حَكَاهَا الْفراء وَأنْشد أَبُو عَليّ: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها وَأنْشد: وَإِذا الرجالُ رأَوا يزيدَ رأيتَهم خُضُعَ الرِّقابِ نَوَاكِسي الأبصارِ وَأنْشد: جَذْبَ الصَّرارِيّينَ بالكُرورِ إِنَّمَا هُوَ ناكِسٌ ونواكِسُ ثمَّ جمع نواكِسَ جَمع السَّلامة كَمَا جمع بُيُوتًا وطُرُقا وجُزُرا جمع السَّلامَة حِين قَالُوا بيوتات وطرقات وجُزُرات وجِمالات وَكَذَلِكَ قَوْله جَذْبَ الصَّرارِيين إِنَّمَا كسَّر صارِياً على صُرَّاءٍ كَمَا يكَسَّر فاعِلٌ من السَّالِم نَحْو ضَارب وضُرَّاب ثمَّ جمعه على فَعالِلَ فَقَالَ صَرارِيُّ ثمَّ جمعه بِالْوَاو وَالنُّون فَهَذَا جمعٌ مسَلَّم بعد جمعٍ مُكَسَّر. قَالَ أَبُو عَليّ: وَمن هُنَا استجازوا قِرَاءَة من قَرَأَ قواريراً وسلاسِلاً يُصْرَف من حَيْثُ ضارع الْوَاحِد فِي أَنه يجْمَع كَمَا يجمع الْوَاحِد. قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْحسن هِيَ لُغَة الشُّعراء، ونَظير جَذْبَ الصّراريين قَوْله: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها، وَحكي عَن أبي الْحسن أَنه يُقَال فِي النِّسَاء هنَّ صواحِباتُ يوسفَ وَأنْشد أَبُو سعيد السيرافي: تَرمي الفِجاجَ والفَيافِيَّ القُصا بأَعْيُناتٍ لم يُخالِطْها قَذَى جمَع عيْناً على أَعْيُنٍ ثمَّ جمع بِالْألف وَالتَّاء كَمَا قَالُوا بيوتات. وَقد ظَنَّتْ جَهَلة أهل اللُّغَة أَن العُمومة والخُؤولة والبُعولة والذُّكورة والذِّكارة وَالْحِجَارَة والفِحالة جَمعُ جَمْعٍ وَهَذَا غلط إِنَّمَا القوا الْهَاء للْمُبَالَغَة بالتأنيث. وَمن جَمْع الْجمع قَوْلهم مُصْرانٌ ومَصارينُ كأبياتٍ وأَباييتَ جعلُوا الْألف فِي مصرانٍ كالألف فِي أبياتٍ وقلبوها فِي الْجمع كَمَا قلبتْ فِي كِرْباس إِذا قلت كَرابيسُ، وَقَالُوا حُشٌّ وحِشّانٌ وحَشاشينُ وَقَالُوا عائذٌ وعُوذٌ وعُوذات وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: لَها بحَقيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ تَرى الوَحْشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتالِيا العُوذ: الحَديثات النِّتاج، والمتالي: الَّتِي تتبعها أولادُها، وَقَالُوا دُوْرٌ ودُوراتٌ وَقَالُوا أَيْنُقٌ وأَيانِقُ وَأنْشد أَبُو عَليّ لقد تَعَلَّلْتُ على أَيانِقِ صُهْبٍ قليلاتِ القُرادِ الّلازِقِ وَقَالُوا أَصيلٌ وأُصُلٌ ثمَّ كسَّروا أُصُلاً على آصالٍ وَقد أبَنت الِاخْتِلَاف فِي هَذِه الْكَلِمَة فِي بَاب صفة النَّهَار وأسمائه. قَالَ أَبُو سعيد السيرافي: وَأما قَول الراجز: تَرْعى أَناضٍ من جَزيزِ الحَمْضِ فَإِنَّهُ يُروى بالصَّاد وَالضَّاد، وَجمع الأنصاء: أناصٍ فَمن قَالَ أناضٍ جمع النِّضْوَ أنضاءً ثمَّ جمَع الأنضاء عِلّة أُناضٍ وَيكون النِّضوُ مَا قد رُعِيَ وَبقيت مِنْهُ بَقِيَّة كالنِّضو من الْإِبِل الَّذِي يُنْضيه السَّفر ويَهْزِلُه، وَمن قَالَ أَناص جعله جمعَ نَصِيٍّ، والنَّصِيُّ: الرَطْب من الحَلِيّ وَهُوَ نبتٌ تَأْكُله الْإِبِل، وجمَع النَّصِيَّ على أَنصاءٍ ثمَّ جمع أَنصاءً على أَناصٍ وَهَذَا ضعيفٌ لِأَنَّهُ قَالَ من جزيز الحَمْضِ والنَّصيُّ لَيْسَ من الحَمض، فَأَما قَوْلهم أَباعِرُ فقد ذكر أَبُو(4/273)
عَليّ أَنه من بَاب حديثٍ وَأَحَادِيث فِي الشَّذوذ. ثمَّ قَالَ مرَّة: هُوَ من بَاب أَيادٍ وأَساقٍ كَأَنَّهُ بعير وأَبْعِرَة وَهَذَا قولٌ حسن، فَأَما أكارعُ فقد قيل إِنَّه جمْع أَكْرُع، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَنه جمع كُراع فَهُوَ إِذا من بَاب حَدِيث وأحاديثَ وَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب، وَقد جعل أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْثَال قولَهم أَجْناؤُها أَبناؤُها من شاذِّ الجَمع. قَالَ هُوَ جمع جانٍ وبانٍ.
(بَاب مَا يُجْمَع من المذَكَّر بِالتَّاءِ لِأَنَّهُ يصير إِلَى التَّأْنِيث إِذا جُمِع)
فَمِنْهُ شيءٌ لم يُكَسَّر على بِنَاء من أبنية الْجمع فجُمِعَ بِالتَّاءِ إِذْ مُنِعَ ذَلِك. وَذَلِكَ قَوْلك سُرادِقٌ وسُرادِقات وحَمّامٌ وحَمّامات وإيوانٌ وإيَواناتٌ، وَمِنْه قَوْلهم جَمَلٌ سِجْلٌ وجِمالٌ سِجْلاتٌ ورِبَحلاتٌ وجمالٌ سِبَطْراتٌ وَقَالُوا جَوالِقٌ وَلم يَقُولُوا جُوالِقات وَقَالُوا عَيَراتٌ حِين لم يكسِّروها على بناءٍ يكسَّر عَلَيْهِ مثلُها، فَأَما جُوالِقٌ فَلم يجمع بِالْألف وَالتَّاء حِين قَالُوا جَواليقُ والمؤنث الَّذِي لَا عَلامَة فِيهِ يجْرِي هَذَا المجرى كَقَوْلِهِم فِرْسِنٌ وفَراسِنُ، وَلَو يَقُولُوا فِرْسِناتٌ حِين قَالُوا فَراسِنُ، وَكَذَلِكَ خِنْصِر وخَناصِرُ، وَقَالُوا سِجِلٌّ وسِجِلاّت. قَالَ أَبُو عَليّ: إِنَّمَا يجمَع بِالْألف وَالتَّاء مَا لم يُكسَّر ليَكُون ذَلِك كالعِوَض من التَّكسير فأمّا مَا كُسِّر فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى جمعه بِالْألف وَالتَّاء، وَقَالُوا أَهْل وأَهَلاتٌ وَإِن كَانُوا قد قَالُوا أَهالٍ لأَنهم قد توهَّموا بِهِ أهْلَةً وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: فهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بن عاصِمٍ إِذا أدلَجوا بالَّليل يَدعونَ كَوْثَرا وَهَذَا قطع أبي عَليّ فَأَما قَول غَيره فَقَالَ قد يُكسَّر الشيءُ وَيجمع بِالْألف وَالتَّاء كَقَوْلِهِم بُوانٌ وبُواناتٌ وشِمالٌ وشِمالاتٌ وَكَأن هَذَا أسبقُ.
هَذَا بَاب مَا هُوَ اسمٌ يَقع على الْجَمِيع لم يُكَسَّر عَلَيْهِ واحدُه ولكنَّه بِمَنْزِلَة قومٍ ونَفَر وذَوْد إلاّ أَن لَفظه من لفظ واحِده
وَذَلِكَ قولُك رَكْب وسَفْر فالرَكْب لم يكسَّر عَلَيْهِ راكِبٌ أَلا تَرى أنَّك تَقول فِي التحقير رُكَيْب وسُفَيْر. وَاعْلَم أَن هَذَا الْبَاب إِنَّمَا فِيهِ الْجمع الَّذِي هُوَ من لفظ الْوَاحِد وَلَيْسَ بِجمع مكسَّر وَإِنَّمَا هُوَ اسمٌ للْجمع كَمَا أَن قوما وَنَفَرًا وذَوْداً أسماءٌ للْجمع وَلَيْسَت من لفظ الْوَاحِد هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ الْأَخْفَش ركْبٌ وسَفْرٌ وَجَمِيع مَا يجمع من فَاعل على فَعْل كَقَوْلِهِم صاحِبْ وصَحْب وشارب وشَرْب جَمعٌ مُكسَّرٌ فَإِذا صُغِّر على مَذْهَب الْأَخْفَش رُدَّ إِلَى الْوَاحِد فصُغِّر لفظُه ثمَّ تلحقُه الْوَاو وَالنُّون إِذا كَانَ لمذكَّر مَا يعقل، وَإِن كَانَ للمؤنث أَو لما لَا يعقل جمع بِالْألف وَالتَّاء فَتَقول فِي تَصْغِير ركبٍ رُوَيْكِبون وَفِي سَفْر مُسَيْفُرون لِأَنَّهُ يردُّه إِلَى مُسافِر فيُصغِّره ويَجمعه، وَتقول فِي تَصْغِير زَوْر إِذا كَانَ جمع زائر مذَكَّر زُوَيْئِرونَ وَإِن كَانَ للنِّسَاء زُوَيْئِراتٌ وَفِي طيْر وَهِي جمع طَائِر على مَذْهَب الْأَخْفَش طُوَيْئِرات. وَقَالَ الزّجاج: محتجّاً لسيبويه فِي أَن فَعْلا لَيْسَ بِجمع مكسَّر وَإِنَّمَا هُوَ اسمٌ للْجمع وَاسم الْجمع يجْرِي مجْرى الْوَاحِد وَلَا يستمرُّ قِيَاس هَذَا فِي الجموع كلّها، لَا يُقَال جالسٌ وجَلْس وَلَا كاتبٌ وكَتْب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم الْخَلِيل أَن مثل ذَلِك الكَمْأَة وَكَذَلِكَ الجَبْأَة: وَهِي ضَرْبٌ من الكَمأَة وَلم يكسَّر عَلَيْهِ كَمْءٌ تَقول كُمَيْئة يُرِيد أَن الكَمأة جَمعٌ للكمْءِ لَا(4/274)
على سَبِيل التكسير وتصغيره كُمَيْئة وَلَو كَانَ مكسَّراً لوجَب أَن يُقَال كُمَيْئآت وَهَذَا مِمَّا يذكر من نَادِر الْجمع لِأَن الْهَاء تكون فِي الْوَاحِد كتَمرة للْوَاحِد وتَمْر للْجمع وبُسْرَة وبُسْر وَهَذَا كَمْء للْوَاحِد وكَمْأَة للْجمع وَقَالَ الشَّاعِر فَجمع كَمأ على أَكْمُؤ كَمَا قيل كَلْبٌ وأكْلُب وَلَقَد جَنَيْتك أَكْمُؤا وعَساقِلاً وَلَقَد نَهَيْتك عَن بَناتِ الأَوْبَرِ وَمن هَذِه الجموع الَّتِي لَيست بمكسَّرة صاحبٌ وصُحْبة وظِئرٌ وظُؤْرَةٌ وَمثل ذَلِك أديمٌ وأَدَمٌ وأَفيقٌ وأَفَقٌ، والأفيق: الْجلد الَّذِي فِي الدِّباغ، وعَمود وعَمَد واستدلَّ سِيبَوَيْهٍ على أَن ذَلِك لَيْسَ بِجمع مكسَّر أَن الْجمع المكسَّر مؤنّث وَهَذَا مذكَّر تَقول هَذَا أدمٌ وَهَذَا أَديمٌ فِي التصغير وَمثل ذَلِك حَلْقَة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك فَلَو كَانَت كُسِّرت على حلَقٍ كَمَا كُسِّرت ظُلمة على ظُلَم لم يُذَكِّروه فَلَيْسَ فَعَلَ مِمَّا يُكَسَّر عَلَيْهِ فَعْلَةٌ. قَالَ: وَمثل ذَلِك فِيمَا حدّثني بِهِ أَبُو الخطّاب نَشْفَة، ونَشَفٌ: وَهُوَ الْحجر الَّذِي يُتَدلَّك بِهِ، وَمثل ذَلِك الجامل والباقر لم يكسَّر عَلَيْهِمَا جَمَل وَلَا بقرة وَالدَّلِيل عَلَيْهِ التَّذْكِير والتحقير وَأَن فَاعِلا لَا يُكَسَّر عَلَيْهِ شيءٌ أَعنِي فِي قَوْلهم هُوَ العمَد وَهُوَ الجاملُ والباقِرُ وَهَذَا أُدَيْم وَلم يَقُولُوا أُدَيِّمات وَلَا أُدَيِّمة. قَالَ: وَمثل ذَلِك فِي الْكَلَام أَخٌ وإخوةٌ وسَرِيٌّ وسَراة ويدلّك على هَذَا قَوْلهم سَرَوات فَلَو كَانَت بِمَنْزِلَة فَسَقَة أَو قُضاة لم تجمع وَمَعَ هَذَا إِن نَظِير فسقة من بَنَات الْوَاو وَالْيَاء يَجِيء مضموماً. قَالَ أَبُو سعيد: أما أخٌ وإخوةٌ فَهَكَذَا رَأَيْته فِي جَمِيع نسخ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيرهَا وَهُوَ عِنْدِي غلط لِأَن إخْوَة فِعْلَة وفِعْلَة من الجموع المُكسَّرة القليلة كأفعُل وأفعِلَة وأَفعال كَمَا قَالُوا فَتى وفِتْيَة وصَبيٌّ وصِبية وغُلامٌ وغِلْمَة وَالصَّوَاب أَن يكون مَكَان إخْوَة أُخوةٌ حَتَّى يكون بِمَنْزِلَة صُحبة وفُرْهَة وظُؤْرَة، وَقد حكى الْفراء فِي جمع أخٍ إخْوَة وأُخوة، وَأما سَراة فاستدلَّ سِيبَوَيْهٍ أَنه اسْم للْجمع وَلَيْسَ بمكسَّر بشيئين أَحدهمَا انهم يَقُولُونَ سَرَوات فِي جمعه وَلَا يَقُولُونَ فِي فَسَقة فَسَقات وَالثَّانِي أَنه لَو كَانَ جمعا مكَسَّراً لَكَانَ حَقه أَن يَقُولُوا سراة لِأَن لامه معتلَّة وَيُقَال فِيمَا كَانَ معتلّ اللَّام فِي مكسَّره فُعَلَة كَقَوْلِهِم غُزاة ورُماة وَفِيمَا كَانَ غير معتلٍّ فَعَلة كَقَوْلِهِم كَتَبةٌ وفَسَقة. وَمن الْبَاب فارهٌ وفُرهة وغائبٌ وغَيْبٌ وخادمٌ وخَدَم وإهابٌ وأَهَبٌ وماعِزٌ ومَعَزٌ وضائنٌ وضَأَن ويُقال معْز وضَأْن بتسكين الثَّانِي، وَمِنْه أَيْضا فَعيل كَقَوْلِهِم عازِبٌ وعَزيبٌ وغازٍ وغَزِيٌّ وقاطنٌ وقَطينٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: سَرَيْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَزِيُّهمْ وحتَّى الجِيادُ مَا يُقَدْنَ بأرْسانِ فَقَالَ أَبُو عَليّ: وَمن هَذَا الْبَاب رائِحٌ ورَوَح يحكيه عَن أبي زيد، قَالَ: وَمن قَالَ فلانٌ من القَعَد وَالدَّلِيل على صِحَة قَول سِيبَوَيْهٍ من أَنَّهَا اسمٌ للْجمع وَلَيْسَ بتكسيرِه مَا أنْشدهُ أَبُو زيد: بَنَيْتُه بعُصْبةٍ من مالِيا أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عادِيا وَأنْشد أَيْضا: وأيْنَ رُكَيْبٌ واضِعونَ رِحالَهُمْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ من مَقامةِ أَهْوَدا ويدلُّ على ذَلِك أَيْضا أَنهم نسَبوا إِلَيْهِ على لفظِه فَلَو كَانَ تكْسيراً لَرَدُّه إِلَى واحدِه، قَالَ الشَّاعِر: فكأنِّي ممَّا أُزَيِّنُ مِنْهَا قعَدِيٌّ يُزَيِّن التحكيما وأذكر شَيْئا من الجُموع الَّتِي لم يأتِ لهاواحجٌ فَمن ذَلِك قَوْلهم المَحاسِن لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، وَكَذَلِكَ مَذاكير ومَطايِب الجَزور وسَدَدْت مَفاقِرهُ وَجَاءَت الخيلُ عباديدَ وعَبابيدَ وشماطيطَ وَلذَلِك إِذا نسب سِيبَوَيْهٍ إِلَى(4/275)
شيءٍ من هَذَا النَّحْو نسب إِلَى لفظ الجمْع وَأنْشد ابْن السّكيت: ويَرْكُلْنَ عَن أقرابِهِنَّ بأرجُلٍ وأذنابِ زُعْرِ الهُلَّبِ زُرْقِ المَقامِعِ والمقامع: نوعٌ من الذُّباب واحدته قَمَعة وَلم يَقُولُوا مَقْمَعة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا المَشابِه والمَلامِح وَلم يَقُولُوا مَشْبَهة وَلَا مَلْمَحة وَحكى ابْن السّكيت إِنَّه لَطَيِّبُ السُّعوف: أَي الضَّرائب وَلَا واحدَ لَهَا.
(كتاب الْأَفْعَال والمصادر)
(بَاب بناءِ الْأَفْعَال الَّتِي هِيَ أعمالٌ وذكْرِ أبنِيَة المَصادر واختلافها وَمَا يتعلَّق بِالْفِعْلِ من أَبْنِيَة الفاعِلِين والمفعولِين وغيرِ ذَلِك من أَسمَاء الْأَزْمِنَة والأمكنة مِمَّا سنُبيِّنُه.)
وَنحن نقدِّم جملَة تُسَهِّل حِفْظ ذَلِك وَنْبَدأُ بِأَصْل يُرجَع إِلَيْهِ فِي تقييدِ مُعظَم ذَلِك وأكثرُ مَا فِي هَذَا يجْري مَجْرَى اللغةِ الَّتِي يُحتاجُ إِلَى حِفْظها. اعْلَم أَن الْأَفْعَال على ضَرْبَين أحدُهما ثُلاثِيٌّ وَهُوَ الْعدَد الأعدلُ فِي الأفعالِ والأسماءِ والآخرُ زَاد على الثُّلاثِيِّ فَأَما الثُّلاثيُّ الأولُ البسيطُ الَّذِي لم تَلْحَقه زيادةٌ فَلهُ ثلاثةُ أبنيةٍ: فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ، فَفَعَل نَحْو ضَرَبَ وقَتَلَ وَجَلَس وَقَعَد وَيكون فِيهِ المتعدِّي وغيرُ المتعدِّي نَحْو ضَرَبَ زيدٌ عمروا، وَغير المتعدِّ قولُك جَلَسَ زيدٌ وذَهَبَ عمروٌ وَأما فَعِلَ فنحو عَلِمَ وجَهِلَ وشَرِبَ وفَزِعَ وهَلِعَ وجَزِعَ وَيكون فِيهَا المتعدِّي وَغير المتعدِّي فالمتعدي قولُك عَلِمَ زيدٌ الأمرَ وشَرِبَ عمروٌ الماءَ وَغير الْمُتَعَدِّي قَوْلك فَزِعَ زيدٌ وجَزِعَ عبد الله وأمَّا فَعُل فنحو كَرُم وظَرُف وَلَا يكون متعدِّياً البتَّةَ لَا يَجِيء مِنْهُ كَرُم زيدٌ عمروا فِي الصَّحِيح فَأَما المعتلُّ فِي هَذَا الْبناء فِي حَيِّزِ الْأَفْعَال فَلَيْسَ من غَرَض هَذَا الكتابِ ولكنَّه رُبمَا عنَّ فعلَّلناه، فَأَما فَعَلَ فمستقبِلُه يجيءُ على يَفْعِل ويَفْعُل ويَكْثُران فِيهِ حَتَّى قَالَ بعضُ النَّحْوِيين إِنَّه لَيْسَ أحدُهما أوْلى بِهِ من الآخرِ وَإنَّهُ ربَّما يكثُر أحدُهما فِي إِعَادَة ألفاظِ الناسِ حَتَّى يُطَّرَح الآخرُ ويَقْبُح استعمالُه. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذَا المثالانِ يَعْنِي يَفْعِل ويَفْعُل جارِيان على السَّواءِ فِي الغَلَبَة والكَثْرة. قَالَ وَقَالَ أَبُو الْحسن يَفْعِل أغلَبُ عَلَيْهِ من يَفْعُل، قَالَ أَبُو عَليّ: وَذَلِكَ ظنٌّ إنَّما توهَّمَ ذَلِك من أجلِ الخِفَّة فحكمَ أنَّ يفعِلُ أكثرُ من يَفْعُل وَلَا سبيلَ إِلَى حَصْرِ ذَلِك فيُعلَم أيُّهما أكثرُ وأغلبُ غَيْرَ أنّا كُلَّما استقْرينا بابّ فَعَلَ الَّذِي يَعْتَقِبُ عَلَيْهِ المثالانِ يفْعِل ويَفْعُل وَجَدْنا الكسْرَ فِيهِ أَفْصَحَ وَذَلِكَ للخِفَّة كَقَوْلِنَا خَفَقَ الفؤادُ يخْفِقُ ويخْفُق وحَجَلَ الغرابُ يحْجِلُ ويحْجُل وبَرَدَ الماءُ يبرِد ويبرُد وسَمَطَ الجَدْيَ يسمِطه ويسْمُطه وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا قد تَقَصَّاه مُتْقِنو اللُّغَة كالأصمعي وَأبي زيدٍ وَأبي عبيد وَابْن السّكيت وَأحمد بن يحيى فَهَذَا مَذْهَب أبي عَليّ فِي يَفْعِل يَفْعُل، وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: إِذا عُلِم أَن الماضيَ على فَعَلَ وَلم يُعلَم المستقبلُ على أيِّ بناءٍ هُوَ فَالْوَجْه أَن يُجعَل يفْعِل وَهَذَا أَيْضا لما قدَّمت من أَن الكسرة أخفُّ من الضَّمَّةِ وَقيل هما يُستعمَلانِ فِيمَا لَا يُعرَف وَحكى عَن مُحَمَّد بن يزيدَ وأحمدَ بنِ يحيى أَنه يجوزُ الوجهانِ فِي مستقبَل فَعَلَ فِي جَمِيع الْبَاب وَزعم قومٌ من النوحيين أَن مَا كَثُر اسْتِعْمَاله على يفْعِل وشُهِر لم يجُزْ فِيهِ مَا استُعمِل على غير ذَلِك نَحْو ضَرَبَ يَضْرِب وقَتَلَ يَقْتُل وَمَا لم يكن من الْمَشْهُور جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ. وَأَنا أذكر من الْأَفْعَال الَّتِي يَعْتَقِب عَلَيْهَا هَذَا المِثالان على حدِّ مَا نَحا إِلَيْهِ أَبُو عَليّ لأُنَبِّهَ على ذَلِك، قَالُوا: حَشَدَ يَحْشِد ويَحْشُد، وعَنَدَ يَعْنِد ويَعْنُد وزَمَرَ يَزْمِر ويَزْمُر ونَفَرَ يَنْفِر ويَنْفُر وعَرَمَ يَعْرِم ويَعْرُم وزَبَرَ يَزْبِر ويَزْبُر وطَمَثَ يَطْمِث ويَطْمُث: إِذا جامَعَ فَأَما فِي الْحيض فيَطْمِث لَا غيرُ، وخَمَرَ يَخْمِر ويَخْمُر وفَطَرَ يَفْطِر ويَفْطُر وعَثَرَ يَعْثِر ويَعْثُر وقَدَرَ يَقْدِر ويَقْدُر وأَهَلَ يَأْهِل ويَأْهُل: إِذا تزوَّج وعَضَلَ المرأةَ يَعْضِلها ويَعْضُلها: إِذا عَقَلَها عَن النِّكاح وتَلَدَ الشيءُ يَتْلِد ويَتْلُد: أَي قَدُمَ وعَرَشَ البئرَ يَعْرِشُها ويَعْرُشُها: وَهُوَ الطيُّ بالخشب وَقَالُوا عَكَفَ يَعْكِف ويَعْكُف ونَقَزَ يَنْقِز ويَنْقُز(4/276)
وشَرَطَ الحَجَّام يَشْرِط ويَشْرُط وَكَذَلِكَ فِي الشَّرِكة وحَنَكَ الدابَّةَ يَحْنِكُها ويَحْنُكُها: إِذا جَعَلَ الرِّسَنَ فِي فِيهَا وفَسَقَ يَفْسِق ويَفْسُق ونَجَبَ الشجرةَ يَنْجِبُها ويَنْجُبها وقَبَرَ الميِّتَ يَقْبِره ويَقْبُره وعَتَبَ عَلَيْهِ من العتاب يَعْتِب ويَعْتُب وذَمَلَت الناقةُ تَذْمِل وتَذْمُل وقَنَطَ يَقْنِط ويَقْنُط وجَزَرَ النخْل يَجْزِره ويَجْزُره وأَبَقَ يَأْبِق ويَأْبُق وعَزَفَت نَفسِي عَن الشَّيْء تَعْزِف وتَعْزُف فَأَما الجِنَّ فالبكسر لَا غيرُ وحَشَرَ يَحْشِر ويَحْشُر وفَتَكَ يَفْتِك ويَقْتُك وأَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه: إِذا اتَّهمْتَه، فَأَما مَا يَعْتَقب عَلَيْهِ هَذَا المثالان من المُضاعَف نَحْو شَدَّ يشِدُّ ويَشُدُّ وشَحَّ يشِحُّ ويَشُحُّ وعَلَّ يعِلُّ ويعُلُّ ونَمَّ ينِمُّ وينُمُّ فسأستَقْصيه فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وأشباهُ هَذَا فِي الْكَلَام كثيرٌ جدا وَلَكِنِّي ذكرتُ مِنْهُ عامّة ليدُلَّك على أَن المثالين يَكْثُرانِ فِي هَذَا البابِ وَجعلت لَك تَعاقُبَهما على الكلمةِ الْوَاحِدَة دَلِيلا على كَثْرَتهما واشتِراكِهما فِي هَذَا الْبناء، وَفِي الْأَفْعَال مَا يلزَمُ مستقْبَلُه أحدَ هذينِ البناءَيْن إِمَّا لحرْف معتَلِّ وَإِمَّا لِمَعْنى لازمٍ فَأَما مَا لَزِمَ فِيهِ أحدُ البناءَيْنِ بحرفٍ معتلٍّ فَهُوَ أَن يكونَ الْمَاضِي على فَعَلَ وعينُ الْفِعْل أَو لامُه واوٌ فَإِنَّهُ يَلْزَمُه يَفْعُل وَذَلِكَ قولُك فِيمَا العيْن مِنْهُ واوٌ قَالَ يَقول وقامَ يَقوم وأمّا مَا كَانَ لامُ الْفِعْل مِنْهُ واواً فنحو غَزا يَغْزو ودَعا يَدْعو ونَثا يَنْثو وسَما يَسمو، وَأما مَا كَانَ الْمَاضِي مِنْهُ على فَعَلَ وعينُ الْفِعْل أَو لامُه ياءٌ فَإِنَّهُ يلزَمُ فِي مستقبله يَفْعِل كَقَوْلِنَا فِي الَّذِي عينُه ياءٌ باعَ يَبْيِع ومالَ يَمْيِل ومارَ يَمْيِر وصارَ يَصْيِر وَأما الَّذِي لامُه ياءٌ فَكَرَمى يَرْمِي وَجَرَى يَجْرِي وَقَضَى يَقْضِي، وَمِمَّا يلْزَم يَفْعِل فِي مستقبَله مَا كَانَ على فَعَلَ وفاؤه وَاو كَقَوْلِك وَعَدَ يَعِدُ وَوَزَن يَزِن وَوَثَب يَثِب وَوَجَد يَجِد فَأَما يَجِدُ فسنذكرُه فِي نَظائرِ الصَّحِيح من المعتلِّ إِن شَاءَ الله وأصْل يَعِدُ ويَزِنُ يَوْعِد ويَوْزِن وَسَقَطت الواوُ مِنْهُ عِندَ البَصْريين لوُقوعها بَيْنَ ياءٍ وكسرةٍ وعِند الكوفيِّين إِنَّمَا تَسْقُط الواوُ فَرْقَاً بَيْنَ المتعدِّي من هَذَا البابِ وبَيْنََ مَا لَا يتعدَّى وكأنَّ التعدِّي عِندَهم عِوَضٌ من سُقوطِ الواوِ قَالُوا لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِيمَا لَا يتعدَّى يَوْجَل ويَوْحَل وَمَا أشبهَ ذَلِك وَلَيْسَ الأمرُ على مَا قَالُوا لِأَنَّهُ قد جاءَ أَفْعَالٌ كثيرةٌ مِمَّا لَا يتعدَّى قد سَقَطَت مِنْهَا الْوَاو كَقَوْلِك وَكَفَ البيتُ يَكِفُ وَوَنَم الذُّبابُ يَنِمُ: إِذا ذَرَقَ، ووَخَدَ الجملُ يَخِد ووَجَدَ عَلَيْهِ يَجِد وَهُوَ أكثرُ من أَن يُحصى وأمّا يَوْحَل ويَوْجَل فَإِنَّمَا هُوَ على يَفْعَل لِأَن الماضيَ مِنْهُ فَعِلَ كَمَا تَقول عَلِمَ يَعْلَم وحَذِرَ يَحْذَر فَأَما وَهَبَ يَهَبُ ووَضَعَ يَضَع وَمَا أشبهَ ذَلِك فَإِنَّمَا سَقَطت الواوُ مِنْهُ لِأَن أصلَه يَوْهِبُ ويَوْضِع على الْبَاب الَّذِي ذكرتُ فسقطتِ الواوُ لوقوعها بَيْنَ ياءٍ وكسرةٍ ثمَّ فُتح من أجْل حرْفِ الحَلْقِ وسأَقِفُكَ على مَا يُفْتَح من أجل حرفِ الحلْقِ ولِمَ ذَلِك إِن شَاءَ الله، وَقد يَلْزَمون فِي بعض الْمعَانِي أحدَ البِناءَيْن كَقَوْلِهِم فِي الغَلَبة إِذا قلت فاعَلْته وَهَذَا هُوَ الْقسم الثَّانِي الَّذِي يَلْزَم فِيهِ يَفْعُل من أجل الْمَعْنى وَذَلِكَ قَوْلهم خاصَمني فَخَصَمْتُه أَخْصُمُه وضارَبني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه وَقد جَاءَت يَفْعِل فِي هَذَا الْبَاب وَذَلِكَ فِي حَيِّز المُعتَلِّ الَّذِي عَيْنُه أَو لامُه ياءٌ وسأبَيِّنُ هَذَا البابَ بعِلَله لِأَنِّي إِنَّمَا قدَّمت هَذِه الْجُمْلَة توطِئَة لما بعْدهَا إِن شَاءَ الله، وَقد يكون الْآتِي من فَعَلَ يَفْعَل إِذا كانتْ لامُه أَو عينُه حَرْفَاً من حُرُوف الحلْق وَلَيْسَ هَذَا الموضعُ كُلِّياً بل قد يجيءُ مِمَّا عينُه أَو لامُه حرفٌ من حُرُوف الحلْق على القياسِ كَثيراً، وحروف الحلْق ستةٌ الهمزُ والعيْنُ والحاءُ والهاءُ والغَيْنُ والخاءُ فَأَما مَا كَانَ الهمزةُ فِيهِ عينَ الْفِعْل فقولك سَأَلَ يَسْئَل وَمَا كَانَت لامَه فَقَرَأ يَقْرَأُ وَمَا كَانَت العينُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَسَحَب يَسْحَب وسَحَطَ يَسْحَط وَمَا كَانَت لامَه فَذَبَح يَذْبَح وسَبَحَ يَسْبَح وَمَا كَانَت الهاءُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَذَهَب يَذْهَب وَمَا كَانَت لامَه فَجَبَه يَجْبَه وَأما مَا كَانَت الغَيْنُ مِنْهُ عينَ الْفِعْل فَدَغَر يَدْغَر وَمَا كَانَت لامَه فَدَمَغ يَدْمَغ وَمَا كَانَت الخاءُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَفَخَر يَفْخَر وَمَا كَانَت لامَه فَسَلَخ يَسْلَخ وَقد يجيءُ بعض ذَلِك على الأَصْل على فَعَلَ يَفْعِل أَو يَفْعُل فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ على فَعَلَ يَفْعِل فَنَحَت يَنْحِت وصَهَلَ يَصْهِل ورَجَعَ يَرْجِع وَمَا كَانَ على يَفْعُل فَقَعَد يَقْعُد وشَحَبَ يَشْحُب وَذَلِكَ كثير، وَمَا كَانَ فَاء الْفِعْل مِنْهُ أَحَدَ الْحُرُوف الستَّةِ من حُرُوف الحلْق فَلَا يُغَيَّر(4/277)
الحكمُ ويلزمُ فِيهِ يَفْعِل أَو يَفْعُل كَقَوْلِك أَكَلَ يَأْكُل وعَبَرَ يَعْبُر وحَمَلَ يَحْمِل وعَقَلَ يَعْقِل وَمَا أشبَهَ ذَلِك وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ أَنه جَاءَ حرفٌ واحدٌ على فَعَلَ يَفْعَل وَهُوَ أَبَىَ يَأْبَى وَلَيْسَ عينُ الْفِعْل وَلَا لامُه حَرْفَاً من الستةِ، وَقَالَ بعضُ النَّحْوِيين: شَبَّهوا الألفَ بِالْهَمْزَةِ لِأَنَّهَا من مَخْرَجها وَهُوَ شاذٌّ لَيْسَ بِأَصْل وَزَاد ابْن السّكيت عَن ابْن عَمْرو رَكَنَ يَرْكَن. ارَ يَصْيِر وَأما الَّذِي لامُه ياءٌ فَكَرَمى يَرْمِي وَجَرَى يَجْرِي وَقَضَى يَقْضِي، وَمِمَّا يلْزَم يَفْعِل فِي مستقبَله مَا كَانَ على فَعَلَ وفاؤه وَاو كَقَوْلِك وَعَدَ يَعِدُ وَوَزَن يَزِن وَوَثَب يَثِب وَوَجَد يَجِد فَأَما يَجِدُ فسنذكرُه فِي نَظائرِ الصَّحِيح من المعتلِّ إِن شَاءَ الله وأصْل يَعِدُ ويَزِنُ يَوْعِد ويَوْزِن وَسَقَطت الواوُ مِنْهُ عِندَ البَصْريين لوُقوعها بَيْنَ ياءٍ وكسرةٍ وعِند الكوفيِّين إِنَّمَا تَسْقُط الواوُ فَرْقَاً بَيْنَ المتعدِّي من هَذَا البابِ وبَيْنََ مَا لَا يتعدَّى وكأنَّ التعدِّي عِندَهم عِوَضٌ من سُقوطِ الواوِ قَالُوا لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِيمَا لَا يتعدَّى يَوْجَل ويَوْحَل وَمَا أشبهَ ذَلِك وَلَيْسَ الأمرُ على مَا قَالُوا لِأَنَّهُ قد جاءَ أَفْعَالٌ كثيرةٌ مِمَّا لَا يتعدَّى قد سَقَطَت مِنْهَا الْوَاو كَقَوْلِك وَكَفَ البيتُ يَكِفُ وَوَنَم الذُّبابُ يَنِمُ: إِذا ذَرَقَ، ووَخَدَ الجملُ يَخِد ووَجَدَ عَلَيْهِ يَجِد وَهُوَ أكثرُ من أَن يُحصى وأمّا يَوْحَل ويَوْجَل فَإِنَّمَا هُوَ على يَفْعَل لِأَن الماضيَ مِنْهُ فَعِلَ كَمَا تَقول عَلِمَ يَعْلَم وحَذِرَ يَحْذَر فَأَما وَهَبَ يَهَبُ ووَضَعَ يَضَع وَمَا أشبهَ ذَلِك فَإِنَّمَا سَقَطت الواوُ مِنْهُ لِأَن أصلَه يَوْهِبُ ويَوْضِع على الْبَاب الَّذِي ذكرتُ فسقطتِ الواوُ لوقوعها بَيْنَ ياءٍ وكسرةٍ ثمَّ فُتح من أجْل حرْفِ الحَلْقِ وسأَقِفُكَ على مَا يُفْتَح من أجل حرفِ الحلْقِ ولِمَ ذَلِك إِن شَاءَ الله، وَقد يَلْزَمون فِي بعض الْمعَانِي أحدَ البِناءَيْن كَقَوْلِهِم فِي الغَلَبة إِذا قلت فاعَلْته وَهَذَا هُوَ الْقسم الثَّانِي الَّذِي يَلْزَم فِيهِ يَفْعُل من أجل الْمَعْنى وَذَلِكَ قَوْلهم خاصَمني فَخَصَمْتُه أَخْصُمُه وضارَبني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه وَقد جَاءَت يَفْعِل فِي هَذَا الْبَاب وَذَلِكَ فِي حَيِّز المُعتَلِّ الَّذِي عَيْنُه أَو لامُه ياءٌ وسأبَيِّنُ هَذَا البابَ بعِلَله لِأَنِّي إِنَّمَا قدَّمت هَذِه الْجُمْلَة توطِئَة لما بعْدهَا إِن شَاءَ الله، وَقد يكون الْآتِي من فَعَلَ يَفْعَل إِذا كانتْ لامُه أَو عينُه حَرْفَاً من حُرُوف الحلْق وَلَيْسَ هَذَا الموضعُ كُلِّياً بل قد يجيءُ مِمَّا عينُه أَو لامُه حرفٌ من حُرُوف الحلْق على القياسِ كَثيراً، وحروف الحلْق ستةٌ الهمزُ والعيْنُ والحاءُ والهاءُ والغَيْنُ والخاءُ فَأَما مَا كَانَ الهمزةُ فِيهِ عينَ الْفِعْل فقولك سَأَلَ يَسْئَل وَمَا كَانَت لامَه فَقَرَأ يَقْرَأُ وَمَا كَانَت العينُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَسَحَب يَسْحَب وسَحَطَ يَسْحَط وَمَا كَانَت لامَه فَذَبَح يَذْبَح وسَبَحَ يَسْبَح وَمَا كَانَت الهاءُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَذَهَب يَذْهَب وَمَا كَانَت لامَه فَجَبَه يَجْبَه وَأما مَا كَانَت الغَيْنُ مِنْهُ عينَ الْفِعْل فَدَغَر يَدْغَر وَمَا كَانَت لامَه فَدَمَغ يَدْمَغ وَمَا كَانَت الخاءُ عينَ الْفِعْل مِنْهُ فَفَخَر يَفْخَر وَمَا كَانَت لامَه فَسَلَخ يَسْلَخ وَقد يجيءُ بعض ذَلِك على الأَصْل على فَعَلَ يَفْعِل أَو يَفْعُل فَأَما مَا جَاءَ مِنْهُ على فَعَلَ يَفْعِل فَنَحَت يَنْحِت وصَهَلَ يَصْهِل ورَجَعَ يَرْجِع وَمَا كَانَ على يَفْعُل فَقَعَد يَقْعُد وشَحَبَ يَشْحُب وَذَلِكَ كثير، وَمَا كَانَ فَاء الْفِعْل مِنْهُ أَحَدَ الْحُرُوف الستَّةِ من حُرُوف الحلْق فَلَا يُغَيَّر الحكمُ ويلزمُ فِيهِ يَفْعِل أَو يَفْعُل كَقَوْلِك أَكَلَ يَأْكُل وعَبَرَ يَعْبُر وحَمَلَ يَحْمِل وعَقَلَ يَعْقِل وَمَا أشبَهَ ذَلِك وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ أَنه جَاءَ حرفٌ واحدٌ على فَعَلَ يَفْعَل وَهُوَ أَبَىَ يَأْبَى وَلَيْسَ عينُ الْفِعْل وَلَا لامُه حَرْفَاً من الستةِ، وَقَالَ بعضُ النَّحْوِيين: شَبَّهوا الألفَ بِالْهَمْزَةِ لِأَنَّهَا من مَخْرَجها وَهُوَ شاذٌّ لَيْسَ بِأَصْل وَزَاد ابْن السّكيت عَن ابْن عَمْرو رَكَنَ يَرْكَن. وَأما مَا كَانَ على فَعِلَ فيلْزَم مستقبَله يَفْعَل كَقَوْلِك حَذِرَ يَحْذَر وفَرِقَ يَفْرَق وعَمِلَ يَعْمَل وشَرِبَ يَشْرَب وَقد شذَّت مِنْهُ أحرفٌ من الصَّحِيح والمعتل فَمن الصَّحِيح أربعةُ أفعالٍ جاءتْ على فَعِلَ يَفْعِل ويَفْعَل جَمِيعًا وَهِي حَسِبَ يَحْسِب ويَحْسَب ويَبِسَ يَيْبِس ويَيْبَس ويَئِسَ يَيْئِس ويَيْئَس ونَعِمَ يَنْعِم ويَنْعَم وَقد جَاءَ حرفٌ وَاحِد من الصَّحِيح على فَعِلَ يَفْعُل وَهُوَ فَضِلَ يَفْضُل، وأنْشَد: ذَكَرْتُ ابنَ عبَّاسٍ ببابِ ابنِ عامرٍ وَمَا مرَّ من عيشٍ هُناكَ وَمَا فَضِلْ وَذكر غَيرهم أَنه جَاءَ حرف آخرُ وَهُوَ حَضِرَ يَحْضُر وأظنُّ أَبَا زيدٍ ذكره أَيْضا، وأنشدوا قَول جرير: مَا مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ كمَنْ لَنا عِندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ وَقد جَاءَ من المعتلِّ على فَعِلَ يَفْعِل أحرفٌ كثيرةٌ مِنْهَا وَثِقَ يَثِقُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَرِثَ يَرِثُ وَمِنْهَا طاحَ يَطيحُ وتاهَ يَتيه على لُغَة من هُوَ يَقُول طَوَّحته وتوَّهته. وَقد جَاءَ حرفان على فَعِلَ يَفْعُل من المعتلِّ قَالُوا مِتَّ تَموت ودِمْتَ تَدوم، فَأَما فَعُل فَإِن مستقبَلَه يَجِيء على يَفْعُل لَا غيرُ كَقَوْلِهِم ظَرُفَ يَظْرُف وكَرُمَ يَكْرُم وَقد ذكرُوا أَنه جَاءَ حرفٌ من المعتلِّ على فَعُل يَفْعَل وَهُوَ كُدْت تَكاد وَهُوَ شاذٌّ نادرٌ، وَأما مصَادر هَذِه الْأَفْعَال الثلاثية فَهِيَ مختلفةٌ وستَقِف على اختلافها مِمَّا أسوقه لَك من كلامِ سِيبَوَيْهٍ وَجَمِيع النَّحْوِيين وَلَيْسَ يَلْزَم قِيَاسا وَاحِدًا وَإِنَّمَا يُحْفَظُ حِفْظاً غير أَن الغالبَ على مَا كَانَ مِنْهَا متعدِّياً الفَعْلُ كَقَوْلِك ضَرَبْته ضَرْبَاً وقَتَلْته قَتْلاً وشَتَمْته شَتْمَاً وبَلِعْت الشيءَ بَلْعَاً وجَرِعْت الماءَ جَرْعَاً وَقد يَأْتِي على غير ذَلِك والبابُ فِيهِ فَعْل. وَأما مَا لَا يتعدَّى فيكثُر فِيهِ الفُعول كَقَوْلِك جَلَسَ جُلوساً وقَعَدَ قُعوداً ورَجَعَ رُجوعاً. وَأَنا أذكر مصادرَ هَذَا الْقسم الأوَّلِ الأعْدلِ الَّذِي هُوَ الثلاثيُّ وأُبَيِّنُ الْبناء الغالبَ على كلِّ نوعٍ مِنْهَا وأُفضِّل مَا يَغْلِب على غير المتعدِّي وأبْدأُ أوَّلاً بشرح معنى المصْدَر الَّذِي هُوَ اللَّفْظ الجامِعُ لجَمِيع الْأَشْخَاص المقْصودِ إِلَى تَعْيِينهَا وحَصْرِ أبنِيَتِها وتحديدها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَنَقُول: إِن المصدرَ اسمُ الحدَثِ الَّذِي تَصَرَّفُ مِنْهُ الأفعالُ نَحْو الضَّرْب تَصَرَّف مِنْهُ ضرب يَضْرِب وسَيَضْرِب والمصدر للْفِعْل كالمادة المشتَرَكة وَلذَلِك سمَّته الأوائلُ مِثَالا وسَمَّوْا مَا اشتُقَّ مِنْهَا التَصاريفَ ونَظائر فَأَما النظائرُ عندهُم فَمَا جَرى على وَجْهِ النّسَب وَهَذَا غيرُ مستعمَل فِي لُغَة العربِ إِنَّمَا يَقُولُونَهُ بوَسيط كَقَوْلِهِم فَعَلَ كَذَا على جِهَة العَدْل وعَلى جِهَة الجَوْر وعَلى جِهَة السَّهْو وعَلى جِهَة الخيْر وعَلى جِهة الشَّرِّ وَلَا يَقُولُونَ على العَدْلِيَّة وَلَا على الجورِيَّة وَلَا على الخَيْرِيَّةِ وَلَا على الشَّرِّيَّةِ وَأما التصاريف فَهِيَ الَّتِي نسمِّيها نَحن الأمثلةَ كَقَوْلِنَا فَعَلَ يَفْعَل ويَفْعُل ويَفْعِل وَنحن آخِذون فِي ذكر مَصادرِ الثُّلاثِيِّ غيرِ المَزيدِ ومقدِّمون لمَصْدر فَعَلَ لكَونه الأخف فَنَقُول أوَّلاً إِن الْغَالِب على مَصادر هَذِه الْأَقْسَام الثَّلَاثَة الَّتِي هِيَ فَعَلَ يَفْعِل وفَعِلَ يَفْعَل وفَعُلَ يَفْعُل أَن يَجِيء على فَعْل وَقد صرَّفوها على غير ذَلِك فنحتاجُ إِلَى ضَبْطِها لحمْل النظرِ عَلَيْهَا على طَريقَة النَّادِر فَأَما فَعْل فَالْقِيَاس عَلَيْهِ لاطِّراده وَنحن نذكرُ جَمِيع الأبْنِيَةِ الَّتِي جاءتْ لمَصادرِ الثلاثيِّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ زيادةٌ للحاجةِ إِلَيْهِ على مَا بَيَّنا.(4/278)
3 - (فصل فِي فَعَلَ يَفْعِل من المتعدِّي)
فَعَلَه يَفْعِله ضَرَبَه يَضْرِبه ضَرْبَاً وشَتَمَه يَشْتِمه شَتْمَاً وكَلَمَه يَكْلِمه كَلْمَاً وكَظَمَه يَكْظِمه كَظْمَاً وكَسَرَه يَكْسِر كَسْرَاً وحَطَمَه يَحْطِمه حَطْمَاً وَهَذَا البناءُ هُوَ الغالبُ والغالبُ كالقياس الَّذِي هُوَ اللازمُ وَإِن لم يكن مستَحِقَّاً لاسم اللُّزوم وَلَا لاسمِ الْقيَاس وَلكنه قريبٌ مِنْهُ فَلَا حاجةَ بِنَا إِلَى استِقْصائه وَإِنَّمَا يُتَقَصَّى مَا سِواه لِخُرُوجِهِ من بَاب الغالبِ وحُصوله فِي حيِّز النَّادِر وفَعَلَه يَفْعِله فَعْلاً قَاَلَه يقِيلُه قيْلاً فَعَلَه يَفْعِله فَعَلاً سَرَقَه يَسْرِقه سَرَقَاً فَعَلَه يَفْعِله فَعَلةً غَلَبَه يَغْلِبه غَلَبَةً، وَحكى أَبُو زيد: غُلُبَّة وغُلُبَّى فَعَلَه يَفْعِله فَعِلَةً سَرَقَه يَسْرِقه سَرِقَةً فَعَلَه يَفْعِله فِعْلَةً حَماه يحميه حِمْيَةً فَعَلَه يَفْعِله فِعالاً ضَرَبَها يَضْرِبها ضِراباً ونَكَحَها يَنْكِحها نِكاحاً وكَذَبَه يَكْذِبه كِذاباً، قَالَ الْأَعْشَى: فَصَدَقْتُها وكَذَبْتها والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذَابُهْ فَعَلَه يَفْعِله فِعالَةً حَماه يَحميه حِمايَةً ووقاه يَقيه وِقايةً فَعَلَه يَفْعِله فِعْلاناً حَرَمَه يَحْرِمه حِرْماناً فَعَلَه يَفْعِله فُعْلاناً غَفَرَه يَغْفِره غُفْراناً فَعَلَه يَفْعِله فَعْلاَناً لَوَاَه يَلْويه لَيَّناً.
3 - (فصل فِي فَعَلَ يَفْعُل من المتعدِّي)
فَعَلَه يَفْعُله فَعْلاً قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً فَعَلَه يَفْعُله فَعَلاً سَلَبَه يَسْلُبه سَلَبَاً وطَرَدَه يَطْرُده طَرَدَاً وحَلَبَه يَحْلُبه حَلَبَاً وطَلَبَه يَطْلُبه طَلَبَاً وخَلَبَه يَخْلُبه خَلَبَاً وجَنَبَه يَجْنُبه جَنَبَاً وخَبَّ فِي العَدْو يَخُبُّ خَبَبَاً وصَدَرْت عَن البلادِ أَصْدُرُ صَدَرَاً فَأَما أَبُو عبيد فقد أَسَاءَ العِبارةَ فَقَالَ صَدَرْت عَن البلادِ صَدَرَاً فَهَذَا الاسمُ فَإِن أردتَ المَصدر جَزَمْت الدالَ وَأنْشد بيتَ ابْن مقبل: وَلَيْلةٍ قد جَعَلْت الصُّبْحَ مَوعِدَها صَدْرَ المَطيَّة حَتَّى تَعْرِف السَّدَفا فَعَلَه يَفْعُله فَعِلاً خَنَقَه يَخْنُقه خَنِقَاً. فَعِلَه يَفْعُله فُعْلاً كَفَرَه يَكْفُره كُفْراً وشَكَرَه يَشْكُره شُكْراً، وَحكى الْفَارِسِي: شَكَدَه يَشْكُده شُكْداً وشَكَمَه يَشْكُمه شُكْماً هَذِه حِكَايَة الْفَارِسِي والجمهورُ أَو الكلُّ غَيْرَه على أَن الشَّكْد والشَّكْم الْمصدر والشُّكْد والشُّكْم الاسمُ. فَعَلَه يَفْعُله فِعْلاً ذَكَرَه يَذْكُره ذِكْراً وحَجَّه يحُجُّه حِجَّاً فَأَما غير سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: الحَجُّ والحِجُّ لُغَتَانِ. وَقَالَ الْفَارِسِي مثلَ ذَلِك غير أَنه قَالَ فِي كتاب الحُجَّة الحّجُّ الْمصدر والحِجُّ الاسمُ يرفَع ذَلِك إِلَى أبي الْحسن. فَعَلَه يَفْعُله فِعْلَة نَشَدَه يَنْشُده نِشْدَة فَعَلَه يَفْعُله فِعالاً كَتَبَه يَكْتُبه كِتاباً وحَجَبَه يَحْجُبه حِجاباً فَعَلَه يَفْعُله فُعْلاناً كَفَرَه يَكْفُره كُفْراناً وشَكَرَه يَشْكُره شُكْراناً فَعَلَه يَفْعُله فُعولاً كَفَرَه يَكْفُره كُفوراً وشَكَرَه يَشْكُره شُكوراً وحَبَرَه يَحْبُره حُبوراً وسَرَّه يَسُرُّه سُروراً وكَفَلَه يَكْفُله كُفولاً. فَعَلَه يَفْعُله فِعْلاناً نَشَدَه يَنْشُده نِشْداناً.
3 - (فصل فِي فَعِلَه يَفْعَله من المتعدِّي)
فَعِلَه يَفْعَله فَعْلاً حَمِدَه يَحْمَده حَمْدَاً فَعِلَه يَفْعَله فَعَلاً عَمِلَه يَعْمَله عَمَلاً فَعِلَه يَفْعَله فُعْلاً شَرِبَه يَشْرَبه شُرْباً ورَحِمَه يَرْحَمه رُحْماً فَعِلَه يَفْعَله فَعْلَةً رَحِمَه يَرْحَمه رَحْمَةً فَعِلَه يَفْعَله فِعْلَةً خالَه يخالُه خِيْلَةً، وَحكى الْفَارِسِي: خالَ يَخيلَ خَيْلَةً: إِذا اختالَ، فَعِلَه يَفْعَله فِعالاً سَفِدَها يَسْفَدها سِفاداً فَعِلَه يَفْعَله فَعالاً سَمِعَه يَسْمَعه سَماعاً فَعِلَه يَفْعَله فِعْلاناً غَشِيَه يغْشاه غِشْياناً(4/279)
3 - (فصل فِي فَعَلَ يَفْعَل من المتعدِّي الَّذِي فِيهِ حرف الحلْق)
فَعَلَه يَفْعَله فَعالَةً نَصَحَه يَنْصَحه نَصاحَةً، وَحكى الْفَارِسِي عَن أبي زيد: اللَّهُمَّ أعْطِنا سَآلاتنا فَعَلَه يَفْعَله فُعالاً سَأَلَه يَسْأَله سُؤالاً فَعَلَه يَفْعَله فِعالةً قَرَأَه يَقْرَأه قِراءةً
3 - (فصل فِي تَمْيِيز المتعدِّي من غير المتعدِّي وتحديد كل وَاحِد مِنْهُمَا بخاصِّيَّته)
وَنحن نضع هَذَا الْبَاب على عِبارةِ الْأَوَائِل والنحويين وَمعنى قَول النَّحْوِيين لَا يتعدَّى أَي لَا يكون مِنْهُ صفة على طَرِيق مفعُول وَذَلِكَ أَن المتعدِّي هُوَ مَا كَانَ مِنْهُ صِفة على طَريقَة الْمَفْعُول بعد ذكر الْفَاعِل فَيكون قد تعدَّى الفاعلَ فِي الذِّكْر إِلَى المَفْعول كَقَوْلِك ضَرَبَ زَيد عمروا فَهُوَ يدلُّ على مَضْروب يَصح أَن يُذكر بعد الْفَاعِل والأفعالُ كلُّها تدلُّ على الصفةِ الَّتِي على طَريقةِ فاعلٍ فَمَا كَانَ مِنْهَا يدلُّ مَعَ ذَلِك على الصفةِ الَّتِي على طَريقةِ مَفْعول فَهُوَ متعدٍ وَمَا لم يدُلَّ على ذَلِك فَلَيْسَ بمتعدٍّ كَقَوْلِك جَلَسَ يَجْلِس وقامَ يَقوم وَمَا أشبه ذَلِك وَإِنَّمَا يَعْنون بالمتعدِّي أَنه قد تعدَّى ذكر الفاعلِ إِلَى المفعولِ فِيمَا يتعلَّقُ بِالْفِعْلِ كَقَوْلِك ضَرَبْت زَيْدَاً ويَعْنون بطريقة مفعول مَا هُوَ متميِّز من طَريقَة فاعلٍ على حدِّ قَوْلك ضارِب ومَضْروب ومُكْرِم ومُكْرَم ومُستَخْرِج ومُستخرَج ومُحتَمِل ومُحتَمَل ومُحسِّن ومُحَسَّن ومُقاتِل ومُقاتَل ومُتقاضٍ ومُتقاضَى ومُتوَهِّم ومُتوَهَّم فَكل هَذَا متعدٍّ وَفِيه الطريقتانِ على مَا بيَّنتُ لَك: طَريقَة فاعِل وطريقةُ مَفْعول فَأَما مَا لَا يتعدَّى فَإِنَّهُ يَجْري على طَريقَة فَاعل فَقَط دونَ طَريقَة مفْعول وَالْأَصْل فِي مصدر الثُّلاثي الَّذِي لَا يتعدَّى مِمَّا هُوَ على فَعَلَ يَفْعُل أَو يَفْعِل أَن يجيءَ على فُعول نَحْو قَعَدَ يَقْعُد قُعوداً وجَلَسَ يَجْلِس جُلوساً فَهَذَا الأَصْل المطَّرِد وَمَا جَاءَ من مصادره على غير هَذَا الْبناء فَهُوَ على طَريقة النادرِ الَّذِي يُحتاج فِيهِ إِلَى معرفةِ النظيرِ حَتَّى يَجوز مَا يجوز فِيهِ على شَرَائِط النادرِ ويمتنعَ مِمَّا لَا يجوزُ مِمَّا لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي كَلَام العربِ.
3 - (فصل)
كلُّ مَا كَانَ على طَريقَة فَعَلَ ويَفْعَل وسَيَفْعل فِي أيِّ معنى كَانَ فَهُوَ فِعْل فِي حُكْم النَّحْوِيين لِأَنَّهُ يُلزمه فِي بَاب الْإِعْرَاب وَمَا يجبُ للأسماءِ بِهِ أحكامٌ متفقةٌ فأجْرَوْا عَلَيْهِ هَذِه التسميةَ من أجل غَلَبَة هَذِه الأحكامِ المتَّفِقَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي حَقِيقَة الْمَعْنى على قسمَيْنِ: أحدُهما يدلُّ على حادثٍ أُخذَ مِنْهُ هَذَا الفعلُ المتصَرِّف والآخرُ لَا يدلُّ على حادثٍ وكلُّه يَجْرِي على مِنْهاجٍ واحدٍ فِي التصرُّف فَالْأول الَّذِي لَا يدلُّ على فِعْل نَحْو كانَ وأخواتِها وَنَحْو تَضادِّ الشيئان وتماثلا فِي الجِنْس وعَدِمَ الشيءَ هُوَ مأخوذٌ من العَدَم وَلَيْسَ العَدَم بحادثٍ وَكَذَلِكَ تَضادَّ الشَيْئانِ مَأْخُوذ من التضادِّ وَلَيْسَ التضادُّ بحادِثٍ وَكَذَلِكَ صِفَات(4/280)
الله عز وَجل النَّفْسِيَّةُ نَحْو يَعْلَم ويَقْدِر ويَسْمَع وَيَرَى فَهَذَا بابٌ وَالثَّانِي وَهُوَ الأكثرُ الأغْلب مَا يدلُّ على عملٍ حادثٍ فِي الْحَقِيقَة إِمَّا من الْقلب أَو من غَيره نَحْو فَهِمَ وفَطِنَ وسُرَّ واغْتَمَّ واشْتَهى ... . كلُّها أفعالٌ حادثةٌ فِي الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا يتصرَّف الأول تصرُّف هَذِه الْحَقِيقَة وَلَيْسَت ترجع إِلَى معنى حادثٍ فِي الْحَقِيقَة وَأما أفعالُ الجَوارحِ نَحْو جَلَسَ وذَهَبَ وضَرَبَ وكَسَرَ فَتَجْري فِي المتعدِّي وغيرِ المتعدِّي فَلَيْسَ وَإِن رَجَعَتْ إِلَى النَّفْس تخْرُج من معنى الْعَمَل الْحَادِث وَإِنَّمَا صِفاتُ الله عز وجلَّ الَّتِي تتَصَرَّف هَذَا التصرُّف إِذا رَجَعَتْ إِلَى النَّفْس خرجتْ من معنى الْعَمَل الحادثِ فالصِّفاتُ الراجِعة إِلَى النَّفس على وَجْهَين على مَا بَيَّنَّا.
3 - (فصل فِي الْأَمْثِلَة الَّتِي لَا تَتَعَدَّى)
فَعَلَ يَفْعِل فَعْلاً عَجَزَ يَعْجِز عَجْزَاً فَعَلَ يَفْعِل فَعِلاً حَلَفَ يَحْلِف حَلِفَاً وضَرَطَ يَضْرِط ضَرِطَاً وحَبَقَ يَحْبِق حَبِقَاً فَعَلَ يَفْعِل فُعولاً جَلَسَ يَجْلِس جُلوساً فَعَلَ يَفْعُل فُعولاً قَعَدَ يَقْعُد قُعوداً وسَجَدَ يَسْجُد سُجوداً ودَخَلَ يَدْخُل دُخولاً وخَرَجَ يَخْرُجُ خُروجاً فَعَلَ يَفْعُل فَعالاً ثَبَتَ يَثْبُت ثَباتاً فَعَلَ يَفْعُل فَعْلاً سَكَتَ يَسْكُت سَكْتَاً فَعَلَ يَفْعُل فُعْلاً مَكَثَ يَمْكُث مُكْثاً فَعَلَ يَفْعُل فِعْلاً فَسَقَ يَفْسُق فِسْقاً فَعَلَ يَفْعُل فِعالَةً عَمَرَ المَنْزِلُ يَعْمُر عِمارَةً فَعِلَ يَفْعَل فَعْلاً حَرِدَ يَحْرَد حَرْداً فَعِلَ يَفْعَل فَعِلاً ضَحِكَ يَضْحَك ضَحِكَاً فَعَلَ يَفْعَل فُعالاً مَزَحَ يَمْزَح مُزاحاً فَهَذِهِ قوانينُ من المصادرِ وَالْأَفْعَال مَجْمُوعَة قدَّمتها توطِئَة وتسهيلاً وَأَنا الآنَ آخذُ فِي ذِكر الْجُمْهُور وتحليلِ مَا عَقَدَ مِنْهُ سِيبَوَيْهٍ والتنبيه على مَا شُبِّه من المتعدِّي بِغَيْر المتعدِّي وَمن غير المتعدِّي بالمتعدِّي وأبْدأ بتحليل كَلَام سِيبَوَيْهٍ عَقْدَاً عَقْدَاً لتَقِفَ على صِحَّة من القوانينِ ثمَّ أُتْبِع ذَلِك جميعَ مَا وَضعه أصحابُ المصادر كالأصمعي وَأبي زيد والفرَّاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بابُ بناءِ الْأَفْعَال الَّتِي هِيَ أعمالٌ تَعدَّاك إِلَى غيرِك وتوقِعُها بِهِ ومصادرها فالأفعال تكونُ من هَذَا على ثَلَاثَة أبْنِيَةٍ على فَعَلَ يَفْعِل وفَعَلَ يَفْعُل وفَعَلَ يَفْعَل وَيكون الْمصدر فَعْلاً وَالِاسْم فَاعِلا فَأَما فَعَلَ يَفْعِل وفَعَلَ يَفْعُل وفَعَلَ يَفْعَل وَيكون الْمصدر فَعْلاً وَالِاسْم فَاعِلا فَأَما فَعَلَ يَفْعُل ومصدرُه فَعْل قَتَلَ يَقْتُل قَتْلاًَ وَالِاسْم قاتِلٌ وخَلَقَه يَخْلُقه خَلْقَاً وَالِاسْم خالِقٌ ودَقَّه يدُقُّه دَقَّاً وَالِاسْم داقٌّ وَأما فَعَلَ يَفْعُل فنحو ضَرَبَ يَضْرِب وَهُوَ ضاربٌ وحَبَسَ يَحْبِس وَهُوَ حابِسٌ وَأما فَعِلَ يَفْعِل ومصدره والاسمُ فنحو لَحَسَه يَلْحَسه لَحْسَاً وَهُوَ لاحِسٌ ولَقِمَه يَلْقَمه لَقْمَاً وَهُوَ لاقِمٌ وشَرِبَه يَشْرَبه شَرْبَاً وَهُوَ شارِبٌ ومَلَجَه يَمْلَجُه مَلْجَاً وَهُوَ مالِجٌ وَمَعْنَاهُ مَصَّه ورَضِعه وَمِنْه مَا يُروى عَن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنه قَالَ: (لَا تُحَرِّم الإمْلاجةُ وَلَا الإمْلاجتانِ) . يريدُ الرَّضْعة والرَّضْعَتَيْن. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد جَاءَ بعضُ مَا ذكرنَا من هَذِه الْأَبْنِيَة على فُعول، قَالَ أَبُو عَليّ: يَعْنِي مِمَّا يتعدَّى لِأَن بناءَ الفِعل واحدٌ وَقد جَاءَ مصدَرُ فَعَلَ يَفْعُل وفَعَلَ يَفْعِل على فَعَلٍ وَذَلِكَ حَلَبَها يَحْلُبها حَلَبَاً وطَرَدَها يَطْرُدها طَرَدَاً وَسَرَق يَسْرِق سَرَقَاً وَقد جَاءَ المصدرُ على فَعِلٍ قَالُوا خَنَقَه يَخْنُقه خَنِقَاً وكَذَبَ يَكْذِب كَذِبَاً وَقَالُوا كِذَاباً وحَرَمَه يَحْرِمه حَرِمَاً وسَرَقَه يَسْرِقه سَرِقَاً وَقَالُوا عَمَلَه يَعْمَله عَمَلاً فجَاء على فَعَلٍ كَمَا جَاءَ السَّرَق والطَّلَب وَمَعَ ذَا أنَّ بناءَ فِعْله كبناءِ فِعْل الفَزَع فشُبِّه بِهِ، قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو سعيد: يذكُر سِيبَوَيْهٍ هَذِه المصادرَ فِي الْأَفْعَال المتعدِّية وَالْأَصْل فِيهَا عِنْده أَن يكونَ المصدرُ على فَعْل بل الأَصْل فِي الْأَفْعَال الثُّلاثية كلِّها أَن تكون مصدرُها على فَعْل لِأَنَّهُ أخفُّ الأبْنية ولأنا نقُول فِيهَا كلّها إِذا أردنَا المرَّة الواحدةَ قُلْنَا فَعْلَة كَقَوْلِنَا جَلَسَ جَلْسَةً وقامَ قَوْمَةً وفَعْل هُوَ جمْع فَعْلَة كَمَا يُقَال تَمْرَة وتَمْر فَيكون الضَّرْب من الضَّربَة كالتَّمر من التَّمْرة وَمَا خرج من هَذَا فَهُوَ الَّذِي يذكرهُ فقد ذكر فَعَلَ وفَعِلَ ثمَّ قَالَ فِي عَمِلَ عَمَلاً إِنَّهُم شبَّهوه بالفزَع الَّذِي هُوَ مصدَرُ فَزِعَ وفَزِعَ لَا يتعدَّى وَالْبَاب فِي فَعِلَ الَّذِي لَا يتعدَّى إِذا كَانَ فاعلُه يَأْتِي على فَعِلٍ أَن يكون مصدَره على فَعَلَ كَقَوْلِنَا فَرِقَ فَرَقَاً فَهُوَ فَرِقٌ وحَذِرَ يَحْذَر حَذَرَاً فَهُوَ حَذِر. قَالَ أَبُو عَليّ: فشُبِّه العمَل وَهُوَ مصدر فِعْل يتعدَّى بالفزَع وَهُوَ مصدر فِعْل لَا يتعدَّى لاستِواء لفظِ فَزِعَ وعَمِلَ وَإِن اخْتلفَا فِي التعدِّي مثل الطَّلَب والسَّرَق على العَمَل، وَقد جَاءَ المصدرُ على فُعْل وَذَلِكَ نَحْو الشُّرْب والشُّغْل وعَلى فِعْل كَقَوْلِنَا قَالَ قِيلاً وَقَالُوا سَخِطَ سَخَطَاً شبَّهه بِالْغَضَبِ حينَ اتفقَ البناءُ يَعْنِي أَن سَخَطَاً مصدرُ فِعْل يتعدَّى وَقد شبَّهه بِالْغَضَبِ مصدرِ فِعْل لَا يتعدَّى لاتِّفَاقهمَا فِي وزن الفِعْل وَفِي الْمَعْنى، قَالَ: ويدُلُّك ساخِطٌ وسَخِطْته أَنه مُدْخَل فِي بابِ الْأَعْمَال الَّتِي تُرى وتُصْنَع وَفِي بعض النّسخ تُرى وتُسْمَع وَهِي موقَعَة بغَيْرهَا. قَالَ أَبُو عَليّ:(4/281)
يَعْنِي بِالْأَعْمَالِ الَّتِي تُرى الأعمالَ المتعدِّيَةَ لِأَن فِيهَا عِلاجاً من الَّذِي يوقِعه للَّذي يُوقَعُ بِهِ فيُشاهَدُ ويُرى فَجعل سَخِطْته مُدْخَلاً فِي التعدِّي كَأَنَّهُ بِمَنْزِلَة مَا يُرى وَقَوْلهمْ ساخِطٌ دليلٌ على ذَلِك أَنهم لَا يَقُولُونَ غاضِبٌ وَمعنى الْغَضَب والسَّخَط واحدٌ فَجعلُوا الغضَب بِمَنْزِلَة فِعْل تتغيَّر بِهِ ذاتُ الشيءِ والسَّخَط بِمَنْزِلَة فِعْل عُولج إِيقَاعه بِغَيْر فَاعله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا وَدِدْته وُدَّاً مثل شَرِبْته شُرْباً وَقَالُوا ذَكَرَه ذِكْراً كحفِظَه حِفْظاً. قَالَ: وَقد جَاءَ شيءٌ من هَذَا المتعدِّي على فَعيل قَالُوا ضَريبُ قِداحٍ للَّذي يَضْرِب بالقِداح وصَريمٌ للصارِم وَقَالَ طَريف بن تَمِيم العنبريّ: رُ فِعْل يتعدَّى وَقد شبَّهه بِالْغَضَبِ مصدرِ فِعْل لَا يتعدَّى لاتِّفَاقهمَا فِي وزن الفِعْل وَفِي الْمَعْنى، قَالَ: ويدُلُّك ساخِطٌ وسَخِطْته أَنه مُدْخَل فِي بابِ الْأَعْمَال الَّتِي تُرى وتُصْنَع وَفِي بعض النّسخ تُرى وتُسْمَع وَهِي موقَعَة بغَيْرهَا. قَالَ أَبُو عَليّ: يَعْنِي بِالْأَعْمَالِ الَّتِي تُرى الأعمالَ المتعدِّيَةَ لِأَن فِيهَا عِلاجاً من الَّذِي يوقِعه للَّذي يُوقَعُ بِهِ فيُشاهَدُ ويُرى فَجعل سَخِطْته مُدْخَلاً فِي التعدِّي كَأَنَّهُ بِمَنْزِلَة مَا يُرى وَقَوْلهمْ ساخِطٌ دليلٌ على ذَلِك أَنهم لَا يَقُولُونَ غاضِبٌ وَمعنى الْغَضَب والسَّخَط واحدٌ فَجعلُوا الغضَب بِمَنْزِلَة فِعْل تتغيَّر بِهِ ذاتُ الشيءِ والسَّخَط بِمَنْزِلَة فِعْل عُولج إِيقَاعه بِغَيْر فَاعله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا وَدِدْته وُدَّاً مثل شَرِبْته شُرْباً وَقَالُوا ذَكَرَه ذِكْراً كحفِظَه حِفْظاً. قَالَ: وَقد جَاءَ شيءٌ من هَذَا المتعدِّي على فَعيل قَالُوا ضَريبُ قِداحٍ للَّذي يَضْرِب بالقِداح وصَريمٌ للصارِم وَقَالَ طَريف بن تَمِيم العنبريّ: أوَ كلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ بعَثوا إليَّ عَريفهمْ يَتَوَسَّمُ يُرِيد عارِفَهم والبابُ فِي ذَلِك أَن يكونَ بِنَاؤُه على فاعلٍ كضاربٍ وقاتلٍ وَمَا أشبهَ ذَلِك وَيجوز أَن يكونَ ضَريبُ قِداح فَرْقَاً بَيْنَه وبَيْنَ من يَضْرِب فِي معنى آخرَ وبَيْنَ الصَّريم فِي القَطيعة وبَيْنَ من يَصْرِم فِي معنى سِواه وبَيْنَ عَريفٍ الَّذِي يَعْرِف الإنسانَ وبَيْنَ العرِف شَيْئا سِواه. وَقد جَاءَ المصدرُ على فِعال قَالُوا كَذَبْته كِذاباً وكَتَبْته كِتاباً وحَجَبْته حِجاباً وَقَالُوا كَتَبْته كَتْبَاً على الْقيَاس وَقَالُوا سُقْتُه سِياقاً ونَكَحَها نِكاحاً وسَفِدَها سِفاداً وَقَالُوا قَرَعَها قَرْعَاً، وَقد جَاءَ على فِعْلانٍ قَالُوا حَرَمَه يَحْرِمه حِرْماناً ووَجَدَ الشيءَ يَجِدُه وِجْداناً بِمَعْنى أصابَ وَقَالُوا أَتَيْته آتيهِ إتْياناً وَقَالُوا أَتْيَاً على الْقيَاس، قَالَ الشَّاعِر: إنِّي وأَتْيي ابنَ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني كغابِطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ ولَقِيته لِقْياناً وعَرَفْته عِرْفاناً ورَئِمَه رِئْماناً: إِذا أَلِفَه وعَطَف عَلَيْهِ، وَقَالُوا رأْماً وحَسِبَه حِسْباناً ورَضِيَه رِضْواناً وغَشِيَه غِشْياناً، وَقد جَاءَ على فَعال كَمَا جَاءَ على فُعول كَقَوْلِك سَمِعْته سَماعاً مثل لَزِمْته لُزوماً وعَلى فُعْلان نَحْو الشُّكْران والغُفْران وَقد قيل الكُفْران قَالَ الله تَعَالَى: (فَلَا كُفْرانَ لِسَعْيِه) . وَفِي بعض الْأَخْبَار: (شُكْرانَكَ لَا كُفْرانَكَ) . وَقَالُوا الشُّكور كَمَا قَالُوا الجُحود وَقَالُوا الكُفْر كالشُّغْل، وَقَالُوا سَأَلْته سُؤَالاً فجاؤا بِهِ على فَعال وَجَاء على فِعالة كَقَوْلِك نَكَيْت العدوَّ نِكايَةً وحَمَيْته حِمايةً وَقَالُوا حَمْيَاً على الْقيَاس وَقَالُوا حَمَيْت المَريضَ حِمْيَة كَمَا قَالُوا نَشَدْته نِشْدة فَهَذَا على فِعْلة وَقد جَاءَ على فَعْلَة كَقَوْلِهِم رَحِمْته رَحْمَةً وَلَيْسَ يُرادُ بِهِ مرَّةً وَاحِدَة وَكَذَلِكَ لَقِيته لَقْيَةً ونظيرها خِلْتُه خِيْلةً يُرِيد نظيرها فِي الْمصدر لَا فِي الوَزْن وَقَالُوا نَصَحَ نَصاحةً فأدخلوا الهاءَ وَقَالُوا غَلَبَ غَلَبَةً كَمَا قَالُوا نَهَمَة وَقَالُوا الغَلَبُ كَمَا قَالُوا السَّرَق وَقَالُوا ضَرَبَها الفحلُ ضِراباً كالنِّكاح وَالْقِيَاس ضَرْبَاً وَلَا يَقُولُونَهُ كَمَا لَا يَقُولُونَ نَكْحَاً وَهُوَ الْقيَاس وَقَالُوا دَفَعَها دَفْعَاً كالقَرْع وذَقَطَها ذَقْطَاً: وَهُوَ النِّكاح ونحوُه من بَاب المُباضَعة وَقَالُوا سِرْقَةٌ كَمَا قَالُوا فِطْنة وَقَالُوا لَوَيْتُه حَقَّه لَيَّاناً على فَعْلاَنٍ، وَذكر بعضُ النَّحْوِيين: وَهُوَ عِنْدِي جيِّد أَن لَيَّاناً أصلُه لِيَّان لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي المصادر فَعْلاَن وَإِنَّمَا يجيءُ على فِعْلانٍ وفِعْلانٌ كثير كالوِجْدان والإتْيان والعِرْفان فكأنَّ أصلَه لِيَّان فاستثقلوا الكسرةَ مَعَ الياءِ المشدَّدة ففتَحوا اسْتِثْقالاً وَقد ذكر أَبُو زيد فِي كتابِ عَيْمَان عَن بعض الْعَرَب لِيَّاناً بِالْكَسْرِ وَهَذَا من أَوْضَح الدلائلِ على مَا ذكرْنا، وَقَالُوا رَحِمْته رَحَمَةً كالغَلَبَة وجميعُ مَا ذكرتُه إِلَى هَذَا الموضِع فِي الْأَفْعَال المتعدِّيَة وَأما كلُّ عَمَل لم يتعدَّ إِلَى مَنْصُوب فَإِنَّهُ يكون فِعْلُه على مَا ذكرنَا فِي الَّذِي يتعدَّى ويكونُ الاسمُ فَاعِلا والمصدر يكون فُعولاً وَذَلِكَ نَحْو قَعَدَ قُعوداً وَهُوَ قاعِدٌ وجَلَسَ يَجْلِس جُلوساً وسَكَتَ سُكوتاً وَهُوَ ساكِتٌ وثَبَتَ ثُبوتاً وَهُوَ ثابتٌ وذَهَبَ ذُهوباً وَهُوَ ذاهِبٌ وَقَالُوا الذَّهَاب والثَّبات فبَنَوْه على فعال كَمَا بَنَوْه على فُعول والفُعول فِيهِ أكثرُ وَقَالُوا رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً وَهُوَ راكِنٌ وَقد قَالُوا فِي بعض مصَادر هَذَا فجاؤا بِهِ على فَعْل كَمَا جاؤا بِبَعْض مصَادر الأول على فُعول وَذَلِكَ قَوْلك سَكَتَ يَسْكُت سَكْتَاً وهَدَأَ اللَّيْل يَهْدَأ هَدْءَاً وعَجَزَ عَجْزَاً(4/282)
وحَرِدَ يَحْرَد حَرْدَاً وَهُوَ حارِدٌ وَقَوْلهمْ فاعلٌ يدلُّك على أَنهم إِنَّمَا جَعَلُوهُ من هَذَا الْبَاب وتخفيفهم الحرَد أَنهم حملُوا مصادرَ مَا لَا يتعدَّى حَيْثُ قَالُوا لَزِمَ لُزوماً وجَحَدَه جُحوداً وَالْبَاب فِيهِ لَزْمَاً وجَحْدَاً على مَا لَا يتعدَّى وقوَّى حَمْلَهم ذَلِك على مَا يتعدَّىأنهم قَالُوا حارِدٌ وَكَانَ القياسُ فِي مثله أَن يكون حَرِدَ حَرَدَاً فَهُوَ حَرْدَان كَمَا قَالُوا غَضِبَ غَضَبَاً فَهُوَ غَضْبَان فأخرجوه عَن بَاب غَضْبَان بتَخْفِيف الحَرَد وبقولهم حارِدٌ وَمعنى قَوْلنَا فَإِنَّهُ يكونُ فِعْله على مَا ذَكَرْنا فِي الَّذِي يتعدَّى يريدُ من بابِ فَعَلَ يَفْعُل كَقَوْلِنَا قَعَدَ يَقْعُد وفَعَلَ يَفْعِل كَقَوْلِنَا جَلَسَ يَجْلِس وفَعِلَ يَفْعَل كَقَوْلِنَا حَرِدَ يَحْرَد فَهَذِهِ الْأَفْعَال لَهَا نظائرٌ فِيمَا يتعدَّى، وَيَجِيء فِيمَا لَا يتعدَّى بناءٌ يَنْفَرد بِهِ كَقَوْلِنَا ظَرُف يَظْرُف وكَرُم يَكْرُم وستَقِف على ذَلِك إِن شَاءَ الله وَقَالُوا لَبِثَ لَبَثَاً فجعلوه بِمَنْزِلَة عَمِلَ عَمَلاً وَقَوْلهمْ لابِثٌ يدلُّك على أَنه من هَذَا الْبَاب وَقَالُوا مَكَثَ يَمْكُث مُكوثاً كَمَا قَالُوا قَعَدَ يَقْعُد قُعوداً وَقَالَ بَعضهم مَكُث شبَّهه بظَرُف لِأَنَّهُ فِعل لَا يتعدَّى كَمَا أَن هَذَا فِعل لَا يتعدَّى وَقَالُوا المُكْث كالشُّغل والقُبْح لِأَن بِنَاء الْفِعْل واحدٌ فِي مكُث يَمْكُث وقَبُح يَقْبُح وَقَالَ بعض الْعَرَب مَجَنَ يَمْجُن مُجْناً كالشُّغل فِيمَا يتعدَّى وفَسَقَ فِسْقاً كَمَا قَالُوا فَعَلَ فِعْلاً فِيمَا يتعدَّى وَقَالُوا حَلَفَ حَلِفَاً كَمَا قَالُوا سَرَقَ سَرِقَاً فِيمَا يتعدَّى وَأما دَخَلْته دُخولاً ووَلَجْته وُلوجاً فَإِنَّمَا هِيَ على وَلَجْت فِيهِ ودَخَلْت فِيهِ ولكنَّه ألْقى فِي اسْتِخْفَافًا كَمَا قَالُوا نُبِّئْت زَيْدَاً وَإِنَّمَا يُرِيد نُبِّئْت عَن زيدٍ وَمثل الحارِدِ والحَرْد قولُهم حَمِيَت الشمسُ تَحْمَى حَمْيَاً وَهِي حامِيَةٌ، قَالَ الشَّاعِر: هِيَ على وَلَجْت فِيهِ ودَخَلْت فِيهِ ولكنَّه ألْقى فِي اسْتِخْفَافًا كَمَا قَالُوا نُبِّئْت زَيْدَاً وَإِنَّمَا يُرِيد نُبِّئْت عَن زيدٍ وَمثل الحارِدِ والحَرْد قولُهم حَمِيَت الشمسُ تَحْمَى حَمْيَاً وَهِي حامِيَةٌ، قَالَ الشَّاعِر: تَفور عَلَيْنا قِدرُهم فنُديمُها ونَفْثَأُها عنَّا إِذا حَمْيُها غَلى نُديمها: أَي نُسَكِّنُها، وَقَالُوا لَعِبَ يَلْعَب لَعِبَاً وضَحِكَ يَضْحَك ضَحِكَاً كَمَا قَالُوا الحَلِف وَقَالُوا حَجَّ حِجَّاً كَمَا قَالُوا ذَكَرَ ذِكْراً وَقد تقدم وَقد جَاءَ بعضه على فُعال كَمَا جَاءَ على فَعال وفُعول قَالُوا نَعَسَ نُعاساً وعَطَسَ عُطاساً ومَزَحَ مُزاحاً، وَقد يجيءُ الفُعال والفُعالة والفِعال والفِعالة فِي أَشْيَاء تكثُر فِيهَا وَتَكون أبواباً لَهَا وَكَذَلِكَ الفَعيل فَأَما فُعال فقد كثُر فِي الْأَصْوَات وَصَارَ الْبَاب لَهَا وَيَتْلوه فِي ذَلِك الفَعيل فَأَما الفُعال فنحو الصُّراخ والضُّباح واليُعار والبُغام والحُصاص والحُباج والخُباج وَهُوَ الضُّراط والرُّغاء والدُّعاء والعُواء والبُكاء وَأما الفَعيل فنحو الصَّهيل والزَّئير والطَّنين والصَّريف والنَّزيب والنَّبيب والزَّحير والنَّهيت والنَّهيم والنَّئيم وَنَحْوه كثيرٌ وَمِمَّا اجتمعَ فِيهِ فَعيل وفُعال شَحيج البغْل وشُحاجه ونَهيق الحِمار ونُهاقه وسَحيله وسُحاله ونَبيح الْكَلْب ونُباحه وضَغيب الأرنب وضُغابها والأنين والأُنان والزَّحير والزُّحار وفَعيل وفُعال أختَان فِي هَذَا كَمَا اتفقَتَا فِي الوَصْف كَقَوْلِك طَويل وطُوال وخَفيف وخُفاف وعَجيب وعُجاب وكَريم وكُرام، وَحكى الْفَارِسِي: لَئيم ولُؤام وخَبيث وخُباث وَيكثر فُعال فِي الأدْواء كَقَوْلِنَا السُّكات والبُوال والدُّوار والعُطاس والسُّهام: وَهُوَ تغيُّر من حرٍّ أَو شمس أَو سُقْم، والسُّعال والهُلاس والنُّحاز والدُّكاع والقُلاب والخُمال والنُّكاف والهُيام والقُحاب والصُّراع وكلُّ هَذَا من أدْواء الإبِل. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَقع فِي الإبلِ سُواف: وَهُوَ الهَلاك والموتُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: سَواف بفتْح السِّين فأنكَر ... . قَالَ أَبُو عَمْرو: هَكَذَا سمعته ويقوِّي مَا قَالَ أَبُو عَمْرو أَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: كَمَا أنَّك قد تجيءُ ببعضِ مَا يكونُ مِنْ ذَا يومئُ إِلَى الأدواء على غير فُعال وبابه فُعال فَيمكن أَن يكون السَّواف مِنْهُ وَقَالُوا: سَمِعَ اللهُ غُواثَه وغَواثَه: وَهُوَ استغاثَته والبابُ فِيهِ الضَّمُّ لِأَنَّهُ من الْأَصْوَات وَيجوز أَن يكونَ فتْحُهم لذَلِك استثقالاً للضمِّ الَّذِي بَعْدَه الْوَاو ويجيءُ فُعال فِيمَا كَانَ نحوَ الدُّقاق والحُطام والجُذاذ والفُضاض والفُتات(4/283)
والرّفات وَهُوَ مصدرٌ على مَفْعول، قَالَ أَبُو عَليّ: وبالجملةِ الغالبةِ فكلُّ مَا كَانَ مُسْتَطيراً أَو مُرْفَضَّاً أَو متقطِّعاً من شَيْء وَبِالْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ أَعْلَى طبقَة من هَذِه فِي بَاب الجِنْسِيَّة والاستحقاقِ لاسمِ العُموم فإنَّ الفُعال يكونُ على الْأَجْزَاء المتَّسِعة عَن الْبناء كَقَوْلِه: يَطيرُ فُضاضاً بَيْنَها كلَّ قَوْنَسِ قَالَ أَبُو عَليّ: وَقد جعل سِيبَوَيْهٍ البَقِيَّة من الشَّيْء تغلب عَلَيْهِ الفُعالة هَذِه عبارَة أبي عَليّ، فَأَما سِيبَوَيْهٍ وَأَبُو بكر محمدُ بن السرِيِّ فَقَالَا: ويجيءُ الفُعالة فِيمَا كَانَ فاضِلاً من الشَّيْء إِذا أُخذ مِنْهُ نَحْو الفُضالة والفُوارة والقُراضة والنُّفاية والنُّقاوة والحُسالة والحُثالة والحُسافة والكُساحة والجُرامة: وَهِي مَا يَجْرَم من النحْل بعد الفَراغ مِنْهُ وَمثله الظُّلامة والخُباسة: وَهِي الْغَنِيمَة، وَأنْشد أَبُو عَليّ: وَلم أرَ شَرْوَاها خُباسةَ واحدٍ فَنَهْنَهْت نَفْسي بَعْدَمَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ والعُمالة وَهِي مشبَّهة بالفُعالة، قَالَ أَبُو عَليّ: ليستْ هَذِه بمصادرَ محقَّقةٍ وَإِنَّمَا هِيَ مَوْضُوعَة موضِعَ الْمَفْعُول وَهِي تدلُّ على مَا تدلُّ عَلَيْهِ الفَعيلة الَّتِي هِيَ بِمَعْنى الفَضْلة كالبَقِيَّة والتَّلِيَّة والتَّريكة فَلَو قلت فِي فَعيلة إِنَّهَا مصادرُ لَقلت مثلَ ذَلِك فِي فُعالة لكنْ فَعيلة لَيست بمصدرٍ وَهِي دالَّة على مَا تدلُّ عَلَيْهِ فُعالة من معنى الفَضْلة فَإِذا فُعالةٌ لَيست بمصدر وَيَجِيء الفِعال فِيمَا كَانَ هِياجاً من ذكر أَو أُنْثَى فالذكر نَحْو الهِباب والشِّماس والطِّماح والضِّراح: وَهُوَ الرَّمح بالرِّجْل، قَالَ أَبُو عَليّ: وَذَلِكَ كُله يُشبه بَاب الهِياج لِأَنَّهُ تحرُّك وخُروج عَن الِاعْتِدَال ومثلُه الخِلاء والحِران لِأَنَّهُ يشبه ذَلِك للمُمانعة والتَّباعد مِمَّا يُراد مِنْهُ. وَقد يَجِيء فِعال فِي الْأَصْوَات وَلَيْسَ بكثْرَة فُعال وفَعيل كالغِناء والزِّمار والعِرار: وهما أصواتُ النَّعامِ، وَقد يَجِيء فِيهِ الفِعال والفُعال معْتَقِبَيْنِ على الكلمةِ الْوَاحِدَة وَذَلِكَ قَوْلهم الهُتاف والهِتاف والصِّياح والصُّياح والنِّداء والنُّداء حكى ذَلِك كلَّه ابْن السّكيت، وَيَجِيء فِعال لانْتِهَاء الزَّمان هَذِه عبارَة جُمهور النَّحْوِيين فِي هَذَا الْفَصْل فَأَما أَبُو عَليّ فَقَالَ: وَيَجِيء فِعال لإدراكِ مَا عالَجَه الهواءُ وَذَلِكَ نَحْو قَوْلهم الصِّرام والجِزاز والقِطاع والحِصاد والرِّفاع: وَهُوَ أَن يُرْفَع الزرعُ والتمرُ ليجمَع فِي بَيْدَره أَو مِرْبَده والكِناز والقِطاف ويدخلُ الفَعال عَلَيْهِ فَهُوَ لُغَة فِي كلٍّ واحدةٍ من هَذِه، وَحكى أَبُو عَليّ: خِراص النخْل والزرْع وصرَّح بالكَسْر وَلم أرَهُ ذكر الفتْح وتجيء الفِعالة فِيمَا كَانَ وِلايةً أَو صِناعة وكأنَّ الوِلاية جِنْس لذَلِك وَكَذَلِكَ الصِّناعة وكلَّما كَانَ الجِنْس على وَزْن كَانَ النَّوْع على ذَلِك الوَزْن هَذَا قَطْع أبي عَليّ وأُراه غَالِبا لَا لَازِما فَأَما الوِلاية فنحو الخِلافة والإمارة والعِرافة والنِّقابة والنِّكابة والنِّكابُة من المَنْكِب، والمَنْكِب: الَّذِي فِي يَده اثْنَتَا عَشْرَة عِرافة. أَبُو عبيد: المَنْكِب: عَوْن العَريف وَمن أَنْوَاع الوِلاية السِّياسة والإيالة وَهِي السياسة والإبالة: وَهِي وِلاية الإبلِ والحِذْقُ لمصلحتِها والعِياسة: وَهِي السياسة وَقَالُوا العَوْس، قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ العَوْس والعَوْس شذَّ عَن قانون هَذَا البابِ وَخرج مِنْهُ وَمَا أشبَهه مِمَّا يُنْبِئُ بِهِ ويعيِّنه ويُعلِن بِخُرُوجِهِ عَن الْبَاب هُوَ وسيبويه وجميعُ حُذَّاق النَّحْوِيين يدلُّني على أَن قَول أبي عَليّ وكلَّما كَانَ الجِنس على وزنٍ كَانَ النَّوْع على ذَلِك الْوَزْن محمل ... . كُلِّيٍّ إِلَّا أَن يُقْضى عَلَيْهِ بالغَلَبة فَيكون مَجازيَّاً على مَا عُهد وجَرَت العادةُ بِهِ من موضوعِ قَضايا النَّحْوِيين وَقَالُوا فِي الصِّنَاعَة القِصابة: وَهِي الجِزارة والحِياكة والخِياطة والخِرازة والصِّياغة والنِّجارة والفِلاحة(4/284)
والمِلاحة والتِّجارة وفتحوا الأوَّل فِي بعض ذَلِك. قَالَ ابْن السّكيت: هِيَ الوَلاية والوِلاية والوَكالة والوِكالة والجَراية والجِراية فَأَما الدِّلالة والدَّلالة فَفِي بابِ الصِّناعة. قَالَ أَبُو عَليّ: وَيَجِيء فِي المصادر فِعْلة على معنى الْإِبَانَة عَن الكيفيَّة يُقَال إِنَّه لَحَسَنُ العِمَّة والعِصْبة والفِضْلة والنِّقْبة واللِّحْفة واللِّثْمة والبِيْعة والوِزْنة وَقد استعملوا ذَلِك فِيمَا لَيْسَ بصفةٍ محسوسةٍ وَإِنَّمَا هِيَ مَقْبُولَة بالعَقْل نَحْو الفِقْهة والفِهْمة والغِفْلة وَيدخل فِي هَذَا الكِظَّة والبِطْنة والمِلأة، والكِظَّة: امتلاءٌ من الطَّعَام، وَقد دخل كَلَام سِيبَوَيْهٍ فِيمَا ذكرته بِمَا أَغْنى عَن سِياقه. وَأما الوَسْم فَيَجِيء على فِعال نَحْو الخِياط والعِلاط والعِراض والجِناب والكِشاح والأثَر يكونُ على فِعال والعملُ يكون فَعْلاً كَقَوْلِك وَسَمْت وَسْمَاً وخَبَطْت البعيرَ خَبْطَاً وكَشَحْته كَشْحَاً وَأما المُشْط والدَّلْو والخُطَّاف أَعنِي فِي السِّمات فَإِنَّمَا أَرَادَ صورةَ هَذِه الأشياءِ أَنَّهَا وُسمت بِهِ كَأَنَّهُ قَالَ عَلَيْهِ صورةُ الدَّلْو وَمعنى الخِياط فِي السِّمة الأثَرُ على الوجْه والعِلاط والعِراض على العُنُق والجِناب على الجَنْب والكِشاح على الكَشْح، وَجَاء بعضُ السِّمات على غير الفِعال نَحْو القَرْمة والجَرْف اكتفَوْا بِالْعَمَلِ يَعْنِي الْمصدر والفَعْلةِ فأوْقَعوهما على الأثَر والجَرف: أَن يُقلعَ شيءٌ من الجِلْد بحديد والقَرْمة: أَن يُقطَع شيءٌ من الجِلْد يكون معَلَّقاً عَلَيْهِ، وَمن المصادر الَّتِي جَاءَت على مثالٍ واحدٍ حينَ تقاربت الْمعَانِي قولُك النَّزَوان والنَّقَران والقَفَزان وَإِنَّمَا جَاءَت هَذِه الأشياءُ فِي زَعْزَعة البَدَن واهتِزازه فِي ارتفاعٍ وبابُ الفَعَلان أَن يجيءَ مصدرا فِيمَا كَانَ يَضْطَرب وَلَا يَجِيء فِي غير ذَلِك وَمثله العَسَلان والرَّتَكان: وهما ضَرْبَان من العَدْو وَرُبمَا جَاءَ مَا كَانَ فِيهِ اضطِرابٌ على غيرِ الفَعَلان نَحْو النُّزاء والقُماص كَمَا جَاءَ عَلَيْهِ الصَّوْت نَحْو الصُّراخ والنًّباح لِأَن الصوتَ قد تكلَّف فِيهِ من نَفْسِه مَا تكلَّف من نَفْسِه فِي النَّزَوان وَنَحْوه وَقَالُوا النَّزْو والنَّعْز كَمَا قَالُوا السَّكْت والقَفْز لِأَن بناءَ الفعلِ وَاحِد لَا يتعدَّى كَمَا لَا يتعدَّى هَذَا ومثلُ ذَلِك الغَلَيان والغَثَيان لِأَن بناءَ النفسَ تَضْطَرِب وتَثور وَكَذَلِكَ الخَطَران واللَّمَعان لِأَنَّهُ اضْطِراب وتحرُّك واللَّهَبان والصَّخَدان والوَهَجان لِأَنَّهُ تحرُّك الحَرِّ وثَوْرُه بِمَنْزِلَة الغَلَيان وَقَالُوا وَجَبَ قلْبُه وَجيباً ووَجف وَجيفاً ورسَم البعيرُ رَسيماً: وَهُوَ ضَرْبٌ من السَّيْر فجَاء على فَعيل كَمَا جَاءَ على فُعال يَعْنِي النُّزاء والقُماص وكما جَاءَ فَعيل فِي الصَّوْت مَجيءَ فُعال كالهَدير والضَّجيج والقَليج والصَّهيل والنَّهيق والشَّحيج، قَالَ: وأكثرُ مَا يكونُ الفعَلان فِي هَذَا الضَّرْب وَلَا يجيءُ فِعله يتعدَّى الفاعلَ إِلَّا أَن يشِذَّ شيءٌ مِنْهُ نَحْو شَنِئْته شَنَآَناً وَقَالُوا اللَّمْع والخَطْر كَمَا قَالُوا الهَدْر فَمَا جَاءَ مِنْهُ على فَعْل فَهُوَ الأَصْل وَقد جاؤا بالفَعَلان فِي أشياءَ تقارَبَتْ فِي اشتِراكِها فِي الاضْطِراب والحرَكة كالطَّوَفان والدَّوَران والجَوَلان تَشْبِيها بالغَلَيان والغَثَيان لِأَن الغَلَيان تقلُّب مَا فِي القِدْر وتصرُّفه وَقد قَالُوا الجَوْل والغَلْي وَقَالُوا الحَيَدان والمَيَلان فأدخلوا الفَعَلان فِي هَذَا كَمَا أَن مَا ذَكَرْنا من المصادرِ قد دخل بعضُها على بعضٍ وَهَذِه الأشياءُ لَا تُضبَط بِقِيَاس وَلَا بأمْر أَحْكَمَ من هَذَا وَهَكَذَا مأخَذُ الْخَلِيل. قَالَ أَبُو عَليّ: يَعْنِي أَن الحَيَدان والمَيَلان شاذٌّ خارجٌ عَن قِيَاس فَعَلان كَمَا يخرج بعضُ المصادرِ عَن بَابه. قَالَ: وَقد يجوزُ عِندي أَن يكونَ على البابِ لأنَّ الحَيَدان والمَيَلان إِنَّمَا هما أَخْذٌ فِي جِهة عادِلة عَن جهةٍ أُخْرى وهما بمنزلةِ الرَّوَغان وَهُوَ عَدْو فِي جِهَة المَيْل، وَقَالَ بعضُهم: لِأَن الحَيَدان والمَيَلان لَيْسَ فيهمَا زَعْزَعة شديدةٌ وَقَالُوا وَثَبَ وَثْبَاً ووُثوباً كَمَا قَالُوا هَدَأَ هَدْءَأ وهُدوءاً وَقَالُوا رَقَصَ رَقَصَاً كَمَا قَالُوا طَلَبَ طَلَبَاً وَمثله خَبَّ يَخُبُّ خَبَبَاً وَقَالُوا خَبيباً كَمَا قَالُوا الذّميل والصَّهيل وَقد جَاءَ من الصَّوْت شيءٌ على فَعَلَة نَحْو الرَّزَمة والجَلَبة والحَدَمة والوَحاة وَقَالُوا الطَّيَران كَمَا قَالُوا النَّزَوان وَقَالُوا نَفَيان المَطَر شبَّهوه بالطَّيَران لِأَنَّهُ يَنْفي بِجَناحَيْه والسَّحابُ يَنْفِي أوَّلَ شيءٍ رَشَّاً أَو بَرْدَاً ونَفَيان الرِّيح أَيْضا التُّرابُ وتنفي المَطر تُصَرِّفه كَمَا تُصَرِّف الترابَ. وَمِمَّا جَاءَت مصادرُه على مثالٍ لتقاربِ المَعاني قَوْلك يَئِسْت يَأْسَاً ويآسَةً وسَئِمْت سَأْمَاً وسآمَةً وزَهِدْت زَهْدَاً وزَهادةً فَإِنَّمَا جُمْلة هَذَا لترْك(4/285)
الشيءِ وجاءتِ الأسماءُ على فاعِلٍ لِأَنَّهَا جُعلت من بابِ شَرِبْت ورَكِبْت، قَالَ أَبُو سعيد: قَوْله لِأَنَّهَا جُعلت من بَاب شَرِبْت ورَكِبْت يَنْبَغِي أَن يكونَ ذَكَرَ شَرِبْت لِأَنَّهُ عملٌ كَمَا أَن زَهِدْت عمل وَيجوز أَن يكون ذَكَرَ شَرِبْت على معنى رَوِيت لِأَن رَوِيت انتهاءٌ وتَرْكٌ كسَئِمْت وَقَالُوا زَهَدَ كَمَا قَالُوا ذَهَبَ وَقَالُوا الزُّهْد كَمَا قَالُوا المُكْث وَقد جَاءَ أَيْضا مَا كَانَ من التَّرْك والانتهاء على فَعِلَ يَفْعَل فَعَلاً وَجَاء الاسمُ على فَعِلٍ وَذَلِكَ أَجِمَ يَأْجَمُ أَجَمَاً وَهُوَ أَجِمٌ: إِذا بَشِمَ من الشيءِ وكَرِهَه وسَنِقَ يَسْنَق سَنَقَاً وَهُوَ سَنِقٌ، كبشِم وغَرِضَ يَغْرَضُ غَرَضَاً وَهُوَ غَرِضٌ وجاؤا بضِدِّ الزُّهْد والغَرَض على بِنَاء الغرَض وَذَلِكَ هَوِيَ يَهْوَى هوى وَهُوَ هَوٍ وَقَالُوا قَنِعَ يَقْنَع قَناعةً كَمَا قَالُوا زَهِدَ يَزْهَد زَهادةً وَقَالُوا قانِعٌ كَمَا قَالُوا زاهِدٌ وقَنِعٌ كَمَا قَالُوا غَرِضٌ لِأَن بناءَ الْفِعْل واحدٌ وَإنَّهُ ضِدُّ تَرْكِ الشيءِ ومثلُ هَذَا فِي التقارُبِ بَطِنَ يَبْطَن بَطَنَاً وَهُوَ بَطِنٌ وبَطينٌ وتَبِنَ تَبَنَاً وَهُوَ تَبِنٌ وثَمِلَ يَثْمَل ثَمَلاً وَهُوَ ثَمِلٌ وَقَالُوا طَبِنَ يَطْبَن طَبَنَاً وَهُوَ طَبِنٌ، وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: زِيدت الْيَاء فِي بَطين للُزوم الكسرةِ لهَذَا البابِ أَي لفَعلِ فصير بمنزلةِ المَريض والسَّقيم وَمَا أشبه ذَلِك وَقَالُوا ... . إِنَّمَا هِيَ خُلُق كالأشَر والفَرَح وَهُوَ لما يقَع فِي الجِسْم وَمعنى تَبِنَ فَطِنٌ أَي ذَلِك من طَبْعُ وسوسه وَقَالَ بَعضهم تَبِنَ بَطْنُه إِذا انتَفَخ. َبِنَ يَطْبَن طَبَنَاً وَهُوَ طَبِنٌ، وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: زِيدت الْيَاء فِي بَطين للُزوم الكسرةِ لهَذَا البابِ أَي لفَعلِ فصير بمنزلةِ المَريض والسَّقيم وَمَا أشبه ذَلِك وَقَالُوا ... . إِنَّمَا هِيَ خُلُق كالأشَر والفَرَح وَهُوَ لما يقَع فِي الجِسْم وَمعنى تَبِنَ فَطِنٌ أَي ذَلِك من طَبْعُ وسوسه وَقَالَ بَعضهم تَبِنَ بَطْنُه إِذا انتَفَخ.
وَمِمَّا جَاءَ من الأدواء على مِثَال وَجِعَ يَوْجَعُ وَجَعَاً لتقاربِ المَعاني
وَذَلِكَ حَبِطَ يَحْبَطُ حَبَطَاً وحَبِجَ يَحْبَج حَبَجَاً: وهما انتفاخُ الْبَطن وَقد يَجِيء الاسمُ فَعيلاً نَحْو مَرِضَ يَمْرَض وَهُوَ مَريض وسَقِمَ يَسْقَم سَقَمَاً وَهُوَ سَقيم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بعض العربِ يَقُول سَقُمَ سَقَمَاً فَهُوَ سَقيم كَمَا قَالُوا كَرُم كَرَمَاً وَهُوَ كَريم وعَسِرَ عَسَرَاً وَهُوَ عَسير وَقد قَالُوا عَسُر وَقَالُوا السُّقْم كَمَا قَالُوا الحُزْن وَقَالُوا حَزِنَ حَزَنَاً وَهُوَ حَزين جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَة المَرَض لِأَنَّهُ دَاء مثل وَجِعَ يَوْجَع ووَجِلَ يَوْجَل وَجَلاً وَهُوَ وَجِلٌ ورَدِيَ يَرْدَى وَهُوَ رَدٍ: أَي هَلَكَ ولَوِيَ يَلْوَى لَوىً وَهُوَ لَوٍ من وَجَعَ الجوفِ ووَجِيَ يَوْجَى وَهُوَ وَجٍ: وَهُوَ الحَفا ورِقَّةُ القدَمَيْنِ، وعَمِيَ قلبُه يَعْمَى عَمىً وَهُوَ عَمٍ لِأَنَّهُ كالدَّاء والمَرَض والعربُ تَقول عَمِيَتْ عَيْنُه تَعْمَى عَمىً فَهُوَ أَعْمَى فَصَلُوا بينَهما فِي اسْم الْفَاعِل للفَرْق وَقَالُوا فَزِعَ فَزَعَاً وَهُوَ فَزِعٌ وفَرِقَ فَرَقَاً وَهُوَ فَرِقٌ ووَجِرَ وَجَرَاً وَهُوَ وَجِرٌ وَمَعْنَاهُ كمعنى الوَجَل أَجْرَوا الذُّعْر والخَوْف مُجْرى الداءِ لِأَنَّهُ بلاءٌ وَقَالُوا أَوْجَرُ فأدْخَلوا أَفَعَل هُنَا على فعِلٍ لِأَنَّهُمَا قد يَجْتَمِعَانِ كَقَوْلِك شَعِثٌ وأَشْعَثُ وحَدِبٌ وأَحْدَب وكَدِرٌ وأَكْدَر وحَمِقٌ وأَحْمَق وقَعِسٌ وأَقْعَس: وَهُوَ ضِدُّ الأحْدَب فِي خُروج صدْرِه والأحْدَب: الَّذِي يخرجُ ظهرُه فأفعَلُ دخَل فِي هَذَا البابِ كَمَا دَخَلَ فَعِلٌ فِي أَخْشَنَ وأَكْدَرَ وكما دَخَلَ فَعِلٌ فِي بَاب فَعْلاَن أَعنِي أنَّ بابَ الأدْواء يجيءُ على فَعِلَ يَفْعَل فَهُوَ فَعِلٌ فَإِذا استُعمل فيهمَا خَشِنٌ وكَدِر فقد دخل عَلَيْهِمَا فَعِلٌ من غير بابهما ومثلُ ذَلِك فِي بابِ العَطَش والجوع والرِّيِّ والشِّبَع وَكَذَلِكَ فَعْلاَن كَقَوْلِك عَطْشَان وصَدْيَان ووَجْلاَنُ وَقد قَالُوا فِيهِ عَطِشٌ وصَدٍ ووَجِلٌ. وَاعْلَم أَن فَرِقْته وفَزِعْته مَعْنَاهُ فَرِقْت مِنْهُ وفَزِعْت مِنْهُ وَلَكِن حذفوا مِنْهُ كَمَا حذفوا من أَمَرْتك الخيرَ أَي أنَّ فَعِلَ يَفْعَل وَهُوَ فَعِلٌ لَا يتعدَّى وَإِنَّمَا فَرِقْته وفَزِعْته على حذْفِ الجارِّ كَمَا أنَّ أَمَرْتك الخيرَ كَذَلِك وَقَالُوا خَشِيَ وَهُوَ خاشٍ كَمَا قَالُوا رَحِمَ وَهُوَ راحِمٌ فَلم يجيئوا باللَّفْظ(4/286)
كلفْظ مَا مَعْنَاهُ وَلَكِن جاؤا بِالْمَصْدَرِ والاسمِ على مَا بِناءُ فِعْله كبِناء فِعْلِه. قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أنَّ فَعِلَ يَفْعَل إِذا كَانَ اسمُ الْفَاعِل مِنْهُ على فاعِلٍ فَهُوَ يَجْرِي مَجْرَى مَا يتعدَّى وَإِن كَانَ لَا يتعدَّى كَقَوْلِك سَخِطَ يَسْخَط فَهُوَ ساخِطٌ وخَشِيَ يَخْشَى وَهُوَ خاشٍ وَكَانَ الأصلُ سَخِطَ مِنْهُ كَمَا تَقول غَضِبَ مِنْهُ وخَشِيَ مِنْهُ كَمَا تَقول وَجِلَ مِنْهُ فَجعلُوا خَشِيَ وَهُوَ خاشٍ كَقَوْلِهِم رَحِمَ وَهُوَ راحِمٌ وَلَا يُقدَّر فِي رَحِمَ حرفٌ من حُرُوف الجرِّ وَمعنى قَول سِيبَوَيْهٍ فَلم يجيؤا بِاللَّفْظِ كَلَفْظِ مَا مَعْنَاهُ كمعناه يُرِيد لم يَقُولُوا خَشٍ كَمَا قَالُوا فَرِقٌ ووَجِلٌ وَقَوله وَلَكِن جاؤا بِالْمَصْدَرِ وَالِاسْم على مَا بِناءُ فِعْله كبناء فعْلِه المصدرُ يَعْنِي الخشْية والاسمُ يَعْنِي الخاشي فالخَشْية بمنْزلةِ الرَّحْمة فِي وزْنها والخاشي كالرَّاحِم فِي وَزْنِه وبناءُ خَشِيَ يَخْشَى كبناء رَحِمَ يَرْحَم وَهُوَ ضِدُّه وَقد يُحْمَل الضِّدُّ فِي اللفظِ على مَا يُضادُّه لتلبُّسهما بحيِّز واحدٍ وَإِن كَانَا يتنافيان فِي ذَلِك الحيِّز كالألْوان المضادَّة والرَّوائحِ والطُّعومِ المتضادَّة. قَالَ: وجاؤا بضِدِّ مَا ذَكَرْنا على بنائِهِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا أَشِرَ يَأْشَر أَشَرَاً وَهُوَ أَشِرٌ وبَطِرَ يَبْطَر بَطَرَاً وَهُوَ بَطِرٌ وفَرِحَ يَفْرَح فَرَحَاً وَهُوَ فَرِحٌ وجَذِلَ يَجْذَل جَذَلاً وَهُوَ جَذِلٌ بِمَعْنى فَرِحَ وَقَالُوا جَذْلاَنُ كَمَا قَالُوا كَسْلاَن وكَسِلٌ وسَكْرَانُ وسَكِرٌ وَقَالُوا نَشِطَ يَنْشَط وَهُوَ نَشيط كَمَا قَالُوا الحَزين وَقَالُوا النَّشاط كَمَا قَالُوا السَّقام وَجعلُوا السَّقام والسَّقيم كالجَمال والجَميل وَقَالُوا سَهِكَ يَسْهَك سَهَكَاً وَهُوَ سَهِكٌ وقَنِمَ يَقْنَمُ قَنَمَاً وَهُوَ قَنِمٌ جَعَلُوهُ كالداء لِأَنَّهُ عَيْب وَقَالُوا قَنَمَة وسَهَكَة قالقَنَمة الرائحةُ المُنْكَرة وَقَالُوا عَقُرَتْ عُقْراً كَمَا قَالُوا سَقُمَت سُقْماً وَقَالُوا عاقِرٌ كَمَا قَالُوا ماكِثٌ وَلَيْسَ البابُ فِيمَا كَانَ فِعْلُه على فَعُل يَفْعُل أَن يجيءَ على فاعلٍ فَإِذا جَاءَ شيءٌ مِنْهُ على فاعلٍ فَهُوَ مَحْمُول على غَيْرِه وَهُوَ قليلٌ كَقَوْلِهِم فَرُهَ العبْدُ فَهُوَ فارِهٌ وعَقُرَ فَهُوَ عاقِرٌ وَقَالُوا خَمِطَ خَمَطَاً وَهُوَ خَمِطٌ فِي ضِدِّ القَنَم والخَمْط رائحةٌ طيِّبة. وَقد جَاءَ على فَعِلَ يَفْعَل وَهُوَ فَعِلٌ أشياءُ تقاربتْ مَعَانِيهَا لِأَن جملَتَها هَيْجٌ وَذَلِكَ قولُك أَرِجَ يَأْرَجُ أَرَجَاً وَهُوَ أَرِجٌ وَإِنَّمَا أَرَادوا تحرُّك الرِّيح وسُطوعَها وحَمِسَ يَحْمَس حَمَسَاً وَهُوَ حَمِسٌ وَذَلِكَ حِين يَهيجُ ويَغْضَب والحَمِس: الَّذِي يَغْضَب لِلْقِتَالِ وَهُوَ الشَّديد الشجاعُ وَقَالُوا أَحْمَسُ كَمَا قَالُوا أَوْجَرُ وَصَارَ أَفْعَلُ هَا هُنَا بِمَنْزِلَة فَعْلاَن كغَضْبان وَقد يَدْخُل أَفْعَلُ على فَعْلاَن كَمَا دخل فَعِلٌ عَلَيْهِمَا فَلَا يُفارِقهما فِي بناءِ الفِعْل ولشَبَه فَعْلاَن لمؤنَّث أَفْعَلَ أَعنِي أَن دخولَ أَفْعَلَ على فَعْلاَن لاجتماعهما فِي بناءِ الفِعل والمصدرِ فِي مواضِعَ كثيرةٍ مِنْهَا غَضِبَ يَغْضَب غَضَبَاً فَهُوَ غَضْبَان كَمَا تَقول عَوِرَ يَعْوَرُ عَوَرَاً فَهُوَ أَعْوَرُ فقد اجْتمعَا فِي بناءِ الفعلِ والمصدرِ لِأَن فَعْلاَنَ يُشبِه فَعْلاَء وَفْعَلاءُ مؤنَّثُ أَفْعَلَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم أَبُو الخطَّاب أَنهم يَقُولُونَ رجل أَهْيَمُ وهَيْمَانُ وهم يُرِيدُونَ شَيْئا وَاحِدًا، وَقَالُوا سَلِسَ يَسْلَسُ سَلَسَاً وَهُوَ سَلِسٌ وقَلِقَ يَقْلَق قَلَقَاً وَهُوَ قَلِقٌ ونَزِقَ يَنْزَق نَزَقَاً وَهُوَ نَزِقٌ جعلُوا هَذَا حيثُ كَانَ خِفَّةً وتحرُّكاً مثل الحَمَس والأَرَجِ وَمِنْه غَلِقَ يَغْلَق غَلْقَاً لِأَنَّهُ طَيِش وخِفَّة والغَلِق: الَّذِي يَطيشُ حَتَّى تذهبَ حُجَّتُه وَقد بَنَوْا أَشْيَاء على فَعِلَ يَفْعَل فَعَلاً فَهُوَ فَعِلٌ لتقارُبها فِي الْمَعْنى وَذَلِكَ مَا تَعذَّر عَلَيْك وَلم يَسْهُل كَقَوْلِك عَسِرَ يَعْسَر عَسَرَاً وَهُوَ عَسِرٌ وشَكِسَ يَشْكَس شَكَسَاً وَهُوَ شَكِسٌ وَقَالُوا الشَّكاسة كَمَا قَالُوا السَّقامة وَقَالُوا لَقِسَ يَلْقَس لَقَسَاً وَهُوَ لَقِسٌ ولَحِزَ يَلْحَزُ لَحَزَاً فَلَمَّا صارتْ هَذِه الأشياءُ مَكْرُوهَة عِنْدهم صَارَت بمنزلةِ الأوْجاع وَصَارَت بمنزِلة مَا رُموا بِهِ من الأدْواء واللَّقَس: سوء الخُلُق واللَّحَز: الضِّيق والشُّحُّ، وَقَالُوا عَسُر الأمرُ فَهُوَ عَسير كَمَا قَالُوا سَقُم فَهُوَ سَقيم وَقَالُوا نَكِدَ يَنْكَد نَكَدَاً وَقَالُوا أَنْكَدُ كَمَا قَالُوا أَجْرَبُ وجَرِبٌ وَقَالُوا لَحِجَ يَلْحَجُ لَحَجَاً وَهُوَ لحِجٌ لِأَن مَعْنَاهُ قريبٌ من السَّقَم، لَحِجَ فِي الشَّيْء: إِذا نَشِبَ فِيهِ وَلم يمكِنْه التخلُّص إِلَّا بِشِدَّة. فَهُوَ فارِهٌ وعَقُرَ فَهُوَ عاقِرٌ وَقَالُوا خَمِطَ خَمَطَاً وَهُوَ خَمِطٌ فِي ضِدِّ القَنَم والخَمْط رائحةٌ طيِّبة. وَقد جَاءَ على فَعِلَ يَفْعَل وَهُوَ فَعِلٌ أشياءُ تقاربتْ مَعَانِيهَا لِأَن جملَتَها هَيْجٌ وَذَلِكَ قولُك أَرِجَ يَأْرَجُ أَرَجَاً وَهُوَ أَرِجٌ وَإِنَّمَا أَرَادوا تحرُّك الرِّيح وسُطوعَها وحَمِسَ يَحْمَس حَمَسَاً وَهُوَ حَمِسٌ وَذَلِكَ حِين يَهيجُ ويَغْضَب والحَمِس: الَّذِي يَغْضَب لِلْقِتَالِ وَهُوَ الشَّديد الشجاعُ وَقَالُوا أَحْمَسُ كَمَا قَالُوا أَوْجَرُ وَصَارَ أَفْعَلُ هَا هُنَا بِمَنْزِلَة فَعْلاَن كغَضْبان وَقد يَدْخُل أَفْعَلُ على فَعْلاَن كَمَا دخل فَعِلٌ عَلَيْهِمَا فَلَا يُفارِقهما فِي بناءِ الفِعْل ولشَبَه فَعْلاَن لمؤنَّث أَفْعَلَ أَعنِي أَن دخولَ أَفْعَلَ على فَعْلاَن لاجتماعهما فِي بناءِ الفِعل والمصدرِ فِي مواضِعَ كثيرةٍ مِنْهَا غَضِبَ يَغْضَب غَضَبَاً فَهُوَ غَضْبَان كَمَا تَقول عَوِرَ يَعْوَرُ عَوَرَاً فَهُوَ أَعْوَرُ فقد اجْتمعَا فِي بناءِ الفعلِ والمصدرِ لِأَن فَعْلاَنَ يُشبِه فَعْلاَء وَفْعَلاءُ مؤنَّثُ أَفْعَلَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم أَبُو الخطَّاب أَنهم يَقُولُونَ رجل أَهْيَمُ وهَيْمَانُ وهم يُرِيدُونَ شَيْئا وَاحِدًا، وَقَالُوا سَلِسَ يَسْلَسُ سَلَسَاً وَهُوَ سَلِسٌ وقَلِقَ يَقْلَق قَلَقَاً وَهُوَ قَلِقٌ ونَزِقَ يَنْزَق نَزَقَاً وَهُوَ نَزِقٌ جعلُوا هَذَا حيثُ كَانَ خِفَّةً وتحرُّكاً مثل الحَمَس والأَرَجِ وَمِنْه غَلِقَ يَغْلَق غَلْقَاً لِأَنَّهُ طَيِش وخِفَّة والغَلِق: الَّذِي يَطيشُ حَتَّى تذهبَ حُجَّتُه وَقد بَنَوْا أَشْيَاء على فَعِلَ يَفْعَل فَعَلاً فَهُوَ فَعِلٌ لتقارُبها فِي الْمَعْنى وَذَلِكَ مَا تَعذَّر عَلَيْك وَلم يَسْهُل كَقَوْلِك عَسِرَ يَعْسَر عَسَرَاً وَهُوَ عَسِرٌ وشَكِسَ يَشْكَس شَكَسَاً وَهُوَ شَكِسٌ وَقَالُوا الشَّكاسة كَمَا قَالُوا السَّقامة وَقَالُوا لَقِسَ يَلْقَس لَقَسَاً وَهُوَ لَقِسٌ ولَحِزَ يَلْحَزُ لَحَزَاً فَلَمَّا صارتْ هَذِه الأشياءُ مَكْرُوهَة عِنْدهم صَارَت بمنزلةِ الأوْجاع وَصَارَت بمنزِلة مَا رُموا بِهِ من الأدْواء واللَّقَس: سوء الخُلُق واللَّحَز: الضِّيق والشُّحُّ، وَقَالُوا عَسُر الأمرُ فَهُوَ عَسير كَمَا قَالُوا سَقُم فَهُوَ سَقيم وَقَالُوا نَكِدَ يَنْكَد نَكَدَاً وَقَالُوا أَنْكَدُ كَمَا قَالُوا أَجْرَبُ وجَرِبٌ وَقَالُوا لَحِجَ يَلْحَجُ لَحَجَاً وَهُوَ لحِجٌ لِأَن مَعْنَاهُ قريبٌ من السَّقَم، لَحِجَ فِي الشَّيْء: إِذا نَشِبَ فِيهِ وَلم يمكِنْه التخلُّص إِلَّا بِشِدَّة.
(هَذَا بابُ فَعْلاَنَ ومصدرِه وفِعْله)
أما مَا كَانَ من الْجُوع والعَطَش فإنَّه أكثرُ مَا يُبنى فِي الْأَسْمَاء على فَعْلاَن وَيكون المصدرُ الفَعَلَ وَيكون(4/287)
الفِعْل على فَعِلَ يَفْعَلُ وَذَلِكَ ظَمِئَ يَظْمَأُ ظَمَأً وَهُوَ ظَمْآَن وعَطِشَ يَعْطَش عَطَشَاً وَهُوَ عَطْشَانُ وصَدِيَ يَصْدَى صَدَىً وَهُوَ صَدْيَانُ، وَقَالُوا الظَّماءة كَمَا قَالُوا السَّقَامة لِأَن المعنيَيْن قريبٌ كِلَاهُمَا ضَرَرٌ على النَّفْس وأذىً وغَرِثَ يَغْرَثُ غَرَثَاً وَهُوَ غَرْثَانُ وعَلِهَ يَعْلَهُ عَلَهَاً وَهُوَ عَلْهَان: وَهُوَ شدَّةُ الغَرَث والحِرْصِ على الْأكل وَتقول عَلِهٌ كَمَا تَقول عَجِلٌ وَمَعْنَاهُ قريب من وَجِعَ وَقَالُوا طَوِيَ يَطْوَى طَوَىً وَهُوَ طَيَّان وَمَعْنَاهُ الجوعُ، قَالَ عنترة: وَلَقَد أَبيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه حَتَّى أنالَ بِهِ كَريمَ المَأْكَلِ وَبَعض الْعَرَب يَقُول الطِّوى فيبْنيه على فِعَلٍ لِأَن زِنَة فِعَلٍ وفَعَلٍ شيءٌ واحدٌ وَلَيْسَ بَيْنَهما إِلَّا كسرةُ الأول وضدُّ مَا ذكرنَا يَجِيء على مَا ذكرنَا وَهُوَ قَوْلهم شَبِعَ يَشْبَع شِبَعاً وَهُوَ شَبْعَانُ كسروا الشِّبَع كَمَا قَالُوا الطِّوى وشبَّهوه بالكِبَر والسِّمَن حَيْثُ كَانَ بِنَاء الْفِعْل وَاحِدًا وَقَالُوا رَوِيَ يَرْوَى رِيَّاً وَهُوَ رَيَّانُ فأدخلوا الفِعْل فِي هَذِه المصادرِ كَمَا أدخلُوا الفُعْل فِيهَا حِين قَالُوا السُّكْر أَعنِي الرِّيّ وزْنه فِعْل وَدخل فِي هَذَا الْبَاب وَلَيْسَ بمطَّرِد فِيهِ ولقائلٍ أَن يقولَ هُوَ فُعْل وكُسِر من أجلِ الياءِ كَمَا قَالُوا قَرْنٌ أَلْوَى وقُرون لِيٌّ ولُيٌّ وَفِي السُّكْر ثلاثُ لُغَات: يُقَال: السُّكْر والسُّكُر والسَّكَر وَحكى الْأَخْفَش السَّكْر ومثلُه خَزْيَانُ والمصدر الخِزْي والرِّيِّ كاتفاق خَزِيَ يَخْزَى وَهُوَ خَزْيَانُ ورَوِيَ يَرْوَى وَهُوَ رَيَّان وَقد جَاءَ شيءٌ من هَذَا على بَاب خَرَجَ يَخْرُج قَالُوا سَغَبَ يَسْغُب سُغْباً وَهُوَ ساغِبٌ كَمَا قَالُوا سَفَلَ يَسْفُل سُفْلاً وَهُوَ سافِلٌ وَمثله جاعَ يجوع جُوعاً وَهُوَ جائِعٌ وناعَ ينوعُ نُوعاً وَهُوَ نائِعٌ، قَالَ بَعضهم: النائع: المتألِّم من الْجُوع، وَقَالَ بَعضهم هُوَ المائلُ من الْجُوع وَقَالَ بَعضهم نائِعٌ إتْباع لجائع ونُوعاً إتْباع لجُوع وَقَالَ بَعضهم النائع: العطْشان، قَالَ الشَّاعِر: لَعَمْرُ بَني شِهابٍ مَا أَقَامُوا صُدُور الْخَيل والأسد الغباعا وَقَالُوا جوعان فأدخلوها هُنَا على فَاعل لِأَن مَعْنَاهَا معنى غرثان قَالَ الشَّاعِر: لَو أنني جَاءَنِي جوعان مهْتَلِكٌ من جُوَّعِ الناسِ عنْه الخيْرُ مَحْجوزُ فجَاء بجَوْعان وجُوَّعٍ وَهُوَ جمعُ جَائِع وَقَالُوا من العطَش أَيْضا هامَ يَهيمُ هَيْمَاً وَهُوَ هائمٌ وَقَالُوا هَيْمَان لِأَن مَعْنَاهُ عَطْشَان وَمثل هَذَا قَوْلهم ساغِبٌ وسِغابٌ مثل جَائِع وجِياع وهائِم وهِيام لمَّا كَانَ الْمَعْنى معنى عِلاهٍ وعِطاشٍ بُني على فِعال وَقَالُوا سَكِرَ يَسْكَر سَكَرَاً وسُكْراً. وَقَالَ أَبُو الْحسن: فِيهَا ثَلَاث لُغات وَقد تقدم ذَلِك وَقَالُوا سَكْرَانُ لمَّا كَانَ من الامتلاء جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَة شَبْعَان وَمثل ذَلِك مَلآنُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم أَبُو الخطَّاب أَنهم يَقُولُونَ مَلِئْت من الطَّعَام كَمَا قَالُوا شَبِعْت وسَكِرْت وَقَالُوا قَدَحٌ نَصْفَانُ وجُمْجُمَةٌ نَصْفَى والجُمْجُمَة قَدَحٌ أَيْضا وَقَدَحٌ قَرْبَانٌ وجُمْجُمَة قَرْبَى: إِذا قاربَ الامتلاءَ جعلُوا ذَلِك بِمَنْزِلَة الملآنِ لِأَن ذَلِك مَعْنَاهُ معنى الامتلاءِ لِأَن النِّصْف قد امتلأَ والقَرْبانُ ممتَلِئٌ أَيْضا إِلَى حَيْثُ بَلَغَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم نَسْمَعهم قَالُوا قَرِبَ وَلَا نَصِفَ اكتفَوا بقارَبَ وناصَف وَلَكنهُمْ جاؤا بِهِ كَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ قَرِبَ ونَصِفَ كَمَا قَالُوا مَذاكيرُ وَلم يَقُولُوا مِذْكير وَلَا مِذْكارٌ وكما قَالُوا أَعْزَلُ وعُزْلٌ وَلم يَقُولُوا أعزِلٌ، قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن أَعْزَل وَإِن كَانَ على لفْظِ أَحْمَرَ فَلم يُذْهَب بِهِ مَذْهَبَ أَحْمَرَ لِأَنَّهُ لَا مؤنَّثُ لَهُ فَذَهَبُوا بِهِ مَذْهَب الأسماءِ كأَفْكَلٍ وأَيْدَعٍ وَلم يجمَعوه كجمْع الأسماءِ فِي هَذَا الوَزْن لم يَقُولُوا أعازِلُ كَمَا قَالُوا أَفاكِلُ وَقَالُوا عُزْل كأنَّهم قدَّروا أَعْزَلَ وعَزْلاَء مثل أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ وَإِن لم يستعمِلوه كَمَا قَالُوا فِي جمع ذَكَر مَذاكيرُ على تَقْدِير أَن الْوَاحِد مِذْكار أَو مِذْكير وَإِن لم يستعمِلوه وَقَالُوا عُزْل على أنَّ الْوَاحِد عازلٌ وإنْ لم يستعملوه، قَالَ الشَّاعِر:(4/288)
غيرُ مِيْلٍ وَلَا عَواويرَ فِي الهَيْ جا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكْفَالِ وَقَالُوا رجلٌ شَهْوَانُ وامرأةٌ شَهْوَى لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الغَرْثان والغَرْثى وَزعم أَبُو الْخطاب أَنهم يَقُولُونَ شَهِيْتُ شَهْوَة فجاؤا بِالْمَصْدَرِ على فعْلة كَمَا قَالُوا حِرْت تَحار حَيْرَة وَهُوَ حَيْرَانُ وَقد جَاءَ فَعْلاَنُ وفَعْلَى فِي غير هَذَا البابِ قَالُوا خَزْيَانُ وخَزْيَا، وروى أَبُو الْحسن الأخفشُ رَجْلاَنُ ورَجْلَى وَمَعْنَاهُ الراجِلُ وَقَالُوا عَجْلاَن وعَجْلَى وَقد دخل فِي هَذَا الْبَاب فاعِلٌ كَمَا دخل فَعِلٌ شبَّهوه بسَخِط يَسْخَط سَخَطَاً وَهُوَ ساخِطٌ كَمَا شبَّهوا فَعِلَ بفَزِع يَفْزَعُ فَزَعَاً: وَهُوَ فَزِعٌ أَي إِنَّهُم قَالُوا نادِمٌ وراجِلٌ وصادٍ كَمَا قَالُوا صَدٍ وعَطِشٌ وَقَالُوا غَضِبَ يَغْضَب غَضَبَاً وَهُوَ غَضْبَانُ وَهِي غَضْبَى لِأَن الغَضَب يكونُ فِي جَوْفِه كَمَا يكونُ فِيهِ العَطَش وَقَالُوا مَلآنةٌ شبَّهوها بخَمْصانة ونَدْمَانة وَقَالَ قوم إِن بابَ فَعْلاَن الَّذِي أُنْثاه فَعْلَى بَنو أَسد يُدخلون الْهَاء فِي مؤنَّثه ويُخرجونها من المذكَّر فَيَقُولُونَ مَلآنةٌ وملآنٌ وسَكْرَانة وسَكْرَانٌ كَمَا قَالُوا خَمْصَانةٌ ونَدْمَانة وللمذكر خَمْصَانٌ ونَدْمَانٌ ويَلْزَم على لُغة ... . مَلآنُ وغَضْبَانُ وَقَالُوا ثَكِلَ يَثْكَل ثَكَلاًَ وَهُوَ ثَكْلاَنُ وَالْأُنْثَى ثَكْلَى جَعَلُوهُ كالعَطَش لِأَنَّهُ حرارةٌ فِي الْجوف وَمثله لَهْفَانُ ولَهْفَى وَقَالُوا لَهِفَ يَلْهَف لَهَفَاً وَقَالُوا حَزْنَانُ وحَزْنَى لِأَنَّهُ غَمٌّ فِي جَوْفِه وَهُوَ كالثُّكْل لِأَن الثُّكْل من الحُزْن قَالَ: والنَّدْمانُ مثلُه والنَّدْمى، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: نَدْمَانُ الَّذِي من النَّدَامة على الشيءِ فِيهِ نَدْمَى وَلَا يُقَال نَدْمَانةٌ إِنَّمَا نَدْمَانٌ ونَدْمَانةٌ لباب المُنادَمةِ وَأما جَرْبَانُ وجَرْبَى فَإِنَّهُ لمَّا كَانَ بلَاء أُصيبَ بِهِ بَنوه على هَذَا كَمَا بَنَوْه على أَفْعَلَ وفَعْلاَء نَحْو أَجْرَب وجَرْبَاء وَقَالُوا عَبِرَتْ تَعْبَر عَبَرَاً وَهِي عَبْرَى مثل ثَكْلَى والثُّكْل مثلُ السُّكْر والعبَرَ مثلُ العَطَش فَقَالُوا عَبْرَى كَمَا قَالُوا ثَكْلَى، فَأَما مَا كَانَ من هَذَا من بناتِ الْيَاء وَالْوَاو الَّتِي هِيَ عينُ فَإِنَّهَا يَجِيء على فَعِلَ يَفْعَل مُعتَلَّة لَا على الأَصْل وَذَلِكَ عِمْتَ تَعام عَيْمَةً وَهُوَ عَيْمَانُ وَهِي عَيْمَى جَعَلُوهُ كالعَطَش: وَهُوَ الَّذِي يَشْتَهي البَنَ كَمَا يَشْتَهي ذَلِك الشَّرابَ وجاؤا بِالْمَصْدَرِ على فَعْلَةٍ لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل على فَعَلَ كَمَا كَانَ العطَش وَنَحْوه على فَعَلَ وَلَكنهُمْ أسْكنوا الياءَ وأماتوها يَعْنِي أعَلُّوها كَمَا فعلوا ذَلِك بِالْفِعْلِ فَكَأَن الْهَاء عِوضٌ من الْحَرَكَة مثْلَ غِرْت تَغار غَيْرَةً وَهُوَ فِي الْمَعْنى كالغَضْبان وَقَالُوا حِرْت تَحارُ حَيْرَةً وَهُوَ حَيْرَان ُ وَهِي حَيْرَى وَهُوَ فِي الْمَعْنى كالسَّكْران لِأَن كِلَيْهِما مُرْتَجٌ عَلَيْهِ.
هَذَا بابُ مَا يُبنى على أَفْعَلَ
أما الألْوان فَإِنَّهَا تُبنى على أَفْعَلَ وَيكون الفِعل على فَعِلَ يَفْعَلُ والمصدرُ على فُعْلَة أكثرُ وَرُبمَا جَاءَ الْفِعْل على فَعُل يَفْعَلُ وَذَلِكَ قَوْلك أدِمَ يَأْدَمُ أُدْمَةً وَمن الْعَرَب من يَقُول أدُمَ يَأْدُمُ أُدْمةً وشَهُبَ يَشْهُبُ شُهْبَةً وقَهُبَ يَقْهُب قُهْبَةً: وَهِي سَواد يَضْرِب إِلَى الحُمْرة كَمَا قَالَ: والأقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسا وكَهِبَ يَكْهَبُ كُهٍبَةً وَقَالُوا كَهُبَ يَكْهُب كُهْبةً: وَهِي غُبْرة وكُدْرة فِي اللَّوْن وشَهِبَ يَشْهَبُ شُهْبَة وصَدِئَ يَصْدَأُ صُدْأَةً وَقَالُوا صَدَأٌ كَمَا قَالُوا العَيَسُ والأعْيَس: البعيرُ الَّذِي يضْرب إِلَى البَياض وَقَالُوا العِبْسة كَمَا قَالُوا الحُمْرة، قَالَ أَبُو عَليّ: وَفِي بعض النُّسَخ من كتاب سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا الغُبْسة كَمَا قَالُوا الحُمْرة وَفِي نُسْخَة أُخْرَى العِيسةُ وَأَصلهَا العيْسة فكُسِرت العينُ لتسلمَ الياءُ، وَاعْلَم أَنهم يَبْنُون الفعلَ مِنْهُ على افْعالَّ نَحْو اشْهابَّ وادْهامَّ وادْامَّ فَهَذَا لَا يكادُ ينكسِر فِي الألوان وَإِن قلت فِيهَا فَعِلَ يَفْعَل أَو فَعُل يَفْعُل وَقد يُستغنى بافْعالَّ عَن فَعِلَ وفَعُل(4/289)
وَذَلِكَ نَحْو ازْرَاقَّ واخْضارَّ واصْفارَّ واحْمارَّ واشْرابَّ وابْياضَّ واسْوادَّ وابْيَضَّ واخْضَرَّ واحْمرَّ واصْفَرَّ أكثرُ فِي كَلَامهم والأصلُ ذَلِك إِلَّا أَنه كثُر فحذفوه فكلٌّ يذهب إِلَى أَن الأصلَ افْعالَّ وَهُوَ احْمارَّ واسْوادَّ ثمَّ حُذِف فَقَالُوا احْمَرَّ واسْوَدَّ والمحذوف الَّذِي ذكره أكثرُ فِي الْكَلَام وفَعِلَ فِيمَا ذكره بعض النَّحْوِيين مَحْذُوف عَن افعَلَّ واستدَلَّ على ذَلِك أَنهم يَقُولُونَ عَوِرَ وحَوِلَ فَلَا يُعِلُّون الواوَ لِأَنَّهُ فِي معنى اعْوَرَّ واحْوَلَّ وهما لَا يَعْتَلاَّنِ والوجهُ عِنْد أبي عَليّ أَنه لم يُعَلَّ عَوِرَ وحَوِلَ لِأَنَّهُ فِي معنى فِعْل لَا يَعْتَلُّ إِلَّا أَنه مَحْذُوف عَنهُ كَمَا قَالُوا اجْتَوَرَ فَلم يُعِلُّوه لِأَنَّهُ فِي معنى تَجاوروا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا الصُّهُوبة شبَّهوا ذَلِك بأَرْعَنَ والرُّعونة وَقَالُوا البَياض والسَّواد كَمَا قَالُوا الصَّباح والمَساء لِأَنَّهُمَا لَوْنَانِ بمنزلتهما لِأَن المَساء سَوادٌ، وَقد جَاءَ شيءٌ من الألوان على فعْل قَالُوا جَوْن ووَرْدَ والوَرْد الفَرس: الأصْفَر اللَّون، والجَوْن: الأَسْود وجاؤا بمصدره على مصدرِ بِنَاء أَفْعَلَ وَذَلِكَ قولُهم الوُرْدة والجُوْنة وَإِنَّمَا قَالُوا وَرْد وجَوْن على حذْف الزَّوائِدِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد جَاءَ شيءٌ مِنْهُ على فَعيل وَذَلِكَ خَصيف وَقَالُوا أَخْصَفُ وَهُوَ أَقْيَسُ والخَصيف: الْأسود وَمَا كَانَ من هَذِه المصادرِ على غير فُعْلة أَو فَعَلٍ فَهُوَ من الشاذِّ أَيْضا الَّذِي لَا يطَّرِد، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد يُبْنى على أَفْعَلَ وَيكون الفِعل فَعِلَ يَفْعَل والمصدر فعَلاً مَا كَانَ دَاء أَو عَيْبَاً لِأَن العَيْب نحوُ الداءِ فَفَعَلُوا ذَلِك كَمَا قَالُوا أَجْرَبُ وأَنْكَدُ وَذَلِكَ قَوْلهم عَوِرَ يَعْوَر عَوَرَاً وأَدِرَ يَأْدَر أَدَرَاً وَهُوَ آدِر وشَتِرَ يَشْتَر شَتَرَاً وَهُوَ أَشْتَروحَبِنَيَحْبَن حَبَنَاً وَهُوَ أَحْبَنُ والأَحْبَن: المنتفخ البطنِ من الاسْتِسْقَاء وصَلِعَ يَصْلَع صَلَعَاً وَهُوَ أَصْلَعُ وَقَالُوا رجل أَجْذَمُ وأَقْطَعُ فكأنَّ هَذَا على قَطِعَ وجَذِمَ وَإِن لم يُستعمَل وَقد يُقَال لموضِع القَطْع القُطْعة والقَطَعة والجُذْمة والجَذَمة والصُّلْعة والصَّلَعة للموضع وَقَالُوا امرأةٌ سَتْهَاءُ وَرجل أَسْتَهُ فجاؤا بِهِ على بِنَاء ضِدِّه وَهُوَ قَوْلهم أَرْسَحُ ورَسْحَاءُ وأَخْرَمُ وخَرْمَاءُ وَهُوَ الخَرَم والأرْسَحُ: ضِدُّ الأَسْته لِأَن الأرْسَح الْمَمْسُوح العَجُز وَكَذَلِكَ الأَزَلُّ والأَرْصَع والأَخْرَمُ: المقطوعُ الأنفِ وَقَالُوا أَهْضَمُ وهَضْمَاءُ والمصدر الهَضَم: عيْبٌ فِي الْخَيل والأَهْضَمُ: الَّذِي لَيْسَ بمُجْفَرِ الوَسَط وَهُوَ صِغَرُ البطنِ، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي: خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ ولَمْ يَرْجِعْ إِلَى دِقَّةٍ وَلَا هَضَمِ وَقَالُوا أَزْبَرُ وأَغْلَبُ، والأَغْلَبُ: الْعَظِيم الرَّقَبَة، والأَزْبَر: الْعَظِيم الزُّبْرة وَهِي مَوضِع الْكَاهِل فجاؤا بِهَذَا النَّحْو على أَفْعَلَ كَمَا جَاءَ على أَفْعَلَ مَا يكْرهُونَ وَقَالُوا آذَنُ وأذْناءُ كَمَا قَالُوا سَكَّاء، والآذَن: العظيمُ الأُذُن، والأَسَكُّ: الصَّغِير الأُذُن جِدَّاً، وَقَالُوا أَخْلَقُ وأَمْلَسُ وأَجْرَدُ والأَخْلق: الأمْلَس ... . لمسه وَقَالُوا الخَشِن: وَهُوَ ضدُّ الأمْلَس وَقَالُوا الخُشْنة كَمَا قَالُوا الحُمْرة والخُشونة كَمَا قَالُوا الصُّهوبة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَاعْلَم أَن مؤنَّثَ كلِّ أَفْعَلَ صِفَةً فَعْلاَءُ وَهِي تجْرِي فِي الْمصدر والفِعلِ مَجْرَى أَفْعَلَ وَقَالُوا مالَ يميلُ وَهُوَ مائِلٌ وأَمْيَلٌ فَلم يجيئوا بِهِ على مالَ يَميل يُرِيد أَن أَفْعَلَ لَيْسَ بابُ فِعله أَن يكونَ على فَعَلَ يفْعل وَذَلِكَ أَن أَمْيَل أَفْعَلُ وفعلُه مالَ يَميلُ وَكَانَ حَقه أَن يكون مَيَلَ يَميلُ مَيَلاً وَإِنَّمَا حكى سِيبَوَيْهٍ مالَ يَميل ومثلُ هَذَا شابَ يَشيبُ فَهُوَ أَشْيَبُ وَلَيْسَ ذَلِك بِالْقِيَاسِ وَقد حكى غيرُ سِيبَوَيْهٍ مَيِلَ يَميلُ مَيَلاً فَهُوَ أَمْيَلُ كَمَا قَالُوا جَيِدَ يَجْيَد جَيَدَاً فَهُوَ أَجْيَدُ وَقَالُوا فِي الأَصْيَد صَيِدَ يَصْيَد صَيَدَاً وَقَالُوا شابَ يَشيبُ كَمَا قَالُوا شاخَ يَشيخ وَقَالُوا أَشْيَبُ كَقَوْلِهِم أَشْمَطُ فجاؤا بِالِاسْمِ(4/290)
على بِنَاء مَا مَعْنَاهُ كمعناه وبالفعل على مَا هُوَ نَحوه أَيْضا يُرِيد جاؤا باسم الشَّيْبِ على شابَ يَشيب مثل شاخَ يَشيخ واسمُه على بِنَاء أَشْمَط وفِعلُه على فِعل شاخَ يَشيخ وَقَالُوا أَشْعَرُ كَمَا قَالُوا أَجْرَد: للَّذي لَا شَعْرَ لَهُ، والأَرْسَح: الَّذِي لَا عَجُز لَهُ وَقَالُوا هَوِجَ يَهْوَج هَوَجَاً كَمَا قَالُوا ثَوِلَ يَثْوَل ثَوَلاً وَهُوَ أَثْوَلُ: وَهُوَ جُنون.
(بَاب الخِصال الَّتِي تكونُ فِي الأشياءِ وأفعالِها ومصادرِها وَمَا يكون مِنْهَا فِطْرة ومُكْتَسَباً)
ونبدأ بِالَّتِي فِي الفِطْرة لفَضْلها أما مَا كَانَ حُسْناً أَو قُبْحاً فَإِنَّهُ مِمَّا يُبْنى فِعلُه على فَعُل يَفْعُل ويكونُ الْمصدر فَعالاً وفَعالَةً وفُعْلاً وَمَا سِوى ذَلِك يُحْفَظ حِفْظاً وَلَيْسَ بالبابِ وَذَلِكَ قولُك قَبُح يَقْبُح قَباحةً وَبَعْضهمْ يَقُول قُبوحةً فبناه على فُعولة كَمَا بناه على فَعالة ووَسُمَ يَوْسُم وَسامةً وَقَالَ بَعضهم وَساماً فَلم يؤنِّث يَعْنِي لم يُدْخل الهاءَ كَمَا قَالُوا السَّقام والسَّقامة وَمثل ذَلِك جَمُلَ جَمالاً، وتجيء الْأَسْمَاء على فَعيل وَذَلِكَ قَبيحٌ ووَسيمٌ وجَميل وشَقيح ودَميم وَقَالُوا حَسَنٌ فَبَنَوه على فَعَلٍ كَمَا قَالُوا بَطَلَ ورجُل قَدَم وَامْرَأَة قَدَمَة يَعْنِي أَن لَهَا قَدَمَاً فِي الْخَيْر فَلم يجيؤا بِهِ على مِثَال جَريء وكَمِيٍّ وشُجاعٍ وشَديدٍ يُرِيد أَن البابَ فِي فَعُل يَفْعُل أَن يَجِيء الِاسْم على فَعيل أَو فُعال وَإِذا خرج عَن هذيْن البِناءَيْن فَهُوَ شاذٌ لَيْسَ بِالْبَابِ ويُحفَظ حِفْظاً وَالْكثير فَعيل وفُعال كَقَوْلِك نَظُفَ يَنْظُف فَهُوَ نَظيف وقَبُحَ يَقْبُح فَهُوَ قَبيح وجَمُلَ يَجْمُل فَهُوَ جَميل وفَعيل أكثرُ من فُعال، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما الفُعْل من هَذِه المصادر فنحو الحُسْن والقُبْح والفَعالة أكثرُ وَقَالُوا نَضَرَ وجهُه يَنْضُر على فَعَلَ يَفْعُل مثل خَرَجَ يَخْرُج لأنَّ هَذَا فِعلٌ لَا يتعدَّى إِلَى غيرِك كَمَا أَن هَذَا فِعل لَا يتعدَّاك وَقَالُوا ناضِرٌ كَمَا قَالُوا نَضَرَ وَإِنَّمَا ذَكَرَ نَضَرَ وجهُه لِأَنَّهُ من بَاب الحُسْن والقُبْح الَّذِي يَأْتِي فِعْلُه على فَعُلَ يَفْعُل ليُريكَ خُروجَه عَن الْبَاب واسمُ فاعلِه نَضير ونَضْر وناضِرٌ فناضرٌ على قِيَاس مَا يوجبُه فِعْلُه كَقَوْلِك خَرَجَ يَخْرُج فَهُوَ خارجٌ ونَضير كَمَا قَالُوا وَسيمٌ لِأَنَّهُ نَحوه فِي الْمَعْنى وَقَالُوا نَضْر كَمَا قَالُوا حَسَنٌ إِلَّا أَن هَذَا مُسَكَّن الأوْسَطِ وَقَالُوا ضَخْم وَلم يَقُولُوا ضَخيم كَمَا قَالُوا عَظيم وَقد حكى أَبُو الْعَبَّاس المبرِّد رَحمَه الله ضَخيم وَقَالُوا النَّضارَة كَمَا قَالُوا الوَسامة وَمثل الحَسَن السَّبَط والقَطَط وَقَالُوا سَبِطَ سَباطةً وسُبوطةً وَمثل النَّضْر الجَعْدُ وَقَالُوا رجل سَبِطٌ كَمَا بَنَوْه على فَعَلَ أَعنِي أَنه يُقَال سَبِطٌ وسَبَطٌ وَحكى أَبُو الْحسن سَبْطٌ وَقَالُوا مَلُحَ مَلاحةً وَهُوَ مَليح وسَمُحَ سَماحةً وَهُوَ سَمْح وَقَالُوا سَميح كقَبيح وَقَالُوا بَهُوَ يَبْهُو بَهاءً وَهُوَ بَهِيٌّ كجَمُلَ جَمالاً وَهُوَ جَميل وَقَالُوا شَنُعَ شَناعةً وَهُوَ شَنيع وَقَالُوا أَشْنَعُ فأدخلوا أَفْعَلَ فِي هَذَا إِذْ صَار خَصْلَةً فِيهِ كاللَّون وَقَالُوا نَظُف نَظافةً كصَبُح صَباحةً وَهُوَ صَبيح وَقَالُوا طَهُر طَهرةً وَهُوَ طاهِرٌ وَلم يَقُولُوا طَهير وَقَالُوا طَهَرَت المرأةُ فاستعملوا طَاهِرا على قَوْلهم طَهَرَتْ لَا على قَوْلهم طَهُرَتْ وَقَالُوا مَكُثَ مُكْثاً وَهُوَ ماكِثٌ وَقد قَالُوا مَكيثٌ فَيحمل ماكثٌ على مَكَثَ ومَكيث على مَكُث، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمَا كَانَ من الصِّغَر والكِبَر فَهُوَ نحوٌ من هَذَا قَالُوا عَظُمَ عَظامةً فَهُوَ عَظيم ونَبُلَ نَبالةً فَهُوَ نَبيل وصَغُرَ صَغارةً وَهُوَ صَغير وقَدُم قَدامةً فَهُوَ قَديم. وَقد يجيءُ المصدرُ على فِعَل وَذَلِكَ قَوْلك الصِّغَر والكِبَر والقِدَم والعِظَم والضِّخَم وَقد يَبْنُون الاسمَ على فعْل وَذَلِكَ نحوُ ضَخْمٍ وفَخْمٍ وعَبْل، وَقد يَجِيء الْمصدر على فُعولة كَمَا قَالُوا القُبوحة وَذَلِكَ قَوْلهم الجُهومة والمُلوحة والبُحوحة وَقَالُوا كَثُر كَثارةً وَهُوَ كَثير وَقَالُوا الكَثْرة فبَنَوه على الفَعْلة والكَثير نحوٌ من العَظيم فِي الْمَعْنى إِلَّا أنَّ هَذَا فِي الْعدَد يَعْنِي أَن الكَثير مُركَّب من شيءٍ مُتَزايِد كَثُرَ عِدَّتُه والعَظيم اسمٌ واقِعٌ على جُملة من غير أَن يُقدَّرَ فِيهِ شَيْء تزيَدَ وتَضاعَفَ والكَبير(4/291)
بِمَنْزِلَة العَظيم وضِدُّ العَظيم والكَبير الصَغيرُ وضِدُّ الكَثير القَليلُ لِأَنَّهُ يُقصد بِهِ قَصْدَ تقليل الأضْعاف الَّتِي فِيهِ أَو تكثيرها والصغيرُ والكبيرُ القَصْد بِهِ جملةُ الشيءِ من غيرِ تقديرِ أضْعافِ مَا تركِّب مِنْهُ وَإِنَّمَا جَعَلَت القليلَ ضِدَّ الكَثير مُسَامَحَة إِذْ الكَثير والقليل من بَاب الْعدَد وَالْعدَد من بَاب كَمْ وكَمْ لَا ضِدَّ لَهَا إِنَّمَا الضِدُّ فِي كَيْف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد يُقَال للْإنْسَان قَليلٌ كَمَا بقال قَصير فقد وَاَفَق ضِدَّه وَهُوَ العَظيم والطَّويل والقَصير نَحْو العَظيم والصَّغير يُرِيد أَن الْقَلِيل قد يُستعمَل على غير معنى الْعدَد كَمَا يُستعمَل القَصير والحَقير والطُّولُ فِي البِناء كالقُبْح يُرِيد فِي بِنَاء الفِعْل لِأَن وَزْنَهما فُعْل وَهُوَ نَحوه فِي الْمَعْنى لِأَنَّهُ زيادةٌ ونُقْصانٌ وَقَالُوا سَمِنَ سِمَناً وَهُوَ سَمين وكَبِرَ كِبَراً وَهُوَ كَبير وَقَالُوا كَبُرَ عليَّ الأمرُ كعَظُمَ وَقَالُوا بَطِنَ يَبْطَن بِطْنَة وَهُوَ بَطين كَمَا قَالُوا عَظيم وبَطِنَ ككَبِر، وَمَا كَانَ من الشدَّة والجُرْأَة والضَّعْف والجُبْن فَإِنَّهُ نحوٌ من هَذَا قَالُوا ضَعُفَ ضُعْفاً وَهُوَ ضَعيف وَقَالُوا شَجُعَ شَجاعةً وَهُوَ شُجاع وَقَالُوا شَجيع وفُعال أَخُو فَعيل وَقد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن فَعيلاً وفُعالاً أخوانِ قَالُوا طَويل وطُوال وكَبير وكُبار وخَفيف وخُفاف، قَالَ: وَقد بَنَوْا الاسمَ على فَعَال كَمَا بَنَوْه على فَعول فَقَالُوا جَبان وَقَالُوا وَقور وَقَالُوا الوَقارة كَمَا قَالُوا الرَّزَانة وَقَالُوا جَرُؤ يَجْرُؤ وجُرْءَة وَهُوَ جَريءٌ ولغةٌ للْعَرَب الضَّعْف كَمَا قَالُوا الظَّرْف وظَريف والفَقْر وفَقير وَقَالُوا غَلُظَ غِلَظاً وَهُوَ غَليظ كَمَا قَالُوا عَظُمَ عِظَماً فَهُوَ عَظيم وَقَالُوا سَهُلَ سُهولةً وَهُوَ سَهْل وَمثله جَهُمَ جُهومةً وَهُوَ جَهْم وسَهْل بِمَنْزِلَة ضَخْم وَقد قَالَ بعض الْعَرَب جَبَنَ يَجْبُن كَمَا قَالُوا نَضَرَ يَنْضُر وَالْأَكْثَر جَبُنَ يَجْبُنُ وَقَالُوا قَوِيَ يَقْوَى قَوايةً وَهُوَ قوِيٌّ كَمَا قَالُوا سَعِدَ يَسْعَد سَعادةً وَهُوَ سَعيد وَقَالُوا القُوَّة كَمَا قَالُوا الشِّدَّة إِلَّا أنَّ هَذَا مضمومُ الأول وَقَالُوا سَرُعَ سِرَعاً وَهُوَ سَريع ويُقال سُرْعة وسَرَعٌ، قَالَ الْأَعْشَى: القُبْح يُرِيد فِي بِنَاء الفِعْل لِأَن وَزْنَهما فُعْل وَهُوَ نَحوه فِي الْمَعْنى لِأَنَّهُ زيادةٌ ونُقْصانٌ وَقَالُوا سَمِنَ سِمَناً وَهُوَ سَمين وكَبِرَ كِبَراً وَهُوَ كَبير وَقَالُوا كَبُرَ عليَّ الأمرُ كعَظُمَ وَقَالُوا بَطِنَ يَبْطَن بِطْنَة وَهُوَ بَطين كَمَا قَالُوا عَظيم وبَطِنَ ككَبِر، وَمَا كَانَ من الشدَّة والجُرْأَة والضَّعْف والجُبْن فَإِنَّهُ نحوٌ من هَذَا قَالُوا ضَعُفَ ضُعْفاً وَهُوَ ضَعيف وَقَالُوا شَجُعَ شَجاعةً وَهُوَ شُجاع وَقَالُوا شَجيع وفُعال أَخُو فَعيل وَقد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن فَعيلاً وفُعالاً أخوانِ قَالُوا طَويل وطُوال وكَبير وكُبار وخَفيف وخُفاف، قَالَ: وَقد بَنَوْا الاسمَ على فَعَال كَمَا بَنَوْه على فَعول فَقَالُوا جَبان وَقَالُوا وَقور وَقَالُوا الوَقارة كَمَا قَالُوا الرَّزَانة وَقَالُوا جَرُؤ يَجْرُؤ وجُرْءَة وَهُوَ جَريءٌ ولغةٌ للْعَرَب الضَّعْف كَمَا قَالُوا الظَّرْف وظَريف والفَقْر وفَقير وَقَالُوا غَلُظَ غِلَظاً وَهُوَ غَليظ كَمَا قَالُوا عَظُمَ عِظَماً فَهُوَ عَظيم وَقَالُوا سَهُلَ سُهولةً وَهُوَ سَهْل وَمثله جَهُمَ جُهومةً وَهُوَ جَهْم وسَهْل بِمَنْزِلَة ضَخْم وَقد قَالَ بعض الْعَرَب جَبَنَ يَجْبُن كَمَا قَالُوا نَضَرَ يَنْضُر وَالْأَكْثَر جَبُنَ يَجْبُنُ وَقَالُوا قَوِيَ يَقْوَى قَوايةً وَهُوَ قوِيٌّ كَمَا قَالُوا سَعِدَ يَسْعَد سَعادةً وَهُوَ سَعيد وَقَالُوا القُوَّة كَمَا قَالُوا الشِّدَّة إِلَّا أنَّ هَذَا مضمومُ الأول وَقَالُوا سَرُعَ سِرَعاً وَهُوَ سَريع ويُقال سُرْعة وسَرَعٌ، قَالَ الْأَعْشَى: واسْتَخْبِري قابِلَ الرُّكْبانِ وانتظِري أَوْبَ المُسافِرِ إنْ رَيْثَاً وإنْ سَرَعَا وَقَالُوا بَطْؤَ بِطَأً وَهُوَ بَطيءٌ وغَلُظَ غِلَظاً وَهُوَ غَليظ وثَقُلَ ثِقَلاً وَهُوَ ثَقيل وَقَالُوا كَمُشَ كَماشَةً وَهُوَ كَميش مثل سَرُعَ والكَماشَة مثل الشَّجاعة وَقَالُوا حَزُنَ حُزونةً للمكانِ وَهُوَ حَزْن كَمَا قَالُوا سَهُلَ سُهولة وَهُوَ سَهْلٌ وَقَالُوا صَعُبَ صُعوبةً وَهُوَ صَعْب لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ الغلَظ والحُزونة، وَمَا كَانَ من الرِّفْعَة والضِّعَة وَقَالُوا الضَّعَة فَهُوَ نحوُ هَذَا، قَالَ أَبُو سعيد: اعْلَم أَن الضِّعَة وزْنها فِعْلة وَالْأَصْل وِضْعَة مثل قَوْلك عِدَة وزِنَةٌ وربَّما فتحُوا شَيْئا من ذَلِك إِذا كَانَ فِيهِ شيءٌ من حُرُوف الحلْق كَمَا يفتحون فِي الفِعْل من اجل حُرُوف الحلْق مَا لَا يُفتح فِي غيرِه وَقَالُوا الضِّعَة والضَّعَة وقِحَة وقَحَة وَلَا يَقُولُونَ فِي صِفة صَفَة لعدَم حرفِ الحلْق وَقَالُوا غَنِيَ يَغْنَى غِنىً كَمَا قَالُوا كَبِرَ كِبَراً وَهُوَ كَبير وَقَالُوا فَقير كَمَا قَالُوا صَغير وضَعيف وَقَالُوا الفَقْر كَمَا قَالُوا الضَّعْف وَقَالُوا الفُقْر كَمَا قَالُوا الضُّعْف وَلم نسمعهم قَالُوا فَقُر كَمَا لم يَقُولُوا فِي الشَّديد شَدُدَ كَمَا استغنَوْا باحْمارَّ عَن حَمِرَ، قَالَ أَبُو عَليّ: قَوْلهم افتَقَر فَهُوَ فَقير واشتدَّ فَهُوَ شَديد لم يأتِ فَقير وشديدٌ على هَذَا الفِعل وَإِنَّمَا أَتَى على فِعْل لم يُستعمَل وَهُوَ فَقُرََ كَمَا يَقُولُونَ ضَعُفَ وشَدُدت على فَعُلْت واستغنَوْا بافْتَقَرَ واشتدَّ عَن ذَلِك كَمَا استغنوا باحْمارَّ عَن حَمِرَ لِأَن الألوان يُستعمَل فِيهَا فَعِلَ كثيرا كَمَا قَالُوا أَدِمَ يَأْدَم وكَهِبَ يَكْهَب وشَهِبَ يَشْهَب وَمَا أشبه ذَلِك وَلم يَقُولُوا حَمِرَ استغنوا عَنهُ باحْمارَّ قَالَ وَهَذَا هُنَا نَحْو من التَّشْدِيد والقوِيِّ وَقَالُوا شَرُفَ شَرَفَاً وَهُوَ شَريف وكَرُمَ كَرَمَاً وَهُوَ كَريم ولَؤُمَ لآمَةً وَهُوَ لَئيمٌ كَمَا قَالُوا قَبُحَ قَباحةً وَهُوَ قَبيح وَقَالُوا دَنُؤَ دَناءةً وَهُوَ دَنيءٌ ومَلُؤَ مَلاءةً وَهُوَ مَليءٌ وَقَالُوا وَضُعَ ضَعَةً وَهُوَ وَضيع والضَّعة مثل الكَثْرة والضِّعَة مثلُ الرِّفْعة أَعنِي فِي فتح أوَّله وكسرِه وَقَوله وَهَذَا هُنَا نحوٌ من الشَّديد والقوِيِّ إشارةٌ إِلَى مَا بعده وَقَالُوا رَفيع وَلم نسمعهم قَالُوا رَفُعَ وَعَلِيهِ(4/292)
جاءَ رَفيع وَإِن لم يتكلموا بِهِ واستغنوا بارْتَفَع وَقَالُوا نَبِهَ يَنْبُه وَهُوَ نابِهٌ وَهِي النَّباهة كَمَا قَالُوا نَضُرَ يَنْضُر وَهُوَ ناضِرٌ وَهِي النَّضارة وَقَالُوا نَبيه كَمَا قَالُوا نَضير جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَة مَا هُوَ مثلُه فِي الْمَعْنى وَهُوَ شَريف يُرِيد معنى نَبيه وَقَالُوا سَعِدَ يَسْعَد سَعادةً وشَقِيَ يَشْقَى شَقاوةً وَهُوَ شَقيٌّ وسَعيد فأحدُهما مَرْفُوع والآخرُ موضوعٌ وَقَالُوا الشَّقاء كَمَا قَالُوا الجَمال واللَّذاذ حذفوا استِخْفافاً يُرِيد حذفوا الهاءَ من اللَّذاذة والشَّقاوَة اسْتِخْفَافًا وَقَالُوا رَشِدَ يَرْشَد رَشَدَاً وَهُوَ راشِدٌ وَقَالُوا الرُّشْد كَمَا قَالُوا سَخِطَ يَسْخَط سَخَطَاً والسُّخْط وساخطٌ وَقَالُوا رَشيد كَمَا قَالُوا سَعيد وَقَالُوا الرَّشاد وَقَالُوا بَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلاً فالبُخْل كاللُّؤْم يَعْنِي فِي الْوَزْن والفِعل كفِعل شَقِيَ وسَعِدَ وَقَالُوا بَخيل وَبَعْضهمْ يَقُول البّخْل كالفَقْر والبُخْل كالفُقْر وَبَعْضهمْ يَقُول البَخَل كالعَدَم وَقَالُوا أَمُرَ علينا وَهُوَ أَمير كنَبُه وَهُوَ نَبيه وَقَالُوا أَمَرَ علينا كَنَبَه مفتوحان وَالْفَتْح أَجْوَدُ وأفصح وَمِمَّا يلقى من أَبْيَات الْمعَانِي شعر: قد أَمَرَ المُهَلَّبُ فَكَرْنِبوا ودَوْلِبوا وحَيثُ شِئْتُمْ فاذْهَبوا يُرِيد قد وَلِيَ الْإِمَارَة يُخاطِبُ قوما من الشُّراة والإمْرة كالرِّفْعة والإمارة كالوِلاية وَيَقُولُونَ أَمِرَ علينا فَهُوَ أَمير وَقَالُوا وَكيل ووَصِيٌّ وجَرِيٌّ كَمَا قَالُوا أَمير لِأَنَّهَا وِلاية وَمثل هَذَا لتقارُبِه الجَليس والعَديل والضَّجيج والكَميع: وَهُوَ الضَّجيج، والخَليط والنَّزيع وأصل هَذَا كلِّه العَديلُ أَلا ترى أَنَّك تَقول فِي هَذَا كلِّه فَاَعَلْته تَقول عادلْته فَهُوَ عَديل وجالَسْته فَهُوَ جَليس وَإِنَّمَا قَالَ أصلُ هَذَا كلِّه العَديلُ لِأَنَّهُمَا تعادلا فِي فِعل كلِّ وَاحِد مِنْهُمَا بِالْآخرِ. وَقد جَاءَ فَعْل قَالُوا خَصْم وَقَالُوا خَصيم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمَا جَاءَ من العَقْل فَهُوَ نحوٌ من هَذَا قَالُوا حَلُمَ حِلْماً وَهُوَ حَليم فجَاء فَعُلَ فِي هَذَا الْبَاب كَمَا جَاءَ فَعُلَ فِيمَا ذكرنَا وَقَالُوا فِي ضِدِّ الحِلْم جَهِلَ جَهْلاً فَهُوَ جاهلٌ كَمَا قَالُوا حَرِدَ حَرْدَاً فَهُوَ حارِدٌ فَهَذَا ارْتِفَاع فِي الْفِعْل يَعْنِي حَلُمَ واتِّضاعٌ يَعْنِي جَهِلَ وَقَالُوا عَلِمَ عِلْماً فالفِعل كبَخِلَ يَبْخَل والمصدر كالحِلْم وَقَالُوا عالمٌ كَمَا قَالُوا فِي الضدِّ جاهلٌ وَقَالُوا عَليم كَمَا قَالُوا حَليم وَقَالُوا فَقِهَ فَهُوَ فَقيهٌ والمصدر فِقْه كَمَا قَالُوا عَلِمَ عِلْماً فَهُوَ عَليم وَقَالُوا اللُّبُّ واللَّبابةُ ولَبيب كَمَا قَالُوا اللُّؤْم والَّلآمة(4/293)
ولَئيم وَقَالُوا فَهِمَ يَفْهَم فَهَمَاً وَهُوَ فَهِمٌ ونَقِهَ يَنْقَه نَقَهَاً وَهُوَ نَقِهٌ وَقَالُوا الفَهامة كَمَا قَالُوا اللَّبابة وسمعناهم يَقُولُونَ ناقِهٌ كَمَا قَالُوا عالِمٌ وَقَالُوا لَبِقَ يَلْبَق لَباقة وَهُوَ لَبِقٌ لِأَن هَذَا عِلْم وعقْل ونَفاذٌ فَهُوَ بِمَنْزِلَة الفَهَم والفَهامة وَقد ذكر غيرُ سِيبَوَيْهٍ الفَهْم بتسكين الْهَاء وَبِه سُمِّي فَهْم وعَدْوَان قبيلتان من قَيْس وَقَالُوا الحِذْق كَمَا قَالُوا العِلْم وَقَالُوا حَذَقَ يَحْذِق كَمَا قَالُوا صَبَرَ يَصْبِرُ وَقَالُوا رَفُقَ يَرْفُق وَهُوَ رَفيق كَمَا قَالُوا حَلُمَ يَحْلُم وَهُوَ حَليم وَقَالُوا رَفِقَ كَمَا قَالُوا فَقِهَ وَقَالُوا رِفْقٌ كَمَا قَالُوا عِلْم وَقَالُوا عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً كَمَا قَالُوا عَجَزَ يَعْجِز وَهُوَ عاجِزٌ أدخلوه فِي بابِ عَجَزَ لِأَنَّهُ مثله لَا يتعدَّى وَقَالُوا رَزُنَ رَزانةً وَهُوَ رَزين ورَزينة وَقَالُوا للْمَرْأَة حَصُنَت حُصْناً وَهِي حَصان كجَبُنَت جُبْناً وَهِي جَبان وَإِنَّمَا هَذَا كالحِلْم وَالْعقل وَقَالُوا حِصْناً كَمَا قَالُوا عِلْماً وَيُقَال لَهَا أَيْضا ثَقال ورَزان وَقَالُوا صَلِفَ يَصْلَف صَلَفَاً وَهُوَ صَلِف كَقَوْلِهِم فَهِمَ فَهَمَاً وَهُوَ فَهِمٌ وَقَالُوا رَقُع رَقاعةً كَقَوْلِهِم حَمُقَ حَماقةً لِأَنَّهُ مثله فِي الْمَعْنى وَقَالُوا الحُمْق كَمَا قَالُوا الحُصْن والجُبْن وَقَالُوا أَحْمَقُ كَمَا قَالُوا أَشْنَعُ وَقَالُوا خَرُقَ خُرْقاً وأَخْرَق وَقَالُوا النَّواكَة وأَنْوَكُ وَقَالُوا اسْتَنْوَكَ وَلم نسمعهم يَقُولُونَ نَوِكَ كَمَا لم يَقُولُوا فَقُرَ أَي أَن أَنْوَك لم يَجِيء على اسْتَنْوكَ وَإِنَّمَا جَاءَ على نَوِكَ وإنْ كَانَ لم يُستعمل كَمَا لم يسْتَعْمل فَقُرَ وَقَالُوا حَمِقٌ فِي معنى أَحْمَق كَمَا قَالُوا نَكِدٌ وأَنْكَدُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَاعْلَم أَن مَا كَانَ من التَّضْعِيف من هَذِه الْأَشْيَاء فَإِنَّهُ لَا يكَاد يكونُ مِنْهُ فَعُلْت وفَعُلَ لأَنهم قد يستَثْقِلون فَعُلَ والتضعيفَ فَلَمَّا اجْتمعَا حادوا إِلَى غير ذَلِك وَهُوَ قَوْلك ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلَةً وذَليل فالاسمُ والمصدر يُوافق مَا ذكرنَا والفِعل يجيءُ على بَاب جَلَسَ يَجْلِس وَقَالُوا شَحيح والشُّحُّ كالبَخيل والبُخْل وَقَالُوا شَحَّ يَشِحُّ وَقَالُوا شَحِحْت كَمَا قَالُوا بَخِلْتَ لِأَن الكسرةَ أخفُّ عَلَيْهِم من الضَّمة أَلا ترى أَن فَعِلَ أكثرُ فِي الْكَلَام من فَعُلَ والياءُ أخفُّ من الْوَاو وأكثرُ وَقَالُوا ضَنَنْت ضِنَّاً كَرَفَقْت رِفْقاً وَقَالُوا ضَنِنْتَ ضَنانةً كسَقِمْت سَقامة، قَالَ أَبُو عَليّ: حكى سِيبَوَيْهٍ ضَنِنْت تَضَنُّ كعَضِضْتَ تَعَضُّ وضَنَنْت تَضِنُّ كقَرَت تَقِرُّ والأفصح الأول وَحكى شَحَّ يشِحُّ مثل قَرَّ يَقِرُّ وشَحِحْت تَشَحُّ مثل عَضِضْت تَعَضُّ وَالْأول أفْصح. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ شيءٌ أَكثر فِي كَلَامهم من فَعَلٍ أَلا ترى أَن الَّذِي يخفِّف عَضُد وكَبِد لَا يُخَفِّف جَمَلاًَ فَيَقُول جَمْل كَمَا يَقُول عَضْد وكَبْد وَإِنَّمَا يُرِيد سِيبَوَيْهٍ بِذكر مَا ذكر ثِقَل الضَّم فِي نَفْسِه وثِقَله مَعَ التَّضْعِيف وَقَالُوا لَبَّ يَلَبُّ وَقَالُوا اللُّبُّ واللَّبابة واللَّبيب وَقَالُوا قَلَّ يَقِلُّ وَلم يَقُولُوا فِيهِ شَيْئا كَمَا قَالُوا فِي كَثُرَ وظَرُفَ يُرِيد لم يَقُولُوا قَلُلْت كَمَا قَالُوا كَثُرْت استِثْقالاً وَقَالُوا عَفَّ يَعِفُّ وعَفيف وَزعم يُونُس أَن من الْعَرَب من يَقُول لَبُبْت تَلُبُّ كَمَا قَالُوا ظرُفْت تَظْرُف وَإِنَّمَا قَلَّ هَذَا لِأَن هَذِه الضمّةَ تستثقَل فِيمَا ذكرتُ لَك أَعنِي فِي عضُد ونحوِه فلمَّا صارتْ فِيمَا يستثقلون فاجتمعا فَرُّوا مِنْهَا يَعْنِي صَارَت فِي المُضاعف وَالْأَكْثَر فِي الْكَلَام لَبِبْت تَلُبُّ قَالَ صَفِيَّةُ بنتُ عبد المطَّلب فِي ابْنهَا الزُّبَيْر وَهُوَ صَغِير: أَضْرِبُه كَيْ يَلَبَّ وكَيْ يَقود الجيشَ ذَا اللَّجَبْ. ْت كَمَا قَالُوا كَثُرْت استِثْقالاً وَقَالُوا عَفَّ يَعِفُّ وعَفيف وَزعم يُونُس أَن من الْعَرَب من يَقُول لَبُبْت تَلُبُّ كَمَا قَالُوا ظرُفْت تَظْرُف وَإِنَّمَا قَلَّ هَذَا لِأَن هَذِه الضمّةَ تستثقَل فِيمَا ذكرتُ لَك أَعنِي فِي عضُد ونحوِه فلمَّا صارتْ فِيمَا يستثقلون فاجتمعا فَرُّوا مِنْهَا يَعْنِي صَارَت فِي المُضاعف وَالْأَكْثَر فِي الْكَلَام لَبِبْت تَلُبُّ قَالَ صَفِيَّةُ بنتُ عبد المطَّلب فِي ابْنهَا الزُّبَيْر وَهُوَ صَغِير: أَضْرِبُه كَيْ يَلَبَّ وكَيْ يَقود الجيشَ ذَا اللَّجَبْ.
هَذَا بَاب عِلْم كلِّ فِعل تعدَّاك إِلَى غَيْرِك
اعْلَم أَنه يكون كلُّ مَا تعدَّاك إِلَى غيرِك على ثَلَاثَة أبنية: على فَعَل يَفْعِل وفَعَلَ يَفْعُل وفَعِلَ يَفْعَل وَذَلِكَ نَحْو ضَرَبَ يَضْرِب وقَتَلَ يَقْتُل ولَقِمَ يَلْقَم وَهَذِه الأضْرُب تكونَ فِيمَا لَا يتعدَّاك وَذَلِكَ نَحْو جَلَسَ يَجْلِس وَقعد يَقْعُد ورَكِنَ يَرْكَن وَلما لَا يتعدَّاك ضرْبٌ رابعٌ لَا يَشْرَكه فِيهِ مَا يتعدَّاك نَحْو كَرُمَ يَكْرُم وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعُلته متعدِّياً وضُروب الْأَفْعَال أربعةٌ يجْتَمع فِي ثَلَاثَة مِنْهَا مَا يتعدَّى وَمَا لَا يتعدَّى ويَبين بالرابع مَا لَا يتعدَّى وَهُوَ فَعُل يَفْعُل ولِيَفْعُل ثلاثةُ أبْنيةٍ يَشْتَرك فِيهَا مَا يتعدَّى وَمَا لَا يتعدَّى يَفْعِل ويَفْعُل ويَفْعَل نَحْو يَضْرِب ويَقْتُل ويَلْقَم وفَعَلَ على ثَلَاثَة أبنية وَذَلِكَ فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ نَحْو قَتَلَ ولَزِمَ ومَكُث فالأولان مشترِكٌ فيهمَا المتعدِّي وغيرُه والآخرُ لما لَا يتعدَّى كَمَا جَعَلْته لما لَا يتعدّى حيثُ وَقع رَابِعا، قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو سعيد: جملَة هَذَا الْكَلَام(4/294)
أَن الْأَفْعَال المتعدِّية يكون على وزْنها مَا لَا يتعدَّى لِأَن ضَرَبَ يَضْرِب يتعدَّى وعَلى وَزْنه جَلَسَ يَجْلِس لَا يتعدّى وقَتَلَ يَقْتُل يتعدّى وعَلى وَزْنِه قعد يَقْعُد وَهُوَ لَا يتعدّى ولَقِمَ يَلْقَم يتعدّى وعَلى وَزنه كَبِرَ يَكْبَر وَهُوَ لَا يتعدّى فَهَذِهِ الْأَفْعَال الثلاثية ثلاثةٌ اشتَرَك فِيهَا مَا يتعدّى وَمَا لَا يتعدّى وَقد انْفَرد مَا لَا يتعدّى بِبِنَاء وَهُوَ فَعُل وَلَا يكون مستقبَلُه إِلَّا يَفْعُل نَحْو كَرُم يَكْرُم وظَرُف يَظْرُف وَقد صَار فَعُل يَفْعُل بناءَ رَابِعا تفرَّد بِهِ مَا لَا يتعدّى والماضي من الثُّلاثي فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُل فالمشتَرِك المتعدِّي وغيرُ المتعدّي فِي فَعِلَ وفَعَلَ وَهُوَ الَّذِي قَالَ سِيبَوَيْهٍ فالأولان مشترِك فيهمَا الْمُتَعَدِّي وغيرُ المتعدِّي والآخرُ لما لَا يتعدّى يَعْنِي فَعُل ويُقَرِّب هَذَا عَلَيْك أَن تَحْفَظ أَن مَا كَانَ ماضيه على فَعُل لَا يتعدّى البتَّة وَذكر سِيبَوَيْهٍ بعد هَذَا الْفَصْل من كِتَابه إِلَى آخر الْبَاب مَا شَذَّ عَن قِيَاسه فِي المستقبَل والماضي فَمن ذَلِك أربعةُ أفعالٍ من الصَّحيح جَاءَت على فَعِلَ يَفْعِل وَالْقِيَاس فِي فَعِلَ أَن يكون مستقبَله على يَفْعَل إِلَّا أَنهم شبَّهوا فَعِلَ يَفْعِل بقَوْلهمْ فَعُلَ يَفْعُلُ وَذَلِكَ قولُهم حَسِبَ يَحْسِب ويَئِسَ يَيْئِس ويَبِسَ يَيْبِس ونَعِمَ يَنْعِم، قَالَ: سمعنَا من الْعَرَب من يَقُول: وَهل يَنْعِمْنَ مَنْ كانَ فِي العُصُر الْخَالِي وَقَالَ: واعْوَجَّ عُودُكَ من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ لَا يَنْعِمُ الغُصْنُ حَتَّى يَنْعِمَ الورَقُ وَقَالَ الفرزدق: وكُومٍ تَنْعِمُ الأضْيافَ عَيْنَاً وتُصْبِح فِي مَبارِكها ثِقالاوالفتحُ فِي هَذِه الْأَفْعَال أجودُ وأقيسُ يَعْنِي حَسِبَ يَحْسَب ويَئِسَ يَيْئَس ويَبِسَ يَيْبَس ونَعِمَ يَنْعَم وَحكى أَبُو عَليّ: نَجِدَ يَنْجِد: إِذا عَرِقَ والأعرفُ الْفَتْح وَقد جَاءَ فِي الْكَلَام فَعِلَ يَفْعُل وَذَلِكَ فِي حرفين وهما فَضِلَ يَفْضُل ومِتَّ تَموت، وفَضِلَ يَفْضُل ومُتَّ تموتُ أقيسُ وَقد ذكرت فِيمَا مضى عَن غير سِيبَوَيْهٍ حَضِرَ يَحْضُر بشاهده من الشّعْر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد قَالَ بعض الْعَرَب كُدْتَ تَكادُ فَقَالَ فعُلْت تَفْعَلُ فَكَمَا ترك الكسرةَ كَذَلِك تركَ الضمةَ وَهَذَا قَول الْخَلِيل وَهُوَ شاذٌّ من بابِه أَي فَكَمَا تركَ كسرةَ كِدْتَ كَذَلِك تركَ ضمةَ مُتَّ، قَالَ: فَكَمَا شَرِكَتْ يَفْعُلُ يَفْعَل كَذَلِك شَرِكَت يَفْعَل يَفْعُل وَهَذِه الْحُرُوف من فَعِلَ يَفْعِل إِلَى مُنْتَهى الفصْل سواءٌ يَعْنِي سَوَاء فِي الشُّذوذ وَمعنى قَوْله فَكَمَا شَرِكَتْ يَفْعُل يَفْعَل كَذَلِك شَرِكَت يَفْعَل يَفْعُل إِمَّا شَرِكَة يَفْعَل يَفْعُل فَقَوْلهم فَضِلَ بَفْضُل وَكَانَ الْقيَاس أَن يُقَال بَفْضَل وَشركَة يَفْعَل يَفْعُل أَنهم قَالُوا كُدْتَ تَكاد وَكَانَ الْقيَاس أَن يُقَال تَكود كَمَا قُلت تَقول.
هَذَا بَاب مَا جَاءَ من المصادر وَفِيه ألف التَّأْنِيث
وَذَلِكَ قولُك رَجَعْتُه رُجْعى وبَشَرْتُه بُشْرى وذَكَرْتُه ذِكْرى واشْتَكَيْت شَكْوَى وأَفْتَيته فُتْيى وأَعْدَاه عَدْوَى والبُقيا وَمعنى البُقيا الْإِبْقَاء على الشيءِ تَقول مَا عِند فلانٍ بُقيا على فلانٍ: أَي لَا يُبقي عَلَيْهِ فِي مَكْرُوه وَغير ذَلِك قَالَ الشَّاعِر: فَمَا بُقْيا عليَّ تركْتُماني ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ قَالَ: فَأَما الحُذيا: فالعطيَّة، والسُّقْيا: مَا سَقَيْت، والدَّعْوى: مَا ادَّعيْتَ، وَقد قَالَ بعض الْعَرَب: اللَّهُمَّ أَشْرِكنا(4/295)
فِي دَعْوَى الْمُسلمين وَقَالَ بِشر بن النِّكْث: وَلَّتْ ودعْواها كَثيرٌ صَخَبُه دخلت الألفُ كدخول الْهَاء وَجعل سِيبَوَيْهٍ مَا ذكره مصَادر مؤنَّثة بِالْألف كَمَا يكون المصدرُ مؤنثاً بِالْهَاءِ كَقَوْلِك العِدَة والزِّنَة والرِّكْبة والجِلْسَة وَغير ذَلِك وَأما الحُذْيا والسُّقْيا فمصدران فِي الأَصْل مثل الفُتْيا والرُّجْعى وَإِن كَانَا قد وَقَعَا على الْمَفْعُول لِأَن الْمصدر قد يَقع على الْمَفْعُول كَقَوْلِهِم دِرْهمٌ ضَرْب فِي معنى مَضْروب وَأَنت رجائي فِي معنى مَرْجُوِّي واللهمَّ اغْفِر لنا عِلْمَكَ فِينَا: أَي معلومَك من ذنوبنا وَأما الدَّعْوى فقد تكون للشَّيْء المدَّعى مثل الحُذْيا والسُّقْيا وَتَكون الكلامَ الَّذِي هُوَ دُعاء وَقَوله كثير صَخَبُه لدَعْواها والدَّعوى مؤنَّث فذكَّره فِي صخبُه لِأَنَّهُ أَرَادَ دُعاءها، قَالَ أَبُو عَليّ: وَمن هَذَا الْبَاب حُسْنى فِي قِرَاءَة من قَرَأَ وَقُولُوا للنَّاس حُسْنى وَلَا تكونُ على الوصفِ لِأَنَّهَا لم تعرَّف لمعاقَبَة مِنْ وَقَالَ الكِبْرِياء للكِبَر، وَأما الفِعِّيلَى فتجيءُ على وَجه آخر تَقول كَانَ بَيْنَهم رِمِّيَّاً فَلَيْسَ يُريد رَمْياً وَلكنه يُرِيد مَا كَانَ بَيْنَهم من التَّرامي وكثْرَة الرَّمْي وَلَا يكون الرِّمِّيا وَاحِدًا وَكَذَلِكَ الحِجِّيزى: وَأما الحِثِيثى فكثرةُ الحثِّ كَمَا أَن الرِّمِّيا كثرةُ الرَّمْي وَلَا يكون من واحدٍ أَعنِي فِيمَا ذكرنَا من الرِّمِّيَّا والحِثِّيثى والحِجِّيزى وَقد يكونُ من هَذَا الْوَزْن مَا يكونُ لواحدٍ قَالُوا الدِّلِّيلى يُرِيد بهَا كثرةَ الْعلم بالدِّلالة والرُّسوخ فِيهَا وَقَالَ الفِتِّيتى: وَهِي النَميمةُ والهِجِّيرى كثرةُ القولِ والكلامِ بالشَّيْء وَقَالَ أَبُو الْحسن الإهْجيرى وَهُوَ كثرةُ كلامِه بالشَّيْء يردِّدُه ويروى أنَّ عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (لَوْلَا الخِلِّيفى لأذَّنْت) . يَعْنِي الخلافةَ وشغلَه بحقوقِها وَالْقِيَام بهَا عَن مُرَاعَاة الأوقاتِ الَّتِي يُراعيها المؤذِّنون وفِعِّيلى عِنْد النَّحْوِيين وَالَّذين حَكَوْا عَن الْعَرَب مقصورٌ كلُّه وَلَا يعرَف فِيهِ المدُّ إِلَّا مَا حُكيَ عَن الْكسَائي خِصِّيصاء قومٍ.
هَذَا بَاب مَا جَاءَ من المصادر على فَعول
وَذَلِكَ قولُك توضَّأْت وَضوءاً حسنا وتَطَهَّرت طَهوراً وأُولِعت بِهِ وَلوعاً وَسَمعنَا من الْعَرَب من يَقُول وَقَدَتِ النارُ وَقوداً عَالِيا وقبِلته قَبولاً، قَالَ أَبُو سعيد: هَذِه خمسةُ مصَادر على فَعول لَا نعلم أكثرَ مِنْهَا وربَّما جعلُوا الْمصدر الوُقود بِضَم الْوَاو وَجعلُوا الوَقود هُوَ الحَطَبُ وَيَقُولُونَ إنَّ على فلَان لقَبولاً: أَي مَا يَقْبَله القلبُ من أَجله فَهَذَا فِي هَذَا الْموضع اسمٌ لَيْسَ بمصدر وَقد يُقَال الوَضوء اسْم للْمَاء الَّذِي يُتطهَّر بِهِ والوُضوء بِضَم الْوَاو اسمُ الْمصدر الَّذِي هُوَ التطهُّر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ مُخَالفا للمصدر لِمَعْنى قَوْلهم أصابَ شِبْعه وَهَذَا شِبْعه وَإِنَّمَا يُرِيد قَدْرَ مَا يُشْبِعه وَتقول شَبِعْت شَبَعَاً وَهَذَا شِبَعٌ فاحشٌ وَالِاسْم الشِبْع والمصدر الشِّبَع، وَقد يَجِيء الْفِعْل فِي الِاسْم كثيرا وَكَذَلِكَ الْفِعْل تَقول طَحَنْت الدَّقِيق طَحْنَاً والطَّحْن: الدَّقيق المَطحون وَتقول مَلَأت الإناءَ مَلأ والمِلْء: قَدْرُ مَا يمْلَأ الإناءَ وقَسَمْت الشيءَ قَسْمَاً والقِسْم: هُوَ النَّصيب الْمَقْسُوم وَتقول: نَقَضْت نَقْضَاً والنِّقْض: الجمَلُ الَّذِي نَقَضْه السّفر إِذا هَزَلَه وَيَقُولُونَ: نَقَضْت الدارَ والمَنْقوض من الدَّار يُقَال لَهُ النُُّقْض بِضَم النُّون فصَلوا بَين المَنْقوض من الْحَيَوَان على معنى الهُزال وَبَين مَا أُخذ أجزاؤُه وَيَقُولُونَ: نَقَضْت الورقَ والتَّمْر نقضا بِسُكُون الثَّانِي وَيَقُولُونَ للمنقوض النَّقَضُ وخَبَطْت الورقَ خَبْطَاً وَيُقَال للورَق الخَبَط وكأنَّ هَذِه مصادرُ تُجعل أَسمَاء لِأَن الْعَرَب تتصرَّف فِي المصادر فتوقع بعضَها على اسْم الْفَاعِل وَهُوَ على الْحَقِيقَة لَهُ كالضَّرْب والقَتْل لما يُوقِعه الضاربُ والقاتلُ وَقد يُوقِعونه على الْفَاعِل كَقَوْلِهِم رجلٌ عَدْل وماءٌ غَوْر فِي معنى عادلٍ وغائر، قَالَ الله تَعَالَى: (قل أرَأَيْتُم إنْ أصبحَ ماؤُكمْ غَوراً) . وَقد يُوقِعونه على الْمَفْعُول كَقَوْلِك هَذَا دِرْهمٌ ضَرْب: أَي مَضْرُوب وفلانٌ رَجائي أَي مَرْجُوِّي وفلانٌ رِضىً أَي مَرْضِيٌّ وينقسِم ذَلِك قسمَيْنِ(4/296)
أحدُهما أَن يكونَ المصدرُ الَّذِي يَقع للْفَاعِل أَو الْمَفْعُول بِهِ على لفْظِ الْمصدر المستعملِ لحقيقةِ الْمصدر وَالْآخر أَن يكون على خِلاف لفظِه فَأَما الَّذِي على لَفْظِه فقولك رجلٌ عَدْل وعَدَلَ عَلَيْهِم عَدْلاً وَكَذَلِكَ دِرْهَمٌ ضَرْب وَقد ضَرَبْت الدَّراهم ضَرْبَاً وَتقول خَلَقَ اللهُ الأشياءَ خَلْقَاً وَهُوَ مصدر وَتقول هَذَا خَلْقُ اللهِ إِذا أشَرْتَ إِلَى المخلوقاتِ وَأما مَا يكون على خِلاف لفظِ المصدرِ وَقد ذكرت بعضَه فقولك طَحَنْته طَحْنَاً مصدرٌ والطِّحْن الدقيقُ والشِّبَع مصدرٌ والشِّبْع مَا يُشبِع وستقفُ على جملتِه إِن شَاءَ الله تَعَالَى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وطَعِمْت طُعْماً وَلَيْسَ لَهُ طَعْم يريدُ لَيْسَ للطَّعام طِيبٌ وَيُقَال مَا لفلانٍ طَعْم: أَي لَا يُستحلى وَلَا يُستعذَب وَتقول رَوِيتُ رِيَّاً وأصابَ رِيَّه وطَعِمْت طُعْماً وأصابَ طُعْمه ونَهِلَ نَهَلاً وأصابَ نَهَلَة فَلفظ المصدرِ وَالْمَفْعُول فِي ذَلِك واحدٌ وَيَقُولُونَ: خَرَصَه خَرْصَاً على معنى حَزَرَه وَمَا خِرْصه: أَي مَا قَدْرُه، قَالَ: وَكَذَلِكَ الكِيلَةُ يُرِيد أَنَّك تَقول كِلْتُه كَيْلاً وَهُوَ مصدر والكِيلة اسمٌ لمقدار الْمكيل وَلِهَذَا جرى الْمثل: أَحَشَفا وسُوء كِيلَةٍ. وَقَالُوا قُتُّه قَوْتَاً والقُوتُ الرِّزْق فَلم يَدَعُوه على بناءٍ واحدٍ كَمَا قَالُوا الحَلَب فِي الحَليب وحَلَبْت حَلَبَاً يُرِيدُونَ المصدرَ سَوَّوْا فِي الْحَلب بَين المصدرِ وَالْمَفْعُول وَلم يُسَوُّا فِي القَوْت والقُوت فَهَذِهِ أشياءُ تَجِيء مُخْتَلفَة وَلَا تطَّرِد وَقَالُوا مَرَيْتها مَرْيَاً إِذا أَرَادوا عملَه وَيَقُول حَلَبْتها مِرْيَةً وَلَا يُرِيد فِعْلَةً وَلكنه يريدُ نَحوا من الدِّرَّة والحلب. قَالَ أَبُو سعيد: أما مَرْيَاً فمصدرٌ وَأما فَعْلَة يُرِيد مرّة وَاحِدَة وَأما المرية فمصدر وَأما فعلة يُرِيد مرّة وَأما المرية فَهِيَ للمحلوب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فالمِرْية بِمَنْزِلَة الدِّرَّة والحَلَب وَقَالُوا لُعْنة للَّذي يُلعَن واللَّعْنة الْمصدر وَقَالُوا الخَلْق سَوَّوْا بَين الْمصدر والمخلوق وَقَالُوا كَرَعَ كُروعاً والكَرَع: الماءُ الَّذِي يُكرَع فِيهِ وَقَالُوا دَرَأْته دَرْءَاً وَهُوَ ذُو تُدْرَإٍ: أَي ذُو عُدَّة وَمَنَعة لَا تُرِيدُ العملَ وكاللُّعْنة السُّبَّة إِذا أردْت المشهورَ بالسبِّ واللَّعْن فَأَجْرَوْه مُجْرى الشُّهْرة، قَالَ أَبُو سعيد وَأَبُو عَليّ: اعْلَم أَن المفعولَ بِهِ من هَذَا البابِ يَأْتِي على فُعْلة بتسكين عينِ الْفِعْل وَهُوَ الْحَرْف الثَّانِي مِنْهُ والفاعلُ يَأْتِي بِفَتْح عينِ الفعلِ تَقول: رجل هُزْأَةٌ وضُحْكةٌ وسُخْرة: إِذا كَانَ يُسخَر ويُضْحَك مِنْهُ وَإِن كَانَ هُوَ الفاعلَ قلت رجل هُزَأَةٌ وضُحَكةٌ وسُبَبةٌ إِذا فعل ذَلِك بالناسِ وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: (وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) . وَهُوَ لمن يكثر مِنْهُ الهمزُ واللَّمْز بِالنَّاسِ وَقَالُوا رجلٌ نَمٌّ ورجلٌ نَوْمٌ يُرِيد النَّامَّ والنائِمَ وَمَاء صرىً يُرِيد صَرٍ: وَهُوَ الْوَاقِف فِي موضعٍ وصَرِيَ يَصْرَى صَرىً وَهُوَ صَرٍ وصَرىً للبن إِذا تغيَّر فِي الضّرع كَأَنَّهُ المجموعُ كَمَا يَقُولُونَ هُوَ رِضاً للمرضِيِّ وصَرىً أَيْضا للمجتمع كَمَا يُقَال للْفَاعِل على لفظ الْمصدر وَقَالُوا مَعْشَرٌ كَرَم على معنى كِرام، قَالَ: ين عينِ الْفِعْل وَهُوَ الْحَرْف الثَّانِي مِنْهُ والفاعلُ يَأْتِي بِفَتْح عينِ الفعلِ تَقول: رجل هُزْأَةٌ وضُحْكةٌ وسُخْرة: إِذا كَانَ يُسخَر ويُضْحَك مِنْهُ وَإِن كَانَ هُوَ الفاعلَ قلت رجل هُزَأَةٌ وضُحَكةٌ وسُبَبةٌ إِذا فعل ذَلِك بالناسِ وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: (وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) . وَهُوَ لمن يكثر مِنْهُ الهمزُ واللَّمْز بِالنَّاسِ وَقَالُوا رجلٌ نَمٌّ ورجلٌ نَوْمٌ يُرِيد النَّامَّ والنائِمَ وَمَاء صرىً يُرِيد صَرٍ: وَهُوَ الْوَاقِف فِي موضعٍ وصَرِيَ يَصْرَى صَرىً وَهُوَ صَرٍ وصَرىً للبن إِذا تغيَّر فِي الضّرع كَأَنَّهُ المجموعُ كَمَا يَقُولُونَ هُوَ رِضاً للمرضِيِّ وصَرىً أَيْضا للمجتمع كَمَا يُقَال للْفَاعِل على لفظ الْمصدر وَقَالُوا مَعْشَرٌ كَرَم على معنى كِرام، قَالَ: وأنْ يَعْرَينَ إِن كَسِيَ الجَواري فَتَنْبوُ العَيْنُ عَن كَرَم عِجافِ يُرِيد عَن كرائم وَقد يَأْتِي المصدرُ بِغَيْر هاءٍ فيكونُ كجِنس الْمصدر وَتدْخل عَلَيْهِ الهاءُ فتكونُ لواحدِه كَقَوْلِهِم شَمِطَ شَمَطَاً للمصدر وَيَقُولُونَ هَذَا شَمَطٌ للشعر الَّذِي فِيهِ سَوادٌ وبَياضٌ، وَيَقُولُونَ للواحدةِ مِنْهَا شَمَطَةٌ وَهَذَا شَيْب وَهَذِه شَيْبَة فيُشبِه هَذَا بَيْض وبَيْضَةٌ وجَوْز وجَوْزَةٌ.
هَذَا بَاب مَا تجيءُ فِيهِ الفِعْلة تُرِيدُ بهَا ضَرْبَاً من الفِعْل
وَذَلِكَ قَوْلك هُوَ حَسَنُ الطِّعْمة وَمثله قَتَلْته قِتْلةَ سَوْءٍ وبِئْسَتِ المِيتةُ وَإِنَّمَا تُرِيدُ الضَّرْب الَّذِي أصابَه من القَتْل وَالَّذِي هُوَ علَيْه من الطَّعْم ومثلُه الجِلْسة والقِعْدة والرِّكْبة وَقد تَجِيء الفِعْلة لَا يُراد بهَا هَذَا الْمَعْنى وَذَلِكَ نحوُ الشِّدَّة والشِّعْرة والدِّرْية وَنحن نقسِم هَذَا البابَ إِلَى قِسْمَيْه المشتملين عَلَيْهِ، اعْلَم أَن الفِعْلة قد تَجِيء على ضربَيْن أَحدهمَا للحالِ الَّتِي عَلَيْهَا الْمصدر وَلَا يُراد بهَا العددُ كَقَوْلِنَا فلَان حَسَن الرّكْبَة والجِلْسة يُرَاد بذلك أَنه مَتى رَكِبَ كَانَ رُكوبُه حَسَنَاً وَإِذا جلسَ كَانَ جُلوسُه حَسَنَاً فِي أوقاتِ ركوبِه وجُلوسِه وأنَّ ذَلِك عادتُه فِي(4/297)
الرُّكوب والجُلوس وحَسَن الطِّعْمة: أَي ذَلِك فِيهِ موجودٌ لَا يُفارِقه وَالْوَجْه الآخر أَن يكونَ مصدرا كسائرِ المصادر لَا يُراد بِهِ حالُ الفاعلِ فِي فِعْله كَقَوْلِك دَرِيَ فلانٌ دِرْية ولفلانٍ شِدَّةٌ وبأسٌ وشعَر فلانٌ بالشيءِ شِعْرةً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا لَيْتَ شِعْري فِي هَذَا الْموضع اسْتِخْفَافًا وَالْأَصْل عِنْده لَيْتَ شِعْرَتي تُرِيدُ بهَا معنى عِلْمي ومعرِفتي وَمَا أشْعُره وأُسقِطت الهاءُ لكثرةِ استعمالهم وَأَنه صَار كالمثَل حَتَّى لَا يُقال لَيْتَ عِلْمي وَصَارَ بِمَنْزِلَة قَوْلهم ذهبَ فلَان بعُذْرة امْرَأَته: إِذا افْتَضَّها ثمَّ يُقَال للرجل المُبْتَدئ بالمرأةِ هَذَا أَبُو عُذْرِها فيحذفون الهاءَ لِأَنَّهُ صَار مثلا وَيُقَال تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ لَا أَن ترَاهُ وَهُوَ تَصْغِير مَعَدِّيٍّ بتَشْديد الدالِ وَكَانَ حقُّه أنيقال مُعَيْدِّيٌّ بتَشْديد الدَّال وَالْيَاء ويخفِّفون الدالَ فِي تسمَع بالمعيْدي لِأَنَّهُ مَثَل وتجيء فِعْلة مصدرا لما كانَ فاءُ الْفِعْل مِنْهُ واواً كَقَوْلِك وَزَنَ وَزْنَاً ووِزْنَةً ووَعَدَ وَعْدَاً وعِدَةً ووَثِقَ بِهِ ثِقةً وَأَصله وِزْنةً ووِعْدةً ووِثْقةً وَتقول هُوَ بزِنَته تُرِيدُ بقَدْره وَيُقَال العِدَة كَمَا تَقول القِتْلة والضِّبْعة والقِحَة يَقُولُونَ وَقاحٌ بيِّنُ القِحَة لَا تُريد شَيْئا من هَذَا كَمَا تَقول الشِّدَّة والدِّرْية والرِّدَّة وَأَنت تُرِيدُ الارتداد لِأَن القِحَة مصدر لَا تُرِيدُ بِهِ حالَ الْفِعْل بل يكونُ بِمَنْزِلَة الشِّدَّةِ والدِّرْية وَأنْشد أَبُو عَليّ بَيْتا فَاسِدا ذكر أَن المازنيِّ لم يُحسِن أَن يقرأه وَهُوَ: فَرُحْنَ ورُحتُ إِلَى قَليلٌ رِدَّتي إِلَّا أَمَامِي وَلم نعلم أحدا يرويهِ وَهُوَ ناقصٌ مكسورٌ قَالَ: فاستدللت مِنْهُ على مَا لَو جُعل تَماماً لَهُ لم يبعُد وَلم يخرُج عَمَّا دلَّ عَلَيْهِ بقيةُ الْبَيْت وَهُوَ: فَرُحْنَ ورُحتُ مِنْهُ إِلَى ثَفالٍ قَليلٌ رِدَّتي إِلَّا أَمَامِي ? ? ? كَأَن قائلَ هَذَا الشّعْر شيخ قد كَبِرَ فَإِذا رَكِبَ لم يُمكنه أَن يردَّ مَا يركبُه إِلَى خلفِه لعَجْزه والثَّفال: البطيءُ الَّذِي لَا يَنْبَعثُ فَإِذا لم يَرْجِع إِلَى خَلْفِه وَهُوَ على ثَفال فَهُوَ إِذا كَانَ على غيْرِه أبعدُ من الرُّجوع وَإِذا أردْت المرَّة الواحدةَ من الْفِعْل جئتَ بِهِ أبدا على فَعْلة على الأَصْل لِأَن الأَصْل فَعْل فَإِذا قلتَ الجُلوس والذَّهاب وغيرُ ذَلِك فقد أَلْحَقت زيادةٌ لَيست من الأصلِ وَلم تكُن فِي الْفِعْل وَلَيْسَ هَذَا الضَّرْبُ من المصادر لَازِما بزياداتهِ لبابِ فَعَلَ كلُزوم الإفْعال والاسْتِفعال ونحوِهما لأفعالهما فَإِذا جاؤا بالمرَّة جاؤا بهَا على فَعْلَة كَمَا جاؤا بتَمْرة على تَمْر وَذَلِكَ قَوْلك قَعَدْت قَعْدَةً وأَتَيْت أَتْيَةً، قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن أصلَ الْمصدر فِي الثُّلاثيِّ فَعْل بِفَتْح الفاءِ وتسكين الْعين وَإِن نُطق بِغَيْرِهِ وزِيدَ فِيهِ زياداتٌ وَاسْتدلَّ سِيبَوَيْهٍ أَنه قد يُقَال فِي المرَّة الواحدةِ فَعْلَة وَإِن كَانَ فِي الْمصدر زيادةٌ كَقَوْلِهِم جَلَسْت جَلْسَة وقُمتُ قَوْمَةً وشَرِبْت شَرْبةً والمرةُ الواحدةُ إِذا كَانَت بِالْهَاءِ فالبابُ فِي الجِنس أَن يكونَ بطرح الْهَاء من ذَلِك اللَّفْظ كَقَوْلِهِم تَمْرة وتَمْر وجَمْرة وجَمْر وَكَانَ الأَصْل أَن تَقول جَلَسَ جَلْسَاً وقَعَدَ قَعْدَاً لِأَن الواحدَ قَعْدَةٌ وجَلْسَةٌ وَلَكنهُمْ تصرَّفوا فِي مصَادر الثلاثي فزادوا وغيَّروا كالجُلوس والذَّهاب والقِيام، وَمَا كَانَ فِيهِ الزِّياداتُ من الْأَفْعَال الثُّلاثية أَو كَانَ على أكثرَ من ثَلاثةٍ فالمصدر لَا يتغيَّر كالأفعال فِي مصدر أَفْعَلَ كَقَوْلِك أَكْرَمَ إكْراماً وأَمْضَى إمْضاء والاستفعال فِي مصدرِ اسْتَفْعَل كَقَوْلِك اسْتَغْفَر اسْتِغْفاراً واسْتَخْرَج اسْتِخْراجاً وَقد يزِيدُونَ الهاءَ على الْمصدر الَّذِي فِيهِ الزيادةُ يُريدون بِهِ مرّة وَاحِدَة كَقَوْلِك أَتَيْتُه إتْيانةً ولَقيته لِقاءةً وَاحِدَة فجاؤا بِهِ على الْمصدر المستعمَل فِي الْكَلَام كَمَا قَالُوا أَعْطَى إعْطاءةً واستُدرِج استِدراجةً، وَمَا كَانَ من الْفِعْل على أكثرَ من ثَلَاثَة فالمرَّة الواحدةُ بِزِيَادَة الهاءِ على مصدرِ المستعملِ لَا غيرُ كالاسْتِغْفارة والإعْطاءَةِ والتَّكْبيرة يُرَاد بذلك كلِّه مرَّةً وَاحِدَة وَقَالُوا غَزاة فأرادوا عملَ وَجْهٍ واحدٍ وَقَالُوا حِجَّة يُرِيدُونَ عملَ سنةٍ واحدةٍ وَلم يجيؤا بِهِ على الأَصْل أَي إِنَّه كَانَ حقُّه للمرةِ الواحدةِ غَزْوَةً وحَجَّةً وَلكنه جُعل اسْما لعملِ سنةٍ واحدةٍ فِي الْحَج وغَزْوٍ فِي وَجْهٍ واحدٍ وَقَالُوا قَنمةٌ وسَهَكَةٌ وخَمَطةٌ جَعَلُوهُ اسْما لبَعض(4/298)
الرِّيح كالبَنَّة والشَّهْدة والعَسَلة وَلم يُرَد بِهِ فَعَلَ فَعْلَة أَعنِي أَن القنمة اسمٌ للرائحة الْمَوْجُودَة فِي الْوَقْت والخَمَطة تغيُّر الشَّراب إِلَى الحُموضة والبنَّة رائحةُ موضعِ الغَنَم وأبعارِها.
هَذَا بابُ نَظائرِ مَا ذكرْنا من بَناتِ الياءِ والواوِ الَّتِي الياءُ والواوُ منهنَّ فِي موضِع اللامات
ِ فمذهبُ أبي الْعَبَّاس أَن فَاء الْفِعْل سقطتْ فِي الْمصدر كسُقوطها فِي الْفِعْل وأنَّ التاءَ الباقيةَ هِيَ تاءُ افتعلَ فَلهَذَا وَزنه بتُعَلٍ، وَقَالَ الزّجاج: هُوَ فُعَلٌ وَكَانَ يقولُ إِن تَقَي الَّذِي هَذَا مصدرُه لَا يتعدَّى وَإنَّهُ يُقَال فِيهِ تَقَي يَتْقي وَإِن قَوْلهم تَقَي يَتَقي مُخفَّف من اتَّقى يتَّقي وَهُوَ متعدٍّ وَكَانَ يزْعم أَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا قَالَ فِي هُدىً إِنَّه لم يَجِيء غيرُه يُرِيد فِي الْفِعْل المتعدِّي وَأَن سُرىً مصدر فعلٍ غير متعدٍّ فَحَمله ذَلِك أَن قَالَ تُقىً مصدر فعل لَا يتعدَّى وَالَّذِي قَالَه غير معروفٍ لِأَنَّهُ لَا يُعرف تَقَي يَتْقِي وَلَا يُؤمر مِنْهُ باتْقِ كَمَا يُقَال ارْمِ وبُكاً فِيهِ لُغَتَانِ المدُّ(4/299)
والقصرُ وَكَأن القَصْر تخفيفٌ وَالْأَصْل المدُّ لِأَنَّهُ صوتٌ والصَّوتُ بَابه أَن يجيءَ على فُعال فِي المصادر وَقد مضى الكلامُ على نَحْو ذَلِك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَذَلِكَ لِأَن الفعلَ لَا يكونُ مصدرا فِي هَدَيْت فَصَارَ هَذَا عِوَضاً مِنْهُ وَفِي النَّاس من قَالَ لِأَن الْفِعْل لَا يكونُ مصدرا فِي هَدَيْت فَصَارَ هَذَا عِوَضاً من الْفِعْل لِأَن الْفِعْل يكثر فِي المصادر وَقَالُوا قَلَيته قِلىً وقَرَيْته قِرىً فأشْركوا بَينهمَا يَعْنِي بَيْنَ فِعَلٍ فِي قِلىً وبينَ فُعَلٍ فِي هُدىً فَصَارَ هَذَا البِناآن عوضا من الْفِعْل فِي الْمصدر لِأَن الأَصْل الفَعْل وَكَانَ حَقه أَن يُقَال فِي الأَصْل هَدَيْته هَدْيَاً وقَلَيْته قَلْيَاً وقَرَيْته قَرْيَاً فَدخل كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا على صَاحبه كَمَا قَالُوا كِسْوةٌ وكُساً وجِذْوةٌ وجُذاً وصُوَّة وصُوىً وفَعِلٌ وفُعَلٌ أَخَوان لِأَنَّك إِذا جمعتَ فِعْلةً قلت فَعِلٌ وَإِذا جمعت فُعْلة قلت فُعَلٌ فَلم تَزِدْ على فتْح الثَّانِي فيهمَا وَكَذَلِكَ إِذا جمعتها بِالتَّاءِ جَازَ فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا ثلاثُ لُغَات الِاتِّبَاع وَفتح الثَّانِي وتسكينُه تَقول فِي ظُلْمة ظُلُمات وظُلَمات وظُلْمات وَفِي كِسْرة كِسِرات وكِسَرات وكِسْرات فهما يجريان مَجْرَىً وَاحِدًا وَفِي المعتلِّ يُقَال رُشْوة ورُشاً ورِشاً ورِشْوةٌ ورُشاً ورِشاً وَكَذَلِكَ فِي كِسْوة وجِذْوة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا شَرَيْته شِراً ورَضيته رِضاً فالمعتل يختصُّ بأشياءَ واختصاصُ المعتلِّ وفُعَلٌ لَا يُوجد فِي غير المعتلِّ وَقَالُوا عَتا يَعْتُو عُتُوَّاً ودَنا يَدْنو دُنُوَّاً وثَوى يَثْوي ثُوِيَّاً ونَمى يَنْمى نَماءً وبَدا يبْدو بَداءً ونَثا يَنْثو نَثاءً وقَضى يَقْضي قَضاءً وَقد قُصِر بَداً ونَثا وَإِنَّمَا كثُرا الفَعال فِي هَذَا كَراهيةَ الياآت مَعَ الكسرة والواوات مَعَ الضمَّة يُرِيد أَنهم عدَلوا عَن فُعول إِلَى فَعال لأَنهم لَو جاؤا بِهِ على فُعول قَالُوا بَدا بُدُوَّاً ونَثا نُثُوَّاً وقَضى قُضِيَّاً كَمَا قَالُوا ثَوى ثُوِيَّاً ودَنا دُنُوَّاً على أَن الفَعال جَاءَ فِي غير المعتلِّ نَحْو الذَّهاب والثَّبات والصَّواب وَقَالُوا جَرى جَرْيَاً كَمَا قَالُوا سَكَتَ سَكْتَاً وَقَالُوا زَنا زِناً وشَرى يَشْري شِرىً والتُّقى فَصَارَ عِوَضاً من فِعَلٍ أَيْضا فعلى هَذَا يَجْري المعتلُّ الَّذِي حرفُ الاعتلالِ فِيهِ لازمٌ وَقد جَاءَ المدُّ فِي زِناً وشِراً لِأَنَّهُ فِعل يَقع من اثْنَيْنِ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا يفْعَل مثلَ فِعْل الآخر فَصَارَ بِمَنْزِلَة ضاربْتُه ضِراباً وقاتَلْته قِتالاً وَقَالُوا قومٌ غُزَّاً وبُدَّاً وعُفَّىً كَمَا قَالُوا ضُمَّر وشُهَّد وقُرَّح وَقَالُوا السُّقَّاء والجُنَّاء كَمَا قَالُوا الجُلاَّس والعُبَّاد والنُّسَّاك، قَالَ أَبُو عَليّ: ذكر سِيبَوَيْهٍ جمعَ الْفَاعِل فِي هَذَا الْموضع وَلَيْسَ ببابٍ لَهُ شَاهدا على مَا جَاءَ من المصادر مَقْصُورا وممدوداً كَقَوْلِهِم بَداً وبَداءٌ وَمَا جَاءَ على فَعَلٍ وفَعال فالفَعَل نَحْو الحَلَب والسَّلَب والجَلَب والفَعال نَحْو الذَّهاب والثَّبات وَمثله فِي أَسمَاء الفاعلين فُعَّلٌ وفُعَّال بثبات الألفِ قبل آخِره وسُقوطِها والجُنَّاء جمع الْجَانِي الَّذِي يَجْني الثمَرة وَقَالُوا بَهُو يَبْهو بَهاءً وَهُوَ بَهِيٌّ وسَرو يَسْرو سَرْوَاً وَهُوَ سَرِيٌّ كَمَا قَالُوا ظَرُفَ يَظْرُف ظَرْفَاً وَهُوَ ظَريف وبَذو يَبْذُو بَذاءً وَهُوَ بَذِيٌّ كَمَا قَالُوا سَقُمَ سَقاماً وَهُوَ سَقيم وَبَعض الْعَرَب يَقُول بَذِيت كَمَا تَقول شَقِيت ودَهُوت وَهُوَ دَهِيٌّ والمصدر الدَّهاء كَمَا قَالُوا سَمُحَ سَماحاً وَقَالُوا اداهٍ كَمَا قَالُوا عاقلٌ ومثلهُ فِي اللَّفْظ عَقُر وَهُوَ عاقِرٌ وَقد مضى الكلامُ على فَعُل فَهُوَ فاعلٌ وَقَالُوا دَهِيٌّ كَمَا قَالُوا لَبيب، ثمنذكر المعتلَّ الْعين وَالَّذِي مضى المعتلُّ اللامِ: تَقول بِعْتُه بَيْعَاً وكِلْتُه كَيْلاً وسُقْته سَوْقَاً وقُلْتُه قَوْلاً وَقَالُوا زُرْته زِيارةً وعُدته عِيادةً وحُكْته حِياكةً كَأَنَّهُمْ أَرَادوا الفُعول ففرُّوا إِلَى هَذَا كراهيةَ الواوات والضَّمَّات وَمَعَ هَذَا أَنهم قَالُوا فِي الصَّحِيح عَبَدَ عِبادة وعَمَرَ عِمارةً وَلَو أَتَوا بِهِ على فُعول لقالوا زُرْته زُؤوراً وعُدْته عُؤوداً وَقد جَاءَ مثلُ ذَلِك على إِلَيْهِ أنكْقَاً وقُلْتُه قَوْلاً وَقَالُوا زُرْته زِيارةً وعُدته عِيادةً وحُكْته حِياكةً كَأَنَّهُمْ أَرَادوا الفُعول ففرُّوا إِلَى هَذَا كراهيةَ الواوات والضَّمَّات وَمَعَ هَذَا أَنهم قَالُوا فِي الصَّحِيح عَبَدَ عِبادة وعَمَرَ عِمارةً وَلَو أَتَوا بِهِ على فُعول لقالوا زُرْته زُؤوراً وعُدْته عُؤوداً وَقد جَاءَ مثلُ ذَلِك على إِلَيْهِ أَنَّك ارتفعْتَ إِلَيْهِ وَقَالُوا غارَ يَغور غُؤوراً: إِذا غابَ، قَالَ الأخطل: لما أَتَوْها بمِصْباحٍ ومِبْزَلِهِمْ سارتْ إِلَيْهِم سُؤُور الأَبْجَلِ الضَّاري(4/300)
وَقَالُوا خِفْته فَأَنا أخافه خَوْفَاً وَهُوَ خائِف كَمَا تَقول لَقِمته أَلْقَمه لَقْمَاً وَهُوَ لاقِمٌ وهِبْتُه أَهابُه هَيْبَة وَهُوَ هائبٌ كَمَا قَالُوا خَشِيته خَشْيَةً وَهُوَ خاشٍ وَقَالُوا رجل خافٌ وَأَصله خَوِفٌ انقلبت الْوَاو ألفا لتحركها وانفتاحِ مَا قَبْلِها وخَوِفٌ بِمَنْزِلَة فَزِعٍ وفَرِقٍ وَالْمعْنَى وَاحِد وَقَالُوا ذِمْته أَذيمه ذاماً وعِبْته أَعيبه عاباً كَمَا تَقول سَرَقَه سَرَقَاً ووزْن الذَّام والعابِ فَعَلٌ وسُؤْته سُوءاً وقُتُّه قُوتاً وَقد قُلْنَا قبل هَذَا قُتُّه قَوْتَاً فِي الْمصدر وَجعلُوا القُوت اسْما لما يُقتات وعِفْته عِيافةً فَأَنا أعافه وَهُوَ عائفٌ وَقَالُوا غابَتِ الشمسُ تَغيبُ غُيوباً وبادَتْ تَبيد بُيوداً وقامَ يَقوم قِياماً وصامَ يَصومُ صِياماً كَرَاهِيَة للفُعول لَو قلت قُؤوماً وصُؤوماً وَنَظِيره من الصَّحِيح نَفَرَ نِفاراً وَقَالُوا آبَتِ الشمسُ إياباً وَقَالَ بَعضهم أُيوباً كَمَا قَالُوا الغُؤور والسُّؤور ونظيرهما من غير المعتلِّ الرُّجوع وَمَعَ هَذَا أَنهم أدخلُوا الفِعال مَعَ الفُعول فِي الصَّحِيح قَالُوا النِّفار والنُّفور وشَبَّ شِباباً وشُبوباً فَهَذَا نظيرٌ مَعَ الْعلَّة وَقَالُوا ناحَ يَنوح نِياحةً وقافَ يَقوف قِيافةً وصاحَ صِياحاً وغابتِ الشمسُ غِياباً كَرَاهِيَة للفُعول فِي بَناتِ الياءِ وَقد ذكر الغُيوب والبُيود وقالوه على اسثقالهم إِيَّاه وَقَالُوا دامَ يَدوم دَوماً وَهُوَ دائمٌ وزالَ يَزول زَوالاً وَهُوَ زائلٌ وراحَ يَروح رَواحاً وَهُوَ رائحٌ كَرَاهِيَة للفُعول وَقَالُوا حاضَتِ المرأةُ حَيْضَاً وصامَتْ صَوْمَاً وجال الرجلُ جَوْلاً كَمَا تَقول سَكَتَ سَكْتَاً وعَجَزَ عَجْزَاً وَقَالُوا لِعْت تَلاع لاعاً وَهُوَ لاعٌ كَمَا قَالُوا جَزِعَ يَجْزَع جَزَعاً وَهُوَ جَزِعٌ وَقَالُوا دِئْتَ تَداء وَهُوَ داءٌ وَقَالُوا وَجِعَ يَوْجَعُ وَجَعَاً وَهُوَ وَجِعٌ وَقَالُوا لِعْت وَهُوَ لائعٌ مثل بِعْتَ وَهُوَ بائعٌ ولاعٌ أكثرُ وَمعنى لِعْت فَزِعْت.
هَذَا بَاب نَظَائِر مَا ذكرْنا من بَناتِ الواوِ الَّتِي الواوُ فيهنَّ فاءٌ
تَقول وَعَدْته أَعِدُه وَعْدَاً ووَزَنْته أَزِنُه وَزْنَاً ووَأَدْته أَئِدُه وَأْدَاً والوأْد: قتلُ الْبَنَات كَمَا قَالُوا كَسَرْته أَكْسِره كَسْرَاً وَلَا يَجِيء فِي هَذَا الْبَاب يَفْعُل لأَنهم استثقلوا الواوَ مَعَ الياءِ وَكَانَ أَصله يَوْعِدُ ويَوْزِن وَالدَّلِيل على استثقالهم الياءَ مَعَ الواوِ أَنهم يَقُولُونَ ياجَلُ ويَبْجَل فِي يَوْجَل فحذفوا لوُقوعها بينَ ياءٍ وكسرةٍ وألزموا هَذَا البابَ يَفْعِل إِذا كَانَ الْمَاضِي على فَعَلَ لأَنهم إِذا حذفوا الواوَ كَانَت الياءُ مَعَ كسرةٍ أخَفَّ من الياءِ مَعَ ضمَّةٍ وَالْيَاء مَعَ الْوَاو والكسرة فِي تقديرنا يَوْعِدُ الَّذِي هُوَ أصلُ يَعِدُ أخَفُّ من الْيَاء والواوِ فِي يَوْعِد ويَوْزِن لَو جَاءَ على يَفْعُل فصرَفوه إِلَى يَفْعِل وحذفوا الواوَ لوقوعها بَين ياءٍِ وكسْرةٍ والكوفيُّون يَقُولُونَ إِن الواوَ سَقَطَتْ فَرْقَاً بَين مَا يتعدَّى من هَذَا الْبَاب وَبَين مَا لَا يتَعَدَّى، وَمَا يتَعَدَّى مِنْهُ نَحْو: وَعَدَه يَعِدُه ووَزَنَه يَزِنُه ووَقَمَه يقِمُه. وَمَا لَا يتعدَّى نَحْو قَوْلنَا: وَحِلَ يَوْحَل ووَجِلَ يَوْجَل ووَهِمَ يَوْهَم. وَالَّذِي قَالُوا من ذَلِك باطلٌ من غير وَجه من ذَلِك أنَّ مَا جَاءَ على فَعَلَ يَفْعِل أَو فَعِلَ يَفْعِل من هَذَا الْبَاب تسْقط واوُه وَإِن كَانَ لَا يتعدَّى وَذَلِكَ كثير كَقَوْلِك وَكَفَ البيتُ يَكِفُ ووَجَبَ الشيءُ يَجِبُ ووَنَمَ الذُّبابُ يَنِم: إِذا ذَرَقَ، ووَخَدَ البعيرُ يَخِدُ ووَجِدَ عَلَيْهِ فِي المَوْجِدة يَجِد وَهُوَ أَكثر من أَن يُحْصى وَمن الدَّلِيل أَيْضا على ذَلِك أَنا رَأينَا بعضَ الْأَفْعَال من هَذَا الْبَاب يَجِيء ... . قَالُوا وَحِرَ صَدْرُه يَحِر ووَغِرَ يَغِر وَقَالُوا يَوْغَر ويَوْحَر فأثبتوا الْوَاو فِي بعض وأسقطوها من يَفْعِل فوضَح من ذَلِك أَن سقوطَ الْوَاو فِي يَعِدُ ويَزِن من أجل وُقوعها بَين ياءٍ وكسرةٍ لَا من أجل التعدِّي، فَإِن قَالَ قَائِل فَإِذا كَانَ سُقوطُ الْوَاو لوقوعها بَين ياءٍ وكسرةٍ فلمَ أسقطوها من يَهَبُ ويَضَع ويَقَعَ قيل الأَصْل فِي ذَلِك يَفْعِل وَكَانَ يَوْهِب ويَوْضِع ويَوْقِع مِنْهُ على فَعِلَ يَفْعِل نَحْو حَسِبَ يَحْسِب وَفِي المعتل وَثِقَ يَثِقُ فَسَقَطت الواوُ لوُقوعها بَين ياءٍ وكسرةٍ فَصَارَت يَهِبُ ويَضِع ويَقِع ثمَّ فُتح من اجل حرف الْحلق كَمَا قَالُوا صَنَعَ يَصْنَع وقَرَأَ يَقْرَأ من أجل حرف الْحلق(4/301)
وَمَا لم يكن فِيهِ حرفُ الْحلق فِي مَوضِع عينِه أَو لامِه لم يَجُزْ فِيهِ ذَلِك، فَإِن قَالَ قَائِل: إِذا قُلْتُمْ إنَّ الواوَ تسْقط لوقوعها بَين ياءٍ وكسرةٍ استِثقالاً لذَلِك فهَلاَّ أسقطتموها لوقوعها بينَ ياءٍ وضَمَّة وَهِي أثقلُ فِي قَوْلك وَضُؤَ الرجلُ يَوْضُؤُ ووَسُم يَوْسُم: إِذا صَار وَسيماً، ووَقُحَ الخافِرُ يَوْقُح قيل لَهُ إِنَّمَا أتمُّوا هَذَا البابَ لِأَنَّهُ لزم طَرِيقا وَاحِدًا لَا يمكنُ فِيهِ التغييرُ فِي وَزْنِه فلمَّا لَزِمَهم ذَلِك التزَموا التمامَ فِيهِ وَهُوَ أَن بابَ وَعَدَ ووَزَنَ هُوَ على فَعَلَ وفَعَلَ يَجِيء مستقبلُه على يَفْعِل ويَفْعُل فأقْصَروا على يَفْعِل مِنْهُ لما ذكرنَا من العَّلة فَكَانَ اقتصارهم على يَفْعِل تغييراً لما يوجِبه القياسُ فِي مستقبَلِ فَعَلَ فَحَمَلهم التغييرُ فِي ذَلِك أَن حذفوا الواوَ أَيْضا وَهُوَ تغييرٌ آخَرُ لما فِيهِ من الاستثقال فكأنهم أتْبَعوا التغييرَ التغييرَ وَهَذَا الطريقُ يسلُكه سِيبَوَيْهٍ كثيرا وَأما وَسُم يَوْسُم فَإِنَّهُ على فَعُلَ ويلزَم مستقبَل فَعُل يَفْعُل فلمَّا لم يُغيَّر مستقبَله الَّذِي هُوَ واجِب فِي الصَّحِيح فِي مثل ظَرُف وكَرُم لم تحذف الواوُ مِنْهُ لِأَن الأَصْل هُوَ يَفْعُل فِيهِ وَإِن ثبتَتْ الْوَاو فَلَمَّا لم يُغيَّر أحدُهما لم يغيَّر الآخرُ وَمِمَّا يقوِّي ذَلِك أَن فَعَلَ لَا يَأْتِي ... . إِذا كَانَ فِي موضعِ عينِه أَو لامِه حرفٌ من حُرُوف الحلقِ فيجعلُ على يَفْعَلُ كَمَا يُجعَل على مَا كَانَ ماضيه على فَعِلَ وَإِن قَالَ قَائِل فقد تقع الواوُ بينَ ياءٍ وكسرةٍ فِي مثل يُوقِنُ ويُوصِل فهَلاَّ حُذفَت فالجوابُ فِيهِ نحوُ مَا ذكرنَا أنَّ مستقبلَ أفعلَ لَا يتغيَّر عَن يَفْعِلُ كَمَا أنَّ مُستقبلَ فَعُلَ لَا يتغيَّر عَن يَفْعُلُ وَمَعَ ذَلِك فإنَّ الواوَ الساكنةَ إِذا كَانَ مَا قبلهَا ضمةٌ فَهِيَ كالإشباع للضمة والاستثقال لَهَا أقلُّ وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يقولُ يَجُدُ وَذَلِكَ قليلٌ وحذفوا الواوَ من يَجُدُ لِأَن الأصلَ فِيهِ يَجِدُ فسقطتِ الواوُ من أجلِه وَقَالُوا وَرِمَ يَرِمُ ووَرِعَ يَرِعُ وَرَعَاً ووَرَمَاً ويَوْرَعُ لُغَة ووَغِرَ صَدره يَغِرُ ووَحِرَ يَحِرُ وَحَرَاً ووَغَرَاً ويَوْغَرُ ويَوْحَر أَكثر ووَلِيَ يَلِي ووَثِقَ يَثِقُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَرِثَ يَرِثُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي، قَالَ الْفَارِسِي: وَقد قرئَ فَمَا وَهِنُوا والمستقبلُ يَهِنُ فَهُوَ من هَذَا البابِ إِذْ لم نَسْمَعْ يَوْهَن فَأَما قَوْلهم: إِذا عَزَّ أخوكَ فَهِنْ. فَهُوَ من هانَ يَهينُ يُقَال هانَ الرجلُ يَهينُ مثلُ لانَ يَلينُ يَرويه عَن الزَّجَّاج وَلَا يكون من وَهِنَ يَهِن لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ ضعفٌ وضدُّه القُوَّة وَلَيْسَ ضِدُّ اللِّين القُوَّة إِنَّمَا ضِدُّه الصَّلابة فَكَذَلِك عَزَّ اشتدَّ وصَلُبَ وَلَو كَانَ عَزَّ قَوِيَ وَكَانَ فِي الْكَلَام مَوْجُودا لقلنا إِن هِنْ من وَهِنَ يَهِن فَهَذَا نقلُ أبي عَليّ، وَقد حكى أَبُو عبيد: وَهَنْت فِي أمرِكَ ووَهِنْتَ وَقد كَثُر فِي المعتَلِّ من هَذَا الْبَاب فَعِلَ يَفْعِل على قِلَّته فِي الصَّحِيح والسببُ فِي ذَلِك كراهَتُهم الجمعَ بينَ واوٍ وياءٍ لَو قَالُوا وَلِيَ يَوْلِي ووَرِثَ يَوْرِث ووَثِقَ يَوْثِق فَحَمَلُوهُ على بناءٍ تسقطُ فِيهِ الواوُ وَمَا كَانَ من الياءِ فَإِنَّهُ لَا يسقطُ مِنْهُ الياءُ لوقوعها بَين يَاء وكسرةٍ كَقَوْلِهِم يَئِسَ يَيْئِس ويَبِسَ يَيْبِس وَيسر ييْسِر من المَيسرِ ويَمَنَ يَيْمِنُ من اليُمن لِأَن الْيَاء أخفُّ من الْوَاو لأَنهم يفِرُّون من الواوِ إِلَى الياءِ وَلَا يفِرُّون من الياءِ إِلَى الواوِ فَلَمَّا كَانَت الياءُ أخفّ سلَموه إِذا كَانَت فاءَ الفِعلِ وَمن الْعَرَب من يجْرِي الْيَاء مُجْرى الْوَاو وَهُوَ قَلِيل فَيَقُول: يَئِسَ يَئِسُ وَالْأَصْل يَيْئِسُ فَسَقَطت الياءُ الثَّانِيَة لوقوعها بَين ياءٍ وكسرةٍ كسقوطِ الواوِ فِي يَعِدُ ويَزِنُ.
