الشَّيْطَان فَقَالَ لَهُ الرجل: لم أسمع مَا قلت فَقَالَ: نشدتك بِاللَّه هَل ترى أحدا خير مِنْك قَالَ: لَا قَالَ: فَلهَذَا قلت مَا قلت. جعل مَا بِهِ من الْعجب مسًّا من الْجُنُون. والنظرة: الْإِصَابَة بِالْعينِ يُقَال: إِن نظرة وَصبي مَنْظُور. قَالَ: ... مَا لقِيت حُمر أَبى سوار ... من نظرة مثل أجيج النارر ... وَكَأن الْمَعْنى أَن السفعة أدركتها من قبل النظرة فَاطْلُبُوا لَهَا الرّقية وَقيل: الشُّفْعَة الْعين وَصبي مسفوع: معِين: فَهِيَ على هَذَا فِي معنى النظرة سَوَاء. قدم عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو عَمْرو النَّخعِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي وَفد من النخع فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي طريقي هَذَا رُؤْيا رَأَيْت أَتَانَا تركتهَا فِي الْحَيّ ولدت جدياً أسفع أحوى. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل لَك من أمة تركتهَا(2/182)
3 - مَسَرَّة حملا قَالَ: نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت. قَالَ: فقد ولدت غُلَاما وَهُوَ ابْنك. قَالَ: فَمَا لَهُ أسفع أحوى قَالَ: ادن مني فَدَنَا. قَالَ: هَل بك من برص تكتمه قَالَ: نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مَخْلُوق وَلَا علم بِهِ. قَالَ: هُوَ ذَاك قَالَ: وَرَأَيْت النُّعْمَان بن الْمُنْذر عَلَيْهِ قرطان ودملجان ومسكتان. قَالَ: ذَاك ملك الْعَرَب عَاد إِلَى أفضل زية وبهجته. قَالَ: وَرَأَيْت عجوزا شَمْطَاء تخرج من الأَرْض قَالَ: تِلْكَ بَقِيَّة الدُّنْيَا قَالَ: وَرَأَيْت نَارا [374] خرجت من الأَرْض فحالت بيني وَبَين ابْن 6 لى يُقَال لَهُ: عَمْرو ورأيتها تَقول: لظى لظى بَصِير وأعمى أطعومنى أكلكم كلكُمْ أهلكم ومالكم. فَقَالَ: تِلْكَ فتْنَة تكون فِي آخر الزَّمَان. قَالَ: وَمَا الْفِتْنَة يَا رَسُول الله قَالَ: يقتل النَّاس إمَامهمْ ثمَّ يشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس وَخَالف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَصَابِعه يحْسب الْمُسِيء أَنه محسن وَدم الْمُؤمن أحلّ من شرب المَاء. الأسفع: الَّذِي فِيهِ سَواد مَعَ لون آخر وَمِنْه السفعة فِي الدَّار وَهِي مَا فِيهَا من زبل أَو رماد أَو قمام متلبد فتراه مُخَالفا للون الأَرْض فِي مَوَاضِع وكل صقر أسفع وكل ثَوْر وَحشِي أسفع وَقيل للحمامة: السفعاء لعلاطيها. والأحوى: لون يضْرب إِلَى سَواد قَلِيل وَسميت أُمّنا حَوَّاء لأُدمة كَانَت فِيهَا المسكة: السوار وَجَمعهَا مسك. لظى: علم للنار غير منصرف واللظى: اللهب. وَالْمعْنَى: أَنا لظى ولظى الثَّانِيَة: إِمَّا أَن تكون تكريرا للْخَبَر أَو خبر مُبْتَدأ آخر. بَصِير وأعمى أَي النَّاس فِي شأني ضَرْبَان: عَالم يَهْتَدِي لما هُوَ الصَّوَاب وَالْحق وجاهل يركب رَأسه فيضلّ. الاشتجار: الاشتباك. أطباق الرَّأْس: عِظَامه وَهِي مُتَطَابِقَة متشبكة كَمَا تشبك الْأَصَابِع. أَرَادَ التحام الْحَرْب بَين النَّاس واختلاطهم فِي الْفِتْنَة وموج بَعضهم فِي بعض. أَنا وسفعاء الْخَدين الحانية على وَلَدهَا يَوْم الْقِيَامَة كهاتين وَضم إصبعه.(2/183)
4 - أَرَادَ الَّتِي آمت من زَوجهَا وَقصرت نَفسهَا على وَلَدهَا وَتركت التصنع فشحب لَوْنهَا وَتغَير بالغموم وابتذال النَّفس فِي الاعتناء بِالْوَلَدِ. يُقَال: حنت الْمَرْأَة على وَلَدهَا تحنوا حنوًّا: إِذا أَقَامَت عَلَيْهِ بعد زَوجهَا وَلم تتَزَوَّج فهى حانية. أَتَى بِرَجُل فَقيل: إِن هَذَا سرق فكإنما أُسف وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 4
سفف هُوَ من قَوْلهم: أسففت الوشم وَهُوَ أَن تغرز الحديدة فِي الْبشرَة ثمَّ تحشو المغارز كحلا حَتَّى تسفه سفًّا أَي تغير وَسَهْم وأكمد لَونه حَتَّى عَاد كالبشرة الْمَفْعُول بهَا ذَاك وَهُوَ مستعار من سفّ الرجل الدَّوَاء وأسففته إِيَّاه. وَمِنْه: إِن رجلا أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن لي جيرانا أصِلُهم ويقطعونني وأُحسن إِلَيْهِم ويسيئون إليّ فَقَالَ: أَكَانَ كَذَلِك فكأنك إِنَّمَا تسفهم المل. أَي الرماد الحارّ وَقيل: الْجَمْر الَّذِي تشوي فِيهِ الخبزة وَلَا يُقَال لَهُ ملّ حَتَّى يخالطه رماد. إِن الله [375] رضى لكم مَكَارِم الْأَخْلَاق وَكره لكم سفسافها
سفسف هُوَ فِي الأَصْل مَا تهبي من غُبَار الدَّقِيق إِذا نُخل. ودُقاق التُّرَاب. وَيُقَال: سفسفت الدَّقِيق ثمَّ شبه بِهِ كل وسخ رَدِيء. عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَلا إِن الأسيفع أسيفع جُهَيْنَة قد رَضِي من دينه وأمانته بِأَن يُقَال لَهُ سَابق الْحَاج أَو قَالَ: سبق الْحَاج فادّان معرضًا فَأصْبح قدرين بِهِ فَمن كَانَ لَهُ: عَلَيْهِ دين فليغد بِالْغَدَاةِ فلنقسم مَاله بَينهم بِالْحِصَصِ.
سفع الأسيفع: [علم وَهُوَ فِي الأَصْل] تَصْغِير الأسفع صفة وعلماً [من السفعة] .(2/184)
5 - جُهَيْنَة: من بطُون قضاعة بن مَالك بن حمير. وَعَن قطرب: إِنَّهَا منقولة من مصغر جهان على التَّرْخِيم يُقَال: جَارِيَة جهانة أَي شَابة. ادّان: افتعل من الدّين كاقترض من الْقَرْض. معرضًا: من قَوْلهم طأ معرضًا أَي ضع رجلك حَيْثُ وَقعت وَلَا تتق شَيْئا. وَأنْشد يَعْقُوب للبعيث: ... فطأ مُعْرِضاً إِن الحتوف كَثِيرَة ... وَإنَّك لَا تُبْقِي مِنَ المالِ بَاقِيا ... أَرَادَ فاستدان مَا وجد مِمَّن وجد والحقيقة بِأَيّ وَجه أمكنه وَمن أَي عرض تَأتي لَهُ غير مُمَيّز وَلَا مبال بالتَّبعة. رين بِهِ أَي غلب وفُعِلَ بِشَأْنِهِ. حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ ذكر قوم لوط وَخسف الله بهم فَقَالَ: وتتبعت أسفارهم بِالْحِجَارَةِ.
سفر جمع سفر وهم المسافرون وَهَذَا كَمَا يروي إِنَّهَا لما قلبت عَلَيْهِم رمى بقاياهم بِكُل مَكَان. كَعْب قَالَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى: إِلَى جانبكم جبل مشرف على الْبَصْرَة يُقَال لَهُ: سَنَام فَقَالَ: نعم قَالَ: فَهَل إِلَى جَانِبه مَاء كثير السافي قَالَ: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ أول مَاء يردهُ الدَّجَّال من مياه الْعَرَب.
سفى السافي: التُّرَاب الَّذِي تسفيه الرّيح أَي تحتمله وتهجم بِهِ على النَّاس وَغَيرهم وَنَظِيره: المَاء الدافق والسر الكاتم. وَالْمَاء الَّذِي ذكره هُوَ سفوان وَهُوَ على مرحلة من بَاب المربد بِالْبَصْرَةِ سمي بذلك لِكَثْرَة سافيه. ابْن الْمسيب رَحمَه الله لَوْلَا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشَّمْس والسافرة: أمة من الرّوم.
سفر هَكَذَا جَاءَ مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ وَكَأَنَّهُم سمُّوا بذلك لبعدهم وتوغلهم فِي الْمغرب.(2/185)
6 - الوجبة: الْغُرُوب يَعْنِي صَوته فَحذف الْمُضَاف. النَّخعِيّ رَحمَه الله كره أَن يُوصل الشّعْر وَلَا بَأْس بالسفة.
سفف هِيَ شَيْء من القراميل والقراميل: مَا تصل بِهِ الْمَرْأَة شعرهَا من شعر أَو صوف. وَهُوَ من السَّفّ يُقَال: سفّ الخوص إِذا نسجه والعرقة المسفوفة سفّة. الشّعبِيّ رَحمَه الله كره أَن يُسفّ الرجل النّظر إِلَى أمه وَابْنَته وَأُخْته. يُقَال: أسفَّ النّظر إِذا أحده وَهُوَ من بَاب الْمجَاز كَأَنَّهُ جعل نظره [376] فِي اخذه المنظور إِلَيْهِ لحدّته بِمَنْزِلَة الساف لمنظره وَيقرب مِنْهُ قَوْلهم حَكَاهُ أَبُو زيد: إِنَّه لتعجمك عَيْني أَي كَأَنِّي أعرفك. سفه الْحق فِي (جلّ) . السفع فِي (عَن) . السفار فِي (نض) . سفعاء فِي (زو) . السفين فِي (فض) .
السِّين مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ معَاذ إِمَام قومه فَمر فَتى بناضحه يُرِيد سقيَّة فأقيمت الصَّلَاة فَدخل مَعَهم فطوَّل معَاذ وَصلى الْفَتى ثمَّ خرج فذُكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: أعدت فتَّاناً إِذا كنت إِمَامًا للنَّاس فَخفف.
سقى السَّقيّة: النّخل الَّذِي يُسقى بالسَّواني. الْعود: يَجِيء كثيرا بِمَعْنى الصيرورة. وَمِنْه قَول كَعْب: وددت أَن هَذَا اللَّبن يعود قطراناً فَقيل لَهُ: لم أَبَا إِسْحَاق قَالَ: تتبعت قُرَيْش أَذْنَاب الْإِبِل وَتركُوا الْجَمَاعَات وَقَالَ الشَّاعِر: ... أَطَعْتُ العُرْسَ فِي الشَّهَوَاتِ حَتّى ... أعادَتْنِي عَسِيفاً عَبْد عَبْدِ ...(2/186)
7 - يُحشر مَا بَين السقط إِلَى الشَّيْخ الفاني مردا جردا مُكَحَّلِينَ أولى أفانين.
سقط السقط: الْوَلَد يسْقط قبل تَمَامه وَفِي حَرَكَة فائه ثَلَاث لُغَات. الأفانين: جمع أفنان جمع فنن وَهُوَ الْخصْلَة من الشّعْر قَالَ العجاج: ... يَنْفُضْنَ أَفْنَانَ السَّبِيبِ والعُذَرْ ... وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي ذكر أهل الْجنَّة: كل وَاحِد مِنْهُم فَتى شَاب أَمْرَد أَجْعَد أَبيض لَهُ جمَّة على مَا اشتهت نَفسه حشوها الْمسك الأذفر. عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ للَّذي قتل الظبي وَهُوَ محرم: خُذ شَاة من الْغنم فَتصدق بلحمها وأسق إهابها.
سقى أَي أعْطه من يَتَّخِذهُ سقاءً وَنَظِيره: أسقني عسلا وأقدنى خيلا وأسقني إبِلا. عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ جَاءَ ابْن أبي بكر إِلَيْهِ فَأَخذه بلحيته وَأَقْبل رجل مسقَّف بِالسِّهَامِ فَأَهوى بهَا إِلَيْهِ.
سقف الأسقف والمسقف: الطَّوِيل فِيهِ جنأ والنعام مَوْصُوفَة بالسَّقف والجنأ وَمِنْه السّقف لإظلاله وتجانئه على مَا تَحْتَهُ. سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ بسر بن سعيد: كُنَّا نجالسه وَكَانَ يتحدث حَدِيث النَّاس والأخلاق فَكَانَ يُساقط فِي ذَلِك الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
سقط أَي يلقيه فِي تضاعيف ذَلِك وَيَرْمِي بِهِ. قَالَ أَبُو حيَّة النميري. ... إِذا كُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيث كأنَّهُ ... سِقاطُ حَصَى المَرْجَان من كَفِّ ناظِم ... ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ: كنت أجالس ابْن مَسْعُود فسقسق [377] على رَأسه عُصْفُور فنكته بِيَدِهِ.
سقسق يُقَال: زقزق الطَّائِر بذرقه وسقسق بِهِ إِذا رمى بِهِ وزقَّ وسقَّ مثله. نكته: أَي سلته بإصبعه.(2/187)
8 - قَالَ ابْن معيز السَّعْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: خرجت سحرًا أسقد بفرس لى فمررت على مَسْجِد بني حنيفَة فَسَمِعتهمْ يذكرُونَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب ويزعمون أَنه نبيّ فَأتيت ابْن مَسْعُود فَأَخْبَرته فَبعث إِلَيْهِم الشُّرط فَجَاءُوا بهم فاستتابهم [فتابوا] فخلّى عَنْهُم وقدّم ابْن النواحة فَضرب عُنُقه. وروى: خرجت بفرس لي لأُسقده وروى: أسلقد فرسى.
سقد. سلقد يُقَال أسقد فرسه وسقَّده وسلقده ضمَّره. والسقدد والسلقد: الْفرس الْمُضمر. وَالْبَاء فِي أُسقد بفرس مثل فِي فِي قَوْله: يجرح فِي عراقيبها. وَالْمعْنَى: أفعل التضمير لفرسي. وَاللَّام فِي سلقد: مَحْكُوم بزيادتها مثلهَا فِي كلصم بِمَعْنى كصم إِذا فرّ وَنَفر وَلَعَلَّ الدَّال فِي هَذَا التَّرْكِيب معاقب للطاء لِأَن التضمير إِسْقَاط لبَعض السّمن إِلَّا أَن الدَّال جعلت لَهَا خُصُوصِيَّة بِهَذَا الضَّرْب من الْإِسْقَاط. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا كَانَ يَغْدُو فَلَا يمر بسقَّاط وَلَا صَاحب بيعةٍ إِلَّا سلم عَلَيْهِ.
سقط هُوَ الَّذِي يَبِيع سقط الْمَتَاع أَي رذاله. الْبيعَة من البيع كالركبة من الرّكُوب. عَمْرو كَانَت بَينه وَبَين عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا محاورة فَأَغْلَظ لَهُ عمر فقاوله عَمْرو فَلَمَّا فرغ من كَلَامه قَالَ لَهُ رجل من بني أُميَّة يُقَال لَهُ الأشجّ: إِنَّك وَالله سقعت الْحَاجِب وأوضعت بالراكب.
سقع السقع والصقع: الضَّرْب الشَّديد وَالْمرَاد: صككت وَجهه بِشدَّة كلامك وجبهته بِقَوْلِك. يُقَال: وضع الْبَعِير وضعا ووضوعا: أسْرع فِي سيره وأوضعه رَاكِبه وأوضع بالراكب: جعله موضعا لراحلته يُرِيد أَنَّك بهرته بالمقاولة حَتَّى ولّى عَنْك وَنَفر مسرعا. السقارون فِي (حن) . سقني فِي (لق) . مسقاته فِي (رع) . المسقويّ فِي (خم) . السقفاء فِي (ين) . سِقَايَة الْحَاج فِي (اث) . من سقيفاه فِي (ثو) . السواقط فِي (عو) . ساقي الْحَرَمَيْنِ فى (قف) .(2/188)
9 - السِّين مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة.
سِكَك هِيَ الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل وَمِنْهَا قيل للأزقة: سِكَك لاصطفاف الدّور فِيهَا. والمأبورة: الملقحة وَقيل: المُرَاد سكَّة الحراثة. والمأبورة: الْمصلحَة قَالَ: ... فإنْ أَنْتِ لم تَرْضَىْ بسَعْيِي فاتْرُكِي ... لِيَ البيتَ آبُرْه وكُوني مَكانِيَا ... [378] أَي أصلحه. الْمَأْمُورَة: الْكَثِيرَة النِّتَاج وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول المؤمرة وَلَكِن زاوج بهَا الْمَأْبُورَة كَمَا قَالَ: مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات. وَعَن أبي عُبَيْدَة: أَمرته بِمَعْنى آمرته أَي كثَّرته وَلم يقلهُ غَيره. وَيجوز أَن يُراد: أَنَّهَا لِكَثْرَة نتاجها كَأَنَّهَا مأمورة بذلك. وَمن سكَّة الحراثة قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا دخلت السِّكَّة دَار قوم إِلَّا ذلُّوا. يُرِيد أَن أهل الْحَرْث ينالهم المذلة لما يطالبون بِهِ من العُشر وَالْخَرَاج وَنَحْوهمَا. وَنَحْوه العزّ فِي نواصي الْخَيل والذل فِي أَذْنَاب الْبَقر. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كسر سكَّة الْمُسلمين الْجَائِزَة بَينهم. أَرَادَ الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير المضروبة بالسكة وَإِنَّمَا كره تقويضها لما فِيهَا من ذكر الله أَو لِأَنَّهُ يضيع قيمتهَا وَقد نهى عَن إِضَافَة المَال أَو لكَرَاهَة التَّدنيق. وَعَن الْحسن رَحمَه الله: لعن الله الدانق وَأول من أحدث الدانق مَا كَانَت الْعَرَب تعرفه وَلَا أَبنَاء الْفرس. وَقيل: كَانَت تجْرِي عددا لَا وزنا فِي صدر الْإِسْلَام فَكَانَ يعمد أحدهم إِلَيْهَا فَيَأْخُذ أطرافها بالمقراض. اللَّهُمَّ أحينى مِسْكينا وأمتني مِسْكينا واحشرني فِي زمرة الْمَسَاكِين. قيل: أَرَادَ التَّوَاضُع والإخبات وَألا يكون من الجبارين.(2/189)
0 - استقروا على سكناتكم فقد انْقَطَعت الْهِجْرَة.
سكن يُقَال: النَّاس على سكناتهم ومكناتهم ونزلاتهم أَي على أَحْوَالهم المستقيمة وَالْمعْنَى: كونُوا على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ مستقرين فِي مواطنكم لَا تبرحوها فَإِن الله قد أعزَّ الْإِسْلَام وأغنى عَن الْهِجْرَة والفرار عَن الوطن حذار الْمُشْركين قَالَ ذَلِك عِنْد فتح مَكَّة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِيمَا بَين العشاءين حَتَّى ينصدع الْفجْر إِحْدَى عشرَة رَكْعَة فَإِذا سكب الْمُؤَذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين.
سكب أصل السكب الصب فاستعير للإفاضة فِي الْكَلَام كَمَا يُقَال هضب فِي الحَدِيث وَأخذ فِي خطْبَة فسحلها وَكَانَ ابْن عَبَّاس مثجًّا. كَانَ اسْم فرسه السكب وَمن أفراسه: اللحيف واللزاز والمرتجز. هُوَ من قَوْلهم: فرس سكب أَي كثير الجري. قَالَ أَبُو دَاوُد: ... وَقد أغْدُو بِطْرفٍ هَيْكَلٍ ذِي مَيْعة سَكْبِ ... وَنَحْوه قَوْلهم: مسح وبحر ويعبوب وَقيل: هُوَ السكب سمي بالسكب وَهُوَ شقائق النُّعْمَان قَالَ: ... كالسّكَب المحمّر فَوق الرابية ... وَقيل: اللحيف لِكَثْرَة شائله وَهُوَ ذَنبه. واللزاز لتلززه كَقَوْلِهِم: كناز ولكاك للناقة. والمرتجز: لحسن صهيله. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خطبهم على مِنْبَر الْكُوفَة وَهُوَ يومئذٍ غير مسكوك.(2/190)
1 - سِكَك أَي غير مسمر من السك [379] وَهُوَ تضبيب الْبَاب. والسكى: المسمار سِكَك وروى بالشين وَهُوَ المشدود الْمُثبت من قَوْلهم: رَمَاه فشكّ قدمه بِالْأَرْضِ أَي أثبتها. الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ وضع يَدَيْهِ على أُذُنَيْهِ وَقَالَ: استكَّتَا إِن لم أكن سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: الذَّهَب بِالذَّهَب وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ مثل بِمثل. أَي صمَّتا قَالَ عبيد: ... دَعَا معاشِرَ فاستكت مسامعهم ... يالهف نَفْسِيَ لَو يَدْعُو بني أَسَدِ ... كَعْب رَحمَه الله تَعَالَى ذكر يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهلا كهم فَقَالَ: ثمَّ يُرْسل الله السَّمَاء فتنبت الأَرْض حَتَّى إِن الرمانة لتشبع السكن.
سكن هم أهل الْبَيْت. قَالَ ذُو الرمة: ... فياكرم السَّكْنِ الَّذين تحملوا ... وَهُوَ نَحْو الصَّحْب وَالشرب. سكنها فِي (حَيّ) . سكت فِي (ذل) . السكينَة فِي (ام) . تمسكن فِي (با) .
السِّين مَعَ اللَّام
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على كل سلاقى من أحدكُم صَدَقَة ويجزىء من ذَلِك رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهمَا من الضُّحَى. قَالَ الزّجاج: السلاميات: الْعِظَام الَّتِي بَين كل مفصلين من أَصَابِع الْإِنْسَان.
سلم وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: السلَامِي: كل عظم مجوف مِمَّا صغر من الْعِظَام وَلَا يُقَال لمثل الظنبوب والزند: سلامي إِنَّمَا يُقَال لَهُ قصب وَقيل: السلاميات فصوص أَعلَى الْقَدَمَيْنِ وَهِي من الْإِبِل فِي الأخفاف وَهِي عِظَام صغَار يجمعهن عصب. يجزىء: يغنى.(2/191)
2 - لعن السلتاء والمرهاء.
سلت هِيَ الَّتِي لَا تختضب وَلَا تكتحل وَقد سلتت سلتا ومرهت مرهاً من السلت وَهُوَ القشر. وَمن قَوْلهم: رجل مره الْفُؤَاد أَي سقيمه ذاهبه. من تسلّم فِي شَيْء فَلَا يصرفهُ إِلَى غَيره.
سلم سلف هُوَ الَّذِي أسلم أَي أسلف دَرَاهِم فِي تمر فتسلمها أَي أَخذهَا فَلَيْسَ لَهُ أَن يصرف التَّمْر إِلَى الزَّبِيب فَيَقُول للْمُسلمِ: خُذ زبيباً مَكَان التَّمْر وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. بَكت بنت أم سَلمَة على حَمْزَة رَضِي الله عَنْهُمَا ثَلَاثَة أَيَّام وتسلَّبت فَدَعَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرهَا أَن تنصى وتكتحل.
سلب تسلبت: لبست السلاب وَهُوَ سَواد المحدّ. وَقيل: خرقَة سَوْدَاء كَانَت تغطي رَأسهَا بهَا وَالْجمع سلب قَالَ ضَمرَة بن ضَمرَة. ... هَل تَخْمِشن إبلي عليَّ وجوهها ... أَو تعصِبَنّ رُءوسها بِسِلاَب ... وتنصَّت الْمَرْأَة إِذا سرَّحت شعرهَا ونصَّتها الماشطة ونصتها تنصوها أَخذ الْفِعْل من الناصية وَإِن كَانَ التسريح لسَائِر شعر الرَّأْس لِأَن الناصية الناصية فنِّزلت منزلَة جَمِيعه. اللَّهُمَّ اسْقِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف من سليل الْجنَّة وروى: من سلسل الْجنَّة.
سلل السَّلِيل: الشَّرَاب الْخَالِص كَأَنَّهُ سلَّ من القذى حَتَّى خلص. والسلسل [38] والسلسال والسلاسل: السهل فِي الْحلق. طَاف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَيْتِ يسْتَلم الْأَحْجَار. وروى: الْأَركان بِمِحْجَنِهِ.
سلم اسْتَلم: افتعل من السلمة وَهِي الْحجر. وَهُوَ أَن تتناوله وتعتمده بلمس أَو تَقْبِيل أَو إِدْرَاك بعصا وَنَظِيره استهم الْقَوْم إِذا أجالوا السِّهَام. واهتجم الحالب إِذا حلب فِي الهجم وَهُوَ الْقدح الضخم.(2/192)
3 - المحجن: عَصا فِي رَأسهَا عقافة. أَخذ ثَمَانِينَ رجلا من أهل مَكَّة سلما. أَي مستسلمين معطين بِأَيْدِيهِم يُقَال: رجل سلم ورجلان سلم وَقوم سلم. قَالَ: ... فاتّقين مَرْوان فِي الْقَوْم السَلمْ ... عمر رَضِي الله عَنهُ لما أُتِي بِسيف النُّعْمَان بن الْمُنْذر دَعَا جُبَير بن مطعم فسَّلحه إِيَّاه ثمَّ قَالَ لَهُ: يَا جُبَير مِمَّن كَانَ النُّعْمَان قَالَ: كَانَ رجلا من أشلاء قنص بن معد.
سلح أى جعله سلاحه وَالسِّلَاح: مَا أعدته للحرب من آلَة الْحَدِيد وَالسيف وَحده يُسمى سِلَاحا وَعَن أَبى عُبَيْدَة: السِّلَاح مَا قوتل بِهِ وَالْجنَّة مَا اتَّقى بِهِ. الأشلاء: البقايا يُقَال: بَنو فلَان أشلاء قى بني فلَان أَي بقايا فيهم والشِّلو: الْبَقِيَّة فِي اللَّحْم وأشلاء اللجام: الَّتِي تقادمت فدق حديدها ولان فَلَيْسَ على الْفرس مِنْهُ أَذَى. وَقد ذكر الزبير بن بكار من ولد معد بن عدنان نزار وقضاعة وَعبيد الرماح وقنصا وقناصة وجنادة وعوفا وحبيباً وسلهماً. وَقَالَ: وَأما قنص بن معد فَلم يبْق مِنْهُم أحد وَمِنْهُم كَانَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر الَّذِي كَانَ بِالْحيرَةِ وَقد نُسبوا فِي لخم وَأنْشد للنابغة ينْسب النُّعْمَان إِلَى معد: ... فَإِن يرجع النّعمان يفرح ونبتهجْ ... وَيَأْتِ مَعَدّا ملكُها وربيعُها ... وَكَانَ جُبَير أنسب الْعَرَب للْعَرَب وَذَلِكَ أَنه كَانَ أَخذ النّسَب عَن أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. إِن وليدة لَهُ يُقَال لَهَا مرْجَانَة أَتَت بِولد زنا فَكَانَ يحملهُ على عَاتِقه ويسلت خشمه.
سلت أَي يمسح مخاطه. وأصل السلت الْقطع والقشر وسلت الْقَصعَة لحستها. وَمِنْه: إِن عَاصِم بن سُفْيَان الثَّقَفِيّ حدَّث عمر رَضِي الله عَنْهُمَا بِحَدِيث فِيهِ تَشْدِيد على الْوُلَاة فَقَالَ عمر على جَبهته: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون من يَأْخُذهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ سلمَان: من سلت الله أَنفه وألزق خدَّه بِالْأَرْضِ.(2/193)
4 - أَي جدع أَنفه وَالضَّمِير فِي يَأْخُذهَا للخلافة وَكَأن سلمَان دَعَا على من يكون بدل عمر. وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: إِنَّهَا قَالَت فِي الْمَرْأَة تَوَضَّأ وَعَلَيْهَا الخضاب: اسلتيه وأرغميه. أَي أهينيه وارمي بِهِ عَنْك [381] فِي الرَّغام. والخشم: مَا يسيل من الخياشيم. عَامر بن ربيعَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبعثنا ومالنا طَعَام إِلَّا السّلف من التَّمْر فنقسمه قَبْضَة قَبْضَة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى تَمْرَة تَمْرَة. قَالَ لَهُ عبد الله بن عَامر: مَا عَسى أَن ينفعكم تَمْرَة تَمْرَة قَالَ: لَا تقل ذَاك فوَاللَّه مَا عدا أَن فقدناها ختللناها.
سلف السّلف: الجراب الضخم. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ أَدِيم لم يُحكم دبغه كَأَنَّهُ الَّذِي أصَاب أول الدّباغ وَلم يبلغ آخِره. اختللناها: أَي اختللنا إِلَيْهَا فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل وَالْمعْنَى: احتجنا إِلَيْهَا من الْخلَّة وَهِي الْحَاجة. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {فجَاءَتْهُ إحْدَاهُمَا تَمْشي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} : لَيست بسلفع.
سلفع هى الوقحة الجرئية على الرِّجَال. وَفِي الحَدِيث فِي ذكر النِّسَاء: شرهنَّ السلفعة البلقعة. أَي الخالية من كل خير. أَرض الْجنَّة مسلوفة وحصلبها الصوار وهواؤها السجسج.
سلف هى اللينة الملساء كَأَنَّهَا سلفت بالمسلفة. الحصلب: التُّرَاب. الصوار: الْمسك السجسج: أرق مَا يكون من الْهَوَاء.(2/194)
5 - ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا دخل عَلَيْهِ سعيد بن جُبَير فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث المتلاعنين وَهُوَ مترش برذعة رَحْله مُتَوَسِّد مرفقة أَدَم حشوها لِيف أَو سلب.
سلب هُوَ لِيف الْمقل. وَقيل: شجر بِالْيمن مِنْهُ الحبال. وَقَالَ شمر: السَّلب: قشر من قشور الشّجر يعْمل مِنْهُ السلال. يُقَال لسوقه: سوق السلابين. وَهِي مَعْرُوفَة بِمَكَّة. كَانَ رَضِي الله عَنهُ يكره أَن يُقَال: السّلم وَكَانَ يَقُول: الْإِسْلَام لله. وَكَانَ يَقُول: السّلف. السّلم: اسْم من الْإِسْلَام بِمَعْنى الإذعان والانقياد فكره أَن يسْتَعْمل فِي غير طَاعَة الله وَإِن كَانَ يذهب بِهِ مستعمله إِلَى معنى السّلف الَّذِي لَيْسَ من الْإِسْلَام. وَهَذَا من الْإِخْلَاص بَاب لطيف المسلك. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا ذكر الْأَرْضين السَّبع فوصفها فَقَالَ فى صفة الْخَامِسَة: فِيهَا حيات كسلاسل الرمل وكالخطائط بَين الشقائق.
