_ صيفًا وشتاء أَي يُقِيمُونَ وَمِنْه عَدَّنْتُ بِهِ الأَرْض أَي ضربتها بِهِ كَأَنَّهُ مقلوب أَي عَدَّنْته بِالْأَرْضِ أَي فِي الأَرْض أَبُو حنيفَة الأُرُوك كالعُدُون فِيمَا عُمَّ بِهِ وخُصَّ وَقَالَ مرّة أرَكَت الإبلُ تَأْرُك وتَأْرِك أُرُوكًا لَزِمت الأَراك وَهُوَ الحَمْضُ وَالْقَوْم مُؤْرِكُون وَأهل أرْكٍ أَي مقيمون بغنمهم فِي الْأَرَاك وَجَمَاعَة أَرِكَةٌ تَسْكُنُ الْأَرَاك والرُمُوكُ كالأُرُوك رَمَكَت تَرْمُكُ تَرْمُكُ قَالَ أَبُو عَليّ وَقد يكون الأُرُوك والرُّموك فِي غير الْإِبِل أَرِكْتُ بِالْمَكَانِ ورَمَكْتُ أَقَمْتُ وَقد صرح بذلك أَبُو عبيد وَقَالَ رَمَأَتِ الإبلُ فِي العُشْب أَقَامَت أَبُو حنيفَة الرَّمْءُ الْإِقَامَة فِي المرعى فِي كل مَا أعجبَك وَقد رَمَأتِ الماشيةُ تَرْمَأُ رَمْأً ورُمُوءًا ابْن دُرَيْد وَرَمأَ والْباجِدَةُ اللَّازِمَة للمَرْتَع بَجَدَتْ تَبْجُدُ بُجُودًا وبَجَّدَتْ أَبُو عبيد مِرْبِدُ الإبلِ مَحْبِسُها لِأَنَّهُ يَرْبِدُها أَي يَحْبِسُها وَقد رَبَدْتُها أَرْبِدُها رَبْدًا وَأنْشد
(عَوَاِصي إلاَّ مَا جَعَلْتَ وَرَاءَها ... عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى وُجُوهًا وأذْرُعًا)
يَعْنِي الْخَشَبَة الَّتِي تُجْعَل على بَاب الحَظِيرة تَحْبِس الْإِبِل
3 - نعوت الْإِبِل فِي رَعْيِها وبُروكِها
3 - أَبُو عبيد الطَّرِفةُ الَّتِي تتبع نَوَاِحي المَرْعى إِذا رَعَتْ أَبُو حنيفَة ناقةٌ طَرِفَةٌ إِذا كَانَت تتَطَرَّف الرياضَ روضةٌ رَوْضَة أَبُو عبيد المِطْراف الَّتِي لَا تكَاد ترعى حَتَّى تَسْتَطْرِف والجَرُوز الأَكُول وَقد تقدَّمت فِي الْإِنْسَان ابْن دُرَيْد بعيرٌ صِقْلام وصِلقْاَمٌ شَدِيد الْأكل أَبُو زيد حَصَأَتِ الناقةُ اشتدَّ أَكْلُها وشُرْبُها والمَهَارِيسُ من الأبل الشديدةُ الْأكل وَقيل هِيَ الجِسَامُ الثِّقال الَّتِي تَهْرُس كلِّ مَا وَطِئَتْهُ سِيبَوَيْهٍ هُوَ أَحْنَكُ البعيرين أَي آكلَهُما وَلَا فعل لَهُ عُهْدَة لم يَقُولُوا حَنِكَ أَبُو عبيد النَّسُوف الَّتِي تَأْخُذ البَقْل بِمُقَدِّمِ فِيهَا وَهِي المَنَاسِيفُ والمَدَاقِيعُ الَّتِي تَأْكُل النَّبْتَ حَتَّى تُلْصِقَه بِالْأَرْضِ وَهِي الدَّْقَعاء والمِصْباح الَّتِي تُصْبح فِي مَبْرَكها وَلَا تَرْتَعِي حَتَّى يرْتَفع النَّهَار وَهَذَا مِمَّا يستحبُّ فِي الْإِبِل ابْن السّكيت إبلٌ حُوسٌ بطيآت الْبَراح من مرعاهُن جَمَلٌ أحْوَسُ وناقة حَوْسَاء أَبُو عبيد الضَّجُوع والعَنُود الَّتِي تَرْعَى ناحيةٌ أَبُو عبيد الْجمع عُنُدٌ وعُنَّدٌ وَالْقِيَاس أَن عُنَّدًا جمع عاند وَإِن لم يسْمع فِي هَذَا الْمَعْنى والأقيس أَن جمع عانِدٍ صفةِ الْمُؤَنَّث عَوَانِد أَبُو حنيفَة العَوَانِدُ اللواتي يُفْرِرْن َيمينًا وَشمَالًا لَا يأكلن بمكانٍ تأكُل مَعَهُنَّ الإبلُ أَبُو عبيد العَسُوس والقَسُوس الَّتِي تَرْعَى وَحدهَا وَهِي تَعُسُّ وتَقُسُّ أَبُو حنيفَة الفَارِدَةُ والفَرُود الَّتِي تنفرد فِي المرعى والذكَر فارِدٌ فَإِن كَانَ ذَلِك لَهَا خُلُقًا فَهِيَ مِفْراد وَكَذَلِكَ الذّكر والقَدَمةُ الَّتِي تكون أَمَام الْإِبِل فِي الرَّعْي وَقد تقدَّم أَنَّهَا من النِّسَاء الَّتِي لَهَا قَدَمُ صِدْقٍ فِي الْخَيْر والخَدُور الَّتِي تكون فِي آخرهَا أَبُو زيد الخَذُول والخَذُولة الَّتِي تَخْذُلُ عَن أَوَلِفِها وتَخَلَّفُ فِي المَرْتَع وَحدهَا ابْن دُرَيْد نَاقَة طبوذ تذْهب يَمِينا وشمالاٌ وتأكل من طراف الشّجر
3 - بروكها وأناختها
3 - ابْن السّكيت نَاقَة بَاِركٌ وبَرُوك وَقد بَرَكَتْ تَبْرُكُ بروكاً وأبْرَكْتها وَبَرَّكْتُها والبَرْكُ جمَاعَة الْإِبِل الباركة أَبُو عبيد الْبَرَاكَاءُ البُرُوك والقَذُور الَّتِي تَبْرَكُ ناحيةٌ إِلَّا أَنَّهَا تَسْتَبْعِد والكَنُوف الَّتِي تَبْرُك فِي كنَفَة الْإِبِل وَلَا تَسْتَبْعد أيو زيد هِيَ الَّتِي تُنَافِرُها أَيْضا عِنْد الحَلْب وَيُقَال خَوَّى البعيرُ تَجَافَى فِي بُروكه وَأنْشد
(خَوَّت علَى ثَفِنَاتِها)(2/177)
_ وَقد تقدَّم أَن التَّخْوية الخَمَص صَاحب الْعين وَقَعَتِ الإبلُ بَرِكَتْ وَكَذَلِكَ الدَّوَابّ إِذا رَبَضَتْ ابْن دُرَيْد تَنَحْنَخَ البعيرُ بَرَكَ وَمَكَّنَ ثِفِنَاتِه فِي الأَرْض وَقَالَ رَشْرَشَ البعيرُ بَرَكَ ثمَّ فَحَصَ الأرضَ بصدره ليتَمَكَّن وَقَالَ نَصْنَصَ فَحَصَ بصدره فِي الأَرْض لبُروكه غَيره نَصْنَصَ تحرَّك للنهوض صَاحب الْعين سْرَسَ ثَبَّت رُكْبَتَيْهِ على الأَرْض صَاحب الْعين القَرُون من الْإِبِل الَّتِي تَقْرُن ركبتيها إِذا بَرَكَت ابْن دُرَيْد فَرْشَطَ الْبَعِير فُرْشَطَةً وفِرْشاطاً بَرَكَ برُوكًا مستَرْخِيًا وألصق أعضاءه بِالْأَرْضِ الْأَصْمَعِي خَلأتَ الناقةُ تَخْلأَ خِلاَءٌٌ بَرَكَتْ فَلم تَبْرَح صَاحب الْعين وجَبَتِ الإبلُ وَوَجَّبَتْ لم تَكَدْ تقوم عَن مَبَارِكها أَبُو زيد بعيرٌ دَارِيٌّ متخلف عَن الْإِبِل فب مَبْرَكه وَكَذَلِكَ الشَّاة صَاحب الْعين النُّجُود من الْإِبِل الَّتِي لَا تَبْرُك إِلَّا على مُرْتَفع الأَرْض ابْن دُرَيْد شَخْشَخَت الناقةُ رفعت صَدرهَا وَهِي باركة والمَوْحِف مَبْرَك الْإِبِل صَاحب الْعين احْرَنْجَمَتِ الإبلُ اجْتمعت وبَرَكَتْ وحَرْجَمْتُها رددتُ بَعْضهَا على بعض ابْن دُرَيْد أنَخْتُ الْإِبِل أبْرَكْتُها واسْتَنَاخَتْ بَرَكَتْ واسْتَنَاخَ الفحلُ الناقةَ ونَوَّخَهَا أبْرَكَها ثمَّ ضربهَا ابْن السّكيت أنْخْتُها وتَنَوَّخْتُها فَبَرَكَت وَلَا يُقَال فناخت فَأَما السَّنان فقد تقدَّم فِي الضِّراب وَهُوَ تَنَوَّخ الْفَحْل النَّاقة ليَضْرِبها ابت دُرَيْد إخْ كلمة تقال للجمل ليَبْرُك وَلَا يُقَال أخَّخْتُه إِنَّمَا قَالَ أَنَخْتُه صَاحب الْعين جَعْجَعْتُ الْإِبِل وجَعْجَعْتُ بهَا حَرَّكتها للأناخة والنهوض أَبُو عبيد وَقد اسْتعْمل فِي غير الْإِبِل كتب ابْن زِيَاد إِلَى ابْن سعد أَن جَعْجِعْ بالحسين أَي أزعجه والجَعْجَاع مُنَاخ السَّوْء من حَرْب أَو غَيره
3 - بَاب أبعار الْإِبِل وضَرْطِها
3 - أَبُو عبيد بَعَرَتِ الْإِبِل تَبْعَر بَعْرًا ابْن السّكيت هُوَ البَعْر والبَعَر والمجع أبعار أَبُو عبيد وَاحِد البَعْر بَعْرة صَاحب الْعين هُوَ يكون للخُف والظِّلْف إِلَّا البَقَر الأهلي فَإِنَّهُ يَخْثِي والمِبْعَر والمَبْعَر مرضع البَعَر من كل ذِي أَربع وَقد بَعَرَتِ الإبلُ الماءَ غَيره والْجَلَّةُ البَعَرَة وَقد جَلَلْتُ البَعَر جَلاًّ إِذا جمعتَه بيدِك وخَرَجَ الإمَاءُ يَجْتلِلْنَ أَي يَلْقُطْنَ الجَلَّة للوَقُود وَالْإِبِل الجَلاَّلة الَّتِي تَأْكُل العَذِرة ونُهِي عَن لحومها وَأَلْبَانهَا أَبُو عبيد ثَلَطَ البعيرُ َيْثِلطُ ثَلْطًا إِذا أَلْقَاهُ سهلاً رَقِيقا ابْن دُرَيْد وَرُبمَا استُعمل ذَلِك للْإنْسَان وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي الحَدِيث
(إِنَّا كُنَّا نَبْعَر وَأَنْتُم تَنْلِطون وَقد تقدَّم ? وَقَالَ كَمَخَ البعيرُ بِسَلْحه يَكْمَخُ كَمْخًا أخرجه رَقِيقا غَيره وَقَالُوا فَضَجَ البعيرُ بسَلْحِهَ إِذا ائْتُطم عَلَيْهِ ثمَّ سَلَحَ وَكَذَلِكَ الرجل صحب الْعين شَاْؤُ النَّاقة بَعَرُها وَيُقَال لأوَّل شَيْء يخرج من بطن ذَوَات الخُفِّ ساعةَ تَضَعه السُّخْت أَبُو زيد رَدَم البعيرُ يَرْدِمُ رَدْمًا ضَرَطَ وَالِاسْم الرُّدَام وَكَذَلِكَ الْحمار
3 - اجتزاء الْإِبِل بالرُّطْب عَن المَاء
3 - ابْن السّكيت جَزِئَتِ الإبلُ بالرُّطْب عَن المَاء وجَزَأَتْ جَزْأً وجُزْأً أَبُو عبيد أَجْزَأْتُ الإبلَ عَن المَاء وَجَزَأْتُها وجَزَّأْتُها أَبُو حنيفَة الجُزْء الاجتزاء برَعْي الرُّطْب عَن وُرُود الْمِيَاه وَقد استُعمل ذَلِك فِي غير الْإِبِل ابْن دُرَيْد الجُزْء والجَزْء لُغَتَانِ وَقيل الجَزْء مُشْتَقّ من أَجْزَأْتُ عَنْك أَبُو حنيفَة وَهُوَ الأُبُول أَبَلَ يَأْبِلُ وَيَأْبُلُ أَبْلاً وأُبُولاً أَبُو عبيد وَتَأَبَّلَ أَبُو حنيفَة وَإِذا فعلت الإبلُ ذَلِك فَهِيَ أَوَابِلُ وأُبَّل وأبُاَّل وَمِنْه تَأَيَّلَ الرجلُ عَن امْرَأَته اجْتَزَأ عَنْهَا وَيُقَال للرجل إِذا أورد إبِله وَهِي جَوازِئُ وَلَو شَاءَ لأخرها عَن المَاء وَالله لقد فارقتَ خَلِيطًا لَا تلقى مثله أبَدًا يَعْنِي الجُزْء وَمِنْه قَول الرَّاعِي
(أَقَامَتْ بِهِ حَدَّ الرَّبيع وجَارُها ... أَخُو سَلْوَةِ مَسَّى بِهِ الليلُ أَمْلَحَ)(2/178)
_ فَجعله جارًا كَمَا جعله الأول خَلِيطًا وَجعله أَخا سَلْوة لأَنهم فِي سلوة ورخَاء مَا كَانَ الرُّطْب وأَمْكَنَ الجُزْء أَبُو زيد ذَهَبَ الجُزْء وَجَاءَت الشَّرَبَةُ وَذَلِكَ إِذا عَطِش المالُ بعد الجُزْء
3 - بَاب وِرْد الْإِبِل
3 - الْأَصْمَعِي وَرَدَت الْإِبِل وُرُودًا غير وَاحِد أَوْرَدْتُها وَالِاسْم الوِرْد أَبُو المَضَاء أَقْبَلَتْ إِبْلِي أفواهَ الْوَادي واسْتَقَبَلْتُهَا إِيَّاه عَرَضْتُه عَلَيْهَا وَقد قَبَلَتْه تَقْبُله قُبُولاً عليّ لَا أقرف اسْتَفْعَلْت من هَذَا النَّحْو متعديةٌ إِلَى مفعولين الْأَصْمَعِي الظِّمْءُ مَا بَين الشَّرْبَتين وَالْجمع أظماء وَيُقَال مَا بَقِيَ من فلَان إِلَّا ظِمْءُ حمَار أَي قليلٌ وَذَلِكَ أَن الْحمار يشرب كل يَوْم ابْن السّكيت نَسَأْتُ فِي ظِمْءِ الْإِبِل زِدْتُ فِي ظِمْئِها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ابْن دُرَيْد أَنْسَأُ نَسْأً ونَسَأْتُها عَن الحَوْضِ أخَّرتُها عَنهُ الْأَصْمَعِي أوَّلُ الأَظماء وأقْصَرُها الرَّغْرَغَة وَذَلِكَ أَن يَدَعَها على المَاء أَن تشرب كلما شَاءَت ابْن دُرَيْد الرَّغْرَغَة أَن يُورِدها يَوْمًا بِالْغَدَاةِ وَيَوْما بالعَشيّ أَبُو عبيد إِذا أرسلها على المَاء كلما شَاءَت وَرَدَتْ بِلَا وَقت فَذَلِك الإِرْباغُ وَيُقَال تُرِكَتْ إبلُهم هَمَلاً مُرْبَغًا الْأَصْمَعِي وَإِذا شربت كلَّ يَوْم فَهِيَ رَافِهَة وَأَهْلهَا مُرْفِهُون وَاسم ذَلِك الظِّمْءُ الرِّفْهُ أَبُو عبيد أرْفَهْتها ورَفَهَت رِفْهًا ورَفْهاً ورُفُوهًا واستعاره لبيد للنَّخْل فَقَالَ
(يَشْرَبْنَ رِفْهًا عِرَاكًا غيرَ صادرةِ ... فكُلُّهَا كارعٌ فِي المَاء مُغْتَمِر)
_ الْأَصْمَعِي فَإِذا شربت يَوْمًا غُدُوةٌ وَيَوْما عَشِيَّة فاسم ذَلِك الظِّمْءِ العُرَيْجَاءُ ابْن دُرَيْد صَبَحْتُ الإبلَ سَقَيْتُها فِي أوَّل النَّهَار وَالْقَوْم مُصْبِحُون الْأَصْمَعِي فَإِذا شَرِبتْ كلَّ يَوْم نصفَ النَّهَار فاسم ذَلِك الظِّمْءِ الظاهرةُ وَهِي إبل ظواهِرُ وَالْقَوْم مُظْهِرون أَبُو زيد شرِبت قائلةٌ كَذَلِك وَقد أَقَلْنَاها وقَيَّلنَاها الْأَصْمَعِي فَإِذا شَرِبت يَوْمًا وَغَبَّت يَوْمًا فَذَلِك الغِبُّ أَبُو عبيد أَغْبَبْتُها حَتَّى غَبَّتْ تَغِبُّ غَبًّا وغُبُوبًا وَقد أغببتها وَقيل الغِب لِيَوْمَيْنِ وليلتين صَاحب الْعين الثِّلْثُ فِي مَوَارِدِ الْإِبِل ظِمْءُ يَوْمَيْنِ مَعَ شَرْبَتين وَلَكِن لم يسْتَعْمل إِنَّمَا يخرج فِي الْقيَاس على الأظماء أَبُو عبيد فَإِذا ارْتَفع عَن الغِبِّ فالظِّمْء الرِّبْع وَالْإِبِل رَوَابع وصاحبها مُرْبعٌ وَقيل الرِّبْع أَن تُحبس عَن المَاء أَرْبعا ثمَّ تَرِدَ اليومَ الْخَامِس وَقيل هُوَ أَن تَرِدَ اليومَ الرَّابِع وَقيل هُوَ لثلاثِ ليالٍ وأربعةِ أَيَّام أَبُو عبيد ثمَّ الخِمْسُ وَقيل هُوَ أَن ترد الماءَ الْيَوْم الْخَامِس وَالْجمع أَخْمَاس وَقد خَمَسَتِ الإبلُ أَبُو عبيد وصاحِبُها مُخْمِس قَالَ الْأَصْمَعِي أَخْبرنِي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء عَن رؤبة قَالَ سَمِعت أبي يتعجب من قَول الْقَائِل
(يُثِيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويَهِيله ... إثارةَ نَبَّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِس)
_ ثمَّ كَذَلِك إِلَى العِشْر فِي الْإِبِل وأصحابها فَإِذا زاجت فيس لَهَا تسميةُ وِرْدٍ وَلَكِن يُقَال هِيَ تَرِد عشْرًا وغِبَّا ثمَّ كَذَلِك إِلَى العِشْرَين فَيُقَال حِينَئِذٍ ظَمْؤُهَا عِشْرَانِ فَإِذا جَازَت العِشْرَيْن فَهِيَ جَوَازِئُ الْأَصْمَعِي وَالْقَوْم مُجْزِؤن أَبُو عبيد فَإِن كَانَت بعيدَة المَرْعَى من المَاء فأوَّلُ ليلةٍ يوجهها إِلَى المَاء ليلةُ الحَوْزِ وَقد حَوَّزْتُها وَأنْشد
(حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمِيم ... أَهْدَأُ يمشي مِشْيَةَ الظَّلِيم)(2/179)
_ فَإِن خَلَّى وجوهَها إِلَى المَاء وتَرَكَها فِي ذَلِك ليلتَئذٍ ترعى فَهِيَ ليلةُ الطَّلَق وَقد أطْلَقْتُها حَتَّى طْلَقْتُ تَطْلُق طَلْقًا وطُلُوقًا فَإِذا كَانَت الليلةُ الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة القَرَبِ وَهُوَ السَّوْق الشَّديد وَقد أقْرَبتُها حَتَّى قَرَبَتْ تَقْرُب وَأنْشد
(إِحْدَى بَنِي جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بهَا ... لم تُمْسِ نَوْبًا مِنِّي وَلَا قَرَبًا)
_ والنَّوْبُ مَا كَانَ مِنْك مسيرةَ يَوْم وَلَيْلَة أَبُو حنيفَة قَرَبَت الإبلُ الماءَ تَقْرُبه قربا وَأنْشد
(قَطًا قارِبٌ أعدادَ حُلْوانَ نَاهِلُ)
_ ابْن دُرَيْد سُئِلَ أَعْرَابِي مَا القَرَبُ فَقَالَ سَيْرُ الليلِ لِوِرْدِ الغَدِ قيل فَمَا الطَّلَق فَقَالَ سَيْرُ الْيَوْم لِوِرْدِ الغِبِّ أَبُو عبيد إِذا كَانَت إبل الْقَوْم قَوَارِب فِي طلب المَاء قيل هم قاربون وَلَا يُقَال مُقْرِبون وَهَذَا الْحَرْف شَاذ ابْن السّكيت قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقسي أَي شَدِيد وَأنْشد
(وَهْنَّ بعدَ القَرَبِ القَسِيِّ ... مُسْتَرْعِفَاتٌ بِشَمَرْدَلِيِّ)
_ وَقَالَ قَرَبٌ جُلْذِيٌّ شَدِيد وَمِنْه الجِلْذَاءَةُ من الأَرْض وَهُوَ الصُّلْب الشَّديد وَقد تقدَّم ذكر هَذَا الِاشْتِقَاق فِي الجُلْذِيَّة من الْإِبِل أَبُو حنيفَة قَربٌ مُحَقْحِق وَهُوَ من الحَقْحَقَة الَّتِي هِيَ شدّة السّير وَقيل هِيَ سَيْرُ اللَّيْل من أوَّله وَقيل هُوَ كَفُ ساعةِ وإتعاب أُخْرَى وسَيْرُ حَقْحَاق شَدِيد وَقَالَ قَرَبٌ هَذْهَاذٌ بعيدٌ صَعْبٌ أبوعبيد القَرَبُ المُقَهْقِهُ أَرَادَ المُحَقْحِق من الحَقْحَقَة مقلوبُ مُبْدَلٌ حُوِّل الحاءُ هاءٌ بعد الْقلب كَمَا قَالُوا مَدَحْته ومَدَهْته صَاحب الْعين قَرَبٌ مُهَقْهَق ومُقَهْقِه من القهقهة وَهُوَ اصطدام الْأَحْمَال أَبُو عبيد خِمْسٌ قَسْقَاس وحَثْحَاث وقَعْقَاعٌ وبَصْبَاصٌ وصَبْاَبٌ وحَصْحَاصٌ وحَذْحَاذٌ كُله السَّيْر الَّذِي لَيست فِيهِ وَتِيرةٌ وَهِي الِاضْطِرَاب والفتور ابْن الْأَعرَابِي قَرَبٌ حُذَاحِذٌ كَذَلِك صَاحب الْعين سَار القومُ خِمْسًا بائِصًا مُعْجِلاً مُلِحًّا ابْن السّكيت قربٌ مُصْعَرٌّ شَدِيد قَالَ الشَّاعِر
(وَقد قَرَبْنَ قَرَبًا مُصْعَرًا ... إِذا الهِدَانُ حَار واسْبَكَرَّا)
أَبُو عبيد التحنيب شدَّة القَرَب للْمَاء وَأنْشد
(ورُبَّ مَفَازَةٍ قُذُفِ جَمُوح ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَب اغتيالاً)
_ قَالَ أَبُو على قَالَ اغتيالاً وَالْفِعْل تغول لِأَن معنى تَغُول وتَغْتَال سواءٌ أَبُو عبيد سَار فلانٌ على نَحْبٍ أَي جَهَدَ السّير وَنَحَّبَ القومُ جَدُّوا فِي عَمَلهم ابْن السّكيت سِرْنا ثَلاَثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائبات وَقد وَقد نَحَّبْنَا سَيْرَنَا أَبُو عبيد نَحَّبَه السيرُ أجْهَدَهُ الْأَصْمَعِي إِذا أوردَها فالَّسْقية الأولى النَّهَل صَاحب الْعين نَهِلَتِ الأبل نَهَلاً وإبل نَوَاهِلُ أَو زيد نَهَلٌ ونَهِلَةٌ ونُهُول ابْن دُرَيْد نِهَالٌ كَذَلِك وَقد أنْهَلْتُهَا وَيكون النَّهَل فِي الْمَاشِيَة النَّاس والناهل والنَهْلاَنُ من الأضداد يكونَانِ الرَّيَّان والعَطشانَ صَاحب الْعين المَنْهَل المَشْرَب ثمَّ كثر حَتَّى سميت منَازِل السُّقَّار مَنَاهِل والنَّاهِلَة الْمُخْتَلفَة إِلَى المَنْهَل أَبُو عبيد أنْهَلَ القومُ نَهِلَتْ إبلُهم الْأَصْمَعِي رَجُلٌ مِنْهَالٌ كثير الإِنْهَال أَبُو عبيد وَالثَّانيَِة العَلَلُ وَقد أعْلَلْتُهَا إِذا أصدرتَها وَلم تُرْوها حَتَّى عَلَّت تَعُلُّ وتَعِلُّ قَالَ عَرَض عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةِ مبعنى قَول العامَّة عَرْضٌ سابريٌّ أَبُو حنيفَة(2/180)
عَلَّت تَعِلُّ وتَعُلُّ وعُلُولاً وعَلَلْتُها أَعِلُّهَا وأَعُلُّهَا عَلاًّ وأَعْلَلْتُهَا وَقيل العَلَلُ تَتَابُعُ الشّرْب وَقَالَ عَرَضْتُ الإبلَ على المَاء أعْرِضها عَرْضًا سُمْتُها وعَوَارِضُ الوِرْدِ أَوَائِله وَأنْشد
(كِرَامٌ يَنَالُ المَاء قبلَ شِفَاهِهِم ... لَهُم عَارضاتُ الوِرْد شُمُّ المَنَاخِر)
_ أَي تقع أنوفُهم فِي المَاء قبلَ شفاههم فِي أوَّل وُرُود الوِرْد لِأَن أوَّله لَهُم دون النَّاس وَقَالَ أَبُو عبيد من الشَّرْب أشْرَبْتُها حَتَى شَرِبَت ابْن دُرَيْد الشَّرِيب الَّذِي يَسْقِي إبلَه مَعَ إبلك وَقَالَ أشْرَبْنَا رَوِيَتْ إبلنُاَ ابْن السّكيت فَإِن شَرِبت بعد عَطش شَدِيد فَلم تَنْضَح وَلم تَنْقَع وصَدَرَتْ بعطشها قيل صَدَرَتْ وَبهَا خَصَاصَة وذُبَابَة الْأَصْمَعِي وَرَدَت الإبلُ فَتَغَمَّرت وَلم تَرْوَ أَي شربت قَلِيلا وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان فَإِذا شَرِبت دون الرِّيِّ قيل نَشَحَتْ والشّراب نَشُوح فَإِذا ذَهَبَ الريُّ كل مَذْهَب قيل قَصَعَتْ صارَّتَها والصارَّةُ الْعَطش وَأنْشد أَبُو عَليّ
(فانْصَاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها ... وَقد نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ)
أَبُو عبيد أنْصَحْتُها حَتَّى نَصَحَتْ تَنْصَحُ نُصُوحًا إِذا رَوِيَتْ وَأنْشد
(هَذَا مَقَامِي لَك حَتَّى تَنْصَحِي ... رِيًّا وَتَجْتَازِي بَلاطَ الأَبْطَح)
_ قَالَ أَبُو على هُوَ انتِهاء الرِّي ابْن دُرَيْد سَقَى إبلَه التَّشْرِيعَ أوْرَدها شِرَاع المَاء فشَرِبَتْ وَلم يَسْتَق لَهَا وَمن أمثالهم // (أهْوَنُ السِّقْي التَّشْرِيعُ) // صَاحب الْعين شَرَعَتِ الإبلُ تَشْرَعُ شُرُوعًا مَدَّت رُؤُوسَهَا إِلَى المَاء وإبلٌ شُرَّع وشُرُوعٌ شَوَارعُ وَمِنْه حِيتَانٌ شُرَّع وثي الرافعة رُؤُسَهَا وَقيل هِيَ الخافضة لَهَا عِنْد الشُّرْب أَبُو عبيد سَقَيْتُ على إِبلي قَبَلاَ إِذا صبَّ الماءَ على أفواهها غَيره أقْبَلْتُ على الْإِبِل إِذا شَرِبَتْ مَا فِي الْحَوْض فاسْتَقَيْتَ على رُؤُوسها وَهِي تشرب صَاحب الْعين الإِقْنَاعُ أَن يَمُدَّ الْبَعِير رأسَه ليشْرب أَبُو عبيد فَإِن أدخَلَ بَعِيرًا قد شَرِبَ بَين بَعِيرَيْنِ لم يشربا فَذَلِك الدِّخَال وَإِنَّمَا يفعل هَذَا فِي قلَّة المَاء ابْن دُرَيْد الدِّخَال والنَّغْص أَن يُورِد أبلَه الحوضَ فَإِذا شربتْ أخرج من بَين كل بَعِيرَيْنِ بَعِيرًا قَوِيا وَأدْخل مَكَانَهُ بَعِيرًا ضَعِيفا وَقيل الدِّخَالُ فِي وِرْدِ الْإِبِل إِذا سُقِيَتْ قَطِيعًا قَطِيعًا أَثَرْتَها فحملتها على الْحَوْض الثَّانِيَة لتشرب مِنْهَا مَا عَسى أَن لَا يكون اسْتُوفِي فَتَقول سَقَاهَا دِخَالاً والدِّخَال فِي وَجه آخر أَن تَسْقِي قَطِيعًا من الْإِبِل ثمَّ يَعْطُن ثمَّ تَأتي بقطيع آخر فَيقوم وَاحِد من القطيع الَّذِي شرب فَيدْخل فِي القطيع الثَّانِي على الْحَوْض ليشْرب والدِّخال فِي وَجه آخر أَن يحملهَا على الْحَوْض بمرَّةٍ عِراكًا وَأنْشد
(فأوْرَدَهَا العِرَاكَ وَلم يَذُدْهَا ... وَلم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخَال)
_ ابْن السّكيت هَمَجَت الإبلُ فِي المَاء تَهْمِجُ وَتْهمُج هَمْجًا شَرِبتْ مِنْهُ أَبُو زيد انْتَضَفَتْ الإبلُ مَا فِي حَوْضهَا شَرِبَتْهُ وَقد يُقَال ذَلِك بالصَّاد أَبُو عبيد ثَأثَأْتُ الابلَ أرْوَيْتُها من المَاء قَالَ فَإِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ فَهِيَ عَوَاطِنُ عَطَنَتْ تُعْطُنُ عُطُونًا واسمُ الْموضع العَطَن ابْن السّكيت عَطَنُ الابلِ ومَعْطِنُها مُبْرَكُهَا حولَ المَاء وَالْجمع الأعطان وَلَا تكون الأعطانُ إِلَّا مَبَارِكَهَا حول المَاء وَقد أعْطَنْتُهَا غَيره العُطُون أَن تُرَاحَ النَّاقة بعد شربهَا ثمَّ يُْعَرض علهيا المَاء ثَانِيَة وعد عَطَنَتْ تَعْطِنُ وتَعْطُنُ عَطنًا وعُطُونًا وإبلٌ عَوَاطِن وعطُنُ وَالِاسْم العَطَنَة أَبُو عبيد أعْطَنَ القومُ عَطَنَتْ إبلُهم حول المَاء فان أورَدَها حَتَّى تشرب قَلِيلا ثمَّ يَجِيء بهَا ترعى سَاعَة ثمَّ يردَّها إِلَى المَاء فَذَلِك التَّنْدِيَة فِي الابل وَالْخَيْل قَالَ واختصم حَيَّانِ من الْعَرَب فِي مَوضِع فَقَالَ أحد الحَيَّيْنِ مركزُ رماحنا ومَخْرَجُ نسائِنا ومَسْرَحُ بَهْمِنَا ومُنَدَّى خَيْلنَا وانشد أَبُو عَليّ(2/181)
(وقرَّبوا كلَّ جُمَالِيِّ عَضِهْ ... قَرِيبة نُدْوَتُهُ من مَحْمَضِه)
_ قَالَ اراد كل جُمَالِيَّة لَان الجَمَل لَا يُقَال فِيهِ جُمَالِيِّ وَإِنَّمَا قَالُوا فِي النقاة جُمَاليِةَّ على حد النّسَب إِلَى الجَمَل فِي الكِدْنَة وَالصَّبْر وَلكنه ذَكَّر حَمْلاً على كل وحَمَلَ سَائِر الْبَيْت على هَذَا وَقيل انما هُوَ على عكس النِّسْبَة فتَفَهَّمْهُ أَبُو عبيد نَدَتِ الابلُ أنْفُسُها نَدْوٌا قَالَ أَبُو عَليّ المُنَدَّي التَّنْدِية واأشد
(تُرَادُ على دِمْنِ الحِيَاضِ فَإِن تَعَفْ ... فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكُوب)
_ الِاسْم النُّدْوَة صَاحب الْعين عَفَقَت الإبلُ عنِ المَرْعَى إِلَى المَاء رجعتْ إِلَيْهِ وكل وارِدٍ صادِرٍ عافقٌ وَكَذَلِكَ كل مُخْتَلف وَهُوَ شِبْه الخُنُوس إِلَّا أَنه يرجع وَمِنْه قَول لُقْمَان فِي حَدِيث طَوِيل خُذِي مِنِّي أخي ذَا العَفاق صَفَّاقُ أَفَّاق يُعْمِل البَكْرَةَ والساق يصفه بالسير فِي آفاقِ الأَرْض رَاكِبًا وماشيًا على سَاقه وعَفَقَت الإبلُ تَعْفِقٌ عَفْقًا وعُفُوقًا أُرسلت فِي المرعى فمرَّت على وجوهها أَبُو عبيد إِذا وَرَدَتْ فَمَا امْتنع مِنْهَا من الشّرْب فَهُوَ قاصبٌ وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى وَقد قَصَبَ يَقْصِبُ قُصُوبًا وأقْصَبَ الرَّاعِي قَصَبَت إبلُه وَفِي الْمثل // (رَعَى قأَْقَصَب) // أَبُو زيد قَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِبُه قَصْبًا مَصَّهُ وبَعِير قَصِيبٌ يَقْصِبُ المَاء أَبُو عبيد فَإِذا رفعَتْ رَأسهَا عَن الْحَوْض وَلم تَشْرَب قيل بعير مُقَامِحٌ وَكَذَلِكَ النَّاقة بِغَيْر هَاء وَجمعه قِمَاحٌ وَأنْشد
(ونَحْنُ على جَوَانِتِهَا قُعُودٌ ... نَغْضُّ الطَّرْف كالإبِل القِمَاح)
_ يَعْنِي السَّفِينَة وَقد قَمَحَ يَقْمَحُ قُمُوحًا قطرب الِاسْم القُمَاح وشهرا الكانون يُقَال لَهما شهرا قُمَاح لِأَنَّهُ يكره فيهمَا شرب المَاء إِلَّا على ثُفْل وَقيل سُمِّيَا بذلك لِأَن الْإِبِل تُقَامِحُ عَن المَاء فَلَا تشربه صَاحب الْعين القامِحُ والمُقَامح الَّذِي اشتدّ عطشه حَتَّى فَتَر فتورًا شَدِيدا أَبُو عَليّ عَن ثَعْلَب قَمَرتِ الإبلُ رَوِيَتْ من المَاء أَبُو عبيد قَمَهَ يَقْمَهُ قُمُوهًا كَقَمَحَ صَاحب الْعين عاف البعيرُ المَاء سافَهُ وَهُوَ صافٍ وَلم يشرب وأعاف القومُ عافت إبلُهم الماءَ أَبُو عبيد فَإِن طافت على الْحَوْض وَلم تقدر على المَاء لِكَثْرَة الزحام فَذَلِك اللَّوْبٌ يُقَال تَرَكْتُهَا لِوَائب حول الْحَوْض ابْن السّكيت هُوَ اللَّوْب واللُّوب أَبُو عبيد والحُوَّم العِطَاش الَّتِي تَحُوم حول المَاء قَالَ فَإِن ازدَحمت فِي الورْدِ واعْتَرَكَتْ فَتلك الوَعْكَة وَقد أَوْعَكَتْ ابْن دُرَيْد الضَّيْزَنُ المُزَاحِم على الْحَوْض صَاحب الْعين الْبَكَّة والأَكَّة الزَّحْمَة أَكَّهُ يَؤُكَّهُ أَكًّا زَحَمَهُ ابْن السّكيت الْتَكَّ الوِرْد ازْدَحَمَ وضَرَبَ بعضُه بَعْضًا وَأنْشد
(مَا وَجَدُوا عِنْدَ الْكَاكِ الدَّوْسِ)
_ اللَّيْث اللَّكَاكُ الزِّحام غَيره تَهَقَّعُوا وِرْدًا جاؤا كلُّهم صَاحب الْعين جَاءَت الأبل إِلَى الْحَوْض مُسْتَهْرِعَة أَي مُسْتَعْجِلة غَيره وَرَدَتْ الإبلُ الكَرَع فَتَذَرَّعَتْهُ أَي خَبَطَتْهُ بأذْرُعِها ابْن دُرَيْد جَاءَت الْإِبِل إِلَى الْحَوْض مُتَمَصِّرَة ومُمَّصِرَةٌ أَي مُتَفَرِّقَة أَبُو زيد خِلْفَةُ الوِرْد أَن تورد إبلَكَ بالعشيّ بَعْدَمَا يذهب النَّاس يَسْقُون أَبُو عبيد فَإِن مُنِعَت الوِرْدَ فَتلك التَّحْلِئة وَقد حَلأَّتُها وعَمَّ بَعضهم بِهِ جميعَ الْمَاشِيَة وَقد قيل حَلأَّتُ القومَ تَحْلِيئًا وتَحْلِئَةً صَاحب الْعين ذَادَهَا ذَوْداً وزِيَادًا ورَدَعَها كَفَّها عَن الْحَوْض أَبُو عبيد المُصَرَّد الَّذِي يُسْقَى قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا سَارَتْ الْإِبِل بعد الوِرْدِ ليلةٌ أَو أَكثر قيل زَهَتْ تَزْهُو زَهْواً وزَهَوْتُهَا أَنا ابْن السّكيت فَإِذا تَبَاعَدَتْ عَن المَاء فقد كَشَحَتْ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ شَطَرَتْ وشطَنَتَ ْوقد يكون هَذَا فِي كل بُعْدٍ الْأَصْمَعِي أذاعَتِ الإبلُ بِمَا فِي الْحَوْض ذهبتْ وَكَذَلِكَ الناسُ وكل مَا ذَهَبْتَ بِهِ فقد أَذَعْتَ بِهِ(2/182)
3 - نُعُوت الْإِبِل فِي الوِرْد
_ أَبُو عبيد المِيراد الَّتِي تُعَجِّل الوِرْد والقارِبُ المتوجهةُ إِلَى المَاء وَكَذَلِكَ الطَّالِق وَقد تقدَّم أَن الطالقَ من الْإِبِل ناقةٌ تُرْسَل فِي الْحَيّ تَرْعَى من جنابهم حَيْثُ شَاءَت وَلَا تُعْقَل والسَّلُوف الَّتِي تكون فِي الْأَوَائِل عِنْد الوِرْد والدَّفُون تكون وَسْطَهُنَّ والمِلْحَاحُ الَّتِي لَا تكاُد َتْبَرَحُ الْحَوْض الْأَصْمَعِي الزَّخُولُ الَّتِي تَرِدُ الْحَوْض فَيضْرب الذائد وَجْهَهَا فتُولي عَجُزَها وَلَا تزَال تَزْحَل حَتَّى تَرِدَ الحوضَ أَي تتأخر أَبُو عبيد المُقَامِح الَّتِي تأبى أَن تشرب المَاء من دَاء يكون بهَا وَقد تقدَّم ذكرهَا والمِلْوَاح السريعةُ الْعَطش والمِهْيَاف والهافَةُ مثلهَا قَالَ أَبُو عَليّ هافَةٌ تصلح أَن تكون فاعِلة وفَعْلة وَقد تقدَّمت لَهُ نَظَائِر أَبُو عبيد أَهَافَ القومُ عَطِشَت إبلُهم وَأنْشد
(فقد أَهَافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا)
_ أَي نَزَعَتْ إبلُهم إِلَى أوطانها ابْن دُرَيْد المِسْهَاف كالمِهْيَاف أَبُو عبيد الرَّقُوب الَّتِي لَا تَدْنُو إِلَى الْحَوْض مَعَ الزحام وَذَلِكَ لكَرَمِها وَقد تقدَّم أَن الرَّقُوب من النِّسَاء الَّتِي لَا يَبْقَى لَهَا وَلَدٌ وَكَذَلِكَ هُوَ من الرِّجَال
3 - أَبْوَال الْإِبِل
3 - ابْن دري تَقَذَّحَت الناقةُ وانْقَذَحَتْ تَفَاجَّتْ لتَبُول وَكَذَلِكَ تَفَشَّحَتْ وَهُوَ الفَشْحُ أَبُو عبيد أَشَاعَتِ الناقةُ بِبَوْلِها رَمَتْ بِهِ رَمْيًا حفيفًا وقَطَّعته وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا إِذا ضربهَا الْفَحْل غَيره اشْتَاعَتْ ببولها كَذَلِك وَهُوَ الشاعُ حَكَاهُ أَبُو عَليّ أَبُو عبيد أَوْزَغَتْ كَذَلِك ابْن السّكيت أَوْزَغَتْ ببولها دَفَعْتُهُ دُفَعًا دُفَعًا وَكَذَلِكَ الطِّعْنَةُ بِالدَّمِ وَقد تقدَّم أَبُو زيد أَنْفَصَتْ ببولها وأضاءت كَذَلِك أَبُو عبيد أزْغَلَتْ بِهِ مثله ابْن السّكيت هِيَ تُقَطِّع بَوْلَهَا زُغْلَةٌ زُغْلَةٌ وَكَذَلِكَ الطَّعْنَةُ بِالدَّمِ وَقد تقدَّم أَبُو عبيد يُقَال للذّكر هَوْذَلَ ببوله اهْتَزَّ وتحرَّك وهَوْذَلَ هُوَ بِهِ وَقد تقدَّمت الهَوْذَلَةُ فِي المَشْي وَقَالَ غَذَّى ببوله قَطَّعه وغَذَا البولُ نفسُه يَغْذُو أَبُو زيد غَذَا البولُ غَذْوًا وغَذَوَانًا سَالَ وَقد غَذَا ببوله وغَذَاه غَذْوًا والغَذَوانُ الْبَوْل المُسْرع والغَذَا بولُ الْحمار ابْن دُرَيْد جَخَّ ببوله إِذا غَذَّى بِهِ حَتَّى يَخُدَّ فِي الأَرْض وَكَذَلِكَ جَخَّ برِجْلِه جَخًّا وَجَخَا إِذا نَسَفَ بهَا الترابَ فِي مَشْيه وَقد يُقْلَبان أَبُو عبيد صَرَبَ الفحلُ بولَه يَصْرُبه وحَقَنَهُ يحَقْنُهُُ سواءٌ وَأنكر الْكسَائي أَحْقَنْتُ البولَ والزَّغْرَب الْبَوْل الْكثير قَالَ أَبُو عبيد صَرَبَ الفحلُ بولَه يَصْرُبه وحَقَنَهُ يَحْقُنُهُ سواءٌ وَأنكر الْكسَائي أَحْقَنْتُ البولَ والزَّغْرَب الْبَوْل الْكثير قَالَ أَبُو عَليّ كُلُّ مَا كثُر من سَيَّالٍ فَهُوَ زَغْرَبٌ يُقَال عَيْنٌ زغَرْبَةٌ كثيرةُ المَاء ابْن دُرَيْد شَلْشَلَ ببوله فَرَّقه وماءٌ شَلْشَالٌ إِذا شَلْشَلَ قَطْرهُ إثره فِي إِثْر عض صَاحب الْعين التَّشْغِيَة أَن يَقْطرُ الْبَوْل وَهُوَ الشَّغَا ابْن دُرَيْد الحَقِب الَّذِي لَا يَسْتَوِي بَوْلُه أَبُو عبيد وَقد حَقِبَ حَقَبًا وَإِنَّمَا ذَلِك من أَن يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ صَاحب الْعين العَرَجُ كالحَقَب وَقد عَرِجَ عَرَجًا ابْن دُرَيْد السُّخْد والرَّهَل بولُ الحُوَار فِي بطن أمه صَاحب الْعين الضَّخُّ امتدادُ الْبَوْل والمِضَخَّة قَصَبة فِي جوفها خَشَبةٌ يُرْمَى بهَا الماءُ فِي الْفَم غَيره تَقَرَّرت الإبلُ بَالَتْ فِي أرجلها يَقُول صَبَّتُه فِي أرجُلها صَبًّا وَلم تُبَاعِدْ وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تَجْتَرُّ فَلَا تُبَاعِده وَقيل هُوَ أَن تأكلَ اليَبِيسَ فَتَخْثُر أبوالُها صَاحب الْعين العَصِيم بولٌ ووَسَخٌ يَيْبَس على فَخذ النَّاقة
3 - خَطْر الْإِبِل بأذْنَابها
3 - أَبُو زيد خَطَرَ البعيرُ بَذَنَبِهِ يَخْطِرُ خَطْرًا وخَطَرانًا وخَطَرًا ضَرَبَ بِهِ يَمِينا وَشمَالًا وناقة خَطَّارة هَذَا هُوَ(2/183)
الأَصْل ثمَّ صَار مَا لَصِقَ بالَوِركيْنِ من الْبَوْل خَطْرًا
2 - أَبْوَاب سير الْإِبِل
2 - 3 سَيرهَا فِي اللين والرفق
3 - أَبُو عبيد التَّهْوِيدُ السيرُ الرَّفِيقٌ وَهُوَ التَّهَوُّد والمَلْخُ السيرُ السَّهْلُ وَمِنْه قيل امْتَلَخْتُ الشيءَ سَلَلْنه رُوَيْدًا مَلَخَ يَمْلَخُ مَلْخًا والمَلْقُ نحوُ المَلْخ والحَوْزُ السّير الرُّوَيْد وَأنْشد
(طالَ بهَا حَوْزِي وَتَنْسَاسِي)
_ وَقد تقدَّم الحَوْزُ فِي توجيهها إِلَى الوِرْدِ خاصَّة وَكَذَلِكَ الحَيْزُ حِزْتُها أَبُو زيد حُزْتُها حَوْزاً ابْن دُرَيْد الحُوزِيُّ والأَحْوَزِيُّ الحَسَنُ السِّياق وَفِيه مَعَ ذَلِك بعضُ النَّفَار وَأنْشد
(يَحُوزُهُنَّ وَله حُوزِيٌّ)
أَبُو عبيد الدَّلْوُ كالحَوْز وَقد دَلَوْتُها وَأنْشد
(لاَ تَعْجَلاَ بالسَّيْرِ وادْلُوآها)
_ والتَّطْفِيل السَّيْر الرُّوَيْد وَقد طَفَّلْتُها وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعهَا أطفالُها فَرَفَقُوا بهَا حَتَّى تَلْحَقها غَيره مَهَّ الإبلَ رَفَقَ بهَا ومَهِهْتُ لِنْتُ سَيْرٌ مَهَهٌ ومَهَاهٌ رَفِيق أَبُو عبيد والبَشْكُ السَّيْرُ بَشَكْتُ أَبْشُكُ صَاحب الْعين البَشْكُ خِفَّةٌ فِي نَقْلِ القوائم إِنَّه يَبْشُكُ ويَبْشِكُ بشَكَاً وبَكْشًا وَيُقَال للرأة إِنَّهَا لَبَشَكى الْيَدَيْنِ والعَمَلِ أَي سريعةٌ وبَشَكْتُ الإبلُ أبْشُكُها بَشْكًا سُقْتُها سَوْقاً سَرِيعا وناقةٌ بَشَكىَ سريعة أَبُو عبيد البَسُّ كالبَشَكِ بَسَسْتُ أَبُسُّ وَأنْشد
(لاَ تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا ... )
_ والخَبْزُ السَّوْق الشَّديد والضَّرْب قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ لي أَبُو بكر هَذَا يُخَاطب سارقَيْنِ يَقُول لَا تَقْعُد للخَبْزِ فتُعْتَقَلاَ وَلَكِن اتَّخِذَا البَسِيسَة وَرَوَاهُ صَاحب الْعين ونُسَّا نَسَّا وَهُوَ السَّوْق اللَّطِيف قَالَ وَمن رَوَاهُ بِالْبَاء فَإِنَّهُ غلط أَبُو عبيد الدَّفِيفُ اللَّيِّنُ دَفَّ يَدِفُّ دَفَّا ودَفِيفَا قَالَ أَبُو عَليّ وَقد تسْتَعْمل فِي غير الْإِبِل وَأنْشد للحطيئة يصف نباتًا زاهرًا فَقَالَ
(يَظَلُّ بِهِ الشيخُ الَّذِي كَانَ فانيًا ... يَدِفٌ على عُوجٍ لَهُ نَخِرَات)
_ ابْن دُرَيْد المَلْسُ السَّيْرُ اللَّيِّنُ مَلَسَتْ تَمْلِسُ مَلْسًا ابْن السّكيت بَين أَرْضِك وَأَرْض فلَان ليلةٌ رافهةٌ وآئنةٌ وقاصِدَةٌ وقادرةٌ كل ذَلِك إِذا كَانَت لَيِّنَة السَّيْر أَبُو عبيد مَرَّ يَمْتَلُّ ويَتَغَيَّفُ وَهُوَ مَرَّ سَهْل سريع أَبُو حنيفَة جَرَّ الإبلَ يَجُرُّها جَرًّا وجَرَّتْ هِيَ كَذَلِك فِي الْآتِي والمصدر إِذا سَار بهَا سَيْرًا هَوْنًا وَهِي فِي ذَلِك تَرْعَى صَاحب الْعين التَّهَادِي مشيُ الْإِبِل المُثْقَلة وَقد تقدَّم أَنه مشي النِّسَاء أَبُو عَمْرو سَير سَهْوٌ ومَشْيٌ سَهْوٌ لَيِّنٌ أَبُو عبيد ناقةٌ سَهْوَةٌ لَيَنَةُ السّير أَبُو زيد جَمَلٌ مَهْوٌ بَيِّن السَّهاوة وطيءٌ والرِّسْل والرِّسْلَة والتَّرَسُّلُ الرِّفْق والتَّؤَدة غَيره سَيْرٌ رَسْلٌ سَهْلٌ صَاحب الْعين البِلِيد من الْإِبِل الَّذِي لَا يُنَشِّطه تَحْرِيك أَبُو عبيد وَقد أَبْلَدَ القومُ(2/184)
2 - سَيرهَا فِي السرعة
2 - 3 وَشدَّة الطَّرْد
3 - أَبُو عبيد الإِجْلِوّاذ فِي السّير المَضَاءُ والسرعة قَالَ أَبُو عَليّ وَمِنْه اجْلَوَّذَ الليلُ أَي تَهَوَّر وَأنْشد
(وَيَا حَبَّذَا بَرْدُ أنيابها ... إِذا أغْطَشَ الليلُ واجْلَوَّذَا)
_ أَبُو عبيد الاِخْرِوَّاط كالاِجْلِوَّاذ غير وَاحِد اخَرَوَّطَ بهم الطريقُ والسَّفَر امتَّد وَيُقَال للشَّرَكة إِذا انقلبتْ على صيدٍ فاعْتَقَلَتْ رِجله اخْرَوَّطَتْ فِي رجله واخْرِوَّاطُها امتدادُ أُنْشُوطتها أَبُو عبيد التَّشْنِيع التشمير شَنَّعَتِ النَّاقة ابْن دُرَيْد وَتَشَنَّعَتْ صَاحب الْعين قَلَّصَتِ الإبلُ استمرَّت فِي مُضِيِّها وَقيل التقليص التشمير وَأنْشد
(قَلَّصَ تَقْلِيص النَّعَامِ المُجْفِل ... )
_ وَمِنْه تَقْلِيص الثَّوْب وَهُوَ تشميره أَبُو عبيد اْلإِعصاف واْلإِعصاب الإِسراع صَاحب الْعين الإِعْصِيصَابُ السرعة أَبُو عبيد السَّدْوُ ركوبُ الرَّأْس فِي السَّيْر وَمِنْه سَدْو الصِّبيان بالجَوْز وزَدْوٌ أَصله سَدْوٌ والاْنِدلاَثُ مِثْلُه وَمِنْه ناقةٌ دِلاَثٌ وَيُقَال للناقة حَسُنَ مَا نَشَطَت السيرَ يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْهَا ابْن دُرَيْد سَيْرٌ مُنْشِطٌ مُمْتَدٌّ بعيد أَبُو عبيد التَّجْلِيح السيرُ الشَّديد والاِحْواذُ مثله وَقد أَحْوَذَ السيرَ أَبُو عبيد الحَوْذ مثلُه وَقد جُذْتُها والطِّمْل سَيْر عنيف طَمَلْتُها أَطْمُلُها طَمْلاً وَمثله ذَأَيْتُهَا أَذْآهَا وأَذْءُوها ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ ذَآهَايَذْآهَا وبَذْءُوها الْأَصْمَعِي وَذَأَتْ أَي مَرَّت مَرَّا سَرِيعا ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ طَلَّهَا يَطُلُّهَا ونَدَهَهَا يَنْدَهُهَا صَاحب الْعين السَّوْق نقيض القَوْد فالسَّوْق من خَلْف والقَوْد من أَمَام سُقْتُ الإبلَ وَغَيرهَا سَوْقًا وأَسَقْتُهَا واستَقْتُهَا وقُدْتُهَا قَوْدًا واقْتَدْتُهَا فانْقَادَتْ واقْتَادَتْ والِمْقَوَد والقِيَادُ الحَبْلُ الَّذِي يَقُودُها بِهِ وبعير قَؤُود وقَيْدٌ مُنْقَاد وَكَذَلِكَ الْفرس وَقد تقدَّم فلَان سَلِسُ القِيَاد وصَعْبُه على الْمثل غَيره الهَجْمُ السَّوْق والهاجم الطارد والهَجَائِمُ الطرائد وَقد هَجَمْتُها أَهْجُمُها هَجْمًا طردتُها أَبُو عبيد التَّقْتَقَة كَذَلِك والكَدْسُ الإِسْراع كَدَسَتْ تَكْدِسُ كَدْسًا وَقد تقدَّم نَحْو هَذَا فِي الْإِنْسَان والتَّهْوِيد الإِسراع وَقد تقدَّم أَنه السّير الرفيق والبَزْبَزَةُ الْإِسْرَاع والرَّهْو سير خَفِيف وَقد رَهَتْ وَقد تقدَّم أَنه المتتابع من السّير وَأَنه السَّاكِن والسَّنُّ السّير الشَّديد وَقد سَنَنْتُها صَاحب الْعين الهَرَع والإِهْرَاع شِدَّة السَّوق وَقد هُرِعُوا وأُهْرِعُوا وَقَالَ عَكَلَ الإبلَ يَعْكِلُهَا عَكْلاَ حازها وساقها أَبُو عبيد الهُوِيُّ والمُهَاوَاةُ شِدَّةُ السّير وَأنْشد
(فَلم تَسْتَطِعْ مَيٌ مهاوَاتَنَا السَّرَى ... ولاَ لَيْلَ عِيسٍ فِي البُرِينَ خَواضِعِ)
_ والإِسْآد أَن تَسِيرَ الإبلُ الليلَ مَعَ النَّهَار أَبُو زيد أَسْأَدْتُ السيرَ أدْأبْتُه ابْن دُرَيْد وَهُوَ الإِيساد ابْن جني قد آسَدْتُه وأَوْسَدْتُه ابْن السّكيت هَسْهَسَ ليلتَه حَتَّى أصبَح إِذا مَشَى خَلْفَ الْإِبِل وَأنْشد
(إِن هَسْهَسَتْ ليلَ التَّمَامِ هَسْهَسا ... )
_ أَبُو زيد النِّجَاء السرعةُ فِي السّير وَقد نَجَا نَجَاء وَقَالُوا النَّجَاء والنَّجَاء والنَّجَا فمدُّوا وقَصَرُوا وَقَالُوا النَّجَاءَكَ فأدخلوا الكافَ للتخصيص بِالْخِطَابِ وَلَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب لِأَن الْألف وَاللَّام معاقبِة للإضافة فَثَبت أَنَّهَا ككاف ذَلِك وأَرَأَيْتَكَ زَيدًا أَبُو مَنْ هُوَ هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وناقةٌ نَاجيَّةٌ ونَجَاةٌ سريعة وَلَا(2/185)
_ يُوصف بذلك البعيرُ ابْن السّكيت قَسْقَسَ ليلتَه حَتَّى أصبح والقَسْقَسَة دَلَجُ الدائبُ ونَجَاءُ قِسْقِيس وَأنْشد
(إِذا حَدَاهُنَّ النَّجَاء القِسْقِيس ... )
_ صَاحب الْعين المَسْدُ إدْآبُ السيرِ بِاللَّيْلِ وَأنْشد
(ُيَكابِدُ الليلَ عَلَيْهَا مَسْدًا ... )
_ وَقد مَسَدَ يَمْسُدُ مَسْدًا أَبُو عبيد الأَلُّ السرعة أَلَّ يَؤُلُّ وَمثله أَجَّ يؤُجُّ أَجَّا وَأنْشد
(َسدَا بِيَدَيْهِ ثمُ َّأَجَّ بِسَيْرِهِ ... كَأَجِّ الظَّلِيمِ من قَنِيصٍ وكالِب)
_ قَالَ أَبُو عَليّ روايتي كأَجِّ القَنِيص من كَلِيب وكالِب الكَلِيب الكِلاب والكالبُ صاحبُها ابْن دُرَيْد يؤَجُ ُّوَيَئِجُّ أَبُو عبيد مَلَّ يَمُلُّ مَلَا وَقَالَ هُوَ يَهْزَع ويَمْزَع ويَمْصَع كُله السَّيْر السَّرِيع ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ السَّبْت وَأنْشد
(ومَطْوِيَّةُ الأَقْرَب ِأَمَّا نهارُها ... فَسَبْتٌ وأمَّا لَيْلُها فَذَمِيل)
_ قَالَ أَبُو عَليّ روايةُ ابنِ السّكيت ومطويةِ الأقراب بالخفض وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة ومطويةُ بِالرَّفْع عطفا على اس الله تَعَالَى فِيمَا قبله وَهُوَ قَوْله أَتَاك بِيَ اللهُ الْبَيْت ثمَّ قَالَ ومطوية الأقراب صَاحب الْعين سَبَتَتِ الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتًا فَهِيَ سَبُوتٌ والبَسْتُ كالسَّبْت غَيره الإبلُ تعَوُمُ فِي سَيْرِها تَسْبَح وَأنْشد
(وهُنَّ بالدَّوِّ يَعُمْنَ عَوْمًا ... )
_ أَبُو عبيد النَّبْلُ السيرُ الشَّديد نَبَلَهَا يَنْبُلُهَا وَأنْشد
(لاَ تَأْوِيَا لِلْعِيسِ وانْبُلاَهَا ... )
_ والقَبْضُ مثلُه قَبَضْتُهَا وَمِنْه رجل قَبِيضٌ بَيِّن القَبَاضَة صَاحب الْعين القَبِيض السَّرِيع من الدَّوَابّ وَقد انْقَبَضَ الْقَوْم سَارُوا سيرَا سَرِيعا أَبُو عبيد المُوَاعَسَة الإقْدام فِي السَّيْر غَيره هِيَ تُوَاعِس بالأعناق وتُوعِسُ وَأنْشد
(كَم اجْتَبْنَ من بِيدٍ إِلَيْك وأَوْعَسَتْ ... بِنَا البِيدَ أَعناقُ المَهَارَى الشَّعَاشِعُ)
_ صَاحب الْعين الحَثُّ الإِعْجَال فِي اتصالٍ حَثَّهُ يَحُثُّه حَثًّا واسْتَحَثَّه واحْنَثَّ هُوَ والاسمُ الحِثِّيثَى وسيرٌ حَثِيثٌ مَحْثُوث وناقة حَثِيثٌ تغير هَاء والحضُّ ضربٌ من الحَثِّ ونوعٌ مِنْهُ يكون الْحَث فِي السَّيْر والسَّوْق وكلّ شَيْء والحَضُّ أَن تَحُثَّه على شَيْء وَلَا سَيْرَ فِيهِ وَلَا سَوْق حَضَضْتُه أَحُضُّه حَضًّا وَكَذَلِكَ حَضِّضْتُه وهُمْ يَتَحَاضُّون وَالِاسْم الحُضُّ والحِضِّيضَى والحضيضى وَالْكَسْر أَعلَى وَلم يَأْتِ على فُعِّيلَى بِالضَّمِّ غيرُها أَبُو عبيد النَّصُّ السّير الشَّديد حَتَّى يُسْتَخْرَج مَا عِنْدهَا وَلِهَذَا قبل نَصَصْتُ الْإِنْسَان إِذا سألتَه عَن الشَّيْء حَتَّى تَسْتَقْصِي مَا عِنْده ونَصُ كلِّ شيءٍ مُنْتهاه ابْن دُرَيْد نَصَصْتُ البعيرَ فِي السّير أَنُصُّه نَصًّا إِذا رفعتَه قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ النَّصيص صَاحب الْعين عَفَس الْإِبِل يَعْفِسُها عَفْسًا ساقَها سَوْقًا شَدِيدا وَأنْشد
(يَعْفِسُها السَّوَّاقُ كلَّ مَعْفَس ... )(2/186)
_ غَيره حَشَّ الإبلَ وَالدَّوَاب يَحُشُّها حَشًّا حَدَاهَا وحَثَّها وكلُّ مَا قُوِّيَ بِشَيْء وأُعِينَ بِهِ فقد حُشَّ بِهِ كالحادي لِلْإِبِلِ والسلاحِ للحرب والحطب للنار وَأنْشد
(هُوَ الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمثلِهِ ... وَلَا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدَّار خائِفُ)
_ أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بِمثلِهِ وَلَا أُعِينَ بِمثلِهِ قومٌ عِنْد الْحَاجة إِلَى المَعُونة ثَعْلَب الشَّقْحُ كالنَّصِّ فَأَما قَوْلهم لاَ شْقَحَنَّكَ شَقْحَ الجَوْزَةِ فَمَعْنَاه لأَسْتَخْرِجَنَّ مَا عنْدك أَبُو عبيد النِّجْرُ السّير الشَّديد نَجَرَ يَنْجُرُ ورجلٌ مِنْجَر وَأنْشد
(جَوَّاب أَرْضِ مِنْجَر العَشِيَّات ... )
_ صَاحب الْعين سيرٌ وَهْسٌ شَدِيد وَقد تقدَّم الوهس فِي شدَّة الْأكل وَالنِّكَاح أَبُو عبيد خَرَجْتُ أَنْقُثُ السيرَ وأَنْتَقِثُ وأُنَقِّثُ أَي أُسْرع صَاحب الْعين الِاسْم النَّقْث نَقَثَ وَتَنَقَّثَ ابْن السّكيت الاِمْلِيسُ السيرُ المُجِدُّ والدَّأْبُ وَأنْشد
(فَمَا لَهُمْ بالدَّوِّ من مَحِيص ... غَيْرَ نَجَاءِ القَرَبِ الإِمْلِيسِ)
_ أَبُو زيد المَلْسُ السيرُ الشَّديد مَلَسَتْ تَمْلُسُ مَلْسًا ومَلَسَى وَقد تقتدَّم أَنه اللَّيِّن من السّير ابْن السّكيت شَرِيَ البعيرُ فِي سَيْره شَرّى إِذا كَانَ سريع المَشْي ابْن دُرَيْد الهَبْهَبَة والحَتْحَتَة السرعةُ بعيرٌ حَتَّ وحَتْحَتٌ وَقَالَ عَجَرَ البعيرُ عَجْرًا وعَجَرانًا عَدَا عَدْوًا شَدِيدًا والدَّلْهَث والدِّلْهَاث والدُّلاَهِث السريعُ بعيرٌ دَلْهَثٌ ودِلْهَاثٌ ودُلاَهِث وَهُوَ الجَرِئ فِي سيره المُقْدِم عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الرجل المُقْدم على الشئ وَقد تقدَّم والدُّلَمِث والدُّلاَمِث السَّرِيع وسير عَشَنْزَرٌ سريع وَأنْشد
(فَهَاتِي لنا سيرًا أَحَذَّ عَشَنْزَرًا ... )
_ صَاحب الْعين شَلَّ إبلَه شَلاَّ دَعْقًا وأَدْعَقَ إبلَه أَسْلَهَا التَّقادُع التهافُتُ فِي السّير وكل تَهَافُتٍ تَقَادُعٌ كَتَهَافُتِ الفَرَاش وَنَحْوه والخَيْطَف سرعةُ انجذاب السّير جَمَلٌ ذُو عَنَقٍ خَيْطَفٍ وَأنْشد
(وعَنَقًا بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفًا ... )
_ أَي كَأَنَّهُ يَخْتطف مشيَه فِي عَنَقِهِ أَي يَجْتَذِب والخَطَفَى سِيرته وَقد خَطِفَ وخَطَفَ يَخْطِفُ والوَلْق سرعةُ سير الناقةِ والجملِ وَقد وَلَقَ وَلِهَذَا أجَاز أَبُو عَليّ أَن تكون همزَة أَوْلَق زَائِدَة وَأنْشد
(جَاءَت بِهِ عِيسٌ من الشَّام تَلِقْ ... )
_ أَبُو عبيد النَّاقة تعدو الوَلَقَى والجَمَزَى والوَكَرَى وَقد جَمَزَت تَجْمِزُ جَمْزًا وجَمَزَى ووَكَرَتْ وَهُوَ العَدْوُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْزُو وَأنْشد ابْن السّكيت
(لقد صَبَحْتُ حَمَل بن كُوز ... عُلاَلَةٌ من وَكَرَى أَبُوز)
(تُرِيح بعدَ الَّنَفسِ المَحْفُوز ... )
_ قَالَ أَبُو عَليّ والوَاْقَى والجَمَزَى والوَكَرَى كلُّه العَدْو الشَّديد صَاحب الْعين خَدَى البعيرُ خَذْيًا(2/187)
_ وخَدياناً وَوَجَفَ وَجْفًا ووجيفاً أسْرَع وَأَوْجَفَه راكبُه وَكَذَلِكَ الْفرس أَبُو زيد ناقةٌ مِيجاف كَثِيرَة الوَجيف صَاحب الْعين زافَ البعيرُ يَزِيفُ زَيَفانًا أسْرع أَبُو عبيد الَّتْنَساس السيرُ الشَّديد وَأنْشد
(طَال بهَا حَوْزِي وتَنْسَاسِي ... )
_ وَقد تقدَّم الْبَيْت مستشهدًا بِهِ على الحَوْز صَاحب الْعين التَّسُّ سرعةُ المَضَاء لوُرود المَاء وَقد نَسَّ الإبلَ يَنُسُّها نَسًّا ونَسْنَسَها وَمِنْه النِّسْنَاس وَقيل النَّسُّ المَضَاء والسرعةُ فِي كل أَمر أَبُو عبيد الإِرْمِدَاد والاِرْقِدَاد سرعةُ السّير الْأَصْمَعِي الاِرْقِدَاد عَدْوُ النافر أَبُو عبيد الانْجِذَاب سرعةُ السّير وَكَذَلِكَ الاِغْذاذ غَيره أَغَذَّ السيرَ وأَغَذَّ فِيهِ وأَغَذَّ هُوَ نفسُه أَبُو عبيد الاِدْرِنْفاقُ السيرُ السريعُ صَاحب الْعين أَرَاجِيحُ الْإِبِل اهتزازُها فِي رَتَكِهَا إِذا مَشَت وَقد ارْتَجَحت ناقةٌ مِرْجَاح وبعيرِ مِرْجَاح وَقَالَ مَسَحَتَ الإبلُ الأرضَ سَارَتْ سيرًا شَدِيدا والهَفِيفُ سرعةُ السّير هَفَّ يَهِفُّ هَفِيفًا وَأنْشد
(إِذا مَا نَعَسْنَا نَعْسَةٌ قلتُ عَنِنًّا ... بِخَرْقَاء وارْفَعْ من هَفِيفِ الرَّواحل)
_ غَيره الدَّهْنَجَة السرعةُ فِي السّير وبعيرٌ دُهَانِجٌ وَقد دَهْنَجَ دَهْنَجَةٌ أسْرع مَعَ تقارُبِ خَطْو ابْن دُرَيْد المَلْع السرعةُ نَاقَة مَلُوعٌ ومَلِيع أبوعبيد مَيْلَعٌ وَقد مَلَعَ يَمْلَعُ وَقيل المَلْع خِفَّة السّير بعير مَيْلَعٌ ومِيْلاَعٌ نَادِر ومَلُوعٌ وَالْأُنْثَى أَيْضا بِغَيْر هَاء أَبُو عبيد الوَخْطُ كالمَلْع والإِجْمَارِ والإِجْذَام والإِرْفَال كلُّه السرعةُ وناقة مِرْقَال وَقد أَرْقَلَتْ والتَّعَمُّج التَّلَوِّي ابْن دُرَيْد عَمَجَ عَمْجًا وتَعَمَّجَ السَّيْلُ تَعَرَّجَ فِي مَسِيلهِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَكَذَلِكَ الْحَيَّة إِذا تَلَوت وَأنْشد
(تَعَمُّج شَيْطَانِ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ ... )
_ وَقَالَ التَّعَمُّج والتَّمعُّج بمعنَى وَكَأَنَّهُ تناوُل الشَّيْء شَيْئا بعد شَيْء كالتَّجرُّع والتَّفَوُّق والتَّحَسِّي أَبُو عبيد رَزَفَتِ الناقةُ أسرعتْ وأرْزَفْتُها أخْبَبْتُها فِي السّير صَاحب الْعين هَبَّت الناقةُ تَهِبُّ هِبَابًا أسرعت والهِبَاب النشاط مَا كَانَ أَبُو عبيد والعِرَضْنَة الاعتراضُ فِي السّير من النشاط وَلَا يُقَال ناقةٌ عِرَضْنَة والعُرْضِيَّة الاختيال والزَّلِيج والزَّلَجَان السّير السَّرِيع صَاحب الْعين زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجًا وانْزَلَجَتْ مَضَتْ مسرِعةُ كَأَنَّهَا لَا تحرِّك قَوَائِمهَا من سرعتها وناقة زَلُوج وَحكى أَبُو عَليّ زَلَجَى لَا أَدْرِي أصفة أم اسْم أَبُو عبيد وَسَمَدَتِ الإبلُ تَسْمُدُ سُمُودًا وَذَلِكَ إِذا لم تَعْرِف الإعياءَ كَأَنَّهَا قد سُلْيَت والسُّمُود الغفلةُ والسهوُ عَن الشَّيْء الْأَصْمَعِي انْسَفَرتِ الإبلُ تَصَرَّفَتْ فِي الأَرْض فَذَهَبَت غير وَاحِد أقْبَلَتِ الإبلَ الطريقَ أسْلَكْتُها إِيَّاه وَقَالَ فَدَّتِ الإبلُ فَدًا وفَدِيدًا شَدَخَت الارضَ بأخفافها أَبُو عبيد الذَّوْحُ سيرٌ عَنِيفٌ ذُحْتُها ذَوْحًا ابْن السّكيت ذَاحَ ذَوْحًا وذَحًا وحَاذَ كلُّه فِي معنى ساقَ وطَرَدَ صَاحب الْعين المَرْاُد السَّوْقُ الشَّديد أَبُو زيد اسْتَوْفَضْتُ الإبلَ اسْتَعْجْلُتها صَاحب الْعين الإبلُ تَقِضُّ وَفْضًا وتَسْتَوْفِضُ إِذا تَفَرَّقَت وَقد أَوْفَضَها صاحبُها أَبُو عُبَيْدَة شَمَّصَ الإبلَ طَرَدَها طَرْدًا عنيفًا ابْن السّكيت نَهَمَ الإبلَ يَنْهَمُهَا نَهْمًا زَجَرَها لِتُجِدِّ فِي سَيرهَا وَأنْشد
(أَلأَ انْهَمَاها إنَّها مَنَاهيِمْ ... وإنَّنَا مَنَاجِدٌ مَتَاهِيمْ ... )
(وَإِنَّمَا يَنْهَمُهَا القومُ الْهِيمْ ... )(2/188)
_ قَوْله مَنَاهِيم أَي تُطِيع على النَّهْم أَبُو زيد ذَأَبْتُ الإبلَ أَذْأَبُهَا ذَأْبًا سُقْتُها أبوعبيد نَسَأْتُ الإبلَ أَنْؤَُها نَسْأً سُقْتُهَا وَأنْشد
(ومَا أُمُّ خِضْف ٍبالعَلاية شادِنٍ ... تُنَسٍّئُ فِي بَرْدِ الظِّلال غَزَالَهَا)
وَقد تقَّدم النَّسُْ فِي الوِرد ابْن السّكيت التَّقْتَقَة السَّوْق العنيف والمُصْعَرُّ السَّيَاقُ الشَّديد وَأنْشد
(وَقد قَرَبْنَ قَرَبًا مُصْعَرًا ... )
_ أَبُو عبيد الزَّوَرُّ السَّير الشَّديد وَأنْشد
(يَا ناقُ خُبِّي خَبَبًا زِوَرَّا ... وَقَلِّبِي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا)
_ ابْن السّكيت سائق هَذَّاف وَهُوَ السَّرِيع وَأنْشد
(تُبْطِرُ ذَرْعَ السَّائِق الهَذَّاف ... )
_ ورجُل شِمْذارة يَعْنُفُ فِي السَّوْقِ وَقَالَ النَّجْش شِدَّةُ السَّوْق وَإنَّهُ لنَّجَّاشٌ وَأنْشد
(فَمَا لَها الليلةَ من إنْفَاش ... غيرَ السُّرى وسائِقٍ نَجَّاش)
_ صَاحب الْعين حَدَوْتُ الإبلَ وَحَدَوْتُ بهَا حَدْوًا زجرتها وسُقْتُها وَالِاسْم الحُدَاء وَرجل حادٍ وحَدَّاء وَأنْشد
(وَكَانَ حَدَّاءٌ قُرَا قِرِيَّا ... )
_ والعَيْرُ يَحْدُو أُتنُهَ كَذَلِك أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو بكر حَدَّاءُ قَرَاقِرِيُّ حَسَن السِّياق وَقد تقدَّم ذَلِك عِنْد ذكر قَوْلهم خطيبٌ مِصْقَع وشاعر مِرْقَع صَاحب الْعين الهَبْهَبِيُّ الحَسَنُ الحُدَاء وَقد تقدَّم أَنه الطَبَّاخ والشوَّاء وَأَنه الحسنُ المِهْنَةِ ابْن السّكيت المِزَخُّ السَّرِيع السَّوق وَأنْشد
(إنَّ عَلَيْهَا حاديَّا مِزَخًّا ... أَعْجَمَ لَا يُحْسِنُ إِلا نَخَّا)
(والنَّخُّ لَا يُبْقِي لَهُنَّ مُخَّا ... )
النَّخُّ شدَّة السُّوق وَكَذَلِكَ النَّخْنَخَة وَقد نَخْنَخْتُهَا فَتَنَخْنَخَتْ زجرتُها فَقلت لَهَا أُخَّ أُخٌّ قَالَ أَبُو عَليّ سائِقٌ لَبٌّ حَسَن السِّياق لِلْإِبِلِ لَازم لَهَا وَأنْشد
(تَعَلَّمن أنَّ عَلَيْك سائقاً ... لامُبْطِئاً وَلَا عَنِيفاً زاعقاً)
... ِ (لَبًّا بأعجاز المَطِيِّ لاحقا ... )
_ وَمِنْه امْرَأَة لَبَّة لَطِيفَة قريبَة من النَّاس أَبُو عبيد الطَّرُّ الطَّرْد طَرَرْتُ النَّاقة أَطُرُّها ابْن السّكيت طَرَّهَا يَطُرُّها إِذا مَشَى من أحد جانبيها ثمَّ من الآخر لِيُقَوِّمها أَبُو عبيد الأَلَبُ الطَّرْد أَلَبْتُها آلِبُها أَلْبًا والفَنَّ الطَّرْد فَنَّها يَفُنُّهَا ابْن دُرَيْد حَزَأْتُ الإبلَ احْزَؤُها حَزْءًا جَمَعْتُها وسُقْتُها صَاحب الْعين الحَدْسُ فِي السّير سرعةٌ ومُضِىُّ على استقامة وَأنْشد
(كأنَّها من بَعْدِ سَيْرٍ حَدْس ... )
_ وَقَالَ تَنَاهَبَتِ الإبلُ الأرضَ أخَذَتْ بقوائمها مِنْهَا أخْذًا كثيرا والكَدْشُ من السَّوْق والاِسْتحِثْاث وَقد كَدَشْتُ إِلَيْهِ والكَدَّاشُ المُكْدِي(2/189)
2 - مَا يُصِيب الإبلَ عَن السَّوْق
2 - 3 المُعْجِل والحَمْل المُثْقِل
3 - يُقَال بعير مُتْعَب وَهُوَ الَّذِي انْكَسَر عَظْمٌ من عِظَام يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ ثمَّ جُبِّرَ لم يلتئم جَبْرُه حَتَّى حُمِل عَلَيْهِ فِي التَّعَب فوقَ طاقتِه فَتَتَمَّمَ كَسره وَأنْشد
(إِذا نَالَ مِنْهَا نظرةٌ هِيضَ قَلْبُه ... بهَا كانْهِيَاضِ المُتْعَب المُتَتَمِّم)
3 - ضروب مُخْتَلفَة من سير الْإِبِل
3 - أَبُو عبيد الأَزَابِيُّ ضروب مُخْتَلفَة من السّير وَاحِدهَا أُزْبِيٌّ وَكَذَلِكَ الأَسَاهِيُّ والأَسَاهِيجُ أَبُو زيد وَكَذَلِكَ الهَوَاهِي والهَوَاهِيُّ واحدتها هَوْهَاة أَبُو عبيد التَّبْغِيل مشيٌ فِيهِ اخْتِلَاط بَين الهَمْلَجَة والعَنَق صَاحب ابعين التبغيل من مَشْي الْإِبِل مَشْيٌ فِيهِ سَعَة وَمِنْه اشتقاق الْبَغْل أَبُو عبيد التأوِيب أَن تسيرَ النَّهَار وتنزل الليلَ ابْن دُرَيْد آب أَوْبًا وإيابًا رَجَعَ وَقيل لَا يكون الإيابُ إِلَّا أَن يَأْتِي أَهله ليلاٌ أَبُو عبيد النَّصْبُ أَن يسير القومُ يومَهم وَهُوَ سَيْر لَيِّن وَقد نَصَبُوا سيرَهم والمُواضَخَة أَن تسيرَ مثلَ سير صَاحبك وَلَيْسَ هُوَ بالشديد وكذ لَك هُوَ فِي الاستقاء يُقَال مِنْهُ أَوْضَخْتُ لَهُ أَي استقيت لَهُ شَيْئا قَلِيلا وَاسم ذَلِك الشئ الَّذِي يُسْتَقَى الوَضُوخ صَاحب الْعين المُوَاضَحَة التَّبَارِي فِي كل شئ والفَرَسَانِ يَتَوَاضَخَانِ فِي الجري والعدو وَكَذَلِكَ السَّاقِيَانِ أَبُو عبيد المُوَاغَدة مثل المُوَاضَخَة وَقد تكون المُواغذة للناقة الْوَاحِدَة لِأَن إِحْدَى يَديهَا ورجليها تُواغِد الْأُخْرَى قَالَ وَكَذَلِكَ المُوَاهقة قَالَ أَبُو عَليّ وَلذَلِك جَازَ الرّفْع فِي الاسمين فِي قَول أَوْس ابْن حجر
(تُوَاهِقُ رِجْلاَها يَدَاهُ ورأْسُه ... لَهَا قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِيبة رادِفُ)
_ ابْن السّكيت تَوَاهَقَت الإبلُ فِي السّير كَذَلِك وَأنْشد
(وتَوَاهَقَتْ أخفافُها طَبَقًا ... والظِّلُّ لم يَفْضُلْ وَلم يُكْرِ)
_ صَاحب الْعين المُوَاهَقَة المُوَاظَبَة للسير ومَدُّ الأَعناق أَبُو عبيد الهَرْجَلَةُ الِاخْتِلَاط فِي الْمَشْي وَقد هَرْجَلَت هِيَ والهَيْسُ السَّيْرُ أيَّ ضرب كَانَ وَأنْشد
(إحْدَى لَيَاليِكَ فَهيسِي هِيِسي ... لَا تَنْعَمِي الليلةَ بلتعريس)
_ والسَّعْم السَّيْر سَعَمَ يَسْعَمُ صَاحب الْعين هُوَ سُرْعة السّير وناقة سَعُومٌ دائمة السّير تُحَرِّك رأسَها وَالْجمع سُعُمٌ وَقد سَعَمَتْ تَسْعَمُ سَعْمًا وَقَالَ اسْتَوْسَقَتِ الإبلُ واتَّسَقَتِ وانْسَاقَّت اجْتَمَعَتْ والوَسِيقة من الْإِبِل وَالْحمير كالرُّفْقة من النَّاس وَقد وَسَقْتُها وُسُوقًا أَبُو عبيد اسْتَوْدَهَت الإبلُ واسْتَيْدَهَت اجْتمعت وانساقت وَمِنْه اسْبِيداه الخَصم إِذْ غُلِبَ وانقاد أَبُو زيد احْزَوْزَأَت الإبلُ كَذَلِك وَمِنْه احْزِيراءُ الطَّائِر وَهُوَ ضُّمه نفسَه وتَجافِيه عَن بيضه صَاحب الْعين اعْصًوْصَبَتْ الْإِبِل وعَصِبَتْ وعَصَبَتْ اجْتمعت وجَدَّت فِي السّير أَبُو عبيد الانْتِحَاء فِي السّير اعْتِمادٌ على الْجَانِب الْأَيْسَر ثمَّ صَار الانتحاءُ الاعتمادَ فِي كل وَجه صَاحب الْعين حَطَّ البعيرُ يَحُطُّ حَطًّا اعتَمد فِي الزِّمام على أحد شِقَّيْهِ وحَطَّتِ النَّجِيبةُ فِي سَيرهَا تَحُطُّ حَطًّا فَهِيَ حَطُوطٌ أسرعت ابْن السّكيت جَنَحَتِ الإبلُ خَفَضَتْ سوَاَلفِهَا فِي السّير وَقيل أسرعت أَبُو عبيد(2/190)
_ اِلْهربِذَى مِشْيَةٌ تُشْبِه مِشْيَة الهَرَابِذَة قَالَ أَبُو عَليّ يَعْنِي قومَه بَيت الْمَجُوس أَبُو عبيد العَنْقُ من السّير المُسْبَطِرٌ قَالَ أَبُو عَليّ يَعْنِي الممتدّ ابْن دُرَيْد وَهُوَ العَنِيق وَقد أعْنَقَ غَيره سيرٌ عَنَقٌ وعَنِيقٌ وناقةٌ مُعْنِقٌ ومِعْنَاقٌ وعَنِيقٌ أَبُو عبيد السَّبْت العَنَقٌ وَقد تقدَّم أَنه السّير السَّرِيع غَيره عَنَقٌ خِطْرِيفٌ وَاسع من قَوْلهم خَطْرَفَ فِي شسيه وتَخَطْرَفَ وَأنْشد
(إِذا تَلَقَّتْهُ الجراثيمُ طَفَا ... وَإِن تَللَقَّى غَدَرًا تَخَطْرَفَا)
ْ
_ أَبُو زيد وَهُوَ الخَنْثَر أَبُو عبيد فَإِذا ارْتَفع عَن العَنَق قَلِيلا فَهُوَ التَّزَيُّد صَاحب الْعين تَزَيَّدَتِ الإبلُ فِي سَيْرِها تَكَلَّفَتْ فوقَ طَوْقها وَإِنَّهَا لَذَاتُ زَيَائِد أَي زِيَادات وَأنْشد
(بِهَجْمَةٍ تَمْلُأ عَيْنَ الحَاسِدِ ... ذاتِ سُروحٍ جَمَّةِ الزَّيائد)
_ ابْن دُرَيْد الجَمْزُ أشدُّ من العَنَق أَبُو عبيد فَإِذا ارْتَفع عَن ذَلِك فَهُوَ الذَّمِيلُ وَقد ذَمَلَ يَذْمِلُ ويَذْمُلُ ذَمْلاً وذَمِيلاً وذُمُولاً وذَمَلاَنًا أبوعبيد وناقةٌ ذَمُولٌ وَالْجمع ذُمُلٌ أَبُو عبيد الزَّفِيف الذَّمِيل قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد هُوَ الإِسْرَاع وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق هُوَ أوَّل عَدْوِ النَّعَام وَهُوَ فِيمَا سوى ذَلِك مستعار زَفَّ يَزِفُّ زَفِيفًا وَقَالَ مرةٌ قرئَ فَأَقْبَلُوا إِليهِ يَزِفُّون ويُزِفُّون يُقَال زَفَّتِ الإبلُ تَزِفُّ إِذا أَسْرَعَت قَالَ الهُذَلي
(وَزَفَّت الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كَمَا ... زَفَّ النَّعامُ إِلَى حَفِّانِهِ الرُّوحُ)
_ وَمن قَرَأَ يُزِفُّون أَرَادَ يحْمِلُون غيرَهم على الزَّفِيف الْأَصْمَعِي أَزْفَفْتُ الإبلَ حَمَلْتُهَا على أَن تَزِفَّ وَهُوَ سرعَة الخَطْوِ ومقاربة الْمَشْي وَالْمَفْعُول بِهِ مَحْذُوف على قِرَاءَته كَأَنَّهُمْ حملُوا ظُهورَهم على الجِدِّ والإسراع فِي الْمَشْي أَبُو عبيد الرَّسِيم فَوق الذَّمِيل فَإِذا دارَكَ المشيَ وَفِيه قَرْمطَةٌ فَهُوَ الحَفْد وقدحَفَد يَحْفِدُ جَفْدًا ابْن دُرَيْد الإِحْفَاد دون الخَبَب صَاحب الْعين وَهُوَ الحَفَدَان ابْن دُرَيْد خَطْوٌ قَرْمَطِيطٌ مُتَقَارب أَبُو عبيد فَإِذا اتفع عَن الحَفْد فَضَرَب بقوائمه كلهَا قيل مَرَّ يَرْتَبع ارْتِبَاعاً والرَّبَعَة الِاسْم وَأنْشد غَيره
(واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوَارِسِ بالدِّثْادَاء والرَّبَعة)
_ هَذَا الْبَيْت يُضرب مثلا فِي الشدَّة أَي رَكِبَتْ هَذِه المرأةُ الَّتِي لَهَا بَنُونَ فَوارسُ بَعِيرًا من عُرْضِ الْإِبِل لَا من خِيَارِها صَاحب الْعين اخْتَلَج الجَمَل فيي سيره وعَدْوِهِ إِذا لم يَسْتقم أَبُو عبيد فَإِذا ضَرَبَ بقوائمه كلهَا فَتلك اللَّبَطَة وَقد الْتبَطَ ابْن دُرَيْد اللَّبط بِالْيَدِ والَخْبط بالرِّجْل وَقد لبَطَهَ لَبْطًا وَقَالَ تَلَبَّطَ فِي أُمُوره اخْتَلَطتَ عَلَيْهِ أبوعبيد الاِلْتِباط أشدُّ الحُضْر وَقد لَبَطْتُه لَبْطًا ابنْ دُرَيْد الزَجْلُ بالرِّجْلِ والسَّدْوُ بِالْيَدِ وَقد تقدَّم أَنه ركُوب الرَّأْس فِي السّير صَاحب الْعين اللَّبْن ضربُ النَّاقة بجِمُعِ خُفِّهَا ضربا لطيفًا فِي تَحَامُلٍ وَأنْشد
(خَبْطًا بأخفافِ ثِقاَل اللَّبْن ... )
_ ابْن دُرَيْد الخَبْزُ ضرب الْبَعِير الأرضَ بيدَيْهِ وَمِنْه اشتقاق الخُبْز أَبُو عبيد فَإِذا لم َيَدعْ جَهْدًا قيل تَشَغَّرَ ابْن دُرَيْد قَمَصَ البعيرُ يَقْمُصُ وَيْقِمُص قَمْصًا وقُمَاصًا وَهُوَ أَن يرفع يَدَيْهِ ثمَّ يَطْرَحُهماً مَعًا ويَعْجِنَ برجليه أبوعبيد النَّعْب ضَرْبٌ من السّير ابْن دُرَيْد وَقد نَعَبَتِ الناقةُ غير وَاحِد ناقةٌ نَعُوب ونَعَّابة ومِنْعَب وَقد تقدَّم فِي الْخَيل أَبُو عبيد العَسِيج ضَرْبٌ من السّير ابْن دُرَيْد عَسَجَتِ الناقةُ تَعْسِج سْجًا(2/191)
وعَسَجانًا وعَسِيجًا وَقيل العَسْجُ والعَسِيج والعَسَجَان مَدُّ العُنُق فِي المَشْي وَأنْشد
(عَسَجْنَ بأعناقِ الظِّبَاءِ وأَعْين ُال ... جآذر وارْتَجَّت لَهُنَّ الرَّوادفُ)
_ وَقَالَ أَبُو عَليّ هُوَ مَشْيٌ فِيهِ كالظُلاع لِأَن العَسَجانِ فِي كل دَابَّة الظُّلاَعُ أَبُو عبيد الوَسِيجُ كالعَسِيجُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الوَسَجَان قَالَ أَبُو عَليّ الوَسِيجُ فَوق العَسِيج فَأَما قَول ذِي الرِّمة
(الْعِيسُ مِنْ عاسجٍ أَوْ واسِجٍ خَبَبًا ... )