هَذَا بَاب افْتراقِ فَعَلْتُ وأَفْعَلتُ فِي الْمَعْنى
تَقول دخلَ وَخرج وجلسَ فَإِذا أخْبرت أَن غَيره صيَّره إِلَى شَيْء من هَذَا قلت أدخلهُ وأخرَجه وأجلَسه وَتقول فَزِعَ وأفْزَعته وخافَ وأَخفْته وجال وأَجَلْته فَأكْثر مَا يكون على فَعَلَ إِذا أردتَ أَن غَيره أدخلهُ فِي ذَلِك يبْنى الفعلُ مِنْهُ على أفْعلْت وَمن ذَلِك أَيْضا مكُث وأمكثْته وَقد يَجِيء الشَّيْء على فعَّلْت فتشرَك أفعلْت كَمَا أَنَّهُمَا قد يَشْتَرِكَانِ فِي غير هَذَا وَذَلِكَ قَوْلك فَرِحَ وأفرحْته وَإِن شِئْت قلتَ وفرَّحته وغرِمَ وغرَّمته وأغْرَمته إِن شِئْت كَمَا تَقول أفزعته وَقَالُوا(4/302)
ظَرُفَ وظَرَّفته ونَبُلَ ونبَّلْته وَلَا يستنكر أفعَلْت فيهمَا وَلَكِن هَذَا أَكثر فاستُغْنِي بِهِ، وَمثل أَفرحت وفرَّحت أنزلْت ونزَّلت قَالَ الله تَعَالَى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيةٌ من ربِّه قل إنَّ الله قادرٌ على أنْ يُنَزِّلَ آيَة) ، وَيُقَال نجا زَيدٌ وأَنْجَيْتُه ونَجَّيْته وكثَّرَهم وأكثَرَهم وَيدخل فِي ذَلِك عرَفَ زيدٌ أَمرَه وعرَّفت زيدا أمرَه. قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن هَذَا الْبَاب يُسمى بَاب نَقْل الفِعْل عَن فَاعله وتصييره مَفْعُولا وَذَلِكَ أَن الْفِعْل الثُّلاثي إِذا أردتَ أَن تجعَلَ الفاعلَ فِيهِ مَفْعُولا جِئتَ بفاعلٍ أدخَلَه فِي ذَلِك الْفِعْل فَيصير مَفْعُولا وعلامة نقْل الْفِعْل أَن تَزيدَ همزَة فِي أوّله أَو تُشَدِّدَ عين الْفِعْل وَزِيَادَة الْهمزَة فِي أوَّله أكثرُ وأَعمُّ، فَإِذا كَانَ الْفِعْل غير مُتَعَدٍّ تعَدَّى إِلَى واحدٍ كَقَوْلِك ذهب زيدٌ وأَذهبَ عمروٌزيداً وَجلسَ زيدٌ وأجلس عَمروٌ زيدا، وَإِن كَانَ الْفِعْل متعدِّياً إِلَى مفعول صَار بالنَّقل متعدِّياً إِلَى مفعولين لأنَّ فَاعله يصير مَفْعُولا كَقَوْلِه لبسَ زيدٌ الثَّوبَ وألبست زيدا الثوبَ وَدخل زيدٌ الدارَ وَأدْخل عمروٌ زيدا الدَّار، وَإِن كَانَ متعدِّياً إِلَى مفعولين تعدَّى بِالنَّقْلِ إِلَى ثَلَاثَة وَلَا يكون أَكثر من ذَلِك وَذَلِكَ قَوْلك علمَ زيدٌ عَمراً خارِجاً ثمَّ تَقول أعلَم اللهُ زيدا عَمْراً خارِجاً، وَقد يجوز أَن يكون الْفِعْل يصيرُ فَاعله مَفْعُولا على غير لفظ النَّقل الَّذِي ذكرت لَك وَذَلِكَ قَوْلك زادَ مالُكَ وزادَ اللهُ مالَكَ ونقَصَ مالُكَ ونقَصَ الله مالَكَ وشَحا فُو زَيْدٍ وشَحا عَمروٌ فَا زَيْدٍ، وَقد يجوز أَن يدْخل أَفْعَلَ وفَعَّلَ على غير وَجه النَّقْل وسيتبيَّن لَك تصرُّف وُجُوه ذَلِك وَهَذَا أَيْضا تَحْلِيل أبي سعيد، وَأما طَرَدته فنَحَّيْته وأطرَدْته جعلته طَريداً أَعنِي أَن أطْرَدْته، وطَرَدَتِ الكلابُ الصَّيْدَ: أَي جعلَتْ تُنَحِّيه، وَيُقَال طَلَعْت أَي بَدَوْت، وطَلَعَت الشَّمْس: أَي بدَت، وأطْلَعْت عَلَيْهِم: أَي هجمْت عَلَيْهِم، وشَرَقت الشمسُ: بَدَتْ، وأشْرَقَتْ: أَضَاءَت، وأسْرَعَ: عَجِلَ، وأبطأَ: احتبَسَ، وَأما سَرُعَ وبَطُؤَ فكأنهما غريزة كَقَوْلِك خَفَّ وثَقُلَ وَلَا تُنْفِذهما إِلَى شيءٍ كَمَا تَقول طَوَّلت الأمرَ وعجَّلته يَعْنِي أَن أسْرع وأبطأَ لَا يعدَّيان وَإِن كَانَا على أفْعَلَ وفصَّل سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا وَبَين سَرُعَ وبَطُؤَ وَإِن كَانَ ذَلِك كُله لَا يتعدَّى بِأَن قَالَ سَرُعَ وبَطُؤَ كَأَنَّهُمَا غريزة: أَي صَار طبعه السُّرعة والبُطْءَ وَفِي أسْرَعَ وأبطأَ لَيْسَ بطبعٍ، وَقَوْلنَا لَا تُنفِذهما إِلَى شَيْء يَعْنِي لَا تُعَدِّي أسرعَ وأبطأَ كَمَا تُعدِّي طوَّلتِ الأمرَ وعجَّلته، وَيَقُولُونَ فَتَنَ الرَّجلُ وفَتَنْته وحَزِنَ وحَزَنته. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم الْخَلِيل أَنَّك حَيْثُ قلت فتَنْته وحَزَنته لم ترد أَن تَقول جعلته حَزينًا وَجَعَلته فاتناً كَمَا أَنَّك حِين قلت أدخلْته أردْت جعلْته دَاخِلا وَلَكِنَّك أردْت أَن تَقول جعلت فِيهِ حزنا وفتنةً فَقلت فتنْته كَمَا قلت كَحَلْته: أَي جعلت فِيهِ كُحْلاً، ودَهَنته جعلتَ فِيهِ دُهْناً. قَالَ أَبُو سعيد: مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ أَن أفعَلْته الَّذِي للنَّقْل مَعْنَاهُ جعَلْته فَاعِلا للْفِعْل الَّذِي كَانَ لَهُ أَي صيَّرته وفَعَلته أَي جعلْت فِيهِ ذَلِك الفعلَ فَإِذا قلت أدخَلْته: أَي جعلته دَاخِلا، وَإِذا قلت ضرَبْته: أَي جعلت فِيهِ ضَرْبا، وَإِذا قلت بنيته جعلت فِيهِ بِنَاء، وَإِذا قلت أَبْنَيت زيدا الدّارَ مَعْنَاهُ جعلته بانياً لَهَا وَلذَلِك قَالُوا فتنْت الرجلَ وأفْتنته، فَمن قَالَ فتَنْته أَرَادَ جعلت فِيهِ فِتْنةً، وَمن قَالَ أفْتنته أَي جعلته فاتنا، يُقَال فَتَنَ الرَّجل فَهُوَ فاتِنٌ، ويسمي سِيبَوَيْهٍ النَّقل الَّذِي قدَّمنا ذكره التَّغييرَ فَلذَلِك قَالَ فِي فتَنْته وكَحَلته وحَزَنته لم ترد بفَعْلَته هَهُنَا تغييرَ قَوْله حَزْن وفَتَن من فتَنْته كحَزِنَ من حَزَنته وَمثله شَتِرَ الرجلُ وشَتَرتُ عينَه فَإِذا أردْت تَغْيِير شَتِر لم تقل إلاّ أشْترته كَمَا تَقول فَزِعَ وأفزَعته وَإِذا قلتن شَترتُ عينَه لم تَعرِض لشَتِر الرجُلُ وَإِنَّمَا جَاءَ بِبِنَاء على حِدَةٍ كَأَنَّهُ قَالَ جعلْت فِيهِ شَتَرا كَمَا أَنَّك إِذا قلت طَرَدْته وأطْرَدْته فهما مُخْتَلِفَانِ وَمثل ذَلِك عَوِرَتْ عَيْنه وعُرْتها، وعُرْتها لَيْسَ بتغيير عَوِرَتْ عينُه، وَقد قَالُوا حِين أَرَادوا التَّغْيِير وَالنَّقْل لعَوِرتْ عينُه أعورْت عينه، وَمثله سَوِدْت أَي اسوَدَدْتُ هَذَا مَعْنَاهُ، وسُدْت غَيْرِي وسَوِدْت أَنا وسُدْت غَيْرِي أَي سَوَّدته قَالَ نُصيْب: تَقول فَزِعَ وأفزَعته وَإِذا قلتن شَترتُ عينَه لم تَعرِض لشَتِر الرجُلُ وَإِنَّمَا جَاءَ بِبِنَاء على حِدَةٍ كَأَنَّهُ قَالَ جعلْت فِيهِ شَتَرا كَمَا أَنَّك إِذا قلت طَرَدْته وأطْرَدْته فهما مُخْتَلِفَانِ وَمثل ذَلِك عَوِرَتْ عَيْنه وعُرْتها، وعُرْتها لَيْسَ بتغيير عَوِرَتْ عينُه، وَقد قَالُوا حِين أَرَادوا التَّغْيِير وَالنَّقْل لعَوِرتْ عينُه أعورْت عينه، وَمثله سَوِدْت أَي اسوَدَدْتُ هَذَا مَعْنَاهُ، وسُدْت غَيْرِي وسَوِدْت أَنا وسُدْت غَيْرِي أَي سَوَّدته قَالَ نُصيْب: سَوِدْتُ فَلم أَمْلِكْ سَوادي وتَحْتَه قَميصٌ من القُوهيِّ بيضٌ بَنائقُهْ(4/303)
وَقَالَ بَعضهم سُدْت يُرِيد فَعُلْت تَحْصِيل هَذَا أَنه يُقَال اسوادَدْت واسْوَدَدْت وسَوِدْت وسُدْت بِمَعْنى واحدٍ وَلَك كُله غير متعَدٍّ يُقَال من لَفْظَة سُدْت سَاد يسود فِي معنى اسوَدَّ يسْوَدُّ فَإِذا أردْت المتعدِّي جَازَ أَن تَقول سُدْته وسَوَّدْته فَأَما سُدْته فَجعلت فِيهِ سواداً وَأما سَوَّدْته فَجَعَلته أسودَ. قَالَ أَبُو عَليّ: وَقد رُوي بيتُ نُصيب سُدْت على احْتِمَال الثَّرْم وَقَالُوا عوَّرْته كَمَا قَالُوا فرَّحته وَقَالُوا جَبَرت يدُه وجَبَرْتها، وركَضَت الدّابَّة ورَكَضْتها ونزَحَت الرَّكِيَّة ونَزَحتها وسارَ الدّابَّةُ وسِرتُه، وَقَالُوا رَجُسَ الرجل ورَجَسْته، وَبَعض يَقُول رَجُسَ: إِذا صَار نَجِساً، ونَقَص الدِّرْهَم ونَقَصْته وغاضَ الماءُ وغِضْته وَقد ذكر نَحْو هَذَا وسأُفرد لهَذَا بَابا إِن شَاءَ الله تَعَالَى، والمتعدّي مِنْهُ لَيْسَ على طَرِيق النّقل والتغيير لما لَا يتعدّى وَلَكِن على معنى جعلْت ذَلِك الفعلَ فِيهِ، وَقد جَاءَ فعَّلته إِذا أردْت أَن تَجْعَلهُ مُفْعِلاً وَذَلِكَ فطَّرْته فأَفطَرَ وبشَّرْته فأبشَرَ وَهَذَا النَّحْو قَلِيل وَمعنى ذَلِك أَنه جعل فعَّلْته نقْلا لأفعلتُ وَالْبَاب أَن يكون نقلا لفَعَلْت كَمَا يُقَال عَرَفَ وعرَّفته ونبُلَ ونبَّلته وفَرِح وفرَّحته وَأما خطَّأْته فَإِنَّمَا أردتَ سمَّيته مُخْطِئاً، كَمَا أَنَّك حَيْثُ قلتَ فسَّقته وزَنَّيْته: أَي سمَّيته بالزِّنا والفِسق، كَمَا تَقول حيَّيْته أَي استقبلته بحَيَّاك الله كَقَوْلِك سقَّيته ورَعَّيته أَي قلت لَهُ سقاك الله ورعاك، وَالْبَاب فِيمَا نسبته إِلَى الشَّيْء أَن يكون على فعَّلت كَقَوْلِك لحَّنته وخطَّأته وصوَّبْته وجَهَّلْته وَمثله مَا يدعى بِهِ لَهُ أَو عَلَيْهِ كَقَوْلِك جدَّعته وعقَّرته: أَي قلت لَهُ جدَعَك الله وعقَرَك الله، وأَفَّفْت بِهِ: أَي قلت لَهُ أُفّ، وَقَالُوا أَسْقيتُه فِي معنى سقَّيْته يَعْنِي بِهِ الدّعاء لَهُ فدخلَتْ أفْعَلْت على فعَّلْت كَمَا تدخل فعَّلْت عَلَيْهَا لِأَن الْبَاب فِي نقل الْفِعْل وتغييره أفْعَلْتُ وَقد استعملوا فِيهِ فَعَّلت كفَرَّحت وفزَّعت، وَالْبَاب فِي الدُّعَاء وَالتَّسْمِيَة فَعَّلت وَقد أدخلُوا عَلَيْهِ أفعَلْت فَقَالُوا أَسْقَيْت لَهُ فِي معنى دَعَوْت لَهُ بالسُّقيا قَالَ ذُو الرّمّة: وقفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ نَاقَتي فَمَا زِلتُ أبْكِي حَولَه وأُخاطِبُهُ وأُسقِيهِ حَتَّى كَاد مِمَّا أُبِثُّه تُكلِّمُني أحجارُهُ وملاعِبُهُ وَيَجِيء أفْعَلتهُ على أَن تُعَرِّضهُ لأمر وَذَلِكَ أقتَلْتُهُ: أَي عَرَّضته للْقَتْل وَيَجِيء مثل قَبَرتُهُ وأقْبرتُهُ فَقَبَرتُهُ: دفَنتُهُ وأقْبَرتُه: جعلتُ لَهُ قبراً ويُقال سَقَيتُهُ فَشَرِبَ وأسقَيتُهُ: جعلت لَهُ مَاء وسُقياً. قَالَ الْخَلِيل: سَقَيتُهُ مثل كَسَوتُهُ وسَقَّيتُهُ مثل ألبَستُهُ وَقَالَ بعض أهل الُّلغة لَا فرقَ بَينهمَا، وَأنْشد للبيد: سَقَى قَوميِ بنيِ مَجدِ وأسْقَى نُمَيراً والقَبَائِلَ من هِلاَلِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَتقول أَجْرَب الرجلُ وأَنْحَزَ وأحال: أَي صَار صَاحب جَرَب وحِيالٍ ونُحازٍ فِي مَاله، وَهَذَا الْبَاب يَجِيء على أربعةِ أوجهٍ مِنْهَا أَن يكونَ الرجلُ صاحبَ شَيْء بتلكَ الصّفة كَقَوْلِنَا رجلٌ مُشِدٌّ ومُقْطِف ومُقْوٍ: أَي صاحبُ إبلٍ قَوِيَّة وخَيْلٍ تَقطُفُ وإبلٍ شَدَّاد وعَلى هَذَا يُقَال امرأةٌ مُطْفِل: أَي لَهَا أَطْفَال، وظَبيةٌ مُشْدِنٌ ومُغْزِل: أَي ولَدُها غَزال وشادِنٌ وَمن ذَلِك يُقَال فلانٌ خبيثٌ مُخْبِث: أَي هُوَ خَبِيث فِي نَفْسه وَله أصحابٌ خُبثاء وعَلى هَذَا قِرَاءَة من قَرَأَ لِتُرْبوا أَي لتصيروا ذَوي رِباً وَمِنْهَا أَن يُقَال لمن يُصادف الشيءَ على صفةٍ أَفْعَلْته: أَي صادَفْته كَذَلِك كَقَوْلِك أَبْخَلْت الرجلَ: أَي وجدتُه بَخِيلًا وَرُوِيَ أَن عَمْرو بنَ معدي كَرِبَ سَأَلَ مُجاشع بنَ مَسْعُود السًّلَميَّ بِالْبَصْرَةِ فَأعْطَاهُ فمدحَ بني سُلَيْم فَقَالَ: سألْناكم فَمَا أَبْخَلْناكم وقاتَلْناكم فَمَا أجْبَنَّاكم وهاجَيْناكم فَمَا أَفْحَمناكم: أَي مَا وَجَدْناكم بُخلاءَ وَلَا جبناءَ وَلَا مُفْحَمين وَمِنْهَا أَن يأتيَ وقتٌ يُستَحقُّ فِيهِ شيءٌ فَيُقَال لمستحقِّه ذَلِك كَقَوْلِك أَصْرَم النخلُ وأَمْضَغ وأَحْصَد الزرعُ وأجَزَّ النخلُ وأَقْطَعَ: أَي قد استحقَّ أَن يُصرَم ويُمضغ ويُحصد وَيُقَال فِي قَوْلهم أَلامَ الرجلُ: أَي صَار صاحبَ لائمةٍ وألامَ: أَي صاحَبَ من يلُومه فَإِذا صَار لَهُ لُوَّام قيل مُليم كَمَا يُقَال لصَاحب الإبلِ الجَرْباء مُجْرِب وَيُقَال إِنَّه قيلَ لَهُ أَلامَ لِأَنَّهُ استحقَّ أَن يُلام(4/304)
فَصَارَ بِمَنْزِلَة قولِهم أَصْرَم النخلُ، وَالرَّابِع أَن يُقَال أَفْعَلَ من الدُّخُول فِي الشيءِ كَقَوْلِهِم أَفْجَرْنا: أَي دَخَلْنا فِي وقتِ الْفجْر وأَمْسَيْنا وأَصْبَحْنا وأَظْهَرْنا: دَخَلْنا فِي الْمسَاء والصَّباح والظُّهر وَمِنْه يُقَال أَشْمَلنا وأَجْنَبنا وأَصْبَينا وأَدْبَرنا: إِذا دَخَلنَا فِي الشمَال والجَنوب والصَّبا والدَّبور وَيُقَال أَشْهَرنا: إِذا دَخَلْنا فِي الشَّهر، قَالَ الشَّاعِر: مَا زِلتُ مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنْظُرُهُم مثلَ انْتِظَار المُضَحِّي راعيَ الإبلِ وَإِنَّمَا يُستعمل ذَلِك فِي الْأَوْقَات وَمَا جرى مَجراها، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَتقول لما أَصَابَهُ هَذَا نَحِزٌ وجَرِبٌ وحالَتِ الناقةُ يَعْنِي أَنه لَيْسَ للبعير الَّذِي أَصَابَهُ الجَرَب فِي نفْسِه مُجْرِب وَلَا الَّذِي أَصَابَهُ النُّحاز مُنْحِز إِنَّمَا يُقَال مَنْحُوز والمُنْحِز صاحبُه والنُّحاز: السُّعال وَفِي غير ذَلِك إِذا لم يكن على الْوَجْه الَّذِي ذكرنَا لامَ الرجلُ صاحبَه وصَرَمَ النخلَ وجزَّه وقَطَعَه وَمَا أشبه ذَلِك وَمثل ذَلِك: أَسْمَنتَ وأَكْرَمتَ فاربِط. يُقَال ذَلِك للرجل إِذا وجد شَيْئا نَفيساً يُرغبُ فِيهِ أَن يتمسّك بِهِ فَمَعْنَى أَسْمَنت: أَي وَجَدْت سَميناً وأَكْرَمت: أَي وجدت فَرَساً كَرِيمًا وغيرَ فَرَس فاربِط: أَي اتخِذه وَأما أَحْمَدته فوجَدْته مستحقَّاً للحَمْد مني، قَالَ: وَقَالُوا أَرابَ كَمَا قَالُوا أَلامَ: أَي صَار صاحبَ رِيبةٍ كَمَا قَالُوا أَلامَ: استحقَّ أَن يُلام وأمَّا رابَني فَتَقول جَعَلَ فِيَّ رِيبةً كَمَا تَقول قَطعت النخلَ: أَي أَوْصَلت إِلَيْهِ القَطْع فأَرابَ غيرُ متعدٍّ ورابَ متَعدٍّ، لَا تقُل أَرابني لِأَنَّك لم تفعل بِهِ الإرابة وَإِنَّمَا اسْتَوْجَبت الرِّيبة أَو صِرت صاحبَ ريبةٍ، وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: رابَني: إِذا تَبَيَّنَتْ مِنْهُ وأَرابَ: إِذا اتُّهِمَ بهَا وَلم تتبَيَّن وَلذَلِك قَالَ بعض الشُّعَرَاء: أخوكَ الَّذِي إنْ رِبْته قَالَ إنَّما أَرَبْتَ وَإِن عاتَبْتَه لانَ جانِبُه فَمَعْنَاه إِن تبيَّن مِنْك رِيبَة قَالَ لم أتبَيَّنْ بعدُ وَمثل ذَلِك أبَقَّتِ المرأةُ وأبَقَّ الرجلُ: إِذا كَثُر أولادُهما وَهُوَ يدْخل فِي بَاب المُنْحِز والمُجْرِب أَي لَهما أولادٌ كثير وَإِن جِئْت بِالْفِعْلِ من ذَلِك قلت بَقَّت المرأةُ وَلَدَاً وبَقَقْتُ كلَاما كَقَوْلِك نَثَرْت ولَداً ونَثَرْت كلَاما وَمثل المُجْرِب والمُقْطِف المُعْسِر والموسِر والمُقِلُّ وَأما عَسَّرته: فَمَعْنَاه ضَيَّقت عَلَيْهِ، ويسَّرْته: وسَّعت عَلَيْهِ. وَقد يكون فَعَلْت وأَفْعَلت بِمَعْنى واحدٍ كأنَّ كل وَاحِد مِنْهُمَا لغةٌ لقوم ثمَّ تختلط فتُستعمَل اللُّغتان كَقَوْلِك قِلْتُه البيعَ وأَقَلْته وشَغَلَه وأَشْغَله وصَرَّ أُذُنَيْه وأَصَرَّ: إِذا أقامهما وبَكَرَ وأَبْكَر وَقَالُوا بَكَّر فأدخلوها مَعَ أَبْكَرَ فبَكَّر أُدخِل مَعَ أَبْكَرَ كَمَا قَالُوا أَدْنَف فَبَنَوه على أَفْعَلَ وَهُوَ من الثَّلَاثَة وَلم يَقُولُوا دَنِفَ وَهَذَا عَقْد سِيبَوَيْهٍ وأُحَلِّله يُرِيد أَن البابَ فِي الأمراضِ أَن تجيءَ على فَعِلَ وَلم يستعملوا مَا يوجبهُ البابُ وَهُوَ دَنِفَ واستعملوا أَدْنَفَ وَقَالُوا أَشْكَلَ أمرُك وَلم يستعملوا غَيْرَه وَقَالُوا حَرَثْتُ الظَّهْرَ: أَي أَتْعَبته، والظَّهر: المَرْكوب، وأَحْرَثت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمثل أَدْنَفت أَصْبَحْنا وأَفْجَرْنا وأَمْسَيْنا شبَّهوه بِهَذِهِ الَّتِي تكونُ فِي الأحيان كأنَّ مَعْنَاهُ دَخَلْت فِي وَقْتِ الدَّنَف كَمَا دَخَلْت فِي وقتِ السحَر. قَالَ: وَمثل ذَلِك نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْنَاً وأَنْعَم اللهُ بكَ عَيْنَاً فَهَذَا من بَاب فَعَلْت وأَفْعَلت بِمَعْنى وَاحِد يُقَال إِن قوما من الفُقهاء كَانُوا يَكْرَهون استعمالَ هَذِه اللفظةِ وَهِي نَعِمَ الله ُبك عَيْنَاً لِأَنَّهُ لَا يُستعمَل فِي الله نَعِمَ اللهُ وللقائل أَن يَقُول الْبَاء فِي بك بِمَنْزِلَة التعدِّي أَلا ترى أَنَّك تَقول ذَهَبَ الله بِهِ وأَذْهَبه ومعناهما واحدٌ وزُلْت بِهِ من مكانِه وأَزَلْته وَتقول غَفَلْت: أَي صِرت غافلاً وأَغْفَلت الْإِنْسَان: إِذا وَجَدْته غافلاً كَمَا تَقول أَجْبَنته: إِذا وجدته جَباناً وعَلى ذَلِك يحمل قَوْله تَعَالَى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قلبَه عَن ذِكْرِنا) . أَي وَجَدْنَاهُ غافلاً وغَفَلْت عَنهُ بِمَعْنى أَغْفَلته إِذا تَرَكْته وَمثل ذَلِك لَطَفَ لَهُ وأَلْطَف غَيْرَه ولَطَفَ بِهِ كغَفَلَ عَنهُ وأَلْطَفه كأَغْفَلَه ولَطَفَ لَهُ بِمَعْنى تَلَطَّف لَهُ ورَفَقَ بِهِ وَيُقَال بَصُرَ الرجلُ فَهُوَ بَصير: إِذا خَبَّرْت عَن وُجود بَصَره وصِحَّتِه لَا على معنى وُقُوع الرُّؤْية مِنْهُ لِأَنَّهُ قد يُقَال بَصير لمن غَمَّض عَيْنَه وَلم يرَ شَيْئا لصِحَّة بَصَره(4/305)
فَإِذا قلت أَبْصَره أَخْبَرت بِوُقُوع رُؤْيَته على الشَّيْء وَتقول وَهَمَ يَهِمُ وأَوْهَم يُوهِم ووَهِمَ يَوْهَم فَأَما وَهِمَ يَوْهَم فَهُوَ الغَلَط فِي الشَّيْء تَقول وَهِمْت فِي الحِساب أَوْهَمُ وَهَمَاً: إِذا غَلِطْت فِيهِ، ووَهَمْت إِلَى الشَّيْء: إِذا ذهبَ قلبِي إِلَيْهِ أَهِمُ وَهْمَاً وأَوْهَمت الشيءَ أُوهِمُه إيهاماً: إِذا تَرَكْته كلَّه وَقد يَجِيء فَعَّلت وأَفْعَلت فِي معنى وَاحِد مشترِكَيْن كَمَا جَاءَ فِيمَا صيَّرته فَاعِلا وَذَلِكَ وَعَّزت إِلَيْهِ وأَوْعَزت وخَبَّرت وأَخْبَرت وسمَّيْت وأَسْمَيت فقد اشْتَركَا فِي هَذَا كَمَا اشْتَركَا فِي بابِ نقْل الْفَاعِل إِلَى المفعولِ فِي قَوْلك غَرَّمته وأَغْرَمته وفرَّحته وأَفْرَحته وَلَيْسَ هَذَا من ذَاك وَقد يجيآن مفترقَيْن من معنى وَاحِد فَيكون لكل وَاحِد مِنْهُمَا غيرُ معنى الآخر كَقَوْلِك علَّمته وأَعْلَمته فعلَّمت أدَّبت، وأَعْلَمت آذَنْت، وَتقول آذَنْت أَعْلَمت، وأذَّنت: إِذا ناديتَ للصَّلَاة، وبعضُ الْعَرَب يُجري أذَّنت وآذَنت مُجْرى سمَّيت وأَسْمَيت وَتقول أَمْرَضْتُه: أَي جعلته مَرِيضا، ومرَّضته: أَي قمتُ عَلَيْهِ وولِيتُه وَمثله أَقْذَيتُ عينَه: أَي طَرِحَت فِيهَا القذى وجعلتها قَذِيَّةً، وقذَّيْتُها: نظَّفْتها وَقد قيل فِي قَول الله تَعَالَى: (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَن قُلوبِهِم) . أُذْهِبَ الفَزَعُ عَنْهَا على معنى مرَّضْته: أَي أَزَلْت مرضَه، وَتقول أَكْثَرَ اللهُ فِينَا مثلك كثيرا وَأما كثَّر فَمَعْنَاه جعلَ القليلَ كثيرا وَكَذَلِكَ أَقْلَلْت وقَلَّلت: أَي جَعَلْت الْكثير قَلِيلا، وَهُوَ فِي معنى صَيَّرت وَقد يُقَال أَقْلَلت وأَكْثَرت فِي معنى قلَّلت وكثَّرت وَتقول أَصْبَحنا وأَمْسَينا وأَسْحَرنا وَذَلِكَ إِذا صِرت فِي حينِ صُبحٍ ومساءٍ وسَحَر وَقد مضى نَحْو ذَلِك وَأما صبَّحناه ومَسَّيْناه وسَحَّرْناه فَمَعْنَاه أَتَيْناه صَباحاً وَمَسَاء وسِحراً وَمثله بَيَّتْناه: أَتْيَناه بَياتاً، وَمَا بُني على يُفَعَّلُ يُشَجَّع ويُجَبَّن ويُقَوَّي: أَي يُرمى بذلك مَعْنَاهُ أَنه يُذْكَر ويُنسَب إِلَيْهِ كَمَا تَقول يُفَسَّق ويُضَلَّل وَمثله قد شُيِّعَ الرجلُ أَي قد رُمي بذلك والمُشَيِّع: الشُّجاع كَأَنَّهُ نُسب إِلَى الشجَاعَة، وقِيْلت فِيهِ وَقَالُوا أَغْلَقْت البابَ وغلَّقْت الأبوابَ حينَ كثَّروا العملَ وستَرى ذَلِك فِي بَاب فَعَّلت وَإِن قلت أَغْلَقْت الأبوابَ كَانَ عربيَّاً جيِّداً، قَالَ الفرزدق: حرا وَمثله بَيَّتْناه: أَتْيَناه بَياتاً، وَمَا بُني على يُفَعَّلُ يُشَجَّع ويُجَبَّن ويُقَوَّي: أَي يُرمى بذلك مَعْنَاهُ أَنه يُذْكَر ويُنسَب إِلَيْهِ كَمَا تَقول يُفَسَّق ويُضَلَّل وَمثله قد شُيِّعَ الرجلُ أَي قد رُمي بذلك والمُشَيِّع: الشُّجاع كَأَنَّهُ نُسب إِلَى الشجَاعَة، وقِيْلت فِيهِ وَقَالُوا أَغْلَقْت البابَ وغلَّقْت الأبوابَ حينَ كثَّروا العملَ وستَرى ذَلِك فِي بَاب فَعَّلت وَإِن قلت أَغْلَقْت الأبوابَ كَانَ عربيَّاً جيِّداً، قَالَ الفرزدق: مَا زِلتُ أُغلِقُ أبواباً وأَفْتَحُها حَتَّى أَتَيْتُ أَبَا عمروِ بنَ عَمَّارِ قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن اللَّفْظ الَّذِي يُدلُّ بِهِ على التكثير هُوَ تشديدُ عينِ الفعلِ فِي الفعلِ وَإِن كَانَ قد يَقَع التشديدُ لغير التكثير كَقَوْلِنَا حَرَّكته وَلَا تُريد تكثيراً فمما يُدَلُّ بِهِ على التكثير أَنَّك تَقول أَغْلَقتُ البابَ الواحدَ وَلَا تَقول غَلَّقْته وَتقول ذَبَحْتُ الشاةَ وَلَا ذَبَّحْتُها وَتقول ذَبَّحْتُ الغنَم، وَأما سائرُ الْأَفْعَال فَلَيْسَ فِيهَا دِلالةٌ على أحدِهما وَهِي تقعُ للكثير والقليل فَمن أجل ذَلِك يجوز أَن تستعملها للكثير فتريد بهَا مَا تُرِيدُ بالمشدد وَمن أجل ذَلِك أُغْلِق أبواباً وَقَوله أَفْتَحُها بِمَعْنى أُفَتِّحُها وَقد أعَاد سِيبَوَيْهٍ هَذَا الْبَيْت بعَيْنه فِي بابِ فَعَّلت شَاهدا فِي أَن أَفْتَحُها فِي معنى أُفَتِّحُها وَفِي هَذَا الْموضع أُغلِق فِي معنى أُغَلِّق وَقد استعملوا أَنْزَل ونَزَّل فِي معنى واحدٍ وَقد يسْتَعْمل نزَّل فِي معنى التكثير فَأَما أَنْزَل ونزَّل بِمَعْنى واحدٍ غير التكثير فقولُه عز وَجل: (ويقولُ الَّذين آمنُوا لَوْلَا نُزِّلتْ سورةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورةٌ) . وَقَالَ عز وجلّ: (لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيةٌ من ربِّه،(4/306)
قُل إنَّ اللهَ قادرٌ على أَن يُنَزِّل آيَة) . فَهَذَا لغير التكثير لِأَن آيَة وَاحِدَة لَا يَقع فِيهَا تَكْثِير الْإِنْزَال وَكَانَ أَبُو عَمْرو يخْتَار التَّخْفِيف فِي كل مَوضِع لَيْسَ فِيهِ دلَالَة من الحضِّ على التثقيل إِلَّا فِي موضِعين أَحدهمَا قَوْله عز وَجل: (وإنْ منْ شيءٍ إلاّ خَزائِنُه وَمَا نُنَزِّلُهُ إلاّ بقدرٍ مَعْلُوم) . اخْتَار التثقيل فِي هَذَا لِأَنَّهُ تَنْزِيل بعد تَنْزِيل فَصَارَ من بَاب التكثيرِ والموضِعُ الآخر: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عليهِ آيةٌ من ربِّه قل إنَّ اللهَ قادرٌ على أَن يُنَزِّل آيَة) . فَاخْتَارَ التَّشْدِيد فِي يُنَزِّل حَتَّى يشاكل نُزِّل لِأَن الْمَعْنى واحدٌ فَالْأول الَّذِي فِي الحِجْر للتكثير وَهَذَا للمُطابقة وَلَيْسَ للمطابقة تكثيرٌ وَقد يجوز أَن يكونَ بيِّنَ فِي معنى أبانَ وَيجوز أَن يكونَ للتكثير.
هَذَا بَاب دُخُول فَعَّلت على فَعَلْت لَا يَشْرَكُه فِي ذَلِك أَفْعَلت
تَقول كَسَرْته وقَطَعْته فَإِذا أردْت كَثْرَةَ العمَل قلت كَسَّرته وقَطَّعته ومزَّقته وَإِنَّمَا يدُلُّك على ذَلِك قَوْلهم عَلَّطْت الإبلَ وإبلٌ مُعَلَّطَة وبَعيرٌ مَعْلوط وَلَا يُقَال مُعَلَّط لأنَّ الإبلَ كثير فقد تَكَرَّر فِيهِ العِلاط وعَلى هَذَا شاةٌ مذبوحٌ وغنم مُذَبَّحَة وبابٌ مُغْلَق وأبوابٌ مُغَلَّقة وجَرَحْت الرجلَ: إِذا جَرَحْته مرَّة أَو أَكثر وجَرَّحته: إِذا أَكْثَرت الجِراحاتِ فِي جسدِه وَقَالُوا ظلَّ يُفَرِّسُها السَّبُع ويُؤَكِّلُها: إِذا أَكثر ذَلِك فِيهَا وَقَالُوا موَّتَت وقَوَّمَت: إِذا أردْت جماعةَ الإبلِ أَنَّهَا مَاتَت وَقَامَت وَقَالُوا وَلَدَت الشاةُ ووَلَّدَّت الغنمُ لِأَنَّهَا كثيرةٌ وَقَالُوا يُجَوِّل ويُطَوِّف: يُكْثِر الجَوَلان والطَّواف. وَاعْلَم أَن التَّخْفِيف فِي هَذَا كلِّه جائزٌ عربيٌّ إِلَّا أَن فَعَّلْت إدخالُها هُنَا أجودُ ليبَيِّنَ الكثيرَ وَقد يدْخل فِي هَذَا التخفيفُ كَمَا أَن الرِّكْبَة والجِلْسَة قد يكون مَعْنَاهُمَا فِي الرُّكوب والجُلوس وَلَكِن بيَّنوا بهَا الضربَ فَصَارَ بِنَاء خَاصّا لَهُ كَمَا أَن هَذَا بناءٌ خاصٌّ للتكثير أَعنِي أَن التخفيفَ قد يجوزُ أَن يُراد بِهِ القليلُ والكثيرُ فَإِذا شَدَّدْتَ دَلَلت بِهِ على الْكثير وَقد مضى هَذَا كَمَا أَن الرُّكوبَ وَالْجُلُوس قد يَقع لقَلِيل الفعلِ وكثيرِه وَلِجَمِيعِ صُنوفه فَإِذا قلت الرِّكْبة والجِلْسة دلَّ على هَيئته وحالِه وَإِذا قلت الرَّكْبة والجَلْسة دلَّ على مرَّةٍ واحدةٍ وَالْجُلُوس قد يجوز أَن يُرَاد بِهِ المرَّة وَقد يجوز أَن يُراد بِهِ الْمصدر الَّذِي تقع عَلَيْهِ الجِلْسة فَصَارَ اختصاصُ الجِلْسة بشيءٍ خاصٍّ كاختصاص يُطَوِّف ويُجَوِّل بشيءٍ خاصٍّ وَصَارَ الرُّكوب وَالْجُلُوس بِمَنْزِلَة يَجول ويَطوف فِي أَنه يصْلُح للأمرين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وكما أَن الصَّرْف والرِّيح قد يكون فِيهِ معنى صَرْفَة ورائِحة يُرِيد أَنَّك إِذا قلت صَرَفْته صَرْفَاً فقد يجوز أَن تُرِيدُ بِهِ المرةَ وَهِي الصَّرْفة وَإِذا قلت شَمِمْت ريحًا فَيجوز أَن تُرِيدُ بِهِ معنى الرَّائحة كَأَنَّهُ جعل الرائحةَ للواحدةِ والرِّيحَ للْجِنْس وَهَذَا فِي أَكثر الِاسْتِعْمَال، قَالَ الله عز وَجل: (ولسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهرٌ ورَوَاحُها شَهْرٌ) . فَعبر عَنْهَا بالرِّيح وَهُوَ الْكثير وَأما الرائحةُ فَأكْثر مَا يُستعمَل مِمَّا يفوح فِي دُفْعَةٍ وَاحِدَة، ثمَّ أنْشد: مَا زِلتُ أَفْتَحُ أبواباً وأُغْلِقُها ثمَّ قَالَ وفَتَّحت فِي هَذَا أحسنُ كَمَا أَن القِعْدة فِي ذَلِك أحسنُ لِأَن اللفظَ الخاصَّ الموضوعَ لِمَعْنى أَكْشَفُ لذَلِك الْمَعْنى من أَن تأتيَ بمُبْهَم وَقد قَالَ الله عز وَجل: (جناتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُم الأبوابُ) . وَقَالَ: (وفَجَّرْنا الأرضَ عُيوناً) . فَهَذَا وَجه فَعَلْت وفَعَّلِْت مبَيَّناً فِي هَذِه الْأَبْوَاب وَهَكَذَا صفتُه وَهَذَا الْبَاب جُمهوره أَو عامَّته تحليلُ أبي عَليّ وَأبي سعيد. ثمَّ نذكرُ بناءَ مَا طاوَع: فَالَّذِي يكون فِعْلُه على فَعَلَ يكون على انْفَعَل وافْتَعل وَالْبَاب فِيهِ انْفَعل وافْتَعَل قليلٌ تَقول كَسَرْته فانْكَسَر وحَطَمْته فانْحَطم وحَسَرْته فانْحَسر ودَفَعْته فانْدَفع وَمعنى قَوْلنَا مُطاوَعة أَن المفعولَ بِهِ لم يمْتَنع ممَّا رامه الفاعلُ أَلا ترى أَنَّك تَقول فِيمَا امْتنع مِمَّا رمتَه دَفَعْته فَلم يَنْدَفِع وكَسَرْته فَلم يَنْكَسِر أَي أَوْرَدْتَ أسبابَ الْكسر عَلَيْهِ فَلم تُؤَثِّر وَتقول شَوَيْته فانْشَوى وَبَعْضهمْ فاشْتَوى بِمَعْنى انشَوى وَقد يُقَال اشْتَوَيْته فِي معنى شَوَيْته: أَي اتَّخْذته مَشْوِياًً وَكَذَلِكَ اطَّبَخْت فِي معنى طَبَخْت: أَي اتَّخذت طَبيخاً وَتقول غَمَمْته فاغْتم وانْغَمِّ عربيَّةٌ وصَرَفْته فانْصَرف. وَأما أَفْعَلت الشيءَ فمطاوعه هُوَ الفِعل الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِ أَفْعَلت كَقَوْلِك أَدْخَلته فدَخَل وأَخْرَجته فخَرَج غير أَن الأَصْل دَخَلَ وقولك أَدْخَلته أَي صيَّرته(4/307)
دَاخِلا وَرُبمَا استُغني عَن انْفَعَل فِي هَذَا البابِ فَلم يسْتَعْمل وَذَلِكَ قولُهم طَرَدْته فذَهَب وَلَا يَقُولُونَ انْطَرد وَلَا فاطَّرَد كَمَا استغنوا بتَرَك عَن وَدَعَ ونظيرُ هَذَا من المُطاوَعة فَعَّلْته فتَفَعَّل كَقَوْلِك كَسَّرته فتَكَسَّر وعَشَّيْته فتَعَشَّى وغَدَّيته فتَغَدَّى وَفِي فاعَلْته تفاعَل كَقَوْلِك ناوَلْته فتَناوَل وفُتحت التاءُ لِأَن مَعْنَاهُ معنى الافْتِعال والانْفِعال يَعْنِي تاءَ تَفاعل فُتحت لِأَنَّهَا أوَّلُ فعلٍ ماضٍ سمِّي فاعلُه وَإِن كَانَت زَائِدَة للمطاوَعة كالانْفِعال والافْتِعال وَلَيْسَت بألفِ وصْل دخولُها لسكون مَا بعدَها وَنَظِير ذَلِك فِي بَناتِ الْأَرْبَعَة على مِثالِ تَفَعْلَلَ نَحْو دَحْرَجْته فَتَدَحْرَج وقَلْقَلْته فَتَقَلْقَل ومَعْدَدتُه فَتَمَعْدَد وصَعْرَرته فَتَصَعرر وَمعنى مَعْدَدته أَي حَمَلْته على الخشونة والصَّلابة، قَالَ الشَّاعِر: رَبَّيْته حتَّى إِذا تَمَعْددا وآض نَهْدَاً كالحِصانِ أَجْرَدا كانَ جزائي بالعَصا أَن أُجْلَدا وصَعْرَرْته: دَوَّرته. قَالَ: وَأما تَقَيَّس وتَنَزَّر وتتَمَّم فَإِنَّمَا يجْرِي على نَحْو كَسَّرته كَأَنَّهُ قَالَ تُمِّم فتَتَمَّمَ وقُيِّسَ فتَقَيَّس ونَزَّرهم فتَنَزَّروا وَمعنى قُيِّس: أَي نُسِب إِلَى قَيْس بنِ عَيْلاَن بنِ مُضَر وتُمِّم: نُسب إِلَى تَميم بنِ مُرٍّ، ونُزِّر: نُسب إِلَى نِزار، وتَقَيَّس: انتسَب إِلَى قَيْس، وتَتَمَّم: انتسب إِلَى تَمِيم، وتنَزَّر: انتسب إِلَى نزار، وَقَالَ ذُو الرمة: إِذا مَا تَمَضَّرْنا فَمَا الناسُ غَيْرُنا ونُضْعِف إضعافاً وَلَا نتَمَضَّر أَي انتسَبنا إِلَى مُضَر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ كَانَ على زِنة فَعْلَلةٍ عددُ حُروفه أربعةٌ مَا خَلا أَفْعَلت فَإِنَّهُ لم يُلحَق ببناتِ الأربعةِ يُرِيد أَن كلَّ شيءٍ من الْفِعْل كَانَ ماضيه على أَرْبَعَة أحرفٍ يجوز أَن يُزاد فِي أوَّله التاءُ مَا خلا أَفْعَلت فَإِنَّهُ لَا يُزاد فِيهِ التَّاء وَالَّذِي تُزاد فِيهِ التَّاء ثَلَاثَة أَبْنِية فَعْلَلْت وَمَا أُلحِق بِهِ نَحْو دَحْرَجْت وسَرْهَفْت وعَذْلَجْت تَقول فِيهِ تَسَرْهف وتَعَذْلج وفاعَلْت كَقَوْلِك عالَجْته فتعالَج وفَعَّلت كَقَوْلِك كَسَّرته فتَكَسَّر وَلَا تقع زيادةُ التَّاء فِي بَاب أَفْعَلت لَا تَقول أَكْرَمْته فتَأَكْرَم، وَلَا يجوز ذَلِك.
هَذَا بابُ مَا جَاءَ فُعِل مِنْهُ على غير فَعَلْت
وَذَلِكَ نَحْو جُنَّ وسُلَّ وزُكِمَ ووُرِدَ، وَمعنى وُردَ حُمَّ، وَكَذَلِكَ رُعِدَ ومَرْعود ومَورود ومحموم بِمَعْنى وَاحِد، وَقَالُوا على هَذَا مَجْنُون ومَسلول ومَحْموم ومورود، وَإِنَّمَا جَاءَت هَذِه الْحُرُوف على جَنَنْت وسَلَلْت وَإِن لم يسْتَعْمل فِي الْكَلَام كَمَا أَن رجلٌ أقطعُ جَاءَ على قَطِعَ كَمَا يُقَال أعوَرُ من عَوِرَ وَلَا يسْتَعْمل قَطِع استُغني عَنهُ بقُطِعَ، وَقَالَ بَعضهم رجلٌ محبوبٌ وَكَانَ حَقه أَن يُقَال فِي فِعْله حَبَبْته فَهُوَ مَحْبُوب، كَمَا يُقَال ودِدْته فَهُوَ مَودود والمستعمل أحببته وَقد قَالَ بَعضهم حَبَبْته قَالَ الشَّاعِر: فوَاللَّه لَوْلَا تَمْرُه مَا حَبَبْته وَلَا كَانَ أدنى من عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ ويُروى: وَكَانَ عِياضٌ مِنْهُ أدنى ومُشْرِق. وَقد ذكر أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد فِي الْكَامِل أَن أَبَا رَجَاء العُطاردي قَرَأَ: (قُلْ إِن كنتُم تُحِبّونَ اللهَ فاتَّبعوني يُحِبُّكُم الله) وَذكر أَن فِيهِ شَيْئَيْنِ من الْمُخَالفَة أَحدهمَا أَنه فتح الْيَاء من يُحِبُّكم وَالْآخر أَنه أدغَم، وَذكر غير سِيبَوَيْهٍ أَن هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي لَيست من أَفعَال الْآدَمِيّين وَقد جَاءَت على مفعول وفِعْله مِمَّا لم يُسَمَّ فَاعله إِذا نُسِب الْفِعْل إِلَى الله عزّ وجلّ كَانَ على أفْعَلَ نَحْو أجنَّه الله وأسَلَّه وأزكمَه وأورَدَه: أَي فَعَل الله بِهِ ذَلِك، وَمِمَّا أورَدَه غير سِيبَوَيْهٍ من هَذَا النَّحْو مَحْزون ومَزْكوم ومَكْزوز ومَقْرور. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا ذَلِك لأَنهم يَقُولُونَ فِي هَذَا كُله قد فُعل ثمَّ بُنِي مفعول على هَذَا، قَالَ وَلَا(4/308)
يَقُولُونَ حَزَنَه الأمرُ وَيَقُولُونَ يحْزُنه وَهَذَا خُلْف من نقْله وَإِنَّمَا أوردته للتحذير من اعْتِقَاده وَقد قدّمت من كَلَام سِيبَوَيْهٍ مَا دلَّ على ذَلِك، وحَزَنه مَقولة كثيرةٌ. أَبُو عبيد: وكل هَذَا يُقَال فِيهِ مفعول وَلَا يُقَال مُفْعَل إِلَّا حرفٌ واحدٌ وَهُوَ قَول عنترة: وَلَقَد نَزَلْتِ فَلَا تَظُنِّي غيرَه منِّي بمَنزِلة المُحِبِّ المُكْرَمِ وَقَالَ أزْعَقْته فَهُوَ مزعوق على هَذَا الْقيَاس حَكَاهَا عَن الْأمَوِي. وَقَالَ غَيره: زعَقْته بِغَيْر ألف فانزَعَق: أَي فَزِعَ فَإِذا كَانَ هَذَا فمزعوق على الْقيَاس وَأنْشد: تعلَّمْنَ أنَّ عَلَيْك سائقاً لَا مُبطِئاً وَلَا عنيفاً زاعقا لَبَّا بأَعْجازِ المَطِيِّ لاحِقا الُّلبُّ: اللَّازِم لَهَا لَا يفارقها، يُقَال رجل لبٌّ وامرأةٌ لَبَّة: لَطِيفَة قريبَة من النَّاس. قَالَ: وَقَالَ الفرّاء بُرَّ حَجُّكَ فَهُوَ مَبرور، فَإِذا قَالُوا أَبَرَّ الله حجَّك قَالُوا بِالْألف فَهُوَ مبرور، وَقَالُوا المبروز من أَبْرَزْتُ وأنشَد: أوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحِنَّ الناطِق المَبروز والمَختوم وَقَالَ المضعوف من أَضْعَفْت قَالَ لبيد: وعالَيْنَ مَضْعوفاً ودُرّاً سُموطُه جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُدُّ المَفاصِلا أَبُو عَليّ: يَشُكُّ ويشُدُّ وَقد قدمت تَفْسِير معنى الْبَيْت فِي بَاب الحَلي، وَمن هَذَا الْبَاب أَمرَضه الله من المَرض، وآرَضَه من الأَرْض: وَهُوَ الزُّكام، وأملأَه من المُلاءَة، وأَضأدَه من الضُّؤْدَة وَكله الزُّكَام وكل هَذَا يُقَال فِيهِ مَفعول وَلَا يُقَال مُفْعَل وَكَذَلِكَ مهموم من أَهمَّه الله تَعَالَى.
هَذَا بَاب دُخُول الزِّيادة فِي فَعَلْت
اعْلَم أَنَّك إِذا قلت فاعَلْته فقد كَانَ من غَيْرك إِلَيْك مثلُ مَا كَانَ منكَ إِلَيْهِ حِين قلت فاعَلْته وَمثل ذَلِك ضارَبته وفارَقْته وعازَّني وعازَرْته وخاصَمْته وَكَذَلِكَ سَائِر مَا يكون الْفِعْل فِيهِ بَين اثْنَيْنِ كقاتَلْته وشاتمته وَمَا أشبه ذَلِك فَإِن غلبَ أَحدهمَا كَانَ فعلُه على فَعل يفْعُل وَإِن كَانَ الْمُسْتَعْمل فِي الأَصْل على يفعِل وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَاعْلَم أَن يفعُلُ من هَذَا الْبَاب على مِثَال يَخْرُجُ، تَقول خاصَمَني فخَصَمْته أَخْصُمُه وَتقول غالَبني فغَلَبته أغْلُبه وشاتمني فشَتَمْته أَشْتُمُه إِلَّا أَن يكون فِيهِ من الْحُرُوف مَا يلْزم فِيهِ يفعِل أَو يفعَل فَيجْرِي عَلَيْهِ فَمن ذَلِك مَا لامُه أَو عينُه ياءٌ أَو فاؤُه واوٌ فَإِنَّهُ يَجِيء على فَعَل يفعِل لِأَن ذَلِك يلْزم فِيهِ فِي الأَصْل قِيَاس لَا ينكسر فَتَقول بايَعَني فبِعْته أَبيعُه وراماني فرمَيْته أَرْميه وواعَدَني فوَعَدْته أَعِده وواخَدَني فوَخَدْته أَخِدُه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ فِي كل شَيْء يكون هَذَا أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول نَازَعَنِي فنزَعْته استُغْنِي عَنْهَا بغَلَبْته وَأَشْبَاه ذَلِك. وَمِمَّا جَاءَ من هَذَا الْبَاب قَوْلك طاوَلْته فطُلْتُه أَطولُه، وَتقول طَالَ زيدٌ عمرا إِذا غلبَه فِي الطّول فغلَبَه وَيكون الْفِعْل متعدِّياً فَإِن لم تُرِدْ هَذَا لم يتعدَّ فعله وَكَانَ على فَعُلَ يفعُل كَقَوْلِك طَال يطول فَهُوَ طويلٌ قَالَ الشَّاعِر: إنَّ الفرزدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طَالَتْ فَلَا تستطيعُها الأَوْعالا مَعْنَاهُ طَالَتْ الأوعالَ على معنى غلبَتْها فِي الطّول وَكَذَلِكَ من الطَّول الَّذِي هُوَ الْفضل هَذَا عقد سِيبَوَيْهٍ. وَزَاد أَبُو عبيد: أَن كل مَا كَانَ فِيهِ حرفٌ من حُرُوف الْحلق من هَذَا الْبَاب فإنَّ قَوْلك أفعَلُه مِنْهُ بِالْفَتْح كَقَوْلِك(4/309)
فاخَرَني ففَخَرْته أفْخَرُه، وَقد تبيَّن من كلامنا أَن هَذَا الْبَاب حِفْظِيٌّ غيرُ مَقيسٍ وَأَنا أذكر مَا سقط من إِلَى من كارَمَني فكَرَمْته: أَي كنت أكرمَ مِنْهُ وفاخَرَني ففخَرته من الْمُفَاخَرَة وشاعَرَني فشَعَرْته من الشّعْر وخازاني فخَزَيْته وشاقاني فشَقَوْته وراضاني فرَضَوْته لِأَنَّهُ من الرضْوَان وساعاني فسَعيته وساوَدَني فسُدْته من سَواد اللَّوْن والُّسؤدد جَمِيعًا وبايَضَني فبِضْتُه من الْبيَاض، وفازَعَني ففَزَعْته: أَي صرت أشدَّ مِنْهُ فزَعا، وناوَمَني فنِمْته وخاوَفَني فخِفْته وخاشاني فخَشَيْته وواضأني فوضَأته أَضُؤُه وواخَمَني فوَخَمْته وواسَمَني فوسَمْته أَخِمُه وأَسِمُه وَأَخْطَأ فِي أَضُؤُه على مَا بيَّنت فِي القانون. وَقَالَ ضاربَني فضرَبْته أضرُبُه وَكَذَلِكَ من الْعقل وَمثله عالَمَني فعَلَمْته أَعْلُمُه وواجَلَني فوَجَلْته أَجِلُه وَفِي الوَحَل مثلُه وواهبَني فوَهَبْته أَهَبُه وأَهِبُه وَالْفَتْح فِيهِ أَجود، وَمن الوَعْد واعَدَني فوَعَدْته. وَقد تَجِيء فاعَلْت لَا تُرِيدُ بهَا عمل اثْنَيْنِ وَلَكنهُمْ بنوا عَلَيْهِ الْفِعْل كَمَا بنَوْه على أَفْعَلْت كَقَوْلِك ناولته وعاقبته وَعَافَاهُ الله وسافرْت وظاهَرْت عَلَيْهِ، وَمعنى ظاهَرْت: أَي أضعفت عَلَيْهِ لِبَاسه كَقَوْلِك ظاهَرَ عَلَيْهِ درعين وثوبين: أَي جعل أحدَهما ظِهارةً وَالْآخر بِطانةً وَمن هَذَا قَوْلهم تظاهَرَتْ نِعَمُ الله عَلَيْهِ وظاهَرْت كتبي إِلَيْك: أَي تابعت فَصَارَ بَعْضهَا كالظَّهر لبَعض فَصَارَت هَذِه الْأَفْعَال كَسَائِر الْأَبْنِيَة الَّتِي ترد فِيمَا يتعدَّى من الْأَفْعَال كَقَوْلِك أكرمْته وَمَا أشبه ذَلِك، وَقَالُوا ضاعفتَ وضعَّفْت وناعَمْته ونعَّمْته كَمَا قَالُوا عاقَبْته، وَتقول تَعاطَيْنا وتَعَطَّينا فَيكون تعاطَينا من اثْنَيْنِ كَأَنَّك قلت عاطيته الكأسَ: أَي أَعْطَانِي كأساً وأعطيته مثلهَا، فَإِذا قلت تعطَّينا فقد أردْت التكثير فِي هَذَا الْمَعْنى. قَالَ أَبُو عَليّ: وَمن هَذَا الْبَاب قَوْلهم قارَبَ وقرَّبَ وباعدَ وبعَّدَ وعَلى هَذَا قِرَاءَة من قَرَأَ ربَّنا باعِدْ وبَعِّدْ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما تفاعلْتَ فَلَا يكون إلاّ وَأَنت تُرِيدُ فعل اثْنَيْنِ فَصَاعِدا وَلَا يجوز أَن يكون معملا فِي مفعول وَلَا يتعدَّى الْفِعْل إِلَى مَنْصُوب فَفِي تفاعلنا يُلفظُ بِالْمَعْنَى الَّذِي كَانَ فِي فاعَلْته وَذَلِكَ قَوْلك تضارَبْنا وترامَيْنا وتقاتَلْنا. قَالَ أَبُو سعيد: اعْلَم أَن فاعلْته يجوز أَن تكون من فِعْل متعَدٍّ إِلَى مفعول ثانٍ غير الَّذِي يفعَل بك مثلَ فِعْلك، وَيجوز أَن لَا يكون متعدٍّ إِلَى اكثر كَقَوْلِك ضاربت زيدا وشاتمته وَلَيْسَ بعد زيد مفعولٌ آخر، فَإِذا قلت تضارَبْنا وتشاتمْنا فقد ذكرت فِعل كل وَاحِد مِنْكُمَا بِالْآخرِ وَلَا مفعولَ غيرُكما وَهَذَا الَّذِي أَرَادَ سِيبَوَيْهٍ أَنه لَا يكون مُعمَلا فِي مفعول وَقد يجوز أَن يكون الْفِعْل متعدِّياً إِلَى اثْنَيْنِ فِي الأَصْل فيُؤْتَى بمفعولٍ آخر فِي قَوْلك تفاعلْنا وَذَلِكَ قَوْلك عاطيت زيدا الكأسَ ونازعْته المالَ فَإِذا جعلت الْفِعْل لنا قلت تعاطَيْنا الكأسَ وتنازعنا المالَ قَالَ الشَّاعِر: فلمّا تنازَعْنا الحديثَ وأسْمَحَتْ هَصَزْتُ بغُصْنٍ ذِي شَماريخَ مَيَّالِ وَقَالَ الْأَعْشَى: نازَعْتُهم قُضُبَ الرَّيحانِ مُرْتَفِقاً وقهوَةً مُزَّة راوُوقُها خَضِلُ وَقَالَ ابْن أبي ربيعَة: ولمّا تفاوَضنا الحديثَ وأَسْفَرَتْ وُجوهٌ زَهاها الحُسْنُ أَن تتَقَنَّعا وَقد يَجِيء تفاعلوا وافتعلوا فِي معنى واحدٍ كَقَوْلِك تضاربواواضطربوا وتقاتلوا واقتتلوا وتجاوروا واجْتَوروا وتلاقَوا والتَقَوا. وَقد يَجِيء تفاعَلْت بِمَعْنى فَعَلْت كَمَا جَاءَ عاقبته وَنَحْوهَا وَأَنت لَا تُرِيدُ بهَا الْفِعْل من اثْنَيْنِ وَذَلِكَ قَوْلك تقاربتُ من ذَلِك وتَراءيت لَهُ وتقاضيته وتماريتُ فِي ذَلِك: أَي شَككت وتعاطينا مِنْهُ أمرا(4/310)
قبيحاً. وَقد يَجِيء تفاعَلْت ليُرِيَك أَنه فِي حَال لَيْسَ فِيهَا من ذَلِك قَوْلك تغافَلْت وتعاميْت وتعاشَيْت وتعارَجْت وتكاسَلْت: إِذا أرَيْتَ من نَفسك مَا لَيْسَ فِيك قَالَ: إِذا تخازَرْت وَمَا بِي من خَزَرْ ثمَّ كسَرْت العينَ من غير عَوَرْ ألْفَيْتَني ألْوَى بعيدَ المُسْتَمَرّْ أَحمل مَا حُمِّلْت من خيرٍ وشَرّْ وَمعنى تخازرت: أَي صَغَّرْت عَيْني وَمَا كَانَت صَغِيرَة، وَيُقَال تَذاءَبتِ الرِّياحُ وتذَأبتْ: إِذا جَاءَت من كل وَجه.
هَذَا بَاب استفعَلْت
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: تَقول اسْتَجدْته: أَي أصبته جيِّداً، واستكرَمته: أَي أصبته كَرِيمًا، واستعْظمْته: أَي أصبته عَظِيما، واسْتسْمَنْته: أَي أصَبْته سَمينا وَقد يَجِيء على غير هَذَا الْمَعْنى كَمَا جَاءَ تذاءبتْ وعاقبْتُ. قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن أصل استفعَلْت الشيءَ فِي معنى طلبته واستدعيته وَهُوَ الْأَكْثَر وَمَا خرج عَن هَذَا فَهُوَ يحفظ وَلَيْسَ بِالْبَابِ. قَالَ أَبُو عَليّ: وَأَنا أسوقه إِلَيْك على مَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ وَيكون أَيْضا استفعلته على معنى أصبته وَهُوَ كالباب فِيهِ وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَقد يَجِيء على غير هَذَا الْمَعْنى كَمَا جَاءَ تذاءَبْت وعاقَبْت وَلَيْسَ بِالْبَابِ وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ، وَتقول استلأم: إِذا لبس اللأْمةَ واستخْلَف لأَهله كَمَا تَقول أخْلَف لأهْله وَالْمعْنَى واحدٌ. أَبُو عَليّ: اسْتَقَى لَهُم. قَالَ: وَفِي بعض النّسخ كَمَا قَالُوا استسقى لَهُم، وَتقول استَعْطَيْت: أَي طلبت العطِيَّة، واستعتبته: أَي طلبت إِلَيْهِ العُتْبى وَهُوَ الرِّضَا من العَتْب، واسْتفْهَمْت: أَي طلبت تفهيمي، وَكَذَلِكَ استخبَرْت واستشَرْت، واستخْرَجْته: أَي لم أزل أطلب إِلَيْهِ حَتَّى خرج وَقد يَقُولُونَ اخْتَرَجْته شبَّهوه باقتلعْته وانتَزَعْته، وَذكر أَبُو بكر مَبْرَمانُ عَن أَصْحَابه الَّذين أخذَ عَنْهُم التفسيرَ أَن استخرجتُه استدعيْت خُروجه وقتا بعد وقتٍ، واخترجْته أخرَجْته إِلَيْهِ، كَمَا تَقول انتزَعْته، وَقَالُوا قَرَّ فِي مَكَانَهُ واستقرَّ، كَمَا قَالُوا جَلَب الجُرْحُ وأجْلَبَ وَالْمعْنَى واحدٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وأمّا استحقَّه فَإِنَّهُ يكون طلَبَ حَقَّه، واستخفَّه طلب خِفَّته، وَاسْتَعْملهُ طلب إِلَيْهِ العمَلَ، واستعجلت زيدا: إِذا طلبتَ عجَلته، فَإِذا قلت استعجلْت غير متعَدٍّ إِلَى مفعول فَمَعْنَاه طلبت ذَلِك من نَفسِي وكلَّفتها إيّاه، فالباب فِي استفعلت الشَّيْء أَن يكون للطَّلَب أَو للإضافة كَقَوْلِك عَلا قِرْنَه واستعلاه، وقَرَّ فِي الْمَكَان واستقرَّ وَمِنْه فِي التحوُّل من حَال إِلَى حَال، استَنْوَقَ الجملُ: إِذا تخلَّق بأخلاق النَّاقة، واستَتْيَسَت الشّاةُ: إِذا تشبَّهت بالتَّيْس. قَالَ أَبُو عَليّ: وَمثله استحْجَرَ الطِّينُ وكلّ مَا كَانَ للتحوُّل من حَال إِلَى حالٍ من هَذَا الْمِثَال فَإِنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ خَال من حرفَي الزِّيَادَة اللَّذَين هما السِّين وَالتَّاء. قَالَ: وَمن هَذَا الْبَاب: استنسرَ البَغاثُ، أَي صَار كالنسر، وَحكى ابْن السّكيت اسْتَسْعَلَت المرأةُ: أَي صَارَت كالسِّعلاة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَإِذا أَرَادَ الرجل أَن يُدخِل نَفسه فِي أمرٍ حَتَّى يُضَاف إِلَيْهِ وَيكون من أَهله فإنّك تَقول تفعَّلَ وَذَلِكَ تشجَّع وتبصَّر وتحلَّم وتجلَّدَ وتمرَّأ وَتَقْدِيره تمرَّعَ: أَي صَار ذَا مُرُوءَة وَقَالَ حَاتِم طَيئ تحَلَّمْ عَن الأَدْنَيْنَ واستَبْقِ وُدَّهمْ وَلنْ تستطيعَ الحِلْم حَتَّى تحَلَّما وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَة تَجاهَلَ لِأَن هَذَا يطْلب أَن يصير حَلِيمًا وتجاهل يُري من نَفسه غير الَّذِي هُوَ فِيهِ وَقد مضى ذَلِك، وَقد يَجِيء تَقَيَّسَ وتنَزَّرَ على هَذَا يَعْنِي أَنه يُقَال للرجل تقَيَّس: إِذا دخل فِي نسب قيس حَتَّى يُضَاف إِلَيْهِ ويكونَ من أَهله وَكَذَلِكَ تنزَّر إِذا دخل فِي نسب نزارٍ وَقد دخل استفعل هُنَا قَالُوا تعظَّم واستعظم وتكبَّر واستكبر كَمَا شَارك تفاعلْتُ تفعَّلْتُ الَّذِي لَيْسَ فِي هَذَا الْمَعْنى ولكنَّه استثباتٌ وَذَلِكَ قَوْلهم تيقَّنت واستيقنت وتبيَّنت واستبَنْت وتثَبَّتُّ واستثبَتُّ وَمثل ذَلِك يَعْنِي تحلَّم، تقَعَّدتُه: أَي ريَّثته عَن حَاجته وعُقْته، وَمِنْه تهَيَّبَني أهل(4/311)
الْبِلَاد وتكاءَدَني ذَلِك الْأَمر وَمَعْنَاهُ هابَني أهل الْبِلَاد، وتكاءدني مَعْنَاهُ شَقَّ عليَّ من قَوْلهم للمكان الشّاقِّ المَصْعَد كَؤُود وكأداءُ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما قَوْله تنقَّصْته وتنقَّصَني فَكَأَنَّهُ الأخْذُ من الشَّيْء الأوّلَ فالأَوَّلَ، وَأما تفهَّم وتبصَّرَ وتأمَّلَ فاستثباتٌ بِمَنْزِلَة تيقَّنَ وَقد يَشْرَكه استفعل نَحْو استثبت وَأما يتجرَّعُه ويتحَسّاه ويتفوَّقُه فَهُوَ يتنقَّصُه لِأَنَّهُ يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا بعد شيءٍ وَلَيْسَ من معالجتك الشيءَ بمرَّةٍ واحدةٍ ولكنَّه فِي مُهْلة، وأمّا تغفَّله فنحو تقعَّده لِأَنَّهُ يُرِيد أَن يَخْتِله عَن أمْرٍ يعوقُه ويتملَّقُه نَحْو ذَلِك لِأَنَّهُ إِنَّمَا يديره عَن شيءٍ، وَقَالُوا تظلَّمَني: أَي ظلمَني مَالِي فبناه على تفعَّل كَمَا قَالُوا جُزْتُه وجاوزْته وَهُوَ يُرِيد شَيْئا وَاحِدًا وَقَالَ الشَّاعِر: تظَلَّمَني حَقِّي كَذَا ولَوى يَدي لَوى يدَهُ اللهُ الَّذِي هُوَ غالِبُهْ وقِلْتُه وأَقَلْته ولِقْته وألَقتُه: وَهُوَ إِذا لطَّخته بالطِّين، وأَلَقْت الدواةَ ولِقْتها، وَأما تَهَيَّبَه فَإِنَّهُ حصرٌ لَيْسَ فِيهِ شيءٌ مِمَّا ذكرنَا، كَمَا أَنَّك تَقول استعليته لَا تُرِيدُ إِلَّا علوته يُرِيد أَن تهَيَّبه فِي معنى هابَهُ وَلم يُبْن على تفعَّل لزِيَادَة معنى فِي فعَلَ، كَمَا أَن استعْلَيْته لم يَزِد مَعْنَاهُ على علوته، وَقَوله فَإِنَّهُ حَصَرٌ يُرِيد أَن الهَيْبَةَ حَصْرٌ للْإنْسَان عَن الْإِقْدَام وَأما تخوُّفه فَهُوَ أَن تتوقَّع أمرا يَقع بك فَلَا تأمنه فِي حالك الَّتِي تكلَّمت فِيهَا وَأما خَافَ فقد يكون وَهُوَ لَا يتوقَّع مِنْهُ فِي تِلْكَ الْحَال شَيْئا. قَالَ أَبُو عَليّ: فَرَق سِيبَوَيْهٍ بَين تخوَّف وخافَ وَلم يفْرُقْ بينَ تهيَّبَ وهابَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما تخَوَّنتْه الْأَيَّام فَهُوَ تنقَّصَتْه وَلَيْسَ فِي تخوَّفتْه من هَذِه الْمعَانِي شيءٌ كَمَا لم يكن استنهيته فِي نهَيْته يُرِيد أَنه لَيْسَ فِي تخَوَّفته معنى خِفته الْمُطلق، كَمَا لم يكن فِي نهيته معنى استنْهيتُه لِأَن استنهيته إِنَّمَا هُوَ وَأما يتسَمَّع ويتحفَّظ فَهُوَ يتبصَّر وَهَذِه الْأَشْيَاء نَحْو يتجرَّعُ ويتفوَّقُ لِأَنَّهَا فِي مهلة يَعْنِي أَنه لَيْسَ تُصْنَع فِي مرَّة وَاحِدَة وَإِنَّمَا هُوَ شيءٌ يتَّصل، وَمعنى يتفوَّق أَنه يشربه شَيْئا بعد شيءٍ وَهُوَ مأخوذٌ من الفُواق، وَمثل ذَلِك تخيَّره كَأَنَّهُ تمهَّل فِي اخْتِيَاره، وَأما التَغَمُّجُ والتعَمُّق والتذكُّر فنحوٌ من هَذَا لِأَنَّهُ عمل بعد عمل فِي مُهلة، والتَغَمُّجُ: الشُرْب، وَأما تنَجَّز حوائجَه واستنجَزَ فَهُوَ بِمَنْزِلَة تيقَّن واستيقن فِي شركَة استفعلْت فالاستثباتُ والتَقَعُّد والتنَقُّص والتَنَجُّز وَهَذَا النَّحْو كلّه فِي مهلة وَعمل بعد عمل وَقد بيَّن وُجُوه تفَعَّل الَّذِي لَيْسَ فِي مُهْلة.
(بَاب مَوْضِع افتَعَلْت)
تَقول اشْتَوى القَوْمُ: أَي اتَّخذوا شِواءً، وَأما شَوَيْت فكقولك أنْضَجْت، وَكَذَلِكَ اختبَزَ وخَبَزَ واطَّبَخَ وطَبَخَ واذَّبَحَ وذَبَح فَأَما ذبَح فبمنزلة قَوْله قتلَه وَأما اذَّبَحَ فَتَقول اتَّخذ ذَبِيحَة، وَقد يُبنى على افتعَلَ مَا لَا يُرَاد بِهِ شيءٌ من ذَلِك كَمَا بنَوا على أفْعَلْت وَغَيره من الْأَبْنِيَة وَذَلِكَ افْتقر واشتدَّ فَقَالُوا هَذَا كَمَا قَالُوا استلَمْت فبنَوه على افْتَعَل كَمَا بنوا هَذَا على أفْعَلَ: أَي أَنهم يبنون على افتعل مَا لَا يُرَاد بِهِ إِلَّا معنى فِعْل لَا زِيَادَة فِيهِ وَلَا يسْتَعْمل إلاّ بِالزِّيَادَةِ كَقَوْلِهِم افْتقر فَهُوَ فَقير وَلَا يسْتَعْمل فَقُر، وَقَالُوا اشتدَّ الْأَمر فَهُوَ شَدِيد وَلَا يسْتَعْمل بِغَيْر الزِّيَادَة فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقَالُوا اسْتَلم الْحجر وَلم يَقُولُوا سلَمَه وَلَا سلَّمَه، وَمثل هَذَا فِي أفْعَل قَوْلهم أفْلَحَ الرجل وَمَا أشبهه وَلَا يسْتَعْمل بِغَيْر الزِّيَادَة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما كَسَب فَإِنَّهُ يَقُول أصابََ وأمّا اكتسبَ فَهُوَ التصرُّف والطَّلب وَالِاجْتِهَاد. غَيره: لَا فرْق بَينهمَا قَالَ الله عز وَجل: (لَها مَا كَسَبَتْ وعلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) وَالْمعْنَى واحدٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما قَوْلك حَبَسْته فبمنزلة ضَبَطْته وَاحْتَبَسَتْهُ بِمَنْزِلَة اتَّخذته حَبيسا كَأَنَّهُ مثل شَوى واشْتَوى، وَقَالُوا ادَّخَلوا واتَّلَجوا وتدَخَّلوا وتولَّجوا وَالْمعْنَى دخلُوا قَالَ الشَّاعِر:(4/312)
رأيتُ القوافي يتَّلِجْنَ مَوالِجاً تَضايَقَ عَنْهَا أَن تَوَلَّجَها الإبَرْ وَقَالُوا قرأْت واقتَرأْت يُرِيدُونَ شَيْئا وَاحِدًا، كَمَا قَالُوا عَلاه واستَعْلاه وخَطِفَ واختطَفَ وَأما انتزع فَإِنَّمَا هِيَ خَطْفَةٌ كَقَوْلِك استلبَ وَأما نَزَع فَإِنَّهُ تحويلك إيّاه وَإِن كَانَ على نَحْو الاستلاب، وَكَذَلِكَ قَلَعَ واقتَلَعَ وجَذَبَ واجتذَبَ وَأما اصْطَبَّ الماءَ فبمنزلة اشْتَوِه كَأَنَّهُ يَقُول اتَّخِذه لنَفسك، وَكَذَلِكَ اكْتَلْ واتزِنْ وَقد يَجِيء على وزَنْته وكِلْتُه فاكْتالَ واتَّزَنَ.
هَذَا بَاب افْعَوْعَلْت وَمَا هُوَ على مِثَاله مِمَّا لم نذْكُرْه
قَالُوا خَشُنَ وَقَالُوا اخْشَوْشَنَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسَأَلت الْخَلِيل فَقَالَ كَأَنَّهُمْ أَرَادوا الْمُبَالغَة والتوكيد، كَمَا أَنه إِذا قَالَ اعْشَوْشَبَتِ الأرضُ فَإِنَّمَا يُرِيد أَن يجعلَ ذَلِك عامّاً كثيرا قد بَالغ وَكَذَلِكَ احْلَوْلَى، وربّما بُني عَلَيْهِ الفعلُ فَلم يُفَارِقهُ، كَمَا أَنه قد يجيءُ الشيءُ على أفْعَلْت وافْتَعَلْت وَنَحْو ذَلِك لَا يُفَارِقهُ لِمَعْنى وَلَا يسْتَعْمل فِي الْكَلَام إلاّ على بناءٍ فِيهِ زيادةٌ، يَعْنِي أَن افعَوْعَلَ رُبمَا جَاءَ من لَفظه وَمَعْنَاهُ الفعلُ بِغَيْر زيادةٍ كَقَوْلِهِم حَلا واحلَوْلَى وخَلِقَ الشَّيْء واخْلَوْلَقَ وَرُبمَا جَاءَ بِالزِّيَادَةِ وَلَا يسْتَعْمل بحذفها كَقَوْلِهِم اذلَوْلى، وَذكر أفعالاً فِيهَا زياداتٌ لم تسْتَعْمل إِلَّا بهَا كَقَوْلِهِم اقْطّرَّ النَّبْت واقْطارَّ: إِذا ولَّى وَأخذ يجِفُّ، وابْهارَّ الّليل: إِذا اشتدَّت ظلمته، وابْهارَّ القمرُ: إِذا كثُرَ ضوءُه وَكَذَلِكَ ارْعَوَيْت لم يسْتَعْمل إِلَّا بِالزِّيَادَةِ، واجْلَوَّذَ: إِذا جَدَّ بِهِ السَّير، واعلوَّطَه: إِذا ركِبَه بِغَيْر سَرْج، واعرَوْرَيْتَ الفَلُوَّ: إِذا ركبْته عُرْياً. وَمِمَّا استُعمِل بِالزِّيَادَةِ اقشَعَرَّ واشْمأَزَّ، واسْحَنْكَك اسْوَدَّ وَلم يسْتَعْمل إِلَّا بِالزِّيَادَةِ، وَيُقَال شَعرٌ سُحْكوك: أَي أسود وَهُوَ فُعلول وَإِحْدَى الكافين زَائِدَة قَالَ الشَّاعِر: واسْتَنْوَكَتْ وللشَّبابِ نُوكُ وَقد يشيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوك قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأَرَادُوا بافْعَنْلَلَ أَن يبلغُوا بِهِ بناءَ احْرنْجَمَ كَمَا انهم أَرَادوا بصَعْرَرْت بِنَاء دحرجْت. قَالَ أَبُو عَليّ: يُرِيد أَنهم ألْحقُوا اقْعَنْسَسَوكاف علىاسْحَنْكَكَ كَمَا ألْحقُوا صَعْرَرْت بدَحْرَجْت بِزِيَادَة إِحْدَى راءيْ صَعرَرْت
هَذَا بَاب مصَادر مَا لحِقَتْه الزَّوائد من الفِعْل من بَنَات الثَّلَاثَة
فالمصدر على أفْعَلْت إفعالاً أبدا، وَذَلِكَ قَوْلك أَعْطَيْت إِعْطَاء وأخْرَجْت إخراجاً، وَأما افتعلت فمصدره افتِعالٌ وألِفُه موصولةٌ كَمَا كَانَت مَوْصُولَة فِي الْفِعْل، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ على مِثَاله، وَلُزُوم الْوَصْل هَهُنَا كلزوم الْقطع فِي أعطَيْت وَذَلِكَ قَوْلك احْتَسَبْت احتِساباً وَانْطَلَقت انطِلاقا، وَجُمْلَة الْأَمر أَن مَا كَانَ من الْفِعْل فِي أوّل ماضيه ألفُ وَصلٍ فمصدره أَن يُزادَ قبل آخِره ألفٌ ويُؤْتَى بِحُرُوفِهِ مَعَ ألِف الْوَصْل وَذَلِكَ خماسيَّة وسُداسِيَّة فَأَما الخُماسيَّة فافتعَلْت افتعالاً نَحْو احتسبْت احْتسابا، وانفعلت انفعالاً نَحْو انْطَلَقت انطلاقا، وافْعَلَلْت افعِلالا نَحْو احْمررْت احمِرارا، وَأما السُّداسيَّة فاستفعلت استِفعالا كَقَوْلِك استخرجْت استِخراجا، وافعَنْلَلْت افعِنْلالا(4/313)
كَقَوْلِك اقْعَنْسَسْت اقْعِنْساسا واحْرَنْجَمْت احرِنْجاما، وافْعَوَّلْت افعِوَّالا كَقَوْلِك اجْلَوَّذْت اجْلِوَّاذا، وافعَوعَلْت افْعيعالاً كَقَوْلِك اخشوْشَنْت اخْشيشانا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما فعَّلْت فالمصدر مِنْهُ على التفعيل جعلُوا التَّاء الَّتِي فِي أوَّله بَدَلا من الْعين الزَّائِدَة فِي فعَّلت وَجعلُوا الْيَاء بِمَنْزِلَة ألف الإفعال فغيَّروا أوَّله كَمَا غيَّروا آخِره وَذَلِكَ قَوْلك كسَّرْته تكسيراً وعذَّبْته تعذيباً، وَقد قَالَ قومٌ كلَّمْته كِلاّماً وحمَّلْته حِمّالاً أَرَادوا أَن يجيؤا بِهِ على الإفعال فكسروا أوّله فَهَؤُلَاءِ نَحْو أفْعَلَ إفعالاً لِأَن إفعالا على حُرُوف أفْعَلَ وَقد زِيدَ قبل آخِره ألِفٌ وكُسرَ أوّله فَكَذَلِك كِلاّم وحِمّال وَقد زيد قبل آخِره ألِفٌ وكُسِرَ أوَّله وأُتِيَ بحروف الْفِعْل على جُمْلَتهَا. وَأما مصدر تفعَّلْت فَإِنَّهُ التَفَعُّل جاؤوا فِيهِ بِجَمِيعِ مَا فِي تفعَّل وضمّوا العَينَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام اسمٌ على تفعُّلٍ وَلم يزِيدُوا يَاء وَلَا ألِفاً قبل آخِره لأَنهم جعلُوا زِيَادَة التَّاء فِي أوَّله وتشديدَ عين الْفِعْل مِنْهُ عِوَضاً مِمَّا يُزاد وَذَلِكَ قَوْلك تكلَّمت تكلُّماً وتقَوَّلْت تقوُّلا. قَالَ: وَأما الّذين قَالُوا: كِذَّابا فَإِنَّهُم قَالُوا تحَمَّلت تِحِمَّالا أَرَادوا أَن يُدْخِلوا الألِفَ كَمَا أدخلوها فِي أفْعَلْت واستَفْعَلْت أَعنِي أَنهم أتَوا بحروف الْفِعْل بأسرها وَزَادُوا قبل آخرهَا ألِفاً وكسروا أوّلها كَمَا فعلوا ذَلِك فِي مصدر فعَّلت واستفْعَلْت وَإِنَّمَا يزِيدُونَ فِي الْمصدر مَا لم يكن فِي الْفِعْل لِأَن الْمصدر اسمٌ والأسماء أخفُّ من الْأَفْعَال وأحمَل للزِّيَادَة. وَأما فاعَلْت فَإِن الْمصدر مِنْهُ الَّذِي لَا ينكسر أبدا مُفاعَلَةٌ جعلُوا الْمِيم عوضا من الألِف الَّتِي بعد أوّل حرف مِنْهُ وَالْهَاء عوض من الْألف الَّتِي قبل آخر حَرْف وَذَلِكَ قَوْلك جالسْته مُجالَسَةً وقاعدْته مُقاعَدَةً وشارَبْته مُشارَبَةً وَجَاء كالمفعول لِأَن الْمصدر مفعول. قَالَ أَبُو سعيد: كَلَام سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا مُخْتَلٌّ وَقد أُنْكِرَ وَذَلِكَ أَنه جعل الْمِيم عِوَضاً من الْألف الَّتِي بعد أوَّل حرف مِنْهُ وَذَلِكَ غلط لِأَن الألِف الَّتِي بعد أوَّل حرف هِيَ موجودةٌ فِي مُفاعَلَة أَلا ترى أنَّك تَقول قاتلْت وَبعد الْقَاف ألِفٌ زَائِدَة وَتقول مُقاتَلَة فِي الْمصدر وَبعد الْقَاف ألِفٌ زائدةٌ فالألِف موجودةٌ فِي الْمصدر وَالْفِعْل فَكيف تكون الْمِيم عِوَضاً من الْألف والألِفُ لم تذْهب، وَأما قَوْله جَاءَ كالمفعول يَعْنِي مُجالسَة لفْظُه كلفْظِ مُجالَس وَهُوَ الْمَفْعُول من جالَسْته والجيِّد فِي هَذَا مَا وجدته فِي نُسْخَة أبي بكر مَبْرَمان وَهُوَ أنّ هَذِه المصادر جَاءَت مُخالِفَةَ الأصْلِ وَذَلِكَ أَن فعلْت يجيءُ مصدَرُه مُخالِفاً لما يوجِبُه قِياس الْفِعْل وتُزاد فِي أوَّله الْمِيم كَمَا يُقَال ضَرَبَه مَضْرَبا وشرِبَه مَشْرَبا، وَقد يُزادُ فِيهِ مَعَ الْمِيم الهاءُ كَمَا يُقَال المَرْحَمَة وألزموا الْهَاء فِي هَذَا لما ذكره من تعويض الألِف الَّتِي قبل آخر المَصدَر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وأمّا الَّذين يَقُولُونَ تحَمَّلت تِحِمَّالا فَإِنَّهُم يَقُولُونَ قاتَلْت قِيتالاً فيُوَفِّرون الْحُرُوف ويجيؤن بِهِ على مِثَال إفعالٍ وعَلى مِثَال قَوْلهم كَلَّمْته كِلاَّما. قَالَ أَبُو عَليّ: يُرِيد أَنهم يأْتونَ بحروف فاعَلَ موَفَّرَةً وَيزِيدُونَ الألِفَ قبل آخرهَا ويكسرون أوَّل الْمصدر فَإِذا كسروه انقلبت الْألف يَاء لانكِسار مَا قبلهَا فَيصير قِيتالاً، وَقد يحذفون هَذِه الْيَاء لِكَثْرَة هَذَا الْمصدر فِي كَلَامهم ويكتفون بالكسرة فَيَقُولُونَ قِتالاً ومِراءً، وَاللَّازِم عِنْد سِيبَوَيْهٍ فِي مصدَر فاعلْت المُفاعَلَة وَقد يَدَعونَ الفيعال والفِعال فِي مصدره وَلَا يدَعون مُفاعَلة وَقَالُوا جالَسْته مُجالَسةً وقاعَدْته مُقاعَدة وَلم يُسمَع جِلاساً وَلَا جيلاساً وَلَا قيعاداً وَلَا قِعاداً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما تَفاعَلْت فالمصدر التَّفاعُل كَمَا كَانَ التَّفَعُّل مصدرَ تَفَعَّلت لِأَن الزِّنَة وعِدَّة الْحُرُوف واحدةٌ وتفاعلْت من فاعَلْت بِمَنْزِلَة تفَعَّلْت من فَعَّلت وضَمُّوا العينَ لئلاّ يُشبه الجمعَ وَلم يفتَحوا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام تَفاعَلٌ فِي الْأَسْمَاء فَأَما مَا حَكَاهُ ابْن السّكيت من قَوْلهم تَفاوتَ الأمرُ تَفاوَتاً وتفاوِتاً فشاذٌّ. ْته مُقاعَدة وَلم يُسمَع جِلاساً وَلَا جيلاساً وَلَا قيعاداً وَلَا قِعاداً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما تَفاعَلْت فالمصدر التَّفاعُل كَمَا كَانَ التَّفَعُّل مصدرَ تَفَعَّلت لِأَن الزِّنَة وعِدَّة الْحُرُوف واحدةٌ وتفاعلْت من فاعَلْت بِمَنْزِلَة تفَعَّلْت من فَعَّلت وضَمُّوا العينَ لئلاّ يُشبه الجمعَ وَلم يفتَحوا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام تَفاعَلٌ فِي الْأَسْمَاء فَأَما مَا حَكَاهُ ابْن السّكيت من قَوْلهم تَفاوتَ الأمرُ تَفاوَتاً وتفاوِتاً فشاذٌّ.
هَذَا بَاب مَا جَاءَ المصدرُ فِيهِ من غير الفِعل لِأَن الْمَعْنى وَاحِد
وَذَلِكَ قَوْلك اجْتَوَروا تَجاوُراً وتَجاوَروا اجْتِواراً لِأَن معنى اجْتَوروا وتَجاوَروا واحدٌ وَمثل ذَلِك انْكَسَر كَسْرَاً وكُسِر انْكِساراً وَكَذَلِكَ كل فعلين فِي معنى واحدٍ ويَرْجِعان إِلَى معنى وَاحِد إِذا ذَكَرْت أحدَهما جَازَ أَن تَأتي بمصدر الآخر فتجعله فِي مَوضِع مصدرِه فَمن ذَلِك قَول الله تَعَالَى: (وتَبَتَّل إِلَيْهِ تَبْتيلا) .(4/314)
ومصدر تَبَتَّل تَبَتُّلاً وتَبْتيلاً مصدر بَتَّل فَكَأَنَّهُ قَالَ بَتِّل وَمِنْه: (واللهُ أنْبَتَكُم من الأرضِ نَباتا) . لِأَنَّهُ إِذا أَنْبَتهم فقد نَبَتوا ونَباتاً مصدر نَبَتَ فَكَأَنَّهُ قَالَ نَبَتُّم نَباتاً وَزَعَمُوا أَن فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود وأُنزِلَ الملائكةُ تَنْزيلاً لِأَن معنى أُنزِل ونُزِّل واحدٌ، وَقَالَ الْقطَامِي: وخَيْرُ الأمرِ مَا اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ وَلَيْسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّباعا لِأَن تَتَبَّعت واتَّبَعْت فِي الْمَعْنى واحدٌ، وَقَالَ رؤبة: وَقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ لِأَن معنى تَطَوَّيْت وانْطَوَيْت واحدٌ والحِضْب: الحَيَّة. وَقد يجيءُ المصدرُ على خِلافِ حروفِ الفِعل إِذا كَانَ الفِعلان متساويَيْن فِي الْمَعْنى كَقَوْلِك ... . وتَذْليلا حَسَنَاً وذَلَّلْته رِياضةً جَيِّدَة، قَالَ: فصِرْنا إِلَى الحُسْنى ورَقَّ كلامُنا ورُضْتُ فذَلَّت صَعْبةً أيَّ إذلالِ
هَذَا بَاب مَا لَحِقَتْه هاءُ التأنيثِ عِوَضاً عمّا ذَهَب
وَذَلِكَ قَوْلك أَقَمْته إِقَامَة واسْتَعَنْته اسْتِعانةً وأَرَيْته إراءةً مثل إراعةً وَإِن شِئْت لم تُعَوِّض وتركْتَ الْحُرُوف على الأَصْل قَالَ الله تَعَالَى: (لَا تُلْهيهم تِجارةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وإقام الصلاةِ وإيتاءِ الزَّكاة) . قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن الأصلَ فِي هَذَا البابِ هُوَ أَن يكون الفعلُ على أَفْعَلَ وعينُ الْفِعْل مِنْهُ واوٌ أَو ياءٌ فَإِنَّمَا يعْتَلاّنِ وتُلقى حركتُهما على مَا قبلَهما وتُقلبُ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا ألفا فِي الْمَاضِي وياءً فِي المستقبَل كَقَوْلِك أقامَ يُقيم وألانَ يُلين وَالْأَصْل أَقْوَم يُقْوِم وأَلْيَن يُليِن فألْقَيْت حركةَ الياءِ والواوِ على مَا قبلهمَا وقَلَبْتهما ألفا بعد الفتحة وياءً بعد الكسرة ثمَّ تعِلُّ المصدرَ لاعتلال الفِعل فَتَقول إِقَامَة وإلانةً وَكَانَ الأَصْل إقْواماً وإلْياناً كَمَا تَقول أَكْرَم يُكْرِم إكْراماً غير أَنَّك لمّا أَعْلَلْت الواوَ والياءَ فِي الْفِعْل أَعْلَلتهما فِي الْمصدر فألقَيْت حركتَهما على مَا فبلَهما فسكَنَتا وبعدهما ألف إفْعالٍ وَهِي الْألف الَّتِي فِي الإقْوام والإلْيان قبل الْمِيم وَالنُّون فَاجْتمع ساكنان أحدُهما عينُ الْفِعْل المعتلَّةُ والآخرُ ألفُ إفْعالٍ فأُسقِط أحدُهما وجُعِلت هاءُ التأنيثِ عِوَضاً من الحرفِ الذاهبِ فَقَالُوا إِقَامَة وإلانَةً وَكَذَلِكَ يعْمل فِي اسْتَفْعَل ويجيءُ مصدره كَقَوْلِك اسْتَعان يَسْتَعين اسْتِعْياناً واسْتَلْيَن يَسْتَلين اسْتِلْياناً وَاخْتلف النحويون فِي الذاهبِ من الحرفَيْنِ لِاجْتِمَاع الساكنين فَقَالَ الْخَلِيل وسيبويه الذاهبُ هُوَ الساكنُ الثَّانِي لأنَّ الساكنَ الثَّانِي زائدٌ وَالْأول أصليٌّ وَإِسْقَاط الزائدِ أَوْلَى وَقَالَ الْأَخْفَش وَالْفراء الذاهبُ هُوَ الأوَّل لِأَن حقَّ اجْتِمَاع الساكنين أَن يسْقط الأولُ مِنْهُمَا وَقد أجَاز سِيبَوَيْهٍ أنْ لَا تدخلَ الهاءُ عِوَضاً وَاحْتج بقوله عز وَجل: (وإقامِ الصَّلاةِ) . وَلم يفصل بَين مَا كَانَ مُضافاً وغيرَ مُضَاف وَذكر الفرَّاء أَن الْهَاء لَا تسْقط إِلَّا مِمَّا كَانَ مُضَافا والإضافةُ عوضٌ مِنْهَا، وَأنْشد: إنَّ الخليطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدوا وأَخْلَفوكَ عِدَ الأمرِ الَّذِي وَعَدوا وَذكر أَن الأَصْل عِدَةَ الأمرِ وَالْهَاء سَقَطَت للإضافةِ وَأَن ذَلِك لَا يجوز فِي غير الْإِضَافَة. وَقَالَ خالدُ بن كُلْثُوم: عِدَى الْأَمر جمع عِدْوة والعِدْوَة: النَّاحِيَة والجانب من قَوْله عز وَجل: (إذْ أنتُم بالعِدْوَةِ الدُّنْيا وهم بالعِدْوَةِ القُصْوى) . وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّاعِر نواحيَ الأمرِ وجوانبَه وَأَجَازَ سِيبَوَيْهٍ أَقْمَته إقاماً وَلم يُجِزه(4/315)
الفراءُ وَأما قَوْلهم أريتُه إراءَةً فَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب لِأَنَّهُ لم يعتلَّ عينُ الْفِعْل مِنْهُ وَلكنه دخَله النقصُ لتَلينَ الهمزةُ فِي الْمصدر كَمَا خُفِّفَت فِي الْفِعْل بِأَن أُلقِيَت حركتُها على الراءِ وأُسقِطت فجُعِلت الهاءُ عِوَضاً من ذَلِك. وَإِذا كَانَ الفعلُ على انْفَعل وافْتَعل وعينُ الْفِعْل واوٌ أَو ياءٌ فَإِنَّهُ لَا يسْقط من مصدره شيءٌ لِأَنَّهُ لَا يلتقي فِيهِ ساكنان وَلَا تلزمُه الهاءُ لِأَنَّهُ لم يسْقط شَيْء تكونُ الهاءُ عِوَضاً مِنْهُ وَذَلِكَ قَوْلك انْقاد انْقِياداً وانْحاز انْحِيازاً واكْتال اكْتِيالاً واخْتارَ اخْتِياراً. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما عَزَّيْتُ تَعْزِيَةً ونحوُها فَلَا يجوز الحذفُ فِيهِ وَلَا فِيمَا أَشْبَهَه لأَنهم لَا يجيئون بِالْيَاءِ فِي شَيْء من بَنَات الياءِ والواوِ مِمَّا هما فِيهِ فِي مَوضِع اللامِ صحيحتين وَقد يجيءُ فِي الأول نَحْو الإحْواذ والاسْتِحواذ وَنَحْوه يُرِيد أَن مَا كَانَ على فَعَّل فمصدرُه تفْعيل أَو تَفْعِلة فِي الصَّحِيح كَقَوْلِك كَرَّمته تَكْرِمةً وتَكْرِيماً وعَظَّمته تَعْظِمةً وتَعْظِيماً والبابُ فِيهِ تَفْعِيلٌ فَإِذا كَانَ لامُ الْفِعْل مِنْهُ معتَلاًّ ألزموه تَفْعِلة كراهةَ أَن يقعَ الإعرابُ على الْيَاء وَأَرَادُوا أَن تُعْرَب التاءُ وتكونَ الياءُ مَفْتُوحَة أبدا كَقَوْلِك عَزَّيْته تَعْزِيةً وسَوَّيْته تَسْوِيةً وَلم يَقُولُوا تَعْزِيَّاً وَهَذَا تَعْزِيُّك وعَجِبت من تَعْزِيِّك لأنَّ لَهُم عَنهُ مَنْدوحةً باستعمالهم الوجْهَ الآخرَ وفرَّق سِيبَوَيْهٍ بينَ هَذَا وَبَين إقامِ الصلاةِ فَلم يجوِّز فِي هَذَا حذفَ الْهَاء كَمَا أجَازه فِي إقامِ الصَّلَاة بِأَن قَالَ إِنَّه قد جَاءَ فِي بَاب إقامِ الصلاةِ المصدرُ على الأَصْل بِغَيْر هاءٍ كَقَوْلِهِم الإحْواذ والاسْتِحواذ وَلم يَقُولُوا فِي هَذَا الْبَاب بِإِسْقَاط الْهَاء. قَالَ أَبُو سعيد: وَقد جَاءَ فِي الشّعْر قَالَ الراجز: باتَ يُنَزِّي دَلْوَهُ تَنْزِيَّاً كَمَا تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيَّا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يجوزُ حذفُ الْهَاء فِي تَجْزِئةٍ وتَهْنِئةٍ وتقديرها تَجْزِعة وتَهْنِعة لأَنهم ألحقوها بأُخْتَيْها من بناتِ الياءِ والواوِ كَمَا ألْحقُوا أريتَ الْهَاء، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد: الَّذِي قَالَه فِي تَفْعِلة مصدرِ فَعَّلت من الهمزِ جَيِّد بالغٌ والإتمامُ على تَفْعِيل كَغَيْر المعتلِّ أجودُ وأكثرُ عَن أبي يزِيد وَجَمِيع النَّحْوِيين فَتَقول هَنَّأْته تَهْنِيئاً وتَهْنِئةً وخَطَّأْته تَخْطِيئاً وتَخْطِئةً. قَالَ أَبُو عَليّ: الَّذِي عِنْدِي أَن سِيبَوَيْهٍ مَا أَرَادَ مَا قَالَه أَبُو الْعَبَّاس من الْإِتْيَان بِالْمَصْدَرِ على التَّمام وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه لَا يجوزُ حذفُ الْهَاء من النَّاقِص من تَفْعِلة كَمَا جَازَ فِي إقامِ الصَّلَاة لَا تَقول جَزَّأْته تَجْزِئاً ونُبِّئتُ تَنْبِئةً وَلَو كَانَ ذَلِك لَا يجوز عِنْده مَا اسْتَعْملهُ.
هَذَا بابُ مَا تُكَثِّرُ فِيهِ المصدرَ من فَعَلْت فتُلحِق الزوائدَ وتَبنيهِ بِنَاء آخر
كَمَا أَنَّك قلتَ فِي فَعَلْت فَعَّلت حِين كثَّرت وَذَلِكَ قَوْلك فِي الهَدْر التَّهْدار وَفِي اللَّعِب التَّلْعاب وَفِي الرَّد التَّرْداد وَفِي الصَّفْق التَّصْفاق وَفِي الجَوَلان التَّجْوال والتَّقْتال والتَّسْيار وَلَيْسَ شيءٌ من هَذَا مصدرَ فعَّلْت وَلَكِن لمّا أردْت التكثير بَنَيْت الْمصدر على هَذَا كَمَا بنيت فَعَلْت على فعَّلْت. قَالَ أَبُو سعيد: اعْلَم أَن سِيبَوَيْهٍ يَجْعَل التَّفْعال تكثيراً للمصدر الَّذِي هُوَ للْفِعْل الثُّلاثيِّ فَيصير التَّهْدار بِمَنْزِلَة قَوْلك الهَدْر الْكثير والتَّلْعاب بِمَنْزِلَة اللّعب الكثيرِ وَكَانَ الفرَّاء وغيرُه من الْكُوفِيّين يجْعَلُونَ التَّفْعال بِمَنْزِلَة التفعيل والألفَ عِوَضاً من الْيَاء ويجعلون ألف التّكْرَار والتَّرْداد بِمَنْزِلَة ياءِ تَكْرِير وتَرْدِيد والقولُ مَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ يُقَال التَّلْعاب وَلَا يُقَال التَّلْعيب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما التِّبْيان فَلَيْسَ على شيءٍ من الْفِعْل لَحِقَتْه الزيادةُ وَلكنه بُنيَ هَذَا البناءَ فلحِقَتْه الزيادةُ(4/316)
كَمَا لَحِقَت الرِّئْمانَ وَهِي من الثَّلَاثَة وَلَيْسَ من بَاب التَّفْعال وَلَو كَانَ أصلُها من ذَلِك فتحُوا التاءَ فَإِنَّمَا هِيَ من بَيَّنْت كالغارة من أَغَرْت والنَّبات من أَنْبَتَ: أَي إِن التِّبْيان لَيْسَ بمصدرٍ لبَيَّنْت وَإِنَّمَا مصدرُ بَيَّنْت التَّبْيين والتِّبْيان اسمٌ جُعِل مَوضِع الْمصدر وَكَذَلِكَ مصدرُ أَغَرْت إغارةٌ وَتجْعَل غارةٌ مكانَ إغارة ومصدرُ أَنْبَتَ إنْباتٌ وَيسْتَعْمل النَّبات مَكَان الإنْبات. قَالَ سِيبَوَيْهٍ ونظيرُها التِّلْقاء يُرِيد اللُّقْيان، قَالَ الرَّاعِي: أمَّلْت خَيْرَكِ هَل تَدْنُو مَوَاَعدُه فاليومَ قَصَّرَ عَن تِلْقائِكِ الأمَلُ يُرِيد عَن لقائكِ والمصادر كلُّها على تَفْعَال بِفَتْح التَّاء وَإِنَّمَا تجيءُ تِفْعال فِي الأسماءِ وَلَيْسَ بالكثير وَقد ذكر بعضُ أهلِ اللغةِ مِنْهَا ستَّة عَشَرَ حرفا لَا يكادُ يوجدُ غَيْرُها مِنْهَا التِّبْيان والتِّلْقاء ومَرَّ تِهْواءٌ من الليلِ وتِبْراك وتِعْشار وتِرْياع: مواضعُ. وتِمْساح: الدابةُ الْمَعْرُوفَة، والتِّمْساح: الرجلُ الكذَّاب. وتِجْفاف وتِمْثالٌ وتِمْرادٌ: بيتٌ للحَمَام. وتِلْفاقٌ: وَهُوَ ثَوْبَان يُلْفَقان، وتِلْقامٌ: سريعُ اللَّقْم، وَيُقَال أتَتِ الناقةُ على تِضْرابها: أَي الْوَقْت الَّذِي ضَرَبَها الفحلُ فِيهِ، وتِلْعابٌ: كثيرُ اللّعب، وتِقْصار: وَهِي المِخْنَقَة، وتِنْبال: وَهُوَ الْقصير.
هَذَا بابُ مصادرِ بناتِ الأربعةِ
فاللازم لَهَا الَّذِي لَا يَنْكَسر عَلَيْهِ أَن يجيءَ على مِثَال فَعْلَلَةٍ وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ أُلْحِقَ من بناتِ الثلاثةِ بالأربعة وَذَلِكَ نَحْو دَحْرَجْته دَحْرَجةً وزَلْزَلته زَلْزَلةً فَهَذَا الْأَصْلِيّ والمُلحَقُ حَوْقَلْت وزَحْوَلته زَحْوَلةً وَهِي من الزَّحْلة وَإِنَّمَا ألْحقُوا الهاءَ عوضا من الْألف الَّتِي تكون قبل آخرِ حرفٍ وَذَلِكَ ألفُ زِلْزالٍ وَقَالُوا زَلْزَلته زِلْزالاً وقَلْقَلته قِلْقالاً وسَرْهَفته سِرْهافاً كأنَّهم أَرَادوا مثلَ الإعْطاء والكِذَّاب لِأَن مِثَال دَحْرَجت وزْنها على أَفْعَلت وفَعَّلت. قَالَ أَبُو سعيد: قد كنتُ ذكرتُ مَا يلزَم الْمصدر فِي أَكثر مَا جاوزَ الثلاثةَ من ألفٍ تُزاد قبل آخرِه بِمَا أَغْنَى عَن إِعَادَته ولفَعْللتُ مصدران أحدُهما فَعْلَلَةٌ والآخرُ فِعْلال كَقَوْلِك سَرْهَفْته سَرْهَفَةً وسِرْهافاً والأغلبُ أنَّ مصدرَ فَعْلَلت الفَعْلَلةُ لِأَنَّهَا عامَّة فِي جَمِيعهَا وربَّما لم يأتِ فِعْلال تَقول دَحْرَجْتُه دَحْرَجةً وَلم يُسمع دِحْراج وَلَا ... . فَعْلَلة الهاءَ عِوضاً من الْألف الَّتِي قبل آخر فِعْلال فَإِذا كَانَ فَعْلَلته مُضاعفاً جَازَ فِيهِ الفَعْلال قَالُوا الزَّلْزال والقَلْقال ففتحوا كَمَا فتحُوا أول التَّفْعيل كَأَنَّهُمْ حذفوا الْهَاء فِي فَعْلَلة وَزَادُوا الألفَ عِوضاً مِنْهَا وَفِي غير المضاعَف لَا يَفْتَحون أوَّله لَا يَقُولُونَ السَّرْهاف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ والفَعْلَلة هَهُنَا بمنزلةِ المُفاعَلة فِي فاعَلْت والفِعْلال بِمَنْزِلَة الفِعال فِي فاعَلْت تمكُّنُهما هَهُنَا كتَمَكُّنِ ذيْنِك هُناك. قَالَ أَبُو سعيد: قد ذَكَرْنا فِي مصدر فاعَلْت أَنه مُفاعَلة وفِعال وأنَّ الأصلَ مُفاعَلة وَكَذَلِكَ مَصْدَر فَعْلَلت فَعْلَلة وفِعْلال وَالْأَصْل فَعْلَلة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَأما مَا لَحِقَته الزيادةُ من بناتِ الْأَرْبَعَة وجاءَ على مثالِ اسْتَفْعَلْت وَمَا لَحِقَ من بَنَات الثَّلَاثَة ببناتِ الْأَرْبَعَة فَإِن مصدره يجيءُ على مِثَال مَصْدَر اسْتَفْعَلْت وَذَلِكَ احْرَنْجَمْت احْرِنْجاماً واطْمَأْنَنْت اطْمِئْناناً والطُّمَأْنينة والقُشْعَريرة لَيْسَ واحدٌ مِنْهُمَا بمَصْدَر على اطْمَأْنَنْت واقْشَعْرَرْت كَمَا أنَّ النَّبَات لَيْسَ بمَصْدَر على أَنْبَت فمنزلة اقْشَعْرَرْت من القُشْعَريرة واطْمَأْنَنْت من الطُّمَأْنينة بِمَنْزِلَة النَّبات من أَنْبَت يُرِيد أَن القُشْعَريرة والطُّمَأْنينة اسمان وليسا(4/317)
بمَصْدَرين لهذيْن الفِعلين وَإِن كَانَا قد يوضَعان فِي موضعِ المصدرِ فَيُقَال اطْمَأْنَنْت طُمَأْنينةً واقْشَعْرَرْت قُشَعْريرة كَمَا أنَّ النَّبات لَيْسَ بمَصْدَر وَإِن كَانَ قد يوضع فِي مَوْضِعه، قَالَ الله عز وَجل: (واللُه أَنْبَتكُم من الأرضِ نَباتا) .
هَذَا بابُ نظيرِ ضَرَبْت ضَرْبَةً ورَمَيْت رَمْيَةً من هَذَا الْبَاب
اعْلَم أَن الواحدَ من مَصْدَر مَا يُجاوِزُ الثلاثةَ أَن تَزيدَ على مصدرِه الهاءَ فَإِن كَانَ المَصْدَر يلزمُه الهاءُ اكتفيْتَ بِمَا يَلْزَمه من الهاءِ وَإِن كَانَ للفِعل مَصْدَران جعلتَ الواحدَ من لفظ المَصْدَر الَّذِي هُوَ الأصلُ والأكثرُ تَقول أَعْطَيت إعْطاءةً وأَخْرَجت إخْراجةً إِذا أَرَدْت المرَّة الواحدةَ وَكَذَلِكَ اَحْتَرزت اَحْتِرازةً وانْطَلَقت انْطِلاقةً وَاحِدَة واسْتَخْرَجت اسْتِخْراجةً وَاحِدَة واقْعَنْسَسْت اقْعِنْساسةً واغْدَوْدَنَ اغْدِيدانةً وفعَلَّت بِهَذِهِ الْمنزلَة تَقول عذَّبْته تَعْذِيبةً وروَّعْته تَرْوِيعةً والتَّفَعُّل كَذَلِك وَذَلِكَ قَوْلهم تقَلَّب تَقَلُّبَةً وَاحِدَة وَكَذَلِكَ التَّفاعُل تَقول تَغَاَفلَ تغافُلةً وتَعاقَلَ تَعاقُلَةً وَأما فاعَلْت فإنَّك إِن أَرَدْت الواحدةَ قلت قاتَلْتُه مُقاتَلةً ورامَيْته مُراماةً وَلَا تَقول قاتَلْته قِتالةً لِأَن أصل المَصْدَر فِي فاعَلْت مفاعَلةٌ لَا فِعالٌ وَإِنَّمَا تجعلُ المرةُ على لفظ المَصْدَر الَّذِي هُوَ الأَصْل وأَغْنَتك الهاءُ عَن هاءٍ تجلبُها للمرة فالمُقاتَلة بِمَنْزِلَة الإقالةِ والاستِغاثَة لِأَنَّك لَو أردتَ الفَعْلة فِي هَذَا لم تجاوِز لفظَ المصدرِ للهاء الَّتِي فِي المَصْدَر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَو أَرَدْت الواحدةَ من اجْتَوَرْت فَقلت تَجاوُرَةً جَازَ لِأَن الْمَعْنى واحدٌ فَكَمَا جَازَ تَجاوُراً يَعْنِي فِي مَصْدَر اجتَوَر تَجاوُرَةً فِي الْوَاحِد مصدر اجتوَرَ وَمثل ذَلِك يَدَعُه تَرْكَةً وَاحِدَة كَمَا تَقول فِي غير الْوَاحِد يدَعُه تَرْكَاً.
هَذَا بابُ نَظِير مَا ذكرنَا من بَنَات الأربعةِ وَمَا أُلحِق ببنائها من بناتِ الثلاثةِ
تَقول دَحْرَجته دَحْرَجةً وَاحِدَة وزَلْزَلته زَلْزَلةً وَاحِدَة جيءَ بِالْوَاحِدِ على المَصْدَر الْأَغْلَب الأكثرِ أَعنِي أَنَّك لَا تَقول زِلْزالةً لِأَن الأَصْل والأكثرَ فِي مَصْدَر فَعْلَلت فَعْلَلَةٌ وَأما مَا لَحِقَته الزوائدُ فجَاء على مِثَال اسْتَفْعَلت فَإِن الْوَاحِدَة تَجِيء على مِثَال اسْتِفْعالَة وَذَلِكَ قَوْلك احْرَنْجَمْت احْرِنْجامةً واقْشَعْرَرْت اقْشِعْرارةً وَقد مضى الْكَلَام فِي نَحوه.
هَذَا بَاب اشتِقاقكَ الأسماءَ لمواضعِ بناتِ الثَّلَاثَة الَّتِي لَيست فِيهَا زيادةٌ من لَفظهَا
أما مَا كَانَ من فَعَلَ يَفْعِل فَإِن مَوضِع الفِعل مَفْعِل وَذَلِكَ قَوْلك هَذَا مَحْبِسنا ومَضْرِبنا ومَجْلِسُنا كَأَنَّهُمْ بنوه على بناءِ يَفْعِل وكَسروا العينَ كَمَا كسروها فِي يَفْعِل فَإِذا أردْت المَصْدَر بنيته على مَفْعَلٍ وَذَلِكَ قَوْلك إِن فِي ألفِ دِرْهمٍ لَمَضْرَبا: أَي لَضَرْبا، وَقَالَ الله عز وَجل: (أَيْنَ المَفَرّ) . يُرِيد أَيْن الفِرار فَإِذا أَرَادَ الْمَكَان قَالَ أَيْن المَفِرُّ كَمَا قَالُوا المَبيت حِين أَرَادوا المكانَ لِأَنَّهَا من باتَ يَبيتُ وَقَالَ الله تَعَالَى: (وجعَلْنا النَّهارَ مَعاشاً) . أَي جَعَلْنَاهُ عَيْشَاً وَقد يجيءُ المَفْعِل يُراد بِهِ الحِيْن. فَإِذا كَانَ من فَعَلَ يَفْعِل بَنَيْته على مَفْعِل تَجْعَل الحِينَ الَّذِي فِيهِ الفعلُ كالمكان وَذَلِكَ قَوْلك أتَتِ الناقةُ على مَضْرِبِها وأتتْ على مَنْتِجِها إِنَّمَا تُرِيدُ الحينَ الَّذِي فِيهِ النِّتاج والضِّراب وَرُبمَا بَنَوْا المَصْدَر على المفعِل كَمَا بنوا المكانَ عَلَيْهِ وَالْقِيَاس المَفْعَل فَمَا بَنَوْا فِيهِ المَصْدَر على المَفْعِل المَرْجِع، قَالَ الله تَعَالَى: (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكم) . وَمن ذَلِك فِيمَا ذكره سِيبَوَيْهٍ المَطْلِع فِي معنى الطُّلوع وَقد قَرَأَ الْكسَائي: (حَتَّى مَطْلِعِ الفجرِ) . وَمَعْنَاهُ حَتَّى ضلوع الْفجْر، وَقَالَ بعض النَّاس المَطْلِع الموضِع الَّذِي يَطْلُع فِيهِ الْفجْر والمَطْلَع المَصْدَر وَالْقَوْل مَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ لَا يجوز إبطالُ قراءةِ من قَرَأَ بالكَسْر وَلَا يحْتَمل إِلَّا الطُّلوع لِأَن حَتَّى إِنَّمَا يَقع بعْدهَا فِي التَّوْقِيت مَا يَحْدُث والطُّلوع هُوَ الَّذِي(4/318)
يَحْدُث والمَطْلِع لَيْسَ بحادث فِي آخر الليلِ لِأَنَّهُ الموضِعُ، وَقَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: (ويَسْئَلونَكَ عَن المَحيضِ قُل هُوَ أَذَى فاعتَزِلوا النِّساءَ فِي المَحيض) . أَي فِي الْحيض وَقَالُوا المَعْجِز يُرِيدُونَ العَجْز وَقَالُوا المَعْجَز على الْقيَاس وَقد جعل الزجَّاج هَذَا الْبَاب فِي مَعَاني الْقُرْآن مُطَّرِداً عِنْد ذكره ويسئَلونَكَ عَن المَحيض. وردَّ عَلَيْهِ الْفَارِسِي بقول سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الْبَاب وَذَلِكَ أَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ وَرُبمَا بَنَوْا المَصْدَر مَفْعِل ثمَّ أتبع ذَلِك بِأَن قَالَ إِلَّا أَن تَفْسِير البابِ وجملَتَه على الْقيَاس كَمَا أَرَيْتك فقد تبيَّن لَك من قَول سِيبَوَيْهٍ أَنه لَا يُتجاوَز بِهِ المسموع وَرُبمَا ألْحقُوا هاءَ التَّأْنِيث فَقَالُوا المَعْجِزة والمَعْجَزة كَمَا قَالُوا المَعيشة وَكَذَلِكَ يُدخِلون الْهَاء فِي الْمَوَاضِع قَالُوا المَزِلَّة أَي مَوضِع زَلَل وَقَالُوا المَعْذَرة والمَعْتَبة فألحقوا الهاءَ وفتحوا على الْقيَاس لِأَنَّهُ مَصْدَر وَقَالُوا المَصِيف كَمَا قَالُوا أتتِ الناقةُ على مَضْرِبها: أَي على زمَان ضِرابِها والمَصيف زمَان وَقَالُوا المَشْتاة فأنَّثوا وفتحوا لِأَنَّهُ من يَفْعُل وَمَا كَانَ على فَعَلَ يَفْعُل فاسمُ المكانِ مِنْهُ مَفْعَل كَمَا يُقَال مَقْتَل لِأَنَّهُ من قَتَلَ يَقْتُل وَقَالُوا فِي هَذَا شَتا يَشْتو وَقَالُوا المَعْصِيَة والمَعْرِفة كَقَوْلِهِم المَعْجِزَة وَرُبمَا استغْنَوا بالمَفْعِلة عَن غَيرهَا وَذَلِكَ قَوْلهم المَشيئة والمَحْمِيَة وَقَالُوا المَزِلَّة وَقَالَ الرَّاعِي: بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزِلَّةٍ لَا يَسْتَطيعُ بهَا القُرادُ مَقيلا يُرِيد قَيْلُولة. وَأما مَا كَانَ يَفْعَل مِنْهُ مَفْتُوحًا فَإِن اسمَ المكانِ مَفْعَل وَذَلِكَ قولُك شَرِبَ يَشْرَب وَتقول للمكان مَشْرَبٌ ولَبِسَ يَلْبَس وَالْمَكَان المَلْبَس وَإِذا أردْت المَصْدَر فَتَحْته أَيْضا كَمَا فَتَحْته فِي يَفْعِل فَإِذا جَاءَ مَفْتوحاً فِي المكسور فَهُوَ فِي المَفْتوح أَجْدَرُ أَن يُفتَح وَقد كُسِر المَصْدَر كَمَا كُسِر فِي الأول قَالُوا عَلاه المكبِر وَيَقُولُونَ المَذْهَب للمكان وَتقول أردْت مَذْهَباً: أَي ذَهاباً فتفتح لِأَنَّك تَقول يَذْهَب وَقَالُوا مَحْمِدة فأنَّثوا كَمَا أنَّثوا الأول وكَسروا كَمَا كسروا المَكْبِر فَإِذا جَاءَ المَفْعِل مَصْدَر فَعَلَ يَفْعِل كانَ فِي فَعِلَ يَفْعَل أَوْلَى وَكَذَلِكَ فِي فَعُلَ فَعْلُ وَقد مضى الْكَلَام فِي نَحْو ذَلِك. وَأما مَا كَانَ يَفْعُل فِيهِ مضموماً فَهُوَ بِمَنْزِلَة مَا كَانَ يَفْعَل مِنْهُ مَفْتُوحًا وَلم يَبْنُوه على مِثَال يَفْعُل لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَفْعُلٌ فَلَمَّا لم يكن إِلَى ذَلِك سبيلٌ وَكَانَ مصيرُه إِلَى إِحْدَى الحركتَيْن ألزموه أخفَّها وَذَلِكَ قَتَلَ يَقْتُل وَهَذَا المَقْتَل وقامَ يَقْوُم وَهَذَا المَقام وَقَالُوا أَكْرَه مقالَ الناسِ ومَلامَهُم وَقَالُوا المَلامَة والمقامَة وَقَالُوا المَرَدُّ والمَكَرُّ يُرِيدُونَ الردَّ والكُرور وَقَالُوا المَدْعاة والمَأْدَبة يُرِيدُونَ الدُّعاء إِلَى الطَّعَام وَقد كسروا المَصْدَر كَمَا كسروا فِي يَفْعِل فَقَالُوا أَتَيْتُك عندَ مَطْلِع الشمسِ: أَي عِنْد طُلوع الشَّمْس وَهَذِه لُغَة بني تَمِيم وَأما أهل الْحجاز فيَفْتَحون وَقد كسروا الأماكنَ أَيْضا فِي هَذَا كَأَنَّهُمْ أدخلُوا الكَسْر أَيْضا كَمَا أدخلُوا الفَتْح. قَالَ أَبُو عَليّ: اعْلَم أَن مَذْهَبَ الْعَرَب فِي الأماكنِ والأزمنةِ كَأَنَّهُمْ يبنونها من لفظ مستقْبَل فَقَالُوا فِيمَا كَانَ المستَقْبَل مِنْهُ يَفْعَل المَلْبَس والمَشْرَب والمَذْهَب وَكَانَ يلْزم على هَذَا أَن يُقَال فِيمَا المستقبَل مِنْهُ يَفْعُل مَفْعُل فَيُقَال فِي الْمَكَان من قتل يَقْتُل مَقْتُل وَمن قَعَدَ يَقْعُد مَقْعُد غير أَنهم عدَلوا عَن هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَفْعُل إِلَّا بِالْهَاءِ كَقَوْلِك فِي مَكْرُمة ومَيْسُرة ومَقْبُرة ومَشْرُبة فعدلوا إِلَى أحدِ اللفظينِ الآخريْن وهما مَفْعِل أَو مَفْعَل فَاخْتَارُوا مَفْعَلاً لِأَن الْفَتْح أخفُّ وَقد جَاءَت عَن العربِ أحدَ عَشَرَ حرفا على مَفْعِل مِمَّا فِعله على فَعَلَ يَفْعُل وَهِي مَنْسِك ومَجْزِر ومَنْبِت ومَطْلِع ومَشْرِق ومَغْرِب ومَسْجِد ومَسْقِط ومَفْرِق ومَسْكِن ومَرْفِق كَأَنَّهُمْ حملُوا يَفْعُل على يَفْعِل لِأَنَّهُمَا أخَوان. وَقد ذكر بعض الْكُوفِيّين أَنه قد جَاءَ مَفْعُل وَأنْشد فِي ذَلِك: ليَوْمٍ رَوْعٍ أَو فَعال مَكْرُمِ(4/319)
أنْشد أَيْضا: بُثَيْنَ الْزَمي لَا إنَّ لَا أنْ لَزِمْتِهِ على كَثْرَةِ الواشينَ أيُّ مَعْوُنِ فَقَالَ بَعضهم مَعون مَفْعُل فِي معنى مَعْوُنة وَأَصله مَعْوُنة وَقَالَ بَعضهم مَعُونٌ جمع مَعْوُنة وَلَيْسَ فِي شيءٍ من ذَلِك مَا يَمْنَع مَا قَالَه سِيبَوَيْهٍ لِأَن أصلَ الكلامِ مَكْرُمة ومَعْوُنة وَإِنَّمَا اضْطُرَّ الشاعرُ إِلَى حذفِ الهاءِ والنيةُ الهاءُ وَمثل هَذَا كثيرٌ فِي الشّعْر كَقَوْلِه: أما تَرَيْني اليَوْمَ حَمْزِ يُرِيدُونَ حَمْزَة، وَقَول الآخر: أمالِ بن حَنْظَلِ يُرِيد حَنْظَلة وَأما المَسْجِد فَإِنَّهُ اسمٌ للبيت ولسْتَ تُرِيدُ بِهِ موضعَ السُّجُود وموضعَ جبهتِك وَلَو أردْت ذَلِك لَقلت مَسْجَد ويقوِّي ذَلِك مَا رُوي عَن الْحجَّاج أَنه قَالَ ليَلْزَمْ كلُّ رجلٍ مَسْجَده أَرَادَ موضعَه من المسجِد لِأَنَّهُ لَا يكون لَهُم تجمُّع فِي الْمَسْجِد للفتن. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وَنَظِير ذَلِك المُكْحُلة والمِحْلَب والمِيْسَم لم ترد موضِعَ الْفِعْل وَلكنه اسمٌ لوعاء الكُحْل وَكَذَلِكَ المُدُقُّ صَار اسْما لَهُ كالجلمود وَكَذَلِكَ المقْبُرة والمَشْرُقة يُرِيدُونَ الْموضع الَّذِي تُجمَع فِيهِ الْقُبُور وَيَقَع فِيهِ التشريقُ وَلَو أَرَادوا مَوضِع الْفِعْل لقالوا مَقْبَر وَلكنه اسْم بِمَنْزِلَة المَسْجِد وَمثله المَشْرُبة: وَهِي الغرفة اسمٌ لَهَا وَكَذَلِكَ المُدْهُن والمَظْلِمة بِهَذِهِ الْمنزلَة إِنَّمَا هِيَ اسمٌ لما أُخِذ مِنْك وَلم ترد مَصْدَراً وَلَا موضعَ فِعل وَلذَلِك عادَلَ بِهِ أَبُو عَليّ الإثْمَ فِي قَوْله عز وَجل: (فإنْ عُثِرا على أنَّهما اسْتَحَقَّا إثْماً) . وَقَالُوا مَضْرِبة السيفِ جَعَلُوهُ اسْما للحديدة وَبَعض الْعَرَب يَقُول مَضْرُبة كَمَا يَقُول مَقْبُرةٌ ومَشْرُبة قَالَ فالكسر فِي مَضْرِبة كالضم فِي مَقْبُرة والمَنْخِر بِمَنْزِلَة المُدْهُن كسروا الحرفَ كَمَا ضمُّوا ثَمَّةَ. قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو سعيد: ولقائلٍ أَن يَقُول إِن مَنْخِراً هُوَ من بَاب مَنْسِك لِأَنَّهُ موضعُ نَخير وَفعله نَخَرَ يَنْخُر وَمِنْهُم من يكسِر الميمَ إتْباعاً للخاءِ وَأما المَسْرُبة: وَهُوَ الشَّعَر الْمَمْدُود فِي الصَّدْر وَفِي السُّرَّة فبمنزلة المَشْرُقة لم تُرِد مَصْدَراً وَلَا موضعا للْفِعْل وَإِنَّمَا هُوَ اسْم مَخَطِّ الشَّعرِ الْمَمْدُود فِي الصَّدْر وَكَذَلِكَ المَأْثُرة والمَكْرُمة والمَأْدُبة وَقد قَالَ قوم مَعْذُرة كالمَأْدُبة وَمِنْه فنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرة وَقد أنكر الْأَخْفَش قراءةٍ قُرِئت: (فنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرِهِ) . لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَفْعُل على مَا ذَكرْنَاهُ. ويجيءُ المِفْعَل اسْما كَمَا جَاءَ فِي المَسْجِد والنِكَب وَذَلِكَ المِطْبَخ والمِرْبَد وكلُّ هَذِه الْأَبْنِيَة تقع اسْما للَّتِي ذَكَرْنا من هَذِه الْفُصُول لَا لمَصْدَر وَلَا لموضعِ عملٍ.
هَذَا بَاب مَا كَانَ من هَذَا النَّحْو من بناتِ الياءِ والواوِ الَّتِي الياءُ فيهنَّ لامٌ
فالموضِعُ والمَصْدَر فِيهِ سَواءٌ لِأَنَّهُ معتلٌّ وَكَانَ الألفُ والفتحُ أخفَّ عَلَيْهِم من الكسرة مَعَ الياءِ ففرُّوا إِلَى مَفْعَل وَقد كسروا فِي نَحْو مَعْصِية ومَحْمِية. وَلَا يجيءُ مكسوراً أبدا بِغَيْر الهاءِ لِأَن الإعرابَ فِيمَا لَا هاءَ فِيهِ يَقع على الياءِ ويلحَقُه الاعتلالُ فَصَارَ هَذَا بِمَنْزِلَة الشَّقاء والشَّقاوَة تَثْبُت الواوُ مَعَ الهاءِ وتُبْدَل مَعَ ذَهابِها يُرِيد أَن الشَّقاءَ أصلُه الشَّقاو وَقَعَت الواوُ طَرَفَاً بعد ألفٍ واستُثْقِل الإعرابُ عَلَيْهَا فقُلِبت همزَة فَإِذا كَانَ بعدَها هاءٌ يَقع الإعرابُ عَلَيْهَا جَازَ أَن لَا تُقلَب كالشَّقاوة فَكَذَلِك مَعْصِية ومَحْمِية لَا يجيءُ إِلَّا بالهاءِ إِذا بَنَيْته على مَفْعِل والبابُ فِيهِ مَفْعَل مثل المَرْمى والمَقْصى وَمَا أشبه ذَلِك وبناتُ الْوَاو أَوْلَى بذلك ... . والمَدْنى. وَذكر الفرَّاء: أَنه قد جَاءَ فِي ذَلِك مأَْوى الإبلِ وَذكر غيرُه مَأْقي العينِ وَالَّذِي ذكر مَأْقي الْعين غالِطٌ عِنْدِي لِأَن الْمِيم أصلِيَّةٌ فِي قَوْلنَا مَأقٌ ومُوقٌ وأمْواق.(4/320)
هَذَا بَاب مَا كَانَ من هَذَا النَّحْو من بَنَات الواوِ الَّتِي الواوُ فيهنَّ فاءٌ
فكلُّ شيءٍ من هَذَا كَانَ فَعَلَ فَإِن المَصْدَر مِنْهُ والمكانَ والزَّمانَ يُبْنى على مَفْعِل وَذَلِكَ قَوْلك للمكان المَوْعِد والمَوْضِع والمَورِد وَفِي المَصْدَر المَوْجِدَة والمَوْعِدَة فيُزاد فِي المَصْدَر الهاءُ للتأنيثِ وَإِنَّمَا جَاءَ على مَفْعِل لِأَن مَا كَانَ فَعَلَ وأوَّلُه وَاو يلْزم مستقبَلهُ يَفْعِل وَأكْثر الْعَرَب بنوا المَفْعِل من فَعِلَ يَفْعَل على ذَلِك فَقَالُوا فِي وَجِلَ يَوْجَل ووَحِلَ يَوْحَل مَوْحِل ومَوْجِل وَذَلِكَ أَن يَوْجَل ويَوْحَل وأشباههما فِي هَذَا الْبَاب من فَعِلَ يَفْعَل قد يعتلُّ فتُقلَب الْوَاو مرّة يَاء وَمرَّة ألفا وتعتلُّ لَهَا الياءُ الَّتِي قَبْلَها حَتَّى تُكسر فَلَمَّا كَانَت كَذَلِك شَبَّهوها بالأوَّل لِأَنَّهَا فِي حالِ اعتلال وَلِأَن الْوَاو مِنْهَا مَوضِع الواوِ من الأول وهم مِمَّا يُشبِّهون الشيءَ بالشَّيْء وَإِن لم يكن مثلَه فِي جَمِيع حالاته وَمعنى قَوْله فتُقلَب الواوُ يَاء أَنه يجوز فِي يَوْجَل ويَوْحَل يَيْجَل ويَيْحَل وَقَوله وألفاً مرّة يَعْنِي قَوْلهم ياجَلُ وياحَلُ وَقَوله تعتلُّ لَهَا الياءُ يُرِيد أَنهم يَقُولُونَ يَيْجَل ويَيْحَل فيكسِرون الياءَ الأولى وحقُّها الفتحُ وَمِمَّا يقوِّي كسر المَوْجِل والمَوْحِل وَإِن كَانَ من وَجِلَ يَوْجَل أَنهم قَالُوا علاهُ المَكْبِر فِي الصَّحِيح وَهُوَ كَبِرَ يَكْبَر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَحدثنَا يُونُس وَغَيره أَن نَاسا من الْعَرَب يَقُولُونَ فِي وَجِلَ يَوْجَل وَنَحْوه مَوْجَل ومَوْحَل وَكَأَنَّهُم الَّذِي يَقُولُونَ يَوْحَل فسلَّموه فَلَمَّا سَلِمَ من الإعلال وَكَانَ يَفْعَل كيَرْكَب وَنَحْوه شُبِّه بِهِ وَقَالُوا مَوَدَّة لِأَن الواوَ تَسْلَم وَلَا تُقلَب يَعْنِي فِي قَوْلهم ودَّ يوَدُّ وَلَا يُقَال يَيَد كَمَا يُقَال يَيْجَل فَصَارَ بِمَنْزِلَة الصَّحِيح إِذا قلت شَرِبَ يَشْرَب والمَشْرَب للمَصْدَر وَالْمَكَان. وَقد جَاءَ على مَفْعَلٍ من هَذَا الْبَاب أسماءٌ لَيست بمصادر وَلَا أَمْكِنة للْفِعْل فَمن ذَلِك مَوْحَدٌ: وَهُوَ اسْم معدول عَن واحدٍ فِي بَاب الْعدَد يُقَال مَوْحَد وأُحاد ومَثْنَى وثُناء ومَثْلَث وثُلاث ومَرْبَع ورُباع وَهَذَا سَيذكرُ فِي بَابه وَجَاء معدولاً كَمَا عُدِل عُمر عَن عامِر. ومَوْهَبٌ ومَوْءَلة: اسمان لرجلَيْن ومَوْرَقٌ اسْم وَقَالُوا فلانُ بنُ مَوْرَق والموَهَبة: الغدير من المَاء، ومَوْكَلٌ: اسْم موضعٍ أَو جبل. وَبَنَات الياءِ بِمَنْزِلَة غير المعتلِّ لِأَنَّهَا تَتِمُّ وَلَا تعتلُّ وَذَلِكَ أَن الياءَ مَعَ الْيَاء أخفُّ عَلَيْهِم أَلا تراهم قَالُوا مَيْسَرة وَقَالَ بَعضهم مَيْسُرة وَمعنى قَوْلنَا الياءُ مَعَ الْيَاء أخفُّ عَلَيْهِم أَنَّك تَقول يَسَرَ يَيْسِر ويَعَرَ يَيْعِر فتُثْبِت الْيَاء الَّتِي هِيَ فَاء الْفِعْل وَقبلهَا ياءُ الِاسْتِقْبَال وَتقول وَعَدَ يَعِدُ فتُسقِط الواوَ فَصَارَت الواوُ مَعَ الياءِ أَثْقَلَ من الياءِ مَعَ الْيَاء.
هَذَا بَاب مَا يكون مَفْعَلةٌ لَازِمَة لَهُ الهاءُ والفتحة
وَذَلِكَ إِذا أردْت أَن يكثُر الشيءُ بالمكانِ وَالْبَاب فِيهِ مَفْعَلة وَذَلِكَ قَوْلك مَسْبَعةٌ ومَأْسَدةٌ ومَذْأَبة: إِذا أردْت أَرضًا كثُر بهَا السِّباع والأُسْد والذئاب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ فِي كل شيءٍ يُقَال هَذَا يَعْنِي لم تقُل العربُ فِي كل شيءٍ من هَذَا فَإِن قِسْت على مَا تكلَّمت بِهِ العربُ كَانَ هَذَا لَفْظَه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يجيئوا بنظيرِ هَذَا فِيمَا جاوَز ثلاثةَ أحرف من نَحْو الضِّفْدَع والثَّعلب كراهيةَ أَن تَثْقُل عَلَيْهِم وَلِأَنَّهُم قد يستغنون بِأَن يَقُولُوا كثيرةُ الثعالبِ وَنَحْو ذَلِك وَإِنَّمَا اختصُّوا بهَا بناتِ الثلاثةِ لخفَّتِها وَلَو قلت من بناتِ الْأَرْبَعَة على قَوْلك مَأْسَدة لقُلت مُثَعْلَبَة لأنَّ مَا جاوزَ الثلاثةَ يكون نَظِير المَفْعَل مِنْهُ بِمَنْزِلَة المَفْعول يُرِيد أَن لفظ المَصْدَر والمكانِ والزمانِ الَّذِي فِي أوَّله الميمُ زائدةٌ فِيمَا جاوزَ ثلاثةَ أحرفٍ يجيءُ على لفظ الْمَفْعُول سواءاً وَفِي الثلاثةِ على غير لفظِ الْمَفْعُول أَلا ترى أَنَّك تَقول فِي الثَّلَاثَة للمَصْدَر المَضْرَب والمَقْتَل وللمفعول مَضْرُوب ومَقْتُول وَتقول فِيمَا جاوَزَ الثلاثةَ(4/321)
المُقاتَل فِي معنى القِتال والمُسَرَّح فِي معنى التَّسْريح والمُوَقَّى فِي معنى التَّوْقِيَة ولفظُ الْمَفْعُول أَيْضا كَذَلِك تَقول قاتَلْت زيدا فَهُوَ مُقاتَلٌ وسرَّحته فَهُوَ مُسَرَّح ووَقَّيْته فَهُوَ مُوَقَّى وَقَالُوا على ذَلِك أرضٌ مُثَعْلَبَة وأرضٌ مُعَقْرَبَة وَمن قَالَ ثُعالة قَالَ مَثْعَلة لِأَن ثُعالة من الثلاثيِّ وَالْألف زَائِدَة وَقَالَ أرضٌ مَحْيَاةٌ. وَقَالَ غَيره: هِيَ واوٌ. وَقَالَ صَاحب الْعين: أرضٌ محواة وَقَالَ رجل حَوَّاءٌ: صاحبُ حَيَّات وَفِي ذَلِك دليلٌ على أَن عين الفِعل واوٌ.
هَذَا بابُ مَا عالَجْت بِهِ
نذْكر فِي هَذَا الْبَاب مَا كَانَ فِي أوّله ميمٌ زائدةٌ من الْآلَات فالباب فِي ذَلِك إِذا كَانَ شيءٌ يُعالَج بِهِ ويُنقَل وَكَانَ الْفِعْل ثُلاثياً أَن تكونَ الميمُ مَكْسُورَة ويكونَ على مِفْعَلٍ أَو مِفْعَلَةٍ وَرُبمَا جَاءَ على مِفْعال وَقد تَجْتَمِع اللغتان فِي شيءٍ واحدٍ قَالُوا مِقَصٌّ للَّذي يُقَص بِهِ ومِحْلَب للإناءِ الَّذِي يُحلَب فِيهِ ومِنْجَل ومِكْسَحَةٌ ومِسَلَّة ومِصْفاة ومِخْيَطٌ وَقد يَجِيء على مِفْعال نَحْو مِقْراض ومِفْتاح ومِصْباح. وَقَالُوا المِفْتَح كَمَا قَالُوا المِخْرَز وَقَالُوا المِسْرَجَة كَمَا قَالُوا المِكْسَحة. وَقد جَاءَ مِنْهُ خَمْسَة أحرفٍ بِضَم الْمِيم قَالُوا مُكْحُلة ومُسْعُط ومُنْخُل ومُدُقّ ومُدْهُن لم يذهبوا مَذْهَب الْفِعْل وَلكنهَا جُعلت أسماءَ لهَذِهِ الأوعيةِ كَمَا جُعل المُغفور والمُغثور والمُغرود والمُعلوق وَهَذِه أَرْبَعَة أحرف جَاءَت على مُفْعوُل وَلَا نَظِير لَهَا فِي كَلَام الْعَرَب وَلَيْسَت مَأْخُوذَة من فِعل، فَعَلَى ذَلِك جَرَتْ مُكْحُلة والأربعةُ الَّتِي مَعهَا أما المُغفور والمُغثور فلِضَرْبٍ من الصَّمْغ الَّذِي يَقع على الشّجر وَفِيه حَلاوةٌ، والمُغرود: ضرب من الكَمْأَة، والمُعلوق: المِعْلاق. وَزعم الْفَارِسِي أَن كل مِفْعَل فَهُوَ مُقَصَّر من مِفْعال كَمَا أَن كل افْعَلَّ مُقَصَّر من افْعالَّ وَلذَلِك صحَّت الْعين فِي القَبيلَيْن فَقَالُوا مِخْيَط واعْوَرَّ إِذْ كَانَا فِي نيَّة مِخْياط واعوارَّ.
هَذَا بَاب نَظَائِر مَا ذكرنَا مِمَّا جاوَزَ بناتِ الثلاثةِ بزيادةٍ أَو غير زِيَادَة
فالمكانُ والمَصْدَر يُبنى من جَمِيع هَذَا بِنَاء الْمَفْعُول وَكَانَ بناءُ الْمَفْعُول أَوْلَى بِهِ لأنّ المَصْدَر مَفْعول والمكانَ مَفْعول فِيهِ فيَضَمُّون أوَّله كَمَا يَضُمُّون المفْعولَ لِأَنَّهُ قد خرج من بَنَات الثَّلَاثَة فيُفْعَل بأوّله مَا يُفعَل بِأول مَفْعُوله كَمَا أنّ أوّلَ مَا ذكرتُ لَك من بَنَات الثَّلَاثَة كأوّل مَفْعُوله مفتوحٌ أَعنِي أَن اشتراكَ المَصْدَر والمكانِ والمَفعول فِي وُصُول الْفِعْل إليهنَّ ونصبِه إياهُنَّ يُوجب اشتراكهنَّ فِي اللَّفْظ فَيجب أَن يكونَ بناءُ المَصْدَر الَّذِي فِي أَوله الْمِيم وبناءُ الزمانِ والمكانِ كبناءِ الْمَفْعُول فِيمَا جَاوز ثلاثةَ أحرف وجُعل فِي الثَّلَاثَة عَلامَة الْمَفْعُول واواً قبلَ آخرِه كواو مَضْرُوب وَإِنَّمَا مَنعك أَن تجْعَل قبلَ آخرِ حرفٍ من مفعول فِيمَا جَاوز الثَّلَاثَة واواً كواو مَضْرُوب أنّ ذَلِك لَيْسَ من كَلَامهم وَلَا مِمَّا بَنَوْا عَلَيْهِ يَعْنِي زيادةَ الْوَاو قبل آخر مفعول فِيمَا جاوزَ الثلاثةَ وَلِأَن ذَلِك يَثْقُل أَيْضا فِيمَا يَكْثُر حروفُه وأبنيتُه أخفُّ يَقُولُونَ للمكان هَذَا مُخْرَجُنا ومُدْخَلُنا ومُصْبَحُنا ومُمْسانا وَكَذَلِكَ إِذا أردتَ المَصْدَر قَالَ أميّة بن أبي الصَّلْت: الحمدُ لله مُمْسانا ومُصْبَحَنا بالخَيْرِ صَبَّحنا ربِّي ومَسَّانا وَيَقُولُونَ للمكان هَذَا مُتَحامَلُنا وَيَقُولُونَ مَا فِيهِ مُتَحامَل: أَي مَا فِيهِ تَحامُلٌ وَتقول مُقاتَلُنا تَعْنِي المكانَ وَكَذَلِكَ تَقول إِذا أردْت المُقاتَلَة قَالَ أَبُو كَعْب بن مَالك: أُقاتِلُ حَتَّى لَا أرى لي مُقاتَلاً وأَنْجو إِذا غمَّ الجبانُ من الكَرْبِ وَقَالَ زيد الْخَيل:(4/322)
أُقاتِلُ حَتَّى لَا أرى لي مُقاتَلاً وأنجو إِذا يَنْجُ إِلَّا المُكَيَّس وَقَالَ فِي الْمَكَان هَذَا مُوَقَّانا، وَقَالَ رؤبة: إنَّ المُوَقَّى مثلُ مَا وِقّيتُ يُرِيد التَّوقِيَة وَكَذَلِكَ هَذِه الأشياءُ وَأما قَوْله دَع مَعْسُورَه إِلَى مَيْسُورِه فَإِنَّمَا يجيءُ هَذَا على المَفْعول كَأَنَّهُ قَالَ دَعْهُ إِلَى أمرٍ يُوسَرُ فِيهِ أَو يُعْسَر فِيهِ وَكَذَلِكَ المَرْفوع والمَوْضوع كَأَنَّهُ يَقُول لَهُ مَا يَرْفَعُه وَله مَا يضَعُه وَكَذَلِكَ المَعقول كَأَنَّهُ قَالَ عُقِلَ لَهُ شيءٌ: أَي حُبِس لَهُ لُبُّه وشُد ويُستغنى بِهَذَا عَن المَفْعل الَّذِي يكون مَصْدَراً لِأَن فِي هَذَا دَلِيلا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَليّ: _ وَلَا أَدْرِي أَيْن ذَكَرَه غير أَنِّي عَلَّقْته من لَفظه _ اعْلَم أَن المَفْعول عِنْد بعضِ النَّحْوِيين يجوزُ أَن يكونَ مَصْدَراً وَجعلُوا هَذِه المفعولات الَّتِي ذكرهَا سِيبَوَيْهٍ مصادرَ فالميسور عندَهُم بِمَنْزِلَة اليُسْر والمَعْسور كالعُسْر والمَرْفوع والمَوْضوع والمَعْقول كالرَّفْع والوَضْع والعَقْل وَقَالُوا فِي قَوْله عز وَجل: (بأيِّكُم المَفْتون) . أَي بأيكم الفِتْنَة وَكَلَام سِيبَوَيْهٍ يدلُّ أَنَّهَا غير مصَادر وَأَنَّهَا مفعولات ... . هَذَا وقتٌ مَضْروبٌ فِيهِ زيدٌ وعَجِبْت من زَمانٍ مَضْرُوبٍ فِيهِ زيدٌ وَجعل المرفوعَ والموْضوعَ هُوَ الَّذِي يَرْفَعُه الإنسانُ ويضعه تَقول هَذَا مَرْفُوعُ مَا عِنْدِي ومَوْضُوعه: أَي مَا أَرْفَعُه وأضعُه وجعلَ المعقولَ مشْتَقَّاً من قَوْلك عُقِلَ لَهُ: أَي شُدَّ لَهُ وحُبِس فكأنّ عَقْلَه قد حُبِس لَهُ وشُدَّ واستُغني بِهَذِهِ المَفْعولات الَّتِي ذَكَرْنا عَن المَفْعَل الَّذِي يكونُ مَصْدَراً لِأَن فِيهَا دَلِيلا على المَفْعَل. وَقَالَ بعض أهل الْعلم فِي قَوْله عز وَجل: (بأيِّكم المَفْتون) . إِن الباءَ زَائِدَة وَمَعْنَاهُ أيُّكم الْمفْتُون ومثلُه فِي زِيَادَة الْبَاء قولُه تَعَالَى فِي بعض الْأَقَاوِيل: (تُنْبِتُ بالدُّهْن) . أَي تُنْبِتُ الدُّهْن، وَقَالَ الشَّاعِر: هُنَّ الحَرائرُ لَا رَبَّاتُ أَحْمِرةٍ سودُ المَحاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ أَي لَا يَقْرَأْنَ السُّورَ وَيجوز فِي قَوْله بأيِّكُم الْمفْتُون قولٌ آخر وَهُوَ أنَّ الْكفَّار قَالُوا إِن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم مَجْنُون وَإِن بِهِ جِنِّيَّاً فَرد الله عز وجلَّ ذَلِك عَلَيْهِم وتوَّعدهم فَقَالَ: (فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرون بأيِّكُم المَفْتون) .(4/323)
يَعْنِي الجِنِّيَّ فِيمَا يحملُ التَّأْوِيل لِأَن الجِنِّيَّ مَفْتُون. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأحمرُ: وَمن هَذَا الْبَاب حَلَفْت مَحْلُوفاً، والمَجْلود: الجَلَد، وَأنْشد بَيت جرير: إنَّ التَّذَكُّرَ فاعْذِلاني أَوْدَعا بَلَغَ العَزاءَ وأَدْرَكَ المَجْلودا فَهَذِهِ قوانين المصادرِ قد أَبَنْتُ حُدودَها وأَوْضَحتُ فُصولَها وحَللت مَعَانِيهَا بِمَا سَقَطَ إليَّ من لفظ الشَّيْخَيْنِ أبي عَليّ وَأبي سعيد ورجَّحْت وجَرَّحت واللهَ أسأَل تيسير الْمَقْصُود وَإِدْرَاك المُراد. وأذكر الْآن شَيْئا من التعجُّب والمُضارعات الَّتِي فِي حُرُوف الحلقِ وَمَا يَحْدُث فِي أَوَائِل الْأَفْعَال المضارعةِ من الْكسر لضربٍ من الْأَشْعَار بعد ذِكرِ حِفْظِيَّات مَفْعَلة ومَفْعُلة ومَفْعِلة ومَفْعَلة ومَفْعُلة ومَفْعَلة ومِفْعلة ومَفْعَلة ومِفْعَلة ومِفْعَل ومُفْعَل ومَفْعِل ومَفْعُل وفِعال ومَفْعَلة من الْأَرْضين ... . لَهَا أَفعَال ليَكُون هَذَا الْكتاب أَجْسَم كتبِ اللُّغةِ فَائِدَة وأعظمَها نفعا.
(بَاب مَفْعَلةٍ ومَفْعُلة)
ابْن السّكيت: المَأْرَبة والمَأْرُبة: الْحَاجة ومثلٌ من الْأَمْثَال: مَأْرُبةٌ لَا حَفاوَةٌ. يُقَال ذَلِك للرجل إِذا كَانَ يتَمَلَّقُك أَي إِنَّمَا حَاجَتك إليَّ لَا حَفاوةٌ بِي. وَقَالَ: مَأْدَبة ومَأْدُبة ومَحْرَمة ومَحْرُمة ومَزْرَعة ومَزْرُعة ومَفْخَرة ومَفْخُرة ومَقْبَرة ومَقْبُرة ومَخْرَأة ومَخْرُأة وعَبْدُ مَمْلَكة ومَمْلُكة: إِذا مُلِك وَلم يُمَلَّك أَبَوَاهُ وَمَا بَينهمَا مَقْرَبة ومَقْرُبة: أَي قرَابَة وَقَالُوا مَعْرَكة ومَعْرُكة والمَقْنَأَة والمَقْنُؤة: الْمَكَان الَّذِي لَا تطلعُ عَلَيْهِ الشَّمْس ويُترك همزُه فَيُقَال مَقْنَاة ومَقْنُوَة وَقد أَنْعَمت شرحَ ذَلِك فِي كتاب الْأَرْضين وَقَالُوا مَأْكَلة ومَأْكُلة ومَزْبَلة ومَزْبُلة ومَبْطَخة ومَبْطُخة، أَبُو عبيد: مَخْبَرة ومَخْبُرة ومَسْرَبة ومَسْرُبة ومَأْثَرة ومَأْثُرة. قَالَ ابْن السّكيت: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِكُل مَا كَانَ من هَذَا الْبَاب إِلَّا أَنهم قد قَالُوا مَكْرُمة لَا غير. ثَعْلَب: مَصْنَعة ومَصْنُعة للصهريج.
مَفْعَلة ومَفْعُلة ومَفْعِلة
غير وَاحِد: مَشْرَقة ومَشْرُقة ومَشْرِقة ومَقْدَرة ومَقْدُرة ومَقْدِرة وأُورِد هَهُنَا شَيْئا اطِّرادِيَّاً نَافِعًا فِي التصريف وَذَلِكَ أَن كل مَا كَانَ من بَنَات الياءِ مِمَّا لَا يُتَوَّهَّم فِيهِ مفعول إِمَّا بِدلَالَة معنى وَإِمَّا من جِهَة أَن الفعلَ لَا يتعدَّى فقد يكون مَفْعِلة ومَفْعُلة وَإِن كَانَ لَفظه على مَفْعِلة وَهَذَا مَذْهَب الْخَلِيل وسيبويه وَأَبُو الْحسن لَا يرَاهُ إِلَّا مَفْعِلةٍ على اللَّفْظ وَنحن نُعَلِّل المذهبين بِمَا علَّله بِهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي قَالَ مَفْعِلةٌ من هَذَا الضربِ كمَعيشةٍ عِنْد الْخَلِيل وسيبويه يصلح أَن يكون مَفْعُلة وَأَن يكون مَفْعِلة فَأَما وَزْنَهم لَهَا لمَفْعِلة فجليٌّ وَكَانَ الأَصْل مَعْيِشة إِلَّا أَن الاسمَ وافَقَ الْفِعْل فِي وَزْنِه لأنَّ مَعيش على وَزْنِ يَعيش فأُعِلَّ كَمَا أُعِلَّ الفعلُ وَقد وَجَدْنا الاسمَ إِذا وافقَ الْفِعْل فِي الْبناء أُعِلَّ كَمَا يُعَلُّ فَمن ذَلِك إعلالهم لبابٍ ودارٍ وَنَحْوه ورجلٌ مالٌ وخافٌ لمَّا وافَقَ ضَرَبَ وسَمِعَ فِي الْبناء أُعِلَّ كَمَا أُعِلَّ قَالَ وَخَافَ وهابَ فَكَذَلِك معيشةٌ أُعِلَّ بِأَن أُلقي حركةُ عينِها على فائها وَلم يُحتَج إِلَى الْفَصْل بَينه وَبَين الْفِعْل لِأَن الزيادةَ الَّتِي فِي أَولهَا زيادةٌ يختصُّ بهَا الاسمُ دونَ الْفِعْل وَهِي الْمِيم وَهِي لَا تُزاد فِي أَوَائِل الأفعالِ وَلَو كَانَت الزيادةُ يشترِك فِيهَا الاسمُ والفعلُ لأُعِلَّ الفعلُ وَلم يُعَلَّ الِاسْم نَحْو أقامَ وأجاد تُعِلُّه فِي الْفِعْل وَتقول هَذَا أقومُ من هَذَا وأجودُ مِنْهُ فَلَا تُعِلُّه فِي الِاسْم لاشْتِرَاكهمَا فِي الْمِثَال وَالزِّيَادَة لِأَن الْهَمْز تُزاد فِي أَوَائِل الْأَفْعَال كَمَا تُزاد فِي أَوَائِل الْأَسْمَاء وَكَذَلِكَ أُعِلَّ مَعيشة لمَّا انفصلَتْ بزيادتها من الْفِعْل وَكَانَت على وَزْنِه(4/324)
وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مثلَ مَعيشةٍ فِي الاعتلال وَهَذَا مذهبُ سِيبَوَيْهٍ والخليل وَأبي عُثْمَان وَجَمِيع الْمُتَقَدِّمين من البَصْرِيِّين. قَالَ: وَقد ذهب بعض أَصْحَابنَا إِلَى أَن هَذَا الضَّرْب من الْأَسْمَاء إِنَّمَا اعتلَّ مَا اعتلَّ مِنْهُ لمناسَبَتِه الْفِعْل فَزعم أَن المَقال والمَعاش وَنَحْو ذَلِك إِنَّمَا اعتلَّ بجرْيه على الْفِعْل والْتِباسِه بِهِ فِي أَنه موضِعٌ لَهُ أَو مَصْدَر ولَعَمْري إنَّ مناسبةَ الْفِعْل تُوجب الإعلال ومُوافَقة الاسمِ للْفِعْل فِي الْبناء أَيْضا ضربٌ من المُناسبة والملابَسةِ يُوجب الإعلال ويدُلُّك على جَواز اعتلال هَذَا الضربِ أَعنِي مَقالاً ومَتاباً لمشابَهته الْفِعْل فِي الْبناء ومَجيئه عَلَيْهِ أَنا وجدناهم قد أعلُّوا نَحْو بابٍ ودارٍ ويومٍ راحٍ لمشابَهَته الْفِعْل فِي الْبناء والزِّنَة أَلا ترى أَن مَا خالَفه فِيهِ لم يُعِلُّوه نَحْو غَيَبَة وعِوَض وَغَيرهمَا من الْأَسْمَاء فَكَمَا أوجب موافقةُ الْفِعْل فِي الْبناء هَذَا الإعلال كَذَلِك يُوجِبهُ فِي بابٍ ومَقالٍ ومَثابةٍ وَإِن لم يكن مَصْدَراً للْفِعْل وَلَا مَكَانا لَهُ أَلا ترى أَن نَحْو بابٍ ودارٍ لم يُنَاسب الفعلَ فِي معنى أكثرَ من البناءِ وَإنَّهُ لَا مُلابَسة بَينهمَا فِي شيءٍ غَيْرِه وَقد استمرَّ الاعتلالُ فِيهِ مَعَ ذَلِك فَكَذَلِك يستمِرُّ فِي هَذَا الضربِ الَّذِي لَحِقَ أوَّله الزيادةُ وَإِن لم يُناسِب الفعلَ فِي معنى غير مُوافقة البناءِ للبناءِ وَاسْتدلَّ على مَا ذهب إِلَيْهِ من أنّ مَا لم يكن مناسِباً للْفِعْل من بابِ مَا لَحِقَه الزيادةُ فِي أَوله لَا يكون مُعتَلاًّ وَإِن وافَق الفعلَ فِي البناءِ بقَوْلهمْ الفُكاهة مَقْوَدة إِلَى الْأَذَى وبقولهم مَرْيَم ومَكْوَزة فَأَما مَرْيَم ومَكْوَزة فَلَيْسَ فيهمَا حجَّة لِأَنَّهُمَا اسمان عَلَمَان والأسماء الْأَعْلَام والألقاب قد يُخالَف بهَا مَا سواهَا وَيجوز فِيهَا مَا لَا يجوز فِي غَيرهَا فَأَما وزن مَعيشة عِنْد الْخَلِيل فَكَانَ أَصله مَعيشُة فنقلت حركتها إِلَى الْفَاء للإعلال لِأَنَّهُ على وزن الْفِعْل فتحركت الْفَاء بالضمة وصادفت الْيَاء سَاكِنة فَلَزِمَ أَن تقلبها واواً كَمَا فعل ذَلِك فِي بِيض جمع أَبْيَض أَو بَيوض فِيمَن قَالَ رُسْل أَلا ترى أَن أصل ذَلِك فُعْل مثل أَحْمَر وحُمْر ورُسْل إِلَّا أَن الضمة قلبت كسرة لتصح الْيَاء فَكَذَلِك تقاس معيشة فِي وزنك إِيَّاه بمَفْعُلة فَأَما أَبُو الْحسن فَلَا يُجِيز فِيهِ أَن يكون مَفْعُلة إِنَّمَا هِيَ عِنْده مَفْعِلة لَا غير وَلَا يرى أَن يقيسه على بِيض ويحتجُّ بِأَن الْجمع قد يُخَصُّ بالأشياء الَّتِي تكون فِي الْآحَاد فَلَا يقيس الْآحَاد عَلَيْهِ لَكِن يقصُر هَذِه العِبْرَة على الْجمع دون غَيره.
(بَاب مَفْعَلة ومَفْعِلة)
ابْن السّكيت: يُقَال عِلْق مَضَنَّة ومَضِنَّة وأرضٌ مَضَلَّ ومَضِلَّة ومَهْلَكة ومَهْلِكة وَهِي مَضْرَبة السَّيْف ومَضْرِبة السَّيْف ومَعْتَبة ومَعْتِبة ... . وَقَالَ: ... . مِنْهُ مَذَمَّة ومَذِمَّة.
(بَاب مَفْعَلة ومِفْعَلة بِمَعْنى وَاحِد)
ابْن السّكيت: مَبْنَاة ومِبْناة للنِّطَع ومَثْنَاة ومِثْناة للحَبْل ومَرْقَاة ومِرْقاة للدَّرَجة. وَقَالَ: وَالله لَتَعْلَمُنَّ أيُّنا أشَدُّ مَنْزَعة. وَقَالَ خَشَّاف الْأَعرَابِي: مِنْزَعة والمِنْزَعة: مَا يرجع إِلَيْهِ الرجل من أمره ورأيه وتدبيره وَحكى فِي غير هَذَا الْبَاب مَسْقَاة ومِسْقاة ومَطْهَرة ومِطْهَرة.
(بَاب مُفْعَل ومِفْعَل)
ابْن السّكيت: يُقَال مُغْزَل ومِغْزَل وَحكى الْكسَائي مَغْزَل، وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا مَغْزَل من الغَزْل وَقد استثقلت الْعَرَب الضمة فِي حُرُوف فَكسرت ميمها وَأَصلهَا الضَّم من ذَلِك مِصْحَف ومِخْدَع ومِطْرَف ومِغْزَل ومِجْسَد(4/325)
لِأَنَّهَا فِي الْمَعْنى مَأْخُوذَة من أُصْحِف: جُمِعت فِيهِ الصُّحُف وأُطْرِف: جُعل فِي طَرَفَيه العَلَمان وأُجْسِد: أُلصِق بالجَسَد وَكَذَلِكَ المِغْزَل إِنَّمَا هُوَ أُدير وفُتِل. وَقَالَ غَيره: المُجْسَد: مَا أُشبِع صِبْغُه من الثِّيَاب والمِجْسَد بِكَسْر الْمِيم: الَّذِي يَلِي الْجَسَد من الثِّيَاب. أَبُو زيد قَالَ: تَمِيم تَقول المِغْزَل والمِصْحَف والمِطْرَف، وَقيس تَقول المُغْزَل والمُصْحَف والمُطْرَف.
(بَاب مَفْعِل ومَفْعَل)
أَبُو زيد: يُقَال للسيف مَقْبِض ومَقْبَض وَله مَضْرِب ومَضْرَب وَقَالُوا هُوَ المَسْكِن وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ هُوَ مَسْكَن وَقَالُوا المَنْسَك وَقَالَ العَدَوي المَنْسِك وَقَالُوا مَنْسَج الثَّوْب حَيْثُ يَنْسِجونَه وَهِي المَناسِج ومَغْسَل الْمَوْتَى. وَقَالَ بَعضهم: مَنْسِج الثَّوْب ومَغْسِل الْمَوْتَى.
(بَاب مِفْعَل وفِعال)
يُقَال مِلْحَف ولِحاف ومِعْطَف وعِطاف وَحكى الْفَارِسِي مِنْقَب ونِقاب ومِلْثَم ولِثام ومِقْناع وقِناع. أَبُو عبيد: مِسَنٌّ وسِنان ومِطْرَف وطِراف ومِقْرَم وقِرام. غَيره: ومِسْرَد وسِراد.
(بَاب مَفْعَلة من صِفَات الأرَضِين)
أَرض مَأْبَلَة ذَات إبلٍ ومَشاهة ومَدْرَجَة من الدَّرَّاج ومَلَصَّة من اللُّصوص ومَحْيَاة ومَحْوَاة من الحَيَّات ومَذَبَّة من الذُّباب ومَذْأَبَة من الذِّئاب ومَسْبَعَة من السِّباع ومَأْسَدَة من الأُسود ومَقْثَأَة من القِثَّاء ومَثْعَلة من ثُعالَة: وَهُوَ الثَّعْلَب، وَقد أدخلُوا فَعِلَة فِي هَذَا الْبَاب قَالُوا أرضٌ فَئِرَة من الفأر وجَرِذَة من الجِرْذان وضَبِبَة من الضِّباب ونَمِلَة من النُّمْل وسَرِفَة من السُّرْفة وَقد أدخلُوا مَفْعولة قَالُوا أرضٌّ مَدْبِيَّة من الدَّبى وَقَالُوا مُدْبِيَة وَقَالُوا مَوْحُوشة من الوَحْش ومَسْرُوَّة من السَّرْوَة وَهِي دودة وَيجوز عِنْدِي أَن يكون من السِّرْوة وَهِي صغَار الْجَرَاد وَقَالُوا مَذْبُوبة من الذُّباب وَحكى الْفَارِسِي وَأَبُو عبيد أرضٌ مَدَبَّة من الدِّبَبَة ومَخَزَّة من الخِزَّان يَعْنِي ذُكُور الأرانب وَقد قدمت أَنهم لم يستعملوا مَفْعَلة فِيمَا جَاوز الثَّلَاثَة وأبدلوا مَكَانَهُ مُفَعْلَلَة كَرَاهِيَة الْحَذف كَمَا قدمت وَذَلِكَ قَوْلهم أرضٌ مُثَعْلَبَة من الثعالب ومُعَقْرَبَة من العقارب. وَحكى أَبُو الْحسن: مُعَنْكَبَة من العَناكب وَقد قَالُوا أَرض مُؤَرْنَبَة من الأرانب ومُخَرْنَقَة من الخَرانق وَهِي أَوْلَاد الأرانب.
هَذَا بَاب مَا يكون يفعَل من فَعَلَ فِيهِ مَفْتُوحًا
وَذَلِكَ إِذا كَانَت الهمزةُ أَو الهاءُ أَو العينُ أَو الغَيْنُ أَو الحاءُ أَو الخاءُ لاماً أَو عينا وَذَلِكَ قَوْلك قَرَأَ يَقْرَأ وَبَدَأ يَبْدَأ وخَبَأَ يَخْبَأ وجَبَهَ يَجْبَه وقَلَعَ يَقْلَع ونَفَعَ يَنْفَع وفَرَغَ يَفْرَغ وسَبَعَ يَسْبَع وضَبَعَ يَضْبَع وذَبَحَ يَذْبَح ومَتَحَ يَمْتَح وسَلَخَ يَسْلَخ ونَسَخَ يَنْسَخ فَهَذِهِ الْحُرُوف فِي هَذِه الْأَفْعَال لاماتٌ وَأما مَا كَانَت فِيهِ عيناتٍ فَهُوَ كَقَوْلِك سَأَلَ يَسْأَل وثَأَرَ يَثْأَر وذَأَلَ يَذْأَل والذّأَلان: المَرُّ الْخَفِيف وذَهَبَ يَذْهَب وقَهَرَ يَقْهَر ومَهَرَ يَمْهَر وبَعَثَ يَبْعَث وفَعَلَ يَفْعَل ونَحَلَ يَنْحَل وَنَخَر يَنْخَر وشَحَجَ يَشْحَج ومَغَثَ يَمْغَث وفَغَرَ يَفْغَر وشَغَرَ يَشْغَر والشَّغْر: أَن يرفَع الكلبُ إِحْدَى رِجلَيْه ليَبول والمَغْث: تقلُّب النفسِ وغَثَيانُها والفَغْر: فتحُ الْفَم وَإِنَّمَا فتحُوا هَذِه الحروفَ لِأَنَّهَا سَفَلَت فِي الْحلق فكرهوا أَن يتناولوا حَرَكَة مَا قبلَها بحركة مَا ارْتَفع من الْحُرُوف فَجعلُوا حركَتها من الْحَرْف(4/326)
الَّذِي فِي حَيِّزِها وَهُوَ الْألف وَإِنَّمَا الحركاتُ من الألفِ والياءِ وَالْوَاو وَكَذَلِكَ حركوهن إِذا كُنَّ عيناتٍ. وَاعْلَم أَن هَذِه الحروفَ الَّتِي من الْحلق هِيَ مستَفِلَة عَن اللِّسان والحركاتُ ثلاثٌ: الضمُّ والكسرُ والفتحُ وكل حَرَكَة مِنْهَا مأخوذةٌ من حرف من الْحُرُوف فالضمَّة مَأْخُوذَة من الواوِ والكسرةُ من الياءِ والفتحةُ من الألفِ ومَخْرَج الواوِ من بَين الشَّفَتَيْن وَالْيَاء من وَسَط اللسانِ وَالْألف من الحلْق فَإِذا كَانَت حُرُوف الْحلق عيناتٍ أَو لاماتٍ ثَقُل عَلَيْهِم أَن يضمُّوا ويكسِروا لأَنهم إِذا ضَمُّوا فقد تكَلَّفوا الضمةَ من بَين الشفتَيْن لِأَن مِنْهُ مَخْرَج الواوِ وَإِن كسروا فقد تكلَّفوا الكسرةَ من وَسط اللِّسانِ وَإِن فتحُوا فالفتحةُ من الْحلق فثَقُل الضمُّ والكسرُ لأنَّ حرف الحلْق مُسْتَفِل وَالْحَرَكَة عاليةٌ متباعدةٌ مِنْهُ فحرَّكوه بحركةٍ من موضِعه وَهِي الْفَتْح لِأَن ذَلِك أخفُّ عَلَيْهِم وأقلُّ مشقَّةً وَكَانَ الأَصْل فِيمَا كَانَ الْمَاضِي مِنْهُ على فَعَلَ أَن يجيءَ مستقبَلُه على يَفْعِل أَو يَفْعُل نَحْو ضَرَبَ يَضْرِب وقَتَلَ يَقْتُل وَإِنَّمَا يجيءُ مَفْتُوحًا فِيمَا كَانَ فِي موضعِ العينِ أَو اللامِ مِنْهُ حرفٌ من حُرُوف الْحلق لما ذكرته لَك من العِلَّة. وَقد يجيءُ مَا كَانَ فِي مَوضِع الْعين واللامِ مِنْهُ حرفٌ من حُرُوف الْحلق على الأَصْل فَيكون على فَعَلَ يَفْعِل وفَعَلَ يَفْعُل وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ مِنْهُ أشياءَ فَمن ذَلِك قَوْلهم بَرَأَ يَبْرُؤ وَيُقَال بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَأُهم ويَبْرُؤهم وَلم يَأْتِ مِمَّا لامُ الفعلِ مِنْهُ همزةٌ على فَعَلَ يَفْعُل غيرُ هَذَا الحرفِ وَقَالُوا هَنَأَ يَهْنِئ كَمَا قَالُوا ضَرَبَ يَضْرِب ومَجيءُ هَذِه الْأَفْعَال على فَعَلَ يَفْعُل ويَفْعِل فِي الْهَمْز أقلُّ لِأَن الْهَمْز أَقْصَى الحروفِ وأشدُّها سُفولاً وَكَذَلِكَ الهاءُ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الستَّة أقرَبُ إِلَى الْهمزَة مِنْهَا وَإِنَّمَا الألفُ بَينهمَا وَقَالُوا نَزَعَ يَنْزِع ورَجَعَ يَرْجِع ونَضَحَ يَنْضِح ونَبَحَ يَنْبِح ونَطَحَ يَنْطِح ومَنَحَ يَمْنِح كل ذَلِك على مثل ضَرَبَ يَضْرِب وَقَالُوا جَنَحَ يَجْنُح وصَلَحَ يَصْلُح وفَرَغَ يَفْرُغ ومَضَغَ يَمْضُغ ونَفَخَ يَنْفُخ وطَبَخَ يَطْبُخ ومَرَخَ يَمْرُخ كل ذَلِك مثل قَتَلَ يَقْتُل وَمَا كَانَ من ذَلِك للخاء والغين فيَفْعِل ويَفْعُل فِيهِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي غيرِهما لِأَنَّهُمَا أشدُّ السِّتَّةِ ارتِفاعاً وأقربُها إِلَى حُرُوف اللسانِ وَمن أجل ذَلِك أخْفى بعض القرَّاء النونَ الساكنةَ قبلهمَا فِي مثل قَوْله عز وَجل: (مِن خَوْف) . وَمَا أشبه ذَلِك. وَمِمَّا جَاءَ على الأَصْل مِمَّا فِيهِ هَذِه الحروفُ عَيْنَاتٌ قَوْلهم زَأَرَ يَزْئِر ونَأَمَ يَنْئِم من الصَّوْت كَمَا قَالُوا هَتَفَ يَهْتِف ونَهَقَ يَنْهِق ونَهَتَ يَنْهِت والنَّهيت: صَوْت وَقَالُوا نَعَرَ يَنْعِر ورَعَدَت تَرْعُد وقَعَدَ يَقْعُد وَقَالُوا شَحَجَ يَشْحِج ونَحَتَ يَنْحِت ونَغَرَت القِدْرُ تَنْغِر ونَحَزَ يَنْحِز والنُّحاز: السُّعال، وَقَالُوا شَحَبَ يَشْحُب مثل قَعَدَ يَقْعُد ولَغَبَ يَلْغُب وشَعَرَ يَشْعُر ونَخَلَ يَنْخُل كل ذَلِك مثل قَتَلَ يَقْتُل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بعد ذكره فتح مَا يفتح من أجل حُرُوف الْحلق وَلم يُفْعَل هَذَا بِمَا هُوَ من مَوضِع الْوَاو وَالْيَاء لِأَنَّهُمَا من الْحُرُوف الَّتِي ارْتَفَعت والحروف المرتفعة حَيِّزٌ على حِدَة فَإِنَّمَا تتَنَاوَل للمرتفع حَرَكَة من مُرْتَفع وكُرشه أَن يُتَناوَل للَّذي قد سَفَلَ حركةٌ من هَذَا الحيِّزِ يُرِيد أَن مَا كَانَ من مَوضِع الْوَاو وَالْيَاء من الْحُرُوف لَا يلْزمه أَن تكون الْحَرَكَة مَأْخُوذَة من الْوَاو وَلَا من الْيَاء بل يَجِيء على قِيَاسه وَلَا تُغَيَّر الواوُ وَلَا الياءُ حكمَ الْقيَاس فِيهِ وَالَّذِي هُوَ من مخرج الْوَاو الباءُ وَالْمِيم وَالَّذِي من مخرج الْيَاء الْجِيم والشين تَقول: ضَرَبَ يَضْرِب وصَبَرَ يَصْبِر ونَحَمَ يَنْحِم وحَمَلَ يَحْمِل فكُسِرَت هَذِه الْحُرُوف وَإِن كَانَت من مخرج الْوَاو وَتقول شَجَبَ يَشْجُب وشَجَنَ يَشْجُن ومَشَقَ يَمْشُق وَلم يكسر ذَلِك من أجل الْيَاء لِأَن مَوضِع الْوَاو وَالْيَاء بِمَنْزِلَة مَا هُوَ من مخرج وَاحِد لاجتماعهما فِي الْعُلُوّ عَن الْحلق وتقارب مَا بَينهمَا، وَاعْلَم أَن فَعَلَ يَفْعِل إِنَّمَا جَازَ فِيهِ الْخُرُوج عَن قِيَاس نَظَائِره من حُرُوف الْحلق أَن فَعَلَ لَا يلزَم مستقبَلَه شيءٌ وَاحِد لِأَنَّهُ يَجِيء على يَفْعِل ويَفْعُل كَقَوْلِك ضَرَبَ يَضْرِب وقَتَلَ يَقْتُل واستجازوا أَن يخرجُوا مِنْهُ إِلَى يَفْعَل لما ذكرت لَك من الْعلَّة فَإِذا كَانَ الْفِعْل يلْزمه وزن لَا يتَغَيَّر لم يَحْفِلوا بِحرف الْحلق ولزموا القياسَ الَّذِي يُوجِبهُ الْفِعْل فَمن ذَلِك مَا زَاد ماضيه على ثَلَاثَة أحرف كَقَوْلِك اسْتَبْرَأ يَسْتَبْرِئ وأَبْرَأ يُبْرِئ وانْتَزَع يَنْتَزِع وجَرَّأ يُجَرِّئ وبارأَ يُبارِئ واطْلَنْفَأ بِالْأَرْضِ يَطْلَنْفِئ: إِذا لَصِقَ بهَا وَقَالُوا فِيمَا كَانَ ماضيه على فَعُلَ يَفْعُل وَلَا يُغَيِّرُه حرف الْحلق لِأَن مَا كَانَ على(4/327)
فَعُل لزم فِيهِ يَفْعُل مِمَّا لَيْسَ فِيهِ حرف حلق تَقول صَبُحَ يَصْبُح وقَبُح يَقْبُح وضَخُم يَضْخُم وَقَالُوا مَلُؤَ يَمْلُؤ وقَمُؤ يَقْمُؤ وضَعُفَ يَضْعُف وَقَالُوا مَلُؤ فَلم يفتحوها لأَنهم لم يُرِيدُوا أَن يُخرجوا فَعُل من هَذَا الْبَاب وَأَرَادُوا أَن تكون الْأَبْنِيَة الثَّلَاثَة فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ فِي هَذَا الْبَاب فَلَو فتحُوا لالتَبَس فَخرج فَعُل من الْبناء وَإِنَّمَا فتحُوا يَفْعَل من فَعَلَ لِأَنَّهُ يخْتَلف فَإِذا قلت فَعَلَ ثمَّ قلت يَفْعَل علمت أَن أَصله الْكسر أَو الضَّم وَلَا تَجِد فِي حَيِّز مَلُؤه هَذَا كأنَّ سَائِلًا سَأَلَ فَقَالَ لم لَا يُنقَل فَعُل إِلَى فَعَلَ من أجل حرف الْحلق فَيُقَال مَكَان مَلُؤ مَلأَ وَمَكَان قَبُح قَبَحَ فَأُجِيب عَنهُ بجوابين أَحدهمَا أَنا لَو فعلنَا ذَلِك لأخرجنا فَعُل من بَاب حُرُوف الْحلق وأسْقَطْناه فكرهوا إِخْرَاجه من ذَلِك لاشتراك هَذِه الْأَبْنِيَة وَالْجَوَاب الآخر أَن لَو فتحناه لم يعلم عل أَصله فَعَلَ أَو فعُل لِأَن مستقبَله يَجِيء على يَفْعُل أَو يَفْعَل فَلَو جَاءَ على يَفْعَل لَكَانَ من بَاب صَنَعَ يَصْنَع وَيلْزم أَن يقدر ماضيه على فعَل وَلَو جَاءَ على يَفْعُل لَكَانَ بِمَنْزِلَة قَتَلَ يَقْتُل وَإِنَّمَا جَازَ أَن يفتح فِي الْمُسْتَقْبل فَيَقُول ذَبَحَ يَذْبَح وقَرَأَ يَقْرَأ لِأَن فَعَلَ قد دلَّ على أنَّ الْمُسْتَقْبل يَفْعِل أَو يَفْعُل كَمَا يُوجِبهُ الْقيَاس وَأَن المفتوح أَصله يَفْعِل أَو يَفْعُل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُفتح فَعُل لِأَنَّهُ بِنَاء لَا يتَغَيَّر وَلَيْسَ كيَفْعَل مِن فَعَلَ لِأَنَّهُ يجيءُ مُخْتَلفا فَصَارَ بِمَنْزِلَة يُقْرِئ ويَسْتَبْرِئ وَإِنَّمَا كَانَ فَعَلَ كَذَلِك لِأَنَّهُ أَكثر فِي الْكَلَام فَصَارَ فِيهِ ضَرْبَان أَلا ترى أَن فَعَلَ فِيمَا تعدّى أَكثر من فَعِلَ وَهِي فِيمَا لَا يتعدّى أَكثر نَحْو جَلَسَ وقَعَدَ. وحَلَّل أَبُو سعيد وَأَبُو عَليّ هَذَا الْفَصْل من كتاب سِيبَوَيْهٍ فَقَالَا إِن فَعُل إِذا كَانَ فِيهِ حرف الْحلق لم يُقلَب إِلَى فَعَلَ لِأَنَّهُ يلْزم مستقبَلَه أَن يكون على يَفْعَل وَمَا كَانَ مستقبله فِي الأَصْل على يَفْعَل لزم ماضيَه أَن يكون على فَعَلَ فَصَارَ بِمَنْزِلَة يُقْرِئ ويَسْتَبْرِئ الَّذِي لَا يُغَيِّرهُ حرف الْحلق ... . فَعَلَ الَّذِي يكون مستقبله يَفْعِل أَو يَفْعُل. وَاعْلَم أَن فَعَلَ فِي الْكَلَام أكثرُ فَجَاز فِيهِ من التَّصَرُّف لكثرته مَا لَا يجوز فِي غَيره وأذكر مِمَّا جَاءَ من هَذَا الْبَاب على الأَصْل شَيْئا لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ من مَوضِع الْعين وَاللَّام قَالُوا كَعَبَ ثَدْيُ الْمَرْأَة يَكْعُب ونَهَدَ يَنْهُد وسَهَمَ لَوْنُه يَسْهُم وبَزَغَت الشَّمْس تَبْزُغ وطَلَعَت تَطْلُع وسَخَنَ المَاء يَسْخُن وبَغَمَت الظَبْيَةُ تَبْغُم صَرَّح بضَمِّه أَبُو عَليّ وسَبَغَ الثوبُ يَسْبُغ: أَي اتَّسع، وصَبَغَ الثوبَ وغيرَه يَصْبُغه وكَهَنَ الرجلُ يَكْهُن وطَهَرَ يَطْهُر ورَجَحَ يَرْجُح وصَلَحَ يَصْلُح فَأَما مَا يَقع فِيهِ الِاشْتِرَاك مِمَّا لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ قَالُوا شَحَجَ يَشْحِج ويَشْحَج وشَهَقَ يَشْهِق ويَشْهَق ونَهَشَ يَنْهِش ويَنْهَش ودَبَغَ يَدْبَغ ويَدْبُغ وَحكى الْفَارِسِي عَهَنَتْ عَواهِنُ النخلِ وَهِي الجَرائد: إِذا يَبِسَت تَعْهَن وتَعْهُن يرفعهُ إِلَى أبي الجرَّاح وَلم يحكِ رُؤَسَاء اللُّغَة غَيره إِلَّا إِحْدَاهمَا وَقَالُوا جَنَحَ يَجْنُح ويَجْنَح وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ إِلَّا الضَّم وَقَالُوا مَخَضَ اللبنَ يَمْخَضه ويَمْخُضه وشَخَبَ اللبنُ يَشْخَب ويَشْخُب: إِذا صَوَّت وَقَالُوا أَنَحَ يَأْنِح ويَأْنَح أَنيحاً وأُنوحاً وَهُوَ مثل الزَّحير وزَحَرَ يَزْحِر ويَزْحَر ونَحَتَ يَنْحِت ويَنْحَت ونَهَقَ يَنْهِق ويَنْهَق ونَضَحَ يَنْضِح ويَنْضَح وصَمَحَتْهُ الشمسُ تَصْمَحه وتَصْمُحه: آلَمَتْ دِماغَه ومَضَغَ يَمْضَغ ويَمْضُغ ونَحَبَ يَنْحَب ويَنْحُب من النَّذْر ونَبَحَ يَنْبِح ويَنْبَح وَلَعَلَّه قد حكى غير هَذَا فَإِن الْمَجِيء على الْقيَاس وَالْأُصُول لَا يحاط بِهِ وَإِنَّمَا يُحصَر النَّادِر من هَذَا الضَّرْب. اهِنُ النخلِ وَهِي الجَرائد: إِذا يَبِسَت تَعْهَن وتَعْهُن يرفعهُ إِلَى أبي الجرَّاح وَلم يحكِ رُؤَسَاء اللُّغَة غَيره إِلَّا إِحْدَاهمَا وَقَالُوا جَنَحَ يَجْنُح ويَجْنَح وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ إِلَّا الضَّم وَقَالُوا مَخَضَ اللبنَ يَمْخَضه ويَمْخُضه وشَخَبَ اللبنُ يَشْخَب ويَشْخُب: إِذا صَوَّت وَقَالُوا أَنَحَ يَأْنِح ويَأْنَح أَنيحاً وأُنوحاً وَهُوَ مثل الزَّحير وزَحَرَ يَزْحِر ويَزْحَر ونَحَتَ يَنْحِت ويَنْحَت ونَهَقَ يَنْهِق ويَنْهَق ونَضَحَ يَنْضِح ويَنْضَح وصَمَحَتْهُ الشمسُ تَصْمَحه وتَصْمُحه: آلَمَتْ دِماغَه ومَضَغَ يَمْضَغ ويَمْضُغ ونَحَبَ يَنْحَب ويَنْحُب من النَّذْر ونَبَحَ يَنْبِح ويَنْبَح وَلَعَلَّه قد حكى غير هَذَا فَإِن الْمَجِيء على الْقيَاس وَالْأُصُول لَا يحاط بِهِ وَإِنَّمَا يُحصَر النَّادِر من هَذَا الضَّرْب.
هَذَا بَاب مَا هَذِه الْحُرُوف فِيهِ فاآت
تَقول أَمَرَ يَأْمُر وأَبَقَ يَأْبِق وأَكَلَ يَأْكُل وأَفَلَ يَأْفُل لِأَنَّهَا سَاكِنة وَلَيْسَ مَا بعْدهَا بِمَنْزِلَة مَا قبل اللامات لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ مثل الْإِدْغَام والإدغام إِنَّمَا يدْخل فِيهِ الأول فِي الآخِر والآخرُ على حَاله ويُقلَب الأول فَيدْخل فِي الآخر حَتَّى يصير هُوَ وَالْآخر من مَوضِع وَاحِد وَيكون الآخر على حَاله فَإِنَّمَا شُبِّه هَذَا بِهَذَا الضَّرْب من الْإِدْغَام(4/328)
وَلَا يُتبِعون الآخر الأول فِي الْإِدْغَام فعلى هَذَا أجري هَذَا وَقد ذكر فِي الْبَاب الَّذِي قبل هَذَا أَن حُرُوف الْحلق إِذا كَانَت عينا أَو لاماً جَازَ أَن يَأْتِي الْفِعْل على يَفْعَل وماضيه فَعَلَ وَذكر فِي هَذَا الْبَاب أَنه إِذا كَانَ حرف الْحلق فَاء الْفِعْل وَكَانَ الْمَاضِي على فَعَلَ لم يَأْتِ مستقبله على يَفْعَل وَإِنَّمَا يَأْتِي على يَفْعِل أَو يَفْعُل بِمَنْزِلَة مَا لَيْسَ فِيهِ حرف من حُرُوف الْحلق وَفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ إِذا كَانَ حرف الْحلق فَاء من الْفِعْل فَهُوَ يَسْكُن فِي الْمُسْتَقْبل وَإِن هَذَا السَّاكِن لَا يُوجب فتح مَا بعده لضَعْفه بِالسُّكُونِ كَمَا أَوْجَب لامُ الْفِعْل إِذا كَانَ من حُرُوف الْحلق فتحَ مَا قبله لِأَن اللَّام متحركة ثمَّ شبه ذَلِك بِالْإِدْغَامِ لِأَن الأول يَتْبَعُ الثَّانِي يُرِيد أَن عينَ الْفِعْل يجوز أَن يَتْبَع لامَ الْفِعْل إِذا كَانَت لَام الْفِعْل من حُرُوف الْحلق كَمَا أَن الْحَرْف الأول يدغم فِيمَا بعده وَلَا تتبع عين الْفِعْل فاءه لِأَن الْفَاء قبل الْعين وَمَعَ هَذَا أَن الَّذِي قبل اللَّام فَتَحَتْه اللَّام حَيْثُ قَرُبَ جِوارُه مِنْهَا لِأَن الْهَمْز وأخواته لَو كُنَّ عَيْنَاتٍ فُتِحْن فَلَمَّا وَقع موضعهن الْحَرْف الَّذِي كن يُفْتَحْنَ بِهِ لَو قَرُب فُتِح وكرهوا أَن يفتحوا هُنَا حرفا لَو كَانَ فِي مَوضِع الْهمزَة لم يُحرَّك وَلَزِمَه السّكُون فحالُهما فِي الْفَاء واحدةٌ كَمَا أَن حَال هذَيْن فِي الْعين وَاحِدَة أَعنِي أَن لَام الْفِعْل إِذا كَانَ من حُرُوف الْحلق فَتَحَت العينَ كَمَا أَن الْعين إِذا كَانَت من حُرُوف الْحلق فتحت نفسَها فَلَمَّا كَانَت تفتح نَفسهَا إِذا كَانَت من حُرُوف الْحلق وَجب أَن يفتحها مَا يُجاوِرُها لاشْتِرَاكهمَا فِي الْحَرَكَة لِأَن الْعين وَاللَّام متحركتان جَمِيعًا وَلَيْسَت تقلب الألفُ الفاءُ العينَ لِأَن الْفَاء سَاكِنة فِي الْمُسْتَقْبل وَالْعين متحركة فهما مُخْتَلِفَتَانِ وَلَو جعلت الْعين مَكَان الْفَاء سكنت وخالفت حَالهَا الأول فِي الْحَرَكَة وَلَو جعلت اللَّام مَكَان الْعين لم تخرج عَن الْحَرَكَة الَّتِي كَانَت تلزمها هَذَا كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَعِنْدِي فِيهِ وَجه آخر يقوِّي مَا قَالَ وَهُوَ أَن الفتحة الَّتِي تجلبها حُرُوف الْحلق إِنَّمَا هِيَ على الْعين وَالْحَرَكَة فِي الْحَرْف المتحرك يقدّر أَنَّهَا بعده فَهِيَ بعد الْعين وَقبل اللَّام فتَوَسُّطُها بَينهمَا ومجاورتها لَهما وَاحِدَة فَمن أجل ذَلِك جَازَ أَن تكون الفتحة تجلبها الْعين وَاللَّام وَلَيْسَت الْفَاء كَذَلِك لِأَن الفتحة بعيدَة من الْفَاء إِذْ كَانَت تقع بعد الْحَرْف الَّذِي بعده. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا أَبى يَأْبَى فشبّهوه بيَقْرأ أَرَادَ أَنهم شبَّهوا الْهمزَة الَّتِي فِي أوّل أَبى وَهِي فَاء الْفِعْل مِنْهَا بِالْهَمْزَةِ الَّتِي تكون لاما فِي مثل قَرَأَ يقْرَأ فتحُوا عين الْفِعْل من أجل الْفَاء الَّتِي هِيَ همزَة كَمَا فتحوها من أجل اللَّام الَّتِي هِيَ همزَة، وَفِي يأبَى وجهٌ آخر وَهُوَ أَن يكون فِيهِ مثل حَسِبَ يَحْسِبُ فُتِحا كَمَا كُسِرا وَالْفرق بَين هذَيْن الْوَجْهَيْنِ أَن الأول كَانَ التَّقْدِير فِيهِ أَبَى يأْبِي ثمَّ فَتَحَت الْألف عين الْفِعْل كَمَا قيل صَنَعَ يصنَع تَشْبِيها للفاء بِاللَّامِ، وَالْوَجْه الثَّانِي أَنهم بنوه فِي الأَصْل على فَعَلَ يفعَلُ كَمَا بنَوا فِي الأَصْل حَسِب يَحْسِب على فَعِلَ يفعِل، وَقَالُوا جَبَى يَجْبَى وقَلَى يَقْلَى فشبَّهوا هَذَا بقَرأَ يقرَأُ وأَتْبعوه الأوّل كَمَا قَالُوا وعَدُّهُ يُرِيدُونَ وَعَدْتُه وكما قَالُوا مُضَّجع وَلَا نعلم إِلَّا هَذَا الْحَرْف وَأما غير هَذَا فجَاء على الْقيَاس مثل عَمَرَ يَعْمُرُ وهَرَبَ يهرُبُ وحَزَرَ يَحزُرُ، وَقَالُوا عَضَضْتَ تَعَضُّ، حكى أَبُو إِسْحَاق الزَّجاج عَن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي أَنه علَّلَ أبَى يأْبَى وَقَالَ إِنَّمَا جَاءَ على فَعَلَ يفْعَل لِأَن الْألف من مخرج الْهمزَة وَقَالَ إِن هَذَا مَا سبقه إِلَيْهِ أحد. قَالَ أَبُو عَليّ وَأَبُو سعيد: وَذَلِكَ غلط لِأَن الْألف لَيست بِأَصْل فِي أبَى يأْبَى وَإِنَّمَا هِيَ منقلبة من يَاء أَبَيْتُ لانفتاح مَا قبلهَا فَإِذا قلت فِي الْمَاضِي أبَى لانفتاح مَا قبلهَا فحقها أَن تكون فِي الْمُسْتَقْبل على يَأْبي كَمَا تَقول أَتَى يأتِي ورَمى يَرْمي وَإِنَّمَا تنْقَلب فِي الْمُسْتَقْبل ألفا إِذا فتحنا مَا قبلهَا فَلَا سَبِيل إِلَى الْألف الَّتِي من أجلهَا، قَالَ الزّجاج عَن القَاضِي أَنه جَاءَ على فَعَلَ يفْعَل من أجل ذَلِك، وَكَلَام سِيبَوَيْهٍ يدل على مَا قُلْنَاهُ لِأَنَّهُ قَالَ فشبَّهوا هَذَا بقَرَأَ يقرَأُ وَنَحْوه فأَتْبعوه الأوّل كَمَا قَالُوا وعَدُّهُ يُرِيد أَتْبَعوا الفتحة فِي بَاب يَأْبى الهمزةَ الَّتِي فِي أوّله كَمَا قَالُوا وعَدُّه وَالْأَصْل وعَدْتُه فأتبعوا التَّاء الدَّال الَّتِي قبلهَا وَكَانَ الْقيَاس أَن تكون الدَّال هِيَ التابعة لِأَن الأول يتبع الْأَخير، وَكَذَلِكَ مُضَّجَع أَصله مضْطَجَع فَجعلُوا الطَّاء تَابِعَة للضاد، وَمعنى قَوْله لَا نعلم إِلَّا هَذَا الْحَرْف الْإِشَارَة إِلَى يَأْبَى فِيمَا ذكره أَصْحَابنَا، هَذَا لفظ أبي سعيد، وَأما(4/329)
جَبَى يَجْبَى وقَلَى يَقْلَى فَلم يصحّا عِنْده كصحّة أَبى يأبَى، وَقد حكى أَبُو زيد فِي كتاب المصادر جَبَوْتُ الخَراج أَجْبا وأَجْبو، وَقَوله وَأما غيرُ هَذَا فجَاء على الْقيَاس مثل عَمَرَ يَعْمُرُ يُرِيد غير الَّذِي ذكر من أَبَى يأْبَى مِمَّا فَاء الْفِعْل مِنْهُ من حُرُوف الْحلق لم يجِئ إِلَّا على الْقيَاس كَقَوْلِك هَرَبَ يهْرُبُ وحَزَر يحْزُرُ وحمَلَ يحْمِل، وَقد دلَّ هَذَا أَيْضا أَن سِيبَوَيْهٍ ذهب فِي أَبَى يَأْبَى أَنهم فتحُوا من أجل تَشْبِيه الْهمزَة الأولى بِمَا الْهمزَة فِيهِ أخيرة، وَمثله عَضَضْتَ تَعَضُّ الَّذِي حَكَاهُ هُوَ شَاذ.
هَذَا بَاب مَا كَانَ من الْيَاء وَالْوَاو
قَالُوا شَأَى يَشْأَى وسَعى يَسْعى ومَحَى يَمْحَى وصَغَى يَصْغَى ونَحَى يَنْحَى فَعَلوا بِهِ مَا فعلوا بنظائره من غير المعتل، وَمعنى شَأَى سَبَق يُقَال شَآني: سَبَقَني، وشاءنِي وشآني: شاقَني، وَقَالُوا بَهُوَ يَبْهُو لِأَن نَظِير هَذَا أبدا من غير المعتل لَا يكون إِلَّا يَفْعُل، ونظائر الأول مختلفات فِي يَفْعل، وَقَالُوا يَمْحو ويَصْغو ويَزْهو همُ الآلُ ويَنْحو ويَدْعو، وَقد تقدم من كلامنا أنّ فَعُلَ يَفْعُل لايُغَيِّره حرف الْحلق لِأَن مَا كَانَ ماضيه فعُلَ فَيَفْعُل لَازم لمستقبله فَلذَلِك يلْزم فِي بَهُوَ وَنَحْوه أَن يُقَال فِي مستقبله يَبْهُو. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما الْحُرُوف الَّتِي يلْزم سُكُون عين الْفِعْل فِيهَا فَإِن حُرُوف الْحلق لَا تقلب يَفْعِل ويَفْعُل إِلَى يفْعَل وَذَلِكَ فِيمَا كَانَ معتلاّ من ذَوَات الْيَاء وَالْوَاو وَمَا كَانَ مدغماً، فذوات الْيَاء نَحْو جاءَ يجيءُ وباعَ يبيعُ وتاهَ يتيهُ، وَذَوَات الْوَاو ساءَ يَسوءُ وجاعَ يَجوعُ وناحَ يَنُوحُ، والمُدغَم نَحْو دَعَّ يَدُعُّ وسَحَّ يسُحُّ وشَحَّ يشُحُّ لِأَن هَذِه الْحُرُوف الَّتِي هِيَ عينات أَكثر مَا تكون سواكن وَلَا تحرَّك إلاّ فِي مَوضِع الْجَزْم من لُغَة أهل الْحجاز يَعْنِي فِيمَا كَانَ مدغَماً أَنَّهَا تكون سواكن كذوات الْوَاو وَالْيَاء وَإِن كَانَ أهلُ الحِجازِ يُحَرِّكونَها فِي الْجَزْم كَقَوْلِك لم يَشْحُحْ وَلم يَشْحِحْ فَهَذَا لَا يُعمَل عَلَيْهِ لِأَن الْحَرَكَة فِيهِ غير لَازِمَة وَكَذَلِكَ حركته فِي فَعَلْنَ ويَفْعُلْنَ كَقَوْلِك رَدَدْنَ ويَرْدُدْنَ على أَن هَذَا يسكنهُ بعض الْعَرَب فَيَقُولُونَ ردَّنَ فَلَمَّا كَانَ السّكُون فِيهِ أَكثر جُعِلَتْ بِمَنْزِلَة مَا لَا يكون فِيهِ إِلَّا سَاكِنا يَعْنِي ذَوَات الْوَاو وَالْيَاء. قَالَ: وَزعم يُونُس أَنهم يَقُولُونَ كَعَّ يَكَعُّ ويَكِعُّ أَجود لما كَانَت قد تحرَّكُ فِي بعض الْمَوَاضِع جُعِلَت بِمَنْزِلَة يَدَعُ وَنَحْوهَا فِي هَذِه اللُّغَة وخالفتْ بَاب جِئْت كَمَا خالفتْها فِي أَنَّهَا قد تُحَرَّك أَرَادَ أَن الَّذِي يَقُول يَكَعُّ وماضيه كَعَعْت جَاءَ بِهِ على مِثَال صَنَع يَصْنَع لِأَن بَاب كَعَّ لما كَانَ عين الْفِعْل قد يحَرَّك فِي يَكْعَعْنَ وكَعَعْن صَار بِمَنْزِلَة صَنَعْنَ ويصنَعْنَ، وَخَالف بَاب جِئْت من ذَوَات الْيَاء وَالْوَاو لِأَن الْيَاء وَالْوَاو لَا تتحرَّكان إِذا كَانَتَا عينين. وأذكر هُنَا من الِانْفِرَاد والاشتراك مَا لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ على نَحْو مَا ذكرت فِي الصَّحِيح، قَالُوا فِي الِانْفِرَاد زَهاهُم السَّراب يَزهاهم لم يذكر أهل اللُّغَة غير هَذَا وَذكر سِيبَوَيْهٍ يَزْهوهُم وَلم يأْتِ بِالْألف وَقَالُوا بالاشتراك والمجيء على الأَصْل مرّة وعَلى مَا يُوجِبهُ حرف الْحلق أُخْرَى، نَحَوْتُ ظَهري إِلَيْهِ أَنْحاهُ وأَنْحوه: أَي صَرَفْتُه، وشَحَوْتُ فَمي أَشْحاه وأَشْحوه: أَي فتحتُه، وبَعَوْتُ أَبْعو وأَبْعَى بَعْواً: أَي أجرَمْتُ وجَنَيْتُ، وسَحَوت الطِّين عَن الأَرْض أسْحاهُ وأَسْحوه: أَي قَشَرْتُه، ومَحَوْت اللوحَ أَمْحاه وأَمْحوه وَلَعَلَّه قد جَاءَ غير هَذَا وَإِنَّمَا أُورِدُ مَا يُحِيط بِهِ عِلْمي.
هَذَا بَاب الْحُرُوف السِّتَّة إِذا كَانَ وَاحِد مِنْهَا عينا وَكَانَت الْفَاء قبلهَا مَفْتُوحَة وَكَانَ فَعِلاً
إِذا كَانَ ثَانِيه من الْحُرُوف السِّتَّة فَإِن فِيهِ أَربع لُغَات مُطَّرِدَة فَعِلٌ وفِعِلٌ وفَعْلٌ وفِعْل إِذا كَانَ فعلا أَو اسْما أَو صفة فَهُوَ سواءٌ، وَفِي فَعِيل لُغَتان فَعيل وفِعيل إِذا كَانَ الثَّانِي من الْحُرُوف السِّتَّة مُطَّردٌ ذَلِك فيهمَا لَا ينكسر(4/330)
فِي فَعِيل وَلَا فَعِل إِذا كَانَ كَذَلِك كسرت الْفَاء فِي لُغَة تَمِيم وَذَلِكَ قَوْلك لئيم ونحيف ورغيف وبخيل وبَئِس ومَحِك وبَعِل ونَغِل ولَعِبَ ورَحِمَ ووَخِمَ وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ صفة أَو فعلا أَو اسْما وَذَلِكَ قَوْلك رجلٌ لَعِبٌ ورجلٌ مِحِك وَهَذَا ماضغٌ لِهِمٌ، والِّلهِمُ: الْكثير البلع، وَهَذَا رجلٌ وِغِل أَي طُفَيْلِيٌّ كثير الدُّخُول على من يشرب من غير أَن يُدعى، ورجلٌ جِئِزٌ: وَهُوَ الَّذِي يَغَصُّ بِمَا يَأْكُل، والجَأَز: الغَصَصُ، وَهَذَا عَيْرٌ نِعِرٌ وَهُوَ الصَّيّاح وفِخِذ وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي هَذِه الْحُرُوف لِأَن هَذِه الْحُرُوف قد فعلت فِي يَفْعل مَا ذكرت لَك حَيْثُ كَانَت لامات من فتح الْعين وَلم تَفْتَح هِيَ أنفسَها هَهُنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعَيْل وكراهية أَن يلتبس فَعِلَ بفَعَلَ فَيخرج من هَذِه الْحُرُوف فَعِلَ فلزِمَها الْكسر هَهُنَا وَكَانَ أقرب الْأَشْيَاء إِلَى الْفَتْح وَكَانَت من الْحُرُوف الَّتِي تقع الفتحة قبلهَا لما ذكرت لَك فكَسَرْتَ مَا قبلهَا حَيْثُ لَزِمَها الكَسْر وَكَانَ ذَلِك أخَفَّ عَلَيْهِم حَيْثُ كَانَت الكسرة تشبه الْألف فأرادوا أَن يكون العملَ من وَجه وَاحِد وَإِنَّمَا جَازَ هَذَا فِي هَذِه الْحُرُوف حَيْثُ كَانَت تفعل فِي يفْعَل مَا ذكرنَا فَصَارَت لَهَا قوَّة فِي ذَلِك لَيست لغَيْرهَا. وَاعْلَم أَن حُرُوف الْحلق لما أثَّرَت فِي يفعَل إِذا كَانَ وَاحِد مِنْهَا فِي مَوضِع عين الْفِعْل أَو لامه وَكَانَ الْفِعْل الْمَاضِي على فَعَل فَجَوَّزَتْ أَن يُصَيَّر على يَفْعَل مَا حقُّه أَن يَأْتِي على يفعِل أَو يفْعُل على مَا مضى من شَرحه قبل هَذَا الْبَاب جُعِلَتْ هَذِه الْحُرُوف فِي فَعِل وفَعيل مُجَوِّزَة تَغْيِير ذَلِك وَإِن كَانَ التغييران مُخْتَلفين وَذَلِكَ أَن التَّغْيِير فِي يفْعل أَن تفتح مَا لَيْسَ حَقه الْفَتْح وَفِي هَذَا أَن يُكْسَر مَا لَيْسَ حَقه الكَسر لِأَن كسر الْفَاء فِي فَعِلَ وفَعِيل من أجل حرف الْحلق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم تَفتح هِيَ أنفسَها يَعْنِي حُرُوف الْحلق فِي فَعيل لِأَنَّهَا لَو فتحَتْ نفسَها لوَجَبَ أَن تَقول فَعَيْل فَتَقول فِي بَخِيل بَخَيْل وَفِي شَهِيد شَهَيْد كَمَا قُلْنَا يشْحَب وفتحناه لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعَيْل وَلَو قُلْنَا شَهَيْد لَكَانَ بِنَاء خَارِجا عَن الْكَلَام، وَإِذا قُلْنَا يشْحَب ففتحناه من أجل حرف الْحلق فَفِي الْكَلَام لَهُ نَظِير كَقَوْلِنَا يعْمَل ويَفْرَق وَلَو فَتَحَت نَفسهَا فِي فَعِلَ لَخَرَجَت إِلَى فعَلَ فَكَانَ يبطل أَن يُوجد فَعِلُ مِمَّا حرف الْحلق ثَانِيه وَكَانَ أَيْضا يَقع لَبسٌ بَين مَا أَصله فَعَل وَمَا أَصله فَعِل وكُسِرَ الأوّل إتباعاً للثَّانِي وَلِأَن الْكسر قريب من الْفَتْح وَالْيَاء تشبه الْألف وأَتْبَعوا الأوّل فِي انْكَسَرَ الثانيَ كَمَا يُتْبِعون الأوّل الثانيَ فِي الْإِدْغَام، وَأهل الْحجاز لَا يغيِّرون الْبناء وَلَا يَقُولُونَ فِي شَهِيد إِلَّا بِفَتْح الأوّل وَكَذَلِكَ فِي شَهِد، وَمن قَالَ شَهِد فخفَّف قَالَ شَهْد وَمن قَالَ شَهِدَ قَالَ شِهْدَ، وعامّة الْعَرَب قَالُوا فِي نِعمَ وبِئْسَ بِكَسْر الأوّل كَأَنَّهُمْ اتَّفقُوا على لُغَة تَمِيم وأسكنوا الثَّانِي، وَإِذا كَانَ الْبناء على فَعُل أَو فَعُول لم يغيِّروا إِذا كَانَ الثَّانِي من حُرُوف الْحلق كَقَوْلِهِم رَؤُفٌ ورَؤوفٌ وَلَا يَقُولُونَ رُؤُفٌ وَلَا رُؤُوفٌ استثقالاً للضمَّتين ولبعد الْوَاو من الْألف، كَمَا أَنَّك تَقول مَنْ مِثْلُكَ فتجعل النُّون ميماًً وَلَا تَقول هَمْ مِثْلُك فتجعل اللَّام ميماً لِأَن النُّون لَهَا بِالْمِيم شَبَهٌ لَيْسَ للاّم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسمعت بعض الْعَرَب يَقُول بِيْسَ فَلَا يُحَقّق الْهمزَة كَمَا قَالُوا شِهْد فخفَّفوا وَتركُوا الشين على الأَصْل يُرِيد أَن الْهمزَة قد يُترَك تحقيقها وَلَا يتغيَّر كَسر الأوّل وَكَذَلِكَ شِهْدَ إِنَّمَا كُسِرت الشين لكسرة الْهَاء فِي الأَصْل وَلما سكنت الْهَاء لم يغيَّر كسر الشين لِأَن النيَّة كسرُ الْهَاء وتحقيقُ الْهمزَة وَإِن كَانَ قد لحقه هَذَا التَّخْفِيف. قَالَ: وَأما الَّذين قَالُوا مِغِيرة ومِعينٌ فَلَيْسَ على هَذَا ولكنَّهم أَتبعوا الكسرة الكسرَة كَمَا قَالُوا مِنْتِن وأُنْبُؤُك وأَجُوؤُك يُرِيد أُنْبِئُك وأَجيئُك يُرِيد أَن هَذَا شاذٌّ وَلَا يطَّرد فِيهِ قياسٌ وَلَيْسَ من أجل حرف الْحلق مَا عُمِل ذَلِك ولكنَّه كثُر فِي كَلَامهم فأتْبعوا الْحَرْف خاصَّةً، وَلَا يَقُولُونَ فِي مُجير مِجِير وَلَا فِي مُعينة مِعِينة وَلَا فِي أَبيعُك أَبوعُكَ وَلَا فِي أُرْبِحُك أُرْبُحُكَ، وَقَالُوا فِي حرفٍ شاذٍّ إحِبُّ ويِحِبُّ ونِحِبُّ شبَّهوه بمِنْتِن وَإِنَّمَا جَاءَت على فَعَلَ وَإِن لم يَقُولُوا حَبَبْتَ وَقَالُوا يِحِبُّ كَمَا(4/331)
قَالُوا يِئْبَى فَلَمَّا جَاءَ شاذّاً عَن بَابه على يفْعَل خُولِفَ بِهِ كَمَا قَالُوا يَا أَللهُ، وَقَالُوا لَيْسَ وَلم يَقُولُوا لاسَ فَكَذَلِك يِحِبُّ لم يَجئ على أفْعلْت فجَاء على مَا لَا يستَعْمَل، كَمَا أَن يَدَع ويَذَر على وَدَعْت ووَذَرْت وَإِن لم يسْتَعْمل فعلوا هَذَا بِهَذَا لكثرته فِي كَلَامهم. وَاعْلَم أَن فِي نِحِبُّ قَوْلَيْنِ أَحدهمَا مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِن أَصله حَبَّ وَإِن لم يسْتَعْمل فِي حَبَّ، وَقد تقدم القَوْل بِأَن حَبَّ قد يسْتَعْمل وَذكرت فِيهِ مَا رُوِيَ عَن أبي رجاءٍ العُطارِديّ (قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ الله فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ الله) وشعراً أُنْشِدَ فِيهِ وَمِمَّا أنْشد فِيهِ غير ذَلِك قَول بعض بني مازنٍ من تَمِيم: حِبُّ شبَّهوه بمِنْتِن وَإِنَّمَا جَاءَت على فَعَلَ وَإِن لم يَقُولُوا حَبَبْتَ وَقَالُوا يِحِبُّ كَمَا قَالُوا يِئْبَى فَلَمَّا جَاءَ شاذّاً عَن بَابه على يفْعَل خُولِفَ بِهِ كَمَا قَالُوا يَا أَللهُ، وَقَالُوا لَيْسَ وَلم يَقُولُوا لاسَ فَكَذَلِك يِحِبُّ لم يَجئ على أفْعلْت فجَاء على مَا لَا يستَعْمَل، كَمَا أَن يَدَع ويَذَر على وَدَعْت ووَذَرْت وَإِن لم يسْتَعْمل فعلوا هَذَا بِهَذَا لكثرته فِي كَلَامهم. وَاعْلَم أَن فِي نِحِبُّ قَوْلَيْنِ أَحدهمَا مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِن أَصله حَبَّ وَإِن لم يسْتَعْمل فِي حَبَّ، وَقد تقدم القَوْل بِأَن حَبَّ قد يسْتَعْمل وَذكرت فِيهِ مَا رُوِيَ عَن أبي رجاءٍ العُطارِديّ (قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ الله فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ الله) وشعراً أُنْشِدَ فِيهِ وَمِمَّا أنْشد فِيهِ غير ذَلِك قَول بعض بني مازنٍ من تَمِيم: لَعَمْرُكَ إنَّني وطِلابَ مِصْرٍ لّكالمُزْداد مِمَّا حَبَّ بُعدا وَكَانَ حَقه على مَا قدَّره سِيبَوَيْهٍ أَن يُقَال يَحِبُّ بِفَتْح الْيَاء ولكنَّه أتْبَعَ الياءَ الحاءَ. وَقَالَ غَيره: يِحِبُّ بِالْكَسْرِ أَصله يُحِبُّ من قَوْلنَا أحَبَّ يُحِبُّ وشذوذه أَنهم أتبعوا الْيَاء المضمومة الحاءَ كَمَا قَالُوا مِغِيرة وَالْأَصْل مُغيرة فكَسروه من مضموم وَهَذَا القَوْل أعجب إليّ لِأَن الكسرة بعد الضمّة أثقل وأقلّ فِي الْكَلَام فالأَولى أَن يُظَنَّ أَنهم اخْتَارُوا الشاذَّ عُدولاً عَن الأثقل، وَمن حجّة سِيبَوَيْهٍ أَنهم قَالُوا يِئْبَى وَالْأَصْل يَأْبَى فقد كسروا المفتوح وَإِنَّمَا كسروا فِي يِئْبَى وحقّ الْكسر أَن يكون فِي أَوَائِل يَفعَل مِمَّا ماضيه على فَعِل إِذا كَانَ الأوّل تَاء أَو نونا أَو ألفا وَلَا تدخل على الْيَاء، تَقول فِي عَلِمَ أَنْتَ تِعْلَم وأَنا إِعْلَم وَنحن نِعْلَم وَلَا يَقُولُونَ زيدٌ يِعْلَم وسترى ذَلِك فِي الْبَاب الَّذِي بعد هَذَا إِن شَاءَ الله فَصَارَ يِئْبَى شاذّاً من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن أبَى يأبَى شَاذ وَكسر الْيَاء فِيهِ شَاذ، وَعند سِيبَوَيْهٍ أَنه رُبمَا شذَّ الْحَرْف فِي كَلَامهم فَخرج عَن نَظَائِره فيُجَسِّرُهم ذَلِك على ركُوب شذوذ آخر فِيهِ فَمن ذَلِك قَوْلهم أَيْضا يَا ألله لَيْسَ من كَلَامهم نِدَاء مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام قطعُوا الْألف فَخَرجُوا عَن نَظَائِره من الْوَجْهَيْنِ وَلم يَقُولُوا فِي ليسَ لاسَ وَكَانَ حَقه أَن يُقَال لِأَنَّهُ فعل مَاض وثانيه يَاء وَهُوَ على فَعِل وَإِذا تحرَّكت الْيَاء وَقبلهَا فَتْحة قلبوها ألفا كَمَا قَالُوا هابَ ونالَ وَأَصله هَيِبَ ونَيِلَ فَقَوْلهم لَيْسَ شَاذ، وَكَذَلِكَ قَوْلهم يَدَعُ ويَذَرُ لم يستعملوا فِيهِ وَذَرْتُ وَلَا وَدَعْتُ وتركهم ذَلِك من الشاذ، وَأما أَجيءُ ونحوُها فعلى الْقيَاس وعَلى مَا كَانَت تكون عَلَيْهِ لَو أتمُّوا يَعْنِي أَنه يفتح الْألف فِي أَجيءُ وَلَا يكون مثل يِحِبُّ وإحِبُّ لِأَن هَذَا شَاذ ويجيءُ وأَجيءُ وَنَحْو هَذَا جَاءَ على مَا يَنْبَغِي أَن يكون.
هَذَا بَاب مَا يُكْسَر فِيهِ أوائلُ الْأَفْعَال المضارعة للأسماء كَمَا كسَرْتَ ثَانِي الْحُرُوف حِين قلت فَعِل وَذَلِكَ فِي لُغَة جَمِيع الْعَرَب إِلَّا أهل الْحجاز
وَذَلِكَ قَوْلك أَنْت تِعْلَم وَأَنا إعلَم ذَاك وَهِي تِعْلَم ذَاك وَنحن نِعْلَم ذَاك، وَكَذَلِكَ كل شَيْء قلت فِيهِ فَعِل من بَنَات الْيَاء وَالْوَاو الَّتِي الْيَاء وَالْوَاو فِيهِنَّ لَام أَو عين والمضاعف وَذَلِكَ قَوْلك شَقِيت وَأَنت تِشْقَى وخَشيتُ فَأَنا إخْشى وخِلْنا فَنحْن نِخال وعَضِضْتُنَّ فأنتنَّ تِعْضَضْنَ وأنتِ تِعَضِّين لِأَن خالَ أَصله خَيِل وعَضَّ أَصله عَضِضْت وَإِنَّمَا كسروا هَذِه الْأَوَائِل لأَنهم أَرَادوا أَن تكون أوائلها كثواني فَعِل كَمَا ألزموا الْفَتْح مَا كَانَ ثَانِيه مَفْتُوحًا فِي فعَل يَعْنِي أَنهم فتحُوا أول الْمُسْتَقْبل فِيمَا كَانَ الثَّانِي مِنْهُ مَفْتُوحًا كَقَوْلِك ضَرَبْتَ تَضْرِبُ وقَتَلْت تَقْتُل وأجرَوا أَوَائِل الْمُسْتَقْبل على ثواني الْمَاضِي فِي ذَلِك وَلم يُمكنهُم أَن يكسروا الثَّانِي من الْمُسْتَقْبل كَمَا كسروه من الْمَاضِي لِأَن الثَّانِي يلْزمه السّكُون فِي أصل البنية فَجعل ذَلِك فِي الأوّل وَجَمِيع هَذَا إِذا قلت فِيهِ يَفْعَل فأدخلْت الْيَاء فَتَحْتَ وَذَلِكَ انهم كَرهُوا الكسرة فِي الْيَاء حَيْثُ لم يهابوا انتقاضَ معنى فيحتملوا ذَلِك كَمَا(4/332)
يكْرهُونَ الياآت والواوات مَعَ الْيَاء وَأَشْبَاه ذَلِك يَعْنِي أَن الَّذين يَقُولُونَ تِعْلَم بِكَسْر التَّاء لَا يَقُولُونَ يِعلَم بِكَسْر الْيَاء لاستثقالهم الْكسر على الْيَاء وَلَا يَدعُوهُم إِلَى كسرهَا داعٍ يُوجب تَغْيِير معنى أَو لفظ وَقد كسروا الْيَاء فِيمَا كَانَ فَاء الْفِعْل مِنْهُ واواً قَالُوا وجِلَ يَجَل لأَنهم أَرَادوا بِكَسْرِهَا قلب الْوَاو يَاء استثقالاً للواو وَكَذَلِكَ وحِلَ يَوْحَل ووَجِعَ يَوْجَع وَمَا جرى مَجراه وَلَا يكسر فِي هَذَا الْبَاب شَيْء كَانَ ثَانِيه مَفْتُوحًا نَحْو ذَهَب وضَرَب وأشباهِهما وَقَالُوا أَبَى وأنتَ تِئْبَى وَهُوَ يِئْبَى وَذَلِكَ أَنه من الْحُرُوف الَّتِي يسْتَعْمل فِيهَا مَفْتُوحًا وَأَخَوَاتهَا وَلَيْسَ الْقيَاس أَن تُفتَح وَإِنَّمَا هُوَ حرفٌ شاذٌّ فَلَمَّا جَاءَ مَجيءَ مَا فَعَلَ مِنْهُ مكسورٌ فعلوا بِهِ مَا فعلوا بذلك يَعْنِي أَنه لما كَانَ يَأْبَى على وزنٍ يوجِبُ أَن يكون ماضيه خَشِيَ وكسروا الياءَ فِيهِ أَيْضا فَقَالُوا يِئْبَى وهم لَا يَقُولُونَ يِخْشَى بِكَسْر الْيَاء لأَنهم قد ركبُوا الشذوذ فِي تِئْبَى بِكَسْر التَّاء فِيهِ فجرَّاَهم ذَلِك على كسر الْيَاء الَّذِي هُوَ شذوذٌ آخر كَأَنَّهُمْ أتْبَعوا الشذوذ الشُّذوذ وشبَّهوه بيِيِجَل فِي كسر الْيَاء حِين أُدخلت فِي بَاب فَعِلَ وَكَانَ إِلَى جنْب الْيَاء حرفُ اعتلال وهم مِمَّا يغيِّرون فِي كَلَامهم الْأَكْثَر ويجْسُرون عَلَيْهِ إِذْ صَار عِنْدهم مُخَالفا يَعْنِي أَنهم شبَّهوا الْهمزَة فِي تِيبَى بعد تَاء الِاسْتِقْبَال إِذْ كَانَ يجوز تليينها وقلبها إِلَى الْيَاء بقلب الْوَاو إِلَى الْيَاء فِي يِيجَل وَمعنى قَوْله وهم مِمَّا يغيِّرون الْأَكْثَر ويجسُرون عَلَيْهِ إِذْ صَار عِنْدهم مُخَالفا يَعْنِي لما صَار مُخَالفا للْقِيَاس فِي شَيْء احتملوا مُخَالفَة أُخْرَى فِيهِ. قَالَ: وَجَمِيع مَا ذكرنَا مفتوحٌ فِي لُغَة أهل الْحجاز وَهُوَ الأَصْل يَعْنِي تَعْلم ونَعْلَم وَمَا أشبهه وَصَارَت لغتهم الأَصْل لِأَن الْعَرَبيَّة أَصْلهَا إسماعيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ مَسْكَنه مَكَّة وَمَعَ ذَلِك فَإِن الْعَرَب مجمِعةٌ على فتح مَا كَانَ ماضيه فَعَل أَو فَعُل فِي الْمُسْتَقْبل فَعلمنَا أَن الْفَتْح الأصلُ. قَالَ وَأما يسَع ويَطَأُ فَإِنَّمَا فتحُوا لِأَنَّهُ فَعِل يَفعِل مثل حَسِب يَحْسِبُ ففتحوا للهمزة وَالْعين كَمَا قَالُوا يقْرَأ ويقرع فَلَمَّا جَاءَ على مِثَال مَا فَعَل مِنْهُ مفتوحٌ لم يكسِروا كَمَا كسَروا يَأْبَى حَيْثُ جَاءَت على مِثَال مَا فَعِل مِنْهُ مكسورٌ يَعْنِي أَن أصل يسَعُ ويَطأُ يَوْسِعُ ويَوْطِئُ وَإِنَّمَا فتح لأجل حرف الْحلق فَصَارَ بِمَنْزِلَة حَسِبَ يَحْسِب فَلم يكسروه لِأَن مَا كَانَ مستقبله يَفْعِل فَكَأَن ماضيَه فَعَل وَلَا يكسر أوّل مُسْتَقْبل مَا ماضيه فَعَل وَإِنَّمَا كسروا فِي تأبَى على شُذوذه لِأَنَّهُ جَاءَ على مِثَال مَا ماضيه مكسور الثَّانِي، وَأما وَجِل يَوْجَل وَنَحْوه فَإِن أهل الْحجاز يَقُولُونَ يَوْجَل فيُجرونه مجْرى عَلِمْت وَغَيرهم من الْعَرَب سوى أهل الْحجاز يَقُولُونَ فِي تَوْجَل هِيَ تِيجَل وَأَنا إيجَل وَنحن نِيجَل وَإِذا قلت يَفعَل مِنْهُ فبعض الْعَرَب يَقُولُونَ يَيْجَل كَرَاهِيَة الْوَاو مَعَ الْيَاء كَمَا يبدلونها من الْهمزَة الساكنة يَعْنِي كَمَا يَقُولُونَ فِي ذِئْب ذِيْب فقلبوا الْيَاء من الْهمزَة الساكنة وشبَّهوا قلب الْوَاو يَاء فِي يَوْجَل بأيام وَنَحْوهَا وَالْأَصْل أَيْوام، وَقَالَ بَعضهم ياجَل فأبدل مَكَانهَا ألفا كراهةَ الْوَاو مَعَ الْيَاء كَمَا يبدلونها من الْهمزَة الساكنة يَعْنِي إِذا خفَّفوا همزَة رَأس قَالُوا راس بألِف وَقَالَ بَعضهم ييِجَل كَأَنَّهُ لما كره الْيَاء مَعَ الْوَاو كَسَر الْيَاء ليقلب الْوَاو يَاء لِأَنَّهُ قد علم أَن الْوَاو الساكنة إِذا كَانَت قبلهَا كسرة صَارَت يَاء وَلم تكن عِنْده الْوَاو الَّتِي تقلب مَعَ الْيَاء حَيْثُ كَانَت الْيَاء الَّتِي قبلهَا متحركة فأرادوا أَن يقلبوها إِلَى هَذَا الْحَد وكَرِهَ أَن يقلبها على هَذَا الْوَجْه يُرِيد أَن الْوَاو لَا يجب قَلبهَا يَاء إِلَّا أَن يكون المتحرك الَّذِي قبلهَا مكسوراً فَالَّذِي كَسَر الْيَاء فِي يِيجَل استثقل الْوَاو وَلم يَر الْيَاء الْمَفْتُوحَة تُوجِب قلبَ الْوَاو فكَسَرها لتنقلب الْوَاو. وَاعْلَم أَن كل شَيْء كَانَت أَلفه مَوْصُولَة مِمَّا جَاوز ثَلَاثَة أحرف فِي فَعْلٍ فإنَّك تَكسر أَوَائِل الْأَفْعَال المضارعة للأسماء وَذَلِكَ لأَنهم أَرَادوا أَن يكسروا أوائلها كَمَا كسروا أَوَائِل فَعِل فَلَمَّا أَرَادوا الْأَفْعَال المضارعة على هَذَا الْمَعْنى كسروا أوائلها كَأَنَّهُمْ شبَّهوا هَذَا بِذَاكَ وَإِنَّمَا مَنعهم أَن يكسروا الثوانيَ فِي بَاب فَعِل أَنَّهَا لم تكن تُحرك فوضعوا ذَلِك فِي الْأَوَائِل وَلم يَكُونُوا ليكسِروا الثَّالِث فيلتبس يَفْعِل بيَفْعَل وَذَلِكَ قَوْلك استغْفَرَ فَأَنت تستغفِر واحْرَنْجَمَ فَأَنت تِحْرَنجِم واغْدَوْدَن فَأَنت تِغْدَوْدِن واقْعَنْسَسَ فَأَنت(4/333)
تِقْعَنْسِسُ يُرِيد أَنهم شبَّهوا مَا كَانَ فِي ماضيه ألفُ وصل بِمَا كَانَ الْمَاضِي مِنْهُ على فَعِل لاجتماعهما فِي كسرة ألف الْوَصْل أوّلا وكَسرة عين فَعِل ثَانِيًا وكرهوا كسر الْحَرْف الثَّانِي من مُسْتَقْبل فَعِل لِأَن صفته السّكُون وكرهوا كسر الثَّالِث لِئَلَّا يلتبس يَفْعَل بيَفْعِل فَوَجَبَ كسر الأول ثمَّ شبَّهوا مُسْتَقْبل مَا ماضيه ألف الْوَصْل بمستقبل فَعِل فكسروا أَوَّلَه. قَالَ: وكلّ شيءٍ من تَفَعَّلْت أَو تفاعَلْت أَو تَفَعْلَلْت يجْرِي هَذَا المجرى لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكون أوّله ألفٌ مَوْصُولَة لِأَن مَعْنَاهُ معنى الانفعال وَهُوَ بِمَنْزِلَة انفَتَح وانطَلَق ولكنَّهم لم يستعملوه اسْتِخْفَافًا يُرِيد أَنه يجوز أَن يُقَال فِي مُسْتَقْبل تدحرَجَ وتعالَجَ وتمَكَّن تِتَدَحْرَج وتِتَقاتَل وتِتَمَكَّن لِأَنَّهُ كَانَ الأَصْل فِيمَا زَاد على أَرْبَعَة أحرفٍ من الْأَفْعَال الثلاثية أَن تكون فِيهَا ألِفُ وصلٍ فحُمِل كَسر هَذِه الْأَفْعَال على كسر مَا فِي أوَّله ألفُ وصْل فَيصير جملَة مَا يجوز كسر أوّل مستقبله ثَلَاثَة عشر بِنَاء مِنْهَا تسعةُ أبنيةٍ فِي أوائلها ألفُ الْوَصْل وَثَلَاثَة فِي أوّلها التَّاء الزَّائِدَة وفَعِلَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ أوّلاً وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنهم يفتحون الزَّائِد فِي يفعَل يُرِيد أَن الدَّلِيل على أَن مَا فِي أوّله التَّاء الزَّائِدَة فِي الْمَاضِي كَانَ حقُّه ألف الْوَصْل أَن مستقبله يُفتَحُ أوّله وَلَا يجْرِي مجْرى الرباعيّ كَقَوْلِك يتعالجُ ويتكَبَّر فَصَارَ بِمَنْزِلَة مَا فِيهِ ألف الْوَصْل نَحْو ينْطَلق ويستغفر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: ومثلُ ذَلِك قولُهم تَقَى اللهُ رجلٌ ثمَّ قَالُوا يَتَقي اللهَ أجْرَوْه على الأَصْل وَإِن كَانُوا لم يستعملوا الْألف حذفوها والحرفَ الَّذِي بعدَها. اعْلَم أَن الْعَرَب تَقول تَقَى يَتَقي بِفَتْح التَّاء فِي الْمُسْتَقْبل وَكَانَ الظَّاهِر من هَذَا أَن يُقَال تَقَى يَتْقي وَإِنَّمَا هُوَ على الْحَذف وَأَصله اتَّقى يَتَّقي حذفوا فَاء الْفِعْل وَهُوَ التَّاء الأولى من اتَّقى وَهِي سَاكِنة فَسَقَطت ألف الْوَصْل من اتَّقى لِأَن بعْدهَا متحرِّكاً وَفِي الْمُسْتَقْبل يتَّقي حذفوا مِنْهُ التَّاء أَيْضا الأولى فَبَقيَ يَتَقي وَإِذا أمروا قَالُوا تَقِ اللهَ وَأَصله اتَّقِ سَقَطت التَّاء الَّتِي هِيَ مَكَان فَاء الْفِعْل وَسَقَطت ألف الْوَصْل وأصل هَذِه التَّاء الساقطة وَاو لِأَنَّهَا من وَقَيْتُ، وَالتَّاء فِي قَوْلهم تَقَى اللهَ رجلٌ ويَتَقي وتَقِِ اللهَ فِي الْأَمر هِيَ تَاء افْتَعَل وَهِي زَائِدَة، وَاخْتلفُوا فِي تُقىً فَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد يَقُول هِيَ زَائِدَة، وَوزن تُقىً تُعَل، وَكَانَ الزّجاج يَقُول هِيَ منقلبة من وَاو وُقىً وَهُوَ فُعَل مثل قَوْلهم تُكَأَة وتُخَمَة وَالْأَصْل وُكَأَة ووُخَمَة، وَلَا يُقَال يَتْقي فِي الْمُسْتَقْبل بتسكين التَّاء لِأَن الأَصْل مَا ذكرته وَلَو كَانَ يجوز التسكين لقيل فِي الْأَمر اتقِِ كَمَا يُقَال فِي يَرْمي ارْمِ قَالَ الشَّاعِر: الْوَاو الَّتِي تقلب مَعَ الْيَاء حَيْثُ كَانَت الْيَاء الَّتِي قبلهَا متحركة فأرادوا أَن يقلبوها إِلَى هَذَا الْحَد وكَرِهَ أَن يقلبها على هَذَا الْوَجْه يُرِيد أَن الْوَاو لَا يجب قَلبهَا يَاء إِلَّا أَن يكون المتحرك الَّذِي قبلهَا مكسوراً فَالَّذِي كَسَر الْيَاء فِي يِيجَل استثقل الْوَاو وَلم يَر الْيَاء الْمَفْتُوحَة تُوجِب قلبَ الْوَاو فكَسَرها لتنقلب الْوَاو. وَاعْلَم أَن كل شَيْء كَانَت أَلفه مَوْصُولَة مِمَّا جَاوز ثَلَاثَة أحرف فِي فَعْلٍ فإنَّك تَكسر أَوَائِل الْأَفْعَال المضارعة للأسماء وَذَلِكَ لأَنهم أَرَادوا أَن يكسروا أوائلها كَمَا كسروا أَوَائِل فَعِل فَلَمَّا أَرَادوا الْأَفْعَال المضارعة على هَذَا الْمَعْنى كسروا أوائلها كَأَنَّهُمْ شبَّهوا هَذَا بِذَاكَ وَإِنَّمَا مَنعهم أَن يكسروا الثوانيَ فِي بَاب فَعِل أَنَّهَا لم تكن تُحرك فوضعوا ذَلِك فِي الْأَوَائِل وَلم يَكُونُوا ليكسِروا الثَّالِث فيلتبس يَفْعِل بيَفْعَل وَذَلِكَ قَوْلك استغْفَرَ فَأَنت تستغفِر واحْرَنْجَمَ فَأَنت تِحْرَنجِم واغْدَوْدَن فَأَنت تِغْدَوْدِن واقْعَنْسَسَ فَأَنت تِقْعَنْسِسُ يُرِيد أَنهم شبَّهوا مَا كَانَ فِي ماضيه ألفُ وصل بِمَا كَانَ الْمَاضِي مِنْهُ على فَعِل لاجتماعهما فِي كسرة ألف الْوَصْل أوّلا وكَسرة عين فَعِل ثَانِيًا وكرهوا كسر الْحَرْف الثَّانِي من مُسْتَقْبل فَعِل لِأَن صفته السّكُون وكرهوا كسر الثَّالِث لِئَلَّا يلتبس يَفْعَل بيَفْعِل فَوَجَبَ كسر الأول ثمَّ شبَّهوا مُسْتَقْبل مَا ماضيه ألف الْوَصْل بمستقبل فَعِل فكسروا أَوَّلَه. قَالَ: وكلّ شيءٍ من تَفَعَّلْت أَو تفاعَلْت أَو تَفَعْلَلْت يجْرِي هَذَا المجرى لِأَنَّهُ كَانَ فِي الأَصْل مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكون أوّله ألفٌ مَوْصُولَة لِأَن مَعْنَاهُ معنى الانفعال وَهُوَ بِمَنْزِلَة انفَتَح وانطَلَق ولكنَّهم لم يستعملوه اسْتِخْفَافًا يُرِيد أَنه يجوز أَن يُقَال فِي مُسْتَقْبل تدحرَجَ وتعالَجَ وتمَكَّن تِتَدَحْرَج وتِتَقاتَل وتِتَمَكَّن لِأَنَّهُ كَانَ الأَصْل فِيمَا زَاد على أَرْبَعَة أحرفٍ من الْأَفْعَال الثلاثية أَن تكون فِيهَا ألِفُ وصلٍ فحُمِل كَسر هَذِه الْأَفْعَال على كسر مَا فِي أوَّله ألفُ وصْل فَيصير جملَة مَا يجوز كسر أوّل مستقبله ثَلَاثَة عشر بِنَاء مِنْهَا تسعةُ أبنيةٍ فِي أوائلها ألفُ الْوَصْل وَثَلَاثَة فِي أوّلها التَّاء الزَّائِدَة وفَعِلَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ أوّلاً وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنهم يفتحون الزَّائِد فِي يفعَل يُرِيد أَن الدَّلِيل على أَن مَا فِي أوّله التَّاء الزَّائِدَة فِي الْمَاضِي كَانَ حقُّه ألف الْوَصْل أَن مستقبله يُفتَحُ أوّله وَلَا يجْرِي مجْرى الرباعيّ كَقَوْلِك يتعالجُ ويتكَبَّر فَصَارَ بِمَنْزِلَة مَا فِيهِ ألف الْوَصْل نَحْو ينْطَلق ويستغفر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: ومثلُ ذَلِك قولُهم تَقَى اللهُ رجلٌ ثمَّ قَالُوا يَتَقي اللهَ أجْرَوْه على الأَصْل وَإِن كَانُوا لم يستعملوا الْألف حذفوها والحرفَ الَّذِي بعدَها. اعْلَم أَن الْعَرَب تَقول تَقَى يَتَقي بِفَتْح التَّاء فِي الْمُسْتَقْبل وَكَانَ الظَّاهِر من هَذَا أَن يُقَال تَقَى يَتْقي وَإِنَّمَا هُوَ على الْحَذف وَأَصله اتَّقى يَتَّقي حذفوا فَاء الْفِعْل وَهُوَ التَّاء الأولى من اتَّقى وَهِي سَاكِنة فَسَقَطت ألف الْوَصْل من اتَّقى لِأَن بعْدهَا متحرِّكاً وَفِي الْمُسْتَقْبل يتَّقي حذفوا مِنْهُ التَّاء أَيْضا الأولى فَبَقيَ يَتَقي وَإِذا أمروا قَالُوا تَقِ اللهَ وَأَصله اتَّقِ سَقَطت التَّاء الَّتِي هِيَ مَكَان فَاء الْفِعْل وَسَقَطت ألف الْوَصْل وأصل هَذِه التَّاء الساقطة وَاو لِأَنَّهَا من وَقَيْتُ، وَالتَّاء فِي قَوْلهم تَقَى اللهَ رجلٌ ويَتَقي وتَقِِ اللهَ فِي الْأَمر هِيَ تَاء افْتَعَل وَهِي زَائِدَة، وَاخْتلفُوا فِي تُقىً فَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد يَقُول هِيَ زَائِدَة، وَوزن تُقىً تُعَل، وَكَانَ الزّجاج يَقُول هِيَ منقلبة من وَاو وُقىً وَهُوَ فُعَل مثل قَوْلهم تُكَأَة وتُخَمَة وَالْأَصْل وُكَأَة ووُخَمَة، وَلَا يُقَال يَتْقي فِي الْمُسْتَقْبل بتسكين التَّاء لِأَن الأَصْل مَا ذكرته وَلَو كَانَ يجوز التسكين لقيل فِي الْأَمر اتقِِ كَمَا يُقَال فِي يَرْمي ارْمِ قَالَ الشَّاعِر: تَقُوُه أَيُّها الفِتْيانُ إنّي رأيتُ اللهَ قدْ غَلَبَ الجُدودا وَقَالَ آخر: جَلاها الصَّيْقَلونَ فأخْلَصوها فجاءتْ كلُّها يَتَقي بأَثْرِ وَمثل هَذَا يُقَال يَتَخِذُ على مِثَال يَتَّخِذ فحذفوا التَّاء الأولى كَمَا حذفوا من يَتَقي وَقَالُوا فِي الْمَاضِي تَخِذَ فَكَانَ الزّجاج يَقُول أصل تَخِذَ اتَّخَذَ، وَلَيْسَ الْأَمر عِنْدِي كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ لَو كَانَ اتَّخذَ وحُذفت التَّاء مِنْهُ لوَجَبَ أَن يُقَال تَخَذَ وَلَيْسَ أحدٌ يَقُول تَخَذَ بِفَتْح الْخَاء، وَحكى أَبُو زيد تَخِذَ يَتْخَذ تَخْذاَ. قَالَ أَبُو سعيد: وَفِيمَا قرأته على ابْن أبي الْأَزْهَر عَن بنْدَار فِي مَعَاني الشّعْر لَهُ: وَلَا تُكْثِرا تَخْذَ الشِّعارِ فإنَّها تُريدُ مُباآتٍ فَسيحاً فِناؤُها وَإِنَّمَا أَرَادَ سِيبَوَيْهٍ أَنهم قَالُوا فِي الْمُسْتَقْبل يَتَقي وَإِن كَانَ الْمَاضِي تَقَى اتَّقى فردّوهُ إِلَى(4/334)
أصل اتَّقى فَقَالُوا يَتَقي مخفَّفاً عَن يتَّقي وَقد مضى ذَلِك، وَأما فَعُل فَإِنَّهُ لَا يُضَمُّ مِنْهُ مَا كُسر من فَعِل لِأَن الضمَّ أثقل عِنْدهم فكرهوا الضَّمَّتين وَلم يخَافُوا التباس مَعْنيين فعمدوا إِلَى الأخفِّ يُرِيد أَنهم لم يَقُولُوا فِي مُسْتَقْبل فَعُل يُفْعُل على مَا توجبه ضمَّة الْمَاضِي كَمَا كسروا أوّل مُسْتَقْبل فَعِل حِين قَالُوا تِعْلَم لِأَن الكسرة مَعَ الْفَتْح أخف عَلَيْهِم من اجْتِمَاع ضمَّتين وَلم يكن بهم حَاجَة إِلَى تحمُّل ثقل الضمَّتين لِأَن الْمَعْنى لَا يتغيَّر فَتكون إبانة الْمَعْنى دَاعِيَة لَهُم إِلَى تحمل الثّقل فَهَذَا معنى قَوْله وَلم يخَافُوا التباساً فعَمَدوا إِلَى الأخف. قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يُرِيدُوا تفريقاً بَين مَعْنيين كَمَا أردْت ذَلِك فِي فَعِلَ يُرِيد بذلك أَن فِي فَعِلَ حِين قَالُوا تِفْعَل فِي مستقبله فرقوا بِهَذِهِ الكسرة بَين مَا كَانَ ماضيه على فَعِلَ وَمَا كَانَ ماضيه على فَعَلَ فَقَالُوا تِعْلَم وَلم يَقُولُوا تِذْهَب وَجعله سِيبَوَيْهٍ مَعْنيين وَإِن لم يكن من الْمعَانِي الَّتِي تغير مَقَاصِد الْقَائِلين فِيمَا عَبَّروا عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ حِكْمَة فِي إتباع اللَّفْظ وكلُّ عَقْدٍ فِي هَذَا الْبَاب لسيبويه وكلُّ تَحْلِيل فلأبي بكر بن السَّرِيِّ وَأبي عَليّ وَأبي سعيد.
هَذَا بَاب مَا يُسَكَّن اسْتِخْفَافًا وَهُوَ فِي الأَصْل عِنْدهم متحرك
وَذَلِكَ قَوْلهم فِي فَخِذ فَخْذ وَفِي كَبِد كَبْد وَفِي عَضُد عَضْد وَفِي الرجُل رَجْل وَفِي كَرَمَ الرجلُ كَرْمَ وَفِي عَلمِ عَلْم وَهِي لُغَة بكر بن وَائِل وأناس كثير من بني تَمِيم وَقَالُوا فِي مَثَل: لم يُحْرَم مَنْ فُصْدَ لَهُ. يَعْنِي فَصْدَ الْبَعِير للضَّيْف وفَصْدُه للضيف أَنهم كَانُوا عِنْد عَوَز الطَّعَام يَفْصِدون البعيرَ ليشربَ الضيفُ من دمِه فيَسُدّ جوعَه وَقَالَ أَبُو النَّجْم: لَو عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ يُرِيد عُصر وَأَبُو النَّجْم من بكر بن وَائِل وَهَذِه اللُّغَة أَيْضا كَثِيرَة فِي تغلب وَهُوَ أَخُو بكر بن وَائِل وَقَالَ أَيْضا: ونُفْخُوا فِي مَدائِنِهم فَطاروا وَإِنَّمَا حملهمْ على هَذَا أَنهم كَرهُوا أَن يرفعوا ألسنتهم عَن المفتوح إِلَى المكسور والمفتوحُ أخفُّ عَلَيْهِم فكرهوا أَن يَنْتَقِلُوا من الأخف إِلَى الأثقل وكرِهوا فِي عُصِرَ الكسرة بعد الضمة كَمَا يكْرهُونَ الْوَاو مَعَ الْيَاء فِي مَوَاضِع وَمَعَ هَذَا أَنه بِنَاء لَيْسَ من كَلَامهم إِلَّا فِي هَذَا الْموضع من الْفِعْل فكرهوا أَن يحوّلوا ألسنتهم إِلَى الاستثقال يُرِيد أَنه لَيْسَ من كَلَامهم فُعِلَ إِلَّا فِيمَا لم يُسَمَّ فاعلُه من الثُّلاثي وَإِذا تَتَابَعَت الضمتان خففوا أَيْضا وكرِهوا ذَلِك كَمَا يكْرهُونَ الواوين وَإِنَّمَا الضمتان من الواوين وَذَلِكَ قَول الرُّسْل والطُّنْب والعُنْق وَكَذَلِكَ الكسرتان تكرهان كَمَا تكره الياآن وَذَلِكَ قَوْلك فِي إبِل إبْل، قَالَ الشَّاعِر: ألْبانُ إبْلٍ تَعِلَّةَ بنِ مُساوِرٍ مَا دامَ يمْلِكُها عليَّ حَرامُ فَأَما مَا توالت فِيهِ الفتحتان فَإِنَّهُم لَا يسكنون مِنْهُ لِأَن الْفَتْح أخف عَلَيْهِم من الضَّم وَالْكَسْر كَمَا أَن الْألف أخف عَلَيْهِم من الْوَاو وَالْيَاء وَذَلِكَ نَحْو جَمَل وحَمَل وَنَحْوه وَمِمَّا أشبه الأول مِمَّا لَيْسَ على ثَلَاثَة أحرف قَوْلهم: أراكَ مُنْتَفْخاً عَلَيَّ. بتسكين الْفَاء سُكِّن لِأَن قَوْلنَا تَفِخاً من مُنْتَفِخاً كَقَوْلِنَا فَخِذَ وكَبِدَ فأسكن كَمَا أسكن الْخَاء من فَخذ وَمن ذَلِك قَوْلهم انْطَلْقَ يَا هَذَا بتسكين اللَّام وَفتح الْقَاف وَكَانَ الأَصْل انْطَلِق اللامُ مَكْسُورَة وَالْقَاف سَاكِنة فسكنت اللَّام للكسرة فَاجْتمع ساكنان اللَّام وَالْقَاف فحرَّكوا الْقَاف وفتَحوه كَمَا قَالُوا أَيْنَ وفتحوا(4/335)
النُّون. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وحدَّثنا الْخَلِيل عَن الْعَرَب بذلك وأنشدنا بَيْتا لرجلٍ من أزدِ السَّراة وَهُوَ: عَجِبْتُ لمَوْلودٍ ولَيْسَ لَهُ أبٌ وَذي وَلَدٍ لم يَلْدَهُ أَبَوَانِ يُرِيد يَلِدْهُ فأسكنَ اللَّام فَاجْتمع ساكنان اللَّام وَالدَّال فَفتح الدَّال لِاجْتِمَاع الساكنين. قَالَ: وسمِعنا من الْعَرَب كَمَا أنْشدهُ الْخَلِيل ففتحوا الدَّال كي لَا يلتقي ساكنان حَيْثُ أسكنوا مَوضِع الْعين وحركوها بحركة أقرب المتحركات إِلَيْهِ وَهِي الْيَاء وَلم يَحْفِلوا بِاللَّامِ لسكونها لِأَن السَّاكِن حاجز غير حَصين وَزَعَمُوا أَنهم يَقُولُونَ وَرِكَ ووَرْك وكَتِفَ وكَتْف.
(بَاب مَا أُسكِن من هَذَا الْبَاب وتُرِك أول الْحَرْف على أَصله لَو حُرِّك)
لِأَن الأَصْل عِنْدهم أَن يكون الثَّانِي متحركاً وَغير الثَّانِي أول الْحَرْف وَذَلِكَ قَوْلهم شَهْدَ ولِعْبَ تسكن الْعين كَمَا أسكنتها فِي عَلْمَ وتَدَعُ الأول مكسوراً لِأَنَّهُ عِنْدهم بِمَنْزِلَة مَا حركوا فَصَارَ كأول إبِلِ سمعناهم ينشدون هَذَا الْبَيْت هَكَذَا للأخطل: إِذا غابَ عَنَّا غابَ عنَّا فُراتُنا وإنْ شِهْدَ أَجْدَى فَضْلُه وجَدَاولُهْ وَمثل ذَلِك نِعْمَ وبِئْسَ إِنَّمَا هما فَعِلَ قَالَ الْمُفَسّر لهَذَا الْبَيْت قد قدمنَا قبل هَذَا أَن مَا كَانَ على فَعِلَ وثانيه حرف من حُرُوف الْحلق فَفِيهِ أَربع لُغَات مِنْهَا فِعْلَ وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الْموضع أَن شِهْدَ ولِعْبَ جَاءَ على أَصله لَو حُرِّك مَعْنَاهُ أَنه جَاءَ شِهِدَ ولِعِبَ ثمَّ أسكن من أجل ذَلِك وَمثل ذَلِك غُزْيَ الرجلُ لَا تُحوِّل الْيَاء واواً لِأَنَّهُمَا إِنَّمَا خُفِّفت وَالْأَصْل عِنْدهم التحريك وَأَن تُجْرى يَاء كَمَا أَن الَّذِي خفَّفَ الأصلُ التحركُ عِنْده وَأَن يُجْريَ الأول فِي خِلَافه مكسوراً وأصلُ غُزِيَ غُزِوَ لِأَنَّهُ من الغَزْوِ انقلبت الْوَاو يَاء لِأَنَّهَا طَرَفٌ وَقبلهَا كسرة فَكَأَن قَائِلا قَالَ إِذا سَكَّنا الزَّاي وَجب أَن تعود الْوَاو لِأَن الْعلَّة الَّتِي كَانَت تَقْلِبها يَاء قد زَالَت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا التَّخْفِيف لَيْسَ بِوَاجِب وَلَا هُوَ بناءٌ بُني عَلَيْهِ اللفظُ فِي الأَصْل وَإِنَّمَا هُوَ عَارض كَمَا أَن الَّذِي يَقُول عَلْمَ وكَرْمَ فِي عَلِمَ وكَرُمَ الأَصْل عِنْده عَلِمَ وكَرُمَ وَإِن خفَّف وَالدَّلِيل على أَن الأَصْل هَذَا أَنه لَو جعل الفعلَ لنَفسِهِ لقَالَ عَلِمْت وكَرُمْت فرَدُّوا الْبناء إِلَى أَصله فاعرف ذَلِك.
(بَاب أَسمَاء المصادر الَّتِي لَا يُشتَقُّ مِنْهَا أَفعَال)
أَبُو عبيد: هُوَ رجلٌ بَيِّنُ الرُّجولةِ وراجِلٌ بيِّنُ الرِّجْلَة وحُرٌّ بيِّنُ الحُرِّيَّة والحُروريَّة ورجلٌ غِرٌّ وَامْرَأَة غِرَّةٌ بَيِّنَةُ الغَرارة من قومٍ أَغِرَّاء ورجلٌ ظَهيرٌ بيِّنُ الظَّهارة وَهُوَ القويُّ وَامْرَأَة حَصانٌ بيِّنَة الحَصانة والحُصْن وفَرَسٌ حِصانٌ بيِّنُ التَّحُصُّن. قَالَ أَبُو عَليّ: غَلِطَ أَبُو عبيد فِي إِدْخَاله امْرَأَة حَصان تَحت هَذِه التَّرْجَمَة لِأَنَّهُ يُقَال حَصُنَتِ الْمَرْأَة. أَبُو عبيد: حافر وَقاحٌ بيِّنُ الوَقاحَة والوَقَح والقِحَة والقَحَة ورجلٌ عِنِّين بيِّن العِنِّينية وَقد عُنِّنَ عَن امْرَأَته وصَريحٌ بيِّنُ الصَّراحة والصُّروحة وفَرَسٌ ذَلولٌ بيِّنُ الذُّلِّ وذَليلٌ بيِّن الذُّلِّ والذِّلَّة ومَعْتوه بيِّن العَتْه والعَتَه أَيْضا وجاريةٌ بيِّنة الجَراية والجَراء وجَرِيٌّ بيِّن الجَراية: وَهُوَ الْوَكِيل وفلانٌ طريفٌ فِي النَّسَب وطَرِفٌ بيِّن الطَّرافة ومنَ الأقْعَد بيِّن القُعْدُد والقُعْدَد وعَقيمة بيِّنة العُقْم والعَقَم وعاقرٌ بيِّنة العُقْر وَقد عَقُرَت تَعْقُر وعَقِرَت تَعْقَر عُقاراً. قَالَ أَبُو عَليّ: وَقد أَسَاءَ فِي هَذَا الْموضع أَيْضا أشدَّ من تِلْكَ الْإِسَاءَة لِأَنَّهُ صَرَّح هُنَا بتصريف(4/336)
الْفِعْل فَهَذَا خلاف مَا عَلَيْهِ العَقْد. أَبُو عبيد: رجل وَضيعٌ بيِّن الضِّعَة والضَّعَة. ابْن السّكيت: وَطيءٌ بيِّن الوَطاءَة والطِّئَة والطَّأَة. أَبُو عبيد: رَفيعٌ بيِّن الرِّفْعة وَقد وَضُع ورَفُع. قَالَ أَبُو عَليّ: لَيْسَ من هَذَا الْبَاب على عَقْده إِنَّمَا هُوَ من هَذَا الْبَاب على مَا حَدَّه سِيبَوَيْهٍ وَذَلِكَ أَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ وَلم يَقُولُوا وَضُع وَلَا رَفُع كَمَا لم يَقُولُوا شَدُدْت وَلَا فَقُرْت وَقَالُوا حافٍ بيِّن الحِفْية والحِفاية وَقد حَفِيَ يَحْفَى وَهُوَ: الَّذِي لَا شَيْء فِي رِجْله لَا خُفٌّ وَلَا نَعْلٌ فَأَما الَّذِي حَفِيَ من كَثْرَة الْمَشْي فَإِنَّهُ حَفٍ بيِّن الحَفى مَقْصُور مثل الْعَمى. وَقَالَ: فلَان حَفِيٌّ بك بيِّنُ الحَفاوَة وَقد حَفيتُ بِهِ وتَحَفَّيْتُ بِهِ وَذَلِكَ فِي المسئلة بِهِ والعناية بأَمْره وَهَذَا الغَلَط بيِّنٌ أَيْضا لِأَن لهَذِهِ المصادر أفعالاً كَمَا قد نَص هُوَ والسِّرُّ من كل شَيْء بيِّن السَّرارة. قَالَ: والسَّراوة من السَّرْوِ وَهَذَا أَيْضا غلط بيِّن لِأَن سِيبَوَيْهٍ قد حكى سَرُوَ حِين ذكر الْأَبْنِيَة الَّتِي تُخَصُّ بهَا الْأَفْعَال مَعَ الْحُرُوف والحركات. أَبُو عبيد: الشمسُ جَوْنَةٌ بيِّنة الجُونة وبَعيرٌ هِجان بيِّن الهَجانة وَرجل هَجين بيِّن الهُجْنة وخَضِيٌّ مَجْبوب بيِّن الجِباب وعَرَبِيٌّ بيِّن العُروبيَّة. ابْن دُرَيْد: والعُروبة والعَرابة. أَبُو عبيد: عبدٌ بيِّن العُبوديَّة والعُبودة وأمَةٌ بيِّنة الأُموَّة وأمٌّ بيِّنة الأُمومة وأبٌ بيِّن الأُبوَّة وأختٌ بيِّنة الأُخوَّة مثل الْأَخ وبِنتٌ بيِّنة البُنُوَّة مثل الابْن، وعمٌ بيِّن العُمومة وَكَذَلِكَ الخُؤولة وَيُقَال هَذَا أسَدٌ بيِّن الأسَدَ وليثٌ بيِّن اللِّياثة ووَصيفٌ بيِّن الوَصافة. ثَعْلَب: وَصيفة بيِّنة الإيصاف ووَليدةٌ بيِّنة الوَلادة والوَليديَّة. أَبُو عبيد: ورجلٌ جُنُبٌ من البُعْد بيِّن الجَنابة والجَنْبة وَهُوَ الأجنبِيُّ والجانِبُ مثله. ابْن السّكيت: رجلٌ جَليدٌ وجَلْدٌ بيِّن الجَلادة والجَلَد ولحمٌ طرِيٌّ بيِّن الطَّراوة والطَّراءة. ابْن دُرَيْد: رجلٌ جِلْفٌ: أَي جافٌ غَليظ والمَصْدَر الجَلافة والعَدالة مَصْدَر عَدْلٌ حَسَنُ العَدالة. وَقَالَ سيِّدٌ بيِّن السُّودَد وهم من أهل بيتِ النُّبُوَّة والنَّباوة وضارٌ بيِّن الضَّراوة والضَّراءة. ثَعْلَب: شيخٌ بيِّن الشخوخيَّة والشَّيْخوخة والتَّشَيُّخ والتَّشْييخ وأيِّمٌ بيِّن الأَيْمة والأُيوم. أَبُو عبيد: فَعَلْتُ ذَلِك بِهِ خَصوصِيَّةً وَهُوَ لصٌّ بيِّن اللُّصوصِيَّة. قَالَ ابْن السّكيت: وَلَا تقالان إِلَّا بِالْفَتْح. ثَعْلَب: الضمُّ فِيهِ لُغَة. أَبُو عبيد: حَرورِيٌّ بيِّنُ الحَرورِيَّة. ابْن السّكيت: لَا يُقَال إِلَّا بِالْفَتْح. ثَعْلَب: الضَّم فِيهِ لُغَة. ابْن السّكيت: فارسٌ على الْخَيل بيِّن الفُروسِيَّة والفُروسة. ابْن دُرَيْد: صارِمٌ بيِّن الصَّرامَة وَقَالُوا الصُّرومة وَلَيْسَ بثَبْت وحازمٌ بيِّن الحَزامة وَقَالُوا الحُزومة وَلَيْسَ بثبْت وَهُوَ حَجَرٌ صَلْدٌ بيِّن الصَّلادة والصُّلودة.
(بَاب مصَادر مُخْتَلفَة الْأَبْنِيَة متفقة الْأَلْفَاظ صِيغَت على ذَلِك للْفرق)
تَقول وَجَدْتُ فِي المَال وُجْداً ووَجَدْتُ الضَّالَّة وِجْداناً، قَالَ الراجز: أنْشُدُ والباغي يُحِبُّ الوِجْدان ووَجَدْتُ فِي الحُزْنِ وَجْدَاً ووَجَدْتُ على الرجل مَوْجِدة وَتقول رجل جَوادٌ بيِّن الجُود وشيءٌ جيِّدٌ بيِّن الجَوْدَة وفَرَسٌ جَواد بيِّن الجَوْدة والجُودة وجادَت السماءُ جَوْدَاً ويقالوَجَبَ البيع وُجوباً وجِبَةً وَكَذَلِكَ الحَقُّ ووَجَبَت الشَّمْس وُجوباً: إِذا دَنَتْ للغروب ووَجَبَ القلبُ وَجيباً وَتقول حَسَبْت الحِسابَ أَحْسُبُه حَسْبَاً وحُسْباناً والحِساب الِاسْم وحَسِبْت الشَّيْء: ظَنَنْتهُ أحْسِبُه وأحسَبُه مَحْسِبَة ومَحْسَبَة وحِسْباناً وَتقول امْرَأَة حَصان بيِّنة الحَصانة والحُصْن وَقد أَحْصَنت وحَصُنَت وفرسٌ حِصان بيِّن التَّحْصين والتَّحَصُّن وَتقول عَدَلَ عَن الحقِّ: إِذا جَار عُدولاً وعدَل عَلَيْهِم عَدْلاً ومَعْدِلة وَتقول قَرُبْت مِنْك قُرْباً وَمَا قَرِبْتُك قِرْباناً وقَرَبْتُ الماءَ قَرَبَاً ونَفَقَ البيْعُ نَفاقاً ونَفقَتِ الدابَّةُ نُفوقاً ونَفِقَ نَفَقَاً: إِذا نقَص وقَدَرْت على الشَّيْء أَقْدِر قَدْرَاً: قَوِيت وأَقْدُر قُدْرَةً وقِدْراناً ومَقْدِرةً وقَدَرْتُ الشيءَ أَقْدُره من التَّقْدير وجَلَوْتُ العَروس جَلْوَةً وجَلَوْتُ السَّيْف جِلاءً وجَلا القومُ عَن(4/337)
مَنَازِلهمْ جَلاءً وغِرْتُ على أَهلِي غَيْرَةً وغارَ الرجلُ غَوْرَاً: أُتِي الغَوْر. وَكَذَلِكَ غارَ الماءُ غَوْرَاً وغارَتْ عينُه غُؤُوراً وغار الرجل أَهْلَه غِياراً وغَيْرَاً: إِذا مارَهم وأغارَ على العدوِّ إغارةً وغارةً وأغار الحَبْلَ إغارةً: إِذا أَحْكَم قَتْلَه وَتقول حَلَمْتُ فِي النّوم أَحْلُم حُلُماً وَأَنا حالمٌ وحَلُمْت عَن الرجل حِلْماً وَأَنا حَليمٌ وحَلِمَ الأَديمُ حَلَمَاً: إِذا تَثَقَّب وفَسَدَ وحَلَم الغلامُ يَحْلُم: إِذا احْتَلَم حُلْماً وحُلُماً هَذَا قَول أَحْمد بن يحيى وَهُوَ أحد الْحُرُوف الَّتِي ردَّ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاج فَقَالَ إِنَّمَا الحُلْم المَصْدَر والحُلُم الِاسْم وقَذَتْ عَيْنُه: إِذا أَلْقَتِ القَذَى قَذْيَاً وقَذِيَتْ قَذىً: إِذا صَار فِيهَا القَذَى وَتقول رجلٌ بَطَّالٌ بيِّن البَطالة وَقد بَطَلَ ورجلٌ بَطَلٌ أَي شجاعٌ بيِّن البُطولة وَقد بَطُلَ بُطولةً وبَطَلَ الشيءُ بُطْلاً وبُطولاً وخَزِيَ الرجل خِزْياً من الهَوان وَقد خَزِيَ خَزايةً من الاسْتِحياء وَتقول طَلَقَتِ المرأةُ وطَلُقَت طَلاقاً وَقد طُلِقَتْ طَلْقَاً عِنْد الْولادَة وطِلُقَ وَجْهُ الرجل طَلاقةً وَقد طَلَقَ يَدَه بخَيْرٍ طَلْقَاً وَتقول قد حَرَّ يَوْمُنا يَحِرُّ وَمن الحُرِيَّة حرَّ الْمَمْلُوك يَحَرُّ حُرِّيَّةً وَتقول قد شَفَّهُ المرضُ وغيرَه يَشُفُّه شَفَّاً وشَفَّ الثوبُ يَشِفُّ شُفوفاً وَتقول زَبَدَهُ يَزْبِدهُ زَبْدَاً: إِذا أعطَاهُ وزَبَدَهُ يَزْبُدهُ: إِذا أَطْعَمهُ الزُّبْدَ ونَسَبَ الرجلَ يَنْسُبه نِسْبَةً ونَسَبَ الشاعرُ بِالْمَرْأَةِ يَنْسِب بهَا نَسيباً وشَبَّ الصبيُّ يَشِبُّ شَباباً وشَبَّ الفرَسُ يَشُبُّ شِباباً وشَبَّ الرجلُ الحَرْبَ والنارَ: إِذا أَسْعَرها يشُبُّها شُبوباً وشَبَّاً وَتقول شاةٌ ساحٌّ وَقد سَحَّتْ تَسِحُّ سُحوحةً وسَحَّ المَطَرُ يَسُحُّ سَحَّاً: إِذا صَبَّ وَتقول عَرَضْتُ الكتابَ والجُندَ عَرْضَاً وعَرَضْتُ الجارِيَةَ على البيعِ عَرْضَاً كَذَلِك وعَرُض الرجلُ عِرَضاً: إِذا صَار عَريضاً وَتقول لَحُم الرجلُ لَحامةً وشَحُمَ شَحامةً: إِذا كَانَ ضَخْمَاً وَقد شَحِمَ شَحَمَاً ولَحِمَ لَحَمَاً: إِذا كَانَ قَرِمْاً إِلَى اللَّحْم والشَّحم وَهُوَ شَحِمٌ لَحِمٌ وَقد حَدَدْت حُدود الدارِ أحُدُّها حَدَّاً وحَدَّت المرأةُ على زَوجهَا تَحُدُّ وتَحشدُّ حِداداً: إِذا تركتِ الزينةَ وَقد حَدَدْت عَلَيْهِ أَحِدُّ حِدَّةً وحَدَّاً من الْغَضَب وحالَ بيني وبينَ الشيءِ حَوْلاًَ وحالتِ النخلةُ والناقة: إِذا لم تحمِل حِبالاً وحالَ فِي ظَهْرِ دابَّتِه: إِذا رَكِبَها حُؤولاً وَتقول وَهِمْت فِي الحِساب وغيرِه وَهَمَاً: إِذا غَلِطْت فِيهِ ووَهَمْت إِلَى الشَّيْء: إِذا ذَهَبَ وَهْمُك إِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ غَيْرَه وَهْمَاً.