سلسل قَالَ أَبُو عبيد: السلَاسِل رمل ينْعَقد بعضه على بعض وينقاد. الخطائط: الخطوط جمع خطيطة. الشقائق: قطع غَلِيظَة بَين جبلي الرمل جمع شَقِيقَة. أَبُو الْأسود الدؤَلِي رَحمَه الله وضع النَّحْو حِين اضْطربَ كَلَام الْعَرَب فَغلبَتْ السليقة.
سلق أَي اللُّغَة الَّتِي يسترسل فِيهَا الْمُتَكَلّم بهَا على سليقته أَي سجيته وطبيعته من غير تقيّد إِعْرَاب وَلَا تجنب لحن قَالَ: ... وَلست بنحويٍٍّ يلوكُ لسانَه ... وَلَكِن سليقيٌّ أَقُول فأُعرب ... سالفتي فِي (غب) . واسلب فِي (عذ) . لمسلٍ فِي (غث) : سلب فِي (خل) .(2/195)
6 - فسلقاني فِي (هُوَ) . سلع فِي (فر) . سلت فِي (مض) . السلفعة فِي (قي) . سلقت فِي (بش) . سلفع [382] فِي (زو) . سلب فِي (جش) : سلق وسلائق فِي (صل) . سلم فِي (صو) . سليط فِي (زن) . سلم الْمُؤمنِينَ فِي (رب) . سلم فِي (سر) . أسلقد فِي (سُقْ) . بسلالة فِي (رص) . سالفها فِي (عب) . والسالفة فِي.
السِّين مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سمَّع النَّاس بِعَمَلِهِ سمَّع الله بِهِ أسامع خلقه وحقَّره وصغَّره وروى: سامع خلقه بِالرَّفْع.
سمع التسمعة: أَن يُسمِّع النَّاس عمله وينوِّه بِهِ على سَبِيل الرِّيَاء. وَيُقَال: إِنَّمَا يفعل هَذَا تسمعة وترئية أَي ليُسمع بِهِ ويُري. والأسامع: جمع أسمع جمع سمع يَعْنِي من نوَّه بِعَمَلِهِ رِيَاء وَسُمْعَة نوَّه الله بريائه وتسميعه وقرع بِهِ أسماع خلقه فتعارفوه وأشهروه بذلك فيفتضح. وَمن رَوَاهُ: سامع خلقه فَهُوَ صفة الله تَعَالَى. وَلَو روى بِالنّصب لَكَانَ الْمَعْنى. سمع بِهِ من كَانَ لَهُ سمع من خلقه. لما قدم الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَة أَرَادوا أَن يَأْتُوا النِّسَاء فِي أدبارهن وفروجهن فأنكرن ذَلِك فجئن إِلَى أم سَلمَة فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَقَالَ: نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم سماما وَاحِدًا.
سمم هُوَ من سمام الإبرة وَهُوَ خرتها أَي مأتى وَاحِدًا. وانتصاب سماماً على الظّرْف أَي فَأتوا حَرْثكُمْ فِي سمام وَاحِد إِلَّا أَنه ظرف مَحْدُود أجْرى مجْرى الْمُبْهم. قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمْرو بن عبسة رَضِي الله عَنهُ: أَي السَّاعَات أسمع قَالَ: جَوف اللَّيْل الآخر. ثمَّ قَالَ: إِذا تَوَضَّأت فغسلت يَديك خرجت خطاياك(2/196)
7 - من يَديك وَأَنا ملك مَعَ المَاء فَإِذا غسلت وَجهك ومضمضت واستنشيت واستنثرت خرجت خَطَايَا وَجهك وفيك وخياشيمك مَعَ المَاء.
سمع أى أوفق لَا سَماع الدُّعَاء فِيهِ. وَهُوَ من بَاب نَهَاره صَائِم وليله قَائِم. جَوف اللَّيْل الآخر: الْجُزْء السَّادِس من أسداسه. الاستنشار وَالِاسْتِنْشَاق: أَخَوان. وَقد نشيت الرَّائِحَة ونشقتها. وَقَالَ ذُو الرمة: ... واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ ... الاستنثار: اسْتِخْرَاج المَاء من الْأنف بعد الِاسْتِنْشَاق كَأَنَّك تطلب نثره وتفريقه. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من قَول لَا يُسمع. أَي لَا يعْتد بِهِ وَلَا يُسْتَجَاب فَكَأَنَّهُ غير مسموح. وَمِنْه قَول الْمُصَلِّي: سمع الله لمن حَمده. وَقَالَ شُتَيْر بن الْحَارِث الضَّبِّيّ: ... دعوتُ الله حَتَّى خفت ألاّ ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أقولُ ... قَالَ قيس بن أبي غرزة رَضِي الله عَنهُ: كُنَّا نسمي السماسرة على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَانَا وَنحن بِالبَقِيعِ [383] فسمانا باسم هُوَ أحسن مِنْهُ فَقَالَ: يَا معشر التُّجَّار فاستمعنا إِلَيْهِ فَقَالَ: إِن هَذَا البيع يحضرهُ الْحلف وَالْكذب فشوبوه بِالصَّدَقَةِ.
سمسر هُوَ جمع سمسار. والسمسرة: البيع وَالشِّرَاء. قَالَ: ... قد وَكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمسرهْ ... وَيُقَال للمتوسط بَين البَائِع وَالْمُشْتَرِي سمسار. قَالَ الْأَعْشَى: ... فعشنا زَمَانا بينَنَا ... رسولٌ يحدّث أخبارَها
فَأَصْبَحت لَا أَسْتَطِيع الجوابَ ... سوى أَن أُراجع سِمْسارها ... يُرِيد السفير بَينهمَا.(2/197)
8 - يكون فى آخر الزَّمَان قوم يتسمنون.
سمن أَي يدّعون مَا لَيْسَ لَهُم من الشّرف ليلحقوا بِأَهْل الشَّرف. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا يُقرّ رجل أَنه كَانَ يطَأ جَارِيَته إِلَّا ألحقت بِهِ وَلَدهَا. فَمن شَاءَ فليمسكها وَمن شَاءَ فليسمرها. قَالَ النَّضر: التسمير: الْإِرْسَال وَقد سَمِعت من يَقُول: أخذت غريمي ثمَّ سمرته
سمر أَي أَرْسلتهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التسمير: إرْسَال السهْم بالعجلة. والخرقلة: إرْسَاله بالتأني يُقَال: سمَّر فقد أخطأك الصَّيْد. وخرقل حَتَّى يخطئك. وروى عَن شمر: التسمير والتشمير مَعًا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمَعْرُوف فِي الْعَرَبيَّة بالشين من شمَّرت السَّفِينَة وَغَيرهَا. وَقَالَ الشماخ: ... كَمَا سَطع المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي ... وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون السِّين بَدَلا من الشين كَقَوْلِهِم: مسدوه فِي مشدوه لِأَن معنى الْإِرْسَال فِي شمّر أوضح. وَالثَّانِي: أَن يكون قَائِما بِرَأْسِهِ مشتقاَّ من سمّرت الْإِبِل لَيْلَتهَا إِذا رعت فِيهَا لِأَنَّهَا تكون مُرْسلَة مخّلاة فِي ذَلِك وَكَأن معنى سمّره جعله كالسامر من الْإِبِل فِي إرْسَاله وتخليته. كَانُوا يرحلون إِلَيْهِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى سمته وهديه ودله فيتشبهون بِهِ.
سمت السمت: أَخذ النهج وَلُزُوم المحجة. وسمت فلَان الطَّرِيق يسمت. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لطرفة: ... خواضع بالرُّكْبان خُوصاً عيونُها ... وهنَّ إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق سوامِتُ ...(2/198)
9 - ثمَّ قَالَ: مَا أحسن سمته أَي طَرِيقَته الَّتِي ينتهجها فِي تحري الْخَيْر والتزييّ بزيّ الصَّالِحين. وَالْهدى: السِّيرَة السوية يُقَال: هدى هدْى فلَان إِذا سَار سيرته. وَفِي الحَدِيث: اهْدوا هدى عمار. وَقَالَ الشَّاعِر: ... ويجبرنى عَن غَائِب المرءِ هَدْيُهُ ... كفي الهَدْي عمّا غيّب المرءُ مُخْبِرا ... والدل: حسن الشَّمَائِل وَأَصله من دلِّ الْمَرْأَة وَهُوَ شكلها وَذَلِكَ يستحسن مِنْهَا [384] وَقد دلَّت تدل قَالَ: ... ودَلَّي دَلَّ ماجدةٍ صَنَاعِ ... وَمن النَّاس من يُقَاتل رِيَاء وَسُمْعَة وَمِنْهُم من يُقَاتل وَهُوَ يَنْوِي الدُّنْيَا وَمِنْهُم من ألحمه الْقِتَال فَلم يجد بدًّا وَمِنْهُم من يُقَاتل صَابِرًا محتسبا أُولَئِكَ هم الشُّهَدَاء.
سمع السمعة: بِمَعْنى التسميع كالسُّخرة بِمَعْنى التسخير فِي قَول عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَنا فِي سخرة الْعَرَب. ألحمه: أرهقه وَأخرجه يُقَال: أُلحم فلَان إِذا نشب فَلم يبرح وَهُوَ من الالتحام والتلاحم وهما التضايق. يُقَال: مأزق ملتحم ومتلاحم. وَقَالَ: ... إِنَّا لكرّارون خلف المُلْحِم ... أَي نكرّ وَرَاءه لنخلصه. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خرج وَالنَّاس ينتظرونه للصَّلَاة قيَاما فَقَالَ مَالِي أَرَاكُم سامدين
سمد السامد: المنتصب إِذا كَانَ رَافعا رَأسه ناصباً صَدره. وَقَالَ حميد بن عبد الْعَزِيز ابْن عَم حميد بن ثَوْر: ... وَجَاء فِي عُصْبَةٍ غُلْبٍ رقابهمُ ... يميس وَسْطَهُمُ كالفحل قد سَمَدَا ... وَقيل للْمُغني: سامد لرفعه رَأسه. وَعَن ابْن عَبَّاس: أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {سامِدُون}(2/199)
0 - الْغناء فِي لُغَة حمير [يُقَال] : اسمدي لنا أَي غَنِي لنا. عَوْف بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فَقدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى بعض الْأَسْفَار للا فَانْطَلَقت لَا أَدْرِي أَيْن أذهب إِلَّا أَنِّي أسمِّت فهجمت على رجلَيْنِ فَقلت: هَل أحسستما من شَيْء قَالَا: لَا إِلَّا أَنا سمعنَا صَوتا وروى: هزيزا كهزيز الرحيين.
سمت قَالَ الْأَصْمَعِي: سمت فلَان الطَّرِيق إِذا لزمَه أَرَادَ: إِلَّا أَنِّي ألزم قصد السَّبِيل لَا أعدل عَنهُ. حسَّ بِهِ وأحسَّ بِهِ بِمَعْنى وَيُقَال: حست بِهِ وأحسست بِهِ قَالَ: ... أحَسْنَ بِهِ فهنّ إِلَيْهِ شُوسُ ... وَنَحْوهمَا: ظلت ومست يحذفون أول المثلين لتعذر الْإِدْغَام من حَيْثُ سكن الثَّانِي سكوناً لَازِما. الهزيز والأزيز: أَخَوان بِمَعْنى الصَّوْت. قَالَ: ... هَزيز أَشاءةٍ فِيهَا حريق ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فِي حَدِيث الْإِفْك: وَلم تكن فِي نسَاء النَّبِي امراة تساميها غير زَيْنَب فعصمها الله.
سمى أَي تباريها وتعارضها. الزُّهْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: بَلغنِي أَنه من قَالَ حِين يُمْسِي أَو يصبح: أعوذ بك من شَرّ السَّامَّة والحامَّة وَمن شَرّ مَا خلقت لم تضرّه دَابَّة. أَي الْخَاصَّة والعامة. قَالَ العجاج: ... هُوَ الَّذِي أنعم نُعمى عَمّت ... على الَّذين أَسْلمُوا وسمت ...(2/200)
1 - الْحجَّاج كتب إِلَى عَامله: ابْعَثْ إليّ فلَانا مسمعا مزمرا.
سمع أَي مُقَيّدا [385] مسجوراً من المسمع والزمارة. وَفِي الحَدِيث: ويل للمسمنات يَوْم الْقِيَامَة من فَتْرَة فى الْعِظَام.
سمن هن اللَّاتِي يأكلن السمنة وَهِي دَوَاء يتسمن بِهِ. سما فِي (بر) . سمل [وَسمر] فِي (جو) . سمعمع فِي (شع) . [فَسَمت فِي (غو) ] . سمع الأَرْض وأسمال فِي (فر) . يسمو فِي (لح) . سمام فِي (جب) . [اسمح فِي (بل) ] وسمتوا فِي (دن) . اسمح فِي (بل) . لمسمار فِي (جح) . خبز السمراء فِي (خر) . السموكات مسامعه فِي (أَن) . ابْن سميَّة فِي (وي) .
السِّين مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حضّ على الصَّدَقَة فَقَامَ رجل قَبِيح السُّنَّة صَغِير القمة يَقُود نَاقَة حسناء جملاء فَقَالَ: هَذِه صَدَقَة. السُّنّة: الصُّورَة يُقَال: مَا أحسن سنّة وَجهه وَقيل: سُنّة الخد: صفحته. وَقَالُوا:
سنَن هُوَ أشبه بِهِ سنة ومنة وأُمة أَي صُورَة وَقُوَّة عقل وقامة وَمِنْهَا: الْمسنون المصور. القمة: شخص الْإِنْسَان قَائِما أَو رَاكِبًا يُقَال: إِنَّه لحسن القمة على الرحل. وَنظر أَعْرَابِي إِلَى دِينَار فَقَالَ: مَا أَصْغَر قمتك وأكبر همتك الجملاء: الجميلة وَهِي فعلاء الَّتِي لَا أفعل لَهَا كديمة هطلاء. عَلَيْكُم بالسَّنا والسَّنُّوات.
سنا السّنا: نبت يتداوى بِهِ لَهُ إِذا يبس زجل. قيل: هُوَ شجر كالعشرق. وَقيل: هُوَ العشرق الْوَاحِدَة سناة. قَالَ الرَّاعِي: ... كَأَن دويّ الْحَليِ تَحت ثِيَابهَا ... دويُّ السَّنا لَاقَى الريَاح الزعازعا ...(2/201)
2 - وَقد رَوَاهُ بَعضهم ممدودا وفى حَدِيث عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى: لَا بَأْس أَن يتداوى الْمحرم بالسنا والعتر. والعتر: نبت ينْبت كالمرزنجوش مُتَفَرقًا قيل: لَا بَأْس بأخذهما من الْحرم للتداوي. السنوت: الْعَسَل. وَقيل: الرب. وَقيل: الكمون. وَقيل: ضرب من التَّمْر. وَيُقَال: فلَان سمن بسنوت. وفى حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو كَانَ شَيْء يُنجي من الْمَوْت لَكَانَ السنا والسنوت وروى: السّمن والسنوت. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ أعنِّي على مُضر بالسَّنة فجَاء مُضَرِي فَقَالَ: يَا نَبِي الله وَالله مَا يخْطر لنا جمل وَمَا يتزود لنا رَاع وروى: مَا يغط لنا بعير. فَدَعَا الله لَهُم فَمَا مضى ذَلِك الْيَوْم حَتَّى مُطِرُوا وَمَا مَضَت سابعة حَتَّى أعطن النَّاس فِي العشب.
سنة السّنة: الجدب يُقَال: أخذتهم السّنة. وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بالسِّنِين} . وَهِي من الْأَسْمَاء الْغَالِبَة نَحْو: الدَّابَّة فِي الْفرس وَالْمَال فى الْإِبِل. وَقد خصوها بقلب لامهاتاء فى أسنتوا وفى تسنت فلَان بنت فلَان إِذا خطبهَا فِي السّنة وَهُوَ لئيم وَهِي كَرِيمَة لِكَثْرَة مَاله وَقلة مَالهَا [386] وَقد روى: السنوت بِمَعْنى السنين وَقَالَ حرش الزبيدِيّ: ... وجارهم أحمى إِذا ضِيمَ غيرُهُمْ ... وأخصَب رَحْلاً فِي السّنوت وأنزه ... وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: أعْطوا من الصَّدَقَة من أبقت لَهُ السّنة غنما وَلَا تعطوا من أبقت لَهُ السّنة غنمين. أَي يتَصَدَّق على ذِي الْقطعَة دون ذِي القطعتين وَلَا يَجْعَلهَا قطعتين إِلَّا الغنيُّ ذُو الْغنم الْكَثِيرَة. يخْطر من خطران الْفَحْل بِذَنبِهِ إِذا اغتلم يَعْنِي لما بِهِ من الضّر لَا يهدر.(2/202)
3 - إِنَّمَا أعطنوا فى العشب لِأَن الغدران ان أمتلأت فَضربُوا الأعطان فى المراعى لاعند الْآبَار لارْتِفَاع الْخَالِصَة عَنْهَا. أعْطوا السن حظها من السنّ. أَرَادَ ذَوَات السن يَعْنِي الدَّوَابّ. وَالسّن الرَّعْي يُقَال: سنّ الْإِبِل إِذا صقلها بالرعي. عمر رَضِي الله عَنهُ خطب فَذكر الرِّبَا فَقَالَ: إِن مِنْهُ أبواباً لَا تخفي على أحد مِنْهَا السّلم فِي السن وَأَن تبَاع الثَّمَرَة وَهِي مغضفة لما تطب وَأَن يُبَاع الذَّهَب بالورق نسَاء. أَرَادَ [الرَّقِيق وَالدَّوَاب وَغَيرهمَا] من الْحَيَوَان. مغضفة أَي قد استرخت وَلما تدْرك تَمام الْإِدْرَاك. النِّسَاء: النَّسِيئَة. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله فيُكتب لَهُ حَسَنَات أَي يُحضر ويمرح فِي حبله فَيكْتب لَهُ ذَلِك الاستنان حَسَنَات. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا ينفى من الضَّحَايَا وَالْبدن الَّتِى لن تستن وَالَّتِي نقص من خلقهَا. أَي لم تثن وَإِذا أثنت فقد أسنَّت لِأَن أول الإسنان الإثناء وَهُوَ أَن تنْبت ثنيتاها وأقصاه فِي الْإِبِل البزول وَفِي الْبَقر وَالْغنم الضلوع وَرَوَاهُ القتيبي بِفَتْح النُّون وَقَالَ: أَي لم ينْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسناناً كَقَوْلِهِم: لبن وَسمن وَعسل إِذا أعْطى شَيْئا مِنْهَا. وَالْأول هُوَ الرِّوَايَة عَن الْأَثْبَات. من خلقهَا فِي مَحل الرّفْع أَي نقص بعض خلقهَا. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا رئى على عَائِشَة أَرْبَعَة أَثوَاب سَنَد.
سَنَد هُوَ ضرب من البرود وَفِيه لُغَتَانِ: سَنَد وسِنْد وَالْجمع أسناد. قَالَ:(2/203)
4 - ... جُبَّة أسنادٌ نقيّ لَوْنهَا ... لَو يضْرب الخيّاط فِيهَا بالإبر ... ابْن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: تفاخر سَبْعَة نفر: مُضَرِي وأزدي ومدنيّ وشامي وهجرى وبكرى وطائفى. فَقَالَ المضرى: هاتوا كجزور وسنمة فِي غَدَاة شبمة فِي قدور رذمة وروى: هزمة. بمواسي خذمة معبوطة نَفسهَا غير ضمنة. وَقَالَ الْأَزْدِيّ: وَالله لقرص بَرى بأبطح قرى بلين قشري وروى [387] : عشري بِسمن وَعسل أطيب من هَذَا وَقَالَ الشامى: لخبزة أنبجانية بخلّ وزيت تنَال أدناها فيضرط أقصاها يتخطى إِلَيْهَا تخطى بَنَات المخاضر من الجرف أطيب من هَذَا وَقَالَ الْمدنِي: وَالله لفطس خنس بزبد جمس يغيب فِيهَا الضرس أطيب من هَذَا. وَقَالَ الطَّائِفِي: وَالله لعنب قطيف بوادي ثَقِيف أطيب من هَذَا. وَقَالَ الهجري: وَالله لتعضوض كَأَنَّهُ أَخْفَاف الرباع أطيب من هَذَا. وَقَالَ الْبكْرِيّ: وَالله لقارص قمارص يقطر مِنْهُ الْبَوْل قَطْرَة قَطْرَة أطيب من هَذَا.
سنم سنمة: عَظِيمَة السنام. شبمة: بَارِدَة. رذمة: ممتلئة تسيل يُقَال: رذم رذما. هزمة: من الهزيم وَهُوَ صَوت الغليان. خذمة: قَاطِعَة. معبوطة: منحورة من غير عِلّة. ضمنة: مَرِيضَة زمنة. قرّى: من القرّ وَهُوَ الْبرد. قشري: كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى القشرة وَهِي مطرة تقشر الْحَصَى عَن متن الأَرْض يُرِيد: لَبَنًا أدره المرعى الَّذِي ينبته هَذَا الْمَطَر أَو أَرَادَ اللَّبن الَّذِي يعلوه قشر من الرغوة. عشري: مَنْسُوب إِلَى الْعشْر وَهُوَ شجر. يُرِيد لبن إبل العُشر. أَو إِلَى العُشراء من النوق(2/204)
5 - أنبجانية: هشة منتفخة وَالْبَاء فِيهَا عقيب الْفَاء وَمِنْهَا قيل للْمَرْأَة الضخمة السمحة: أنقجانية وأنفجانية. فطس خنس: يُرِيد تمر الْمَدِينَة لِأَنَّهَا صغَار الْحبّ لاطئة الأقماع. جمس: جامد يُقَال: جمس المَاء وَالسمن وَيجوز أَن يرْوى جمس (بِالضَّمِّ) صفة للتمر جمع جمسة وَهِي البسرة الَّتِي أرطبت كلهَا وَهِي صلبة لم تنهضم بعد. التعضوض: ضرب من التَّمْر. الرباع: الفصلان. القارص: اللَّبن الَّذِي يقرص اللِّسَان لحموضته. والقمارص: أَشد مِنْهُ لزِيَادَة الْمِيم وَنَظِيره الدمالص للبراق. مسنتبن فِي (بر) . سنت فِي (حب) . السنمة فِي (بج) . اسنتها فِي (رك) . اسْتنَّ الْيَوْم فِي (غي) . سنّهَا فِي (كرّ) . عَن سنة فِي (نَص) . السندرة فى (حد) . اسندوا فى (فق) . سنبك فِي (كف) : [السنم فِي (دك) . سنحاء فِي (سح) . السنخة فِي (اه) . سنحنح فِي (بن) . سنتَانِ فِي (أم) . سنخ فِي (ذمّ) . بالسنا فِي (شب) . مسناع فِي (هَل) .] .
السِّين مَعَ الْوَاو
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِابْنِ مَسْعُود: أُذُنك على أَن ترفع الْحجاب وتستمع سوادى حَتَّى أَنهَاك.
سود أَي سراري يُقَال: سَواد وَسَوَاد كجوار وَجوَار وَقد ساوده وَحَقِيقَته: أَن يدني سوَاده من سوَاده. وَقيل لابنَة الخس: لم زَنَيْت وَأَنت سيدة نِسَائِك قَالَت: قرب الوساد [388] وَطول السوَاد. سوآء ولود خير من حسناء عقيم. يُقَال: رجل أَسْوَأ للقبيح وَامْرَأَة سوآء وَكَذَلِكَ كل كلمة أَو فعلة قبيحة قَالَ أَبُو زبيد:(2/205)
6 - ... لم يَهَبْ حُرْمَةَ النديم وحُقَّتْ ... يَا لقومِي للسوأة السَّوْآء ... إِن رجلا قصّ عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُؤْيا فاستاء لَهَا ثمَّ قَالَ: خلَافَة نبوة ثمَّ يُؤْتِي الله الْملك من يَشَاء.
سوء هُوَ مُطَاوع سَاءَهُ يُقَال: استاء فلَان بمكاني وَرجل مستاء أَي سَاءَ أمره. وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير: يُقَال استأت من السوء مثل استررت من السرُور وروى: فاستألها: أَي طلب تَأْوِيلهَا بِالتَّأَمُّلِ وَالنَّظَر. أَتَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكبش أقرن يطَأ فِي سَواد وَينظر فِي سَواد ويبرك فِي سَواد ليضحي بِهِ
سود أَي هُوَ أسود القوائم أسود مَا يَلِي الْعين مِنْهُ من الْوَجْه وَكَذَلِكَ مَا يَلِي الأَرْض مِنْهُ إِذا ربض. وَقيل: أَرَادَ بقوله ينظر فِي سوادٍ سَواد الحدقة. قَالَ كثير: ... وَعَن نجلاء تدمَعُ فِي بياضٍ ... إِذا دَمَعَتْ وتنظرُ فِي سَوادِ ... يُرِيد: أَن خدّها أَبيض وحدقتها سَوْدَاء.
سوم إِن لله فُرْسَانًا من أهل السَّمَاء مسوَّمين وفرسانا من أهل الأَرْض معلمين ففرسانه من أهل الأَرْض قيس إِن قيسا ضراء الله. يُقَال: فَارس مسوّم ومعلم (بِالْفَتْح وَالْكَسْر) : وَهُوَ الَّذِي أعلم نَفسه بعلامة يعلم بهَا فِي الْحَرْب من ريشة يغرزها فى بيضته أوغير ذَلِك. والسومة والسيمي والسيمياء: الْعَلامَة. الضراء. جمع ضرو. وَهُوَ مَا ضرى بالفرس من السبَاع. وَقيس منعوتون بالفروسية كَانَ يُقَال: يسود السَّيِّد فِي تَمِيم بالحلم وَفِي قيس بالفروسية وَفِي ربيعَة بالجود. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للأصحابه: أَرَأَيْتُم لوأن رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا كَيفَ يصنع بِهِ فَقَالَ سعد بن عبَادَة: وَالله لأضربنه بِالسَّيْفِ وَلَا أنْتَظر أَن آتِي بأَرْبعَة شُهَدَاء.(2/206)
7 - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: انْظُرُوا إِلَى سيدنَا هَذَا مَا يَقُول.
سود هُوَ فيعل من سَاد يسود قلبت وواه يَاء لمجامعتها الْيَاء وسبقها إِيَّاهَا بِالسُّكُونِ وإضافته لَا تَخْلُو من أحد ثَلَاثَة أوجه: إِمَّا أَن يُضَاف إِلَى من ساده وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ هَاهُنَا وَإِمَّا أَن يُرَاد أَنه السَّيِّد عندنَا أَو الْمَشْهُود لَهُ بالسيادة بَين أظهرنَا أَو الَّذِي سوَّدناه على قومه كَمَا يَقُول السُّلْطَان: فلَان أميرنا وروى إِلَى سيدكم. وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَت أم الدَّرْدَاء: حَدثنِي سَيِّدي أَبُو الدَّرْدَاء أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِذا دَعَا الرجل لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب قَالَت الْمَلَائِكَة: آمين وَلَك. [389] أَرَادَت معنى السِّيَادَة تَعْظِيمًا لَهُ أَو أَرَادَت ملك الزَّوْجِيَّة من قَوْله تَعَالَى: {وأَلْفَيَا سَيِّدَها لَدَى الْبَابٍ} . وَقَالَ الْأَعْشَى: ... وسيِّد نعم ومُسْتادَها ... إِن رجلا قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لقِيت أبي فِي الْمُشْركين فَسمِعت مِنْهُ مقَالَة قبيحة لَك فَمَا صبرت أَن طعنته بِالرُّمْحِ فَقتلته فَمَا سوَّأ ذَلِك عَلَيْهِ.
سمع أَي مَا قبحه وَلَا قَالَ لَهُ: أَسَأْت. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السّوم قبل طُلُوع الشَّمْس.
سوم هُوَ الرَّاعِي يُقَال: سامت الْمَاشِيَة وسامها صَاحبهَا وأسامها وَلَا يُقَال لِلرَّاعِي: سائم وَلَكِن مُسيم. وَعَن الْمفضل أَن دَاء يَقع على النَّبَات فَلَا ينْحل حَتَّى تطلع الشَّمْس فَإِن أكل مِنْهُ المَال قبل طُلُوع الشَّمْس هلك وَإِن أكل من لَحْمه كلب كلب.
سود ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتنا فَقَالَ رجل: كلا وَالله فَقَالَ: ... فَكنت الْخَلِيفَة من بَعْلهَا ... وسيدتيا ومستادها ...(2/207)
8 - بلَى وَالله لتعودن فِيهَا أساود صُبَّا. الْأسود: الْعَظِيم من الْحَيَّات وَقد غلب حَتَّى اخْتَلَط بالأسماء فَقيل فِي جمعه الأساود وَقد حكى الْأَصْمَعِي كَأَنَّهُ من السودَان أَي من الْحَيَّات. وَقَالَ النَّضر فِي الصُّبّ: إِن الْأسود إِذا أَرَادَ الهش رفع صَدره ثمَّ انصبَّ على الملدوغ فَكَأَنَّهُ جمع صبوب على التَّخْفِيف كرُسْل فِي رُسُل وَهُوَ فِي الغرابة من حَيْثُ الْإِدْغَام كذبّ فِي جمع ذُبَاب فِي قَول بَعضهم وَقيل: الأساود جمع أَسْوِدَة جمع سَواد من النَّاس وَهُوَ الْجَمَاعَة. وصبَّي بِوَزْن غزَّي جمع صاب من الصبَّوة أَي جماعات مائلة إِلَى الدُّنْيَا متشوفة إِلَيْهَا أَو تَخْفيف صابىء من صبا عَلَيْهِ إِذا أنذر من حَيْثُ لَا يحْتَسب. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تفقهوا قبل أَن تسودوا.
سود قَالَ شمر: أَي قبل أَن تزوجوا فتصيروا أَرْبَاب الْبيُوت. وَسيد الْمَرْأَة: بَعْلهَا.
سوء عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام صلى بِقوم فأسوأ برزخاً. الإسواء فِي الْقِرَاءَة والحساب كالإشواء فِي الرَّمْي يَعْنِي أسقط وأغفل. والبرزخ مَا بَين الشَّيْئَيْنِ فَسمى الْكَلِمَة أَو الْآيَة برزخا لِأَنَّهَا بَين مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا كالفاصل بَين الشَّيْئَيْنِ.