_ فَالْمَعْنى مِنْ بَين عاسجٍ وَوَاسِجٍ وأو بِمَعْنى الْوَاو وَقد رُوِيَ من عاسجٍ وواسجٍ على الخَبْنِ الْأَصْمَعِي ناقةٌ وَسُوجٌ وبَعِير وَسَّاج صَاحب الْعين العَسَجَانِ مَدُّ العُنُق والوَسَجَانُ سرعَة رفع الأيدى والأرجل ابْن دُرَيْد السَّجْرُ ضَرْبٌ من سير الْإِبِل بَين الخَبَب والهَمْلَجَة يَمَانِية والوَضْع ضربٌ من السّير وَضَعَ يَضَعُ وأَوْضَعَ وأوضْعَتُه حَمَلْته على الوَضْع صَاحب الْعين وَهُوَ المَوْضُوع وَكَذَلِكَ كل دابَّة واستعاره ابْن مُقْبِل للسَّراب فَقَالَ
(وَهل عَلِمْتِ إِذا لاذَ الظِّبَاءُ وَقد ... ظَلَّ السَّرابُ على حِزَّانِهِ يَضَع)
_ وَالسير الْمَرْفُوع دون الحُضْر وَفَوق المَوْضُوع رَفَعْتُه أرْفَهُ رَفْعًا ورَفَعت مِنْهُ ورَفَعَ هُوَ نفسُه وَهُوَ تقدَّم فِي الْخَيل غَيره ورَفَّعَ الحِمارُ عَدْوَهُ وتَمَتَّحَتِ الإبلُ فِي سَيرهَا وَهُوَ تَرَاوُحُ أيديها وَأنْشد
(لأَيْدِي المَهَارَى خَلْغَهَا مُتَمَتَّحُ ... )
_ ابْن دُرَيْد تَمَغَّطَ البعيرُ فِي سيره مَدَّ يَديه مدًّا شَدِيدا وَهُوَ المَغْطُ وَأنْشد
(مَغْطًا يَمُدُّ غَضَنَ الآباط ... )
_ غَيره الخَذَفَانُ ضربٌ من سير الْإِبِل أَبُو عبيد الهِزَّةُ أَن يَهْتَزَّ المَوْكِب صَاحب الْعين الهَزِيزُ فِي السّير تَحْرِيك الْإِبِل فِي خِفَّتِها وَقد هَزَّها الْحَادِي ابْن السّكيت أَوْكَبَ البعيرُ لَزِم المَرْكِبَ أبوعبيد الوَخَدَانُ أَن يَرْمِي قوائمه كَمَشْي النَّعامِ ابْن السّكيت وخَدَ البعيرُ وَخْدًا ووَخَدَانًا أَسْرعَ وَوَسَّعَ الخَطْوَ وبعير وَخَّادٌ وَكَذَلِكَ الظَّليِم أبوعبيد التَّخْوِيد أَن يَهْتَزَّ كَأَنَّهُ يضطرب ابْن السّكيت خَوَّدَ أسْرَعَ وَزَجَّ بقوائمه النَّضر وَطَاف عمر رَضِي الله عَنهُ بَين الصَّفَا والمَرْوَة فَحَوَّدَ أَي أسْرَعَ أبوعبيد التَّوَهُّسُ مَشْيُ المُثْقَل فِي الأَرْض ابْن دُرَيْد جَاءَت الْإِبِل سَرْدَداً بعضُها يَتْلُو بَعْضًا وَجَاءَت مُتَسَرِّمَةٌ أَي مُتَقَطِّعَةٌ ابْن السّكيت اطَّرَقَت الإبلُ اتبع بعضُها بَعْضًا وَهِي الطَّرَقة وَجَمعهَا طَرَقٌ والطَّرَق آثارُ الْإِبِل إِذا كَانَ بعضُها خَلْفَ بعض وَأنْشد
(جاءتْ مَعَاً واطَّرَقَتْ شَتِيتا ... )
_ وَمِنْه تَطَارَقَ الشئُ تَتَابَعَ وَجَاءَت على طَرَقة وَاحِدَة صَاحب الْعين قَطَرْتُ الإبلَ أقْطُرها قَطْرًا وقَطَّرْتُها قَرَنْتُ بَعْضهَا إِلَى بعض على نَسَقٍ وَجَاءَت على الإبلُ قِطَارًا أَي مَقْطُورة وَمِنْه المِقْطَرة وَهِي خَشَبَة فِيهَا خُرُوق كلُّ خَرْقٍ على قدر السَّاق يُحْبَس فِيهَا الناسُ لِأَن من حُبِس فِيهَا كَانُوا على قِطَارٍ وَاحِد صَاحب الْعين نَغَرت الناقةُ تنَْغِرُ ضَمَّتْ مَؤَخِّرَهَا فَمَضَتْ وَقد نَغَّرْتُها ِصْحُت بهَا أَبُو زيد جَاءَ الإبلُ على خُفٍّ وَاحِد وعَلى وَظِيفٍ وَاحِد إِذا جَاءَت بعضُها فِي إثْر بعض كَأَنَّهَا قِطَارٌ صَاحب الْعين جَاءَت الإبلِ عَصَاوِيدَ إِذا رَكِبَ(2/192)
بعضُها بَعْضًا وَجَاءَت هَطْلَى وهَطَلَى أَي مُتَعَطِّعَة غَيره جَاءَت الْإِبِل طَبْقًا وَاحِدًا أَي على خُفٍّ وَاحِد أبوعبيد اذْرَعَفَّت الإبلُ واذْرَعَفَّت مَضَتْ على وجوهها أَبُو زيد نَشَطَت الإبلُ تَنْشِط نَشْطًا مَضَت على هَدْيٍ وعَلى غير هَدْيٍ ابْن دُرَيْد تَمَذَّخَتْ الناقةُ وتَمَدَّخَتْ تَقَاعَسَتْ فِي سَيرهَا وَقَالَ بعيرٌ يَمْشِي العُجَيْلَى مَقْصُور وَهُوَ ضربٌ من المَشْي والنَّعْج ضربٌ من سير الْإِبِل صَاحب الْعين الخُذْرُوف السريعُ المَشْي وَقد خَذْرَفَ إِذا زَجَّ بقوائمه وَقيل الخَذْرَفَة استدارة القوائم
3 - شِرَاد الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين شَرَدَ البعيرُ والدابةُ يَشْرُدُ شِرادًا وشُرُودًا فَهُوَ شَرُودٌ ذهب على وَجهه وَمِنْه قافيةٌ شَرُودٌ سائرةٌ فِي الْبِلَاد غير وَاحِد نَدَّ البعيرُ يَنِدُّ قَالَ الْفَارِسِي النَّدُّ هُوَ الشُّذُوذ وَقد قَرَأَ بَعضهم يومَ التَّنَادَّ وشَذَّا أكثرُ من نَدَّ أوَ لَا ترى سِيبَوَيْهٍ يَقُول شَذَّ عَن كَذَا وَلَا يَقُول نَدَّ عَن كَذَا أَبُو زيد نَدَّ نِدَادًا ونَدِيدًا ونَدًّا ونُدُودًا أَبُو عبيد اسْتَوْرَأَتِ الإبلُ تَتَاَبعَتْ على نِفَار قَالَ أَبُو زيد ذَلِك إِذا نَفَرَتْ فَصَعَّدت فِي الْجَبَل فَإِن نَفَرَت فِي السُّهولة قيل اسْتَأْوَرَتْ هَذَا كَلَام بني عُقَيل ابْن دُرَيْد يُقَال للبعير إِذا شَرَد ضَرَبَ فِي جَهَازِهِ غَيره ذَهَبَتِ الإبلُ صَعَاصِعَ أَي نادَّةٌ مُتَفَرِّقَة واسْتَنْعَتِ الناقةُ تَرَاجَعَتْ نافِرةٌ أَو عَدَتْ بصاحبها أَبُو عبيد ذَهَبَتْ إبلُه السُّمِّيْهَي تَفَرَّقت فِي كل وَجه صَاحب الْعين هاشَتِ الإبلُ هَوْشًا نَفَرت فِي الْغَارة فتبدَّدت وتفرَّقت وإبلٌ هَوَّاشة صَاحب الْعين الخَلاَبيِسُِ أَن تَرْوَى الإبلُ فتذهبَ ذَهَابًا شَدِيدا فتُعْيي راعيها
3 - التَّقَدُّم فِي السّير
3 - أبوعبيد الانْدِرَاع التَّقدُّم وَأنْشد
(أَمَام الرَّكْبِ تَنْدَرعُ انْدِرَاعًا ... )
_ صَاحب الْعين وَهُوَ الإِدَّرَاع وَفِي الْمثل // (ادَّرَعَ ادِّرَاع المُخَّة وانْقَصَفَ انْقِصَافَ البَرْوَقَة) // أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الاسْتِنَاعَة وَقد اسْتَنَاعَ اسْتَنْعَى وَأنْشد
(ظَلِلْنَا نَعُوج العِيسَ فِي عَرَصاتها ... وقُوفًا وَنَسْتَنْعِي بهَا فَنَصُورُها)
_ وَقد تقدَّم أَن الاسْتِنَاعَة تَرَاجُعُ الناقةِ نافرةٌ أَو عَدْوُها بصاحبها غَيره القِلْوةُ الدابَّةُ تتقدَّم بصاحبها وَقد قَلَتْ واقْلَوْلَتْ أبوعبيد التَّتَلُّع التقدُّم وَأنْشد
(فَوْقَ النَّجْمِ لَا يَتَتَلَّعُ ... )
_ ويروى فَوق النَّظْم وَيُقَال التَّتَلُّع رفعُ الرَّأْس للنهوض وَيُقَال لَزِمَ مكانَه فَمَا يَتَتلَّعُ أَي مَا يَبْرَحُ والتَّمَهُّل الزَّمُّ التقدّم زَمَّ يَزُمُّ وَأنْشد
(خِدَبٌ الشَّوَى لم يَعْدُ فِي آل مُخْلِفٍ ... أنِ اخْضَرَّ أَو أَن زَمَّ بالأَنْفِ بازِلُه)
_ أَبُو زيد الهادِيَةُ المتقدّمة من الْإِبِل وكل متقدّمٍ هادٍ وَمِنْه أقبلتْ هَوَادِي الْخَيل إِذا بَدَت أعناقُها لِأَنَّهَا أوّل شئ من أجسادها وَقيل الهَوَادِي أوَّل رعيل مِنْهَا صَاحب الْعين انْدَلَقَ مِنْ بَين أَصْحَابه خرج فتقدَّم وَمضى والانْشِجَار التَّقَدُّم وَكَذَلِكَ الانْسِجَار أَبُو زيد نَاقَة مُسْنِفَة ومسناف مُتَقَدّمَة وَكَذَلِكَ الْفرس(2/193)
(بَاب صِفَات العُقَب)
2 - 3 (فِي الْقرب والبعد)
3 - صَاحب الْعين العُقْبة قدرُ فرسخين والعُقْبة - الموضعُ الَّذِي يُرْكًب فِيهِ وَالْجمع عُقًّبٌ عليّ العُقْبة تكون اسْما ومصدراً لذَلِك أجَاز سِيبَوَيْهٍ فِي قَول الْعَرَب
(لَقَدْ عَلِمْتَ أيَّ حِينِ عُقْبَتِي ... )
الرفعَ والنصبُ فالرفعُ على الِاسْم والنصبُ على الْمصدر أَي فِي أيِّ الأحيان اعْتِقَابي أَبُو عبيد عاقَبْتُ الرجلَ من العُقْبة وأَعْقَبْتُه رَكِبْتُ عُقْبَةً ورَكِبَ عُقْبَةً صَاحب الْعين: المسافرانِ يَتَعَاقَبانِ على الدَّابَّة يَرْكَبُها ذَا عُقْبَةَ وعَقِبيبُك الَّذِي يُعَاقِبُك وَأَصله من التَّعَاقُب الَّذِي هُوَ التَّدَاوُل أَبُو عبيد العُقْبة الزَّمُوخ البعيدةُ ابْن السّكيت سِرْنَا عُقْبَةً جَوَاداً وعُقَباً جِيَاداً / وعُقْبَةً حَجُوناً وَهِي الْبَعِيدَة الطَّوِيلَة وَكَذَلِكَ عُقْبَةَ باسِطَةً وعُقْبَةَ زَلُوخاًَ وَهِي الْبَعِيدَة أَبُو زيد عَدَا شَأْواً بَطِيناً يَعْنِي بَعيدا صَاحب الْعين فَرْسَخٌ ماتحٌ ومَتَّاحٌ ممتدٌ وبَيْنَنَا وَبينهمْ فرسخٌ مَتْحاً وَقَالَ بَيْنَنَا وبينهُم خُلْجَةٌ أَي قَدْرُ مَا يَمْشِي حَتَّى يُعْيِي مرّة وَاحِدَة السكرِي سَارُوا سَيْراً مُماتِناً أَي بَعيدا والمُمَاتَنَةُ المباعَدة فِي الْغَايَة
3 - (نعوت الْإِبِل فِي سَيرهَا ورياضتها وذِلَّتها)
3 - أَبُو عبيد المَطِيَّة الَّتِي تَمُدُّ فِي سَيرهَا مَأْخُوذَة من المَطْوِ وَقد مَطَتْ وَمِنْه: (يَتَمَطَّى) أَي يتمدَد وَقد امْتَطَيْتُها اتخَذْتُها مَطِيَّةً أَبُو زيد امْتَطَيْتُها جَعَلْتُها مَطِيَّةً ابْن دُرَيْد المَطِيَّة من المَطَا وَهُوَ الظَّهْر أَبُو زيد: هُوَ من المطَطْوِ وَهُوَ الجِدُّ والنَّجَاء فِي السّير أَبُو حَاتِم: المَطِيَّة كلُّ مَا رُكِبَ من الدَّوَابّ صَاحب الْعين الصَّعْب من الْإِبِل وَسَائِر الدَّوَابّ ضدَ الذَّلُول وَالْأُنْثَى صَعْبة وَالْجمع صِعَاب وَقد اسْتَضْعَبْتُ الشيءَ رايته صَعْباَ وأصْعَبْتُه واقَفْتُه صَعْباً أَبُو عبيد القَضِيب الَّتِي لم تَمْهَر الرياضةَ أَبُو زيد وَكَذَلِكَ البعيرُ ابْن السّكيت وَقد اقْتَضَتُهَا ابْن دُرَيْد العَوْسَرَانِيَّةُ والعَيْسَرانِيَّةُ الَّتِي رُكِبَتْ وَلم تُرَض وَالذكر عَيْسَرَانِيٌّ صَاحب الْعين جضمَلٌ عَوْسَرَانِيٌّ وناقة عَوْسَرَانَةٌ وعَيْسَرَانَةٌ أَبُو عبيد العَسِير الَّتِي اعْتُسِرَت من الْإِبِل فَرُكِبَتْ وَلم تُلَيَّنْ قَبْل ذَلِك ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ العاسِرُ أَبُو زيد وَمثله المُخْتَضَر أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ العَرُوض وَقد اعْتَرَضْتُها أخَذْتُها رَيْضًا وركبتها والعُرْضِيَّة الَّتِي لم تَذِلُّ كلَّ الذُّل والعُرْضِيُّ الذَّلُول الوسِط الصَّعْب التَّصَرُّف والعُرْضِيَّةَ الصُّعُوبة والاختيال والمُحَّرَّم كالعُرضِيُّ صَاحب الْعين اقْتَرَحْتُ البعيرَ ركبتُه من قبل أَن يركبه غَيْرِي وأصلُ الاقْتِراح الابْتِدَاعُ وَمِنْه اقْتِراحُ الْكَلَام وَالْكذب وَقد تقدَّم أَبُو زيد اخْتَضَدتُ البعيرَ أخذتُه من الْإِبِل وَهُوَ صَعْبٌ فَحَطَمْتُه ليَذِلَّ وركبته كَأَنَّهُ من قَوْلهم خَضَدْتُ العُودَ إِذا عَطَفْتَه من غير كسر فِيهِ وَقَالَ ناقةٌ شَرِيسَة سَيِّئَة الخُلُق صَاحب الْعين دَرَس الناقةَ يَدْرُسُها دَرْسًا راضها ابْن دُرَيْد بعيرٌ قَنَّوَّر شَرِسٌ صَعْبٌ قَالَ سبيويه بعيرٌ رَيِّضٌ وناقةٌ رَيِّضٌ الذكرُ وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سواءٌ قَالَ أَبُو عَليّ فَيْعِلٌ بِمَنْزِلَة فَعِيلٍ فِي الْأَكْثَر قَالَ تَعَالَى أَومَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ الْأَنْعَام 122 وَقَالَ وأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةٌ مَيْتاً ق 11 وَأنْشد سبيويه فِي الريض
(فَكَأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها ... كَانَت مُعَاوِدَة الرُكاب ذَلْولاً)(2/194)
_ ابْن السّكيت جَمَلٌ ذَلُولٌ بَيِّن الذِّل وَكَذَلِكَ النَّاقة بِغَيْر هَاء والذّلُّ ضد الصعوبة وَقَالَ رَكِبَ ذِلَّ ريق وَهُوَ مَا قد وُطِىء وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله صَاحب الْعين جَمَلٌ مُقَتَّل مُذَلَّل أَبُو عبيد المُنَوَّق المُذَلَّل وَكَذَلِكَ المُعَبَّد والمُخَيَّس والمُدَيَّث ابْن دُرَيْد الدَّيُّوثُ لَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضاً وَإِن كَانَ لَهُ أصل فِي اللُّغَة لأَنهم يَقُولُونَ دَيَّثَهُ ذَلَّلَهُ صَاحب الْعين أصل التَدْيِيث التَّلْيينُ دَيَّثْتُ الْأَمر وَالطَّرِيق لَيَّنْتُه مِنْهُ وَكَذَلِكَ دَيَّثْتُ الجِلْدَ فِي الدّباغ والرُّمْح فِي الثِّقَاف ابْن السّكيت جَمَلٌ تَرَبُوتٌ ذَلُول وناقةٌ تَرَبُوتٌ كَمَا تَقول جَمَل ذَلُول وناقة ذَلُول الذّكر وَالْأُنْثَى فيهمَا سَوَاء قَالَ أَبُو عَليّ تَرَبُوتٌ ٌ فَعَلُوتٌ من الدُّرْبة التاءُ فِيهِ مبدلة من الدَّال كَمَا قَالُوا اتَّغَرَ الصَّبِيُّ وادَّغَرَ فأبدلوها مِنْهَا لتشاكلهما فِي الْجَهْر وَإِلَى هَذَا وَذهب سِيبَوَيْهٍ وَقد تقدَّم أَنَّهَا الخِيَار الفارهة غَيره نَاقَة دَحُولٌ تُعَارِض الإبلَ مَتَنحِّيَةٌ عَنْهَا ابْن السّكيت بعير قَيِّدٌ إِذا كَانَ ذَلُولًا لَا ينساق ابْن زيد بعيرٌ سَلِبُ القِيَاد ومُنْسَلِبُه وسَلِسُه وطَوْعُه وناقةٌ طَوْعَةُ القِيَاد وطَيِّعَة القِيَاد لَيِّنة منقادة لَا تنَازع قائدَها نَاقَة عِرْمِسٌ أَدِيبة طَيِّعَة وَقد تقدَّم أَنَّهَا القوية الشَّدِيدَة وَأَنَّهَا الْحِجَارَة أَبُو عبيد الضابع الَّتِي تَرْفَع ضَبْعَهَا فِي سَيرهَا ابْن السّكيت ضَبَعَت الإبلُ تَضْبَعُ ضضبْعاً مضدَّت أضْبَاعَها فِي عضدْوِهِا وَهِي أعْضَادُها وَمِنْه قَوْله
(صُلْحَ حتَّى تَضْبَعونا ونَضْبَعَا ... )
_ أَي تَمُدُّوا إِلَيْنَا أضباعَكُم بِالسُّيُوفِ ونَمُدَّها إِلَيْكُم وَقد تقدَّم فِي الْخَيل صَاحب الْعين ضَبَعَتْ تَضْبَعُ ضَبْعَاً وضُبُوعاً وَضَّبعَتْ ابْن دُرَيْد بعير مُتَلَقِّف يَهْوِي بِخُفَّيْ يَديه إِلَى وَحْشِيَّة فِي سيره أَبُو عبيد الخَنُوف اللَّيِّنَة الْيَدَيْنِ فِي السّير والخِنَاف فِي العُنُق أَن تُمِيله إِذا مُدَّ بزِمامها وَقد تقدَّم أَن الخِنَاف فِي الفَرس أنيَهْوِي حَافره إِلَى وَحْشِيَّه صَاحب الْعين نَاقَة شَدْفَاء تَمِيل فِي أحد شِقِّيْها أَبُو عبيد العَصُوف السريعة صَاحب الْعين هِيَ الَّتِي تَعْصِف براكبها أَي تَذْهَب بِهِ كَأَنَّهَا ريحٌ والعَصْفُ السرعة فِي كل شَيْء وَقد تَعَصَّفَ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الشَّمْعَلُ والمُشْمَعِلَّة واشْمَعَلَّت الإبلُ تَفَرَّقَتْ أبوعبيد والعَيْهَلُ السريعة غَيره عَيْهَلٌ وعَيْهَلَة وَقيل هِيَ النجيبة الشَّدِيدَة ابْن دُرَيْد نَاقَة عَيْهَالٌ وعَيْهُولٌ وعَيْهَمٌ وعَيْهامَةٌ وَكَذَلِكَ عَيْهُومٌ لَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه صَاحب الْعين عَيْهَمَةٌ وعُيَاهِمٌ وَالذكر عَيْهَمٌ وعَيْاهَمٌ أَيْضا وعَيْهَامٌ وعَيْهَمَتُها سرعتُها أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الفاسِجُ وَقد تقدَّم أَنَّهَا اللاقحُ والسَّمِينَةُ والهَمَاذِيُّ من النوق السريعةُ وَكَذَلِكَ الْبَعِير والشَّمَيْذَرة السريعة وَالْبَعِير شَمَيْذَر ابْن دُرَيْد الشَّمْذَرَة السرعة وناقةٌ شَمْذَرٌ وشَمَيْذَرٌ وسير شَمَيْذَر سريع الشَّمْذَرَةُ السرعةُ ناقةٌ شَمَرْذَاةٌ وشَبَرْذاة أَبُو عبيد الشَّمَرْدَل السريعُ وَقد تقدَّم أَنه الحَسَن الخَلْق السيرافي الدَّلَنْظى السريعُ من الْإِبِل ونونه زَائِدَة لقَولهم دَلَظَ إِذا أسْرع وَقد تقدَّم أَن الدَّلَنْظى السمين من كل شَيْء أَبُو عبيد الدِّفَقُّ الزَّلُوخ والخَرُوج من الْإِبِل السريعة أَبُو زيد الدِّفَقُّ من الْإِبِل السريعُ والهَوْجَاء الَّتِي كَأَن بهَا هَوَجاً من سرعتها والهَوْجَلُ كالهَوْجَاء وَإِنَّمَا قيل للْأَرْض المُنْخَرِقة هَوْجَلٌ لِأَنَّهَا تَأْخُذ مرةٌ هَكَذَا ومرةٌ هَكَذَا وَقد تقدَّم أَن الهَوْجَل الخَرْقاء من النِّسَاء ابْن دُرَيْد ناقةٌ هِرْمِل هَوْجَاء وَقد تقدَّم أَن الخِرْمِل المُسِنَّة من الْإِبِل والخَرْقَاء من النِّسَاء صَاحب الْعين نَاقَة مَسْعُورة سريعةٌ من السُّعْر وَهُوَ الجُنُون كَمَا قيل لَهَا هَوْجَاء أَبُو عبيد الرِّوْاء الحَدِيدة الْفُؤَاد وَقد تقدَّم أَن الرَّوْعاء من النِّسَاء الَّتِي تَرُوع الناسَ بجمالها كَالرّجلِ الأرْوَع أَبُو عبيد الرَّوْاع كالرَّوْعاء وَأنْشد
(رُوَاعِ الفُؤَادِ حُرَّة الوجهِ عَيْطَلِ ... )
_ ابْن دُرَيْد ناقةٌ هِلْواعٌ شَهْمَة الْفُؤَاد وَقيل هِلْوَاعَة سريعةٌ تخَاف السوطَ وناقةٌ رُعُوبَةٌ ورُعْبُوبٌ خفيفةٌ طَيَّاشة من الرُّعْب وَهُوَ الفَزَعَ وَأنْشد(2/195)
(إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قُلْتَ نَعَامَةٌ ... وَإِن زُجِرَتْ يَوْمًا فَلَيْسَتْ برُعْبُوب)
_ صَاحب الْعين نَاقَة عَشْواء لَا تُبْصِر مَا أمامها فَهِيَ تَخْبِط مَا مَرَّتْ بِهِ بِيَدَيْهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهَا ترفع رَأسهَا وَلَا تَتَعَهَّد مواضعَ أخفافها وَإِنَّمَا ذَلِك لِحدَّة قَلبهَا وَأنْشد
(رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاء مَنْ تُصِبْ ... تُمِتْهُ وَمن تُخْطِىء يُعَمَّر فَيَهْرَم)
_ وناقة حُرْجُوجٌ وَقَّادَة وَقد تقدَّم أَنَّهَا الطَّوِيلَة على وَجه الأَرْض وَأَنَّهَا الضامر ابْن دُرَيْد نَاقَة حَوْساء شَدِيدَة الَّنْفس ابْن السّكيت نَاقَة غَشَمْشَمة عَزِيزة النَّفْس وَأنْشد
(جَهُولٌ وَكَانَ الجَهْلُ مِنْهَا سَجِيَّةٌ ... غَشَمْشَمَةٌ للقائدين رَهُوقُ)
_ وَقد تقدَّم أَنه الجَرِيءُ الْمَاضِي من الرِّجَال وَأَنه الفَحْل أوَّلَ مَا يَهِيجُ فَيْصُول السيرافي نَاقَة مِرْخَاءٌ سريعةٌ وَقد تقدَّم فِي الْخَيل صَاحب الْعين النَّجُود من الْإِبِل الماضِيَةُ وَقد تقدَّم أَنَّهَا الَّتِي تُنَاجِدُ الإبلَ فِي الغَزْر وَأَنَّهَا الَّتِي لَا تَبْرُكُ إِلَّا على نَجْدٍ وناقةٌ عَيْدَ هُولٌ سريعة أبوعبيد الحانِكَة الَّتِي تُقَارِب الخَطْو والرَّاتِكة الَّتِي تَمْشِي وكأَنَّ برجليها قيْداً وتضرب بِيَدَيْهَا ابْن دُرَيْد رتَكَتْ تَرْْتِكُ رَتْكاً صَاحب الْعين رَتَّكَ رَتَكَاناً وَهُوَ مَشْيٌ فِيهِ اهتزاز وَلَا يكَاد يُقَال إِلَّا لِلْإِبِلِ وزَحَلَتِ الناقةُ تَزْحَلُ تأخَّرت فِي سَيرهَا ابْن دُرَيْد ناقةٌ وَسَاعٌ وَاسِعَة الخَطْوِ وَمن أمثالهم // (قد تَبْلُغ القُطُوفُ الوَسَاعَ) // وَقد تقدَّم أَنَّهَا الواسعة من الْخَيل صَاحب الْعين ناقةٌ سَرُوحٌ وسُرُحٌ سَهْلةٌ سَرِيَعَة أَبُو عبيد مِلاَطٌ سُرُوحُ الجَنْبِ منَسرِحٌ للذهاب والمجيء ابْن دُرَيْد بَعيرٌ مُزْرَنْفِقٌ سريع وَكَذَلِكَ سيْرٌ مُزْرَنْفِقٌ والزَّرْفَقَة والفَزْرَقَة سرعَة السّير أَبُو عبيد الزَّحُوف والمِزْحَاف الَّتِي تجرُّ رِجْلَيْهَا إِذا مَشَتْ أَبُو زيد نَاقَة زَحُوفٌ من فَوق زُحُف وَكَذَلِكَ الْبَعِير زَحَفَ يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفَاناً وأَزْحَفَ أعيا وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ أَزْحَفَها السيرُ وأزْحَفَ الرجلُ أَزْحَفَتْ إبلُه وكل مُعْيِ لَا حَرَاكَ بِهِ زاحِفٌ والبَحُوثُ الَّتِي تبْتَحِثُ التُّرَاب بأخفافها أُخُراً فِي سَيرهَا والنَّهُوزُ الَّتِي تَنْهَضُ بصدرها لتمضي وَقد نَهَرزَتْ ابْن دُرَيْد العاجِنُ الَّتِي تَضْرِب الأرضَ بِيَدَيْهَا ابْن السّكيت المِذْعَان السَّهْلَة والنَّسُوف الَّتِي تَنْسِف التُّرَاب بخُفَّيْ يَديهَا فِي سَيرهَا وَقد تقدَّم أَنَّهَا الَّتِي تَأْخُذ البَقْل بمقدَّم فِيهَا وَقَالَ نَاقَة مِسْحَاج تَسْحَج الأَرْض بخُفِّها فَلَا تَلْبَثَ أَن تَحْفَى الْأَصْمَعِي نَاقَة خَرْقاء ابْن دُرَيْد لَا تَتَعَهَّد مواضعَ قَوَائِمهَا وبعير أَخْرَقَ يَقع مَنْسِمُه بِالْأَرْضِ وَقيل خُفِّه يَعْتَرِي النُّجُبَ صَاحب الْعين نَاقَة خَسُوقٌ سَيِّئَة الخُلُق تَخْسِق الأرضَ بِمَنَاسِمِها إِذا مشَت انْقَلب مَنْسِمُها فَخَدَّ فِي الأَرْض صَاحب الْعين القَرُون الَّتِي تَضَعَ رِجْلها فِي مَوضِع يَدهَا وَقد تقدَّم أَنَّهَا الَّتِي تجمع بَين مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبة أَبُو زيد المُطَابِق من الْإِبِل الَّذِي يَضَعُ رِجْله موضعَ يَدْهِ وَأنْشد
(حَتَّى تَرَى البازِلَ مِنْهَا الأَكْبَدا ... مُطَابِقاً يَرْفَعُ عَن رِجْلٍ يَدَا)
وَكَذَلِكَ هُوَ من الْخَيل وناقةٌ نَسُوجٌ تَنْسِجُ فِي سَيرهَا وسرعةِ نَقْلِها قوائمَها وَقيل النَّسُوج الَّتِي لَا يَثْبتُ حِمْلُها وَلَا قَتَبُها عَلَيْهَا إِنَّمَا هُوَ مُضْطَرب أَبُو عبيد ناقةٌ حَنْدَلِسٌ ثقيلةُ المَشْيِ والرَّحُول الَّتِي تصلح أَن تُرْحَل صَاحب الْعين وَهِي الرَّاحِلَة الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء ابْن الْأَعرَابِي أَرْحَلْتُها وارْتَحَلْتُها جَعَلْتُها راحلةٌ ورُضْتُها أَبُو عبيد الشِّمْلاَل الْخَفِيفَة وَأنْشد
(أطَأْطِىءُ شِمْلآَلِي ... )(2/196)
_ عَن أبي عَمْرو شِمْلآَلِي أَرَادَ يَدَه الشِّمَال والشِّمْلاَل سَوَاء الشِّمْلِيل كالشِّمْلال من السرعة السرافي الشِّمَال والشِّمْلِيل للمذكر والمؤنث بِلَفْظ وَاحِد أَبُو عبيد والشِّمِلَّة والذِّعْلِبَة السريعة ابْن دُرَيْد وَهِي الذِّعْلِب وَقد تقدَّم أَنَّهَا القوية الشَّدِيدَة أَبُو عبيد الهَمَرْجَلَة نحوُه أبوعبيدة وَكَذَلِكَ الهَمَرْجَل وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْخَيل وَقد تقدَّم أَنَّهَا النَّجِيبة الرَّاحِلَة ابْن السّكيت اليَعْمَلَة القويَّةُ على السّير السرعةُ سِيبَوَيْهٍ وَلَا يُوصف بِهِ الْمُذكر صَاحب الْعين هِيَ من العَمَل أَبُو عبيد الشَّوْشَاة السريعةُ والمِزَاقُ نحوُها غَيره هِيَ الَّتِي يكَاد يَتَمَزَّقُ عَنْهَا جِلْدُها من سرعتها ابْن السّكيت ناقةٌ مِزَاقٌ ونِزَاقٌ وناقة دَمْشَقٌ وبَشَكَى كلُّ ذَلِك خِفَّةُ الرُّوح والمَشْي وَقد تقدَّم أَن البَشَكَى ضَرْبٌ من الْمَشْي أَبُو عبيد العَجْرِفِيَّة الَّتِي لَا تقصد فِي سَيْرها من نَشَاطها غَيره بعيرٌ عَجْرَفِيُّ المَشْي لسرعته وبعيرٌ ذُو عَجَارِيفَ وَقد عَجْرَفَ وتَعَجْرَفَ وأصل العَجْرَفة رُكُوبُك الأمرَ من غير رَوِيَّة وَهِي أَيْضا الجَفْوة فِي الْكَلَام والخُرْقُ فِي العَمَل يُقَال رجُلٌ عَجْرَفِيُّ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان وجملٌ عَنْدَلٌ سريع وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْعَظِيمَة الرَّأْس من الْإِبِل أَبُو عبيد الشِّمِّريِّة والمَيْلَعُ السريعة ابْن السّكيت بعيرٌ رَسْلٌ وناقةٌ رَسْلة إِذا كَانَا سهلي السّير الْأَصْمَعِي القَيْدُودُ من الْإِبِل السَّرِيعةُ الرَّسْلَة أبوعبيد الهَمَلَّع السريعُ والنَّاعِجَة الَّتِي يصاد عَلَيْهَا نِعَاجُ الْوَحْش ابْن جني وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا فِي الْإِبِل المَهْرِيَّة وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْبَيْضَاء ابْن دُرَيْد النّعْجُ ضربٌ من سير الْإِبِل والنّعْجُ البياضُ وَقد نَعِجَ صَاحب الْعين الشَّجِعُ من الْإِبِل السريعُ نقلِ القوائم وَقيل الَّذِي يَعْتَرِيه جُنُون والناقةُ شَجعَةٌ أَبُو عبيد نَاقَة مُهْجِرَة فائقةٌ فِي السّير وَقد تقدَّم أَنَّهَا الفائقة فِي الشَّحْم وَقَالَ ناقةٌ عَيْرَانَةٌ شبهت بالعَيْر ابْن دُرَيْد نَاقَة جَسْرَةٌ جَرِيئة على السّير والمصدر الجَسَارة والجُسُور وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْعَظِيمَة والدِّهْلاَثُ والدِّلْهَاثُ والدُّلْهَثُ السريعُ الجَرِيءُ من الْإِبِل وَقد تقدَّم فِي النَّاس وَقَالَ ناقةٌ لَجُونٌ ثقيلةُ السّير وَكَذَلِكَ الجَمَل وَقيل لَا يُقَال للجَمَل لَجُونٌ وَهُوَ أَعلَى قَالَ أَو عبيد هُوَ من قَوْلهم تلَجَّنَ رَأسه إِذا اتَّسَخَ وتلزَّجَ وَقد تقدَّم قَالَ أَبُو عَليّ اللِّجان فِي الْإِبِل كالحِرَان فِي الخَيْل وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله ابْن دُرَيْد الدَّفُوق الَّتِي تَتَدَفَّقُ فِي سَيرهَا وَقد تَدَفَّقَتْ وسارت التَّدَفُّق ودِفَاق سريع وَالْأُنْثَى دُفاقٌ ودِفِقَّى ودِفَقَّى والدِّفِقَّى ضربٌ من السّير واسعُ الخَطْو وَقَالَ سَار القومُ سيراً أَدْفَقَ أَي سَرِيعا أَبُو زيد الدَّفَقُ فِي الْإِبِل الإجتناح وناقة دَفْقَاءُ بَائِنَة المِرْفَق وَهِي أَيْضا المُجْتَنِحَةُ الحارِك ابْن دُرَيْد جَمَلٌ نَاجٍ وناقة نَاجِية ونَجَاةٌ سريعانِ وَلَا يُقَال للجَمَل نجاً وناقة هِرْجَاب سريعة وَقد تقدَّم أَنَّهَا الطَّوِيلَة الضَّخْمَة صَاحب الْعين ناقةٌ مِلْحَاقٌ لَا تكَاد الإبلُ تَفُوتُها فِي السّير وَقَالَ نَاقَة مِمْراحٌ ومَرُوحٌ نَشِطَة وَقد مَرِحَتْ ابْن دُرَيْد ناقةٌ عُبْسُرٌ وعُبْسُورٌ نَاجِيةٌ والعَلْجَنُ السريعة الْمَشْي وناقة عَنْسَل سريعةٌ النونُ زَائِدَة قَالَ أَبُو عَليّ لِأَنَّهُ من العُسُول والعَسَلاَنِ وَهِي السُّرْعَة وَالِاضْطِرَاب فِي العَدْوِ وَقد يكون لغير الْإِبِل وَأنْشد
(عَسَلاَن الذِّئْب أَمْسَى قارِباً ... بَرَد الليلُ عَلَيْهِ فَنَسَلْ)
_ ابْن دُرَيْد العَيْسَجُور السريعة وَقد تقدَّم أَنَّهَا القوية الشَّدِيدَة والعَسْجَرَة السرعة صَاحب الْعين بعير حَتٌّ وحَتْحَتٌ سريع وَقد تقدَّم فِي الْخَيل ابْن دُرَيْد الهَبْهَبُ والهَبْهَبِيُّ السريعُ مِنْهَا وَالِاسْم الهَبْهَبَة وَقَالَ نَاقَة وَكَرَى سريعةٌ وَقيل هِيَ القَصِيرة اللُّحِيمَة الشَّدِيدَة الأَبْزِ وَقد تقدَّم أَن الوَكَرَى ضَرْب من السّير وَقَالَ نَاقَة ذَقُونٌ تَضْرِب بِذَقَنِها فِي سَيرهَا صَاحب الْعين جَمْعُهَا ذُقٌنٌ وَلَيْسَ مِنْهُ فِعْلٌ الكلابيون(2/197)
_ السَّرْحُوب السريعةُ الطَّوِيلَة وَقد تقدَّم أَنه الطَّوِيل من الرِّجَال وَالْخَيْل صَاحب الْعين نَاقَة شَمَجَى سريعةٌ أبوعبيد نَاقَة خَيْفَقٌ وخَنْفَقِيق سريعةٌ وَقد تقدَّم فِي الْفرس قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَمِنْه الخَنْفَقِيق وَهِي الداهية نونُه زَائِدَة إِمَّا أَن يكون من قَوْلهم خَفَقَ السَّهْمُ أَي أسْرع وَإِمَّا أَن يكون من خَفَقَان الرّيح قَالَ أبوعلي ناقةٌ خَفُوق كَذَلِك خَفَقَتْ تَخْفُقُ وتَخْفِق وَكَذَلِكَ الْفُؤَاد فِي المثالين صَاحب الْعين ناقةٌ عاجَةٌ لَيِّنَة العِطَاف من قَوْلهم عُجْتُ بِالْمَكَانِ وَعَلِيهِ عَوْجاً وعِيَاجاً عَطَفْتُ عليّ يصلح أَن يكون فَعِلَةٌ قُلبت عينُه وَأَن يكون فاعلةٌ ذهبت عينه بعيرٌ أَنْكَبُ يمشي مًتَنَكِّباً ابْن دُرَيْد نَاقَة مَوَّارة سريعةٌ سَهْلَة السّير وَقد مَارَتْ مَوْراً ومَشْيٌ مَوْرٌ لَيِّنٌ الْأَصْمَعِي النَّاقة الخَطَّارة الَّتِي تَخْطِر بذَنَبِها فِي السّير نَشَاطًا وَيُقَال ناقةٌ زَلُوقٌ سريعة أَبُو زيد القِذَاف الناجِيَة من الْإِبِل وَقد تقدَّم أَن القِذَاف والمُتَقَاذِف السَّرِيع قَالَ أَبُو عليّ وَقد يُوصف بالمُتَقَاذِف السيرُ وَأنْشد
(بِحَيِّ هَلاَ يُزْجُونَ كلَّ مَطِيَّةٍ ... أَمَام المَطَايا سَيْرُها المُتَقَاذِفُ)
_ وَقَالَ ناقةٌ قَذُوفٌ من نُوق قُذُف ابْن جني ناقةٌ حَرْفٌ نَجِيبَةٌ ماضِيَةٌ شُبِّهَت بِحَرْفِ السَّيْف فِي مضائه وَقد تقدَّم أَنَّهَا المهزولة ابْن دُرَيْد تمَدَّخَت الناقةُ تَلَوَّتْ وتَعَكَّسَتْ فِي سَيرهَا وتمَذَّخَت كتمَدَّخَتْ وَقد تقدَّم فِي السِّمَن صَاحب الْعين الخَذَقَانُ سرعةُ سير الْإِبِل والخَذُوف السريعة وَقَالَ نَاقَة خَيْفَانَة سريعةٌ شُبِّهَت بالجَرَادَة وَكَذَلِكَ الْفرس وَقد تقدَّم ابْن دُرَيْد ناقةٌ مُوَاشِكَة سريعةٌ وَقد أَوْشَكَتْ مُوَاشِكَةٌ نَادِر وَالِاسْم الوِشَاك أَبُو زيد النَّئِيج السرعةُ والنَّأْآج السَّرِيع أَبُو المَلُوس من الْإِبِل المِعْتَاق الَّتِي تَرَاها أَوَّلَ الْإِبِل فِي المَرْعَى والمَوْرِد وكلِّ مَيِسرٍ قَالَ أَبُو عليّ المَلْسُ التقدُّم وَقد ملَسَت الناقةُ تقدَّمَتْ ومَلَسْتُ بهَا مَلْساً وَأنْشد
(لَا تَخْبِزا وبُسّأ بَسّاً ... مَلْساً بِذَوْدِ الخَدّسِيِّ مَلْسَا)
(من غُدْوَةِ حَتَّى كأَنَّ الشَّمْسَا ... بالأُفُق الغَرْبِيِّ تُطْلَى وَرْسَا)
_ وَقد تقدَّم أَنه السّير أيًّا كَانَ الْأَصْمَعِي الدَّلْعُوْسُ الجَرِيئةُ على اللَّيْل الدائمة الدُّلْجَة وَقد تقدَّم أَنَّهَا الجَرِيئة من النِّسَاء أَيْضا أَبُو زيد والخَرُوج المِعْتَاقُ المتقدمةُ صَاحب الْعين الوَلُوس الَّتِي تَلِسُ فِي سَيرهَا ولَسَاناً والإبلُ يَوَالِس بعضهُا بَعْضًا فِي سَيرهَا وَهُوَ ضَرْب من العَنَق أَبُو عبيد السَّهْوَة اللَّيِّنة السّير من الْإِبِل والمُكَرِّي اللَّيِّن البطيء وَقيل هُوَ الَّذِي يَعدُو وَأنْشد
(مِنْهَا المُكَرِّي وَمِنْهَا اللِّيِّنُ السَّادِي ... )
_ صَاحب الْعين ناقةٌ هَطْعَاء سريعةٌ الْأَصْمَعِي المِعْجَال الَّتِي إِذا وَضَعَ الرجلُ رِجْلَه فِي غَزْرِها وَثَبَتْ ولَقِيَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء ذَا الرُّمَّة فَقَالَ أَنْشدني
(مَا بالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الماءُ يَنْسَكِب ... ) فأنشده حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله
(حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ ... )(2/198)
_ فَقَالَ عَمُّك الرَّاعِي أحسنُ مِنْك وَصفا حَيْثُ يَقُول
(وهْيَ إِذا قَامَ فِي غَرْزِها ... كَمِثْلِ السَّفِينَةِ أَوْ أَوْقَرُ)
(وَلَا تُعْجِلُ المَرْءَ قبلَ الوُرُو ... كِ وهْيَ برِكْبَتِه أبْصَرُ)
_ فَقَالَ وَصَفَ ذَلِك نَاقَة مَلِكٍ وَأَنا أصِفُ ناقةَ سُوقةٍ صَاحب الْعين الجُلَعْلَع الجَمَلُ الحَدِيد وَقَالَ جَملٌ أرْعَشُ سريعٌ وناقة رَعْشَاء وَقيل الرَّعْشَاء الطويلةُ العُنُق والبَخْتَرِيُّ من الْإِبِل الَّذِي يَتَبَخْتَرُ أَي يختال
3 - جمَاعَة الْإِبِل
3 - ابْن السّكيت الذَّوْدُ من الْإِبِل من الثَّلَاث إِلَى العَشْر ومَثَلٌ من الْأَمْثَال
الذَّوْدُ إِلَى الذّوْدِ إبِلْ
قَالَ والذَّوْدُ مَا بَين الثِّنْتَيْنِ والتِّسْع من الْإِنَاث دون الذُّكُور لقَوْله
(ذَّوْدٌ ثلاثٌ بَكْرَةٌ ونابانْ ... غيرَ الفُحُول من ذُكُورِ البُعْرانْ)
_ وَقَوْلهمْ فِي الْمثل الذَّوْدِ إبل يدل على أَنَّهَا فِي مَوضِع اثْنَتَيْنِ لأنن الثِّنْتَيْنِ إِلَى الثِّنْتَيْنِ جمعٌ قَالَ والأَذْوَادِ جمع ذَوْدٍِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا ثَلاَثُ ذَّوْدٍ فوضعوه مَوضِع أذواد قَالَ أَبُو عليّ وَهَذَا على حد قَوْلهم ثلاثةُ أشياءَ فَجعلُوا فِيهِ لَفْعَاء أَو فَعْلاَء بَدَلا من أَفعَال وكما قَالُوا ثلاثةُ رَجْلَةٍ فجعلوه بَدَلا من أَرْجال وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ وثَلاَثُ ذَودٍ ... لقد جَار الزمانُ على عِيَالِي)
قَالَ أَبُو عَليّ وَإِذا وُصِفَ الذَّوْدُ فَإِن شِئْت جعلت الْوَصْف مُفردا بِالْهَاءِ على حد مَا تُوصَف الْأَسْمَاء المؤنثة الَّتِي لَا تَعْقِل فِي حد الْجمع فَقلت ذّوْدٌ جَرِبَةٌ وَإِن شِئْت جمعتَ فقلتَ ذَوْدٌ جِرَابٌ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(إِن تَرَيْنَا قُلِّلِينَ كماذِي ... دَ عَن المُجْرِبينَ ذَوْدٌ صِحَاحُ)
_ أَبُو زيد الزِّيمة البَعِيرانِ وأكثرها الْخَمْسَة عشر وَجَمعهَا زِيَمٌ وَقد تَزَيَّمَتِ الإبلُ والدوابُّ تفرَّقتْ فَصَارَت زِيَماً وانشد
(فأصبَحَتْ بعاسِمٍ وأعْسَمَا ... تَمْنَعُهَا الكَثْرَةُ أَنْ تَزَيَّمَا)
_ وَقَالَ لي عِشْرُون من الْإِبِل أوْلِوَاذُها أَي أكثرُ بِوَاحِد أَو اثْنَيْنِ أَو أنْقَصُ بِوَاحِد أَو اثْنَيْنِ أَبُو عبيد الصِّرْمَةُ مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين ابْن السّكيت الصِّرْمَة قِطْعَة خَفِيفَة قَليلَة مَا بَين العَشْر إِلَى بِضْعَ عَشْرة وَأنْشد
(يَصُدُّ الكِرَامُ المُصْرِمُونَ سَواءَهَا ... وذُو الحَقِّ عَن أَقْرَانِها سَيَحِيد)
_ أَي يَنْصَرِفُونَ إِلَى غَيرهَا وَذُو الْحق يَحِيد عَنْهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا يُصاب مِنْهَا وَلَا يُقْرَى مِنْهَا ضَيْفٌ أقرانُها أمثالُها وَقيل الصِّرْمة مَا بَين عشر إِلَى ثَلَاثِينَ وَقيل بل هِيَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ وَخَمْسَة وَأَرْبَعين أَبُو عبيد الحُدْرة والجِزْمة نَحْو الصِّرْمَة والفِصْلة مثل ذَلِك فَإِذا بلغت سِتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعَة والعَكَرَة ابْن السّكيت العَكَرَة الخَمْسُون إِلَى السِّتين إِلَى السّبْعين وَقيل بل هِيَ مَا بَين الْخمسين وَالْمِائَة وَجَمعهَا العَكَر ابْن زيد العَكَرَة والعَكْرَة القِطْعة من الْإِبِل العظيمةُ وَرجل مُعْكِر لَهُ عَكرة صَاحب الْعين العَكَلُ من الْإِبِل كالعَكَر(2/199)
_ وَالرَّاء أَعلَى أَبُو عبيد ثُمَّ العَرْجُ بعد العَكَرَة إِلَى مَا زَادَت ابْن السّكيت العَرْج والعِرْج إِذا بلَغَتْ خَمْسَمائة إِلَى الْألف وَجمعه عُرُوج غَيره العَرْجُ من الْإِبِل من الثَّمَانِينَ إِلَى التسعين وَقيل مائَة وَخَمْسُونَ وفُوَيْقَ ذَلِك وَهِي الأعْرَاج والعرُوج أَبُو عبيد الهَجْمَة أوَّلْها الْأَرْبَعُونَ إِلَى مَا بَين الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة وَقيل مَا بَين الْخمسين وَالْمِائَة وَقيل هِيَ مَا بَين السّبْعين إِلَى دُوَيْنِ الْمِائَة وَقيل مَا بَين التسعين إِلَى الْمِائَة ابْن دُرَيْد هِيَ مَا بَين السِّتين إِلَى الْمِائَة أَبُو عبيد وهُنَيْدَةُ المائةُ قَطْ ابْن السّكيت هُنَيْدَةُ اسْم الْمِائَة دُوَيْنِ الْمِائَة وفُوَيْقَ الْمِائَة ابْن جني عَن الزيَادي يُقَال للثمانين من الْإِبِل هِنْدٌ وَلم أسمعهُ إِلَّا من جِهَته أَبُو زيد الحَرَجَةُ كهُنَيْدَةُ أَبُو عبيد وَإِذا كَثُرَت فَهِيَ الدَّهْدَهَانُ وَأنْشد
(لنِعْمَ ساقِي الدَّهْدَهَانِ ذِي العَدَدْ ... )
_ أَبُو زيد هِيَ الدَّهَداءُ والدَّهْدَهَانُ والدُّهْيْدِهَانُ أَبُو عبيد الكَوْرُ الإبلُ الْكَثِيرَة العَظِيمةُ ابْن السّكيت الكَوْرُ مِائَتَان وَأكْثر وَقيل بل هِيَ مائةٌ وَخَمْسُونَ وَجَمعهَا أكْوار أَبُو عبيد العَجَاجَةُ كالكَوْرُ وَمثله العَكْنَانُ والعَكْنَانُ والجَلْمَدُ والخِطْر والخَطْر وَجمعه أخْطَار ابْن السّكيت الخِطْر نحوُ من مِائَتَيْنِ وَقيل الخِطْر أَرْبَعُونَ وَقيل مائةٌ وَقيل ألفٌ وَأنْشد
(رَأَتْ لَا ِأَقْوامٍ سَواماً دِبْراً ... يُرِيحُ راعُوهُنَّ ألْفاً خِطْراً)
(وَبَعْلُها يَسُوقُ مَعْزاً عَشْراً ... )
_ أَبُو عبيد الحَوْمُ الكثيرُ من الْإِبِل ابْن السّكيت هُوَ أَكثر من الْمِائَة وَقيل أكْثَرُه إِلَى الْألف أَبُو عبيد البَرْكُ جماعةُ الْإِبِل البُرُوك ابْن السّكيت البَرْكُ إبِلُ أهلِ الحِوَاءِ كُلُّها الَّتِي تَرُوح عَلَيْهِم بالغةٌ مَا بَلَغَتْ وَإِن كَانَت أُلوفاً وَأنْشد
(كَأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بَيْنَ تُضَارعٍ ... وَشابَةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيجُ)
_ لَبِيجٌ ضارِبٌ بِنَفسِهِ يَقُول ألْقَى هَذَا السحابُ بَعاعَهُ فِي هَذَا الْمَكَان كَمَا رَمَى سَفْرٌ بِأَنْفسِهِم والبَرْكُ يَقع على جَمِيع مَا بَرَكَ من جَمِيع الجِمَال والنُّوق على المَاء أَو بالفَلاَة من حَرِّ الشَّمْس أَو الشِّبَع الواحدُ بارِكٌ وَالْأُنْثَى بَارِكَةٌ على تَقْدِير تَاجر وتاجرة وَالْجمع تَجْرٌ وَأنْشد
(أَثَارَ لَه من جانِبِ البَرْكِ عُدْوَةً ... هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا إِلَيْهِ حُدَاتُها)
_ هَذِه حكايته وَلَيْسَ البَرْكُ بِجمع كَمَا قَالَ إِنَّمَا هُوَ اسْم الْجمع كالرَّكْب والرِّجْل ابْن السّكيت الرَّسَل رَسَلُ الحَوْضِ الْأَدْنَى وَهُوَ الصَّغِير مِنْهُنَّ وَهِي مَا بَين عشر إِلَى خمس وَعشْرين ويَكُنَّ رَسَلاً أَيْضا حَيْثُمَا كُنَّ وَإِن لم يكنَّ على الْحَوْض وَالْجمع أرسال صَاحب الْعين الرَّسَلُ القِطْعة من كل شَيْء والقِطْعةُ والقَطِيع مَا بَين خَمْسَ عَشرة إِلَى خَمْسَة وَعشْرين قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أقَاطِيعُ وَهُوَ أحد مَا شَذَّ من هَذَا الْقَبِيل وَنَظِيره حَدِيثٌ وَأَحَادِيث ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ الصُّبَّة من الْعشْرين إِلَى الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين وَأنْشد
(إِنِّي سَيُغْنِيِنِي الَّذِي كَفَّ والِدِي ... قَدِيماً وَلَا عُرْيٌ لَدّيَّ وَلَا فَقْر)
(بِصُبَّةِ شَوْلٍ أَرْبَعِينَ كأنَّهَا ... مَخَاصِرُ نَبْعٍ لَا شُرُوفٌ وَلَا بَكْر)
جعلهَا كالمَخَاصِر لصلابة المَخَاصر والمِخْصَرة العَصَا الَّتِي يُخْتَصَرُها وللِصُبَّة مَوضِع آخر سنأتي عَلَيْهِ إِن(2/200)
شَاءَ الله وَقَالَ أَتَانَا بَغْضَيا معرفَة لَا تنوَّن وَهِي مائةٌ من الْإِبِل وَأنْشد
(ومُسْتَخْلِفٍ من َبْعِد غَْضَيا صُرَيْمَةٌ ... فأَحْرِ بِهِ لِطُوِل فَقْرٍ وأَحْيَا)
_ ابْن دُرَيْد إبِلٌ مَعْكَى كثيرةٌ فَأَما المِعْكَاء السَّمِيَنة فقد تقدَّمت غَيره المِعْكَاء مكسور الأول مَمْدُود هِيَ الَّتِي تكْثُر فَيكون رَأس ذَا عِنْد عُكْوَة ذَا عليّ فَهِيَ على ذَا مِفْعال همزتها منقلبة عَن وَاو لوقوعها طرفا بعد ألف أَبُو عبيد الأَزْفَلَةُ الجماعةُ من الْإِبِل وَقد تقدَّم فِي النَّاس فَإِذا كَانَت الْإِبِل رِفَافًا وَمَعَهَا أهلُها فَهِيَ الرِّطَّانة والرَّطُون والطَّحَّانة والطَّحُون ابْن السّكيت العِيُر الإبلُ تَحْمِل المِيرةَ ابْن دُرَيْد الْجمع عِيَرَاتٌ سِيبَوَيْهٍ جَمَعُوهُ بِالْألف وَالتَّاء لِأَن العِيَر مؤنث وحَرَّكوه لمَكَان الْجمع بِالتَّاءِ وَكَونهَا اسْما فَأَجْمعُوا على لُغَة هُذَيْل لأَنهم يَقُولُونَ جَوَزَات وبَيَضات قَالَ وَقد قَالَ بَعضهم عِيْرَات بالإسكان وَلَا تُكَسَّر العِير استغنوا بِالْألف وَالتَّاء كَمَا قَالُوا جَمَلٌ سِبَحْلٌ وحِمالٌ سِبَحْلات فجمعوه بِالتَّاءِ وَلم يُكَسِّرُوه وَعَكسه كثير صَاحب الْعين هِيَ القافِلَة وثي أُنْثَى وَفِي التَّنْزِيل ولمَّا فَصَلتِ العِيُر يُوسُف 94 أَو حَاتِم هِيَ الَّتِي تَحْمِل الْمَتَاع أيًّا كَانَ فَإِذا كَانَت تَحْمِل الطِّيب فَهِيَ لَطِيمة وَإِذا حَمَلَت النَّقْد والذَّهَبَ فَهِيَ العَسْجَدِيَّة وَأنْشد
(إِذا اصْطَكَّت بضِيقٍ حَجْرَتَاهَا ... تَلاَقى العَسْجَدِيَّةُ واللَّطِيمُ)
_ ابْن السّكيت الضَّفَّاطة العِيُر الَّتِي تَحْمِل الْمَتَاع ابْن دُرَيْد هِيَ الضَّافِطة قَالَ أَبُو عليّ يُسَمَّى الرجلُ ضَفَّاطًا وَهُوَ الَّذِي يَنْقُل المِيرَة من أَرض إِلَى أَرض وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(فَمَا كنتُ ضَفَّاطًا ولكِنَّ رَاكِبًا ... أناخَ قَلِيلا فَوْقَ ظَهْرِ سَبيلِ)
_ الْأَصْمَعِي الحَزَّاقةُ العيرُ طائِيَّةٌ ابْن السّكيت الدَّجَّالةُ الرُّفْقَة الْعَظِيمَة ابْن دُرَيْد الدَّجَّانَة والرَّجَّانة الإبلُ الَّتِي يُحْمَل عَلَيْهَا الْمَتَاع صَاحب الْعين النَّعَمُ الإبلُ وَقيل الْإِبِل وَالْغنم يذكَّر وَيُؤَنث وَالْجمع أنعام وَفِي التَّنْزِيل وإنَّ لَكم فِي الأنَعامِ لَعِبْرَةٌ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ النَّحْل 66 ذَكَّر لِأَن أفعالاً قد يكون للْوَاحِد كَقَوْلِهِم ثَوْبٌ أَخْماسٌ هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وعَلى ذَلِك كُسِّر فَقيل أَناعِيم ابْن السّكيت نَعَمٌ دِخَاسٌ أَي كَثِيرَة وَقد تقدَّم أَن الدِّخَاس والدِّرْع المتقارِبة الحَلَق وَقَالَ عَكِرٌ هُمْهُوم كثير الْأَصْوَات وَأنْشد
(جاءَ يَسُوقُ العَكَرَ الهُمْهُومَا)
_ ابْن دُرَيْد الهُمْهُومَة والهَمْهَامَةُ العَكَرَةُ العَظيمةُ من الْإِبِل ابْن السّكيت الزِّمْزِيمُ الجماعةُ من الْإِبِل إِذا لم يكن فِيهَا صِغَار وَأنْشد
(بَعُلَّ بنيهِ المَحْضَ من بَكَرَاتِهَا ... وَلم يُحْتَلَبْ زِمْزِيمُها المُتَجَرْثِمُ)
_ ابْن دُرَيْد الرَّفُّ القِطْعة الْعَظِيمَة من الْإِبِل وَقَالَ نَعَمٌ عَثِلٌ وعَثَلٌ كثير وكلُّ كثير عَثِلٌ والعَثَلُ الغِلَظُ والفَخَامَةُ فِي الْجِسْم وَقد عَثِلَ والفَرِيضَةُ من الْإِبِل أَن يبلغ عددُها مَا يُؤْخَذ فِيهَا ابنُ لَبُون أَو بنتُ مَخَاض وَكَذَلِكَ من الْبَقر وَالْغنم والشَّنَقُ مَا بَين الفَرِيضتين فِي الْإِبِل خَاصَّة وَهِي فِي الْبَقر وَالْغنم والأَوْقَاصُ وَاحِدهَا وَقَصَ وخَصَّ بعضُهم بالأوقاص البقَرَ ابْن دُرَيْد قِطْعَة إبلٍ عِلْطُوس أَي كثير الْأَصْمَعِي إبلٌ غُيُلٌ كَثِيرَة أَبُو زيد لَهُ إبلٌ نُهَازُ مائةِ ونَهْزُ مائةِ أَي قُرْبها أَبُو عُبَيْدَة القارُ القَطِيع الضَّخْم من الْإِبِل أَبُو عبيد القارُ الْإِبِل وَأنْشد
(مَا إِن رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةٌ وَقَارَا)(2/201)
_ القِرَةُ الغَنَمُ وَسَيَأْتِي ذكرهَا أَبُو زيد شَمِلَتْ إبْلُكم بَعِيرًا لنا أَي أَخْفَتْهُ وَدخل فِي شَمْلِهَا وشَمَلِها أَي غُمَارِها والأَضْوَاجُ من الْإِبِل الكثيرةُ وَاحِدهَا ضَوْجٌ وَيُقَال لِلْإِبِلِ إِذا لم يكن فِيهَا أُنْثَى وَكَانَت ذكورٌا جِمَالةٌ وَأما الجَامِلُ قَفَطِيع من الْإِبِل مَعهَا رُعَاتُها وأربابُها كالبَقَر والباقر وَقد تقدَّم تَعْلِيله ابْن السّكيت بَقِي لَهُم خُنْشُوشٌ أَي بَقِيِّةٌ من الْإِبِل أَبُو عبيد الجُرْجُور جماعةُ الْإِبِل وَقد تقدَّم أَنَّهَا العِظَام ابْن دُرَيْد إبلٌ جَرَاجِرُ كَثِيرَة وَقَالَ نَعَمٌ كُثَابٌ كَثِيرَة غَيره كُبَاكِبٌ كَذَلِك والكُبَاب الكثيرُ من الْإِبِل وَغَيرهَا قَالَ أَبُو عليّ إِنَّمَا هُوَ فِي الْإِبِل وَهُوَ فِيمَا سواهُ مستعار اصاحب الْعين الكُبَّة الْإِبِل الْعَظِيمَة وَفِي الْمثل // (كالبَائِع الكُبَّة بالهُبَّةُ) // والهُبَّة الرّيح الزَّارَةُ القِطْعة من الْإِبِل وَقد تقدَّم أَنَّهَا الجماعةُ من النَّاس أَبُو زيد آلَفَتِ الإبلُ صَارَت أَلْفًا ابْن الْأَعرَابِي أَدْفَأَتِ الْإِبِل على مائةٍ أَي زَادَت ابْن دُرَيْد العَجَاسَاء قِطْعَةٌ من الْإِبِل عَظِيمَة وَأنْشد ابْن السّكيت
(وَإِن بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاسَاءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَّةِ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا)
_ وهما اسْما ناقتيه وَقد تقدَّم أَن العَجَاسَاء الناقةُ الْعَظِيمَة المُسِنَّة أَبُو عبيد السَّرْب أصلُه فِي الْإِبِل وَمِنْه قَول الْعَرَب اذْهَبْ فَلَا أَنْدَهُ َسْرَبكَ أَي لَا أَرُدُّ إبلَكَ حَتَّى تذْهب حَيْثُ شَاءَت وَمِنْه قيل فِي طلاقهم اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ
3 - أَسمَاء عامَّة الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين الجِوال الْإِبِل ثَعْلَب الخُنْطُولَة الطَّائِفَة من الْإِبِل وَالدَّوَاب
3 - زَكَاة الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين العِقَال زَكَاةُ عامٍ من الْإِبِل وَالْغنم وَأنْشد
(سَعَى عِقَالاً فَلم يَتْرُكَ لنا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌوعِقَاَليْنِ)
والحِقَّة من الْإِبِل الَّتِي تُؤخذ فِي الصَّدَقة إِذا جازتْ عِدَّتُها خمْسا وَأَرْبَعين
3 - نعوت الْإِبِل الْكَثِيرَة
3 - أَبُو عبيد المُدْفِئَة الكثيرةُ لِأَن بَعْضهَا يُدْفِئُ بَعْضًا بأنفاسها والمُدْفَآتُ الْكَثِيرَة الأوبار أَبُو زيد الحِضَجْرة الإبلُ الَّتِي تَفَرَّقُ على راعيها من كثرتها أَبُو عبيد المُؤَنَّفة والمُؤْنَفة وَالتَّشْدِيد أَكثر الَّتِي يُتَتَبَّع بهَا أُنُفُ المَرْعَى والجَلَدُ الكِبَار الَّتِي لَا صِغَار فِيهَا وَأنْشد
(تَوَاكَلَها الأَزمانُ حَتَّى أَجَأْنَها ... إِلَى جَلَدٍ مِنْهَا قليلِ الأسافل)
_ الأسافِلُ صِغَارُها والمُؤَبَّلة الَّتِي للقِنْيَة وَقيل هِيَ الْكَثِيرَة وَكَانَ أَبُو الْحسن يَقُول المُؤَبَّل المُكَمَّل يُقَال إبلٌ مُؤَبَّلة كَمَا يُقَال إبلٌ مُمْآةٌ أَبُو عبيد النَّزَائِعُ الغَرَائِبُ الَّتِي تُنُقِّذَت من أَيدي الغُرَبَاء والأَدِيَّة القليلةُ العَدَد والمُقْتَرَفة المُسْتَجَدَّة والهَطْلَى الَّتِي تَمْشِي رُوَيْدًا وَأنْشد
(أَبَابِيلَ هَطْلَى من مُرَاحٍ ومُهْمَلِ)
_ ابْن دُرَيْد جَاءَ الْقَوْم هَطْلَى أَي من كل جَانب وَكَذَلِكَ الإبلُ كَمَا قَالُوا السِّهَام حَتَنَى أَي جَاءَت من(2/202)
كل وَجْه وَقيل إِذا جَاءَ بعضُها إِثْر بعض أَبُو عبيد الهِطْلُ المُعْيِ والمُكْبَرات الَّتِي إِذا اشتدّ البردُ عَلَيْهَا جاؤا بهَا إِلَى أَبْوَابهم حَتَّى يُصيبها الدُّخان فَتَدْفأ أَبُو زيد الفَدِيدُ الإبلُ الْكَثِيرَة وإبلٌ فَدِيدٌ صفة أَي كَثِيرَة والفَدَّادُون أَصْحَاب الْإِبِل الْكثير وَفِي الحَدِيث
(هَلَكَ الفَدَّادُونَ إِلَّا من أعْطى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها)
يَقُول أَلا من أخرج من زَكَاتهَا فِي شدّتها ورخائها
3 - منسوبات الْإِبِل وضروبها
3 - صَاحب الْعين البُخْت والبُخْتِيُّ دخِيلان أعجميان وَهِي الْإِبِل الخُرَاسَانِبَّة وَهِي من بَين عَرَبِيَّة وفالِج وَالْجمع بَخَاتِيُّ وبَخَاتَى وبَخَاتٍ قَالَ سِيبَوَيْهٍ البُخْتِيُّ على معنى النّسَب وَلَيْسَ فِيهِ معنى إِضَافَة إِلَى أَب وَلَا جَدٍّ وَلَا بلد أَبُو عُبَيْدَة الفالِجُ البُخْتِيُّ ذُو السَّنَامَيْن العَظِيمُ الخَلْق أَبُو عبيد الصَّرَصَرانِيَّةُ الَّتِي بَين البَخَاتِيِّ والعِرَاب وَيُقَال الفَوَالِج ابْن دُرَيْد الصَّرْصُور البُخْتِيُّ أَي وَلَدُهُ والسينُ لغةٌ والمَهْرِيَّة مَنْسُوبة إِلَى مَهْرةَ بنِ حَيْدَان وَهِي المَهَارَى سِيبَوَيْهٍ حذفوا إِحْدَى ياءي المَهَارَى وأبدلوا من الآخر كَمَا فعلوا ذَلِك فِي صَحَارِي وصَحَارَى ابْن دُرَيْد القَرْطِيَّة إبل تُنْسَب إِلَى حَيِّ من مَهْرَة والماطِلِيَّة إبلٌ تُنْسَب إِلَى فَحْل يُقَال لَهُ ماطِلٌ وَأنْشد
(سَمَامٌ نَجَتْ مِنْهَا المَهَارَى وغُودِرَتْ ... أَرَاحِبُبها والمَاطِلِيُّ الهَمْلَّعُ)
_ أَبُو زيد البُحْتُرِيَّة منسوبة إِلَى بُحْتُر وهم بطن من طَيئ صَاحب الْعين البَهْنَوِيُّ من الْإِبِل يكون مَا بَين الكِرْمَانِيَّة والعَرَبِيَّة وَهُوَ دَخِيل فِي الْكَلَام أَبُو زيد الخُويَلْدِيِةَّ من الْإِبِل منسوية إِلَى خُوَيْلِد بن عُقَيْل العِيديَّة نُوقٌ تنْسب إِلَى حَيٍّ يُقَال لَهُ بَنُو العِيد وَقيل نُسِبَت إِلَى عادِ بن عَاد وَقيل إِلَى عادِيٍّ بن عَاد فَهُوَ إِذا على ذَلِك من شاذِّ النَّسَب وَقيل نَسَبَت إِلَى فَحل يُقَال لَهُ عِيدٌ وَهُوَ نجيب كريم وَأَوْلَاده نُجُب والصَدَفِي ضربٌ من الْإِبِل وَحَكَاهُ صَاحب الْعين بِالدَّال وَالرَّاء والدِّيَافِيُّ مَنْسُوب إِلَى جَزِيرَة فِي الْبَحْر أَبُو زيد الأُقَيْشِيَّة إبل تنْسب إِلَى حيٍّ من الْجِنّ يُقَال لَهُم بَنُو أُقَيْش والبُوشُ والحُوشُ الإبلُ الوَحْشِيَّة يَزْعمُونَ أَنَّهَا تكون فِي الرمل من أقاصِي بِلَاد بني سَعْد وبرمل الْجِنّ وَقد حقق ذُو الرمة ذَلِك فَقَالَ
(بأوطانِ أَهْليهمْ وحُوشُ الأباعر)
_ ابْن دُرَيْد وَهِي الحُوشِيَّة أَبُو زيد القِرْمِلِيَّة إبلُ كلُّها ذُو سَنَامَيْنِ ابْن دُرَيْد القِرْمِل البُخْتِيُّ أَو وَلَدُه صَاحب الْعين الشُّوَيَكِيَّةُ ضربٌ من الْإِبِل
3 - مَا يُعْتَمَل ويُحْتَمَل عَلَيْهِ
3 - أَبُو عبيد الظَّعُون الْبَعِير الَّذِي يُعْتَمَل ويُحْمَل عَلَيْهِ صَاحب الْعين هُوَ الَّذِي تَرْكَبه المرأةُ خاصَّة وَهُوَ الظَّعِينة وَبِه سُمِّيَت ظَعِينة أَبُو عبيد الناضِحُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ المَاء وَالْأُنْثَى ناضِحَة والرُّعَاوَى والرَّعَاوَى الأبلُ الَّتِي يُعْتَمَلُ عَلَيْهَا وَأنْشد
(تَمَشَّشْتَنِي حَتَّى إِذا مَا تَرَكْتَنِي ... كَنِضْوِ الرَُّعَاوَى قُلْتُ إِنِّي ذاهِبُ)(2/203)
_ صَاحب الْعين اليَعْمَلَة من الْإِبِل الَّتِي تُعْتَمَل وَقد قدَّمت أَنَّهَا السريعة وَقيل هِيَ النَّجِيبة والظَّهْرُ الرُّكَابُ الَّتِي تَحْمِل الأثقال فِي السَّفَر أَبُو عبيد البعيرُ الظَّهْرِيُّ العُدَّة للجاحة أَبُو زيد ظَهَرْتُ بِهِ واسْتَظْهَرْتُه وَقَالَ بَعِيرٌ جَرُورٌ وَهُوَ الَّذِي يُسْنَى بِهِ أَبُو عُبَيْدَة الجَلُوَبة الإبلُ الَّتِي يُحْتَمَلُ عَلَيْهَا مَتَاع الْقَوْم الْوَاحِد والجميع فِيهِ سواءٌ وَأَصله من الجَلَب وَهُوَ السِّوْق وجَلَبْتُ الشئَ َأْجْلُبُهُ وأَجْلبِهُ جَلْبًا سُقْتُه واجْتَلَبْتُه كَذَلِك وَعبد جليب وَالْجمع جلباءء وجلبى وكل مَا جلبته فَهُوَ جلب وَمِنْه النفاض يقطر الجلب وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله صَاحب الْعين الدَّابَّة الَّتِي يحْتَمل عَلَيْهَا من الْإِبِل وَغَيرهَا والقعدة القعودة وَالْقعُود مَا اتَّخذهُ الرَّاعِي للرُّكُوب وَحمل الزَّاد سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أقعدة وقعدان وقعائد وَقعد وَقد اقتعدها وَقد قدمت أَن الْقعُود الفصيل ابْن السّكيت العليقة الْبَعِير يوجهه الرجل مَعَ الْقَوْم ليمتاروا عَلَيْهِ لَهُ مَعَهم يُقَال علقت مَعَ فلَان بَعِيرًا لي وَأنْشد
(أرسلها عليقة وَقد علم ... أَن العليقات يلافين الرقم)
_ يَعْنِي أَنهم يودعون رِكَابهمْ ويركبونها وَيزِيدُونَ فِي حملهَا والجنيبة كالعليقة وَأنْشد
(ركابه فِي الْقَوْم كالجنائب)
_ أَبُو عبيد الحمولة مَا احْتمل عَلَيْهِ الْحَيّ من بعير أَو حمَار أَو غَيره إِن كَانَ عَلَيْهَا أحمال وَإِن لم يكن والحمولة الَّتِي عَلَيْهَا الْأَحْمَال خَاصَّة وَقيل الحمولة الْإِبِل والحمولة الْأَحْمَال بِأَعْيَانِهَا وَالْحمل الْمَحْمُول وَهِي الْأَحْمَال أَبُو زيد وَلَا يُقَال حمول إِلَّا لما عَلَيْهِ الهدوج من الْإِبِل والعراضة والمعرضة لإبل عليهاطعام أَو تمر أَو غَيرهمَا من أَنْوَاع الْميرَة وَقد عرضته وَاسم ذَلِك الشئ العراضة والتعريض وَقيل العراضة الِاسْم والتعريض الْمصدر وَقد عرضت لَهُم وَقيل العراضة الْهَدِيَّة يهديها الرجل إِذا قدم من سفر وَأنْشد
(حَمْرَاء من معرضات الْغرْبَان)
_ يَعْنِي أَنَّهَا تقدم الْحَادِي وَالْإِبِل فتسير وَحدهَا فَيسْقط الْغُرَاب على جملها إِن كَانَ تَمرا أَو غَيره فيأكله وَعرضت الرفاق سَأَلتهمْ العراضات والعراضة الْهَدِيَّة وَالطَّعَام تَجْعَلهُ عرضة لأهل الْمِيَاه
3 - صغَار الْإِبِل ورذالها
3 - أبوعبيد الْحَاشِيَة صغَار الْإِبِل ابْن السّكيت كَذَلِك الحشو وَقَالَ أَتَيْته فَمَا أجل وَلَا أحشى أَي مَا أَعْطَانِي جليلة وَلَا حَاشِيَة أَبُو عبيد الدهداه صغالا الْإِبِل وَأنْشد
(والبكرات الفسج العطامسا)
_ أَبُو عبيد الدهداه صغَار الْإِبِل أَبُو عبيد الْفرش صغَار الْإِبِل من قَوْله تَعَالَى حمولة وفرشا الْأَنْعَام 142 ابْن دُرَيْد الْوَاحِد وَالْجمع سَوَاء أَبُو عبيد الشوى صغَار الْإِبِل وجولان المَال صغاره(2/204)
_ ورَدِيئُه والعَجِيُّ الفَصِيل تَمُوت أُمُّه فيُرْضِعه صَاحبه وَيقوم عَلَيْهِ وَأنْشد
(عَدَانِي أَن أزُورَكَ أنَّ بَهْمِي ... عَجَاَيا كُلُّهُا إِلَّا قَلِيلا)
_ قَالَ أَبُو عَليّ استعاره للغَنَم أَبُو زيد الذكرعَجِيٌّ وَالْأُنْثَى عَجِيَّة وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان وبينت تصريف فعله هُنَاكَ ابْن السّكيت العَجَمُ صغَار الْإِبِل غَيره جمعه عُجُوم نَاقَة رَهَكَةٌ ضعيفةٌ لَيست بنِجَيِبَة أَبُو عبيد القِرْمل الصَّغِير من الْإِبِل والحَجَلُ صغارها وَأنْشد
(لَهَا حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤُوسه ... لَهَا فَوْقَه مِمَّا تَوَكَّفَ واشِلَ)
_ ابْن دُرَيْد جعل أَوْلَادهَا حَجَلاً وَإِنَّمَا الحَجَل إناث القَبْجَ أَبُو حَاتِم وَأَبُو خيرة الحَفَّانُ صغَار الْإِبِل الْوَاحِدَة حَفَّانَة صَاحب الْعين هِيَ مَا دون الحِقَاق ابْن دُرَيْد النَّبَل الخَسِيسُ وَقد اسْتَنْبَلْتُ المالَ أخذتُ جَيِّده وَهُوَ من الأضداد أَبُو زيد الغَوَامِضُ صغَار الْإِبِل الْوَاحِدَة غامِضٌ وشَرَطُ الْإِبِل صغارُها بالشَّكِير وَهِي فِراخ النّخل وَالشَّجر وَقد أَشْكَرَتِ النَّخْلَةُ وشَكَرَتْ كثُر فراخها وَقد تقدَّم أَن الشَّكِير الزَّغَب ابْن دُرَيْد القَزَع صغَار الْإِبِل وَذَلِكَ إِلَى الرِّباع وَبَنَات المَخَاض
3 - الرِّحال وَمَا فِيهَا
3 - صَاحب الْعين الرَّحْلُ مَرْكَبٌ للبعير غير وَاحِد رَحْلٌ وأَرْحُلٌ ورِحَالٌ وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن يُونُس ضَعْ رِحَالَهُما يَعْنِي رَحْلَي الناقتين عليّ إِنَّمَا اسْتغْرب سِيبَوَيْهٍ ذَلِك لِأَن إِخْرَاج الْمثنى على لفظ الْجمع إِنَّمَا يكون فِي المُرَكَّبات كَقَوْلِه ضربت رؤوسهما وَمَا أَحْسَنَ عَزَالِيهَما وَأما الرَّحْلُ فَلَيْسَ بِجُزْء من النَّاقة لَكِن لما كَانَ الرَّحْل يُلْزِمُونه الظهرَ ويُقْبِطُونَه عَلَيْهِ صَار كالجزء من الجُمْلة فأخرجوا التَّثْنِيَة على لفظ الْجمع كَمَا فعلوا ذَلِك بِمَا كَانَ جُزْءا من الْجُمْلَة صَاحب الْعين الرِّحَالة الرَّحْل وَهِي الرَّحَائِل وَقد رَحَلْتُ الرَّحْل أَرْحَلُهُ رَحْلاً وضعتُه على الْبَعِير وَكَذَلِكَ رَحَلْتُ البعيرَ أَرْحَلُهُ رَحْلاً وارْتَحَلْتُه وضعت عَلَيْهِ الرَّحْل ورَحَلْتُه رَحْلَةٌ شَدَدْتُ عَلَيْهِ أداتَه وإبلٌ مُرَحَّلَة عَلَيْهَا رِحَالُها غَيره وأَرْحَلْتُ غَيْرِي ورَحَّلْتُه أَعَنْتُه على الرَّحْل صَاحب الْعين ويُسَبُّ الرجل فَيُقَال يَا ابْنَ المُلْقَاة بَين أرْحُل الرُّكْبان وَيَا ابْن مُلْقَى أرْحُل الرُّكْبان ابْن السّكيت الكُورُ الرَّحْلُ بأداته وَالْجمع أَكْوَار وكِيرَانٌ أَبُو عبيد العِلاَفِيَّة الرِّحَال سميت بذلك لِأَن أوَّل من عَمِلها عِلاَفٌ وَهُوَ رَبَّانُ أَبُو جَزْمٍ وَقيل هُوَ أضخم مَا يكون مِنْهَا صَاحب الْعين الإِكَافُ والوِكَافُ يكون للبعير وَالْحمار والبغل وَالْجمع وُكُفٌ وَقد أَوْكَفْتُ الدابَّة وَوَكَّفْتُها وضَعْتُ عَلَيْهَا الإكَاف وَوَكَّفْت إكافًا عَمِلْته ابْن السّكيت أَوْكَفْتُ الدَّابَّة وآكَقْتُها أبوعبيد العَظْمُ خَشَبُ الرَّحْلِ بِلَا أَنْسَاع وَلَا أداةٍ وجِلْبُه عِيدانه ابْن السكين هوالجِلْبُ والجُلْب صَاحب الْعين الجُلْبَة مَا يُؤْسَرُ بِهِ الرَّحْل سوى صُفَّته وأنساعه وَقيل هِيَ حَدِيدة تكون فِيهِ ابْن الْأَعرَابِي قُدُوح الرَّحْل عِيدانُهُ لَا وَاحِد لَهَا وَأنْشد
(لَهَا قَرِدٌ كَجَثْلِ النَّمْلِ جَعْدٌ ... تَعَضٌّ بِهِ العَرَاقِي والقُدُوح)
_ أَبُو عبيد وَفِيه جِزَامه صَاحب الْعين الْجمع حُزُم وَقد حَزَمْتُه بِهِ أحْزِمه حَزْمًا وحَزَّمْته أَبُو عبيد وَيُقَال لَهُ التَّصدير سِيبَوَيْهٍ والتَّزْدِير لُغَة فِي التصدير أبدلوها للمضارعة أَبُو عبيد الغُرْضة والغرْض ابْن دُرَيْد جمعه غُرُوض وأغراض أَبُو عبيد وَهُوَ الوَضِين والسَّفِيف والبِطَان الحَقَّب واللَّبَب والسِّنَاف والشِّكَال(2/205)
_ فَأَما الغَرْض والغُرْضة والسَّفِيف فَهُوَ حِزَام الرَّحْل خَاصَّة والوَضِين يصلح للرَّحْل والهَوْدَج ابْن دُرَيْد هُوَ المنسوج من شعر لِأَنَّهُ يُوضَن بعضُه على بعض أَي يُنَضَّد وَقيل لَا يُسَمَّى حِزَام الرحل وَضيِنًا حَتَّى يكون من أدَم مُضَاعَفٍ صَاحب الْعين وَمِنْه سَرِير مَوْضُونٌ أَي مُضَاعَفُ النَّسْج وَفِي التَّنْزِيل على سُرُرٍ مَوْضُونَة الْوَاقِعَة 15 أَي منسوة بالدر والجوهر بَعْضهَا مُدَاخَل فِي بعض وكلُّ مَا نَسَحْتَ بعضه على بعض فقد وَضَنْتَه ابْن دُرَيْد الوَلْمُ والوَلَم جزام الرحل والسَّرج أَبُو عبيد والبِطَانُ للقَتَب والحَقَبُ للبعير مِمَّا يَلِي الثِّيل أَبُو زيد الحَقَب حَبْلٌ يُشَدَّ بِهِ الرحل فِي بطن الْبَعِير لِئَلَّا يُؤْذِيه التصدير وَقد حِقَبَ حَقَبًا وَهُوَ حَقِبٌ إِذا تَعَسَّرَ عَلَيْهِ الْبَوْل من أَن يَقع الحَقَبُ على ثِيلِه وَلَا يُقَال للناقة لِأَنَّهَا لَا ثِيلَ لَهَا الْأَصْمَعِي الخُرْتَة الحَلْقة الَّتِي يجْرِي فِيهَا النَّسْع وَالْجمع خُرَتٌ وأَخْرات عليّ لَيْسَ أَخْرَاتٌ جمع خُرْتَة إِنَّمَا هُوَ جمع خَرْتٍ أَو خُرَتٍ أَبُو عبيد السِّنَافُ حَبْلٌ يُشَدّ من التصدير إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرة حَتَّى يَثْبُت والشِّكَال أَن يُجْعل حَبل بَين التصدير والحَقَبِ وَهُوَ الزِّوَار وَجمعه أَزْوِرَة وَسَيَأْتِي ذكر تصريف هَذِه الْأَفْعَال فِي شِدَادات الْإِبِل صَاحب الْعين وَهُوَ الزِّيَار أَبُو عبيد وَفِيه العَرَاِصيفُ وَهِي الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُشَدَّانِ بَين وَاسِطَة الرَّحْل وآخِرته يَمِينا وَشمَالًا وَقيل العَرَاصِيفُ الخَشَبُ الَّتِي تُشَدُّ بهَا رُؤُوس الأحناء وتُضَمُّ بهَا ابْن دُرَيْد هِيَ العَصَافِيرُ واحدتها عُصْفُور وقادمةُ الرَّحْل من أَمَام الواسط أَبُو عبيد وَفِيه الظَّلِفات وَهِي الخَشَبَات الْأَرْبَع اللَّواتِي يَكُنَّ على جَنْبي الْبَعِير وَيُقَال لأعلى الظَّلِفَتَيْن مِمَّا يَلِي العَرَاقِيَ العَضُدان وأسْفَلَهما الظِّلِفَتان وهما مَا سَفَل من الحِنْوَيْنِ الواسط والمُؤْخرة وَيُقَال للأدم الَّتِي يُضَمُّ بهَا الظَّلِفتان وُيْدخَل فيهمَا أكْرار وَاحِدهَا كَرَّ صَاحب الْعين الشَّجْر مَا بَين الكَرَّيْن وَهُوَ الَّذِي يَلْتَهِم ظَهْرَ الْبَعِير أَبُو عبيد العَرُقُوَتَانِ الخَشَبَتَانِ اللَّتَان تَضُمَّان مَا بَين واسِطِ الرَّحْل والمُؤْخِرة والصُّفَّة الْأَدِيم الَّذِي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ من أعلاهما وأسفلهما صَاحب الْعين المِدْرَعَةُ صُفَّة الرَّحْل إِذا بَدَت مِنْهَا رُؤُوس الْوَاسِطَة وَالْآخِرَة ابْن دُرَيْد الفَهْد مِسْمَار فِي وَاسِط الرحل وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الكَلْب الْأَصْمَعِي القَتَد خَشَب الرَّحْل وَالْجمع أَقْتَاد وقُتُود صَاحب الْعين الرِّفَادة دِعَامَةُ الرَّحْل والسرج وَغَيرهمَا وَقد رَفْدتُه وَعَلِيهِ أرْفِد رَفْدًا وكلُّ مَا أمسَكَ شَيْئا فقد رَفَدَهُ أَبُو عبيد البدَادَان فِي القَتَب بِمَنْزِلَة الكَرِّ فِي الرَّحْل غير أَن البِدَادَيْنِ لَا يَظْهَرانِ من قُدَّام الظِّلْفَة وَيُقَال لأحْنَاءِ الرَّحْل القَبَائِلُ واحدتها قَبِيلة وللحديدة الَّتِي فَوْقَ المُؤْخِرة الدامِغَة والغَاشِيَة صَاحب الْعين غَاشِيَةُ كلِّ شَيْء غِشَاؤُه كغاشية السَّرْج وَالسيف وَنَحْوهمَا أَبُو عبيد الأهِلَّة الحَدَائِد الَّتِي تَضُمُّ مَا بَين القبيلتين وَاحِدهَا هِلاَل صَاحب الْعين الشَّبَائِك مَا بَين أحْنَاءِ المَحامِل من تشبيك القِدّ الواحدةُ شِبَاكَة وكلُّ طائفةٍ شِبَاكَةٌ قَالَ ثَعْلَب وَمِنْه قيل للسِّفَائِف والقَصَب المنسوج على هَيْئَة البَوَارِي شَبَائِكُ والحَبَائِكُ كالشَّبائك أَبُو عبيد القَيْد القِدُّ الَّذِي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ والحُنْكَةُ والجِنَاك القدَّة الَّتِي تَضُمُّ العَرَاصِيف قَالَ أبوعلي قَالَ أَبُو إِسْحَاق حُبْكَة وحِبَاك وَقد صحَّفَ أَبُو عبيد وَالْجمع حُبَك وحُبُك أبوعبيد الإسَار والأُسُر القِدُّ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الخَشَب والوَكَائِد السُّيور الَّتِي يَشد بهَا الرحل وَقد وَكَّدتُه ابْن السكين وَكَّدته وأَكَّدتُه ابْن دُرَيْد صَلِيفا الإِكَافِ الخَشَبَتان اللَّتان تَبْتَدَّانِه فِي أعْلاَهُ صَاحب الْعين الحِمار خَشَبَةٌ فِي مُقَدَّم الرَّحْل تَقْبِض عَلَيْهَا الْمَرْأَة وَهِي أَيْضا فِي مُقَدَّم الإِكَافِ وَأنْشد