(بابٌ)
وأذكُر من شَواذِّ المَصادر الَّتِي شَذَّت من جِهة الْإِعْرَاب واصِلاً لَهُ بالمصادر المتقدِّمة لتكونَ المصادرُ فِي هَذَا الْكتاب مَجْمُوعَة، حكم المَصْدَر إِذا وقعَ مَوْقِع الْحَال أَن لَا تدخله الْألف وَاللَّام وَلَا يُضَاف إِلَى الْمعرفَة وَقد جَاءَت مصادرُ وأُدخِلت فِيهَا الْألف وَاللَّام وأضيفت إِلَى الْمعرفَة وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ من ذَلِك شَيْئا وَأَنا أذكر مَا ذكره وأَزيد وأبدأ أَولا بالمصادر المنتصبة عَن الْأَفْعَال الَّتِي لَيست من ألفاظها بل هِيَ من أَنْوَاعهَا وأُمَيِّزُ من يَطْرُد ذَلِك مِمَّن لَا يَطْرُدُه وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فِي بَاب مَا ينْتَصب من المصادر لِأَنَّهُ حَال وَقع فِيهِ الْأَمر تَقول قَتَلْتُه صَبْرَاً ولَقِيتُه فُجاءةً ومُفاجأةً وكِفاحاً ومُكافَحةً ولَقِيتُه عِياناً وكَلَّمْتُه مُشافَهةً وأَتَيْتهُ رَكْضَاً وعَدْوَاً ومَشْيَاً وأَخَذْتُ ذَلِك عَنهُ سَماعاً وسَمْعَاً وَلَيْسَ كلُّ مَصْدَر وَإِن كَانَ فِي الْقيَاس مِثل مَا مَضى من هَذَا الْبَاب يوضع هَذَا الْموضع لِأَن المَصْدَر هُنَا فِي مَوضِع فاعلٍ إِذا كَانَ حَالا أَلا ترى أنَّه لَا يَحْسُنُ أَن تَقول أَتَانَا سرْعةً وَلَا أَتَانَا رُجْلةً كَمَا أَنه لَيْسَ كلُّ موضعٍ يُستعمَل فِي بَاب سَقْيَاً وحَمْدَاً فقد تبيَّن من كَلَام سِيبَوَيْهٍ أَن هَذَا الْبَاب عِنْده غير مُطَّرِد وَأَبُو الْعَبَّاس يَطْرُدُه فَيَقُول أَتَانَا سُرْعةً ورُجْلةً والعاملُ فِيهِ عِنْد سِيبَوَيْهٍ مَا قَبْلَه من الْفِعْل فالعامل فِي صَبْرَاً قَتَلْتهُ وَفِي مَشْيَاً ورَكْضَاً وعَدْوَاً أَتَيْتهُ وَفِي سَمْعَاً وسَماعاً وَلَو كَانَ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ لجَاز أَتَيْتهُ المَشْيَ كَمَا تَقول هُوَ يَمْشِي المَشْيَ ومَشى المَشْيَ وَهُوَ لَا يُجيز ذَلِك وَمن هَذَا الْبَاب قَوْله:(4/338)
فلأياً بِلأيٍ مَا حَمَلْنا وَلِيدَنا على ظَهْرِ مَحْبُوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُهْ التَّقْدِير فِيهِ فَلأْياً بِلأْيٍ حَمَلْنا وَمَا زَائِدَة وَمعنى لأياً بُطْئاً وجَهْدَاً فَكَأَنَّهُ قَالَ مَجْهُودين حَمَلْنا وَليدَنا ومُبْطِئين حَمَلْنا وَليدنا وَقد الْتَأَتْ عَلَيْهِ الحاجةُ: أَبْطَأتْ، وَقَالَ الراجز: ومَنْهَلٍ وَرَدْتهُ الْتِقاطا أَي فُجاءة وَهُوَ من الأول فَهَذَا مَا حكى سِيبَوَيْهٍ من هَذَا الْبَاب وَحكى غَيره وَرَدْتُ الماءَ نِقاباً: أَي التقاطاً وَحكى غَيره لَقِيتُه بُلْطَةً: أَي فُجاءةً وَقَالُوا لَقِيته صِقاباً وصِراحاً مثل الِالْتِقَاط.
وَهَذَا بَاب مَا جَاءَ مِنْهُ وَفِيه الْألف وَاللَّام أَو الْإِضَافَة
وَذَلِكَ قَوْلك أَرْسَلها العِراكَ، قَالَ لبيد: فأَرْسَلَها العِراكَ وَلم يَذُدْها وَلم يُشْفِقْ على نَغَص الدِّخال فنصَبَ العِراكَ وَهُوَ مَصْدَر عارَكَ مُعارَكةً وعِراكاً: أَي زاحَم والعِراكُ فِي مَوضِع الْحَال وَهُوَ معرفَة وَذَلِكَ شاذٌّ وَإِنَّمَا يجوز مثل هَذَا لِأَنَّهُ مَصْدَر وَلَو كَانَ اسْم فَاعل مَا جَازَ لم تقل الْعَرَب مثل أَرْسَلَها العِراك المُعارَكة وَمثله قَول أَوْس بن حجر: فأَوْرَدَها التَّقْرِيبَ والشَّدَّ مَنْهَلاً كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ وَمعنى الْبَيْت أَنه وصفَ مَلِكَاً دَائِم الشُّرب فَقَالَ مَدَّتْ عَلَيْهِ يَعْنِي على المَلِك كأسٌ رَنَوْناةٌ أَطْنَابَها المُلكَ فِي معنى مُمَلَّكاً فَجعل المُلْك فِي معنى الْحَال وَتَقْدِيره مُمَلَّكاً. وَأما مَا جَاءَ مِنْهُ مُضَافا معرفَة فكقولك طَلَبْتهُ جُهْدَكَ وطاقَتَك وفَعَلْتهُ جُهْدي وطاقتي وَهِي فِي مَوضِع الْحَال لِأَن مَعْنَاهُ مُجْتَهِداً وَلَا يسْتَعْمل هَذَا إِلَّا مُضَافا لَا تقُل فَعَلْتهُ طَاقَة وَلَا جُهداً وَمثله رَأْيَ عَيْني وسَمْعَ أُذُني قَالَ ذَاك وَإِن قلتَ سَمْعَاً جَازَ لِأَنَّهُ قد اسْتعْمل مُضَافا وَغير مُضَاف فاعرفه إِن شَاءَ الله.
(بَاب فَعَلْت وأَفْعَلت)
يُقَال أَجَرْتُ المَمْلوكَ آجُرُه أَجْرَاً وأَجَرَه اللهُ يَأْجُرُه أَجْرَاً وآجَرَه وأَدَمْتُ بَين القومِ: ألَّفْتُ بَينهم وأَدَمْتُ الثَّريد آدمُهُ وآدِمُه أَدْمَاً وآدَمْتُه: إِذا خَلَطْتَه بِاللَّحْمِ وأَمَرْتُ الشيءَ وآمَرْتُه: أَي أَكْثَرتهُ وَيُقَال أَوَيْتهُ وآوَيْتُه وأَوَيْتُ إِلَيْهِ مَقْصُور لَا غير وأَجَلْتهُ مِن داءٍ فِي عُنُقِه وآجَلته: دَاَوَيْتُه وأَلَتَهُ مالَه وآلَتَه: نَقَصَه وأَهَلْتهُ لِلْأَمْرِ وآهَلْتُه: رأيتُه لَهُ أَهْلاً وأَخَوْتُ وآخَيْتُ: وُلد لي أخٌ. أَبُو حَاتِم: بَدَأَ الله الخَلْقَ يَبْدَأُهم بَدْءَاً وأَبْدَأهم: أَي خَلَقَهم وَفِي التَّنْزِيل: (قُل سِيرُوا فِي الأرضِ فانْظُروا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْق) . وَفِيه: (إِنَّه هُوَ يُبدِئُ ويُعيد) . أَبُو عُبَيْدَة: المُبْدِئ المُعيد والبادِئ العائِد. أَبُو عَليّ الْفَارِسِي: هما لُغَتَانِ مستويتان فِي الحُسْن والجودة وأُرى أَنه إِنَّمَا ذهب إِلَى ذَلِك لكثرتهما فِي التَّنْزِيل وَفِي النّظم والنثر. الْأَصْمَعِي: بَدَأْتُ من أرضِ كَذَا وأَبْدَأت: أَي خَرَجْت وبَدا الشيءُ بُدُوَّاً وأَبْدَى: ظهر. بَرَقَ لي الرجلُ يَبْرُق بَرْقَاً وأَبْرَق: إِذا تهَدَّد(4/339)
وأَوْعَد وَكَذَلِكَ رَعَدَ لي وأَرْعَد وَكَذَلِكَ بَرَقَت السَّمَاء تَبْرُق بَرْقَاً ورَعَدَت تَرْعُد رَعْدَاً وأَبْرَقتْ وأَرْعَدتْ، وَكَانَ الْأَصْمَعِي ينكرهما بِالْألف. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَقلت للأصمعي يَقُول الْكُمَيْت: أَبْرِقْ وأَرْعِدْ يَا يزِيد فَما وَعيدُكَ لي بِضائر فَقَالَ الكميتُ لَيْسَ بِحجَّة كَأَنَّهُ يَقُول هُوَ مُوَلَّد قلت لَهُ فَأخْبرنَا أَبُو زيد أَنه سَمعه من الْعَرَب الفُصحاء فأباه. قَالَ أَبُو حَاتِم: فجاءنا أَعْرَابِي من بني كلاب من أفْصح النَّاس كَأَنَّهُ مُسْتَوْحِش من النَّاس بَدَوِيٌّ وَهُوَ يَقُول: قُضيَ القَضاءُ وجَفَّتِ الأقْلامُ فَسَأَلته كَيفَ تَقول أَرْعَدت وأَبْرَقت فَقَالَ أَبُو زيد من قبل أَن يُجيب دَعوني أَسْأَله وأتوَلَّى السُّؤال فَأَنا أَرْفَقُ بِهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَقول فِي التَّهَدُّد إنَّك لَتُرْعِدُ لي وتُبْرِق. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَقَالَ الْأَصْمَعِي: انظُر إِلَى الشّعْر الْقَدِيم كَيفَ هُوَ ثمَّ أنشدنا لرجل من كِنانة شِعْراً عُلْوِياً: إِذا جاوَزَت مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ثَنِيَّةً فقُل لأبي قابوسَ مَا شِئتَ فارْعُدِ وَأنْشد ابْن السّكيت: فَإِذا حَلَلْتُ ودونَ بَيْتِيَ غاوةٌ فابرُقْ بأرْضِكَ مَا بَدا لَكَ وارْعُدِ وَيُقَال بَشَرْتُ الرجلَ بخيرٍ أَبْشِرهُ وأَبْشُره بَشْرَاً وأَبْشَرته وَالتَّشْدِيد جَائِز فِيهَا وَقد يكون التَّبْشير بالشَّرٍّ وَفِي التَّنْزِيل: (فبَشِّرْهُم بعَذابٍ أَلِيم) . وَلم يُقَل فِي الشَّرِّ أَبْشَر وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو: (ذَلِك الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ بهِ عِبادَه) . وَأنْشد الرياشي: وَقد غَدَوْتُ إِلَى الحانوتِ أَبْشُرُه بالرَّحْلِ تُحْنى على العَيْرانةِ الأُجُد أَرَادَ صَاحب الْحَانُوت الخَمَّار وَإِنَّمَا قيل البِشارة لِأَن الرجل إِذا سَمِعَ مَا يُحِب أَشْرَقتْ بَشَرَةُ وَجهه. وَقَالَ النحويون: بَشِرَ وأَبْشَرَ وبَشَّرْته وأَبْشَرْتُه وأَفْعَلت أَعلَى لقَولهم أَديمٌ مُبْشَر وأُراهُم عادلوا بِهِ وَيُقَال بَقَقْتَ تَبُقُّ بَقَّاً وأَبْقَقتَ: أَي كَثُر كلامُك والبّقَّاق: الْكثير الْكَلَام. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بَقَّتْ كَلاماً وبَقَّتْ وَلَدَاً كَقَوْلِك نَثَرَتْ وَلَدَاً ونَثَرَتْ كلَاما وبَقَّتِ السَّمَاء وأبَقَّت: كثُر مطرُها وتتابَع بَلَّ الرجلُ من مَرَضه يَبُلُّ بُلولاً وأَبَلَّ: أَي بَرَأَ، وَأنْشد ابْن السّكيت: إِذا بلَّ من داءٍ ظَنَّ أنَّهُ نَجا وَبِه الدَّاءُ الَّذِي هوَ قاتِلُهْ وَأنْشد أَيْضا: صَمَحْمَحَة لَا تَشْتَكي الدَّهْرَ راسَها ولوْ نَكَزَتها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وَيُقَال بَكَرَ فِي حاجتِه يَبْكُر بُكوراً وأَبْكَر وَيُقَال بَتَّ عَلَيْهِ الحكمَ يَبُتُّه بَتَّاً وأبَتَّهُ: أَي قَطَعَه يُقَال سَكْرَان مَا يَبُتُّ وَمَا يَبِتُّ كلَاما: أَي مَا يَقْطَعهُ باعَ الرجلُ مَتاعَه بَيْعَاً وَأَبَاعه بِمَعْنى. قَالَ النحويون: أَباعَه: عرَّضَه للْبيع والمَعْنَيان متقارِبان وَأنْشد ابْن السّكيت: فَرَضيتُ آلاءَ الكُمَيْتِ فَمَنْ يُبِع فَرَسَاً فَلَيْسَ جَوادُنا بمُباع(4/340)
آلاؤهُ نِعَمُهُ هَذِه رِوَايَة أبي إِسْحَاق أَرَادَ بآلائه نَجاءه بِهِ وروى غَيره أَفْلاَء الكُمَيْتِ جمع فِلْوٍ وفَلُوٍّ وَيُقَال بَلَقَ البابَ يَبْلُقهُ بَلْقَاً وأَبْلَقه: أَغْلَقه وَقيل فَتَحَهُ وبَقَلَ وَجْهُ الْغُلَام يَبْقُل بُقولاً وأَبْقَل: أَي خَرَجَتْ لِحْيَتُه وَكَذَلِكَ بَقَلَت الأرضُ تَبْقُل بُقولاً وبَقْلاً وأَبْقَلتْ: أَي خَرَجَ بَقْلُها وَيُقَال بَثَثْتُه سِرِّي أَبُثُّه وأَبْثَثْتُه: أَطْلَعتُه عَلَيْهِ وبَلَمَتِ الناقةُ تَبْلُم وأَبْلَمت: اشْتَهتِ الفحلِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا وَرِمَ حَياءُ النَّاقة من شدَّة الضَّبْعة قيل قد أَبْلَمَتْ وَلم يعرف بَلَمَت. قَالَ: وَيُقَال بَضَعْتهُ بالْكلَام أَبْضَعهُ بَضْعَاً وأَبْضَعتهُ: إِذا بيَّنْتَ لَهُ مَا تُنازِعه فِيهِ حَتَّى تُقْنِعه أُراه من قَوْلهم بَضَعْتُ من المَاء وبهِ أَبْضَع بُضوعاً وَقد أَبْضَعتهُ: إِذا أَرْوَيتَه مِنْهُ حَتَّى يَشْتَفي. برَّ اللهُ حجَّه بِرَّاً وأبَرَّه. بَنَّ بالمكانِ بَنَّاً وأَبَنَّ: أَقَامَ وأبى الأصمعيُّ إِلَّا أَبَنَّ وَهُوَ أَكثر فِي الشّعْر، قَالَ: أَبَنَّ بِهِ عَوْدُ المَباءَةِ طَيِّبٌ وبَدَدْتُ السَّرْجَ أبُدُّه بَدَّاً وأَبْدَدتُه: عَمِلَت لَهُ بِدادَيْن وباثَ الشيءَ بَوْثَاً وأباثَه: بَحَثَه. بَسَرْتُ حاجَتي وأَبْسَرتُها: طلبتها من غير موضعهَا وبَسَسْتُ الإبلَ وأَبْسَستُ بهَا: زَجَرْتها وبَزَوْتهُ وأَبْزَيتُ بِهِ: قَهَرْتُه، وَبَطل فِي حَدِيثه وأَبْطَل: هَزَلَ وبَطَنْتُ الرجلَ وأَبْطَنتُه: شَدَدْتُ بِطانهُ وبَرَمْتُ الأمرَ وأَبْرَمتُه: أَحْكَمتُه وبَخَقْتُ العينَ وأَبْخَقتُها: عُرْتُها. بانَ الشيءُ بَيْنَاً وبَيْنونةً وأبانَ وبنْتُه وأَبَنْتُه وَقد تقدم بَيَّنَ وبَيَّنْتُه. بَرَدَ اللهُ الأرضَ يَبْرُدها بَرْدَاً وأَبْرَدها من البَرَد وبَجَعَني الأمرُ وأَبْجَعني: فَرَّحَني وَكَذَلِكَ بَهَجَني وأَبْهَجني، وَيُقَال تاحَ لَهُ الشيءُ تَيْحَاً وأتاحَ: أَي عَرَضَ وَلم يعرف الْأَصْمَعِي تاحَ وَأنْشد غَيره محتجاً عَلَيْهِ بِبَيْت الْحَرْث: بَيْنَا الْفَتى يَسْعَى ويُسْعى لَهُ تاحَ لَهُ من أَمْرِهِ خالِجُ قَالَ أَبُو حَاتِم: نَسِيَ وَإِلَّا فَهُوَ مَعْرُوف وَالْعرب تَقول من أينَ تِحْتَ لنا. تَلَعَتِ الضُّحى تَتْلَعُ تُلوعاً وأَتْلَعتْ. تمَّ اللهُ عَلَيْك نِعْمَتَه وأتَمَّ: أَي أَسْبَغها. تَبَلَهُ الحبُّ يَتْبُلهُ تَبْلاًَ وأَتْبَله وتَعَسَهُ الله يَتْعَسُه تَعْسَاً وأَتْعَسه وتَرَبْتُ الكتابَ أَتْرُبهُ وأَتْرَبْتُه. تَعَّ تضعَّاً وأتَعَّ: قاء وَكَذَلِكَ تاعَ وأتاعَ وتَرَرْتُ يَده وأَتْرَرتُها: قَطَعْتها وتَمَرْتُ القومَ وأَتْمَرْتَهُم: أطعمتهم التَّمر وَيُقَال ثَلَجَت السَّمَاء تَثْلُج ثَلْجَاً وأَثْلَجَتْ من الثَّلْج وثابَ إِلَيْهِ جِسْمُه ثَوْبَاً ومَثاباً وأثاب: أَي رَجَعَ والمَثابة: المَرْجِع وَيُقَال ثَقَبْتُ النارَ أَثْقُبها ثُقوباً: أَحْيَيتُها وأَثْقَبتها أفْصح. ثَرى القومُ يَثْرُون ثَراءً وَالِاسْم الثَّرْوَة وأثروا: كَثُرَت أَمْوَالهم وثَرِيَ المكانُ يَثْرَى ثَرىً وأَثْرَى: كثُر ثَراه ونَدِيَ وثَرا بِالْمَكَانِ يَثْرُو وأَثْرَى: أَقَامَ وَحكى أَبُو حنيفَة ثَمرَ َ الشجرُ يَثْمُر وأَثْمَر وَالْمَعْرُوف شجر ثامِرٌ: مُونِعُ ومُثْمِر: إِذا بدا ثَمَرَهُ وثَلَثْتُ الِاثْنَيْنِ وأَثْلَثْتُهما: صِرْتُ لَهما ثَالِثا وثَرَمْتُ الرجلَ وأَثْرَمْتُه: كَسَرْتُ ثَنِيَّتَه وثَبَنْتُ فِي ثَوْبِي وأَثْبَنتُ: إِذا جعلت فِي الوِعاء شَيْئا وحَمَلْته بَين يَديك وجَفَلَتِ الريحُ تَجْفُل جَفْلاًَ وأَجْفَلتْ: أَسْرَعت. جَفَأْت الْبَاب أَجْفَأهُ جَفْئَاً وأَجْفَأتُه: أَغْلَقتُه وأَجْفَأ الْوَادي وجَفَأَ يَجْفَأُ جَفْئَاً وجُفاءاً: رمى بالغُثاء. وجَبَرْتُ الرجلَ على الْأَمر أَجْبُره جَبْرَاً وأَجْبَرتُه: أَكْرَهتُه. جَلَبَ الجرحُ يَجْلُب ويَجْلِب وأَجْلَب: إِذا عَلَتْهُ جُلْبَةٌ للبُرْء أَي جِلْدة. قَالَ الْأَصْمَعِي: أَجْلَبَ الجُرح هَذَا الْكثير وَقد قَالَ النَّابِغَة: على عارفاتٍ للطِّعانِ عَوابِسٍ بِهِنَّ كُلومٌ بَيْنَ دامٍ وجالِبِ فَلَا أَدْرِي هَل يُقَال جَلَبَ أَو خرج جالبٌ مخرج لابِنٍ وتامِرٍ وجَلَبَ القومُ يَجْلُبون جَلَبَاً وأَجْلَبوا من الجَلَبَة وَهِي الصِّياح جَمَلْتُ الشَّحْمَ أَجْمُلهُ جَمْلاًَ: أَذَبْتُه هَذَا أَجود وَيُقَال أَجْمَلت جَهَدْتُ الفَرَس أَجْهَدهُ جَهْدَاً وأَجْهَدتُه: إِذا استخرجت جُهْدَه وَكَذَلِكَ جَهَدْت نَفسِي أَجْهَدها جهداً وأَجْهَدتُها. الْأَصْمَعِي: جَهَدَهُ المرضُ وَالْفِعْل كالفعل وَلم أسمع أَجْهَده وَكَذَلِكَ جَهَدْت فِي الْأَمر وأَجْهَدت: بَلَغْت فِيهِ جُهْدي جَدَبَ البَلَدُ يَجْدُب(4/341)
جُدوبةً وجُدْباً وأَجْدَب: إِذا لم يُنبِت شَيْئا جَدَعْتُ غِذاءَه أَجْدَعهُ جَدْعَاً وأَجْدَعتُه: أَسَأْتُه وجَذا الرجلُ يَجْذُو جُذُوَّاً وأَجْذَى: ثَبَتَ قَائِما. جَنَّه الليلُ يجُنُّه جَنَّاً وأجَنَّه: سَتَرَه وَبِذَلِك سُمي الجَنين لِأَن الْبَطن جَنَّه أَي سَتَرَه وَبِه سُمي القَبْرُ الجَنَن وَسمي الْقلب الجَنان وَبِذَلِك سمي جِنُّ الأَرْض ودَخل فِي جَنان النَّاس وَهُوَ مَا سَتَرَه مِنْهُم وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْكَلِمَة وأَبَنْتُ اشتقاقها فِي بَاب السّتْر وجَنَنْتُ الرجلَ أجُنُّه جُنَّةً وجَنَّاً وأَجْنَنتُه: دَفَنْتُه وجَلا بِثَوْبِهِ يَجْلُو جَلاء وأَجْلَى: رمى بِهِ وجَلا القومُ عَن الْموضع يَجْلُون جَلاءً وأَجْلَوا: تَنَحُّوا عَنهُ وأَجْلَيْتُهم أَنا وجَلَوْتُهم لُغَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فلمَّا جَلاها بالأُيَامِ تَحَيَّزَت ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكتِئابُها يَعْنِي العاسل جَلا النحلَ عَن مواضِعها بالأُيَام وَهُوَ الدُّخان وفرّق أَبُو زيد بَينهمَا فَقَالَ جَلَوْا من الْخَوْف وأَجْلَوا من الجَدْب وجَنَبَ الرجلُ بَجْنُب جَنابةً وأَجْنَب وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إِلَّا أَجْنَب. جَدَدْتُ فِي الْأَمر أجُدُّ وأَجِدُّ جِدَّاً وأَجْدَدتُ: انْكَمَشْت وَلذَلِك قيل جادٌّ مُجِدٌّ جاحَ الله مالَه جَيْحَاً وأجاحَه من الْجَائِحَة وأنكرها الْأَصْمَعِي بِالْألف وجَرَمْتُ أَجْرِم جَرْمَاً وأَجْرَمت من الجُرْم فَأَما أَبُو زيد فَقَالَ أَجْرَمتُ: عَمِلْتُ عَمَلَ المُجْرِمين وَأما جَرَمَ فَكَسَب سُوءاً وَبِه سُميَّت هَذِه الْقَبِيلَة جَرْمَاً وأَجْرَم لُغَة كَمَا قدمنَا وجَهَرْتُ الكلامَ أَجْهَرُهُ جَهْرَاً وأَجْهَرتُه: أَعْلَنتُه ويُعَدَّيان بِحرف جرٍّ جرى الرجلُ إِلَى الشيءِ جَرْيَاً وأَجْرَى إِلَيْهِ: قَصَدَ إِلَيْهِ. جَحَدَ الرجلُ يَجْحَد جَحْدَاً وأَجْحَد: قلَّ خَيْرُه. جازَ الْوَادي جَوازاً وأَجازه: قَطَعَه. جَهَضَه على الشَّيْء يَجْهُضه جَهْضَاً وأَجْهَضه: غَلبَهَ وجَعَظَه عَن الشَّيْء يَجْعَظُه وأَجْعَظهُ: دَفَعَه. جَمَّتِ الحاجةُ تَجِمُّ وتَجُّمُّ جَمَّاً وجَماماً وأجَمَّتْ: حانَتْ، قَالَ زُهَيْر: وكُنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوْمَاً لحاجةٍ مَضَتْ وأجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ مَا تَخْلُو وجَمَّ الفرَسُ وأجَمَّ: إِذا استراح وذَهَبَ إعياؤه وجَمَّتِ الرِّكِيَّةُ وأجَمَّت: إِذا نابَ مَاؤُهَا وَكَذَلِكَ المَال إِذا صَلَحَ والمَصْدَر الثلاثي من ذَلِك كُله الجموم والجَمام وجَمَمْتُ الإناءَ وأَجْمَمتُه وجَهَشَت نفسُه تَجْهَشُ جُهوشاً وأَجْهَشتْ: تَهيَّأَت للبكاء وجالَ الرجلُ بالشيءِ جَوْلاًَ وجَوَلاناً وأجالَ بِهِ: طافَ بِهِ وجَنَحَ الليلُ يَجْنَح جُنوحاً وأَجْنَح: مالَ وجَلَدَ المكانُ وأَجْلَد من الجَلَد وجَمَزَ الفَرَسُ يَجْمِز جَمْزَاً وأَجْمَز: وَثَبَ فِي القَيْد وجَرَسَ الطائرُ والنَّحْلُ يَجْرِس ويَجْرُس جَرْسَاً وأَجْرَس: إِذا سَمِعْتَ حركَتها أَو حركةَ أكل النحلِ وَرَقَ الشجرِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت حَمَّاد بن سَلمَة يَقُول: نحلٌ جَرَشَت العُرْفُطَ بالشين مُعْجمَة فَقلت أَنا جَرَسَتْ بِالسِّين فَقَالَ خذوها عَنهُ فَإِنَّهُ أعلم بهَا وَقد قدَّمتُ أَن الجِرْسَ والجَرْس والجَرَس ثلاثتهنَّ فصيحة وَكَانَ الْفَارِسِي يردُّ الجَرَس لِأَنَّهَا من حكايات اللحياني وَكَانَ لَا يعجبُه نَقله وَأنْشد اللحياني: لَا تَدعُونِي فإنِّي لستُ بائِعَكُمْ لَا أَنا مِنكُم وَلَا حِسِّي وَلَا جَرَسي وَلَا أكونُ كَمَنْ أَلْقَى رِحالَتَه على الحِمارِ وخَلَّى صَهْوَةَ الفَرَسِ وأجَفْتُه بالطَّعْنة وجُفْتُه بهَا جَوْفَاً: أَبْلَغتُها جَوْفَه وجمعَ القومُ رأيَهم يَجْمَعونَهُ جَمْعَاً وأَجْمَعوا. قَالَ الْفَارِسِي: وَلَا يُقَال أَجْمَعْتُ القومَ إِنَّمَا يُقَال جَمَعْتُ فَأَما قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: (فأَجْمِعوا أمرَكُم وشُركاءَكُم) . فعلى قَوْله: يَا لَيْتَ زَوْجَكِ قدْ غَدا مَتَقَلِّداً سَيْفَاً ورُمْحا أَرَادَ مُتَقَلِّداً سَيْفَاً وحاملاً رُمحاً أَو مُعْتَقِلاً وَكَذَلِكَ قَوْله فأَجْمِعوا(4/342)
أمرَكم وشُركاءَكم إِنَّمَا أَرَادَ فأجمِعوا أمرَكم وأجمِعوا شُركَاءَكم لِأَنَّهُ يُقَال جَمَعْتُ قَوْمِي وَلَا يُقَال أَجْمَعتُ وَأَبُو الْحسن يَطْرُد هَذَا النحوَ وغيرُه لَا يَطْرُدُه وجَمَعْتُ الشيءَ وأَجْمَعتهُ: أَلَّفْتُه: وَهِي قَليلَة وجَهَزْتُ على القَتيل وأَجْهَزتُ. وجَتَبَتِ الريحُ تَجْنُبُ جُنوباً وأَجْنَبتْ أجازها أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة وَلم يُجِزها الْأَصْمَعِي وجَدَرَ الشجرُ يَجْدُرُ جَدْرَاً وأَجْدَرَ: أَي خَرَجَ ورَقُه كَأَنَّهُ حِمَّصٌ هَذِه حِكَايَة ابْن الْأَعرَابِي بِفَتْح الْمِيم من حِمَّص وَقد صرح سِيبَوَيْهٍ بِكَسْرِهَا فَقَالَ وَيكون على فِعِّل فالاسم نَحْو حِلِّز وحِمِّص وجِلِّق وجَشَشْتُ الشيءَ جَشَّاً وأَجْشَشْتُه: دَقَقْتُه وجَبَأْتُ على القومِ أَجْبَأُ جُبوءاً وأَجْبَأتُ: أَشْرَفتُ عَلَيْهِم وجَرَرْتُ الفَصيلَ جَرَّاً وأَجْرَرْتُه: شَقَقْتُ لِسانَه لِئَلَّا يرضَع. حَلَّ من إحرامِه يَحِلُّ حِلاًّ وأَحَلَّ: خرج مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيل: (وَإِذا حَلَلْتُم فاصْطادوا) . وَقَالَ زُهَيْر: جَعَلْنَ القَنانَ عَن يمينٍ وحَزْنَهُ وَكَمْ بالقَنانِ مِنْ مُحِلٍّ ومُحْرِم فاشتقاق هَذَا الْفِعْل مِنْهُ وحالتِ الدارُ وحِيلَ بهَا وأحالَت وأَحْوَلَتْ: أَتَى عَلَيْهَا حَوْل وحالَتِ الناقةُ حُؤولاً وحِيالاً وأحالتْ وحَوَّلَت: لَقِحَتْ على حَوْلٍ وحَمَشْتُ الرجلَ أَحْمُشهُ حَمْشَاً وأَحْمَشتُه: أَغْضَبْتُه وَكَذَلِكَ حَمَسْتُه حَمْسَاً وأَحْمَستُه وحَشَمْتُه أَحْشِمهُ وأَحْشُمهُ حِشْمَةً وحَشْمَاً وأَحْشَمتُه وَهُوَ أَن يجلِس إِلَيْك فتُؤذيَه وتُسمِعهُ مَا يكره وحَشَمْتهُ أَحْشِمهُ حَشْمَاً: أَغْضَبتُه وأَحْمَشتُه لُغَة وحقَقْتُ حَذَرَ الرجل أحُقُّه حَقَّاً وأَحْقَقتُه: أَي فَعَلْتُ مَا كَانَ يحذر وحَقَقْتُ الأمرَ أحُقُّه حَقَّاً وأَحْقَقتُه: أَي كنت مِنْهُ على يَقِين وحَقَقْتُه أحُقُّه حَقَّاً وأَحْقَقتُه: غَلَبْتُه على الحقِّ وأَثْبَتُّه عَلَيْهِ وحَقَّتِ الماشيةُ من الرّبيع: إِذا سَمِنَت تَحِقُّ حَقَّاً وأحقَّت مثله وحَبَبْتُ الشيءَ أحُبُّه وأَحِبُّه وأَحْبَبتُه وَقد علَّلت هَذَا فِي بَابه بنهاية التَّعْلِيل إِن شَاءَ الله وحَصَبَ القومُ عَن الرجل: إِذا وَلَّوا عَنهُ يَحْصِبون حَصْبَاً وأَحْصَبوا وحَدَقَ القومُ بالشَّيْء يَحْدِقون حُدوقاً وأَحْدَقوا بِهِ: طافوا حَوْلَهُ، قَالَ الشَّاعِر: المُنْعِمونَ بضنو حَرْبٍ وَقد حَدَقَتْ بيَ المَنِيَّةُ واسْتَبْطَأْتُ أنْصاري وَكَذَلِكَ حاطوا بِهِ وَأَحَاطُوا وحَزَنَني الأمرُ يَحْزُنُني حُزْناً وأَحْزَنَني وَقد بيَّنت هَذَا فِي بَاب مَوْضِعه وحَدَّتِ المرأةُ على زَوْجِها تَحِدُّ وتَحُدُّ حَدَّاً وأحَدَّت: تَرَكَتِ الزينةَ للعِدَّة وحَمَّ اللهُ ذَلِك يَحًمُّه حَمَّاً وأحَمَّه: أَي أدْناه وحَدَرْتُ الزورقَ أَحْدُرهُ حَدْرَاً وأَحْدَرتُه وَالِاخْتِيَار حَدَرْتُه وحَشَّتْ يدُه تَحِشُّ حَشَّاً وأحَشَّتْ: يَبِسَتْ وَكَذَلِكَ الولدُ فِي بطن أمه باللغتين حَمِيَ الرجلُ المكانَ حَمْيَاً وَأَحْماه، قَالَ الشَّاعِر: حَمَىَ أَجَمَاتِهِ فَتُرِكْنَ قَفْرَاً وَأَحْمى مَا سِواهُ مِنَ الإجامِ وضَربَه فَمَا أَحاكَ فِيهِ السَّيْفُ وَمَا حاكَ فِيهِ حَيْكَاً وحاكَ فِيهِ القَوْل وأَحاكَ وحَكَّ هَذَا الأمرُ فِي صَدْرِه يحُكُّ حَكَّاً وأَحَكَّ وحَنَكَتْهُ السنُّ تَحْنِكُه وتَحْنُكُه حَنْكَاً وحَنَكَاً وأَحْنَكتْه وحَكَمَ الرجلُ الدابةَ يَحْكُمُها وأَحْكَمها: إِذا جعل لَهَا حَكَمَةً وحَكَمْتُ الرجلَ وأَحْكَمتُه: مَنَعْتُه مِمَّا يُرِيد وحُصِرَ غائطُه حَصْرَاً وأُحْصِر: إِذا احتَبَس وَيُقَال للرجل مَنْ حَصَرَك هَهُنَا وأَحْصَركَ وَمِنْه اشتقاق الحَصور والحَصِرِ وَهُوَ الْبَخِيل المُمْسِك وحَرَّ النهارُ حَرَّاً وأحَرَّ وحاطَ الرجلُ بالشيءِ حَوْطَاً وأحاطَ بِهِ وحَرَثْتُ البَعيرَ أَحْرُثُه: إِذا هَزَلْتَه وَكَذَلِكَ حَرَثَ الرجلُ نَفْسَه وأَحْرَثَها: إِذا أذابَها من التعبِ وحَتَرَ الرجلُ الحَبْلَ حَتْرَاً وأَحْتَرهُ: إِذا شدَّ فَتْلَه وَكَذَلِكَ حَتَرَ العُقدَة وأَحْتَرَها: إِذا أَحْكَم فَتْلَها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: حَتَرْتُ لَهُ شَيْئا بِغَيْر ألف: إِذا أعطَاهُ شَيْئا يَسِيرا فَإِذا أقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ قَالَ بِالْألف وَحَكَل الأمرُ على الرجلِ يَحْكِل حَكْلاً وأَحْكَل: إِذا أَشْكَل وحَبَسَ الرجلُ فَرَسَه فِي(4/343)
سَبِيل الله يَحْبِسُه حَبْسَاً وأَحْبَسه وحَقَنَ الرجلُ بَوْلَه يَحْقِنُه حَقْنَاً وأَحْقَنهُ وحَرَمْتُ الرجلَ عَطاءَه أَحْرِمُه حَرِماً وحِرْماناً وأَحْرَمتُه وَأنْشد: وأُنَبِّئُها أَحْرَمتْ قَوْمَها لِتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرينا وحَرَمَ وَأْحَرم: دخلَ فِي الحَرَم وحُشْتُ عَلَيْهِ الصَّيْدَ حَوْشَاً وأَحَشْتُ وأَحْوَشْتُ. أَبُو زيد: حَمَدْتُ الأرضَ حَمْدَاً وأَحْمَدتُها وحَطَبَتِ الأرضُ تَحْطِبُ وأَحْطَبَتْ من الحَطَب وحَذَوْتُ الرجلَ حَذْوَاً وأَحْذَيتُه: أَعْطَيتُه وحَكَأْتُ العُقدة أَحْكَأُها حَكْئَاً وأَحْكَأتُها وحَتَأْتُها وأَحْتَأْتُها: شَدَدْتُ عَقْدَها وحَتَأْتُ الثوبَ: فَتَلْتُ هُدْبه وكَفَفْتُه وحُزْتُ الشيءَ حَوْزَاً وحِيازةً وأَحْزَتُه وَحَنَط الزرعُ يَحْنُط حُنوطاً وأَحْنَط: بلغَ أَن يُحصَد وَكَذَلِكَ النَّبْت وحَمَضْت الإبلَ وأَحْمَضتُها: أَرْعَيتُها الحَمْضَ وأَحْمَضتُها لَا غير: صَيَّرْتُها تَأْكُل الحَمض وحَسَّ بالشيءِ يَحُسُّ حَسَّاً وأحَسَّ بِهِ: شعرَ وحَسَسْت خَيْرَاً من فلَان وأَحْسَسْتُ: أَي رَأَيْت وحَدَجْتُ البعيرَ والناقةَ أَحْدِجُها حَدْجَاً وحِداجاً: شَدَدْتُ عَلَيْهَا الحِدْج ووسَّقْتُها وحَلَبْتُ الرجلَ الشاةَ والناقةَ وأَحْلَبْتُه: جَعَلْتُها لَهُ حَلَبَاً وحَلأْتُه أَحْلأُه حَلْئَاً وأحلأْتُه: كَحْلَتُه وحُجْتُ إِلَيْك وأَحْوَجتُ: احتَجْت وأَحْوَجَهُ الله وحَذاني نَعْلاً وأَحْذَاني وَيُقَال خَفَقَ النَّجمُ يخفقُ ويَخْفِق خُفوقاً وأَخْفَق: غَابَ وخَفَقَ الفؤادُ والبَرقُ والسيفُ والرايَّةُ والرِّيحُ ونَحْوُهما وأَخْفَقَ: اضْطَرَب. قَالَ الشماخ: إِذا النُّجومُ تَوَّلَتْ بَعْدَ إخْفاق وخفَقَ الطائرُ بجناحَيْه يَخْفِق خُفوقاً وأَخْفَق: إِذا صفَّق بهما وخَفقَ برأسِه من النُّعاس وأَخْفَق: إِذا اضطَرَب، قَالَ الراجز: أَقْبَلْنَ يُخْفِقْنَ بأَذْنابٍ عُسُرْ إخْفاقَ طيْرٍ واقِفاتٍ لم تَطِرْ وَيُقَال خَضَعَ الرجلُ للْمَرْأَة يَخْضَع خُضوعاً وأَخْضَعَ لَهَا: إِذا أَلانَ كلامَه لَهَا وَقد خَضَعَه الكِبَرُ يَخْضَعُه خَضْعَاً وأَخْضَعَهُ: حَنَاه. وَقَالَ ابْن البسري: خَلَسَ رأسُ الرجل فَهُوَ خَليسٌ وأَخْلَس: إِذا اخْتَلَط البياضُ بِالسَّوَادِ وخَنِبَ الرجلُ وأَخْنَب: إِذا هَلَكَ كَذَا قَالَ إِبْرَاهِيم بن البسري وَيُقَال خَنَّبه وأَخْنَبَهُ: صَرَعَه وَلم يَحْكِ هَذَا غيرُه إِنَّمَا الْمَعْرُوف خَنِبَتْ رِجْلُه وأَخْنَبْتُها: إِذا وَهَنَتْ وأَوْهَنْتُها وخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ خُموماً وأَخَمَّ: إِذا تغيَّرتْ رائحتُه وخَلَفَ فَمُ الصَّائِم يَخْلُف خُلوفاً وأَخْلَف: إِذا تغيَّر وخَلَفَ العَبدُ يَخْلُف خُلوفاً وخِلْفة وأَخْلَف وَخَلَفَ النَّبيذُ يَخْلُف وأَخْلَف: إِذا خالَف تَقْدِيرك فِيهِ وَيُقَال للَّذي ذهب لَهُ مالٌ خَلَفَ اللهُ عَلَيْك بخَيْر وأَخْلَف عَلَيْك وخَرِطَت الشاةُ تَخْرَط خَرَطَاً وأَخْرَطتْ: أَي تَحَدَّر لبنُها فِي ضَرْعِها. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: والخَرَط من اللَّبن: أَن تُصيبَ الضَّرْعَ عينٌ أَو تَرْبِضَ الشَّاة أَو تَبْرُك الناقةُ على نَدىً فَيَخْرُج اللَّبن مُتَعَقِّداً كَأَنَّهُ قِطَع الأوتار وَيخرج مَعَه ماءٌ أَصْفَر وخَدَجَت الناقةُ تَخْدِج خِداجاً وأَخْدَجتْ: أَي أَلْقَتْ وَلَدها لغير تِمام وخَدَرَ الأسدُ يَخْدِر خُدوراً وأَخْدَر: إِذا اسْتَتَر فِي خِيسِه وخَدَرَ بِالْمَكَانِ وأَخْدَر: إِذا أَقَامَ بِهِ وخفَر بِهِ وأَخْفَره: نَقَضَ عَهْدَه وخَنا فِي مَنْطِقِه وأَخْنَى: أَفْحَش وَيُقَال خَلا لكَ الشيءُ خَلاءً وأَخْلَى بِمَعْنى وَيُقَال خَلا لَهُ الموضعُ يَخْلُو خَلاءً وأَخْلَى: إِذا وَقَعَ فِي موضِع لَا يَزْحَمُه فِيهِ أحد. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: خَلا الرجلُ على الشَّيْء وأَخْلَى عَلَيْهِ: إِذا لم يَخْلِط بِهِ غيرَه وخَلَدَ الرجلُ إِلَى الأرضِ يَخْلُد خُلوداً وأَخْلَدَ: أَي مالَ إِلَيْهَا ولَزِمَها ورجلٌ خالِدٌ ومُخْلِدٌ:(4/344)
بَطيءُ الشَّيْب وخَوَتِ النجومُ خَيَّاً وأَخْوَتْ: إِذا سَقَطَت وَلم تُمطِر. قَالَ الشَّاعِر: وأَخْوَتْ نُجومُ الأخْذِ إلاّ أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُها يُثْري قَوْله يُثري: يَبُلُّ الأرضَ والأخْذ: أَن تأخُذَ كل يومٍ فِي نَوْءٍ وَقَالَ كَعْب: قومٌ إِذا خَوَتِ النجومُ فإنَّهمْ للطارِقينَ النَّازلين مَقاري وَكَذَلِكَ خَوَىَ الزَّنْد وأَخْوَى: إِذا لم يُورِ وخَفَيْتُ الشيءَ خَفْيَاً وأَخْفَيتُه: إِذا أَظْهَرْته وخَمَرْتُ الشهادةَ وأَخْمَرتُها: كَتَمْتُها. والخَمَر: كلُّ مَا سَتَرَك من شَجَرٍ وَغَيره وخَطِلَ فِي كَلَامه يَخْطَل خَطَلاً وأَخْطَل وخَصَبَ المكانُ خِصْباً وأَخْصَب: إِذا كَثُر خِصْبُه وخَمَسَ الرجلُ القومَ يَخْمِسُهُم خَمْسَاً وأَخْمَسَهُم: إِذا كَانُوا أَرْبَعَة فصاروا بِهِ خَمْسَةً. وخَبَبْتُ الخِباءَ خَبْيَاً وأَخْبَيتُه: إِذا عَمِلْتَه وخَسَرْتُ الميزانَ وأَخْسَرتُه: إِذا نَقَصْتَه وَيُقَال خَفَسْتُ أَخْفِسُ خُفوساً وأَخْفَستُ: إِذا أَسَأْت القولَ كَذَا قَالَ أَبُو إِسْحَاق وخَذَلَتِ الوَحْشِيَّةُ وَهِي خاذِلٌ وأَخْذَلتْ: أَقَامَت على ولدِها وَلم تَتْبَع السِّرْب وَهُوَ مقلوب وخَفَّ وأخَفَّ: قلَّ مالُه وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعتُه: كَتَمْتُه وخَلَلْتُ الإبلَ وأَخْلَلتُها: حوَّلتُها إِلَى الخُلَّة وَيُقَال دَجا الليلُ يَدْجُو دُجوَّاً ودُجىً وأَدْجَى: أَظْلَم ودَجَنَ الغَيْمُ يَدْجُن دُجوناً وأَدْجَن: أَلْبَس الأرضَ ودامَ مطَرُه وداءَ الرجلُ يَداءُ وأَداء: إِذا صَار فِي جوفِه الدَّاء ودَرَجْتُ الشيءَ أَدْرُجُه دَرْجَاً وأَدْرَجتُه: طَوَيْتُه. ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دُفوفاً وأَدَفَّ، قَالَ الشَّاعِر: تَمُرُّ كإدْفافِ الصدوق لطائرٍ مِراراً وتَعْلُو فِي السَّماءِ كَمَا يَعْلُو وَدنت الشَّمْس الْغُرُوب تَدْنُو دُنُوَّاً وأَدْنَتْ، ودُرْتُ بِهِ دَوَراناً وأَدَرْتُ وديرَ بالرَّجل دُواراً وأُدير بِهِ من دُوار الرَّأْس وَكَذَلِكَ دِيمَ بِهِ دُواماً وأُديم بِهِ فِي هَذَا الْمَعْنى، ودَبَرَ الَّليل والنَّهار يَدْبُرُ دُبوراً، وأَدْبَرَ ودَبَرَت الرّيح تَدْبُرُ دُبوراً وأَدبَرَتْ من الدَّبور عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد وَلم يجزه الْأَصْمَعِي، ودَادَ الطَّعام يَدادُ دَوْداً، وأدادَ: وَقع فِيهِ الدُّود. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: دِيدَ دَوْداً ودَوَّدَ ودادَ وَلم يعرف الْمُسْتَقْبل أَيَداد أم يَدودُ وَأنكر أَدادَ، ودَسَمْتُ القارورةَ أدْسُمُها دَسْماً، وأَدْسَمْتُها: أَي سددن رَأسهَا، والدِّسامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ كالصِّمام، وَقد قدَّمت الدَّسْم فِي الجُحْر والجُرح وَلم أذكرهُ هَهُنَا لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يُقَال فِيهِ أَفْعَلت ودَقِعَ بِالْأَرْضِ وَإِلَى الأَرْض يَدْقَع دَقاعةً ودَقَعَاً وأَدْقَع: لَزِقَ ودِنْتُ الرجلَ دَيْنَاً وأَدَنْتُه: أَقْرَضتُه ودَهَقْتُ الإناءَ وأَدْهَقتُه: أَتْرَعتُه وأَدْهَقتُ الكأسَ: شَدَدْتُ مَلأْهَا ودَلَقَ عَلَيْهِم الغارةَ وأَدْلَقَها: شَنَّها ودَقَمْتُه أَدْمِقُه دَمْقَاً وأَدْمَقتُه: أَدْخَلتُه إيَّاه ودَمَسَ الليلُ وأَدْمَس: أَظْلَم ودَمَلْتُ الأرضَ وأَدْمَلتُها: أَصْلَحتُها بالدَّمال وَقيل دَمَلْتُها: أَصْلَحتُها وأَدْمَلتُها: سَرْقَنتُها ودَلَعَ لِسَانه يَدْلَعهُ دَلْعَاً وأَدْلَعَهُ ودَحَسَ الزرعُ دَحْسَاً وأَدْحَس: امْتلأ سُنْبُلُه ودَحَضْتُ حُجَّتُه وأَدْحَضتُها وَكَذَلِكَ الرِّجْل وَيُقَال ذَرا نابُ الْبَعِير ذَرْوَاً وأَذْرَى: إِذا كلَّ ورَقَّ وذَرَتِ الريحُ الترابَ ذَرْوَاً وأَذْرَتهُ: رَمَتْ بِهِ وذَرَقَ الطائرُ يَذْرِقُ ذَرْقَاً وذُراقاً وأَذْرَقَ وذالَ الثوبُ وأَذْيَل: صَار لَهُ ذيلٌ وَيُقَال رَذَّت السماءُ تَرُذُّ رَذَّاً وأرَذَّت من الرَّذاذ وَهُوَ: المطرُ الضَّعِيف الصَّغِير القَطْر ورَشَّتِ السماءُ تَرُشُّ رَشَّاً وأرَشَّت وينشد بَيت زُهَيْر: ويُرِشُّ أَرْيَ الجَنوبِ على حَواجبها العَماءُ(4/345)
ورُعِشَتْ يَدُ الرجل تُرْعَش رَعَشَاً وأُرْعِشَت: ارْتَعَدَت وراعَ الطعامُ رَيْعَاً وأَراعَ: زادَ ورَدِفْتُ الرجلَ وأَرْدَفتُه: رَكِبْتُ خَلْفَه ورَدَحْتُ البيتَ أَرْدَحُه رَدْحَاً وأَرْدَحتُه من الرُّدْحة وَهِي: قِطعةٌ تُدخَل فِيهِ وَكَذَلِكَ رَدَحْتُ الْبَيْت بالطين أَرْدَحُه رَدْحَاً وأَرْدَحته: كاثَفْتُ عَلَيْهِ الطين ورَفَدْتُ الدابةَ أَرْفِدُها رَفْدَاً وأَرْفَدتُها: جَعَلْت لَهَا رِفادةً ورَفَدْتُ الرجلَ وأَرْفَدتُه: أَعَنْتُه ورَسَنْتُ الدابةَ أَرْسِنُها رَسْنَاً وأَرْسَنتُها: جعلتُ لَهَا رَسَنَاً ورَشَحَ الرجلُ عَرَقَاً يَرْشَحُ رَشْحَاً وأَرْشَح ورَشْقَتُ فِي الرَّمْي أَرْشُق رَشْقَاً وَالِاسْم الرِّشْق وأَرْشَقت ورَثَّ الشيءُ يَرِثُّ رَثاثَةً وأَرَثَّ: أَخْلَق وَصَارَ رَثَّاً وأبى الْأَصْمَعِي إلاّ رَثَّ وكَمَّلَنِي فلَان فَمَا رَجَعْت إِلَيْهِ كلمة أَرْجِع رَجْعَاً وَمَا أَرْجَعتُ إِلَيْهِ بِمَعْنى وَاحِد وَكَذَلِكَ رَجَعْتُ يَدي أَرْجِعُها رَجْعَاً وأَرْجَعتُها ورَغَثْتُ الرجلَ بِالرُّمْحِ أَرْغَثُه رَغْثَاً وأَرْغَثتُه: طَعَنْتُه بِهِ مرَّةً بعد أُخْرَى، ورَفَتُّ الشيءَ أَرْفِتُه رَفْتَاً وأَرْفَتُّه ورَسا الشيءُ يَرْسُو رُسُوَّاً وأَرْسَى: ثَبَتَ ورَصَدْتُ القومَ بِالْخَيرِ أَرْصُدُهم رَصْدَاً وأَرْصَدتُهم ورَغا اللبنُ يَرْغُو رُغُوَّاً وأَرْغَى لم يَحْكِها إِلَّا أَبُو الْحسن وجميعُ اللغويين رَغَّى بِالتَّشْدِيدِ وأَرْغَى ورَمى على السِّتِّين رَمْيَاً وأَرْمَى: زَاد عَلَيْهَا فِي السِّنِّ وَكَذَلِكَ رَبا على السِّتِّين رُبُوَّاً وأَرْبَى ورَمَل الحصيرُ يَرْمُلُه رَمْلاً وأَرْمَلَه: نَسَجَه ورَكَسَ اللهُ العدوَّ يَرْكُسه رَكْسَاً وأَرْكَسه: ردَّه وقَلَبَه وراحَ الرجلُ الشيءَ يَراحُه روحاًظ وأَراحَه: شَمَّ رائحتَه ورَعَظْتُ السهْم أَرْعَظُه رَعْظَاً وأَرْعَظتُه: جعلت لَهُ رُعْظاً وَهُوَ: مَدْخَل سِنْخِ النَّصْل فِي السهْم ورَعَصَتِ الريحُ الشجرةَ تَرْعَصُها رَعْصَاً وأَرْعَصَتْها: نَفَضَتْها ورَمَتْ بِهِ الدابةُ رَمْيَاً وأَرْمَتْه مِن فَوْقهَا: طَرَحَته ورَهَقْتهُ أَرْهَقُه رَهْقَاً وأَرْهَقتُه: أَفْزَعتُه ورَبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى تَرْبَع رَبْعَاً وأَرْبَعتْ ورَهَنْتُ فِي السِّلْعَة أَرْهَنُ رَهْنَاً وأَرْهَنتُ بِمَعْنى وَأنْشد النَّضر فِي أَرْهَنت: ولمَّا خَشِيْتُ أَظافيرَهُم فَرَرْتُ وأَرْهَنتُهُمْ مالِكا وَكَانَ الْأَصْمَعِي يروي وأَرْهَنُهم مَالِكًا وَقَوله وأَرْهَنُهم كَمَا تَقول قُمْتُ وأَصُكُّ عَيْنَه وروايةُ من روى نَجَوْتُ وأَرْهَنتُهم مَالِكًا خطأ ورابَني الأمرُ رَيْبَاً وأَرابَني: شَكَكْتُ فِيهِ والرِّيْبُ والرِّيِبة: الشَّكُّ وَقد قدمت الْفَصْل بَين هَاتين اللغتين وأَبَنْتُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْخَلِيل وسيبويه وَأَبُو الْحسن. ودَجَنَتِ الشاةُ تَدْجُن دُجوناً وأَدْجَنتْ: أقامَت بِالْبُيُوتِ ورَسَّ الهَوى يَرُسُّ رَسيساً وأَرَسَّ: إِذا بقيَ فِي الْقلب وثَبَتَ والرَّسيس: بَقِيَّةُ الهَوى وَأنْشد: وَقَدْ رَأَتْ رَسيسَ الهَوى قد كادَ بالجِسْمِ يَبْرَحُ وَقد قَالُوا رَمَعَ يَرْمَعُ رَمعاناً وأَرْمَع: إِذا اصفرَّ وَالْأول أَعْلَى ورَفَثَ وأَرْفَث من الرَّفَث ورَقَنَ رَأْسَه وأَرْقَنهُ: خَضَبَه ورَزَحْتُ الكَرْمَ وأَرْزَحتُه: دَعَمْتُه ورَعَجَ البَرْقُ وأَرْعَج: تلأْلأَ وتفرَّق وزَعَجَني الأمرُ وأَزْعَجَني: أَقْلَقَني ورُعِشَ الرجلُ وأُرْعِشَ: أُرْعِد ورَصَعْتُه أَرْصَعهُ وأَرْصَعتُه: طَعَنْتُه بشِدَّة ورَعَلْتُه بالرُّمح وأَرْعَلتُه: طَعَنْتُه ورَعَمَت الشاةُ تَرْعُم رُعاماً وأَرْعَمتْ: هُزِلَت وسالَ مُخاطُها ورَكَوْتُ على الرجلِ رُكُوَّاً وأَرْكَيتُ: أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ثَناءً قبيحاً ورَكَوْتُ عَلَيْهِ الحِمْل وأَرْكَيتُه: ضاعَفْتُه ورَتَجْتُ البابَ وأَرْتَجتُه: أَوْثَقتُ إغلاقه ورَجَلْتُ الفَصيل مَعَ أمِّه أَرْجُله رَجْلاً وأَرْجَلتُه: أَرْسلتهُ مَعهَا يَرْضَعها مَتى شَاءَ وَكَذَلِكَ المُهْر والبَهْمة ورَجَفَ الشيءُ يَرْجُف رَجْفَاً وأَرْجَف: اضْطَرب ورَجَبْتُه وأَرْجَبتُه: هِبْتُه وعَظَّمْتُه ورَشَدْتُه وأَرْشَدتُه: هَدَيْتُه ورَزَّت الجَرادةُ ذنَبها فِي الأَرْض وأرَزَّتْه: أَثْبَتتْهُ لِتَبيض ورَمَدَ القومُ وأَرْمَدوا: هَلَكوا ورَتَمْتُه وأَرْتَمتُه: عَقَدْتُ الرَّتْمة فِي إصبعه ورَنَّ الشيءُ وأَرَنَّ: صَوَّت ورَبَلَتِ الأرضُ وأَرْبَلتْ: أَنْبَتتِ الرِّبْل ورَهَفْتُ الشيءَ وأَرْهَفتُه: رَقَّقْتُه ورَغَنَ إِلَيْهِ وأَرْغَن: أَصْغَى رَاضِيا بقوله ورَغَمَ أَنْفَه وأَرْغَمه: أَلْزَقه بالرَّغام ورَذَمَت القَصْعَةُ وأَرْذَمتْ: تَمَلأَّتْ. أَبُو زيد: زَنَنْتُ الرجلَ بِخَير أَو شَرّ وأَزْنَنتُه: ظَنَنْتُه بِهِ وَهُوَ يُزَنُّ بِخَير أَو شَرّ وَلم يعرف زَنَنْتُه وزَبَّتِ الشمسُ وأَزَبَّت: إِذا تهَيَّأَت للغُروب وزَهَمَ العَظْمُ يَزْهُم زَهْمَاً وأَزْهَم: صَار فِيهِ مُخٌّ والزِّهِم: السَّمين ورَزَمْتُ الشيءَ وأَرْزَمتُه: قَطَعْتُه وزَرَيْتُ عَلَيْهِ(4/346)
وأَزْرَيتُ: عِبْتُه وزانَه وأَزانَه: زَيَّنَه وزَها الزَّرْعُ يَزْهُو زَهْوَاً وأَزْهَى: ارْتَفَع وَكَذَلِكَ زَها النَّخْل وأَزْهَى: إِذا ظَهَرَتْ فِيهِ الحُمرة وزَحَفَ الْبَعِير يَزْحَفُ وأَزْحَف: إِذا أَعْيَا فَلم يَقْدِر على النُّهوض مَهْزُولاً كَانَ أَو سَميناً وزَلَقَه ببَصَرِه يَزْلِقُه زَلْقَاً وأَزْلَقهُ: إِذا رَمَاه ببصره وَقد قرئَ بهما: (لَيُزْلِقونَكَ بأَبْصارِهِم، ولَيَزْلِقونَك) . وزَلَقَ رَأْسَه يَزْلِقُه زَلْقَاً وزَلَّقه وأَزْلَقه: حَلَقَه وزَفَفْتُ العَروسَ إِلَى زَوْجِها أزُفُّها زَفَّاً وزِفافاً وأَزْفَفْتُها وَكَذَلِكَ زَفَّ يَزِفُّ زَفيفاً وأَزَفَّ: إِذا قارَب الخَطْوَ وَفِي التَّنْزِيل: (فَأَقْبَلوا إليهِ يَزِفُّون) . وَقُرِئَ يُزِفُّون. قَالَ الزّجاج: الزَّفيف: أوَّلُ عَدْوِ النَّعام. وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد: هُوَ الْإِسْرَاع وزالَ الشيءَ زَيْلاً وأَزَاَلهُ: نَحَّاه وزَهَرَتِ الأرضُ تَزْهَر زَهْرَاً وأَزْهَرَتْ: كثُرتْ زَهْرَتُها وزَعَفْتهُ أَزْعَفُه زَعْفَاً وأَزْعَفتُه: أَفْزَعتُه وزَكا الزَّرْعُ يَزْكُو زَكاءً وأَزْكَى وأَزْكَتِ الأرضُ: إِذا تمَّ نَباتُها وزَرَرْتُ القَميصَ أزُرُّه زَرَّاً وأَزْرَرتُه لُغَتَانِ فصيحتان رَفَعَهُما ابْن دُرَيْد إِلَى أبي عُبَيْدَة وزَعَجَني الأمرُ يَزْعَجُني وأَزْعَجني: أَقْلَقَني وزَغَلْتُ الشيءَ زَغْلاً وأَزْغَلتُه: صَبَبْتُه دُفَعاً وَكَذَلِكَ زَغَلْتُ المَزادة وأَزْغَلتُها: أَي صَبَبْتُ فِيهَا ماءاً وَيُقَال سَرَدَ الشيءَ وأَسْرَدَهُ: ثَقَبَه وَيُقَال سَرَيْتُ بِاللَّيْلِ أَسْرِي سُرىً وأَسْرَيتُ وَكَذَلِكَ سَرَيْتُ بالقومِ وأَسْرَيتُ بهم وَقد قرئَ: (أنْ أَسْرِ بأَهْلِكَ) . بِأَلف الْقطع والوصل وَقَالَ: (سُبحانَ الَّذِي أَسْرَى) . فَقَطَع بِلَا اخْتِلَاف وَقَالَ: (واللَّيْلِ إِذا يَسْرِي) . وَأنْشد غير وَاحِد قَول امْرِئ الْقَيْس: سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تَكِلَّ مَطِيُّهُم وَأنْشد أَبُو عبيد قَول حسان بن ثَابت: حَيِّ النَّضيرةَ رَبَّةَ الخِدْرِ أَسْرَتْ إليْكَ وَلَمْ تَكُنْ تُسْرِي وَسَنَد فِي الجبلِ يَسْنُد سُنوداً وأَسْنَد: رَقِيَ وسَنَدْتُك إِلَى الشيءِ أَسْنُد وأَسْنَدتُ وسَدَلَ الشَّعَرَ والثوبََ وأَسْدَلهُ: أَرْخَاه وسَكَنَ وأَسْكَنَ: صَار مِسْكِيناً وسَمَحَ يَسْمَح سَماحةً وسُموحةً وسَماحاً وسُموحاً وأَسْمَح وأَسْمَحتِ الدابةُ بعد اسْتِصْعاب: لانَتْ وانْقادَتْ وَكَذَلِكَ أَسْمَحتْ قَرونُه وسَحَتُّ الشيءَ أَسْحَتُه سَحْتَاً وأَسْحَتُّه: اسْتَأْصَلْتُه وَفِي التَّنْزِيل: (فَيُسْحِتَكُم) . وسَنَعَ النَّبْتُ يَسْنَعُ سُنوعاً وأَسْنَع: طَال وحَسُنَ وسَفَقَ البابَ يَسْفِقُه سَفْقَاً وأَسْفَقَه: أَغْلَقَه وسَمَلْتُ بَيْنَ القومِ أَسْمُلُ سَمْلاً وأَسْمَلت: أَصْلَحت وسَمَلَ الثوبُ يَسْمُل سُمولاً وأَسْمَل: أَخْلَق. الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال بِالْألف وحكاها أَبُو زيد وأساسَ الطَّعامُ وساسَ من السُّوسِ يَساسُ سَوْسَاً وَكَذَلِكَ سَاسَتِ الشَّاةُ وأَساسَتْ: إِذا صَار القَملُ فِي أُصول صوفِها وسَجَمَتْ عَيْنُه تَسْجُم سُجوماً وأَسْجَمتْ وسَجَمَها وأَسْجَمَها وسَنَفْتُ البعيرَ أَسْنِفُه وأَسْنُفه سَنْفَاً وأَسْنَفتُه: أَي جَعَلْتُ لَهُ سِنافاً وَهُوَ خيطٌ يُشدُّ من جَانِبي البِطان للكِرْكِرَة وسَعَرَهم شَرَّاً يَسْعَرُهم سَعْرَاً وأَسْعَرهُم: إِذا أَكْثَر فيهم الشَّرَّ وسَعَرْتُ النارَ وأَسْعَرتُها: أَوْقَدتُها سَكَتَ يَسْكُت سُكوتاً وأَسْكَتَ بِمَعْنى وَاحِد وَقيل يُقَال تَكَلَّم الرجل ثمَّ سَكَتَ بِغَيْر ألف فَإِذا قَالُوا أَسْكَتَ الرجلُ فَلم يتَكَلَّم قَالُوا بِالْألف وسَقَطَ فِي كَلَامه يَسْقُط سُقوطاً وأَسْقَط وسَلَكَهُ فِي الطَّرِيق يَسْلُكُه سُلوكاً وأَسْلَكهُ: أَدْخَلهُ وسَلَكْتُ يَدي فِي الجيبِ والسِّقاء وأَسْلَكتُها: أَدْخَلتُها فيهمَا وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه سَفَّاً وأَسْفَفتُه: نَسَجْتُه وسَفَرْتُ الْبَعِير أَسْفِرهُ وأَسْفَرتُه من السِّفار وَهِي الحَديدة فِي أَنْفِ الْبَعِير وسَفَرَ الصُّبْح وأَسْفَر: أَضَاء وسَفَرَ وَجْهُه وأَسْفَر: أَشْرَق. وسَحَفَتِ الريحُ الترابَ تَسْحَفُه وأَسْحَفَتْه: ذَهَبَتْ بِهِ وسَفَتْهُ الرّيح سَفْيَاً وأَسْفَتْه: حَمَلْتهُ، وسِرتُ السُّنَّةَ سَيْرَاً وأَسَرْتُها وَكَذَلِكَ الدابةُ وَقَالَ خَالِد بن زُهَيْر:(4/347)
فَلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها وسَبَلَتْ عَيْنُه تَسْبُل وأَسْبَلتْ وسَبَتَ القومُ يَسْبِتون ويَسْبُتون وأَسْبَتوا: دَخَلوا فِي السَّبْت وسَلَفْت الأرضَ أَسْلُفُها وأَسْلَفتُها: حَوَّلْتُها للزَّرْع وسوَيَّتُها وسَلَّه الحبُّ يَسُلُّه سَلاًّ وأَسَلَّه من السِّلِّ وسُقْتُ إِلَيْهَا الصَّداقَ سَوْقَاً وسِياقاً وأَسْقَتُه وسُقْتُ الإبلَ وغَيْرَها وأَسْقَتُها وسَقِبَتِ الدارُ تَسْقَب سُقوباً وأَسْقَبتْ لُغَتَانِ وشارَ الرجلُ العَسَلَ شَوْرَاً، وَأنْشد بَيت الْأَعْشَى: كأنَّ جَنِيَّاً مِنَ الزَّنْجَبيل باتَ بفِيها وأَرْيَاً مَشورا وَأنكر قَول عدي: فِي سًماعٍ يَأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ وحَديثٍ مِثلِ ماذِيٍّ مُشار وَقَالَ خَالِد بن زُهَيْر: وقاسَمَها باللهِ جَهْدَاً لأَنْتُمُ أَلَذُّ مِنَ السَّلْوى إِذا مَا نَشورُها وشَكَلَ الأمرُ على الرجل يَشْكُل وأَشْكَل: الْتَبَس وشَكَلْتُ الكتابَ وأَشْكَلتُه وشَكِرَتِ الشجرةُ تَشْكَر شَكَرَاً وأَشْكَرتْ: إِذا بَدا ورَقُها الصِّغار وشَطَّ فِي حُكْمِه وسَوْمِه يَشِطُّ شُطوطاً وأَشَطَّ فِي طلبِه: أَمْعَن وأَشَطَّ فِي المَفازة: ذهب وشَكَدْتُ الرجلَ أَشْكُدُه شَكْدَاً وأَشْكَدتُه: أَعْطَيتُه وشَجاني الأمرُ شَجْوَاً وأَشْجَاني: حَزَنَني وشَجَنَه وأَشْجَنه كَذَلِك وشَعَرْتُ الخُفَّ وأَشْعَرتُه: إِذا بَطَّنْتَه بِشَعَرٍ وشَرَكْتُ النَّعْلَ وأَشْرَكتُها: جَعَلْتُ لَهَا شِراكاً وشَرَرْتُ اللحمَ والثوبَ أَشُرُّهُما شَرَّاً وأَشْرَرتُه: إِذا بَسَطْتَه لِيَجِفَّ وشَصَصْتُ الرجلَ عَن الشَّيْء أَشُصُّه شَصَّاً وأَشْصَصتُه: منعته وشَصَّتِ الناقةُ تَشِصُّ شُصوصاً وأَشَصَّت: إِذا قَلَّ لبنُها. قَالَ الْأَصْمَعِي: أَشَصَّت فَهِيَ شَصوص وَهُوَ شَاذ على غير الْقيَاس وشَظَّ يَشُظُّ شَظَّاً وأَشَظَّ: إِذا أَنْعَظَ، قَالَ زُهَيْر إِذا جَنَحَتْ نِساؤكُمُ إِلَيْهِ أَشَظَّ كأنَّهُ مَسَدٌ مُغار وشَظَظْتُ الوِعاء أشُظُّه شَظَّاً وأَشْظَظتُه من الشِّظاظ وَهُوَ رباطُه وَقيل هِيَ الحِمالةُ بَين الأَوْنَيْن ذكرهَا الْفَارِسِي وَيُقَال شَرَقَتِ الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وأَشْرَقَتْ: طَلَعَتْ وَقيل أضاءَتْ وَقيل شَرَقَتْ: طَلَعَتْ وأَشْرَقَت: أَضَاءَت وشَتَرْتُ عَيْنَ الرجل أَشْتُرها شَتْرَاً وأَشْتَرتُها: إِذا شَقَقْتَ جَفْنَها الْأَعْلَى وَيُقَال شَغَلَني الرجلُ يَشْغَلُني شَغْلاًَ وأَشْغَلَني وشَنَقْتُ الدابةَ أَشْنِقُها شَنْقَاً وأَشْنَقتُها: إِذا كَفَفْتَها بزِمامها وشَنَقَ الجرلُ القِرْبَةَ يَشْنُقُها شَنْقَاً وأَشْنَقَها: إِذا شَدَّ رأسَها إِلَى عَمود الخِباء وشَمَسَ يَوْمُنا يَشْمِس ويَشْمُس شُموساً وأَشْمَسَ: إِذا طَلَعَتْ شَمْسُه وشاعَهُ اللهُ السلامَ شَيْعَاً وأشاعَه: إِذا أَتْبَعَه السلامَ وشَغَرَ الرجلُ المرأةَ يَشْغَرها شَغْرَاً وشِغاراً وأَشْغَرَها: إِذا رَفَعَ رِجْلَها للجماع وَيُقَال شَفَقْتُ أَشْفِقُ وأَشْفَقتُ: أَي حاذَرْتَ وَزعم ذَلِك قومٌ وأَنْكَرَه جُلُّ أهل اللُّغَة فَقَالُوا لَا يُقَال إِلَّا أَشْفَقت وَأَنا مُشْفِق وشَفيق وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على فعيل فِي معنى مُفْعِل وشَطَأَ النخلُ والزرعُ يَشْطَأُ شَطْئَاً وشُطوءاً وأَشْطَأ: إِذا أَخْرَج فِراخاً من أَصله وشَمَلَتِ الريحُ تَشْمُل شُمولاً وأَشْمَلتْ: صَارَت شَمالاً أجَازه أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة وَلم يجزه الْأَصْمَعِي وشَعَلْتُ النارَ وأَشْعَلتُها: أَلْهَبتُها وشَعَبَ الرجلُ وأَشْعَبَ: هلك أَو فارقَ فِراقاً لَا يَرْجِع بعد وشَحَمْتُ القومَ أَشْحَمُهم شَحْمَاً وأَشْحَمتُهم: أَطْعَمتُهم الشَّحْمَ وشَرَجْتُ عُرى المُصْحَف والعَيْبة والخِباء وَنَحْو ذَلِك وأَشْرَجتُها: أَدْخَلتُ بعضَها فِي بعض وشَمْلَتُ النخلةَ أَشْمُلُها شَمْلاً(4/348)
وأَشْمَلتُها: لَقَطْتُ مَا عَلَيْهَا من الرُّطَب وشَفَيْتُه وأَشْفَيتُه: طَلَبْتُ لَهُ الشِّفاء وشالَتِ الدابةُ بذَنَبِها شَوْلاً وأشالَتْه: رَفَعَتْه وشَخَمَ الرجلُ وأَشْخَم: تَهَيَّأَ للبكاء. أَبُو زيد: صَمَتَ الرجلُ يَصْمُت صَمْتَاً وأَصْمَتَ وأنكرها الْأَصْمَعِي بِالْألف إِلَّا أَن تُرِيدُ التَّعَدِّي وصَدَّني الرجلُ عَن الأمرِ يَصُدُّني صَدَّاً وأَصَدَّني عَنهُ وصَفَحْتُ الرجلَ عَن حَاجته أَصْفَحُه صَفْحَاً وأَصْفَحتُه: رَدَدْتُه وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ صُلولاً وأَصَلَّ: إِذا تغيَّر وصَفَقْتُ البابَ صَفْقَاً وأَصْفَقتُه إِذا رَدَدْتَه وصَفَفْتُ السَّرْج أَصُفُّه صَفَّاً وأَصْفَفتُه: جعلت لَهُ صُفَّةً وصَغا القَمرُ يَصْغَا صَغْوَاً وأَصْغَى: إِذا مَال للغروب وصَغَوْتُ إِلَيْهِ أَصْغُو وأَصْغَى صُغُوَّاً وأَصْغَيتُ: أَي مِلْتُ وصَعَقَتهم السَّمَاء تَصْعَقُهم صَعْقَاً وأَصْعَقَتْهُم: إِذا أَلْقَتْ عَلَيْهِم صَاعِقَة، وصُقِعَتِ الأرضُ صَقْعَاً وأُصْقِعَتْ من الصَّقيع وَهُوَ: الجَليد وصُرتُ الشيءَ صَوْرَاً وأَصَرْتُه: إِذا أَمَلْتَه إِلَيْك وَأنْشد: أُجَشِّمُها مَفاوِزَهُنَّ حتَّى أَصارَ سَديسَها مَسَدٌ مَريجُ وصَرَّ الفرَسُ بأُذُنَيْه يَصِرُّ صَرَّاً وأَصَرَّ بهما وأصَرَّهُما: إِذا أَصْغَى بهما إِلَى الصَّوْت وصابَ السهمُ صَوْبَاً وأًصابَ: إِذا قَصَدَ نَحْوَ الرَّمِيَّةِ وَلم يَجُرْ وَقيل صابَ: جَاءَ من عَلُ وأصابَ من الْإِصَابَة وصابَ السَّحابُ الموضعَ صَوْبَاً وأصابَهُ المَطَر وصَلَيْتُه النارَ صَلْيَاً وأَصْلَيتُه: أَدْخَلتُه إِيَّاهَا وصَلَتِ الناقةُ وأَصْلَتْ: إِذا اسْتَرْخى صَلَوَاها والصَّلَوان: مُكْتَنَفا الذَّنَب وصَمَّ الرجلُّ يَصَمُّ صَممَاً وأَصَمَّ، قَالَ الْكُمَيْت: تُسائِلُ مَا أَصَمَّ عنِ السُّؤال وصَمَمْتُ رأسَ القارورة أصُمُّه صَمَّاً وأَصْمَمتُه: سَدَدْتُه وسَفَفْتُ الشيءَ وأَسْفَفتُه: قَمَحْتُه بيَدي وصَلَقَ وأَصْلَقَ: صَاح وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِه أَصْفَحُ صَفْحَاً وأَصْفَحتُ. وَقَالَ: صَرَدْتُ السهمَ أَصْرُده صَرْدَاً وأَصْرَدتُه: إِذا أَنْفَذتَه وصَرَدَ هُوَ وأَصْرَدَ وصَبَتِ الريحُ تَصْبُو صُبُوَّاً وأَصْبَتْ أجَازه أَبُو زيد وَلم يُجِزه الْأَصْمَعِي وصَحَتِ السماءُ صَحْوَاً وأَصْحَتْ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: صَحا السَّكْران وصَحَتِ السماءُ صَحْوَاً وأَصْحَتْ لَا غير. غَيره: صَحا السَّكران وأَصْحَى وصَدَدْتُه عَنهُ وأَصْدَدتُه: صَرَفْته وصَدَرْتُ الإبلَ عَن المَاء وأَصْدَرتُها وصَبَأَ عَلَيْهِم وأَصْبَأ: طَلَعَ وصَبَأَ القمرُ والنجمُ وأَصْبَأ كَذَلِك يُقَال ضاءَ القمرُ ضَوْءَاً وضُوءاً وأَضاءَ وضَبَعَتِ الناقةُ تَضْبَع ضَبَعَةً وأَضْبَعتْ: إِذا أَرَادَت الفَحْل وضَبَعَتْ فِي السّير تَضْبَع ضَبْعَاً وأَضْبَعتْ والضَّبْع: أَن تَرْمِي بخُفِّها فِي سَيْرِها إِلَى ضَبْعَيْها وضَرَرْتُ الرجلَ أضُرُّه ضَرَّاً وأَضْرَرتُ بِهِ وضَرَبْتُ عَن الشَّيْء أَضْرِب ضَرْبَاً وأَضْرَبتُ عَنهُ وضَبَرَ الفرَس يَضْبِر ضَبْرَاً وأَضْبَر: إِذا جمَعَ قوائمه ووثب وضَجَّ القومُ يَضِجُّون ضَجيجاً وأَضَجُّوا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا يُقَال أَضَجُّوا وَلَكِن أَضَجَّهم زَيْد وضَنَأَتِ المرأةُ تَضْنَأُ ضُنوءاً وأَضْنَأتْ: كَثُر وَلَدُها وَكَذَلِكَ الْمَاشِيَة وضَبَّ الرجلُ يَضِبُّ ضُبوباً وأَضَبَّ: إِذا سَكَتَ وَضَجَع الرجلُ يَضْجَع ضَجْعَاً وأَضْجَع: إِذا وَهَنَ فِي أمره فتَوانى وَضَمَج الرجلُ بِالْأَرْضِ: إِذا لَصِقَ بهَا وأَضْمَج بهَا وَيُقَال طُعْتُ الرجلَ طَوْعَاً وطِعْتُه طَيْعَاً وأَطَعْتُه وطاعَ النَّبْتُ طَوْعَاً وطَيْعَاً وأَطاعَ: إِذا أَمْكَن من رَعْيِه وطَفَّ لَك الشيءُ يَطِفُّ طَفَّاً وأَطَف: إِذا سَنَحَ لَك وَيُقَال خُذ مَا طَفَّ وأَطَفَّ: أَي ارتَفَع لَك وَسَنَح وطَفَلَتِ الشمسُ تَطْفُل طَفَلاً وأَطْفَلتْ: دَنَتْ للغروب وطُلَّ دَمُ الرجل طَلاًّ وطُلولاً وأُطِلَّ: إِذا هُدِر وطَشَّتِ السَّمَاء تَطِشُّ طَشَّاً وأَطَشَّت: مَطَرَتْ مَطَرَاً خَفِيفا وطافَ الرجلُ طَوْفَاً وطَوَافاً وأَطافَ بهم: إِذا دارَ عَلَيْهِم: إِذا أَشْرَفَ عَلَيْهِم. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال طَلَعْت لَيْسَ غير ذَلِك وَلَا يُقَال أَطْلَعْت وطَلَعَ(4/349)
النّخل وأَطْلَع: إِذا ظَهَرَ طَلْعُه وَيُقَال طَلَقَ الرجلُ يدَه بِخَير يَطْلُقُها طَلْقَاً وأَطْلَقَها وَيُقَال طالَ عَلَيْهِ الليلُ طُولاً وَأطَال بِمَعْنى وَاحِد وأطالَ شاذٌّ جِدَّاً بِمَعْنى طَال. قَالَ أَبُو زيد: يُقَال ظَلَفْتُ الأَثَرَ أَظْلِفُه ظَلْفَاً: إِذا اتبعت الغِلَظَ من الأَرْض لِئَلَّا يُقَصَّ أثرُك وأَظْلَفتُ الْأَثر مثله وَيُقَال ظَلِمَ الليلُ وأَظْلَم: اشتدت ظُلْمَتُه وظَهَرْتُ بحاجةِ الرجل وظَهَرْتُها وأَظْهَرتُها: اسْتَهَنْتُ بهَا وعادَتِ الناقةُ بِوَلَدِهَا تَعوذ عِياذاً وأَعَاَذتْ بِهِ وأَعْوَذَتْ: إِذا طافتْ بِهِ ولَزِمَتْه وعَصَدْتُ العَصيدةَ أَعْصِدُها عَصْدَاً وأَعْصَدتُها: لَوَيْتُها وعَفَصْتُ القارورةَ أَعْفِصُها عَفْصَاً وأَعْفَصتُها: إِذا سَدَدْتَ رأسَها بالعِفاص وَهُوَ مثلُ الصِّمام وَيُقَال عَمَرَ اللهُ بك مَنْزِلَكَ وأَعْمَرَ اللهُ بكَ مَنْزِلَك بِمَعْنى وَاحِد وعَرَشْتُ الكَرْمَ أَعْرِشُه وأَعْرُشُه عَرْشَاً وأَعْرَشتُه: إِذا جَعَلْتَ لَهُ عَريشاً وعَضَبْتُ الشيءَ أَعْضِبُه عَضْبَاً وأَعْضَبتُه: كَسَرْتُه وعَلَمْتُ الشَّفةَ أَعْلِمُها عَلْمَاً وأَعْلَمتُها: إِذا شَقَقْتَ الشَّفَةَ العُليا وَتَمِيم تَقول عَذَرْتُ الصبيَّ: إِذا خَتَنْتَه أَعْذِرهُ عَذْرَاً وَغَيرهم من الْعَرَب يَقُول أَعْذَرْتُه وعَذَرَ الرجلُ من نَفسه يَعْذِر عُذْراً وأَعْذَرَ: أَتَى بالعُذْر وعَذَرْتُه أَنا أَعْذِرُه عُذْراً وأَعْذَرْته من العُذْرِ بِمَعْنى وَاحِد، قَالَ الأخطل: فإنْ تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزارٍ تَواضَعَتْ فَقَدْ أَعْذَرَتْنا فِي كِلابٍ وَفِي كَعْبِ وعَذَرَ الرجلُ يَعْذِر وأَعْذَرَ: كثرت عيوبه وَمِنْه الحَدِيث: (لَا يَهْلِكُ الناسُ حَتَّى يَعْذِروا مِنْ قِبَلِ أنفسهم) . ويُعْذِروا بِمَعْنَاهُ وعَصَفَتِ الريحُ تَعْصِفُ عُصوفاً وأَعْصَفَتْ: إِذا اشتدَّ هُبوبُها وعَصَفَه الشيءُ وأَعْصَفَه: أَهْلَكَه، وَأنْشد: فِي فَيْلَقٍ جَأْوَاءَ مَلْمُومةٍ تَعْصِفُبالدَّارِعِ والحاسِرِ ويروى تُعْصِف وعَجَفْت الدابةَ أَعْجِفُها عَجْفَاً وأَعْجَفْتُها: هَزَلْتها وَقيل عَنَنْتُ الْفرس وأَعْنَنتُه: إِذا حَبَسْتَه بعِنانِه وعَتَمَ الليلُ يَعْتِم عُتوماً وأَعْتَم: أَظْلَم وعَتَمَ وأَعْتَم: إِذا أَبْطَأ فكلُّ شيءٍ أَبْطَأ فقد عَتَمَ وأَعْتَم وعَلَفْتُ الدابةَ أَعْلِفُها وأَعْلَفتُها وعاضَ فلَان فلَانا عَوْضَاً وعِياضاً: أعطَاهُ عِوَضاً مِمَّا أخذَ مِنْهُ وأعاضَهُ مثله وعَقَمَ اللهُ رَحِمَ الْمَرْأَة عَقْمَاً وعُقْماً وأَعْقَمَها: مَنَعَها الْولادَة وعَثَرْتُ عَلَيْهِ أَعْثُرُ وأَعْثِرُ عِثاراً وأَعْثَرت: إِذا وَقَفْت مِنْهُ على مَا كَانَ قد خَفِيَ عَلَيْك وعُرْتُ عَيْنَ الرجل عَوْرَاً وأَعْوَرتُها: صَيَّرْتُها عَوْرَاء وعَقَّتِ الفرَسُ تَعُقُّ عَقَّاً وعُقوقاً وأَعَقَّت: إِذا حَمَلَتْ وعَكَلَ عَلَيْهِ الأمرُ يَعْكِل عَكْلاً وأَعْكَل: أَشْكَل وعَشَرْت الشَّيْء أَعْشُره وأَعْشَرتُه من العُشْر وعَشَبَتِ الأرضُ وأَعْشَبتْ وعَنَدَ العِرْقُ يَعْنِد ويَعْنُد عِناداً وعُنوداً وأَعْنَد: إِذا سالَ فأكْثَر وحَفَرْت الْبِئْر حَتَّى عِنْتُ عَيْنَاً وأَعْيَنتُ: إِذا بَلَغْت الْعُيُون وعَرَكَتِ المرأةُ تَعْرُك عُروكاً وأَعْرَكَتْ: حَاضَت وعَسَرْتُ الرجلَ أَعْسِرُه وأَعْسُرُه عَسْرَاً وأَعْسَرتُه: إِذا طلبت الدَّيْنَ مِنْهُ على عُسْرَة وَكَذَلِكَ عَسَرْت الْأَمر وأَعْسَرتُه وعَرَضَ لَك الخيرَ يَعْرِض عَرْضَاً وأَعْرَض وعَذَقْت الكَبْشَ أَعْذِقُه عَذْقَاً وأَعْذَقتُه: إِذا عَلَّمْت على ظَهره بصُوفة من غير لَونه وعَصَرَتِ الجاريةُ وأَعْصَرَتْ وعَجَّتِ الريحُ وأَعَجَّتْ: ساقت العَجاجَ وعَنَكْتُ البابَ وأَعْنَكتُه: أَغْلَقتُه وعَضَلَ بِي الأمرُ وأَعْضَل: غَلُظَ وَاشْتَدَّ وعَظَمْت الكَلْب عَظْمَاً وأَعْظَمتُه إِيَّاه وعَلَنْت الأمرَ وأَعْلَنتُه: أظهرتُه وأتبعته وعامَ اللبنَ وأعامَهُ: اشتهاه وعاهَ الزرعُ وَالْمَال يَعوه وأعاه: وَقعت فِيهِ العاهة وعازَني الشيءُ وأَعْوَزَني: أَعْجَزَني وعال وأَعْيَلَ: كثُر عِيالُه وعالَ عِيالَه عَوْلاً وأعالَهم وَيُقَال غَلَّ الرجلُ من الْغَنِيمَة يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: إِذا شَرَقَ مِنْهَا وغَمَدْت السَّيْف أَغْمِده غَمْدَاً وأَغْمَدتُه وَيُقَال غَبَسَ اللَّيْل يَغْبِس غَبْسَاً وأَغْبَس وغَبَشَ يَغْبِش غَبْشَاً وأَغْبَش وغَسَقَ يَغْسِق غُسوقاً وأَغْسَق وغَسا غُسُوَّاً وأَغْسَى كلُّه: أظلم وغُمِيَ على الرجل غَمْيَاً وأُغْمِيَ عَلَيْهِ وغَبَّ اللحمُ يَغِبُّ غَبَّاً وأَغَبَّ: إِذا تغير وغَبَّت عَلَيْهِ الحُمَّى وأغَبَّت عَلَيْهِ وأغبَّتْه: أَخَذَتهُ يَوْمًا وتَرَكَته آخر وغَبَّ عندنَا وأَغَبَّ: باتَ وغَبَبْتُ عَن الْقَوْم وأَغْبَبتُهم: جئتُهم يَوْمًا وتركتهم يَوْمًا وغَثَّ غَثاثةً وأَغَثَّ: هُزِل وغَرَضْت الناقةَ أَغْرِضُها(4/350)
غَرْضَاً وأَغْرَضتُها: إِذا شَدَدْتها بالغُرْضة وَهِي للناقة مثل الخزام للْفرس وغامَت السَّمَاء غَيْمَاً وأغامَت وأَغْيَمتْ أَيْضا وغارَ الْقَوْم غَوْرَاً وغُؤوراً وأغاروا: أَتَوْا الغَوْر وغَرَسْت الشَّجَرَة أَغْرِسها غَرْسَاً وأَغْرَستُها وغِينَ بِالرجلِ غَيْنَاً وأُغينَ بِهِ: إِذا غُشِيَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِذا أحاطَ بِهِ الدَّيْن وغَلَقْتُ الْبَاب وأَغْلَقتُه حَكَاهَا ابْن دُرَيْد وَلم يحكها غَيره وغَرِيت بالشَّيْء غِراءً وأُغْرِيت بِهِ وغَطَيْت الشيءَ وأَغْطَيتُه: سترتُه وعَطَتْ الشجرةُ وأَعْطَت: طَالَتْ أَغْصَانهَا وانبسطت وَقد غَضَّ طَرْفَه وأَغَضَّ وغَذَّ العِرقُ وأغَذَّ: سَالَ وغَنَّ النخلُ وأغَنَّ: أَدْرَك وغَطَلَت السَّمَاء وأَغْطَلت: أَطْبَق دَجْنُها وغَنَظَه الهَمُّ وأَغْنَظه: لَزِمَه وغَرَبَ وأَغْرَب: بَعُد وغَلَفْت القارورةَ وأَغْلَفتُها: أدخلتها فِي الغلاف وغاضَ الماءَ وأغاضه: نَقَصَه وَقيل غاضَه: نَقَصَه وفَجَّره إِلَى مغيض وأغاضَه: أخرجه وغَفى وأَغْفَى: نَعَسَ وغَضا على الشَّيْء وأَغْضَى: سكت وغَضا وأَغْضَى: أَطْبَق جَفْنَيه على حدَقَتَيْه وَيُقَال فَرَشْت الرجل فِراشاً أفرشُه فَرْشَاً وأَفْرَشتُه: إِذا جعلت لَهُ فِراشاً وفَلَجْت على الْخصم أَفْلُج فَلْجَاً وأَفْلَجت: إِذا غلبته وفَلَجْت الْقَوْم أَفْلُج فَلْجَاً وأَفْلَجت: فُزت عَلَيْهِم وفَخَرْتُه عَلَيْهِ وأَفْخَرتُه: فَضَّلته وفَرَزْت النَّصِيب أَفْرِزه فَرْزَاً وأَفْرَزته وفَتَنْت الرجلَ أَفْتِنه فِتْنةً وفُتوناً ومَفْتوناً وأَفْتَنْته من الفِتْنة وفَنَكَ الرجلُ يَفْنَك فُنوكاً وأَفْنَك: إِذا كَذَبَ وفَحَلْته أَفْحَله فَحْلاً وأَفْحَلتُه: إِذا أَعْطيته فَحْلاً وَيُقَال فاخ الرجل فَوْخَاً وفَيْخَاً وأفاخَ: إِذا خرج مِنْهُ ريح بِصَوْت وفَرَثْت التَّمْر فَرْثَاً وأَفْرَثْتُه وفَرَثْت كَبِدَه أَفْرِثُها فَرْثَاً وأَفْرَثتُها وفَتَكْت بِهِ أَفْتِك وأَفْتُك فَتْكَاً وفِتْكاً وفُتْكاً وأَفْتَكت وفَرَقْت النُّفَساء أَفْرِقها وأَفْرَقْتها: إِذا أطعمتها الفَريقة وَهِي التَّمْر يُطبَخ بالحُلْبة وفَغَرَ الرجل فاهُ يَفْغَرهُ فَغْرَاً وأَفْغَره: إِذا فَتَحَه وفَرَيْت الشيءَ فَرْيَاً وأَفْرَيته: إِذا قطعته. وَقَالَ غَيره: فَرَيْته: إِذا قطعته للإصلاح وأَفْرَيتُه: إِذا قطعته للإفساد وفَشَغْت الرجل أَفْشَغُه فَشْغَاً وأَفْشَغتُه: ضَربته بِالسَّوْطِ وفَرَضَ لَهُ فِي الْعَطاء يَفْرِض فَرْضَاً وأَفْرَض: إِذا جعل لَهُ فَريضة وفَغَاَ نَوْرُ النَّبَات فَغْوَاً وأَفْغَى: إِذا تفتَّح نَوْرُ الشَّجَرَة وفَحَشَ وأَفْحَش، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال إِلَّا أَفْحَش وفَعَمْت الإناءَ وَغَيره أَفْعَمه فَعْمَاً وأَفْعَمتُه وفَغَمَتْهُ رائحةُ الطّيب وأَفْغَمته: ملأَتْ أَنْفَه وفَجَعَ الميِّتُ وأَفْجَع: أَحْزَن وفَضَحَ الصبحُ وأَفْضَح: بدا وفَحَمَ الصبيُّ وأَفْحَم: إِذا بَكى حَتَّى يَنْقَطِع نَفسه فَلَا يقدر على الْبكاء وفاصَ لسانُه بالْكلَام يَفيص وأفاصَ: أبانَه وفَلَوْتُ الصبيَّ والمُهْر والجَحْش وأَفْلَيْتُه: عَزَلْته عَن الرَّضَاع وَيُقَال قَصَرْنا نَقْصُر قَصْرَاً وأَقْصَرنا من قَصْرِ العَشِيِّ وقَصَرَ الرجل عَن المَجْد يَقْصُر وأَقْصَر: كف وقَحَدَت الناقةُ وأَقْحَدت: صَارَت مِقْحاداً وقَبَلَ الشيءُ يَقْبُل وأَقْبَل وعامٌ قابلٌ ومُقْبِلٌ وقَبَلْت النعلَ أَقْبِلها وأَقْبَلتُها: جعلت لَهَا قِبالاً وقِلْتُ الرجلَ البيعَ قَيْلُولةً وأَقَلْتُه وقَدَعْتُه عني أَقْدَعُه قَدْعَاً وأَقْدَعتُه: كَفَفْتُه وقَهِيتُ عَن الطَّعَام وأَقْهَيْت وقَهِمْت أَقْهَم قَهَمَاً وأَقْهَمت: إِذا لم تَشْتَهِه وَتركته وَقَذْعت الرجلَ بلساني أَقْذَعُه قَذْعَاً وأَقْذَعتُه: إِذا شَتَمْته وأَسْمَعتَه مَا يكره وقَرَنَت السَّمَاء وأَقْرَنت: إِذا دَامَ مطرها وقَتَرَ الرجلُ على نَفسه يَقْتِر ويَقْتُر وأَقْتَر: إِذا ضيَّق فِي النَّفَقَة وقَتَرَ الرجلُ قُتوراً وأَقْتَر: إِذا لَزِمَ ظهر الدَّابَّة وَكَانَ واقياً وقَذَّ السهمَ يَقُذُّه قَذَّاً وأَقَذَّه: جعل لَهُ قِذاذاً وقَضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضَاً وأَقَضَّ: إِذا كَانَ فِيهِ حَصى وقَضَّ الْمَكَان وأقَضَّ: صَار فِيهِ القَضَض وقَضَّ عَلَيْهِ مَضْجَعَه وأَقَضَّ: إِذا خَشُن وقَضَّ الرجل السَّويقَ يَقُضُّه قَضَّاً وأقَضَّه: إِذا ألْقى فِيهِ سُكَّراً أَو قَنْدَاً وقَمَعْت الرجل أَقْمَعُه قَمْعَاً وأَقْمَعته: قهرته وقَطَعْت الرجلَ وأَقْطَعته: بَكَّتُّه وقُطِع بِالرجلِ قَطْعَاً وأُقطِع بِهِ: إِذا انْقَطع عَن الْجِمَاع وقَطَرْت عَلَيْهِ المَاء أَقْطُره قَطْرَاً وأَقْطَرتُه، وقَمَّ الفحلُ الناقةَ يقُمُّها قُموماً وأقَمَّها: إِذا أَلْقَحها وفَرَغَ من الضِّراب وقَبَسْت الرجلَ عِلْماً أَقْبِسه قَبْسَاً وأَقْبَسته وقَصَّت الفَرسُ وأَقَصَّت: إِذا حَمَلَت فَذهب وِداقُها وقَمَرْت الرجلَ أَقْمُره قَمْرَاً وأَقْمَرته وقَصَرْتُ الثوبَ أَقْصُره قَصْرَاً وأَقْصَرته: جعلته قَصيراً وقَرَرْت مَا فِي أَسْفَل الْإِنَاء أَقُرُّه قَرَّاً وأَقْرَرته: إِذا صَبَبْته وقَمَسْت الرجلَ فِي المَاء أَقْمِسه وأَقْمَستُه وقَطَبْت الشَّرَاب أَقْطِبه قَطْبَاً وأَقْطَبتُه: إِذا مَزَجْته وقَصَبْته أَقْصِبه: وَقعت فِيهِ وأَقْصَبت فِي عِرْض فلَان. وقَسَطَ: جَار وعَدَلَ وأَقْسَط: عدل وقاحَ(4/351)
الجُرْح قَيْحَاً وأقاحَ وقَدَمَ وأَقْدَم: تقدَّم وقَرَأْت عَلَيْهِ السلامَ وأَقْرَأْته إِيَّاه: أبلغته وقَمَأَت الماشيةُ وقَمُؤَت وأَقْمَأتْ: سَمِنَت وقَذَيْتُ عينَه وأَقْذَيتُها: أَلْفَيتُ فِيهَا القَذى وقَنِعَت الإبلُ والغنمُ وأَقْنَعت: رجعت إِلَى مَرْعَاها وقَذَذْتُ السهمَ وأَقْذَذتُه: جعلت عَلَيْهِ القُذَذ وَيُقَال كَنَّ الرجلُ الشيءَ يكُنُّه كَنَّاً وكُنوناً وأكَنَّه: إِذا سَتَرَه وَفِي التَّنْزِيل: (كأنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُون) . وَفِيه: (أَو أَكْنَنْتُم فِي أَنفسكُم) . وَقَالَ أَبُو حَاتِم يَقُول أَكثر الْعَرَب كَنَنْت الدُّرَّةَ وَالْجَارِيَة وكلَّ شَيْء صُنته أكُنُّها وَهِي مكنونة وأَكْنَنت الحديثَ والشيءَ فِي نَفسِي: إِذا أَخْفَيته وَفِي الْقُرْآن: (لؤلؤٌ مَكْنُون) . وَقَالَ عز وَجل: (وربُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صدورُهم وَمَا يُعْلِنون) . وَقَالَ سَمِعت أَبَا زيد يَقُول أهل نجد يَقُولُونَ أَكْنَنت الْجَارِيَة والدُّرَّة وكَنَنْت الحديثَ. قَالَ أَبُو عَليّ: كَانَ أَبُو زيد يَتَّسع فِي اللُّغَات حَتَّى رُبمَا جَاءَ بالشَّيْء الضَّعِيف فيُجْريه مجْرى الْقوي وَكَانَ الْأَصْمَعِي مُولَعاً بالجيد الْمَشْهُور ويُضَيِّق فِيمَا سواهُ وكَنَبَتْ نسور الْحَافِر وأَكْنَبتْ: أَي غَلُظت وكَشَفَت النَّاقة تَكْشِف كِشافاً وأَكْشَفتْ: إِذا نُتِجَتْ فِي كل عَام وكَمَأْت الرجل أَكْمَأه كَمْئَاً وأَكْمَأتُه: إِذا أطعمته الكَمْأَة وكمى الرجلُ شهادتَه يَكْمِيها وأَكْمَاها: كَتَمَها وكَرَفَ الحمارُ يَكْرُف كُروفاً وأَكْرَف: شَمَّ الْبَوْل ثمَّ رفع رَأسه وجَحافِلَه إِلَى فَوق وكَلأت الماشيةُ تَكْلأ كَلْئَاً وأَكْلأَتْ: إِذا أكلت الكَلأَ وكَلأَتَ الأرضُ وأَكْلأَت: أَنْبَتت الْكلأ. وَيُقَال كَدَىَ كَدْيَاً وأَكْدَى: إِذا بَخِلَ وكَدا المعدنُ يَكْدُوا كُدُوَّاً وأَكْدَى: إِذا لم يُخرِج شَيْئا وكَبا الزَّنْد وأَكْبَى وكَعَرَ الفَصيل وأَكْعَر: إِذا اعتَقَد فِي سَنامه الشَّحْم وكَنَعَ يَكْنَع كُنوعاً وأَكْنَع: خَضَعَ وكَمَحْتُ الدابةَ وأَكْمَحتُها: جذبت عِنانَها حَتَّى ينْتَصب رَأسهَا وكَرَثَني الأمرُ وأَكْرَثني: سَاءَنِي وكَرَبْت الدَّلْو وأَكْرَبْتها: شَدَدْت عَراقِيها بِحَبل وكَسَلَ الفحلُ وأَكْسَل: انْقَطع عَن الضراب وكَسَفَ اللهُ الشمسَ وأَكْسَفَها: أذهب ضوأها وكَشَأْت اللَّحْم كَشْئَاً وأَكْشَأتُه: شَوَيْته وكَفَأْت الشيءَ أَكْفَأهُ كَفْئَاً وأَكْفَأته: قَلَبْته وَيُقَال لاقَ الرجلُ الدَّواة لَيْقَاً وألاقَها: إِذا حَبَسَ الأنفاس فِيهَا حَتَّى تَلْصَق ولَحَفْت الرجلَ القوبَ أَلْحَفه لَحْفَاً وأَلْحَفتُه إِيَّاه ولَمَعَ بِثَوْبِهِ وبسيفه يَلْمَع لَمْعَاً وأَلْمَع: إِذا أَشَارَ بِهِ ولَمَعَ الطائرُ بجناحَيْه وأَلْمَع: حرَّكهُما فِي طيرانه ولَحَدَ عَن الْقَصْد يَلْحَد وأَلْحَد: إِذا مَال وَكَذَلِكَ لَحَدْت الميِّتَ وأَلْحَدتُه: جعلت لَهُ لَحْدَاً ولَحَدْت القبرَ وأَلْحَدتُه ولَغَطَ القومُ يَلْغَطون لَغْطَاً وأَلْغَطوا: إِذا ضَجُّوا وَلم يَأْتُوا بِمَا يُفهَم ولَغَطَ القَطا بِصَوْتِهِ وأَلْغَط كَذَلِك ولَبَدْت السَّرْج أَلْبِدهُ لَبْدَاً وأَلْبَدتُه: جعلت لَهُ لِبْداً ولَبَدْت الخُفَّ وأَلْبَدتُه: وخُفٌّ مَلْبُود ومُلْبَد ولَخَوْتُ الغلامَ ألخاه وأَلْخُوه لَخْوَاً وأَلْخَيتُه: إِذا أَسْعَطته ولاحَ الشيءُ لَوْحَاً وألاحَ: إِذا بَرَقَ وألاحَ الرجل من الشَّيْء إلاحةً ولاحَ لَوَحاناً: إِذا حَذِرَ ولَحَّ على الْأَمر وأَلَحَّ: أقبل عَلَيْهِ وَلم يَفْتُر ولاذَ الطريقُ بِالدَّار لَوْذَاً وألاذَ بهَا: إِذا دارَ حَوْلَها ولاذَ بِهِ وألاذَ: امْتنع ولَطَّ الرجلُ الشيءَ يَلُطُّه لَطَّاً وأَلَطُّه: إِذا ستره ولَطَّ دون الْحق بِالْبَاطِلِ لَطَّاً وألَطَّ وَمِنْه قَوْلهم لاطٌّ مُلِطٌّ ولاتَني الشيءُ عَن وَجْهي يَليتُني ويَلوتُني وألاتَني: صَرَفَني ولَجَّ القومُ وألجُّوا ولَمَحْت إِلَيْهِ أَلْمَح لَمْحَاً وأَلْمَحت ولَمَحْته أَلْمَحه لَمْحَاً وأَلْمَحته ولَعَبَ الغلامُ يَلْعَب: إِذا سَالَ لُعابُه وأَلْعَب لُغَة ولَحَمْت القومَ أَلْحَمهم لَحْمَاً وأَلْحَمتُهم: أَطْعَمتهم اللَّحْم وأَلْحَموا: كثُر عِنْدهم اللَّحْم ولَحَمْت الثَّوْب وأَلْحَمته: سَدَّيْته بَين السَّدَيَيْن ولُحِم الرجلُ وأُلْحِم: قُتِل وأُلحِم الْقَوْم: قُتلوا فصاروا لَحْمَاً ولَحَمْت الشيءَ أَلْحَمه لَحْمَاً وأَلْحَمته: لأمْتُه ولَبَّ بِالْمَكَانِ وأَلَبَّ: أَقَامَ ولَظَّ الرجلُ بالشَّيْء يَلِظُّ لَظَّاً وألَظَّ بِهِ: إِذا لَزِمَه ولَزَزْت الشيءَ بالشَّيْء وأَلْزَزتُه: ألزمته إِيَّاه ولَبَأَتْه أمُّه وأَلْبَأته: أَرْضَعَتْه اللِّبَأ ولَغَفَ الأسدُ وأَلْغَف: حدَّد نَظَرَه وَكَذَلِكَ الرجل ولَزِمَ بِالْمَكَانِ يَلْزَم لُزوماً وأَلْزَم: أَقَامَ بِهِ ولِصْتُ الشيءَ وأَلْصَته: إِذا حرَّكته لتنزعه عَن مَوْضِعه. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَطَرَت السَّمَاء تَمْطُر مَطْرَاً وأَمْطَرت ومَحَّ الثوبُ يَمِحُّ ويَمُحُّ مُحوحة ومُحوحاً وأَمَحَّ: إِذا أَخْلَق وَقيل مَحَّ الثوبُ: إِذا أَخْلَق وَلَا يُقَال أَمَحَّ وَلَكِن يُقَال المسئلة تمُحُّ مَاء وَجْهِ الرجل: أَي تُخْلِقُه. أَبُو عبيد: مَحَّ الثَّوْب وأمَحَّ ومَحَّ(4/352)
الكتابُ مَحَّاً وأمَحَّ: إِذا امَّحى ودَرَسَ وماطَ الرجلُ عنِّي الْأَذَى يَميطُه مَيْطَاً وأماطَه: دَفعه ومِطْتُ عَنهُ وأَمَطْت: تَنَحَّيْت. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غَيْرِي وَمن قَالَ خلاف هَذَا عِنْده فَهُوَ بَاطِل قَالَ الْأَعْشَى: ومَحَّ الكتابُ مَحَّاً وأمَحَّ: إِذا امَّحى ودَرَسَ وماطَ الرجلُ عنِّي الْأَذَى يَميطُه مَيْطَاً وأماطَه: دَفعه ومِطْتُ عَنهُ وأَمَطْت: تَنَحَّيْت. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غَيْرِي وَمن قَالَ خلاف هَذَا عِنْده فَهُوَ بَاطِل قَالَ الْأَعْشَى: فَمِيطي تَمِيطي بصُلْب الْفُؤَاد وَصُولِ حِبالٍ وكَنَّادِها وَقَالَ غَيره: أمِيطي تُميطي بصُلْب الْفُؤَاد ومَلأَ الرجلُ فِي الْقوس يَمْلأُ مَلأً وأَمْلأ فِيهَا: إِذا أَغْرَق النَّزْع ومَلَكْتُ الْعَجِين أَمْلِكه مَلْكَاً وأَمْلَكتُه: إِذا أكثرت دَلْكَه حَتَّى يشْتَد ومرَّ الرجلُ مَرارةً وأمرَّ: إِذا صَار مُرَّاً ومَرَأَني الطعامُ يَمْرَأني مَراءةً وأَمْرَأني ومَهَرْت المرأةَ أَمْهَرها مَهْرَاً وأَمْهَرتها ومَلُحَ الماءُ وأَمْلَح: صَار مِلْحاً ومَلَحْت القِدرَ أَمْلَحُها مَلْحَاً وأَمْلَحتها: جعلت فِيهَا مِلْحاً بقَدَرٍ ومَلَّ عَلَيْهِ وأمَلَّ: إِذا طَال ومَكَرَ الرجل يَمْكُر مَكْرَاً وأَمْكَر ومَذى مَذْيَاً وأَمْذَى ومَنى مَنْيَاً وأَمْنَى من المَنِيِّ والمَذِيِّ ومَذَيْت فرَسي مَذْيَاً وأَمْذَيتُه: أَرْسلتهُ يَرْعَى وَلم أسمع بِهِ فِي غَيره وَالْقِيَاس وَاحِد ومَرَجَ الرجلُ فرَسَه يَمْرُجُه مَرْجَاً وأَمْرَجَه: إِذا خلاَّه والمَرْعى ومَلَسَ الظلامُ مَلْسَاً وأَمْلَس: إِذا أظلم ومَكِنَ الضَّبُّ يَمْكَن وأَمْكَن: إِذا كثُر بَيْضُه ومَحَضْته الوُدَّ أَمْحَضه مَحْضَاً وأَمْحَضته وَكَذَلِكَ مَحَضْته النصيحةَ والحديثَ وأَمْحَضته: صَدَقْته ومَحَضْت الرجل مَحْضَاً وأَمْحَضته: إِذا سَقَيْته اللَّبن المَحْض ومَجَلَت يدُه تَمْجُل مُجولاً وأَمْجَلت ومَضَحَ الرجلُ عِرْضَه يَمْضَحه مَضْحَاً وأَمْضَحه: إِذا شانه، وَأنْشد أَبُو عَمْرو: لَا تَمْضَحَنْ عِرْضي فإنِّي ماضحُ عِرْضِك إِن شاتَمْتَني وقادحُ ومدَدْتُ الإبلَ أمُدُّها وأَمْدَدتُها: أَي سَقَيْتها المَديد وَهُوَ مَا يوضع من الدَّوَاء على أفواهها خَاصَّة وَأما فِي الْأنف فَهُوَ السُّعوط ومَدَدْته فِي الغَيِّ أمُدّه وأَمْدَدته وَيُقَال أَمْدَدتك بِمَال وخيل قَالَ الله عز وَجل: (وأمْدَدْناكُم بأموال وبَنين) . ومَشَقْتُ الرجلَ أَمْشُقُه مَشْقَاً وأَمْشَقتُه: ضَربته بِالسَّوْطِ ومَضَّني الجُرح يمُضُّني مَضَّاً وأمَضَّني، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: كَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول مَضَّني كلامٌ قديم قد تُرِك ومَعَضَني الأمرُ وأَمْعَضني: مَضَّني ومَجَدْت الدَّابَّة أَمْجُدُها مَجْدَاً وأَمْجَدتها: إِذا عَلَفْتُها مِلْءَ بَطنهَا ومَجَدَتْ وأَمْجَدتْ: امْتَلَأَ بَطْنُها ومَرَعَ الْوَادي وأَمْرَع فَهُوَ مُمْرِع ومَريع: إِذا كثر نَبَاته ومَعَنَ الفرَسُ وَنَحْوه يَمْعَن مَعْنَاً وأَمْعَن: تبَاعد يَعْدُو ومَرَقْت القِدْر أَمْرِقها وأَمْرُقها مَرْقَاً وأَمْرَقتها: أكثرت مَرَقَها وماهت السَّفِينَة وأماهت: دخل فِيهَا المَاء ومَتَحَ النهارُ وَاللَّيْل وأَمْتَح: امتدَّ وَكَذَلِكَ مَتَعَ وأَمْتَع وَيُقَال مَتَعَ اللهُ بك وأَمْتَع وَيُقَال نَشَرَ الله الميتَ يَنْشُرُه نَشْرَاً ونُشوراً وأَنْشَره ونالَ لَك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا نَوْلاً وأنالَ لَك: أَي حانَ ونُلْتُ الرجلَ نَوْلاً وأَنَلْتهُ من النَّوال ونَجَوْت الجِلْد نَجْوَاً وأَنْجَيتُه: إِذا كَشَطْته وَمَا نَجا الرجلُ نَجْوَاً وَمَا أَنْجَى: إِذا لم يَقْضِ حاجَته ونَجَوْت غُصون الشّجر وأَنْجَيتها: قطعتُها ونَصَفَ النهارُ يَنْصِفُ وأَنْصَف وانتَصَف: بَلَغَ نِصْفَه وَقيل كلُّ مَا بلغ نصفَه فِي ذَاته فقد أَنْصَف وكلُّ مَا بلغ نصفَه فِي غَيره فقد نَصَفَ ونَصَفْته أَنْصِفه وأَنْصُفه وأَنْصَفته: خَدَمْته ونَجِدَ الفرَسُ يَنْجَد نَجَدَاً وأَنْجَد: إِذا عَرِقَ من العَدْوِ ونَجَدْت الرجلَ أَنْجُده نَجْدَاً وأَنْجَدته: إِذا أَعَنْته ونَزَفَ الرجلُ عَبْرَته يَنْزِفها نَزْفَاً وأَنْزَفها وَكَذَلِكَ نَزَفْت البئرَ وأَنْزَفتُها وأَنْزَفت: إِذا ذهب مَاؤُهَا وَكَذَلِكَ نَزَحْتها وأَنْزَحتها ونَوَيْت الصَّوْم نَيَّاً وأَنْوَيتُه من النِّيَّة ونَوَيْت التَّمرَ نَيَّاً وأَنْوَيتُه: إِذا أكلتَ مَا على النَّوَى مِنْهُ ونَوَيْت فلَانا وأَنْوَيتُه: إِذا قضيتَ حَاجته ونَمَيْت الشَّيْء أَنْمِيه نَماءً وَأْنَميتُه: إِذا رَفَعْتُه ونَبَتَ البَقْلُ يَنْبُت وأَنْبَتَ وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إِلَّا نَبَتَ ونَصَعَ الرجل بِالْحَقِّ يَنْصَع نُصوعاً وأَنْصَع بِهِ: إِذا أقَرَّ بِهِ ونَضَرَ اللهُ وجهَك وأَنْضَر اللهُ وَجهك وَلم أسمع أحدا يَقُول أَنْضَرَ وجهُكَ ونَفَلَه(4/353)
اللهُ يَنْفُله وأَنْفَله: إِذا أعطَاهُ ونَحا بَصَرَه إِلَيْهِ يَنْحُوه ويَنْحَاه وأَنْحَاه وَقد قدمت الْفرق بَينهمَا على مَذْهَب أبي عبيد وَالْكسَائِيّ ونَحَوْت إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ ونَحَيْت وأَنْحَيت: اعتمدت بِهِ عَلَيْهِ ونُتِجَت الناقةُ نِتاجاً وأُنْتِجَتْ ونُتِجَت الْأُنْثَى من جَمِيع الْحَافِر وأٌنتِجت ونَهَدَ الرجلُ الهدِيَّةَ يَنْهَدها ويَنْهُدها وأَنْهَدها: إِذا عظَّمها وأَضْخَمها ونَسَأَ اللهُ فِي أَجله يَنْسَأ نَسْئَاً وأَنْسَأ ونَقَلْت الخُفَّ والنَّعْل وأَنْقَلته: أصلحته ونَجَمَتْ السِّنُّ تَنْجُم نُجوماً وأَنْجَمت: إِذا طَلَعَت ونَسَلَ الوبرُ يَنْسِل نُسولاً وأَنْسَل: إِذا سقط ونَسَلَ ريش الطَّائِر يَنْسِل نُسولاً وأَنْسَل ونَسَلَ الرجلُ وأَنْسَل: وَلَدَ والأخيرة أَعلَى ونَهَجَ الثوبُ يَنْهَج نَهْجَاً وأَنْهَج ونارَ الشيءُ يَنور وأنار ونَعَشَه اللهُ يَنْعَشه وأَنْعَشه ونَبَطْت البئرَ أَنْبُطها وأَنْبَطتُها: إِذا استخرجت ماءها وَيُقَال نَصَتَ يَنْصِت وأَنْصَت: إِذا اسْتمع ونَصَبَه المرضُ وأَنْصَبه: أَوْجَعه ونَغَضَ الشَّيْء يَنْغُضه نَغْضَاً وأَنْغَضه: إِذا حركه وَبِه سمي الظَّليم نِغْضاً وَيُقَال للدَّسَّاسة نَكَزَته تَنْكُزه وأَنْكَزته ونَذَرَ يَنْذُر نُذْراً ونَذْرَاً من الْإِنْذَار وأَنْذَر ونَعَلْت الخُفَّ أَنْعَله نَعْلاً وأَنْعَلته ونعَّلْته أَيْضا ونَصَبَني يَنْصِبني نَصْبَاً عَن الْفَارِسِي عَن أبي عُبَيْدَة وأَنْضَبني: عذَّبني وأتعبني ونَحَلَ وَلَدَه وأَنْحَله: خَصَّه بِشَيْء من مَاله ونَشَطْت الأُنْشُوطة وأَنْشَطتها ونَشَّطْتها ونَكَعْته عَن كَذَا وأَنْكَعته: صرفته ونَشَعْته وأَنْشَعته: أَوْجَرْته والغين فيهمَا لُغَة ونَكَظَه وأَنْكَظه: أعجله ونَجَزْت الحاجةَ وأَنْجَزتها: قضيتها ونَقَعْت الشَّيْء فِي المَاء وَغَيره من الشَّرَاب أَنْقَعه نَقْعَاً وأَنْقَعتُه: نَبَذْته ونَقَعْت أَنْقَع نُقوعاً وأَنْقَعت: عملت النَّقيعة وَهِي طَعَام الرجل لَيْلَة يُمْلِك وفَزَّه وأفَزَّه: أَفْزَعه ونَظَمْت الضَّبَّة وأَنْظَمت: عَقَدْت البَيْضَ فِي بَطنهَا وَبعد هَذَا البعو وأبعدهم: جاوزهم ونَمَلَ وأَنْمَل: نَمَّ ونَهَىَ المَثَلُ وأنْهى: سَار، ونَشَغْت الوَجور وأَنْشَغته: أدخلته فِي فِيهِ ونَقَصْت الشيءَ وأَنْقَصته: أخذت مِنْهُ قَلِيلا وَيُقَال وَفَيْتُ بالعهد وَفاءً وأَوْفَيتُ فَأَما فِي الْكَيْل فبالألف لَا غير وَيُقَال وَجَرْت الرجلَ وَجْرَاً وأَوْجَرتُه من الوَجور وَهُوَ الدَّوَاء الَّذِي يُصَبُّ فِي الْفَم ووَجَرْته الرمْح وأَوْجَرته ووَتَدْت الوَتِدَ وَتْدَاً وتِدَةً وأَوْتَدته ووضَح الشيءُ وأَوْضَح. الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال إِلَّا وَضَحَ ووَضَحَ الراكبُ وُضوحاً وأَوْضَح: إِذا تبيَّن لَهُ وَضَحُ الأثَر ووَضَخْتُ الدَّلْو وأَوْضَختُها: ملأتُها إِلَى النّصْف ووَقَعْت بالقوم فِي الْقِتَال وَقيعة وأَوْقَعت بهم ووَقَفْت الدابةَ وَقْفَاً وأَوْقَفتُها بالألفووَكَفَ البيتُ وَكْفَاً وأَوْكَف: هَطَلَ ووَحَيْت للرجل وَحْيَاً وأَوْحَيت وَهُوَ أَن تُكَلِّمَه بِكَلَام تُخْفيه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَحَىَ: كَتَبَ وأَوْحَى من الوَحْي وأَوْحَى الله إِلَيْهِ: أَلْهَمه ووَحَىَ فِي هَذَا الْمَعْنى، قَالَ رؤبة: أَنْجَزتها: قضيتها ونَقَعْت الشَّيْء فِي المَاء وَغَيره من الشَّرَاب أَنْقَعه نَقْعَاً وأَنْقَعتُه: نَبَذْته ونَقَعْت أَنْقَع نُقوعاً وأَنْقَعت: عملت النَّقيعة وَهِي طَعَام الرجل لَيْلَة يُمْلِك وفَزَّه وأفَزَّه: أَفْزَعه ونَظَمْت الضَّبَّة وأَنْظَمت: عَقَدْت البَيْضَ فِي بَطنهَا وَبعد هَذَا البعو وأبعدهم: جاوزهم ونَمَلَ وأَنْمَل: نَمَّ ونَهَىَ المَثَلُ وأنْهى: سَار، ونَشَغْت الوَجور وأَنْشَغته: أدخلته فِي فِيهِ ونَقَصْت الشيءَ وأَنْقَصته: أخذت مِنْهُ قَلِيلا وَيُقَال وَفَيْتُ بالعهد وَفاءً وأَوْفَيتُ فَأَما فِي الْكَيْل فبالألف لَا غير وَيُقَال وَجَرْت الرجلَ وَجْرَاً وأَوْجَرتُه من الوَجور وَهُوَ الدَّوَاء الَّذِي يُصَبُّ فِي الْفَم ووَجَرْته الرمْح وأَوْجَرته ووَتَدْت الوَتِدَ وَتْدَاً وتِدَةً وأَوْتَدته ووضَح الشيءُ وأَوْضَح. الْأَصْمَعِي: لَا يُقَال إِلَّا وَضَحَ ووَضَحَ الراكبُ وُضوحاً وأَوْضَح: إِذا تبيَّن لَهُ وَضَحُ الأثَر ووَضَخْتُ الدَّلْو وأَوْضَختُها: ملأتُها إِلَى النّصْف ووَقَعْت بالقوم فِي الْقِتَال وَقيعة وأَوْقَعت بهم ووَقَفْت الدابةَ وَقْفَاً وأَوْقَفتُها بالألفووَكَفَ البيتُ وَكْفَاً وأَوْكَف: هَطَلَ ووَحَيْت للرجل وَحْيَاً وأَوْحَيت وَهُوَ أَن تُكَلِّمَه بِكَلَام تُخْفيه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَحَىَ: كَتَبَ وأَوْحَى من الوَحْي وأَوْحَى الله إِلَيْهِ: أَلْهَمه ووَحَىَ فِي هَذَا الْمَعْنى، قَالَ رؤبة: وَحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ وَقيل أَرَادَ أَوْحَى إِلَّا أَن من لُغَة هَذَا الراجز إِسْقَاط الْهمزَة مَعَ الْحَرْف ووَحَيْت إِلَيْهِ وأَوْحَيت ووَمَأْت إِلَى(4/354)
الرجل وَمْئَاً وأَوْمَأت إِلَيْهِ ووَهَنَ اللهُ ركنَ فلَان وأَوْهَنه ووَغَلَ الرجلُ فِي الْأَمر وأَوْغَل: إِذا أَبْعَد ووَرَسَ الرِّمْثُ وُروساً وأَوْرَس: إِذا اصفرَّ ووَضَعَت الناقةُ تَضَعُ وَضْعَاً وأَوْضَعت ووَبَهْت للشَّيْء وَبْهَاً وأَوْبَهت لَهُ: إِذا علمت بِهِ ووَخَفْت الخِطْمِيَّ وأَوْخَفتُه: إِذا بَلَلْتُه بِالْمَاءِ ووَقَذْت الرجلَ وَقْذَاً وأَوْقَذتُه: إِذا جَهَدْتَه حَتَّى تركته عليلاً ووَتَرْت الشيءَ وَتْرَاً وأَوْتَرته: إِذا أَفْرَدته ووَسَعَ اللهُ على الرجل سَعةً وأَوْسَع عَلَيْهِ ووَهِمْت فِي الشَّيْء وَهَمَاً وأَوْهَمت: إِذا غَلِطْت ووَصِبَ الرجلُ وَصَبَاً وأَوْصَب: إِذا مَرِضَ ووَهَطْت الشيءَ وَهْطَاً وأَوْهَطته: إِذا كَسَرْته ووَعَزْت إِلَيْك وأَوْعَزت: أَي تقدّمت ووَقَحَ الْحَافِر قِحَة وقَحَة وأَوْقَح: إِذا صَلُب ووَدَقَت السماءُ وَدْقَاً وأَوْدَقت من الوَدْق وَهُوَ الْمَطَر ووَدَقَت الْأُنْثَى الفحلَ وأَوْدَقته: أَرَادَتْهُ ووَشُكَ الأمرُ وأَوْشَك: أَسْرَع ووَدَسَت الأرضُ وأَوْدَست: غطَّها النَّبت ووَبَصَ الشيءُ وأَوْبَصَ: أَضَاء ووَسَقَت الْبَعِير وَسْقَاً وأَوْسَقته: حَمَلْت عَلَيْهِ وَسْقَاً ووَطَنْت بِالْمَكَانِ وُطوناً وأَوْطَنت بِهِ: أَقمت ووزعت بِهِ وَزْعَاً وأَوْزَعته ووصَى إِلَيْهِ وَصْيَاً وأَوْصَى ووَعَبْتُ الشَّيْء وأَوْعَبتُه: أَخَذته أَجْمَعَ ووَعَيْت الشيءَ وأَوْعَيتُه: حَفِظْته وقَبِلْته ووَتَحَ عَطاءَه وأَوْتَحَه: قلَّله ووَقَدْت النارَ وأَوْقَدتُها ووَكَيْت القِرْبَة وأَوْكَيتها وأَوْكَيت عَلَيْهِ: ربطتها بالوِكاء وَيُقَال هَجَدَ الرجلُ يَهْجُد هُجوداً وأَهْجَد: إِذا نَام وهَجَمْت على الْقَوْم أَهْجُم هُجوماً وأَهْجَمت عَلَيْهِم وهَبَطْت الشيءَ أَهْبِطه وأَهْبَطْته وهَلَكْت الرجلَ أَهْلِكه هَلْكَاً وأَهْلَكته وهُرِعَ القومُ وأُهْرِعوا: أُعجِلوا وهَرَأَه يَهْرَأه وأَهْرَأه: إِذا بلغ مِنْهُ وهَرَأْت اللَّحْم هَرْءَاً وأَهْرَأته: إِذا أَنْضَجته وهَدَيْت الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا أَهْدِيها هِداءً وأَهْدَيتها: إِذا زَفَفْتها وهَدَيْت إِلَى الرجل الشيءَ أهديه هِداءً وأَهْدَيت إِلَيْهِ وَيُقَال هَطَعَ يَهْطَع هُطوعاً وأَهْطَع: إِذا أسْرع مُقْبِلاً وَلَا يكون إِلَّا مَعَ خوف وهَجَأْت الْإِبِل وأَهْجَأتها: كَفَفْتها لترعى وَيُقَال هَدَرْت دَمه أَهْدِره هدرا وأَهْدَرته وهَجَرَ فِي كَلَامه يَهْجُر هَجْرَاً وأَهْجَر: إِذا تكلم بالفُحش وهَوى لَهُ هُوِيَّاً وأَهْوَى وَقيل هَوى من عُلْوٍ إِلَى سُفْل وأَهْوَى إِلَيْهِ: غَشِيَه وهلَّ الهِلال وأَهلَّ وأُهِلَّ وهَزَلَ القومُ وأَهْزَلوا: هُزِلَت أَمْوَالهم وهَبَدَ وأَهْبَد: أسْرع فِي مشيته وَيُقَال يَفَعَ الْغُلَام وأَيْفَع الْغُلَام ويَدَيْت إِلَى الرجل يَداً وأَيْدَيت إِلَيْهِ: إِذا اتخذْتَ عِنْده يَداً ويَنَعَ الثمرُ يَيْنِع ينعاً ويُنْعاً وأَيْنَع: أدْرك.
وَمِمَّا جَاءَ على فَعُلت وأَفْعَلت بِاتِّفَاق الْمَعْنى
تَقول رَحُبَت الدارُ رُحْباً وأَرْحَبَت وفَسُحَت فَساحة وفُسْحة وأَفْسَحت وفَظُع الْأَمر فَظاعة وأَفْظَع ونَتُن الشيءُ نَتانة وأَنْتَن وَهُوَ مُنْتِن وَلَا يُقَال ناتِنٌ وَقَالُوا بَطُؤَ بُطْئاً وبِطاءاً وأَبْطَأ وسَرُع سِرَعاً وسُرْعة وأَسْرَع. قَالَ سِيبَوَيْهٍ أما بَطُؤَ وسَرُع فكأنهما غَريزة وسُؤْت بِهِ ظَنَّاً سَوائِيةً وأَسَأْت وعَقُمَت الْمَرْأَة عُقْماً وعَقْمَاً وأَعْقَمتْ ومِلُح المَاء مُلوحة وأَمْلَح وحَصُرت النَّاقة وأَحْصَرت: ضَاقَتْ أحاليلُها.
وعَلى فَعِلْت وأَفْعَلت
زَكِنْت الأمرَ وأَزْكَنتُه: عَلِمْته وأَزْكَنته غَيْرِي وَقَالَ بَعضهم زَكِنْت بِهِ الأمرَ وأَزْكَنته: قارَبْت توَهُّمه وكَنِبَت يدُه وأَكْنَبت: غُلَطت من الْعَمَل وكَنِبَ الحافرُ وأَكْنَب: غَلُط وذَرِفَ الْجرْح وأَذْرَف: انتَقَض وغَرِيْت بالشَّيْء غِراء وأَغْرَيت وقَوِيَت الدارُ قَواءً وأَقْوَت وَحكى بَعضهم خَطِلَ فِي كَلَامه خَطَلاً وأَخْطَل وَمَا فَتِئْت أفعل كَذَا وَمَا أَفْتَأت وكَئِبَ الرجلُ كآبةً وأَكْأَب: إِذا وقعَ فِي كآبةٍ ونَكِرَ الشيءَ نُكْراً وأَنْكَره ونَعِمَ اللهُ بك عَيْنَاً نَعامةً وأَنْعَم ووَبِئَت الأَرْض وَبَئَاً وأَوْبَأت وأَلِفْت الشيءَ إلفاً وآلَفْتُه وتَبِعَ الشيءَ تَباعةً وتَباعِيَةً وأَتْبَعه بِمَعْنى وَاحِد وق قدمت أَن أَتْبَعْت القومَ: إِذا كَانُوا سبقوك فلَحِقْتَهم وتَبِعْتهم: إِذا مرُّوا بك فَمَضَيْت مَعَهم ورَدِفَه الشيءُ وأَرْدَفه: تَبِعَه وعَدِمْت الشَّيْء عُدْماً وعَدَمَاً وأَعْدَمته وسَعِدَ اللهُ جَدَّه سَعْدَاً وأَسْعَده وسَعِدَه اللهُ وأَسْعَده ولَحِقْت الْقَوْم لَحْقَاً(4/355)
ولَحاقاً وأَلْحَقتهم وجَدِبَ الْوَادي جَدْبَاً وأَجْدَب وخَصِبَت الأرضُ وأَخْصَبت وعَشِبَت وأَعْشَبت وحَقِدَ المطرُ وأَحْقَد: إِذا اجْتمع فِي وسط الْعَام وَلم يكن فِيهِ مطر ودَفِعَ وأَدْفَع: لَزِقَ بالدَّقْعاء ودَقِعَ وأَدْقَع: أسَفَّ إِلَى مَداقِّ الكَسْب وقَنِعَت الشاةُ بضَرْعها وأَقْنَعت: ارْتَفع ضَرعها ورَمِعَ رَمَعَاً وأَرْمَع أَصَابَهُ الرُّماع وَهُوَ دَاء فِي الْبَطن يصفَرُّ مِنْهُ الْوَجْه ومَرِعَت الرَّوْضَة وأَمْرَعت وعِنْتَ وأَعْيَنْت: بلغت الْعُيُون وقَعِيَ الرجلُ وأَقْعَى أنفُه وأَقْعَت أَرْنَبتهُ وَذَلِكَ أَن تُشرِف الأرنبة ثمَّ تَقْعي نَحْو القَصَبة وضَحِكَت النخلةُ وأَضْحَكت: أخرجت الضَّحْك وَهُوَ الطَّلْع حِين يَنْشَقُّ وجَحِدَ الخيرُ وأَجْحَد: قلَّ وحَلِطَ وأَحْلَط: لَجَّ واجتَهد وضَبِعَت الناقةُ ضَبَعَاً وأَضِبَعت: اشتهت الْفَحْل وصَعِدَ صُعوداً وأَصْعَد: ارْتقى مُشْرِفاً وحَطِبَ المكانُ وأَحْطَب: كثر حطَبُه ونَهِجَ الرجلُ وأَنْهَج: بُهِر وقَرِدَ وأَقْرَد: ذَلَّ وخَضَعَ. وَقيل سَكَتَ عَن عِيٍّ.
وعَلى فَعَّلَ وأَفْعَل
يُقَال رَغَّى اللبنُ وأَرْغَى وفرَّعت فِي الْجَبَل وأَفْرَعت وغَيَّبتُ رايةً وَأْغَيبت وعرَّيْت القَميصَ وأَعْرَيتُه وغرَّمْته وأَغْرَمتُه وفرَّحْته وأَفْرَحته وأَفْزَعتُه وفزَّعْته وكلأَّت فِي الطَّعَام وأَكْلأَت: سَلَّفْت ورَشَّحت الناقةُ ولدَها وأَرْشَحتْ وَذَلِكَ أَن تَحُكَّ أصل ذنَبِه وتَدْفعه برأسها وتَقِف عَلَيْهِ حَتَّى يَلْحَقها وتُزَجِّيه أَحْيَانًا أمامها: أَي تقدِّمَه بِرِفْق وتَتْبَعه وأَوْعَزت إِلَيْهِ ووعَزَّت: تقدّمت إِلَيْهِ أَن يَفْعَل وعوَّرْت عَيْنَه وأَعْوَرتها وعوَّلْت عَلَيْهِ وأَعْوَلت: أَدْلَلت وشَقَّح البُسْرُ وأَشْقَح: لَوَّنَ فاحمرَّ واصفرَّ وحَشَّمته وأَحْشَمته وبرَّح بِنَا وأَبْرَح: آذَانا بالإلحاح.
(بَاب أَفْعَلْت دون فَعَلْت)
يُقَال أَبْسَر النخلُ وأَبْلَح من البَلَح وأَبْهَمت الأرضُ: أخرجت البُهْمى وأَبْهَجت الأرضُ: بَهُج نباتها وأَبْرَق القومُ: إِذا رَأَوْا البَرْق وأَبْطَخوا: كثر عِنْدهم البِطِّيخ وأَبْلَق الفَحْل: إِذا وُلِد لَهُ أَبْلَق وأبرَّ فلَان على الْقَوْم: إِذا غَلَبَهم وأَبْدَع فِي الْقَوْم: أَتَى فيهم بِبِدْعَة وأَبْطَأ القومُ: صَارَت إبلهُم بِطاءاً وأَبْلَدوا: صَارَت إبلهُم بَلِيدة وأَبَأْت الرجلَ: إِذا قرَّرته حَتَّى يَبوء على نَفسه بالذنب وأَتْلَد الرجل: إِذا كَانَ لَهُ مَال تَليدٌ أَي قديم وأَتْأَرته بصَري: أَحْدَدته إِلَيْهِ وأَتْأَمت المرأةُ: أَتَتْ بِتَوْءَمٍ وبتَوْءَمَيْن. وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَتْكَأتُ الرجل: أَضْجَعتُه على جنبه الْأَيْسَر وَيُقَال أَتْرَفت فلَانا من التُّرْفة وَهِي: النَّعْمة وأَتْحَفتُه من التُّحفة وَيُقَال أَتْرَعت الإناءَ: مَلأَته، وأَتْعَب القومُ: تَعِبَت دوابُّهم وأَتْرَب الرجلُ: كثر مالُه وأَتْمَر القومُ: كثر تمرُهم وأَتْهَموا: أَتَوْا تِهامة وأَتْهَم الرجلُ من التُّهَمة وأتَمَّت الناقةُ: دنا نتاجُها وَكَذَلِكَ إِذا آن لَهَا أَن تضَع وضَرَبْتُ يدَه فأَتْرَرتها: أَي أسقطتها وَيُقَال أَثْغَم الْوَادي: صَار فِيهِ الثَّغام وَهُوَ نبت وَكَذَلِكَ أَثْغَم رَأْسُه: إِذا شَاب وأَثْفَل الشرابُ: صَار فِيهِ الثُّفْل وأَثْلَج الحافرُ: إِذا حَفَرَ بِئْرا فَبَلَغ الطين وأَثْمَر الزُّبْد: اجْتمع وأَثْمَرَ الرجل: إِذا كثر مَاله وأَثابَ الرجلُ: إِذا صَلَحَ بدَنُه وَيُقَال أَجْدَلَت الظبيةُ: إِذا مَشى مَعهَا ولدُها وأَجْهَى القومُ: انكشفت لَهُم السَّمَاء وأَجْرَز القومُ: وَقَعُوا فِي أَرض جُرُز وَهِي الَّتِي لَا تُنبت شَيْئا وأجادَ الرجل: صَار لَهُ فرس جَواد. قَالَ الْأَعْشَى: فَمِثْلِك قد لَهَوْت بهَا وأرضٍ مَهامِهَ لَا يَقود بهَا المُجيد وَأَجْرب الرجلُ: صَارَت إبلُه جَرْبَى وأَجْمَل الْقَوْم: كثرت جِمالُهم وأَجْنَتِ الأرضُ: كثر جَناها وَهُوَ الْكلأ والكَمْأَة وأَجْذَى سَنامُ الْبَعِير فِي أول مَا يَبْدُو وَتقول أَحْمَدْت الرجل: أَعَنْتُه على الحَمْد وأَحْصَد الزَّرع(4/356)
وأَحْشَف النخلُ من الحَشَف وأَحْشَف ضَرْعُ النَّاقة: تَقَبَّض وأَحْمَق الرجلُ: إِذا ولِدَ لَهُ ولد أَحمَق وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وأَحْمَقتُه: وجدته أَحمَق وأَحْمَقت بِالرجلِ: ذكرته بحمق وأَحْمَرَ الرجلُ: وُلِد لَهُ ولد أَحْمَر وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَهُوَ مُطَّرِد فِي جَمِيع الألوان والخصال وسواءٌ فيهمَا الرجل وَالْمَرْأَة وأَحْمَض القومُ: أكلت إبلُهم الحَمْض وأَحْوَب الرجلُ: صَار إِلَى الحُوب وَهُوَ الْإِثْم وأَحْذَيتُ الرجل نَعْلاً وأَحْقَلَ الزرعُ: تَشَعَّب ورقُه من قَبْل أَن تَغْلُظ سوقه وأَحْقَلَت الأَرْض وأَحْلَطَ الرجل: نزل بدار مَهْلَكة وأَحْلَط بِالْمَكَانِ: أَقَامَ، وأَخْلَط الرجلُ البعيرَ: أَدخل قَضِيبه فِي حَياء النَّاقة وأَحْيَا القومُ: حَيِيَت دوابهم وأَحْيَوا الأَرْض: وجدوها حَيَّة النَّبَات غَضَّته وأَخْرَف القومُ: دخلُوا فِي الخَريف وأَخْرَف النخلُ: حَان لَهُ أَن يُخرَف أَي يُصرَم وأَخْيَف القومُ: أَتَوْا الخَيْفَ. قَالَ النَّابِغَة: هلْ فِي مُخيفِكُمْ من يَشْتَري أدَما أَخْيَفوا: نزلُوا خَيْفَ الْجَبَل وَهُوَ مَا ارْتَفع عَن مجْرى السَّيْل وانْحَدر عَن غِلَظ الْجَبَل وأَخْبَث الرجلُ: إِذا كَانَ أصحابُه أهلُه خُبَثاء وَلِهَذَا قَالُوا خَبيث مُخْبِث وأخَفَّ الْقَوْم: إِذا كَانَت دوابُّهم خِفافاً وأَخْمَسوا من خِمْسِ الوِرْد وأَخْوَصتْ النخلةُ من الخُوص وَيُقَال أَدْبَت الأَرْض: كثر دَباها وَهُوَ صِغار الْجَرَاد وأدَمَّ الرجلُ: وُلد لَهُ ولدٌ دَميم وأَدْمَن على الشَّيْء: إِذا داوَمَه وأَدْقَل النخلُ من الدَّقْل وأَدْهَس الْقَوْم: سَارُوا فِي الدَّهْس وَيُقَال أَذْعَن الرجلُ بِالطَّاعَةِ: أَلْزَمها نَفْسَه وأَذْنَب الرجل: أَتَى بِذَنْب وَيُقَال أَرْسَل القومُ: إِذا كَانَ لَهُم رِسْلٌ وَهُوَ اللَّبن وأَرْكَب المُهْرُ: حَان لَهُ أَن يُركَب وأَرْغَدوا: صَارُوا فِي عَيْشٍ رَغَد وأَرْطَت الأرضُ: أخرجت الأرْطى وأَرْوَضتْ من الرَّوْض وأرَكَّت السَّمَاء من الرِّكِّ وَهُوَ الْمَطَر الضَّعِيف وَكَذَلِكَ أَرْهَمتْ من الرِّهْمَة وَهُوَ الْمَطَر الدَّائِم وأَرْأَت النَّاقة وَغَيرهَا: عَظُم ضَرْعُها وأَرَاَعت الإبلُ: كثر أَوْلَادهَا وأَرْزَغ الرجلُ: حفر بِئْرا فَرَأى تَباشير مَاء كثير وأَرْغَف الرجلُ والأسدُ: إِذا نظرا نظرا شَدِيدا وأَسْهَب الرجلُ فِي مَنْطِقه: إِذا أَكثر وَبَالغ فِي القَوْل فَهُوَ مُسْهَب وأُسْهِب: إِذا هذَى من خَزَف فَهُوَ مُسْهَب وحَفَرَ الرجلُ البئرَ فأسْهَب: إِذا بَلَغَ الرملَ وأسادَ الرجلُ وأَسْوَد: إِذا وُلشد لَهُ ولد سَيِّدٌ وَكَذَلِكَ من سَواد اللَّوْن وأَسْرَع القومُ: صَارَت دوابُّهم سِراعاً وأَسْوَى الرجلُ: إِذا كَانَ خَلْقُه وخَلْقُ وَلده سَوِيَّاً وَحكى الْفراء عَن الْكسَائي يُقَال كَيفَ أَمْسَيْتُم فَيُقَال مُسْوُون صَالِحُونَ يُرِيد أَن أَوْلَادنَا وماشيتنا سَوِيَّة صَالِحَة وأَسَقْت الرجلَ: أَعْطيته إبِلا يَسوقها وَيُقَال أَسْقِني إهابك: أَي اجْعَلْهُ لي سِقاء وَقد أَسْأَرت من الطَّعَام وَالشرَاب: أَبْقَيْت وَتلك البَقِيَّة السُّؤْر وَجمعه أسْآر وأَسْأَرت الشيءَ: إِذا أبقيته وأَسْمَن القومُ: كثُر سَمْنُهم وَكَذَلِكَ إِذا كثرت ماشيتهم وأَسْنَتَ القومُ: أَصَابَتْهُم السَّنَة وَهِي الجَدب وأَسْهَل القومُ: صَارُوا إِلَى السُّهولة وأَسْقَبت الناقةُ: وَلَدَت سَقْبَاً وَهُوَ الذّكَر من أَوْلَاد الْإِبِل وأَسْنَهنا وأَسْنَتنا: دَخَلْنا فِي السَّنة وأَسَعْنا وأَسْوَعنا: انتقلنا من سَاعَة إِلَى سَاعَة وأشابَ الرجلُ: إِذا شابَ ولَدُه وأَشْتَى القومُ: دخلُوا فِي الشِّتاء وأَشْكَل النخلُ: طابَ رُطَبُه وأَشْوَكت النخلةُ وأَشْأَم الرجلُ: إِذا أَتَى الشأم وأَشْفَى فلَان فلَانا عَسَلاً: إِذا جعله لَهُ شِفاءً وأَشْحَم القومُ: كثر شحمُهم وأَشَلْتُ الشَّيْء: رَفَعْته وأشَدَّ القومُ: إِذا كَانَت دوابُّهم شِداداً وأَشْعَى القومُ الْغَارة: أَشْعَلوها وأَشْهَد الرجلُ: أَشْعَر واخضَرَّ مِئْزَرُه وأَشْهَد أَيْضا: أَمْذَى وأصافَ الْقَوْم: دخلُوا فِي الصَّيف وأَصْلَت الناقةُ: وَقَع ولدُها فِي صَلاها والصَّلا: مَا اكتَنَفَ الذَّنَب من جانبيه وأصَنَّ الرجلُ بأَنْفِه: إِذا شَمَخَ وأَصْبَت الْمَرْأَة: إِذا كَانَ أَوْلَادهَا صبياناً وأَصْعَبت الْأَمر: وافقته صَعْبَاً وَأنْشد:(4/357)
لَا يُصْعِب الْأَمر إلاَّ رَيْثَ يَرْكَبُه أَخْيَفوا: نزلُوا خَيْفَ الْجَبَل وَهُوَ مَا ارْتَفع عَن مجْرى السَّيْل وانْحَدر عَن غِلَظ الْجَبَل وأَخْبَث الرجلُ: إِذا كَانَ أصحابُه أهلُه خُبَثاء وَلِهَذَا قَالُوا خَبيث مُخْبِث وأخَفَّ الْقَوْم: إِذا كَانَت دوابُّهم خِفافاً وأَخْمَسوا من خِمْسِ الوِرْد وأَخْوَصتْ النخلةُ من الخُوص وَيُقَال أَدْبَت الأَرْض: كثر دَباها وَهُوَ صِغار الْجَرَاد وأدَمَّ الرجلُ: وُلد لَهُ ولدٌ دَميم وأَدْمَن على الشَّيْء: إِذا داوَمَه وأَدْقَل النخلُ من الدَّقْل وأَدْهَس الْقَوْم: سَارُوا فِي الدَّهْس وَيُقَال أَذْعَن الرجلُ بِالطَّاعَةِ: أَلْزَمها نَفْسَه وأَذْنَب الرجل: أَتَى بِذَنْب وَيُقَال أَرْسَل القومُ: إِذا كَانَ لَهُم رِسْلٌ وَهُوَ اللَّبن وأَرْكَب المُهْرُ: حَان لَهُ أَن يُركَب وأَرْغَدوا: صَارُوا فِي عَيْشٍ رَغَد وأَرْطَت الأرضُ: أخرجت الأرْطى وأَرْوَضتْ من الرَّوْض وأرَكَّت السَّمَاء من الرِّكِّ وَهُوَ الْمَطَر الضَّعِيف وَكَذَلِكَ أَرْهَمتْ من الرِّهْمَة وَهُوَ الْمَطَر الدَّائِم وأَرْأَت النَّاقة وَغَيرهَا: عَظُم ضَرْعُها وأَرَاَعت الإبلُ: كثر أَوْلَادهَا وأَرْزَغ الرجلُ: حفر بِئْرا فَرَأى تَباشير مَاء كثير وأَرْغَف الرجلُ والأسدُ: إِذا نظرا نظرا شَدِيدا وأَسْهَب الرجلُ فِي مَنْطِقه: إِذا أَكثر وَبَالغ فِي القَوْل فَهُوَ مُسْهَب وأُسْهِب: إِذا هذَى من خَزَف فَهُوَ مُسْهَب وحَفَرَ الرجلُ البئرَ فأسْهَب: إِذا بَلَغَ الرملَ وأسادَ الرجلُ وأَسْوَد: إِذا وُلشد لَهُ ولد سَيِّدٌ وَكَذَلِكَ من سَواد اللَّوْن وأَسْرَع القومُ: صَارَت دوابُّهم سِراعاً وأَسْوَى الرجلُ: إِذا كَانَ خَلْقُه وخَلْقُ وَلده سَوِيَّاً وَحكى الْفراء عَن الْكسَائي يُقَال كَيفَ أَمْسَيْتُم فَيُقَال مُسْوُون صَالِحُونَ يُرِيد أَن أَوْلَادنَا وماشيتنا سَوِيَّة صَالِحَة وأَسَقْت الرجلَ: أَعْطيته إبِلا يَسوقها وَيُقَال أَسْقِني إهابك: أَي اجْعَلْهُ لي سِقاء وَقد أَسْأَرت من الطَّعَام وَالشرَاب: أَبْقَيْت وَتلك البَقِيَّة السُّؤْر وَجمعه أسْآر وأَسْأَرت الشيءَ: إِذا أبقيته وأَسْمَن القومُ: كثُر سَمْنُهم وَكَذَلِكَ إِذا كثرت ماشيتهم وأَسْنَتَ القومُ: أَصَابَتْهُم السَّنَة وَهِي الجَدب وأَسْهَل القومُ: صَارُوا إِلَى السُّهولة وأَسْقَبت الناقةُ: وَلَدَت سَقْبَاً وَهُوَ الذّكَر من أَوْلَاد الْإِبِل وأَسْنَهنا وأَسْنَتنا: دَخَلْنا فِي السَّنة وأَسَعْنا وأَسْوَعنا: انتقلنا من سَاعَة إِلَى سَاعَة وأشابَ الرجلُ: إِذا شابَ ولَدُه وأَشْتَى القومُ: دخلُوا فِي الشِّتاء وأَشْكَل النخلُ: طابَ رُطَبُه وأَشْوَكت النخلةُ وأَشْأَم الرجلُ: إِذا أَتَى الشأم وأَشْفَى فلَان فلَانا عَسَلاً: إِذا جعله لَهُ شِفاءً وأَشْحَم القومُ: كثر شحمُهم وأَشَلْتُ الشَّيْء: رَفَعْته وأشَدَّ القومُ: إِذا كَانَت دوابُّهم شِداداً وأَشْعَى القومُ الْغَارة: أَشْعَلوها وأَشْهَد الرجلُ: أَشْعَر واخضَرَّ مِئْزَرُه وأَشْهَد أَيْضا: أَمْذَى وأصافَ الْقَوْم: دخلُوا فِي الصَّيف وأَصْلَت الناقةُ: وَقَع ولدُها فِي صَلاها والصَّلا: مَا اكتَنَفَ الذَّنَب من جانبيه وأصَنَّ الرجلُ بأَنْفِه: إِذا شَمَخَ وأَصْبَت الْمَرْأَة: إِذا كَانَ أَوْلَادهَا صبياناً وأَصْعَبت الْأَمر: وافقته صَعْبَاً وَأنْشد: لَا يُصْعِب الْأَمر إلاَّ رَيْثَ يَرْكَبُه أَي إِلَّا قَدْرَ مَا يركبه وَيُقَال أَضْأَن الْقَوْم: كثُر غنمُهم الضَّأن وأضالَ المكانُ وأَضْيَل: كثر فِيهِ الضَّأْل وَهُوَ السِّدْرُ البَرِّيُّ وأضَبَّ الرجلُ على مَا فِي نَفسه: إِذا أَقَامَ على الحِقْد وأضَبَّ يَوْمنَا: كثر ضَبابه وَيُقَال أَطَالَت الْمَرْأَة: إِذا ولدت ولدا طَويلا وأطابَ الرجلُ وأَطْيَب: وُلد لَهُ ولدٌ طَيِّب وأطابَ: جَاءَ بِأَمْر طيِّب وأَطْنَب الرجلُ فِي الشَّيْء: إِذا بالَغ فِي صفته وَيُقَال أَظْهَر القومُ: إِذا دخلُوا فِي وَقت الظُّهْر وأَظْلَموا: دخلُوا فِي الظُّلْمة وأظَلَّ يَوْمُنا من الظِّلِّ وأَظْمَأ الْقَوْم: ظَمِئَتْ إبلُهم وأَظْلَفت الْقَوْم: صَارُوا فِي ظَلَفٍ من الأَرْض وَهُوَ الصًّلْب الَّذِي لَا يَبِين فِيهِ الْأَثر وَتقول أَعْرَب الفَرسُ: إِذا صَهَلَ فتَبَيَّنْت بصهيله أَنه عَرَبِيّ وأَعْرَب: فَصُح كلامُه وأَعْرَبتُ الشَّيْء: عربت وأَعْوَصت فِي الْمنطق وأَعْوَصت بالخصم: أدخلته فِيمَا لَا يفهم وأَعْوَز الرجلُ فَهُوَ مُعْوِز ومُعْوَز: ساءت حالُه وأَعْوَزهُ الدهرُ: أَدخل عَلَيْهِ الْفقر وأَعْوَز الشيءُ: إِذا عزَّ فَلم يُوجد وأَعْوَز المكانُ والشيءُ إعْوازاً وعَوَزَاً كَمَا تَقول أَدْنَف إدْنافاً ودَنَفَاً: إِذا لم يحفظ وَمَا يُعْوِزه شَيْء إِلَّا أَخَذَه وأَعْرَف الدابةُ: طالَ عُرْفُه وكثُر وأعاهَ القومُ وأَعْوَهوا: إِذا دخلت إبلَهم ومواشيَهم العاهةُ وأَعَلُّوا: إِذا سَقَوْا إبلَهم العَلَل وَهُوَ الشّرْب الثَّانِي وأَعْقَلوا: حِين عَقَلَ بهم الظِّلُّ وأَعْطَن الرجلُ: إِذا عَطَنَت إبلُه وأَعْمَنَ الرجلُ: أَتَى عُمان وأَعْرَق: أَتَى العِراق وأَعْنَق الرجلُ وَالدَّابَّة: إِذا مَشى مشياً سَرِيعا وأَعْنَقْت الكلبَ: جعلت فِي عُنقه قلادة أَو وَتَرَاً وأَعْرَس الرجلُ وَلَا يُقَال عَرَّس إِنَّمَا التَّعْريس نَزْلَةٌ للمسافرين فِي آخر اللَّيْل واستراحةٌ وَيُقَال أَغْفَى الرجلُ: نَام وأَغْمَز الرجلُ: إِذا لانَ فاجْتُرئ عَلَيْهِ وأَغْزَر الرجلُ: كثر لبنُه وأَغَدَّ الْقَوْم: أَصَابَت إبلهم الغُدَّةُ وأَغْرَب الرجل: إِذا وُلشد لَهُ ولدٌ مُغْرَب وأَغَلُّوا من الغَلَّة وَيُقَال أَفْصَح اللبنُ: ذَهَبَت رَغْوَتُه وأَفْصَحَت الشاةُ والناقةُ: انْقَطع لِبَأُها وخَلَص اللبنُ بعده وأَفْصَح النَّصَارَى: جَاءَ فِصْحُهم وأَفْصَحت الكلامَ وأَفْصَح اليومُ: ذهب غَيْمُه وأَفْصَح الصُّبح: بدا ضَوْءُه وكلُّ شَيْء وَضَحَ فقد أَفْصَح وأَفْرَدتُ الرجلَ: جعلته فَريداً وأَفْقَر المُهْرُ: حَان أَن يُرْكَب وأَفْقَرك الرَّمْيُ: أَمْكَنك وأفاقَت الناقةُ: درَّ لبنُها وأَمْشَى القومُ: كثرت ماشيتُهم وأَفْرَضَتْ إبلُ فلَان: وَجَبت فِيهَا الفَريضة وأَفْرَصتْني الفُرْصة: إِذا أَمْكَنَتْني وأَفْرَس الرَّاعِي: إِذا أصَاب الذئبُ شَيْئا من غَنَمه وأَفْجَر الرجلُ: جَاءَ بالغدر والفُجور وأَفْجَر أَيْضا: دخل فِي الفَجْر وأَفْلَى الرجلُ: رَكِبَ الفَلُوَّ من الْخَيل وأَفْلَى الْقَوْم أَيْضا: أَتَوْا الفَلاة وأَفْتَق القومُك انفَتَق عَنْهُم الغَيْمُ وأَفْكَهتْ الناقةُ: إِذا رَأَيْت فِي لَبنهَا خُثورة شبه اللِبا وأَفْرَقَ من مَرضه: بَرَأَ وأَفْلَق الرجلُ: جَاءَ بالفَليقة وَهِي الداهية وَيُقَال أَقْمَر القومُ: دخلُوا فِي ضوء الْقَمَر وأَقْلَبتِ الخُبْزَةُ: إِذا نَضِجَ جَانب مِنْهَا وأَقْلَص الْبَعِير: إِذا بَدَأَ سَنامُه يَخْرُج وأَقْطَف الشَّيْء: حَان قِطافُه وأَقْطَف الرجلُ: إِذا كَانَ دَابَّته قَطوفاً وأَقْفَر الْمنزل: خَلا وأَقْفَر الرجلُ: باتَ فِي القَفْر وَلم يَأْوِ إِلَى منزل وَلم يكن مَعَه زَاد وأَقْلَقتِ الناقةُ: قَلِقَ جَهازُها وَهُوَ مَا عَلَيْهَا من قَتَبِها وآلتها وأَقْوَى الرجلُ: صَارَت إبلُه قوِيَّة وأَقْوَى: ذهبَ طَعَامه فِي سفر أَو حَضَر وَهُوَ عِنْدِي من القَواء وَهُوَ القَفْر كَأَنَّهُ صَار فِي القَواء والقَواء لَا يُوجد فِيهِ شيءٌ وأَقْوَيتُ الحبلَ: إِذا لم تُحكِم فَتْلَه وأَقْوَيت فِي الشِّعر: خَالَفت بَين قَوافيه وأَقْرَح الْقَوْم: صَارَت إبلهم قَرْحَى وأَقْتَلتُ الرجلَ: عرَّضْتُه للْقَتْل وأَقْدَمت الرجل: تقدَّمْت عَلَيْهِ وأَقَدْت الرجل: أَعْطيته خيلاً يَقودها وأَقْهَرْنا الرجل: وَجَدْنَاهُ مقهوراً وأَقْثَأ الْقَوْم: كثُر عِنْدهم القِثَّاء وأَقْثَأتِ الأَرْض وأَقْحَطوا: أَصَابَهُم القَحْط وأَقْرَبَت الناقةُ: دنا نِتاجُها وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وأَقْطَر الشيءُ: حانَ لَهُ يَقْطُر وأَقْرَنَتِ الشاةُ: إِذا أَلْقَتْ بَعْرَها مجتمعاً لاصقاً بعضُه بِبَعْض. أَبُو عُبَيْدَة: أَكْبَرَتِ المرأةُ: حاضَت وَفِي الْقُرْآن: (فلمَّا رأيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) . أَي حِضْنَ وَمن قَرَأَ أَكْبَرْنَهُ بِضَم الْهَاء فِي الْوَصْل أَرَادَ أَعْظَمْنَهُ وأَكَتَّ الرجلُ الشيءَ: أَحْصَاهُ وَقوم لَا يُكَتُّ عَديدُهم: أَي لَا يُحصى وأَكْرَى(4/358)
الرجلُ: أَبْطَأَ وأَكْرَى: قصُر وَيُقَال أَكْرَى: طالَ وأَكْثَر القومُ: كثُرت أَمْوَالهم. وأَكْلَب الرجلُ: إِذا أصَاب إبِله الكَلَبُ وأكاسَ الرجلُ وأَكْيَس: وُلشد لَهُ أَوْلَاد أكياس وأَكْعَر الفَصيل: إِذا خرجَ سَنامُه وأَكْسَد القومُ: كَسَدَتْ سُوقهم وأَكْمَحتُ الدابةَ: إِذا جَذَبْت عِنانه حَتَّى ينْتَصب رَأسه وأَكْرَع القومُ: إِذا أَصَابُوا الكَرَع وَهُوَ مَاء السَّمَاء فأوردوا فِيهِ إبلهم وأَكْثَبَك الرَّمْيُ: أمكنك وأكلأَتِ الأرضُ: أخرجتِ الكَلأ وأَكْأَب: دخل فِي الكآبة وَيُقَال أَلأْمَ الرجلُ: أَتَى بالُّلؤْم فِي أخلاقه وألامَ: فعل مَا يُلام عَلَيْهِ وأَلْمَحت المرأةُ: إِذا أَمْكَنتْ من النّظر إِلَيْهَا وأَلْهَج الرجلُ: لَهِجَتْ فِصاله بالرَّضاع وأَلْهَب الفرَسُ: إِذا اضْطَرم جَرْيُه وأَلْهَد الرجلُ وألحد وهما الجَوْر وَالظُّلم وأَلْحَم القومُ: كثُر عِنْدهم اللَّحْم، وأَلْبَئوا: كثر عِنْدهم اللِبَأ وأَلْبَنوا: كثر عِنْدهم اللَّبن وأَلْفَج الرجلُ: إِذا ذهب مَاله وأَلْوَى القومُ: صَارُوا إِلَى لِوَى الرمل وأَلْغَف الرجلُ وألسدُ: نظرا نظرا شَدِيدا وأَلْمَعتِ الأتانُ: استبان حَمْلُها وَصَارَ فِي ضَرْعِها لُمَع سُود وَيُقَال أَمْرَغ الرجلُ: إِذا نامَ فَسَالَ مَرْغُه من ناحِيَتَيْ فَمِه وَهُوَ: لُعابه وأَمْغَل القومُ: مَغِلَت دوابُّهم وَهُوَ دَاء وأَمْضَغ اللحمُ: استُطْيِب وأُكِل وأماتَ القومُ: وقعَ فِي إبلهِم الموتُ وأماتتِ الْمَرْأَة فَهِيَ مُميت ومُميتة وأَمْكَنت الضَّبَّة: كثُر بَيْضُها وأمَخَّ العَظْم: صَار فِيهِ المُخُّ وَلَا يُقَال مَخَّ وأَمْلَجت الإبلُ: وَردت مَاء مِلْحاً وأَمْعَز الرجلُ: كثرت مِعْزاه وأَمْرَض القومُ: مَرِضَت دوابُّهم وأَمْصَع القومُ: مَصَعَت ألبان إبلهم أَي ذهبت وأَمْنَحت الناقةُ: إِذا دنا نِتاجُها وأمَدَّ الجُرح: صَارَت فِيهِ مِدَّة وأَمْعَر الرجلُ: ذهب شَعَره وأَمْعَرت الأَرْض: إِذا لم يكن فِيهَا نَبَات وأَمْعَر الرجلُ افْتَقَر وأَمْرَع القومُ: أَصَابُوا الْكلأ وَيُقَال للرجل إِذا أَخْصَب أَمْرَع واديك وأَمْرَعت الأرضُ: شَبِعَ مالُها كلُّه وأَمْأَق: دخلَ فِي المَأْقة وَيُقَال أَنْزَع القومُ: إِذا نَزَعَتْ إبلهُم إِلَى أوطانها وَأنْشد: لمرأةُ: حاضَت وَفِي الْقُرْآن: (فلمَّا رأيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) . أَي حِضْنَ وَمن قَرَأَ أَكْبَرْنَهُ بِضَم الْهَاء فِي الْوَصْل أَرَادَ أَعْظَمْنَهُ وأَكَتَّ الرجلُ الشيءَ: أَحْصَاهُ وَقوم لَا يُكَتُّ عَديدُهم: أَي لَا يُحصى وأَكْرَى الرجلُ: أَبْطَأَ وأَكْرَى: قصُر وَيُقَال أَكْرَى: طالَ وأَكْثَر القومُ: كثُرت أَمْوَالهم. وأَكْلَب الرجلُ: إِذا أصَاب إبِله الكَلَبُ وأكاسَ الرجلُ وأَكْيَس: وُلشد لَهُ أَوْلَاد أكياس وأَكْعَر الفَصيل: إِذا خرجَ سَنامُه وأَكْسَد القومُ: كَسَدَتْ سُوقهم وأَكْمَحتُ الدابةَ: إِذا جَذَبْت عِنانه حَتَّى ينْتَصب رَأسه وأَكْرَع القومُ: إِذا أَصَابُوا الكَرَع وَهُوَ مَاء السَّمَاء فأوردوا فِيهِ إبلهم وأَكْثَبَك الرَّمْيُ: أمكنك وأكلأَتِ الأرضُ: أخرجتِ الكَلأ وأَكْأَب: دخل فِي الكآبة وَيُقَال أَلأْمَ الرجلُ: أَتَى بالُّلؤْم فِي أخلاقه وألامَ: فعل مَا يُلام عَلَيْهِ وأَلْمَحت المرأةُ: إِذا أَمْكَنتْ من النّظر إِلَيْهَا وأَلْهَج الرجلُ: لَهِجَتْ فِصاله بالرَّضاع وأَلْهَب الفرَسُ: إِذا اضْطَرم جَرْيُه وأَلْهَد الرجلُ وألحد وهما الجَوْر وَالظُّلم وأَلْحَم القومُ: كثُر عِنْدهم اللَّحْم، وأَلْبَئوا: كثر عِنْدهم اللِبَأ وأَلْبَنوا: كثر عِنْدهم اللَّبن وأَلْفَج الرجلُ: إِذا ذهب مَاله وأَلْوَى القومُ: صَارُوا إِلَى لِوَى الرمل وأَلْغَف الرجلُ وألسدُ: نظرا نظرا شَدِيدا وأَلْمَعتِ الأتانُ: استبان حَمْلُها وَصَارَ فِي ضَرْعِها لُمَع سُود وَيُقَال أَمْرَغ الرجلُ: إِذا نامَ فَسَالَ مَرْغُه من ناحِيَتَيْ فَمِه وَهُوَ: لُعابه وأَمْغَل القومُ: مَغِلَت دوابُّهم وَهُوَ دَاء وأَمْضَغ اللحمُ: استُطْيِب وأُكِل وأماتَ القومُ: وقعَ فِي إبلهِم الموتُ وأماتتِ الْمَرْأَة فَهِيَ مُميت ومُميتة وأَمْكَنت الضَّبَّة: كثُر بَيْضُها وأمَخَّ العَظْم: صَار فِيهِ المُخُّ وَلَا يُقَال مَخَّ وأَمْلَجت الإبلُ: وَردت مَاء مِلْحاً وأَمْعَز الرجلُ: كثرت مِعْزاه وأَمْرَض القومُ: مَرِضَت دوابُّهم وأَمْصَع القومُ: مَصَعَت ألبان إبلهم أَي ذهبت وأَمْنَحت الناقةُ: إِذا دنا نِتاجُها وأمَدَّ الجُرح: صَارَت فِيهِ مِدَّة وأَمْعَر الرجلُ: ذهب شَعَره وأَمْعَرت الأَرْض: إِذا لم يكن فِيهَا نَبَات وأَمْعَر الرجلُ افْتَقَر وأَمْرَع القومُ: أَصَابُوا الْكلأ وَيُقَال للرجل إِذا أَخْصَب أَمْرَع واديك وأَمْرَعت الأرضُ: شَبِعَ مالُها كلُّه وأَمْأَق: دخلَ فِي المَأْقة وَيُقَال أَنْزَع القومُ: إِذا نَزَعَتْ إبلهُم إِلَى أوطانها وَأنْشد: فَقَدْ أهافوا زَعَموا وأَنْزَعوا وأَنْعَجوا: إِذا سَمِنَت إبلُهم وأَنْفَق القومُ: نَفَقَت سُوقُهم وأَنْهَل الْقَوْم: نَهِلَت إبلُهم وأَنْشَط القومُ: نَشِطَت دوابُّهم وأَنْتَجت الإبلُ: حانَ نِتاجُها وأَنْوَكْت الرجلَ: وجدته أَنْوَك وأَنْقَى القومُ: صَارَت إبلُهم ذَات نِقْيٍ وَهُوَ المُخُّ وأَنْحَز القومُ: أصَاب إبلَهم النُّحاز وأَنْعَمَت الريحُ: هبَّت نُعامى وَهِي الجَنوب وأَنْعَمتُ أَن أُحْسِن وَأَن أُسيء: إِذا أَنْت قد أحسنتأو أَسَأْت وأَنْعَمت أَن أُبالغ فِي حَاجَتك: إِذا بالغت فِي طلبَهَا وَلم تأْلُ وَلَا يكون إِلَّا بعد الْفَرَاغ من الْحَاجة وَالْمُبَالغَة وسألْتُه فأَنْكَدْتُه: أَي وجدته عَسِرَاً وأَنْزَف الْقَوْم: كثرت غنمُهم وأَوْصَبوا: أصَاب أولادَهم الوَصَبُ وأَوْسَع القومُ: صَارُوا إِلَى السَّعَة وأَوْعَثوا: وَقعوا فِي الوُعوثة وأَوْحَشَ الأرضَ: وجدَها وَحْشَة وأَوْحَش المكانُ من أَهله وأوضح الرجلُ: وُلِد لَهُ ولد أَبيض وأَوْرَمت الناقةُ: وَرِمَ ضَرْعُها وأَوْهَقْت الدَّابَّة: ألقيت الوَهَق فِي عُنُقهَا وأَوْعَس الْقَوْم: ركبُوا الوَعْس وأَوْعَيت الشَّيْء فِي الشَّيْء: أدخلته فِيهِ وأَوْعَب أنفَه: قطَعه أجمع وأَوْعَب الْقَوْم: حَشَدوا وأَوْعَب بَنو فلَان جَلاءً فَلم يَبْقَ مِنْهُم أحد بِبَلَدِهِ وأَوْعَب بَنو فلَان لبني فلَان: إِذا لم يبْق مِنْهُم أحد إِلَّا جَاءَ وأَوْعَب فِي مَاله: أَسْلَف وَأسلم وَيُقَال أَهْيَج الرجلُ الأَرْض: إِذا وجدهَا هائجة النَّبَات أَي يابسته وأَهْمَلتُ الشيءَ: اطَّرَحْته وأَهْزَلَ القومُ: فَشا الهُزال فِي ماشيتهم وأهافَ القومُ: عَطِشَتْ إبلُهم وأهابَ الرجلُ: صَوَّت بِالْإِبِلِ وأَهْذَب فِي السّير: إِذا أسْرع وأَهْلَس فِي الضحك وَهُوَ الخَفِيُّ مِنْهُ، وَأنْشد: تَضْحَك مني ضَحِكَاً إهلاسا وَكَذَلِكَ الإهْلاج وَيُقَال آهَلَكَ اللهُ لذَلِك الْأَمر: جعلَك لَهُ أَهلا وآسَدْت الكَلبَ: أَغْرَيتَه بالصيد وآدى(4/359)
الرجلُ: كثُرت عِنْده أَدَاة الْحَرْب وآتَيْتُه الشَّيْء: أَعْطيته وآلى: حَلَفَ وآصَدت الْبَاب: أغلقته وآداني الحِمْل: أثقلني وَيُقَال أَيْسَر الرجل: صَار مُوسِرًا وأَيْبَس الْقَوْم: صَارُوا إِلَى مكانٍ يَبَس وأَيْمَن الرجلُ: سَار نَحْو اليَمَن وأَيْتَمت المرأةُ: صَار ولدُها يَتِيما. تمّ الْجُزْء الرَّابِع عشر ويتلوه الْجُزْء الْخَامِس عشر وأوله بَاب فعلت وأفعلت باخْتلَاف الْمَعْنى. وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه(4/360)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم السّفر الْخَامِس عشر من كتاب الْمُخَصّص تأليف أبي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن سَيّده الْمُتَوفَّى سنة 458 تغمده الله برحمته.(4/361)
صفحة فارغة.(4/362)
(بَاب فَعَلْت وأَفْعَلْت باخْتلَاف الْمَعْنى)
أَكَل: طَعِمَ وآكَلْته الشيءَ: أَطْعَمته إِيَّاه وآكَلْتُه إِيَّاه إِذا ... . طعمت وأجبرت يَده جبرت على غير ... أَسَنَ الماءُ: تغيَّر غير أَنه شَرُوب وَمَا أَسَنْت لذَلِك: أَي مَا فَطَنْت، وآسَنْت الشَّيْء: أَثْبَتُّه، أَنَسْت بِهِ: استأنسْت، وآنَسَني هُوَ وآنست الشَّيْء: أحسَسْته، وآنست الشَّخْص: رَأَيْته، وآنسته: عَلمته، أَزَيْت إِلَيْهِ: انضمَمْت وأَزَيْتُ لَهُ لأختِلَه، وآزَيْته: قابلته، وآزيت على صَنِيعه: أفضَلْت، وآزيت الحَوْض: جعلْت لَهُ إزاء، وآزَيْتُه: أصلحت إزاءه، وآزَيْتُه: صببت المَاء على إزائه، أَدَمْت الخُبْزَ: خَلَطْته بالأُدْم، وآدَمْت الْأَدِيم: أَظهرت أَدَمَتَه، وأَهِلْت بِهِ: أَنِسْت، وأَهَلَ الرجل: تزَوَّج وآهلته، بَضَعْت اللَّحْم: قطعته، وبضَعْت الشَّيْء: شققته، وبَضَعَ الْمَرْأَة: جَامعهَا، وَمَا بَضَعته من شَيْء: أَي مَا أَعْطيته، وبَضَعت من المَاء وبالماء: رَوِيت وَقد أبضَعَه الرِّيُّ، وأبْضَعت الشَّيْء للْبيع: عرَّضْته، وَبَاعَ الرجل وَهُوَ: ضد الشِّرَاء وَهُوَ الشِّرَاء أَيْضا، وأَبَعْت الشَّيْء: عرَّضْته للْبيع، بَعَوْته: أَصَبْت مِنْهُ وقَمَرْته، وبَعَوْت: اجْتَرَمْت، وأَبْعَيْته: فَرَسا أَعَرْته، بَجَحَ: فرِح، وأَبْجَحَه الْأَمر: أفْرَحه، بَحَرْت النَّاقة: شققت أُذُنها بنصفين، وأبحَرَ المَاء: صَار مِلْحاً، وأبحَرَ الْقَوْم: ركبُوا الْبَحْر، بَرَحَت الظِّباء وَهِي: ضد سَنَحَت، وأَبْرَحْته: أَزَلْته، وأَبْرَح بِنَا: آذَانا بالإلحاح، وأَبْرَحْت: أَكرمت أَي صادفت كَرِيمًا، بَلَحَ الْحَامِل تَحت الحِمْل: بلَّدَ، وبَلَحَ عليَّ: لم أجد عِنْده شَيْئا، وبَلَحَت الْبِئْر: ذهب مَاؤُهَا، وبَلَح بِشَهَادَتِهِ: كتمها، وبلَحَ بِالْأَمر: جَحَده، وأَبْلَحَت النَّخلة: حملت البلح، وباح سِرُّكَ: ظَهَر، وأَبَحْت الشيءَ: أَطْلَقْته. مِنْهُ شَيْئا فَشَيْئًا، وأَبْرَق الْقَوْم: رَأَوْا البَرْق، وأَبْرَقَت النَّاقة وَهِي مُبْرِق: إِذا شالَت بذّنَبِها بعد اللقَاح، وأبرقت الْمَرْأَة بوجهها: تحَسَّنَتْ وَقيل أظْهَرَته على عَمْدٍ، بَقَلَ نابُ الْبَعِير: طَلَع وكلّ مَا ظهر فقد بَقَل، وأبْقَلَ الشَّجَر: خرج فِي أعراضه مثل أظفار الطَّيْر وأعين الْجَرَاد قبل أَن يستبين وَرَقُه، وأبْقَلَ الْقَوْم: رَعَتْ ماشيَتهم البَقْلَ، بَقَيْت الشَّيْء: انتظرته ورَصَدْته وَقيل هُوَ: نَظَرُكَ إِلَيْهِ، وأبْقَيْته: أَثْبَتُّه، بَكَرْت على الْقَوْم: أتيتهم بُكْرَة، وأبْكَرْته على أَصْحَابه: جعلته يَبكُر عَلَيْهِم، بَرَكَت الْإِبِل: وضعت صدورها على الأَرْض وَكَذَلِكَ النَّعامة وأبْرَكْتها أَنا، وأَبْرَكَت السماءُ: دَامَ مطرها، بَكَيْت الرجل: بَكَيْت عَلَيْهِ، وأَبْكَيْته: صنعت بِهِ مَا يُبكيه، بَلَجَ الصُّبْح: ظهر، وأبْلَج الحَقُّ: اتَّضحَ، بَرَض النَّبات: ظهر، وبرضَ المَاء: قَلَّ وَقيل خرج قَلِيلا قَلِيلا، وبَرَض لَهُ: قَلَّل عطاءه، وأَبْرَضَ المكانُ: ظهر بارِضُه، وأبْرَض مالَه: أكلَه وأَفسَدَه، باض الطَّائِر والنَّعامة من الْبيض، وباضت البُهْمَى: سقط نِصالُها، وباضت الأَرْض: اصفرَّت خُضرَتها ونفضَت الثَّمرة وأيْبَسَت، وَقيل باضت: أخرجت مَا فِيهَا وابيَضَّ كلأُها، وأَبْيَضَت الْمَرْأَة: وَلَدَت البِيْضَ وَكَذَلِكَ الرجل، بَسَّ السَّويق والدَّقيق: خلطه بِسمن أَو زَيْت،(4/363)
وبَسَسْت الخُبْز: جَفَّفْته، وبَسَسْت الْإِبِل: سُقتها، وبَسَّ عقاربه: أرسل نمائمه، وأَبْسَسْت بِهِ: قلت لَهُ حسْبُك، وأبسسْت بِهِ إِلَى الطَّعَام: دَعَوْته، بَسَرَ الفَحلُ النّاقة: ضربَها قبل الضَّبْعة، وبَسَرَ النَّخلة: أَلْقَحها قبل أَوَان التلقيح، وبَسَر الجُرْحَ: نَكأَه قبل وقته، وبَسَر الرجلُ: عبَسَ، وبَسَرَ التَّمْر: نَبَذَ فخلَطَ البُسْر بالتَّمر، وأبْسَرَت النَّخلة: أدْرك بُسْرُها، بَسَلَ الرجل: عَبَسَ، وبَسَل الَّلبَن: حَمُض، وبَسَل النَّبيذ: اشتدَّ، وأبْسَلَ نفسَه للْمَوْت: وطَّنَها، وأبْسَلْته لعمله وَبِه: وَكَّلْته بِهِ، وأبسلته لِلْأَمْرِ: عَرَّضْته ورَهَنْته، بَرَزَ: خرج إِلَى البَراز وأبْرَزْته أَنا، وبَزا الرَّجل: تطاوَل وتأنَّس وأَبْزى: رفعَ مُؤَخَّره، بَطَل الشَّيْء: ذهب ضَياعاً وأبطلته أَنا، وأبْطَل: جَاءَ بِالْبَاطِلِ، بَلَطْت الأرْضَ: سَوَّيْتها، وبَلَطْت الْحَائِط كَذَلِك، وأبْلَطَ الْمَطَر الأرضَ: أصابَ بَلاطَها وَهُوَ أَن لَا ترى على مَتْنِها تُرَابا وَلَا غُباراً قَالَ رؤبة: يَأْوي إِلَى بَلاطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ وَبَطَنَت بِهِ الحُمَّى: أَي أثَّرَت فِي بَاطِنه وَيُقَال بَطَنه الدَّاء يَبْطُنه وبَطَنه يَبْطُنه بَطْناً وبَطَن لَهُ: كِلَاهُمَا ضَرَب بَطْنه وأبطن الرجلُ كَشْحَه سَيْفَه ولسيفه: جعله بِطانته، بَدَّ الرجل: تبَاعد مَا بَين جَنْبَيْهِ وأَبَدَّ بَينهم العطاءَ، بَدَرْت إِلَيْهِ: عَجلْت، وأَبْدَرَ الْقَوْم: طلع لَهُم البَدْر، بَرَدَ الشَّيْء: ضد استَحَرَّ، وبَرَدْت المَاء: جعلته بَارِدًا، وبَرَدْته بالثلج: خلَطْته، وبَرَدَنا اللَّيْل يَبْرُدنا بَرْداً وبَرَد علينا: أصابَنا بَرْدُه، وبَرَد الرجل: مَاتَ، وبَرَد السَّيْف: نَبا، وبَرَد الرجل: أَصَابَهُ ضَعْفٌ وفُتورٌ عَن هُزال وَمرض، وبَرَدْت عينه: كَحَلْتها وسكَّنْت ألَمها، وبَرَدَ عَلَيْهِ حَقٌّ: وَجَبَ، وبَرَدْت الْحَدِيد: سحَلْته، وأَبْرَدْت المَاء: جِئت بِهِ بَارِدًا، وأبرَدت لَهُ: سقيته مَاء بَارِدًا، وأبرَدَ الْقَوْم: دخلُوا فِي آخر النَّهَار، بَلَدَ بِالْمَكَانِ: اتَّخَذَه بَلَدا ولَزمه، وأبْلَدْته إِيَّاه: ألزَمْته، وأَبْلَدَ: صَارَت دوابُّه بليدَة، باءَ بِدَم فلَان: أَقَرَّ، وباءَ دمُه بدمه: عَدَلَه، وأّبأت الرجل: قَرَّرْته على الدَّم، وأَبَاءه: قُتِل بِهِ فقاومه، بَهَلَه الله: لَعنه، وأبْهَلْت الرجل: ترَكْته، وأبْهلْت النَّاقة: أهمَلْتها، بَغَتِ الْمَرْأَة: عَهَرَت، وبَغَى الرجل: استطال، وبَغى فِي مِشْيَته: اختال وأسرع وَكَذَلِكَ الْفرس، وبغى الجُرح: فَسَد وأَمَدَّ، وبَغَيْتك الشَّيْء: طلبْته لَك، وأبْغَيْتك إِيَّاه: أَعَنْتك عَلَيْهِ، بَسَقَ الشيءُ: تَمَّ طوله، وبَسَقَ على قومه: عَلاهم فِي الْفضل وبسق لُغَة فِي بَصَق، وأَبْسَقَت الشّاة والنّاقة: وقَعَ الِّلبَأ فِي ضَرْعها وَكَذَلِكَ الْجَارِيَة الْبكر إِذا جرى اللَّبن فِي ثديها، تَسَعْت الْقَوْم: صِرْت تاسعهم، وتَسَعْتهم: أخذت التُّسْع من أَمْوَالهم، وتَسَعْت المَال: أخذت تُسْعه، وأَتْسَعَ الْقَوْم: صَارُوا تِسْعَة، وأَتْسَعوا: وَرَدَت إبلهم لتسعة أَيَّام وثماني لَيَال، تَلَعَ الثَّوْرُ والظَّبْيُ رأسَه من كِناسِه: أخرجه وتلع الرجل كَذَلِك، وأتلعَ رأْسَه: أَطْلَعه فَنظر، تاحَ لَهُ الْأَمر: قَدَرَ عَلَيْهِ، وتاحَ الشيءُ: تَهَيَّأ وأتاحه الله، تَرَزَ الشَّيْء: يَبِس، وأتْرَزَ الجَرْيُ لَحم الدّابة: صَلَّبه، تَلَدَ فيهم: أَقام، وتَلَدَ المَال: قَدُمَ، وأتْلَدْته أَنا وأتلد المالَ: اتَّخَذَه تِلادا الله، ثَلَجَتْ نَفسِي بالشَّيْء: اشْتَفَتْ بِهِ واطمأنَّت إِلَيْهِ، وأَثْلَجَ يومُنا: مَطَر الثّلج، وأثْلَجْنا: دَخَلنَا فِي الثَّلج، ثَلَلْت الشَّيْء: هدَمْته وكَسَرْته، وأثْلَلْته: أمَرت بإصلاحه، ثَأَرَ بِهِ وثَأَرَه: طلَبَ دمَه، وثَأَر بِهِ: قَتَل قاتِله، وأَثْأَرَ: أدركَ ثأرَه، جَدَعْت الشَّيْء: قطَعْته، وجَدَعْت الرجل: حَبَسْته، والذال لُغَة، وأَجْدَعْت الْمَوْلُود: أَسَأْت غِذاءه، وأجْذَعَ المُهْر: صَار جَذَعاً، جَعَلْت الشَّيْء: وضَعته، وَجعلت لَهُ مَالا على كَذَا: شارطته بِهِ عَلَيْهِ، وَجعلت: صَنَعْت، وجعلَ الله الظُّلُمات والنُّورَ: خلقهما، وَجعل يفعل كَقَوْلِك صَار، وأجْعَلْت القِدْرَ: أنْزَلْتها بالجِعال وَهِي الخِرْقة الَّتِي تُنْزَل بهَا، وأجعلَت الكَلْبَة وكلُّ ذَات مِخلب من السِّباع: أحبَّت السِّفاد، جَعَمْت الْبَعِير: جعلت على فِيه مَا يَمنعه من الْأكل والعَضِّ، وأجْعَمَت الأَرْض: كثُر الحَسَك على(4/364)
نباتها فَأَكله وألجأه إِلَى أُصوله، جَمَعْت الشَّيْء: ألَّفْته، وجَمَعَت الأتانُ: حَمَلَت وَقيل هُوَ أوّل حملهَا، وجمَعَت الْجَارِيَة الثِّيَاب: إِذا شَبَّت يُغني أَنَّهَا قد لبست الدِّرْع والخِمار والمِلْحَفَة، وأجْمَعْت الناقةَ: صَرَرْت جَمِيع أخلافها وحلَبْتها، حَجَّ الشيءَ: سَحَبه، وأحَجَّت السَّبُعة: حمَلَت فأقْرَبَت وعَظُم بَطنهَا، حَجَرَ الضَّبُّ: دخل جُحره، وأحجرْته: أدْخَلْته فِيهِ، وأحجَرْته إِلَى الْأَمر: ألْجَأْته، جَنَحَ إِلَى الشَّيْء: مالَ، وجَنَحَ الليلُ: أقبل، وجَنَحَ الطّائرُ: كَسَر من جناحيه وَوَقع إِلَى الأَرْض كاللاجئ إِلَى شَيْء، وجَنَحْته: أصَبْت جنَاحه، وجَنَحَت الْإِبِل: خَفَضَت سَوالِفها فِي السّير وَقيل أسرعت فِيهِ، وجَنَحَت السَّفِينَة: انْتَهَت إِلَى المَاء الْقَلِيل فلَزِقَت بِالْأَرْضِ فَلم تَمضِ، وأجْنَحْت الشَّيْء: أَمَلْته، جَحَفْت لَهُم من الثَّريد: غَرَفْت، وجَحَفَ الشَّيْء بِرجلِهِ: رَفَسَه، وأجْحَفْت بالطَّريق: دَنوت مِنْهُ وَلم أخالطه، وأجحَفْت بِالْأَمر: قاربت الْإِخْلَال بِهِ، وأجْحَفَ بهم الدَّهْر: استأصَلَهم، جَحَمْت النَّار: أوْقَدْتها، وأجْحَمْت عَنهُ: كَفَفْت، وأجْحَمْت الرجل: إِذا دَنَوْت أَن تُهْلكه، جَزَّ الصُّوف والشَّعر والحشيش: قطعه، وجَزَّ النَّخْلَة: صَرَمها، وجَزَّ التَّمْرُ: يبس، وأجَزَّ التَّمْرُ وأجَزَّ النَّخلُ والزَّرْعُ: حَان أَن يُجَزَّ، وأجزَّ الْقَوْم: حَان جَزاز نَخْلهمْ، جَدَّ الشَّيْء: قطعه، وجَدَّ النّخل: صَرَمه، وأجَدَّ الْقَوْم: صَارُوا إِلَى الجَدَد، وأجَدَّت لَك الأرضُ: انْقَطع عَنْهَا الخَبَار، وأجَدَّ ثوبا لبسه جَدِيدا، وأجَدَّ النّخل: حَان أَن يُجَدَّ وجده وَأَجد بِهِ، وجَرَّ على نَفسه جَريرة: جناها، وأجْرَرْت الْبَعِير: تركت الْجَرِير على عُنُقه، وأجررْتُه جَريرته: خَلَّيْته وسَوْمَه، وأجْرَرْته الرُّمْحَ: طَعنته بِهِ وَتركته فِيهِ يجرُّه، جَلَّ الشَّيْء: عَظُمَ، وجَلَّ الرجل: أَسَنَّ واحتَنَك، وجَلَلْت البَعَر: جمعته بيَدي، وأجْلَلْت الرجل: عَظَّمْته، وَمَا أجلَّني، أَي لم يعطِني جَليلة وَهِي الْعَظِيمَة من الْإِبِل، جنَّ الْجَنِين فِي الرَّحِم: استتر وأجَنَّتْه الْحَامِل، جَمَّ الشيءُ: كَثُر، وأجْمَمَت المَاء: تركته يجْتَمع، جَرَسْت الْكَلَام: تكلَّمْت بِهِ، وجَرَسَت الماشيةُ الشَّجَر والعُشْب: لَحِسَتْه وَكَذَلِكَ النَّحْل إِذا أكلت الشّجر للتعسيل، وأجْرَسَ صوتُه: عَلا، وأجْرَسَ الطَّائِر: صَوَّت فِي مَرِّه، وأجرَسَ الحَيُّ: سمعْت جَرْسَه، وأجرسَني السَّبُع: سمع جَرْسي، وأجْرَسْت الجَرَسَ: ضَرَبْته، وأجْرَسَ الحَلْيُ: سَمِعت لَهُ مثل صَوت الجرس، جَلَسَ الرجل: قعد، وجَلَست الرَّخْمَةُ: جَثَمَت، وجَلَسَ: أَتَى جَلْساً وَهِي نجْد، وأجلسْت الرجلَ: أقْعدته، جَزَرَ الْبَحْر وَالنّهر: وَهُوَ ضد المَدِّ، وجَزَرْت الشَّيْء: قطعته، وجزرْت النَّاقة: نحَرْتها وقطَّعتها، وجَزَرَ النّخل: صَرَمَها، وأجْزَرَ النخلُ: حَان أَن يُجْزَر، وأجْزَرْته جَزوراً: أَعْطيته إيّاها، جَرَزَ الرجل: أكل أكلا وَحِيَّا، وأجْرَزَ الْقَوْم: أمْحَلوا، جَزَلَه بِالسَّيْفِ: قَطَعه، وأجْزَلْت لَهُ العَطاءَ: أكْثرته، جَدَبْت الشَّيْء: عِبْته، وأجْدَبَ الْمَكَان: أمْحَلَ وأجْدَبَ القومُ كَذَلِك، وأجْدَبْنا الأرضَ: وجَدناها جَدْبَةً، جَرَن الثوبُ والأديمُ: لَان وانسحق وَكَذَلِكَ الْجلد والدِّرْع وَالْكتاب إِذا دَرَس، وجَرَنَتْ يدُه على الْعَمَل: مَرَنَت، وأجْرَنْت العِنَبَ: وَضعته فِي الجَرين، جَرَمَه: قَطَعه، وجَرَمَ جَريمة: جناها، وجَرَمَ: كَسَبَ، وجَرَمَ النّخل: خَرَصه، وأجْرَمَ النّخل: حَان أَن يُقطَع، جَلَبْت الشيءَ: سُقْته، وأجْلَبَ الرجل: نُتِجت إبِله ذُكُورا، وأجْلَبْت القَنَب: جعلت عَلَيْهِ جُلْبة وَهِي جلدَة رطبَة فَطيرة يُغَشّاها، وجَبَلَ الله الخَلْق: خَلَقَهم، وجَبَلَهم على الشَّيْء: طَبَعَهم، وأجْبَلَ الْقَوْم: صَارُوا إِلَى الجَبَل، وأجبَلَ الحافِرُ: انْتهى إِلَى جَبَل فَانْقَطع، وأجْبَلَ الشَّاعِر: صَعُبَ عَلَيْهِ القَوْل، جَنَبْت الفرسَ والأسيرَ: قُدْتُه إِلَى جَنبي، وجَنَبْت الرجل: دَفعته، وجَنَبْته الشَّيْء: أبعدْته عَنهُ، وجَنَبْت الأَرْض بالمجْنَب: عَزَقْتها للزِّرَاعَة، وجَنَبَت الرّيحُ: هَبَّت جَنوباً، وأجْنَبنا: دَخَلنَا فِي الْجنُوب، جَزَأْت الشيءَ: جعلْته أَجزَاء، وجَزَأْت بالشَّيْء: قَنِعْت، وجَزَأَت الإبلُ بالرُّطْب عَن المَاء: غَنِيَت، وأجْزَأْت الإبلَ: جَعلتهَا جَوازئ، وأجزأَ الْقَوْم: جَزَأَت إبلهم، وأجزأْت من الشَّيْء: أخذت مِنْهُ جزْءاً، وأجْزَأني الشَّيْء: أحْسَبَني، وأجْزأت عَنهُ: أغنيْت، وأجزَأَت الْمَرْأَة: وَلَدت الْإِنَاث قَالَ: ا، وأجْحَمْت عَنهُ: كَفَفْت، وأجْحَمْت الرجل: إِذا دَنَوْت أَن تُهْلكه، جَزَّ الصُّوف والشَّعر والحشيش: قطعه، وجَزَّ النَّخْلَة: صَرَمها، وجَزَّ التَّمْرُ: يبس، وأجَزَّ التَّمْرُ وأجَزَّ النَّخلُ والزَّرْعُ: حَان أَن يُجَزَّ، وأجزَّ الْقَوْم: حَان جَزاز نَخْلهمْ، جَدَّ الشَّيْء: قطعه، وجَدَّ النّخل: صَرَمه، وأجَدَّ الْقَوْم: صَارُوا إِلَى الجَدَد، وأجَدَّت لَك الأرضُ: انْقَطع عَنْهَا الخَبَار، وأجَدَّ ثوبا لبسه جَدِيدا، وأجَدَّ النّخل: حَان أَن يُجَدَّ وجده وَأَجد بِهِ، وجَرَّ على نَفسه جَريرة: جناها، وأجْرَرْت الْبَعِير: تركت الْجَرِير على عُنُقه، وأجررْتُه جَريرته: خَلَّيْته وسَوْمَه، وأجْرَرْته الرُّمْحَ: طَعنته بِهِ وَتركته فِيهِ يجرُّه، جَلَّ الشَّيْء: عَظُمَ، وجَلَّ الرجل: أَسَنَّ واحتَنَك، وجَلَلْت البَعَر: جمعته بيَدي، وأجْلَلْت الرجل: عَظَّمْته، وَمَا أجلَّني، أَي لم يعطِني جَليلة وَهِي الْعَظِيمَة من الْإِبِل، جنَّ الْجَنِين فِي الرَّحِم: استتر وأجَنَّتْه الْحَامِل، جَمَّ الشيءُ: كَثُر، وأجْمَمَت المَاء: تركته يجْتَمع، جَرَسْت الْكَلَام: تكلَّمْت بِهِ، وجَرَسَت الماشيةُ الشَّجَر والعُشْب: لَحِسَتْه وَكَذَلِكَ النَّحْل إِذا أكلت الشّجر للتعسيل، وأجْرَسَ صوتُه: عَلا، وأجْرَسَ الطَّائِر: صَوَّت فِي مَرِّه، وأجرَسَ الحَيُّ: سمعْت جَرْسَه، وأجرسَني السَّبُع: سمع جَرْسي، وأجْرَسْت الجَرَسَ: ضَرَبْته، وأجْرَسَ الحَلْيُ: سَمِعت لَهُ مثل صَوت الجرس، جَلَسَ الرجل: قعد، وجَلَست الرَّخْمَةُ: جَثَمَت، وجَلَسَ: أَتَى جَلْساً وَهِي نجْد، وأجلسْت الرجلَ: أقْعدته، جَزَرَ الْبَحْر وَالنّهر: وَهُوَ ضد المَدِّ، وجَزَرْت الشَّيْء: قطعته، وجزرْت النَّاقة: نحَرْتها وقطَّعتها، وجَزَرَ النّخل: صَرَمَها، وأجْزَرَ النخلُ: حَان أَن يُجْزَر، وأجْزَرْته جَزوراً: أَعْطيته إيّاها، جَرَزَ الرجل: أكل أكلا وَحِيَّا، وأجْرَزَ الْقَوْم: أمْحَلوا، جَزَلَه بِالسَّيْفِ: قَطَعه، وأجْزَلْت لَهُ العَطاءَ: أكْثرته، جَدَبْت الشَّيْء: عِبْته، وأجْدَبَ الْمَكَان: أمْحَلَ وأجْدَبَ القومُ كَذَلِك، وأجْدَبْنا الأرضَ: وجَدناها جَدْبَةً، جَرَن الثوبُ والأديمُ: لَان وانسحق وَكَذَلِكَ الْجلد والدِّرْع وَالْكتاب إِذا دَرَس، وجَرَنَتْ يدُه على الْعَمَل: مَرَنَت، وأجْرَنْت العِنَبَ: وَضعته فِي الجَرين، جَرَمَه: قَطَعه، وجَرَمَ جَريمة: جناها، وجَرَمَ: كَسَبَ، وجَرَمَ النّخل: خَرَصه، وأجْرَمَ النّخل: حَان أَن يُقطَع، جَلَبْت الشيءَ: سُقْته، وأجْلَبَ الرجل: نُتِجت إبِله ذُكُورا، وأجْلَبْت القَنَب: جعلت عَلَيْهِ جُلْبة وَهِي جلدَة رطبَة فَطيرة يُغَشّاها، وجَبَلَ الله الخَلْق: خَلَقَهم، وجَبَلَهم على الشَّيْء: طَبَعَهم، وأجْبَلَ الْقَوْم: صَارُوا إِلَى الجَبَل، وأجبَلَ الحافِرُ: انْتهى إِلَى جَبَل فَانْقَطع، وأجْبَلَ الشَّاعِر: صَعُبَ عَلَيْهِ القَوْل، جَنَبْت الفرسَ والأسيرَ: قُدْتُه إِلَى جَنبي، وجَنَبْت الرجل: دَفعته، وجَنَبْته الشَّيْء: أبعدْته عَنهُ، وجَنَبْت الأَرْض بالمجْنَب: عَزَقْتها للزِّرَاعَة، وجَنَبَت الرّيحُ: هَبَّت جَنوباً، وأجْنَبنا: دَخَلنَا فِي الْجنُوب، جَزَأْت الشيءَ: جعلْته أَجزَاء، وجَزَأْت بالشَّيْء: قَنِعْت، وجَزَأَت الإبلُ بالرُّطْب عَن المَاء: غَنِيَت، وأجْزَأْت الإبلَ: جَعلتهَا جَوازئ، وأجزأَ الْقَوْم: جَزَأَت إبلهم، وأجزأْت من الشَّيْء: أخذت مِنْهُ جزْءاً، وأجْزَأني الشَّيْء: أحْسَبَني، وأجْزأت عَنهُ: أغنيْت، وأجزَأَت الْمَرْأَة: وَلَدت الْإِنَاث قَالَ: إِن أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْمًا فَلَا عَجَبٌ قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيَانًا(4/365)
جَفَأْتُ الرجل: صَرَعْته وجَفَأْتُ بِهِ الأَرْض: ضَرَبْت وجَفَأَ الْوَادي: رمى بالزَّبَد وجَفَأْت البُرْمة فِي القَصْعة: كَفَأْتها وجَفَأْت الشجرةَ: انتزعتُها من أَصْلهَا وأَجْفَأت بالشَّيْء: طَرَحْت جَزَيْته على الشَّيْء: كَاَفَأته وأَجْزَيتُ عَنْك لُغَة فِي أَجْزَأْت وأَجْزَيْت السِّكِّين لُغَة فِي أجزأتها. جَرى الماءُ والدمُ ونحوُه: سالَ وأَجْزَيتُه أَنا جَنَيْت الذنْب: اجترمته وجَنَيْتك الشَّجَرَة وجَنَيْتها لَك: أَخَذْت ثَمَرَتهَا وأَجْنَتِ الأرضُ: كثُر جَناها جُزْتُ الموضِعَ: سِرْت فِيهِ وأَجَزْته: أَنْفَذتُه وأَجَزْت لَهُ البيع: أَوْجَبتُه وأَجَزْت رأيَه: صوّبته جادَ الشيءُ: حَسُن وجادَ المطرُ: اشتدَّ وجاد بِنَفسِهِ: قَارب أَن يَقْضِي وجاده هَواه: شاقه وأَجَدْتُه درهما: أَعْطيته إِيَّاه وأجاد وأَجْوَد: صَار ذَا دابَّة جَواد. جَذا القُراد فِي جَنْبِ الْبَعِير: لَصِقَ بِهِ ولَزِمَه وأَجْذَيْت الحَجَر: أَشَلْته جارَ: ضد عَدَلَ وجار عَن الطَّرِيق كَذَلِك وأَجَرْت غَيْرِي عَنهُ: عَدَلْته وأَجَرْت الرجل: خَفَرْته جَلَوْت الْأَمر: كَشَفْته وجَلَوْت السَّيْف: صَقَلْته وجَلَوْت عَيْني: كَحَلْتها وجَلَوْت الْعَرُوس على بَعْلهَا: أَرَيْته إِيَّاهَا وأَجْلَى: بعُد وأَسْرَع بعض الْإِسْرَاع جالَ فِي الْحَرْب وَغَيرهَا: سَعى وجالَ القومُ: انكشفوا ثمَّ كَرُّوا وجالَ الترابُ: سَطَعَ وأَجَلْت السِّهَام بَين الْقَوْم: أمررتها جَفا الشيءُ عَن الشَّيْء: لم يَلْزَمه وجَفا جَنْبُه عَن الْفراش مِنْهُ وأَجْفَيْته عَنهُ وأَجْفَيْت الْمَاشِيَة: أتعبتها فَلم أَدَعْها تَأْكُل وَلَا علفتها قبل ذَلِك. جابَ الشيءَ: خَرَقَه وجاب القميصَ قَوَّر جَيْبَه وأجابَ الرجلَ: رَجَعَ إِلَيْهِ كلامَه أَو دَعَاهُ فلَبَّاه. جَاءَهُ الشيءُ: أَتى وأَجَأْتهُ إِلَى الشَّيْء: أَلْجَأتُه. حَقَّ الأمرُ: صَحَّ وحَقَقْته: صَار عِنْدِي حَقَّاً وحَقَّ الشيءُ: وَجَبَ وحَقَقْت الرجلَ: غَلَبْته فِي الْخُصُومَة وأَحْقَقْت الشيءَ: صيَّرته حَقَّاً وأَحَقَّ الرجلُ: قَالَ حقّاً وادّعاه فوَجب لَهُ. حَشَشْت الحَشيش: جمعته وحَشَشْت الدابَّة: عَلَفْتها الحَشيش وحَشَشْت النارَ: جمعت إِلَيْهَا مَا تفرق من الْحَطب وَقيل أَوْقَدْتها وحَشَشْت الحَرْب كَذَلِك وحَشَّ النابلُ سَهْمَه: أَلْزَق بِهِ القُذَذَ من نواحيه وحَشَّ الدَّابَّة: حَمَلَها فِي السّير وكلُّ مَا قُوِّي بِشَيْء فقد حُشَّ بِهِ وأحَشَّ الكلأُ: أَمْكَن أَن يُجمَع وأَحَشَّت الأَرْض: كثُر حشيشها أَو صَار فِيهَا حشيش وأَحْشَشتُ الرجلَ: أَعَنْتُه على جمع الْحَشِيش حَصَّ الشَّعَرَ: حَلَقَه وأَذْهَبه وحَصَّ رَحِمَه: قَطَعَها وأَحْصَصتُ القومَ: أَعْطَيْتهم حِصَصَهم حَتَتُّ الشيءَ عَن الثَّوْب: فَرَكْته وحَتَّ اللهُ مالَه: أَفْقَره وأحَتَّ الأرْطى: يَبِسَ. حلَّ بِالْمَكَانِ وبالقوم: نزل وحَلَّ الشَّيْء: صَار حِلاًّ وحَلَلْت العُقْدة: نَقَضْت عَقْدَها وحَلَّ عَلَيْهِ أمرُ الله: وَجَبَ وأَحْلَلتُه الْمَكَان وَبِه: أنزلته فِيهِ وأَحْلَلت الشَّيْء: جعلته حَلالاً وأحَلَّ الله عَلَيْهِ الْأَمر: أَوْجَبه وأحَلَّت الغنمُ: يَبِسَت ألبانُها ثمَّ أَكَلَت الرّبيع فدرَّت وَعبر بَعضهم عَنهُ بِأَنَّهُ نزُول اللَّبن من غير نِتاج حَفَّ بالشَّيْء: أَحْدَق وحَفَّتْهم الحاجةُ: اشتدَّت بهم وحَفَّت الأرضُ: يبسط بَقْلُها وحَفَّ بطنُ الرجل: إِذا لم يَجِدْ دَسَمَاً وَلَا لَحْمًا فذَبَل لذَلِك وحَفَفْت الشيءَ: قَشَرْته وحَفَفْت اللِّحْيَة: أَخَذْت مِنْهَا وحَفَّ الطائرُ والجَعَلُ: صوَّت فِي طيرانه وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى من الأساود: إِذا دَلَكَتْ بعضَها بِبَعْض وحَفَّه: أعطَاهُ ومارَهُ وَفِي الْمثل: مَن حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِد. يَقُول من مَدَحَنا فَلَا يَغْلُوَنَّ فِي ذَلِك وليتكلم بِالْحَقِّ فِي ذَلِك وأَحَفَّ لِحْيَته: ترك تَعَهُّدَها فَشَعِثَت حَمَمْت حَمَّه: قَصَدْتُ قَصْدَه وحَمَمْت الشَّحْمة: أَذَبْتُها وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحَضَر وأَحَمَّني الأمرُ: أهَمَّني حَقَدَ عليَّ: أَضْمَر لي العَداوة وأَحْقَده الأمرُ: أَوْرَثه الحِقْد.(4/366)
حَرَقَ نابُ الْبَعِير: صَرَفَ وحَرَقَ الإنسانُ وغيرُه نابَه: فَعَلَ ذَلِك من غيظ وَغَضب. وأَحْرَقَنَا الرجلُ: بَرَّح بِنَا وآذانا حَكَمْت عَلَيْهِ بِالْأَمر: قَضَيْت وأَحْكَمْت الْأَمر: أَبْرَمْته حَجَزْت بَين الشَّيْئَيْنِ: فَصَلْت وحَجَزْته عَن الْأَمر: صَرَفْته وحَجَزْت القومَ: مَنَعْت بَعضهم من بعض وحَجَزْت الْبَعِير: شَدَدْت رِجْليه إِلَى حَقْوَيْه بعجُزه. وأَحْجَز القومُ: أَتَوْا الْحجاز. حَدَجَه ببصره: رَمَاه. وحَدَجَه بِسَهْم كَذَلِك وحَدَجَه بذَنْب غَيره: جعله عَلَيْهِ ورماه بِهِ وأَحْدَجَت الشجرةُ: أَثْمَرَت الحَدَج وَهُوَ الْبِطِّيخ والحنظل مَا دَامَ أَخْضَر وَقيل هُوَ من الحنظل: مَا اشْتَدَّ وصلُب. حَرَجَ الرجلُ أنيابه: حرَّك بَعْضهَا إِلَى بعض من الحَرَد وأَحْرَجته إِلَى الْأَمر: أَلْجَأْته. حَجَنْت العُودَ: عَطَفْته وحَجَنْتهُ عَن الشَّيْء: صَدَدْته وأَحْجَن الثُّمامُ: خَرَجَت حُجْنَتُه وَهِي خُوصته. حَنَجْت الشيءَ عَن وَجهه: صَرَفْته وأَحْنَجتهُ: أَمَلْته وأَحْنَج الفرسُ: ضَمُر. حَبْجَه بالعصا: ضَرَبَه وحَبَجَ: ضَرَطَ وأَحْبَجَتْ لنا النارُ والعَلَم: بدا بَغْتَة. حَجَمْت الْبَعِير: جعلت على فَمِهِ الحِجام أَو خَطْمِه لِئَلَّا يَعضَّ وحَجَمْت العَظْمَ: عَرَقْته وحَجَمَ ثَدْيُ الْمَرْأَة وَهُوَ أول نُهوده وحَجَمَ الحَجَّامُ: مَصَّ وأَحْجَمتُ عَن الْأَمر: كَفَفْت وأَحْجَمتُ عَن الشَّيْء: نَكَصْت عَنهُ هَيْبَة وأَحْجَمَتْ للمولود وَهِي: أول إرضاعةٍ تُرضِعُه أمُّه. حَمَشْت الشيءَ: جمعتُه وأَحْمَشتُ القِدْرَ وَبهَا: أَشْبَعْت وَقودها حَضَرَ القومُ الماءَ: شَهِدوه وكلُّ ساكنٍ على المَاء حاضرٌ وحَضَرَ الشيءُ مِنْهُ وأَحْضَرتُه أَنا وأَحْضَر الفرسُ: ارْتَفع فِي عَدْوِه عَن الثَّعْلَبِيَّة. حَرَضَ الرجلُ نفسَه: أفسدها. وحَرَضَ: هَلَكَ وأَحْرَضَه المرضُ. حَضَنْتُه عَن المر: خَذَلْته دونه ومنعته مِنْهُ وحَضَنْتَ عَنَّا هَدِيَّتَك: كَفَفْتها وحَضَنَ الطائرُ بيضه وَعَلِيهِ: رَخَّم عَلَيْهَا للتفريخ وأَحْضَنْت بِالرجلِ وأَحْضَنْته: أَزْرَيْت بِهِ حَبَضَ القلبُ: ضَرَبَ ضَرَباناً شَدِيدا وَكَذَلِكَ العِرْق وحَبَضَ السَّهمُ وَهُوَ: أَن تَنْزِع فِي الْقوس ثمَّ ترسله فَيسْقط بَين يَديك وَلَا يَصوب وصَوْبُه: استقامته وحَبَضَ ماءُ الرَّكِيَّة: نَقَصَ وحَبَضَ القومُ: قَلُّوا وحَبَضَ حَقُّه: بَطَلَ وأَحْبَضْته حَقَّه: أَبْطَلْته. حَمَضَت الإبلُ: أَكَلَت الحَمْض وحَمَضَ الخلُّ واللَّبَنُ الحازر وشِبْهُه: حّدى. وأَحْمَضْت الإبلَ: أَرْعَيْتها الحَمْضَ وأَحْمَضَت الأرضُ وَالزَّرْع: حَان لَهُ أَن يُحصَد. حَصَبْتُه: رَمَيْتُه بالحَصْباء وحَصَبْت النارَ: سَجَرْتها بالحَطَب وحَصَبَ فِي الأَرْض: ذهب، وأَحْصَب: أثار الحَصْباء فِي عَدْوِه. حَلَسْت الناقةَ: غَشَّيْتُها بحِلْس وأَحْلَسَت الأَرْض: كثُر بَذْرُها فألْبَس عَلَيْهَا وَقيل اخضَرَّت واستوى نباتها واشتقه بعضُهم فَقَالَ إِذا صَار عَلَيْهَا كالحِلْس وأَحْلَسَت السماءُ: مَطَرَت مَطَرَاً رَقيقاً دَائِما. حَسَبْت الشيءَ: عَدَدْته وأَحْسَبَني الشيءُ: كفاني. وأَحْسَبْت الرجل: أطعمته وسقيته حَتَّى شَبِعَ ورَوِيَ وكلُّ من أَرْضَيْته فقد أَحْسَبْته. حَدَثَ الشيءُ وَهُوَ نقيضُ القِدَم وأَحْدَثْته أَنا وأَحْدَث الرجلُ: فاحت مِنْهُ رَائِحَة. حَفَرْت الشَّيْء: نَقَّيْته وحَفَرَ فُوه: صَار لَهُ سُلاقٌ فِي أصُول الْأَسْنَان وحَفَرَ الغُزْرُ العَنْزَ: أَهْزَلَها وحَفَرَت رَواضِعُ الصبيِّ: سَقَطَت وأَحْفَر الصبيُّ: كَانَ مِنْهُ ذَلِك وأَحْفَر المُهْرُ للإثناء والأرباع كَذَلِك حَرَبْته مالَه: سَلَبْته إِيَّاه وأَحْرَب النّخل: كثُر حَرَبُه وَهُوَ الطَّلْع حَلَفَ الرجلُ: أَقْسَم وأَحْلَفتُه أَنا وكلُّ مُخْتَلف فِيهِ مُحْلِف لِأَنَّهُ داعٍ إِلَى الحَلِف وأَحْلَفَت الحَلْفاء: كثُرت حَلَبْت الشاةَ: استخرجت مَا فِي ضَرْعِها من اللَّبن وحَلَبَ الرجلُ: جَلَسَ على رُكْبَتَيْه للْأَكْل وأَحْلَبتُ القومَ: حَلَبْتُ لَهُم اللبنَ فِي المَرْعى وبَعَثْت بِهِ إِلَيْهِم وَيُقَال للرجل أَأَحْلَبْت أم أَجْلَبت فَمَعْنَى أَأَحْلبت أَنُتِجَت نُوقُك إِنَاثًا وأَجْلَبْت نُتِجَت ذُكورا وأَجْلَب عليَّ القومُ: اجْتَمعُوا حَبَلْت الصَّيْد: نَصَبْت لَهُ الحِبالةَ وأَحْبَلَ العِضاهُ: حَمَلَ حَلَمَ الرجلُ: تَخيَّل الشيءَ فِي مَنَامه وحَلَمْت بِهِ وحَلَمْت عَنهُ: رَأَيْت لَهُ رُؤْياً أَو رَأَيْته فِي النّوم وحَلَمَ الرجلُ: بَلَغَ الحُلُم وأَحْلَمت المرأةُ: وَلَدَت الحُلَماء حَمَلْتُ الشيءَ: استَقْلَلْتَ بِهِ وحَمَلْته على الْأَمر: أَغْرَيتهُ بِهِ وحَمَلْت عَنهُ: حلُمْت وحَمَلَت المرأةُ: عَلِقَت وحَمَلْت بِهِ: كَفَلْت وأَحْمَلْته الحِمْل: أَعَنْتُه عَلَيْهِ وأَحْمَلَت المرأةُ: نَزَلَ لبَنُها من غير(4/367)
حَبَل. حَصَأَ الصبيُّ من اللبنِ: رَضَعَ حَتَّى امْتَلَأَ بَطْنُه وَكَذَلِكَ الجَدْي حَتَّى امْتَلَأت إنْفَحَتُه وحَصَأَت الناقةُ: اشتدَّ أَكْلُها أَو شربهَا أَو اشتدا جَمِيعًا وحَصَأْتُ من المَاء: رَوِيْت وأَحْصَأْت غَيْرِي: أَرْوَيتُه حلأْته بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط: ضَرَبْته وحَلأْتُ الجِلْد: قَشَرْته وَفِي الْمثل: حَلأَتْ حالِئةٌ عَن كُوعِها. أَي إنَّ حَلأْها عَن كوعها إِنَّمَا هُوَ حَذَرَ الشَّفرة وحَلأْت بِهِ الأَرْض: ضَرَبْتها بِهِ وحَلأْت المرأةَ: نَكَحْتها وأَحْلأَْت السَّوِيق من الحَلاوة هَمْزُه على غير قِيَاس حَمَأْت البئرَ: أَخْرَجت حَمْأَتها وترابها وأَحْمَأتها: جَعَلْت فِيهَا الحَمْأَة حاقَ الشيءَ: دَلَكَه وحاقَ بِهِ الشيءُ: نزل وأَحاقَه الله بِهِ: أَحَلَّه. حَصَيْته: ضَرَبْته بالحَصى وحُصِيَ الرجلُ: أَصَابَته الحَصاة وَهُوَ: دَاء يَقع فِي المثانة وأَحْصَيت الشيءَ: أَحَطْت بِهِ حَذَىَ اللبنُ اللسانَ: قَرَصَه وَكَذَلِكَ النَّبِيذ وَنَحْوه وحَذَيْت الإهاب: أكثرت فِيهِ من التخريق وحَذَيْتُ يدَه بالسكِّين: قطعتها وحَذاه بِلِسَانِهِ على الْمثل وأَحْذَيْتُه: أَعْطيته مِمَّا أَصَبْت. حَرَىَ الشيءُ: نَقَصَ وأَحْرَاه الزَّمَان. حانَ: هَلَكَ وحانَت الصلاةُ: دَنَتْ وكلُّ شيءٍ لم يُوَفَّق للرشاد فقد حَان وحانَ السُّنْبُل: يَبِسَ وأَحَنْتُ بِالْمَكَانِ: أَقَمْتُ بِهِ حِيناً. حَمَيْتُ الشيءَ: مَنَعْت مِنْهُ وحَمَيْت المريضَ مَا يضُرُّه كَذَلِك وحَمَى الفحلُ من الْإِبِل ظَهْرَه: إِذا ضَرَبَ الضِّرابَ الْمَعْدُود وبَلَغه فتُرِك وَلم يُنتَفَع مِنْهُ بِشَيْء وأَحْمَيت المكانَ: جعلته حِمىً وأَحْمَيته: وجدتُه حِمىً وأَحْمَيت الحَديدةَ: أَسْخَنتها. حَشَوْت الوِسادةَ وَغَيرهَا: ملأْتها وحَشَيْت الرجلَ: أَصَبْت حَشاه وأَتَيْته فَمَا أجَلَّني وَلَا أَحْشَاني: أَي مَا أَعْطَانِي جَليلة وَلَا حَاشِيَة وَهِي: الصَّغِيرَة من الْإِبِل. حاطه: حَفِظَه وحاطَهُم قَصاهُم وبِقَصاهم: قاتَل عَنْهُم وأحاطَ بالشَّيْء: بلغَ أَقْصَاه. حاذَ كحاط وحاذَ إبلَه: ساقَها سَوْقَاً شَدِيدا وأَحْوَذ السَّيْرَ: سَار سيراً شَدِيدا وأَحْوَذَ قصيدَته: أَحْكَمَها وأَحْوَذَ ثَوْبَه: ضَمه إِلَيْهِ. حارَ إِلَى الشَّيْء وَعنهُ: رَجَعَ وكلُّ شيءٍ تغير من حَال إِلَى حَال فقد حَار وحارَت الغُصَّةُ: انْحَدَرَت وأحارَها صاحبُها وأَحَرْتُ عَلَيْهِ جوابَه: رَدَدْته. حَلا الشيءُ: صَار حُلْواً وحَلَوْتُ الرجلَ: وَذَلِكَ أَن يُزَوِّجك ابْنَتَه أَو أُخْتَه أَو امْرَأَة مَا على مَهْرٍ مُسَمَّى على أَن تجْعَل لَهُ من الْمهْر شَيْئا مسمَّى وَقيل هُوَ: مَا أَعْطيته من رَشْوَةٍ وَنَحْوهَا وَمَا أمرَّ وَلَا أَحْلَى: أَي لم يتَكَلَّم بمُرٍّ وَلَا حُلْو. حالَتِ القوسُ: أَصَابَهَا اعوجاج فِي قابها أَو سِيَتِها وكلُّ مَا تغيَّر إِلَى العِوَج فقد حَال وكلُّ مَا حَجَزَ بَين شَيْئَيْنِ فقد حَال بَينهمَا وكلُّ شيءٍ تحرَّك فِي مَكَانَهُ أَو تحوَّل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فقد حَال وحالت النَّخْلَة: حَمَلَت عَاما وَلم تَحْمِل آخر وحالَ الحَوْلُ: كَمَلَ وأحلَهُ اللهُ علينا: أَكْمَله وأحالَ الشيءُ: أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ كَامِل وأَحْوَلْت بِالْمَكَانِ وأَحَلْت: أَقَمْت بِهِ حَوْلاً وَقيل أَزْمَنْت وأَحَلْت: إِذا أَتَيْت بالمُحال وأَحَلْت عَلَيْهِ الغَريم: أَرْسلتهُ عَلَيْهِ يَقْتَضِيهِ وأَحَلْت عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ أَضْرِبهُ: أَقْبَلْت وأَحَلْت عَلَيْهِ الماءَ: أَفْرَغتُه. حَفَوْتهُ من كل خير: منعته وحَفَوْتُه: أَعْطيته وأَحْفَى الرجلُ: حَفِيَتْ دابَّتُه وأَحْفَيتُه: أَلْحَحتُ عَلَيْهِ فِي المسئلة وأَحْفَى السُّؤَال: ردّده. خَلَعَ الزرعُ: أَسْقَى وأَخْلَع: صَار فِيهِ الحَبُّ. خَسَّ الرجلُ: صَار خَسيساً وأَخَسَّ: أَتَى بخَسيس وأَحَسَّ الخَطَّ: قلَّله. خَفَّ الرجلُ: ضد ثقُل وأَخَفَّ القومُ: ارتحلوا مُسْرِعين وأَخَفَّ الرجلُ: خَفَّتْ دوابُّه وأَخْفَفتُه: عِبْتُه. خَرَقْت الشَّيْء: فَرَجْته وخَرَقْت الأَرْض: قَطَعْتها وخَرَقَ الكَذِبَ: اختَلَقَه وخَرَقَ فِي الْبَيْت: أَقَامَ وأَخْرَقه الفَزَع: قَبَضَه عَن الْهَرَب. خَفَقَ بِرَأْسِهِ من النعاس: أمالَهُ وَقيل هُوَ: إِذا نَعَسَ ثمَّ تَنَبَّه وخَفَقَ الآلُ ونحوُه: اضطرَب وخَفَقَ إِلَيْهِم: أَسْرَع وخَفَقَه بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط: ضَرَبَه وخَفَقَ فِي الْبِلَاد: ذهبَ وخَفَقَ النجمُ والقمرُ: انْحَطَّ فِي الْمغرب وأَخْفَق بِثَوْبِهِ: لَمَعَ واَخْفَق: طلبَ حَاجَة فَلم يَظْفَر بهَا، وأَخْفَق: قلَّ مالُه. خَدَجَت الزَّنْدةُ: لم تورِ وخَدَجَت الناقةُ وكلُّ ذَات ظِلْف وأَخْدَجتْ: جَاءَت بِهِ نَاقص الخَلْق وَقد تَمَّ وقتُ حَمْلِها وأَخْدَجتْ: أَلْقَت وَلَدهَا تامَّ الخَلْق قبل وَقت النِّتاج. خَنَسْت من مَاله: أَخَذْت وخَنَسَ من بَين أَصْحَابه: انقبض وَتَأَخر وأَخْنَستُه أَنا. خَمَسْت القومَ: أَخَذْت خُمُسَ أَمْوَالهم أَو(4/368)
كنت لَهُم خامِساً وخَمَسَت الإبلُ: وَرَدَت خِمْساً وأَخْمَس القومُ: وَرَدَتْ إبلُهم خَوامِس وأَخْمَسوا: صَارُوا خَمْسَة. خَطَرَ الفحلُ بذَنَبه: ضرب يَمِينا وَشمَالًا وخَطَرَ بِسَيْفِهِ وَرمحه وَسَوْطه: رَفعه مرَّة وَوَضعه أُخْرَى وخَطَرَ فِي مِشْيَته: رفع يَدَيْهِ وَوَضعهمَا وخَطَرَ بالرَّبيعة وَهُوَ: الحَجَر الَّذِي يرفعهُ النَّاس وخَطَرَ الرُّمْحُ: اهتَزَّ وخَطَرَ الشَّيْء ببالي وَعَلِيهِ: ذكرته بعد نِسْيَان وأَخْطَره ببالي أمرٌ مَا وأُخْطِرْتُ بِالرجلِ: سُوّيت وأَخْطَرني: صَار مثلي فِي الخَطَر وأَخْطَرت لَهُم: بَذَلْتُ من الْخطر مَا أرضاهم. خَرَطَ الشجرةَ: انتزع وَرقهَا ولِحاءَها عَنْهَا اجتذاباً وخَرَطَ الدابةُ الرَّسَن: اجتذبه وخَرَطْتُ الفحلَ فِي الشَّوْل: أَرْسلتهُ وخَرَطْتُ الْإِبِل فِي الرَّعْي: أرسلتها وخَرَطْت الدَّلْوَ فِي الْبِئْر كَذَلِك وخَرَطَ عَبْدَه على النَّاس: أَذِنَ لَهُ فِي أذاهم وأَخْرَطَت الشاةُ: خرج لبنُها مُتَعَقِّداً وَفِيه مَاء أصفر وأَخْرَطْت الخريطة: أَشْرَجْت فاها خَلِطَ الشيءَ بالشَّيْء: مَزَجَه وأَخْلَط الفحلُ: خالَط الْأُنْثَى وأخلطه صاحبُه: إِذا أَخطَأ فسدّده. خَطَفَ الشيءَ: أَخذه فِي سرعَة كخَطْفِ وأَخْطَف الرجلُ: مَرِضَ يَسِيرا ثمَّ بَرَأَ سَرِيعا وأَخْطَف الرَّامِي: أَخْطَأ الرمِيَّة على قُرْب خَطَبَ المرأةَ: دَعَاهَا إِلَى النِّكَاح وخَطَبَ على الْمِنْبَر: تكلَّم وأَخْطَب الحنظل: صَارَت فِيهِ خُطوط خُضْر وصُفْر وسُود وَكَذَلِكَ الحِنْطة: إِذا اصفرَّت. خَدَرَت الناقةُ والظَّبْيَة: تخلَّفتْ عَن القَطيع وأَخْدَرْت الجاريةَ: أَلْزَمْتَها خِدْرَها خَلَدَ: بَقِيَ. وأَخْلَدَه الله وأَخْلَدَ بِصاحِبه: لَزِمَه. خَفَدَ الرجلُ والظَّليم: أَسْرَع. أخْفَدَت الناقةُ: أجْهَضَت. خَدَمْت الرجلَ: مَهَنْتُه وأخْدَمْته: وَهَبْت لَهُ خَادِمًا. خَمَدَت الحُمَّى: سَكَن فَوَرانُها وخَمَدَت النارُ: سَكَنَ لَهَبُها وأخْمَدْتُها أَنا. خَثَرَت نفسُه: غَثَت وثَقُلَت وخَثَرَ اللبنُ والعسلُ ونحوُهما: كَثُف وأخْثَرْتُها أَنا. خَزفَ الرجلُ: أَخذ من طُرَف الْفَاكِهَة وخَرَفْت النخلةَ: جَنَيْتها وأَخْرَف القومُ: دخلُوا فِي الخَريف. وخَفَرْت الرجلَ: أَجَرْتُه وأَخْفَرْت الذِّمَّة: لم أَفِ بهَا. خَرَبْت الشيءَ: شَقَقْته أَو ثَقَبْته. وخَرَبَ اللصُ: سرق وأَخْرَبْت المكانَ: صيَّرْته خَراباً غير عَامر. خَمَرْت الرجل: سَقَيْتُه الْخمر وخَمَرْت العجينَ والطِّيبَ وَنَحْوهمَا: تركت اسْتِعْمَاله حَتَّى جاد وخَمَرْت الرجلَ: استحييت مِنْهُ وأَخْمَرتْه الأرضُ: سَتَرَتْه وأَخْمَرته الشيءَ: أَعْطَيتهُ إِيَّاه وأَخْمَر القومُ: تَوارَوا بالخَمَر. خَلَفْت الرجلَ: صِرْتُ خَلفه وخَلَفَه: صَار مَكَانَهُ وخَلَفْتهُ فِي أَهله: بَغَيْتُه فيهم بشر وخَلَفَ اللهُ عَلَيْك: كَانَ عَلَيْك خَلِيفة وخَلَفَ عَلَيْك خَيْرَاً وبخير: عاضَكَهُ وخَلَفَ قَرْنٌ بعد قرن: أَتَى وخَلَفْ عَنهُ: تخلَّفْت عَن مرض وخَلَفَ اللبنُ: تغيَّر طعمُه وريحُه وخَلَفَ الرجلُ: فَسَدَ وخَلَفْت الثوبَ: أخرجتُ الباليَ من وَسَطه ثمَّ لَفَفْته وخَلَفَ على الْمَرْأَة: تزوَّجها وأَخْلَفَه: سقَاهُ المَاء وأَخْلَفَه الدواءُ: مشَّاه وأَخْلَفْتُ البعيرَ: حوَّلت حَقَبَه فَجَعَلته مِمَّا يَلِي خُصْيَيه وأَخْلَفت الرجلَ: لم أفِ بعهده وأَخْلَفتُه: وجدته مُخْلِفاً لي وأَخْلَف: ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى سَيْفه فاستَلَّه. خَبَلَه الحزنُ: شَغَلَه وأزال عقلَه وأَخْبَلني مَالا: أعارَنيه. خَمَلَ الشيءُ: خَفِيَ وأَخْمَلتُه أَنا وأَخْمَلْتُ القَطِيفة: هدَّيْتها. خَلَيْتُ اللِّجامَ عَن الْفرس: نَزَعْته وخَلَيْت الخَلى: جَزَزْته وخَلَيْت البعيرَ وَالْفرس: جززت لَهُ الخَلى وأَخْلَتِ الأرضُ: كثُر خَلاهَا خفا البرقُ: بَرَقَ برقاً ضَعِيفا وخَفَيْت الشيءَ: كتمته وأظهرته وأَخْفَيته: كتمته. خاضَ فِي الْكَلَام: أَخَذَ وخاضَ الماءَ: عَبَرَه وأَخضْته أَنا. خالَ على أَهله: قَامَ بمَؤونتهم وخالَ المالَ: أَصْلَحَه وأَخْوَل الرجلُ: صَار ذَا أخوال. دَعَقَت الدابةُ الأرضَ: وَطِئَتها بِشدَّة ودَعَقَت الإبلُ الحوضَ: ثلَّمَتْه من جوانبه ودَعَقْت الماءَ: فجَّرْته ودَعَقْت الْقَتِيل: أَجْهَزتُ عَلَيْهِ ودَعَقوا الغارةَ: دَفعوها وأَدْعَقَ إبلَه: أرسلَها. دَعَسَه بالرُّمح: طَعَنَه وأَدْعَسَه الحَرُّ: قَتَلَه. دَمَعَتِ العينُ: سَالَ دمعُها ودَمَعَ المطرُ كَذَلِك. ودَمَعَ الثرى: خرج نَداه وأَدْمَعْت الكأسَ: إِذا ملأتَها حَتَّى تَفيض. دَحَقَتْ يَدي عَن تنَاول الشَّيْء: قَصُرت ودَحَقَت الرَّحِمُ: رَمَتْ بِالْمَاءِ فَلم تقبله ودَحَقَت الناقةُ برَحِمِها: أخرجتها بعد النِّتاج وأَدْحَقَه اللهُ عَن كل خير: باعَدَه. دَحَسْت الثوبَ فِي الوِعاء: أدخلته ودَحَسْت بَين الْقَوْم: أَفْسَدت وأَدْحَسَ السُّنْبُل: امْتَلَأت أكِمَّتُه من(4/369)
الْحبّ. دَرَجَ الشيخُ والصبيُّ: مَشيا ودَرَجَ الرجلُ: مَاتَ وَقيل مَاتَ وَلم يُخلِّف نَسْلًا ودَرَجَت الريحُ: تركت نَمانمَ فِي الرمل وأَدْرَجْت الميتَ فِي الْقَبْر والكفنِ: أدخلته. وأَدْرَجتْ الناقةُ: جاوزَت الْوَقْت الَّذِي ضُرِبت فِيهِ. دَلَجَ الساقي: أَخذ الغَرْب من الْبِئْر فجَاء بهَا إِلَى الحَوْض وأَدْلَجَ: سَار الليلَ كلَّه. دَجَنَ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ. ودَجَنَت الناقةُ والشاةُ: لَزِمَتا الْبيُوت ودَجَنَت الشاةُ على البَهْم: لم تَمْنَع ضَرْعَها سِخالَ غَيرهَا وأَدْجَنَ اليومُ: أَلْبَس الأَرْض بالغمام وأَدْجَنَّا: دَخَلْنا فِي الدَّجْن وأَدْجَن المطرُ: دَامَ أَيَّامًا. دَمَجَ الأمرُ: استقام وصَلَحَ ودَمَجَت الأرنب: أَسْرَعتْ وقاربت الخطو. وأَدْمَجتُ الحبلَ: أَجَدْت فَتْلَه وأَدْمَجتُ الفرسَ: أضمرته. دَلَسَت الإبلُ: اتَّبَعَتْ الأدلاس وَهِي: أَوَائِل العُشب وأَدْلَسَت الأرضُ: أصَاب المالُ مِنْهَا شَيْئا. درَّ اللبنُ: كثُر ودرَّ النباتُ: الْتَفَّ ودرَّ الفرسُ: عَدا عَدْوَاً شَدِيدا وأَدَرَّت المرأةُ المِغْزَلَ: فَتَلَته فَتْلاً شَدِيدا وأَدْرَرتُ الناقةَ: استدعيتُ لبنَها وأَدْرَرت الْحَاجة: أدركتُها وحاولتها. دَلَلْته على الشَّيْء: سدَّدته إِلَيْهِ وأَدْلَلْت عَلَيْهِ: انبسطْت. دَمَمْت الحائطَ: طَلَيْته ودَمَمْت الأرضَ: سوَّيْتها ودَمَّه الكلأُ: أسمنه ودَمَّ الحُسْنُ وجهَه: عَمَّه وأَدَمَّ الرجلُ: أَقْبَح الفعلَ. دَبَرَه: تَلا دُبُره ودَبَرَ السهمُ الهَدَفَ: جاوَزَه وَسقط وراءَه ودَبَرَت الريحُ: هبَّتْ دَبُوراً ودَبَرَ القومُ: هلَكوا وأَدْبَرَ أمرُ الْقَوْم: ولَّى لفساد وأَدْبَرَ القومُ: دخلُوا فِي الدَّبُور. دَرَمَت الفَأْرَةُ والأرنبُ والقُنْفُذ: قارَبتِ الخَطْو فِي عَجَلَة وأَدْرَمَ الصبيُّ: تحركت أسنانُه ليسْتَخْلِف أُخَر وأَدْرَم الفصيلُ للإجْذاع والإثْناء: سَقَطَتْ رواضِعُه وأَدْرَمَتِ الأرضُ: أَنْبَتتِ الدَّرْماء: وَهُوَ نبْت سُهْلِيٌّ ودَرَأَه: دَفَعَه ودَرَأْت عَنهُ الحَدَّ: أخَّرته ودَرَأَ الرجلُ مثلُ طَرَأَ ودرأَ عَلَيْهِم: خرج فَجْأَة ودَرَأْتُ عَنهُ الدَّريئةَ للصَّيْد: سُقْتُها ودرأَ البعيرُ: وَرِمَ ظَهْرُه ودَرَأَت الشَّيْء: بَسَطْته وأَدْرَأت الناقةُ بضَرْعِها: اسْتَرْخى ضَرْعُها. دَنَأَ الرجلُ: صَار دَنيئاً وأَدْنَأَ: ركب أمرا دَنيئاً. دَأَبْت فِي الْعَمَل: بالَغْت وأَدْأَبت غَيْرِي. دَهَنْت رَأْسِي: بَلَلْته ودَهَنَ المطرُ الأرضَ كَذَلِك ودَهَنَه بالعصا: ضَربه وأَدْهَن الرجلُ: غشَّ وصانَع. دَهانِي الشيءُ: غَشِيَني ودَهَيْت الرجل: عِبْتُه ودَهَيْتُه: نَسَبْته إِلَى الدَّهاء وأَدْهَيْته: وَجَدْته داهيةً. دَغَلْت فِي الشَّيْء: دَخَلْت فِيهِ دُخول المُريب كَمَا يدخلُ الصائدُ فِي القُتْرة وَنَحْوهَا ليخْتِل القَنَص وأَدْغَلت فِي الْأَمر: أَدْخَلت فِيهِ مَا يُفسِده وأَدْغَلت بِالرجلِ: خُنْته وأَدْغَلت بِهِ: وَشَيْت دَغَمْت أنفَه: كَسَرْته إِلَى بَاطِن. ودَغَمَهم الحرُّ والبّرْدُ: غَشِيَهم كدَغِمَهم وأَدْغَمَه الشيءُ: سَاءَهُ وأَرْغَمه وأَدْغَمت الفرسَ اللِّجامَ: أَدْخَلتُه فِي فِيهِ وأَدْغَمت اللِّجام فِي فِيهِ كَذَلِك وَأْدَغم الرجلُ: أكلَ الطعامَ بِغَيْر مَضْغ وَأْدَغمت الحرفَ فِي الْحَرْف: أَدْخَلته. دقَّ الشيءَ: كسَره وأَدْقَقت الشيءَ: جعلْته دَقيقاً وَمَا أدَقَّني: أَي مَا أَعْطَانِي دَقِيقًا. دَلَقَ السيفُ من غمده: خرج سَرِيعا من غير استلال، وَجَاء: وَقد دَلَقَ لِجامُه: أَي جَاءَ مجهوداً من العَطش والإعياء وأَدْلَقتُ السيفَ: أخرجته. ذاعَ الشيءُ: فَشا وأَذَعْتُه وَبِه وأَذَعْت بالشَّيْء: ذَهَبْت. ذُقْتُ الشيءَ: تَطَعَّمْته وأَذَقْته إِيَّاه. ذَكَرْت الشَّيْء: أَجْرَيته على لساني أَو خاطري وأَذْكَرتُه إِيَّاه وأَذْكَرَتْ المرأةُ وغيرُها: وَلَدَتْ ذَكَرَاً. ذَكَتِ النارُ: اشتدَّ لهبُها وأَذْكَيْتُها أَنا. ذُدْتُه عَن الشَّيْء: دَفَعْته وأَذَدْتُه: أَعَنْته على الذِّياد. ذَهَلْت الشيءَ: نَسِيتُه وأَذْهَلتُه إِيَّاه. رَجَعَ عَن الْأَمر: انْصَرف ورَجَعْتُه عَنهُ: صَرَفْته ورَجَعَتِ الناقةُ: حَمَلَت ثمَّ أَخْلَفَت ورَجَعَتْ أَيْضا: أَلْقَتْ وَلَدهَا لغير تَمام ورَجَعَ الكلبُ فِي قَيْئِه: عَاد وأَرْجَع الرجل إبِلا: بَاعَ الذُّكُور وَاشْترى الْإِنَاث وأرجعَ يَده إِلَى سَيْفه: ضَرَبَها ليَسْتَلَّه وأَرْجَعَها إِلَى كِنانته ليَأْخُذ سَهْما كَذَلِك رَضَعَ الصبيُّ: شَرِبَ اللَّبن وأَرْضَعَتْه أمُّه وأَرْضَعَت المرأةُ: كَانَ لَهَا ولد رَضيع. رَتَعَ الرجلُ: أكلَ وشَرِب رَغَداً فِي الرِّيف ورَتَعَتِ الماشيةُ: أَكَلَت مَا شَاءَت وَجَاءَت وَذَهَبت فِي المرعى وأَرْتَعْناها نَحن وأَرْتَع القومُ: رَتَعوا فِي خِصْب وأَرْتَعَت الأرضُ: شَبِعَت غَنَمُها وأَكَلَت إبلُها. رَعَفَ الفرسُ الخَيْلَ: سَبَقَها ورَعَفْت الْقَوْم: سَبَقْتُهم وأَرْعَفَه الشيءُ: أَعْجَلَه وَلَيْسَ بثَبْت. رَبَعْت الْقَوْم: جعلتُهم أَرْبَعَة أَو أَرْبَعِينَ ورَبَعْتهُم: أخذتُ رُبْع أَمْوَالهم ورَبَعَ الرئيسُ الجيشَ: أَخَذَ رُبْع الْغَنِيمَة ورَبَعْتُ الوتَرَ: جعلت لَهُ أَرْبَع طاقات وَكَذَلِكَ الْحَبل إِذا(4/370)
كَانَ على أَربع قُوىً ورَبَعْت الحجرَ: رَفَعْتَه وَقيل حَمَلْته ورَبَعَ الربيعُ: دَخَلَ ورَبَعَ الوَسْميُّ الأَرْض: أَصَابَهَا ورَبَعَ عَلَيْهِ وَعنهُ: كفَّ ورَبَعَ عَلَيْهِ: عَطَفَ وأَرْبَع القومُ: صَارُوا أَرْبَعَة أَو أَرْبَعِينَ وأَرْبَع الرجلُ: جَاءَت إبلُه رَوابع وَهُوَ أَن تَرِدَ فِي رِبْع وأَرْبَع: أَوْرَد كل يَوْم وكل سَاعَة وأَرْبَعَت الإبلُ بالوِرْد: أَسْرَعَت الكَرَّ عَلَيْهِ وأَرْبَع القومُ: دخلُوا فِي الرّبيع وأَرْبَعوا: صَارُوا إِلَى الرِّيف وَالْمَاء وأَرْبَع إبلَه: رعاها فِي الرّبيع وأَرْبَعَت الناقةُ: اسْتَغْفَلَتْ رَحِمُها فَلم تقبل المَاء وأَرْبَع الفرسُ: ألْقى رَباعِيَته وَقيل طَلَعَت وأَرْبَع الرجلُ: وُلِد لَهُ فِي شبابه. ورَعَيْت الشيءَ: حَفِظْتُه ورَعَيْت الشَّيْء: رَقَبْته ورَعَتِ الماشيةُ: رَتَعَتْ وأَرْعَيتُها أَنا وأَرْعَيتُك المكانَ: جعلتُه لَك مرْعىً وأَرْعَتِ الأرضُ: كثُر رِعْيُها وأَرْعَيتُ عَلَيْهِ: أَبْقَيت وأَرْعَيتُه سَمْعي: استمعت إِلَيْهِ. راعَ الطَّحينُ: زَاد وكثُر وراعَ الشيءُ: رجعَ وراعَ عَلَيْهِ القَيْءُ من ذَلِك وراعَت الإبلُ: تفرَّقَت وَصَاح بهَا الرَّاعِي فَرَجَعت إِلَيْهِ وكلُّ شَيْء رَجَعَ فقد رَاع إِلَيْهِ وأَرَاَعتِ الإبلُ: كثر وَلَدهَا. رَكَحْت إِلَى الشَّيْء: أَنَبْتُ وأَرْكَحتُ إِلَى الشَّيْء: اسْتَنَدْت. رَجَحْت الشيءَ بيَدي: رَزَنْتُه ونَظَرْت مَا ثِقَلُه ورَجَحَ الشيءُ: مَال ورَجَحْت الرجلَ: كنتا أَرْزَن مِنْهُ وأَحْلَم وأَرْجَحت الميزانَ: أَثْقَلْته حَتَّى مَال وأَرْجَحتُ الرجلَ: أَعْطَيْته راجحاً رَشَحَ: نَدِيَ جِسْمُه ورَشَحَ النِّحْيُ بِمَا فِيهِ كَذَلِك ورَشَحَ الخَشاشُ: دبَّ وأَرْشَحَت الناقةُ والمرأةُ: مالَكَها ولدُها ومَشى مَعهَا وسَعى خَلْفَها وَلم يُعِنْها. رَحَلْت الْبَعِير: وَضَعْتُ عَلَيْهِ الرَّحْل ورَحَلْتُه: شَدِدْت عَلَيْهِ أداتَه وأَرْحَلْت النَّاقة: رُضْتُها حَتَّى صَارَت رَاحِلَة رَقَدَ الرجلُ: نَام ورَقَدَ الحَرُّ: سَكَنَ ورَقَدَ الثوبُ: أَخْلَق ورَقَدَت السُّوق: كَسَدَت وأَرْقَدْت بالْمقَام: أَقَمْت. رَقَأَ الدمعُ والدمُ والعِرْق: ارْتَفع وأَرْقَأْته أَنا رَاَقَ السَّرابُ: تَضَحْضَح فَوق الأَرْض وراقَ الماءُ: انصَبَّ وأَرقْتُه أَنا ركَّ رَأْيُه وعَقْلُه: نَقَصَ وركَّ الأمرَ: ردَّ بعضه على بعض وَرَكْكتُ الأمرَ فِي عنُقَه: أَلْزَمتُه إِيَّاه ورَكَكْت الشيءَ: غَمَزْته لأعرف حَجْمَه وأَرَكَّت السماءُ: أَتَت بمطرٍ ليِّن. رَكَضْت الدابةَ: ضَرَبْت جَنْبَيها بِرِجْلي ورَكَضَت الدابةُ نفسُها وأباها بَعضهم ورَكَضَ البعيرُ برِجْله كرَمَحَ الفرسُ ورَكَضَ الطائرُ فِي طَيَرَانِه: أسْرع ورَكَضْتُ الأديمَ والثوبَ: ضَرَبْتهما برجلي وأَرْكَضَت الفرسُ: تحرَّك ولدُها فِي بَطنهَا. رَكَزْتُ الرُّمح: غَرَزْته وأَرْكَز الرجلُ: وَجَدَ رِكازاً وَهُوَ الْكَنْز. رَكَبْتُه: ضربتُ رُكْبَتَه وَقيل ضَرَبْته برُكْبَتي وَقيل هُوَ إِذا أَخَذْتَ بِرَأْسِهِ ثمَّ ضربتَ جَبهته برُكْبَتِك وأَرْكَب المُهْر: حانَ لَهُ أَن يُركِب رَمَكَ فِي الْمَكَان: أَقَامَ ورَمَكَت الإبلُ: دَجَنَتْ على المَاء وأَرْمَكَها راعيها وَكَذَلِكَ أَرْمَكْتُ الرجلَ رَكَوْت عَلَيْهِ الْأَمر ورَكَيْتُه وأَرْكَيت فِي الْأَمر: تأخرَّت. رَجَفَ القومُ: تهيَّئوا لِلْقِتَالِ وأَرْجَفوا: خَاضُوا فِي الْفِتْنَة وَالْأَخْبَار السَّيئَة. رَجَوْت: نقيض يَئِسْت ورَجَوْت: خِفْت وأَرْجَيتُ البئرَ: جعلت لَهُ رَجاً أَي نَاحيَة وأَرْجَيتُ الأمرَ: أخَّرْته. رَشَشْته بِالْمَاءِ: نَضَحْتُه وأرشَّت العينُ بالدمع: فاضت بِهِ وأرَشَّت الطَّعْنة بِالدَّمِ كَذَلِك. رَشَمْت الشيءَ: جعلت لَهُ عَلامَة وأَرْشَمَت الأَرْض: بدا نَبْتُها وأَرْشَمَت المهاةُ: رَأَتْ الرَّشَم فَرَعَتْه والأعرف أَوْشَمَت. رَشَوْتهُ: أَعْطيته رَشْوة وأَرْشَيتُ الدَّلْو: جعلتُ لَهُ رِشاء وأَرْشَت الشجرةُ: أَخْرَجَت خيوطها الحنظل وَسَائِر اليَقطين. رضَّ الشيءَ: كَسَرَه وَلم يُنعِم دقَّه وأرضَّ التَّعَبُ والأكلُ العَرَق: أساله. رَبَضَ الأسدُ على فَريسته والقِرْن على صَاحبه كَذَلِك ورَبَضَ الْكَبْش: لم يقدر على الضِّراب ورَبَضَت الدابةُ والشاةُ وَهُوَ كالبُروك لِلْإِبِلِ وأَرْبَضْتها أَنا رَمَضَ النَّصْلَ: حدَّده ورَمَضْت الشاةَ: شَوَيْتها على الرَّضْف وَعَلَيْهَا جِلْدُها وأَرْمَضَهم الحرُّ: اشْتَدَّ عَلَيْهِم وأَرْمَضَني الأمرُ: أحرقني الغَيْظ من أَجله. راضَ الدابةَ: وَطَأَها وضَلَّلها وأَرْوَضَت الأرضُ وأراضَت: ألبسها النباتُ وأراضَ الحوضُ: غطَّى الماءُ أَسْفَله وأراضَهم الإناءُ: أَرْوَاهم بعضَ الرِّيِّ. رَصَنْت الشيءَ: أَكْمَلتُه وأَرْصَنْته: أَثَبْتُه أحكمته. رَسَمَت الناقةُ: أثَّرت فِي الأَرْض من شدَّة وَطئهَا وأَرْسَمتها أَنا. رَسا الفحلُ بشَوْله: هَدَرَ بهَا فاستقرَّت ورَسَوْت لَهُ ذَرْءَاً من حديثٍ: ذَكَرْته ورَسَوْت عَنهُ(4/371)