وروى: قَرَأَ برزخا فأسوأ حرفا من الْقُرْآن أَي طَائِفَة وَإِنَّمَا سَمَّاهَا برزخا لذَلِك أَيْضا لِأَنَّهَا تفصل مَا تقدمها وَمَا تأخرها عَنْهَا. [قَالَ] فِي خطبَته رَضِي الله عَنهُ حِين: قتل قامله على الأنبار: من ترك الْجِهَاد ألبسهُ الله الذُّلة وسيم الْخَسْف ودُيِّثَ بالصِّغار. فِي كتاب الْعين: السّوم: أَن تجشم إنْسَانا مشقة أَو خطة من الشَّرّ. فلَان
سوم يسوم سوءا إِذا داوم عَلَيْهِ لَا يزَال يعاوده ويلح عَلَيْهِ كسوم عَالَة وَإِنَّمَا العالة بعد الناهلة تحمل على شرب المَاء ثَانِيَة بعد النهل فتكره ويداوم عَلَيْهَا لكَي تشرب(2/208)
9 - والسائمة تسوم الْكلأ سوما إِذا داومت [39] على رعيه. ديِّث: ذلِّل وَطَرِيق مديَّث. كَانَ رَضِي الله عَنهُ يَقُول: حبذا أَرض الْكُوفَة أَرض سَوَاء سهلة مَعْرُوفَة.
سوء أى مستوية وَمِنْه قيل للوسط: سَوَاء لَا ستواء الْمسَافَة مِنْهُ إِلَى الْأَطْرَاف. سهلة: أَي لَيست بحزنة وَإِن كسرت السِّين فَهِيَ الأَرْض الَّتِي ترابها كالرمل وَأَرْض الْكُوفَة شَبيهَة بذلك. مَعْرُوفَة: طيبَة الْعرف. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يوضع الصِّرَاط على سَوَاء جَهَنَّم مثل حدِّ السَّيْف المرهف مدحضة مزلة فيمر أوَّلهم كالبرق ثمَّ كَالرِّيحِ ثمَّ كشد الْفرس التئق الْجواد. أَي على وَسطهَا. الشد: الْعَدو الشَّديد. التئق: الممتلىء نشاطا من أتأقت الإباء. سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل عَلَيْهِ سعد يعودهُ فَجعل يبكي فَقَالَ سعد مَا يبكيك يَا أَبَا عبد الله قَالَ: وَالله مَا أبْكِي جزعاً من الْمَوْت وَلَا حزنا من الدُّنْيَا وَلَكِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد إِلَيْنَا ليكف أحدكُم مثل زَاد الرَّاكِب وَهَذِه الأساود حَولي وَمَا حوله إِلَّا مطهرة أَو إِجَابَة أَو جَفْنَة.
سود أَرَادَ الشخوص. قَالَ الْأَعْشَى: ... تناهيتُم عَنَّا وَقد كَانَ فيكُم ... أساوِدُ صَرْعَى لم يُوَسَّدْ قَتِيلُها ... وَيجوز أَن يُرِيد الْحَيَّات شبهها بهَا فِي استضراره بمكانها. زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل على رجل بالأسواف وَقد صَاد نهسا فَأَخذه من يَده وأرسله.
سَوف الأسواف: مَوضِع بِالْمَدِينَةِ.(2/209)
0 - النهس: طَائِر يشبه الصرد إِلَّا أَنه غير ملمع يديم تَحْرِيك ذَنبه يصيد العصافير عَن أَبى حَاتِم وَجمعه نهشان. كره صيد الْمَدِينَة لِأَنَّهَا حرم كمكة. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَصْحَاب الدَّجَّال عَلَيْهِم السِّيجان شواربهم كالصياصي وخفافهم مخرطمة. هِيَ الطيالسة الْخضر: الْوَاحِد سَاج. قَالَ الشماخ. ... بلَيْل كلون السَّاجِ أسودَ مظلمٍ ... قَلِيل الوغى داجٍ كلون الأرندج ...
سوج شبه شواربهم بالصياصي وَهِي قُرُون الْبَقر لأَنهم أطالوها وفتلوها حَتَّى صَارَت كالقرون الملتوية. مخرطمة: ذَات خراطيم. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لقد رَأَيْتنَا وَمَا لنا إِلَّا الأسودان.
سود أَي التَّمْر وَالْمَاء وَكِلَاهُمَا يُوصف بِالسَّوَادِ تَقول الْعَرَب: إِذا ظهر السوَاد قلّ الْبيَاض وَإِذا ظهر الْبيَاض قلَّ السوَاد يعنون بِالسَّوَادِ التَّمْر وبالبياض اللَّبن. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: مَا سقاني فلَان من سُوَيْد قَطْرَة. والسويد: المَاء وَالْمَاء يُدعى الْأسود. أَبُو مجلز رَحمَه الله تَعَالَى خرج إِلَى الْجُمُعَة وَفِي الطَّرِيق عذرات يابسة فَجعل [391] يتخطاهن وَيَقُول: مَا هَذِه إِلَّا سودات فصلى وَلم يغسل قَدَمَيْهِ. السودة: الْقطعَة من الأَرْض فِيهَا حِجَارَة سود خشنة جعل الْعذرَة ليبسها وَعدم تعلقهَا بالحذاء كالحجارة. الدؤَلِي رَحمَه الله تَعَالَى وقف عَلَيْهِ أَعْرَابِي وَهُوَ يَأْكُل تَمرا فَقَالَ: شيخ هِمّ غابر ماضين ووافد مُحْتَاجين أكلني الْفقر وردني الدَّهْر ضَعِيفا مسيفا. فَنَاوَلَهُ تَمْرَة فَضرب بهَا وَجهه وَقَالَ: جعلهَا الله حظك من حظك عِنْده.(2/210)
1 - سَوف المسيف: الَّذِي ذهب مَاله من السواف وَهُوَ دَاء يهْلك الْإِبِل يُقَال: وَقع فِي المَال سواف عَن أبي عَمْرو. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يضمه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السواف بِالضَّمِّ: دَاء وَبِفَتْحِهَا هُوَ الفناء. وَأنْشد: ... ذَهَبْتَ فِي تَمَثُّل القوافي ... وَأَنت لَا تُورِد بالأخواف
غيرَ ثَمَان أينق عِجاف ... بُقْيا من الغُدّة والسُّواف ... فِي الحَدِيث إِذا رأى أحدكُم سواداً بلَيْل فَلَا يكن أجبن السوادين فَإِنَّهُ يخافك كَمَا تخافه.
سود هُوَ الشَّخْص مطرف رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لِابْنِهِ لما اجْتهد فِي الْعِبَادَة: خير الْأُمُور أوسطها والحسنة بَين السيئتين وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ.
سوء السيئتان: الغلو وَالتَّقْصِير. والحسنة بَينهمَا: هِيَ الاقتصاد. الْحَقْحَقَةُ: أرفع السّير وأتعبه لِلظهْرِ وَذَلِكَ أَن يلح فِي شده حَتَّى لَا تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته فيبقي مُنْقَطِعًا بِهِ وَهَذَا مثل. تساوق فِي (بر) . سور الرَّأْس فِي (جن) . بسواد الْبَطن فِي (شع) . المسوِّفة فِي (فس) . أَسْوِدَة فِي (أَن) . والأساود فِي (وه) . بأسوق فِي (بو) [سورية فِي (صل) . فَكَانَ سوادا فِي (جه) . بأسود الْعين فِي (ضرّ) . السوء فِي (دو) . السوَاد فِي (رس) . سَوَاء الْبَطن فِي (شَذَّ) . يَسُوق بهم فِي (قن) . إِلَّا السام فِي (لم) . سَوَاء الثغرة فِي (نس) ]
السِّين مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَفِي الْبَيْت سهوة عَلَيْهَا ستر.(2/211)
2 - سَهْو هِيَ بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض شَبيه بالخزانة يكون فيهتا الْمَتَاع وَقيل: كالصفة بَين يَدي الْبَيْت. وَقيل شَبيهَة بالرف أَو الطاق يوضع فِيهَا الشَّيْء كَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا يُسهى عَنْهَا لصغرها وخفائها. بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيلاً فأسهبت شهرا لم يَأْته مِنْهَا خبر فَنزلت: {والْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} وروى: فأشهرت لم يَأْته مِنْهَا خبر.
سهب أَي فأمعنت فِي سَيرهَا يُقَال: أسهب فِي أَمر فَهُوَ مسهب بِالْفَتْح. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّه قيل لَهُ ادْع لنا فَقَالَ: أكره أَن نَكُون من المسهبين. أَي المكثارين الممعنين فِي الدُّعَاء وَقَالَ: ... لَا تعذلني بضَغابيس الْقَوْم ... المسهَبين فِي الطَّعامِ والنَّوْم ... وَأَصله من السهب وَهِي الأَرْض الواسعة. عَن مطرف بن عبد الله بن الشخير رَضِي الله عَنهُ: [392] أَتَانَا أَعْرَابِي وَمَعَهُ كتاب من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبني زُهَيْر بن أقيش: إِنَّكُم إِن شهدتم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وأعطيتم الخُمس من الْمغنم وَسَهْم النَّبِي والصفي فَأنْتم آمنون بِأَمَان الله. فَلَمَّا قرأناه انصاع مُدبرا. قَالُوا: صَاحب الْكتاب النمر بن تولب الشَّاعِر وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله يَقُول: ... إِنَّا أتينَاك وَقد طَال السَفَرْ ... نَقُود خيلا ضُمَّراً فِيهَا ضَرَرْ
نُطعمها اللَّحْم إِذا عز الشّجر ...
سهم السهْم فِي الأَصْل: وَاحِد السِّهَام الَّتِي يضْرب بهَا ثمَّ سمي مَا يفوز بِهِ الفالج سَهْما تَسْمِيَة بِالسَّهْمِ بالمضروب بِهِ ثمَّ كثر حَتَّى سُمي كل نصيب سَهْما. كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهم رجل شهد الْوَقْعَة أَو غَابَ عَنْهَا.(2/212)
3 - والصفي: هُوَ مَا اصطفاه من عرض الْمغنم قبل الْقِسْمَة من فرس أَو غُلَام أَو سيف أَو مَا أحب. وَخمْس الْخمس. خص بِهَذِهِ الثَّلَاث عوضا من الصَّدَقَة الَّتِي حرمت عَلَيْهِ. انصاع: ولى مسرعا قَالَ ذُو الرمة: ... فانْصاع جانبُه الوحشيّ وانْكَدَرَتْ ... وَهُوَ مُطَاوع صاعه إِذا فرقه وَصَاع الشجاع الأقران إِذا فرقهم وطردهم. الضَّرَر: نُقْصَان يدْخل فِي الشَّيْء يُقَال: دخل عَلَيْهِ ضَرَر فِي مَاله وَالضَّرَر فِي الْخَيل: نقصانهتا من جِهَة الهزال والضعف. وَمعنى إطعامها اللَّحْم عِنْد عزة الشّجر أَنَّهَا إِذا لم تَجِد مسرحا نقص لَحمهَا هزالًا فَكَأَنَّهَا تطعم لَحمهَا. أَلا أَن عمل الْجنَّة حزنة بِرَبْوَةٍ وَإِن عمل النَّار سهلة بِسَهْوَةٍ.
سَهْو يُرِيد بالسهوة الْبَطْحَاء اللينة التربة شبه الْمعْصِيَة فِي سهولتها عَلَيْهِ بِالْأَرْضِ السهلة الَّتِي لَا حزونة فِيهَا وَهِي فِي الْبَطْحَاء أَيْضا فَلَا تشق على سالكها مشيا ومتوصلا. وَالطَّاعَة فِي صعوبتها عَلَيْهِ بِالْأَرْضِ الحزنة الكائنة فِي الربوة فَهِيَ تشق على السالك مصعدا ومشيا فِيهَا. وَهَذَا نَحْو قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حُفت الْجنَّة بالمكاره وحُفت النَّار بالشهوات. سلمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي الْكُوفَة: يُوشك أَن يكثر أَهلهَا فتملأ مَا بَين النهرين حَتَّى يَغْدُو الرجل على البغلة السهوة فَلَا يدْرك [أقصاها] هِيَ اللينة السّير الَّتِي لَا تتعب راكبها. قَالَ زُهَيْر: ... تُهَوِّنُ غَمَّ السّير عني فريدةٌ ... كِنازُ البَضِيع سَهْوَةُ السّير بازل
يلحبن لَا يأتلى الْمَطْلُوب والطلب ...(2/213)
4 - فِي الحَدِيث: خير المَال عين ساهرة لعين نَائِمَة. يُرِيد عين مَاء تجْرِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَجعل ذَلِك سهرا. وَالْعين النائمة: عين صَاحبهَا أَي هُوَ رَاقِد وَهِي تجْرِي لَا تَنْقَطِع. ثمَّ اسْتهمَا فِي (لح) [السهْمَان فِي (كب) . خرج سهمك فِي (بر) ] .
السِّين مَعَ الْيَاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهْدى إِلَيْهِ أكيدر دومة حلَّة سيراء فَأَعْطَاهَا عمر بن الْخطاب فَقَالَ: [393] يَا رَسُول الله أتُعطيني هَذِه الْحلَّة وَقد قلت أمس فى حلَّة عُطَارِد مَا قلت إِنَّمَا يلبس هَذِه من لَا خلاق لَهُ فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لم أعطكها لتلبسها وَلَكِن لتعطيها بعض نِسَائِك يتخذنها طرات بَينهُنَّ. وَفِي حَدِيث آخر: إِنَّه قَالَ لعَلي صلى الله عَلَيْهِمَا فِي بُرد سيراء: اجْعَلْهُ خمرًا أَو أقسمه بَين الفواطم. وَعَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: أُهديت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلَّة سيراء فَأرْسل بهَا إليَّ فلبستها فَعرفت الْغَضَب فِي وَجهه وَقَالَ: إِنِّي لم أعطكها لتلبسها وَأمر بهَا فأطرتها بَين نسَائِي.
سير السيراء: نوع من البرود يخالطه حَرِير سمي سيراء لتخطيط فِيهِ وَالثَّوْب الْمسير الَّذِي فِيهِ سير أَي طرائق. وَيُقَال: سيرت الْمَرْأَة خضابها وَلم تبهم والتسيير: أَن تخضب أصابعها خضابا مخططا تخضب خطاًّ وَتَدَع خطا. قَالَ ابْن مقبل: ... وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُود أراكة ورَخْصاً عَلَيْهِ بالخِضاب مُسَيّرا ... طرات: أَي قطعا من الطر وَهُوَ الْقطع. بَين: يتَعَلَّق بيتخذن أَو بطرّات لما فِيهِ من معنى الطر كَأَنَّهُ قَالَ: يقطعنه بَينهُنَّ. الفواطم: فَاطِمَة الزهراء البتول عَلَيْهَا وعَلى أَبِيهَا وبعلها أفضل الصَّلَوَات وأشرف(2/214)
5 - التسليمات وَفَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم زوج أبي طَالب رَضِي الله عَنْهَا أم عَليّ وجعفر وَعقيل وطالب عَلَيْهِم السَّلَام وَهِي أول هاشمية ولدت لهاشمي وَفَاطِمَة أم أَسمَاء بنت حَمْزَة رَضِي الله عَنْهُم وَقيل الثَّالِثَة فَاطِمَة بنت عتبَة بن ربيعَة وَكَانَت قد هَاجَرت. وَأما فَاطِمَة المخزومية جدة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَبِيهِ وَفَاطِمَة بنت الْأَصَم أم خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلَام فَمَا أدركتا الْوَقْت الَّذِي قَالَ فِيهِ لعَلي صلى الله عَلَيْهِمَا ذَلِك. أطرتها: قسمتهَا شققا بَينهُنَّ. قَالَ: ... كَأَن فُؤَادِي يَوْم جَاءَ نعيُّها ... مُلاَءةُ قًزٍّ بَين أيْدٍ تُطِيرُها ... أَي تشققها. إِن أَصْحَابه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما هَاجرُوا إِلَى أَرض الْحَبَشَة قَالَ لَهُم النجاشى: امكثوا فَإِنَّكُم سيوم.
سيم تَفْسِيره فِي الحَدِيث الْأمان أَي أَنْتُم آمنون. وهى كلمة حبشية. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ السائبة وَالصَّدَََقَة ليومها.
سيب السائبة: العَبْد الَّذِي أُعتق سائبة. ليومها أَي ليَوْم الْقِيَامَة يَقُول: فَلَا يرجع لَهُ الِانْتِفَاع بهما فِي الدُّنْيَا يَعْنِي إِذا مَاتَ المُعتق وَورثه الْمُعْتق فليصرف مِيرَاثه فِي مثله وَلَا ينْتَفع بِهِ وَلَيْسَ على جِهَة الوحوب وَإِنَّمَا كَانُوا يكْرهُونَ أَن يرجِعوا فِيمَا جَعَلُوهُ لله عز وَجل وروى عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أَنه فعل هَكَذَا تنزُّها. [394] سيابة فى (خص) . وَلَا سياحة فِي (زم) . السُّيُوب فِي (اب) . وَفِي (حب) . المساييح فِي (نو) . مسياع فِي (هَل) . [سيناء فِي (شَرّ) . سيبا فِي (صو) . و (حو) . سَائل الْأَطْرَاف فِي (شَذَّ) . مسيرَة فِي (بص) . تساير فِي (كب) ] .(2/215)
6 - حرف الشين
الشين مَعَ الْهمزَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا من الْأَنْصَار قَالَ لبعيره: شأ لعنك الله فَنَهَاهُ عَن لَعنه.
شأشأ شأ وجأ: زجر للجمل. وَقد شأشأ وجأجأ إِذا صَوت بذلك وهما مِنْهُمَا بِمَنْزِلَة هلل وحولق من لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه أَي ليسَا بمشتقين مِنْهُمَا وَحقّ الْأَصْوَات أَن يجئن سواكن إِلَّا إِذا عرض مَا يحركن لَهُ. مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل على خَاله أبي هَاشم بن عتبَة وَقد طُعن فَبكى فَقَالَ: مَا يبكيك يَا خَال أوجع يشئزك أم على الدُّنْيَا
شأز يُقَال: شئز الرجل إِذا قلق فَهُوَ شئز وشئز فَهُوَ مشئوز وأشأزه غَيره وَهُوَ من قَوْلهم: مَكَان شأز وشأس إِذا كَانَ غليظا خشنا لَا يسْتَقرّ عَلَيْهِ. على: مُتَعَلق بِفعل مُضْمر يَعْنِي أم تبْكي على الدُّنْيَا فأضمره لدلَالَة يبكيك عَلَيْهِ. فِي الحَدِيث: خرجت بِآدَم شأفة فى رجله.
شاف قَالَ يَعْقُوب: هِيَ قرحَة تخرج فِي أَسْفَل الْقدَم فتُقطع فتذهب وَفِي أمثالهم استأصل الله شأفته. تشاءمت فِي (نش) . شأفته فِي (جلّ) . الأشأم فِي (عَن) . شأو العنن فِي (رج) .
الشين مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المتشبع بِمَا لَا يملك كلابس ثوبي زور المتشبع على مَعْنيين:
شبع أَحدهمَا الْمُتَكَلف إسرافا فِي الْأكل وَزِيَادَة على الشِّبَع حَتَّى يمتلىء ويتضلع. وَالثَّانِي: المتشبه بالشبعان وَلَيْسَ بِهِ.(2/216)
7 - وَبِهَذَا الْمَعْنى الثَّانِي استعير للمتحلي بفضيلة لم ترزق وَلَيْسَ من أَهلهَا. وَشبه بلابس ثوبي زور أَي ذِي زور وَهُوَ الَّذِي يزور على النَّاس بِأَن يتزيا بزِي أهل الزّهْد ويلبس لِبَاس ذَوي التقشف رِيَاء وأضاف الثَّوْبَيْنِ إِلَى الزُّور [395] لِأَنَّهُمَا لما كَانَا ملبوسين لأَجله فقد اختصاصاً سوَّغ إضافتهما إِلَيْهِ. أَو أَرَادَ أَن المتحلي كمن لبس ثَوْبَيْنِ من الزُّور قد ارتدى بِأَحَدِهِمَا وائتزر بِالْآخرِ كَقَوْلِه: ... إِذا هُوَ بالمجد ارتدى وتأزَّرا ... وَقَوله: ... يجرّ رِبَاط الْحَمد فِي دَار قومه ... وَقَول ذِي الرمة: ... على كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافعٍ ... من اللؤُّم سربالٌ جَديدُ البَنَائِقِ ... قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دُعَائِهِ لعَلي وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام: جمع الله شملكما وَبَارك فى شبركما.
شبر الشبر: الْعَطاء يُقَال: شبره شبْرًا إِذا أعطَاهُ فكنى بِهِ عَن النِّكَاح فَقيل: شبرها شبْرًا. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه نهى عَن شبر الْجمل. وَهَذَا على وَجْهَيْن: أَن يُرَاد بالشبر مَا يعطاه من أُجْرَة الضراب أَو الضراب نَفسه وَيقدر مُضَاف مَحْذُوف أى عَن كِرَاء شبر الْجمل كَقَوْلِه: نهى عَن عسب الْفَحْل. آجر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام نَفسه من شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام بشبع بَطْنه وعفَّة فرجه فَقَالَ لَهُ ختنه: لَك مِنْهَا يَعْنِي من نتائج غنمه مَا جَاءَت بِهِ قالب لون. فَلَمَّا كَانَ عِنْد السَّقْي وضع مُوسَى قَضِيبًا على الْحَوْض فَجَاءَت بِهِ كُله قالب لون غير وَاحِد أَو اثْنَيْنِ لَيْسَ فِيهَا عزوز وَلَا فشوش وَلَا كموش وَلَا ضبوب وَلَا ثعول ويروى: وقف بِإِزَاءِ الْحَوْض فَلَمَّا وَردت الْغنم لم تصدر شَاة إِلَّا طعن جنبها بعصاه فَوضعت قوالب ألوان.(2/217)
8 - شبع الشِّبَع: مَا أشبعك من طَعَام قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ مُخَالفا للمصدر لِمَعْنى قَوْلهم أصَاب شبعه وَهَذَا شبعه إِنَّمَا يُرِيد قدر مَا يشبعه وَتقول: شبعت شبعاً وَهَذَا شبع فَاحش إِنَّمَا تُرِيدُ الْفِعْل وَنَظِيره مَلَأت السقاء ملئاً وَهَذِه ملؤه أَي قدر مَا يملؤه. قَالَ: ... وكُلُّكُمْ قَدْ نَالَ شِبْعاً لِبَطْنِهِ ... وشِبْعُ الفَتَى لؤم إِذا جاعَ صَاحِبُه ... ختنه: أَي أَبُو امْرَأَته يَعْنِي شعيباً عَلَيْهِ السَّلَام والأختان من جِهَة الْمَرْأَة والأحماء من قبل الزَّوْج يُقَال لأبي الْمَرْأَة وَأمّهَا: الختنان. قالب لون: تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنَّهَا جَاءَت على غير ألوان أمهاتها. العزوز: الضيقة الإحليل يخرج لَبنهَا بِجهْد. والفشوش: الواسعة تفش اللَّبن فَشَا. والكموش: الصَّغِيرَة الضَّرع والكمشة نَحْوهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ الَّتِي يقصر خلفهَا [396] فَلَا تحلب إِلَّا بصرّ. والضبوب: الَّتِي لَا يخرج لَبنهَا إِلَّا بالضب وَهُوَ الْحَلب بِجَمِيعِ الْكَفّ وَشدَّة الْعَصْر. الثعول: الَّتِي لَهَا زِيَادَة حلمة وَهِي الثعل. الإزاء: مصب الدَّلْو وناقة آزية إِذا لم تشرب إِلَّا مِنْهُ. قَالَت أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا: جعلت عَليّ صبرا حِين توفّي أَبُو سَلمَة فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه يشب الْوَجْه فَلَا تجعليه إِلَّا بِاللَّيْلِ وانتزعيه بِالنَّهَارِ.
شَبَّبَ أى يُوقد وَيزِيد فى لَونه وَهَذَا شبوب لَهُ. وَفِي الحَدِيث: إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبس مدرعة سَوْدَاء فَقَالَت عَائِشَة: مَا أحْسنهَا عَلَيْك يشب سوادها بياضك وبياضك سوادها. كَانَت أم سَلمَة قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت أبي سَلمَة بن عبد الْأسد وَكَانَ لَهَا مِنْهُ زَيْنَب وَعمر.(2/218)
9 - إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فَأحْسن وضوءه ثمَّ خرج عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِد فَلَا يشبكن يَده فَإِنَّهُ فى صَلَاة.
شَبكَ هُوَ أَن يدْخل أَصَابِعه بَعْضهَا فِي بعض وَهَذَا كنهيه عَن عقص الشّعْر واشتمال الصماء. وَقيل: إِن التشبيك والاحتباء مِمَّا يجلب النّوم فَنهى عَن التَّعَرُّض لما ينْقض الطَّهَارَة. رأى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشبرم عِنْد أَسمَاء بنت عُمَيْس وَهِي تُرِيدُ أَن تشربه فَقَالَ: إِنَّه حَار جَار أَو قَالَ: يار وأمرها بالسنا.
شبرم الشبرم: نوع من الشيح. جَار ويار: إتباعان لحار يُقَال: حران يران. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مر ببلال وَقد شُبح فِي الرمضاء يُقَال لَهُ: اترك دين مُحَمَّد وَهُوَ يَقُول: أحد أحد فَاشْتَرَاهُ أَبُو بكر فَأعْتقهُ.
شبح الشبح أَن يمد كالمصلوب وَمِنْه شبح الْقَوْم أَيْديهم فِي الدُّعَاء. قَالَ ذُو الرمة: ... ويُشْبَحُ بالكفّين شَبْحاً كأنّه ... أَخُو فَجْرَةٍ عالي بِهِ الجذعَ صالبُه ... يُرِيد الحرباء أحد أحد: يُرِيد الله وَاحِد لَا شريك لَهُ. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن اللَّبن يشبه عَلَيْهِ.
شبه يُرِيد أَن الرَّضِيع ينْزع بِهِ الشّبَه إِلَى الظِّئْر من أجل اللَّبن فَلَا تسترضعوا إِلَّا المرضية الْأَخْلَاق ذَات. العفاف شُرَيْح رَحمَه الله تَعَالَى شَهَادَة الصّبيان تجوز وعَلى الْكِبَار يستشبون
شَبَّبَ أَي يطْلبُونَ شباناً بالغين فِي الشَّهَادَة على الْكِبَار وَقيل: ينْتَظر بهم وَقت الشَّبَاب أَي إِذا تحملوها وهم صبيان ثمَّ أدوها وهم كبار قُبلت مِنْهُم وَإِنَّمَا صَحَّ هَذَا فِي الْجِرَاحَات دون الْأَمْوَال.(2/219)
0 - عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى لَا بَأْس بالشبرق والضغابيس مَا لم تنزعه من أَصله.
شبرق الشبرق: نبت حجازي إِذا يبس سمي الضريع وَهُوَ يُؤْكَل وَفِيه حمرَة. قَالَ الْهُذلِيّ: ... [397] تَرَى الْقَوْم صرعى جثوَة أضجعوا مَعًا ... كَأَن بأيْديهم حَوَاشِي شِبْرق ... الضغابيس: صغَار القثاء يُرِيد لَا بَأْس بقطعهما فِي الْحرم إِذا لم يستأصلا. فى الحَدِيث: من عض على شبدعه سلم من الأثام.
شبدع أَي على لِسَانه والشبدع: الْعَقْرَب فَشبه اللِّسَان بهَا لِأَنَّهُ يلسع النَّاس. قَالَ: ... عَضّ على شَبْدِعه الأريبُ ... فظلّ لَا يُلْحِى وَلَا يَحُوبُ ... الأثام: جَزَاء الْإِثْم. وَقَالَ قطرب: هُوَ الْإِثْم يُقَال: أَثم أثاماً. إِن زَمْزَم كَانَ يُقَال لَهَا شباعة فى الْجَاهِلِيَّة.
شبع سميت بذلك لِأَن ماءها [يرْوى العطشان و] يشْبع الغرثان وَمِنْه قَول عبد الْمطلب: طَعَام طعم
شَبَّبَ استشبوا على أسوقكم على الْبَوْل. أَي استوفزوا عَلَيْهَا وَلَا تسفُّوا من الأَرْض. الشم فِي (دك) . المشابيب فِي (اب) . شب الذراعين فِي (مغ) . يشب فِي (غو) . شبكة فِي (لق) . واستشبوا فِي (مخ) . شبمة فِي (سنّ) . شببة فِي (لف) . [وشبرك فِي (شكّ) . بني شَبابَة فِي (ند) .] (7) .
الشين مَعَ التَّاء
عمر رَضِي الله عَنهُ رأى امْرَأَة متزينة أذن لَهَا زَوجهَا فِي البروز فَأخْبر بهَا عمر فطلبها فَلم يقدر عَلَيْهَا فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: هَذِه الْخَارِجَة وَهَذَا المرسلها لَو قدرت عَلَيْهِمَا لشترت بهما. ثمَّ قَالَ: تخرج الْمَرْأَة إِلَى أَبِيهَا يكيد بِنَفسِهِ وَإِلَى أَخِيهَا يكيد بِنَفسِهِ فَإِذا أخرجت فلتلبس معاوزها.