(وَقَيَّدَنِي الشِّعْرُ فِي بَيْتِهِ ... كَمَا قَيَّدَ الآِسرَاتُ الحِمَارَا)(2/206)
_ أبوعبيد فَإِن كَانَ فِي الرحل كَسْرٌ فَرُقِع فاسمُ تِلْكَ الرُّقْعة الرُّؤْبة صَاحب الْعين شَرْخَا الرَّحْلِ واسطتُه وآخِرتُه أَبُو عبيد هما جانباه والذِّئْبة فُرْجة مَا بَين دَفَّتَي الرحل والسَّرْج والغبيط أيَّ ذَلِك كَانَ صَاحب الْعين الكِتَافُ وَثَاقٌ فِي الرَّحْل والقَتَب وَهُوَ أَسْرُ عُودَيْنِ أَو حِنْوَيْنِ يُشَدّ أَحدهمَا إِلَى الآخر وَرُبمَا كَانَت كَأَنَّهَا صحيفَة وَأنْشد
(ُسُيوف الهِنْدِ لم تُضْرَب كَتِيفًا)
_ أَي لم تُطْبَع طَبْعَ الكَتَائِفِ السيرافي مُسَالاَ الرَّحْل عَضُداه ابْن دُرَيْد أعطَاهُ مائَة بِرِيشِها أَي برحالها أَبُو عُبَيْدَة قَالَ كَانَت الْمُلُوك إِذا حَبَتْ حِبَاءٌ جَعَلُوا فِي أسْنِمَةِ الْإِبِل رِيشًا ليُعْرَف أَنه حِبَاء المَلِكِ
3 - نعوت الرحل
3 - أَبُو عبيد من الرّحال القاتِرُ وَهُوَ الجَيِّدُ الْوُقُوع على ظهر الْبَعِير ابْن السّكيت هُوَ أصغرها أَبُو عبيد المِعْقَر الَّذِي لَيْسَ بِوَاقِ السيرافي وَهُوَ المِعْقِر كمِنْخِر ومِنْتِن ابْن السّكيت رَحْلٌ عُقَرةٌ وعُقَرٌ وَلَا يُقَال عَقُور إِلَّا فِي ذِي الرُّوح ابْن دُرَيْد رَحْلٌ عاقُور وَكَذَلِكَ السَّرْج صَاحب الْعين عَقَر الرَّحْلُ ظَهْرَ الْبَعِير يعقِره عَقْرًا أدْبَرَهُ فانْعَقَرَ واعْتَقَرَ غَيره رَحْل مِعْقَار أَبُو عبيد المِلْحاح الَّذِي يَعَضُّ والمِرْكَاح الَّذِي يتَأَخَّر فَيكون مَرْكَبُ الرجُل فِيهِ على آخرته غَيره وَكَذَلِكَ السَّرْج صَاحب رَحْلٌ رَبِيخٌ ضَخْمٌ وَأنْشد
(فَلما اعْتَرَتْ طارقاتُ الهموم ... رَفَعْت الوَلِيَّ وكُوراً رَبِيخاً)
_ أبوعبيد القَدْرُ الوَسَطُ من الرِّحَال والسَّروج وَنَحْوهمَا صَاحب الْعين إكَافٌ مَلْمُوس الإحناء إِذا لُمِسَتْ بِالْأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِي وَقَالَ إكَافٌ مُفْأَقٌ مُفَرَّج أَبُو عبيد مُقْأَمٌم كَذَلِك
3 - مَتَاع الرحل
3 - أَبُو عبيد الحِلاَلُ متاعُ الرَّحْل وَأنْشد
(وَكَأَنَّهَا لم تَلْقَ سِتَّة أشْهُر ... ضُرًّا إِذا وَضَعَتْ إليكَ حِلاَلَها)
_ ويروى جِلاَلها والجَدَيَاتُ القِطَع من الأَكْسِيَة المَحْشُوَّة تُشَدّ تَحت ظَلِفَات الرَّحْل واحدتها جَدْيَة قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يُكَسِّرُوا الجَدْيَة على الْأَكْثَر اسْتغْنَاء بِهَذَا إِذْ جَازَ أَن يَعْنُوا الْكثير قَالَ عليّ لِأَن فَعْلَة قد تُجْمع على فَعَلات يُعْنى بِهِ الْأَكْثَر كَمَا أنْشد سِيبَوَيْهٍ لحسان
(لنا الجَفَنَاتُ الغُرُّ يَلْمَعْنَ بالضُّحى ... وأسيافُنا يَقْطُرْن من بَحْدةٍ دَمًا)
_ ابْن دُرَيْد هِيَ الجَدْيَة والجَدِيَّة قَالَ أبوعلي الجَدَيات البَرَاذِع وَقد جَدَّيْتُ الرَّحْل غَيره جَدِيدَتَا الرَّحْل اللَّبْد الَّذِي يُلْزَق بِهِ من الْبَاطِن أبوعبيد الشَّلِيل المِسْح الَّذِي يُلْقَى على عَجُزِ الْبَعِير صَاحب الْعين السُّنُف ثِيَابٌ تُوضَع على أكتاف الْإِبِل مثل الشَّلِيل على مآخِرِها الْوَاحِد سَنِيف أَبُو عبيد وَمن مَتَاعِهِ البَرْذَعَة وَهُوَ الحِلْسُ للبعير يُقَال حِلْسٌ وحَلَسٌ ابْن دُرَيْد جمعه أَحْلاس وحُلُوس صَاحب الْعين حَلَسْتُ الناقةَ وَالدَّابَّة أَحْلِسُها وأَحْلُسها حَلْسًا أَبُو عبيد وَهُوَ لذوات الحافِر قُرْطَاطٌ وقُرْطَانٌ وقِرْطَاٌط وقِرْطَانٌ أبوعبيد النُّمْرُقة الطِّنْفِسة الَّتِي فَوق الرحل وَقد تقدَّم أَنَّهَا الوِسادة ابْن السّكيت القِطْع الطِّنْفِسة تكون تَحت الرحل على كَتِفَي البعي وَالْجمع قُطُوع وَأنْشد(2/207)
(أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفُخُ فَي بُرَاها ... تَكَشَّفُ عَن مَنَاكِبِها القُطُوع)
_ أَبُو عبيد الفِتَانُ يكون للرِّحْل من أدَم والجُلْبة جِلْدة تجْعَل على القَتَبِ وَقد أجْلَبْته وَقد تقدَّم أَنَّهَا مَا يُؤْسَر بِهِ الرَّحْل ابْن دُرَيْد المِجْنَحَة قِطْعَةٌ من أدَمِ تُطْرَحُ على مُقَدَّمِ الرحل يَجْتَنِحُ عَلَيْهَا الرَّاكِب أَي يمِيل عَلَيْهَا كالمُتَّكِئ على يَد وَاحِدَة أَبُو زيد المِفْرَشة الوِطَاء الَّذِي يكون فَوق صُفَّة الرحل صَاحب الْعين المِفَرَش أكبر من المِفْرَشَة أَبُو عبيد الأَرْبَاض حِبَالُ الرحل وَاحِدهَا رَبَضٌ وَأنْشد
(إِذا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُها ثِنْي بَكْرَة ... بتَيْهَاءَ لم تُصِبح رَؤُومًا سَلُوبُها)
_ صَاحب الْعين النَّسْع سير يُضْفَر على هَيْئَة أعِنَّة البغال يُشَدُّ بِهِ الرحل من تَحت البِطان وَالْجمع أنساع ونُسوع أبوعبيد الأَخْرَاتُ الحَلَق فِي رُؤُوس النُّسُوع وَأنْشد
(يَسْلُكْنَ أخْراتَ أرباضِ المَدَارِيج)
_ أَبُو زيد المِرْبَطَة النِّسْعة اللطيفة تُشَدُّ فَوق الحَشِيَّة صَاحب الْعين الغَرْزُ رِكَابُ الرحل وَقد غَرَزْت رِجْلي فِيهِ أَثْبَتُّها واغْتَرَزْتُ رَكِبْتُ وكلُّ مَا كَانَ مِسَاكًا للرِّجْلَين فِي المَرْكَب فَهُوَ غَرْزٌ أَبُو عبيد المَوْرِك الموضعُ الَّذِي يَثْنِي الراكبُ عَلَيْهِ رِجلَه أَبُو زيد هُوَ المَوْرِك والمَوْرِكَة والوِرَاك أَبُو عبيد الوِرَاك هُوَ الَّذِي يُلْبَس المَوْرِك وَهُوَ مُقَدَّم الرحل قَالَ ثُمَّ يُثْنِي تَحْتَهُ وَقد وَرَكْتُ وتَوَرَّكَ الرجلُ على الدَّابَّة ثَنَى رِجْلَهُ وَوَرِكَه كالمُتَرَبِّع فَنزل أَبُو زيد الوِرَاك ثَوْبٌ قَلَّ مَا يُجْعَل إِلَّا من الحِبرَة يُزَيَّن بِهِ المَوْرِك وَجمع الوِرَاك وُرُكٌ وَقيل المَوْرِكَة كالمِصْدَغَة يتخذها الراكبُ تَحت وَرِكه أبوعبيد النَّعَفةُ والعَذَبة والذُّؤابة الجِلْدة الَّتِي تُعَلَّق على آخِرة الرحل قَالَ أَبُو عَليّ عَذَبْتُها بِالتَّخْفِيفِ وذَأَبْتُها بِالتَّشْدِيدِ وَلَيْسَت العَذَبة والذُّؤَابة بلازمتين لهَذِهِ الْجلْدَة كلُّ مَا نَاس وتَذَبْذَبَ فَهُوَ عَذَبَةٌ وذُؤَابَةٌ وَلكنه كثيرا مَا غلبت العَذَبة على لِسَان الْإِنْسَان ولسان الْمِيزَان وجِلْدَةِ الرحل المُعَلَّقة وَكَذَلِكَ الذُّؤَابة غلبت على الناصية وَفِي الذؤابة معنى الِارْتفَاع فيشكل مَعَ معنى التَّذَبْذُب والتعلق ابْن الْأَعرَابِي وَفِي الرحل الكُلاَّب وَهُوَ الحديدة الَّتِي فِي آخِره تعلق فِيهَا الإِدَاوة قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ الكُلاَّب والكَلْب وَأنْشد
(وَأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ بِهِ ... على المَاء إحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرَامِس)
(فأصْبَحَ يَعْلُو المَاء رَيَّانَ بَعْدَمَا ... أطَالَ بِهِ الكَلْبُ السُّرَى وَهُوَ نَاعِس)
_ يَصِفُ زِقًّا مُعَلّقا فِي الكَلْب وإياه عَنَى بالأَشْعَث المَنْجُوب الشَّسِيفِ والشَّسِيفُ اليابِسُ ابْن دُرَيْد العَقْرَبة حَدِيدَةٌ نَحْو الكُلاَّب تُعَلَّق بالرَّحْل أَبُو زيد وَفِي الرَّحْل الخُطَّاف وَهُوَ الكُلاَّب تُعَلقَّ فِيهِ الإِدْاوَة أَبُو حنيفَة اللُّؤْمَةُ والَّلْأَمةُ مَتَاع الرحل من الأشِلَّة والَوَلاَيَا وَتَكون مُوَشَّاة بألوان العِهْن وَلها من العُهُون مَعَالِيقُ وَأنْشد
(حَتَّى تَعَاوَنَ مُسْتَكَّ لَهُ زَهَرٌ ... من التَّنَاوِيرِ شِكْل العِهْنِ فِي اللَّؤَم)
_ غَيره الخَفْعَة قِطْعَةٌ من أَدَمٍ تُطْرَح على مُؤْخِرة الرَّحْل السيرافي عَن ثَعْلَب اللُّهَابَةُ كِسَاءٌ مَوْضُوع فِيهِ حَجَرٌ فيرجح بِهِ أحد جَوَانِب الرَّحْل والحِمْل وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَلم يُفَسِّره(2/208)
3 - المراكب سوى الرِّحال
3 - أبوعبيد الغَبِيطُ المَرْكَب الَّذِي هُوَ مثل أُكُفِ البَخَاتِيِّ وَالْجمع غُبُطٌ وَأنْشد فِي بَاب طوائف السِّهَام مستشهدًا على الزَّمْخَر
(يَرْمُون عَن عَتَل كأَنَّهاغُبُطٌ ... بزَمْخَرٍ يُعْجِل المَرْمِيِّ إِعْجالاً)
_ صَاحب الْعين الغَبِيط المَرْكَب الَّذِي أحْنَاؤُه وقَتَبُهُ وَاحِد أَبُو زيد هُوَ قَتَبٌ على غير صَنْعَة هَذِه الأَقْتَاب أَبُو عبيد القِتْبُ والقَتَبُ الإِكَافُ الصَّغِير الَّذِي على قدر سِنَام الْبَعِير وَقيل القَتَب لبعير الحَمْل والقِتْب لبعير السَّانِية والجميع أَقْتَابٌ وَقد أَقْتَبْتُ البعيرَ والقُتُوبَةُ الَّتِي تُقْتَب أَي يُحْمَل عَلَيْهَا والباصِرُ قَتَبٌ صَغِير مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ وفَسَّرَهُ السيرافي وَلَيْسَ لَهُ شَيْء اشْتُقَّ مِنْهُ والحَوِيَّة كساءٌ يُحَوَّى حَوْل سَنام الْبَعِير ثمَّ يُرْكَب والسَّوِيَّة كِسَاءٌ مَحْشُوٌّ بثُمَام أَو ليفٍ وَنَحْوه ثمَّ يَجْعَل على ظهر الْبَعِير وَإِنَّمَا هُوَ من مَرَاكِب الإِمَاءِ وأهلِ الْحَاجة والقَرُّ مُرْكَبٌ للرَّجْال بَين الرَّحْل والسَّرْج وَأنْشد
(فَإِمَّا يَرَينِي فِي رِحَالة جابِرٍ ... على حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أكْفَانِي)
_ أَي هَذَا آخر لِبَاسِي أَي أَن حَيَاته قد ذَهَبَتْ وَإِن كَانَ حَيًّا والكِفْلُ من مَرَاكِب الرِّجَال وَهُوَ كساءٌ يُعْقَدُ طَرَفَاهُ ثمَّ يُلْقَى مُقَدَّمه على الْكَاهِل ومُؤَخَّره على عَجُز الْبَعِير وَقد اكْتَفَلْتُ البعيرَ والحِصَار حَقِيبَةٌ تُلْقَى على الْبَعِير ويُرْفَعُ مُؤَخِّرها فيُجْعَل كآخرة الرحل ويُحْشَى مُقَدَّمُها فَيكون كقادمته ابْن دُرَيْد وَهِي المِحْصَرَة حَصَرْته أَحْصُرُه وأَحْصِره واحْتَصَرْتُه والمِحْصَرَةُ أَيْضا القَتَبُ وَقيل الحِصَار مَرْكَبٌ تَرْكب بِهِ الرَّاضَةُ وَقيل هُوَ كسَاء يُطْرح على ظَهره يُكْتَفَل بِهِ أَبُو عبيد الحَرَج مَرْكَب للنِّسَاء وَالرِّجَال لَيْسَ لَهُ رَأس والمَشْجَرُ والمِشْجَرُ مركَب للنِّسَاء دون الهَوْدَج وَقيل المَشَاجِرُ عِيدانُ الهودج وَقيل هِيَ مَرَاكِبُ دون الهودج مكشوفة الرَّأْس وَيُقَال لَهَا أَيْضا الشِّجَار والشَّجَارُ الخَشَبة الَّتِي تُوضَع خَلْفَ الْبَاب يُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ المَتَرْس وَكَذَلِكَ الخَشَبة الَّتِي يُضَبَّب بهَا السرير ابْن دُرَيْد العُصْفُور خَشَبَة فِي الهودج تَضُمُّ أطرافَ خَشَبَات فِيهِ وَقد تقدَّم أَنَّهَا الَّتِي تُشَدُّ بهَا رُؤُوس الاحناء من الرحل وَحكى ابْن جني عَن خَالِد بن كُلْثُوم الأَجْلَحُ الهَوْدَجُ الَّذِي لم يكن مُشْرِف الأَعْلَى قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الهودج المُرَعِّ وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب
(إلاَ تَكُنْ ظُعُنًا تُبْنَى هوادِجُهَا ... فَإِنَّهُنَّ حِسَانُ الزِّيِّ أَجْلاَحُ)
_ قَالَ وأجْلاَحُ جمع أجلح وَمثله أعْزَلُ وأعْزَال وأفْعل وأفعالٌ قليلٌ جدا صَاحب الْعين القِطَانُ شِجَارُ الهودج وَجمعه قُطُنٌ وَأنْشد
(شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يَوْم تَحَمَّلُوا ... فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُها)
_ أَبُو عبيد الظَّعَائِنُ والظُّعْنُ والأَظْعَانُ الهوادج كَانَ فِيهَا نسَاء أَو لم يكن ابْن السّكيت هَذَا بعير تَظَّعِنُه الْمَرْأَة أَي تَرْكَبه أَبُو عبيد الحُمُولة والحُمُول واحدُها حِمْلٌ الهوادِجُ كَانَ فِيهَا نسَاء أَولا والهَوَادِجُ مراكبُ مثل المِحَفَّة إِلَّا أَن الهودج يُقَبَّب والمِحَفَّة لَا تُقَبَّب وَقد تقدَّم أَن الحُمُولة من الْإِبِل الَّتِي يُحْمَل عَلَيْهَا(2/209)
الأَحمال ابْن دُرَيْد هُوَ الهَوْدَج والفَودَج وَقَالَ عَرَافِيصُ الهودج الَّتِي تجمع رُؤُوس الخَشَبَات وَقيل العِرْفَاص والعِرْصَافُ الخُصْلة من العَقَب الَّتِي على قُبَّة الهَوْدَ والحَوْفُ بلغَة أهل الجَوْف وَأهل الشِّحْر كالهَوْدَج وَلَيْسَ بِهِ وَلَا بِرَحْل تركب بِهِ الْمَرْأَة على الْبَعِير أَبُو عبيد الحِدْجُ كالمِحَفَّة وَجمعه أحداجٌ وحُدُوجٍ ابْن السّكيت هُوَ الحِدْج والحِدَاجَةُ وَجَمعهَا حَدَائِجُ صَاحب الْعين حَدَجْتُ البعيرَ أحْدِجُه حَدْجًا وحِدَاجًا وأَحْدَجْتُه شَدَدْتُ عَلَيْهِ الحِدْجَ وسُقْته والْعِكْمَانِ عِدْلانِ يُشَدَّان على جَانِبي الهودج بِثَوْب وَقَالَ عَنَجَةُ الهَوْدَج عِضَادةٌ عِنْد بَابه يُسَدُّ بهَا ابْن دُرَيْد النَّعْشُ شبيهٌ بالمِحَفَّة كَانَ يُحْمَل عَلَيْهَا المَلِك إِذا مَرِض وَلَيْسَ بِنَعْشِ الْمَيِّت ثمَّ كَثُر فِي كَلَامهم حَتَّى سُمِّيَ السريرالذي يحمل فِيهِ الْمَيِّت نَعْشًا ابْن دُرَيْد القَعْشُ ضَرْبٌ من مراكب النِّسَاء شبيهٌ بالمِحَفَّة وَالْجمع قُعُوش صَاحب الْعين المِزَفَّةُ كالمِحَفَّة والقَوَاعِدُ خَشَبَاتٌ أَرْبَع مُعْتَرِضَات فِي أَسْفَل الهودج وَقد رُكِّبَ فِيهِنَّ أَبُو عبيد الفِئَامُ وطِاَءٌ يكون للمَشَاجِر وَأنْشد
(َوَأْرَبَد فَارس الهَيجا إِذا مَا ... تَقَعَّرَت المَشَاجِرُ بالفِئَام)
_ وَجمعه فُؤُمٌ وَقيل الفِئَام الهَوْدَج الَّذِي قد وُسِّعَ أسفلُه وَمِنْه قيل للرَّحْل مُفْأَم صَاحب الْعين الفِشْلُ شيءٌ من أَدَاة الهودج تَجْعَلهُ الْمَرْأَة تحتهَا وَجمعه فُشُول وَقد أَفْشَلَت المرأةُ وتَفَشَّلَت أَبُو عبيد الرَّجَائِزُ مراكب أَصْغَر من الهوادج وَأنْشد
(كَمَا جَلَّلَت نِضْوَ القِرَام الرَّجَائِزُ)
_ ابْن دُرَيْد الرِّجَازَة كسَاء تجْعَل فِيهِ أَحْجَار ويُعَلَّق بِأحد جَانِبي الهودج إِذا مَال ليعتدل وَقيل الرِّجَازة شَعَر أَو صُوفٌ يعلق على الهودج فِي خيوط يُزَيَّن بِهِ ابْن دُرَيْد الجِزْجِزَة خُصْلة من صوف تعلق بالهودج يزين بهَا صحب الْعين النَّحِيزَة نَسِيجة طَوِيلَة يكون عَرْضُها شِبْرًا وعَظْمَة ذِرَاع تعلق على الهودج يزين بهَا وَالْجمع نَحَائِز وَقد تقدَّم أَنَّهَا النَّفس والطبيعة والذَّبَاذِب أَشْيَاء تعلق بالهودج أَو رَأس الْبَعِير للزِّينَة وَأنْشد
(وراكِضَةٍ مَا تَسْتَجِنُّ بِجُنَّةٍ ... بَعِيرَ حلاَلِ غَادَرَتْهُ مُجَعْفَلِ)
_ والمُجَعْفَل المقلوب وَقد تقدَّم أَن الحِلاَل مَتَاع الرحل صَاحب الْعين والعَوَارِض سَقَائِف المَحْمِل وَقد تقدَّم أَنَّهَا من خشب الْبيُوت والبِدَادُ لِبْدٌ يُشَدّ مَبْدُودًا على الدَّابَّة الدَّبِرَة
3 - شَدُّ أَدَاة الْإِبِل عَلَيْهَا
3 - أَبُو عبيد أبْطَنْتُ الناقةَ وبَطَنْتُها أبْطُنُها شَدَدْتُ بِطَانَهَا وأحْقَبْتُها من الحَقَب وأقْتَبْتُها من القَتَب وأغْرَضْتُها من الغَرْض وألْبَبْتُها من اللَّبَبِ وأَعْذَرْتُها من العِذَار وعذَرَتْهُا وَقَالَ أَسْنَفْتُ البعيرَ وسَنَفْته أسْنِفُه وأسْنُفُه سَنْفاً جعلت لَهُ سِنَافًا وَذَلِكَ أَن يَحْمُص بطنُه ويَصطَرِب تَصْدِيره وَهُوَ الحزام فتشدّ حَبْلاً من التصدير ثمَّ تقدِّمه حَتَّى تَجْعَلهُ من وَرَاء الكِرْكِرة فَيثبت التصدير فِي مَوْضِعه أَو زيد فأمَّا السَّنِيفُ فثوبٌ يُشدُّ على كتف الْبَعِير وَالْجمع سُنُفٌ وبعير مِسْنَاف يُؤَخِّر الرحلَ أبوعبيد أخْلَفْتُ الْبَعِير وَذَلِكَ أَن يُصِيب حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَب حَقَبًا وَهُوَ احتباس بَوْله وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاقة لِأَن بَوْل النَّاقة من حَيَائِها وَلَا يبلغ الحَقَبُ الحَيَاءَ(2/210)
_ فالإَخْلاف عَنهُ أَن يُحَوَّل الحَقَب فيُجَعل مِمَّا يَلِي خُصْيَتَي الْبَعِير عَليّ هَذِه حكايته وَالصَّوَاب خُصْيَي الْبَعِير بِغَيْر هَاء ابْن دُرَيْد الحِيَال حَبْلٌ يُشَدَّ من بِطان الْبَعِير إِلَى حَقَبه لِئَلَّا يَقع الحَقَب على ثِيلِه أَبُو عبيد شَكَلْتُ عَن الْبَعِير وَهُوَ أَن تجْعَل بَين الحَقَب والتصدير خيطاً ثمَّ تَشُدُّه لكيلا يَدْنُو الحَقَب من الثِّيل وَاسم ذَلِك الحَبْل الشِّكَال ابْن دُرَيْد الذِّنَابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ الْبَعِير إِلَى حَقَبِهِ لِئَلَّا يَخْطِرَ بذَنَبِهِ فيملأَ راكبَه أَبُو عبيد التَّصْدِيرُ الحِزَام وَقد صَدَّرْت عَنهُ صَاحب الْعين الصِّدَارُ الحَبْلُ يُشَدُ بِهِ أبوعبيد أَحْلَسْتُه بالحِلْسِ وَهُوَ الكِسَاء الَّذِي تحتَ البَرْذَعَة والمِرْبَعةُ خُشَيْبَة يُرْفَع بهَا العِدْلُ على الْبَعِير يُؤْخَذ بطرفيها فيُلْقَى عَلَيْهِ وكلُّ مَا رَفَعْتَ بِهِ شَيْئا فَهُوَ مِرْبَعَةٌ أَبُو عبيد رَوَيْتُ على الْبَعِير رَيَّا وَذَلِكَ الحَبْلُ الرِّواء أَبُو حنيفَة اروِ على حِمْلِك أَي اشْدُدهُ والرَّتْوُ شَدَّ فَوق الحِجَاز لَيْسَ شَدِيد يُقَال ارْتُ عَلَيْهِ أَو عبيد عَكَمْتُه شددتُ عَلَيْهِ العِكْمَ وأَعْكَمْتُ غَيْرِي أَعَنْتُه عَلَيْهِ ابْن السّكيت عَكَمْتُ المتاعَ أَعْكِمُه عَكْمًا شددته ابْن دُرَيْد العِكَامُ الحبلُ الَّذِي يشد بِهِ العِكُمَان أَبُو حنيفَة الحِجَازُ حبلُ العِكْمِ الَّذِي يشد بِهِ وَالْعرب تَقول إِن لفُلَان عِنْدِي يدا مَا تُحْجَز فِي العِكْم أَي ظَاهِرَة مَا تخفى وللحِجَاز مَوضِع آخر وسنأتي عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله ابْن دُرَيْد وَسَقْتُ الْبَعِير حَملْت عَلَيْهَا وَسْقاً وَالْجمع وُسُوق وأَوْسَاق وَقيل أَوْسَقْتُ وَالْأولَى أَعلَى وَسَيَأْتِي تَحْدِيد الوَسْق إِن شَاءَ الله أَبُو عبيد الظِّعَانُ الحبلُ الَّذِي يشد بِهِ الحِمْل ألبو زيد الظِّعَان والظَّعُون الحبلُ تَشُدُّ بِهِ المرأةُ هودجَها وَلكُل امْرَأَة ظِعَانَانِ أَبُو عبيد رَفَدْت على الْبَعِير أَرْفِد رَفْداً عَمِلت لَهُ رِفَادة ابْن دُرَيْد الحًقَبُ والحَقِيبة الرِّفَادة فِي مُؤَّخر القَتب وكل شَيْء شددتَه فِي مُؤَخَّر رَحْلك أَو قَتَبَك فقد أَحْقَبْته والمُحْقِب كالمُرْدِف أَبُو عبيد الحِجَامُ والكِعَام والكِمَامُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ على فَم الْبَعِير ابْن دُرَيْد كَعَمْتُه أكْعَمُه كَعْمًا السكرِي بِغَيْر كَعُومٌ مَكْعُومٌ ابْن دُرَيْد زَمَلْتُ الرجلَ على الْبَعِير وَغَيره إِذا أردفتَه عَلَيْهِ أَو عادلته ابْن السّكيت الرَّعَن اسرخاء الرَّحْل إِذا لم يُنْعَم شدُّه وَأنْشد
(وَرَحَلُوهَا رِحْلَةٌ فِيهَا رَعَنْ)
_ صَاحب الْعين السِّفِيحَان جُوَالِقانِ يُجعلان على الْبَعِير غَيره الغَبَقَةُ خَطٌ أَو عَرَقةٌ تُشَدُّ فِي الْخَشَبَة المُعْتَرِضَة على سَنَامِ الْبَعِير
3 - خُطُم الْإِبِل وأَزِمَّتها
3 - غير وَاحِد الخِطَام مَا وُضِع فِي أنف الْبَعِير ليُقَاد بِهِ وَجمعه خطُمٌ والمَخَاطِمُ أنوف الْإِبِل قَالَ أَبُو عَليّ ثمَّ استعيرت للنَّاس وَهِي فِي الْإِبِل أصل لموْضِع الخِطَام أَبُو عبيد خَطَمْتُ البعيرَ من الخِطَام غير وَاحِد أخْطِمُه خَطْمًا وَكَذَلِكَ إِذا حَزَزْتَ أنْفَهُ حَزَّا غير عميق لتَضَع عَلَيْهِ الخِطَام والمَخْطِمُ موضعُ الخِطَام من الْأنف أَبُو عبيد الخِشَاش الَّذِي يَجْعَل فِي عَظْم أنف الْبَعِير الْأَصْمَعِي جمعه أخِشَّة وَقد خَشَشْتُه جعلتُ الخِشَاش فِي أَنفه أَبُو زيد خَشَشْتُ الْبَعِير أخُشُّه خَشًّا والعِذار الَّذِي يَضُمُّ حبلَ الخِطَام إِلَى رَأس الْبَعِير وَقد تقدَّم أَنه مَا سَالَ على خَدِّ الْفرس من اللجام وَأَنه جَانب اللِّحْيَة أَبُو عبيد العِرَان الَّذِي يَجْعَل فِي الوَتَرة وَهُوَ مَا بَين المَنْخِرَيْنِ يكون للبَخَاتِيِّ وَجمعه أعْرنَةٌ وعَرنَ البعيرُ عَرَنًا فَهُوَ عَرنٌ شَكا أنفَه من العِرَان أَبُو عبيد عَرَنْتُها أعْرُنُها وأعْرنها عَرْنًا ابْن الْأَعرَابِي المِهَار عُودٌ غليظ يَجْعَل فِي أنف البُخْتِيِّ أَبُو عبيد البُرَةُ الَّتِي تُجعل فِي أحد جَانِبي المَنْخِرَيْن وَهِي من صُفْر وَقد أبْرَيْتُها وَقَالَ صَاحب الْعين بُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ مَعْمولة وَقد تقدَّم أَن البُرَي(2/211)
الخَلاَخِيل أَبُو عبيد الخِزَامَةُ البُرَةُ من الشَّعَر وَقد خَزَمْتُها أخْزِمها خَزْمًا والطيرُ كلُّها مَخْزُومَةٌ لِأَن وَتَرَات أنوفها مثقوبة أَبُو عبيد الزِّمَام لَا يكون إِلَّا فِي الْأنف خَاصَّة وَقد زَمَمْتُها صَاحب الْعين الإِقْلِيد البُرَةُ الَّتِي يُشَدُّ فِيهَا زمامُ النَّاقة وَهُوَ طَرَفُها يُثْنَى على الطّرف الآخر ويُلْوَى لَيَّا شَدِيدا حَتَّى يسْتَمْسك وَكَذَلِكَ يُفْعَل بِبَعْض الأَسْوِرة إِذا كَانَ بُرَة وَكَانَ قِلْدًا وَاحِدًا يُقَال سِوَارٌ مَقْلُودٌ ذُو قَلْبَيْنِ مَلْوِيِّيْنِ ابْن دُرَيْد السلبَةُ خيط يشد على خَطْم الْبَعِير دون الخِطَام والرِّجَاعُ مَا وَقَعَ على أنف الْبَعِير من خِطَامِه صَاحب الْعين الشِّصَار خُشَيْبَة تشدُّ بَين مَنْخِرَي النَّاقة وَقد شَصَرْتُها وشَصَّرتها أَبُو زيد السِّفَار الحديدةُ الَّتِي تُخْطَم بهَا الإبلُ وَالْجمع أْسفِرة ابْن دُرَيْد الْجمع سُفُرٌ أَبُو عبيد وَقد سَفَرْتُه بِهِ صَاحب الْعين بعيرٌ مَخْرُوتُ خَرَتَ الخِشَاشُ أنْفَه أَي ثَقَبَهُ أَبُو عُبَيْدَة الآنِفُ الَّذِي أصَاب الخِشَاشُ أنفَه وأثَّرَ فِيهِ وَقِيَاسه مَأْنُوفٌ لِأَن فِيهِ فِعْلَ من اشْتَكَ من هَذَا شَيْئا أَن يُقَال فُعِلَ ابْن السّكيت وَفِي الحَدِيث
(إِن الْمُؤمن كالبَعِير الأَنِفِ)
يَعْنِي أَنه هَيِّن لَيِّن أَبُو زيد الزِّنَاقُ حبلٌ تَجْذِب بِهِ رأسَ الْبَعِير إِلَيْك وَأَنت رَاكِبه قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ فِيمَا سوى الْبَعِير مستعار وَقد تقدَّم فِي الْبَغْل أَبُو عبيد الجَرْيرُ حَبل مفتول من أدَم يكون فِي أَعْنَاق الْإِبِل وَرُبمَا كَانَ فِي االرأس سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أجِرَّة وجُرَّان صَاحب الْعين أَجْرَرْتُ الناقةَ ألْقَيْتُ جَرِيرَها لِتَجُرَّه وجُرَّ الفَصِيلُ وأُجِرُّ أُنزل بِهِ ذَلِك أَبُو عبيد الجَدِيلُ كالجَرِير أَبُو حنيفَة الجَدِيلُ والجَدِيلَة مأخوذٌ من الجَدْل يَعْنِي الفَتْل أَبُو عبيد رَسَنْتُ الْبَعِير أَرْسُنه رَسْنًا بالرَّسَن وَقد تقدَّم فِي الْخَيل ابْن دُرَيْد الخَلِيجُ الرَّسَن أَو الْحَبل لِأَنَّهُ يَخْتَلِجُ مَا شُدُّ بِهِ أَي يجتذبه صَاحب الْعين شَأْوُ الناقةِ زِمَامُها وَقد تقدَّم أَنه بَعَرُها وَقَالَ ضَرَسْتُ الجَرير لَفَفْتُ على مَوضِع الفَقْرَةِ مِنْهُ وَتَرًا وَأنْشد
(قَالَ لِي القَوْطِيُّ قَوْلاً أَكْتُمُهُ ... إِذْ عَضَّهُ مَضْرُوس قد يَأْلَمُهْ)
_ وَالِاسْم الضَّرَسُ وجَرِيرٌ ضَرِسٌ أَبُو زيد ضَرَّسْتُ الجَرِيرَ كضَرَسْتُه غَيره الكِظَامَةُ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ أنفُ الْبَعِير وَقد كَظَمُوه بهَا ابْن دُرَيْد الغُرْفة الحبلُ الْمَعْقُود بأُنْشُوطة يلقَى فِي عُنُق الْبَعِير يَمَانِية وَقد غَرَفْت الْبَعِير أغْرِفُه وأَغْرُفه غَرْفًا وَقَالَ أَشْرَْبت البعيَر أَو الدابةَ وضعتُ فِي عُنُقه حَبْلاً وَأنْشد
(يَا آلَ وَرْزٍ أشْرِبُوها الأَقْرَان ... )
_ أَبُو عبيد العِلاَطُ الَحْبلُ أَبُو زيد الشَّنَاقُ حَبْلٌ تَجْذِبُ بِهِ رأسَ الْبَعِير إِلَيْك وَأَنت رَاكِبه أَبُو عبيد شَنَقْتُ الْبَعِير أَشْنِقُه وأَشْنُقه شَنْقًا وأَشْنَقْتُه إِذا جَذَبْتَ خِطَامَه إِلَيْك وَأَنت رَاكِبه وَقَالَ مرّة شَنَقْتُ البعيرَ مَددته بالزِّمام حَتَّى رفع رأسَه وأَشْنَقَ هُوَ رَفَعَ رَأسه ابْن السّكيت ثنَنَيْتُ عُنُق بَعِيري بالزمام أَبُو عبيد عَنَجْتُ البعيرَ أَعْنُجه وأَعْنِجُه عَنْجًا إِذا جَذَبْتَ خِطَامه إِلَيْك وَأَنت رَاكِبه صَاحب الْعين وكل مَا جَذَبْتَه إِلَيْك فقد عَنَجْته ابْن دُرَيْد عَنَجَ بعيَره وغَنَجَهُ وغَيَّفَهُ عَطَفَهُ وعَكَسْتُ رأسَ الْبَعِير عَطَفْتُه وَأنْشد
(جاوَزْتُهُ بأَمُونِ ذاتِ مَعْجَمَة ... تنَحُو بكَلْكَلِها والرَّأسُ مَعْكُوسُ)
_ والتَّخْفِيض مَدُّكَ رأسَ الْبَعِير إِلَى الأَرْض ابْن دُرَيْد كَلَبْتُ البعيرَ أكْلُبه كَلْبًا جمعتُ بَين جَرِيره وزِمَامه بَخْيطٍ فِي البُرَة أَبُو عبيد خَرَشْتُ البعيَر وحَرَشْتُه ضَرَبْتُه بالمِحْجَن أَجْتَذِبُه إليَّ أَبُو زيد الإِكْمَاحُ لِلْإِبِلِ جَذْبُها بالزمام صَاحب الْعين عَتَلْتُ النَّاقة أَعْتُلُها جَرَرْتُها بزمامها جَرَّا عنيفًا والزَّوْعُ جَذْبُ النَّاقة بالزمام لتناقد زُعْتُها زَوْعًا وزُعْتُ بزِمامها وَأنْشد(2/212)
(زُعْ بالزَّمام وجَوِّزُ الليلِ مَرْكُومُ)
_ يَعْنِي ادْفَعْه إِلَى قُدَّام أَبُو عبيد زُعْتُه كَفَفْتُه وقَدَّمْتُه الْأَصْمَعِي عَوَيْتُ النَّاقة عَيَّا لَوَيْتُ عُنْقَها صَاحب الْعين والناقة تَعْوِي البُرَة فِي سَيرهَا تَلْوِيها بِخَطْمِها وعَوَيْتُ الحَبْلَ عَيًّا فانْعَوَى لَوَيْتُه وكلُ لَيٍّ عَيٌّ الْأَصْمَعِي خَنِفُ البعيرُ خَنَفًا لَوَى أَنْفَهُ من الزِّمام وبعيرٌ مِخْنَفٌ بِهِ خَنَفٌ
3 - عَقل الْإِبِل وشدّها
3 - أَبُو عبيد هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُه هَجْرًا وَهُوَ أَي يُشَدَّ حبلٌ فِي رُسْغِ رجله ثمَّ يشد إى حَقْوه إِذا كَانَ عُرْيًا فَإِذا كَانَ مَرْحُولاً شَدَّه فِي الحَقَب واسمُ الْحَبل الَّذِي يُفْعَل بِهِ ذَلِك الهِجَارُ قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَول الْأَغْلَب
(مَا إِنْ رَأَيْنا مَلِكًا أَغَارَا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةٌ وَقَارًا)
(وفارسًا يَسْتَلِبُ الهِجَرَا)
_ فَلَيْسَ من هَذَا وَإِنَّمَا الهِجَارَ خَاتم تمتحن بِهِ الفُرْسُ طَعْنَهَا وَرَمْيَهَا فَإِذا طَعَنُوا أَو رَمَوْا فَأَصَابُوا فقد استحقوا الطعْن والرماية وَقيل الهِجَار حبلٌ يُعْقَد فِي يَد الْبَعِير وَرجله فِي أحد الشِّقَّين فِي مَوضِع اللِّبْد وَرُبمَا عُقِد فِي وَظِيف الْيَد ثمَّ حُقِب فِي الطَّرَف الآخر أَبُو عبيد عَقَلْتُه أَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلْتُه واعْتَقَلْتُه وَهُوَ أَن يَثْنِي وظيفه مَعَ ذراعه فيَشُدُّها جَمِيعًا فِي وسط الذِّرَاع وَنَحْوه وَاسم الْحَبل العِقَال وحَجَزْتُه أَحْجِزه حَجْزًا وَهُوَ أَن يُنِيخَهُ ويَشُدُّ حَبْلاً فِي أصل خُفَّيْه جَمِيعًا من رجلَيْهِ ثمَّ يرفع الْحَبل من تَحْتَهُ حَتَّى يشدّه على حَقْوَيْهِ وَذَلِكَ إِذا أَرَادَ ن يرْتَفع خُفُّه وَمِنْه قَول ذِي الرمَّة
(فَهُنَّ مِنْ بَيْنِ مَحْجُوزٍ بنافِذَةٍ)
_ واسمُ الْحَبل الحَجَاز وَقد أَبْضْتُه آبِضُه وَهُوَ أَن تُشَدَّ رُسْغ يَده إِلَى عَضُده وَاسم ذَلِك الْحَبل الإِبَاضُ وَقَالَ عَرَسْتُه أَعْرُسُه عَرْسًا وَهُوَ أَن تشدَّ عُنقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارِكٌ وَاسم الحَبْل العِرَاس وَقَالَ عَكَسْتُه أَعْكِسُه عَكْساً وَهُوَ أَن تشد عُنُقه إِلَى إِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك وَاسم الحَبْل العِكَاس وَقد تقدَّم أَن العَكْسَ عَطْفُها بالزمام وَقَالَ عَكَلْتُه أَعْكُله عَكْلاً وَهُوَ أَن يُعْقَل برِجْل والرِّفَاق حَبلٌ يشد من عنق الْبَعِير إِلَى رُسْغه رَفَقْتُه أرْفُقه رَفْقاً وَأنْشد
(كَذَاتِ الضِّعْنِ تَمْشِي فِي الرِّفَاقِ)
_ وَقيل الرِّفَاقُ أَن يُخْشَى على النَّاقة أَن تَنْزع إِلَى وَطَنها فتُشدَّ عَضُداها شَدًّا شدِيدًا لتُخْبَل عَن أَن تُسْرع وَقد يكون الرِّفاق أَيْضا أَن تَظْلَع من إِحْدَى يَديهَا فيَخْشَوْا أَن تُبْطِرَ اليدُ الصَّحِيحَة السعيمة ذَرْعَها فَيصير الظَّلْعُ كَسرًا فَتُحَزَّ عَضُدُ الْيَد الصَّحِيحَة لكَي تَضْعُف فَيكون سَدْوُهما وَاحِدًا وَقَالَ عَقَلْتُ البعيرِ بِثَنَايَيْنِ غير مَهْمُوز الألفغ لِأَنَّك ثَنَّيْتَه غير تَثْنِيَة الْوَاحِد وَذَلِكَ إِذا عَقَلْتَ يَدَيْهِ جَمِيعًا بِحَبل أَو بطَرَفي حَبل ويُسَمَّى ذَلِك الْحَبل الثِّنَايَة والِمْثَناة ابْن السّكيت هِيَ المَثْناة والمِثْنَاة أَبُو عبيد عَقَلْتُه بِثِنْتَيْنِ إِذا عَقَلْتَ يدا واحدةٌ بعُقْدتين فَإِذا شددت قوائمه كُلُّها وجمعتها قلت ضَفَفْتُها أَضُفُّها وَكَذَلِكَ غير الْبَعِير صَاحب الْعين المِجَارُ العِقَال والقَرِينةُ الناقةُ تشدُّ إِلَى أُخْرَى ابْن السّكيت الرِّساغُ الحَبْلُ يشدُّ فِي الرُّسْغ شدًّا شَدِيدا فَيمْنَع الْبَعِير من الانبعاث فِي الْمَشْي أَبُو زيد رَسَغْتُ الْبَعِير شددتُ رُسْغَ يَدَيْهِ بخيط ابْن السّكيت أحْجَل بعيرَه أطلَقَ(2/213)
_ قيدَه من يَده الْيُسْرَى وشَدَّه فِي يَده الْيُمْنَى وَتقول هَؤُلَاءِ أَجْمالٌ مَقَايِيدُ أَي مُقَيَّدات وَاسم مَا تُقَيِّد بِهِ القَيْدُ ابْن دُرَيْد كَرَبْتُ وَظِيفي الْجمل دَانَيْتُ بَينهمَا بِحَبل أَو قيد وَقد تقدَّم فِي الْحمار غَيره القُرْزُل القَيْدُ وَقَالَ بعير مَقْطُور إِلَى آخر مشدود إِلَى القِطَار من الْإِبِل والطَّلَق قيد من فِدّ أَو عَقَب تُقَيَّد بِهِ الْإِبِل والتَّذْرِيع فَضْلُ قيدٍ تُشَدُّ بِهِ الذِّرَاع وَقَالَ تَكَفَّر البعيرُ بحِبَالِه إِذا وَقَعَتْ فِي قوائمه أَبُو زيد أَمْلَيْتُ للبعير فِي الْقَيْد أَرْخَيْتُ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعْتُ
2 - نزع خُطُمِ الْإِبِل
2 - 3 وَأَزِمَّتِها وقيودِها
3 - ابْن دُرَيْد بعيرٌ عُلُطٌ بِلَا خِطَام أَبُو عبيد ناقةٌ عُلُطٌ كَذَلِك وَقَالَ عَلَّطت البعيرَ نزعت عِلاَطَه من عُنُقه وَهُوَ الْحَبل ابْن دُرَيْد بعيرٌ عُطُلٌ كعُلُطٍ أَبُو عُبَيْدَة الأَعْطَال الَّتِي لَا أرسانَ عَلَيْهَا وَقَالَ ناقةٌ طُلُقٌ بِغَيْر قَيْدٍ وَلَا عِقَال وَالْجمع أطلاق وَقد أُطْلِقَتْ فَطَلَقَتْ وطُلِّقَتْ ابْن دُرَيْد نَاقَة طَالِق بِلَا خِطَام وَهِي أَيْضا الَّتِي تُرْسَل فِي الْحَيّ فَتَرْعَى من جنابهم حَيْثُ شَاءَت لَا تُعْقَل وَقيل هِيَ الَّتِي يحتبس الرَّاعِي لَبنهَا وَقيل هِيَ الَّتِي يُتْرَك لَبنهَا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ تُحْلَب وَقد تقدَّم أَنَّهَا المنتشرة فِي الرَّعْي والمتوجهة إِلَى المَاء ابْن الْأَعرَابِي بَعَثْت الْبَعِير أبعَثه بَعْثًا إِذا كَانَ معقولاً فحَلَلْته أَو باركًا فهِجتَه
3 - سِمات الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين النَّار السِّمَة أُنْثَى أَبُو عَليّ وَذَلِكَ لأنَّها تُوسَمُ بالنَّار وَالْجمع كجمع النَّار وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه وَقد نُرْتُ البعيرَ جعلت عَلَيْهِ نَارا وَمَا بِهِ نَوْرٌ أَي وَسْم أَبُو عبيد العُذْرُ سِمَة فِي مَوضِع العِذَار غَيره وَهِي العُذْرة وَالْجمع عُذَر أَبُو عبيد الدُّمُع سِمَةٌ فِي مجاري الدَّمْع صَاحب الْعين هِيَ الدِّمَاغ ابْن دُرَيْد حَجَّرْتُ عينَ الْبَعِير وحوَّزْتُها وَسَمْتُ حَوْلَها بِمِيسَم مستدير أَبُو عبيد حَوَّرْتُ عينَ الدَّابَّة حَجَّرْت حَوْلها وَذَلِكَ لداء يُصِيبهَا صَاحب الْعين الخِطَام سمِةٌَ دون الْعَينَيْنِ أَبُو عبيد الصِّدَاغ سِمَةٌ فِي الصُّدْغ طُولاً صَاحب الْعين اللِّجَا ضَرْبٌ من سِمَات الْإِبِل من الخَدَّين إِلَى أصل صَفْقَي العُنُق وَالْجمع أَلْجِمَةٌ ولُجُمٌ وَالْقِيَاس مَلْجُومٌ وَلم أسمع بِهِ وَأحسن من ذَلِك أَن تَقول بِهِ سِمَة لِجَامٍ ثَعْلَب لَجَمْتُ البعيرَ من سِمَة اللِّجام أَبُو عبيد قَيْدُ الفرَس سِمَةٌ فِي أعناقها وَأنْشد
(كُومٌ على أعناقِها قَيْدُ الفَرَسْ ... تَنْجُو إِذا الليلُ تَدَانَى والْبَسْ)
_ والعِلاَط فِي العُنُق بالعَرْض صَاحب الْعين الْجمع أَعْلِطَةٌ وعلط وَقد عَلَطْتُها أَعْلِطُها وأَعْلُطها عَلْطًا سِيبَوَيْهٍ عَلَّطْتُ البعيرَ لَا يُعَنَى بِهِ التكثير ابْن دُرَيْد لأَعْلُطَنَّك عَلْطَ سوءٍ ولأَعْلِطَنَّكَ أَي لأَسِمَنَّك قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ على الْمثل السيرافي الإِعْلِيط الوَسْمُ فِي العُنُق وَقد مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ أَبُو عبيد والسِّطَاعُ بالطُّول صَاحب الْعين هِيَ سِمَةٌ فِي الجَنْب والعُنُق طُولاً والعِلاَب سِمَةٌ فِي طول الْعُنُق أَبُو عبيد الهَنَعة فِي مُنْخَفَض العُنق والصِّيْعَرِيَّةُ فِي العُنُق وَقد تقدَّم أَنَّهَا الِاعْتِرَاض فِي السّير ابْن الْأَعرَابِي الزَّاجَل وَسْمٌ فِي عَرْض عنق الْبَعِير أَبُو عبيد الصِّدَار فِي الصِّدْر والذِّرَاع فِي الأَذْرُع والمُفَعَّاة سِمَةٌ كالأفَعْىَ والمُثَفَّاة كالأَثَافِي وَمِنْهَا الفِرْتَاج والصَّلِيب ابْن دُرَيْد بعير مَصْلُوب إِذا كَانَ مِيسَمُه صَلِيبًا أَبُو عبيد وَمِنْهَا الشِّجَارُ والمُشَيْطَنَة والخِبَاط قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو الْعَبَّاس هِيَ من الْجِسْم أَيْنَمَا كَانَت إِلَّا الخِبَاط فَإِنَّهُ وَسْمٌ فِي الفَخْذِ(2/214)
_ بالطُّول قَالَ سِيبَوَيْهٍ الخِبَاط على الوَجْهِ وَأما الوَسْم فَيَجِيء على فِعَال نَحْو الخِبَاط والعِلاَط والجِنَاب والعِرَاض والكِشَاح فالأَثَر يكون على فِعَال والعَمَلُ يكون فَعْلاٌ كَقَوْلِك وَسَمْتُه وَسْمًا وخَبَطْتُه خَبْطاً وكَشَحْتُه كَشْحًا وَأما المُشْطُ والدَّلْو والخُطَّاف فَإِنَّمَا أَرَادوا صُورَة هَذِه الْأَشْيَاء أَنَّهَا وُسِمَت بِهِ كَأَنَّهُ قَالَ عَلَيْهَا صُورَة الدَّلْو وَقد جَاءَ على غيرِ فِعَال نَحْو القَرْمَة والجَرْف اكْتَفَوا بِالْعَمَلِ يَعْنِي الْمصدر فأوقعوها على الْأَثر أَبُو عبيد الجِنَابُ على الجَنْب والكِشَاح على الكَشْحِ وَقد تقدَّم ذكر العِلاَط والعِرَاض صَاحب الْعين الرُّحْبَى سِمَةٌ على الجَنْبِ أَبُو عبيد اليَسَرَةُ وَسْمٌ فِي الفَخْذَيْن وَجمعه أيسار أَبُو عبيد المِجدَحُ مِيْسَمٌ على أفخاذها صَاحب الْعين بعيرٌ مَلْذُوعٌ كُوِي كَيَّةٌ خَفِيفَة فِي فَخذه وَهِي اللَّذْعَة وَأنْشد غَيره
(شَعْواء كاللَّذْعَة بالمِيسَم)
_ والخِرَاش سِمَةٌ مستطيلة كاللَّذْعَة الخَفِيَّة وَالْجمع أخْرِشَةٌ وبعيرٌ مَخْرُوشٌ أَبُو عبيد التَّحْجِين سِمَةٌ مُعْوَجَّة صَاحب الْعين الشِعْب سِمَةٌ لِبَنِي مِنْقَرٍ كَهَيئَةِ المِحْجَن وجَمَلٌ مَشْعُوبٌ وَقَالَ غَيره فِي قَول النَّابِغَة الْجَعْدِي
(وذَكَرْت مِنْ لَبَن المُحَلِّق شَرْبَةٌ ... والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيد بَدَادِ)
إِنَّه عَنَى ناقةٌ سِمَتُها على شكل الحَلْقة وذَكَّرَ على إِرَادَة الشَّخْص أَو الضَّرْع وَقَالَ الرَّصفةُ سِمَةٌ تكون بِرَصْفَةٍ من حِجَارَة حَيْثُمَا كَانَت قَالَ والخِبَاءُ سِمَةُ تُخْبَأُ فِي مَوضِع خَفِيِّ من النَّاقة النجيبة وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيْعَةٌ بالنَّار وَالْجمع أَحْبِنَةٌ
3 - السِّمات فِي قَطْع الْجلد
3 - أَبُو عبيد من السِّمات فِي قَطْع الجلَد الرِّعْلةُ وَهِي أَن يُشَقَّ من الْأذن شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلَّقًا وَقيل التَّرْعِيل الشِّقُّ فِي مُؤخر الْأذن وكلُّ مُتَدَلٍّ من شَيْء رَعْلَةٌ وَمِنْه قيل للقُلْفَة رَعْلَة ابْن دُرَيْد نَاقَة رَعْلاء وَأنْشد أَبُو عبيد
(فَقَأْتُ لَهَا عَيْنَ الفَحِيل عِيَافةً ... وفيهنَّ رَعْلاءُ المَسَامِعِ والحامي)
_ الفَحِيل النَّجِيب الْكَرِيم من الْإِبِل قَالَ فَأَما قَوْله
(رأيتُ الفِتْيةَ الأَرْعا ... لَ مِثْلَ الأَيْنُق الرُّعْل)
_ فَإِن الأرعال هَاهُنَا جمع رَعِيل وَهُوَ الَّذِي لم يُخْتَن وَالدَّلِيل على ذَلِك رِوَايَة أبي الْعَبَّاس وَأبي بكر رأيتُ الفيةَ الأَرْغَال جمع رُغُل ورُغُلٌ جمع أَرْغَل وَهُوَ الَّذِي لم يُخْتن أَيْضا يُقَال رجُلٌ أَرْغَل وأَرْغَلُ وَلم يُكَسَّر فُعْل جمعا على أَفْعَال عليّ وأصل الرَّعَل الاسرخاءُ والتدلدل وَمِنْه قيل للناعم المُتَدَلْدِل المُتَهَدِّل من النَّبَات أَرْعَل وَأنْشد أَبُو حنيفَة
(فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالِّنقَالِ ... ومُظْلِمًا لَيْسَ على دَمَال)
_ النِّقَال مَا تَقَطَع من النِّعال وَلم يَبِنْ شبه النَّبَات فِي تهدُّله بهَا صَاحب الْعين نَاقَة عَضْبَاء مشقوقة الْأذن وجَمَل أَعْضَبُ وَكَانَت نَاقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسمى العَضْبَاء وَقد قدَّمت أَن العَضْباء من آذان الْخَيل الَّتِي يُجَاوز القطعُ ربعَها والخَذَمَةُ من سِمَات الْإِبِل مُذْ كَانَ الْإِسْلَام أَبُو عبيد وَمِنْهَا الزَّنَمَةُ وَهِي أَن تبين القِطَعة من(2/215)
_ الأُذُن والمُزَنَّم والمزلم الَّذِي تُقطع أذُنُهُ ويُتْرك لَهُ زَنَمَةٌ وَقيل إِنَّمَا يفعل هَذَا بالكرام مِنْهَا قَالَ أَبُو عَليّ قَوْله
(مَغَانِمَ شَتَّى من إفَالِ مُزَنَّمِ)
_ حَمَلَه على معنى الْجمع فأَفْرَدَ الْوَصْف كالسِّمَام المُذْعِف والحِجالَ المُسَجَّف وَمن رَوَاهُ من إفال المَزَنَّم فَهُوَ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه والمُقَصَّاة كالمُزَنَّمة قَالَ أَبُو عَليّ القَصَا حَذْفٌ فِي أذُن النَّاقة ابْن السّكيت قَصَوْتُ الْبَعِير قَطَعْتُ من طرف أُذنه وناقة قَصْوَاءُ وجَمَلُ مَقْوٌّ ومُقَصَّى وَلَا يُقَال أَقْصَى وَقد حَكَاهَا بَعضهم ابْن دُرَيْد البَحِيرة الَّتِي تُشَقُّ أُذنها بنصفين صَاحب الْعين بَحَرْتُها أَبْحَرَهَا بَحْرًا أَبُو عبيد ناقةٌ ذَات إقبال وإدبار إِذا شُقَّ مقدّم أذنها ومؤخرها وفُتِلت كَأَنَّهَا زَنَمَة ابْن دُرَيْد نَاقَة مُقَابَلَة مُدَابَرة قَالَ والمُخَضْرَمَة الَّتِي قُطع نصف أُذنها وَقيل الَّتِي قطع طرف ذَنَبها صَاحب الْعين هِيَ المقطوعة أذنها بنصفين وَمِنْه رجل مُخَضْرَم إِذا كَانَ نِصْف عمره فِي الْإِسْلَام وَنصفه فِي الْجَاهِلِيَّة وَقيل المُخَضْرَمَة المقطوعة إِحْدَى الْأُذُنَيْنِ وَقَالَ هِيَ سِمَةُ الْجَاهِلِيَّة وَقيل هِيَ أَن تَقْطَعَ مِنْهَا شَيْئا وتَدَعَهُ يَنُوس وَقيل هِيَ المقطوعة طَرَف الذَّنب وَفِي الحَدِيث
(خَطَبَنَا رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَاقَة مُخَضْرَمَة)
صَاحب الْعين القُرْعة سِمَةٌ فِي وسط أنف النَّاقة أَبُو عبيد القُرْمَة أَن تقطع جِلْدة من أنف الْبَعِير لَا تَبِين ثمَّ تُجمع على أَنفه سِيبَوَيْهٍ وَهِي القَرْمَة أَبُو عبيد وَمثله فِي الْفَخْذ الجَرْفة وَقد قدمت تَعْلِيل القَرْمَة والجَرْف اللَّذين هما العَمَل وَيُقَال للقُرْمَة أَيْضا الْقِرَام وبعير مَقْرُومٌ وَقد قَرَمْتُه أَقْرِمه قَرْمًا والقُرَامة الْجلْدَة المعطوعة والفَقْرُ أَن يَحَزَّ أنفُ الْبَعِير حَتَّى يَخْلُص إِلَى الْعظم أَو قريب مِنْهُ ثمَّ يلوى عَلَيْهِ جَرِيرٌ يُذَلَّل بذلك الصعبُ وَمِنْه عملت بِهِ الفاقرة
3 - السِّمات فِي غير ذَات الْجَسَد
3 - أَبُو عبيد الرَّبَذُ العهُوُن فِي أَعْنَاق الْإِبِل واحدتها رِبْذَةٌ
3 - الْإِبِل لَا سِمَةَ لَهَا
3 - أَبُو عبيد الباهلُ الَّتِي لَا سِمَة عَلَيْهَا وَالْجمع بُهْلٌ ابْن دُرَيْد نَاقَة غُفْل لَا سِمَة عَلَيْهَا وَالْجمع أَغْفَال صَاحب الْعين وكلُّ مَا لَا علامةَ لَهُ من الطُّرُق والأَرْضِينَ غُفْلٌ أَبُو عبيد نَاقَة عُطُلٌ بِلَا سِمَة وَقد تقدَّم أَن الأَعْطال الَّتِي لَا أرسان عَلَيْهَا أَبُو زيد نَاقَة فِرَاغٌ بِلَا سِمَة
3 - تنكيل الْإِبِل
3 - أَبُو عبيد البَلِيَّةُ النَّاقة يَمُوت رَبُّها فتُشَدُّ عِنْد قَبره لَا تُعْلَف وَلَا تُسْقَى حَتَّى تَمُوت يَقُولُونَ إِن صَاحبهَا يحْشر عَلَيْهَا والمُعَنَّى جَمَلٌ كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَنْزِعُون سَنَاسِنَ فَقْرَتِه ويُعْقَر سَنَامه لِئَلَّا يُركَب وَلَا يُنتفع بظهره وَذَلِكَ إِذا مَلَكَ صاحبُه مائَةَ بعيرٍ وَهُوَ الَّذِي أَمْأَتْ إبلُه بِهِ
3 - إعراء الْإِبِل
3 - أَبُو عبيد أَكْفَأْتُ فلَانا إبِلي جعلتُ لَهُ أوبارها وَأَلْبَانهَا وَقد تقدَّم الإكفاء فِي النِّتَاج أَبُو زيد اسْتْكَفْأتُه إِيَّاهَا أَبُو عبيد الإِخْبَال كالإكفاء وَمِنْه قَول زُهَيْر(2/216)
(هُنَالِكَ إِن يُسْتَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلُوا)
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يرويهِ
(هُنَالك إِن يُسْتَخْوَلُوا المالَ يُخْوِلُوا)
_ أَخَذَه من الخَوَل وَهُوَ أعجب إليِّ والدِّفْءُ نِتاج الْإِبِل وَأَلْبَانهَا وَالِانْتِفَاع بهَا وَهُوَ قَول الله عز وَجل لكم فِيهَا دِفْءٌ النَّحْل 5 الشَّيْبَانِيّ أَدْفَأْتُه إبلي جعلت لَهُ دِفْأَهَا أَبُو زيد ألْسَنْتُ فلَانا فَصِيلاً أعرته إِيَّاه ليلقيه على نَاقَته فتَدِرَّ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ أَعَارَهُ لِسَان فَصِيله
3 - عُيُوب الْإِبِل
3 - أَبُو عبيد العَرَرُ قِصَرٌ فِي السَّنَام بعيرٌ أَعَرُّ وناقة عَرَّاء والجَبَبُ أَن يقطع السَّنَام بعيرٌ أَجَبُّ وناقة جَبَّاء ابْن السّكيت الجَبَبُ أَن يُلِحَّ الرَّحْلُ أَو القتب على السنام فَلَا يثبت والجَزَل أَن يُصِيب الغاربَ دَبَرةٌ فيُخرج مِنْهُ عَظْمٌ فيطمئن مَوْضِعه وَقد جَزِلَ جَزَلاً فَهُوَ أجْزَل وَأنْشد
(تُغَادِر الصَّمْدَ كظَهْرِ الاجْزَلِ)
_ الْخَلِيل الأَجْزَل الَّذِي ذَهَبَ سَنَامُه كُلُّه وَقيل هُوَ الَّذِي لَا تَبْرأ دَبرَتُه وَلَا ينْبت فِي موضعهَا وبر وَقيل هُوَ الَّذِي هَجَمَت دَبَرتَه على جَوْفه وَقد جَزَله القتب يَجْزِله جَزْلاً وأجْزَله وجَزِل هُوَ جَزلاً ابْن دُرَيْد وَيَقُول الْقَائِل إِذا أنْشد بَيْتا فَلم يحفظه قد كَانَ عِنْدِي جِزْلة هَذَا الْبَيْت أَي مَا يُقيمه وَقَالَ تعير أَدْفى فِي ظَهره عَوَجٌ والأثنى دَفْوَاء وَقَالَ نَاقَة هَنْعَاء إِذا انحدرت قَصَرتُها وارتفع رَأسهَا وأشرف حاركُها وَقيل هِيَ الَّتِي فِي عُنُقهَا تَطَامُنٌ خِلْقَةٌ وَقد تقدَّم فِي النَّاس وَالْخَيْل أَبُو عبيد الخَلَف أَن يكون مائلاً على شِقٍ بعير أخْلَفُ والصَّدَف أَن يمِيل خُفُّه من الْيَد أَو الرجل إِلَى الْجَانِب الوَحْشِي وَقد صَدِف صَدَفًا وَهُوَ أصْدَف فَإِن مَال إِلَى الْجَانِب الأنسي فَهُوَ أقْفَدُ وَقد قَفِدَ قَفَدًا ابْن الْأَعرَابِي بعيرٌ أسْقَلُ إِذا قَفِدَ أَبُو زيد فِي يَده سَقَلٌ وَهُوَ الصَّدَف ابْن السّكيت الكَتَفُ ظَلْعٌ يَأْخُذ مِنْ وَجَعٍ فِي الْكَتف جملٌ أَكْتَفُ وناقة كَتْفَاء أَبُو عبيد فَإِن أَصَابَهُ ظَلْعٌ فَمشى منحرفًا فَهُوَ أَنْكَبُ وَقد نَكِبَ نَكَبًا وَلَا يكون النَّكَب إِلَّا فِي الكَتِف فَإِن كَانَ يَابِس الرجلَيْن فَهُوَ أقْسط وَقد قَسِط قَسَطًا أَبُو حَاتِم الأَقْسَطُ الأعوج الرجلَيْن وَأنْشد
(تَحْتَثُّ عَجْلَى رَجْعُها لم يَقْسَطِ)
_ ابْن السّكيت الحَرَدُ أَن يَيْبَس عَصب الْبَعِير من عقال أَو يكون خِلْقة فيَخْبط بهَا إِذا مَشى وجَمَلٌ أحْرَد وَقيل الحَرَدُ دَاء فِي القوائم إِذا مَشى الْبَعِير نَفَض قوائمه فَضرب بهنَّ الأرضَ وَقد حَرِدَ حَرَدًا وَقيل الأَحْرَد الَّذِي إِذا مَشى رفع قوائمه رفعا شَدِيدا ووضعها مَكَانهَا من شِدَّة قِطَافه وَهُوَ فِي الدَّوَابّ وَغَيرهَا أَبُو عبيد بعيرٌ أَرْكَبُ إِذا كَانَت إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أعظم من الْأُخْرَى فَإِن كَانَ فِي رُكْبَتَيْهِ اسرخاء فَهُوَ أَطْرَق وَقد رِق طَرَقًا ابْن السّكيت بعير أَطْرَق وناقة طَرْقَاء إِذا كَانَ فِي يَدَيْهِ لين أَبُو زيد الفَتَخُ كالطَّرَق غير أَن الطَّرَق أَشد انقلابًا أَبُو عبيد فَإِن كَانَت إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أعظم من الْأُخْرَى فَهُوَ أَلْخَى وناقةٌ لَخْوَاء وَقد لَخِيَ لَخاً أَبُو عبيد فَإِن كَانَ يُصِيبهُ اضْطِرَاب فِي فَخذيهِ إِذا أَرَادَ الْقيام ساعةٌ ثمَّ ينبسط فَهُوَ أَرْجَزُ وَقد رَجِزَ رَجَزًا ابْن دُرَيْد وَمِنْه اشتقاق الرَّجَزِ من الشِّعر لتقارب أَجْزَائِهِ وَقلة حُرُوفه أَبُو عبيد فَإِن كَانَت رِجْلاه تعحلان بِالْقيامِ قبل أَن يرفعهما كَأَن بِهِ رِعْدة فَهُوَ أَخْفَجُ وَقد خَفِج خَفَجاً ? ابْن دُرَيْد وناقة خَفْجَاء أَبُو عبيد فَإِن كَانَ فِي(2/217)
_ عُرْقوبَيْه ضعْفٌ فَهُوَ أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل وَقَالَ بعير أذٍ وناقةٌ أَذِيَةٌ إِذا كَانَ لَا يَقِرُّ فِي مَكَان من غير وَجَع وَلَكِن خِلْقَة وَقَالَ بعيرٌ أَعْقَل بَيِّن العَقَلِ وناقة عَقْلاء وَهُوَ أَن يكون فِي رِجْله الْتِوَاءٌ ابْن السّكيت العَقَل أَن يُقْرِط الرَّوَحُ فِي الرِّجلين حَتَّى يَصْطَكَّ العرقوبان وَأنْشد
(مَفْروشة الرِجْل فَرْشًا لم يَكُن عَقَلًا)
_ وَقد عَقِلَ عَقَلاً فَهُوَ أَعْقَل أَبُو زيد الهَدَأُ صِغَر السِّنام يَعْتَريه من الحَمْل وَلَا يبلغ أَن يكن جَبَبًا وَقد تقدَّم الهَدَأُ فِي الْإِنْسَان صَاحب الْعين الأَزْجَرُ الَّذِي فِي فَقَار ظَهره انْخِزَال من دَاء أَو دَبَر أَبُو زيد المَأْمُوم الَّذِي قد ذَهَبَ وَبَرُه من ظَهره من ضَرْب أَو دَبَر وَيُقَال وَجِبَت الناقةُ وَجّى وَهُوَ وَجَعٌ يَأْخُذ الْإِبِل فِي أرساغها فِي أيديها وأرجلها وَيَأْخُذ الإيساني فِي يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ من الْمَشْي والحَفَي أشدّ مِنْهُ وَقيل الوَجَى فِي عِظَام سَاَقِي الْبَعِير وبَخَصِ الْفرس والحَفَى فِي الأخفاف خَاصَّة أَبُو عبيد السَّخَا مَقصور ظَلْعٌ يكون من أَن يَثِبَ العيرُ بالحِمْل الثقيل فتعترض الرّيح بَين الْجلد والكتف يُقَال مِنْهُ بعير سَخٍ وَقَالَ بعيرٌ بِهِ خَالِعٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يَقْدِر على أَن يَثُور إِذا جلس الرجل على غُرَاب وَرِكه والخُمَالُ ظَلْعٌ يكُون فِي القوائم وَأنْشد
(لم تُعَطَّف على حُوَارٍ وَلم يَقْطَعْ ... عُبَيْدٌ عُرُوقَها من خُمَال)
_ عُبَيْدٌ اسْم مُتَطَبِّب للنَّاس أَبُو زيد النَّكَبُ ظَلْعٌ يَأْخُذ الْبَعِير من وجع فِي مَنْكِبه وَقد نَكِبَ نَكَبَا فَهُوَ أَنْكَبُ والمُلأةَْ رَهَلٌ يَأْخُذ الْبَعِير من طول الْحَبْس بعد السّير أَبُو عبيد ناقةٌ رَفْقَاءُ وَهُوَ أَن يَسْتَدَّ إحْلِيل خِلْفِها أَو زيد وَالِاسْم الرَّفَق والغَلَل فَسَاد فِي الإْليِل من سوء الحَلْب مثل الرَّفَق وَذَلِكَ أَن الحالب لَا ينفُضُ الضَّرع فيَرْتدّ اللَّبِنُ فِي الضَرَّة فَيَعُود دَمًا أَو خَرَطًا صَاحب الْعين النَّزْرُ وَرَمٌ فِي ضَرْع النَّاقة وناقة مَنْزُورة أَبُو عبيد المُوَقَّذَة الَّتِي قد أَثَرَ الصِّرَار فِي أخلافها وَقيل هِيَ الَّتِي يَرْغَثُها وَلَدُها وَلَا يخرج لَبَنُها إِلَّا نَزْرًا لِعِظَم الضَّرْع فيُقَذَِّها ذَلِك ويأخذها لَهُ دَاء وَوَرَمٌ فِي الضَّرْع ابْن الْأَعرَابِي السَّأْيُ دَاء يكون فِي طَرَف الخِلْف أَبُو عبيد المُوَذَّمَة الَّتِي يخرج فِي حَيائها لحمٌ مثل الثَّآلِيل فيُقْطَع ذَلِك مِنْهَا صَاحب الْعين وَاسم مَا يخرج فِي حَيائها الْوَذَمَةُ والوَخَمُ كالباسُور وَرُبمَا خرج فِي حَياء النَّاقة عِنْد الْولادَة فقُطِع وَقد وَخمِتَ ْفهي وَخِمَةٌ والبَلَمَة داءٌ يِأخذ الناقةَ فِي حَيائها فيَضِيق لذَلِك وَقد أَبْلَمَتْ أَبُو عبيد الحائص الَّتِي لَا يجُوز فِيهَا قَضِيبُ الْفَحْل كأنَ بهَا رَتَقٌا صَاحب الْعين العَفَلُ والعَفَلة شيءٌ يخرج فِي حَياء النَّاقة وَغَيرهَا من الدَّوَابّ شَبيه بالأُذرة عَفِلَتْ عَفَلاً فَهِيَ عَفْلاء وَقد تقدَّم فِي النِّسَاء ابْن السّكيت العَجَنُ دَاء يَأْخُذ الناقةَ فِي حَيائها وَهُوَ شَبيه بالعَفَل ناقةٌ عَجْنَاء بَيِّنَةُ العَجَن صَاحب الْعين هُوَ أَن يَرِمَ حَياؤها فَلَا تَلْقَح والشَّرْم قَطْعٌ فِي ثَفْرِ النَّاقة يُقَال نَاقَة شَرْمَاء وَشَرِيمٌ ابْن السّكيت الصَّعَر داءٌ يُصيب الْإِبِل فتلتوي مِنْهُ أعناقُها وَبِذَلِك سمي المتكبر أَصْعَر أَبُو زيد الفَتْلاَءُ من الْإِبِل الثَّقِيلَة المُتَأَطِّرَةُ الرِّجْلين والفَتَلُ على وَجْهَيْن فَأَما فَتَلُ الْيَدَيْنِ فَفِي وظيفيهما وفِرْسِنَيْهِما وهوعيب وَأما فَتَلُ النجابة فَفِي الْمرْفقين أَبُو عبيد الثِّفَالُ البطيء والخِلاَءُ الحِرَانُ فِي النَّاقة وَقد خَلأَتْ وَأنْشد
(بآرِزِة الفَقَارِة لم يَخُنْهَا ... قِطَافٌ فِي الرِّكَابِ وَلَا خِلاَءُ)
_ ابْن السّكيت خَلأَتْ خِلاَءٌ وخُلُوًأ حَرَنَتْ فَلم تَبْرَح من مَبْرَكها أَبُو عبيد نَاقَة لَجُونٌ ثَقيلَة من قَوْلهم تَلَجَّن الخِطْمِيُّ تَلَزَّجَ وَلَجَّنْتُ الْخِطْمِيَّ أَوْ خَفْتُه ابْن دُرَيْد وَلَا يُقَال جَمَلٌ لَجُونٌ قَالَ أَبُو عَليّ الَّلجَانُ فِي الْإِبِل كالْحِرَان فِي الْخَيل(2/218)
3 - جَرَبُ الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين الجَرَبُ بَثْرٌ يَعْلُو أبدانَ الْإِبِل النَّاس ابْن دُرَيْد جَمَلٌ أَجْرَب وَجَرِبٌ سِيبَوَيْهٍ وجَرْبَانُ وَالْجمع جَرْبَى سِيبَوَيْهٍ أَجْرَبُ وأَجَارِبُ ضارعوا بِهِ الْأَسْمَاء كأَشْعَر وأَشَاعِر ابْن دُرَيْد وجُرْبٌ وجِرَاٌب وَقد جَرِبَ جَرَبًا أَبُو عبيد العَرُّ الجَرَب عَرَّتْ الإبلُ تَعِرُّ والعُرُّ قَرْحٌ يكون فِي الْأَعْنَاق أَعنِي أَعْنَاق الإبلُ وأكثرُ مَا يكون فِي الفُصْلان وَقد عُرَّتْ فَهِيَ مَعْرُورة صَاحب الْعين والعُرُّ والعُرَّة الجَرَب عَرّت الإبلُ تَعِرُّ وتَعَرُّ واسْتَعَرَّهم الجَرَبُ فَشَا فيهم أَبُو عبيد فَإِذا قَارَفَ الْبَعِير شيءٌ مِنْهُ قيل بِهِ وَقْسٌ فَإِن كَانَ بِهِ شيءٌ مِنْهُ خَفِيف قيل بِهِ دَرْسٌ وَأنْشد
(يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ ... من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمُ الدَّرْسِ)
(مِنَ الأَذَى وَمن قِرَافِ الوَقْسِ)
_ ابْن دُرَيْد دَرَس البعيرُ ابْتَدَأَ فِيهِ الجَرَبٌ أَبُو زيد دَرَسَ يَدْرُس دَرْسًا أَبُو عبيد فَإِذا كَانَت بِهِ قُوبةٌ مِنْهُ من قبل الَّذَنب قيل بِهِ ناخِسٌ وبعير مَنْخُوس فَإِذا كَانَ فِي مَسَاعِرِهِ قيل دُسَّ وَأنْشد
(قَرِيعُ هجِاَن دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ)
_ ابْن دُرَيْد استَعَرَ الجَرَبُ فِي الْبَعِير تَبَدَّى فِي مَسَاعره صَاحب الْعين قاَرَف الجَربُ البعيرَ داناه شيءٌ مِنْهُ وأصل المُقَارِفة والِقرَافِ المُخَالَطَةُ والقَرْفُ الخَلْطُ وأقْرَفَ الجَرِبُ الصِّحاحَ أعْدَاهَا وَقَالُوا ناقةٌ رَفِغَةٌ قَرِيَحةُ الرَّفْغ جَرِبَتُهُ أَبُو عبيد فَإِن كَانَ الجَرَب قِطَعًا مُتَفَرِّقَة فِي جلده قيل بِهِ نُقَبٌ ونُقْبٌ الْوَاحِدَة نُقْبَة وَأنْشد
(يَضَعُ الْهِنَاء مَوَاضِعَ النَّقْب)
_ أَو زيد هُوَ أوَّل الجَرَب أَبُو عبيد فَإِذا جَرِبَ الْبَعِير أَجْمَعُ فَهُوَ أَجْرَبُ أَخْشَفُ وَقيل نَاقَة خَوْقَاء وبعيرٌ أَخْوَقُ بَيِّنُ الخَوَق وَهُوَ مثل الجَرَب فَإِذا سقط الْوَبر وَالشعر من الْجلد وَتغَير قيل تَوَسَّفَ قَالَ أَبُو سعيد السيرافي أصل التَّوَسُّف التقشر وَأنْشد
(وكنتُ إِذا مَا قٌرِّبَ الزادُ مُولَعًا ... بِكُلِّ كُمَيْتِ جَلْدَةِ لم تَوَسِّف)
_ يصف التمرة أَبُو عبيد فَإِن لم تكن الْإِبِل جَرِبَتْ قَطُّ قيل بعيرٌ قُرْحان وَقد تقدَّم أَنه الصَّبِيُّ الَّذِي لم يُجْدَر والإثنان والجمعُ والمؤنثُ فِي ذَلِك كلَّه سواءٌ وَحكى صَاحب الْعين فِي جمعه قُرْحانُونَ أَبُو عبيد ويروى فِي الحَدِيث
(أَن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدِمُوا مَعَ عمربن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الشأم وَبهَا الطَّاعُون فَقيل لَهُ إنَّ مَعَك قُرْحانًا فَلَا تُدْخِلْهم على هَذَا الطَّاعُون)
وَفِي حَدِيث آخر
(أَن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدِمُوا الْمَدِينَة وهم قُرْحان)
أَي لم يكن أَصَابَهُم داءٌ قبل ذَلِك صَاحب الْعين السالِخُ جَرََبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ مِنْهُ وَقد سُلخ وَكَذَلِكَ الظَّليم إِذا أصَاب ريشَه أَبُو عبيد الجِذْلُ عُودٌ يُنْصَب لِلْإِبِلِ الجَرْبَى وَمِنْه قَوْله
(أَنَّا جُذَيْلُها المُحَكَّك)
2 - الهِنَاء لجَرَب الْإِبِل
2 - 3 ومعالجته
3 - صَاحب الْعين الْهِنَاء ضَرْبٌ من الَقِطران وَقد هَنَأْتُه أَهْنَؤُه هَنْأً أَبُو عبيد وأَهْنِتُه وَالِاسْم الهِنْءُ ابْن(2/219)
_ السّكيت طَلَيْتُ الْبَعِير طَلْيًا والطِّلاَءُ الِاسْم صَاحب الْعين طَلَّيْتُه وطَلَيْتُه أَبُو عبيد الطَّلْيَاء الناقةُ الَّتِي تُطْلَى باْلِهَناء للجَرَب أَبُو عبيد الكُحَيْل الَّذِي تُطْلَى بِهِ الإبلُ للجَرِب وَهُوَ النِّفْط والنَّفْط والقَطِران إِنَّمَا يُطْلَى بِهِ للدَّبَر والقِرْدان وَأَشْبَاه ذَلِك وَزعم أَبُو حنيفَة عَن بعض الْأَعْرَاب أَن القَطِران قد يُطْلَى بِهِ للجَرَب وَهُوَ يُتَّخَذ من العَرْعَر والعُتُم والتَّأْلَب فَأَما القَطِران الَّذِي من العَرْعَر فَهُوَ أجوده ويُسْتَشْفَى بِهِ من العَرِّ ويُلَيّن الجِلد وَكَذَلِكَ قِطْرانُ العُتُم إِلَّا أَنه يُعْقِب الجلدَ خُشونة وتَقَشُّفًا وَهُوَ أبلغ القَطِران وأحدُّه والإبلُ عَلَيْهِ أقلُّ صَبْرًا وَأما قَطِرانُ التَّأْلَب فَرَدِيءٌ يُجْرِب وَلَكنهُمْ يُغَشُّون بِهِ الْجلد لِيَثْخُن وَأنْشد فِي أَن القَطِران يُطْلَى بِهِ للجرب فيستشفى بِهِ للَقِطران العَبْشَمِيِّ
(أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبَى ... وَفِي القَطِران للجَرْبَى شِفَاءُ)
_ وَبِهَذَا الْبَيْت سُمِّيَ القطران ابْن دُرَيْد بعيرٌ مُقَطْرَنٌ ومَقْطُورٌ مطليٌّ بالقَطِران أَبُو حنيفَة وَيُقَال لأوّل مَا يخرج من القطران زَيْتٌ وَهُوَ شَيْء رَقِيق كَأَنَّهُ دُهْن البان قَلِيل السوَاد خَفِيف الرَّائِحَة يخالطه مَاء وَكَذَلِكَ دُهْن كل شَيْء ثمَّ يَلِيهِ الخَضْخَاضُ وَهُوَ أفضلُ القَطِران وأَرَقُّه وَأنْشد
(بالعيس فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفَاض ... كأَنَّمَا يَنْضَحْنَ بالخَضْخَاضِ)
_ وَذَاكَ أنَّ عَرَق الْإِبِل أسود كالقَطِران فإاذ جَفَّ عَلَيْهَا اصْفَرَّ والذِّفْل مَا غَلُظَ من القطران فَإِذا انْقَطع القطران فجَاء شَيْء شَدِيد السوَاد ثخين فَهُوَ الزِّفْتُ وَقد يُهْنَأُ بِهِ كُله الزجاجي السِّفْتُ لُغَة فِي الزِّفْت ابْن السّكيت هُوَ القِيرُ والقارُ صَاحب الْعين قَيَّرْتُ الحُبَّ طَلَيْتُه بِهِ والمُهْلُ ضَرْبٌ من القطران مَا هِيٌّ رَقِيق يشبه الزَّيْت يضْرب إِلَى الصُّفْرَة تُدْهَن بِهِ الْإِبِل فِي الشتَاء ابْن دُرَيْد خَقَّ القارُ وَمَا أشبهه خَقًّا وخَقَقًا وخَقِيقًاغَلى صَاحب الْعين غَقَّ القارُ وَمَا أشبهه يَغِقُّ غَقًّا وغَقِيقًا كَذَلِك وَفِي الحَدِيث
(أَن الشَّمْس لَتَقْرُب يَوْم الْقِيَامَة من النَّاس حَتَّى إِن بطونهم تَغِقُّ غَقًّا)
أَبُو عبيد عَقَد القِطرانُ يَعْقِد وأَعْقَدْتُه فَهُوَ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ وَقد تقدَّم فِي الْعَسَل وَسَيَأْتِي ذكره فِي الرُّبِّ وَنَحْوه إِن شَاءَ الله وَقَالَ العَنِيَّة البولُ يُؤْخَذ هُوَ وأخلاط مَعَه فتخلط ثمَّ تُحبس زَمَانا فِي شَيْء ثمَّ تُعالج بِهِ الْإِبِل وَإِنَّمَا سُمِّيَ بذلك للتَّعْنِية وَهِي الحَبْس وَقيل العَنِيَّة الْبَوْل يوضع فِي الشَّمْس حَتَّى يَخْثُر ومَثَلٌ من الْأَمْثَال // (عَنِيَّتُه تَشْفِي من الجَرَب) // أَي أَنه يُتَشَفَّى بِرَأْيهِ كَمَا تتشفى الْإِبِل من جَرَبها بِهَذَا الْجِنْس من الهِنَاء وَقيل العَنِيَّة أَبْوَال الْإِبِل تُستبال فِي الرّبيع وَلَا تُطبخ أبوالها إِلَّا فِي الرّبيع حِين تَجْزأ عَن المَاء تُطْبخ حَتَّى تَخْثُر ثمَّ يُلْقَى عَلَيْهَا من زَهَر ضروب العُشْب وحَبِّ المَحْلَب فتُعقد بذلك ثمَّ تُجْعل فِي بساتيق صغَار وَقيل هِيَ أخلاط من بعَر وَبَوْل تُترك مدّة ثمَّ يُطْلى بهَا الْبَعِير الجَرِب أَبُو عبيد آلَ الدُّهْنُ والقَطِرانُ أَوْلاً خَثرُ والعَصِيمُ بَقِيَّةُ كل شيءٍ وأَثَرُهُ من القطران والخِضَاب وَنَحْوه قَالَ وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لأخرى // (أَعْطِيني عُصْمَ حِنَّائِكِ) // تَعْنِي مَا بَقِي مِنْهُ فَإِذا هُيِئَ جسدُ الْبَعِير أَجْمَعُ فَذَلِك التَّدْجِيل ابْن دُرَيْد كلُّ مَا غَطَّيته فقد دَجَّلْته وَمِنْه اشتقاق دِجْلة لِأَنَّهَا غَطَّت الأَرْض إِذا فاضت عَلَيْهَا والدَّجَّال من هَذَا اشْتُقَّ لِأَنَّهُ يُغَطِّى الأَرْض بكثر جموعه وَقيل يُغَطِّي على النَّاس بِكُفْرِهِ وَقيل يُغَطِّي الْحق بِالْبَاطِلِ ورُفْقَةٌ دَجَّالةٌ إِذا غَطَّت الأَرْض بِكَثْرَة أَهلهَا أَبُو عبيد فَإِذا جعلتَه على المَسَاعِر فَذَلِك الدَّسُّ وَفِي الْمثل // (لَيْسَ الهِنَاءُ بالدَّسِّ) // غَيره القِشَّة صُوفة تجْعَل فِي الهِنَاءُ فَإِذا عَلِق بهَا الهِنَاءُ وُدِلك الْبَعِير ألُقيت وَهِي قبل أَن أَن تُلْقَى رِبْذَةٌ أَبُو عبيد الرِّبْذَة الخِرْقَة الَّتِي يُهْنَأُ بهَا ابْن دُرَيْد جمعهَا رِبَذٌ ورِبَاذ وَتسَمى خرقَة الْحيض رِبْذَة تَشْبِيها بذ 1 لَك وَقد تقدَّم أَن الرَّبَذَ العُهُون الَّتِي تعلق فِي أَعْنَاق الْإِبِل وَيُقَال للرِّبْذَة أَيْضا الثَّمَلة والثَّمَلة أَيْضا بَاقِي الهِنَاء فِي الْإِنَاء أَبُو عبيد البعيرُ المُعَبَّد المَطْلِيُّ بالقطران وَأنْشد لبشر يصف السَّفِينَة(2/220)
(مُعَبَّدة السَّقَائِف ذَات دُسْر ... مُضَبَّرة جَوَانِبُها رَدَاح)
_ المُقَبَّدَة المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدّهن أَو القار ابْن السّكيت الهَرَجُ أَن يَسْدَر الْبَعِير من شدةِ الْحر وكثرةِ الطلاء بالقطران وَأنْشد
(ورَهِبَا من حَنْذِهِ أَن يَهْرَجَا)
_ أَي من حره وَأَصله من النَّار والشَّواء ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ الرجل من الحرِّ أَو البُهْر أَبُو عبيد هَرِجَ البعيرُ هَرَجًا وأهْرَجْتُه