الحَدِيث: رَفَعْته ورَسَوْت بَينهم: أَصْلَحْت ورَسا الشيءُ: ثَبَتَ وأَرْسَيته أَنا. رَزَمَ البعيرُ: سَقَطَ من الإعياء ورَزَمَ عَلَيْهِ: بَرَكَ ورَزَمْتُ الشيءَ: جَمَعْته وأَرْزَمَت الناقةُ على وَلَدهَا: حنَّت وأَرْزَم الرَّعدُ: اشْتَدَّ صَوته وَقيل هُوَ: صَوت غير شَدِيد وأَرْزَمتِ الريحُ فِي جَوْفه: صوَّتَت. رَطَبْت الدَّابَّة: عَلَفْتها الرَّطْبة ورَطَبْت القومَ: أطعمتهم الرُّطَب وأَرْطَب النخلُ: حَان أوانُ رُطَبِه وأَرْطَب القومُ: أَرْطَب نخلُهم. رَدَدْت الشيءَ: صَرَفْته وأرَدّت الناقةُ: بَرَكْت على نَدىً فوَرِم ضَرْعُها وأَرَدَّ الرجلُ: انتفخ وَجهه. رَبَدْت الإبلَ: حَبَسْتُها ورَبَدَ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ وأَرْبَد: أفسد مالَه ومتاعَه رَدَمْت البابَ والثُّلْمَة: سَدَدْتهما ورَدَمَ البعيرُ والحمارُ: ضَرَطَ وأَرْدَمتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: دَامَت وأَرْدَم عَلَيْهِ المرضُ: لَزَمَه. رَدَأْت الشيءَ بالشَّيْء: جعلتُه لَهُ رِدْءاً ورَدَأْت الحائطَ بِبِنَاء: أَلْزَقتُه بِهِ ورَدَأْته بحَجَر: رَمَيْته وأَرْدَأْته: أَعَنْته وأَرْدَأ: فعلَ فِعلاً رديئاً وأَرْدَأ الأمرُ على غَيره: أَرْبَى. رابَه: أوصل إِلَيْهِ الرِّيبة وأرابهُ: جعلَها فِيهِ. رَنَوْت إِلَيْهِ: نَظَرْت وأَرْنَاني حُسْنُ المنظر: أَعْجَبَني. رَثَأْت اللبنَ: خَلَطْته وأَرْثَأ اللبنُ: خثُر. رَهَنْت فِي البيع وَالْقَرْض: أَسْلَفت ورَهَنَ الإنسانُ: أعيا وَكَذَلِكَ الدَّابَّة ورَهَنَ لَك الشيءُ: أَقَامَ وأَرْهَنْته: أَقَمْته وأَرْهَنتُ بالسِّلْعة وفيهَا: غالَيْت وأَرْهَنتُ لَهُ الشَّرَّ: أَدَمْتُه وأَرْهَنْت الميِّتَ القبرَ: ضمَّنْته إِيَّاه. رَفَهَ القومُ: نَعِموا وأَرْفَهوا. رَسَخَ الغَديرُ: نَضَبَ مَاؤُهُ ورَسَخَ الدِّمْن: ثَبَتَ ورَسَخَ الشَّيْء كَذَلِك وأَرْسَخْته أَنا. رَخَمَ الكلامُ والصوتُ: لانَ وسهُل كرَخُم وأَرْخَمَت النَّعامةُ والدجاجة على بيضها: حَضَنَتْه. رَغَثَ الْمَوْلُود أمَّه: رَضَعَها ورَغَثَه الناسُ: أَكْثرُوا سُؤَاله حَتَّى فَنِيَ مَا عِنْده وأَرْغَثَه: طَعَنَه فِي رُغَثائه. رَغَفْت الطينَ والعجين: كَتَّلْته بيديَّ ورَغَفْت البعيرَ: أَلْقَمْته البِزْر وأَرْغَف الرجلُ والأسدُ: حدَّد بَصَره. رَغَمْت الشيءَ: كَرِهْته ورَغَمَ الأنفُ: لَزِقَ بالرِّغام ورَغَمَ أنفي لله: ذلَّ كرَغِمَ وأَرْغَمهُ الذُّلُّ وأَرْغَمْت الرجلَ: حَمَلْته على مَا لَا يقدر أَن يمْتَنع مِنْهُ وأَرْغَم أهلَه: هَجَرَهم زَحَفْت إِلَيْهِ: تمَشَّيْت وأَزْحَف: بلغَ غايةَ مَا يُرِيد وَيطْلب. زاحَ الشيءُ: ذهب وأَزْحَتُه أَنا. زَجَجْته: طَعَنْته بالزُّجِّ وزَجَجْت بِالرُّمْحِ: رَمَيْت وزَجَّ برِجْله: عَدا فَرَمَى بهَا وأَزْجَجْت الرمْح: ركَّبْت فِيهِ الزُّجَّ. زَلَجَ الرجلُ: أَسْرَع فِي الْمَشْي وَغَيره وزَلَجَ السهمُ: وقعَ على وَجه الأَرْض وَلم يَقْصِد الرَّمِيَّة وأَزْلَجتُ الْبَاب: أَغْلَقْته. زَجا الشيءُ: تيَسَّر واستقام وأَزْجَيْته: سُقْتُه ودَفَعْته. زرَّه: عَضَّه وزَرَّه: طَرَدَه وزَرَّه: طَعَنَه وزرَّ عَيْنَيْهِ: ضيَّقَهما وزرَّ الكُحْلُ والصَّبِرُ: برقَ وزرَّ القميصَ: جعلَ لَهُ زِرَّاً وأزَرَّه: شدَّ أزرارَه. زلَّتْ قدَمُه: لم تَثْبُت وزلَّ فِي مَنْطِقه وَعَمله على المَثَل وزلَّ عَن الصَّخْرَة: زَلِقَ وأَزْلَلْته من حقِّه شَيْئا: أَعْطيته. زَرَفَ فِي حَدِيثه: زادَ وأَزْرَف القومُ: عجِلوا فِي هزيمَة أَو غَيرهَا. زَنَأَ الظِّلُّ: قَلَصَ وزَنَأْت إِلَى الشَّيْء: لَجَأْت وزَنَأْت فِي الْجَبَل: صَعَّدْت وزَنَأْت إِلَى الشَّيْء: دَنَوْت وزَنَأْت للخمسين: حَبَوْت وزَنَأَ بولُه: احتقَن وأَزْنَأته إِلَى الْأَمر: أَلْجَأْته وأَزْنَأْته إِلَى الشَّيْء: أَصْعَدْتُه وأَزْنَأت البولَ: حَقَنْته. زَغَلَت المَزادةُ من عَزْلاَئها: صبَّت وزَغَلَت البَهْمَةُ أمَّها: قَهَرَتها فَرَضَعتها وأَزْغَلتِ القَطاةُ فَرْخَها: زقَّته. زَفَنْت الحِمْل: حَمَلْته وأَزْفَنْته على الحِمْل: أَعَنْته. سَعَرْت الحربَ: هيَّجْتها وأَسْعَر القومُ: اتَّفَقوا على سِعْرِ. سَرَعَت قُضُبُ الكرْم: امْتدَّت وأَسْرَع الْمَاشِي: لم يُبْطِئ وأَسْرَع الرجلُ: إِذا كَانَت دابَّتُه سَريعة كَمَا قَالُوا أخَفَّ: إِذا كَانَت خَفِيفَة. سَبَعْت القومَ: صِرتُ سابَعهم وسَبَعْتهم: أخذت سُبُع أَمْوَالهم وسَبَعْت الحَبْل: جعلته على سَبْعِ قُوىً وسَبَعَت الذئابُ الغنمَ: فَرَسَتها وسَبَعَهُ: طَعَنَ عَلَيْهِ وعابه وأَسْبَع القومُ: صَارُوا سَبْعَة وأَسْبَعْت الْعدَد: صيَّرته سَبْعَة وأَسْبَعتْ المرأةُ: ولدت لسبعة أشهر وأَسْبَع القومُ: وردوا لِسِتِّ لَيَال وسَبْعَة أَيَّام وأَسْبَعتُ الإبلَ: أهملتها وَكَذَلِكَ العَبْد وأَسْبَعت المولودَ: أَسْلَمته إِلَى الظُّئورة وأَسْبَع الرَّاعِي: أغارت السِّباعُ على غنمه فصاح بهَا وأَسْبَعتُ الرجلَ: أَطْعَمْته السَّبُع وساعَ الشيءُ: ضَاعَ وأَسَعْتُه أَنا. سَحَقْت الشيءَ: دَقَقْته أشدَّ الدّق وَقيل هُوَ الدَّقُّ الدَّقِيق وسَحَقَت الريحُ الأرضَ: عَفَت الآثارَ وسَحَقَت العينُ الدمعَ: حَدَرَته وسَحَقَ البِلى الثوبَ: أَسْقَط(4/372)
زِئْبِره وأَسْحَق الثوبُ: سقط زِئْبِره وَهُوَ جَديد وأَسْحَق الضَّرْع: يَبِسَ وارتفع وأَسْحَقَه اللهُ: أبعده وأَسْحَق هُوَ: بعُد وسَحِجَ الخَدُّ: سَهُل وَطَالَ وقلَّ لَحْمه وسَحِجَ الرجلُ: مَشى مَشْيَاً سَهْلاًَ وأَسْحَج: عَفا عَفْوَاً حَسَنَاً وسَحَتُّ الشيءَ: قَشَرْته وأَسْحَتُّ الرجلَ: استَأْصَلت مَا عِنْده وأَسْحَتُّ الخِتان: استَأْصَلته وأَسْحَتَ مالَه: أَفْسَده. سَحَرْت الرجلَ: أَخَذْته بِسِحْرٍ وسَحَرَه: غَذاه وأَسْحَر القومُ: دخلُوا فِي السَّحَر وأَسْحَروا: سَارُوا فِي السَّحَر. سَقَىَ العِرْقُ: أمَدَّ وَلم يَنْقَطِع وسَقَيْتُ الثوبَ: أَشْرَبْته صِبْغاً وسَقَىَ بطنُه: حَبِنَ. وأَسْقَاه اللهُ: أَحْبَنَه وأَسْقَيْته نَهْرَاً: جعلت لَهُ سِقْيا وأَسْقَيْته سِقاءً: وهبته لَهُ وأَسْقَيْته إِيَّاه: أَعْطيته لَهُ ليتَّخذ مِنْهُ سِقاء وأَسْقَيْت الرجلَ: أَعَنْته على السَّقْي. ساقَ بِنَفسِهِ: نَزَعَ بهَا عِنْد الْمَوْت وساقَهُ: أصابَ ساقَهُ وساقَ الإبلَ: طَرَدَها وأَسَقْته إبِلا: أَعْطيته إِيَّاهَا. سَكَتَ عَنهُ الغضبُ: فَتَرَ وسَكَتَ الحرُّ: اشتدَّ وأَسْكَتَت حركتُه: سَكَنَت وأسْكَتُّ عَن الشَّيْء: أَعرَضت. سَكَرْت النهرَ: سَدَدْت فَمَه وسَكَرَت الريحُ: سَكَنَت وأَسْكَرَه الشرابُ: أَفْقَدَه عقلَه. سَكَنَ: ضد تحرَّك وسَكَنَ: سَكَتَ وأَسْكَنتُه فيهمَا. وأَسْكَنَه اللهُ: جعل لَهُ مَسْكَناً. سَجَدَ الرجلُ: وضع جَبهته بِالْأَرْضِ وأَسْجَد: طَأْطَأ رأسَه وانحنى. سَرَجَه اللهُ: وفَّقَه وسَرَجَ الكذبَ: اختلفه وأَسْرَجْت الدَّابَّة: وضعت عَلَيْهَا السَّرْج، وأَسْرَجْت السِّراج: أوقدته. سَدَسْت القومَ: أخذتُ سُدُسَ أَمْوَالهم وسَدَسْتهم: صرت لَهُم سادساً وأَسْدَسوا هم: صَارُوا سِتَّة وأَسْدَسَت الماشيةُ: أَلْقَت سَديسَها وَهِي: السِّنُّ الَّتِي بعد الرَّباعِيَّة. سَرَرْت الزَّنْدَ: جعلت فِي جَوْفه عُوداً لأَقْدَح بِهِ وسَرَرْت الرجلَ: أَفْرَحْته وسَرَرْته: قَطَعْت سَرَره وأَسْرَرْت السِّرَّ: كتمته وأظهرته. سلَلْت الشيءَ: أَخْرَجْتُه فِي رِفْق وأَسَلَّه اللهُ: رَمَاه بالسُّلّ وأَسَلَّ: سَرَقَ وأَسَلَّه: رَشاه. سَنَنْت الشيءَ: أَحْدَدته وسَنَنْت الرمحَ: ركَّبْت فِيهِ السِّنان وسَنَنْت أَسْنَاني: سُكْتُها وسَنَّ الإبلَ: رَعاها حَتَّى كَأَنَّهُ صَقَلَها وسَنَنْت السُّنَّة: سِرْتُها وسَنَنْت الإبلَ: سُقْتُها سَوْقَاً سَرِيعا وسَنَنْت عَلَيْهِ الدِّرْع والماءَ: أرسلتهما إرْسَالًا ليِّناً وأَسَنَّ الرجلُ: كَبِرَتْ سِنُّه. سَفَرْت الشيءَ: كَنَسْته وسَفَرْته: كَشَطْته وسَفَرَت الريحُ الغيْمَ: فرَّقَتْه وسَفَرْت الترابَ والورقَ: كَنَسْته وسَفَرْت البعيرَ بالحبل: وضعتُه على أَنفه وسَفَرَت المرأةُ نِقابَها: جَلَتْه وسَفَرْت بَينهم: أَصْلَحتُ وأَسْفَر القومُ: أَصْبَحوا وأَسْفَر القمرُ: أضاءَ قبل الطُّلُوع. سَرَبَ المالُ: خرج يَرْعَى وسَرَبَ فِي الأَرْض وأَسَرْبت الماءَ: أَسَلْته. سَلَفَ الرجلُ: تقدّم وأَسْلَفتُه مَالا: أَقْرَضتُه وأَسْلَفت فِي الشَّيْء: أَسْلَمت. سَلَبْته الشيءَ: خَطِفْته مِنْهُ وأَسْلَبَت الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها قبل أَن يتم. سَلَمْت الدلوَ: فَرَغْت من عَملهَا وأَسْلَم الرجلُ: انْقَادَ وأَسْلَمتُ إِلَيْهِ الشيءَ: دَفعته وَأسْلمت فِي الشَّيْء: أَسْلَفت. سَمَنْتُ القومَ: أطعمتهم السَّمْت وسَمَنْت الطَّعَام: عَمِلْته بالسَّمْن وأَسْمَنتُ الشيءَ: جعلته سميناً أَو اشْتَرَيْته أَو وَهَبْتُه وأَسْمَن القومُ: كثُر عِنْدهم السَّمْن. سَرَأَتِ الجرادة: أَلْقَت بَيْضَها وأَسْرَأتْ: حَان ذَلِك مِنْهَا. سَبَأْت الْخمر: شَرَيْتُها وسَبَأْت جِلْده: سَلَخْته وسَبَأَ على الْيَمين: مرَّ نَحْوَه وأَسْدَى بَينهم حَدِيثا: نَسَجَه وأَسْدَى النخلُ: ظهر سَدَاَه وَهُوَ البلح وأَسْدَيْت الشَّيْء: أهملتُه. سادَ الشيءُ: اسودَّ وسادَ الرجلُ: شَرُف وأَسْوَد: وُلِد لَهُ وَلَد أَسْوَد أَو سيِّد. سَنا إِلَى الْمَعَالِي: ارْتَفع وسَنا الأرضَ: سَقاها وسَنَتْ السحابةُ بالمطر: جَادَتْ وأَسْنَت النارُ: رَفَعَت سَناها وأَسْنَى البرقُ: سَطَعَ وأَسْنَى القومُ: أَتَتْ عَلَيْهِم السَّنَة. سافَ المالُ: هَلَكَ وأسافَه الله وأَسافَ الرجلُ: وَقع فِي مَاله السُّواف وَهُوَ الْمَوْت وأَساف الخَرزَ: خَرَمَه. سَما الفحلُ: تَطاوَل. وسَما الشيءُ: ارْتَفع وأَسْمَيْته اسْماً: سمَّيْته. سامَ بالسِّلْعة: غالَى وسامَت الإبلُ والريحُ:(4/373)
استمرَّت وسامَه الأمرَ: حمَّله إِيَّاه وسامَت النَّعَمُ: رَعَتْ وأسامَها راعيها وأسامَ السامَةَ: حَفَرَها حول الرَّكِيَّة. ساءَ الشيءُ: قَبُح وأساء إِلَيْهِ: خلاف أَحْسَن. سَخَنَ الشيءُ: كسَخُن وأَسْخَنْته أَنا. سَبَغَ الشيءُ: طَال إِلَى الأَرْض واتَّسع وأَسْبَغْته أَنا وأَسْبَغتُ الْوضُوء: بالَغْت فِيهِ وأَسْبَغ اللهُ النِّعمة عَلَيْهِ من ذَلِك. ساغَ الشرابُ فِي الحلقِ: سَهُل وأَسَغْته: تجرَّعْته فِي سهولة. سَفَقْت وجهَ الرجل: لَطَمْته وأَسْفَقْت الغنمَ: لم أَحْلَبَهَا فِي الْيَوْم إِلَّا مرّة. مَا أَدْرِي أَيْنَ شَكَعَ: أَي ذَهَبَ وَالسِّين أَعلَى. وأَشْكَعْت الرجل: أَغْضَبْته. شَسَعَ الرجلُ: بَعُد وأَشْسَعْته أَنا. شَعَرَ بالشَّيْء: عَلِمَ وشَعَرَ الرجلُ: صَار شَاعِرًا وأَشْعَرْته بِالْأَمر: أَعْلَمْته وأَشْعَر الجنينُ: نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعَر. وأَشْعَرَت الناقةُ: أَلْقَتْ جَنِينهَا وَعَلِيهِ شعَرٌ وأَشْعَرْت الخُفَّ: بَطَّنْته بشَعَر وأَشْعَره سِناناً: أَلْزَقَه بِهِ وأَشْعَرْت البَدَنةَ: أَعْلَمْتها وَهُوَ أَن تَشُق جِلْدَها حَتَّى يظْهر الدَّم. وأَشْعَرْت السِّكِّين: جعلتُ لَهُ شَعيرة وَهِي طَرَفُها. شَرَعَ الْوَارِد: تناولَ المَاء بِفِيهِ وشَرَعَ الدِّينَ: سنَّه وشَرَعَ الإهابَ: شقَّ مَا بَين رجلَيْهِ وسَلَخَه وشَرَعَ البابُ: أَفْضَى إِلَى الطَّرِيق وأَشْرَعْته أَنا إِلَيْهِ وأَشْرَعَني الشيءُ: كَفاني. شَعَلَ فِي الشَّيْء: أَمْعَن وأَشْعَلْت الخيلَ فِي الْغَارة: بَثَثْتها وأَشْعَلَت الغارةُ: تَفَرَّقت وأَشْعَلتْ المَزادةُ: سَالَ مَاؤُهَا وَكَذَلِكَ الطَّعْنة: إِذا سَالَ دَمهَا وأَشْعَلْت النارَ: أوقدتُها وأَشْعَلْت الرجلَ: أَغْضَبته. شَمَعَت الجاريةُ: ضَحِكَت ولاعَبَتْ وأَشْمَع السِّراجُ: سَطَعَ نورُه. شاعَ الشَّيْب: ظهر وتفرق وشاعَت القَطْرة من اللَّبن فِي المَاء: تَفَرَّقت وشاع الصَّدْعُ فِي الزُّجاجة: استطار وشاع الْخَبَر فِي النَّاس وأَشَعْته وأَشَعْت الإبلَ: دَعَوْتها وأشاعت الناقةُ ببولها: أرسلتْه مُتَفَرقًا وأشاعت أَيْضا: خَدَجَت وَلَا تكون الإشاعة إِلَّا فِي الْإِبِل. شَحِمَت الناقةُ: سَمِنَت وأَشْحَم الرجلُ: كثُر عِنْده الشَّحم. شَهَرْت الرجلَ: أظهرت مَا أَتَى بِهِ فِي شُنْعة وشَهَرَ سَيْفَه: انتضاه فرفعه على النَّاس وأَشْهَر القومُ: أَتَى عَلَيْهِم شَهرٌ وأشْهَرت المرأةُ: دخلت فِي شَهْرِ وِلادها شَكَرْته وَله: نَشَرْت معروفَه وأَشْكَر الضَّرْعُ: امْتَلَأَ وأَشْكَر القومُ: شَكِرَتْ إبلُهم وأَشْكَرَتْ الأَرْض: أَنْبَتت الشَّكير وَهُوَ أول النبت على أثر النبت الهائج المُغْبَرِّ. شَكَلْت الدابةَ: شددت قَوَائِمهَا بحيل وشَكَلْت الطائرَ كَذَلِك وشَكَلْت الحرْفَ: أعجمته وأَشْكَلَ الأمرُ: الْتبس وأَشْكَل النخلُ: طَابَ رُطَبُه. شكا الرجلُ: اتخذ الشَّكْوة وَمِنْه قَوْلهم وشَكْتِ النساءُ وشَكا الرجل: تَشَكَّى وأَشْكَيْته: أتيت إِلَيْهِ مَا يَشْكُوني فِيهِ وأَشْكَيْته: نَزَعْت لَهُ من شِكايته وأَعْتَبته. شاكَتْه الشَّوْكةُ: دَخَلَت فِي جِسْمه وشُكْتُه: أَدْخَلت الشَّوْكَ فِي جِسْمه وأَشْوَكَت الأرضُ: كثر فِيهَا الشوك وأَشْوَكَ الزرعُ: ابْيَضَّ قبل أَن ينتشر. شَجاني الشيءُ: طَرَّبَني وأَشْجَاني الشيءُ: أَحْزَنني وأَغْضَبني وأَشْجَاه الشيءُ: غَصَّ بِهِ. شَتَّ شَمْلُهم: تفرَّق وأَشَتَّه الله. شَلَلْت الرجلَ: طَرَدْته وشَلَّتْ يَدُهُ: يَبِسَت وأَشْلَلتها أَنا. شَبَبْت النارَ والحربَ: أَوْقَدْتهما وشَبَّ لونَ الْمَرْأَة خِمارٌ أسودُ: لَيِسَته فَزَاد فِي بياضها وشَبَّ الفرسُ: رفع يَدَيْهِ وشَبَّ الصبيُّ: فَارق الطُّفولِيَّة وأشَبَّ الرجلُ: شَبَّ ولدُه. شَمَمْت الشيءَ: نَكَهْته وأَشْمَمْته إِيَّاه. شَصَبْت الشاةَ: سَلَخْتها وشَصَبَ عَيْشُه: اشْتَدَّ وأَشْصَبه الله. شَمَصَه الشيءُ: أَقْلَقه وأَشْمَصه: ذَعَرَه. شَرَسَ الشيءَ: دَعَكَه ودَلَكَه وشَرَسَ الحمارُ آتُنَه: أمرَّ لَحْيَيه وَنَحْو ذَلِك على ظُهُورهَا وأَشْرَس القومُ: رَعَتْ إبلُهم الشِّرْس وَهُوَ عِضاء الْجَبَل. شَرَطَ لَهُ فِي ضَيْعَته: آجره عَلَيْهَا وشَرَطَ الحَجَّامُ: بَزَغَ وأَشْرَطْتُ طَائِفَة من إبلي: عَزَلْتها فعُلِم أَنَّهَا للْبيع وأَشْرَط نَفسه لِلْأَمْرِ: أعَدَّها وأَعْلَمها وأَشْرَط البعيرُ والدابةُ: اسْتَعْصى عَلَيْك وَذهب على وَجهه. شَرَدَ الرجلُ: ذهب مطروداً وأَشْرَدْته: طَرَدْته. شَرَفْت الرجلَ وَعَلِيهِ: فَضَلْته وشَرَفْت الحائطَ: جعلت لَهَا شُرْفة وشَرَفَت الناقةُ: أسَنَّت وأَشْرَفْت الشيءَ وَعَلِيهِ: عَلَوْته وأَشْرَف الشَّيْء: علا وارتفع. شَبَلْت فيهم: رَبِيت وَلَا يكون إِلَّا فِي نَعْمَة وأَشْبَلَت المرأةُ على وَلَدهَا: أَقَامَت عَلَيْهِم بعد زَوجهَا. شَمَلَت الريحُ: هبَّت شَمالاً وشَمَلْتُ الخمرَ: عرَّضْتها للشَّمال وشَمَلْت العنزَ: شَدَدْت عَلَيْهَا الشِّمال وَهُوَ: شِبه مِخْلاة يُغَشَّى بهَا شَرْعُها إِذا ثَقُل وشَمَلَت النخلةُ: نَفَضَت حَمْلَها وشَمَلَهم الْأَمر: عمَّهُم وأَشْمَل القومُ: دخلُوا فِي الشَّمال(4/374)
وأَشْمَلَهم شرَّاً: عمَّهم بِهِ وأَشْمَل الفحلُ شَوْلَه لِقاحاً: أَلْقَح النصفَ مِنْهَا إِلَى الثُّلثَيْنِ. شَأَزَ المرأةَ: نَكَحَها وأَشْأَزْت الرجلَ: أَقْلَقْته. شَطَأْت: مَشَيْت على شاطئ النَّهر وشَطَأَ المرأةَ: نَكَحَها وشَطَأْت الرجلَ: قَهَرْته وشَطَأْته بالحِمْل: أَثْقَلْته وأَشْطَأَ الرجلُ: بلغ ولدُه مَبْلَغ الرِّجَال وأَشْطَأَ الشجرُ بغصونه: أخرجهَا. شاطَ الشيءُ: احْتَرَقَ. وشاطَ السَّمنُ والزيتُ: خثُر وشاطَ دمُه: ذَهَبَ وكلُّ مَا ذهبَ فقد شاطَ وأَشاطَ دَمَه وبِدَمِه: أذْهَبه وأَشَطْت الشيءَ: أحرقتُه وأَشَطْت السَّمْنَ والزيتَ: خَثَّرْتُهما. شَرَيْت الشيءَ: بِعْته واشْتَرَيْته وشَراه الشيءُ: سَاءَهُ وأَشْرَت الشجرةُ: أَنْبَتَتْ الشَّرْيَ وَهُوَ الحنظل. شَفَيْته مِمَّا بِهِ: أَبْرَأْته وشَفَت الشمسُ: غَرَبَت وأَشْفَيْته عسلاً: جعلته لَهُ شِفَاء. شابَ الرجلُ: ابْيَضَّ شعره وأشابَ: شابَ ولَدُه. شَوَيْت اللحمَ وَغَيره وأَشْوَيْت الْقَوْم: أطعمتهم الشِّواء وأَشْوَى القمحُ: أَفْرَك وصَلَحَ أَن يُشوى ورماه فَأَشْواه: أصَاب شَواه وَلم يُصِبْ مَقْتَلَه. وأَشْوَى من الشَّيْء: أَبْقَى مِنْهُ شُوايةً وَهُوَ: الْيَسِير. شَهَوْت الشيءَ: اشْتَهَيْته وأَشْهَيْت الرجلَ: أَعْطَيْته مَا يَشْتَهي. شَخَصَ الشيءُ: انْتَبَر وشَخَصَ الجرحُ: وَرِمَ وشَخَصَت الكلمةُ فِي الْفَم: لم يَقْدِر على خفض صَوته بهَا، وشَخَصَ عَن أَهله: ذَهَبَ وشَخَصَ السهمُ: عَلا الهدف وأَشْخَص بِهِ: عَلاه وأَشْخَصْته إِلَى أَهله: رَجَعْته. شَغَرَ الكلبُ: رفع إِحْدَى رجلَيْهِ بَال أَو لم يبُل وشَغَرَت البلدةُ: لم يَبْقَ بهَا أحدٌ يَحميها وأَشْغَر المَنْهلُ: صَار فِي نَاحيَة. شَنَقْت البعيرَ: إِذا مَدَدْته بالزِّمام حَتَّى يرفع رَأسه وأَشْنَقَ هُوَ: رفع رَأسه. صحَّ الرجلُ: ذَهَبَ مرضُه وأَصَحَّ: صَحَّ أهلُه وماشيته صَحِيحا كَانَ هُوَ أم مَرِيضا. صَحَرْتُ اللبنَ: طَبَخْته وصَحَرَ الحمارُ وَهُوَ: أَشد من الصهيل فِي الْخَيل وصَحَرَته الشمسُ: آَلَمَت دماغه وأَصْحَر القومُ: برزوا فِي الصَّحْراء صَلَحَ الشيءُ وأَصْلَحْته أَنا وأَصْلَحْت الدَّابَّة: أَحْسَنتُ إِلَيْهَا. صَحَبْت المذبوحَ: سَلَخْته فِي بعض اللُّغَات وأَصْحَب الرجلُ: صَار ذَا صَاحب وأَصْحَب: بَلَغَ ابنُه مبلغَ الرِّجَال فَصَارَ مثله فَكَأَنَّهُ صاحبُه وكلُّ مَا انْقَادَ وذلَّ فقد أَصْحَب وأَصْحَب الماءُ: عَلاه الطُّحْلُب. صَبَحْته: سَقَيْته صَبوحاً وصَبَحْت الْقَوْم شرَّاً كَذَلِك على المَثَل وصَبَحْتهم الخيلُ: صَبَّحَتْهم وصَبَحْت الإبلَ: سَقَيْتها غُدْوةً وأَصْبَح القومُ: دخلُوا فِي الصَّباح. صَهَرَته الشمسُ: اشْتَدَّ عَلَيْهِم حرُّها حَتَّى آلم دماغَه وصَهَرْت الشَّحْم: أَذَبْته وأَصْهَر إِلَيْهِم: صَار فيهم صِهْراً وأَصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهْر. صَرَّ: صوَّت وصَرَّ صِماخُه من الْعَطش كَذَلِك وصَرَرْت الناقةَ: شَدَدْت ضَرْعَها وصَرَرْت الدَّرَاهِم: شَدَدْت عَلَيْهَا، وأصَرَّ السُّنْبُل: ظهرَ صَرَرُه وَهُوَ بعدَ مَا يُقَصِّب وَقبل أَن يَظْهَر. صَبَبْت الماءَ: أَرَقْتهُ وأصَبُّوا: أخذُوا فِي الصَّبِّ. صَدَرْته: أَصَبْت صَدْرَه وصَدَرْت عَنهُ: ضِدُّ وَرَدْت وأَصْدَرت غَيْرِي. صَلَدَ الرجلُ: بَخِلَ وصَلَدَ الجبلُ على الْحَافِر: امْتنع وصَلَدَ الوَعِلُ: ترقَّى فِي الْجَبَل وصَلَدَ الزَّنْدُ: صوَّت وَلم يورِ نَارا وأَصْلَدْته أَنا. صَدَفَ عَنهُ: عَدَلَ وأَصْدَفْته أَنا. صَفَدْته: أَوْثَقْته وأَصْفَدْته: أَعْطَيْته. صَمَدْت إِلَيْهِ: قَصَدْت وصَمَدْت. صَمَدَ المر: قَصَدْت قَصْدَه وصَمَدْت القارورةَ: جعلت لَهَا صِماداً وَهُوَ: العِفاص وأَصْمَدْت إِلَيْهِ الْأَمر: أَسْنَدْته. صَبَرْتهُ عَن الشَّيْء: حَبَسْته وصَبَرْت الرجلَ: لَزِمْته وصَبَرَ: ضد جَزِعَ وصَبَرْت بِهِ: كَفَلْت وأَصْبَرتهُ: أَمرته بِالصبرِ وأَصْبَرته: جعلت لَهُ صبرا. صَرَمْت الشَّيْء: قَطَعْته وصَرَمْته: قَطَعْت كَلَامه وصَرَمْت النخلَ والزرعَ: جَزَزْته وأَصْرَم: حَان صِرامُه. صَرَيْت الشيءَ: قَطَعْته ودفعته وصَرَيْته: منعته وصَرَاَه اللهُ: وَقَاه وصَرَيْت مَا بَينهم: أَصْلَحت. وأَصْرَيتُ الناقةَ: حَيَّنْتُها وأَصْرَتْ هِيَ: تَحَفَّل لبنُها فِي ضَرْعِها. صافوا بِالْمَكَانِ: أَقَامُوا فِيهِ صَيْفَهم. وصافَ عني: عَدَلَ وصافَ الفحلُ عَن طَروقَته: عَدَلَ عَن ضِرابِها وأصافوا: دخَلوا فِي الصَّيْف وأصافت الناقةُ: نُتِجت فِي الصَّيف وأصافَ الرجلُ: وُلِد لَهُ فِي الكِبَر وأصافَ: ترك النساءَ شَابًّا ثمَّ تزوَّج كَبِيرا. صَفا الشيءُ: ضد كَدُر وأَصْفَى الحافرُ: بلغَ الصَّفا فارْتَدع(4/375)
وأَصْفَى الشاعرُ: انْقَطع شِعْرُه وأَصْفَت الدجاجةُ: انْقَطع بَيْضُها. صَبا الرجلُ: لَهَا وصَبا إِلَيْهِ: حنَّ وأَصْبَت المرأةُ: إِذا كَانَ لَهَا ولد صبيٌّ. وأَصْبَى القومُ: دخلُوا فِي الصَّبا. صابَ المطرُ: انْصَبّ، َ وأصابَ الرجلُ: جَاءَ بِالصَّوَابِ. صَأَى الطائرُ والفَأْرُ والخِنزير والسِّنَّوْر والكلبُ والفيلُ: صَاح وأَصْأَيْته أَنا. صَها الجرحُ: نَدِيَ وأَصْهَيْت الصبيَّ: دهنته بالسَّمْن وَوَضَعته فِي الشَّمْس من مرض يُصيبه. صَلَقَ نابَه: حكَّها بِالْأُخْرَى فحدثَ بَينهمَا صوتٌ وصَلَقَته بلساني: شَتَمْته مضارعة وَالْأَصْل السِّين وصَلَقْته بالعصا: ضَرَبْته وأَصْلَق الفحلُ: صَرَفَ أنيابَه. صَفَقْت رَأسه: ضَرَبْته وصَفَقْت عينه كَذَلِك وصَفَقَ الطائرُ بجناحيه: ضرب بهما وصَفَقْت الشرابَ: مَزَجْته وصَفَقَت علينا صافِقةٌ من النَّاس: أَي قَدِمَت وصَفَقْت يدَه بالبيعة: ضربت بيَدي على يَده وأَصْفَقوا على الْأَمر: اجْتَمعُوا وأَصْفَقتُ الشرابَ: حوَّلْته من إِنَاء إِلَى إِنَاء ليَصْفو. صَقَبْت البناءَ وغيرَه: رفعته وصَقَبَ قَفاه: ضربه بصَقْبِه أَي بجُمْعه وأَصْقَبَت الدارُ: دَنَتْ. ضَرَعَ إِلَيْهِ: خَشَعَ وذلَّ وأَضْرَعْته أَنا وأَضْرَعَت الشاةُ: نبت ضَرْعُها أَو عَظُم. ضَلَعَ عَن الْحق: مَال وجار. وأَضْلَع الحِملُ: ثَقُل. ضَعَفْت القومَ: إِذا كَثَرْتهم فَصَارَ لَك ولأصحابك الضِّعْفُ عَلَيْهِم وأَضْعَفْت الشَّيْء: جعلته مِثْلَيْه وأَضْعَفَ الرجلُ: فَشَتْ ضَيْعَته وكثُرت وأَضْعَفْته: صيَّرته ضَعِيفا. ضاعَ عِيالُه: اختلُّوا وضاعَ الشيءُ: ذهبَ وأَضْعَتُه أَنا وأضاعَ الرجلُ: كثُرت ضَيْعَتُه. ضَحا الرجلُ: برزَ للشمس وضَحا: أَصَابَته الشَّمْس وضَحا الطريقُ: ظهر وبرز وأَضْحَيْنا: صِرنا فِي الضُّحى وبَلَغْناها وأَضْحَى يفعل ذَلِك: أَي صَار يَفْعَله ضُحى. ضَهَدَه: ظَلَمَه وقَهَرَه وأَضْهَد بِهِ: جَار عَلَيْهِ. ضَهَلَ اللبنُ: اجْتمع وضَهَلَت الناقةُ والشاةُ: قلَّ لبنُها وضَهَلَ الشرابُ: قلَّ ورَقَّ وأَضْهَل النخلُ: إِذا أَبْصَرتَ فِيهِ الرُّطَب. ضَجَّ القومُ: فزِعوا من شَيْء وغُلِبوا وضَجُّوا وأضَجُّوا: صاحوا فجَلَّبوا. ضَلَّ: ضد اهْتَدَى وضلَّ الشيءُ: ضاعَ وأَضْلَلتُ الرجلَ: دَفَنْته. ضَبَّ الناقةَ: جمع خِلْفَيْها للحَلْب وضَبَّتْ شَفَتُه: سَالَ مِنْهَا الدَّم أَو انحلَبَ ريقُها وأَضَبَّ على الشَّيْء: سكتَ وأضَبَّ الشيءَ: أخفاه وأَضَبَّ القومُ: صاحوا وجلَّبوا وأَضبُّوا فِي الْغَارة: نَهَدوا واسْتَغاروا وأضَبَّ النَّعَم: أَقْبَل وَفِيه تفرُّق وأضَبَّت السماءُ: أَطْبَقَت بالغَيْم وأضبَّ الغيمُ كَذَلِك وأَضبَّت الأرضُ: كثُر نباتُها وأضبَّ الشَّعَرُ: كثر وأضَبَّ السِّقاءُ: هُرِيق مَاؤُهُ من خَرْزَةٍ فِيهِ أَو وَهْيَة وأَضْبَبْت على الشَّيْء: أَشَرْفت على الظَّفَر بِهِ وأضَبَّ على الشَّيْء: لَزِمَه فَلم يُفَارِقهُ: ضَرَطَ: صوَّتَ وأَضْرَط بِهِ: عَمِلَ لَهُ بِفِيهِ شِبْهَ الضُّراط. ضَرَبَت العقربُ: لَدَغَت وضَرَبَ العِرقُ والقلبُ: نَبَضَ وضَرَبَ فِي الأَرْض: خرجَ وضَرَبَ فِي سَبِيل الله كَذَلِك وضَرَبَت الطيرُ: تَبْتَغي الرِّزْق وضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّيْء: أَهْوَى وضَرَبَ على يَده: أَمْسَكه وكفَّه عَن الشَّيْء وضَرَبْتُه: كنت أشدَّ ضَرْبَاً مِنْهُ وضَرَبَت المخاضُ: شالت بأذنابها ثمَّ ضَرَبَت بهَا فُروجَها وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ: كامَها وضربَ الضَّريبُ الأَرْض: أَصَابَهَا وضَرَبَتهم السماءُ: أَتَتْ بضربة وَهِي الدَّفْعة من الْمَطَر وضَرَبَ بالقِداح: أجالَها وضَرَبْت الشيءَ بالشَّيْء: خَلَطْته وأَضْرَبْت الفحلَ الناقةَ وأَضْرَبْتُها إِيَّاه على السَّعَة وأَضْرَبَت السَّمائمُ الماءَ: أَنْشَفَتْه حَتَّى سَقَتْه الأَرْض وأَضْرَب البَرْد النباتَ: اشْتَدَّ عَلَيْهِ وأَضْرَبت عَن الشَّيْء: كَفَفْت وأَعْرَضْت وأَضْرَب فِي الْبَيْت: أَقَامَ. ضَمَرَ: خمُصَ بطنُه وأَضْمَرت الشيءَ: أَخْفَيْته وأَضْمَرَتْه الأَرْض: غيَّبَتْه. ضَبَأَ الرجلُ وغيرُه: لَطِئَ بِالْأَرْضِ وضَبَأْت مِنْهُ: اسْتَحْيَيْت وأَضْبَأ الرجلُ على الشَّيْء: سكتَ. ضَنَأَت المرأةُ: كثُر وَلَدهَا وأَضْنَاه المرضُ: أَهْزَلَه. ضافَ إِلَيْهِ: مالَ وضافَت الشمسُ: دَنَتْ للغروب وضافَ السهمُ: عَدَلَ عَن الهدف وضافَ الرجلَ: نَزَلَ بِهِ وَصَارَ ضَيْفَاً لَهُ وضافَه: طلبَ مِنْهُ الضِّيافة(4/376)
وأضافَه: أَنْزَله على نَفسه وقَراه وكلُّ مَا أَمَلْته إِلَى شَيْء وأَسْنَدته فقد أَضَفْته وأضافَ من الْأَمر: أَشْفَق. ضَغَثْت الإبلَ: شَكَكْت فِي سَنامِها فلمَسْته لأتيَقَّن أبِها طِرْقٌ أما لَا وأَضْغَثتْ الرُّؤْيَا. طرَّهم بِالسَّيْفِ: قَتَلَهم وطرَّ الإبلَ: ساقَها سَوْقَاً شَدِيدا وطرَّ الحديدة: أحدَّها وطرَّ النَّبتُ والشاربُ والوَبَرُ: طلعَ وطرَّتْ يدُه: سَقَطَت وأَطْرَرْتها أَنا وَفِي الْمثل: أَطِرِّي فإنَّكِ ناعلة: أَي خُذي فِي أَطْرَار الْوَادي فإنَّ عَلَيْكِ نَعْلَيْن وَقيل أطِرِّي: اجْمَعي الْإِبِل وَقيل مَعْنَاهُ أدِلِّي. وغضبٌ مُطِرٌّ فِيهِ بعض الإدلال وَقيل هُوَ: الشَّديد، طاعَ الرجل: انقادَ، وأطاعَ النَّبْت: لم يمْتَنع على آكله، وأطاع المرعى: اتَّسَع، وأطاع التَّمر: حَان، طَرَقَ الكاهنُ: ضرب بالحصى فِي الثَّوْب، وطَرٌ النَّجَّاد الصّوفَ بِالْعودِ: ضربه، وطرقَت الإبلُ الماءَ: خاضته فبالت فِيهِ وبَعَرَت، وطَرَقْت القومَ: جئتهم لَيْلًا، وطرقَ الْفَحْل الناقةَ: ضربهَا، وأطْرَقْته فحلاً: أَعْطيته إِيَّاه يضْرب فِي إبِله، وأَطْرَقَ: أَفْكَرَ، طَلَقَت المرأةُ: بَانَتْ من زَوجهَا، وطَلَقَت النَّاقة من عِقَالها: انْطَلَقت، وطَلَقَت الْإِبِل: توجَّهَت إِلَى المَاء، وطلَقَتْ يدُه بِالْخَيرِ: انْطَلَقت، وأطْلَق الرجل امْرَأَته: طلَّقها، وأطلَقْته من السجْن: سرَّحْته، وأطْلَقْت النَّاقة إِلَى المَاء: وجَّهتها، وأطْلَقَ الْقَوْم: إِذا كَانَت إبلهم طَوالِقَ فِي طلب المَاء، طَرَدَه: شَلَّهُ، وطَرَدَت الكلابُ الصيدَ: زَهِقَتْه، وأطْرَدْت الرجلَ: جعلته طَريداً، طَرَفَ الرجل: حرَّكَ شُفْرَه ونظَر وطَرَفَ البصَرُ نفسُه وطَرَفْتُه: أَصَبْت طَرْفه، وأطْرَفْت الرجل: أَعْطيته مَا لم يُعْطه أحد، وأطْرَفَت الأَرْض: كثُرَت طَريفتها، طَمَرَ الشيءَ: خبَأَه، وطَمَرَ: وَثَب، وطَمَرَ فِي الأَرْض: ذَهَب، وأَطْمَرَ الفرَسُ غُرْمولَه فِي الحِجْر: أَوْعَبَه، طَفَلَت الشَّمْس: دَنَت للغروب، وأَطْفَلْنا: دَخَلنَا فِي الطَّفَل، طلبت الشيءَ: حاوَلْت وجوده وأخْذَه، وأطلبت الرجلَ: أَعْطيته مَا طلب، وأطلَبْته: ألجَأْته إِلَى الطّلب، وأطلَب الماءُ: بَعُدَ، طَرَأْت على الْقَوْم: أتيتهم من مَكَان بعيد، وطَرَأْت من الأَرْض: خرَجْت، وأطرأْت القومَ: مَدَحتهم لُغَة فِي أطْرَيْت، طَلَيْت الشيءَ: لطَّخْته وطَلَيْت الجَدْيَ: شَدَدْته بالطِّلاء وَهُوَ الرِّباط وطَلَيْت الرجلَ: حَبَسْته وأَطْلَى الرجلُ والبعيرُ: مَالَتْ عُنُقُه للْمَوْت طافَ بِهِ الخيالُ: أَلَمَّ وأطافَ بِهِ طَيْفٌ من الشَّيْطَان: مسَّه. طابَتْ نَفسِي عَن ذَلِك: تَرَكْته وطابتْ عَلَيْهِ: وافَقَها وطابَ الشيءُ: صَار طيِّباً وأطَبْته: جعلته طيِّباً وأطابَ الرجلُ: اسْتَنْجى. طالَ الشيءُ: خلاف قَصُر وأَطَلْتُه أَنا ظَهَرَه: ضرب ظَهْرَه وظَهَرْت بالشَّيْء: فَخَرْت وظَهَرْت عَلَيْهِ: غَلَبْته وظَهَرَ الشيءُ: بدا وأَظْهَرْته أَنا وأَظْهَرَني اللهُ عَلَيْهِ: نَصَرني وأَظْهَر القومُ: دَخلوا فِي الظَّهيرة وأَظْهَرْته على الْأَمر: أَطْلَعْته. عَشَشْت المعروفَ: قلَّلْته وأَعْشَشت القومَ: أعجلتهم عَن أَمرهم عضَّ بِصَاحِبِهِ: لَزِقَ وأعَضَّت الأرضُ: أَنْبَتَتْ العُضَّ وَهُوَ عِضاه الْجَبَل. عزَّ الرجلُ: علا وعزَّ الشيءُ: اشتدَّ وأَعْزَزْنا: صِرْنا فِي الأَرْض العَزاز وَهِي الصُّلْبة وأعَزَّت الشاةُ: استبان حَمْلُها وعَظُم ضَرْعُها. عَتَقَ من الرِّقِّ وأَعْتَقْته أَنا وعَتَقَ المالُ: صَلَحَ، وأعتقته أَنا، عَرَقْت العَظْمَ: أَخَذْت مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم، وأَعْرَقْته عَرْقَاً: أَعْطيته إِيَّاه، وأَعْرَق القومُ: أَتَوْا العِراق. عَقَلَ الظبيُ: صَعَّد وَامْتنع، وعَقَلَ الشيءَ: فَهِمَه وعَقَلَ الدواءُ والطعامُ بطنَه: أمْسكهُ وعَقَلَ الظِّلُّ: إِذا قَامَ قائمُ الظهيرة وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ لَهُم الظل. عَلَقَت الإبلُ: أَكَلَتْ من عُلْقة الشّجر وعَلَقَ الطَّائِر من ورق الشّجر كَذَلِك وأَعْلَق الحابل: عَلِقَ الصيدُ بحبالته وأَعْلَق: جَاءَ بالداهية وعَقَبْت الشيءَ: شَدَدْته بعَقَب وعَقَبْته فِي أَهله: بَغَيْته بشَرٍّ وعَقَبَ مكانَ أَبِيه: خَلَفَ وأَعْقَب الرجلُ: تركَ عَقِبَاً وعَقْبََت الإبلُ: رَعَتْ من مَكَان إِلَى مَكَان وأَعْقَب الرجلُ: داوَل بَين فعلين وأَعْقَبه الرجلُ: داوَلَه فِي الرّكُوب وأَعْقَبه اللهُ خيرا: عاضَهْ وأَعْقَبْت الرجلَ: كنت عَقِيْبه وأَعْقَبَ اللهُ عِزَّه ذُلاًّ: أَبْدَلَه وأَعْقَب الْأَمر عُقْباً حَسَنَاً أَو شَيْئا: أَوْرَثه وأَعْقَبْته الأكْلة دَاء: أَوْرَثَته مِنْهُ وأَعْقَبْت طيَّ الْبِئْر بحجارة: نَضَدْته. عَكَرَ على الشَّيْء: انْصَرف وكرَّ وأَعْكَرتْ الماءُ والنبيذ: خَثَرْتهما. عَكَمْت الرجلَ: رَددته عَن زيارتي وعَكَمَ الرجلُ: انتظَر وعَكَمَ عَلَيْهِ: كرَّ وعَكَمْت البعيرَ: شَدَدْت فَاه وعَكَمْته العِكْمَ: عَكَمْته لَهُ وأَعْكَمْته العِكْم: أَعَنْته عَلَيْهِ. عَجَزَت المرأةُ:(4/377)
هَرِمَتْ. وعَجَزَ السُّمُّ: لم يُؤَثِّر وعَجَزْت عَن الشَّيْء: ضَعُفْت وأَعْجَزَني الشيءُ: عَجَزْت عَنهُ وأَعْجَزَني الرجلُ: عَجَزْت عَن طلبه وإدراكه. عَرَجَ فِي الدَّرَج: أَرْتَقى وأَعْرَجْته أَنا: رَقَّيْته وأَعْرَجْته: صيرته أَعْرَج. عَجَمْت الشَّيْء: مَضَغْته وعَجَمْت الرجلَ: رُزْته وأَعْجَمتُ الكلامَ: ذهبتُ بِهِ إِلَى العُجْمة وأَعْجَمْت الكتابَ: نَقَطْته وعَرَضْت عَلَيْهِ الشيءَ: أَرَيْته إِيَّاه وعَرَضْت الكتابَ والجندَ وغيرَهما: نظرتها مُتَفَقِّداً وعَرَضَ الفرسُ فِي عَدْوِه: تَعَرَّض وعَرَضْت العُودَ على الْإِنَاء والسَّيْفَ على فَخِذي: نصبتهما وعَرَضْت الرمحَ كَذَلِك وعَرَضَ لَهُ سَهْمٌ: أَتَاهُ من غير أَن يعرف راميه وعَرَضَتْ لَهُ الغُولُ: تَخَيَّلَت وأَعْرَضْت الشيءَ: جعلتهُ عريضاً وأَعْرَضَت بِأَوْلَادِهَا: وَلَدَتهم عِراضاً وأَعْرَض الشيءُ: تمكَّن من بعيد وأَعْرَضْت: أَسْنَدْت وأَعْرَض لَك الشيءُ: أَمْكَنك من عُرْضه وأَعْرَضْت عَنهُ: حِدْت. عَصَرْت العِنَبَ ونحوَه: استخرجْت مَا فِيهِ وعَصَرْت الرجلَ: أَعْطيته وعَصَرْت الشيءَ: منعته وأَعْصَرَت الجاريةُ: أَدْرَكَت وأَعْصَرَت الريحُ: أثارت السَّحَاب. عَصَفَت النعامةُ والناقةُ: أَسْرَعَت وعَصَفَ الرجلُ: كَسَبَ وعَصَفْت وَرَقَ الزَّرْع: جَزَزْته عَنهُ وأَعْصَف الزرعُ: طَال عَصْفُه. عَفَصْت القارورةَ: جَعَلْت فِي رَأسهَا عِفاصاً وأَعْفَصْتها: جعلت لَهَا عِفاصاً وأَعْفَصْت الحِبْرَ: جعلت فِيهِ العَفْصَ. عَصَبَ الرجلُ: يَبِسَت أمعاؤه جوعا وعَصَبَ الرِّيْقُ بِفِيهِ: يَبِسَ وعَصَبَ الفمُ: اتَّسَخَتْ أسنانُه من غُبار أَو عَطش أَو خوف وعَصَبوا بِهِ: اجْتَمعُوا حوله وعَصَبَت الْإِبِل: تجمَّعَت وعَصَبْت أُنْثَيَي الدابَّة: إِذا شددتهما حَتَّى تَسْقُطا وعَصَبْت الشيءَ: شددته وعَصَبَ الشجرةَ: ضمَّ أَغْصَانهَا وَمَا تفرَّق مِنْهَا بحَبل ثمَّ خَبَطَها ليسْقُط ورَقُها. وعَصَبَ الناقةَ: شدّ فخذيها لِتَدِرَّ وأَعْصَبْت الشيءَ: أَحْكَمْت فَتْلَه وأَعْصَبَت الناقةُ: أَسْرَعَت. عَصَمْت الرجلَ: مَنَعْته وعَصَمْت إِلَى الشَّيْء: اعتصمْتُ بِهِ وعَصَمَه الطعامُ: مَنَعَه من الْجُوع وعَصَمْت القِرْبَة: جعلتُ لَهَا عِصاماً وأَعْصَمْتها: شددتها بالعِصام وَهُوَ: رِباطُها وأَعْصَمْت الرجلَ: جعلت لَهُ شَيْئا يَعْتَصِم بِهِ وأَعْصَم الرجلُ: لم يَثْبُت على الْخَيل واعتَصَم بظهورها وأَعْصَم بِصَاحِبِهِ: لَزِمَه. عَسَرَ عَلَيْهِ مَا فِي بَطْنه: لم يَخْرُج وعَسَرَ الزمانُ: اشتدَّ وعَسَرْتُ عَلَيْهِ: خالَفْتُه وعَسَرَت وَقيل رَفَعَتْ ذَنَبَها وَعَدْت وَقيل رفعتْ ذَنَبَها بعد اللقَاح وأَعْسَر الرجلُ: صَار ذَا عُسْرَة أَي فَقْر وأَعْسَرَت الْمَرْأَة: عَسُر عَلَيْهَا وِلادُها وأَعْسَرَت الناقةُ: لم تَحْمِل سَنَتَها. عَرَسْت البعيرَ: شَدَدْت عنُقَه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ باركٌ وأَعْرَس بِالْمَرْأَةِ: اتخذها عِرْساً ودَخَلَ بِهِ. عَبَسَ الرجلُ: قطَّب وأَعْبَس الوَسَخُ الثوبَ: أَيْبَسَه. عَمَدْت الشيءَ وَإِلَيْهِ: قَصَدْت وعَمَدْته: أَقَمْته وأَعْمَدْته: جعلت تَحْتَه عَمَدَاً. عَتَبَ البرقُ: أَوْمَض وعَتَبَ الفحلُ: مَشى على ثَلَاث قَوَائِم وعَتَبَ عَلَيْهِ: لامَهُ وأَعْتَبَه: أعطَاهُ العتبى ورَجَع إِلَى مَسَرَّته وأَعْتَبْت العَظْمَ: أَعْنَتُّه بعد الْجَبْر. عَذَرْت الرجلَ: قَبِلْت عُذْرَه وعَذَرْته من فلَان: أَي لُمت فلَانا وَلم أَلُمْه وأَعْذَر: أَجْلَى عُذْراً فَلم يُلَم وأَعْذَر الرجلُ: ثَبَتَ لَهُ عُذر وأَعْذَر فِي الْأَمر: بالَغ فِيهِ وأَعْذَر: أَحْدَث. عَذَبَ الرجلُ والحمارُ: لم يَأْكُل من شدَّة العَطَش وأَعْذَب القومُ: عَذُب مَاءَهُمْ وأَعْذَبْت الحوضَ: نَزَعْت مَا فِيهِ من القَذى وأَعْذَبْته عَن الشَّيْء: مَنَعْته وأَعْذَبْت عَنهُ: أَضْرَبْت. عَثَرَ الرجلُ والفرسُ: كَبا وعَثَرْت على الْأَمر: اطَّلَعت وأَعْثَرْته عَلَيْهِ: أَطْلَعْته. عَرَفَ الشيءَ: عَلِمَه وعَرَفَ على قومه: قَامَ بأمرهم وعَرَفَ بِذَنبِهِ: اعْتَرَف وأَعْرَف الفرسُ: طَال عَرْفُه. عَمَرَ الرجلُ مالَه: قَامَ عَلَيْهِ ولَزِمَه وعَمَّرْت البيتَ: وَلِيت عمارَته وعَمَرْت الأرضَ: أَهَلْتُها وأَعْمَرْتها: وَجَدْتها عامرة وأَعْمَر اللهُ الدُّنْيَا: جَعَلَها تَعْمُر. عَلَفْت الدَّابَّة وأَعْلَف الطَّلْحُ: بدا عُلَّفُه. عَبَلْت الشجرَ: حتَتُّ عَنهُ الورقَ(4/378)
وعَبَلْت السهمَ: جعلت فِيهِ مِعْبَلةً وعَبَلْته عَبول وَهِي المَنِيَّة كَقَوْلِهِم غالَتْه غُول وأَعْبَلَ الأرْطَى: غَلُظ ثَمرُه فِي القَيْظ واحمرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبَغ بِهِ وأَعْبَل الشجرُ: طَال ورَقُه وَلَا يُقَال إِلَّا للورق الدَّقِيق المفتول كورق الأَثْل والأَرْطى وأَعْبَل أَيْضا: سقط وَرَقُه ضِدٌّ عَمَنَ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ وأَعْمَن: أَتَى عُمان. عَاشَ: حَيِيَ وأعاشه اللهُ. عارَ الفرسُ والكلبُ: ذهب كَأَنَّهُ مُنْفَلِت من صَاحبه يتَرَدَّد وعارَ الْبَعِير: إِذا كَانَ فِي شَوْل فَتَرَكها وَانْطَلق نَحْو أُخْرَى يُرِيد القَرْع. وعار فِي الْقَوْم: ضَرَبَهم بِالسَّيْفِ وعارَ الجرادُ: ذهب وأَعَرْت الفرسَ: سمَّنْته. عالَ الرجلُ: افْتقر وأعالَ: كثُر عِيالُه. عَناه الأمرُ: همَّه وعَنَتْ أمورٌ: نَزَلَتْ وَوَقعت وعَنَيْت الشيءَ: قَصَدْته وأَعْنَى المطرُ النبتَ: أَنْبَته. عامَ الرجلُ: هَلَكَت مَاشِيَته وأعام القومُ: هَلَكت إبلُهم فَلم يَجدوا لَبَنَاً يشربونه. عَصَوْته بالعصا: ضَرَبْته وعَصا بِسَيْفِهِ: أَخَذَه أَخْذَ العَصا وأَعْصَى الكَرْمُ: خَرَجَت عِيدانُه وَلم تُثْمِر. عَدا عَلَيْهِ: ظَلَمَه وعَداه عَن الْأَمر: صَرَفَه وعَدا طَوْرَه وقَدْرَه: جاوَزَه وعَدا فِي مَشْيِه: أَحْضَر وأَعْدَيْته أَنا وأَعْدَيْته عَلَيْهِ: نَصَرْته وأَعْدَاه عَن خُلُقه: صَرَفَه إِلَى غَيره وَقيل ردَّه إِلَى خُلُقه نَفْسِه. عَاد: ثنَّى بعد البَدْء وعادَ بمعروفه: زَاد وعادَ العليلَ: زَارَهُ وعادَ الأمرُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ: رجَعَ وأَعَدْتُه أَنا: رَجَعْته، عَاد بِالْأَمر: لاذَ بِهِ، وأَعَذْتُه من الْأَمر: أَلَذْته. عَرَوْته: غَشِيْته طَالبا معروفَه وعَراه المرَضُ: غَشِيَه وأَعْرَى القومُ صاحبَهم: تَرَكوه فِي مَكَانَهُ وذَهَبوا وأَعْرَوْا: غَابَتْ الشمسُ عَنْهُم وبَرَدوا وأَعْرَيْت القميصَ: جعلتُ لَهُ عُرىً. عَلَوْت فِي الْجَبَل وعَلى الدَّابَّة وكلِّ شَيْء وعَلَوْته: صِرْت فِي أَعْلَاهُ وعَلَوْت حَاجَتي: ظَهَرْت عَلَيْهَا قَادِرًا وأَعْلَى عَن الوِسادة: تنَحَّى. عالَ فِي الحكم: جَار وعالَني الشيءُ: غَلَبَني وثَقُلَ عليَّ وعالَتِ الفريضةُ: ارْتَفَعَت وأعال الفريضةَ: أَقَامَهَا وأعال وأَعْوَل: حَرَصَ وأَعْوَلْت عَلَيْهِ: أَدْلَلْت وأَعْوَل الرجلُ والمرأةُ: رَفعا صَوْتَهما بالبكاء وأَعْوَلَت القوسُ: أرَنَّت. عَنا للحقِّ: خَضَعَ وعَنَوْت الشيءَ: أَبْدَيْته وعَنَوْت بِهِ: أخرجته وعَنَوْتُ الْكتاب: عَنْوَنْته وعَنَوْت فيهم: صِرْت عانِياً أَي أَسِيرًا وأَعْنَيْته: أَلْقَيْته فِي الْأَمر وأَعْنَى المطرُ النباتَ: أخرجه. عَفَوْت عَن ذَنْبِه: صَفَحْت وعَفَوْته: طَلَبْت عَفْوَه وَعَفا النبتُ وَغَيره: كثُر وعَفا المالُ والطعامُ والشرابُ: صَفا وعَفَتْ الدارُ: دَرَسَت وعَفا أثرُه: هَلَكَ وأَعْفَيْته من الْأَمر: بَرَّأْته وأَعْفَيْت الشَّعَر: تَرَكْته حَتَّى يَعْفُو. غَذَّ الجَرْحُ: وَرِمَ وأَغَذَّ السيرَ: أَسْرَع. غلَّ البعيرُ: عَطِشَ وغلَّ فِي الشَّيْء: دخل وغَلَلْته: أَدْخَلتهُ فِي أصُول الشّعْر وغلَّ صَدْرُه: حَقَدَ وغَلَلْت الرجلَ: وَضَعْت الغُلَّ فِي عُنُقه وأغلَّ إبلَه: أساءَ سَقْيَها وأغَلَّ فِي الْجلد: أخذَ بعض اللَّحْم والشحم مَعَه فِي السَّلْخ وأغلَّت الضَّيْعةُ: أَعْطَت الغَلَّة. غبَّ الطعامُ والتمرُ: باتَ لَيْلَة فَسَدَ أَو لم يَفْسُد. وغبَّ الْأَمر: صَار إِلَى آخِره وغَبَّت الماشيةُ: وَرَدَت يَوْمًا وتَرَكَت آخر وأَغْبَبْتها أَنا. غَضَنْته: حَبَسْته وغَضَنَت الناقةُ بولدِها: أَلْقَته لغير تَمام وأَغْضَنَت السماءُ: دَامَ مطرُها. غَضَفْت الشيءَ: كَسَرْته وغَضَفَ الرجلُ: نَعِمَ بالُه وغَضَفَ الكلبُ أُذُنَه: لواها وَكَذَلِكَ إِذا لَوَتْها الريحُ وأَغْضَفَت النخلةُ: كثر سَعَفُها وساء ثمرُها. غَضِبَت عَيْنُه: وَرِمَ مَا حَوْلَها كغُضِبَت وأَغْضَبْت الرجلَ: جعلته يَغْضَب. غَمَضَ الشيءُ: خَفِيَ وأَغْمَض الرجلُ: نَام وأَغْمَضْت فِي السِّلْعة. استَحْطَطْت من ثمنهَا لرداءتها. غَمَزَه بحاجبه وعينه: أَشَارَ إِلَيْهِ وغَمَزَت الدابةُ: ظَلَعَت من رِجْلها وغَمَزْت الناقةَ: وَضَعْت يَدي فِي ظهرهَا لأنظُر أَبِهَا طِرْقٌ أم لَا وأَغْمَزتُ فِي الرجل: استضعفته. غَبَطْت الرجلَ: حَسَدْته وغَبَطْت الشَّاة والناقة: جَسَسْتهما لأنظر سِمَنُهما من هُزالهما وأَغْبَطْت الرَّحْلَ على ظهرِ الْبَعِير: أَدَمْته وأَغْبَطَت عَلَيْهِ الحُمَّى: دَامَت وأَغْبَطَت السماءُ: دَامَ مطرُها. غَدَرَه وغَدَرَ بِهِ: لم يَفِ بعهده وأَغْدَرْت الشيءَ: تركته ووَقَفْته. غَفَرَه: سَتَرَه وغَفَرْت المتاعَ فِي الْوِعَاء: أدخلته وغَفَرْت الْأَمر: أَصْلَحْته بِمَا يَنْبَغِي وغَفَرَ الثوبُ: ثار زِئْبِرُه وغَفَرَ الْمَرِيض والجريح: نُكِس وَكَذَلِكَ العاشق إِذا عادَهُ عيدُه بعد السَّلْوة وغَفَرَ الجَلَب السُّوقَ: رخَّصها وأَغْفَرَت الأرضُ: نَبَتَ فِيهَا شيءٌ من غَفَر وَهُوَ: صِغار الكَلأ. وأَغْفَر العُرفُط والرِّمْثُ: ظهر فيهمَا المَغافير. غَرَبَتْ الشمسُ: غَابَتْ وَكَذَلِكَ النَّجْم وأَغْرَب القومُ: أَتَوْا(4/379)
الغَرْب وأَغْرَبْت عَلَيْهِ بالْقَوْل: أتيت بِغَريبه وأَغْرَبْت بِالرجلِ: صَنَعْت بِهِ صنعا قبيحاً وَأَغْرَبْت الحوضَ والإناءَ: ملأْتُه وأَغْرَب الرجلُ: وُلِد لَهُ ولدٌ أَبيض. غَبَرَ الشيءُ: مكث وَذهب ضِدٌّ وأَغْبَرْت فِي طلب الشَّيْء: انكمشْت وأَغْبَرَت علينا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها. غارَهُم اللهُ بِخَير: أَصَابَهُم بمَطر وخِصْب وغارَني الرجلُ: وَداني وغار الرجلُ على امْرَأَته وَالْمَرْأَة على بَعْلهَا وأغار أَهله: تزوَّج عَلَيْهَا وأغارَ: ذهب فِي الأَرْض وأغار على الْقَوْم: دَفَعَ عَلَيْهِم الخَيْل وأغارَ القومَ: جَاءَهُم لينْصروه وَقد يتَعَدَّى بإلى وأَغَرْت الحَبْلَ: فَتَلْته. غابَ عني الأمرُ: بَطَنَ وَغَابَتْ الشَّمْس وسائرُ النُّجُوم: غَرَبَت وأغاب الْقَوْم: دخلُوا فِي المَغيب وأغابت المرأةُ: غابَ بَعْلُها. غَزا العَدُوَّ: سَار إِلَى قِتَاله وغَزا الأمرَ: قَصَدَه وأَغْزَيْت الرجلَ: حَمَلْته على الغَزْو وأَغْزََت المرأةُ: غَزا بَعْلُها وأَغْزََت الناقةُ: زَادَت على السّنة شهرا أَو نَحوه. غَطَى الليلُ: ارْتَفع وغَشِيَ كلَّ شَيْء وأَغْطَى الكَرْمُ: جرى فِيهِ المَاء وَزَاد. غَلا فِي الْأَمر: جاوزَ حَدَّه وغَلَوْت بِالسَّهْمِ: رفعت بِهِ يَدي إِلَى أقْصَى الْغَايَة وغلا السهمُ والحَجَر: ذهب. وغَلَتِ الدابةُ فِي سَيرهَا: ارْتَفَعت وغلا بالجارية والغلامِ عَظْمٌ وَذَلِكَ فِي سرعَة شبابهما وسَبْقِهما لِدَاتِهما وغلا النبتُ: التَفَّ وعَظُم وغلا السِّعْرُ: ضد رَخُص وأَغْلَيْته: جعلته غالياً وأَغْلَى الكَرْم: التفَّ ورَقُه وكثُرت نَوامِيه وطالَ وأَغْلَيْته: خفَّفْت من ورقه. غالَهُ الشيءُ: أَهْلَكَه وأغالَت المرأةُ وَلَدَها: أَرْضَعَته على حَمْلٍ. غَلَفَ لِحْيَتَه بالطِّيِب: لَطَخَها وأَغْلَفْت السِّكِّينَ: أدخلتها فِي الغلاف أَو جعلت لَهَا غلافاً. فَقَعَ الشيءُ: اصفَرَّ وفَقَعَ الغلامُ: تحرَّك وأَفْقَع الرجلُ: افْتَقَر. فَرَعْت الشَّيْء: عَلَوْته وفَرَعَ قَوْمَه: علاهم بشَرَف أَو جمال وفَرَعَ رَأْسَه بالعصا: علاهُ وفَرَعْت الأَرْض: نزلت فِيهَا وفَرَعْت بَين الْقَوْم: حجزت وأصلحت وفَرَعْت فرسي: كَبَحْته وأَفْرَع فِي قومه: طَال وأَفْرَع: ارْتَفع وأَفْرَعوا: انْتَجَعوا أول النَّاس وأَفْرَعوا فِي الْإِبِل وَالْغنم: نَتَجوا أوائلها وأَفْرَع الْوَادي أَهله: كفاهم وأَفْرَعْت بِهِ فَمَا أَحْمَدْته: نَزَلْت بِهِ وأَفْرَع الرجلُ: انْحَدَر وأَفْرَعوا من سفَرِهم: قَدِموا وبِئْس مَا أَفْرَعْت بِهِ: أَي ابْتَدَأْت وأَفْرَع اللِّجامُ الفرسَ: أَدْمَاه وأَفْرَعَت المرأةُ: حاضَت. فَضَحْت الشيءَ: أظهرته وفَضَحَ القمرُ النجومَ: غلب ضَوْءُه ضَوْءَها فَلم تتَبَيَّن وأَفْضَح النخلُ: احمَرَّ واصْفرَّ. فَحَلْت إبلي فَحْلاً: أَعَرْته إِيَّاه يَضْرِب فِي إبِله: فَلَحْت الشَّيْء: شَقَقْته وفَلَحْت الأرضَ للزِّرَاعَة مِنْهُ وفَلَحْت شَفَتَه: شققتها وفَلَحْت بِالرجلِ: اطْمَأَنَّ إليَّ فِي بيع أَو شِرَاء فَخُنْتُه وفَلَحْت البَيِّعَيْن وَلَهُمَا: زَيَّنت لَهما البيع وَالشِّرَاء وأَفْلَح الرجلُ: ظَفِرَ. فَحَمَ الصبيُّ: بَكَى حَتَّى انْقَطع صَوته وَلم يقدر على الْبكاء وفَحَمَ الكَبْشُ: صَاح وأَفْحَمْته: صادفته مُفْحَماً لَا يَقُول الشِّعْر. فاحَت الريحُ الطِّيِّبة خَاصَّة: سَطَعَت وأَرِجَت وفاحَت القِدْرُ: غَلَتْ وفاحَ الموضعُ: اتَّسَع وفاح الدمُ: انْصبَّ وأَفَحْته أَنا. فَتَقْت الشيءَ: خلاف رَتَقْته وفَتَقْت الطِّيب: طيَّبْته وخَلَطْته بعُود وَغَيره وَكَذَلِكَ الدَّهْن وفَتَقْت العَجين بالخَمير كَذَلِك وأَفْتَق القومُ: تَفَتَّقَ عَنْهُم الْغَيْم وأَفْتَق قَرْنُ الشَّمْس: أصَاب فَتْقَاً من السَّحَاب فبَدا مِنْهُ وأَفْتَقْنا: صادَفْنا فَتْقَاً وَهُوَ: الْموضع الَّذِي لم يُمْطَر. فَقَرْت الأَرْض: حَفَرْتها وفَقَرْت أَنْفَ الْبَعِير: حَزَزْته ثمَّ لَوَيْت عَلَيْهِ جَريراً لأُذَلِّلَه وأَفْقَره اللهُ: ضد أغناه وأَفْقَرك الصَّيْدُ: أَمْكَنَك من فَقاره وأَفْقَرَني بعيرَه: أعارَني ظَهْرَه للْحَمْل وأَفْقَر ظَهْرُ الْمهْر: حَان أَن يُرْكَب وأَفْقَرك الرميُ: أَكْثَبَك. فَرَقْت الشيءَ: خلاف جَمَعْته وفَرَقْت الشَّعَر بالمِشْط: سرَّحْته وفَرَقَت الناقةُ: فارَقَت إِلْفَها فَنْتَجَت وَحدهَا وأَفْرَقَت الناقةُ: أَخْدَجَت وأَفْرَقَت: فارَقت وَلَدَها وأَفْرَق المريضُ: بَرَأَ. فَلَقْت الشَّيْء: شَقَقْته وفَلَقَ اللهُ الحبَّ بالنبات: شقَّه وفَلَقَ الشيءَ: عَلاه وفاقَ بِنَفسِهِ عِنْد الْمَوْت: جاد وفاقَ: أَخَذَه البُهْر وفاقَ السهمَ: كَسَرَ فُوقَه وأفاقَه: وَضَعَه فِي الوَتَر ليرمي بِهِ وأفاقت الناقةُ:(4/380)
درَّ لبَنُها وأفاقَ العليلُ: نَقَهَ وَكَذَلِكَ السَّكْرَان إِذا صَحا. فَرَكَ الشيءَ: دَلَكَه وأَفْرَك الحبُّ: حَان لَهُ أَن يُفْرَك. فَجَجْت مَا بَين رِجْلَيَّ: فتحت وفَجَجْت وَتَرَ الْقوس: أَبَنْته عَن كبِدِها وأفجَّ الظِّلِيم: رَمى بصوْمِه. فَجَرْت الماءَ والدمَ ونحوَهما من السُّيَّال: أَرَقْته وفَجَرَ الْإِنْسَان: انْبَعَثَ فِي الْمعاصِي وأَفْجَر القومُ: دخلُوا فِي الفَجْر. فش الشيءَ: تتَبَّعه للسَّرَق وفَشَّ الضَّرْعَ: حلب مَا فِيهِ وفَشَّ القِرْبةَ: حلَّ وِكاءَها فَخرج ريحُها وفشَّ القومُ: حَيُّوا بعد هُزال وأفَشُّوا: انْطَلقُوا فَجَفَلوا. فَرَشَ النباتُ: انْبَسَط على الأَرْض وفَرَشْت عَنهُ: تَهَيَّأْت لَهُ وَمَا أَفْرَشْت عَنهُ: أَي مَا أَقْلَعْت. فَشا خبَرُه: انْتَشَر وأَفْشَى القومُ: تَناسَل مالُهم وكثُر. فَضَضْت الشَّيْء: كَسَرْته وفرَّقته وفَضَضْت مَا بَينهمَا: قَطَعْت وأَفَضَّ الْعَطاء: أَجْزَلَه. فَرَضْت الشيءَ: أَوْجَبْته وفَرَضْت العُود والمِسْواك وَفِيهِمَا: حَزَزْت حزَّاً وفَرَضْت فُوقَ السهْم: عَمِلْته وفَرَضْت للميِّت: حَفَرْت وأَفْرَضَت الماشيةُ: وَجَبَت فِيهَا الْفَرِيضَة. فَضَلْته: كنت أَفْضَل مِنْهُ وأَفْضَل الشيءُ: بَقِيَ وأَفْضَلْت فَضْلَة: أبقيتها. فاضَ الماءُ وغيرُه: سالَ وفاضَ صَدْرُه بسِرِّه: لم يُطِق كتمه وَكَذَلِكَ الْإِنَاء بِمَا فِيهِ وفاضَتْ نَفْسُه: خرجت تميمية وأَفَضْت الماءَ وغيرَه: أَسَلْته وأفاضَ اللهُ نَفْسَه: أَهْلَكَه وأفاضَ البعيرُ بجِرَّتِه: اجْتَذَبَها ومَضَغَها وأفاضوا فِي الحَدِيث: انْتَشَروا وأفاضَ الناسُ: انْدَفَعوا إِلَى مِنىً بِالتَّلْبِيَةِ. فَضا المكانُ: اتَّسَع وأَفْضَى إِلَى فلَان: وَصَلَ وأَفْضَى إِلَيْهِ الأمرُ كَذَلِك. بَضَّ الجُرحُ: سَالَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل وبَضَّ العَرَق: رَشَحَ. وأَبْضَضْت إِلَيْهِ من حقِّه شَيْئا: أَعْطَيْته إِيَّاه. فَرَصْت الجِلْد: قَطَعْته وفَرَصْت النُّهْزَة: أَصَبْتها وفَرَصْته: أَصَبْت فَريصتَه وأَفْرَصْتك الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْك. فَصَمْت الشيءَ: كَسَرْته وأَفْصَم المطرُ: انْقَطع. فَصَيْت الشيءَ من أَصله: فَصَلْته وأَفْصَى الحَرُّ: خرجَ وَلَا يُقَال فِي الْبرد وأَفْصَى المطرُ: أَقْلَع. مَا فاصَ: أَي مَا بَرِحَ وأفاصَ الضَّبُّ عَن يَدي: انْفرجَتْ أصابعي عَنهُ فَخَلَص. وَمَا أفاصَ بِكَلِمَة: أَي مَا بَيَّن. فَسَدَ الشيءُ: نقيض صَلَحَ وأَفْسَدْته أَنا. فَرَسْت الذَّبيحة: فَصَلْت عُنُقَها وفَرَسَ السَّبُع الشَّيْء: أَخذه فدَقَّ عُنُقه وفَرَسَ عُنُقَه: دَقَّها وأَفْرَسْته الشيءَ: أَلْقَيْته لَهُ يَفْرِسهُ. فَرَطَ الرجلُ والفرسُ: سَبَقَ وفَرَطَ القومَ: تقَدَّمهم إِلَى الوِرْد لإِصْلَاح الأَرْشِية والدِّلاء، وفَرَطَ وَلَدَاً: مَاتُوا لَهُ صِغاراً، وفَرَطَ منِّي إِلَيْهِ كَلَام: سَبَقَ وفَرَطَ عَلَيْهِ: أَسْرَف وفَرَطَ عَلَيْهِ: عَجِلَ وأَفْرَط: ضدُّ قَصَدَ وأَفْرَط عَلَيْهِ: حمَّله فَوق مَا يُطيق وأَفْرَطْت الْحَوْض والإناء: ملأْتُه حَتَّى فاض وأَفْرَطْت الشيءَ: نَسِيْته وَمَا أَفْرَطْت مِنْهُم أحدا: أَي مَا تَرَكْت مِنْهُم. فَرَدَ بِالْأَمر: انْفَرَد وأَفْرَدتُ الشيءَ: جَعَلْته فَرْدَاً. فادَ الرجلُ: تَبَخْتَر وَقيل هُوَ: أَن يَحْذَر شَيْئا فيَعْدِل عَنهُ جانباً وفادَ المالُ: ثَبَتَ لصَاحبه وفاد الرجلُ: مَاتَ وأَفَدْت المالَ: أَعْطَيْته غَيْرِي وأَفَدْته: اسْتَفَدْته. فَرَيْت الشيءَ: شَقَقْته وأَفْسَدْته وأَفْرَيْته: أصلحته. فَضَخْت الشَّيْء: كَسَرْته وفَضَخْت الرُّطَبة ونحوَها من الرَّطْب: شَدَخْتها وأَفْضَخ العُنْقود: صَلَحَ أَن يُفْتَضَخ ويُعتصَر مَا فِيهِ. فَسَخْت الشَّيْء: نَقَضْته وفَسَخْته: فرَّقْته وأَفْسَخْت القُرآن: نَسِيْته. فَرَغَ: خَلا كفَرِغ وأَفْرَغْت عَلَيْهِ المَاء: صَبَبْته وأَفْرَغت الذهبَ والفِضَّة وَنَحْوهمَا من الْجَوَاهِر الذّوَّابة: صَبَبْتهما فِي قالَب. قَنَأَ الشيءُ: اشتَدَّت حُمْرَتُه وأَقْنَأَني الشيءُ: أَمْكَنني ودنا منِّي. قَرَيْت الماءَ فِي الْحَوْض: جَمَعْته وقَرَيْت الضيفَ: أَضَفْته وأَقْرَاني هُوَ: طلب مني القِرى. قَالُوا: نَامُوا فِي القائلة وشَرِبوا وأَقَلْت الإبلَ: أَوْرَدْتها فِي القائلة. قَصَوْت عَنهُ: بَعُدْت وقَصَوْته: كنتُ أبعد مِنْهُ وقَصَوْت الناقةَ والشاةَ: حَذَفْت طَرَفَ أُذنها وأَقْصَيْت الرجلَ: باعدتُه. قادَ الدابةَ: اقْتادها وأَقَدْته خَيْلاً: أَعْطيته إِيَّاهَا. قَالَ: لَفَظَ وأَقْوَلْته مَا لم يَقُل: أدعيته عَلَيْهِ أَو نسبته إِلَيْهِ. قَفَوْته: تَبِعْته وقَفَوْته: قَذَفْته وقَفَوْته بالشَّيْء: خَصَصْته بِهِ وأَقْفَيْته على صَاحبه: فَضَّلْته. قَامَ الرجل: مَثَلَ وقامَ الشيءُ: اعْتَدَل وقامَ الظِّلُّ: عَقَلَ وقامَت العينُ: ذهب بصرُها وحَدَقَتُها سَالِمَة وَقَامَ بِهِ العُضْوُ: أَوْجَعَه وأَقَمْت الرجلَ: صيرته قَائِما وأَقَمْت بِالْمَكَانِ: ثَبَتُّ. قَلَدْت الماءَ فِي الْحَوْض واللبنَ فِي السِّقاء: جَمَعْته وقَلَدَ الشرابَ فِي بَطْنه كَذَلِك وقَلَدْت القُلْب على القُلْب: فَتَلْته وَكَذَلِكَ الحديدة - إِذا دققتها ولويتها(4/381)
على شَيْء وقلدت الْحَبل فتلته وأَقْلَد عَلَيْهِم البحرُ: انْضَمَّ. قَطَرَ الماءُ: جَرَىَ وقَطَرْت الإبلَ: شَدَدْت بعضَها إِلَى بعض على نَسَقٍ وقَطَرَ فِي الأَرْض: ذهبَ فَأَسْرع وَمَا أَدْرِي مَنْ قَطَرَ ثوبي وقَطَرَ بِهِ: أَي أَذْهَبَه وأَقْطَرْته: أَلْقَيْته على قُطْرِه. قَطَفْت الشيءَ: قَطَعْته وقَطَفَت الدابةُ: أساءت السيرَ. وقَطَفَه: خَدَشَه، وأَقطَفَ العنَبُ: حَان قطافه، وأقْطَفَ القومُ: حَان قطاف كرومهم، وأقطَفوا: كَانَت دوابُّهم قُطُفاً، قتَلْته: أوصلت إِلَيْهِ الْقَتْل، وأقْتَلْه: عرَّضته للْقَتْل، قَرَنْت الشيءَ إِلَى الشَّيْء: شدَدته، وقَرَنْته بِهِ: عَدَلْته، وَقرن الحجَّ بِالْعُمْرَةِ مِنْهُ، وأقْرَنْت لَهُ: أطَفت، وأقْرَن الدُّمّلُ: حَان أَن يتفَقَّأَ، وأقْرَن الدمُ: كثُر، وأقرَن الرجل: كثُرت ضيعته فغلبته، وأقرَن رُمْحَه: دَفَعه، قَرَفْت الشَّجَرَة: نَجَبْت قِرْفَها وَكَذَلِكَ قَرَفْت القُرْحَة، وقَرَفْت الذَّنْب وَغَيره: كَسَبْته، وقَرَفْته بسوءٍ: رَمَيْته، وقَرَفَ عَلَيْهِ: كَذَب، وقَرَفْته بالشَّيْء: اتَّهَمْته، وقَرَفت الشيءَ: خَلَطْته، وأقْرَف الجَرِبُ الصِّحاحَ: أعداها، وأقرَفَ الرجل: دَنا من الهُجْنة، وَمَا أقْرَفَت يَدي مِنْهُ: أَي مَا دنَت، قَفَرَ الأَثَرَ: اقتفاه، وأقْفَرَ المكانُ: خَلا، وأقْفَرَ الرجل من أَهله كَذَلِك، وأقْفَرَ: ذَهَبَ طَعَامه فجاعَ، وأقْفَرَ: أكَلَ طَعَامه بِلَا أُدْمٍ، قَرَبَت الْإِبِل: طلبت الماءَ لَيْلًا وَقيل هُوَ: أَن لَا يكون بَيْنك وَبَين المَاء إلاّ لَيْلَة، وقَرَبْت السَّيْف: أدخلته فِي القِراب، وأقْرَبْت الْإِبِل: سُقْتها إِلَى المَاء، وأقرَبَ القومُ: كَانَت إبلهم قوارِب، وأقرَبْت القِراب: عمِلْته، وأقْرَبْت السَّيف: عمِلْت لَهُ قِراباً، وأقْرَبَت الحاملُ: دنا وِلادُها، وأقْرَبْت الْإِنَاء: ملأتُه، قَبَرْت الرجل: دَفَنْته، وأقْبَرْته: جعلت لَهُ قَبْراً، وأقْبَرْت القومَ قتيلهم: أَعطيتهم إِيَّاه يَقبرونه، قَرَمْت الْبَعِير: قطعت من أَنفه جِلدةً لَا تَبين وجمعتها عَلَيْهِ، وقَرَمت البَهْمة وَذَلِكَ فِي أول مَا تَأْكُل وَهُوَ أدنى التَّنَاوُل، وَكَذَلِكَ الفصيل فِي أول أكله، وقَرَمْته بالمِقْرَمة وَهُوَ: مِحْبَس الفِراش وَقيل هُوَ: السِّتْر الرَّقِيق، وأقْرَمْت الفَحْلَ: جعلته قَرْماً وأقْرَمْته عَن المِهنة، قَمَرْته: غَلَبْته، وأَقْمَرَ الْهلَال: صَار قمراً وَرُبمَا قَالُوا أقمر اللَّيْل وَلَا يكون إِلَّا فِي الثَّالِثَة، وأقمر البُسْرُ: لم يَنْضَج حَتَّى أدرَكه البَرْدُ فَلم تكن لَهُ حلاوة، قَفَلَ القومُ: رجعُوا، وقَفَلَ الجِلْدُ: يَبِسَ وَكَذَلِكَ الشّجر، وقَفَل الْفَحْل: اهتاجَ للضِّراب، وأقفلْت الْبَاب وأقفلْت عَلَيْهِ: أغلقته بالقفل، قَلَبْت الشيءَ: حوَّلته عَن وَجهه، وقلبت الخُبْزَ: إِذا نضِجَ ظَاهره فحوَّلته ليَنضج بَاطِنه، وقلَبْت النَّخلة: نَزَعْت قَلبهَا وَهِي شَحمتها، وقَلَبَ البُسْرُ: احمَرَّ، وأقْلَبَت الخُبْزَةُ: حَان لَهَا أَن تُقْلَب، وأقْلَبَ القومُ: أصَاب إبلهم القُلابُ وَهُوَ داءٌ يَأْخُذ فِي قلوبها فتموت من يَوْمهَا، قَبَلَت الْإِبِل أَفْوَاه الْوَادي: قابَلَتها، وقَبَلْت بِهِ: كَفَلْت، وقَبَلَت الرّيح: هبَّت قُبولاً، وأقبَلَ على الشَّيْء: لَزِمَه وَأخذ فِيهِ، وأقبلَت الأرضُ بالنَّبات وَالسَّمَاء بِالْمَاءِ: أَتَتْ، وأقْبَلْته وأقْبلت بِهِ: زُرْته، وأقبَلْته وأقبَلْت بِهِ: زاولْتُه على الْأَمر فَلم يقبله، وأقبَلْته الشيءَ: قابلته بِهِ، وأقبلنا الرِّماحَ نَحْو الْقَوْم: قابلناهم بهَا وأقبلْت إبلي أفواهَ الْوَادي كَذَلِك، وأقْبَلْت عينه: صيَّرْتها قَبْلاء وأقبلنا على الْإِبِل وَذَلِكَ إِذا شربتْ مَا فِي الْحَوْض فاستقيْتَ على رؤُوسِها وَهِي تشرب، وأقبَلَ القومُ: دخلُوا فِي القَبول، قَرَأَت المرأَةُ: رَأَتْ الدَّمَ، وقَرَأَت النَّاقة والشّاةُ: حَمَلَت، وقَرَأْتُ القرْآن: تَلَوْته وأقْرَأته غَيْرِي، وأقْرَأت الْمَرْأَة: حَاضَت وطَهُرَت، وأقرَأَت: استقرَّ المَاء فِي رَحمهَا، وأقرَأَت النُّجومُ: حَان مَغيبها، وأقرأَت الرِّيَاح: هبَّت لأوانها، قَذَعْته بالعصا: ضرَبْته، وأقْذَعْت القَوْل: أسأْته، وأقْذَعْته بلساني: قَهَرْته، قَعَثْت الشيءَ: استأصَلْته، وقَعَثْت لَهُ من الشَّيْء: حَفَنْت، وأقْعَثْت العَطِيَّة: أكثرتها، قَرَعْت الشيءَ: ضَرَبْته، وقَرَعْته: سَكَّنْته وصَرَفته، وقَرَعْته: غَلَبْته بِالْقُرْعَةِ، وقَرَعَ الْفَحْل النَّاقة: ضَرَبها، وأقْرَعْت الفَرَس: كَبَحْته، وأقرعوه خِيارَ مالِهم: أَعْطوهُ إيّاه، وأقْرعت إِلَى الحقِّ: رَجَعت، وأقرعْت بَينهم: أصْلَحت، قَلَعْت الشيءَ: انتزعته من أَصله، وأقلعوا بِهَذِهِ الْبِلَاد: بَنَوها فجعلوها كالقلعة وَهِي الصَّخْرَة الْعَظِيمَة، وأقْلَعْت السفينةَ: عَمَلت لَهَا قِلْعاً، وأقْلَعت عَن الشيءِ: نَزَعْت، وأقْلَع الشيءُ: انجلى وَمِنْه لإقلاع الْمَطَر والحُمَّى، قَنَع الرجل: سألَ، وأقْنَع يَدَيْهِ فِي الْقُنُوت: مَدَّهما مُسْتَرْحِماً، وأقْنَعَ: رفع رأسَه وأشخَصَ بَصَره نَحْو الشَّيْء لَا يصرفهُ عَنهُ، وأقنَعَ الْإِنَاء فِي النَّهر: اسْتقْبل بِهِ جِرْيَتَه أَو مَا انصبَّ مِنْهُ، قعا الْفَحْل على النَّاقة: عَلاها، وأَقْعى(4/382)
الْكَلْب والسَّبع على إستِه: جلس، قَرَحْت الرجل: جَرَحْته، وقَرَحَت الناقةُ: تمَّ حملهَا وَقيل ظهر، وقَرَح الْفرس: بلغ سِنَّ القُروح، وأقْرَح القومُ: أصَاب مَوَاشِيهمْ القَرْحُ، قَبحَه الله: نحَّاه عَن كل خير، وقَبَحْت لَهُ وَجهه: جعلته قبيحا، وأقْبَحَ: أَتَى بقبيح، قَحَمَ الرجل: أفْصَح، وأقحم الْبَعِير: سَار فِي الْمَفَازَة من غير مُسيمٍ وَلَا سائق، قَمَحَ الْبَعِير: رفع رَأسه وَلم يشرب المَاء وَقيل هُوَ: إِذا اشتدَّ عطشه فَفتَر لذَلِك فتوراً شَدِيدا، وأقمَحَ السُّنبل: جرى فِيهِ الدّقيق، قَهَرَ الرجل: غَلبه، وأقهَر: صَار أَصْحَابه مقهورين، وأقهرْته: وجدته مقهورا، قَهَلْته: أثنيت عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحاً، وقَهَلَ: استقلَّ العطيةَ وكَفَرَ النِّعْمَة، وأقْهَلَ: دَنَّسَ نَفسه وتكلَّف مَا يُصِيبهُ، قَفَخْت الشيءَ: ضَرَبْته وقَفَخْت رأسَه بالعصا كَذَلِك، وقَفَخْت العَرْمَضَ: كَسرته عَن وَجه المَاء، وأقْفَخَت البقرةُ والذِّئبة: استحْرَمَت، قَضَّ عَلَيْهِم الخيلَ: أرسلها، وقَضَّ الشيءَ: كَسره، وقَضَّ اللؤلؤة: ثقبها، وقَضَّ الوترُ والنِّسْعُ: صَوَّت، وأقَضَّ الرجلُ: أسَفَّ إِلَى خِساس الْأُمُور، قَصَّ الثوبَ: قطعه، وقَصَّ خَبره: أوْرَدَه، وقَصَّ آثَارهم: تَتَبَّعها، وأقَصَّت الفَرسُ: عَظُم ولَدُها فِي بَطنهَا، وأقَصَّت الشَّاة: استبان وَلَدهَا، وأقصَّ على الْمَوْت: أشرف، وأقصصته عَلَيْهِ وأقَصَّتْه شَعُوب: أشرَف عَلَيْهَا ثمَّ نجا، وأَقَصَّه: أخَدَ لَهُ القِصاص، قَرَرْت القِدْر: صَبَبْت فِيهَا مَاء بَارِدًا لكيلا تحترق، وقَرَرْت عَلَيْهِ المَاء: صَبَبْته، وقَرَّبه الْمَكَان: استقَرّ، وأقْرَرته أَنا وأقَرَّ بِالْأَمر: ضد جَحَدَه، وأقَرَّ الْقَوْم: دخلُوا فِي القُرِّ، قَلَّ الشيءُ: ضدّ كثُر، وأقْلَلته: جعلته قَلِيلا، وأقْلَلت أَيْضا: أتيت بِقَلِيل، وأقلَلت الشيءَ: صادفته قَلِيلا، وأقَلَّ الرجل: أعْدَم وَفِيه بقيَّة، قَفَّ الرجلُ: أُرْعِد واقْشَعَرَّ، وقَفَّت الأَرْض: يَبِسَ بَقْلُها، وأقَفَّت عين الْمَرِيض والباكي: ذهب دمعها وارتفع سوادها، وأقَفَّت الدَّجاجة: انْقَطع بيضها وَقيل جمعت الْبيض فِي بَطنهَا، قَمَّ الشيءَ: كَنَسَه، وقَمَّ مَا على الْمَائِدَة: أكلَه فَلم يدَع مِنْهُ شَيْئا، وقُمَّت الْإِبِل: عَمَّها الْفَحْل بالضِّراب فألْقحَها وَقد أقَمَّها الْفَحْل، قَرَشْت: جمَعْت من هُنَا وَهنا، وقَرَشَ: كَسَب وقَنا، وقَرَشْت من الطّعام: أصبْت مِنْهُ قَلِيلا، وأقْرشَ بِالرجلِ: أخبر بعيوبه، وأقْرَشَت الشَّجَّة: صَدَعَت العَظْم وَلم تَهْشِمْه، قَرَضَه: قطعه، وقَرَضَ رِباطه: مثَلٌ فِي شدَّة الْعَطش، وقَرَضَ جِرَّته: مَضَغها، وقَرَضَ فِي سَيره: عَدَلَ يَمْنَة ويسرَة، وقَرَضْت الْمَكَان: تنكَّبْته، وأقرضْته الثَّنَاء: حَبَوْته إِيَّاه، وأقرضَني الشيءَ: قَضانيه، قصدت الشيءَ وَله: اعتمَدْته، وقَصَدْت لَهُ من الشَّيْء: كَسَرْت، وقَصَدْت المُخَّة: كسرتها وفصَّلتها، وأقْصَدَني إِلَيْهِ الأمرُ وأقْصَدَت العِضاهُ: بَدَت قِصَدُها وَهِي براعيمها وَمَا لَان مِنْهَا قبل أَن تَعسو، قَصَرَ عنّي الوَجَع والغَضب: سَكَنَ كقَصَّر وقَصَرْت أَنا عنْه وقَصَرْت لَهُ من قَيده: قارَبْت، وقَصَرْت الشيءَ: حَبَسْته، وقَصَرَ الطعامُ غَلا ونقَصَ ضدُّ، وقَصَرْت الثَّوب: حَوَّرته، وأقْصَرْت عَن الشَّيْء: تركته وَأَنا أقدر عَلَيْهِ، قَلَصَ الشيءُ: تَدانَى، وقَلَصَ الماءُ: ارْتَفع، وقَلَصَت نفسُه: غَثَت، وأقْلَصَت النَّاقة: سَمِنَت فِي سَنامها، قَصَفْت الشيءَ: كَسرته، وقَصَفَ الْبَعِير: صَرَف أنيابَه، وقَصَف علينا بِالطَّعَامِ: تَابع، وأقْصَفَ الأَرْطَى: خرَجَت فِيهِ قَصْفة، قَصَبْت الشَّاة: قطَّعْت قَصَبها، وقَصَبَ الْبَعِير الماءَ: مَصَّه وَرفع رَأسه عَنهُ، وقَصَبْت الْإِنْسَان والدابَّة: قطعت عَلَيْهِ شُرْبه قبل أَن يَرْوى، وقَصَبْت الرجل: شتَمْته وعِبْته، وأقْصَبْتك عِرْضَه: ألْحَمْتُك إِيَّاه، وأقْصَبَ الْمَكَان: نبت فِيهِ الْقصب، وأقصَبَ الزَّرع: صَار لَهُ قصَبٌ، وأقصَبَ الرَّاعِي: قَصَبَت إبِله فَلم تشرب المَاء، قَسَطَ فِي حُكمه: جارَ، وأقْسَطَ: عَدَلَ، قَبَسْت النارَ: أخَذْتها، وقَبَسْته النارَ: جِئته بهَا، وأقْبَسْته إِيَّاهَا: طَلَبْتها لَهُ، وأقْبَسَ الفحلُ الناقةَ: أسرعَ إلقاحَها، قَسَمْت الشيءَ: جَزَّأْته، وأقْسَمْت: حَلَفْت، كَرَعْت الوَحْشِيَّ: أصبت كُراعَه بالرَّمية، وكَرَع فِي المَاء: تنَاوله بفِيه من مَوضِعه وَقيل هُوَ: أَن يُصَوِّب رَأسه فِيهِ وَإِن لم يشرب، وأكْرَعَ القومُ: أَصَابُوا الكَرَعَ وَهُوَ مَاء السَّمَاء فأورَدوا، كَعَبَ الثَّدْيُ: نَهَدَ، وكَعَب ... . ت الجاريةُ: كَعَبَ ثَدْيها، وأكْعَبَ الرجلُ: أسرعَ وَقيل انْطلق وَلم يلْتَفت إِلَى شَيْء، كَلَحَ الرجل: بَدَت أَسْنَانه عِنْد العُبوس، وأكْلَحَه الأمرُ: ساءَه، كَزَزْت الشيءَ: جعلته ضيِّقاً، وأكَزَّه الله: أزْكَمه، كلَّ الرجلُ: أعيا، وكلَّ السَّيْف وَالْبَصَر: نبا، وكَلَّ عَلَيْهِ: تَعَيَّل وثَقُل، وأكَلَّه السّير: أعياه، وأكَلَّ القومُ:(4/383)
كَلَّت إبلهم، وأكَلَّ البكاءُ طَرْفه: أنْباه، كَنَنْت الشيءَ: صُنْتُه، وأكْنَنْته: سَتَرْته، كَبَبْت الشيءَ: قلَبْته، وكَبَبْته لوجهه: صَرَعْته، وكَبَبْت الغَزْل: جعلته كُبَّة، وأكْبَبْت على الشَّيْء: أقبلْت، كَمَمْت الشيءَ: طَيَّنْته وسَدَدْته، وكَمَمْت الْفرس وَالْبَعِير: وضعت عَلَيْهِ الكِمامَ لئلاّ يَعَضَّ، وأكْمَمْت القميصَ: جعلت لَهُ كُمَّين، كَشَفْت الشيءَ: رفعت عَنهُ مَا يُواريه، وكشفْت الْأَمر: أظهرته، وكَشَفته عَن الْأَمر: أكرهته على إِظْهَاره، وكَشَفَت الناقةُ: لَقِحَت كِشافاً أَي بعد سنتَيْن، وأكْشَفَ القومُ: لَقِحَت إبلهم كِشافاً، كَسَدَت السُّوق: لم تَنْفُق وكَسَد الْمَتَاع كَذَلِك، وأكْسَدَ القومُ: كَسَدَت سوقهم، كَسِلْت عَنهُ: فَتَرْت وأكْسَلَني هُوَ وأكْسَلَ الرجل: عَزَلَ فَلم يُرِدْ وَلَداً وَقيل هُوَ أَن يولِجَ فَلَا يُنْزِل، كَسَفَت الشَّمْس: ذهب ضوءها، وكَسَف بالُه: حدَّثَتْه نفسُه بالشرِّ، وكَسَفَ: عَبَسَ، وكَسَفَ الشيءُ: قَطَعه، وكَسَفَ عُرْقوبَه: قطع عَصَبَته دون سَائِر الرِّجل، وأكْسَفَه الْحزن: غَيَّره، كَتَبَ الشيءَ: خَطَّه، وكتَبَ السِّقاء: خَرَزَه بسَيْرَين وكَتَبَ الدَّابَّة وَعَلَيْهَا: خَزَم حياءَها بحَلْقة حَدِيد أَو صُفْر وخَتَم عَلَيْهِ، وكَتَب النَّاقة: ظَأَرَها فخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ لِئَلَّا تَشُمَّ البَوّ فَلَا تَرْأَمه، وأكْتَبَه: علَّمه الْكتاب، كَذَبَ: ضدّ صَدَقَ، وكَذَبت الْعين: خانها حِسُّها، وكَذَب الرَّأْيُ: إِذا توهَّمَ الأمرَ بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ، وكَذَبَتْه نفسُه: منَّتْه غير الحقِّ، وكَذَب الوَحْشِيُّ: جرى شَوطاً ثمَّ وقَفَ لينْظر مَا وَرَاءه وكَذَبَ علَيْكم الحَجُّ: وَجَبَ، وأكْذَبْته: ألْفَيْته كَاذِبًا أَو قلت لَهُ كَذَبت، كَثَّرْناهم: كنّا أَكثر مِنْهُم، وَأَكْثَرت الشيءَ: جعلته كثيرا، وأكثرْت: أتيت بِكَثِير، كَثَبْت الشيءَ: جَمَعته من قرْب وصببته، وأكْثَبَكَ الصيدُ والرَّمْي: أمكنك، كَفَرَ: ضدّ آمَنَ، وكَفَرَ فَوق دِرْعه: لبس فَوْقهَا ثوبا، وأكفرَ مُطيعَهُ: أحْوَجه إِلَى أَن يَعْصيه، كَرَبَه الْأَمر: حَزَنَه، وكَرَبَ الْأَمر: دَنا، وكَرَبْت وَظِيفَي الْحمار والجمل: لأَمْت بَينهمَا بحبلٍ أَو قيدٍ، وكَرَبْت الأرضَ: أَثَرْتُها للزَّرْع، وأكربْت الْإِنَاء: قارَبْت مِلْئَه، وأكْرَب الرجلُ: أسرَع، كَفَلْت بِالرجلِ: ضَمِنْته، كَلَبَ الرجل: نَبَحَ فِي قَفْرٍ لتسمعه الْكلاب فتنبح، وكَلَبَت الخارزةُ السَّيْرَ: أدخَلَت سَيْراً فِي آخر، وأكْلَبَ القومُ: كَلِبَت إبلهم وَهُوَ شيءٌ يُصِيبهَا كالجنون، فقد كنَفْته، وكَنَفْت الكَنيفَ: عَمِلْته وَهُوَ حَظيرة من خشب أَو شجر تُتَّخَذ لِلْإِبِلِ لتقيها الريحَ والبردَ، وكَنَفَ عَن الشَّيْء: عَدَل، وأكْنَفْت الرجلَ: حَفِظْته وأَعَنْته، وأكْنَفْته الصَّيد والطَّير: أعَنته على صيدهما، من ذَلِك كَنَبْت الشيءَ: كَنَزْته، وأكْنَبَ عَلَيْهِ بَطْنه: اشتدَّ، كَمَنْت لَهُ: استخفيت وأكْمَنت غَيْرِي، كَثأَ الوَبَرُ والنَّبْت: طلع وَقيل كَثُفَ وَطَالَ وَكَذَلِكَ اللِّحْيَة، وكَثأَت القِدْرُ: أزْبَدَت، وكَثأَ اللبنُ: علا دسَمُه وخُثورتُه رأسَه، وأكْثأَت الأَرْض: كثُرَت كُثْأتها وَهِي الكُرَّاث وَقيل هِيَ بِزر الجِرْجير، كَلأَه: حَرَسَه، وأكْلأْت فِي الطَّعام: أسْلَفْت، وأكْلأَت الأَرْض: أنْبَتَت الكلأَ، كَفأَ القومُ عَن الشيءِ: انصرفوا وكَفَأتهم أَنا، وكَفأت الإبلَ: طَرَدْتها، وأكْفأت الشيءَ: أمَلْته، وَمِنْه أكْفأت القوسَ: إِذا أملْت رَأسهَا وَلم تنصبها حِين ترمي عَلَيْهَا، وأكْفأت فِي سيري: جُرْت، وأكْفأت فِي الشِّعر: خَالَفت بَين ضروب إِعْرَاب رَوِيِّه، وأكفَأَت الإبلُ: كثُرَ نِتاجُها، وأكفأْته إبلي وغنمي: جعلت لَهُ أوبارَها وأصوافَها وأشعارَها وألبانَها وأولادَها، وأكْفأت الْبَيْت: جعلت لَهُ كِفاءً وَهُوَ ستْرَة من أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله من مُؤَخَّره، كَمَأْتُ القومَ: أطعمْتهم الكَمْأة، وأكْمأَت الأَرْض: كثُرَت كَمْأتها، كاسَ الرجلُ: خَفَّ وتوَقَّد، وأكاست الْمَرْأَة وأكْيَسَت: ولدت الأكياس وَكَذَلِكَ الرجل، كَرا الأرضَ: حَفَرَها، وكَرا البئرَ: طواها بِالشَّجَرِ، وكَرا بالكُرَة: رمى بهَا أَو أدارها بالصَّوْلَجان، وأكراني دابَّته أَو دَاره: استأجرَني عَلَيْهِمَا، وأكْرَيْت الشيءَ: أخَّرْته، وأكْرى الشيءُ: زادَ ونقَص ضدُّ، وأكْرى الرجل: قَلَّ مالُه، كاءَ عَن الْأَمر: نَكَلَ، وأكَأته: فاجأته على تَئِفَّة أمرٍ يُريدهُ وهابني، كَمَخَ الْبَعِير بسَلْحِه: أخرجه رَقِيقا، وكَمَخَه باللجام: قَدَعَه، وأكْمَخَ بِأَنْفِهِ: تكبَّر، لَمَعَ الشيءُ: أَضَاء، ولَمَع بِثَوْبِهِ: أَشَارَ، ولمع ضَرْعُ النَّاقة: تلوَّن(4/384)
ألواناً عِنْد الْإِنْزَال، وألْمَعَت النَّاقة بذنبها: رفعته فَعلم أَنَّهَا لَقِحَت وَكَذَلِكَ إِذا تحرَّك ولدُها، وَقيل إلماعُها: اسوداد مَا حول ضَرَّتها وكلُّ سَبُعة وَذَات حافرٍ مُلْمِعة، وألمَعَت البلادُ: كثُرَ فِيهَا الحِليُّ، وألمَعْت بالشَّيْء: ذَهَبْت، لَحَنَ: ترك الصَّوَاب فِي الْقِرَاءَة والنشيد وَنَحْو ذَلِك، ولَحَنْت لَهُ: قلت لَهُ قولا يفهمهُ. عَنِّي ويخَفْى على غَيره وألَحَنْتُه القولَ: أَفْهَمْتُه إِيَّاه. لَحَفْتُه لِحافاً: أَلْبَسْتُه إِيَّاه وأَلْحَفْتُه إِيَّاه: جعلته لَهُ لِحافاً وأَلْحَفَ فِي المسئلة: أَلَحَّ. لَحَمْت العَظْم: سَلَبْته اللَّحْم وأَلْحَمْتك عِرْضَه: أَبَحْته لَك وأَلْحَمْتُه: غَمَمْته وأَلْحَم: لَزِمَ الأرضَ. لَاحَ: عَطِشَ وألاح بحَقِّي: ذهب وَمَا ألاح مِنِّي: أَي مَا استحيا وألاح على الشَّيْء: اعْتَمَد. لَقَمْت الطريقَ: سَدَدْت فَمَهَ وأَلْقَمْت الرجل الشيءَ: لقَّمْته إِيَّاه. لجَّ الرجلُ: مَحِكَ وألجَّ القومُ: ركِبوا اللُّجَّة وألَجَّت الإبلُ والغنمُ: إِذا سمعتَ صَوت رَواغِيها وثَواغيها: لَجَأْتُ إِلَى الشَّيْء: اضطُرِرْت وأَلْجَأَني إِلَيْهِ: اضطُرَّني وأَلْجَأَني مِنْهُ: عَصَمَن. لَمَصْت الشَّيْء: لَطَعْته بإصْبعي كالعَسَل وأَلْمَص الكَرْمُ: لن عِنَبُه. لصَهُ: طالَعَه من خَلَل بابٍ أَو سِتْرٍ وألاصَه على الْأَمر: أداره عَنهُ. لَسَنْت الرجلَ: أَخَذْته بِاللِّسَانِ وأَلْسَنْته مَا يَقُول: أَبْلَغتهُ وأَلْسَنتُه فَصيلاً: أَعَرْتُه إِيَّاه ليُلْقيه على نَاقَته فتدِّرَّ عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ أَعَارَهُ لِسانَ فَصِيله. لَبَسْت عَلَيْهِ الأمرَ: خَلَطْته وأَلْبَسْته الثوبَ: كَسَوْته إِيَّاه وأُلْبِسَت الأرضُ: غطَّها النبت. لَبَدْت الصُّوفَ: نَفَشْته وبلَّلْته بِمَاء ثمَّ خِطْتُه وجَعَلْته فِي رَأس العَمَد ليَكُون وِقاية للبِجاد أَن يَخْرِقه وأَلْبَدتُ السَّرْج: عَمِلْت لَهُ لِبْداً وأَلْبَدَت الإبلُ: أخرج الربيعُ أَلْبَادها وأوبارها وحَسُنَت شارَتُها. لَبَنْت القومَ: سَقَيْتُهم اللبنَ وأَلْبَنوا: كثُر لبنُهم. لَهَدَه الحِمْل: أثقله وضَغَطَه ولَهَدَ: لَحِسَ وأَكَلَ ولَهَدَه: غَمَزَه. وأَلْهَد الرجلُ: ظَلَمَ وأَلْهَد بِهِ: أَزْرَى. لَهَت المرأةُ إِلَى حَدِيث الرجل: أَنِسَتْ بِهِ وأعجبها ولَها عَن الشَّيْء: نَسِيَه وتَغافَل عَنهُ وأَلْهَيْت الرَّحى وَلها وفيهَا: أَلْقَيْت كَمَلَ الشيءُ: تَمَّ وأكْمَلْته، أَنا كَنَفْت الرجلَ: جَعَلْته فِي كنفي وكلُّ مَا سترته فِيهَا اللهوة. مَصَعَ الفرسُ: مرَّ مرَّاً خَفِيفا ومَصَعَ البعيرُ: أَسْرَع ومَصَعَت الدابةُ بذَنَبِها: حرَّكتْه من غير عَدْو وَكَذَلِكَ الطَّائِر ومَصَعَ الرجلُ فِي الأَرْض: ذَهَبَ ومَصَعَ لبَنُ النَّاقة: ذهبَ ومَصَعَ الطَّائِر بذَرْقِه: رَمى ومَصَعَ الرجلُ بسَلْحِه على عَقِبَيْه: إِذا سَبَقَه من فَرَقٍ أَو عَجَلَة ومَصَعَت الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا: رَمَتْ ومَصَعَ الشيءُ: بَرَقَ ومَصَعَ الماءُ: تغيَّر وأَمْصَع العَوْسَج: أثمر. مَتَعَ النهارُ: ارْتَفع قبل الزَّوَال ومَتَعَت الضُّحى: ترَجَّلَت وبَلَغَت الغايةَ وَذَلِكَ إِلَى أول الضَّحاء الْأَكْبَر ومَتَعَ الرجلُ: جاد وظَرُف ومَتَعَ النَّبيذُ: اشتدت حُمْرَته ومَتَعَ الحَبْلُ: اشْتَدَّ ومَتَعْت بالشَّيْء: ذَهَبْت وأَمْتَعْته الشَّيْء وَبِه: جعلته لَهُ مُتْعة. مَعَنَ المرأةَ: نَكَحَها وأَمْعَن: هَرَبَ وتباعد وأَمْعَن بحقي: ذهبَ وأَمْعَن بِهِ: أقرَّ بعد مَا جَحده. ماعَ الماءُ وغيرُه: جَرى على وَجه الأَرْض منبسطاً فِي هِينة وماع الصُّفْرُ ونحوُه: ذابَ وأَمَعْته: أَذَبْتُه. مَعا السِّنَّوْرُ: صَاح. وأَمْعَت النَّخْلَة: أَرْطَبَت. مَحَشْت الرجلَ: خَدَشْتُه ومَحَشَه الحَدَّادُ: سَحَجَه وأَمْحَشَت النارُ الخبزَ: أَحْرَقَته وَكَذَلِكَ الحرُّ وأَمْحَشَت السَّنةُ: أَجْدَبَت فَلم تُبق شَيْئا. مَحَلَ بِهِ: كاده بسِعاية إِلَى السُّلْطَان وأَمْحَل البلدُ والزمانُ: أَجْدَب. مَلَحْت: رَضَعْت ومَلَحْت الْجلد وَاللَّحم: نَضَحْتُهُما بالملح وأَمْلَحوا: وَردوا مَاء أملحاً وأَمْلَحْت الْإِبِل: سَقَيْتها ماءاً مِلْحاً. وأَمْلَحَت هِيَ: وَرَدَته. مَنَحْته الشيءَ: أَعَرْتُه إِيَّاه ومَنَحْتُه: أَعْطيته وأَمْنَحَت الناقةُ: دَنا نتاجُها. مَقَرَ عُنُقه: ضربهَا بالعصا حَتَّى كسر الْعظم والجِلْدُ صَحِيح ومَقَرَ السَّمَكَة المالحة: أَنْقَعَها فِي الخَلِّ وكلُّ مَا أَنْقَعْته فقد مَقَرْته وأَمْقَرْت لَهُ شرابًا: مرَّرْته. مَرَقْت الصوفَ والشَّعَر: نَتَفْته ومَرَقَ السهمُ من الرَّمية: خرجَ ومَرَقَ فِي الأَرْض: ذهبَ وأَمْرَق الشَّعَرُ: حَان لَهُ أَن يُمْرَق وأَمْرَقَت النخلةُ: سقط حَمْلُها وأَمْرَقتُ السهْم: أَرْسَلْته وأَمْرَق الرجلُ:(4/385)
بَدَتْ عَوْرَته. مَلَقَ الأديمَ: دَلَكَه حَتَّى لَان ومَلَقَ الثوبَ والإناءَ: غَسَلَه ومَلَقَ الجَدْيُ أمَّهُ: رَضَعَها ومَلَقَه بِالسَّوْطِ: ضَرَبَه ومَلَقَ الأرضَ: عَدَّنها وسوَّاها للحرث وأَمْلَق مالَه: أَتْلَفه وأَمْلَق: افْتقر فَلم يَبْقَ لَهُ شَيْء. مَلَكَ العجينَ: أنعم عَجْنَه ومَلَكَ يَده بالطَّعنة: ملأها وشدَّها ومَلَكَ الشيءَ: احتواه وأَمْلَكْته إِيَّاه وأَمْلَكْته امرأتَه وَلَا يُقَال أَمْلَكْته بهَا. مجَّ الشيءَ من فَمِهْ: رَمَاه وأَمَجَّ الفرسُ: عَدا عَدْوَاً شَدِيدا وَقيل هُوَ إِذا بَدَأَ يَعْدُو قبل أَن يَضْطَرم جَرْيُه وأَمَجَّ إِلَى الْموضع: انْطلق. مَرَجَ الدَّابَّة: أرسلها تَرْعَى فِي المَرْج ومَرَجَ الخاتمُ: قلق وَالْكَسْر أَعلَى ومَرَجَ الله الْبَحْرين العَذْبَ والمِلْحَ: خَلَطَهما فالْتَقَيا ومَرَجَ الكذبَ: زَاد فِيهِ وأَمْرَج الدمُ السَّهم: أَقْلَقه حَتَّى سقط وأَمْرَج عَهْدَه: لم يفِ بِهِ وأَمْرَجَت الناقةُ: أَلْقَتْ مَاء الْفَحْل بعد كَونه غِرْساً ودماً. مَجَلَتْ يدهُ: نَفِطَتْ من الْعَمَل كمَجِلَتْ وأَمْجَلها العملُ. مَلَجَ الصبيُّ أمَّه: رَضَعَها وأَمْلَجَته هِيَ مَشَشْت يَدي وأُذُني: مَسَحْتهما بالشَّيْء الخَشِن لأُذْهِب بِهِ غَمَرهما وأُنَظِّفَهما وَكَذَلِكَ القِدْح إِذا مسحته وليَّنْته ومَشَّ الشيءَ: دافه وأَنْقَعَه وأمَشَّ العظمُ: خلا من المُخِّ. مَشَرْت الشيءَ: أَظْهَرتُه وأَمْشَر الشَّجرُ: أَوْرَق وأَمْشَرَتْ الأرضُ: ظهرَ نباتُها. مَشى بَطْنُه: اسْتطْلقَ ومَشَت المرأةُ والإبلُ والغنمُ: كثرت أَوْلَادهَا ومَشَىَ عَلَيْهِم مَال: تَناتَج وَكثر وَمَشى الرجلُ وغيرُه: عدا وأَمْشَيْته أَنا وأَمْشَى القومُ: تناسَل مالُهم وكثُر. مَصَلَ الشيءُ: قطر ومَصَلَت أسته: قَطَرَت. ومَصَلْت اللبنَ: وَضَعْته فِي وعَاء خُوص أَو وَرَق حَتَّى يَقْطُر ماؤُه وأَمْصَلَت المرأةُ: أَتَاهَا وأَمْسَسْته شَكْوَى: شَكَوْت إِلَيْهِ. مَرَسْت الدواءَ فِي المَاء: أَنْقَعْته وأَمْرَسْت الحَبْلَ: أَعَدْته إِلَى مجْرَاه من البَكَرة. مَسَيْت الناقةَ والفرسَ: إِذا أدخلت يدك فِي رَحِمِها فاستخرجت مَاء الْفَحْل وأَمْسَيْت: دخلت فِي المَساء. مَرَطْت الشَّعَر والرِّيشَ والصوفَ: نَتَفْته ومَرَطَ: أَسْرَع وأَمْرَط الشَّعَرُ: حَان لَهُ أَن يُمْرَط وأَمْرَطَت الناقةُ وَلَدَها: أَلْقَتْه لغير تَمام. مَلَطَ الرجلُ: خَبُث ومَلَطْتُ الحائطَ: طَلَيْته ومَلَطَت الناقةُ وَلَدَها: ألقته لغير تَمام وأَمْلَطَت جَنِينهَا: أَلْقَتْه وَلَا شَعَرَ عَلَيْهِ. مَطَوْتُ الشيءَ: مَدَدْته ومَطَتْ المَطيَّة فِي سَيرهَا: امتدَّت وأَمْطَيْتها: جَعلتهَا مَطِيَّة. مَدَدْنا القومَ: صِرْنا لَهُم أنصاراً وأَمْدَدناهم بغيرنا: نَصَرْناهم. مَرَيْت الناقةَ: مَسَحْت ضَرْعَها للدَّرِّ وأَمْرَتْ: درَّ لبنُها. مَهَيْت الشيءَ ومَهَوْته: موَّهْته وأَمْهَيْت الحَديدة: سَقَيْتها وأَحْدَدْتها وأَمْهَيْت الفرسَ: أَجْرَيْته ليَعْرَق وأَمْهَيْت الحبلَ: أَرْخَيْته وأَمْهَيْت الفرسَ: طوَّلْت رَسَنَه. ماهَ الرجلُ: سَقاه الماءَ وماهتِ الرَّكِيَّة: كثُر مَاؤُهَا وأَماهت الأرضُ كَذَلِك وحَفَرْت البئرَ حَتَّى أَمَهْتها وأَمْوَهْتها: أَي بَلَغْت الماءَ. مَصَخْت الشيءَ: جَذَبْته من جَوف شيءٍ وأَمْصَخ الثُّمامُ: خرجتْ أماصِيخُه وَهِي أَنابيبُه. مَسَخَه: حوَّل صورته وأَمْسَخ الورَمُ: انْحَلَّ. مَخَطَ المُخاطَ: رَمى بِهِ ومَخَطَه بِيَدِهِ: ضَرَبَه ومَخَطَ السهمُ: نفذّ وأَمْخَطْته أَنا. مَرَخْت الرجلَ بالدُّهْن: دَهَنْته وأَمْرَخْت العجينَ: أكثرت مَاءَهُ. مَضَغَ الشيءَ: لاكَهُ وأَمْضَغ التَّمْرُ: حَان أَن يُمضَغ. مَغَدَ الفَصيلُ أمَّه: لَهَزَها ورَضَعَها ومَغَدَ البعيرُ: امْتَلَأَ وَسمن ومَغَدَ شَعْرَه: نَتَفَه وأَمْغَد الرجل: أَكثر من الشُّرْب. مَغَرَ فِي الْبِلَاد: ذهبَ وأَسْرَع ومَغَرَ بِهِ الْبَعِير: أسْرع. ومَغَرَتْ فِي الأَرْض مَغْرَة من مطر: نَزَلَت وأَمْغَرَت الشاةُ والناقةُ: احمرَّ لبنُها وَلم تُخرِطْ مَغَلَ بِي: وَشى وأَمْغَل القومُ: مَغِلَت إبلُهم وأَمْغَلَت المرأةُ وَلَدَها: أَرْضَعَته وَهِي حَامِل وأَمْغَلَت الشاةُ: أَصَابَهَا وجع فِي بَطنهَا فكلَّما حَمَلَت ولدا أَلْقَتْه وَقيل هُوَ أَن يحمل عَلَيْهَا فِي السّنة الْوَاحِدَة مرَّتَيْنِ وَقيل هُوَ أَن تُنتَج سَنوات متتابعة. نَقَعَ الموتُ: كثُر ونَقَعْت لَهُ الشَّرَّ: أَدَمْته وَمَا نَقَعْت بخبَرِه: أَي لم أُصَدِّقْه ونَقَعَ الماءُ فِي المَسيل: اجْتمع وَكَذَلِكَ السَّمُّ فِي أَنْيَاب الحيَّة ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ: أذهبه ونَقَعَ من المَاء وَبِه: رَوِيَ وأَنْقَعَني الرِّيُّ: أذهب عَطَشي. نَكِعَه: ضَرَبَه بِظَهْر قدَمِه ونَكَعَ لَوْنُه: احمرَّ ونَكَعَه حقَّه: حَبَسَه عَنهُ وأَنْكَعْت الشاربَ والمتكلِّم: نغَّصْت عَلَيْهِمَا نَصَعَ الشيءُ: خَلَصَ ونَصَعَ لَوْنُه: ابْيَضَّ وأَنْصَع الرجلُ: تصَدَّى للشرِّ. نَعَظَ الذَّكَرُ: قَامَ وأَنْعَظَ الرجلُ: نَعَظَ ذَكَرَه وأَنْعَظَت المرأةُ:(4/386)
علاها الشَّبَق. نَعِيَ الميِّتَ: أَشْعَر بِمَوْتِهِ ونعي عَلَيْهِ: عابَه ووَبَّخَه وأَنْعَى الرجلُ: اسْتعَار فرسا يُراهن عَلَيْهِ وذِكْرُه لصَاحبه. نَكَحَ المرأةَ: باضَعها وأَنْكَحَته المرأةَ: زوَّجْته إِيَّاهَا. نَجَحَت حاجَتُك: تَقَضَّت وأَنْجَحَها اللهُ: أَسْعَفَك بإدراكها وأَنْجَح: سَار سيراً ناجحاً. نَضَحْت عَلَيْهِ الماءَ: ضَربته بِشَيْء فَأَصَابَهُ مِنْهُ رَشٌّ ونَضَحَ هُوَ عَلَيْهِ ونَضَحْت البيتَ: رَشَشْته ونَضَحَ بالعَرَق: بَضَّ ونَضَحَت العينُ: فارت بالدمع ونَضَحَت الجرَّةُ: خرجَ الماءُ مِنْهَا لرِقَّتِها وَكَذَلِكَ الْجَبَل إِذا تَحَلَّب الماءُ بَين صُخوره ونَضَحْت الرِّيَّ: شَرِبْت دونه ونَضَحْناهم بالنَّبْل: رَمَيْناهم ونَضَحَ عَنهُ: ذَبَّ ونَضَحَ الشجرُ: تَفَطَّر بالورق وخَصَّ بَعضهم بِهِ الغَضَى وأَنْضَح السُّنْبُلُ: ابْتَدَأَ الدقيقُ فِي حبِّه وَهُوَ رَطْبٌ نَصَحْته وَله: أَظْهَرت لَهُ النصيحةَ ونَصَحْت الثوبَ: خِطْتُه ونَصَحَ الرجلُ: شَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَكَذَلِكَ الْإِبِل وأَنْصَحْت الإبلَ: أَرْوَيْتها نَحَزْته: نَخَسْته ونَحَزْت فِي صَدْرِه: ضَرَبْت بجُمْعي ونَحَزَ: دقَّ ونَحَزْت النَّسيج: إِذا جَذَبْت الصِّيصِيَّةَ لتُحكِم اللُّحْمة وأَنْحَز القومُ أصَاب إبلَهم النُّحازُ. نَزَحَ الشيءُ: بَعُد ونَزَحَت البئرُ: نَفِدَ مَاؤُهَا وأَنْزَح القومُ: نَزَحَتْ مياهُ بئارهم. نَحَىَ اللبنَ: مَخَضَه ونَحَيْت الشيءَ: كنَحَّيْته ونَحَيْت بصَري إِلَيْهِ: صَرَفْته وأَنْحَيْت عَلَيْهِ ضَرْبَاً: أَقْبَلْت. نَحَوْته: قَصَدْتهونَحَوْت بَصرِي إِلَيْهِ: صَرَفْته وأَنْحَيْته عَنهُ: عَدَلْته. نَقَدْت الدَّرَاهِم: ميزتها ونَقَدْته إِيَّاهَا: أَعْطيته. ونَقَدْت الشيءَ: إِذا نَقَرْته بإصبعك كَمَا تنقر الجوزة ونَقَدَ الطائرُ الفخَّ: ضَرَبَه بمنقاره. وَنَقَد الشيءَ وَإِلَيْهِ: اختلس النظرَ نَحوه ونَقَدَتهُ الحيَّةُ: لَدَغَته وأَنْقَدتِ الأرضةُ الضِّرْسَ: أَكَلَتهُ فَتَرَكتْه أجوف. نَقَذَ الرجلُ: نجا وأَنْقَذْته أَنا. نَقَرَه: ضربه بالمنقار وَهِي حَدِيدَة كالفأس. ونَقَرْته: عِبْتُه ونَقَرْت بالدابة: إِذا أَلْزَقْتَ طَرَفَ لسَانك بحَنَكِكَ ثمَّ صوَّتَّ وَمَا أَنْقَرْت عَنهُ: أَي مَا أَقْلَعْت. نَفَقَت الدابةُ: ماتَت ونَفَقَت السِّلْعة: غَلَتْ ونَفَقَ مالُه: قلَّ وَقيل فَنِيَ وَذهب وأَنْفَقْتُ السِّلْعةَ: رغَّبْتُ فِيهَا وأَنْفَق القومُ: نَفَقَتْ سوقُهم وأَنْفَقوا: نفقت أَمْوَالهم وأنفقْت المَال: أَهْلَكْته وأَنْفَقْت اليربوع: أخرجته بِغَيْر رِفق. نقَّيْت العَظْم: استخرجتُ نِقْيَه وأَنْقَتِ الناقةُ وَهُوَ: أوّل السِّمَن فِي الإقبال وَآخر الشَّحْم فِي الهزال وأَنْقَى العُودُ: جرى فِيهِ المَاء وابْتَلَّ وأَنْقَى القمحُ: جرى فِيهِ الدَّقِيق. نَجَدَ الْأَمر: وَضَحَ وَكَذَلِكَ الطَّرِيق وأَنْجَد القومُ: أَتَوْا نَجْدَاً وأَنْجَد الشيءُ: ارْتَفع. نَتَجْت الْغنم: ولَّدْتها وأَنْتَجَت الناقةُ: وضعتْ من غير أَن يَلِيَها أحد وأَنْتَج القومُ: نُتِجَت إبلُهم وشاؤهم وأَنْتَجَت الريحُ السحابَ: مَرَتْه حَتَّى أَخْرَجَت قَطْرَه. نَجَلَ بِهِ أَبوهُ ونَجَلَه: وَلَدَه ونَجَلْت الشيءَ: رَمَيْته ونَجَلْته: شَقَقْته ونَجَلَه بالرُّمْح: طَعَنَه وأَنْجَلوا دوابهم: أَرْسَلوها فِي النَّجيل. نَفَجْت السِّقاء: ملأْته ونَفَجَت الريحُ: جَاءَت بَغْتَةً ونَفَجَ اليربوع: عَدا وأَنْفَج الصائدُ اليربوعَ: أعداه وَقيل أخرجه من حُجْره. نَجا من الشَّيْء: خَلَصَ وأَنْجَاه الله: خلَّصه. نَشَطَت الإبلُ: مَضَتْ على هُدى أَو غير هدى ونَشَطْت الدَّلْوَ من الْبِئْر: نَزَعْتها بِغَيْر قامة ونَشَطَه فِي جَنْبِه: طَعَنَه ونَشَطَتهُ الحيَّةُ: لَدَغَتهُ ونَشَطَتْه شَعوب مَثَلٌ بذلك ونَشَطَ من الْمَكَان: خرجَ وَكَذَلِكَ إِذا قطعَ من بلد إِلَى بلد ونَشَطْت العُقْدةَ: عَقَدْتها وأَنْشَطْتها: حَلَلْتها وأَنْشَطْت البعيرَ: حَلَلْت أُنْشوطَته وأَنْشَطْتَ العِقالَ: مَدَدْت أُنْشوطته فانْحلَّ وأَنْشَطه الكلأُ: أَسْمَنَهُ. نَشَدْت الضالَّةَ: طَلَبْتها وعرَّفتها وأَنْشَدْتها: عرَّفتها وَقيل استرشدْت عَنْهَا وأَنْشَدْت الشِّعْرَ: تكلَّمْت بِهِ. نَتَشَ الجرادُ الأرضَ: أكل نباتَها وَمَا نَتَشْت مِنْهُ شَيْئا: أَي مَا أَخَذْت وأَنْتَش النباتُ: خَرَجَتْ رءوسه وَذَلِكَ قبل أَن يُعْرِق. نَشَفْت الماءَ: أَخَذْته من غَدير أَو غَيره بخِرْقَة أَو غَيرهَا وأَنْشَفته: أَعْطيته النُّشَافة وَهِي الرَّغْوة الَّتِي تَعْلُو اللبنَ إِذا حُلِب وَهُوَ الزَّبَد. نَفَشْت الصُّوف ونحوَه: مَدَدْته حَتَّى تَجَوَّف ونَفَشَت الإبلُ والغنمُ: انتشرت بِاللَّيْلِ فَرَعَتْ وأَنْفَشَها راعيها. نَشَأَ الرجلُ: رَبا وشبَّ وَنَشَأ السحابُ وَذَلِكَ فِي أول مَا يَبْدُو وأَنْشَأَه اللهُ وأَنْشَأْت دَارا: بَدَأْت بناءها وأَنْشَأ يَحْكِي حَدِيثا: ابْتَدَأَ وأَنْشَأت الناقةُ: لَقِحَتْ. نَضَلْته: سَبَقْته فِي الرِّماء وأَنْضَلْت البعيرَ: أَعْيَيْته وهَزَلْته. نَفَضَتْه الحُمَّى: أَخَذته بنافض ونَفَضَ الزرعُ سَبَلاً: خرج آخر سُنْبُله ونَفَضَ الكَرْمُ: تفتحت عناقيدُه ونَفَضْت الْمَكَان - نظرتما فِيهِ حَتَّى عَرفته وأنفضت(4/387)
جلة التَّمْر نفضت جَمِيع مَا فِيهَا وأَنْفَضَ القومُ: نَفِدَ طعامُهم وأَنْفَضوا طعامَهم: أَنْفَدوه. نَضَبَ الماءُ: غارَ وبَعُد ونَضَبَ: سالَ ونَضَبَت المفازةُ: بَعُدت ونضبت الدَّبَرة: اشتدت وأَنْضَبت القوسَ لُغَة فِي أَنْبَضْتها. نَبَضَ العِرْق: تحرَّك ونَبَضَ مثل نَضَبَ وأَنْبَضْت القوسَ: جَذَبْت وَتَرَها لتُصَوِّت وأَنْبَضت بالوَتَر كَذَلِك. نَضَوْت ثوبي عني: أَلْقَيْته ونَضَوْت السيفَ: سَلَلْته من غِمْدِه ونضا الخِضابُ: نَصَلَ لَوْنُه ونضا الفرسُ الخيلَ: خرج مِنْهَا سَابِقًا ونضا السهمُ: مضى ونضا الجرحُ: سكن وَرَمُهُ ونَضا الماءُ: نَشِفَ وأَنْضَاه السَّفَرُ: هَزَلَه وأَنْضَى الرجلُ: صَارَت إبلُه أَنْضَاءً. نَصَلَ السهمُ فِي الشَّيْء: ثَبَتَ وَخرج وَهُوَ من الأضداد ونصلَ الحافرُ من مَوْضِعه كَذَلِك ونصل مَا بَين الْجبَال: ظَهَرَ ونصل الطريقُ: تشَعَّب ونَصَلَت اللِّحْيَة: خرجت من الخضاب وأَنْصَلْت السهمَ: جعلت فِيهِ النَّصْل وأَنْصَلْته أَيْضا: أخرجته وكلُّ مَا أخرجته فقد أنصلته. نَصَبَ السَّيْرَ: رَفَعَه وكلُّ شَيْء رَفَعْته واستقبلت بِهِ شَيْئا فقد نَصَبْته وأَنْصَبْته: أَعْيَيْته وأَنْصَبته: جعلت لَهُ نَصِيبا وأَنْصَبت السِّكِّين: جعلت لَهَا نِصَابا. نَصَوْته: قَبَضْت على ناصِيته ونَصَت المفازةُ المفازةَ: اتَّصَلَت بهَا وأَنْصَت الأرضُ: كثُر نَصِيُّها. نَسَّ الإبلَ: ساقَها ونسَّ اللحمُ والخبزُ: يبس وَذهب طَعْمُه من شدَّة الطَّبْخ ونَسَّ الْحَطب: أخرجت النارُ زَبَدَه على رَأْسِه ونَسَّت الجُمَّة: شَعِثَت ونَسَّ من الْعَطش: يَبِسَ وأَنْسَسْتُ الدابةَ: أَعْطَشْتها. نَسَيْت الرجلَ: ضَرَبْت نَساه وأَنْسَيْته الشيءَ: حملْته على نِسْيانه. نَزَّ الظَّبْيُ: عدا وأَنَزَّت الأرضُ: نَبَعَ مِنْهَا النَّزُّ وأَنَزَّت: صَارَت ذَات نَزٍّ والنَّزُّ: مَاء الثَّرَى. نَزا بِهِ قلبُه: طَمَحَ ونزا الطعامُ: ارْتَفع ونزا الطائرُ والظَّلِيم: سَفَدَ وأَنْزَيْته: حَملته عَلَيْهِ وأَنْزَيته: حَملته على الوَثْب. نَفَطَ الظبيُ: صَوَّت ونَفَطَت الماعزةُ: عَطَسَت وأَنْفَط العملُ يَدَهْ: أظهر فِيهَا القَرْح. نَطَوْت الحبلَ: مَدَدْته وأَنْطَيْت لغةٌ فِي أَعْطَيْت. نَدَّت الإبلُ ونَدَّت الكَلِمَةُ: شَذَّتْ وأَنْدَدْت الإبلَ: فرَّقْتها. نَدَرَ الشيءُ: سقطَ من جَوف شَيْء أَو من بَين أَشْيَاء فظهرَ ونَدَرَ النباتُ: خرجَ الورقُ من أعراضه ونَدَرَت الخُوصةُ: بَدَتْ وأَنْدَرْت عَنهُ من مَالِي شَيْئا: أَخْرَجْت. نَدَبْت القومَ إِلَى الْأَمر: دَعَوْتُهم ونَدَبَ الجرحُ وأَنْدَب: صَلُب وأَنْدَبْت بظهره وَفِيه: غادَرْت فِيهِ نُدوباً وأَنْدَب نَفْسَه وَبهَا: خاطَر بهَا. نَبَلْته: رَمَيْته بالنَّبْل وأَنْبَلْته: أَعْطَيْته النَّبْل. نَهَدَ الثديُ: كَعَبَ وأَنْهَدْت الحوضَ والإناءَ: ملأْتُه أَو قاربت مِلْئَه. نَهَرْتُ النَّهَرَ: أَجْرَيْته ونَهَرْت البئرَ: حَفَرْتها فانتهيت إِلَى المَاء ونَهَرْت الرجلَ: زَجَرْته وأَنْهَرْت الطَّعْنة: وسَّعْتها وأَنْهَر العِرْقُ: لم يَرْقَأ دَمه وأَنْهَر الدَّمَ: أظهره. نَهَبْت النَّهْبَ: أَخَذْته وأَنْهَبْته غَيْرِي: عرَّضْته لَهُ. نَهَيْته عَن الْأَمر: كَفَفْته وأَنْهَيْت الشيءَ: أَبْلَغْته. نَغَضَ الغيمُ: كثُر وتحرَّك بعضه فِي إِثْر بعض ونَغَضَ الشيءُ: تحرّك واضطرب وأَنْغَضته أَنا. نَسَغَت الواشمةُ بالإبرة: غَرَزَت بهَا ونَسَغَه: لَسَعَه ونَسَغَ البعيرُ: ضربَ موضعَ لَسْعَة الذُّباب ونَسَغَ فِي الأَرْض: ذهبَ ونَسَغَت ثَنِيَّتُه: تحركت وأَنْسَغَت الفَسيلةُ: أخرجت قَلْبَها وأَنْسَغَت الشجرةُ: نَبَتَت بعد الْقطع وَكَذَلِكَ الكَرْم. نَتَغْت الرجلَ: قُلت فِيهَا مَا لَيْسَ فِيهِ وأَنْتَغ: ضَحِكَ ضَحِكَاً خَفِيَّاً كضحك المستهزئ. نَغَرَ عَلَيْهِ: غَضِبَ كنَغِرَ ونَغَرَتْ القِدْرُ: غَلَتْ كنَغِرَت ونَغَرَت الناقةُ: ضمَّت مُؤْخِرَها فَمَضَتْ وأَنْغَرَت الشاةُ: احمرَّ لَبنُها وَلم تُخْرِط. نَقَضْت الأمرَ: ضد أَبْرَمْته ونَقَضَ القِدُّ والنِّسْع ونحوُهما: صَوَّت وأَنْقَضْت الأرضَ وأَنْقَضْت عَنْهَا: بَحَثْتها عَن الكَمْأة وأَنْقَض الكَمْءُ: تقلفَعَت عَنهُ أنقاضُه وأَنْقَض الضِّفْدَعُ والعقربُ ونحوُهما: صَوَّت. وَأْنَقض ظَهْرَه كَذَلِك وأَنْقَض أصابعَه: صَوَّت بهَا وأَنْقَضْت بالدابة: أَلْصَقْت لساني بالحَنَك ثمَّ صَوَّتُّ فِي حافَتَيْه وأَنْقَضَت الأرضُ: بَدا نباتُها. نَفروا معي: ذَهَبُوا وأَنْفَروني: نَصَروني ومَدُّوني. وَقَعْت على الشَّيْء وَفِيه: سَقَطْت ووَقَعَ المطرُ كَذَلِك وَوَقع فِيهِ: اغتابه ووقعَ الطائرُ: انحَطَّ إِلَى شجر أَو أَرض ووَقَعَت الْإِبِل: بَرَكَت ووَقَعَت الدوابُّ: رَبَضَت ووَقْعْتُ المُدْيَةَ وَنَحْوهَا: ضَرَبْتها بالمِيقَعة وَهِي المِطْرَقة وأَوْقَع بِهِ مَا يسوءه: أَحْدَثَه عَلَيْهِ وَعَكَتْه الحُمَّى: دكَّته ووَعَكْتُه فِي التُّرَاب: مَعَكْته وأَوْعَكَت الإبلُ: ازدَحَمَت فِي الوِرْد. وَزَعْته وَبِه: كَفَفْته وأَوْزَعْته: أَلْهَمْته. وأَوْزَعْت بَينهمَا:(4/388)
فرَّقْت وَقيل أَصْلَحت وَعَدْت الرجلَ أمرا ووَعَدْته بِهِ فَهَذَا يكون فِي الْخَيْر وَالشَّر وأَوْعَدته بِالشَّرِّ لَا غير. وَدَعْته: تَرَكْته وأَوْدَعت الثوبَ: صُنْته وأودعته مَالا: دَفَعْته إِلَيْهِ ليَكُون عِنْده وأَوْدَعته: إِذا سَأَلَك أَن تقبل مَا يُودِعُكَه فقَبِلْتَه. وَعَرْت الرجلَ: حَبَسْته عَن حَاجته ووِجْهَتَه وأَوْعَروا: وَقَعُوا فِي الوَعْر وأَوْعَرتُ الشيءَ: قلَّلْته. وَعَىَ العَظْمُ: بَرَأَ على عَثْم ووَعَتْ المِدَّة فِي الْجرْح: اجْتمعت ووَعَى الجُرح: سَالَ قَيْحُه ووَعَيْت الشيءَ: حَفِظْته وأَوْعَيت الشيءَ فِي الوِعاء: جَمَعْته. وَضَحَ الراكبُ: طَلَعَ وأَوْضَحْت قوما: رأيتُهم. وَحَلْت الرجلَ: كُنت أَمْشَى فِي الوحل مِنْهُ وأَوْحَلَه شرَّاً: أثقله بِهِ. وَحَى: كتب ووَحى: عَجِلَ وأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: بَعَثَه. وَسَقَت الناقةُ: لَقِحَت ووَسَقْت عَيْني الماءَ: حَمَلَتْه ووَسَقْت الشيءَ: جمعتُه ووسقَ الليلُ: انْضَمَّ ووَسَقْت الطَّريدة: طَرَدْتها وأَوْسَقَت النخلةُ: كثُر حَمْلُها. وَقَرَت الأُذُن: ثقُل سَمْعُها ووَقَرَ الرجلُ: رزُنَ ووَقَرَ: جلس ووَقَرْت الْعظم: كَسَرْته وأَوْقَرَت النخلةُ: كثُر حَمْلُها وأَوْقَره الدَّيْن: أَثْقَله. وَرَقْتُ الشجرةَ: أَخَذْت وَرَقَها وأَوْرَقَت هِيَ: كثُر وَرقهَا وأَوْرَق الصائدُ: أَخطَأ وأَوْرَق الْغَازِي: أَخْفَق وغَنِمَ وَهُوَ من الأضداد. وَقَبَ القمرُ: دخل فِي الْكُسُوف ووَقَبَتْ الشمسُ: غَابَتْ ووَقَبَ الظلامُ: أقبل ووَقَبَ الْفرس: صوَّت قُنْبُه وأَوْقَبْت الشيءَ: أدخلته فِي الوَقْب وَهُوَ الشَّقُّ أَو الثَّقْب. وَبَقَ الرجلُ: هَلَكَ وأَوْبَقْته أَنا. وَكَفَت الدلوُ: قَطَرَت وأَوْكَفْت الدابةَ: وَضَعْت عَلَيْهَا الإكاف. وَكَبَ الرجلُ: مَشى فِي دَرَجان، وأوكَبَ الْبَعِير: لَزِمَ الموكِبَ، وَجَدَت عَلَيْهِ: غَضِبَت، ووَجَدْت بِهِ: أحببته وَقَالُوا الْحَمد لله الَّذِي أوجَدَني بعد فقرٍ أَي أغناني، وَلَجَ الْبَيْت: دخله، وأولجته: أَنا، وَجَفَ الْبَعِير والفرسُ: أسْرع، وأوْجَفَه راكبُه، وجَبَ الشيءُ: لَزِمَ وَوَجَب البيع كَذَلِك، ووَجَبَ الرجل: مَاتَ، ووَجَبَ الْحَائِط وَغَيره: سقط إِلَى الأَرْض، ووَجَبَت الشَّمْس: غَابَتْ، ووَجبَت الْإِبِل: لم تَكَد تقوم عَن مَباركها، ووَجَبَ القلبُ: خَفَقَ، وأوْجَبْت الشيءَ: حقَّقْته، وَجَأْته بِالْيَدِ والسِّكّين: ضَربته، ووَجأْت فِي عُنُقه كَذَلِك، ووَجَأْت التيسَ: دَقَقْت عروقَ خُصْيَيه بَين حجرين من غير أَن تخرجهما، وأوْجَأْت: جِئْت فِي طلب حَاجَة أَو صيد فَلم أُصبه، وأوْجَأَت الرَّكِيَّة: انْقَطع مَاؤُهَا، وَشَمَت الْمَرْأَة ذراعها: وضعت فِيهِ الوشم، وأوْشَمَت الأَرْض: بدا فِيهَا شيءٌ من النَّبَات، وأوْشَمَت السماءُ: بدا مِنْهَا بَرْق، وَشَيْت الثوبَ: نقشْته، ووَشَيْت بالقوم: نَمَمْت، وأوْشَت الأَرْض: خرج أوّل نبتها، وأوْشَت النَّخلة: بدا رُطَبُها، وفَضَت الْإِبِل: ذهبت، وأوْفَضْتها: طَرَدْتها، وَضَمْت اللَّحْم: عمِلْت لَهُ وَضَماً، وأوْضَمْت اللَّحْم وأوْضَمْت لَهُ: وضعْته على الوَضَم، وصَفْت الشيءَ لَهُ وَعَلِيهِ: حلَّيْته، ووَصَف المُهْرُ: توَجَّه لحُسْن السَّير كأنَّه وصَف الْمَشْي، وأوْصَفَ الغلامُ: صَار وصيفاً، وَصَبَ الشَّيْء: دَامَ وَثَبت، وأوْصَبَ عَلَيْهِ: ثابر ولَزِم، وَصَيْت الشيءَ بِغَيْرِهِ: وَصَلْته، ووَصَت الأَرْض: اتَّصل نباتها، وأوْصَيْت الرجل: وصَّيْته، وَهَنَ الرجلُ: ضَعُف فِي الْعَمَل، وأوْهَنْته أَنا وأوْهَن الرجلُ: دخل فِي الوَهْن وَهُوَ نَحْو من نصف اللَّيْل، وَهَفَ النَّبْت: اخضَرَّ واهْتَزَّ، وأوْهَفَ لَك الشيءُ: أشْرَف، وَهَبَني الله فدَاك: أَي جعلَني فِداك، ووَهبْت لَك الشيءَ: أعطيْتك إِيَّاه، وأوْهَبْته لَك: أعْدَدْته، وأوْهَبَ الشيءُ: دَامَ، وَهَمْت إِلَى الشَّيْء: ذهب وهمي إِلَيْهِ، ووَهَمْت فِي الصَّلَاة: سَهَوْت، وأوْهَمْت من الْحساب كَذَا: أسْقطْت وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَام وَالْكتاب، وأوْهَمْت الرَّجل: أدْخَلْت عَلَيْهِ التُّهمة، وَهَى الشيءُ: ضَعُف وأوهيته أَنا، وَغَرَ صَدْرُه: حَقَد وأوْغَرْته أَنا وأوغَرْنا دَخَلنَا فِي الوَغْرة وَهِي: شدَّة الحَرِّ، وأوْغَرْت اللبنَ: سخَّنْته حَتَّى نَضِج، وأوْغَرْت المَاء: سخَّنْته، وَغَلَ فِي الشَّيْء: دخل وتَوارى، وأوْغَلَ فِي الْبِلَاد: ذهبَ فأَبْعَد، وَلَغَ السَّبُع والكَلْب: لَعِقَ المَاء وَنَحْوه وأوْلَغْته أَنا، وعَمْته بِهِ: أخْبَرْته بخبرٍ لم أُحقِّقه، ووَعَمَ صدرُه: حَقَد كَوَعِمَ وأوْعمته أَنا، هلَّ السَّحابُ: اشتدَّ انصبابه، وأهَلَّ بالحجّ والعمرَة: رفع صوتَه وكلُّ متكلِّمٍ رفع صَوته أَو خفضه فقد أهَلَّ، وأهَلَّ: نظرَ إِلَى الْهلَال فكبَّر، وأهلَلْنا هِلَال الشَّهر: رَأَيْنَاهُ، وأهْلَلْنا الشهْرَ: رَأينَا هلاله، هَبَّ من نَومه: اسْتَيْقَظَ، وهَبَّ السَّيْف بعد النُّبُوِّ كَذَلِك، وهَبَّت النَّاقة: أسرعت، وهَبَّ الْفَحْل: أَرَادَ السِّفاد وهَبَّ التَّيس كَذَلِك، وهَبَّت(4/389)
الرِّيحُ: ثارت وأهَبَّها الله، وأهبَبْته من نَومه: أيقظْته، هَمَّه السَّقَم: أذابَه، وهَمَّ بِالْأَمر: أرادَه وعزم عَلَيْهِ، وهَمَّت الهامَّة: دَبَّت، وأهَمَّه الْأَمر: أحْزَنه، هَجَرْت الرجل: صَرَمْته، وهَجَرَ بِهِ فِي النَّوم: حَلَمَ، وهَجَر بعيرَه: شدَّه بالهِجار وَهُوَ حَبلٌ، وأهجَرَ فِي مَنْطِقه: أَتَى بالقبيح، وأهْجَر بِهِ: اسْتَهْزَأَ، هَرَجَ المرأةَ: نكَحها، وهرَجَ الفَرَسُ: اشتدَّ عَدْوُه، وهَرَجْت: لم أُوْقِن بالْخبر، وأهْرَجْت الْبَعِير: جعلته أَن يَسْدَرَ من شدَّة الحَرِّ وكثرى الطِّلاء بالقطِران، هَمَجَت الْإِبِل من المَاء: شربَت مِنْهُ فاشتكَت عَنهُ، وأَهْمَجَ الفَرسُ: اجتهدَ فِي عَدْوِه، هَزَل الرجلُ: موَّتَت مَاشِيَته، وأَهْزَل: هُزِلَت مَاشِيَته وَلم تمت، هَدَرَ البعيرُ وَغَيره: صَوَّت بالشِّقْشقة، وهَدَر اللبنُ: خَثُر أَعْلَاهُ ورَقَّ أَسْفَله، وهَدَر وِقْرَه: أسْقطَه، وهَدَر الدَّم: بطَل وأهدرته أَنا، هَدَفْت إِلَى الشَّيْء: أسرعت، وأهدفت إِلَيْهِ: لَجأْت، وأَهْدَف لَك الشيءُ: انتصَب، هَمَدَ: مَاتَ، وهَمَدَت النارُ: طَفِئَت، وهَمَد الثوبُ: تقطَّع وبلي، وهَمَدت الأَرْض: اقشعَرَّت وأجْدَبتْ وأهْمدها القَحْط، وأهْمَد: أَقَامَ وأسرع، هَذَبْت الشيءَ: أخْلَصْته، وهَذَبْت النَّخلة: نَقَّيْت عَنْهَا الليف، وهَذَب الشيءُ: سَالَ، وأهْذَب الْإِنْسَان فِي مَشْيه والفرسُ فِي عَدْوه والطائر فِي طيرانه: أسْرع، هَمَلَت عينُه: سَالَتْ، وهَمَلَت الْإِبِل: انتشرت وأهملتها أَنا، وأهمل أمرَه: لم يُحْكِمه، هَجأْت الطَّعَام: أَكلته، وهَجأَ جُوعُه: سكن، وأهْجَأ الطعامُ غَرَثي: قطعه، هَدأْت بِالْمَكَانِ: أقمْت، وهَدأَ: مَاتَ، وهَدأَ اللَّيْل: سكن وَكَذَلِكَ الرجل وأهدأته أَنا، هَرَأ فِي مَنْطِقه: خَطِل، وأَهْرأ القومُ: أبْرَدوا. هَدَيت الرجلَ: سدَّدْته، وأهديْت الهَدِيَّة: وجَّهْتها، هافَ ورقُ الشَّجر: سقط، وهاف الرجلُ: عَطِشَ، وهافت الْإِبِل: إِذا اشتدَّت الهَيْف من الْجنُوب واستقبلتها بوجوهها فَاتِحَة أفواهها، وأهافَ الرَّجلُ: عَطِشَت إبِله، هان الرجلُ: ذَلَّ وأهنته أَنا، هبا الْغُبَار: سطَع، وهَبا الرَّمادُ: اخْتَلَط بالتُّراب وهمد، وأَهْبى الفرسُ: أثار الهَباء، هَوَت الرِّيحُ وهوت العُقاب: انقضَّت على صيد أَو غَيره مَا لم تُرِغْه فَإِذا أراغته قيل أهوَتْ، يَسَرَ بالقوم: أَخذ بهم ذاتَ الْيَسَار ويَسَر: لعب بالميسر، وأيْسر: صَار ذَا يسَار، يَبَسَت الأرضُ: ذهب ماؤُها، وأيْبَسَت: كثُر يَبيسُها، وأيْبَسْت الشيءَ: عَرَّضْته لليُبْس. تيقظ، وهَبَّ السَّيْف بعد النُّبُوِّ كَذَلِك، وهَبَّت النَّاقة: أسرعت، وهَبَّ الْفَحْل: أَرَادَ السِّفاد وهَبَّ التَّيس كَذَلِك، وهَبَّت الرِّيحُ: ثارت وأهَبَّها الله، وأهبَبْته من نَومه: أيقظْته، هَمَّه السَّقَم: أذابَه، وهَمَّ بِالْأَمر: أرادَه وعزم عَلَيْهِ، وهَمَّت الهامَّة: دَبَّت، وأهَمَّه الْأَمر: أحْزَنه، هَجَرْت الرجل: صَرَمْته، وهَجَرَ بِهِ فِي النَّوم: حَلَمَ، وهَجَر بعيرَه: شدَّه بالهِجار وَهُوَ حَبلٌ، وأهجَرَ فِي مَنْطِقه: أَتَى بالقبيح، وأهْجَر بِهِ: اسْتَهْزَأَ، هَرَجَ المرأةَ: نكَحها، وهرَجَ الفَرَسُ: اشتدَّ عَدْوُه، وهَرَجْت: لم أُوْقِن بالْخبر، وأهْرَجْت الْبَعِير: جعلته أَن يَسْدَرَ من شدَّة الحَرِّ وكثرى الطِّلاء بالقطِران، هَمَجَت الْإِبِل من المَاء: شربَت مِنْهُ فاشتكَت عَنهُ، وأَهْمَجَ الفَرسُ: اجتهدَ فِي عَدْوِه، هَزَل الرجلُ: موَّتَت مَاشِيَته، وأَهْزَل: هُزِلَت مَاشِيَته وَلم تمت، هَدَرَ البعيرُ وَغَيره: صَوَّت بالشِّقْشقة، وهَدَر اللبنُ: خَثُر أَعْلَاهُ ورَقَّ أَسْفَله، وهَدَر وِقْرَه: أسْقطَه، وهَدَر الدَّم: بطَل وأهدرته أَنا، هَدَفْت إِلَى الشَّيْء: أسرعت، وأهدفت إِلَيْهِ: لَجأْت، وأَهْدَف لَك الشيءُ: انتصَب، هَمَدَ: مَاتَ، وهَمَدَت النارُ: طَفِئَت، وهَمَد الثوبُ: تقطَّع وبلي، وهَمَدت الأَرْض: اقشعَرَّت وأجْدَبتْ وأهْمدها القَحْط، وأهْمَد: أَقَامَ وأسرع، هَذَبْت الشيءَ: أخْلَصْته، وهَذَبْت النَّخلة: نَقَّيْت عَنْهَا الليف، وهَذَب الشيءُ: سَالَ، وأهْذَب الْإِنْسَان فِي مَشْيه والفرسُ فِي عَدْوه والطائر فِي طيرانه: أسْرع، هَمَلَت عينُه: سَالَتْ، وهَمَلَت الْإِبِل: انتشرت وأهملتها أَنا، وأهمل أمرَه: لم يُحْكِمه، هَجأْت الطَّعَام: أَكلته، وهَجأَ جُوعُه: سكن، وأهْجَأ الطعامُ غَرَثي: قطعه، هَدأْت بِالْمَكَانِ: أقمْت، وهَدأَ: مَاتَ، وهَدأَ اللَّيْل: سكن وَكَذَلِكَ الرجل وأهدأته أَنا، هَرَأ فِي مَنْطِقه: خَطِل، وأَهْرأ القومُ: أبْرَدوا. هَدَيت الرجلَ: سدَّدْته، وأهديْت الهَدِيَّة: وجَّهْتها، هافَ ورقُ الشَّجر: سقط، وهاف الرجلُ: عَطِشَ، وهافت الْإِبِل: إِذا اشتدَّت الهَيْف من الْجنُوب واستقبلتها بوجوهها فَاتِحَة أفواهها، وأهافَ الرَّجلُ: عَطِشَت إبِله، هان الرجلُ: ذَلَّ وأهنته أَنا، هبا الْغُبَار: سطَع، وهَبا الرَّمادُ: اخْتَلَط بالتُّراب وهمد، وأَهْبى الفرسُ: أثار الهَباء، هَوَت الرِّيحُ وهوت العُقاب: انقضَّت على صيد أَو غَيره مَا لم تُرِغْه فَإِذا أراغته قيل أهوَتْ، يَسَرَ بالقوم: أَخذ بهم ذاتَ الْيَسَار ويَسَر: لعب بالميسر، وأيْسر: صَار ذَا يسَار، يَبَسَت الأرضُ: ذهب ماؤُها، وأيْبَسَت: كثُر يَبيسُها، وأيْبَسْت الشيءَ: عَرَّضْته لليُبْس.
فَعَلَ الشيءُ وفعلته أَنا
يُقَال رَجَنَت النَّاقة بِالْمَكَانِ: أَقَامَت تَرْجُن رُجُونا ورَجَنْتها، وجَبَرَ العَظْم يَجْبُر جَبْراً وجُبورا وجَبَرْته، وعَثَمَت يدُه تعْثِم عَثْماً وعَثَمْتها والعَثْم: الجَبْر على غير اسْتِوَاء، وأجْرَتْ يَده تَأجُر أُجوراً فِي معنى العَثْم وأَجَرْتها أَنا إجاراً، وهَجَمْت على الْقَوْم أهْجُم هُجوماً: دخلت وهَجَمْت غَيْرِي عَلَيْهِم، ودَهَمَتْهم الخيلُ تدْهَمُهم دَهْماً ودَهَمْتها، وعَفا الشَّعر وَغير عُفُوَّاً: إِذا كثر وعَفَوْته وَكَذَلِكَ عَفا المنزلُ: دّرَسَ وعَفَتْه الريحُ، فَغَرَ الفَمُ: انْفَتح وفَغَرَه صَاحبه يَفْغَرُه فَغْراً. قَالَ الْفَارِسِي: وَسمعت أَبَا إِسْحَاق الزّجاج ينشد هَذَا الْبَيْت لحُمَيد بن ثَوْر: عَجِبْتُ لَهَا أنَّى يكونُ غِناؤُها فَصيحاً وَلم تَفْغَرْ بمَنْطِقها فَمَا ومَدَّ النَّهرُ يَمُدُّ مَدّاً ومَدَّه نهرٌ آخر قَالَ أَبُو النَّجم: مَاء خَليجٍ مَدَّه خَليجان وَكَذَلِكَ ينشد بَيت النَّابِغَة الذبياني يصف الْفُرَات:(4/390)
يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فِيهِ حُطامٌ من اليَنْبوت والخَضَد وسَرَحَت الْمَاشِيَة تسرح سُروحا وسَرَحْتها أَنا، ونَفَشَت تَنْفُش نَفْشاً، وَحكى الْفَارِسِي نَفَشْتها أُراه عزاها إِلَى أبي زيد فَأَما الْمَعْرُوف فأنْفَشْتها ونَفَشَت هِيَ، وَكَذَلِكَ هَاجَتْ هَيجا وهِجْتُها، وَعَابَ المتاعُ عَيباً وعِبْتُه وسارت الدابَّة سَيْراً وسِرْتها وَكَذَلِكَ السُّنَّة وَقد قدَّمت أَن سِرْتُها وأسَرْتها لُغَتَانِ غير أَن الأعرف فِي اللُّغَة مَا ذكرته فِي هَذَا الْبَاب، وحضَرَ الشيءُ يحضُرُ حُضوراً وحِضارة وحضَرته وحضِرْته أحْضُره وَهُوَ شَاذ والمصدر كالمصدر، ومَصَحَ فِي الأَرْض: ذهب، ومَصَحَه الله: أذهبه، وحَسَرت الدَّابَّة والناقة: أعْيَت، وحَسَرها السيرُ يَحْسِرها ويحسُرها وسَفَحَ الدَّمع نفسُه وسَفَحْته وزَحَن عَن مَكَانَهُ يَزْحَن زَحْناً: تحرَّك وأزْحنته، وطاخَ الرجلُ طَيْخاً: تلطَّخ بقبيحٍ من قَول أَو فعل وطِخْته وَقد حكى طَيَّخْته ولكنّا نذْكر فِي هَذَا الْبَاب اللُّغَة الفصحى، وغاضَ ثَمَن السِّلْعة غَيْضاً: نَقَص وغِضْته وَقد حكيت غَيَّضْته وهَبَط ثمنهَا يَهْبِط هُبوطاً وهَبَطْته وَقد حكيت أهْبَطْته وَالْأولَى أفْصح ووفَرَ الشيءُ فِرَةً: إِذا كثر ووَفَرْته، وَقَالُوا دَلَع لساني يَدْلَع دُلوعاً ودَلَعْته وَهَذِه الفصحى وَقد قيل أَدْلَعْته ودَحَضَت حُجَّتُه ودَحَضْتها وَكَذَلِكَ الرِّجل إِذا زَلِقَت، وخَسَف الْمَكَان يخسِف خَسْفاً وخَسَفه الله وَكَذَلِكَ خَسَف القمرُ خُسوفاً وخَسَفه الله، وكَسَفت الشَّمْس تَكْسِفُ كُسوفاً وكَسَفها الله، وكَسَب الشيءُ وكَسَبته إِيَّاه، وَقَالُوا نقَصَ الشيءُ يَنقُص نُقصاناً ونَقَصْته، وزادَ زِيادةً وزِدْته، نَتَحَ العَرَقُ من الْجلد والدَّسم من النِّحْي، والنَّدى من الثَّرى ينتَح نَتْحاً ونَتَحَه الحَرُّ وَغَيره، وحَضأَت النارُ: اتَّقدَت، وحَضأتها: أوْقَدْتها، وشَحا فُوه: انْفَتح، وشَحاه هُوَ يَشْحوه ويَشْحاه: فَتحه، وحَثا الترابُ نفسُه وحَثَوْته عَلَيْهِ، ودَفَقَ الماءُ يَدْفُقُ دَفْقاً: انصَبَّ ودَفَقْته أَنا أدْفقه ودَفَّقته، ووَقَدَت النَّار ووَقَدْتها، ورَكَّضْت الدابَّة: ضرَبْت جنْبَيْها برِجلي، ورَكَضَت هِيَ: سَارَتْ على ذَلِك، وسَكَب الماءُ والدَّمعُ: انصبَّ وسكبته أَنا وَكَذَا الزَّرع وَغَيره من النَّبَات يَكْدو: ساءت نبتته، وكَداه البَرْد: ردَّه فِي الأَرْض، ووَكَف الدّمع: سَالَ، ووَكَفَتْه العينُ: أسالته، ونَشِفَ الماءُ ونَشِفَتْه الأَرْض فنَشِف، ونَضَر الشّجر وَالْوَجْه واللون يَنْضُر: تنعَّم ونَضَره الله، وَقَالُوا نَصَلَ فِيهِ السَّهمُ يَنْصُل نُصولاً: ثَبت فَلم يخرج ونَصَلْته، وذَرا الشيءُ ذَرْواً، وزَرَوْته: طَيَّرته وأذهبته قَالَ أَوْس بن حجر: وَإِن مُقْرَمٌ مِنّا ذَرا حَدُّ نابِه تَخَمَّطَ فِينَا نابُ آخَرَ مُقْرَمُ ورفَع الْبَعِير فِي السّير يَرْفَع رَفْعاً ورَفَعْته، ونَكَزَت البئرُ تَنْكُزُ ونَكَزْتُها، ونَفَى الرجلُ عَن الأَرْض نَفْياً ونَفَيْته قَالَ الْقطَامِي: فأَصْبَح جاراكُمْ قَتيلاً ونافِيا
أفْعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُه
قَالَ ابْن جني: هَذَا الْفَصْل طَريف فِي الْعَرَبيَّة وَذَلِكَ أَنه ورد مُخَالفا للباب، إلاّ أَن السَّماع لَا مندوحة عَنهُ وَذَلِكَ أَن الْعَادة وَالْعرْف أَن فَعَلَ إِذا كَانَ ثلاثيّاً غير متعدٍّ نُقل بِالْهَمْزَةِ فعُدِّي وَذَلِكَ نَحْو نهضَ وأنْهَضْته فَإِن كَانَ فَعَلَ يتعدَّى لمفعول وَاحِد ثمَّ نُقل صَار تَعَدِّيه إِلَى مفعولين ثمَّ نقلته تَعَدَّى إِلَى ثَلَاثَة نَحْو عَلِمَ زيدٌ عَمْراً عَاقِلا فَإِن نقَلْت قلت أعْلَمْت زيدا عَمْراً عَاقِلا(4/391)
هَذَا هُوَ الْبَاب، ثمَّ إِنَّك قد تَجِد الْأَمر بضد ذَلِك فَمِنْهُ أَنْزَفَت البئرُ ونَزَفْتها أَنْزِفُها نَزْفاً، وأَقْشَع الغيمُ وقَشَعَتْه الريحُ تقْشَعه قَشْعا، وَكَذَلِكَ أقْشَعَ القومُ: إِذا تفرَّقوا، وأَنْسَلَ ريشُ الطَّائِر ووَبَرُ الْبَعِير: إِذا سقط وتقطَّع ونَسَلْته نَسْلاً، وأَمْرَت النَّاقة: إِذا دَرَّ لَبنهَا، ومَرَيْتها مَرْياً: استدرَرْتها بِالْمَسْحِ، وشَنَقْت الْبَعِير أَشْنِقُه وأَشْنُقُه: مَدَدْته بالزِّمام حَتَّى رفع رَأسه وأشْنَقَ هُوَ. وَقَالُوا: أجْلَى الشيءُ: انكشَفَ وجَلَوْته، وأجْفَلَ الظَّليمُ وجَفَلْته أَنا:، وأكَبَّ الرجل لوجهه وكَبَّه الله.
فَعَلْتُ بِهِ وأفْعَلْته
أَبُو زيد: رَفَقْت بِهِ أرْفُق رِفقاً وأرْفَقْته، ونَسأَ الله فِي أجَلِه يَنْسَأُ نَسْئاً وأَنْسأ أجَلَه، وأَجَفْتُه الطَّعنة وجُفْتُه بهَا جَوْفاً، وَقد قدَّمت أَنَّهُمَا يُعَدَّيان بِالْبَاء، وشالَت النَّاقة بذّنَبها شَوْلاً وشَوَلانا وأشالَت ذَنَبها، ونقع الصّارخُ بِصَوْتِهِ ينقَع نَقْعاً، وأنقَعَ صوتَه: إِذا تَابعه وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا لم يكن نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقة، يَعْنِي بالنَّقع أصوات الخدود إِذا ضُرِبَت، وَقد كَاد هَذَا الْبَاب يكون قِيَاسا لِأَن الْبَاء والهمزة يجريان على التَّعاقب يدلُّك على ذَلِك قلَّة أفْعَلْت بِهِ وَهَذَانِ الحرفان أَعنِي الْهمزَة وَالْبَاء يعدَّى بهما مَا لَا يتعدَّى فِي أوّليته كَقَوْلِهِم مرَرْت بِهِ وأمْرَرْته وحَلَلْت بِهِ وأحْلَلْته، وَمعنى قولي حَلَلْت بِهِ جعلته يحُلُّ وَأنْشد الْفَارِسِي قَول قيس بن الخطيم: دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْنُ على مِنىً تَحُلُّ بِنَا لَوْلَا نَجاءُ الرَّكائب أَي تجعلنا نَحُلُّ، وَمن هَذَا الْبَاب قَوْلهم جِئْت بِهِ جَيْئاً وأَجَأْته وذَهبت بِهِ ذَهاباً وأذْهَبته وَفِي التَّنْزِيل: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) وَفِيه: (يكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأبْصار) ، وَحكى الْفَارِسِي أنّ بَعضهم قَرَأَ يُذْهِب بالأبصار وَلَيْسَت بالكثيرة وَأما قَوْله تَعَالَى: (وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ آتَيْنا بهَا) فإنّ آتَيْنَا هَهُنَا فاعلنا مثل جازَينا وكافأنا. وَقَالُوا: أَشَلْت الحجَر وشُلْت بِهِ شَوْلاً وشَوَلانا وبّذَوْت على الْقَوْم بَذاءً وأبْذَيْتهم من البَذاء وَهُوَ الْمنطق الْقَبِيح، وعَلَوْت بِهِ عُلُوَّاً وأعلَيْته وقَعَدْت بِهِ وأقْعَدْته من الْقعُود. وَقَالُوا: شَسَعْت بِهِ وأشْسَعْته: أبْعَدْته ونَزَحْت بِهِ وأنْزَحته كَذَلِك.
أفْعَلْت بالشَّيْء وفَعَلْتُه
يُقَال ألْوَت النَّاقة بذَنبها ولَوَت ذّنَبَها، وألْوى الرجلُ بِرَأْسِهِ ولَوى رَأسه، وَكَذَلِكَ ألْوى الرجل بحَقِّي ولَواني، وَيُقَال أصَرَّ الفرسُ بأُذُنه وصَرَّ أُذُنَه يَصُرُّها صَرّاً: إِذا نصبَها، وَيُقَال رَصَدْته أرْصُدُه: إِذا ترَقَّبْته، وأرْصَدْت لَهُ: أعْدَدْت.
(بَاب فَعِلْت وفَعَلْت)
ابْن السّكيت: ضَلِلْت يَا فلَان وضَلَلْت تَضِلُّ هَذِه لُغَة نجد وَهِي الفصيحة الْعَالِيَة، قَالَ الله تَعَالَى: (قُلْ إنْ ضَلَلْت فإنَّما أَضِلُّ على نَفسِي) ، وَأهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ ضَلْلْت، والمصدر مِنْهُمَا الضَّلال والضَّلالة، وَقد عَلَنَ الأمرُ يَعلُن عُلُونا وعَلْن، وَقد حَقَدْت عَلَيْهِ أحْقِدُ حِقْداً وحَقِدْت لُغَة، وَقد حذق القرآنَ والعملَ يَحْذِقه حِذْقاً وحِذاقاً وحِذاقَةً وحَذِق لغةٌ، فَأَما حَذَقْت الْحَبل أحْذِقه حَذْقاً فبالفتح لَا غير، وَكَذَلِكَ حَذَق الخَلُّ يَحْذِق حُذوقاً: إِذا كَانَ حامضاً، وَقد زَلَلْت يَا فلَان تَزِلُّ زَلَلاً: إِذا زَلَّ فِي مَنْطِق أَو طِين. الْفراء: زَلِلْت، وَيُقَال مَا نَقَمْتَ منّا إلاّ الْإِحْسَان وَأَنت تَنْقِم علينا، ونَقِمْت لُغَة ونَقَمْت مِنْهُ أنْقِم ونَقِمْت: انتقَمْت، وَقد كَعَعْت عَن الْأَمر أَكِعُّ كَعّاً(4/392)
وكَعِعْت لُغَة وَكِعْت أكِيع لُغَة، وكَتِع وكَتَع: شَمَّر فِي أمره، وكَتِعَت اللِّثَة والشَّفة وكَتَعَت تَكْتَع كُتُوعاً: احمرَّت أَيْضا، وَقد طَمَثَت الْمَرْأَة تَطْمِث طَمْثاً وطَمِثَت، وسَفِد الطائرُ الْأُنْثَى سِفاداً وسَفَد يَسْفِد لُغَة، ونَكِفْت من الْأَمر نَكَفاً ونَكَفْت: إِذا استنكفْت مِنْهُ، ونَكِبَ الرجلُ نُكوباً ونكَبَ يَنْكُب: إِذا مَال، ورَكَنْت إِلَى الْأَمر رُكوناً ورَكِنْت أرْكَن: مِلْت، فَأَما رَكَن يرْكَن فشاذٌَ إِنَّمَا حُكيَ عَن أبي عَمْرو وَحده، وضَنِنْت بالشَّيْء ضَنّاً وضَنانَةً، وضَنَنْت أَضِنُّ لُغَة، وَقد مَسِسْت الشَّيْء مَسّاً ومَسيساً فَهَذِهِ اللُّغَة الفصحى. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَيُقَال مَسَسْت أَمُسُّ، وشَمِمْت الشيءَ شَمّاً وشَميماً وشممت أشُمُّ لُغَة، ومَحِك ومَحَك: تَمَادى فِي اللجاجة عِنْد المساومة وَالْغَضَب، وغَصِصْت باللقمة غَصَصاً وغَصَصْت لُغَة فِي الرِّباب، وبَجِحْت وبَجَحْت لُغَة، وَقد شَمِلَهم الْأَمر شُمولاً: عَمَّهم وشَمَلَهم يَشْمُلهم لُغَة وَلم يعرفهَا الْأَصْمَعِي وَأنْشد: كَيفَ نَومي على الفِراشِ ولَمّا تَشْمَل الشَّامَ غارَةٌ شَعْواءُ ودَهِمَهم ودَهَمَهم يدهَمُهم، وطَبِنْت لَهُ طَبَناً وطَبَنْت أطْبِن طَبانَةً وطُبونا. قَالَ: وَقَالَ الغنوِيُّ قد طَبِبْت بِهَذَا الْأَمر طبّاً، وَقَالَ مُنقِذ قد طَبَبْت بِهَذَا الْأَمر. وَقَالَ الغنَويّ: إِن كنتَ ذَا طِبٍّ فَطِبَّ لعينيك، وَقد خَسِسْتَ بعدِي خَساسَة وخَسَسْت تَخِسُّ خِسَّةً، وَيُقَال مَا أَبِهْت لَهُ وَمَا أبَهْت لَهُ، آبَهُ أَبَهاً، وَمَا بُهْت لَهُ وَمَا بِهْت لَهُ وَمَا وَبِهْت لَهُ وَمَا وبَهْت لَهُ، أَوْبَه وبَهاً، وَمَا بَهأت لَهُ وَمَا بأَهْت لَهُ يُرِيد مَا فطَنْت لَهُ، وقَدَرْت على الشَّيْء أقْدِر قُدْرَة وقَدِرْت عَلَيْهِ لُغَة، وَقد غَمِطَ عيشَه غَمْطاً وغَمَطَه، وفَضَلَ الشَّيْء يفضُل فَضْلاً وفَضِلَ يفضَل وفَضِل مِنْهُ شيءٌ قَلِيل فَإِذا قَالُوا يفضُل ضَمُّوا الضَّاد فأعادوها إِلَى الأَصْل وَقد قدَّمت هَذَا وَذكرت شذوذه وَقد أشبهه حرفان من المعتلّ، قَالُوا مِتَّ تَمُوت ودِمْتَ تدوم. قَالَ: وَزعم بعض النَّحويين أنّ نَاسا يَقُولُونَ حَضِرَ القاضيَ فلانٌ ثمَّ يَقُولُونَ يحضُر، وَقَالَ بَعضهم إِن من الْعَرَب من يَقُول فَضِل يفضَل مثل حَذِرَ يَحْذَر. وَقَالَ: رَجَنَت الْإِبِل ورَجِنَت وَقد رَبِيت فِي حَجره ورَبَوْت. أَبُو عبيد: أَنِسْت بِهِ وأَنَسْت آنَس أُنْساً، وبَسَأت بِهِ بَسْئاً وبسِئت أَبْساً فِي اللغتين: أَي أَنِسْت. ابْن السّكيت: بَهَأْت بِهِ وبَهِئت: أَي أَنِسْت وَأنْشد: فقد بَهَأَتْ بالحاجِلات إفالُها وَسيف كريمٍ لَا يزَال يَصوعُها وَقد بَرَأْت من الْمَرَض بُرْء اً وبَرِئت، وجَزَأَت الإبلُ بالرُّطْب عَن المَاء تَجْزَأ جَزْء اً، وجَزِئَت، وَقد لجَأْت إِلَيْهِ أَلْجَأ لُجُوء اً ولَجِئت، ولَجَّ يَلِجُّ ويَلَجُّ لَجّاً: مَحِك. أَبُو عبيد: خَذِئت لَهُ وخَذَأْت أَخْذاً خُذُوءاً: إِذا خضَعْت لَهُ، وَقد هزِئت بِهِ وهزَأْت أَهْزَأُ هُزْءاً فيهمَا وَمَا رَزَأْته شَيْئا وَمَا رَزِئته أَرْزَأه رُزْءاً، ولَطَأْت بِالْأَرْضِ ولَطِئْت لُطوءاً، وَقد ذَرِئَ شَعر الرجل ذُرْءةً وذَرَأَا: إِذا شَمِطَ فِي مُقَدَّم رَأسه، يُقَال حَضَرْته أَحْضُره وحَضِرْته وَأنْشد أَبُو ثَروان: مَا مَن جفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ كَمَن لنا عندَهُ التَّكريمُ والّلطَفُ وَيُقَال من اللَّحْم الغَثِّ قد غَثِثْت يالحم وغَثَثْت تَغِثُّ غَثاثة، فَأَما الإغْثاث فِي الْمنطق فعلى أَفْعَلَ لَا غير وَقد أَبَنْت هَذَا، وَقد زَهِدَ فِي الشَّيْء وزَهَد يزهَد زُهْداً وزَهادَةً، وَقد شَجَبَ وشَجِبَ يشْجَب شَجَباً: هلك أَو كسَب كَسْباً أَثِمَ فِيهِ، وَقد قنَطَ الرجل يقنِطُ ويقنُط وقَنِطَ قُنوطاً وقَنَطاً، وَيُقَال نَجِزَ ونَجَزَ ينجِز نَجْزاً ونُجْزاً. قَالَ: وكأنّ نَجِز فَنِيَ وَكَأن نجَزَ قضى حَاجته وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: فمُلْكُ أبي قابوسَ أضْحى وَقد نَجِزْ أَي فَنِي وَذهب وَقد حلا بعيني وبصدري وَفِي عَيْني وَفِي صَدْرِي وحَلِيَ فِي عَيْني وبعيني حلاوة فيهمَا جَمِيعًا وحَلِيَ مِنْهُ بخَيْر، وحلا: أصَاب مِنْهُ خيرا، ونَضِرَ الشيءُ ونَضَرَ يَنْضُر نَضارَةً، وقَرِرْت بِهِ عينا أقرّ وقررت(4/393)
أَقَرُّ قُرَّةً وَقد قَرَرْت فِي الْمَكَان قَراراً مثلهَا، ورَضِع الصبيُّ ورَضَع يرضِع رَضاعاً ورَضاعةً. قَالَ الْأَصْمَعِي: أخبرنَا عِيسَى بن عمر أَنه سمع الْعَرَب تنشد هَذَا الْبَيْت لِابْنِ هَمّام السّلولي: وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهم يَرْضِعونَها أَفاوِيقَ حتّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْلُ وخَطِئ السَّهمُ خَطَئاً وخَطَأً، ورَشِد رَشَداً ورُشْداً ورَشَد يَرْشُد، وشَحِحْت وشَحَحْت أَشِحُّ شَحّاً وشُحّاً، وَقد بَلَلْت بجاهلٍ وبَلِلْت بِهِ بَلَلاً. وَقَالَ: مَرَّ بِي فلانٌ فَمَا عَرَضْت لَهُ وَمَا عَرِضْت لَهُ. أَبُو عبيد: عَرِضَت لَهُ الغُولُ وعَرَضَت، وقَتَرَ اللَّحْم يَقْتِر قُتاراً وقَتِر: إِذا ارْتَفع قُتارُه، وَيُقَال حَرِرْتَ يَا يومُ وحَرَرْتَ تَحِرُّ حَرارةً، وَقد حَرَرْتَ يَا رجلُ من الحُرِّيَّة لَا غير، وضَحِيت للشمس وضَحَيْت أَضْحى ضُحُوّاً فِي اللغتين، وَقد فَقِهْت الحَدِيث وفَقَهْته أَفقَهُه فُقُوهاً، وَقد زَهِقَت نفسُه وزَهَقَت تَزْهَق زُهُوقاً، وَقد شَغِبْت وشَغَبْت أَشْغَب فِي اللغتين، ولَغِبْتُ من الإعياء ولَغَبْت أَلْغَب لُغُوباً فيهمَا، وقَزِحَ الكلبُ ببوله وقَزَح يَقْزَح قُزُوحاً فِي اللغتين جَمِيعًا، ووَهَنْت فِي أَمرك هِنَةً ووَهِنْت، وسَلَوْت عَن الشَّيْء سُلُوّاً وسَلِيت سُلِيّاً وَقَالَ رؤبة: لوْ أَشْرَبُ السُّلْوانَ مَا سَلِيت وَقد عَلَوْت عُلُوّاً وعَلِيت عَلاء ا، وَقد قيل عَلَوْت فِي الْجَبَل عُلُوّاً وعَلِيت فِي المكارم عَلاء ا، وغَسَا اللَّيْل غُسُوّاً وغَسِيَ وَقد قدَّمت أنّ غسا وأَغْسى لُغَتَانِ، وَقد سَرِيَ الرجلُ وسَرا يَسْرو وسَرُوَ سَراوَةً لُغَة وَأنْشد فِي سَرا: وابْنُ السَّرِيِّ إِذا سَرى أَسْراهُما وَقد سَخا يَسْخو وسَخِيَ سَخاء قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم: إِذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا قَالَ إِذا مَا المَاء خالطَها فشَرِبنا سَخِينا فَحذف لعلم الْمُخَاطب أَنه لَا يَسْخَى إِلَّا على شربه لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وإذْ أَوْحَيْنا إِلَى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بعصاكَ الحجَرَ فانْفَجَرَتْ منهُ اثْنَتا عَشْرَة عَيْنا) أَي فمَدَّ يدَه فضرَبَ فانفجرت، وشَمَسَ يومُنا يَشْمُسُ شُمُوساً وشَمِسَ وَقد قدّمت أنّ شَمَس وأَشْمَس لُغَتَانِ. قَالَ: وَالْعرب تخْتَلف فِي فِعْلِ غَضَّةٍ بَضَّةٍ فبعضهم يَقُول غَضِضْت وبَضِضْت غَضاضَةً وبَضاضَةً وَبَعْضهمْ يَقُول غَضَضْت وبضَضْت وَهِي تَغِضُّ وتَبِضُّ، وصَغِيت إِلَى الشَّيْء وصَغَوْت أَصْغو صُغُوّاً: إِذا مِلْت إِلَيْهِ. قَالَ: حَسِسْت لَهُ حَسّاً وحَسَسْت لَهُ أَحِسُّ حِسّاً: إِذا رَقَقْت لَهُ. وَقَالَ الْفراء: قَالَ أَبُو الجرَّاح مَا رَأَيْت عُقَيْلِيّاً إِلَّا حَسَسْت لَهُ، حَبَضَ السهمُ يَحْبِض حَبْضاً وحُبوضاً وحَبِضَ حَبْضاً وحَبَضاً وَهُوَ: أَن تَنزع فِي الْقوس ثمَّ ترسله فَيسْقط بَين يَديك وَلَا يَصُوب وصَوْبُه استقامته، وحَرَص عَلَيْهِ وحَرِص، وحَنَطَ الرِّمْثُ وحَنِطَ: ابيَضَّ وأدْرَك، وحَرَدَ عَلَيْهِ وحَرِدَ: غَضب، وحَظَبَ يَحْظُب وحَظِب: سَمِن وحَفَرَ فُوهُ وحَفِر. أَبُو عبيد: عَصِبَت الْإِبِل وعَصَبَت: اجْتمعت، وعَصَبَ الرِّيقُ بِفِيهِ يعصِب وعَصِب: جَفَّ عَلَيْهِ، وعَصَيْته بالعَصا وعَصِيتُه لُغَة فِي عَصَوْته، وعَسَيْت أَن أفْعَلَ كَذَا وعَسِيت وَهِي كلمة تجْرِي مجْرى لعلَّ، وعَصِيَ بِسَيْفِهِ وعَصا بِهِ عَصَىً فيهمَا: أَخَذَه أَخْذَ الْعَصَا وَكَذَلِكَ إِذا ضربه ضَرْبَةً بالعصا، وعسا الشَّيْخ عَسْواً وعَسِيَ عَسىً: كَبِر، وعَنَوْت فيهم وعَنِيت عُنُوّاً: صِرْت عانياً، وقَصَوْت عَن الشَّيْء وقَصِيت: بعُدت، ووَقَرَت الأُذُنُ ووَقَرَت: ثقُلَ سَمْعها، ووَبِقَ الرجل ووَبَقَ: هلك، ونَكِل ونَكَل: نكَصَ، ونَكَبَ عَن الشَّيْء ونَكِب: عَدَل، وكَمَنْت لَهُ وكَمِنْت: استخفيت، وكَدا النَّبْتُ وكَدِيَ: أَصَابَهُ البَردُ فلَبَّده فِي الأَرْض أَو أَصَابَهُ الْعَطش فأبطأَ نَبْتُه، وأرَكَ بِالْمَكَانِ وأَرِك: أَقَامَ، وسَلَجَ الطعامَ وسَلِجَه:(4/394)
بَلِعه، ورَجَبْت الرجلَ ورَجِبْته: عَظَّمته، ورَجَوْت ورَجِيت، وَقد شَرَّ يشُرُّ ويشَرُّ شَرّاً، ولَهِقَ الشيءُ ولَهَق: صَار أَبيض، وجَفَّ الثَّوْب يَجِفُّ ويَجَفُّ جُفوفاً وجَفافاً وَالْكَسْر عِنْده أَعلَى، وقَحَلَ الشيءُ وقحِلَ يقحَل قُحولاً فيهمَا: يبِس. وَقَالَ: وعَرَ الطَّريق ووعِرَ، وكَمِلَ الشيءُ وكَمَل يكمُل كَمالاً. قَالَ الْفراء: مَا كَانَ على فَعَلْت من ذَوَات التَّضْعِيف غير وَاقع فَإِن يَفْعِل مِنْهُ مكسور الْعين مثل عَفَفْت أَعِفُّ وشَحَحْت أَشِحُّ وخَفَفْت أَخِفُّ، وَمَا كَانَ من ذَوَات التَّضْعِيف وَاقعا مثل ردَدْت وعَدَدْت فإنّ يفْعُل مِنْهُ مضموم إلاّ ثَلَاثَة أحرف نادرة وَهُوَ شدَّه يشُدُّه ويشِدُّه وعلَّه يعُلُّه ويعِلُّه وَهُوَ الشُّرب الثَّانِي ونَمَّ الحديثَ ينُمُّه وينِمُّه وَإِن جَاءَ مثل هَذَا مِمَّا لم نَسْمَعهُ فَهُوَ قَلِيل وَأَصله الضَّم، وَمَا كَانَ على أَفْعَل وفَعلاء من ذَوَات التَّضْعِيف فإنّ فَعِلْت مِنْهُ مكسور الْعين مثل أَصَمَّ وصَمّاء وأَشَمَّ وشَمّاء وأحَمَّ وحَمّاء وأجَمَّ وجَمّاء، تَقول صَمِمْتَ يَا رجل، وَقد جَمِمْت يَا كَبْشُ، وَمَا جَاءَ على أَفْعَلَ وفَعْلاء من غير ذَوَات التَّضْعِيف فَإِن الْكسَائي قَالَ يُقَال فِيهِ فَعَلَ يفْعَل إِلَّا سِتَّة أحرف فَإِنَّهَا جَاءَت على فَعُلَ الأسْمَر والآدم والأحْمَق والأَخْرَق والأرْعَن والأعْجَف يُقَال سَمُرَ وأَدُمَ وحَمُق ورَعُن وعَجُف. قَالَ الْأَصْمَعِي: والأعجم أَيْضا يُقَال قد عَجُمَ وعَجِمَ، وَقد قدمت قَول أبي عَليّ الْفَارِسِي إِنَّه لَا فِعْل للأعجم وأبَنْت احتجاجه لذَلِك فِي أوّل الْكتاب. وَقَالَ الْفراء: يُقَال عَجُف وعَجِف وحَمُق وحَمِق وسَمُر وسَمِر وخَرُق وخَرِق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَدُم وأَدِم وَقد أبَنْت قوانين أَفعَال الألوان ومصادرها ونبَّهْت على مَا شذَّ من ذَلِك وكل مَا كَانَ على فَعَل أَو فَعُل أَو فَعِل من ذَوَات التَّضْعِيف فَهُوَ مُدغَم لِأَنَّهُمَا مِثْلان بِاللَّفْظِ وَالْحَرَكَة وَكَذَلِكَ مَا كَانَ من آتيه واسمِ فَاعله إِلَّا أَنه قد جَاءَ من فَعِل من هَذَا الضَّرْب أشياءُ شَذَّت عَن الْقيَاس فأُظهِر فِيهَا التَّضْعِيف وَإِنَّمَا سَهُل ذَلِك فِي فَعِل دون فَعَل وفَعُل لِأَن فَعَل يتوالى فِيهَا المثلان على حَرَكَة وَاحِدَة وفَعُل يُستثقَل فِيهِ الضَّم مَعَ التَّضْعِيف لِأَن التَّضْعِيف فِي نَفسه مستثقَل فتُكرَه الضمةُ مَعَه لِأَن الضَّم يُستثقل فِي بعض الْمَوَاضِع كاستثقالهم لَهُ فِي الْوَاو فَمن أجل هَذَا سَهُل فِي فَعِل وَلم يسهل فِي فَعَل وفَعُل فَمَا شذَّ من بَاب فَعِل قَوْلهم لَحِحَتْ عيْنُه: إِذا التصقت وَمِنْه قيل هُوَ ابْن عمِّي لَحَّاً وَهُوَ ابنُ عمٍّ لَحِّ وَقد مَشِشَتِ الدابةُ وصَكِكَت وَقد ضَبب الْبَلَد: إِذا كثر ضبابه وَقد أَلِلَ السِّقاء: إِذا تَغَيَّرت رَائِحَته وَقد قَطِطَ شَعَرُه. ذَا سَهُل فِي فَعِل وَلم يسهل فِي فَعَل وفَعُل فَمَا شذَّ من بَاب فَعِل قَوْلهم لَحِحَتْ عيْنُه: إِذا التصقت وَمِنْه قيل هُوَ ابْن عمِّي لَحَّاً وَهُوَ ابنُ عمٍّ لَحِّ وَقد مَشِشَتِ الدابةُ وصَكِكَت وَقد ضَبب الْبَلَد: إِذا كثر ضبابه وَقد أَلِلَ السِّقاء: إِذا تَغَيَّرت رَائِحَته وَقد قَطِطَ شَعَرُه.
(بَاب مَا جَاءَ على فَعَل وفَعُل والفتحُ فِيهِ أفْصح)
يُقَال طَهَرَت المرأةُ تَطْهُر طَهَارَة وطُهْراً وطَهُرَت لُغَة وصَلَحَ الشيءُ يَصْلُح صَلاحاً وصُلوحاً. قَالَ الْفراء: وَحكى أَصْحَابنَا: صَلُح وَقد شَحَبَ لَوْنُه يَشْحُب شُحوباً. قَالَ الْفراء: وشَحُب لُغَة وَقد سَهَمَ وَجْهُه يَسْهُم سُهوماً وسَهُم لُغَة. غَيره: جَبَنَ يَجْبُن جُبْناً وجَبُن. يَنْبَه نَباهة ونَبُه ونَضَرَ يَنْضُر نَضارة ونَضُر وسَخَنَ يَوْمُنا يَسْخُن سَخانة وسَخُن. ابْن السّكيت: خَثَرَ اللبنُ يَخْثُر. قَالَ الْفراء: وخَثُرَ لُغَة فِي كَلَامهم وَسمع الْكسَائي خَثِرَ وَقَالُوا مَكَثَ يَمْكُث مُكْثاً ومَكُث وَقَالُوا أَخَذَه بِمَا قَدُم وحَدُث فَإِذا أسقطوا قَدُم قَالُوا حَدَثَ بِالْفَتْح وَقَالُوا دَهَنَت الناقةُ: ودَهُنَت دَهانة: إِذا قلَّ لبنُها وَكَذَلِكَ لَكَأَتْ وبَكُؤَت بَكاءة. غَيره: غَمَضَ وغَمُض غُموضاً فَمن قَالَ غَمُض قَالَ غَميض وَمن قَالَ غَمَضَ قَالَ غامض وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِق وعَتُقَت عِتْقاً: سبقت الخيلَ وعَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً وعَقُل وسَرَعَ وسَرُع سَراعة ومَتَعَ ومَتُع: إِذا كَانَ جَلْدَاً ظريفاً ووَعَرَ الطريقُ ووَعُرَ وحَسَنَ الشيءُ وحَسُن حُسْناً وحَزَرَ اللبنُ وحَزُر وحَدَرَت المرأةُ وحَدُرَت: سَمِنَت وحَرَنَت الدابةُ وحَرُنَت: وَقَفَتْ عَن الجري بعد أَن اسْتَدَرَّ جَرْيُها ومَحَلَت الأرضُ ومَحُلَت وكَهَنَ لَهُ وكَهُن: قَضَىَ لَهُ بِالْغَيْبِ وكَهَمَ وكَهُم كَهامةً: بَطُؤَ عَن النَّصْرة(4/395)
وَالْحَرب وفَكَكْت وفكُكْت: خَرُقْت وكَسَدَ الْمَتَاع وكَسُد: لم يَنْفُق وجَمَسَ الماءُ وجَمُس: جَمَدَ وشَسَف الشيءُ وشَسُف: يَبِسَ وَكَذَلِكَ شَسَبَ وشَسُب وشَطَرَت الناقةُ وشَطُرت شِطاراً: يَبِسَ خِلْفان من أخلافها وصَلَدَ الرجلُ يَصْلِد صَلْدَاً وصَلُد صَلادةً.
(بَاب مَا جَاءَ على فَعِلْت مِمَّا يُغْلَط فِيهِ فَيُقَال بِالْفَتْح)
يُقَال لَثِمْت فمَ الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ: قبَّلْته لثماً قَالَ الشَّاعِر: فلَثِمْت فاها آخذاَ بقرونها شُرْبَ النَّزيف ببَرْد مَاء الحَشْرَج الحشرج: الحِسيُ يكون فِي حَصىً وَقد لقِمْت اللقمةَ لَقماً وزَرِدْتها زَرْداً وبَلْعْتها بَلْعاً وسَرِطْتها كلُّه بِمَعْنى، وَقد قَضِمَت الدَّابَّة شعيرها قَضْماً، وخَضِمْت الشَّيْء خَضْماً والخضم: أكلٌ بسَعَةٍ، وَقيل الخضم: أَكل بِجَمِيعِ الْفَم والقضْم دون ذَلِك وَقيل القضم بأطراف الْأَسْنَان والخَضْم بأقصى الأضراس وَقد أجدْت استقصاء ذَلِك فِي بَاب الْأكل، وَقَالُوا وَدِدْت لَو تفعل ذَلِك وَدَّاً ووُدّاً ووَدادَةً وَقد وَدِدْت الرجلَ وُدّاً، وَقد بَرِرْت والدّيَّ وَكَذَلِكَ برِرْت فِي يَمِيني وصّدَقْت يَا فلَان وبَرِرْت بِرّاً فِي كل ذَلِك، وَقد لَعِقْت الْعَسَل والسَّمن ولَحِسْت الْإِنَاء لَحْساً ولَعْقاً، وَقد مَصِصْت الرُمّانَ مَصّاً عَن أبي زيد وَغَيره، وَقد مَعِضْت من الْأَمر على مِثَال أَنِفْت مَعَضاً: إِذا امْتَعَضْت، وَقد شَرِكْت الرجل فِي أُمُوره شِرْكاً وشَرِكَةً ونَفِسْت عليَّ بخيرٍ قَلِيل نفاسةً، وَقد نَهِكْتُه عُقُوبَة نَهْكاً ونَهْكَةً ونُهوكاً، وَيُقَال انْهَكْ من هَذَا الطَّعَام: أَي بالِغ فِي أكله، وَقد لَجِجْت لَجاجَةً وَقد صَمِمْت صَمَماً وَقد بَشِشْت بِهِ بَشاشَةً، وَقد نَشِفَ الحَوضُ مَا فِيهِ من المَاء نَشْفاً، وَقد بَعِدَ الشيءُ بَعَداً وَقد ضَرِمَت النَّار ضَرَماً: تضَرَّمت وَقد ضَرِيْت بذلك الْأَمر ضَراوةً وَقد دَرِبْت بِهِ دَرَباً وَالِاسْم الدُّرْبَة، ولَهِجْت بِهِ لَهَجاً وَالِاسْم والمصدر سَوَاء، وَكَذَلِكَ عَسِكَ بِهِ عَسَكا، وسَدِكَ سَدَكاً ولَكِيَ لَكىً سَوَاء، وَقَالُوا جَهِلْت الشيءَ جَهْلا وغَبِيْته وغَبِيت عَنهُ غَباً وغَباوةً، وغَلِطَ فِي الْأَمر وغَلِتَ فِي الْحساب غَلَتا، ووَهِمْت فِي الصَّلَاة وَهَماً: سَهَوْت، وَقد جَزِعْت من ذَلِك الْأَمر جَزَعاً وهَلِعْت هلَعا ووَلِعْت وَلوعاً بِمَعْنى وَقد جَنَفْت جَنَفا: مِلْت، وهَبِصْت هَبَصاً وغَرِضْت غَرَضاً وَقد دَرِن الشَّيْء دَرَناً وطَبِع طَبَعا وكَتِن كَتَنا ودَنِس دَنَسا، وَقد نَكِدَ الشَّيْء نَكَداً وبَلِهْت بَلَها: تبَلَّهْت، وَقد زَكِنْت الْأَمر زَكْنا: أَي عَلمته، وفَهِمْته فَهْماً، وَقد مَضِضْت من ذَلِك ولَبِبْت لُبّاً وَقد نَغِبْت من الْإِنَاء نَغْباً وَقد رَتِجَ فِي مَنْطِقه رَتَجاً، وَقد فَهِهْت فَهاهَةً، وَقد بَكِم بَكَماً وخَرِس خَرَسا، وَقد جَعِمَت الْإِبِل جَعَما: إِذا لم تَجِد حَمضاً فتأكلَ الْعِظَام وخُرْء الْكلاب، وَقد مَجِلَت يَده مَجَلاً ونَفِطَت نَفَطا ونَفْطا ونَفيطا سَوَاء، وشَرِب القومُ فحَصِر عَلَيْهِم حَصَراً: أَي بخِل.
(بَاب يَفْعِلُ ويَفْعُل)
قد ذكرت اخْتِلَاف النَّحويين فِي هَذَا الْفَصْل وَمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ وأذكر الْآن شَيْئا من المسموعات وأُوجز فِي ذَلِك: خَفَق الْفُؤَاد يَخْفِق ويَخْفُق خُفوقا: اضْطربَ، وبَرَضَ لي من مَاله يَبْرِض ويبرُض: أَعْطَانِي مِنْهُ قَلِيلا وَكَذَلِكَ بَرْضُ المَاء وَهُوَ: الْقَلِيل، وبَتَّ الشيءَ يَبُتُّه ويبِتُّه بَتّاً: قطعه، وبَجَسْت القِرْبة أبجِسُها وأبْجُسُها: شققتها،(4/396)
وبَشَكَ فِي السّير يَبْشِك ويبْشُك: خَفَّف نقل قوائمه، وسَمَطْت الجَدْيَ أسمِطُه وأسْمُطه: نَتَفْت عَنهُ الصُّوف بعد إِدْخَاله فِي المَاء الْحَار، وبتَلَ الشَّيْء يبتِلَه ويبتلُه: قطعه، وبذَلَه يبْذِله ويبذُله: أعطَاهُ، وفَطَرْت الشَّيْء أفطِره وأفطُره وسَنَفْت البعيرَ أَسْنِفه وأَسْنُفه من السِّناف، وسَمَد يَسْمِد ويَسْمُد: رفع رَأسه، وسَتَرْت الشَّيْء أَستِره وأَسْتُره: أخفيته، وسَلَتُّ أَنْفَه أَسْلِته وأَسْلُته: جَدَعْته، وسَبَرْت الجُرح أَسْبِرُه وأسْبُره: نظرت مِقْدَاره، وسَمَرْت الشَّيْء أسمِره وأسمُره: شَدَدْته بالمسمار، وسَدَل الشَّعرَ والثوبَ يسْدِله ويسدُله: أرخاه، وسَجَمَتْ عينُه تَسْجِم وتسجُم: قطرت دمعاً، وعَزَفَت نَفسِي عَن الشَّيْء تَعْزِف وتعزُف عَزْفاً: انصرفت، والجِنُّ تَعْزِف عَزيفاً لَا غير، وعَتَبَ عَلَيْهِ من العتاب يعتِب ويعتُب عَتْباً ومَعْتَبَةً وَكَذَلِكَ من الْمَشْي على ثَلَاث قَوَائِم، وعَرَم الْغُلَام يَعْرِم ويعْرُم عَرامَةً، وعَنَدَ العِرْقُ يَعْنِد ويعْنُد عُنوداً، وعَطَس يعطِس ويعْطُس عُطاساً، وعَلَّ فِي الشُّرب يَعِلُّ ويعُلُّ عَلَلا، وعَسَرْت الرجلَ أَعْسِره وأَعسُره عُسْرة: طلبت الدّين مِنْهُ على عُسْر، وعَرَنْت البعيرَ أعرِنه وأعرُنه عَرْناً من العِران وَهُوَ كالخِطام من الدَّابَّة، وعَذَلَه يعْذِله ويعْذُله عَذْلاً، وعَجَّ يَعِجُّ ويعُجُّ، وعَنَّ الشَّيْء يعِنُّ ويعُنُّ: ظهر أمامك، وعقر النَّاقة يعْقِرها ويعقُرها: قطع قَوَائِمهَا لتسقط كي يَنْحَرهَا، وعَقَل الدَّوَاء البطنَ يعقِله ويعقُله: أمْسكهُ، وعَثَر يعْثِر ويعثُر عَثْراً، وعَكَلْت الشَّيْء أعكِله وأعكُله عَكْلاً: جمعته، وعَلَكْته أعْلِكه وأعلُكه عَلْكاً: مضغته، وعَكَفَه عَن حَاجته يعكِفه ويعكُفه: صرَفه، وعَكَف الرجل يعكِف ويعكُف عَكْفاً وعُكوفا: لزم الْمَسْجِد، وعَرَج يعْرِج ويعرُج عُروجاً: ارْتقى، وعَنَجْت رَأس الْبَعِير أعنِجه وأعنُجه عَنْجا: جذَبْته بخِطامه وَأَنا رَاكب عَلَيْهِ، وعَرَش الرجل يعرِش ويعْرُش: اتَّخذ عَرْشاً وَهِي الْخَيْمَة، وعَرَشْت الرَّكِيَّة أعرِشها وأعرُشها عَرْشاً: طَوَيتها، وعَضَلْت الْمَرْأَة أعضِلها وأعضُلُها عَضْلا: منعتُها الزواجَ ظُلما، وعَلَن الأمرُ يَعلِن ويَعْلُن عَلَناً وعَلانيةً: شاع وَظهر، وعَلَبْت السَّيْف أعْلِبه وأعلُبه عَلْبا: حَزَمت مَقبِضه بعِلْباء الْبَعِير، وعَسَلْت الشَّيْء أعسِله وأعْسُله عَسْلا: خلَطْته بالعسل، وعَرَتَ أَنفه يَعْرِته ويعرُته: دَلَكَه بِيَدِهِ، وعَلَمْته أعْلِمه وأعلُمه: شققت شفته الْعليا، وتَلَدَ المالُ يَتْلِد ويتلُد تُلودا: قَدُم، وتَرَّتْ يدُه تَتِرُّ وتَتُرُّ تُرورا: سَقَطت، وتَمَكَ السَّنامُ يَتْمِك ويتمُك: تَزَوَّى واكتنز، وزَمَر يَزْمِر ويزمُر زَميراً وزِمارا، ونَفَر يَنفِرُ وينْفُر نِفاراً ونُفورا، ونَجَب الشَّجرة يَنْجِبها وينجُبها نَجْبا: قَشَرها، ونَمَّ يَنِمُّ وينُمُّ نَمّاً: وشى، ونَطَف الشيءُ ينطِف وينطُف: قَطَر، ونَتَشَه ينتِشه وينتُشه: نتفَه، ونَسَر الطَّائِر اللحمَ ينْسِره وينسُره كَذَلِك ونَسَب بِالْمَرْأَةِ يَنسِب وينسُب: شَبَّب، ونَثَرْت الشيءَ أنثِره وأنثُره: فَرَقْته، ونَكَل عَنهُ يَنْكِل وينكُل، ونَشَلْت اللَّحْم أنشِله وأنشُله: أخرجته من الْقدر، ونَعَم الرجل ينعِم وينعُم، ونَتَع الدّم من الْجرْح وَالْمَاء من الْعين يَنْتِع وينتُع: خرج قَلِيلا قَلِيلا، وحَشَرَ يحشِر ويحشُر حَشْراً، وحَشَد يحشِد ويحشُد حَشْدا، وحَجَم الحَجّام يحجِم ويحجُم حَجْما، وحَنَك الدَّابّةَ يَحْنِكها ويحنُكها: جعل الرسن فِي فِيهَا، وحَرَض يحْرِض ويحْرُض: هلَكَ، وحَصَرْت البعيرَ أحصِره وأحْصُره حَصراً واحْتَصَرْته: شدَدْته بالحِصار وَهُوَ ضَرب من المراكب سوى الرّحال، وحَرَص عَلَيْهِ يحرِص ويحْرُص: اشتدَّت إِرَادَته لَهُ، وحَدَسْت عَلَيْهِ ظَنِّي أحْدِس وأحدُس حَدْسا: لم أُحَقِّقه، وحَسَر العَمامة والبيضَة عَن رَأسه يَحْسِرها ويحسُرها حَسْراً وحُسورا وحَسَر السيرُ الدّابَّة يحْسِرها ويحْسُرها حَسْرا: أعياها، وحَتَر على أَهله يَحْتِر ويحتُر حَتْراً وحُتورا: قَتَّر عَلَيْهِم النَّفقة وَقيل كَساهم ومانَهم، وحَشَمْته أحْشِمه وأحشُمه حَشْماً وحِشْمة: أغضبته، وحَدَرْت الشيءَ أحْدِره وأحدُره حَدْراً: أنزلته، وحَجَل الغُرابُ يحجِل ويَحجُل حَجْلا، وحَصَد الزَّرع يحصِده ويحصُده، وحَبَكه بِالسَّيْفِ يحبِكه ويحبُكه حَبْكاً: ضرَب عُنُقه، وحَرَسْت الشيءَ أحرِسه وأحرُسه حَرْسا: حفظته، وحَلَسْت النَّاقة وَالدَّابَّة أحلِسُها وأحلُسُها حَلْساً: غَشَّيْتهما بحِلْس، وحَزَرْت الشيءَ أحزِره وأحزُره حَزْرا: قدَّرْته بالحَدْس، وحَظَل يَحْظِل ويحظُل حَظْلاً: منع، وحَلَبْت الشَّاة أحلِبها وأحلُبها، وحَسَد يحْسِد ويحسُد حَسَدا، وحَقَّ الأمرُ يَحِقُّ ويحُقُّ، وجَلَب الْمَتَاع يجلِبه ويجلُبه جَلْباً وَكَذَلِكَ جَلَب الجُرْحُ يَجْلِب ويجلُب، وجَدَّ فِي الْأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ جدّاً،(4/397)
وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ: إِذا تُرِك أَن يُرْكَب وَكَذَلِكَ المَاء وَالْمَكَان وَغَيره، وحَرَز النَّخلَ يَحْرِزه ويحرُزه، وجَدَلْت الشَّيْء أجْدِله وأجْدُله جَدْلاً: أحْكَمْت فَتْله، وشَرَط يشرِط ويشْرُط فِي الشريطة وَكَذَلِكَ الحجّام، وشَبَّ الفرسُ يَشِبُّ ويَشُبُّ شِباباً وشَبيبا: قَمَص، وشَنَقْت الْبَعِير أشْنِقه وأشنُقه شَنْقاً من الشِّناق، وشَدَّ يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً، وسَحَّ يسِحُّ ويَسُحّ سَحّاً، وشَتَمه يشتِمه ويشتُمه: سَبَّه، وشَذَبْت الِّلحاءَ أَشْذِبه وأشذُبه: قَشَرْته، وشَحَّ يشِحُّ ويشُحُّ: بخِل، وخَتَن يَخْتِن ويَخْتُن خَتْناً، وخلَجَت عينُه تَخْلِج وتخلُج خلجا، وخَمَش وَجهه يَخْمِشه ويخمُشه خَمْشاً، وخَرَصَ يَخرِص ويخرُص خَرْصاً، وخَمَرْت العجينَ أَخْمِره وأَخْمُره: جعلته خَميراً، وخَرَز يَخْرِز ويخرُز خَرْزاً، ووَجَد يَجِدُ ويجُد وُجُوداً وجِدَةً وَقد تقدم تَعْلِيل يَجُد فِي مَوْضِعه من القوانين، وقبَرَ يقْبِر ويقبُر قَبْراً، وقدَر يقدِر ويَقْدُر قَدْراً وقَدَراً وقُدْرَةً، وقَنَطَ يَقْنِط ويقنُط، وهَذَر فِي مَنْطِقه يهذِر ويهذُر هَذْراً، وهَمَلَت عينُه تَهمِل وتهمُل هَمَلانا، وهَرَّ الشيءَ يَهِرُّه ويَهُرُّه: كرهه، وطَرَّت يدُه تَطِرُّ وتطُرُّ طُرورا: سقَطت، وطَمَث المرأةَ يَطْمِثها ويطمُثها: جامَعها وَفِي الْحيض تَطْمُث لَا غير، وفَتَك الرجلُ يفتِك ويفتُك فَتْكاً وفِتْكاً وفُتكاً، وفَحَّت الأفعى تَفِحُّ وتفُحُّ فَحّاً وفَحيحا وَهُوَ: صَوت من فمها شَبيه بالنفخ فِي نَضْنَضَةٍ وَقيل هُوَ تَحَكُّك جِلْدِها، وفَسَرْت الشيءَ أفْسِره وأَفْسُره: أبَنْته، وفَتَر الشيءُ يفتِر ويفتُر: سَكَن، وفَطَرْت العجينَ أفْطِره وأفْطُره: جعلته فَطيراً، ورَفَض يرْفِض ويرفُض رَفضاً: ذهب، ودَرَسْت الشيءَ أدْرِسه وأدرُسه: دَكَكْته، ورَاع الشيءُ يَرِيعُ ويَروع: رَجَعَ إِلَى مَوْضِعه الَّذِي كَانَ فِيهِ، ورَكَزْت الرُّمح أرْكِزه وأركُزه، ورَمَسْته أَرْمِسه وأرمُسه: دَفَنته، ورَسَف يَرْسِف ويرسُف: مَشى مَشْيَ المُقَيَّد، ورَفَسَه يَرْفُسه ويَرفِسه: ضربَه فِي صَدره بِرجلِهِ، ورَبَطْت الشيءَ أربِطه وأربُطه: شَدَدْته، ورَذَم أنْفُه يَرْذِم ويَرْذُم: قَطَر، ورَشَفْت المَاء والرِّيقَ أرشِفه وأرشُفه وَهُوَ فَوق المَصِّ، ورَفَتُّ الشيءَ أرْفِته وأرفُته: كَسرته، وذَمَلَت الناقةُ تَذْمِل وتَذْمُل ذَميلاً وذَمَلاناً: أسرَعَت، وذَبَر الكتابَ يَذْبِره ويذْبُره: كتبَه، وصَدَّ عَن الرجلِ يَصِدُّ ويصُدُّ صَدّاً وصُدودا، وأَهَل الرجلُ يَأْهِل ويَأْهُل أَهْلاً وأُهولاً: تَزَوَّج، وأبَق يأْبِق ويَأْبُقُ إباقاً، وأَبَنْت الرجلَ آبِنه وآبُنه أَبْناً: اتَّهَمْته، وأَشَر الخَشَبة يأْشِرها ويأْشُرها أَشْراً: شَقَّها، أَطَر القوسَ يأْطِرها ويأْطُرها أَطْراً: حَناها، وأَرَكَت الإبلُ تأْرِك وتأْرُك: لزمَت الْأَرَاك وَكَذَلِكَ إِذا أَقَامَت بِالْمَكَانِ، وأَثَرْت الحَدِيث عَن الْقَوْم آثِره وآثُره: حدَّثت بِهِ عَنْهُم، وأَبَّ السَّيرُ يَئِبُّ ويَؤُبُّ: تهيَّأَ، وأَبَلَت الإبلُ والوحشُ تَأْبِل وتأْبُل: جَزَأت عَن المَاء بالرُّطْب، كَرَثَني الأمرُ يَكْرِثُني ويكرُثُني: سَاءَنِي، وكَدَم يَكْدِم ويكْدُم كَدْماً، وكَبَنْت الثَّوبَ أكْبِنه وأكبُنه: ثَنَيْته ثمَّ خِطْته، وشَكَدَه يَشْكِده ويشكُده: أعطَاهُ، وكَبَدَه يكْبِده ويكبُده: ضرب كبِدَه، وكَتَب الدّابّة يَكْتِبها ويكتُبها: خَزَم حياءها بحَلْقة حَديد أَو صُفْر، مَلَشْت الشيءَ أَمْلِشُه وأملُشه: فتَّشْته بيَدي كَأَنِّي أطلبه، وزَبَر الكتابَ يَزْبِره ويزْبُره زَبْراً: كتبَه، وزَرَدْته أَزْرِده وأزرُده: خَنَقته، ودَكَلت الطِّينَ أدكِله وأدكُله: جمعته لأَطِينَ بِهِ، ودَبَرَه يَدْبِره ويدبُره: تَلا دُبُره، ودَبَلْت الشيءَ أدبِله وأدبُله: جمعته، وثَمَنْت القومَ أثمِنهم وأثمُنهم: كنت لَهُم ثامناً، ولَسَبتْه العقربُ والحَيَّة والزُّنبور تَلْسِبه وتلْسُبه: لدَغَتْه، ولَمَزَه يَلْمِزه ويلمُزه: عابَه، فَأَما فَعَلْت أَفْعَل وأَفْعُل وفَعِلْت أَفْعَل وأَفْعِل فقد أَبَنْتها فِي حُرُوف الْحلق بغاية الحَشْد والتَّعليل. وكَبَدَه يكْبِده ويكبُده: ضرب كبِدَه، وكَتَب الدّابّة يَكْتِبها ويكتُبها: خَزَم حياءها بحَلْقة حَديد أَو صُفْر، مَلَشْت الشيءَ أَمْلِشُه وأملُشه: فتَّشْته بيَدي كَأَنِّي أطلبه، وزَبَر الكتابَ يَزْبِره ويزْبُره زَبْراً: كتبَه، وزَرَدْته أَزْرِده وأزرُده: خَنَقته، ودَكَلت الطِّينَ أدكِله وأدكُله: جمعته لأَطِينَ بِهِ، ودَبَرَه يَدْبِره ويدبُره: تَلا دُبُره، ودَبَلْت الشيءَ أدبِله وأدبُله: جمعته، وثَمَنْت القومَ أثمِنهم وأثمُنهم: كنت لَهُم ثامناً، ولَسَبتْه العقربُ والحَيَّة والزُّنبور تَلْسِبه وتلْسُبه: لدَغَتْه، ولَمَزَه يَلْمِزه ويلمُزه: عابَه، فَأَما فَعَلْت أَفْعَل وأَفْعُل وفَعِلْت أَفْعَل وأَفْعِل فقد أَبَنْتها فِي حُرُوف الْحلق بغاية الحَشْد والتَّعليل.
(بَاب فَعِلَ وفَعُل)
تَقول سَفِهَ وسَفُه سَفاهة وسَفَهَاً وحَرِمَت الصلاةُ على الْمَرْأَة حَرَمَاً وحَرُمتْ حُرْماً وحَرِمَ عَلَيْهِ السُّحور وحَرُم وكَمِشَ وكَمُش: عَزَمَ وأَسْرَع فِي أمره وسَرِيَ وسَرُوَ وسَخِيَ وسَخُوَ ولَبِبَت ولَبُبْت لُبَّاً ولَبابة وعَجِفَ(4/398)
وعَجُف عَجَفَاً وحَمِقَ وحَمُق حُمْقاً وخَرِقَ وخَرُق خُرْقاً وسَمِرَ وسَمُر سُمْرة وأَدِمَ وأَدُم أُدْمَة وعَسِرَ الأمرُ عَسَرَاً وعَسُر عُسْراً وعَسارة وعَلِمَ الرجلُ عِلْماً وعَلُم وَهُوَ ضد الْجَهْل ووَعِثَ الطريقُ ووَعُث وَعْثَاً ووَعَثَاً: صَعُب ووَرِعَ الرجل ووَرُع رِعةً ووروعاً وشَحِمَ الْإِنْسَان وَغَيره وشَحُم: صَار ذَا شَحْم ونَحِفَ ونَحُف ووَحِدَ ووَحُد ووَحِفَ الشَّعرُ ووَحُف وحَرِضَ وحَرُض: أَفَاضَ القِداح وقَطِعَ الرجلُ وقَطُع: انْقَطَعت حُجَّته وفَقِهَ الرجلُ وفَقُه وبَهِجَ لونُ الشَّيْء وبَهُج: حِسُن وثَقِفَ الخَلُّ وثَقُف: حَذَقَ وبَلِقَ وبَلُق والبُلْقة: ارْتِفَاع التحجيل إِلَى الفخذين.
(بَاب أَفْعَلَ الشيءُ فَهُوَ فَاعل)
غير وَاحِد: أَيْفَع الغلامُ فَهُوَ يافع وأَبْقَل الموضعُ فَهُوَ بَاقِل وأَعْشَب فَهُوَ عاشب. قَالَ أَوْس بن حجر: وبالأُدْم تُحْدى عَلَيْهَا الرِّحال وبالشَّوْلِ فِي الفَلَق العاشبِ وَقَالَ: أَوْرَس الرِّمْث فَهُوَ وارس وأَمْحَل البلدُ فَهُوَ ماحل وأَغْضَى الليلُ فَهُوَ غاضٍ وَقَالُوا أرَاهُ لَمْحَاً باصراً: أَي مُبْصِراً نَاظرا بتحديق. قَالَ بَعضهم: هُوَ على بَصُر وَنَظِيره طَالِق من طَلُق وماكِثٌ من مَكُث وَمَعْنَاهُ التَّعْدِيَة ويقوَّيه مَا أنْشدهُ أَبُو عَليّ للهذلي: وَلم تَبْصُر العَيْنُ فِيهَا كِلابا قَالَ: وفَعُلْت متعدية فِي لُغَة قوم. وأَحْنَط الرِّمْث فَهُوَ حانطٌ: أَبيض. وَقَالَ بَعضهم: هَذَا على النَّسَب وَنحن نُفسِّر مَا جَاءَ من هَذَا الْقَبِيل وَالْمرَاد فِيهِ النَّسَب أَعنِي تامِر ولابِن وَهَذَا يكون على ضَرْبَيْنِ: على فَاعل وعَلى فَعَّال وَقد فرَّق حُذَّاق النَّحْوِيين بَينهمَا تفريقاً لطيفاً فَقَالُوا الْبَاب فِيمَا كَانَ ذَا شَيْء وَلَيْسَ بصَنْعَة يعالجها أَن يَجِيء على فَاعل لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ تَكْثِير كَقَوْلِنَا لذِي الدِّرْع دارع وَلِذِي النَّبْل نابِل وَلِذِي النُّشَّاب ناشِب وَلِذِي التَّمْر تامِر وَاللَّبن لابِنٌ وَقَالُوا لذِي السِّلاح سالِحٌ وَلِصَاحِب الفرَس فَارس وَقَالُوا لصَاحب النَّعْل ناعل وَلِصَاحِب الْحذاء حاذٍ وَلِصَاحِب اللَّحْم لاحِم وَلِصَاحِب الشَّحْم شاحم. قَالَ الحُطَيْئة: فَغَرَرْتني وزَعَمْتَ أنَّك لابِنٌ بالصَّيف تامِرْ وَالْبَاب فِيمَا كَانَ صَنْعَة ومعالجة أَن يَجِيء على فعَّال لِأَن فعَّالاً لتكثير الْفِعْل وصاحبُ الصَّنْعَة مداوِمٌ لصنعته فجُعِل لَهُ الْبناء الدَّال على التكثير كالبَزَّار والعَطَّار وَغير ذَلِك مِمَّا لَا يُحصى كَثْرَة وَقد يسْتَعْمل فِي الشَّيْء الْوَاحِد اللفظان جَمِيعًا. قَالُوا: رجل سائف وسَيَّلف وَقد يسْتَعْمل أَحدهمَا فِي مَوضِع الآخر يُقَال رجل تَرَّاس: أَي مَعَه تُرْس ذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَنه مُلازِم فأجروه مجْرى الصَّنْعَة والعلاج وعَلى هَذَا قَالُوا نَبَّال فِي الَّذِي مَعَه النَّبْل كَأَنَّهُ يلازمه وَلِأَن عمله بِهِ وتَعاطِيَه لَهُ صنعةٌ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: وَلَيْسَ بِذِي رُمْحٍ فَيَطْعُنَني بِهِ ولَيْسَ بِذِي سَيْفٍ ولَيْسَ بنَبَّالِ قَالَ الْخَلِيل: قَوْلهم عيشة راضية فَرَأَيْت عيشة راضية فِيمَا عللوا بِهِ إِسْقَاط الْهَاء لأَنهم ذكرُوا أَن حَائِضًا وَمَا جرى مجْرَاه سَقَطت الْهَاء مِنْهُ لِأَنَّهُ لم يجر على فعل وَقد ذكرُوا هم أَن عيشة راضية غير جَار على فعل لِأَن العيشة هِيَ مَرْضِيَّة وَإِنَّمَا فعلهَا رُضِيَت فحملوها على أَنَّهَا ذَات رضَا من أهليها بهَا ثمَّ أُنِّثَت وَيجوز أَن(4/399)
تحمل عيشة راضية على أحد وَجْهَيْن: إِمَّا أَن تكون عيشة رَضِيَتْ أهلَها فَهِيَ راضيةٌ بهم كَقَوْلِك مُلَازمَة لَهُم وَالْآخر أَن تكون التَّاء دخلت للْمُبَالَغَة كَمَا يُقَال رجل راوية وعَلاَّمة وَيجوز أَيْضا فِيهِ وَجه ثَالِث وَهُوَ أَنهم ألزموه الْهَاء لِأَن الْيَاء تسْقط لَو لم تكن هَاء فَرَأَوْا ذَلِك إخلالاً كَمَا قَالُوا نَاقَة مُتْلِية وظَبْيَة مُتْلِية فألزموا الْهَاء بِسَبَب الْيَاء وهم يَقُولُونَ فِيمَا لَيْسَ فِيهِ الْيَاء ظَبْيَة مُطْفِل ومُغْزِل ومُشْدِن وَقَالُوا رجل طاعمٌ كاسٍ على ذَا أَي ذُو كسْوَة وَطَعَام وَهُوَ مِمَّا يُذَمُّ بِهِ: أَي لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ غير أَن يَأْكُل ويكتسي وعَلى ذَلِك قَالَ الحُطَيْئة: دَعِ المَكارِم لَا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها واقْعُدْ إنَّك أنتَ الطاعِمُ الكاسي وَقَالُوا هَمٌّ ناصبٌ: أَي ذُو نَصَب وَلَيْسَ لشَيْء من ذَلِك فِعْلٌ يُصَرَّف وَإِنَّمَا جَاءَ على مَا ذكرته. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ فِي كل شَيْء من هَذَا قيل هَذَا أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول لصَاحب البُرِّ برَّار وَلَا لصَاحب الْفَاكِهَة فَكَّاه وَلَا لصَاحب الشَّعير شَعَّار وَلَا لصَاحب الدَّقِيق دَقَّاق وَإِنَّمَا يُقَال لصَاحب الدَّقِيق دَقِيقِيٌّ وَيُقَال مَكَان آهل: أَي ذُو أَهْل. قَالَ الشَّاعِر: إِلَى عَطَنٍ رَحْبِ المَباءة آهِلِ وَمِمَّا يسْتَدلّ بِهِ على أَن فَعَّالاً بِمَنْزِلَة الْمَنْسُوب الَّذِي فِيهِ الْيَاء أَنهم قَالُوا البَتِّيُّ وَهُوَ الرجل الَّذِي يَبِيع البُتوت وَاحِدهَا بَتٌّ وَهِي الأكسية وَقَالُوا أَيْضا البَتَّات وَإِلَيْهِ نسب عُثْمَان البَتِّيُّ من كبار الْفُقَهَاء.
(بَاب فَاعل فِي معنى مفعول)
قد قدّمت أَن عيشة راضية فِي قَول بَعضهم بِمَعْنى مرضيَّة وَقَالُوا سَاحل الْبَحْر فَاعل فِي معنى مفعول لِأَن المَاء سَحَلَه: أَي قَشَرَه. وَقَالَ بِشْر بن أبي خازم: ذَكَرْت بهَا سَلْمَى فَبِتُّ كأَنَّما ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَس أَي مفقوداً وَقَالُوا للجبل الَّذِي لَا نبت فِيهِ حالِقٌ وَإِنَّمَا هُوَ محلوق من النَّبات كالرأس المحلوق من الشّعْر وَقَالُوا للَحْمَتَي الفَخِذَيْن بادٌّ وَإِنَّمَا حُكمُه مَبْدُود لِأَن صَاحبهمَا بَدَّهُما على السَّرْج أَي فرَّقَهما وَقد قَالُوا مفعول فِي معنى فَاعل. قَالَ الله عز وَجل: (إنَّهُ كَانَ وَعْدُه مَأْتِيَّا) . أَي آتِيَا.
(بَاب فَعْلٍ فَاعل)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن قَوْلهم مَوْتٌ مائت وشُغْلٌ شاغِل وشِعْرٌ شاعِر فَقَالَ إِنَّمَا يُرِيدُونَ الْمُبَالغَة والإجادة وَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلهم هَمُّ ناصب وعيشةٌ راضية فِي كل هَذَا وَقد اخْتلفت النّسخ فِي الإجادة فَفِي بَعْضهَا الْإِجَازَة بالزاي وَفِي بَعْضهَا الإجادة بِالدَّال فَأَما الَّذِي يَقُول الْإِجَازَة فمعناها النُّفوذ كَأَنَّهُ قَالَ فِي الْمُبَالغَة والنفوذ فِيمَا أُرِيد بِهِ وَالَّذِي يَقُول الإجادة يُرِيد الجَوْدة. قَالَ أَبُو عَليّ: وَرَأَيْت بعض من يُحقِّق يَقُول فِي قَوْلهم شِعْرٌ شَاعِر كَأَنَّهُ جيِّد يَسْتَغْنِي بِنَفسِهِ عَن نسبته إِلَى شَاعِر فَكَأَنَّهُ هُوَ الشَّاعِر. قَالَ: وَعِنْدِي على هَذَا يجوز أَن يكون شغلٌ شاغل كَأَنَّهُ يَشْغَل عَن مَعْرِفة سَببه لشِدَّته وَكَذَلِكَ يجْرِي فِي جَمِيع هَذَا الضَّرْب. أَبُو عُبَيْد: ليلٌ لائِل وشَيْبٌ شائِبٌ وصِدْقٌ صَادِق وذَبْلٌ ذابِل وَهُوَ الخِزْي والهَوان وجَهْدٌ جَاهد ووَتِدٌ واتد. وَأنْشد: لاقَتْ على الماءِ جُذَيْلاً واتدا وَلم يَكُنْ يُخلِفُها المَواعِدا(4/400)
شبهَّ الرجل بالجِذْل، وَقَالَ العجاج: مِنْ مرِّ أَعْوَام السِّنين العُوَّم ونِعافٌ نُعَّفٌ وبِطاحٌ بُطَّح. غَيره: دَهْرٌ داهِرٌ وَقَالُوا دَفْرَاً دافِراً لما يَجِيء بِهِ فلَان.
فَعْلٌ أَفْعَل
غير وَاحِد: لَيْلٌ أَلْيَل ويَوْمٌ أَيْوَم وهَوْلٌ أَهْوَل. قَالَ أَبُو عَليّ: وسألني بعض المُنَقِّحين عَن قَول مُتمِّم: فَمَا وَجْدُ أَظْئَار ثَلاثٍ رَوائمٍ رَأْيَنَ مَجَرَاً من حُوار ومَصْرَعا يُذَكِّرْن ذَا البَثِّ الحزينَ بحُزْنِه إِذا جَنَّتِ الأُولى سَجَعْن لَهَا مَعا بأَوْجَد مِنِّي يَوْمَ فارَقْتُ مالِكاً ونادى بِهِ الناعي الرَّفيعُ فأَسْمَعا لِمَ قَالَ بأَوْجَد مني وَإِنَّمَا كَانَ يجب أَن يَقُول بأَوْجَدَ مِنْ وَجْدِي فَقلت لَهُ هُوَ على: (واسْأَلِ القَرْيَة) ثمَّ قَالَ وَكَيف وصفَ الوَجْد بالوَجْد وَهل يُقَال هَذَا الوَجْد أَوْجَد من وَجْد كَذَا فَقلت لَهُ هَذَا على قَوْلهم شِعْرٌ شاعِرٌ وَأَرَادَ مَا وَجْدُ أَظْئَار هَذِه صفتهَا أولى بِأَن يُوصف بِأَنَّهُ واجِدٌ من وَجْدِي.
فَعْلٌ فَعِلٌ
قَالُوا يَوْمٌ يَوِمٌ ويَمٍ على الْقلب. أنْشد سِيبَوَيْهٍ مَرْوَانُ مَرْوَان أَخا اليَوْمِ اليَمِي اأذكر فَعْلٌ فَعُل وَلَا فَعْل فَعُل وَلَا شَيْئا من الْأَمْثِلَة الثلاثية الأُوَل غير مَا قدمت أُكِّد بالأمثلة الَّتِي أُكِّدَتْ بهَا هَذِه الأحرف الَّتِي ذكرت.
(بَاب مَا جَاءَ من الْأَفْعَال على صِيغَة مَا لم يُسَمّ فاعلُه)
وَهَذَا الْبَاب على ضَرْبَيْنِ فَمِنْهُ مَا لَا يسْتَعْمل إِلَّا على تِلْكَ الصِّيغَة كعُنِيتُ بحاجتك ونُفِسَت المرأةُ وَمِنْه مَا تكون عَلَيْهِ هَذِه الصِّيغَة أغلب وَقد يسْتَعْمل بِصِيغَة مَا سُمِّي فَاعله كزُهِيتَ علينا فَإِن ابْن السّكيت حكى زَهَوْت وَإِنَّمَا أُفْرِدَتْ لما لم يُسَمَّ فاعلُه أَفعَال مَا على صِيغَة مّا لِأَن مَا لم يُسَمَّ فاعلُه نَائِب مناب الْفَاعِل فأفردوه بمثال لَا يكون لغيره كَمَا أَن للْفَاعِل أفعالاً على صِيغَة خُصَّ بهَا نَحْو فَعُل وانْفَعَل فَمن هَذَا الْبَاب قَوْلهم عُنِيتُ بحاجتك ووَعِكَ الرجلُ: حُمَّ وقُحِطَت الأرضُ وَقد أُولِعْت بالشَّيْء وَقد بُهِت الرجلُ وَقد وُنِئَت يدُه وَقد شُغِلْت عَنْك وَقد شُهِر فِي النَّاس وطُلَّ دمُه وهُدِر دمُه ووُقِصَ الرجل: إِذا سقط عَن دَابَّته فانْدَقَّتْ عُنُقُه، ووُضِع الرجلُ فِي التِّجَارَة ووُكِس وغُبِن فِي البيع وغُبِن رأيُه غَبْنَاً: إِذا كَانَ ضَعِيف الرَّأْي وهُزِل الرجلُ والدابةُ ونُكِب الرجل ورُهِصَت الدَّابَّة ونُتِجَت وعُقِمَت الْمَرْأَة: إِذا لم تَحْبَل وَقد زُهيتَ علينا ونُحِّيت وفُلِج الرجلُ من الفالج ولُقِيَ الرجل من اللَّقْوة وَقد دِيرَ بِي وأُدير لُغَتَانِ وَقد غُمَّ الْهلَال على النَّاس وأُغْمِي على الْمَرِيض وغُشِي عَلَيْهِ وَقد أهِلَّ الْهلَال على النَّاس واستُهِلَّ وَقد شُدِهْت وَقد بُرِّ حَجُّك وثُلِج فؤادُ الرجل: إِذا كَانَ بليداً وثُلِج بِخَير أَتَاهُ: إِذا سُرَّ بِهِ وَقد امتقع لَوْنُه: تغيَّر وَكَذَلِكَ انتُقِع والْتُمِع واهْتُقِع وانْتُشِف وانْتُسِف كلُّه بِمَعْنى وانْقُطِع بِالرجلِ وَهَذَا كُله حِكَايَة كَقَوْلِك لِتُعْنَ بحاجتي ولْتُوضَع فِي تجارَتك ولْتُزْهَ علينا وقُعِصَت الدَّابَّة: أَصَابَهَا(4/401)
القُعاص وَقد يُقَال بِالسِّين وهُقِع بسَوْءة: رُمِيَ بهَا وعُجِز الرجل وثُمِد: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي مَاله وعُضِد الرجل: شَكا عَضُدَه يَطَّرِد على هَذَا بابٌ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وعُدِسَ الرجل: أَصَابَته عَدَسَة وَهِي بَثَرَة قاتلة كالطاعون وسُدِع الرجلُ: نُكِب يَمَانِية وسُعِرَ الرجلُ: ضَرَبَته السَّموم وسُعِفَ الرجل: أَصَابَته سَعَفَة وَهِي قُرْحة ورُمِع الرجلُ ورُمِّعَ: أَصَابَهُ الرُّماع وَهُوَ دَاء فِي الْبَطن يَصْفَرُّ مِنْهُ الْوَجْه وأُوزِعْت بِهِ وأُولِعْت وحُنِشَ الرجلُ: غُمِزَ حَسَبُه ورُحِضَ الرجلُ: عَرِقَ وأُرِقَ الزَّرْعُ: أَصَابَهُ الأَرَقان وَكَذَلِكَ جَمِيع آفَات النَّبَات وفُقِئَت الأَرْض: مُطِرَت وفيهَا نَبْت فَحَمَل عَلَيْهِ المطرُ فأَفْسَده وضُنِكَ الرجل: أَصَابَهُ الضُّناك وَهُوَ الزُّكام. ونُكِسَ فِي الْمَرَض وكُظِم الرجل: سَكَتَ وكُلِب: أَصَابَهُ الكُلاب وَهُوَ ذهَاب الْعقل من الكَلَب وأُكِمَت الأَرْض: أُكِل جَمِيع مَا فِيهَا وأُشِبَّ لي الرجلُ: إِذا رَفَعْتَ طَرْفَك فرأيته وأُشْرِب حُبَّ فُلَانَة: أَي خالَط قَلْبَه وضُبِث بِهِ: ضُرِب وضُئِد الرجل: زُكِم وَكَذَلِكَ أُرِض وفُصِم جَانب البَيْت: انْهَدَم وسُلَّ الرجل من السُّلِّ وسُلِس: ذهبَ عَقْلُه وسُرِفَت الشَّجَرَة: أصابتها السُّرْفة وأُسِر بَوْلُه: احْتبسَ ونُسِئَت الْمَرْأَة: تأخَّر حَيْضُها ووُطِم الْبَعِير: احْتبسَ نَجْوُه وأُطْلِف الرجل: ذهبَ مَاله وَدَمه هَدَرَاً ولُبِط الرجل: أَصَابَهُ زكام وسُعال وبدى جدر أَو حصب وافْتُلِت: مَاتَ فَلْتَة وأُهْتِر: عَدِمَ لُبَّه من الكِبَر وهُبِت: عَدِمَ عَقْلَه وشُخِص بِهِ: أَتَى إِلَيْهِ أَمر يقلقه ونُشِعْت بِهِ: أُولِعْت وأُغْرِب الرجل: لَجَّ فِي الضحك. تمّ كتاب الْأَفْعَال والمصادر بِحَمْد الله وعونه.
أَبْوَاب الْأَمْثِلَة
(بَاب فَعْل وفِعْل بِاتِّفَاق الْمَعْنى)
ابْن السّكّيت: تَمِيم من أهل نجد يَقُولُونَ نِهْيٌ للغَدير وَغَيرهم يَقُولُونَ نَهْيٌ وَهُوَ الحِجُّ والحَجُّ. قَالَ غَيره: وهما مصدر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا حَجَّ حَجَّاً كَمَا قَالُوا ذَكَرَ ذِكْراً. ابْن السّكّيت: هَذَا فَقْع قَرْقَرَة وفِقْع لضرب من الكمْأَة وَهِي السِّلْم والسَّلْم وَأنْشد: السِّلْم تَأْخُذ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِهِ والحربُ يَكْفيكَ من أَنْفَاسِها جُرضعُ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: السِّلْم: الإسْلام والسَّلْم: المُسالَمة. ابْن السّكّيت: خَرَصَ النخلَ خَرْصَاً وَإِن شِئْت خِرْصاً وَيُقَال ذَهَبَ بَنو فلَان وَمن أَخَذَ أَخْذُهم فيفتحون الْألف ويضمون الذَّال وَإِن شِئْت فتحت الْألف ونصبت الذَّال وَقوم يَقُولُونَ إخْذُهُم فيكسرون الْألف ويضمون الذَّال والوَتْرُ فِي الْعدَد والوِتْرُ بِالْكَسْرِ فِي الذَّحْل وتميمٌ تَقول وِتْرٌ فيهمَا جَمِيعًا. وَقَالَ يُونُس: أهل الْعَالِيَة يفتحون فِي الْعدَد فَقَط. وَقَالَ: أَقَمْتُ عِنْده بِضْعَ سِنين وَقَالَ بَعضهم بَضْعَ سِنِين وَيُقَال صَغْوُه مَعَكَ وصِغْوُه وصَغاه مَعَك: أَي مَيْلُه مَعَك وَيُقَال ثوب شَفٌّ وشِفٌّ للرقيق وَهُوَ النَّفْط والنِّفْط والبَزْر والبِزْرُ وَلَا يقولهما الفصحاء إِلَّا بِالْكَسْرِ. وَقَالَ: الصِّرْع لُغَة قيس والصَّرْع لُغَة تَمِيم كِلَاهُمَا مصدر صَرَعْت وخَدَعْته خَدْعَاً وخِدْعاً. وَقَالَ: وَقَعَ فلَان فِي حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بِيصٍ. وَقَالَ: إنَّك لَتَحْسب عليَّ الأَرْض حِيصاً بِيصاً وَقد أَنْعَمت شرح هَذَا وأبَنْته من جِهَة بنائِهِ(4/402)
واشتقاقه وَيُقَال زَنْجٌ وزِنْجٌ وزَنْجِيٌّ وزِنْجِيٌّ. وَحكى: كِسْرُ الْبَيْت وكَسْرُه والكِسْران: جانبا الْبَيْت من عَن يَمِينك ويسارك وجِسْر وجَسْر وحِجْر الْإِنْسَان وحَجْرُه وَيقْرَأ: (حِجْراً مَحْجُورا) . وحَجْرَاً مَحْجُورا وَحكى شِقْبٌ وشَقْب والشِّقاب: اللُّهوب وَهُوَ الْمَكَان المطمئن إِذا أشرفْت عَلَيْهِ ذهب فِي الأَرْض والقِبْض: العَدَد. قَالَ أَبُو خَالِد: القَبْض وَحكى حَذَقَ يَحْذِق حَذْقَاً وحِذْقاً وَحكى هَيْدٌ وهِيدٌ: زَجر لِلْإِبِلِ وَأنْشد: وَقد حَدَوْناها بهَيْدٍ وهَلا والجِرْس والجَرْس: الصَّوْت وَيُقَال اللَّهُمَّ سِمْعٌ لَا بِلْغٌ وسَمْعٌ لَا بَلْغ وسَمْعَاً لَا بَلْغَاً مَعْنَاهُ يُسمَع بِهِ وَلَا يَتِمُّ وَيُقَال حِتْنٌ وحَتْن للمِثْل. وَوَاحِد الغِرَدة من الكمْأَة غِرْدٌ وغَرْدٌ وَيُقَال فِي صَدره ضِيقٌ وضَيْقٌ وَمَكَان ضيِّق وضَيْق وَقد ضَاقَ الشيءُ ضَيْقَاً لَا غير وَهُوَ البَثْق والبِثْق: إِذا انْبَثَق المَاء وفَعَلْت ذَلِك من أَجْلِك وإجْلك وَهُوَ زَرْبُ الْغنم وَبَعْضهمْ يَقُول زِرْب وَيُقَال رِطْل ورَطْل للمكيال وَهُوَ النِّزُّ والنَّزُّ وَهُوَ: الْخَفِيف من الرِّجَال وَقَالُوا أَقْرَضْته قِرْضاً وقَرْضَاً وَيُقَال مَا هُوَ لي فِي مِلْكٍ وَمَا هُوَ لي فِي مَلْكٍ وَيُقَال صِنْفٌ من الْمَتَاع وصَنْف وجِرْوٌ وجَرْوٌ وحِبْرٌ من الْعلمَاء وحَبْرٌ وسِجْف وسَجْف وَقَالُوا إيرٌ وَالْأُخْرَى مَفْتُوحَة الْألف وهِيرٌ وهَيْر للشَّمال وَقيل هِيَ الصَّبا. قَالَ أَبُو عُبَيْدة: عَن يُونُس يُقَال شَحْرُ عُمان وشِحْرُ عُمان وَهُوَ: مَوْضِع وَيُقَال الجِصُّ والجَصُّ والعِرْج والعَرْج: الْكثير من الْإِبِل.
(بَاب فُعْل وفَعْل بِاتِّفَاق الْمَعْنى)
ابْن السّكّيت: يُقَال لكل جَبَل صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ وَأنْشد لليلى: أنابِغَ لم تَنْبَغ وَلم تَكُ أوَّلا وكُنتُ صُنَيَّاً بَين صَدَّيْنِ مَجْهَلا يُقَال رَغِمَ انْفي لله رَغْمَاً ورُغْماً وَيُقَال هُوَ الفَقْر والفُقْر. وَقَالَ الْفراء: كَانَ الْكسَائي يَقُول فِي الكَرْه والكُرْه هما لُغَتَانِ. وَقَالَ الْفراء: الكُرْه: المَشَقَّة وَيُقَال قُمتُ على كُرْه أَي على مشَقَّة وَيُقَال أقامني على كَرْهٍ: إِذا أكرهك غَيْرك عَلَيْهِ وَقُرِئَ: (إِن يَمْسَسْكُمُ قَرْحٌ فقد مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُه) . وقُرْح أَيْضا وَأكْثر الْقُرَّاء على فتح الْقَاف وَقَرَأَ أَصْحَاب عبد الله قُرْح وكأنَّ القُرْح ألم الجِراحات أَي وَجَعُها وَكَأن القَرْح الْجِرَاحَات بعينِها وَحكى مَا رَأَيْته قَطُّ وقُطُّ وَمَا رَأَيْته قُطُ مَرْفُوعَة خَفِيفَة إِذا كَانَت فِي معنى الدَّهْر فَفِيهَا ثَلَاث لُغَات وَإِذا كَانَت فِي معنى حَسْبُ فَهِيَ مَفْتُوحَة مجزومة. قَالَ الْكسَائي: أما قَوْلهم قَطُّ مشدَّدة فَإِنَّهَا كَانَت قَطُطُ وَكَانَ يَنْبَغِي لَهَا أَن تسكن فَلَمَّا سكن الْحَرْف الثَّانِي جعل الآخر متحركاً إِلَى إعرابه وَلَو قيل فِيهِ بِالنّصب والخفض لَكَانَ وَجْهَاً فِي الْعَرَبيَّة وَأما الَّذين رفعوا أوّله وَآخره فَهُوَ كَقَوْلِك مُدُّ يَا هَذَا وَأما الَّذين خففوا فَإِنَّهُم جَعَلُوهُ أَداة ثمَّ بَنَوْه على أَصله فأثبتوا الرَّفعة الَّتِي تكون فِي قُطُّ وَهِي مُشَدّدَة وَكَانَ أَجْوَدَ من ذَلِك أَن يجزموا فيقولوا مَا رَأَيْته قُطْ سَاكِنة الطَّاء وجهة رَفْعِه كَقَوْلِك لم أَرَه مُذْ يَوْمَانِ وَهِي قَليلَة وَيُقَال لابَ أشدَّ اللَّوْب واللُّوب: إِذا دَار حول المَاء وَهُوَ عطشان لَا يصل إِلَيْهِ وضَرَبَه بالسَّيْف صَلْتَاً وصُلْتاً: إِذا جرَّده من غِمْده ونَظَرَ إِلَيْهِ بصَفْح وَجْهِه وصُفْح وَجهه: أَي بِجَانِب مِنْهُ وَهُوَ اللَّحْد واللُّحْد: للَّذي يُحْفَر فِي جَانب الْقَبْر والرَّفْع والرُّفْع: لأصول الفخِذَيْن فالفتح لتميم وَالضَّم لأهل الْعَالِيَة وَيُقَال مَا انْتَبَل نَبْلَهُ وَمَا انتبَلَ نُبْلَه إِلَّا بأَخَرة وَمَعْنَاهُ مَا انتبَه لَهُ وَقد سامه الخَسْفَ والخُسْفَ وَيُقَال مَا لَهُ سَمٌّ وَلَا حَمٌّ غَيْرك وَمَا لَهُ سُمٌّ وَلَا حُمٌّ غَيْرك وَهُوَ الدَّفُّ والدُّفُّ: للَّذي يُلعَب بِهِ فَأَما الْجنب فالدَّفُّ مَفْتُوح لَا غير وَهُوَ الزَّهْو والزُّهْو: للبُسْر إِذا لَوَّن وَيُقَال قد أَزْهَى البُسْر وَهُوَ الشَّهْد والشُّهْد والحَشُّ والحُشُّ: للبستان وَيُقَال هُوَ الضَّوْء والضُّوء وَهُوَ سَمُّ الخِياط وسُمُّ الخِياط: للثَّقْب والسَّمُّ الْقَاتِل مثلهَا وَقَالَ(4/403)
تَعَالَى: (حتّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياط) . وَقَالَ يُونُس: أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ السُّمُّ والشُّهْد. قَالَ: وَيُقَال شَدْهٌ وشُدْهٌ من قَوْلك رجل مَشْدُوه من التَّحَيُّر. أَبُو عُبَيْدة: ضَعْف وضُعْف وَيُقَال الكِرارُ: الأحساء وَاحِدهَا كَرٌّ وكُرٌّ. قَالَ كُثَيِّر: بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ وَيُقَال انتَفَخ سَحْرُه وسُحْرُه يُرِيد رئته وَيُقَال قد طَال عَمْرُك وعُمْرُك وَفِيه ثَلَاث لُغَات: عَمْرٌ وعُمْرٌ وعُمُرٌ وعقْرُ الدارِ وعُقْرُها: أَصْلهَا وَهِي العَضْد والعَجْز والعُضْد والعُجْز وَيُقَال هُوَ فِي شَغْل وشُغْل واليَنْعُ واليُنْع: إِدْرَاك الثَّمَرَة وعَمْقُ الْبِئْر وعُمْقُها وهَيْف وهُوف: للريح الحارة والجَهْدُ والجُهْد وَقد قرئَ: (وَالَّذين لَا يَجدون إِلَّا جُهْدَهُم) . وجَهْدَهم والجُهْد: الطَّاقَة يُقَال هَذَا جُهْدي: أَي طاقتي وَتقول اجْهَدْ جُهْدَك وَيُقَال رأيتُه فِي عَرْض النَّاس وعُرْض النَّاس وَيُقَال لعَجيزة الْمَرْأَة بُوصٌ وبَوْص وَيُقَال رَحِمٌ مَعْقُومة ومصدرها العَقْم والعُقْم وَيُقَال قَبْحَاً وشَقْحَاً وقُبْحاً وشُقْحاً وَيُقَال هَذَا مُرْءٌ صالحٌ وَرَأَيْت مَرْءَاً صَالحا بمِرْءٍ صَالح وَالْأَكْثَر فتح الْمِيم والإتباع فِيهِ قَلِيل. وَقَالُوا لأَذْهَبَنَّ فإمَّا هَلْكٌ وإمَّا مَلْكٌ، وإمَّا هُلْكٌ وإمَّا مُلْك.