شتر أَبُو زيد يُقَال: شترت بِهِ تشتيراً إِذا سَمِعت بِهِ ونددت وأسمعته الْقَبِيح.(2/220)
1 - وَقَالَ غَيره: شنرت بالنُّون من الشنار وَهُوَ الْعَيْب وَكَأن حَقِيقَة التشتير إبراز مساوىء الرجل وَإِظْهَار مَا بطن مِنْهَا من الشتر وَهُوَ انقلاب فِي الجفن الْأَسْفَل لِأَنَّهُ بروز مَا حَقه أَن يبطن وَهُوَ عيب قَبِيح. يُقَال: جاد بِنَفسِهِ وَكَاد بِنَفسِهِ إِذا سَاق سِيَاق الْمَوْت. المعاوز: الخلقان الْوَاحِد معوز من الإعواز وَهُوَ الْفقر وَالْحَاجة. قَالَ الشماخ: إِذا سقط الأنداء صينت وأشعرت حبيرا وَلم تُدْرَج عَلَيْهَا المعاوِزُ لَا تَقول: الضَّارِب زيدٍ وَلَكِن الضاربا زيد والضاربو زيدٍ والضارب الرجل على التَّشْبِيه بالْحسنِ الْوَجْه فَأَما الضمائر الْمُتَّصِلَة فالإضافة إِلَيْهَا مُطلقَة تَقول: الضاربه والضارباه والضاربوه وَمَا أشبه ذَلِك. وَمِنْه قَوْله: المرسلها وَقد لخصت هَذَا الْبَاب فِي كتاب الْمفصل تلخيصا شافيا. [398] عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: رَأَيْت يَوْم بدر رجلا من الْمُشْركين فَارِسًا مقنعا فِي الْحَدِيد كَانَ هُوَ وَسعد بن خَيْثَمَة يقتتلان فاقتحم عَن قرينه لما عرفني فناداني: هَلُمَّ ابْن أبي طَالب للبراز فعطفت عَلَيْهِ فَانْحَطَّ إليّ مُقبلا وَكنت رجلا قَصِيرا فانحططت رَاجعا لكَي ينزل وكرهت أَن يعلوني فَقَالَ: يَابْنَ أبي طَالب أفررت فَقلت: قريب مفرُّ ابْن الشتراء. فَلَمَّا دنا مني ضَرَبَنِي فاتقيت بالدرقة فَوَقع سَيْفه فلحج فأمرّ بِهِ على عَاتِقه وَهُوَ دارع فارتعش وَلَقَد قطّ سَيفي درعه فَإِذا بريق سيفٍ من ورائي فأطن قحف رَأسه فَإِذا هُوَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب عَلَيْهِ السَّلَام. ابْن الشتراء: رجل كَانَ يُصِيب الطَّرِيق وَكَانَ يَأْتِي الرّفْقَة فيدنو مِنْهُم حَتَّى إِذا هموا بِهِ نأى قَلِيلا ثمَّ عاودهم حَتَّى يُصِيب مِنْهُم غرَّة. لحج فِي الشَّيْء: إِذا نشب فِيهِ. القط: الْقطع عرضا كقط الْقَلَم. بريق سيف: هَكَذَا روى والريق من راق السراب يريق ريقا إِذا لمع وَلَو روى: فَإِذا بريق سيف من برق السَّيْف بريقا لَكَانَ وَجها بَينا كَمَا ترى. أطنّه: جعله يطنّ طنينا وَهُوَ صَوت الْقطع. مشتين فِي (بر) .(2/221)
2 - الشين مَعَ الثَّاء
مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة رَحمهَا الله تَعَالَى ذكر من يلى الْأَمر بعد السفياني فَقَالَ: يكون بَين شث وطباق وروى: أَنه قَالَ: حمش الذراعين والساقين مصفح الرَّأْس غائر الْعَينَيْنِ يكون بَين شث وطباق.
شث الشث: شجر طيب الرّيح مر الطّعْم قَالَه أَبُو الدقيش. وَزعم أَنه ينْبت فِي جبال الْغَوْر [تهَامَة] ونجد. والطباق: شجر ينْبت بالحجاز إِلَى الطَّائِف. قَالَ تأبط شرا: ... كَأَنَّمَا حَثْحَثُوا حُصاًّ قَوَادِمُه ... أوْ أمَّ خِشْفِ بذِي شَثٍّ وطُبَّاقِ ... يُرِيد: أَنه يخرج بمنابت هذَيْن الشجرين. الحمش: الدَّقِيق وَقد حمشت قوائمه. المصفح: العريض وَمِنْه قَوْلهم: وَجه هَذَا السَّيْف مصفح وضربه بِالسَّيْفِ مصفحا ومصفوحا إِذا ضربه بعرضه. وَقيل: المصفح: الرَّأْس الَّذِي يضغط من قبل صدغيه فَيطول مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ ويدق وَجهه ويرتفع أَعلَى رَأسه. شثنة فى [ (زو) . شئن فى (مغ) وَفِي (شَذَّ) ] .
الشين مَعَ الْجِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَجِيء كنز أحدهم يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ وروى: من ترك بعده مَالا مثل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شُجَاع أَقرع يتبعهُ فَيَقُول: من أَنْت فَيَقُول: كَنْزك فَلَا يزَال يتبعهُ حَتَّى يلقمه يَده فيقضقضها.
شجع الشجاع: الذّكر من الْحَيَّات. الْأَقْرَع: الَّذِي قرى السم فِي رَأسه حَتَّى تمعط شعره. قَالَ: ... قَرَى السّمَّ حَتَّى انْمَازَ فروةُ رأسِه ... عَن الْعظم صل فاتك اللسع مَا رده ...(2/222)
3 -[399] الزبيبتان: النكتتان السوداوان فَوق عَيْنَيْهِ وَهُوَ أوحش مَا يكون من الْحَيَّات وَقيل: هما الزبدتان فِي شدقيه إِذا غضب. القضقضة: الْكسر وَالْقطع وَأسد قضقاض. سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَت أمه: أَلَيْسَ الله قد أَمر ببر الْوَالِدين فوَاللَّه لَا أطْعم طَعَاما وَلَا أشْرب شرابًا حَتَّى تكفر أَو أَمُوت. فَكَانُوا إِذا أَرَادوا أَن يطعموها أَو يسقوها شجروا فاها ثمَّ أوجروها.
شجر أَي جعلُوا فِي شَجَره وَهُوَ مفرجه عودا حَتَّى فتحوه. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا بَات عِنْد خَالَته مَيْمُونَة. قَالَ: فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شجب فاصطب مِنْهُ المَاء وَتَوَضَّأ.
شجب هُوَ مَا أخلق وتشنن من الأساقي وَهُوَ من شجب إِذا هلك فَكَأَنَّهُ تَخْفيف شجب يُرِيد الْهَالِك من الخلوقة. اصطب: افتعل من الصب أَي صبه لنَفسِهِ. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى الْمجَالِس ثَلَاثَة فسالم وغانم وشاجب. شجب يشجب فوه ساجب وشجب فَهُوَ يسجب شجب إِذا هلك يَعْنِي إِمَّا سَالم من الْإِثْم وَإِمَّا غَانِم لِلْأجرِ وَإِمَّا هَالك آثم.
شجى الْحجَّاج إِن رفْقَة مَاتَت من الْعَطش بالشجي فَقَالَ: إِنِّي أظنهم قد دعوا الله حِين بَلغهُمْ الْجهد فاحفروا فِي مكانهم الَّذِي مَاتُوا فِيهِ لَعَلَّ الله يسْقِي النَّاس. فَقَالَ رجل من جُلَسَائِهِ قد قَالَ الشَّاعِر: ... تراءت لَهُ بَين اللِّوى وعُنَيزة ... وَبَين الشَّجِي مِمَّا أحَال على الْوَادي ... مَا تراءت لَهُ إِلَّا وَهِي على مَاء فَأمر الْحجَّاج رجلا يُقَال لَهُ عضيدة أَن يحْفر بالشجي بِئْرا فحفرها فَلَمَّا أنبط حمل مَعَه قربتين من مَائِهَا إِلَى الْحجَّاج بواسط فَلَمَّا(2/223)
4 - طلع قَالَ لَهُ: يَا عضيدة لقد تخطيت بهَا مَاء عذَابا أأخسفت أم أوشلت وروى: أم اعلمت فَقَالَ: لَا وَاحِد مهنما وَلَكِن نيطاً بَين المائين. قَالَ: وَمَا يبلغ مَاؤُهَا قَالَ: وَردت على رفْقَة فِيهَا خمس وَعِشْرُونَ بَعِيرًا فرويت الْإِبِل وَمن عَلَيْهَا. فَقَالَ: الْحجَّاج: أللإبل حفرتها إِن الْإِبِل ضمر خنس مَا جسمت جشمت. قَالَ الْمبرد: ذكر التوزي عَن الْأَصْمَعِي أَن الشجي وَهُوَ منزل من منَازِل طَرِيق مَكَّة إِنَّمَا سمي لِأَنَّهُ شج بِمَا حوله من المَاء. مِمَّا أحَال: أَي من الْجَانِب الَّذِي صب المَاء. على الْوَادي: من قَوْلهم: أحَال المَاء إِذا صبه. قَالَ لبيد: ... يُحِيُلون السِّجالَ على السِّجَال ... قَوْله: مَاء عذَابا على مَاءَهُ عذبة وَمَاء عَذَاب. قَالَ الْأَصْمَعِي: حضر فلَان فأخسف أَي [4] وجد بئره خسيفا وَهِي الَّتِي نقب جبلها عَن مَاء غزير لَا يَنْقَطِع. وَأعلم: إِذا وجدهَا عيلماً وَهِي دون الخسيف. وأوشل: وجدهَا وشلاً وَهُوَ المَاء الْقَلِيل. لَا وَاحِد مِنْهُمَا بِمَعْنى لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا أَو لَا كَانَ وَاحِد مِنْهُمَا. وَلَو نصب على لَا أصبت أَو رَأَيْت وَاحِدًا مِنْهُمَا لَكَانَ صَحِيحا أَلا ترى إِلَى قَوْله: وَلَكِن نيطا أَي وسطا بَين الغزير والقليل كَأَنَّهُ مُعَلّق بَينهمَا من ناط ينوط. الضمر: جمع ضامر وَهُوَ الممسك عَن الجرة يُقَال: ضمر يضمر وضمر. الخنس: جمع خانس من خنسه إِذا أَخّرهُ وخنس بِنَفسِهِ إِذا تَأَخّر يَعْنِي أَنَّهَا صوابر على الْعَطش تُؤخر الشّرْب. أَو تتأخر إِلَى الْعشْر وَفَوق ذَلِك على مَا يحْكى عَن ضيف حَاتِم: أَن إبِله كَانَت تظمأ غبا بعد الْعشْر. شجار فِي (بِهِ) . الشجراء فِي (بُد) . تشجرون فِي (سف) . أشاجع فِي (نج) . شجرتها فِي (صو) . المشجوج فِي (قي) . شجري فِي (سح) . شجك فِي (غث) . وشجرهم فى (وح) .(2/224)
5 - الشين مَعَ الْحَاء
عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام رأى فلَانا يخْطب فَقَالَ: هَذَا الْخَطِيب الشحشح.
شحشح هُوَ الماهر الْمَاضِي فِي الْكَلَام من قَوْلهم: قطاة شحشح سريعة حادة وناقة شحشح. والشحشحة: سرعَة الطيران وَامْرَأَة شحشاح: كَأَنَّهَا رجل فِي قَوْلهَا وجدهَا وَهَذَا كُله من معنى الشُّح لَا من لَفظه على مَذْهَب الْبَصرِيين وَهُوَ الْإِمْسَاك المفرط والتشدد الْفَاحِش أَلا ترى إِلَى قَوْلهم للبخيل: شحشح وشحشاح ومشحشح. ذكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فتْنَة تكون فَقَالَ لعمَّار: وَالله يَا أَبَا الْيَقظَان لتشحون فِيهَا شحواً لَا يدركك الرجل السَّرِيع ثَوْبك فِيهَا أنقى من الْبرد وريحك فِيهَا أطيب من الْمسك.
شحو الشحو: سَعَة الخطو ودابة شحوى: وَاسِعَة الخطو ورغيبة الشحوة إِذا كَانَت كَثِيرَة الْأَخْذ من الأَرْض يَعْنِي أَنَّك تسْعَى فِيهَا وتتقدم. لَا يدركك: مَنْصُوب الْمحل صفة للمصدر وَالضَّمِير مَحْذُوف كَأَنَّهُ لَا يدرككه أَي لَا يدركك فِيهِ. أَرَادَ بنقاء ثَوْبه وَطيب رِيحه بَرَاءَة ساحته من الْعَيْب اللاصق بِهِ وَحسن الأحدوثة عَنهُ. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا دخل الْمَسْجِد فَرَأى قَاصا صياحا فَقَالَ: اخْفِضْ من صَوْتك ألم تعلم أَن الله يبغض كل شحاج
شحج الشُّحاج للبغل وَالْحمار. وحمار مشحج وشحاج. وَيُقَال للبغال: بَنَات شحاج. عَنى قَوْله عز وَجل: {واغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِن أنكَر الأصواتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ} .(2/225)
6 - ربيعَة قَالَ فِي الرجل يعْتق الشّقص من العَبْد: إِنَّه يكون على الْمُعْتق قيمَة أنصباء شركائه يشحط الثّمن ثمَّ يعْتق [4 1] كُله.
شحط يُقَال: شحطت الْبَعِير فِي السّوم حَتَّى بلغت بِهِ أقْصَى نهائه فِي الثّمن أشحطه شحطاً وتشحى فلَان فِي السّوم وتشَّحط إِذا أبعط يُرِيد يبلغ بِقِيمَة العَبْد أقْصَى الْغَايَة. وَقيل: معنى يشحط يجمع من شحطت الْإِنَاء وشطته إِذا ملأته عَن الْفراء. فِي الحَدِيث: يغْفر الله لكل بشر مَا خلا مُشْركًا أَو مشاحنا.
شحن هُوَ المبتدع الَّذِي يشاحن أهل الْإِسْلَام أَي يعاديهم. الشحناء فِي (غر) . يَتَشَحَّط فِي (سح) .
الشين مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّهِيد يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وجروحه تشخب دَمًا اللَّوْن لون الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك.
شخب الشخب: السيلان وَقد شخب يشخب. وَمِنْه مرّ يشخب فِي الأَرْض شخباناً. أَي يجْرِي جَريا سَرِيعا. وَفِي أمثالهم: شخب فِي الْإِنَاء وشخب فِي الأَرْض. شخص بِي فِي (فر) . شخيتا فِي (ضا) . [شاخصاً فِي (جش) ] .
الشين مَعَ الدَّال
ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا حدَّث رجل عِنْد جَابر بن زيد بِشَيْء فَقَالَ: مِمَّن سَمِعت هَذَا قَالَ: من ابْن عَبَّاس. قَالَ: من الشدقم.(2/226)
7 - شدقم هُوَ الْوَاسِع الشدق وَمِنْه سمي شدقم فَحل النُّعْمَان بن الْمُنْذر ووزنه فَعلم أَي ميمه زَائِدَة يُوصف بِهِ المنطيق المفوه. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ فِي السقط إِذا كَانَ شدخاً أَو مُضْغَة فادفنه فِي بَيْتك.
شدخ هُوَ الضَّمِير إِذا كَانَ رطبا رخصاً لم يشْتَد وَقيل: هُوَ الَّذِي ولد بِغَيْر تَمام. مشدهم فِي (كف) . [من يشاد فِي (وغ) ] يجْتَهد الشدَّ فِي (جد) .
الشين مَعَ الذَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام عَن هِنْد بن أَبى هَالة التميمى كَانَ فخما مفخما يتلألأ وَجهه تلألؤ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر أطول من المربوع وأقصر من المشذَّب عَظِيم الهامة رجل الشّعْر إِن انفرقت عقيقته فرق وروى: عقيصته وَإِلَّا فَلَا يُجَاوز شعره شحمة أُذُنه إِذا هُوَ وفره أَزْهَر اللَّوْن وَاسع الجبين أَزجّ الحواجب سوابغ فِي غير قرن بينمها عرق يدرُّه الْغَضَب أقنى الْعرنِين لَهُ نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أَشمّ كث اللِّحْيَة سهل الْخَدين ضليع الْفَم أشنب مفلج الْأَسْنَان دَقِيق المسربة كَأَن عُنُقه جيد دمية فِي صفاء الْفضة معتدل الْخلق بادنا متماسكا سَوَاء الْبَطن والصدر [عريض الصَّدْر] بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ والقدمين سَائل الْأَطْرَاف [4 2] خصمان الأخمصين مسيح الْقَدَمَيْنِ ينبو عَنْهُمَا المَاء إِذا زَالَ [زَالَ] قلعا يخطو تكفؤا وَيَمْشي هونا ذريع المشية إِذا مَشى كَأَنَّمَا ينحطُّ فِي صبب (7) . وَإِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا خافض الطّرف نظره إِلَى الأَرْض أطول من نظره إِلَى السَّمَاء جُلَّ نظره الملاحظة يَسُوق أَصْحَابه ويروى: ينسُّ أَصْحَابه يبْدَأ من لقِيه بِالسَّلَامِ يفْتَتح الْكَلَام ويختتمه بأشداقه يتَكَلَّم(2/227)
8 - بجوامع الْكَلم فضلا لَا فضول وَلَا تَقْصِير دمثاً لَيْسَ بالجافي وَلَا المهين يعظم النِّعْمَة وَإِن دقَّت وَلَا يذم مِنْهَا شَيْئا لم يكن يذم ذواقا وَلَا يمدحه وَإِذا غضب أعرض وأشاح جلّ ضحكه التبسم ويفتر عَن مثل حب الْغَمَام.
شذب قيل للطويل: المشذب تَشْبِيها بِمَا يشذَّبُ من الشّجر لِأَنَّهُ يطول بذلك ويسرع فِي شطاطه. الْعَقِيقَة والعقة: الشّعْر الَّذِي يُولد بِهِ وعق عَن الصَّبِي إِذا حلق الْعَقِيقَة بعد سَبْعَة أَيَّام من مولده وَذبح عَنهُ شَاة وأطعمها الْمَسَاكِين وَتلك الشَّاة تسمى الْعَقِيقَة باسمها وَكَانَ تَركهَا عِنْدهم عَيْبا وشحّا ولؤما. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ... أَيا هندُ لَا تَنْكِحي بُوهةً ... عَلَيْهِ عقيقَتُه أَحْسَبَا ... أَي شاخ وشاب وَعَلِيهِ عقيقته وَبَنُو هَاشم أكْرم وَمُحَمّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب أكْرم عَلَيْهِم من أَن يَتْرُكُوهُ غير معقوق عَنهُ وَلَكِن هندا سمَّى شعره عقيقة لِأَنَّهُ مِنْهَا ونباته من أُصُولهَا كَمَا سمت الْعَرَب أَشْيَاء كَثِيرَة بأسامي مَا هِيَ مِنْهُ وَمن سَببه. انفرق: مُطَاوع فرق أَي كَانَ لَا يفرق شعره إِلَّا أَن ينفرق هُوَ. وَكَانَ هَذَا فِي صدر الْإِسْلَام. ويروى أَنه إِذا كَانَ أمرٌ لم يُؤمر فِيهِ بِشَيْء يَفْعَله الْمُشْركُونَ وَأهل الْكتاب أَخذ بِفعل أهل الْكتاب فسدل ناصيته مَا شَاءَ الله ثمَّ فرق بعد ذَلِك. وفره: أَي أَعْفَاهُ عَن الْفرق يَعْنِي أَن شعره إِذا ترك فرقه لم يُجَاوز شحمة أُذُنَيْهِ وَإِذا فرقه تجاوزها. العقيصة: الْخصْلَة إِذا عقصت أَي لويت. الزجج: دقة الحاجبين وسبوغهما إِلَى مُؤخر الْعين. والقرن: أَن يطولا حَتَّى يلتقي طرفاهما وَالْمرَاد أَن حاجبيه قد سبغا حَتَّى كَاد يَلْتَقِيَانِ وَلم يلتقيا والقرن غير مَحْمُود عِنْد الْعَرَب ويستحبون البلج وَهُوَ الصَّحِيح فِي صفته(2/228)
9 - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دون مَا وَصفته بِهِ أم معبد من الْقرن. سوابغ: حَال من الْمَجْرُور وَهُوَ الحواجب وهى فاعلة فى الْمَعْنى لِأَن التَّقْدِير أَزجّ حواجبه أَي زجَّت حواجبه. سوابغ [4 3] بِمَعْنى دقَّتْ فِي حَال سبوغها وَوضع الحواجب فِي مَوضِع الحاجبين لِأَن التَّثْنِيَة جمع وَنَحْوه قَوْله: ثنتا حنظل. وَقَوله: بَينهمَا عرق على الْمَعْنى لِأَن الحواجب فِي معنى الحاجبين يُقَال: فِي وَجهه عرق يدرُّه الْغَضَب أى يحر كه وَهُوَ من أدرت الْمَرْأَة المغزل إِذا فتلته فَتلا شَدِيدا. القنا: طول الْأنف ودقة أرنبته وحدب فِي وَسطه. والشمم: ارْتِفَاع القصبة واستواء أَعْلَاهَا وإشراف الأرنبة قَلِيلا أَي كَانَ يحْسب لحسن قناه أَشمّ قبل التَّأَمُّل. ضليع الْفَم: عظيمه وَكَانُوا يذمون صغر الْفَم. قَالَ: ... أكَانَ كَرِّي وإقْدَامِي بِفِي جُرَذٍ ... بَين العَوَاسِج أَحْنَى حَوْلَهُ المُصَعُ ... وَقَالَ آخر: ... لحى اللهُ أَفواهَ الدّبَى من قَبيلَة ... والضليع فِي الأَصْل: الَّذِي عظمت أضلاعه ووفرت فأجفر جنباه ثمَّ اسْتعْمل فِي مَوضِع الْعَظِيم وَإِن لم يكن ثمَّ أضلاع. الشنب: رقة الْأَسْنَان وماؤها وَمِنْه قَوْلهم: رمانة شنباء وَهِي الإمليسية (7) الْكَثِيرَة المَاء. وَسُئِلَ عَنهُ رؤبة فَأخذ حَبَّة رمان وَقَالَ: هَذَا هُوَ الشنب. الدمية: الصُّورَة. البادن: الضخم. [متماسك] أَي هُوَ مَعَ بدانته متماسك اللَّحْم لَيْسَ بمسترخيه.(2/229)
0 - سَوَاء الْبَطن والصدر: أَي متساويهما يَعْنِي أَن بَطْنه غير مستفيض فَهُوَ مساوٍ لصدره وصدره عريض فَهُوَ مساوٍ لبطنه. الكراديس: جمع كرْدُوس. قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ رَأس كل عظم نَحْو الْمَنْكِبَيْنِ والركبتين والوركين وَبِه سمي الكردوس من الْخَيل وَهُوَ الْقطعَة الْعَظِيمَة لانضمام بَعْضهَا إِلَى بعض وكل شَيْء جمعته فقد كردسته. يُقَال: فلَان حسن الجردة والمجرد [والمتجرد] . وَهُوَ مَا جرد عَنهُ الثَّوْب من الْبدن. الزند: مَا انحسر عَنهُ اللَّحْم من الذِّرَاع. رحب الرَّاحَة: دَلِيل الْجُود وضيقها وصغرها دَلِيل الْبُخْل. قَالَ. ... مَنَاتِينُ أبرامٌ كأنّ أكفّهمْ ... أكفُّ ضبَابٍ أُنْشِقَتْ فِي الحَبَائلِ ... وَقَالَ الأخطل فِي صلب الْمُخْتَار بن أبي عبيد: ... ونَاطُوا من الكَذَّاب كفّا صَغِيرَة ... وَلَيْسَ عَلَيْهِم قَتْلُه بكَبِيرِ ... الشثن والشثل: الغليظ. الْأَطْرَاف: الْأَصَابِع وَكَونهَا سَائِلَة أَنَّهَا لَيست بمتغضنة متعقدة. خمصان الأخمصين: يَعْنِي أَنَّهُمَا مرتفعان عَن الأَرْض لَيْسَ بالأرح الَّذِي تمسهما أخمصاه. مسيح [الْقَدَمَيْنِ] : يُرِيد أَنه مَمْسُوح ظَاهر الْقَدَمَيْنِ فالماء إِذا صُبّ عَلَيْهِمَا مر سَرِيعا لامّلاسهما. هونا أَي فِي رفق غير مختال. الذريع: السَّرِيع [4 4] يُقَال: فرس ذريع بَين الذَّراعة. يَسُوق أَصْحَابه أَي يقدمهم أَمَامه ويمشى وَرَاءَهُمْ. والنس: السُّوق ومه قيل لمَكَّة: الناسة لِأَنَّهَا تطرد من يَبْغِي فِيهَا. الدمث: السهل اللين. المهين: الَّذِي يهين النَّاس. والمهين: الحقير.(2/230)
1 - يعظم النِّعْمَة: أَي لَا يستصغر شَيْئا أُوتيه وَإِن كَانَ صَغِيرا. الذَّواق: اسْم مَا يذاق أَي لَا يصف الطَّعَام بِطيب وَلَا ببشاعة. وأشاح: أَي جدّ فِي الْإِعْرَاض وَبَالغ. وحبّ الْغَمَام: الْبرد. تشذّروا فِي (حد) . [تشذُّر فِي (ذَر) ] . شذر مذر فِي (زف) . شذَّانهم فِي (لَو) .
الشين مَعَ الرَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يُضحي بشرقاء أَو خرقاء أَو مُقَابلَة أَو مدابرة أَو جَدْعَاء.
شَرق الشرقاء: المشقوقة الْأذن بِاثْنَتَيْنِ وَقد شرقها يشرقها وَاسم السمة الشرقة. والخرقاء: المثقوبتها ثقبا مستديرا. والمقابلة: الَّتِي قطع من قبل أُذنها شَيْء ثمَّ ترك مُعَلّقا وَاسم الْمُعَلق الرَّعلة وَيُقَال للسمة: الْقبْلَة والإقبالة. والمدابرة: الَّتِي فُعل بدبر أذنها ذَلِك وَاسم السمة الإدبارة. الجدعاء: المجدوعة الْأذن. لَعَلَّكُمْ ستدركون أَقْوَامًا يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى فصلوا الصَّلَاة للْوَقْت الَّذِي تعرفُون ثمَّ صلوها مَعَهم. سُئِلَ عَنهُ الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة فَقَالَ: ألم تَرَ إِلَى الشَّمْس إِذا ارْتَفَعت عَن الْحِيطَان وَصَارَت بَين الْقُبُور كَأَنَّهَا لجَّة فَذَلِك شَرق الْمَوْتَى. يُقَال: شَرقَتْ الشَّمْس شرقاً إِذا ضعف ضوءها وَكَأَنَّهُ من اللَّحْم الشَّرق وَهُوَ الْأَحْمَر الَّذِي لَا دسم لَهُ وَمن الثَّوْب الشرق وَهُوَ الْأَحْمَر الَّذِي شَرق بالصبغ لِأَن لَوْنهَا فِي آخر النَّهَار عِنْد غيابها يحمّر. وَلما كَانَ ضوءها عِنْد ذَلِك الْوَقْت سَاقِطا على الْمَقَابِر أَضَافَهُ إِلَى الْمَوْتَى. وَقيل: هُوَ أَن يشرق المحتضر بريقه فَأَرَادَ أَنهم يصلّونها(2/231)
2 - وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا يبْقى من نفس هَذَا وَنَحْوه قَول ذِي الرمة: ... فَلَمَّا رأَيْنَ الليلَ والشمسُ حَيّةٌ ... حياةَ الَّذِي يَقْضِي حُشَاشةَ نَازع ... قَالَ السَّائِب: كَانَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَرِيكي فَكَانَ خير شريك لَا يشاري وَلَا يمارى وَلَا يدارى.
شرى المشاراة: الملاجة وَقد شرى واستشرى إِذا لجَّ. والمماراة: المجادلة من مرى النَّاقة لِأَنَّهُ يسْتَخْرج مَا عِنْده من ألحجة وَيُقَال: دع المراء لقلَّة خَيره. وَقيل: المراء مخاصمة فِي الْحق بعد ظُهُوره كمرى الضَّرع بعد دروره وَلَيْسَ كَذَلِك الْجِدَال. المداراة: المخاتلة من داراه إِذا ختله وَيكون بتَخْفِيف [4 5] المدارأة وَهِي مدافعة ذِي الْحق عَن حَقه. من ذبح قبل التَّشْرِيق فليعد.
شَرق أَي قبل أَن يُصَلِّي صَلَاة الْعِيد وَهُوَ شروق الشَّمْس أَو إشراقها لِأَن ذَلِك وَقتهَا. كَأَنَّهُ على معنى شرّق إِذا صلى وَقت الشروق كَمَا يُقَال صبّح ومسّى إِذا أَتَى فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ وَمِنْه المشرَّق المصلَّى. وَمِنْه حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصر جَامع. وَفِي أَيَّام التَّشْرِيق قَولَانِ: أَحدهمَا أَنَّهَا سُميت بذلك لِأَنَّهَا تبع ليَوْم النَّحْر وَالثَّانِي أَن لُحُوم الْأَضَاحِي تُشرَّق فِيهَا أَي تقدَّد فِي الشَّمْس. لما بلغ الكديد أَمر النَّاس بِالْفطرِ فَأصْبح النَّاس شرجين.
شرج أَي نِصْفَيْنِ على السوَاء: مُفطراً وصائما يُقَال: هَذَا شرجه وشريجه أَي مثله ولفقه وَأَصله الْخَشَبَة تشقّ نِصْفَيْنِ وكل وَاحِد مِنْهُمَا شُرَيْح الآخر من قَوْلهم: انشرجت الْقوس وانشرقت إِذا انشقت. وَقَالَ يُوسُف بن عمر: أَنا شريج الْحجَّاج أَي قرنه.(2/232)
3 - قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَينا رجل بفلاة من الأَرْض سمع صَوتا فِي سَحَابَة: اسقي حديقة فلَان فَتنحّى ذَلِك السَّحَاب فأفرغ مَاءَهُ فِي شرجة فَإِذا شرجة من تِلْكَ الشراج قد استوعبت ذَلِك المَاء. الشرجة: أخص من الشرج وَهُوَ مجْرى المَاء من الحرَّة إِلَى السهل وَالْجمع شراج والشرج يجمع على شُرُج كرهن ورُهُن. ويحكى أَنه اقتتل أهل الْمَدِينَة وموالى مُعَاوِيَة فِي شرج من شُرُج الْحرَّة [سَالَتْ] . نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شريطة الشَّيْطَان.
شَرط هِيَ الشَّاة الَّتِي شرطته أَي أثر فِي حلقها أثر يسير كَشَرط الحاجم من غبر فري أوداج وَلَا إنهار دم. وَكَانَ هَذَا من فعل أهل الْجَاهِلِيَّة يقطعون شَيْئا يَسِيرا من حلقها فَتكون بذلك ذكية عِنْدهم وَهِي كالذبيحة الذكية والنطيحة. أمرنَا أَن نستشرف الْعين وَالْأُذن.
شرف أَي نتفقدهما ونتأملهما لِئَلَّا يكون فيهمَا نقص من استشرفت الشَّيْء إِذا وضعت يدك على حاجبك لِأَنَّك تستظل بهَا من الشَّمْس لتستبينه. قَالَ مزرد: ... تطاللتُ فاستشرفْتُه فرأيته ... فقلتُ لَهُ: آأنت زيدُ الأرامل ... وَقيل: أَن نطلبهما شريفتين بالتمام والسلامة. لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا أناخت بكم الشرق الجون أَو الشّرف قَالُوا: يَا رَسُول الله وَمَا الشرق الجون قَالَ: فتن كَقطع اللَّيْل المظلم.
شَرق الشرق: جمع شارق يُرِيد فتنا طالعة من قبل الْمشرق.(2/233)
4 - شرف والشُّرْف: جمع شَارف يُرِيد فتنا مُتَّصِلَة الْأَوْقَات متطاولة المدد [4 6] شبهت بمسان النُّوق. الجون: جمع جون وَهُوَ الْأسود. صلضى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصُّبْح بِمَكَّة فَقَرَأَ الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا أَتَى على ذكر عِيسَى وَأمه أَخَذته شرقة [فَرَكَعَ] .