3 - دَهْن الْإِبِل ومداواتها
3 - أَبُو عبيد مَرَنْتُ النَّاقة أَمْرُنها مَرْنًا إِذا دَهَنْتُ أَسْفَل خُفِّها بدُهْن من حَفّى وَقَالَ سَوَّدتُ الإبلَ وَهُوَ أَن يُدق لَهَا المِسْحُ الْبَالِي من الشّعْر فتُدَاوَى بِهِ أدبارها جمع الدَّبَر ابْن السّكيت النَّجُوع المَدِيُد وَقد نَجَعْتُ البعيرَ أَنْجَعُه والنَّشُوع السَّعُوط وَأنْشد
(إلَيْكُم يَا لِئامَ الناسِ إنِّي ... نُشِعْتُ العِزَّ فِي أَنْفِي تُشُوعًا)
ونَشَعْتُ الناقةَ أَسْعَطْتُهَا
3 - أمراض الْإِبِل وأدواؤها
3 - أَبُو عبيد من أدواء الْإِبِل الغُدَّة وَهُوَ طاعونها بعيرٌ مُغِدٌّ وَالْأُنْثَى مُغِدٌّ لَا هاو ابْن دُرَيْد هِيَ الغُدَدَةُ والغَدَدُ وَكَذَلِكَ النَّاقة وَغَيرهَا الْأَصْمَعِي بعيرٌ مَغْدُودٌ كمُغِدَّ أَبُو عبيد أَغَدَّ القومُ أَصَابَت إبِلَهم الغُدَّةُ أَبُو زيد الجَدَرة السِّلْعة فِي عُنق الْبَعِير وَقيل هِيَ من الْبَعِير جَدَرَةٌ من الْإِنْسَان سِلْعة ابْن دُرَيْد الشَّوْكَة داءٌ كالطاعون أَبُو عبيد فَإِن كَانَ مَعَ الغُدَّة وَرَمٌ فِي هره فَهُوَ دَارِئٌ وَكَذَلِكَ النَّاقة بِغَيْر هَاء وَقد دَرَأَ يَدْرَأُ دُرُوًأ ابْن السّكيت العَمَدُ فِي السَّنَام أَن يَنْشَدِخ وَذَلِكَ إِذا رُكِب وَعَلِيهِ شَحْمٌ كثير بعيرٌ عَمِدٌ وَأنْشد
(فباتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جاِنَبْيِه ... مِنَ البَقَّار كالعَمِد الثَّقَال)
_ وَمِنْه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ من الحُبِّ قَالَ أَبُو عَليّ وَمِنْه عَمَدُ الثَّرَى وَهُوَ تَعَقُّدُه وتَجَعُّده بالبلل صَاحب الْعين عَمِدَ السَّنَام عَمَدًا فَهُوَ عَمِدٌ إِذا كَانَ ضَخْمًا وارِيًا فَحُمل عَلَيْهِ حِمْل ثقيل فَكَسَره فَمَاتَ شحمه فِيهِ فَلم يَسْتَوِ بعد ذَلِك وَكَذَلِكَ الخُرَاج إِذا نُكِئَ قبل نُضْجِهِ والعَمَدَة مَوضِع العَمَد من غارب الْبَعِير أَبُو الْعَبَّاس التَّهَبُّجُ وَرَم الضَّرْع وَقد يستعار فِي غَيره وَأنْشد
(لَا سَافِرُ النِّيِّ مَدْخُولٌ وَلَا هَبِجٌ ... عَارِي العِظَام عَلَيْهِ الْوَدْعُ مَنْظُومُ)
_ أَبُو عبيد خَزِبَت النَّاقة خَزَبًا وَرِمُ ضَرْعُهَا وَقيل الخَزَبُ تَهَبُّجُ فِي الْجلد كَهَيئَةِ ورم غير ألم وَقد خَزِبَ جلده وتَخَزَّب ضَرْعُها عِنْد النتاح وَأنْشد
(ثَرُّ الأَحَالِيلِ لَا كَمْشٌ وَلَا خَزِبُ)
_ أَبُو حَاتِم خَزِبَ الضَّرْعُ يبس وَقيل الخَزَبُ ضيع الأحاليل من ورم أَو كَثْرَة لحم والحَبَطُ فِي الضَّرْع أَهْوَنُ الورم أَبُو عبيد أَوْرَمَتِ النَّاقة وَرِمَ ضَرْعُها وأخْرَطَتْ وَهُوَ أَن يَرِمَ ضَرْعُها حَتَّى يخرج مَعَ اللَّبن(2/221)
_ الدَّم ابْن دُرَيْد الرَّدَدُ ورمٌ يُصِيب النَّاقة فِي أخلافها إِذا بَرَكَتْ على نَدًى وَقد أَرَدَّتْ وَقيل هُوَ ورم فِي حَيائها من الضَّبَعة وَكَذَلِكَ النَّزْرُ ناقةٌ مَنْزُورة أَبُو عبيد يُقَال للبعير إِذا وَرِمَ نَحْرُه وأرفاغُه نِيطَ لَهُ نَوْطَة وَأنْشد
(وَلَا عِلْمَ لي مَا نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّةٌ ... وَلَا أَيِّ من قارفْتُ أَسْقِي سِقَائِيا)
_ فَإِن عَاجَلَتْهُ الغُدَّة فَهُوَ مَقْلُوب وَقد قُلِب قِلابًا وأَقْلَبَ القومُ أصَاب إبلَهم القُلاَب ابْن السّكيت قَوْلهم مَا بِهِ قَلَبَةٌ مَأْخُوذ من هَذَا القُلاب وَهُوَ دَاء يُصِيب الْبَعِير فيشتكي فُؤَاده مِنْهُ فَيَمُوت من يَوْمه يُقَال أَقْلَبَ فُلان أَي لَيست بِهِ عِلَّةٌ قَالَ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ لَيست بِهِ عِلَّةٌ يُقْلَب لَهَا فَينْظر إِلَيْهِ وَأنْشد
(ولَم يُقَلِّب أَرْضَها بَيْطَارُ)
_ أَي لم يُقَلِّب قَوَائِمهَا من عِلَّة عليّ الإِفْلاَب هُنَا الإعدام لَيْسَ على حَدِّ أَعْشَبَتِ الأَرْض وَنَحْوه أَبُو عبيد فَإِن أَشْرَف على الْمَوْت من الغُدَّة قيل عَسَفَ يَعْسِفُ وَهُوَ عاسف وناقة عاسف والعَسْف أَن يتنفس حَتَّى تَقْمُص حَنْجرته وَقيل عَسَفَ يَعْسِف عَسْفًا وعُسُوفًا وَهُوَ أَهْوَنُ من النزاع وَبِه عُسَاف أَبُو عبيد البَغَرُ عَطَشٌ بِأخذ الْإِبِل فَتَشرب فَلَا تَرْوَى وتمرض عَنهُ فتموت وَأنْشد
(فَقلت مَا هُوَ إِلَّا الشامُ تَرْكَبَهُ ... كأَنَّما الموتُ فِي أَجْنَادِهِ البَغَر)
_ أجناده يَعْنِي دِمَشْق وحِمْص وفِلَسْطِين والأُرْدُنَّ يُقَال لكل مَدِينَة جُنْد والبَحَرُ كالبَغَر إِلَّا أَنه أهوَ مِنْهُ شَيْئا وَقد بَحِرَ ابْن السّكيت هَمَجَت الإبلُ من المَاء تَهْمُجُ هَمْجًا شربت مِنْهُ فاشتكت عَنهُ صَاحب الْعين أَمِجَت الْإِبِل اشتدّ بهَا الْحر أَو الْعَطش أَبُو عبيد الجَنَب أَن يشْتَد عطشها حَتَّى تَلْزَق الرئة بالجَنْب وَقد جَنِبَ فَهُوَ جَنِبٌ وَأنْشد
(كأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ)
_ والشَّكُّ أَيْسَرُ من الظَّلْعِ بعيرٌ شاكُّ وَقد شَكَّ يشك وَقيل الشَّكُّ لُزوق العَضُد بالجَنْبِ ابْن دُرَيْد اللَّصَقُ كالجَنَب وَقد تقدّم فِي الْخَيل أَبُو عبيد الطَّنَى لُزوق الطِّحال بالجنب وَقد طَنِيَ وطَنَيَّتْهُ يَعْنِي عالجته من الطَّنَى وَأنْشد
(أَكْوِيه إمَّا أَرَادَ الكَيَّ مُعْتَرِضًا ... كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَّنِي الطَّحِلاَ)
_ صَاحب الْعين حَطَّ الرجل البعيرَ وحَطَّ عَنهُ إِذا طَنِيَ فَحَطَّ الرحْلَ عَن جنبه بساعدِهِ دَلْكاً على حِيَال الطَّنَى حَتَّى ينْفَصل عَن الْجنب وَقَالَ جَذَا القُراد فِي جنب الْبَعِير اشْتَدَّ التزاقه أَبُو عبيد الْبَعِير النَّطِفُ الَّذِي أَشْرفت دَبَرتُه على الْجوف وَقد نَطِفَ نَطَفًا وَقد تقدَّم أَنه الَّذِي أشرفت شَجَّتُه على الدِّمَاغ ابْن دُرَيْد هُوَ الَّذِي أَصَابَته الغُدَدَةُ فِي جَوْفه وَمِنْه رجل نِطِفٌ بَيِّن النَّطافة والنُّطُوفة أَي فَاسد الدَّخْلة وَقَالَ بعيرٌ أَدْبَرُ ودَبِرٌ أَبُو حَاتِم وَقد دَبِرَ دَبَرًا وإبلٌ دَبْرَى وَقد أَدْبَرَها الحَمْل وَهِي الدَّبَرة وَجَمعهَا دَبَرٌ وأدبار أَبُو زيد الغَلِقُة من الْإِبِل الدَّبْرَاء الَّتِي ينتفض دَبَرُها تَحت الأداة وَالِاسْم الغَلَق وَقد غَلِقَتْ صَاحب الْعين نَضَبَ الدَّبَرُ اشْتَدَّ أَثَرُهُ فِي الظّهْر ابْن دُرَيْد الَّنَشُر أَن ينْبت الشّعْر على الدَّبَر وَتَحْته فَسَاد أَبُو عبيد فَإِذا كَانَت بِهِ دَبَرَةٌ فَبَرَأَتْ(2/222)
_ وَهِي تَنْدَى قيل بِهِ غَاٌّذ وتركتُ جُرْحَه يَغِذُّ والمُوَقِّع الَّذِي بِهِ آثَار الدَّبَر والسَّحْرُ والسَّلَق آثَار دَبَرةِ الْبَعِير إِذا تَرَأت وابيض موضعهَا صَاحب الْعين هُوَ السَّحْقُ والحَرْشُ
3 - وَمن أمراضها
3 - أَبُو عبيد القُحَاب والنَّحَاب والدُّكَاع وَقد قَحَبَ يَقْحُب قَحْبًا ونَحَبَ يَنْحِب ودَكَعَ يَدْكَع ودُكِعَ دَكْعًا أَبُو عبيد النُّحَازُ كالدُّكَاع وَقد نَحُز ونَحِز صَاحب الْعين النُّحَاز يكون بِالْإِبِلِ وَالدَّوَاب وَقيل هُوَ السُّعَال الشَّديد ابْن السّكيت وَهُوَ النُّحَاز والنِّحَاز قَالَ أَبُو عَليّ هما سَوَاء فِي الطبيعة والداء أَبُو عبيد بعير نَاحِزٌ وناقة مُنَحِّزَة وَنِحَزةٌ صَاحب الْعين قد جَاءَ فِي الشّعْر مَنْحُوزَة ابْن دُرَيْد نَاقَة ناِحزٌ بهَا سُعَال غَيره هَكَعَ البعيرُ َيْهَكع هَكْعًا وهُكَاعًا سَعَل وَأنْشد
(وتَبَوَّأَ الأَبْطَالُ بعدَ حَزَاحِزٍ ... هَكْعَ النَّاحِزِ فِي مُنَاخِ المَوْحِف)
_ الحَزَاحِزُ الحَرَكَات والبَحَحُ فِي الْإِبِل خُشونَةٌ وحَشْرَجةٌ فِي الصَّدْر يُقَال بعير أَبَحُّ أَبُو حَاتِم الزُّحَار دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فَيَسْعَل مِنْهُ حَتَّى يَنْقَلِب سُرْمُه فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء أَبُو زيد الْحَقْوَةُ نحوُ التقطيع يَأْخُذهَا من النُّحَاز يتقَطَّع لَهُ الْبَطن وَأكْثر مَا يُقَال فِي الْإِنْسَان أَبُو عبيد فَإِن كَانَ سُعَاله جافًّا فَهُوَ مَجْشُور وَقد تقدَّم المجشور فِي الْإِنْسَان والجارِزُ من السُّعال وَأنْشد
(لَهَا بالرُّغَامَى والخَيَاشِيمِ جارزُ)
_ أَبُو حَاتِم الخُنّانُ فِي الْإِبِل كالزُّكَام فِي النَّاس وَقد خُنَّ والخُنَان دَاء يَأْخُذ الطير فِي حلوقها صَاحب الْعين الشَّحْطَةُ داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل فِي ص \ ورها فَلَا تكَاد تَنْجُو مِنْهُ ابْن السّكيت خَلِجَ الْبَعِير خَلَجًا وَذَلِكَ أَن يَتَقَبَّض العصب فِي الْعَضُد حَتَّى يعالج فيَسْتَطْلِق وَيعود وَإِنَّمَا سُمِّيَ الخَلَجَ لِأَن جَذْبه يَخْلِجُ عضده وعَمَّ بِهِ ابنُ دُرَيْد جميعَ الْبَهَائِم صَاحب الْعين بعيرٌ أَخْلَج أَبُو عبيد الناكت أَن ينحرف المَرْفِق حَتَّى يَقع فِي الْجنب فيخرقه أَبُو زيد نَسَفَ الحِمْلُ ظَهْرَ البَعير وانْتَسَفه حَصَّه أَبُو عبيد والضَّاغِط والضَّبُّ انفتاقٌ من الْإِبِط وَكَثْرَة اللَّحْم وَقَالَ نَاقَة ضَبَّاءُ وبعير أَضَبُّ بَيِّن الضَّبَ وَهُوَ وجع يَأْخُذ فِي الفِرْسِن ابْن السّكيت نَقِبَ خُفُّ الْبَعِير نَقَبًا تَثَقَّبَ من حَفّى وَنَحْوه أَبُو عبيد العَرْكُ والحازُّ وَاحِد وهما أَن يُحزَّ فِي الذِّرَاع حَتَّى يخلص إِلَى اللَّحْم ويقْطَعِ الْجلد لحدّ الكِرْكِرَة والعَرَكْرَك كالعَرك أَبُو زيد السَّرَرُ والسَّرَر قُرْحة تخرج فِي الكِرْكِرَة مِمَّا يَلِي المَحْزِم بعيرٌ أَسَرُّ وَقيل هُوَ وَجَع فِي السُّرّة أَبُو عبيد بَيِّنُ السَّرَر وَهُوَ وجع يَأْخُذ فِي الكِرْكِرَة وناقة سَرَّاء أَبُو زيد انْفَتَقتِ الناقةُ وَالِاسْم الفَتَق وَهُوَ دَاء يَأْخُذ بَين ضَرْعِها وسُرَّتها فيَخْرِمُ خَرْمًا فَرُبمَا أَفْرَقَتْ وَرُبمَا ذهب سَنَامُها ورما مَاتَت وَذَلِكَ من السَّمَن ابْن السّكيت العَضَدُ داءٌ يُصِيب الْإِبِل فِي أعضادها تُبَطُّ وَقَالَ قَصِرَ البعيرُ قَصَرًا وَهُوَ دَاء يُصِيب الْبَعِير فِي عُنُقه من الذُّبَاب فيلتوي فيُكْوى فِي مفاصل عُنُقه وَرُبمَا بَرَأ غَيره وَهُوَ الكُزَاز وَقَالَ غلَبِ ٌالبعيرٌ غَلَبًا فَهُوَ غَلِبٌ وَهُوَ دَاء فِي أحد جَانِبي الْعُنُق تَرِمُ لَهُ رَقَبَتُه وتنحني صَاحب الْعين بعير أَزْجَر فِي فَقَاره انْخِزَالٌ من دَاء أَو دَبَر والصَّيْدُ داءٌ يَأْخُذ البعيرَ فِي رَأسه فيَلْوِي عُنُقه وبعير أَصْيَدُ وَقد صَيِدَ ابْن جني وَهُوَ الصَّادُ أَبُو عبيد بعيرٌ مَهْيُومٌ أَصَابَهُ الهُيَام وَهُوَ دَاء يَأْخُذ الْإِبِل مثل الحُمَّى وَقَالَ مرّة الهُيَام دَاء يُصِيب الْإِبِل من ماءٍ تَشْربه مُسْتَنْقِعٍ بعيرٌ هَيْمَانُ وناقة هَيْمَى وَجَمعهَا هِيَامٌ ابْن السّكيت الهِيَام والهُيَام دَاء يَأْخُذ الْإِبِل عَن بعض الْمِيَاه بِتِهَامَة صَاحب الْعين الحُمَام حُمَّى الْإِبِل وَجَمِيع الدَّوَابّ أَبُو(2/223)
صَاحب الْعين الإِقْعَاد والقُعَاد داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل فِي أوراكها وَهُوَ شبه ميل العَجُز إِلَى الأَرْض وَقد أُقْعِدَت وبعيرٌ أََقْْعَدُ فِي وظيفيه كالاسترخاء والكُّلْعَة داءٌ يَأْخُذ الْبَعِير فيَجْرُد شعرَه ويتشقق ويَسْوَدُّ وَرُبمَا هلك مِنْهُ أَبُو عبيد العَرِضَةُ البعيرُ يُصِيبهُ الدَّاء أوالسَّبُع عَرَضتْ تَعْرض عَرْضاً ابْن السّكيت عَضَدَ البعيرُ يَعْصِدُ عَصْداً وعُصوداً لوى عُنُقه للْمَوْت وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والمعَعَصُ داءٌ كالخَدَر يُصِيب الْإِبِل فِي أيديها وأرجلها وَقد مَعِصَتْ مَعَصاً صَاحب الْعين أَبْدَعَ البعيرُ من دَاء يُصِيبهُ والنَّحْطَةُ داءٌ يُصِيب الْإِبِل فِي صدورها لَا تكَاد تَسْلَم مِنْهُ وَقد تقدَّم فِي الْخَيل أبوعبيد اللَّهْد انْفِراجٌ يُصِيب الْإِبِل فِي صدورها من صَدْمَة أَو ضَغْط حِمْل لَهَده الحِمْلُ لَهْداً فَهُوَ لْهُود وَلَهِيد أثْقَلَهُ وَقد تقدَّم أَنه دَاء يُصِيب النَّاس فِي أَرجُلهم وأفخاذهم صَاحب الْعين الرِّمَال ظَلْع يُصِيب الْبَعِير
3 - أمراض الْإِبِل من الشَّيْء تَأْكُله
3 - أبوعبيد رَمِثَتِ الإبلُ رَمَثاً أكلت الرَّمْثَ فاشتكت بطونَها وَهِي إبلٌ رَمَاثَى ورَمِثَةٌ فَإِن أكلت العَرْفَجَ فَاجْتمع فِي بطونها عُراً حَتَّى تَشْتَكِي مِنْهُ قيل حَبِجَتْ حَبَجاً ابْن السّكيت الحَبَجُ يُصِيبهَا منالعَرْفَج والضَّعَة أَبُو حنيفَة إِذا اشتكت من لِحَاء الشّجر فَهِيَ أَيْضا حَبِجَةٌ وحَبَاجَى وَقد يُصِيبهَا ذَلِك من العَرْفَج(2/224)
_ فَعَالَى لِأَنَّهُ قد يُعْنَى بهَا مَا يُعْنَى بفَعْلاَن وَيدخل فِي بَابه فكُسِّرَ هُوَ تكسيره لذَلِك ابْن دُرَيْد وَهُوَ الحُبَاط أَبُو حنيفَة وَهُوَ الجَفَس وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان قَالَ وَقد تَحْبَط عَن لِبْدَة الأَرَاكِ وَهُوَ شَيْء كاللَّبد يَقع على الأَرْض أَبُو عبيد أَرِكَتْ أَرَكاً وأَرَكَتْ أَرْكاً وَقَالَ إبلٌ طَلاَحَى وَطِلحَةٌ وغَضَايا وغَضِيَة وقَتَادَى وقَتِدَة إِذا اشتكت من ذَلِك ذَلِك كُله فَإِن أكلت السُلَّجَ وَهُوَ نبت واسْطْلَقَت عَنهُ بطونُها قيل سَلَجَتْ تِسْلُج أَبُو حنيفَة سَلِجَتْ أَبُو عبيد فَإِذا أكلت الشَّوكَ فَغَلُظَت مشافرها قيل شَنَِتْ شَنَثاً وَهِي شَنِثَةٌ أَبُو حنيفَة شَنِثَت أكثرت من الكَلاَ حَتَّى أَكَظَّتْها وأفْظَعَتْها جِرَرُها يَعْنِي أَتْعَبَتْها وَكَذَلِكَ لَبِدَت لَبَداً ناقةٌ لَبِدة وإبلٌ لَبَادى وَلَبِدَةٌ أَبُو حنيفَة فَإِذا اشتكت عَن أكل العِضَاة قيل نَاقَة عَضِهَةٌ وَهَذَا غير العَضة الَّتِي تَرْعَى العِضَاه والخَارِطُ من الْإِبِل الَّذِي أكل الرُّطْب فَخَرَطَهُ وَإِذا وَجعَ البعيرُ بَطْنَهُ غت أكل العُنْظُوَانِ قيل بعيرٌ عَظٍ وَقد عَظِيَ عَظاً أَبُو عبيد قد مَغَلَ وعَمَّ بعضُهم جميعَ الدَّوَابّ أَبُو عبيد الحَقْلة كالمَغْلة وَقد حَقِلَتْ حَقْلَةٌ وَأنْشد
(ذَاكَ وَنَشْفِي حَقْلَة الْأَمْرَاض ... )
_ أَبُو حنيفَة الحَقَلُ وجع فِي الْبَطن ابْن دُرَيْد هِيَ الحَقْلَة والحُقَال وَقد قدَّم فِي الْخَيل صَاحب الْعين الحَصَلُ من أدواء الْإِبِل أَن يَثْمُل الحَصَى فِي لاقطة الْحَصَى وَهِي ذَوَات الأطبلق من قَطِنته فَلَا يخرج فِي الجِرَّة حِين يَجْتَرُّ فَرُبمَا قتل إِذا تَوَكَّأت على جُرْدانه وَقد تقدَّم تَفْسِير لاقطة الْحَصَى فِي حَلْقِها وتقدَّم أَيْضا ذكر الحَصَل فِي الْخَيل ابْن السّكيت بَرِقَتِ الإبلُ بَرَقاً اشتكت من أكل البَرْوَق ابْن دُرَيْد هَرَّت الإبلُ هَرًّا أكثرت من أكل الحَمْضِ فَلَانَتْ بطونُها عَلَيْهِ ابْن السّكيت السُّهَام داءٌ يَأْخُذ الْإِبِل عَن النِّشْر تَسْلَح مِنْهُ والنَّشْرُ لَا يضر الْحَافِر يَعْنِي الْكلأ الَّذِي يَيْبَس فَيُصِيبهُ مطر دُبُرَ الصَّيف فيَخْضَرُّ قَالَ أبوعلي نَشِرَت الْإِبِل سُهَاماً كَذَلِك وطَنِحَت الإبلُ طَنَحاً وطَنِخَت بَشِمَتْ وَقيل طَنِحَتْ سَمِنَتْ وطَنِخَتْ بَشِمَتْ وقدتقدَّم الطَّنْحُ فِي الْإِنْسَان وَقَالَ نَجَخَ الْبَعِير نَجَخاً فَهُوَ نَجِخٌ بَشِمَ ويُقْتَاس ذَلِك للرجل يُقَال نَجَخَ بِالْفَتْح فَهُوَ نَاجِخٌ
3 - أمراض صغَار الْإِبِل
3 - أبوعبيد العُرُّ قَرْحٌ مثل القُوَبَاء يخرج فِي أَعْنَاق الْإِبِل وَأكْثر مَا يُصِيب الفُصْلان فِي أعناقها والعَرَنُ قرح يخرج فِي قَوَائِم الفُصْلان وأعناقها ابْن السّكيت عَرِنَ وَهُوَ قرح يَأْخُذهُ فِي عُنُقه فيَحْتَكُّ مِنْهُ وَرُبمَا بَرَك إِلَى أصل شَجَرَة فاحْتَكَّ بهَا ودواؤه أَن يُحْرَق عَلَيْهِ الشَّحْم وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْخَيل غَيره كَلِعَ البعيرُ كَلَعاً انْضَقَّ فِرْسِنُه كَذَا أطلقهُ أهل اللُّغَة وخَصَّ أَبُو عَليّ بِهِ الصِّغار قَالَ صَاحب الْعين القَرْحُ جَرَتٌ يُصِيب الفِصَال لَا تكَاد تنجو وَقد أقْرحَ القَوْمُ أصَاب فِصَالَهم القَرْحُ وَقَالَ اسْتَجَرَّ الفصيلُ أَخَذته قَرْحَةٌ فِي فِيهِ أَو فِي سَائِر جسده أَبُو عبيد القَرَعُ بَثْرٌ يكون فِي قَوَائِم الفُصْلان وأعناقها وَمِنْه قَول النَّاس // (أحَرُّ من القَرَع) // إِنَّمَا هُوَ لهَذَا البَثْر فَإِذا أَرَادوا أَن يعالجوها نَضَحُوها بِالْمَاءِ ثمَّ جَرُّها فِي التُّرَاب وَقد قَرَّعْتُ الفَصِيلَ وَأنْشد
(لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغَادِرْنَ فارِساً ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّع)
ومثلٌ من الْأَمْثَال // (اسْتَنَّت الفِصالُ حتَّى القَرْعى) // صَاحب الْعين المِيقَعَةُ داءٌ يُصِيب الفَصيل كالحَصْبة يَقع مِنْهُ فَلَا يقوم(2/225)
3 - نحر الْإِبِل
3 - صَاحب الْعين النَّحْرُ طعْن الْبَعِير حَيْثُ يَبْدُو الحُلْقُوم على الصَّدْر نَحَرَهُ يَنْحَرهُ نَحْراً وجملٌ نَحِيرٌ من إبلٍ نَحْرَى ونُحَرَاء ونَحَائِر وَمِنْه يَوْم النَّحْر ابْن دُرَيْد لَتَبَ فِي سَيَلة يَلْتُب لَتْباً نَحَرَها صَاحب الْعين لَتَمَ مَنْحَرَ البَعير بالشَّفْرة لَتْماً طَعَنَه ابْن دُرَيْد اغْتَثَّ بَنو فلَان ناقةٌ نحروها من الهُزال والجَعْجَعَة النَّحْر لغيرِ عِلَّة وَقد جَعْجَعَهَا وَقيل هُوَ نَحْرُها على الجَعْجَاع من اللأرض وَهُوَ مَا لم يَطْمَئِنَّ صَاحب الْعين النَّقِيعَة الغَبِيطة من الْإِبِل تُوَفَّر أعضاؤها فتُنْقَع فِي أَشْيَاء على حَالهَا وَقد نَقَعُوا نَقِيعةٌ وثيل هُوَ مَا يُنْحَر من النَّهْب قبل أَن يُقْسَم وَأنْشد
(مِيلُ الُّرَى لُحِبَت عَرَائِكُها ... لَحْبَ الشِّفَار نَقِيعَة النَّهْبِ)
وزقد تقدَّم أَنَّهَا الطَّعَام يُصْنَع للقادم من السّفر وَأَنَّهَا طَعَام الإِمْلاكَ صَاحب الْعين عَبَط الناقةَ يَعْبِطُها عَبْطاً نَحَرَها من غير دَاء وَلَا هَرَم وناقةٌ عَبِيطٌ وعَمَّ غَيره بِهِ الذبيحَ على هَذِه الصّفة من الْإِبِل وَالشَّاء وَالْبَقر وإبلٌ عِبَاطٌ ولَحْم عَبِيطٌ طَرِيُّ مِنْهُ ودَمٌ عِبِيطٌ كَذَلِك وَمَات عَبْطَةٌ أَي شاباًّ وَمِنْه عَبَط الأرضَ واعْتَبَطَها حَفَر مِنْهَا موضعا لم يُحْفَر أَبُو زيد حَدَس ناقَته وبناقته يَحْدِسُ حَدْساً إِذا أضْجَعَهَا ثمَّ وَجَأَ بشفْرَتِهِ فِي مَنْحَرِها أَبُو عبيد بَعَق ناقَتَهُ نَحَرَها وَفِي حَدِيث سلمَان
(أَن رجلا قَالَ لَهُ أَيْنَ الَّذين يَبْعَقُون لِقَاحَنَا) صاحبالعين جَزَرْتُ الناقةَ أَجْزُرها جَزْراً نَحَرْتُها وقَطعتها والجَزُور الناقةُ المَجْزُرة والجميع جَزَائِر وجُزُرٌ وجُزُرات جَمْعُ الْجمع صَاحب الْعين أَجْزَرْتُ القومَ أَعطيتهم جَزُوراً وَقيل لَا يُقَال أَجْزَرته جَزُوراً إِنَّمَا يُقَال أجْزَرته جَزَرةٌ والجَزَّار والجِزِّيرُ الَّذِي يَجْزُر الجَزُور وحرفته الجِزَارة والمَجْزِر مَوضِع الجَزْروالجُزَارة اليدانِ والرِّجلانِ والعُنُق لِأَنَّهَا لَا تدخل فِي أنصباء المَيْسِر وَإِنَّمَا يَأْخُذهَا الجَزَّار وَإِذا قيل للْفرس ضَخْمُ الجُزَارة فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَلَا يُرِيدُونَ رَأسه لِأَن عِظَم الرَّأْس فِي الْخَيل هُجْنَةٌ صَاحب الْعين القَصَّاب الجَزَّار سِيبَوَيْهٍ وَهِي القِصَابة ابْن السّكيت التَّجْلِيد للجَزُور كالشَّلْخ للشاة وَقد جَلَّدتْها وَقَالَ نَجَوْتُ جِلْدَ الْبَعِير وأَنْجَيْتُه إِذا كَشَطْتَه عَنهُ واسمُ النَّجْوُ والنَّجا وَأنْشد
(فقلتُ انْجُوَا عَنْهَا نَجَا الجِلْدِ إِنَّهُ ... سَيُرْضِيكُما مِنْهَا سَنَامٌ وغاربُهْ)
(تَمَّ كِتَابُ الإبْلِ ويَتْلُوهُ كِتَابُ الغَنَمِ ... )(2/226)
1 - الْكتاب الْغنم
1 - 2 أَسمَاء عامَّمة الْغنم
2 - الغَنَمُ جَمْعٌ لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه أَبُو حَاتِم وَهِي أُنْثَى صَاحب الْعين الْجمع أغْنام وأَغَانِيمُ وغُنُومٌ أَبُو زيد غَنَمٌ مُغَنَّمَة مَجْمُوعَة ابْن السّكيت تَغَنَّمَ غَنَماً اتَّخَذّها غير وَاحِد واحدُ الغَنَم من غير لَفظهَا شاةٌ وَهُوَ يَقع على الْمُذكر والمؤنث قَالَ سِيبَوَيْهٍ قالالخليل هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَة هـ 1 ارحمةٌ منرَبِّي وَالْأَصْل شاهَةٌ حُذفت الْهَاء لِاجْتِمَاع الهاءين وَالْجمع شاءٌ وشِيَاهٌ وشِيْهٌ وشَوِيٌّ وشِوَاهٌ وأَشَاوِهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَا تجمع شاةٌ بِالْألف وأرضٌ مَشَاهَةٌ من الشَّاء ورجُلٌ شاوِيٌّ ذُو شاءٍ والضَّائنَةُ مِنْهَا ذاتُ الصُّوف والضَّأْنُ الضَّأْنُ والضَّئِين والضَّئِين اسمٌ للْجمع صَاحب الْعين أَضْؤُنٌ جمع ضَأْنٍ أَبُو حَاتِم الضَّأْن مُؤَنّثَة الْوَاحِد ضَائِنٌ وضائِنَة ابْن جني الضائن للمذكر والضائنة للْأُنْثَى وَقَالَ ضَئِنَتِ الماعزَةُ ضَأَناً أشهبت الضائنة صَاحب الْعين والماعِزَةُ ذَات الشّعْر والماعز والمَعْزُ والمَعِيز اسْم للْجمع قَالَ سِيبَوَيْهٍ ألف مِعْزّى مُلْحِقة بِبِنَاء هِجْرَع ورِمْدَد ابْن السّكيت رجلٌ مَعَّازٌ صَاحب مَعِيزٍ وَأنْشد
(إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوق ... )
أَبُو عبيد أَضْأَنَ القومُ وأَمْعَزُوا كَثُرَ ضَأْنُهم أَبُو زيد عَنْزٌ ضِئْنِيَّة تَأْلَفُ الضَّأْن
2 - بَاب حَمْل الْغنم ونِتاجها
2 - أَبُو عبيد إِذا أَرَادَت الغَنَمُ الفحلَقيل للضأن مِنْهَا قد اسْتَوْبَلَتْ وَبهَا وَبَلَةٌ شَدِيدَة وللمَعْزاسْتَدَرَّتْ قَالَ أَبُو عَليّ وَبهَا درَّةٌ قَالَ وَأما الأسِْتِحْرام فِلِكُلِّ ذَات ظِلْف يُقَال شَاة حَرِحَةٌ فِي شِثَاه حَرَام وحَرَامَى سِيبَوَيْهٍ شاةٌ حَرْمَى وَالْجمع حِرَامٌ وحَرَامَى كُسِّر على مَا يُكُكَسِّر عَلَيْهِ فَعْلَى الَّتِي لَهَا فَعْلاَنُ نَحْو عَجْلاَن وعَجْلَى وإَرْثان وغَرْثَى قَالَ أبوالعباس السْتِحْراحُُ فِي الظِّلْف والمِخْلَب صَاحب الْعين غَنَمٌ نُزَّعٌ حِرَامٌ أَبُو زيد أَقْبَلَتِ الشاةُ فِي أَيْطَبَّتِها وَلَا تَخْلو أَيْطَبَّة من أَن تكون أَفْعَلَّة أَو فَيْعَلَّة فَلَا تكون فَيْعَلَّة لِأَنَّهُ بِنَاء لم يَجْيء لعدم هَا الْبناء واجتماع الزائدتين سِيبَوَيْهٍ الصِّرَاف هِيَاجُ الشاةُ أَبُو زيد أَقْبَلَ التيس فِي طَحْيَائِه أَي فِي نَبيبهِ وهِيَاجِهِ وَكَذَلِكَ الكَبْش ابْن دُرَيْد هَبَّ التَّيْسُ يَهُبُّ هَبًّا وهَبِيباً وهِباباً وَقَالَ النِّجَاف كِسَاءٌ يُشَدُّ على ظهر التيس لِئَلَّا يَنْزُوَ وَقد نُجِفَ والوَعغْفُ قِطْعة من(2/227)
_ كِسَاء أَو ? َدَم ? ُشَدُّ تَحت بَطْنه لِئَلَّا ? َنْزُوَ أَو يشرب بله وَقَالَ ? َهَقَّعَتْ الضَّاْنُ ? ِرْمَةٌ إِذا أَرَادَت الفَحْلَ كلهَا أَبُو عبيد إِذا أَرَادَت الشاةُ الفَحْلَ فَهِيَ حانٍ وَقد ? َنَتْ ? َحْنُو ? ُنُوًّا ابْن دُرَيْد شَاة ? َارِفٌ إِذا أَرَادَت الْفَحْل قَالَ أَبُو عَليّ هِيَ ? ُوَلَّدة ? إِنَّمَا هِيَ فِي ذَوَات المِخْلَب وَقَالَ صَاحب الْعين اقْفَاطَّتِِ العَنْزُ ? َرَصَتْ على الْفَحْل ? َمدَّت ليه مؤخرها والتَيْسُ ? َقْتَفِطُ إِلَيْهَا ويَقْتَفِطُها وَقد ? َقَافَطَا ? َعَاوَنَا على ذَلِك غَيره يُقَال للفحل من الْغنم إِذا لم ? ُلْقَح من مَائه ? َهِينٌ وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل ابْن دُرَيْد ? ِفَالُ التَّيْس شَيْء يوضع بَين يَدي قضيبه لِئَلَّا ? َسْفِد وَقَالَ اهْتُجِنَت الشاةُ إِذا ? ُمِلَ عَلَيْهَا فِي ? ِغَرِها وَكَذَلِكَ الصَّبية الحَدَثة إِذا ? ُوِّجَت قبل بُلُوغهَا وَقد تقدَّم وَهِي الهَواجن أَبُو عَليّ لم أسمع اهْتُجَنَتْ إِلَّا فِي النَّحْل يُقَال اهْتَجَنَت النَّحْلُ إِذا ? َمَلَتْ وَهِي صَغِيرَة وَسَيَأْتِي ذكر بحقيقته وتعليله إِن شَاءَ الله أَبُو عبيد الشَّخَصُ الَّتِي لم ? ُنْزَ عَلَيْهَا ? َطُّ والعائط الَّتِي قد ? ُنْزِي عَلَيْهَا فَلم ? َحْمِل وَقد اعْتَاطَتْ وَهِي ? ُعْتَاطٌ وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ ابْن ? لأعرابي ? إِذا ? َلِقَت ? َحِمُها فَهِيَ عالِقٌ ومُغْلِق أبوعبيد إِذا اسْتبان ? َمْلُ الشَّاة من الْمعز والضأن وعَظُم ? َرْعُها قيل أضْرَعَتْ ورَمَّدَت وأَعَزَّتْ وأَرْأَتْ وعمَّ بِهِ مرةٌ فَقَالَ ? َرْأَت الناقةُ وغيرُها ابْن دُرَيْد ? َرْأَتْ وَهِي ? ُرْءٍ وَقد تقدَّم فِي النِّسَاء صَاحب الْعين إِذا أضْرَعَتِ الشاةُ قبل ? َبَّدَتْ وتَرَبَّد ? َرْعُهَا إِذا رأيتَ فِيهِ ? ُمَعاً من سَواد ببياض ? َفِيِّ وَأنْشد
(إِذا ? َالِدٌ مِنْهَا ? َرَبَّدَ ? َرْعُهَا ... ? َعَلْتُ لَهَا السِّكِّينَ إِحْدَى القَلَائِد)
أَبُو زيد ? َهَتِ الشاةُ ? َزْهُو ? ُهَاءٌ أضْرَعَتْ أَبُو عُبَيْدَة وَكَذَلِكَ أَقَصَّتْ فَهِيَ ? ُقِصٌّ وَقد تقدَّم فِي الْخَيل أَبُو عبيد ? إِذا دنا ? ِتَاجُها فَهِيَ ? ُحْدِث وَالْجمع ? َحَادِيث ومَقْرِب والحمع ? َقَارِيب فال أَبُو عَليّ كَأَنَّهُمْ ? َسَّروا ? ِحْداثاً ومِقْراباً وَقد تقدَّم ? لإِقْراب فِي النِّسَاء وَالْإِبِل ابْن دُرَيْد ? َدَجَت الشاةُ ألْقَت ولدَها لغير تَمام أَيَّامه ? إِن كَانَ تامَّ الْخلق وأخْدَجَتْ ألْقَتْه ناقصَ الخَلْقِ ? إِن كَانَت أَيَّامه تامَّة إِبْنِ دُرَيْد شاةٌ ? َدُوجٌ وَالْجمع ? ُدُجٌ وخُدُوجٌ وخِدَاجٌ وخَدَائِج والخِدَاج من أوَّل ? َلْقِ وَلَدهَا إِلَى قبل التَّمام وَقد ? َدَجَتْ ? َخْدِج ? ِدَاجاً فَهِيَ ? َادِجٌ وخَدُوجٌ ? إِن كَانَ ذَلِك من عَادَتهَا فَهِيَ ? ِخْدَاج والولدُ من ذَلِك كلِّه ? َدِيجٌ وَقد تقدَّم نَحوه فِي الابل أَبُو حنيفَة إِذا تمّ ? َمْلها ودنا نتاجها قيل زَهَتْ تَزْهُو زُهَاءٌ وَزُهْوٌّا أَبُو عَمْرو فَإِذا تمّ حملهَا وَلم تُلْقِهِ قِيل أَتَمَّتْ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي النَّاقة إِذا دنا نتاجها وَفِي الْمَرْأَة إِذا آن لَهَا أَن تضع أبوعبيد ? إِذا ? َلَدَتْ فَهِيَ ? ُبَّى وَقيل هِيَ ? ُبَّى مَا بَينهَا وَبَين شَهْرَيْن فان مَاتَ وَلَدهَا فَهِيَ أَيْضا ? ُبَّى ? َيِّنة الرِّبَاب وَأنْشد
(? َنِين ? ُمِّ البَوِّ فِي ? ِبَابِها)
_ إِبْنِ السّكيت شاةٌ ? ُبَّى ? َغَنَمٌ ? ُبَابٌ قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ من ذَلِك الْجمع الْعَزِيز صَاحب الْعين هِيَ ? ُبَّى مَا بَينهَا وَبَين عشْرين يَوْمًا أبوعبيد الرُبَّى من الْمعز ومثلُها من الضَّأْن الرَّغُوثُ وَجَمعهَا ? ِغَاثٌ وَأنْشد
(? َلَيْتَ ? َنَا ? َكَانَ المَلْكِ ? َمْرٍو ... ? َغُوثاً ? َوْلَ ? ُبَّتِنَا ? َخُورُ)
_ أَبُو حَاتِم ? َغُوثٌ ورَغُوثَة قيل كل أنْثَى ? َغُوث وَالْولد ? َغُوثٌ والمَرَاغِثُ والمَرَاغِيثُ الَّتِي ? َرْغَثُها أولادُها وَاحِدهَا ? ُرْغِث صَاحب الْعين شَاة والِدٌ ? َوَلُودٌ وَقد ? َلَدَتْ ? َوَلَّدتُها أبوعبيد ? َوْلَدَت الغَنَمُ حانَ ? ِلاَدُها ابْن دُرَيْد شاةٌ واضِعٌ إِذا ? َلَدَتْ وَقد ? َلْقَتِ الشاةُ ? َضِيرتَها وَهِي مَا ? ُلْقِيه بعد الْوَلَد من المَشِيمة وَغَيرهَا وَقد تقدَّمت فِي النَّاقة أَبُو زيد الصِّيئَةُ مَا ? َرَجَ من ? َيَاء الشَّاة من دم وَمَاء وَغير ذَلِك بعد وَلَدهَا(2/228)
_ وَهُوَ للغنم خَاصَّة وَأكْثر الْعَرَب ? ُسَمُّونه الصاءة أبوعبيد اذا ? َلَدَت الغَنَمُ بعضُها بعد بعض قيل ? َلَّدْتُها الرُّجَيْلاء ? َوَلَّدْتُها ? َبَقَة بعد ? َبَقَة قَالَ واذا ? َلَدَتْ وَاحِدًا فَهِيَ ? ُوحِدٌ ومُفْرِدٌ ومُفِذٌّ ابْن السّكيت وَلَا يُقَال نَاقَة ? ُفِذٌّ لِأَن النَّاقة لَا تنْتج الا وَاحِدًا أَبُو عبيد ? إِن ولدت اثْنَيْنِ فَهِيَ ? ُتْئم وَقد تقدَّم فِي النِّسَاء فان مَاتَ ولدُها فَهِيَ شَاة ? َلَدٌ وجَلَدَة وَجَمعهَا ? َلَدٌ ابْن السّكيت المَغْلَة العَنْز أَو النعجة ? ُنْتَج فِي السّنة مرَّتين وحمعها ? ِغْالٌ وَأنْشد
(? َيْضَاء ? َحْطُوطة المَتْنَيْنِ ? َهْكَنَة ... ? َيَّا الرَّوَادِف لم ? ُمْغِل بأولاد)
_ إِنَّمَا يصف امْرَأَة أبوعبيد ? لإمْغَال أَن ? ُحْمَل عَلَيْهَا سنتَيْن متواليتين وَهِي شَاة ? ُمْغِلٌ وَلَيْسَ فِي ? لإبل إمْغَال وَقيل ? لإمْغَال أَن ? ُحْمَل عَلَيْهَا ? ِنينَ مُتَوَالِيَة والفَرَعُ أوَّلِ ? ِتاج الْغنم وَقد تقدَّم فِي ? لإبل ابْن دُرَيْد الوَصِيله الَّتِي فِي الْقُرْآن كَانَت إِذا ? ُتِجَت الشاةُ خَمْسَة أبطن وَقَالَ قومٌ عشرَة وَكَانَ الْخَامِس ذكرا ? َبَحوه لآلهتهم وان كَانَ ذكرا وَأُنْثَى لم يذبحوه وَقَالُوا ? َصَلَتْ أخاها وَقَالَ شَاة شافِعٌ وشَفُوعٌ ? َفَعَها ? َلَدُهَا
3 - رضَاع الْغنم وضروعها وَأَلْبَانهَا
3 - ابْن السّكيت ? َلَقَ الجَدْيُ ? ُمَّه ? َمْلُقها ? َلْقًا ? َضَعَها أَبُو زيد ? َصَأَ الجَدْيُ من اللَّبن ? َصْاَ رضع حَتَّى امتلات إنْفَحَتُه والبَكْبَكَةُ شَيْء تَصنعهُ الْمعز بِوَلَدِهَا عِنْد الرَّضَاع أَبُو زيد ? َغَلَ البَهْمَةُ الشاةَ ? َزْغَلُهَا ? َغْلاَ ? َهَرَهَا ? َرَضَعَهَا ابْن السّكيت ? َجَلَ البَهْمُ ? ُمَّه ? َرْحُلُهَا ? َجْلاً ? َضَعَهَا ? َبَهْمَةٌ ? َجَلٌ ورَجِلٌ أبوعبيد الرَّضُوعة الَّتِي ? ُرْضِع وَكَذَلِكَ الرَّغُوث وَقد تقدَّم أَنَّهَا الوالدة من الضَّأْن أَبُو حَاتِم هِيَ الرَّغُوثة أَبُو زيد وَكَذَلِكَ المُرْغِث ? َغَثَ الجَدْيُ أُمَّه ? َرْغَثُهَا ? َغَثًا ? َضَعَهَا وَقد تقدَّم فِي الانسان والفصيل ابْن السّكيت ? َوِيَ السَّخْلةُ ? َوّى فهوغَوٍ إِذا ? َشِمَ من ? للبن وَقيل هُوَ ان ? ُمْنَع الرضاعَ حَتَّى ? ُهْزَل وتَسُوء حالُه ويكاد ? َهْلِك وَأنْشد
(? ُعَطَّفة ? لأثْنَاء ? َيْسَ ? َصِلُيها ... برازِئِهَا ? َرَّا وَلَا ? َيِّتِ ? َوَى)
_ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الفصيل وَقَالَ مَا ? َمَّجَتْهُ أُمُّه بِشَيْء إِذا لم يكن فِي ? َرْعِها شَيْء واسْمه اللَّمَاجِ وَقَالَ شاةٌ ? َجُونٌ لَا ? َمْنَع ? َرْعَها ? ِخَال غَيرهَا وَقد ? َجَنَتْ على البَهْمِ ? َدْجُنُ ? ُجُونًا ودِجانًا أَبُو زيد ? َرَثَ السَّخْلَة ومَرَّثَها نالها بسَهْكٍ فَلم ? َرْأمْها ? ُمُّهَا لذَلِك أَبُو عبيد الضَّرِيعَة العظيمةُ الضَّرْع ابْن دُرَيْد وَهِي الضَّرْعَاء وَهِي من النِّسَاء الْعَظِيمَة الثديين وَقد تقدَّم ذَلِك أَبُو حَاتِم شاةٌ ? َرِيعٌ بِغَيْر هَاء ? َسَنة الضّرْع وَقَالَ ? َرْعٌ ? ُرَكَّنٌ إِذا انتفخ فِي مَوْضِعه حَتَّى ? َمْلاَْ ? لأَرْفَاغَ وَلَيْسَ بجدّ طَوِيل ابْن دُرَيْد شَاة ? َخُورٌ إِذا عَظُم ? َرْعها وقلَّ ? َبَنُها وَرُبمَا ? ُمِّيَ الضَّرع ? َخُورًا وفاخرً وَقيل هِيَ الفَخُور بالزاي والطُّرْطُبَاِنيَّهُ من الْمعز الطويلةُ ? َطْرَي الضَّرْع قَالَ والمَصُوخَة من الْغنم الَّتِي ? َرْعُهَا ? ُسْتَرْخِي الأَصْل كَأَنَّمَا امْتُصِخَتْ ? َرَّتُهَا فامْتَصَخَتْ عَن الْبَطن صَاحب الْعين شَاة شامِرَةٌ إِذا انْضَمَّ ضرعُها إِلَى بَطنهَا والمُقْنِعة من الشَّاء المرتفعة الضَّرْع لَيْسَ فِيهِ ? َصَوُّبٌ وَقد ? َنَعَتْ بضرعها وأَقْنَعَت وَهِي ? ُقْنِعٌ ثَابت الفَرْقَاءُ من الشِّيَاه البعيدةُ مَا بَين الطُّبْيَيْنِ وكبش ? َفْرَقُ بعيدُ مَا بَين الخُصْيَيْنِ صَاحب الْعين الغَزِيرة الكَثِيرة الدَّرِّ وَقد تقدَّم تصريفه فِي ? لإبل أَبُو عبيد يُقَال للشاة إِذا صَارَت ذَات ? َبَنٌ شَاة ? َبُونٌ ومُلْبِنٌ ولَبِنَة أَبُو زيد الْجمع ? ِبَانٌ أَبُو عبيد وَقد ? َبِنَتْ ? َبَنًا أَبُو زيد ? َبِنَتْ ? َبَنَا بِفَتْح الْبَاء فيهمَا أبوعبيد اللَّبُون مِنْهَا ذَات اللَّبن غزيرة كَانَت أَو بكيئة وَجَمعهَا لبن وَلبن فاذا قصدُوا قصد الغزيرة فالوا لبنة ابْن السّكيت كم لبن شائك ولبنها أَي كم مِنْهَا ذَات(2/229)
_ لبَنَ عليّ لَيْسَ اللُّبْنُ جمع لبُون كَمَا ذهب اليه أَبُو عبيد إِنَّمَا هُوَ اسْم الْجمع أَبُو عبيد فاذا ? َثُر لَبنهَا ونَسْلها قيل ? َسَّرت الغنمُ وَأنْشد
(? ُمَا ? َيِّدَانَا ? َزُعُمَانِ ? إنَّما ... ? َسُودَانِنَا ? َنْ يَسَّرَتْ ? َنَماهُما)
قَالَ أَبُو عَليّ أكْثَرُ مَا سمعتُ التَّيْسِير فِي الضَّأْن وَأنْشد
(? َوَادِم ? َأْنٍ ? َسَّرَت ورَبِيع ... )
_ أَبُو عبيد الِهْرشَمَّة الغزيزة قَالَ أَبُو عَليّ هِيَ من الِهْرشِمٌ وَهُوَ الجَبَلُ الرَّخْوُ النَّخِرُ وَكَذَلِكَ العُود صَاحب الْعين شَاة ? َطِلَةٌ غزيرة وَقد تقدَّم فِي الابل وَقَالَ شاةٌ ? ِدْفَاعٌ ? َدْفَع بلبنها على رَأس وَلَدهَا عِنْد كَثْرَة اللَّبن فِي ? َرْعها وَقد تقدَّم فِي الابل أَيْضا وَقَالَ شاةٌ ? َوَّارة غزيرة وَقد تقدَّم أَيْضا فِي الابل ابْن السّكيت شاةٌ ? َرُورٌ وضَرَّة ? َرُور كَثِيرَة اللَّبن وَقد تقدم فِي الابل ابْن دُرَيْد ? َرَّ الضَّرْع يدِرُُّ ويَدُرُّ ? َرًّا ودُرُورًا والدَّرُّ والدِّرَّة اللَّبن بِعَيْنِه وَقَوْلهمْ لله ? َرُّك أَي لله صالحُ عَمَلك لَان الدَّرَّ أفضل مَا ? ُحْتَلَب وَقيل ان أَصله أَن رجلا رأى آخر ? َحْلُبُ إبِلا لَهُ ? َتَعَجَّبَ من كَثْرَة لَبنهَا فَقَالَ لله ? َرَّك وَأما سِيبَوَيْهٍ ? َجَعَله مصدرا لَا ? ِعْلَ لَهُ وَقَالَ هُوَ كَمَا تَقول لله ? ِلادُك الْأَصْمَعِي شاةٌ ? َكُوفٌ غزيرة الدّرّ وَمِنْه ? َكَفَت العيُن الدمعَ وَقد تقدَّم ذَلِك صَاحب الْعين شَاة حافِلٌ وَالْجمع ? ُفَّل وحَوَافِل وَقد ? َفَلَتْ ? ُفُولاً وتَحَفَّل لَبنهَا واحْتفَل اجْتمع وَكثر وَمِنْه ? َفَلت السَّمَاء وَسَيَأْتِي ذكره ان شَاءَ الله أَبُو زيد شَاة ? َرَّةٌ وثَرُورٌ ? َيِّنة الثَّرَارَة وَاسِعَة الاحليل غزيرة اللَّبن وَقد تقدَّم فِي النُّوق ابْن دُرَيْد شَاة ? َفُوحٌ إِذا ? َشَتْ خرج ? للبُن من ? َرْعِهَا وَقَالَ اشْتَكَرَ ? َرْعُ الشَّاة ? أَشْكَرَ أَبُو حَاتِم شاةٌ ? َزُوزٌ ? َيِّقَةُ ? لإحليل لَا ? ُحْلَب إِلَّا عَن ? ُسْر ? َزَّتْ ? َعُزُّ ? ُزُوزًا وعِزَازًا وعَزَازًا وَفِي الْمثل // (? ُلان ? َنْزٌ ? َزُوز) // وَذَلِكَ إِذا كَانَ كثير المَال بَخِيلًا والعنَكْناء من الْغنم الغَلِيظَةُ الضَّرَّة وَقد تقدَّم فِي ? لإبل أَبُو حنيفَة ? َحَلَّتِ الغنمُ ? إحْلاَلُها أَن تنزل أَلْبَانهَا من غير ? ِلادٍ بعد أَن كَانَت قد انْقَطَعت ويَبِسَت وَهِي شاةٌ ? ُحِلٌّ وَقَالَ ? َبْسَقَتْ الشاةُ وَهِي ? ُبْسِق أذا ? َنْزَلَتْ من قبل الوِلاَد بِشَهْر أَو أَكثر من ذَلِك فحُلِبَت وَرُبمَا ? َبْسقَت وَلَيْسَت بحامل فاذا أنزلت اللَّبنَ فَهِيَ ? َسُوقٌ ومُبْسِق ومِبْسَاق وَقيل ان الْجَارِيَة ? ُبْسِق وَهِي بكر يصير فِي ? َدْيِها ? َبَنٌ وَقد تقدَّم ? لإبْسَاق فِي ? لإبل أَبُو عبيد إِذا خرج من ? َرْع العَنْز شَيْء من ? للبن قيل أَن ? َنُزوَ عَلَيْهَا التيس قيل هِيَ عنز ? ُحْلُبة وتِحْلِبَة قَالَ أَبُو عَليّ وَيُقَال تحلبة وَهِي قَليلَة لعدم هَذَا الْمِثَال أولقلته فِي الْمَزِيد وَلذَلِك اخْتَار فِي ? َوْراة أَن تكون ? َوْعَلَة أبدلت الْوَاو فِيهَا تَاء نَحْو قَوْله
(? َإن ? َكُنْ ? َمْسَي الْبِلَى ? َيْقُورى ... )
وَقَوله
(? ُتَّخِذًا فِي ? َعَواتٍ ? َوْلَجَا ... )
_ وهما من الوَقَارِ والوُلُوجِ أَبُو عبيد ? إِذا أَتَى على الشَّاة بعد نتاجها أَرْبَعَة أشهر ? َخَفَّ لبَنَهُا وقَلَّ فَهِيَ اللُّجْبَة من الْمعز خاصَّة ابْن السّكيت هِيَ من الضَّأْن خَاصَّة وَقَالَ مرّة شَاة ? َجْبَة ولُجْبَة ولِجْبَة فَعَمَّ بهَا قَالَ أَبُو عَليّ وَقَالُوا ? ِيَاهٌ ? َجَبَات فحرَّكوا الثَّانِي وَأَصله التسكين لِأَنَّهُ وصف التسكين لِأَنَّهُ وصف وَالْوَصْف حَقه السّكُون فِي هَذَا النَّحْو أَلا تراهم قَالُوا عبلة وعبلات وَلَكِن من قَوْلهم شَاة لجبة فَوَقع الْجمع على هَذِه اللُّغَة والى هَذَا النَّحْو ذهب سِيبَوَيْهٍ وَنَحْو هَذَا قِرَاءَة من قَرَأَ (وَقد خلت من قبلهم المثلات) وَذَلِكَ أَنه يُقَال مثلَة ومثلة فَوَقع الحمع على لفظ مثله وَقد يجوز أَن يكون مثلَة مُخَفّفَة من مثلَة فَلَا يكون على نَحْو لجبة وَقد قَالَ قوم انهم انما قَالُوا شِيَاه(2/230)
_ النَّحْو أَلا تراهم قَالُوا عَبْلَة وعَبْلات وَلَكِن قَوْلهم شَاة لَحَبة فَوَقع الْجمع على هَذِه اللُّغَة وَإِلَى هَذَا النَّحْو ذهب سِيبَوَيْهٍ وَنَحْو هَذَا قِرَاءَة من قَرَأَ وَقد خلت من قبلهم المَثُلات وَذَلِكَ أَنه يُقَال مَثْله ومَثُله فَوَقع الْجمع على لفظ مَثُلَة وَقد يجوز أَن يكون مَثْلَة مُخَفّفَة من مَثُلَة فَلَا يكون على نَحْو لَجَبَة وَقد قَالَ قوم إِنَّهُم قَالُوا شِيَاه لَجَبات وَقد خلت من قبلهم المَثُلات فحرّكوا الثَّانِي مِنْهُمَا لتَكون الْحَرَكَة عوضا من هَاء التَّأْنِيث قَالَ وَذَلِكَ عِنْدِي خطأ لِأَن التَّاء الْمَوْضُوعَة فِي مَثُلات ولَجَبات قد صَارَت عوضا من الْهَاء المحذوفة فَكيف يثبت من مَحْذُوف عوضان هَذَا غلط فَاحش فَإِن قَالَ قَائِل فقد قَالُوا اسْطَاعَ فَجعلُوا السِّين عوضا من ذهَاب الْعين وَهِي مقدّرة الثَّبَات فَالْجَوَاب أَن الْعين وَإِن كَانَت مقدّرة الثَّبَات فتحريكها غير مُسْتَعْمل وَإِنَّمَا السِّين عوض من الْحَرَكَة فَلم يثبت عوضان وَلَا عِوَضٌ ومُعَوَّض مِنْهُ فقدفارق بابُ اسطاع بابَ مَثُلات ولَجَبات صَاحب الْعين شِيَاه لَجْباتٌ بِسُكُون الثَّانِي على أصل الصّفة وَقد لَجُبَت لُجُوبةٌ أَبُو عبيد لَجَّبَت وَقَالَ غَرَّزَت المَعَز دنا انْقِطَاع لَبنهَا والمَصُور كالمُغَرِّزَة وَجَمعهَا مَصَائِر ومِصَارٌ وَقد مَصَرَتْ ومَصَّرَت ابْن السّكيت نَعْجَةٌ ماصِرٌ قَليلَة اللَّبن وَقد تقدَّم أَنَّهَا النَّاقة يُتَمَصَّرلبنها قَلِيلا أَبُو عبيد الجَدُود من الضَّأن كالمَصُور من الْمعز وَجَمعهَا جَدَائِد غَيره الجَدَّاء كالجَدُود وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل ابْن دُرَيْد شَاة ضَهُولٌ قَليلَة اللَّبن أَبُو عَليّ أُراه من قَوْلهم بِئْر ضَهُول قليلةُ المَاء ابْن دُرَيْد شَاة بَطِيئَةٌ وبَكِيءٌ قَليلَة اللَّبن وقدبَكَأَت تَبْكَأُ بَكْأً وبَكُؤَتْ بَكْأً أَبُو زيد وبُكُوءاً غَيره وبَكَاءةٌ وقدتقدم فِي الْإِبِل صَاحب الْعين شَاة مَكُودٌ نَقَص لبُنها من طُول الْعَهْد مَكَدَتْ تَمْكُدُ مُكُوداً ودَرُّ ماكِدٌ بِكِيءٌ وَقد تقدَّم فِي قلَّة الألبان أَبُو عبيد فَإِذا ذهب لَبنهَا كُله فَهِيَ شَحَصٌ الْوَاحِد وَالْجمع فِي ذَلِك سَوَاء وَقد تقدَّم أَن الشَّحَص الَّتِي أُثْرِيَ عَلَيها فَلم تَحْمِل أَبُو زيد وَهِي الشَّحْصَاء أَبُو عبيد فَإِن كَانَت أَلْبَانهَا قد أيْبَسَهَا أَصْحَابهَا عَمْداً فَذَلِك التَّصْوِيةُ وَقد صَوَّبْتُها وَإِنَّمَا يُفْعَل ذَلِك ليَكُون أَسْمَن لَهَا فَإِن يَبِس ضَرْعُها من عيب فَهِيَ جَدَّاء وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل وَالنَّاس فَإِن يَبِسَ أحد خِلْفَيْها فَهِيَ شَطُورٌ وَهِي من الْإِبِل الَّتِي قد يَبِسَ خِلْفان من أخلافها لِأَن لَهَا أَرْبَعَة أخلاف أَبُو زيد شَطَرَت الشاةُ شِطَاراً وشُطُوراً صَاحب الْعين شاةٌ شَطُورٌ وَقد شِطُرَت شِطَاراً وَهُوَ أَن يكون أحد طُبْيَيْها أكبر من الآخر وَإِن خُلِبَا جَمِيعًا والخِلْفَة كَذَلِك سًمِّيَت خَضُوناً وَقد تقدَّم ذكر الشَّحَص والشَّطُور والحَضُون فِي الْإِبِل على نحوٍ من هَذَا أَبُو زيد شاةٌ يَبْسٌ إِذا لم يكن لَهَا لبن وَلم يكن فِي بطونها أَوْلَاد وَلم يعرفوا ذَلِك فِي الطَّرِيق ابْن قُتَيْبَة يَبْسٌ ويَبَسٌ مُنْقَطِعَة اللَّبن وشَاة قَعُوسٌ تضرب حالبها وتمنع دَرَّها صَاحب الْعين شاةٌ مُمْصِلٌ ومِمْصَالٌ يتزايل لبنُها فِي العُلْبة.
3 - فطام الْغنم
_ صابح الْعين فَلَّكْتُ الجَدْيَ إِذا أَدَرْت على لِسَانه قَضِيبًا لِئَلَّا يَرْضَع وَقد تقدَّم التفليك فِي الْإِبِل ابْن السّكيت غرَضْنَا السَّخْلَ نَغْرِضه فَطَمْنَاه قبل إناه ابْن دُرَيْد الشِّبَام وَالْجمع الشُّبُم خَشَبَةٌ تُعَرِّض فِي فَم الجَدْيِ وتُشَدُّ فِي قَفاهُ بخيط لِئَلَّا يرضع وَالْجمع شُبُمٌ وَقد شَبَّمْتُ الجَدْيَ أَبُو زيد وَفِي الْمثل // (تَفْرَقُ من صَوْتِ الغُرَابِ وتَفْرِسُ الأَسَدَ المُشَبَّم) // وأصل هَذَا الْمثل أَن امْرَأَة افترست أسداً مَشَبَّماً وَسمعت صَوت غراب ففَرِقَتْ مِنْهُ صَاحب الْعين جَدْيٌ مَشْبُومٌ والحِشَاكُ الْخَشَبَة الَّتِي تشدّ فِي فَم الجدي لِئَلَّا يرضع غَيره شَحَكْتُ الجَدْيَ شَحْكاً منعتُه الرَّضَاع(2/231)
(حلب الْغنم)
1 - أَبُو عبيد أَصْفَقْتُ الْغنم إِذا لم تحلبها فِي الْيَوْم إِلَّا مرّة وَأنْشد
(أوْدَى بَنُو غَنْمٍ بألبانِ العُصُمْ ... بالمُصْفَقات ورَضُوعات البَهَمْ)
والهَبْشُ الحَلْبُ الرُّوَيْد ابْن السّكيت فَطَرْتُ الشَّاة أَفْطِرُها فَطْراً حلبتها بإصبعين وَقَالَ مَصَرَهَا يَمْصُرًها مَصْراً حَلَب كُلَّ شَيْء فِي ضَرْعِهَا وَقد تقدَّم الفَطْر والمَصْر فِي الْإِبِل أَبُو عبيد اعْتَقَل الشاةَ وضع رجلهَا بَين فَخِذِهِ وَسَاقه فَحَلَبَهَا غَيره رَجَلَهَا وارْتَجَلَهَا كَذَلِك
3 - (اسنان اولاد الْغنم)
3 - ابْن السّكيت يُقَال لولد الشَّاة أوَّل مَا يَسْقُط طَلِيُّ لِأَنَّهُ يُطْلَى أَي تُشَدُّ يَده وَرجله بخيط وطَرَفُ الْخَيط مربوط إِلَى شَيْء وَجمعه طُلْيَانٌ وَيُسمى الْخَيط الَّذِي يُطْلى بِهِ الطِّلاَء وَقد طَلَبْتُه قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ مستعار وَإِنَّمَا أَصله فِي الْإِبِل وَقد قَدمته ابْن دُرَيْد الطُلْوَة قِطْعَة خَيْطِ أَو حَبْلٍ يُشَدُّ بِهِ الحَمَل ابْن السّكيت الطُلْيان من أَوْلَاد المَعْز والضأن وطَلِيِّ ولدِ الضَّأْن أكبرُ من طَلِيِّ المِعْزَى وَإِنَّمَا يُطْلى وَلَا يُرْبَق مخافةَ أَن يَخْتنق إِذا اسْتَدَارَ فِي الرِّبِقِ وَقد يُطْلَى مَخَافَة الذِّئْب لتعرف كلُّ شَاة ولدَها فيُطْلى ولد الضائنة ثَلَاث لَيَال وَولد الماعزة يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة ثمَّ يُرْبَق بعد ثلاثٍ بِهِ ثلاثةَ أشهر أقْصَى رَبْقة وَإِنَّمَا يَرْبُقُونه فِي أوَّل رَبْقِه على أَعينهم حِين تَسرح الْغنم فيُرْبَق إِلَى أَن تجَاوز الْغنم لِئَلَّا يضيع فيأكله السَّبُع ويَرْغَث أمه فَإِذا جَاوَزت الْغنم خُلِعَ عَنهُ الرِّبْق وسِيقَ حِدَاء الْبيُوت فِي مُرْتَبَع فَإِذا راحت الْغنم جاؤا بِهِ قبل أَن تروح فَرَبَقُوه ثمَّ يرسلونه على أَيْديهم ليرضع ثمَّ يعيدونه فَيرَبَقُونه ويرضع مرَّتَيْنِ فِي صغره فَإِذا كَبِرَ مضى لَهُ شهر وشَبع من العِيدان وَجَّبُوه أَي أرضعوه مرّة فِي الْيَوْم فَإِذا كَانَ فِي دَهْر خَصِيب لم يوَجَّبُوه وأرضعوه بِالْغَدَاةِ والعشي وحَلَبوا عَلَيْهِ أمهاته أَبُو عبيد وَيُقَال للحَلْقة الَّتِي تُشَدُّ بهَا الْغنم الرِّبْقَة ابْن دُرَيْد وَهِي الرِّبْق ابْن السّكيت رَبَقَهَا يَرْبُقها رَبْقًا ورَبَّقَهَا جعل رؤوسها فِي عُرَى حَبْل وشَاة رَبِيقَةٌ ورَبِيقٌ والرِّبْقُ الحَبْلُ وَجمعه أرْباق ابْن دُرَيْد خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَام من عُنُقه إِذا فَارق الْجَمَاعَة وَهُوَ على المَثَل وَمن كَلَامهم // (أضْرَعَتِ الضأنُ فَرَبِّقْ رَبِّقْ وأضْرَعَتِ المِعْزَى فَرَمِّقْ رَمِّق) // رَبِّقْ من الأرباق لِأَن الضَّأْن تُنْزِل اللَّبن على على رُؤُوس أَوْلَادهَا ورَمِّقْ يُرِيد اشْرَبْه قَلِيلا قَلِيلا لِأَن الْمعز تُنْزِل اللَّبن قبل نِتَاجها أبوعبيد النُّشْفة كالرِّبْقَة ابْن دُرَيْد حَذَقَ الرِّباطُ يدَ الشَّاة أَثَّر فِيهَا وَقَالَت أُمُّ الحُمَارِس البَهْمُ يُطْلَى ثلاثَ لَيَال وأربعًا حَتَّى يشتدُ ونحبسه عشر لَيَال حَتَّى يشتدُ وَيَأْكُل البَقْلَ الَّذِي نطرحه فِي أفواهها وورقَ العِضاه نُقَرِّمُه ونُعَلِّمه الاكل فَإِذا مضى لَهُ عشر لَيَال سَقَيْنَاه ورَعَيْنَاهُ فَإِذا أَصْبَحْنَا أرسلنَا إِلَى أُمَّهَات البهم فَرَضِعَ البَهْمُ الشُّطُور وحُلِبَت الغنمُ الشُّطُور فَيكون اسْمه طَلِيًّا وَيكون بعد الْعشْرين بَهْمَة من الضَّأْن والمِعْزَى وتنفرد المِعْزَى بالسَّخْلَة فَيُقَال هَذَا سَخْلَةٌ وَهَذِه سَخْلة وَالْجمع السَّخْل والسِّخَال وَيُقَال لَهُ بَهْمَة وسَخْلَة إِلَى أَن يُفْطَم وَيلْزمهُ ذَلِك الِاسْم وَإِن فُطِمَ حَتَّى يكون تِلْوًا والتِّلْوُ الَّذِي لم تتمُ جُذُوعتُه وَقد أجْذَعَتْ أخَواته اللواتي وُلِدْنَ قبله أَبُو عبيد يُقَال لولد الْغنم سَاعَة تضعه أمه انه من الْمعز والضأن جَمِيعًا ذكرأً كَانَ أم أُنْثَى سَخْلَةٌ وَجمعه سِخَالٌ صَاحب الْعين جمع السَّخْلَة سِخَلَةٌ والعَدَوِيَّة أَوْلَاد الْغنم إِذا بلغت أَرْبَعِينَ يومٌا فَإِذا جُزَّت عَنْهَا عَقِيقَتُها ذهب هَذَا الِاسْم أبوعبيد ثمَّ هِيَ البَهْمَة للذّكر وَالْأُنْثَى وَجَمعهَا بَهْمٌ ثَعْلَب(2/232)
_ لم يَحُدَّه ابْن السّكيت وَيُقَال فِي المعزى خَاصَّة جِفَارٌ بَعْدَمَا تَفْطَم الْوَاحِد جَفْرٌ وَالْأُنْثَى جَفْرة قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من الجُفْرَة وَهُوَ مُعظم الشَّيْء وَإِنَّمَا يُقَال ذَلِك إِذا عَظُمَ بَطْنه واتَّسع وَقد اسْتَجْفَرَ ثَعْلَب الغِذَاء السِّخَال ابْن السّكيت وتَفْطَم لثَلَاثَة اشهر أبوعبيد فَإِذا بلغت أَرْبَعَة أشهر وفُصِلت عَن أمهاتها فَمَا كَانَ من أَوْلَاد الْمعز فَهِيَ الجِفَار ابْن دُرَيْد هِيَ الأجْفَار والجِفَرة صَاحب الْعين اسْتَكْرَشَ الجَدْيُ وكل سَخْلٍ اسْتَكْرِشُ حِين يعظُم بطنُه ويشتد أكله فَإِذا رَعَى وقَوِيَ فهوعَرِيضٌ وَجمعه عَرْضانٌ وَقيل هُوَ الَّذِي أَتَت عَلَيْهِ سنة فَقَوِيَ ورَعَى الشّجر وعَرِيضٌ عَرُوضٌ يَعْتَرِضُ الكَلأَ ويَعْرُضُه أَي يَأْكُلهُ وَقيل هُوَ إِذا فَاتَهُ النَّبَات فَاعْترضَ الشوك وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْإِبِل صَاحب الْعين جَدْيٌ عَطُوٌّ يَتَطَاوَل إِلَى الشّجر لينال مِنْهُ وقَرَمَت لَبْهمَةُ تقَرْم قَرْما وقَرُومًا وَقَرَماناً وتَقَرَّمَت تناولت الْأكل أدنى تناولُ وقَرَّمْتُها أَنا وَكَذَلِكَ الفَصِيل والصبيُّ وَقد يقدَّم أَبُو عبيد العَتُود نَحْوٌ مِنْهُ وَجمعه أعْتِدَة وعِدَّانُ وَأَصله عِتْدَان فَأَما ابْن السّكيت فَخَصَّ بِهِ الجَذَع مِنْهَا صَاحب الْعين هُوَ المُسْتَكْرِش مِنْهَا وَقيل هُوَ الَّذِي بلغ السِّفَاد ابْن دُرَيْد طَفَر الجَدْيُ يَطْفِرُ طَفْرًا وَثَبَ والرَّقْدَانُ طَفْرُ الجَدْيُ والحَمَل نحوِهما وارْتَعَصَ الجَدْيُ طَفَر من النشاط وَقد تقدَّم فِي الْفرس أَبُو عبيد وَهُوَ فِي هَذَا كُله جَدْيٌ قَالَ أَبُو عَليّ وَالْجمع أَجْدٍ وجِدَاءٌ أَبُو عبيد والأنثىعناقٌ وَالْجمع عُنُوقٌ غَيره أَعْنُقٌ ابْن دُرَيْد وعُنُقٌ أبوعبيد الهاجِنُ العَنَاق الَّتِي تحمل قبل أَن تبلغ أَوَان السِّفاد وعَمَّ بِهِ بعضُهم أناثَ نَوْعيِ الْغنم ابْن دُرَيْد السَّطْر فِي بعض اللُّغَات الجَدْيُ أَبُو عبيد الجِلام الجِدَاء وَأنْشد
(سَوَاهِم جُذْعَانُهَا كالْجِلاَ ... م قد أقْرَحَ القَوْدُ مِنْهَا انُّسُورا)
ويروي قَدَ اقُرَحَ مِنْهَا القِيَاد النُّسُورا النُّسُور باطنُ الْحَافِر واليَعْرُ الجَدْي وانشد
(مُقِيمًا بأمْلاحٍ كَمَا رُبِطَ اليَعْرُ ... ) صَاحب الْعين اليَعْرَة واليَعْر الشَّاة تُشَدّ عِنْد زُبْية الذِّئْب وَأنْشد
(أُسَائِلُ عَنْهُم كُلَّما جَاءَ راكبٌ ... مُقِيمًا بأمْلاَحٍ كَمَا رُبِطَ اليَعْر)
أَبُو عبيد وَلَدُ الْمعز حُلاَّمٌ وحُلاَّنٌ وَأنْشد
(كُلُّ قَتيل فِي كُلَيْب حُلاَّمٌ ... حَتَّى ينَال الفَتْلُ آلَ هَمَّامْ)
وَأنْشد
(تُهْدَى إِلَيْهِ ذِراعُ الجَدْيِ تَكْرِمَةٌ ... إِمَّا ذَبِيحًا وإمَّا كَانَ حُلاَّنًا)
_ الذَّبِيحُ الْكَبِير الَّذِي قد أدْرك أَن يُضَحَّى بِهِ وَقد تقدَّم أَن الحُلاَّم المَهْدُور ابْن الاعرابي الحُلاَّنُ الجَدْيُ الَّذِي يُشَقُّ عَنهُ بطن أمه قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو عَبَّاس اليَعَامِيرُ الجِدَاءُ وَأنْشد
(تَرَى لأَخْلاقِها من خَلْفِهَا نَسَلاَ ... مِثْلَ الذَّمِيم على قَزْم اليَعَامِيرِ)
_ وَقد تقدَّم شرح هَذَا الْبَيْت صَاحب الْعين العُطْعُط الجَدْيُ أابو زيد وَكَذَلِكَ الطَّمِيلُ وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ فَإِذا أَتَى عَلَيْهَا الحَوْل فالذَّكَر تَيْسٌ وَالْجمع أَتْيَاس وتُيُوسٌ ومَتْيُوساء واسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ صَارَت كالتَّيْس بعكس قَوْلهم اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ أبوعبيد وَالْأُنْثَى عَنْزٌ أَبُو زيد الْجمع أعْنُزٌ وعِنَازٌ وعُنُوزٌ وَكَذَلِكَ هِيَ الظباء قَالَ أَبُو عَليّ وَالْعرب تُجْرِي الظباء مجْرى المَعَزِ والبَقَرِ مجْرى الضَّأن وَيدل على ذَلِك قَول أبي ذُؤَيْب(2/233)
(وعَادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأنَّهَا ... تيُوُس ظِبَاءٍ مَحْصُهَا وانتبارُها)
_ فَلَو اجروا الظباء مجْرى الضَّأْن لقَالَ كِبَاش وَمِمَّا يدل على أَنهم يجرونَ الْبَقر مجْرى الضَّأْن قَول ذِي الرمة
(مُوَلَّعَة خَنْسَاء لَيْسَت بِنَعْجَةٍ ... يُدَمَّنُ أجوافَ الْمِيَاه وقيرُها ... )
_ فَلم يَنْفِ الْمَوْصُوف بِذَاتِهِ وَلكنه نَفَاهُ بِالْوَصْفِ وَهُوَ قَوْله
(يُدَمِّنُ أجوافَ الْمِيَاه وقيرُها ... )
_ يَقُول هَذِه نعجة وحشية لَا إنسية تألف أجوافَ الميها أولادُها وَتلك نُصْبة الضائنة وصفتُها لِأَنَّهَا تألف الْمِيَاه ولاسيما وَقد خَصَّهَا بالوَقِير وَلَا يَقع الوَقِيُر لَا يَقع الوَقِيرُ إِلَّا على الْغنم الَّتِي فِي السراد والحَضَر والأرياف صَاحب الْعين وَقد تكون العَنْز من الوُعُول وَهَذَا كَمَا اوقعوا الشه على الوَعِل صَاحب الْعين الَهْبَهِبُّي تَيْس الْغنم وَقيل راعيها قَالَ
(كَأَنَّهُ هْبَهِبُّي نَام عَن غَنَمٍ ... مُسْتَأْوِرٌ فِي اللَّيْل مَذْءُوبُ)
_ وَقد تقدَّم أَنه الطَّبَّاخ والشَّوَّاءَ والحَسَن الحُداء وَأَنه كلُّ من أَحْسَنَ مِهْنَةٌ أَبُو عبيد ثمَّ يكون التَّيْس جَذَعًا فِي السّنة الثَّانِيَة وَالْأُنْثَى حَذَعَةٌ ثمَّ ثَنِيّاً فِي الثَّالِثَة والانثى ثَنِيَّة ثمَّ يكون رَبَاعِيًّا فِي الرَّابِعَة وَالْأُنْثَى رَبَاعِيَّة ثمَّ هُوَ سَدِيسٌ فِي الْخَامِسَة سَدِيسٌ ابْن السّكيت سَدِيسٌ وَسَدَسٌ وَالْجمع سُدُس الْأَصْمَعِي وَقد أسْدَسَ أَبُو زيد أهْضَمَ البَهْمَةُ للإرْبَاع والإِسْداس وَقد تقدَّمت هَذِه الالفاظ فِي أَسْنَان الْإِبِل باخْتلَاف مَوَاقِيت النَّوْعَيْنِ وعَلَّلْتُ تفسيَرها هُنَالك أَبُو عبيد ثمَّ هُوَ سالِغٌ فِي السَّادِسَة وَالْأُنْثَى سالِغٌ ثمَّ لَيْسَ بعد الصالِغ شَيْء قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ صالِغٌ بالصَّاد سِيبَوَيْهٍ الأَصْل السِّين وَإِنَّمَا هَذَا على المضارعة وَقَالَ تَضْلَعُ الشاةُ بالخامس صَاحب الْعين هُوَ الصُّلُوغ والسُّلُوع أَبُو عبيد لَيْسَ بعد الصالِغ فِي الظِّلْفِ سنّ وَكَذَلِكَ الْبَقَرَة واما الْحَافِر كُله فمُنْتَهاه الرِّبَاعُ وَقد تقدَّم ابْن السّكيت فَإِذا فُطِم ولد الضائنة قيل لَهُ خَرُوفٌ أَبُو عبيد وَالْأُنْثَى خَرُوفَةٌ وَقَالَ هُوَ من الضَّأْن فِي موقع العَرِيض والعَتُود من الْمعز صَاحب الْعين الْجمع أَخْرِفَة وخِرْفَانٌ وَإِنَّمَا يسُمَىَّ بذلك لِأَنَّهُ يَخْرُف من هُنا وهُنَا ابْن دُرَيْد هُوَ دون الجَذَع من الضَّأْن خَاصَّة صَاحب الْعين الطُّمْرُوس الخَرُوف ابْن السّكيت وَيُقَال لَهُ وَهُوَ صَغِير حَمَلٌ وَالْجمع الحُمْلان والأَحْمال ابْن دُرَيْد وَبِه سميت الأحْمال من بطُون بني تَمِيم وَقيل الحَمَل مِنْهَا الجَدَعُ فَمَا دونه أَبُو عبيد العُمْرُوس الَحَمل ابْن دُرَيْد هُوَ الحَمَل أَو الَجْدي إِذا نَزَوَاَ شآمِيَّة والشَّكْوُ الحَمَل الصَّغِير ابْن السّكيت البَرَقُ الحَمَل فَارسي معرّب سِيبَوَيْهٍ الْجمع أَبْرَاق وبِرْقان أَبُو عبيد الْأُنْثَى الحُمْلان رَخِلٌ أَبُو حَاتِم رِخْل أَبُو عبيد وَالْجمع رُخَال قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من جمع الْعَزِيز صَاحب الْعين جمع الرَّخِل رِخْلانٌ أَبُو حَاتِم أَرْخُلٌ ابْن دُرَيْد يُقَال رَخِلَة ورِخْلَة قَالَ أَبُو عَليّ أكَّدوا التَّأْنِيث بالعلامة وسأبين هَذَا الْمَعْنى فِي ابواب الْمُذكر والمؤنث من هَذَا الْكتاب ان شَاءَ الله ابْن السّكيت وَيُقَال للحَمَل إمِّرٌ وَالْأُنْثَى إمَّرة ابْن الْأَعرَابِي هما الجَدْي والعنَاَق وَيُقَال لَهُ بَذَجٌ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ فَارسي معرَّب ابْن دُرَيْد جمعه بِذْجَانٌ غَيره هُوَ أَضْعَف مَا يكون مِنْهَا ابْن السّكيت يُقَال للرُّخَال بعد الْفِطَام عُبُرٌ الْوَاحِد عَبُور فَإِذا أَرَادوا أَن يفَطْمِوُا البَهْم عدل كَا رَجُلٍ بَهْمَهُ إِلَى آخر فاسْتَلْحَقَه فِي غنمه لكيلا يرضع أمهاته وَلَا يُرْبَق فِي الأرباق فَيكون فِي غنمه ليلَه ونهارَه شهرا أَو أَرْبَعِينَ لَيْلَة فَهُوَ أقْصَى فِطَامه ثمَّ ينسى الرَّضَاع فَإِذا فطُمِ البَهْم(2/234)
_ وَرجع إِلَى أَهله وتَفَلَّقَت أصوافه سقط عَنهُ اسْم الفَطِيم وعِي فُرارًا الْوَاحِدَة فُرَارة وَقيل فَرِيرٌ قَالَ أَبُو عَليّ الفُرَار وَاحِدهَا فَرِيرٌ وَهُوَ الْجمع وَنَظِيره فِي الصّفة إنَّا بُرَاءٌ منِكم فِي جمع بَرِيءٍ ابْن السّكيت فَإِذا تمت لَهُ سنة من مولده فَهُوَ جَذَعٌ وَالْأُنْثَى جَذَعَة وَالْجمع جِذَاع وجُدْعَان وَقد تَمَّت حُذُوعَتُه وَالشَّاة تُجْذِع فِي رَأس فِي رَأس الْحول والقولُ فِي الضَّأْن من حِين تُجْذِع إِلَى آخر الْأَسْنَان كالقول فِي الْمعز وَهُوَ فِي هَذَا كُله كَبْشٌ وَالْجمع أَكْبُشٌ وكِبَاشٌ وَالْأُنْثَى ضائنة وَالْجمع ضَوَائِنُ فَأَما الضَّأْنُ والضَّأْنُ والضَّئيِنُ فأسماء للْجمع كالَمْعز والَمَعز والَمِعيز أَبُو عبيد الطُّوبَالةَ النَّعْجَة ابْن دُرَيْد وَلَا يُقَال للكبش طُوبال النَّضر الهَمَجَة النَّعْجَة ابْن السّكيت ثمَّ يُقَال للصالغ قد كَفَّ فَهُوَ كافٌّ وَذَلِكَ إِذا انْحَكَّ مُقَدِّم فِيهِ والصُّلُوغُ فِي الْغنم بِمَنْزِلَة البُزُول فِي الْإِبِل والقُرُوح فِي الْخَيل وَيُقَال للنَّعْجَة الْكَبِيرَة والعَنْز قَحْمَة وشَهْبَرَة وعَوْدة وَجَمعهَا قِحَام وعِيَاد وَقد قَحَّمَتْ وشَهْرَرَتْ وعَوَّدَت وَقد تقدَّم ذَلِك فِي النَّاس وَالْإِبِل أَبُو عبيد الهِرْطَة النعجة الْكَبِيرَة السيرافي هِيَ الِهْرط بِغَيْر هَاء أَبُو عبيد عَنْزٌ حُنَطِئَةٌ كَبِيرَة مَعَ ضِخَم غَيره الهَمَجَة النَّعْجَة المُسِنَّة ابْن السّكيت عَنْزٌ فاكَّهٌ ونَعْجَةٌ فاكَّةٌ وَهِي الَّتِي أَفْرَط عَلَيْهَا الَهَرم وَقَالَ نَعْجَةٌ ثِرْمِطٌ تُوصَف بالكِبَر لانها تُثَرْمِطُ المَضْغَ أَي تَسمع لمضغها صَوْتًا وتراه مَضْغَ سَوْءٍ وَقَالَ شَاة قد طَرَّفَتْ وَهِي مُطَرِّفٌ إِذا رَأَيْت ثَنَاَياَهَا قد كُفَّ أطرافها وَهِي أَيْضا المُقْصِر وَقد أَقْصَرَتْ وَقَالَ نَعْجَةٌ هِرْدِشٌ وعَنْزٌ هِرْدِشٌ وعَشَمَة وعَشَبة ونَعْجَةٌ خَنْشَلِيلٌ مُسِنَّة وَقد تقدَّم ذَلِك فِي النَّاس والفَارِضُ والشارِفُ والُمذَكِّيَة والحَجْمَرِش والحَشْوَرَة كلُّه من اسماء العَنْز إِذا أسَنَّت والهِرْشَفَّة الْكَبِيرَة من الضَّأْن والثَّلْطِع الَّتِي ذهب فمها وَقد ثَلْطَعَت وَيُقَال لَهَا إِذا ذهب أسنانها وتَحَاتَّتْ الكُحْكُح ولكِحْكِح وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل واللِّطْلِط الدَّرْداء الَّتِي لَيست لَهَا أَسْنَان وَقد تقدَّمت عَامَّة هَذِه الْأَسْمَاء فِي أَسْنَان الْإِبِل قَالَ وَيُقَال للشاتين إِذا كَانَتَا سِنًّا وَاحِدَة هما نتيِجَةٌ
3 - تَسْمِيَة مَا فِي الشَّاة من الطوائف 3
_ ابْن السّكيت فِي الشَّاة القَرْنُ وَجمعه القُرُون وكَبْشٌ أَقْرَنُ عَظِيم القَرْنَيْنِ والإنثى قَرْنَاء ويكونُ القَرْنُ للبقرة أَيْضا غَيره الرَّوْقُ القَرْنُ وَجمعه أرْوَاق أَبُو عبيد فِي الشَّاة عِينَتُها وَهِي مَوضِع المَحْجِر من الْإِنْسَان ونُخَرتها ونُخْرَتها وَهِي الأَرْنَبَة ابْن دُرَيْد النَّثْرة الخَيْشُوم وَمَا وَالَاهُ وَهِي النَّثُور أَبُو عبيد الناثِر الشَّاة تَسْعُل فينتشر من انفها شيءٌ وَكَذَلِكَ النافِر قَالَ وفبها حَكَمَتُها وَهِي الذَّقَن وصَفْحَتَاهَا وهُمَا خَدَّاها صَاحب الْعين الزَّلَمَة الهَنَةُ المُعَلَّقة فِي حَلْقِ الشَّاة فاذا كَانَت فِي الْأذن فَهِيَ زَنَمَةٌ ثَعْلَب وفيهَا مَذْبَحُهَا وَهُوَ مَوضِع الرَّأْس من العُنُق وَقد تقدَّم فِي الْخَيل وغَبْبَهُا وغَبْغَبُهَا ورَعَنَتَاهَا زَنَمَتاها وَمَا تَدَلَّى على النَّصِيل وَسَيَأْتِي مُسْتَقْصّى فِي بَاب الْبَقر وقَصْقَصُها مَا أصَاب الأرضَ من صدرها وَكَذَلِكَ هُوَ من الْإِنْسَان وَغَيره وَقد تقدَّم وسَحْفَتُها مَوضِع الشحمة الَّتِي على كَتِفيها فاما أَبُو عبيد فَقَالَ هِيَ الشحمة بِعَينهَا وَأما ابْن السّكيت فَقَالَ هِيَ الشحمة فبيما بَين كَتِفيها إِلَى مَا بَين وِرْكَيْهَا صَاحب الْعين السَّحْفَة الشحمة الَّتِي على الجنبين وَالظّهْر وَلَا يكون ذَلِك الا من السَّمَن والسَّحِيقة طَريقَة الشَّحْم بَين الطَّفَاطِف وَالْجمع سَحَائف وسَحَفْتُ الشحمَ عَن الجنبين أسْحَفُة سَحْفًا قَشَرْتُه وإنْفَحَةُ الجَدْي وإنْفَحَتُه وإنَحَتَّهُ ومِنْحَفَتُه شَيْء يخرج من بَطْنه أصفر يُعْصَر فِي صُوفة مبُتْتَلَّة فِي اللَّبن فيَغْلُظ كالجبن أَبُو حَاتِم الِقَبة الإنْفَحَة إِذا عَظُمَت من الشَّاة غَيره وفيهَا جَوْزُها وَهُوَ وَسطهَا أَبُو عبيد وفيهَا شاكِلَتها وَهِي الخاصرة وَقد تقدَّم فِي الْخَيل صَاحب الْعين العَصِيب مَا لُوِيَ من امعاء الشَّاة وَالْجمع أعْصِبَةٌ وعُصْبَانٌ والضَّرْعُ للشاة كالضَّرْع للناقة والخِلْفُ مِنْهَا(2/235)
كالخِلْف مِنْهَا والثُّعل والثًّعَل الزِّيَادَة على خِلف الشَّاة واستعاره هَمَّام بن مُرَّة فَقَالَ
(وذَمًّوا لنا الدُنْيَا وهم يَرْضِعُونَها ... أَفَاوِيقَ حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْلُ)