(بَاب فِعْلٍ وفُعْلٍ بِاتِّفَاق الْمَعْنى)
ابْن السّكّيت: جِلْبُ الرَّحْل وجُلْبُه: أَحْناؤه وَكَذَلِكَ الجُلْبُ من السَّحاب كَأَنَّهُ جَبَل، وَأنْشد لتأبَّط شرَّاً: ولَسْتُ بِجِلْبٍ جِلْبِ رِيحٍ وِقْرةٍ وَلَا بِصَفاً صَلْدٍ عَن الْخَيْر مَعْزِل وَيُقَال عِضْو وعُضْو ونِصْف ونُصْف وَجَاء بحَجَرٍ جِمْعِ الكفِّ وجُمْعِ الكَفِّ ووَجَأْتُه بِجِمْعِ كَفِّي وجُمْع كَفِّي وَيُقَال هَلَكَتْ فُلَانَة بجُمْعٍ: أَي وَوَلَدُها فِي بَطنهَا وجِمْعٌ لُغَة وَيُقَال للعذراء هِيَ بجِمْع وجُمْع وَقد قدمت قَول الدَّهْناء بنت مِسْحَل امْرَأَة الحجَّاج حِين نَشَزَت عَلَيْهِ للوالي: أَصْلَحَك الله، أَنا مِنْهُ بجُمْع. والأصبار: السحائب البِيض وَاحِدهَا صِبْر وصُبْر والرِّجْز والرُّجْز: الْعَذَاب وَهُوَ الشُّحُّ والشِّحُّ وسِفْلُ الدارِ وعِلْوُها وسُفْلُها وعُلْوُها وَكَمْ لِبْنُ غنمك ولُبْنُ غنمك: كم مِنْهَا ذَوَات الألبان وَيُقَال قد كَانَ لي فلَان وُدَّاً وخُلاًّ وأكثرُ مَا سَمِعت وشدَّاً وخِلاًّ وَقَالُوا كيفَ ابْنُ أُنْسِك وإنْسِك: يَعْنِي نَفسه وَيُقَال أَتَانَا لصُبْح خَامِسَة وصِبْحِ خَامِسَة وأتانا لمُسْيِ خامسةٍ ومِسْيِ خامسةٍ وَيُقَال فِي الوَلَد الوِلْد والوُلْد يكون وَاحِدًا وجمعاً. قَالَ: وَمن أَمْثَال بني أَسد: وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ. يَعْنِي من وَلَدْتهِ وَيُقَال عائطُ عُوطٍ وعائط عِيط: إِذا اعتاطت رَحِمُ النَّاقة أَعْوَاماً فَلم تَحْمِل وَيُقَال مَشْط ومِشْط ومُشْط. وَقَالَ: وَاحِد الْأَطِبَّاء طُبْيٌ وَبَعْضهمْ يَقُول طِبْيٌ وَيُقَال إِنَّمَا قِيتُ فلَان اللبنُ يَعْنِي قُوتَه فَلَمَّا كُسِرت الْقَاف صَارَت الْوَاو يَاء. وَيُقَال مَا زَالَ ذَاك مني على ذِكْرِ وذُكْر وَيُقَال مَا يَمْلِك خُرْصاً وخِرْصاً وأَتَيْته فِي جُنْح اللَّيْل وجِنْحه. وَحكى أَبُو زيد: النِّسْك والنُّسْك وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: تزوجت الْمَرْأَة على ضِرٍّ وضُرٍّ بِالْكَسْرِ وَالضَّم. الْأَصْمَعِي: لِصٌّ ولُصٌّ. أَبُو عُبَيْد: صِفْر النُّحاس وصُفْر وأباها أَبُو عُبَيْدة إِلَّا بِالْكَسْرِ وأباها ابْن السّكّيت إِلَّا بِالضَّمِّ وَهُوَ الاِسْم والاُسْم.(4/404)
(بَاب فَعْل وفُعْل وفِعْل بِاتِّفَاق الْمَعْنى)
يُقَال شَرِبْت شَرْبَاً وشُرْباً وشِرْباً وَيُقَال فَمٌ وفُمٌ وفِمٌ. قَالَ الْفراء: يُقَال هَذَا فَمٌ مَفْتُوح الْفَاء مخفف الْمِيم وَكَذَلِكَ تخفف الْمِيم فِي الْخَفْض وَالنّصب تَقول رَأَيْت فَمَاً ومَرَرْت بِفَمٍ وَمِنْهُم من يَقُول هَذَا فُمٌ مضموم الْفَاء مخفف الْمِيم ومَرَرْت بِفُمٍ وَرَأَيْت فُماً فَأَما تَشْدِيد الْمِيم فَإِنَّهُ يجوز فِي الشّعْر كَمَا قَالَ: يَا لَيْتَها قدْ خَرَجَتْ مِن فُمِّه وَلَو قيل من فَمِهْ لجَاز فَأَما فُو وفِي وفَا فَإِنَّمَا يُقَال فِي الْإِضَافَة إِلَّا أَن العجاج قَالَ: خالَطَ مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وَفَا وَرُبمَا قَالُوا ذَلِك فِي غير الْإِضَافَة وَهُوَ قَلِيل وَقد أَبَنْت هَذَا كلَّه فِي أول الْكتاب بأبلغ التَّعْلِيل وَيُقَال شَنِئْتُه شَنْئَاً وشُنْئاً وشِنْئاً. وَقَالَ الْعقيلِيّ: إِن كنتَ ذَا طُبٍّ فَطُبَّ لعَيْنَيْك وأكثرُ الْكَلَام إِن كنت ذَا طَبٍّ وطِبٍّ فَفِيهِ ثَلَاث لُغَات وَيُقَال رجل قُزٌّ وقَزٌّ وقِزٌّ بالزاي: للَّذي يتَقَزَّز وَهُوَ العَفْو والعُفْو والعِفْو: لولد الْحمار وَهُوَ قُطْب الرَّحى وقَطْبُ الرَّحى وقِطْبُها وَهُوَ خُرْص وخَرْصٌ وخِرْص: لما عَلا الجُبَّة من السِّنان وَهُوَ سَقْطُ الرَّمْل وسُقْط وسِقْط: يَعْنِي مَا انْقَطع مِنْهُ وَكَذَلِكَ سَقْطُ النَّار والوَلَدِ فِيهِ اللُّغَات الثَّلَاث. وَهُوَ الرَّغْم والرُّغْم والرِّغْم والزَّعْم والزُّعْم والزِّعْم وَهُوَ قَلْب النَّخْلَة وقُلْبُها وقِلْبُها وَيُقَال عَنْدَ وعِنْدَ وعُنْدَ. وَيُقَال فَعَلْت ذَلِك على أَسِّ الدَّهْر وإسِّ الدَّهْر وأُسِّ الدَّهْر وعَلى آسْت الدَّهْر مَوْصُولَة: أَي على وَجه الدَّهْر وَهُوَ الوَجْد والوُجْد والوِجْد: من المَقْدِرَة يقْرَأ من وَجْدِكم ووُجْدِكم ووِجْدِكم وَهُوَ الفَتْك والفُتْك والفِتْك. وَقَالَ يُونُس: أَبَىَ قائلُها إِلَّا تَمَّاً وتُمَّاً وتِمَّاً ثَلَاث لُغَات. وَيُقَال عَصْر وعُصْر وعِصْر: للدهر.
(بَاب فُعْل وفَعَلَ)
يُقَال هُوَ السُّقْم والسَّقَم والعُدْم والعَدَم والسُّخْط والسَّخَط والرُّشْد والرَّشَد والرُّهْب والرَّهَب والرُّغْب والرَّغَب والعُجْم والعَجَم والعُرْب والعَرَب والصُّلْب والصَّلَب. قَالَ العجاج: فِي صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَم والبُخْل والبَخَل والشُّغْل والشَّغَل والثُّكْل والثَّكَل والجُحْد والجَحَد من قلّة الخيْر وَهُوَ الخُبْر والخَبَر يُقَال لأَخْبُرَنًّ خُبْرَك وخَبَرَك وَهُوَ السُّكْر والسَّكَر وَهُوَ الحُزْن والحَزَن ولأُمِّه العُبْر والعَبَر وَيُقَال طعامٌ قليلُ النُّزْل والنَّزَل ورجلٌ غُمْر وغَمَر وَهُوَ: الَّذِي لَا تَجْرِبة لَهُ وَهُوَ بيِّن الضُّرِّ والضَّرَر وَهُوَ النُّصْب والنَّصَب للإعياء. وَزعم الْفَارِسِي أَن هَذَا الْبَاب مُطَّرِد وَلذَلِك وَفَّقوا بَين فَعَل وفُعْل فِي التكسير فِي الْغَالِب فَقَالُوا أَسَد وأُسْد وَقَالُوا للْوَاحِد فَلَك وللجميع فُلْك وَهَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ أَيْضا إِلَّا أَنه لم يُصَرح بالاطراد وَمن المعتل يُقَال رجلٌ قٌوقٌ وقَاقٌ وَهُوَ الطَّوِيل السَّيِّءُ الطول. أَبُو عُبَيْد: وَكَذَلِكَ طُوطٌ وطَاطٌ إِلَّا أَنه لم يُقَيِّد بالسَّيِّء الطُّول. ابْن السّكّيت: وَهُوَ الجُول والجَال: لجَانب الْبِئْر والقَبْر وَيُقَال لَيْسَ لَهُ جُول: أَي لَيست لَهُ عَزْمَة تَمنعهُ مثل جُول الْبِئْر وَلم يُقَل فِي هَذَا جالٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: الجُول والجال: نواحي الْبِئْر من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا وسَوَّى بَينهمَا فَقَالَ وَالْجمع أجوال واللُّوبُ واللاَّب: الحِرار واحدتها لُوبة ولابة وَلم يَعْرِف ابْن الْأَعرَابِي لُوبة هَذَا قَول ابْن السّكّيت وَأبي عبيد فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: اللُّوب جمع لابة يَجعله من بَاب خَشَبَة وخُشُب وَلم يذكر أَن وَاحِدَة اللُّوب لُوبة وَقد حَكَاهَا ابْن السّكيت كَمَا أَرَيْتُك. قَالَ أَبُو عُبَيْدة: اللُوبة والنُّوبة: الحَرَّة لَيْسَ بِبَدَل وَلكنه لُغَة(4/405)
وَمِنْه قيل للأسود نُوبِيٌّ ولُوبِيٌّ لِأَن الحرَّة سَوْدَاء وَنَظِير مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم لابة ولُوب قارة وقُور. ابْن السّكيت: الكُوع والكاع: طَرَف الزَّنْد الَّذِي يَلِي أصل الْإِبْهَام. وَقَالُوا أَحْمَق يَمْتَخِط بكُوعه وقُورٌ وقارٌ لجمع قارَة. وَقَالَ: أَخَذَ بقُوف رَقَبَته وقافِ رقبته: إِذا أَخذ قَفاهُ جَمْعَاء. أَبُو عُبَيْد: حُوبٌ وحابٌ للإثْم.
(بَاب فَعْل وفَعَل من السَّالِم)
ابْن السّكيت: يُقَال قعد على نَشْزٍ من الأَرْض ونَشَزٍ من الأَرْض وَجمع نَشْز نُشوز وَجمع نَشَز أَنْشَاز وَهُوَ: مَا ارْتَفع من الأَرْض وَيُقَال رجلٌ صَدْع وصَدَع وَهُوَ: الوَعِل بَين الوَعِلَيْن، وَقَالَ الراجز: يَا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْر صَدَعْ وحُكي لَيْلَة النَّفْر والنَّفَر: إِذا نَفَروا من مِنىً وَأنْشد: وَهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ فِي أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْت أَصْحَابِي بهَا لَيْلَةَ النَّفْر فَأَما يَوْم النُّفور والنَّفير أَعنِي يَوْم يَنْفِر النَّاس من مِنى فقد قدمت ذكره وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَيُقَال سَطْر وَسَطَر فَمن قَالَ سَطْر جمعه أَسْطُراً وسُطوراً وَمن قَالَ سَطَر جمعه أَسْطَاراً وَأنْشد: مَن شاءَ بايَعْتُهُ مَالِي وخِلْعَتَه مَا تُكْمِلُ التَّيْمُ فِي دِيوانِهمْ سَطَرَا ومالَهُ عِنْده قَدْرٌ وَلَا قَدَرٌ وَكَذَلِكَ قَدَرَه اللهُ عَلَيْهِ قَدْرَاً وقَدَرَاً. قَالَ الفرزدق: وَمَا صبَّ رِجْلي فِي حَدِيد مُجاشِع مَعَ القَدْر إِلَّا حَاجَة لي أُريدُها وَقَالَ: سَمِعْت لَغْطَاً ولَغَطَاً وَقد لَغَطَ القومُ يَلْغَطون لَغْطَاً ولَغَطَاً. وَقَالَ: رجلٌ قَطُّ الشَّعَر وقَطَطُ الشَّعَر. وَقَالَ: شَبَرْت فلَانا مَالا وسَيْفَاً: أَعْطيته ومصدره الشَّبْر وحرَّكه العجاج فَقَالَ: الحَمدُ لله الَّذِي أَعْطَى الشَّبَرْ وَقَالَ بَعضهم أَشْبَرْته وَهُوَ الشَّمَع هَذَا كَلَام الْعَرَب والمولدون يَقُولُونَ شَمْع وَهُوَ اللَّطْع واللَّطَع والسَّحْر والسَّحَر للرِّئة والفَحْم والفَحَم. قَالَ النَّابِغَة:(4/406)
كالهَبْرَقِيِّ تَنَحَّى يَنْفُخ الفَحَما وَهُوَ الشَّعْر والشَّعَر والصَّخْر والصَّخَر وَهُوَ النَّهْر والنَّهَر والبَعْر والبَعَر وَيُقَال فِي المصادر الظَّعْن والظَّعَن والعَذْل والعَذَل والدَّأْب والدَّأَب والطَّرْد والطَّرَد والشَّلُّ والشَّلَل والغَبْن والغَبَن هَذِه حِكَايَة ابْن السّكيت وَقد فرق أَبُو عَليّ بَينهمَا فَقَالَ الغَبْن فِي البيع والغَبَن فِي الرَّأْي. وَهُوَ الدَّرْك والدَّرَك وَقَرَأَ القُرّاء بهما جَمِيعًا: (فِي الدَّرْك الْأَسْفَل) . وَفِي الدَّرَك. وَيُقَال شَبْح وشَبَح للشَّخْص وَحكى بعض النَّحْوِيين من الْكُوفِيّين _ الْغَالِب على ظَنِّي أَنه الْفراء _ قَالَ: وكل مَا كَانَ ثَانِيه حرفا من حُرُوف الْحلق فهاتان اللغتان عَلَيْهِ متعاقبتان. ابْن الْأَعرَابِي: فِي أَسْنَانه حَفْرٌ وحَفَر وأباه ابْن السّكيت إِلَّا بِالتَّخْفِيفِ والبَرْد قَرْس وقَرَس وشاةٌ يَبْس ويَبَس وَمن المعتل الْعين يُقَال العَيْب والعابُ والذَّيْم والذَّام والذَّيْن والذَّان وَأنْشد: رَدَدْنا الكَتيبةَ مَفْلُولةً بهَا أَفْنُها وَبهَا ذانُها وَقَالَ الْجرْمِي: بهَا أَفْنُها وَبهَا ذابُها. وَهُوَ الأَيْد والآد للقُوَّة. قَالَ الله تَعَالَى: (والسماءَ بَنَيْناها بأَيْدٍ) . أَي بقوَّة وَقَالَ العجاج: مِنْ أنْ تبَدَّلْتُ بآدي آدا لم يَكُ يَنْأَد فأَمْسى أنْآدا وَيُقَال ريحٌ رَيْدَة ورادَة: إِذا كَانَت ليِّنَة الهُبوب وَأنْشد: جَرَّتْ عَلَيْهَا كلُّ ريحٍ رَيْدَة هَوْجاء سَفْواء نَؤُوجِ الغَدْوَة وَيُقَال مالَهُ هَيْدٌ وَلَا هادٌ وَيُقَال مِنْهُ هَيَّدْت الرجلَ وَمَا يَهِيدني ذَلِك: أَي مَا أُباليه وَمن المعتل اللَّام هُوَ اللَّغْو اللَّغَا قَالَ العجاج: عنِ اللَّغَا ورَفَثِ التَّكَلُّم وَهُوَ النَّجْوُ والنَّجَا مِن نَجَوْت جِلْد الْبَعِير عَنهُ وأَنْجَيْته: إِذا سَلَخْته عَنهُ وَأنْشد: فقُلتُ انْجُوا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ إنَّهُ سَيُرْضِيكُما مِنْهَا سَنامٌ وغارِبُهْ وَقد أَسَوْت الجُرْح أَسْوَاًً وأَسَاً: إِذا داوَيْته. قَالَ الْأَعْشَى: عِنْدَهُ البِرُّ والتُّقى وأسَا الشق وحَمْلُ لمُضْلِعِ الأثْقال
(بَاب فِعْل وفَعَل)
أَبُو عُبَيْد: بِدْل وبَدَل وحِلْس وحَلَس وَإنَّهُ لنِكْل شَرٍّ ونَكَلُ شَرٍّ يَعْنِي أَنه يُثَكَّل بِهِ أعداؤه. وَقَالَ: قِتْب وقَتَب ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه. ابْن السّكيت: يُقَال لِشَبَه الصُّفر الشِّبْه وَأنْشد: تَدينُ لِمَزْرُورٍ إِلَى جَنْبِ حَلقَةٍ مِنَ الشِّبْه سَوَّها برِفْقٍ طَبيبُها قَالَ: وَيُقَال عِشْق وعَشَق وَأنْشد: وَلم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ(4/407)
وَقَالَ: غَمِرَ صَدْرُه غِمْراً وغَمَراً وَهُوَ مثل الغِلِّ وَمِنْه الضِّغْن والضَّغَن يُقَال ضَغِنَ ضِغْناً وضَغَناً وَيُقَال هُوَ نِجْسٌ ونَجَسٌ. قَالَ: وناسٌ من الْعَرَب يَقُولُونَ لَيْسَ فِي هَذَا الْأَمر حِرْجٌ يَعْنُون حَرَجَاً. وَقَالَ: جِئْت على إثْره وأَثَرَه وَمن المعتل قِنْوٌ وقَنا.
(بَاب فِعْلٍ وفِعَلٍ بِمَعْنى)
يُقَال قِمْعٌ وقِمَعٌ يَقُولُونَ قِمْع وقِمَع للبُسْرة وَكَذَلِكَ الَّذِي يُصَبُّ فِيهِ الدُّهْن وَكَذَلِكَ ضِلْع وضِلَع ونِطْع ونِطَع وَهَذَا شَاذ قد كَاد يُخَصُّ بِهِ الِاسْم كالشِّبَع والعِنَب والسِّرَر يَعْنِي مَا قُطِع من سُرِّ الصَّبِي وَكَذَلِكَ التُّرَاب والقشور الَّتِي على الكمأة والطِّوَل: أَعنِي الْحَبل الَّذِي تُشدُّ بِهِ الدَّابَّة ويُمسِك صاحبُه بطرَفِه ويُرسِلها تَرْعَى. قَالَ طَرَفَة: لَعَمْرُكَ إِن الموتَ مَا أَخْطَأَ الفَتى لَكالطِّوَل المُرْخى وثِنْياه باليَدِ وَقد جَاءَ شَيْء مِنْهُ فِي الْوَصْف وَذَلِكَ فِي حيِّز المعتل قَالُوا مَكَان سِوىً وقومٌ عِدىً: أَي أَعْدَاء وَقيل غُرَباء. قَالَ: إِذا كنتَ فِي قومٍ عِدىً لَسْتَ مِنْهُمُ فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيِّبِ وَمن المعتل ثَلَاثَة أَلْفَاظ حَكَاهَا الْفَارِسِي عَن أَحْمد بن يحيى وَهُوَ مِعْيٌ ومِعىً وحِسْيٌ وحِسىً وإنْيٌ وإنْوٌ من اللَّيْل وإنىً وَحَكَاهُ غَيره وَمن الصَّحِيح قِزْح وقِزَح يَعْنِي التابَل وَالْمَعْرُوف قَزْح.
(بَاب فِعَل وفَعَل)
يُقَال ذَهَبَتْ شِدَرَ مِدَرَ وشَذَرَ مَذَرَ وبِذَرَ وبَذَر: إِذا تفرَّقت. أَبُو عُبَيْد: الجِزْر والجَزَر: الَّذِي يُؤْكَل وَلَا يُقَال فِي الشَّاء إِلَّا جَزَرَة وَيُقَال مَاء صِرىً وصَرىً: إِذا كال استنْقاعُه وَوَاحِد الأفْحاء من الأنرار فِحاً وفَحاً وَكَذَلِكَ وَاحِد آلاءِ الله إِلَّا وأَلاً.
(بَاب فَعِلٍ وفَعُلٍ)
أَبُو عُبَيْد: رجلٌ قَذِرٌ وقَذُرٌ وفَطِن وفَطُن ونَجِد ونَجُدٌ ونَدِسٌ ونَدُسٌ. أَبُو زيد: رجلٌ رَجِلٌ ورَجُل حَكَاهَا عَنهُ الْفَارِسِي. ابْن السّكيت: يُقَال رجلٌ يَقِظ ويَقُظ: إِذا كَانَ كثير التيقظ وعَجِل وعَجُل وطَمِع وطَمُع وحَذِر وحَذُر وحَدِث وحَدُث: إِذا كَانَ كثير الحَدِيث حَسَنَ السِّياق لَهُ وأَشِرٌ وأَشُرٌ وفَرِحٌ وفَرُح وَرجل بَكِر فِي الْحَاجة وبَكُرٌ وَرجل نَكِرٌ ونَكُر وَمَكَان عَطِشٌ وعَطُش: قَلِيل المَاء وَكَذَلِكَ الأَرْض وَقَالُوا خَبِر وخَبُر: إِذا كَانَ عَالما بالأخبار ورجلٌ نَطِسٌ ونَطُس للمبالغ فِي الشَّيْء ووَظيفٌ عَجِرٌ وعَجُر للغليظ وَيُقَال وَعِلٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ وَقد وَقَلَ فِي الْجَبَل.
(بَاب فَعِلٍ وفَعَلٍ بِمَعْنى)
يُقَال رجلٌ سَبِطٌ وسبَط وشَعْر رَجِل ورَجَل وثَغْر رَتِلٌ ورَتَلٌ: إِذا كَانَ مُفَلَّجاً وَكَذَلِكَ كَلَام رَتِلٌ ورَتَل: إِذا كَانَ مُرَتَّلاً وَيُقَال أَبْيَضُ يَقِق ويَقَقَ ولَهِق ولَهَق: إِذا كَانَ شَدِيد الْبيَاض وَرجل دَوىً ودَوٍ: إِذا كَانَ فَاسد الْجوف وضَنىً وضَنٍ وفرَس عَتِدٌ وعَتَد وَهُوَ: الشَّديد التامُّ الخَلْق المُعَدُّ للجَرْي وَيُقَال كَتِدٌ وكَتَدٌ وَهُوَ مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ وحَرِجٌ وحَرَج وبكلٍّ قد قَرَأت القُرَّاء: (يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجَاً) . وحَرِجَاً وَهُوَ حَرىً بِكَذَا وَكَذَا وحَرٍ: أَي خَليق لَهُ وَكَذَلِكَ قَمِنٌ وقَمَن: أَي خَليق وَرجل دَنِف ودَنَف وكلُّ ذَلِك مَنْ كَسَرَ ثَتىً وجمعَ(4/408)
وأنَّثَ وَمن فَتَحَ وَحَّد وَيُقَال وَحَد فَرَدٌ ووَحِدٌ فَرِدٌ. وَيُقَال وَتِدٌ ووَتَدٌ وَأهل نجد يدغمون وَيَقُولُونَ وَدٌّ. غَيره: قُطِعَت يدُه على السَّرِق والسَّرَق.
(بَاب فَعَل وفُعَل بِمَعْنى)
يُقَال تَنَحَّ عَن سَنَن الطَّرِيق وسُنَنه وَهُوَ شَطَبُ السَّيْف وشُطَبه للطرائق الَّتِي فِيهِ وَهُوَ أَشَرُ الْأَسْنَان وأُشَرُها للتحزيز الَّذِي فِيهَا. فَعَلَ وفُعُل: فَلاة قَذَفٌ وقُذُف وَرَأَيْت الْهلَال قَبَلاً وقُبُلاً وَمن الْمَنْسُوب أفقِيٌّ وأُفُقِيٌّ مَنْسُوب إِلَى الْآفَاق. فِعْل وفَعَال يُقَال حِلٌّ وحَلال وحِرْم وحَرَام. فِعْل وفِعَال: رِيشٌ ورِياش ولِبْسٌ ولِباس ودِبْغ ودِباغ.
(بَاب فُعْلُل وفُعْلَل)
ابْن السّكيت: بُرْقُع وبُرْقَع وبُرْقُوع وَهُوَ دُخْلُله ودُخْلَله: أَي خاصَّته وَقَالُوا لولد الْبَقَرَة جُؤْذُر وجُؤْذَر وَرجل قُعْدُد وقُعْدَد: إِذا كَانَ قريب الْآبَاء إِلَى الْجد الْأَكْبَر وَهُوَ مِمَّا يُمْدَح بِهِ ويُذَم وَيُقَال طُحْلُب وطُحْلَب. بَاب فُنْعُل وفُنْعَل: يُقَال قُنْفُذ وقُنْفَذ وعُنْصُل وعُنْصَل لبصل الْبر يُقَال إِنَّه للَئيمُ العُنْصُر والعُنْصَر: أَي الأَصْل. بَاب فِعْلِل وفَعْلَل: يُقَال جِنْجِن وجَنْجَن وجِنْجِنة لوَاحِدَة الجَناجِن وَهِي: عِظام الصَّدْر وَقَالُوا فرس عِجْلِزة وعَجْلَزة. قيس تكسره وَتَمِيم تفتحه وبفِيهِ الكِثْكِث والكَثْكَث: أَي التُّرَاب.
(بَاب إفْعِل وأَفْعَل)
يُقَال بفِيه الإثْلِب والأَثْلَب: وَهُوَ التُّرَاب. وَهِي الإبْلِمة والأُبْلُمة، وَقد حُكِيَت أَبْلَمة. يُقَال المالُ بَيْننَا شِقَّ الأُبْلُمة: أَي الخوصة: وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا أُخِذَت فَحُوْوِل شَقُّها انشقَّت طولا فاعتدلت القسمتان.
(بَاب إفْعَل وأُفْعُل وإفْعُل وأَفْعُل وأَفْعِل)
وَذَلِكَ كُله فِي كلمة وَاحِدَة قَالُوا إِصْبَع وأُصْبُع وإِصْبُع وأَصْبُع وأَصْبِع وَلَا نَظِير لَهَا وَقد أَنْعَمت ذكر هَذِه اللُّغَات وأَبَنْت قلَّتها ونبهت عَلَيْهَا.
(بَاب فِعْلال وفُعْلول)
يُقَال هُوَ الشِّمْرَاخ والشُّمْرُوخ والعِثْكال والعُثْكول والإِثْكال والأُثْكول وكل ذَلِك قِنْوُ النَّخْلَة وَقَالُوا عِنْقاد وعُنْقود وَهُوَ يكون من الْعِنَب وَالتَّمْر. قَالَ الراجز: إذْ لِمَّتي سَوْدَاء كالعِنْقادِ كَلِمَّةٍ كَانَت على مَصاد(4/409)
مَصادٌ: اسْم رجل وَقَالُوا طِنْبار وطُنْبور حَكَاهُ الشَّيْبَانِيّ والجِذْمار والجُذْمور: أصل السَّعَفَة وَذَلِكَ إِذا قطعت فَبَقيت مِنْهَا قِطْعة.
(بَاب فِعَالٍ وفَعَالٍ بِمَعْنى)
ابْن السّكيت: حِجاجُ العَيْن وحَجَاجُها: للعظم الَّذِي عَلَيْهِ الْحَاجِب. وَقَالَ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تِمام وتَمَام وَقد قدّمت لغير تمّ وَهُوَ الوِحام والوَحَام: يَعْنِي شَهْوَة الْحَامِل وحُكي جِزاز النّخل وجَزَازه وجِرامه وجَرامه ورِفاع الثَّمَر ورَفاعه وكِنازه وكَنازه أَعنِي رِفاعه وحِصادُ الزَّرْع وحَصَاده وَقد كَاد يكون هَذَا مطرداً فِيمَا آن من أزمنة اسْتِحْقَاق النَّبَات وَالشَّجر للاجتناء وَلذَلِك جَعَلَه سِيبَوَيْهٍ من قوانين المصادر وَقَالُوا قِطاف العِنَب وقَطَافه فَأَما جِزالُ النَّخْل وَهُوَ صِرامُه فقلَّ مَا سَمِعْت اعتقاب المثالين عَلَيْهِ وَهُوَ الوِثاق والوَثَاق وقِوام أَمرهم وقَوَامه وَقَالُوا فِي ضد الوَثاق فِكاك الرَّهْن وفَكاكه فجاؤا بِهِ على بِنَاء ضِدّه أَو قريب من ضِدّه وَقَالُوا سِداد من عَوَز وسَداد وبِغاث الطير وبَغاث وَلَيْسَ بيني وَبَينه وِجاجٌ ووَجاجٌ وإجاج وأَجاج: أَي سِتْر وَهُوَ جَهاز العَروس وَقَالَ بَعضهم جِهاز وَقَالُوا سِرارُ الشَّهْر وسَرارُه وَهَذَا مِلاكُ الْأَمر وسُمِع مَلاك الْأَمر وَهَذَا إِوان الشَّيْء حَكَاهَا الْكسَائي عَن أبي جَامع وَالْأَكْثَر أَوان. قَالَ الْكسَائي: سَمِعت الجِرام والجَرام وَأَخَوَاتهَا إِلَّا الرَّفاع فَإِنِّي لم أسمعها مَكْسُورة وَقد حَكَاهَا ابْن السّكيت وَأَبُو عُبَيْد والرَّفَاعُ: أَن يُحصَد الزَّرْع ثمَّ يُرفَع وَهُوَ الدَّواء هَذِه حِكَايَة الْفراء وَغَيره وَحَكَاهُ عَن أبي الْجراح وَحده الدِّواء بِالْكَسْرِ وَأنْشد: يَقُولُونَ مَخْمُورٌ وَذَاكَ دِواؤُه عليَّ إِذا مَشيٌ إِلَى البَيْتِ واجِبُ قَالَ أَبُو يُوسُف: سَمِعت جمَاعَة من الكلابيين يَقُولُونَ هُوَ الدِّواء مَمْدُود وَلم أسمع أحدا يَفْتَحهُ. وَحكى الْفراء هُوَ الدِّجاج والدَّجاج وَكَذَلِكَ وَاحِدهَا وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل هَذَا فِي كتاب الطير بِنَصّ قَول أبي عَليّ الْفَارِسِي. ابْن السّكيت: نَعْم ونَعْمَة عَيْنٍ ونِعام عين. قَالَ: وَسمعت أَعْرَابِيًا من بني تَمِيم يَقُول ونَعام عين وَيُقَال لحُجْر الضَّبُع وَالذِّئْب وِجار ووَجار وَشك بعض اللغويين فِي الْكسر قَالَ وَأَظنهُ يُقَال وِجار بِالْكَسْرِ وَيُقَال طِفاف المَكُّوك وطَفاف وَهُوَ مثل الجِمام وَهُوَ الوِطاء والوَطاء والوِثار والوَثار والوِقار والوَقار والمخاض والمَخاض: وجع الْولادَة وَهُوَ الرِّضاع والرَّضاع. وَقَالَ الْأَعْشَى: والبِيضِ قد عَنَسَتْ وَطَالَ جِراؤُها ونَشَأْنَ فِي قِنٍّ وَفِي أَذْوَاد والجِراء مَصْدَر الْجَارِيَة فبعضهم يكسر أَولهَا وَبَعْضهمْ يفتح وَرجل خِشاشٌ وخَشاشٌ وَهُوَ السَّمَعْمَع وَهُوَ: اللَّطِيف الرَّأْس الضَّرب الْخَفِيف الْجِسْم وحُكي جَارِيَة شاطَّةٌ بيِّنة الشَّطاطة والشَّطاط والشِّطاط.
(? ? بَاب فِعال وفُعال)
ابْن السّكيت: جَاءَنَا صُوار وصِوار وصِيار وحُوَارُ النَّاقة وحِوارُها. وَقَالَ: وِشَاح ووُشَاح وَفِي طَعَامه زِوَانٌ غير مَهْمُوز وزُوَان وَقد يهمز بالزُّؤَان وسُمِع الصِّياح والصُّيَاح وأصابه إطَام وأُطام: إِذا اؤْتُطِم عَلَيْهِ: أَي احْتَبَس وَهُوَ الهِيام والهُيام: دَاء يَأْخُذ الإبلَ عَن بعض الْمِيَاه بتِهامة فيُصيبها مِثلُ الحُمّىَ وَهُوَ النِّداء والنُّداء والهِتاف والهُتاف وإنَّه لكريم النِّحاس والنُّحاس وَإنَّهُ لكريم النِّجار والنُّجار. وَقَالَ الكلابيون: شِواظٌ من نَار وَقَالَ غَيرهم شُواظٌ وَقَالُوا رجلٌ شُجاع وشِجاع وَيُقَال جِمام المَكُّوك وجَمامه وخِوان وخُوان: للَّذي يُؤْكَل عَلَيْهِ وسِوار الْمَرْأَة وسُوارُها وَجَعلْتُ الثوبَ فِي صِوانه وصُوانه وَهُوَ: وعاؤه الَّذِي يُصان فِيهِ والصِّيان مصدر صُنتُ(4/410)
أَصون صِيَاناً وَيُقَال صَار البَيْضُ فِلاقاً وفُلاقاً يَعْنِي أَفْلاقاً وَيُقَال الْقَوْم رِهاقُ مائةٍ ورُهاق مائَة وهم زُهاء مائةٍ وزِهاء مائَة بِمَعْنى وَاحِد. غَيره: هُوَ حَسَنُ الجِوار والجُوار وَيُقَال إبل طُلاحِيَّةٌ وطُلاحِيَّةٌ: تَأْكُل الطَّلْح. قَالَ الراجز: كَيفَ ترى وَقْعَ طُلاحِيَّاتِها بالغَضَوِيَّات على عِلاَّتِها
(? بَاب فِعال وفُعال وفَعَال)
ابْن السّكيت: قَصاصُ الشَّعَر وقُصاصُه وقَصاصُه. قَالَ: وَيُقَال للقَدَح زِجاجة وزُجاجة وزَجاجة وَكَذَلِكَ جِماعُها زُجاج وزِجاج وزَجاج. أَبُو عُبَيْد: أَقَلُّها الْكسر. ابْن السّكيت: وجمعُ زُجِّ الرُّمْح مكسور لَا غير.
(بَاب فَعيل وفَعَال)
أَبُو زيد: يُقَال رجل كَهَامٌ وكَهيم: للَّذي لَا غَنَاء عِنْده. وَقَالَ: رجل شَحَاح وشَحيح وصَحاح الْأَدِيم وصحيح وعَقام وعَقيم وبَجال وبَجيلٌ: وَهُوَ الضخم الْجَلِيل. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَالَ التَّمِيمِي الْعَدوي البَجَال: الشَّيْخ السَّيِّد. قَالَ زُهَيْر بن جَنَاب: مِنْ أنْ يرى الشَّيْخ البَجَا ل يُقاد يُهْدى بالعَشِيَّه وَحكى أَبُو عَمْرو الجَرام والجَريم: النَّوى وَهُوَ أَيْضا التَّمْر الْيَابِس.
(بَاب الفَعَال والفُعَال)
ابْن السّكيت: الخَشَاش والخُشَاش: الْمَاضِي من الرِّجَال. وَقَالَ: فِي الثَّوْب عَوَار وعُوَار وَيُقَال أجلب الله غَوَاثه وغُواثَه: أَي دعاءه وَلم يَأْتِ فِي الْأَصْوَات إِلَّا الضَّم مثل البُكاء والدُّعاء والرُّغاء غير غَواث وَقد أَتَى مكسوراً نَحْو النِّداء والصِّياح وَقَالُوا فَوَاق الناقةِ وفُوَاقُها وَهُوَ: مَا بَين الحَلْبتين. يُقَال لَا تَنْتَظره فُواق نَاقَة وفَوَاقها وقَرَأَت القُرَّاء: (مَا لَهَا مِنْ فَوَاق) وفُواق وَأما الفُوَاف الَّذِي ... . غير ... . وَمن الْعَرَب من يَقُول قَطَعْت نَخاعه ونُخاعه وناس من أهل الْحجاز يَقُولُونَ هُوَ مَقْطُوع النِّخاع وَهُوَ: الْخَيط الْأَبْيَض الَّذِي فِي جَوف الفَقار. أَبُو عُبَيْد: دخل فِي غُمار النَّاس وغَمَار النَّاس وخُمَار النَّاس وخَمَار النَّاس: يَعْنِي جَمَاعَتهمْ وكثرتهم. الْأَصْمَعِي: يُقَال قَطَاميٌّ وقُطَامِيٌّ للصَّقْر وَهُوَ مَأْخُوذ من القَطِم وَهُوَ: الشَّهْوانُ للَّحْم وَغَيره. ورجلٌ نُبَاطِيٌّ ونَبَاطِيٌّ: مَنْسُوب إِلَى النَّبَط.
(بَاب فَعيل وفُعَال وفُعَّال)
يُقَال شَحيج البَغْل والغُراب وشُحاج وَهُوَ النَّهيق والنُّهاق والسَّحيل والسُّحال للنهيق وَمِنْه يُقَال لعَيْر الفلاة مِسْحَل وَرجل خَفيف وخُفاف وعَريض وعُراض وطَويل وطُوال فَإِذا أَفْرَط فِي الطُّول قيل طُوَّال وَهُوَ النَّسيل والنُّسال لما نَسَلَ من الوَبَر والريش والشَّعَر وَيُقَال رجل كَريم وكُرام وكُرَّام ومَليحٌ ومُلاحٌ وكَبير وكُبار فَإِذا أَفْرَدوا قَالُوا كُبَّار وَقَالُوا جَميل وجُمَّال وحَسَن وحُسَّان وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ قَتَلْنا مِنْهُمُ كلَّ فَتىً أَبْيَضَ حُسَّانا(4/411)
وَأنْشد ابْن السّكيت دَار الفَتاةِ التِّي كُنَّا نَقول لَهَا يَا ظَبْيَةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيد وَحكى الْفراء عَن بَعضهم: قَالَ فِي كَلَامه رجل صُغار يُرِيد صَغيراً وَقَالُوا كَثير وكُثار وقَليل وقُلال وجَسيم وجُسَام وزَحير وزُحار وَله أَنين وأُنان وَأنْشد: أَرَاك جَمَعْتَ مَسْأَلةً وحِرْصا وعِندَ الفَقْرِ زَحَّاراً أُنانا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادَ زَحيراً وأَنيناً فَوضع الزَّحَّار مَوضِع الزَّحير كَمَا قَالُوا عائذٌ بِاللَّه من شَره وَهُوَ النَّبيح والنُّباح والضَّغِيب والضُّغاب لصوت الأرنب. أَبُو عُبَيْدة: عَن يُونُس تَقول الْعَرَب رجل بُزاع: إِذا كَانَ بَزيعاً وَرجل صُبَاحٌ: إِذا كَانَ صَبيحاً وعُظام: إِذا كَانَ عَظيماً وفَعيلٌ وفُعال أختَان وَلذَلِك يُوَفَّق بَينهمَا فِي التكسير كثيرا وَقد صرح سِيبَوَيْهٍ بذلك فِي بَاب تكسير الصّفة للْجمع. قَالَ ابْن السّكيت: وسمِع الْفراء ظُرَّافاً وشيءٌ عُجَاب وعُجَّاب ورجلٌ وُضَّاء للوَضِئ وقُرَّاء للقارئ وَقَالَ الْفراء: أَنْشدني أَبُو صَدَقَة: بَيْضَاء تَصْطَاد الغَوِيَّ وتَسْتَبي بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِم القُرَّاء وَفِي القصيدة: والمَرْءُ يُلْحِقُه بِفِتْيانِ النَّدى خُلُقُ الكَريم ولَيْسَ بالوُضَّاء أَبُو عُبَيْد: رجل أُمَّان: أَمين وَأنْشد: وَلَقَدْ شَهِدْت التاجرَ ال أُمَّانَ مَوْرُوداً شرابُهْ ابْن السّكيت: وَهُوَ الذَّنين والذُّنان: للمُخاط الَّذِي يَسيل من الْأنف. وَحكى الْفَارِسِي: قَريباً وقُراباً.
(بَاب الفُعُول والفُعَال والفُعُول والفَعَال)
يُقَال رَزَحَت الناقةُ تَرْزَح رُزُوحاً ورُزَاحاً: إِذا سَقَطَت وَقد كَلَحَ الرجلُ كُلُوحاً وكُلحاً وَيُقَال سَكَتَ سَكْتَاً وسُكاتاً وسُكُوتاً وصَمَتَ صَمْتَاً وصُمُوتاً وصُمَاتاً. أَبُو عُبَيْدة: يُقَال فَرَغْت من حَاجَتي فُرُوغاً وفَرَاغاً وَيُقَال كَانَ ذَلِك عِنْد قَطَاع الطَّيْر وقَطَاع المَاء مَفْتُوح وَبَعْضهمْ يَقُول قُطُوع الطير وَالْمَاء وَيُقَال أَصَابَت الناسَ قُطْعَةٌ وقَطَاعٌ وقَطَاعُ الطير: أَن تَجِيء من بلد إِلَى بلد وقَطَاعُ المَاء أَن يَنْقَطِع وَقَالُوا صَلَحَ صَلاحاً وصُلُوحاً وفَسَدَ فَسَاداً وفُسُوداً وَأنْشد: فَكَيْفَ بأَطْرافي إِذا مَا شَتَمْتَني وَمَا بعد شَتْمِ الوالِدَيْن صُلُوح أَطْرَافه: أَبَوَاه وإخوتُه وأعمامه وكل قريب لَهُ مَحْرَم. غَيره: هُوَ الثَّبات والثُّبوت والذَّهاب والذُّهوب والقَتَام والقُتُوم.
(بَاب فِعَال وفُعُول)
هُوَ النِّفَار والنُّفُور والشِّراد والشُّرود والشِّباب من شَبَّ الفرَسُ والشُّبوب والشِّماس من شَمَسَ والشُّمُوس والطِّماح من طَمَحَ والطُّمُوح.(4/412)
(بَاب الفَعَالة والفُعُولة)
ابْن السّكيت: فَسْلٌ بيِّن الفَسَالة والفُسُولة وَقد فَسُل. ورَذْلٌ بيِّ الرَّذالة والرُّذولة وَقد رَذُل وَإِنَّمَا ذكرنَا الْفِعْل لِئَلَّا يتَوَهَّم أَنَّهَا من المصادر الَّتِي لَا أَفعَال لَهَا وَقَالُوا وَقَاح بيِّن الوقاحة والوُقُوحة وَقد وَقُح وفارسٌ على الْخَيل بيِّن الفُرُوسة والفَرَاسة فأمَّا من النّظر ففارس بيِّن الفِراسة بِالْكَسْرِ لَا غير وَمِنْهَا: (اتَّقُوا فِراسةَ المُؤْمِن) . وجَلْدٌ بيِّن الجَلادة والجُلُودة ولِحْيةٌ كَثَّةٌ بيِّنَة الكَثَاثة والكُثُوثة وشَعَرٌ جَثْلٌ بيِّن الجَثَالة والجُثُولة ووَحْف بيِّن الوَحَافة والوُحُوفة. أَبُو عُبَيْد: جَهَاضة وجُهُوضة: يَعْنِي الطَّفَالة والطُّفُولة ولهذه الْحُرُوف أَخَوَات ونظائر من المصادر الَّتِي لَا أَفعَال لَهَا وَقد قدمت ذكرهَا.
(بَاب الفَعَالة والفِعَالة بِمَعْنى)
ابْن السّكيت: الجَداية والجِداية: الغَزال الشادِن. وَقَالَ: دَليلٌ بيِّن الدَّلالة والدِّلالة وَهِي المَهارة والمِهارة من مَهَرْت الشَّيْء والوَكالة والوِكالة والجَنازة والجِنازة والوَصاية والوِصاية والجَراية والجِراية والوَقاية والوِقاية والوَلاية والوِلاية فِي النُّصْرَة وَيُقَال هم على وَلاية وَقد نَوَتْ الناقةُ نَواية ونِواية: إِذا سَمِنَت وَحكى أَبُو عَمْرو عَن بَعضهم الوَزارة بِالْفَتْح وَالْكَلَام الوِزارة والرَّطانة والرِّطانة من المُراطَنة وَهِي البِداوة والحِضارة وَأنْشد للقَطَاميِّ: فَمَنْ تَكُنِ الحِضارةُ أَعْجَبَتْه فأَيَّ رِجالِ باديةٍ تَرانا وَقيل هِيَ البَداوة والحَضارة وَهِي الرِّضاعة والرَّضاعة وَيُقَال مَا أَحَبَّ إليَّ خُلَّةَ فلَان: يَعْنِي مَوَدَّته وخِلالته وخَلالته وخُلالته وخُلُولته مصدر خَلِيل.
(بَاب الفِعَالة والفُعَالة)
يُقَال هِيَ دِوَاية اللَّبَن ودُوايته وَهِي: الجُلَيْدَة الرَّقِيقة الَّتِي تَعْلُو اللَّبن الحَليب إِذا بَرَدَ وخَفَرْته خِفارة وخُفارة وَيُقَال رِغاوة اللَّبَن ورُغاوة ورُغاية وَلم أسمع رِغاية وَهِي الفُتاحة والفِتاحة من المُفاتَحة وَهِي: المُحاكَمة وَأنْشد: أَلا أَبْلِغ بَني عمروٍ رَسولا فإنِّي عَن فُتاحَتِكُمْ غَنِيُّ وَيُقَال أَتَيْته مُلاوَةً من الدَّهْر ومِلاوة ومَلاوة: أَي حِيناً وَهِي البِشارة والبُشارة. قَالَ الْكسَائي: قَالَ الْبكْرِيّ: الزُّوَارة يُرِيد الزِّيارة.
(بَاب الفُعالة والفَعَالة)
يُقَال فِي صَوْتِه رُفاعة ورَفاعة: إِذا كَانَ رَفيع الصَّوْت. أَبُو عُبَيْد: عَن يُونُس تَقول الْعَرَب عَلَيْه طُلاوة وطَلاوة: للحُسْن وَالْقَبُول.
(بَاب فَعْلَة وفُعْلة)
ابْن السّكيت: إِن بَني فلَان لَفي دَوْكَة ودُوكَة: يَعْنُون خُصومةً وشرَّاً وَيُقَال أَعْطِني مَكْلَة رَكِيَّتِك ومُكْلة رَكِيَّتِك: مَعْنَاهُ جَمَّة الرَّكِيَّة وَهُوَ: إِذا اجْتمع مَاؤُهَا فَلم يُسْتَق مِنْهَا أَيَّامًا فَأول مَا يُسْتَقى مِنْهَا المُكْلة. وَيُقَال نَتَجَ(4/413)
فلَان إبِله كُفْأَة وكَفْأَة وَهُوَ: أَن يُفرِّق إبِله فِرْقَتَيْن فيُضْرِب الفحلَ العامَ إِحْدَى الْفرْقَتَيْنِ ويدَع الأُخْرى فَإِذا كَانَ الْعَام الْقَابِل أَرْسَل الفحلَ فِي الفِرقة الْأُخْرَى الَّتِي لم يكن أَضْرَبَها الفحلَ فِي الْعَام الْمَاضِي لِأَن أفضل النِّتَاج أَن تُحمَل على الْإِبِل الفحولةُ عَاما وتُترَك عَاما وَأنْشد لذِي الرِّمة: ترى كُفْأَتَيْها تُنْفِضانِ وَلم يَجِدْ لَها ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتَاجَيْن لامِسُ يَعْنِي أَنَّهَا نُتِجَت إِنَاثًا كلُّها وَأنْشد: إِذا مَا نَتَجْنا أَرْبَعاً عامَ كُفْأَةٍ بَغاها خَناسيراً فأهْلَكَ أَرْبَعا والخَناسير: الْهَلَاك وَيُقَال جُهْمة من اللَّيْل وجَهْمَة وَأنْشد: قد أَغْتَدي بفِتْيَةٍ أَنْجَابِ وجُهْمةُ الليلِ إِلَى ذَهابِ وَقَالَ الْأسود: وقَهْوَةٍ صَهْبَاءَ باكَرْتُها بجُهْمةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَب وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ مّا خِيرُ اللَّيْل وَيُقَال هِيَ النَّدْأَة والنُّدْأَة للهالة وَهِي: الدارة الَّتِي حَوْلَ القَمَر والنَّدْأَة أَيْضا والنُّدْأَة: قوسُ قُزَح وَهِي لَحْمَة الثَّوب ولُحْمته وَحكي عَن بَعضهم: جَلَسْنا فِي بَقْعَة من الأَرْض طيِّبَة وبُقْعة وأَقَمْت بَرْهَةً من الدَّهر وبُرْهةً وَالْكَلَام بُرهة وبُقْعة وَجَلَست نُبْذة وَقَالَ آخر نَبْذَة: أَي نَاحيَة وحَوْبَةُ الرجل: أُمُّه وَقَالَ بَعضهم حُوبة. وَيُقَال عِنْده نَدْهَة ونُدْهة من صَامت أَو مَاشِيَة وَهِي: الْعشْرُونَ من الْإِبِل وَنَحْو ذَلِك وَالْمِائَة من الْغنم أَو قُرابتها وَمن الصَّامِت ألفٌ أَو نَحوه وَهِي البَلْجة والبُلْجة وخَرَجْنا بسَدْفة من اللَّيْل وسُدْفة وشَدْفة وشُدْفة مثل ودَلْجَة ودُلْجة وَهُوَ ينَام الصُّبْحة والصَّبْحة وَهُوَ عالمٌ ببُجُدة أَمرك مَضْمُومَة الْبَاء وَالْجِيم وبُجْدة أَمرك مَضْمُومَة الْبَاء سَاكِنة الْجِيم وبَجْدَة أَمرك وَيُقَال للْعَالم بالشَّيْء المتقن لَهُ هُوَ ابْن بَجْدَتها وَيُقَال لَك فُرْحة إِن كنت صَادِقا وفَرْحَة وَهُوَ العبدُ زَلْمَة وزُلْمة: أَي قَدُّه قَدُّ العَبْد وَيُقَال للحرب خَدْعَة وخُدْعة وَيُقَال خَطْوَة وخُطْوة وحَسْوَة وحُسْوة وغَرْفَة وغُرْفة وجَرْعَة وجُرْعة ونَغْبَة ونُغْبة مثل جُرْعة وَكَذَلِكَ هَجْمَة وهُجْمة وَفِي لِسَانه عَجْمَة وعُجْمة وَكَذَلِكَ عَجْمَة الرَّمْل وعُجْمَته: يَعْنِي مَا تعقَّد مِنْهُ ولَحِسْت من الْإِنَاء لَحْسَة ولُحْسة وسَرَيْنا سَرْيَةً من اللَّيْل وسُرْية وَفرق يُونُس وَالْفراء فَقَالَ يُونُس: غَرَفْت غَرْفَة وَاحِدَة وَفِي الْإِنَاء غُرْفة وحَسَوْت حَسْوَة وَاحِدَة وَفِي الْإِنَاء حُسْوة وخَطَوْت خَطْوَة والخُطْوة: مَا بَين القدَمَيْن. أَخْبرنِي عمر بن سَلاَّم الجُمَعي قَالَ: لما سَأَلت يُونُس عَن قَوْله جلّ وَعز: (كَيْلا يكون دُولَةً) . فَقَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن العَلاء: الدُّولة فِي المَال والدَّوْلة فِي الْحَرْب. قَالَ عِيسَى بن عمر: كِلْتاهما فِي الْحَرْب وَالْمَال سَوَاء وَقَالَ: أما أَنا فو الله مَا أَدْرِي مَا بَينهمَا. غَيره: عَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ وبُهْلَتُه وَمَا لي عَلَيْهِ عَرْجَة وَلَا عُرْجة.
(بَاب فِعْلة وفُعْلة)
ابْن السّكيت: سِرْوة وسُرْوة من السِّهام وَهِي: النِّصال القِصار وَهُوَ حافٍ بيِّن الحِفْوة والحُفْوة وَإِنَّهَا لذَاتُ كِدْنة وكُدْنة: أَي ذَات غِلَظ ولَحْم والعِدْوة والعُدْوة: الْمَكَان الْمُرْتَفع وَقيل جَانب الْوَادي وَقَالُوا رُفْقة ورِفْقة لُغَة قيس ورِحْلة ورُحْلة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الرِّحْلة: الارتحال، والرُّحْلة: الْوَجْه الَّذِي تريده تَقول أَنْتُم رُحْلتي. وَهِي الشِّقَّة والشُّقَّة: للسَّفر الْبعيد. وَيُقَال كِنْية وكُنْية وحِبْية وحُبْية وَيُقَال كِسْوة وكُسْوة وإسْوة وأُسْوة ورِشْوة ورُشْوة وقِدْوة وقُدْوة وقِدَة ومِدْية ومُدْية للسكِّين وَيُقَال رَشْوَة ورِشا ورُشْوة ورُشا وَقوم يكسرون أَولهَا(4/414)
فَيَقُولُونَ رِشْوة فَإِذا جمعوها ضمُّوا أَولهَا فَقَالُوا رُشَا فيجعلونها باللغتين وَقوم يضمون أَولهَا فَإِذا جمعُوا كسَروا وَقَالُوا رِشَا وَهَذَا مطَّرِد وَقد أَبَنْتُ هَذَا فِي قوانين المصادر وسأُبيِّنه فِي الْمَقْصُور والممدود. وَيُقَال نِسْبة ونُسْبة وخِفْية وخُفْية وحظِيَ فلَان حِظَة وحُظْوة وحِظْوة وَقَالَت ابْنة الحُمارس: هلْ هِيَ إِلَّا حِظْوة أَو تَطْلِيق أَو صَلَفٌ وبَيْنَ ذَاك تَعْلِيق قدْ وَجَبَ المَهْرُ إِذا غَابَ الحُوق وَيُقَال دَاري حِذْوةَ دَارك وحُذْوة دَارك وَيُقَال نِسْوة ونُسْوة وخِصْية وخُصْية وَيُقَال للغيبة الإكْلة والأُكْلة وإنَّا وَجَدْنا آبَاءَنَا على إمَّة وأُمَّة وَيُقَال أَخْرَج حِشْوة الشَّاة وحُشْوَتها: أَي جَوْفَها. أَبُو زيد: يُقَال فلَان لَا إمَّة لَهُ: أَي لَا دين لَهُ وَيُقَال أَيْضا لَيست لَهُ أُمَّة بِالضَّمِّ وَيُقَال مِنْيةُ النَّاقة ومُنْية وَهِي: الْأَيَّام الَّتِي يُسْتَبْرَأ فِيهَا لقاحها من حِيالها وَيُقَال ذِرْوة وذُرْوة وإخْوة وأُخْوة. غَيره: الرَّحِمُ شِجْنة وشُجْنة.
(بَاب فَعْلَة وفِعْلة وفُعْلة)
ابْن السّكيت: يُقَال جَثْوَة وجِثْوة وجُثْوة: يَعْنِي الْحِجَارَة الْمَجْمُوعَة وجَذْوَةٌ من النَّار وجُذْوة وجِذْوة وَقد أَبَنْته عِنْد ذكر القَبَس فِي بَاب النَّار ووَجْنَة ووُجْنة ووِجْنة عَن أهل الْيَمَامَة. قَالَ: وشَاة لَجْبَة ولِجْبة ولُجْبة وأَلْوَة وإلْوة وأُلْوة فِي الْيَمين وَهِي رَغْوَة اللَّبَن ورِغْوة ورُغْوة وَهِي رَبْوَة ورِبْوة ورُبْوة وأَوْطَأْتُه عَشْوَةً وعِشْوة وعُشْوة وغَلْظَة وغِلْظة وغُلْظة وَيُقَال كلَّمْتهم بحَضْرة فلَان وَبَعْضهمْ بحُضْرة وحِضْرة وكلُّهم يَقُول بِحَضَر فلَان. وَقَالَ: لَهُ صَفْوَة مَالِي وصِفْوة مَالِي وصُفْوة مَالِي فَإِذا نَزَعوا الْهَاء قَالُوا صَفْوُ مَالِي.
(بَاب فَعْلَة وفِعْلة)
أَبُو عُبَيْد وَابْن السّكيت: يُقَال للعُقاب لَقْوَة ولِقْوة واللَّقْوة بِالْفَتْح: الَّتِي تُسرِع اللَّقْح من كل شَيْء. ابْن السّكيت: يُقَال للأمَة إِنَّهَا لَحَسَنة المَهْنة والمِهْنة: أَي الحَلْب وَقد مَهَنَت تَمْهَن مَهْنَاً وَيُقَال هُوَ يَأْكُل الحِينَة والحَيْنة: أَي وَجْبَةً فِي الْيَوْم لأهل الْحجاز الْفَتْح وَقَالُوا إِنَّه لبَعيد الهِمَّة والهَمَّة وَهِي الطِّسَّة والطَّسَّة وَهِي الطَّسْت مَعْرُوف فِي كَلَامهم وَيُقَال قوم شِجْعة وشَجْعَة للشُّجَعاء وَيُقَال لفُلَان فِي بني فلَان حَوْبَة وَبَعْضهمْ يَقُول حِيبة وَهِي: الْأُم أَو الْأُخْت أَو الْبِنْت وَهِي فِي مَوضِع آخر الهَمُّ وَالْحَاجة. قَالَ الفرزدق: فَهَبْ لي خُنَيْساً واتَّخِذْ فِيهِ مِنَّةً لحَوْبَةِ أُمٍّ مَا يَسُوغُ شرابُها وَقَالَ أَبُو كَبِير: ثمَّ انْصَرَفْتُ وَلَا أُبِثُّكَ حِيبَتي رَعِشَ البَنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَر أَبُو زيد: هُوَ حَسَنُ الهَيْئة والهِيئة وَهِي اللَّقْحة واللِّقْحة.
(بَاب فُعْلة وفُعُلة)
ابْن السّكيت: ظُلْمة وظُلُمة وَكَذَلِكَ الحُلْبة والحُلُبة وهُدْنة وهُدُنة وَيُقَال فِي هَذَا الْأَمر رُخْصة ورُخُصة وَيُقَال جُبْنة وجُبُنة وجُبُن وَقد تُثَقَّل النُّون فيهمَا فَيُقَال جُبُنَّة وجُبُنٌّ وَكَذَلِكَ القُطْنة تجْرِي هَذَا المجرى فَيُقَال قُطْنة وقُطُنة وقُطْن وقُطُن وقُطُنٌّ وَيُقَال فِي الْمُذكر قُفْل وقُفُل وغُفْل وغُفُل. ابْن السّكيت: يُقَال إِذا أَقْبَل قُبْلَك مَضْمُومَة الْقَاف سَاكِنة الْبَاء وَإِن شِئْت قلت قُبُلَك فضممت الْقَاف وَالْبَاء.(4/415)
صفحة فارغة.(4/416)
(كتاب الْمَقْصُور والممدود)
(بَاب الْمَقْصُور والممدود)
هَذَا الْبَاب على ضَرْبَيْنِ: قياسي وسماعي، والقياسي على ضَرْبَيْنِ: مَقْصُور فَقَط وممدود فَقَط وَلَيْسَ فِيهِ مَا يُمَدُّ ويُقْصَر مَعًا، وَأما السماعي فعلى ثَلَاثَة أضْرب: مَقْصُور لَا يمد وممدود لَا يقصر وَضرب ثَالِث يُمَد ويُقصَر مَعًا. فإمَّا أَن يكون مَدُّه وقَصْرُه متساويين فِي الْكَثْرَة والفُشُوّ وَإِمَّا أَن يكون أحد الحيِّزَيْن أغلب عَلَيْهِ من الآخر وَهَذَا الْبَاب يشبه الْبَاب الَّذِي يُسمى التَّذْكِير والتأنيث وَذَلِكَ أنّ من الْأَلْفَاظ مُذكَّراً لَا يؤنث ومؤنثاً لَا يُذَكَّر وَضَربا ثَالِثا يذكر وَيُؤَنث وسأُبيِّن ذَلِك فِي أَبْوَاب التَّذْكِير والتأنيث ونبدأ الْآن بتحديد أبنية هَذِه الْأَجْنَاس الثَّلَاثَة وإحصاء عَددهَا على مَا يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
أبنية الْمَقْصُور وَهِي ثَمَانُون بناءاً
فَعَلٌ فَعِلٌ فُعَلٌ فَعْلَى فِعْلَى فُعْلى فَعَلَى فُعَلى فَعَالَى فُعالَى فَعُولى فُعَّلَى فُعَّالَى فُعَّيْلى فِعِّيِلَى فُعِّيِلى فُعُلَّى فِعَلَّى فِعِلَّى فَعَلَّى فعلى فعلى فَيْعَلَى فيعلى فيعلى فَوْعَلَى فوعلى فَعَوْلَى أَفْعَلَى أَفْعِلَى أفعلى أفعلى إفْعَلَى إفْعِيلَى أُفْعُلاوى فعيلى فعيلى فَعْلَنَى فَنْعَلَى فُعَنْلَى فُعَلْنَى فِعَلْنَى مِفْعَل مَفْعَلَّى مِفْعِلَّى مَفْعِلَّى مفتعلى منفعلى مستفعلى مفعنلى مفعلى مفعلى فَعَلَيَّا فَعْلَوَى فَعْلَلَى فَعْنَلَى فِعْلِلَى فُعْلَلَى فَعْلَلَّى فُعْلُلَى فاعَلَّى يَفْعَلَّى فِعْلِلَّى فَعَلَّلَى فَعَنْلَى فُعُنْلَى فَعَنْلَلَى فَعَوْلَلَى فَعَوَّلَى فَوَنْعَلَى فَعَلْعَلَى فَعَيَّلَى فَعْلاوَى فَنْعَلُولَى فِنْعَلُولَى فَعْلَلُولَى فَعَيْلَى فَعْلايا فَعَلُوتَى.
أبنية الْمَمْدُود وَهِي خَمْسُونَ بناءاً
فَعَال فِعَال فُعَال فَعَّال فُعَّال فِعَّال فَعْلاء فِعْلاء فَعَلاء فَعِلاء فِعَلاء فُعَلاء فعلاء فُعَيْلاء فُعَلاَّء فُعَيْلِياء فِعْلِياء فِيْعَلاء فِيِعِلاء فَنْعَلاء فُنْعُلاء فُنْعَلاء فَعْلَلاء فِعْلِلاء فُعْلُلاء فُعَيْلِلاء فَوْعَلاء فَعْلال فَعَاَلاء فُعَالاَء فَعُولاء فاعُولاَء فاعِلاء فَعِيلاء مَفْعُولاء أَفْعَلاَء أَفْعِلاء أَفْعُلاء إفْعِيلاء فَعْلُولاء أَفْعَال أُفَيْعِلاء مِفْعَال فعلاء تَفْعَال تِفْعال فعليلياء فَعَلِيَّاء فوعلاء وأمّا خَواص مَا يُمَدُّ ويُقْصَر ففَاعُلَّى وَلم يَأْتِ مِنْهَا إِلَّا(4/417)
حرف وَاحِد قاقُلَّى وفَعَلِيَّاء وَلم يَأْتِ مِنْهَا إِلَّا حرف وَاحِد فَبْضُوضَى وفَوْعُولى وَلم يَأْتِ مِنْهَا إِلَّا حرف وَاحِد فَوضُوضَى وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ شَيْئا من هَذِه الْأَمْثِلَة أَعنِي من قاقُلَّى إِلَى فَوضُوضَى فَأَما مُصْطَكى فأعجمي وَسَيَأْتِي ذكره. فَهَذِهِ أبنية جمع الْأَجْنَاس الثَّلَاثَة عامِّها وخاصِّها وأذكر الْآن مَا يكون مِنْهَا اسْما فَقَط وَمَا يَجِيء مِنْهَا اسْما وَصفَة. فالمقصور يكون على فَعْلَى اسْما وَصفَة فالاسم رَضْوى وسَلْمى وعَلْقى وَالصّفة عَطْشى وغَيْرى وَألف هَذِه الصِّيغَة قد تكون التَّأْنِيث فالتأنيث نَحْو مَا ذكرت لَك وَقد تكون للإلحاق نَحْو أرْطى وفَعْلى الَّتِي ألفها للإلحاق لَا تكون إِلَّا اسْما وَلم يَأْتِ مِنْهَا صفة إِلَّا بِالْهَاءِ، قَالُوا نَاقَة حلباة رَكْباة، وَأما تَتْرى فقد تكون ألفها للتأنيث والإلحاق وَذَلِكَ أَن مِنْهُم من ينوِّن وَمِنْهُم من لَا يُنَوِّن. وَيكون على فِعْلَى فالاسم ذِكْرى وذِفْرى وَلم يَجِيء صفة إِلَّا بِالْهَاءِ نَحْو امْرَأَة سِعْلاة ورجلٌ عِزْهاة، وَهَذِه الصِّيغَة قد تكون للتأنيث والإلحاق، فالتأنيث كَمَا أريتك والإلحاق نَحْو مِعْزىً، وَقد حُكيَ من هَذَا الضَّرْب وَاحِد جَاءَ صفة قَالُوا رجلٌ كِيصى، حُكِي عَن أَحْمد بن يحيى وَذَلِكَ إِذا كَانَ يَنْزل وَحده، وَقد كاصَ طَعَامه يَكيصه: إِذا أكله وَحده، وَقد يجوز أَن تكون كِيصى فُعْلَى كَسِرَت الْفَاء كَمَا كُسِرَت من ضِيْزَى. وَيكون على فُعْلَى فالاسم الحُمَّى والرُّؤيا والبُهْمَى، وَالصّفة الحُبْلَى والأُنْثى، وَلَا يكون ألف هَذِه إِلَّا للتأنيث، وَقد حكى بَعضهم هَذِه بُهْماةٌ وَاحِدَة وَهِي قَلِيل، وعَلى فَعَلَى فيهمَا فالاسم قَلَهَى وأَجَلَى وَالصّفة بَشَكَى وجَمَزَى ومَرَطَى وَلَا تكون ألف هَذِه إِلَّا للتأنيث، فَأَما دَقَرَى فَمنهمْ من يَجْعَلهَا اسْما وَمِنْهُم من يَجْعَلهَا صفة، وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أَنَّهَا اسْم، أَلا ترَاهُ قَالَ فالاسم نَحْو أَجَلَى وقَلَهَى ودَقَرَى والأسبق أَنه صفة، يُقَال رَوْضَةٌ دَقَرَى: أَي ممتلئة من قَوْلهم دَقِرَ الفصيل دَقَراً: إِذا امتلأَ من اللَّبن، فَأَما قَول النَّمِر بن تَوْلَب: زَبَنَتْكَ أركانُ العَدُوِّ فأصْبَحَتْ أَجَأٌ وحَيَّةُ من قَرار ديارِها وكأنَّها دَقَرَى تَخايَلَ نَبْتُها أُنُفٌ يَغُمُّ الضالَ نَبْتُ بِحارِها فمِمّا يُقَوِّي أَنَّهَا صفة وَصْفه لَهَا بِالْجُمْلَةِ لِأَنَّهُ لَا يُوصف بِالْجُمْلَةِ إِلَّا النكرَة، وَقد يجوز أَن تكون دَقَرَى هَهُنَا اسْما وَيكون تخايل نبتها خَبرا مَقْطُوعًا وَيكون أنف كَذَلِك فَهَذَا شيءٌ عَرَض ثمَّ نعود إِلَى غَرَضنا فِي هَذَا الْبَاب. وعَلى فُعَلَى فِي الِاسْم نَحْو شُعَبَى وأُرَبَى وأُدَمَى وَلم يَأْتِ صفة وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعِلَى وَلَا فِعَلَى وَلَا فُعُلَى. وعَلى(4/418)
فَعَلَى فالاسم خَوْزَلَى. وعَلى فَعالَى فالاسم خَزازَى وَالصّفة كَسالَى وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة فِي الْوَاحِد وكلُّ هَذِه الْأَبْنِيَة يشْتَرك فِيهَا الْمَقْصُور والممدود. وعَلى فِعِلَّى فالاسم الجِرِشَّى والعِبِدَّى وَالصّفة الكِمِرَّى وإنَّه لَحِنِفَّى العُنُق. وعَلى فِعِّيلَى نَحْو هِجِّيرَى وحِثِّيْثَى وقِتِّيتَى مصَادر وَلم تأت وَصفا وَلَا اسْما وَهَذَانِ البناآن فِعِّيلَى وفِعِلَّى يشْتَرك فيهمَا الْمَقْصُور فَقَط وَمَا يمد وَيقصر مَعًا فالمقصور كَمَا أريتك من هِجِّيرَى وجِرِشَّى، وَأما مَا يُمَدُّ ويُقْصَر فخِصِّيصَى وزِمِكَّى الطّائر وزِمِجّاه وَهَذَانِ البناآن للتأنيث. وعَلى فُعَّالَى فالاسم شُقَّارَى وخُضَّارَى وحُوَّارَى وَلم يَأْتِ صفة. وعَلى فُعالَى فالاسم رُخامَى وزُبانَى وَالصّفة سُكارَى وعُجالَى وَهَاتَانِ الألفان للتأنيث. وعَلى فَعَنْلَى فالاسم القَرَنْبَى وَالْوَصْف حَبَنْطىً وسَرَنْدىً وسَبَنْدىً فَأَما عَلَنْدىً فقد يكون اسْما وَصفَة وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أَنه اسْم أَلا ترَاهُ قَالَ فالاسم القَرَنْبَى والعَلَنْدَى. وعَلى فَعَلْنَى فالصفة عَفَرْنىً وجَمَلٌ عَلَدْنىً وَقَالُوا عُلادَى مثل حُبارى. وعَلى فُعُنْلَى نَحْو عُلُنْدىً وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فِعُنْلَى وَلَا فِعِنْلَى وكل هَذِه الألفات للإلحاق. وعَلى فِعِلْنَى فالاسم العِرِضْنَى. وعَلى فُعَلَّى فالاسم العُرَضَّى. وعَلى فُعَنْلَى فالاسم جُلَنْدَى وكل هَذِه الألفات للتأنيث. وعَلى فَيْعَلَى فالاسم خَيْزَلَى ودَيْسَكَى وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعِنْلَى وَلَا فَعُلَّى. وعَلى فُعُلَّى فالاسم حُذُرَّى وبُذُرَّى وَهَذِه الْألف للتأنيث. وعَلى فُعَّلَى فالاسم السُّمَّهَى والبُدَّرَى. وعَلى فُعَّيْلَى فالاسم لُغَّيْزى وبُقَّيْرَى وخُلَّيْطَى. وعَلى يَفْعَلَّى فالاسم بَهْيَرَّى. وعَلى فَعَلَيَّا فالاسم مَرَحَيّا وبَرَدَيّا وقَلَهَيّا، وعَلى فَعَلُوتَى فالاسم رَهَبُوتَى ورَغَبُوتَى وَلَا نعلم لوَاحِدَة من هَذِه صفة، أَعنِي من فُعُلَّى إِلَى فَعَلُوتَى. وعَلى مَفْعَلَّى فالصفة مَكْوَرَّى. وعَلى مِفْعِلَّى فالاسم مِرْعِزَّى وَالصّفة مِرْقِدَّى. وعَلى مَفْعِلَّى فالاسم مَرْعِزَّى وَجعله سِيبَوَيْهٍ صفة، وَلَا يكون صفة إِلَّا أَن يُعْنَى بِهِ الَّليّنُ من الصُّوف. وَيكون على فَعَوْلَى فالصفة قَطَوْطىً وَالِاسْم قَنَوْنَى. فَهَذِهِ أبنية الْمَقْصُور الثلاثية. وَيَجِيء على مِثَال فَعَلَّى نَحْو حَبَرْكَىً وزَلَعْبىً وَهَذِه الْألف للإلحاق وَلَا تكون للتأنيث وَلَا نعلم هَذَا الْبناء جَاءَ اسْما. وعَلى مِثَال فِعَلَّى فالاسم السِّبَطْرَى والضِّبَغْطَى. وعَلى فَعْلَلى فالاسم قَهْقَرى وجَحْجَبَى وفَرْتَنَى فِي مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَلَا نعلمهُ جَاءَ وَصفا وألفه للتأنيث. وعَلى فِعْلِلَى فالاسم الهِرْبِذى وألفه للتأنيث. وَمِمَّا لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ من هَذَا الضَّرْب فَعَنْلَلى قَالُوا شَفَنْتَرَى: اسْم رجل واشتقاقه من المُشْفَتِّرِ وَهُوَ: المفتَرِقُ. وَمِمَّا جَاءَ على فُعَلَّى قَالُوا السُّلَحْفى. وعَلى فِعَلِلَّى قَالُوا شِفْصِلَّى وَهُوَ: حمل بعض الشّجر ينفلق عَن مثل الْقطن وَله حَبٌّ كالسمسم، وَهَذَانِ البناآن لم يذكرهما سِيبَوَيْهٍ فَهَذِهِ أبنيته الرّبَاعِيّة. فَأَما الخُماسيّ فَإِنَّهُ يَجِيء على فَعَلَّلَى وَالْألف فِي ذَلِك للتأنيث وَهُوَ يكون فِي الِاسْم وَالصّفة فالاسم حَدَبْدَبَى وَالصّفة قَبَعْثَرَى، وَأما مَا يكون اسْما وَصفَة فِي كلمة فضَبَغْطَرَى وَذَلِكَ أَن ضَبَغْطَرى عِنْد قُطْرُب الضبعُ وَعند غَيره الأحمق. وأذكر الْآن جَمِيع أبنية الْمَمْدُود. فالممدود يكون على فَعْلاء فِي الِاسْم وَالصّفة، فالاسم طَرْفاءُ وقَصْباءُ، وَالصّفة نَحْو خَضْراء وصَفْراء وهمزته للتأنيث دون الْإِلْحَاق. وعَلى فِعْلاء فالاسم نَحْو عِلْباءٍ وخِرْشاءٍ وهمزته للإلحاق دون التَّأْنِيث وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فُعْلاء نَحْو قُوْباءٍ وَلَا تكون همزته إِلَّا للإلحاق وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة وَإِنَّمَا حكمنَا على قُوباءٍ بِأَنَّهُ فُعْلاءٌ لَا فُوعالٌ من جِهَتَيْنِ إِحْدَاهمَا أَنه قيل فِي مَعْنَاهُ قُوَباء فالواو حالَّةٌ مِنْهَا مَحل الْحَاء من رُحَضاءَ وَأَيْضًا فَإِنَّهُ من التَّقَوُّبِ وَهُوَ التقشُّر. وَيكون على فعَّالٍ فِي الِاسْم وَالصّفة فالاسم نَحْو الكَلاّءِ فِي مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَالصّفة نَحْو الشَّوَّاءِ والمَشَّاءِ. وعَلى فِعَّالٍ فالاسم نَحْو قِثَّاءٍ وحِنَّاءٍ وَلم يَأْتِ صفة. وعَلى فُعَّالٍ فالاسم نَحْو خُشَّاءٍ. وعَلى فَعَلاَءُ فالاسم قَرَماءُ وجَنَفاء وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فِعَلاء فالاسم نَحْو الخِيَلاء والحِوَلاء وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فُعَلاء فيهمَا فالاسم نَحْو الخُيَلاء والحُوَلاء وَالصّفة نَحْو العُشَراء والنُّفَساء وَهُوَ كثير إِذا كُسِّر عَلَيْهِ الْوَاحِد للْجمع. وعَلى فاعِلاء فالاسم نَحْو القاصِعاءِ والنّافِقاءِ والسّابِياء وَلَا نعلمهُ جَاءَ وَصفا. وعَلى فاعُولاء فالاسم عاشوراءُ وضارُوراءُ وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فَوْعَلاء فالاسم حَوْصَلاء وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فُنْعَلاء فالاسم عُنْصَلاء وحُنْظَباء وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فُنْعُلاء فالاسم عُنْصُلاء. وعَلى فَنْعَلاء فالاسم قَنْبَراءُ. وعَلى فِعْلِياءُ فالاسم كِبْرِياءُ وسِيمياءُ وَالصّفة جِرْبِياء. وعَلى فَعُولاء فالاسم عَشُوراءُ وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلَياء وَلَا فَعْوَلاء. وعَلى فَعِيلاءَ فالاسم عَجِيساءُ وقَرِيْثاءُ جَعلهمَا سِيبَوَيْهٍ اسْمَيْنِ وجعلهما غَيره صفتين، والعَجيساءُ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ الظُّلْمَة وعَلى مَذْهَب غَيره العظيمُ من الْإِبِل وَقيل الْعَاجِز عَن الضِّراب، فَأَما قَريثاءُ وكَريثاءُ فَالصَّحِيح فِيهِ الِاسْم وَإِنَّمَا جعله بَعضهم صفة لقَولهم بُسْرٌ قَرِيثاءُ وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ على قَوْلهم خَاتَمٌ حَديدٌ. وعَلى فَعالاءَ فالاسم نَحْو عَقاراءَ وَالصّفة نَحْو طَباقاءَ. وعَلى فَعْلولاءَ فالاسم نَحْو قَوْلهم وَقَعُوا فِي بَعْكوكاءَ. وعَلى مَفْعولاءَ فالاسم نَحْو مَعْيوراء ومَتيوساءَ وَالصّفة نَحْو مَشْيوخاءَ ومَعْلوجاء. وعَلى فَعُولاءَ نَحْو بَروكاءَ ودَبُوقاءَ وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة فَهَذِهِ أبنية الْمَمْدُود الثلاثيَّة. وعَلى فَعْلَلاء فالاسم بَرْنَساء وعَقْرَباءُ وحَرْمَلاءُ وَلَا نعلمهُ جَاءَ صفة. وعَلى فَعْلِلاء فالاسم الهِنْدِباء وَقد يقصر. وعَلى فُعْلُلاء فالاسم القُرْفُصاء. وعَلى فَعْلالاء وَذَلِكَ بَرْناساء فَهَذِهِ أبنيته الرّبَاعِيّة وَلَا خُماسيَّ لَهَا، فَهَذِهِ جَمِيع أبنية الْمَمْدُود، فَأَما(4/419)
المصادر كافتِعالٍ وانفِعالٍ وافْعِلالٍ واستِفْعالٍ وافْعِيلالٍ وافْعِنْلالٍ وَنَحْوهَا فممدودةٌ باطِّراد وَإِنَّمَا ذُكِرَت هَهُنَا فِي حَيِّز السَّماعيّ ليبين أَنَّهَا من خَواص الْمَمْدُود وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مصدر مَقْصُور إِلَّا من الثلاثي وَلَا فِي فِعْلٍ مَوْضُوعه الأربعةُ وَلَا أصلَ لَهُ فِي الثَّلَاثَة كدَحْرَجَ، وَكَذَلِكَ ماذُكِرَ من أبنية الْجمع الممدودة الراجعة إِلَى الْقيَاس كأَفْعال وأَفْعَلاءَ وفُعَلاء وفُعَّال وللمقصور والممدود أعراضٌ من الحركات وَالتَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد تُحَوِّله من أحد الحَيِّزَين إِلَى الآخر وَلَيْسَ ذَلِك بِلَازِم لَو كَانَ لَازِما لمُدَّ الفِحَا إِذا فُتِح وَلكنه حِفظِيٌّ فَمن الْمَقْصُور مَا يكون مكسوراً فَإِذا فُتح مُدَّ وَمِنْه مَا هُوَ بعكس ذَلِك، وَمِنْه مَا يكون مضموم الأوّل فَإِذا فُتح مُدَّ، وَمِنْه مَا يكون مُشَدَّداً فَإِذا خُفِّف مُدَّ وَلَا عكس لهذين وسَأُمَثِّل ذَلِك فِي أبوابه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
مقاييس المَقصور والممدود
قَالَ أَبُو عَليّ: الأسماءُ على ضَرْبين صحيحٍ ومُعتَلٍّ فَالصَّحِيح مَا لم تكن فِيهِ ياءٌ وَلَا ألفٌ منقلبةٌ أَو مُلْحِقة أَو للتأنيث وَذَلِكَ نَحْو بُرْد وبِشْر وبَكْر وجَعْفَر وسَلْهَب وفَرَزْدَق وشَمَرْدل وكاهِلٍ وضارب، والمعتلُّ مَا كَانَ فِيهِ ياءٌ أَو واوٌ أَو ألفٌ مُنقلِبة أَو مُلْحِقَةٌ أَو للتأنيث، وَهَذِه الْأَسْمَاء المعتلَّة على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا يجْرِي مجْرى الصَّحِيح فِي تعاقب الحركات الثَّلَاث على آخِره وَذَلِكَ نَحْو وَجْه ووَعْد ويَنْعٍ ويُمْنٍ وثَوْبٍ وحَوْض وَبَيت وزَيْت وغَزْوٍ وحَقْوٍ وظَبْيٍ ورَمْيٍ، فالياء وَالْوَاو فِي غَزْو وظَبي تتعاقب الحركات الثَّلَاث عَلَيْهِمَا فِي قَوْلك هَذَا ظَبْيٌ وصِدْت ظَبْياً ومَررت بظَبْيٍ، وَكَذَلِكَ حكم غَزْو وَجَمِيع مَا كَانَ على وزن غَزْوٍ وظَبيٍ مِمَّا آخِره ياءٌ أَو واوٌ وكل وَاحِد مِنْهُمَا مَا قبله ساكنٌ نَحْو وَشْيٍ وعَزْوٍ وكُرْسِيٍّ وقُمْرِيٍّ ومَعْزُوٍّ وغُدُوٍّ ومَرْمِيٍّ ووَلِيٍّ. وَمِمَّا يجْرِي هَذَا المجرى: قَوْلهم كِساءٌ ورِداءٌ، والضَّرب الآخر من المعتلّ وَهُوَ الَّذِي لَا يجْرِي هَذَا المجرى فِي تعاقب الحركات على أواخره كَمَا تتعاقب على أَوَاخِر الصَّحِيح لَا يَخْلُو من أَن يكون اسْما آخِره ياءٌ قبلهَا كسرة أَو اسْما آخِره ألفٌ وَلَا يكون مَا قبل الْألف إِلَّا مَفْتُوحًا فمثال الِاسْم الَّذِي آخِره يَاء قبلهَا كسرة قَوْلنَا هَذَا قاضٍ وغازٍ ومُنْجٍ وعَمٍ ومُسْتَدْعٍ وَمَا أشبه ذَلِك، فَهَذَا النَّحْو يكون فِي الجرّ والرّفع على صُورَة وَاحِدَة كجاءَني قاضِيكَ ومررت بقاضِيكَ فَتكون هَذِه الياءُ المكسورُ مَا قبلهَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع الثَّلَاث على صُورَة وَاحِدَة فَإِذا صَار الاسمُ الَّذِي فِيهِ هَذِه الْيَاء فِي مَوضِع نَصْب تحرَّكت بالفَتح نَحْو رَأَيْت قَاضِيا وَرَأَيْت القاضيَ وَرَأَيْت قاضيَكَ وداعِيَكَ، وَيجوز فِي ضَرُورَة الشِّعر جَوَازًا مُسْتَحسناً إسكان الْيَاء فِي مَوضِع النَّصْب أَيْضا، وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الْكَلَام أَيْضا فَإِذا جَاءَ كَذَلِك كَانَ فِي الْأَحْوَال الثَّلَاث الرفعِ والنّصبِ والجرِّ على صُورَة وَاحِدَة مثل مَا جَاءَ آخِره ألفا، فمما جَاءَ فِي الْكَلَام من ذَلِك قَوْلهم ذَهَبُوا أيادِيْ سَبا فِي حروفٍ أُخَرَ، وَمِمَّا جَاءَ فِي الشّعْر قَوْله: سَوَّى مَساحِيْهِنَّ تَقْطيطَ الحُقَق تَقْليلُ مَا قارَعْنَ من سُمْرِ الطُّرَقْ وَهُوَ فِي الشّعْر كثير وَلَا يكون فِي الْأَسْمَاء مَا آخِره واوٌ قبلهَا ضمَّة فَإِذا أدَّى إِلَى ذَلِك ضرب من الْقيَاس رُفِضَ فأُبْدِلَتْ من الضمَّة الكسرة وَمن الواوِ الياءُ وَذَلِكَ قَوْلهم فِي جمع دَلْو وجَرْو وَنَحْو ذَلِك فِي أقلِّ الْعدَد أدْلٍ وأَجْرٍ فَإِذا صَار هَذَا صَار حكمه حكمَ مَا تقدَّم من قاضٍ وداعٍ وَنَحْوهمَا. وَأما مَا كَانَ آخِره ألفا من الْأَسْمَاء فَإِن الْألف لَا تَخْلُو من أَن تكون منقلبة أَو مُلْحِقةً أَو للتأنيث، وَقد جَاءَت على غير هَذِه الْوُجُوه الثَّلَاثَة وَذَلِكَ كالألف فِي قَبَعْثَرى وَذَلِكَ أَنه لَا يجوز أَن تكون للإلحاق لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَسْمَاء شيءٌ على سِتَّة أحرفٍ(4/420)
كلُّها أصُول فَتكون هَذِه الْكَلِمَة ملحَقَة بِهِ وَلَا يجوز أَن تكون الْألف منقلبة عَن الأَصْل لذَلِك أَيْضا وَلَا يجوز أَن تكون للتأنيث أَيْضا لِأَنَّهَا قد سُمِعَت منوَّنة فَإِذا لم يجُزْ أَن تكون من هَذِه الأنحاء ثبتَ أَنَّهَا قسمٌ آخر وَهَذَا قَلِيل جِدّاً، فَأَما المنقلبة فَلَا يَخْلُو انقلابها أَن يكون من واوٍ أَو ياءٍ، وَقد جَاءَت مبدَلَة من الْهمزَة وَذَلِكَ قَوْلهم أيْدي سَبا وأيادي سَبا وَقَوْلهمْ مِنْساة، فمثال الْألف المنقلبة عَن الْوَاو الْألف الَّتِي فِي عَصا قَالُوا فِي التَّثْنِيَة عَصَوان، والمنقلبة عَن يَاء كَالَّتِي فِي فَتى قَالُوا فِي التَّثْنِيَة فتَيانِ والملْحِقة نَحْو الَّتِي فِي أرْطىً، وَمعنى الْإِلْحَاق أَن تزيد على الْكَلِمَة حرفا زَائِدا لَيْسَ من اصل الْبناء ليَبْلُغَ بِنَاء من أبنية الْأُصُول أزْيَد مِنْهَا وَذَلِكَ كزيادتهم الْيَاء فِي حَيْدَر وجَيْأَل وكزيادتهم الْوَاو فِي حَوْقَلٍ وكوثر وَالنُّون فِي رَعْشَنٍ وَالْألف فِي أرْطىً، وَلَا تكون الْألف للإلحاق إِلَّا فِي أَوَاخِر الْأَسْمَاء، وَأما الْألف الَّتِي للتأنيث فنحو الَّتِي فِي بُشْرى والذِّكْرَى والدَّعْوى وَهَذَا الضَّرب لَا يلحقُه التَّنْوِين على حالٍ، وَهَذِه الألِفاتُ على اخْتِلَاف وجوهها إِذا كَانَت فِي آخر اسمٍ كَانَ فِي الْأَحْوَال الثَّلَاثَة على صورةٍ واحدةٍ والأسماءُ الَّتِي تكون فِيهَا واحدةٌ من هَذِه الألفات تسمَّى مَقصورةً فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا يلحَقُه التَّنْوِين وَهُوَ مَا ذكرنَا من التَّأْنِيث فَهُوَ فِي الوصْل مثله فِي الْوَقْف إِلَّا فِي قَول من أبدَل مِنْهَا الهمزةَ فِي الْوَقْف نَحْو رَجُلاءْ، وَمَا مِنْهَا يلْحقهُ التَّنْوِين فَإِنَّهَا تسْقط مَعَ التَّنْوِين لالتقاء السّاكنين فِي الدَّرْج وَذَلِكَ نَحْو هَذَا فَتى وَهَذِه رَحىً وَهُوَ رَجاً واحِدُ الأرْجاء، فَإِذا وقَفْت عَلَيْهَا فَقلت هَذَا رَجا ثَبَتَتْ فِي الآخر ألفٌ وَيخْتَلف النَّحويّون فِي هَذِه الْألف فَمنهمْ من يَقُول إِنَّهَا فِي مَوضِع النَّصْب بَدَل من التَّنْوِين وَفِي الرّفْع والجرِّ هِيَ المنقلبة عَن اللَّام اعْتِبَارا بالصّحيح. وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: فِي رَحَىً ورَجاً وَنَحْو ذَلِك إِذا وقفْت عَلَيْهِ فالألف فِيهِ فِي الْأَحْوَال الثَّلَاث الرّفْع والنَّصب والجرّ الَّتِي هِيَ بدل من التَّنْوِين وَيُقَال للمقصور أَيْضا مَنْقُوص فَأَما قَصْره فَهُوَ حَبْسُه من الْهمزَة بعدَه، وَأما نقصانه فنُقصان الْهمزَة مِنْهُ. وَاعْلَم أَن الْمَقْصُور والممدود كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا على ضَرْبين فَأَما ضربا المقصورِ فأحدهما أَن تقع واوٌ أَو ياءٌ طَرَفَ الِاسْم وقبلَها فَتْحة فتُقلَب ألفا وَلَا يدخلهَا إِعْرَاب لِأَنَّهَا لَا تتحرَّك فَإِذا احتِيجَ إِلَى تحريكها فِي التَّثْنِيَة رُدَّت إِلَى الأَصْل الَّذِي مِنْهُ انقلبت الْألف إِن كَانَت واواً رُدَّت إِلَى الْوَاو وَإِن كَانَت يَاء رُدَّت إِلَى الْيَاء، فَأَما الْوَاو فنحو قَوْلك عَصاً وقَفاً ورَجَا الشيءِ: أَي جَانِبه إِذا ثَنَّيْت قلتَ رَجَوانِ وعَصَوانِ وقَفَوَانِ وَفِي مَنَا الْحَدِيد مَنَوانِ وَكَانَ أصل ذَلِك عَصَواً ومَنواً، أما الْيَاء فنحو رَحىً وفَتىً فَإِن زَاد على الثَّلَاثَة رُدَّت تثنيته إِلَى الْيَاء وَقد جَاءَ فِي حرفٍ نادرٍ التَّثْنِيَة بِالْوَاو مِمَّا زَاد على ثَلَاثَة أحرف وَذَلِكَ قَوْلهم مِذْرَوان وَكَانَ الْقيَاس أَن يُقَال مِذْرَيانِ كَمَا يُقَال مِقْلَيانِ ومِلْهَيانِ وَمَا أشبه ذَلِك وَإِنَّمَا جَاءَ بِالْوَاو لِأَنَّهُ لَا يفرَد لَهُ واحدٌ وبُنيَ على التَّثْنِيَة بِالْوَاو كَمَا يُبْنى على الْوَاو إِذا كَانَ بعدَها هاءُ التَّأْنِيث فِي قَوْلهم شَقاوَةٌ وغَباوَةٌ وقَلَنْسُوَةٌ وعَرْقُوَةٌ وَلَوْلَا الْهَاء لانقلبتِ الْوَاو فَجعلُوا لزومَ عَلامَة التَّأْنِيث فِي بَنَات الْوَاو كلُزومِ الْوَاو وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، وَقد ذكر أَبُو عبيد واحِدَها فَقَالَ مِذْرىً فَهَذِهِ جملَة من تَثْنِيَة الْمَقْصُور وقدَّمتها لأُريكَ وجهَ الانقلابِ وسآتي على تفصيلها فِي بَاب تَثْنِيَة الْمَقْصُور إِن شَاءَ الله. وَأما الضَّرْب الآخر من الْمَقْصُور فَأن تكون أَلفه للتأنيث كشَرْوَى وذِكْرى وحُبْلَى، أَو للإلحاق كأَرْطىً ومِعْزىً وذِفْرىًفي لُغَة من نَوَّن. وَأما ضَرْبا الْمَمْدُود فأحدهما أَن تقع واوٌ أَو ياءٌ طَرَفاً وَقبلهَا ألفٌ فتنقلب همزَة والهمزة إِذا كَانَت طرفا وَقبلهَا ألفٌ فِي اسمٍ سُمِّيَ ممدوداً وَذَلِكَ قَوْلك عَطاءٌ وكِساءٌ ورِداءٌ وظِباءٌ وَالْأَصْل عَطاوٌ وكِساوٌ لِأَنَّهُ من عَطَوْت وكَسَوت، وأصل رداءٍ وظِباءٍ رِدايٌ وظِبايٌ لِأَنَّهُ من قَوْلك حَسَن الرِّدْية وَمن قَوْلك ظَبْيٌ، وَأما الضَّرب الآخر من الْمَمْدُود فَأن تقع ألفٌ للتأنيث وَقبلهَا ألفٌ زائدةٌ فَلَا يُمكن اجْتِمَاع الْأَلفَيْنِ فِي اللَّفْظ وَلَا يجوز حذف إِحْدَاهمَا فيَلْتَبِسَ المقصورُ بالممدود فتُقلَب الْألف الثَّانِيَة الَّتِي هِيَ طَرَفٌ همزَة لِأَنَّهَا من مخرج الْألف فيصيرُ الِاسْم ممدوداً لوُقوع الهمزةِ طَرَفاً وَقبلهَا ألفٌ وَذَلِكَ نَحْو حمراءَ وصفراءَ وفُقَهاءَ وأغنياءَ وَمَا أشبه(4/421)
ذَلِك، ويدخلُ الممدودَ الإعرابُ لأنّ الْهمزَة تتحرَّك بِوُجُوه الحركات. وَاعْلَم أَن بعض المنقوص يُعْلَم بِقِيَاس وبعضُه يُسْمَع من لعرب سَمَاعا، فَأَما مَا يُعلَم بِقِيَاس فَمَا كَانَ مصدرا لفَعِلَ يَفْعَل والحرف الثَّالِث مِنْهُ يَاء أَو وَاو وَاسم الْفَاعِل على فَعِلٍ وَذَلِكَ كَقَوْلِك هَوِيَ يَهْوَى هَوىً وَهُوَ هَوٍ ورَدِيَ يَرْدَى رَدىً وَهُوَ رَدٍ، ولَوِيَ يَلْوَى لَوىً وَهُوَ لَوٍ، وصَدِيَ يَصْدَى صدىً وَهُوَ صَدٍ، وكَرِيَ يَكْرَى كَرىً وَهُوَ كَرٍ، وغَوِيَ الصَّبيُّ يَغوَى غَوىً وَهُوَ غَوٍ والغَوَى هُوَ: أَن يشرب اللَّبن حَتَّى تَخْثُر نَفْسُه، وَمن ذَلِك أَن يكون على فَعِلَ يفْعَل وفاعِلُه على فَعْلان نَحْو طَوِيَ يَطْوى طَوىً: إِذا جَاع وَهُوَ طَيَّان، وصَدِيَ يَصْدَى صَدىً: إِذا عَطِشَ وَهُوَ صَدْيان. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قد قَالُوا غَرِيَ يَغْرَى وَهُوَ غَرٍ والغَراء شاذٌّ مَمْدُود وَقد اخْتلف فِيهِ أهل اللُّغَة، فَأَما الْأَصْمَعِي فَكَانَ يَقُول غَراً مَقْصُور، وَكَانَ الْفراء يَقُول غَراء، وَقَول كُثَيِّر يُنشد على وَجْهَيْن: لُغَة من نَوَّن. وَأما ضَرْبا الْمَمْدُود فأحدهما أَن تقع واوٌ أَو ياءٌ طَرَفاً وَقبلهَا ألفٌ فتنقلب همزَة والهمزة إِذا كَانَت طرفا وَقبلهَا ألفٌ فِي اسمٍ سُمِّيَ ممدوداً وَذَلِكَ قَوْلك عَطاءٌ وكِساءٌ ورِداءٌ وظِباءٌ وَالْأَصْل عَطاوٌ وكِساوٌ لِأَنَّهُ من عَطَوْت وكَسَوت، وأصل رداءٍ وظِباءٍ رِدايٌ وظِبايٌ لِأَنَّهُ من قَوْلك حَسَن الرِّدْية وَمن قَوْلك ظَبْيٌ، وَأما الضَّرب الآخر من الْمَمْدُود فَأن تقع ألفٌ للتأنيث وَقبلهَا ألفٌ زائدةٌ فَلَا يُمكن اجْتِمَاع الْأَلفَيْنِ فِي اللَّفْظ وَلَا يجوز حذف إِحْدَاهمَا فيَلْتَبِسَ المقصورُ بالممدود فتُقلَب الْألف الثَّانِيَة الَّتِي هِيَ طَرَفٌ همزَة لِأَنَّهَا من مخرج الْألف فيصيرُ الِاسْم ممدوداً لوُقوع الهمزةِ طَرَفاً وَقبلهَا ألفٌ وَذَلِكَ نَحْو حمراءَ وصفراءَ وفُقَهاءَ وأغنياءَ وَمَا أشبه ذَلِك، ويدخلُ الممدودَ الإعرابُ لأنّ الْهمزَة تتحرَّك بِوُجُوه الحركات. وَاعْلَم أَن بعض المنقوص يُعْلَم بِقِيَاس وبعضُه يُسْمَع من لعرب سَمَاعا، فَأَما مَا يُعلَم بِقِيَاس فَمَا كَانَ مصدرا لفَعِلَ يَفْعَل والحرف الثَّالِث مِنْهُ يَاء أَو وَاو وَاسم الْفَاعِل على فَعِلٍ وَذَلِكَ كَقَوْلِك هَوِيَ يَهْوَى هَوىً وَهُوَ هَوٍ ورَدِيَ يَرْدَى رَدىً وَهُوَ رَدٍ، ولَوِيَ يَلْوَى لَوىً وَهُوَ لَوٍ، وصَدِيَ يَصْدَى صدىً وَهُوَ صَدٍ، وكَرِيَ يَكْرَى كَرىً وَهُوَ كَرٍ، وغَوِيَ الصَّبيُّ يَغوَى غَوىً وَهُوَ غَوٍ والغَوَى هُوَ: أَن يشرب اللَّبن حَتَّى تَخْثُر نَفْسُه، وَمن ذَلِك أَن يكون على فَعِلَ يفْعَل وفاعِلُه على فَعْلان نَحْو طَوِيَ يَطْوى طَوىً: إِذا جَاع وَهُوَ طَيَّان، وصَدِيَ يَصْدَى صَدىً: إِذا عَطِشَ وَهُوَ صَدْيان. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قد قَالُوا غَرِيَ يَغْرَى وَهُوَ غَرٍ والغَراء شاذٌّ مَمْدُود وَقد اخْتلف فِيهِ أهل اللُّغَة، فَأَما الْأَصْمَعِي فَكَانَ يَقُول غَراً مَقْصُور، وَكَانَ الْفراء يَقُول غَراء، وَقَول كُثَيِّر يُنشد على وَجْهَيْن: إِذا قيل مَهْلاً فاضَتِ العينُ بالبُكا غَراءً ومَدَّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ فمَدَّ غَراء، وَمن النَّاس من يُنشد: إِذا قيلَ مَهْلاً غَارتِ العَيْنُ بالبُكا غِراءً ومَدَّتْها مَدامِعُ نُهَّلُ فَجعلُوا غارَت فاعَلَت كَأَنَّهُ يُقَال غَارَى يُغارِي وَكسر الْعين من غِراء لِأَنَّهُ مصدر فاعَلَ يُفاعِلُ كَمَا تَقول رَامَى يُرامِي رِماءً وعَادَى يُعادِي عِداءَ. قَالَ: وَبَعض أَصْحَابنَا يَقُول أَن غِراء هُوَ الْمصدر والغَراء الِاسْم وَكَذَلِكَ يَقُول فِي الظَّمَاء كَمَا يَقُول فِي تكلَّم كلَاما وَإِنَّمَا مصدر تكلَّم تكلُّماً فَالْكَلَام الِاسْم لَا الْمصدر على غير الْفِعْل وَالَّذِي عِنْده أَنه حمل على مَا جَاءَ من الْمصدر على فَعَال كَقَوْلِك ذّهَبَ ذَهاباً وبَدا بَداءً وَهُوَ على كلِّ حَال شاذّ كَمَا ذكر سِيبَوَيْهٍ فاعلمه وافهمه. وَأما الْمَمْدُود: فكلّ اسْم آخِره همزَة قبلهَا ألف كَمَا تقدم، وَالْألف الَّتِي تكون قبل الْهمزَة الَّتِي هِيَ آخر على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا أَن تكون منقلبة عَن ياءٍ أَو واوٍ وَهِي عين، وَالْآخر أَن تكون زَائِدَة غير منقلبة، فَالْأول وَهُوَ قَلِيل كَقَوْلِهِم مَاء وَشاء وأء وَرَاء لضربين من النَّبْت وللواحد أءة وراءة، وَزعم سِيبَوَيْهٍ أَن بَعضهم يَقُول فِي الرَّايَة راءة فَهَذَا على أَنه شبَّه الْألف الَّتِي فِي راية وَإِن كَانَت منقلبة عَن الْعين بالزائدة فأبدل من الْيَاء بعْدهَا الْهمزَة وَذَلِكَ لِاجْتِمَاع الزَّائِدَة والمبدلة فِي أَنَّهُمَا ليستا من نفس الْكَلِمَة كَمَا جمع آدم إِذا سميت بِهِ أَوادِم فَجعلُوا الْألف فِيهَا كَالَّتِي فِي ضاربة حَيْثُ قَالُوا ضَوارِب، ويُقَوِّي ذَلِك قَول من قَالَ فِي الْإِضَافَة إِلَيْهِمَا آئِيٌّ ورائِيٌّ، وَأما شاءٌ فَإِن سِيبَوَيْهٍ قد ذهب فِيهِ إِلَى أَن اللَّام لَيست بِهَمْزَة وَأَنَّهَا منقلبة عَن حرف لين وَالْقِيَاس أَن يكون عَن الْيَاء على مذْهبه لِأَنَّهُ يذهب إِلَى أَن انقلاب الْألف عَن الْوَاو فِي مَوضِع الْعين أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء، وَبَاب حَوَيْت أَكثر من بَاب قُوَّة وحُوَّة، وَإِنَّمَا قَالَ عَن وَاو أَو يَاء ليعلم أَن اللَّام لَيست همزَة، فَإِن قلت فهلاّ جعلَ اللَّام همزَة وَلم يَجْعَلهَا منقلبة لما فِي حكمه بِأَنَّهُ توالى الإعلالين وَلَيْسَ يَعْتَرِض ذَلِك فِي قَول من قَالَ أَنَّهَا همزَة قيل إِنَّمَا اخْتَار ذَلِك عندنَا لِأَن القَوْل بِأَنَّهَا همزَة أصل غير منقلبة يؤَدِّي إِلَى أَن يحكم فِيهِ بشذوذ من موضِعين أَحدهمَا انه يلْزمه إِذا جَعَلَ اللَّام همزَة أَن يَقُول أَن الشّوِيَّ أُجْمِع على تَخْفيف الْهمزَة فِيهِ كالبرِيَّة والخابِيَة، وَهَذَا النَّحْو مِمَّا يَقِلُّ فَلَا يَنْبَغِي أَن يحكم بِهِ لقلَّته وَخُرُوجه عَن قِيَاس الْأَكْثَر وامتناعه هُوَ من الْأَخْذ(4/422)
بِهَذَا النَّحْو، أَلا ترى أَن مَا جَاءَ من التَّخْفِيف على هَذَا الحَدّ لَا يُتَعَدَّى بِهِ مَوْضِعه وَقَالُوا فِي مِنْساة فِيمَن قلب الْهمزَة مُنَيْسِئة فخَفَّفوا، وَقَالُوا فِي نبيٍّ كَانَ مُسَيْلَمةُ نُبَيِّئَ سَوْءٍ فرَدّوا الأَصْل وقَصَروا التَّخْفِيف على الْموضع الَّذِي جَاءَ فِيهِ لِخُرُوجِهِ عَن الْقيَاس، فَإِن قلت فقد قَالُوا إِنَّك تَقول فِيمَن قَالَ أنْبياءُ نُبِيُّ سَوْءٍ فَلم يُقْتَصَر بِهِ على مَا جَاءَ قيل إِنَّمَا لم يقصر هَهُنَا على هَذَا الْموضع لأَنهم لمّا قَالُوا أَنْبيَاء وَجب أَن يكون تحقيره على حكم جمعه، وَهَذَا كَمَا ألزموا بعض الْحُرُوف الْبَدَل فِي عدَّة مَوَاضِع من تصرفه كَقَوْلِهِم هَذَا أتْقاهما وتَقِيَّة وتُقىً وَنَحْو ذَلِك فَكَمَا جَاءَ هَذَا فِي غير الْهَمْز كَذَلِك جَاءَ فِي الْهَمْز على هَذَا الحدّ فَإِن قلت فَلم لَا يُستدلّ بِمَا أنْشدهُ أَبُو عُثْمَان عَن كَيْسان لِابْنِ هَمّام: مَحْضَ الضَّريبةِ فِي الْبَيْت الَّذِي وُضِعَتْ فِيهِ النَّباوَةُ صِدْقاً غيرَ مَسْبوق على أَن النبيَّ يجوز أَن يكون من النَّباوَة الَّتِي هِيَ الرِّفعَة قيل هَذَا لَا يدلّ على ذَلِك لِأَنَّهُ لَا يجوز أَن يُرِيد وُضِعَتْ فِيهِ الرّفْعَة وَإِذا أمكن ذَلِك ثَبت بقول الْجَمِيع تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَة أَن اللامَ همزَة، والموضع الآخر أَنهم قَالُوا شاوِيٌّ وَأَجْمعُوا عَلَيْهِ وَلَو كَانَ الأَصْل الْهَمْز لَكَانَ الْقيَاس أَن لَا يَقع فِيهِ الْإِجْمَاع على الْوَاو، أَلا تَرى أَن مَا كَانَ ذَلِك منقلباً جَازَ فِيهِ الْأَمْرَانِ الْهمزَة وَالْقلب إِلَى الْوَاو نَحْو عَطائِيٌّ وعَطاوِيٌّ وَإِذا جَازَ ذَلِك فِي هَذَا النَّحْو فَأَقل مَا كَانَ فِي الْهَمْز أصل بِمَنْزِلَة المنقلب فَأن لم يجيزوا شائيٌّ فِي الْإِضَافَة إِلَى الشَّاء واجتمعوا فِيهِ على شاوِيٍّ دلالةٌ على أَن اللَّام لَيست بِهَمْزَة وبدلُ الْوَاو من الْيَاء الَّتِي هِيَ لَام قد لَزِمَهَا الْبَدَل فقد قُلْنَا إِنَّه لَا يذهَب فِي الصَّواب وَلَا يجوز فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا نُجيز ذَلِك فِي ضَرُورَة الشّعْر هَكَذَا الثَّابِت فِي الْكتاب وعَلى هَذَا حكى عَنهُ أَبُو زيد قَالَ قلت لسيبويه سَمِعت قَرَيْت أَو نَحْو ذَلِك قَرَيْت بِالْقَلْبِ فَقَالَ فَكيف تَقول فِي الْمُضَارع قَالَ فَقلت أقْرَأُ فَقَالَ فحَسْبُك فَإِن قيل فَلم لَا يُجْعَل الشَّوِيُّ من لفظٍ آخر غير شاءٍ كَانَ فِيهِ بعض حُرُوفه وَلَيْسَ من لَفظه قيل لَهُ لَيْسَ ذَلِك بسهل لقلَّةٍ نَحْو سَواء وسَواسِيَة وَأَن فَعِيلا فِي الْجمع وَإِن كَانَ يرَاهُ سِيبَوَيْهٍ اسْما من أَسمَاء الجموع فَهُوَ أوسع من نَحْو مَا ذكرت أَلا تَرى أَنه قد جَاءَ الكَليب والعَبيد والضَّئين والحَمير والبابُ الَّذِي ذكرتَ لم يَكْثُر هَذِه الكَثْرةَ فَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يَجْعَل شَوِيٌّ من شاءٍ كشاءٍ من شاةٍ وَلَكِن كالضَّئين من الضَّأْن وشاءٌ من شاةٍ كسَواسِيَة من سَواء، وَإِذا كَانَ الحكم على اللَّام من شاءٍ بِأَنَّهَا همزَة يؤدِّي إِلَى القَوْل بشيئين شاذَّين عَن الْقيَاس وهما مَا ذكرناهما مِمَّا يلْزم من ادّعاء أَن اللَّام فِي شَوِيٍّ مُلْزَمة الْبَدَل وَكَذَلِكَ فِي شاوِيٍّ وَالْقَوْل بِأَنَّهَا منقلبة عَن الْيَاء يؤدّي إِلَى القَوْل بالشّذوذ فِي شيءٍ وَاحِد وَهُوَ تَوَالي الإعلالين فِي شاءٍ وَقد وُجِدَ لَهُ مَعَ ذَلِك النظيرُ كَقَوْلِهِم شاءٍ وجاءٍ فِي قَول النَّحْوِيين غير الْخَلِيل كَانَ القَوْل بِأَن اللَّام منقلبة عَن حرف اللين أولى فَإِن قلت فهلاّ أجَزْتَ أَن تكون الْهمزَة فِي شاءٍ بَدَلا من الْهَاء لقَولهم شِياه كَمَا كَانَت الْهمزَة من مَاء منقلبة عَن الْهَاء بِدلَالَة قَوْلهم فِي الْجمع أمْواه وماهَتِ الرَّكِيَّة، قيل هَذَا لَا يسوغ لقلَّة بدل الْهمزَة من الْهَاء إِذا كَانَت لاماً، أَلا ترى أَن مَاء قَلِيل الْمثل وَمن ذهب من البغداديين إِلَى أَن الْهمزَة فِي هَذِه الْكَلِمَة بدل من الْهَاء لقَولهم شُوَيْهات لم يكن فِي ذَلِك دِلالة على صِحَة قَوْله لِأَن شُوَيْهات تكون جمع شَاة لَا جمع شاءٍ فَإِذا أمكن ذَلِك سقط استدلاله بِهِ، وَهَذِه الْهمزَة الَّتِي فِي هَذِه الْأَسْمَاء مِنْهَا مَا هُوَ مُنْقَلب عَن حرف وَمِنْهَا مَا هُوَ(4/423)
من نفس الْكَلِمَة، وَالَّتِي فِي مَاء منقلبة عَن الْهَاء يدلُّ على ذَلِك قَوْلهم فِي جمعه أمواه أنْشد سِيبَوَيْهٍ: سَقَى اللهُ أمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها جُراباً ومَلْكُوماً وبَذَّرَ والغَمْرا وَقد جَاءَ فِي الشّعْر أمواء أنْشد أَحْمد بن يحيى: وبَلْدَةٍ قالِصَةٍ أمواؤُها ماصِحَةٍ رَأْدَ الضُّحى أَفْياؤُها وَالْقِيَاس وَالْأَكْثَر اسْتِعْمَالا فِي الْجمع رَدُّ الْهَاء وتصحيحها، كَمَا أَن الِاسْتِعْمَال فِي الْوَاحِد الْقلب وَعَلِيهِ التَّنْزِيل وَالَّذِي قَالَ أمواء شبَّهه بِالْبَدَلِ اللَّازِم نَحْو عِيدٍ وأعيادٍ وَقد أنْشد أَحْمد بن يحيى: إنَّك يَا جَهْضَمُ ماهُ القلْبِ ضَخْمٌ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب فَهَذَا يَنْبَغِي أَن يكون بنى مِنْهُ فَعِلاً كَقَوْلِهِم رجلٌ خافٌ ويومٌ راحٌ كَأَنَّهُ يصفه بِخِلَاف التَّوَقُّد والذَّكاء أَو يكون أَرَادَ المَاء الَّذِي هُوَ اسْم فَاسْتعْمل الأَصْل الَّذِي هُوَ الْهَاء وأجراه عَلَيْهِ كَمَا تُجْرَى الصّفة وَإِن كَانَ اسْما كَمَا أنْشد أَبُو عُثْمَان: مِئْبَرَة العُرْقُوبِ إِشْفَى المِرْفَق وكما قَالَ الآخر: فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى لأُبْتَ وأنتَ غِرْبالُ الإهابِ وَقَالَ أَبُو زيد: ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَموهُ مَوْهاً، وَقَالَ فِي كِتَابه فِي المصادر تَمُوهُ وتَماهُ، وَحكى أَبُو عُبَيْدَة أَيْضا تَميه. وَقَالَ أَبُو زيد: أَماهَها صاحبُها إماهَةً، وَقد جَاءَ هَذَا الْحَرْف مقلوباً فِي مَوَاضِع قَالَ: ثمَّ أَمْهاهُ على حَجَرِهْ أَي أماهَهُ وَقَالَ عمرَان بن حِطَّان: وليسَ لِعَيْشِنا هَذَا مَهاهٌ وَلَيْسَت دارُنا الدُّنيا بِدارِ ويروى مَهاة فَمن أنْشد مَهاة بِالتَّاءِ فَهُوَ من هَذَا وَقَوْلهمْ للمرآة ماوِيَّة من هَذَا إِلَّا أَن الْهمزَة أُلزِمَت الْبَدَل كَمَا أُلزِمَت فِي النَّسب إِلَى شَاءَ حَيْثُ قَالُوا شاويٌّ وَمن ذَلِك قَوْلهم مَهاً ومُهاً. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ: مَاء الْفَحْل فِي رَحِمِ النَّاقة. وَأما آءٌ فالهمزة فِيهَا لَام وَكَذَلِكَ راءٌ للشجر وَكَذَلِكَ داءٌ وَالدَّلِيل على أَن الْهمزَة مِنْهَا لَام أَن أَبَا زيد حكى أَدْوَأْت وأَدَأْت: أَي صَار فِي قَلْبك الدَّاء ويؤكد ذَلِك أَن أَبَا زيد أنْشد: خالَتْ خُوَيْلَةُ أَنِّي هالِكٌ وَدَاءا فَقلب الْعين إِلَى مَوضِع اللَّام وَهَذَا على انه وصف بالداء كَمَا يُوصف بالمصادر، وَحكى أَحْمد بن يحيى عَن ابْن سَلام أَن كحَّالاً كَحَلَ أعرابيّاً فَقَالَ كَحَلَني بالمِكْحال الَّذِي تُكحَل بِهِ العيونُ الدَّاءة وَهَذَا يُحْمَل على أَن داءةً فَعِلَةً لأَنهم قَالُوا دَاءَ يَداءُ دَاء فدَاءٌ مثلُ خافٍ وصافٍ يَعْنِي كَبْشًا صافاً أَي كثير الصُّوف، وَإِن شِئْت قلت وصفَه بِالْمَصْدَرِ، كَمَا قَالَ: هالِكٌ ودَءَا. إِلَّا أَنه أَلْحَقَ التَّاء كَمَا قَالُوا عَمْلَة وزَوْرَ حَكَاهُ أَبُو الْحسن. وَأما الْبَاءَة فَاللَّام مِنْهَا أَيْضا همزَة من قَوْله: (تَبَوَّؤا الدَّارَ وَالْإِيمَان) لِأَنَّهُ ضَربٌ من المُلازَمة وَقد قَالُوا باءٌ على لفظ شَاءَ. فَأَما الْهمزَة إِذا كَانَت آخر الْكَلِمَة وَقبلهَا ألف زَائِدَة غير منقلبة عَن شَيْء فَإِنَّهَا على أَرْبَعَة(4/424)
أضْرب الأول أَن تكون من أصل الْكَلِمَة، وَالثَّانِي أَن تكون منقلبة عَن يَاء أَو وَاو من نفس الْكَلِمَة، وَالثَّالِث أَن تكون للإلحاق، وَالرَّابِع أَن تكون للتأنيث، فَمَا يُعلَم أَنه مَمْدُود من جِهَة الْقيَاس مَا وَقعت ياؤه أَو واوه طَرَفاً بعد ألف زَائِدَة وَذَلِكَ نَحْو الاشْتِراء والاِرْتِماء لِأَن اشتريْتُ بِمَنْزِلَة احتقرت فَكَمَا تَقول فِي الْمصدر الاِحتقار فَتَقَع الرَّاء طَرَفاً بعد ألف زَائِدَة كَذَلِك تقع الْيَاء الَّتِي هِيَ آخر الْكَلِمَة فِي شَرَيْت بعد الْألف فتنقلب همزَة، وَكَذَلِكَ الاِدِّعاء تقع الْوَاو الَّتِي هِيَ لَام فِي دَعَوْت بعد الْألف الَّتِي فِي الاِفتِعال فتنقلب همزَة كَمَا انقلبت الْيَاء همزَة فِي الاشتراء والارتماء لِأَن الْوَاو مثل الْيَاء فِي أَنَّهَا إِذا وَقعت طَرَفاً بعد ألف زَائِدَة انقلبت همزَة، وَمثل الْهمزَة المنقلبة عَن الْيَاء وَالْوَاو الْهمزَة الَّتِي من أصل الْكَلِمَة إِذا وَقعت بعد ألف زَائِدَة وَذَلِكَ نَحْو الاجتراء والافتراء فالهمزة هُنَا أصل لقَولهم قَارِئ وَلَيْسَت منقلبة عَن يَاء كَالَّتِي فِي الاشتراء وَلَا عَن وَاو كَالَّتِي فِي الادِّعاء. وَأما نَظائِر الْمَمْدُود: فنحو استَخْرَجْت واسْتَمَعْت وأكْرَمْت واحرَنْجَمْت وَمَا جراه مجْرَاه مِمَّا يكون قبل آخر مصدره ألفٌ وَذَلِكَ الاستخراج وَالِاسْتِمَاع وَالْإِكْرَام والاِحرِنْجام، ونظائره من المعتلّ الْمَمْدُود الاشتراء والإعطاء والاِحْبِنْطاء والاِستِسْقاء لِأَن اسْتَسْقَيْت نَظِير استخرجْت وأعطَيْت نَظِير أكْرَمْت واحبَنْطَيْت نَظِير احْرَنْجَمْت. وَمِمَّا يُعلَم أَنه مَمْدُود أَن تَجِد الْمصدر مضموم الأول وَيكون للصوت نَحْو الدُّعاء والرُّغاء وَقِيَاسه من الصَّحِيح الصُّراخ والنُّباح والبُغام والضُّبَاح والنُّهَاق وَهَذَا أَكثر من أَن يُحصَى، والبكاء يُمَدُّ ويُقصَر فَمن مدَّه ذهب بِهِ مَذْهَب الْأَصْوَات الممدودة وَمن قَصَره جعله كالحَزَن وَلم يذهب بِهِ مَذْهَب الصَّوْت، هَذَا اعْتِبَار الْخَلِيل وَلم يحفِل باخْتلَاف الحركتين فِي البُكَى والحَزَن لقلَّة الْحَرَكَة وَلذَلِك أضمروا مُتَفاعِلُنْ وعَصَبوا مُفَاعَلَتُنْ حَتَّى غَلَبَ الْإِضْمَار والعَصْب على السَّلامَة، وَنَظِيره من المصادر الهُدَى والسُّرَى وليسا بصوتين، وَيكون فُعال أَيْضا للعلاج فَمَا كَانَ مِنْهُ مُعْتَلاًّ فَهُوَ مَمْدُود نَحْو النُّزاء والقُياء والهُراء، وَنَظِيره من غير المعتلّ القُماص والنُّفاص، وقلّ مَا يَجِيء مصدر على فُعَل بل لَا أعرف غير الهُدى والسُرى والبُكا الْمَقْصُور فَهَذِهِ وجوهٌ من الْمَقْصُور والممدود دلَّ الْقيَاس على الْقصر فِيهَا وَالْمدّ من نظائرها، وَمِنْهَا مَا لَا يُقَال لَهُ مُدَّ لكذا وَلَا يطَّرِد لَهُ قِيَاس وَإِنَّمَا تعرفه بالسَّمع فَإِذا سمعته علمت فِي الْمَقْصُور أَنه يَاء أَو وَاو وَقَعَتْ طَرَفاً فانقلَبَتْ ألفا كَقَوْلِك قَلَى يَقْلي على فَعَلَ ورَمَى يَرْمي وعَدُّ ذَلِك مِمَّا لَا يعرف إلاّ بالسَّماع، وَقد يدلّ السماع على الْمَقْصُور والممدود فَإِذا رَأَيْت جمعا على أَفْعِلَة علمتَ أنّ واحده مَمْدُود فتستدل بِالْجمعِ على مَدِّ الْوَاحِد كَقَوْلِك فِي جمع قَبَاء أَقْبِيَة وَفِي رِشاء أَرْشِيَة وَفِي سَمَاء أَسْمِيَة فدَلَّكَ أَفْعِلَةٌ على مدّ الْوَاحِد لِأَن أفعلة إِنَّمَا هِيَ جمع فِعال أَو فُعال أَو فَعال كَقَوْلِك قَذال وأَقْذِلَة وحِمار وأَحْمِرَة وغُراب وأَغْرِبَة وَقَالُوا نَدىً وأندية وَهُوَ شَاذ فِيمَا ذكره سِيبَوَيْهٍ وَالَّذِي أوجب الْكَلَام فِيهِ الْبَيْت الَّذِي أنشدوه فِيهِ وَهُوَ قَوْله: فِي لَيْلَة من جُمادَى ذَات أنْدِيَةٍ لَا يُبْصِرُ الكَلْبُ من ظَلْمائها الطُّنُبا وَفِيه ثَلَاثَة أوجه مِنْهُم من يَقُول أندِيَة جمع نَدِيٍّ وَهُوَ الْمجْلس الَّذِي يَجْتَمعُونَ فِيهِ ليَتحاضُّوا على إطْعَام الْفُقَرَاء مِنْهُم، وَمِنْهُم من يَقُول إِنَّه جمع نَدىً على نِداء كَمَا قَالُوا جَمَل وجِمال وجَبَل وجِبال ثمَّ جمع فِعال على أَفْعِلَة، وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه شاذّ، وَإِذا رَأَيْت الْوَاحِد على فِعْلة أَو فُعْلَة ثمَّ جُمِعَ مُكَسَّراً كَانَ الْجمع مَقْصُورا لِأَن فِعلَة وفُعْلَة تجمع على فِعَل وفُعَل وَذَلِكَ قَوْلهم عُرْوَة وعُرىً وفِرْيَة وفِرىً وَنَظِيره ظُلْمَة وظُلَم وقِرْبَة وقِرَب.
وَمن مقاييس الْمَقْصُور والممدود
الَّتِي لم يذكرهَا سِيبَوَيْهٍ كلُّ جَمْعٍ بَينه وَبَين واحده الْهَاء من بَنَات الْوَاو وَالْيَاء على مِثَال شَجَرَة وشَجَر(4/425)
فَهُوَ مَقْصُور كَقَوْلِك قَطاة وقَطاً ونَواة ونَوىً ودَواة ودَوىً وحَصاة وحَصىً وَمَا كَانَ من نعتٍ للذَّكَر على فَعْلان فأُنْثاه مَقْصُورَة كَقَوْلِك سَكْرَان وسَكْرَى وعَطْشَان وعَطْشَى وغَضْبَان وغضبى وَمَا كَانَ من جَمْعٍ على فَعْلَى وَفَعَالى وفُعَالى فَهُوَ مَقْصُور كَقَوْلِك سَكْرَى وصَرْعَى وأَسْرَى وكَسَالى وكُسَالى وسَكَاَرى وسُكَارى وَإِن كَانَ فُعالى اسْما وَاحِدًا فَهُوَ مَقْصُور كَقَوْلِك جُمادى وذُنابى الطَّائِر وسُمانى تكون وَاحِدًا وجمعاً وَقد تكون السُّمانى جمع سُماناة وَكَذَلِكَ فُعَّالَى كَقَوْلِك حُوَّارَى وخُبَّازى وشُقَّارى وَهُوَ نبت وَكَذَلِكَ فَعْلَلَى كَقَوْلِك القَهْقَرى.
وَمن مقاييس الْمَمْدُود الَّتِي لم يذكرهَا
قَالَ الْفَارِسِي: كلُّ مَا جَاءَ من المصادر على مِثَال تَفْعَال مثل تَرْمَاءٍ وفِعْلال مثل هِيْهاء وحِيحاء وانْفِعال مثل انْقِضاء وافْعِيلال مثل اذْليلاء وَهُوَ مصدر إذْ لَوْلَيْتُ: إِذا مرَّ مرَّاً سَرِيعا. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مصدرا لفاعلت نَحْو شارَيْتُه شِراءً ومارَيْتُه مِراء لِأَن مارَيْتُه مِراءً مثل جادَلْته جِدالاً وشارَيْتُه شِراء مثل بايَعْته بِياعاً فَأَما مُفْتَعَلٌ فقد قدَّمت أَنه من أبنية الْمَقْصُور إِلَّا أَنه قد رُوي أَن الْحسن قد قَرَأَ: (وأعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَاءاً) . بِالْمدِّ على مُفْتَعال وَهُوَ شَاذ.
وَمن مقاييس الْمَمْدُود
الصِّفَات الَّتِي تكون على مِثَال فَعْلاء ومُذَكَّرُها أَفْعَل كأحَمْرَ وحَمْرَاء وأَصْفَر وصَفْرَاء وَكَذَلِكَ أفْعِلاء الَّذِي هُوَ جمع فَعِيل وفَعُول نَحْو شَقِيٍّ وأَشْقِياء وغَنِيٍّ وأَغْنِياء وَكَذَلِكَ جمع فَعْلَة من ذَوَات الْوَاو كَقَوْلِك رَكْوَة ورِكاء وشَكْوَة وشِكاء وحَظْوَة وحِظاء وَهُوَ: السهْم الصَّغِير إِلَّا أَنهم يجمعُونَ الكَوَّة كِواء بِالْمدِّ وكُوىً بِالْقصرِ وَالْعلَّة فِي قَصْرِهم أَنهم يَقُولُونَ كَوَّة وكُوَّة بِالْفَتْح وَالضَّم فالقصرُ على لُغَة الَّذين يَقُولُونَ كُوَّة كَمَا تَقول قُوَّة وقُوىً وَقَرَأَ بعض الْقُرَّاء: (شَديد القِوى) . وَكَذَلِكَ كل مَا جمع على فُعَلاء كَقَوْلِك شُرَكاء وضُعَفاء وخُلَفاء وأُمَراء وقَلَّ مَا يَأْتِي على هَذَا الْجمع من بَنَات الْيَاء وَالْوَاو وَقَالُوا تَقِيٌّ وتُقَواء فرَدُّوا ياءه إِلَى الْوَاو وَهُوَ نَادِر وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت فُعَلاء اسْما للْوَاحِد كَقَوْلِك امْرَأَة نُفَساء وناقة عُشَراء فعلى هَذَا جَمِيع هَذَا الْبَاب إِلَّا ستّة أحرف جَاءَت نَوَادِر مُخَالفَة للباب: الأُرَبَى وَهِي: الداهية، والأُدَمى: مَوضِع، وشُعَبَى مَوضِع، وجُنَفَى: اسْم مَوضِع والأعرف جَنَفَاء كَمَا قدمنَا وجُعَبى وَهِي: النملة الْعَظِيمَة الَّتِي تَعَضُّ وأُرَنى: حَبُّ بَقْل يطْرَح فِي اللَّبن فيُثْخِنَه ويُجَبِّنُه والأعرف الأُرانى وَكَذَلِكَ كل جمع كَانَ على فَعْلاء فَهُوَ مَمْدُود كَقَصَبة وقَصْبَاء وحَلَفَة وحَلْفَاء وشَجَرَة وشَجْرَاء وطَرَفَة وطَرْفَاء وَكَذَلِكَ كل مَا جمع من ذَوَات الْيَاء وَالْوَاو على أَفعَال فَهُوَ مَمْدُود كَقَوْلِك آبَاء وَأَبْنَاء وَأَحْيَاء وَقد يَجِيء مَا قد عُقِل أَنه مَمْدُود مَقْصُورا فِي الشّعْر فتَأَمَّلْه فَإِن كَانَ مِمَّا يمد وَيقصر فغشا فِيهِ الْمَدّ وقَلَّ فِيهِ القصرُ فاحْمِله على لُغَة من قصر وَلَا توَجِّهْه على الضَّرُورَة لِأَن من رَأْيِ الناظرين من أهل اللُّغَة أَن احْتِمَال اللغةِ القليلةِ وتوجيهَ القَوْل عَلَيْهِ أَوْجَهُ من الحَمل على الضَّرُورَة إِذْ الضَّرُورَة نِهَايَة التَّوْجِيه فكُلَّما وُجِد عَنْهَا مَعْدِلٌ رُفِضَت وَقد أجمع النحويون على جوزا قصر الْمَمْدُود فِي الشّعْر كَانَ قياسياً أَو سماعياً كنحو الفُعَال فِي الْأَصْوَات إِلَّا الْفراء فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُجِيز فِي الشّعْر قصر الْمَمْدُود السماعي وَالْغَالِب وَلَا يُجِيز قصر المطرد وَإِنَّمَا أجَازه فِي الْغَالِب لِأَن نَظِيره فِي الْمَعْنى قد يَجِيء مَقْصُورا نَحْو البُكاء فِيمَن قصره وَهَذَا الَّذِي حَجَرَ عَلَيْهِ الْفراء من قصر القياسي قد جَاءَ مَقْصُورا فِي الشّعْر كَقَوْل الْأَعْشَى:(4/426)
والقارِح العَدَّا وكلّ طِمِرَّةٍ وَقَول الآخر: بِفِيَّ مِنِ اهْدَاها لَكَ الدَّهْرَ إثْلِبُ فهذان قياسيان وَأما الْمجمع على قصره فكقوله: لَا بُدَّ منْ صَنْعَا وَإِن طالَ السَّفَرْ وَأما مدُّ الْمَقْصُور فَأَجَازَهُ الخفش كَمَا أجَاز عكس ذَلِك وَأما الْفراء فَإِنَّهُ يُجِيز مدَّ الْمَقْصُور القياسي نَحْو مصدر فَعِلَ فَعَلاً من المعتل وفَعْلَى الَّتِي هِيَ مؤنث فَعْلان وَإِنَّمَا أَجمعُوا على قصر الْمَمْدُود وَاخْتلفُوا فِي عَكسه لِأَن قصر الْمَمْدُود تَخْفيف وردُّ شيءٍ إِلَى أَصله وَكِلَاهُمَا مَطْلُوب فِي الشّعْر وَغَيره كالترخيم وَنَحْوه من ضروب الْحَذف لأَنهم مِمَّا يُؤْثِرون التَّخْفِيف وَأما مدُّ الْمَقْصُور فَزِيَادَة فِيهِ وتثقيل فَهَذَا فرق بَينهمَا.
(بَاب تَثْنِيَة الْمَقْصُور)
وأُبَيِّن شَيْئا من تَثْنِيَة مَا لَيْسَ بمقصور فأسوق حكم التَّثْنِيَة الْكُلية على مَا يُوجِبهُ قَول النَّحْوِيين الْبَصرِيين وأَعْتَلُّ لذَلِك وأَخْتَصِر. اعْلَم أَن التَّثْنِيَة فِيمَا لم يكن آخِره ألفا مَقْصُورَة أَو ممدودة إِنَّمَا تلْزم اللَّفْظ الْوَاحِد بِغَيْر تَغْيِير مِنْهُ وَيُزَاد عَلَيْهِ ألف وَنون فِي الرّفْع وياء وَنون فِي النصب والجر وَذَلِكَ مُطَّرِد غير منكسر فِيمَا قَلَّت حُرُوفه أَو كَثُرت كَقَوْلِك رَجُلان وتَمْرَتانِ ودَلْوَان وعِدْلان وعَوْدَان وبِنْتان وأُخْتان وسَيْفَان وعُرْيانان وعَطْشَانان وفَرْقَدان وصَمْحَمَحَان وعَنْكَبوتان وَنَحْو ذَلِك وَتقول فِي النصب والجر رَأَيْت رَجُلَيْن ومررت بعَنْكَبوتَيْن وَيلْزم الْفَتْح قبل الْيَاء وَقد أَكثر النحويون فِي تَعْلِيل ذَلِك وَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى تَعْلِيله فِي هَذَا الْكتاب إِذْ لَيْسَ من غَرَضه وَيلْزم مَا كَانَ من المنقوص وَهُوَ الْمَقْصُور التغييرُ إِذا ثَنَّيْناه فَمن ذَلِك مَا كَانَ على ثَلَاثَة أحرف الثالثُ مِنْهَا ألف فَإِذا ثَنَّيْناه فَلَا بدَّ من تَحْرِيك الْألف فتُرَدُّ إِلَى مَا يُمكن تحريكه من يَاء أَو وَاو وَإِنَّمَا وَجب تحريكه لأَنا إِذا أدخلنا ألف التَّثْنِيَة اجْتمع ساكنان الألفُ الَّتِي فِي الِاسْم وألفُ التَّثْنِيَة فَلَو حذفنا إِحْدَى الْأَلفَيْنِ لِاجْتِمَاع الساكنين لوَجَبَ أَن نقُول فِي تَثْنِيَة عَصاً ورضحىً عَصَانٍ ورَحَانٍ وَكَانَ يلْزمنَا إِذا أضفنا أَن نُسقِط النُّون للإضافة فَيُقَال أعجبتْني رَحَاك وعَصَاك فَيبْطل ... . إِحْدَى الْأَلفَيْنِ وَوَجَب التحريك وَلم يُمكن تَحْرِيك الْألف فَجعلت الْألف يَاء أَو واواً وَقد علمنَا أَن مَا كَانَ على ثَلَاثَة أحرف وَالثَّالِث مِنْهَا ألف أَن الْألف منقلبة من يَاء أَو وَاو فَترد فِي التَّثْنِيَة الْألف إِلَى مَا هِيَ منقلبة مِنْهُ فَنَقُول فِي قَفاً قَفَوَانٍ لِأَنَّهُ من قَفَوْت الرجلَ: إِذا تَبِعْته من خَلْفِه وَفِي عَصاً عَصَوَان لِأَنَّك تَقول عَصَوْته: إِذا ضَربته بالعَصَا وَتقول فِي رَجاً رَجَوَان وَهُوَ: نَاحيَة الْبِئْر أَو غَيرهَا. قَالَ الشَّاعِر: فَلَا يُرْمى بِيَ الرَّجَوانِ إنِّي أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغني مَكاني وَتقول فِي رِضاً رَضَوَان لِأَن رِضاً من الْوَاو يدُلُّك على ذَلِك مَرْضُوٌّ ورضوان وَرُبمَا قلبوا بعض هَذَا يَاء فِي بعض تصاريفه بِاسْتِحْقَاق أَو عَارض وَلَا يُزيل حكمَ التَّثْنِيَة عَن مِنْهاجها. قَالُوا مَرْضِيٌّ حملوه على رُضِيَ وأَرْضٌ مَسْنِيَّة وأصلُها جَمِيعًا الْوَاو لِأَنَّك تَقول: سَنَوْت الأرضَ: أَي سقيتها وحُمِلَت مَسْنِيَّة على سُنى(4/427)
واستُثْقِلَت فِيهَا الْوَاو فأُبدِلت يَاء وَقَالُوا فِي الكِبا كِبَوَان والكِبا: الكُناسة مَقْصُور. حكى أَبُو الْخطاب عَن أهل الْحجاز أَنهم يَقُولُونَ فِي تثنيته كِبَوَانِ والكِباء مَمْدُود: الْعود يُتَبَخَّر بِهِ وَتقول فِي عَشا العَيْن عَشَوَان لِأَن الْألف منقلبة عَن وَاو تَقول امْرَأَة عَشْوَاء وَقَالُوا رجلٌ أَعْشَى وقومٌ عُشْوٌ وَلَو سمَّيْت رجلا بخُطاً ثمَّ ثنَّيْت لقُلتَ خُطَوَان لِأَنَّهَا من خَطَوْت وَلَو جَعَلْتَ عَلى اسْما ثمَّ ثنَّيْت لَقلت عَلَوَان لِأَنَّهَا من عَلَوْت وَتقول فِي تَثْنِيَة رِباً رِبَوان وَقَالُوا نَساً ونَسَوان وَهُوَ: الدَّاء الْمَعْرُوف بالنَّسا ويثنى بِالْوَاو والجمعُ بِالْألف وَالتَّاء بِمَنْزِلَة التَّثْنِيَة فِيمَا كَانَ مَقْصُورا على ثَلَاثَة أحرف تَقول فِي قَطاةٍ وأداةٍ وقَناةٍ قَطَوَات وأَدَوَات وقَنَوَات ودلَّ جمعُهم ذَلِك بِالْوَاو على أَنا الْألف فِي قَناة وأَداة وقَطاة منقلبة من وَاو وَقَالُوا فِي رَحىً رَحَيَان وَفِي فَتىً فَتَيَان وَفِي نَدىً نَدَيَان فردُّها إِلَى مَا الألفُ منقلبةٌ مِنْهُ وَهُوَ يَاء وقولُهم الفُتُوَّة والنُدُوَّة إِنَّمَا قُلِبَت الْيَاء واواً للضمة قبلهَا وَلَيْسَ ذَلِك بِقِيَاس مطَّرِد وَالدَّلِيل على أَن الْألف منقلبة من يَاء أَنهم قَالُوا فِتْيان وفِتْيَة للْجمع وَتقول عَمىً وعَمَيَان لِأَنَّك تَقول عُمْيان وعُمىً وَتقول هُدىً وهُدَيَان لِأَنَّك تَقول هَدَيْتُ وَقَالُوا فِي جمع حَصَاة حَصَيَات. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمَا جَاءَ من ذَلِك لَيْسَ لَهُ فعل يدل على أَنه من يَاء أَو وَاو وأُلزِمت ألفُه الانتصابَ يَعْنِي أَنه لَا يُمال فَإِنَّهُ من بَنَات الْوَاو لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء من بَنَات الْيَاء تمْتَنع فِيهِ الإمالة وَذَلِكَ نَحْو لَدَى وَإِلَى وعَلى إِذا سمَّيْتَ بِشَيْء مِنْهُنَّ ثنَّيْت بِالْوَاو لَا غير فَقلت لَدَوَان وإلَوَان وعَلَوَان وَلَو سميت بمَتَى أَو بَلَىَ ثمَّ ثنَّيْت جعلته بِالْيَاءِ لِأَنَّهُمَا مُمالان فَقلت مَتَيَان وبَلَيَان وَلم يفرق النحويون فِي الثلاثي بَين مَا كَانَ أَوله مَفْتُوحًا وَبَين مَا كَانَ مكسوراً أَو مضموماً واعتبروا انقلاب الْألف فِي أصل الْكَلِمَة وَأما الْكُوفِيُّونَ فَجعلُوا مَا كَانَ مَفْتُوحًا على العِبْرة الَّتِي ذَكرنَاهَا وَمَا كَانَ مضموماً أَو مكسوراً جَعَلُوهُ من الْيَاء وَإِن كَانَ أَصله الْوَاو وكتبوه بِالْيَاءِ نَحْو الضُّحى والرِّشَى وَمَا أشبه ذَلِك وَكَانَ من حجَّة الْبَصرِيين مَا حَكَاهُ أَبُو الْخطاب من تَثْنِيَة الكِبَا كِبَوان وَقد حَكَوْا هم أَيْضا عَن الْكسَائي أَنه سمع الْعَرَب تَقول فِي حِمىً حِمَوَان وَفِي رِضا رَضَوان فَهَذَا الْقيَاس. وَإِذا كَانَ المنقوص على أَرْبَعَة أحرف فَصَاعِدا ثُنِّيَ بِالْيَاءِ من الْوَاو كَانَ أَصله أَو من الْيَاء أَو كَانَت ألفا لَا أصل لَهَا من يَاء وَلَا وَاو فَأَما مَا كَانَ من الْوَاو فكَمَغْزىً ومَلْهَىً ومُغْتَزَى وأَعْشَى وَأَصله من الغَزْو واللَّهْو والعَشْو تَقول فِي تثنيته أَعْشَيَان ومَلْهَيَان وَمَا كَانَ من الْيَاء فنحو مَرْمَىً ومَجْرَىً تَقول مَرْمَيَان ومَجْرَيَان وَأَصله من رَمَيْت وجَرَيْت وَمَا كَانَ ألفا فِي الأَصْل فنحو حُبْلى وذِكْرى وَمَا أشبه ذَلِك وَإِذا ثنَّيْت قلت حُبْلَيان وذِكْرَيان وَكَذَلِكَ لَو سميت رجلا بحَتَّى ثمَّ ثنَّيْت لقُلت حَتَّيَان وَإِنَّمَا وَجَبت الْيَاء فِيمَا زَاد على ثَلَاثَة أحرف لأَنا إِذا صَرَّفْنا مِنْهُ فِعْلاً انقلبت الْوَاو يَاء ضَرُورَة فِي بعض تصاريفه تَقول فِي الثلاثي غَزَاَ يَغْزُو وغَزَوْت فَإِذا لَحِقْته زائدةٌ قلت أَغْزَى يُغْزى وغازَى يُغازِي لِأَنَّك إِذا قلت أَغْزَى فَهُوَ أَفْعَل وَإِذا قلت غازَى فَهُوَ فاعَل وَلَا بُدَّ من أَن يلْزم مُستقبَلَه كسر مَا كَانَ قبل آخِره فَإِذا جَعَلْنَاهُ واواً قُلْنَا يُغْزِوُ فِي الْمُسْتَقْبل ويُغَازِوُ فَإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ وَقَفْت على وَاو سَاكِنة قبلهَا كسرة فَوْجُب قَلبهَا يَاء وجُعِل مَا لم يكن لَهُ أصل مُلحَقاً بِالْيَاءِ لأَنا لَو صرَّفْنا مِنْهُ فِعْلاً وَهُوَ على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف لم يكن بُدٌّ من أَن يتكسر مَا قبل آخِره فَيصير آخِره ياءاً. أَلا ترى أَنا نقُول سَلْقَى يُسَلْقِي وجَعْبَى يُجَعْبِي وَلَو صرَّفْنا من حُبْلى أَو من حتَّى فعلا لَكَانَ يَجِيء على فَعْلَى يُفَعْلى نَحْو حَبْلَى يُحَبْلَى وحَتَّى يُحَتِّي وَقد جَاءَ حرف نَادِر فِي هَذَا الْبَاب قَالُوا مِذْرَوانِ لطَرَفَي الأَلْيَتَيْن ورأيتُ المِذْرَوَيْن وَكَانَ الْقيَاس مِذْرَيان ومِذْرَيَيْن لِأَن تَقْدِير الْوَاحِد مِذْرى غير أَنهم لم يستعملوا الْوَاحِد مُفردا فيجبَ قلب آخِره يَاء وَجعلُوا حرف التَّثْنِيَة فِيهِ كالتأنيث الَّذِي يلْحق آخر الِاسْم فيُغَيِّر حكمه. تَقول شَقاءٌ وعَظاء وصَلاء لَا يجوز غير الْهَمْز فِي شَيْء من ذَلِك وَأَصله شَقاوٌ وعَظايٌ وصَلايٌ فَوَقَعت الْوَاو وَالْيَاء طَرَفْين وقبلهما ألف ثمَّ قَالُوا شَقَاوة وعَظايَة فجعلوه يَاء لِأَنَّهُ لما اتَّصل بِهِ حرف التَّأْنِيث وَلم يَقع الْإِعْرَاب على الْيَاء صارتا كَأَنَّهُمَا فِي وَسَط الْكَلِمَة وَكَذَلِكَ مِذْرَوان(4/428)
لمَّا لم تفارقهما عَلامَة التَّأْنِيث بُنِيا عَلَيْهَا. قَالَ الشَّاعِر: أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ آسْتُكَ مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلَني فَها أَنا ذَا عُمار ومثلُ مِذْرَوَيْن عَقَلْتُه بثِنايَيْن لمَّا لَزِمته التَّثْنِيَة جُعِل بِمَنْزِلَة عَظاية وَلم تُقلَب الْيَاء الَّتِي بعد الْألف همزَة وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ إِن الْعَرَب تسْقط الْألف الْمَقْصُورَة فِيمَا كثرت حُرُوفه إِذا ثنَّوْا فَيَقُولُونَ فِي خَوْزَلَى وقَهْقَرَى وَمَا كَانَ نَحْوهمَا خَوْزَلاَنِ وقَهْقَرَان وَلم يَفْرُق البصريون بَين مَا قَلَّت حُرُوفه أَو كثرت وَرَأَيْت فِي شعر الْعَرَب جُمادَيَيْن فرأيتهم قد أثبتوا الْيَاء فيهمَا وَلم أر أحدا حذف الْيَاء. قَالَ لبيد: آوَيْتُه حتَّى تَكَفَّتَ حامِداً وأُهِلَّ بَعْدَ جُمادَيَيْن حَرَامُها وَأنْشد أَبُو بكر بن دُرَيْد: أَصْبَحَ زَيْنٌ خَفِشَ العَيْنَيْنَهْ فَسْوَتُهُ لَا تَنْقَضي شَهْرَيْنَهْ شَهْرَيْ رضبيعٍ وجُمادَيَيْنَهْ وَلم أر الْكُوفِيّين اسْتشْهدُوا على ذَلِك بِشَيْء.
(بَاب تَثْنِيَة الْمَمْدُود)
اعْلَم أَن الْمَمْدُود على أَرْبَعَة أضْرب فضَرْب همزته أَصْلِيَّة وَهِي كَقَوْلِك رجلٌ قُرَّاءٌ ووُضَّاء وَهُوَ من قَرَأْتُ ووَضُؤْت والوُضَّاء: الْجَمِيل ووَضُؤَ وجهُ الرجل: إِذا حَسُن وأَشْرَق وَالضَّرْب الثَّانِي مَا كَانَت همزته منقلبة من حرف كَقَوْلِهِم كِساء ورِداء وَأَصله كِساوٌ ورِدايٌ وَإِذا وَقعت الْوَاو وَالْيَاء طرفا وقبلهما ألف انقلبت همزَة والواوُ وَالْيَاء فِي كِساء ورِداء وَمَا جرى مجراهما أصليتان فِي مَوضِع اللَّام من الْفِعْل وَالضَّرْب الثَّالِث مَا كَانَت الْهمزَة فِيهِ منقلبة من يَاء كَقَوْلِهِم حِرْباء وعِلْباء وخِرْشاء وَمَا أشبه ذَلِك وَكَانَ الأَصْل عِلْباي وَالْيَاء زَائِدَة لِأَنَّك تَقول سيف مَعْلُوب ومُعَلَّب: إِذا كَانَ مشدود المَقْبِض بالعِلْباء وَالضَّرْب الرَّابِع مَا كَانَت همزته منقلبة من ألف تَأْنِيث كَقَوْلِك حَمْرَاء وخُنْفُساء وَمَا أشبه ذَلِك فَأَما الْوُجُوه الثَّلَاثَة الأُوَل فالباب فِي تثنيتها الْهمزَة كَقَوْلِك قُرَّاآن ووُضَّاآن وكِساآن وعِلْباآن وحِرْباآن وَيجوز فِيهِنَّ الْوَاو وَإِنَّمَا كَانَ الْهَمْز الْوَجْه لِأَنَّهَا الظَّاهِرَة فِي الْكَلَام وَهِي أَكثر فِي كَلَام الْعَرَب وَأما من جعلهَا بِالْوَاو فلاستثقال الْهَمْز بَين الْأَلفَيْنِ لِأَن الْهمزَة من مخرج الْألف فَتَصِير كَأَنَّهَا ثَلَاث ألفات وَبَعض هَذِه الثَّلَاثَة أقوى من بعض فِي الْقلب فأضعفها فِي قلب الْهمزَة واواً مَا كَانَت الْهمزَة فِيهِ أَصْلِيَّة كقُرَّاء ووُضَّاء وَبعده مَا كَانَت الْهمزَة فِيهِ منقلبة من حرف أُصَلِّي كرِداء وكِساء لمشاركته الأوَّل فِي أَن الْهمزَة غير زَائِدَة وَلَا منقلبة من زَائِد وَأما عِلْباء فَإِن قلب الْوَاو فِيهِ أحسن وَأكْثر من الْأَوَّلين لِأَن الْهمزَة فِيهِ منقلبة من حرف زَائِد فَأَشْبَهت ألف التَّأْنِيث فِي حَمْرَاء وعُشْراء وَالَّذِي عِنْد الْبَصرِيين فِي تَثْنِيَة الْمَمْدُود الْمُؤَنَّث قَلبهَا واواً وَلم يَحْكُوا غير ذَلِك كقواك حَمْرَاوَان وعُشْراوان وَذكر الْمبرد أَنهم إِنَّمَا قلبوها واواً(4/429)
لِأَن الْهمزَة لما ثقل وُقُوعهَا بَين أَلفَيْنِ فِي كلمة ثَقيلَة بالتأنيث وَأَرَادُوا قَلبهَا كَانَ الْوَاو أولى بهَا من الْيَاء لِأَن الْهمزَة فِي الْوَاحِد منقلبة عَن ألف تَأْنِيث وَلَيْسَت الْهمزَة من عَلامَة التَّأْنِيث وَهِي بِمَنْزِلَة الْألف فِي غَضْبَى وسَكْرَى وَالْألف فِي غَضْبَى لَيْسَ قبلهَا سَاكن فَلم يُحتَج إِلَى تغييرها فَإِذا قَالُوا حَمْرَاء أَتَوا فِيهَا بِأَلف الْمَدّ لَا للتأنيث وَجعلُوا بعْدهَا ألف التَّأْنِيث وَلَا يُمكن اللَّفْظ بِأَلفَيْنِ وَلَا يجوز إِسْقَاط إِحْدَاهمَا فَيُشبه الْمَقْصُور فقلبوا الْألف الثَّانِيَة إِلَى الْهمزَة لِأَنَّهَا من جِنْسهَا فَصَارَت الْهمزَة فِي الْوَاحِد وَلَيْسَت من عَلَامَات التَّأْنِيث فَلَمَّا ثنَّوْا جعلُوا مَكَانهَا حرفا لَيْسَ من عَلَامَات التَّأْنِيث وَهُوَ الْوَاو وَلَو جَعَلُوهُ يَاء لكَانَتْ الْيَاء من عَلَامَات التَّأْنِيث لأَنهم يَقُولُونَ أنتِ تَذْهَبين وتقومين وَالْيَاء عَلَم التَّأْنِيث فتركوا الْيَاء للواو فِي التَّثْنِيَة حَتَّى يشاكل الْوَاحِد فِي الْحَرْف الَّذِي لَيْسَ من علم التَّأْنِيث. وَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا جَعَلُوهُ واواً دون الْيَاء لأَنهم لما كَرهُوا وقوعَ الْهمزَة بَين أَلفَيْنِ وَكَانَت الْيَاء أقرب إِلَى الْألف فَاخْتَارُوا الْوَاو الْبَعِيدَة مِنْهَا. وَقَالَ بَعضهم: اخْتَارُوا الْوَاو لِأَنَّهَا أبين فِي الصَّوْت من الْيَاء. هَذَا مَذْهَب الْبَصرِيين وَقد حكى الْكسَائي أَن من الْعَرَب من يَقُول رِدايان وكِسايان فيجتمع فِيهِ على قَول الْكسَائي ثلاثُ لُغات ويجيز التَّثْنِيَة بِالْهَمْز فِي حَمْرَاآن وبابه وَأَجَازَ أَيْضا حملَ بَاب حَمْرَاء على جَمِيع مَا يجوز فِي بَاب رِداء فَيُقَال حَمْرَايان وَالْمَعْرُوف مَا ذكرتُه لَك عَن الْبَصرِيين وَقد حكى الْكُوفِيُّونَ أَشْيَاء لم يذكرهَا البصريون فَقَالُوا يجوز فِيمَا طَال من هَذَا الْمَمْدُود حذف الحرفين الْأَخيرينِ فأجازوا فِي قاصِعاء وخُنْفُساء وحاثِياء وَنَحْو ذَلِك أَن يُقَال قاصِعان وحاثِيان وقاصِعاوان وحاثِياوان واستحسنوا فِي الْمَمْدُود إِذا كَانَ قبل الْألف وَاو أَن يُثَنُّوا بِالْهَمْز وبالواو فَقَالُوا فِي لأْوَاء وحَلْوَاء لأْوَاآن ولأْوَاوان وأجازوا فِي سَوْأَء وَهِي: الْمَرْأَة القبيحة: سَوْءَاآن وسَوْأَوان.
(بَاب مَا يُقْصَر فَيكون لَهُ معنى فَإِذا مُدَّ كَانَ لَهُ معنى آخر)
من ذَلِك المفتوح الأوّل الأَدَى جمع أَداة مَقْصُور أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم أَدَوات والأَداء مَمْدُود من قَوْله تَعَالَى: (وأَداءٌ إليهِ بإحْسان) . وَهُوَ اسْم من التَّأْدِيَة والأَنى مَقْصُور جمع أَنَاَة وَهُوَ: التَّرَفُّق والتُّؤَدَة. قَالَ كُثَيْر: بصَبْرٍ وإبْقاءٍ على جُلِّ قَوْمِكُم على كلِّ حالٍ بالأَنى والتَّحَفُّز والأَنَى أَيْضا: وَاحِد آنَاء اللَّيْل والأناء مَمْدُود: التَّأْخِير والأَبَى مَقْصُور: أَن تَشْرَب الغنمُ أَوْاَل الأَرْوى فيُصيبَها مِنْهَا داءٌ. أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال عَنْزٌ أَبْوَاء وَلَا يكَاد يكون فِي الضَّأْن والأَبَى مصدر أَبِيْتُ من الطَّعَام واللِّبَن: إِذا انْتَهَيْت عَنهُ من غير شِبَع. والأَباء مَمْدُود جمع أَباءَة وَهِي: أَطْرَاف القَصَب وَقيل يل هُوَ: القَصَبُ نَفْسُه وَقيل هِيَ: الأَجَمَة. قَالَ: مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُه بَعْضَاً كمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ قَالَ أَبُو عُبَيْد: هِيَ من الحَلْفاء خَاصَّة وعمَّ لَهَا غيرُه. قَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو بكر يشْتَقُّ الأَباءَة من أَبَيْتُ وَذَلِكَ أَن الأجَمة تمْتَنع عَن يَاء بِدلَالَة قَوْلهم عَمْيَاء وتَأْبَى على سالكها. والعَمَى فِي الْعين والقلبِ مَقْصُور أَلفه منقلبة عَن يَاء بِدلَالَة قَوْلهم عَمْيَاء وعُمىً وَيُقَال عَمِيَ عَمىً هُوَ فِي الْقلب أصل وَفِي الْعين مَنْقُول من افْعَلَّ وَلذَلِك إِذا تُعُجِّبَ من عَمَى الْقلب تُعُجِّبَ مِنْهُ بفعلٍ تَصْرِيفه مِنْهُ وَإِذا تُعُجِّب من عَمى الْعين كَانَ التَّعَجُّب مِنْهُ بتوسُّطِ فعلٍ من غير لَفظه والعَمَى أَيْضا: الطُّول يكْتب بِالْيَاءِ لغَلَبَة الإمالة عَلَيْهِ يُقَال مَا أَحْسَن عَمَى هَذِه الناقةِ: أَي طُولَها فَأَما عَمْيُ(4/430)
الْمَطَر فأُرَى أَن بَعضهم جَاءَ بِهِ على فَعَل وَلَا أُحِقُّه والعَمْيُ: شِدَّة سيلانِ الْمَطَر. قَالَ الْهُذلِيّ: وَهِي ساجيةٌ تَعْمِي. والعَماء مَمْدُود: السَّحَاب الْمُرْتَفع وَقيل هُوَ: السَّحَاب الرَّقِيق لَيْسَ بالكثيف وَقيل هُوَ: الغَيْم الكَثيف المُمْطِر. قَالَ الْحَرْث بن حِلَّزة: وكأنَّ المَنُونَ تَرْدِي بِنَا أرْ عَنَ جَوْنَاً يَنْجَابُ عَنهُ العَمَاءُ وَقيل هُوَ: الأَسْوَد وَقيل هُوَ: الَّذِي هَرَاَقَ ماءَه وَلم يتقَطَّع تقَطُّع الجُفال وَيَقُولُونَ للقِطْعة الكَثيفة عَماءَة وبعضٌ يُنكِر ذَلِك وَيجْعَل العَماءَ اسْما جَامعا. والعَظَى مَقْصُور مصدر عَظِيَ الْبَعِير فَهُوَ عَظٍ: إِذا وَجِعَ بَطْنُه عَن أكل العُنْظُوان والعَظاء مَمْدُود جمع عَظاءَة وَهِي دُوَيْبَّة مثل الإصْبَع صَحْرَاء غَبْرَاء تكون فِتْراً وشِبْراً وثُلُثاً وَهِي سَمٌّ عامَّتُها. وَأما قَول الشَّاعِر: ولاعَبَ بالعَشِيِّ بَني بَنيهِ كفِعْلِ الهِرِّ يَلْتَمِسُ العَظايا فعلى الضَّرُورَة أَلا ترى أَن بعده: يُلاعِبُهُم وَلَو ظَفِرُوا سَقَوْه كُؤوسَ السُّمِّ مُتْرَعَةً مِلايا والعَذى مَقْصُور جمع عَذاة وَهِي: الأَرْض الطيِّبَة أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم عَذَوَات وَأما عَذِيَةٌ: فللكسرة وَقد عَذِيَتْ عَذَىً والعَذاء مَمْدُود: طِيبُ الأَرْض وفُسْحة الْهَوَاء والعَنا مَقْصُور: الناحيةُ وَحكي عَن ثَعْلَب عَناً وعِنْوٌ. قَالَ ابْن جني: العَنا من عَنَوْت: أَي خَضَعْت وذَلَلْت والتقاؤهما أَن أَطْرَاف الشَّيْء ضَعِيفَة بِالْإِضَافَة إِلَى وَسَطِه ومُجْرَمِّزِه والعَناء مَمْدُود: التَّعَب. قَالَ: وَفِي طُولِ الحَياةِ لهُ عَنَاءُ والعناء أَيْضا: الحَبْسُ همزته منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال عَنا العانِي: أَي الْأَسير وَهُوَ يَعْنُو. قَالَ الْحَرْث بن حِلِّزة: فَفَكَكْنا غُلَّ امْرِئِ القَيْسِ عَنْهُ بَعْدَ مَا طالَ أَسْرُه والعَناءُ والعَفا: ولد الْحمار مَقْصُور وتثنيته عَفَوَان والعَفاء مَمْدُود: الدُّرُوس وَقد عَفا يَعْفُو والعَفاء: التُّرَاب والعَرا مَقْصُور: النَّاحِيَة وَيُقَال كُنَّا فِي عَرا فلَان: أَي فِي ناحيته وظِلِّه. قَالَ الشَّاعِر: إِذا الرَّكْبُ حَطُّوا فِي عَراهُ رِحالَهُم أَفادُوا الغِنى مِنْهُ وفازوا بمَغْنَمِ والعَرا أَيْضا: مَا سَتَرَ من شَيْء كالحائط وَغَيره والعَراء مَمْدُود: الأَرْض الفَضاء الَّتِي لَا يسْتَتر فِيهَا شَيْء والجميع الأعراء والأَعْرِية وتُذَكِّرُه الْعَرَب تَقول انْتَهَيْنا إِلَى عَراءٍ من الأَرْض وَاسع بارز وَلَا يَجْعَل نعتاً للْأَرْض وَقيل هُوَ: الْمَكَان الْخَالِي وَفِي التَّنْزِيل: (فَنَبَذْناهُ بالعَراءِ) . قَالَ ابْن جني: لامُ العَراء يَاء لِأَنَّهُ الْموضع الَّذِي يَعْرَى من العِمارة فَهُوَ من العُرْي. قَالَ أَبُو عَليّ: وَمن هَذَا اللَّفْظ العَرِيَّة وَذَلِكَ لِأَنَّهَا عَرِيَتْ مِمَّا يَنْعَقِد عَلَيْهِ البيعُ للتجوز الَّذِي فِي العَرِيَّة. قَالَ: وَهَذَا يَعْنِي العَراء مَمْدُود وَجمعه مَمْدُود ذهب إِلَى قِلَّة مثله والعَراء: مَا ظهر من مُنون الأَرْض وظهورها وَالْجمع أَعْرَاء والعَراء أَيْضا ... . مُسْتَوِيَة يُقَال اسْتُره عَن العَراء. والعَشا فِي الْعين مَقْصُور يُقَال امْرَأَة عَشْوَاء والعَشا أَيْضا: الظُّلْم يُقَال عَشِيَ عليَّ عَشَاً والعَشاء مَمْدُود(4/431)
الِاسْم يُقَال تَعَشَّيْت والعَشاء: طَعَام اللَّيْل أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال عَشَوْتُه: أَي عَشَّيْتُه. قَالَ: كَانَ ابنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها من هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّار والعَشاء يكون فِي النَّاس وَالْإِبِل. قَالَ الحُطَيْئة: ويأْمُرُ بالرِّكابِ فَلَا تُعَشَّى إِذا أَمْسَى وَإِن قَرُبَ العَشاءُ وَاسْتَعْملهُ كُثَيْرٌ فِي السَّحاب فَقَالَ: رَوِيٌّ تَعَشَّى فِي البِحارِ وأَصْبَحَتْ والعَلا مَقْصُور جمع عَلاةٍ وَهِي: السَّنْدان أَعنِي الحديدة الَّتِي يَضْرِب عَلَيْهَا الحَدَّاد. قَالَ الراجز: لَا تَنْفَعُ الشَّاويَّ فِيهَا شانُهُ وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاتُه وَأَصله من الْوَاو والعلا أَيْضا جمع عَلاة وَهِي: النَّاقة الصُّلْبة الشَّدِيدَة الْعَالِيَة والعَلاء مَمْدُود الرِّفْعة. قَالَ أَبُو زيد: عَلَوْتُ فِي الْجَبَل عُلُوَّاً وعَلِيتُ فِي المكارم عَلاءً. والعَسْرَى مَقْصُور: بَقْلَة تكون أَذَنَةً ثمَّ تكون سَحاة إِذا أَلْوَت ثمَّ تكون عَسْرَى إِذا يَبِسَت وَقد يُقَال عُسْرى وَهِي قَليلَة والعَسْراء تَأْنِيث الأَعْسَر وَهُوَ الأَيْسَر مَمْدُود وعُقابٌ عَسْرَاء: فِي جَناحِها قَوادِم بِيضٌ وَقيل العَسْراء: القادمة البَيْضاء والعَسْراء: بنت جَرير بن سعيد الرِّياحي والعَجْلى مَقْصُور: تَأْنِيث العَجْلان وعَجْلى أَيْضا: فرَسُ دُرَيْد بن الصِّمَّة وَفرس ثَعْلَبَة ابْن أم حَزْنَة وعَجْلَى: اسْم نَاقَة والعَجْلاء مَمْدُود اسْم مَوضِع والعَجاسَى مَقْصُور: التَّقاعُس والعَجاساء مَمْدُود: الجِلَّة من الْإِبِل وإبلٌ عَجاساء: ثٍقال وَأنْشد ابْن السّكيت وإنْ بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّة بِمَحْنِيةٍ أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا العِفاس وبَرْوَع: اسْما ناقتيه وفَحْل عَجاساء: عَاجز عَن الضراب ولَيْلة عَجاساء: طَوِيلَة لَا تكَاد تَنْقَضي وَأنْشد: إِذا رَجَوْت أَن تُضيءَ اسْوَدَّتِ دونَ قُدامى الصُّبْحِ وارْجَحَنَّتِ مِنْهَا عَجاساءُ إِذا مَا الْتَجَّتِ حَسِبْتُها وَلم تَكُرَّ كَرَّتي ارْجَحَنَّت: ثبتَتْ وأقامت كَمَا تَرْجَحِنُّ الرَّحا وَقيل العَجاساء: القِطْعة من اللَّيْل والحَيا مَقْصُور: المَطر(4/432)
أَلفه منقلبة عَن يَاء تكْتب بِالْألف كَرَاهِيَة الْجمع بَين أَلفَيْنِ وَالْحيَاء مَمْدُود: الاستحياء يُقَال حَيِيت مِنْهُ حَياءً فَأَما حَيَاء الناقةِ والبقرةِ فَرْجُهُما فَسَيَأْتِي فِيمَا يمد وَيقصر والحَفا مَقْصُور: مصدر حَفِيَ حَفاً: إِذا اشْتَكى رِجْله من الْحِجَارَة والحَفاء مَمْدُود: خُلُوُّ الرجلِ من النَّعْل همزته منقلبة عَن ياءٍ وواوٍ لِأَنَّهُ يُقَال حافٍ بيِّن الحِفْوَة والحِفْيَة وحَسْنَى مَقْصُور: جَبَلَ بَين الجارِ ووَدَّان والحَسْناء مَمْدُود من النِّسَاء: ضد السَّوْآء والهَوى مَقْصُور: هَوى النَّفس والهَواء مَمْدُود: مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَيُقَال أرضٌ طيِّبَةُ الهَواء والهَواء: كلُّ شيءٍ مُنْخَرِق الْأَسْفَل لَا يَعي شَيْئا وَلَا يُوعِيه كالجِراب المُنْخَرِق الْأَسْفَل وَمَا أشبهه وَمن ذَلِك قَوْله جلّ وَعز: (وأَفْئِدَتُهُم هَوَاء) . جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا مُنْخَرِقَة لَا تَعي شَيْئا وكلُّ فارغ فَهُوَ هَواء وَمِنْه قيل للجَبان هَوَاء: أَي أَنه خالٍ لَا فؤاد لَهُ وَمِنْه قَول زُهَيْر: كأنَّ الرَّحْل مِنْهَا فَوْقَ صَعْلٍ مِنَ الظِّلْمان جُؤْجُؤُه هَواء وَصَفَه بالهَرَب والجُبْن والفَزَع وَلذَلِك قيل للجبان يَراعَة لِأَن اليَراعة فارغةٌ والهَواء أَيْضا: الفُرْجة بَين الشَّيْئَيْنِ. قَالَ الشَّاعِر: أَلا أَبْلِغْ أَبَا سُفْيانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ أَي خَالِي الصَّدْر لَا قَلْبَ لَك وهَواء: أَي هاوٍ وَأنْشد: فَلَمَّا الْتَقَيْنا لم يَزَلْ مِنْ عَدِيِّهِم صِريعٌ هواءٌ للتُّرابِ جَحافِلُهْ والهَطْلَى من الْإِبِل: الَّتِي تَمْشِي رُوَيْداً مَقْصُور. وَقَالَ: أَبابيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وَأنْشد: تَمَشَّى بهَا الأَرْءامُ هَطْلَى كأنَّها كَواعبُ مَا صِيغَتْ لَهُنَّ عُقُود وَقيل هَطْلَى فِي هَذَا الْبَيْت: مُهْمَلة وديمةٌ هَطْلاء مَمْدُود وَهِي فَعْلاء لَا أَفْعَلَ لَهَا من جِهَة السماع وَذَلِكَ أَن كل فَعْلاء صفة فَهِيَ إِمَّا فَعْلاء لَهَا أَفْعَل كحَمْراء وأَحْمَر وَإِمَّا فَعْلاء لَا أَفْعَل لَهَا وَهَذَا يَنْقَسِم إِلَى ضَرْبَيْنِ فإمَّا أَن تكون لَا أَفْعَل لَهَا من جِهَة السماع نَحْو مَا قدَّمت من قَوْلهم دِيمَةٌ هَطْلاء وحُلَّةٌ شَوْكَاء وَإِمَّا أَن يكون ذَلِك من اخْتِلَاف الخِلْقة كَقَوْلِهِم امْرَأَة قَرْنَاء وعَفْلاء وسنأْتي على شرح هَذَا فِي أَبْوَاب المدود من هَذَا الْكتاب وَامْرَأَة هَيْمَى مَقْصُور: عاشقةٌ ذاهبةٌ على وَجْهِها وناقةٌ هَيْمَى أَيْضا من الهُيام وَهُوَ: داءٌ يُصيبها عَن بعض الْمِيَاه بتِهامة وأرضٌ هَيْمَاء مَمْدُود: بعيدَة وَقيل: لَا ماءَ فِيهَا والخَلَى مَقْصُور: الرَّطْب من الْحَشِيش واحدته خَلاةٌ يُقَال خَلَيْت الخَلَى خَلْيَاً: جَزَزْته وخَلَيْتُ دابَّتي: عَلَفْتها الخَلى وَبِه سُمِّيَت المِخْلاة. وَقَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه لخُلْوُ الخَلَى: أَي الْكَلَام وَأنْشد أَحْمد بن يحيى لكُثَيْر عَزَّة: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُم بِحُلْوِ الخَلَى حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِعِ والخَلاء مَمْدُود: مصدر قَوْلهم خَلا خَلاءاً وَيُقَال هَذَا مكانٌ خَلاء: أَي خَال والهمزة منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ(4/433)
من خَلَوْت وَيُقَال أَنا خَلِيٌّ من هَذَا الْأَمر وخَلاء وخِلْوٌ وَيُقَال خَلاؤُك أَقْنَى لِحَيائِك: أَي إِذا خَلَوْت فَهُوَ أقلُّ لغَضَبك وأَذاتِك للنَّاس والخَلاءُ: المُتَوَضَّأْ والغَبا مَقْصُور: مصدر غَبِيت عَن المر غَباً أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ غَبِيتُ الشيءَ غَباوة: أَي لم أَفْطِنْ لَهُ وَمَا خَفِيَ مِن شَيْء فَهُوَ غَباءٌ مَمْدُود والغَباء: شَبيه بالغَبَرة تكون فِي السَّمَاء وَيُقَال لَيْلَة غَمَّى مَقْصُور: إِذا غُمَّ فِيهَا الْهلَال والغَمَّى أَيْضا: اسْم الغُمَّة والغُمَّى: اسْم الغَبَرة والظُّلْمة والشدة الَّتِي تَغُمُّ القومَ. قَالَ: خَرُوج من الغُمَّى إِذا كَثُرَ الوَغى كَمَا انْجَلَتِ الظَّلْماء عَن لَيْلَة البَدْرِ والغَمَّاء مَمْدُود من نواصي الخَيْل: المُفْرِطة فِي كَثْرَة الشَّعَر وغَضْيا: مائةٌ من الْإِبِل. معرفَة لَا تُنَوَّن كهُنَيْدَة وَأنْشد: ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ غَضْيَا صُرَيْمَةً والغَضْياء مَمْدُود: مَنْبِت الغَضَى وغَيْنَى مَوضِع مَقْصُور. قَالَ الْهُذلِيّ: لقد عَلِمَتْ هُذَيْلٌ أنْ جارِي لَدَىَ أطرافِ غَيْنَى مِن ثَبِير قَالَ ابْن جني: يحْتَمل أَن تكون فَيْعَلاً من لفظ غنيت وَيحْتَمل أَن تكون فَعْلَى من لفظ الغَيْن وَهُوَ: إلْباسُ الغَيْم السَّمَاء فَإِذا كَانَ فَعْلَى احْتمل أَمريْن أَحدهمَا أَن تكون أَلفه للتأنيث وَالْآخر أَن تكون مُلْحِقة كأَرْطَى إِلَّا أَنه لَا ينْصَرف للتعريف وَشبه هَذِه الْألف فِي التَّعْرِيف بِأَلف التَّأْنِيث وَيجوز أَن تكون غَيْنَى مَقْصُورَة مِن غَيْنَاء وَقد قَالُوا شَجَرَة غَيْنَاء بِالْمدِّ فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهَا أَيْضا لَا تَنْصَرِف معرفَة وَلَا نكرَة وَذَلِكَ أَنَّك لما قَصَرْت غَيْنَى حذفت ألفها الأولى فَعَادَت الهمزةُ لزوَال الألفِ من قبلهَا أَلِفَاً وَهِي فِي الأَصْل ألف التَّأْنِيث والقَمْرَى مَقْصُور: مَوضِع والقَمْراء مَمْدُود: القَمَر وَقيل ضَوْءُه وَلَيْلَة قَمْرَاء: مُشيئة وأنكرها بَعضهم والقَمْراء: طَائِر صَغِير والكَرا مَقْصُور: دِقَّةُ الساقَيْن، يُقَال امْرَأَة كَرْوَاء. والكَرا أَيْضا: الكَرَوان وَهُوَ اسْم طَائِر وَقيل هُوَ ترخيم الكَرَوان على لُغَة من قَالَ يَا حارِ. وَقَالَ الراجز: أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إنَّ النَّعامَ فِي القُرَى معنى أَطْرِق غُضَّ فَإِن الأ ... . فِي القُرى والكَرا لُغَة فِي الكَرَوان وَلَيْسَ هُوَ هَهُنَا بمُرَخَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ باسمٍ علمٍ وَإِنَّمَا هُوَ اسمُ نوعٍ والكِرْوان جمع كَراً ويتوهم الضعيفُ فِي الْعَرَبيَّة أَنه جمع كَرَوَان وَإِنَّمَا جمع الكَرَوان الكَراوِين وَأنْشد بعض البغداديين فِي صفة صَقْر والكَرى أَيْضا: النَّوْم يُقَال رجلٌ كَرْيَانُ وَقد كَرِيَ: نامَ. قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون لَام الكَرى يَاء لاستقرار الإمالة فِيهَا وَلَو قيل إِنَّهَا وَاو لِأَنَّهَا من معنى الكُرَة لِاجْتِمَاع النَّائِم وتَقَبُّضه كاجتماع الكُرَة ولامُ الكُرَة واوٌ لقَولهم كَرَوْتُ بالكُرَة لَكَانَ وَجْهَاً وسألني أَبُو عَليّ رَحمَه الله يَوْمًا فَقَالَ: مَا لامُ قولِه:(4/434)
والظِّلُّ لم يَفْضُلْ وَلم يُكْرِ فأخذْنا جَمِيعًا نَنْظُر فَقَالَ هُوَ من قَوْلهم ساقٌ كَرْوَاء لاجتماعها وانضمام أَجْزَائِهَا ثمَّ افترقنا فلمَّا لَقِيته بعدُ قُلتُ قد وجدت فِي ذَلِك الْمَعْنى شَيْئا قَاطعا قَالَ مَا هُوَ قلت قَوْلهم الكَرَوانُ لِدِقَّةِ ساقِها فاسْتَحْسَنَه وَقَالَ هَذَا نِهَايَة. فَهَذَا اسْتِدْلَال ابْن جني على انقلاب ألف الكَرا عَن الْوَاو وَالصَّحِيح عِنْدِي أَن ألفها منقلبة عَن الْيَاء، حكى ابْن السّكيت عَن الْأَصْمَعِي وَأبي زيد: رجلٌ ُكَرٍ وكَرْيان أَي نَائِم وَلَا يكون من بَاب غَدْيَان وعَشْيَان لِأَن ذَلِك شَاذ لَا يُقَاس عَلَيْهِ وكَلْفَى مَقْصُور: مَوضِع والكَلْفاء مَمْدُود: تَأْنِيث الأَكْلَف من الألوان والخَمْرُ تُدْعى كَلْفَاء لِلَوْنها. وَقَول الأخطل: آلَتْ إِلَى النِّصْفِ من كَلْفَاء أَتَاْقَها عِلْجٌ وكَتَّمَها بالجَفْنِ والقارِ يَعْنِي هَذِه الخَمْرُ رَقَّتْ حَتَّى آلتْ إِلَى نصف ظَرْفِها وعَنى بالكَلْفاء الخابيةَ لسواد قارِها والجَلا مَقْصُور: ضرب من الكُحْل ألفُه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ لَا يَجْلُو الْبَصَر. قَالَ: وأَكْحُلْكَ بالصَّابِ أَو بالجَلا فَفَقِّحْ لكُحْلِكَ أَو غَمِّضِ وَقد قيل الجَلا: نَبْتٌ وَلَعَلَّ هَذَا الكُحْل مُتَّخَذ مِنْهُ والجَلا: انحسار شَعَر مُقَدّم الرَّأْس مَقْصُور أَيْضا وَقد جَلِيَ جَلا وَيُقَال امْرَأَة جَلْوَاء فَأَما قَوْله: أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنَايا فَعَلَى الْحِكَايَة لِأَن جَلا فعلٌ مَاض وَمَعْنَاهُ أَنا ابْن البارز الْأَمر أَنا ابْن ... ... . .(4/435)
ذهب إِلَيْهِ عِيسَى بن عمر لِأَنَّهُ لَو كَانَ ذَلِك لَصَرَفه لِأَن نَظِير جَلا من الْأَسْمَاء المعتلة قَفاً ورَحىً وَمن السَّالِم حَجَر والجَلاء مَمْدُود: مصدر جَلا القومُ عَن مَنَازِلهمْ جَلاء وهمزته منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال جَلا القومُ وجَلَوْتُهم وَقد قيل أَجْلَيْتُهم وَهِي أَكثر. قَالَ فِي جَلَوْتُهم: فلمَّا جَلاها بالأُُيِام تَحَيَّزَتْ ثُباتٍ عَلَيْها ذُلُّها واكْتِئابُها يَعْنِي العاسل جَلا النحلَ عَن موَاضعهَا بالأُيام وَهُوَ: الدُّخان والجَدا مَقْصُور: الْعَطاء يُقَال جَدَوْتهُ: أَي طَلَبْت جَداه وَسَأَلته. أنْشد الْفَارِسِي: إلَيْهِ تَلْجَأ الهَضَّاء طُرَّاً فَلَيْسَ بقائلٍ هُجْراً لجادي وَلَيْسَت الجَدْوَى بحُجَّة فِي انقلاب الْألف عَن الْوَاو فِي الجَدا لِأَن الْيَاء فِي مثل هَذَا تقلب واواً كَقَلْبِها فِي تَقْوَى وشَرْوَى وَإِنَّمَا هِيَ من وَقَيْت وشَرَيْت والجَدا: الْمَطَر العامُّ وَمِنْه اشتق جَدا العَطِيَّة وَيُقَال لَا آتيكَ جَدا الدَّهر والجَداء مَمْدُود: الغَناء. وجَلْوَى قَرْيَة وَقَالُوا السَّمَاء جَلْوَاء مَمْدُود: أَي مُصْحِيَة وجَزالَى مَقْصُور: مَوضِع وجَزالاء مَمْدُود مرأة جزلة. والشَّظَا: عُظَيْم لاصق بالذِّراع فَإِذا زَالَ قيل شَظِبَت الدابَّة وَقيل الشَّظا جمع شَظاة وَهُوَ عُظَيْم لازق بالركبة. قَالَ ابْن جني: لَام الشَّظا مُشْكِلة وَلَا دلَالَة فِي شَظِيَ يَشْظَى إِلَّا أَنهم قد قَالُوا فِيمَا يُساوِقه الشُّواظ والوَشِيظة وَلم أرَ هُنَا الْيَاء وَهَذَا مذهبٌ كَانَ أَبُو عَليّ يَأْخُذ بِهِ وَمعنى الوَشيظة والشَّظا متقاربان فَهَذَا يُقَوِّي الْوَاو والشَّظا أَيْضا: انْشِقَاق العَصَب. يُقَال شَظِيَ الفرَسُ شَظىً وتَشَظَّى القومُ: تفرَّقوا والشَّظى من النَّاس: الموَالِي والتُّبَّاع وَأنْشد: تَأَلَّبَتْ، عَلَيْنا تميمٌ منْ شَظاً وصَميمِ الشَّظاء مَمْدُود: جَبَل قَالَ: وأمَّا أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا تُيُوساً بالشَّظاءِ لَهَا يُعارُ ويروى بالشَّظِيِّ والضَّرِيِّ مَقْصُور: مصدر ضَرِيَ بِهِ ضَرىً: أَي لَهِجَ وَهِي الضَّراوَة والضَّرَاء مَمْدُود: الاسْتِخْفاء والخَتْل. قَالَ الْكُمَيْت: وإنِّي على حُبِّيهِمُ وتَطَلُّعي إِلَى نَصْرِهم أَمْشِي الضَّرَاءَ وأَخْتِلُ والضَّرَاء: مَا واراك من شجر خاصّ ? ة والخَمَر: مَا سَتَرَك من شجر وَغَيره. قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون الْهمزَة من الْوَاو لقَولهم ضَرِيَ بِهِ ضَراوة وَالْمعْنَى الْجَامِع بَينهمَا أَن الضَّرَاء مَا واراك من الشّجر والشيءُ إِذا سَتَرَ الشيءَ فقد لَزِمَه وخالطه وَلم يَبْعُد عَنهُ وَهَذِه صِلَةٌ لَهما ودُرْبة بَينهمَا فقد آلا إِلَى مَوضِع وَاحِد والضَّرَاء أَيْضا: مَشْيٌ فِيهِ اختيال والضَّرَاء: مَا انخفَض من الأَرْض وَقيل هِيَ: أَرض مُستَوِية تكون فِيهَا السِّباع ونَبْذٌ من الشّجر وَيُقَال ضَرِبَت الكِلابُ أشَدَّ الضَّرَاء: إِذا غَرِيَتْ بالصيد وَهُوَ يَمْشِي الضَّرَاء أَي البَرَار والضَّحَى مَقْصُور: مصدر ضَحِيَت الشَّجَرَة ضَحىً وضُحُوَّاً: إِذا لم يَسْتُرها ورَقُها قِلَّةً من قَبل سُوء نَبَاته كَانَ ذَلِك أَو من خَرْطٍ أَو رَعْيٍ أَو بُرِدَتْ أَو رِيحَت والضَّحاء مَمْدُود لِلْإِبِلِ بِمَنْزِلَة الغَداء يُقَال ضَحِّ إبلك وَقد طَال ضَحاءُ الْإِبِل كَمَا يُقَال طَال غداؤها وَأنْشد:(4/436)
أَعْجَلها أَقْدُحي الضَّحَاءَ ضُحىً وَهِي تُناصِي ذَوائِبَ السَّلَم أَرَادَ أَعْجَلها أَقْدُحي الغَداء فِي وَقت الضُّحى وَقيل الضَّحَاء: رَعْيُ الْإِبِل فِي مُتون النَّهَار وَقد تَضَحَّت وضَحَّاها هُوَ والصَّرَى مَقْصُور: اللَّبَن الَّذِي يُتْرَك فِي الضَّرْع أَلفه منقلبة عَن يَاء لقَولهم نَاقَة صَرْيَاء أَي مُحَفَّلة وَقد صَرَّيْتُ الناقةَ حَتَّى صَرِيَت صَرىً والمُصَرَّاة: الَّتِي قد تُرِك لبَنُها فِي ضَرْعِها وحُفِّلَتْ. قَالَ: أَغَنٌّ غَضيضُ الطَّرْف باتَتْ تَعُلُّه صَرى ضَرَّةٍ شَكْرَى فأَصْبَحَ طاوِيا وَقد عَوَّدَتْهُ بعدَ أوَّل بُلْجةٍ من الصُّبْح حتَّى اللَّيْلِ أنْ لَا تَلاقِيا يَعْنِي الخِشْفَ وأُمَّه وَقَوله فَأصْبح طاوياً يَقُول أَصْبَح رابِضاً قد طَوَىَ عُنُقَه عِنْد رُبُوضه والشَّكْرى: السريعة الدِّرة وَقيل هِيَ: الممتلئة الضَّرْع وَقد صَرَى الماءَ فِي ظَهره زَمَانا: أَي حَبَسَه وَكَذَلِكَ صَرَى بَوْلَه: أَي حَقَنَه والصَّرى أَيْضا جمع صَراة وَهِي: النُّطْفة المُسْتَنْقِعة والصَّرى: نهر بِبَغْدَاد سُمي بذلك لِأَنَّهُ صُرِيَ من الفُرات أَي قُطع مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: صَرَيْتُ الشيءَ صَرْيَاً: قطعتُه وَأنْشد: هَوَاَهُنَّ إنْ لم يَصْرِهِ اللهُ قاتِلُهْ وَيُقَال صَرى الله عَنْك شَرَّ فلَان لَا يدْرِي أَقَطَعه أم دَفَعَه والصَّرى: المَاء المُسْتَنْقَع الَّذِي قد طَال حَبْسُه وتغيَّر والصَّرى: مَا اجْتمع من الدمع واحدته صَراة وَبِه سُمِّيَت الصَّراة نهر مَعْرُوف. والصَّراء مَمْدُود: الحَنْظَل المُصْفَر واحدته صَرَاية وَجمعه صَرايا والصَّبا مَقْصُور: الرِّيح الشرقية يُقَال صَبَتِ الريحُ تَصْبُو فَأَما مَا حَكَاهُ بَعضهم من أَنه يُقَال صَبَوْتُ إِلَى اللَّهْو صَباء فالبصريون لَا يعرفونه إِنَّمَا هُوَ صِبيٌ بِالْكَسْرِ وَالْقصر والصَّفا مَقْصُور: الصَّخْر أَلفه منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم فِي مَعْنَاهُ صَفْوَاء وصَفْوَان والصَّفا: مَوضِع والصَّفا: حِصْنٌ وصَفا مَكَّةَ مَعْرُوف والصَّفاء مَمْدُود: خُلُوص الشَّيْء وهمزته منقلبة عَن وَاو بِدَلِيل قَوْلهم صَفَا الشيءُ يَصْفُو وَهِي صَفْوَة الشيءِ وصِفْوَتُه وصُفْوَته وَجمع الصِّفْوة الصِّفا بِالْكَسْرِ وَالْقصر والصَّلا مَقْصُور: مُكْتَنَفُ الذَّنَب من يَمِين وشمال وتثنيته صَلَوَان وَالْجمع أَصْلاء وَقيل هُوَ: مُؤَخَّر الظَّهْر والصَّلا أَيْضا: العَجيزة والصَّلا: مَاء بِقرب عَيْنُونة والصًّلاء مَمْدُود جمع صَلايةٍ وَهُوَ: الحَجَر الَّذِي يُسْحَق عَلَيْهِ الطِّيب والسَّفا مَقْصُور: تُرَاب الْبِئْر والقبر واحدته سَفاةٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: فَلَا تَلْمِسِ الأَفْعَى يداك تُريدُها وَدَعْها إِذا مَا غَيَّبَتْها سَفاتُها والسَّفا أَيْضا: شَوْك البُهْمى والزرعِ واحدتها سَفاة وأَسْفَى الزَّرْع: ظَهَرَ سَفاه وَكِلَاهُمَا أَلفه منقلبة عَن يَاء بِدلَالَة قَوْلهم سَفَتِ الريحُ الترابَ سَفْيَاً وسَفَتِ البُهْمى بسَفاها تَسْفِي: أَي رَمَتْ والسَّفا فِي الْخَيل: قِلَّةُ شَعَر الناصية وَهُوَ مَذْمُوم، يُقَال فرَسٌ سَفْوَاء وَهُوَ فِي البغال: السُّرْعة وَيُقَال أَيْضا بَغْلَة سَفْوَاء. قَالَ الراجز: جاءَتْ بِهِ مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ سَفْوَاءُ تَرْدِي بنَسيج وَحْدِهِ وَيُقَال للذّكر أَسْفَى وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل. قَالَ سَلامَة بن جندل: لَيْسَ بأَسْفَى وَلَا أَفْنَى وَلَا سِغْلٍ يُسْقى دَواء قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ والسَّفاء مَمْدُود: الطَّيْش وَكَذَلِكَ السَّفاء الَّذِي هُوَ انْقِطَاع لبن النَّاقة والسَّخا مَقْصُور: ظَلْعٌ يكون من أَن يَثِبَ الْبَعِير بالحِمْل الثقيل فَيَعْترض الرّيح بَين الجِلْد والكَتِف وَهُوَ بعيرٌ سَخٍ والسَّخا أَيْضا: الوَسَخ والدَّرَن فِي الثَّوْب يُقَال سَخِيَ الثوبُ سَخاً وَالِاسْم السَّخا والسَّخا أَيْضا: بَقْلَة الْوَاحِدَة سَخاة وبَعْضٌ يَقُولهَا بالصَّاد والسَّخاء:(4/437)
ضدُّ البُخْل مَمْدُود. سَوىً مَقْصُور: مَوضِع وَيُقَال مَاء وسَواء بِالْمدِّ: مَوضِع أَيْضا ولَيْلَة السَّواء: لَيْلَة أَربع عشرَة لِأَن فِيهَا يَسْتَوي القمرُ ويَتَّسِق وَيُقَال زيدٌ سَواء عمروٍ بِمَعْنى زيدٌ حِذاء عَمْرو وَمَعْنَاهُ مُحاذٍ فِي الْقدر وسَواءُ الشيءِ: وسَطُه والسَّواء: العَدْل والسَّواء: المعتدل، قَالَ الله عز وَجل: (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أم لم تُنْذِرْهُم) . فَمَعْنَاه مُعتَدِلٌ عِنْدهم الْإِنْذَار وتركُ الْإِنْذَار وسَواءُ الشَّيْء: غيرُه وسَواءُ الشيءِ: نفسُه وَيُقَال هما سِيَّان: إِذا اسْتَوَيا وهما سَواآن وهم أَسْوَاءٌ وسَواسِيَةٌ وَأنْشد: سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمار ... . النَّهَار ... . وَقَعَ فِي سِيِّ رَأْسِه وسَوائِه أَي فِي حُكْمه من الخَيْر وَقيل فِي قَدْرِ مَا يَغْمُر رَأْسَه وَقيل فِي عدد شَعَرِ رَأسه والسِّوى: الوَسَط والسِّوى: القَصْد والسِّوَى: الْمَكَان المستوي وَقَوْلهمْ مَرَرْت برجلٍ سِوىً والعَدَمُ فكلُّها سَيَأْتِي فِيمَا إِذا كُسِر قُصِر وَإِذا فُتِح مُدَّ. والزَّكا مَقْصُور: الشَّفْع والزَّكاء مَمْدُود: الزِّيادة وَقد زَكَاَ يَزْكُو والزَّكاء: مَا أخرجه الله من الثَّمَر وَهَذَا الْأَمر لَا يَزْكُو بك زَكَاَءً: أَي لَا يَلِيق وزَكاءُ لَا يُجْرَى: مَوضِع وزَبَّى مشدد مَقْصُور: اسْم المَلِكَة الرُّومِيَّة صَاحِبَة قَصِير. قَالَ عَدِيٌّ بن زيد: فأَضْحَتْ مِنْ مَدائِنها كأنْ لم تَكُنْ زَبَّا لِحامِلَةٍ جَنينا وزَبَّى أَيْضا: امْرَأَة من بني قيس والزَّبَّاء مَمْدُود: وَاد أَو ماءٌ بني كُلَيْب. قَالَ غسَّان السَّلِيطيُّ يهجو جَريراً: أمَّا كُلَيْبٌ فإنَّ اللُّؤْمَ حالَفَها مَا سالَ فِي حَقْلَةِ الزَّبَّاء واديها وَيُقَال جَاءَ بداهيةٍ زَبَّاء كَمَا قَالُوا شَعْرَاء والطَّلَى مَقْصُور: ولد الْبَقَرَة والظَّبْية تثنيته طَلَوَان لَا غير فَأَما ابْن جني فَقَالَ يَاء لقَولهم فِي جمعه طُلْيانٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: أول مَا يُولد الظَّبْيُ فَهُوَ طَلىً وَالْجمع أَطْلاء وَأما قَول ابْن الْأَعرَابِي كَيفَ الطَّلَى وأُمُّه فَإِن الطَّلى فِي هَذَا الْموضع اسْتِعَارَة وَإِنَّمَا سَأَلَ عَن امْرَأَته وَابْنه وَقيل الطَّلى من أَوْلَاد النَّاس والبهائم والوحش من حِين يُولد إِلَى أَن يتشَدَّد والطَّلى: الرِّيق يَتَخثَّر ويَعْصِب بالفم من عَطش أَو مرض والطَّلى: مصدر طَلِيَت أسنانُه وَهُوَ القَلَح وَأَصله الْيَاء، يُقَال بِأَسْنَانِهِ طِلْيانٌ وطَلِيٌّ. والظَّلَى: اللَّذَّة. قَالَ الهُذلي: كَمَا تُثَنِّي حُمَيَّا الكَأْسِ شارِبَها لم يَقْضِ مِنْهَا طَلاه بعد إنْفاد قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون لَام طَلىً يَاء تَشْبِيها بالطَّلَى وَلَدِ الظَّبية للينه ونَعْمته ولامُ الطَّلَى ولَدِ الظَّبية يَاء على مَا تقدم من مذْهبه والطَّلاء مَمْدُود. والطَّوى مَقْصُور: مصدر طَوِيَ طَوىً: إِذا جَاع ورجلٌ طيَّان وَقد يكون الطَّوى من خِلْقة. قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما مَا أنْشدهُ عَليّ بن سُلَيْمَان: تُفاوِضُ مَنْ أَطْوِي طَوى الكَشْحِ دونَهُ ومِن دُونِ مَنْ صافَيْتُه أَنْتَ مُنْطَوِي فَالْمَعْنى تُفاوِض من أَطْوِي الكَشْحَ دونَه طَيَّاً أَي تُقبل على من أُعرِض عَنهُ لِأَن طَيَّ الكَشْح يُسْتعمل فِي الْإِعْرَاض كَقَوْل الْأَعْشَى:(4/438)
أخٌ قدْ طَوَىَ كَشْحَاً وأَبَّ لِيَذْهَبا وَقَالَ العجاج: كَشْحَاً طَوَىَ مِن بَلَد مُخْتَارًا وَالْمعْنَى تُفاوِض من أعرضتُ عَنهُ وتُعرِض عَمَّن أقلبتُ عَلَيْهِ وَتَقْدِير الْإِعْرَاب تُفاوِض من أَطْوِي الكَشْحَ لِأَن وَصْلَه بِالْمَصْدَرِ يدُلُّ على تَعَدِّيه إِلَيْهِ من حَيْثُ كَانَ كل وَاحِد من الْفِعْل والمصدر يقوم مقَام الآخر وَقَوله طَوَىَ فِي مَوضِع نصب بأَطْوي وَهُوَ مصدر وَكَانَ حقُّه طَيَّاً أَلا ترى أَن طَوىً مصدر طَوِيَ الَّتِي لَا تتعدى فطَوِيتُ طَوىً بِمَنْزِلَة غَرِثْت غَرَثَاً إِلَّا أَنه لما احْتَاجَ إِلَى تحريكها للضَّرُورَة فكَّ الْإِدْغَام فصَحَّت الْوَاو كَقَوْلِه رَكَكٌ وكما أنْشد أَبُو زيد كُمَيْتٌ كِنازٌ لَحْمُها رَمَلِيَّة ثمَّ أضَاف الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول هَكَذَا حفظي عَن أنشاد أبي الْحسن وَلَو أنْشدهُ مُنْشِد من أَطْوِي طَوى الكَشْح دونَه على أَن يُعَدَّى أَطْوِي كَأَنَّهُ مَن أَطْوِي الكَشْحَ دونَه طَيَّاً فَنَصَب الكَشْحَ وَحذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين كَانَ وَجها والطَّوى وَالْجمع الأطْواء: أثْنَاء فِي أَذْنَاب الجَراد والدَّبْر وَمَا أشبه ذَلِك، وطُوىً: جبل بِالشَّام وذُو طُوىً: وَاد بِمَكَّة مَقْصُور أَيْضا وَكَانَ فِي كتاب أبي زيد ممدوداً وَالْمَعْرُوف فِيهِ الْقصر، والطَّوَاء مَمْدُود: أَن يَنْطَوي ثَدْيَا الْمَرْأَة فَلَا يَكْسِرهما الحَبَل وَأنْشد: لَهَا كَبِدٌ صَفْرَاءُ ذَاْتُ أَسِرَّةٍ وثَدْيانِ لم يَكْسِر طَواءَهما الحَبَلْ أَرَادَ بَطنهَا أَنَّهَا تُصَفِّرُه بالطيب وَقيل أصل الطَّوا الْقصر فمَدَّه اضطراراً وَذُو طَواءٍ: وادٍ فِي طَرِيق الطَّائِف مَمْدُود أَيْضا والدَّوى مَقْصُور: جمع دَواة والدَّوى أَيْضا: الداءُ يكْتب بِالْيَاءِ، قَالَ: باضَ النَّعامُ بِهِ فنَفَّر أَهْلَهُ إلاَّ المُقيمَ على الدَّوى المُتَأَفِّن والدَّوى: الْهَالِك والدَّوى أَيْضا المَرَض والمَريضُ، يُقَال دَوِيَ دَوَىً فَهُوَ دَوىً ودَوٍ وَامْرَأَة دَوِيَة. قَالَ: يُغْضي كإغضاءِ الدَّوى الزَّمينِ يَرُدُّ حَسْرَى حَدَقِ العُيون والدَّوى أَيْضا: الرجل الأحمق، قَالَ الشَّاعِر: وَقَدْ أَقُودُ بالدَّوى المُزَمَّل قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو زيد وَالْجمع أَدْوَاء والدَّوى: اللَّازِم مكانَه لَا يَبْرَح. قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما قَوْله: كَمَا كَتَمَتْ داءَ ابْنها أمُّ مُدَّوِي فَيحْتَمل ثَلَاثَة أضْرب أَحدهَا أَن مُدَّوٍ مُفْتَعِل من الدُّواية. قَالَ الْأَصْمَعِي: الدُّوايةُ: القِشْرة الَّتِي تَرْكَب اللبَنَ والقِدْر فَيجوز أَن يكون أَخَذَه من قَول الْمَرْأَة الَّتِي قَالَ لَهَا ابْنهَا أَأَدَّوي: أَي أآكُلُ الدُّواية، فَقَالَت لَهُ اللِّجامُ فِي مَوضِع كَذَا وكتمت قَول ابْنهَا وأخْفَتْه عَمَّن كَانَ يَخْطُب إِلَيْهَا، وَيجوز أَن يكون مُدَّوٍ مُفْتَعِلاً من الدَّاء، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: دِئْتَ تَداءُ دَاء وأَنْتَ داءٍ فأبدل الْهمزَة كَمَا أبدلها الآخر فِي قَوْله: يُشَجِّجُ رَأْسَهُ بالفِهْزِواج وَهُوَ من وَجَأْت وبناه على مُفْتَعِل كَمَا قَالَ الآخر:(4/439)
حتَّى إِذا اشْتالَ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ وشالَ غير مُتعَدِّ كَمَا أَن داءَ الرجلُ غير مُتَعَدٍّ وَيجوز أَن تكون مُفْتَعِلاً من الدوى الَّذِي هُوَ الْمَرَض وَتَكون الْيَاء لاماً وَلَا تكون مبدلة من الْهمزَة كَمَا كَانَت فِي الْوَجْه الَّذِي قبل هَذَا، والدَّواء والدِّواء بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَالْمدّ: الَّذِي يُتَداوى بِهِ. قَالَ أَبُو عَليّ: همزته منقلبة عَن الْيَاء لِأَن بَاب طَوَيْت أَكثر من بَاب القُوَّة والدَّوّ وَيدل على أَن اللَّام لَيست بِهَمْزَة قولُهم داوَيْتهُ وَلَيْسَ اللَّام من الدَّواء همزَة كَمَا كَانَت من الدَّاء همزَة، والدَّواء: اللَّبَن، قَالَ: وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيك الدَّواءُ لَيْسَ لَهُ من طعامٍ نَصِيبْ مَعْنَاهُ أَهْلَكَ مُهْرَ أَبِيك تَرْكُ الدَّواء فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه لعلم الْمُخَاطب، والتَّلى مَقْصُور: البَقِيَّة، يُقَال تَلِيَ من الشَّهْر كَذَا وَكَذَا وألفُه منقلبة عَن الْوَاو لِأَنَّهُ يُقَال التُّلاوَةُ فِي هَذَا الْمَعْنى ونظيرُه الرَّمَقُ والتَّلاءُ مَمْدُود: الذِّمةُ والحَمالة وَيُقَال أَتْلَيْتُه عَلَيْهِ: أَي أَحَلْتُه وَهُوَ أَيْضا: الضَّمان يُقَال أَتْلَيْت فلَانا: أَعْطيته شَيْئا يَأْمَن بِهِ مثل سَهْم أَو نَعْل فَكَانَ ذَلِك ضَماناً لَهُ فَهُوَ فِي ضَمانِك حَيْثُمَا ذهب والضَّمانُ والذِّمَّة فِي معنى وَاحِد، والذَّمى مَقْصُور: الرائحةُ المُنْتِنَة يُقَال ذَمَتْه الريحُ ذَمْيَاً: أَخَذَتْ بنفَسه والذَّماء مَمْدُود: بَقِيَّة النفْس وَهُوَ أَيْضا: الْحَرَكَة، همزته منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال ذَمَيْته: أَصَبْت ذَماءه كَمَا تقدم فِي الذَّمى. قَالَ أَبُو عَليّ: وَأنْشد أَبُو زيد يَا رِيحَ بَيْنُونةَ لَا تَذْمِينا قَالَ: فَلَو كَانَ من الْهَمْز لقَالَ لَا تَذْمِئينا. قَالَ: وَيُقَال للضَّبِّ مَا أَبْطَأ ذَماءه: أَي مَا أَبْطَأَ مَا تخرج نَفْسُه، والذَّكا: لَهب النَّار مَقْصُور يُقَال ذَكَتِ النارُ تَذْكُو وَقد مَدَّه أَبُو حنيفَة فِي مَوَاضِع من كِتَابه وَهُوَ غلط. قَالَ ابْن جني: لَام الذَّكا وَاو لقَولهم فِي مَعْنَاهُ الذُكُوُّ وَمِنْه الذَّكْوَةُ: الْجَمْرَة المُتَلَظِّيَة والجميع الذُّكُوُّ. وَقَالَ أَبُو زيد: الذُّكْيَة: مَا تُلْقيه على النَّار من قَبَس وَنَحْوه لتَهِيجَها بِهِ وَاللَّام على هَذَا يَاء لِأَن الجَمْر عَن الوَقود يكون فَهُما إِذا لُغَتَانِ. قَالَ عَليّ: ألف الذَّكا وَاو بِدَلِيل قَوْلهم ذَكَتِ النارُ تَذْكُو والذَّكاء: الفِطْنة، والذَّكاء فِي السِّنِّ كَذَلِك. صَاحب الْعين: هُوَ أَن يُجاوِزَ القُروح بسَنَةٍ وَقد ذَكَّى والذَّكاء أَيْضا: التَّمام، وذَكاءُ الرّيح: شِدَّتُها من طِيبٍ أَو نَتْن. ذَكَتْ تَذْكُو والثَّرى مَقْصُور: النَّدى، يُقَال أَرْضٌ ثَرْيَاء وَيُقَال الْتَقى الثَّرَيانِ وَذَلِكَ أَن يَجِيء الْمَطَر فَيَرْسَخَ فِي الأَرْض حَتَّى يلتقي هُوَ ونَدى الأَرْض وَيُقَال بَدا ثَرى الماءِ من الفرَس وَذَلِكَ حينَ يَنْدَى بالعَرَق، قَالَ طُفَيْل: يُذَدْنَ زِيادَ الخامِسات وَقد بَدا ثَرى الماءِ من أَعْطَافِهِ المُتَحَلِّب والثَّرى أَيْضا: التُّرَاب النَّديُّ وَيُقَال أَيْضا فلَان قَريب الثَّرى: أَي الْخَيْر، قَالَ الشَّاعِر: قَريبٌ ثَراه مَا يَنالُ عَدُوَّه لَهُ نَبَطَاً آبِي الهَوانِ قَطوب والثَّراء مَمْدُود: كَثْرَة المَال، همزته منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم ثَرْوَة وثَرْوَى، قَالَ حَاتِم الطَّائِي: أماوِيَّ مَا يُغني الثَّراءُ عَن الفَتى = = إِذا حَشْرَجَتْ يَوْمَاً وضاقَ بهَا الصَّدْرُ والثَّراء أَيْضا: مصدر قَوْلهم ثَرا القومُ يَثْرُون ثَراءاً: إِذا كثُروا ونَمَوْا، همزته منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم ثَرَوْنا القومَ: أَي كُنَّا أَكثر مِنْهُم والرَّجا مَقْصُور: جَانب الْبِئْر وتثنيته رَجَوَانِ والرَّجا أَيْضا: مَوضِع والرَّجاء مَمْدُود: الأَمَل همزته منقلبة عَن وَاو يُقَال رَجا يَرْجُو والرَّجاء: الخوفُ قَالَ تَعَالَى: (مالَكًمْ لَا تَرْجُون للهِ وَقاراً) . أَي لَا تَخافون لله عَظَمَةً، والرَّهْطى مَقْصُور: طَائِر يَأْكُل التِّين أوّل خُرُوجه وَيَأْكُل زَمَعَ العِنَب(4/440)
قبل أَن يُعَطِّب، وَجمعه رَهاطى والرَّهْطاء مَمْدُود: حُجْر اليَرْبوع، واللَّخا مَقْصُور: استرخاء فِي أحد شِقَّيِ الْبَطن يُقَال رجل أَلْخَى وَامْرَأَة لَخْوَاء وَقد لَخِيَ، واللَّخا: أَن تكون إِحْدَى ركبتي الْبَعِير أعظم من الْأُخْرَى يُقَال بعيرٌ أَلْخَى وناقةٌ لَخْوَاء واللَّخا: المُسْعُط وَقد لَخَوْته ولَخَيْتُه وأَلْخَيْته واللَّخا: مَيَلٌ فِي الْفَم، واللَّخا: مَا يجْتَمع فِي الْعين من ... . واللِّخاء: المُلاخاة واللَّخاء مَمْدُود: الغِذاء للصبيِّ سوى الرَّضاع. والْتَخَى: أكَلَ الخُبزَ المَبْلول. والنَّقا من الرَّمْل مَقْصُور وَهِي: قِطْعة مِنْهُ مُحْدَوْدِبة يَنْقَاد تُثَنَّى بِالْيَاءِ وَالْوَاو وَالْوَاو أَكثر وَبَنَات النَّقا وشَحْم النَّقا وشَحْمة الأَرْض: دود أَبيض يدْخل فِي الرمل تُشبَّه بِهِ الْأَصَابِع، قَالَ الرَّاعِي: وَفِي القُلْب والحِنَّاء كَفُّ بَنانُها كَشَحْم النَّقا لم يُعْطِها الزَّنْدَ قادحُ وَقَالَ ذُو الرمة: وأَبْدَتْ لنا كَفَّاً كأنَّ بَنانَها بَناتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ والنَّقا: عظم العَضُد وَقيل كل عَظْم فِيهِ مُخٌّ. نَقىً وَجمعه أنقاء يكْتب بِالْيَاءِ لقَولهم فِي نَحْو هَذَا الْمَعْنى نِقْيٌ والنَّقاء مَمْدُود: مصدر النَّقِيِّ، قَالَ: وَوَجْه رِداءُ الحُسْنِ مِنْهُ نَقاؤُه ويَسطَعُ من أَسْتَارِها لُمَع الفَجْر وَقد نَقِيَ والنَّدى: الطَّلُّ والنَّدى: مَا يَسْقُط بِاللَّيْلِ وَالْجمع أَنْدَاء وأَنْدِية على غير قِيَاس والنَّدى: الثَّرى وَيُقَال لَا يَنْدَاكَ مِنِّي شيءٌ تكرههُ وَلَا يَمَسُّكَ من قِبَلي نَدىً: أَي لَا يَبْلُغ شَرِّي إِلَيْك كَمَا يُنْدي الماءُ مَا حَوْلَهُ فيلحقه فَسَاده، وَالْعرب تسمِّي النَّبْت نَدىً والشحم نَدىً، قَالَ: كَثَوْر العَدَابِ الفَرْدِ يَضْربُه النَّدى تَعَلَّى النَّدى فِي مَتْنِه وتَحَدَّرا والنَّدى: الْغَايَة، والنَّدى: بُعدُ ذهابِ الصَّوْت وَكَذَلِكَ النَّدى من الْعَطاء، والنَّدى: ضَرْبٌ من الدُّخَن، والنَّداء مَمْدُود: بُعْدُ الصوتِ، والنَّسَا مَقْصُور: عِرْقٌ فِي الفَخِذ يُقَال فِي تثنيته نَسَوَان ونَسَيَان. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا يُقَال عِرْق النَّسا كَمَا لَا يُقَال عِرْقُ الأَبْجَل وَلَا عِرقُ الأَكْحَل، وَقد قَالَ أَحْمد بن يحيى عِرقُ النَّسا ذكره فِي كِتَابه المرسوم بالفَصيح ورَدَّ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق وَأنْشد بَيت امْرِئ الْقَيْس: فَأَنْشَبَ أَظْفَارَهُ فِي النَّسا فقُلْتُ هُبِلْتَ أَلا تَنْتَصِر والنَّسا أَيْضا: مصدر نَسِيَ نَساً: اشْتَكى نَسَاَه ورجلٌ أَنْسَى وَامْرَأَة نَسْيَاء وَجمع النَّسا أَنْسَاء إِنَّمَا كرِهوا أَن يَقُولُوا عرقُ النَّسا لِأَن النَّسا هُوَ العِرْق وَفِي ذَلِك إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. والنَّساء مَمْدُود: التَّأْخِير، قَالَ فَقِيه العَرب: مَنْ سَرَّه النَّساء وَلَا نَساء: أَي مَن سرَّه البقاءُ وَلَا بَقاء فَلْيُباكِر العَشاء ولْيُباكِر الغَداء ولْيُخَفِّف الرِّدَاء ولْيُقِلَّ غِشْيان النِّساء. وهمزته غير منقلبة وَيُقَال نَسَأْتُه البيعَ ونَسَأَ اللهُ فِي أجَلِه وأَنْسَأ اللهُ أَجَلَه والنَّسْءُ والنَّساء: الحليب الَّذِي مَاؤُهُ أَكثر من لَبَنِه همزته غير منقلبة لقَولهم فِي هَذَا الْمَعْنى نَسْءٌ. قَصْعَة نَهْدَى بِالْقصرِ: ممتلئة والنَّهْداء من الأَرْض: رابِية كَريمة مُلْتَبِدة تُنبت الشّجر وَقيل هِيَ: مَا ارْتَفع من الأَرْض وجَلُد وَهِي فَعْلاء لَا أفعل لَهَا والفَتى مَقْصُور: وَاحِد الفِتْيان وتثنيته فَتَيَانِ وَفِي الْجَمِيع فِتْيان وفِتْية وَلَيْسَت التَّاء بحاجز ضَعِيف فنقولَ(4/441)
إِنَّه من بَاب قِنْيَة وعِلْيَة والتثنية تكفيك من ذَلِك كُلِّه فَأَما الفُتُوَّة فَإِنَّمَا قُلِبت الْيَاء فِيهَا واواً من أجل الضمة كَمَا قَالُوا مُوقِنٌ وموسِرٌ ولَقَضُوَ الرجلُ والفَتاء مَمْدُود: مصدر الفَتى همزته منقلبة عَن يَاء بِدَلِيل مَا تقدم، قَالَ: إِذا عاشَ الفَتى مائَتَيْن عَاما فَقَدْ ذَهب المَسَرَّةُ والفَتاءُ والفَضَى: الشيءُ المُخْتَلِط مَقْصُور وَذَلِكَ إِذا خَلَطْت تَمْرَاً وزَبيباً وَغير ذَلِك، يُقَال هُوَ فَضى فِي جِراب وَيُقَال تَمْرٌ فَضىً وتَمْرَانِ فَضَيَانِ وتُمورٌ أَفْضَاء والفَضى: الشَّيْء يكون غيرَ مَصْرُور وَلَا مَجْمُوع، وسَهْمٌ فَضىً: إِذا كَانَ مُنْفَرداً لَيْسَ فِي الكِنانة غيرُه، وَيُقَال القومُ فَوْضَى فَضىً: أَي لَا أَمِير عَلَيْهِم وَمَا أَتَى فِي هَذَا الْمَعْنى من اللُّغَات سَيذكرُ فِيمَا يمد وَيقصر والفَضاء مَمْدُود: مَا اتَّسَع من الأَرْض وَكَذَلِكَ هُوَ مَا حَوْلَ الْعَسْكَر وَقَالَ: أَلا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأهْلِه وأَمْكَنَ مِن بَيْنِ الأَسِنَّةِ مَخْرَجُ قَالَ ابْن جني: لَام الفضاء وَاو لقَولهم فَضا يَفْضُو فُضُوَّاً وفَضاءً والفاضِي: الْوَاسِع وأَفْضَى إِلَى الشَّيْء: صَار فِي فَضائِه وفُرْجَتُه وجمعُه أَفْضِية والفَنا مَقْصُور: عِنَبُ الثَّعْلَب، والفَنا أَيْضا: جمع فَناة وَهِي: البَقرة الوَحْشِيَّة وَالْجمع فَنَوَات والفَناء مَمْدُود: الذَّهاب. فَنِيَ الشيءُ فَناءاً: أَي ذهب ونَفِد. قَالَ ابْن جني: لَام الفَناء مشكلة وَكَذَلِكَ لَام الفِناء فِناء الدَّار وَنَحْوهَا لَا نَقْطَع بِيَقِين من أيِّ الحرفين هما وَأقرب مَا يُنْسَبان إِلَيْهِ الْيَاء لأمرين: أَحدهمَا أَن الْيَاء أغلبُ على اللَّام من الْوَاو وَالْآخر أَنهم قد قَالُوا فِي فِناء الدَّار ثِناؤُها وَيَنْبَغِي أَن يكون حَيْثُ تَنْثَني ويَفْنَى حَدُّها والثِّناء من الْيَاء لَا مَحالة لقَولهم ثَنَيْت يَدَهُ وكأنَّ الحرفين الفاءَ والثاءَ لِتفارُبِهما واجتماعِهما فِي النَّفْث حَرْفٌ وَاحِد فَإِذا دَلَّ فِي أَحدهمَا دليلٌ على أمرٍ صَار كالدَّالِّ عَلَيْهِ فِي نَظِيره فالفَناء إِذا والفِناء والثِّناءُ متقاربةُ الْأَلْفَاظ مُتَّفِقَة المَعاني. والبَرى مَقْصُور: التُّراب كِتابُه بِالْيَاءِ، وَيُقَال مَا أَدْرِي أيُّ البَرى هُوَ: أَي الخَلق، والبَراء مَمْدُود: مصدر قَوْلهم بَرِئْت مِنْهُ بَراءاً: أَي تَبَرَّأْت، وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّا بُرأآءُ مِنْكُم) . فَمن قَرَأَهُ بِالْفَتْح لَا يُثَنِّي وَلَا يَجْمَع لِأَنَّهُ مصدر والبَراء أَيْضا: آخر يَوْم من الشَّهْر لتَبَرُّؤِ الْقَمَر من الشَّمْس وَقيل: أول يَوْم من الشَّهْر، قَالَ: يَا عَيْنُ بَكِّي مالِكاً وعَبْساً يَوْمَاً إِذا كَانَ البَراءُ نَحْسَا وَكَانَت الْعَرَب تتَيَمَّن بِهِ. والبَكا مَقْصُور: واحدته بَكَاةٌ وَهِي مثل البَشامة، والبَكاء مَمْدُود: انْقِطَاع لبَنِ الشَّاة أَو النَّاقة. والمَلا: مَا اتَّسَع من الأَرْض مَقْصُور يكْتب بِالْألف وبالياء، وَقيل هِيَ: الفَلاة قَالَ: وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِل قَالَ أَبُو عَليّ: ألف المَلا منقلبة عَن وَاو من المُلاوَة وَهُوَ: الوقتُ من الدَّهْرِ وَفِي التَّنْزِيل: (وأُمْلي لَهُم إنَّ كَيْدي مَتين) . أَي أُوَسِّع لَهُم وأُمْهِلُهُم والمَلَوان: الليلُ وَالنَّهَار مِنْهُ. قَالَ: وَهُوَ كالصفة لَهما لِكَثْرَة تكررهما واتساع مدَّتِهما ويدُلُّ على ذَلِك قَول ابْن مُقْبِل: نَهارٌ وليلٌ دائمٌ مَلَوَاهُما على كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ فأضاف المَلَوَيْن إِلَى الضَّمِير وَلَو كَانَا إيَّاهُمَا لم تصبح الْإِضَافَة لِامْتِنَاع إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه والمَلا أَيْضا: مَوضِع والمَلاء مَمْدُود: مصدر قَوْلهم مَلِيٌ بيِّن المَلاء والمَشا مَقْصُور واحدته مِشاةٌ وَهِي: نَبْتَة تُشْبِه الجَزَر وَأنْشد الْفَارِسِي: أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُم عَشِيَّةً خَمائلُ مِن ذاتِ المَشا وهُجولُ(4/442)
والمَشاء مَمْدُود: تَناسُل المَال وكثرتُه يُقَال مَشَتِ الماشيةُ تَمْشِي مَشاءاً: إِذا كثُر نَسْلُها وَهُوَ أَيْضا: كَثْرَة الْوَلَد والمَها مَقْصُور جمع مَهاة وَهِي: البِلَّوْرَةُ الَّتِي تَبِصُّ من بَياضِها وَإِنَّمَا قيل للبقرة مَهاة تَشْبِيها بذلك فَإِذا وُصِفَت الْمَرْأَة بالمَهاة الَّتِي هِيَ البِلَّوْرَة فَإِنَّمَا يُعنى بياضُها وصَفاؤُها وَإِذا وُصفَت بالمَهاة الَّتِي هِيَ الْبَقَرَة فَإِنَّمَا يُراد بهَا عَيْنَاها. ابْن جني: ألف مَهاً وَاو لِأَنَّهُ فِي الأَصْل البِلَّوْر وَيُقَال البَلُّور ثمَّ شُبِّه النُّجُوم بهَا وبَقَر الْوَحْش لبياضها ويدُلُّ على أَن ألف مَهاً بدلٌ من وَاو أَنه من معنى المَاء لبياض البِلَّوْرَة وصَفائِها وَقد قَالُوا مَوَّهَ عليَّ: إِذا حَسَّن حَديثَه وجعلَه كأنَّ عَلَيْهِ ماءاً وَقَالُوا فِي تكسيره أَمْوَاهاً وَفِي تحقيره مُوَيْهاً وَقَالُوا ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمْوُه وتَماهُ وَحكى أَبُو زيد ماهَت تَمْيِه مَيْهَاً وظاهرُ هَذَا أَنه من الْيَاء لَا من الْوَاو وَيَنْبَغِي أَن يكون بَدَلا للياء من الْوَاو لضَرْبٍ من التَّخْفِيف وأصل هَذَا أَن يكون ماهَ يَمْيِهُ من الْوَاو فَعِلَ يَفْعِل كحَسِبَ يَحْسِب فِي الصَّحِيح كَمَا قَالَ الْخَلِيل ذَلِك فِي تاهَ يَتْيِه وطاحَ يَطْيِح أَنَّهُمَا فَعِلَ يَفْعِل من الْوَاو فَلَمَّا جرى فِي الْكَلَام ماهَ يَمْيِه أشبه لفظُه لفظَ باعَ يَبْيِع فَقَالُوا فِي مصدره مَيْهَاً إتْباعاً للفظ وجُنوحاً إِلَى خِفَّةِ الْيَاء فالمَها إِذا مقلوبُ فَلَعَ من الماع، والمَهاءُ بِالْمدِّ: عَيْبٌ وداء يكون فِي الفَرْج، وَأنْشد: يُقيمُ مَهاءَهُنَّ بإصْبَعَيْهِ والوَصى مَقْصُور: جَرائدُ النّخل الَّتِي يُحزَم بهَا وَقيل هِيَ من الفَسيل خاصَّة واحدتُها وَصِيَّة ووَصاةٌ، والوَصاء: مصدر وَصَتِ الأرضُ تَصِي أَلفه منقلبة من يَاء لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل وَعَوْت. والوَلا مَقْصُور: من المَطر وَلَا يَعْرِف البصريون إِلَّا الوَلِيَّ والوَلاء مَمْدُود: الْعتْق، قَالَ: زَعَموا أنَّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْ رَ مَوالٍ لَنا وأنَّا الوَلاءُ والوَلاء أَيْضا: الْقَوْم إِذا كَانُوا يدا وَاحِدَة، والوَرى: الخَلْق مَقْصُور والوَرى أَيْضا: داءٌ وَلَا يعرف البصريون إِلَّا الوَرْيَ وَقيل الورْيُ الْمصدر والوَرى الِاسْم. ووَراء مَمْدُود: خَلْف وقُدَّام وَكَذَلِكَ الوَراء: وَلَدُ الْوَلَد. ووَشْحى مَقْصُور: مَوضِع ودارةُ وَشْحَى والوَشْحاء مَمْدُود من المَعَز والظِّباء: الَّتِي لَهَا طُرَّتان من جانبيها. قَالَ أَبُو زيد: الوَشْحاء من المَعَز: الموَشَّحَة ببياض.
وَمن المكسور الأول من هَذَا الْبَاب
الإسَا مَقْصُور: جمع إسْوَة والإساء مَمْدُود جمع آسٍ وَهُوَ: الطَّبيب والإساء أَيْضا: الدَّواء وَالْجمع آسِيَة مثل غِطاء وأَغْطِيَة وَيُقَال أَسَوْته أَسْوَاً وأَسَاً: داوَيْتُه والإنَى مَقْصُور: وَاحِد آنَاء اللَّيْل وَقد حُكي فِي أَوله الْفَتْح ألفُه منقلبة عَن يَاء وواو لِأَن الْفَارِسِي حكى عَن أَحْمد بن يحيى أَنه يُقَال فِي مَعْنَاهُ إنْيٌ وإنْوٌ وإنىً وأَنىً وَأَصله عِنْده الْيَاء لِأَنَّهُ من أَنَىَ يَأْنِي وإنْوٌ عِنْده فِي هَذِه الْكَلِمَة شَاذَّة من بَاب أشاوَى وجَبَيْتُ الخَراج جِباوة والإنَى أَيْضا: بُلُوغ الشَّيْء منتهاه قَالَ الله عز وَجل: (غَيْرَ ناظِرينَ إناه) . أَي غير منتظرين إِدْرَاكه وبلوغَه والإناء مَمْدُود: وَاحِد الْآنِية همزته منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ من أَنَىَ يَأْنِي: أَي أَنه قد حَان أَن يُنتفَع بِهِ وَذَلِكَ إِذا كَمَلَ طَبْخُه أَو خَرْزُه أَو صِياغَتُه هَذَا قَول أبي عَليّ. قَالَ: وَحكى أَبُو الْحسن فِيهِ إنْوٌ قَالُوا وَفِيه بدل من يَاء إنْيٍ والإيحا مَقْصُور: كلمة تقال عِنْد الْخَطَأ فِي الرَّمْي والإيحاء مَمْدُود: مصدر أَوْحَيتُ إِلَيْهِ. أَوْمَأْت. والحِجا: العقْل مَقْصُور. قَالَ الْفَارِسِي: الحِجا فِي الأَصْل: احْتباس وتَمَسُّك، وَأنْشد: فهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ إِذا حَجَا(4/443)
وَأنْشد الْأَصْمَعِي: حَيْثُ تَحَجَّي مُطْرِقٌ بالفالق وروى مُحَمَّد بن السَّرِيِّ: تَخَجِّي: أَقَامَ فكأنَّ الحِجا مصدر كالشِّبَع وَمن هَذَا الْبَاب: الحُجَيَّا: للُّغْز لتَمَكُّث الَّذِي تُلْقى عَلَيْهِ حَتَّى يستخرجها. قَالَ أَبُو زيد: حُجْ حُجَيَّال والحُجَيَّا مُصَغَّرة كالثُّرَيَّا والحُدَيَّا ويُشْبِه أَن يكون مَا حَكَاهُ أَبُو زيد من قَوْلهم حُجْ حُجَيَّاك على الْقلب تَقْدِيره قُعْ وَحذف اللَّام المقلوبة إِلَى مَوضِع الْعين وَهَذَا يدل على أَن الْكَلِمَة لامها وَاو. قَالَ ابْن السّكيت: فلَان لَا يَحْجُو سِرَّاً: أَي لَا يَكْتُمهُ والراعي لَا يَحْجُو غَنَمَه: أَي لَا يُمْسِكها والسِّقاء لَا يَحْجُو الماءَ: أَي لَا يُمْسِكه وَإِنَّمَا أوردت هَذَا كُله تَقْوِيةً لقَوْل الْفَارِسِي أَن أصل الحِجا التَّمَسُّك والاحتباس وَأَن ألف الحجا منقلبة عَن وَاو والحِجا أَيْضا: السِّتْر وَبِذَلِك سُمي الْعقل حَجاً وكلُّ هَذِه الْأَقَاوِيل مُتَقَارِبَة فَأَما من اخْتَار كِتاب الحِجا بِالْيَاءِ فللكسرة وَهُوَ مَذْهَب الْعَامَّة وَالْجُمْهُور والحِجا: المَلْجَأ وَهُوَ مِنْهُ وَالْمَعْرُوف الحَجا بِالْفَتْح والحِجاء مَمْدُود: الزَّمْزَمَة. قَالَ: زَمْزَمَةَ المَجُوس فِي حِجائها والحِظا مَقْصُور جمع حِظْوَة وحُظْوة وحِظَة وَهِي: الْمنزلَة وَالْجمع حِظون من بَاب ثُبَة وقُلَة والحِظاء مَمْدُود جمع حَظْوَة وَهِي: سَهْم صَغِير قَدْرُ ذِرَاع يَلْعَب بِهِ الصِّبيان وكلُّ غصنٍ من شَجَرَة فَهُوَ حَظْوَة وَجَمعهَا حِظاء. قَالَ أَوْس بن حجر يصف قوساً وَأَن قوَّساً رَسَمَها وتَعَلَّمها فِي شجرتها: تَعَلَّمها فِي غِيلِها وَهِي حَظْوَةٌ بوادٍ بِهِ بانٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ والحِسا مَقْصُور جمع حِسْيٍ وَهُوَ من المَاء: قَدْرُ قِعْدة الرجل حَكَاهُ الْفَارِسِي عَن أَحْمد بن يحيى ونظيرها مِعْيٌ ومِعىً وإنْيٌ من اللَّيْل وإنىً وَحكى الكراع جِزْيٌ وجِزَىً للجِزْية وإلْيٌ وَاحِد آلَاء الله وَإِلَى وَلَا خَامِس لَهَا، والحِسا: مَوضِع، قَالَ: وجِزْعُ الحِسا مِنْهُمْ إِذا قلَّ مَا يَخْلُو والحِساء جمع حِسْي مَمْدُود وحِوَى الحَيَّة: انطواؤُها واستدارتُها وَكَذَلِكَ ثِنا الحيَّة وطِواها ولِواها: انطواؤها وَكلهَا مَقْصُور وَسَتَأْتِي فِي موَاضعهَا. والحِواء مَمْدُود: جماعات بيُوت النَّاس وَالْجمع أَحْوِيَة والحِبا مَقْصُور جمع حِبْوَة والحُبا جمع حُبْوة وهما مَعْقِد الْإِزَار والحِبا: مَا احْتَبَيْت بِهِ والحِباء مَمْدُود: العَطاء بِلَا مَنٍّ قَالَ الْحَرْث بن حِلِزَّة: فَوَلَدْنا عَمْرَو بنَ أُمِّ أُناسٍ مِن قَريبٍ لمَّا أَتَانَا الحِباءُ وهمزته منقلبة عَن وَاو لقَولهم حَبَوْته والهِرْدَى مَقْصُور: نَبْت والهِرْداء مَمْدُود: ضرب من النَّبْت وَهُوَ غير الْمَقْصُور والغِنى: الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ مَقْصُور. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: غَنِيَ غِنىً كَمَا قَالُوا كَبِرَ كِبَراً والغِنى: ضدُّ الفَقْر مَقْصُور أَيْضا فَأَما إنشاد الْكُوفِيّين: سَيُغْنيني الَّذِي أَغْنَاكَ عنِّي فَلَا فَقْرٌ يَدْوُمُ وَلَا غِناءُ فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه لما اضْطُرَّ الشاعرُ بناه على فِعال وَالْقَوْل الآخر وَهُوَ قَول أبي إِسْحَاق أَن الرِّوَايَة: فَلَا فَقْرٌ يَدْوُم وَلَا غَناءُ(4/444)
فَهُوَ على هَذَا على اضطرار لِأَن الغَناء مَمْدُود وَسَيَأْتِي ذكره وَقيل الغِناءُ هَهُنَا: المُغاناة والمُفاخَرة بالغِنى فَيكون مدّ الغِناء من هَذَا الْوَجْه فِي الْبَيْت غَيْرَ مُتَعَدٍّ بِهِ ضَرُورَة أَيْضا. وَقَالَ الْفَارِسِي: غَنِيت بذلك الْأَمر وَعنهُ غِنىً وغَنِيت عَنْك غِنىً مَقْصُور أَيْضا يُرِيد نُبْتُ وَلم يَحِكَها أحد غَيره وَإِنَّمَا الْمَعْهُود أَغْنَيْت عَنْك أَو نُبْتُ مُغْنىً ومَغْنىً ومُغْناةً ومَغْناةً فالاسم الغَناء كَمَا قَالَ: وَلَا يُغْني غَنائي ومَشْهَدي والغِناء مَمْدُود: من الصَّوْت واصله الِاسْتِغْنَاء كَأَنَّهُ يَأْتِي بِصَوْت يَسْتَغني بِنَفسِهِ والغِناء: مَوضِع والقِضا مَقْصُور جمع قِضَة وَهِي: نِبْتة سُهْلِيَّة فَأَما الْفَارِسِي فَقَالَ فِي جمعه قِضُون على مَا تقدم فِي بَاب ثُبَة وَنَحْوهَا والقِضاء مَمْدُود: مصدر قاضَيْت والكِبا مَقْصُور: الكُناسة وتثنيته كِبَوان حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن أبي الْخطاب عَن أهل الْحجاز وَقد حكى بَعضهم فِيهِ الكُبا وَذَلِكَ غلط إِنَّمَا الكُبا جمع كُبَةٍ وَهِي: البَعْرة وَقيل: هِيَ المَزْبلة والكُناسة وَإِن كَانَ المعنيان متقاربين فَالْأول وَاحِد بِدَلِيل التَّثْنِيَة الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ وَالْآخر جمع والكِباء مَمْدُود: العُود وَقيل البَخُور همزته منقلبة عَن وَاو لقَولهم الكَبْوة فِي هَذَا الْمَعْنى وَحكى بَعضهم كَبَوْتُ الثوبَ فَأَما كَبَّيْتُ ثوبي فَلَيْسَ بِحجَّة لِأَن الْوَاو إِذا جَاوَزت الثَّلَاثَة قلبت يَاء والكِرى مَقْصُور جمع كِرْوة والكِراء مَمْدُود: مصدر كارَيْته همزته منقلبة عَن وَاو حكى أَبُو الْحسن أَعْطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه والكِسا مَقْصُور جمع كِسْوة والكِساء مَمْدُود: وَاحِد الأَكْسية وكِلا: اسْم مَوْضُوع للدلالة على الِاثْنَيْنِ ألفُه منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم كِلْتا لِأَن بدل التَّاء من الْوَاو أَكثر مِنْهُ من الْيَاء بل لَا تَجِد ذَلِك إِلَّا فِي أَسْنَتُوا وثِنْتَيْنِ وكِلاء مَمْدُود: مصدر كالأْتُه: أَي نَصَرْته قَالَ ابْن جني فِي قَوْله: فأُبْنا لنا رِيحُ الكِلاءُ وذِكْرُهُ وآبوا عَلَيْهم فَلُّها وشَباتُها يجوز أَن يكون الكِلاء مصدر كالأْتُه: أَي نَحن نَتَكَالأُ ويَنْصُر بَعْضُنا بَعْضَاً لِأَن كَلِمَتَنا وَاحِدَة أَو يكون كَقَوْلِه: إنَّ نِزاراً أَصْبَحَتْ نِزارا دَعْوَة أَبْرَارٍ دَعَوْا أبرار وَيجوز أَن يكون أَرَادَ الكِلاءَة: أَي الْحِفْظ فَحذف الْهَاء وَالْأول أقوى. والجِزا مَقْصُور: جمع جِزْيَة وَيُقَال للجِزْيَة أَيْضا جِزْيٌ وجِزىً كحِسْيٍ وحِسىً ومِعْيٍ ومِعىً والجِزاء مَمْدُود: مصدر جازَيْتُه والجِبا مَقْصُور: مَا جَمَعْت فِي الْحَوْض من المَاء وَهِي جمع جِبْوَة وَقد جَبَيْتُ الماءَ فِي الْحَوْض وجَبَوْتُه. وَقَالَ الْفَارِسِي: جَبَوْت الخَراج جِباوة من بَاب أَشاوى كَمَا قَالَ فِي إنْوٍ وَإِنَّمَا يَذْهَب فِي ذَلِك إِلَى اعْتِبَار الشذوذ. والجِبا: مَا حَوْلَ الْبِئْر وَقيل مَقامُ الساقي على الطَّيِّ والجِبا: المَاء وجمعُه أَجْبَاء والجِباء مَمْدُود الْوَاحِدَة جِباءة: أَن يُجعَل فِي أَسْفَل السهْم مَكَان النَّصْل كالجَوْزَة من غير أَن يُراش والضِّرى مَقْصُور: مصدر قَوْلك ضَرِيَ الكلبُ ضِرىً ألِفُه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ من الضَّراوة والضِّراء مَمْدُود: الْكلاب وَاحِدهَا ضِرْوٌ وضِرْوَة والثِّنَى مَقْصُور: دون السَّيِّد من الرِّجَال وَهُوَ الثُّنْيان أَيْضا وَأنْشد لأوس بن مَغْرَاء: تَرَىَ ثِناناً إِذا مَا جَاءَ بَدْأَهُمُ إنْ أَتَانَا كَانَ ثُنْيانا البَدْء: السَّيِّد، والثِّنى: الشيءُ يُعاد مَرَّةً بعد مرَّة وثِنىً الحَيَّة: انطواؤها وَقد تقدم وَكَذَلِكَ ثِنى الْحَبل والثَّوْب والثِّناء مَمْدُود فِي الصَّدَقة: أَن تُؤْخَذ فِي عامٍ مرَّتَيْن وَمِنْه الحَدِيث: (لَا ثِناءَ فِي الصَّدقة) . وَقيل هِيَ: أَن تُؤْخَذ ناقتان مَوضِع نَاقَة وثِناء الدَّار: فِناؤها على لفظ الأول والثِّناء: الحّبْل المَثْنِيُّ والرِّشا مَقْصُور: جمع(4/445)
رِشْوَة وَقد تقدم. والرِّشاء مَمْدُود: الْحَبل وَجمعه أَرْشِيَة والرِّشاء: نَجْمٌ واللِّحى: جمع لِحْيَة واللِّحاء مَمْدُود: المُشاتَمة همزته منقلبة عَن يَاء وواو لِأَنَّهُ يُقَال لَحَيْت الرجلَ أَلْحَاه لَحْوَاً: لُمتُه وَهَذَا نَادِر أَعنِي أَن يكون الْفِعْل من الْيَاء والمصدر من الْوَاو وَأَن يكون الفعلُ من الْيَاء أولى لِأَن لَحْوَاً شَاذ أَلا تراهم حِين قَالُوا لَحَيْت العَصا وَنَحْوهَا فباروا المعاقبة بَين الْيَاء وَالْوَاو وَفرقُوا فَقَالُوا ولَحَيْت الرجلَ من اللَّوْم بِالْيَاءِ لَا غير واللِّحاء: نَجْبُ الشَّجَرَة مَمْدُود همزته منقلبة عَن الْيَاء وَالْوَاو أَيْضا لِأَنَّهُ يُقَال لَحَيْت الشجرةَ ولَحَوْتها: إِذا قَشَرْتها كَمَا تقدم آنِفا فِي الْعَصَا وَيُقَال فِي مَثَل: لَا تَدْخُلْ بَيْنَ العَصا ولِحائِها. واللِّحاء: العَذْل واللِّوَى: مَا الْتَوى من الرمل مَقْصُور واللِّوى أَيْضا: الجَدَدُ بعد مُنْقَطَع الرمل وعَلى لَفظه لِوى الحيَّة وَهُوَ: انْطِواؤها اسْم لَا مصدر لَهُ وَقد تقدم واللِّواء مَمْدُود: الَّذِي يُعْقَد للأمير قَالَت ليلى الأخْيَلِيَّة: حَتَّى إِذا رُفِعَ اللِّواءُ رَأَيْتَه تَحْتَ اللِّواء على الخَميس زَعيما والفِدى مَقْصُور: جمع فِدْيَة والفِداء مَمْدُود: مصدر فادَيْتُه وَفِي التَّنْزِيل: (فإمَّا مَنَّاً بَعْدُ وإمَّا فِداءاً) . وَسَيَأْتِي فِيمَا يمد وَيقصر ذِكْرُ أنالك الفِداء والفِرى مَقْصُور: جمع فِرْية وَهُوَ: الكَذِبُ قَالَ كُثَيْر: فَقُلْتُ لَهَا بَلْ أَنْتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ حَرَىَ بالفِرَى بَيْنِي وبَيْنَك طابِقُ والفِراء مَمْدُود: جمع الفَرإ من حُمُر الوَحْش. والفِراء أَيْضا: جمع فَرْوٍ والبِنى والبُنى جمع بِنْيَة وبُنْيَة أَعنِي كلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يُجمَع على هذَيْن البنائين على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ من التَّسْوِيَة بَين فِعْلة وفُعْلة فِي الْجمع لِاتِّفَاق الكسرة والضمة فِي أَنَّهُمَا يرجعان إِلَى السّكُون كَقَوْلِهِم رُكْبات وكِسْرات وَحكى أَبُو عَليّ بَنا الدارَ يَبْنُوها فَأَما ابْن جني فرُوي عَنهُ بَنى يَبْنِي فِي البِناء وبَنا يَبْنُو فِي الشرَف والبِنْيَة فِي الحَسَب على لفظ البِنْية فِي البُنْيان وَعَلِيهِ وُجِّه قَوْله: إنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنى. والبِناء مَمْدُود: مصدر بانَيْت والبِطأ مَقْصُور مَهْمُوز مصدر بَطُؤَ والبِطاء مَمْدُود جمع بَطيءٍ والمِقْلى مَقْصُور: الَّذِي يُقلى عَلَيْهِ وَأَصله من الْوَاو وَالْيَاء وَيُقَال قَلَوْت البُسْرَ وقَلَيْتُه والمِقْلاء مَمْدُود: العَصا الَّتِي يَضْرِب بهَا الْغُلَام القُلَةَ يُقَال قَلَوْتُ بالقُلَة: أَي ضَرَبْت بهَا والقُلَة: عودٌ مِقْدَار شِبْرٍ مُحَدَّد الطَرَفَيْن يَضْرِب بِهِ الصبيانُ وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فأصْدَرَها يَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً أَقَبَّ كمِقْلاءِ الوَليدِ خَميصُ والمِقْلاء أَيْضا: الحِمار الْكثير السَّوْق لأُتْنِه يُقَال هُوَ مِقْلاء عود وَيُقَال مِنْهُ قَلاها يَقْلُوها: ساقَها سَوْقَاً شَدِيدا والمِهْدى مَقْصُور: الطَّبَق الَّذِي يُهْدى عَلَيْهِ والمِهْداء مَمْدُود من النِّسَاء: الْكثير الإهْداء، قَالَ: وَإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْ ل وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفيرا وَقَالُوا هِيَ: المُعَرِّضة وَلم يُخَصَّ بِهِ بَعضهم المرأةَ وَلَكنهُمْ عَمُّوا بِهِ فَقَالُوا عَرَّضْت أَهلِي عُراضَةً وَهِي: الْهَدِيَّة تُهْديها لَهُم إِذا قَدِمْت من سفر، ورجلٌ مِهْداءٌ كَذَلِك. وَمن المضموم الأول من هَذَا الْبَاب قُرَّىً مَقْصُور مشدد: مَوضِع والقُرَّاء مَمْدُود مشدد: الْقَارئ، قَالَ:(4/446)
بَيْضَاء تَصْطَادُ الغَوِيَّ وتَسْتَبي بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِم القُرَّاء وقُراشِمى مَقْصُور: اسْم بلد وأُمُّ قُراشِماء بِالْمدِّ: شَجَرَة وجُؤاثى مَقْصُور: مَوضِع بِالْبَحْرَيْنِ لعبد الْقَيْس يُقَال إِن أول مَسْجِد بُني بعد مَسْجِد الْمَدِينَة بجُؤاثى وَأول جُمُعة جُمِّعَتْ بعد مَسْجِد الْمَدِينَة بجُؤاثى. وجُؤاثاء مَمْدُود: موضعٌ غيرُه. وسُلَّى مَقْصُور: مَوضِع والسُّلاء مَمْدُود جمع سُلاَّءة وَهِي: شَوْكَة النَّخْلَة والسُّلاَّء: طَائِر أغبر طَوِيل الرِّجل والرُّغى مَقْصُور: جمع رُغْوة من اللَّبن، قَالَ: وأَكْلُهُم الأكارِعَ وَهِي شُعْرٌ وحَسْوُهُم الرُّغى تَحْتَ الظَّلام والرُّغاء مَمْدُود: من صَوت الْإِبِل والرُّغاء: بكاء الصبيِّ أَيْضا بِالْمدِّ وَقد رَغا يَرْغُو وَهُوَ أَشد مَا يكون من بكائه وَقد يكون الرُّغاء فِي الضِّباع والرُّشا مَقْصُور: جمع رُشْوة وَقد تقدم والرُّشاء مَمْدُود: بَقْلَة واحدته رُشاءة واللُّقى مَقْصُور: جمع لُقْية وَيُقَال أَخَذَه لُقاءٌ بالمدِّ من اللَّقْوة. والنُّهى مَقْصُور: العَقْل يكون وَاحِدًا وجمعاً واحدتها نُهْية. قَالَ الْفَارِسِي: النُّهى لَا يَخْلُو من أَن يكون مصدرا أَو جمعا كالظُّلَم وَقَوله تَعَالَى: (لأُولي النُّهى) . يُقوِّي أَنه جمع لإضافة الْجمع إِلَيْهِ وَإِن كَانَ الْمصدر يجوز أَن يكون مُفردا فِي مَوضِع الْجَمِيع وَهُوَ فِي الْمَعْنى ثَباتٌ وحَبْسٌ وَمِنْه النُّهى والنِّهْيُ والتَّنْهِيَةُ للمكان الَّذِي يَنْتَهي إِلَيْهِ المَاء فيَسْتَنْقِع فِيهِ لتَسَفُّلِه ويَمْنَعُه ارتفاعُ مَا حوله من أَن يَسْيِح ويَذْهَب على وَجه الأَرْض وَقد صرح بعض اللغويين بِأَنَّهُ جمع نُهْية وَأنْشد: فَلَا تَحْزَنَنَّ إِنَّمَا الحُزْنُ فِتْنةٌ وإثْمٌ على ذِي النُّهْيةِ المُتَحَرِّجِ والنُّهاء مَمْدُود: حِجَارَة تكون فِي الْبَادِيَة ويُجاء بهَا من الْبَحْر أَيْضا وَهِي أَرْخَى من حِجَارَة الرُّخام الْوَاحِدَة نُهاءة فَأَما الْأَصْمَعِي فَقَالَ لَا أعرف لَهَا وَاحِدًا من لَفظهَا والنُّهاء: الزُّجاج والنُّهاء أَيْضا: دَوَاء يكون بالبادية يَتعالجون بِهِ يَشْرَبونه وَيُقَال هم نُهاء مائةٍ مَمْدُود: أَي نحوُها والبُرى مَقْصُور جمع بُرَة وَهِي: حَلْقَة من صُفْرٍ تُجعَل فِي أحد جَانِبي مَنْخِرَي الْبَعِير والبُرَى أَيْضا: الخَلاخيل واحدتها بُرَة وَتجمع أَيْضا بُرِينَ وبِرِين والبُراء مَمْدُود والبَراء: جمع بَرِيء وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَفِيه لُغَات فبعض أهل الْحجاز يَقُول أَنا مِنْهُ بَراءٌ فَمن قَالَ هَذَا القَوْل قَالَ فِي الِاثْنَيْنِ والجميع نَحْنُ مِنْكُم بَراءٌ لِأَنَّهُ مصدر قَالَ الله تَعَالَى: (إنَّني بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدون) . والبُراء على لَفظه: النُّحاتة همزته منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال بَرَيْت العُود قَالَ أَبُو كَبِير: حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الأَعْفَر قَالَ ابْن جني: فَأَما قَوْلهم فِي تأنيثه بُراية فقد كَانَ قِيَاسه إِذْ كَانَ لَهُ مُذَكَّر أَن يهمز فِي حَال تأنيثه فَيُقَال بُراءة أَلا تراهم لمَّا بَنَوا الْمُؤَنَّث على مُذَكَّرِه إِلَّا أَنه قد جَاءَ نَحْو البُراء والبُراية غيرُ شَيْء قَالُوا الشَّقاء والشَّقاوة وَلم يَقُولُوا الشَّقاءة وَقَالُوا ناقةٌ ناوِيٌ بيِّنَة النَّواء والنَّواية وَلم يَقُولُوا النَّواءة وَقَالُوا الرَّخاء والرَّخاوة وَفِي هَذَا وَنَحْوه دلَالَة على أَن ضربا من الْمُؤَنَّث قد يُرْتَجل غير مُحْتَذىً بِهِ نظيرُه من الْمُذكر فَجَرَتْ الشقاوةُ والنَّواية ونحوُهما مَجْرَى التَّرْقُوة والعَرْقُوة وَمَا لَا نَظِير من الْمُذكر لَهُ فِي لفظ وَلَا وزن.