شَرق هِيَ الْمرة من الشرق أَي شَرق بدمعه فعيي بِالْقِرَاءَةِ. إِن لهَذَا الْقُرْآن شرَّةً ثمَّ أَن للنَّاس عَنهُ فَتْرَة فَمن كَانَت فترته إِلَى الْقَصْد فَنعما هُوَ وَمن كَانَت فترته إِلَى الْإِعْرَاض فأولئكم بور.
شرة الشرة: النشاط وَيُقَال: شرَّة الشَّبَاب لميعته. قَالَ: ... رَأَتْ غُلَاما قدْ صَرَى فِي فِقْرَتِهْ ... ماءَ الشَّبَاب عُنْفوان شِرَّتهْ ... البور: جمع بائر وَهُوَ الْهَالِك أى أَن للمبتدىء قِرَاءَة الْقُرْآن رَغْبَة ونشاطاً ثمَّ يفتر نشاطه فَإِن كَانَ ذَلِك للاقتصاد وَلِئَلَّا يوقعه الإفراط فِي السأم فَهُوَ مَحْمُود. فِي قصَّة أحد: إِن الْمُشْركين نزلُوا على زرع أهل الْمَدِينَة وخلوا فِيهِ ظهْرهمْ وَقد شرب الزَّرْع الدَّقِيق.
شرب قَالَ النَّضر: يُقَال للسنبل إِذا جرى فِيهِ الدَّقِيق قد شرب الدَّقِيق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ الشَّارِب حِينَئِذٍ يُقَال: شَارِب قَمح. وَالشرب يسْتَعْمل على سَبِيل الِاسْتِعَارَة فِيمَا هُوَ أبعد من هَذَا يَقُولُونَ: أشربت الْإِبِل الحبال إِذا أدخلت أعناقها فِيهَا. قَالَ: ... يَا آل وزد أشربوها الأقران ...(2/234)
5 - قَالَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام أصبت شارفا من مغنم بدر وَأَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شارفاً فأنختهما بِبَاب رجل من الْأَنْصَار وَحَمْزَة فِي الْبَيْت وَمَعَهُ قينة تغنيه: ... أَلا يَا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ ... فَخرج إِلَيْهِمَا فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وَأخذ أكبادهما فَنَظَرت إِلَيّ منظر أفظعنى فَانْطَلَقت إِلَى سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج وَمَعَهُ زيد بن حَارِثَة حَتَّى وقف عَلَيْهِ وتغيظ فَرفع رَأسه إِلَيْهِ وَقَالَ: هَل أَنْتُم إِلَّا عبيد آبَائِي فَرجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقهقر.
شرف الشارف: النَّاقة الْعَالِيَة السن. النواء: السمان جمع ناوية وَقد نَوَت. والنيّ: الشَّحْم وَكَانَ ذَلِك قبل تَحْرِيم الْخمر وَإِنَّمَا حرمت بعد غَزْوَة أحد. اصطبح نَاس الْخمر يَوْم أُحد ثمَّ قتلوا آخر النَّهَار شُهَدَاء. وَبعد قَوْله: ... أَلا يَا حَمْزَ للشُّرُف النِّواء ... وهُنَّ معقَّلات بالفِناء
ضع السِّكين فِي اللَّبَّاتِ مِنْهَا ... وضَرِّجْهُنَّ حمزةُ بالدِّماء
وعَجّل من أطايبها لِشَرْب ... طَعَاما من قَدِيدٍ أَو شِواء ... القهقرة: من الْقَهْقَرَى. وَالْمعْنَى أَنه أسْرع فِي الأنصراف. عمر رضى الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: إِن الْمُشْركين كَانُوا يَقُولُونَ: أشرق ثبيركيما نغير وَكَانُوا لَا يفيضون حَتَّى تطلع الشَّمْس فخالفهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
شَرق أَي ادخل فِي الشروق يَا جبل [4 7] كي ندفع للنحر. يُقَال: غَار إغارة الثغلب(2/235)
6 - إِذا دفع فِي السّير وأسرع. قَالَ بشر: ... فَعَدِّ صِلابَهَا وتَعَزَّ عَنْهَا ... بِحَرْفٍ قد تُغْيرُ إِذا تَبُوعُ ... أَتَاهُ كَعْب بِكِتَاب قد تشرمت نواحيه فِيهِ التَّوْرَاة فاستأذنه أَن يقرأه فَقَالَ لَهُ: إِن كنت تعلم أَن فِيهِ التَّوْرَاة الَّتِي أنزلهَا الله على مُوسَى بطور سينا فاقرأها آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار. أَي تشققت وتمزقت وَالشَّرْح والشرخ وَالشّرط والشرق والشرم: أَخَوَات فِي معنى الشق وَالْمَرْأَة الشريم المفضاة. التَّوْرَاة: أَصله وورية: فوعلة من ورى عِنْد الْبَصرِيين فأُبدلت الْوَاو تَاء وقلبت الْيَاء ألفا وَهَذَا كتسمية الْقُرْآن نورا فتاؤها للتأنيث بِدَلِيل انقلابها فِي الْوَقْف هَاء وتأنيثها نَحْو تَأْنِيث الصَّحِيفَة والمجلة. قَالَ أَبُو عَليّ: من قَرَأَ سيناء لم ينْصَرف الِاسْم عِنْده فِي معرفَة وَلَا نكرَة لِأَن الْهمزَة فِي هَذَا الْبناء لَا تكون إِلَّا للتأنيث وَلَا تكون للإلحاق أَلا ترى أَن فعلالا لَا تكون إِلَّا للمضاعف: فَإِذا خص هَذَا الْبناء بِهَذَا الضَّرْب لم يجز أَن يلْحق بِهِ شَيْء [لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تعدى بِالْبِنَاءِ إل غير مضاعف] (7) فَهَذَا إِذن كموضع أَو بقْعَة تسمى بطرفاء أَو بصحراء فَأَما من قَرَأَ سيناء بِالْكَسْرِ فالهمزة فِيهِ منقلبة عَن الْيَاء كعلباء وحرباء. وَهِي الْيَاء الَّتِي ظَهرت فِي نَحْو درحاية لما بنيت على التَّأْنِيث(2/236)
7 - وَإِنَّمَا لم ينْصَرف على هَذَا القَوْل وَإِن كَانَ غير مؤنث لِأَنَّهُ جعل اسْم بقْعَة أَو أَرض فَصَارَ بِمَنْزِلَة امْرَأَة سُميت بِجَعْفَر. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ابْن عَبَّاس: مَا رَأَيْت أحسن من شرصة على.
شرص الشرصتان بِكَسْر الشين وَسُكُون الرَّاء: النزعتان وَالْجمع شراص. قَالَ الْأَغْلَب ... يَا رُبّ شيخ أَشمط العَنَاصِي ... صَلْت الجبين طَاهِر الشرَاصِ
كَأَنَّمَا أَفْلَت مِنْ مُنَاصِي ... هُوَ من الشرص بِمَعْنى الشصر وَهُوَ الجذب كَأَن الشّعْر شرص شرصا فجلح الْموضع أَلا ترى إِلَى تَسْمِيَتهَا نَزعَة. والجذب والنزع من وادٍ وَاحِد. ... شَرْعُكَ مَا بلغك المحلا ...
شرع أى حَسبك وأشرعنى كَذَا أَي أحسبني وَكَأن مَعْنَاهُ الْكِفَايَة الظَّاهِرَة المكشوفة من شرع الدّين شرعا إِذا أظهره وبيَّنه. الزبير رَضِي الله عَنهُ خَاصم رجلا من الْأَنْصَار فِي سيول شراج الْحرَّة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا زبير احْبِسْ المَاء حَتَّى يبلغ الْجدر ثمَّ أرْسلهُ [4 8] إِلَيْهِ.
شرج هِيَ جمع شرجة أَو شرج وَهُوَ المسيل. والجدر: مَا رفع من أعضاد المزرعة ليمسك المَاء كالجدار. قَالَ لِابْنِهِ عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا: وَالله لَا أشري عَمَلي بِشَيْء وللدنيا أَهْون على من منحة ساحة أَو سحساحة.(2/237)
8 - شرى أَي لَا أبيعه. وشرى وَاشْترى وَبَاعَ من الأضداد. المنحة: الشَّاة يمنحها صَاحبهَا. ساحّة: سَمِينَة وَقد سحّت سحوحة أَو غزيرة تسح اللَّبن سحّا. والسحساحة: الغزيرة. يُقَال: مطر سحسح وسحساح. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يُوشك أَلا يكون بَين شراف وَأَرْض كَذَا وَكَذَا جماء ولاذات قرن. قيل: وَكَيف ذَاك قَالَ: يكون النَّاس صلامات يضْرب بَعضهم رِقَاب بعض.
شرف شراف: مَوضِع وَفِي كتاب الْعين: مَاء أَظُنهُ لبني أَسد. قَالَ المثقب: ... مَرَرْن على شَرافَ فذاتِ رجْلِ ... ونَكَّبْنَ الذَّرَانِخَ بِالْيَمِينِ ... الْجَمَّاء: الشَّاة الَّتِي لَا قرن لَهَا. الصلامة: الْفرْقَة وَهِي من الصلم كالصرمة من الصرم والفئة من الفأو والقطيع من الْقطع. قَالَ: ... لأمّكُمُ الويلاتُ أَنى أتيتم ... وَأَنْتُم صُلامَاتٌ كثيرٌ عَدِيدُها ... ذكر قتال الْمُسلمين الرّوم وَفتح قسطنطينية فَقَالَ: يستمد الْمُؤْمِنُونَ بَعضهم بَعْضًا فيلتقون وتشرط شرطة للْمَوْت لَا يرجعُونَ إِلَّا غَالِبين.
شَرط يُقَال: أشرط نَفسه لكذا إِذا أعلمها لَهُ وأعدها فَحذف الْمَفْعُول. والشرطة: نخبة الْجَيْش الَّتِي تشهد الْوَاقِعَة أَولا قَالَ الْهُذلِيّ: ... ألاَ للهِ دَرُّك مِنْ ... فَتى قوم إِذا رهبوا
فَكَانَ أخى لشرطهتم ... إِذا يُدْعَى لَهَا يَثِبُ ... سموا بذلك لأَنهم يشرطون أنفسهم للهلكة. معَاذ رضى الله عَنهُ أجَاز بَين أهل الْيمن الشّرك.
شرك يُرِيد الشّركَة فِي الارض والمزارعة بِالنِّصْفِ وَالثلث وَمَا أشبه ذَلِك.(2/238)
9 - ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا اشْترى نَاقَة فَرَأى بهَا تشريم الظئار فَردهَا.
شرم التشريم: التشقيق. والظئار: أَن تعطف على غير وَلَدهَا يُقَال: ظأرتها مظاءرة وظئارا. وَذَلِكَ أَن يشدوا فاها وعينيها ويحشوا خورانها بِدَرَجَة ثمَّ يخلوا الخوران بخلالين وَهُوَ التشريم ويتركوها كَذَلِك يَوْمًا فتظن أَنَّهَا مخضت فَإِذا غمها ذَلِك نفسوا عَنْهَا وَاسْتَخْرَجُوا الدرجَة عَن خورانها وَقد هيىء لَهَا حوار فتظن أَنَّهَا وَلدته فترأمه. جمع بنيه حِين أشرى أهل الْمَدِينَة [4 9] مَعَ ابْن الزبير وخلعوا بيعَة يزِيد فَقَالَ: لَا يسارعن أحدٌ مِنْكُم فِي هَذَا الْأَمر فَيكون الصيلم بينى وَبَينه وروى: الفيصل.
شرى أَي صَارُوا كالشراة فِي فعلهم وهم الْخَوَارِج. الصيلم: فعيل من الصلم وَهُوَ الْقطع وَكَذَلِكَ الفيصل من الْفَصْل أَرَادَ فَيكون بيني وَبَينه القطيعة الْمُنكرَة. جَابر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك فأقبلنا رَاجِعين فِي حرٍ شَدِيد وَكنت فِي أول الْعَسْكَر إِذْ عَارَضنَا رجل شرجب.
شرجب الشرجب والشرحب والشرعب: الطَّوِيل قَالَ العجير: ... فَقَامَ فأَدْنَى من وِسَادي وِسَادَه ... طِوَى الْبَطن ممشوقُ الذراعين شَرْجَبُ ... أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ فِي قَول الله عز وَجل: {وَمَثَلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} : الشريان.
شرى الشريان والشرى: الحنظل. وَقيل: ورقه وَنَحْوهمَا: الرهوان والرهو للمطمئن وَأما الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ القسي فَيُقَال لَهُ: الشريان وَقد يفتح. وَقَالَ الْمبرد: إِن النبع والشوحط والشريان وَاحِد وَلكنهَا تخْتَلف أسماؤها بمنابتها فَمَا كَانَ فِي قلَّة الْجَبَل فَهُوَ النبع وَمَا كَانَ فِي سفحة فَهُوَ الشوحط وَمَا كَانَ فِي الحضيض فَهُوَ الشريان.(2/239)
0 - عَلْقَمَة رَحمَه الله تَعَالَى إِن امْرَأَة مَاتَت وأوصت بثلثها فَكَانَ نسْوَة يأتينها مشارجات لَهَا فَقَالَ عَلْقَمَة: خُذُوا مَا أوصت بِهِ لكم وسلوا عَن النسْوَة اللَّاتِي كنّ يختلفن إِلَيْهَا: هَل بَينهُنَّ وَبَينهَا قرَابَة فَسْأَلُوهُنَّ عَن ذَلِك فوجدوا إِحْدَاهُنَّ بنت أُخْتهَا أَو بنت أَخِيهَا لأمها فَأَعْطَاهَا مِيرَاثهَا.
شرج أَي أتراب مشاكلات لَهَا يُقَال: شارجه إِذا شابهه وَهُوَ مشارجه وشريجه كَقَوْلِك مشابهه وشبيهه ومعادله وعديله. وهب رَحمَه الله تَعَالَى إِذْ كَانَ الرجل لَا يُنكر عمل السوء على أَهله جَاءَ طَائِر يُقَال لَهَا القرقفنة فَيَقَع على مشريق بَابه فيمكث هُنَاكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِن أنكر طَار فَذهب وَإِن لم يُنكر مسح بجناحيه على عَيْنَيْهِ فَلَو رأى الرِّجَال مَعَ امْرَأَته تنْكح لم يرد ذَلِك قبيحا فَذَلِك القنذع الديوث لَا ينظر الله إِلَيْهِ.
شَرق مفعيل نَظِير مفعال فِي كَونه بِنَاء مُبَالغَة مفكما قَالُوا للمكان الذى يحل فِيهِ كثيرا: مخلال قَالُوا للمكان الذى تشرق فِيهِ الشَّمْس كثيرا: مشريق وَله مَعْنيانِ يُقَال للمشرقة مشريق [وللشق الَّذِي يَقع فِيهِ ضح الشَّمْس مشريق] القنذع: فنعل من القذع بِمَعْنى الْفُحْش وَهُوَ الَّذِي لَا يغار على أَهله. والديوث: مثله. ابْن الْمسيب رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ رجل: انْزِلْ أشراء الْحرم.
شرى أَي نواحيه. الْوَاحِد شرى وَمِنْه أسُود الشرى يُرَاد جَانب الْفُرَات وَهُوَ مأسدة. قَالَ الْقطَامِي [41] : ... لُعِنَ الكواعِبُ بَعْدَ يومَ وَصَلْنَني ... بَشرى الفُرات وبَعْدَ يومِ الجَوْسَقِ النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي الرجل يَبِيع الرجل وَيشْتَرط الْخَلَاص يُقَال لَهُ: الشروى. أى الْمثل.(2/240)
وَمِنْه حَدِيث شُرَيْح: إِنَّه كَانَ يضمن الْقصار شرواه. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لَهُ عَطاء السّلمِيّ: يَا أَبَا سعيد أَكَانَ الْأَنْبِيَاء يشرحون إِلَى الدُّنْيَا وَالنِّسَاء مَعَ علمهمْ بِاللَّه فَقَالَ: نعم إِن لله ترائك فى خلقه.
شرح أَي هَل كَانُوا يشرحون إِلَيْهَا صُدُورهمْ ويبسطون أنفسهم ترائك: أَي أمورا أبقاها فِي الْعباد من الأمل والغفلة بهَا يكون استرسالهم وانبساطهم إِلَى الدُّنْيَا. الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى سُئِلَ عَن رجل لطم عين رجل فشرقت بِالدَّمِ وَلما يذهب ضوءها. فَقَالَ: ... لَهَا أمْرُها حَتَّى إِذا مَا تَبَوّأَتْ ... بأَخفافها مَأْوًى تَبَوَّأَ مَضْجَعا ...
شَرق أَي احْمَرَّتْ بِهِ كَمَا تشرق الثَّوْب بالصبغ. وَالْبَيْت لِلرَّاعِي وَالضَّمِير فِي لَهَا لِلْإِبِلِ أَي لَهَا أمرهَا فِي المرعى يَعْنِي أَن الرَّاعِي يهملها فتذهب كَيفَ شَاءَت حَتَّى إِذا صَارَت إِلَى الْموضع الَّذِي أعجبها فأقامت فِيهِ مَال إِلَى مضجعه فَضَربهُ مثلا للعين المضروبة. أَي تهمل فَلَا يحكم فِيهَا بِشَيْء حَتَّى يَأْتِي على آخر أمرهَا ثمَّ يحكم فِيهَا. شَرق فى (بح) . تشاركن فى (بر) . لَا تشارة فِي (جر) . الشارف فِي (حز) . لَا يشاري فِي (در) . شروي ويشرحون فِي (حر) . الشَّرْط فِي (طع) . شرف فِي (غي) . شرياً فِي (غث) . شَارف فِي (لح) . مشرب فِي (مغ) . شروي فِي (رج) . شريساً فِي (عر) الْمشْربَة فِي (فق) . الشُّرُوع فِي (حف) . الشرخين فِي (ول) . استشري فِي (زف) . تشتر فِي (بش) . واشرأب فِي (رف) . التشريع فِي (ور) . شرواها فِي (نق) . فَيَشْرَئِبُّونَ وشريجين فِي (مل) . تشاره فِي (زد) .
الشين مَعَ الزَّاي
عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن سَعْدا وَعمَّارًا أرسلا إِلَيْهِ: أَن ائتنا فَإنَّا نُرِيد أَن نذاكرك أَشْيَاء أحدثتها. فَأرْسل إِلَيْهِمَا: مييعادكم يَوْم كَذَا حَتَّى أتشزن. ثمَّ اجْتَمعُوا(2/241)
لِلْمِيعَادِ فَقَالُوا: ننقم عَلَيْك ضربك عمارا فَقَالَ: تنَاوله رَسُولي من غير أَمْرِي. فَهَذِهِ يَدي بِعَمَّار فليصطبر وَذكروا بعد ذَلِك أَشْيَاء نقموها فأجابهم وَانْصَرفُوا راضين فَأَصَابُوا كتابا مِنْهُ إِلَى عَامله أَن خُذ فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا فَضرب أَعْنَاقهم فَرَجَعُوا فبدءوا بعلي عَلَيْهِ السَّلَام فَجَاءُوا بِهِ مَعَهم فَقَالُوا: هَذَا كتابك فَقَالَ عُثْمَان: وَالله مَا كتبت وَلَا أمرت. قَالُوا: فَمن تظن قَالَ: أَظن كاتبي وأظنك بِهِ يَا فلَان.
شزن التشزن: الاستعداد يُقَال: تشزن للسَّفر إِذا تأهب لَهُ وَهُوَ من التشزن: النَّاحِيَة لِأَن المستعد لقلَّة طمأنينة كَأَنَّهُ على حرف. وَمِنْه قَول عبيد الله بن زِيَاد: نعم الشىء [411] الْإِمَارَة لَوْلَا قعقعة الْبَرِيد والتشزن للخطب. هَذِه يَدي لعمَّار يُرِيد الانقياد والاستسلام وَنَحْوه قَوْلهم: أعْطى بِيَدِهِ. الصَّبْر: الْقصاص قَالَ هدبة: ... إِن العَقْلُ فى أَمْوَالنَا (7) لَا نضق بِهِ ... ذِرَاعا وَإِن صَبْرٌ فنصبِر للصَّبْرِ ... أَي إِن كَانَ الْعقل وَإِن كَانَ قصاص وَقد صبره صبرا إِذا قَتله قصاصا وَأَصله الْحَبْس حَتَّى يُقتل وأصبره القَاضِي إصباراً أقصه فاصطبر أَي اقتصَّ. التضريب لِكَثْرَة الضَّرْب أَو المضروبين. قلب تَاء الافتعال من ظن طاء لإطباق الظَّاء روماً للتناسب ثمَّ أدغمت الظَّاء فِي الطَّاء كَقَوْلِك: اطلم وَيجوز قلب الطَّاء ظاء ثمَّ الْإِدْغَام كَقَوْلِهِم: اظَّلم وَالْبَيَان كَقَوْلِهِم: اظطلم وَجَاء فِي بَيت زُهَيْر: ... ويُظْلَم أَحْيَانًا فيظَّلم ... الْأَوْجه الثَّلَاثَة وَهُوَ مشروح فِي كتاب الْمفصل مَعَ نَظَائِره.(2/242)
3 - الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَتَى جَنَازَة وَقد سبقه الْقَوْم فَلَمَّا رَأَوْهُ تشزبوا لَهُ ليوسعوا لَهُ فَقَالَ: أَلا إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: خير الْمجَالِس أوسعها. وَجلسَ نَاحيَة.
شزب أى تحرفوا وتنحوا عَن مَقَاعِدهمْ. غى الحَدِيث وَقد توشح بشزبة كَانَت مَعَه. هِيَ بِمَعْنى الشزيب والشيب وَهِي الْقوس الَّتِي شزب قضيها وذبل. قَالَ: ... لَو كنتَ ذَا نَبْلٍ وذَا شَزِيب ... مَا خِفْتَ شَدَّاتِ الْخَبيث الذِّيب ... وروى: شسيب وروى: شريب من شربهَا ماءها وذبلها وَهِي بِمَنْزِلَة ضخمة وصعبة. من قَوْلهم: شزب وشسب إِذا ضمر وذبل لُغَة فِي شزب وشسب والشزيب والشسيب بِمَنْزِلَة قريب وبعيد وَإِنَّمَا ذكر على تَأْوِيل الْقَضِيب وَيجوز أَن يكون فعيلا بِمَعْنى مفعول أى مشزب ويعضده شزيب. شزنه فِي (بج) . شزن فِي (رج) . الشزر فِي (زن) .
الشين مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الْمَعْرُوف فَقَالَ: لَا تحقرن شَيْئا من الْمَعْرُوف وَلَو وبشسع النَّعْل وَلَو أَن تُعطي الْحَبل وَلَو أَن تونس الوحشان.
شسع الْبَاء مُتَعَلقَة بِفعل يدل عَلَيْهِ الْمَعْرُوف لِأَنَّهُ فِي معنى الصَّدَقَة وَالْبر وَالْإِحْسَان كَأَنَّهُ قَالَ: وَلَو تَصَدَّقت بشسع أَي وَلَو بررت أَو أَحْسَنت [412] .
الشين مَعَ الصَّاد
عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لمَوْلَاهُ أسلم وَرَآهُ يحمل مَتَاعه على بعير من إبل الصَّدَقَة: فهلاَّ نَاقَة شصوصا أَو ابْن لبون بوالا
شصص هِيَ الَّتِي قلّ لَبنهَا جداًّ وَقد شصَّت تشصُّ وأشصَّت ونوق شصائص وشصص.(2/243)
4 - وَمِنْه الحَدِيث: إِن فلَانا اعتذر إِلَيْهِ من قلَّة اللَّبن وَقَالَ: إِن ماشيتنا شصص. وَقَالَ: ... أفْرَحُ أَنْ أُرْزَأ الكرامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلاً ... وَمِنْه قَوْلهم: شصَّت معيشتهم شصوصا وَإِنَّهُم لفي شصاصاء أَي فِي شدَّة وَنفى الله عَنْك الشصائص. نصب نَاقَة بِفعل مُضْمر أى فَهَلا حمَّلت نَاقَة أَو أوقرت. بوَّالا: أَي كثير الْبَوْل لهزاله أَرَادَ أَلا يسْتَعْمل مَا ينفس بِمثلِهِ من إبل الصَّدَقَة.
الشين مَعَ الطَّاء
النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن سَعْدا استأذنه فِي أَن يتَصَدَّق بِمَالِه فَقَالَ: لَا فَقَالَ: الشّطْر فَقَالَ: لَا. ثمَّ قَالَ: فَالثُّلُث قَالَ: الثُّلُث وَالثلث كثير إِنَّك أَن تتْرك أولادك أَغْنِيَاء خير من أَن تتركهم عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس.
شطر الشّطْر: النّصْف. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أعَان على قتل مُؤمن بِشَطْر كلمة لَقِي الله مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله. قيل: هُوَ أَن يَقُول: اق من اقْتُل. نصب الشّطْر وَالثلث بِفعل مُضْمر أَي أهب الشّطْر وَأهب الثُّلُث. أَن تتْرك: مَرْفُوع الْمحل على الِابْتِدَاء أَي تَركك أولادك أَغْنِيَاء خير. ثمَّ إِن الْجُمْلَة بأسرها خبر إِن. العالة: جمع عائل وَهُوَ الْفَقِير. تكفف السَّائِل واستكف: إذابسط كَفه للسؤال أَو سَأَلَ النَّاس كفَّا كفّا من طَعَام أَو مَا يكف الجوعة. من منع صَدَقَة فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات الله. أَي جعل شطرين. يُقَال: شطر مَاله شطراً.(2/244)
5 - وَالْمعْنَى: أَن مَاله ينصف وَيتَخَيَّر الْمُصدق خير النصفين. عَزمَة: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي أَن ذَلِك عَزمَة وروى عَن بهز حَكِيم: وَشطر مَاله وَكَانَ هَذَا أَمر سبق تَغْلِيظًا وتهويلا وإراءة لعظم أَمر الصَّدَقَة ثمَّ نُسخ. عَامر بن ربيعَة رَضِي الله عَنهُ حمل على عَامر بن الطُّفَيْل فطعنه فشطب الرمْح عَن مَقْتَله.
شطب أى مَال وَعدل وَلم يبلغهُ وَهُوَ شطب بِمَعْنى بعد يُقَال: شطبت الدَّار وشطنت وشطست وشطفت. قَالَ: ... التابعُ الحقَّ لَا تُثْنَي فَرَائصه ... يُقَوّم الْحق إِن هُوَ مَالَ أَو شَطَبَا ... [413] تَمِيم الدَّارِيّ رَضِي الله عَنهُ كَلمه رجل فِي كَثْرَة الْعِبَادَة فَقَالَ: أَرَأَيْت إِن كنت [أَنا] مُؤمنا قَوِيا وَأَنت مُؤمن ضَعِيف أفتحمل قوّتي على ضعفك وَلَا تَسْتَطِيع فتنبت أَو رَأَيْت إِن كنت أَنا مُؤمنا ضَعِيفا وَأَنت مُؤمن قويّ إِنَّك لشاطي حَتَّى أحمل قوتك على ضعْفي فَلَا أَسْتَطِيع فأنبت وَلَكِن خُذ من نَفسك لدينك وَمن دينك لنَفسك حَتَّى يَسْتَقِيم بك الْأَمر على عبَادَة تطيقها.
شط أَي إِنَّك لظالمي. قَالَ أَبُو زيد: شطَّني فلَان يشطّني شطَّا وشطوطا إِذا شقّ عَلَيْك وظلمك يَعْنِي أَن الْقوي على الْعَمَل المقتدر على تحمل أعبائه لَا يَنْبَغِي للضعيف أَن يتَكَلَّف مباراته فَإِن ذَلِك يتْركهُ كالمنبت وَلَكِن عَلَيْهِ بالهوينى ومبلغ الطَّاقَة. الْأَحْنَف رَضِي الله عَنهُ قَالَ لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام: يَا أَبَا الْحسن إِنِّي قد عجمت الرجل وحلبت أشطره فَوَجَدته قريب القعر كليل المدية وَأَنَّك قد رميت بِحجر الأَرْض.
شطر للناقة أَرْبَعَة أخلاف فَكل خلفين شطر وَإِنَّمَا وضع الأشطر مَوضِع الشطرين(2/245)
6 - كَمَا وضع الحواجب مَوضِع الحاجبين من قَالَ: أَزجّ الحواجب فِي صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمرَاد: الذَّوْق والتجربة. يُقَال: فلَان رمى بِحجر الأَرْض أَي بِوَاحِد النَّاس نكراً ودهاء وَأَرَادَ بِالرجلَيْنِ الْحكمَيْنِ: أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. الْقَاسِم بن مخيمرة رَحمَه الله تَعَالَى لَو أَن رجلَيْنِ شَهدا على رجل بحقّ: أَحدهمَا شطير فَإِنَّهُ يحمل شَهَادَة الآخر. الشطير والشجير: الْغَرِيب يَعْنِي لَو شهد لَهُ قريب أَخ أَو ابْن أَو أَب وَمَعَهُ أجنبى صححت شَهَادَة الأجنبى الْقَرِيب فَجعل ذَلِك حملا لِأَنَّهُ لَو لم يشْهد الْأَجْنَبِيّ لكَانَتْ شَهَادَة الْقَرِيب سَاقِطَة مطّرحة. وَمثله قَول قَتَادَة رَحمَه الله فِي شَهَادَة الْأَخ: إِذا كَانَ مَعَه شطير جَازَت شَهَادَته. فِي الحَدِيث: كل هوى شاطنٍ فِي النَّار.
شطن هُوَ الْبعيد عَن الْحق. شطبه فِي (غث) . الشطة فِي (وع) .
الشين مَعَ الظَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ رجل يرْعَى لقحة لَهُ ففجأها الْمَوْت فنحرها بشظاظ فَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أكلهَا فَقَالَ: لَا بَأْس بهَا.
شظظ الشظاظ: خَشَبَة عقفاء محددة الطّرف يُعجب رَبك من راعٍ فِي شظية يُؤذن وَيُقِيم الصَّلَاة.(2/246)
7 - شظى الشظية والشنظية: فنديرة من فنادير الْجبَال وَهِي قِطْعَة من رءوسها. وَالنُّون فِي شنظية مزيدة بِدَلِيل أَنَّهَا لم تثبت فِي شظية ووزنها فنعلة وَلِأَن اشتقاقها من التشظي وَهُوَ التشعب لِأَنَّهَا شُعْبَة من الْجَبَل. فانشظت ربَاعِية رَسُول الله [414] صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أَي انْكَسَرت. وتشظَّى وانشظى بِمَنْزِلَة تشعب وانشعب وَيُقَال: انشظى فلَان منا أَي انشعب. شظف فِي (ضف) . [وَفِي (حف) ] . شيظمي فِي (فر) .