والثُّعُول من الشَّاء الَّتِي تحلب من ثَلَاثَة مواضِع للثُّعْْل الَّذِي فِي خِلقها وَقد تقدم الثُّعْل فِي الْإِبِل ابْن السّكيت: واستعار طَرَفة القادمَيْن للشاة فَقَالَ
(من الزٌّمِرَاتِ أَسْبَلَ فادِمَاهَا ... وضَرْتُها مُرَكّنَةٌ دَرُورُ)
وَإِنَّمَا القادمان للناقة لِأَن لَهَا أربعةَ أخلاف فَقَادِمَاهَا المتقدْمَان وآخِراها المتأخران. قَالَ: وقولُه مُرَكَّنَةٌ يَعْنِي لَهَا أركانٌ وجوانب قَالَ أَبُو عمرمُجتَمِعَةلأصمعي: أَليَةُ الشَّاة - عَجُزها شَاة أَليَاءُ وكبش أَلْيَان عَظِيم الألية ونَعْجَةٌ أَليَانَةٌ أَبُو زيد: العَفْلُ - شَحم خُضيَيِ الْكَبْش وَمَا حوله وَأنْشد:
حَدِيث الخِصَاء وارِم العَفْل مُغبَر
ويروى أَبْجر وَالْأول أَجود ابْن دُرَيْد الوافِرَة أَلَيةُ الْكَبْش إِذا عَظُمَتْ فِي بعض اللُّغَات وَقيل هِيَ كل شحمة مستطيلة أَبُو عبيد العَوْلَكُ عِرْقٌ فِي الْغنم يكون فِي البُظَارة مَا بَين الإِسْكَتَيْنِ وهما جانبا الحَيَاء وَيُقَال لَهما القُدَّتانِ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْخَيل والحُمُر وَالْإِنْسَان وَقد تقدَّم. صَاحب الْعين الخَوران من الشَّاة المَبْعَرُ الَّذِي يشْتَمل عَلَيْهِ حِتَار الصُّلْب وَجمعه خَوَارِينُ وخَوْراناتٌ والْكُرْسُوعُ عُظَيمٌ يَلِي الرُّسْغَ من وَظِيف الشَّاة وَقد تقدَّم أَنه حرف الزَّنْد الَّذِي يَلِي الخِنْصَر من الْإِنْسَان وَأَنه مَفْصِلِ القَدَم من السَّاق. صَاحب الْعين الطَّلف ظُفُر كلَّ مَا اجْتَرَّ وَالْجمع أظْلاف وَقد يستعار لغيره فِي الشَّعْر. أَبُو عبيد الزَّمَعُ الزِّيَادَة الناتئة فَوق ظِلْف الشَّاة صَاحب الْعين الزْمع هَنَوَاتٌ كأظفار الْغنم تكون فِي الرٌّسْغ فِي كل قَائِمَة زَمَعَتَانِ وَهِي تكون لكل ذِي أَربع من الظلْف وَقيل هِيَ الَّتِي خَلْف الثُّنَّة وَبِه قيل لرُذال النَّاس زَمَعٌ والزَّلَم الزَّمع الَّتِي خلف الأظلافِ والمِطَحَّة من الشَّاة مُؤَخرا ظِلفها ابْن دُرَيْد المِزْماة الَّتِي فِي الحديت
لَو دعى إِلَى مِرْمَاةِ فسروه الظِّّلْف والهُنَيَّة الَّتِي بَين الظِّلْفَين أَبُو عبيد هِيَ المَرْماة صَاحب الْعين الكَعْسُ عِظَام السُّلاَمَى من الشَّاة وَالْجمع كِعَاسٌ وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل وَالْإِنْسَان والثًّغرُرورَان الزائداتان فَوق الظَّلْف وَقد تقدْم أَنَّهُمَا حَلَمتان تكتنفان قضيب الْفرس أَبُو عبيد أَكَلَ الذئبُ من الشَّاة الحُدَلِفَةَ وَهِي شَيْء من جشدها لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَقد تقدَّم أَن الحُدلِقَة الْعين الْكَبِيرَة
(شِيَات الضَّأْن ونعوتها)
ابْن دُرَيْد: نَعْجَةٌ رَقْطَاء فِيهَا سَواد وَبَيَاض ابْن دُرَيْد الرَّقَطُ والرُّقْطَة سَواد يخالطه نُُقََط بَيَاض أَو بياضٌ يخالطه نقطُ سوادْ. أَبُو عبيد نَعْجةٌ أرْثَاءُ كَذَلِك أَبُو زيد وكبش آرَثُ وَالِاسْم الأرْثَة أَبُو عبيد البَغْثَاءُ والنَّمْرَاء كالرَّقْطَاء أَبُو زيد وبياضُها أَكثر من سوادها أَبُو عبيد العَيْناء الَّتِي قد اسودت عِنَتُها قَالَ أَبُو عَليّ هِيَ تَأْنِيث الأَعْيَنِ الَّذِي هُوَ الْعَظِيم العَيْن فَهَذَا من بَاب مَفْؤُود ومُدَرْهَم وَمَاء مَعِين فِيمَن قَالَ إِنَّه مَفْعُول أَي أَنه لَا فعل لَهُ وَقد حكى ابْن جني عَن صَاحب الْعين عَيِنَ عَظُمَت عينُه فَأثْبت لَهُ فعلا أَبُو زيد الكَحْلاء من النعاج البيضاءُ السوداءُ الْعَينَيْنِ أَبُو عبيد فَإِن اسودَّتْ(2/236)
إِحْدَى الْعَينَيْنِ وابيضَّت الْأُخْرَى فَهِيَ خَوْصَاء فَإِن اسودَّت نُخَرتها وحَكَمَتُها فَهِيَ دَغْماء ابْن دُرَيْد شَاة رَغْمَاء على طرف أنفها بياضٌ أولونٌ يُخَالف سَائِر لَوْنهَا. أَبُو زيد: الرثْماء السوداءُ الأرنبة وسائرها أَبيض وَالِاسْم الرُّثْمة أَبُو عبيد فَإِن اسودَّ رأسُها فَهِيَ رَأْساء صَاحب الْعين كَبْش أَطْخَمُ أسود الرَّأْس وسائره أَكْدَر والطُّخْمَة سَواد فِي مقدمَّ الْأنف أَبُو عبيد فَإِن ابيض رَأسهَا من بَين جَسدهَا فَهِيَ رَخْمَاء صَاحب الْعين الرُّخَمَة بَيَاض رَأس الشَّاة وغُبْرةٌ فِي وَجههَا أَبُو عبيد المُخَمَّرة كالرَّخْماء صَاحب الْعين شاةٌ مُعَمَّمة بَيْضَاء الرَّأْس غَيره شَاة عُرْماء بَيْضَاء الرَّأْس والمُكْتَهِلَةُ من النْعاج المُتَخَمُرة الرَّأْس بالبياض أَبُو عبيد فَأن اسودَّت أَطْرَاف أذنيها فَهِيَ مُطَرَّفة أَبُو زيد المُطَرَّفة الَّتِي اسودت أَطْرَاف أذنيها وسائرُها أَبيض وَكَذَلِكَ إِذا ابْيَضَّتْ أَطْرَاف أذنيها وسائها أسود صَاحب الْعين نَعْجَة سَفْعاء مُسْوَدَّة الْخَدين وَسَائِر جسمها أَبيض أَبُو عبيد فَإِن اسودَّت الْعُنُق فَهِيَ دَرْعاءُ صَاحب الْعين شَاة دَرْعَاء سَوْدَاء الْجَسَد بَيْضَاء الرَّأْس وَقيل هِيَ السَّوْدَاء العنقِ وَالرَّأْس وسائرُها أَبيض وَكَذَلِكَ خَرُوفٌ أدْرع وَقد يكون الدَّرَع بَيَاضًا فِي الرَّأْس دون سَائِر الْجَسَد وَهُوَ المُعَمَّم وَالِاسْم من كل ذَلِك الدُّرْعَة أَبُو عبيد فَإِذا كَانَ بعُرْض عُنُقها سَواد فَهِيَ لَغْطَاء صَاحب الْعين وَهِي العَلْطَاء وَاسم السوَاد العُلْطّة والعِلاَط غَيره شَاة بَزشَاء فِي لَوْنهَا نُقَطٌ مُخْتَلفَة أَبُو زيد المُصّدْرة السوداءُ الصَّدْر وسائرُ جَسدهَا أَبيض أَبُو عبيد فَإِن ابيضْ وَسطهَا فَهِيَ جَوْزَاء ومُجَوَّزة قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ مُشْتَقّ من الجَوْز وَهُوَ الْوسط وَقيل المُجَوَّزة الَّتِي فِي صدرها لون يُخَالف سَائِر لَوْنهَا أَبُو عبيد فَإِن فَأن ابْيَضَّتْ خاصرتاها فَهِيَ خَصْفَاء فَإِن ابْيَضَّتْ شاكلتها هِيَ شَكْلاء صَاحب الْعين شَاة مُشَرْسَفة يجنبها بَيَاض قد غَشُى شَرَاسِيفَها أَبُو عبيد فَإِن ابيض طولهَا غير مَوضِع الرَّاكِب مِنْهَا فَهِيَ رَحْلاء فَإِن ابيض طََرَفُ ذنبها فَهِيَ صَبْغَاء وَالِاسْم الصُّبْغَة صَاحب الْعين شَاة عَكْوَاء بَيْضَاء الذَّنب من العُكُوة وَهُوَ أصل الذَّنَب أَبُو عبيد فَإِن ابْيَضَّتْ أَوْظِفَتها ووظيفُها الْوَاحِد أسود حَجُلاَء وخَدْماء غَيره الِاسْم الخُدْمَة وَقيل هِيَ الَّتِي فِي سَاقهَا بياضٌ عِنْد الرُّسْغ كالخَدَمَة فِي سَواد أَو سوادٌ فِي بَيَاض أَبُو عبيد فَإِن اسودَّت قَوَائِمهَا كلُّها فَهِيَ رمْلاء فَإِن ابْيَضَّتْ رجلاها مَعَ الخاصرتين فَهِيَ خَرْجَاء فَإِن ابْيَضَّتْ إِحْدَى رِجْلَيْهَا مَعَ الخاصرتين فَهِيَ رَجْلاء وَهَذَا كُله اذا كَانَت هَذِه الْمَوَاضِع مُخَالفَة لسَائِر الْجَسَد من سَواد وَبَيَاض والدَّهْمَاء الحمراءُ الْخَالِصَة الْحمرَة غَيره هِيَ الدَّهْساء الَّتِي على لون الدَّهَاس من الرمل أَبُو زيد نَعْجَة يَقَقٌ لاَ شِيَةَ فِيهَا غَيره البَهِيمُ من النَّعَاج السوداءُ الَّتِي لَا بَيَاض فِيهَا النَّضر كبشٌ أَغْثَرُ لَيْسَ بأحمر وَلَا أَبيض وَلَا أسود أَبُو عبيد كبشٌ أَغرَمُ فِيهِ نُقَطٌ بيض وسود ويروى عَن معَاذ
أَنه ضَحَّى بكَبْشٍ أَغرَمَ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من الحَيَّة العَرْمَاء وَهِي الَّتِي فِيهَا نقط سود وبيض وَأنْشد
(أَبَا مَغقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بغَاضتِي ... رُؤُوس الأَفاعِي فِي مَرَاصِدِها العُزمِ)
صَاحب الْعين العَرَم والعُرْمة بَيَاض فِي مَرَمَّة الضائنة والماعزة وَقيل الأَغرم من الشَّاء الَّذِي فِي أُذُنَيْهِ نقط سود وبيض والمُوَلَّعَة الَّتِي فِيهَا لُمَع ألوان من غير بَلَقٍ وَقد تقدَّم فِي الخصيل صَاحب الْعين نعجة صَبْحَأء فِيهَا سَواد إِلَى الْحمرَة والمحَةُ بياضٌ تشوبه شعراتٌ سود تكون فِي الصُّوف وَالشعر كبشٌ أُمْلَحُ ونعجة مَلْحَاء وَفِي الحَدِيث
أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بكبشين أَمْلَحَيْنِ فََذَبَحهما والمَلْحَاء الشَّمْطَاء تكون سَوْدَاء يَنْفُذها شعرةٌ بَيْضَاء. أَبُو زيد المَغَصُ من الْغنم البِيضُ وَالْجمع أَمْغَاص وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْإِبِل
(شِيَات الْمعز ونعوتها)
أَبُو عبيد من شِيَات المَعَزِ الذُّرْآء وَهِي الرَّقْشاء الْأُذُنَيْنِ وسائرها أسود وَقد تقدَّم أَن الذُّّزأَة الْبيَاض(2/237)
صَاحب الْعين رَعِثَت العَنْزُ رَعَثاً ابْيَضَّتْ أطراق زَنَمَتها أَبُو عبيد الغَزْبَاء الْبَيْضَاء الْعَينَيْنِ والغَشْوَاء الَّتِي قد تَغَشَّى وُجْهَها بياضٌ والمُنَطَّقة المرسومة مَوضِع النطاق بحمرة والنَّبْطاء الْبَيْضَاء الجَنْب والوَشْحَاء المُوَشَّحَة ببياض وَقيل المُوَشَّحَة من الشَّاء الَّتِي لَهَا طُرَّتان من جانبيها وخصَّ أَبُو عبيد بِهِ الظَّبيةَ وَحَكَاهُ صَاحب الْعين فِي الطير أَبُو عبيد الحَلْسَاء الَّتِي بَين السوَاد والحُمْرة لونُ بَطنهَا كَلَوْن ظهرهَا والرَّبدَاء السَّوْدَاء أَبُو زيد الرَّقْشاد من الْمعز السوداءُ المُنَطَّقَةُ ببياض وَهِي أقلُّ شِبَةَ من الرَّبداء أَبُو عبيد الصَّدآء المُشْرَبة حمرَة والدَّهساء اقل مِنْهَا حمرةَ وَفِي تقدم فِي الضّأن وَهِي وَهِي الدُّهْسَةً والذبسة قريب من ذَلِك وَهِي دَبْسَاء أَبُو زيد عَنْزٌ حَمْراء زَكَرِيَّةٌ شَدِيدَة الْحمرَة والحَوَّاءَ من الْمعز السوداءُ مَا ظَهَرَ من أعاليها أَبُو عبيد العَصْمَاء الْبَيْضَاء الْيَدَيْنِ أَبُو زيد الشَّهبَاء من الْمعز كالمَلْحَاء من الضَّأْن قَالَ سيبوية تَيْسٌ أَبٌرَقُ فِيهِ سوادٌ وَبَيَاض
(نُعوتُها من قِبَل قُرُونهَا وآذانها)
أَبُو عبيد القَصْمَاء الْمَكْسُورَة الْقرن الْخَارِج والعَضْبَاء الْمَكْسُورَة الْقرن الدَّاخِل وَهُوَ المُشَاش صَاحب الْعين عَضِبَت الشاةُ عَضَبأ وعَضَبْتُ القَرْنَ أَعْضِبُه عَضْباً فانْعَضَبَ وَمِنْه الأَعْضَب من الوافر وَهُوَ المَخْرُوم مَعَ السَّلامَة كَقَوْلِه
(إِن نَزَل الشْتَاءُ بدارْ قَوْمٍ ... )
الْأَصْمَعِي المَرِيخُ العَظْمُ الْأَبْيَض الَّذِي ينكسر القرنُ فَيبلغ إِلَيْهِ وَالْجمع أمْرِخَةٌ أَبُو عبيد والعَقْصَاء الَّتِي التوى قَرْنَاهَا على أَذنَيْهَا من خلفهَا غَيره العَقَص لكل ذِي قرْن وَقد عَقِصَ عَقَصاً فَهُوَ أَعْقَصُ وَمِنْه الأَعْقَص فِي زِخاف الوافر وَهُوَ المَخْروم مَعَ النَّقْص صَاحب الْعين العَقْفاء الَّتِي التوى قرناها على أذنيها صَاحب الْعين تَيْسُ عَلْهَبٌ طَوِيل القرنين يكون من الوحشية والإنسية وَرُبمَا وصف بِهِ الثور الوحشي ابْن دُرَيْد تَيْس أَفْرَقُ بعيد مَا بَين القرنين أَبُو عبيد النَّضباء المنتصبة القرنين صَاحب الْعين تَيْسٌ أَنْصَبُ كَذَلِك أَبُو عبيد الدَّفْوَاء الَّتِي انْصَبَّ قرناها إِلَى طَرَفَيْ عِلباوَيْهَا والقَبْلاَء الَّتِي أَقْبَلَ قرناها على وَجههَا صَاحب الْعين الخَنْوَاء الَّتِي مَال قرنُها على سالفَتَيْها والألْفَتُ من التيوس الَّذِي اعْوجَّ قرناه والْتوَيَا وَقَالَ غَيره عَنْزٌ تَيْسَاء بَيَّنَة التَّيْس إِذا كَانَ قرناها طوبلين كقرني تَيْس تُشَبَّه بِهِ وَقَالَ كَبْشٌ شَقَحْطَبٌ ذُو قرنين مُنْكَرين ابْن دُرَيْد كَبْش شَقَحْطَبٌ ذُو أَرْبَعَة قُرُون ابْن السّكيت تَيْسٌ أَعْقَّدُ بيَّن العَقَد فِي قرنه عُقْدَة وَقد يكون العَقَّدُ الالتواءَ فِي الذَّنب وكل مُلْتَوِى الذَّنَب وكل مُلْتَوِي الذَّنَب أعْقَد صَاحب الْعين كَبْش أَجَمُّ لَا قَرْنَ لَهُ وَالْأُنْثَى جَمَّاء وَقد جَمَّ جَمَماًَ أَبُو عبيد يُقَال للعَنْز الجَمَّاء جَلْحَاء أَبُو عبيد الشُرْقَاء الَّتِي انْشَقَّت أُذنها طولا وَقد تقدَّم فِي النَّاقة المخَدْمَاء الَّتِي انشقَّت أُُذنها عَرْضاً وَلم تَبِنْ والقَصْوَاء المقطوعُ طرف أُذّنها غَيره الجَدَّاء الشَّاة المقطوعة الْأذن وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْيَابِسَة الضَّرْع وَقَالَ بَحَرْت الشاةَ أَبْحَرُها بَحْراً شققتُ أذنَها بنصفين وَهِي البَحِيرة وَقد تقدمَّ فِي الْإِبِل ابْن دُرَيْد شَاة خَظْلاء طَوِيلَة الْأُذُنَيْنِ الْأَصْمَعِي الخَرْبَاء من الْمعز الَّتِي خُرِبت أُذُنُها أَي ثُقِبَت مستديرة أَبُو حَاتِم أُذُن الخَرْمَاء مشقوقة الشَّحْمة صَاحب الْعين هِيَ الخَزبَاء والخَرْمَاء لَيْسَ على الْبَدَل أَبُو عبيد الُمَاء الَّتِي شُقَّت أُذُنها عَرضاً أَبُو عبيد الجَدْعاء من الْمعز(2/238)
الَّتِي يُقْطع من أُذُنها الثُّلُث فَصَاعِدا والخَرْمَاء من الشياه - المخروقةُ خَرقاً مستديراً صَاحب الْعين الصَّمعاء من الْمعز الَّتِي أُذنُها بَين السَّكاء والأَذناء الظَّبَاء المُصّمَّعة وَقَالَ شَاة خَرْمَاء مثقوبة الْأذن أَبُو زيد الغَضْفَاء المنحَطَّة أَطْرَاف الأذَنين من طُولهما أَبُو زيد القَنَفُ فِي أُذن الشَّاة انثناؤها إِلَى رَأسهَا حَتَّى يظْهر بطنُها وَقيل القَنّفُ فِي آذان الْمعز غلّظُها كَأَنَّهَا رَأس نَعْل والشَّرْفاء من المعزالأّذْنَاء صَاحب الْعين القُرَطة شِيَةٌ حسَنَةٌ فِي المِعْزَى وَهُوَ أَن يكون للعنز أَو التيس زَنَمتان معلْقتان من أذنيها فَهِيَ قَرْطاء وَالذكر أقْرط ومُقَرَّط وَقد قَرِطَ وَيسْتَحب فِي التيس لِأَنَّهُ يكون مِثُناثاً ابْن دُرَيْد شَاة زَلْمَاء وزَنْماء لَهَا زَلَمتانِ وَزَنَمَتان وَقد زلَّمتها وزَنَّمْتُها وشَاة مَخْرُوعة الْأذن مشقوقة فِي وَسطهَا بالطول والطَّمْطِم ضربٌ من الضَّأْن لَهَا آذان صغَار وأغْبَاب كأَغباب الْبَقر تكون بِنَاحِيَة الْيمن صَاحب الْعين شَاة مَسْروقة مَقْطُوعَة الْأذن أصلا أَبُو زيد شَاة مُخَضْرمَة مَقْطُوعَة الْأذن وَقيل هُوَ أَن تقطع مِنْهَا شَيْئا وتَدَعَهُ يَنُوس وَقيل هِيَ المقطوعة الْأُذُنَيْنِ بنصفين وَقيل هِيَ المقطوعة طرف الْأذن وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْإِبِل بأَسْرِه. تَمَّ السَّفر السَّابع من الْمُخَصّص ويتلوه السَّفْرُ الثَّمن وَأَوَّلَهُ بَاب أصواتِ الغَنَمِ)(2/239)
فارغة(2/240)
السّفر الثَّامِن من كتاب الْمُخَصّص تأليف أبي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل النَّحوي اللغَوِي الأندلسي المعرُوف بابنِ سِيدَة المْتوَفْي سَنَة 35 تغمَّده الله برَحْمَتِهِ(2/241)
فارغة(2/242)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(بَاب اصوات الْغنم)
أَبُو عبيد: العَنْز تَيْعَر يُعارا غَيره وَقيل هُوَ الشَّديدُ من أَصْوات الشاءِ أَبُو عبيد التَّيْس يَنِبُّ نَبِيباً والنعْجة تَثْأَج تُؤَاجاً ابْن دُرَيْد تَثَاح وتَثُوج وَترْكُ الْهَمْز أعْلَى أَبُو عبيد الضأْن تَخُور أَبُو زيد خارَتْ خوََُاراً وبناتُ خَوْرة الضأْن أَبُو عبيد الْمعز تُثْغُو ثُغَاءً أَبُو زيد النُّغَاء صَوت العنم عِنْدَ الوِلادة ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ الكَبْشُ وَقَالَ مالَه ثاغِيَةً وَلَا رَاغِبَةٌ الثاغِبَة الشاةُ والراغيَة النَّاقة وقالَ أتَيته فَمَا أُثْغَى وَلَا أَرْغَى يَعْنِي مَا أَعْطانِي ثاغِيةَ وَلَا راغِيَة أَبُو عبيد مَا بهَا ثاغٍ وَلَا راغٍ ابْن السّكيت فَإِذا كَانَ صوْته بُحُوحةٌ قيل فَحِم يَفْحَم فَهُوَ فاحِمٌ وَفَحِمٌ واللَّبْلَبة حِكَايَة صوتِ التَّيْس عِنْد السَّفَاد وَكَذَلِكَ النَّبْنَبَة وَقد نَبَّ التَّيْس يَنِبُّ نَبيباً وَنَبْنَبَة صَاحب الْعين نَبَح التَّيْسُ يَنبحُ نَبْحاً ونُبَاحاً وَنبِيحاً ونُبُوحاً كالكَلْب والعَفْط والعَفِيط نَثْرة الضأْن بأنُوفها وَهُوَ صَوت لَيْسَ بالعُطَاس عَفَطت تَعْفِط عَفْطاً ابْن دُرَيْد نَخَفَت العَنْز تَنْخَف تَخْفا وَهُوَ نَفْخ نَحْو نَفْخ الهِرَّة وَقيل هُوَ شَبِيه بِالعُطَاس
(نُعوتُ الغنَم من قِبَل سِمَنِها وهُزَالها)
أَبُو عبيد السَّحُوف الَّتِي لَهَا سَحْفة وَقد تقدَّمت وَهِي المُنْتَهِيَة السَّمنَ الَّتِي لَهَا سَحْفَتانِ إِحْدَاهمَا فوقَ الْأُخْرَى وَلَا تكون إِلَّا على السَّحْر والجَنْبَيْنِ والعُلْيا شَحْمة لَا يُخَالِطها لحم والثانِيَة شَحْمة تحتَ العُلْيا وَهِي يُخَالِطها لحم قَالَ وكل دابَّة لَهَا سَحْفةً إِلَّا الخُفَّ لَا يُقال ناقةٌ سًحُوف وَلَكِن شَطُوط وَحكى صَاحب الْعين نَاقَة سَحُوف وجمل سَحُنف وَقَالَ كَبْشٌ رَبِيسٌ وَرَبِيز مكتُنزِ سَمِين أَبُو عبيد الزَّعُومُ الَّتِي لَا يُدْرَى أَيهَا شَحْم أم لَا وَمِنْه قيل فِي قَوْل فُلان مَزَاعِمٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يُوثَق بِهِ ابْن السّكيت أَرَمَّتْ عِظَام الشاةِ إِذا كَانَ فِيهَا رِمَّ وَهُوَ المُخُّ يُقَال للشاة المهزولة مَا يُرِمُّ مِنْهَا مَضْرَب أَي إِذا كُسِر عظْم من عِظَامها لم يُصَبْ فِيهِ مُخَّ صَاحب الْعين التَّعْسِين قِلَّة الشحْم فِي الشَّاة وَقَالَ شاةَ طَعُوم وطَعِيم فِيهَا بعضُ الشَّحْم يُقْدَر على أكلْه أَبُو عبيد سَحَّتِ الشاةٌ سَحُّا وسُحُوحةً وسُحُوحاً سَمِنت وشحمٌ ساحُّ كثير الإَهَالة صَاحب الْعين سَحَّت الشاةُ سَحَّا وسُحُوحاً وشاةُ ساحُّ بِغَيْر هاءٍ وَأما غَيره فَقَالَ ساحَّةً وساحُّ على الفِعْل والنَّسَب واخِتَلَفُوا فِي ذَلِك فَقيل هُوَ أَن لَا تبَْلُغ غايةَ السَّمَن وَقيل هُوَ أَن تَبْلُغَه وَقيل غَنَم سِحَاح وسُحْاح أَبُو(2/243)
عبيد الشحْصاء من الغُنَمَ السَّمِينة وَقد تقدّم انها الَّتِي لَا حَمْلَ لَهَا وَلَا لَبَنَ صَاحب الْعين كبْش رَدَاح ضَخْم الأَلَيْةَ وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل والنَّسَاءِ والكَتًائِب أَبُو عبيد عَنْز حُنَطِئَة عَريضة ضَخْمة وجُزَئضَة ضَخْمة ابْن دُرَيْد جَرَاهِيَة الغَنَم ضِخَامُها وَقَالَ نَعْجة ضُرَّيْطَة ضَخْمة سَمِينة صَاحب الْعين توَعَّنتِ الغَنَم انتَهَى سِمَنُّها وَقد تقدم فِي الإبِل والَدَوَابَّ ابْن دُرَيْد شاةٌ عَجْفاءُ وغَنَم عِجَافٌ وَهَذَا أحدُ مَا جَاءَ على أفْعَل وفِعَال وألحقُوا بهَا ضِدَّها فَقَالُوا سِمَان كَمَا قَالُوا عِجَاف وَقَالُوا جَاءَت لَهَا نظائِر كأَبْطَحَ وبِطَاح وأجْرَبَ وجِراب أَبُو عبيد الرَّعُوم الَّتِي يَِسِيل رُعَامها من الهُزَال أَي مُخَاطُها وَقد أَرْعَمَت أَبُو عبيد رَعَمَتْ تَرِعَم رُعَاماً ورَعَم مُخَاطُ الشاةِ يَرَْعَمُ رُعُوماً سالَ عليَ الرَّعُوم لَيْسَ على أُرعَمت لِأَن فَعُولاً لَا يُبّْنَى من أُفَعَلَ وَقد تقدم أَن الرُّعَأم مُخَاطُ الخيلِ ثَعْلَب حَفَر الغَزْر الشاةَ يَحْفِرُها حَفْراً أهْزَلها أَبُو عبيد شاةٌ مُزخْرِط إِذا سالَ زِخْرِطُها وَهُوَ لَعَابها وَقد تقدَّم فِي الإبِل وَهُوَ فيهمَا من الهُزَال وَقَالَ كَبْش مُتَجَرَّف وَهُوَ الَّذِي قد ذَهَبَ عامَّةً سِمَنة ابْن السّكيت هُوَ المتّقَدَّد الأعجَفُ بعد سِمَن أَبُو عبيد جَاءَ بغَنَمه سُوْدَ البُطُونِ وَجَاء بهَا حُمْر الكُلَى أَي مَهَازِيلَ ابْن السّكيت الرَّجاج مهازِيلُ الغَنَم وعمَّ بِهِ أَبُو زيد الإبلَ والناسَ والغَنَم صَاحب الْعين الطَّفَاشاء المَهْزولةُ من الغنَم وَقد تكونُ من غَيرهَا وَقَالَ جَاءَت الغنَمُ مَا تَسَاوَكُ أَي مَا تَحَرَّكَ رُؤُوسها من الهُزَال ابْن السّكيت الذَّأْوة المهْزُولة من الغَنَم وَأنْشد
(أَلْجأَنِي القُرُّ إِلَى سهْواتٍ ... فِيهَا وَقد حاحَيْتُ بالذَّأْْود)
السَّهوة الصَّخْرة المُقْعالَّة وَهِي لَهَا أَصْل فِي الأَرْض كَأَنَّهَا ساقطَة من جبَل إِلَى الأَرْض ليستْ من الجَبل صَاحب الْعين الهِرْطة النَّعجة الكبيرةُ المَهْزُولة أَبُو عبيد هِيَ النَّعجة الكَبِيرة وَلم يَحُدَّها بالهُزال والهِرْط اللحمُ المهزُول الَّذِي كأنَّهُ مُخَاط لَا يُنْتَفَع بِهِ لغَثَاثَنه
(جس الْغنم)
أَبُو عبيد غَبَطت الشاةَ أغْبِطُها عَبْطاً إِذا جَسَتها لَتَعْرِف سِمنَها من هُزَالها وَأنْشد
(إِنَّي وأَتْيِي ابنَ غَلاَّق لِيَقْرِيَني ... كالغابِط الكَلْب يَبْغي الطَّرْقَ فِي الذَّنَبِ)
قَالَ أَبُو عَليّ فاستَعاره أَبُو عبيد العَفْل الموضِع - الَّذِي يُجَسُّ من الشَّاة / إِذا أَرَادوا أَن يعْرِفوا سِمنَها من غَيره وَقد تقدم أَنه شحْم خُصْيَتَيِ الكَبْش وَمَا بعْدَه
(خيَارها)
ابْن الْأَعرَابِي جَرَاهيِةَ الغنَم خِيَارُها وَقد تقدم قبل ذَلِك أَنَّهَا ضِخَامها ابْن دُرَيْد كَبْشٌ هَجْر حسَنٌ كريمٌ
(نُعوتُها من قِبَل صُوفها وشَعرَها)
(وإِعْبارها وجَزَّها)
أَبُو عبيد كَبْش أَصْوفُ وصَوِفٌ وصائِفٌ وصافٌ كثير الصُّوف ابْن دُرَيْد وَقد قَالُوا صافٍ قَالَ أَبُو عَليّ صافٍ وصافٍ على حدِّ القلْب قَالَ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس نَعْجَة صافِةٌ صَاحب الْعين كبشٌ صُوْفانِيِّ(2/244)
ونعجة صُوْفانِيَّة قَالَ أَبُو عَليّ الصُّوف جمع واحدتُه صُوفة وَقد يُقَال للصُّوف صُوف كَمَا يُقَال للرائِحة رِيْح وَهَذَا على مِثَال مَا ذهبَ إِلَيْهِ النحويُّون من أَن فعَّلت قد تَجِيء لَا يُراد بهَا التكْثِير وَلذَلِك قَالَ سيبوية كَمَا أَن الصُّوف والرَّيح فِي معنى صُوفة ورائِحة ابْن دُرَيْد كَبْش مُوَسَّب كثير الصُّوف قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من الوِسْب وَهُوَ مَنْبِِت العانَة أَبُو حنيفَة أوسَبت الأرضُ كثُر نبَاتُها وَسَيَأْتِي ذكرهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله صَاحب الْعين الوَسْب من الغنَم مَا كثُر صُوفُه غَيره تيْس عُلْفوف كثيرُ الشعَر وَقد تقدم أَنه الجافِي من الرجتال والنَّساء مَعَ غَرَارة وبُلَهْنِيَة أَبُو زيد شاةٌ سَحُوف رقيقَة صُوفِ الْبَطن وَقد تقدَّم أنَّها السَّمِينَة أَبُو عبيد شَاة ? مُعْبَرة وَهِي الَّتِي تُتْرك سنة لَا يُجَزُّ صُوفها وَقد تقدم أَنَّه الغُلام الَّذِي لم يُخْتَن وَأَنه البَعِير الكَثِيرُ الوَبرِ أَبُو عبيد الجَزُوزَة من الغُنَم الَّتِي يُجَزُّ صوفُها جزَزْتها أَجُزُّها جَزاً ابْن دُرَيْد الجَزَز والجِزَّة الصُّوف المَجْزوز وَقد أجَزَّ القومُ حانَ َّن تُجَرَّ غَنَمهُم ابْن السّكيت الجزُّ للضأن والحَلْق للمَعَز وَهِي خُلاَقة المِعْزَى صَاحب الْعين حَلَقْت الشَعَر أَحْلِقُه حَلْقاً وحَلَّقْته أَبُو زيد الحَلِيق الشَعرُ المَحْلُوق من الْمعز وَالْجمع حِلاق وَقَالَ نَفَشْت الصُّوف المَجْزوز وَقد أجَزَّ القومُ حانَ أَن تُجَزَّ غَنَمهُم ابْن السّكيت الجَزُّ للضأن والحَلْق للمَعَز وَهِي حُلاَقة المِعزَى صَاحب الْعين حَلَقْت الشَعرَ أَحْلِقُه وحَلَّقْته أَبُو زيد الحَلِيق الشَعرُ المَحْلُوق من المَعَز وَالْجمع حِلاق وَقَالَ نَفَشْت الصُّوف ونحَو أَنفُشُهُ نَفْشاً إِذا مَدَدْته حَتَّى يَتَجَوَّف وَقد انْتَفَشَ ابْن درستوية المُوْرة والمُوَارة مَا نَسَل من صُوف الشَّاة وعَقِيقةِ الجحْشِ حَيَّة كَانَت أَو مَيْته وَقد انْمارَ أَبُو زيد التَّممُ والتُّمَم الصُّوف والشَعر والوَبرُ وَقَالَ أَتِمُّوا لصاحبكم وَقد جَاءَ يَسْتَتِمُّكم أَي يطلُب إِلَيْكُم قَالَ ثَعْلَب التَّمَّة والثَّلَّة من الصُّوف خاصُّة واستعْملَها غيرُه فِي الصُّوف وَالشعر والوبَر وَقَالَ لَا يُقال لوَاحِد دُون الْأُخَر ثَلَّة وجمل مُثِلَّ كثيرُ الثَّلَّة غَيره الضَّريبَة الصُّوف أَو الشَّعَر يُنْفَش ثمَّ يُدْرج ليُغْزَل والعَقِيقة صُوف الجَذَع والخَبِيبة صُوف الثَّنِيَ وَهِي أفضلُ من العَقِيقة ابْن السّكيت جَرَم صُوف الشاةِ وجََلمه يجْمِلهُ جَلْماً جَزَّه صَاحب الْعين الجُلاَمَة مَا جَلَمَت مِنْهُ والجَلَمُ الَّذِي يُجَزُّ بِهِ الشَعرُ أَبُو حَاتِم هما الجَلَمانِ والمِقْراضانِ والقَلَمانِ وَلَا يُفْردُ لواحدٍ مِنْهُمَا واحدُ أَبُو عبيد القَّرَدُ نُفَايَةُ صُوفِ الضأُن خاصَّة ثمَّ استُعير فِي غيرِهِ من نُفَاية الوبَر والشَعر والقُطْن والكَتَّان وكُلّ مَا غُزِل الْوَاحِدَة قَرَدة صَاحب الْعين القَرَد مَا تساقَط غيرِه من نُفَاية الوبَر والشَعر والقُظْن والكَتَّان وكُلّ مَا غُزِل الْوَاحِدَة قَرَدة صَاحب الْعين القَرَد مَا تساقَطَ وتَمَعَّط من الغَنمَ قد قَرِد فَهُوَ قَرِد قَرداً فَهُوَ قَرِد تجَعَّد وانْعقدت أطرافُه وَقد تقدم كلَّ فِي مَوْضِعه وَتقول الْعَرَب فِي مَثَل عَثَرتْ على الغَزْل بِأَخَرَةٍ فَلم تَدَعْ بنَجْده قَرَدةٌ وأصْله أَن تدَعَ المأةُ الغَزْل وَهِي تَجِدُ مَا تَغْزل من قُطْن أَو كَتَّان أَو غَيرهمَا حَتَّى إِذا فتَها الغزْلُ تتبَّعت القردَ فِي القُمَامات تلتقِطه وتَغْزِله وَقد تقدَّم القَرد فِي القُطْن والكتانِ ونحوِه صَاحب الْعين العِهْن الصُّوف المَصْبوغ وَقيل كل صُوف عِهْن الْوَاحِدَة عِهْنة وَهِي العُهُون أَبُو عبيد الرَّعْث العِهْن والقَزَع مَا انتَتف من أصْواف الغَنَم فِي أَيَّام الرَّبيع وَقد قَزع فَهُوَ أَقْزَعُ وَالْأُنْثَى قَزْعاءُ وكل مُنْتَفِ متَفَزَّعٌ وَمِنْه رجل أَقْزَعُ للَّذي فِي رأْسه شُعَيْرات تفرَّقُها الرَّيحُ والقَزَعة موضعُ تَقَزُّع الشَعر وقَزَّعته إِذا انَتفت ناصِيَته لِتَرقَّ وَقيل المُقَزَّع الرَّقِيق الناصِية خِلْقه وَقَالَ العَمْت لَفُّ الصُّوف بعضِه على بعض مستَدِيراً ومستَطيلاً عَمتُّه أَعْمِته عَماً وَهِي العَميتة وَالْجمع أَعْمِتَه وعُمُت وعَمِيت وَقيل العَمِيتة من الصُّوف كالفَلِيلةَ من الشَّعَر والسَّبِيخة من القُطْن وَقد تقدم أَن العَمِيته القِطْعةُ من الوبرَ تُلَفُّ كَذَلِك وَقَالَ صُوفٌ قَرْثَغٌ فِيهِ وبَر صِغَار وَقيل هُوَ كالوَبر الصَّغَار يكونُ على الدابَّة صَاحب الْعين الصُّوَاحة فُضَالة من تشَقق الصُّوف وَقد صَوَّحته ابْن السّكيت مَرَقْت الصُّوف أَمَرقُه مَرْقاً نَتَفْته وَكَذَلِكَ الشَّعَر وَقد تقدَّم والمُرَاقَة مَا(2/245)
انتَتَفَ مِنْهُ وخصَّ بعضُهُم بِهِ مَا يَنْتَتِفث من الجلْد المَعْطُون إِذا دُفِن ليَستَرْخِيَ والمَرْقة مَا يُنْتف من عِجَاف الغنَم ورَجَاجِها وَفِي الْمثل إِنْْتَنُ من مَرَقاتِ الغَنَم " صَاحب الْعين المَرْق الصُّوف أَولَ مَا يُنْتَف وَقيل هُوَ مَا يَبْقى فِي الجِلد من اللَّحْم إِذا سُلِخ
(وَمن أَخْلَاق الشَّاء)
أَبُو عبيد الحَزُون السيَّئة الخُلُق والرَّؤُوم - الَّتِي تَلْحَس ثِيَابَ مَن مرِّ بهَا والثَّمُوم - الَّتِي تَقُلع الشيَّ بِفيها ثَمَّت تَثُمّ ثَمَّا ابْن دُرَيْد النَّجف عَطْف العنَز بأنفِها وَقد نجَفَتُ تَنْجُفُ صَاحب الْعين شَاة عاطِفٌ تَثْنِي عنُقَها من غير داءٍ أَبُو زيد ثانِيَة بَيَّنة الثَّنْيَ كَذَلِك وشَاة حَانية وحانٍ تَثْنِي عُنقَها لغير عِلَّة وَقد تقدم أنَّها المُرِيدة للفحل أَبُو عبيد شَاة يَعُورٌ تبولث على حالبِها فَتُفْسِد اللبَن وشَاة ناحطٌ سَعِلة وَبهَا نَحْطة أَبُو عبيد كبشٌ أَجْهرُ ونعجةٌ جَهْراءُ لَا تُبْصِر فِي الشَّمْس وَقد تقدم فِي الْإِنْسَان
(رَعْي الْغنم ونَشْرُها وسيرها)
ابْن دُرَيْد أَهُجأتُ الغنَم وَالْإِبِل كففْتُها لتَرعَى وألزْاْت غَنَمِي أشْبعْتُها ابْن السّكيت وجدْت أرْضاً قد غَدِرَت غَنَمُها وَذَلِكَ حِينَ تَشْبَع الغَنمُ فِي المَرْتَع فِي أوَّل نَبْت الغَيْث فَلَا تُذْكَر فِي النَّبْت وَلَا تَسْألُ عَن أحَظَّها لِأَن النبت قد ارتَفَعَ وَإِنَّمَا تُذْكر فِيهِ الأبل تَقول غُودِرَت فَلَا تُذْكَر وتُذْكرَ الْإِبِل فَيُقَال قد شَبِعت قَلوصاه وهما بِنْت اللَّبُون وبِنْت العِشَار ثَعْلَب ابْتَقَلت الغنَمُ رَعَتِ البقْل وتبَقَّلت سَمِنت عَن البَقْل صَاحب الْعين إِذا تَقَرّقت الغنَمُ عَن غِرَّةً من راعِيَها قيل انْتَشرت وَإِن كَانَ هُوَ الَّذِي فَرَّقها قيل نَشَرها يَنْشُرها نَشْراًوقد تقدّم الانْتِشار والنَّشْر فِي الإبِل أَبُو زيد اسْتَوْأَرت الغنَمُ واستأْوَرَتْ تَفَرْقتْ من فَزَع وَكَذَلِكَ الوَحْش وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل باخْتلَاف عِبَارةِ عليّ لم يقل اسْتآرتْ لسُكُونِ مَا قَبْل الْوَاو وَأَنه لَا فِعْلَ مِنْهَا غيْر مَزيد وَإِنَّمَا أعلَّ بابُ استقَام واسْتَباع قامَ وباعَ وَلَيْسَ من المَقْلوب لِأَن أَبَا زيد حكى عَن العُقَيلِيِّين مَا أشَدَّ اسْتِئْوارَها وَلَا مصدَرَ للمقلوب ابْن السّكيت فَريقة الغَنم أَن تَتَفرَّق مِنْهَا قِطْعة شاةٌ أَو شاتانِ أَو ثلاثُ شِياه فَتَذْهبَ تحْت الليلِ عَن حماعةِ الغَنَم صَاحب الْعين الحَرِيسةُ الشاةُ تُسْرَقُ لَيْلاً وَجمُعها حَرَائِس وَقد احْتَرسِها وَفِي الحَدِيث حَرِيسةُ الجَبَلَ لَا قَطْعَ فِيهَا وَقيل الحَرِيسة السَّرقة ابْن السّكيت مرَرنا على فُلان فرأْينا غَنَمة عَبِيثةً وَاحِدَة وبَكِيلةً واحدِةً أَي قد اختَلط بَعْضهَا بَبْعض وَهُوَ مثَل وأصْله من الأَقطِ والدَّقيقِ يُبْكَل بالسَّمْن فيُؤْكَل قَالَ غَدِرت الشاةُ تخَلَّفت عَن الغَنَم وَقد تقدَّم الغَدَر فِي الرَّعْي أَبُو زيد وَكَذَلِكَ الناقَةُ عَن الإبِلِ أَبُو عبيد اسْتَرْعَلتِ الغنَمُ تتابَعَت فِي السَّيْر ابْن السّكيت السَّرِيبة من الغَنَم الَّتِي تُصْدِرُها إِذا رَوِيَت فَتَتْبَعُها الغنَمُ أَبُو عبيد أجْفَيْت الماشِيَة إِذا أتعَبْتَها فَلم تَدَعْها تأكُل ابْن السّكيت فَنَعتِ الغنَمُ إِذا أقَبَلت نَحْو أهُلِها وَقد تقدَّم فِي الْإِبِل بو حنيفَة رَمَشَتِ النَمُ تَرْمِشُ رَمْشاً رَعَتْ شَيْئا يَسِيراً سِيبَوَيْهٍ هُوَ أَحْنَكُ الشاتَيْنِ أَي آكَلُهمَا وَلَيْسَ لَهُ فِعل وَإِنَّمَا حملهما على أَرْعَاهُمَا وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الْإِبِل أَبُو حنيفَة غنَم مُغَنَّمة أَي عازبَة يعنِي بَعِيدة وَكَذَلِكَ بَقَرُ مُبَقَّرة ابْن السّكيت ذهَبتُ غَنَمُه شِذَرَ مِذَرَ وشَغَرَ بَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ تفرَّقتْ فِي كل وَجْه وَقد تقدَّمَتْ هَذِه الْأَخِيرَة فِي الْإِنْسَان
(تعليفها)
ابْن دُرَيْد شاةٌ داجِنٌ إِذا كَانَ صاحِبُها يعلِفُها وَلَا يُسِيمها وَهِي التِّيمَة والرَّبَائِب الغَنَم الداجِنَة(2/246)
ابْن السّكيت فَرَس السَّبُعُ الشاَ أخَذها فَذَقًَّ عُنُقَها وَهُوَ الافْتِراس والفَرْس وَقد فَرَس يَفْرس فَرْساً قَالَ سِيبَوَيْهٍ ظلْ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها إِذا أكْثَر ذَلِك فِيهَا ابْن السّكيت أَفْرَس الراعِي إِذا فَرَس الذِّئْبُ شَاة ? من غنَمِه وَقَالَ هِيَ أَكِيلة السَّبُع فأمِّا الأَكُولة فالتي تُعْزَل للأَكْل وَقَالَ غَلِث الذِّئْبُ بِغَنَم فُلان يَفْرِسُها أَي لَزِمها غَيره هاثَ الذئْبُ فِي الغَنَم هيْئاً أَفْسد ابْن دُرَيْد خَتَلَ الدَّئْب الصَّيْدَ تَخَفَّى لَهُ أَبُو حَاتِم زَمَّ الذَّئبُ السَّخْلة وازْدَمَّها إِذا رَفَعَ رَأسَه ذاهِباً بهَا صَاحب الْعين رجلُ مَذْؤُوب وقَع الذِّئْب فِي غنَمه وَقَالَ عاثَ الذئْبُ فِي الغَنَم عَيْثاً أَفْسَد
(الصَّوت بالغنم)
أَبُو زيد هِرْهِرْ دُعاؤُها للْمَاء وَقد هَزهَزتُها أَبُو عبيد وهَرْهَرْت بهَا ابْن الْأَعرَابِي وَمِنْه قولُهم مَا يَعْرِفُ هرَّا من برّ فالهِرُّ دُعاء الغنَم والبِرُّ سَوْقها صَاحب الْعين هِرْهِرْ سَوْق الْغنم وبِزبِز دُعَاؤُها أَبُو عبيد طَرطَبْت بهَا كَذَلِك أَبُو عبيد الطَّرْطَبَة صَوْت الحالِب للمَعَز يَسكِّنها بَشَفَتيه وَقد طَرْطَبَ بهَا صَاحب الْعين داعِ داعِ من زَجْرِ صغَار المَعَز وَقد دَعْدَعْت بهَا أَبُو عبيد وَيُقَال للمعَز خاصَّةً دَعْدَعَت بهَا وحاحَيْت ابْن السّكيت حَأْحَأَ يُهْمَز وَلَا يُهْمَز قَالَهَا فِي الضَّأْن والمَعز أَبُو الدُّقِيش حَوْحَوْ دُعَاء بلغنَم وَقد حَوْحَيْت بهَا وأَحَوْأَحَوْ كَذَلِك أَبُو عبيد نَعَقتُ بهَا أَنْعِق نَعِيقاً فِي المَعَز والضَّأْن صَاحب الْعين نَعَقْت بهَا نَعْقاً ونَعِيقاً ونُعَاقاً أَبُو عبيد أَنْقضْت بالمَعَز دَعَوتها والأَبِساس والرِّأْرَأَة إشْلاَؤُكَها إِلَى الماس يعْنِي الدُّعاء وَقد رَأْرَأَت وَقَالَ نَسَسْت الشاةَ أنُسُّها نَسَّا إِذا زَجَرْتها فقلْت إسْ إسْ تُشِير بالشَّفَة وَقَالَ بَعضهم أَسَسْتُها أَؤسَّها أَسَّا وَهُوَ أقيَسُ ابْن دُرَيْد هُسْ زَجْر للغنم بالضِّم النَّضر هَسْ وهِسْ كَذَلِك أَبُو زيد فَعْفع الراعِي بالغنَمِ زجَرها أَو جَمَعها وَأنْشد
(مِثْلي لَا يُحْسِنُ قَوْلَ فَعْفَع ... والشَّاةُ لَا تَمْشِي على الهَملَّع)
أَبُو حَاتِم رجل فَعْفاعٌ إِذا فعَل ذَلِك والعلْعَل واللَّعْلَع كالفَعْفَعَة والسَّعْسَعَة زَجر الضأْن إِذا قَالَ لَهَا سَعْ وَقَالَ ثَأْثَأْت بالتَّيْس إِذا قلْت لَه تَأْثَأْ لينْزُوَ وَشَأْشَأْت بالغنَم قلت لَهَا تُشُؤْ تُشُؤْ غَيره جِطِحْ وجِدِحْ من زَجْر الغنَم كأنَّ الدَّال دخَلت على الطَّاء أوِ الطاءَ على الدَّال ابْن دُرَيْد حِجضْ وحِجطْ وحِجِِجْ وجِنْحْ وإجْطْ كُله من زَجْرالغنم غَيره حَجْجَحْ من زجرها صَاحب الْعين يُقَال للعنْز إِذا استَصعَبت عِنْد الحَلَب جِزْحْ أَي قِرِّي فَتَقِرّ ابْن دُرَيْد خَدْجِ وخِدْجِ زَجْر لغنَم ابْن السّكيت حَيْز زَجِر للعنْز وَأنْشد
(شَمْطاءُ جاءتْ من أَعَالِي البَرِّ ... قد تَرَكتْ حَيِزٍ وقالتْ حَرِّ)
صَاحب الْعين الضِّاَضاةُ غير مَهْمُوز مِن زَجْر الرِّاعِي أَبُو حَاتِم يُقَال للكَبُش إِذا زجرته جَخْ والعَزْعَزَة من زَجْرِ الغنَم إِذا قلتَ لَهَا عَزْعَزْ وعَتْعَت الجَدْيَ زجرَه صَاحب الْعين دَهَعِ ودَهْدَاعِ من زَجْر الْغنم وَقد دَهَاعَ الرَّاعِي بالعُنُوق ودَهْدَع زجَرها بذلك وعَا وعاءِ وعايْ من زجْر الضأنَ وَقد عاَعَيتُها عاعاةَ وِعِيْعاءً وَرُبمَا قَالُوا عَوْ وَقد عَوْعَيْت عَوْعاة وعَيْعَيْت عَيْعِاةً وعِيْعاءً(2/247)
(مَواضِع الغَنم حَيْثُ تكونُ)
ابْن دُرَيْد الحِظَار مَا حَظَرْته على غَنَم أَو غَيرهَا بأَغْصانِ الشَّجَرِ أَو بِمَا كانَ وَقيل هِيَ الحَظِيرة عبيد الزَّريبَة حَظِيرةٌ مِن خَشَب تُعْمَل للغَنَم زَرَبْتُها أَزْرُبُها زَرْباً وَقَالَ مرَّة الزَّرْب المَدْخَل وَمِنْه زَرْب الغَنَم ابْن السّكيت هُوَ الزِّرب الزِّرب وَأنْشد ثعلبٌ لشاعر يُخاطب ذِئْباً اعتَرضه فَقَالَ
(فاعْمِد إلّى أهْلِ الوَقير فإنَّما ... يَخْشَى أذَاكَ مُقَرْمِصُ الزِّرْب)
غَيره إِذا كانتِ الحَظيِرة من قَصَب فَهِيَ دَيَنٌ نَبَطًّ إِن كَانَت مِن حِجَارة فَهِيَ صِيْرة وَقد عَمَّ بهَا أَبُو عبيد وَقَالَ جمعهَا صِيَرٌ وَأنْشد
(من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حَوْلَها الصِيَرُ ... )
ابْن دُرَيْد هِيَ الصِّيْرة والصِّيارَة وَأنْشد
(مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بِأَن المَرْء لم يُخْلَق صِيَاره ... )
ويروى صُبَارَهْ وَهِي الصَّخْرة وَقيل زُبْرة الحدِيد وَسَيَأْتِي ذكرُها واشتِقاقُها إِن شَاءَ الله صَاحب الْعين وَقد تكُون الصِّيَرة للبَقَر وَقَالَ الوَصِيدة بيْت يُتَّخَد من الحِجارة فِي الجِبَال ابْن دُرَيْد الجَديرة حَظيرة تُتِخَذ للبَهْم من الحِجَارة صَاحب الْعين الحِبَاك والحُبُك حَبْل يُشَدُّ وسطُ الخَشَب الَّذِي يُجْمَع للحَظِيرة وَقَالَ خَزَّ الحائِطَ يَخُزُّه خَزَّا وضَع عَلَيْهِ شَوْكاً لئَلاَّ يُطْلَع عَلَيْهِ ابْن السّكيت الكَنِيف حَظِيرةٌ من خَشَب أَو شجَر تُتَّخَذ للغنَم وَالْإِبِل وَقد كَنَفْته أَكْنُفُه كَنْفاً وكُنُوفاً عَمِلته وكَنَفَت الغَنَم والإبِلَ أَكْنُفُها كَنْفاً عَمِلْت لَهَا كَنِيفاً واكتَنَفْت كَنِيفاً اتَّخَذته صَاحب الْعين تَكَنَّف القومًَ بالغِثَاث وَذَلِكَ أَن تمُوت غَنَمُهم هُزالاً فيُحَظّرُوا بِالَّتِي ماتَتْ حَوْلَ الأحْياء اللاتِي بَقِين فَتسْتُرُها من الرِّياح أَبُو عبيد الثَّوبَّةُ والثَّابةَ مَأْوَى الغَنَم والثَّايَة أَيْضا حِجَارة تُرْفع فَتكون عَلَماً بِاللَّيْلِ للرَّاعي إِذا رَجَعَ إِلَيْهِ ابْن السّكيت الثَّايَة تكُون للغَنم وَهِي عازِبةَ ومأْواها حَوْلَ البُيُوت وَتَكون للإبِلِ والمَرَابِض للغَنَم خاصَّة ابْن دُرَيْد رَبَضَت الشاةُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً ورَضَبت مرغُوب عَنْهَا وَقد تُقَال للْحافِر ورُبَّما قِيلتُ للسِّباع وَالْمَعْرُوف للسِّباع وَالْمَعْرُوف للسَّبَاع جثَمَ أَبُو عبيد رَبَضَت الغنَم وأَرْبَضْتها الزّجاج تَبَحْبَحت الغنَمُ سَكَنَتْ أيْنَمَا كانتْ ابْن السّكيت تنَُّدحتِ الغَنَمُ من مَرَابِضها تبَدَّدتْ واتَّسَعَتْ من البِظْنة والمُنْتَدَح والنَّدحُ المكانُ الواسِع وَالْجمع أنداحٌ وَقَالَ هُوَ عَطَنُ الغنَم ومَعْطِنُها لمَرْبِضها حَوْل الماءِ والمُراحُ يكون للغَنَم وَقد تقدّم فِي الْإِبِل ابْن الْأَعرَابِي الأَخْلام مَرَابِض الغنَم وَقَالَ أوْطانُ الغنَم والبَقَر مَرَابِضها وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(كُرُّوا إِلَى حَرَّتَيْكم تَعْمُرونهما ... كَمَا تَكُرُّ إِلَى أُوْطانِها البَقَر)
(ضََرِط الغنَم)
أَبُو زيد حَبَقَت العَنْزُ تَحْبِق حَبْقاً وحَبقاً وحُبَاقاً والحِبْق والحُبَاق أَيْضا الِاسْم وَقد تقدّم فِي الأبل والناسِ(2/248)
عَفَطت الضأنُ تَعْفِط عَفْطاً كَذَلِك وَمِنْه مَاله عافِطةٌ وَلَا نافِظَةً وَسَيَأْتِي ذِكره بعد هَذَا إِن شَاءَ الله
(بَعْر الغنَم)
ابْن دُرَيْد أقْرَنَت الشاةُ ألْقتْ بَعْرَها مجتَمِعاً لاصِقاً بعضُه بِبَعْض ابْن الْأَعرَابِي الوَأْْله أبْعار الغنَم وأبْوالُها وَقد أَوْأَل المكانُ فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الوَأْلة أبْعار الغَنَم وَالْإِبِل وأبْوالُها جَمِيعًا وَقد قدْمت ذَلِك عبيد الوَذَحُ مَا يتعَلَّق بأصْواف الغنَم من أبْعارِها فَيَجِفُّ عَلَيْهَا وَأنْشد
(فتَرَى الأَعدْاء حَوْلِي شُزَّباً ... خاضِعِيِ الأَعناق أمْثالَ الوَذَحْ)
ابْن دُرَيْد الْوَاحِدَة وَذَحَة أَبُو زيد وَذِحَت الغنمُ وَذَحاً وَهُوَ كالعَبَس فِي الْإِبِل وَقد تقدّمَ ذَلِك صَاحب الْعين الرَّدَجُ عِقْي الجَدْيِ والرَّدَق لُغة فِيهِ
(مُخَاط الشاءِ)
أَبُو عبيد الزِّخْرِط مُخَاط الشاءِ ولُعَابها وَقد تقدّم فِي الْإِبِل ابْن السّكيت وَهُوَ الرُّؤَال وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد فَقَالَ الرُّؤَال بِالْهَمْز لُعاب الدوابِّ ابْن السّكيت المَرْغ لُعَاب الشَّاة وَهُوَ فِي الإنْسان مستعار وَقد قدّمت تصرِيفه أَبُو عبيد الرُّعَأم مُخَاظ الشاةِ وَقد تقدّم عِنْد ذكر الرَّعُوم
(جَماعات الْغنم وأسماؤُها)
أَبُو عبيد الفِزْر من الضَّأْن مَا بيْن العَشْر إِلَى الْأَرْبَعين وَقد تقدّم أَن الفِزْز الجَدْي والصُّبُّة من المَعز مثلُ ذَلِك والجِزْمة والفَضْلة والصِّدْعة والصِّدِيع والقَطِيع كلُّه نحوُ الفِززْ والصُّبَّة وَقد تقال هَذِه الخمسةُ فِي الْإِبِل وَقد يكُون القَطِيع أَيْضا فِي النَّعَام وَنَحْوه وَالْجمع أقْطاعٌ وأقْطِعةٌ وقُطعانٌ وقِطَاع وأَقَاطِيعُ وَقد تقدّم فِي الْإِبِل والقِطْعة أَيْضا القَطِيع وَقيل أَن القطيع مَا بَيْنَ خَمْسَ عَشرَةَ إِلَى خمْسٍ وعِشْرِينَ والغالِب عَلَيْهِ أَنه مَا بيْن عَشْر إِلَى أربعينَ غَيره يُقال للِمَائةَ من الضَّّأْن الغِنَى وردَّ هَذَا أَبُو عَليّ وَقد قدّمت هَذَا وأشباهه فِي بَاب الدَّم أَبُو عبيد القَوْط المِائَة فَمَا زَادتْ وخصِّ بعضُهم المائةَ مِن الضَّأْن وَقيل هُوَ القَطِيع الْيَسِير مِنْهَا وَالْجمع أقْواط ابْن السّكيت الخِطُر مائَتانِ من الغنَم وَكَذَلِكَ هِيَ من الْإِبِل وَقد تقدّم أَبُو عبيد فَإِذا كَثُرت الْغنم فَهِيَ الضَّاجِنَة والضَّجْناء والكَلَعة والعُلّبِطَة وَقيل العُلَبِطَة والعُلاَبِط مِنْهَا الْمِائَة والخمْسُون إِلَى مَا زَادَت أَبُو عبيد الثَّلَّة الكَثِيرة من الْغنم وجمْعُها ثَلََك مثل بَدْرَة وبِدَر صَاحب الْعين هِيَ مَا لَيْسَ بكَثير من الغَنَم ابْن السّكيت يُقَال للضَّأْن الكَثِيرة ثَلَّة وَلَا يُقَال للمعْزى إِلاَّ حَيْلة فَإِذا اجْتََمعا مَعًا قيل لَهما حميعاً ثَلَّة أَبُو عبيد الرَّفُّ من الْغنم الجماعةُ صَاحب الْعين الباضِعَة الكثِيرُ من الغنَم ابْن دُرَيْد الوَقِير القِطعْة من الغَنَم وَقيل لَا يَكُون وَقِيراً حَتَّى يكونَ فِي هالكلبُ والحِمارُ لأنَّ الرَّاعِي لَا يستغنِي عَن الْكَلْب لِيذُودَ عَن غَنمه والحِمار يحمِل قُمَاشَه وزادَه أَبُو عبيد الوَقِير والقِرَة الغنَمُ وَأنْشد
(مَا إنْ رأَيْنا مَلِكاً أغاراً ... أكْثَرَ مِنْهُ قِرَةَ وقارَا)
القارُ الإبِلُ وَقَالَ مرّة الوَقِير الغنَم الَّتِي بالسَّوَاد وَقد تقدّم بَين ذِي الرُّمَّة مُوَلَّعة خَنْساء وتعليلُ أبي عليْ فِي أسْنانِ الغَنَم ابْن السّكيت الفِرْق القَطِيع العظيمُ من الغنَم وَأنْشد(2/249)
(ولَكِنَّما أجْدَى وأمْتَع جَدُّه ... بِفِرْقٍ يُخَشّيه بهَجْهَج نَاعِقُه)
ابْن دُرَيْد الرَّبيضُ الجماعةُ من الْغنم الضَّأْنُ والمَعَز فِيهِ واحدٌ صَاحب الْعين الرَّبِيض شاءٌ بِرِعائِها اجتمعتْ فِي مَرْبِض واحدٍ ابْن دُرَيْد الشَّوِيُّ جمْع الشَّاء وَقَالَ شاءٌ دَوْكَسٌ كثِير وَأنْشد
(مِنْ عَكَر دَثْرٍ وشاٍِ دَوْكسٍ ... )
والدَّيْكِسَى والدَّيكَسِى والدَّيْكَسَى القِطْعة العظِيمة من الغَنم ودَيْسَكَى كَذَلِك صَاحب الْعين الزَّارَة القِطعةُ الضَّخْمة من الغنَمِ وَقد تقدّم ذَلِك فِي الْإِبِل وَالنَّاس ابْن دُرَيْد قَِطْعة عنَم علْطَوْسٌ أَي عظِميةٌ قَالَ أَبُو عَليّ أصْله فِي الْإِبِل وَقد قدّمته هُنالِك ابْن دُرَيْد ألَفَت الغنمُ صارتْ أَلْفّاً وَقد تقدّم ذَلِك فِي الْإِبِل صَاحب الْعين الجُزَيْعة القِطْعة من الغنَم أَبُو عبيد التَّيْعةُ الأّرْبعُونَ من الغنَم أَبُو عبيد التَّيْعةُ الأَرْبعُونَ من غنَم الصَّدَقة والتَّيمة الشاةُ الزائدةُ عَلَيْهَا وَمِنْه الحَدِيث على التَّيعةِ شاءٌ والتَّيْمَةُ لصاحِبِها وَقد تقدّمت التَّيمة فِي تَعْليف الغنَم
(تَناطُحُها)
صَاحب الْعين النَّطْح للكِبَش وَنَحْوهَا نَطَحة يَنْطِحه ويَنْطَحه وانْتَطَح الكَبْشانِ وَتَنَاطَحَا ويُقْتاسُ من الأَمواج والرَّجال فِي الحَرْب وكَبش نَطيح من كِبَاشِ نطْحى ونعجةٌ نَطِيحٌ وَنَطِيحةٌ من نِعَاج نَطْحى ونطائِحَ وَقَوله تَعَالَى والمُتَرَدِّيَةُ والنَّطِيحةُ الْمَائِدَة 3 أَي مَا تَنَاطَحَ فماتَ
(عَلاماتُ الغنَم الَّتِي تُعْْرَفُ بهَا)
أَبُو عبيد السُّوْمةُ العلامةُ تُجْعَل على الشَّاة وَقَالَ ذَرَّيت الشاةَ جَزَزت صُوفَها وَتركت فَوق ظَهرها ممنه شَيْئاً تُعْرَف بِهِ وَذَلِكَ فِي الضأْن وَالْإِبِل وَقَالَ عَذَقت العنْز أَعْذِقُها عَذْقاً جعَلْتُ لَهَا عَلامةً بسَواد أَو غَيره وَهِي العَذْقة ابْن السّكيت عَذَقت الشاةَ ربَطْتُ فِي صوفها صُوفةً تُخالِف لَوْنَها أَو خِرْفَةٌ ابْن دُرَيْد وأَعْذقْتها ابْن السّكيت الشِّمَال وِعاءٌ كالكِيس تَجْعل فِيهِ ضَرْعَ الشاةِ إِذا ثَقُل أَبُو عبيد شَمَلْت الشاةَ أَشْمُلُها شَمْلاً شدَدْت الشَّمَال عَلَيْهَا صَاحب الْعين القُرْعة سِمَة فِي وَسَط أنْف الشاةِ وَقد تقدّم فِي الناقةِ
(خِصَاء الغنَم)
أَبُو عبيد خَصَيت التَّيْس خِصَاء وَهُوَ أَن تَسُلَّ خُصْيتَيْه وَمثله المَلْس وَقد مَلَسْتها أَمْلُستها أَمْلُسهما فَإِن شَقَقت الصَّفْنَ وَهُوَ الجَلْدة فأخرجْتَهما بعُرُوقهما فَذَلِك المَتْن وَقد مَتَنْتها أَمْتِنُها وأمْتُنُها وَإِن وَجَأْت العُرُوقَ حَتَّى تَرُضَّها من غيرْ إخْراج فَذَلِك الوِجاءُ وَقد وَجَأَته أَجؤْة وِجَاء فَإِن شدَدْت خَصْيتَيه حتَّى تَسْقُطَا من غير أَن تَنْزعَهما فَذَلِك العَصْب وَقد عَصَبته أَعْصِبُه صَاحب الْعين شَظَفْته أَشْظُفه نحوُ ذَلِك ابْن دُرَيْد وَهَص الرجلُ الكَبْش شَدَّ خُصْيتَيْه ثمَّ شدَخهما بيْنَ حَجرَين والكَبْش مَوْهُوص ووَهِيص ويُعَيَّر الرجلُ فيُقال لَهُ يَا ابْنَ واهِصَةِ الخُصَى إِذا كانتْ أُمُّه راعِيَة أَبُو عبيد المَعْل الخِصاء معَلْته مَعْلاً فعَمَّ بِهِ قَالَ أَبُو عَليّ وخصَّ ثَعْلَب بِهِ الغَنَم ومعَلْت الشيءَ مَعْلاً اخْتَطَفْته قَالَ والمَعْن جَذْب الخُصْية وأُراه معْمُوماً بِهِ أَيْضا وَقد قدّمتُ أنَ المَعِن النَّكاحُ
(مَا يُعْزَل مِنْهَا للأَكْل)
أَبُو عبيد الأَكُولة من الغَنَم الَّتي تُعْزَل للأَكل صَاحب الْعين طعُومه القومِ كَذَلِك(2/250)
(عَوْدا أحَمَّ القَرَى إزْمَوْلةُ وَقَلا ... )
صَاحب الْعين الأُمْعُوز جماعةُ الوُعُول وَقد تقدَّم أَنه القَطِيع من الظِّباء محدوداً وَغير مَحْدود والغَضْبة جِلْد الْبَعِير يُسْلَخ ثمَّ يُطْوَى الْأَصْمَعِي التِّأْلَبُ الوعِلُ وَالْأُنْثَى تَأْلبَبَة
3 - (أولادُ الوُعُول)
أَبُو عبيد الغُفْر ولدُ الأَزوَى وَهُوَ وَاحِد وَجمعه أغْفَار وَهِي أَرْوَى مُغْفِرُ ومُغْفرة إِذا كَانَ لَهَا وَلَد ابْن دُرَيْد أَغْفار وغِفَرة أَبُو زيد النثى غُفْر والأُرْوِيَّة أُمُّ غُفْر ابْن دُرَيْد والأُرْخِيَّة ولدُ الثيْتَل وَلَا أحُقُّه أَبُو عُبَيْدَة المُرْشِق من الوُعُول الَّتِي مها نوَلَدُها وَقيل هُوَ فِي جَمِيع الوُحُوش وَقد تقدم فِي الظباء وَالنِّسَاء والفُرْهُد ولد الوَعِل
3 - (بَاب الأيِل وَنَحْوه)
أَبُو عبيد هُوَ الأيَّل والأيَّل والوجْه الْكسر قَالَ أَبُو عَليّ وزْن إيَّلٍ فِعَّل فَإِن قَالَ قَائِل وَمَا أنْكرت أَن يكون إفْعَلا قيل لأَنهم يقولُون أُيَّل فَلَو كَانَ إيَّل إفْعلا وَلَيْسَ فِي الْكَلَام أُفْعل فَإِن قلت فَمَا أنْكرت أَن يكون أُيَّل أُفْعَلا ويكونَ من بَاب أنْقَحْل قيل لَهُ إِن النُّظَّار من أهل الْعَرَبيَّة وَغَيرهم لَا يَجعَلُون مَا فِيهِ الإشكْال أصْلاً أَو لَا ترى أَن أَبَا الْحسن لَمَّا أثبتَ أَن فِي الْكَلَام فُعْللاَ لم يحتَجَّ بجُنْدَب لِأَن جُنْجَباً قد يكون فُنْعَلا وَإِنَّمَا احْتج بجُخدب إِذْ لَيْسَ فِيهِ مَا يُوهِم الزيادةَ وَقَالَ مرّة الْهمزَة فِي إيَّل} عِنْدي أصلُ فاءُ غير ازئدةٍ كَأَنَّهُ من آل يؤُل إِذا رَجَعَ وَمن هَذَا قَوْلهم التَّأْو} يل إِنَّمَا هُوَ ترجِيعُك الشَّيْء إِلَى أَمر يحتَمِله فالإيَّل على هَذَا هُوَ فِعْيل سمي بذلك لِكَثْرَة مَا يكونُ مِنْهُ من الرُّجُوع إِلَى الجَبل واعتِصامه بِهِ أَبُو حَاتِم الثَّيْتَل والتَّيْثَل شَيْء يشْبه الإِيَّل وَلَيْسَ بِهِ وَقد تقدَّم فِي الوُعُول وَحكي عَن أبي خَيْرَة بَغَم الإِيَّل والثَّيْتَل يَبْغُم لم يعرف فِي صوتهما غير ذَلِك وَقد تقدّم البُغَام فِي الإبِل والظَّباء غير وَاحِد اليَحْمُور نوعُ من الإِيَّل
(الْبَقر)
3 - (إِرَادَة البَقَر وحمْلُها)
أَبُو عبيد استَقْرَعت البقَرةُ إِذا أراجتِ الفحْل والاسْتِحرام لَهَا ولكِلِ ذاتِ ظِلْف أرادتِ الفحْلَ وَقد يكون الإسْتِحرام للمِخْلب وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله ابْن دُرَيْد بقرةُ ضاعِفُ حامِلُ لَيست بالعَالِيَة صَاحب الْعين أغَزَّت البقرةُ وَهِي مُغِزُّ عُسر حملُها ولاقَفْخة البقرةُ المستَحْرِمة وَقد أقْفَختْ
3 - (أَسْنَان أَوْلَاد الْبَقر)
ابْن السّكيت الطَّلا ولدُ الْبَقَرَة حِين تُلْقِيه وَقد تقدّم فِي الغنَم والظِّاء وَالْجمع أَطْلاءُ وَأنْشد
(بهَا العِينُ والأَرَآم يَمِشِين خِلْفةُ ... وأطْلاؤُها يَنْهضْنَ من كِلُ مَجْثِم)
قَالَ وتُسْتَعار فِي النَّاس يُقال فِي مثل كيفَ الظَّلاَ وأُمُّه وَقد تقدّم ذكره ابْن دُرَيْد وَهُوَ الطِّلْو أَبُو(2/261)
عبيد ولد البَقَرة أوَّلَ سنة تَبِيعُ صَاحب الْعين هُوَ العِجْل المُجْرِك مِنْهَا وَالْجمع أَتْبِعة وأتابعُ جمعُ الْجمع وَهُوَ التَّبْع وَالْجمع اتْباع وَالْأُنْثَى تِبْعة وبقرةُ مُتُبع ذاتُ تَبِيع أَبُو عبيد ثمَّ جَذَع ثمَّ ثَنيُّ ثمَّ رَبَاعٍ ثمَّ سَدَسُ ثمَّ صالِغُ وَهُوَ أقْصَى اسنانِه فَيُقَال صالِغُ سنةٍ وصالِغُ وَكَذَلِكَ مَا زَاد وَقد تق \ َّم أَنه لَيْسَ بَعْد الصالِغ فِي الظِّلْف سِنُّ ابْن السّكيت ويُقال لَهُ إِذا تَمَّت أَسْنَانه شَبَبُ ومُشِبُّ وشَبُوب وَقيل هُوَ المُسِنُّ مِنْهَا وَأنْشد
(والدَّهْرُ لَا يَبْقى على حَدَثانِهِ ... شَبَبُ أَفَزَّته الكِلابُ مُرَوِّعُ)
وَأنْشد أَيْضا
(وَلَا مُشِبُّ مِن الثِّيرانِ أفْرِدَه ... عَن كَوْرِةِ كَثْرَةُ الإِغْرَاءِ والطِّرَدُ)
الكَوْر كَثْرة الإبِل فاستعارَه فجعَله للبَقَر أَبُو حَاتِم لَا يُقال للْأُنْثَى شَبُوبة إِنَّمَا هِيَ شَبُوبُ النَّضر الكُحْكُحُ من البَقَر الَّذِي تكَسَّرت أسنانُه وتَحانَّتْ وَقد تقدّم فِي الإِبِل والغَنَم أَبُو عبيد ولدُ البقَرَةِ عِجْل وَالْأُنْثَى عِجْلة صَاحب الْعين الْجمع عِجَلة وخصَّ بعضُهم بِهِ الأهْلِيِّ ابْن السّكيت وَهُوَ العِجَّوْل أَبُو عبيد بقرةُ مُعْجِل ذاتُ عِجْل وَقَالَ ولد البَقَرةِ أَيْضا حَسِيل وَالْأُنْثَى حَسِيلةُ ابْن السّكيت وَالْجمع حَسِيل ابْن دُرَيْد الحَسِيل وَلَد البقَرة لَا وَاحِد لَهُ وَأنْشد
(وهُنَّ كأذْنابِ الحَسِيل صَوَادِرُ ... )
وَقيل هُوَ وَلَد البَقرةِ الأَهْلِيِّ خاصَّة صَاحب الْعين البَهْمة الصَّغِير من أَوْلَاد البَقَر وَالْجمع بهْم وبُهُمُ و [شهَام عَليّ لَيْسَ البُهُم جمع بَهْمة لعدم ذَلِك وَلَكِن الَّذِي يسُوغ فِيهِ أَن يكونَ جمع بِهَام كرُهُن ورِهانَ وكُرُهن مَقْبوضَة فِي قَول ابِي الْحسن أَبُو عبيد وَهُوَ البَرْغَزُ ابْن دُرَيْد بَرْغَزُ وبُرْغُزُ أَبُو عبيد اليَعْفُور ولد البَقَرة قَالَ سِيبَوَيْهٍ فأمَّا قولُهم يُعْفُورُ بِالضَّمِّ فاتِّباع لَيْسَ فِي الْكَلَام يُفْعول قَالَ أَبُو عَليّ فَإِن قَالَ قائِل فيُعْفُورُ يُفْعول منْفرد بنفْسه فِي بِنَائه لَيْسَ بِاتْباع فإنِّ الأمْر عِنْد النُّظَّار من أهل العربِيَّة وغيرِها لَيْسَ على مِثْل هَذَا لَا يُجْعَل مَا فِيهِ الإشْكال وَلَا الالْتِباس أصْلاً وَلذَلِك يحْتجَّ سِيبَوَيْهٍ بِمثل جُنْدَب وعُنْظَب حِين نَفَى سِيبَوَيْهٍ أنَّ فِي الْكَلَام فُعْلَلاً واثبته هُوَ لِإِمْكَان جُنْدَب وعُنْطَب أَن يكون فُنْعلاً وَإِنَّمَا حتَجَّ بجُخْدَب حِين أَمِن الأشكالَ لِأَنَّهُ لَا زيادةَ فِيهِ وَقد تقدّم أَن اليَعْفُور التَّيْس من الظِّباء أَبُو حَاتِم المَارِيُّ ولدُ البقَرة الأَبيضُ الأَمْلسُ أَبُو عبيد الجُؤْذَر ولدُ الْبَقَرَة ابْن السّكيت جُؤْذَر وجُوْذَر وَالْأُنْثَى جُؤْذَرة ابْن دُرَيْد الجُؤْذَر فارِسيِّ معَرّب ابْن جني وَهُوَ الجُوْذَر والجُوْذُر عليّ فَهَذِهِ الثلاثُ الخيرةُ تشْهَد لزيادةِ هَمْزة جُؤْذَر وجُؤذُر مَعَ قَوْلهم بقرةُ مُجْذِر فوَزْن جُؤْذُر على هَذَا فُؤْعُل وَوزن جُؤْذَر فُؤْعَلُ ويقوِّي ذَلِك زيادةُ الْهمزَة ثانيةُ وَأما جُؤْذَر بترك المزِ فمبدَلةُ الواوُ من جُؤْذَراً بدالاً صَحِيحا لِأَن الواوَ لَا تكونُ أصلا فِي بَنَات الْأَرْبَعَة وَلَا أقطَع على بدلِها بِدَلِيل قولِهم جَوَاذِر لِأَن جَوَاذِرَ قد يكون جمع جُوْذَر فَلم يَعْرِف جُؤْذَراً فَإِن فِي جَوَاذِرِ عِنْده دَلِيلا على البَدَل(2/262)
وَالَّذِي يَعْذِرُ سِيبَوَيْهٍ فِي ترك هَذَا من المثالين أَعنِي فُوْعُلاً وفنُؤْعَلاً أنَّ الْكَلِمَة فارسيَّة معرَبة أَبُو عبيد البَحْزَجُ ولدُ الْبَقَرَة ابْن السّكيت الْأُنْثَى بَحْزَجَة أَبُو عبيد الذَّرَعُ ولدُ الْبَقَرَة وأُمُّهُ مُذْرع ابْن دُرَيْد جمعُ الذَّرَع ذِرْعان صَاحب الْعين اليَرْع أولادُ بقَر الوحْشِ أَبُو عبيد الفَرِير ولدُ الْبَقَرَة وجمعُه فُرضار وَقد تقدَّم أنَّهُ الخَرُوف قَالَ ابْن السّكيت إِنَّمَا الفَرِيرالخَرُوف ولكِن البقَر تَجْرِي مَجْرَى النعجةِ والأُرْويَّة تَجْرِي مَجْرَى الماعِزة ابْن دُرَيْد الفَرِير والفُرار سَوَاء يُرِيد أَنه لَيْسَ بجمْع أَبُو عبيد الفَرْقد ولدُ البقَرةِ ابْن السّكيت الْأُنْثَى قَرْقَدة أَبُو عبيد الفَرُّ ولدُ البقرةِ وَجمعه أفْزازُ وَأنْشد
(كَمَا اسْتغاثَ بسَيْءٍ فَزٌّعَيْطلةٍ ... )
3 - (مَا فِيهَا من الطَّوائف)
أَبُو عبيد عَبْغَبُ البقرةِ وغَبَبُها مَا تَثَنَّى من لحم ذقَنِها من أسْفَل سِيبَوَيْهٍ الْجمع أغْبابُ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مَا تغَضَّن من جِلْد مَنْبِت العُثْنون غَيره واستَعارَه العَجَّاج فِي الفَحْل فَقَالَ
(إنَّ لَنا قَرْماً إِذا مَا قَبْقَبَا ... بِذَاتِ أثْناءِ تَمَسُّ الغَبْغَبَا)
يَعْنِي شِقْشِقَة الْبَعِير النَّضر واستعاره بعضُهم للحِرْباء فَقَالَ
أَبُو عبيد النُّعْنُغ الغَبْغَب والثُّعْل والثَّعَل الشيءُ الزائِدُ فِي ضَرْعها وَقد تقدَّم فِي الشاءِ والإبلِ أَبُو حنيفَة وَيُقَال لِقَرْنِهِ الحِمْلاج وَقد تقدّم فِي الظِّبْية ثَابت الأَزْلامُ أَظْلاف البقَر وَاحِدهَا زلَم ابْن الْأَعرَابِي هِيَ على التَّشْبيه بالأَزْلام الَّتِي هِيَ القِداح وعمَّ بِهِ بعضُهم جميعَ الظِّلْف
3 - (أسماءُ البقَر وصِفاتُها)
صَاحب الْعين البَقرة من الأَهْلِيِّ والوحشِيِّ يكونُ للمذَكَّر والمؤَنَّث ابْن السّكيت بَقَرة وَالْجمع بَقَر وَقَالَ رَأَيْت لِبنِي فُلان بَقَراً وبَقِيراً وباقُورةُ وباقِراً واحدَتُه باقِرَةُ فأمِّا سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ الباقِرُ اسمُ للجَمْع كالجَامِل ابْن دُرَيْد البَيْقُور البَقَر ابْن جني بَقَرُ وأبْقَارُ وأباقِرُ جمعُ الجمْع وَرجل بَقَّار صاحِبُ بقَرٍ ابْن السّكيت وَيُسمَّى البَقَر ثَوْراً وَالْجمع أَثْوار وثِيرانُ وثِوَرة وثِيْرَةُ وَأنْشد
(فظَلَّ يأكُلُ مِنْهَا وَهِي لاهِيَةُ ... صَدْرَ النَّهَارِ تُرَاعِي ثِيْرَةُ رُتُعَا)
قَالَ أَبُو عَليّ ثَوْر وثِوَرضةُ وثِيَرَةُ وثِيَارَة وثِيْرَة وَأنْشد
(حَدَّ النَّهَارِ تُراعِي ثِيْرَةُ نَثَرا ... )
اي متفَرِّقة قَالَ فَأَما تَحْرِيك عين ثَيِرَة مَعَ وُقُوعها هَذَا المَوْقِع فَذهب صَاحب الكاب إِلَى أَنه نادِر وَذهب أَبُو الْعَبَّاس إِلَى أَنَّهَا إِنَّمَا حُرِّكت ليُفْرق بَينه وبيْنَ جمع الثَّوْر من الأَقِط وَهُوَ القِطْعة مِنْهُ إِلَّا أَنهم يقولُون فِي جمع ذَلِك ثِيْرة وَذهب أَبُو بَكْر محمدُ بن السريّ إِلَى أَنه إِنَّمَا حَرَّكوا الياءَ فِيهِ للإش~عَار أَنه منقُوص(2/263)
عنِ ثيَارة كَمَا صحَّت وَاو عَوِر لكَونه فِي معنى أعْوَرَّ وحُكي عَن ثَعْلَب أرضُ مَثْوَرة كَثِيرَة الثَّيران أَبُو عبيد الخَزُومة البقرةُ هُدَلِيَّة ابْن السّكيت وَجَمعهَا خَزُومُ وَأنْشد
(أرْبابُ شَاءَ وخَزُوم ونَعَمْ ... )
وَقَالَ ابْن أبي طَرَفة الخَزُومة البقرةُ المُسِنَّة القَصِيرة وَقَالَ أَبُو الْفَيْض الخَزَائم البقَر الْوَاحِدَة خَزُوم وَأنْشد الْبَيْت الَّذِي أنْشدهُ ابْن السّكيت صَاحب الْعين جمع الخَزُوم خُزُمُ وَقيل الخَزُوم جمْعُ أَبُو عبيد المَهَاة البقرَةُ وَالْجمع مَها وَقَالُوا مَهَيَات وَقَالَ الْفَارِسِي سُمِّيَت بذلك لبَيَاضِها وَإِنَّمَا المَهَاة فِي الأَصْل البِلَّوْرة وَقَالَ فِي التَّذْكِرَة فِي بَيت أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت
(رَسَخَ المَهَا فِيهَا فَأَصْبَحَ لَوْنُها ... فِي الوارِسات كأنَّهُنَّ الإِثْمِدُ)
المَهَا الكَواكِب وَكما سَمَّى الكواكِبَ المَهَا فَكذلك سَمَّى الظِّباءَ الكَواكِبَ قَالَ فِي صِفَة فَلاة
(كأنَّ نُجُومَهنَّ سماءُ لَيْلٍ ... )
يُرِيد ظِباءَهن نُجُومُ سماءِ ليلٍ وَقَوله فأصبَح لونُها وضعَ الواحدَ موضِع الجَمْع ابْن السّكيت وَتُسَمَّى الأَرْخَ وجمعُها إرَاخُ وَأنْشد
(أَو نَعْجةُ من إرَاخِ الرَّمْل أخْذَلَها ... عَن إلْفِها واضِحُ الخَدَّيْنِ مَكْحُولُ)
قَالَ أَبُو عَليّ الأَرْخ فَتِيُّ البقَر الْخَلِيل هُوَ الأَرْخ والإرْخ وَالْأُنْثَى أرْخة وإرْخَة قطرب الْجمع إرَاخ وآراخُ ابْن درسْتوَيْه اشتِقاق الأرْخ من التأْرِيخ لِأَن الفَتَاءَ وقتُ من السِنِّ وتأريخُ الكِتابِ وقْتُ أَبُو عبيد الفَناة البقرَةُ وَجَمعهَا فَنَواتُ. ابْن السّكيت وَهِي الحَيْرَمة وَجَمعهَا الحَيْرَم وَأنْشد
(تَبَدّلَ أُدْما من ظِباءٍ وحَيْرَما ... فأًْصْبَحْتَ فِي أَطْلالِهِ اليوْمَ حابِسَا)
... أَبُو عبيد نِعَاج الرَّمل البَقَرُ من الوَحْش واحدتها نَعْجة وَلَا يُقَال لغير البَقَرَ من الوْحش نِعَاج وَقد تقدَّم أَنَّهَا الشاةُ الجَبَلِيَّة قَالَ أَبُو عَليّ النِّعَاجُ البقرُ الوَحْشِيُّ لبيَاضه من قَوْلهم نَعِجَ اللَّوْنُ نَعَجاً ونُعُوجاً ابيَضَّ وصَفَا ابْن جني فأمَّا قِراءة الحَسن {إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعُ وتِسْعُونَ نَعْجَةَ} فأحْرِبه أَن يكونَ لُغَة فِي نَعْجة. أَبُو عبيد الغَيْطَلَة البقرةُ قَالَ أَبُو عَليّ طَغْيَا اسْم البقرةِ كَانَ أحمدُ بنُ يحيَى يَقُول هُوَ من قَوْلهم طَغَتْ تَطْغى إِذا صاحَتْ وَأنْشد
(وَإِلَّا النَّعامَ وحَفَّانَه ... وَطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ الناشِطِ)
قَالَ وليسَتْ طغْياً كَسَعْيَا لِأَن سَعْيَا وحَفَّانَه ... وَطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ الناشِطِ)
قَالَ وليسَتْ طغْياً كَسَعْيَا لِأَن سَعْيَا شاذِّ قَالَ ابْن جني فِي هَذَا الْبَيْت رَوَاهُ الْأَصْمَعِي طُغْيَا أَي نَبْذا مِنْهُ قَالَ وروَى أَبُو عَمْرو وَأَبُو عبد الله طَغُياً أَي صوْتاً طغَتْ تَطْغَى إِذا صاحَتْ تكُون للنَّاس والدَوابِّ سمِعت طَغْياً من فُلان أَي صَوْتاً قَالَ وَاعْلَم أنَّ فِي طَغْيَا هَذِه إِذا كَانَت فَعْلَى نظرا وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تَخْلُو أَن تكونَ اسْما أَو صِفَة أَلا ترى أَن الْأَصْمَعِي فسر هَذَا فَقَالَ نَبْذُ مِنْهُ وَهَذَا اسمُ لَا مَحالةَ وَإِذا كَانَت أسماً فَكَانَ قِياسُها طَغْوَى كَمَا قَالُوا فِي مصدَر طَغَى طَغْوَى كالعَدْوَى والدَّعْوَى وَذَلِكَ أَن فَعْلَى إِذا كَانَت اسْما وَكَانَ لأمُها ياءُ فإنَّها مِمَّا تقلَبُ واواً نَحْو الشَّرْوَى والبَقْوَى فَمن هَذَا أَشْكَلَتْ طَغْيَا ووجْه جوازِها أَن تكون خرجَتْ على أصلِها كخُرُوج القُصْوَى على أصلِها وَيجوز وجْ آخرُ وَهُوَ أَن تكونَ مقصورةُ من طَغْياءَ كعَمْيَاءَ كَمَا أَن قَوْلهم مَسُولَى يَنْبَغِي أَن(2/264)
تكونَ مَقصورةُ عَن مَسُولاَء فَعُولاء كَبُروكاءَ أَلا ترى أَن صاحبَ الْكتاب قد حَظَر فَعُولَى مقصورةُ ووجْهُ آخَرُ عِنْدِي وَهُوَ أَن يكون فَعْلَلاً من طَغَيت وقلَب اللامَ الثانِيةَ لوقُوعها طَرفاً فِي موضِع حركةٍ مَفْتُوحًا مَا قَبْلَها إِلَّا أَنه لم يَصْرِفه لأه جعل ذَلِك علَماً لِقِطْعة والِرْقة فَاجْتمع التعرِيفُ والتأنيثُ وَنَظِيره.