مَا يُقْصَر فَيكون لَهُ معنى فَإِذا مُدَّ وقُصِر كَانَ لَهُ معنى آخر
من ذَلِك المفتوح الأول الآلى مَقْصُور: ضَخْم الأَلْية. قَالَ الْفَارِسِي: حكى أَبُو إِسْحَاق عَن أَحْمد بن يحيى أَلِيَ الكَبْشُ ألىً وَقد قَالَ أَبُو عُبَيْد فِي المصنَّف رجلٌ آلى وَامْرَأَة أَلْيَاء وَقد أَلِيَ ألىً والأَلى: وَاحِد آلَاء(4/447)
الله أَلفه منقلبة عنياء. حكى أَبُو عَليّ عَن أَحْمد بن يحيى إلْيٌ فِي وَاحِد الآلاء وَقد حكى فِي وَاحِدهَا إِلَى بِالْكَسْرِ وَالْقصر وَحكى كرَاع أَلْيٌ على مِثَال رَمْيٍ فِي وَاحِد آلَاء الله والآلاء: نَبْتٌ يمد وَيقصر واحدته آَلاءة. قَالَ ابْن جني: ذهب صَاحب الْكتاب إِلَى أَنَّهَا من بَاب أَباء فاؤها ولامها همزتان وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روينَاهُ من نَوَادِر سِقاء مَأْلِيٌّ: إِذا دُبِغ بالأَلاءة فَهَذَا داعٍ إِلَى اعْتِقَاد كَون الْهمزَة بَدَلا من يَاء وَقد يُمكن أَن يكون مَأْلِيٌّ كمَفْرِيٍّ مِن قَرَأْتُ فِيمَن أَبْدَل وَلم يُخفِّف وَأَبُو العَسَى: رجل مَقْصُور. والعَساء: الكِبَر يمد وَيقصر فالمقصور مصدر عَسِيَ والممدود مصدر عَسا يَعْسُو وهما لُغَتَانِ والغَرى مَقْصُور: الحُسْن. أَغْرَاه: حَسَّنه، والغَرِيُّ: الحَسَن وَمِنْه الغَرِيَّان المشهوران بِالْكُوفَةِ والغَرى أَيْضا: ولد الْبَقَرَة والغَرى مصدر غَرِيْت بِهِ غَرىً: لَزِمْته يمد وَيقصر وَالْمدّ شاذٌّ عِنْد سِيبَوَيْهٍ لِأَن من قوانين الْمَقْصُور أَنه إِذا كَانَ الشَّيْء مصدرا لفَعِلْت فحُكمُه الْقصر. قَالَ ابْن جني: لَام الغَرا وَاو لقَوْل الْعَرَب: أَدْرِكْني وَلَو بأحَدِ المَغْرُوَّيْن. وَمِنْه قَوْلهم لَا غَرْوَ: أَي لَا يَلْصَق بك لاصق والقَصا مَقْصُور: النَّيَب الْبعيد وَكَذَلِكَ القَصا: النَّاحِيَة والقَصا أَيْضا: حَذْفٌ فِي أُذُن النَّاقة وَقد قَصَوْتها والقَصاء: البُعْدُ يُمد ويُقْصَر فَإِذا قصرته جَازَ أَن تكتبه بِالْألف وَالْيَاء لِأَن الْوَاو وَالْيَاء تتعاقبان فِي هَذَا الْموضع لأَنهم يَقُولُونَ القُصْوى والقُصْيا فَيَأْتُونَ بِالْوَاو فِي القُصْوى وَهِي من الْيَاء والقَصا: فِناء الدَّار يمد ويُقْصَر والكَدى مَقْصُور: داءٌ يَأْخُذ الكلبَ خَاصَّة يُصيبه مِنْهُ قَيْءٌ وسُعال حَتَّى يُكْوى بَين عَيْنَيْهِ فَيذْهب وَقد كَدِيَ كَدىً والكَدى: مصدر كَدِيَ النَّبَات: إِذا سَاءَ خروجُه وأصابه البَرْد فلَبَّد فِي الأَرْض أَو عَطِشَ فَأَبْطَأَ وكَداء: مَوضِع يمد وَيقصر وَأَخذه بِجَرَّى فلَان وجَريرته مَقْصُور وفَعْلت ذَاك من جَرْاكَ وجَرَّائِك: أَي من أَجْلِك يمد وَيقصر. والشَّجَوْجَى مَقْصُور: العَقْعَق وَالْأُنْثَى شَجوجاةٌ وَكَذَلِكَ ريح شَجَوْجَى وشَجَوْجاة: دائمة الهبوب والشَّجَوْجى الطَّوِيل الظّهْر الْقصير الرِّجل وَقيل هُوَ: المُفرِط الطُّول الضَّخْم العِظام وَقيل هُوَ: الطَّوِيل الرِّجْلَيْن يمد وَيقصر والمدُّ أعرف والضَّوى مَقْصُور جمع ضَواة وَهِي: السِّلْعة فِي الْبدن وَهِي أَيْضا: عُقْدة تخرج فِي لِهْزِمة الْبَعِير وَلَا دَوَاء لَهَا والضَّواء: ضَعْفُ الخَلْق وقِصَره يمد وَيقصر وحقيقةُ هَذِه الْكَلِمَة الانضمامُ يُقَال ضَوَيْت إِلَيْهِ ضُوِيَّاً: انْضَمَمْت والضَّهْيأُ مَقْصُور مَهْمُوز: شجر كالسِّحاء يُعَسِّل عَلَيْهِ النَّحْل والضَّهْياء: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض يمد ويُقصَر. قَالَ أَبُو عَليّ: همزَة ضَهْيَاء منقلبة عَن ألف التَّأْنِيث وَإِنَّمَا انقلبت لوقوعها طَرَفَاً بعد ألف زَائِدَة وَلم ينْصَرف الِاسْم الَّذِي هِيَ فِيهِ كَمَا لم ينْصَرف الِاسْم إِذا كَانَت الْألف فِيهِ مَقْصُورَة فَصَارَ حكم المنقلب حكم الَّذِي انْقَلب عَنهُ كَمَا كَانَ هَرَاَقَ بِمَنْزِلَة أَرَاَقَ وهَرِقْ بِمَنْزِلَة أَرِقْ وَلَا يجوز أَن تكون هَذِه الْهمزَة للإلحاق كَمَا كَانَت الَّتِي فِي سِيساء وعِلْباء كَذَلِك أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام شَيْء على فَعْلال إِلَّا بَاب الصَّلْصال والجَرْجار والياءُ فِي ضَهْيَاء لامٌ وَلَيْسَت بِزِيَادَة يدُلُّ على ذَلِك أَنهم قد قَالُوا ضَهْيَأ فَثَبت من ذَلِك أَن اللَّام يَاء والهمزة زَائِدَة بِدلَالَة أَن الْيَاء لَا تَخْلُو من أَن تكون زَائِدَة أَو أصلا وَلَو كَانَت زَائِدَة لكُسِر الصَّدْر مِنْهُ كَمَا قَالُوا عِثْيَر وحِثْيل وحِذْيَم فَلَمَّا جَاءَ مَفْتُوحًا ثَبت أَنَّهَا أصل وَإِذا ثَبت أَنَّهَا أصل ثَبت أَن الْهمزَة زَائِدَة إِذْ لَا يجوز أَن تكون هِيَ أصلا والهمزة أَيْضا كَذَلِك لِأَن الْيَاء وَالْوَاو لَا تَكُونَانِ فِي هَذَا النَّحْو أصْلَيْن ودلَّ على زِيَادَة الْهمزَة أَيْضا سُقُوطهَا من الْكَلِمَة فِي قَوْلهم ضَهْيَا وَأَنَّهَا بِمَنْزِلَة عَمْيَا والسَّدى والسَّتى: لُحمةُ الثَّوْب مَقْصُور يُقَال سَدى الثوبَ وسَتاه وسَدَّاه وسَتَّاه. قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت هُوَ يُسَدِّي الثوبَ وَلم أسمع يُسَتِّي وَيُقَال الأُسْدِيُّ والأُسْتِيُّ لهَذَا الثَّوْب وَقيل السَّدى: الْأَسْفَل من الثَّوْب والسَّدى والسَّتى والنَّدى فيمعنى وَاحِد يُقَال أَرض سَدِيَة وسَتِيَة ونَدِيَة وشَدِيَت الأرضُ: نَدِيَتْ من السَّمَاء كَانَ النَّدى أَو من الأَرْض وَيُقَال فِي الْجُود والعَطِيَّة السَّدى والنَّدى. قَالَ ابْن جني: هُوَ من الْيَاء لجَوَاز إمالته. قَالَ: السَّدى: مَا انبسَطَ من غَزْلِ الثَّوْب والسَّدى أَيْضا: العَسَلُ سمي بِالْمَصْدَرِ لِأَن النَّحْل إِذا عَمِلَت الْعَسَل قيل سَدَتْ تَسْدُو والسَّدى: العَسَل(4/448)
وَالضَّم أَعلَى والسَّداء: من البُسْر والبَلَح يمد وَيقصر الْوَاحِدَة سَداة وسَداءة والدَّأْدَأ: مَا تَّسَع من الأَرْض والدَّأْدَأَة: الفَضاء عَن أبي مَالك مَقْصُور مَهْمُوز والدَّأْدَاء: آخر الشَّهْر يمد وَيقصر وَقيل الدَّأْدَاء: ليلةُ خمسٍ وسِتٍّ وسَبْعٍ وَعشْرين وَقيل الدَّأْداء: الْيَوْم الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ أَمِنَ الشَّهْر هُوَ أَو من الآخر وَلَيْلَة دَأْدَأَة ودَأْدَأٌ ودَأْداءٌ ودَأْداءةٌ: شَدِيدَة الظُّلمة والنَّجا مَقْصُور: العَصا وَقد اسْتَنْجَيْت عَصاً من الشَّجَرَة وأَنْجَيْت: قَطَعْت وشجرة جَيِّة النَّجا والمُسْتَنْجى: أَي العَصا والنَّجا: لِحاء الشَّجَرَة والنَّجا أَيْضا: مَا أَلْقَيْته عَن الرجل من لِبَاس أَو سَلَخْتَه عَن الشَّاء وَالْبَعِير نَجا يَنْجُو فيهمَا قَالَ: نى وَاحِد يُقَال أَرض سَدِيَة وسَتِيَة ونَدِيَة وشَدِيَت الأرضُ: نَدِيَتْ من السَّمَاء كَانَ النَّدى أَو من الأَرْض وَيُقَال فِي الْجُود والعَطِيَّة السَّدى والنَّدى. قَالَ ابْن جني: هُوَ من الْيَاء لجَوَاز إمالته. قَالَ: السَّدى: مَا انبسَطَ من غَزْلِ الثَّوْب والسَّدى أَيْضا: العَسَلُ سمي بِالْمَصْدَرِ لِأَن النَّحْل إِذا عَمِلَت الْعَسَل قيل سَدَتْ تَسْدُو والسَّدى: العَسَل وَالضَّم أَعلَى والسَّداء: من البُسْر والبَلَح يمد وَيقصر الْوَاحِدَة سَداة وسَداءة والدَّأْدَأ: مَا تَّسَع من الأَرْض والدَّأْدَأَة: الفَضاء عَن أبي مَالك مَقْصُور مَهْمُوز والدَّأْدَاء: آخر الشَّهْر يمد وَيقصر وَقيل الدَّأْدَاء: ليلةُ خمسٍ وسِتٍّ وسَبْعٍ وَعشْرين وَقيل الدَّأْداء: الْيَوْم الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ أَمِنَ الشَّهْر هُوَ أَو من الآخر وَلَيْلَة دَأْدَأَة ودَأْدَأٌ ودَأْداءٌ ودَأْداءةٌ: شَدِيدَة الظُّلمة والنَّجا مَقْصُور: العَصا وَقد اسْتَنْجَيْت عَصاً من الشَّجَرَة وأَنْجَيْت: قَطَعْت وشجرة جَيِّة النَّجا والمُسْتَنْجى: أَي العَصا والنَّجا: لِحاء الشَّجَرَة والنَّجا أَيْضا: مَا أَلْقَيْته عَن الرجل من لِبَاس أَو سَلَخْتَه عَن الشَّاء وَالْبَعِير نَجا يَنْجُو فيهمَا قَالَ: فقلتُ انْجوا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ إنَّهُ سَيُرْضِيكُما مِنْهَا سَنامٌ وغارِبُهْ والنَّجا أَيْضا: موضعٌ كلُّه مَقْصُور وَيُقَال النَّجا النَّجا والنَّجاء النَّجاء: أَي السُّرعة والذهاب فيقصرونهما إِذا أَجمعُوا بَينهمَا فَإِذا أفردوا فبالمد لَا غير وَأما قَول الراجز: إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا فَيكون على إِرَادَة الْمَدّ وَلكنه قَصَرَ لِأَن الْبناء قد تمَّ وَقد يكون على لُغَة من قصر وَقيل النَّجا يُمدُّ ويُقصر وَهُوَ: السَّلامَة بِمَعْنى فُتَّه وسَبَقْتَه أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال نَجَوْت والفَرا مَقْصُور: مصدر فَرِيَ الرجلُ: دَهِشَ وبُهِت. قَالَ: وفَرِيتُ مِنْ فَزَعٍ فَلَا أَرْمِي وَلَا وَدَّعْتُ صَاحب والفَرا: الْحمار الوَحْشِيُّ يمد ويُقصر ويهمز فيُقْصَر قَالَ فِي الْقصر والهمز: لقد غَضِبوا عليَّ وأَشْقَذوني فَصِرْتُ كأنَّني فَرَأٌ مُتارُ وَقَالَ فِي الْمَدّ بِضَرْب كآذانِ الفَراءِ فُضُولُهُ وطَعْنٍ كإيزاغِ المَخاضِ تُبورُها هَذِه رِوَايَة بَعضهم فَأَما الْأَصْمَعِي فَقَالَ: هُوَ الفَرَأُ على مِثَال الخَطا وَجمعه فِراءٌ وَأنْشد الْبَيْت: بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضولُهُ على الْجمع وَهُوَ الصَّحِيح وَأما فِي الْقصر فَحكى الْفَارِسِي أَن الْعَرَب تَقول أَنْكَحنا الفَرا فسَنَى هَذِه حكايته فِي الْإِيضَاح وَقَالَ فِي التَّذْكِرَة أَو البغداديات هُوَ على الإتباع لنَرى كَمَا قَالُوا هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني وَإِنِّي لآتيهِ بالغَدايا والعَشايا والوَحا: السَّيِّد مَقْصُور قَالَ: وعَلِمْتُ أنِّي إنْ عَلِقْتُ بِحَبْلِهِ نَشِبَتْ يَدايَ إِلَى وَحاً لم يَصْقَعِ أَي لم يَذْهَب عَن صُقْع الْمَكَان وَكَذَلِكَ الوَحا جمع وَحاة وَهِي: الصَّوت والجَلَبة، قَالَ: وبَلْدَةٍ لَا ينَال الذِّئْبُ أَفْرُخَها وَلَا وَحَى الوِلْدة الدَّاعينَ عَرْعَارِ وَيُقَال الوَحا الوَحا والوَحاء الوَحاء: أَي الْإِسْرَاع فيمدونهما ويقصرونهما إِذا جمعُوا بَينهمَا فَإِذا أفردوه(4/449)
مَدُّوه وَلم يَقْصُروه. قَالَ أَبُو النَّجْم: يَفِيضُ عَنهُ الرَّبْوُ مِن وَحائه وَالْألف فِي ذَلِك كُله منقلبة عَن يَاء لقَولهم وَحَيْت وأصلُ الْكَلِمَة السُّرْعة أَلا تراهم قَالُوا وَحَى الكتابَ وحَيَتُْ إِلَيْهِ بِطَرْفي وأَوْحَيْت وَقَالُوا وَحَيْتُ إِلَيْهِ فِي الْكَلَام وأَوْحَيْت وَهُوَ: أَن تُكَلِّمه بِكَلَام يَفْهَمهُ عَنْك تُخْفيه عَن غَيره قريب من لَحَنْت وَلَو لم يَبِن أمرُ انقلاب الْألف فِي الوَحى من الْيَاء من جِهَة قَوْلهم وَحَيْتُ وَكَانَ لفظا لَا فعل لَهُ لَقَضَيْنا أَيْضا أَن أَلفه منقلبة عَن يَاء لعدم مثل وَعَوْتُ فِي الْكَلَام وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل الْفَارِسِي اعْتِبَارا مثل هَذَا إِذا لم يَبِنْ لَهُ مَا انقلبت عَنهُ الْألف ونظيرُ اعْتِبَاره لهَذَا حُكمُه على الْيَاء الثَّانِيَة من أُثْفِيَّة أَنَّهَا منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم وَثَفَه يَثِفُه إِذا تَبِعَه مَعَ وُجُوده يَثْفُو وَهَذَا من دَقِيق النّظر فِي التصريف. والوَنا جمع وَناةٍ: الدُّرَّة مَقْصُورَة فَإِذا سَمَّوُا الْمَرْأَة وَناةً شَبَّهوها بالدُّرَّة وَهِي: الوَنِيَّة أَيْضا. قَالَ: فَحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ وَنِيَّةُ تاجِرٍ والوَناء: الفَتْرة يُمَدُّ وَيقصر وَالْقَوْل فِي انقلاب ألف الوَنا كالقول فِي انقلاب ألف الوَحا.
وَمن المكسور الأول مِنْهُ
القِيقاةُ بِالْقصرِ: وعَاء الطَّلْع والقِيقاءة بِالْمدِّ وَالْقصر: الأرضُ الغَلِيظة وَقيل المُنْقادة والجميع قَياقٍ وقَواقٍ والمِطْلَى: مَا طَلَيْت بِهِ الشيءَ مَقْصُور وَكَذَلِكَ المِطْلى: الأرضُ السَّهْلة اللَّيِّنة تُنبِت العِضاه ورَوْضاتٌ بالحِمى تُسمَّى المَطالي وَاحِدهَا مِطْلَى مَقْصُور قَالَ الرَّاعِي: فنورِئكُمْ إنَّ التُّراثَ إِلَيْكُمُ حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الحِمَى فالمَطالِيا هَذَا قَول جُمْهُور أهل اللُّغَة فَأَما أَبُو عَليّ فَقَالَ المِطْلاء يمد وَيقصر وخَطَّأَ أَبَا حنيفَة فِي بَيت هِمْيان بن قُحافة: والرِّمْثَ بالصَّريمةِ الكُنافِجا ورُغُلَ المِطْلى بِهِ لَواهِجا حِين قَالَ احْتَاجَ إِلَى قَصْرِ المِطْلى فَقَصَره. قَالَ: وَلَيْسَ هِمْيان وَحْدَه قَصَرَ المِطْلى بل قد قَصَرَتْه جمَاعَة من الشُّعَرَاء والفصحاء فِي النّظم والنثر وَذَلِكَ قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي وَقد ذكر بعضَ دُور أبي بكر بن كلاب فَقَالَ هِيَ مِطْلىً يَنْحَدر فِيهَا المَاء فَإِذا لَيْسَ المِطْلى فِي بَيت هِمْيان مَقْصُورا على جِهَة الضَّرُورَة بل هِيَ لُغَة.
وَمن المضموم الأول مِنْهُ
الحُكا مَقْصُور جمع حُكاة وَهِي: العُقْدة وَأَصله الْهَمْز والحُكْأَة: العَظاءة يمد وَيقصر وَقيل فِي جمعهَا حُكىً والحُلاوَى مَقْصُور: نَبْت وَكَذَلِكَ الحُلاوى: شجر ذُو شَوْك واحدته حُلاوى على لفظ الْجمع وحُلاواءُ القَفا: وَسَط الرَّأْس يمد ويُقصر.
(بَاب مَا يُمَدّ فَيكون لَهُ معنى وَإِذا مُدَّ وقُصِر كَانَ لَهُ معنى آخر)
من ذَلِك المفتوح الول العَباء: الأَكْسِيَة واحدتها عَباءة وعَباية والعَباء: الأَحْمَق والعَباء: الثَّقيل الوَخْم كلُّه مَمْدُود والعَبى: الرجل الجافي الغَبِيُّ يمد وَيقصر والعَواء مَمْدُود: الناب من الْإِبِل. قَالَ أَبُو عَليّ: الْقَضَاء عَلَيْهِ(4/450)
بفَعْلاء أَكثر وَقد يجوز أَن يكون فَعَّالاً من عَوَتِ الناقةُ تَعْوِي: إِذا حَنَّت لِأَن المَسانَّ أَحَنُّ من البُكورة والعَوَّى: نجم يُمَدُّ وَيقصر وَكَذَلِكَ العَوَّى الإسْت. قَالَ أَبُو عَليّ: العَوَّى من النُّجُوم اسْم لصفة كسَكْرى والأسماء إِذا كَانَت لاماتها ياآت قُلِبت إِلَى الْوَاو كشَرْوى وتَقْوى وَمن زعم أَنه من بَاب قُوَّة وحُوَّة فقد غَلِطَ وَلكنه من عَوَى يَعْوِي: إِذا فَتَلَ ولَوَىَ وَأنْشد أَبُو زيد تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضات وَفْضا ومَن حكى فِي العَوَّا المدَّ فقد غلط عندنَا لِأَن اللَّام الَّتِي هِيَ يَاء إِنَّمَا تُبْدَل مِنْهَا الْوَاو فِي فَعْلَى الْمَقْصُورَة نَحْو تَقْوَى وشَرْوَى ودَعْوَى فَأَما فَعْلاء الممدودة فَلَا تُبْدَل من لامه الَّتِي هِيَ يَاء الواوُ بل قد أبدلت من الْوَاو الْيَاء فِي نَحْو العَلْياء وزَعَمَ أَبُو إِسْحَاق أَنَّهَا سًمِّيَت للانعطاف الَّذِي فِيهَا لِأَنَّهَا خَمْسَة كواكب كَأَنَّهَا ألف مَعْطُوفة الذَّنَب فَأَما اللَّام فِي الفَتْوى فَإِنَّهَا يَاء وَلَيْسَت كعَدْوى ودَعْوَى وَإِنَّمَا أبدلت كَمَا أبدلت فِي شَرْوَى وتَقْوَى فَإِن قلت فَلِمَ لَا تكون كالدَّعْوى فَإِنَّهُ لَا يكون مثله لأَنهم قد قَالُوا بمعناها الفُتْيا وَاللَّام يَاء فَهُوَ مصدر بِمَنْزِلَة الرُّجْعى والشُّورى فَإِن قلت تكون الْيَاء منقلبة من الْوَاو كَمَا أَنَّهَا فِي الدُّنيا كَذَلِك قيل لَا تكون منقلبة فِي الفُتْيا كَمَا كَانَت هُنَاكَ لِأَن الدُّنيا ونَحْوَها أَصْلهَا الصّفة ثمَّ غَلَبَتْ غَلَبَة الْأَسْمَاء وَفِي التَّنْزِيل: (وهُمْ بالعُدْوَةِ القُصْوى) . فوصف بِهِ والفُتْيا مصدر كالرُّجْعى فَكَمَا أَن الفَتْوَى اسْم لَيْسَ بِصفة كَذَلِك الفُتْيا الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَاهَا فَلَو كَانَت الفُتْيا من الْوَاو لَصَحَّت فِيهِ كَمَا صَحَّت فِي حُزْوى وقَسا قَلْبُه يَقْسُو قِساءً مَمْدُود: طُلِب فَلم يَرِقَّ وقَسىً: مَوضِع، مَقْصُور عِنْد جُمْهُور الْعَرَب اللغويين وَحكي عَن ثَعْلَب أَنه مدَّه وصَرَفَه فَأَما قُساء مَوضِع فحكاه ممدوداً غير مَصْرُوف قيل لَهُ فَلِمَ حَكَيْت هَذَا بِالْمدِّ وتَرْكِ الصّرْف قَالَ أَصْلُه قُسْواء فَتَرَكْتُ الصّرْف إشعاراً بِالْأَصْلِ. وأمَّا قَساءٌ فَلم يُتَوَهَّم فِيهِ ذَلِك فُصُرِف وفارسُ الضَّحْياء مَمْدُود من فرسَان الْعَرَب وليلةٌ ضَحْيَاء: مضيئة يمد وَيقصر والسَّرَاءُ مَمْدُود: شجر يُتَّخَذ مِنْهُ القِسِيُّ واحدتُه سَراءة، قَالَ ابْن مقبل: رَآهَا فُؤَادِي أمَّ خِشْفٍ خَلا لَها بِقَوْزِ الوِراقَيْنِ السَّرَاءُ المُصَنِّفِ قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون لَام السَّراة واواً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ من الشّجر الَّذِي تعْمل مِنْهُ القِسِيُّ فِي سَراة الْجَبَل وَهُوَ: أَعْلَاهُ وسَراة من الْوَاو لقَوْله: كأنَّهُ على سَرَواتِ النِّيِبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ والسَّراء: مَوضِع وسَراء المَال: خِياره كل ذَلِك مَمْدُود وَقد سَرِيَ سَرىً وسَراء بِالْمدِّ وَالْقصر: مَرُؤَ واللَّيْلاء مَمْدُود: لَيْلَة الثَّلَاثِينَ وليلةٌ لَيْلا: شَدِيدَة، يمد وَيقصر.
وَمن المكسور الأول مِنْهُ
يُقَال إِن هَذِه الفِضَّة والذَّهَب لَحَسَنُ الحِماء مَمْدُود: أَي خَرَجَ من الحِماء حَسَنَاً والحِما: مَا حَمَيْت من شَيْء، يمد وَيقصر يكون وَاحِدًا وجمعاً فَإِن كَانَ وَاحِدًا فألفه منقلبة عَن يَاء يُقَال حَمَيْت الْمَكَان وَإِن كَانَ جمعا فألفه منقلبة عَن يَاء وواو لِأَنَّهُ يُقَال فِي واحدته حِمْية وحِمْوة. قَالَ الْفَارِسِي: الحِمَى تنْقَلب أَلفه عَن الْيَاء وَالْوَاو كَانَ وَاحِدًا أَو جمعا لِأَن تَثْنِيَة الحِمى حِمَيَان وحِمَوان ومدُّ الحِمى شَاذ يُقَال جَعَلَ فلَان أرضَه حِمىً: إِذا مَنَعَها من أَن تُقرَب، قَالَ الْقطَامِي: ونَحُلُّ كلَّ حِمىً نُخَبَّر أنَّه مُنِحَ البُروقَ وَمَا يُحَلُّ حِمانا(4/451)
وَقد أَحْمَيْت الْمَكَان وحَمَيْته، وَيُقَال حَماها يَحْمِيها: إِذا مَنَعَها وأَحْمَاها: جعلهَا حَمىً وَيُقَال أَنا لَك الحِمى وكلُّ ممنوعٍ حِمىً واللِّحاء مَمْدُود: اللَّعْن، واللِّحاء: العَذْل مَمْدُود أَيْضا واللِّحاء: مَا على العَصا من قِشْرٍ يُمَدُّ وَيقصر والمِيناء: جَوْهَر الزّجاج مَمْدُود والمِينا: مَرْفَأ السُّفُن يمد وَيقصر.
وَمن المضموم الأول مِنْهُ
الجُبَّاء مَمْدُود: السهْم الَّذِي يوضَع أَسْفَلَه كالجَوْزَة مَوْضِع النَّصْل والجُبَّأْ: الجَبَان. قَالَ: فَمَا أما مِن رَيْبِ الزَّمان بِجُبَّأٍ وَلَا أَنا مِن سَيْبِ الإلهِ بِيائسِ وَحكى سِيبَوَيْهٍ فِي جُبَّاء الْمَدّ.
مَا يُقصَر فَيكون لَهُ معنى ويُمَدُّ فَيكون لَهُ معنى غَيره ويُمَدُّ ويُقصر فَيكون لَهُ معنى آخر وَرُبمَا كَانَ باخْتلَاف حَرَكَة
خَوِيَ رَأْسُه من الدَّمِ خَوىً مَقْصُور: إِذا رَعَفَ فخَفَّ رَأْسُه والخَواء مَمْدُود: الْهَوَاء والفُرْجة بَين الشَّيْئَيْنِ وَكَذَلِكَ الخَواء: الْهَوَاء الَّذِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وخَوى الجُوعِ: ضَعْفُه والتَّكُسُّر عَلَيْهِ. وخَوى الدارِ: خَلاؤُها يُمَدَّان ويُقْصَران إِلَّا أَن الْمَقْصُور مصدر خَوِيَت الدارُ والممدود مصدر خَوَتِ الدَّار والشَّرى مَقْصُور: شَيْء يخرج بالجسد وَقد شَرِيَ جِلْدُه شَرىً وعَلى لَفظه شَرِيَ البَرْقُ شَرىً: لَمَعَ وشَرَىَ الغَضْبانِ: لَجاجُه واستطارتُه وَمِنْه اشتقاق الشُّراة لأَنهم لَجُّوا فِي الْبَاطِل وهم يَقُولُونَ إِنَّه من قَوْله تَعَالَى: (ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَه ابْتِغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ) . وَلذَلِك قَالَ قَطَرِيُّ بن الفُجاءة: رَأَتْ فِتْيَةً باعوا الإلهَ نُفوسَهُمْ بشجَنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَهُ ونَعيمِ والشَّرى: سرعَة المَشْي وَقد شَرِيَ البعيرُ والشَّرى: رُذالُ المَال كالشَّوى وَقد يكون الشَّرى خِيار المَال وَهُوَ من الأضداد واحدته شَراةٌ والشَّرى أَيْضا: مصدر شَرِيَ زِمامُ الناقةِ: إِذا قَلِقَ وَلم يَثْبُت والشَّرى: الطَّرِيق وَجمعه أَشْرَاء والشَّرى: مَوضِع تُنْسَب إِلَيْهِ الأُسْد كلُّ ذَلِك مَقْصُور. قَالَ ابْن جني: لَام الشَّرى مَجْهُولَة وَيَنْبَغِي أَن تُحمَل على الْيَاء لِأَن ذَلِك فِي الْكَلَام أَكثر وَإِن شِئْت قُلْنَ إِن الإمالة لم تثبت فِيهَا فَيَنْبَغِي أَن تُحمَل على الْوَاو فَهُوَ وَجه وشَراء مَمْدُود: جبل بِنَجْد لَا ينْصَرف قَالَ ابْن أَحْمَر: تَقولُ ظَعينَتي بشَراءَ إنَّا نَأَيْنا أَن نَزورَ وَأَن نُزارا والشَّرى: النَّاحِيَة يُمَدُّ ويُقْصَر وَالْقصر أَعلَى وَالْجمع أشراء. قَالَ أَبُو عَليّ: الشَّرى: الْكَثْرَة والانتِشار فالشَّرى لَا يكون إِلَّا النَّاحِيَة الواسعةَ المنتشرةَ والسعةُ فِيهَا معنى الْكَثْرَة. وسَنى البرقِ: ضَوْءُه مَقْصُور وتثنيته سَنَوان وسَنَيَان وَكَذَلِكَ السَّنى مصدر سَنَت النارُ تَسْنُو سَنىً: إِذا علا ضَوْءُها. قَالَ بعض أهل اللُّغَة وَمِنْه اشتقاق سَنَى الْبَرْق. وَقَالَ ابْن جني: جمع سَنىً الَّذِي هُوَ الضَّوْء أَسْنَاء. قَالَ: وَلَام سَناً وَاو لقَولهم فِي التَّثْنِيَة سَنَوَان وَهُوَ عِنْدِي من السَّنَة وَذَلِكَ لأَنهم يَقُولُونَ حَوْلٌ مُجَرَّم وحَوْلُ مُجَرَّد وَإِذا تَجَرَّد الشَّيْء ظهر وَزَالَ عَنهُ مَا يُخامِرُه ويَسْتُره فأَنارَ للعين وبَدا فَكَأَن عَلَيْهِ ضَوْءَاً ونوراً لِأَن السَّنَة أَيْضا مَشْهُورَة مَعْلُومَة العِدَّة شائعة الْمعرفَة فِي الكافَّة فكأنَّ عَلَيْهَا نورا وضِياءاً والسَّناء مَمْدُود: الرِّفْعة، يُقَال أَكَمَة سَنْوَاء: عالية وَأما ابْن جني فاستدل على أَن همزتها(4/452)
وَاو بقَوْلهمْ سَنا يَسْنُو: إِذا علا، رُوِيَ عَن قُطْرُب سَنِيَ فِي المَجْد وسَنا يَسْنُو سَناءاً فيهمَا. قَالَ: وَمِنْه سَنا يَسْنُو: إِذا اسْتَقى لِأَن المُسْتَقي يَرْفَع الماءَ والسَّنا: نبت يُكْتَحَل بِهِ يمد وَيقصر واحدته سَناةٌ. والدَّهْنا مَقْصُور: اسْم رَمْلَة والدَّهْناء: الفَلاة والدَّهْناء: الظُّلْمة ممدودان والدَّهْنا: مَوضِع مَعْرُوف يُمدُّ ويُقصَر. والبَدا: المَفْصِل مَقْصُور وَالْجمع أَبْدَاء وَهُوَ البَدْء فَأَما السَّيِّد فَبَدْءٌ لَا غير والبَدَى: الْبَادِيَة حُكي ذَلِك عَن السيرافي وبَداً: ظهر الْقصر وَالْمدّ فِي الْمصدر عَن سِيبَوَيْهٍ وَأما الِاسْم فممدود لَا غير كَمَا قدمنَا وبَدا لَهُ فِي ذَلِك الْأَمر بَداءٌ يمد وَيقصر.
وَمن المكسور الأول مِنْهُ
العِدَى مَقْصُور: الأَعْداء والعِدى: جمع عِدْوة والعِدى: جمع عِدَة على الْقلب فاما قَوْله: وأخْلَفوكَ عِدى الأمرِ الَّذِي وَعَدوا فقد يكون جمع عِدَة كَتَمْرة وتَمْر وَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا نَادرا إِنَّمَا حُكيَ مِنْهُ عِدٌ وظُبٌ وَقد يكون على الْقلب كَمَا قدمنَا والعِدَى: الغُرَباء وعُدىً: وَاحِد الْأَعْدَاء ومَشى عِدَى الطَّرِيق: أَي مَتْنَه كلُّه مَقْصُور يكْتب ذَلِك كلُّه بِالْيَاءِ وَإِن كَانَ من الْوَاو لغَلَبَة الإمالة عَلَيْهِ والعِداء مَمْدُود مصدر قَوْلهم عادَيْت بَيْنَ عَشْرَة من الصَّيْد: أَي والَيْت وعَلى لَفظه عِداء كلِّ شَيْء: طَوَارُه والعِداء: الطَّلَق الْوَاحِد وعِدى الأَرْض: مَا ارْتَفع مِنْهَا والعِدى: الْحِجَارَة الَّتِي تُوضَع على الْقَبْر يمدان ويقصران وَقيل إِن العِدا الْحِجَارَة جمع واحدته عِداةٌ. قَالَ ابْن جني: قَالَ أَبُو سعيد: العِداء: الصخر الَّذِي يُوضع على الْقَبْر لِأَنَّهُ يَعْدُو عَنهُ مَا يُلِمُّ بِهِ: أَي يَثْنِيه ويَصْرِفه إِلَّا أَن بَعضهم قد قَالَ فِيهِ عِدْوٌ بِوَزْن جِرْوٍ والجِرى مَقْصُور: جمع جِرْية المَاء والجِراء مَمْدُود جمع جِرْوٍ وجَرْوٍ وجُرْو وَهُوَ: وَلَدُ الأسَد والذِّئب وَالْكَلب والهِرَّة. والجِراء أَيْضا: صغَار الحنظل والبطيخ والباذَنجان والقِثاء والرُّمان وَاحِدهَا جِرْوٌ والجِراء أَيْضا: جمع جَرِيء. والجِراء: مصدر جَرَىَ الرَسُ جِراء: سَالَ سَيْلاً وَجَارِيَة بيِّنة الجِراء والجَراء يمد وَيقصر فِي الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ بَعضهم بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وَالْمدّ وَبِفَتْحِهَا خَاصَّة وَالْقصر.
وَمِمَّا يُكْسَر فيُقْصَر ويُفْتَح فيُمَدّ
ُ إيا الشَّمْس: شُعاعُها مَقْصُور وَرُبمَا أُدخِلت فِيهِ الْهَاء فَقيل إياة الشَّمْس فَإِذا فُتِح الإيل يمد وَأَصلهَا الْيَاء. قَالَ أَبُو عَليّ: إيا الشَّمْس اللَّام فِيهِ يَاء من بَاب حَيِيت أَلا ترى أَنه لَا تكون الْعين يَاء وَاللَّام وَاو وبَلَغَ الشيءُ إناه وأَناه: أَي غَايَته والعِدا مكسور مَقْصُور: مَا ارْتَفع من الأَرْض فَإِذا فُتح مُدَّ. قَالَ الْفَارِسِي: غِنيتُ بِهَذَا الْأَمر وَعنهُ غِنىً: اسْتَغْنَيْت فَإِذا فَتَحْت مَدَدْت وقَرِيَ الضَّيْف إِذا كُسِر أولُه قُصِر وَإِذا فُتِح مُدَّ وضَرِيَ الكلبُ ضِرىً إِذا كسرت قصرت وَإِذا فتحت مددت وصَبِيٌّ بيِّن الصِّبا مَقْصُور فَإِذا فتحت مددت وَأَصله من الْيَاء وَالْوَاو لِأَنَّهُ يُقَال صِبْيَة وصِبْوة وَيُقَال سِواك وسُواك وسَواءَك بِالْمدِّ: أَي غَيْرَك، قَالَ الْأَعْشَى: تَجانَفُ عَن جَوِّ اليَمامةِ ناقَتي وَمَا عَدَلَتْ من أَهْلِها لِسَوائكا وَقَالَ آخر: فالمَوْتُ يَأْتِي بَعْدَ ذلكَ كلِّهِ وكأنَّما يُعْنى بِذَاكَ سِوانا وَكَذَلِكَ سَواء فِي الوَسَط فِيهِ ثَلَاث لُغَات سَواء وسِوىً وسُوىً قَالَ الله عز وَجل: (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ(4/453)
السَّبيل) . أَرَادَ وَسَطَ السَّبيل وَقَالَ جلَّ ثَنَاؤُهُ: (فَرآهُ فِي سَواءِ الجَحيم) . وَقَالَ الشَّاعِر: وإنَّ أَبَانَا كَانَ حَلَّ بِبَلْدَةٍ سِوىً بَين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِزْر مَعْنَاهُ حلَّ وَسَطَاً بَين قيس والفِزْر والسِّوى: القَصْد بِالْقصرِ وَإِذا فتحت مددت أَيْضا وَيُقَال مَرَرْت بِرَجُل سَواء والعَدَمُ بِفَتْح السِّين وَالْمدّ. وسِوىً والعَدَم بِكَسْر السِّين وَالْقصر، قَالَ الشَّاعِر: رأيْتُ سِوىً مَنْ عُمْرُه نِصْفُ لَيْلَةٍ وَمَنْ عَاشَ مَغْرُوراً إِلَى آخر الدَّهْر وَقُرِئَ: (مَكاناً سِوىً) . وسُوىً: أَي مُسْتَوِياً وَقيل وَسَطَاً بَين القرْيَتَيْن وَيُقَال أرضٌ سواءٌ: مستوية. قَالَ أَبُو عَليّ: همزَة سَوَاء منقلبة عَن يَاء لقَولهم فِي هَذَا الْمَعْنى سِيٌّ وَلِأَن بَاب طَوَيْتُ أَكثر من بَاب القُوَّة والحُوَّة والرِّوَى مكسور الرَّاء مَقْصُور فَإِذا فتحت مددت: المَاء الْكثير أَلفه منقلبة عَن يَاء يُقَال ماءٌ رِوىً ورَواءٌ، قَالَ الراجز: تَبَشَّري بالرَّفْغِ والماءِ الرِوى وفَرَجٍ مِنْكِ قَريبٍ قدْ أَتَى والبِلى بِلى الثَّوْب وَغَيره مكسور مَقْصُور فَإِذا فُتح مد. قَالَ ابْن جني: أما لَام البِلى فواوٌ وَلَيْسَ فِي قَوْلهم البَلْوى دَلِيل لِأَنَّهُ لَا يُنكر أَن يكون يَاء أبدلت واواً لِأَن لَام فَعْلَى إِذا كَانَت يَاء وَكَانَت فَعْلَى اسْما قلبت واواً وَذَلِكَ نَحْو الشَّرْوى والفَتْوى وَلَكِن قَوْلهم بَلَوْت الرجل: اختبرته والتقاؤهُما أَنهم قد قَالُوا فَتَنْت الذَّهَب: إِذا أَدْخَلْته النَّار لِتَخْتَبِرَه وَقَالُوا فَتَنْت الشَّيْء: اختبرته وبَلَوْته وَلَا بِلى أَبْلَى من دُخُول النَّار فقد آلَ البِلى إِلَى أَنه من معنى بَلَوْته وَإِذا بَلاه فقد امْتَحَنَه والمِحْنة والبِلى والبِلاء كلُّه مُنْتَقِضٌ ومُبْلٍ فقد الْتَقَيا كَمَا ترى.
وَمِمَّا يُكْسَر فيُمَد ويُفْتَح فيُقْصرَ
غِماء البيتِ وغَماه: مَا يُسْقَف بِهِ من أَلْوَاح أَو حُطام زرع والغِراء والغَرا: الَّذِي يُغْرَى بِهِ السِّهَام والسروج وَغَيرهَا، إِذا كَسَرْت الْغَيْن مددت وَإِذا فتحتها قَصَرْت، يُقَال غَرَوْتُه بالغَرا وغَرَيْته وَحكى ابْن السّكيت: أَدْرِكْني وَلَو بِأحد المَغْرُوَيْن. وَحكى أَبُو عَليّ عَن الْعَرَب السِّمَنُ يَغْرُو قَلْبِي، وَقَالَ: غَرِيتُ بالشَّيْء غِراءاً وغَراً على مَا تقدم. وَقَالَ: هُوَ من الْوَاو أَيْضا لِأَن لُزوق وَمِنْه الإغراء لِأَنَّهُ اسْتِلْصاق المُغْرى بالمُغْرى بِهِ وَقَوْلهمْ لَا غَرْوَ مِنْهُ لِأَن العَجَب بِخُرُوجِهِ من المألوف يُخاض فِيهِ أَكثر مِمَّا يُخاض فِي غَيره والصِّلاء: صِلاء النَّار مكسور مَمْدُود والصِّلاء أَيْضا: النَّار نَفسهَا فَإِذا فتحت فِيهَا قَصَرْت وأَلِفُهما وهمزتُهما منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال صَلِيت النَّار، قَالَ الشَّاعِر: فإنَّ الوِترَ بَعْدَ المَوتِ يَحْيَا كَمَا أَذْكَيْتَ بالحَطَب الصِّلاء فَأَما الصِّلاء الشِّواء فمكسور الأول مَمْدُود لَا غير والسِّحاء مكسور مَمْدُود: الخُفَّاش فَإِذا فَتَحْت السينَ قَصَرْت والسِّحاء جمع سِحاءة وَهُوَ: مَا سَحَوْت من القِرْطاس يُقَال سَحَوْتُها وسَحَيْتُها هَذَا الأعرف وَقد قيل فيهمَا أَنَّهُمَا يُفتحان ويُقصَران حُكيَ ذَلِك عَن ثَعْلَب والسِّراء والسَّرا من الجُود والعطية إِذا كَسَرْت مددت وَإِذا(4/454)
فَتَحْت قصرت. والتَّرْكَضَى: مَشْيُ الْإِنْسَان برِجْلَيْه جَمِيعًا وَقيل هِيَ: مِشْية فِيهَا تَبَخْتُر إِذا فتحت التَّاء وَالْكَاف قصرت وَإِذا كسرتهما مددت. واللِّهاءُ: جمع لَهاة الحَنَك إِذا كسرت مددت وَإِذا فتحت قصرت وألفه منقلبة عَن يَاء وواو لِأَنَّهُ يُقَال لَهَيَات ولَهَوَات فَأَما قَول الراجز: يالكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاء يَنْشَبُ فِي المَسْعَل واللَّهاءِ فقد رُوِيَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر فَمن رَوَاهُ بِالْفَتْح فَإِنَّمَا مدَّ للضَّرُورَة وَمن روى اللِّهاء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ فَإِنَّهُ يحْتَمل ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا وَهُوَ مَذْهَب أبي عبيد أَنه جمع لَهاة على لَهاً مثل نَوَاَة ونَوىً ثمَّ جَمَعَ لَهاً على لِهاءٍ وَقد يجوز أَن يكون لِهاء فِي الْبَيْت جمع لَهاة كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي إضاءٍ أَنه جمع أَضاة ونَظَّره من السَّالِم برَحَبة ورِحاب ورَقَبة ورِقاب وَمذهب أبي عبيد فِي الإضاء أَنه جمع أَضاً فَأَما قَول الشَّاعِر: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً فَهُنَّ إضاءٌ صافِياتُ الغَلائل فَإِنَّهُ وَصَفَ دروعاً وَأَرَادَ أَنَّهُنَّ مثل الإضاء فِي صفائها وَلَيْسَت الدروع بالإضاء وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب: (وأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُم) . وكقولك أَبُو يُوسُف أَبُو حنيفَة وَإِنَّمَا تُرِيدُ مثل أبي حنيفَة فِي الرَّأْي والنِّداء: الجُود والعَطِيَّة إِذا كسرت مددت وَإِذا فتحت قصرت.
وَمِمَّا يُكْسَر فيُمَد ويُقْصَر فَإِذا فُتِحَ قُصِر لَا غير
الفِداء بِالْكَسْرِ يمد وَيقصر لُغَتَانِ مشهورتان فَإِن فتحت الْفَاء قَصَرْت قَالَ متمم: فِداءٌ لمِمْساكَ ابنُ أُمِّي وخالتي وأُمِّي وَمَا فَوق الشِّراكَيْن من نَعلي وبَزِّي وأثوابي ورَحْلي لِذِكْرِه وَمَالِي لَو يُجْدي فِدىً لَك مِنْ بَذْلِ وَتقول الْعَرَب لَك الفِدى والحِمى فيقصرون الفِدى إِذا كَانَ مَعَ الحِمى لَا غير فَإِذا أفردوا قَالُوا فِداءً لَك وفِداءٍ وفَدىً وفَدىً. وَمِمَّا يكسر فيُقْصَر وَيكون لَهُ معنى فَإِذا كُسر فقُصِر وفُتح فمُدَّ كَانَ لَهُ معنى آخر القِلَى: مَا يُشَبُّ بِهِ العُصْفُر والقِلى والقَلاء: البِغْضَة وألِفُهُما وهمزتهما منقلبة عَن يَاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قلاه قِلى وفِعَلٌ عِنْده مِمَّا يقلُّ فِي بَاب المصادر.
وَمِمَّا يضم أَوله فيقصر وَيفتح فيمد
العُلْيا والعَلْياء: الْمَكَان العالي أَو الفَعْلَة الْعَالِيَة وَإِنَّمَا قلبت الواوُ فِي العُلْيا يَاء لِأَن فُعْلى إِذا كَانَت اسْما من ذَوَات الْوَاو أُبدِلت واوُه يَاء كَمَا أُبدِلت الْوَاو مَكَان الْيَاء فِي فَعْلَى فأدخلوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليتكافئا فِي التَّغْيِير هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وزدته أَنا بَيَانا. قَالَ أَبُو عَليّ: العَلْياءُ اسمٌ لَيْسَ بِوَصْف وإبدال الياءِ من واوِه نَادِر كَمَا أَن من قَالَ أَيْنُق فقَدَّر فِيهِ القَلْب كَانَ إِبْدَال الْيَاء فِيهِ نَادرا أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي شَيْء من الْمَوْضِعَيْنِ مَا يُوجب قلبَ الْوَاو إِلَى الْيَاء فَإِذا كَانَ ذَلِك عَلِمْت أَن العَلْياء من قَوْله: أَلا يَا بَيْتُ بالعَلْياءِ بَيْتُ أبدلوا الْوَاو فِيهِ يَاء على غير قِيَاس كَمَا عمِلوا عكس ذَلِك فِي أَشَاَوى والضُّحى والضَّحاء قَالَ بعض اللغويين هما وقتٌ وَاحِد وَالْأَكْثَر أَن الضُّحى من حِين تَطْلُع الشمسُ إِلَى أَن يرْتَفع النَّهَار وتبْيَضَّ الشَّمْس جدا(4/455)
ثمَّ مَا بعد ذَلِك الضَّحاء بِالْمدِّ إِلَى قريب من نصف النَّهَار وَقيل الضَّحاء أَيْضا: الشَّمْس يُقَال اضْحَ يَا رجل بِكَسْر الْألف: أَي ابْرُز للشمس وَهِي شَاذَّة والرُّغْبى والرَّغْباء: الرَّغْبة والنُّعْمى والنَّعْماء: النِّعْمة والنَّعْماء أَيْضا: ضد الضَّرَّاء. قَالَ الله تَعَالَى: (ولَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْه) . والبُؤْسَى والبَأْساء: الشِّدَّة.
وَمِمَّا يُكسَر أَوله فيمد وَيضم فيُقْصَر
اللِّقاء واللُّقى: مصدر لَقِيتُه، قَالَ الشَّاعِر فمَدَّ وقصَر: ولَوْلا لَقاءُ الله مَا قُلتُ مَرْحَباً لأوَّلِ شَيْبَاتٍ طَلَعْنَ وَلَا أهْلا وَقد زَعَموا حِلْماً لُقاكَ فَلَمْ يَزِدْ بِحَمْدِ الَّذِي أَعْطَاكِ حِلْماً وَلَا عَقْلا وَيُقَال لَقِيتُه لِقاءاً ولُقِيَّاً ولُقْياناً ولُقىً ويُسمَّى الْقِتَال اللِّقاء وَقد تقدم ذكر اللِّقاء جمع لِقْوة. وَمِمَّا يُضَمُّ أولُه فيُمدُّ ويُقصَر ويُكسَر فيقصر لَا غير يُقَال قعد القُرْفُصى والقُرْفُصاء والقِرْفِصى. وَمِمَّا يُخفَّف فيمد وَإِذا شُدِّد قُصِر يُقَال للناطف قُبَيْطى وقُبَيْطاء وباقِلِّي وباقِلاَّء ومِرْعِزَّى ومِرْعِزاء إِذا شُدِّد قُصِر وَإِذا خُفِّف مُدَّ بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ إِن شددت قصرت وَإِن خففت مددت وَالْمِيم مَكْسُورَة على كل حَال يُقَال مِرْعِزَّى ومِرْعِزاء وَحكى غَيره مَرْعِزاء ومَرْعِزٌّ ومِرْعِزٌّ.
وَمِمَّا يَخْتَلِف أوُّلُه بِالْكَسْرِ وَالضَّم ويتفق بِالْقصرِ وكلُّه بِاتِّفَاق معنى
الإسا والأُسا جمع إسْوة وأُسْوة وَكِلَاهُمَا من التَّأَسِّي وَقد تقدم ذكر الإسا والعِدى والعُدى: الأَعْداء وَيُقَال قومٌ عِدىً وعُداة بِالْقصرِ إِذا ضممت أدخلت الْهَاء وَإِذا كسرت لم تُدخِلها والعِدى والعُدى جمع عِدْوة وعُدْوة وَكِلَاهُمَا: جَانب الْوَادي والحِشا والحُشا جمع حِشْوة وحُشْوة وَكِلَاهُمَا: مَا أخرجْتَ من بطن الشَّاة، يُقَال أَخْرَجْت حِشْوةَ الشَّاة وحُشْوَتها وَيُقَال فِي تَثْنِيَة الحَشا حَشَيَان وحَشَوَان وَقد حَشَيْتُه: أَصَبْت حَشاه والحِبا والحُبا جمع حِبْوة وحُبْوة وهما: مَعْقِد الْإِزَار وَقد تقدم والحِلَى والحُلَى من الحَلْي وَقيل هما جمع حِلْية. والقِدا والقُدا جمع قِدْوة وقُدْوة وَكِلَاهُمَا: مَا اقْتَدَيْت بِهِ والقِنى والقُنى جمع قِنْية وقُنْية وَهُوَ: مَا اكْتَسَبْت من طَريف وتَليد يُقَال قَنَوْته وقَنَيْته: كَسَبْته وَيُقَال القِنى الرِّضا. وَقَالُوا مَن أُعطِي مائَة من المَعَز فقد أُعطي القِنى وَمن أُعطي مائَة من الضَّأْن فقد أُعطي الغِنى وَمن أُعطي مائَة من الْإِبِل فقد أُعطي المُنى. قَالَ الْفَارِسِي: قَالَ لي بعضُ نُظَّار الْعَرَبيَّة إِن قِنْيَةً من الْوَاو وَلكنهَا انقلبت لقرب الكسرة وخفاء النُّون فَكَأَنَّهُ لَا حاجز بَينهمَا كَمَا قَالُوا هُوَ ابْن عمِّي دِنْيَةً وفلانٌ من عِلْية النَّاس فَاللَّام وَالنُّون متقاربتان فَقلت لَهُ القِنْية من قَنَيْت والقِنْوة من قَنَوْت وهما لُغَتَانِ وَإِنَّمَا أَحْمِلُ الأمرَ على الْقلب وأعامل الْعَرَب فِيمَا لَا وَجه لَهُ غير ذَلِك كَمَا حَكَيْتَ من دِنْية وعِلْية فَإِذا كَانَ لَهُ وَجه آخر فَلَا أَوَلا تراهم قَالُوا قُنْيان قَالَ بعض الهذليين يَرْثِي صَخْرَ الغَيِّ: لَو كَانَ للدَّهرِمالٌ كَانَ مُتْلِدَهُ لَكَانَ للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ قَالَ ابْن جني: لَا يعْتَقد البصريون قَنَيْت وَإِنَّمَا قِنْية كدِنْية مِن قَنَوْت وَجمع قنية وقِنْوة قَنىً بِالْكَسْرِ وَالْقصر وَقد يجوز أَن يكون قِناً جمع قُنْوة كَمَا أَن قُناً قد يكون جمع قِنْوة وَهَذَا لتآخي فِعْلة وفُعْلة كَمَا أَرَاك سِيبَوَيْهٍ(4/456)
من أَنَّهُمَا أَخَوَان والكِسا والكُسا جمع كِسْوة وكُسْوة وَقد تقدم. والكِنى والكُنى جمع كِنْية وكُنْية والكِيسى والكُوسى: الكَيِّسَة وَقيل هُوَ: اسْم الكَيْس قَالَ: فَمَا أَدْرِي أجُبْناً كَانَ دَهْرِي أم الكِيسى إِذا عُدَّ الحَزيمُ الحَزيمُ من الحَزْم والجِذا والجُذا جمع جِذْوة جُذْوة من النَّار وَهُوَ: عُودٌ غَليظٌ فِيهِ نَار، قَالَ: باتَتْ حَواطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لَهَا جَزْلَ الجِذا غَيْرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ وَقد يجوز أَن يكون المكسور جمع المضموم والمضموم جمع المكسور على مَا تقدم من تناسب فِعْلة وفُعْلة وَهَذَا مُطَّرِد فِي جَمِيع هَذَا الْبَاب وَيُقَال أَيْضا جَذْوَة والجِذا أَيْضا: أصُول الشّجر العِظام الضِّخام من الرِّمْث والعَرْفَج والعِضاة. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَهُوَ مِنْهُ مَا قد بَلِيَ أَعْلاه وبَقِيَتْ أسافلُه، والجِذا أَيْضا: جمع جَذاة وَهِي نَبْتَة والجِثا والجُثا جمع جِثْوة وجُثْوة وَهُوَ: التُّرَاب الْمُجْتَمع. ابْن السّكيت: هِيَ جِثا الحَرَم وجُثاه وَيُقَال جَثْوَة بِالْفَتْح والصِّوى والصُّوى جمع صُوَّة وَهِي: الْأَعْلَام المنصوبة فِي الطُّرُق يُقَال أَصْوَى القومُ: وَقَعُوا فِي الصُّوى والصِّوى أَيْضا والصُّوى: مَا ارْتَفع فِي غِلَظ واحدتها صُوَّة والصِّفا والصُّفا: جمع صِفْوة وصُفْوة وفيهَا ثَلَاث لُغَات: صِفْوة الشَّيْء وصُفْوته وصَفْوَته والسِّرا والسُّرا جمع سَرْوَة وسِرْوة وسِرْية: من السِّهَام والسَّدَى والسُّدى: المُهْمَل وَقد أَسْدَيْت إبلي: أَهْمَلْتُها وَالِاسْم السُّدى وَفِي التَّنْزِيل: (أَيَحْسَبُ الإنْسانُ أَن يُتْرَكَ سُدَىً) . أَي لَا يؤمَر وَلَا يُنهى، وطُوىً: اسْم وَاد وَالْكَسْر فِيهِ لُغَة والثِّوى والثُّوى واحدتها ثُوَّة وَهِي: خِرْقة تُجعَل على الوَتِد يُسْنَد إِلَيْهَا السِّقاءُ فيُمْخَضُ لئلاّ يتخرَّق وَقيل هِيَ: خِرَقُ القِدْر وَمَا بَقِي فِي الدَّار من خرقَة أَو صُوفة، قَالَ الطرماح: رِفاقاً تُنادي بالنُّزولِ كأنَّها بَقايا الثُّوى وَسْطَ الدِّيار المُطَرَّح والبِنى والبُنى: جمع بِنْية وبُنْية، والمِدى والمُدى: جمع مِدْية ومُدْية وَهِي: السِّكِّين. وَمِمَّا يَخْتَلفُ أولُه بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وكلُّه باتفاقِ معنى: ماءٌ صِرىً وصَرىً: إِذا طالَ مُكثُه وتغيَّر. والفِحا والفَحا: البِزْر.
وَمِمَّا اخْتلف أوَّلُه بِالْفَتْح وَالضَّم واتَّفَق بالقَصْر وكلُّه بِاتِّفَاق معنى
العَسْرى والعُسْرى: بَقْلَة وَقد تقدم وَيُقَال لَيْلَة غَمَّىً مثل كَسْلَى: إِذا كَانَ فِي السَّمَاء غَمْيٌ وَهُوَ: أَن يَغُمَّ عَلَيْهِم الهِلال يُقَال صمنا للغِمَّى والغُمَّى، قَالَ الراجز: لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها أوغَلْتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها والغَمَّى: اسْم الغُمَّة والغُمَّى: اسْم الغَبَرة والظَّلمة والشِّدة الَّتِي تَغُمُّ القومَ فِي الْحَرْب: أَي تُغَطِّيهم، قَالَ كثير:(4/457)
خَروجٌ من الغَمَّى إِذا كَثُرَ الوَغى كَمَا انْجَلَتِ الظَّلْماءُ عَن لَيْلَةِ البَدْر والثَّنْوى والثُّنْيا من ثَنَيْت والرَّعْوى والرُّعْيا من رِعاية الحِفْظ وَرُبمَا اسْتعْمل ذَلِك فِي معنى الإرْعاء يَعْنِي الْإِمْكَان من الرِّعْي والرَّعْوى والرُّعْيا من ارْعَوَيْتُ والرُّعْيا: الْإِبْقَاء على الْإِنْسَان. قَالَ السكرِي: الرَّعْوى: البُقْيا شيءٌ يُرجَع إِلَيْهِ. ارْعَوَى: رَجَعَ. قَالَ ابْن جني: وَهَذَا كَلَام يفهم من ظَاهره أَن الرَّعْوى من لفظ ارْعَوَيْت وَلَيْسَ الْأَمر فِيهَا عِنْد أهل التصريف كَذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدهم من لفظ رَعَيْت وَأَصلهَا رَعْيَاً إِلَّا أَن اللَّام قلبت واواً لِأَن فَعْلَى هَهُنَا اسمٌ لَا صفة وَقد سبق القَوْل على هَذَا على أَن بعض أَصْحَابنَا ذَهَبَ إِلَى أَن ارْعَوَيْت لَيْسَ لامه فِي الأَصْل واواً بل أَصله عِنْده ارْعَيَيْت فكُرِه اجْتِمَاع الياءين فقلبت الأولى واواً ليختلف اللفظان وَكَأن قائلَ هَذَا القَوْل شَجُعَ عَلَيْهِ من موضِعين أَحدهمَا أَن معنى ارْعَوَيْت من معنى المُباقاة والرِّعاية وَالْآخر أَنه لم يَأْتِ عَنْهُم لفظ رع وفَلَمَّا كَانَ الْمَعْنى وَاحِدًا وَلم يَجِدْ لفظ رع وَفِي الْكَلَام حَمَلَه على أَنه من لفظ رَعَيْت وَأَن الْبَدَل وَقَعَ رَغْبَةً فِي اخْتِلَاف الحرفين كَمَا وَقع فِي الْحَيَوَان على مَا رَآهُ الْخَلِيل والرَّعاوَى والرُّعاوى: الْإِبِل الَّتِي تُعْتَمل ويُحتَمل عَلَيْهَا، قَالَ: تَمَشَّشْتَني حَتَّى إِذا مَا تَرَكْتَني كَنِضْوِ الرَّعاوى قُلتَ إنِّي ذاهبُ وَإِنَّمَا جُعل فِي بَاب فَعَاَلى وَإِن كَانَ لفظُه لفظ عَلاوى لِأَنَّهُ قد جَاءَ مِنْهُ لغةٌ على فُعالى فَلَو كَانَ فَعائِل مَا جَازَ فِيهِ الضمُّ لِأَن فُعائل شَاذ لَا يكون للْجمع فَهَذَا دَلِيل على أَنه لم يُكَسَّر واحدٌ لَهُ على رُعاوى وَإِن كَانَ لم يُذكَر لَهُ وَاحِد. والفَتْوى والفُتْيا: مَا أَفْتَى بِهِ الفَقيه وَقد حُكِيَت الفُتْوى وَهِي قَليلَة والبَقْوى والبُقْيا: البَقاء. مَا يُضَمُّ أَوله فيُقْصَر ويُفْتَح فيمد وَيقصر: العُوَّى والعَوَّى والعَوَّاء: الإسْت.
مَا يُفتَح فيمد وَيقصر وَيكسر فيمد لَا غير وَكله بِمَعْنى
الأَضَا والأَضاء والإِضاء: الغُدُر فواحدةُ الأَضا مَقْصُورا أَضاة وواحدةُ الأَضاءِ أَضاءَةٌ: قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَضَاةٌ وإضاء كرَحَبة ورِحاب وَلَيْسَ إضاءٌ جمع أَضاً الَّذِي هُوَ جمع أَضاة كَمَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم لِأَنَّهُ لَيْسَ كلُّ جمع يُجمَع وَإِنَّمَا يُوقَف من ذَلِك عِنْد المسموع. قَالَ ابْن جني: لَام الأضا وَاو لقَولهم ثَلَاث أَضَوَات. قَالَ: وَفِي الْكتاب أَضاءة وأَضَاء كدَجاجة ودَجاج. مَا يكسر أوَّله فيمد وَيقصر وَيفتح فيمد لَا غير: طُورُ تِينا وتِيناء وتَيْناء كسَيْناء.
وَمِمَّا جَاءَ على فَعَلٍ مَقْصُورا
ً الأَذى مِن أَذِيتُ، قَالَ الله تَعَالَى: (وَلَا جُناحَ عَلَيْكُم إنْ كَانَ بكُم أذَىً مِن مَطَر) . قَالَ ابْن جني: لامُ أَذَى عِنْدِي يَاء لاطِّراد الإمالة فِيهِ وَلِأَنَّهَا لَام وَالْيَاء أغلب على اللَّام من الْوَاو والأَذَى: شِبْه البَعُوض يَغْشَى الْوَجْه وَلَا يَعَضُّ، والأَسَا: الحُزْن ورجلٌ أَسِيٌّ وأَسٍ وَقد أَسِيَ أَسَاً والأَسا أَيْضا مصدر أَسَوْتُ الجرحَ أَساً وأَسْوَاً، قَالَ: عِنْدَهُ الصَّبْرُ والتُّقى وأَسا الصَّدْ عِ وحَملٌ لمُفْظِع الأَثْقال والعَثَا: لونٌ إِلَى السوَاد مَعَ كَثْرَة الشَّعَر يُقَال مِنْهُ للذّكر أَعْثَى وللأنثى عَثْوَاء. قَالَ الْفَارِسِي: وغَلَبَتْ العَثْواء على الضَّبُع لِكَثْرَة شعرهما كَمَا غَلَبَتْ عَلَيْهَا حَضاجِرُ لِعِظَمِ بَطنهَا حِين بُولِغ فِي ذَلِك والعَثَا: مصدر عَثِيَ(4/458)
الشَّعَرُ: الْتَبَد وبَعُدَ عَهْدُه بالمَشْط، والعَثَا أَيْضا: الْفساد وَقد عَثِيَ عَثاً، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَا تَعْثَوْا فِي الأرضِ مُفْسِدين) . وَمن الْعَرَب من يَقُول عَثَا وَمِنْهُم من يَقُول عاثَ والعَصَا: مَعْرُوفَة وكلُّ خشبةٍ عِنْد الْعَرَب عَصا. قَالَ ابْن السّكيت: وَلَا يُقَال عَصاةٌ، وَحكى الْفراء أَنه أول لَحْنٍ سُمِع بالعراق. والعَصَا أَيْضا مصدر قَوْلهم عَصِيَ بسَيْفِه عَصاً: إِذا أَخَذَه كَمَا تُؤخَذ العَصا، والعَصا: اسْم فرَس عَوْفِ بن الأَحْوَص وَقيل فرَس قَصير بن سَعْد اللَّخْمِي والعَصا أَيْضا: الجماعةُ وَمن ذَلِك قَوْله: إيَّاكَ وقَتيلَ العَصا. مَعْنَاهُ إياك وَأَن تكون قَاتلا أَو مقتولاً فِي شَقّ عَصا الْمُسلمين، وَيُقَال إِذا بلغ الْمُسَافِر مَوْضِعه وَأقَام بِهِ قد أَلْقَى عَصَاَه، قَالَ الشَّاعِر: فَأَلْقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عَنْهَا وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحافِرُهْ وَأَصله من العَصا الَّتِي يُتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وكلُّ ذَلِك أَلِفُه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال عَصَوْتُه بالعَصَا: أَي ضَربته بهَا فَأَما قَوْلهم عَصِيتُ بالعَصَا فَمن بَاب غَنِيَ وشَقِيَ أَي أَن أَصله الْوَاو وَإِنَّمَا انْقَلب إِلَى الْيَاء من أجل الكسرة، والعَصا: عَظْم السَّاق والعَذا جمع عَذاة وَهِي: الأَرْض الْبَعِيدَة من المَاء وَهِي أَيْضا: الطَّيِّبة التُّرْبة أَلفه منقلبة عَن الْوَاو للكسرة قبلهَا. والحَثا: حُطام التِّبْن والحَثا أَيْضا: قُشور التَّمْر وَهُوَ جمع واحدته حَثَاةٌ، قَالَ الراجز: تَسْأَلُني عَن بَعْلِها أَيُّ فَتَى خَبٌّ جَروزٌ وَإِذا جاعَ بَكى لَا حَطَبَ القَوْمَ وَلَا القَوْمَ سَقى وَلَا رِكابَ القومِ إِذْ ضَلَّتْ بَغَى وَلَا يُواري فَرْجَهُ إِذا اصْطَلى ويأْكُلُ التَّمْرَ وَلَا يُلْقي النَّوى كأنَّهُ حَقيبةٌ مَلأَى حَثَا والحَطا جمع حَطَاة وَهِي: القَمْلة والحَصى جمع حَصَاة وَقد حَصَيْته: رَمَيْته بالحَصَى والحَصَى أَيْضا: العَدَد وَأنْشد الْفَارِسِي للأعشى: ولَسْتَ بالأَكْثَر مِنْهُم حَصىً وإنَّما العِزَّةُ للكاثر والحَصاة: العَقْل فَعَلَة من أَحْصَيْتُ لإحصاء الْأَشْيَاء بِهِ والحَرى النَّاحِيَة والحَرى: جَانب الرجل وَمَا حَوْلَه. قَالَ ابْن جني: لَام الحَرى وَهُوَ الذَّرى عِنْدِي يَاء لقَولهم حَرى يَحْرِي: إِذا نَقَص وحَيَّةٌ حارِيَةٌ: إِذا نَقَص جِسْمُها وانْضَمَّ بعض أَجْزَائِهَا إِلَى بعض وَمِنْهَا تَحَرَّيْت الحَقَّ: أَي دَنَوْت مِنْهُ وقَرُبْت إِلَيْهِ وضايقته فَلم تَتَباعَدْ مِنْهُ وَكَذَلِكَ حَرَى الشيءِ: أَي مَا قَرُب مِنْهُ وَلم يَتَباعَد عَنهُ وَكَذَلِكَ حَرِيٌّ بِالْأَمر وحَرَىً: أَي صَقَبٌ مِنْهُ وغيرُ أَبْعَد عَنهُ والحَرَى: الصَّوْت أَلفه منقلبة عَن يَاء، حكى ثَعْلَب: سمعتُ لَهُ حَراةً: أَي صَوتا وَيُقَال بالحَرَى أَن تَفْعَل ذَلِك وَهُوَ حَرَىً بذلك: أَي خَليق لَا يُثَنَّى وَلَا يجمع وَلَا يؤنث لِأَنَّهُ مصدر والحَرى: أُفْحوص البَيْض، قَالَ: بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عَن حَرَاها والحَرَى: كِناسُ الظَّبْي والحَقا مصدر قَوْلك حَقِيَ الرجلُ حَقاً: إِذا اشْتَكى حَقْوَه وَهُوَ مَعْقِد الْإِزَار من الخَصْر من كل نَاحيَة وجمعُه أَحْقٍ وحُقِيٌّ وحِقاءٌ والحَقا أَيْضا: مَغَصٌ فِي الْبَطن وَقد حُقِيَ وألفه منقلبة عَن وَاو من الحَقْوة وَهُوَ: وَجَعٌ يَأْخُذ فِي الْبَطن من يَأْكُل اللَّحْم بَحْتاً فيقعَ عَلَيْهِ المَشْيُ كَذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي عبارَة الحَقْوة. والحَذى: مصدر حَذِيَتِ الشاةُ حَذىً: إِذا انْقَطع سَلاها فِي بَطنهَا فاشْتَكَتْ، والحَشا: مَا دون الْحجاب مِمَّا فِي الْبَطن كلِّه من الكَبِد والطِّحال والكَرِش وَمَا تَبِع ذَلِك فَهُوَ حَشاً كلُّه والحَشا أَيْضا: ظَاهر الْبَطن وَهُوَ الحِضْن وَقيل هُوَ: مَا بَين ضِلَع الخِلْف الَّتِي فِي آخر الجَنْب إِلَى الوَرِك يُقَال فِي تثنيته حَشَيان(4/459)
وحَشَوان وَقد حَشَيْته: أصَبْت حَشاه، والحَشا: الرَّبْوُ، يُقَال حَشِيَ حَشاً وَرجل حَشْيان وحَشٍ وَامْرَأَة حَشْيا وحَشِيَةٌ والحَشا أَيْضا: الطرَف من الْأَطْرَاف والناحيةُ من النواحي وَأنْشد أَبُو عَليّ: يقولُ الَّذِي يُمْسي إِلَى الحِرْزِ أهْلُه بأَيِّ الحَشا سَار الخَليطُ المُبايِنُ قَالَ ابْن جني: لَام الحَشا يحْتَمل أَن يكون واواً وَأَن يكون يَاء لأَنهم يَقُولُونَ حَشَيْت الظَّبْيَ بِالسَّهْمِ وحَشَوْته وَقَالُوا أَيْضا حَشَأْته بِالْهَمْز فَإِن كَانَ كَذَلِك فهمزته مبدلة بِمَنْزِلَة خَسا من قَوْلهم خَساً وزَكاً وبمنزلة سَبا فِي قَوْلهم أيادي سَبا وَيُقَال فلَان فِي حَشا فلَان: أَي فِي ذَراه وكنَفِه، والحَشا: مَوضِع والحَجا: المَلْجَأ الَّذِي يُلتَجَأ إِلَيْهِ وَيُقَال هُوَ الْجَانِب والحَجا جمع حجاةٍ وَهِي: نُفَّاخات المَاء الَّتِي تكون فَوْقه إِذا قَطَرَ فِيهِ الْمَطَر، يكْتب بِالْألف، قَالَ: أُقَلِّبُ طَرْفِي فِي الفَوارِسِ لَا أَرى حِزاقاً وعَيْنِي كالحَجاة من القَطْر قَالَ الْفَارِسِي: وأُرى اشتقاق حُجَيَّة اسْم رجل مِنْهُ وَيُقَال إنَّه لَحَجاً أَن يفعل ذَاك، وحجٍ وحَجِيٌّ: أَي خَليق، وحَبا جُعَيْران: نَبْت، وحَما المرأةِ: أَبُو زَوجهَا، وَيُقَال مَا حَلِيَ مِنْهُ بِخَير حَلىً: أَي مَا أصَاب مِنْهُ خيرا، والحَذا مصدر حَذِيَ بِالْمَكَانِ فَهُوَ حَذٍ: لَزِمَه فَلم يَبْرَحْه. وهَلاً هَلاً: زَجْرٌ للخيل، وَقَالَت ليلى الأَخْيَلِيَّة تهجو النَّابِغَة الْجَعْدِي: وعَيَّرْتَني داءاً بأُمِّكَ مِثْلُهُ وأَيُّ جَوادٍ لايقال لَهَا هَلا وَقد يسْتَعْمل فِي النَّاس عِنْد النَّهْي والتّوعُّد قَالَ الْجَعْدِي: أَلا يَا ازجُرا ليلى وقولا لَهَا هَلا وَهَيا: زَجْرٌ لإبل وَألف هَلاَ وهَيَا غيرُ معيَّنة الانقلاب، وهَجَا هَجاً زَجْرٌ بِمَعْنى اخْسأْ يُقَال لما خَسَأْته عَنْك هَجاً، هَجاً وهَجٍ، هَجٍ وهَجْ، هَجْ وَقْفٌ بِغَيْر تَنْوِين قَالَ الراجز: تَسْمَعُ للأعْبُدِ زَجْراً نافِجاً مِن قِيلِهم أَيا هَجا أَيا هَجا(4/460)
وَقَالَ: سَفَرَتْ فقلْتُ لَهَا فتَبَرْقَعَتْ فَذَكَرْتُ حِين تَبَرْقَعَتْ ضَبّارا ضَبّارٌ: كَلْب، وهَجِيَتْ عينُه هَجاً: غارت، والخَنا: الفُحْش وَالْكَلَام الْقَبِيح، وَقد أخنى فِي مَنْطِقه وخَنا يَخْنو قَالَ زُهَيْر: إِذا أَنْت لم أنتَ لم تُقْصِرْ عَن الجَهل والخَنا أَصَبْتَ حَلِيمًا أَو أصابكَ جاهلُ والخنا: الْفساد من قَوْله: أَخْنى عَلَيْهَا الَّذِي أَخنى على لُبَدِ وخَسا وزَكا، خَسا فَرْدٌ وزَكا زوجان، وَيجوز خَساً وزكاً منوَّنين وَيكْتب بِالْألف لِأَنَّهُ من خَسَأَ مَهْمُوز وَيُقَال لَحْمه خَظاً بَظاً كَظاً ورجلٌ خَظْوان قَالَ: قد عَلْقَتْ بعدكَ حِنْزاباً وزَا خاظِي البَضِيع لحمُه خَظاً بَظا الحِنزاب: الْقصير الغليظ، وخَظِيَ لحمُه خَظَىً: تبَتَّر، والخَذا: استرخاء الأُذن من أَصْلهَا وانكسارها على الْوَجْه يكون فِي النَّاس وَالْخَيْل والحُمُر خِلقة أَو حَدثا أَلفه منقلبة عَن وَاو يُقَال أُذُنٌ خَذْواء ووقعوا فِي ينَمَة خَذْواء: أَي أَنَّهَا قد نمت حَتَّى تَثَنَّتْ وَهِي من أَحْرَار البُقول، وَيُقَال هُوَ خَجاةٌ من الخَجا: أَي قَذِرٌ لئيم قَالَ: يَا ابْن الخَجا ولَساءَ مَا أنْ تَفعَلا والخَزا: الخِزْيُ، والغَسا: البلح واحدته غَساة أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم غَسَواتٌ، والغَوى مصدر، غَوِيَ الفصيلُ غَوىً: أَي بَشِمَ من لبن أمه قَالَ الشَّاعِر يصف الْقوس: مُعَطَّفَة الأَثْناء لَيْسَ فَصيلُها برازِئِها دَرّاً وَلَا مَيِّتٍ غَوَى فصيلها: سهمها وَقيس يَقُولُونَ غَوِيَ السَّخْلة: إِذا مَاتَت أُمُّه وَسَاءَتْ حَاله وهزل واضطرب، والغَضَى: شجر مَعْرُوف وَيُقَال إِن جَمْره أبْقى الجَمْر وأَحْسَنه. قَالَ ابْن جني: لَام الغَضَى يَاء لقَولهم فِي فَعْلاء مِنْهُ الغَضْياء كَمَا قَالُوا القصْباء والشَّجْراء، وَأهل الغضَى: أهل نجد لكثرته هُنَاكَ، والغَمَى: أَن يَغُمَّ على النَّاس الهلالُ، أَلفه منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال فِي السَّمَاء غَمْيٌ مثل رَمْيٍ وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ وَيُقَال رجلٌ غَمَىً للمشرف على الْمَوْت، وَلَا يثنَّى وَلَا يجمع وَلَا يؤَنَّث لِأَنَّهُ مصدر، والغَشَى: أَن يتغشَّى وجهَ الشَّاة بياضٌ، أَلفه منقلبة عَن وَاو لأَنهم يَقُولُونَ شاةٌ غَشْواء، والعَقا: مَا يخرج من الصبيِّ فَيرمى بِهِ، وَقد عقَّيْته وأَعْقَيْته: نقَّيْته من عَقاه، والعَقا أَيْضا: مَا ينَقَّى من الْإِبِل، والغَذا: بَوْل الْجمل، أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم غَذَا بولُه يَغْذو: تقطَّع، وَقد غَذّى ببوله: قطَّعه، والقَفا: وَرَاء العُنُق وَجمعه أَقْفٍ وأَقْفَاء وقُفِيٌّ وقِفِيٌّ أَلفه منقلبة عَن وَاو لأَنهم يَقُولُونَ قَفَوْته وَيُقَال لَا أَفْعَله قَفَا الدَّهْر: أَي طُولَه وَهُوَ قَفَا الأَكَمة وبِقَفاها: أَي بِظَهْرِها وَيُقَال للشَّيْخ إِذا كَبِرَ رُدَّ على قَفَاَه والقَذَى: الَّذِي يَقَعُ(4/461)
فِي الْعين وَقد قَذِيَتْ عَيْنُه: سَقَطَ فِيهَا القَذَى وقَذَتْ قَذْيَاً: رَمَتْ مَا فِيهَا من القَذَى وقَذَيْتها قَذْيَاً واَقْذَيْتها: رَمَيْت فِيهَا القَذَى وقَذَّيْتها: أَخْرَجتُ مِنْهَا القَذَى وَأنْشد الْفَارِسِي: يَقُولُونَ إِذا طَال اعْتِلالُكَ بالقَذَى أَجِدَّكَ ى تُلْفِي لعَيْنَيْك قاذِيا قَالَ: وَأخذ الحطيئة هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ: إِذا مَا العَيْنُ سالَ الدَّمْعُ مِنْهَا أَقول بهَا قَذىً وَهُوَ البُكاء والقَذَى هَهُنَا يكون مصدرا واسماً وَإِذا كَانَ اسْما فَهُوَ جمع قَذاةٍ وَيُقَال لما يَسْقُط فِي الشَّرَاب أَيْضا قَذىً قَالَ الأخطل يَصِفُ جَلِيسا ثَقُل عَلَيْهِ: ولَيْسَ القَذى بالعُود يَسْقُط فِي الإنا وَلَا بذُبابٍ قَذْفُهُ أَيْسَرُ الْأَمر وَلَكِن قَذَاها زائرٌ لَا نُحِبُّه تَرامَتْ الغِيطانُ مِن حيثُ لَا نَدري والقَذى: بَيَاض تَرْمِي بِهِ الشاةُ عِنْد إرادتها الْفَحْل وَقد قَذَتْ قَذْيَاً وَقيل هُوَ مَا هَراقَت من ماءٍ ودمٍ قبل الْوَلَد ويعده وَيُقَال للسُّحْنة هُوَ قَذَى عَيْنٍ والقَعا: رَدَّة فِي أَنْفِ الرجل وَذَلِكَ أَن تُشْرِفَ الأرنبة ثمَّ تُقْعي نَحْو القَصَبة وَقد قَعِيَ قَعاً وأَقْعَتْ أَرْنَبَتُه وأَقْعَى أَنْفُه وَرجل أَقْعَى وامرأةٌ قَعْوَاء وَقد يُقعي الرجلُ فِي جُلُوسه كَأَنَّهُ مُتسانِدٌ إِلَى ظَهره والقَطا جمع قَطاة يكْتب بِالْألف وَالْيَاء لِأَنَّهُ يُقَال قَطَوَات وقَطَيَات فِيمَا حكى ابْن السّكيت وَكتابه بِالْألف أَكثر وَهُوَ: ضرب من الطير والقَطا جمع قَطاة وَهُوَ: مَا بَين الوَرِكَيْن وَيُقَال فِي مَثَلٍ يُضرب للرجل الأحمق: مَا يَعْرِف قَطاتَه من لَطاتِه. لَطاتُه: جَبهته فَمَعْنَاه مَا يعرف من حُمْقه أَعْلَاهُ من أَسْفَله والقَرا: الظَّهْر أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال نَاقَة قَرْوَاء: أَي عَظِيمَة القَرا. قَالَ ابْن جني: لَا يمْتَنع عِنْدِي أَن يُجمَع قَراً على قِرْوان كَشَبْثٍ وشِبْثان وبَرَقٍ وبِرْقان وتاج وتيجان وقاعٍ وقِيعان وأخٍ وإخْوان وأَمَةٍ وإمْوان وَهُوَ بَاب وَأنْشد: إِذا نَفَشَتْ قِرْوانَها وتَلَفَّتَتْ أَشَتَّ بهَا الشُّعْرُ الصُّدر القَراهِبُ قِرْوانُها: ظهورُها. قَالَ: فَإِن قلت فَإِن الضَّبُع إِنَّمَا لَهَا ظَهْر وَاحِد فَفِي ذَلِك شَيْئَانِ أَحدهمَا أَن الْغَرَض لَيْسَ ضَبُعَاً وَاحِدَة وَإِنَّمَا يَقُول إِن الضِّباع تَأتي الفَتْلى فَمَعْنَى الجمعية حَاصِل هُنَاكَ وَالْآخر أَنَّهَا لَو كَانَت وَاحِدَة لجَاز الْجمع كَأَنَّهُ جعل كل جُزْء من ظَهْرِها ظَهْرَاً على قَوْلهم شابَتْ مَفارَقُه وبَعيرٌ ذُو عَثاثِينَ وَامْرَأَة وَاضِحَة اللَّبَّات والقَدا: طِيبُ ريح الطَّعام أَلفه منقلبة عَن وَاو لأَنهم يَقُولُونَ قَدِيَ الطعامُ قَداً وقَداةً وقَداوَةً: إِذا كَانَ طَيِّبُ الرّيح والطَّعْم والقَنا: احديداب فِي الأَنْف أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال امْرَأَة قَنْوَاء وَرجل أَقْنَى والقَنا: جمع قَناة. قَالَ أَحْمد بن يحيى: كلُّ خَشَبَة عِنْد الْعَرَب قَناةٌ وقَنا: اسْم جبل يكْتب بِالْألف وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ صِدْنا قَنَوْينِ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابةَ ضَرْغَد والقَنا: الْقَامَة، والقَنا: العِذْقُ الَّذِي يُقَال لَهُ الكِباسة أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ قِنْوٌ وَالْجمع فيهمَا أَقْنَاء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: لَا يُقَال لَهُ قَناً إِلَّا أَن يكون من حَشَف التَّمْر، والقَنا: الأوْصال وَهِي العِظام التَّوامُّ(4/462)
بِمَا عَلَيْهَا من اللَّحْم وقَنِيتُ الحَياء قَناءً: لَزِمْته والكَثا: شَجَرٌ كَشَجَر الغُبَيْراء والجَها: انكشاف الْبَيْت، أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم فِي هَذَا الْمَعْنى بَيِّنَةٌ جَهْوَاء والجَأَى مصدر قَوْلهم أَجْأَى بيِّن الجَأَى وَهُوَ: غُبْرة فِي حُمْرة وَقيل كُدْرة فِي صُدْءَةٍ وَقد جَئِيَ جَأىً واجْأَوَى فَهُوَ أَجْأَى والأُنثى جَأْوَاء وَحكمه أَن يكْتب بِالْألف لقَولهم فِي مَعْنَاهُ جُؤْوة وفرَس جَأْوَاء وَلَكنهُمْ كَرهُوا الْجمع بَين أَلفَيْنِ فكتبوه بِالْيَاءِ كَمَا كَرهُوا الْجمع بَين الياءين فِيمَا حكمه أَن يكْتب بِالْيَاءِ من جِهَة التصريف أَو جِهَة مُجَاوزَة الثَّلَاثَة فَيكْتب بِالْألف والجَوى: الهَوى الْبَاطِن وَكَذَلِكَ الجَوى: السُّلُّ وتَطاوَل المَرِض. قَالَ ابْن جني: لَام الجَوى يَاء لجَوَاز إمالتها وَلِأَن الْعين وَاو فِيهَا وَقد جَوِيَ والجَوى: داءٌ يَأْخُذ فِي الصَّدْر وَقد جَوِيَ فَهُوَ جَوٍ وجَوىً وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وجَوِيتُ الطعامَ جَوىً: كَرِهْتُه وجَوِيَتْ نَفْسِي جَوىً: لم تُوافِقك البلادُ والجَبى: مَا حَوْلَ الحَوْض والبِئر وَقيل مقامُ الساقي على الطَّيِّ يكْتب بِالْيَاءِ وَجمعه أَجْبَاء وَأنْشد: حَتَّى إِذا أَشْرَفَ فِي جَوْفِ جَبَى والجَبى أَيْضا: الْحَوْض الَّذِي يُجْبى فِيهِ المَاء أَي يُجمَع والجَبى أَيْضا: المَاء وَجمعه أَجْبَاء والجَبى: مَوضِع وجَبى بِراقٍ: مَوضِع بالجزيرة والجَنى: مَا جَنَيْتَ من الثَّمَر أَلفه منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال جَنَيْت والجَنى جمع جَناة وَهِي: مَا اجْتَنَيْت والجَنى: الكَلأُ والكَمْأَة قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وَفِي الصَّيْفِ يَبْغِيهِ الجَنى كالمُناحِب وَفِي الْمثل: هَذَا جَنايَ وخِيارُهُ فِيهِ. قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ شِعْر وَهُوَ الصَّحِيح أَعنِي إِذا أسكت الْهَاء فَيكون من مَوْقُوف مَشْطُور السَّريع والجَنى: الرُّطَب والجَنى: العَسَل والشَّجَا: الحُزْن يُقَال شَجاه شَجْوَاً والشَجا أَيْضا: الغَصَص يُقَال شَجِيَ شَجاً، قَالَ: وكُنتُ فِي حَلْقٍ باغِيهِ شَجاً وعَلى أَعْنَاقِ حُسَّادِهِ فِي ثَغْرِهِمْ جبَلا والشَّغا: أَن تَخْتَلِف نَبْتَةُ الأسْنان وَلَا تَتَّسِق يَطول بعضُها ويَقْصُر بعض يُقَال شَغِيَتِ السِّنُّ شَغاً أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال عُقاب شَغْوَاء لِتَعَقُّفٍ فِي مِنْقارها وَقد قَالُوا امْرَأَة شَغْيَاء فِي هَذَا الْمَعْنى فإمَّا أَن يكون ذَلِك على المعاقبة وَإِمَّا أَن يكون شَغِيَتْ غير منقلبة والأجود أَنَّهَا منقلبة لِأَن شَغْوَاء أَعْرَف من شَغْيَاء والمعاقبة فِي كَلَامهم كثير وَقد أَنْعَمْت بَابه فِيمَا تقدم من هَذَا الْكتاب والشَّذا: حَدُّ كل شَيْء يكْتب بِالْألف لقَولهم شَذَوَات، قَالَ: فَلَوْ كَانَ فِي لَيْلَى شَذاً مِن خُصومةٍ لَلَوَّيْتَ أَعْنَاق الخُصومِ المَلاوِيا والشَّذا: كِسَرُ العُود الَّذِي يُتَطَيَّب بِهِ والشَّذا جمع شَذاة وَهُوَ: ضَرْبٌ من الذُّباب وَقيل هِيَ: ذُبابةٌ تَعَضُّ الْإِبِل وَمِنْه قيل للرجل آذَيْتَ وأَشْذَيْت وَقيل الشَّذا: ذُباب الكَلْب وَقيل كلُّ ذُبابٍ شَذىً والشَّذا: شجرٌ يُتَخَذ مِنْهُ المَساويكُ وشَذاً: مَوضِع، قَالَ ابْن مقبل:(4/463)
كأنَّ مِلاحاً مِن شَذىً فِي مَقِيلِها غّدا الرَّكْب مِن جَيْشَان عَنْهَا جَوانِبا وَقيل إِن الشَّذا فِي الْبَيْت الأَذَى وشَحا لَا تُجْرَى: ماءةٌ لبَعض الْعَرَب تكْتب بِالْيَاءِ وَالْألف لأَنهم يَقُولُونَ شَحَوْت وشَحَيْت. قَالَ الْفَارِسِي: وَيُقَال لَهَا وَشْحَاة. وَقَالَ: وَجَدْت بِخَط أبي إِسْحَاق بُرْقَة وَشْحَى وَلم أرها إِلَّا فِي شعر وَهِي مَقْصُورَة فِيهِ وَأنْشد فِي شَحا: ساقي شَحا يَميدُ مَيْدَ المَخْمورْ والشَّبا: حَدُّ كل شَيْء يكْتب بِالْألف وبالياء وَلَا أَدْرِي من أَيْن كُتِبَتْ بِالْيَاءِ وَقد حكى الْفَارِسِي أَن أَحْمد بن يحيى قَالَ اشتقاق شَبْوَة مِنْهُ وَهِي العَقْرَب والشَّبا: وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة والشَّبا: الطُّحْلُب يَمَانِية والشَّوى جمع شَواة وَهِي جِلْدة الرَّأْس قَالَ تَعَالَى: (نَزَّاعَةٌ للِشَّوى) . والشَّوى: إخْطاء المَقْتَل وَقد أَشْوَاه: أَخْطَأ مَقْتَلَه، قَالَ: أَرْمِي النُّحورَ فأُشْويها وتَثْلِمُني ثَلْمَ الْإِنَاء فأَغْدو غيرَ مُنْتَصِر وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَشْوَاه: لم يُصِب مَقْتَله وشَواه: أَصَابَهُ والشَّوى: اليدانِ والرِّجْلان وَيُقَال كلُّ ذَلِك شَوىً مَا سَلِمَ دينُك: أَي هَيِّنٌ، قَالَ: وكُنتُ إِذا الأَيَّامُ أَحْدَثْنَ هالِكاً أقولُ شَوىً مَا لم يُصِبْنَ صَميمي أَي هَيِّن والشَّوى أَيْضا: رُذال المَال وَأنْشد: أَكَلْنا الشَّوى حَتَّى إِذا لم نَجِدْ شَوىً أَشَرْنا إِلَى خَيْرَاتِها بالأَصابِع وَقد أَشْوَى من الشَّيْء أَبْقَى وَالِاسْم الشَّوى، قَالَ الْهُذلِيّ: فإنَّ من القَوْلِ الَّتِي لَا شَوى لَهَا إِذا زَلَّ عَن ظهرِ اللسانِ انْفِلاتُها والشَّفا: حَرْفُ الشَّيْء. قَالَ ابْن جني: لامه وَاو لقَولهم فِي التَّثْنِيَة شَفَوَان والشَّفا: بَقِيَّة الهِلال وَالشَّمْس والبصرِ والنفسِ والنهارِ وَمَا أشبه ذَلِك وَقيل شَفا كلِّ شَيْء: بَقِيَّته، والشَّلا: العُضو أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ شِلْوٌ وَالْجمع مِنْهُمَا أَشْلاء وشَطا: أرضٌ إِلَيْهَا تُنسَب الثِّيَاب الشَّطَوِيَّة والضَّنى من المَرَض يُقَال ضَنِيَ ضَنىً وَهُوَ ضَنٍ وأَضْنَاه المرضُ وَيُقَال رجلٌ ضَنىً. قَالَ الْفَارِسِي: بَعضهم لَا يثنيه وَلَا يجمعه وَلَا يؤنثه وَبَعْضهمْ يثني وَيجمع وَيُؤَنث وَأنْشد لعوف بن الْأَحْوَص: أَوْدَى بَنيَّ فَمَا برَحْلِي منهمُ إلاَّ غُلاماً ببيئةٍ ضَنَيَانِ والبِيئَة: الْحَالة والضَّنى: كَثْرَة الْوَلَد غير مَهْمُوز يكْتب بِالْيَاءِ وَرُبمَا هُمِز يُقَال ضَنَتْ المرأةُ تَضْنِي والضَّفَا: جَانب الْموضع أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي تثنيته ضَفَوَان، والضَّهى: عِلَّة الضَّهْياء وَهِي الَّتِي لَا تحيض وَقد ضَهِيَتْ والصَّهى: نُدُوَّة الجُرح وَقد صَهِيَ والصَّخى: مصدر صَخِيَ الثوبُ فَهُوَ صَخٍ: اتَّسَخ والصَّغا: المَيْل يُقَال صَغَوْت إِلَيْهِ صُغُوَّاً وصَغاً وَحكى صَغَا يَصْغَى ويَصْغُو صَغاً وصَغْوَاً وصُغْياً وصَغِيَ صَغاً وَيُقَال صَغاكَ مَعَه وصَغْوُك وصِغْوُك وصاغيةُ الرجلِ: الَّذين يميلون إِلَيْهِ ويأتونه مِنْهُ وَيُقَال صَغَتِ الشمسُ صَغْوَاً وصَغاً والشمسُ صَغْوَاء أَي مائلةٌ للمَغيب وكلُّ مُمالٍ مُصْغىً وَمِنْه أَصْغَى حَظُّه: أَي نَقَصَه وَذَلِكَ أَنه يُميله إِلَى النَّقْص والصَّوى مصدر صَوِيَت النخلةُ: عَطِشَتْ وضَمَرَتْ وصَوَتْ تَصْوِي صُوِيَّاً وصَوَّت لُغَة وصَوَّها العَطَشُ وَقد(4/464)
يسْتَعْمل الصَّوى فِي غير النَّخْلَة وَأنْشد الْفَارِسِي: قد أُبِيَتْ كلُّ ماءٍ فَهْيَ صاوِيةٌ مَهْمَا تُصِبْ أُفُقاً من بارقٍ تَشِم والصَّرى: الحَفْل وَقد صَرَّيْتها، قَالَ الراجز: بازِلُ عامٍ أَو بَزولُ عامِها فِيهَا صَرىً قد ردَّ من إعْتامِها والصَّدى مصدر صَدِيَ: أَي عَطِشَ. قَالَ الْفَارِسِي: قَالَ أَبُو زيد: أَصَمَّ اللهُ صَداه وَهُوَ السَّمْع والدِّماغُ وحَشْوُ الرَّأْس والصَّدى: الَّذِي يُجيبك إِذا كنتَ فِي جبل أَو بَيت خَال. قَالَ ابْن جني: لَام الصَّدى يَاء لاستمرار الإمالة فِيهَا والصَّدى: طَائِر تتشاءم بِهِ الْعَرَب وَزعم بَعضهم أَنه يَتَجَمَّع مِن عِظَام الْمَيِّت وَجمعه أَصْدَاء، قَالَ تَوْبَة: وَلَوْ أنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ عليَّ وفَوْقِي تُرْبَةٌ وصَفائحُ لَسَلَّمْتُ تَسْلِيمَ البَشاشَةِ أَوْزَقا إِلَيْهَا صَدىً مِن جَانب القَبْرِ صائحُ يُقَال إِنَّه ذَكَرُ البُومِ وَإِنَّمَا سُمي صَدى لِأَنَّهُ يَأْوِي الْقُبُور فَسُمي بصَدى الْمَيِّت وَهُوَ بدنه والصَّدى: الحاذق برِعْيةِ الإبلِ ومَصْلَحَتِها، يُقَال هُوَ صَدى إبل، والصَّدى: اللَّطِيف الْجد وَأنْشد الْفَارِسِي: أَلا إِنَّمَا غادَرْتِ يَا أُمَّ مالكٍ صَدىً أَيْنَما تَذْهَبْ بِهِ الرِّيحُ يَذْهَبِ قَالَ: وَقَالَ بَعضهم أُراه أَبَا زيد الصَّدى: بدن الْإِنْسَان وَهُوَ مَيْت وَأنْشد: لَا زالَ مِسْكٌ ورَيْحانٌ لَهُ أَرَجٌ على صَداكِ بصافي اللَّوْنِ سَلْسَالِ والصَّدى: فِعْل المُتَصَدِّي وسَحا: اسْم بِئْر والغالبُ على ظَنِّي أَنَّهَا شَحا وَقد تقدم، والسَّبا: سَبَائِبُ الكَنَّان فَأَما قَول عَلْقَمَة بن عَبَدَة: مُقَدَّمٌ بسَبا الكَنَّانِ مَلْثُومْ فقد قيل إِنَّه أَرَادَ السَّبائب فَحذف وَهُوَ من شَاذ الْحَذف وَقد قيل إِن السَّبا هِيَ السَّبائب وَلَيْسَ على الْحَذف والسَّلى: الجِلْدة الرقيقة الَّتِي يكون فِيهَا الْوَلَد أَلفه منقلبة عَن يَاء يُقَال شَاة سَلْيَاء وَقد سَلَيْتها سَلْيَاً: نَزَعْتُ سَلاها والسَّلى يكون للمرأةِ والشاةِ وَهُوَ من الأول وَقد سَلِيَتِ الشاةُ سَلىً: انْقَطع سَلاها فِي بَطنهَا فاشتكت والسَّتى: لُحْمَة الثَّوْب كالسَّدى فِي مَعْنَاهُ وتصريفه والزَّوَى: الْقصير والطَّنى: لُزوقُ الطِّحال بالجنب، وَأنْشد: أَكْوِيهِ إمَّا أرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاًكَيَّ المُطَنِّي من النُّحْزِ الطَّنى الطَّحِلا المُطَنِّي: الَّذِي يُطَنِّي البعيرَ إِذا طَنِيَ يَكْوِيه من الطَّنى والطَّنى أَيْضا: الرِّيبة، والطَّنى: الفُجور والطَّنى: الظنُّ مَا كَانَ والطَّنى: غَلْفَقُ المَاء والطَّنى: شِرَاء الشّجر وَقيل بَيْعُ ثَمَر النّخل خَاصَّة وَقد أَطْنَيْتُها: بِعْتُها وأَطْنَيْتها: اشْتَرَيْتهَا والدَّخى: الظُّلمة فِي بعض اللُّغَات والدَّقا: أَن يَشْرَب الرُّبَع من اللَّبن حَتَّى يَمْتَلئ يُقَال تَرَكْته سَكْرَان كأنَّه رُبَعٌ دَقٍ وَقد دَقِيَ وَنَظِيره فِي الْوَزْن وَالْمعْنَى الأَخَذُ والطَّنَخُ والدَّقا: انْصِباب القَرْنَيْن إِلَى طَرَف العِلْباوَيْن وألفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال شَاة دَقْوَاء وَنَظِيره فِي الْوَزْن وَالْمعْنَى المَيَل والعَوَجُ والدَّدا: اللَّهْو يكْتب بِالْألف لِأَن أَصله مَجْهُول وَمَا جهل من هَذَا الْقَبِيل كتب بِالْألف وَنَظِيره المَرَح والطِّرَب وَفِي الدَّدا(4/465)
لُغاتٌ قد تقدم ذكرهَا، والدَّبا: جمع جَباة وَهِي: صِغار الجَراد. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا تحرَّك فَهُوَ دَبىً. قَالَ أَبُو زيد: دَبا الجَرادُ يَدْبُو والدَّبا ودَباً موضعان. قَالَ ابْن السّكيت: جَاءَ بِدَبا دُبَيٍّ ودَبا دُبَيَّيْن وَحكى غَيره دُبَيَّان وَذَلِكَ: إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكثير والدَّلا جمع دَلاة وَهِي: الدَّلْو وَقد قيل الدَّلا: الدَّلْو، قَالَ الراجز: يَزْيِدُها مَخْجُ الدَّلا جُموما والدَّنى مصدر دَنِيَ: إِذا خَسَّ وَهِي الدَّناية فَأَما الدَّنيءُ والدَّانئُ فالخبيث الفَرج الماجِنُ من قوم أَدْنِياء على وزن أَفْعِلاء وَقد دَنَأَ يَدْنَأ دَنَاَءةً والدَّنا: مَوضِع من أَرض كلب والدَّمى: مصدر دَمِيَ أَلفه منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال فِي تثنيته دَمَيَان، قَالَ: فَلَوْ أنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا جَرى الدَّمَيَانِ بالحَبَرِ اليَقينِ مَعْنَاهُ أَن الرجلَيْن المُتعاديَيْن فِيمَا قَالَت الْعَرَب إِذا قُتِلا لم تَخْتَلِط دماؤهما وتفرَّقَت فَيَقُول لَو ذُبِحنا مَعاً لتَشَبَّعَت مَسالكُ دمائنا وَلم تَلْتَقِ فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على مَا كُنَّا عَلَيْهِ من الحِقْد والتَّوى: الهَلاك وَقد تَوِيَ وَيُقَال تَوِيَ مَاله: أَي هَلَكَ، قَالَ رؤبة: أَنْقَذَني منْ خَوْفِ مَا خَشِيتُ رَبِّي وَلَوْلَا دَفْعُه تَوِيتُ والظَّمى: سُمْرة فِي الشًّفَتَيْن واضْطِمارٌ، وَقيل هُوَ: سَواد فِي الشفتين أَلفه منقلبة عَن يَاء. قَالَ أَبُو عبيد: رجل أَظْمَى: أَسْوَد الشفتين وَامْرَأَة ظَمْيَاء: سَوْدَاء الشفتين والأَظْمى من الرِّماح: الأسمر، قَناةٌ ظَمْيَاء، والظَّمى: قِلَّة دَمِ اللِّثَة ولَحْمِها وَهُوَ يَعْتَري الحَبَش والضَّرى والضَّراوَة مصدر ضَرِيتُ بِهِ: إِذا لَزِمْتهُ قَطُّ والذَّوى مصدر ذَوِيَ العُودُ: يَبِسَ والذَّوى: جمع ذَواةٍ وَهِي: قِشْرة حَبِّ الحَنْظَل والذَّرا: الخَلْق يُقَال مَا أَدْرِي أيُّ الذَّرَا هُوَ. والذَّرا: عدد الذُّرِّيَّة وكلُّ مَا تَذَرَّيْت بِهِ أَي اسْتَتَرْت فَهُوَ ذَراً وَيُقَال فلَان فِي ذَرا فلَان: أَي فِي ظِلِّه وناحيته. قَالَ ابْن جني: لَام الذَّرا وَلَو لِأَنَّهُ من لفظ الذَّرْو وَمَعْنَاهُ، والذَّرا: مَا ذَرَوْتَ من شَيْء: أَي طيَّرْته وأَذْهَبْته، أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم مرَّ فِي ذَرْوٍ من النَّاس وَقَالَ حُمَيْد: وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيهِ النَّدى ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الهُوجُ الدُّرُجْ والذَّرى: مَا سَفَتْه الريحُ من التُّرَاب، الْوَاحِدَة ذَرَاَةٌ وَكَذَلِكَ مَا تَذَرَّى من السُّنْبُل عِنْد الدَّرْس ذَراةٌ والذَّرى: مَا انْصَبَّ من الدَّمْع وَقد أَذْرَتِ العَيْنُ الدَّمْع، والثَّأى: الْفساد يَقع بَين الْقَوْم وَأَصله فِي الخَرْز وَقد أَثْأَيْتُ الخَرزَ: أَي خَرَمْته فصَيَّرْت خَرْزَتَيْن وَاحِدَة وَالِاسْم الثَّأَى وَقد ثَأَىَ يَثْأَى ثَأْيَاً وَهُوَ خَرْزٌ ثَئِيٌّ والثَّتا: جمع ثَتاة وَهِي: قُشور(4/466)
التَّمْر ورَدِيئه والثَّتا: سَوِيقُ المُقْلولا أَدْرِي أَمن الْيَاء هما أم من الْوَاو. والرَّحا: الَّتِي يُطحَن فِيهَا، تُكتَب بِالْألف وَالْيَاء لِأَنَّهُ يُقَال رَحَوْت الرَّحا ورَحَيْتُها وَقَالُوا رَحَوَان ورَحَيَان وَجَمعهَا أَرْحَاء فَهَذَا هُوَ الْجمع الْمَشْهُور حَتَّى إِن سِيبَوَيْهٍ قَالَ وَلَا نعلمهُ كُسِر على غير ذَلِك وَقد حكى غَيره: أَرْحٍ ورُحِيٌّ وأَرْحِيَة وَأنْشد: ودارَتِ الحربُ كَدَوْرِ الأَرْحِيَهْ والرَّحا: الضِّرْس الَّذِي بعد الطَّاحِن ورَحَىَ الحربِ: مُعْظَمها ووَسَطُها حَيْثُ اسْتدار القومُ وَهِي المَرْحى، قَالَ: ثمَّ بالرَّبَذاتِ دارَتْ رَحانا ورَحا الحَرْبِ بالكُماةِ تَدور وَهَذَا الْبَيْت من نَادِر الْخَفِيف لِأَن نون فاعلاتن فِي الْخَفِيف تُعاقِب سينَ مُسْتَفْعِلُنْ وَقد سَقَطْنا هُنَا جَمِيعًا ورَحا السَّحَاب: مُعْظَمُه ورَحى الْقَوْم: جَمَاعَتهمْ والرَّحى: سَعْدَانة الْبَعِير، والسَّعْدانة: كِرْكِرَتُه الَّتِي تَلْصَق بِالْأَرْضِ من صَدْرِه إِذا بَرَكَ والرَّحى أَيْضا: الإسْبانَخ، والرَّحا: فرَسُ النَّمر بن قاسط هَوازِنِيٌّ. قَالَ أَبُو عَليّ: والرَّحى: النَّجَفة أَعنِي المستدير من الأَرْض تَعْظُم نَحْوَ مِيل وَالْجمع أَرْحَاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ فَوق الدَّكَّاء والفَلْكة والرَّدى: الهَلاك وَقد رَدِيَ رَدىً ومَرْدَى فَهُوَ رَدٍ والرَّدى جمع رَداة وَهِي: الصَّخْرة تَنْحَطُّ من الْجَبَل، قَالَ: حَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِّ واللَّمى: السُّمْرة فِي الشَّفَتَيْن واللِّثات يُقَال مِنْهُ رجل أَلْمَى وَامْرَأَة لَمْيَاء، قَالَ جميل: وتَبْسِمُ عَن ثَنايا بارِداتٍ عِذابِ الطَّعْمِ زَيَّنَها لَماها وصرَّف سِيبَوَيْهٍ مِنْهُ فِعْلاً فَقَالَ لَمَىَ لُمِيَّاً وَهُوَ: اسْوداد الشَّفَتَيْن وَقد يكون اللَّمى فِي غير مَا تقدم. قَالَ الْفَارِسِي: قَالَ أَحْمد بن يحيى شَجَرَةٌ لَمْيَاء الظِّلِّ: إِذا اسْوَدَّ ظِلُّها من كَثافة أَغْصَانها وكَثْرَتها. واللأَّى: الشِّدَّة وَالْحَاجة إِلَى النَّاس، واللأَّى: الثَّوْر وَالْأُنْثَى لأَ ~ةٌ وَقيل اللأَّى: البَقَرة. قَالَ أَبُو عَليّ: إِن كَانَت الْكَلِمَة مَأْخُوذَة من اللأْواء الَّتِي هِيَ الشِّدَّة فالألف منقلبة عَن الْوَاو وَإِن كَانَت من اللأَّْيِ الَّذِي هُوَ البُطْءِ فَهِيَ منقلبة عَن الْيَاء وَكَانَ هَذَا الْوَجْه أشبه لأَنهم قد وصفوا الثَّوْر بالتَّمَكُّث فِي مَشْيِه والبُطْءِ فِي سَيْرِه كَقَوْلِه: بهَا الثِّيرانُ تُحْسَب حِينَ تُلْقى مَرازِبةً لَها بِهَراةَ عِيدُ(4/467)
وَقَوله: يُمَشِّي بهَا ذَبُّ الرِّيادِ كأنَّهُ فَتىً فارِسِيٌّ فِي سَراوِيلَ رامِحُ وَقَوله: يُمَشِّي بهَا الثِّيرانُ كلَّ عَشِيَّةٍ كَمَا اعْتادَ بَيْتَ المَرْزُبان مَرازِبُهْ واللَّغا: صوتُ الطَّائِر، أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ لَغْوٌ وكلُّ صوتٍ مُختلِطٍ لَغاً وَأنْشد ابْن السّكيت: عنِ اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّم واللَّغا مصدر لَغِيَ بالشَّيْء: أُولِع بِهِ وخصَّ أَبُو عبيد بِهِ المَاء واللَّغا: السَّقَط وَمَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ ولَغِيتُ لَغاً: أَخْطَأتُ واللَّظى: اللَّهَب الخالصُ وَقد لَظِيَتِ النارُ لَظىً ولَظى غير مصروفة: النَّار، قَالَ الله عز وَجل: (كلاَّ إنَّها لَظَى) . وذاتُ اللَّظى: مَوضِع. قَالَ ابْن جني: لَام اللَّظى يَاء لِكَثْرَة مَا تُسمَع الإمالة فِيهَا وَيُشبه أَن يكون هَذَا الْموضع إِنَّمَا سمي بِهَذَا تَشْبِيها بجهنم لداع دَعَا إِلَى ذَلِك من حرٍّ أَو غَيره من الْمَكْرُوه، واللَّقى: الشيءُ المُلْقى وَالْجمع أَلْقَاء. قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي أَن تكون لَام لَقىً يَاء من موضِعين قِيَاسا واشتقاقاً أمَّا الْقيَاس فَلِأَن اللَّام إِذا كَانَت حرف عِلّة وأَعْوَزَتْ الأدلةُ فِي بنائها من الْفِعْل والمصدر والتثنية وَالْجمع واشتقاق النظير نَحْو الصَّفْوان والصَّفْواء والإمالة فَيَنْبَغِي عِنْدِي أَن يحكم بِأَنَّهَا يَاء دون الْوَاو وَذَلِكَ أَن الْعين قد غَلَبَت على الْوَاو لقوَّتها وَقلة التَّغْيِير فِيهَا فَيَنْبَغِي أَن تغلب اللَّام على الْيَاء وَذَلِكَ أَن اللَّام مَوضِع تقلب فِيهِ الْوَاو إِلَى الْيَاء كثيرا نَحْو أَغْزَيْت واسْتَغْزَيْت ومَغْزَيان ومَلْهَيان وتَغَدَّيْت ومَصْفَيان وَنَحْو ذَلِك فلمَّا كَانُوا قد يَصيرون فِي اللَّام كثيرا إِلَى الْيَاء كَانَت الْيَاء فِيهَا أثبت من الْوَاو وَكَذَلِكَ اسْتَقْرَيْته فِي اللُّغَة فَوَجَدته على مَا ذكرته لَك فَهَذَا وَجه الْقيَاس فَأَما الِاشْتِقَاق فَلِأَن الشَّيْء إِنَّمَا يُلقيه غيرُه إِذا صادَفَه ولاقاه فأَلْقَيْتُ إِذا من لفظ لَقِيت وَمَعْنَاهُ ولَقِيت من الْيَاء وَلَيْسَ من قَوْلنَا لَقِيت دلالةٌ على ذَلِك، أَلا تراك تَقول شَقِيت وغَبِيت وهما من الشِّقْوة والغَباوة وَلَكِن الْمصدر يدل على ذَلِك وَهُوَ اللُّقْيان واللَّقْية فَإِن قلت فقد يكون فِي يَد الْإِنْسَان شَيْء فَيُلْقيه وَلَا يُقَال مَعَ ذَلِك أَنه مُلاقٍ لَهُ قيل كَونه فِي يَده مجامعةٌ مِنْهُ لَهُ والشيئان إِذا تَجامَعا فقد تَلاقَيا ثمَّ يصير أَلْقَيْته لِسَلْب الالتقاء كأَشْكَيْتُه وأَعْجَمْت الْكتاب، قَالَ: وَيْلٌ لِبَرْنِيِّ الجِرابِ مِنِّ إِذا الْتَقَتْ نَواتُه وسِنِّي تَقول سِنِّي للنَّواةِ طِنِّي فَمَعْنَاه إِذا اجْتمعت نَواتُه مَعَ سِنِّي واللَّثى: شَبيه بالندَّى يكْتب بِالْيَاءِ لقَولهم أرضٌ لَثْيَاء: إِذا سَقَطَ عَلَيْهَا اللَّثى وَقد أَلْثَتْ الشجرةُ مَا حَوْلَها: إِذا قَطَرَ مِنْهَا المَاء وَيُقَال للرجل يَا ابْن اللَّثِيَة: إِذا شُتِم وعُيِّر بأُمِّه يَعْنِي العَرَق فِي هَنِها واللَّثى: الصَّمْغ، قَالَ: نَحْنُ بَنو سُواءةَ بنِ عامِرِ أَهْلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ واللَّوى: وَجَعٌ يَأْخُذ فِي الْبَطن عَن تُخْمَة وَقد لَوِيَ لَوىً واللَّوى: مصدر لَوِيَ الفرَسُ لَوىً: إِذا كَانَ مُلْتَوِيَ الخَلْق وَهُوَ مصدر لَوِيَ الرَّمْل: اعْوَجَّ. وَرجل لَعاً: حَرِيص أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ لَعْوٌ وَإِذا دُعِيَ للعائِر قيل لَعاً لكَ عالِياً وَيُقَال للناقة لَعاً: إِذا دَعَوْتَ لَهَا بالنُّهوض، قَالَ:(4/468)
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا مِن أَن أقولَ لَعَا وَمعنى لَعاً ارْتِفاعاً واللَّحى المُلاحاة وَهُوَ: التحريش وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَكتابه بِالْيَاءِ واللَّجى: ذَكَرُ الضَّفادع وَالْأُنْثَى لَجاةٌ وَالْجمع لَجىً كنَواة ونَوىً وَالْألف مَجْهُولَة الانقلاب فَيَنْبَغِي أَن يكون حمله على الْيَاء وَقد جَاءَ لَجَأَ ولَجِئَ فَلَو وَقع الْإِبْدَال لاستحال إِلَى الْيَاء، واللَّطا: اللُّصوص يَقْرُبون مِنْك حَكَاهُ الْفَارِسِي وَالْمَعْرُوف اللَّطاة واللَّطا جمع لَطاة وَهِي: الثِّقَل وَقيل الجَبْهة واللَّكى: مصدر لَكِيتُ بِهِ: أَي لَزِمْته والنَّوى من البُعْد وَكَذَلِكَ النَّوى من النِّيَّة للموضع الَّذِي نَوَوْهُ وَأَرَادُوا الِاحْتِمَال إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَلْقَتْ عَصاها واسْتَقَرَّتْ بهَا النَّوى كَمَا قَرَّ عَيْنَاً بالإيابِ المُسافِرُ والنَّوى جمع نَواة وَهِي: العَجَمة والنَّوى أَيْضا مصدر نَوَيْتُ التَّمْرَ: إِذا أَلْقَيْت نَواه وَقد نَوَيْتُ النَّوى وأَنْوَيْته: أَلْقَيْته والنَّهى جمع نَهاة: وَهِي خَرَزَة وَيُقَال إِنَّهَا الوَدْعة يكْتب بِالْيَاءِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام ن وو والنَّشا: نَسيمُ الرائحةِ الطَّيِّبَة أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم نَشِيتُ مِنْهُ نِشْوَة فِي هَذَا الْمَعْنى، والنَّشا: شيءٌ يُعمَل بِهِ الفالوذَج وَهُوَ فَارسي يُقَال لَهُ النَّشاسْتَجْ، والفَغا: الرِّدِيء من كل شَيْء، قَالَ: إِذا فِئةٌ قُدِّمَتْ للقِتا لِ فَرَّ الفَغا وصَلِينا بهَا والفَغا: حُثالة الطَّعَام مثل الفَغا سَواءً: والفَغا أَن يَعْلُو البُسْرَ غُبارٌ فيَغْلُظ قشْرُه وَيصير فِيهِ مثل أَجْنِحَة الجنادِب وَقد أَفْغَى البُسْرُ وفَغى التمرُ يَفْغَى فَغاً: إِذا حَشِفَ والفَغا مَيَلٌ فِي الْفَم والفَصى: حَبُّ الزَّبِيب أَلفه منقلبة عَن الْيَاء لقَولهم فَصَيْت الشيءَ عَن الشَّيْء: فَصَلْته مِنْهُ والفَلا جمع فَلاة أَلفه منقلبة عَن وَاو لقَولهم فَلَوَات والفَحا والفِحا بِالْكَسْرِ الأبْزار وجمعهما أَفْحَاء وَقد فَحَّيْت القِدْر وَلم يَأْتِ فِعْلُ الفَحا إِلَّا مزيدا. قَالَ ابْن جني: لَام الفَحا وَاو بِدَلِيل قَوْلهم: مَدَحْتَ فَصَدَّقْناكَ حَتَّى خَلَطْتَه بفَحْواءَ مِن مقارِ صابٍ وحَنْظَل لأَنهم كَذَلِك فسَّروه فَقَالُوا هُوَ الفَحا الأبزار الْحَار كالفُلْفُل وَغَيره وَقَالُوا فِي مُذَكَّر الفَحْواء أَفْحَى فَهَذَا يُؤْنِس بِأَنَّهُ صِفةٌ غَلَبَت لِأَن مَجِيئه على أَفْعَل وفَعْلاء يُؤَكد ذَلِك، والفَجا: تباعُدُ مَا بَين الفَخِذَيْن وَقيل تبَاعد مَا بَين الرُّكْبَتَيْنِ وتباعُدُ مَا بَين السَّاقَيْن وَقيل هُوَ من الْبَعِير: تباعُدُ مَا بَين عُرْقوبَيْه وَمن الْإِنْسَان: تباعُد مَا بَين رُكْبَتَيْهِ وَقد فَجِيَ فَجاً فَهُوَ أَفْجَى وَالْأُنْثَى فَجْوَاء وفَجِيَت الناقةُ فَجاً: عَظُم بَطْنُها والبَزا: أَن تتأخَّر العَجِيزةُ مُدْبِةً ويتقَدَّم الصَّدْر فَتَرَاه لَا يَقْدِر أَن يُقيم ظَهْرَه وَيُقَال رجل أَبْزَى وَامْرَأَة بَزْوَاء وَقد تَبازى الرجلُ: إِذا أخرج عَجِيزَته. قَالَ: فَتَبَازتْ فَتَبَازَخْتُ لَهَا جِلْسَةَ الجازِرِ يَسْتَنْجي الوَتَرْ وَمَتى حرف اسْتِفْهَام يكْتب بِالْألف وَالْيَاء ومَتى بِمَعْنى مِن، قَالَ: إِذا أَقُول صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَهُ سُكْرٌ مَتى قَهْوَةٍ سارَتْ إِلَى الرَّأْس ومَتى بِمَعْنى وَسَط يُقَال وَضَعْتُه مَتى كُمِّي: أَي وسَطَه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: شَرِبْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ قَالَ ابْن جني: لامُ مَتى ياءٌ لجَوَاز إمالتها، والمَطا: الظَّهْر وتثنيته مَطَوَان وَقد مَطَتِ الناقةُ تَمْطُو: إِذا مَدَّت(4/469)
مَطاها فِي سَيْرِها وجَمْعُها أمْطاء والمَطا: التَّمَطِّي وَهِي المُطَواء مَمْدُود والمَطا: الوَتين بِمَعْنَاهُ. والمَكا: حُجْرُ الثَّعْلَبِ والأرنب، أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ مَكْوٌ وَالْجمع أَمْكَاء وَقيل المَكا: وِجارٌ الضَّبُع ومَجْثِمُ الأرْنب وَقيل جُحْر الحَيَّة، قَالَ: وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِن صَفْصَفٍ وَمن حَنَشٍ جاحِرٍ فِي مَكا وَكَذَلِكَ المَكا: خُشونة الْيَد وَقد مَكِيَتْ وَمِنْهُم من يَهْمِز والمَنى: القَدَر والهَلاك، قَالَ: لَعَمْرُ أبي عَمْروٍ لَقَدْ قادَهُ المَنى إِلَى جَدَثٍ يُوزى لَهُ بالأهاضِب أَلفه منقلبة عَن يَاء يُقَال مَنَيْت الشيءَ: قَدَّرْته مَعْنَاهُ سَاقه القَدَر إِلَى قَبْرِه والمَنا: الَّذِي يُوزَن بِهِ، أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي تثنيته مَنَوَانٍ، قَالَ: وَقَدْ أَعْدَدْتُ للغُرباء عنْدي عَصاً فِي رَأْسِها مَنَوَا حَديد وَالْجمع اَمْنَاء وَيُقَال مَنُّ وَالْجمع أَمْنَان تميمية وَيُقَال دارِي مَنى دارِك: أَي حِذاءَها يكْتب بِالْيَاءِ لِأَنَّهُ من مَنَيْت، والمَدى: النِّهَايَة وتثنيته مَدَيَانِ، والوَغى: الصَّوْت والجَلَبة وَهُوَ الوَعى وَمن الوَغى اختلاطُ الْأَصْوَات فِي الْحَرْب ثمَّ كَثُر ذَلِك حَتَّى سُمِّيَت الحربُ وَغىً والوَغى أَيْضا: أصوات النَّحْل والبعوض وَنَحْو ذَلِك إِذا اجْتمعت والوَجى: الحَفا يُقَال وَجِيَ البعيرُ وَجىً، بعيرٌ وَجٍ وناقةٌ وَجِيَة، والوَجى أَيْضا: أَن يَجِدَ الْفرس وَجَعَاً فِي حَافره يشتكيه من غير أَن يكون فِيهِ وَهْيٌ من صَدْع وَلَا غَيْرِه وَقيل الوَجى فِي عَظْمِ السَّاقَيْن وبَخَصَ الفِرْسِن، والحَفا فِي الأخْفاف خَاصَّة، والوَجى قَبْلَ الحَفا وَقد يُصيب ذَلِك الْإِنْسَان فِي ساقَيْه ويخَص قَدَمَيْه ويَحْفَى أَيْضا فِي بَاطِن قَدَمَيْه. والوَدى: الهَلاك، والوَأَى: الطِّوِيل من الخَيْل وَقيل الصُّلْب، قَالَ: راحُوا بَصائرُهُم على أَكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتي يَعْدُو بهَا عَتَدٌ وَأَى والوَأَى: حمَار الْوَحْش، قَالَ ذُو الرمة: إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ أَضْحَتْ كأنَّها وَأَىً مُنْطَوٍ بَاقِي الثَّمِيلة قارِحُ وَقد قيل هُوَ الصُّلْب الشَّديد وَهُوَ الْأَصَح وَإِنَّمَا سُمِّي الْحمار بِهِ لشِدَّتِه وصَلابَته وَكَذَلِكَ الوَأَى من الخَيْل وحُكي ناقةٌ وآةٌ: أَي صُلْبة شَدِيدَة وجَمَلٌ وَأَىً كَذَلِك وَألف الوَأَى منقلبة عَن يَاء وَلَا يكون عَن وَاو لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل وَعَوْتُ وَقد تقدم نَظَائِره، والوَزى: القَصير وَهُوَ أَيْضا: المُنْتَصِب وَيُقَال مَا أَدْرِي أيُّ الوَمى هُوَ: أَي أيُّ النَّاس، وَيُقَال بالفرَس وَقىً من ظَلْعٍ: إِذا كَانَ يَظْلَع وَهُوَ فرسٌ واقٍ وخَيْلٌ أَوَاقٍ، وَيُقَال لَا وَعى لَهُ عَن ذَلِك: أَي لَا تَماسُك.
وعَلى فِعَلٍ
إِلَى الَّتِي بِمَعْنى انْتِهَاء الْغَايَة وَكَذَلِكَ إِلَى الَّتِي بِمَعْنى عِنْدَ وَمَعَ وَإِلَى وَاحِد آلَاء الله وَهُوَ بِمَنْزِلَة إنىً أحد(4/470)
آنَاء اللَّيْل فِيهِ ثَلَاث لُغَات أَلْيٌ وَإِلَى وأَلىً، والعِفَا: ولد الحِمار وبَيْنِي وبَيْنَه قِدَى شِبْرٍ وقِيدُ شِبْرٍ وقادُ شِبْرٍ، أَلفه منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال قَدَيْت الرُّمْح: أَي قَدَّرْته، قَالَ: وإنِّي إِذا مَا الموْتُ لم يَكُ دُونَهُ قِدَى الشِّبْرِ أَحْمِي الأَنْفَ أنْ أَتأَخَّرا والقِدا: جمع قِدْوة وقُدْوة وَيُقَال قِدَةٌ وَجَمعهَا قِدون وكلُّها: مَا اقْتَدَيْت بِهِ وَحكى الْفَارِسِي قِدْوة من الطَّعَام أَي فَوْحَة وَلَا أَحُدُّ أيَ ذَكَرَها وَلم يُكَسِّرها وخَليقٌ أَن يكون جمعهَا قِدَىً. قَالَ ابْن جني: ألف قِدا الرُّمح منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ من معنى القُدْوة أَي مثل قَدِّه وطُوله فَأَما قَوْلهم قِيد رُمْح فَيحْتَمل أَن يكون مقلوباً من قِدَى وَيحْتَمل أَن يكون من الْيَاء أَي مَا يُقَيِّد الرُّمْح فَلَا يزِيد عَلَيْهِ وَلَا ينقص مِنْهُ وَكَذَلِكَ القَيْد يَحْظُر على الْإِنْسَان البَسْطة إِلَّا على ضرب وَاحِد وَلَيْسَ كالطُّلُق إِن شَاءَ أَطَالَ خَطْوَه وَإِن شَاءَ قَصَرَه، والقِلى: مَا يُشَبُّ بِهِ العُصْفُر، أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال فِي مَعْنَاهُ قِلْوٌ، والقِرَى: الجَمْع يُقَال قَرَيْت الماءَ فِي الْحَوْض قِرىً والقِرى أَيْضا: مَا جَمَعَت الناقةُ فِي شِدْقِها من رِعْيِها وعَلَفِها. والقِنى: الرِّضا وَقد قَنَّأَه الله وأَقْنَاه، والقِنا: الكِباسة وَالْجمع قِنْوان وأَقْنَاء، والجِيا: بيُوت الزنابير أَلفه منقلبة عَن يَاء لِأَن عين الْكَلِمَة يَاء وَلَيْسَ فِي الْكَلَام مَا عينه يَاء ولامه وَاو والجِنى جمع جِنْية وَهِي: الثَّمَرة المُجْتناة، والصِّرَى: اللَّبَن وَلَا يُدْعى صِرىً إِلَّا وَهُوَ فِي الضَّرْع، والصِّرى: المَاء الَّذِي قد طَال مُكثُه وتَغَيَّر، والصِّنى: الوَسَخ وَقيل الرماد وَالسِّين فِيهِ لُغَة وسِرىً جمع سِرْوة من السِّهام وسُرْوة وسِرْية، والسِّدى: المُهْمَل وسِوىً: مَوضِع مَعْرُوف وطِوى الحيَّة: انْطِواؤها اسْم لَا مصدر وَقد حُكي فِي الْوَادي نَفسه طِوىً وَالضَّم أَعلَى، وطِوىً: جبلٌ بِالشَّام وَقد تقدم فِيهِ الْفَتْح ونادَيْته طِوىً أَي مرَّتَيْنِ جَاءَ بِهِ على بِنَاء نقيضه وَهُوَ شَبِعَ شِبَعاً. والدِّنى جمع دِنْيَة وَهِي: القُرْب، والتِّلَى: بقِيَّة الشَّيْء وَقد تَلِيَ، وثِرىً: مَوضِع أَسْفَل وَادي الجِيِّ فِيمَا بَين الرُّوَيْثَة والصَّفْراء على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة، والرِّضا وتثنيته رِضَوان ورِضَيَان حَكَاهُمَا ابْن السّكيت والرِّبا مَعْرُوف أَلفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال رَبَا يَرْبُو وَكتابه بِالْيَاءِ للإمالة وَهُوَ فِي الْمُصحف بِالْألف، واللِّثا جمع لِثَة. قَالَ ابْن جني: ألف اللِّثا منقلبة عَن وَاو من قَوْلهم وَلَثَ بالشَّيْء ولاثَ بِهِ إِذا عَصَبَ بِهِ وَصَارَ حَوْلَه فَإِن كَانَ من لاثَ فالحذف من وَسَطِه وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا ثُبَة الحَوْض لِأَن الْحَذف إِنَّمَا يَقع من الأول وَالْآخر لَا من الوسَط وَمَنْ أَخَذَه مَنْ وَلَثَ فالحذف من أَوله، والمِعَى: وَاحِد الأمعاء من الْبَطن، والمِعى: مَسيلٌ ضَيِّقٌ، قَالَ: وظَلَّتْ بِمَلْقَى واحِفٍ جَرَعَ المِعَى والمِعَى أَيْضا: مَوضِع، فَأَما قَول القَطَامي: كأنَّ نُسوعَ رَحْلِي حينَ ضَمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعىً جِياعا فعلى قَوْله تَعَالَى: (ثمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) . وعَلى قَوْله: قد عَضَّ أَعْنَاقها جِلْد الجَواميس وكتابُ المِعى كلِّه بِالْيَاءِ أما مِعَى الْبَطن فَلِأَنَّهُ قد قيل فِيهِ مِعْيٌ يدلُّ ذَلِك أَن أَلفه منقلبة عَن يَاء وَأما المِعى الَّذِي هُوَ المَسيل الضَّيِّق الصَّغِير فَإِنَّمَا سمي بِهِ تَشْبِيهاً بالمِعى والمِشَى: جمع مِشْية، ومِنىً: موضعٌ بِمَكَّة ومِنىً من بَيْتِ لبيد:(4/471)
بِمِنىً تأَبَّد غَوْلُها فرِجامُها هُوَ غير مِنى مَكَّة. قَالَ ابْن جني: كَانَ أَبُو عَليّ يَقُول أَن لَام مِنىً يَاء يشْتَقَّه من مَنَيْتُ الشيءَ: إِذا قَدَّرْتَه وَكَانَ يجمعهما بِأَن يَقُول إِنَّمَا سُمِّيت مِنىً لِأَن النَّاس يُقيمون بهَا فيُقَدِّرون أُمُورهم وأحوالهم فِيهَا وَهَذَا صَحِيح مُسْتَقِيم.
وعَلى فُعَلٍ
الأُتى: جمع إتاوة والأُتى: مَوضِع والأُسى: الصَّبْر، وأُلى بِمَعْنى الَّذين والعُجا جمع عُجاوة وعُجاية وهما: قدر مُضْغة من لحم تكون مَوْصُولَة بعَصَبةٍ تَنْحِدر من رُكْبَة الْبَعِير إِلَى الفِرْسِنَيْن وَهِي من الْفرس مُضَيْغة وَيجمع أَيْضا على العَجايا، والعُرا جمع عُرْوة والعُرْوة: عُرْوة الْقَمِيص وَهِي أَيْضا: الشَّيْء من الشّجر لَا يزَال بَاقِيا فِي الأَرْض وَلَا يذهب، قَالَ مُهَلْهَل: خَلَعَ المُلوكَ وسارَ تَحْتَ لِوائه شَجَرُ العُرَى وعُراعِرُ الأقوام وَكَذَلِكَ هُوَ من الحَشيش، والعُلى: جمع العُليا وَفِي التَّنْزِيل: (فأُلئكَ لهمُ الدَّرَجاتُ العُلى) . والحُسا: جمع حُسْوة وَذُو حُساً: مَوضِع، والحُشا جمع حُشْوة: مَا أَخْرَجْت من بطن الشَّاة والحُمى جمع حُمَةٍ وَهِي: سمُّ الْعَقْرَب والحيَّة، وجُحا: معدول مُشْتَقّ معرفَة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ عِنْد ذكره تَعْلِيل أُولَى إِذا سميت بهَا، وهُنَا: اللَّهْو، قَالَ: وحَديثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا وَقيل هُنا: مَوضِع، وَقيل يَوْمُ هُنا: يَوْم الأوَّل، وَأنْشد: إنَّ ابْنَ عاصِيةَ المَقْتولَ يَوْمَ هُنا خَلَّى عليَّ فِجاجاً كَانَ يَحْمِيها وهُنا: إيماءٌ إِلَى الْمَكَان يُقَال هُنا وهُناك وهُنالك الكافُ فِيهَا على نَحْوهَا فِي ذَلِك وَذَاكَ وَيُقَال اجْلٍسْ هَهُنا: أَي قَرِيبا وتَنَحَّ هَهُنا بِالْفَتْح والشد يَعْنِي ابْعُد قَليلاً وهَهُنا أَيْضا، والهُدى من الاهتداء. قَالَ الْفَارِسِي: فُعَلٌ مِمَّا يُخَصُّ بِهِ المصادر المعتلة وَقَالَ فِي قَول ابْن مقبل: حتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدى والبِيدُ هاجمةٌ يَخْشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا الهُدى هَهُنا: النَّهَار والهُوى جمع هُوَّة وَهِي الأُهْوِيَّة: أَي مَا سَفَلَ من الأَرْض وانْهَبَط، وَقيل هِيَ: الْبِئْر المغَطَّاة، والخُصى: جمع خُصْيَة وَقد يجوز أَن يكون جمع خِصْية وَهِي لُغَة فِي خُصْية، والخُطا: جمع خُطْوة وخَطْوة، والخُوى: اسْم العَسَل، ويَومُ خُوىً: يَوْم مَعْرُوف والغُبى جمع غُبْيَة وَهِي: الهُوَّة فِي الأَرْض والقُرى:(4/472)
جمع قَرْية من المُدُن وَكَذَلِكَ قُرى النَّمْل أَعنِي مَا تَجْمَعه من التُّرَاب وَهُوَ شَاذ وَنَظِيره من السَّالِم اللَّام دَوْلَة ودُوَلٌ وجَوْبَةٌ وجُوَب ونَوْبَة ونُوَب والقُوى جمع قُوَّة والقُوى أَيْضا: طاقات الحَبْل وَقد أَقْوَيْت حَبْلَك: إِذا كَانَت قُواه مُخْتَلفَة بعضُها رَقِيق وَبَعضهَا غليظ وَهُوَ أَضْعَف لَهُ، والقُصى: جمع القُصْوى، والقُصْيا والكُفى جمع كُفْيَة وَهِي: القُوت، قَالَ: ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنا كُفىً وذَات رَضيعٍ لم يُنْمِها رَضيعُها والكُدى جمع كُدْية وَهِي: الأَرْض الغليظة، والكُلى: جمع كُلْية من الْإِنْسَان والقَوْس والإداوَة والكُلى أَيْضا: أَربع ريشات فِي جنَاح الطَّائِر والكُشى جمع كُشْية وَهِي: شَحْمَة كُلى الضَّبِّ، وَأنْشد: إنَّكَ لَو ذُقْتَ الكُشى بالأَكْبادْ لَمَا تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالوادْ والكُبا جمع كُبَةٍ وَهِي: البَعَرة وَيُقَال هِيَ المَزْبَلة والكُناسَة وَقد يُقَال فِي جمعهَا كُبون وكِبون، والجُما: الغُول والضُّحى من حِين أَن تَطْلُع الشمسُ إِلَى أَن يرْتَفع النَّهَار وتبْيَضَّ الشَّمْس جدَّاً وتصغيرُ ضُحىً ضُحَيٌّ وَلم يَقُولُوا ضُحَيْحَة على الْقيَاس كَرهُوا أَن يخْتَلط بتصغير ضَحْوَة، والصُّهى: مَا يُتَّخَذ فِي أعالي الرَّوابي من البُروج والسُّما: صِيتُ الْإِنْسَان: أَي مَا يطير من ذِكْره ويهب فِي النَّاس من اسْمه، قَالَ: لأَوضَحِها وَجْهَاً وأَكْرَمِها أَبَا وأَسْمَحِها كَفَّاً وأَعْلَنِها سُمَا وسُماه وسِمُه وسُمُه واسْمُه وَاحِد وألفُ كلِّ ذَلِك منقلبة عَن الْوَاو لِأَنَّهُ من معنى السُّمُوِّ والسُّرى: سَيْرُ اللَّيْل ألفهُ منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ يُقَال سَرَيْت وأَسْرَيْت والسُّرى: جمع سُرْوة من السِّهَام وَقد تقدم والسُّرْوة من السِّهام المُدَوَّر المُدَمْلَك وَلَا عَرْضَ لَهُ، قَالَ النمر: وَقد رَمَى بِسُراهُ الدَّهْر مُعْتَمِداً فِي المَنْكِبَيْنِ وَفِي السَّاقَيْنِ والرَّقَبه والسُّهى: النَّجْم الصَّغِير الخَفِيُّ الَّذِي إِلَى جَانِبي الْأَوْسَط من الثَّلَاثَة الأنْجُم من بَنَات نَعْش وَالنَّاس يمْتَحنُونَ بِهِ أَبْصَارهم، قَالَ: فكُنَّا كَمَا قَالَ مَنْ قَبْلَنا أُريها السُّهى وتُريني القَمَرْ وبعير سُدىً وسَدىً: مُهْمَل وأباعِرُ سُدىً وسُوىً: مَوضِع، والزُّبى جمع زُبْية وَهِي: بِئْر تُحفر للأسد، والزُّبى أَيْضا: أَمَاكِن مُرْتَفعَة وَمن أمثالهم: قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبى. وَيُقَال ذَلِك عِنْد شِدَّة المر والطُّلى: جمع طُلاة من العُنُق وَهِي جَانِبه وألفه منقلبة عَن يَاء لِأَنَّهُ قد حُكي فِي واحده طُلاةً أَبُو الْخطاب ذكره سِيبَوَيْهٍ عَنهُ وَقيل الطُّلى: الْأَعْنَاق وَقيل هِيَ: أصُول الْأَعْنَاق وطُوىً اسْم وَاد وَالْكَسْر فِيهِ لُغَة وَقد تقدم وعَلى لَفظه جئتُكَ بَعْدَ طُوىً من اللَّيْل: أَي وَقْت، وطُوىً: جبلٌ بالشأم وَقد تقدم فِيهِ الْفَتْح وَالْكَسْر وناديْتُه طُوىً: أَي مرَّتَيْنِ وَقد تقدم فِي فِعَل. والدُّجى: جمع دُجْية وَهِي: الظُّلْمة وَيُقَال دَجا اللَّيْل يَدْجُو: إِذا(4/473)
ألبس كل شَيْء. قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ من الظُّلْمة، وَأنْشد: أَبَىَ مُذْ دَجا الإسْلامُ لَا يَتَحَنَّفُ يَعْنِي أَلْبَس كلَّ شَيْء. وَقَالَ الْفَارِسِي: الدُّجى: مصدر وَلَيْسَ بِجمع، والدُّجى: جمع دُجْية وَهِي بَيت الصَّائِد وَابْن الدُّجا: الصَّائِد، والدُّمى: صُوَر الرُّخام واحدتُها دُمْية، والدُّنا: جمع الدُّنْيا، والتُّقى: الإتِّقاء وَهُوَ مصدر خُصَّ بِهِ المعتل وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ فُعَل، وَيُقَال تُقىً وتُقاة، وَفِي التَّنْزِيل: (إلاَّ أنْ تَتَّقُوا مِنْهُم تُقاةً) . قَالَ الْفَارِسِي: فَإِن قلت وَلم لَا تَجْعَل تُقاة مثل رُماة فِي الْآيَة فَتكون حَالا مُؤَكدَة فَإِن الْمصدر أَوْجَه لِأَن الْقِرَاءَة الْأُخْرَى: (إلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُم تَقِيَّةً) . فَهَذَا أشبه وَإِن كَانَ هَذَا النَّحْو من الْحَال قد جَاءَ وتُقىً عِنْد أبي إِسْحَاق تُعَل لِأَن الْبَدَل كالزيادة وللنحويين فِيهِ تَعْلِيل قد أوضحته فِيمَا مضى من الْكتاب، والظُّبى: مَوضِع والظُّبى جمع ظُبَة وَهِي: حَدُّ السَّيْف وَهِي من السهْم القُرْنة وَقد يُقَال أَيْضا فِي حدِّ السَّهم ظُبَة. والذُّرى: جمع ذِرْوة وَهِي: أَعلَى الشَّيْء وَيُقَال للأَسْنِمَة أَيْضا الذُّرى لِأَنَّهَا أعالي الظُّهُور، قَالَت الخنساء: هُنالِكَ لوْ نَزَلْتَ بحَيِّ صَخْرٍ قَرَى الأَضْياف شَحْمَاً مِنْ ذُراها والثُّبَى: جمع ثُبَة وَهِي: الْجَمَاعَات والرُّتا جمع رُتْوة وَيُقَال رَتْوَة أَيْضا وَهِي: الخَطْوة وَيُقَال رَتَوْت الشيءَ رَتْوَاً: شَدَدْته وأَرْخَيْته، والرُّقى: جمع رُقْية، وَأنْشد الْفَارِسِي: يَعْصِي الرُّقى والحاوِي النَّفَّاثا والرُّبا جمع رُبْوة والرُّبْوة: مَا ارْتَفَع من الأَرْض قَالَ الله تَعَالَى: (وآوَيْناهُما إِلَى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِين) . وَقَالَ كُثَيِّر: مُوَسِّدةٌ أَذْقَانها دَمِثَ الرُّبا يَمُدُّ أواخِيَّ الغُروضِ زَفيرُها والرُّبى جمع الرُّبْية وَهِي: دُوَيْبَة بَين الفَأْر وَأم حُبَيْن وَلها زَغَبٌ، وَأنْشد: أَكَلْنا الرُّبى يَا أمَّ عَمْروٍ وَمَنْ يكُنْ = = غَريباً لَدَيْكُمْ يَأْكُلُ الحَشَراتِ والرُّؤى: جمع رُؤْيَة وَهِي أَيْضا: جمع رُؤْيا، قَالَ: وَإِن أرادَ النَّوْمَ لم يَقْضِ الكَرى مِن هَمِّ مَا لاقَى وأهوالِ الرُّؤَى واللُّغى: جمع لُغَة وَقد يُقَال فِي جمعهَا لُغٍ واللُّهى جمع لُهْوة وَهِي: الدُّفْعة من المَال. أَبُو عبيد: اللُّهى: العطايا واحدتها لُهْوة. قَالَ غَيره: وأصل اللُّهْوة القُبْضة من الطَّعَام تُلْقيها فِي الرَّحا، يُقَال ألْه رَحاكَ: أَي أَلْقِ فِيهَا لُهْوة وَيُقَال أَلْهَيْت الرَّحا: إِذا أَلْقَيْت فِيهَا قُبْضة من بُرٍّ، قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم: يكونُ ثِفالُها شَرْقِيَّ نَجْدٍ ولُهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا والنُّؤَى: اسْم لجمع نُؤْيٍ حَكَاهَا أَبُو عَليّ عَن ثَعْلَب، والفُقى جمع فُقْوة من السِّهَام مقلوب عَن الفُوقة، قَالَ الفِنْد الزِّمَّاني:(4/474)
ونَبْلي وفُقاها كعَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ والمُها جمع مُهْية. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ جمع مُهاة وَهُوَ: مَاء الفَحْل فِي رَحِمِ النَّاقة. وَقَالَ الْفَارِسِي: هُوَ مقلوب مَوْضِع اللَّام إِلَى الْعين وَمَوْضِع الْعين إِلَى اللَّام وَقد أَمْهَى الْفَحْل، والمُنى: جمع مُنْية من التَمَنِّي وَمن أيَّام النَّاقة وَقد تقدم ذكره قبل.
وعَلى فَعْلَى
مِمَّا لَا عَديل لَهُ من الْمَمْدُود وَلَا مِمَّا يُمَدُّ ويُقْصَر وألفه تكون للتأنيث وللإلحاق وَهَذَا الضَّرْب يكون للأسماء وَالصِّفَات يُقَال فعلت ذَاك من أجْلاك وإجْلاك: أَي من أَجلك. وَذُو الأَرْطَى: مَوضِع، والعَلْقى: نَبْتٌ وَقد يُنَوَّن واحدته عَلْقَاة. قَالَ أَبُو عَليّ: حكى الْمبرد عَن أبي عُثْمَان عَن أبي عُبَيْدَة قَالَ: مَا رَأينَا أَكْذَبَ من النَّحْوِيين يَزْعمُونَ أَن هَاء التَّأْنِيث لَا تدخل على ألف التَّأْنِيث وأنَّ كل مَا دخلت عَلَيْهِ هَاء التَّأْنِيث مُلْحِق نَحْو أَرْطَىً تَقول أَرْطَاة وهم يصرفون نَحْو هَذَا فِي النكرَة لِأَنَّهُ لَيْسَ أَلفه ألف تَأْنِيث قَالَ فَقلت لَهُ مَا أَنْكَرْتَ من ذَلِك، قَالَ: سَأَلت رؤبة فأنشدني: يَسْتَنُّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُور فَلم يُنَوِّن فَسَأَلته عَن واحده فَقَالَ عَلْقَاة. قَالَ أَبُو عُثْمَان: أَبُو عُبَيْدَة كَانَ أَغْلَظ من أَن يفهم هَذَا إِنَّمَا عَلْقَاة وَاحِدَة العَلْقَى على غير اللَّفْظ لَيْسَ هُوَ تكسيرها وَلكنه فِي معنى جمعهَا مثل شاةٍ وشاءٍ لَيْسَ شاءٌ جمع شاةٍ فِي اللَّفْظ وَلكنه جمع لَيْسَ لَهُ وَاحِد من لَفظه، وعَرْقَى: الساحة، يُقَال نزل بعَرْقاتي وعَرْقَاي: أَي ساحتي وعَقْرَى: دعاءٌ على الْإِنْسَان، وزَوَّجَها أَبُو عبيد بحَلْقَى فَقَالَ عَقْرَى حَلْقَى وَيُقَال للمَرأة عَقْرَى حَلْقَى: إِذا كَانَت مشئومة مُؤْذِية وعَقْرَاً حَلْقَاً: دُعَاء عَلَيْهَا أَي عَقَرَها اللهُ وحَلَقَها، وعَلْوَى: اسْم فرَس لخُفاف بن نُدْبة وَفرس خُفاف بن عُمَيْر، وعَطْوَى: اسْم نَاقَة عبيد بن أَيُّوب العَنْبَري، وجَرادٌ عَظْلَى ومُعْتَظِلٌ: إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا،(4/475)
وَامْرَأَة عَيْمَى: إِذا غَرِضَتْ إِلَى اللَّبَن، وَالرجل عَيْمَان وَقد عامَ يعامُ ويَعيمُ عَيْمَاً، وعَجْلَى: فرَس دُرَيْد بن الصِّمَّة وفرَس ثَعْلَبَة بن أم حَزْنَة، وعَجْلَى: اسْم نَاقَة وَإِذا كَانَت الْقوس طَروحاً ودامت على ذَلِك فَهِيَ عَجْلَى وعَبْرَى من العَبْرة يُقَال امْرَأَة ثَكْلَى عَبْرَى وَقيل من العَبَر وَهُوَ الحُزن وهما متقاربان، والعَدْوَى من الاسْتِعْداء، والعَدْوَى: البُعْد، قَالَ كُثَيِّر: مَتَى أَخْشَ عَدْوَى الدَّار بَيْنِي وبَيْنَها أَصِلْ بالنَّواجي الناعِجاتِ حِبالَها فَأَما الَّذِي عَلَيْهِ أَكثر أهل اللُّغَة فَإِن العدْوَى من الإعْداء والعُدْواء من البُعْد والعَدْوَى من إعْداء الجَرَب وعَرْوَى: اسْم بلد وَقيل هُوَ: هَضْبَةٌ بشَمام وعَزْوَى ويَعْزَى: كَلِمَة يُتَلَطَّف بهَا وَبَنُو عَوْذَى: بطنٌ من الْعَرَب وَبَنُو عَوْهَى: بطنٌ من الْعَرَب أَيْضا بِالشَّام وامرأةٌ جَبْأَى: قَائِمَة الثَّدْيَيْن وَامْرَأَة حَبْلَى وحَبْلانة: ممتلئة من الشَّرَاب وَمن الْغَضَب وَالرجل حبْلان وَقد حَبِلَ حَبَلاً، وحَجْوَى: من المُحاجاة وحَلْقَى من حَلْقِ الرَّأْس وَقد تقدم ذكره مَعَ عَقْرَى وحَيْرَى من التَّحَيُّر، امرأةٌ حَيْرَى ورَوْضَة حَيْرَى: ممتلئة بِالْمَاءِ وَأنْشد الْفَارِسِي: فَيا رُبَّ حَيْرَى جُمادِيَّةٍ تَحَدَّر فِيهَا النَّدى السَّاكِبُ وحَوْضَى: مَوضِع وهَرْشَى: ثَنِيَّة قريبَة من الجُحْفة يُرى مِنْهَا الْبَحْر، قَالَ: خُذا جَنْبَ هَرْشَى أَو قَفاها فإنَّه كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَريقُ والهَلْتى: نَبْتٌ وَلم نسْمع لَهَا بِوَاحِد وَقد قيل هَتْلَى إِلَّا أَن ابْن دُرَيْد قَالَ حَكى أَبُو مَالك هَتْلَى وَلَا أَحُقُّه وخَيْطَى: جمَاعَة النَّعام وَقد يكون من الْبَقر وَالْجمع خِيطان. وخَرْفَى وخَرْبَى فَارسي معرَّب وَهُوَ: الحَبُّ الَّذِي يُسمى الجُلْبان وغَرْوَى من الإغْراء وَيُقَال لَا غَرْوَى وَلَا غَرْوَ: أَي لَا عَجَب وغَوْهَى: قَبيلَة من الْيمن وغَرْثَى من الغَرَث وَهُوَ: الْجُوع وجاريةٌ غَرْثَى الوِشاح ويُخَصُّ الوِشاح فَيُقَال وِشاحٌ غَرْثَان وامرأةٌ غَيْرَى من الغَيْرَة، وغَيْنَى: هَضْبَة مَعْرُوفَة وَبهَا سُمي الرجل، وغَرْوَى: مَوضِع وَكَذَلِكَ قَوْرَى وقَمْرَى وَقد تقدم فِي المتعادل وكَوْدَى أَثَال: مَوضِع ولَيْلَةٌ كَمْوَى: قَمْرَاء والكَلْبى: الَّذين بهم الكَلَبُ وكَوْثَى: مَوْضِع وجَدْوَى: امْرَأَة، وجَدْوَى: العَطِيَّة. جَدَوْتُه: أَعْطَيْتُه وسأَلْتُه، وَأنْشد الْفَارِسِي: إليهِ تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرَّاً فَلَيْسَ بقائلٍ هُجْراً لِجادي وجَوْخَى: اسْم بلد وحَوْلَى: مَوضِع وشَعْيَا: اسْم نبِيٍّ من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل، وشَرْوَى: النظير، قَالَ: وَلم أرَ شَرْوَاها خُياسةَ واحدٍ ونَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَ مَا كِدْتُ أَفْعَلَه وشَتَّى: متفرقون. وضَرَّةٌ شَكْرَى: إِذا كَانَت ملأى من اللَّبن وَجَاءَت الإبلُ شَكِرَةً وشَكِرَى: ممتلئة حافلة. والشَّكْوى: مصدر شَكا شَكْوَى شَدِيدَة وشَكاةً وشَلْحَى لغةٌ مَرْغُوب عَنْهَا فِي السَّيْف بلغَة أهل الشِّحْر وشَوْطَى: مَوضِع، وشَتَّى كَذَلِك، وضَفْوَى مثله وامرأةٌ صَبْحَى ورجلٌ صَبْحَان: إِذا شَرِبَا الصَّبوح وَإِذا عَطِشَتْ النَّخْلةُ(4/476)
فَهِيَ صَدْيَا وصادِيَة وسَعْيَا: اسْم بلد. قَالَ الْفَارِسِي: وَهُوَ شَاذ، قَالَ ابْن جني: شُذوذه من قِيَاس نَظَائِره وَقِيَاسه سَعْوَى وَذَلِكَ أَن فَعْلَى إِذا كَانَت اسْما مِمَّا لامه يَاء فَإِن ياءه تُقلب واواً للْفرق بَين الِاسْم وَالصّفة وَذَلِكَ نَحْو الشَّرْوَى والتَّقْوى فسَعْيا إِذا شَاذَّة فِي خُرُوجهَا عَن الأَصْل كَمَا شذَّتْ القُصْوى وحُزْوى وَقَوْلهمْ خذِ الحُلْوى وأعْطِه المُرَّى على أَنه يجوز أَن يكون سَعْيَا فَعْلَلاً من سَعَيْت إِلَّا أَنه لم يَصْرِفهُ لِأَنَّهُ علَّقَه على الْموضع عَلَمَاً مؤنثاً وَلَا يجوز أَن تكون فَعْيَلاً لِأَنَّهُ مِثَال غير مَوْجُود فَأَما ضَهْيَدٌ اسْم مَوضِع فشاذ وَلم يَحْكِه صَاحب الْكتاب. قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون فِي الأَصْل صِفَةً كخَزْيا وصَدْيا إِلَّا أَنَّهَا غَلَبَتْ فَبَقِيَت بعد عَلَمِيَّتِها على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي حَال جنسيتها كَمَا أَنَّك لَو سَمَّيْت بخَزْيَا لأقررت بعد التَّسْمِيَة لامها ياءاً وسَعْيَا لغةٌ فِي شَعْيَا وَقد تقدم. وسَلْوَى: العَسَل، والسَّلْوى: كل مَا سَلَّى والسَّيْلى العَطْشَى والسَّيْلَى الرِّيَّا: مَا آن يُقَال لأَحَدهمَا السَّيْلى العَطْشَى وَللْآخر السَّيْلَى الرَّيَّا وجَمَعَها الأخطل على السَّيالى فَقَالَ: عَفا مِمَّنْ عَهِدْتُ بِهِ خَفيرُ فأجْبالُ السَّيالَى فالعَوِيرُ وسَلْمَى: أَحَدُ جَبَلَيْ طَيِيِّء وسَلْمَى: اسْم امْرَأَة وامرأةٌ سَهْوَى تَأْنِيث رجل سَهْوَان من السَّهْو وَإِنَّمَا ذكرتها هُنَا وَإِن كَانَ قِيَاسا مُطَّرِداً لقلَّة جَرْيِه وطَغْيَا: اسْم بَقَرَة الوَحْش، قَالَ: وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ النَّاشِط وروى ابْن جني هَذَا الْبَيْت: وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه وطَغْيَا مِنَ اللَّهَقِ النَّاشِط وَقَالَ: رَوَاهُ الْأَصْمَعِي طَغْيَا: أَي نَبْذَاً مِنْهُ. قَالَ: وروى أَبُو عَمْرو وَأَبُو عبد الله طَغْيَاً: أَي صَوْتَاً. طَغَتْ تَطْغَى: إِذا صاحت يكون للنَّاس وَالدَّوَاب، سَمِعْتُ طَغْيَاً من فلَان: أَي صَوْتَاً. قَالَ: وَاعْلَم أَن فِي طَغْيَا هَذِه إِذا كَانَت فَعْلَى نظرا وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تَخْلُو أَن تكون اسْما أَو صفة أَلا ترى أَن الْأَصْمَعِي فَسَّرَها فَقَالَ نَبْذَاً مِنْهُ وَهُوَ اسمٌ لَا محَالة وَإِذا كَانَت اسْما فقياسها طَغْوَى كَمَا قَالُوا فِي مصدر طَغَىَ طَغْوَى كالعَدْوَى والدَّعْوى وَذَلِكَ أَن فَعْلَى إِذا كَانَت اسْما وَكَانَت لامها يَاء فَإِنَّهَا مِمَّا تُقلَب واواً نَحْو الشَّرْوى والتَّقْوى فَمِنْ هُنَا أَشْكَلَتْ طَغْيَا وَوجه جَوَازهَا أَن تكون خَرَجَتْ على أَصْلهَا كخروج القُصْوى على أَصْلهَا وَيجوز وَجه آخر وَهُوَ أَن تكون مَقْصُورَة من طَغْيَاء كَمَا أَن قَوْلهم مَسُولَى مَقْصُور وَوجه آخر عَن مَسُولاء فَعُولاء كبَرُوكاء أَلا ترى أَن صَاحب الْكتاب قد حَظَرَ فَعُولى مَقْصُورَة وَوجه آخر عِنْدِي وَهُوَ أَن يكون فَعْلَلاً من طَغَيْت وقلب اللَّام الثَّانِيَة أَلِفَاً لوقوعها طرفا فِي مَوضِع حَرَكَة مَفْتُوحًا مَا قبلهَا إِلَّا أَنه لم يصرفهُ لِأَنَّهُ جعل ذَلِك علما للقِطْعَة والفِرْقة فَاجْتمع التَّعْرِيف والتأنيث وَنَظِيره: عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا(4/477)
القَوْل فيهمَا وَاحِد وَإِنَّمَا شَرَحَ ابْن جني على رِوَايَة من روى: مِنَ اللَّهَقِ النَّاشِط وامرأةٌ طَيَّا: ضامرة الْبَطن من الْجُوع وَالرجل طَيَّان وَقد يكون الطَّوَى من خِلْقَة ودَعْوَى: مصدر دَعَوْتُ الله حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ فِي المصادر الَّتِي فِي أَحدهَا ألف التَّأْنِيث وَأنْشد لبَشير بن النَّكْث: وَلَّتْ ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ قَالَ أَبُو عَليّ: ذَكَّرَ على معنى الدُّعَاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن كَلَامهم اللهُمَّ أَشِرْكنا فِي دَعْوَى المُسلمين، والدَّعْوى الِاسْم من قَوْلك ادَّعَيْت الشيءَ: زَعَمْتُه لي حقَّاً كَانَ أَو بَاطِلا ودَحْنَا: اسْم بلد، وتَلَّى: صَرْعَى، تَلَّهُ يَتُلُّهُ تَلاًّ فَهُوَ مَتْلُول وتَليلٌ وتَقْوَى: مَوضِع والتَّقْوى من التُّقَى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: والتاءُ فِيهِ مُبدَلة من وَاو وَالْوَاو فِيهِ مبدلة من يَاء وجاءَ القومُ تَتْرَى وَتْتَرىً: أَي وَاحِدًا خَلْفَ وَاحِد يتبع بَعضهم بَعْضًا وَأَصله وَتْرَى من الوَتْر وَهُوَ: الفَرْد. قَالَ أَبُو عَليّ: أَن تكون الْألف فِيهِ للتأنيث أولى من أَن تكون للإلحاق لِأَنَّهُ لَا تكَاد تُوجد ألف الْإِلْحَاق فِي هَذَا الضَّرْب من المصادر وفيهَا ألفُ التَّأْنِيث كالدَّعْوى والذِّكْرى والرُّجْعى وَمن زعم أَن تَتْرَى تَفْعَل فقد غَلِطَ لِأَنَّهُ إِذا حكم بِزِيَادَة التَّاء لم يكن مَا بَقِيَ من الْكَلِمَة فِي معنى المُواتَرَة وَإِنَّمَا تَتْرَى من المُواتَرَة لِأَن التَّاء أبدلت من الْوَاو كَمَا أبدلوها مِنْهَا فِي تَوْلَج وتَيْقُور. ولِثَةٌ ظَمْأَى وَهِي: الذَّابلة من غير سَقَمٍ والثَّرْوى من الثَّرْوة وامرأةٌ ثَكْلَى على نَحْو قَوْلهم عَبْرَى ورَضْوَى: اسْم جَبَل ورَضْوَى أَيْضا: اسْم فرَس سَعْدٍ بن شُجاع ورَضْوَى: اسْم امْرَأَة، قَالَ الأخطل: عَفا واسِطٌ مِن آلِ رَضْوَى فَنَبْتُلُ فَمُجْتَمَعُ الحَدَّيْنِ فالصَّبْرُ أَجْمَلُ ورَيَّا: الرَّائِحَة الطَّيِّبَة، قَالَ: تَطَلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِراتِ وَيُقَال رَيَّا كلِّشيء: رَائِحَته مَا كَانَت وكلُّ قَصَبَة ممتلئةٍ من الْبدن رَيَّا وامرأةٌ رَيَّا: ممتلئة الرِّدْف، قَالَ:(4/478)
رَيَّا الرَّوَادِفِ لم تُمْغِلْ بأولاد والرَّيَّا: أحد جَبَلْي طَيِّيء ورَيَّا: اسْم امْرَأَة. قَالَ ابْن جني: كَانَ يجب أَن تكون رَوَّى كَمَا قَالَ صَاحب الْكتاب إِلَّا أَن الَّذِي أرَاهُ فِيهَا أَن تكون صفة غَلَبَتْ كالحرِثِ والصَّعِق ونابِغة وَنَحْو ذَلِك وَكَأَنَّهَا مؤنَّث رَيَّان فَرَيَّا من رَيَّان كطَيَّا من طَيَّان ورَغْبَى من الرَّغْبَة ورَهْبَى من الرَّهْبة وَقد تقدم ودارُة رَهْبَى: مَوضِع وَيُقَال ناقَةٌ رَهْبَى كَمَا يُقَال رَهْبٌ حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وقومٌ رَوْبَى: خُثَراء الأَنْفُس، قَالَ: فأمَّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ فأَلْفاهُمُ القومُ رَوْبَى نِياما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: رجل رائبٌ وَقوم رَوْبَى وهم: الَّذِي أَثْخَنَهُم السَّفَر والوَجَع. امرأةٌ رَهْوَى ورَهْوٌ وَهِي: الواسِعة المَتاع وَقيل هِيَ: الَّتِي لَا تمْتَنع من الفُجور ورَهْوَى: مَوضِع ورَزْحَى جمع رازِحٍ وَهُوَ: الكالُّ المُعيْي وقومٌ رَجْلَى: رَجَّالة ولَغْوَى: مَوضِع، قَالَ الأخطل: أَخَنْجَرُ لَو كُنْتُم قُرَيْشَاً طَعِمْتُم وَمَا هَلَكَتْ جُوعاً بِلَغْوَى المَعاصِرُ والنَّجْوى: التَّناجي وَهُوَ: الحَدِيث المكتوم وَفِي التَّنزيل: (وأسَرُّوا النَّجْوَى) . والنَّجْوى: الْجَمَاعَة يَتَنَاجَوْنَ وَفِي التَّنْزِيل: (وإذْ هُمْ نَجْوَى) . وَقيل النَّجْوى: المُناجاة من قَوْله تَعَالَى: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) . ونَشْرَى: الْإِبِل الَّتِي قد انْتَشَر فِيهَا الجَرَب وَقيل إبلٌ نَشْرَى: إِذا مَرِضَتْ من رَعْيِ النَّشْر وَهُوَ: الكَلأُ الَّذِي يَيْبَس فَيُصِيبهُ مَطرٌ قبل الصَّيف فيَخْضَرُّ وَيُقَال القومُ فَوْضَى فَضىً: أَي لَا أَمِير عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي أَمر مختلط يَتَفَاوَضون فِيهِ وَيُقَال مَتاعُهُم فَوْضَى بَينهم: إِذا كَانُوا فِيهِ شُرَكاء وَيُقَال شارَكَ فلَان فلَانا شَرِكَةَ عِنانٍ لَا شَرِكَةَ مُفاوَضَة فشَرِكة عِنانٍ: إِذا اشْتَرَكا فِي شَيْء خَاصَّة وبانَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا بِسَائِر مَاله دون صاحِبِه وشَرِكة مُفاوَضَة: أَن يكون مالُهما جَمِيعًا من كل شَيْء يَمْلَكانِه بَينهمَا مُخْتَلِطاً وَقد تقدم وَامْرَأَة فَرْحَى وفَسَّى من بِلَاد فَارس، قَالَ: مِنْ أَهْلِ فَسَّى ودَرابَجِرْدِ النَّسَبُ إِلَيْهِ فِي الرجل فَسَوِيٌّ وَفِي الثِّيَاب فَسَوِيٌّ وفَسَاسِيريّ أَو بَساسِيريّ والفَأْوَى: الفَيْشَة، قَالَ:(4/479)
وكُنتُ أَقولُ جُمْجُمَةٌ فأَضْحَوْا هُمُ الفَأْوَى وأَسْفَلُها قَفاها وَيهْدِي وَذُو بهدى - موضعان وبرحى - كلمة تقال عِنْد الْخَطَأ فِي الرَّمْي والبلوى من الْبلَاء وبوى - مَوضِع إِلَيْهِ ينْسب حوز بوى فإمَّا أَن يكون فعلى فَإِذا كَانَ كَذَلِك جَازَ أَن يكون من بَاب تقوى أَعنِي أَن يكون اللَّام بَاء أبدلت مِنْهَا الْوَاو على مَا أطْرد عَلَيْهِ الْقيَاس فِي بَاب فعلى الَّتِي لامها يَاء من قلب بائها إِلَى الْوَاو للْفرق بَين الِاسْم وَالصّفة وَيجوز أَن يكون من بَاب قُوَّة وَالْأول أَكثر لِأَن بَاب طويت أَكثر من بَاب قُوَّة لاخْتِلَاف حُرُوف الْفِعْل وَقد يجوز أَن يكون بوى فعل كبقم وشلم واترك صرفه للمعرفة والتأنيث أَو للمعرفة والعجمة ومرحى - كلمة تقال عِنْد الْإِصَابَة فِي الرَّمْي - قَالَ ابْن جني: مرحى فعلى من المرح لِأَن الرَّامِي إِذا أصَاب فَرح ومرح وإبل معكى - كَثِيرَة ومعكاء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ _ سَمِينَة وَقيل هِيَ - المسان ومروى - مَوضِع بالبادية ويهيا من كَلَام الرعاء ويرهى اسْم ويرني وترني - موضعان وَفرس وقبى - وَاسِعَة الْفرج يَعْنِي مَا بَين قَوَائِمهَا وَامْرَأَة وَحمى 0 إِذا اشتهت على حملهَا شَيْئا بنية الوحام والوحم وَقد وحمت وحما ووحما ناها وَلها الوحم - الشَّيْء الَّذِي تشتهيه وجمه وَحمى وحامي ووحام وإمرأة وسنى ووسنة - ناعسة وَرجل وَسن ووسنان والوسن وَالسّنة - النعاس.
وَمن الْمنون
أرطى وَهُوَ ضرب من الشّجر وألفة زَائِدَة مُلْحقَة وهمزته أصل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يَأْتِ من هَذَا الْبَاب صفى إِلَّا بِالْهَاءِ قَالُوا نَاقَة حلباة ركباة.
, على فعلى
وألفه تكون للتأنيث وللإلحاق فعلت ذَلِك من إجلاك وأجلاك وَقد تقدم ذكره وإبحى - كلمة يَقُولهَا الرَّامِي إِذا أخطا. قَالَ ابْن جني: يحْتَمل أَن يكون فعلى من لفظ وَيْح وَمَعْنَاهُ وَأَصلهَا ويحي فأبدلت الْوَاو همزَة وَإِن كَانَت مَكْسُورَة كَمَا قلبت فِي إسادة وإشاح وإفادة فِي وشاح ووسادة ووفادة والتقاءهما أَنه يُقَال فِي الحض والاستعظام ويحا لَهُ وَيجوز إيحا إفعل من الْوَحْي فقلبت واوه يَاء لأنكسار مَا قبلهَا والتقاؤهما أَن هَذَا الرَّمْي لَيْسَ مِمَّا يكْتَسب لِأَنَّهُ فَوق ذَلِك إلسهام ووحي فَأَما ترك صرفه فِي هَذَا القَوْل فَلِأَنَّهُ(4/480)
جعل علما لهَذَا الْمَعْنى فَاجْتمع فِيهِ التَّعْرِيف وَمِثَال الْفِعْل كَمَا جعل زوبر علما فِي قَوْله
(عدت على بزوبرا ... )
فَاجْتمع فِي زوبر التَّعْرِيف والتأنيث أَي بكلتيها وكما جعل سُبْحَانَ فِي قَوْله
(سُبْحَانَ من عَلْقَمَة الفاخر ... )
فَأَما ألف إيحا فَيجوز أَن تكون ملحقىة كألأف معزى إِلَّا أَنه لم يصرف لشبه هَذِه الْألف فِي التَّعْرِيف بِأَلف التَّأْنِيث كَمَا لَا تصرف أرطى علما لرجل والعمقى - شجر والعمقى - بلد قَالَ الْهُذلِيّ:
(لما ذكرت أَخا العمقى تأوبني ... همي وأفرط ظَهْري الْأَغْلَب الشيح)
وأخز العمقى - رجل قتل فِي هَذَا الْموضع والعفرى والعفرية - وَاحِد يُقَال نشر الديك عفراه ز قَالَ الْفَارِسِي: العفري جمع عفراة وَأنْشد عَن ابْن دُرَيْد:
(إِذْ صعد الدَّهْر إِلَى عفرانه ... )
والعرقى - جمع عرقاة من قَوْلهم استأصل الله عرقاتهم عَن الْفَارِسِي وَلم يحكها غَيره وَعِيسَى - اسْم أعجمي وحسمى - مَوضِع من أَرض جذام وَذكروا أَن المَاء بعد الطوفان بقى فِيهِ بعد نضوبه ثَمَانِينَ عَاما. قَالَ أَبُو عَليّ: وجسمى هَذِه أطيب بلااتد الْعَرَب وأخصبها وقِي حسمى - قَبيلَة والحفرى - نبت واحدته حفراة وجبرى - إِحْدَى القريتين اللَّتَيْنِ أقطعهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تميما الدَّارِيّ وَأهل بَيته والقرية الثَّانِيَة عينون وجياه - اسْم سرياني مُعرب والحجلى - جمَاعَة الحجل من الطير قَالَ:
(فَارْحَمْ أصيبيتي الَّذين كَأَنَّهُمْ ... حجلى تدرج بالشربة وَقع)
والقمرى - مَوضِع وَقد روى القمرى بِفَتْح الْقَاف على مَا تقدم والقمحى - الكمرة الْعَظِيمَة عَن كرَاع والقصرى - مَا يبْقى المنخل بعد الانتخال وَقيل هُوَ - مَا يخرج من القت بعد الدوسة الأولى والقصرى أعرف وَبَنُو أم قردى - قوم قَالَ الأخطل:
أكُلَّ صَباحٍ لَا يَزالُ يَعُودُني بَنو أمِّ قِرْدى يَشْحَذونَ المَبارِيَا وفِعْرَى: جبل، وكِسْرى: اسمُ المَلِك ويروى بِالْفَتْح والإضافةُ إِلَيْهِ كِسْرِيٌّ وكِسْرَوِيٌّ والكِيسَى: مُنْفَرد بطعامه حَكَاهُ ثعلبٌ منوَّناً. قَالَ أَبُو عَليّ: وَقد كاصَ طعامَه يدل على أَن أَلفه زائدةٌ أَن الْكَلِمَة لَا تَخْلُو أَن تكونَ على فِيعَلٍ أَو فِعْلَى فَلَا يجوز الوجهُ الأولُ لِأَنَّهُ مِثَال لم نعلمهُ جاءَ فِي الْأَسْمَاء فَإِذا لم يجيءْ ذَلِك ثَبت أَنه فِعْلَى وَهَذَا حرفٌ نَادِر لِأَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ فِي مِعْزَىً وذِفْرىً لَا نعلمهُ جَاءَ وَصفا يُرِيد إِذا لم تجيءْ فِيهِ الْهَاء فَأَما بِالْهَاءِ فقد جَاءَ نَحْو امْرَأَة سِعْلاء وَرجل عِزْهاة وَلَيْسَ ذَلِك بِخِلَاف مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ أَنه لَا يَعْلَم فِعْلَى صفة يُرِيد الَّتِي الْألف فِيهَا للتأنيث وَالَّذِي حَكَاهُ أَحْمد بن يحيى فِعْلَىً الْألف فِيهِ للإلحاق، والشِّيزَى: شجرٌ تعملُ مِنْهُ الجِفان، قَالَ الحُطَيْئَة: فَتى يَمْلأُ الشِّيزى ويَرْوَى بكَفِّه سِنانُ الرُّدَيْنِيِّ الأَصَمِّ وعامِلُه والشِّعْرى: الكَوْكَب الَّذِي يَطْلُع بعد الجَوْزاء وهما شِعْرَيانِ إِحْدَاهمَا العَبور والأُخْرى الغُمَيْصاء وَيُقَال مَا(4/481)
شَعَرْت بِهِ شِعْرا وشِعْرى وشِعْرَةً وَيُقَال كَانَت مِنِّي صِرَّى وإصِرَّى وَقد قيل فِي ألف صِرِّي وإصِرِّي: أَي عزيمةُ والصِّحْناةُ والصِّحْنى: الصَّبْر، وسِلَّى: موضعٌ والدِّفْلَى: ضَرْبٌ من الشّجر وَهُوَ أجودُ مَا يُتَّخَذ مِنْهُ الأَزْنُد وذُكِر أَنه الألاء. وَهُوَ ابْن عَمِّي دِنْيا ودِنْياً ودِنْية الْيَاء بدلٌ من الْوَاو، ونهْرُ تِيرَى: موضعٌ فارسيٌّ، قَالَ جَرير: سِيروا بَني العَمِّ فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُم وَنَهْرُ تِيرى وَلَا تَعْرِفْكُم العَرَبُ هَكَذَا أنْشدهُ أَبُو عَليّ وَقد سُئل عَنهُ بالمَوْصِل فَجعله مثل: فاليَوْم أَشْرَبْ. وظِرْبى: جمع ظِرْبانٍ وَيجمع أَيْضا ظَرابين وظَرابِيَّ وَهُوَ: دابَّةٌ كالهِرَّة مُنْتِنةُ الرِّيح تَزْعُمُ العربُ أَن يَفْسُو فِي ثوب أحدهم إِذا صادَه فَلَا تذهبُ رائحتُه حَتَّى يَبْلَى الثوبُ وَيَقُولُونَ فِي القَوْم يَتَقاطَعون: فَسا بَينهم ظَرِبانٌ. ويُسَمُّونَه مفَرِّق النَّعَم لِأَنَّهُ إِذا فَسا بَينهَا وَهِي مجتمعة تفرَّقت وَيُقَال إِن سِلاحه فُساؤُه لِأَنَّهُ يَدْخُل على الضَّبِّ فَيَفْسُو فيَسْدَر الضَّبُّ من خُبثِ رائحتِه حَتَّى يَأْكُلهُ، والذِّكْرى: الذِّكْر، قَالَ الله تَعَالَى: (فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) . وذِفْرى واحدتها ذِفْراةٌ وَهِي: العَظْم الناتِئ خَلْفَ الأُذُن، قَالَ: أَزْمَانَ تُبْدي لكَ وَجْهَانا ضِرا وعُنُقا زَيَّن حَلْيَاً زاهِرا تَثْنِي على ذِفْراتِها الغَدائِرا وذِفْرى قَالَ أَبُو عبيد: أَكثر الْعَرَب لَا ينَوِّنُها فَمن قَالَ ذِفْرىً فالجمع ذِفارٍ وَمن قَالَ ذِفْرى بِلَا تَنْوِين فالجمع ذَفارَى، والذِّفْرى من الذَّفَر والذَّفَر: كلُّ ريح ذَكِيَّة نَتَنٍ أَو طِيبٍ، ودَيْرُ لِبَّى: موضعٌ بالجزيرة، قَالَ الأخطل: عَفا دَيْر لِبَّى من أمَيَّةَ فالحَضْرُ فأَقْفَر إِلَّا أَن يُنيخَ بِهِ سَفْرُ والحَضْر بَين دِجْلَة والفُرات، وفِعْرَى: جبلٌ، والمِعْزى: جمَاعَة الماعِزِ وَلَا تختلِف العربُ فِي صَرْفِ مِعْزىً وَهَذَا لفظٌ يدلُّ على الْجمع وَلَيْسَ بِهِ وَقد تقدم فِيمَا يُمَدُّ ويُقْصَر وَإِنَّمَا أَعَدْنا ذكرَه هَهُنَا لشذوذ المَدِّ فِيهِ، ومِذْعى: اسْم ماءٍ لبني جَعْفَر بن كلاب بوَضَح الحِمى وَلَيْسَ بمِفْعَل لأَنا لم نَسْمَعْ ذَعَوْت وَلَا ذَعَيْت، والمِدْرى: القَرْن يجوز أَن يكون فِعْلى لقَولهم مَدَرْته ومِفْعَلاً لقَولهم دَرَيْت شَعَرِي: أَي مَشَطْت فَإِن قلت فلمَ لَا تَقول مَدْرِيَّاً مفعول مثل مَرْمِيٍّ ومِدْرىً مِفْعَل قيل لَا يكَاد مفعول يَجِيء فِي الْأَسْمَاء إِنَّمَا يَجِيء فِي الصِّفات فَإِن قلت فمفعول فِي الثَّلَاثَة بِمَنْزِلَة مُفْعَل فِي الأربعةِ وَقد جَاءَ مُخْدَع فَهَلا أجزتَ أَن يكون مَدْرِيٌّ مَفْعُولا وَجَعَلته مثل مُخْدَع قيل إنَّ مَفْعُولا قد قَلَّ وَإِذا قلَّ لم يجب الْحمل عَلَيْهِ وَلَا يجب من حيثُ جَاءَ مُخْدَع أَن يجوز مَا ذكرتَ لِأَنَّهُ لَا يُنكَر أَن يَجِيء فِي الْأَرْبَعَة مَا لَا يجيءُ فِي الثَّلَاثَة.
وعَلى فُعْلَى
وألفُه تكون للتأنيث دون الْإِلْحَاق يُقَال لَا آتِيك أُخْرَى اللَّيَالِي: أَي آخِرَها، وأُخْرَى كل شَيْء: آخِرُه وَيُقَال أَخَذْتُه بِلَا أُثْرى وَلَا أَثَرَة وَلَا اسْتئثار: أَي لم أَسْتَأْثِرْ بِهِ، قَالَ: فقُلتُ لَهُ يَا ذِئبُ هَلْ لَك فِي أَخٍ يُؤاسِي بِلَا أُثْرَى عَلَيْك وَلَا بُخْل وأُبْلى: وادٍ والأُنْثى من كل شَيْء: غيرُ الذَّكَر وَيُقَال للأُذُنَيْن الأُنْثَيانِ وَأنْشد الْفَارِسِي: وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ضَرَبْناه فَوْقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ(4/482)
الكَرْد: العُنُق، فارسيٌّ مُعرَّب. قَالَ: وَأما قَوْله: وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحْجَارا فَإِن الأُنْثى هَهُنَا المَنْجَنيق، وأُورَى شَلَّم: مَوضِع بَيْتِ المَقْدِس، والعُقْبى: العاقِبةُ والعُمْرى: الشيءُ يَجعله الرجل لصَاحبه عُمْرَهُ فَإِذا مَاتَ رَجَعَ إِلَيْهِ، والعُذْرى: المَعْذِرَة، وَأنْشد الْفَارِسِي: قالَتْ أُمامَةُ لمَّا جِئتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ بِبَعْضِ الأَسْهُمِ السُّود للهِ دَرُّكِ إنِّي قدْ رَمَيْتُ بهَا حتَّى حُدِدْتُ وَلَا عُذْرَى لِمَحْدود قَالَ: وعَنى بقوله بِبَعْض الأسهم السُّود عَيْنَيه أَي هلاَّ أَوْمَأْتَ، والعُسْرى: من العُسْر. والعُزَّى الَّتِي كَانَت تَعْبُدُها العربُ: كَانَت شَجَرَة لَهَا شُعْبَتان فَقَطَعها خالدُ بن الْوَلِيد وَقَالَ لَهَا: كُفْرانَكِ اليومَ وَلَا سُبْحانَكِ الحمدُ للهِ الَّذِي أَهانَكِ وعُرَّى: اسْم أَرض، والعُتْبى: الرُّجوع عَمَّا عُوتِبَ عَلَيْهِ، وعُلْيا مُضَر: أعْلاها وجمعُها عُلىً، والحُجْرَى: الحُرْمة. والحُمَّى مَعْرُوفَة. قَالَ الْفَارِسِي: هِيَ من الحَميم وَهُوَ: المَاء الْحَار وَقيل هِيَ من الحَميم الَّذِي هُوَ العَرَق. والحُبْلى: الحامِلُ من الْإِنْسَان خَاصَّة، والخُدْبا: الطَّعْنة المستقيمة، وخُرْوى: مَوضِع، وَيُقَال للمسبوب ابْن حُقْرى، والحُذْيا والحُذَيَّا والحِذْية والحَذِيَّة: العَطِيَّة وَقد حَذَوْته وأَحْذَيْته: أَي أَعْطَيْته وَيُقَال أخَذُه بَيْنَ الحُذَيَّا والخُلْسَة: أَي بَين الاستِلاب والهِبَة، وَيُقَال حُذْيايَ مِن هَذَا الْأَمر: أَي أَعْطِني هِبَتي، والحُذْيا: هَدِيَّة الْبشَارَة، والحُسْنى: الجَنَّة كَأَنَّهَا فِي وَضعهَا تَأْنِيث الأَحْسَن. قَالَ الْفَارِسِي: وَأما من قَرَأَ: (وَقُولُوا للناسِ حُسْنى) . فَعَلَى أَنه اسْم للمصدر وَلَيْسَ بتأنيث الأَحْسَن لَو كَانَ كَذَلِك للزِمَتْه الألفُ وَاللَّام، وحُبَّى: اسْم امْرَأَة وَيُقَال هوَ يَمْشِي الهُونَى والهُوَيْنَى والهَوْنَ، وهُمَّى: أَرض، والخُنْثى: الَّذِي لَا يَخْلُص لذَكَرٍ ولاأُنْثى وَالْجمع خِناث وخَناثَى، قَالَ: لَعَمْرُكَ مَا الخِناثُ بَنو فلانٍ بِنِسْوانٍ يَلِدْنَ وَلَا رِجالِ وَقَالُوا فلانةُ خَيْرَة الْمَرْأَتَيْنِ والخَيْرَةُ من الْمَرْأَتَيْنِ والخُورَى كَأَنَّهُ تَأْنِيث الأَخْيَر، والخُرْسى من الْإِبِل: الَّتِي لَا تَرْغُو، قَالَ: مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْن لَا تَفْعَلَنَّها فَتُجْشِمَ خُرْسَاها مِنَ العُجْمِ مَنْطِقا والقُعْدى: الَّتِي هِيَ أَقْعَدُ نَسَبَاً، والقُصْرى والقُصَيْرى: ضِلَع الخِلْفِ وَهِي المؤَخِّرة الَّتِي يَمور طرَفُها ويَرِقُّ والقُصْرى والقُصَيْرَى: أَخْبَثُ الأَفاعي، والقُصْيا: الْغَايَة البَعيدة قلبت فِيهِ الْوَاو يَاء لِأَن فُعْلى إِذا كَانَت اسْما من ذَوَات الْوَاو أبدلت واوه يَاء كَمَا أبدلت الْوَاو مَكَان الْيَاء فِي فَعْلَى فأدخلوها عَلَيْهَا فِي فُعْلَى ليتكافئا فِي التَّغْيِير هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وزِدْتُه أَنا بَياناً. قَالَ: وَقد قَالُوا القُصْوى فَأَجْرَوْها على الأَصْل لِأَنَّهَا قد تكون صفة بِالْألف وَاللَّام وقُرْبى من القَرابة والتَّقَرُّب، والخَصْلَة القُبْحى: القَبيحة، والكُشْنى: الكِرْسِنَّة، والكُذْبى: التَّكْذيب، يُقَال لَا كَذِبَ لَك وَلَا كُذْبى وَلَا مَكْذَبَة وَلَا كُذْبان وَلَا تَكْذيب، والكُوسى: ذهب كرَاع إِلَى أَنَّهَا جمع كِيسة وَعِنْدِي أَنَّهَا تَأْنِيث الأَكْيَس ... . بالنَّبَطِيَّة نُوَرْدَجةٌ تُتَّخذ من آسٍ وأغصانِ خِلافٍ تُبْسَط ويُنَضَّدُ عَلَيْهَا الرَّياحينُ ثمَّ(4/483)
تُطوى وَمن أَسمَاء مَكَّة كُوثى، وكُلْفى: مَوضِع، والجُلَّى: الْأَمر الْعَظِيم وَالْجمع جُلَلٌ، قَالَ: فإنْ أُدْعَ للجُلَّى أكُنْ مِن حُماتِها وإنْ يَأْتِكَ الأعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ والشُّورى: المَشورة، والشُّؤْمى: الْيَد اليُسْرى على خلاف قَوْلهم لِلْأُخْرَى اليُمْنى، قَالَ القَطَامي: فَخَرَّ على شُؤْمى يَدَيْهِ وذادَها بأَظْمَأَ من فَرْعِ الذُّؤابة أَسْحَما وَابْن شُحَّى: الشَّحيح، والشُّكْمى: الْعَطاء وَلَا أَحُقُّها، والضُّوقى والضِّيقى من الضِّيق وَذهب كرَاع إِلَى أَن الضُّوقى جمع ضَيِّقَة وَهَذَا لَا يَصح وَإِنَّمَا هُوَ تَأْنِيث الأَضْيَق، والقِسْمَة الضِّيزى: الَّتِي لَيْسَ بِعدْل ووزنها فُعْلى لِأَن ضِيزى وَصْفٌ وفِعْلى لَا تكون صفة إِلَّا بِالْهَاءِ نَحْو رجل عِزْهاة وَقد قيل ضُوزى على الأَصْل. قَالَ أَبُو عَليّ: إِنَّمَا أبدلت الضمة فِيهَا كسرة كَراهِيةَ الضمة وَالْوَاو مَعَ العِلم أَن فُعْلى من أَبْنِيَة الصِّفَات وَلَيْسَ هَذَا كَبِيضٍ لبُعْدِها من الطَّرَف وَكَانَ على مَا جَاءَ من قَوْلهم تَعَيَّطَتِ الناقةُ ثمَّ قَالَ: مُظاهَرَةً نَيَّاً عَتيقاً وعُوطَطا أَن تصح الْوَاو وَلَا تُقلَب من الضمة الَّتِي قبلهَا الكسرةُ كَمَا لم يُفعَل ذَلِك فِي عُوطَطٍ، والصُّوقى: المَسيلُ الَّذِي يُسمَّى الصُّوقَ، قَالَ كُثَيِّر: أَلا لَيْتَ شِعْري هلْ تَغَيَّر بَعْدَنا أَراكٌ فَصُوقاواتُه فَتُناضِبُ وصُهْبى: اسْم فرَس للنَّمِر بن تَوْلَب ورُوِيَت بِالْفَتْح، وصُدَّى: اسْم رجل وسُقْيا من السَّقْي وسُقْيا: مَوضِع من بِلَاد عُذْرة يُقَال لَهَا سُقْيا الجزْل وَهِي قريبةٌ من وَادي القُرى والسُّقْيا من أَسمَاء زَمْزَم، والسُّكْنى:(4/484)
السُّكون، والسُّلْكى: الطَّعْنة المستقيمة، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: نَطْعُنُهمْ سُلْكى ومَخْلُوجةً كَرَّكَ لأْمَيْنِ على نابِلِ مَخلوجة: يَمْنَة ويَسْرَة غير مُسْتَقِيمَة، وَيُقَال أَمرهم سُلْكى: إِذا كَانُوا على طَرِيق وَاحِد، والسُّوءَى: من الْإِسَاءَة، وَفِي التَّنْزِيل: (ثمَّ كَانَ عاقِبَةَ الذينَ أَساؤا السُّوءى) . وَقَالَ: إِذا مَا هَمَّ بالسُّوءى نَهاهُ وَقارُ الدّين والرَّأْيُ الأصيلُ ويُقرأ: (مَنْ أصحابُ الصِّراط السُّوَّى ومنِ اهْتَدى) . وسُعْدى: اسْم امْرَأَة وَقَالُوا زُهَيْر بنُ أبي سُلْمى، وَلَيْسَ فِي الْعَرَب سُلْمى غير أبي زُهَيْر. وسُلَّى: قَرْيَةٌ بالأهواز كَثِيرَة التَّمْر، وسُمَّى: اسْم فرَس. والزُّلْفى: القُرْبى وَقد تَزَلَّفْت إِلَيْهِ: تَقَرَّبْتُ والطُّرْفَى: أَبْعَدُ نَسَبَاً من القُعْدى. والإقْعاد والإطْراف كِلاهما مَدْحٌ فالإقْعاد: قِلَّةُ الْآبَاء، والإطْراف: كَثْرَة الْآبَاء، وطُوبى: شَجَرَةٌ فِي الجَنَّة وَكَأَنَّهَا سُمِّيت بتأنيث الأَطْيَب وَسَقَطت مِنْهَا الْألف وَاللَّام فِي حدّ العَلَمِية فَخَرَج على حَسَنٍ وحارِثٍ كَمَا سَمَّوُا الجَنَّة الحُسْنى إِلَّا أَن الحُسْنى خَرَجَتْ على الحَسَنِ والحرِث وَفِي التَّنْزِيل: (طُوبى لهُم وحُسْنُ مآب) . فطُوبى عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم وَفِيه معنى الدُّعَاء وموضعه عِنْده رفع. قَالَ: ويَدُلُّك على رَفعه رَفْعُ وحُسْنُ مآب ولغةُ بعض الْعَرَب طِيبَى. قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: قَرَأَ عليَّ أعرابيٌّ بالحَرَم: (الذينَ آمَنوا وعَمِلوا الصالِحاتِ طِيبى لهُمْ) . قلت لَهُ طُوبى قَالَ طِيبى لَهُم فَعُدْت فَعاد فلمَّا طَال عليَّ قلتُ طُوطُو قَالَ لي طي طي وَقد قيل إِن الطُّوبى جمع طَيِّبَة وَلَيْسَ بِصَحِيح. قَالَ أَبُو عَليّ: أما طُوبى من قَوْلهم طُوبى لَهُم فكالشُّورى مصدر وَلَيْسَت بِصفة كالكُوسى وَلَو كَانَت مثلهَا للَزِمَها لامُ الْمعرفَة وانقلبت الْوَاو يَاء فِيهَا لِأَنَّهَا اسْم وَلَيْسَت بِصفة كضِيزى وحِيكى. وطُغْيا: اسْم بقرة الْوَحْش، والدُّقَّى من الْأَخْلَاق: الدَّنيئةِ، يُقَال اتَّقوا من الْأَخْلَاق الدُّقَّى، وَيُقَال جاءَ بدُولاه: أَي داهيته، ودُرْنى: مَوضِع، ودُنْيا: لُغَة فِي الدُّنْيا وَهَذَا نَادِر لِأَنَّهُ تَأْنِيث الأَفْعَل الَّذِي الْألف وَاللَّام فِيهِ مُعاقِبة لِمنْ فحكمُه الدُّنْيا وَالْيَاء فِيهِ منقلبة عَن الْوَاو وَهَذَا مطَّرِد فِي حَدِّ الِاسْتِعْمَال كالأَعْلى والعُلْيا وشاذٌّ فِي الْقيَاس لِأَن الَّذِي قلب الْوَاو يَاء فِي الأفعل إِنَّمَا هِيَ مُجَاوزَة الثَّلَاثَة والمؤنث لم يُجَاوز الثَّلَاثَة لكِنهمْ قد أَجمعُوا على قلب الْوَاو يَاء فِي هَذَا الضَّرْب إِلَّا حرفا وَاحِدًا وَهُوَ قَوْلهم القُصْوى فِي تَأْنِيث الأَقْصى وَالَّذِي حكى فِي الدُّنْيا دُنْيا إِنَّمَا هُوَ أَبُو عَليّ رَوَاهُ عَن أبي الْحسن، وَأنْشد: فِي سَعْيِ دُنْيا طالَ مَا قدْ مُدَّتِ وَيُقَال جَاءَ بِتُولاهُ كَمَا قَالَ جاءَ بدُولاهُ، وتُبْنى: مَوضِع من أَرض البَثَنِيَّة، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: فَلَا زالَ قَبْرٌ بَيْنَ تُبْنى وجاسِمٍ عَلَيْه من الوَسْمِيِّ طَلٌّ ووابِلُ وتُرْعى: مَوضِع، والبُقْيا: البَقِيَّة وَهِي أَيْضا البَقْوى، وتُرْنى: مَوضِع فَأَما تُرْنى وَهِي الزَّانِيَة فَذهب بعض أهل اللُّغَة إِلَى أَنَّهَا فُعْلى. قَالَ ابْن جني: القَوْل فِيهَا أَنَّهَا تُفْعَل من الرُّنُوِّ كتُرْتَبٍ وتُتْفَلٍ وَهُوَ: إدامة النّظر وَمِنْه قَوْله: كَأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّْ هِيَ فَعَلْعَلَة من رَنَوْتُ: أَي أَدَمْتُ النّظر والتقاؤهما أَنَّهَا يُرْنَى إِلَيْهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تُزَنُّ بالرِّيبة وَلذَلِك صَار ذَمَّاً كَمَا قيل لَهَا فَرْتَنى فَلَا يجوز أَن تكون تُرْنى فُعْلى لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعَنَا تَرَنَ، وكَفْرُ تُوثَى: مَوضِع، والرُّقْبى نَحْو العُمْرى، والرُّحْبى: مَرْجِع الكَتف وهما رُحْبَيَان وخَصَّ أَبُو عبيد بِهِ الْإِبِل وَقيل الرُّحْبى: أَعْرَضُ ضِلَع فِي(4/485)
الصَّدْر وَقيل الرُّحْبى: مَا بَين مَغْرِز العُنُق إِلَى مُنْقَطَع الشَّراسيف، وَقيل هِيَ: مَا بَيْنَ ضِلَعَيْ أصل العُنُق إِلَى مَرْجِع الْكَتف، والرُّحْبى: سِمَةٌ على جَنْبِ الْبَعِير، ورُحْبى: مَوضِع، والرُّجْعى: الرُّجوع والمَرْجِع، وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ إِلَى ربِّكَ الرُّجْعى) . والرُّجْعى: مَرْجِع الْكَتف، والرُّقَّى: شَحْمَة من أَرَقِّ الشَّحْم لَا يَأْتِي عَلَيْهَا أحدٌ إِلَّا أَكَلَها والرُّبَّى من الغَنَم: قَالَ أَبُو عبيد: هِيَ الَّتِي وَلَدَتْ من الغَنَم وَإِن مَاتَ ودلها فَهِيَ أَيْضا رُبَّى. وَقَالَ مرّة: هِيَ رُبَّى مَا بَينهَا وَبَين شَهْرَيْن وَقيل الرُّبَّى من المَعَز خاصَّة وَكَانَ يُقَال لجُمادى الْآخِرَة فِي الْجَاهِلِيَّة رُبَّى، والرُّؤْيا: مَا رَأَيْتَه فِي مَنَامك فأمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو عَليّ عَن الْحسن من أَن بَعضهم قَالَ رُيَّا فَعَلَى أَنه خَفَّف رُؤيْا تَخْفِيفًا بَدلِيَّاً فَقَالَ رُوَيا ثمَّ قَلَبَ الْوَاو يَاء لمجاورتها الْيَاء واَدْغَم فَقَالَ رُيَّا فَأَما الرُّؤْيا الَّذِي هُوَ النّظر فقد تقدم وَيجوز أَن يكون من بَاب الْهَمْز وَلم أُدخِله فِي قسْمَة هَذَا الْبَاب وذكرتُه فِي الْهَمْز لِأَنَّهُ أولى بِهِ وإيَّاهُ قَدَّمَ أَبُو عَليّ، ورُحْمى: اسْم مكَّة وَهِي أمُّ الرُّحْم، واللُّبْنى: المَيْعة وَبِه سُمِّيَت الْمَرْأَة واللُّبْنى واللُّبْنُ: شجر، ولُبْنى: جبل، والنُّهْبى والنُّهَيْبى كلاهُما: اسْم للنَّهْب والانتِهاب، قَالَ الأخطل: كأنَّما المِسْكُ نُهْبى بَيْنَ أَرْحُلِنا مِمَّا تَضَوَّع مِن ناجُودِها الْجَارِي والنَّهْب والنُّهْبَة: اسْم المُنْتَهَب، وبُصْرى: قَرْيَة بِالشَّام، وفُطْرى: نَبْت وَهِي شَاذَّة قَليلَة وَبَعْضهمْ يَظُنهَا الفُطْر من الكَمْأَة، والفُقْرى: أَن يُعير الرَّجلُ ظَهْرَ نَاقَته مَأْخُوذ من الفَقَار يُقَال أَفْقَرْتُكَ ظَهْرَها، والفُضْلى: الفَضيلة، والبُشْرى: الْبشَارَة يُقَال بَشَّرْت القومَ بِالْخَيرِ وَالِاسْم البُشْرى وبَشَرْت أَيْضا بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: (إنَّ اللهَ يَبْشُرُكَ بيَحْيَى) . وَمعنى بَشَّرْته حَسَّنْت بَشَرَته وأظهرته بِمَا أَدْخَلْت عَلَيْهِ من السرُور، وبُصْرى: مَدِينَة حَوْرَان. والبُهْمى: نبت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: بُهْماة وَاحِدَة. قَالَ أَبُو عَليّ: لَيْسَ ذَلِك بِالْمَعْرُوفِ وَالْقَوْل فِي هَذِه الْألف على هَذَا الْمَذْهَب أَنَّهَا زَائِدَة لغير التَّأْنِيث وَلَا للإلحاق كَمَا أَن ألف قَبَعْثَرَى كَذَلِك فَكَمَا لَا تمْتَنع التَّاء من لحق قَبَعْثَرَاة كَذَلِك جَازَ دخولُها فِي بُهْماة. قَالَ: وَيجوز على هَذَا فِي ترخيم حُبْلَوِيٍّ فِيمَن قَالَ يَا حارِ أَن يَقُول يَا حُبْلى لِأَن هَذَا الْبناء فِيمَن قَالَ بُهْماة لَيْسَ يخْتَص بِوُقُوع ألف التَّأْنِيث فِيهِ لِأَن الَّتِي فِي بُهْماة لَيست للتأنيث وَقد دخلت فِي هَذَا الْبناء فَكَذَلِك تكون الَّتِي فِي حُبْلى ترخيم حُبْلَوِيٍّ فِيمَن قَالَ يَا حارِ فِي الْقيَاس وَإِن كَانَ سِيبَوَيْهٍ لَا يقيس على نَحْو هَذَا وَهَذِه الْوَجْه الثَّلَاثَة الَّتِي لَا يجوز أَن تكون ألف بُهْماة مَحْمُولَة عَلَيْهَا إِنَّمَا هُوَ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَأما فِي رَأْي أبي الْحسن فَتكون للإلحاق بجُخْدَب وَقد نَفى سِيبَوَيْهٍ هَذَا الْبناء أصلا. ومُوسَى الحديدِ فُعْلى من أَوْسَيْت: أَي حَلَقْت بالمُوسَى، ومُوسى: من الْأَسْمَاء الأعجمية. قَالَ أَبُو عَليّ: الْألف فِي مُوسَى الحديدِ منقلبةٌ عَن ياءٍ وَهِي مُفْعَل كَمَا أنَّ أَفْعَىً أَفْعَلُ وَلَيْسَت بمنقلبة عَن وَاو كَالَّتِي فِي أَغْزَيْت لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل وَعَوْتُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ مُوسى الَّذِي هُوَ أعجميٌّ وزنُه مُفْعَل لِأَنَّهُ لَو كَانَ فُعْلى لم يُصْرَف فِي حدِّ النَّكرة فَفِي اجْتِمَاعهم على صرف النكرةِ دِلالةٌ على أَنه مُفْعَل وَلَيْسَ فُعْلَى وَإِنَّمَا ذَكَرْت هذيْن الحرفَيْنِ فِي بَاب فُعْلى لِغَلَبَة هَذَا الْمَذْهَب على أكثرِ شُيوخ اللُّغَة مِمَّن لَا عِلْمَ لَهُ بالنحو وَأما سِيَةُ القوسِ فَلَيْسَ من هَذَا الِاشْتِقَاق وَإِن كَانَ فِيهِ اختلافٌ عَن العَقَب وانْجِراد لأنَّها لَيست من لفظ أَوْسَيْت وَذَلِكَ أنَّ أَبَا عَمْرو روى عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ سِئَة القَوْس مَهْمُوزَة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فالعين مِنْهَا همزَة واللامُ ياءٌ أَو وَاو ويقوِّيه أَن بَعضهم حكى أَسْأَيْت القوسَ جعلت لَهَا سِيَةً وَحكى ثَعْلَب سُوءَةَ الْقوس فَهَذَا يكون مقلوباً كَأَنَّهُ فُلْعَة واللامُ مِنْهُ على قَول الْخَلِيل وسيبويه واوٌ لِأَنَّهَا لَو كَانَت يَاء لأبدلت من الضمَّة فِيهَا كسرةٌ كَمَا فُعِل ذَلِك فِي بِيض وَيجوز فِي قِيَاس أبي الْحسن أَن تكون يَاء واليُمْنى: اليمينُ، واليُسْرى: اليَسار وَهِي أَيْضا من اليُسْر وَفِي التَّنْزِيل: (فَسَنُيَسِّرُهُ(4/486)
لليُسْرَى) . والوُسْطى: الإصْبَع المتوسِّطة، غَلَبَت غَلَبَة الأسماءِ كغلبَةِ السَّبابة والدَّعَّاءة. وعَلى فَعَلَى اسْما وصِفةً وَلَا تكونُ ألفُه إِلَّا للتأنيث فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مثلُ فَعَلَلٍ فيكونَ هَذَا مُلْحقًا بِهِ، يُقَال امرأةٌ أَلْقَى: وَهِي السريعةُ الوَثْب، وأَجَلَى: اسْم موضعٍ والأَبَزَى: مِشْيَة فِيهَا تَبَخْتُر وَحكى الْفَارِسِي الأَفَرَى من الأَفْر وَهُوَ: الوَثْب، وَأنْشد: لَهَا أَفَرَى بَيْنَ الظِّباءِ الخَواذِل وعَمَلَى: مَوضِع وَكَذَلِكَ غَرَمَى والحَتَنَى: التَّساوي فِي الرَّمْي من قَوْلهم تَحاتَنَ القومُ: إِذا رَمَوْا قَصْدَاً وَكَانَ رَمْيُهم وَاحِدًا يُقَال فِي مثَل: الحَتَنَى لَا خَيْرَ فِي سَهْمٍ زَلَجْ. والحَيَدَى من الناسِ والخَيْل والحَميرِ وكلِّ شيءٍ: الَّذِي يحيدُ، وَيُقَال حمارٌ حَيَدَى: أَي يحيد عَن ظله لنشاطه، قَالَ: أوَ اصْحَم حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحال فجَاء بحَيَدى وَهُوَ فَعَلَى للمذكر وَقد رُوي حَيَدٍ، قَالَ ابْن جني: كَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي لَا حَيَدَى، وناقة سَطَعَى: سَريعة وسَطَعَى اسمٌ، والهَبَشَى من الهَبْش وَهُوَ: الْجمع، وَامْرَأَة هَمَشَى الحَدِيث: وَهِي الَّتِي تكْثر الكلامَ وتُجلِب، والهَبَصَى: ضَرْب من عَدْوِ الذِّئْب واشتقاقُه من الهَبَص: وَهُوَ النَّشاط، وَأنْشد: فَرَّ وأعْطاني رِشاءً مَلِصَا كَذَنَبِ الذِّئْبِ يُعَدِّي الهَبَصا وقوس هَتَفَى: تُسمَع لَهَا رَنَّة عِنْد الرَّمْي عَنْهَا، وقوسٌ هَمَزَى: شَدِيدَة الْهَمْز إِذا نُزِع فِيهَا وهَمَزَى: موضعٌ. وَجَاء الْقَوْم هَطَلَى: وهم الَّذين يَجيئون من كل جانِبٍ وَكَذَلِكَ الْإِبِل والأعرف هَطْلَى، والهَطَفَى: اسمٌ، والخَطَفَى: اسمٌ وَهُوَ جَدُّ جِرير بنِ الخَطَفَى سُمِّي بِهِ لقَوْله: أَعْنَاقَ حِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا وعَنَقَاً بعد الرَّسِيمِ خَطَفَا الخَيْطَف: السُّرْعة فِي السَّيْر وَهُوَ يَعْدُو الخَطَفَى وَقيل هُوَ من الخَطْف. قَالَ الْفَارِسِي: أَخَذْتُه الخَطَفَى: أَي اخْتِطافاً. وسماءٌ غَمَطَى وغَبَطَى: إِذا دامَ مَطَرُها، والفَقَرى من الفَقْر، وَرجل قَفَطَى وقَيْفَط: نَكَّاح فَأَما أَبُو عَليّ الفارسيُّ فخَصَّ بِهِ الطائرَ وَأرَاهُ احتَذى فِي ذَلِك قولَ أبي عبيد فِي المُصَنَّف فِي بَاب إرداةِ إناث السِّباع وَغَيرهَا الفحلَ حِين قَالَ: والطائرُ قَمَطَها وقَفَطَها يَقْمِطُها ويَقْمُطُها ويَقْفِطُها ويَقْفُطُها بِالْكَسْرِ والضمِّ جَمِيعًا وَأما أَبُو سعيد السيرافي فخَصَّ بِهِ ذَواتِ الظِّلْف وأُراه احتَذى فِي ذَلِك قَول أبي عبيد فِي هَذَا الْبَاب أَيْضا بعد إثْباته القَفْطَ للطائر حِين قَالَ: وَأما القَفْط فلِذَواتِ الظِّلْف. وإنَّه لَقَمَطى: أَي شديدُ السِّفاد، وقَلَهَى: اسمُ مَوْضِع وَقيل قَلَهَى وَقَلَهَيَّا: حَفيرة لسَعْد بنِ مالكٍ أبي وَقَّاص، وقَمَلَى: مَوضِع، والجَمَزَى: العَدْو الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْزُو، وَقد جَمَزَت الناقةُ، قَالَ الْأَصْمَعِي: لم أسمع فَعَلَى فِي المذكَّر إِلَّا فِي بيتٍ جاءَ لأُمَيَّةَ وَهُوَ: كأنِّي وَرَحْلي إِذا زُعْتُها على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال فَأَما الْفَارِسِي فَقَالَ هُوَ على الْحَذف: أَي ذِي جَمَزَى، والجَفَلى والأَجْفَلى والحَفَلى والأَحْفَلى: الدُّعاء إِلَى الطَّعَام وَغَيره. وناقةٌ شَمَجَى وَهِي: السريعةُ، قَالَ: بشَمَجَى المَشْي عُجولِ الوَثْبِ حتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأدْبِ(4/487)
الأُزْبِيُّ: السُّرْعة والنشاط والأَدْب: العَجَب، وشَمَجَى: اسمٌ، والشَّخَصَى: كِنايةٌ عَن الدُّبُر، وصَدَقَى: مَوضِع، وصَوَرَى: موضعٌ وَقيل اسمُ ماءٍ. قَالَ ابْن جني: فِي قَول الهُذَلي: أقولُ وَقد جَاَوَزْتُ صَارَى عَشِيَّةً أَجَاَوَزْتُ أُولى القومِ أمْ أَنا أَحْلَمُ صارَى يحْتَمل أوجه مِنْهَا: أَن تكون فَاعِلا كطابَقٍ ودانَقٍ من لفظ صَرَىَ يَصْرِي: إِذا حَبَسَ وَلم تُصرَف لِأَنَّهَا اسْم شُعْبة فَاجْتمع التَّعْرِيف والتأنيث وَيجوز أَن يكون فَعَلَى كَأَجَلى من صارَهُ يَصْيِره: إِذا قَطَعَه وَيجوز أَن يكون فَعَلَى أَيْضا من صاره يَصْوُره: إِذا عَطَفَه إِلَّا أَنه قد كَانَ يجب فِيهَا تَصْحِيح الْعين لدُخُول مَا باعَدَها عَن شَبَه الْفِعْل عَلَيْهَا وَهُوَ ألف التَّأْنِيث كَمَا صَحَّت صَوَرَى وحَيَدَى كَمَا صحَّ نَحْو الجَوَلان والحَيَدان لمَّا لَحِقَه من الْألف وَالنُّون مَا يمْنَع شَبَه الْفِعْل كَمَا جَاءَ فِي بَاب فَعَلان مِمَّا عَيْنُه حَرْفُ عِلَّة الإعلالُ نَحْو حاران وداران كَذَلِك جَازَ نَحْو ذَلِك فِي صارَى، وَيحْتَمل عِنْدِي صارى وَجها ثَالِثا وَهُوَ أَن تكون فَعْلَى سَاكِنة الْعين من صَوْأَر وَهُوَ: اسْم مَكَان أَلا ترى أَن تركيبه من ص أر وَأَن الْوَاو زَائِدَة وَذَلِكَ أَن بَاب حَوْقَل وجَوْهَر وعَوْلَق لَا نِسْبَة بَينه وَبَين شَمْأَل فَيكون صارى فَعْلَى من هَذَا اللَّفْظ إِلَّا أَن همزتها أُلزِمت التَّخْفِيف كَيَرَى وبابِه وكما جَازَ هَذَا الْوَجْه فقد يجوز فِي صارَى وجهٌ رَابِع وَهُوَ أَن يكون فَعْلَى مِمَّا يَعْنُه أحد الحرفين فَكَأَنَّهُ فِي الأَصْل صَوْرَى أَو صَيْرَى إِلَّا أَن الْحَرْف المعتل قُلِبَ ألفا لانفتاح مَا قبله وَإِن كَانَ سَاكِنا كَمَا قُلِب فِي داوِيَّة فِي أحد الْقَوْلَيْنِ الَّذِي الْعين فِيهِ سَاكِنة وكطائِيٍّ وحارِيٍّ كلُّ هَذَا جائزٌ وأسلمها أَن يكون فاعَلاً من صَرَيْت، فَإِن قلت فَهَل يجوز أَن يكون صارَى فَيْعَلاً من صَرَيْت قيل لَا يجوز ذَلِك لِأَن يَاء فَيْعَل للإلحاق وَلَو قلبتها على ياأَسُ ويايَسُ لزال حرف الْإِلْحَاق وَصَارَ إِلَى لفظ لَا يكون للإلحاق حَشْوَاً إِنَّمَا يكون لَهُ طَرَفَاً وَهُوَ ألف أَرْطَى وبابه، والسَّحَمَى: كِنَايَة عَن الدُّبُر، وناقةٌ زَلَجَى: خَفِيفَة، ومرَّ السهمُ زَلَجَى: أَي مُتَزَلِّجاً. ودَقَرَى: اسْم رَوْضَةٍ بِعَينهَا عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره: رَوْضَةٌ دَقَرَى: خَضْرَاء كَثِيرَة المَاء والنبات وَقد تقدم ذكر اشتقاقها، وَيُقَال دَقِرَ النباتُ وَالصَّحِيح أَن دَقَرَى اسْم رَوْضَة لِأَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: وَيكون على فَعَلَى قَالُوا دَقَرَى وَهُوَ اسْم، ودَغَرَى من الدَّغْر وَهُوَ: الحَمْل والدَّفْع، وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لولدها: وغَزْوَاً إِذا لقِيتُم العَدُوَّ فَدَغْراً لَا صَفَّاً. تَقول احمِلوا عَلَيْهِم وَلَا تقوموا فِي الصفِّ. والذَّرَبى: العَيْب، والرَّشَدى: الرُّشْد، قَالَ: لَا نَزَلْ كَذَا أَبَدَا ناعِمينَ فِي الرَّشَدى وَيُقَال هُوَ يَعْدُو الرَّهَقى وَهُوَ: أَن يُسرِع حَتَّى يكَاد يَرْهَق الَّذِي يَطْلُب أَن يَغْشَاهُ ويَلْحَقه، قَالَ ذُو الرمة: وانْقَضَّ يَعْدُو الرَّهَقى واسْتَأْسَدا وامراةٌ نَمَلَى: إِذا كَانَت كَثِيرَة الْحَرَكَة لَا تثبت فِي مَوضِع، ونَمَلَى: مَوضِع. وَيُقَال لَقِيتُه النَّدَرى ونَدَرَى: أَي فِي النُّدْرة يَعْنِي بَين الْأَيَّام. وَقَالَ: دَعَوْتُهم النَّقَرى وَهُوَ: أَن يَدْعُو بَعْضًا دون بعض. وَهُوَ يُصَلِّي النَّقَرى: إِذا كَانَ يَنْقُر فِي صلَاته، وبناتُ نَقَرَى: النِّسَاء، ونَقَرَى: مَوضِع، قَالَ الْهُذلِيّ: لمَّا رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ إكامُها بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيةٍ غُلْبِ أَرَادَ نَقَرَى فأسْكَن ضَرُورَة، وبَنو نَظَرَى: أهل الغَزَل والنَّظَر إِلَى النِّساء، والفَرَمَى: اسْم مَوضِع لَيْسَ بعربي صَحِيح، وناقةٌ بَشَكَى: سريعة، وعِزَّة بَزَرَى: قَعْسَاء، وَأنْشد أَحْمد بن يحيى: أَبَتْ لِيَ عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ إِذا مَا رامَها عِزٌّ يَدوخُ(4/488)
ثَعْلَب: عَصاً بَزَرَى: أَي عَظِيمَة، وبَنو البَزَرَى: بطن من الْعَرَب يُنسَبون إِلَى أمّهم، والبَزَرى: الْعدَد الْكثير، والبَدَرى: السِّباق، يُقَال اسْتَبْقَنا البَدَرى وَهِي: الْمُبَادرَة إِلَى الشَّيْء أيِّ شيءٍ كَانَ. وبَرَدَى: نهر بِدَمَشْق. والمَرَطَى: الإسْراع، يُقَال ناقةٌ مَرَطَى وَهِي: السريعة، وفرَسٌ مَرَطَى الجِراء، وَيُقَال فرس يَعْدُو المَرَطى وَهُوَ: فَوق التَّقْرِيب وَدون الإهْذاب واشتقاقه من المَرْط وَهُوَ: النَّتْف كَأَنَّهَا تَمْرُطُه، قَالَ طُفَيْل: تَقْرِيبُها المَرَطى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ كأنَّها سُبَدٌ بِالْمَاءِ مَغْسُولُ وَيُقَال ناقةٌ مَلَسَى تَمْلُس: أَي تُسرِع. قَالَ الْفَارِسِي: هِيَ فَعَلَى من المَلْس وَهُوَ: السَّيْر السَّرِيع. وَقَالَ: وَطِئْنا أَرضًا مَلَسَى: أَي مَلْسَاء وباعَه المَلَسى: أَي مسامَحَةً، وَقيل بِغَيْر عُسْرة. ومَدَرَى: مَوضِع، والوَكَرى: العَدْوُ الَّذِي كأنَّه يَنْزُو وَقد ذُكِرَت. وَقَالَ الْفَارِسِي: هُوَ: العَدْوُ الشَّديد فَعَلَى من قَوْلهم وَكَرَتِ الظَّبْيَة: إِذا اشتدَّ عَدْوُها فَأَما أَبُو عبيد فاحْتَذى أَصله فِي هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ: وَكَرَ الظَّبْيُ: نَزا وكلا الْقَوْلَيْنِ قريب. قَالَ: وَيكون الوَكْرُ فِي جَمِيع الْحَيَوَان غير الْإِنْسَان وَلم يَحْكِ هَذَا أحدٌ من اللغويين غَيره إِنَّمَا سمعناهم يُصَرِّفون الوَكْرَ فِي الْإِبِل والظباء ووُصِفَت بِهِ النَّاقة فَقيل: ناقةٌ وَكَرَى، وَأنْشد الْفَارِسِي: إِذا الجَمَلُ الرِّبْعِيُّ عارضَ أُمَّهُ عَدَتْ وَكَرَى حتَّى تَحِنَّ الفَراقِدُ وَقيل الوَكَرى: النَّاقة القصيرة الْكَثِيرَة اللَّحْم الشديدةُ الأَنْر. أَبُو عبيد: الناقةَ تَعْدُو الوَلَقى وَهُوَ: العَدْوُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْزُو وَقد وَلَقَتْ. وَقَالَ: نَاقَة وَلَقَى: سريعة، وامرأةٌ وَلَقَى كَذَلِك، وَضَرَبه ضَرْبَاً وَلَقَى: مُتَتَابِعًا، هَذِه حِكَايَة أبي عبيد فِي الْمَمْدُود والمقصور وَأما الفارسيُّ فنَصَّ فِي كِتَابه الموسوم بالحُجَّة أَن الوَلَقى لَا يكون إِلَّا فِي الطَّعْن وصَرَّح بذلك فَقَالَ: طَعَنَه طَعْنَاً وَلَقَى، وَقد قَالَ أَبُو عبيد فِي المُصَنَّف: الوَلْقُ أخَفُّ الطَّعْن وَقَالُوا إنَّ للعُقاب الوَلَقى: أَي سُرْعة التجاري، وناقة وَثَبَى: شَدِيدَة الوَثْب، قَالَ رؤبة: تَرْكَبُ قُطْرَيْ وَثَبَى ذَفوفِ والوَثَبى: سرعَة الوَثْب حَكَاهَا الْفَارِسِي، ووَقَدَى من التَّوَقُّد، وَأنْشد: مِنِ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثمَّ عَيَّ بِهِ زَوُّ المَنِيَّة إلاَّ حِرَّةً وَقَدَى وَذُو وَجَمَى ووَقَبَى: موضعان.
وعَلى فُعَلَى
الأُرَبى: اسمٌ من أَسمَاء الداهية، قَالَ ابْن أَحْمَر: فَلَمَّا غَسل لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أنَّها هِيَ الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى والأُرَنى والأُرانى: حَبُّ بَقْلٍ يُطرَح فِي اللَّبَن فيُثَخِّنَه ويُجَبِّنه، وَيُقَال للرجل إِنَّمَا أَنْت كالأُرْنة وكالأُرَنَى وكالأُرانَى وأُدَمى: مَوضِع وَقيل الأُدَمَى: حِجَارَة فِي أَرض بني قُشَيْر، وجُنَفَى: مَوضِع، والجُعَبى وَجَمعهَا جُعَبٌ وجُعَبَيَات: عِظام النَّمْل اللائي يَعْضَضْن وَلها أفواهٌ وَاسِعَة. وشُعَبَى: مَوضِع.
وعَلى فَعالَى
أَرَاطَى مَوضِع، بِالْفَتْح وَالضَّم، الفتحُ عَن أبي عبيد فِي المُصَنَّف وَعَن كرَاع عَن أبي عُبَيْدَة والضمُّ عَن(4/489)
ابْن الْأَعرَابِي، وقومٌ أَشَاَرى وأُشارى من الأَشَر. وأَدامَى: مَوضِع بالحجاز وخَزَوْزَى وخَزازَى، وَبَعض الْعَرَب يَقُول خَزازٌ: مَوضِع والجَدافَى: الْغَنِيمَة، قَالَ الراجز: كانَ لَنا لمَّا أَتَىَ جَدافاه وَجَاء القومُ جَمَاَرى: أَي بأجمعهم، والصَّمارَى: الإسْت، وصَحارى جمع صَحراء مبدلة الْيَاء والزَّرافَى جمع زَرَاَفة وَهِي: الْجَمَاعَة من النَّاس، والزَّرافة: دابةٌ مَعْرُوفَة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: خَلَقَ الله الزَّرافةَ يَدَيْها أَطْوَل من رِجْلَيْها والزَّهارَى جمع زَهْرَاء وَهِي: الْبَيْضَاء من الْإِبِل وَغَيرهَا. ودَأآثَى: مَوضِع بتِهامة، والذَّفارَى: جمع ذِفْرى وَهُوَ: العَظْم الناتِئُ خَلْفَ الأُذُن، والَّرأآسَى جمع شَاة رَئيسٍ: إِذا أُصيبَ رَأْسُها ورَجَاَلى جمع راجل ونأآدى وَهِي: الداهية، قَالَ: فإيَّاكُمْ وداهِيَةً نَأَآدى أظَلَّتْكُمْ بعارِضِها المُخِيِلِ قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي بالنَّأَآدى الْعَظِيمَة مِنْهَا وروى غَيره نَأآداً على مِثَال فَعَالٍ، ونَبَاَتى: مَوضِع، قَالَ الهُذَلي: فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ وأُنْزِلَ طافِياً مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلَى نَبَاَتى الأَثْأَبُ قَالَ ابْن جني: يَنْبَغِي لنباتى وَإِن كَانَ عَلَمَاً للْوَاحِد أَن يكون فِي الأَصْل جمعا مُكَسَّراً كأنَّ واحدَه فِي التَّقْدِير نَبْتَى أَو نُبْتى أَو نَحْو ذَلِك وَإِنَّمَا ذَهَبْنا بِهِ مَذْهَب الْجمع إِذْ ثَبت أَنه لَيْسَ فِي الْآحَاد شيءٌ على مِثَال فَعَاَلى وَلَو كَانَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك لامتنعوا بصَحارَى ومَدارَى ومَطايَا وَنَحْو ذَلِك أَن يَخْرُجوا إِلَيْهَا مَخافةَ التباس الْجمع الْوَاحِد فَإِذا كَانَ ذَلِك كَانَ كَذَلِك فقد عَلِمْنا أَن قَوْله: فإيَّاكُمْ وداهِيَةً نَأآدَى يجب أَن يكون فِيهِ نَأَآدى جمعا مُكسَّراً وَإِن لم يسْتَعْمل واحده لما قدَّمْناه ذِكرَه من عدم هَذَا الْمِثَال فِي الْآحَاد وَجَاز أَن تُوصَف الداهية وَإِن كَانَت وَاحِدَة بِالْجمعِ لِما قدَّمنا ذِكرَه من إرادتهم فِيهَا معنى الْعُمُوم وَالْكَثْرَة كَمَا قَالُوا جِئْتَ بهَا زَبَّاءَ ذاتَ وَبَرٍ وكجمعهم لَهَا فِي البِرَحِينَ والذَّرَبِينَ والفِتَكْرِينَ وَقد تقدم ذكر ذَلِك.
وعَلى فُعالَى
الأُرانَى: الأَرْنَب وَقد تقدم، والأُرانَى أَيْضا: جَناةُ الضَّعَة، والأُرانَى والأُرَنَى: حَبُّ بَقْلٍ يًطرَح فِي اللَّبن فيُثَخِّنه ويُجَبِّنه وَقد تقدم وقومٌ أُشارى وَقد تقدم، وأُراطى وَذُو أُراطَى: مَوْضِعان. وَيَوْم العُظالَى: يَوْم مَعْرُوف فِي الْجَاهِلِيَّة وعُظالى مَأْخُوذ من التَّعاظُل وَهُوَ: دخولُ الشَّيْء بعضِه فِي بعض وَمِنْه تَعاظُلُ الكلابِ والذئابِ ويومُ(4/490)
العُظالَى إِنَّمَا سُمِّي لتَشابُك انتساب النَّاس فِيهِ وَذَلِكَ أَنهم خَرجُوا مُتَسانِدين والتَّسانُدُ: أَن يخرج كل بني أَب على رايتهم وَيُسمى ركُوب بعض الْجَرَاد بَعْضًا العِظال والجَراد عِنْد ذَلِك العُظالَى وَقد اعْتَظَل الْجَرَاد. وَيُقَال عُناناكَ أَن تفعل كَذَا وَكَذَا كَأَنَّهُ من المُعانَّةِ من عَنَّ يَعِنّ إِذا اعْترض والعُلادَى والعُلَنْدَى والعَلَنْدى: الْجمل الشَّديد، والعُجايا جمع عُجاية، والحُبارَى: طَائِر وَجَمعهَا حُبارِيَّات، وَيُقَال حُماداك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا: أَي غايتُك، والخُزامَى: خِيرِيُّ البّرِّ، وَأنْشد ابْن السّكيت: بِهَجْلٍ مِنْ قَسا ذَفِرِ الخُزامَى تداعَى الجِرْبِياء بِهِ الحَنينا والخُراطَى والخُرَّيْطَى: اشتداد الْبكاء، وَقد اسْتَخْرَط الرجلُ، والخُراطَى: شَحْمَة تتَمَصَّخُ عَن أصل البَرْدِيّ، وخُناسَى: اسْم امْرَأَة وَيُقَال غُناماه أَن يَلْحَقه: أَي غَنيمَتُه، وَيُقَال جَاءَ الْقَوْم قُرانَى: أَي متقاربين، وَقَالَ ذُو الرمة: قُرانَى وأَشْتاتاً وحادٍ يَسوقُها إِلَى الماءِ مِنْ قَرْنِ التَّنُوفةِ مُطْلِقُ(4/491)
وَيُقَال: قُصاراكَ أَن تفعل كَذَا وقَصَارُك وقَصْرُكَ وقُصَيْراكَ: أَي غايَتُك والقُدامَى: القُدَماء، قَالَ الشَّاعِر: وَقد عَلِمَتْ شُيوخُهُم القُدامَى إِذا قَعَدوا كأنَّهُمُ النِّسار النِّسار جمع نَسْر وقُدامَى الجيشِ وقادِمَتُه: أوَّله والقُدامى أَيْضا: القَوادِمُ وهُنَّ أَربع ريشات من جنَاح الطَّائِر يُقَال لَهَا القَوادِمُ، وجُمادى: الشَّهْر الْمَعْرُوف، قَالَ ابْن مَحْكان: فِي لَيْلَةٍ مِن جُمادى ذاتِ أَنْدِيَةٍ لَا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمَائِها الطُّنُبا وغُيارى وغَيارى وكُسالى وكَسالى وسُكارى وسَكارى.
وعَلى فَعُولَى
رفعّ سِيبَوَيْهٍ هَذَا المثالَ وَوَجَد المُتَفَقِّدون عَلَيْهِ مَسُولَى: مَوضِع. قَالَ أَبُو عَليّ: إِنَّمَا هِيَ مَسُولاء مَمْدُود فَإِن كَانَت مَقْصُورَة فللضرورة فِي الشِّعْرِ أَو السَّجْع، فَأَما صَلُوتي إِحْدَى صَلَوَات اليَهود أَي كنائِسهم فعِبْرانِيَّة، وتَنُوفَى: مَوضِع.
فُعَّلٌ
عُفَّىً جمع عافٍ وهم: الآتون والمُجْتَدون، وغُزَّىً جمع غازٍ، وَفِي التَّنْزِيل: (أَو كَانُوا غُزَّىً) . والجُلَّى جمع جالٍ.
فُعَّالَى
عُوَّارى: ضَرْب من الشّجر والحُوَّارى من الدَّقِيق مَعْرُوف، والخُبَّازى: نَبْتٌ، والخُضَّارى كَذَلِك، والخُضَّارى: طير خُضْر يُقَال لَهَا القارِيَة زعم أَبُو عبيد أَن الْعَرَب تُحبُّها فيشبهون الرجل السَّخِيَّ بهَا. وَقَالَ صَاحب الْعين: إِنَّهُم يَتَشَاءَمون بهَا، والجُنَّابى: لُعبة، والشُّقَّارى والشُّقَّارُ: نَبْتٌ واحدته شُقَّارى مثل الْجمع سواءاً وَجَاء بالصُّفَّارى، والبُقَّارى أَي: الكَذِب ويخففان وَقد تقدم، ورُجَّالَى جمع راجل، ولُبَّادى: طَائِر على شكل السُّمَانى إِذا أَسَفَّ إِلَى الأَرْض لَبَدَ فَلم يَكَدْ يَطير عَن الأَرْض حَتَّى يُطار، وَقيل لُبادى: طَائِر يَقُول لَهُ صِبْيان الْعَرَب لُبَّادى فَيَلْبُد حَتَّى يُؤْخَذ، وزُبَّادَى: نبت.
وعَلى فُعَيْلَى
أُشَيَّا: مَوضِع، قَالَ:(4/492)
وَحَبَّذا حينَ تُمْسي الرِّيحُ بَارِدَة وَادي أُشَيَّا وفِتْيانٌ بهَا هُضُمُ والعُجَيْلَى: مِشْيَةٌ سريعة، والحُدَيَّا: التِّحَدِّي يَعْنِي النَّدْب والدُّعاء إِلَى الشَّيْء، والحُجَيَّا: اللذُغْز وَهُوَ المُحاجاة، يُقَال حُجْ حُجَيَّاك وَقد حاجَيْتُك مَا فِي يَدي: عايَبْتُك. قَالَ الْفَارِسِي: الأُحْجِيَّة والأُغْلوطة والأُدْعِيَّة وَاحِدَة وفاعَلْتُ فِي ذَلِك كلِّه مَقُولةٌ، قَالَ: أُداعيكَ مَا مُسْتَصْحَباتٌ مَعَ السُّرَى حِسَانٌ وَمَا آثارُها بِحِسان يَعْنِي السُّيوفَ وَكَذَلِكَ ذكره أَبُو عبيد وَيُقَال الرجلُ حُدَيَّاكَ: إِذا كَانَ يُحاديك، والحُذَيَّا: مَا يَقْسِمه الرجل من غنيمَة أَو جَائِزَة إِذا قَدِمَ، لامُها واوٌ لقَولهم فِي هَذَا الْمَعْنى حِذْوة، حَكَاهَا أَبُو عَليّ وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب: وقائلةٍ مَا كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها غَداة إذٍ مِنْ شاءٍ قِرْدٍ وكاهِلِ والحُمَيَّا: مَوضِع بِالشَّام، وحُمَيَّا كلِّ شَيْء: شِدَّتُه وأوَّلُه كحُمَيَّا الغَضَب والشبابِ والكأس، وَهِي سَوْرَتُها وَقيل الحُمَيَّا: الدَّبيب من الشَّرَاب، قَالَ الشماخ: فَبِتُّ كأنَّني باكَرْتُ صِرْفاً مُعَتَّقةً حُمَيَّاها تَدُور قَالَ ابْن جني: لَام الحُمَيَّا يَاء وَتَكون أَيْضا واواً لِأَنَّهُ يُقَال اشْتَدَّ حَمْيُ الشمسِ وحَمْوُها ويثنَّى الحِمى حِمَوَيْن وحِمَيَيْن، والهُدَيَّا: المِثْل يُقَال لَك عِنْدِي هُدَيَّاها أَي مِثْلُها، وَيُقَال هُوَ يَمْشِي الهُوَيْنى: أَي على تُؤَدَةٍ وَقد يسْتَعْمل الهُوَيْنى فِي غير المَشْي ممَّا يُتَّأَدُ فِيهِ كالهُوَيْنى فِي الرَّعْي وَيُقَال هُوَ يمشي الهُوَيْنى وعَلى هَوْنِه وهِينَتِه، والخُرَيْطى: اشتداد الْبكاء وَقد تقدم، والخُرَيْطى: شَحْمَة تتَمَصَّخ عَن أصل البَرْدِيِّ. وَيُقَال مالُ القومِ خُلَيْطى وخُلَيْطى من النَّاس: أَي أخلاط، والقُصَيْرى: ضِلَعُ الخِلْفِ وَقد تقدم، والقُصَيْرى: أَخْبَثُ الأَفاعي وَقد تقدم غير أَنَّهَا أصغرُ جسماً، قَالُوا قُصَيْرى قِبالٍ وَيُقَال قُصَيْراكَ أَن تفعل ذَاك: أَي غايَتُك وَقد تقدم، والقُرَيْنى: ضرب من القَطَانِيِّ، والثُّرَيَّا: مَعْرُوفَة النَّجْم وَهِي مُؤَنّثَة مُصَغَّرة وَلم يسمع لَهَا بتكبير قَالَ ذُو الرمة: وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيَّا كأنَّها على قِمَّةِ الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ وَكَذَلِكَ الثُّرَيَّا من السُّرُج، والثُّرَيَّا: مَاء مَعْرُوف، قَالَ الأخطل: عَفا مِن آلِ فاطمةَ الثُّرَيَّا فَمَجْرَى السَّهْبِ فالرِّجَل البِراق والرُّتَيْلَى: دُوَيْبَّة، ولُبَيْنى: بنت إبْليس وَبهَا كُني، وَبَنُو لُبَيْنى: بطن من الْعَرَب.
وعَلى فُعَّيْلَى
يُقَال ذَهَبَتْ إبلُه العُمَّيْهى: إِذا تفرَّقَتْ فِي كل وَجْهٍ فَلم يَدْرِ أَيْن ذَهَبَتْ، وَيُقَال مالُ القومِ خُلَّيْطى: أَي مختلط ووَقَعوا فِي خُلَّيْطى: أَي اخْتِلَاط، وَهِي الغُمَّيْضى من الغُموض والغُمَّيْضى أَمِ الكُمَّيْهى وَهِي لُعبة والكُمَّيْهى كالعُمَّيْهى، والجُمَّيْزى لُغَة فِي الجُمَّيْزة وكلتاهما وَاحِدَة الجُمَّيْز وَهُوَ: ضرب من التِّين، والسُّرَّيْطى من الاسْتِراط: أَي الابتلاع يُقَال الأَكْلُ سُرَّيْطى والقَضاء ضُرَّيْطى، وَيُقَال الأَكْلُ سُرَّيْطٌ والقَضاء ضُرَّيْط وَذَلِكَ أَن رجلا أَقْرَضَ رجلا مَالا فأكَلَه فَلَمَّا تَقاضاه أَضْرَط بِهِ الآخر فَضرب الطالبُ هَذَا المثلَ، والسُّمَّيْهى كالعُمَّيْهى وَهُوَ أَيْضا: لُعاب الشَّيْطَان وَيُقَال مَا أَدْرِي مَا رُطَّيْناك ورُطَيْناك: أَي رَطانَتُك وَهُوَ: اخْتِلَاط الْكَلَام، واللُّزَّيْقى: نِبْتَةٌ(4/493)
تَنْبُت غِبَّ الْمَطَر بليلتين فِي الطِّين الَّذِي يكون فِي أصُول الْحِجَارَة وَلَيْسَت فِيهَا مَنْفَعَة لشَيْء وَهِي لاصقة فِي خضرَة كَأَنَّهَا العَرْمَض فِي أصُول الْحِجَارَة واللُّغَّيْزى: الحَفيرة الملتوية الَّتِي يَحْفِرها اليَرْبوع وَهِي اللُّغْز واللُّغَز، والنُّهَّيْبى: اسمٌ للنَّهْب، والبُقَّيْرى: لعبة للصبيان، وَقد بَقَّروا: لعبوا البُقَّيْرى.
وعَلى فَعَّلَى
بناتٌ نَقَّرَى: النِّسَاء لِأَن بَعضهنَّ يَعيب بَعْضًا، لُغَة فِي بَنَات نَقَرَى. وبَنو نَظَّرَى: أهل الغَزَل والنظرِ إِلَى النِّسَاء، لُغَة فِي نَظَرَى.
وعَلى فُعَّلَى اسْما
الحلكى - تشبه شحمة الأ {ض وَبَنَات النقا تغوص فِي الأ {ض كَمَا يغوص السّمك فِي المَاء وَلَا أَذَى لَهَا وللنساء يتخذنها للسمنة تطبخ بِالْبرِّ ثمَّ يعْمل مِنْهُ سويق والسمهى أَيْضا - الَّذِي ياقل لَهُ مخاط الشَّيْطَان والسمهى - الْبَاطِل وَذَهَبت إبِله السمهى - تَفَرَّقت فِي كل وَجه ولبدى - طَائِر وَقيل لبدي قوم مجتمعون وَهِي شَاذَّة وبدري من البدار.
وعَلى فعلى
العَجْمَضى: ضرب من التَّمْر مَعْرُوف، والعَفْرَنى: الْخَبيث الَّذِي قد أَعْيَا بخُبْثِه، وَرجل حَبْرَكىً وامرأةٌ حَبْرَكاةٌ وَهُوَ: الطَّوِيل الظّهْر الْقصير الرِّجْل، وَيُقَال للقُراد حَبْرَكى، والحَبْرَكى: الْقَوْم الهَلْكى، وحَفَلْكى: ضَعِيف، وحَرَقْصى: دُوَيْبَّة وَمن المُلحَق بِهِ رجل حَفَيْسى: لئيم الخِلْقة قصير ضَخْم لَا خير عِنْده وجَمَلٌ قَبَعْثى وناقةٌ قَبَعْاثاة وَهُوَ: الْقَبِيح الفَراسِن، والقَبَعْثَى أَيْضا من الرِّجَال: الْعَظِيم القَدَم، وَيُقَال جمل جَلَعْبى وَرجل جَلَعْبى الْعين وَالْأُنْثَى جَلَعْباة الْعين وَهِي: الشَّدِيدَة الْبَصَر وَهِي الشَّدِيدَة فِي كل شَيْء، والجَلَخْدَى: الَّذِي لَا غَناء عَنهُ، والشَّمَرْذَى والشَّبَرْذَى: السَّرِيع فِي أُمُوره، والشَّمَرْذَى: أحد بني الوَحَد من بني جُشَم بن بكر وَقيل الشَّبَرْذى. وبعيرٌ صَلَخْدىً بِالتَّنْوِينِ وَهُوَ: الغليظ الشَّديد وَالْأُنْثَى صَلَخْداة وبعير صِلَّخْد وصُلاخِدٌ بِضَم الصَّاد وبعير صَلَهْبى وصَلْهَب: شَدِيد وَالْأُنْثَى صَلَهْباة وصَلْهَبة، والزَّوَنْزَى: الْقصير، وبعير دَلَعْثى: كثير اللَّحْم والوبر وَكَذَلِكَ شيخٌ دَلَعْثى، وبَوَصَّى: طَائِر وَهُوَ كالباشِق إِلَّا أَنه أطول جنَاحا وأخبث صَيْدَاً عِرَاقِيَّةٌ.
وعَلى فِعِلَّى
عِهِبَّى شَبابِه: زمانُه، قَالَ الراجز: عَهْدِي بِسَلْمى وَهْيَ لمْ تَزَوَّجِ على عِهِبَّى خَلْقِها المُخَرْفَجِ وفتحُ الْهَاء لُغَة، والحِبِقَّى: أغاني الْيمن حَكَاهُ المَوْصِلِيُّ إِسْحَاق، وبَنو حِمِرَّى: بطن من الْعَرَب وربَّما قَالُوا بَنو حِمْيَرَى، والحِبِقَّى من الْمَشْي: نَحْو الدِّفِقَّى وَإنَّهُ لحِبِقَّى العُنُق: أَي يَلْوِي عُنُقه، والغِلِبَّى: الغَلَبَة. قَالَ(4/494)
الْفَارِسِي: قَالَ أَبُو زيد: هِيَ الغُلُبَّى والغِلِبَّى والمصدر الغَلَبَة والغَلَب، والقِبِصَّى: العَدْو الشَّديد، قَالَ الشَّمَّاخ: أَعَدْوَ القِبِصَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى وَلم تَدْرِ مَا شَأْنِي وَلم أَدْرِ مالَها والقِبِرَّى: الْعَظِيم الْأنف وَقيل هُوَ: الأنفُ نَفسه، قَالَ: لما أَتَانَا رامِعاً قِبِرَّاه والقِطِبَّى: ضرب من النَّبَات يُصنَع مِنْهُ حَبْل كحبل النارَجِيل فينتهي ثمنه مائةَ دِينَار عَيْنَاً وَهُوَ أفضل من الكِنْبار، والكِمِرَّى: الْقصير، والكِفِرَّى: وعَاء طَلْعِ النّخل سمي بذلك لأنهيَكْفُره: أَي يُغَطِّيه، والجِعِبَّى: الاسْت، والجِعِرَّى: يُسَبُ بِهِ الْإِنْسَان إِذا نُسِب إِلَى لُؤم. والجِرِشَّى: النَّفْس، قَالَ: بَكَى جَزَعَاً مِنْ أَن يَموتَ وأَجْهَشَتْ إِلَيْهِ الجِرِشَّى وارْمَعَلَّ خَنينُها أَجْهَشَتْ: ارْتَفَعَت، يُقَال جَهَشَتْ وأَجْهَشَتْ، وارْمَعَلَّ: علا وارتفع وَكثر، والخَنين: الْبكاء وَقيل هُوَ: رفع الصَّوْت بِهِ وَقيل هُوَ: صَوت يخرج من الْأنف.
وعَلى فِعَلَّى اسْما وَصفَة
عِهَبَّى شَبابِه: زمانُه وَقد تقدم ذكره فِي فِعِلَّى، والهِمِقَّى: مِشْية فِيهَا تَمايُل، والقِمَطْرَى: الْقصير الضخم، والجِيَضَّى: مِشْية فِيهَا اخْتِيال فَأَما الْفَارِسِي وَأَبُو عبيد فَقَالَا مِشْية جِيَضٌّ فِيهَا اختيال وَصرح الْفَارِسِي باشتقاقها فَقَالَ: هُوَ مِن جاضَ يَجيض: أَي عَدَلَ وَمَال، وَلم يُصَرح أَبُو عبيد باشتقاق الْكَلِمَة مِنْهَا، والضِّبَغْطَى: كلمةٌ يُفَزَّع بهَا الصِّبْيان، قَالَ الراجز: وَزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى يَفْزَعُ إِن خُوِّفَ بالضِّبَغْطَى والسِّبَطْرَى: مِشْية فِيهَا تَبَخْتُر، والزِّبَعْرَى: الضَّخْم، والزِّبَعْرَى: اسْم رجل وَيُقَال هُوَ يَمْشِي الدِّفَقَّى وَقيل هِيَ الدِّفِقَّى بِكَسْر الْفَاء: إِذا كَانَ يمشي مرَّةً على هَذَا الْجنب وَمرَّة على هَذَا الْجنب. قَالَ أَبُو عَليّ القالي: مِشْيَة يَتَدَفَّق فِيهَا ويُسْرع، والدِّمَقْصَى: ضرب من السيوف وضربٌ طَلَخْفٌ وطِلَخْفٌ وطِلَّخْف وطِلَخْفَى وطِلْخِيفٌ وطِلْخافٌ: شَدِيد، ودِمَمَّى: مَوضِع مَعْرُوف.
وعَلى فُعَلَّى
السُّلَحْفَى: من دَوَاب المَاء، لغةٌ فِي السُّلَحْفاة، والكُفَرَّى: وعاءُ طَلْعِ النَّخْل، وَقد تقدم ذكر ذَلِك.
وعَلى فُعُلَّى اسْما
يُقَال هُوَ يَمْشِي العُرُضَّى والعِرَضَّى والعِرَضْنَى وكلُّه من الِاعْتِرَاض وَقد تقدم والحُذُرَّى: من الحَذَر، والخُظُبَّى: الظَّهر، قَالَ الفِنْد الزِّمَّاني: وَلَوْلا نَبْلُ عَوْضٍ فِي حُظُبَّايَ وأَوْصاليأراد بالعَوْض الدَّهْر، والغُلُبَّى: الغَلَبَة وَقد تقدم، والكُفُرَّى والكِفِرَّى: وعَاء طَلْعِ النخلِ سميَ بذلك لِأَنَّهُ(4/495)
يَكْفُره أَي يُغَطِّيه وَقد تقدم، وسُقُطْرَى: جَزِيرَة بِقرب سَاحل الْيمن وَمِنْهَا يُجْبى أَجْوَد الصَّبِر وبُذُرَّى من البَذْر. قَالَ الْفَارِسِي: كلُّ فُعَلَّى ففُعُلَّى فِيهِ مقولة وَفِي بعض نسخ الْكتاب بُذَرَّى فِي مَوضِع بُذُرَّى.
وعَلى فَيْعَلى
الهَيْذَبى: أَن يَعْدُوَ الفرَسُ فِي شِقٍّ، والهَيْذَبى: اسْم من الإهْذاب يُقَال أَهْذَبَ الفرسُ فِي حُضْرة، وأَلْهَبَ: إِذا أَسْرَع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: إِذا زاعَهُ مِنْ جانِبَيْهِ كِلَيْهِما مَشى الهَيْذَبى فِي دَفِّه ثمَّ فَرْفَرا ويروى قَرْقَرا، والهَيْدَبى: ضرب من المَشي، وابنُ الهَيْدَبى: من شعراء الْعَرَب، وخَيْسَرى: خاسِرٌ، والخَيْزَلى: مِشْية فِيهَا تَخَزُّل وَكَذَلِكَ الخَيْزَرى والخَوْزَلى والخَوْزَرَى، والخَيْطَفَى: ضرب من الْمَشْي، وخَيْبَرى: مَوضِع، وصَيْدَفى: مَوضِع، والسَّيْسَبَى والسَّيْسَبان: الْجذع، ودَيْسَكى: قِطْعَة من الْغنم ودَيْسَكى أَيْضا: قِطْعَة عَظِيمَة من النَّعام، وغَبَرَةٌ دَيْسَكى: عَظِيمَة، وفَيْقَرَى: اسْم آدم عَلَيْهِ السَّلَام بالسُّرْيانية.
وعَلى فِيَعْلَى
الدِّيَكْسى: الْقطعَة الْعَظِيمَة من الغَنَم والنَّعام. وعَلى فَوْعَلَى الخَوْزَلى والخَوْزَرَى من الْمَشْي وَقد تقدم، وبَنو ضَوْطَرَى: قَبيلَة، وَقيل الضَّوْطَرَى: الحمقاء. وعَلى فُوعِلَى اسْما وَلم يَأْتِ صفة: بَنَات خُورِيا للضَّأْن وَلَا نعلم غَيره وَلم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ.