الشين مَعَ الْعين
النبى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُصَلِّي فِي شُعُرنا وَلَا فِي لحفنا.
شعر جمع شعار وَهُوَ الثَّوْب الذى بلَى الْجَسَد. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْأَنْصَار شعاري وَالنَّاس دثاري. اللحاف: اللبَاس الَّذِي فَوق سَائِر اللبَاس قيل: وَذَلِكَ مَخَافَة أَن يُصِيبهَا شَيْء من دم الْحيض وَإِلَّا فقد رُخّص فِي ذَلِك. وروى: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية أثمانها خَمْسَة دَرَاهِم أَو سِتَّة. قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: كُنَّا مَعَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقَالَ: هَل مَعَ أحد مِنْكُم طَعَام فَإِذا مَعَ رجل صَاع من طَعَام فَأمر فطحن ثمَّ جَاءَ رجل مُشْرك طَوِيل مشعان بِغنم يَسُوقهَا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أبيع أم عَطِيَّة أم هبة فَقَالَ: [بل] بيع فَاشْترى مِنْهُ شَاة فَأمر فصُنعت وَأمر بسواد الْبَطن أَن يشوى. قَالَ: وَايْم الله مَا من الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة إِلَّا وَقد حز لَهُ(2/247)
8 - النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حزة من سَواد بَطنهَا.
شعن المشعان: المنتفش الثائر الشّعْر وأشعان شعره. سَواد الْبَطن: الكبد وَقيل هُوَ الْقلب وَمَا فِيهِ والرئتان وَمَا فيهمَا. الأَصْل ايمن الله ثمَّ تصرِّف فِيهِ بطرح النُّون والاقتناع بِالْمِيم فَقَالُوا: ايم الله [وم لله] وهمزتها مَوْصُولَة. الحزَّة: الْقطعَة الَّتِي قُطعت طولا. ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خطبَته يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَقَالَ: عراض الْوُجُوه صغَار الْعُيُون صهب الشعاف وَمن كل حدب يَنْسلونَ. ثمَّ ذكر إهلاك الله إيَّاهُم فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن دَوَاب الأَرْض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم.
شعف أَرَادَ بالشعاف أَعلَى الشّعْر أَو الرُّءُوس أَنْفسهَا لِأَن الرَّأْس شعفة الْإِنْسَان وشعفة كل شىء: أَعْلَاهُ. تشكر: تمتلىء وَالشَّاة الشكرى الممتلئة الضَّرع وشكرت الْإِبِل وَالْغنم: حفلت من الرّبيع وَهِي شكارى وَمِنْه شكر فلَان بعد مَا كَانَ بَخِيلًا أَي غزر عطاؤه. لما دنا مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُبي بن خلف تنَاول الحربة فتطاير النَّاس عَنهُ تطاير الشّعْر عَن الْبَعِير ثمَّ طعنه فِي حلقه وروى: إِن كَعْب بن مَالك نَاوَلَهُ الحربة فَلَمَّا أَن أَخذهَا انتفض بهَا انتفاضة تطايرنا عَنْهَا تطاير الشعارير عَن ظهر الْبَعِير.
شعر الشّعْر: جمع شعراء وَهِي ضرب من الذِّبان أَزْرَق يَقع على الْإِبِل وَالْحمير فيؤذيها أَذَى شَدِيدا وَقيل: ذُبَاب [415] كثير الشّعْر كذباب الْكَلْب. والشعارير: بِمَعْنى الشّعْر وَقِيَاس وَاحِدهَا شعرور وَمِنْه قَوْلهم: ذَهَبُوا شعارير بقنذحرة وشعارير بقذَّان أَي مثل هَذِه الذبان إِذا هيجت فَتَطَايَرَتْ والشعارير أَيْضا: صغَار القثاء لِأَنَّهَا شعر.(2/248)
9 - وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَإنَّهُ أهديت لَهُ شعارير. الْوَاحِد شعرور. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من لي من ابْن نُبيح يَعْنِي سُفْيَان بن خَالِد بن نُبيح الْهُذلِيّ وَكَانَ مُؤْذِيًا لَهُ فَقَالَ عبد الله بن أنيس: أَنا لَك مِنْهُ فصفه لي. قَالَ: إِذا رَأَيْته هِبته ترَاهُ عَظِيما شعشعاً. فَرَآهُ فهابه وَرجلَاهُ تكادان تمسان الأَرْض وَجهه دَقِيق وَرَأسه متمرق الشّعْر سمعمع.
شعشع الشعشع والشعشاع [الشعشان] : الطَّوِيل. تمرق شعره وتمرط بِمَعْنى. السمعمع: اللَّطِيف الرَّأْس. من لي مِنْهُ أَي من ينتصر لي مِنْهُ. تمسان الأَرْض أَي إِذا كَانَ رَاكِبًا. شقّ المشاعل يَوْم خَيْبَر وَذَلِكَ أَنه وجد أهل خَيْبَر ينتبذون فِيهَا.
شعل هِيَ الزقاق وَقيل: شَيْء من جُلُود لَهُ أَربع قَوَائِم. قَالَ ذُو الرمة: ... أَضَعْن مَوَاقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً ... وحَالَفْنَ المَشَاعِلَ والْجِرَارَا ... وَعَن بعض الْأَعْرَاب: أَنه وجد مُتَعَلقا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة يَدْعُو وَيَقُول: اللَّهُمَّ أمتني ميتَة أبي خَارِجَة فَقيل: وَكَيف مَاتَ أَبُو خَارِجَة قَالَ: أكل بذحا وَشرب مشعلا ونام شامسا فلقي الله شبعان رَيَّان دفئان. وَهُوَ المشعال أَيْضا. قَالَ: ... ونسى الدّنّ ومِشْعالاً يَكِفْ ... وَسمي بذلك لِأَن التَّمْر يفت فِيهِ وتفرق أجزاؤه من شعل الْخَيل إِذا بثها فِي الْغَارة وتفرق الْقَوْم شعاليل واشعال. إِذا قعد الرجل من الْمَرْأَة بَين شعبها الْأَرْبَع اغْتسل.(2/249)
0 - شعب يَعْنِي يَديهَا ورجليها وَقيل: رِجْلَيْهَا وشفري فرجهَا. كنى عَن الْإِيلَاج. لما بلغه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هجاء الْأَعْشَى عَلْقَمَة بن علاثة العامري نهى أَصْحَابه أَن يرووا هجاءه. وَقَالَ: إِن أَبَا سُفْيَان شعث مني عِنْد قَيْصر فَرد عَلَيْهِ عَلْقَمَة وَكذب أَبَا سُفْيَان. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَشكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ ذَلِك.
شعث يُقَال: شعثت من فلَان إِذا غضضت مِنْهُ وتنقصته من الشعث وَهُوَ انتشار الْأَمر. يُقَال: لمّ الله شعثه أَي كَانَ عرضه موفورا وأديمه صَحِيحا فبقدحك فِيهِ ذهبت بِبَعْض وفوره فانتشر من ذَلِك مَا كَانَ مجتمعا وتباين مَا كَانَ ملتئما. وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ شعَّث النَّاس فِي الطعْن [416] عَلَيْهِ. أَي فعلوا التشعث بعرضه فِي طعنهم عَلَيْهِ. [الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَاتله غُلَام فَكسر يَدَيْهِ وضربه ضربا شَدِيدا فَمر بِهِ على صَفِيَّة وَهُوَ يحمل فَقَالَت: مَا شَأْنه فَقَالُوا: قَاتل الزبير فأشعره. فَقَالَت: ... كَيفَ رَأَيْت زرا ... أأقطا أم تَمرا ... أم مشمعلا صقرا ...
شعر أشعره: جرحه حَتَّى أدماه. وَمِنْه حَدِيث مَكْحُول رَحمَه الله تَعَالَى: لَا سلب إِلَّا لمن أشعر علجا أَو قَتله. قيل: أَكثر مَا يسْتَعْمل فِي الْجَائِفَة وَأَصله من إِشْعَار الْبَدنَة وَهُوَ أَن يطعن فِي سنامه الْأَيْمن حَتَّى يسيل مِنْهُ دم ليُعلم أَنه هدى ثمَّ كُني بِهِ عَن قتل الْمُلُوك خَاصَّة إكباراً أَن يُقَال فيهم: قُتل فلَان. زبر: مكبَّر الزبير وَهُوَ فِي الصِّفَات الْقوي الشَّديد. المشمعل: السَّرِيع. سَأَلته عَن حَال الزبير تهكماً وسخرية] عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رجلا رمى الْجَمْرَة فَأصَاب صَلْعَةٌ عمر فدمَّاه فَقَالَ رجل من بني لَهب: أُشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ. ونادى رجل آخر: يَا خَليفَة(2/250)
1 - وَهُوَ اسْم رجل فَقَالَ رجل من بني لَهب: ليقْتلن أَمِير الْمُؤمنِينَ [وَالله لَا يقف هَذَا الْموقف أبدا] فَرجع. فَقتل تِلْكَ السّنة. لَهب: قَبيلَة من الْيمن فيهم زجر وعيافة. قَالَ كثير: ... تيممتُ لِهباً أطلبُ العلمَ عِنْدهم ... وَقد رُدَّ لِمْمُ العائفين إِلَى لِهْبِ ... فتطير اللهبي بقول الرجل: أُشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِن كَانَ الْقَائِل أَرَادَ أَنه أعلم بسيلان الدَّم من شجته كَمَا يشْعر الْهدى ذَهَابًا إِلَى مَا تعودته الْعَرَب [أَن تَقول] عِنْد قتل الْمُلُوك إِنَّهُم أشعروا وَلَا يفوهون للسوقة إِلَّا بقتلوا وَإِلَى مَا شاع من قَوْلهم فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَة المشعرة ألف بعير أَي الْمُلُوك فَلَمَّا قيل: أُشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ عافه اللهبي قتلا لما ارتآه من الزّجر [وَإِن وهمه الْقَاتِل تدميه كتدمية الْهدى الْمشعر] . ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يَقُول فِي خطبَته: الشَّبَاب شُعْبَة من الْجُنُون وَشر الروايا روايا الْكَذِب وَمن ينْو الدُّنْيَا تعجزه وَمن النَّاس من لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبرا وَلَا يذكر الله إِلَّا مُهَاجرا.
شعب الشعبة من الشَّيْء: مَا تشعَّب مِنْهُ أَي تفرع كغصن الشَّجَرَة. وَشعب الْجبَال: مَا تفرق من رءوسها وَعِنْدِي شُعْبَة من كَذَا أَي طَائِفَة مِنْهُ. وَالْمعْنَى أَن الشَّبَاب شَبيه بطَائفَة من الْجُنُون لِأَنَّهُ يغلب الْعقل بميل صَاحبه إِلَى الشَّهَوَات غَلَبَة الْجُنُون. فِي الروايا ثَلَاثَة أوجه [417] : أَن يكون جمع روية أَي شرُّ الأفكار مَا لم يكن صَادِقا منصّبا إِلَى الْخَيْر وَجمع رِوَايَة أَرَادَ الْكَذِب فى [رِوَايَة] الْأَحَادِيث وَجمع رِوَايَة وَهِي الْجمل الَّذِي يروي عَلَيْهِ المَاء أَي يَسْتَقِي يُقَال. رويت على أَهلِي إِذا أتيتهم بِالْمَاءِ وَهُوَ راوٍ من قومٍ رُوَاة أَي شَرّ الروايا من يأتى النَّاس بالأحبار الكاذبة شَبِيها بالرواية فِيمَا يلْحقهُ فِي تحمّل ذَلِك والاستقلال بأعبائه من العناء وَالنّصب.(2/251)
2 - نوى الشَّيْء: جدَّ فِي طلبه أَي من طلبَهَا جادَّا فِي ذَلِك ليبلغ غايتها أَعْجَزته وخيَّبته. دبرا: أَي خرا وروى بِالْفَتْح ودبر الشَّيْء وَدبره: عقبه وَآخره. مُهَاجرا: أَي يُهَاجر قلبه لِسَانه وَلَا يواطئه على الذّكر. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ لَهُ رجل من بلهجيم: مَا هَذِه الْفتيا الَّتِي قد شعبت النَّاس أى فرقتهم. والشعب من ضداد يكون التَّفْرِقَة والملاءمة وأصل الْبَاب وَمَا اشتق مِنْهُ على التَّفْرِيق وَكَأن الملاءمة إِنَّمَا قيل لَهَا شعب لِأَنَّهَا تقع عقيبة التَّفْرِيق وَبعده فَهِيَ من بَاب تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يجاوره ويدانيه. قَالَ فِي قَوْله عز وَجل {وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} : الشعوب: الْجِمَاع. والقبائل: الأفخاذ يَتَعَارَفُونَ بهَا. جماع كل شَيْء: مُجْتَمع أَصله يُقَال لما اجْتمع فِي الْغُصْن من براعيم النَّور: هَذَا جُمّاع الثَّمر. وَالْعرب على سِتّ طَبَقَات: شعب كمضر وقبيلة ككنانة وَعمارَة كقريش وبطن كقصي وفخذ كهاشم وفصيلة كالعباس. وَقيل: الْجِمَاع الَّذين لَيْسَ لَهُم أصل نسب فهم متفرقون. قَالَ ابْن الأسلت: ... مِنْ بَين جَمْع غَيْرِ جُمّاع ... والشعوب كَذَلِك لِأَنَّهَا مُتَفَرِّقَة فِي أَنْفسهَا. وَإِن كَانَت الْقَبَائِل وَمَا وَرَاءَهَا تَجْتَمِع إِلَيْهَا.(2/252)
3 - ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله كَانَ يسمر مَعَ جُلَسَائِهِ فكاد السراج يخمد فَقَامَ فَأصْلح الشعيلة وَقَالَ: قُمْت وَأَنا عمر وَرجعت وَأَنا عمر.
شعل هِيَ الفتيلة المشعلة. عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى يشعث من سنا) الْحرم مَا لم يقطع أصلا.
شعث أى يَأْخُذ من هَذَا النبت مَا يصيره بِهِ أَشْعَث وَلَا يستأصله من سنا: هُوَ االمفعول بِهِ. وَمَا لم يقطع: ظرف أَي يشعثه مَا لم يقطع أَصله. مَسْرُوق رَحمَه الله تَعَالَى إِن رجلا من الشعوب أسلم فَكَانَت تُؤْخَذ مِنْهُ الْجِزْيَة.
شعب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الشعوب هَاهُنَا الْعَجم. وَوَجهه أَن الشّعب مَا تشعب مِنْهُ قبائل الْعَرَب أَو الْعَجم فَخص [418] بِأحد المتناولين وَيجوز أَن يُرَاد بِهِ جمع الشعوبي كَقَوْلِهِم: الْيَهُود وَالْمَجُوس فِي جمع الْيَهُودِيّ والمجوسي. والشعوبي: الَّذِي يصغر شَأْن الْعَرَب وَلَا يرى لَهُم فضلا على غَيرهم. بشعفتين فِي (بر) . أشعرنها فِي (حق) . مشعوف فِي (فت) . شعفة فِي (هِيَ) . شعاعا فِي (وَج) . الْأَشْعر (فِي قَشّ) . شعوب فِي (كس) [وَفِي (جب) . الشعث فِي (عَم) ] . شعبٌ فى (لب) . [مشاعركم فى (أد) . شعشعتها فِي (سخ) . شعبها فِي (زف) . أُشعر فِي (خض) . وَفِي (عف) . وَقد تشعشع فِي (عق) . شعثنا فِي (لم) .]
الشين مَعَ الْغَيْن
عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَتَاهُ رجل من بني تَمِيم فَشَكا إِلَيْهِ الْحَاجة فماره فَرجع إِلَى أَهله فَقَالَ بعد حول: لألمَّنَّ بعمر. فَانْطَلق حَتَّى إِذا كَانَ بوادي كَذَا وَكَانَ شاغي السن قَالَ: مَا أرى عمر إِلَّا سيعرفني بسني هَذِه الشاغية فَأخذ وتر قوسه فأعلقه بسنه فَلم يزل يعالجها حَتَّى قَلبهَا ثمَّ أَتَى عمر فَعرفهُ عمر وَقَالَ: أنْشدك الله أقلت كَذَا وَفعلت كَذَا قَالَ: نعم. وَفِي حَدِيث كَعْب رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه قَالَ لَهُ مُحَمَّد بن [أبي] حُذَيْفَة وهما فى سفينة(2/253)
4 - فِي الْبَحْر: كَيفَ تَجِد نعت سَفِينَتنَا هَذِه فِي التَّوْرَاة قَالَ كَعْب: لست أجد نعت هَذِه السَّفِينَة وَلَكِنِّي أجد فِي التَّوْرَاة أَنه ينزو فِي الْفِتْنَة رجل يدعى فرخ قُرَيْش لَهُ سنّ شاغية فإياك أَن تكون ذَاك.
شغى الشاغية: الَّتِي تخَالف نبتتها نبتة غَيرهَا من الْأَسْنَان وَرَوَاهُ ليحدثون فِي حَدِيث عمر بالنُّون وَهُوَ لحن وَلم نسْمع من هَذَا التَّأْلِيف غير الشغنة وَهِي حَال الثِّيَاب وَقد أُهمل فِي كتاب الْعين وَقد شغى الرجل وَهُوَ أشغى. وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه خرج يَوْمًا من دَاره وَقد جِيءَ بعامر بن عبد قيس وأقعد فِي دهليزه فَرَأى شَيخا دميما أشغى ثطاًّ فِي عباءة فَأنْكر مَكَانَهُ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِي أَيْن رَبك قَالَ: بالمرصاد الثط: الَّذِي عرى وَجهه من الشّعْر إِلَّا طاقات فِي أَسْفَل حنكه. عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ خطبهم بعد الْحكمَيْنِ على شغله.
شغل هِيَ البيدر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الشغلة والبيدر والعرمة والكدس وَاحِد. الإشغار فِي (اب) .
الشين مَعَ الْفَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث مُصدقا فَأتى بِشَاة شَافِع فَلم يَأْخُذهَا وَقَالَ: ائتنى بمعتاط.
شفع هِيَ الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا لِأَنَّهَا شفعته. يُقَال: شفع الرجل شفعاً إِذا كَانَ فَردا فَصَارَ لَهُ ثَانِيًا. والمعتاط: العائط وَهِي الَّتِي لم تحمل يُقَال: عاطت واعتاطت. من حَافظ على شُفْعَة الضُّحَى غُفر لَهُ ذنُوبه وروى: شُفْعَة بِالضَّمِّ وسبحة. يُرِيد رَكْعَتي الضُّحَى من الشفع بِمَعْنى الزَّوْج وَالشُّفْعَة والشَّفعة كالغُرْفة والغَرْفة. من صلى الْمَكْتُوبَة وَلم يتم ركوعها وَلَا سجودها ثمَّ يكثر التَّطَوُّع فَمثله كَمثل [419] مالٍ لَا شف لَهُ حَتَّى يُؤدى رَأس لمَال.(2/254)
5 - الشف: الرّيح إِذا صنع لأحدكم خادمه طَعَاما فليقعده مَعَه فَإِن كَانَ مشفوها فليضع فِي يَده مِنْهُ أَكلَة أَو أكلتين وروى: فليأخذ لقْمَة فليروغها ثمَّ ليعطها إِيَّاه.
شفه المشفوه: الْقَلِيل وَأَصله المَاء الَّذِي كثرت عَلَيْهِ الشفاه حَتَّى قلّ أَو أَرَادَ: فَإِن كَانَ مكثورا عَلَيْهِ ... . . الْأكلَة: اللُّقْمَة. روغ اللُّقْمَة. ورو لَهَا وَرَوَاهَا بِمَعْنى إِذا شربهَا الدسم. عمر رَضِي الله عَنهُ لَا تنظروا إِلَى صِيَام أحدٍ وَلَا إِلَى صلَاته وَلَكِن انْظُرُوا من إِذا حدَّث صدق وَإِذا ائْتمن أدّى وَإِذا أشفى ورع.
شفى أَي إِذا أشرف على مَعْصِيّة امْتنع. ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا مَا كَانَت الْمُتْعَة إِلَّا رَحْمَة رحم الله بهَا أمة مُحَمَّد لَوْلَا نَهْيه عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَا إِلَّا شفى.
شفا أَي إِلَّا قَلِيل من النَّاس من قَوْلهم: غَابَتْ الشَّمْس إِلَّا شفى وَمَا بَقِي مِنْهُ إِلَّا شفى وأتيته بشفى أَي بِبَقِيَّة قَليلَة بقيت من ضوء الشَّمْس أَي قَرِيبا من غُرُوبهَا قَالَ العجاج: ... أَدْرَكته بِلَا شَفىً أَو بشَفى ... هُوَ من شفى الشَّيْء وَهُوَ حرفه. أنس رَضِي الله عَنهُ كَانَ شفرة أَصْحَابه فى غزَاة.
شفرة أى خادمهم. وفى الْمثل: أَصْغَر الْقَوْم شفرتهم شبه بالشفرة الَّتِي تمتهن فِي قطع اللَّحْم وَغَيره.(2/255)
6 - قَالَ رَضِي الله عَنهُ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب أَصْحَابه يَوْمًا وَقد كَادَت الشَّمْس تغرب فَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا شف يسير.
شفف هُوَ الشفافة والبقية الْيَسِيرَة. الْحسن رَحمَه الله تَمُوت وتترك مَالك للشافن.
شفن قيل: هُوَ الَّذِي ينْتَظر موتك. والشفون والشفن: النّظر فِي اعْتِرَاض عَن الزّجاج. وَقيل: النّظر بمؤخر الْعين فَاسْتعْمل فِي معنى الِانْتِظَار كَمَا اسْتعْمل فِي النّظر. وَيجوز أَن يُرِيد الْعَدو المكاشح لِأَن الشفون نظر الْمُبْغض. شفرة فِي (حر) . اشتف فِي (غث) . اشفوا فِي (لح) . شَافِع فِي (مح) . اشفع فِي (مل) . أشفى فِي (لح) . فشفن فِي (قَز) . شفقا فِي (مل) .
الشين مَعَ الْقَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة ثمَّ أعرض وأشاح وروى: اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة فَإِنَّهَا تدفع ميتَة السوء وَتَقَع من الجائع موقعها من الشبعان.
شقق شقّ الشَّيْء: نصفه يُرِيد أَن نصف التمرة يسد رَمق الجائع كَمَا يُورث الشبعان كظة على وتاحته فَلَا تستقلوا من الصَّدَقَة شَيْئا. وَقيل: مَعْنَاهُ أَنه لَا يبين أَثَره على الجائع والشبعان جَمِيعًا فَلَا تعجزوا أَن تتصدقوا بِمثلِهِ مَعَ قلَّة غنائه. وَإِنَّمَا أنّث الضمائر الراجعة إِلَيْهِ لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الْمُؤَنَّث كسور الْمَدِينَة. أشاح: حذر كَأَنَّهُ ينظر إِلَى النَّار حِين ذكرهَا فَأَعْرض لذَلِك وحذر. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع التَّمْر قبل أَن يشقح وروى [42] : يشقح.(2/256)
7 - شقح هوأن يتَغَيَّر الْبُسْر للاحمرار والاصفرار وَهُوَ أقبح مَا يكون وَلذَلِك قَالُوا: قَبِيح شقيح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِذا صَار بَين الخضرة والحمرة أَو الصُّفْرَة وَلم يلون بعد فَذَلِك أقبح مَا يكون مثل الجيسوان إِذا شقح وَهَذَا من قَوْلهم: قَبِيح شقيح. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للبسرة إِذا صَارَت كَذَلِك الشقحة وَقد أشقحت النَّخْلَة وشقحت وشقهت. كوى سعد بن معَاذ أَو أسعد بن زُرَارَة رَضِي الله عَنْهُمَا فِي أكحلة بمشقص ثمَّ حسمه. هُوَ نصل السهْم الطَّوِيل غير العريض وضده المعبلة. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه قصر عِنْد الْمَرْوَة بمشقص. وَمِنْه: إِنَّه اطلع عَلَيْهِ رجل فسدد إِلَيْهِ مشقصاً فَرجع. وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: حِين دخل عَلَيْهِ فلَان وَهُوَ مَحْصُور وَفِي يَده مشقص. الحسم: قطع الدَّم وَمِنْه قَوْله فِي السَّارِق: اقطعوه ثمَّ احسموه. أُتي بحُيي بن أَخطب مَجْمُوعَة يَدَاهُ إِلَى عُنُقه وَعَلِيهِ حلَّة شقحية قد لبسهَا للْقَتْل فَقَالَ لَهُ حِين طلع: ألم يُمكن الله مِنْك قَالَ: بلَى وَلَقَد قلقلت كل مقلقل وَلَكِن من يخذل الله يخذل.
شقح كَأَنَّهَا نسبت إِلَى الشقحة لكَونهَا على لَوْنهَا. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رجلا خطب فَأكْثر فَقَالَ عمر: إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان.
شقشق الشقشقة: لحْمَة تخرج من شدق الْفَحْل الهادر كالرثة قَالَ الْأَعْشَى:(2/257)
8 - واقْنَ فَإِنِّي طَبِنٌ عَالم أقطَع من شِقْشِقَة الهاذر ... وَقَالَ ابْن مقبل: ... عَادَ الأذِلّةُ فِي دَارٍ وكانَ بهَا ... هُرْتُ الشقاشِق ظَلاَّمون للجُزُرِ ... يشبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر وَلسَانه بشقشقته وَقَوله: من شقاشق الشَّيْطَان أَي مِمَّا يتَكَلَّم بِهِ الشَّيْطَان لما يدْخل فِيهِ من الْكَذِب وَالْبَاطِل. أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: ضَمْضَم بن جوس: رَأَيْته يشرب من مَاء الشقيظ.
شقظ هُوَ الفخار عَن الْفراء. وَقَالَ الأزهرى: جرارمن خزف يَجْعَل فِيهَا المَاء. الشّعبِيّ رَحمَه الله من بَاعَ الْخمر فليشقص الْخَنَازِير.
شقص من المشقص وَهُوَ القصاب لِأَنَّهُ يشقص الشَّاة أَي يَجْعَلهَا أشقاصا ويعضيها (7) . يُرِيد أَن بَائِع الْخمر كبائع لحم الْخِنْزِير. بمشاقصه فِي (جم) . مشقوحا فِي (نب) . المشقوحة فِي (صب) .
الشين مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كره الشكال فى الْخَيل.
شكل هُوَ أَن تكون لَهُ ثَلَاث قَوَائِم محجلة والواحدة مُطلقَة أَو بِالْعَكْسِ يُقَال: برذون بِهِ شكال شبه ذَلِك بالعقال فَسُمي بِهِ. احْتجم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لَهُم: اشكموه.
شكم الشكب والشكد والشكم: أَخَوَات. قَالَ. ... وَمَا خيرُ مَعْرُوف إذَا كَانَ للشُّكمِ ...(2/258)
9 -[421] أَي للمكافأة والمجازاة يُقَال: شكم الْوَالِي إِذا سد فَاه بالرشوة واشتقاقه من الشكيمة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما دنا من الشَّام ولقيه النَّاس جعلُوا يتراطنون فاشكعه ذَلِك وَقَالَ لأسلم: انهم لن يرَوا على صَاحبك بزَّة قوم غضب الله عَلَيْهِم.
شكع الشكع: شدَّة الضجر يُقَال: شكع وأشكعه. والشطع والشتع مثله. البزة: الْهَيْئَة كَأَنَّهُ أَرَادَ هَيْئَة الْعَجم. فِي حَدِيث مَقْتَله رَضِي الله عَنهُ: فَخرج النَّبِيذ مُشكلا.
شكل أَي مختلطا غير صَرِيح وَيُقَال للزبد الْمُخْتَلط بِالدَّمِ يظْهر على شكيم اللجام: الشكيل يُقَال: سَالَ الشكيل على الشكيم. يحيى بن يعمر رَحمَه الله تَعَالَى إِن امْرَأَة خَاصَمت زَوجهَا إِلَيْهِ فَقَالَ للزَّوْج: أأن سَأَلتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وروى: تلطها وروى: تطحرها.
شكر الشُّكْر: فرج الْمَرْأَة. والشبر: النِّكَاح قَالَت أم الْخِيَار صَاحِبَة أبي النَّجْم لَهُ: ... لقد فَخْرتَ بقصيرٍ شَبْرُه ... يَجِيء بعد فِعلتين قَطْرُه ... تطلها: تهدر حَقّهَا من طل دَمه. وتلطها: تستر حَقّهَا بباطلك. وتطحرها: تدحرها. وتضهلها: من الضهل بِمَعْنى الضحل وَهُوَ المَاء الْقَلِيل والصكل مثلهمَا أَي تعطيها شَيْئا نزراً يَعْنِي تبطل مُعظم حَقّهَا وتدفع إِلَيْهَا مِنْهُ الْقَلِيل الَّذِي لَا يعبأ بِهِ. وَقيل: تردها إِلَى أَهلهَا من قَوْلهم: هَل ضهل إِلَيْك من مَالك شَيْء أَي هَل رَجَعَ إِلَيْك وَوَجهه أَن يكون على: وتضهل بهَا. ثمَّ حذف الْجَار وأوُصل الْفِعْل.(2/259)
0 - ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لهِلَال بن سراج بن مجاعَة: يَا هِلَال هَل بَقِي من كهول بني مجاعَة أحد قَالَ: نعم وشكير كثير فَضَحِك وَقَالَ كلمة عَرَبِيَّة. أَرَادَ الْأَحْدَاث وَأَصله الْوَرق الصغار الَّتِي تنْبت فِي أصُول الْكِبَار. ويروى: أَنه قيل لعمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: مَا الشكير يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ: ألم تَرَ إِلَى الزَّرْع إِذا ذكا فأفرخ فنبت فِي أُصُوله فَذَلِك الشكير. شكة فِي (غي) . شكْلَة فِي (مغ) . شَكِيمَته فِي (زف) . [تشكى فِي (جف) ] . والشاكل فِي (غف) . وتشكر فِي (شع) . فَلم يشكنا فِي (رم) . [الشُّكْر فِي (حم) ] .
الشين مَعَ اللَّام
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقرَأ أُبي بن كَعْب الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي الْقُرْآن فأهدى لَهُ قوساً فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من سلحك هَذِه الْقوس فَقَالَ: طفيل. قَالَ: وَلم قَالَ: إِنِّي أَقرَأته الْقُرْآن. فَقَالَ: تقلدها شلوة من جَهَنَّم. قَالَ: يَا رَسُول الله فَإنَّا نَأْكُل من طعامهم. قَالَ: أما طَعَام صنع لغيرك فَكل مِنْهُ وَأما الطَّعَام لم يصنع إِلَّا لَك فَإنَّك إِن أَكلته فَإِنَّمَا تَأْكُل بخلاقك.