(عُدَّت عَلَيَّ بَزَوْبَرا ... )
القَوْل فيهمَا وَاحِد وَإِنَّمَا شرح ابنُ جنِيّ هَذَا الْبَيْت على رِواية من روَى من اللَّهَق الناشط قَالَ أَبُو عَليّ الأطُوم البقرةُ وَأنْشد
(كأَطُومٍ فقدَتء بُرْغُزَها ... أعقبتْها الغُبْسُ مِنْهُ نَدَمَا)
(غَفَلَتْ ثُمَّ أَتَتْ تَطْلُبُه ... فَإِذا هِيْ بِعظَام ودَمَا)
هَكَذَا بلغتْني هَذِه الروايةُ عَن أَبِي إِسْحَاق ودَمَا بِفَتْح الدَّال كَأَنَّهُ ذهب بِهِ مَذْهب الحمْل على الْمَعْنى كَمَا قَالَ
(فكَرَّت تبتَغِيه فوافَقَتْه ... على دَمِهِ ومَصْرَعِه السِّبَاعا)
وروايتي عَن أبي بكر فَإِذا هِيْ بِعظام ودِماً وَهُوَ الصَّحِيح ابْن جني لَيْسَ دَماً هُنا على قَوْله فوافقَتْه على دَمِهِ ومَصْرَعِهِ السِّباعا لِأَن هُناك فِعْلاً وَهُوَ وافقَتْه وَلَيْسَ هُنَا فِعْلُ وَإِنَّمَا دَماً مَقْصُور كقفاً فِي بعض اللُّغات ابْن السّكيت بقرةُ جَلْحاءُ إِذا لم يكُن لَهَا قَرْنانِ ابْن دُرَيْد وَهِي الَّتِي ذهبَ قَرْناها أُخُراً وَقد تقدَّم أَنَّهَا الجَمَّاء من الْبَقر ابْن السّكيت يُقال لَهَا عَيْناءُ لَسَعَة عينِها صَاحب الْعين العِينُ اسمُ جامِعُ للبقرِ كالعِيْس لِلْإِبِلِ وَلَا يُوصَف بِهِ الثورُ إِنَّمَا يُسَمَّى أعيَنَ يُقَال أعْيَنُ من غير ذِكْر الثور والعَوَان النَّصَف مِنْهَا وَمن غيْرِها وَفِي التَّنْزِيل {عَوَانُ بيْنَ ذَلِك} وَقيل هِيَ الَّتِي نُتِجتْ بعد بَطْنها البِكْر وَمِنْه قَوْلهم فِي الحرْب عَوانُ أَي رُفعت إِلَى حالِ أشدَّ من حَالهَا الأُولَى حِين سُمِّيَت بِكْراً كَمَا أَن الْبَقَرَة تُرفَع من سِنِّ إِلَى غَيرهَا وَالْجمع عُوْنُ أَبُو حَاتِم المُمْرِيَة بقرَةُ الوحْش الَّتِي لَهَا وَلضدَ مارِيِّ أَي بَرَّاقُ اللونِ أَبُو حنيفَة الَّلأَى البقرةُ وَالْجمع أَلاَءُ وَلَا يُقال للذكَر أَبُو عبيد الَّلأَى الثورُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(كظَهْر الَّلأَى لَو تُبْتَغَى رِيَّةُ بهَا ... نضهار العَيَّتْ فِي بُطُونِ الشَّواجِن)
ويروى لعنَّت قَوْله لَعَّيت أَي أعيتْهم وعَنَّت أتعبَتْ من العَناء والرِيَّة ابْن السّكيت الخَطُوط من بقَر الوحْش الَّتِي تَخُطُّ الأرضَ بأظْلافِها ابْن الْأَعرَابِي الحَوَر البقرُ اسْم للجمْع وَأنْشد
(لَيْسَ بهَا وابِرُ سِوَى حَوَرٍ ... فِيهَا تِطِوَّافُها ومَجْزَأُها)
ابْن السّكيت الناشِطُ الَّتِي تخْرُج م بلَج إل بَلَد وَقد تقدّم بيتُ الهُذَلي صَاحب الْعين المِخْراق الثور الوحشِيُّ لِأَنَّهُ يَخْرِق الأرضَ وَهَذَا كَمَا قيل لَهُ ناشِط أَبُو عَمْرو الإرَان الثورُ غَيره سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يُؤَارِن الْبَقَرَة أَي يطْلُبها أَبُو عبيد الشاةُ الثَّوْر من الوحْش خاصَّةُ وَأنْشد
(وحانَ انْطِلاقُ الشاةِ من حَيْثُ خَيَّما ... )(2/265)
أَي أقامَ صَاحب الْعين وَقد يكونُ من الظِّباء والحُمُر والنَّعَام وحقِيقتُه فِي الغنَم وَتَشَوَّهءت شاةُ اصطَدْتُها أَبُو عبيد القَرْهَبُ من الثِّيران المُسِنُّ اللحياني وَهُوَ القَرْهَمُ غَيره وَهُوَ اللِّهْم وَجمعه لُهُوم قَالَ صخرُ الغيِّ
(بهَا كَانَ طِفْلاً ثمَّ أسْدَسَ فاستَوَى ... فأصْبَحَ لِهْماً فِي لُهُومٍ فَرَاهِبٍ)
أَبُو حَاتِم الخُنَتةُ الثورُ المُسِنُّ الضَّخْم ابْن السّكيت ويُقال لَهُ ذَيَّال لطُول ذَنَبِه ويُقال لَهُ أخْنَسُ وللبقرة خَنْساءُ والبقَر كلُّها خُنْس والخَنَس تأَخُّر الأَنْف فِي الوجْه وقِصْرُه وَأَن لَا يَسْبُغَ إِلَى الشَّفَة أَبُو حَاتِم الأَخْثَم كالأَخْنَس ابْن دُرَيْد يُقال للثَّوْر الوحشِيِّ ذَبُّ الرِّيَاد سُمِّيَ بذلك لنه يَجِيء ويَذْهَب وَلَا يثبُتُ فِي موضِعٍ وَاحِد وَأنْشد
(يُمَشِّي بهَا ذَبُّ الرِّيَادِ كأنَّهُ ... فَتُى فارِسِيُّ سَرَاوِيلَ رامحُ)
قَالَ أَبُو عَليّ قَوْله رامحٍ أَي ذُو رُمْح يَعْنِي بالرُّمْح قَرْنه وَلذَلِك قَالَ ذُو الرّمة
(وكائِنْ ذَعْرنا من مَهَاةٍ ورامِحْ ... بلادُ الورَى ليْستْ لَهُ بِبِلادِ)
ابْن دُرَيْد بقرةُ ضاعِفُ وفارِضُ مُسِنَّة وَقد تقدّمت فِي الْإِبِل وَتقدم أَن الضاعِفَ البقرةُ الحامِلُ وبقرةُ نَوَار تَنْفِرُ من الفَحْل
3 - (ألوان الْبَقر)
صَاحب الْعين العَوْهَق الثورُ الَّذِي لونُ واحدُ إِلَى السوَاد السُّفَع خُطُوط سُوْد فِي وجْهه الْوَاحِدَة سُفْعة وثَوْر أسْفَعُ ومُسَفَّع صَاحب الْعين ثورُ مُذَرَّع مُلّمَّع الذِّراع بلُمَعٍ سُودٍ والعَيَس بياضُ مُشْرَبُ صَفاءُ فِي ظُلْمة خَفِيَّة ثَوْر أعْيَسُ وَأنْشد
(وعَانَقَ الظِلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ ... )
وَقد تقدّم فِي الْإِبِل والظِّباء والمُوَلَّعة من البقَر الَّتِي فِيهَا لُمَعُ ألوانٍ من غير بَلَقٍ وَقد تقدَّم فِي الخيلِ والشاءِ والظَّباء صَاحب الْعين حَضَارِ الثورُ الأبْيَضُ مَعِْفة عَليّ هَذَا طَرِيف لأَن فَعَال إِنَّمَا يكون للمُؤَنث وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ بُنِيتْ على الكسْر لِأَن الكسْر مِمَّا يؤنَّث بِهِ والقَهْب الأَبيضُ من أَوْلَاد البقَر وَقد تقدّم فِي المعْز وألوان النَّاس ابْن دُرَيْد ثورُ أغْصَنُ فِي ذَنَبه بَيَاض وَقَالَ ثَوْر أبْرَدُ فِيهِ لُمَعُ سَوادٍ وبَياض يمانِيَة صَاحب الْعين الرُّمَل خُطُوط فِي يَديِ البَقرة ورجلَيْها تُخالِفُ سائِرَ ألوانِها وثورُ مخَطَّط فِيهِ خُطُوط وَقد خَطَّ وجْهُه واختَطَّ صارتْ فِيهِ خُطُوط والخُطَّة من الخَطَّ كَأَنَّهَا اسْم للطُّرّة ابْن السّكيت الغَضْب واللَّهَقُ واللِّيَاح الثَّوْرُ الأبيضُ وَأنْشد
(سيَكْفِيكَ العَواذِلَ أرحَبِيِّ ... هِجانُ اللَّونِ كالفَرَد اللِّيَاح)
قَالَ أَبُو عَليّ اللِّيَاح بِالْفَتْح وَهُوَ شاذُّ قلبتْ فِيهِ الْوَاو ياءُ لغير عِلَّة إِلَّا طَلَبَ الخِفَّة وَقد أبنْت هَذَا فِي عامَّة الألْوان أَبُو حَاتِم البُلْق الْبيض من البقَر نادرةُ(2/266)
ابْن السّكيت خارَتِ البقرةُ خُوَاراً وَقد تقدّم فِي الشَّاء والظِّباء وَأنْشد
(خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعةِ الشَّوَى ... وأطْلائِها صادفْنَ عِرْنانَ مُبْقِلاً)
صَاحب الْعين الغَمْغَمَة أصواتُ الثِّيرانِ عِنْد الذُّعْر وَقد تقدّم أنَّها أصواتُ الأَبْطال فِي الوَغَى ابْن السّكيت جأرَتِ البقرةُ تَجْأَر جُؤَاراً والإنسانُ يَجْأَر إِلَى ربِّه بالدُّعاء وَقد تقدم وَأنْشد
(نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَة رَوْقِه ... لما احتَزَزْت فُؤادَه بالمِطْرَد)
وَيُقَال بَغَمتْ تَبْغُم وَأكْثر مَا يكون البُغَام فِي الظِّباء وَقد يُقال فِي الإبِلِ وَإِنَّمَا سُمِع البُغَام للبقَر فِي شعْر لبيد قَالَ يصِفُ بِقُوَّة سُبِعت
(خَنْساءُ ضَعَّعتِ الفَرِيرَ فَلَم يَزَلْ ... عُرْضَ الشَّقائِقِ طَوْفُها وبُغَامُها)
ابْن دُرَيْد ثَأجَت الْبَقَرَة تَثْأج وتَثْؤُج ثُؤَاجاً وتَرْك الْهَمْز أعْلَى وَقَالَ نأَجَ الثورُ يَنْأَج ويَنْتِجُ نَأْجاً ونُؤَاجاً صاحَ ثَعْلَب طغَت البقرةُ تَطْغِى صاحتْ وَبِه سُمِّيَتْ طَغْياً وَقد تقدم قَالَ ابْن جني طَغتْ تَطْغَىصاحَتْ صَاحب الْعين صَعَق الثورُ يَصْعَق صُعاقاً خارَ خُواراً شَدِيدا
3 - (أخثاءُ البقَر)
أَبُو عبيد خَثَّى الثورُ وخَثَى خَثْياً وَهُوَ الخِثْي وَجمعه أَخْثاءُ أَبُو حَاتِم ثَلَخ البقرُ يَثلَخ ثَلْخاً وَهُوَ خُرْؤه فِي أيَّام الرَّبِيع إِذا خالطَهَ الرُّطْب
3 - (أَسمَاء أقاطِيعها)
أَبُو عبيد الرَّبْرَبُ جماعةُ البقَر وَكَذَلِكَ الإجْل ابْن السّكيت الجمْع آجالُ وَأنْشد
(فَوْقَ دَيْمُومةٍ تَغَوّلُ بالسَّفْرِ قِفَارٍ إلاَّ من الآجَالِ ... )
وَقد تقدّم أَنه القَطِيع من الظِّباء صَاحب الْعين تأجَّل الصَّوَار صارَ قَطِيعاً قطيعاً أَبُو عبيد الصِّوَار والصُّوَار جماعةُ البقَر وجمعُه صِيْرانُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وافقَ الَّذين يقُولون صِوَار الَّذين يقولُون صُوَار ذهَب إِلَى تَسْوِية الْجمع لَهما وَأنْشد ابْن السّكيت
(
(أشْبَهْنَ من بَقَر الخَلْصاءِ أعيُنَها ... وهُنَّ أحسَنُ من صِيْراتِها صُوَراً)
قَالَ ويُقال صِيَار والخَنْطَلة قِطعةُ من البقَر وَقد تقدّم فيالخَيْل والغَنَم والإبِل وَأنْشد غَيره
(دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ واسْتَبْدلتْ بهَا ... خَنَاطِيلَ آحالٍ من العِينْ خُذَّلِ)
الْأَصْمَعِي الكَوْر القَطِيع من البقَر وَأنْشد
(ولاَ شَبُوب من الثِّيران أفردَهُ ... عَن كَوْره كثْرةُ الإغْراء والطرَدُ)
وَقد تقدم قَول ابْن السّكيت فِي الكَوْر ن هَذَا الْبَيْت وَقَالَ السِّرْب القَطيع من البقَر وَكَذَلِكَ هُوَ من(2/267)
الظَّباء والطَّيْر والنِّساء وَالْجمع أَسْراب وَأنْشد
(قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطَا المُتَواتِرِ ... )
(بابُ مواضِع الظِّباء وَالْبَقر ورَبْضِها)
غير وَاحِد المَكْنِس والكِنَاس مَوْلِجث الوَحْش من الظِّبَاء والبقَر وَالْجمع أَكْنِسةُ وكُنُس وَقد كَنَس الوحشُ وتَكَنَّسَ واكْتَنَس أَبُو زيد الرُّبْضُ مَرابِضُ الْبَقر صَاحب الْعين الخِلْم مَرْبض الظَّبية وَقد تقدّم أَن الأَخْلامَ مَرَابِض الغنَم والحَرَى كلُّ موضِع يِأْوِي إِلَيْهِ الظبْيُ والبَهْو كِناسُ واسِعُ يَتَّخِذه الثورُ وَالْجمع أَبْهاء وبُهِيُّ وبُهُوِّ وَقد بَهَّى البَهْو وَأنْشد
(أَجْوَفُ بَهَّى بَهْوَه فَأَوْسَعَا ... )
ابْن دُرَيْد ادَّمَجَ الظْبيُ فِي كِنَاسه دخَل فِيهِ صَاحب الْعين التَّوْلجُ كِنَاس الظبْي التاءُ فِيهِ بَدَل من الْوَاو وَقد اتَّلَج الظبْيُ فِي كِنَاسه وأتْلَجه فِيهِ الحَرُّ وَقَالَ هَكَعت البقَرُ تَحْتَ الشَّجر تَهْكَع فَهِيَ هُكُوع استَظَلَّتْ تحتضه من شِدّة الحَرّ وَأنْشد
(تَرضى العِيْنَ فِيهَا من لَدُنُ مَتَع الضّحَى ... إِلَى الليْل فِي الغَيْضات وَهِي هُكُوع)
وَقَالَ خَيَّم الوحْشِيُّ بالكِنَاس أقامَ وَأنْشد أَبُو عبيد
(وحانض انْطِلاقُ الشاةِ من حَيْثُ خَيَّما ... )
صَاحب الْعين أتْلعتِ الظبْيةُ والبَقرةُ أخْرجتْ رأسَها من كِنَاسها وَأنْشد
(كَمَا أتْلَعتْ من تَحْتِ أَرْطى ضرِيمةٍ ... إِلَى نَبْأة الصَّوتِ الظِّباءُ الكَوَانِسُ)
قَالَ خَدّرتِ الظبْيةُ خِشْفَها فِي الخَمَر والهَبَط سترَتءه غَيره ظَبْية خَنِبَة رابِضَة لَا تَبْرَح مكانَها أَبُو عبيد كَبَن الظبْيُ لَطَأ بِالْأَرْضِ صَاحب الْعين اجءتَاف الثورُ الكِنَاسَ دخَل فِي جَوْفه أَبُو حَاتِم الطَّاوِي من الظِّباء الَّذِي يَطْوِي عنُقَه عِنْد الرُّبوض ثمَّ يَرْبِضُ
3 - (حملُ حُمُر الْوَحْش وَأَوْلَادهَا)
أَبُو عبيد يُقَال لِكلِّ ذاتِ حافِر استَوْدقَتْ ووَدَقَتْ ووَدَقَتْ وَدْقاً ووُدُوقاً ابْن دُرَيْد وَالِاسْم الوِدَاق ابْن السّكيت أتانُ وَدِيقُ ووَدُوق أَبُو عبيد يُقَال للحِمار بَاكَ الحِمارة بَوْكاً وعفَقَها عَفْقاً أَتَاهَا مَرَّةً بعد مرَّة ابْن دُرَيْد فاشَها فَيْشاً عَلاَها وَقيل فاشَها من الفَيْشة أَبُو عبيد الأتَانُ أوّلُ مَا تَحْمِل جامِعُ غَيره وَقد جَمَعت أَبُو عبيد فَإِذا اسْتبانَ حملثها وصارَ فِي ضَرْعها لُمَع من سَوَاد فَهِيَ مُلْمِع قَالَ وَيُقَال لذاتِ الحافرِ خاصَّة إِذا كَانَت حامِلاً نَتُوج والعِقَاق الحوامِلُ مِنْهَا وَمن كلِّ حافِر الْوَاحِدَة عَقُوق وَقَالَ وسَقَت الأتَانُ حملتْ فَإِذا مكثَتْ سبعةَ أيَّام بعدَ حَمْلها فَهِيَ فَرِيش وَالْجمع فَرائِشُ وَقد تقدّم فِي الحِجْر صَاحب الْعين النُّعَرة مَا أجَنَّت حمُر الوحْشِ فِي بُطُونها وَالْجمع نُعَرُ وَقيل إِذا استحالتِ المُضْغَة فهِي نُعَرة وَقيل إِذا موّتَتْ أولادُ الحَوَامِل فَهِيَ النُّعَر وَقد تقدّم فِي الناقةِ والمرأةِ أَبُو عبيد الجَحْش ولدُ الأَتانَ من حِين تضعُه أُمُّه المُهْر بِهِ تشبِيهاً وَقد تقدّم وَالْجمع جِحْشانُ ابْن السّكيت الْجمع جِحَنَةُ وجِحاشث وَيُقَال فِي مثَل الجَحْشَ(2/268)
إِذا أَفْلتَكَ الأَعْيَارُ أَي خُذِ القَليل إِذْ فاتَك الكثِيرُ صَاحب الْعين هُوَ جُحَيْشُ وَحْدِه للمُتفَرِّد بِرَأْيهِ غيْرُ الْمُصِيب فِيهِ كَقَوْلِهِم عُيَيْر وَحْدِه أَبُو عبيد الْأُنْثَى جَحْشةُ ابْن دُرَيْد التِّلْو الجَحشُ الَّذِي يَتْلو أُمَّه وَقد تقدّم فِي الظبي أَبُو عبيد فَإِذا استَكْمَل الحوْل فَهُوَ تَوْلَبُ ابْن دُرَيْد وَقد يُستَعار للْإنْسَان وَأنْشد
(وذاتُ هِدْم عارٍ نواشِرُها ... تُصْمِت بِالْمَاءِ تَوْلَباً جَدِعاً)
سِيبَوَيْهٍ تاءَ تَوْلبٍ أصلُ وَلَا تكون زَائِدَة إِلَّا بثَبَت صَاحب الْعين قَرَح الحمارُ وسَلَغ سواءُ وَقد تقدّم السُّلُوغ فِي الظِّلف أَبُو عبيد العِفْو الجحْش وَالْأُنْثَى عفْوة ابْن السّكيت هُوَ العَفْو والعِفْو والعُفْو والعَفَا والعِفَا وَأنْشد
(وطَعْن كتَشْهاقِ العَفَاهَمَّ بالنَّهْق ... )
أَبُو عبيد الْجمع أَعْفاء وعِفَاءُ ابْن دُرَيْد وعِفْوةُ عَليّ لَيست عِفْوة من أبْنِيَة جمع عفْو وَلَا عُفْو وَلَا عِفاً وَإِنَّمَا هُوَ جمع عَفْو وحَبِّ وحِبَّةٍ وَجمع عَفاً بِالْفَتْح كأخ وإخْوة لأنَّهما متَّفِقان فِي أَنَّهُمَا فَعَل أَبُو عبيد الهِنْبِر الجَحْش وَمِنْه قيل للأتان أمُّ الهِنْبَر ابْن دُرَيْد الدَّوْبَل ولدُ الحِمَار صَاحب الْعين اللُّكَع الجحْش وَالْأُنْثَى لُكَعة وَقد تقدّم أَنه المُهْر
(نعوت الْإِنَاث مِنْهَا وأسماؤها)
أَبُو عبيد هِيَ الأَتانُ وَالْجمع آتُنُ أَبُو حَاتِم وَهِي الأتُنُ أَبُو عبيد المَأْتُوناء الأُتُن وَقد استَأْتَنْت أتَان اتخذْتُها الْأَصْمَعِي استَأْتَن الحِمَارُ كاستَنْوق الجملُ أَبُو عبيد النَّجُود الَّتِي لَا تَحْمِل وَهِي أَيْضا الطَّوِيلة العنُقِ وَقيل هِيَ الَّتِي لَا تَبْرُك إِلَّا على مُرْتفِع من الأَرْض وَكَذَلِكَ هِيَ من الإبِل وَقد تقدّم والعُلَبِطُ الَّتِي لَا تَحْمِل وَقد تقدّم فِي الْإِبِل الْأَصْمَعِي العَيْطاءُ الطَّويلة صَاحب الْعين كل طُوْل عَيَط والنَّخُوص الأتَان الوحْشِيَّة الحائِلُ وَالْجمع نُخُص وَنَحَائِصُ أَبُو عبيد هِيَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا مِنْهَا خاصَّةُ أَبُو زيد وَهِي الغارِ وَقد تقدّم فِي الإبِل أَبُو عبيد وَهِي الجَدَّاءُ والجَدُود وَقد تقدّم فِي الْإِبِل ايضاً قَالَ ابْن جني أتَانُ جَدُو وأُتُنُ جُدُد وَهُوَ أحدُ مَا خَرَج إِلَى فُعُل فِي الشُّذُوذ أَبُو حَاتِم أتَانُ جاذِبُ وجَذُوب تَجْذِب لَبَنَها فيَذْهبُ من الضَّرْع صاعِداً أَبُو عبيد السَّمْحَج الطَّوِيلةُ الظَّهْرِ وَجَمعهَا سَمَاحِيجُ ابْن دُرَيْد هِيَ الطَّوِيل عل وَجْه الأَرْض وَكَذَلِكَ الناقةُ قَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الْأَصْمَعِي طُول ذَواتِ الأربَعِ الإنِبساط على وجْه الأَرْض قَالَ وَقد قَالُوا سُمحُوجُ وسِمْحاج والضَّمْعَج الأتَانُ الضَّخْمة وَقد تقدّم فِي النِّسَاء صَاحب الْعين أَتانُ شَهِيرةُ عرِيض وَقد تقدَم فِي الْمَرْأَة أَبُو عبيد القَيْدُود الطَّويلة وَأنْشد
(راحتْ يُقوِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وسَقَتْ ... لَهُ الفَرائِشُ والقُبُّ القَيَادِيدُ)
ويروي السُّلْب جمع سَلُوب وَهِي الَّتِي سُلِبت أوْلادَها قَالَ سِيبَوَيْهٍ قَيْدُود فَيْعُول لِأَنَّهُ الطَّوِيل فِي قَلب السِّماء أَبُو زيد القَهْبَسَة الأَتَان الغليظةُ وَلَيْسَ بثَبْت وَكَذَلِكَ القَهْبَلَة الجَلَنْفَق السَّمِينة صَاحب الْعين القُنْفُجُ الأَتَان القصيرةُ العَرِيضة أَبُو زيد الخَدُوف الأَتان السِّمِينة وَقيل السَّريعة وَأنْشد(2/269)
(لاَ تَنْسَيَا ذِكْرِي على لَذَّة الكاسِ ... كاسِ وطَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوص)
يَقُول لَا تَنْسيانِي عِنْد الشُّرْب والصَّيْد وأتانُ كَرْشَاءُ ضَخْمَةُ الخَاصِرَتَيْن ثَعْلَب هِيَ من الْوَحْش خاصَّة والعُلْجُوم الأَتانُ الكثيرةُ اللَّحْم وَقد تقدم أَنها الظُّلْمة المتراكِبَة السيرافي أَتانُ إبِدُ وَخْشِيَّة ابْن دُرَيْد إبِدُ أتَى عَلَيْهَا الدَّهْرُ وَقَالَ فِي سجع لَهُم أتانُ إبِد فِي كُلِّ عَام تَلِد وَلَا يُقال هَذَا السَّجْع إِلَّا للأتَانِ خاصَّة صَاحب الْعين المَرَاغة أتَانُ لَا تمتَنِع عَن الفُحُولة وَبِه سَمَّيت سَلِيطُ جَريراً ابْن المَرَاغة قَالَ وَهِي أمُّ الهِنْبِرْ تذْهَب إِلَى عَيْبه بأمَّه وَقيل لأَنَّ كُلَيباً كانتْ أصحابَ حُمُر أَبُو عبيد الهِنْبِرةُ الأتَانُ والخَفُوق الَّتِي يُصَوِّتحَياؤُها خَفَّت تَخِقُّ ويكونُ ذَلِك فِي الهُزَال أَبُو زيد خَفَّت خَفِيقاً وَكَذَلِكَ كل دابَّة أُنثَى وأتَانُ خَفُوق واسِعَة الدُّبُر وَقد تقدم فِي الْمَرْأَة أَبُو عبيد البَيْدانَة من أسمائِها ابْن دُرَيْد منسُوبة إِلَى البيْدِ أَبُو حَاتِم صَعْدَة أتانُ وبَنات صَعْدة حَمِير الوحْش
3 - (حُمُر الْوَحْش الذُّكُور مِنْهَا)
العَيْر الحِمَار الوَحشِيُّ والأَهْلِيُّ وَالْجمع أُعيارُ وعِيَار وعُيُور وعُيُورَة وعِيَارات ومَعْيُوراء أَبُو عبيد يُقال لِحمار الوحْش الفَرَأ مقْصُور مهمُوز وَجمعه فِرَاءُ وَأنْشد
(بضَرب كآذانِ الفِرَاء فُضُوله ... وطَعْنٍ كايزَاغِ المَخَاض تَبُورُها)
أَي تَخْبُرها قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْلهم نَكَحْنا إِلَى الفَرَا فسَنَرَى فعلى الأتْباع كَمَا قَالُوا إِنِّي لآتِيه بالغَدَايَا والعَشَايا والعَضْرَس حِمارُ الوحْش صَاحب الْعين النَّوْص الحِمَار الوحشِيُّ أَبُو عبيد الجَأْب الحِمار الغليظُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(كأَنَّني فوْقَ أَقبَّ سهْوقٍ ... جَأْبٍ إِذا عَشَّر صاتِ الأرْنانُ)
والعِلْج الحِمَار الغليظُ وَقد تقدّم فِي الْإِنْسَان وحِمَار جَلْعَدُ شديدُ وَقد تقدّم فِي الْإِبِل الْخَلِيل الوَزَى من أسماءِ الحِمَارِ المِصَكِّ ابْن دُرَيْد حِمَارُ بُهْصُلُ ومُهْصُل وَحَزَابِيَةُ غلِيظ قَالَ أَبُو عَليّ خَزَابِيَة فَعَالِيَة من الحِزْباءة وَهِي الأرضُ الشدِيدةُ وَأنْشد
(خَزَابِيةَ قد كَدَّمْته المَسَاحِلُ ... )
وَقد تقدّم فِي الْإِنْسَان ابْن دُرَيْد حِمَارُ صُنَادِلُ وقُنَادلُ صُلْب صَاحب الْعين حِمَار أعَرُّ سَمِينُ الصدرِ والعُنُق والزِّهْلِقُ الحمارُ السَّمِينُ المُستَوِي الظهرِ من الشَّحْم وَكَذَلِكَ الزِّهْلِقيُّ وَقيل الزِّهْلِق الهِمْلاج مِنْهَا أَبُو عبيد الكُنْدُر والكُنَادِر العظِيمُ ابْن دُرَيْد الكُنْدُر والكُدُرُّ مِنْهَا الصُّلْب الشَّديد وبَناتُ الأَكْدَر حَمِير وَحْش تُنْسَب إِلَى فحْل مِنْهَا وَمن المَسْأَلة الأَكْدَرِيَّة فِي الفرائِضِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ الكُنْدُر رباعِيِّ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الأناسِي فِي بَاب القِصار الغِلاَظ أَبُو عَليّ الأَخْدَرِيُّ مَنْسُوب إِلَى العِرَاق أَبُو حَاتِم الأخْدَرِيُّ والأَخْدَرِيَّة من الحَمِير هُوَ من نسْلِ حِمار أَو فرَس يُقال لَهُ الأَخْدر كانتْ فِيمَا بَيْنَ كاظَمَةَ وَالْبَصْرَة تزعمُ الحمارُ ابنُ الْفرس غير أَن الْحمير تسمَّى ببناتِ أخْدَر وَأنْشد
(أمْ مَنْ لراسِيَة كأنَّ أُوَارَها ... نَقْع تَعاوَره بَناتُ الأَخْدَر)(2/270)
أَبُو حَاتِم حمارُ مِصَكُّ شديدُ قَوِيَّ وَقد تقدَّم فِي النَّاس والإبِلِ ابْن دُرَيْد حمَار ذِقِرّ وذِقَرّ صُلْبُ شديدُ والكسْر أعْلَى الْأَصْمَعِي التَّأْلَب الَّذِي غَلُظ واشتَدَّ من حُمُر الْوَحْش وَقد تقدَّم أَنه الوَعِل أَبُو عَليّ إِن سمَّيت رجُلاً بتَأْلَبٍ لم تصْرِفه لِأَنَّهُ تَفْعل من قَوْلك أَلَب الحمارُ طَريدتَه وألَّبها إِذا ساقَها وطَرَدها أَبُو عبيد القِلْو الحمارُ الخَفِيف ابْن دُرَيْد هُوَ الشَّديد السَّوقِ لأُتنُه وكلَّ شديدِ السَّوقِ قِلْوُ وَقَالَ حِمارُ مِقْلاءُ أُتُن إِذا كَانَ يَسُوقها أَبُو حَاتِم الْأُنْثَى قِلْوة وَقيل القِلْو الجَحْش الفَتِيُّ أَبُو عبيد المسْحَل الذكَر والوَىَى الحِمارُ وَأنْشد
(إِذا انْشَقَّت الظلْماءُ أضْحَتْ كأنَّها ... وَأَى مُنْطوٍ باقِي الثميلة قارحُ)
والمُسَحَّج الَّذِي بِهِ آثَار من عِضَاض الحُمُر صَاحب الْعين حمَار سَحِيج ومًسَحَّج مُعَضَّض وسَحَّاج ومِسْحاجُ عَضَّاض والجَدَر انْبِتار فِي عُنُق الحِمارِ رُبَّما كَانَ من الكَدْم وَقد جَدَرتْ عنُقه جُدُوراً ابْن دُرَيْد المُكَدَّح المَسحَّج والكَعْسَم الحمارُ الوحْشِيُّ يمانِيَة والعُكْسُوم والكُسْعوم الحِمار حِمْيرِيَّة والقَلَهْبس المُسِنُّ مِنْهَا الْأمَوِي القَلْخ الحِمارُ المُسِنّ أَبُو زيد وَهُوَ من الرِّجَالِ المِخْراق وَهُوَ الطَّوِيل الحَسنُ الجسْم صَاحب الْعين غَيْر مغْلَج شَلاَّل للعانضة وَقَالَ شَرَس الحمارُ أُتُنه يَشْرِسُها شَرْساً أَمرّ لَحْييه على ظُهُورها أَبُو عبيد كَرَف الحمارُ يَكْرُفُ شَمَّ أَبْوال الأُتَنُ ثمَّ رفَع رأسَه أَبُو عبيد كلُّ مَا شَمِمته فقد كَرَفْته وَهُوَ الكَرْف صَاحب الْعين كَرَف يَكْرُف ويَكْرِف ورُبَّما قَالُوا كَرَفها وَقد يكونُ لكل دابَّة أَبُو عُبَيْدَة المَصْدر الكِراف أَبُو عبيد الزَّامِل الَّذِي كأنْه يَظْلَع من نَشَاطه قَالَ أَبُو حَاتِم كأنَّ بِهِ زِمَالاً من بَغْيه أَي كأنَّه مَشْكُول وَقد زَمَل يَزْمُلُ زَمْلاً وزَمَلانا فأمَّا مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ
(عَوْدا أحَمَّ القَرَا إزْمَوْلةً وَقِلاً ... يَأْتِي تُراث أَبِيه يَتْبضع القُذَفا)
قَالَ السيرافي الإزْمَولة الَّذِي يَزْمِلُ يَعْنِي يَتْبَع غَيره لضَعْفه وَقيل هُوَ النَّشِيط كَمَا تقدّم فِي الزَّامل صَاحب الْعين حِمَار عَذَوّرُ وَاسِعَ الجَوْف فَحَّاش أَبُو حَاتِم حِمار مُحْنِق ضامِرُ لاحِقُ البطنِ بالظَّهْر وَقيل الإخِناق فِي الخُفِّ والحافِر وَقد تقدَّم صَاحب الْعين حمارُ هَزِقُ كثِير الاستِنانِ ابْن السّكيت المَلْق ضَرْب الحِمارِ الأرضَ بحوافره وَأنْشد مَلاَّخ المَلَق أَرَادَ المَلْق فحرَّك
3 - (ألوان الْحمر)
أَبُو عبيد حِمارُ أخْطَبُ فِيهِ خُضْرة وَقَالَ مرّة هُوَ الَّذِي لَهُ خَطِّ أسودُ على مَتْنه وَالْأُنْثَى خَطْباءُ غَيره الِاسْم الخَطَب أَبُو عبيد الأَحْقَب الأَبْيَض مَوْضِعُ الحَقَب وأتانُ حَقْباءُ فِي مَتْنها بَيَاض صَاحب الْعين حمارُ أقْمَرُ يَضْرِب إِلَى الحُمْرة وَالِاسْم القُمْرة ابْن دُرَيْد القُمْرة بَيَاض فِيهِ كُدْرة والدَّخْناءث من الدَّخَن وَهُوَ لونُ فِيهِ غُبْرة
3 - (الْتِكاك الحَمِير وتزاحُمُها)
الاقْراع صَكُّ الحَمِير بعضِها بَعْضًا بحَوَافرها والجَعْمَرة أَن يَجْمع الحمارُ جَرامِيزَه ويَحْمل على العانَة وَقَالَ اصْعَنْفَرتِ الحُمر نَفَرتْ فِراراً وتفرّقتْ وَقد صَعْفَرها الخَوفُ(2/271)
3 - (أدواؤها)
الطُّلاَطِلَة والطُّلاَطِلُ داءُ يأخُذ الحُمرَ فِي أصلابها فَيَقْطعُ ظُهورَها
3 - (أصوات الحُمُر)
أَبُو عبيد نَهَق يَنْهِقُ ويَنْهَقُ ابْن السّكيت نَهَق نَهِيقاً ونُهَاقاً ونَهْقاً وَهُوَ التَّنْهاق وَأنْشد
(صَحِل يُرَجْع خَلْفَها التَّنْهاقا ... )
الصَّحِل الأَبَحُّ ويُقال سَحَل يَسْحَل سَحِيلاً وسُحَالاً وَأنْشد
(كأنَّ سَحِيله فِي كلِّ فَجْر ... على أحْساءِ يَمْؤُودٍ دُعاءُ)
وَقد شَحج يَشْحِج ويَشْحَج شَحِيجاً وشُحَاجاً وتشَّحَّج واستَنْشحَج وَأنْشد
(لم يَعْدُ أَن فَتَح الشُّحَاج لَهانَه ... وافتَرَّ قارِحُه كَلَقِّ المُجْمَر)
صَاحب الْعين الشَّحِيج والشِّحَجَان صَوْتُ الْبَغْل وَبَعض الحَمِير وَهُوَ التَّشْحاج والشَّجَعَان وبَنَاتُ شَحَّاج وشَحّاج البِغَال وَقد تقدّّم أَبُو عبيد شَهَق يَشْهق ويَشْهَق ابْن السّكيت هُوَ الشَّهِيق والشُّهَاق صَاحب الْعين حِمارُ وَهْواهُ يردّد صوتَه حوْل عانَتِه شَفَقاً وَقد وَهْوَهَ ِ ابْن دُرَيْد حِمارُ صَخِب الشَّوارِبِ يردَّد نُهَاقه فِي شَوارِبِه والشَّوارِب مَجَارِي الماءِ فِي الحَلْق عَليّ هُوَ من الصَّخَب وَهُوَ شِدّة الصوْتِ وَقد صَخِب واصْطَخَب ابْن دُرَيْد عَشّّر الحمارُ نَهَّق عَشْراً فِي طَلَقٍ واحدٍ وَأنْشد ابْن السّكيت
(لَعْمرِي لَئِنْ عَشَّرت من خَشْيةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ الحَميرِ إنَّنِي لَجزُوعُ)
قَالَ أَبُو عَليّ الرِّواية
(لَعَمْري لَئِنْ عَشَّرت فِي ارْض مالِكٍ ... حِذَار المَنايَا إنَّنِي لَجزُوع)
قَالَ وَمَعْنَاهُ أَن العرَب تَزْعُم أَنه إِذا وَرَدَ الرجلُ أَرضًا وَبِئَةُ فَمَثَل على رُبُوة ثمَّ عَشَّر أَي نَهَّق نُهاقَ الحَميرِ عَشْر مرَّات ثمَّ دخَلَها أَمِنَ من سُوءِ هوائها ابْن السّكيت صَلْصَل الحمارُ صوَّتَ وحِمَارُ صَلْصال وَأنْشد
(إِذا تَتَلاَّهُنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ ... )
ابْن دُرَيْد حِمارُ صُلاَصِلُ وصُلْصُلُ شديدُ النُّهَاق ابْن السّكيت حَشْرَجَ الحمارُ نهَقَ وَأنْشد
(وضَمَّنَا الصوتَ إِذا مَا حَشْرَجَا)
ابْن دُرَيْد شَخَر الحِمارُ يَشْخِر شَخْراً وشَخِيراً صوَّت وحمارُ شَخِّير وَبِه سُمِّيَ الرجل شِخِّيراً وَقد تقدَّم الشَّخِير فِي الخيْل أَبُو عبيد الْحمار يَنْشِج نَشِيجاً صَاحب الْعين حمارُ فَعْقَعانِيِّ إِذا حَمَلَ على العانَة صَكَّ لَحْبيه وَقَالَ حمارُ صَعِقُ شديدُ الصوْتِ وَقَالَ عَرّش الحمارُ بعانَتِهِ حَمل عَلَيْهَا فاتِحاً فَمَه رافِعاً صوتَه وَقيل إِذا شَحَا فاهُ بعْد الكَرْف وَقَالَ صَدَح الحمارُ يَصْدَح إِذا اشتَدّ صوتُه وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان وَأنْشد ابْن السّكيت(2/272)
(مُحَشْرِجاً ومَرَّة صَدُوحاً ... )
والصَّحِير من صَوْتها فوْقَ الصَّهِيل من صَوْت الخيْل صَحَر يَصْحَر صَحِيراً الْأَصْمَعِي حمارُ هِمْهيمُ يُردَّد الشَّهِيق فِي صَدْره صَاحب الْعين الشَّخْس فَتْح الحِمارِ فمَه عِنْد التثاؤب أَو الكَرْفِ للبول وَكَذَلِكَ الكَلْب وَأنْشد
(تَرَاه فِي آثارِهِنَّ خانِفَا ... مُشَاخِساً طَوْراً وطَوْراً كارِفَا)
3 - (الزَّجْر بالحَمير)
أَبُو عبيد سَأْسَأْت بالحمار ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ شَأْشَأْت بِهِ شِثْثاءُ عرَضت عَلَيْهِ الماءَ وَقَالَ أَبُو سعيد السيرافي شَأْ وتُشُؤْ زجْرِ للحمار ابْن السّكيت حَرِّ زَجْر للحِمار صَاحب الْعين عِوْهِ من دُعاء الجحْش وَقد عَوَّهت بِهِ
3 - (جَمَاعات الحَمِير)
ابْن دُرَيْد حَمِير وحُمُر وحُمُور أَبُو عبيد العانَة جماعةُ الحُمُر ابْن دُرَيْد الْجمع عُوءن وسُمِّيَت عانَةُ عانَةَ الإنسانِ عانةُ تَشْبِيها بذلك قَالَ أَبُو عَليّ واستعارها زُهيْر لجَماعَة الخيْل فَقَالَ
(نَحُلُّ سُهُولَها فَإِذا فَزِعْنا ... جرَتْ بِهِمُ إِلَى المِضْمارعُوْنُ)
ابْن دُرَيْد وَهِي الجَرَبَّة وربَّما سُمِّي الأقْوِياء من النَّاس إِذا اجْتَمعُوا جَرَبَّة وَقد تقدّم السيرافي جَرَبَّة وجَرَنبةُ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ على حَدّ قَوْلهم إجّاص وإنْجاص
(أَسمَاء النَّعام وصفاتها وَمَا فِيهَا)
ابْن السّكيت هِيَ النَّعَامة وَالْجمع نَعائِمُ ونَعَامات أَبُو حَاتِم النَّعَامة يقَع على المذَكَّر والمؤنَّث وَيُقَال للذَّكَر مِنْهَا نَعَام ابْن السّكيت الذَّكَر من النَّعام ظَلِيم وَالْجمع ظِلْمانُ وأظْلِمة وَالْأُنْثَى ظَلِيمة أَبُو حَاتِم يُقَال للظَّلِيم الفحَّاح وَأنْشد
(بَيْضاءُ مِثْل بيضةِ الفِجَاج ... )
صَاحب الْعين العَسَنَّج الظليم وَإِنَّمَا اشتُقَّ من الصَّلابة وَهُوَ العَسَلَّق والهِبِلُّ المُسِنُّ مِنْهَا وَقد تقدّم فِي النَّاس والإبِلِ صَاحب الْعين العَلْهان الظَّليم والخَوَاضِع النَّعام إِذا أمالَتْ رؤُوسَها للرَّعْى وَقد تقدّم فِي الظَّباء والهاجَة النَّعامة وتصغيرُها هُوَيْجة وَقَالَ ظَلِيم وَخَّاط سريعُ وَقد وَخَط فِي السيْر وَخْطا وَكَذَلِكَ الْبَعِير وقَرِعت النَّعامة قَرَعاً سقَط ريشُها من الكِبَر ظَلِيم أقْرَعُ ونَعامةُ قَرْعاءُ صَاحب الْعين ساعِدُ النَّعامة مَجْرَة المُخّ مِنْهَا وَقد قيل لَا مُخَّ لَهَا ابْن السّكيت النِّقْنِق الظلِيم لِأَنَّهُ يُنَقْنِق فِي صوْته للأُنثى وَأنْشد(2/273)
(يُوحِي إِلَيْهَا بِانْقاضٍ ونَقْنَقةٍ ... كَمَا تَراطَنُ فِي أفْدانِها الرُّومُ)
وَالْأُنْثَى أَيْضا نِقنِقة وَمن صِفَاته الهَيْق وَهُوَ الطَّويل وَالْأُنْثَى هَيْقة وَأنْشد
(هَيْقُ هِزَفِّ وزَفَّانِيَّةُ مَرَطَى ... زعراءث رِيشُ ذُنَاباها هَرامِيلُ)
الزَّعْراء الَّتِي قد تحَاتَّ رِيشها وَالذكر أزْعَرُ ابْن دُرَيْد جمع الهَيْق أهْياق وهُيُوق والهَيْقَلُ الظليمُ وَزعم قومُ أَن اللَّام فِيهِ زائِدة وَإِنَّمَا هُوَ من الهَيْق صَاحب الْعين الهَيْقل والهِقْل الفَتِيُّ من النَّعام الْأُنْثَى هَيْقَلَة ابْن دُرَيْد سُمَّيَ هِقْلاً لصِغَر رأسِه والزَّفْزافُ الظلِيمُ والزَّفْزاف جناحُه ابْن السّكيت نعامةُ رَبْداءُ وظليمُ أربَدُ وَهُوَ المُنْكَسِف اللونِ تعْلُو سَواده كُدْرةُ والرُّبْدة سَواد ككْسِفُ الوجهَ ويُغَيِّره وَقد تَربَّد وجههُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الأرمَدُ غَيره هُوَ الأَسْفَع ابْن السّكيت وَمِنْهَا الأخْرَجُ وَالْأُنْثَى خَرْجاءُ وَكَذَلِكَ الأَرْض الخَرْجاء إِذا كَانَ فِي حِجَارتِها بَياض وسَوَاد وَيُقَال للمُكَّاء أخْرَجُ لسَواد وبَياض فِي ريشه وَيُقَال للرِّمادِ أَخْرَجُ لخُرْجةٍ فِيهِ ويُقال فِي الْعام تَخْريجُ إِذا كَانَ فِي بعضه خِضْبُ وَفِي بعضه جَدْب لم يستَحْكِم رَبيعُه وَقَالَ ظليم أُصْحَمُ ونعامةُ صَحْماءُ والصُّحْمة سَواد فِي صُفْرة أَبُو عبيد الخاضِب من النِّعام الَّذِي قد أكَل الرَّبيعَ فاحمَرَّ ظُنْبوباه أَو اصْفَرَّ أَبُو حنيفَة وثور خاضِبُ وحِمَار خاضِبُ وجمل خاضِبُ إِذا استَوَى المِرْباعَ فَخضَبتْ أنساؤُه وَأنْشد
(أَو مُقْفِرُ خاضِبُ الأَظْلافِ جلالَهُ ... غيْثُ تظاهَر فِي مَيْثاء مِبْكارِ)
فأمَّا الخاضِب من النَّعام فيكونُ من هَذَا وَيكون فِي أنَّ وظيفَيْه يحْمَرَّان فِي الرِّبيع من غير خَضْب شيءٍ وَهُوَ عارِضُ يَعْرِضُ للنَّعام فتحمَرُّ أوْظِفَتها والخاضِب وصْف لَهُ يُعْرف بِهِ فَإِذا قيل خاضِبُ علم أَنه المُرَاد وَأنْشد
(أذاكَ أمْ خاضِبُ بالسِّيِّ مَرْتَعُه ... أَبُو ثلاثِينَ أمْسَى فَهُوَ مُنْقَلِبُ)
فَقَالَ أم خاضِب كَمَا قَالُوا أذاكَ أم ظلِيم ابْن السّكيت الْأُنْثَى خاضِبَة صَاحب الْعين الأَخْصَف الظليمُ لسواد فِيهِ وبَياض وَالْأُنْثَى خَصْفاءُ وَقَالَ نعامةُ خَيْطاءُ وخَيَطُها مَا فِيهَا من اخْتِلاط سوادٍ وَبَيَاض لازِمُ لَهَا كالعَيَس فِي الإبِل العِرَاب وَقيل خَيَطها طُول قصَبِها ابْن دُرَيْد ظليم أَزَجُّ ونعامةث زَجَّاءُ طَويلا الساقيْنِ بَعِيداً الخَطْو وَقد زَجَّ بِرجْله إِذا عَدَا فَرَمَى بهَا وَقيل الأَزَجُّ الَّذِي فوْقَ حاجِبِه ريش أبيضُ أَبُو حَاتِم الضَّجَم عِوَج فِي خَطْم الظليم وَقد تقدم الضَّجَم فِي الإنْسان ابْن السّكيت وَمِنْهَا الأَصَكُّ وَالْأُنْثَى صَكَّاءُ بيِّنا الصَّكَك وَهُوَ اصْطِكَّاك العُرْقُوبَيْنِ من كلِّ ذِي رِجْلين وَمن كلِّ ذِي أَرْبَعٍ اصْطِكَاكُ الرَّكْبتين وَمِنْهَا لاصَّعْل وَالْأُنْثَى صَعْلة وَهُوَ الصَّغير الرَّأْس الدَّقيق العُنُق ويُقال ذَلِك للإنْسان أَيْضا صَاحب الْعين ظلِيمُ أصْعَلُ ونعامةُ صَعْلاءُ صَغِيرا الرَّأْس دقيقَا العُنُق قَالَ ودفَع الأصمعِيُّ هَذَا وَقَالَ لَا يُقال إِلَّا ظَلِيم صَعْل ونَعَامةُ صَعْلة وَلم يَجِيء أصعَلُ فِي شعر فصيح إِلَّا أَنه قد جاءَ فِي حدِيث عليّ رِضوان الله تَعَالَى عَلَيْهِ كأَنِّي بحبَشِيِّ أصْعَلَ أَصْلَمَ ويُقَال ظَلِيمُ أَخْضعُ ونعامةث خَضْعاءث إِذا كَانَ فِي عُنُقه تَطامُنُ وَكَذَلِكَ الفَرَس وَقد تقدّم والصِّعْوَنُّ الصغِيرُ الرأسِ الخَفِيفة وَالْأُنْثَى صِعْوَنَّة غَيره الذِّعْلِبَة النَّعامة لخِفَّتها وَبِه سُمِّيَتْ الناقةُ ذِعْلِبةُ أَبُو عبيد الصُّنْتُع الصُّلْب الرأسِ ابْن دُرَيْد هُوَ الصَّغِير الرأسِ النُّون فِيهِ زائدةُ وَأَصله من الصَّتع قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ رباعِيُّ ابْن السّكيت يُقَال للظَّلِيم أَصْمَعُ وَالْأُنْثَى صَمْعاءُ والصَّمَع لُزُوق الأذُنين بِالرَّأْسِ وصِغَرُهما والمَصْلُوم والمُصَلَّ المستَأْصَل الأُذُن وكل مُسْتأْصَل الْأذن مُصَلَّم وَيُقَال أسَكُّ وَالْأُنْثَى سَكَّاءُ والسَّكَكُ صِغَر الأُذُن(2/274)
وتقبُّضها ويُقال لَهُ النَّغْض سثمِّيَ بِالْمَصْدَرِ والنَّغْض والنُّغُوض التحرُّك نَغَضت سِنُّه تحرَّكتْ وأنْغَض رأسَه حَرَّكه قَالَ اللهُ عز وَجل {فسيُنْغِضُون إليْكَ رُؤُوسَهم} الْإِسْرَاء 51 والهِجَفُّ الْكثير الرِّيش مِنْهَا غَيره هُوَ المُسِنُّ وَقيل هُوَ ذَكَر النَّعام أيَّا كَانَ الْأَصْمَعِي الهَجَنَّفُ مِنْهَا كَذَلِك وَأنْشد
(غَدَا فِي النَّدَى عَنْها الظَّلِيمُ الهَجَنَّف ... )
وَكَذَلِكَ الهَجَفْجَفُ ابْن السّكيت الهِجَفُّ كالهِزَفّ ابْن دُرَيْد الهِزَفُّ الظليمُ السريعُ المَشْيِ وَقد يكون الهِزَفُّ للرجُل والهِقَبُّ مثل الهِجَفّ غَيره الهَبْو الظلِيمُ ابْن السّكيت السَّفَنَّج السَّرِيع وكلَ سريع سَفَنَّج وَأنْشد
(واستَبْدلَتْ رُسُومُهُ سَفَنَّجَا ... )
صَاحب الْعين نَعامَةُ عَصُوفُ سريعةُ وَقد تقدّم فِي الإبِلِ أَبُو حَاتِم الهَدَجْدَج الظليمُ السَّرِيع سُمِّيَ بِهِ لهَدَجانه وَقد هَدَج يهْدِجث هَدَجاناً واسْتَهْدَج وَهُوَ سَعْي فِي ارتِهاش والخَفَيْدَد السريعُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ مشتَقِّ من قَوْلهم خَفَد يَخْفِد إِذا أسْرَع فِي المشْي صَاحب الْعين الخَفَيْدَد من الظِّلْمان الضَّخْم الطويلُ الساقيْنِ وَالْجمع الخَفَيْدَدات والخَفَادِدُ وَقَالَ نعَامَة هالِعُ وهالِعَةُ ناقِرة وَقد هَلْوعت وَقَالَ ظليم أهْنَعُ ونعامةُ هَنْعاءث إِذا الْتوتْ أعناقُها حَتَّى تَقْصُرا وَالِاسْم الهَنَع وَقَالَ ظليمُ أرْعَشُ ورَعِشُ سريعُ وَالْأُنْثَى رَعْشاءُ ورَعِشَة والأَصْعَر من النَّعام مثلُه من النَّاس وَهُوَ المائِل العُنُقِ وَالْوَجْه فِي شِقِّ وَقَالَ ظليم أسْطَح وَالْأُنْثَى سَطْعاء وَقد سَطِعَ سَطَعاً فَإِذا مَدَّ عنُقَه وَرفع رَأسه قيل سََع يَسْطَع سَطْعاً وَأنْشد
(ويَسْطَع أحْياناً فَيَتَسِب ... )
غَيره الهَزَلَّج والهِزْلاج السرِيعُ والمصدَر الهَزْلَجَة وَقَالَ ظَلِيم هُزْرُوق وهِزْراقُ وهُزَارِقُ سريعُ وَهُوَ الهَزْرَقَة صَاحب الْعين ظليمُ إجْفِيل سرِيعُ وَقد جَفَل يَجْفِلُ جُفُولاً وأجْفَل ذَهَب فِي الأَرْض وأشرِ وأجْفَلْته أَنا ابْن السّكيت الهَجَنَّع الطويلُ وكلُّ طويلٍ هَجَنَّعُ غَيره العَوْهَقُ الطَّوِيل من الظِّلْمان وربَّما استُعمِل فِي غَيرهَا ابْن السّكيت والجِدَبُّ الضَّخْم وكل ضَخْم خِدَبِّ صَاحب الْعين والهَيْقَم والهَيْقَمانِ الطويلُ مِنْهَا وَالْجمع الهَيْقَمانِيَّت وأظُنُّ الضمَّ فِي قَاف الهَيْقَمانِيِّ لغةُ والشَّوْقَبُ الطويلُ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والجَشْب والجَشِب الغليظُ ابْن دُرَيْد القَرْثَع من الظَّلِيم مَا يتقَرَّد على صَدْره من الرِّيش وَقيل هُوَ زِئْبره وسُمِّيَ الظليمُ قُرْثَعاً ابْن السّكيت الأَحَصُّ الَّذِي انحَصَّ أطرافُ رِيشِه أَي تحاتَّتْ وَالْأُنْثَى حَصَّاءُ عبيد العِفَاء الرِّيش واحدتُه عِفَاءةُ والزِّفُّ الرِّيشُ يُقَال هَيْقُ أزَفُّ ابْن الْأَعرَابِي الخَمْل والخَمِيلة والخَمَل رِيشُ النَّعام قَالَ أَبُو ربيعَة حَفَّان النعام رِيشُه واحدته حَفَّانةُ ابْن السّكيت الحَوْصَلَة للظَّلِيم بمنْزلة المَعِدة للْإنْسَان وَقد قدّمت مَا فِيهَا من اللُّغات هُنَاك صَاحب الْعين البَخَصة مَا وَلِيَ الأرضَ من لحم رِجْل الظَّلِيم أَبُو عبيد الزَّاجَلُ مَنِيُّ الظلِيم وَأنْشد
(وَمَا بَيْضاتُ ذِي لِبَد هِجَفِّ ... سُقِينَ بزَاجَلٍ حتَّى رَوِينا)
وَعم بِهِ ثابتُ ماءَ جَمِيع الفُحول ابْن دُرَيْد الزَّاجَل مَا يَسِيل من دُبُر الظليمِ على البَيْض إِذا حضَنَه أَبُو عبيد القُعُوّ للظليم مثلُه للبعِير يعنِي السِّفادَ(2/275)
(أسماءُ أولادِ النَّعام ومَبِيضُها)
ابْن السّكيت الأُدْحِيُّ الموضِعُ الَّذِي تَبِيض فِيهِ النَّعامُ أُفْعُول من دَحَوْت لِأَنَّهَا تَدْحُوه بِرجْلها ثمَّ تَبِيض فِيهِ وَلَيْسَ للنَّعامة عُشِّ ابْن دُرَيْد هُوَ الأُدْحِيُّ والأُدْحِيَّة ودَحَيْت الشَّيْء دَحْياً ودَحَوته بسَطْته وَفِي التَّنْزِيل {والأَرْضَ بَعْد ذلِكَ دَحَاها} النازعات 30 فأُدْحِيُّ النعامة مِنْهَا ابْن جني وَهِي الأُدْحُوّة صَاحب الْعين الحَرَا أُدْحِيُّ النعامةِ وأَفحوص القَطَاة وَأنْشد
(بَيْضَةُ ذادَ هَيْقُها عَن حَرَاها ... كُلَّ طارٍ عَلَيْهِ أَن يَطْرَاها)
عَليّ أبدَل الهمَز فِي يَطْرَاها إبْدالاً صَحِيحا وَجعلهَا من بَاب أبَى يأَبَى وَالْجمع أحْراءُ وَقد تقدم أَنه كِنَاس الظبْيِ ابْن السّكيت وَيقال للبَيْضة إِذا خرج مِنْهَا الفَرْخ تَرِيكة وَأنْشد
(وغادَرَ الفَرْخُ فِي المَثْوَى تَرِيكتَه ... )
قَالَ وأولادُ النَّعام أوّلَ مَا تخْرُج يُقَال لَهَا الحِسْكِل مَا دامَ عَلَيْهَا الزَّغَب وَأنْشد
(يَأَوِي إِلَى حِسْكلٍ زُغْرٍ حَوَاصِلُها ... كأنَّهُنَّ إِذا بَرَّكْن جُرْثُومُ)
ويُروَى يَأْوِي إِلَى دَرْدَق وَهِي الصِّغار زُغْرٍ حواصلُها أَي لَيْسَ فِيهَا زَغَب وَقيل للصِّبيان حِسْكِل صَاحب الْعين الحِسْكِل صِغارُ كلِّ شيءٍ يُقَال تَرَك فُلان يَتَامَى حِسْكِلاً ابْن السّكيت فَإِذا ألْقَتِ الزَّغَب واكتستِ الرِّيشَ فَهِيَ الحَفَّان وَأنْشد
(وزَفَّت الشَّوْلُ من بَرْد العَشِيِّ كَمَا ... زَفَّ النَّعامُ إِلَى حَفَّانِهِ الرُّوْحُ)
أَبُو عبيد الْوَاحِدَة حَفَّانة الذكَر والأنثَى جَمِيعًا سَواءُ ابْن دُرَيْد الحَفَّان صِغَار النَّعام ثمَّ كثُر ذَلِك حَتَّى استُعْمِلَ فِي صِغار كلِّ جنسِ وَقد تقدّم فِي الْإِبِل وَقد تقدّم أَنه رِيشُها ابْن السّكيت فإذَا ارتفَعْنَ عَن الحَفَّان فهُنَّ الرِّئْلان والرِّئَال والأَرْؤُل وَالذكر رَأْل وَالْأُنْثَى رَأْلة قَالَ الْأَخْفَش الرَّأْل الحَوْلِيًّ من ولدَ النَّعام قَالَ وَأما قَوْله
(كأنَّ مكانَ الرِّدْف مِنْهُ على رالِ ... )
مَعَ قَوْله
(ألاَ أنعَمْ صَبَاحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالِي ... )
فَإِنَّهُ أبْدل همزَة رأْل إبْدالاً صَحيحاً لمكَان الرِّدْف وَأما أَبُو عثمانَ فَحَمله على التَّخْفِيف القياسِيِّ وَلم يعتَقِد البدَلَ مُعاملةً للفظ ابْن السّكيت نَعَامَةُ مُرْئِلة إِذا كَانَ معَها رِئَال والقِلاَص اللَّواتِي ارتَفَعْن عَن الصِّغَار وَلم يَبْلُغن المَسَانَّ واحدُها قُلُوص وَأنْشد
(وَقد أنْعَلَتْها الشَّمْسُ ظِلاَّ كأنَّهُ ... قَلُوصُ نعَامٍ زِفُّها قد تَمَوَّرا)
ويُروى قَلُوصُ حُبَارَى يُرِيد أَنَّهَا صارتْ فِي نِصْف النَّهار فصَارَ ظِلُّها قَدْر خُفِّها على قَدْر خُفِّها على قَدْرِ قَلُوص حبارَى من صِغَره تموّرَ مار زَغَبُه أَي سَقَط صَاحب الْعين الحَرْشَفُ صِغَارُ النَّعامِ والطَّيْرِ وصِغَارُ كُلِّ شَيْء حَرْشَفُه والحَتُكُ صِغَارُ النَّعامِ لِأَنَّهُ يَحْتِك الرمْلَ حَتْكاً يَفْحَصه والحَمَك الصِّغَارُ مِنْهُ وَمن غيرِهِ ابْن دُرَيْد الجَعْوَلُ ولدُ النَّعامِ يمانِيَة(2/276)
3 - (أصواتُ النَّعام)
3 - أَبُو عبيد عَرَّ الظليمُ يَعِرّ عِرَاراً وَعارَّ عِرَاراً ابْن السّكيت صَوْتُ الظَّلِيم العِرَار وَصَوت الْأُنْثَى الزِّمَار أَبُو عبي \ زَمَرت تَزْمِرُ زِمَاراً ابْن السّكيت إِذا طُرِدت النَّعامةُ أَو الظلِيمُ فصاحَا عِنْد الطَّرْد قيل نَقَعت تَنْقَع نَقْعاً وَأنْشد
(قالتْ لَهُ ونَقَعَتْ واقتَارَتِ ... لَو طَار شَيءُ مثلُها لَطارتِ)
ابْن دُرَيْد ظَلِيم هَجْهاجُ وهُجَاهِجُ كثيرُ الصوْتِ وَقَالَ نَقُّ الظلِيم يُنقُّ نَقَّا ونَقِيقاً وَكَذَلِكَ الضِّفْدَع ابْن السّكيت أنْقَضَ الظِّلِيمُ كَذَلِك وكل حَيَوان يُنْقِض وكل مَوَات يَنْقُض وَيَنْقِض وَمِنْه نَقِيض حِبَال الرَّحْل وَنَحْوه
(بَاب صَوْم النَّعام)
3 - صَوْم النَّعام سَلْحها قَالَ منْتَجِع الْأَعرَابِي وَهُوَ فقَضْجُها غَيره النَّعامة تُفِجُّ بصوْمها تَرْمِي بِهِ وتهُكُّ بِهِ هَكَّا كَذَلِك
3 - (جَمَاعاتُ النَّعامِ)
3 - أَبُو عبيد الخِيْط جماعةُ النَّعام ابْن السّكيت وَقد يقالَ فِيهِ خَيْطَى مثل سَكْرَى ابْن دُرَيْد هُوَ الخِيْط والخَيْط وَجمعه خِيْطانُ صَاحب الْعين الدَّيْسَكَى قِطْعة عظيمةُ من النَّعام وَقد تقدَّم أنَّها من الغنَم
3 - (الفِيَلة)
3 - يُقال فِيْل وأَفْيال وفُيُول وفِيَلَة الْأَصْمَعِي وصاحِبُها الفَيَّال وَأنْشد
(لَو يَقُوم الْفِيلُ أَو فَيَّالُه ... زَلَّ عَن مِثْل مَقَامِي وزَحَلْ)
وكُلْثوم اسمُ لَهُ والعاجُ عَظْمه قَالَ أَبُو عَليّ ألفُه منقلبةُ عَن وَاو وَدَلِيل ذَلِك مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من أَنه يُقال لصَاحب العاج عَوَّاج ذكره فِي النسَّسَب صَاحب الْعين العاجُ أنْيابُ الفِيَلة وَلَا يُسَمَّى غيرُ النابِ عاجاً والفُرْطُوسة والفِرْطِيسة خَطْم الفِيل ابْن السّكيت الحَضَنُ العاجُ ابْن دُرَيْد الزَّنْدَبِيل الفِيل الأنْثَى
صَاحب الْعين هِيَ الطَّلْخام والعَيْثُوم وَأنْشد
(ومُلَحَّبِ خَضِلِ الثِّيابِ كأنَّما ... وَطِئَتْ عَلَيْهِ برجلِها العَيْثُومُ)(2/277)
وَقد يُقال للذكَر مِنْهَا عَيْثُوم أَيْضا والعَيْثُوم الضَّخْم الشديدُ من كلِّ شَيْء فقد يكونُ على هَذَا مَنْقُولاً صَاحب الْعين الدَّغْفَل ولدُ الفِيل
3 - (الكَرْكَدَّن)
3 - الكَرْكَدَّن لَا أَحسِبه عربِيَّا لِأَنَّهُ مُفارق لأبنِيَتِهِم قَالَ كراعُ الهِرْمِيس الكَرْكَدَّنُ وَأنْشد
(والفِيلُ لَا يَبْقى وَلَا الهِرْمِيسُ ... )(2/278)
(كتاب السبَاع)
1 - (إِرَادَة إناث السِّباع الفحلَ وسِفادُها وأولادُها)
2 - أَبُو عبيد صَرَفتِ السَّبْعةُ تَصْرِف صُرُوفاً وَهِي صارِفُ واسْتَحْرمَت أرادتِ الفحلَ وَكَذَلِكَ كلُّ ذاتِ مِخْلَب وَقد تقدَّم الاسِتِحرام فِي ذَوات الظِّفْف وَقَالَ قد أجْعلَتِ السِّبُعةُ وَهِي مُجْعِل واستَجْعَلتْ أرادتِ السِّفَادَ أَبُو عبيد ويُقال للسِّباع كلَّها سَفِدَها سِفَاداً وَقد تقدَم فِي الظِّلْف فأمَّا النِّزاء فللسِّباع والظِّلْف والحافِر وَقد تقدَم فيهمَا وَقد نَزَا يَنْزُو نِزَاء وَقَالَ قيسُ كلُها تَقول لكلِّ سَبُعة إِذا حَملتْ فأقْرَبتْ وعَظُم بطنُها قد أحَجَّت وَهِي مُحَجَّ فَإِذا أشرقَتْ ضَرُوعها للحَمْلِ واسَودَّت حلمَتُها قيل ألْمعتْ وَهِي مُلْمِع وَقد تقدّم ذَلِك فِي الحافِر أَبُو زيد كلُّ ذَات ظِلْف حُبْلَى وَأنْشد
(أوْ ذِيخةٍ حُبْلَى مُجِجَّ مُقْرِبِ ... )
3 - (جماعات السِّباع)
3 - أَبُو عبيد الزِّمْزِمَة القِطْعة العظِيمةُ من السِّباع وَقد تقدَم أنْها القِطْعة من الناسِ
3 - (مَا فِي السِّبا من خَلْقها)
3 - أَبُو زيد الخَرَاطِيم للسِّباع كالأنُوفُ للنِّاس ابْن السّكيت الخَطْم من السَّبُع بمنْزِلة الجَحْفَلة من الفرَس أَبُو زيد المِخْلَب ظُفُر السَّبُع وَقد خَلَب الفَرِيسة يَخْلُبُها ويخْلِبُها خَلْباً أخذَها بِمخْلَبِه أَبُو عبيد البُرْثُنُ للسَّبُع كالاصْبَع للْإنْسَان أَبُو زيد خَطَاطِيفُه بَرَاثِنه الْأَصْمَعِي قُنْب الأسَد مَا يُدْخِل فِيهِ مَخَالِبَه من يَده وَالْجمع قُنُوب وكذك كُمُّه
3 - (أسماءُ الأَسَد وصِفاتُ)
3 - ابْن السّكيت هُوَ الأسَدُ وَالْجمع أُسْد وأُسُود وآسادُ أَبُو عبيد أسَدُ بَيِّنُ الأَسدِ وَهُوَ من المَصادر الَّتِي لَا أفْعالَ لَهَا وأرضُ مَأْسَدةُ من الأُسُود قَالَ سِيبَوَيْهٍ بَاب مَأْسَدة ومَسْبَعة وَمذْأبَة مِمَّا جَاءَ على مَفْعَلةَ لازِماً لَهُ الْهَاء وَلَيْسَ فِي كل شيءٍ يُقال إِلَّا أَن تَقِيس شَيْئا وتعَلَم أَن الْعَرَب لم تَكَلَّم بِهِ وَلَيْسَ لَهُ نَظِير من بَنَات الأربَعةِ عِنْده وَإِنَّمَا خصوا بِهِ بَنَاتِ الثَّلَاثَة لخِفِّتِها مَعَ أَنهم يستَغْنُونَ بقَوْلهمْ كثِيرةُ الثَّعالبِ صَاحب الْعين أَسد الرجلُ واستَأْسَدَ صارَ كالأَسَد ابْن السّكيت الْأُنْثَى أَسَدَةُ ولَبُؤَةُ الْأَصْمَعِي لَبْوةُ ولَبْأة أَبُو حَاتِم يُقال للذكَر لَبُؤُ وَقد يكون اللَّبُؤ جمعَ لَبُؤةٍ أَبُو زيد لَبُوَة بِغَيْر همْز قَالَ أَبُو عَليّ وعَلى هَذَا قَالُوا لَبَاة فأعَلُّوه عَليّ لَا تكون لَبَاة مُعَلَّة عَن لَبُوَة لِأَن فِي ذَلِك تَغْيِير البِناء وَهَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الضَّرْب وَلَكِن لَبَاةُ لغةُ فِي لَبُوَة ابْن(2/279)
السّكيت وَهُوَ السَّبُع غَيره والجمعِ سِبَاع وأَسْبُعُ وتَخفِّف فيُقال سَبْع وَالْجمع سُبُوع كَأَن التَّخْفِيف وَضْع وأَسْبَعُوا وقعَ السَّبُع فِي مَوَاشِيهم والمُسْبَع الَّذِي أغارَتِ السِّبَاعُ على غَنَمِهِ فَهُوَ يَصِيح بِالسَّباع والكِلاب وسَبَعت السَّباعُ الغنَم تَسْبَعُها سَبْعاً وأسْبَعتُ الرجلَ أَطْعَمته السِّبُعَ وَالْأُنْثَى من السِّباع سَبُعةً ابْن السّكيت أخذهُ أَخْذَ سَبْعةٍ مِنْهُ لِأَن اللَّبُؤة أجرأُ من الأسدِ قَالَ أَبُو عَليّ ذهبَ بهَا مَذْهَب التَّخْفِيف على نَحْو عَضْد فِي عَضُد ابْن السّكيت وَقيل هُوَ سَبْعة بنُ عوْف كَانَ رجُلاً شَدِيدا فَأَخذه مَلِكُ من مُلُوكهم فنكِّل بِهِ أَبُو عبيد أرضُ مَسْبَعةُ كثيرةُ السِّباع ومُسْبعة ذاتُ سِبَاع أَبُو زيد الحارِقَة السِّبُع ابْن السّكيت ويُسَمَّى اللَّيْث وَالْجمع اللُّيُوث أَبُو عبيد وَمن أسمائِه أُسَامةُ معرفةُ لاَ يَنْصرِف كَمَا قيل للبَحْر خُضَارَةُ والهِزَبْر اسمُ لَهُ وَكَذَلِكَ الرَّنْبال يُهْمز وَلَا يُهْمَز ابْن دُرَيْد سُمِّيَ بذلك لتربُّل لحمِه وغِلظه وَقَالَ الرِّنْبال الَّذِي تلدُه أمُّه وحْده قَالَ السكرِي الرِّنْبال من الأسَد كالقارح من الخيْل وَهُوَ الَّذِي تَمَّت أسْنانُه وَقد تَرَأبَل أَبُو عبيد هُوَ الرِّيبال بِغَيْر هَمْز عَليّ التخفِيف هُنَا بَدَلِيَّ لقَولهم رَيابِل وَلَوْلَا ذَلِك لم ألْتَفِتْ لنَقْل أبي عبيد هُنَا غير وَاحِد يُكْنَى أَبَا الحارِث قَالَ سِيبَوَيْهٍ مَثل هَذَا مَثَلُ رجُل كَانَ لَهُ اسْم وكُنْيةُ ابْن دُرَيْد وَمن أَسْمَائِهِ الصِّمَّة والضَّمْضَمُ والضُّمَاضِم والضُّبَاث مأخوذُ من قَوْلهم ضَبَثَ على الشَّيْء ضَبْثاً إِذا قبَض عَلَيْهِ ويُقال لمَخَالبه المَضَابِث وَقيل الضُّبَاث للأَسَد كالظُّفُر للإنْسان والضَّبْثَم اسمُ للأَسد كالضُّبَاث ويُقال لَهُ حَبِيل بَرضاحٍ وَكَذَلِكَ الرجُل الشُّجاع اي كأنَّه قد شُدّ بالحِبال فَلَا يَبْرَح وَمن أَسْمَائِهِ يَبْهَسُ مَأْخُوذ من البَهْس وَهُوَ الجُرْأة وَمن أَسْمَائِهِ ساعِدَةُ وحَلْبَسُ وحُلاَبِسُ وحُلَبِس وحِلْبِيسُ ابْن دُرَيْد وَمن أَسْمَائِهِ الطَّيْثارُ قَالَ أَبُو عَليّ فأمَّا قَول ابْن وَدَاعةَ الهُذْلي
(ومَحْنِيَةِ كَسَوَادِ البِجَاد ... قد خُضْتُ بالليلِ عُقِّارَها)
( ... خُضاخِضةِ بخَضِيع السُّيُول ... قد بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها)
ويُرْوى حِذْفارَها أَي خَرْقَها الأَعْلَى
(فأصبحَتِ النَّعلُ فِيها اثْنَتَيْنِ من يَغْشها يَلْقَ طَيْثارَها ... )
فالطَّيْثار هَاهنا البعوضُ يصِف الرَّوضَة بالامِتلاء وكَثْرة الدَّبَّان فِيهَا ابْن قُتَيْبَة وَمن أَسْمَائِهِ حَيْدَرةُ وَبِه سُمِّيَ الرجلُ ابْن دُرَيْد وَمِنْهَا العَوْف وَقد تَعوَّف بِاللَّيْلِ التَمَس الفَرِيسةَ وعُوَافةُ الأَسَدِ مَا يتَعَوَّفُه بِاللَّيْلِ فيأكُلُه والعُوَافَة مَا ظَفِرت بِهِ لَيْلاً والعِرْفاسُ والعَفَرْنَس الأسَد الشديدُ العُنقِ الغليظُه وَقد تقدَّم فِي الرجلُ أَبُو زيد وَمن أسمائِه الفُرَانِس والفِرْناسُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ ثُلاَثِيِّ قَالَ ابْن جني لِأَنَّهُ من الفَرْس صَاحب الْعين أبُو فِرَاس من كُنَاه ابْن دُرَيْد القَسْورُ والقَسْوَرَة الْأسد السيرافي وَهُوَ مشتَقِّ من القَسْر وَهُوَ القَهْر وَقَوله تَعَالَى {فَرَّتْ من قَسْوَرةِ} المدثر 51 قيل مَعْنَاهُ الأسَدُ وَقيل الصَّيَّادون وَمن أَسْمَائِهِ خُنَابِسُ وَقيل هُوَ الكَرِيه المَنْظَر وقُصَاقِصُ وفُرَافِضُ وقُضَاقِضُ وكَهْمَسُ أَبُو حَاتِم ضُرضاكُ من أَسْمَائِهِ وَهُوَ الغَلِيظ الشدِيدُ عَصْب الخَلْقِ فِي جِسَم وَقد ضَرُك ضَرَاكة صَاحب الْعين من أَسْمَائِهِ الدَّوْسَك وَهُوَ الغَلِيظ فَيْعل فِي تَقْدِير الفِعْل وَإِذا قلَبْت الثاءَ قَبْلَ الضَّاد لم يحسُن على حالٍ وَلَا يحسُن التقءُ الضادِ والثاءِ إِلَّا بفصْل لازمٍ بَينهمَا زائِلٍ فضلُها مَعَ الْكَلِمَة حيثُ زالَتْ غَيره وَمن أَسْمَائِهِ القَشْعَم والهُمَام لنه إِذا هَمَّ فَعل صَاحب الْعين ويُقال للأسد ذُو زوَائِدَ وَهُوَ الَّذِي يتَزَيَّد فِي زَئِيره وصَوْلته وَأنْشد ابْن السّكيت
(أوْ ذِي زَوَائِدَ لَا تُطافُ بأرْضِه ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَل}(2/280)
وَقَالَ فُرَافِصةُ اسْم من أسمائِه السيرافي الفُرَافِصُ الشديدُ مِنْهَا وَقد مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ صَاحب الْعين ويُسَمَّى فِي بعض اللُّغَات السِّرْحانَ وَيُقَال فِي مثَل سَقط العَشَاءُ بِهِ على سِرْحانْ يُضْرَب مثَلاً للرجُل يطْلُب الْأَمر التافِه فَيقعُ فِي هَلَكة ويَزْعمون أَن أصل ذَلِك أَن دابَّة طلبت العَشاء فهَجَمت على الأسج سِيبَوَيْهٍ سِرْحانُ وسِراحُ شُبِّه بَغْرثانَ وغِرَاث وهم مِمَّا يَحْمِلون الاسمَ على الصِّفة أعْنِي أَن فِعَالاً فِي بَاب الصِّفة أكثَرُ كَمَا يَحْمِلون الصّفة على الِاسْم فِي أشياءَ كَثِيرَة من أَبْوَاب العربِيَّة صَاحب الْعين ويُسَمَّى الأسدث فِي لُغَة هُذَيل ابْن دُرَيْد أسَدُ مُزْبِرُ ومَزْبَرَانِيَّ عظيمُ الزُّبْرة صَاحب الْعين الزُّبْرة من الكاهِل هِيَ الهَنَة الناتِئَة من الْأسد وَهُوَ شَعَر مجتَمِع على موضِع الكاهِل وَهِي فِي مرْفَقيه وكلُّ شعَر يكونُ كَذَلِك مجتَمِعاً مثل الوبَر للفحل وَغَيره فَهُوَ زُبْرة قَالَ أَبُو عَليّ فأمَّا قَوْله
(لَيْثُ عَلَيْهِ من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةُ ... كالمَزْبَرَانِيّ عَيَّارُ بأوْصالِ)
فَهَكَذَا روايةُ خَالِد بنِ كُلْثوم كالمَزْبَرانِيِّ وَهَذَا عِنْدي تَصْحِيف لِأَنَّهُ فِي وصْف الأسَد والمشَبَّه غير المُشَبَّه بِهِ فَهَل يجوز أَن يُقال أسَد كالأسد وَإِنَّمَا الرِّوَايَة كالمَرْزُبَانِيِّ فأمَّا قَوْله عَيَّار بِأَوْصال فَهُوَ الَّذِي يَعِير مَرةً هُنَا ومرَّة هُنا أَي يَذْهب ويُرْوي عَيَّال وعَوَّال فَأَما عَوَّال فَمن عالَ عَوْلاً إِذا مالَ وَأما عَيَّال فَلَا أَعْرِف مَا هِيَ إِلَّا أَن يكون على المُعاقَبَة الَّتِي بيْنَ الياءِ والواوِ لغير عِلَّة وَهِي لُغَة حِجازِيَّة يَقُولُونَ الصَّوّاغ والصَّيَّاغ قَالَ الْأَصْمَعِي سَأَلَني المفضَّل بنُ سَلمَة عَن بَيت الْأَعْشَى
(لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرةَ خائِصاً ... )
قَالَ مَال اخَيْص قلت العرَب تَقول فلانُ يَخُوص العطاءَ فِي بني فلانْ أَي يُقَلِّله قَالَ وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال خَوْصاً فَلم أجِدْ لَهُ جاباً إِلَّا المُعاقَبَة واللِّبْدة الشَّعَر المجتَمع على الزُّبْرة وَفِي الْمثل أمنَعُ من لِبْدة الأَسَد وَالْجمع لِبَدُ ابْن السّكيت الدِّرْباس الْأسد الغلِيظُ العَظِيم والدِّرْواس الضخم الرَّأْس والكُرْدُوس من السِّبَاعغ مُلْتقَى كلِّ عظمَيْن نَحْو المَنْكِب والكاهِل وَمَا أشبَههُما وَقد تقدّم والضَّيْغَمِيُّ والضَّيْغَمُ وَاحِد وَهُوَ الشَّديد الضَّغْم والضِّغْم العَضُّ ضَغَم يَضْغَم وَالْيَاء زائدةُ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(وَقد جَعَلَتْ نَفْسِي تَطِيبُ لضَغْمة ... لضَغْمِهِماها يَقْرَعِ العظمَ نابُها)
أَبُو حَاتِم الضَّيْغَم والضَّيْغَمِيُّ الواسعُ الشَّدقِ الْأَصْمَعِي الهَيْصَم الأسدُ سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يَكْسِر كلَّ شَيْء والهَصْم الكَسْر وَقيل سُمِّيَ بذلك لشِدَّته وَهُوَ الهَصَمْصَم صَاحب الْعين أسدُ هَرَّاسُ يَهْرُس كلَّ شيءٍ والهَرِس والأَهْرَس الشديدُ المِرَاس مِنْهَا وَقَالَ أسدُ هَمَّاس وهَمُوس خَفِيُّ الوطْء شديدُ الغَمْز بالضِّرْس ابْن السّكيت الهَوَّاس الأَكَّال للدَّوَابِّ يدُقُّها والهِرْماس الشديدُ والقَضْقاض والقُضاقِض الحَطَّام وَقَالَ لَيْث هَصُورُ من قَوْلهم هَصَرت الشيءَ ثَنَيْتُه صَاحب الْعين هَيْصَرُ وهَيْصار وهَصَّار ومِهْصَرُ وهُصَرُ وهَصَرةُ كَذَلِك ابْن دُرَيْد من صِفَاته الصِّلْهَامُ ويُقال لَهُ الشَّيْظَمُ والشَّيْظَمِيُّ ابْن السّكيت والمِهْزَع المِدَقُّ وَقد تَهَزَّعتْ عِظامُه تكَسَّرت والعِرْباضُ الثقِيلُ العظِيمُ وَقد تقدّم فِي الْإِبِل والفُرَافِرَة الَّذِي يُفَرْفِر كلَّ شَيْء اي يَكْسِره والشابكُ الَّذِي اختَلفتْ أنيابُه واشْتَبَكَتْ وَكَذَلِكَ هُوَ من الإبِل وَيُقَال لَهُ الوَرْد للَوْنه ابْن دُرَيْد والاثِْمِد الَّذِي فِيهِ غُبْرة وسَوَاد ابْن السّكيت والقُصَاقِص والقُصْقُصَة الغلِيظ المُكَتَّل وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والعَثَمْثَم مِنْهَا العظيمُ الشديدُ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي(2/281)
الإبِل والشَّجْعَمُ الطويلُ من الأُسُد وغيرَها مَعَ عِظَم جِسْم وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والعَرَنْدَسُ الأسدُ الشديدُ وَقد تقدَّم فِي الإبِل صَاحب الْعين أسَدُ أهْرَتُ وهَرِيت ومُنْهَرِت واسِعُ الشِّدْق وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والخَيْل وَقَالَ الأَبَدُّ الزَّنيم الأسدُ وصفوه بالأَبَدّ لِتباعُد فِي يَدَيْهِ والزنيم لانفِراده ابْن السّكيت الضُّبَارِمُ الشديدُ الخَلْق وَيُقَال لَهُ عَنْبَسُ من العُبُوس وَالنُّون زائِدة ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ عُنَابِسُ ابْن قُتَيْبَة وَكَذَلِكَ عَنْبَسةُ وَبِه سُمِّيَ الرجل صَاحب الْعين الكَهْمَس من أَسمَاء الأسَد أَبُو عبيد وَهُوَ الدَّلَهْمَس لقُوَّته وجُرْأته ابْن دُرَيْد أسَدُ رُزَمُ ورَزَّامُ ورَزَّامةُ جائِمُ على الفرِيسة لَا يترُكُها والعَفَرْنَى الغليظُ العثنُق وَمِنْه اشتِقاق العَفَرْناة من النُّوق وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(وَلم أَجِدْ بالمِصْر من حاجَاتِي ... غَيْرَ عَفارِيتَ عَفَرْنَيَاتِ)
صَاحب الْعين عِفْرُ وعِفْرِيَة وعُفَارِيَةُ وعِفْرِيتُ وعَفَرْنَي شديدُ وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي النَّاس ابْن دُرَيْد اعْتَفَره الأسدُ ساوَرَه وَكَذَلِكَ غيْرُ الأسدِ وَقَالَ أسَدُ عَشَرَّب وغَشَرَّب غليظُ شَدِيد وجِرْهاسُ غَلِيظ كالجِرْفاس سَوَاء وَقَالَ أسدُ ضِبَطر شديدُ وجِرْهاس غليظ كالجِرْفاس وَقَالَ أسدُ ضِبَطْر شديدُ ويُوصَف بِهِ الناسُ والبعيرُ وَقد تقدَّم فيهمَا وَمن صِفاته قِلْهامُ وجِرْهام عِفْراس وَمن أمثالهم تَفْرَقُ من الغُرَاب وتَفْرِس الأسَدَ المُشَبَّم وَهُوَ الَّذِي قد عُكِم فُوه لخُبْثه صَاحب الْعين الخَبثوس من صِفاته وَهُوَ الظَّلُوم ابْن دُرَيْد لأَضْبَط مِنْهَا الشديدُ وَأنْشد
(أَسَدُ أضْبَطُ يَمْشِي ... بِي حَلْفاءَ وغِيْل)
أَبُو حَاتِم القِصْمِلُ الشديدُ والمثخْدِر الَّذِي اتَّخَذ الأَجَمَة خِدْراً والخادِرُ الَّذِي خَدَر فِيهَا وَقد تقدَّم مَا هُوَ من الأَلْوان ابْن دُرَيْد وَيُقَال للأسَد اسجَرُ إِمَّا لِلَوْنه وَإِمَّا لحُمْرة عيْنَيه وَقَالَ تلَعَّف الأسدُ وتَلغَّف نَظَر نَظَراً شَديداً وَكَذَلِكَ البعيرُ أَبُو حنيفَة المُزَعْفَرُ الأسدُ لِلَوْنه يُقال ثوبُ مُزَعْفَر مَصْبوغ بالزَّعْفَرانِ غَيره سُمِّيَ بِهِ لتلَطُّخه بالدَّمِ صَاحب الْعين الأَذْلَمُ الشديدُ السَّواد من الأُسْد وَقد تقدَّم أَنه من النَّاس كَذَلِك ابْن دُرَيْد تقَمَّر الأسدُ خَرجَ يَطْلُب الصيْدَ فِي القَمْراء أَبُو عبيد أَفْرَسْتُ الأسَدَ حِمَاراً ألقيتُه لَهُ يَفْرِسه صَاحب العينرَبَض الأسدُ على فَريسته برَك وأسدِّ رابضُ ورَبَّاض وَقَالَ حَطْمة الأسَد عَيْثُه فِي المَال وفَرْسُه
3 - (أَسمَاء أوْلادِها)
ابْن السّكيت يُقال لولد الأسَد جِرْو وجَرْو وَجمعه أجْراءُ وَالْكثير الجِرَاء ويُقال ذَلِك فِي الكِلاب والذِّئاب وَغَيرهَا وسُبعة مُجْرِ ومُجْرِيةُ لَهَا جِرضاءُ ابْن دُرَيْد الشِّبْل جَرْو الأسدِ إِذا أدْرك الصيْدَ وَالْجمع أشْبالُ وشُبُول ولَبُؤةُ مُشْبِل ابْن السّكيت جمع الشِّبْل شِبَلَةُ والسَّبَحْلَل الشَّبْل إِذا أدْرك الصيدَ صَاحب الْعين الشَّيْع شِبْل الأسَد إِذا بلَغ الصيْدَ والحَفْص ولدُ الأسَدِ الْأَصْمَعِي الفُرْهُد ولد الأسَدِ
3 - (أصواتُها)
ابْن السّكيت زَأَر الأسدُ يَزْئِر زَأْراً وزِئِيراً صوّت أَبُو عبيد يَزْئِرُ ويَزْأَر وَقَالَ الأسدُ يَنْهِت صَاحب الْعين النَّهِيت دُونَ الزَّئِير وأسدُ مِنْهَت ونَهَّات وَقد يُقال للحمار نَهَّات أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ يَنْهِم صَاحب الْعين النَّهِيم فَوْقَ الزَّئِير وَقد نَهَمَ يَنْهِم وسمعتُ نَهْمة الأَسَد وسثمِّيَ النَّهَّام لصَوْته أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ يَنْثِم(2/282)
ابْن السّكيت يُقال لصوْته الهَمْهَمَة السيرافي أسَدُ هِمْهيم يَزْئر ويُهَمْهم ابْن السّكيت الزَّمْجَرة صوتُه وَقيل صوتث يُرَدَّده فِي صدْره وَلَا يُفْصِح بِهِ وَكَذَلِكَ القَبْقَبَة أَبُو عبيد قَبَّ الأسدُ قَبِيباً إِذا سَمِعت قَعْقَعَة أنْيابِهِ ابْن دُرَيْد الهَرْهَرَة حِكايةُ صوتِ الأَسَد صَاحب الْعين يُقَال للأسَد ذُو قَعَاقِعَ إِذا مَشَنى سَمِعت لِمَفَاصلة قَعْقَعَة وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان ابْن دُرَيْد كَهْكَه ردَّده غَيره القَصْقَاصُ من أصوات الأسَد
3 - (أسماءُ النُّمُور)
ابْن السّكيت هُوَ النَّمِر وَالْجمع أَنْمار ونُمُور ونُمْر قَالَ ابْن جني كُسِّر على نمْر إِذْ كَانَ فِي معنى أَنْمَرَ وَهَذَا بابُ واسِع فاعرِفْ طرِيقَه أَبُو زيد نَمِرُ ونِمَار ابْن السّكيت وَالْأُنْثَى نَمِرةُ ويُسَمَّى السَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ على البَدَل ابْن السّكيت كلُّ جَرِىء الصَّدْر سَبَنْتَى ابْن دُرَيْد الكَثْعَمُ والخَثْعَمُ والفَزَارةَ الأُنْثى من النُّمُور والضَّرْجَعُ النَّمِر صَاحب الْعين العُسْبُرُ النَّمِر وَالْأُنْثَى عُسْبُرةُ كرَاع السِّنْدَأْوة النَّمِر
(أصواتُ النُّمُور)
ابْن دُرَيْد التَّزَمْخُر صوتُ النَّمِر إِذا غَضِب فَصاحَ صَاحب الْعين الخَرْخَرة والخَرِير والهَرِير والغَطِيط كُله صوتُ النَّمر فِي نَوْمه
(بَاب الذئاب إِرَادَة إناث الذِّئاب)
أَبُو عبيد استَحْرَمتِ الذِّئْبةُ أرادتِ الفَحْلَ وعمَّ بِهِ مرَّة ذَوَاتِ المَخَالِب وَقد تقدَّم أَنه فِي الظِّلْف خاصَّة صَاحب الْعين القَفْخة من أسماءِ الذِّئْبة المُسْتَحْرِمة وَقد أقْفَختْ وَقد تقدَّم فِي البقَرة
3 - (أسماءُ الذِّئاب وصِفاتُها)