وعَلى فَعَوْلَى اسْما
قَالُوا: عَدَوْلى وَهِي: قَرْيَة بِالْبَحْرَيْنِ تُنسَب إِلَيْهَا السُّفُن، قَالَ طَرَفَة: عَدَوْلِيَّة أَو مِنْ سَفِين ابنِ يامِنٍ يَجورُ بهَا المضلاَّحُ طَوْرَاً ويَهْتَدي(4/496)
وعَثَوْثَى: جافٍ غليظٌ مُتقاربٌ وحَضَوْضَى: النَّار معرفَة، وحَطَوْطى: نَزِق. وحَدَوْدَى: مَوضِع، وحَزَوْزى: مَوضِع، وخَزَوْزى: كَذَلِك، والخَطَوْطَى: النَّزِق، والقَطَوْطَى: الَّذِي يُقارِب الْمَشْي من كل شَيْء، يَقْطُو فِي مَشْيِه نَشاطاً ومَرَحَاً وبَغْيَاً ويَقْطُو: يُقَارب الخَطْوَ وَالْأُنْثَى قَطَوْطاةٌ فَأَما وَزنه فَذهب أَبُو عبيد إِلَى أَنه فَعَوْلَى وَأما سِيبَوَيْهٍ فَذهب إِلَى أَنه فَعَلْعَل وَذهب غَيره إِلَى أَنه فَعَوْعَل. قَالَ أَبُو عَليّ: لَا يجوز أَن يكون فَعَوْلى لِأَنَّهُ لم يَجِيء فِي كَلَامهم مثل فَعَوْلى فَأَما قَهَوْباة فنادر وَلَيْسَ بثَبْت وَأما مَا أنْشدهُ أَحْمد بن يحيى: فَلَا تَيْأَسا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ واسْألا بوادي حَبَوْنا أَن تَهُبَّ شَمالُ فَلَا يكون فَعَوْلى وَلَكِن يحْتَمل ضَرْبَيْنِ من التَّقْدِير أَحدهمَا أَن يكون الْمَكَان سمي بجملة كَقَوْلِه على أَطْرِقا وَالْآخر أَن يكون حَبَوْنا فَعَلْنى من حَبَوْتُ كَمَا أَن عَفَرْنى من العَفْر وَيحْتَمل شَيْئا ثَالِثا وَهُوَ أَنهم قد قَالُوا حَبَوْنَن فَيمكن أَن يكون الشَّاعِر أَرَادَ ذَلِك الْمَكَان فأبدل من إِحْدَى النونين الْألف كَرَاهِيَة التَّضْعِيف لانفتاح مَا قبلهَا كَقَوْلِه: فأآلَيْتُ لَا أَشْرِبه حتَّى يَمَلَّني بشيءٍ وَلَا أمْلاهُ حَتَّى يُفارِقا وَيحْتَمل أَن يكون حرف الْعلَّة وَالنُّون تَعاقَبا على الْكَلِمَة لمعاقبة النُّون كَمَا قَالُوا دَدَنٌ ودَداً وَرجل هِداء وهِدان فَإِذا احتملت هَذِه الْأَشْيَاء لم يَسْتَقِم القطعُ على أَنه فَعَوْلى فَإِن قلت فَلم لَا يجوز فِيهِ فَعَوْعَل وفَعَلْعَل جَمِيعًا كَمَا أجَاز ذَلِك فِيهِ أَبُو عَمْرو فَالْقَوْل أَن بَاب جَلَعْلَع أَكثر من بَاب غَدَوْدَن فالحمل يَنْبَغِي أَن يكون على الْأَكْثَر الأشيع فَأَما مَا حُكي من قَوْلهم عَدَوْلى فِي اسْم مَكَان بِالْبَحْرَيْنِ ونسبتهم إِلَيْهِ عَدَوْلِيَّة فَالْقَوْل فِيهِ أَن الْوَاو لَام وَاللَّام زَائِدَة كزيادتها فِي عَبْدَل وَنَحْوه وَلَحِقت اللامَ الزَّائِدَة الألفُ كَمَا لَحِقَتْ النونَ فِي عَفَرْنىً فَلَا يجوز أَن يكون فَعَوْلى وَلَكِن فَعَلَّى كَمَا كَانَت عِزْوِيت فِعْلِيت لم يكن فِعْوِيل لِأَنَّهُ بِنَاء لَيْسَ فِي كَلَامهم فَأَما الْألف فَتكون للإلحاق وَلَا تُصرَف كَمَا لَا تصرف أَرْطَى اسْم رجل وَإِن جعلت الْكَلِمَة اسْما لبقعة أَو مَدِينَة كَانَ تركُ الصّرْف أَبْيَن، وقَلَوْلى: الطَّائِر إِذا ارْتَفع فِي طَيَرَانه وَقد اقْلَوْلَى، وَأنْشد الْفَارِسِي: تَقول إِذا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وأَفْرَدَتْ أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لَذيذٍ بذائمِوالقَرَوْرَى: الظّهْر وَقيل وسَطُه وقَنَوْنى: مَوضِع، والكَرَوْيا من الأبزار. قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ فَعَوْلَل ألفها منقلبة عَن يَاء مُلْحقَة وَلَا يكون فَعَوْلى وَلَا فَعَلْيا لِأَن هذَيْن البناءين مرفوضان عِنْده إِلَّا من أثبت قَهَوْباة فَهِيَ عِنْده فَعَوْلى وشَرَوْرى: اسْم جبل، وشَطَوْطى: نَاقَة عَظِيمَة جَنْبَيِ السَّنام، والأعرف شَطوطٌ، والظَّرَوْرَى: الكَيِّس ورَنْوَنى: دَائِم النَّظر وكأسٌ رَنَوْناة: راهِنةٌ مُقيمة، والمَرَوْرَى جمع مَرَوْراةٍ وَهِي: القَفْرة من الأَرْض وكل هَذَا إِذا وَصَلْتَ نوَّنْت إِلَّا قَنَوْنى فَإِنَّهُ غير مَصْرُوف لِأَنَّهُ اسْم بقْعَة غَلَبَ عَلَيْهِ التَّأْنِيث وكل هَذَا إِذا أنَّثْتَه فَهُوَ بِالْهَاءِ.
فَعَوَّلٌ
أَبُو عَليّ: تَلَوَّى: ضرب من السُّفُن. قَالَ: هُوَ فَعَوَّلٌ من التُّلُوِّ وَلَا يكون فَعَوْلَل لِأَنَّهُ كَانَ يلْزم تَضْعِيف(4/497)
اللَّام فَيُقَال تَلَوْلى وَلَا يكون فَعَوْلَى عِنْده لِأَنَّهُ قد نصَّ على عدم هَذَا الْبناء وَيجوز عِنْده أَن يكون تَفَعَّل من لَوَيْت فَإِن تجرد من الضَّمِير انْصَرف فِي حَدِّ النكرَة وَلَا يبعد أَن يكون فَعَلَّى إِلَّا أَنه لم يذكرهُ فِي الْقسم.
أَفْعَل اسْما
أَضْحَى: جمع أَضْحَاة فَأَما أَرْطَى فألفه للإلحاق همزته أصل وَقد تقدم ذكره، وأَهْوَى: مَوضِع وبُرْقة أَهْوَى ودارة أَهْوَى: موضعان. وَابْن آوى: ضَرْبٌ من السِّباع وأَرْوَى عِنْد بعض النَّحْوِيين أَفْعَل. وَقَالَ أَبُو عبيد: الأُرْوِيَّة: الأُنثى من الوُعول وثلاثُ أَراوِيَّ إِلَى العَشْر فَإِذا كثرت فَهِيَ الأَرْوَى. قَالَ الْفَارِسِي: الأَرْوى اسْم جمع وَبِه سُمِّيَت الْمَرْأَة. وَقَالَ مرّة: أَرْوَى إِن سُمع منوناً كَانَ أَفْعَل كأَفْعى والهمزة زَائِدَة وَإِن لم يُنَوَّن كَانَ فَعْلَى. قَالَ أَبُو الْحسن: أَرْوَى يُنَوَّن وَلَا أَعْلَمُني إِلَّا أنِّي سَمِعْتها مصغرة أُرَيٍّ وَلَا يدل قَول الشَّاعِر: وَمَا أَرْوَى وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنا أَنَّهَا فَعْلَى لِأَنَّهَا اسْم مَخْصُوص وَلَو سميت امْرَأَة بأَفْكَل لم تَصْرِفه أَلا ترى أَنه قَالَ: كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوَى فَإِن حقَّرْته على قَول من قَالَ أُسَيْوِد قلت أُرَيْوٍ وَمن قَالَ أُسَيِّد قَالَ أُرَيٍّ فَحذف اللَّام على قَول يُونُس وسيبويه وَقَول الْعَرَب وَكَذَلِكَ إِن حقرته اسْم امْرَأَة لم تنوِّن فِي قَوْلهمَا جَمِيعًا وتنوِّن فِي قِيَاس قَول عِيسَى وَمن كَانَت أَرْوَى عِنْده أَفْعَل كَانَت أُرْوِية عِنْده أُفْعُولة وَمن كَانَت أَرْوَى عِنْده فَعْلَى كَانَت أُرْوِيَّة عِنْده فُعْلِيَّة فَإِن حَقَّرْتها على من قَالَ أُسَيِّد فِي المذهبين جَمِيعًا قلت أُرَيَّة وَيجوز فِيمَن قَالَ أُسَيْوِد أَن يُقَال أُرَيْوِيَّة لِأَن الْوَاو عين وَمن جعلهَا فَعْلَى لم تصح فِي التحقير الْوَاو على قَوْله لِأَن الْوَاو لَام وَلَا يُبَيِّن الْوَاو أحد فِي تحقير عُرْوة وَنَحْوه وَلَا يدل مَا فِي الْكتاب من قَوْله فِي أُرْوِيَّة أُرَيَّة أَن تكون أُرْوِيَّة عِنْده فُعْلِيَّة لِأَنَّهُ يجوز أَن تكون عِنْده أُفْعُولة وجاؤا بِهِ على قَول من قَالَ أُسَيِّد، وأَفْصَى: اسْم رجل. تمّ الْجُزْء الْخَامِس عشر ويليه الْجُزْء السَّادِس عشر وأوله وَمِمَّا يكون اسْما فِي بعض الْكَلَام وَصفَة فِي بعضه المجلد الْخَامِس وَمِمَّا يكون أسما فِي بعض الْكَلَام وَصفَة فِي بعضه(4/498)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
السّفر السَّادِس عشر
وَمِمَّا يكون اسْما فِي بعض الْكَلَام وَصفَة فِي بعضه
(أَفْعَل) أفْعَى قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصْل صفة جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَة شَدِيد ثمَّ غَلَب غَلَبَة الْأَسْمَاء والذَّكَر أُفْعُوانُ قَالَ ابْن جني: لَام أَفْعَى لَا قاطعَ فِي يائها وَلَيْسَ بقَوْلهمْ فِي تذكيرها أُفْعُوَان دَلِيل على أَن اللَّام وَاو أَلا ترى أَنَّك لَو بنيت مثل أَنْجُذَان من رَمَيْت وقَضَيْت لَقلت أَرْمُوان وأَقْضُوان وَذَلِكَ للضمة قبل اللَّام وَلَكنهُمْ قد قَالُوا لحِدّة السَّم وشِدّته الفَوْعة فَكَأَنَّهُ والأَفْعَى مقلوب أَحدهمَا عَن صَاحبه وَذَلِكَ لخُبْث الأفعى ونكارتها وَلَا يستنكر تصوّر هَذَا الْقلب فَإِن أَبَا عَليّ وَهُوَ القَيَّاس كَانَ يعْتَقد أَن لَام أُثْفِيَّة أَن تكون واواً أقْيَسُ من أَن تكون يَاء قَالَ: لأَنهم قد قَالُوا جَاءَ يَثِفُه إِذا جَاءَ مِن بعدِه قَالَ: فَيَثِفُه من الْوَاو لَا محَالة وَلَا اعْتِبَار بقَوْلهمْ يَئِسَ لقلته قَالَ: فَإِذا كَانَ يَثِفُه من الْوَاو كَانَ أُثْفِيّة من الْوَاو دون الْيَاء أَقيس لِأَنَّك قد وجدت الْوَاو فِي تصرف الْكَلِمَة أَكثر من الْيَاء فَأَما قَوْلهم / يَثْفُوه فَلَا دَلِيل فِيهِ لقَولهم أَيْضا يَثْفِيه فَإِذا جَازَ أَن يعْتَبر أَبُو عَليّ اللَّام بِالْفَاءِ كَانَ اعْتِبَار اللَّام بِالْعينِ لقربها مِنْهَا أَحْرَى بِالصِّحَّةِ فَكَذَلِك أَفْعَى يجوز أَن يسْتَدلّ عَلَيْهَا بالفَوْعة
(إفْعَل) الأشْفَى المِخْصَف الَّذِي يُخَرَز بِهِ وتثنيته إشْفَيَان قَالَ الْفَارِسِي: فَأَما قَوْلهم فِي الْمَرْأَة إشْفَى المِرْفَق فعلى أَنهم توهموا الِاسْم وَصفا وَهَذَا على نَحْو قَوْلهم فلَان أُذُنّ وعَلى نَحْو قَوْلهم فِي النَّاقة نابٌ (أَفْعَلَى) الأَوْتَكَى التَّمْر الشِّهْريز قَالَ:
(فَمَا أَطْعَمُونا الأَوْتَكَى مِنْ سَماحةٍ ... وَلَا مَنَعوا البَرْنِيَّ إِلَّا من اللُّؤْم)
قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّمَا كَانَت الأَوْتَكَى أَفْعَلَى دون فَوْعَلَى لِأَن زِيَادَة الْهمزَة أَكثر من زِيَادَة الْوَاو ودَعَوْتُهُم الأَجْفَلَى أَي بجماعتهم بِالْجِيم والحاء وَالْجِيم أَكثر (أَفْعِلَى) كَانَت مني أَصِرَّى أَي عَزِيمة وأطْرِقَا مَوضِع قَالَ الْهُذلِيّ:
(عَلَى أَطْرِقا بِاليات الخِيام ... إلاَّ الثُّمَام وَإِلَّا العِصِي)
ويروي علا أَطْرِقا من العُلُوِّ جمَاعَة الطَّرِيق قَالَ ابْن جني: قَالَ الْأَصْمَعِي قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء أطْرِقا بلد نُرَى أَنه سُمِّيَ بقوله أطرِقُ أَي اسْكُتْ كَانَ ثَلَاثَة فِي مَفازة فَقَالَ وَاحِد لصاحبيه أطْرِقا أَي اسكتا فَسُمي بِهِ الْبَلَد وَقَالَ آخَرُونَ: اطْرِقا جمع الطَّرِيق بلغَة هُذَيْل قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون تَفْسِير أبي عَمْرو على أَنه سمى الْموضع بِالْفِعْلِ وَفِيه ضَمِيره لم يُجَرَّد عَنهُ يدل على ذَلِك بَقَاء علم الضَّمِير على مَا كَانَ عَلَيْهِ وَفِيه الضَّمِير قَالَ: ويؤكد مَا قَالَ أَبُو عَمْرو فِي هَذَا من أَن ثَلَاثَة كانوِا فِي فلاة فَقَالَ أحدهم لصاحبيه أطْرِقا فَسُمي ذَلِك(5/5)
الْمَكَان بِهِ قولُهم لَقِيتُه بِوَحْش إصْمت أَي فِي فلاة يُسْكِت فِيهَا المرءُ صاحبَه فَيَقُول لَهُ اصْمُتْ إِلَّا أَنه جرد اصْمُت من الضَّمِير فأعربه وَلم يصرفهُ للتعريف والتأنيث أَو وزن الْفِعْل قولُ من قَالَ إِن أطْرِقا جمع طَرِيق بلغَة هُذَيْل فوجهه أَنه كُسِّر على أطرقاء كصديق وأصْدِقاء ثمَّ أَنه قصر الْكَلِمَة بِأَن حذف الْألف الأولى الزَّائِدَة المصاحبة مَعَ المدّ لِأَلف التَّأْنِيث فَعَاد الْمَمْدُود مَقْصُورا وَأما علاَ أطْرُقَا فَجَائِز حسن أَيْضا وَهُوَ يدل على تَأْنِيث الطَّرِيق لِأَن أفْعُلاً إِنَّمَا يُكَسَّر عَلَيْهِ فَعِيل وبابُه إِذا كَانَ مؤنثاً نَحْو عَنَاق وأَعْنُق وعُقَاب وأعْقُب
(إفْعَلَى) إيْجَلَى صرح بِهِ الْفَارِسِي (إفْعِيلَى) اسْم مَا زَالَ ذَلِك إهْجِيرَاه أَي دَأْبَه وعادته (أُفْعُلاَوَى) أرْبُعَاوَى عَمُود من أعمد الخِباء وَلم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ وَسَيَأْتِي ذكره فِيمَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب
(فِعِّيلَى) وألفه لَا تكون إِلَّا للتأنيث وَهَذَا الْبناء يغلب على الْمَقْصُور وَإِنَّمَا أَتَى مِنْهُ فِي الْمَمْدُود قَوْلهم خِصِّيصاء ودِلِّيلاَء ومِكِّيثاء وفِخِّيراء قَالَ الْفَارِسِي: وَالْقصر فِيهَا أشهر وَكَاد يَجْعَل هَذَا الْمِثَال من خَواص الْمَقْصُور فَمن مَقْصُور هَذَا الضَّرْب قَتِيلٌ عِمِّيَّا إِذا لم يُعْرف قاتلُه والعِمِّيمَى أُراه من عَمَمْت والحِطِّيطَى من حَطَطْت يُقَال سألَني الحِطِّيطَى أَي الحِطَّة والحِثِّيثَى من حَثَثْت والحِجِّيزَى من الحَجْز بَين الِاثْنَيْنِ وَقد حَجَزتَهُ أَحْجُزه حَجْزاً وحِجَازة وحِجِّيزَى والحِضِّيضَى من قَوْلهم خَضَضْته على الْأَمر أحُضُّهُ حَضًّا وحَضَّضْته وَقد حُكيَ فِيهَا الضَّم وَلَا نَظِير لَهَا وَلم يَجِيء سِيبَوَيْهٍ بِهَذَا الْمِثَال وسَمِعْت حِدِّيثَى حَسَنة أَي حَدِيثا والهِزِّيمَى الهَزيمة وَيُقَال: مَا زَالَ ذَلِك الْأَمر هِجِّيراه كاهْجِيرَاه والخِطِّيبَى الخِطْبَة والاخْتِطاب والخِطِّيبَى أَيْضا والخِطْب الْمَرْأَة المَخْطوبة والخِلِّيفَى الْخلَافَة وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ لَوْلَا الخِلِّيفَى لأذَّنْتُ وخِلِّيسَى من الخُلْسة يُقَال أخَذَه خِلِّيسَى أَي خُلْسة وخِلِّيبَى من الخِلابَة وَهِي الخَدِيعة وخِبِّيثَى من الخُبْث وَيُقَال مالُ الْقَوْم خِلِّيطَى وَقد تقدم والقِتِّيتَى تَتَبُّعُ النَّمائم قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا وَرجل قَتُوت وقَتَّات وقِتِّيتَى والسِّبِّيبَى من سَبَبْت والدِّلِّيلَى من الدَّلِيل قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما قَوْلهم الدِّلِّيلَى فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ عِلْمَه بِالدّلَالَةِ ورُسُوخَه فِيهَا والدِّسِّيسَى من دَسَسَتْ ورِدِّيدَى من التَّرَدد ورِبِّيثَى من قَوْلك رَبَثْتُ الرجل أرْبُه وَهُوَ كالمَلْث أَي الخَدِيعة وتَطْييب النَّفس وَيُقَال وجَدْتُ فِي بَطْني رِزًّا ورِزِّيزَى وَهُوَ الوجع وَحَقِيقَة ذَلِك الصَّوْت الَّذِي يكون من الْجوف ورِزُّ الرَّعْد ورِزِّ يَزَاه صَوته والرِّمْيَّا من الرَّمْي يُقَال كَانَ بَين الْقَوْم رِمِيًّا ثمَّ صَارُوا إِلَى حِجِّيزَى أَي تَرَاموْا ثمَّ تَحَاجَزوا ومِنِّينَى من مَنَنْت قَالَ:
(وَمَا دَهْرِي بِمِنِّينَى ولكِنْ ... جَزَتْكُمْ يَا بَنِي جُشَم الجَوَازِي)
(فُعْيِلَى) الحُضِّيضَى الحَضُّ على الشَّيْء وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعِّيلَى غَيره (فَعْلَنَى) / فَرْتَنَى اسْم للفاجرة ذهب ابْن حبيب إِلَى أَنه من الفُرات وَهُوَ العَذْب وَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَنه رباعي (فَنْعَلَى) السَّنْدَرَى الجَرْي وَيُقَال مَرَّ يَمْشِي الفنْجَلة والفَنْجَلَى وَهِي مِشْية فِيهَا استرخاء يَسْحَب رِجْله على الأَرْض وَقد فَجِلَ فَجَلا وكلُّ شي عَرَّضته فقد فَجَّلْته وَرجل أفْجَلُ متباعد مَا بَين الرِّجْلين وكَنْدَلَى شجر لَيْسَ من أَرض الْعَرَب والشَّنْقَرَى اسْم شَاعِر
(فُعَنْلَى) جُلَنْدَى اسْم رجل (فَعَلْنَى) صفة عَفَرْنَى الغليظ وَقيل الشَّديد قَالَ كثير:
(عَفَرْنَى لَهُ يَوْمانِ يَوْمُ تَسَتُّرٍ ... بِغِيلٍ ويَوْمٌ يَبْتَغي مَنْ يُنازِل)(5/6)
وبعير عَلَنْدَى ضَخْم وكَفَرْنَى الأحمق الخامل (فِعَلْنَى) العِرَضْنَى الِاعْتِرَاض فِي الْمَشْي يُقَال هُوَ يمشي العِرَضْنَى والعِرَضْنة قَالَ الْفَارِسِي: لَا يُوصف وَقَالَ أَبُو عبيد لَا يُوصف بالعِرَضْنة (مِفْعَل) المِلأْطَى والمِلْطاء من الشِّجَاج السِّمْحَاق وَهِي الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قُشَيرة دقيقة وَكَانَ أَبُو عبيد يَقُول لَا أَدْرِي أهوَ مَقْصُور أم مَمْدُود والمِقْرَى الْإِنَاء الَّذِي يوضع فِيهِ قِرَى الضَّيْف وَقيل القَدَح الضَّخْم والمِقْرَى والمِقْراة الْحَوْض الْعَظِيم والمِدْرَى القَرْن وَحكى الْفَارِسِي: فِي الصَّخْرَة مِرْداة ومِرْدًى والمِذْرَى طَرَف الألية تثنيته مِذْرَوَان على غير قِيَاس (مَفْعَلَّى) اسْم المَكْوَرَّى الْعَظِيمَة الرَّوْثة من الدَّوَابّ وَقيل هِيَ الرَّوثة الْعَظِيمَة
(مِفْعِلَّى) وَهُوَ عَزِيز فِي الصّفة وَالِاسْم فالاسم مِرْعِزَّى وَقد قدمت ذكره فِيمَا إِذا شُدِّدَ قُصِر وَإِذا خُفف مُدّ وَحكى أَبُو زيد: رجل مِرْقِدَّى يَرْقَدُّ فِي أُمُوره ويمضي وَهُوَ شَاذ وَلم يَأْتِ من هَذَا الْمِثَال غير هذَيْن
(فَعَلْيا) كَرَوْيا وَهُوَ من الأبراز وَقد تقدم فِي فَعَوْلَى (فَعَلَيَّا) وألفها لَا تكون للتأنيث قَلَهَيَّا حَفِيرة لسعد بن أبي وَقَّاص وَكَذَلِكَ قَلَهَى وَقد تقدم والذَّرَبَيَّا الداهية قَالَ الْكُمَيْت:
(رَمَتْتِيَ بالآفاتِ مِنْ كُلِّ جانبٍ ... وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها)
وَهُوَ من الذَّرَب أَي الحِدَّة وبَرَدَيَّا مَوضِع وَهُوَ مُشْتَقّ من الْبرد ومَرَحَيَّا / مُشْتَقّ من المَرَح وَأَحْسبهُ موضعا فَأَما (فَعَلُوتَى) فَحكى الْفَارِسِي أَن أَبَا الْحسن اطّرده فِي كل فَعَلُوت فَأَما هُوَ نَفسه فَوَقَفه وَلم يجاوِزْ بِهِ مَا سَمعه رَغَبُوتَى من الرَّغْبة ورَهَبُوتَى من الرَّهْبة ورَحَمُوتَى من الرَّحْمَة وَالْعرب تَقول رَهَبُوتَى خيرٌ من رَحَمُوتَى تُرِيدُ أَن تُرْهَب خير من أَن تُرْحَم (فَعْلَوَى) الهَرْنَوى نَبْت لَا أعرف مَا هَذِه الْكَلِمَة وَلم أرَها فِي النَّبَات وَقد أنكرها جمَاعَة من أهل اللُّغَة وَلست أَدْرِي الهَرْنَوَى مَقْصُور أم الهَرْنَوِيُّ على لفظ النّسَب (فَعْلَلَى) العَرْقَلَى مِشية فِيهَا تَبَخْتُر وَرجل فِيهِ عَرْطَلَى أَي طُول وَلم يَحْكِها غير الْفَارِسِي وَيُقَال جَلَس القَعْفَزَى وَهُوَ أَن يجلس مُسْتَوْفِزاً وَقد اقْعَنْقَز والقَهْقَرَى الرُّجُوع إِلَى خَلْف وَقد تَقَهْقَر وقَهْقَرْته والقَهْقَرَى أَيْضا الإِحضار والقَهْمَزَى الْإِحْضَار يُقَال جَاءَت الْخَيل تعدو القَهْمَزَى قَالَ الْفَارِسِي: وَلم أسمع لَهَا بِفعل وقَرْقَرَى مَوضِع وَقيل هُوَ مَاء لبني عَبْس وجَلَسَ القَرْفَصَى وَهُوَ شَاذ وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف القِرْفِصَى بِالْكَسْرِ وَالْقصر والقُرْفُصاء بِالضَّمِّ والمدّ والْتَقَمَه القَصْمَلَى والقَصْملةُ شدَّة العَضِّ وحَحْجَبَى اسْم رجل وجَرْجَرَى مَوضِع ورجُل زَبْعَرَى غليظ أزَبُّ وفَرْتَنَى اسْم للفاجرة ويُسَبُّ بهَا فَيُقَال ابْن فَرْتَنَى هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ أَنه فَعْلَلَى وَجعله ابْن حبيب فَعْلَنَى من المَاء الفُرات وَهُوَ العَذْب فَإِن كَانَ هَذَا فَهُوَ مِثَال لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ وَقد تقدم والبَهْنَسَى البتختُر وَقد تَبَهْنَس وخَصَّ بَعضهم بِهِ الأسَد (فَعْنَلَى) صَعْنَبَى مَوضِع بِالْكُوفَةِ قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى ... )
(فِعْلِلَى) الهِرْبِذى مِشْية الهَرابذة وهم قَوَمةُ بيتِ نَار الْهِنْد وكلُّ مِشية أشْبهت مشيتهم فَهِيَ الهِرْبِذَى (فُعْلَلَى) وَهِي قَليلَة عُكْبَرَى قَرْيَة (فَعْلَلَّى) القَرْقَرَّى الظَّهْر وَرجل دَوْدَرَّى الخَصْيتين أَي عظيمهما وَحكم الْفَارِسِي أَنه فَعْلَلَى (فُعْلُلَى) امْرَأَة طُرْطُبَى الثَّدْي الضَّخْمة المُسْترخِية فِيمَن أنَّث والقُرْطَبَى من القَرْطبة وَهُوَ الصَّرْع (فِعْلِلَّى) الشِّفْصِلَّى حَمْلُ اللَّوِيِّ الَّذِي يلتوى على الشَّجَرَة ويَتَفلَّق عَن مثل القُطْنِ وحَبٍّ كالسِّمْسم(5/7)
(فاعَلَّى) سامَرَّى مَوضِع وَهُوَ أعجمي (يَفْعَلَّى) يَهْيَرَّى الْبَاطِل وَقد ذَهَب فِي اليَهْيَرَّى واليَهْيَرَّى الماءُ الْكثير قَالَ أَبُو عَليّ: الْيَاء الثَّانِيَة أصل وَالْأولَى هِيَ الزَّائِدَة لِأَن الْأَمر لَو كَانَ بعكس مَا ذكر لَكَانَ الصَّدْر مِنْهُ مكسوراً كحِذْيَم وعِثْيَر فَلَمَّا كَانَت مَفْتُوحَة وَثبتت زِيَادَة الْيَاء الأولى ثَبت أَن الثَّانِيَة أصل لِأَن أقل مَا تكون عَلَيْهِ الْأَسْمَاء المتمكنة ثَلَاثَة أحرف (فَعَلَّلَى) اسْم القَبَعْثَرَى العظيمُ الخَلْق الكثيرُ الشَّعَر من النَّاس وَالْإِبِل والقَبَعْثَرَى الفَصِيل المهزول والقَبَعْثَرَى اسْم وَرجل ضَبَغْطَرَى إِذا حَمَّقْته وَلم يُعْجبك وَرجل سَقَعْطَرَى وَهُوَ أطول مَا يكون من الرِّجَال وَكَذَلِكَ السَّبَعْطَرَى (فَعنْلَى) اسْم وَصفَة العَكَنْبَى والعَكَنْباة العَنْكَبُوت قَالَ الراجز:
(كأنَّما يَسْقُطُ من لُغَامِها ... بَيْتُ عَكَنْباةٍ على زِمَامِها)
والعَقَنْبَى من صفة العُقَاب وَهِي ذَات المَخالب قَالَ:
(عُقَاب عَقَنْباةٌ كأنَّ جَناحَها ... وخُرْطُومَها الأعْلَى بنارٍ مُلَوَّحُ)
يُقَال عُقَاب عَقَنْباة وعَبْنَقَاة وبَعَنْقاة كل هَذَا على قانون الْقلب قَالَ الْفَارِسِي: كلُّ مَا كَانَ فِي طَوْق اللِّسَان أَن يَلْفِظ بِهِ فِي هَذِه الْكَلِمَة فَهُوَ مَقُول وَهَذَا من الْغَرِيب قَالَ: وأُرَاه لَا نَظِير لَهُ ونَسْرٌ عَبَنَّى قديم وجَمَل عَبَنَّى عَظِيم وناقة عَبَنَّاة والعَصَنْصَى الضَّعِيف والعَلَنْدَى شَجَرَة والعَلَنْدَى الْجمل الضخم وَالْأُنْثَى عَلَنْداة وَقيل العَلَنْدَى الغليظ من كل شَيْء والعَلَنْدَى الفرسُ الشَّديد وحَرَنْبَى ومُحْرَنْبٍ مُنْقَبض وحَفَنْكَى ضَعِيف والحَبَنْطَى الممتلئ غَضبا أَو بِطْنة وَقيل هُوَ الغلِيظ الْقصير البطين والخَبَنْدَى من قَوْلهم جَارِيَة خَبَنْداة وبَخَنْداة وَهِي الناعمة التارَّة الْبدن وعامَّة اللغويين يَقُولُونَ الخَبَنْداة والبَخَنْداة التامَّة القَصَب وقَصَبُّ خَبَنْدًى ممتلئ رَيَّان وحَطَنْطَى يُعَيَّر بِهِ الرجل إِذا نُسب إِلَى الحُمْق وحَفَنْجَى رِخْو لَا غَناء عِنْده والقَرَنْبَى دُوَيْبَّة تشبه الخُنْفُساء طَوِيلَة الرِّجْل قَالَ:
(تَرَى التِّيْمِيَّ يَزْحَف كالقَرَنْبَى ... إِلَى سوداءَ مِثْل عَصَى المَلِيل)
والكَلَنْدَى وَهِي الأَرْض الصُّلْبة وَهُوَ من الكَلَد وَهُوَ الْمَكَان الصُّلْب من غير حَصى والكَلَنْدَى مَوضِع وجَلَنْزَى غليظ شَدِيد قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ من الجَلْز وَهُوَ الطَّيُّ واللَّيُّ وَلم أر هَذَا الِاشْتِقَاق لغيره وَهُوَ غير بعيد من / الصِّحَّة والشَّرَنْبَى الغليظ والشَّرَنْتَى طَائِر والضَّبَنْكى الشَّديد وصَلْنَفَى كثير الْكَلَام يُهْمَز وَلَا يهمز وسَرَنْدَى الشَّديد وَقيل الجَرِيء من كل شَيْء وسَبَنْدَى كَسَرَنْدَى أَي جريء هُذَلية وَقيل هُوَ النَّمِر وَغَيرهم يَقُول سَبَنْتَى وسبيويه يَجْعَل ذَلِك إبدالاً ومضارعة كَمَا قَالُوا اتَّغَر وادَّغَر وَيُقَال للنَّمِر سَبَنْدَى وسَبَنْتَى سمي بذلك لجُرْأته قَالَ الْفَارِسِي: فَأَما قَوْله:
(وَمَا كُنْتُ أخْشَى أَن تَكُون وَفَاتُه ... بكَفَيْ سَبَنْتَى أزْرقِ العَيْن مُطْرِق)
فَهَذَا على الِاسْتِعَارَة وَإِنَّمَا عَنَى أَبَا لُؤْلُؤة قاتلَ عمر رَضِي الله عَنهُ ودَلَنْظَى السَّمينِ من كل شَيْء وَقيل هُوَ من الدَّلْظ وَهُوَ الدّفع وَقد دَلَظ فِي صَدره يَدْلِظ وبَلَنْدَى ضَخْم وجمل بَلَنْزَى وبَلنْدَى غليظ شَدِيد وبَرَنْتَى سَيِّئ الخُلق وبَلَنْصَى جمع بَلَصُوص وَهُوَ ضرب من الطير وَهَذَا جمع على غير قِيَاس قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ اسْم للْجمع وَأنْشد:
(كالْبَلَصُوص يَتْبَع البَلَنْصَى ... )
وَلم يسمع التَّنْوِين فِي هَذَا الْحَرْف وَقِيَاسه التَّنْوِين وَجَمِيع مَا فِي هَذَا الْبَاب مُنَوَّن (فِعِنْلَى) السِّبِنْدَى(5/8)
النَّمِر وَقيل هُوَ الجريء على كل شَيْء وَقد تقدم فِي فَعَنْلَى (فُعَنْلَى) العُلَنْدَى الْبَعِير الضخم (فَعَنْلَلَى) الشَفَنْترِي المُشْفَتِرُّ أَي المفترق والزَّبَنْتَرَى من أَسمَاء الداهية (فَعَوْلَلَى) اسْم يُقَال جَاءَ بِأم حَبَوْكَرَى أَي الداهية وَيُقَال لَهَا أُمّ حَبَوْكَر وأُمّ حَبَوْكَرَان ثمَّ يُلْقَى أُمّ فَيُقَال وقَع فِي حَبَوْكَر قَالَ ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:
(فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وأيْقَنْت أنَّها ... هِيَ الأُرَبَى جَاءَت بأُمِّ حَبَوْكَرَى)
وأُمُّ حَبَوْكَرَى أَرض مَعْرُوفَة بِأَعْلَى حَائِل من بِلَاد قُشَيْر ذَات وِهَاد ونِقَاب كلَّما خرجْتَ من وَهْدة سِرْت إِلَى أُخْرَى فيسير الرجل نَهَاره وَلم يَقْطَع كَبِير شَيْء وَهِي أَرض مَدِرة بَيْضَاء وأُمُّ حَبَوْكَرَى أَيْضا رَملَة مَعْرُوفَة مستديرة بَين يَذْبُل والقَعَاقع وأصل حَبَوْكَرَى الرملة الَّتِي يُضَلُّ فِيهَا ثمَّ صُرِفَ إِلَى الدَّوَاهِي (فَعَوَّل) تلَوَّى ضرب من السفن وَقد تقدم قَول الْفَارِسِي فِيهِ (فَوَنْعَل) زَوَنْزَى قصير قَالَ:
(وبَعْلُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: أَلفه منقلبه عَن وَاو لِكَثْرَة صَأْصَأْت وزَوَزَى لُغَة
(فَعَلْعَلَى) الحَدَبْدَبَى لُعْبة للنَّبِيط (فَعَيَّلَى) الهَبَيَّخَى مِشْية فِي تبختُر وتَهَادٍ وَقد اهْبَيَّخَت الْمَرْأَة (فَعْلاَوَى) مَرْضاوَى اسْم رجل من بني رِئام (فَنْعَلُولَى وفَنْعَلَوْلَى وفِنْعَلُولَى) حَنْدَقُوقَى وحَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقي وَيُقَال حَنْدَقُوق نَبْت وَكله أعجمي
(فَعْلَلُولَى) كَفْرَثُوتَى قرْية وَالَّذِي عِنْدِي أَنه مُرَكَّب ككَفْرِ عاقب وَشبهه
(فَعَيْلَى) رجل حَفَيْتَى قصير لئيم الخِلْقة وَقيل هُوَ الضخم (فَعْلايَا) أرنايا مَوضِع قَالَ الأخطل:
(وَقد وَجَدَتْنا أُمُّ بِشْرٍ لقَوْمِها ... برَحْبة أرْنايا خَلِيلاً مُصافِيا)
وَمن نَادِر الأعجمي
كَفْرَأيْنا مَوضِع ونَانَخَى بِزْرٌ وفازى مَوضِع وباجُمَيْرَى وَدَباهَا وَدَبيرَى مَوَاضِع ونِينَوَى مَدِينَة قوم(5/9)
يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وسِيدَبَايا مَوضِع ويَرْفَنَى نُبِيٌّ من بني إِسْرَائِيل ويُوخَى مَوضِع وبَنُو مَرِينَى قوم من أهل الحِيرة من العِبَادِ فَأَما بُرَادِيا وَهِي الشدَّة والتبريح فعربي نَادِر
1 - بَاب الْمَقْصُور والمهموز
أجَأٌ أحد جَبَلَيْ طَيِّىء بَعضهم يهمزه وَهُوَ الْأَكْثَر قَالَ الْفَارِسِي: وَلَيْسَ لَهُ نَظِير لأَنا لَا نجد فِي الْكَلَام فِعْلاً وَلَا اسْما فاؤه ولامه همزَة وَبَعْضهمْ لَا يهمزه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس فِي الْهَمْز:
(أبَتْ أجَأُ أَن تُسْلِمَ العامَ جارَها ... فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لَهَا مِنْ مُقاتِل)
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
(قد حَيْرَتْه جِنُّ سَلْمَى وأجا ... )
فَلم يهمز وَقَالَ بَعضهم: أجْبُل طيىء سَلْمَى وأجَأُ والعَوْجاء وَزَعَمُوا أَن أجأَ اسْم رجل وسَلْمى اسْم امْرَأَة تَعَشَّقها أجأُ والعَوْجاء الْمَرْأَة الَّتِي جمعت بَينهمَا فَأَرَادَ / أجأ الهَرَبَ بسَلْمَى فطاوعَتْه على ذَلِك فَذَهبا وَذَهَبت مَعَهُمَا العَوْجاء فَتَبِعهم بَعْلُ سَلْمَى فَأَخذهُم وقتلهم وصلبهم على هَذِه الأجبُل الثَّلَاثَة فَسُمي كل وَاحِد من الأجبل باسم من صُلِب عَلَيْهِ وَقَالَ عَامر بن جُوَيْن الطَّائِي:
(إِذا أجَاٌ تَلَفَّعَتْ بشِعافها ... عليّ وأمْسَت بالعَماء مُكَلَّله)
(وأصْبَحَت العَوْجَاءُ يَهْتَزُّ جِيدُها ... كجِيدِ عَرُوسٍ أَصبَحت مُتَبَذِّله)
والحَبَأُ جليس الْملك وخاصته وَالْجمع أحْباء وَقد حكى بَعضهم ترك الْهمزَة وَهُوَ شَاذ والحَمَأُ الطين الْمُتَغَيّر اسْم لجمع حَمْأة وَلَيْسَ بِجمع لِأَن فَعْلة لَا تُكَسَّر على فَعَل وَنَظِيره حَلْقة وحَلَق وفَلْكة وفَلَك وَفِي التَّنْزِيل: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُون} الْحجر: 26 والحَدَأُ جمع حَدَأة وَهِي الفأس ذَات الرأسين قَالَ الشماخ:
(يُبَاكِرْنَ العِضَاهَ بمُقْنَعَاتٍ ... قُبَيْل الصُّبْح كالحَدَإِ الوَقِيع)
ويروى نَوَاجِذُهُنَّ والحَدَأُ أَيْضا مصدر قَوْلهم حَدِئَتِ الشاةُ إِذا انْقَطع سَلاَها فِي بَطنهَا فاشتكت عَنهُ وحَدِئْت بِالْمَكَانِ حَدَأًا لَزِقْت وحَدِئ على صَاحبه حَدَأًا عَطَفَ عَلَيْهِ ونَصَره ومَنَه وحَدِئْت إِلَيْهِ حَدَأًا لَجَأْت والحِدَأُ جمع حِدَأة وَهِي طَائِر وَيُقَال أَيْضا حِدْءان قَالَ الْكُمَيْت:
(كحِدْءانِ يَوْمِ الدَّجْنِ تَعْلُو وَتَسْفُلُ ... )
والحَلأُ الحَرُّ الَّذِي يخرج على شفة الْإِنْسَان غِبَّ الحُمَّى والحَجَأُ الضَّنُّ يُقَال حَجِئْت بِهِ حَجَأُا ضَنَنْت قَالَ الشَّاعِر:
(فإِنِّي بالجَمُوح وأُمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلَحَ فاعْلَمِي حَجِيءٌ ضَنِين)
وَقد تَحَجأت بِهِ لَزِمْته وحَجِيت بالشَّيْء وتَحَجِّيْت يُهْمز وَلَا يهمز تَمَسَّكْت بِهِ وَلَزِمْته قَالَ ابْن أَحْمَر:
(أصَمَّ دُعاءُ عاذلَتِي تَحَجَّى ... بآخِرنا وتَنْسَى أوّلِينا)
أَصمَّ وافَقَ قَوْماً صُمًّا والحَفَأُ البَرْدِيُّ نفسُه وَقيل هُوَ أَصله الْأَبْيَض وَهُوَ يُؤْكَل وَيُقَال رجل حَفِيْسأٌ وحَفَيْتأٌ وحَفَيْتًى غير مَهْمُوز الْقصير اللَّئِيم الخِلقة وَقيل الضَّخْم وَيُقَال حَبَنْطأٌ وحَبَنْطًى بِغَيْر همز وَهُوَ الْعَظِيم(5/10)
الْبَطن وَقيل هُوَ الممتلئ غَضبا وبِطْنة وَقد احْبَنْطأْت ونونه وألفه وهمزته مُلْحِقات بسَفَرْجَل وَأَصله من الحَبَط وَهُوَ الانتفاخ والحِنْصَأُ الضَّعِيف من الرِّجَال والهَجَأُ كلُّ مَا كنتَ فِيهِ فَانْقَطع عَنْك وهَجِئ جُوعُه هَجَأًا الْتَهَب وَقيل سكن ضدّ والهَنَأُ مصدر قَوْلهم هَنِئَت الماشيةُ أَصَابَت من البَقْل حظاً من غير أَن تشبَع وهَنِئَ اللحمُ هَنَأًا ونَهِئ نَهَأًا إِذا لم يَنْضَج وهَنَأنى الشيءُ هَنْئاً والهَدَأُ انحناء الظّهْر وَدخُول الصَّدْر قَالَ الراجز:
(حَوَّزَها مِنْ بُرَقِ الغَمِيم ... أهْدأُ يَمْشِي مِشْية الظَّلِيم)
حَوّزَها سَاقهَا إِلَى المَاء وَهِي لَيْلَة الحَوْز والهَدَأُ صِغَر السَّنَام يعتري الْإِبِل من الحِمْل الثقيل وَهُوَ دون الجَبَب وَيُقَال مَضَى من اللَّيْل هَدْءٌ وهُدْءٌ والخَذَأُ الذُّلُّ يُقَال خَذِئْت لَهُ وخَذَأْت واسْتَخْذَأْت وَيتْرك الْهَمْز فَيُقَال خَذِيت واسْتَخْذَيْت والخَذَأُ أَيْضا مَوضِع والخَذَأُ ضعف النَّفس والخَجَأُ الفُحْش وَقد خَجِئت وَهُوَ أَيْضا مصدر خَجَأْت أَي نَكَحْت وَيُقَال فَحل خُجَأة كثير الضراب وَقد يُقَال فِي النِّكَاح خَجْئاً بِإِسْكَان الْجِيم والقَمَأ من القَمَاءة وَهُوَ الصِّغر قَالَ:
(تَبَيَّنَ لي أَن القَمَاءَةَ ذِلَّةٌ ... وأنَّ أشِدَّاء الرجالِ طِوَالُها)
وقَمُؤَ الرجلُ قَمَاءَة صَغُر وقَمَأَت الماشيةُ قُموءاً وقُمُوءةً وقَمُؤَةْ قَمَاءَةً إِذا سَمِنَتْ والقَضَأُ مصدر قَضِئَت القِرْبةُ قَضَأًا وَهِي الَّتِي قد عَفِنَتْ والثَّوبُ أَيْضا يَقْضأُ من البِلَى قَضَأًا وَيُقَال قَضِئَ حَسَبُ فلَان قَضَأًا وقَضَاءة وقُضُوءاً وَذَلِكَ إِذا دَخَله عَيْب وَلم يكن صَحِيحا وَقد قَضِئَت عينُه قَضَأًا وَهُوَ فَسَاد يكون فِيهَا من حُمْرة وقَرَحٍ واسترخاء فِي لحم المُوق وَقد أقْضَأها الوَجَعُ والقِنْدَأ السَّيِّئ الخُلُق وَقيل الْخَفِيف والكَمأُ مصدر قَوْلهم كَمِئَ كَمَأً إِذا حَفِي وَعَلِيهِ نَعْلٌ وَقيل الكَمَأُ فِي الرِّجْلِ كالقَسَط والكَمأُ مصدر كَمِئْت عَن الْأَخْبَار جَهِلْتها وغَبِيت عَنْهَا والكَلأُ كلُّ مَا رُعِي من النَّبَات وَقد أكْلأَت الأَرْض والكَشَأُ مصدر كَشِئَ من الطَّعَام امْتَلَأَ وَرجل كَشِئٌ وَهُوَ الكَشِيءُ والكَفَأُ أيْسَر المَيَل والجَزَأُ نَبْت والجَنَأُ انحناء الظّهْر يُقَال جَنِئَ الرجلُ جَنَأًا إِذا كَانَت فِيهِ خِلْقة وَرُبمَا تُرك همزه فَقيل رجل أجْنَى وَقد جَنِيَ جَناً وجَنَأ على الشَّيْء جُنُوءاً أكَبَّ عَلَيْهِ قَالَ الشَّاعِر:
(أغَاضِرَ لَو شَهِدْتِ غَداةَ بِنْتُمْ ... جُنُوءَ العائداتِ على وِسادي)
والجَبَأ من الكَمْأة الحُمْر وَاحِدهَا جَبْءٌ وَثَلَاثَة أجْبُؤٍ وَقيل هِيَ السُّود والجُبَّأُ الجَبان الهَيُوب قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا أَنا مِنْ رَيْبِ الزَّمانِ بِجُبَّأٍ ... وَلَا أنَا من سَيْبِ الإِلَهِ بِيَائس)
وَقد يُخَفف وَالتَّشْدِيد أَكثر وَقد قدمت أَن الجُبَّأ من الأضداد بِدَلِيل قَوْلهم جَبَأ عَلَيْهِ الأسْود من جُحْره خرج عَلَيْهِ والشَّكَأُ فِي الْأَظْفَار شَبيه بالتَّشقُّق والصَّدَأُ طَبَعُ السيفِ وغيرِه من الْحَدِيد وَأنْشد:
(صَدَأُ الحديدِ على أُنُوفِهِم ... يَتَوَقَّدون تَوَقُّدَ النَّجْم)(5/11)
وروى الْفَارِسِي يَتَأكَّلون والصَّدَأ جَربٌ يركَب باطنَ الجفن وَرُبمَا ألْبسه أجمع وَرُبمَا كَانَ فِي بعضه صَدِئَت عينُه صُدْأة وصَدَأٌ والأصْدَأُ من الْخَيل الشديدُ الْحمرَة وَقد قاربت السوَاد وَهِي الصُّدْأة وخَصَّ أَبُو عبيد بِهِ الْإِبِل وَقد صَدِئ صُدْأة وَرجل صَلَنْفَأٌ كثير الْكَلَام وَقد تقدم فِيمَا لَا يهمز وسَبَأ اسْم قَبيلَة أَو امْرَأَة يَجْرَى وَلَا يُجْرَى فَمن أجراه جعله اسْما للحيِّ وَمن لم يُجْرِه جعله اسْما للقبيلة وَقد أَجمعت الْعَرَب على ترك الْهَمْز فِي قَوْلهم ذَهَبُوا أيْدِي سَبَا وأيَادِي سَبا وَأَصله الْهَمْز وَلكنه جرى فِي هَذَا المَثَل على السّكُون فتُرك همزُه والسَّبَأُ أَيْضا الْخمر المُسْتَبَأَة أَي الْمُشْتَرَاة والسِّباء بِالْمدِّ شِراء الْخمر خَاصَّة وَهِي أَيْضا الخَمْرُ نَفسهَا والسَّلأُ ضرب من الطير والطَّسَأُ مصدر قَوْلهم طَسِئَ طَسَأًا اتَّخَم من أكل الشَّحْم قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ إِذا غلب على قلبه الدَسَم وَقد أطْسَأَه الشَّحْم وَنَظِيره الطَّنَخُ والجَفَس مَعْنَاهَا كُلِّها سَوَاء وَقد طَنِئَ يَطْنَأُ طَنَأًا شَدِيدا الْتَصَقَت رِئَته بجنبه من الْعَطش وَأكْثر اللغويين على ترك الْهَمْز يُقَال طَنِيَ البعيرُ يَطْنَى طَناً مَقْصُور بِغَيْر همز وبعيرٌ طَنٍ وناقة طَنِيَة والطَّأْطَأُ المُنْهَبط من الأَرْض والطَّلَنْفأ الْكثير الْكَلَام يهمز وَلَا يهمز وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْهَمْز والطَّلَنْفأُ اللازق بِالْأَرْضِ والطَّفَنْشأ الضَّعِيف من الرِّجَال والدَّنأُ كالجَنَاِ رجل أدْنَأُ وَقد دَنِئَ والدَّفَأُ نقيض حِدَّة الْبرد وَقد دَفِئ والظَّمَأُ أهْوَن الْعَطش وَقد ظَمِئَ ظَمَئاً وظَمَّأَ إبلَه وخَيْله عَطَّشَهما والذَّرَأُ أَن يَشِيب الرجُل فِي مقدَّم رَأسه يُقَال ذَرِئ الرجلُ ذَرَأًا قَالَ:
(لَمَّا رأَتْه ذَرِئَتْ مَجَاليه ... يَقْلِي الغَوَانِي والغَوانِي تَقْلِيه)
وَالِاسْم الذُّرْأة والرَّطَأُ جمع رَطْأة وَهُوَ الحُمْق يهمز وَلَا يهمز وَترك الْهَمْز أَعلَى رجل أرْطَأُ وَامْرَأَة رَطْئاء والرَّشَأُ ولد الظَّبية والرَّشَأُ شَجَرَة تَسْمُو فَوق الْقَامَة واللَّجَأُ الْموضع الَّذِي يُلْجأُ إِلَيْهِ وَقد لَجِئْت إِلَيْهِ ولَجَأْت وَجمع اللَّجَا وألْجَاء وَلَجَأٌ اسْم رجل وَهُوَ اسْم أبي عُمر بن لَجَا والَّطَأ الشَّيْء الثقيل حَكَاهُ بعض اللغويين وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور ألْقَى عَلَيْهِ لَطَاتَهُ أَي ثِقْله وَالْجمع لَطًى غير مَهْمُوز واللَّفَأُ مصدر لَفَأْت اللحمَ عَن الْعظم أَي قَشَرْته واللِّبأُ أول اللَّبَن وَقد لَبَأْت الْقَوْم ألْبأُهم لَبْئاً أطعمتهم اللِّبَأ وَيُقَال رجل لأْلأٌ وَامْرَأَة لأْلأَة وَهِي المُلأْلِئة بِعَينهَا المُبَرِّقة لَهَا والنَّشَأُ الجَوارِي الصغار قَالَ نصيب:
(ولَوْلاَ أَن يُقالَ صَبَا نُصَيْبٌ ... لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغار)
والنَّبَأُ الخَبر وَقد أنْبَأت وَقد تقدم تَعْلِيله والنَّهَأُ مصدر قَوْلهم نَهِئ اللَّحْم نَهَأًا ونهَاءة ونُهُوءة ونُهُوءاً وَقد أنْهَأْته لحْمٌ مُنْهأ ونَهِئ والنُّفَأُ من النبت القِطع المتفرقة والفَجَأُ مصدر فَجِئَت النَّاقة إِذا عَظُم بطنُها والفَقَأُ خُرُوج الثدي وَدخُول الصَّدْر والفَطَأ أَن يدْخل وسط الظّهْر فِي الْبَطن والفَطَأُ الفَطَس قَالَ الْأَعْشَى:
(بِها بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيل المُكَمَّم ... )
والمَلأُ الْجَمَاعَة وَقيل وُجُوه الْقَوْم وأشرافهم قَالَ الله تَعَالَى {قَالَ المَلأُ من قومه} الْأَعْرَاف: 60 وَرُبمَا لم يهمز فِي الشّعْر قَالَ حسان بن ثَابت:(5/12)
(فَدُونَكَ فاعْلَمْ أنَّ نَقْضَ عُهودنا ... أَبَاهُ المَلاَ منا الَّذين تَتَابَعُوا)
قَالَ الْفَارِسِي: وَلَيْسَ هَذَا على التَّخْفِيف القياسيّ وَإِنَّمَا هُوَ على قَوْله لَا هَنَاكِ المَرْتَع وسالَتْ هُذَيْلٌ وَلَا يكون المَلأ إِلَّا الرِّجَال بِغَيْر نسَاء والمَلاَ الخُلُق أَيْضا يُقَال أحْسِنوا أمْلاءكم أَي أخلاقكم وَأنْشد:
(تَنَادوْا يالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأوْنا ... فَقُلْنا أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا)
وَقيل فِي قَوْله أحْسِني مَلأً مَعْنَاهُ تَمَالَؤا عَلَيْهِ أَي اجتمِعوا وتَضَافَرُوا والمِحْشَأُ إِزَار غليظ والمَشْقَأُ المَفْرَق والمِشْقَأُ والمِشْقَأَة المِشْط واليَرَنَّأُ الحِنَّاء وَحكي اليُرَنَّأُ بِالضَّمِّ والهمز والوَزَأ الْقصير السمين الشَّديد الْخلق وَأنْشد:
(يَطُفْن حَوْلَ وَزَإٍ وَزُوَاز ... )
الوَزْوَاز الَّذِي يُوَزْوِز اسْتَه إِذا مِشَى يُلَوِّيها الوَبَأُ الْمَرَض وَهُوَ أَيْضا مصدر وَبِئَت الأَرْض وَبَأًا وَهِي مَوْبُوءة وَأَرْض وَبِيئة على فَعِيلة ووَبِئت تِيبَأُ وأَوْبَأَتْ والوَدَأُ الْهَلَاك والوَرَأُ الرجل العَبْل الغليظ
1 - بَاب مَا يُمَدُّ ويُقْصَر
الأَلاَء نبت يمد وَيقصر وإيَا الشمسِ وإياؤها نُورُها وحُسنُها وعَشُوراء وعَشُورَى يَوْم عاشُوراء نفسهُ يمد وَيقصر وعِبِدَّى وعِبِدَّاء جمَاعَة العبيد والحَزا جمع حَزَاة نِبْتَةٌ طَيِّبة الرّيح وتُحِبُّها نسَاء الْعَرَب وَقيل الحَزَا السَّذَاب البريّ وحَيَاءُ النَّاقة والبقرةِ فُرْجُها والحَلْواء وَهُوَ كلُّ مَا عولج من الطَّعَام بحلاوة والحَلْواء أَيْضا الْفَاكِهَة وَرجل عِزْهًى وعِزْهاءٌ لَا يَقْرَب النِّسَاء والهَيْجَاء الحَرْب وَأنْشد أَحْمد بن يحيى فِي الْمَدّ:
(يَا رُبَّ هَيْجَا هِيَ خَبيْرٌ مِنْ دَعَه ... )
وهَأْهأٌ من الضَّحِك وَجَارِيَة هَأْهَأَة وهَأْهَاءَة ضحاكة قَالَ الراجز:
(يَا رُبَّ بَيْضاءَ من العَوَاسِج ... لَيِّنَةِ المَسِّ على المُعَالجِ)
(هَأْهاءةٍ ذَات جَبِينٍ سارِج ... )
والهِنْدَبَا بقلة مَعْرُوفَة وتُكْسر الدَّال وتُمَد أَيْضا وَمن الْعَرَب من يَقْصُر وَهُوَ الهِنْدَب وَامْرَأَة هَنْبَاء وَرْهاء وَلَا أَفْعَلَ لَهَا وَمَا زَالَ ذَلِك إهْجِيراه وإهْجِيراءه أَي دَأْبه المدّ عَن ابْن جني والخَجَوْجَى والخَجَوْجاء الطَّوِيل الرجلَيْن وَقيل المُفْرِط الطول فِي ضِخَمٍ من عِظَامه وَقيل الضَّخْم الجسيم وَقد يكون جَبَاناً والخَطَاء ضد الصَّوَاب وَالْقصر أَكثر وَأنْشد:
(إنَّ مَنْ لَا يَرَى الخَطَاءِ خَطَاءًا ... فِي المُلِمَّاتِ والصَّوابَ صَوابا)
وَيُقَال للرجل إِذا أَتَى الذَّنب مُعْتُمِداً خَطِئ خِطْئاً مَكْسُورَة الْخَاء سَاكِنة الطَّاء بالقصْر وخطَاءاً بالمدّ وَقُرِئَ إنَّ قَتْلَهُم كَانَ خِطْئاً وَخَطَاءً أَي إِثْمًا وَمِنْه الخَطيئة وَمَكَان مَخْطُوءٌ فِيهِ وَأما إِذا أَرَادَ الرجل شَيْئا فَأصَاب غَيره قيل أخْطأ وَالِاسْم الخَطَأُ وأخْطَأ الرَّامِي القرطاسَ إِذا لم يُصِبْه وَيُقَال أخْطَأ وخَطِئ من الخَطَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:(5/13)
(يَا لَهْفَ نَفْسِي إِذْ خَطِئنَ كاهِلا ... القَاتِلينَ المَلِكَ الحُلاَحِلا)
والخَزاء نَبْت والحاء لُغَة والخُنْفَسَاء وَيُقَال الخُنْفَس فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الخُنْفَس الذّكر من الخَنافس وَحكى غَيره خُنْفُساء وخُنْفَساء وخُنْفُس وخُنْفُسة والخُلَّيْطَى المُخَالطة والمدّ أَكثر والخِلِّيطي المُخالطة كَذَلِك فِي المدّ وَالْقصر هَذِه حِكَايَة أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأما غَيره من أهل اللُّغَة فَلم يَحْكِ فِي شَيْء من ذَلِك المدّ قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما قَوْلهم وَقَعُوا فِي خُلَّيْطى فمقصور لَا غير وَكَذَلِكَ مالُهُم بَينهم خِلِّيطي أَي مُختلط على مَا تقدم فِي بَاب فِعِّيلَى وخِصِّيصَى من خَصَصْت والمدّ لَيْسَ بجَيِّد والكَشُوثا والمدّ فِيهَا أَكثر قَالَ الْفَارِسِي: وَأما كُمَّثْرَى فَمُوَلَّد وَلذَلِك أهملناه وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال كُمَّثْراه وكُمَّثْرَى مشدد لم يعرف التَّخْفِيف وَقوم يَزْعمُونَ أَنه لَا يجوز غير التَّخْفِيف وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
(أكُمَّثْرَى يَزِيد الحَلْقَ ضِيقاً ... أحَبُّ إِلَيْك أمْ تِينٌ نَضِيج)
والكِوَى جمع كَوّة وكُوّة وَالْكَاف مَكْسُورَة فيهمَا والجِعِبّاء والجِعِبَّاءة والجِعبَّى الاِسْت واسْتٌ جَهْواء مكشوفة وَقيل هِيَ اسْم لَهَا كالجُهْوة وجُخادِبا وَهِي الدَّابَّة الَّتِي يُقَال لَهَا الجُخْدُب وَحكى أَبُو الْحسن الْأَخْفَش جُخْدَب وَبهَا احْتج على سِيبَوَيْهٍ حِين قَالَ وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعْلَل والاِجْرِيَّا الْوَجْه تَأْخُذ فِيهِ وَهِي أَيْضا الْعَادة والخَلِيقة والشَّقَا والشَّقَاء كِلَاهُمَا مصدر شَقِيَ قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:
(وَلَا شَمْطاء لم يَتْرُك شَقَاها ... لَهَا من تِسْعةٍ إِلَّا جَنِينا)
وَقَالَ آخر فِي المدّ:
(فَإِن يَغْلِبْ شقاؤُكُمُ عَلَيْكُم ... فإِنِّي فِي صَلاَحِكُمُ سَعَيْتُ)
والشَكَا من قَوْلهم شَكَى الرجل شَكاً وشَكاء والشَّكاةُ جَامِعَة للشديد والضعيف وَهِي الشِّكاية والشِّكَاوة والشَّراءُ أهل الْحجاز يَمُدُّونه وَأهل نجد يَقْصُرونه وَقَوْلهمْ هَذِه أشْرِية من جمع الْمَمْدُود بِمَنْزِلَة قَوْلهم كِسَاء وأكْسِية وفنَاء وأفْنية وَيُقَال بَات بليلة شَيْباء وَذَلِكَ إِذا دخل بِالْمَرْأَةِ بَعْلُها فافْتَضَّها من ليلَتها الياءُ فِيهَا بدل من الْوَاو وَهِي معاقبة وَذَلِكَ أَن مَاء الرجل وَمَاء الْمَرْأَة امتزجا والشَّوْب المَزْج فَكَانَ يَنْبَغِي بَات بليلة شَوْبَاء وَهَذَا من أندر مَا سمع فِيهِ المدّ وَالْقصر والأعرف فِيهِ المدّ والضَّوْضاء الْأَصْوَات المرتفعة والضَّوْضاء جمع ضَوْضاءة وَهِي فَعْلاَل فِي لُغَة من مَدَّ وصَرَف وَفِي لُغَة من مَدَّ وَلم يصرف فعْلاء وَلَيْلَة ضَحْيَا وضحْياء مُضِيئة وَخص بَعضهم بِهِ فقالهي اللَّيْلَة الَّتِي يكون فِيهَا الْقَمَر من أَولهَا إِلَى آخرهَا والصِّنَى الرماد يكْتب بِالْيَاءِ والسَّرَا والسَّراء المُروءة وَقد سَرَى وسَرِيَ وسَرُوَ والسِّعْلَى والسِّعْلاء لُغَة فِي السِّعْلاة وَهِي الغُول وَقيل سَاحِرَة الْجِنّ وَقيل السِّعْلَى ذَكَر الغِيلان وَالْأُنْثَى سِعْلاة فَأَما أَبُو عَليّ فَأنْكر السِّعْلاء بالمدّ وَقَالَ فِي قَول الشَّاعِر:
(قد عَلِمَتْ أخْتُ بَنِي السِّعْلاء ... )
إِنَّه بَنضى من السِّعْلاة مثل دِرْحاية على التَّذْكِير فقلبَها همزَة والسِّيما الْعَلامَة قَالَ الله تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهم من أثَرِ السُّجود} الْفَتْح: 29 والسِّيمَاء بالمدّ وَكَذَلِكَ السِّيمِياء قَالَ الشَّاعِر:
(غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ مُقْبِلاً ... لَهُ سِيمِيَاءٌ لَا تَشُقُّ على البَصَر)
قَالَ الْفَارِسِي: كَذَلِك أنْشدهُ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد بالْحسنِ وَرِوَايَة ثَعْلَب بِالْخَيرِ مُقبلا وَهُوَ(5/14)
الصَّحِيح لِأَن الحُسْن ذاتيٌّ وَالْخَيْر مكتسب وَلَا يُرْمَى أحد بِشَيْء ذاتِيّ فِي سِنٍّ دون سِنٍّ فَمن رَوَاهُ بالحُسْن فَهُوَ أعمى البصيرة والسُّلَحْفاة من دوابِّ المَاء وَيُقَال سُلَحْفاة وسُلَحْفَا والسُّوَعاء الوَدْيُ والسَّمَارَى الاسْتُ وسُمَيْراءُ مَوضِع والزِّنَا يُمدُّ ويُقْصر قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} الْإِسْرَاء: 32 وَقَالَ الفرزدق فمَدَّ:
(أيا خَالِد مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤه ... ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا)
والزِّيزَاءة والزِّيزاة الأَكَمة الصَّغِيرة وَقيل الأرضُ الغليظة وَالْجمع الزِّيزاء وزكَرِيَّا يُمدُّ وَيقصر قَالَ الْفَارِسِي: فِيهِ خمس لُغَات زَكَرِيَّاءُ وزَكَرِيَّا بِالْقصرِ وزَكَرِيُّ على وزن عَرَبِيُّ وَلم يَحْكِها غيرُه وزُكَرِيّ على مِثَال قُرَشِيّ وزَكَرِي اخْتلف فِيهِ فبعضهم يَجعله أعجمياً مُعَرَّباً وَبَعْضهمْ يَجعله مشتقاً من قَوْلهم تَزَكَّر الشَّرابُ إِذا متَع وقَوِيَ وَقيل إِذا اجْتمع وَقيل هُوَ من قَوْلهم شَاة زَكَرِيَّة أَي حَمْرَاء سَمِينَة وزِمِجَّاءُ وزِمِكَّاء أصل ذَنَب الطَّائِر فَأَما الْأَصْمَعِي فَقَالَ هما مقصوران قَالَ أَبُو عَليّ: الزِّمكَّاء وَإِن أمكن أَن يكون للإلحقا بِسِنِمَّار وشِنِغَّار فَإِنَّهُ للتأنيث فَإِن سِيبَوَيْهٍ حَكَاهَا ممدودة غير مصروفة فَأَما الزِمِجَّا الَّذِي هُوَ الزُّمجَّ فمقصور لَا غير وَهُوَ ضرب من الطير والزَّبَازاء القصيرة وَيُقَال زَللْت فِي الطِّين أزِلُّ زَلَلا وزِلِّيلَى بِالْمدِّ وَالْقصر وَلَيْسَ المدّ بِجَبْد والطَّرْمِسَاء يمد وَيقصر يُقَال ليلةٌ طِرْمِساءُ وطِلْمِساء أَي مُظْلِمة بمدّ الطَرْمساء وقصرها خَاصَّة ومدّ الطلْمِساء لَا غير وَقيل الطَّرْمِساء والطِّلْمِساء الظُّلمة قَالَ:
(تَعَمَّمْتُ فِي ظِلٍّ ورِيحٍ تَلُفُّنِي ... وَفِي طِرْمِساءَ غيْرِ ذاتِ كَواكِب)
وَيُقَال لَيْلَة طِرْمِساء وليالٍ طِرْمِساء وَقد اطْرَمِّس الليلُ أظْلَم والتَّوَى والتَّوَاء ذهَاب مَال لَا يجرى فالمقصور مصدر تَوِيَ والممدود الِاسْم والظَّمَاءُ العَطَش وَقيل هُوَ أخَفُّه وأيْسره وَقد ظَمِئَ ظَمَأً وظَمَاءاً وظَمَاءة والظِّرْبَا والظِّرْباء اسْم لجمع الظِّرِبَان وشاةٌ ثَوْلَى وثَوْلاء وَقد ثَوِلَتْ ثَوَلاً وَهُوَ شيءٌ يُصِيبها كالجنون فَلَا تَتْبع الْغنم وتَسْتدير فِي مرعاها والرَّطَأُ والرَّطَاء الحُمْق وَقد رَطِئ وَيُقَال رجلٌ رَأْرَأٌ ورَأْراء إِذا كَانَ يُكْثر تقليب حدقتيه والرَّأْرأة فتح الْعَينَيْنِ واستدارة الحدقة كَأَنَّهَا تموج فِي الْعين والرَّنَا إدامة النّظر مَعَ سُكُون مَقْصُور قَالَ ابْن دُرَيْد: وأحسب نهم قَالُوا الرَّناء بالمدّ وَالتَّخْفِيف والرُّنَا الطَّرب يمدّ وَيقصر أَلفه منقلبة عَن وَاو وَيُقَال رَنَوْت أَي طَرِبْت عَن الْفَارِسِي والرُّتَيْلاء ضرب من العَنَاكِب المدّ عَن السيرافي والرَّغْباء الرَّغْبة ولِحَاءُ الشّجر قِشْره واللِّقَاء جمع لَقْوَةٍ يُمَدُّ وَيقصر المدّ لِلْجُمْهُورِ وَالْقصر للفارسي واللَّوْمَى واللَّوْمَاءُ اللَّوْم الْقصر عَن الْفَارِسِي والمدّ عَن كرَاع وَغَيره وَكَذَا حَكَاهُ أَبُو عَليّ القالي ولَسْعَى مَوضِع والنَّثَا من القَوْل وَيُقَال نَثَا ينْثُو ويَنْثِي يكون للخير وَالشَّر وَأنْشد:
(ألُوفُ الخِدْرِ واضِحَة المُحَيَّا ... لَعُوبٌ دَلُّها حَسَنٌ نَثَاها)
وَيُقَال رجل نَأْنَأٌ ونَأْناءٌ ضَعِيف عَاجز جبَان رجل فَأْفأٌ وفأْفاءٌ إِذا كَانَ فِي لِسَانه حُبْسة وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ وفَحْوَى يمد وَيقصر يُقَال عَرَفْت ذَلِك فِي فَحْوَى كَلَامه وفَحْوَاء كَلَامه وفُحَوائه بِضَم الْفَاء وَفتح الْحَاء ومدّها وَإِذا فُتِحَتَا لم يَجُزِ المدّ وفَيَضُوضا وفَيْضِيضا وفَوْضُوضَا بالمدّ وَالْقصر فِيهَا يُقَال أمْرُهم فَيْضُوضَا بَينهم وفَيْضِيضا وفَوْضُوضا وفَوْضَى فَضَّا بِالْقصرِ فيهمَا أَي مختلط يَتَفاوضُون فِيهِ وَكَذَلِكَ إِذا لم يكن عَلَيْهِم أميرٌ وَلَا من يَجْمَعُهم وبَحِيرَى يمدّ وَيقصر وَلَيْسَ المدّ بجيد البُكَاء ضدّ الضَّحِك يمدّ وَيقصر قَالَ الشَّاعِر فمدّه وقَصَره:(5/15)
(بَكَتْ عَيْني وحَقَّ لَهَا بَكَاها ... وَمَا يُغْنِي البُكَاءُ وَلَا العَوِيل)
والبُكاء أَيْضا المَرْثِيَة ومَدْحُ الْمَيِّت وفلانة باكيةٌ فلَان أَي تَذْكُر مدائحه ومناقبه والبُغَاءطلب الْحَاجة يُقَال بَغَيْتُ الخيرَ بُغَاءًطلبته وَالْعرب تَقول ابْغِني كَذَا وَكَذَا بُغَاءً أَي اطلُبْه لي وأبْغِني إبغاء أعنِّي عَلَيْهِ وَيُقَال بَغَى الرجلُ حَاجته يَبْغِيها بُغاءًا وبُغَاية وبُغْية وبِغْية وبُغْيةُ الرجل طَلِبَتُه وَجَمعهَا بُغًى بِالْقصرِ قَالَ فِي المدّ:
(لَا يَمْنَعنَّكَ من بُغاءِ ... الْخَيْرِ تَعْليقُ التَّمَائم)
والبِغَى جَمِيع بِغْية قَالَ الْفَارِسِي: والبُغاءُ عِنْدِي لَا يقصر إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر وبزْرُ قَطُونا المَدْ فِيهَا أَكثر والمِعْزَى جمَاعَة المَعَز وَلَا تخْتَلف الْعَرَب فِي صرف مِعْزًى وَقد قيل إِن المِعْزَاءَ بَالمدّ وَالْأول أَكثر وَلَا تكون فعْلى صفة إِلَّا بِالْهَاءِ غير مَا حَكَاهُ الْفَارِسِي عَن أَحْمد بن يحيى من قَوْلهم رجلٌ كِيصّي وَقد كاصَ طعامَه يَكِيصُه إِذا أكله وَحده وَقيل رجل كِيصيّ ينْزِل وَحده وَلَا ينزل مَعَ الْقَوْم وَهُوَ الَّذِي يُسمى الحُوزِيّ والمِينَا مُرْفَأُ السُّفُن يمدّ وَيقصر قَالَ فَمَدَّ:
(تَأَطَّرْنَ فِي المِيناءِ ثُمَّ تَرَكنَهُ ... وَقد لَجَ من اثْقالِهنَّ شُحُون)
والمَزَّاءُ من الخمْرِ يمدُّ ويقصَر قَالَ الْفَارِسِي: المُزَّاء ضَرْب من الأشْرِبة وَلم يخْصَّ بِهِ الخمرَ وأُراه احتَذَى فِي ذَلِك مَذْهَب أبي عبيد لِأَن عبارتَه عَن المُزَّاء هَكَذَا وَأنْشد:
(بِئْس الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُم ... إِذا جَرَى فيهمُ المُزَّاء والسّكَرُ)
والمُزَّاء عِنْده من بَاب مُحَّول التَّضْعِيف ألِفه مُنقلبة عَن ياءٍ محوّلةٍ من زَاي وَهُوَ عِنده إِمَّا من المِزِّ وَهُوَ الفَضْل وإمَّا من المُزِّ وَهُوَ الَّذِي بَين الحُلْو والحامِض وَنَظره بالطُّلاَّء وَهُوَ الدّمُ فَالْقَوْل فِيهِ كالقَوْل فِي المُزَّاء وَلَا تكُون ألفُ المُزَّاء للتأنيث لِأَنَّهُ لَا يُوجَد فِي الْكَلَام شيءٌ على هَذَا المِثال تكون ألفُه للتأنيثِ ونظيرُه فِعْلاءٌ لَا تكون ألفُه للتأنيث أبدا إِلَّا للإلحاق نَحْو عِلْباءٍ وحرباءٍ إِنَّمَا هُوَ ملحَق بِقرْطاس قَالَ: وَقد يجوزُ أَن تكونَ فُعْلاءاً من الشَّيْء المزيزِ فَتكون الهمزةُ للإلحاق وَيحْتَمل أَن تكون فُعّالا من المَزِيَّةَ لِأَن الميمَ من المَزِية فَاء وَقد جَاءَ فِي الشّعْر المزيزِ أمزاهما من المَزِيَّة وَلَو كانَ مفْعِلة من الزِّيِّ فالزِّيُ إِمَّا أَن تكونَ عينُه يَاء أَو واواً فَلَو كانتْ واواً لصحَّت كَمَا صَحَّت فِي تَقْوِية وَلَو كَانَت يَاء لَبُيِّنت كَمَا بُيّنت فِي أخْبِية فَإِذا لم يُظْهِرُوا الْوَاو وَلم يَبَيِنُوا الياءَ دلْ على أَنَّهَا فَعِيلة على أَن مَفْعِلة مِمَّا تعتَلُّ لامه وَلَا يكَاد يَجِيءُ وَيُقَال مَكُثَ ومَكَث يَمْكُث مَكْثاً ومِكْيثَاً ومِكْيثاءَ وَلَيْسَ المدُّ بجيّد ومَرَيْطاءُ جِلْدة رقيقةٌ بَين العانَة والسُّرَّة يَمِينا وشِمَالاً حَيْثُ يَمَّرِط الشعرُ إِلَى الرُّفْغَين وَهِي تصغيرُ مَرطاء ومَصْطَكَى تمدُّ وتقصَرُ قَالَ الْفَارِسِي: هُوَ أعجميٌّ يُقَال مَصْطَكَى ومَصْطَكاءُ بالمدّ وَالْقصر وصَرُّفُوا مِنْهُ فِعْلا وَقَالُوا شَرابٌ مُمْصَطَك والوَقَباء موضِع يمدُّ ويقصَر والمدّ أعرفُ
وَمَا كَانَ من حُروف الهجاء على حرفين فالعرب تمُدُّه وتقصُره فَيَقُولُونَ حاءٌ وهاءٌ وخاءٌ وطاءٌ وتاءٌ وظاءٌ وثاءٌ وفاءٌ وياءٌ وَمِنْهُم من يقصُر فَيَقُول حَا وهَا وتَا وثَا وَمَا أشبههَا وَمِنْهُم من ينوِّن فَيَقُول هَا وطاً وتاً وظاً وثاً وَيَا وَهَذَا أقبحُ الوُجوهِ لِأَنَّهُ لَا يأتِي اسمٌ على حرفٍ وتنوينٍ قَالَ يزِيد بن الحكم يذكر النَّحْوِيين:
(إِذا اجتمعُوا على ألِفٍ وياءٍ ... وواوٍ هاجَ بَينَهُمُ قِتَالٌ)
والزَّايُ فِيهَا خمسةُ أوجُه من الْعَرَب من يَمُدُّها فَيَقُول زاءٌ وَمِنْهُم من يقولُ زايٌّ وَمِنْهُم من يقُول هَذِه زَا(5/16)
فيقصُرها وَمِنْهُم من ينوِّن فَيَقُول زاً وَمِنْهُم من يَقُول زَيٌّ فيشدِّد الياءَ
وَمن الممدودِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مقْصُور من لَفظه
(مِنْهُ مَا جَاءَ على فَعَلٍ) الآءُ شجرَ واحدته أآة والشَّاءُ جماعةُ الشاةِ من الغَنَمِ والبقرِ بقرِ الوحْش ألفُه منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم شَوِيٌّ فِي الْجمع وهمزته منقلبة عَن هاءٍ وَيُقَال للثَّور من الوحْش شاةٌ لأَنهم مِمَّا يُجْرُون البقَر مُجْرى الضأنِ وَقد تقدم استِقصاؤُه وسَاءْ زَجْر للحمير يُقَال سَأْسَأْ إِذا ثُنِّيتا جُزِمتا وقُصِرتا والدَّاءُ العِلَّة يُقَال رجُلٌ داءٌ أَي مريضٌ وَقد داءَ والراءُ جمع راءةٍ وَهِي نِبْتة سُهْليَّة والْباء النِّكاح وَكَذَلِكَ الباءَة والباهَةُ والباءة مكانٌ ينزل فِيهِ من قَول طَرَفة طَيِّب الباءةٍ أَي المَحَلَّة
1 - بَاب الْمَمْدُود
(فَمَا جَاءَ مِنْهُ على فَعَالٍ) الأَتاء زَكاء النّخل وَالزَّرْع ونمَاؤُه يُقَال نخلٌ ذُو أتَاءٍ وأتَتِ الماشيَة أتاءً نَمَتْ والأدَاء الاسمُ من قَوْلك أدَّيت الشيءَ تَأْدِيَة والأنَاءة وَصْم يصِيب اللحمَ وَلَا يبلُغ العظمَ فيَرمِ والأشاءُ صَغَار النخْل واحدتها أَشَاءةٌ قَالَ العجاج:
(لاثٍ بهَا الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: ذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن اللاَم فِيهِ همزةٌ ويستَدَلُّ على ذَلِك بِأَنَّهَا لَو كَانَت منقلِبةً لجَاز تصحيحُ الياءِ وَالْوَاو فيهمَا كَمَا جَاءَ عَبَاية وعَباءَة وعَظَايَة وعَظَاءةٌ وشَقاوة وشَقَاء وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبنَى على التَّأْنِيث فيصحُّ حرف العِلة فِيهِ ويبنَى على التَّذْكِير فيقْلَب وَقَالَ: فِيمَا أَحسب هُوَ قَول الْعَرَب ويونُس ويقوّي مَا ذهَب إِلَيْهِ أنَّ الفَاء وَاللَّام قد جاءتَا همزتينِ فِي قَوْلهم أجَأُ وَإِن لم يَجِيئا حيثُ يكثرُ التضعيفُ لما كَانَ يلزَم من الْقلب وَمِمَّا يقوِّي مَا ذهب إِلَيْهِ أَن الزَّائِد لما فَصَل وتراخَى مَا بَين الهمزتين بِالزِّيَادَةِ أشبَه التضعيفَ فَصَارَ كطَأْطَأ وتَأْتأ ولأْلأ وَلم يكن مثلَ مَا تقاربتِ الهمزتانِ فِيهِ أَلا تَرى أَن الْوَاو لم يجيءْ فِي نَحْو سَلِس وقَلِق إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْف الَّذِي يَجرِي مَجْرَى الصَّوْت لتقاربهما فَلَمَّا وقَع الفصلُ بَينهمَا نَحْو الوَعْوعة والوَزْوَزَة والوَكواكِ وقَوْقَيت والدَّوْداة والشَّوْشاة والمَوْماة والقولُ فِي الأَلاَء وَنَحْوه كالقول فِي الأشاء وجملُ عَيَاءٌ لَا يَضرِب وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاس إِلَّا على الِاسْتِعَارَة وَيُقَال داءٌ عَيَاءٌ أَي لَا دَوَاءَ لَهُ والعَطَاء الاسمُ من أعطَيْت وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّك مَحظُورا} [الْإِسْرَاء: 20] وألِفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ من العَطْو أَي التَّناوُل اسمٌ وَلَيْسَ بمصدر فَأَما قَوْله:
(أكُفْرا بَعْدَ رَدِّ الموتِ عَنِّي ... وبَعْدَ عطائِكَ المِائةَ الرَّتاعَا)
فعلى أَنه وضَعَ الاسمَ موضِعَ الْمصدر كَمَا قَالَ:
(باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بسُحْرةٍ ... )(5/17)
أَرَادَ إلَى ووضَع الْحَاجة مَوضِع الاحْتياج وَهَذَا كَقَوْل بَعضهم عَجِبت من دُهْن زيدٍ لَحْيتَه وَله نظائرُ كثيرةٌ والعَطَاء أَيْضا المُعْطَى وعَطاءٌ اسمُ رجل فَأَما قَول البَعِيث يُخاطِب جَرِير بنَ عطِيةَ بنِ الخَطَفَي:
(أَبوك عطاءٌ ألأمُ الناسِ كُلِّهِمْ ... فقُبِّح من فَحْلٍ وقُبْحْتَ من نَجْلِ)
فَإِنَّهُ لمَّا كَانَت العطِية هِيَ العَطَاء فِي الْمَعْنى واحتاجَ وضَع عطاءٌ مَوضِع عَطيَّة وهم مِمَّا يحرِّفون الِاسْم فِي هَذَا الموضِع كثيرا إِذا احتاجُوا كَقَوْل دُرَيد بن الصِّمَّة:
(أخُنَاسُ قد هامَ الفُؤادُ بكُمْ ... واعْتادَه داءٌ من الحُبِّ)
وَإِنَّمَا هِيَ خَنْساءُ بنتُ عَمْرو بنِ الشَّرِيد والعَبَاء جمع عَباءةٍ وعَبَاية وَهِي الكِساءُ والعَبَاء الأحمقُ ورجُل عَباءٌ ثقيلٌ وَخْم والعَسَاء الشِّدَّة مصدر عَسَا العُودُ يَعْسُو عَسَاءً وعُسُوًّا اشتَدَّ وصَلُب والعَزَاء الصبْرُ قَالَ ابْن جني: لَام العَزاء يحْتَمل أَمريْن الواوَ والياءَ والواوُ أغلبُ حكى أَبُو زيد فِي فِعْلة مِنْهَا عِزْوة وَحكى أَيْضا فِيهَا تَعْزُوَة إِلَّا أَنه لَا دَلِيل فِي تَعْزُوَة وَذَلِكَ أَنَّك لَو بنَيْت من رَمَيْت وقَضَيت مثل تَفْعُلَة على التَّأْنِيث لَقلت تَرْمُوَة وتَقْضُوَة تقلِب لامَها للضمة قَبْلها وَأَيْضًا فَإِن معنى قَوْلهم عَزَّيت فلَانا أَنَّك سلَّيته بِذكر مَصائِب الناسِ غيرِه وأضفْتَ حَاله إِلَى حَال مَن مصابُه أغلظُ من مُصابه كَمَا قَالَت:
(وَمَا يَبْكُون مثلَ أخِي ولكِنْ ... أُسلِّي النَّفْس عَنهُ بالتَأسِّي)
فَمَعْنَى العَزاء إِذا مَا تَراه من مُقابَلة الإنسانِ حالَه بحالِ غيرِه ونِسْبتِه إيَّاها إِلَيْهَا فَهِيَ من الْوَاو على أَنهم قد قَالُوا عَزَيْته إِلَى أَبِيه بِالْيَاءِ إِلَّا أَن الواوَ أعلَى والعَدَاء من قَوْلهم عَدَا اللِّصُّ عَدَاءً وعُدْواناً وعَدْواً وعُدُوًّا والعَدَاء أَيْضا الصَّرْف قَالَ زُهَيْر:
(فَصَرِّمْ حَبْلَها إِذا صرَّمْته ... وعادَك أَن تُلاقِيهَا العَدَاءُ)
والعَدَاء أَيْضا المَرض والعَدَاء الطَّلَق الواحدُ والعَدَاء الشُّغل يَعْدُوك عَن الشيءِ وَقد عَدَانِي عَدَاء والعدَاء البُعْد والعَدَاء طَوَار كلِّ شيءٍ وَهُوَ مَا انقادَ مَعَه من عَرْضه أَو طُوله والعَنَاء الأَسْر والعَنَاء أَيْضا المَشَقَّة وَقد تَعَنَّيت والحَسَاء مَا يعْمل لِيُتَحسَّى وَهُوَ الحَسْو على لفظ المصدَر والهَبَاء من الغُبَار مَا سطَع من تَحت سنَابِك الْخَيل وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {هَبَاءً مُنْبَثًّا} [الْفرْقَان: 23] وَالْجمع أهباءُ يُقَال ثارت أهْباءٌ أَي غبَرة وَتجمع الأَهْباء أَهابِيّ والهَبَاء دُقاق التُّرَاب ساطِعُه ومنثُورُه والهَباء أَيْضا الَّذِي تَراه فِي الشَّمْس كالغُبَار إِذا دخَلت من كَوَّة قَالَ الله تَعَالَى: {وقَدِمْنا إِلَى مَا عَمِلُوا من عمَل فجعَلْناه هَباءً مَنْثُورا} [الْفرْقَان: 23] والهَبَاء من النَّاس الَّذين لَا عُقُولَ لَهُم وأهباءُ الزَّوْبعة شِبْهُ الغُبَار يرتَفِع فِي الحَرِّ وهمزةُ كل ذَلِك منقلبةٌ عَن واوٍ لقَولهم هَبْوة وَقد هَبَا يَهْبُو والهَنَاء الِاسْم من قَوْلك هَنَأنِي الشيءُ والحَذَاء موضِع وغَلاَء السَّعر ارتفاعُه غَلاَ السعرُ يَغْلو غَلاَءً ارتَفَع وأغْلاه اللهُ وَيُقَال غَلا فِي الدِّين وَفِي الأمرِ إِذا جاوزَ فِيهِ القَدْر والغَنَاء من قَوْلك مَا عِنْده غَنَاءٌ أَي مَا عِنْده كِفايةٌ إِن استُكْفِي وَلَا مدافَعةٌ والغَنَاء الإِقامةُ بِالْمَكَانِ والغَذَاء رَعْي الْإِبِل أوَّلَ النَّهَار وَقد تغدَّت وغَدَّاها هُوَ والقَبَاء الَّذِي يُلْبَس وَقد تقَبَّيته لَبِسته إِذا جمعته والقَوَاء القَفْر وَقد أقْوتِ الدارُ خَوَت والقَضَاء مصدرُ قَضَى عَلَيْهِ بِكَذَا والقَضَاء أَيْضا قَضاءُ الدّين وَمن كَلَام الْعَرَب الأكْلُ سَلَجانْ والقَضاءُ ليَّان وقضيْت الشيءَ قَضاءً صنَعْته والقضَاء الحتْم قَالَ تَعَالَى: {وقَضَى رَبُّك ألاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاه} [الْإِسْرَاء: 23] والكَسَاء المجْد وَهُوَ من الْوَاو والكَفَاءة والكَفاء تماثُلُ الشيْئينِ وتكَافُئْهما والجَمَاء شَخْص الشيءِ تَراه من تحتِ الثَّوْب وَقد يُضَمُّ فَيُقَال جُماءٌ وَأنْشد:(5/18)
(يَا أُمَّ سلْمَى عَجِّلِي بقُرْصِ ... أَو جُبْنةٍ مثلِ جُمَاءِ التُّرْسِ)
فَجمع بَين السِّين والصادِ لقرب مخرجَيْهما وَقيل جَمَاء التُّرس وجُمَاؤه - اجتماعُه ونُتُوءه وجَمَاء - الشيءِ قَدْره والجَفَاء - النَّبْوة وَقد جَفَوْته جَفَاءً وجَفَا الشيءُ جَفَاءاً - إِذا لم يلزمْه جَفَا جنبُه عَن الفِرَاش والجَزَاء - مصدَر جَزْيَته ورجُل ذُو جَزَاءٍ وغَنَاءٍ والسَّمَاء - الَّتِي تُظِلُّ الأَرْض وَكَذَلِكَ السَّماء من البيتِ وكلُّ مَا عَلاَك فاظلَّك فَهُوَ سَمَاء والسَّمَاءُ أَيْضا - المطَر وَالْجمع أسْمِيَة والسَّمَاء - فرسُ صَخْرِ أخِي الخَنْساء والسَّوَاء - الاستِواءُ والزَّنَاء - الحاقِنُ وَفِي الحَدِيث:
" لَا يُصَلِّ أحدُكُمْ وَهُوَ زَنَاءٌ " - أَي حاقِنٌ وَيُقَال زَنَأ البولُ نفسُه يَزْنَأُ - احتَقَن وأزْنأه صاحبُه - حقَنَه وَيُقَال لحُفْرة الْقَبْر زَنَاء لضِيقِها وكل شيءٍ ضَيِّق فَهُوَ زَنَاءٌ وَيُقَال رجُل زَنَاءُ الخُلُق - أَي ضيِّقة وَيُقَال للرجُل الَّذِي يُقارب خَطوَه إِنَّه لَزنَاءٌ وَيُقَال هَذَا أمرٌ زَناءٌ - أَي قَرِيب يُقَال زَنأ القومُ - اقتَرَب بعضُهم من بعض والزَّنَاء أَيْضا - القصِيرُ المجتمَع قَالَ:
(وتُولِجُ فِي الظِّلِّ الزَّنَاءِ رُؤُوسَها ... وتَحْسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحائِحُ)
وَقَالَ بعض اللغويين زَنَّا فلانق على فلانٍ بِغَيْر همز - ضَيَّق عَلَيْهِ وَأنْشد:
(لَا هُمَّ إِن الحَارِثَ بنَ جَبَلَهْ ... زَنَّا على أَبِيه ثمَّ قَتَلَهْ)
والزَّجَاء من الخَرَاج يُقَال زَجَا الشيءُ يَزْجُو زَجَاءً - إِذا جرى على استِواءٍ والزَّجَاءُ - مصدر زَجَا الأمرُ يَزْجُو - إِذا جاءكَ فِي سُرْعة والزَّهَاء - مصدرُ زَهَا النبتُ يَزْهُو ويَزْهَى زَهْواً وزَهَاءاً - إِذا بلَغ وَلَيْسَ هَذَا من الزَّهْو - الَّذِي هُوَ النَّوْر وَكَذَلِكَ يُقَال للشاة إِذا تمَّ حملُها ودَنَا وِلادُها زهَتْ تَزْهُو زَهَاءاً والطَّخَاءُ - الغيْمُ الرَّقيقُ تَخْلِطه غُبْرة فأمَّا حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
" إِذا وَجَدَ أحدُكم طَخَاءاً على قَلْبه فلْيَأكل السَّفَرْجَلَ " فَإِنَّهُ يَعْنِي الغِشاءَ والثِّقلَ وَمَا يُجَلِّل القلبَ وَمَعْنَاهُ كمعنى السَّحاب والطَّخَاءُ - السَّحابُ الَّذِي لَيْسَ بكثِيف وَهُوَ الكثِيفُ أَيْضا ضدُّ والطَّهَاءُ - السَّحاب الرقيقُ وَقيل المرتَفِع والطَّهَاء كالطَّخاء والطَّرَاءُ - مصدر قَوْلهم طَرِيٌّ بيِّن الطَّرَاءِ والطَّراوةِ والطَّرَاء أَيْضا يكَثَّر بِهِ عددُ الشيءِ يُقَال هم أكثَرُ من الطَّرَا والثَّرى وَقَالَ بَعضهم الطَّراءُ فِي هَذِه الْكَلِمَة - كلُّ شيءٍ من الخَلْق لَا يحصَى عَددُهم وأصنافُهم وَفِي أحد الْقَوْلَيْنِ كلُّ شيءٍ علىالأرض مِمَّا لَيْسَ من جِبِلَّة الأَرْض من الحَصْباءِ والتُّراب وَنَحْوه والدَّهاءُ - المكْرُ قَالَ ابْن جني: وَهُوَ الدَّهْي وَبِهَذَا يعلَم أَن الْهمزَة فِي الدَّهاء منقلبةٌ من الْيَاء دُونَ الْوَاو وَقد قَالُوا دَهَا يَدْهو والدَّفَاءُ من البُطون وَهِي أبطَأُ هَيْجاً من الظَّواهِر لِأَن الشمسَ أشدُّ تمكُّناً من الظَّواهر مِنْهَا من البَوَاطِن وأدْوَمُ طُلُوعاً عَلَيْهَا والثَّواء - الإِقامةُ والثَّوِيُّ - الضَّيفُ والثَّوِيُّ - المَنْزِل وَقد ثَوَيْت بالمكانِ وأثْويْت والثَّناء - الاسمُ من أثنَيْت وَيُقَال هُوَ فِي رَبَاء قومِه - أَي فِي وَسَطِهم وَكَذَلِكَ الرَّبَاء - مصدر رَبَا فِي حَجْره همزته منقلبة عَن واوٍ أَو ياءٍ لنه يقل رَبَوْت فِي حَجْره ورَبِيت على أَن رَبِيت قد يجوزُ أَن يكون من الْوَاو كشَقِيت والرَّهَاء - الأرضُ الواسِعةُ همزته منقَلبةٌ عَن وَاو لقَولهم أرضٌ رَهْو فِي هَذَا الْمَعْنى والرَّهَاء أَيْضا - شبِيهٌ بالدُّخَان والغُبْرة ومستَوَى كلِّ شيءٍ - رَهاؤُه والرَّخَاء - الجِدَة والفَرَح والرَّخَاء - الاستِرْخَاءُ والرَّمَاء - الرِّبا وَجَاء فِي الحَدِيث
(إنّي أخافُ عَلَيْكُم الرَّماءَ) - أَي الرِّبا وَيُقَال أرْمَى فلانٌ وأرْبَى - أَي زادَ وسابَّ فلانٌ فلَانا فأرْمَى عَلَيْهِ وأرْبَى بِالْمِيم وَالْبَاء والرَّماء - مصدرُ رَمأتِ الماشيةُ فِي المَرعَى تَرمَأ رمَاءاً ورُمُوءاً - أقَامتْ فِي كلِّ مَا أعجبَك والرَّكَاء - وادٍ مَعْرُوف واللَّفاء - دون الحقِّ يُقَال:
" أرْضَ من الوَفَاء باللَّفاه " - أَي بِدُونِ الحقِّ قَالَ أَبُو زبيد:
(فَمَا أَنا بالضَّعِيف فتَزْدَرِيني ... وَلَا حَظِّي اللَّفَاءُ وَلَا الخَسِيسُ)(5/19)
واللَّفَاء - التُّراب والقُمَاش على وَجه الأرضِ واللَّفَاء - الشيءُ القليلُ والنَّمَاء - من الكَثْرة يُقَال نَمَى الشيءُ يَنْمِي ويَنْمو والأفصحُ يَنَمِّي وَهُوَ أَيْضا مصدر نَمَت الرَّمِيَّة تُنْمِي نَماءاً - إِذا احتَملتِ السهمَ ومرَّت بِهِ يُقَال رَمَاه فأنْماه والنَّطَاء - البُعْد والفَشَاء - تناسُلُ المالِ والفَدَاء - جماعةُ الطَّعَام من الشَّعير والتمرِ ونحوِه وفَدَاء كل شيءٍ حَجْمُه قَالَ:
(كأنَّ فَدَاءَها إذْ جَرَّدُوه ... وطافُوا حَوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمُ)
والفَدَاءُ - الكُدْس من القَمْح وَهِي أنْقَى مَا يكونُ مِنْهُ وأخلَصُه والفَدَاء أَيْضا - الموضِعُ الَّذِي يَجْعَل فِيهِ التمرُ وَقد تقدم ذكر الفِدَاء فِيمَا يُمَدُّ ويقصَر والبَقَاء - البُقْيا والبَقَاء - بقَاءُ الشيءِ يُقَال أطالَ اللهُ بَقَاءَكَ والبَوَاءُ - التَّكافُؤُ يُقَال القومُ بَوَاءٌ - أَي مُتَكافِؤُن فِي القَوَد وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
(الجِرَاحاتُ بَوَاءٌ) وَيُقَال مَا فلانٌ ببَوَاءٍ لفلانٍ - أَي مَا هُوَ بكُفْءٍ وأجابُونا عَن بَوَاءٍ واحدٍ - أَي جوابٍ وَاحِد والبَذَاء والبَذَاءة - مصدرُ قَوْلهم بَذُؤَ فَهُوَ بَذِيءٌ وَفِي الحَدِيث:
(البَذَاء لُؤْم) والبَثَاء - الأرضُ السَّهلةُ وَقيل اللَّيِّنَة واحدتُه بَثَاءة وَهُوَ أَيْضا - موضِع من بِلاد بنِي سُلَيم والبَرَاء - اسمُ رجل والبَلاَء - الاخْتِبارُ والبَلاَء - النِّعمة والمَضَاء - السُّرْعة همزته منقلِبة عَن ياءٍ لقَولهم مَضَى يَمْضِي والفرسُ يكنَّى أبَا المَضَاء والوَفَاء - اسمُ موضِع من قَول الْحَارِث " فعاذِبٌ فالوَفَاءُ " عاذِبٌ - وادٍ والوَفَاء - أرضٌ والوَفَاء - مصدَر وفَيت والوَفَاء أَيْضا - الكثرةُ وَهُوَ أَيْضا وَفَاءُ الكَيلِ والمِيزانِ والوَضَاء - الحُسْن همزتُه غير منقَلِبة لقَولهم وَضُؤَ وَهُوَ الوَضَاءة والوَشَاء - تناسُلُ المالِ وكثرتُه والوَثَاءة كالأثَاءة وَقد تقدم ذكرُ ذَلِك
(فِعَال) الإخاء - مصدرُ آخَيْت بينَهُما إخاءً ومُؤَاخاةً وهمزته منقلِبة الواوِ والإِزاءُ من قَوْلهم فلَان بإزَاءِ فلانٍ - أَي بحِذائِه والإِزَاء أَيْضا - مَصَبُّ المَاء فِي الْحَوْض وَيُقَال للناقةِ الَّتِي تشْرَب منَ الإِزاء أزِيَة وآزيْت الحوضَ وأزَّيْته - إِذا جعلْتَ لَهُ إزاءً - وَهُوَ أَن يُوضع على فَمِه حجرٌ أَو جُلَّة أَو نَحْو ذَلِك وَيُقَال هُوَ إزَاءُ مَال - إِذا كَانَ يصْلحُ المالُ على يديْه ويُحْسِن رِعْيتَه وَكَذَلِكَ إزَاء مَعَاشٍ الذكَر والأنثَى فِي ذَلِك سَواءٌ قَالَ حُمَيد:
(إزاءُ مَعاشٍ مَا يَزَالُ نِطَاقُها ... شِدِيداً وفيهَا سَوْرةٌ وهْي قاعِدُ)
والإِبَاء والإِبَاءة - مصدرُ وَبُؤَت الأرْضُ على الْبَدَل والعِشَاء - الظُّلمة وَهُوَ من صَلَاة الْمغرب إِلَى العَتَمة وَيُقَال للَّتِي تسمَّى العَتمة صلاةُ العِشاء لَيْسَ غيْرُ وَصَلَاة المَغْرِب لَا يُقال لَهَا صلاةُ العِشاءِ قَالَ ابْن جني: لَام العِشاء واوٌ لقَوْله:
(باتَ ابنُ أسْماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه ... من هَجْمةٍ كأَشاءِ النَّخْلِ دُرَّار)(5/20)
والِعجَاء - جمعُ عَجْوة من التمْر والعِفَاء جمع عِفْو - وَهُوَ ولدُ الحِمارِ وَالْأُنْثَى عِفْوة والعِفَاء أَيْضا - رِيشُ النَّعامِ وَيُقَال للوبَر عِفَاءٌ وَقيل العِفَاء - مَا كثُر من الوَبَرِ والرِّيشُ يُقَال ناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ - أَي كثيرةُ الوَبَرِ وعِفَاء النَّعام - الرِّيشُ الَّذِي قد عَلاَ الزِّفَّ وَكَذَلِكَ عِفَاء الدِّيك ونحوِه من الطيْرِ الْوَاحِدَة عِفَاءةٌ مهموزٌ وكلا الْوَجْهَيْنِ يَصح فِي الاشتِقاق لِأَن من جعله الريشَ القصيرَ جعله من عَفَا الشيءُ - إِذا دَرَس وَمن جعله الرِّيشَ الطويلَ جعله من عَفَا النبتُ والشعَرُ - إِذا طالاَ قَالَ:
(أذلِكَ أمْ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ ... عَلَيْهِ من عَقِيقتِه عِفَاءُ)
وعِفاء السَّحاب - كالخَمُل فِي وجْهه لَا يَكادُ يُخْلِف فِيمَا زَعَمُوا والعِقَّاء - جمعُ عَقْوة وعَقَاة - وَهُوَ مَا حَوْلَ الدارِ والمَحَلَّة وحِقَاءٌ - موضِع وَكَذَلِكَ الحِقَاء جمع حَقْو - وَهُوَ مَعقِد الاِزَار من الخَصْر من كل ناحيةٍ والحِقَاء أَيْضا - الَّذِي يُشَدّ على الحَقْو وَقد يسمَّى الاِزار حَقْواً وأنكرها بعضُهم والحِقَاء والحَقْوة - وجَعٌ فِي البَطْن يُصِيب الرجُل من أَن يأكُلَ اللحمَ بَحْتاً فيأخُذَه لذَلِك سُلاَح وَقد حُقِي وحِذَاء الشيءِ - إزَاؤُه والحذَاء - مَا يُنْتَعَل بِهِ والحِذَاء أَيْضا - القَدُّ يُقَال فلَان جَيِّد الحِذَاء - أَي القَدِّ وَيُقَال ذَلِك إِذا كَانَ جيِّد النَّعْل أَيْضا وجِيِّد الحَذْو وَلَا يُقَال جَيِّد الحِذَاء وَإِنَّمَا الحِذَاء النعلُ والخُفُّ وأصل ذَلِك كلِّه من الْوَاو لِأَنَّهُ يُقَال حَذَوت فلَانا نَعْلاً وَيُقَال لخُفِّ الْبَعِير وظِلْف الشاةِ وحافِرِ الدابةِ - حِذَاءٌ أَيْضا والحِنّاء - إرادةُ الشَّاة الفحلَ همزتُه منقلِبةٌ عَن وَاو لِأَنَّهُ يُقَال هِيَ تَحْنُو وحِرَاءٌ - اسمُ جبل يذكَّر ويؤَنَّث والحِجَاء - الزَّمْزمة قَالَ:
(زَمْزمةَ المَجُوسِ فِي حِجَائِها ... )
والهِجَاء - هِجَاء الحرْف همزته منقلِبة عَن وَاو لأَنهم يَقُولُونَ هَجَوْت الحرفَ بِمَعْنى تَهجَّيته لغةٌ فصيحةٌ وَيجوز أَن يكونَ من الْيَاء لأَنهم يقولُون هَجِّيته وَيجوز أَن تكونَ أصلا غير منقَلبة لأَنهم يقولُون تَهَجَّأْت الْحَرْف بِمَعْنى تَهجَّيته وَكَذَلِكَ الهِجَاء بالشِّعر وَهَذَا على هِجَاء هَذَا - أَي على شَكْله وقَدْرِه وَيُقَال مَرَّ من اللَّيْل هِتَاءٌ وهِيتَاءٌ وهَتِيءٌ وهَتْء - أَي قطعةٌ والهِنَاء - القَطِرانُ الَّذِي تُطْلَى بِهِ الإبِلُ همزته غير منقلِبة والهِتَاء أَيْضا - العِذْق والهِدَاء - مصدر هَدَيْت العَرُوسَ إِلَى بَعْلها هدَاءً والهِدَاء - الثًّقِيل الوَخْم وَهُوَ الهِدَان والهِدَاء - أَن تأتِيَ المرأةُ بطَعامها وَتَأْتِي الأُخْرى بطعَامها فتَأْكُلا مَعًا والهِوَاء من قَوْلهم جِئتُك بالهِوَاء واللِّوَاء - أَي بكلِّ شَيْء والهِرَاء - فَسِيل النخْل وَقيل الطَّلْع والخِباءَ من الأبْنِيَة - مَا كَانَ مِنْهَا من وَبَر أَو صُوفٍ وَلَا يكون من شَعَر وخِبَاء النَّوْر - كِمَامُه وَالْجمع مِنْهُمَا أخْبِيَة وَكَذَلِكَ أخْبِيَة الزرعِ والخِبَاء - سِمَة تُخْبَأ فِي موضِع خَفِيٍّ من النَّاقة النَّجِيبة وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيْعة بالنَّار والخِصَاء - أَن تُسَلَّ الخُصْيتانِ وَقد خَصَاه يَخْصِيه والخِضَاءُ - تَفَتُّت الشيءِ الرَّطْبِ خاصَّة والخِلاَء - الحِرَان فِي الناقةِ وَقيل الخِلاَء فِي الأيْنُق والحِرَان فِي الخَيْل وَقد خَلأَت الناقةُ تَخْلأُ وَلَا أعلم أَنه صُرِّف اللحياني: والخِلاء مصدر خَلأت الناقةُ تَخْلأَ - إِذا بركَتْ فضُرِبتْ فَلم تَقُمْ والخِلاَء - مصدر خَالَيْت الرجلَ مُخالاةً وجِلاَءً - أَي تركتُه والخِلاَء والمُخَالاَةُ - أَن يتْرُك الرجل أمرا ويأخُذَ فِي غَيره وَقد خالأَ إِلَى كَذَا وَكَذَا وتَخَالأ وتَخَالأَ القومُ خِلاءً - إِذا كَانُوا خُلفاءَ ثمَّ تَبايَنُوا والخِفَاء - الكسِاءُ يُلْقَى على الوَطْب وَقيل - هُوَ الغِطَاء من كِساءٍ أَو ثَوْب أَو غير ذَلِك وجمعُه أخْفِيَة وَإِنَّمَا سمي خَفَاءً لِأَنَّهُ يُخْفِي مَا تَحْتَهُ قَالَ الْفَارِسِي: وَلذَلِك سُمِّيَت الأَجْفُن أخْفِيَة لِأَنَّهَا أوْعية للنوم وَأنْشد:(5/21)
(لقد عَلِم الأيقاظُ أخْفِيَةَ الكَرَى ... تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها)
والخِطَاء من قَوْله:
(فوَادٍ خِطاءٌ ووادٍ مُطِرْ ... )
أَي مواضِعُ مِنْهُ مُخْطَأة ومواضِعُ مَمْطُورة وَقد قيل هُوَ جمع خَطْوة وَهُوَ الصَّحِيح والغِطَاء - مَا تَغَطّيت بِهِ والغَذَاء - مَا تَغَذَّيت بِهِ وَقد غَذَوْته غَذْواً فَتَغَذَّى واغْتَذَى والمَطرُ يَغْدُو الأرضَ والنَباتَ والغِشَاءُ - مَا غَشَّيت بِهِ السيفَ والسَّرْج وغِشَاء كلَّ شيءٍ - غِلافُه وَمِنْه قَول أبي النَّجْم:
(تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فِي غِشَائِهِ ... )
وِقِسَاءٌ - اسمُ جبل منصرِفٌ والقِمَاء والقُمَاء بالكَسر والضمِّ جمع قَمِيءٍ - وَهُوَ الذليلُ الحقيرُ والقِشَاء جمع قَشْوة - وَهِي شَبِيهة بالرَّبْعة من خُوص تجعَل فِيهِ المرأةُ طِيبَها ودُهْنها والكِفَاء - الكُفْء قَالَ النَّابِغَة:
(لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ وَلَا كِفَاءَ لَهُ ... )
والكِفَاء أَيْضا الشِّقَّة الَّتِي تكونُ فِي مُؤَخَّر الخِبَاء وكل ذَلِك همزتُه غير منقَلِبة لقَولهم هَذَا كُفْءُ هَذَا وكِفَاؤُه وأكْفأْت البيتَ - جعلْتُ لَهُ كِفَاءً والكِفَاء - المِثْل والكِدَاء - المَنْع وَهُوَ الاسمُ من أكْدَى - إِذا مَنَع وَأَصله فِي الحَفْر إِذا بلَغ الحافِرُ الكُدْيةَ - وَهِي الأرضُ الغلِيظةُ فَلم يمكِنْه الحفْرُ قيل أكْدَى الحافِرُ والجِزَاء - مصدر جازَيْته والجِثَاء - الَّتِي تُوضَع فِيهَا القِدْر - وَهُوَ وِعاؤُها وَهُوَ جمع واحدتُه جِثَاوَة وجِثَاءة وَقيل جِياء القِدْر بِالْيَاءِ وجِيَاءتها يُقَال جَأَيْتها وجَأَوْتها وَيُقَال أَيْضا جَأَوْت الشيءَ - إِذا رَقَّعته برُقعة يُقَال جَأَوتُ النَّعْل والجُؤْوة - الرُّقْعة قَالَ أعرابيٌّ لخاصفِ النَّعل أجْأَ نَعِلي هَذِه بَجُؤْوة وأنْعِمْ - أَي ارقَعْها وبالِغْ والجوَاء - الخِرْقة الَّتِي يُنْزَل بهَا القِدْرُ وَقَالَ ابْن جني: الجِثَاء يُهْمَز وهُذَيل لَا تهمِزه فَمن هَمَزه فَهُوَ من الجؤْوة - وَهُوَ سوادُ الْحَدِيد وصدَؤُه وَمِنْه فَرسٌ أجْأَى وجَأواءُ كَذَلِك جِثَاء البرمة سمي بذلك لما فِيهِ من سَوَاده وكلْفتِه وَلَا تكون لامُه فِي الأَصْل همزَة مَعَ أَن عينَه كَمَا تَرى همزةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَا عينُه ولامه همزتانِ وَمن لم يهمز فعلى ثَلَاثَة أوجُه أحدُها أَن يكون تَخْفيف جثاء كَقَوْلِك فِي ذِئَاب ذِيَاب وَالْآخر أَن يكون أبدَل واوَ جِوَاءٍ يَاء تَخْفِيفًا لَا غير كَمَا قَالُوا فِي الصِّوَان للتَّخْت صِيَان وكما قَالُوا فِي الصِّوَار للبقَر صِيَار وَالثَّالِث أَن يكون جِيَاء البُرْمة من معنى جِئْت ولفظِه وَذَلِكَ أَن الْقدر إِنَّمَا تقدَّم ويجاء بهَا فِي وعائها فالياء على هَذَا عين جِئْت وَأما الجِوَاء فَغَرِيب وَذَلِكَ أَنا لَا نَعْرِف ج وأ فَإِذا كَانَ كَذَلِك حَملته على أَن مقلوب الجِيَاء وَمِثَال جِوَاء على هَذَا قِلاَع فَإِن قلت فإنَّ الْوَاو من جِوَاء لَام وَلَيْسَت على اعْتِقَاد الْقلب عينا فَتَصِح كَمَا صحت فِي خِوَان وصِوَان فَهَلا قلبتها لِأَنَّهَا لَام من قِبَل الكسرة قبْلَها وضَعْفِ اللَّام بل إِذا قلِبت وَهِي عينٌ قويَّةٌ فِي صِبَان وصِيَار كَانَت بقَلْبها وَهِي لَام فِي جَوَاء أجدَرَ قيل إِن الْحَرْف إِذا وَقع غيْرَ موقِعه عومل مُعَاملَة مَا أُوقِع فِي مَكَانَهُ أَلا ترى إِلَى قَوْلهم قِسِيٌّ وَأَصلهَا قُوُوس فَلَمَّا أُخّرت العينُ إِلَى مَوضِع اللَّام قلبت قلب اللَّام من عِصِيٍّ ودُلِيٍّ وَكَذَلِكَ لما وقَعت لَام الجِوَاء موقِع عين الصِّوَان صحَّتْ صحتَها وَلَو وجدنَا لِوَاء القِدر مذهبا فِي أَن نشتَقَّه من لفظ ج وو أَو من لفظ ج وي لحكمنا بانقلاب الْهمزَة فِيهِ عَن حرف عِلّة فَلذَلِك عدَلْنا بِهِ إِلَى الْقلب دُونهما والجِوَاء - البَطْن من الأَرْض وَقيل هُوَ الواسعُ من الأوْدِية وَقيل هُوَ اسمُ داوٍ وَقيل هُوَ مَوضِع بِعَيْنِه والجِواء أَيْضا - أرضٌ غليظةُ(5/22)
والجِوَاء - الفُرْجة بَين بُيُوت القومِ والجِوَاءُ - خِيَاطَة حَبَاءِ النَّاقة وَالْجمع من ذَلِك كُله أجْوِيَةٌ والجِلاءُ - مصدَر جَلَوت السيفَ وغيرَه جِلاَءً وجَلَوت العَروسَ قَالَ زُهَيْر:
(فإنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ ... يمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جِلاَءٌ)
وَإِذا دَخَّنت الخلِيَّة تريدُ شِيارَ العسَل فَذَلِك الجِلاء وَقد جَلاهَا وَهِي جَلْوة النَّحْل - أَي طَرْدُها بالدُّخَان وَقد جَلَوته وأجْلَيْه وجَلا هُوَ وأجْلَى وَمَا أقمْت عِنْده إلاَّ جِلاَءَ يومٍ - أَي بياضَه والجِدَاء - جمعُ جَدْي يُقَال جَدْي واحدٌ وجِدَاءٌ والشِّتَاء من شَتَوت قَالَ الخُطَيئة:
(إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ ... تَنَكبَ جارَ بيتِهِمُ الشِّتاءُ)
وَقد يسَّى النَّباتُ شِتاءً لمَكَان المطَر قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدَارِ قَوْمٍ ... رَعَيْناه وإنْ كانُوا غَضَابَا)
والشِّوَاء - مَا يُشَوَى من اللَّحْم وَيُقَال شَوَيت القَمْح وَقَالَ الْفَارِسِي: لم يسمع فِي القمْحِ شِوَاءٌ إِنَّمَا هُوَ فِي اللَّحم خاصَّة والشِّفاء - مَا يُشْتَفَى بِهِ وَالْجمع أشْفِيَة همزته منقلِبة عَن ياءٍ لِأَنَّهُ يُقَال شَفَاه يَشْفِيه والشِّكَاء جمع شَكْوةٍ - وَهُوَ جِلد السَّخْلة مَا دَامَ يَرْضَع والضِّيَاءُ والضِّوَاءُ - ضدُّ الظلامِ وَقد قدَّمت شرحَ هَذِه الْكَلِمَة وأبَنْت أواحدةٌ هِيَ أم جمع والضِّرَاء - كِلابٌ سَلُوقِيَّة واحدُها ضِرْوٌ وضِرْوة قَالَ طفيل:
(تُبَارى مَرَاخِيها الزِّجاجَ كأنَّها ... ضَرَاءٌ أحَسَّت نَبْأةً من مُكَلِّب)
والصِّنَاءُ - وَسَخٌ أَو رائحةٌ منكَرة وَقيل هُوَ الرَّمَاد والصِّلاَءُ - الشِّوَاء والصِّعَاءُ جمعُ صَعْوة - وَهِي ضَرْب من العَصافِير والسِّقَاء - زِقُّ الماءِ واللَّبَن قَالَ:
(لَهُ نَظْرتانِ فمَرْفُوعةٌ ... وأُخْرَى تَأَمّلُ مَا فِي السِّقَاء)
هَذَا رجل فِي فَلاة وَلَيْسَ مَعَه من الماءِ إِلَّا قَلِيل فَهُوَ يتخَوَّف أَن يَنْفَد فعيْنٌ إِلَى السَّماءِ ترجو المطَر وعينٌ إِلَى السِّقاء يتخوَّف أَن يَهْلِك والسِّهاء جمع سَهْوة - وَهِي الصُفَّة بَين بيتيْنِ أَو مُخْدعٌ بَين بيتيْنِ يستَتِر بِهِ سُقَةُ الإبِل من الحَرِّ والسَّهْوة فِي كَلَام طيِّىء - الصَّخْرة لَا غيْرُ والسِّلاَءُ - السَّمن الَّذِي يُسْلأً - أَي يُقَطَّر ويُصَفَّى والسِّبَاء - سَبْي العدُوّ قَالَ الشَّاعِر:
(وأكْثَر مِنَّا ناكِحاً لغَريبة ... أُصِيبتْ سِبَاءً أَو أَرَادَت تَحَيُّرا)
والسِّحَاء - نَبْت تأكُلُه النحلُ فيَطِيب عسَلُها عَلَيْهِ واحده سِحَاءةٌ وسَحَاءة القِرْطاس مَعْرُوفَة وهُمْ زِهاءُ مِائةِ - أَي قدْرُ مائَة والطِّلاءَ - من الخَمْر وَكَذَلِكَ الطِّلاءَ من القَطِران همزتُه منقلِبة عَن ياءٍ والطِّلاَء أَيْضا -(5/23)
الخَيْط الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الطَّلِيُّ - وَهُوَ ولد الشاةِ همزته منقلِبة عَن ياءٍ أَو واوٍ لِأَنَّهُ يُقَال طلَيْت الطَّلِيَّ وطَلَوْته - ربَطْته برِجْله والطِّياء - الطِّيَرة عَن ابْن الْأَعرَابِي ودِرَاء - اسمُ الأزْد بن الغَوْث وَكَانَ كثيرَ المعْروف فَكَانَ الرجُل يلقى فَيَقُول أسْدَى إليَّ دِرَاءٌ يَداً مَبَدأ فكَثُر حَتَّى سُمِّيَ بِهِ فَقيل الأَسْد والأَزْد والدِّلاَء - جمع دَلْو قَالَ الشَّاعِر:
(ولكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاء ... )
والدِّمَاء جمع الدَّم والدِّفَاء - مصدَر دَفَأْت من البَرْدِ دِفَاءَ ودَفِئْت أَدْفَأُ دَفَأاً والدِّوَاء - مصدَر داوَيْت الْفرس دِوَاء - إِذا سقَيْته اللبَنَ قَالَ الشَّاعِر:
(فَدَوايْتُها حتَّى شَتَت رَبعَيَّةً ... كأنَّ عَلَيْهَا سُنْدُساً وسَدُوساً)
والتِّوَاء - ضَرْب من الوَسْم مشتَقٌّ من التَّوّ والتَّوّ - الفرْد والشيءُ الواحدُ وَالْعرب تَقول أتَيْتُك تَوًّا لَيْسَ معي أحدٌ وَقيل التَّوّ الْوَاحِد والتَّوْأمُ وَيُقَال على تَوٍّ واحدٍ - أَي طريقةٍ وعادةٍ واحدةٍ وَجَاء فلانٌ تَوًّا - إِذا جَاءَ قَاصِدا لَا يُعرِّجُه شيءٌ فَإِن أَقَامَ بِبَعْض الطَّرِيق فَلَيْسَ بتَوٍّ والتَّوُّ أَيْضا - المُحَدَّد المنتَصِب والظِّبَاء - وادٍ معروفٌ حَكَاهُ الْأَصْمَعِي وَهُوَ معنى قَول أبي ذُؤيب:
(بينَ الظِّبَاءِ فَوَادِي عُشَرْ ... )
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ مَعَاطِفُ الأوْدِيَة واحدتها ظَبْية والرِّوَاء - أغلَظُ الأرْشَيَة - وَهُوَ أَيْضا حِبَال الحُمولة والرِّثاء - مصدرُ رثَأْت ورَثَيت ورَثُوْت والرِّفَاء - الاتِّفاقُ والالتِئام وَمِنْه قَوْلهم بالرِّفَاء والبَنِينَ يكون على مَعْنيين يكون بالِاتِّفَاقِ وحُسْن الاجتِماع وَمِنْه أُخِذ رَفْءُ الثَّوْب لِأَنَّهُ يُرْفَأُ فيضمُّ بعضُه إِلَى بعض ويُلأْمُ بَينه وَيكون الرّفاء من الهُدُوّ والسُّكون قَالَ أَبُو خرَاش الْهُذلِيّ:
(رَفَوْنِي وقالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعَ ... فقلتُ وأنكَرْتُ الوجُوه هُمُ هُمُ)
يَقُول سَكَّنُوني وَقيل الرِّفاء - الموافَقة وَهِي المُرَافاة بِلَا همز وَقيل وَأَرَادَ فِي بَيت أبي خِرَاش رفَؤُني فَترك الْهَمْز وَالدَّلِيل على صِحَة ذَلِك قَول الْأَصْمَعِي فِي كتاب الهْمز وَيُقَال رَفَأْت الرجُلَ - إِذا سَكَّنته حَتَّى يَسْكُن وَكَذَلِكَ المُرفَاة مَهْمُوز الدَّلِيل على ذَلِك قولُ أبي زيد فِي كتاب الْهَمْز رَفَأت الثوبَ أرفَأُه رَفْئاً ورَفَّأْت المُمْلِك تَرْفِئَة وتَرْفِيئاً - إِذا دعوْت لَهُ بالرِّفَاء ورافَأنِي الرجلُ فِي البيع مُرَافأةً وَيُقَال رَفَّأْته مشدَّدة - إِذا تَزَوَّج فَقلت لَهُ بالرِّفَاء وَقَالَ الْيَمَانِيّ: الرِّفَاء - المَال وَهُوَ صَحِيح فِي الاشتِقاق لِأَن المالَ تلتَئِم بِهِ البَذَاذة وسوءُ الحالِ والرِّداء - الَّذِي يُتَردَّى بِهِ يُقَال هَذَا رِدَائِي وَهَذِه رِداءتِي همزته منقلِبة عَن يَاء يُقَال هُوَ حَسَن الرِّدْية والرِّداء أَيْضا - السَّيف قَالَ متمم بن نُوَيرة:
(لقد كَفَّن المِنْهالُ تحتَ رِدائِه ... فَتىً غيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّات أرْوَعَا)
وَكَانَ المِنْهالُ قتلَ أَخَاهُ مالِكاً وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن أحدَهم كَانَ إِذا قتل رجُلاً مَشْهُورا وضَع سيفَه عَلَيْهِ(5/24)
ليعلم أَنه قاتلُه وَيُقَال فلانٌ غَمْر الرِّداء - إِذا كَانَ كثيرَ المعْروف وَإِن كَانَ رِدَاؤه صَغِيرا قَالَ الشَّاعِر:
(غَمْرُ الرِّداء إِذا تبَسَّم ضاحِكاً ... غَلِقت لضَحْكتِه رِقابُ المالِ)
والرِّداء - البدَنُ والرِّداء - الدَّين ... قَالَ فَقِيه الْعَرَب: " من أَرَادَ البَقَاء وَلَا بَقاءَ فلْيُبَكِّر العَشَاء ولْيُخَفِّف الرِّداء " والرِّداء - القَوْس عَن الْفَارِسِي والرِّداء - لِبَاس الْإِنْسَان من ثَناءٍ جميلٍ أَو قبيحٍ والرِّيَاء من المُراآة بينَ النَّاس والرِّثاء أَيْضا من قَوْلهم قومٌ رِثَاءٌ - أَن يَرَى بعضُهم بَعْضًا يُقَال دُورُهم مِنَّا رِثَاءٌ - إِذا كانَ دُورُهم منتَهَى البَصَرِ حَيْثُ تَرَاهُمْ وَهُمْ رِئَاءُ أَلْفٍ - أَي قدرُهم والرِّعَاء - جمع راعٍ وَفِي التَّنْزِيل: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ} [الْقَصَص: 23] وَيُقَال هم الرُّعاة أَيْضا والرِّمَاء - مصدرُ راميْتُه والرَّوَاء - أغلَظ الأزْشِية - وَهُوَ الحبْل الَّذِي يشَدُّ بِهِ الحِمْل يُقَال قد رَوَيت على البعِير والحِمْلِ والرِّواء - جمع رَيَّانَ من قَوْلهم قوم رِوَاءٌ من المَاء ابْن جني: والرِّضَاء - مصدر راضَيْته رِضَاءً وَأنْشد:
(لم نُرَحِّب مَا سَخِطتَ ولكِنْ ... مَرْحباً بالرِّضَاءِ مِنْك وأهْلاَ)
وَإِنَّمَا لم يُعادَل بِهِ الرِّضَى المقصُور لقِلَّة مدّ الرِّضَى واللِّعَاء - جمع لَعْوة ولَعَاة - وَهِي الكَلْبة الشَّرِهة واللِّيَاء - شيءٌ يُؤْكَل مثلَ الحِمِّص أَو نَحوه شديدُ البَياض تُوصَف بِهِ المرأةُ واللِّخَاء - التَّحْرِيش والتجْمِيل لَا خَيْتَ بِي عِنْد فلَان - وشَيْت والنِّواءَ - النُّوقُ السِّمان واحدتُه ناوِيَة وَقد نَوَتْ نَيًّا ونَوَايَةً والنَّيُّ - الشَّحْم وَقد قَدمته والنَّواء - مصدرُ ناوَأْته وناوَيْتَه - أَي فاخَرْته والنِّدَاء والنُّدَاء - الصَّوْت والنِّهاء - جمع نَهْي ونِهْي والنِّهْي - الغَدِير وَقيل هُوَ - الموضِع الَّذِي لَهُ حاجزٌ يَنْهَى الماءَ أَن يَفيضَ مِنْهُ فاشتَقَّه وَقد يجمع النَّهْي على أَنْهاءٍ والنِّهَاء أَيْضا - الغَايةُ ونِهَاء النَّهار - ارتِفاعُه وَكِلَاهُمَا شاذٌّ والنِّهَاء - أصغَرُ مَحابِس المطَر والنِّسَاء - جمعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفظه قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبْت إِلَى نِساء قلت نِسْويُّ لأنّ نِساءً جمع نِسْوة وَيُقَال نُسْوة أَيْضا والنِّجَاء - السَّحاب الَّذِي قد هَرَاق ماءَه ثمَّ مضَى همزته منقلبةٌ عَن وَاو لقَولهم فِي معنه نَجْو وَأنْشد:
(رعَتْه سُلَيْمى إنَّ سَلْمَى حقِيقةٌ ... بكلِّ نِجَاء صادِقِ الوَبْل مُرْزِم)
هَكَذَا وجدتُ فِي كتُب الْفَارِسِي وَاحِدَة نَجْو فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ النَّجْو والنَّجَاء - السَّحاب الَّذِي قد أراقَ ماءَه فَلَا أَدْرِي التكسِيرَ أرادَ أم هما عِنده لُغَتَانِ بِمَعْنى والأسبقُ إليَّ التكسيرُ لتصريح الفارسيّ وَغَيره من جُمْهُور اللُّغَويين والنِّجَاء - مصدرُ ناجاه مَنَاجاةً ونِجاءاً والنِّزَاء - سِفَادُ الظِّلْف والحافِر وَقد نَزَا يَنْزُو نِزَاءاً وأنْزَيته والنِّصَاء - الأخْذ بالناصِيَة والفِلاَء أَيْضا - الفِطَام والهمزة فِي الفِلاَء الَّذِي هُوَ أخذُك مَا على الشَّعر منقلبة عَن ياءٍ لقَولهم فَلَيت والهمزة فِي الفِلاَء الَّذِي هُوَ جمع فِلْو منقلبةٌ عَن وَاو لقَولهم فِي الْوَاحِد فِلْو وَلَيْسَ فَلُوٌّ بحُجة وَكَذَلِكَ الْهمزَة الَّتِي فِي الفِلاَء من الْفِطَام لِأَنَّهُ يُقَال فَلَوته عَن أمه - أَي فطَمْته والفِضَاء كالحِسَاء - وَهُوَ مَا يَجْرِي على وجْه الأَرْض واحدته فِضِيَّةٌ وَمِنْه قَول الفرَزْدق:
(فصَبَّحنَ قبلَ الوارِدَاتِ من القَطَا ... ببَطْحاءِ ذِي قارٍ فِضَاءً مُفَجَّرا)
والفِنَاء - فِنَاء الدَّار وَقد تقدم ذكر لَام الفِناء وانقلابِها والبِطَاءُ - جمع بَطِئَ والبِكاءُ - جمع بَكِئٍ وبَكِيئة(5/25)
والبِغَاء - الزِّنا وَامْرَأَة بَغِيِّة وبَغِيٌّ بَيِّنة البِغاء وَفِي التَّنْزِيل. . {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ على البِغَاء} [النُّور: 33] والبَغَايَا - الرَّبايَا وهم الطَّلائَع واحدهم بَغِيَّة مثل رَبيئةٍ ورَبَاياَ والبِدَاء جمع البَدِيِّ وبَدَا القومُ بداءً - خَرجُوا إِلَى البادِيَة وَيُقَال مَا بَالَيْت بِهِ بِلاءً ومُبالاةً والمِرَاء - من المُمَاراة والجَدَل قَالَ الشَّاعِر:
(إيَّاكَ إيَّاك المِرَاءَ فإنَّه ... إِلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللِشَّر جالِبُ)
همزته منقلةٌ عَن يَاء لِأَن كل واحدٍ مِنْهُمَا يَمْرِي مَا عِنْد صاحِبه - أَي يستَخْرِجه والمِرَاء أَيْضا - من الامْتِراء والشَّكِّ قَالَ تَعَالَى: {فَلَا تُمَارِ فيهم إلاَّ مِراءً ظاهِراً} [الْكَهْف: 22] همزته كَذَلِك أَيْضا لقَولهم فِيهِ مِرْية والمِطَاء جمع مَطْو - وَهُوَ الشِّمراخ من البُسْر / والملاَء - جمع ملآنَ والمِذَاء - مُتاركةُ الرِّجال مَعَ النِّساء يُماذي بعضُهم بَعْضًا وَفِي الحَدِيث
" الغَيْرة من الإيمانِ والمِذَاء من النِّفَاق " همزتُهُ منقلِبة عَن يَاء لقَولهم مَذَيت مَذْياً والوِكَاء - السَّيْرُ والخيْط الَّذِي يُشَدّ بِهِ السِّقاء وغيْرهُ وَقد أوكَيْته وَمِنْه قَوْلهم " العَيْن وِكَاء السَّه " - أَي إِن العينَ للاِست كالوِكاءِ للقِرْبة فَإِذا نامتْ فاحت الاست والوِكَاء - لقَب نُعَيم بن حُجَيَّة أخِي بني جُشَم بنِ ربيعةَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الوِكاءَ لبُخْله والوِعَاء - وِعَاءُ الحِمْل من متاعٍ أَو غيرِه قَالَ تَعَالَى: {فَبَدَأَ بأوْعِيَتِهم قَبْل وِعَاء أخِيه} [يُوسُف: 76] وكل ظَرْف جعلتَ فِيهِ شَيْئا فَذَلِك الظَّرف وِعاؤُه حَتَّى إِنَّهُم ليقولون لصَدْر الرجُل وِعَاء عِلْمه قَالَ الْفَارِسِي: وَمِنْه قَوْله وَعَيت الحديثَ وفَرَّقوا بينَه وَبَين المَتاع فَقَالُوا أوْعيْت المتاعَ وَهَذَا على حدِّ مخالفتِهم بَين الأبنِية فِي الْأَسْمَاء وَإِن كَانَ الأصلُ وَاحِدًا والوِجَاءُ - غِطَاء البُرْمة وَكَذَلِكَ الوجَاء أَيْضا مصدر وَجَأْت مخالفتِهم بَين الأبْنِية فِي الْأَسْمَاء وَإِن كَانَ الأصلُ وَاحِدًا والوِجَاءُ - غِطَاء البُرْمة وَكَذَلِكَ الوَجاء أَيْضا مصدر وَجَأْت التيسَ أجَأُه - إِذا رَضَضْت عُروقَ خُصْيبه من غير أَن تخرِجَهما فَإِن أخرجتهما من غير أَن ترُضَّهما فَهُوَ الخِصَاء والوِلاَء من قَوْلك والَيْت بَينهمَا - أَي عادَيْت والوِضَاء - جمع وَضِيءٍ وَيُقَال أوجُهٌ وِضَاءٌ وَرجل وُضَّاءُ وَأنْشد أَبُو صَدَقَة الدُّبَيْري:
(والمرءُ يُلْحِقُه يِفتْيانِ النَّدَى ... خُلُقُ الكريمِ ولَيْس بالوُضَّاءِ)
وهم وِجَاهُ ألْف - أَي قدرُ ألفِ
(فُعَال) يُقَال أخذَه أَبَاءٌ - إِذا جعل يأْبَى الطعامَ فَلَا يشتَهِيه والعُوَاء - صوتُ الذُئب والكلبِ والحُدَاء - الغِنَاء عِنْد السَّوْق لِلْإِبِلِ همزته منقلبة عَن واوٍ يُقَال حَدَوْت قَالَ:
(فَلم أشْتُمء لكم حَسَباً ولكِنْ ... حَدَوْت بحيثُ يُسْتَمَع الحُداءُ)
والحُضَاء - لَهَب النَّار والهُذَاء - من الهَذَيان والهُرَاء - المَنْطِق الفاسدُ وَيُقَال الكثيرُ والخُرَاء والخُرْآن والخُرُوءُ - جمع الخُرْء وَقد خَرِئَ الرجل خَرَاءَةً وخَزْءاً - وَهِي المَخْرَأة والمَخْرُؤة والغُثَاء - مَا حملَ السَّيلُ من حُطَام النبْتِ وكُسَار العِيدانِ قَالَ الله تَعَالَى: {فجعَلَه غُثاءً أحْوى} [الْأَعْلَى: 76] وكل ظَرْف جعلتَ فِيهِ شَيْئا فَذَلِك الظَّرف وِعاؤُه حَتَّى إِنَّهُم ليقولون لصَدْر الرجُل وِعَاء عِلْمه قَالَ الْفَارِسِي: وَمِنْه قَوْله وَعَيت الحديثَ وفَرَّقوا بينَه وَبَين المَتاع فَقَالُوا أوْعيْت المتاعَ وَهَذَا على حدِّ مخالفتِهم بَين الأبْنِية فِي الْأَسْمَاء وَإِن كَانَ الأصلُ وَاحِدًا والوِجَاءُ - غِطَاء البُرْمة وَكَذَلِكَ الوجَاء أَيْضا مصدر وَجَأْت التيسَ أجَأُه - إِذا رَضَضْت عُروقَ خُصْييه من غير أَن تخرِجَهما فَإِن أخرجتهما من غير أَن ترُضَّهما فَهُوَ الخِصَاء والوِلاء من قَوْلك والَيْت بَينهمَا - أَي عادَيْت والوِضَاء - جمع وَضِيءٍ وَيُقَال أوجُهٌ وِضَاءٌ وَرجل وُضَّاءُ وَأنْشد أَبُو صَدَقَة الدُّبَيْري:
(والمرءُ يُلْحِقُه بِفتْيانِ النَّدَى ... خُلُقُ الكريمِ ولَيْس بالوُضَّاءِ)
وهم وِجَاهُ ألْف - أَي قدرُ ألفِ
(فُعَال) يُقَال أخذَه أَبَاءٌ - إِذا جعل يأْبَى الطعامَ فَلَا يشتَهِيه والعُوَاء - صوتُ الذِّئب والكلبِ والحُدَاء - الغِنَاء عِنْد السَّوْق لِلْإِبِلِ همزته منقلبة عَن واوٍ حَدَوْت قَالَ:
(فَلم أشْتُمْ لكم حَسَباً ولكِنْ ... حَدَوْت بحيثُ يُسْتَمَع الحُداءُ)
والحُضَاء - لَهَب النَّار والهُذَاء - من الهَذَيان والهُرَاء - المَنْطِق الفاسدُ وَيُقَال الكثيرُ والخُرَاء والخُرْآن والخُرُوءُ - جمع الخُرْء وَقد خِرِئَ الرجل خَرَاءَةً وخَرْءاً وخُرُوءاً - وَهِي المَخْرَأة والمَخْرُؤة والغُنَاء - مَا حملَ السَّيلُ من حُطَام النبْتِ وكُسَار العِيدانِ قَالَ الله تَعَالَى: {فجعَلَه غُثاءً أخوى} [الْأَعْلَى: 5] وغثَا الوادِي غَثْواً هَذِه حكايةُ أهل اللُّغَة فَأَما ابْن جني فَقَالَ روَينا عَن قُطْرب غَثَى الْوَادي يَغْثِي - إِذا جمع غُثَاءَه وَوَاحِد الغُثَاء غُثَاءة - وَهُوَ الزَّبَد فَاللَّام على هَذَا من غُثاء ياءٌ قَالَ: روينَا عَنهُ أَيْضا غَثوتُ الشيءَ - نَفَيت رَدِيئه فَهَذَا من الْوَاو كَمَا ترى وَالْقَوْل الأوّل أشبهُ لِأَن الْمَعْنى عَلَيْهِ البتَّةَ وَكَأَنَّهُ عِنْدِي من الغَثَيان لما يَعْلُو المَعِدةَ من الرُّطوبة وَنَحْوهَا فَهُوَ مَشبَّه بغُثَاء الواديّ لما يعلُو ماءَه والغُبَاء - شَبيه بالغَبَرة تكون فِي السَّمَاء والقُيَاء - الْقَيْء وفُسَاء - اسْم مَوضِع غير منصرف لَا لِأَنَّهُ اسْم للبُقْعة لَكِن للإشعار بِأَن أَصله قُسَواءُ على مَا تقدم وقُبَاءٌ - اسْم مَوضِع فِي طَرِيق مَكَّة يُصْرف وَلَا يُصْرَف وَكَذَلِكَ قُبَاء الْمَدِينَة والقُمَاءُ - جمع قَمِيءٍ وَقد تقدَّم والجُفَاء - الزَّبَد يُقال جَفَأَ الْوَادي يَجْفَأُ جَفْأاً - إِذا رمَى بالزَّبَد والقَذَرِ وجَفَأَت القِدْرُ بزَبِدها - ألقَتْه والجُفَاء - الجافِي والجُفَاء - الباطلُ والجُشَاءُ - الِاسْم من تَجَشَّأْت والضُّغَاءُ - ضُغاءُ الذِّئْب وَالْكَلب وضُهَاءُ - بلْدة قَالَ الْهُذلِيّ:
(لعَمْرُك مَا إِن ذُو ضُهَاءَ بِهَيِّن ... عليَّ وَمَا أعطيَيْتُه سَيْبَ نائِلِي)(5/26)
ذُو ضُهاءَ - ابنُه دُفِن فِي ضُهاءَ يَقُول لم أتوجَّع عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهله قَالَ ابْن جني: القولُ فِي همزَة ضُهاءً أَنا قد وجدنَا فِي الْكَلَام تركيب ض هء قِرَاءَة من قَرَأَ يُضاهِؤُن بِالْهَمْز فَإِن كَانَت مِنْهُ فأصلٌ وَفِيه أَيْضا ض هـ ي وَعَلِيهِ غَالب الْقِرَاءَة يُضاهُون فَإِن كَانَت مِنْهُ فالهمزة فِي ضُهَاء بدل من الْيَاء فَإِن قلت من أَيْن لَك أَن لَام يُضاهُون ياءٌ وَمَا تنكر أم يكون واواً فَيكون يُضَاهُون كيُغَازُون ويُعَادُون قيل يُضَاهُون من الْيَاء لَا لهَذَا اللَّفْظ وَلَكنهُمْ قد قَالُوا من مَعْنَاهُ امْرَأَة ضَهْياءُ - وَهِي الَّتِي لَا تَحِيض وَيُقَال الَّتِي لَا ثَدْيَ لَهَا وضَهياءُ كَمَا ترى كعمْياءَ وَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ قَوْلهم امْرَأَة ضَهْيأةٌ وَزنهَا فَعْلأَة والهمزة فِيهَا زَائِدَة وَذَلِكَ أَنَّهَا كَأَنَّهَا من ضاهَيْت فكأنَّ الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحِيضُ تُضاهي الرجل فَهِيَ من ضاهَيْت فَإِن قيل فَلَعَلَّ ضَهْيَأة من ضاهَأْت على قِرَاءَة من قَرَأَ يُضاهِئُون قيل يمْنَع من ذَلِك أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَل فَأَما ضَهْيَد فشاذٌّ وصُدَاءٌ - قبيلةٌ والزُّقَاء - صُراخ الدِّيك وكلِّ طائرٍ يَزْقُو زُقَاءاً والزُّقَاء أَيْضا - بُكاء الصَّبِي وَهُوَ أشدُّه وهم زُهاء ألفٍ - أَي قَدْر ألفٍ والكسرُ لُغَة والزُّهاء - مصدرُ زَهِتِ الشاةَ تَزْهُو - إِذا تَمَّ حَمْلُها فأضْرعتْ ودَنَا وِلادُها والزُّهَاء - الشَّخْص وَمِنْه قَول بعض الرُّوَّاد مَدَاحِي سَيْل وزُهاءُ لَيْل يصف نَباتاً والدُّعَاء - الرَّغْبة إِلَى الله جلَّ وَعز والظُّمَاء - العَطْشَى والظُّبَاء - وادٍ معروفٌ كَذَا حَكَاهُ السكّري بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ روَى بَيت أبي ذُؤَيْب:
(بَيْنَ الظُّبَاءِ فوادِي غُشَر ... )
وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي بِالْكَسْرِ وَقد تقدم وذُكاءُ - اسمٌ للشمس همزته منقلِبة عَن وَاو لِأَنَّهُ من الذُكُوِّ وَإِنَّمَا شُبِّهت بذَكَا النَّار وَيُقَال للصبح ابنُ ذُكاءَ قَالَ الراجز:
(فورَدَتْ قبْل انْبلاجِ الفَجْر ... وابنُ ذَكَاءَ كامِنٌ فِي كفْر)
يَعْنِي كامِناً فِي سَوادِ اللَّيْل والثُّغَاء - ثُغَاء الشاةِ والظَّبية وَقد ثَغَت تَثْغُو وَيُقَال ادخُلُوا ثُناءَ من قَوْلهم جاؤوا ثُنَاءَ - أَي مَثْنَى مَثْنَى والرُّغَاء - أصواتُ الإبِل رَغَت تَرْغُو والرُّوَاء - المَنْظَر قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ حُسْن المَنْظَر وَأما قَوْلهم عَليّ رُوَاءٌ للحُسْن والشارَةِ فَيمكن أَن يكون فُعَالا من الرُّوية فَإِن كَانَ كَذَلِك جَازَ أَن تحقَّق الْهمزَة فَيُقَال رُؤَاء فَإِن خفَّفت الْهمزَة أبدلت مِنْهَا واواً كَمَا أبدلتها فِي جونَ فَقلت رُوَاء وَيجوز فِي الرُّواء أَن يكون فُعَالا من الرِّيّ فَلَا يجوز همزُه كَمَا جَازَ فِي قَول مَن أَخذه من بَاب رَأَيْت فَيكون الْمَعْنى أَن لَهُ طَراءةً وَعَلِيهِ نَضارة لِأَن الرِّيَّ يتبعُه ذَلِك كَمَا أَن العطَش يتبعَهُ الذُّبول والجَهْد، والرُّوَاء - مَا تَساقَطَ من حبِّ الْعِنَب فِي أُصُولِ حَبَله وضَمُر، والرُّخَاء - الرِّيح الليِّنة وَفِي التَّنْزِيل: {رُخَاءَ حيثُ أصَابَ} [ص: 36] ورُهَاءُ - مدينةٌ بالجزيرة وبَنُو رُهاءٍ - بَطْن من الْعَرَب والرُّهَاء أَيْضا - بلَد إِلَيْهِ يُنْسَب ورَق الْمَصَاحِف ورُضَاءُ لَا يُجْرَى - بلد وَيُقَال هم لَهَاءُ ألفٍ - أَي قَدْر ألفٍ والنُّعَاء - صوتُ السَنُّور والنُّزَاء - ضِرَاب الفَحل وَالْكَسْر لغةٌ وَقد تقدم النُّزَاء - داءٌ يأخُذ الشاءَ فَتَنْزُو مِنْهُ حَتَّى تموتَ والنُّزَاء - الوَثْب وخَصَّ بَعضهم بِهِ إِلَى فوقُ نَزَا نَزْواً ونُزَاءاً، والبُرَاء - جمع بَرِيءٍ والبُغَاء - الطلَبُ، والمُوَاء - صوتُ الهِرِّ يُقَال مَأَى يَمْؤُا مُواءاً وَكَذَلِكَ المُعَاء وَقد مَعَا يَمْعُو والمُكَاء - الصَّفِير وَقد مَكَا يَمْكُو مُكَاءاً وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا كانَ صَلاتُهم عِنْد البيتِ إلاَّ مُكَاءً وتصدِية} [الْأَنْفَال: 35] فالمُكاء - الصفيرُ، والتَّصْدِية - التَّصْفِيق، والمُكَاء - مصدرُ مَكَتِ استُه تَمْكُو - إِذا نَفَخَت وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا وَهِي مكشُوفة مفتوحةٌ وَخص بعضُهم بِهِ آستَ الدابَّة، والمُلاَء - المَلاحِفُ واحدته مُلاَءة قَالَ أَبُو عَليّ: همزَة المُلاَء منقلةٌ عَن وَاو وَقد روَينا فِي تحقيره مُلَيَّة وَلَو كَانَت الهمزةُ لاماً لثبتتْ فَلم تحْذَف كَمَا أَن اللَّام لما كَانَت همزَة فِي تَكْبِير وَرَاء الَّذِي هُوَ اسمُ الْجِهَة ثبتتْ فِي التحقير فَقيل وُرَيِّئة وَيُشبه أَن يكون(5/27)
انقلابُها عَن الْوَاو لِأَن فِيهَا اتِّساعاً لَيْسَ فِي غَيرهَا من الكُسَى كأنَه من المَلاَ - وَهُوَ مَا اتَّسَع من الأَرْض والمُلاَوة - الوقتُ الممتَدُّ من الدهْر والمَلَوانِ - الليلُ والنهارُ وَيُقَال أَخذه المُلاَءُ والمُلاَءةُ - وَهُوَ الزُّكام
(فَعَّال) العَزَّاء - الشِّدَّة وَمِنْه قيل تَعزَّزَ لحمُه - اشتدّ وَمِنْه الأَرْض العَزِّاء - وَهِي الصُّلْبة والعَزَّاء - شِدَّة الْعَيْش وغِلَظه والحَذَّاء - الَّذِي يَحْذُو النِّعالَ والهَفَّاء واحدتها هَفَّاءة نحوُ الرِّهْمة - وَهُوَ المطَر اللَّيِّن وَقيل هُوَ الأفَّاء والأفَّاءة والقَضَّاء من الْإِبِل - مَا بَين الثلاثِينَ إِلَى الأربعينَ وَإِنَّمَا قيل لَهَا قَضَّاءٌ لِأَنَّهَا قد صَارَت مِقْدَار مَا يقضِي الحقوقَ عَن صَاحبهَا والقَضَّاء أَيْضا من النَّاس - الجِلَّة وَإِن كَانَ لَا حسَبَ لَهُم بعد أَن يَكُونُوا جِلَّة فِي أبْدانٍ وأسْنانٍ واشتقاقه مِمَّا ذكرنَا لِأَن ذَوِي الأسنانِ والأبْدان تشهد بهم المَحافِلُ فيَفُون بِمَا يَفِي بِهِ ذُوو الأحساب فكأنَّهم فِي حكمهم مثلُ هَؤُلَاءِ وَلِهَذَا الِاشْتِقَاق جعلنَا القَضَّاء من الْإِبِل فِي بَاب فَعَّالٍ وَجَعَلنَا القَضَّاء من الدُّروع فِي بَاب فَعْلأَ والكَلاَّءُ مُرْفَأُ السُّفُن وَهُوَ مُكَلأَّ السفُن أَيْضا وَالْجمع مُكَّلاَّت وَرجل كَلاَّثِيٌّ وكَلاَّوِيٌّ وكَلاِّء عِنْد سبيويه فَعَّال لِأَنَّهُ يَكْلأ السفُن من الرّيح وَعند أَحْمد بن يحيى فَعْلاء لِأَن الرّيح تكِلُّ فِيهِ عَن السُّفن وكلا الْقَوْلَيْنِ صَحِيح وَالْأول أسبقُ والجَلاَّء - مثل الجُلَّى قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة:
(كميشُ الْإِزَار خارجٌ نصفُ ساقِه ... صبورٌ على الجَلاَّسِ طَلاَّعُ أنْجُد)
وَإِنَّمَا قيل لَهُ جَلاَّء لِأَنَّهُ يجَلِّي من نزل بِهِ فَهُوَ فِي الأَصْل صفة ثمَّ جعل اسْما فَأَما الجَلاَّء فَالَّذِي يجلُو السِّلاح والشَّوَّاء - الَّذِي يَشوِي اللحمَ والسَّقَّاء - الَّذِي يَسْقِي وَنَحْو هَذَا مُطَّرد كثير والدَّعَّاء - اسمُ رجل والرَّغَّاء - طائرٌ واللَّوَّاء كَذَلِك
(فِعَّال) الحِنَّاء - جمع حِنَّاءةٍ وَأَصله الْهَمْز يُقَال حنَّأت رأسَه ولِحْيَته قَالَ أَبُو عَليّ: فَإِن قلت فَهَلاَّ كَانَ فِعْلاء وألفه منقلبة عَن يَاء كالزّيزاءِ الَّذِي جُعل اسْما غير مصدر لما لم تكن اسْم حدث فَكَذَلِك الحِنَّاء فِعْلاء لِأَن فِعَّالا يختصُّ بالمَصادر كالكِذَّاب فِي قَوْله {وكَذَّبُوا بآياتِنَا كِذَّاباً} فَالْقَوْل أَن فِعَّالا لم يختصّ بِالْمَصْدَرِ كَمَا اخْتصَّ الفِيعال والفِعْلال بِالْمَصْدَرِ نَحْو القِيتال والزِّلْزالِ أَلا ترى أَنهم قَالُوا القِثَّاء وَفِي التَّنْزِيل: {مِن بَقْلِها وقِثَّائها} [الْبَقَرَة: 61] فَلَمَّا جَاءَ فِي الْأَسْمَاء الَّتِي لَيست بمصادِرَ [ ... ] مثله أَيْضا [ ... ] فعل لَهُ ككذَّب فِي الكِذَّاب فَأَما همزَة الحِنَّاء فَيَنْبَغِي أَن تكون لاماً غير منقلبة كَمَا أَن الَّتِي فِي القِثَّاء كَذَلِك لقَولهم مَفْثَأة فَكَمَا أَن همزَة آلآءٍ أصل حَيْثُ لم تصحَّ اللَّام واواً وَلَا يَاء فِي بِنَاء تَأْنِيث فَكَذَلِك الْهمزَة فِي الْحِنَّاء قَالَ:
(وَمَا ابْنُ حِنَّاءةَ بالرَّثِّ ألْوَان ... )
والحِنَّاءة - موضِع وَابْن حِنَّاءةَ - رجلٌ
(فُعَّال) الحُوَّاء - نَبْت واحدته حُوَّاءة أَبُو رياش: هُوَ الخِلاَف قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ فُعَّال من حَوَيت لِأَن فِيهِ تقَبُّضاً وتجمُّعاً كَمَا قَالَ:
(كَمَا تَكَشَّر للْحُوَّاءة الجمَلُ ... )
وَقد يجوز أَن يكون فُعْلاء من الحُوَّة إِذْ كَانَ فِيهِ ضَرْب من السَّواد والهمزة على هَذَا تكون للإلتحاق كَالَّتِي فِي قُوَباءِ والأوّل أقوى لِأَن فُعَّالا بِناءٌ مِمَّا تكون عَلَيْهِ أَمْثِلَة النَّبَات كثيرا كالقُلاَّم والحُمَّاض وَمن ثمَّ قَالَ(5/28)
أَبُو الْحسن فِي رُمَّان إِنَّه فُعَّال يصرِفُه فِي الْمعرفَة وَخَالف الخليلَ، والجُنَّاء - جمع جانٍ وهم الَّذين يجتَنُون الثّمارَ والصُّرَّاء - جمعُ صارٍ - وَهُوَ المَلاَّح، والسُّلاَّء - جمع سُلاَّءة - وَهُوَ شوْك النخْل قَالَ عَلْقَمَة بن عَبَدة:
(سُلاَّءة كعَصا النَّهدِيِّ غُلَّ لَهَا ... مُلَجْلج من نَوَى قُرَّانَ مَعْجومُ)
شبهها فِي ضُمْرها بالسُّلاَّءة وَقَوله مُلَجْلَج - أَي ممضُوغُ وَقَالَ كعصَا النَّهْدي يعيبهم بِأَنَّهُم رِعاءٌ أَصْحَاب عِصِيٍّ كَمَا قَالَ الْجَعْدِي:
(فأصبحتِ الثِّيرانُ غَرْقَى وأصبحَتْ ... نِساءُ تميمٍ يَلْتَقِطْنَ الصَّيَاصِيَا)
يعِيبهم بِأَنَّهُم حَوَكَة والصَّيَاصي - القُرُون والسُّلاَّءُ - طائِرٌ والطُّلاَّءُ - عَلَق الدَّم همزته منقلِبة عَن ياءٍ وَهُوَ من محوّل التَّضْعِيف أَصله طُلاَّل فَقيل هَذَا كَمَا قيل للخمر المُزَّاء وَإِنَّمَا هُوَ من المِزِّ أَو من المَزِيز وَقَالُوا لَا أمْلاه يُرِيدُونَ لَا أمَلُّه وَحَقِيقَة القَوْل فِيهِ كالقول فِي الحُوَّاء قَالَ أَبُو عَليّ: ويقوِّي فُعْلاء فِي الطُّلاَّء أَنهم سمّوا الدمَ جَسَدا يَعْنِي أَنهم اشتقوا لَهُ اسْما من الطَّلَل الَّذِي هُوَ الْجِسْم كَمَا سمَّوه جسَدا وَهُوَ الْجِسْم أَيْضا والدَّبَّاء - القَرْع واحدته دُبَّاءة قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(إِذا أقبَلَتْ قلتَ دُبَّاءةٌ ... من الخُضْرِ مغمُوسةٌ فِي الغُدُرْ)
والثُقَّاء - الحُرْف والثُّقَّاء أَيْضا - الصَّبِلا والثُّدَّاء - نَبْت والمُكَّاء - طائِر يسمَّى لِكَثْرَة صفيره قَالَ:
(إِذا غَرَّد المُكَّاءُ فِي غير رَوضةٍ ... فوَيْل لأهْل الشَّاءِ والحُمراتِ)
والوُضَّاء - الوَضِيءُ الوجْهِ قَالَ الشَّاعِر:
(والمَرْءُ يُلْحِقه بِفتْيان النَّدَى ... خُلُقُ الكريمِ وليسَ بالوُضَّاءِ)
1 - بَاب فُعْلاء وَهِي تَنْقَسِم عشرةَ أقسامٍ
فَعْلاءُ تَأْنِيث أفَعَل وَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى ذكرهَا لتقدّمها فِي تَحْدِيد المَقَاييس فَعْلاءُ اسمٌ غيرُ مَنْقُول عَن الصّفة فعلاءُ صفةٌ غالِبة غَلَبَة الْأَسْمَاء فَعْلاء صفةٌ مسمَّى بهَا فَعْلاءُ مختلَف فِي أَفعَلهَا فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا من جِهَة اخْتِلَاف الخِلْقة أَو الطبْع أَو التَّشْبِيه بِالذكر فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا من جِهَة أَنَّهَا لَيْسَ لَهَا مذكَّر يعادلُها من نَوعها فَعْلاءُ مطابِقة اللفظِ لموصُوفها على جِهَة الإِشادة والمبالغَة بهَا فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا من جِهَة السَّماع فَعْلاءُ اسْم للْجَمِيع
(فَعْلاءُ اسْم غير مَنْقُول عَن الصّفة) أسماءُ - اسمُ امْرَأَة وَهُوَ أحد قولي الْفَارِسِي وَذَلِكَ أَنه قَالَ أسماءُ يحْتَمل أَن تكون فَعْلاءُ من الوَسْمة والوَسَامة وَإِن كَانَ سِيبَوَيْهٍ لَا يَطْرُد بدل الْهمزَة من الْوَاو المفتُوحة فَعَسَى أَن تكون من بَاب إنقَحْل وأيْبُلِّي والعَزْلاء - فمُ المَزادة وموضعُ مَصَبّ المَاء مِنْهَا وكلُّ جَانب من المَزَادة عَزْلاءُ لِأَن المَاء ينصَبٌ من جانبيها الْأَسْفَل والأعلى أَبُو عبيد: هِيَ فَمُ المزادة الأسفلُ وَالْجمع عَزَالٍ وَقَالَ مرّة:(5/29)
العَزْلاءُ - القِرْبة فَعمَّ وعَزْلاءُ - اسْم فَحْل من خيل الْعَرَب والعَقْفاء - ضَرْب من النَّبت والعَزَّاء - شِدَّة الْعَيْش وغِلَظه وكلُّ شَيْء فِيهِ شِدَّة عَزَّاءُ والعَيْصاء والعَوْصاء - الشِّدَّة والعَوْصاء أَيْضا - أرضٌ وعَشْواءُ الليلِ - ظُلْمته وَإِنَّهُم لفي عَشْواءَ من أمْرهم - أَي اختِلاط والعَشْواء - جِنْس من النخْل متأخِّر الحَمْل وَهُوَ يَضْرِب فِي عَمْيائِه وعَمَايته - أَي يَخْبِط فِي غَوَايته لَا يُبَالِي مَا صَنَع والعَجْزاء - حَبْل من الرمل كريم المَنْبِت والعَلْياء - اسمٌ لَهَا أعنِي السماءَ وَلَيْسَ بصفةٍ فَلذَلِك صَارَت فِيهَا الْوَاو يَاء والعَلْياء - مَا ارتفَع من الأَرْض وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(ألاَ يَا بَيْتٌ بالعَلْياء بَيْتُ ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: قلبت فِيهِ الْوَاو يَاء للأشعار بِالنَّقْلِ إِلَى الِاسْم عَن الصِّفَة وَلَيْسَ هَذَا بمطْرد كاطِّراد قَلْب الْيَاء واواً فِي فَعْلَى المقصورةِ كتَقْوَى وشَرْوَى وَهَذَا وَإِن كَانَ مَنْقُولًا عَن الصّفة فَلَيْسَ بخارِج من هَذِه التَّرْجَمَة لِأَنَّهُ نقل من غير مَوْضُوع للصفة إِنَّمَا الصِّفَة العالِيَة أَو العُلْيا وَإِنَّمَا تحرَّينا فِي هَذَا الْبَاب مَا لم يكن مَنْقُولًا عَن الصّفة بِلَفْظِهِ كالعَوْراء والغَضْيَاء وَنَحْوهمَا والعَيْسا - الجَرَادة الْأُنْثَى وعَيْساءُ - موضعٌ وعَيْساءُ - جدَّة غَسَّانَ السَّلِيطيّ لأمِّه إِيَّاهَا عنَى جرير بقوله:
(أساعِيةٌ عَيْساءُ والضأْنُ حُفَّل ... فَمَا حاوَلتْ عَيساءُ أمْ عذِيرُها)
والعَصْداء - موضِع بالسَّراة قَالَ الشنفَري:
(وأُصْبِح بالعَصْداءِ أبغي سَراتَهم ... وأسْلُك خَلاًّ بيْنَ أربَاعَ والضِّدِ)
والحَصْباء - الحَصَى الصِّغارُ والحَرْشاء - نَبْت سُهْلِيُّ وَقيل هُوَ ينبُت بِنَجْد وَلَيْسَ بِشَيْء وَلَا لَهَا صَيُّور وَقبل هُوَ خَرْدل البَرِّ والحَلْكاء - دوَيْبَّة شبيهةٌ بالعظَاءة وابنُ حَوْبَاء - شاعرٌ هذَليٌّ والحَوْباء - النفْس وَقيل رُوع القَلب والحَوْثاء - الكَبد والحَوْجاء - الحاجةُ يُقَال مَا بَقِيتْ فِي صَدْري حَوْجاءُ وَلَا لَوْجاءُ إِلَّا قَضَيتها وكَلمتُه فَمَا رَدَّ علَيَّ حَوْجاءَ وَلَا لَوْجاءَ والحَوْزاء - الحَرْب تحُوز القومَ قَالَ جَابر بن الثَّعلب:
(فهَلاَّ على أخْلاقٍ نَعْليْ معَصَّب ... شَغَبْت وَذُو الحَوْزاءِ يَحفِزُه الوِتْر)
والوِتُر هُنَا - الغضبُ وحَدْراء - اسمُ امرإة والحَدَّاء - اسْم قَبيلَة وَيُقَال اسْم رجل وحَدّاءُ أَيْضا - موضِع وحَدْواءُ وحَوْساء - موضعانِ والحَذْواء - فَحْل من خيل الْعَرَب وهَلْباءُ - موضِع وَمَا عِنْده غَنَاءُ ذَلِك وَلَا هَجْراؤُه - أَي عِلْمه والهَضَّاء - الجماعةُ قَالَ الشَّاعِر:
(إِلَيْهِ تَلْجأُ الهَضَّاءُ طُرًّا ... فليسَ بقائلٍ هُجْراً لِجَادِي)
وَقيل هِيَ الْجَمَاعَة من الْخَيل وخَضراءُ كلِّ شيءٍ أصلُه وَلَيْسَ بمنقولٍ أَنه لَا معنَى للخضرة فِي ذَلِك والخَلْصَاءُ - ماءٌ بالبادية والخَمَّاءُ - مَوضِع وخَبْراء الخَبِرة - شجرُها والخَبْراءُ - جحْرُ الجُرَذ وَنَحْوه والخبراءُ - مَنقَعُ المَاء فِي أصُول السِّدر والخَبِزاء - القاع ينْبت السدْر والخبراء - منبِتُ الخابور وَهُوَ ضرب من الشّجر والخَرْماءُ - منقَطع أُنفِ القِيقاءة والغَضراءُ - أرضٌ لَا ينبتُ فِيهَا النخلُ حَتَّى تُحفَرَ وأعلاها كَذَّانّ أَبيض والغضراءُ - الطِّينْ الحُرُّ لخلوصه وَيُقَال أبادَ الله غَضراءَهم وخضْراءَهم - أَي جماعتَهم وَأنكر الْأَصْمَعِي خَضْراءَهم وَإِنَّهُم لفي غضراءُ - أَي فِي عيشٍ ناعم والغَدْراءُ - الحجارةُ وأرضٌ غَدِرَة من ذَلِك وغَلْفاءُ - معدِي كربَ بن الْحَرْث بن عَمْرو والغلفاء -(5/30)
لقبُ سلمةَ عَم امْرِئ الْقَيْس والقَفْعاءُ والقفياء - نَبتَانِ والقَنْعاءُ والقَعْراءُ والقَطْراء _ مَوَاضِع وَبَنُو قَرْواءَ - المياسيرُ وَحكى الْفراء: لَا ترجع هَذِه الأمةُ عَن قَرْوائها - أَي على اجتماعها والقَفْداءُ - العمامةُ إِذا لِيثَت على الرَّأْس وَلم تُسدَل على الظّهْر وَلم تُردَدْ تحتَ الحنكِ والكَرْهاءُ - نقرةٌ فِي الْقَفَا هُذَليةٌ وَقيل هَل الوجهُ والرأسُ بِأسره والكَثْباءُ - من أَسمَاء التُّرَاب والكَرْساء - القطعةُ من الأَرْض فِيهَا شجرةٌ تَدانتَ أصولُها والتَفَّتْ فُروعُها والمكَلْدَاء - المشَقَّةُ والكَلاَّسُ - مُرْفَأْ السفن هُوَ عِنْد أَحْمد بن يحيى فَعلاءُ لِأَن الرّيح تَكِلُّ فِيهِ عَن السفنِ وَعند سِيبَوَيْهٍ فَعَّالٌ لِأَنَّهُ يكلأ السفن من الرّيح والجَعْراءُ - لَقبُ بَلْعَنْبَر وَقيل هِيَ دًغة بنتُ مَغْنِج وَلَدت فِي بني العنبر وَذَلِكَ أَنَّهَا خرجت وَقد ضَربها المخاضُ فَظَّنته غائطاً فَلَمَّا جلَست للحدَث ولدتْ فأَتَتْ أمَّها فَقَالَت يَا أمَّاه هَل يَفتَح الجَعْرُفاَه قَالَت: نعم وَيَدْعُو أَبَاهُ فَتَميمٌ تُسمّي بلعَنبر بنِي الجعراءِ لذَلِك والجَعراءُ أَيْضا - الاستُ وَهِي الجَعْواءُ والجَعْباء - بِئْر وَهِي أَيْضا روضةٌ معروفةٌ وجَهْرَاءُ الحيّ - أفَاضِلهم وَقيل جَماعتُهم والجَهْراء - الرَّابية العريضةُ السَّهلةُ والجَوْثَاءُ - الكَبد وَمَا يَليهَا وَقد تقدّمت بِالْحَاء والجَوْثَاءُ - العَجَب والجَوثاءُ - مَوضِع وجَدْلاَءُ السرج وجَدِيلتُه - ناحيتُه وصَرَّحتْ بجِدَّاءَ وجِلْداءَ وجِلْدانَ وجِدَّانَ وجِدِّ يُضربُ مثلا لِلْأَمْرِ إِذا بانَ والجَمَّاءُ - مَوضِع وَقَالُوا جاؤُوا الجماءَ الغَفيرَ والجماءَ الغفيرةَ وجَمعاء غفيراً وجماءَ غفيرةً - أَي جاؤوا كُلهم والشَّعْراءُ - الشجرُ الكثِير والشّعْراءُ - شَعَرُ العانةِ والشَّعْراء - ضربٌ من الحَمْض والشَّعْرَاء - الخَوْخُ حجازية والشَّحْناءُ - الحِقْدُ والشَّهلاءُ والشَّكْلاء - الحاجةُ والضَّجْعَاءُ - الغنمُ الكثيرةُ وَهِي أَيْضا الضَّاجِعة والضَّرَّاء - الشدَّة وضَبَّاءُ - اسمُ رجلٍ والصَّفْراء - نبتٌ لَيْسَ للونه وصَنْعاءُ - بلد فَأَما قَوْله:
(لَا بُدَّ من صَنْعَاوان طالَ السَّفَر ... )
فإمَّا قصره للضروة وصَقلاءُ - مَوضِع وصَدَّاءُ وصَدْآء - اسمُ بِئْر أَو عين عذبة وَفِي الْمثل مَاءٌ وَلَا كصَدَاء - أَي هُوَ صَالح وَلَا كَمَاء صدّاء والصَّيْداءُ - حجر أبيضُ تُعملُ مِنْهُ البِرامُ وصَيداءُ - مَوضعٌ وَقيل ماءٌ بِعَيْنِه وصَهْبَاءُ - اسمُ فحلٍ معروفٍ من خيل الْعَرَب والصَّفَّاء - فرسٌ والصفوَاءُ - الصَّفَا وسَهْباءُ - روضةٌ معروفةٌ وَهِي أَيْضا بِئْر لبني سعد والسَّخَّناءُ - السُّخونَة والسَّرَّاء - السُرور وسَرَّاء - مَوضِع وَكَذَلِكَ سَيْناءُ قَالَ أَبُو عَليّ: هِيَ فَعْلاءُ وَلَا يكون فَيعَالاَ لقَولهم سيناءُ لِأَن فِيعَالاً من أبنيةِ المصادِر والزَّوْراءُ - مِشْرَبة من فضَّة وَقيل هِيَ مدينةٌ وَقيل هِيَ كأسُ النُّعْمَان بن الْمُنْذر والزَّوْزَاءُ - ضَيْعةٌ أُحَيحةَ بنِ الجُلاَح والطَّحْمَاء - نبت من الحمضِ والدَّقْعاءُ - الترابُ وَمِنْه فَقير مَدْقِعٌ والدَّقْعاءُ - رديءُ الذُّرةِ والدَّهْماء - سَحنَة الرجل وَأَبُو الدَّعْفَاء - كنيةُ الأحمق والدَّرداءُ - موضِعٌ والدرْمَاءُ - نبتٌ والدَّأمَاءُ - البَحرُ ووقَعوا فِي أمّ دَأْكَاءَ - أَي فِي شرّ مُسْتَقْبل والتَّرْباء - الترابُ والتَّرْباءُ - نبت سُهْليّ مٌقرَّضُ الوَرقِ والتَّرْبَاء - مَوضِع والتيْماء - قَرْيَة والظَّلْماء - الظُّلمة والثَّطَّاءُ - العنكبوتُ وَقيل دُوَيْبَّة تلسَعُ لَسْعاً شَديدا والتَّرياءُ - الترابُ النَّدِيُّ كالثَّرَى والثَّمْراء - هضبَةٌ بِالطَّائِف والثَّمراء - جَماعةُ الثَّمر وَقد تؤُوّل على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا قَوْله فِي صفة نحل:
(يَظَلُّ على الثَّمْراءِ منهَا جَوارِسُ ... )
والثَّدْوَاء - موضعٌ والرَّعنَاء - ضربٌ من الْعِنَب بِالطَّائِف بَيضائُ طويلةُ الحبّ والرَّعباءُ - موضعٌ والرَّهْباء - الرهْبةُ والرِّغْباءُ - الرَّغْبةُ والرَّوْحاء - موضعٌ على ليلَتينِ من المدينةِ النَسبُ إِلَيْهِ رَوْحَانِيٌّ نَادِر وَمِنْهُم من يَقُول رَوْحَاوِيُّ على الْقيَاس والرَّنْقاء - مَوضِع والرَّوْكاء - الصَّدَى الَّذِي يُجِيبُ فِي الْجَبَل والحمَّام والرَّمْضاء - شدّةُ الحرِّ تُصيبُ الحَصَى ولَسْعَاءُ واللَّغْباءُ واللَّهْبَاءُ واللَّهْواءُ - مواضِعُ واللَّكَّاء - الجلودُ المصبوغةُ باللُّك واللَّوْجَاء - الحاجةُ وَقد تقدم ذَلِك والَّلأْوَاء - الشدّة قَالَ أَبُو عَليّ: هِيَ كالعَشْواء فِي أَن اللَّام وَاو وَإِن كَانَت اسْما واللَّوْلاءُ - كالَّلأواءِ جعلهَا جميعُ اللغويينَ فَعلاءَ إِلَّا عِنْد أبي عَليّ فَإِنَّهُ قَالَ: همزَة اللَّولاء منقلبةٌ عَن وَاو وَلَا(5/31)
تجعلها فعْلاءَ كَمَا لم تَجْعل الْمِيم فِي مرمرٍ زَائِدا لِأَن هَذَا النَّحْو من اللَّام أكثرُ من بَاب سَلِسَ وقَلِقَ والنَّقْعاءُ - مستنقعُ الماءِ والنَّعماءُ - ضدُّ الضَّرَّاء والنَّصْحاءُ - مَوضِع والنَّفْخاءُ - أَعلَى عظم الساقِ والنَّكْراءُ - المنكَر والنَّكراءُ - الدَّهاءُ وَبَنُو نَكْرَاءَ - القومُ يجتمعونَ على الشرابِ والبَخراءُ - الدُبُر والفَصْعَاءُ - الفَأرةُ والفَحشاءُ - الفُحشُ والفَحْلاءُ - مَوضِع والفَتْخاءُ - شَيْء مربَّعٌ من خَشب يجلِسُ عَلَيْهِ الرجلُ وَيكون لمُشتارِ الْعَسَل والفَعْواءُ - اسمٌ أَو لقبٌ والفَجْواءُ والفَجوةُ - مَا اتسعَ من الأَرْض وفَسَّاءُ - اسمُ بلد بِفَارِس والفَيْفاءُ - الفلاةُ قَالَ أَبُو عَليّ همزتُها للتأنيث دونَ الإلحاقِ أَلا ترى أَنه لَا يجوز أَن يكون فَيْعالاً لقَولهم الفَيْفُ وَلَا فَعلالاً لِأَن هَذَا الْبناء يختصُّ بالتضعيفِ فقد ثبتَ أَن الْهمزَة فِيهَا لَيست مُنقلبةً عَن اللَّام بِدلَالَة حذفهم لَهَا فَإِذا لم يجز أَن يكونَ فَيعالاً أَو فَعلالاً ثَبت أَنَّهَا فَعلاءُ قَالَ: وَلَوْلَا التَّثبتُ من جِهَة الاشتقاقِ لَحكمتُ أَنَّهَا من مضاعفة الأربعةِ لأنَّ بَاب قلقلَ أكثرُ من بَاب سَلِسَ وقَلِق وَمن ثمَّ قَالُوا فِي مرمرٍ إِنَّه من بَاب ضَعْضَع لِأَنَّك لَو حكمتَ بِزِيَادَة الْمِيم لجعلتَ الْفَاء وَاللَّام راءين وبَقْعاءُ - موضعٌ مُرُّ الماءِ وَلَا يدْخلهُ الألفُ واللامُ قَالَ الْفَارِسِي: نكحَ رجلٌ من أهلِ لينةَ وَهُوَ مَوضِع طيبُ الماءِ امْرَأَة من أهل بقْعاءَ فسارَ بهَا فَعُنِّن عَنْهَا فَقَالَت فِي ذَلِك:
(مَنْ يُهْدِ لي مِن ماءِ بَقعاءَ شَرْبةٌ ... فإنَّ لَهُ من مَاءِ لِينَةَ أرْبَعا)
(لَقد زادَنا وَجْداً بِبقعاءَ أننا ... وجدنَا مطايَانا بِلينةَ ظُلَّعَا)
(فَمن مُبْلغٌ تَرْبِيَّ بالرمل أنَّني ... بَكَيتُ فَلم أتركْ لِعينَيَّ مَدْمَعَا)
وبَقْعاء - ماءٌ فِي بِلَاد بني سَليطٍ وهَاربةُ البقعاءِ - بطن من الْعَرَب وبَلْعاءُ - فرسٌ لبني سَدُوس وبَلعاءُ أَيْضا - فرس أُبَيّ بن ثَعْلَبَة وبَلعاءُ - مَوضِع وبَلعاء ابْن الْحَارِث - الَّذِي أنزلت فِيهِ الْآيَة: {كَمَثَلِ الْكَلْب إِن تحمِل عَلَيْهِ يلهثْ} [الْأَعْرَاف: 176] وبَلعاء بن قيس - شَاعِر معروفٌ والبَرْجاءُ - من أسماءِ الشَّمْس وبَهْراءُ - حَيٌّ من الْيمن النسبُ إِلَيْهِ بَهراوِيّ على غير قِيَاس والبَغضَاءُ - الحقد والبَوغَاءُ - رَائحة الطّيب والبَوغاءُ - الترابُ الرقيقُ وبَوْغَاءُ الناسِ - طَاشَتُم وسَفِلتُهم وحَمْقاهم والبَوْصاءُ - لُغبةٌ بهَا الصبيانُ يَلعبونَ يَأْخُذُونَ عُوداً فِي رَأسه نَار فيديرونَه على رؤوسهم والبزْلاءُ - الداهيةُ العظيمةُ وَإنَّهُ لنَهَّاض ببزلاءَ - أَي مطيقٌ على الشدائد ضابطٌ لَهَا والبَزلاءُ - الرَّأيُ المُحكَمُ وبَزْواءُ - أرضٌ بيضاءُ مُرتفةٌ من السَّاحِل بَين الجارووَدَّانَ والبَأْواء - الزُّوُوَ وأنكرها بَعضهم والمَلْحاءُ - مَقْعَدُ الْفَارِس من الصُّلب قَالَ أَبُو النَّجْم:
(فَجالَ والسِّربالُ من أحْشائه ... فِي مَوضِع الكَاهلِ من مَلْحائه)
يقولُ لمَّا وثبَ عَن الْفرس صَار قَميصُه على بَطْنه والمَلحاءُ أَيْضا - لَحمة مُستطيلةٌ فِي أصولِ الأضلاع من أَعلَى وَقيل لَحمُ مُستبطِن الصلب من الكاهلِ إِلَى العَجُز وَقيل مَا انحدرَ عَن الْكَاهِل إِلَى الصُّلب ومَلحاءُ - حَيّ من حَيْدانَ والمصْواء - الاستُ قَالَ الشَّاعِر:
(قد بَلَّ أعلَى السَّرج من مَصْوائه ... )
وَبَنُو مَدراءَ - أهلُ الحضَر والمَثْعَاءُ - مِشْيةٌ قبيحةٌ والوَجْعَاء - الاستُ قَالَ الشَّاعِر:
(غَضِبتُ للمرء إِذْ نِيكَتْ حَليلتُه ... وَإِذ يُشدُّ على وَجْعَائها الثَّفَرْ)(5/32)
ووعْثَاءُ السّفر - مَشَقَّتهُ والوَدْكاءُ - مَوضِع قَالَ ابنُ أحمرَ:
(أوْ كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فقد جَعَلَتْ ... أطْلالُ إلْفِكَ بالوَدْكاء تَعْتَذِرُ)
(فَعْلاءُ صفة غالبةٌ غلبةَ الِاسْم) العَزَّاء - الأَرْض الكثيرةُ العَزَازِ وَهِي الحُزونُ وَالْحِجَارَة والعزَّاء - السّنة الشَّدِيدَة وَقد تقدم أَنَّهَا الشدّة عامّة وَأَرْض عَزِّاءُ - صُلبةٌ وَلم يُقل مَوضِع أعزُّ والعَرْجاء - أكَمةٌ صعبةُ المُرتَقَى قَالَ الهذليُّ:
(فَكَأنها بالجِزْع جِزعِ نُبايِعٍ ... وأُولاَتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ)
قَالَ ابنُ جني: أَرَادَ بأولات أَمَاكِن - أَي نواحي هَذِه الأكَمة وَذي زَائدةٌ قَالَ: وَيجوز أَن يكونَ من بَاب إِضَافَة المسمَّى إِلَى اسمهِ كَقَوْلِه:
(إليكمُ ذَوى آلِ النَّبي ... )
أَي يَا أصحابَ هَذَا الِاسْم إِلَّا أَنه كَانَ يجبُ على هَذَا أَن يؤنث ذَا فيقولَ وأولاتِ ذَات العرجاءِ غيرَ أَنه ذَكَّر ضرورةٌ كَقَوْلِه تَعَالَى: {هَذَا رَحمةٌ من رَبِّي} [الْكَهْف: 98] وَغير ذَلِك من تذكير الْمُؤَنَّث والعَرْجاء - الضَّبُعُ لعرَجها وَلَا يُقَال للذّكر أعرجُ والعَرْفَاء - الضبع لِكَثْرَة شَعَرها والعَفْراءُ - لَيْلَة ثَلاَث عَشْرةَ من الشَّهْر والعَفْراءُ - الأرضُ الَّتِي لم تُوطأ قطّ والعَبْلاءُ - حجارةٌ بيضٌ والحَذَّاءُ - اليَمِينُ المنْكَرةُ الشديدةُ الَّتِي يُقتطَعُ بهَا الحقُّ مشتقٌّ من الحَذِّ وَهُوَ القَطع وَقد قَالُوا يمينٌ حَذَّاءُ والحمراءُ - أرضٌ معروفةٌ للونها وَيُقَال لَهَا حمراءُ الْأسد والحمراءُ - العَجَمُ لبياضها والحمراءُ - السّنة الشَّديدةُ والحَمَّاءُ - الاستُ لسوادها والهَلْبَاءُ - الاستُ لشَعَرها والخَلْقَاءُ - السَّماءُ لالتئَامها ومَلاَسَتها والخَرْجَاءُ - قَريةٌ فِي طَرِيق مَكَّة لأنَّ فِي أرْضهَا سَوادً وبياضاً إِلَى الْحمرَة وكُلُّ أَرض كَذَلِك فَهِيَ خَرْجاءُ وعَارِمة الخَرْجاء - موضعٌ بِبِلَاد بني عامِر والخَشْنَاء - بَقلةٌ خَشِنةٌ خَضراءُ ورَقُها قصيرٌ مثلُ الرَّمرامِ غيرَ أَنَّهَا أشدُّ اجتماعاً وَلها حبٌّ تكون فِي الرَّوض والخَشْناء - أرضٌ فِيهَا طِينٌ وحَصْبَاءُ حَكَاهَا ابْن الْأَعرَابِي والمع الخَشْناواتُ على غلبةِ الصِّفة ومشابهَتها الاسمَ بذلك والخَشّاءُ - أرضٌ فِيهَا حجارةٌ ورملٌ وَمِنْه أنبَطَ من خَشَّاءَ والخَضْراءُ - نَخلةٌ بِالْيَمَامَةِ يُقال لَهَا خَضْراءُ أمامةُ وَهِي دائمةُ خُضْرِة السَّعٌ والخَضْراءُ من الحَمَام - الدَّوَاجنُ وَإِن اخْتلفت ألوانُها لِأَن أكثرَ ألوانِها الخُضرةُ والخَضْراءُ - السَّماءُ للونها وَفِي الحَدِيث:
(إيَّاكم وخَضراءَ الدِّمَنِ) يَعْنِي الْمَرْأَة الحَسناءَ فِي مَنبِتِ السُّوء شبهها بِالشَّجَرَةِ الناضرة فِي دِمْنَةِ البَعْر وأكْلُها داءٌ والخَرْماء - رَابيةٌ منهبطةٌ وَالْجمع خُرْمٌ على الصّفة وَقد تقدم أَنَّهَا منقَطَعُ أنف القِيقَاءَةِ والغَضرَاء - الأرضُ الطيبةُ العَذِبَة فِيهَا خُضرةٌ ولينٌ وَقد تقدم فِي الْأَسْمَاء أَنَّهَا الطينُ الحُرُّ والغَبراءُ - الأرضُ لِلونها والغَبْراءُ - الفَلاةُ والغَبراء - أرضٌ خَضِرَة كثيرةُ الشّجر وبنُو غَبْراءَ - القومُ الصَّعاليكُ وبنُو غَبْراء - الفقراءُ وَقيل بنُو غَبراء - أهل البَيداءِ وبنُو غَبرَاء أَيْضا - قومٌ يَجْتَمعُونَ على الشرابِ من غير تَعارُفٍ والغَبْراء - الغرباء والغَبْراء - أُنْثَى الحَجَل للونها وَقيل لاِغبَارِها - أَي ذَهَابها والغَبراءُ والغُبيراء - نَبَات سُهلٌّ أغبرُ وَقيل الغَبراءُ شجرتُه والغَبَيْراءُ ثَمَرَته وَقيل يقلبِ ذَلِك والواحدُ والجميعُ فِيهِ سَوَاء فَأَما هَذَا الثمرُ الَّذِي يقالُ لَهُ الغُبيراءُ فدخيلٌ والغُبَيراءُ - اسْم للسماء فِي الجَدْب والغَرَّاء - بقلةٌ فِيهَا ثمرةٌ بيضَاء والغَرَّاء - طائرٌ من طير المَاء أبيضُ والذكرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَواءٌ والغرّاء - ليلةَ ثلاثَ عَشْرةَ من الشَّهْر لضَوئها والغَثْراء - سَفِلَةُ النَّاس وَهِي أَيْضا الْجَمَاعَة(5/33)
المختلطة من الغُثرة - وَهِي لونٌ مختلطٌ بسواد وبياضٍ وغُبْرةٍ وَقيل الغُثرة شَبيهَة بالغُبْسة تَخلِطُها حمرةٌ وَقيل هِيَ الغُبرة والغَثْواءُ - الضَّبُع للونها والقَنْفَاءُ - الحَشفةُ المُشرِفةٌ والقُنْواءُ - العُقابُ صفةٌ لَازِمَة للْأُنْثَى وَهِي السَّريعة الاختطاف والكَحْلاء - عُشبةٌ رَوْضِيَّة يانعةُ اللَّونِ ذاتُ وَرقٍ وقُضُبٍ وَلها بُطونٌ حُمْرٌ وعِرقٌ أحمرُ تَنْبتُ بِنَجْد فِي أحْوية الرمل والكَحْلاءُ - طائرٌ والكَلْفاءُ - الْخمر للونها والكَأْداء - العَقَبةُ الشاَّاقَّة المَصْعَدِ وَقد تقدم فِي بَاب الِاسْم أَنَّهَا المَشقَّة والجَرْعاء - الأرضَ السَّهلة والجَرعاء - مَا انبسط من الرَّمل والجَرْعَاء - دِعْصٌ من الرمل لَا يُنبتُ شَيئاً والجَرْداء - الخمرُ إِذا نَفَتْ زَبَدَها وسَكنَتْ وَقد تجرَّدت والجَذْماء - كفُّ الثُّريَّا وَلها كف أُخرى مبسوطةٌ تُسمَّى الخَضيبَ والجَرْباء - السَّماء وَقيل هِيَ سَماء الدُّنْيَا قَالَ الْفَارِسِي: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ جَرْباءَ تَشْبِيها بالجرْباء من الْإِبِل لِأَن الكواكبَ تَظهر فِيهَا كظهور الجَرَب بالجَرباء وَهَذَا على نَحْو تَسميتهم إِيَّاهَا الرَّقيعَ لِأَنَّهَا مَرْقوعةٌ بالنجوم والجَرْباء - الأرضُ الَّتِي لم ي ُصبها مطرٌ واقْشعرَّة] فَذهب نَبتُها والجَوفاء - ركيَّة وَاسِعَة بشبكةٍ من شِباكِ بني كُلَيب والشَّبَكة - موضعٌ تحفرُ فِيهِ آبارٌ والشَّعْراءُ - ذُبَابٌ يَلْزق بحالب الْبَعِير وأظْفَاره كًلُّ وَاحِد مِنْهَا أشعَرُ والظَّهرِ والشَّهْبَاء - السَّنةُ الشديدةُ والصَّلْعاءُ - الدَّاهيةُ والصَّلْعاء - الرابيةُ الَّتِي لَا تُنبتُ حكى الفارسيُّ فِي جمعهَا صَلْعاواتٍ والصَّمْعاءُ - البُهْمَى إِذا ارْتَفَعت وتَمَّت قبل أَن تتَفقَّأَ من الأصْمِع - وَهُوَ الدَّقيقُ الْأَعْلَى المُحدَّدُ الطَّرَفِ وكل بُرْعُومةٍ مَا دَامتْ مجتمعةً منضمَّةً لم تَتَفَتَّح فَهِيَ صَمعاءُ والصَّحْماءُ - بقلةٌ لَيست بشَديدةِ الخَضرةِ والصَّحراءُ - البَرَازُ والصَّهْبَاء - الخمرُ للونها والصَّهباء - ضربٌ من الذُّباب للونه وَقَول لبيد:
(فَلَها هِبَاتٌ فِي الزِّمام كَأَنَّهَا ... صَهْبَاءُ رَاحَ مَعَ الجنُوبِ جَهَامُهَا)
عَنى سَحَابةً صهباءَ اللونِ والصَّبغاءُ - بقلة بَيضَاء الثمرةِ من قَوْلهم ضَائنةٌ صَبغاءُ وَهِي البيضاءُ طَرِف الذَّنَب والصَّيْداءُ - الأرضُ الغليظةُ والصَّفراءُ - الذهبُ للونها والصَّفْراء - الْخمر لذَلِك والصَّفراء - وَادي يَلْيَل لصُفرة رملته والصَّفْراء - المِرَّةُ الْمَعْرُوفَة والصفراء - الجرادةُ إِذا خلت من البَيض لصُفُورها أَي خُلوّها من قَوْلهم بَيت صَفْرٌ وَقيل هِيَ المُصَفَّرة من الشَّحْم والصَّفراء - النَّحل قَالَ الهذليُّ:
(كأنَّ على أنيابها من رَضَابها ... سَبيئاً نَفى الصَّفراءَ عَنْهَا إيامُهَا)
والصَّمَّاء - الأرضُ والصَّماء - الداهية كِلَاهُمَا على الْمثل واشتمل الصَّمَّاءَ - إِذا اشْتَمَل بِثَوْبِهِ حَتَّى يُجَلِّلَ بِهِ جسدَه وَقد قَالُوا شَمْلة صَمَّاءُ والسَّحْمَاء - الاستُ لِلَوْنها والسَّبْتاءُ من الْأَرْضين كالصحراء والجمعُ سَبَاتَى والسَّمْراء - الحِنْطةُ للونها فَأَما قَول ابْن مَيّادَة:
(يَكْفِيكَ مِنْ بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ ... سَمْراءُ مِمَّا دَرَس ابنُ مِخْراقْ)
فقد تكون السمراء هَاهُنَا حَبَّةَ الحِنْطة وَيكون دَرَسَ داسَ وَنَظِير تَسْمِيته إِيَّاهَا السَّمْراء قولُهم فِي التَّمْرة السَّوْدَاء وَمِنْه قَول بعض نسَاء الْعَرَب فِي أغانيها الَّتِي تُنَدِّد بهَا عِنْد تشهير الولائم والاِعْذاراتِ وَنَحْو ذَلِك:
(وَلَوْلَا الحَبَّةُ السمراءُ ... لم نَحْلُلْ بوادِيكم)
وَقد تسمى الحمراءَ وَقد تكون السمراءُ أَيْضا الناقةَ كُنِيَ بذلك عَن عَيَسِها وَيكون دَرَسَ على هَذَا راضَ من قَوْلهم ثَوبٌ دَريسٌ - أَي خَلَقٌ لَيِّن والسَّنْواء - السَّنة الشَّدِيدَة والزَّعْراء - ضَرْبٌ من الخَوْخ والزَّنْماءُ - بقلة يُقَال لَهَا زَنَمةٌ وزُنْمة على التَّشْبِيه بِالشَّاة الزنماء والطَّلْساءُ - الخِرْقة السَّوْدَاء الَّتِي يُقْدَحُ بهَا وكلُّ غَبراء يعلوها سوادٌ طَلْساءُ على مَا تقدم والدَّعْجاءُ - ليلةُ تِسْع وَعشْرين والدَّعْصاءُ - الأرضُ السَّهْلة تَحْمَى عَلَيْهَا الشمسُ فَتكون رَمْضاؤُها أشدَّ حرا من غَيرهَا والدَّهْماءُ - ليلةُ ثَمَان وَعشْرين والدَّهْماءُ - جماعةُ النَّاس والدَّهْماءُ - عُشْبة(5/34)
ذَات ورق وقُضْبان يَدْبَغ بهَا والدَّكَّاءُ - رَابيةٌ من طِينٍ ليستْ بالغليظة وَالْجمع دَكَّاواتٌ والدأْداءُ - مَا اسْتَوَى من الأَرْض والذَّفْرَاءُ - نِبْتةٌ ذَفِرةُ الرائحةِ مُنْتِنة واحدتُها ذَفْراءة وَقيل هِيَ بَقْلةٌ رِبْعيَّةٌ دَشْتِيَّةٌ تبقَى خَضْراء حَتَّى يُصِيبها البَرْدُ وَقيل هِيَ شَجَرَة يُقَال لَهَا عِطْرُ الْأمة والرَّبْشاءُ والرَّمْشاءُ من الأَرْض - الَّتِي أنْبتَ بعضُها دون بعض والرَّخَّاءُ - أَرض ثَرِيّةٌ لَيِّنة والنَّفْخاءُ والنَّبْخَاءُ - أَرض مُرْتَفعَة مَكْرَمة وَقيل هما كالرَّخَّاء والنَّكْباء - كل ريح تَهُب بَين مَهَبِّ رِيحَيْن وَإِنَّمَا قيل لَهَا نكباء لِأَنَّهَا تَنَكَّبَتْ مَهَبَّ هَذِه ومَهَبَّ هَذِه والبَطْحاءُ - موضعٌ من الْوَادي فِيهِ رمل وحصى صغارٌ والبَخْراء - عُشْبة مُنْبتة الرّيح سميت بذلك لِأَنَّهَا تُؤْكَل فَيَبْخَرُ مِنْهَا الفمُ والبَحْواءُ - مَوضِع بِالشَّام والبَرْقاء - الجَرادةُ إِذا انسلخْت فَصَارَ فِيهَا جُدَّة سوداءُ وَأُخْرَى صفراءُ والبرقاءُ من الأَرْض - غِلَظٌ فِيهَا حِجَارَة وَرمل فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا ذكره الْفَارِسِي:
(قِفَا نَثْنِ أعْناقَ الهَوَى لِمُربَّةٍ ... جَنُوبٍ نُدواِي غِلَّ داءٍ مُمَاطِلِ)
(بِمُنْحَدَرِ من رأسِ بَرْقاءَ حَطَّه ... تَوَقُّعُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ)
فَإِنَّهُ عَنَى بالمِنْحَدِر الدمعَ والبرقاءِ العينَ وَإِنَّمَا سَمَّاهَا بذلك لاختلاطها بلونين من سَواد وَبَيَاض كَذَلِك وَمِنْه رَوْضة بَرْقاءُ - للَّتِي بهَا لونانِ من النَّبْتِ والبَرْشاءُ من الأَرضِينَ كالرَّبْشَاء والبَيْضاءُ - الأرضُ الَّتِي لم تنْبت والبيضاء - السَّنةُ الشَّدِيدَة والبيضاء - الشمسُ وكل ذَلِك للبَيَاض والبَيْدَاءُ - الفَلاةُ والبَتْراءُ - طائرٌ قَصيرُ الذَنَبِ والمَعْزاءُ - الأرضُ ذاتُ الحَصَى الصِّغار والمَلْحاءُ - الشجرةُ إِذا سَقَط وَرَقُها وَكَانَت عيدانُها خُضْراً والمَلْساءُ من الخَمْرِ كالجَرْدَاءِ والمَرْداءُ - وهْدةٌ مُنْبَطِحةٌ لَا رمل فِيهَا وَقيل هِيَ رَملَة مُنْبَطِحة لَا نَبَات فِيهَا وَمِنْه قيل للغلام أمْرَدٌ وَمَكَان أمْرَدُ أجْردُ والمَيْثاءُ - الأرضُ السَّهلة اللَّيِّنة وَقيل هِيَ الرابية السهلة الطّيبَة والمَيْثاءُ - التَّلعة الَّتِي تعظم حَتَّى تصير مثلَ نصف الْوَادي أَو ثُلثَيْهِ وكَسَّرُوها على اعتقادِ الصفةِ فَقَالُوا مَيثٌ والمَيْلاءُ من الرمل - عُقْدةٌ ضَخْمة مُعْتزلة واليَهْماءُ - الأرضُ الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا لطريق والوَعْساءُ - الأرضُ السَّهلة قَالَ الشَّاعِر:
(فيا ظَبْيةَ الوَعْساءِ بينَ جُلاَجِلٍ ... وَبيْنَ النَّقَا آأَنْتِ أمْ أُمُّ سالمِ)
والوَعْثاء كالوَعْساء وَقد تقدم فِي بَاب الِاسْم أَن وَعْثَاءَ السَّفَر - مَشَقَّتُه والوَرْقاء - شَجَرَة تَسْمُو فوقَ الْقَامَة سُهْلِيَّةٌ إِلَى السوَاد والوَبْراءُ - عُشْبة أثِيثةُ النَبْتة من قَوْلهم نَاقَة وَبْراء - كثيرةُ الوَبَر
(فُعْلاء صفة مُسَمّى بهَا) العَنْقَاء - مَلِكٌ والعَنقاء - طَائِر ضَخْم لَيْسَ بالعُقَّاب سميت عَنْقاء لبياض فِي عنُقها كالطَوْق والعَنْقاء - العُقاب لِأَنَّهَا تُعْنِقُ بصَيْدها ثمَّ تُرْسِلُه وأصلُ العَنَقِ طُولُ العُنُق وَأما تسمتيه الداهية عَنْقاء فعلى الاِغْراب بهَا تَشْبِيها بالعَنْقَاء المُغْرِبِ من الطير فَإِنَّهُم يَزْعمُونَ أَنه طَائِر لَا يُرَى حَتَّى قيل إِنَّه على غير مُسَمّى والعَنْقاء - بنت همَّام بن مُرَّة والعَضْباء - ناقةُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا العَضَبُ فِي الْغنم - وَهُوَ انكسارُ أحدِ القَرْنَينِ وَلم يَجِيء العَضَبُ فِي الْإِبِل إِلَّا أَن يكون نقصَان إِحْدَى الأُذُنين والعَوجَاء - اسمُ امرأةٍ قادتْ لسَلْمَى امْرَأَة من طيىء رَجلاً لَهُ أجَأُ وَذَهَبت بهما فَتَبِعهُمْ بَعْلُ سَلْمَى فقَتَلَ العَوْجاءَ وصَلَبها على هَذَا الْجَبَل الَّذِي يُقَال لَهُ العَوْجاءُ وَقد تقدّمت القِصَّة والعَشْواءُ - اسمُ فَرسِ ابنِ سَلمة وَاسم حَسَّانُ والعَذْراءُ - بُرجٌ والعَذْراءُ - جامِعَةٌ تُوضَعُ فِي حَلْقِ الْإِنْسَان لم تُوضَعْ فِي عُنْقِ أحَدٍ وَقيل هُوَ شَيْء من حديدٍ يُعَذَّبُ الإنسانُ بِهِ لاستخراج مالٍ ولإقْرار بأَمْرِ وعَفْراء - اسمُ امرأةٍ من قَوْلهم ظبْيةٌ عَفْراءٌ من البَياض وأرضٌ عَفْراءُ - بَيضاء والعَوْراء - موضعٌ والعَوْراء - بنتُ ضَبَةَ أمّ بني تيميم والعَبلاء - موضعٌ من العَبلاء وَهِي حجارةٌ بيضٌ وحَجْناء - اسمُ رجلٍ وموضعٌ وَأَبُو الحَجْناء - كُنيةُ رَجُلٍ من قَوْلهم خُوصة حَجْنَاءُ متَثنية من النَّعمة وثَنِيَّةٌ حَجناء - مُنْعَطِفَةٌ(5/35)
والحَصَّاء فرسُ حَزْنِ بن مرداسٍ من قَوْلهم فرس حَصَّاءُ - وَهِي القصيرةُ الشَّعَر والحوصَاء - فَرسُ تَوبةَ بنِ الحُمَيِّر من الْعين الحَوصَاء - وَهِي الضَّيقةُ المؤَخرِ والحَوْسَاء - قَصيدةُ جَرير الَّتِي رَثى بهَا خَالدةَ زَوجَهُ بنْتَ أَوْس بن مُعَاوِيَة سَمَّاهَا بِهَذَا الِاسْم لِذَهابها فِي الْبِلَاد من قَوْلهم غَارةٌ حَوْساء - مُنتَشرة وحَرْدَاء - لقبُ بني نَهشلِ من قَوْلهم نَاقةٌ حَرداء - وَهِي اليَابسةُ عَصَبِ اليدِ والحَنْقَاء - فرسُ حُذيفةَ بنِ بدرٍ من غَنِّي وفَرسُ حُجْرِ بن مُعاوية مِنْهُم من قَوْلهم رِجلٌ حَنفاء - وَهِي المائلة فِي أحد شِقَّيها وحَبْنَاء - اسمُ رَجلٍ من قَوْلهم امرأةٌ حبنَاء - فِي بَطنهَا سَقِيُّ وحَمامَةٌ حَبناء - لَا تبيض والحَمَّاء - فرسٌ لبَعض بني اسد من الحُمَّةِ - وَهِي السَّوادُ والحَوّاء - فَرَسُ عَلْقَمةَ بن شهَاب من قَوْلهم نَاقَة حَوَّاء - وَهِي السَّوداء إِلَى الْحمرَة وحوِّاء - اسمُ امْرَأَة من قَوْلهم شَفَةٌ حوّاء وهيكاللَّعْساء والهَيْفاء - فرسُ طارقِ بن حَصَبة الضِّبيّ من الهَيَفِ - وَهُوَ رِقَّةُ الخَصر والخَلْقَاء والخُلْيْقَاء - مَا بَين الْعَينَيْنِ حَيْثُ تلتقي الْجَبْهَة وقَصَبةُ الْأنف وهما خُلَيقاوان وضربه على خَلْقَاء مَتنِه - أَي الْموضع الأملَس مِنْهُ وكُلُّه من الصِّفَات وَهِي المَلْساء وخَرْقَاء - اسمُ امرأةٍ من قَوْلهم امرأةٌ خَرقَاء - وَهِي ضَدُّ الصَّنَاع والخَرقَاء - الخمرُ لخُرقِ شَاربها وبَنُو خَشْناء - حيّ من الْعَرَب من قَوْلهم أَرض خَشْناءُ - وَعِرةٌ والخَوْصَاء - موضعٌ من قَوْلهم رَكيَّة خَوصَاءُ غائرةٌ وعيْنٌ خَوصَاءٌ كَذَلِك والخَرْساءُ - الدَّاهيةُ من قَوْلهم خِطَّة خَرْساء - لَا يُهتدى لِلْخُرُوجِ مِنْهَا وشَربةٌ خَرساءُ - لَا يُسمعُ لَهَا صَوتٌ لكثَافَتها وخَنسَاءُ - اسمُ الشاعرة من قَوْلهم نَعجة خَنْسا - مُتأخّرة الأنفِ والخَرْماءُ - عَينٌ معروفةٌ إِلَى جَنْبِها أُخْرى من قَوْلهم رَكيَّة خَرمَاءُ - إِذا انخرم مَا بَينهَا وين الَّتِي تَلِيهَا والخَرْماءُ - فرس لبني أبي ربيعَة والخَرْماء - أَسمَاء بنتُ عَوْف بنِ القَعْقَاع من الخَرْم - وَهِي الشَّقُّ فِي أحد جَانِبي المَنْخرين والخَذْواء - فرسُ شَيْطانِ بنِ الحَكَم من قَوْلهم أُذنٌ خَذْوَاء - مُسترخيةٌ مائلةٌ وبَنُو الخضراء - بطنٌ فِي جُذَام والغَرَّاء - فرسٌ بِعَينهَا من قَوْلهم فرس غَرِّاء - وَهِي المنتشرة الغُر َّةِ والغَبْراء - فرسٌ للونها وَقد تقدم أَنَّهَا الْأُنْثَى من الحَجَل وَأَنَّهَا السَّمَاء والقَرْعاء - مَوضعٌ من قَوْلهم(5/36)
أَرض قَرْعاء - لَا تُنبِتُ والقَرْعاء - مَاء لبني مَالك بن حَنظلةَ من ذَلِك وكَرْشَاء - اسمُ رَجُلٍ من قَوْلهم أتَانٌ كَرشَاءُ - عظيمةُ البطنِ وقَدَمٌ كَرشاء - ممتلئةُ الأخْمَصِ والكَدْرَاء - موضعٌ من قَوْلهم نُطْفة كَدْراءُ - غَيْرُ صافيةٍ والجَدْعَاء - ناقةُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَوْلهم أُذُنٌ جَدْعاء - مقطوعةق وأعْرفُ ذَلِك فِي الْأنف وبَنُو جَدْعاء - بطنٌ من الْعَرَب من ذَلِك والجَرْباء - إحدَى بَناتِ المجبِّر بن لُعط الهَمْداني وهُنّ ثلاثٌ من قَوْلهم ناقةٌ جَربَاء - جَرِبة وعَينٌ جَرباء - فِيهَا كالجَرب والجَلْحاءُ - بلدٌ معروفٌ من قَوْلهم أَرض جَلْحاءُ - لَا تُنبِتُ وَقيل هِيَ المأكولةُ النَّباتِ والجَوْزَاء - بُرجٌ من بُروج السَّمَاء من قَوْلهم نعجة جَوْزاءُ - وَهِي البيضَاء الوسَطِ وَأَبُو الجَوزاء - كُنيةُ رجلٍ مِنْهُ والجَوْفاء - مَوضعٌ رَكيَّة جَوفَاءُ - مُتسعَة الجَالِ والجَوْفاء - مَاءةٌ لبني سَلِيطٍ من ذَلِك والجبَّاءُ - صَوْمعة فوقَ تَكْرِيتَ قَالَ:
(وَمَا كَانَت الجبَّاءُ مِنِّي مَظِنَّةً ... وَلَا ثَمَدُ الكَوْدَينِ ذاكَ المُقَدَّمُ)
من قَوْلهم ناقةٌ جَبِّاءُ - وَهِي القصِيرةُ السَّنامِ عَن قَطْع فَكَأَنَّهُ ضدّ والشَّقْراءُ - فرسُ ربيعةَ بن أُبَيٍّ من الشُّقْرة والشَّقْراء - قَرْيَة لِعُكْلٍ بهَا نخْل قَالَ زِيادُ بن حمل:
(متَى أمُرُّ على الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً ... خَلَّ النَّقا بمَرْوحٍ لَحْمُها زِيَمُ)
وشَعْثاء - اسْم امْرَأَة والشَّهُباءُ - اسْم كَتِيبة من كتائِب النُّعْمان كَانَ فِيهَا إخْوَته وَبَنُو عَمه ومَنْ تَبِعَهم من أعوانهم وعبيدهم لبياضِ وُجُوههم وشَمَّاء - اسْم امْرَأَة من قَوْلهم امرأةٌ شَمَّاءُ - مرتَفِعةُ أرنبةِ الأنفِ وشَمَّاءُ أكَمةٌ بِعَينهَا من ذَلِك والضَّحْياءُ - فرسُ عَمرو بن عامرٍ من هَوازنَ من قَوْلهم لَيلةٌ ضَحيَاءُ - مُضيئةٌ طَلقةٌ والصَّقْعاءُ - طائرٌ من قَوْلهم عُقابٌ صَقْعَاءُ - فِي ذنبها بياضٌ والصَّهْباءُ - بنتُ بَسطَام وَبهَا كُنيّ من قَوْلهم ناقةٌ صَهبَاء - وَهِي بينَ البياضِ والحُمرة والصَّيْداءُ - حيٌّ من الْعَرَب من قَوْلهم نَاقَة صَيدَاءُ - وَهِي الملتويةُ العُنُق وَقد تكونُ من الصَّيدَاءِ - وَهِي الأرضُ الغليظَة والصَّفراء - فرسُ الحرثِ بن الأصَم هَوَازِنيُّ من قَوْلهم ناقَة صَفرَاءُ - وَهِي السَّودَاءُ وَقد تكون الصَّفراءُ من الخَيلِ والسَّعْفاءُ - إحدَى بَنات المجَبِّر بن لُعْط الهَمْداني من قَوْلهم ناقلة سَعْفَاء من السَّعَفِ - وَهُوَ دَاءٌ يتمعَّط مِنْهُ خُرطومُها ويَسْقُطُ شَعْر العَين وَهُوَ فِي النُّوق خاصَّة دُون الذَّكور والسَّعفَاءُ - أمُّ بني يَربوعٍ من السُّفْعَة وَهِي السَّوادُ والزّعْرَاءُ - موضعٌ من قَوْلهم أَرض زَعراءُ - لَا نباتَ فِيهَا والزَّرقاء - فرسٌ رَافع بن عبد العَزَّى من هَوازِنَ وَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَنَّهَا كانتْ زرقاءَ فَإِذا كَانَ ذَلِك جَازَ أَن تكون صفة غالبةً ويجوزَ أَن تكونَ من قَوْلهم نُطفة زَرْقاء - وَهِي الصَّافيةُ وزَبْراء - امرأةٌ متكهنَّةٌ لِبَني رِئَامٍ بطنٌ من الْعَرَب وَقيل هِيَ خادِمُ الأحنَف كَانَ إِذا غَضِبتْ قَالَ لَهَا هاجَتْ زَبْراءُ فصارَ مثلا لكلّ من غَضِب من قَوْلهم امْرَأَة زَبْراءُ - عظيمةُ الزُبْرةِ - وَهِي مَا بَين الكَتِفينِ ودَعْجاءُ - بنتُ هَيصَم من قَوْلهم عَينٌ دَعْجاءُ أَو لَيلةٌ دَعجاءُ وهما السَّوادةُ وَبَنُو الدَّرْعاءِ - قَبيلَة من قَوْلهم نَعجة دَرْعاء - وَهِي البيضاءُ صَفْح العُنُقِ وظَمْياءُ - بنتُ طلبةَ بن قيس بن عَاصِم من قَوْلهم شَفَةٌ ظَمْيَاءُ - وَهِي السَّوْدَاء والثَّرْمَاء والثَّلْماء - موضِعَان من قَوْلهم أرضٌ ثَرْماءُ وثَلْماءُ - إِذا أُكِلَ نَبتُها والرَّعناءُ - البَصرةُ من قَوْلهم أرضٌ رَعناءٌ - كثيرةُ الحجارةِ وَقيل هِيَ الَّتِي فِي حِجارتها رَخاوةٌ وَقد تقدم أَن الرَّعنَاءُ ضربٌ من العنَبِ فِي بَاب الْأَسْمَاء والرِّقْعاء - فَرس عَامر الضَّبِيِّ من قَوْلهم امرأةٌ رَقْعَاءُ - رَسْحَاءُ وَابْن الرَّعلاءِ - شاعِر غَسَّانيّ من قَوْلهم نَاقةٌ رعْلاءُ - وَهِي المشقوقَةُ الأذنِ والرَّقْطَاءُ - لقبُ الهلاليةِ الَّتِي كانتْ فِيهَا قصةُ الْمُغيرَة من قَوْلهم نعجةٌ رقطَاءُ - وَهِي الَّتِي فِيهَا سوادٌ وبياضٌ ووجهٌ أرقطُ - منَمَّش والرَّقطاءُ - من أَسمَاء الفِتَن وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة " ستَكون فِيكُم الرَّقطَاءُ والمُظلمةُ " وأصْلُها الصّفةُ أَيْضا لقَوْل العجاج:(5/37)
(ولبِسَتْ للْمَوْت جُلاًّ أخْرجَا ... )
لِأَن الخُرجةَ كالرُّقطة وَبَنُو الرَّمداء - بطنٌ من الْعَرَب من قَوْلهم امرَأةٌ رَمْداء رَمِدَةٌ ونجْلاء - شعبةٌ تَدفَعُ فِي يَنْبُوع من قَوْلهم عين نَجْلاءُ - واسعةٌ والفَلْحاءُ - نَبْزٌ لبني دَارم من قَوْلهم شَفَةٌ فَلْحاءُ - فِيهَا شَقُّ وَمِنْه قيل لعنترة الفَلْحاءُ والبَطْحاءُ - موضعٌ من البَطْحاء - وَهُوَ مَا انبطح من الّوادي وَقد تقدَّم والبَغْثَاء - جماعةُ النَّاس من قَوْلهم أرضٌ بَغْثاء - مُختَلِطةُ النبتِ والبُغْثَة - لَونٌ مختلطٌ بسوادٍ وَبَيَاض والبَلقاءُ - أرضٌ بالشَّأْم من قَوْلهم أرضٌ بَلقاءُ - إِذا أُكِل بعضُ نباتها والبَيضَاءُ - فرسُ قَعْنب بن عَتَّاب الرِّياحي وبَيْضاء حرس مَوضِع وَقيل كَتِيبَة وبَيْداءُ - موضعٌ بَين مكةَ والمدنية وَفِي الحَدِيث:
(إِن قوما يغزُون البيتَ فَإِذا نزلُوا البَيداءَ بعثُ الله عَلَيْهِم جبريلَ عَلَيْهِ السلامُ فَيَقُول يَا بيداءُ بِيْدِي فيُخسَفُ بهم) وَأَبُو البَيْداء - كُنية رَجُلٍ وأصل البَيْدَاء - الأرضُ القفْرة والبَرْشاءُ - كالبَغْثَاءِ من قَوْلهم أَرض بَرشَاء كبغثاء والبَرْشاءُ - أمُّ قيس وذُهْلٍ وشيبان بَنِي ثَعْلَبَة من ذَلِك وَقيل هُوَ تأنيثُ الأبرشِ مقلوبٌ من الأربَش والمَلحَاء - كَتيبَةٌ لآل جَفْنَةَ من المَلح - وَهُوَ البياضُ وعينٌ مَلْحاء - بَيِّنَة المُلْحَة تَضربُ إِلَى البياضِ ومَغْراءُ - اسمُ رجلٍ من المُغْرة وَهِي حمرةٌ فِي بياضٍ يُقَال رَجُلٌ أمغَرُ وصَقْر أمغَرُ وضربه على مَلْسَاء مَتنهِ ومُلَسَائه - أَي حيثُ استوَى وتزلًّق من قَوْلهم أرضٌ ملْساءُ - مُستويةٌ سَهْلةٌ والمَرْداءُ - موضعٌ من المرْدَاءِ - وَهِي رملةٌ مُنبطِحةٌ لَا نَبتَ فِيهَا ومَيْثَاءُ - اسْم امرأةٍ من قَوْلهم أرضٌ ميَثاءُ - طيبَة عَذِبَةٌ والوَحْفَاءُ - موضعٌ من قَوْلهم أرضٌ وحفَاءُ - فِيهَا حجارةٌ سُودٌ وابنُ وَرْقاءَ - من فُرْسانهم من الوُرْقة وَهِي سَوادٌ يَضرِبُ إِلَى بَيَاض كَدُخانِ الرِّمثِ
(فعلاء مُخْتَلف فِي أَفعَلهَا) أمرأةٌ خَثْواء - سَمِينَة وَلَا يقالُ للرجل وَقَالَ ابْن السّكيت: رَجلٌ أخْثَى وَلَيْسَ بثَبْت ونَاقةٌ قَصْواءُ - مقطوعةُ طَرِف الأذنِ وَلَا يُقَال للذكرِ أقْصَى وَإِنَّمَا يُقَال مقصوُّ ومَقصِيٌّ هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَابْن السّكيت وَحكى بعضُهم جَملٌ أَقْصَى ويستَعملُ القَصْواءُ فِي المَعَز وناقة سَعْفاءُ وَقد سَعِفَتْ سَعَفًا - وهم داءٌ يتمعَّطُ مِنْهُ خرُطُومُها ويَسقُطُ مِنْهُ شَعَر الْعين قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ فِي النُّوق خاصَّةٌ دونَ الذكورِ وَحكى غَيْره جَملٌ أسْعفُ - إِذا أصابهُ ذَلِك وأرضٌ نبْخاءُ - مُرتفعةٌ ونَفْخَاءُ - يُسمعُ لَهَا صوتٌ إِذا وطِئتَها الدَّوابُّ هَذَا قَول أهل اللُّغَة وَأما الفارسيُّ فَحكى مكانٌ أنبَخُ وأنفَخُ
(فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا من جهةِ اختلافِ الخِلْقةِ أَو الطَّبع أَو التَّشْبِيه بالمذَكَّر) ناقةٌ عَكْناءُ - إِذا غَلُظَ لحمُ ضَرَّتها وأخْلافُها وَكَذَلِكَ الشاةُ وكلُّ غَلُظَ فقد تَعكَّنَ ونَاقةٌ عَجْناءُ - فِي أسفلِ حَيائها لحمٌ نابتٌ وَلَا تَكادُ تَلقَّحُ حَتَّى يَذهبَ ذَلِك وَقد عَجِنَتْ عَجَناً ونَخلةٌ عَشْواءٌ - متأخِّرةُ الحَمل وَامْرَأَة عَذْراءُ - لم تُفْتضَّ ورملة عَذْراء لم تُسْلَكْ وَقيل لَا اثرَ بهَا وَهُوَ مثل بِالْمَرْأَةِ وَامْرَأَة عَفْلاءُ وقَرْناءُ العَفَلُ - مَا زَاد على سَطح الرَّحِم والقَرَنُ - مَا لم يَزدْ وحَمامةٌ حَبْناءُ - لَا تَبيضُ وَامْرَأَة خَلْقاءُ - رَتْقاءُ مثل بالهَضْبة الخَلْقاءِ لِأَنَّهَا مُسمَتةٌ مثْلها وَامْرَأَة خَوْقاءُ - واسعةٌ وَقيل هِيَ الَّتِي لَيْسَ بَين دُبُرها وقُبلها حجابٌ وناقةٌ خَبْراءُ - مُجرَّبة بالغُزْر وَجَمعهَا خُبورٌ وَامْرَأَة خجْواءُ - واسعةٌ وقَبْعاءُ - للَّتِي إِذا نكحَها الرجلُ انقبعتْ إسكَتاها فِي فرجهَا وَهُوَ عيبٌ وَلَيْلَة قُمراءُ - مُقمِرةٌ قَالَ:
(يَا حبَّذَا القَمْراءُ واللَّيْلُ السَّاجْ ... )
وأنكرها بعضُهم وامرة جُخْراء - منتةُ الْفرج وَقيل واسعتُه من قَوْلهم جخِر جَوف الْبِئْر - إِذا اتسعَ وَامْرَأَة جدَّاءُ - صغيرةُ الثَّدي وناقة جَدَّاءُ - قد انْقَطع لبنُها وَكَذَلِكَ الأتان والشَّاةُ وشاةٌ جدَّاء - قد انقطَعَ خِلْفُها وَقيل الجدّاءُ من لَك حَلُوبة - الذَّاهبة اللَّبنِ عَن عيب ومفَازةٌ جدَّاء - يابِسة وَسنة جَدَّاءُ - مَحْلة وشَاةٌ شَحْصَاء - لَا(5/38)
حملَ لَها وَلَا لبنَ وامرأةٌ ضْرعاءُ وضريعةٌ - عَظِيمَة الثَّدَيَينِ ومِن الشَّاءِ العَظيمةُ الضَّرعِ وَامْرَأَة ضَهْواءُ وضَهْياءُ - لَا تحيض وَقد تقدَّمت فِي المتعادِل وناقةٌ صَرْماء - قَليلةُ اللَّبن وصَريَاءُ - مُحَفَّلَةٌ يَوْمًا وَلَيْلَة وأكثَرَ وَالْجمع صَرايَا وجرادةٌ صَفْراءُ - خاليةُ الجَوفِ من البَيضِ ونَخلةٌ سَنْهاءُ - تحمِلُ سنة وَلَا تَحمِل أُخرى قَالَ الشَّاعِر:
(لَيسَتْ بِسَنْهاء وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ... ولكنْ عَرَايَا فِي السِّنين الجوَائح)
وناقةٌ سَجْواءُ - ساكنةٌ عِنْد الحَلَب ونَاقَةٌ سَجلاءُ عظيمةُ الضَّرع وشَاة سَلْياءُ - إِذا نزعت سَلاَها وَذَلِكَ عِنْد انقطَاعه فِي بَطنها وَقد سَلَيتُها سَلْياً ورُبما قيلَ ذَلِك فِي الْإِبِل وامرأةٌ زَخّاءُ - تَزُخُّ بِمَائِهَا عِنْد الْجِمَاع وَامْرَأَة دَفْراءُ كجَخْرَاء ودَقْناء - ملتويةُ الجَهَاز وذَنَّاء - لاَ يَرْقأ دمُ حَيْضهَا وشَاة ثعْلاءُ - فوقَ خِلْفِها خِلفٌ صَغِير زائدُ واسْمه الثُّغل وناقَة رَوْعَاءُ - حَدِيدةٌ وَامْرَأَة رَفْغاء - صغيرةُ المَتاع عميقتُه يابسة وناقَة رفْقاء - إِذا استد إحْليلُ خِلفِها وَامْرَأَة صَرَّاءُ - رَتْقاء لِأَنَّهَا مُصْمتة كالصَّخرة ولَخْواءُ - واسِعة الجَهَاز ولَطْعاءُ - صغيرته واللَّطَعُ - قلةُ لحم الفرجِ وَمَا حوله ولَصَّاء - رَتْقَاء ولَثْياءُ - كثيرةُ عَرقِ الفَرج ونَفْسَاءُ - نُفَسَاءُ وَقد تقدم جميعُ مَا فِيهِ من اللُّغات وبَظْراءُ - طويلةُ البَظْرِ والاسمُ البَظَرُ وَلَا فعل لَهُ فَأَما الأبظر من الرِّجال - فَالَّذِي لم يختُنَ والأبظرُ أَيْضا النّاتئ الشفَةِ العُليا طُولها وامرَأةٌ مَقَّاءُ - طويلةُ الاِسْكَتين صَغيرةُ المَتاع دَقِيقةُ الشُّفْرَينِ ومَتْكاء - بظراء وَقيل مُفضَاةٌ وَقيل هِيَ الَّتِي لَا تُمسِكُ البولَ
(فَعْلاءُ لَا أفعلَ لَهَا من جِهَة أَنَّهَا لَيْسَ لَهَا مذكرٌ يعادِلُها من نوعها) قَوسٌ عَطْلاءُ - بِلَا وتر ودِرعٌ حَصْداءُ - صُلبة شَديدة ورَحِمٌ حَصَّاءُ - مقطوعةٌ ونَجْدة حَمْساءُ - شديدةٌ قَالَ:
(بنجَدةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا ... )
وعينٌ جَأْواءُ - عَظِيمَة وقوسٌ حَدْلاءُ - إِذا حُدِرت إحدَى سِيَتيها وَرفعت الأُخْرى ورِيحٌ حَدْواءُ - تحُدُو السَّحاب وكُدْريَّة حَذَّاء - سريعةُ الطيَران وَلم يقولُوا كُدرِيِّ أحذُّ وعينٌ حَذْلاء - فِيهَا انْسِلاق من حَرٍّ أَو بُكاءٍ وأذُن خَذْواءُ - كَأَنَّهَا قد حُذِفت وبئْر هَوْهاءُ - لَا يجدُ مترجِّلُها أَيْن يَضع رِجله وريحٌ خَرْقاءُ - لَا تدوم على جِهَتِها فِي هُبُوبها وأُذُن خَرْقَاء - فِيهَا خَرْق نَافِذ وناقة خَرْباَء - وارمة الضَّرْع وأُذُن خَذْواءُ - مسترخِية متثَنِّية وَقيل خفيفةُ السمْع ودِرْع خَذْباءُ - ليِّنة ودِرْع قَضَّاء - خشِنة المَسِّ من القَضَض - وَهُوَ الحَصَى الصِّغار لِأَنَّهَا تَقَضُّ على الْمس وَقيل لَهَا قضَّاء لِأَنَّهَا تَقَضُّ على لَابسهَا كَأَنَّهَا من خُشُونتها تصيرُ كالحَصَى الصِّغار على جسدَه وَرُبمَا كَانَ ذَلِك من جَدَّتها ثمَّ تنسَحِق وتلِينُ وَقد قَضَّت - صَلُبت وقَضَّضها صانِعُها - أحكَم تركِيب حَلَقها وَقدم كَرْشاءُ - استرخَى أخمَصُها وانبطَحتْ على الأَرْض فِي [ ... ] قبيحةُ رَائِحَة الرَّحم ويَدٌ جسْئاءُ - مشتدَّة من الْعَمَل وَقد جَسَأت تجسَأُ ودِرْع جَدْلاءُ - مجدولةُ الحَلَق والجَدْلاء من الآذان كالصْمعاء إِلَّا أَنَّهَا أطولُ وأذُن شَرْفاءُ - مشرِفةٌ وشَفَة شَنْفاءُ - منقلبة وَلَا تكون إِلَّا العُليا وَقَالُوا الشَّمْس صَغْواءُ وسَغْواءُ - مائلة للغُرُوب وغارَةٌ سحَّاءُ - سريعةٌ قَالَ الصدِّيق رَضِي الله عَنهُ لبَعض أُمَراء جيوشه " أعِزْ عَلَيْهِم غَارة سَحَّاءَ أَو مَسْحاءَ لَا تتَلاحقُ عَلَيْك جموعُ الرُّوم " وعينٌ سَبْلاءُ - طويلةُ الهُدْب ولَيْلة طَخْياءُ بيِّنة الطَّخاءِ - إِذا كَانَ السَّحاب بِغَيْر قَمَر والدَّرْعاء من لَيالِي الشَّهْر - من إحدَى عشْرةَ إِلَى ثلاثَ عشرةَ وَهِي اللَّيَالِي الدُّرَع وَقد أبنت وَجه الشُّذُوذ فِيهِ عَن طَرِيق حكم التكسير وَقيل الدَّرْعاء - الَّتِي لَا قمَر فِيهَا من أوّل اللَّيْل وَقد قيل أدْرعَ الشهرُ - جاوزَ النّصْف وجُلَّة دَسْماءُ(5/39)
من الدَّسم - وَهُوَ الودَك وساقٌ ظَمْياء - معتَرقةُ اللَّحْم وبِئْر لَجْفاءُ - فِي جالِها غارٌ وَقد لَجِفتْ لَجَفًا وتَلَجَّفت - ذهبَ من جَوانبها وأسفلِها وأذُن لَزْقاءُ - ملتَزِقة بِالرَّأْسِ وأذنٌ فْرْكاءُ - مسترخِيَة الأَصْل وساقٌ مَسْداءُ - مستويَة حَسنة وأرضٌ يَهْماءُ - لَا يُهتَدَى فِيهَا الطَّرِيق لَا يُقَال مكانٌ أيْهمُ وَلكنه من قَوْلهم رجل أيهَمُ - وَهُوَ الشُّجاع والأصمُّ فكأنَّ هَذِه الأَرْض لَا يُهتَدَى فِيهَا كَمَا لَا يهتَدَى لهذين من أَيْن يُؤتيَان كَذَا ذكر فِي كِتَابه الموسوم بالتمام وَقَالَ فِي شرح شعر المتنبِّي بَرُّ أيْهَمُ وعادل بِهِ يَهْماءَ فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ من غَرَض بابنا هَذَا وركيَّة وَقْباءُ - غائرة
(فَعْلاء الْمُطَابقَة اللَّفْظ لموصوفها) المبالَغة بهَا قَالُوا العَرب العَرْباء والعارِبَة يَعْنِي طَسْما وجَدِيسا وهَلَكة هَلْكاءُ - عَظِيمَة شَدِيدَة وجاهِليَّة جَهْلاءُ - شَدِيدَة وصَفَاة صَفْواءُ - مَلْساءُ شَدِيدَة والسَّوْأة السَّوْآء - الفَعْلة القبيحة وداهِيةٌ دَهْياءٌ ودَهْواءُ - شَدِيدَة ووَقعُوا فِي الرَّقَم الرَّقْماء - أَي الداهية وليلةٌ لَيْلاءُ - شَدِيدَة ولَيْل ألْيلُ كَذَلِك كَمَا قَالُوا يومٌ أيْومُ ويَوِمٌ
(فَعْلاءُ لَا أفعَل لَهَا من جِهَة السماع) عنْز عَقْصاءُ - ملتَويةُ القر، ين على أذُنيها من خَلْف وامرأةٌ عَكْناءُ - فِي بَطنهَا عُكن وَامْرَأَة عَكْباء - غَليظةُ الشَّفتين وشَاةٌ عَكْواءُ - بيضاءُ الذَّنَب والعَجزاءُ - الَّتِي عَرُض قَطَنها وثَقُلت مَأكَمتها فَأَما قَوْلهم للعُقاب عَجْزاءُ فللبَياض الَّذِي فِي عَجُزها لَيْسَ وصْفاً بكبَر العجُز وناقة عجْناءُ - سمينةٌ وَقد عَجِنت عَجَناً قد تقدم أَنَّهَا هِيَ الَّتِي فِي أسفَل حَيائها لَحمٌ نابِتٌ وامرْأةٌ عَجْماء - مسنَّة وناقة عَجْباءُ بيِّنة العَجَب - غَلِيظَة عَجْب الذَّنب وَقد عَجِبت عَجَباً وناقة عَجْبَّاءُ أَيْضا بيِّنة العُجْبة والعَجَب - إِذا دَقَّ أعلَى مؤخْرها وأشرفت جاعِرتَاها وَذَلِكَ قَبِيح والعَشَّاء من النّخل وَالشَّجر - الَّتِي رَقَّت من أَسْفَلهَا وانجرد كرَبُها أَو لَحاؤُها قَالَ:
(لَدَى السَّرْحة العَشَّاءِ فِي ظِلِّها الْأدم ... )
ويروى العَشْواء - وَهِي الكَثِيفة وناقة عَشْواءُ - حَدِيدَة الفُؤاد لَا تتعهَّد مواضعَ أخْفافها وهَضْبة عَيْطاءُ - طَوِيلَة ونعجةٌ عَلْطاءُ - بعُرْض عُنُقها عُلْطة سوادِ وسائرُها أبيضُ وَبَعض الْعَرَب يقلب فَيَقُول اللَّعْطاء وَأَرْض عَرْماءُ - بيضاءُ وشَاة عَرْماء - بيضاءُ الرأسِ وسائرُها أيّ لون كَانَ والعَوْراء - الْكَلِمَة القبيحة قَالَ الشَّاعِر:
(وعَوْراءَ جاءتْ من أخٍ فردَدْتها ... بسالمَة العيْنينِ طالبة عُذْرا)
وَزَاد الْفَارِسِي عَن بعض أشياخه:
(وَلَو أنَّني إذْ قَالَهَا قلتُ مثلَها ... وَلم أُغْضِ عَنْهَا أورثَت بَيْننَا غِمْرا)
قَالَ وَهَذَا من حُرِّ الشّعْر وناقة عَرْفاءُ وضبُعٌ عَرْفاءُ - ذَات عُرْف وحَيَّة عَرْفاء - فِيهَا نُقَط بِيض وسودْ وشاةٌ عَيْناء - مسوَدّة العِينةِ - وَهِي موضِعُ المَحْجِر من الْإِنْسَان وَقيل هِيَ اسودِّت عِينَتها وسائرُها أبيضُ وَكَذَلِكَ إِن ابيضَّت والحَوْقاء - الكَمَرة الغليظةُ الحُوْق والحُوْق - حُروف الحشَفة المحيطة بهَا والحَجْناء - العَوْجاء وأذُن حجْناء - إِذا مَال أحدُ طرفَيْها على الآخَر من قِبَل الْجَبْهَة سُفُلاً وصُوفة حَجْناء - مائلة متهدِّلة ونَعجةٌ حَجْلاء - إِذا ابيضَّت أوْظِفتُها ونُشَّابة حَشْراء - دقيقةُ الطَرف وعنْز حَلْساءُ - للَّتِي بَين السَّواد والحمرة لونُ بَطنهَا كلون ظَهْرها والحَسْناء من النِّساء - الحَسنةُ وَلَا قَالَ للذّكر أحْسَنُ إِنَّمَا يُقَال هُوَ الأحْسن على إِرَادَة التَّفْضِيل وَكَذَلِكَ هِيَ الحُسْنَى لَا تسقُط مِنْهَا اللامُ لِأَنَّهَا معاقبِة وَأما قِرَاءَة من قَرَأَ: {وقُولُوا للنَّاس حُسْنَى} [الْبَقَرَة: 83] فَزعم الْفَارِسِي أَنه اسْم للمصدر وسنَة حَمْساءُ وسنَة خَمْساءُ - شديدةٌ وناقة حوْساءُ - شَدِيدَة النفْس والوَطْأة الحَمراء - الجديدةُ وَقد(5/40)
حكى وَطْء أحمرُ وَلَيْسَ بِصَحِيح وأرضٌ حَثْواء - كثيرةُ التُّرَاب والحَوْثاء - الضَّخْمة الْبَطن المسترخيةُ اللَّحْم وَامْرَأَة حَوْثاء - سمينةٌ تارّة وناقةٌ حَنُواءُ - فِي ظهرهَا احدِيداب وعنْز حَنْواءُ - للَّتِي مَال قَرْناها على سالِفَتيها وبئر هَوْجاءُ - لَا متعَلَّق بهَا وَلَا موضِعَ لِرجل نازِلها لبُعْد جَالْيها وَلم يَقُولُوا قَلِيب أهْوأُ وروضة هْوْغاءُ - كثيرةُ الماءِ وطَعْنة هَوْجاءُ - إِذا اتَّسعت وهَجَمت على الجَوف وأرضٌ هَوْجاءٌ - متباعِدة الأرجاءِ وديْمةٌ هَطْلاءُ - هَطِلة وناقة هَدباءُ - متقدّمة وأرضٌ هَيْماءُ - لَا مَاء بهَا وَقيل لَا يُهتدَى فِيهَا لطريق ومَفازَّة خَرْقاءُ - بعيدَة وشاةٌ خَرْقاء - مثقوبةُ الأذُنِ وناقة خَرْقاءُ - هَوْجاءُ وكَتِيبة خَضراءُ - إِذا كَانَت عِلْيتها سَواد الْحَدِيد وخَضِرة وَلم يَقُولُوا جَيْش أخضَرُ وظَهِيرة خَوْصاءُ - أشدّ الظَّاهِر حَرًّا لَا تَسْتَطِيع أَن تُحَدّ طرْفك فِيهَا إِلَّا مُتخاوِصاً قَالَ الشَّاعِر:
(حِينَ لاحتْ ظهيرةٌ خَوْصاءُ ... )
وشاةٌ خَوْصاء - إِذا اسودَّت إِحْدَى عينيها وابيضَّت الأُخَرى وَامْرَأَة خَسَّاءُ - قبيحةُ الْوَجْه اشتُقَّت من الخَسِيس وشَرْبة خَرْساء - لَا يُسمعَ لَهَا صوتٌ من خُثُورتها وتلَبُّها وَلم يَقُولُوا شَرْب أخرَسُ وكَتِيبة خَرْساءُ - لَا يُفْهَم الْكَلَام فِيهَا لِكَثْرَة الأصْواتِ وَلم يَقُولُوا جَيْشٌ أخرسُ ونعامة خَيْطاءُ - طويلةُ العُنُق وَلم يَقُولُوا ظَليمٌ أخْيَطُ وعينٌ خّدْراءُ - فاترةٌ وناقة خَدْباءُ كخرقاء وضرْبة خَدْباءُ - هاجمةٌ على الجَوْف ونعجة خَدْماءُ - بيضاءُ الأوْظفةِ أَو الوَظيفِ الْوَاحِد وسائرُها أسودُ وَقيل هِيَ الَّتِي فِي سَاقهَا عِنْد الرُّسْغ بياضٌ كالخَدَمة فِي السَّواد أَو سَوادٌ فِي بَيَاض وَالِاسْم الخُدْمة ووقعوا فِي ينَمة خَذْواءَ - أَي قد تثَنَّت من النَّعمَة وشاةٌ خَرْماءُ - للَّتِي انشَقَّت أذُنها عَرْضاً وَلم تُبَنْ وامرأةٌ خَوْثاءُ - سمِينةٌ وَقيل مسترخِيَةُ أسفلِ البطنِ وعَنْز خَرْباءُ - مخرُوبةُ الأذُن وَهِي الخَرْماء لَيْسَ على البدَل فَأَما الأخربُ والأخْرم المشقُوق الأذنِ وَالْأنف فَهُوَ من الناء وأكَمَة خَرْماء - إِذا كَانَ لَهَا جانِبٌ لَا يُمكن الصُّعُود مِنْهُ وَلم يَقُولُوا حَزْن أخْرَمُ وأرضٌ خَبْراء - فِيهَا آثارٌ للفأْر وَامْرَأَة خَلْباءُ - خَرْقاءُ فِي عَملهَا بيديْها وَقد خَلِبت خَلَباً وعَنْز غَشْواءُ - يُغَشِّي وجْهها بياضٌ وغَضْفاءُ - منحطَّةُ أطرافِ الأُذُنينِ من طُولهما وقُذَة غَضْفاءُ - مُعْبَرة طويلةُ الرِّيشُ مأخوذٌ من الغَضَف فِي الأُذُن وَلم يَقُولُوا رِيشُ أغضَفُ وَأَرْض غَضْياءُ وغَضِيَة - كثيرةُ الغَضَى والوَطْأة الغَبْراء - الدارِسةُ وسنةٌ غَبْراءُ - شديدةٌ وعنْزٌ غَدْفاءُ - بيضاءُ العُينين وحَدِيقة غَلْباءُ - طَوِيلَة الشَّجر وَلم يَقُولُوا بُستانٌ أغْلَبُ وَإِنَّمَا الأغْلَب الغليظُ العُنُق من الْحَيَوَان وَالْأُنْثَى غَلْباءُ وَقيل الحَدِيقة الغَلْباء - المُلْتَفَّة النَّبْت وَقد يكون الاِغْلِيلاب فِي العُشْب وَالشَّجر ونخلة غَلْباءُ - منمكِّنة فِي الأَرْض غليظةُ العَجُز والغَلَب من النّخل فِي أعجازِه وَمن الْحَيَوَان فِي رِقَابه وشجرةٌ غَيْناءُ - كثيرةُ الأوراق ملتَفَّة الأغصانِ وَلم يَقُولُوا شجرٌ أغْينٌ وَإِنَّمَا قَالُوا مُغْيِن وشجرة غَيْفاءُ - كغَيْناء وَذَلِكَ الحديثةُ وَامْرَأَة قَعواءُ - دقيقة الفَخِذين والقَعْواء - الدَقيقة سنَةَ قَفْعاءُ - شديدةٌ حَكَاهَا أَبُو عَليّ عَن ابْن الْأَعرَابِي وناقةٌ قَرْواءُ - عظيمةُ القَراَ وَدَار قُوْراءُ - واسعةٌ وَلم يَقُولُوا مَنْزِل أقْورُ ولُمْعة قَمْراءُ - إِذا كَانَت بيضاءَ كَثِيرَة وَلم يَقُولُوا مَنْبِت أقْمَرُ وَلَا صَلِّيانٌ أقْمرُ وشاةٌ قَبلاءُ - للَّتِي أقبلَ قَرْناها على وَجْهها وأتانٌ كَرْشاء - ضخْمةُ الخَوَاصِر وَلم يَقُولُوا عَيْر أكْرشُ إِنَّمَا الأكْرشُ العظيمُ من الْإِنْسَان وَالْأُنْثَى كَرشاءُ ودلْو كَرْشاءُ - عَظِيمَة وَلم يَقُولُوا غَرْبٌ أكرَشٌ وَلَا سَلْم أكرَشُ وقَدَمٌ كَرْشاءُ - كَثِيرَة اللَّحْم وَلم يَقُولُوا أخْمَص أكْرشُ ولُمْعة كَوْساءُ - كثيرةٌ ملْتَفَّة مُتكاوِس بعضُها على بعض وامرأةٌ كَرْواءُ - دقيقةُ السَّاقَيْن وناقة كَوْماءُ - عظيمةُ السِّنام وكَتِيبةٌ جَأْواءُ - إِذا كَانَ عَلَيْهَا صَدأُ الحدِيد مأخُوذ فِي الجُؤْوة وَلم يَقُولُوا جَيْش أجْأى وَامْرَأَة جَعْماءُ - للَّتِي أُنكِر عقلُها هَرَماً وَلَا يُقَال للرجل أجْعَمُ وناقة جَعْماءُ - مُسِنَّة وعَنْز جَلْحاءُ - كجَمَّاء ونعجةٌ جَوْزاءُ - سَوْداءُ الْجَسَد وَقد ضُرِبَ وسَطُها ببياض من أَعْلَاهَا إِلَى أسفَلها وَقيل هِيَ الَّتِي فِي صَدْرها لَوْن يخالِف سائرَ لونِها وناقةٌ جَدّاءُ - مقطوعةٌ الأُذُن وَكَذَلِكَ الشاةُ وَقد تقدم أَنَّهَا انقطَع وشَاة جَدْراءُ - اذا تَقَوّب(5/41)
جِلدُها من داءٍ يُصيبها وَلَيْسَ من الجُدَرِيّ وأرضٌ جَرْباءُ - مقحوطةٌ وَلم يَقُولُوا مكانٌ أجرَبُ وامرأةٌ جَبَّاءُ - زَلاَّءُ وجَمْلاءُ - جميلةٌ رَوَاهَا ابنُ جني عَن الْفَارِسِي وَأنْشد فِي شَاهد الإِقْواء من المجرُور والمرفُوع وَهُوَ الْأَكْثَر:
(وهَبْتَه من أمَةٍ سَودَاءٍ ... ليستْ بحَسْناءَ وَلَا جَمْلاءِ)
(كأنَّها فِي الدارِ خُنْفُساءُ)
وكَتِيبة شَعْواءُ - مَنتَشِرة وغارَةٌ شَعْواءُ - متَفرِّقة على المَثَل بذلك وشجرةٌ شَعْواء - منتَشِرةٌ الأغصانِ وناقة شَعْفاء كَسعْفاء وَالسِّين أَعلَى وشَاة شَحْصاءُ - سمينةٌ وَقد تقدّم أَنَّهَا الَّتِي لَا حملَ لَهَا وَلَا لَبَن وكَتِيبةٌ شَهْباءُ - عَلَيْهَا بَياضُ الحدِيد وَلم يَقُولُوا جَيْش أشْهَبُ إِنَّمَا الأشْهَب فِي الْخَيل وَا لأنثى شهْباءُ وعَنْز شَهْباءُ - بَيْضاء وَلم يَقُولُونَ تَيْس أشهَب وفرسٌ شَوْهاءُ - حديدةٌ وَقيل طويلةُ الرَّأْس إِلَى جانِب الشَّدق وَلم يَقُولُوا حِصن أشْوَهُ وَقد يكون ذَلِك لغلبَة التأنيثِ على الْفرس والشَّوْهاء - الحَسَنة والقَبِيحة ضدّ فَأَما الشَّوْهاء - السريعةُ الإصابةِ بِالْعينِ فذكَرُها أشْوَهُ وعُقَاب شغْواءُ سمِّيت بذلك لتَعقُّف فِي مِنْقارها وشَقْذاءُ - شَدِيدَة الجُوع والطلَب وَقَالَ:
(شَقْذاء يَحْتثُّها فِي جَرْيِها ضَرَمُ ... )
وَلم يَصِفوا بِهِ الزُّمَّج وَفِي ذكرَ العِقْبان فِي قَول بَعضهم وشاةٌ شَرْقاء - للَّتِي انشقَّت أُذُناها عَرْضاً ونَعْجة شَكْلاء - بيضاءُ الشاكلةِ وحُلَّة شَوْكاءُ - حسَنة النَّسْجِ وَقيل هِيَ الجديدةُ وَأَرْض شَعْراءُ - كثيرةُ الشَّعار وناقة شَجْعاءُ - جَرِيئةٌ ماضيةٌ ومَفازة شَجْواءُ - صَعْبة المَسْلَك مَهْمَةٌ وناقة سَوْساءُ - سريعةٌ وأرضٌ شَرْسَاءُ - خَشِنَة غَلِيظَةٌ وَلم يَقُولُوا إِلَّا مكانٌ شَرَاسٌ وعَنْز شَرْفَاءُ - أذْناءُ وَلم يَقُولُوا تيسٌ أشْرفُ وناقة شَنْواءُ - مهزُولة من الشَّنُون - وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بمهْزُول وَلَا سَمِين وَقِيَاسه على هَذَا ان يكون شَنَّاء وَلكنه من بَاب قَوْلهم شجرةٌ فَنْواءُ - أَي ذاتُ أفنان وناقةٌ ضيْطاءُ - ثَقيلَة وَلم يَقُولُوا بَعِير أضْيَطُ وضَخْرة صَرَّاءُ - صَمَّاء وَلم يَقُولُوا حجر أصَرُّ وَامْرَأَة صَقْلاءُ من الصَّقَل - وَهُوَ انْهِضام الخَصْر وضَعفُه وفَلاة صَرْمَاءُ - لَا ماءَ بهَا وَلم يَقُولُوا قَفْر أصْرمُ وَامْرَأَة سَوْآءُ - قبِيحة وَفِي الحَدِيث
" سَوْآءُ وَلُود خيرٌ من حَسْنَاء عقيم " وَامْرَأَة سَجْواءُ وساجِيةَ - فاتِرةُ الطَّرْف، وَقد تقدّم أَنَّهَا الناقةُ الساكنة عِنْد الحَلَب، وَمَا رَدَّ عَليَّ سوْداءَ وَلَا بَيْضَاءَ - أَي كلمة حسنَةً وَلَا قبيحةً لَا يُستعملَ إِلَّا فِي النفْيِ وَلَا يُقَال مَا رَدَّ عَليَّ أسودَ وَلَا أبيضَ - أَي كلَاما حَسَناً وَلَا قَبيحاً وَامْرَأَة سَلْتاءُ - لَا تَختَضِب وَأَرْض سَبْتاء - لَا نَباتَ بهَا كَأَنَّهَا سُبِتَت - أَي حُلِقت وقَناةٌ سَرَّاءُ - جَوفاءُ وَلم يَقُولُوا رُمْح أسَرُّ وشاةٌ زَنْماءُ وزَلْماء - لَهَا زَنَمتانِ وزَلَمتان وليلةٌ طَخْياءُ - إِذا كَانَ سَحابُها بِغَيْر قَمَر وَلم يَقُولُوا ليل أطْخَى وتَمْرة طَحْلاءُ [ ... ] رطبَة صَقِرةٌ لَذِيدةٌ وَلم يَقُولُوا تَمْر أطْحَلُ إِنَّمَا الأطْحل - الَّذِي لونُه لونُ الرَّماد وَالْأُنْثَى طَحْلاءُ وشاةٌ طَفْشاءُ - مهزُولة وَقد تكون من غرها وناقةٌ طلْياءُ - مَطْلِيَّة بالقَطِرن وَارْضَ دَعْساءُ - لَيِّنة وعَنْز دَهْساءُ - شَدِيدَة الحُمْرةِ وَلم يَقُولُوا تَيْس أدْهَسُ ومَتْيَهة دَهْناءُ - لَا يَهْتَدِي فِيهَا الدليلُ وَلم يَقُولُوا خَرْق أدْهَنُ والوَطْأة الدَّهْماء - الجَديدةُ وَقيل الدراسة وَلم يَقُولُوا أثرٌ أدْهَمُ وليلةٌ دَخْياءُ - مُظْلِمةٌ وليل داخٍ وناقة دَكَّاءُ - مفتَرِشة السَّنام وَلم يَقُولُوا جَمَل أدَكُّ إِنَّمَا الأدكُّ من الْخَيل العَرِيضُ الظَّهْر وَالْأُنْثَى دَكَّاءُ وعَنْز دَجْواءُ - إِذا ألبَسها الشعَرُ لقَولهم دَجَا الليلُ يَدْجُو - إِذا ألبَس كلَّ شيءٍ وناقةٌ دَجْواءُ - سابِغةُ الوبَر فِي سوادٍ وكَتِيبة دَرْداءُ - كثيرةٌ وامرأةٌ دَغْفاءُ - حَمْقاء وأرضٌ تَيْهاءُ - مَضِلَّة وعَنْزٌ بَيّنة التَّيس - قَرْناها طوِيلان كقرْنَيْ تَيْس تُشَبَّه بِهِ وأرضٌ تَيْماء - قفْرة وليلةٌ ظَلْماءُ - مظِلمَة وكَتِيبة ذَفْراءُ - عَلَيْهَا سَهَك الحديدش وَلم يَقُولُوا جَيْش أذْفَرُ وعَنْز ذَرْآءُ رَقْشاءُ - مخَطَّطَة الأُذُنين وَامْرَأَة ثَأْطاءُ -(5/42)