شلو فسَّرت الشلوة بالقطعة وَهِي من الشلو بِمَعْنى الْعُضْو. بخلاقك: أَي بحظك من الدّين. اللص إِذا قطَّعت يَده سبقته إِلَى النَّار فَإِن تَابَ اشتلاها أى استنقذها. قَالَ:
شلشل الأصمعى: يُقَال: أردكه فاشتلاه واستشلاه وَهُوَ من الشلو. وَمن الاستشلاء حَدِيث مطرف قَالَ: وجدت العَبْد بَين الله وَبَين الشَّيْطَان فَإِن استشلاه ربه نجا وَإِن خلاَّه والشيطان هلك. الْوَاو بِمَعْنى مَعَ أَي إِن خلاه مَعَ الشَّيْطَان وخذله. من يجرح جرحا فِي سَبِيل الله فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة وجرحه يتشلشل اللَّوْن لون الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك.(2/260)
1 - أَي يتقاطر يُقَال: شلشل المَاء فتشلشل. من أشلاء فِي (سل) .
الشين مَعَ الْمِيم
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عطس عِنْده رجلَانِ فشمت أَحدهمَا وَلم يشمت الآخر فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ: إِن هَذَا حمد الله وَإِن هَذَا لم يحم د الله.
شمت التشميت الدُّعَاء والتبريك. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه لما أَدخل فَاطِمَة على عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام قَالَ لَهما: لَا تحدثا شَيْئا حَتَّى آتيكما فأتاهما فَدَعَا لَهما وشمَّت عَلَيْهِمَا ثمَّ خرج. أَي برَّك عَلَيْهِمَا. وَمِنْه حَدِيث عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِنَّه عطس عِنْده رجل فشمته رجل ثمَّ عطس فشمَّته ثمَّ عطس فَأَرَادَ الرجل أَن يشمته فَقَالَ لَهُ: دَعه فَإِنَّهُ مضنوك أَي مزكوم والضناك: الزُّكَام. واشتقاق التشميت من الشوامت وَهِي القوائم يُقَال: لَا ترك الله لَهُ شامتةً أَي قَائِمَة لِأَن مَعْنَاهُ التبريك وَهُوَ الدُّعَاء بالثبات والاستقامة وَهُوَ بِالسِّين من السمت. من تتبع المشمعة يشمِّع الله بِهِ.
شمع المشمعة والشماع: الفكاهة والضحك والفرح. قَالَ المنتخل: ... سأَبْدَؤُهم بِمَشَمَعَةٍ وَأثْنى ... بجُهْدِي من طَعَامٍ أَو بِسَاطِ ... وَقَالَ آخر: ... بكيْنَ وأبكَيْنَنا سَاعَة ... وَغَابَ الشماع فَمَا تشمع ...(2/261)
2 - وَجَارِيَة شموع وَقد شمعت تشمع وَهُوَ من أشمع السراج إِذا سَطَعَ نوره. وَمِنْه الشمع لما فِي الشماع من تهلل الْوَجْه وتطلقه واستنارته [وإشراقه] . وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ. قُلْنَا: يَا رَسُول الله إِذا كُنَّا عنْدك رقّت قُلُوبنَا وَإِذا فارقناك شمعنا. أَي شممنا النِّسَاء وَالْأَوْلَاد. وَالْمعْنَى: من ضحك بِالنَّاسِ وتفكه بهم جازاه الله جَزَاء ذَلِك كَقَوْلِه تَعَالَى: {الله يَسْتَهْزِئُ بهمْ ويمدُّهم} . وَقيل: أصاره الله إِلَى حَال يتلهى بِهِ فِيهَا ويضحك مِنْهُ.
شمز سيليكم أُمَرَاء تقشعر مِنْهُم الْجُلُود وتشمئز [423] مِنْهُم الْقُلُوب. قَالُوا: يَا رَسُول الله أَفلا نقاتلهم قَالَ: لَا مَا أَقَامُوا الصَّلَاة. الاشمئزاز: التقبض وهمزته مزيدة لقَولهم: تشمز وَجهه إِذا تقبض وتمعر. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سَأَلَ أَبَا مَالك وَكَانَ من عُلَمَاء الْيَهُود عَن صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّوْرَاة فَقَالَ: من صفته أَنه يلبس الشملة ويجتزىء بالعلقة مَعَه قوم صُدُورهمْ أَنَاجِيلهمْ قُرْبَانهمْ دِمَاؤُهُمْ. الشملة: كسَاء يشْتَمل بِهِ.
شَمل الْعلقَة: الْبلْغَة وَقيل: مَا يمسك الرمق يُقَال: مَا يَأْكُل فلَان إِلَّا علقَة قَالَ: ... وأجْتَزِى من كَفافِ القُوتِ بالعَلَقِ ... وَتعلق بِكَذَا إِذا تبلغ بِهِ. وَفِي الْمثل: لَيْسَ الْمُتَعَلّق كالمتأنق. الْإِنْجِيل: إفعيل من نجل إِذا أثار واستخرج لِأَن بِهِ مَا يسْتَخْرج [من] علم الْحَلَال وَالْحرَام وَنَحْوهمَا وَقيل: هُوَ أعجمي ويعضده قِرَاءَة الْحسن بِفَتْح الْهمزَة لِأَن هَذِه الزنة لَيست فِي لِسَان الْعَرَب.(2/262)
3 - وَالْمعْنَى: صُدُورهمْ مصاحفهم أَي يحفظون الْقُرْآن عَن ظهر قُلُوبهم وَكَانَ أهل الْكتاب إِنَّمَا يقرءُون ناظرين وَمن ثمَّ افتتنوا بعزيز فَقَالُوا فِيهِ الْإِفْك الْعَظِيم حِين حفظ التَّوْرَاة وأملاها عَلَيْهِم عَن ظهر قلبه بعد مَا درست أَيَّام بخت نصّر. قُرْبَانهمْ: دِمَاؤُهُمْ أَي هم أهل الْمَلَاحِم يَتَقَرَّبُون إِلَى الله بإراقة دِمَائِهِمْ. عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ حِين برز لعَمْرو بن عبدود: أخرج إِلَيْهِ فأشامه قبل اللِّقَاء.
شمم المشامة. مداناة الْعَدو والصيرورة بِحَيْثُ يراك وتراه يُقَال: شاممناهم ثمَّ ناوشناهم وَهِي مفاعلة من الشم كَأَنَّك تشم مَا عِنْده ويشم مَا عنْدك لتعملا على حسب مَا تَقْتَضِيه الْحَال وليصدر مَا يصدر مِنْكُمَا عَن بَصِيرَة. وَيُقَال: شامم فلَانا أَي ذقه وَانْظُر مَا عِنْده.
شمر فِي الحَدِيث فِي قصَّة عوج بن عنق مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: إِن الهدهد جَاءَ بالشمور فجاب الصَّخْرَة على قدر رَأس إبرة. هُوَ الألماس. فعول من الانشمار وَهُوَ الْمُضِيّ والنفوذ. والشمامة فِي (سر) . مُشْتَمل فِي (ور) .
الشين مَعَ النُّون
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عَبَّاس: بت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ من اللَّيْل يصلى فَحل شناق الْقرْبَة.
شنق يُقَال: شنق الْقرْبَة وأشنقها إِذا أوكاها ثمَّ ربط طرف وكائها بوتد أَو بِرَأْس عَمُود وَهُوَ الشناق. وَقد يكون الشناق سيرا أَو خيطا غير الوكاء وَهُوَ هَاهُنَا(2/263)
الوكاء الْمُعَلق طرفه بالوتد وَيجوز أَن يكون غير الوكاء وَيُرَاد بحله حلّه من الوتد وَمِنْه قَوْلهم: شنقت رَأس الْفرس إِذا شددته إِلَى شَجَرَة أَو وتد مُرْتَفع وَقيل أشناق [424] الدِّيَة لِأَنَّهَا أَبْعِرَة قَلَائِل علقت بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى. طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ أنْشد قصيدة فَمَا زَالَ شانقا نَاقَته حَتَّى كُتبت لَهُ. هُوَ أَن يجذب رَأسهَا بزمامها حَتَّى يداني قفاها قادمة الرحل وَقد شنقها وأشنقها. أَبُو ذَر رَضِي الله عَنهُ دخل عَلَيْهِ أَبُو أَسمَاء الرَّحبِي بالربذة وَعِنْده امْرَأَة لَهُ سَوْدَاء مشنعة وَلَيْسَ عَلَيْهَا أثر المجاسد.
شنع أَي قبيحة يُقَال: منظر شنيع وأشنع ومشنع وشنَّع عَلَيْهِ إِذا رفع عَلَيْهِ قبيحا وَذكره بِهِ. والمجاسد: جمع مجسد وَهُوَ الثَّوْب المشبع بالجساد وَهُوَ الزَّعْفَرَان. سعد بن معَاذ رَضِي الله عَنهُ لما حكم فِي بني قُرَيْظَة خرجت الْأَوْس فَحَمَلُوهُ على شنذة من لِيف فأطافوا بِهِ وَجعلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عَمْرو أحسن فى مواليك وحلفائك.
شنذ هِيَ شبه إكاف يَجْعَل لمقدمه حنو وَلَيْسَت بعربية. الموَالِي: الحلفاء وَكَانَ بَينه وَبينهمْ حلف. قَالَ: ... مواليَ حلْفٍ لَا مَوالِي قرابةٍ ... عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَلَيْكُم بالمشنيئة النافعة التلبينة.
شنأ المشنيئة: البغيضة عَن أبي الْحسن اللحياني. وَرجل مشني بِالْيَاءِ وَالْأَصْل مشنوّ (بِالْوَاو) وَأنْشد:(2/264)
5 - ... وصَوْتُك مَشْنِيّ إليَّ مُكَلَّفُ ... وَهَذَا شَاذ لَا يُقَال فِي مقروء مقري وَلَا فِي موطوء موطى وَوَجهه على شذوذه أَنه حففت همزته فَقيل: شنىء وشني (بِالْيَاءِ) وَقيل مشني كَمَا تَقول فِي رضى مرضِي استبقيت الْيَاء وَأَن أُعِيدَت الْهمزَة إلفاً لَهَا واستئناساً بهَا كَمَا قَالُوا: دميان (بِالتَّحْرِيكِ) ويديان. التَّلبينة: حساء من دَقِيق أَو نخالة فِيهِ عسل سميت بذلك لبياضها ورقتها تَشْبِيها بِاللَّبنِ وَهِي بدل من المشنيئة. تَعْنِي أَن هَذَا الحساء لَا يرغب فِيهِ المحتسي وَهُوَ نَافِع. ذكرت رَضِي الله عَنْهَا جلد شَاة ذبحوها قَالَت: فنتبذنا فِيهِ حَتَّى صَار شنا
شنن أَي خلقا. النَّخعِيّ رَحمَه الله إِذا تطيَّبت الْمَرْأَة ثمَّ خرجت كَانَ ذَلِك شناراً فِيهِ نَار.
شنر هُوَ الْعَيْب والعار وَرجل شنير: كثير الشنار. وشنَّر بِهِ. قَالَ الْقطَامِي: ... ونَحْنُ رَعِيَّةٌ وهُمُ رُعَاةٌ ... ولَوْلاَ رَعْيُهم شَنْعَ الشَنَّارُ ... يُرِيد أَن النَّاس يَقُولُونَ: النَّار وَلَا الْعَار وَفعل هَذِه قد بلغ من الشناعة مَا اجْتمع لَهَا فِيهِ النَّار والعار جَمِيعًا. عبد الْملك رَحمَه الله تَعَالَى دخل عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بن متمم بن نُوَيْرَة فَسلم بجهورية
شنخف فَقَالَ: إِنَّك لشنَّخف فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي من قوم شنَّخفين فَقَالَ: وأراك أَحْمَر قرفاً. قَالَ: الْحسن أَحْمَر يَا أَمِير [425] الْمُؤمنِينَ. هُوَ الطَّوِيل الْعَظِيم. القرف: الشَّديد الْحمرَة كَأَنَّهُ قُرف أَي قُشر كَمَا قيل لَهُ الاقشر.
شنق فى الحَدِيث: فى قصَّة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام: احشروا الطير إِلَّا الشَّنقاء والرَّنقاء والبلت.(2/265)
6 - الشَّنقاء: الَّتِي تزقّ فراخها. والرَّنقاء: الْقَاعِدَة على الْبيض. والبلت: طَائِر محرق الريش إِن وَقعت ريشة مِنْهُ فِي الطير أحرقته. الشنظير فِي (دب) . للشنائيين فِي (جد) . فليشنُّوا فِي (قح) . فشنق لَهَا فِي (مد) . [أشنب فِي (شَذَّ) ] .
الشين مَعَ الْوَاو
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين رمى الْمُشْركين بِالتُّرَابِ: شَاهَت الْوُجُوه
شوه يُقَال: شاه يشوه شوهاً وشوه [يشوه] شوهاً إِذا قبح وَرجل أشوه وَامْرَأَة شوهاء وَيُقَال للخطبة الَّتِي لَا يُصلى فِيهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شوهاء. بعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة أَو جَيْشًا فَأَمرهمْ أَن يمسحوا على المشاوذ والتساخين وروى: على العصائب.
شوذ المشوذ والعصابة: الْعِمَامَة. قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط: ... إذَا مَا شَدَدْتُ الرَّأسَ مِنّي بمشْوَذٍ ... فَغَّيكِ عني تَغْلِبُ ابنةَ وَائِلِ (7)
وَقَالَ عَمْرو بن سعيد الْأَشْدَق [الْأَسدي] : ... فتاة أبُوها ذُو العِصابة وابنُه ... أَخوها فَمَا أَكفاؤُها بِكَثِير ... وروى: ذُو الْعِمَامَة. وشوَّذه وعصّبه: عمّمه. وَمِنْه الْملك المعصَّب أَي المتوج لِأَن العمائم تيجان الْعَرَب. التَّساخين: الْخفاف. قَالَ الْمبرد: الْوَاحِد تسخان وتسخن قَالَ ثَعْلَب لَا وَاحِد لَهَا.
شور رأى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة شيِّرة عَلَيْهَا مناجد.(2/266)
7 - أَي حَسَنَة الشَّارة وَهِي الْهَيْئَة يُقَال: رجل صيِّر شيِّر أَي حسن الصُّورَة والشارة وَعين الشارة وَاو لقَولهم: إِنَّه لحسن الشَّور أَي الشارة رَوَاهُ أَبُو عبيد. وَالْمعْنَى مَا يشوره أى يعرضه ويظهره من جماله ومصداقه قَوْلهم فِي الْحسن المنظر: إِنَّه لحسن المشوار. المناجد: جمع منجد وَهُوَ من لُؤْلُؤ وَذهب أَو قرنفل فِي عرض شبر يَأْخُذ مَا بَين الْعُنُق إِلَى أَسْفَل الثديين أَخذ من التنجيد وَهُوَ التزيين والتحسين. بَينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة شوهاء إِلَى جنب قصر فَقلت: لمن هَذَا الْقصر فَقَالُوا: لعمر بن الْخطاب. قيل: الشوهاء: المليحة الْحَسْنَاء وَهِي من الأضداد. والحقيقة أَنَّهَا هى الَّتِى تروع
شوه النَّاظر إِلَيْهَا لفرط جمَالهَا أَو لتناهي قبحها. وَمِنْه قَوْلهم: رجل شائه الْبَصَر أَي حديده يروع بنظره. عَن سوَادَة بن الرّبيع رَضِي الله عَنهُ أَتَيْته بأُمي فَأمر لَهَا بشياه غنم وَقَالَ: مري [426] بنيك أَن يقلموا أظفارهم أَن يوجعوا أَو يعبطوا ضروع الْغنم ومري بنيك أَن يحسنوا غذَاء رباعهم. الشياه: جمع شَاة وَأَصلهَا شاهة فحذفت لامها كَمَا حذفت من عضه ولامها على حرفين هَاء وياء كَمَا أَن لَام عضه على هَاء وواو فَمن جعلهَا هَاء قَالَ فى التكسير
شَاة والتصغير شِيَاه وشويهة وَفِي النّسَب شاهي. وَمن جعلهَا يَاء قَالَ: شوى وتشاء وشوية وشاويّ وَأما عينهَا فواو كَمَا ترى وَالْعرب تسمي الْبَقَرَة الوحشية شَاة فَلذَلِك أضَاف الشياه إِلَى الْغنم تمييزا. أَن يوجعوا أَي مَخَافَة أَن يوجعوا. يعبطوا: يعقروا ويدموا. الرِّباع: جمع ربع. وَأَرَادَ بِإِحْسَان غذائها أَلا يستقصي جلب أمهاتها إبْقَاء عَلَيْهَا.(2/267)
8 - أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ ركب فرسا يشوره فَقَامَ إِلَيْهِ فَتى من الْأَنْصَار فَقَالَ: احملني عَلَيْهِ يَا خَليفَة رَسُول الله فَقَالَ أَبُو بكر: لِأَن أحمل عَلَيْهِ غُلَاما ركب الْخَيل على غرلته أحب إِلَيّ من أَن أحملك عَلَيْهِ. فَقَالَ: أَنا وَالله أَفرس مِنْك وَمن أَبِيك. قَالَ الْمُغيرَة: فَمَا تمالكت حِين سمعته أَن أخذت بأذنيه ثمَّ ركبت أَنفه بركبتي فَكَأَن أَنفه عزلاء مزادة انثعبت فتواثبت الرِّجَال من الْأَنْصَار وَمضى أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَلَمَّا رأى مَا يصنعون بِي قَالَ: إِن الْمُغيرَة رجل وازع فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك أرسلونى.
شور يشوره: يعرضه والمشوار المعرض. وَمِنْه حَدِيث أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه كَانَ يشور نَفسه بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. على غرلته: مَنْصُوب الْموضع على الْحَال أَي وَهُوَ أغرل أَي أقلف يَعْنِي ركبهَا فِي إبان حداثته مُعْتَاد للرُّكُوب متطبع بِهِ وَمن ركبهَا كَبِيرا كَانَ كَمَا قَالَ: ... لم يركبُوا الخيلَ إِلَّا بعد مَا كبِروا ... فهم ثِقَال على أكتافها مِيلُ ... ركبت أَنفه بِفَتْح الْكَاف أَي ضَربته بركبتي وَلَو روى بِكَسْرِهَا لَكَانَ أوجه لذكره الرّكبة كَمَا تَقول: علوته بركبتي. العزلاء: فَم المزادة وَالْجمع العزالي. الْوَازِع: الَّذِي يدبر أُمُور الْجَيْش وَيرد من شذَّ مِنْهُم وَلَا يقْتَصّ من مثله إِذا أدَّبَ. عمر رَضِي الله عَنهُ تدلى رجل بِحَبل ليشتار عسلاً فَقَعَدت امْرَأَته على الْحَبل فَقَالَت: لأقطعنه أَو لتطلقني. فَطلقهَا فَرفع إِلَى عمر فأبابها مِنْهُ. شار الْعَسَل: جناه واشتار: افتعل مِنْهُ وَقد جَاءَ أَشاره. قَالَ عدي: ... وحَدِيثٍ [427] مِثْلِ ماذى مشار ...(2/268)
9 - وَفِيه إجَازَة طَلَاق الْمُكْره. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الْمُتْعَة: أيجزىء فِيهَا شَاة فَقَالَ: مالى وللشوى
شوى أَي الشَّاء. قَالَ: ... أَربابُ خَيْلٍ وشَوِيٍّ ونَعَمْ ... وَهُوَ اسْم جمع غير تكسير كالضئين. وَالْمعْنَى: كَانَ من مذْهبه أَن الْمُتَمَتّع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج إِنَّمَا تُجزئه بَدَنَة. مُجَاهِد رَحمَه الله تَعَالَى كل مَا أصَاب شوى إِلَّا الْغَيْبَة وَالْكذب. أَي شَيْء هيّن لَا يفْسد صَوْمه. وَأَصله من الشوى وَهِي الْأَطْرَاف لِأَنَّهَا لَيست بمقتل. فِي الحَدِيث: لَا شوب وَلَا روب فى البيع والشرى.
شوب أَي لَا غش وَلَا تَخْلِيط. وَيَقُول البَائِع: لَا شوب وَلَا روب عَلَيْك أَي أَنْت بَرِيء من عيبها لَا أشوب وَلَا أروب أَي لَا أخلط عَلَيْك. من سبق الْعَاطِس بِالْحَمْد أَمن الشوص واللوص والعلوص.
شوص قيل: الشوص: وجع الضرس واللوص: وجع الْأذن. وَقيل: الشوصة: وجع فِي الْبَطن وَقيل: ريح تَنْعَقِد فِي الأضلاع ترفع الْقلب عَن مَوْضِعه من قَوْلك: شاص فَاه بِالسِّوَاكِ: إِذا استاك من سفل إِلَى علو وَيُقَال: شاصته الشوصة إِذا أَصَابَته. وَرجل: مشتاص: بِهِ شوصة. واللوصة: وجع فِي النَّحْر. والعلوص: اللوي وَهُوَ التُّخمَة. شوى رَأسهَا فى (جن) . الشوى فى (غم) . يشور فِي (قت) . يشوص فِي (هج) .(2/269)
0 - //
الشين مَعَ الْهَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صُومُوا الشَّهْر وسره
شهر الشَّهْر: الْهلَال لشهرته وظهوره. قَالَ ذُو الرمة يصف رجلا بحدَّة الطَّرف: ... فأَصبحَ أَجْلَى الطَّرْفِ مَا يستزيدُه ... يرى الشَّهْرَ قَبْلَ النَّاسِ وَهُوَ نَحِيلُ ... وَقَالَ آخر: ... أَبْدَانَ مِنْ نَجْدٍ على ثِقَةٍ ... والشهرُ مثلُ قُلامة الظُّفْرِ ... وَكَانَ أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي إِذا رأى الْهلَال أَخذ عودا فحدد طرفه وَأَشَارَ بِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ: عود عَدِّ عنَّا شرّك أَيهَا الشَّهْر. أَرَادَ: صُومُوا مستهل الشَّهْر. وسرّه أَي آخِره والسِّرُّ والسِّرار والسَّرَر حِين يستسر الْقَمَر. وَقيل: سره وَسطه يَعْنِي أَيَّام الْبيض من سر الشَّيْء وَهُوَ وَسطه وجوفه. وَمِنْه: قناة سرَّاء وزند أسرُّ. سُئِلَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الصَّوْم أفضل بعد شهر رَمَضَان فَقَالَ: شهر الله الْمحرم وروى: الْأَصَم. أضَاف الشَّهْر إِلَى اسْم الله عز اسْمه تَعْظِيمًا وتفخيما كَقَوْلِهِم: بَيت الله وَآل الله لقريش. وَقيل: للْمحرمِ الْأَصَم لِأَنَّهُ لَا يُسمع فِيهِ قعقعة السِّلَاح وخصَّة من بَين الْأَشْهر الحُرم لمَكَان عَاشُورَاء [228] . وَالْمعْنَى: أَي أَوْقَات الصَّوْم أفضل فَحذف الْمُضَاف أَلا ترى إِلَى قَوْله: بعد شهر رَمَضَان وَقَوله: شهر الله. إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الرِّيَاء والشهوة الْخفية.
شهو قيل: هِيَ كل شَيْء من الْمعاصِي يضمره صَاحبه ويصر عَلَيْهِ. وَقيل: أَن يرى(2/270)
1 - جَارِيَة حسناء فيغض طرفه ثمَّ ينظر بِقَلْبِه ويمثلها لنَفسِهِ فيفتنها. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: خرج أبي شاهراً سَيْفه رَاكِبًا رَاحِلَته إِلَى ذَات الْقِصَّة فجَاء عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِلَى أَيْن يَا خَليفَة رَسُول الله شم سَيْفك وَلَا تفجعنا بِنَفْسِك فوَاللَّه لَئِن أُصبنا بك لَا يكون بعْدك لِلْإِسْلَامِ نظام أبداُ فَرجع وأمضى الْجَيْش.
شهر أَي مبرزاً لَهُ من غمده. والشيم: من الأضداد بِمَعْنى السلّ والإغماد. عمر رَضِي الله عَنهُ وَفد إِلَيْهِ عَامله من واليمن وَعَلِيهِ حلَّة مشهرة وَهُوَ مرجل دَهِين فَقَالَ: هَكَذَا بعثناك فَأمر بالحلة فنُزعت وأُلبس جُبَّة صوف ثمَّ سَأَلَ عَن ولَايَته فَلم يذكر إِلَّا خير فَرده على عمله ثمَّ وَفد إِلَيْهِ بعد ذَلِك فَإِذا أَشْعَث مغبر عَلَيْهِ أطلاس فَقَالَ: لَا وَلَا كل هَذَا إِن عاملنا لَيْسَ بالشعث وَلَا الْعَافِي كلوا وَاشْرَبُوا وادهنوا إِنَّكُم ستعلمون الَّذِي أكره من أَمركُم. أى فاخرة موسومة بالشهرة لحسنها. مرجل: رُجّل شعره أَي سُرّح. دَهِين: [أَي] دهن رَأسه يُقَال دهنه بالدهان وادَّهن هُوَ بِنَفسِهِ وتدهَّن. أطلاس: جمع طلس وَهُوَ الثَّوْب الْخلق فعل بِمَعْنى مفعول من طلس الْكتاب وطلّسه إِ ذَا محاه ليفسد الْخط. وَمِنْه الطَّلاَّسة. وَعَن الْعُتْبِي: هِيَ الوسخة من الثِّيَاب من الذِّئْب الأطلس وَهُوَ الَّذِي فِي لَونه غبرة. الْعَافِي: الطَّوِيل الشّعْر من عَفا وبر الْبَعِير إِذا طَال ووفر. وَمِنْه: وَأَن تعفى اللحى (7) . الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تقدَّم النَّاس يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ يأهل مَكَّة أَسْلمُوا تسلموا فقد استبطنتم بأشهب بازل.(2/271)
2 - شهب أَي بِأَمْر صَعب شَدِيد وَالْأَصْل فِيهِ: الْعَام الاشهب لِأَن الأَرْض تشهاب من وُقُوع الصقيع وَتذهب خضرَة النَّبَات وَكثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: شهبتهم السّنة وَهِي شهوب وأصابتهم شُهْبَة من قرّ وَمن سنة. وَجعله بازلاً اسْتِعَارَة من الْبَعِير البازل لِأَن البزول نِهَايَة فِي الْقُوَّة أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ ذكر صَلَاة الْعَصْر ثمَّ قَالَ: وَلَا صَلَاة بعْدهَا حَتَّى يُرى الشَّاهِد فَقيل لَهُ: مَا الشَّاهِد قَالَ النَّجْم.
شهد سَمَّاهُ الشَّاهِد لِأَنَّهُ يشْهد بِاللَّيْلِ. وَعَن [229] الْفراء: صَلَاة الشَّاهِد الْمغرب وَهُوَ اسْمهَا. وَعَن أبي سعيد الضَّرِير: قيل لَهَا ذَلِك لِاسْتِوَاء المُقيم وَالْمُسَافر فِيهَا لِأَنَّهَا لَا تُقْصَر. فِي الحَدِيث لَا تتزوجن [خمْسا وَلَا تتزوجن] شهبرة وَلَا لهبرة وَلَا نهبرة وَلَا هيذرة وَلَا لفوتا.
شهبر الشهبرة والشهربة: الْكَبِيرَة الفانية. وَيُقَال: شهبر وبر الْبَعِير إِذا اشهابّ والشهبرة مِنْهُ. اللهبرة: القصيرة الدميمة وَيحْتَمل أَن يكون قلب الرهبلة وَهِي الَّتِي لَا تُفهم جلباتها أَو الَّتِي تمشي مشياً ثقيلا من قَوْلهم: جَاءَ يترهبل. النهبرة: الطضويلة المهزولة وَقيل: هِيَ الَّتِي أشرفت على الْهَلَاك من النهابر وَهِي المهالك. الهيذرة: الْكَثِيرَة الهذر. اللفوت: الَّتِي لَهَا ولد من زوج وَهِي تَحت آخر فَهِيَ تلْتَفت إِلَيْهِ وتشتغل بِهِ. فأشهرت فِي (سه) . شهَاب فِي (عص) . وَأشهر فِي (ذُقْ) .(2/272)
3 - الشين مَعَ الْيَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أشاد على مُسلم عَورَة يشينه بهَا بِغَيْر حقّ شانه الله بهَا فِي النَّار يَوْم الْقِيَامَة.
شيد وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ أَيّمَا رجل أشاد على امرىء مُسلم كلمة هُوَ مِنْهَا بَرِيء يرى أَن شينه بهَا كَانَ حَقًا على الله أَن يعذبه بهَا فِي نَار جَهَنَّم حَتَّى يَأْتِي بنفذ مَا قَالَ. أشاده وأشاد بِهِ إِذا أشاعه وَرفع ذكره من أشدت الْبُنيان فَهُوَ مشاد وشيدته إِذا طوّلته. وَفِي كتاب الْعين: الإشادة شبه التنديد هُوَ رفعك الصَّوْت بِمَا يكره صَاحبك وَأنْشد: ... أَتَاني أنَّ دَاهِيةً نآداً ... أشادَ بهَا على خَطَلٍ هِشَام ... النفذ: الْمخْرج والمخلص مِمَّا قَالَ وَيُقَال لمنفذ الْجراحَة نفذ يُقَال: طعنه طعنة لَهَا نفذ. فِي قصَّة يَوْم مُؤْتَة: إِن زيد بن حَارِثَة رَضِي الله عَنهُ قَاتل براية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى شاط فى رماح الْقَوْم.
شيط أَي هلك وَأَصله من شاط الزَّيْت إِذا نصح حَتَّى يَحْتَرِق لِأَنَّهُ يهْلك حِينَئِذٍ وَقَالُوا: أشاطت الْجَزُور إِذا قُسِّمت حَتَّى فنيت أنصباؤها. إِذا استشاط السُّلْطَان تسلط الشَّيْطَان. أَي تلهَّب وتحرَّق غَضبا استفعال من شيطوطة الزَّيْت. إِن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا رئي ضَاحِكا مستشيطا.(2/273)
4 - هُوَ المتهالك ضحكاً. إِن سفينة رَضِي الله عَنهُ أشاط دم جزور بجدل فَأَكله. أى سيفكه وَأَرَادَ بالجذل عوداً أحدَّه للذبح. وَالْوَجْه فِي تَسْمِيَته جذلا أَنه أَخذ من جذل شَجَرَة وَهُوَ أَصْلهَا بعد ذهَاب رَأسهَا. قَالَ لِعَكَّافِ: أَلَك شاعة
شيع أى زَوْجَة هى الْمَرْأَة لِأَنَّهَا تشايعه.