ابْن السّكيت هُوَ الذِّئْب وَالْأُنْثَى ذِئْبة وَالْجمع أَذْؤُبُ وذِئَاب وذُؤْبَانُ أَبُو عبيد أرضُ مَذْأبة كَثِيرَة الذِئاب أَبُو عَليّ ناسُ من قَيْس يقولونَ أرضُ مَذْيَبَة ابْن السّكيت ويُسَمَّى السِّلْقَ وَالْأُنْثَى سِلْة وَالْجمع سِلَق ابْن دُرَيْد وسِلْقانُ وَلَا يُقال للذِّئب سِلْق سِيبَوَيْهٍ سِلْقة وسِلْق كسِدْرة وسِدْر وَلم يُكَسره أَبُو حَاتِم سِلْق وذِئبة سِلْقةُ أَبُو عبيد سِلْقة وإلْقةُ وَجَمعهَا إلْقُ أَبُو حَاتِم أحمَقُ من جَهِيزَةَ يَعْنِي الذئْبَة وَذَلِكَ أَنْها تَدَع ولَدها ولد الضِّبُع ابْن السّكيت وَيُقَال لَهُ ذُؤَالَةُ وذَأْلانُ أَبُو عبيد يُقَال للذِّئب أَوْس وأُوَيْس وَأنْشد
(كَمَا خامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ ... لِذِي الحَبْل حتَّى عالَ أوْسُ عِيَالَها)
يَعْنِي أكل جِرَاءَها وَأنْشد ايضاً
(يَا ليْتَ شِعْرِي عنْكِ والأَمْر عَمَمْ ... مَا فَعل اليَوْمَ أُوَيْسُ فِي الغَنَم)
قَالَ أَبُو عَليّ فأمَّا أنْشدهُ بعضُ البَغْدادِيين(2/283)
(فِي كُلِّ يومٍ من ذُؤَالَهُ ... ضِغْثُ يَزِي على إبَلَهْ)
(فلآَحْشَأَنْكَ مِشْقَصاً ... أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالَهْ)
فجَعل أَوْساً بَدَلا من الْكَاف فَلَيْسَ الأَمْرُ عِنْدي كَذَلِك لِأَن المخاطَب لَا يُبْدَل مِنْهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ فَإِن قلت بكَ المِسْكين مررتُ أَو بِيَ المِسكين كَانَ الْأَمر لم يُجزْ وَهَذَا هُوَ الْوَجْه الَّذِي ضَارَعَ فِيهِ البدَلُ الوصفَ وَإِنَّمَا أوْساً فِي الْبَيْت مصدَرُ وَهُوَ العِوَض فعَمِل فِيهِ الفِعل المُضْمَر كأنْه قَالَ أُؤُوسُك أَوْساً وحَسُن الإضِمار لدلَالَة مَا تقدّم قَالَ ابْن جني سُمِّيَ أَوْساً إِمَّا تَفاؤُلاً لَهُ وَإِمَّا إخْباراً عَنهُ وَذَلِكَ أَن الأَوْس العَطِيَّة فَكَأَنَّهُ يُعْطَى الرِّزْق لكَسْبه واحترافه أَو يُعْطِيه هُوَ عيالَه وأوْلاده أَبُو عبيد الخِمْع الذِّئبُ وجمعُه أَخْماع وَمِنْه قِيل لِلَّصِّ خِمْع والسِّرْحان اسمُ لَهُ وَالْأُنْثَى سِرْحانَةُ وَقد تقدِّم فِي الأَسَد وتقدّم تكسيرُه هُنَاكَ أَبُو عبيد السِّيْد اسمُ لَهُ ابْن دُرَيْد هُوَ المُسِنُّ والجمعِ سِيْدانُ أَبُو عبيد وَالْأُنْثَى سِيْدةُ ابْن جني وسِيْدانَةُ قَالَ وَهَذَا يَدُلُّ على قِلَّة حَفْلفهم بالألِف وَالنُّون وَوجه الدَّلالة مِنْهُ أنَّ التاءَ فِي نَحْو هَذَا إِنَّمَا تَلْحَق نَفْسَ المِثال المُذَكَّر فَرْقاً نَحْو ذِئْب وذِئْبه وثَعْلب وثَعْلبةٍ وَعَلِيهِ بابُ قائمٍ وقائِمةٍ وتراهم كيْفَ قَالُوا سِيْد وسِيْدانة فلولا أنَّهم لم يَعْتَدُّوا بِالْألف والنُّون حَتَّى كَأَنَّهُمْ قد قَالُوا سِيْدة كذِئْبة لم يجُزْ ذَلِك وَإِذا صَحَّ ذَلِك ثَبت بهِ عِنْدك قلَّةُ اعْتِدادهم بِالْألف والنُّون ابْن دُرَيْد من أَسمَاء الذَّئب العَسَلَّق والهَمَلَّع والعَمَلَّس وأصلهُ من العَمْلَسة وَهِي السُّرْعة والشَّيْذَمان والشَّيْذُمَان والشَّيْمُذانُ الذِّئب صَاحب الْعين كَسَابِ اسمُ الذِّئْب وَقَالَ نُشْبَةُ وأُشْبَةُ من أَسْمَائِهِ أَبُو عبيد القِلَّيب والقِلَّوْب الذَّئْبُ ابْن جني وَهُوَ القَلُّوب والقَلُوب والقِلاَب أَبُو عبيد يُقال للذِّئْب عَسْعَسُ وَذَلِكَ أَنه يَعُسُّ بِاللَّيْلِ ويَطْلُب غيرَه وأصل العَسِّ نفْض الليْلِ عَن أهْل الرِّيبة عَسَّ يَعُسُّ عَسَّا واعْتَسَّ وهم العَسَس والعُسَّاس والعاسُّ كالحاجِّ والداجِّ اسمُ للجمْع وَقَالَ العَسْعاس كالعَسْعَس وكلُّ سَبُع مُعْتَسَ مُعَسْعِس والمَعَسُّ المَطْلَب صَاحب الْعين الذِّئْب يَعُوس بِاللَّيْلِ اي يَطْلُب مَا يأْكُل والعَوْس والعَوَسان الطَّوَفان بالليْل أَبُو زيد وَمن أَسْمَائِهِ النَّهْسَرَ ابْن جني وَالصَّاد لُغَة قَالَ وَمن أَسْمَائِهِ ذُو الأخْماع وربَّما سُمْيَ هُذْلُولاً ابْن دُرَيْد ذئبُ مَلاَّذ سريعُ المجِيءِ والذَّهاب والمَلْذُ والمَلَذان السُّرعة أَبُو عبيد اللَّغْوَس الذئبُ الشَّرِه الحَرِيص وَقد تقدَّم أَنه من النَّاس الخَفِيف فِي الأكْل وغيْره صَاحب الْعين ذِئْبةُ لَعْوة تُقاتِل على مَا يُؤكَل وَكَذَلِكَ الكلبةُ وَقد تقدم فِي الْإِنْسَان غَيره الهُلاَبع الذئْب الحَرِيص وأصل الهُلاَبع الرجُل الحريصُ على الْأكل وَقد تقدّم والشَّنُون الجائع وَقَالَ أَبُو خيرة إِنَّمَا قيل لَهُ شَنُون لِأَنَّهُ قد ذهب بعضُ سِمَنه واستشَنَّ كَمَا تستَشِنُّ القِرْبةُ وَقد تقدّم فِي الْإِبِل السيرافي نَهْشَلُ من أَسمَاء الذئْب قَالَ أَبُو عبيد الأَطْلَس مِنْهَا الخَبِيث وَقيل هُوَ الَّذِي فِي لَوْنه غُبرة إِلَى السَّواد وَقد طَلِس طَلَساً وطُلْسةً وَكَذَلِكَ كل لون يُشْبهه ابْن السّكيت الْأُنْثَى طَلْساءُ وَقَالَ ذِئْب أَغْبَسُ وذِئْبة غَبْساءُ والغُبْسة شبِيهة بالطُّلْسة وَقَالَ المنتجع الْأَعرَابِي الأَغْبَسُ الخَفِيف الحَرِيص أَبُو حَاتِم ذئبُ طِمْلالُ أَطْلَسُ خفِيُّ الشخْص صَاحب الْعين هُوَ الطَّمْل والطِّمِلُّ غَيره الخَيْتَعُور الذئْب لخُبْثه ابْن دُرَيْد ذِئْب مُجَلَّح وسِلْقةُ مُجَلِّحة وأصل التَّجْلِيج الاقْدام على الشيءِ والجدُّ فِيهِ ابْن السّكيت الأَمْرَط الَّذِي قد أسَنَّ فتمَرَّط شعرَهُ أَي وقَع وَهُوَ أخبَثُ مَا يكونُ وَمثله الأمْعَط ابْن دُرَيْد الأَمْعَطُ ابْن دُرَيْد الَمْعَطُ الطوِيلُ على وَجْه الأَرْض الطَّوِيل الأَقْراب صَاحب(2/284)
الْعين هُوَ الَّذِي يَكْثُر عَلَيْهِ الذُّباب فيتَأَذَّى فينْتَتف قَالَ والذَّئب يُكنِّى أَبَا مُعْطَة كرَاع السِّنْدَأْوة الذَّئْبة وَقد تقدّم أَنَّهَا النِّمِرة والعَمَرَد الطويلُ وَقد تقدّم أَنه الطَّوِيل من النَّاس ابْن السّكيت الأَعْقَد الَّذِي يَعْقِد طرَف ذَنَبه وكل ذِئْب أَعْقَدُ صَاحب الْعين السِّبَاع الطَّوَارِف الَّتِي تَسْلُب الصَّيْد والخاطِفُ الذَّئْب لِأَنَّهُ يَخْطَف وَقَالَ ذئْب خُرْتُ سَرِيع والخَيْلَع والخَيْعَل الذئْب وَقَالَ الذِّئْب يُكَنِّى أَبَا جُعْدةَ وابا جُعادةَ وَذَلِكَ للُؤْمه لِأَن الجَعْد اللَّئِيم صَاحب الْعين العِلَّوْش الذِّئْب وَقَالَ عَسَل الذِّئْب يَعْسِل عَسَلاناً وَعَسَلاً أسْرَعَ وهَزَّ رأْسَه واضْطَرب فِي عدْوه وَأنْشد
(عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً ... بَرَدَ الليلُ عَلَيْهِ فنسَلْ)
وَقد تقدم فِي الفرَس بِمثل ذَلِك غَيره والهِزْلاع السِّمْع الأزَلُّ وهَزْلَعَته انْسِلاله فِي مُضِيِّه السكرِي ذِئْبُ قَمْطر الرِّجْل شدِيدُها ابْن السّكيت أَفْعَى الذِّئْبُ جَلَسَ على أستِه وَكَذَلِكَ الكَلْبُ وكلُّ سَبُع صَاحب الْعين ضَبَأ الذئبُ ضُبُوأُ لَصِقَ بِالْأَرْضِ
3 - (أصواتُ الذِّئاب)
ابْن دُرَيْد ضَغَا الذئبُ ضَغْواً وضُغَاء تَضَوَّر جُوْعاً وَقَالَ عَوَى الذئْبُ عَوَةً وعَوْيةً صاحَ ومدّ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ يتضَرَّع وَالِاسْم العُوَاء وَقَالُوا مالَهُ عاوِ وَلَا نابِحُ أَي مَاله غنَمُ يَعْوِي فِيهَا ذِئْب ويَنْبَح فِيهَا كلْب وَقيل العُوَاء صَوْتُ يمدُّه وَلَا يَنْبح صَاحب الْعين وَعْوَع الذئبُ وَعْوعةً ووَعْواعاً كَذَلِك وَلَا يَكْسِرون كراهِيَةَ الكَسْرة على الْوَاو أَبُو حَاتِم الضَّغِيب والضُّغَالب صوتُ الذئبِ وأعْرَفُه فِي الأرْنَبِ وَقد ضَغَب يَضْغَب ضَغِيباً
3 - (الزجْر بهَا)
يَعَاطِ زَجْرثك الذئبَ أيعَطْت بِهِ ويَعَّطْت وياعَطْتُه
3 - (بَاب الضِّبَاع)
ابْن الكسيت هِيَ الضَّبُع والجمعِ ضِباع وَالذكر ضِبْعَانُ فَإِذا اجتمعتْ هِيَ والذكَرُ قيل هما ضَبُعانِ وَلَيْسَ شَيْء يجْتَمِع مِنْهُ مذَكَّر ومؤنَّث إِلَّا غُلِّب المذكَّر مَا خَلا هَذَا الحرفَ وَيُقَال فِي الْجمع الضُّبْع وَأنْشد
(ممَّا أَقَضِّي ومَحَارُ الفَتى ... للضُّبْع والشَّيْبةِ والمَقْتَلِ)
مَحَاره مَرْجِعُه وَقَوله للضُّبْع مَعْنَاهُ لِأَن الضِّبَاع تَنْبِش المَوْتَى فتأكُلُهم قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْله يَا ضَبُعاً أكَلَتْ آيَارَ أحْمِرةٍ ... ففِي البُطُون وَقد راحَتْ قَراقِيرُ)
فعلى مُخَاطَبَة الْجِنْس وَأنْشد أَبُو زيد يَا ضُبُعاً ابْن السّكيت جمع الضِّبْعان ضَبَاعِينُ وَحكى سِيبَوَيْهٍ فِيهِ ضِبَاع واستَدَلَّ بذلك على الزِّيادة ابْن دُرَيْد ضَبُعُ وضِبَاع وأَضْبعُ وضُبْع أَبُو عبيد من أَسمَاء الضِّباع أُمُّ عامِر وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(على حِينَ أَنْ كانتْ عُقَيْل وشَائِظاً ... وكانتْ كِلاَبُ خامِرِي أُمّ عامِرِ)
أَي الَّتِي يُقال لَهَا خامِرِي أُمَّ عَامر على الحِكاية كَمَا قَالَ(2/285)
وَلَقَد أَبيت من الفَتاةِ بِمَنْزِل ... فأبِيتُ لَا حَرِجُ وَلَا مَحْرُوم)
قَالَ أَبُو عَليّ ذهب إِلَى استِحْماق الكِلابِيِّين وَذَلِكَ أَن الضَّبُع يؤُتَى إِلَيْهَا ف يجُحْرها فَيُقَال لَهَا خامِرِي أمَّ عامِر فَلَا تَزال يُقال لَهَا أُمُّ عَتَّاب وأُمنُّ عِتْبان قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهِي أُمُّ عنْثَل صَاحب الْعين هِيَ أُمُّ قَشْعَمِ وَهِي الخِنْصَع أَبُو عبيد ويُقال لَهَا جَعَارِ ابْن دُرَيْد وجَيْعَرُ وَقَالَ غَيره هُوَ من الجَعْر لِأَنَّهَا تُخْرِجّ! هـ وَيُقَال لَهَا أُمُّ جَعَارِ وفقي الْمثل رُوغِي جَعَارِ وانْظُري أيْنَ المَفَرّيُضْرَب للَّذي يَفِرُّ وَلَا يَقدِر أَن يُفْلِت صاحِبَه أَبُو عبيد وَمن اسمائها جَيْأَلث وجَيْأَلَةُ قَالَ ابْن دُرَيْد سألتُ أَبَا حَاتِم عَن اشتِقَاق جَيْأل فَقَالَ لَا أَعْرِفه وَسَأَلت أَبَا عُثْمَان فَقَالَ إِن لم يكن من جَأَلْتُ الصُّوف والشعَر إِذا جمعتَهُما فَلَا أدْرِي غَيره الخَنْعَسُ الضَّبُع الجَمَعْلِيلة من أسمائها أَبُو عبيد وَيُقَال لَهَا أمُّ الهِنْبِر فِي لُغة بني فَزَارةَ غَيره وَيُقَال للضِّبْعان أَبُو الهِنْبِر ابْن دُرَيْد هُوَ الهِنْبِر والهِنَبْر أَبُو عبيد وَمن أسمائها حَضَاجِرُ وَأنْشد
(هَلاَّ غَضِبْتَ لرَحل جارِكَ ... إِذْ تُنَبِّذه حَضَاجِرْ)
أَبُو عبيد حَضَاجِرُ للذّكر وَالْأُنْثَى غير وَاحِد سُمِّيَتْ الضُبع حَضَاجِرَ لسعَة بطنِها قَالَ سِيبَوَيْهٍ سمعناهم يَقولون وَطْبُ حِضَجْر وأوْطَبُ حَضاجِرُ قَالَ أَبُو سعيد السيرافي وأوقعُوا لفظَ الجَمِيع على الْوَاحِد حِينَ يُولِغ بِهِ قَالَ أَبُو عَليّ رجل حِضَجْرُ عظِيم البطْنِ وَأنْشد مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ
(متَى تَرَ عَيْنَيْ مالِك وجِرانَه ... وجَنْبَيْه تَعْلَمْ أَنه غيْر ثائِرِ)
(حِضَجْرث كأُمُ التَّوْأَمَيْنِ تَوكَّأَتْ ... على مَرْفِقَيْها مُسْتَهِلَّةَ عاشِرِ)
أَبُو عبيد وَمن أسمائها أمُّ خَنُّور وَأم خَنُّوْز بالزاي أَبُو عبيد وَهِي العَيْثُوم وَقد تقدَّم أَنَّهَا النثى من الفِيَلة وَقد يُقال للذّكر عِتْبانُ وذِيخُ ابْن دُرَيْد جمعه أَذْياخُ وذُيُوخ وَالْأُنْثَى ذِيخةُ صَاحب الْعين ذِيخُ كالِدّ أَي قَديمُ وَأَبُو كَلَدةَ من كُنَى الضِّبْعان أَبُو عبيد العَيْلامُ مثَل الذِّيخ ابْن دُرَيْد من أسمائِها الخُنَع وَلَيْسَ بثَبْت وقَنَامِ اسمُ لَهَا لتلَطُّخها بجَعْرها وَيُقَال للأَمَة يَا قَثَام تشْبِيهاً لَهَا بذلك أَبُو حَاتِم قَنَام من أسمائِها قَالَ سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهَا تَقْثم أَي تَقْطع صَاحب الْعين ويُقالَ للذِّيخ قُثَم وَاسم فعْله القُثْمة وَقد قَثَم قَثْماً وقُثْمةً ابْن دُرَيْد وَمن أسمائِها الحَفْصة والجُلُعْلُعْ يُقَال هُوَ أحْمَق من جَهِيزَة وَهِي الضَّبثع وَقد تقدَّم أَنَّهَا الذِّنْبة صَاحب الْعين العِلْيان الطويلُ من الضِّبَاع وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان وَقَالَ تَنَفَّش الضَّبْعانُ إِذا رأيتَه مُتَنَفِّش الوَبر والنَّعَثلَةُ الجِمْع ابْن دُرَيْد الغَثْراء الضَّبُع للوْنها والغُثْرة شبِيهُ بالغُبْسة تخْلِطها حُمْرةُ وَقيل هِيَ الغُبْرة الذّكر أغْثَرُ وَالْأُنْثَى غَثْراءُ وَيُقَال للأحمَق أغْثَرُ على التَشْبِيه بالضَّبُع ابْن دُرَيْد ويُقال لَهَا عَفْشَلِيل لكثْرة شَعَرها أَبُو عبيد الغَثْواء الكثيرةُ الشعَر ابْن دُرَيْد عَثْواءُ بَيِّنة العَثَا وَالرجل أعْثَى إِذا كَانَ كَثِير شعَر الوجْه ابْن السّكيت العَثَا كثرةُ الشعَر فِي العيْنَيْنِ ولاوجهِ وَلَيْسَ فِي سَائِر الجَسد وَقد قدّمت ذَلِك صَاحب الْعين العَثَا لونُ إِلَى السَّوَاد مَعَ كَثْرة شعَر وضبْعانُ أعْثَى كثيرُ الشَّعر وَالْأُنْثَى عَثْواءُ وَالْجمع العثثْو العُثْيُ ابْن دُرَيْد(2/286)
َبُعُ عَرْفاءُ لَهَا شعَرُ كالعُرْف والعَرْجاءُ الضبُع وَلَا يُقال للذّكر أعرَجُ ابْن السّكيت ويُقال للضِّباع الخامِعاتُ والخَوَامِع واحدتُها خامِعةُ أَي أنَّها تطْلَع وَأنْشد
(والذِّئْب والخَمِّاعةَ الجَيَائِلاَ ... )
ابْن دُرَيْد الضَبُع المَدْراء العَظِيمة البطْنِ أَبُو حَاتِم الذكَر أمْدَرُ وَيُقَال ذَلِك للرجلُ القِيل الْعَظِيم الْبَطن وَقد تقدّم صَاحب الْعين الأمْدَر من الضِّباع الَّذِي تَرى على جَسَده لُمَعاً من سَلْحه ابْن السّكيت يُقال لَهَا مَثْعاءُ والمَثَع مِشْيَةُ قَبِيحة وَمن صِفاتها الجُرَاهِمَة وَهِي العظِيمة الرأسِ الجافِيَةُ وَأنْشد
(تَرضاهَا الضُّبْعُ أعَظَمَهُنَّ راسا ... جُراهِمةً لَهَا حِرَةُ وَثِيلُ)
أَبُو حَاتِم جَبَأتْ عَليَّ جَبْأ وجُبُوءاً خرجَتْ من جُحْرها وَكَذَلِكَ الضَّبُّ واليَرْبُوع والحَيَّة وخَصَّ مَرَّة بِهِ الأَسْوَدَ والمُذَرَّعة الضَّبُع للُمَعٍ فِيهَا وَقيل للُمَعٍ فِي ذِراعها ابْن الْأَعرَابِي ضَحِكت الضِّبُع حاضَتْ وَأنْشد
(وأَضْحكتِ الضِّباعَ سُيُوفُ سَعْد ... لقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَلَا وُدينَا)
وَكَانَ ابْن دُرَيْد يردُّ هَذَا وَيَقُول من شاهَد الضِّباع عِنْد حَيْضها فيعْلَم أَنَّهَا تَحِيض وَإِنَّمَا أَرَادَ الشاعرُ أَنَّهَا تَكْشِر لكل اللُّحوم فَجعل كَشْرها ضَحِكاً وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَسْتَبشِر بالقَتْلَى إِذا أكَلتْهم فيهِرُّ بعضُها على بعض فجَعل هَرِيرَها ضَحِكاً وَقيل أَرَادَ أَنَّهَا تُسَرُّ بهم فَجعل سُرُورها ضَحِكاً ويَسْتَهِلُّ يَخِيحْ ويَسْتَعْوِي الذْئَابَ
3 - (أَسمَاء أَوْلَادهَا)
ابْن السّكيت يُقال لولَد لضَّبُع الفُرْعُلُ وَالْأُنْثَى فُرْعُلةُ وَأنْشد
(تُنَاط بِأَلْحِيها فَرَاعِلَةُ غُثْر ... )
شبه مَا تحتَ أَلْحِي الإبِل من الوَبَر بأولادِ الضِّباع عَليّ الْهَاء فِي الفَرَاعِلة لغير عِلَّة وَإِنَّمَا هِيَ على حَدِّها فِي القَشَاعِمَة والصَّياقلَة صَاحب الْعين وَهُوَ البُرْعُل قَالَ ويُقال للفُرْعُل الهِنَّبْر والسِّمْع بيْنَ الذِّئْب والضَّبُع أحدُ أبويْه ذِئب وَالْآخر ضَبُع غَيره الْأُنْثَى سِمْعةُ أَبُو عبيد العِسْبار وَلدث الضَّبُع من الذِّئب وَأنْشد
(وتَجَمَّع المُتَفَرِّقُون ... من الفَرَاعِل والعَسَابِرْ)
3 - (اصواتُ الضِّباعِ) ٍ
ابْن دُرَيْد سَمِعْت حَفْحَفةَ الضَّبُع وخَفْخَفَتها أَي صوْتَها ابْن السّكيت رَغَت الضَّبُع تَرْغُورُغاءُ صاحَتْ وَقد تقدّم فِي الإبِل أَبُو حَاتِم القُشَاع صوتُ الضَّبُع وَأنْشد
(كأنَّ يِدَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع ... تَفَقَّد من فَرَاعِلةٍ أَكِيلاً)
ابْن دُرَيْد خَشْفة الضَّبُع صوتُها(2/287)
3 - (الفُهُود)
صحب اللعين الفَهْد ضَرْب من السِّباعِ يُتَصَيَّد بِهِ وَالْجمع أفُهُدُ وفُهُود وَالْأُنْثَى فَهْدةُ وَفِي الْمثل أنْومُ من فَهْدٍ والفَهَّاد صاحِبُها وَرجل فَهْد يشَبَّه بالفَهْد فِي ثِقْل نَوْمه والكَثْعَمُ الفَهْد وَقد تقدّم أَنه النَّمِر ابْن دُرَيْد الكَشْم الفَهْد وَالْأُنْثَى بالهاءِ صَاحب الْعين النَّحِيم صوْتُ الفَهْد وَنَحْوه من السِّباع نَحَم ينْحِم نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً قطرب غَطَّ الَهْدُ فِي نَوْمهِ يَغِطُّ غَطِيطاً صوَّتَ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان
3 - (البَيْر والنِّمْس)
صَاحب الْعين الفِزْر ابنُ البَبْر والفَزَارة أُمُّه والفزْرة أُخْته والهَدَبَّس أَخُوهُ قَالَ ابْن جني أثبتَ هَذَا أحمدُ بن يحيى وقَبله فَلم يدفَعْه قَالَ وَمِنْه اشتقاق فَزَارةَ للقبِيلة
3 - (بناتُ آوَى)
يُقَال هُوَ ابنُ آوَى وبَنَات آوَى قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ معرِفةُ لَا يَنصرِف قَالَ أَبُو عَليّ الْفَاء من آوَى همزَة أَلا تَرى أَنَّهَا لَا تَخْلُو من أَن تكونَ أفْعَلَ أَو فَعْلَى أَو فاعَلَ فَلَا يجوز أَن تكون فاعَلَ لِأَن مثل طابَقٍ وتابَلٍ مصروفُ فِي المعرفَة وَقد مَنَعوا آوَى الصَّرْف فعُلم بذلك أَنه لَيْسَ مِثْلَ طابَق وتابَل وَلَا يجوز أَن تكون فَعْلَى لِأَنَّهَا لَو كَانَت إيَّاهُمَا لكَانَتْ العينُ الَّتِي هِيَ الْألف فِي مَوضِع سكُون وَإِذا كَانَ فِي موضِع سكُون وَجب صِحَّتُها وانتَفَى انقِلابُها فَلَو كانتِ العيْن واواً لوَجَبَ إدغامُها فِي الْوَاو الَّتِي هِيَ لامُ كَمَا وَجب إدغامُ حَوَّى وعَوَّى وَلَا يجوز أَن تكونَ الْألف مًنقلبة عَن الْيَاء مَعَ وُقُوع وَاو بعدَها لِأَن ذَلِك مرفُوض فِي كَلامهم غيْرُ مَأْخُوذ بِهِ فَإِن قلت قد جَاءَ خَيْوانُ فِي اسْم هَذَا الموضِع الَّذِي باليَمَن وَالْقَوْل فِي ذَلِك أَنه فَيْعالُ وَلَيْسَ بفَعْلان وَإِنَّمَا مُنِع الصْرفَ لِأَنَّهُ جُعِل اسْما لبُقْعة أَو بَلْدة فَلَا يجوز إِذا أَن تكونَ فَعْلانَ فَإِذا لم يجُز أَن يكون فاعَل وَلَا فَعْلَى ثَبَتَ أَنه أفعَلُ وَإِنَّمَا يُصْرَف لوزْن الفِعل وَأَنه علَم فَهُوَ مثل آمَنَ وَلَو نُكِّر كَمَا نَكَّروا عِرْساً فِي ابْن عِرْس كَانَ الْقيَاس صَرْفَه وَقَالَ غَيره ابنُ غير منْفصِل من آوَى وَكَذَلِكَ آوَى غير مُنْفَصل من ابنٍ لَا تَقول قَبَّح اللهُ آوَى فَمَا أخبَثَ ابْنَه كَمَا لَا تَقول تأمَّل قُزَح فَمَا أبْيَن قَوْسَه وَإِنَّمَا تقُول قَبَّح الله ابنَ آوَى فَمَا أخبَثَه وتأمَّلَ قَوْسَ قُزَح فَمَا أبْيَنَه ابْن دُرَيْد يُقال لِابْنِ آوَى لَعْوَضُ وعِلَّوْض وشَعْبَرُ وعِلَّوْش وَقد تقدّم أَن العِلَّوْش الذئْب وَيُقَال لَهُ أَيْضا شَوْطُ بَراحٍ ووَعَوَّعُ وَقد تقدّم أَن الوَعْوَع الجَبّان صَاحب الْعين الذُّؤْلانُ يهمَز وَلَا يُهْمز ابنُ آوَى
3 - (بَاب الدِّبَبَة)
غير وَاحِد دُبُّ وأدْبابُ وجِبَبَة وَالْأُنْثَى جدُبَّة أَبُو عبيد وأرضُ مَدَبَّة من الدِّبَبَة صَاحب الْعين الدَّخْس الفَتِيُّ من الدِّبَبَة ثَعْلَب وَالْأُنْثَى دَخْسةُ ابْن دُرَيْد الدَّيْسَمُ ولدُ الدُّبِّ أَو الذئْبِ أَبُو عبيد هُوَ وَلَدُ الدُّبَّة من قَوْلهم قد أنْصَف القارَةَ منْ راماها أَلا تَراهم قَالُوا لَا يُفَطِّن الدُّبَّ غلا الحِجارةُ وَمَا قيل فِيهِ من أَن القارَة الرمَاةُ المشهُورُون أعرف صَاحب الْعين السَّنَّة اسمُ للدُّبَّة أَو الفَهْدة(2/288)
الخِنْزير أَبُو عبيد الخَنَانِيص أولادُ الخَنَازِير غَيره وَاحِدهَا خِنَّوْص صَاحب الْعين العِفْر ذكَر الخَنَازِير وَقد تقدّم أَنه الرجُل الخَبيث والأَسَد الشديدُ ابْن دُرَيْد الرُّتُوتُ الخَنَازِير وَاحِدهَا رَتُّ قَالَ وَلم يحكِها إِلَّا الخَلِيل وَقيل الرَّتُّ شِبْهِ الخِنْزير وَلَيْسَ بِهِ صَاحب الْعين الفِرْطِيْسة والفُرْطُوسَة خَطْم الجِنْزير والفرْطَسَة مَدّه إيَّاها وَهِي الفِلْطِيسة والفِنْطِيسة صَاحب الْعين قَبَع الخِنْزير بصَوْته يَقْبَع قَبْعاً وقُبَاعاً نَخَر ولاقَبْع رَدُّ النَفَس إِلَى دَاخل يَعْنِي النَّخْر والرجُل يَقْبَع أَي يَنْخُرُ وَقد تقدّم ذَلِك قبل هَذَا
3 - (وَمن مجْهُولات السِّباع وَمَا يعمُّها من الأَوصاف)
ابْن دُرَيْد الحنْجَل والحُنْجُل والغُنْجُل والهِلْيَاغ والهِيلاَغ والزَّغْبَرُ ضَرْب من السِّباع النَّضر الجَرْوَلُ ضَرْب من السِّباع لَيْسَ بذِئْب وَلَا دُبِّ وعَنَاق الأَرْض دُوَيْبَّة اصغَر من الفَهْد طويلةُ الظَّهْر تصيدُ كلَّ شيءٍ حَتَّى الطَّيْر صَاحب الْعين النِّبْر ضَرْب من السِّباع لَيْسَ بذئب وَلَا دُبِّ صَاحب الْعين العَنَزَة سبُعُ بالباجِيَة دَقِيقَ الخَطْمِ يدخُل فِي حَياءِ الناقَة فيجْذِب رحِمَها فتسْقُط مَيِّتة ويأخذُ البعيرَ من دُبُره ويَزْعمُون أَنه شَيَّطانُ وقلَّما يُرَى قَالَ وَيُقَال لبَعض السِّباع وَهُوَ يَهْرِف بِصَوْتِهِ أَي يَتَزَيَّد فِيهِ الضِّغْز من السِّباع السيِّءُ الخُلُق والضَّيْب من دَوابِّ البَرِّ على خِلْقة الكَلْب
3 - (القِردَة)
يُقَال قِرْد وأَقْراد وقِرَدةُ وَالْأُنْثَى قِرْدة أَبُو عبيد الْأُنْثَى قِشَّةُ ابْن دُرَيْد زعمَ بعضُ أهل اللُّغة أَن القِشَّة ولدُ القِرْدة أَبُو عبيد والذكَر رُبَّاح غَيره الرُّبَّاح ولدُه صَاحب الْعين الحَوْدَلُ الذكرُ مِنْهَا وَزَعَمُوا أنَّ القِرْدة تُسَمَّى مَيَّةَ وأبُو زَنَّةَ كُنية القِرْد
3 - (أَسمَاء الثَّعالِب)
ابْن السّكيت هُوَ الثَّعْلَبُ أَبُو عبيد الْأُنْثَى ثَعْلبةُ وَقَالَ أَرض مُثَعْلِبة من الثَّعالب ابْن السّكيت ويُقال ثُعَالَةُ وثُعَالُ للْأُنْثَى مِنْهَا وَيُقَال للذّكر ثُعْلُبَانُ أَبُو عبيد أَرض مَثْعَلةُ من الثَّعالِب عَليّ لَيْسَ من الثَّعالب وَإِنَّمَا هُوَ من ثُعَالَة وَإِنَّمَا يُقال أَرض مُثَعْلِبةُ من الثَّعالب حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ ابْن السّكيت يُقَال سَمْسَمُ هِجْرِسُ
ابْن دُرَيْد الهِجْرِس ولدُه وَأنْشد غَيره
(فَهِجْرِسُ مَسْكنُه الفَدَافِدُ ... )
ابْن السّكيت وَمن أسمائِه الصَّيْدَنُ قَالَ الأصمَعي وَلم أسمع بِهِ إِلَّا فِي بَيت قَالَه كُثَيِّر
(كأنَّ خَلِيقَيْ زَوْرِها ورَحاهُما ... بُنَى مَكَوْينِ ثُلّما بعد صَيْدَنِ)
أَبُو عبيد الْأُنْثَى من الثعالب ثُرْمُلةُ صَاحب الْعين حَبْتَرُ من أسْماء الثَّعالب أَبُو عبيد الدَّرَانُ والعَسَلَّق الثعْلَب أَبُو عبيد ويُكَنَّى أَبَا الحِصْن غَيره والحَتْر الذكَر مِنْهَا
3 - (أسماءُ أولادِها)
ابْن السّكيت يُقال لولد الثعْلَب تَنْفُلُ وتُنْفُلُ وتُنْفَلُ الْكسَائي تِنْتَفَلُ مِثَال دِرْهَم وتَتْفِلُ على مِثَال(2/289)
تَضْرب أَبُو حَاتِم جَرْو الثَّعْلَب التَّتفُل وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ صَاحب الْعين الكُتَع أرْدأ ولدِ الثَّعالِب وَالْجمع كِتْعانُ والضُّغْبُوس ولدُ الثُّرْمُلَة
3 - (عَدْوُها)
أَبُو زيد الثَّعْلَبِيَّة عَدْو الثَّعَالِب صَاحب الْعين السَّمْسَمَةُ ضَرْب من عَدْوه
3 - (أصواتُها)
ابْن السّكيت ضَبحَ الثعلبُ يَضْبَح ضُبَاحاً صاحَ ان دُرَيْد وَهُوَ الضَّبْح قَالَ وربَّما استُعْمِل ذَلِك للبُوم
3 - (أَسمَاء الأرانِب)
أَبُو حَاتِم أرْنَبُ للذكَر وَالْأُنْثَى صَاحب الْعين أرْنَبةُ للْأُنْثَى أَبُو عبيد أَرض مُؤَرْنبَةُ ثَعْلَب ارْض مُرْنِبَة كَذَلِك قَالَ أَبُو عَليّ فأمَّا قَول ليْلَى الأخيلِيَّة فِي كِسَاءٍ مُؤَرْنَبٍ فعلى قَوْله
(وصالِيَاتٍ ككما يُؤَثْفَينْ ... )
وَإِلَى هَذَا ذهب سِيبَوَيْهٍ ابْن السّكيت يُقَال لَهَا عِكْرِشةُ وَيُقَال للذّكر الخُزَزُ وَالْجمع خِزَّانُ وَأنْشد
(تَخَطَّفُ خِزَّانَ الشَّرَبَّة بالضُّحَى ... وَقد حَجَرتْ مِنْهَا ثَعالِبُ أوْرالِ)
غَيره أخِزَّة أَبُو عبيد أَرض مَخَزَّة من الخِزَّان غَيره وَهُوَ القُوَاع أَبُو عبيد ويُقال للْأُنْثَى خِرِنْقُ أَبُو حَاتِم الخِرِنْق للذكَر والأنْثَى صَاحب الْعين هِيَ الفَتِيَّة من الأرانب أَبُو عبيد أرضُ مُخَرْنِقةُ من الخَرَانِق وَقَالَ الزّمُوع مِنْهَا الَّتِي تُقارب عَدْوَها وَكَأَنَّهَا تَعْدُو وعَلى زَمَعَتِها وَهِي الشَّعَرات المُدَلاَّة فِي مُؤخَّرِ رِجْلها وَقد أزمَعَت قَالَ وَإِنَّمَا تَفْعَل ذَلِك لِئَلَّا يُقَصَّ أثَرثها وَقيل الزَّمُوع السَّرِيعة وَقيل الَّتِي لَهَا زَمَعةُ كزَمَعة الشَّاة صَاحب الْعين أرْنَبُ حَجْمَرِشُ مُرْضِع أَبُو حَاتِم صِدْنا أرْنَباً حَجْمَرِشاً ضَخْمة وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان ابْن السّكيت دَرَمت الأرنَبُ تَدْرِم دَرَماناً قاربَتِ الخَطْوَ أَبُو حَاتِم دَرّمتِ الأرنَبُ دَرْماً ودَرِيماً وَكَذَلِكَ الفأْرة أَبُو حَاتِم الدَّرَّامَة والدَّرِمَة الأرنب صَاحب الْعين دَمَكت الأرنَبُ تَدْمُكُ دُمُوكاً وَهُوَ أسرَعُ مَا يكونُ من عَدْوها ودَمَجتْ تَدْمُج وَهُوَ سُرْعة تَقارُب القوائِم على الأَرْض ابْن السّكيت أرنَبُ مُحَشِّية الكِلاب أَي تَعْدُو الكلابُ خَلْفَها حَتَّى تَنْبَهِر أخَذه ن الحَشَا وَهُوَ الرَّبْو صَاحب الْعين يُقال للأَرْنَبِ مُقطِّعة النِّيَاط لسُرعتها كَأَنَّهَا تَقْطَع عِرْقاً فِي بطن طالبِها من شِدَّة عَدْوها والقُطْع قَطْع عِرْق من بطْن الفرَس وَمن قَالَ النِّيَاط بُعْدُ المَفَازة أَرَادَ أنَّها تَقْطَعه أَي تَجاوِزُه ابْن السّكيت يُقَال للأرنَب حُذَمةُ لُذَمَة تَسْبِق الجمعَ بالأكَمَة غَيره العانِقاءُ جُحْر ممْلُوء تُراباً يكون للأرْنَب تُدخِل فِيهِ عنُقَها وَقد تعنَّقت بهَا دسَّتْ عُنُقها فِيهَا قَالَ أَبُو عَليّ وَكَذَلِكَ اعتَنَقت وَالْمَعْرُوف عِند أهل اللُّغَة اعتَنَقت الدابَّةُ وقعتْ فِي الوَحْل فأخرجت عنُقَها غَيره التَّوْبِير مَشْى الأرنَب تُخِفُّ وَطْأها وتَمْشِي على وَبَرِ قَوَائِمهَا لئلاَّ تُقَصَّ أَبُو عبيد لَا يُوَبِّرِ من الدَّوابِّ إِلَّا الأرنَبُ وَشَيْء آخرُ لم يعيِّنْه ابْن دُرَيْد تَنَفَّت الأرنبُ اقشَعرّت يمانِيَة وكل شَيْء اجْثَال فقد تَنَفَّح صَاحب الْعين القُوَاع ذكر الأرانب سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا بِئْس الرِّمِيَّةُ الأرنبُ يريدُون بئس الشيءُ مِمَّا(2/290)
يُرْمَى يَذْهَب إِلَى أَن الْهَاء فِي غالِب الأمْر إِنَّمَا تكون للأشْعار بِأَن الفِعْل لم يقَعْ بعدُ بالمفْعول وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ هَذِه ذَبِيحتك لِلشَّاة لم تُذْبح بعد \ ُ كالضِّحِيَّة فَإِذا وَقع بهَا الفِعْل فَهِيَ ذَبِيح
3 - (صوْت الأرانِب)
أَبُو عبيد ضَغبت الأرنَبُ تَضْغَب ابْن السّكيت هُوَ الضَّغِيب والضُّغَاب صَاحب الْعين هُوَ تَضَوُّرها عِنْد الأَخْذ وَقد تقدّم فِي الذِّئْب
3 - (الْكلاب وإرادتُها)
صَاحب الْعين عَسَبَ الكلبُ يَعْسُبُ طَرد الكِلابَ وَأَرَادَ السِّفَادَ وَكَذَلِكَ ظَلَع وَمِنْه إِذا نامَ ظالِعُ الكِلابِ أَبُو عبيد استَحْرَمتِ الكَلْبةُ أرادتْ وَقد تقدَّم فِي الذِّئْبة وغيرِها من ذَوَات المَخَالِب وَقَالَ صَرَفت الكلْبةث تَصْرِف صُرُوفاً وَهِي صارِفُ واستَجْعلتْ كَذَلِك ثمَّ عَمَّ بِهِ ذَواتِ المَخَالِب وَقَالَ سَفِدَها سِفَاداً وَقد تقدّم فِي عامَّة السَّباع ابْن دُرَيْد تَعاظُلُ الكِلاب تَسافُدُها وأصل التَّعاظُل تداخُلُ الشيءِ بعضِه فِي بعض وَمِنْه يومُ العَظَالَى يومُ كَانَ لِتَميم على بَكْر بن وائِل سُمِّيَ بذلك لتداخُل أنسابِهم وَذَلِكَ لأَنهم خرجُوا مُتسانِدِينَ كُلُّ بَنِي أبٍ على راية أَبُو زيد كلبةُ مُجِحُّ قد عظُم بطنُها ومُلْمعِ قد أشرقَ ظُبْيها وَقد تقدَّم فِي عامَة السَّباع
3 - (أَوْلَادهَا)
قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقال لولَد الكَلْبة خاصَّةً جِرْو وجَرْو وجُرْو وَالْجمع آَجْرٍ وجِراءُ وَقد تقدَّم فِي عامَة السِّباع أَبُو عبيد كَلْبة مُجْرِيَةُ ذاتُ جِرَاءٍ وَقد تقدَّم فِي السَّبُعة وَقَالَ فَقَّح الجِرْو وجَصَّص ويَصَّص وبَصَّص وبَصَّ فتَح عينَيْه ابْن دُرَيْد وَهِي البَصْبَصَة صَاحب الْعين بَصَّر الجرْو فَتَح عينَيْه أَبُو عبيد صَأْصَأَ إِذا لم يَفْتح عينَيْه قَالَ وَفِي حَدِيث عبد الله بن جَحْش إنَّا فَقَّحنا وصَأْصَأْتم يَعْنِي وضَح لنا الحقُّ وعَشِيتُم عَنهُ فَهُوَ مُسْتعار وَقَالَ جِرْوَ نخْوَرِشَّ قد تَحرَّك وخَدَش وَقد اخْتَرَش والدِّرْص ولدُ الكَلْبة وَالْجمع أدْرَاص ودُرُوص صَاحب الْعين دَمَصتِ الكلبةُ بجَرْوها ألقَتْه لغير تَمَام
3 - (أسماءُ الكِلاب وصِفاتثها ومواضِعُها)
قَالَ أَبُو عَليّ كَلْبُ وأكْلُبُ وأكالِبُ تكَرَّر الجمعُ فِيهِ على حدّ تكَرُّره فِي قَوْله
(فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتِها ... )
وَكَقَوْلِه
(جَذْبَ الصَّرَارِيِيِّينَ بالكُرُور ... )
وعَلى حد تكرُّر التَّأْنِيث فِي بُشْرَى وحُسْنَى وَنَحْوهمَا فِي حَدّ الْجمع وَبِهَذَا قايَسَ قومُ تكَرُّر العَدْل وجَعَلوا تكرُّره علَّة فِي منْع الصَّرْف وَذَلِكَ خَطأ لأنَّ حُكْم المعدول حُكْم المعدُولِ عَنهُ وَلم نر اسْما مُتكرِّراً وَقع العَدْل عَنهُ فَيكون معدُولهُ على حدِّه وَأما جَمْع الجمعِ فموجود قَالَ سِيبَوَيْهٍ فأمَّا قولُهم ثلاثةُ كِاب(2/291)
فعلى قَوْله ثلاثةُ من الكِلاب وَقد يجوز أَن يكون أرادُوا ثلاثَة أكْلُبِ فاسْتَغْنَوا بِبنَاء أكثَر الْعدَد عَن بِنَاء أدناه أَبُو عَليّ وَقَالُوا كِلاَباتُ كَمَا قَالُوا رِجَالاتُ وَأنْشد
(أحَبُّ كلْبٍ فِي كِلاَباتِ الناسْ ... إليَّ نَبْحاً كلْبُ أَمِّ العَبَّاسْ)
وَقَالُوا كِالِبُ وكَلِيب فالكالِب كالجامِل والكَلِيب كالضَّئِين والعَبِيد صَاحب الْعين كَلَّبت الكَلْب ضَرَّبته على الصَّيْد من قَوْله تَعَالَى {مِنَ الجَوَارحٍ مُكَلِّبِينً} الْمَائِدَة 4 وَقد يكون التَّكليب وَاقعا على الفَهْد وسِبَاع الطيْرِ وَقد دخَل فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا عَلَّمتم من الجَوَارِح مُكَلِّبِينَ} جميعُ أَنْوَاع الجَوَارح كالفَهْد والبازِي والصَّقْر والشاهِين وَنَحْوهَا وَقَالَ كَلِب الكَلْبُ والكُلْبَة الشِدَّة مِنْهُ وَمِنْه دَهْر كَلِبُ مُلِحُّ على أَهله بِمَا يَسُوؤُهم ويُقال كَلَبِ يَكْلِب وَهُوَ أَن يُمْسِي فِي القَفْر فيَنْبحَ فيَسمعَ الكِلابُ نُبَاحَه فتُجِيبه فيَعْلَم أَنه قرِيب من ماءٍ أَو جلَّة وَأنْشد
(وَداعس دعَا بَعْدَما أقْفَرتْ ... عَلَيْهِ البِلادُ ولمَ يكْلِبِ)
قَالَ أَبُو عَليّ وَمِنْه الكَلْبة وَهِي النَّبْحة وَأنْشد
(وَلَو تَشْتَرِي مِنْهُ لَبَاعَ ثِيَابَه ... بكَلْبة كَلْبٍ أَو بِنَار يَشيمُها)
ويروى بنَبْحةِ كَلْب صَاحب الْعين الكَلْب الكَلِب هُوَ الَّذِي يأكُلُ لُحومَ النَّاس فيأخُذُه من ذَلِك شِبْهُ جُنون وَلَا يَعَضُّ إنْسناناَ إِلَّا كَلِب امعضُوضُ اي اصابه داءُ يُسَمَّى الكَلَب غير وَاحِد كَلِب كَلَباً فَهُوَ كَلِب وكَلِيب من قومٍ كَلْبَى والكُلاَب ذَهَابُ العَقْل من الكَلَب وكَلِبت الإبلُ كَلَباً إِذا أَصَابَهَا مثلُ الجُنُون وأكْلَب القومُ كَلِبت إبلُهم قَالَ أَبُو عَليّ أكْلَب الرجلُ أَي كَلِب وَالْمَعْرُوف فِي اكْلَب انه الَّذِي أصَاب إبِلَه الكَلَبُ وَأنْشد
(وقَوْمٍ يُهِينُون أعراضَهمْ ... كوَيْتُهُم كَيَّةَ المُكْلِب)
صَاحب الْعين كل سَبُع عَقُور كَلْب وَمِنْه كَلَّبْت الجَوارِحَ وَالْأَصْل فِي الكَلْب والكَلْبة أنثَى الكِلاَب وَالْجمع كَلَبات وَأَرْض مَكْلَبة كثيرةُ الكِلاَب والكَلاَّب الَّذِي يُعَلِّم الكِلاَبَ أخْذَ الصَّيْد ابْن الكسيت كَلْب عَقُور مُسْتَكْلِب أَبُو عبيد ردل كالِبُ وكَلاَّب صاحبُ كِلاَب ابْن جني كَلِب الكَلْبُ وأكْلَبته ضَرَّيْته بالصيد وَعَلِيهِ قراءةُ أبي رَزِين وَمَا عَلَّمتم من الجَوَارِح مُكْلِبِينَ ابْن السّكيت كلبُ عَقُور مُستَكْلِب قَالَ وَلَا يكونُ العَقُور إِلَّا فِي ذِي الرُّوح صَاحب الْعين كلب عَضُوض شَدِيد العَضِّ وكلب عَسُوس مُعْتَس بِاللَّيْلِ والمَعَسُّ المَطْلَب وكلبُ أعْنَقُ فِي عُنُقه بَيَاض والبَعَع بَياضُ فِي صَدْر الكَلْب الأسْودِ وَهِي البُقعة وكلبُ أبْقَعُ وَالْجمع بُقْعانُ وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة يُوشِك أَن يعْمَل عَلَيْكُم بُقْعانُ أهلِ الشَّام أَي خدَمُهم شَبَّههم لبيَاضهم بالشَّيْء الأبْقَع يَعْنِي الرُّوم قَالَ عَليّ بن حَمْزَة ابنُ زَارع وَابْن ذَارع وابنُ وَازَعٍ الكَلْب وربَّما سثمِّيَ وازِعاً أَيْضا وَذَلِكَ أَنه يَزَع الذئْب عَن الغنَم ولاعِفْراس والعَفَرْنَس الكَلْب الشديدُ العنُق القويُّ وَقد تقدّم فِي لأسد وَالْإِنْسَان صَاحب الْعين القَلَظِيًّ القَصِير المجتَمِع من الكِلاب ابْن دُرَيْد وَهُوَ القُلاطُ وَقد تقدّم فِي الْإِنْسَان صَاحب الْعين كَلْب دَجُونُ آلِفُ للبيُوت والتَّبَرْنُس مَشْيُ الكَلْب وتَبَرْنَس الرجلُ مَشَى تِلك المِشْيةَ أَبُو عبيد الضِّرَاء الكِلاَب واحدُها ضِرْوة أَبُو زيد كلبُ ضِرْو ضارٍ بالصَّيد وَقد ضَرِيَتْ أشدَّ الضَّراء والضِّرَى مقْصور مكْسور وَقَالَ صَفَح الكَلْب للعظْم ذِراعَيه بسَطهما وصَفَحَهُما صَفْحاً نَصَبهما أَبُو عبيد السَّلُوقِيَّة منسوبَةُ إِلَى سَلُوق وَهِي أرضُ باليَمن وَأنْشد(2/292)
(مَعَهم ضَوارٍ من سَلُوق كأنَّها ... حُصُنُ تَجُول تُجَرِّر الأرْسانَا)
ابْن دُرَيْد هِيَ منسُوبة إِلَى سَلَقْيَةَ مَوضِعُ بالرُّوم وَكَذَلِكَ الدُّرُوع أَبُو حَاتِم أَصْلهَا سَلَقْفِيةَ فأُعْرِبت صَاحب الْعين الهِبْلَع ضَرْب من الكِلاَب السَّلُوقِيَّة وَقَالَ كَلْب هِجْرَعُ سَلُوقِيُّ خَفِيف صَاحب الْعين رائِسُ الكِلاَب بمنْزلة الرَّئِيس من النَّاس وَهُوَ أجْرَؤها لَا تَصْطادُ الكِلابُ حَتَّى يَصِيد هُوَ قَبْلَها وَإِن كُنَّ أسْرَعَ مِنْهُ وجمعُه الرَّوائِس على غير قِياس صَاحب الْعين كَلْبةُ رَؤوس تُسَاوِر رأسَ الصَّيْد أَبُو حَاتِم يُقال للكلاب الَّتِي ليستْ كُدْرِيَّة وَلَا سَلُوقِيَّة تَدْمُرِيَّةُ ابْن السّكيت كَلْبِ زِئْنِيُّ قصِير وَلَا تقُل صِينِيُّ ابْن دُرَيْد العَوْلَقُ الكَلْبة الحَرِيصة والقَطْرَبُ صِغَار الكِلاَب زعمُوا الْوَاحِد قُطْرُب وَقد تقدّم أَنه من الجِنِّ عَليّ لَيْسَ القَطْرَب جمع قُطْرُب إِنَّمَا هُوَ اسمُ للْجمع كَمَا أنَّ الأعَمَّ إسم للْجمع فِي قَوْله
(وَقد كَثُرت بَين الأَعَمٍّ المَضائِضُ ... )
ثَعْلَب المُهَارَشَة بينَ الكِلاَب وَقد تَهَارشَتاْ واهتَرشَت أَبُو عبيد كَلْبُ هِراشٍ وخِرَاش وَقد تخارَشَتْ ابْن جدني تَخارُشاً وخرَاشاً
3 - (مَا فِيهَا من خَلْقها)
أَبُو عبيد يُقال للحَيَا مِنْهَا الظَّبية والشَّقْحة ابْن دُرَيْد أشْقَاح الْكلاب أدْبارُها وَقيل أشْداقُها أَبُو زيد الشُّقِّاحُ أستُ الْكَلْب والثَّفْر مِنْهَا الظَّبْية وَقد تقدّم فِي عامَّة السِّباع قُطْرُب خَطْم الْكَلْب وهَرْثَمَتُه مَا حولَ مَنْخِره وَهُوَ خُرْطُومه وَقد تقدَّم الخُرْطُوم فِي عامَّة السَّباع ابْن دُرَيْد الفَقْم والفُقْم طرَفُ خَطْم الكَلْب
3 - (اصوات الكِلاب)
أَبُو عبيد نَبَح الكَلْبُ يَنْبَح ويَنْبحُ ابْن السّكيت نَبِيحاً ونُبَاحاً صَاحب الْعين نَبْحاً ونُبُوحاً وتَنْباحاً عَليّ لَيْسَ التَّنْباح على نَبَح لِأَنَّهَا صِيغة تَكْثير عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَإِنَّمَا هُوَ على نَبَّح وكلابُ نوابِحُ ونُبَّح ونُبُوح واسْتَنْبَحْت الكَلْب أَي نبَحتُ اليَسمَعُ نُبَاحِي فيَنْبِحُ فأستَدِلُّ بِهِ على الحِلاَل صَاحب الْعين هَرّ الكَلْبُ يَهِرّ هَرِيراً وَهُوَ دثون النُّبَاح ابْن دُرَيْد وَهْوَةَ الكَلْب رَدَّد نُبَاحه صَاحب الْعين الوَقْوَقَة نُبضاح الكَلْبِ عِنْذ الفَرَق ابْن جني عَوَى الكَلْبُ عَواءُ وعَوِّيةً صاحَ عَليّ خرَج على الأَصْل وَهُوَ نادِر ووَعْوع كعَوَى وَقد تقدّم فِي الذَّئب ابْن دُرَيْد ضَغَا الكَلْبُ ضَغْوا وضُغاء مدَّ صَوْته كَأَنَّهُ يَتَضرَّع عِنْد الضرْب ثمَّ استُعير فِي الْإِنْسَان
3 - (أبوالُها)
ابْن دُرَيْد القَزْح بولُ الكَلْب أَبُو عبيد قَزِح الكلْبُ ببَوْله وقَزضح يَقْزَح فيهمَا صَاحب الْعين قَزْحاً وقُزُوحاً وقَزَّح الشجَرَ بَوَّلَها وَقَالَ شَغَر الكَلْبُ ببولِه إِذا رفَع رِجْله ثمَّ بالَ فِي اصل شَجَرة أَبُو زيد شَغَر الكَلْب يَشْغَر شَغْراً رفَع إحْدَى رجلَيْه بالَ أَو لم يَبُلْ الْأَصْمَعِي وَهُوَ الشَّفْح
3 - (أدْواء الكِلاب)
قد تقدَّم أَن الكَلَب من أدْوائِها وأَبنْت تصرِيفَ فِعْله وَذَلِكَ لارْتِباطه بِالِاسْمِ ابْن دُرَيْد الحُجَام داءُ(2/293)
يُصِيبها نْكْوَى مِنْهُ بَين عيْنَيْها أَبُو عبيد كَدِيَ الجِرْو كُدَىّ وَهُوَ داءُ يأخُذ الجِرَاء خاصَّةً يُصِيبها مِنْهُ قَيْء وسُعَال حَتَّى يُكْوَى بيْنَ عيْنَيْه فيَذْهَب
3 - (تقليدها)
ابْن دُرَيْد أعْنَقْت الكلْبَ جَعَلْت فِي عُنقِه قِلاَدة أَو وَتَراً وَهِي المِعْنَقة والشَّمْس قِلادة الكَلْب صَاحب الْعين العِصْمة وَالْجمع عِصَمُ وأعْصامُ وَأنْشد
(غُضْفا دَوَاجِنَ قَافِلاً أعْصامُها ... )
وَهِي الجِرْج وَالْجمع أحْراجُ وحِرَجةُ وَأنْشد
(بنَواشِطٍ غُضْفٍ بِقُلَّدها الأحراجَ فَوق مُتُونِها لُمَعُ ... )
أَبُو زيد السَّاجُور الخَشبَة الَّتِي تُوضَع فِي عُنُق الكَلْب وَقد سَجَرت لكَلْب أَسْجُره سَجْراً وضعتُ الساجُورَ فِي عُنُقه ابْن جني كلبث مُسَوْجَر فِي عُنُقه الساجورُ نادِر شاذُّ والأُرْبة قِلادةُ الكَلْب الَّتِي يُقادُ بهَا
3 - (الزَّجر بالكلاب وإغْراؤُها)
أَبُو عبيد أَشْليْت الكَلْبَ وقَرْقَسْت بِهِ دَعَوْته وَكَذَلِكَ قَسْقَسْت بِهِ وَقَالَ آسَدْت الكَلْب هَيَّجتُه وأغريْتُه ابْن السّكيت أسَدْته وأوْسدته ابْن جني وَقد أسِدَهو ابْن دُرَيْد الهَتْش إغْراء الكَلْب هَتَشْته أهْتُشه هَتْشاً يَمَانِيَة وَكَذَلِكَ اشْخذْته يمانيَة أَيْضا قَالَ خَسَأت بالكَلْب فَخَسأ ابعَدْته وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {خاسِئِينَ} الْبَقَرَة يضُمَّ شفَتَيه ويَدْعُوه قُطْرب هَجْ هَجْ وهَجس وهَجَاجَيْك زَجْر للكَلْب مَعْنَاهُ كُفَّ وَأنْشد غَيره
(سَفَرتْ فقُلْت لَهَا هَجٍ فتبَرْقَعَتْ ... فذكَرْت حِينَ تَبَرْقَعَتْ ضَبَّاراً)
3 - (أسماءُ الكِلاب)
من أسْمائِها سُحَيْم وسثحَامُ وطِحضال وضَبَّارُ وزَهْمانُ وَيُقَاتل زُهْمانُ وبَرَاقِشُ اسْم كَلْبة وَلها حَدِيث وَفِي المَثل على أهْلها دَلَّتْ بَرَاقِشُ وكَسَابِ اسمُ كَلْبة وَكَذَلِكَ أَيْضا كَسْبةُ وكُسَيْبُ اسمُ كلْب وضُمْرانُ وواشِقُ
3 - (عَدْو الكِلاب)
عارَ الكَلْبُ يَعير عِياراً ذهَب يتَردَّدُ كأنَّه متَفَلِّت من صاحِبِه وَقد تقدّم فِي الفَرَس ثَعْلَب ضَبْحَ الكَلْبُ كَذَلِك وَقد تقدَّم فِي الثَّعالِبِ
3 - (عَقْر الكِلاب)
صَاحب الْعين هَبَجْت الكَلْب قتَلْته وهَطَرته أَهْطِره هَطْراً قتَلْته بالخَشَب(2/294)
3 - (وَلْغ الكلبِ والسَّبُع)
ولَغَ الكَلْبُ والسَّبُعُ ووَلِغَ يَلَغُ فيهمَا وَلْغاً وأوْلغَه صاحِبُه وَأنْشد ثَعْلَب
(مَا مَرَّ يومُ إِلَّا وعِنْدهُما ... لحمِ رُجَال أَو يُوْلَغانِ دَمَا)
والمِيْلَغة الإنَاءُ الَّذِي يَلَغ فِيهِ الكَلْبُ وَهُوَ القَرْو صَاحب الْعين لَجِذ الْكَلْب الإناءَ لَجَذا ولَجَذَه لَحِسه من باطِن ابْن دُرَيْد لَسِده ولَسَده يَلْسِدُه لَسْا وكلُّ لَعْق لَسْد وَقد تقدَّم اللَّسْد فِي الحُوَار ونحوهِ
3 - (الظَّرِبانَ)
صَاحب الْعين الظَّرِبَانُ دُوَيْبَّة شِبْهُ الكلْب أصْلَم الأُذنين صِمَّاخاه يَهْوِيان طَوِيلُ الخُرْطُوم أسْوَدُ السَّراة أبيَضُ البطْن كثِير الفقَسْو مُنْتِن الرائِحة يَفْسُو فِي جُحْ رالضَّب فيَسْدَر من خُبْث رائِحتهِ فيأكلُه وَالْجمع ظَرَابِينُ أَبُو عبيد الظَّرِباء على مِثَال فَعِلاً دابَّة شِبْه القِرْد وَهُوَ على قَدْر الهِرَّ ونحوهِ قَالَ هُوَ الظَّرِبَان وَأنْشد
(إلاَ أبْلِغَا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنَّنِي ... ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرَبَ الظَّرِبَانِ)
يَعْنِي كَثير بنَ شهَاب قَالَ أَبُو عَليّ الْجمع الظَّرْبَى والظَّرابِيُّ
3 - (الهِرُّ ونحوُه)
أَبُو عبيد هُوَ الهِرُّ وَجمعه هِررَة وَالْأُنْثَى هِرَّة وَجَمعهَا هِرّر ابْن الْأَعرَابِي قَوْلهم مَا يَعْرِف هِرَّا من بِرَّ الهِرُّ السَّنَّور والبِرُّ الفأر وَقد تقدَّم أَنه من الهَرّ وَهُوَ دُعاء الغنَم والبِرُّ سَوْقُها أَبُو عبيد الضَّيْوَنُ الهِرًّ وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ من الشاذ كحَيْوةً أَبُو عبيد وَهُوَ القِطُّ وَأنْكرهُ الخليلُ وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ الهِرُّ صَاحب الْعين جمع القِطِّ قطَاط ابْن دُرَيْد يُسَمَّى مُخَادِشاً قَالَ وَهُوَ السِّنَّوْر والسُّنَّار وَالْأُنْثَى سِنَّوْرة والخَيْطَلُ السِّنَّوْر وَقَالَ النَّضر فِي كتاب الوُحُوش الدَّمُ الهِرُّ صَاحب الْعين الثَّمِيلة دُوَيْبَّة فِي الحِجَاز على قَدْر الهِرَّة وَالْجمع ثِمْلانُ وَقَالَ تَخاوَشت السَّنانِيرُ تَخادَشتْ ومَزَّق بعضُها بعْضاً وَقَالَ القَلَطِيُّ القصِير المجَمِع من السَّنَانير ابْن دُرَيْد وَهُوَ القُلاَط وَقد تقدَّم فِي النَّاس والكِلاَب أَبُو عبيد الدِّرْص ولدُ الهِرَّة وَالْجمع أدْرَاص ودُرُوص وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الذِّئب والكَلْبة
3 - (أصواتُ الهِرِّ)
ابْن دُرَيْد ماءَت السِّنَّوْر مُوَاء صاحَتْ النَّضر الهِرُّ يَمُوء ويَمْؤُو ابْن دُرَيْد ماعَتْ مُوَاعاً كَماءت وَهُوَ المَعْو والمُعَاء كَذَلِك حَكَاهُ وَحكى غَيره ماغَتْ مَوْغاً والنُّغَاء مثل المُوَاء غَيره الخَرْخَرَة والخَرِير والهَرِير صوتُ الهِرَّة فِي نَوْمها وَقد تقدَّم فِي النَّمِر وَالْإِنْسَان وهِرَّة خَرثورُ
3 - (زجْر الهِرِّ)
صَاحب الْعين الغَسِّ زَجْر الهِرِّ(2/295)
3 - (جِحَرة السِّباع وَغَيرهَا)
صَاحب الْعين الجُحْر كُلُّ شيءٍ يُحْتَفَر فِي الأَرْض إِذا لم يكن من حَفْر عظَام الخطَلْق والجمعَ جِحَرة سِيبَوَيْهٍ وأجْحارُ وَأنْشد
(كِرَامُ حِينَ تَنْكَفِتُ الأَفاعِي ... إِلَى أجْحارِهِنَّ من الصَّقِيع)
صَاحب الْعين وَهُوَ الجَحْرَ وجحَرَ الضَّبُّ وانْجَحَر دخلَ جُحْره وأجْحَرْته أَبُو عبيد يُقال لجُحْر الضَّبْعِ والذئبِ وَجَار وأظنُّه يُقَال وِجَار بِالْكَسْرِ ابْن السّكيت هما لغَتانِ ابْن دُرَيْد الْجمع أوْجِرةُ ووُجرُ أَبُو عبيد يُقَال لجُحْر الثعلبِ والأرنبِ مَكَّاء مَقْصُور خفِيف ومَكُ وَجمعه أمْكاءُ صَاحب الْعين وَهُوَ المَكْو وَقد يكون للطائر والحَيَّة سِيبَوَيْهٍ المَكَا من الْأَسْمَاء الَّتِي أُمِيلتْ على التَّشْبِيه بذوَات الْوَاو من الْأَفْعَال نَحْو غَزا ودَعَا أَبُو زيد يُقَال لجُحْر الثَّعْلَب السَّرَب وَجمعه الأَسْرَاب وَقد يكون للأَسَد والضَّبُع والذئْب أَبُو عبيد انْسَرب الوَحْشِيُّ فِي سَرَبه دخَل والعَرِين والعِرِّيس والعِرِّيسة موضِعُ الأسَد ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ سِيَّتُه بِالتَّشْدِيدِ صَاحب الْعين خِدْر الْأسد موضِعُه وَقد خَدَر خُدُوراً وأخْدَر لَزم خدْره وأخدَره عرينُه ستَره وَقيل المُخْدِر الَّذِي اتخَذَ الأجَمَةَ خِدْراً والخاد شَرّ الَّذِي خَدَر فِيهَا ابْن دُرَيْد الرِّجَاجة عِرِّيسة الأسَد ابْن السّكيت زَرِيبةُ الأسَدِ موضِعُه الَّذِي يَكْتَنُّ فِيهِ صَاحب الْعين العِرْزال مَا يجْمَعه لأَشْبُله ونحوُه يَمْهَده لَهُم وَقد تقدّم أَنه بَقِيَّة اللَّحْم وَأَنه كالجُوالِق يُجمَع فِيهِ المتَاعُ وَقيل هُوَ مَأْواه وَقيل هُوَ الموضِع الَّذِي يتَّخِذه الناظِر فوقَ أَطْرَاف الشجَر والنخْل خوْفاً من الْأسد
3 - (خرْء السِّباع وغيرِها)
أَبُو عبيد جَعَر السَّبُع والكلْبُ والسِّنَّوْر صَاحب الْعين الدَّحْض سُلاَح السِّباع وأكثَرُ مَا يُوصَف بِهِ الأسدُ دَخَضَ دَخْضا وَقَالَ زَرِم الكلْبُ والسَّنْور زَرَماً فَهُوَ زَرِمُ إِذْ 1 ابَقِي جَعْره فِي دُبُره وَبِذَلِك سُمِّيَ السنَّوْر أزْرَمَ
3 - (الزَّجْر بالسِّباع)
أَبُو عبيد هَجْهَجْت بالسَّبُع وجَهْجَهْت وهَرَّجت ونَهْنَهْت ابْن دُرَيْد هَجٍ زَجْر للسِّبَاع صَاحب الْعين زَجَرْت السَّبُع فَمَا انْحاشَ لزَجْرِي اي لم يَنْزجِر وَقَول ذِي الرُّمَّة
(وبَيْضاء لاَ تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُها ... إِذا مَا رأتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها)
يَعْنِي بِهِ بيضَة نَعامةٍ مُسْتِعار
3 - (الصَّيْد وآلاتُه)
يُقال صادَ صَيْداً واصْطَاد وتَصَيَّدَ وَقَالُوا صِدْتُك وصِدْت لَك وأمَّا قَوْلهم صِدْنا قنَوَيْن فَإِنَّهُ زعم سِيبَوَيْهٍ أَنهم أرادُوا صِدْنا وحْشَ قَنَويْنِ لِأَن قَنَوَيْن اسمُ أَرض فجَاء على سَعة الكلامَ والإيجازِ والأختِصار قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ أحدُ أهل النّظر فِي قَوْله تَعَالَى {وحُرِّم عليكُمْ صَيْدُ البَرِّ} الْمَائِدَة 96 الْمَعْنى اصْطِياد صيدِ البَرِّ قَالَ لِأَن الْأَعْيَان لَا تحْرُم وَإِنَّمَا تحرُم أفعالُ فِيهَا وَهَذَا التَّقْرِير الَّذِي ذكره صَحِيح فِي قِيَاس العَرَبِيَّة وَذَلِكَ أَنه لَا يَخْلُو الصيدُ فِي(2/296)
قَوْله وحُرِّم علكيم صَيْدُ البَرِّ من أَن يُحْمَل على أَنه مصدَر أَو اسْم للوَحْش فَيمْتَنع أَن تقدّره مصدرا دُون اسْم الْوَحْش لِأَن المضافَ إِلَيْهِ المصدرُ يكون مفعُولاً بِهِ فَيكون الْمَعْنى حُرِّم عَلَيْكُم أَن تَصِيدوا البَرَّ وَذَا لَا يَصح فإنَ قلت احْمِلْه على الْحَذف كَأَنَّهُ صَيْدُ وَحْشِ الْبر فَهَذَا أَيْضا يصير إِلَى مَا قَالَه إِلَّا أَن ذَاك التأويلَ أحسنُ وأبيَنُ لأنّ الصَّيْد فِي التَّنْزِيل قد جَاءَ اسْما للعيْن دونَ الحدَث قَالَ تَعَالَى {لَا تَقْتُلوا الصَّيْدَ} الْمَائِدَة قَالَ ومَن قَتَلَه وَقَالَ تَعَالَى (لَيَبْلُونَّكمُ الله بشيءٍ من الصَّيْدَ تَنَالَهُ أيْدِيكم} الْمَائِدَة 94 والصَّيْد وَإِن كَانَ فِي الأَصْل مَصْدَراً فقد صَار اسْما للمُصْطَاد ونَظِير هَذَا قَوْلهم الخَلْق فِي المَخْلوق والنَّسْج فِي المنسُوج ابْن دُرَيْد المَصِيدة والمَصْيَدة والمِصْيَدة مَا صِدْت بِهِ وصَقْر صَيُود سِيبَوَيْهٍ الْجمع صُيُد وَمن قَالَ رُسْل قَالَ صِيْد صَاحب الْعين الزَّوَائِل الصَّيْد وَقد ازْدَالَ رمَي الزَّوائلَ وَقَالَ النَّظِيرة مَا نَظَرت إِلَيْهِ من الصَّيْد ثمَّ رَمَيتَه الْأَصْمَعِي القانِصُ الصَّيَّاد وَالْجمع قُنَّاص قَنَصه يَقْنِصه وقْنُصه قَنْصاً فَهُوَ مَقْنوص وقَنِيص واقْتَنصه وتَقَنَّصه وَالِاسْم القَنَص قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يُقال لما يُصاد قَنِيص وَأَجَازَهُ مَرَّة أَبُو عُبَيْدَة خرج يَسْتَمِي الوحشَ أَي يطْلُبها وَهُوَ يفْتعل من سَمْوت قَالَ الْفَارِسِي وَأَبُو سعيد السيرافي السَّمَاة الصَّيَّادُون نِصْفَ النَّهار وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(وحَدَّاءَ لَا يُرْجَى بهَا ذُو قَرابةٍ ... لعَطْف وَلَا يَخْشَى السُّماةَ رَبِيبُها)
الرَّبِيب هاهُنا الوحشُ السيرافي القَسْوَرة الصائدُ لقسْره الصيدَ وَقد تقدّم أَنه الأسَدُ أَبُو عبيد حَنَشْت الصيدَ أَحْنِشه صِدْته صَاحب الْعين النَّجْش استِثَارة الصيدِ وإخراجُه وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد نَجَش ينْجُش نَجْشاً ورجُل مِنْجاش ونَجَّاش مُثِير للصيدِ والنَّجَاشِيُّ الَّذِي يَنْجُش الشيءَ نَجْشاً فيستَخْرِجُه وَقَالَ حُشْت عَلَيْهِ الصيدَ وأحَشْته وأحْوَشْته يَعْنِي جمَعْته أَبُو زيد حُشْ عليَّ الطيْرَ وأحْوِشْ أعِنَّي على صيدِه وَقد أحْوشْته إيَّاها صَاحب الْعين أصَبْت صيْداً غَهَباً أَي غَفْلة وَقَالَ هَبِص الكلبُ حَرِص على الصَّيْد وقَلِق نحوَه وَقَالَ غَرَّبَت الكلابُ أمعنَتْ فِي طَلَب الصَّيْد أَبُو زيد كدَمْت الصيدّ إِذا جدَدت فِي طلَبِه حَتَّى يَغْلِبك صَاحب الْعين بَنَّجتُ القَبْجَةَ أخرجْتها من جُحْرها دَخِيل أَبُو زيد وَبَلت الصيدَ ألححْت عَلَيْهِ فِي الطَّرَد وغَتَتُّه غَيره وخَرَجنا إِلَى الصيْد فأرْجَأْنا وأرْجَيْنا اي لم نُصِبْ شَيْئا أَبُو عبيد القُرْمُوص حَفِيرة يَحْتِفرها الصائِدُ يُلجّفُها من جَوَانِبها أَي يجْعَل لَهَا نَوَاحِيَ ابْن دُرَيْد هُوَ القُرْمُوص وَقد قَرْمَصَ وتَقَرْمَص دخَل فِيهِ وَقيل القُرْمُوص والقِرْماص حُفْرة يستَدْفِىء فِيهَا الإنسانُ الصَّرِد والفِعْل كالفِعْل ابْن دُرَيْد العِرْزال خِرَق الصائدِ وأهْدامُه الَّتِي يَم~هَدها فِي قُتْرته {يضْطَجِع عَلَيْهَا وَقد تقدَّم أَنه البقيَّة من اللَّحْم وَأَنه الموْضِع يتَّخِذه الناظِر فوقَ أطْراف الشجَر والنخلِ خَوْفاً من الْأسد وَأَنه كالجُوالِق يُجْمَع فِيهِ المَتاعُ وَأَنه البَيْت يُبْنَى للْملك إِذا قاتَلَ أَبُو عبيد الزُّبْيَة حَفِيرة يحتَفِرها الصائدُ ابْن السّكيت هِيَ حُفْرة تُحْتَفَر للأسد وَقد زَبَّيتها للأسد وَقد زَبَّيتها وتَزَبَّيتها وفيهَا صَاحب الْعين الزُّوْنَة كالزبية أَبُو عبيد القُتْرة حَفيرة يحتَفِرها لصائدُ يَكْمُن فِيهَا الْأَصْمَعِي اقتَتَر الصائدُ والرامِي دخَل فِي قُتْرته أَبُو عبيد الزَّرِيبة القُتْرة وَقد انْزرَبَ دخلَ فهيا وَأنْشد
(رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْص مُنْزِربُ ... }
قَالُوا وَإِنَّمَا الأَصْل فِي الزَّرْب الغنَمُ يتَّخَذلها الزَّرِيبة فاستعاره والنامُوس قُتْرة الصائِدِ ابْن دُرَيْد النَّامُوس يهمَز لَا يُهْمز عَليّ الأصلُ فِيهِ عدم الهمْز إِلَّا على لُغَة مَن قَالَ خَأْتَم وَنَحْوه وَقَالَ البُرْأة نامُوس الصائِدِ وَالْجمع بُرَأُ وَأنْشد(2/297)
(بهَا بُرَأُ مثلُ الغَسِيل المُكَمِّم ... )
أَبُو عبيد المُدَمَّر الصائدُ يَدَّخِر فِي قُتْرته بأوْبار الإبِلِ لكَيْلا نجِد الوحشُ رِيحَه وَأنْشد
(فَلاقَى عَلَيْهَا من صُبَحٍ مُدمراً ... لِنامُوسه من الصَّفِيح سَقَائِفُ)
صَاحب الْعين الجَرَّة خَشَبة نَحْو الذِّراع يُجْعل فِي رأْسِها كِفِّةُ وَفِي وسَطِها حَبْل فَإِذا نَشِب فِيهَا الظبْي ناوَصَها واضْطَرب فَإِذا غلَبتْه استَقرَّ فِيهَا ابْن دُرَيْد الرَّوْق موَضِع الصائِدِ والدُّجْية قُتْرة الصائِدِ أَبُو عبيد الحِبَالة الحبْلُ الَّذِي يُصَاد بِهِ ابْن دُرَيْد الأُحْبُول حِبَالة الصائِدِ حبَلْت الصيْدَ حَبْلاً واحتَبلْته صِدته بالحِبَالة وَهُوَ الكابُول عَن ابْن دُرَيد أَبُو عبيد المِصْلاَة شَرَك يُنْصَب للصَّيْد وَقد صَلَيْت لَهُ أَبُو عبيد الكَصِيصة حِبَالة الظَّبْي الَّتِي يُصَاد بهَا غَيره اجْلَوَّذتِ الحِبَالةُ واخْرَوَّطت عَلِقتْ رِجْلَ الصيْدِ ابْن السّكيت وَإِذا وقَع الصيدُ فِي الحِبَالة قيل أمَيْدِيُّ أم مَرْجُول أَي أصابَتِ الحِبالةُ يدَهأو رِجْله ابْن دُرَيْد الطَّرَقُ الحِبَالة وَقد ارتَبَك الصيدُ فِي الحِبَالة اضْطَرب أَبُو عُبَيْدَة الخاطُوف شَبِيه بالمِنْجَل يُشَدُّ بحِبَالة الصائِد ليُخْتَطَف بِهِ الظبْيُ والرِّداعَة مِثْل البَيْتِ يَتَّخِذه من صَفِيح ثمَّ تُجْعَل فِيهَا لَحْمَةُ يَصِيدُ بهَا الضُبَع والذئبَ وَهُوَ نحوُ اللُّبْجَة والزُّبْية صَاحب الْعين الرَّدَاحة دِعَامة بيتٍ يُبْنَى من حِجَارة فيُجعَلُ على بَابه حَجَر يُقال لَهُ السَهْم والمِلْسَنُ يكونُ على الْبَاب ويَجْعَلون لَحْمة السُبع فِي مُؤَخَّر الْبَيْت فَإِذا دَخَل السُبُع فتَناوَل اللَّحْمة سقَط الحجرُ على البابِ ابْن دُرَيْد الكِلِّيت الحجرُ الَّذِي يُسَدُّ بِهِ وِجَار الضبُع ثمَّ يُحْفَر عَنْهَا أَبُو زيد الجَرِيئَة على مِثَال كَرِيمة بيتُ كالرِّدَاعة وجمعُه جرَائِيءُ بهمزتين مُحقَّقتين نادِرُ وَهُوَ أصلُ مرفوض عِنْد سِيبَوَيْهٍ ابْن دُرَيْد وهِلاَل الصَّيْد شَبيه بالهِلال يُعَرْقَب بِهِ الحَمِير الوَحْشِيَّة أَبُو عبيد الدَّرِيَّة دابَّة يَسْتتِر بهَا الَّذِي يَرْمِي الصيدَ ليَصِيده وَقد ادَّرَيْت ودَرَيْت وَهُوَ قَول الأخطل
(والرَّامِي يَصِيدُ وَمَا يَدْرِي ... اي مَا يَستَتِر ويَخْتِلُ)
أَبُو زيد الدَّريئَة مَهْمُوزة لِأَنَّهَا تُدْرأ إِلَيْهِ أَي تُدْفَع وَقد دَرَيْت الصَّيْد وتَدَرَّيته وادَّريتُه عَليّ فعلى هَذَا لَا يكونُ دَرَيت من لفظ الدَّرِيئة أَبُو عبيد الذَّريعة كالدَّرِيعة كالدَّرِيئة ابْن دُرَيْد وَهِي الرَّقيبة والسَّيِّقة وعمَّ بِهِ مَا يَسْتَتِر بِهِ الصائِدُ والرامِي أَبُو زيد المِسْوَق البَعِير يُسْتَتَر بِهِ من الصَّيْدِ وَالْجمع سَيَايِقُ بِغَيْر همز يحكيه عَن العَرَب صَاحب الْعين الشَّبَكة من آلاتِ الصائِد فِي البَرّ والبَحْر وَجَمعهَا شَبَك وشِبَاكُ أَبُو عبيد الصَّيَّاد يُغْدِف الشَّبكَة على الصيْد ليأخُذَه أَي كَأَنَّهُ يُرْسِلها عَلَيْهِ صَاحب الْعين أغْدَفْت بالطائِر وَعَلِيهِ كَذَلِك وَفِي الحَدِيث إنَّ قَلْب المؤمِنِ أشَدُّ اضْطِراباً من الخَطِيئَة من الطائِر حينَ يُغْدَفُ بِهِ والغابَة القَصَبة الَّتِي تُصادُ بهَا العَصَافِير وَقد تقدّم أَن الغايةَ الرايةُ والفَخُّ مَصِيدَة معرُوفةُ عَجَمِيُّ ابْن دُرَيْد الرَّامِق والرَّامِجُ المِلْواح الَّذِي يُصاد بِهِ البُزَاة والصُّقُور وَهُوَ أَن يُؤْتَى ببُومة فيُشَدّ فِي رِجْلها شيءُ أسودُ ويُخَاط عيناهَا ويُشَدُّ فِي سَباقيْها خيْطُ طَويل فَإِذا وقَعَ عَلَيْهَا البازِي صادَه الصيَّاد من قُتْرتِه قَالَ وَلَا أَحْسِبه عَرَبياً صَحِيحاً وَقَالَ قَمَّر القومُ الطيرَ أعْشَوْها بالليلِ بالنَّار لِيصيدُوها صَاحب الْعين المِفْقَاسُ عُودانش يُشَد طرَفاهُما بِخَيْط كَالَّذي فِي وسَط الفَخِّ ثمَّ يُلْوَى أحدُهما ثمَّ يُجْعَل بَينهمَا شيءُ يَشُدُّهما ثمَّ يُوضَع فوقَهما الشَّرَكة فَإِذا أَصَابَهَا شيءُ فَقَست أَي وثبَتْ ثمَّ أُغْلِقت الشركةُ فِي الصَّيْد والْعَطُوف والعاطُوف مَصِيدة فِيهَا خشبَةُ مُعطَّفة الرَّأْس أَبُو حَاتِم المِقْلَى والقُلَة عُود يُجْعل فِي وسَطِه حَبْل ثمَّ يُدْفَن ويجعَل للحَبْلِ كِفَّة فِيهَا عِيدانُ فَإِذا وَطِىء الظبيُ عَلَيْهَا عَضَّت على(2/298)
أطْرافِ أَكَارِعه أَبُو زيد البُجَّة بيتُ يُبْنَى من حِجَارة ويجْعَل على بَابه حَجَر يكونُ أعلَى الْبَاب ويجعَلون لَحْمة السبُع ي مُؤَخِّر البيتِ فَإِذا دخَل السُبُع فتناوَلَ اللَّحمة مسقَط الجرُ على الْبَاب وجَمْعها بُجَج صَاحب الْعين اللًّبْجة حديدةُ ذاتُ شُعَب كَأَنَّهَا كفُّ باصابِعه تَنْفرِج فيُوضَع فِي وَسَطِها لَحْم ثمَّ يشَدُّ إِلَى وَتَدٍ فَإِذا قبَض عَلَيْهَا الذئبُ الْتَبَجت فِي خَطْمه فقبَضَت عَلَيْهِ وصرَعتْه وَالْجمع اللُّبَج يُقَال مِنْهُ لَبَج بِهِ الأرضَ أَي ضربهَا بِهِ والنَّمِرَة مَصِيْدة تُرْبَط فِيهَا شاةُ للذئب والدَّواحِيل خَشَبات على رُؤُوسها خِرَق كَأَنَّهَا طرِّادات قِصارُ تُرْكَز فِي الأَرْض لصَيْد حُمُر الوحشِ واحدتُها داحُول أَبُو زيد اقْناني الصيدُ أمْكَنني أَبُو عبيد اكْثَبني وأفْقَرني أمْكَنني وَقيل أفْقَرني أمْكَنني من فَقَاره فرمَيْته ابْن السّكيت أخْطَبَني الصيدُ أمكَنَني أَبُو عبيد المِقْنب شيءُ يكُون مَعَ الصائِد يجْعل فِيهِ مَا يَصِيد صَاحب الْعين رجُل عَيَّار يوصَف بالتردُّد فِي الصِّيْد والخَلِيع الصِّيَّاد يوصَف بِهِ لانْفِراده وَبِه سُمِّيَ الشاطِرُ خَلِيعاً وَالْأُنْثَى خَلِيعة أَبُو عبيد أصبْنا مَرْنعة من الصيْد أَي قِطْعة وَقد تقدّم أنَّها القِطْعة من الطَّعَام والشِّراب(2/299)
فارغة(2/300)
(كتاب الحشرات)
أَبُو حَاتِم قَالَ أَبُو خيْرَة حَشَرة الأرضِ الدوَابُّ الصِّغار والضَّبُّ والوَرَلُ والقنْفُذ والفَأْرة والزَّبَابةُ والجُرَذ والحِرْباء والعَظَايَة وأمُّ حُبَيْن والعَضْرَفُوط والطُّحَن وسَامُّ أبْرَص والدَّسَّاسة وَهِي العَنَمة والشِّقْذان والثَّعْلَب والهِرُّ والأَرْنَب وَقيل الصَّيْد أجمَعُ حَشَرةٌ مَا تَعاظَم مِنْهُ أَو تَصَاغَر وَمَا أُكِل من الصَّيْد فَهُوَ حشَرة الواحدُ والجَمِيع فِي ذَلِك سَواءٌ وَأنْشد:
(يَا حَشَراتِ القاعِ من جُلاجِلِ ... قد نَشَّ مَا كَشَّ من المَرَاجِل)
هَذَا رجُل اتَّخَذَ نَبِيذاً فَلَمَّا نَشَّ والنَّشِيش فوقَ الكَشِيش جعَل يتوَعَّد الحشَرات بالتصيُّد والأكلِ لَهَا عِنْد شُرْبِهِ لذَلِك النَّبِيذ أَبُو حَاتِم وَقيل الطَّير أَيْضا من الحشَرَة وَقيل الحَشَرة مَا أُكِل من بَقْل الأرضِ نَحْو الدَّعَاع والفَثِّ الْأَصْمَعِي الخَشَاش الشِّرَار من كل شَيْء وخصَّ بعضُهم بِهِ شِرَار الطيْرِ وَمَا لَا يَصِيد مِنْهَا وَقيل هِيَ من الطيْرِ وَمن جَمِيع دَوابِّ الأَرْض مَا لَا دِمَاغَ لَهَا كالنَّعامة والحُبَارَى والكَرَوان ومُلاَعب ظِلِّه
3 - (اليَرْبُوع)
قَالَ أَبُو حَاتِم يُقال للذكَر اليَربُوع وللأُنْثى اليَرْبُوعة وَهِي تَحِيض كَمَا تَحِيض المرأةُ وتَلِد كَمَا تَلِد وَلها حَياءٌ ولبَنٌ وأطْباءٌ وأرضٌ مَرْبَعة ذاتُ يَرابِيعَ وَمن ضُرُوبِها التَّدْمُرِيُّ التَّاء مفتوحةٌ وبعضُهم يضمُّها وَبَعْضهمْ يقولُ الدُّمَارِيُّ وَهُوَ الماعِز مِنْهَا وَهُوَ قَصير مجتَمِع وَمِنْهَا الشُّفَارِيُّ وَهُوَ الضائِنُ من اليَرَابِيع طَوِيلُ القَوائِمِ رِخْو اللَّحْم كثِيرُ الدَّسَم وَقيل الشُّفَارِيُّ ذُو أذنَيْن ضَخْمِتين كَأَنَّهُمَا أذُنَا أرْنَبِ وَيُقَال فِي أُذُن الْإِنْسَان إِذْ ضَخُمت شُفَارِيَّة وشُرَافِيَّة وَقد تقدَّم وَقيل التَّدْمُرِيُّ اللطيفُ مِنْهَا الصغِير الجِسمِ ليستْ فِي ساقَيْهِ أظفار والشُّفاَرِيُّ فِي ساقيْهِ أضْفارٌ وَأنْشد
(وإِنِّي لأَصْطَاد اليَرابِيعَ كُلَّها ... شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعا)
المُقَصِّع الداخِل فِي القاصِعَاء وَهِي إحْدَى جِحَرته وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله وكل يَرْبُوع يُقال لَهُ ذُو الرُّمَيْح ورُمَيْحه ذَنَبه وَقَالَ صَاحب الْعين ذُو الرُّمَيْح ضَرْبِ من اليَرَابِيع طويلُ الرِّجْلين فِي أوْساط أوْظِفَته فَضْل ظُفُر أَبُو حَاتِم وَإِذا كَانَت اليَرْبُوعة حَامِلا قيل هِيَ حُبْلَى ويُقال لَهَا وَلَدت وكلُّ حاملٍ تَلِد قَالَ وَقَالَ أَبُو أسَلَم لَا أَقُول إلاَّ وَضَعت وهما صَوَاب وَإِذا كَانَت تُرْضِع ولدَها فَهِيَ مُرْضِعٌ وأولادُها الدِّرَصة والأدْراصُ وَاحِدهَا دِرُص وَقد تقدّم فِي الذئْبة والكلبةِ ويُسَمَّى خَطْم اليربُوع أنْفاً وَله أربعُ ثَنايَا من سُفْل وَمن عُلْو اثْنَتَانِ واثْنتان يَلْتَقِيَانِ ويَخْتلفانِ أَي تَقَع هَذِه فِي أصل هَذِه وشَحْمه يُسَمَّى شَحْماً وشَعَره يُسَمَّى شَعَراً وذنَبه ذنَباً وأظْفارُه أظفاراً وكَفُّه بُرْثُناً وعَدْوُه عَدْواً وإحْضاراً وَله كَرِش صغيرةٌ وكلُّ ذِي كَرِش يَجْتَرُّ قَالَ وَيُقَال(2/301)
لَهَا مُجْرٍ أَي ذاتُ جِراء وأطْباؤُها ثمانِيةٌ الْوَاحِد طُبْيٌ كأَطْباء الفرَس والكَلْبة والسِّبَاع قَالَ وَهِي تُرْضِع كَمَا تُرْضِع الكلبةُ صَاحب الْعين الوَدَعُ من أسماءِ اليَرْبُوع أَبُو حَاتِم أتيْت يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً فاحْتَفَرته وحَفَرته وحَفَرت عَنهُ صَاحب الْعين نَفَجَ اليَرْبُوع يَنْفُج نُفُوجاً وانْتَفَجَ عدَا أشدَّ العَدْو وأنفَجَه الصائِدُ أثارَه من مَجْثِمه وكلّ مَا ارْتَفع فقد انْتَفَج وتَنَفَّج ونَفَجته أَنا أنْفُجُه نَفْجا
3 - (جحَر اليَرَابيع)