حَمْقاءُ من الثَّأْطة - وَهِي الحَمْأة وثَدْياءُ - عظيمةُ الثدْيَيْن وَامْرَأَة ثَعْلاءُ - لَهَا سنانٌ زائِدةق على عِدَّة أسنانها وَال اسْم الثَّعَل وشجَرة ثَمْراءُ - كثيرةُ الحمْل وَأَرْض ثَرْياءُ - ذاتُ ثَرَى وشاةٌ ثَوْلاءُ - يُصِيبهَا الثَّوَل - وَهُوَ شِبْه الجُنُون فتستدَيرِ فِي المَرْعى وتَتَخَلَّفُ عَن صَوَاحِبها وأذُن رَعْلاَءُ - مشقُوقةٌ وناقة رَعْلاءُ - إِذا شُقَّ شَيْء من أذُنها وتُرِك مُعلَّقاً وَهِي من السِّمات وَكَذَلِكَ الشاةُ وَمِنْه ضَرْبة رَعْلاءُ - وَهِي أنْ يَبْقَى لَهَا فضلُ لحم معلَّقاً وامرأةٌ رَقْعاءُ - زلاَّءُ وَهِي أَيْضا الرَّقِيقةُ الساقينِ ونَعامة رَعْشَاءُ - سريعةٌ والظليم - رَعِشُ وناقة رعْشاءُ - سَرِيعةق وَقيل طويلةُ العُنُق [ ... .] عشو وشاةٌ رَحْلاءُ - بيضاءُ موضِع الرَّحْلِ وَلم يقوولا كَبْش أرْحَلُ إِنَّمَا ذَاك فِي الخَيْل وأرضٌ رَخَّاء - منتَفِخة وَالْجمع الرَّخَاخِي كالنَّفاخِي وشَاة رَخْماء ورَأْساءُ - بيضاءُ الرَّأْس من بينِ سائرِ جسدِها ورَغْماءُ - على طَرَف أنفِها بياضٌ أَو لَوْن يخالِف سائِرَ بدنِها وناقة رَفْغَاءُ - واسعةُ الرُّفغين وناقة رَجَّاءُ - مرتجَّة السَّنام قَالَ أَبُو زيد: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّتُه وحَرَّة رَجْلاءُ - لَا يسلُكُها راجلٌ من كثْرة حجارتِها وصُعُوتها وشَاة رَجْلاءُ - بيضاءُ إحدَى الرجلَيْن وداهِيَةٌ رَبْساء - شديدةق مَأْخُوذ من الرَّبْس - وَهُوَ الضرْب باليديْنِ وَامْرَأَة رَبْلاءُ وناقةٌ رَبْلاءُ - ضَخْمة الرَّبَلات - وَهِي مَا حَوْلَ الضرْع والحياءِ من بَاطِن الفَخِذ ونعجةٌ رَملاءُ - مُسْودَّة القَوائم كلَّها وشَاة رمّاءُ - بيضاءُ لاشِيَةَ فِيهَا وامرأةٌ لَكْعاءُ ولَكاعِ - حَمْقاءُ وبِئْر لَجْفاءُ - إِذا تَحَفَّرت وأُكِلت من أعْلاها وأسْفَلها وَقد لَجِفتْ وتَلَجَّفت وَلم يَصِفُوا القَلِيب وَقد استُعِير ذَلِك فِي الجُرْح كَقَوْل الشَّاعِر:
(يَحُجُّ مأمُومةً فِي قَعْرها لَجَفٌ ... فاستُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغَارِيد)
وناقة لَيْساءُ - بطيئَةُ التحرُّك عَن الْحَوْض لَا يُقَال جَمَل ألْيَسث وَقد قيل رجل أَلْيَسُ - شديدُ اللُّزُوم لمكانه ودِيْمة لَوْثاءُ - تلُوثُ النَّبات بعضَه على بعض كتَلْويثِك التِّبن بالقَتِّ وَأَرْض لَيَّاء - للَّتِي بَعُد ماؤُها واشتَدَّ السيرُ فِيهَا وَامْرَأَة نَهْداءُ وَلم يَقُولُوا رجل أنْهَدُ ورابية نَهْداءُ - كريمةٌ مُلْتبِذة تنْبِت الشجَر وَلم يَقُولُوا موضِعٌ أنْهَدُ وعَنْز نَصْباءُ - منتَصِبة القرنَيْنِ وَأَرْض فَقْعاءُ - إِذا أصَاب بعضَها مطرٌ وَلم يُصِب بَعْضًا وعُقابٌ فَتْخَاءُ - ليِّنة الجَناح وَلَا يُقال للذّكر مِنْهَا أفْتَخُ فَأَما قَوْلهم رجل أفْتَخُ - فَهُوَ اللَّيِّن مَفاصِل الْأَصَابِع مَعَ عِرَض وَقد فَتخَ فَتَخاً وطَعْنة فَرْغاءُ - واسعةٌ وشَاة فَشْقاءُ - مُنْتصِبة القرنَيْنِ مُنْتَشِرتهما وشَجرة فَنْواءُ - ذاتُ أفنانٍ وشَاة بَغْثاءُ - بياضُها أكثرُ من سوادِها وَلَا يُقَال كَبْش أبْغَثُ إِنَّمَا الأَبْغَثُ من الطير - وَهُوَ الَّذِي فِيهِ لَوْنانِ وامرأةٌ بَوْصاءُ - عظيمةُ العَجُز وَلَا يُقَال ذَلِك للرجل وَقد تقدم أَنَّهَا لُعْبة وخُطَّة بَزْلاءُ - تُفْصِل بينَ الحقِّ والباطِل فتَبْزُل بَينهمَا - أَي تشُقُّ وَلم يَقُولُوا فَصْل أبْزَلُ وحُجَّة بَتْراءُ - قاطعةق وَلم يَقُولُوا حِجَاج أبْتَرُ وامرأةٌ مَثْعاءُ - قَبِيحة المِشْية وَقد مَثِعَت مَثَعاً وَمِنْه قيل للضَّبُع مَثْعاءُ وَامْرَأَة مَسْحاءُ - رَسْحاء وَأَرْض مَسْحاءُ - مستَوِيَة ذاتُ حَصى صِغارٍ وَقيل هِيَ الصَّخِرَة وَالْجمع مَسَاحِي ومَسَاحِ وامرأةٌ مَدْشاءُ - لَا لَحْمَ لَهَا على يَدَيْها ومَصْواءُ - لَا لَحْم على فَخذيها وَأَرْض وَحْفاءُ - فِيهَا حِجارةٌ سُودٌ وَلَيْسَت بحَرَّة وَالْجمع وَحَافَى وَهِي أَيْضا الحَمْراءُ وَامْرَأَة وَرْكاءُ - عظيمةُ العَجُز قَالَ:
(هَيْفاء مُقْبِلةً وَرْكاءُ مُدْبِرةً ... تَمَّتْ فَلَيْسَ يُرَى فِي خَلْقِها أوَدُ)
وناقة وَجْناءُ - شديدةٌ صُلْبة وَقيل هِيَ العظيمةُ الوَجَنات فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الوَجْناءُ من النِّسَاء - العظيمَةُ الوَجَنات وَهِي من الأَيْنُق - الشَّديدةُ اللَّحْم مأخوذٌ من الوَجِين - وَهِي الحِجارة والوَطْباءُ من النِّساء - الضَّخْمة الثَّدْيينِ وأرضٌ يَهْماءُ - لَا يُهْتَدَى فِيهَا لطريقٍ فَأَما الأيْهم الجَملُ الْعَظِيم فَلَيْسَ من هَذَا (وَمِمَّا اختُلِف فِيه من هَذَا الضَّرْب) قَالَ ابْن دُرَيْد: امْرَأَة فَرْعَاءْ - كَثِيرَة الشّعْر وَلَا يَقُولُونَ للعظيم الجُمَّة أفْرَع إِنَّمَا الأفْرَع ضدّ(5/43)
الأصْلَع وَأما ثَابت فَحكى رجُل أفْرَعُ وَامْرَأَة فَرْعاءُ - تامَّا الشعَرِ
(فَعْلاءُ اسمٌ للْجمع) أشْياءُ زعم الْخَلِيل أَنَّهَا لَفْعاءُ وَزعم أَبُو الْحسن أَنَّهَا أفْعِلاءُ قَالَ الْفَارِسِي: إِذا كَانَت أشْياءُ لَفْعاءَ مَقْلُوبَة عَن فَعْلاءَ فَهُوَ اسْم للْجمع كَقَصْباءَ وطَرْفاء وحَلْفاء قَالَ: وَسَأَلَ أَبُو عُثْمَان أَبَا الْحسن الأخفَش عَن وزْن أشْياءَ فَقَالَ أفْعِلاءُ قَالَ لَهُ كَيفَ تصغيرها قَالَ أُشَيَّاءُ قَالَ أَلَيْسَ قد علمت أَن أفْعِلأَ لَيست من أبْنِية أدْ نَى الْعدَد فقد لزمك من هَذَا إِن كَانَت أفْعِلأَ أَن تردّه إِلَى وَاحِدَة فِي التصغير وَتجمع بِالْألف وَالتَّاء قَالَ فَانْقَطع أَبُو الْحسن قَالَ الْفَارِسِي: وَمن حُجَّة أبي الْحسن أَن يَقُول إِن هَذَا اللفظَ قد صَار بَدلاً من أَفعَال فِي هَذَا الْموضع يُومِئ بِهَذَا اللَّفْظ إِلَى أفْعِلاءَ كَمَا صَارَت رَجْلة بَدَلا من أرجال فِي قَوْلهم ثلاثَةُ رَجْلَةٍ والمُبْدَل من الشَّيْء يَحُلُّ مَحَله فصُغِّر على لفظ فَعْلأَ والحَلْفاء - من الأغْلاث اسمٌ للجمْع والغَضْياءُ - جماعةُ الغَضَي وَقد تقدّمت صفة للْأَرْض والقَصْباء - جمَاعَة القَصَب وَقيل مَنْبِت القَصَب والجَدْراء - شجرٌ واحدتُه جَدَرة والشَّجْراء - جماعُ الشجرَ وَقيل مَوْضِعه على مَا تقدم والطَّرْفاء - شجرٌ واحدتة طَرَفةٌ وَبِه سمِّي الرجل والطَّرْفاء أَيْضا - مَنْبِتُها
(فِعْلاء وهمزته لَا تكونُ للإِلْحاق) إلْياءُ - بَيت المَقْدِس وَلم ينصَرِف لِأَنَّهُ اسْم للبُقْعة والعِلْباءُ - عَصَبة صَفْراءُ فِي صفْحة العُنُق قَالَ أَبُو النَّجْم:
(يَمُور فِي الحَلْق على عِلْبائِه ... تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فِي غِشَائهِ)
وأُرَى العِلْباء يُقَال فِي جَمِيع الحَيَوانش والحِرْباء - ذكرُ أمِّ جُبَيْن وَقيل هِيَ دُوَيْبة قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ شَبِيه بِالعَظَاءَةِ يستَقْبِل الشمسَ برأْسه أبَداً قَالَ: وَيُقَال إِنَّمَا يفعل ذَلِك لِيَقيَ جسده بِرَأْسِهِ والعرَب تَقول استَوَى الماءُ على الحِرْباءِ وَهُوَ من المقلوب والحِرْباء - لَحْم المتْنِ قَالَ أَوْس بن حجر:
(فثارَتْ لَهُم يَوْماً إِلَى الليلِ قِدْرُنا ... تَصُكُّ حرابِيَّ الظُّهُور وتَدْسَعُ)
قَوْله تَدْسَعُ - أَي تَدْفَعُ بِمَا فِيهَا كَمَا يَدْسَع البعيرُ بِجِرَّته والحِرْباء - الظَّهْر والحِرْباء أَيْضا - مِسْمارُ الدِّرْع الَّذِي يجمَع بينَ طَرَفي الحَلْقة قَالَ الحُطَيْئة:
(كالهُنْدُوانِيِّ لَا يَثْنِي مَضارِبَهُ ... ذاتُ الحَرَابِيّ فوقَ الدارعِ البَطَل)
وَقيل هُوَ رأسُ المِسْمار فِي حَلْقة الدِّرْع والحِزْباء جمعُ حِزْباءةٍ - وَهِي الأرضُ الغليظة قَالَ أَبُو النَّجْم:
(كأنَّه بالسَّهب أَو حِزْبائه ... )
والحِنْصاء من الرِّجال - الضَّعِيفَ ومَرَّ من اللَّيْل هِيتاءٌ - أَي وَقْت قَالَ أَبُو عَليّ: الهمزةُ فِيهِ كَالَّتِي فِي عِلْباء فَأَما الع ين فَيَنْبَغِي أَن تكونَ واواً من الهَوْنة الَّتِي يَعْنِي بهَا الانخفاضُ وسُمِّيَ هِيتُ فِيمَا زعمُوا بانْخِفاض بعض مواضِعِها ويقوّي ذَلِك أَنهم قَالُوا تَهوَّر الليلُ فَهَذَا مثله فِي الْمَعْنى وهِرْداءٌ - نَباتٌ والهِلْثاء والهِلْثاءةُ - الجماعةُ الكثيرةُ من الناء تعلُو أصواتُها وكلُّ شيءٍ رقيقٍ أجوفَ فِيهِ خُروقٌ وتفتُّق فَهُوَ خِرْشاءٌ كجِلد الحيَّة ورَغْوة اللبنِ وغِرْقِئِ الْبيض قَالَ مزرّد:(5/44)
(إِذا مَسَّ خِرْشاءُ الثُّمَالة أَنفَه ... ثَنَا مِشْفريِهْ للصَّرِيح فأقْنَعَا)
وَقيل الخِرْشاء - قِشْر البيضةِ الْأَعْلَى وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا خِرْشاءٌ بعد مَا يُثْقَب فيَخْرُج مَا فِيهِ من البَلَل وخِرْشَاء العسلَ - شمعه وَمَا فِيهِ من مَيِّت نحله [ ... .] أوه خَراشِيُّ منكره وخِرْشاء وَهِي [ ... .] وطلَعتِ الشمسُ فِي خِرْشاءٍ - أَي فِي غَبرَة والخِرْثاء - النملُ الَّذِي فِيهِ الحُمْرة الْوَاحِدَة خِرْثاءةٌ والخِزْباء - ذُبَاب يكونُ فِي الرَّوض يسمَّى الخازِبازِ والقِيْقَاء واحدتها قِيقاءةٌ - وَهِي الأرضُ الغليظةُ قَالَ الراجز:
(إِذا تَرافَقْنَ على القَياقِي ... لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَنَاقِ)
قَالَ أَبُو عَليّ: القِيْقاء على ضربيْنِ إِن جعلناها مصدَراً من قَوْقيت كَانَ فِعْلالاً مثل الزِّلْزال وغن كَانَ الَّذِي هُوَ اسمٌ لضَرْب من الأرَضِينَ كَانَ فِعْلاءً وَلَا يكونُ فِعْلاَلاً وَلَا فِيْعالاً لِأَنَّهُمَا من أبْنِية المصادِر وَهَذَا لَيْسَ بمصدَر والجِلْذاء واحدتُه جِلْذاءةٌ - وَهِي الأرضُ الغليظةُ والجَلاذِيُّ - صِغارُ الشّجر لَا أذْكُر واحدَها والشِّيْشاء والشِّيْصاء - الشِّيْص وَهُوَ التَّمْر الَّذِي لَا يشتَدّ نَوَاه والصِّمْحاء واحدتُه صِمحاءةٌ - وَهِي الأَرْض الغليظةُ وَكَذَلِكَ الصِّلْداء واحدته صِلْداءةٌ بلُغة بَلْحرث بنِ كعبٍ والصِّيصاءُ - الشِّيص وَهُوَ الصِّيص وَقيل الصِّيص - الحَشَف والصِّحْناء والصِّحْناءة - الصِّيْر والسِّيساء - الظَّهْر وَقيل السِّيْساء من الفرَس الحاركُ وَمن الحمارِ الظَّهْرُ وَالْجمع سَيَاس وَيُقَال سِيساءُ الحمارِ الخُطَّة الممْدودةُ فِي ظهْره وَيُقَال سِيْساء الْحمار مَنْسِجُه وَلَيْسَ بِموضع رُكوب وَلذَلِك قَالَ الأفوه:
(على سِياسائِكم فِيهَا اعْتِزازٌ وانْهِيار ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: همزَة السِّيساء بدَل عَن الْيَاء الَّتِي ظَهرت فِي دِرْحاية لَمَّا بُنِي على التَّأْنِيث وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه لَا يَخْلُو من أَن يكون فِيْعالاً من أبنية المَصادر نَحْو القِيتال وَلَا يجوز أَن يكون فِعْلالاً بُنيِ للتضعيف لِأَن ذَلِك أَيْضا من أبنيَة المصادر نَحْو الزِّلْزال والقِلْقال وكأنّ الأول كُسِر مِنْهُ كَمَا كُسِر من الْإِخْرَاج وَنَحْوه والسِّيساء لَيْسَ بمصدر فيكونَ على هذَيْن المثالين فَإِذا لم يجز أَن يكون عَلَيْهِمَا ثَبت أَنه على الْمِثَال الَّذِي لكَون عَلَيْهِ الأسماءُ دون المَصادر نَحْو عِلْباءٍ وحِرْباءٍ قَالَ: وياء السِّيساء غير منقلبة لِأَن الْأَصْمَعِي حكى فِي جمعهَا سَيَاسٍ فَأَما قَوْلهم فِي الأل هُوَ من سوسِه فالواو عين فِي قَول الْخَلِيل وسيبويه وَلَو كَانَت الْعين يَاء لأُبدلت الضمةُ وَلم تصح وطُورُ سِيناءَ - موضعٌ وَإِنَّمَا لم ينصرفْ لِأَنَّهُ اسْم للبُقْعة وَقيل هُوَ أعجمي معرّب ومرَّ سِعْواءٌ من اللَّيْل - وَهُوَ مَا بَين أوَله إِلَى رُبُعه قَالَ أَبُو عَليّ: الْهمزَة فِي سِعْواءٍ تحْتَمل ضَرْبَيْنِ أحدُهما أَن تكون منقلبةً عَن الْيَاء كَالَّتِي فِي سِيساءٍ وَيجوز أَن تكون كطِمْلال وشِمْلال فَيكون انقلابها عَن الْوَاو وَيُمكن أَن تكون منقلبة عَن الساعةِ لِأَن العينَ مِنْهَا وَاو قَالُوا آجَرْته مُساوَعةً والزِّيْزاءُ - الأرضُ الغليظة واحدته زِيْزاءةٌ قَالَ:
(غَدَتْ مِن عَلَيْهِ بعدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُها ... تصِلُّ وَعَن قَيْضٍ بِزِيزَاءَ مَجْهَلِ)
قَالَ أَبُو عَليّ: القَوْل فِي الزِّيزاء كالقول فِي السِّيساءِ إِلَّا أَن الزِّيزاءَ قد تكون مصدر الزَوْزيت - أَي أسرعْت وَأنْشد:(5/45)
(مُزَوْزِياً لمًّا رَآهَا زَوْزَتِ ... )
فَأَما قَوْله:
(ناجٍ وَقد زَوْزَى بِنَا زِيزاؤُه ... )
قَوْله زِيزاؤُه يحْتَمل أَن كَون على الْوَجْهَيْنِ اللَّذين ذكرنَا فَإِذا حُمِلت على الَّذِي هُوَ ضَرْب من الأَرْض فَهُوَ كَقَوْلِهِم سارَتْ بهم الفِجاجُ الْمَعْنى سارُوا همْ فِي الفِجَاج وَمثل ذَلِك فِي الْمَعْنى:
(مَا زالَ مُذْ وَجَفَتْ فِي كل هاجِرَةٍ ... بالأشعَثِ الوَرْدِ إلاَّ وَهُوَ مَهْمُوم)
أَي مذ وجَفَتِ الأرضُ بالأشعث وَالْمعْنَى وجَفَ بالأشعثُ الورْدُ بِالْأَرْضِ وَيجوز أَن يكونَ المصدرَ الَّذِي هُوَ كالزِّلْزال كَأَنَّهُ قَالَ سارَ بِنَا سَيْرُ هَذَا المكانش أَو هَذَا الجملِ فَإِن قلت هَلاَّ امتَنع من حيثُ امتنَع سِيرَ بِهِ سَيْرٌ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا زِيادةَ فِيهِ على الفِعل المتقدّم فَالْقَوْل أنَّ هَذَا لَا يمتنِع لما فِيهِ من التَّخْصِيص بالإِضافةِ فَصَارَ تخصيصُه بالإِضافة كتخصيصه بالوَصْف فِي قَوْلك سِيرَ بِهِ سَيْرٌ شديدٌ قَالَ ابْن جني: فَأَما قَول الهُذَلي:
(فَيَنْبَغِي أَن كَون زِيزاءُ هَاهُنَا علَماً معرفَة لِامْتِنَاع صَرْفِها وَلَو كَانَت نكرَة لانصرفَتْ لِأَن فِعْلاءً ينْصَرف كعلْباءٍ وقيقاءٍ وزِيزَاءٍ - للْأَرْض الخَشِنة والزِّيزاءُ - الرِّيش والشِّعْر من طِيْمائِه - أَي من طَبْعة وأصلهِ قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَيْسَ يُعْرَف من طِيمائِه الكَذِبُ ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: الْهمزَة فِيهِ للإِلْحاق وَإِنَّمَا ذهَب إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ جعله من قَوْلهم طامَةُ اللهُ على الخَيْر - أَي طَبَعه مُبدَلةَ الميمِ من النُّون الَّتِي فِي طانَهُ والدِّئْدائ - ضَرْب من العَدْو فَوق الحَفْد والدِّئْداء - أخِرُ الليلِ وَقيل آخِرُ الشهرِ وإبلٌ مِعْكاءٌ - سمينةٌ وَيُقَال المِعْكاء - المَسَانُّ الَّتِي لَا حَشْوَ فِيهَا والحَشْو - الصِّغار
(فُعْلاءُ وحكمُ همزتِه حكمُ همزَة فِعْلاءٍ إِنَّمَا هِيَ ملحقةٌ لَهُ بِبِنَاء قُسْطاس كَمَا أَن تِلْكَ ملحةٌ لفعْلاء بِبِنَاء قِرْطاس) الخُشَّاء - العَظْم خَلْفَ الأُذن همزته منلقبةٌ عَن يَاء زَائِدَة مُلْحقَة كَمَا تقدم والشين الأولى عينٌ بِدلَالَة قَوْلهم خُشَشاء الصَّرْف فِي خُشَّاءٍ لَا غيرُ لِأَنَّهُ بِنَاء آخرُ غيرُ خُشَشاء وَلَو كَانَ من صِيغة خُشَشاء لما غُيِّر بِالْإِدْغَامِ لِأَن مَا خرج من أبنية الْأَفْعَال إِلَى أبنِيَة الْأَسْمَاء نَحْو سُرَر وجُدَد ومِرَر لَا يدغَم وَلَا يكونُ خُشَّاءٌ فُعَّالاً لِأَنَّهَا لَو كَانَت كَذَلِك لكَانَتْ خُشَشَاء فُعَعالاً وَهَذَا لَيْسَ من كَلَامهم والقُوْباء - بَثْر يظهرُ بالجسد همزته منقلبة عَن يَاء مُلْحِقة كَمَا تقدم فِي خُشَّاءٍ فَإِن ق لت لم لَا تَجْعَلهُ فُوْعالاً كالطُّومار والسُّولافِ فَتكون الْهمزَة منقلبة عَن الْوَاو من قَوْلهم مَقْبُوّ وقَبَّاءٌ ومتَقَبِّ فَالَّذِي يمْنَع من ذَلِك أَنهم قَالُوا قُوَباء كالعُشَراء وَلَا يكون فِي الْكَلَام فُوَعال وَيدل على ذَلِك أَيْضا قَوْله قَوَّبْن حَوْلَه والدُّوْداء - مَسِيل يَدْفَع فِي العَقِيق وتُناضِبُ - شُعْبة من بعض أثْناء الدُّوْداء واللُّوْباء - لُغَة فِي اللُّوبِيَاء
(فَعَلاَءُ وألفه للتأنيث) قَِرَماءُ - موضعٌ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:
(على قَرَماءَ عالِيةٍ شَوَاه ... كأنّ بَياضَ غُرَّتهِ خِمَارُ)
وحَنَفاءُ - اسمُ موضعٍ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:
(رَحَلْتُ إِلَيْك مِن جَنَفاءَ حتَّى ... أنخْتُ حِذَاءَ دارِكَ بالمَطَالِي)(5/46)
وَلم يَأْتِ صفة قَالَ الْفَارِسِي: وَلَا أعلم لهذين الحرفين نظيراً
(فَعِلاءُ) ظَرِباءُ - دابَّة شِبْه القِرْد وَهُوَ على قدر الهِرِّ وَنَحْوه وَقيل هُوَ الظَّرِبَان
(فِعَلاءُ وألفه للتأنيث) العِنَبَاء - العِنَب وَأنْشد لبَعض بَنِي أَسد:
(فهُنَّ مثلُ الأُمَّهاتِ يُلْخِيْنْ ... يُطْعِمْن أَحْيَانًا وحِيناً يَسْقِينْ)
(العِنَباءَ المتَلَقَّى والتِّينْ ... )
والخِيَلاء - التكَبُّر لُغَة فِي الخُيَلاء والسِّيَراء - ضَرْب من البُرُود وَقيل هُوَ ثوب مُسَيَّر فِيهِ خُطُوط يعْمل من القَزِّ قَالَ الشَّمَّاخ:
(فَقَالَ إزارٌ شَرْعَبِيٌّ وأربَعٌ ... من السِّيَراءِ أوْ أواقٍ نَواجِزُ)
والسِّيَراء أَيْضا - الذَّهَب والسِّيَراء أَيْضا - ضَرْب من النَّبْت وَهِي أَيْضا - القِرْفة اللازِقة بالنواة واستعاره الشاعرُ لخِلْب القَلْب - وَهُوَ حِجابه فَقَالَ:
(نَجَّى امْرَءاً من مَحَلّ السَّوءِ أنَّ لَهُ ... فِي القَلْب من سيَراءِ القَلْب نِبْراسَا)
(فُعَلاَءُ وألفه للتأنيث) العُشَراء - الناقةُ الَّتِي أتَى عَلَيْهَا عشرةُ أشهر من وَقْت لَقَاحِها وَجَمعهَا عِشَار قَالَ تَعَالَى: {وَإِذا العِشَار عُطِّلَتْ} [التكوير: 4] وَيُقَال عَشَّرتْ فَهِيَ عُشَراءُ وبَنُو العُشَراء - بطْن من العَرب والعُرَواء - الرِّعْدة وَقد عُرِي الرجلُ ووجَد عُرَواءَ من حُمَّى - أَي إلماماص مِنْهَا قَالَ الْهُذلِيّ:
(أسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ عَن عُرَوائِه ... بِعَوَارِض الرَّجَّاز أَو بعُيُونِ)
الرَّجَّاز - موضعٌ وعَوَارضُه - نَواحِبه والعُرَواء - من لَدُن الأصِيل إِلَى الليلِ إِذا اشتَدّ البردُ وَهَبَّت مَعَه رِيحٌ باردةٌ والعُدَواء - الشُّغْل يُقَال جِئْتك على عُدَواء الشُّغْل - يُرِيد على اخْتِلَاف الأمْر بالشُّغْل والعُدَوَاء أَيْضا - البُعْد والعُدوَاء - المَكان الَّذِي لَا يَطْمئِنُّ مَن جلَس فِيهِ وَيُقَال جِئْتُك على مَرْكبٍ ذِي عُدَوَاءَ - إِذا لم يكن ذَا طُمَأْنِينة وَلَا سُهُولة وجِئْتك على عُدَواءَ - أَي على غير استِقامةٍ والعُدَواء أَيْضا - أرضٌ يابِسةٌ صُلْبة وَرُبمَا كَانَت فِي جَوْف البئرِ إِذا حُفِرت ورُبَّما كَانَت حَجَراً حَتَّى يَحِيدَ عَنْهَا بعضَ الحَيْد قَالَ العجاج:
(وإنْ أصابَ عُدَواءَ أحْرَوْرَفَا ... عَنْهَا وَوَلاَّها الظُّلُوف الظُّلَّفا)
يصِف الثور والعُرَساء - موضعٌ والحُلَكَاء - دُوَيْبَّة شبيهةٌ بالعَظَاءة وَقد تقدّم ذَلِك والهُوّعاء من التهَوُّع - وَهِي القَيْء وَيُقَال فعَل ذَلِك فِي غُلَواء شَبَابِه - أَي فِي أوّله قَالَ الْأَعْشَى:
(إلاَّ كناشِرةَ الَّذِي ضَيَّعْتُمُ ... كالغُصْنِ فِي غُلوائهِ المُتَنَبِّتِ)
وَقيل الغُلوَاء - سُرعة الشَّباب وَحَقِيقَته من الغُلُوِّ - وَهُوَ الارتِفاع والتحدُّر قَالَ الشَّاعِر:
(لم تَلْتفِتْ لِلدَاتِها ... ومَضَتْ على غُلَوائِها)
وَيُقَال مضَى الرجلُ على غُلَوائه - إِذا رَكِب امرَه وبلغَ فِيهِ غايَتَه وغُلَواءُ النَّبْت - حينَ يَعْلو - أَي يطولُ والقُصَعاء - جُحْر من جَحِرة اليَرْبُوع وقَسَواءُ - موضعٌ مَمْدُود حَكَاهُ ثَعْلَب وَزعم أَن قُسَاءَ مَحْذُوف مِنْهُ وَلذَلِك لم يصرِفْه إشعاراً بِالْأَصْلِ والشُّوَلاء - مَوضِع والصُّعَداء - التنَفُّس إِلَى فوقُ وَقيل التنفُّس بوجَع إِذا أدخلْتَ الْألف(5/47)
واللامَ فتحت العينَ وَإِذا نزعَتهما ضَمَمْت الْعين فَقلت هُوَ يتنَفَّس صُعُداً والصُّعَداء - المَطْلَع الصعبُ والطُّلَعاء - القَيْء وَقد أطْلَع - قَاء وَبِه طُلعاءُ شديدةٌ والتُّرَباء - التُّراب والثُّؤَباء - التَّثَاؤُب - وَهُوَ كسَل وتوصيم وَفِي مثل للْعَرَب تَقول هُوَ أعْدَى من الثُّؤَباء والرُّحَضاء - العرَق من الحُمَّى قَالَ أَبُو عبيد: إِذا عَرِق من الحُمَّى فَهِيَ الرحضاء فَكَأَنَّهُ جعله اسْما للحمَّى وَقد رُحِضَ رَحْضاً واشتقاقه من الرَّحْض - وَهُوَ الغَسْلُ كَأَنَّهُ غُسِل من كثْرة العَرَق والرُّغثاء - عَصَبة تَحت الثدْيِ وَقيل هُوَ - مَغْرِز الثدْي وَقد رغَثَه رَغْثاً وأرغَثَه - إِذا طعَنَه فِي ذَلِك الْموضع والرُّهَطاء - حِجارة يجمعُها اليَرْبُوع وتراب يَلْعَب حولَها ويضْرِب بذَنَبه والنُّفَقاء - جُحْر من جِحَرة اليَرْبُوع والنُّحَواء - الرِّعدة والبُرَحاء - من التَّبْرِيح والشِّدّة وَيُقَال بُرَحَايَا فِي هَذَا الْمَعْنى مقصورٌ والبُرَحاء والبَرْح - الأمرُ العظيمُ والمُضَواء - التقدُّم قَالَ الْقطَامِي:
(فَإِذا خَنَسْنَ مَضَى على مُضَوَائِهِ ... )
والمُطَواء - التَمَطِّي عِنْد الحُمَّى وَقد تقدم ذَلِك قبل هَذَا
(فُعَيْلاءُ) العُرَيْجاءُ - أَن تَرِد الإبلُ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَار وَيَوْما غُدْوةً والعُرِيجاء أَيْضا - مَوضِع قَالَ الشَّاعِر:
(لكِنْ سُهَيَّةُ تَدْري أنَّنِي رجلٌ ... على عُرَيْجاءَ لما حُلَّتِ الأُزُر)
والعُبَيْلاء - موْصِلُ الأَنف فِي الجَبْهةِ والعُبَيْلاء - هَضْبة والعُزَيزاء - مَا أطاف بدُبُر الفرسِ مَا بَين عَكْوته وجاعِرَته والعُرَيْساء - موضعٌ وَأَبُو العُجَيفاء السُّلميّ تابعيٌّ يروي عَن عمر رَضِي الله عَنهُ والعُقَيْفاء - نبْتة ورقُها كورَق السَّذاب لَهَا زَهْرة حمراءُ وثَمرةٌ عَقْفَاءُ كَأَنَّهَا شِصٌّ فِيهِ حَبٌّ تقْتلُ الشَّاء وَلَا تضرُّ الْإِبِل وحُدَيْلاءُ - موضعٌ والحَمَيْقاء - الخَمْر والحُمَيْقاءُ والحُمَاق فِي الجِسَد - مثلُ الجُدَرِيّ يتفرق فِي الجَسَد ورجُل مَحْموق وحُرَيقاءُ - اسمٌ وحَجَيْلاءُ والحُجَيْلاء - اسْم موضعٍ والهُيَيْماء - اسمُ مُوَيْهة لِبَنِي أَسد والخُشَيناء - بَقْلة تُفَرِّش على الأَرْض خَشْناءُ فِي المَسِّ لَيِّنةٌ فِي الْفَم لَهَا لَزَج كلَزَج الرِّجْلة ونَوْرتها صفراءُ كنَوْرة المُرّة والخَوَيْلاءُ - مَوضِع وخُضَيْراءُ - طائرٌ وضربه على خُلَيقاء مَتْنِه - أَي الْموضع الأملسِ مِنْهُ وخُلَيْقاء الفرَسِ - حَيْثُ لَقِيت جَبْهتُه قصبةَ أنفِه من مستَدَقِّها وَقيل الخُلَيقاء من الْفرس - كموضِع العِرْنينِ من الْإِنْسَان والشِعّرَى الغُمَيصاء - نَجْم وَيُقَال الرُّمَيْصاء والغَمَص فِي الْعين - كالرَّمَص والغُمَيصاء أَيْضا - موضعٌ والغُمَيصاء - اسمُ امرأةٍ والغُرَيْراء - طَائِر والغُرَيْراء - هُنِيِّة سَوْداءُ جدا تَبْني بيتَها بالحَصَى والغُبَيرَاء - من نَباتَ السَّهْل وَكَذَلِكَ يُقَال لثمره أَيْضا والغُبَيْراء - شرابٌ يعمَل من الذُّرَة يُسمَّى السُّكْرُكة بالحبَشِيَّة وَتَركه على غُبَيْراء الظَّهر - أَي لَيْسَ لَهُ شيءٌ والقُطَيعاءُ - التَّمْر الشِّهْريز والقُرَيْباءَ - الجُلُبَّان البَرِيُّ وَلَا تُؤْكل لمَرارة فِيهَا وأُمُّ الكُمَيْهاء لَفْظَة يستعْمِلونها فِي لَعِبهم يَقُولُونَ أُمُّ الكُمَيهاء أبْصرِي وَلَا أبصرْتِ وَيُقَال لَهَا الغُمَّيْضَى وَقد تقدم والكُدَيراء - أَن يُؤْخَذ حَلِيب فيُنقَع فِيهِ تمرٌ بَرْنِيُّ وكُبَيداء السماءِ - وسَطُها وجُلَيحاءُ - شِعار كَانَ لغَنِيّ وجُبَيهاء الأشجعيُّ - شاعرٌ والشُّوَيْلاء - ضَرْب من النبْت وَهِي أَيْضا موضِعٌ وَبَنُو الشُّعَيراء - قبيلةٌ والصُّمَيماءُ - شجَر من نَبات السَّهْل شِبهُ الغَرَز ينبُت بنَجْد فِي القِيعان مِنْهَا(5/48)
والصُّلَيفاء - كالغُرَيْراء على لَوْنها وفيهَا بياضٌ وسوادٌ والسُّريطاء - حَسَاء كالحَزِيرة والسُّوَيطاء - ضَرْب من الأطبخَة يُساط - أَي يُخْلَط ويُضْرَب والسُّويداء - الاستُ والسُّوَيداء - حَبَّة الشُّونِيز وَيُقَال رميته فَأَصَبْت سُوَيداء قلبِه وَإِنَّمَا ذكرت هَاهُنَا سُوَيداء الْقلب لغَلَبَة التغصير عَلَيْهَا وَإِلَّا فقد يتَكَلَّم بهَا مكبَّرة قَالَ الشَّاعِر:
(يكونُ لَهُ عِنْدي إِذا مَا ضمِنتُه ... مَكانٌ بسَوْداء الفُؤاد كَنِينُ)
وَقَالَ بعض اللغويَّين رميته فاصبت سَوْداء قلبه وسَوادَهُ فغذا حقَّروها ردُّوها إِلَى فَعْلاَءَ وَمن نَجِيل السِّباخ السُّوْيداء أَيْضا - طائرٌ والدُّكَيناء - من مَجْهولات الأحْناش وَيُقَال فِي الطَّعَام ذُبْيباءُ وَلم يفسره أَبُو حنيفَة وَحكى غَيره الذُّبَيْباءُ - حَبَّة تكون فِي البرِّ تُنَقَّى مِنْهُ والرُّعَيداء - الزؤَان فَإِذا وَلَدت الغنَمُ بَعْضهَا بعد بعض قبل وَلَدت الرُّجَيْلاء والرُّجَيْلاَءُ - موضعٌ والرُّحَيْباء - أعلَى الكَشَحَين من الفَرس والسُّلَيسِلَة الرُّقَيْطاء - دُوَيْبَّة هِيَ أخبَث العَظَاء إِذا دَبَّت على الطَّعَام سَمَّتْه والرُّطَيلاء - مَوضِع والفُحَيْماء - طَعامُ الليلِ والفُسَيْساءُ - ألوانٌ تُؤَلَّف من الخرَز فتُوضَع فِي الْحِيطَان والبُطَيحاء - رَحَبة فِي ناحيةِ مسجدِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقَع فِي الحَدِيث أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بضنَى رَحَبة فِي ناحيةِ المسجِد تسمَّى البُطَيْحاءَ وَقَالَ مَن كَانَ يُريد أَن يَلْغط أَو يُنْشِد شِعراً أَو يَرْفَع صوتاُ فليخْرُجْ إِلَى هَذِه الرَّحبَة والمُرَيْراء - الزُّؤَان والمُلَيْساءُ - نِصفُ النَّهَار قَالَ رجُل من الْعَرَب لرجل: أكْرَه أَن نَتَزاوَر فِي المُلَيساء قَالَ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُ يَفُوت الغَداء وَلم يُهَيِّا العَشاء والمُلَيساء أَيْضا - شهرٌ بيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء وَهُوَ شهر تَنقطِع فِيهِ المِيرةُ قَالَ:
(فَإِن كنتَ قَيْنا فاعتَرِفُ بنَسِيئة ... وَإِن كنتَ عَطَّاراً فَأَنت المُخّيَّب)
(أفينَا تَسُوم الشاهِرِيَّة بعْدَما ... بَدا لكَ من شَهْر المُليساء كوكَبُ)
يَقُول تَعْرِض علينا فِي وَقْت لَيست فِيهِ مِيرةٌ وَمعنى تَسُوم تَعْرض وضَرَبه على مُلَيْساء مَتْنِه وَقد تقدم فِي بَاب فَعْلاء والمُلَيساء - كوكبٌ والمُطَيْطاء - من المَشْي
(فُعَلاَّء) السُّلَحْفاء - السُّلْحْفاء وَقد تقدم فِيمَا يمدّ وَيقصر
(فَعَيْلِيَاء) الفُسَيْفِساء - ألون تُؤَلف من الخَرز تُوضَع فِي الحِيطان والمُطَيْطاء - التبخْتُر وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
(إِذا مَشَتْ أُمَّتي المُطَيطاءَ وخدمْتُهم فارِسُ والرُّوم كَانَ بأسُهم بَينهم) ومُزَيْقياءُ - لقَبُ عَمْرو بن عَامر
(فِعْلياء) الحِذْرِياء - الأرضُ الخَشِنة والقِرْحِياء - الأرضُ الحَّرة وَقيل الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شجَرٌ وقِرْحِياءُ - مَوضِع والكِبْرِياء - الكِبْر والجِرْبيَاء - الرِّح الشَّمال وَقيل الَّتِي بَين الجَنُوبوالصَّبَا (فِيْعَلاء) الدِّيْدَياءُ - آخرُ الشهرِ وَزعم بعضُهم أَن ديدَيَاء جمَاعَة وَاحِدهَا دِيدياء كَمَا تَرى ممدوداً قَالَ الأخطل:
(إِذا عَلاَ من حُبَيَّا منكِباً لمعتْ ... لَهُ على دِيدَياء اللَّيْلِ فاعتَدَلا)
(فِيعِلاءُ) إيلِياءُ - بيتُ الْمُقَدّس أعجميُّ والسِّيمِيَاء - العلامةُ
(فَنْعلاء) عَنْكَباءُ وعَنْكَب - اسْم للْجَمِيع وقَنْبَراء - اسْم لطائر
(فُنْعَلاء) العُنْصَلاء - البصَل البَرِّيُّ والحُنْظَباء - الذكَر من الخَنَافِس والقُنْبَراء - طَائِر(5/49)
(فُنْعُلاء) العُنْصُلاء - البَصَل البرِّيُّ والخُنْفُساء - وَاحِدَة الخَنَافس
(فَعْلَلاء اسْم) عَقْرَباءُ وعَرْفَجَاء وحَرْمَلاءُ وقَرْمَلاءُ وكَرْنَباءُ وكَرْبَلاءُ - مواضِعُ والقَعْثباء - دُوَيْبَّة تكون فِي النَّبات تُشْبه الخُنْفُساء والكَرْدَحاء - ضَرْب من الْمَشْي فِيهِ تقارُبُ خَطْو شاذَّة ودَسْتَواءُ - مَدِينَة بفارِس النّسَب إِلَيْهَا دَسْتَوانِيُّ إِلَى غير قِيَاس وثَرْمداءُ - مَوضِع والبَلْسَكاءُ - نَبْت يتعَلَّق بِالثَّوْبِ فَلَا يَكادُ يُفَارِقهُ
(فِعْلِلاَءُ) أَرض جِلْحِظاءُ - لَا شَجَر بهَا وَلَيْلَة طِلِمْساءُ - مظلمةٌ وَهِي مِثل الطِّرْمِساء وَقيل الطَّلْمساء والطِّرْمِساء - الظُّلمة والطِّرمِساء - الغُبَار والرِّمْدداء - الرَّماد وَرجل نِفْرِجاءُ - جَبَان وَقد قدّمت مَا فِيهِ من اللُّغَات
(فُعْلُلاء) العُرْقُصاء - نباتٌ وقُدْقُداءُ - مَوضِع وَقد تفتح وَهِي مَعَ ذَلِك ممدودة
(فُعَيْلِلاءُ) العُرَيقِصاء - نباتٌ (فَوْعَلاء) الحَوْصَلاء - الحَوْصَلة وَهِي لجَمِيع الطيرِ والنَّعامِ وَقَالَ ابْن السّكيت: هِيَ الحَوْصَلَّة قَالَ الْفَارِسِي: وَلَا أعلم لَهَا نظيراً من الْأَسْمَاء وَالصِّفَات والحَوْصَلاء - مَوضِع فِي كتاب أبي عَليّ والصَّوْصَلاء - من العُشْب وَلم يُحَلَّ
(فَعْلالٌ اسْم) رجل هَوْهاءٌ - جَبَانٌ وَكَذَلِكَ الهَوْهاةُ يمدّ ويقصَرُ الخَوْخاء - الأحمَقُ وَالْجمع خَوْخاؤُون والغَوْغاء فِي لُغَة من صَرَف - شيءٌ يشبِه البَعُوض إِلَّا أَنه لَا يَعَضُّ وَلَا يُؤْذِي وَهُوَ ضَعِيف والغَوْغاءُ - الجَراد أوّلَ مَا تنبُت أجنحتُه وَبِه سمِّي الغَوْغاء من النَّاس والغَوْغاء يذَكَّر ويؤَنَّث فَمن ذكَّر قَالَ غَوْغاءٌ بِمَنْزِلَة رَضْراض فصرف وَمن أنث قَالَ هَذِه غَوْغاءُ كَقَوْلِك عَوْراء قَالَ الْفَارِسِي: من لم يَصْرِف الغوْغاء جعله بِمَنْزِلَة الفَيْفاء وَترك الصّرْف وَذَلِكَ لاشتقاقهم الفَيْفاء من الفَيْف وَلَوْلَا ذَلِك كَانَت الْهمزَة منقلبة من اللَّام كَمَا أَنَّهَا فِي قَول من صرف ذَلِك بِمَنْزِلَة القَمْقام وَنَظِير ذَلِك من الصَّحِيح قولُهم جَمع القومُ زَلْزاءَهم - أَي أمْرَهم وازْلزَهم الأمرُ - أَي أقْلَقهم رَوَاهُ مُحَمَّد بن يزِيد عَن الرياشيّ وَقَالَ أحمدث بن يحيى: يُقَال للدَّخَّالة الخَرَّاجة وأزْلزَهم الأمرُ - أَي أقْلَقهم رَوَاهُ مُحَمَّد بن يزِيد عَن الرياشيّ وَقَالَ أحمدث بن يحيى: يُقَال للدَّخَّالة الخَرَّاجة تَوَقَّرِي يَا زَلِزَة وقَضْياءُ - اسْم من قضَّيت وَأَصله قَضَّضت فابدلوا إحدَى الضادين يَاء وأَبقُوا الضَّاد الأولَى سَاكِنة فَلَمَّا بنوا مِنْهُ فَعْلالا صَار قَضْيايا فأبدوا من الْيَاء الْأَخِيرَة همزَة لما وقعَتْ طَرَفاً بعد ألفٍ سَاكِنة فَصَارَت قَضْياء وَكَذَلِكَ يفَعلُون بِحرف العِلَّة إِذا صَار طَرَفاً بعد ألفٍ سَاكِنة والطَّأْطاء - المنهَبِط من الأَرْض يستُر مَن كَانَ فِيهِ والدَّأْداء - الليلةُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا من آخِر الشَّهْر هِيَ أم من الشَّهْر القابِل والدَّأْداء والدَّئْداء - آخِر اللَّيْل وَقيل آخِر الشهرِ وَمَا أذري أيُّ الدَّأْداء هُوَ - أَي أيُّ النَّاس
(فَعَالاءُ) العَقاراء - مَوضِع والعَوَاساء - الحامِل من الخَنضافس وَيُقَال رجل عَيَاياءُ وَكَذَلِكَ الْبَعِير - وَهُوَ الَّذِي لَا يضرِب وَقيل العَياياءُ أَيْضا - الرجُل يَعْيَا بأَمْره وَيُقَال رجلٌ عَيَاياءُ - وَهُوَ الأحمقُ الفَدْم وعَبَاقاءُ وَعَباقِيَة - للَّذي يلْزَق بك لَا يفارِقُك وَيُقَال شَيْنق عَبَاقِيةٌ - للَّذي لَهُ أثرٌ باقٍ والحَبَاقاء لغةُ أهل الحِيرة - وَهِي الحَنْدَقُوقَي وحَمَاساءُ - مَوضِع وفحل خَبَاجاءُ - كثيرُ الضِّراب والخَصَاصاء - الفَقْر وقَصَاصاءُ فِي معنى القِصاص وقَرَاثاءُ - من البُسْر وكَرَاثاءُ - كقراثاءَ والكَثَاثاء - الأرضُ الكثيرةُ التُّراب والجَنَاباء - لُعبةٌ للصِّبيان والشَّصَاصَاء - اليُبْس والجُفُوف وَيُقَال الحُفوف وَمِنْه اشتقاق الشَّصُوص من الْإِبِل - وَهِي القليلةُ اللَّبَنِ وَقد أشَصَّت فَهِيَ شَصُوص شاذٌّ على غير قِيَاس وَقيل شَصَّت وَيُقَال إِنَّهُم لَفي شَصَاصاءً من عَيْشٍ - أَي جَهْد وشِدّة وَهُوَ على شَصَاصاءِ أمرٍ - على عَجَلة والشَّرَاصاء - الغِلَظ واليُبْس من الأَرْض كالشَّصاصاءِ والطَّبَاقاء - البَعيرُ الَّذِي لَا يَضْرِب وَكَذَلِكَ الرجُل والطَّباقاء فِي بعض الشِّعر - الَّذِي يُطْبِق على الطَّرُوقة أَو الْمَرْأَة بصدره لِثِقَله قَالَ جميل:
(طَبَاقاءُ لم يَشْهَدْ خُصُوماً وَلم يُنِجْ ... قلاَصاً إِلَى أكْوارِها حينَ تُعْكَف)(5/50)
ورجُل طَبَاقاءُ - أحمَقُ وَقيل هُوَ الَّذِي ينطبِق عَلَيْهِ أمرُه والدَّبَاساء - الإِناثُ من الْجَرَاد دَبَاساءة والثَّلاثاء - من الْأَيَّام قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ من بَاب النَّجْم والدَّبَرانِ والعَدِيل والرَّزَان فِي أَنه غلَب عَلَيْهِ اسمٌ لَا يختصُّ بِهِ وَاحِد من أُمَّة دون آخَرَ وأُفْرد ببِناء والبَرَساء - لُغَة فِي البَرْنَساء والبَرَاكاء - أَي يُبْرِكُوا إبلَهم وينْزِلوا عَن خَيْلهم ويُقاتلوا رَجَّالة وبَرَاكاء كلِّ شَيْء - معظَمُه وشِدَّته يُقَال وقَعَ فِي بَرَاكاءِ الْأَمر والقِتال - أَي فِي معظَمه فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ البَرَاكاء - البُرُوك وَأنْشد:
(وَلَا يِنْجِي من الغَمَرات إلاَّ ... بَرَاكاءُ القِتالِ أَو الفِرارُ)
(فُعَالاء) الخبَاساء - الغَنيمةُ (فَعُولاءُ) الحَرُورَاء - موضعٌ تنْسب إِلَيْهِ الحَرُورِيَّة والحَرُوقاء - هَذَا الَّذِي تُقْدَح بِهِ النارُ وَهُوَ الحُرَّاق والحَرُوق وقَطْوراءُ - نبتٌ وجَلُولاءُ - موضعٌ والدَّبُوقاء - العَذِرة قَالَ رؤبة:
(والمِلْغُ يَلْكَى بالْكلَام الأمْلَغِ ... لَوْلا دَبُوقاءُ آستِه لم يَبْطَغِ)
المِلْغ - الشاطِرُ الماجِن يَلْكَى لَكِيت بِهِ لَكاً - لزمتُه ويروى يَلْغَى وَهِي رِوَايَة الْفَارِسِي ومعناهما سَوَاء وَقَوله لم يَبْطَغ - أَي لم يتلطَّخ بالعَذِرة يقا بَطِغَ وبَدِغ وعقَبة صَعُوداءُ - صَعُود وبَرُوكاءُ من البُرُوك والبَرَكة ابْن جني مَسُولاءُ - مَوضِع فَأَما قَوْلهم فِي الشّعْر مَسُولَى فَإِنَّهُ مَقْصُور للضَّرُورَة لِأَن صَاحب الْكتاب قد حظرَ فَعُولَي مَقْصُورَة
(فاعُولاءُ) عاشُوراءُ معرفَة وضارُوراءٌ منكَّرة - أَي ضُرُّ وَيُقَال لَيْسَ عَلَيْك ضُرُّ وَلَا ضَرَر وَلَا ضَرورةٌ وَلَا ضارُورة كلة سَوَاء والتاسُوعاءُ - اليومُ التاسعُ من المحرَّم ومَرْوُماحُوزاءُ - ضَرْب من الرَّياحين وَهُوَ الماحوزُ
(فاعِلاءُ) عادِياءُ - أَبُو السَّمَوْأل اليهوديُّ الغَسَّانيّ فَأَما قَول الْأَعْشَى:
(وَلَا عادِياً لم يمنعِ الموتَ نفسُه ... وحِصنٌ بتيماءِ اليهودِيِّ أبلَقُ)
فَإِنَّمَا قصره للضَّرُورَة قَالَ النَّمِر بن تَوْلب فصرَّح بالمدّ:
(هلاَّ سألْتِ بعادِياءَ وبيتِه ... والخَلِّ والخمرِ الَّذِي لم يُمْنَع)
الخَلُّ والخمرُ - الخيْرُ والشرُّ يُقَال مَا فلَان بخَلِّ وَلَا خمْرٍ - أَي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنده والعانِقَاء - جُحْر مَمْلُوء تُراباً رِخْواً يكون للأرنب واليَرْبُوع يُدخل فِيهِ عُنُقَه وَقد تَعَنَّقت الأرنبُ بالعانِقَاء - دَسَّت عُنُقَها فِيهِ وربَّما غابَتْ تحتَه والحاوِيَاء - مَا تَحوَّى من أمْعاء البطنِ - أَي استدارَ واحدته حَوِيَّة وحاوِيَة وَقد يُقَال للْوَاحِد أَيْضا حاوِياءُ قَالَ جرير:
(كأنَّ نَقِيقَ الحَبِّ فِي حاوِيَائِه ... فَحِيحُ الأفاعِي أَو نَقِيقُ العَقَارب)
والحاوِيَاء - المَبْعَر وَهُوَ الَّذِي يَلِي الخوْرانَ - وَهُوَ الهَواءُ فِي الدُّبُر والحاثيَاء - جُحْر من جِحَرة اليَربوع يَغْبَى على الْإِنْسَان فَلَا يعرفُه والخافِيَاء - الجِنُّ وَقيل الإِنْس وَالْمَشْهُور الخافِي قَالَ:
(وَلَا يُحَسُّ من الخافِي بهَا أثَرُ ... )
وَإِنَّمَا سَمُّوا خافِياءَ من حَيْثُ سُمُّوا جِنًّا وَيُقَال خَفَيت الشيءَ - كتمتُه وَقيل أظهَرْته وَهَذَا أَكثر وَقد قرئَ: {إنَّ الساعةَ آتيةٌ أَكادث أَخفيها} - أَي أظهرها فَأَما أخْفيته فكَتمته لَا غيْرُ وَأما قَوْلهم فِي الرَّكِيَّة خَفِيَّة فَزعم بو عبيد أَنَّهَا إِنَّمَا قيل لَهَا خَفِيَّة لأنَّها استُخْرِجت وَيجوز أَن تكون فعيلة من معنيي خَفِيَت وهما أظهَرْت وكَتمت(5/51)
وَمن ذَلِك قيل للسَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ القَلِبَة الخَوافي والغابِياءُ - كالحاثِيَاء وَكَذَلِكَ القاصِعَاء وَهِي القُصْعة وبَنُو قابِياء - الحَمَّارون قَالَ الْأَعْشَى:
(تَمَزَّزْتها فِي بَنِي قابِيَاءْ ... وكُنْت على العِلْم مُخْتارَها)
والقابِيَاء - اللَّئِيم وَيُقَال للأحْمَق ابْن قابِعاءَ والكاوِياء - مِيْسَم يُكْوَى بِهِ والجاسِيَاءُ - الصَّلابة والشِّدّة والسابِيَاء - النِّتاج والماشِيَة وَقَالَ هشيم: أصل السابِيَاء الَّذِي يخرُج مَعَ الولَد - وَهِي الَّتِي تسمَّى الخِوَلاء وحدّه أَبُو عبيد فَقَالَ السابِيَاء - الماءُ الَّذِي يكون فِي السَّلَى وَالْجمع سَوَابٍ وَهَذَا مطَّرد عِنْد النحوِيِّين وافقُوا بَين فاعِلاءَ وفاعِلةٍ لاشْتِرَاكهمَا فِي التأنيثِ وَإِن اختلَفتِ العلامتانِ وَكَانَت إِحْدَاهمَا لَازِمَة وَهِي الْألف لِأَن الِاسْم بُنِي عَلَيْهَا وَكَانَت الأُخْرى غيرَ لَازِمَة وَهِي الْهَاء وَلَكنهُمْ يتَوهَّمون انْفِصَال الْعَلامَة الَّتِي هِيَ الْألف كَمَا يفعَلون ذَلِك بِالْهَاءِ وَقد أحكمتث تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة فِي أوّل الْكتاب والسابياء - اسمٌ للقاصِعاء لِأَنَّهُ يبقَى من الأَرْض جلدةٌ رقيقةٌ كالسابِيضاء والسَّافِيَاء - الرِّيح الَّتِي تَسْقِي الترابَ وَقيل السافِيَاءُ - الغُبار واللاَّوِيَاء - ضَرْب من النَّبْت قَالَ أَبُو حنيفَة: سمِّي بذلك لالْتِوائِه واللاَّوِياءُ - مِيسَم يُكْوَى بِهِ والنافِقَاء - من جِحْرة اليَرْبُوع وَهِي النُّفَقَاءُ والدَّامَّاء والرَّاهِطَاء والرُّهَطَاء كَذَلِك الفاسِيَاء - الخُنْفُس والبالِغَاء - الأكارعُ معرّب يقل بالفارسيَّة يايْها
(فَعَيِلاء اسْم) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يأتِ صِفَةٌ وَقد قَالُوا فَحْلٌ عَجِيساءُ فجِيءَ بِهِ صفة - وَهُوَ الْعَاجِز عَن الضِّراب وَلم يعرفهُ سِيبَوَيْهٍ وَلَا الأخفشُ أريحاءُ - بلد ينسَب إِلَيْهِ اَرْيَحِيّ وَهُوَ من شاذّ معدُول النّسَب والألِيَّاء - اليمينُ وألِيَّاءُ - اسمٌ وعَجِيساءُ - مَوضِع وحَدِيلاءُ - مَوضِع وحَنِيناءُ - مَوضِع والقَرِيثاءُ والكَرِيثاء - ضرْب من البُسْر هُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم وَقَالَ غَيره هما صفتان يُقَال بُسرٌ قَريثاءُ وكَرِيثاءُ قَالَ بَعضهم وَقد يُضَاف وَقد قَالُوا قَرَاثاءُ وكَراثاءُ فجاؤا بهما على بِنَاء مشتَرَك بَين الْمَقْصُور والممدود وَقد تقدّم فِي فَعَالاءَ والكَثِيراء - الَّذِي يُلْزَق بِهِ الشعرُ وظَلِيلاءُ - مَوضِع
(مَفْعُولا اسْم وَصفَة) المَأْتُونَاءُ - الأُتُن والمَعْيُوراء - الأعيارُ والمَعْبُوداء - العبِيدُ والمعْلُوجاء - العُلُوج والمَحْمُوراء - الحَمِير ومَحْضُوراء - اسمُ مَاء والمَغْروداءُ - أرضٌ ذاتُ مَغاريدَ - وَهِي الكَمْأة والمَغْفُوراء - أرضٌ ذاتُ مَغَافير - وَهُوَ شِبْه الصمغ ومَكْرُوثاء - مَوضِع وبُرْقة مَكْرُوثاء والمَكْمُوراء - قومٌ عِظَام الكَمَر والمَكْبُوراء - الكِبَار والمَشْيُوخاء - الشُّيوخ والمشْيُوحاء - الأَرْض الَّتِي تُنْبِت الشِّيخ وَيُقَال هم فِي مَشْيُوحاءَ من أَمرهم - أَي اخْتِلاط وَفِي مَشِيحَاءَ - أَي يحاوِلُون أمرا يَبْتَدِرُونه مأخوذٌ من المَشايَحَة والشِّياحِ - وَهُوَ الجِدُّ فِي الْأَمر وَلم يذكر سيبوبه بِنَاء مَشِيحَاءَ والمَصْغُوراء - الصِّغارُ وَأَرْض مَسْلُوماءُ - كثيرةُ السَّلَم - وَهُوَ الشَّجَر والمَتْيُوساء - التُّبُوس والمَبْغُولاء - البغَال
(أفْعَلاءُ وأفعِلاءُ وأفْعُلاءُ) الأرْمِدَاء - الرَّمادُ قَالَ الراجز:
(لم يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ من ثرْيَائِه ... غير أثافِيهِ وأرْمِدَائِهِ)
الأرْبِعاء والأَرْبُعاء - الْيَوْم الْمَعْرُوف وعُقَيل يَقُولُونَ الأَرْبِعاء وَقد جَاءَ الأرْبَعَاء بِفَتْح الْبَاء لُغَة فِي الْيَوْم وَقَالَ بَعضهم الأرْبَعاء أَيْضا - موضِعٌ وَيُقَال قضعَد الأرْبُعاءَ - إِذا قعد مترَبّعاً وَقد حُكيت الأرْبُعاوَي بِالْقصرِ وَهِي شاذَّة نادرة وَلَوْلَا ذَلِك لذكرتها فِيمَا لَهُ عَدِيل والأرْبُعاءُ والأرْبُعاوَى - عَمُود من أعْمِدة الخِباء وَلم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ(5/52)
فِي الْأَمْثِلَة وأمثلةُ هَذَا الْبَاب كلُّها عزيزة أفْعِلاء فَلم يأتِ مِنْهَا إِلَّا الأرْمِداء والأربِعاءُ وَأما أفْعَلاءُ فَلم يَأْتِ مِنْهُ إِلَّا أرْبعاءُ وَأما أفْعُلاءُ فَلم يَأْتِ مِنْهُ إِلَّا قَعَدَ الأرْبُعاءَ
(إفعِيلاءُ) إحُلِيلاءُ - مَوضِع والإِقْطِيطاءُ افْعِيعالٌ
(فَعْلُولاءُ) بنُو قَنْطُوراءَ - التُّرْكُ وَقيل السُّودان وَقيل قَنْطُوراء - جاريةٌ لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام نسْلُها التُّرك والصِّين وَيُقَال وَقَعْنا فِي بَعْكُوكاءً - أَي فِي غُبضار وجَلَبة وشرٍّ واختلاطٍ وبعْكُوكاءُ - مَوضِع
(أفْعال) هَذَا المِثال وَإِن كَانَ مطَّرداً فِي الْجمع فقد يكون للواحدِ وَلِهَذَا ذَكرْنَاهُ مَعَ غير الْمَقِيس وَذَلِكَ قَوْلهم أعْواءٌ - لبلد بِعَيْنِه والأعْراء - القومُ الَّذِي لَا يُهِمُّهم مَا يُهِمُّ أَصْحَابهم والأحْساء - مَوضِع والأكْفاء - من أبْنِية النَّحْل والأصْواء - اسْم لجمع صُوَّة وَلَيْسَ جمعا لَهَا والأدْواء - مَوضِع وذاتُ أرْحاءٍ - قارة تقطع مِنْهَا الأرْحاء بَين السَّلَمين والأبْواء - مَوضِع معرُوف وَإِلَّا [ ... .]- مَوضِع
(أُفَيْعِلاءُ) أحَيْمِياءٌ - مَوضِع
(فعْلاءُ وفَعَلاءُ بِمَعْنى) السَّحْناءُ والسَّحَناءُ - الهَيْئة واللَّوْن يُقَال إِنَّه لَحَسن السَّحْنة والسِّحْنة والسَّحَنة والسَّحْناءِ وَجَاء الفرسُ مُسْحِناً - أَي حسَن السِّحْنة وَيُقَال ابْن ثَأْطاءَ وثَأطَاءَ - لِابْنِ الْأمة مَأْخُوذ من الثَّأْطة - وَهِي الرَّدَغة وَهُوَ الوَحلَ وَكَذَلِكَ الثَّأْطاء - الحَمْقاء وَابْن دَأْثاءَ ودَأثَاء وثَأْداءَ وثَأَداء - ابنُ الْأمة
(مِفْعالٌ) المِعْطاء - الكثيرُ والعِطِيَّة والمِحْشاء - إزَارٌ غليظٌ والمِخْلاء من قَوْلهم نَاقَة مِخْلاءٌ - أُخْلِيتْ عَن وَلَدها والمِغلاء - سهْم يصنعُونه إِلَى الخِفَّة قِدْحُه ونصلُه هُيِّئَ للغَلْو والمِجْذاء من جَذَا يَجْذُو - إِذا انتَصَب والمِجْذاء - عُودٌ يضْرَب بِهِ والمِشْناء - الَّذِي يُبْغِضه الناسث والمِزْداء - الْموضع الَّذِي يُزْدَى فِيهِ الجَوز فِي البِئْر - أَي يُرْمَى يُقَال زَدَا بالجَوْز يَزْدُو - أَي رَمَى يَعْنِي بالبئر الأُوقَةَ - وَهِي مستَقَرُّ الجوزِ الَّذِي يُلْعَب بِهِ إِذا تدحْرَج وَيُقَال هُوَ بِمِيداءِ هَذَا ومِيتَائِه - إِذا كَانَ مثله فِي الشَّبَه أَو القَدْر أَو الوَزْن قَالَ رؤبة:
(إِذا انْتمَى لم يُدْرَ مَا مِيْداؤُه ... )
وَيُقَال لم أَدْرِ مَا مِيْداءث ذَلِك - أَي لم أَدْرِ مَا مَبْلغُه وقياسُه ورَمَى القومُ على مِيداءٍ واحدٍ - أَي على تَساوٍ والمِيْتاءُ - القَدْر يُقَال لم أَدْرِ مَا مِيتاءُ الطَّريق - أَي لم أدْرِ قَدْر جانِبَيه وبُعْدِه وَيُقَال دارِي بِميتاءِ دارِه - أَي بحِذَائِها والمِيتاءُ - الطريقُ العامِرُ وَرجل مِيفاءٌ بالعهد - أَي كثيرُ الوَفَاء وكلُّ من أشرَف على مَوضِع عالٍ فقد أوْفَى عَلَيْهِ فَإِذا أكثَر من ذَلِك فَهُوَ مِيفاءٌ قَالَ يصف حِماراً:
(من السُّحْم مِيفاءُ الحُزُونِ كَأَنَّهُ ... إِذا اهْتاجَ فِي وَجْه [ ... ] من مُنْشِد)
المُنْشِد - المعَرِّف والناشِدُ - الطالبُ
(تفْعال وتفْعال) يُقَال مَضَى من الليلِ تَهْواء - أَي صَدْر مِنْهُ والتِّقْياء - القيْءُ قَالَ الراجز:
(إنَّ الحُتاتَ عادَ فِي عَطائِهِ ... كَمَا يَعُود الكلْبُ فِي تِقْيائِهِ)
وَرجل تَيْتاءٌ - وَهُوَ العِذْيَوْط والتَّرْماء من الأخْبار - ظنٌّ بِلَا علْم(5/53)
1 - بَاب مَا يتَّفِق أولُه بِالْفَتْح وَالْكَسْر والمدّ
الدَّأْداد والدِّثْداء - آخِرُ الليلِ وَقيل آخِرُ الشهرِ قَالَ أَبُو عَليّ: أما الدَّأْداء وَنَحْوه كالَّلأْلاء والرَّأْراء كَذَلِك وَلَيْسَت بمنقلِبة عَن شَيْء والتَّيْتاء والتَّيتاءُ - العِذْيَوْط والوَطَاء والوِطَاء - مَا اطْمَأنَّ من الأَرْض همزتثه لَام لقَولهم وَطُؤَ والوَطَاء أَيْضا من قَوْلهم فرسٌ وَطِىءٌ بيِّنُ الوَطَاء والوِقَاء - الَّذِي يَقِي الشيءَ وَقد قَالُوا الوَقَّاء والأوّل أفصحُ وَيُقَال وقَيْتُه شَرَّ مَا يكره وَقْياً ووِقَايَةً ووَقَايَةً ووَقَايةً فَأَما الوَقَّاء من قَوْلهم رْحْلٌ واقٍ وسَرْجٌ واقٍ بيِّن الوَقَاء فممدودٌ مَفْتُوح كَذَلِك الْفَارِسِي وغيْرُه أطْلقَ اللغتين على مَا تقدم
وَمِمَّا يَتَّفٍق بِالْكَسْرِ والضَّمِّ والمدّ
والحِوَلاء والحُوَلاء - الماءُ الَّذِي يكونُ فِي السَّلَى وَقد تسْتَعْمل للْمَرْأَة - وَهِي جِلْدة رقيقةٌ فِيهَا ماءٌ أَصْفَرُ تبْرُق كأنَّها مِرْآةٌ تخرُج مَعَ وَكْر الحُوَار وحُوَلاء الدَّهر - عجائبه وَيُقَال عَن هَذَا لمن حُولَة الدهرِ وحِوَلائه وحِوَله وحُوَلائه بِمَعْنى والحِبَاء والحُبَاء - من الاحْتِباء والخُيَلاء والخِيَلاء - من الاِخْتِيالِ والقِثَّاء والقُثَّاء مشدّدان جمع قِثَّاءةٍ وقُثَّاءة وَقد أقْثأتِ الأرضُ وأقْثأ القومُ وصَغَرةٌ قِمَاء وقُماءٌ وَيُقَال نَضَجَ الشِّوَاء والشُّوَاء وَيُقَال هم زِهاءُ مائةٍ وزُهاؤُها - أَي قَدْرُها ونُهَاء مائةٍ ونِهاؤُها وَقد تقدم وزُهاء الشَّيْء - ارتفاعُه والظِّمَاء والظُّمَاء - العِطَاش وَيُقَال لفحل إِنَّه لكثيرُ النِّزَاء والنُّزاءِ - وَهُوَ دَاء يأخُذ الشاءَ فتنْزُو مِنْهُ حَتَّى تموتَ
(بَاب) يُقَال لم أدْرِ أيُّ البَرْسَاء هُوَ - أَي أيُّ النَّاس وَكَذَلِكَ البَرْناساءُ وَلم يَأْتِ على فَعْلالاءَ غيرُه
(بَاب) الخُشّاء والخُشَشَاء - العَظْم الناتِئُ خلف الْأذن والقُوْباء والقُوبَاء - الَّذِي يظهرَ بالجسَد
(بَاب) يُقَال امْرَأَة نُفَساءُ بِالضَّمِّ وَهَذَا أشهرُ اللُّغات فِيهَا ونَفْساءُ بِفَتْح الأول وَسُكُون ثَانِيَة ونَفَساء بِالْفَتْح فيهمَا وَالْجمع نُفَاس ونُفُسٌ وَنِفَاسٌ ونُفَسَاواتٌ وَقد تقدم تعليلُ ذَلِك وَقد نُفِسَت المرأةُ نِفَاساً ونَفِست نَفَاسة ونِفَاساً ونُفِسَت أَيْضا
وَمن شاذِّ الحَيِّزيْنِ
الحُرْقُصا مَقْصُور - دُوَيْبَّة وأحسَبُها الحُرْقُوص والرُّحَيْباء من الْفرس بالمدّ - أعْلَى الكشحين وهما رُحَيْباوان والبِرْبِيطِيَاء - ضَرْبٌ من الثّياب قَالَ ابْن مقبل:
(خُزَامى وسَعْدانٌ كأنَّ رِياضَها ... مُهِدْن بِذِي البِرْبِيطيَاءِ المُهَذبِ)
فأمّا قَرْقِيسِياءُ - وَهِي مدينةٌ بَين العِراق ودِيارِ مُضَر فأعجميُّ لَيْسَ من أَمْثِلَة العَرب وَكَذَلِكَ فُوْعِلاءُ مثل جُودِياءُ ولُوبياءَ وبُودِياءَ لِأَن الجَودِيَاء الكساءُ بالنَّبَطِيَّة أَو الفارسية وَقَالَ فِي بَيت الْأَعْشَى:
(وبَيْداءَ تَحْسَب آرامَها ... رِجالَ إيَادٍ بأجْيادِها)
أَرَادَ الجُودِياءَ والبُورِياءُ بالعربيَّة بارِيُّ وبُورِيُّ قَالَ الراجز:
(كالخُصِّ إِذْ جَلَّله البُورِيُّ ... )(5/54)
والقِصَاصاء - فِي معنى القِصَاص وَقَالَ: زعمُوا أَن أعرابِيًّا وقَف على أُمراء العِراق فَقَالَ القِصَاصاء أًصْلَحَك الله - أَي خُذْ لي القِصاص وَهَذَا نَادِر شادٌّ قد قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام فِعَالاءُ والكلمة إِذا حَكَاهَا أَعْرَابِي وَاحِد لم يجب أَن نَجْعَلهَا أصلا وصُورِياءُ - مدينةٌ بِبِلَاد الرُّوم
كمل كتاب الْمَقْصُور والممدود بحول الله وعونه ويتلوه كتاب التَّأْنِيث وَالْحَمْد لله
أَبْوَاب المذكَّر والمؤنَّث
قَالَ الْفَارِسِي: أصلُ الأسماءُ التذكيرُ والتأنيثُ ثانٍ لَهُ فَمن ثَمَّ إِذا انضَمَّ إِلَى التأنيثِ فِي الأعلامِ التعريفُ لم يَنْصَرِفْ نَحْو امْرَأَة بقَدَم أَو زَيْنَب وَإِذا انْضَمَّ إِلَى التَّذْكِير انْصَرف نَحْو سُمِّيَ بحَجر أَو جَعْفَرٍ والتأنيثُ على ضَرْبَيْنِ تأنيثٍ حقيقيٌّ وتأنيثٍ غير حقيقيٍّ فالحَقِيقِيُّ مَا كَانَ بإزائه ذَكَر نَحْو امرأةٍ ورجُل وناقةٍ وجَمَل وعَيْرٍ وأتانٍ ورِخْل وَحَمَل وعَنَاقٍ وجَدْي وأمَّا غيرُ الحَقِيقِيٍّ فَمَا لَحَقَ اللفظَ فَقَط وَلم يكن تَحْتَهُ معنى وَذَلِكَ نَحْو البُشْري والذِّكْرَى وطَرْفَاء وصَحْرَاء وغُرْفَة وظُلْمَة وقِدْرِ وشَمْس فتأنيث هَذِه الْأَشْيَاء تأنيثُ لفظ لَا تأنيثُ حَقِيقَة فَهَذَا مَا عَبَّر بِهِ عَن معنى التَّأْنِيث وقسَّمة إِلَيْهِ فِي كِتَابه الموسُوم بالإيضاح وَقَالَ فِي كتاب الحُجَّة: المؤنَّث - حيوانٌ لَهُ فَرْج خِلافُ المذكَّر فَهَذَا المؤنَّث فِي الْمَعْنى على الحقِيقة والمَعَاني على ثَلَاثَة أوجُه مؤنث ومذكَّر وَمعنى لَيْسَ بمذَكَّر وَلَا مؤنَّث وَإِنَّمَا يَقُول النحويُّون الْجِنْس لهَذِهِ الثَّلَاثَة والتأنيثُ على وَجْهَيْن تأنيثُ الْمَعْنى وتأنيثُ الاسمِ فَمَا كَانَ مِنْهُ حقِيقيًّا فَإِن تذكير فِعْله إِذا تقدم فاعِلَه لَا يسُوعُ فِي الْكَلَام فِي حَال السَّعة وَذَلِكَ نَحْو سَعَتِ المَرأةُ وذهبتْ سَلْمَى وبَعُدت أسْماءُ فتلزم العلامةُ على حَسب لُزُوم المعنَى وحقيقتِه ليؤْذِنَ أَن المسنَد إِلَيْهِ الفعلُ مؤنثٌ قَالَ: وعَلى هَذَا قَالُوا: قامَا غُلاماكض " ويَعْصُرْن السَّلِيط أقارِبُه " إِلَّا أَن الْأَحْسَن هُنا أَن لَا تلْحق الفِعلَ علامةُ تثْنيَة وَلَا جمع لِأَن التَّثْنِيَة وَالْجمع لَا يَلْزمان [ ... ] التَّأْنِيث الحقِيقيّ وغن كَانَ قد جَاءَ فِي الشّعْر مثل هَذَا كَقَوْلِه وَكَانَ الَّذِي [ ... .] ذَلِك هَذَا بالمفعول على هَذَا حَكَوْا حضَرَ القاضِيَ امرأةٌ فَإِن كَانَ التأنيثُ غيرَ حقيقيٍّ جَازَ تذكيرُ الفِعْل الَّذِي يسنَد إِلَيْهِ متقدِّماً نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فمَنْ جاءهُ مَوْعِظةٌ من رَبَّه} [الْبَقَرَة: 275] {ولَوْ كانَ بهم خَصاصةٌ} [الْحَشْر: 9] {وأخَذَ الَّذين ظلَمُوا الصيْحةُ} [هود: 67] وَفِي مَوضِع آخر: {قد جاءتْكُمْ مَوْعِظةٌ} [يُونُس: 57] {فأخَذَتْهم الصيحةُ} [الْمُؤْمِنُونَ: 41] فَإِن قَالَ موعظة جَاءَنَا كَانَ أقبح من جَاءَنَا مَوْعِظة لَان الرَّاجِع يَنْبَغِي أَن يكونَ على حَدِّ مَا يرجِع إِلَيْهِ وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(إذْ هِيَ أحْوَى من الرِّبْعِيِّ حاجِبُها ... والعَيْنُ بالإِثْمدش الحارِيِّ مَكْحُولُ)
وَأنْشد أَيْضا:
(فَلَا مُزْنةٌ ودَقَتْ ودْقَها ... وَلَا أرضٌ أبْقَلَ إبْقالَها)
وَأنْشد الْفَارِسِي:
(أرْمِي عَلَيْهَا وَهِي فَرْع أجمَعُ ... وَهِي ثلاثُ أذْرُعِ وإصبَع)
وَمعنى استشهاده بِهَذَا الْبَيْت هَاهُنَا وتنظيرِه إيَّاه بقوله " وَلَا أرضٌ أبقل إبقالَها " هُوَ أَن أجمَع وصفٌ لِهِيَ فَكَانَ ينْبَغِي أَن يَقُول هُوَ جَمْعاءُ فزعٌ وَلَا يجوز أَن يحمل أجْمع على فَرْع لِأَن أجْمَع معرفةٌ وفَرْع لِأَن أجْمَع معرفةٌ وفَرْع نكِرة وَلكنه(5/55)
ذكر على تذكِيرِ وَلَا أَرض أبقل:
(والعَيْنَ بِالاثْمدِ الحارِيِّ مكحولُ ... )
وَقد قَالَ فِي كتاب البَغْدادِيَّات إِن أجْمَع حمل على الضَّمِير الَّذِي فِي فَرْع كَأَنَّهَا وَهِي طَوِيلَة قَالَ: فَأَما قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا حَضَر القِسْمةُ أُولُو القُرْبَى} [النِّسَاء: 8] ثمَّ قَالَ: {فارزُقُوهم مِنْهُ} [النِّسَاء: 8] فَلِأَنَّهُ حُمِل على الْإِرْث يَعْنِي الميراثَ أَو لِأَن القسمةَ المقْسومُ فِي الْمَعْنى قَالَ: وعَلى هَذَا حمل سِيبَوَيْهٍ قَوْله:
(والعينُ بالاِثْمدِ الحارِيِّ مكحولُ ... )
كَمَا تقدم وروى أَبُو عُثْمَان وغيرُه عَن الْأَصْمَعِي أَنه كَانَ يتأوّله إِذْ هِيَ أحْوَى حاجبُها مَكْحُول والعينُ بالاِثْمدِ قَالَ أَبُو عُثْمَان: الْعَرَب تَقول الأَجْذاع انكَسَرْن لأدنَى العَدَد والجُذُوع انْكَسَرتْ لكثيره وعَلى هَذَا قَوْلهم لِخمْس خَلَوْن وَكَذَلِكَ إِلَى العَشْر فَإِذا زَاد على الْعشْرَة دخل فِي حَدّ الْكثير فَقَالُوا لإِحدَى عشْرَةَ خَلَتْ وَكَذَلِكَ إِلَى التّسْعَ عشرةَ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما الجَمِيع من الحَيوان الَّذِي يُكَسِّر عَلَيْهِ الواحدُ فبمنزلة الجَميع من غَيره الَّذِي يكسَّر عَلَيْهِ الواحدُ أَلا تَرى أَنَّك تَقول هُوَ رجل وَهِي الرجالُ فَيجوز ذَلِك وَتقول هُوَ جَمَل وَهِي الجِمَال وَهُوَ عَيْر وَهِي الأعْيار فجرَتْ هَذِه كُلُّها مَجْرَى هِيَ الجُذُوع وَمَا أشبه ذَلِك يُجْرَى هَذَا المُجْرَى لِأَن الْجَمِيع يؤنَّث وَإِن كَانَ كلُّ واحدٍ مِنْهُ مذَكَّراً من الْحَيَوَان فَلَمَّا كَانَ كَذَلِك صَيَّرُوه بِمَنْزِلَة المَوَات لِأَنَّهُ قد خَرج من الأوّل الأمْكَن حَيْثُ أردْت الْجَمِيع فَلَمَّا كَانَ ذَلِك احتملوا أَن يُجْرُوه مُجْرَى جيمع المَمَوات قَالُوا قد جَاءَ جوَارِيك وَجَاء نِساؤُك وَجَاء بنَاتُك وَقَالُوا فِيمَا لم يكَسَّر عَلَيْهِ الواحدُ لِأَنَّهُ فِي معنى الْجَمِيع كَمَا قالُوا فِي هَذَا كَمَا قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى جَدُّه: {وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعونَ إِلَيْك} [يُونُس 42] {وَقَالَ نِسْوةٌ فِي المَدينة} [يُوسُف: 30] قَالَ الْفَارِسِي: حِين علل حذف الْعَلامَة من الْفِعْل أَعنِي فعلَ الْجَمِيع ولأنَّ هَذِه الجُموعَ كَمَا يعبَّر عَنْهَا بالجَماعة فقد يعَبَّر عَنَّا بالجَمْع والجميع ويدلّ على أَن هَذَا التَّأْنِيث لَيْسَ بِحَقِيقَة أَنَّك لَو سمَّيت رجُلاً بكِلاَبٍ أَو كَعَابٍ أَو ظُرُوف أَو عُنُوق صَرَفته وَلَو سميت بعَنَاقٍ أَو أَتَانٍ لم تصرفه وَلذَلِك جَاءَ: {وجاءهُم البَيِّنَاتُ} [آل عمرَان: 86] وَقَالَ تَعَالَى: {إِذا جاءكَ المُؤْمِناتُ يُبَايِعْنَك} [الممتحنة: 12] وَلَو قلت قَالَ امرأةٌ لم يستقِمْ لِأَن تَأْنِيث النِّساء والنِّسوة للْجمع كَمَا أَن التَّأْنِيث فِي قَالَت الأعرابُ كَذَلِك فَلَو لم يؤَنّث كَمَا لم يؤنَّث قَالَ نسوةٌ لَكَانَ حسنا وعَلى التَّذْكِير قولُ الفرَزْدق:
(وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ ... طَوِيلاً سَوَارِيه شَدِيداً دَعائِمُه)
وَقَالَ فِي إحدَى فَعِيل:
(وَمَا زِلْتُ مَحْمُولاُ عَليَّ ضَغِينةٌ ... ومُضْطَلِعَ الأضْغَانِ مُذْ أَنا يَافِعُ)
وَقَالَ آخر:
(فَلاقَى ابنَ يَبْتَغِي مِثلَ مَا ابْتَغَى ... من القَوْمِ مَسْقِيُّ السِّمَام خَدائِدُهْ)
وَلَو قَالَ الكِلابُ نَبَح والكِعَاب انكسَرَ كَانَ قبيحاً حَتَّى يُلْحِقَ العلامةَ كَمَا قَبُح موعِظةٌ جاءَنَا وَلم يَقْبُح جَاءَنَا مَوْعِظةٌ وَقد جَاءَ فِي الشّعْر:
(فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ ... فإنَّ الحَوادِثَ أَوْدَى بهَا)(5/56)
وَهَذَا إِنَّمَا حَمَل الحوادِثَ على الحَدَثان ولَمَّا كَانُوا يقولُون الحَدَثان فيريدون بِهِ الكَثْرة والجُنْس كَمَا يُراد ذَلِك بِلَفْظ الْجَمِيع فَجعل الجمعُ كالواحد لموافقته لَهُ فِي الْمَعْنى بإرادتِهِ الْكَثْرَة باللفظين ومنْ ثَمَّ أنَّث الحَدَثان فِي الشِّعر أَيْضا لَمَّا جَازَ أَن يُعْنَى بِهِ مَا يعْنى بالحَوَادث قَالَ الشَّاعِر:
(وحَمَّالُ المِئِينَ إِذا ألمَّتْ ... بِنَا الحَدَثانُ والأَنِفُ النَّصُور)
1 - بَاب أَسمَاء المؤنَّث
الْأَسْمَاء المؤنَّثة على ضرْبين اسمٌ لَا علامةَ فِيهِ للتأنيث واسمٌ فِيهِ علامةٌ فَمَا لم تكن لَهُ فِيهِ علامةٌ فَلَا يَخْلُو من أَن يكونَ على ثَلَاثَة أحرُف أَو أكثَر من ذَلِك فَالَّذِي على ثَلَاثَة أحْرُفٍ نَحْو عَيْن وأُذُن وشمْس ونارٍ ودارٍ وقِدْر وعَنْز وسُوق فَمَا كَانَ من هَذَا الضَّرْب فَإِنَّهُ إِذا حُقِّر لَحِقتْه هاءُ التأنيثِ فِي التحقير كأَذيْنةٍ وعُيَيْنةٍ وسُوَيْقةٍ ودُوَيْرةٍ وَإِنَّمَا لَحِقت التاءُ فِي التحقير لِأَنَّهُ يَرُدّ مَا كَانَ ينبغِي أَن يكون فِي بِناء المكَبَّر فرُدّت كَمَا رُدَّت اللامُ فِي نَحْو يَدٍ ودمٍ وَنَحْو ذَلِك أَلا ترى أَنهم جمعُوا مَا حُذِفت الهاءُ فِي مكبَّره من الْمُؤَنَّث بِالْوَاو وَالنُّون كَمَا جمعُوا مَا خُذِفت مِنْهُ اللامُ فَقَالُوا أرَضُون كَمَا قَالُوا سِنُونَ وثِبُونَ ومِئُونَ وَقد تركُوا رَدّ الْهَاء فِي التحقير فِي حُرُوف مؤنَّثه من ذَوَات الثلاثةِ شَذَّتْ عَمَّا عَلَيْهِ الجُمْهورُ فِي الِاسْتِعْمَال مِنْهَا حَرْب وقَوْس ودِرْع لِدرْع الْحَدِيد وَإِنَّمَا قُلْنَا لِدرْع الْحَدِيد لِأَن الدِّرْع من الثِّياب مذكَّر وَمِنْهَا عُرْس وعَرَب قَالُوا عُرَيْب وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة:
(ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامَ العُرَيْب ... وَلَا تَشْتهيه نُفُوسُ العَجَمْ)
والعَرَب مؤنَّثة لقَولهم العَرَبُ العارِبَةُ والعَرَب العَرْباءُ - وَأما مَا كَانَ على أَرْبَعَة أحرف من الْمُؤَنَّث فَلَا تَلْحَقُه التاءُ فِي التحقير وَذَلِكَ قَوْلهم فِي عَنَاق عُنَيِّق وَفِي عُقَّاب عُقَيِّب وَفِي عَقْرَبٍ عُقَيْرِب كَأَنَّهُمْ جعلُوا الْحَرْف الزَّائِد على الثَّلَاثَة فِي العِدّة وَإِن كَانَ أصلا بِمَنْزِلَة الزِّيادة الَّتِي هِيَ التَّاء فعاقَبتْها كَمَا جعلُوا الأصلَ كالزائدِ فِي يَرْمِي ويَغْزُو ويَخْشَى حَيْثُ حُذِفَت فِي الْجَزْم كَمَا حذفت الحركاتُ الزَّائِدَة وكما جعلت الْألف فِي مُرَامىّ بِمَنْزِلَة الَّتِي فِي حُبارَى وكما جعلت الياءُ فِي تَحِيَّة بِمَنْزِلَة الأُولَى فِي غَذِيّ وَالْيَاء فِي حَنِيفة فِي قَوْلهم تَحَوِيُّ وَقد شذَّ شيءٌ من هَذَا الْبَاب أَيْضا فأُلْحقت فِيهِ الهاءُ وَذَلِكَ وَرَاء وقُدَّام قَالُوا وُرَيِّثة وقُدَيْدِيمةٌ قَالَ الشَّاعِر:
(وَقد عَلَوْت قُتُودَ الرَّحْلِ يَسْفَعُني ... يَوْمٌ قُدَيْدِيمةَ الجَوْزاءِ مَسْمُومُ)
ولَحاقُ الهاءِ فِي هَذَا الضَّرب شاذٌّ عمَّا عَلَيْهِ استعمالُ الكَثْرة وَإِنَّمَا جَاءَ على الأَصْل المرْفُوض كَمَا جَاءَ القُصْوَى على ذَلِك ليُعْلَم أَن الأَصْل فِي الدُّنْيا والعُلْيا الواوُ كَمَا جَاءَ الْقَوَد ليُعْلم أَن الأصلَ فِي دارٍ وبابٍ الحركةُ فَأَما حُبَيِّرةٌ ولُغَيْغِيزةق فِي قَول من ألحقَ التَّاء فِي التحقير فَلَيْسَ على حَدّ قُدَيْدِيمة وَلَكِن على حدّ زَنادِقةٍ وفَرَازنَة - وَمِمَّا غَلَب عَلَيْهِ التأنيثُ فَلم يُعْرَف فِيهِ التذكيرُ يَقُولُونَ ثَلاثُ أَعْقُبِ غَلَب عَلَيْهِ التأنيثُ وَلم تكن كالضَّبُع لِأَن الضّبُع ذَكَرُها ضِبُعانُ وَلم يَقُولُوا ثلاثةٌ أعْقُب ذكورٍ وَلَا إناثٍ كَمَا قَالُوا حمامٌ ذكَرٌ وَله ثلاثُ شِيَاهِ ذُكُور لِأَن العُقَاب لَا تكون عِنْدهم إِلَّا أُنْثَى وَهَذَا قَول أبي الْحسن
1 - بَاب لَحَاق علامةِ التَّأْنِيث للأسماءِ وتقسيمِ العَلاماتِ
العَلامةُ الَّتِي تَلْحَق الأسماءًَ للتأنيث علامتانِ متَّفِقتان بكونهما عَلامتَيْ تأنيثٍ ومُخْتَلفتان فِي الصُّورَة فإحداهما ألِفٌ والأُخْرَى هَاء وَإِن شِئْت قلت تَاء وَهِي التَّاء الَّتِي تُقْلَب فِي الوقْف هَاء فِي أَكثر الِاسْتِعْمَال لِأَن نَاسا يَدَعُون التاءَ فِي الْوَقْف على حَالهَا فِي الْوَصْل كَمَا قَالَ:(5/57)
(بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كظَهْر الحَجَفَتْ ... )
وكما قَالَ لَيْس عِندنا عَرَبِيَّتْ وسآتي على تَعْلِيل ذَلِك فِي بَاب الْهَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى ونأخُذ الْآن فِي ذكر الألِف لأنَّه لَا يُنْوَى بهَا الانفصالُ من الإسِم الَّذِي هِيَ فِيهِ كَمَا يُنْوَى ذَلِك فِي الْهَاء أَلا ترى أَن سِيبَوَيْهٍ يجعَل الهاءَ فِي طلحةَ بِإزاء مَوْتض من حَضْرَمَوْتَ فيُعاملُها معاملةَ هَذَا الاسمِ الأخِيرِ من هذَيْن الإِسْمَيْنِ المرَكَّبين فيُجْرِيه مُجْرَاة كنحو تمثيله لَهُ بِهِ فِي بَاب التحقير والنَّسَبِ والترخيمِ وَأما الألِف فالاسمُ مبْنِيُّ عَلَيْهَا فَهِيَ جُزْس مِنْهُ فَكَمَا لَا يُنْوَى بجُزْء من أَجْزاء الِاسْم انْفِصالٌ من الِاسْم كَذَلِك لَا يُنْوَى بِالْألف انفصالٌ من الِاسْم الَّذِي هِيَ فِيهِ وَهَذِه العلامةُ الَّتِي هِيَ الألفُ على ضَرْبَيْنِ ألِفٌ مُفْرَدةٌ وَألف تلحقُ بِناء مختَصًّا بالتأنيث أَو بِنَاء مشتَرَكاً للتأنيثِ والتذكيرِ ونَبْدأُ بالمختصِّ بالتأنيث لِأَن قصدَنا فِي هَذَا الموضِعِ إحصاءُ التأنيثِ بعلاماته وأبنِيتَه وَمَا تختَصُّه ثمَّ نُتْبِعه مَا تلْحَقه من الأبْنِية المشتَرَكة فَمن المخْتَصِّ مَا كَانَ علَى فُعْلَى وَهَذَا الْبناء على ضَرْبَيْنِ أحدُهما أَن تكون الفُعْلَى تأنيثَ الأفْعَل والآخَر أَن تكونَ فُعْلَى لَا يكون مذكَّرُها أفْعَلَ فَإِذا كَانَ الفُعْلَى مذكَّرُه أفْعَلُ لم يُستعْمَل إِلَّا بِالْألف وَاللَّام كَمَا أَن مذَكذَره كَذَلِك وَذَلِكَ قَوْلك الكُبْرَى والأكْبَر والصُّغْرَى والأصْغر والوُسْطَى والأوْسَط والطُّولَى والأطْوَلُ والدُّنْيا والأَدْنَى وَجمع الفُعْلَى هَذِه إِذا كُسِّرت الفُعَلُ كَقَوْلِنَا الكُبَر وَفِي التَّنْزِيل: {إِنَّهَا لإِحْدَى الكُبَر} [المدثر: 35] وَكَذَلِكَ الصُّغَر والطُّوَل والعُلَى وفيالتنزيل: {فأُولئِك لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى} [طه: 75] والفُعْلَى إِذا أُفْرِدت أَو جُمِعت مكسَّرةً أَو بِالْألف والتاءِ لم تُستَعْمَل إِلَّا بِالْألف وَاللَّام أَو بِالْإِضَافَة تَقول الطُّولى والطُّوَل وطُولاَها وقُصْرَاها والطُّولَيَات والقُصْرَيَات وَكَذَلِكَ المذَكَّر أُفْرِد أَو جُمِع فسَلِم أَو كُسِّر وَفِي التَّنْزِيل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكم بالأخْسَرِينَ أعمالا} [الْكَهْف: 103] وَفِيه: {واتَّبَعَك الأرْذَلُون} [الشُّعَرَاء: 111] وَفِيه: {أكَابِرَ مُجْرِميها} [الْأَنْعَام: 123] وَفِيه: {وَمَا نَرَاك اتَّبَعَك إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أراذِلُنا} [هود: 27] وَفِيه: {إذِ انْبعثَ أشْقاهَا} [الشَّمْس: 12] وَقد استعملوا أُخَرَ بِغَيْر ألفٍ وَلَام فَقَالُوا رجل آخَرُ وَرِجَال أُخَرُ وَفِي التَّنْزِيل: {وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ} [آل عمرَان: 7] وَكَذَلِكَ أُخْرَى وَكَانَ قِيَاس ذَلِك أَن يكون كَمَا تقدّم قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن أُخَرَ فَقلت مَا بالُه لَا يَنْصرِف فِي معرفةٍ وَلَا نكرةٍ قَالَ لِأَن أُخَرَ خَالَفت أخواتِها وَأَصلهَا وَإِنَّمَا هِيَ بمنْزِلة الطُّوَل والوُسَط والكُبَر لَا يكُنَّ صفةٌ إِلَّا وفيهنَّ ألف ولامٌ فتُوصَف بهنَّ المعرفةُ أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول نِسوةٌ صُغَرٌ وَلَا هَؤُلَاءِ نِسْوةٌ وُسَطٌ وَلَا هَؤُلَاءِ قومٌ أصاغِرُ فَلَمَّا خَالَفت الأصلَ وَجَاءَت صفة بِغَيْر ألفٍ ولامٍ تركُوا صرْفها كَمَا تركُوا صَرْف لُكَعَ حِين أَرَادوا يَا ألْكَعُ وفُسَقَ حِين أَرَادوا يَا فَاسِقُ قَالَ الْفَارِسِي: وَمن ذَلِك أوّلُ تَقول هَذَا رجلٌ فَلَا تصرف تُرِيدُ أوَّلَ من غَيره فتحذف الجارَّ مَعَ المجرُورِ وَهُوَ فِي تَقْدِير الْإِثْبَات فَلذَلِك لم تَصْرِفْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ سَأَلت الخليلَ رَحمَه الله عَن قَوْلهم مُذْ عامٌ أوَّلُ ومُذْ عَام أوّلَ فَقَالَ هاهُنَا صفةٌ وَهُوَ أوَّلُ من عامِك وَلَكِن ألزمُوه هَاهُنَا الحذفَ استِخْفافاً فَجعلُوا هَذَا الحرفَ بِمَنْزِلَة أفضَلُ مِنْك وَقد جَعَلُوهُ اسْما بمنْزِلة أفْكَلٍ وَذَلِكَ قَول الْعَرَب مَا تركتُ لَهُ أوَّلاً وَلَا آخِراً وَقَالُوا أَنا أوَّلُ مِنْهُ وَلم يَقُولُوا رجُل أولُ مِنْهُ فَلَمَّا جَاءَ فِي هذانِ الوجهانِ أجازُوا فِيهِ أَن يكونَ صِفةً وَأَن يكونَ اسْما قَالَ: وعَلى أيِّ الوجْهين جعلتَه اسْما لرجُل صرَفْته فِي النكرَة وَإِذا قلت هَذَا عامٌ أوّلُ فَإِنَّمَا جَازَ هَذَا الكلامُ لِأَنَّك تُعْلِم بِهِ أَنَّك تَعْنِي الْعَام الَّذِي يَليه عامُك كَمَا أَنَّك إِذا قلت أوَّلُ من أمْسِ وَبعد غدٍ فَإِنَّمَا تَعْنِي الَّذِي يَليه أمْسِ وَالَّذِي يَلِيه غَدٌ فَأَما قَوْلهم ابْدأء بِهَذَا أوَّلُ فَإِنَّمَا يريدُون بِهِ أوَّلَ من كَذَا وَلَكِن الْحَذف جَائِز جَيِّد كَمَا تَقول أَنْت أفضَلُ وَأَنت تُرِيدُ أفضَلُ من غَيْرك وَهَذَا مذهبُه أَيْضا فِي قَوْلنَا اللهُ أكبَرُ أَو لَا ترَاهُ ذكره فِي عَقِب قَول سُحَيم بنِ وَثِيل الرِّيَاحي:(5/58)
(مَررْتُ على وادِي السِّباعِ وَلَا أَرَى ... كوادِي السِّباعِ حِين يُظْلِمُ وادِيَا)
(أقَلَّ بِهِ رَكْبٌ أتَوْه تَئِيَّةً ... وأخْوَفَ إلاَّ مَا وَقَى اللهُ سارِيضا)
قَالَ: أَرَادَ أقَلَّ بِهِ الركْب تَئِيَّة مِنْهُ ثمَّ قَالَ: وَمثل ذَلِك قَوْلهم اللهُ أكبَرُ قَالَ: فِي بابِ أوّل إِلَّا أَن الحذْف لزِم صِفَةَ عَام لِكَثْرَة استِعْمالهم إيَّاه حَتَّى استَغْنوْا عَنهُ ومثلُ هَذَا فِي الْكَلَام كثيرٌ والحذف يُستَعمل فِي قَوْلهم ابدَأْ بِهِ أوّلُ أكّثَرَ وَقد يجوز أَن يُظْهِرُوه إِلَّا أَنهم إِذا أظهَروا لم يجُزْ إِلَّا الفتْح قَالَ: وَسَأَلته رَحمَه الله عَن قَول العَرب: وَهُوَ قَلِيل مُذْ عامٌ أوَّلَ فَقَالَ: جعلُوه ظَرْفاً فِي هَذَا الْموضع وكأنَّه قَالَ مُذْ عامٌ قبلَ عامِك وَسَأَلته رَحمَه الله عَن قَوْله زيْدٌ أسْفَلَ مِنْك فَقَالَ هَذَا ظَرْف كَأَنَّهُ قَالَ زيدٌ فِي مكانٍ أسفَلَ من مكانِك وَفِي التَّنْزِيل: {والرَّكب أسفَلَ مِنْكُم} [الْأَنْفَال: 42] ومثلُ الحذفِ فِي أوّل لكَثْرة استعمالهم إيَّاه قولُهم لَا عَلَيْك فالحَذْف فِي هَذَا الْموضع كَهَذا ومثلُه هَلْ لَك فِي ذَلِك وألك وَلَا تذكر لَهُ حَاجَة وَلَا هَل لَك حاجةٌ ونحوُ هَذَا أَكثر من أَن يُحْصى قَالَ الشَّاعِر:
(يَا لَيْتَها كانتْ لاِءَهْلِي إبِلاَ ... أَو هُزِلَتْ من جَدْبِ عامٍ أوَّلاَ)
يكون على الوَصْفِ وعَلى الظرْف وَهَكَذَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ أَو هُزِلت فَأَما الْفَارِسِي فأنشده أَو سَمِنَت وَهَذَا على الدُّعاءِ لَهَا أَو عَلَيْهَا قَالَ: وَمن جعل أوّلاً غير وصْف صَرَفه وَقَالُوا مَا تَرَكْتُ لَهُ أوَّلاً وَلَا آخِراً كَقَوْلِك قَدِيماً وَلَا حَدِيثاً وَأما مَا حُكِي من أَن بعضَهم قَرَأَ: {وقُولُوا للناسِ حُسْنَى} فشاذّ عَن الِاسْتِعْمَال وَالْقِيَاس وَمَا كَانَ كَذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ بِهِ إِلَّا أَن يكونَ جعل حُسْنَى مصدَراً كالرُّجْعَى والبُشْرَى وأفْعَلُ الَّذِي مؤنَّثُه الفُعْلَى يسْتَعْمل على ضَرْبَيْنِ أحدُهما أَن يتعَلَّق بِهِ مِنْ فَإِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ للمذكر والمؤنَّث والاثنين والجَمِيع على لفظٍ واحدٍ تَقول مَرَرْت برجُل أفْضلَ من زيدٍ وبامرأةٍ أفضَلَ من زيدٍ وبرجلَيْنِ أفضَلَ من زيدٍ وَكَذَلِكَ الْجَمِيع وتَثنِيَةُ المؤنَّث وجمعُه فَإِذا دخلت الألفُ واللامُ عاقَبَتا مِنْ وَلم تَجتَمِعْ مَعَهُمَا تَقول زيدٌ الأفضَلُ وَلَا يجوز زيدٌ الأفضلُ من عمْرو لِأَن مِنْ إِنَّمَا تدخُل لتُحْدِثَ فِيهِ ضَرْباً من التَّخْصِيص فَإِذا دخلت لامُ التعريفِ جلعت الِاسْم بحيثُ تُوضَع اليدُ عَلَيْهِ وَهَذَا من حُرِّ الْعبارَة فَلَو أُلْحِقَت مِن مَعهَا لَكَانَ بِالنَّقْضِ للتعرِيف الحادِث باللامِ فَأَما قَول الْأَعْشَى:
(ولَسْتَ بالأكْثَرِ مِنْهُم حَصًى ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ)
فتَعَلُّق من بالأكْثَر لَيْسَ على حَدِّ قَوْلك قومُك أكثَرُ من قومِ زيدٍ وَلَكِن على حَدِّ مَا يتعَلَّق بِهِ الظَّرْف أَلا تَرى تعلُّقَه بِهِ فِي قَول أوْس:
(فإنَّا رَأيْنا العِرْضَ أحْوَجَ سَاعَة ... إِلَى الصَّوْنِ مِنْ رَيْطٍ يَمَانٍ مُسَهَّمِ)
1 - هَذَا بَاب فُعْلَى الَّتِي لَا تكونُ مؤَنَّث أفْعَلَ وَمَا أشبههَا مِمَّا يختَصُّ بِبِنَاء التأنِيث وَلَا تكونث ألِفُها إِلَّا لَهُ
اعْلَم أنّ فُعْلَى هَذِه يختَصُّ بِنَاؤُها بالتأنيث وَلَا يكونَ لغيرهِ وَلَا يلزمُ دُخولُ الْألف واللامِ عَلَيْهَا معاقِبَةً لمِنِ الجارّةِ كَمَا جَازَ ذَلِك فِي فُعْلَى الَّتِي تقَدَّم ذكرُها وَهِي تَجِيء على ضَرْبين: أحدُهما أَن تكون اسْما غيْرَ وَصْف والآخَرُ أَن تكونَ وَصْفاً فالاسم على ضَرْبَيْن أحدُهما أَن يكونَ اسْما غَيْر مصدَر والآخَرُ أَن يكونَ مصدَراً وهذهِ قسْمة الفارسِيّ فالاسمُ غيْرُ المصدَر نَحْو البُهْمى وحُزْوَى وحُمَّى ورُؤْيَا وَزعم سِيبَوَيْهٍ أَن بَعضهم قَالَ بُهْماة وَلَيْسَ ذَلِك بِالْمَعْرُوفِ واختُلِف فِي طُغْيَا الَّتِي هِيَ اسمُ الصغِير من بَقر الوَحْش فحكاها أحمدُ بنُ(5/59)
يحيَى بِفَتْح أوَّلها وحَكَى عَن الأصمَعي طُغْيَا بِضَم الأول وَقَالَ يُقال طَغَتْ تَطْغَى طَغْياً - إِذا صاحَتْ وَأنْشد لأُسامةَ الهُذَلي:
(وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ ... وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ النَّاشطِ)
وَقَالَ الْفَارِسِي: وَمَا جَاءَ من المَصادِر على فُعْلَى فنحوْ البُشْرَى والرُّجْعَى والزُّلْفَى والشُّورَى وَمَا جَاءَ مِنْهُ من الصِّفات فنحو حُبْلَى وخُنْثَى وأُنْثى ورُبَّى وَمِمَّا جَاءَ من الأبنِية المختَصَّة للتأنيث على غير هَذِه الزِّنَة قولُهم أَجَلَى ودَقَرَى ونَمَلَى وبَرَدَى - وَهِي أسماءُ مواضِعَ وَقَالُوا بَرَدَى وبَرَدَيَّا والصِّفة نَحْو جَمْزَى وبشَكَى ومَرَطَى وَقَالُوا نَاقَة مَلَسَى وزَلَجَى - وهما السريعتان وَكَذَلِكَ شُعَبَى وأُدَمَى - لمكانين وَقد قدمتُ جُمْهُورَ هَذِه الأوزان فِي الْمَمْدُود والمقصور فالألف فِي هَذِه الْأَبْنِيَة لَا تكونُ إِلَّا للتأنيثِ وَلَا تكون للاِلْحاق لِأَن الْأُصُول لم تَجْرِ على هَذِه الْأَمْثِلَة فَيَقَع الالحاقُ بهَا
1 - بابُ مَا جَاءَ على أَرْبَعَة أحرُفٍ مِمَّا كَانَ آخِرُه ألِفاً من الأبْنِية المشتَرَكة للتأنيث وَلغيره وَذَلِكَ بناآنِ أَحدهمَا فَعْلَى والآخَرِ فِعْلَى
أمَّا فَعْلَى فَتكون ألفُها للاِلحاق وللتأنيث فمما جَاءَ ألِفُه للاِلْحاق وَلم يُؤنَّث قَوْلهم الأرْطَى فِيمَن قَالَ أدِيم مَأْرُوط وانصَرف فِي النَّكِرة لِأَن ألِفَها لغير التَّأْنِيث وَلذَلِك قَالُوا أرْطاةق فألْحقُوا التاءَ فَلَو كانتْ للتأنيث لم تدخُلْه التاءُ أَلا تَرَى أَنه لَا يجتمعُ فِي اسمٍ عَلامتانِ للتأنيث فكلُّ مَا جَازَ دُخُول التَّاء عَلَيْهِ من هَذِه الألفاظِ عُلمِ أَنَّهَا للاِلْحاق دُونَ التَّأْنِيث ومثلُ الأرْطى فِيمَا وصَفْت لَك العلْقَى لأَنهم قد قَالُوا علْقاةُ وزَعم أَن بعض الْعَرَب أنَّث العَلْقَى وأنّ رُؤْبَة لم ينوِّنه فِي قَوْله:
(فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ ... )
ومثلُ ذَلِك تَتْرَى وَهُوَ فَعْلَى من المُواتَرَة وأُبْدِلت من واوها التاءُ كَمَا أُبدِلتْ فِي تُرَاثٍ وتُخَمَة قَالَ الْفَارِسِي: الْوَجْه عِنْدي تركُ الصَّرْف كالدَّعْوَى والنَّجْوَى لِأَن الْألف للاِلْحاق لم تدخُلِ المَصادِرَ وَقد كَثُر دُخولُ ألف التأنيثِ على المَصَادر فِي هَذَا البِناء وغيرِه فَإِذا كانتِ الألفُ فِي فَعْلَى وَلم تكن للالحاق فإنَّ البِناءَ الَّذِي هُوَ فِيهِ على ضَرْبين أحدُهما أَن يكونَ اسْما غيْر وَصْف والآخَرُ أَن يكون وَصْفاً فالاسمُ الَّذِي هُوَ غيْرُ وصف على ضَرْبَيْنِ اسمٌ غيْرُ مصدَر واسمٌ مصدَرٌ وَهَذِه كلُّها قِسْمة الفارسِيّ فالاسمُ الَّذِي لَيْسَ بمَصْدَر نَحْو سَلْمَى ورَضْوَى وجَهْوَى وعَوَّا - لاسم النَّجْم وشَرْوَى - لمثل الشيءِ وَقَالُوا فِي اسْم مَوضِع سَعْيَا قَالَ أَعنِي الْفَارِسِي: وَفِيه عنْدي تَأوِيلانِ أَحدهمَا أَن كيون سُمِّي بوصْف أَو يكون هَذَا فِي بَاب فُعْلَى كالقُصْوى فِي بَابه فِي الشُّذُود وَهَذَا كأنَّه أشبَهُ لأنّ الأعْلام تُغَيَّر كثيرا عَن أحْوالِها أَعنِي عَن أحوالِ نَظائِرها فَأَما الاسمُ الَّذِي هُوَ مَصْدَر من(5/60)
هَذَا البابِ فنحوُ الدَّعْوَى والنَّجْوَى والعَدْوَى والرَّعْوَى قَالَ: وَهُوَ عِنْدي من ارْعَوَيْت وَلَيْسَت منقلِبةً والتَّقْوَى والفَتْوَى واللَّوْمَى - يريدُ بِهِ اللَّوْمَ وَأنْشد أَبُو زيد:
(أمَا تَنْفكُّ تَرْكبُنِي بِلَوْمَى ... لَهِجْتَ بهَا كَمَا لَهِجَ الفِصَالُ)
وَفِي التَّنْزِيل: {وإذْ هُمْ نَجْوَى} [الْإِسْرَاء: 47] فافرادُها حيثُ يُرادُ بهَا الجمعُ يُقَوِّي انه مصدَرٌ وَقَالَ تَعَالَى: {مَا يَكُونُ من نَجْوَى ثَلاثةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُم} [المجادلة: 7] وَقد جمعُوا فَقَالُوا أَنْجِيَةٌ قَالَ الشَّاعِر:
(تُرِيحُ نِقَادَهَا جُشَمُ بْنُ بَكْرٍ ... وَمَا نَطَقُوا بأنْجِيَةِ الخُصُومِ)
وأمَّا مَا كَانَ من فَعْلَى وَصْفاً فعلى ضربَيْنِ: أحدُهما أَن يكون مُفْرداً والآخَرُ أَن يكونَ جمْعاً فالمُفْرَد مَا كَانَ مؤَنَّثَ فَعْلانَ وَذَلِكَ نحوُ سَكْرانَ وسَكْرَى ورَيَّانَ ورَيَّا وحَرَّانَ وحَرَّى وصَدْيانَ وصَدْيَا وشَهْوانَ وشَهْوَى وظَمْآنَ وظَمْأَى وَهَذَا مستمِرٌّ فِي مؤَنَّث فَعْلانَ وَأما مَا كَانَ من ذَلِك جَمْعاً فَإِنَّهُ يكونُ جَمْعاً لِمَا كَانَ ضَرْباً من آفَة وداء وَذَلِكَ مثلِ جَرِيح وجَرْحَى وكَلِيم وكَلْمَى ووَجِيِّ ووجْيَا من الوَجَى وَقَالُوا زَمِنٌ وزَمْنَى وضَمِن وضَمْنَى وَمن ذَلِك أسِير وأَسْرَى ومائِقٌ ومَوْقَى وأحمَقٌ وحَمْقَى وأنْوَكُ ونَوْكَى وَرُبمَا تعاقب فَعْلَى وفُعَالَى على الْكَلِمَة كَقَوْلِهِم أَسْرَى وأُسَارَى وكَسْلَى وكُسَالَى ورُبَّما تَعَاقَبَ عَلَيْهِ فَعَالَى وفُعَالَى فَقَالُوا كَسَالَى وكُسَالَى كَمَا قَالُوا سَكَارَى وسُكَارَى
1 - بابُ مَا جَاءَ على فِعْلَى
وأمَّا مَا جَاءَ على فِعْلَى فَأن ألفَه يجوز أَن تكونَ للإلحاق وَيجوز أَن تكونَ للتأنيث فممّا جَاءَ ألِفُه للإلحاق وَلم يُؤَنَّث معْزًى كلُّهم ينوّنُه فِي النكِرة فَيَقُول مِعْزًى كَمَا تَرَى وَمِمَّا يدلُّ على أَن هَذِه الألفات المُلْحِقات تَجْرِي مَجْرَى مَا هُوَ من أنْفُس الكَلِم قَوْلهم فِي تحقير مِعْزًى وأرْطَى مُعيْزٍ وأُرَيْطٍ كَمَا يَقُولُونَ دُرَيْهم وَلَو كَانَت للتأنيث لم يَقْلِبوا الألفَ كَمَا لم يَقْلِبوا فِي حُبَيْلَى وأُخَيْرَى وأمَّا مَا جَاءَ فِيهِ الْأَمر أَن جَمِيعًا فِي هَذَا الْبَاب فذِفْرَى مِنْهُم من يَقُول ذِفْرىً أسِيلةٌ فينوِّن وَهِي أقلُّ اللغتين وألحَقَها بدِرْهم وهِجْرَعٍ وَمِنْهُم من قَالَ ذِفْرَى آسِيلةٌ فَلم يَصْرِف وأُشِذَّت فَإِذا كَانَت الألفُ للتأنيث فِي فِعْلَى وَلم تكن للإلحاق فَإِن الاِسمَ الَّذِي هِيَ فِيهِ على ضَرْبَيْنِ أحدُهما أَن يكونَ اسْما غيْر مَصدَر والآخَرُ أَن يكونَ اسْما مصدرا وَلم يجيءُ صِفةً وَقد جَاءَ جَمْعاً فِي شيءٍ قليلٍ فالاسم نَحْو الشِّيزَى والدِّفْلَى والدِّفْرَى فِيمَن لم يصْرِف والمصدر نحوُ ذِكْرَى فِي قَوْله تَعَالَى: {تَبْصِرةً وذِكْرَى لكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8] وَقَالُوا السِّيمَى - للعلاَمة والمُسَوّمةُ - المعلَّمة والعينُ مِنْهَا واوٌ قلبتْها الكَسرةُ وَلم تَجِيءُ فِعْلَى صفة فَأَما قَوْله تَعَالَى: {قِسْمةٌ ضِيْزَى} [النَّجْم: 22] فَزعم سِيبَوَيْهٍ أَنه فُعْلَى فَجعله من بَاب حُبْلَى وأُنْثَى وَإِنَّمَا أبدلَ من الضمة كسرةً كَمَا أبدلها مِنْهَا فِي بِيضٍ قَالَ التَّوَّزِيُّ: وَحكى أحمدُ بن يحيى رجُلٌ كِيصيّ - إِذا كَانَ يأكُل وحْدَه وَقد كاصَ طعامَه كَيْصاً - إِذا أكله وحْدَه وَلَيْسَ هَذَا خِلافَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ حَكَاهُ منوَّناً وَلَكِن زعم سِيبَوَيْهٍ أَن فِعْلَى لَا يكون صِفةً إِلَّا أَن تَلْحَق تاءُ التَّأْنِيث نَحْو رجُلٌ عِزْهاةٌ وامرأةٌ سِعْلاة وَحكى أَحْمد بن يحيى الْكَلِمَة بِلَا هَاء فَهُوَ من هَذَا الْوَجْه خِلافُ قَول سِيبَوَيْهٍ وَأما فِعْلى الَّتِي تكونُ جَمْعاً فَمَا علمتُه جَاءَ إِلَّا فِي حرفين قَالُوا فِي جَمِيع حَجَلٍ حِجْلَى قَالَ الشَّاعِر:
(ارْحَمْ أُصِيْبِيتِي الذينَ كأنَّهم ... حِجْلَى تَدرَّجُ فِي الشَّرَبِّة وُقَّعُ)(5/61)
(يَا أُمَّةً وجَدَتْ مَالا بِلَا أحَدٍ ... إِلَّا لِظِرْبَى تَفاسَتْ بيْنَ أحْجارِ)
قَالَ أَبُو زيد: هُوَ الظَّرِبانُ وجمعُه ظَرَابِيُّ كَمَا تَرَى وَهِي الظِّرْبَى الظَّاء من هَذِه مكسورةٌ وَمن تِلْكَ مَفْتُوحَة وَكِلَاهُمَا جِمَاع وَهِي دابَّةٌ شبيهةٌ بالقِرْد وَحكى أَبُو الْحسن: أَن دِفْلَى تكون جمعا وتكونُ وَاحِدًا وَجَمِيع مَا ذكرته فِي هَذَا الْبَاب من فصل مقدَّم أَو قادمٍ فَهُوَ مذهبُ الْفَارِسِي وَهَكَذَا ذكره فِي كِتَابيه الإيضاحَ والإغْفال
1 - بَاب ألف التَّأْنِيث الَّتِي تلْحق قبلهَا ألفٌ فتُقْلَب الآخرةُ مِنْهُمَا همزَة لوقُوعها طَرَفاً بعد ألفٍ زائدةٍ
اعْلَم أنَّ أبنِيَة الأسماءِ الَّتِي تَلْحَقُها هَذِه العلامةُ على ضروب فَمِنْهَا فَعْلاءُ وَهِي لَا تكون أبَداً إِلَّا للتأنيثِ وَلَا تكُونُ همْزتُها إِلَّا منقلِبةٌ عَن أَلفه فَهِيَ فِي هَذَا الْبَاب مثل فُعْلَى فِي بَاب الألِلإ المقصورةِ وفَعَلى وفُعَلَى وتكونُ اسْما وصِفةً فَإِذا كَانَت اسْما كَانَ على ثَلَاثَة أضْرُب: اسمٌ غيرُ مصدَرٍ واسمٌ مصدرٌ واسمٌ يُرادُ بِهِ الجمعُ فمثال الأوّل قَوْلهم: الصَّحْراء والبَيْداءُ وسَيْناءُ والهَضَّاءُ قَالَ أَحْمد بن يحيى: وَهِي الجماعةُ من النَّاس وَأنْشد:
(إلَيْه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرًّا ... فَلَيْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِي)
والجَمَّاء من قَوْلهم جاؤُا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ والجَرْباء - السماءُ والعَلْياءُ فَإِن قلت فَلِم لَا يكونُ العَلْياءُ صِفةً وَيكون مذكَّره الأعْلَى كَقَوْلِك الحَمْراء والأَحْمَر فَالْقَوْل أَن العلْياءَ لَيْسَ بوَصْف إِنَّمَا هُوَ اسْم أَلا تَرَى أنَّ استِعْمالهم إيَّاها استِعمال الْأَسْمَاء فِي نَحْو:
(ألاَ يَا بَيْتُ بالعَلْياءِ بَيْتُ ... ولَوْلا حُبُّ أهْلِكَ مَا أَتَيْتُ)
وَلَو كَانَ صِفةً كالحمْراء لصَحَّت الواوُ الَّتِي هِيَ لامٌ من عَلَوْت كَمَا صَحَّت فِي القَنْواء والعَشْواء ونحوِ ذَلِك وَلَيْسَ الأعْلَى كالأحمر إِنَّمَا الأعْلَى كالأفْضَل لَا يُستَعْمل إِلَّا بالألفِ وَاللَّام أَو بِمن نَحْو زيد أَعْلَى من عَمْرو والزَّيدُونَ الأعْلَوْنَ وَفِي التَّنْزِيل: {وأنتُمُ الأعْلُونَ واللهُ مَعَكم} [مُحَمَّد: 35] وَفِيه:
(إنَّك أنْتَ الأعْلَى) [طه: 68] وَلَو كَانَ كالأحْمر لم يُجْمَع بِالْوَاو والنونِ فَأَما الكَلاَّءُ كَلاَّءُ البَصْرة فَزعم سِيبَوَيْهٍ أَنه فَعَّال بِمَنْزِلَة الجَبَّار والقَذَّاف وَهُوَ على هَذَا مذكَّر مصروفٌ ويدُلُّ على ذَلِك أَنهم قد سمَّوْا مُرْفَأَ السُّفُن المُكَلأَّ وَالْمعْنَى أَن الموضِعَ يَدْفَع الريحَ عَن السُّفُن المقرَّبةِ إِلَيْهِ ويحفَظُها مِنْهَا من قَوْله تَعَالَى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكمْ بالليلِ والنهارِ} [الْأَنْبِيَاء: 42] أَي يحفَظُكم وَقد زعم بَعضهم أَن قوما تركُوا صَرْفه فَمن تَرك صَرْفَه كَانَ اسْما وَهُوَ من كَلَّ مثلُ الهَضَّاء فِي التضعِيف والمعنَى أَنه موضِعٌ تَكِلُّ فِيهِ الريحُ عَن عَمَلها فِي غير هَذَا الموضِع قَالَ رُؤْبة:
(يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيح مِنْ حيثُ انْخَرَقْ ... )
وَمثل الكَلاَّءِ فِي الْمَعْنى على هَذَا القَوْل تسميُتُهم لمُرْفا السُّفَن مَكَلأَّ أَلا ترى أَنه مفعال أَو مفعل [ ... ] وكَلاَّل وَقد يَقْصُرون بعض هَذِه الْأَسْمَاء المدودةِ كَقَوْلِهِم الهَيْجاء والهَيْجَا قَالَ الْفَارِسِي: وَسمعت(5/62)
(وأرْبَدُ فارسُ الهَيْجا إِذا مَا ... تقَعَّرتِ المَشَاجِرُ بالفِئَامِ)
وَقَالَ آخر:
(إِذا كانَتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا ... )
والمحذوف من الْأَلفَيْنِ هِيَ الأولى الزَّائِدَة لِأَن الآخِرةَ لمْعنىً وَلَو كَانَت المحذوفةُ الآخِرةَ لصَرَفتَ الاسمَ كَمَا تَصرِف فِي التصغير إِذا حَقَّرت نَحْو حُبَارَى فِي النَّكِرة وَمَا يجوز أَن يكونَ مكَبَّره فَعْلأَ المُرَيْطاءُ والقُطَيْعاء - وَهُوَ تمر الشِّهْريزِ وَأنْشد أَبُو زيد:
(باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ ... )
والغُمَيْصاءُ قَالَ أحمدُ بنُ يحيى: هما غُمَيْصاوانِ إحداهُما فِي ذِراع الْأسد والأُخْرَى الَّتِي تَتْبَع الجَوْزاء والْمُلَيساء - نِصفُ النَّهارِ والمُليْساء - شهْرٌ بينَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء وتنقَطِع فِيهَا المِيرةُ قَالَ الشَّاعِر:
(أفِينا تَسُومُ السَّاهِرِيَّةَ بَعْدَ مَا ... بدا لَكَ من شَهْرِ المُلَيْساء كَوْكَبُ)
وَقَالَ فِي كتاب الحُجَّة السَّاهِرِيَّة - ضَرْب من الطِّيب وَقد قدَّمت ذكر الجَرْباء مَعَ ذكر الرَّقِيع وبِرْقِعَ وحاقورةَ وصاقُورةَ فِي بَاب السَّماء والفَلَك قَالَ الْفَارِسِي عِنْد تَحْلِيل القِسْمة الثانيةِ من هَذَا الْبَاب أمَّا مَا جَاءَ من هَذَا المثالِ مَصْدَراً فنحوُ السَّرَّاء والضَّرَّاءِ والبَأْساء والنَّعْماءِ وَفِي التَّنْزِيل: {ولَئِنْ أذَقْناه نَعْماءَ بعدَ ضرَّاءَ مَسَّتْه} [هود: 10] وَمِنْه قَوْلهم الَّلأْواء - للشِّدة والَّلْولاءُ بمعناها إِلَّا أَنه لَيْسَ من هَذَا الْبَاب إِلَّا أَن تحمِلَه على قِيَاس الفَيْف وَالْأَكْثَر أَن تجعَله من بَاب القَضْقاضِ وأمَّا الاسمُ الَّذِي يُراد بِهِ الجمعُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ فَقَوْلهم الفَصْباءُ والطَّرْفاءُ والحَلْفاء فِي تَصْغِير أبْناءٍ فالطَّرْفاء وأُخْتاها كالجامِل والباقرِ فِي أَنَّهُمَا على لَفْظ الإفْراد والمرادُ بهما الجمعُ كَمَا أنَّ الجامِلَ والباقِرَ كالكاهِل والغارِبِ وَالْمرَاد بهما الكَثْرةُ وَفِي التَّنْزِيل: {سامِراً تهْجُرُونَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 67] فاستُعمل فاعِلٌ مِنْهُ أَيْضا جمعا فَأَما قَوْلهم أشْياءُ فِي جمع شيءٍ فقد قدّمت تَعْلِيله من كتاب الْحجَّة عِنْد ذكرِي إيَّاها فِي الممدُود والمَقْصُور واختصرت ذَلِك هُنَالك إيثاراً لهَذَا الموضِع بالإيضاح وإنعامِ حُسن الوَضْع وتَحَرَّيت أفضلَ مَا عَبَّر بِهِ عَنْهَا فِي الْإِيضَاح وَغَيره من كتبه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وذها من نَصِّ لَفظه قَالَ: وَأما قولُهم أشْياءَ فَكَانَ القِياس فِيهِ شَيْآءَ ليَكُون كالطَّرْفاء فاستُثْقِل تَقارُبُ الهمزتيْنِ فأُخِّرت الأُولَى الَّتِي هِيَ اللامُ إِلَى أوَّل الحَرف كَمَا غيَّرُوها بالإبدال فِي ذوائبَ وبالحذف فِي سَوَايَةِ وَإِن لم تكن مجتمعة مَعَ مثلهَا وَلَا مُقارِبةً لَهَا فصارتْ أشْياء كطَرْفاء ووزنها من الفِعل لفْعاءُ والدِّلالة على أَنَّهَا اسمٌ مفردٌ مَا رُوِي من تكسيرها على أشَاوَي فكسَّرُوها كَمَا كسَّرُوا صَحْراءَ على صَحَارىَ حَيْثُ كَانَت مثَلها فِي الإِفْراد وَالْأَصْل صَحارِيُّ بياءيْن الأُولَى مِنْهُمَا بدَلٌ من الْألف الأُولَى مِنْهَا الَّتِي فِي صَحْراءَ انقلبت يَاء لسُكونها وانكسارِ مَا قَبْلَها والياءُ الثانيةُ بدَل من ألف التأنيثِ الَّتِي كَانَت انقلبتْ همزَة لُوقُوعها طَرَفاً بعد ألفٍ زائدةٍ فلَمَّا زَالَ عَنْهَا هَذَا الوصفُ زَالَ أَن تكونَ همزَة كَمَا لَو صَغَّرت سَقَّاءً لَقلت سُقَيْقِيُّ فقلبت الهمزةَ المنقَلِبةَ عَن الْيَاء الَّتِي هِيَ لامٌ بالزَّوال لوقُوعها طَرَفاً بعد ألفٍ زَائِدَة ثمَّ حذفت الْيَاء الأُولَى فِي صحارِيّ للتَّخْفِيف فَصَارَت صحارٍ مثل مَدَارٍ ثمَّ أبدلّتَ من الْيَاء الأَلف كَمَا أبدلتها مِنْهَا فِي مَدارَى ومَعايَا فَصَارَت صَحارَى وأشَاوَى وَالْوَاو فِيهَا مُبْدَلة من الْيَاء الَّتِي هِيَ عينٌ فِي شَيْء كَمَا أبدلت مِنْهَا فِي حَبَيْت الخَراجَ جِبَاوةً وَقد قيل فِي أشْياءَ قولٌ آخرُ وَهُوَ أَن تكون أفْعِلأَ وَنَظِيره سَمْح وسُمْحَاءُ قَالَ أَحْمد بنُ يحيى: رجالٌ سُمَحاءُ الْوَاحِد سَمْح قَالَ ونسوة سِمَاحٌ لَا(5/63)
غيْرُ فَأصل الْكَلِمَة على هَذَا القَوْل أفْعِلاءُ وحذِقت الهمزةُ الَّتِي هِيَ لامٌ حَذْفاً من قَوْلهم سَوائِيَة حَيْثُ قَالُوا سَوَاية وَلزِمَ حذفُها فِي أفِعْلاء لأمرين أَحدهمَا تقارُبُ الهمزتينِ فَإِذا كَانُوا قد حذفُوا الهمزةَ مُفْردَة فجدير إِذا تكرَّرت أنيلزم الحذفُ والآخَر أَن الكلمةَ جمعٌ وَقد يُسْتثقَل فِي الجموع مَا لَا يُستَثْقَل فِي الْآحَاد بِدلَالَة إلزامهم خَطايَا القلْبَ وإبدالِهم من الأُولَى فِي ذَوائِب الواوَ وَهَذَا قَول أبي الْحسن فقي لَهُ: كَيفَ تُحقِّرها قَالَ: أَقُول فِي تحقيرها أَشْياء فَقيل لَهُ هَلاَّ رَددته إِلَى الْوَاحِد فَقلت شُيَيْآت لِأَن أفعلأَ لَا تصغَّر فَالْجَوَاب عَن ذَلِك أَن أفْعِلاء فِي هَذَا الْموضع جَازَ تصغيرُها وَإِن لم يجز ذَلِك فِيهَا فِي غير هَذَا الموضِع لِأَنَّهَا قد صَارَت بَدَلاً من أفْعال بِدلَالَة استِجازتهم إضافةَ العَدَد إِلَيْهَا كَمَا أُضِيف إِلَى أَفعَال ويدلُّلك على كونِها بدَلاً من أَفعَال تذكيرُهم العَدَد المضافَ إِلَيْهَا فِي قَوْلهم ثلاثةُ أشياءَ وكما صَارَت بِمَنْزِلَة أفْعالٍ فِي هَذَا الْموضع بالدَّلالة الَّتِي ذُكِرت كَذَلِك يجوز تصغيرُها من حَيْثُ كَانَ تَصْغِير أَفعَال وَلم يمتنِع تصغيرُها على اللَّفْظ من حَيْثُ امتَنَع تصغيرُ هَذَا الوزْن فِي غير هَذَا الْموضع لارْتِفَاع المعنَى المانِع من ذَلِك عَن أشياءَ وَهُوَ أَنَّهَا صَارَت بِمَنْزِلَة أفْعالٍ وَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يجْتَمع فِي الْكَلِمَة مَا يتدافَعُ من إِرَادَة التقليلِ والتكثيرِ فِي شَيْء وَاحِد قَالَ: وَاحِد القَصْباء قَصَبة وَوَاحِد الطَّرْفاء طَرَفة وَوَاحِد الحَلْفاء حَلِفة مثلَ وجِلة مخالِفةً لأختيها وَكَيف كَانَ الأمرُ فَالْخِلَاف لم يَقع فِي أَن كل وَاحِد من هَذِه الحروفِ جمعٌ وَإِنَّمَا موضعُ الخِلاف هَل لهَذَا الْجمع واحدٌ أم لَا واحِدَ لَهُ وَأما فَعْلاء الَّتِي تكون صفة فنحوُ سَوْداءَ وصَفْراءَ وزَرْقَاءَ وَمَا كَانَ من ذَلِك مذكَّرُه أفعَلُ نَحْو أبْيضَ وأسودَ وأزْرقَ وكلُّ فَعْلاءَ من هَذَا الضَّرْب فمُذَكَّره أفْعَلُ فِي الْأَمر العامِّ وَقد جَاءَ فَعْلاءُ صفة وَلم يستعْمَل فِي مذكَّره أفْعَلُ إمَّا لِامْتِنَاع مَعْنَاهَا فِي الخِلْقة وَإِمَّا لرفْضِهِم اسْتِعْمَاله فالممتنع نَحْو امرأةٌ عَفْلاءُ وَلَا يكون للمذكَّر وَقَالُوا امْرَأَة حسْناءُ ودِيمةٌ هَطْلاءُ وَلم نعلمهُمْ قَالُوا مطر أَهْطَلُ وَقَالُوا حُلَّة شَوْكاءُ قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أدْرِي مَا يُعْنَى بِهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُراد بِهِ خُشونَةُ الجِدَّة ويدلُّ على صِحَة مَا ذكره أَبُو عبيد أَنهم سَمَّوْا الخَلَق جَرْداً قَالَ الشَّاعِر:
(هَبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جَرْد تَرْقَع ... )
وسَمَّوه الخَلَق وَقَالُوا للأمْلَس أخْلَق للصَّخْرة المَلْساء خَلْقَاء فَإِذا كَانَ الإخْلاق مَلاَسة فالجِدَّة خِلافُها وَقَالَ أَبُو زيد: هِيَ الدَّاهِية الدَّهياءُ وداهِيَةٌ وَهِي باقِعةٌ من البَوَاقِع وهما سوءاٌ وَقَالُوا امرأةٌ عجْزاءُ وَقَالُوا العَرَب العَرْباءُ والعَرَب العارِبةُ وَلم يَجِيء لشَيْء من ذَلِك أفعَلُ وَكَأَنَّهُم شَبَّهوا الدَّهْياء بالصَّحْراء فقلَبُوا لامها كَمَا قلَبُوها فِي العَلْياء حيثُ لم يُستْعملَ لَهُ أفْعَلُ وَقَالُوا أجْدَلث وأخْيَلُ وأفْعَى فَلم يصْرِفْ ذَلِك كلَّه قومٌ لَا فِي المعرِفة وَلَا فِي النَّكِرة كَمَا لم يصرفُوا أحْمرَ وَلم يَجِيء لشيءٍ من ذَلِك فَعْلاءُ قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا طائري فِيهَا عليكِ بأخْيَلا ... )
وَرُبمَا استعملوا بعضَ هَذِه الصِّفات استعمالَ الْأَسْمَاء نَحْو أبْطح وأبْرقٍ وأجْرَعٍ وكسَّروه تكسيرَ الْأَسْمَاء فَقَالُوا أجارعُ وأبَاطِحُ وَكَذَلِكَ كَانَ قِيَاس فَعْلاءَ وَقَالُوا بَطْحاءُ وبِطَاح وبَرْقاء وبِرَاق فَجمعُوا الْمُؤَنَّث على فِعَال كَمَا قَالُوا عَبْلة وعِبَال فشَبَّهُوا الألفَ بِالْهَاءِ كَمَا شَبَّهوا الكُبْرَى والكُبَر والعُلْيا والعُلَى بظُلْمة وظُلَم وغُرْفة وغُرَف وَلم يجعلوها كَصحارَى وَأما أجمَعُ وَجمْعاءُ فَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب وَمن جعله مِنْهُ فقد أخْطأ يدلك على ذَلِك جمعهم للمذكر مِنْهُ بِالْوَاو وَالنُّون وَفِي التَّنْزِيل: {فَسَجَدَ المَلائِكةُ كُلُّهم أجمَعُونَ} [الْحجر: 30] وَلم يُكَسِّروا المؤنَّث تكسيرَ مؤَنَّث الصِّفة كَمَا لم يكسِّرُوا المذكَّر ذَلِك التسكيرَ وَلَو جمعُوا الْمُؤَنَّث بِالْألف والتاءِ كَمَا جَمعُوا المذكَّر بِالْوَاو وَالنُّون لَكَانَ قِيَاسا وَلَكنهُمْ عدَلُوا عَن ذَلِك إِلَى الجَمْع المعدُول عَن نَحْو صَحارَى وصَلافَى(5/64)
فَقَالُوا جُمَعُ وكُتَعُ وَلم يُصْرَف المذكرُ الَّذِي هُوَ أجمعُ للتعريفِ والوزنِ لَا للوصف ووزْن الفِعْل وَمن ذَلِك قولهُم لَيلٌ ألْيَلُ ولَيْلةٌ لَيْلاءُ فَالْقَوْل فِي أليُلَ أَنه يَنْبَغِي أَن لَا يُصْرَف لِأَنَّهُ قد وُصِف بِهِ وَهُوَ على وزْن الفِعْل وَلَيْسَ كأجْمَع المنْصرِف فِي النكِرة لِأَن أجمَعَ لَيْسَ بوصْف وَإِنَّمَا لم يصرَفْ أحمدُ فانضمَّ زِنَةُ الفِعل إِلَى التَّعْرِيف ودَلَّ على تعرفه وصفُ العَلَم بِهِ وَلَيْسَ كيَعْمَلِ الَّذِي أَزَال شبَهَ الْفِعْل عَنهُ لَحاقُ علامةِ التَّأْنِيث لَهُ فَإِذا لم يكن مثلَ أحمدَ وَلَا يَعْمَلِ صحَّ أَنه مثلُ أحمرَ فَأَما امْتنَاع اشتقاق الْفِعْل أعْيَنُ وامرأةٌ عَيْنَاء قَالَ أَبُو زيد: وَلم يَعْرِفُوا لَهُ فِعْلاً وَلم يُوجبْ ذَلِك لَهُ لانصَرفَ فَليْلاءُ كعَرْباءَ ودَهْياءَ مِمَّا لَا فِعْلَ لَهُ وألْيلُ كأخيلَ وأجْدَلَ فِيمَا لم يصرفْ ولَيْلاءُ وأليْلُ كشَيْماءَ وأَشْيمَ وَمِمَّا جَاءَ قد أنث بِهَذِهِ العلامةِ غير مَا ذكرنَا من فَعْلاءَ وضُروبها قَوْلهم رُحَضاءُ وعُرَواءُ ونُفَساءُ وعُشَراءُ وسِيَرَاءُ وَمِنْه سابِياءُ وحاوِياءُ وقاصِعاءُ وَمِنْه كِبْرياءُ وعاشُوراءَ وبَرُوكاءُ وخُنْفُساءُ وعَقْرباءُ وَمن الْجمع أصْدِقاءُ وأصْفِياءُ وفُقَهاءُ وصُلَحاء وزَكَرِيَّاء يمدُّ وَيقصر وَمِنْه زِمشكَّاءُ وزِمجَّاءُ - لقَطَن الطائِر ويدلك على أَنَّهَا لَيست للإلحاق بِسِنِمَّار أَنهم لم يَصْرِفوه وَقد قصروه فَقَالُوا زِمِكَّى وزِمِجَّى
1 - بَاب مَا كَانَ آخِرُه همزَة وَاقعَة بعد ألِف زائدةٍ وَكَانَ مذكَّراً لَا يجوز تأنِيثُه وَهُوَ مثل فَعْلأَ قي العَدَد والزِّنَة
وَذَلِكَ مَا كَانَ أوَّلُه مضمُوماً أَو مكسُوراً فَمن المَكْسور الأوَّلِ قولُهم العِلْباء والحَرْباء والسِّيْساء - للظَّهْر والزِّيْزاء والقِيقاءُ والصِّيصاءُ وَمن هَذَا قَول من قَرَأَ: " تَخْرُج من طُورِ سِيناءَ " فكسَروا الأولَّل مِنْهُ إِلَّا أَنه لم يُصْرَفْ لِأَنَّهُ جعله اسْما للبُقْعة وَمن المضموم الأول قَوْلهم لضَرْب من النَّبت الحُوّاء واحدته حُوَّاءةٌ والمُزِّاء والطُّلاَّء للدم وَقَالُوا خُشَّاءٌ وقُوْياءٌ فزادوا الْألف لتُلحِقُها بالأصولِ أمَّا العِلْباء فبسِرْداحٍ وحِمْلاق وَأما القُوْباء فبالقُرْطاس إِلَّا أنَّ الياءَ انقلبتْ فيهمَا وَلم تصِحَّا لبِناء الْكَلِمَة على التَّذْكِير ويدُلُّك على زِيَادَة الْيَاء لذا المعنَى أَن الْيَاء لَا تكونُ أصلا فِي بَنَات الْأَرْبَعَة فَلَمَّا كَانَت منقلبةً عَن الْألف كَانَ حكمُها حكمَ الَّذِي انقلبَتْ عَنهُ فِي مَنْع الكلِمة من الانْصِراف وكما كَانَ هَراقَ الهاءُ فِيهَا بِمَنْزِلَة الْهمزَة فِي أراقَ فَلَو سمَّيت بِهِ شَيْئا ونزَعْت مِنْهُ الضميرَ لم تصرفْه كَمَا إِذا سمَّيت بأَقَامَ فَأَما مَا كَانَ مفتوحَ الأول نَحْو صَحْراءَ وحَمْراءَ فَلَا يكون أبدا إِلَّا غير منصَرف إِذْ لَا يجوز أَن تكون الهَمْزة فِي ذَلِك منقلبةً عَن حَرْف يُراد بِهِ الإِلحاق كَمَا كَانَ ذَلِك فِي عِلْباءٍ وقُوْباءٍ أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام فِي غير مضاعَف الْأَرْبَعَة شيءٌ على فِعْلالٍ فَيكون هَذَا مُلْحقًا بِهِ فَأَما السِّيْساء فبمنزلة الزِّيزاءِ فَإِن قلت: فَلم لَا يكونُ من بَاب ضَوْضَيْت وصِيْصِيَّةٍ فَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ اسمٌ لَيْسَ بمصدَر وَلم يجُز الفتحُ فِي أوّله فيكونُ بمنزلةِ القَلْقال فَأَما الفَيْفاء فَلَا تكونث الْهمزَة فِيهِ إِلَّا للتأنيث وَلَا تكون للإلْحاق لما قَدَّمنا وَلَا يجوزُ أَن تكون كغَوْغاءِ فِيمَن صَرَف لأَنهم قد حذفوا فَقَالُوا الفَيْف وَحكى أَحْمد بنُ يحيى: فِي المُزَّاء المدَّ والقصرَ والقولُ فِيهِ أنَّ قَصْره يدلُّ على أَنه فُعْلَى من المَزِيز وَلَيْسَ من المَزِيَّة وَإِن سُمِع فِيهِ الصَّرفُ أمكن أَن يكونَ فُعّلاً مثل زُرّق إِلَّا أَنَّك قلَبْتَ الثالثَ من التَّضْعِيف لِاجْتِمَاع الْأَمْثَال كَمَا أبْدل فِي لَا أَمْلاه وَإِنَّمَا هُوَ لَا أمَلُّه
1 - بَاب مَا أُنِّث من الأسماءِ بِالتَّاءِ الَّتِي تبدل مِنْهَا فِي الوَقْف هَاء فِي أكثَر اللُّغاتْ
هَذِه العَلامةُ الَّتِي تَلْحَق للتأنيث هِيَ تَاء وَإِنَّمَا تُقْلَب فِي الْوَقْف هَاء لتغيُّر الوقفِ يدلُّك على أَنَّهَا تاءٌ لَحاقُها فِي الْفِعْل نَحْو ضَرَبتْ وَهِي فِيهِ فِي الوَصْل والوَقْف على حالٍ واحدةٍ وَإِنَّمَا قَلَب من قَلَب فِي الوَقْف(5/65)
لِأَن الحُرُوف الموقُوفَ عَلَيْهَا تُغَيَّر كثيرا كإبدالِهم الألفَ من التَّنْوِين فِي رَأَيْت زَيداً وَمن الْعَرَب من يجعَلُها فِي الْوَقْف أَيْضا تَاء وعَلى هَذَا قَوْله:
(بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْر الحَجَفَتْ ... )
وَلم يُؤَنَّث بِالْهَاءِ شيءٌ فِي موضِعٍ من كَلَامهم فَأَما قَوْلهم هذِهِ فالهاءُ بدَلٌ من الْيَاء والياءُ مِمَّا يُؤنَّث بِهِ وَكَذَلِكَ الكَسْرة فِي نَحْو أَنْت تَفْعَلِينَ وإنَّك فاعلةٌ وَمِنْهُم من يسَكِّنها فِي الوقْف والوصْل فَيَقُول هذِهْ أمَةُ اللهِ وتاء التَّأْنِيث تدخُل فِي الْأَسْمَاء على سَبْعة أضرُب الأول مِنْهَا دخُولُها على الصِّفات فَرْقاً بَين المذكَّر والمؤنَّث وَذَلِكَ إِذا كَانَت جَارِيَة على الْأَفْعَال نَحْو قائِم وقائِمة وضارِبٍ وضاربَةٍ فالتاءُ فِي الصِّفة هُنَا مثلُ التَّاء فِي قامَتْ وضرَبَت فِي الْفَصْل بَين القَبِلين فَإِذا كَانَ التأنيثُ حَقِيقيًّا لزِمْت فعله هَذِه العَلامةُ فَلم تُحْذَف وَذَلِكَ نَحْو قامتِ المرأةُ وسارتِ الناقةُ وَإِذا كَانَ غيرَ حقيقيّ جَازَ أَن تُثْبَت وَأَن تُحذَف فَمَا جَازَ فِيهِ الأمرَان قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكثم فِي رَسُولِ الله أُسْوةٌ} [الْأَحْزَاب: 21] وَفِي الأخْرَى: {وأخَذَ الَّذِين ظلَمُوا الصَّيْحةُ} [هود: 67] وَقد تقدم شرحُ هَذَا فِي أوّل هَذَا النَّوْع فأمَّا الصِّفات الَّتِي تجْرِي على المؤَنَّث بِغَيْر هاءٍ نَحْو طالِقٍ وحائِضٍ وقاعِدٍ لليائِسةِ من الولَد ومُرْضِع وعاصِفِ فِي وصف الرِّيح فَمَا جاءَ من ذَلِك بِالتَّاءِ نَحْو طالقةٍ وحائِضةٍ وعاصِفةٍ ومُرْضِعة فَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّك تُجْرِيه على الفِعل فَمن ذَلِك قولُه تبَارك وَتَعَالَى: {ولسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً} [الْأَنْبِيَاء: 81] وَقَالَ تَعَالَى: {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعةٍ عَمَّا أرْضَعتْ} [الْحَج: 2] وَمَا جَاءَ بِلَا هَاء كَقَوْلِه تَعَالَى: {اشتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ} [إِبْرَاهِيم: 18] وَقَوله تَعَالَى: (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ} [يُونُس: 22] فَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ أُرِيد بِهِ النَسبُ وَلم يُجْر على الْفِعْل وَلَيْسَ قولُ من قَالَ فِي نَحْو طالِق وحائِضٍ أنَّه لم يؤنث لِأَنَّهُ لَا [ ... ] للمذكَّر فِيهِ بِشَيْء أَلا تَرَى أَنه قد جَاءَ مَا يشتَرِك النوعانِ فِيهِ بِلَا هاءٍ كَقَوْلِهِم جَمل ضامِر وناقةٌ ضامِرٌ وجَمَل بازِلٌ وناقة بازِلٌ وَهَذَا النحوُ كثير قد أفرد فِيهِ الأصمعيُّ كتابا قَالَ الْأَعْشَى:
(عَهْدِي بهَا فِي الحَيِّ قد سُرْبِلَتْ ... بَيْضاء مثل المُهرةِ الضَّامِرِ)
وَقَالَ تَعَالَى: {تذْهَل كُلُّ مُرْضعة عَمَّا أرْضَعَتْ} [الْحَج: 2] وَهَذَا لَا يكون فِي المذَكَّر وعَلى هَذَا النَّسَب تأوّل الخليلُ " السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ " كَأَنَّهُ قَالَ ذاتُ انْفِطار وَلم يُرِد أَن تُجْرِيه على الْفِعْل وَكَذَلِكَ قَول الشَّاعِر:
(وَقد نَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْب غَرْزِها ... نَسِيفاً كأُفْحُوص القَطَاةِ المُطرِّق)
وَهَذِه التَّاء إِذا دخَلت على هَذِه الصّفاتِ الجارِيةِ على أفعالها لم يتغيَّر بناؤُها عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ نحوُ قائِم وقائِمةٍ وضارِبٍ وضارِبةٍ ومُكْرِم ومُكْرِمة وَلَيْسَت كالألفين الممدودةِ والمقصُورة الَّتِي تبني عَلَيْهَا الْكَلِمَة نَحْو ذِكْرَى وسَكْرَى وحُبْلَى والصَّحْراء والحَمْراءِ فَإِن قلت فقد قَالُوا زَكَرِيَّا وزَكَرِيُّ فكانتاَ فِي هَذِه كالتاء وَقد حكى أَبُو عبيد غَلبْت العدُوّض غَلَباً وغَلَبةً وغُلُبَّة وَقد قَالُوا الغُلُبَّى وَحكى أَبُو زيد أَيْضا إِنَّه لَجِيَضُّ المِشْيةِ - إِذا كَانَ مُخْتالاً وَحكى غَيره هُوَ يَمْشِي الجِيضَّى - وَهِي مِشْية يُخْتال فِيهَا فَالْقَوْل فِي ذَلِك أَن اللفظَيْنِ وَإِن اتَّفَقا فالتقدير مُخْتلِف وَلَا نُقَدِّر الألفَ داخِلةً على الْكَلِمَة دُخُولَ التاءِ عَلَيْهَا لَو كَانَ كَذَلِك لانْصَرف مَا فِيهِ الألفُ فِي النكرَة كَمَا انصَرف مَا فِيهِ التاءُ وإنَّما ذَلِك كالألفاظ المتَّفِقة على اختِلاف التَّقْدِير كَقَوْلِنَا ناقَةٌ هِجَانٌ ونُوقٌ هِجَانٌ وَفِي الفُلْك المَشْحُون والفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي البَحْر وَقَوْلنَا فِي تَرْخِيم رجُل اسمُه منصورٌ يَا مَنْصُ فالكَسْرة الَّتِي(5/66)
فِي هِجَانٍ فِي الْجمع غيرُ الَّتِي فِي الواحِد وَكَذَلِكَ الضمَّةُ الَّتِي فِي الفُلْك وَكَذَلِكَ الَّتِي فِي ترخيم مَنْصُور على [ ... .] كَذَلِك الجِيَضُّ والجِيَضَّى استئنافُ بِناءٍ للكلمة لَيْسَ على حدِّ قائِم وقائمة وذكلك الغُلُبَّة والغُلُبَّى والبَيِّنُ فِي هَذَا والقياسُ مَا فُعِل بأحَد حَيْثُ أُرِيد تأنيثُه قَالُوا إحْدَى فغيَّرُوه عَن بناءِ واحدِه وَقد جَاءَت هَذِه التاءُ مبنِيًّا عَلَيْهَا بعضُ الكَلِم وَذَلِكَ قَوْلهم عَبَايَة وعَظَاية وعِلاَوة وشَقاوةٌ يدُلّ على ذَلِك تصحيحُ الْوَاو والياءِ وَهَذَا فِي البِناء على التأنيثِ كَقَوْلِهِم مِذْرَوانِ وثِنَايانِ فِي الْبناء على التثنيَةِ وَقد جَاءَ حرفان لم تَلْحق التاءُ فِي تثنِيتهما وَذَلِكَ قولُهم خُصْيانِ وَالْيانِ فَإِذا أفردُوا قَالُوا فِي الْوَاحِدَة خُصْيةٌ وألْية وَأنْشد أَبُو زيد:
(تَرْتَجُّ ألْياةُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ ... )
وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(كأنَّ خُصْييْهِ من التَّدَلْدُلِ ... ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيهِ ثِنْتَا حَنْظَلِ)
بَاب دُخُول التَّاء للفَرْق على اسمَيْن غير وَصْفين فِي التأنيثِ الحقيقِي الَّذِي لأُنْثاه ذَكَر
وَذَلِكَ قولُهم امْرُؤ للمذَكَّر وامرأةٌ للمؤَنَّث وَهَذَا الاسمُ يُستَعْمَل على ضَرْبَيْنِ: أحدُهما أَن تلحَقَ أوَّلَه همزةُ الوصْل وَالْآخر أَن لَا تَلْحقَه فمثال نَحْو امْرِئ وامْرَأةٍ وَفِي التَّنْزِيل: {إِن امْرُؤٌ هَلَكْ} [النِّسَاء: 176] {وَإِن امْرَاةٌ خافَتْ من بَعْلِها} [النِّسَاء: 128] والآخَرِ مَرْءٌ ومَرْأة وَفِي الْقُرْآن: {يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبه} [الْأَنْفَال: 24] وعَلى هَذَا قَالُوا مَرْأة فَإِذا خَفَّفوا الْهمزَة فَالْقِيَاس مَرَة وَقد قَالُوا المَرَاة فَإِذا ألحقُوا لامَ المَعْرفة استعمَلُوا مَا لم تَلْحَق أوَّلَه أوَّلَه همزةُ الْوَصْل فَقَالُوا المَرْءُ والمَرْأة ورفَضُوا مَعَ الْألف وَاللَّام اللُّغة الأُخْرَى والسنَد قولُه تَعَالَى: {بيْنَ المرِء وقَلْبِه} [الْأَنْفَال: 24] قَالَ الشَّاعِر:
(والمَرْء يُبْلِيه بَلاَءَ السِّرْبالْ ... )
وَقَالَ الآخَرُ:
(فإنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوامِ عارٌ ... وإنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ)
وَقَالَ آخر:
(يَظَلُّ مَقالِيتُ النِّساءِ يَطَأْنَهُ ... يَقُلْنَ ألاَ يُلْقَلى على المَرْءِ مِئْزَرُ)
وكأنَّهم رَفَضوا ذَلِك لمَا يَلْزَم من التقاء الساكنْينِ فِي أوَّل الاسْم فاجتَزَؤُا باللغة الأُخْرَى عَن هَذِه وَقَالَ الفرَّاء: كَانَ النحويُّون يقولُون امْرأة فَإِذا أدْخَلوا الألِفَ واللامَ قَالُوا المَرْأةَ وَهُوَ وجْه الْكَلَام قَالَ: وَقد سمِعتها بِالْألف واللامِ الاِمْرأة وَلَعَلَّ هَذَا الَّذِي سَمِعه مِنْهُ لم يكُنُ فَصيحاً إلاَّ قولَ الْأَكْثَر على خِلافَه وَمن ذَلِك قَوْلهم الشَّيْخ والشَّيْخة وَقَالَ عبِيد:
(كأنَّها شَيْخةٌ رَقُوبُ ... )
وَقَالُوا غُلامٌ وغُلاَمةٌ وأنشدوا:
(ومُرْكِضةٌ ضَرِيحِيٌّ أبُوهَا ... يُهَانُ لَهَا الغَلاَمةُ والغُلامُ)(5/67)
وَقَالُوا رَجُل ورَجُلَه وَقَالَ الشَّاعِر:
(خَرَقُوا جَيْبَ فَتَاتِهِمْ ... لم يُبَالُوا حُرْمةَ الرَّجُلَهْ)
وَقَالُوا حِمَار وحِمَارة وأسدٌ وأَسَدة وبِرْذَوْن وبِرْذَونه قَالَ الشَّاعِر:
(بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَرَاذِينُ ثَغْرَها ... وَقد شَرِبَتْ من آخِرِ الصَّيفِ أُيَّلا)
الأُيَّل - بَقِيّة مَاء الفَحْل فِي الرَّحمِ وَقَالُوا فَرَس وحِجْر للْأُنْثَى وَلم يَقُولُوا فرسَةٌ وَقد يَصُوغُون فِي هَذَا الْبَاب للمؤنَّث أسماءٌ لَا يُشْرك فِيهَا المُذَكَّرُ كَقَوْلِهِم جَدي وعَنَاق وحَمَل وللأنثى رِخْل ورَخِلٌ وتَيْس وعَيْر وأتانٌ وَشَيخ وعَجُوز ورُبَّما ألحقُوا المؤنَّث الْهَاء مَعَ تخصيصهم إيَّاه بِالِاسْمِ كَقَوْلِهِم جَمَل وناقةٌ وحَمَل ورَخِلة ورِخْلة وكَبْش ونَعْجة ووَعِل وأُرْويَّة وأسَدٌ ولَبُؤَة إِلَّا أنَّ أَبَا خَالِد قَالَ أظُنُّ أَنه يُقَال للأسَد اللَّبُؤ فَذَهَبت تِلكَ اللُّغَة ودَرَست لِأَن اللَّبُؤَ من عبْد الْقَيْس لم يُسَمَّ إِلَّا بِشَيْء كَانَ مَعْرُوفا وَقد يُمكن أَن يكونَ اللَّبُؤُ جمعَ اللَّبُؤُ جمعَ اللَّبُوءة وَقد قَالُوا اللَّبُوة وشَيخ وعَجُوزة وَهِي قَليلَة وأنكرها أَبُو حاتِم ألْحَقُوا الهاءَ تَأْكِيدًا وتحقيقاً للتأْنيث وَلَو لم تُلْحَقْ لم يُحتجْ إِلَيْهَا
1 - بَاب دُخُول التاءِ الِاسْم فَرْقاً بينَ الجمعِ والواحدِ مِنْهُ
وَذَلِكَ نَحْو تَمْر وتَمْرة وبَقَر وبَقَرة وشِعِير وشَعِيرة وجَرَاد وجَرَادة فالتاء إِذا أُلْحِقت فِي هَذَا الْبَاب دلَّت على المفرَد وَإِذا حُذِفت دَلَّت على الْجِنْس والكَثْرة وَإِذا حُذِفت التاءُ الاسمُ وأُنْث وَجَاء فِي التَّنْزِيل بالأمرين جميعاُ فَمن التَّذْكِير قَوْله تَعَالَى: {مِنَ الشَّجَر الأخْضَرِ نَارا} [يس: 80] و {جَرادٌ منتَشِرٌ} [الْقَمَر: 7] و {أعجازُ نَخْلٍ مَنقَعِر} [الْقَمَر: 20] فالشَّجَر جمع شَجَرة والجَراد جمعُ جرادةٍ وَالنَّخْل جمع نَخْلَة وَمن التَّأْنِيث قَوْله: {أعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} [الحاقة: 7] وَقَوله تَعَالَى: {يِنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقالَ} [الرَّعْد: 12] فجمعُ الصفةِ هَذَا الجمعَ كالتأنيث وَفِي الأُخْرَىك {يُزْجِي سَحَاباً ثمَّ يُؤلِّفُ بَيْنه} [النُّور: 143] وعَلى هَذَا قَالَ الشَّاعِر فِي وَصفه:
(دانٍ مُسِفَّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُه ... يَكادُ يَدْفَعُه مَن قَامَ بالرَّاحِ)
والتأنيث على معنَى الجماعةِ والتذكيرُ على معنَى الجمْع هَذَا قَول جماعةِ أهلِ اللُّغة فِي تذكير هَذَا الضَّرْب وتأنيثه أَنَّهُمَا سواءٌ فِي الِاسْتِعْمَال وَالْكَثْرَة وَأما أَبُو حَاتِم فَقَالَ: أَكثر العَرب يجعَلُّون هَذَا الجمعَ مذَكَّراً وَهُوَ الْغَالِب على أَكثر كلامِهم قَالَ: وَرُبمَا أنَّث أهلُ الحِجاز وغيرُهم بعضَ هَذَا وَلَا يَقِيسونَ ذَلِك فِي كلِّ شيءٍ وَلَكِن فِي خَواصَّ فَيَقُولُونَ هِيَ البَقَر والبَقَر فِي الْقُرْآن مَذَكَّر قَالَ: وَالنَّخْل مذكَّر ورُبَّما أنًّثوه قَالَ: والنَّخْل فِي الْقُرْآن مؤنَّث قَالَ: وَمَا علِمْنا أحدا يؤنِّث الرُّمَّان وَلَا المَوْز وَلَا العِنَب والتذكير هُوَ الْغَالِب والأكثَرُ فِي كل شيءٍ ومؤنَّث هَذَا الْبَاب لَا يكونُ لَهُ مذكَّر من لَفظه لما كَانَ يردّي إِلَيْهِ من الْتِباس مذكَّر الْوَاحِد بِالْجَمِيعِ قَالَ أَبُو عمر: عَن يونُسَ وَإِذا أَرَادوا المذَكَّر قَالُوا هَذَا شاةٌ ذَكَر وَهَذَا حَمامةٌ ذَكّرٌ وَهَذَا بَطَّة ذَكَرٌ ويدلُّ على وُقُوع الشَّاة على الذكَر قولُ الشَّاعِر:
(وكأنَّها هِيَ بَعْدَ غِبٍّ كَلاَلِها ... أَو أسفَعُ الخَدَّين شَاةُ إرَانِ)
فأبدل شاةٌ من أسْفَع كَقَوْلِه:
(أذاك أمْ خاضِبٌ ... )(5/68)
فَشبه بهما وَقَالُوا حَيَّة للذَّكَر وَالْأُنْثَى قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا رأيْتَ بِوَادٍ حَيَّةٌ ذَكَرا ... فاذْهَبْ ودَعْنِي أمَارِسْ حَيَّةَ الوادِي)
وجمعوا الحَيَّة على حَيَّات قَالَ الشَّاعِر:
(كأنَّ مَزَاحِفَ الحَيَّاتِ فِيهِ ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّيَاطِ)
وَإِذا غُيِّر الجمعُ عَن بِنَاءِ الواحدِ فكلُّه مؤنَّث من أيِّ بِناءٍ كَانَ وَذَلِكَ كالثِّمار والنَّخِيلِ وَقد جَاءَت تاءُ التَّأْنِيث يُراد بهَا الجمعُ قَالُوا رجل بَغَّالٌ وجَمَّال للْوَاحِد فَإِذا أرادُوا الجمعَ قَالُوا بَغَّالةٌ وجَمَّالة وَأنْشد أَبُو عُبَيدة:
(حتَّى إِذا أسْلَكُوهُمْ فِي قُتَائِدةٍ ... شَلاًّ كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشّرُدَا)
ومثلُ ذَلِك حَمَّار للْوَاحِد وحَمَّارة وَقَالُوا حَلُوبةٌ للْوَاحِد مِمَّا يُحْلَب وَقُولُوا للْجمع حَلُوب ويُقال للْجَمَاعَة الحَلُوبة أَيْضا قَالَ الشَّاعِر:
(رْآه أهْلَ ذلكَ حِينَ يَسْعَى ... رِعاءُ الناسِ فِي طَلَب الحَلُوبِ)
فالحَلُوب هاهُنا جماعةٌ أَلا تَرَى أَن رِعاءَ لَا يَسْعَوْنَ فِي طلَب حَلُوبة وَاحِدَة قَالَ: أَبُو عبيد يَقُول الحَلُوبة يُقال للْوَاحِد والجماعةِ والحَلُوب لَا يُقال إِلَّا للْجَمَاعَة وَمثل ذَلِك قَتُوبة ورَكُوبة وَقد قُرِئَت الْآيَة: {فَمِنْهَا رَكُوبَتُهم} وَمِنْه الْكَمْءُ والكَمْأة قَالَ أَبُو عمر: سمعتُ يونسَ يَقُول هَذَا كَمْءٌ كَمَا تَرَى لوَاحِدَة الكَمْأة فيذَكِّرونه وَإِذا أرادُوا جمعَه قَالُوا هَذِه كَمْأةٌ للْوَاحِد وكَمْأة للْجَمِيع فمرَّ رؤبة فسألُوه فَقَالَ كَمْءُ وكَمْأة كَمَا قَالَ مُنْتَجِع وَقد جَرَى مَجْرَى تاءِ التانيثِ فِي هَذَا ياءُ النَّسَب زِنْجيٌّ للْوَاحِد وزِنْجٌ للْجَمَاعَة وعَلى هَذَا قَالُوا رُومِيٌّ ورُومٌ وسِنْدِيٌّ وسِنْد وقياسُ هَذَا أَن يجُوزَ فِيهِ التذكيرُ والتأنيثُ كَمَا جَازَ فِي البقَر والجَراد قَالَ الشَّاعِر:
(دَوِّيَّة ودُجَى ليلٍ كأنَّهما ... يَمٌّ تَرَاطَنُ فِي حافاتِه الرُّومُ)
وعَلى هَذَا قَوْلهم المَجُوس واليَهُود إِنَّمَا عُرِّف على حدِّ يَهُودِيٍّ ويَهُود ومَجُوسِيًّ ومَجُوس فَجمع على قِيَاس شَعِيرة وشَعِير وَلَوْلَا ذَلِك لم يَسُغْ دخُولُ الألفِ واللامِ عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُمَا مَعرِفتان مؤنَّثان فجَرَيا فِي كَلَامهم مَجْرَى القبيلتين وَلم يُجْعَلاَ كالحَيَّيْن أنْشد الْأَخْفَش:
(فَرَّتْ يَهودُ وأسْلَمَتْ جِيرانَها ... صَمِّي لِمَا فَعَلَت يَهُودُ صَمَامٍ)
وَقَالَ آخر:
(أحارِ تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْنا ... كنارِ مَجُوسَ تَسْتَعِر اسْتِعارَا)
وَمن هَذَا قَول جرير:
(والتَّيْمُ ألأَم مَنْ يمشِي وألأمهُم ... ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بَنِي المَدَانِيس)
إِنَّمَا هُوَ على تَيْمِيٍّ وتَيْم ثمَّ عُرِّف الجمعُ بِالْألف واللامِ كَمَا عُرِّف اليَهودُ وَلَوْلَا ذَلِك لم تدخل الألِفُ(5/69)
والامُ لأنّ تَيْماً علم مخصُوص وَمِمَّا يدل على ذَلِك قَوْله وألأمُهم لِأَن الذَّكْر يعُود على مَن وعَلى هَذَا قَول أبي الأحْزَر الحِمَّاني:
(سَلُّومُ لَو أصْبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ ... فِي الرُّوم أَو فِي التُّرْكِ أَو فِي الدَّيْلَمِ)
(إذَا لَزُرْناكِ وَلَو بِسُلَّمِ ... )
إِنَّمَا هُوَ على أَن أعْجَم [ ... ] فَأَما قَول رؤبة:
(بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الفِجَاجِ قَتمُهْ ... لَا يُشْتَرَى كَتَّانُه وجَهْرَمُهْ)
فيحتمِلُ ضربَيْن أحدُهما أَن يكون على جَهْرَمِيًّ وجَهْرَمٍ ثمَّ عُرِّف بالإِضافةِ كَمَا عُرِّف مَا تقدّم بالألفِ واللامِ وَيجوز أَن يكونَ لَا يُشْتَرى كتَّانُه ووشْيُ جَهْرَمِه أَو بُسُطُ جهْرَمِه فحُذِف المضافُ
1 - بابُ مَا لَحِقه تاءُ التأنيثِ وَهُوَ اسمٌ مفرَدٌ لَا هُوَ واحدٌ من جِنْسِ كَتمْرة وتَمْر وَلَا لَهُ ذكَر كمَرْأةِ ومَرْء وَلَا هُوَ بوصْف
وَذَلِكَ كثيرٌ فِي الْكَلَام نحوُ غُرْفةٍ وقَرْية وبَلْدةٍ ومَدِينةٍ وعِمامةٍ وشُقَّة فَهَذَا التأنيثُ لَيْسَ على نحوِ مَا تقدَّم ذْكرُه ورُبَّما عَبَّروا عَن هَذَا بالتأنِيثِ للعَلاَمة الكائنةِ فِي لفظ الكلِمة فَمن ذَلِك مَا جَاءَ فِي بَيت لغز:
(وَمَا ذكَرٌ فَإِن يَكْبَرْ فأُنْثَى ... شدِيدُ الاَزم لَيْسَ بِذِي ضُرُوسِ)
يرادُ القُرَاد لِأَنَّهُ إِذا كَانَ صَغِيرا سُمّي قُرَاداً فَإِذا كَبِر كَانَ حَلَمةً وَقَالَ آخر:
(إِنِّي وَجَدْتُ بَنِي سَلْمَى بمنْزِلةٍ ... مِثْل القُرَاد على حالَيْهِ فِي النَّاسِ)
وَقَالَ الفرزدق:
(وكُنَّا إِذا الجَبَّار صَعَّر خَدَّه ... ضَرَبْناه تحتَ الانْثَيَيْن على الكَرْدِ)
يُرِيد بالأُنثَيَيْن الأُذُنين وسمَّاهما انثَيينِ للتأنيث اللاحِقِ لَهما فِي اللَّفْظ فِي قَوْلهم هِيَ الأُذُن وأُذَيْنة وَكَذَلِكَ قَالَ العجَّاج فِي صِفَة المَنْجنِيق:
(وَأورد خُذًّا تَسْبِقُ الأبصارا ... وكُلّ أُنثَى حمَلَتْ أحْجارا)
فَقَوله كلّ أنثَى كَأَنَّهُ قَالَ كل مَنْجنِيق لِأَن المَنْجنيق مؤَنَّثه وَمثل ذَلِك فِي تعَلُّقه بِمَا عَلَيْهِ اللفظُ دُونَ الْمَعْنى قولُ الشَّاعِر أنْشدهُ أَحْمد بنُ يحيى:(5/70)
(بَلْ ذَات أُكْرُومةٍ تَكَنَّفها ... الأَحْجارُ مَشْهُورة مواسِمُها)
وَقَالَ: الأحجارُ صَخْر وجَنْدلٌ وجَرْوَل بَنُو نَهْشَل فسمَّاهم بالأحجار من حيثُ كانُوا مسمِّيْنَ بأسمائِها كَمَا أُنِّثَت هَذِه الأسماءُ لتأنيث اللَّفْظ لَا لِمَعْنى غيرِه
1 - هَذَا بَاب مَا دخَلَته التاءُ من صِفَات المذَكّر للمُبالغة فِي الْوَصْف لَا لِلْفرق بَين المذَكَّر والمؤَنَّث
وَذَلِكَ قولُهم رجُل علاَّمَةٌ ونَسَّابةٌ وسَأَّلةٌ وراويَةٌ وَلَا يجُوز لهَذِهِ التَّاء أَن تدخُلَ فِي وَصْف من أوْصافِ اللهِ تَعَالَى وَإِن كَانَ المرادُ المبالغةَ وَقَالَ أَبُو الْحسن: فِي قَوْلهم رَجُل فَروقةٌ ومُلُولةٌ وحَمْولةٌ ألحَقُوها الْهَاء للتكْثيرِ كنَسَّابة وراوية وَقد لَحِقت تاءُ التأنيثِ حيثُ لم تلحقِ الكلمةَ تأنيثاً وَلم تَفْصِل وَاحِدًا من جِنْس وَلم تَفْصِلْ تأنيثاً من تذكير كامْرئِ وامرأةٍ وَلم تَجْر صِفةً على فِعْل وَذَلِكَ قَوْلهم فِي جَمِيع حَجَر حجَارَة وذَكَر ذِكَارة وجَمَل جِمَالَة وقُرِئ: {كأنَّه جِمَالةٌ صُفْرٌ} وَدخلت أَيْضا فِي فُعُولة الَّتِي يُراد بهَا الجمعُ وَذَلِكَ قَوْلهم عَمُّ وعُمُومة وخَالٌ وخُؤُولة وصَقْر وصُقورةٌ وَكَذَلِكَ أفْعِلةٌ مثل أجْرِبة وجَرِيب وخَصِيّ وخَصْية وغِلْمة وجِيْرَةٍ وَهَذَا كياءي النَّسب فِي قُرَشيٍّ وقُمْرِيٍّ ويَمَانِيٍّ جَاءَت فِي الْبناء غير دَالَّة على مَا تدُلُّ عَلَيْهِ فِي الْأَمر العامّ من النَسب
1 - بَاب مَا جَاءَ من الْجمع المبنِيّ على مِثَال مَفَاعِلَ فَدَخَلَتْه تاءُ التانيثِ وَذَلِكَ على أَرْبَعَة أضْرب
فَمن قَالَ مَا يدلُّ لَحَاقُها بِهِ على النَّسَب وَذَلِكَ قَوْلهم المَهَالبِبَة والمَنَاذِرة والأَشاعِرة فجَاء جمعهُ المكَسَّر على حدِّ مَا جَاءَ المُصَحَّحُ وَذَلِكَ أَنهم لمَّا كَانُوا يَقُولُونَ الأشْعَرُون فَيجْمَعُونَ بحدف الياءِ كَأَنَّهُ جمعُ أشْعَرَ لَا أشْعرِيٍّ كُسِّر عَلَيْهِ فجلَّ التَّأْنِيث على هَذَا الْمَعْنى من النَسب وَمن هَذَا عِنْدي فارسيُّ وفُرْس قَالَ ابْن مقبل:
(طافَتْ بِهِ الفُرْس حَتَّى بَذَّ ناهِضُها ... )
وَمن ذَلِك مَا دخَل على الأعجمِيَّة المعرَّبة نَحْو الأَشاعِثَة والسَّيابْجَة والمَوَازِجة والجَوَارِبة وَقَالُوا صَيْقَل وصَيَاقِلة وقَشْعم وقَشاعمة فَدخلت الْهَاء الاسمَ على غير هذَيْن الوجْهَين وَإِن شِئْت حذفتَ الهاءَ فَقلت الأشاعِث والسَّيابج كَمَا تَقول الصَّياقِل وَمن ذَلِك أَن تَدْخُل الْهَاء فِي هَذَا الْمِثَال من الْجمع عِوَضاً من الْيَاء الَّتِي تَلْحَق مثالَ مَفاعِلَ وَذَلِكَ نَحْو فِرْزانِ وفَرَازِنَة وجَحْجَاحٍ وجَحَاجِحة وزِنْدِيق وزَنادِقَة فالهاء فِي هَذَا الْبَاب لازمةٌ لَا تُحذف لِأَنَّهَا تُعاقِب الياءَ الَّتِي فِي الجَحَاجيح فَإِن حذفت أتيت بِالْيَاءِ لِأَنَّهُمَا يَتَعاقَبان وَإِنَّمَا اجْتَمَعتِ النسبةُ والعُجْمة فِي لَحَاقِها لَهما فِي أشاعِثَة ومَوَازِجَة لاتِّفاقهما فِي النَّقْل من حالٍ إِلَى حَال لم يَكُونَا عَلَيْهَا فالنذضسب قد صَار الاسمُ فِيهِ وصْفاً بعد أَن لم يكن كَذَلِك وَلَيْسَ ذَلِك لاتِّفاق العُجّمة والتأنيث فِي المَنْع من الصَّرف أَلا ترى أَن العُجْمة فِي أَسمَاء الْأَجْنَاس لَا تمنعُ الصَّرف وَهَذِه الأعجميَّة الداخِلةُ فِي هَذَا الْبَاب أسماءُ أَجنَاس
1 - بَاب مَا أنِّثَ من الْأَسْمَاء من غيرِ لَحَاقِ علامةٍ من هَذِه العلاماتِ الثَّلاث وَهُوَ على ثَلَاثَة أضْرب
من ذَلِك مَا اختَصَّ مُؤَنَّثُه باسمٍ انْفَصل بِهِ من مذكَّره وَكَذَلِكَ مذكَّره جُعِل لَهُ اسمٌ يَخْتصُّ بِهِ وَذَلِكَ نحوُ حَمَل ورِخْل وجَدْيٍ وعَنَاقٍ وتَيْس وعَنْزٍ وَقَالُوا ضَبْع للأُنثى والذَّكَر ضِبْعانٌ وَلم يَقُولُوا ضَبُعة وَقَالُوا حِمَار وأتَانٌ(5/71)
وَقد حُكِي أَنهم قَالُوا حِمَارة ورُبَّما ألْحَقُوا التاءَ فِي هَذِه الأسماءِ الموضُوعةِ للمؤَنَّث وَإِن كانتْ مستَغْنَى عَنْهَا كَقَوْلِهِم كَبْش ونَعْجة وجَمَل وناقةٌ فأمَّا البَعِير فكالإنسانِ يَشْمَلُ الجَمَل والناقةَ كَمَا أَن الإنسانَ يَشْمَلُ الرجُل والمرْأةَ والفَحْلُ كالرَّجُل من كل ذِي أربَع وجمْعه أفْحُلٌ وفُحُول وفُحُولَةٌ وفِحَال وفِحَالةٌ وفَحَلْت إبِلِي فَحْلاً كرِيماً وافْتَحلْتُ لِدَوابِيّ فَحْلاً - اتَّخذتُه لَهَا وبَعيرٌ ذُو فِحْلة - يَصْلُحث للافْتِحال وفَحْلٌ فَحِيل - كريمٌ وَمِنْه الاستِفْحال - شيءٌ تَفْعَله أعْلاجُ كابُل إِذا رأَوْا رجُلاً جَمِيلاً جَسِيماً من العَرَب خَلَّوْا بَينه وبيْنَ نِسائِهم رَجاء أَن يُولَد فيهم مثلُه وكالبَعير فِي هَذَا قولُهم الدَّجَاج فِي وُقُوعه على المذكَّر والمؤنَّث اللَّذين هما الدِّيك والدَّجَاجةُ قَالَ جرير:
(لَمَّا تَذَكَّرت بالدَّيْريْنِ أرَّقَنِي ... صَوْتُ الدَّجَاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيس)
الْمَعْنى انتظارُ صَوت الدِّيَكَة لِأَنَّهُ مُزْمِع للخُرُوج وَقَالُوا فَرَسٌ وحِجْر للْأُنْثَى وَقَالُوا فَرَس أُنْثَى وَلم يقُولوا فَرَسه وَمن ذَلِك مَا كَانَ تأنيثُه بِغَيْر علامةٍ وَلَا صيغةٍ مختَصَّة للمؤَنَّث كأُذُن وعَيْن وَقد يكونُ الاسمُ الَّذِي فِيهِ عَلامةُ التأنيثِ واقِعاً على المذَكَّر والمؤنَّث كَقَوْلِهِم شاةق للذَّكَر والأُنثَى وَكَذَلِكَ جَرَادةٌ وبَقَرةٌ وَقد يكون الاسمُ وَاقعا على المذَكَّر والمؤنَّث وَلَا علامَةَ للتأنيث فِيهِ كَقَوْلِهِم عَقْرَبٌ أُنثَى وَيُقَال رأيتُ عَقْرَباً على عَقْرَب وَيُقَال لذَلِك العَقَارِب عُقْرُبَانٌ وَقيل العُقْرُبَّان بتَشْديد الْبَاء من دَوَابِّ الأرضِ يُقَال إِنَّه دَخَّال الأُذُن وَقد قيل عَقْرَبة بِالْهَاءِ على حدِّ رَجْلةٍ قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَن مَرْعَى أُمَّكُمْ إِذا غَدَتْ ... عَقْرَبةٌ يُكُومُها عُقْرُبَانُ)
مَرْعَى - اسمُ أُمِّهم وعَقْرَبُ الشِّتاءِ - أوَّلُه مُؤَنَّث وَكَذَلِكَ العَقْرَب من النُّجوم والعَقْرَب - النَّمِيمة قَالَ أَبُو حَاتِم: العَقَارِب كلُّها إنَاثٌ لَا يُعْرَف ذكُورُها من إناثِها فَأَما العُقْرُبَّان فدابَّة غيْرُها قَالَ: وَقد زعَم بعضُهم أَن العُقْرُبَّان ذكَرُ العَقارب وَلم أسمَعْه من الفُصَحاء والأفْعَى على المذَّر والمؤنَّث وَقد يُقَال للذّكر أُفْعُوَانٌ وَأنْشد:
(قد سالَمَ الحَيَّاتُ مِنْهُ القَدَما ... الأُفْعُوانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا)
قَالَ الْفَارِسِي الأَفْعَى مُؤنَّثة يُقَال رَمَاه اللهُ بأَفْعًى حارِيَةٍ - أَي نَقَص جِسْمُها وصَغُر قَالَ الشَّاعِر:
(حارِيَّة قدْ صَغُرَتْ من الكِبَرْ)
وَقد استُعْمِلتِ اسْما ووَصْفاً فَمن جَعَلها وَصْفاً لم يَصْرِف كَمَا لَا يَصْرِف أحمَرَ وَمن جعلهَا اسْما صَرَف كَمَا يَصْرِف أرْنباً وأفْكَلاً قَالَ: والأسَدُ يقَع على المذكَّر والمؤنَّث يُقَال أسَدٌ ذكَرٌ وأسَدٌ أُنثَى ورُبَّما أدخَلُوا الهاءَ فَقَالُوا أسَدٌ وأسَدةٌ وَيُقَال للْأُنْثَى اللَّبُؤَة وفيهَا أربعةُ أوجُه اللَّبُؤَة بِضَم الْبَاء مَعَ الْهمزَة واللَّبْأة على وَزْن الحَمْأة واللَّبَة على ترك الهَمْزة كَمَا تَقول فِي الحَمْأة إِذا تركتَ همزَها حَمَة واللَّبَاة على مِثال الكَمَاة والمَرَاة وَهِي قَليلَة عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ الْفَارِسِي فِي التذكِرَة: كَأَنَّهُمْ يتَوهَّمُون الحركةَ الواقِعةَ على الْهمزَة واقِعةً على الحَرْف الَّذِي قبلَها فَكَأَنَّهَا همزةٌ مسَكَّنة قبلهَا فتْحة وغذا أُرِيد تخفيفُ الهمزةِ الَّتِي هَذِه صورَتُها كَانَ تخفيفُها هَكَذَا أَلا تَراهم قَالُوا كاسٌ وراسٌ فَكَذَلِك لَبْأة كَأَنَّهَا لَبَأْةٌ وَنَظِير ذَلِك همزُهُم مُؤْسَى قَالَ: وَزعم أَبُو العَبَّاء محمدُ بنُ يزيدَ أنَّ أَبَا حَيَّة النُّمَيْرِيَّ كَانَ يَهمِز كلَّ وَاو ساكنةٍ قبلهَا ضَمَّة وَذَلِكَ أنَّ الواوَ المضمومةَ تُهمَزُ بأطراد فتُتَوهَّم الضمةُ الَّتِي قبل الواوِ واقِعةً على الْوَاو وعَلى هَذَا قَرَأَ بَعضهم: {فاسْتَغْلَظ فاستَوَى على سُؤقِه} {وعاداً اللَّؤْلَى} أدغم قَالَ: وَكَانَ أَبُو حَيَّة النميريُّ ينشد:(5/72)
(لَحُبَّ المُؤْقِدانِ إلَيَّ مُؤْسَى ... )
على مَا ذَكرْنَاهُ وعَلى هَذَا يُرَى الهمزُ فِي يُؤْمِن بعْدَ اعتِقاد القَلْب البدَلِيِّ فَهَذَا شيءٌ عَرَض ثمَّ نعُود إِلَى غرضِنا المَغْزُوِّ فِي هَذَا الْبَاب وَيُقَال لَبْوة ولِبْوة وَلَا أَدْرِي أثَبْت هِيَ أمْ لَا فَمن قَالَ لَبؤُة قَالَ فِي الْجمع لَبُؤَات وَمن قَالَ لَبُوَة قَالَ فِي الْجمع لبُوَات وَمن قَالَ لَبْاة قَالَ فِي الْجمع لَبَآت وَقَالَ فِي التَّذْكِرَة: أُرَى لَبْأة مخفَّفة من لَبُؤَة على حَدِّ عَضُد وَحكى فِيهِ أَنه يُجْمَع اللَّبُؤة على اللَّبُؤ قَالَ: ونظيرُه مَا جماه سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم ثَمَرة وثَمَر وسَمُرة وسَمُر قَالَ: وَمِمَّا يدلُّ أنَّ لَبْأة أصلُها لَبُؤة قَوْلهم: " أخَذَ سَبْعةٍ " قَالَ فسَبْعة هُنَا مخفَّفة من سَبُعه واللَّبُؤة أنْزَق من الْأسد فَلهَذَا قَالُوا أخْذَ سَبْعة وَلم يَقُولُوا أَخذ سَبُع قَالَ: وَلم يستعملوه فِي هَذَا المَثَل إِلَّا مخفَّفاً والأمثال تُتْرك على أوائِل موضُوعاتها لَا تُغيَّرُ فَهَذَا قَوْله وَإِن كَانَ ابنُ السّكيت قد حكَى فِي قَوْلهم أخذَه أخْذَ سَبْعة وَجها آخَرَ مَعَ هَذَا لَا أدْرِي أبْعدَه أم قَبْله والحَمَامة تقع على المذكَّر والمؤنَّث أمَّا وُقُوعها على الْمُؤَنَّث فكثيرٌ مشهُور لَا يُحتاجُ إِلَّا الاستِشْهاد عَلَيْهِ لكَثْرته وشُهْرته وَإِذا كَانَ الشَّيْء فِيهِ عَلَم تأنيثٍ وَهُوَ يقَع على المذكَّر والمؤنَّث فَإِنَّمَا يُستَشْهد على وقُوعه للمذكَّر لَا للمؤنث قَالَ جرير فأوْقَع الحمامةَ على المذكَّر:
(إِذا حَنَّ مِنْ شَجْوٍ غَرِيبٌ ظَنَنْته ... حَمامةض وادس إثْرَ أُنثَى تَرنَّما)
وَقَالَ الْفراء: رُبَّما جعلت العرَبُ عِنْد موضِع الحاجةِ الأنْثَى مفرَدةً بِالْهَاءِ وَالذكر مفْرَداً بطرح الْهَاء فيكونُ الذَّكَر على لفظ الجمْعِ من ذَلِك قَوْلهم رأيْت نعاماص أقْرَعَ وَرَأَيْت حَمَاماً ذَكَراً وَرَأَيْت جَراداً على جَرَادةٍ وحَمَاماً على حَمَامة يُرِيدُونَ ذكرا على أُنثَى وَكَذَلِكَ قَوْله:
(كأنّ فَوْقَ مَتْنِه مَسْرَى دَبَى ... فَرْدٍ سَرَى فَوْقَ نَقاً غَبَّ صَبَا)
أَرَادَ الْوَاحِد من الدَّبَى قَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت رجُلاً من بَنِي تَمِيم يَقُول بَيْض النَّعامة الذَّكَر يعنِي ماءَه وَقَالَ الْفراء: سمِعت الكسائِي يَقُول سَمِعت كلَّ هَذَا النَّوعِ من ال عرب بطرح الْهَاء إلاَّ من ذَكَره إِلَّا قَوْلهم رأيتُ حَبَّةً على حَيَّةٍ فَإِن الْهَاء لم تُطْرَح من ذَكَره وَذَلِكَ أَنه لم يُقَلْ حَيَّة وحَيٌّ كثيرٌ كَمَا قيل بَقَرة وبَقَر كثيرٌ فَصَارَت الحيّةُ اسْما موضُوعاً كَمَا قيل حِنْطة وحبَّة فَلم يُفْرَد لَهَا ذكَر وَإِن كَانَ جَمْعاً فأجْرَوْه على الْوَاحِد الَّذِي يجمَع التَّأْنِيث والتذكِيرَ أَلا تَرَى أنَّ ابنَ عِرْسٍ وسامًّ أبْرصَ وابنَ قِتْرةَ قد يُؤَدِّي عَن الذكَر وَالْأُنْثَى وَهُوَ ذكَر على حَاله قَالَ الأخطل فذكَّر الحيَّة:
(إنَّ الفَرَزْدقَ قد شالَتْ نَعامَتُه ... وعَضَّه حَيَّةٌ من قَوْمِه ذَكَرُ)
ويُقال للذَّكَر من الحَيَّات الحَيُّوت وَأنْشد:
(ويَأْكُل الحَيَّة والحَيُّوتَا)
وَلَيْسَ الحَيُّوت من لفظ حَيَّة وَقد أريتُك وجهَ تَعْلِيله فِي بَاب الحَيَّات وأنعمْت أيضاحَه هُنَاكَ فَإِنَّهُ قد يخفَى على النَّاظر فِي دَقِيق الصتريفِ الماهرِ بتنْقِيحه
وَمِمَّا يدخُله الهاءُ على جِهَة الاشتِقاق
قَوْلهم خُزَزٌ للذكَر من الأَرانِب وعِكْرِشَة للأُنثى وَهُوَ كَقَوْلِهِم وَعِلٌ وأُرْوِيَّة فَأَما الأرْنَب فَهُوَ واقِع على(5/73)
الذكَر والأنْثَى وَقد غلَب التأنيثُ وهمزته زَائِدَة وَقد قدمتُ تَعْلِيله ووجْهَ [ ... .] فِي بَاب الأَرانِب من هَذَا الْكتاب فَأَما قَوْله: " فِي كِساءٍ مُؤَرْنَبِ " فعلى قَوْله:
(وصالِياتٍ ككَمَا يُؤَثْفَيْنْ ... )
وَكَقَوْلِه:
(فإنَّه أهْلٌ لِأَن يُؤَكْرَما ... )
وَإِنَّمَا الصَّحِيح الآتِي على السَّعَة والاختِيار كِسَاء مُرْنَبٌ كَمَا قَالَ: " فِي ثِيابِ المَرانِب " والخِرْنِق - ولَد الأرْنَب والغالبُ عَلَيْهِ التأنيثُ والضَّيْوَنُ - وَهُوَ السِّنَّوْر يَقع على المذكَّر والمؤنث قَالَ الْفَارِسِي وَغَيره من النحويِّين: طيْوَن وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب مَكْوَزَة ومَرْيمَ وحَيْوةَ حِين قَالُوا رجَاءُ بنُ حَيْوةَ فِي الشُّذوذ والهِر يقَع على المذكَّر ويكسَّران على قِطَاط وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ الهِرُّ والسَّنَّور والسِّنَّورة و [ ... .] قليلتان
وَمِمَّا يقَع على الْمُذكر والمؤنث
الجَيْأَلُ - وَهِي الضَّيْع يُقَال هِيَ جَيْألٌ أُنْثى وتُسَمَّى الأنثَى جَيْأَلةَ وَهِي الجَيْأَل ثلاثُ لُغات الجَيْأَلُ والجَيَّل والجَيَلُ فَأَما قَوْلهم الجَيَّل فقد يجوزُ أَن يكونَ من غير لَفْظ جَيْأل وَقد يكون من لَفْظه وَيكون التَّصرِيف شاذًّا وَأما قَوْلهم جَيَلٌ فعلى التخفيفِ القِياسِيِّ وَلَا يكون على البَدَلِيِّ لِأَنَّهُ لَو كَانَ على البدَلِيِّ لوجَب القَلْب والإِعْلال إِذْ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ بِمَنْزِلَة مَا عَيْنُه ياءٌ مفتوحةٌ مفتوحٌ مَا قبْلَها وَتلك تُعَلُّ لَا مَحالةَ كمالَ وباعَ وجاءَ فَلَمَّا وَجَدْناهم يَقُولُونَ جَيَلٌ علِمنا أَنه تخفيفٌ قياسيٌّ لِأَن الْهمزَة مُعامَلة مُعامَلة الثَّبات فَكَمَا لم يُعَلَّ الاسمُ والهمزةُ فِيهِ ثابتةٌ وَالْيَاء ساكِنةٌ كَذَلِك لم يُعَلَّ والهمزةُ محذُوفةٌ والياءُ متحرِّكة إذِ المحذوفةُ فِي قِوام المثبتة هُنَا وَإِذا كَانَت الْهمزَة المحذُوفة هُنا فِي قِوَام المثبتَة فالياءُ المتحرِّكة فِي قِوَام الساكنةِ وَهَذَا كلُّه تعليلُ الفارسيّ وَأنْشد الْفَارِسِي فِي الجَيَّل:
(ومَنْخِر مِثْل وِجَار الجَيَّل ... )
قَالَ الْفَارِسِي: لَيْسَ جَيْألَ مل خَطِيئة ومَقْرُوءَة لأنَّ خَطِيئةً ومَقْرُوءةً مِمَّا جاءتْ ياؤُه وواوه لغير إلْحاقٍ وَإِنَّمَا هِيَ مَدَّة فَلَا يكون إدْغامُ جَيْأل كإِدْغام خَطِيئةٍ ومَقْروءة وَقد صرَّح سِيبَوَيْهٍ بِأَن تخفِيفَ هَذَا النحوِ لَا يجُوزُ على طرِيق القَلْب وَإِنَّمَا يكون تخفِيفُ جَيْألٍ ومَوْألةٍ وحَوْأبِ وَمَا شاكل هَذَا الضربَ على التَّخْفِيف القياسيِّ لِأَنَّهَا همزةٌ متحركة قبلهَا سَاكن فَإِنَّمَا تخفيفُها أَن تُحْذَف وتُلْقَى حركتُها على السَّاكِن الَّذِي قَبْلها قَالَ: فَلَا وجْهَ لَجيَّلٍ عِنْدي إِلَّا أَن يكونَ من بَاب سِبَطْر ولآلٍ والضَّبُع وَيُقَال الضَّبْع بتسكين الْبَاء وَهُوَ يَقع على المذكَّر والمؤنَّث يُقَال ضَبُعٌ ذكرٌ وضَبْع أُنثَى وَأنْشد:
(يَا ضَبُعاً أكَلَتْ آيَارَ أحْمِرة ... فَفِي البُطُون)(5/74)
لقَوْله فَفِي البُطُون والبُطُون تكُونُ للْجمع وَلَا يمتَنع لهَذَا الَّذِي ذكرَه يَا ضَبُعاً أكَلَتْ وَقَالَ البُطون فجمَع كَمَا قَالُوا للْوَاحِد مِنْهَا حَضَاجِرُ لِعظضم بطْنها وانتِفضاخه وَصرح الْفَارِسِي فِي كتاب الْإِيضَاح أَن أَبَا زيد أنْشدهُ يَا ضُبُعاً وتكسِيرُ فَعُلٍ على فُعُلٍ عزِيزٌ وَإِنَّمَا جمعُها المعروفُ أضْبُعٌ قَالَ سُوَيْد بن كُرَاع:
(إِذا مَا تَعَشَّى ليلَةً من أكِيلةٍ ... حَذَاها نُسُوراً ضارِيَاتٍ وأضْبُعا)
وَالْكثير ضُبُعٌ وأهلُ الْحجاز يجمَعُون الضِّباعَ ضُبُعاً وعَلى هَذَا أوجه يَا ضُبُعاً أكلَتْ فِي رِوايةِ أبي زيْد وَإِن كَانَ لَيْسَ كلُّ جمْع يُجمَع صرح بذلك سِيبَوَيْهٍ وَلذَلِك وجَّه الفارسيُّ فِي قِراءةِ مَنْ قَرَأَ: " فرُهُنٌ مَقْبوضةٌ " إنَّ رُهُناً جمعُ رَهْن مثل سَقفٍ وسَحْل وسُحُل قَالَ: وَلَا أقُول إِنَّه رَهْن ورِهَانٌ ثمَّ كسِّر رِهَان على رُهُن لِأَنَّهُ لَيْسَ كلُّ جَمْع يُجْمَع حَتَّى يجِيءَ أَن رُهُناً جمع رِهانٍ بثَبَتٍ ورِوايةٍ فَأَما قَول المتنخل الْهُذلِيّ:
(مِمَّا أُقَضِّي ومَحارُ الفَتَى ... للضُّبْع والشَّيْبة والمَقْتَل)
فَمن رَوَاهُ بِالضَّمِّ فعلى أَنه خفَّف الضُّبُع وَمن رَوَاهُ للضَّيْع فعلى أَنه خفَّف ضَبْعاص كَمَا قَالُوا عَضُد وعَضْد والضِّيْعانُ - ذكَر الضِّباع وَالْجمع ضَبَاعِينُ وَقَالُوا فِي التَّثْنِيَة ضَبُعانِ فغَلَّبوا لفظ المؤنَّث للخِفَّة وَلم يَقُولُوا ضِبْعانانِ
وَمِمَّا يَقع على الْمُذكر والمؤنث
حَضَاجِرُ - يقَع على الذّكر وَالْأُنْثَى من الضِّبَاع وَأنْشد للحُطَيْئة:
(هَلاَّ غَضِبْتَ لِرَحْلِ جارِكَ ... إذْ تُنَبِّذُه حَضَاجِرْ)
وَحكى الْفَارِسِي فِي جمعه حَضَاجِرَات وَقد تقدم تعليلُه فِي بَاب الضَّبْع قَالَ: وَقد يُقَال للذكَر ذِيْخٌ وللأنثى ذِيخةٌ وَيُقَال لذكَر الضَّبْع أَيْضا عِتْبانٌ وعَيْلام وَلَا يكُونان للمؤنَّث بِعَلاَمة وَلَا غَيْر عَلامةٍ وَمِمَّا يُخَصُّ بِهِ الأنثَى مِنْهَا العَيْثُوم وجَعَارِ قَالَ الشَّاعِر:
(تَعَلَّقْنا بذِمَّةِ أُمِّ وَهْبٍ ... وَلَا تُوفِي بذِمَّتها جَعَارِ)
قَالَ الْفَارِسِي: وذُكِر لي عَن أحمدَ بن يحيَى أَنه يُقَال لَهُ ذَبَابِ اسمٌ على نَحْو جَعَارِ قَالَ: فأمَّا الَّذِي صَرَّح بِهِ سِيبَوَيْهٍ فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ دَبَابِ - أَي دِبِّي وَهَذَا مُطَّرِد لِأَن هَذَا الْبَاب عِنْده يَطَّرِد فِي النِّداء والأمرِ وَمن كُنَاها أمُّ عامرٍ وَأنْشد:
(على حِينَ أنْ كانتْ عُقَيْلٌ وشَائِظاً ... وكانَتْ كِلاَبٌ خَامِرِي أُمَّ عامِرٍ)
أَي الَّتِي يُقَال لَهَا خَامِري أمَّ عامِر تُسْتَحْمَق بذلك وذها على الْحِكَايَة كَمَا قَالَ الشَّاعِر:(5/75)
(ولقَدْ أبِيتُ من الفَتَاةِ بِمَنْزِلِ ... فأَبِيتُ لَا حَرِجٌ وَلَا مَحْرُومٌ)
وَمن كُنَاها أمُّ حَنُّور وحِنَّوْر وخَنَوَّر وأُمُّ رِمَال وأمُّ نَوْفل وظاهرٌ من قَوْلهم أُمُّ كَا أَنه يُخَصُّ بِهِ المؤنَّث
وَمِمَّا أدخلُوا فِيهِ الْهَاء
قَوْلهم للثعلب تَتْفُلٌ وتَتْفلٌ ثمَّ قَالُوا للْأُنْثَى ثُرْمُلَةٌ وَقَالَ بَعضهم: التُّتْفُل - جَرْوُ الثَّعْلب وَالْأُنْثَى تُتْفُلة فعلى هَذِه الرِّوَايَة الْأُنْثَى مبنِيٌّ على لفظ الذكَر وَأما قَوْلهم التَّتْفَلة فَزعم الْفَارِسِي أَن الْأُنْثَى مَخْصوصةٌ بِفَتْح التاءِ والفاءِ لَا يُقَال فِي الذّكر تَتْفَلٌ والثَّعْلب - يقَعُ على المذكّر والمؤنَّث يُقَال ثَعْلبٌ ذَكرٌ وثَعْلب أنثَى وَإِذا أرادُوا الاسِمَ الَّذِي لَا يكونُ إِلَّا للمذَكّر قَالُوا ثُعْلُبانٌ كَمَا أنَّ ألأفْعَى والضَّبُعَ والعَقْرَب يقعن على المُذَكَّر والمؤنَّث فَإِذا أَرَادوا مَا لَا يَكُونُ إِلَّا مذكَّراً قَالُوا أُفْعُوانٌ وضِبْعانٌ وعُقْرُبَانٌ وثُعْلُبانٌ قَالَ الشَّاعِر الثُّعْلُبان:
(أرَبُّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ برأسِه ... لقَدْ هانض مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِب)
وَمِنْهُم من يَقُول ثَعْلَب وثَعْلَبةٌ وَبهَا سميت هَذِه القَبيلة نَظِيره عَقْرَب وعَقْربة وَأنْشد أَبُو عبيد:
(كأنَّ مَرْعَى أمَّكمْ إِذا غَدَتْ ... عَقْرَبةٌ يكُومُها عُقْرُبَانُ)
مَرْعَى - اسمُ أُمِّهم فَلذَلِك نصبها وَقد قدَّمت فِي بَاب الثَّعالب فِي تصْرِيف هَذِه الكلمةِ مَا أغناني عَن إعادتِه هُنَا وَإِنَّمَا هَذَا مَوضِع جمل وقَصْدنا فِيهِ التَّنْبِيه على الأجْناسِ الثلاثةِ الَّتِي نوقِع نَحن اسمَ الْجِنس عَلَيْهَا وَهِي مَا لَا يَكُونُ إِلَّا مذكَّراً وَمَا لَا يكُون إِلَّا مؤنَّثاً وَمَا يكونُ مذَكَّراً ومؤنَّثاً فَأَما ثُعَلٌ وثُعالةُ فمختص بهما المذكَّر وَكَذَلِكَ الهِجْرِسُ قَالَ الراجز:
(فَهِجْرِسُ مَسْكَنُه الفَدَافِد ... )
ويُكْنَى أَبَا الحُصَيْن وظَاهرٌ من قَوْلهم أبٌ أَنه مختَصٌّ بِهِ المذَكَّر إِذا لم يقولُوا أمّ الحُصَينَ والذِّئب يقَع على المذَكَّر والمؤنَّث يُقَال ذئْبٌ ذكَر وذِئبٌ أنثَى وَحكي ذِئبة للْأُنْثَى فأمَا قَول جرير:
(جاءَتْ بِهِ الضَّبُع الحَصَّاءُ والذِّيْبُ ... )(5/76)
فَأَما جعَلهُ اسْما للعَامش الشَّدِيد كَمَا سَمَّوُا السنَةَ الشديدةَ ضَبُعاً فَأَما قولُهم سِلْق فقد يَشْتَرِك فِيهِ المذَكَّر والمؤنَّث وَكَذَلِكَ الإلْقِ فَأَما إلْقَةٌ فيختَصُّ بِهِ المؤنَّث فَأَما أَوْس وأُوَيْس وسَمْسَم فَيخْتَص بِهِ المذَكَّر فَأَما سِرْحانٌ فقد يَقَع على المذكَّر والمُؤَنَّث وعَنَزة على وَزْن سَلَمة - ضَرْب من الذِئَاب وَهِي فِيهَا كالسَّلُوقِيَّة فِي الكِلاَاب البَقَرة تقعَ على المذَكَّر والمؤنَّث كَمَا أَن الشاةَ تقَع على المذَكَّر والمؤنَّث وَأنْشد:
(يَجُوبُ بِيَ الفَلاةَ إِلَى سعيد ... إِذا مَا الشاةُ فِي الأرْطاة قالاَ)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ الخليلُ هَذَا شاءٌ بمنزِلة هَذَا رَحْمةٌ من رَبِّي وَقَالُوا فِي الثَّوْر من الوَحْش شاةٌ قَالَ الْأَعْشَى:
(وحانَ انْطِلاقُ الشاةِ من حَيُثُ خَيَّما ... )
والثَّوْر - يقَع على المذَكَّر وَيُقَال فِي جمعه ثِيْرة وثِوَرة وثِيْرانٌ وأثْوار وثِيَارَة وثِيرَةَ صَحَّت الْيَاء فِيهَا للإشعار بِأَنَّهَا مقصُورةٌ عَن ثِيَارة فِي قَول أبي بكر وتقدّضم وَحكى ثَوْر وثَوْرَة قَالَ الأخطل:
(وفَرْوةَ ثَفْرَ الثَّوْرةِ المُتَضاجِمِ ... )
وَقَالُوا للْأُنْثَى بَقَرة وَقد تقدم أَنَّهَا وَاقعَة على المذَكَّر والمؤنث فَأَما النَّعْجة والمَهَاة والعَيْناء والخَزُومة فمخصُوصٌ بهَا المُؤَنث وَأما الَّلأى فقد اخْتُلفِ فِيهِ فَقَالَ بَعضهم هُوَ الثَّوْر وخَصَّ بِهِ المذكَّرض وَقَالَ بَعضهم الْأُنْثَى لأة [وَقد] أثبتُّ هَذَا فِي كتاب الوَحْش وابَنْت تَعْلِيله هُنالك فَأَما الجُؤْذُر والبَرْغَر وَهُوَ البُرْغُز والبَحْزَج والفَرْقد فمؤنثُه كلُّه بِالْهَاءِ وكلُّها أولادُ البَقَر وأمَّا اليَعْفُور واليُعفور والذَّرَع فَلَا مُؤنَّث لَهُ من لَفظه وَمِمَّا يقَع على الْمُذكر والمؤنث القُنْفُذُ والقُنْفَذ يُقَال قُنْفُذ ذكَرٌ وقُنفُذ أنثَى فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الذّكر قُنْفُذ وَالْأُنْثَى قُنْفُذة وَمِمَّا يختَصُّ بِهِ المؤنَّث غَنِجَة وَمِمَّا يختَصُّ بِهِ المذكَّر الشَّيْهَمُ قَالَ الْأَعْشَى:
(لَتَرْتَحِلَنْ مِنِّي على ظَهْرِ شَيْهَم ... )
وَيُقَال لَهُ أَيْضا دُلْدُلٌ وابنُ أنْقَدَ وقُبَاعٌ وكُلُّه لَا يُؤنَّث وَلَا يسمَّى بِهِ المؤنَّث وَيُقَال لَهُ أَيْضا مِنَنة على مِثَال عِنَبة وَأما الدِّرْص فيقَع على المذكَّر والمؤنث من أوْلادِها بلفظٍ واحدٍ وَيُقَال للذّكر من الضِّبَاب ضَبُّ وَالْأُنْثَى ضَبّضة وَأنْشد:
(إنَّك لَو ذُقْت الكُشَى بالأكْبادْ ... لم تُرْسِلِ الضَّبَّة أعْداءَ الوَاد)
والكُشْية - شَحْمةُ كُلْية الضَّبِّ والأعْداء - جَوَانب الوادِي جمعٌ لَا واحِدَ لَهُ فَأَما السَّحْبَلُ مِنْهَا - وَهُوَ الْعَظِيم فمذَكَّر لَا غيرُ والنَّمِر وَالْجمع نُمُور ونُمُر وأنْمار وأنثاه بِالْهَاءِ وَيُقَال للذكَر من القُرُود قِرْد ويُكَسَّر على قُرُود وأقْرادِ وقِرَدةٍ فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ يُقَال للذكَر من القُرُود رُبَّاح وللأنثى قِشَّة وَقَالَ غَيره: يُقَال لَهَا أَيْضا مَيَّةُ وَبهَا سمِّيت المرأةُ مَيَّةَ وَيُقَال للذّكر من الضَّفادِع عُلْجُوم وَالْأُنْثَى هاجَةٌ وَهِي من الْوَاو مُقْعَدة وَقيل الْأُنْثَى من الضَّفادِع ضِفْدَعة وَالذكر من الفِرَاخ فَرْخ وَالْأُنْثَى فَرْخة وَمن أَوْلَاد الحَجَل سُلَكٌ وَالْأُنْثَى سُلَكةٌ وَكَذَلِكَ سُلَفٌ وَالْأُنْثَى سُلَفة وَهِي السِّلْكانُ والسِّلْفان وَقَالَ قطرب: السُّلَك - فَرْخ القَطَاة وذكَر الحَجَلِ يَعْقُوبٌ قَالَ سَلامةُ بن جَنْدل:
(أوْدَى الشَّبَابُ حَمِيداً ذُو التَّعاجِيب ... أوْدَى وَذَلِكَ شَأْوٌ غيرُ مطلوبِ)
(وَلَّي حَثِيثاً وَهَذَا الشَّيْبُ يَطْلُبه ... لَو كَانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ)(5/77)
ويروى بالنَّصْب رَكْضَ لِأَنَّهُ لَمَّا قَالَ يطْلبُه صَار فِيهِ معنى يَرْكُضُ كَمَا قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلي:
(مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إِلَّا مَنْكِبٌ ... مِنْهُ وحَرفُ الساقِ طَيَّ المِحْمَل)
وَقيل اليعاقيب فِي بَيت سَلامة جمع يَعْقُوبٍ - وَهُوَ الفَرَس الَّذِي لَهُ جَرْي بعد جَرْي قَالَ الْأَصْمَعِي: لم يقل أحدٌ أحسنَ من هَذَا وَإِن سَمَّيت رجلا بيَعْقُوبٍ واحدش اليَعَاقِيب على أيِّ هذَيْن الْوَجْهَيْنِ كَانَ فِي هَذَا البيتِ صَرَفْته وَقيل القَبَجُ - ذُكُور الحَجَل وَالْأُنْثَى قَبَجَة وحَجلة وَوجدت فِي كُتُب أبي عليٍّ الفارسيّ الفَيْج فِي موضِع القَبج فَلَا أدْرِي من أينَ رَوَاهُ ويغلب على ظَنِّي أَنه غَلَطٌ من النَّاقِل وَقَالَ هُنَالك الفَيْجة تَقَع على المذكَّر والمؤنَّث فأمَّا غَيره فَقَالَ القَبَجَة تقع على الْمُذكر والمؤنث
وَمِمَّا يُخَصُّ بِهِ الْمُذكر فِي البُوم
الفَيَّاد والصَّدَا وَقيل البُومُ جَمْع واحدته بُومةٌ وَقيل الذكَر بُومٌ وَالْأُنْثَى بُومةٌ وَمِمَّا يُخَصُّ بِهِ ذكرُ القَمارِيِّ الهَدِيلُ وَقيل الهَدِيل - فَرْخ كَانَ على عهد نُوحٍ مَاتَ ضَيْعةً وعَطَشا فيزعمُون أَنه لَيْسَ من حَمَامة إِلَّا وَهِي تَبْكي عَلَيْهِ قَالَ نُصَيْب:
(فقلْتُ أَتبِكي ذاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرتْ ... هَديلاً وَقد أوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّع)
أَي لم يُخْلق تُبَّعٌ بعدُ وَقَالَ الْفَارِسِي: الهَدِيل هَذَا الفَرْخُ المذكورُ لبُكاء الحَمامِ عَلَيْهِ سُمِّي صوتُ الحَمَامِ هَدِيلاً وصَرَّفوا مِنْهُ فَقَالُوا هَدَل يَهْدِل وساقُ حُرٍّ أَيْضا - الذَّكَر من القَمَارِيّ قَالَ حُمَيد بنُ ثَوْر الهِلالَي:
(وَمَا هاجض هَذَا الشَّوْقُ إِلَّا حَمَامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرَنُّما)
وَالذكر من العَصاَفِير عُصْفُور وَالْأُنْثَى عُصْفُور قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَو أنَّها عُصْفُورةٌ لَحَسِبْتها ... مُسَوَّمةٌ تَدْعُو عُبَيْداً وأزْنَما)
وأمَّا الحُمَرة والحُمَّرة - وَهُوَ ضَرْب من العَصَافِير فمؤنث بِالْهَاءِ فَلَا أدْرِي أهوَ أسمٌ يقَع على الْمُؤَنَّث خاصَّةً أم اسمٌ يجمَعُ المذكَّر والمؤنث وَالتَّشْدِيد أفصحُ من التَّخْفِيف قَالَ أَبُو مُهَوِّس الْأَسدي:
(قد كُنْتُ أحْسِبُكم أُسودَ خَفِيَّةٍ ... فَإِذا لَصَافِ تَبِيضُ فِيهَا الحُمَّرُ)
وَقَالَ ابنُ أَحْمَر الباهِليّ:
(إِن لَا نُلاِفِهِمُ تُصْبِحْ دِيارُهُمُ ... قَفْراً تَبِيضُ على أرْجائِها الحُمَرُ)
وَيُقَال للذَكر من الطَّيْر طائرِ وللأنثى طائِرٌ بِغَيْر هاءٍ قَالَ الْفَارِسِي: وَحكى أَبُو الْحسن طائِرةٌ وطَوَائِرٌ وَنَظِير مَا حَكَاهُ من ذَلِك ضائِنةٌ وضَوائِنُ فأمَّا الطَّيْر فواحِدُه طَائِر مثل ضائِنٍ وضَأْن وراكبٍ ورَكْب قَالَ: والطائِرُ كالصِّفة الغالِبَة وَقد قَالُوا أطْيَار فَهَذَا مثلُ صاحبٍ وأصْحابٍ وشاهِدٍ وأشْهادٍ وَيُمكن أَن تكون أطْيارٌ جمعَ طَيْر كبَيْتت وأبْياتش وجمعوه على العَدَد الْقَلِيل كَمَا قَالُوا جِمَالان ولِقَاحانِ فَإِذا جَازَ أَن يُثنَّى جَازَ العَدَدُ القليلُ فِيهِ أَيْضا وكما جُمِع على أفْعال كَذَلِك جُمِع على العَدَ الْكثير فَقَالُوا طُيُور قَالَ: فِيمَا حَكَاهُ أَبُو الْحسن قَالَ: وَلَو قَالَ قَائِل إِن الطائرَ قد يكون جَمْعاً مثل الجامِلِ والباقِرِ والضَّامِرِ لجَاز قَالَ: ويُقوِّي ذَلِك مَا حَكَاهُ أَبُو الْحسن من قَوْلهم طائرةٌ فَيكون من بَاب شَعِيرة وشَعِير وَقَالَ غير الْفَارِسِي: طائرةٌ قَليلَة فِي كَلَام الْعَرَب وَأنْشد:(5/78)
(هُمُ أنْشَبُوا زُرْقَ القَنَا فِي صَدُرِهمْ ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حَيْثُ طائِرُه)
فقد قدَّمت أَن المعنِيَّ بالطائِر الدِّماغُ سمي بذلك من حيثُ قيل لَهُ فَرْخ وَيُقَال للذّكر من الفَأْر جُرَذٌ بِالذَّالِ معجمةٌ والفَأْرة يَقَع على المذكَّر والمؤنَّث وَيُقَال للمذكر والمؤنث دِرْص وَيُقَال فِي الْجمع دُرُوص قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(أذلكَ أمْ جَوْنٌ يُطارِد آتُنًا ... حَمَلْن فأرْبَى حَمْلِهنَّ دُرُوص)
قَوْله أذلك يَعْنِي النَّعام شِبْه ناقتِي أم جَوْن يَعْنِي حِمَاراً يَضْرِب إِلَى السَّواد وَقَوله فأرْبَى - أَي فأعظَمُ حَمْلِهن مثلُ ولَدِ الفأرةِ وَيُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى من النَّحل نَحْلة وَيُقَال للذّكر أَعنِي الفَحْل يَعْسُوبٌ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(تَنَمَّى بهَا اليَعْسُوبُ حَتَّى أقْرَّها ... إِلَى مَأْلَفٍ رَحْبٍ المَبَاءةِ عاسِلِ)
أَي ذِي عَسَل وَيُقَال لَهُ أَيْضا المَلِك والأمِير والفَحْلُ فَأَما اليَعْسُوب الَّذِي هُوَ شَيْء أصغَرُ من الجَرادةِ طَوِيلُ الذَّنَب فَلَا أعلم كَيفَ يُقَال لأنثاه غير أَن الفارسيَّ قَالَ فِي كتاب التَّذْكِرَة اليَعْسُوبة - شَيْء شِبْه الجَرادةِ وأصغَرُ مِنْهَا طوِيلُ الذَّنَب هَكَذَا وَجدتهَا فِي التذْكِرة بِالْهَاءِ فَلَا أدْرِي أهوَ ضَبطه أم هُوَ غَلَط من النَّاقِل وَلَيْسَ فِي الْكتاب لفظ يُصرِّح بِهَذَا وَيُقَال للذّكر من الخَنَافِس خُنْفُس وَالْأُنْثَى خُنْفُساء وَقَالَ العُقَيْلِيُّون: هَذَا خُنْفُس ذكر للْوَاحِد والخُنْفُس للكَثِير وبَنُو أَسد يَقُولُونَ للخُنْفُساء خُنْفُسة وَقَالَ بَعضهم: رَأَيْت خُنْفُساً على خُنْفُسَة والحُنْظُب - ذكرٌ من الخَنَافس فِيهِ طُول وَجمعه حَنَاظِبُ قَالَ حسان:
(وأُمُّك سَوْداءُ موْدُونةٌ ... كأنَّ أنَامِلَها الحُنْظُبُ)
والجُلَعْلَعَة من الخَنافِس - يَقع على المذكَّر والمؤنَّث والجَرادة تَقَع على الْمُذكر والمؤنث وَأنْشد:
(مُهَارِشَةَ العِنَانِ كأنّ فِيهِ ... جَرادةَ هَبْوةٍ فِيهَا اصْفِرارُ)
وَقَالَ الشَّاعِر أَيْضا:
(كأنّ جَرادةً صَفْراءةَ طارَتْ ... بالْبابِ الغَواضِرِ أجْمَعِينَا)
فأخرَج صَفراءَ وطارتْ مخرَجَ جَرَادة وَإِن كَانَ الْمَعْنى للذّكر لأنّ الصُّفْرة لَا تكون إِلَّا للذّكر وَإِذا كَانَ ذَكَراً كَانَ أخفَّ لَهُ وَإِذا كَانَت فِيهِ هَبْوَةٌ كَانَ أسرَعَ لَهُ وَأَرَادَ أَيْضا التذكيرَ بِظَاهِر اللَّفْظ وباطن المَعْنَى بقوله فِيهِ والعَرَب تَقول نَعامةٌ ذكَرٌ وَيُقَال للذَكَر من الجَرَاد العُنْظَب وَجمعه عَنَاظِبُ قَالَ الراجز:
(لسْتُ أُبَالِي أنْ يَطِيرَ العُنْظَب ... إِذا رأيْتُ عِرْسَه تَقَلَّبُ)
والسَّخْلَة والبَهْمَة يكُونانِ للمذكَّر والمؤنَّث يُقال لأوْلادِ الغَنَم ساعةَ تَضَعُها من الضَّأْن والمَعزِ ذَكَراً كَانَ الوَلدُ أَو أنثَى سَخْلة وَجَمعهَا سِخَال ثمَّ هِيَ البَهْمة للذّكر والأنثَى وَجَمعهَا بَهْم قَالَ الْمَجْنُون:
(تَعَلَّقْت لَيْلَى وهْيَ ذاتُ مُؤَصَّد ... وَلم يَبْدُ لأتْرابِ من ثَدْيِها حَجْمُ)
(صَغِيريْنِ نَزْعى إلَبَهم يَا لَيْتَ أنَّنا ... إلَى اليَوْمِ لم نَكْبَرْ وَلم يَكْبَرِ البَهْمُ)
وحكَى الفارسيُّ عَن ثعلبٍ بِهَامٌ والْعِسْبَارَة - ولَدُ الضَّبُع من الذِّئْب يَقَع على المذكَّر والمؤنث ويُقال لولَدِ الضَّبُع الفُرْعُل وَالْأُنْثَى فُرْعُلَة وَقَالُوا الفَرَاعِلَة جعَلُوه من بَاب الملائِكَة وَقد يَحذِفُون الْهَاء ولولد الذِّئْب من(5/79)
الكَلْبة الدَّيْسَم والدُّرَّاجة يَقَع على المذكَّر والمؤَنثِ والحَيْقُطَان - ذكَرُ الدُّرَّاج وَقَالَ الْفَارِسِي: إِلَّا أنَّ الدَّرَّاجة يُخَصُّ بهَا المؤنَّثُ والعَضْرَفُوط - الذَّكَر من العِظَاء والعِظَاءةُ تقَع على المذكَّر والمؤنث وَقيل العَضْرَفُوط - ضَرْب من العِظَاء وَلَا أعلم أَنه حُكِي لَهُ مؤنَّث من لَفظه
بابُ التَّاء الَّتِي تَلحَق الحروفَ وأسماءَ الْأَفْعَال
التاءُ الَّتِي تَلْحقُ الحُرُوف نَحْو رُبَّ فِي قَوْلك رُبَّتَ رجلٍ ضَرَبتُ وقُمتُ ثُمَّتَ قعَدْت قَالَ الشَّاعِر:
(مَا وِيَّ يَا رُبَّتَما غارَةٍ ... شَعْواءَ كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ)
وَقَالَ الآخر:
(ولقَدْ أمُرُّ على اللَّئِيم يُسَبُّنِي ... فمَضَيْت ثُمَّتَ قلتُ لَا يَعْنينِي)
وَقَالَ الْفراء: التَّاء فِي رُبَّتَ تُشْبِه التأنِيثَ وليستْ بِتأنيثٍ حقِيقيٍّ ومثلُ ذَلِك التاءُ الَّتِي فِي هَيْهاتَ وَفِي قَوْلهم وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ وَأَنا آخِذٌ فِي إشباع القولِ على هَيْهات بأقْصَى نِهاية التَّعْلِيل ثمَّ آخِذٌ فِي لات حِينَ مَناصٍ بذلك ومبَيِّن لمَواضِع الاختِلافِ وفاصِلٌ بَين المختلِفِيْنِ بِمَا يَسْبِق إليَّ من سابِقَة الصَّوَاب بعد اتَّهام بادِي الرأيِ ومعانَدَتهِ قَالَ الْفَارِسِي: فِي هَيْهاتَ أربعُ لُغاتٍ: هَيْهات هَيْهاتَ وَهِي لُغَة التَّنْزِيل وهَيْهات هَيْهاتِ وهَيْهاتٍ هَيْهاتٍ وهَيْهاتاً هَيْهاتاً فَمن قَالَ هَيْهاتَ قَالَ: العرَبُ تفْتضح أواخِرَ الأدوات مَيْلاً إِلَى التخفيفِ كَمَا فَتَحُوا ثُمَّتَ ورُبَّتْ ويُوقَف من هَذَا الوَجْهِ على الْهَاء وَهَذَا كلامٌ عبارتهُ كُوفِيَّة لَا أدْرِي من ين خالَفَ عِبارَتَه المُعتادة قَالَ: وَمن قَالَ هَيْهاتِ كسَرَه لالتِقاءِ الساكنَيْنِ كَمَا قَالُوا نَزَالِ ونَظَارِ وَمن قَالَ هَيْهاتٍ شَبَّهه بالأصْواتِ كَقَوْلِهِم غاقٍ فِي حِكَايَة صوتِ الغُرَاب وَمن قَالَ هَيْهاتاً هَيْهاتاً نصَبه على التَّشْبِيه بالمصدَر وَلَا أظُنُّ هَذَا لفظَ أبي عَليّ قَالَ: وَمن العربِ مَنْ يقُول أيْهاتَ أيْهاتَ وَأَنا مُورِدٌ مَا صَحَّ عَن أبي عليٍّ فِي تَعْلِيل هَذِه الكلمةِ ورَدِّه فِيهَا على أبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بَنِ السَّرِيَّ ونبدأ بقول أبِي إسحاقَ أوَّلاً فِي قَوْله تَعَالَى: {هَيْهاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون} [الْمُؤْمِنُونَ: 36] مَنْ قَرَأَ هَيْهاتَ هَيْهاتَ وموضعُها الرفعُ وتأويلها البُعْدُ لما تُوعَدُون فَلِأَنَّهَا بمنْزِلة الأصواتِ وَلَيْسَت مُشْتَقَّة من فِعْل فبُنِيَتْ هَيْهات كَمَا يُنِيَتْ رُبَّتَ فَإِذا كَسَرت جعَلْتها جمعا فَهِيَ بِمَنْزِلَة قولِ العرَب استْأَصَل اللهُ عِرْقاتهم وعِرْقاتِهم وَإِنَّمَا كُسِر فِي الجمْع لِأَن بِنَاءَ الفتْح فِي الْجمع كَسْر تَقول مَرَرْت بالهِنْداتِ وَرَأَيْت الهِنْداتِ وَيُقَال هَيْهاتَ مَا قُلْتَ فَمن قَالَ هَيْهات مَا قلْتَ فَمَعْنَاه البُعْدُ قولُكَ وَمن قَالَ هَيْهاتَ لِمَا قُلت فَمَعْنَاه البُعْد لقولِك فأمَّا مَن نَوَّنَ هَيْهَات فجعَلها نَكِرةٌ فَمَعْنَاه بُعْدٌ لما تُوعَدون انْتهى كَلَام أبي إِسْحَاق قَالَ الْفَارِسِي: أَقُول إِن قولَه فِي هَيْهات إنَّ موضِعَه رَفْع وأجراءه إيَّاه مُجْرَى البُعْد فِي أَن موضِعَه رَفْع كَمَا أَن البُعْدَ رَفْعٌ من قَوْلك البُعْدُ لزيد خَطَأٌ وَذَلِكَ أنَّ هَيْهاتَ اسمٌ سمِّي بِهِ الفِعْل فَهُوَ اسْم لبَعْد كَمَا أَن شَتَّانَ كَذَلِك وَلَو كَانَ هَيهاتَ موضِعُه رَفْع لوَجَبَ أَن يكون شَتَّانَ أَيْضا مَرْفُوعاً وَكَانَ أوْلَى بذلك من هَيْهاتَ لِأَنَّهُ مأخوذٌ من التَّشْتِيت والشَّتُّ تَفْرِيق وبُعْد وهَيْهاتَ أشبَهُ بالأصواتِ نَحْو صَهْ ومَهْ وَمَا لَا حَظَّ لَهُ فِي الْإِعْرَاب فَإِذا لم يكُنْ شَتَّانَ مُرْتَفِعاً كَانَ ارتِفَاع هَيْهاتَ أبْعَدَ لما أعلمتك وكما لَا يجُوز أَن يُحْكَم لشَتَّانَ بموضِع من الْإِعْرَاب كَمَا لَا موضِعَ لِقامَ من قَوْلنَا قامَ زيدٌ وَمَا أشبهه كَذَلِك لَا يَجُوز أَن يحكم لهَيْهاتَ بأنَّ موضعَه رَفْع وَلَو جَازَ أَن يكون موضعُه رَفْعاً لدلالته على البُعْد لَكَانَ شَتَّانَ أَيْضا مُرْتفِعاً لِدلالته على ذَلِك فَلَيْسَ للاسْمِ الَّذِي يُسَمَّى بِهِ الفِعْل موضعٌ من الْإِعْرَاب كَمَا لم يكُنْ للفِعْل الَّذِي جُعِل اسْما لَهُ مَوضِع لوُقُوعه أوَّلاً فِي غير مَوضِع المُفْرَد فَلَا مَوضِع مرفُوعٌ لهيهاتَ لما أعلمتك كَمَا لم يكُن لشَتَّانَ إِلَّا أنَّ هيهاتَ تُخَالِف شَتَّان من جِهَة وَإِن وافَقَتها من(5/80)
أُخْرَى وَهُوَ أنّ هَيهاتَ ظَرْف سُمِّي بِهِ الفِعْل فَهُوَ مُنْتَصب بالظَّرْف كَمَا أَن عِندك اسمٌ سُمِّي بِهِ احْذَرْ ومَكانَك اسمٌ سمِّي بِهِ اثْبُتْ وَلَا تَبْرَحْ بتأخُّر وَإِن كَانَا مُنْتَصِبَيْنِ على الظَّرْف فَكَذَلِك هَيْهاتَ فَهَذِهِ جِهةُ الخِلافِ وَلَو تَأوَّل فِيهِ مُتَأوِّلٌ أَنه غَيْرُ ظَرْف كَمَا أنَّ شَتَّان غيْرُ ظرف وَإِنَّمَا هُوَ اسمٌ لبَعُدَ لم يمتَنعْ وَقد قَالَ أبُو العَبَّاس فِيهَا مَا أعلمتك وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب الظُّرُوف الَّتِي لم تَتَمكَّن وأمّا جهةُ الوِفاق فَهِيَ أَن هَيْهاتَ اسمٌ سُمِّي بِهِ الفِعْل فِي الخَبَر وغَيرِ الأَمْر كَمَا أَن شَتَّانَ اسمٌ سمِّي بِهِ الفِعْل فِي الخَبَر وَغير الأمْرِ فَإِذا ثبَت أَنه اسمٌ سمِّي بِهِ الفِعْل كشَتَّانَ لم يَجُزْ أَن يَخْلُو من فاعِلٍ ظاهِرٍ أَو مُضْمَر كَمَا أَن الفِعْل لَا يَخْلُو من ذَلِك وكما أَن سائرَ مَا سُمِّي بِهِ الأفُعالُ فِي غيْرِ الخَبَرِ على هَذَا أَلا تَرَى أنَّا نقُول شَتَّان زيدٌ وعَمْرو فيرتَفِع الاسمُ كَمَا يَرتفِع ببَعُدَ ويرتَفِع الضميرُ فِي رُوَيْدَ وعَلَيْك وَنَحْوه كَمَا يَرتفِع فِي أرْوِدْ والزَمْ فيُحْمَل عَلَيْهِ مَا يُؤَكِّده مرفُوعاً كَمَا يُحمَلُ على الضميرِ فِي الفِعْل الصرِيحِ وَلَوْلَا أَن شَتَّان وهَيْهاتَ كبَعُدَ فِي قَوْلك شَتَّانَ زيدٌ وهَيْهاتَ العَقِيقُ لما تَمَّ بِهِ الكلامُ وبالاسم فلَمَّا تمَّ الكلامُ بِهِ علمنَا أَنه بمنْزِلة الفِعْل أَو بمنزِلة المُبتدأ فَلَا يجوز أَن يكونَ بمنْزلة المبتدَإ لِأَن المبتَدَأ هُوَ الخَبَرُ فِي المعنَى أَو يكونُ لَهُ فِيهِ ذِكْر وَلَيْسَ هَيْهاتَ بالعَقِيق وَلَا شَتَّانَ بزيْدٍ فَإِن قلتَ فَمَا تُنْكر أَن تَكُون هَيهاتَ زيدٌ بِمَنْزِلَة البُعْد زيدٌ فتجعَلَه البُعْدَ إِذا أردتَ المُبالَغةَ كَمَا تَقول زيدٌ سَيْر فالجوابُ أَنه لَو كَانَ مِثْلَ ذَلِك لوجَبَ أَن يكون مُعْرَباً غيْرَ مبنِيٍّ إِذا السَّيْرُ وَمَا أشبهَهُ من المَصَادر أسماءٌ والأسماء لَا تُسَمَّى بأسماءٍ مَبْنِيَّة كَمَا تُسمَّى بهَا الأفعالُ فلمَّا وَجدنا هيهاتَ مبنِيًّا علمنَا أَنه اسمٌ سمِّي بِهِ الفِعلُ لكَونه مبْنيًّا وَلَو كَانَ اسْما للمصْدَر لمَا وجَب بناؤُه لأنَّ المعنَى الواحدَ قد يسمَّى بعدَّة أَسمَاء ويكونُ ذَلِك كلُّه مُعْرَباً فثَبت ببِناءِ شَتَّانَ وهَيهاتَ أَنَّهُمَا اسمانِ سمِّي بهما الأفعالُ فَإِن الاسمَ بعْدهَا مرتفِعٌ بهما وَأَيْضًا فَإنَّك تَقول هيهاتَ المَنازِلُ وهَيْهاتَ الدِّيارُ وشَتَّانَ زيدٌ وعَمْرو وبَكْر لَو كَانَ هَيْهاتَ مبتَدأ لوجبَ أَن يُجْمَع إِذْ لَا يكون المبتَدأُ واحِداً والخبَرُ جمعا وأظُنُّ أَن الَّذِي حَمَل أَبَا إِسْحَاق على أنْ قَالَ إِن هَيْهاتَ مَعْنَاهُ البُعْد وموضعُه رَفْع كَمَا أَنَّك لَو قلتَ البُعد لزيد كانَ البُعْدُ رَفْعاً أَنه لَمَّا لم يَرَ فِي قَوْله: {هَيْهاتَ هَيهاتَ لِمَا تُوعَدُون} [الْمُؤْمِنُونَ: 36] فَاعِلا ظَاهرا حمله على أَن موضِعَه كالبُعْد وَالْقَوْل فِي هَذَا أنّ فِي هَيْهاتَ ضَمِيراً مرتَفِعاً وَذَلِكَ الضميرُ عائِد إِلَى قَوْله إنَّكم مُخْرَجُونَ الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الإخْراج كأنَّهم لَمَّا قَالُوا مستَبْعدِين للوَعْد بالبَعْث ومُنْكِرين لَهُ: {أَيَعِدُكم أنكُمْ إِذا مِتُّمْ وكُنْتُم تُراباً وعِظَاماً أنْكُمْ مُخْرَجُون} [الْمُؤْمِنُونَ: 35] فَكَانَ قَوْله أَنكُمْ مُخْرَجُون بِمَعْنى الْإِخْرَاج صَار فِي هَيْهات ضميرٌ لَهُ وَالْمعْنَى هَيْهاتَ إخْراجُكم للوَعْد أَي بعُدَ إخراجُكم للوَعْد إِذْ كَانَ الوَعْدُ إخراجَكُم بعد مَوْتِكُم ونُشُوركم بعد اضْمِحْلالِكم فاستَبْعدَ أعداءُ اللهِ إخْراجَهم ونشرَهم لمَّا كَانَت العِدَةُ بِهِ بعْدَ الْمَوْت إغْفالاً مِنْهُ للتَدبُّر وإهمالاً للتَّفَكُّر فِي قَول جلَّ وعزَّ: {قُلْ يُحْييها الَّذِي أَنْشَأَها أوَّلَ مَرَّة وهُو بِكُلِّ خَلْق عَلِيمٌ} [يس: 79] وَفِي قَوْله: {وضَرَب لَنَا مَثَلاً ونَسِيَ خَلْقَه} [يس: 78] ونحوِ هَذَا من الْآي قَالَ: وَقَوله فَأَما من نوَّن هَيْهاتِ فجعَلَها نكِرة فَيكون الْمَعْنى بُعْدٌ لِمَا قُلْتُمْ فَفِيهِ اختِلاف قيل إِنَّه إِذا نُوِّن كَانَ نَكِرةً ووجْهُ هَذَا القولِ أَن هَذِه التنوينةَ فِي الأصواتِ إِنَّمَا تَثْبُتُ عَلَماً للتنْكِير وتُحذَف علَماً للتَّعرِيف كَقَوْلِك غاقٍ وغاقِ وإيهٍ وإيهِ وَنَحْو ذَلِك فَجَائِز أَن يكونَ المُرادُ بهَيْهاتٍ إِذا نُوِّن التنْكِير وَقيل إِنَّه إِذا نُوِّن أَيْضا كَانَ مَعْرِفة كَمَا كَانَ قَبْل التنْوين كَذَلِك وَذَلِكَ أنَّ التَّنْوينَ فِي مُسْلِمات ونحوِه نَظِير النُّون فِي مُسلِمِينَ فَهَذَا إِذا ثَبَتَ لم يَدُلَّ على التنكِيرِ كَمَا يَدلُّ عَلَيْهِ فِي غاقٍ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة مَا لَا يَدُلُّ على تَنْكِير وَلَا تَعْرِيف وَهُوَ النُّون فِي مُسلمِينَ فَهُوَ على تعرِيفِه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ دُخُول التنوينِ إِذْ لَيْسَ التَّنوِينُ فِيهِ كَالَّذي فِي غاقٍ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: فِي هَذَا الْوَجْه هُوَ قولٌ قَوِيٌّ فأمَّا لات حِينَ مَنَاص فزعَم سِيبَوَيْهٍ أنَّ التاءَ فِيهَا منقطِعة من حينَ وَكَانَ أَبُو عبيد يقُول التاءُ متَّصِلة بحاءِ حينَ وَيَقُول الوَقْفُ ولاَ الابتداءُ تَحِينَ مَنَاصٍ ويحتَجُّ بِأَن المعْرُوفَ فِي كَلَام الْعَرَب لاَ وَلَا يُعْرَف فِيهِ لاتَ وزعَم أَن(5/81)
العرَب تَزيدُ التاءَ مَعَ الْحِين والآن والأَوَان وَمن ذَلِك قَول أبي وَجْزةَ السَّعْدِيِّ:
(العاطِفُونُ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ ... والمُطْعِمُونَ زَمانَ أيْنَ المُطْعِمُ)
وَأنْشد الْأَحْمَر:
(نَوِّلِيني قُبَيْلَ بَيْنِي جُمَانا ... وصِلِينِي كَمَا زَعمْتِ تَلاَنا)
وَقَالَ أَبُو زُبَيْد الطائِيُّ:
(طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَا تَأَوَانٍ ... فَاجَبْنَا أنْ ليْسَ حِينَ بَقَاء)
وهاهُنا ردٌّ على أبي عبيد يطُولُ الكتابُ بِهِ فَلذَلِك آثرت تركَهُ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الوَقْف على لاتَ بِالتَّاءِ والكسَائِيُّ يقف بِالْهَاءِ يَجْعَلهَا هَاء تَأنيث وحقيقةُ الوقفِ بالتاءِ وَهَذِه التَّاء نظِيرةُ التَّاء فِي الفِعْل نَحْو ذهبَتْ وجلسَتْ وَرَأَيْت زيدا ثُمَّتَ عَمْراً فَهَؤُلَاءِ الأحرُف بِمَنْزِلَة تَاء الأفْعال لِأَن التَّاء فِي الموضعَيْن دخَلَتْ على مَا لَا يُعْرَف وَلَا هُوَ من طَرِيق الأسماءِ فَإِن قَالَ قائلٌ نجَعلُها بمنْزِل كَانَ من الْأَمر ذَيْتَ وذَيْتَ قيل فَهَذِهِ هاءٌ فِي الوَقْف قَالَ الفارسيُّ: لَيْسَ للعِرْفان والجهالةِ فِي قَلب هَذِه التاءِ هَاء فِي الوَقْف وَلَا لَترْكها تاءٌ مَذهَبٌ وَلَكِن يَدلْ على أَن الوَقْف على هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون بِالتَّاءِ أنَّه لَا خِلافَ فِي أَن الوقْفَ على الفِعْل بالتاءَ فَإِذا كَانَ الوقْف فِي الَّتِي فِي الفِعْل بالتاءِ ووَقعتِ المُنازَعَةُ فِي الحَرْف وجبَ أَن يُنْظر فيُلحقَ بالقبِيل الَّذِي هُوَ أشْبَهُ بِهِ فالحَرْف بالفِعْل أشبَهُ مِنْهُ بالاِسم من حيْثُ كَانَ الفِعْل ثانِياً وَالِاسْم أوَّلاً فالحَرْف بِهَذَا الثَّانِي أشبَهُ مِنْهُ بالأصْل وَأَيْضًا فالإبْدال فِي هَذَا الحَرْف ضَرْب من الاتِّساع والتَصَرُّفِ فِي الكَلِمة فَإِذا كَانَ ذَلِك قد مُنعه الَّذِي هُوَ أكثَرُ تَصرُّفاً من الحرْف وأشبَهُ بالأوَّلِ مِنْهُ فَأن يُمْنَعَهُ الحرْفُ الَّذِي لَا تَصَرُّف لَهُ وَالَّذِي يَقِلُّ اعتِقابُ التغييرِ عَلَيْهِ أجْدَرُ وأشبَهُ أَيْضا فَإِذا كانتْ هَذِه التاءُ فِي بعضِ اللُّغات تُتْرَك تَاء فِي الأسماءِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن أبي الخَطَّاب وكما أنْشدهُ أَبُو الْحسن من قَوْله:
(بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كظَهْر الحَجَفَتْ ... )
فإنْ تُتْرك تَاء فِي الحْرف وَلَا تُقْلَبَ أجْدَرُ فَبِهَذَا يُرَجَّح هَذَا القَوْلَ على قَول الكِسائِيّ فِي القِياس وعَملُها عِنْد سِيبَوَيْهٍ الرفْعُ والنَّصبُ فمرفُوعُها مضمّرٌ ومنْصُوبها مَظْهَر وَذَلِكَ عِنْده فِي الحِينِ خاصةٌ وعمَلُها عِنْد الكُوفِيِّينَ مُطًّرِد فِي كل شيءٍ وَهِي مُساوِيةٌ لليس يُظْهَر مرفُوعُها ويُضْمَر فَأَما قَول الْأَعْشَى:
(لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ أمْ مَنْ ... جاءَ مِنْهَا بطائِفِ الأهْوالِ)
فَإِنَّمَا هِيَ كَتحِينَ من قَوْله ولاتَ حِينَ فمين جعل الوَقْفَ على لَا وَزَاد التاءَ فِي الحِينِ وَلَا تكُون لاتَ هاهُنا حَرْفاً عامِلاً عَمَلَ لَيْسَ على مذهَب سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ قد قَصَر عملَ لاتَ على الحِين ومعمولُ لاتَ هُنا إِنَّمَا هُوَ ذِكْرَى وَمن رأَى إِعْمَال لاتَ فِيمَا بعدَها مُطَّرِداً أجَاز أَن تكون لاتَ هاهُنا عاملةً فِي الذِّكْرَى
مَا جاءَ من صِفات المؤنَّث على فاعِلٍ
هَذَا البابُ يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّر والمؤنَّث ومذهَبُ الخليلِ وسيبويه فِي ذَلِك وَمَا كَانَ نحوَه أَن ذَلِك إِنَّمَا سُقطتِ الهاءُ مِنْهُ لِأَنَّهُ لم يَجْرِ على الفِعْل وَإِنَّمَا يلزَمُ الفَرْقُ بيْنَ المذكَّر والمؤنَّث فِيمَا كَانَ جَارِيا على الفِعْل لِأَن الفِعْل لَا بُدَّ من تأنِيثِه إِذا كَانَ فِيهِ ضمِيرُ المؤنَّث كَقَوْلِك هِنْدٌ ذهبَت وموعِظةٌ جاءتْكَ ولُزُومُ التَّأْنِيث فِي(5/82)
المستَقْبَل آكدٌ وأوْجَبُ كَقَوْلِك هِنْدٌ تَذْهَبُ ومَوْعِظَة تَجِيئُك وإنَّما صَار فِي المستَقْبَل ألزَمَ لِأَن تَرْك التأنِيثِ لَا يُوجِب تخفِيفاً فِي اللَّفْظ لِأَنَّهُ عُدُول من تاءٍ إِلَى يَاء والتاءُ أَيْضا أخَفُّ وَفِي الْمَاضِي إِذا تُرِكتْ عَلامةُ التَّأْنِيث فَقيل مَوْعِظةٌ جاءَكَ فَإِنَّمَا يَسْقُط حرف ويَخِفُّ لفظ الفِعْل فَإِذا كَانَ الاِسمُ محمُولاً على الفَعْل لَزِم الفَرْقُ بَين المُذكَّر والمؤنَّث لما ذكّرْته لَك وَإِذا حُمِل على غَيْرِ الفِعْل صَار بمنْزِلة قَوْلهم رجُلٌ دارعٌ ورامِحٌ وَلَا يُقَال دَرَع وَلَا رَمَحَ فحائِضٌ عنْدهم بمنْزِلة ذاتِ حَيْض وقومٌ يقُولون إِن سُقُوطَ عَلامَة التأنيثِ من مثل هَذَا لِأَنَّهَا أشياءُ يَخْتَصُّ بهَا المؤنَّث وَإِنَّمَا يُحتاجُ إِلَى الهاءِ للفَرْق بَين المؤنَّث والمذَكَّر فَلمَّا كانتْ هَذِه الأشياءُ مخصُوصا بهَا المؤنَّث استُغْنِيَ عَن عَلامَة التأنيثِ وقولُ الْخَلِيل وسيبويه مَا قد ذكرْتُ والدليلُ على صِحَّته أنَّا رأيْنا أشْياء يَشتَرِك فِيهَا المذكَّر والمؤنَّث يُسْقِطُون الهاءَ مِنْهَا كَقَوْلِهِم ناقةٌ ضَامرٌ وجمَلٌ ضامرٌ وناقةٌ بازِلٌ وجَمَلٌ بازِلٌ وَذَلِكَ كثيرٌ فِي كَلَامهم وَقد رأيْنا أشّياءَ يَشْتَرِكُ فِيهَا المذَكَّر والمؤنثُ بِالْهَاءِ كَقَوْلِك رجُل فَرُوقةٌ وامرأةٌ فَرُوقة وملُولة للذكَر والأنثَى وَمِمَّا يَدُلُّ على قُوَّة قَوْلهم أَيْضا أَنا نقُول امرأةٌ تَحِيض غَدا وتُرْضِع غَداً وَقد يجوزُ أَن يأتِيَ فِي مثلِ هَذَا الهاءُ على معنى الفَعْل كَقوله عزَّ وجلَّ {تَذْهَل كلُّ مُرْضِعةٍ} [الْحَج: 2] وَهَذِه الأشياءُ إِذا نُزِعتْ عَنْهَا الهاءُ على التَّأْوِيل الَّذِي ذَكَرْنا فَهِيَ مُذَكَّرة لَو سمَّينا رجلا بحائِضٍ أَو مَرْضِع صَرَفناه لِأَنَّهُ مذَكَّر والدليلُ على تذكِيره أنَّ الْهَاء قد تدخُله ووَصْفُنا المؤنَّث بالمذكّر كوصْفنا المذكَّر بالمؤنث كَقَوْلِنَا رجُل نُكحةٌ وفَحْل خُجأةٌ وَسَيَأْتِي ذكرُ هَذَا إِن شَاءَ اللهُ وفَعُول ومفْعال يَجْري هَذَا المَجْرَى وسأُحَلِّل هَذِه كُلَّه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد يَجِيءُ فاعلٌ بِمَعْنى مفعُولٍ ويَقع صِفةً على المؤنَّث بِغَيْر هاءٍ وَذَلِكَ قليلٌ وَأَنا عائِدٌ إِلَى مَا وضَعْتُ عَلَيْهِ البابَ من ذِكْر الصَّفات الَّتِي على مِثال فاعِلٍ يُقَال جارِيَةٌ كاعِبٌ - إِذا كَعَب ثَدْيُها - أَي بَرَزَ حتَّى مَلاَءَ الكَفَّ وَقيل _ هِيَ الجارِيَةُ حِينَ يَبْدُو ثَدْيُها للنُّهود وَمِنْه كُعُوب الرُّمْح - وَهِي أطْرافُ الأنابِيبِ النَّواشزُ والكَعْبانِ - العَظْمان الناشِزَانِ فوْقَ ظهْر القَدَم عَبَّر الْفَارِسِي عَن الكَعْب بالحَجْم فَقَالَ الكَعْب - الحَجْم وَلم يخُصَّ وَلَا جَاءَ بِلَفْظ الإحاطةٍ - أَي لم يقُلْ كلُّ حَجْم كَعْبٌ وَقد كَعَبتِ الجاريَةُ تَكْعُب كُعُوباً وكَعَّبت وَامْرَأَة ناهِدٌ فِي هَذَا الْمَعْنى وَقد نَهَدت تَنْهُدُ نُهُوداً وَجعل أَبُو عبيد النُّهودَ فَوق الكُعُوب فَقَالَ الكاعِبُ - الَّتِي كَعَب ثَدْيُها فَإِذا نَهَد فَهِيَ ناهِدٌ وكلُّ فِعْل من هذَيْن أُسْنِد إِلَى المَرْأة فَهُوَ أَيْضا مُسْنَد إِلَى الثَّدْي يُقَال نَهَد ثَدْيُها يَنْهُدُ وكَعَب يَكْعُبُ وكَعَّب فأمَّا الثُّدِيُّ الفَوَالِك - وَهِي الَّتِي دُونَ النَّواهِد فَلَا أعلَمُه وُصِفَت بِهِ النِّساءُ والهاجِنُ - الصَّغِيرة من النِّساء وَفِي المَثَل: " جَلَّتِ الهاجِنُ عَن الوَلَد " - أَي صَغُرتْ هَذَا تَفْسِير أبي عليّ لِأَن الجَلَل من الأضداد وأمَّا أَبُو عبيد فَقَالَ وَضَعُوا جَلَّت مكانَ صَعَدت للتُّفاؤُل والهاجِنُ من النخْلِ - الَّتِي لم تَحْمِلْ بَعْدُ وجارِيَة عاتِقٌ - صغِيرة بِكْر وَقيل - هِيَ بَيْن الَّتِي أدْرَكَت وبَيْن الَّتِي قد عَنَّست وبالِغٌ - مُحْتَلِمَة وَهَذِه صِفة مشتَركة بَين المذكَّر والمؤنَّث وَهِي على المذَكَّر أغلَبُ مِنْهَا على المؤنَّث لأَنهم إِذا أرادُوا أَن يَصِفُوا المرأةَ بِهَذَا قَالُوا امرأةٌ مُعْصِر وَقد أعْصَرت - إِذا أدْرَكَت وجارِيَة ناشِئٌ - فُوَيْق المحتَلِمة والمع نَشَأُ وَامْرَأَة حائِضٌ - إِذا حَرُمتْ عَلَيْهَا الصَّلاةُءُ وَقد حاضَتْ حَيْضاً ومَحِيضا جاؤُوا بالمصدَر على مَفْعِل كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِلَى اللهِ مرْجِعكُم} [الْمَائِدَة: 48] أَي رُجُوعكم وَقَالَ الرَّاعِي:
(بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فوقَ مَزِلَّةٍ ... لَا يَسْتَطِيع بهَا القُرَادُ مَقِيلا)
أَي قَيْلولةٌ هَذَا لفظُ سِيبَوَيْهٍ قَالَ الْفَارِسِي: وَفِي بعض النّسخ بَعْدَ هَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى إِلَى الله مَرْجِعُكم - أَي رُجوعُكم وَلَيْسَ الإتْيانُ بالمصدَر عل مَفْعِلٍ بكثيرٍ إِنَّمَا قِياسُ البابِ أَن يُؤتَى بالمصدَر على مَفْعَل وبالاسم(5/83)