شيط ذكر الْمَقْتُول بالنهروان فَقَالَ: شَيْطَان الرَّدْهة. هُوَ الْحَيَّة. والردهة: مستنقع فِي الْجَبَل وَجَمعهَا رداه. وَهُوَ كَقَوْلِهِم: صمَّاء الغبر. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ شُكي إِلَيْهِ خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ: لَا أَشْيَم سَيْفا سَله الله على الْمُشْركين.
شيم أَي لَا أغمده. قَالَ الفرزدق: ... بِأَيْدِي رِجَالٍ لم يَشيموا سُيُوفَهُم ... وَلم تَكْثُر الْقَتْلَى بهَا حِين سُلَّتِ ... وَكَأن الشيم إِنَّمَا أطلق على السَّلّ والإغماد من قبل أنَّ الشَّيم هُوَ النّظر إِلَى الْبَرْق وَمن شَأْن الْبَرْق أَنه كَمَا يخْفق يخفى من فوره بِغَيْر تلبث فَلَا يشام إِلَّا خافقا أَو خافيا. وَقد غلب تَشْبِيه السَّيْف بالبرق حَتَّى سمِّي عقيقة. فَقيل: شم سَيْفك أَي انْظُر إِلَيْهِ نظرك إِلَى الْبَرْق وَذَلِكَ حَال الخفوق أَو حَال الخفاء وَجعل النّظر كِنَايَة عَن السلّ والإغماد لِأَن النّظر يتَقَدَّم الْفِعْلَيْنِ.(2/274)
5 - خَالِد رَضِي الله عَنهُ كَانَ رجلا مشيَّعاً وَإِن رجلا كَانَ فِي نَفسه شَيْء على حَيّ من الْعَرَب فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ أَنهم قد ارتدُّوا فَأرْسل خَالِدا إِلَيْهِم فَلَمَّا رَأَوْا نواصي الْخَيل قَالُوا: مَا هَذَا فَأخْبرهُم خَالِد الْخَبَر فخنُّوا يَبْكُونَ وَقَالُوا: نَعُوذ بِاللَّه أَن نكفر.
شيع المشيَّع: الشجاع لِأَن قلبه لَا يَخْذُلهُ فَكَأَنَّهُ يشيعه أَو كَأَنَّهُ شيَّع بِغَيْرِهِ. قَالَ تأبط شراًّ. ... قَلِيل غِرارِ النّوم أكبرُ همّه ... دمُ الثار أَو يَلْقَى كَمِيًّا مَشيّعا ... الخنين بِالْخَاءِ: من الْأنف والحنين من الْحلق. مشيع فِي (رج) . وأشاح فِي (شَذَّ) . يشاط فِي (دس) . والمشّيعة فِي (صف) . تشيط فِي (قس) . مشيعا فِي (بو) . فتشايره فِي (جو) . شيبَة الْحَمد فِي (نس) . وَفِي (قح) . شَيْخَانِ فِي (قح) . شامة فِي (صب) . شم سَيْفك فِي (شه) . شياع فِي (تب) . [آخر بَاب الشين](2/275)
6 - حرف الصَّاد
الصَّاد مَعَ الْهمزَة
عبيد الله بن جحش هَاجر إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ تنصَّر فَكَانَ يمر بِالْمُسْلِمين فَيَقُول: فقحنا وصأصأتم.
صأصأ أَي أبصرنا ولمَّا تبلغوا حِين الإبصار من صأصأ الجرو إِذا حرَّك أجفانه لينْظر قبل أَن يفقِّحَ. وَيُقَال: صأصأ الْكَلْب بِذَنبِهِ إِذا حركه فَزعًا وَمِنْه: صأصأ فلَان بِمَعْنى كأكأ إِذا جبن وفزع قَالَ: ... يصأصىء مِنْ ثارِه جَابِبا ... [من الجبب أَي ناكصاً وَالْأَصْل فِيهِ التحريك.
الصَّاد مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن قتل شىء من الدَّوَابّ صبرا.
صَبر هُوَ أَن يمسك ثمَّ يرْمى حَتَّى يُقتل. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه نهى عَن المصبورة وَنهى عَن صَبر ذِي الرُّوح. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي رجل أمسك رجلا وَقَتله آخر: اقْتُلُوا الْقَاتِل: واصبروا الصابر. أَي احْبِسُوا الَّذِي حَبسه للْمَوْت حَتَّى يَمُوت [431] . وَقَالَ: لَا يُقتل قرشي صبرا. وَهُوَ أَن يُمسك حَتَّى تُضرب عُنُقه.(2/276)
7 - وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن صَبر الرُّوح. وَهُوَ الخصاء والخصاء صَبر شَدِيد. وَقَوْلهمْ: يَمِين الصَّبْر هُوَ أَن يحبس السُّلْطَان الرجل على الْيَمين حَتَّى يحلف بهَا. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتِيما فِي حجر أبي طَالب فَكَانَ يقرب إِلَى الصّبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف وَيُصْبِح الصّبيان غمصا وَيُصْبِح صقيلا دهينا.
صبح هُوَ فِي الأَصْل مصدر صبَّح الْقَوْم إِذا سقاهم الصبوح ثمَّ سمى بِهِ الْغَدَاء كَمَا قيل للنبات: التنبيت وللنور: التَّنْوِير. غمصت عينه ورمصت وَغَمص الرجل ورمص فَهُوَ أغمص وأرمص. وَمِنْه الشعرى الغميصاء. والغمص: أَن ييبس. والرمص: أَن يكون رطبا. انتصاب غمصاً وصقيلاً على الْحَال لَا الْخَبَر لِأَن أصبح هَذِه تَامَّة بِمَعْنى الدُّخُول فِي الصَّباح كأظهر وأعتم. نهى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصُّبْحَة. هِيَ نومَة الْغَدَاة وفيهَا لُغَتَانِ: الْفَتْح وَالضَّم يُقَال: فلَان ينَام الصَّبحة والصُّبْحة. وَإِنَّمَا نهى عَنْهَا لوقوعها فِي وَقت الذّكر وَطلب المعاش وَسمعت من ينشد: ... ألاَ إِن نومات الضُّحَى تُورِث الفَتَى ... خَبَالاً ونَوْماتِ العُصَيرِ جُنُونُ ... لما قدمت عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وُفُود الْعَرَب قَامَ طفهة بن أبي زُهَيْر النَّهْدِيّ فَقَالَ: أَتَيْنَاك يَا رَسُول الله من غوري تهَامَة بأكوار الميس ترتمي بِنَا العيس نستحلب الصبير ونستخلب الْخَبِير ونستعضد البرير ونستخيل الرهام. ونستحيل أَو نستجيل الجهام من أَرض عائلة النطاء غَلِيظَة الوطاء قد نشف المدهن ويبس الجعثن وَسقط الأملوج وَمَات العسلوج وَهلك الْهدى وَمَات الودى. بَرِئْنَا يَا رَسُول الله من الوثن والعنن وَمَا يحدث الزَّمن لنا دَعْوَة السَّلَام وَشَرِيعَة الْإِسْلَام مَا طما الْبَحْر وَقَامَ تعار وَلنَا نعم همل أغفال مَا تبض ببلال ووقير كثير الرُّسُل(2/277)
8 - قَلِيل الرُّسُل أصابتها سنة حَمْرَاء مؤزلة لَيْسَ لَهَا علل وَلَا نهل. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي محضها ومخضها ومذقها وَابعث راعيها فِي الدثر بيانع الثَّمر وافجر لَهُ الثمد وَبَارك لَهُ فِي المَال وَالْولد. من أَقَامَ الصَّلَاة كَانَ مُسلما وَمن آتى الزَّكَاة كَانَ محسنا وَمن شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله كَانَ مخلصا لكم يَا بني نهد ودائع الشّرك ووضائع الْملك لَا تلطط فِي الزَّكَاة وَلَا تلحد فِي الْحَيَاة وَلَا تتثاقل عَن الصَّلَاة. وَكتب مَعَه كتابا إِلَى بني نهد: من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى بني نهد [بن زيد] : [432] السَّلَام على من آمن بِاللَّه وَرَسُوله. لكم يَا بني نهد فِي الْوَظِيفَة الْفَرِيضَة وَلكم الْعَارِض والفريش وَذُو الْعَنَان الرّكُوب والفلو الضبيس لَا يمْنَع سرحكم وَلَا يعضد طلحكم وَلَا يحبس دركم مَا لم تضمروا الإماق وتأكلوا الرِّباق. من أقرَّ بِمَا فِي هَذَا الْكتاب فَلهُ من رَسُول الله الْوَفَاء بالعهد والذمة وَمن أَبى فَعَلَيهِ الربوة.
صَبر الصبير: السَّحَاب الكثيف المتراكب وَهُوَ من الصَّبْر بِمَعْنى الْحَبْس كَأَن بعضه صَبر على بعض. وَمِنْه صَبر الشَّيْء. وَهُوَ غلظه وكثافته وصبرة الطَّعَام. وَقد استصبر السَّحَاب كاستحجر الطين. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاء} . كَانَ يصعد إِلَى السَّمَاء من المَاء بخار فاستصبر فَعَاد صبيرا فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ استَوَى إِلَى السَّماءٍ وَهِيَ دُخَانٌ} أَي تراكم وكثف. نستخلب: من الخلب وَهُوَ الْقطع والمزق من خلب السَّبع الفريسة يخلبها ويخلبها إِذا شقَّها ومزَّقها. وَمِنْه المخلب وَقيل للمنجل المخلب. الْخَبِير: النَّبَات وَمِنْه قيل (7) للوبر خَبِير. قَالَ أَبُو النَّجْم: ... حَتَّى إِذا مَا طَار مِن خَبِيرِها ...(2/278)
9 - وَنَظِيره الشكير. نستعضد البرير: أَي نَأْخُذهُ من شَجَره فنأكله للجدب من الْعَضُد وَهُوَ الْقطع. الاستخالة: أَن تظنه خليقا بالإمطار. والاستحالة: النّظر. والاستجالة: أَن ترَاهُ جائلا. يَعْنِي أَنا لَا نستمطر إِلَّا الرهام وَهِي ضِعَاف الأمطار جمع رهمة وَلَا نَنْظُر إِلَّا إِلَى الجهام. النطاء من النطي وَهُوَ الْبعيد. قَالَ العجاج: ... وبَلْدةٍ نِيَاطُها نَطِيُّ ... المدهن: نقرة فى صَخْرَة يستنفع فِيهَا المَاء. وَهُوَ من قَوْلهم: دهن الْمَطَر الأَرْض إِذا بلَّها بِلَا يَسِيرا. وناقة دَهِين: قَليلَة اللَّبن. الجعثن: أصل النَّبَات. الأملوج: وَاحِد الأماليج وَهُوَ ورق كَأَنَّهُ عيدَان يكون لضرب من شجر الْبر وَقيل: الأملوج: نوى الْمقل. والملج مثله وروى: وَسقط الأملوج من الْبكارَة أَي هزلت الْبكارَة فَسقط عَنْهَا مَا علاها من السّمن برعي الأملوج. فَسمى السّمن نَفسه أملوجا على سَبِيل الِاسْتِعَارَة كَقَوْلِه يصف غيثا: ... أقبلَ فِي المسْتَنِّ مِنْ رَبَابه ... أَسْنَمِةُ الآبَالِ فِي سَحَابِه ... العسلوج: الْغُصْن الناعم وَمِنْه قَوْلهم: طَعَام عسلوج. الْهدى: الْهدى وقرى: (وَالْهدى معكوفا) وَأَرَادَ الْإِبِل فسماها هَديا لِأَنَّهَا تكون مِنْهَا أَو أَرَادَ [433] هلك مِنْهَا مَا أعد لِأَن يكون هديّا واختير لذَلِك. الودى: الفسيل. العنن: الِاعْتِرَاض وَالْخلاف أَي بَرِئْنَا من أَن نخالف ونعاند قَالَ ابْن حلزة (7) :(2/279)
0 - ... عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كَمَا تُعْ ... تَرُ عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ ... طما وطمّ: إِذا ارْتَفع. تعار: جبل. الهمل: الْمُهْملَة الَّتِي لَا رعاء لَهَا و [لَا فِيهَا] من يصلحها ويهديها. وَمِنْه الْمثل: اخْتَلَط المرعى بالهمل أَي الْخَيْر بِالشَّرِّ وَالصَّحِيح بالسقيم. الأغفال: جمع غفل وَهِي الَّتِي لَا سمة عَلَيْهَا. البلال: الْقدر الذى يبلّ. الوقير: الْغنم الْكثير. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لَا يُقَال للقطيع وقير حَتَّى يكون فِيهِ الْكَلْب وَالْحمار. الرُّسُل: مَا يُرْسل إِلَى المرعى وَجمعه أرسال. والرِّسل: اللَّبن أَي هِيَ كَثِيرَة الْعدَد قَليلَة اللَّبن. وَقيل: الرَّسل: التَّفَرُّق والانتشار فِي المرعى لقلَّة النَّبَات وتفرقه. حَمْرَاء: شَدِيدَة لِأَن الْآفَاق تحمر فِي الجدب. قَالَ أُميَّة: ... وَيْلمّ قومِي قَوْماً إِذا قُحِط الْ ... قَطْرُ وآضَتْ كأَنّها أَدَمُ ... المؤزلة: الَّتِي جَاءَت بالأزل وَهُوَ الضّيق وَقد أزلت. الْمَحْض: اللَّبن الْخَالِص. المخض: الممخوض. المذق: الممذوق (7) . الدَّثر: المَال الْكثير. اليانع: الْمدْرك يُقَال: ينعَت الثَّمَرَة وأينعت أَي بِسَبَب يَانِع الثَّمر أَو مَعَه. فجر الثمد: فَتحه وإغزاره. الودائع: العهود جمع وديع يُقَال: أَعْطيته وديعا وَهُوَ من توادع الْفَرِيقَانِ إِذا تعاهدا على ترك الْقِتَال وَكَانَ اسْم ذَلِك الْعَهْد وديعا.(2/280)
1 - وضائع الْملك: مَا وضع عَلَيْهِم فِي ملكهم من الزكوات. يُقَال: لطّ وألطّ إِذا دفع عَن حق يلْزمه وستره. الْإِلْحَاد: الْميل عَن الْحق إِلَى الْبَاطِل. فِي الْحَيَاة: أَي مَا دمت حَيا. فرضت: هرمت فَهِيَ فارض وفريضة. الْعرض: الَّتِي أَصَابَهَا كسر أَو مرض. الفريش: الَّتِي وضعت حَدِيثا قَالَ ذُو الرمة: ... باتت يُقَحِّمها ذُو أزْمَلٍ وسَقَتْ ... لَهُ الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيَادِيدُ ... وَالْمرَاد أَنا لَا نَأْخُذ الْمَعِيب مِنْكُم لِأَن فِيهِ إِضْرَارًا بِأَهْل الصَّدَقَة وَلَا ذَات الدّرّ لِأَن فِيهِ إِضْرَارًا بكم. وَلَكِن نَأْخُذ الْوسط. ذُو الْعَنَان: الْفرس. الرَّكوب: الذَّلول. الضَّبيس والضَّبس: الصعب وَهُوَ فِي الأناسي الْعسر وَهَذَا كَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام قد عَفَوْنَا لكم عَن صَدَقَة الْخَيل. لَا يحبس دركم: أَي لَا تحْشر ذَوَات ألبانكم إِلَى المصدّق فتحبس عَن المرعى [434] . الإماق: تَخْفيف الإمآق بِحَذْف الْهمزَة وإلقاء حركتها على السَّاكِن قبلهَا وَهُوَ الْمِيم وَمثله قَوْلهم فِي اقْرَأ آيَة: اقرآية حذفت همزَة آيَة وأُلقيت حركتها على همزَة اقْرَأ. والإمآق من أماق الرجل إِذا صَار ذَا مأقة وَهِي الحمية والأنفة كَقَوْلِك: أكأب من الكآبة. قَالَ أَبُو وجزة: ... كانَ الكمِيّ مَعَ الرَّسُول كَأَنَّهُ ... أسَدٌ بمأقَتِهِ مُدِلٌّ ملحم ... وَالْمعْنَى: مَا لم تضمروا الحمية وتسشعروا عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة الَّتِي مِنْهَا ينْتج النكث والغدر. وأوجه مِنْهُ أَن يكون الإماق مصدر أماق على ترك التعويض. كَقَوْلِهِم: رَأَيْته إراء. وَكَقَوْلِه تَعَالَى: (وإقَام الصَّلَاة) وَهُوَ أفعل من الموق بِمَعْنى الْحمق. وَالْمرَاد(2/281)
2 - إِضْمَار الْكفْر وَالْعَمَل ترك الاستبصار فِي دين الله وَقد وصف الله عز وَجل فِي غير مَوضِع من كِتَابه الْمُؤمنِينَ بأولي الْأَلْبَاب وَالْكفَّار بِأَنَّهُم قوم لَا يعْقلُونَ. وَقد قَالَ الْقَائِل: ... والكَيْسُ أكيَسُهُ التُّقَى ... والحمقُ أحمقُه الفُجُور ... وروى الرماق وَهُوَ مصدر رامقني وَهُوَ نظر الْكَاشِح وَالْمرَاد النِّفَاق. وَقيل: هُوَ من قَوْلك عَيْش فلَان رماق أَي ضيق. قَالَ: ... مَا زخر مَعْرُوفك بالرِّماق ... وَلَا مُؤَاخاتك بالمَذَاقِ ... أَي مَا لم تضق صدوركم عَن أَدَاء الْحق. الرباق: جمع ربق وَهُوَ الْحَبل وَأَرَادَ الْعَهْد. شبه مَا لزم أَعْنَاقهم بالربق فِي أَعْنَاق البهم وَشبه نقضه بِأَكْل البهمة ربقها وقطعه. الربوة: الزِّيَادَة على الْفَرِيضَة عُقُوبَة على إبائه الْحق. خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى طَعَام دُعي لَهُ فَإِذا حُسَيْن يلْعَب مَعَ صبوة فِي السِّكَّة فاستنتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَام الْقَوْم فَبسط إِحْدَى يَدَيْهِ فَطَفِقَ الْغُلَام يفر هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضاحكه حَتَّى أَخذه فَجعل إِحْدَى يَدَيْهِ تَحت ذقنه وَالْأُخْرَى فِي فأس رَأسه ثمَّ أقنعه فَقبله.
صبو يُقَال: صبوة وصبية فِي جمع صبي وَالْوَاو هُوَ الْقيَاس. استنتل: تقدم ليأخذه. فأس الرَّأْس: حرف القمحدوة المشرف على الْقَفَا وَرُبمَا احْتجم عَلَيْهِ. أقنعه: رَفعه. قَالَ الله تَعَالَى: {مُقْنِعي رؤوسهم} . قلب الْمُؤمن بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن يقلبه كَيفَ يَشَاء.
صبع هَذَا تَمْثِيل لسرعة تقلب الْقُلُوب وَإِن ذَلِك أَمر مَعْقُود بمشيئته وَذكر الإصبع مجَاز كذ كراليد وَالْيَمِين [435] . كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُصبي رَأسه فِي الرُّكُوع وَلَا يقنعه.(2/282)
3 - صبى أَي لَا يخفضه وَلَا يميله إِلَى الأَرْض من صبا إِلَى الْجَارِيَة إِذا مَال إِلَيْهَا وَقيل: هُوَ مَهْمُوز من صَبأ من دينه لِأَنَّهُ إِخْرَاج الرَّأْس عَن الاسْتوَاء. وَيجوز أَن يكون قلب يصوِّب وَقيل: الصَّوَاب لَا يصوِّب رَأسه. الْإِقْنَاع: الرّفْع وَقد يكون التصويب وَمِنْه رِوَايَة من روى: كَانَ إِذا ركع لم يشخص رَأسه وَلم يقنعه. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما قدم الْمَدِينَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُهَاجرا أَخَذته الْحمى وعامر بن فهَيْرَة وبلالا قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: فَدخلت عَلَيْهِم وهم فِي بَيت وَاحِد فَقلت لأبى: كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ:
صبح ... كل امرىء مُصَبَّح فِي أهْلِه ... والموتُ أدْنَى من شِراك نَعْلِه ... فَقلت: إِنَّا لله إِن أبي ليهذي ثمَّ قَالَت لعامر: كَيفَ تجدك فَقَالَ: ... لقد وجدت الْمَوْت قبل ذَوْقِه ... والمرء يَأْتِي حَتْفُه من فَوْقه
كل امرىء مجاهدٌ بِطَوْقه ... كالثور يَحْمِي أنْفَه بِرَوْقِه ... فَقلت: هَذَا وَالله مَا يدْرِي مَا يَقُول ثمَّ قلت لِبلَال: كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ: ... أَلا ليتَ شعرى هَل أبيتن لَيْلَة ... بفخ وحولى إذجر وجَليل
وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّة ... وَهل يبدون لي شَامَةٌ (7) وطَفِيل ... قَالَت: ثمَّ دخلت عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ: اللَّهُمَّ حبب إِلَيْنَا الْمَدِينَة كَمَا حببت إِلَيْنَا مَكَّة اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي صاعنا ومدنا اللَّهُمَّ انقل حمَّاها إِلَى مهيعة. مصبَّح أَي مأتي بِالْمَوْتِ صباحاً. من فَوْقه أَي ينزل عَلَيْهِ من السَّمَاء فَلَا يجدي عَلَيْهِ حذره. الطوق: الطَّاقَة. الروق: الْقرن.(2/283)
4 - الفخ: وَاد بِمَكَّة ومجننة: مَوضِع سوق بأسفلها على قدر بريد مِنْهَا. وشامه وطفيل: جبلان مشرفان على مجنَّة. ومهيعة: هِيَ الْجحْفَة مِيقَات أهل الشَّام. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قيل لَهُ إِن أختك وَزوجهَا قد صبئا وتركا دينك فَمشى ذامراً حَتَّى أتاهما.
صَبأ صَبأ: إِذا خرج من دين إِلَى دين من صَبأ نَاب الْبَعِير إِذا طلع وصبأ النَّجْم. ذامراً أَي متهدداً وَمِنْه. أقبل فلَان يتذمر. وأصل الذمر الحض على الْقِتَال وَمِنْه الذَّمر وَكَانَ هَذَا قبل أَن يُرزق الْإِسْلَام. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سِدْرَة الْمُنْتَهى صَبر الْجنَّة.
صَبر أَي جَانبهَا وَمِنْه مَلأ الْإِنَاء إِلَى أصباره. وَقَالَ النمر بن تولب [يصف رَوْضَة] ... عَزَبَتْ وباكَرَها الرّبيع بدِيمَةٍ ... وَطْفَاء تملؤها إِلَى أَصْبَارِها ... قيل لَهُ صَبر من الصَّبْر وَهُوَ الْحَبْس كَمَا قيل لَهُ عدوة من عداهُ إِذا مَنعه. عقبَة بن عَامر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يختضب بالصبيب.
صبب هُوَ مَاء ورق السمسم وَقيل شجر يغسل بِهِ [الرَّأْس] إِذا صُبَّ عَلَيْهِ المَاء صَار مَاؤُهُ أَخْضَر قَالَ عَلْقَمَة: ... فأوْرَدُتها مَاء كَأَن جِمامَه ... من الأجْنِ حِنَّاءٌ مَعًا وصَبِيب ... أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ رأى قوما يتعادون فَقَالَ: مَالهم قَالُوا: خرج الدَّجَّال فَقَالَ كذبة كذبهَا الصباغون وروى: الصواغون والصياغون.
صبغ هم الَّذين يصبغون الحَدِيث أَي يلونونه ويغيرونه. قَالَ الْفراء: أصل الصَّبْغ التَّغَيُّر وَنقل الشَّيْء من حَال إِلَى حَال وَمِنْه صبغت الثَّوْب أى غيرته من لَونه وحاله إِلَى(2/284)
5 - حَال سوادا وَحُمرَة أَو صفرَة. وَمِنْه قَوْلهم: صبغوني فِي عَيْنك أَي غيروني عنْدك بالوشاية والتضريب. والصوّاغون: الَّذين يصوغونه أَي يزينونه ويزخرفونه بالتمويه. . والصياغ: فيعال من الصوغ كالديار وَالْقِيَام. وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر تخلفه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك حَتَّى خرج أَوَائِل النَّاس قَالَ: فدعاني شيخ من الْأَنْصَار فَحَمَلَنِي فَخرجت مَعَ خير صَاحب زادي فِي الصبَّة. وخصَّني بِطَعَام غير الذى أَضَع يدى فِيهِ مَعَهم.
صبب الصُّبَّة. الْجَمَاعَة من النَّاس. وَمِنْه حَدِيث شَقِيق أَنه قَالَ لإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى: ألم أُنبأْ أنَّكم صُبَّتان صُبَّتان يُرِيد: كنت آكل مَعَ الرّفْقَة الَّذين صحبتهم وَكَانَ الْأنْصَارِيّ يخصني بِطَعَام غَيره. وَقيل: الصبة مَا صببته من الطَّعَام مجتعما أَي كَانَ نَصِيبي فِي الطَّعَام الْمُجْتَمع عَلَيْهِ وافرا وَكَانَ من ذَلِك يخصني بِغَيْرِهِ. وَقيل هِيَ شبه السُّفرة. وَقَالَ بَعضهم: الصَّوَاب على هَذَا التَّفْسِير الصِّنّة (بالنُّون مَفْتُوحَة الصَّاد أَو مكسورتها) وَالْمعْنَى: زادي فِي السفرة الَّتِي كَانُوا يَجْتَمعُونَ عَلَيْهَا وأُخصُّ بِغَيْرِهِ. أم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: أَنا مُصبية مؤتمة فَتَزَوجهَا فَكَانَ يَأْتِيهَا وَهِي تُرضع زَيْنَب فَيرجع فَفطن لَهَا عمار وَكَانَ أخاها من الرضَاعَة فَدخل عَلَيْهَا فانتشط زَيْنَب وروى فاجتحفها قَالَ: دعى هَذِه المقبوحة المشقوحة الَّتِى قد آذيت رَسُول الله بهَا(2/285)
6 - صبى مصبية: ذَات صبيان مؤتمة: ذَات أَيْتَام وَقد أصبت وأيتمت. انتشط: اجتذب. واجتحف: اسْتَلَبَ من جحفت الكرة [437] واجتحفتها من وَجه الأَرْض. المشقوحة من المقبوحة كالشقيح من الْقَبِيح وَقد تقدم. النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ يعجبهم أَن يكون للغلام إِذا نَشأ صبوة. أَي ميل إِلَى الْهوى لِأَنَّهُ إِذا تَابَ وارعوى كَانَ أَشد لاجتهاده وَأبْعد لَهُ من الْعجب بِنَفسِهِ أَو لِأَنَّهُ يعرف الشَّرّ فَلَا يَقع فِيهِ وَيذْهب عَنهُ البله والغفلة. وَعَن سُفْيَان الثَّوْريّ رَحمَه الله تَعَالَى: من لم يتفتّ لم يحسن أَن يتقرأ. الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى من أسلف سلفا فَلَا يَأْخُذن رهنا وَلَا صبيرا.
صَبر هُوَ الْكَفِيل وَصَبَرت بِهِ أَصْبِر (بِالضَّمِّ) كأزعم وأكفل. صبب فِي (مَعَ) . أساود صُبّا فِي (سو) . ثمَّ صبَّ فِي (خي) . بصبر فِي (زو) . فأتصبّح فِي (غث) : فليصطبر فِي (شز) . صبَابَة فِي (حذ) . الصَّبغاء فِي (ضَب) . بِالصبرِ فِي (دح) . يصبّها فِي (صم) . لَا أصبح فى (فر) . مالم تصطبحوا فِي (حف) . صُبّة من الْغنم فِي (جز) . صابحها فِي (دك) .
الصَّاد مَعَ التَّاء
ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِن بني إِسْرَائِيل لما أمروا أَن يقتل بَعضهم بَعْضًا قَامُوا صتَّين وروى: صتيتين.
صتت الصت والصتيت: الْفرْقَة يُقَال: تركت بني فلَان صتيتين وَالْقَوْم صتيتان وَذَلِكَ فِي قتال أَو خُصُومَة. وَقيل: هُوَ الصَّفّ من النَّاس. وأصل الصت الصَّك وَيُقَال: مَا زلت أُصات فلَانا أى أخاصمه.(2/286)
7 - الصَّاد مَعَ الْحَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كُفن فِي ثَوْبَيْنِ صُحاريين وثوب حبرَة.
صحر ثوب [أصحرو] صحارى وملاءة صحراء وصحارية من الصحرة وَهِي حمرَة خفيَّة كالغبرة. وَقيل: هُوَ مَنْسُوب إِلَى صحار قَرْيَة بِالْيمن. الْحبرَة: ضرب من البرود. كتب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعيينة بن حصن كتابا فَلَمَّا أَخذ كِتَابه قَالَ: يَا مُحَمَّد أَترَانِي حَامِلا إِلَى قومى كتابا كصحيفة المتلمس
صحف هِيَ إِحْدَى الصحيفتين اللَّتَيْنِ كتبهما عَمْرو بن هِنْد لطرفة والمتلمس إِلَى عَامله بِالْبَحْرَيْنِ فِي إهلاكهما وخيَّلهما أَنَّهُمَا كتابا جَائِزَة. فنجَّى المتلمس عمله على الحزم وهربه إِلَى الشَّام وسارت صَحِيفَته مثلا فِي كل كتاب يحملهُ صَاحبه يَرْجُو مِنْهُ خيرا وَفِيه مَا يسوءه. وَمِنْه قَول شُرَيْح رَحمَه الله: ... فليأتينكض غادِياً بِصَحِيفَة ... نَكْدَاءَ مِثْلِ صحيفةِ المُتَلَمِّس ... عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رأى رجلا يقطع سَمُرَة بصحيرات اليمام فَقَالَ: وَيحك إِن هَذَا الشّجر لبعيرك وشاتك وَأَنت تعقره وَيحك أَلَسْت ترعى معوتها وبَّلتها وفتلتها وبرمتها وحُبلتها قَالَ: بلَى وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلست بعائد مَا حييت.
صحر صحيرات اليمام: مَوضِع وَهُوَ فِي الأَصْل جمع مصغر [438] الصحرة وَهِي جوبة تنجاب فِي الْحرَّة تكون أَرضًا لينَة تطيف بهَا حِجَارَة. واليمام: شجر وَضرب من طير الصَّحرَاء. المعوة: ثَمَرَة النَّخْلَة إِذا أدْركْت فَشبه بهَا الْمدْرك من ثَمَر السمرَة. وَقيل: الصوب بغوتها وَهِي ثَمَرَة السمرَة أول مَا تخرج. البلَّة: نور العضاه مَا دَامَ فِيهِ بَلل فَإِذا تفتل فَهُوَ فتلة (7) .(2/287)