قَالَ أَبُو حَاتِم هِيَ سبْعة القاصَعَاءُ والنافِقَاء والدَّامَّاء والرَّاهِطاء أَبُو عبيد والفُعَلة فِي ذَلِك كلِّه لُفَة أَبُو حَاتِم وَمِنْهَا العانِقَاء والحاثِيَاء واللُّغْز فَأَما القاصِعَاء فَإِنَّهُ يَحْفِر جُحْره فَإِذا فَرَغ ودخَل فِيهِ سدّ فَم الجُحْر بتُراب يَجِيء بِهِ وَإِنَّمَا يفْعَل ذَلِك لكيْلا تدخُلَ عَلَيْهِ حَيَّة وَلَا دابَّة وَقد قَصَّع سدَّ بَاب جُحْره والدَّامَّاء بابُ جُحْره الأول يُسَوِّي عَلَيْهِ الترابَ فيكونُ بمنزلِة الدِّمَام فتَراه كَأَنَّهُ طَبَق عليّ يعنِي بالدِّمام الطِّلاء كَمَا تُدَمُّ القِدْرُ بالطِّحَال ونحوِه والقاصِعَاءُ بَاب جُحْره يَنْقُبُه بعدَ الدَّاماء فِي مواضِعَ أُخَر ثمَّ قاصِعَاؤُه ترابٌ يُسدُّ بِهِ بابَ جُحْره وَقد قَصَّع وكل سادٍّ مُقَصِّع وَيُقَال للجُرْح إِذا شَرِق بالدمِ مُشَدَّد وللبعير قَصَع خَفِيف بجِرَّته إِذا مَلأَ فاهُ جِرَّه وَقد تقدّم كلُّ ذَلِك وَأما النافِقَاء فَإِنَّهُ يَعْمِد إِلَى مكانٍ من داخِ جُحْره فيُرِقّقه فَإِن دخَلَ عَلَيْهِ دابَّةٌ أَو حَرَّكَه إنسانٌ ضَرب رب ذَلِك برأسِه فَهَشَمه وخَرج مِنْهُ فذهَبَ وَإِنَّمَا يستَعِدُّه لذَلِك وسَدَّه لَهُ برأسِه وقَوائِمه يَدْحَسه بِرَأْسِهِ تُراباً وبرجْلَيْه ورُبَّمَا اتَّخَذ نافِقاوَيْن فَإِن حُرِّكَ فِي جُحْره من قِبَل القُصَعة أَو غَيرهَا ضَرب بِرَأْسِهِ النافِقَاء فانطلَق يَعْدُو فِي الأَرْض وَيُقَال انتَفَق اليربُوعُ من نافِقَائِهِ خَرج ونَفَّقته أَنا وَقَالُوا استخَذَ نافِقَاءَ يَعْنِي اتَّخذه أَي عَمِله قَالَ أَبُو عَليّ اسْتَخَذَ من شاذِّ البدَل وَقد أدْرجه سِيبَوَيْهٍ فِي شاذّ الادْغام واستَعْله فِيمَا سِوَى اليَرْبُوع فَقَالَ اسْتَخَذ فلانٌ ضَيْعةً أَو أرْضاً سِيبَوَيْهٍ هَذِه الجِحَرة كُلُّها تُكَسَّر على فَواعِلَ لاتِّفاق فاعِلَةٍ وفاعِلاً فِي البِنَاء وَأَن فيهمَا عَلَمَيْ تأنِيثِ أَبُو حَاتِم ويأتيه الإنسانُ فيُنَفِّقه وَإِن وافَق نُفَقَته أخَذه ورُبَّما لم يَجِدنا فِقَاء فَرَسب فِي الأَرْض سُفْلاً فَلم يُقدَر عَلَيْهِ وذكَرُوا أَن المُنافِق أُخِذ من النافِقَاء كَأَنَّهُ يَخْرج الإيمانُ من قلبه فيذْهَب واللُّغْز شُعْبة من جُحْره يَشْعَبها ثمَّ يَحْدُرها سُفْلاً فَإِذا أعيَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُه كَنَس فِي الآخَر وَيُقَال النافِقَاء نِبِيثةُ جُحْره الَّتِي أخْرَج فتراها تُرَابا مَنْبُوثاً وَقيل الراهِطَاء حِجَارة يَجْمعها وترابٌ يلْعَب حولَها ويضْرِب بذَنَبه ويُقال بَين النافِقَاء والقاصعاء جُحْر لَيْسَ فِيهِ تُراب يَسْتَعِدُّ فِيهِ لُغْزاً ليُحافِرَ فِيهِ وَله من جُحْره إِلَيْهِ مَنْفَذ وَإِنَّمَا جُحْر مُشَبَّك بعضُه فِي بعضٍ والمُحَافَرة أَن يَحْفِر فِي لُغْز من ألْغازِه ويَذْهَب سُفْلاً ويَحْفِر الْإِنْسَان حَتَّى يُعْي فَلَا يَقْدِر عَلَيْهِ ويَشْتَبِه عَلَيْهِ الجُحْر فَلَا يعرِفُه من غير فيدَعه ويَحْفِر ألْغازَه جُهْدَه واللُّغْزْ أَن يَحْفِر مستَقِيماً ثمَّ يَعْدِلَ عَن يَمِينِه أَو شِماله عُرُوضاً يَعْتَرِضها وَأَنت تحسَبُها على وَجهك الَّذِي كنتَ رأيتَ جُحْرَه عَلَيْهِ وَقد لَغَّز والتَّلغيزُ الخِلافُ أَي أَن يَعْدِل مرّة كَذَا ومَرَّة كَذَا فِي حَفْره إِذا حَفَر فِي لُغْزه ذَلِك وذَهَب فارًّا من طَلَبه من النَّاس قيل دَعْه فقد حافَرَ فَلَا يُقْدَر عَلَيْهِ وَلَا يُدْرِي أَيْن يُؤخَذ غَيره اللُّغْز واللَّغْز واللُّغَّيز] والأُلْغُوزة جُحر اليَرْبُوع والضبِّ والفأرة وَهِي الألغازُ أَبُو حَاتِم وَأما الدَّامَّاء فنَبِيئَةُ جُحْره عِنْد فَمِ الجُحْر يدّمِّمُها أَي يُسوِّيها حَتَّى تَراها مستَوِية لازِقَة بِالْأَرْضِ ويَبْسُطها على وجْه الأَرْض وَقد دمَّم دامَّاءه وَإِذا حافَرَ فقد حَثَّى يَحْفِر ذَلِك الترابَ وَلَا يَنْبُثُهُ وَلَا يُدْرَى وجْهُ جُحْره فيذْهَب فِي الأَرْض فَلَا يُقْدَر عَلَيْهِ فترى الجُحْر ممتلئاً تُراباً مستَوياً وَإِذا حَثَّى لم يُقْدَر عَلَيْهِ أبدا وَيُقَال مَا أشدَّ اشتِباهَ حاثِيَائِه والمُرَهِّط الَّذِي يُقَصِّع بعضَ التقْصِيع وَلَا يُقَصِّع كَالَّذي يُنْبغي يَدَع فِي فَم جُحْره خَصاصةٍ أَي خرْقاً وَذَلِكَ حِين يُسَمَّى الرَّاهِطَاءُ وَإنَّهُ رُبَّما اتخذَ فِي جُحْره(2/302)
نُفَقَتين وربَّما استَعدهما اثنَيْن فَإِن أُتِي من هَذِه خرج من هَذِه فاستَنْجَى يَعْنِي نَجَا ويأتيه وَهُوَ فِي الجُحْر فيبسُط على جُحْره ثوبا ثمَّ يُنَفِّقه فيأخُذَه إِذا وقَع فِي الثَّوْب والتَّنْفيق أَن يأخُذ الْعَصَا فيَعُن بهَا الأَرْض مَرَّة هَاهُنَا ومرَّة هَاهُنا فَإِذا سمع ذَلِك وَثَبَ فخرد من نافِقَائه يَعْنِي وَلَا يُقَال انتَفَق ويُقال النافِقَاء والنُّفَقاء والنُّفَقَة والراهِطَاء والرُّهَطَاء والرُّهَطَة والقاصِعَاء والقُصَعاء والقُصَعة صَاحب الْعين العَانِقاء جُحْر مملُوء تُراباً رِخْواً يكونُ لليَربُوع يُدْخِل فِيهِ عُنقَه وَقد تَعَنَّق بالعانِقَاء إِذا دَسَّ عنُقَه فِيهِ وربَّما غَابَ تَحْتَهُ وَقد تقدّم فِي الأرنب وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد السَّابِياء جُحْر اليربُوع وَهَذَا خَطأ مِنْهُ ووَهَمٌ إِنَّمَا رأَى بَاب فاعِلأَ فِي المصنَّف وَفِيه السابِيَاء النِّتاج بعد ذكر القاصَعاء والنافِقَاء فتَشبَّحَ لَهُ أَن السابِيَاءَ من الجِحَرة صَاحب الْعين دَسَعت الجُحْر أدْسَعه دَسْعاً سَددته بمرَّة غَيره استَخَرْت اليربُوعَ إِذا جعلَتْ خشبَةً فِي موضِع النافِقَاء فخَرج من القاصِعاء
3 - (القَنَافَذ)
ابْن السّكيت هُوَ القُنْفُذ والقُنْفَذ قَالَ أَبُو عبيد وَالْأُنْثَى قُنْفُذة أَبُو حَاتِم وَهُوَ الشَّيْهَم وَالْأُنْثَى شَيْهمة صَاحب الْعين الشَّيْهَم ماعَظُم شوكُه من ذُكُورها أَبُو حَاتِم يُقال للقُنْفُذ أنْقَدُ وَفِي مثَل
أسْرَِى من أنْقَد
يَعْنِي من السُّرَى وَأنْشد
(فَباتَ يُقاسِي ليْلَ أنْقَدَ دائِباً ... ويَحْدُر بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجَاهِن)
صَاحب الْعين العُنْجُه القُنْفُذ الضَّخْم وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ ثَعْلَب الْأُنْثَى من القنافِذ عُنْجَةُ معرفَة أَبُو حَاتِم ويُسَمَّى القُنْفُذ المِنَنَة وَلَيْسَ بِثَبْت وَيُقَال للقُنْفُذ الدَّرّاج ولمَشْيه الدَّرَجَان والهَدَجَان والدَّرَمَان لِأَنَّهُ يَدْرِم ليلَته جمْعاءَ يَمْشِي ويَدْرُج ويَهْدِج وَأنْشد
(مِثْلُ القَنافِذِ هَدَّاجُون قد بلغَتْ ... نَجْرانَ أَو بلغَتْ سَوْآتِهم هَجَرْ)
وعمَّ أبوعبيد بالدَّرَمان والدَّرْم جميعَ الدوابَّ صَاحب الْعين يُقَال لَهُ المُدْلِج لِأَنَّهُ يُدلِج ليلَته جَمْعَاء أَبُو حَاتِم وَيُقَال لَهُ القُبَاع لِأَنَّهُ يَقْبَع أَي يَخْبَأ رَأسَه قَالَ ونَزَغ إنسانٌ ابْن الزُّبَيْر بنُزَيْغَة وَهُوَ يَخطُب ثمَّ خَبَأ رَأسه فَقَالَ ابنُ الزبير أيْنَ هَذَا المتكَلِّم فَمَا تكلَّم أحدٌ فَقَالَ مَا لَهُ قاتَلَه الله ضَبَح ضُبَاحَ الثَّعْلب وقَبَع قُبُوعَ القُنْفُذ ابْن دُرَيْد الدُّلْدلُ الشَّيْهَم العظِيمْ وكانتْ بَغْلَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تُسَمَّى الدُّلْدُلَ أَبُو حَاتِم الدُّلْدُل شيءٌ آخَرُ عَلَيْهِ شَوْك كالمَدَارِي فِي غِلَظ الأصَابع ومَسْكَنُه الجبالُ وَهُوَ ينتفض فيَرْمِي بالمَدَارِي فيَخْرِم الرِّجْل ويَعْقَرهَا وولدُه الصغيرُ الدِّرْص والجِرْو وَقيل الدُّلْدُل دابَّة تكون بالشَّام لَهَا أَلْية كألْية النَّقَدة من الغنَم صَاحب الْعين المُدَجَّج والمُدَجِّج الدُّلْدُل من القَنَافذ وَقيل إِيَّاه عَنى الشاعرُ بقوله
(ومُدَجِّج يَعْدو بِشكَّتِه ... مُحْمَرَّةٌ عيْناه كالكَلْب)
وَقد تقدّم فِي المتَسَلِّح من الرِّجال والحِسْكِك القنْفُذ والنَّيْض القُنْفُذ الضَّخْم صَاحب الْعين الشَّيْظَمُ المُسِنُّ من القَنَافِذ
(الضِّبَاب)
أَبُو حَاتِم يُقال للذكَر الضَّبُّ وللأنثى الضَّبَّة وَالْجمع الضَّبَاب سِيبَوَيْهٍ ضَبُّ وأَضُبُّ وَأَرْض ضبِيَة ومَضَبَّة كثِيرةُ الضِّبَاب وَقد ضَبِب البلدُ كثُر ضِبَابُه وَهُوَ أحدُ مَا جَاءَ على الأَصْل من هَذَا الضَّرْب وضَبَّبت على الضبِّ(2/303)
إِذا حَرَشته فخرجَ إِلَيْك مُذَنِّباً فأخَذْت بذنَبِه أَبُو حَاتِم ذَنَّبتِ الضِّبابُ إِذا أَرَادَت التَّعاظُل أَو البَيْضَ فَغَرَّزت أذْنابَها وَكَذَلِكَ الفَرَاش والجَرَاد أَبُو حَاتِم الضَّبَّة تَبيض وَيُقَال لبَيْضها المَكْن أَبُو عبيد الضَّبَّة المَكُون الَّتِي قد جمعتْ بيْضَها فِي بطْنها وَقد مَكِنت وأمْكَنت وَهِي مُمْكِن أَبُو حَاتِم ضَبَّة مَكُونٌ وَذَلِكَ حينَ تَنْظِم بيضَها فِي بطْنها ونَظْمها أَنَّهَا يَصِير لَهَا أَنَاظِيمُ من بَيْض فِي بطْنها بعضُه على بْعض كَأَنَّهُ فِي شُبَّاذ أَي فِي خَيْط الْوَاحِد إنْظَام والانِظام من الخَرَز خَيْطٌ مَلآن خَرَزاً فَذَلِك الانِظْام كَمَا تَنظِم الدَّجاجة فِي بطْنها أَنَاظِيمَ بيضها وَكَذَلِكَ أنَاظِيمُ مَكْن الضَّبَّة تَبِيض الْعشْرين إِلَى الستِّين يَمْتَلِيء مَا بيْن أصل ذنبِها إِلَى رِئَتها مَكْناً الْوَاحِد مَكْنة وَهِي مثل التَّمْرة زَعَمُوا وَهِي صِغَار يُقَال صِدْت ضَبَّة كثيرةَ النَّظْم صَاحب الْعين ضَبَّة ناظِمٌ ومُنَظِّم وَكَذَلِكَ السَمَكة أَبُو حَاتِم فَإِذا عَظُم فَهُوَ المَكْن وَإِذا باضَتْه أَيْضا فِي الأَرْض فَهِيَ مَكُون فَإِذا باضَتْ دفنت بيضَها فِي الأَرْض أربَعِين لَيْلَة فِي الثَّرضى فِي أبْرد مَا تعلَمُ وأثْراه وتعهَّدتُه فَإِذا سَمِعت أصواتَه بحثَتْ عَنهُ فَمَا أدْركَتْه أكَلَتْه وَمَا فاتَها ذهَب عَنْهَا فِي الأَرْض فَتلك إخْذة الضبِّ وَإِذا أوْعَد رجلٌ رجلا قالَ لأخَذَتَّك إخْذة الضبَّة ولدَها ابْن الْأَعرَابِي القُرْنَتانِ زَاوِيَتا رَحْمِ الضَّبَّة أَبُو مَالك رَأْسا رحِمِها تَحْمِل فِي هَذَا مَرَّة وَفِي هَذَا مَرَّة أَبُو عبيد فَإِذا باضَتْ قيل سَرَأتْ تَسْرَأ أَبُو حَاتِم واسمُ البَيضِ السَّرءْ وَقَالَ ضَبَّة سَرُوء وضِبَاب سُرُؤٌ وسُرَّأُ على فُعَّل عَليّ لَيْسَ سُرَّأٌ جمعَ سَرُوء لِأَن فَعُولاً لَا يُكَسَّر على فُعَّل وأحْرِ بِهِ أَن يكونَ جمع سارِىءٍ فَيكون كحائِض وحُيَّض وَقيل السَّرُوء الَّتِي بَيْضُها فِي جوفها لم تُلْقِه بعْدُ وَيُقَال لولَدِها حِين يَخْرُج من الْبَيْضَة حِسْل ابْن دُرَيْد وَالْجمع أحْسَال وحِسَلةٌ وحِسْلانٌ وحُسُول ويُكَنى الضبَّ أَبَا الحِسْل وَأَبا الحُسَيْل أَبُو حَاتِم ثمَّ يكون مُطَبَّخاً ثمَّ غَيْداقاً فَإِذا أسنَّ فَهُوَ جَحْل أَبُو عبيد يُقال لفرخ الضبِّ حِين يخْرُج من بضه حِسْل ثمَّ غَيْداق وَقد تقدّم أَنه الصبِيُّ الَّذِي لم يَبْلُغ ثمَّ مُطَبِّخ ثمَّ يكون ضَبّاً مُدْرِكاً وَقيل هُوَ حِسْل ثمَّ خُضَرِم ثمَّ مُطَبِّخ ثمَّ ضَبُّ أَبُو حَاتِم وَقد اخْتلفُوا فِي ذَلِك فَقَالَ بَعضهم يُقَال للضبِّ إِذا انسَلَخَ واصْفَرَّ جلدُه قد طَبَّخ حِين يَكون حِسْلاً وَقيل الغَيْداق الضبُّ المُسِنُّ العظيمُ وَقيل هُوَ الرَّخْص السمِينُ وَقيل أصْغَر مَا يكونُ حِسْل ثمَّ مُطَبَخ وَهُوَ الَّذِي قد تَحَرَّك وعَظُم والحسْل بجَمْع المُطَبِّخ والحِسْل ويُقال للصغِير مِنْهَا والكَبِير ضبُّ وَقَالَ قوم من الضِّبَاب الجَحْل والمطَبَّخ والعُدْمُل والحِسْل والسَّحْبَل والغَيْداق أما الجَحْل فالكَبِير مِنْهَا المسِنُّ وَالْجمع الجُحُول والجُحْلان وَيُقَال زِقُّ جَحْل أَي ضَخْم والعُدْمُل والعُدْمُلِيُّ والعُدَمِل الْقَدِيم الضخْمُ وَيُقَال ذَلِك فِي كل مُسِنٍّ قديم فَأَما المطَبَّخ فَالَّذِي قد مُلِيُّ والعُدَامِل القدِيمُ الضخْمُ وَيُقَال ذَلِك فِي كل مُسِنِّ قديم فَأَما المطَبِّخ فَالَّذِي قد تمرَّد مِنْهَا وَهُوَ فَوق الحِسْل يُقَال صدْت حِسْلاً مُطَبِّخاً وَهُوَ أصغرُ مَا يكونُ وَلَا يزَال يُقَال لَهُ الحِسْل حَتَّى يكونَ ضَبّاً ضخْماً والحِسْل يعُمُّ المُطَبَّخ والحِسْل وَأما السَّحْبَل فالعظِيمُ المُسِنُّ سقاءٌ سَحْبَلٌ أَي ضخم وَيُقَال ضَبُّ سِبَحْل وسَبْحَل وسَبَحْل وسَحْبَلٌ وسُحَابِلٌ غَيره العَلِبُ الضبُّ المسِنُّ الضخْمُ والهَضْب الضَّخْم مِنْهَا وَغَيرهَا وسُرِق لأعرابيَّة ضَبُّ فحُكِم لَهَا بضَبٍ فَقَالَ لَيْسَ كَضَبَّي ضَبِّي ضَبُّ هِضَبُّ والضِّفْطار من أَسمَاء الضبِّ الهَرِم القَبِيح الخِلْقة وَيُقَال فِي مثل
أطْعِم أخال من عَقَنْقَل الضَّبُ
وَهُوَ قانِصتُه وَهُوَ أوّلُ شَيْء يدخلُه الطعامُ وَقيل عَقَنْقَل الضَّبِّ مثْلُ رَبَضِ الشاةِ وَهُوَ يُرْمَى بِهِ وَقيل فِي قَوْلهم أَطْعِمْ أخاكَ من عَقَنْقَل الضَّبِّ إِنَّمَا يَهْزَأ بِهِ وكُشْيَة الضبِّ شَحْمةٌ صفْراءٌ من أصْل ذنَبها حَتَّى تبلُغَ إِلَى أصل حَلْقها وهما كُشْيتانِ مُبْتدّتاً الصُّلْب من داخِل من أصل ذَنَبها إِلَى عُنُقها وَقيل كُشْيتُه أصلُ ذَنَبه وَقيل كُشْيتا الضبِّ على مَوْضِع الكُلْيتينِ وهما شَحْمتانِ على خِلْقة لسانِ الكلْبِ صَفْراوَانِ عَلَيْهِمَا مقْنعة سَوْداءُ أَي مثلُ المِقْنِعَة ويُقال لَا أفْعَلُ ذَلِك سِنَّ الحِسْل أَي حتَّى يَسْقُط فُوه أَي أسْنانُه وأسْنانُه لَا تَسْقُط أبَداً إِنَّمَا هِيَ كالمِيشَار أَي خِلقة من الفَكَّينِ وَلَيْسَت بمُرَكَّبة فِيهِ وَقَالُوا للضَّبِّ ذَكران وللأنثى فَرْجَانِ ويُسَمَّى ذَكَره الزُّبَّ والنِّزْك وَأنْشد
(سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ كانَا فَضِيلةً ... على كلِّ حافٍ فِي البِلاد وناعِلِ)(2/304)
السِّبَحْل الضَّخْم قَالَ والتَّذنِيب أَن يُخْرِجَ ذنَبه فِي أدْنى الْجُحر من داخِلٍ والتَّرئِيس أَن يَجْعَل رَأسه مُقْبِلاً فِي أدْنَى الجُحْر وذنَبُه داخِلٌ فِي الجُحر أَبُو عبيد خَرَج الضبُّ مُرَائِساً على مِثَال مُفَاعِلٍ كَذَلِك الْأَصْمَعِي عَكِدَ الضبُّ عَكَداً فَهُوَ عِكَدٌ واسْتَعْكَد لاذَ بجُحْرِه من الصائِد وَقد تقدّم ذَلِك فِي الطائِر إِذا لاَذ من البازِي أَبُو حَاتِم وَقَالُوا فِي الضَّبِّ قد خَرَجتْ جَنَادِعُه والشَّر غَيْرُ وادِعِه والجَنادِع هَنَاتٍ صغَار أعظَمُ من الذُّبَابِ تَسْكُن فِي الجِحْرة مَعَ الضبِّ إِذا صَبَبْت فِي جُحْرِه مَاء حَتَّى يَخْرُج وَأَتَّيت الماءَ إِلَى جُحْره حَتَّى يَخْرُج فيُؤْخَذ صَاحب الْعين اسْتَذْلَقْتُه كَذَلِك وَيُقَال فِي مثل
لأَنْت أخْدَعُ من ضَبَّ حَرَشْتَه
أَي إِذا مَسَح بِيَدِهِ على فَم الجُحْر فسمِعَ الصوتَ فربَّما أقْبَل وهويُرَى أَن ذَلِك حَيَّةٌ ورُبَّما أرْوَح رِيحَ الإنسانِ فَخَدَع يخْدَع خَدْعاً إِذا رجَع فِي الجُحْر فذهَب وَلم يَخْرُج وَقد تقدّم تعلِيلُه وَأنْشد أَبُو عَليّ
(ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَدَاوة مِنْهُمُ ... بحُلوْ الَخَلا حَرْشَ الضَّبَابِ الخَوادِع)
أَبُو حَاتِم احْتَرشُوا الضَّبَاب وحَرَشُوها يَحْرِشُونَها حَرْشاً والحَرْش أَن يأتِيَ قَفَا جُحْر الضبِّ فيُقَعْقِع بعَصاه عَلَيْهِ ويُتْلِجَ طرَف عصاهُ فِي جُحْره فَإِذا سَمِع الصوتَ جَاءَ يَزْحَل على رِجْليه وعجزِه مُقاتِلاً ويَضْرِبُ بذَنبه حَتَّى يَأْخُذ الرجُلُ بذَنبِه وَأَنه ليَضْرِب حَتَّى يَسْتَلَّه من جُحْره والحَرْش أَيْضا أَن تُقَعْقِع الحِجارةَ على رَأس جُحْره فيحسبَهُ الضبُّ دابَّةً حيَّةً أَو غيرَها تُريد أَن تدْخُل عَلَيْهِ فيَجِيءُ يَزْحَل ليُقاتِله بذَنَبِه فيناهِزُه الرجُل فيأخُذ بذَنَبه فيُضَبِّب عَلَيْهِ فَلَا يَقْدِر أَن يُفِيصَ عَنهُ أَي يُفْلِته والتَّضْبِيب شِدَّة القَبْض والمُنَاهَزَة المُبَادَرة ويَرْمِيه الرجُلُ فيأخُذُه فيَضِلُّ جُحْرَه ويأخُذه وَلَيْسَت لَهُ هِدَاية صَاحب الْعين حارَشَ الضبُّ الأَفْعَى قاتَلَها غَيره عَكَا الضبُّ بذَنَبه لَوَاه الرِّياشي ضَبُّ حَرِبٌ وَمِنْه الحَرَب فِي الْإِنْسَان والأسَد وَقد تقدّم أَبُو حَاتِم يُقال لصوت الضَّبّ الفَحِيح والكَشِيش فَحَّ يَفِحُّ فَحِيحاً وكَشَّ يَكَشُّ كَشِيشاً مِثْله فِي الحَيَّة سِيبَوَيْهٍ المَكَا جُحْر الضبِّ وَهُوَ مِمَّا يُمَال تَشبِيهاً لَهُ ببَنَات الْيَاء وَلَا يَطَّرِد إِلَّا فِي الأفْعال وَقد تقدَّم أَنه جُحْر الثَّعْلَب والأرانِب
3 - (الجُرَذ والفَأْر)
أَبُو حَاتِم الجُرْذُ أعْظَمُ من اليَرْبُوع وَهُوَ أكْدَرُ ذَنَبُه إِلَى السَّوَاد أَبُو عبيد الْجمع جِرْذانٌ وأرضٌ جَرِذَةٌ كَثِيرَة الجِرْذانِ أَبُو حَاتِم الفَأْرة أصغَرُ مِنْهُ غير وَاحِد هُوَ الفَأْر والجمعِ فِئَرة ابْن السّكيت هِيَ الفَأرة وَهَذَا مَكان فَئِرٌ أَبُو عبيد أرضٌ فَئِرَة النَّضر وَقد فَئِر الموضِعُ وولدُها الصَّغير دَرْص وَالْجمع دِرَصَة وأدْراصٌ ابْن دُرَيْد ودُرُوص وأدْرُصٌ وَقد تقدّم أَنه وَلدُ الهِرَّة والكَلْبة والذِّئبة صَاحب الْعين العَرِمُ الجُرَذ الذكَر غَيره الرَّكْن الفَأر وسُمِّيَ أَيْضا رُكَيْناً على لفظ التصغير أَبُو حَاتِم الفَأْرة تُسَمَّى الزَّبَابَة كلُّ فَأْرة زَبَابَة وَقيل الزَّبَاب جِنْس من الفَأْر لَا شَعَر عَلَيْهِ وَالْجمع الزَّبَابُ وَقيل الزَّبَاب الفَأْر قَالَ الْفَارِسِي قِيل لأَعْرابيّ الزَّبَابة والفَأْرة سواءٌ فَقَالَ إِن الزَّبَابة وَإِن الفَأْرَة ذهَب إِلَى الخِلاَف مِنهما وَأَرَادَ أَن الزَّبَابة زبابَةٌ وَأَن الفَأْرة فارةٌ والزَّبَابَة ضَرْب من الفِئَرة أَرَادَ الخُلْد وَقد وجدته بخَط أبي عَمْرو الشيبانِيِّ الخِلْد وَهِي الْفَأْرَة العَمْياء ابْن الْأَعرَابِي البِرُّ الفَأْر وَمِنْه قَوْلهم
مَا يَعْرِف هِرَّاً من بِرٍّ
وَقد تقدّم ابْن دُرَيْد التُّفَّة والزُّغْبَة دُوَيَّبة صغِيرةٌ شَبِيهة بالفأرة صَاحب الْعين التُّفَّة دُوَيْبَة على شَكْل جِرْو الكَلب يُقال لَهَا عَناق الأَرْض وَفِي الْمثل
اسْتَغْنَتْ التُّفَّة عَن الرُّفَّة
والرُّفَّة دُقَاق التِّبْن ابْن دُرَيْد العَضَل الْفَأْرَة فِي بعض اللُّغَات والجمعِ عِضْلانٌ(2/305)
الرَّثِيمة الفأرةُ والمَرْنَب فَأْرَة فِي عِظَم اليَرْبُوعُ قصيرُ الذَنَب السيرافي اليَهْيَرُّ دُوَيْبَة أعظمُ من الجُرذ تكونُ فِي الصَّحَارِي ابْن دُرَيْد الفَأرة غُفَّة الهِرّ أَي قُوْته وأحسَب أَن بَعضهم فال بِهِ سُمِّيت الْفَأْرَة غُفَّة
3 - (جِحَرة الجِرْذان)
ابْن دُرَيْد الخَبَار جِحَرة الجِرْذَان واحدتها خَبَارَةٌ وَفِي الْمثل
مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَار أَمَنَ من العِثَار
3 - (أصواتُها وخُرْؤها)
ابْن دُرَيْد الكَعِيص صوتُ الفَأرَة أَبُو عبيد الخُرْء للفَأْر
3 - (الوَبْر)
ابْن دُرَيْد الوَبْرَة دُوَيْبَّة أصغَرُ من السِّنَّوْر طَحْلاءُ اللونِ لَا ذَنَبَ لَهَا تَرَّجُنُ فِي البُيُوت وَجَمعهَا وَبْر ووِبَار ووُبُور الْأَصْمَعِي إبَار ووِبَارةٌ أَبُو حَاتِم الخَمَشُ ولدَ الوَبْر الذكرُ وَالْجمع خُمْشَانٌ ابْن دُرَيْد السَّنُّ بَوْل الْوَبر يُخَيَّر فيُسْتعمل فِي الْأَدْوِيَة
3 - (ابْن عرْس)
القَوْل فِي ابنِ عرْس فِي التَّعْرِيف التَّنكير وَالْجمع كالقول فِي ابنِ آوَى ابْن دُرَيْد السُّرْعُوب ذَكَر ابْن عِرْس وَأنْشد
(وَثْبَةُ سُرْعُوبٍ رَأى زَبَاباً ... )
وعمَّ بِهِ صاحبُ الْعين ابْن عَرْس
3 - (الهَوَامُّ)
أَبُو حَاتِم الهَوَامُّ الميمُ مُشَدَّدة الْوَاحِدَة هامَّة فَمِنْهَا الوَرَل والعَظَاية والحِرْبَاء والعِسْود وسامُّ أبرَصَ والعَقْرب والحَيَّة ودَخَّال الأُذنِ والعَنْكَبُوت والثُّطْأة والشَّبَت والثُّعْبة وكلُّ دَابَّة لَا تؤكَل ابْن دُرَيْد اشتُقَّت من الهَمِيم وَهُوَ الدَّبِيب
3 - (الورَلُ)
أَبُو حَاتِم الوَرَلُ دابةُ مسَلَّك الْأنف طَويلُه طويلُ الذَّنَب دقِيقُه دَقِيق الخَصْر وقوائمُه دِقَاق طِوَال وبَرَاثِنُه كَبَرَاثِنِ الأرْنبِ وَفِي الوَرَلْ وبَشَ من ألوان سَوَادٌ وبَيَاضٌ ونُقَط فِي جَنْبَيْه وظهره لَا يَأكُلُه أحد يَعَضُّ عَضّاً شَدِيداً وَالْجمع أوْرَالٌ ووِرْلانٌ وَالْأُنْثَى وَرَلَة أَبُو زيد كَشَّ الورَلُ يَكِشُّ كَشِيشاً صَوَّتَ وَقد تقدَّم أَنه صَوْت الضبِّ وَصَوت الفَحْل قبل الهَدِير
3 - (العَظَاء والحِرْبَاء وأُمُّ حُبَيْنِ)
أَبُو حَاتِم أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ عَظَاءةٌ وتَميم يَقُولُونَ عَظَايَةٌ وَالْجمع عِنْدهم جَمِيعًا العَظَاة سِيبَوَيْهٍ الَّذين(2/306)
قَالُوا عَظَاءةٌ بنوه على العَظَاء وَإِلَّا فقد كَانَ حكْمُه أَن يَعْتَلَّ لِأَن بعْدهَا الْهَاء والهاءُ لاَزِمَة قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْله
(وَلاَعَبَ بالعَشِيِّ بَنِي بَنِيه ... كفِعْل الهِرِّ يَلْتَمِس العَظَايَا)
فعلى الضَّرُورَة أَلا تَرى أَن بعد هَذَا الْبَيْت
(يُلاَعِبُهُمْ وَلَو ظَفَرُوا وَاسقَوْهُ ... كُؤُؤسَ السُّمِّ مُتْرَعَةً مِلاَيَا)
أَبُو حَاتِم العَظَايَة مثل الإِصْبع صَحْرَاءُ غَبْرَاءُ تكونُ فِتْراً وشِبْراً وَثلثا وَهِي سَمُّ عامَّتها وَمِنْهَا ذَوَاتٌ لاَ تَضِير شَيْئا وَهِي الَّتِي فِي الحُشُوش تَبْرُقُ وَلَا تُقْتَل وَلَكِن الأَوْزاغ تُقْتَلُ بقتْلهن الأجْر والعَضْرفُوط كالعَضَايَة أقْصَرُ ذَنَباً وأصْلَبُ مِنْهَا وأَتَرُّ وأعظمُ وَقيل العَضْرَفُوط الضَّخْمَة العَرِيضةُ وَقيل هُوَ ذَكَر العَظَاية أَبُو عبيد العَضْرَفُوط ضَرْب من العَظَاء وَلَيْسَ بذكَر وَهُوَ أكبَر مِنْهَا السيرافي وَهِي دُوَيْبَّة تقاتِلُ الحَيَّة بالفَسْو ابْن دُرَيْد قَالَت عرابيَّة لمَوْلاها وَقد ضَرَبَهَا رَمَاكَ اللهُ بداء لَيْسَ لَهُ دَوَاء إِلَّا أبوالَ العَظَاء وَذَلِكَ مَا لَا يُصَاب أَبُو حَاتِم للعَظَاءَة أسماءٌ كثيرةٌ مِنْهَا الحُكَأَة وَالْجمع حُكَأٌ وَهن مُخَطَّطات بِسَوَاد قَالَ أَبُو عَليّ حُكَاة مَقْصُور غير مهمُوز وَكَذَلِكَ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع حُكَى أَبُو حَاتِم شَحْمَة الأَرْض من العَظَاء وَهِي بَيْضَاءُ غير ضَخْمة وَقيل لَيست من العَظَاء هِيَ أحسَنُ مِنْهُنَّ وأطْيَبُ هِيَ مِثْلِ قِطْعَة السَّدِيفِ وبَنَاتِ النَّقَا يَدْخُلْن فِي الرمْل ويقلا لهنَّ شَحْم النَّقَا وَيُقَال لَهَا شَحْمَة الأَرْض صَاحب الْعين شَحْمَة الأَرْض دُودَة بَيْضَاءُ أَبُو حَاتِم العِسْوَدُّ الَّتِي تكونُ فِي حِشَشَة البَصْرَة وَهِي عَظِيمة كأَنَّها عَضْرَفُوط غير أَنَّهَا أَطْوَل من العَضْرَفُوط وَهِي مُسْيَّحَة من ظُهورها وَقيل العِسْودَّة دُوَيْبَة بيضاءُ كَأَنَّهَا شَحْمَةٌ وَهِي بنتُ النَّقا وَقيل العِسْوَدَّة تُشْبِه الحُكَأة أصغَرُ مِنْهَا وأدَقُ رَأْسا سَوْدَاءُ عَبْرَاءُ وَقيل العِسْوَدُّ دَسَّاس يكونُ فِي الأنْقَا أَبُو عبيد الجُخْدُبُ والجُخْدَب والجُخَادِبُ وَأَبُو جُخَادِبٍ دابَّة نَحْو العَظَايَة والوَحَرة نَحْوهَا وحَرَ وَقيل هِيَ دُويْبَّة حمراءُ كالعَظَايَة وَبِه شُبِّهَ وَحْر الصَّدْر أَبُو عبيد الوَحَرة دُوَيْبَّة تكونُ فِي الجَبَابِينُ نُسَمِّيها السِّلْسِلَة الرُّقَيْطَاءَ وَهِي أخبثُ العَظَاء إِذا دَبَّتْ على طَعَام سَمَّتْهُ فيُقَال وَحِر الرجلُ وَقيل الوَحَرة وَزَغَة تكون فِي الصَّحْراء وَهِي آلَفُ شيءٍ لسامِّ أبْرَص خِلْفَةً أَبُو زيد لَبَنٌ وَحِرٌ وَقعت فِيهِ الوَحَرة أَبُو حَاتِم سامُّ أبْرَصُ الوَزِغَة وهما سَامَّا أبْرصَ والجميع سَوَامُّ أبْرصَ أَبُو عبيد وَلَا يُثَنَّى أبرصُ وَلَا يجمَع لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى اسْم مَعْرُوف عليّ هَذِه عبارَة سَيِّئَة لَيْسَ أبْرَصُ بمضاف إِنَّمَا هُوَ مُضاف إِلَيْهِ وَإِنَّمَا لم يُثَنَّ وَلم يجمَع لأَنهم إِنَّمَا أَرَادوا أَن يُخبِروا أَن أشخَاصَ هَذَا النوعِ مضافةٌ إِلَى أبرصَ كَبَنات آوَى وأُمَّهات حُبَيْن أَبُو حَاتِم هِيَ الأَبَارِصُ وَأنْشد
(لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبَارِصَا ... )
وَحكى غيرُه هَؤُلَاءِ أبُو بُرَيْص ابْن السّكيت وَهِي البِرَصَة أَبُو حَاتِم جمع الوَزَغَة وِزْغَانٌ وإزْغَانٌ على البَدَل ابْن دُرَيْد البُرَيْصَة دَابَّة صَغِيرةٌ دُونَ الوَزَغَة إِذا عَضَّت شَيْئا لم يَبْرأ أَبُو عبيد الصُّدَّاد سامُّ أبرصَ فِي كَلَام قَيْس ابْن دُرَيْد الصُّدَّاد جَمْعُه صَدَائِدُ على غير قِيَاس والبُعْصُوصة دُوَيْبَّة كالوَزَغَة أَو أصغَرُ صَاحب الْعين وَلها بَرِيق من بَيَاضِها وَيُقَال للصَّبِيِّ الضَّئِيل الصغِير يابُعْصُوصَةُ غَيره العَنَمة الوَزَغَة وَقيل العَنَم كالعَظَايَة إِلَّا أَنَّهَا أشدُّ بَيَاضًا مِنْهَا وأحسنُ ابْن دُرَيْد الثُعْبَة دابَّة أغْلَظُ من الوَزَغَة لَهَا عينان خَضْرَاوَان جَاحِظَتَانِ تَلْسَعُ وربَّما قَتَلَتْ ومثَل
مَا الخَوَافِي كالقِلَبة وَلَا الخُنَّازُ كالثُّعْبَة
أَبُو حَاتِم وَأما الدَّسَّاسَة فمِثْلُ العَظَايَة لم تَرَ شَمْساً قَطُّ وَإِنَّمَا هِيَ مُنْدَسَّة فِي التُّراب فِي سُهُول الأَرْض تَرَى للشمْس فِيهَا شُعَاعاً لبياضها(2/307)
وبَرِيقها وَقيل الدَّسَّاسَة العَنَمة وَقيل الدَّسَّاسة وبَنَات النَّقَا سَوَاء تغُوص فِي الرمل كَمَا يَغُوص السَّمَك فِي المَاء وَهِي بِيض لَا آذانَ لَهَا والنِّسَاء يَتَّخِذْنَها للسُّمْنَة ابْن دُرَيْد الأَمْلُوك دُوَيْبَّة تكون فِي الرمل شَبِيهَةٌ بالعَظَاء والحُلَكَة دُوَيْبَّة شَبِيهة بالعَظَاء وَمثل يَا ذَا البِجَادِ الحُلَكَة
والدُّقْشَة دُوَيْبَّة أصغرُ من العَظَاءَة والعِرفَّان دُوَيْبَّة صَغِيرَة تكون فِي الرمْل أَبُو حَاتِم الحِرْباء دُوَيْبَّة كالعَظَاءة أَبُو عبيد وَهُوَ يَسْتَقْبِل الشَّمْس بِرَأْسِهِ قيل يَفْعَل ذَلِك ليقي جَسَدَه أَبُو حَاتِم وَقيل هُوَ ذَكَر أُمِّ حُبَيْن أَو عبيد أرضٌ مُحَرْبِئَة من الحِرْبَاء والجَحْل الحِرْبَاء وَقد تقدَّم أَنه الضَّبُ المُسِنُّ ابْن دُرَيْد كَدَمُ السَّمُرِ الجَحْلُ وَهُوَ السِّرْمان أَبُو عبيد وَهُوَ الشَّقَذَانُ والشَّقِذُ وَجمعه شِقْذَانٌ أَبُو حَاتِم هُوَ الشَّقَذ والجميعِ شِقْذَانٌ غَيره الشَّقَاذِي والشَّقَاذَى جمع الشِّقْذَان والشَّقَدانِ وَأنْشد
(فرعَتْ بهَا حَتَّى إِذا رَأَتْ ... الشَّقَاذَى تَصْطَلِي)
وَقَالَ اصْطَهَرَ الحِرْبَاء تَلأْلأَ من شِدَّة حَرِّ الشَّمْسِ أَبُو حَاتِم من الحَرَابِيَّ الأَفْطَحُ وَهُوَ الَّذِي تَصْهَر ظهرَه الشمسُ ولونَه فيَبْيَضُّ وَإِنَّمَا هُوَ مُشْرِف أبدا للشمس يتبَعُها بِرَأْسِهِ وَيُقَال يَظَل سائِحاً نحوَ الشَّمْس مَا رأها ابداً يَسْتَقْبِلها بِرَأْسِهِ ونحْرِه ويديْهِ يتعَلَّق بعُود من الشجَر أَو بِحَجَر وَيرْفَع عَلَيْهِ يدَيْهِ فَلَا يَبْرَحُ مَا رَآهَا فَإِن زَالَت من قِبَل مَغْرِبها زالَ مَعهَا وَقد شَبَحَ على الشَجَرَة شُبُوحاً وَيُقَال أَيْضا قد أقْلَوْلَى على الشجَرة وتَقَوَّعَها إِذْ عَلاَ فَوْقَها وَأنْشد
(أَنَّى أُتِيحَ لكم حِرْبَاء تَنْضُبَةٍ ... لاَ يُرْسِلُ الساقَ إِلَّا مُمْسِكاً سَاقاً)
لِأَنَّهُ لَا يدَع الحَجَرَ أَو جِذْلَ الشجرةِ من يَدِه حَتَّى يَتَسَنَّمَ آخرَ من ساعتِه وَيُقَال فِي مثل
انْتَصَبَ العُودُ فِي الحِرْبَاء
وَهُوَ من المقلوب وَقَالُوا الحِرْبَاء أبدا كالمُحْرَنْفِش والمُحْرَنْفِش المُنْتَفِخ جَوْفُه من الغضَب وَمِنْهَا المُضَهَّب وَهُوَ الَّذِي يَخْضَرُّ بعضُه ويَحْمَرُّ بعضُه من حرِّ الشَّمْس وأبُو حَذَرٍ كُنْية الحِرْبَاء وَلْيْثُ عَفِرِّينَ دُوَيْبَّة مثلُ الحِرْبَاء يُقَال فِي مثَل
أشْجَعُ من لَيْثِ عِفِرِّينَ
وَذَلِكَ أَنه يَتَحدَّى الراكِبَ ويَضْرِبَ بِذَنْبِهِ وَيُقَال للأَسَد لَيْثُ عِفِرِّينَ لِشَجَاعِتِهِ وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ يُعَفِّر قِرْنَه أَو فَريسَتَه فِي التُّراب وَيُقَال للتُّراب العَفَر وَقيل بل لَيْث عِفِرِّين مثلُ الفُسَيْتِقَة لونُه لونُ التُّراب يَنْدَسُّ فِي التُّرَاب وأُمُّ حُبَيْن دُوِيْبَّة مثل الحِرْبَاء وَهِي الحُبَيْنَة وذكرُها زَعَمُوا الحِرْبَاءُ أَبُو عبيد يُقال لأمّ حُبَيْنِ حُبَيْنَةُ وَهِي دُوَيْبَّة قدرُ كَفّ الانسان وهُنَّ بَناتُ حُبَيْن أَبُو حَاتِم أُمُّ حُبَين وَهِي دُوَيْبَّة صَغِيرة قَريبة من العَظَاية مُرَقَّشَة لَهَا ذَنَب كذَنَبِ العَظَاية ورأسها كرأس الْحَيَّة وَهِي أعظمُ رَأْسا من العَظَاية وأقْصَرُ ذَنَباً مِنْهَا وأعظمُ وَسَطاً بَيْنَ العَظَايَة والحِرْبَاء وشَبِيهَة بالطُّحْنِ والطُّحَنُ على هَيْئَةِ أم حُبَيْن إِلَّا أَنه ألطَفُ مِنْهَا يَشْتَالُ بِذَنَبِهِ كَمَا تَفْعَل الخَلِفَة وَلَا تَراه إِلَّا فِي بَلُّوقة من الأَرْض وَهِي مَنَازِلُ الجِنِّ وَهِي الَّتِي لَا شَجَر فِيهَا قَالَ وَهَذِه الطَّوِيَلةُ الصَّفْرَاءُ الكثيرةُ القوائِمُ يُسَمِّيهَا أهلُ البصرَة دَخَّالةَ الأُذُن وَهُوَ العُقْرُبانُ السيرافي الحِرْذَوَّن دابَّة كالحِرْبَاء رُباعِيُّ أَبُو عبيد الشَّبَتُ دُوَيْبَّة كَثِيرةُ الأَرْجُلِ عَظِيمة الرَّأْس وَجمعه أشْبَاثٌ وشِبْثَانٌ أَبُو حَاتِم الشَّبَثُ دُوَيْبَّة ذاتُ قوائِمِ سِتِّ طِوَالٍ صَفْرَاءُ الظّهْر وظُهُورِ القوائم سَوْدَاءُ الرَّأْس زَرْقَاءُ العَيْنَينِ صَاحب الْعين العَنْكَبُوت الضَّخْم وَقيل هِيَ دُوَيْبَّة واسِعَةُ الفَم مرتَفِعَةُ المُؤَخَّر تَخْدِب الأَرْض وَتَكون عِنْد النُّدْوَة وتسمَّى شَحْمَة الأَرْض قطرب العَظَاية تَعَظْعَظُ أَي تَلْوِي عُنُقَها من الحَرِّ
3 - (وَمن الأحناش والدوابّ)
أَبُو عبيد الشُّخْدُب والعُبْشُوق والحُرْقُوف والجُعْرُور الدُّكِيْنَاءُ كلُّه من أحْناش الأَرْض وكلُّ مَا دبَّ على(2/308)
وجْه الأَرْض من أحْناشها فَهُوَ راشِحٌ والحَبْشَقَة والحَشْوَقَة دُوَيْبَّة وَلَيْسَ بثَبْت والحَنْطَبَة دُوَيْبَّة زَعَمُوا وشَبْرَص وشُبَارِصٌ دوَيْبَة كَذَلِك والعَبْقَصُ والعُبْقُوص والخُنْفُثَة دُوَيْبَّة زَعَمُوا والدُّعْشُوقة دُوَيْبَّة زَعَمُوا وأحسبُه مصنُوعاً وربَّما سمَّوا بذلك الحَقِيرةَ والمرأةَ الحَقِيرة والدِّنْفِصَة دُوَيْبَّة وعِتْوَدّ دُوَيْبَّة وسَمَنْدَنٌ كَذَلِك زَعَمُوا وَلَا أحسِبها عَرَبِيَّة والدُّلَكَة دُوَيْبَّة وَلَيْسَ بثَبْت والكُدَمُ من أحْناشِ الأَرْض أرَاهُ سُمِّيَ بذلك لعَضِّةِ والضُّمْجَة والضَّمْجَة دُوَيْبَّة تلسعُ مُنْتِنَة الرَّيحِ وحُنْجُوف ودُحْمُور وعُنْجُول وحَرْقَصَى وعَيْدَشَونٌ وعُقَنْقِصَةٌ دَوَابُّ والفُرَانِق دُوَيْبَّة تعدُو بيْنَ الأَسَدِ كَأَنَّهُ يُنْذِر الناسَ بِهِ ويُقال إِن شَبِيه بابْنِ آوَى يسمَّى قُرَانِقِ الأَسَد وَمِنْه فُرَانِق البَرِيد والرُّسَيْلَى وأُدَيْبِر دُوَيْبَّة والخُدْخُدُ والدُّخْدُخ دُوَيْبَّة واللُّجَم دُوَيْبَّة والدُّحَّاس دُوَيْبَّة تَغِيب فِي التُّراب والدُّكْسَة دُوَيْبَّة والقَوْبَعَة دُوَيْبَّة غَيره الضَّتْع والضَّوْتَع دُوَيْبَّة أَو طَائِرٌ وَقد تقدَّم أنَّ الضَّوْتَع الأحمَقُ والخَيْتَعُور دُوَيْبَّة تكونُ على وَجه المَاء لَا تَلْبَث فِي موضِع الأَرْيثما تَطْرِف والعِجْرِمُ دُوَيْبَّة صُلْبة كَأَنَّهَا مَقْطُوطَة تكون فِي الشّجر وتأكل الحَشِيشَ ابْن الخِنَّورةُ دُوَيْبَّة دَمِيمة يشبَّه بهَا الْإِنْسَان والحُبْرُج والحُبَارج دُوَيْبَّة صَاحب الْعين الخَرْبَصِيصة هَنَة تَبِصُّ فِي الرمْل كَأَنَّهَا عَيْنُ جُرَادَة والغِفْر دُوَيْبَّة غَيْرُه الفاغِرُ دُوَيْبَّة أبرَقُ الأَنْفَ يَلْكَع الناسَ والصُّرْصُور والصُّرْصُر والصَّرْصَر دُوَيْبَّة والصَّفْصَفة دُوَيْبَّة دَخِيل فِي العَرَبِيَّة أَبُو عبيد القُطْرُب لَا تَسْتَقِرُّ نهارَها سَعْياً ثَعْلَب القِرْطَعبُ دابَّة
3 - (الْعَقْرَب)
أَبُو حَاتِم يُقَال للذَّكَر والأنثَى عَقْرَبٌ وَالْغَالِب على العَقْرَب التأنيثُ وَقيل العَقْرَب العُقْربَانُ والأنثَى العَقْربة قَالَ وَلم أرَ العُلماء يَقُولُونَ ذَلِك وَإِنَّمَا العُقْرُبَان دَخَّالة الأُذُنِ الكثيرةُ القوائِم وَقد تقدَّم ذكرُها غَيره الذَّكَر من العَقَارِب عُقْرُبَانٌ وَالْأُنْثَى عَقْرَبٌ وعَقْرَبَةٌ وَأنْشد
(كأَنَّ مَرْعَى أُمَّكُمْ إِذْ غَدَتْ ... عَقْرَبَة يَكُومَهَا عُقْرُبَانْ)
قَالَ أَبُو عبيد مَرْعَى اسمِ أُمّهم فَلذَلِك نَصَبَها وَيُقَال أرضٌ مُعَقْرِبَة كثيرةُ العَقَارِب فَأَما قَوْله
(وَجَاؤُوا يَجُرُّون الحَدِيدَ المُعَقْرَبَا ... )
فَزعم ابْن دُرَيْد أَنه يُرِيد الدُّروع لِأَن حَلَقها مَلْوِيَّة يُقَال عَقْرَبت الشيءَ لَوَيْتُه أَبُو عبيد شَبْوَةُ غَيْرُ مُجْرَاةِ العَقْرَب وَأنْشد
(قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ ... تَكْسُو آسْتَهَا لَحْماً وتَقْمَطِرُّ)
أَبُو حَاتِم الشَّبْوَة والشَّبَاة لُغَتَان الصَّغِيرة حِين تَلِدُها أُمُّهَا حَتَّى تَصِير عَقْرَباً تامَّةً صَاحب الْعين هِيَ العَقْرَب الصَّفْرَاء وَقد تقدَّم أَن الشَّبْوَة الجَارِيَة الجَرِيئَة الكثيرةُ الحَركَةِ أَبُو حَاتِم يُقال للصَّغِير من وَلَد العَقْرَب الفُصْعُل صَاحب الْعين هُوَ القُصْعُلُ ابْن دُرَيْد ويُقال للعَقْرَب عِرْيَطٌ وأُمُّ عِرْيَطٍ وأمُّ العِرْيَطِ صَاحب الْعين الجَرَّارَة عُقَيْرِب صَفْرَاء كَأَنَّهَا تِينَةٌ أَبُو عبيد الشَّبَادِع العَقَارب واحدتُها شِبْدِعَةٌ أَبُو حَاتِم الشَّبَاة الشَّوْكَة الَّتِي تَضْرِب بهَا العَقْرَب بهَا العَقْرَبُ وَهِي الإبْرَة على التَّشْبِيه وَأما الشَّبَاة والشَّوْكَة اللَّتَانِ على رَأسهَا الطَّويلتانِ فالزُّبَانَيَان الْوَاحِد زُبَانَى وَمن ذَلِك زُبَانَى العَقْرَب من الكَوَاكِب صَاحب الْعين شَالَتِ العَقْرَبُ بِذَنَبِهَا رَفَعَتْهُ ابْن دُرَيْد وَبِه سُمِّيَتْ العَقْرَب شَوْلَة ابْن قُتَيْبَة شَوْلَة العَقْرَب مَا شَالَ من ذَنَبِها صَاحب الْعين العَقْرَب شامِذٌ من حيثُ قيل لما شَالَ من ذَنَبِها شَوْلَة(2/309)
3 - (الحَيَّات ونُعُوتها وأسماؤها)
الْأَصْمَعِي حَيَّةٌ أنثَى وَحَيَّةٌ ذَكَر وَيُقَال للْجَمِيع حَيُّ مثل بَطَّةٍ وَبَطِّ أَبُو حَاتِم اشتِقَاقُ الحيَّة من الحَيَاة وَهِي فِي البِنَاء على تَقْدِير حيْوة فَمن قَالَ لصَاحب الحَيَّات حاي فَهُوَ فَاعل من هَذَا الْبناء وَمن قَالَ حَوَّاءٌ قَالَ اشتِقَاق الحَيَّة من حَويْتَ لِأَنَّهَا تَتَحَوَّى فِي لِوَائِهَا والحَيُّوت ذَكَر الحَيَّات أَبُو عبيد أرْض مَحْيَاةٌ ومَحْوَاةٌ من الحَيَّات أَبُو عَليّ الحيَّة العينُ واللامُ فِيهِ مِثْلان وَالدَّلِيل على ذَلِك مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من أَنهم يقُولون فِي الْإِضَافَة إِلَى حَيَّةَ بن بَهْدَلَة حَيَويُّ فَلَو كَانَت واواً لقالوا حَوَوِيُّ كَمَا قَالُوا فِي النَّسب إِلَى لَيَّة لَوَوِيُّ فَإِذا ثَبت أَن الْعين ياءٌ بِهَذِهِ الدَّلالة علمتَ أَن اللَّازِم ياءٌ أَيْضا إِذْ لَا يَصح أَن تكونَ واواً فَأَما قَوْلهم الحَوَّاء فِي صَاحب الحَيَّات فَلَيْسَ من الحَيَّة وَلكنه من حويت لجمعها فِي أحْويته وأوعِيتَه وعَلى هَذَا قَالُوا أرضٌ مَحْوَاةٌ للَّتِي بهَا الحَيَّات ومثلُ قَوْلهم الحَوَّاءُ المُعالج للحَيَّات قَوْلهم الَّلآل لبائع الُّلؤْلؤ وَلَيْسَ اللأَل من اللُّؤْلُؤ وَكَذَلِكَ الحَوَّاء لَيْسَ من الحيَّة فَأَما رُوِيَ من قَوْله
(يأكلُ الحَيَّة والحَيُّوتا ... )
فأظن الْبَيْت بَغْدَاذِياً وينبغ] أَن يكونَ الحَيُّوت على مِثَال سَفُّود وكَلُّوب أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلُوت فَيكون فِيهِ حُرُوف الحَيِّ وَلَيْسَ مِنْهُ وَالتَّاء لَام الْفِعْل فَإِن قلتَ فقد جَاءَ المَرُّوت فِي قَوْله
(وَمَا خليجٌ من المَرُّوت ذُو شُعِب ... )
فَإِنَّهُ أَيْضا فَعُّول من المَرْت وَلَا يكون فَعْلوتاً من المُرُور لِأَن هَذَا الْوَزْن لم يَجِيء فِي شَيْء فَإِن قلت فَإِن هَذَا التَّأْلِيف الَّذِي هُوَ حا يَا تا لم نعلمهُ فِي موضِع فَإِن ذَلِك أسهل من أَن يدخُل فِي الْأَبْنِيَة مَا لَيْسَ فِيهَا فَإِن قلت فَمَا تنكر أَن يكون الحَيُّوت فَعْلوتاً كالرَّغْبُوت وَالتَّاء فِيهِ زَائِدَة وَإِنَّمَا أُسْكِن لكراهِيَة المِثْلين وَمَعَ ذَلِك فَلَو لم يدغم وثَبَت للزمك أَن تُحَرِّك اللامَ الَّتِي هِيَ ياءٌ بالضمِّ وَإِذا لزم تحريكها لزم إسكانها وَإِذا لزم إسكانها لزم حذفُها لالتقاء الساكَنيْنِ فأسكنتَ العينَ من فَعَلوت لتحمل الياءُ الْحَرَكَة لسُكون مَا قبلَها كَمَا قلبت اللامُ فِي طاغُوتِ وحانُوتِ لما لزم حركتها بِالضَّمِّ فِي فَعَلوت فَلَمَّا قُلِبت الكلمتانِ انقلبَتْ أحرفُ العِلَّة فيهمَا فإسكان الْعين من فَعَلوت فِي الحَيُّوت كقلب الللام فِي طاغُوت وحانوتٍ فَذَلِك إِن قَالَه قائلٌ أمكن أَن نقولَ وَيَقُول إِن المعْتَل يخْتَص بأبْنِيَة لَا تكون فِي الصَّحِيح وَكَذَلِكَ فَعَوُتٌ جَاءَ حَيُّوت عَلَيْهِ لما قدَّمناه وَإِن لم يَجِيء فِي غير المعتل السيرافي الأُفْنُون الحيةُ وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْعَجُوز أَبُو حَاتِم من الحَيَّات العِرْبَدُّ والأَسْوَدُ والأَفْعَى والأُفْعُوَان والحِرْبِش والشُّجَاع والأَرْقَمُ والحُفَّات وَابْن قِتْرَةَ والأَصَلَة والأّعَيْرِج والدَّسَّاس والنَّكَّاز والجانُّ والأَيَمْ والأَيَمْ والأَيَنْ والثُّعْبَان والحُرُّ والأَبْتَرُ وَهُوَ الشَّيْطَان والأَصَمُّ والقُصَيْرَى وَذُو الطُّفْيَتَيْن وذُوالطُّرَّتَيْن والحَنَشُ والحُرَف والحُرَاف والحَفِثُ والحَضْب والقُزَة والحِنْفِيش أما العِرْبَدُّ فَهُوَ أسودُ سالِخٌ وَهُوَ أخبَثُهَا وأنْكَزُهَا وأعظَمُها وَلَيْسَ شَيءٌ من الحَيَّات يطلبُ بثأرٍ غَيْرِهِ ثَعْلَب العِرْبَدُّ الحَيَّة الخَفِيفَة ابْن قُتَيْبَة حَيَّة تَنْفُخ وَلَا تُؤْذِي وَبِه سُمِّيَ المُعَرْبِد من السُّكَارَى لِأَنَّهُ يَنْفُخ وَلَا يُؤْذِي وَلَا يَضِير شَيْئا أَبُو حَاتِم أَسْوَدُ غيرُ مَنَّون وأسْوَدُ سِالِخٌ وصَالِخٌ وَقد سَلَخَ يَسْلَخ سَلْخاً وصَلَخَ إِذا ألْقَى سَلْخَهُ أَي قِشْره صَاحب الْعين وَكَذَلِكَ كلُّ دَابَّة تَتْسَري من جِلدها كالأُسْرُوع وَنَحْوه وَهَذَا مِسْلاخه غَيره وَهُوَ سَلْخه ابْن دُرَيْد أسْودُ سَالِخٌ لَا يثَنَّى وَلَا يجمع ثَعْلَب وَلَا يُضاف أَبُو حَاتِم والجميع الأَساوِدُ وَإِنَّمَا جمع على ذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ بنَعْت هُوَ اسمٌ لَهُ أَبُو عَليّ هِيَ صِفَةٌ غالِبَةٌ فأُجري مُجْرَى الأَباطِحُ قَالَ وَقَالَ ثَعْلَب الْأُنْثَى أسودةٌ وَلَا تُوصف بسالِةٍ أَبُو حَاتِم أَسَاوِدُ سُلْخٌ وَسَوَالِخٌ وسَالِخَةٌ وَأما الأفْعَى فَحَيَّة عَرِيضة على الأرضِ إِذا مَشَتْ مَشَتْ مَثِنِيَّة بِثنيين أَو(2/310)
ثَلَاثَة أثْنَاء فَإِنَّمَا تَمْشِي بأثْنَائها تِلْكَ خَشْنَاء يَجْرُشُ بعضُها بَعْضًا والجَرْش الحَكُّ ورأسُها عَرِيض كَأَنَّهُ فَلْكَة وَلها قَرْنَان فِي رَأسهَا يُقال إِن تِلْكَ القُرُون غُلُف لأنيابها قَالَ سِيبَوَيْهٍ قَالُوا فجعلوه فِي الأَصْل بِمَنْزِلَة شَدِيد أَي إِنَّه فِي الأَصْل وصف وَقَالَ أَرض مَفْعَاةٌ كَثِيرَة الأفاعي أَبُو حَاتِم وبعضُ الحَيَّاتُ تطلبُ الناسَ فأمَّا الأفْعَى فثقيلة لَا تَطْلُب وَإِن طَلَبَت لم تُدْرِك وَإِنَّمَا تَعَضُّ إِذا وُطِىء عَلَيْهَا أَو دُنِيَ مِنْهَا والأُفْعُوَان ذكُر الأَفاعِي من أخْبَثِهَا عليّ الأُفْعُوَان أُفْلُعَانِمن فَوْعَة السُّم وَهِي حِدَّته وَإِنَّمَا كَانَ قياسُه أُفْوُعان فقلبت وَكَذَلِكَ القَوْل فِي الأَفْعَى أَبُو حَاتِم وَيُقَال أفْعَى حِرْبِشٌ وحِرْبِيشٌ وَهِي الخَشِنة المَسِّ الشديدةُ صوتِ الجَسَد إِذا حَكَّت بعضَها بِبَعْض مَتَجَرِّشة وَقيل الحِرْبِش حَيَّة كالأفْعَى وَهِي أطولُ مِنْهَا ذاتُ قَرْنَيْنِ صَاحب الْعين هِيَ الأَفْعَى نفسُها أَبُو عبيد أَفْعَى حَجْمَرِشٌ غَلِيظَةٌ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والأَرنَب أَبُو حَاتِم إِذا دَخَلَت الأَفْعَى الرملَ ثمَّ رَقَّقته فوقَها ثمَّ أخرجَت عَيناهَا قيل طَحَنَت وَهِي الطَّحُون والشُّجَاع طويلٌ أغْبَرُ يأخُذ العصافِيرَ والجِرْذَان والفَأر وَقيل الشُّجَاع من أعْرَم الحَيَّات طويلٌ أقرَعُ مُرَقَّش الظّهْر بسواد وصُفْرة بِلْهزِمتيه عَلْطان أسْوَدانِ وَالْجمع الشُّجْعَان أَبُو عَليّ فُعَال لازِمَةٌ لَهُ وَهِي صفة غالبةٌ جرت مَجْرَى الأسماءِ وَهُوَ فِي تفرُّده بِهَذَا الْبناء كالعِدْل والعَدِيل غَيره الْجمع أشْجِعَةٌ أَبُو حَاتِم الأَرْقَم حَيَّة بَين الحَيَّتَيْن مُرَقَّم بحُمْرة وَسَوَاد وكُدْرة وَهِي رُف \ قْشَة بكُدْرَة وبُغْثَة وَسَوَاد وكُدْرَة وَهُوَ خَبِيث عارِمٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَت الأراقِم من الْعَرَب أنَّهم كَانُوا صِغَار فَنَظَر إِلَيْهِم ناظِر تَحْتَ دِثَار لَهُم فَقَالَ كَأَن عُيُونَهم عيونُ الأراقمِ فلَجَّ عَلَيْهِم اللَّقَب غَيره اسْم اللَّوْن رَقَم ورُقْمَة أَبُو عبيد الأَرْقَم الَّذِي فِيهِ سَوَاد وبياضٌ صَاحب الْعين الأَرْقَمُ اسمٌ للذكَرِ وَلَا يُقَال للْأُنْثَى رَقْمَاءُ وَلكنهَا رَقْشَاء وَقَالَ حَيَّة قَشْرَاءُ كَأَنَّهَا قد قُشِر بعضُها وبعضُها لم يُقْشَر أَبُو حَاتِم الحُفَّاث حَيَّة ضَخْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ أعظمُ الحَيَّات أرقَشُ أبْرَشُ مُتَنَقِّش وَهُوَ أكْثَرُ رَقَطاً من الأَرْقَم إِذا حَرَّبته رَأَيْته مُنْتَفِخ الوَرِيد وَهُوَ ضَعِيف السُّم وَلَيْسَت لَهُ سَوْرة وَأنْشد ابْن قُتَيْبَة
(أَيَفَايِشُونَ وَقد رَأَوْا حُفَّاثَهم ... قد عَضَّهُ فَقَضَى عَلَيْهِ الأَشْجَعُ)
ابْن قِتْرَة أغْبَر اللَّوْن صَغِير أرْقَطُ يَتَطَوَّى ثمَّ يَنْفَرِد نَحْو الذِّراع وَقيل لأبي مَهْدِيَّة مَا ابنِ قِتْرَة فَقَالَ ذَكَر الأفْعَى وطولُه نحوُ الشِّبِر وَأنْشد
(أَو حاوياً من القُتَيْرَاتِ الطُّحُل ... أَبَتَرِقِيدَ الشِّبْرِ طُولاً أَو أَقَلّ)
بعضُهم شُبِّه بالقِتْرَة من النِّصَال ولأَصَلَة حَيَّة مثلُ الرَّحا مستَدِيرَة حمراءُ لَا تَمَسُّ شَجرة وَلَا عُودا إِلَّا سَمَّته لَيست بِشَدِيدَة الحُمْرة تَخُطُّ بذَنَبِها فِي الأَرْض وتَطْحَن طَحْنَ الرَّحا وتَحَوَّز والتَّحَوُّز أَن تَطْحَنَ وَتَتَقدَّم ويُقال هِيَ من دَوَاهي الحَيَّات وَهِي قَصِيرة عَرِيضة مثل الفَرْخِ تَثِب على الْفَارِس وَالْجمع أَصَلٌ وَأنْشد
(فاقْدِرْ لَهُ أَصَلَة من الأَصَل ... كَبْسَاء كالقُرْصَة أَو خُفَّ الجَمَلْ)(2/311)
وَلم يُحَلَّ الأُعْيرِج حَيَّة أحمرُ كَالدَّمِ مُحَدَّد الطَرَفَيْن لَا يُدْرَ أيُّهما رأسُه غَلِيظُ الجِلْد لَا يأخُذ فِيهِ الضربُ غليظ لَيْسَ بالضَّخْم وَهُوَ النَّكَّاز سُمِّيَ نَكَّازا لنه يَطْعَن بِأَنْفِهِ وَلَيْسَ لَهُ فمٌ يَعَضُّ بِهِ والجانُّ حَيَّة دَقِيق أمْلَسُ لَا يَضُرُّ أحدا وربَّما كَانَ فِي بُيُوت النَّاس لَا يَقْتُلونِه يضْرب لونُه إِلَى الصُّفْرة أكحلُ الْعَينَيْنِ وَأهل الْحجاز يسمُّون الجانَّ من الحيَّات الأَيْمَ وَبَنُو تَميم يَقُولُونَ الأَيَنْ وهُذَيل يَقُولُونَ الأَيِمِّ مشدَّد وَهُوَ أَصله وَلَكِن خَفَّفُوهُ وكل حيَّة أيْم الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَواء وَقيل الأَيْم والثُّعبان الذُّكْران الَّتِي لَا تَضُر شَيْئا وَلَا تَضْرِب وَقيل الثُّعْبان حَيَّة ضَخْمَة أكثَرُ مَا تكون بِمِصْرَ ونواحِيها وذكَروا أَن إنْساناً بمَصْرَ مَسَّ ثُعْباناً فَتَفَسَّخَ من غير أَن يَلْدَغَهُ وَزَعَمُوا أَن نَفْخَهُ يَقْبُل إِذا نَفَخَ أَبُو عبيد هِيَ الحَيَّة الْعَظِيمَة غَيره كلُّ حَيَّة ثُعْبَانٌ أَبُو حَاتِم الحُرُّ حَيَّةُ دَقِيقة مثل الجانِّ والأَبْتَرُ هُوَ الأَبْتَرُ الذَنَبِ مقطُوعة خَبِيث أزرقُ يَفِرُّ من كل أحدٍ لَا يرَاهُ أحدٌ إِلَّا قَتله وَلَا تنظُر إِلَيْهِ حَامِل إِلَّا ألْقَت مَا فِي بَطْنِها وَهُوَ الشَّيْطَان وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد وَأنْشد
(تُلاَعِب مَثْنَى حَضْرَمِيِّ كأنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرٍ)
التَّعَمُّج التَّلَوِّي وعنى بالحضرمِيِّ الزِّمام أَرَادَ كأنَّ تَعمُّجه شيطانٍ أَبُو عبيد والأَصَمُّ من الحيَّاتِ من أيِّها كَانَ والقُصَيْرَى أخْبَث الأَفَاعِي غيرَ أنَّها أصْغَرُ جِسْماً قَالُوا قُصَيْرَى قِبَال وسمَّاها أَبُو حيَّة القُصَيْرَى وَأَبُو الدُّقَيْش قُصْرَى قِبَال وَقَالَ أَبُو خبْرَة القُصَيْرَى تسمَّى الحَارِيَة لِأَن جِسْمَها قد حَرَى أَي نَقَصَ وصَغُرَ من طُول العُمُر وَأنْشد
(دَاهِيَةً قد صَغُرَت من الكِبَرْ ... )
أَبُو عَليّ رِوايته حارِيَة قد صَغُرت من الكِبَر أَبُو حَاتِم وذُو الطُّفْيَتَيْن ذُو جُدَد فِي ظَهْرِهِ بيضٍ وسُودٍ والطُّفْي خُوْص المُقْل أَرَادَ أَن فِي جَنْبَيْهِ خَطَّيْنِ كخُوصَتَين من خُوص المُقْل وَهُوَ ذُو الطُّرَّتين والحَنَش الأَسْود من الحيَّات وَقَالَ مُنتْجَعٌ الأسْوَد الْغَالِب عَلَيْهِ الحَنَش وَقيل يُقال للحيَّة وَجَميع دَوَابِّ الأَرْض الأحْناش ثمَّ خُصَّت بِهِ الحَيَّةُ فَقيل لَهَا حَنَش فَيَجْرِي هَذَا على قَوْلهم أخْشَى عَلَيْك دوابَّ الأَرْض فيُقْصَد بِهِ إِلَى مَا يَلْسَع ويَلْدغ أَبُو حَاتِم وَقيل الحَنَش حَيَّة أبيضُ طَويل عَظِيم مثلُ الثُّعْبان وأعظَمُ فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الحَنَش كلُّ شَيْءٍ يُصاد من الطيرِ والهَوامِّ يُقَال حَنَشْت الصَيْدَ أَحْنِشه إِذا صِدْته وَقد تقدَّم غَيره الحَنَش من الدَوَابِّ مَا أشْبَهَت رُؤُؤسه رؤؤس الحَيَّات والحَرَابِيِّ وسَوَامِ أبرصَ ونحوِ ذَلِك وَأنْشد
(تَرَى قِطَعاً من الأَحْنَاشِ فِيهَا ... جَمَاجِمُهُنَّ كالخَشَل النَّزِيعِ)
أَبُو عبيد الحُرَف مُظْلِم اللونِ إِذا أخذَ إنْسَانا لم يَبْقَ فِيهِ دَمٌ إِلَّا خَرجَ أَبُو حَاتِم الحَفِث على خِلْقَة الأَفْعَى إِلَّا أَنه أعْظَمُ من الشكمة وَقيل الحَفِث حَيَّة خَبيث من حَيَّات شِقَّ السَّراة كَأَنَّهُ جِرَاب والحِضْب الذكَر مِنْهَا الضَّخْم وكل ذَكَر ضَخْم حِضْبٌ مثلُ الأَسْوَدُ والحُفَّاث وَنَحْوهمَا قَالَ أَبُو عَليّ وإيَّاه عنَى رؤبَةُ بقوله
(وَقد تَطَوّيْتُ انْطِوَاء الحَضْبِ ... )
صَاحب الْعين الحِضْب حَيَّة دَقِيقة وَقيل هُوَ الأَبْيَض مِنْهَا أَبُو عَليّ عَن ثَعْلَب إلاَهَة الحَيَّة العَظِيمةُ أَبُو حَاتِم القُزَة مُخَفَّفَة حَيَّة عَرْجَاءُ تَنْزُو وَلم يُحَلّ أَبُو حَاتِم الحِنْفِيش وَقَالُوا الحيَّةُ الجَرْشَبُ(2/312)
الخَشِنُ الجِلْدُ وَهُوَ الجَرْشَمُ والحُبَاب حَيَّة لَيْسَ من عَوَارِم الحَيَّات وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد جميعَ الحَيَّات قَالَ وإنَّما قيل الحُبَاب اسمُ الشَّيطان لِأَن الشَّيطان من أسْماء الحَيَّة على مَا تقدَّم والحَصْف الحَيَّةُ طائِيَّة قَالَ أَبُو حَاتِم قيل لِذِي الرُّمة وَمَا الحَيَّة النَّضْنَاضِ فحرَّك لِسَانَه فِي فِيه يُدِيره إدارةً خَفِيفَة يَحْكيه وَأنْشد
(يَبِيت الحَيَّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ ... مَكَانَ الحِبِّ يَسْتَمِع السِّرَارَا)
وَقد تقدَّم أَبُو عبيد وَقيل هِيَ الَّتِي لَا تَقَرُّ فِي مَكَان ابْن دُرَيْد السِّفُّ ضَرْب من الحيَّات أَبُو حَاتِم السِّفُّ الحيَّة الَّتِي تَطِير فِي الْهَوَاء ابْن دُرَيْد وربَّما خُصَّ بالسِّفِّ الأَرْقَمُ والأَقْزَلُ ضَرْب من الحَيَّات أَبُو حَاتِم الدُّوْدَمِس ضَرْب من الحَيَّات مُحْرَنْفِش الغَلاَصِم يُقَال إِن يَنْفُخ نَفْخاً فيُحْرِق مَا أصابَ وَالْجمع الدَّوَامِيس ابْن دُرَيْد حَيَّة قَرْنَاءُ إِذا كَانَ لَهَا كاللحْمتين فِي رأسِها وَأكْثر مَا يكونُ ذَلِك فِي الأَفَاعِي وَذَات الزّبيبتَين الَّتِي لَهَا نُقْطتان سَوْدَاوَانِ فَوْقَ عَيْنَيِها والهِلاَل ضَرْب من الحَيَّات إِذا سَلَخَت فَهِيَ هِلاَل غَيره هُوَ فَرْخُ الحَيَّة وَأنْشد
(كأنَّها من خِلَعِ الهِلاَل ... )
وَقيل هُوَ الحَيَّة مَا كانَ أَبُو عبيد الخِرْشَاء جِلد الحَيَّة ثمَّ يُشَبَّه بِهِ كلُّ شَيْء فِيهِ انْتِفَاخ وخُرُوق كَرَغْوة اللبَنِ ونحوِه صَاحب الْعين حَيَّة قَصْقَاص خَبِيث أَبُو حَاتِم الجارِنُ ولَد الحَيَّة من أولادِ الأَفَاعِي الأَصمَعي الثُّعبان المُنْكَر يُقال لَهُ الخَشَاش أَبُو حَاتِم الخَشَاش حَيَّة كالأَرْقَمْ أصغَرْ مِنْهُ أسمَرُ قَلَّما يُؤذِي أحدا أَبُو عبيد هُوَ الصَّغِيرُ الرأسِ غَيره الأَخْزَم الحَيَّةُ الذّكر صَاحب الْعين الغَضُوب الحيَّة الخَبِيثة والأُصَيْلِع حَيَّة دَقِيق العُنُق صغيرُ الرَّأْس كأنَّ راسه بُنْدُقَة ابْن دُرَيْد المَخَارِيط الحيَّات إِذا سَلَخَتْ جُلُودَها ابْن جني الحَمَاطِيط الحَيَّات والقُدَار الثُّعْبَان العظيمُ وَقد تقدَّم أَنه الجَزَّار والرَّقِيب ضَرْب من الحيَّات خَبِيث وَالْجمع الرَّقِيبات والرُّقُب أَبُو حَاتِم الغُول الْحَيَّة وَالْجمع أغْوَال وَأنْشد
(كأنْيَابِ أَغْوَالِ ... )
وَقَالَ يُريد أَن يُكَبِّر بذلك ويُعَظِّم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {كأنَّه رُؤُوس الشَّيَاطِين} {الصافات 65} وقُرَيْش لم تَرَ رأسَ شَيْطَان قَطُّ إِنَّمَا أَرَادَ تَعْظِيم ذَلِك فِي صُدُرِهم أَبُو عبيد الحيَّة العَرْمَاء الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ سُود وبِيضٌ وَأنْشد
(رُؤُوس الأَفَاعِي فِي مَرَابِضِهَا العُرْمِ ... )
وَقد تقدَّم قَالَ ويُقال للحيَّة إِذا ضُرِبت فَلَوَّت ذَنَبَها قد تَبَعْصَصَتْ وارْتَعَصَت وَأنْشد
(إنِّي لَا أَسْعَى إِلَى داعِيَّة ... إلاَّ ارْتِعَاصاً كارْتِعَاصِ الحَيَّة)
وَقَالَ تَتَحَوَّزُ الحيةُ وتَتَحيَّز أَي تَتَلوَّى قَالَ أَبُو عَليّ تَتَحَيَّزُ تتفيْعَل وَأما ابنُ السّكيت فَذهب بهَا مَذْهَب المُعَاقبة وَإِنَّمَا يُفزَع إِلَى ذَلِك عِنْد عدَم العِلَّة وابنُ السّكيت غير مَسْمُوع لَهُ فِي هَذَا صَاحب الْعين اللِّظْلَظَة تحريكُ الحيَّة رَأسها وَقد لَظْلَظَتْهُ وتَلّظْلَظَت ابْن دُرَيْد لاوَتِ الحيَّةُ الحَيَّةَ التَوَتْ عَلَيْهَا صَاحب الْعين انْبَسَّت الحيةُ انْسَابَتْ أَبُو زيد أمَّأَتْ كَذَلِك
3 - (لَدْغ العَقْرب والحيَّة)
أَبُو حَاتِم مَا كَانَ بالفَمِ فَهُوَ اللَّدْغ مثل الحَيَّات وَمَا أشْبَهَهُنَّ لَدَغَتْ تَلْدَغُ لَدْغَاً وَرجل لَدِيغُ مَلْدُوغ(2/313)
وَالْجمع لَدْغَى أَبُو زيد ولُدَغَاءُ سِيبَوَيْهٍ وَلَا يُجْمَع بِالْوَاو والنُّون لِأَن مُؤَنَّثه لَا تدخله الهاءُ عليّ وَأما لُدَغَاء فَلِأَن لَدِيغاً مُسَاوٍ لظَريف فِي العِدَّة والحَرَكَة والسُّكون فجمِع جمعَه وَنَظِيره مَا حَكَاهُ هُوَ من قَوْلهم قُتَلاَءُ وَقَالَ لسَبَتْه لَسْباً صَاحب الْعين وَكَذَلِكَ الحيَّة والزَّنْبُور أَبُو حَاتِم ضَربت العَقْرَبُ تَضْرِبُ وأبرَتْ تأبِرُ ولَسَعَتْ تَلْسَعُ لَسْعاً وَقيل اللَّسْعُ لما كَانَ من ذَلِك بالذَنَب مثل الزُّنْبُور والنَّحْل والعَقْرَب صَاحب الْعين لَسَعْتُه العَقْرَبُ والحَيَّةُ تَلْسَعَهُ لَسْعاً ورجلٌ لَسِيعٌ مَلْسُوع وَالْجمع لَسْعَى أَبُو حَاتِم وَكَعَتْه العقربُ وَكْعاً أَبُو عبيد أبَرتْه العَقْرَبُ تَاْبِرُه وكَوَتْهُ ولَدَغَتْهُ أَبُو حَاتِم اللَّدِيغُ المُسَهَّد الَّذِي لَا يَنَامُ وَجَعاً وَقَالَ خَلَبَته الحَيَّةُ تَخْلِبُهُ خَلْباً عَضَّته بِنابها ويُقال لَهَا هِيَ تُشَرْشِرُ والشَّرْشَرَة أَن تَعَضَّهُ بِفِيهَا ثمَّ تَنْفُضه نَفْضاً وَقد شَرْشَرَتْ والنَّكْزُ أَن تَطْعَنَ بأنْفِهَا طَعْناً وَقد نَكَزَتْ تَنْكُزُ أَبُو عبيد يُقَال للدَّسَّاسَة وَحْدَها نَكَزَتْهُ وأنْكَزَتْهُ وَلَا يَكُون النَّكْزُ إِلَّا بالأنف فَإِذا عَضَّتْهُ بنابها قيل أنْشَطَتْهُ ونَشَطَتْه تَنْشِطه نَشْطاً أَبُو زيد تَنْشُطه أَبُو حَاتِم فَإِن قَتَلْتُه ساعَتَئذٍ قلت أقْعَصَتْهُ وَإِن لم تَضُرَّ قلت أشْوَتْهُ أَبُو زيد السَّلْم لَدْغَ الحَيَّةِ والمَلْدُوغَ سَليمِ وَمَسْلُوم أَبُو حَاتِم ويُقال للرجُل المَعْضُوض مَا دَامَ يُرْجَى سَلِيم على التَّفَاؤُل أَي سَيَسْلم فَإِذا ذهب عقْلَه وعاش فَهُوَ مُسْهَب ابْن دُرَيْد أسْهَبَ من لَدْغ الحَيَّة فَهُوَ مُسْهَب ذَهَب عقلُه وَلَيْسَ فِي كَلَامهم أفْعَل فَهُوَ مُفْعَل إِلَّا ثلاثةٌ هَذَا أحدُها وَقَالَ طُلَّقَ السليمُ سَكَنَ وَجعُه بعد العِداد وَأنْشد
(تُطَلِّقه طَوْراً وطَوْراً تُرَاجِع ... )
أَبُو حَاتِم وَكَزَتْهُ الحَيَّة وَكْزاً ونَهَشَتْهُ تَنْهَشُه نَهْشاً وَوَكَعِتْهُ وَكْعاً وَقد تقدَّمت فِي العَقْرَب أَبُو عبيد يُقَال للحيَّة عَضَّت تَعَضُّ وَخَدَبَت تَخْدِب ونَهَسَت أَبُو حَاتِم جَلَدَت الحَيَّةُ وَقَالَ الأَسْوَدُ يَجْلِد بِذَنَبِه فيقْتُل ابْن دُرَيْد نَقَدضته الحَيَّةُ لَدَغَتْهُ ابْن السّكيت هَذِه حَيَّةٌ لَا تَطْنِي أَي لَا يَعِيش صاحبُها تَقْتُل من ساعتها غَيره وَيسْتَعْمل فِي غير الحَيَّة يُقال وَصَبٌ لَا يُطْنِي صَاحب الْعين الحَيَّة تَنْفِثُ السُّمَّ حِين تَنْكُزُ وسُمٌّ نَفِيث أَبُو عبيد الحيَّة العاضِةُ والعاضِهَة الَّتِي تَقْتُل إِذا نَهَشَت من سَاعَتِهَا والصِّلُّ نحوُها أَو مثلُها وَكَذَلِكَ النَّضْناض وَقد تقدَّم أَنَّهَا الَّتِي لَا تَقَرُّ فِي مَكان غَيره عَنَّتْهُ الحَيَّةُ تَعَنُّهُ عَنَّا نَفَحَتْهُ وَلم تَنْهَشه فسَقَطَ لذَلِك شَعْرَهُ وعِدَاد السَّلِيم كعِدَاد المَرِيض وَقد تقدَّم وَقَالُوا زَعَقَتْهُ العَقْرَبُ لَدَغَتْهُ وَلَكَعَتْهُ لَكْعاً كَذَلِك ثَعْلَب نَسَغَتْهُ الحَيَّةُ لَسَعَتْهُ غَيره نَسَغَهُ نَسْغاً لَسَعَهُ ونَسَغَ البعيرُ ضَرَب موضِعَ لَسْعَة الذُّبَاب بخُفَّيْهِ
3 - (السُّمُّ)
ابْن السّكيت هُوَ السُّمُّ وجمعهما سِمَام وَأنْشد أَبُو عَليّ
(فَلاَقَى ابنُ أُنْثَى يَبْتَغِي مِثْلَ مَا ابْتَغَى ... من القومِ مَسْقِيِّ السِّمَامِ حَدَائِدُ)
وَقَالَ سَمَمْته سَمّاً وَكَذَلِكَ سَمَمت الطعامَ والشرابَ رَكَّبْتُ فِيهِ السُّمَّ صَاحب الْعين سَمَّته الهامَّة أصابَتْهُ بِسُمِّهَا ولُعَاب الحَيَّة سُمُّهَا أَبُو عبيد القِشْب السُّمُّ وَجمعه أقْشَابٌ وَقد قَشَّبَ لَهُ سَقَاهُ السُّمُّ ابْن السّكيت نَسْر قَشِيب إِذا خُلِطَ لَهُ فِي لَحْمٍ ياكُلُه سُمُّ فَإِذا أكَلَهُ قَتَلَهُ فَيُؤخَذ رِيشُه فتُراش بِهِ السِّهَام وَأنْشد
(يَخِرُّ ثَخَالُه نَسْراً قَشِيباً ... )
وَكَذَلِكَ قَشَبَ طَعَامَهُ صَاحب الْعين هُوَ القَشْب ابْن الْأَعرَابِي قَشِبَ الشيءُ قَشَباً فَهُوَ قَشِب أَي قَذِرٌ وكلُّ مَا تَقَذَّرته فقد قَشَبْته واسْتَقْشَبْتُه ابْن دُرَيْد لُبُّ الحَيَّة سُمُّها أَبُو عبيد الثُّمَال والمُثَمَّل السُمُّ(2/314)
المُنْقَع ابْن دُرَيْد ونرَى أَنه أَنْقِع فَبَقِيَ وَقَالَ الذَّعْف والذُّعَاف السُّمُّ غَيره هُوَ سُمُّ ساعةٍ وَالْجمع ذُعُف وَطَعَام مَذْعُوف فِيهِ الذُّعَاف وأَذْعَفَ الرجُلَ فَتَلَهُ ابْن دُرَيْد الزُّعَاف كالذُّعَاف أَبُو عبيد المُذْعِف القاتِلُ مِنْهُ ابْن السّكيت هُوَ السُّمُّ لَا يَخِمُّ إِذا كَانَ خَالِصاً صَاحب الْعين وَهُوَ الهَلْهَلُ أَبُو عبيد والجَوْزَل السُّمُّ وَأنْشد
(سَقَتْهُنَّ كَأْساً من ذُعَافٍ وجَوْزَلاَ ... )
والذِّيْفان والذَّيْفان السُّمُّ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الذُّوْفان أَبُو عبيد وَهُوَ الذُّفَافِ والجُحَالِ ابْن دُرَيْد هُوَ السُّمُّ القاتِل وَأنْشد
(جَرَّعَهُ الذَّيْفَانِ والجُحَالا ... )
وَكَذَلِكَ الذُّرَحْرَح وطعامٌ مُذَرَّح والحُمَّة حَرَارة السُّمُّ وفَوْعَتُه وَقَالَ عَظَاه عَظْواً اغْتاله فسَقاه سُمَّاً أَو مَا يَقْتله واليَرُونْ ضَرْب من السُّمِّ وَقد تقدم أَنه دِماغ الفِيلُ يمُوت آكِلُه صَاحب الْعين سَمٌّ ذَرِب وتَذْرِيب السيفِ أَن يُنْقَع فِي السُّمِّ فَإِذا أُنْعِم سَقْيه أُخْرِج فشُحِذَ ابْن دُرَيْد المَقِرُ السمُّ أَبُو زيد المُؤَمَّر المَسْمُوم صَاحب الْعين نَقَع السمُّ فِي أنْياب الحيَّة اجتمَع وَأنْشد
(فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْنِي ضَئِيلَةٌ ... من الرُّقْش فِي أنْيابِها السمُّ ناقِعُ)
والسَّلَع السُّمُّ وَأنْشد
(يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمَامَ الأَسْلَعَا ... )
3 - (أصواتُ الحيَّة والعَقْرَب)
أَبُو حَاتِم من أصْوات الحَيَّات الصَّفِير والنُّبَاح والضُّبَاح والحَفِيف والحَدَمَة والفَحِيح فَأَما الصَّفِير فللأَسْود يَصْفِر ويَنْبَح نُبَاح الكَلب وَقيل الصَّفِير لِابْنِ قِتْرَة والأَرْقَمِ والعِرْبِدّ والأَعْرَج والأّصَلَة وَقيل الصَّفِير للشُّجْعان فَأَما النُّبَاح والضُّبَاح فللأَسْود وَقد تقدَّم فِي الفَرس والثعْلَب والحَفِيف من جَرْش بعضِه ببعْض وَقيل هُوَ أَن يَجْرِش الأرضَ إِذا مَشَى فيُسْمَع لَهُ حَفِيف أَي صَوت وَقد حَفَّ يَحِفُّ والحَدَمة صوتُ جَوْفِه كأنَّه دَوِيٌّ يَحْتَدِمُ والفَحِيح صوتٌ من جَوْفِهِ يَخْرُج يَفِحُّ كَأَنَّهُ يَتَنَفَّس شَدِيد ابْن دُرَيْد فَحَّا وفَحِيحاً أَبُو حَاتِم الأَفَاعِي تَكِشُّ خَلاَ الأَسودَ فَإِنَّهُ يَصْفِر ويَنْبَ 2 ح ويَضْبَحُ وَأنْشد أَبُو عبيد
(كأَن صوْتُ شَخْبِها المُرْفَصِ ... كَشِيشُ أَفْعَى أجمعتَ لِعَضِّ)
(فَهِيَ تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ ... )
أَبُو زيد كَشَّتِ الحَيَّةُ تَكِشُّ كَشَّاً وكَشِيشاً وَهُوَ صوتُ جِلْدها إِذا حَكَّت بعضَها ببَعْض وَقيل الكَشِيش الأَفْعَى من الأَسَاوِد ابْن دُرَيْد الكَشْكَشَة كالكَشِيش أَبُو حَاتِم الحَيَّةُ تَنْبِضُ والأَسَاوِدُ والحُرَف تَضْغُو والثُّعْبَان يُقَرْقِرُ أَبُو عبيد العَقْرَب تَصِيءُ وتَنِقُّ وَأنْشد
(كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ فِي خَاوِيَائِهِ ... فَحِيح الأَفَاعِي أَو نَقِيقُ العَقَارِبِ)
ابْن السّكيت الفَشِيش صوتُ جِلد الحَيَّة إِذا حَكَّت بعضَه بِبَعْض(2/315)
3 - (جُحْر الْعَقْرَب والحَيَّة)
ابْن دُرَيْد السُّكُّ جُحْر العَقْرب والعِرْزَال جُحْر الحَيَّة وَقد تقدَّم أَنه موضِع الأَسَد وَأَنه مَا يُمَهِّدُه لأَشْبَالِهِ من القُضْب وَأَنه مَا يُبْنِيهِ الناظِر فوقَ النَّخْل والشجَرَ فِرَاراً من الأَسَد وَأَنه بَقِيَّة اللَّحْم وَأَنه كالجُوَالِق يُجْمَع فِيهِ المتاعُ وَأَنه مَا يُمَهِّدُه الصائِدُ لنَفسِهِ فِي قُتْرته وَأَنه مَا يجمَعُه فِي قُتْرَته من القَدِيد وَأَنه البَيْتُ يكونُ فِيهِ الملِك إِذا قاتَلَ
(الخَنَافِس والجِعْلان)
أَبُو حَاتِم هِيَ خُنْفُسَاءُ وخُنْفَسَاءُ وخُنْفُسَاءَةٌ وخُنْفُسَة وبعضٌ يَقُول هَذَا خُنْفَسٌ ذكَرٌ والخُنْفَس للكثير والحُنْظَب ضرب من الخَنَافس فِيهِ طولُ وَقيل للخُنْفُسَاء الفاسِيَة وَيُقَال
هُوَ أَفْحَشُ من فَاسِيَة
وَهِي دابَّة كالخُنْفُسَاء مُحَدَّدة الذَنَب تَفْسُو إِذا مَشَت وَمن ضُرُوب الجِعْلان الجُلُعْلُعُ والجُلَعْلَعُ والأُنثى جُلَعْلَعَة والسَّفَنُ والقَسْوَرِيُّ وأبُو عُوَيف أَبُو سَلْمَان الوَزَغُ أَبُو حَاتِم فالجُعَل العَريض الأَسْود الَّذِي يُدَهْدِي الخُرُوءَ وَالْجمع جِعْلان صَاحب الْعين ماءٌ جَعِلٌ ومُجْعِلٌ ماتَتْ فِيهِ الخَنَافِس الجِعْلانُ وأرضٌ مُجْعِلة كَثِيرة الجِعْلان ورجُل جُعَلٌ أسودُ دَمِيم شُبِّهَ بِهِ وَقيل هُوَ اللَّجُوج وَقَالُوا
سَدِكَ بأمْرِه جُعَلُه
وَذَلِكَ أَن الرجل يطلُب حَاجَة فَإِذا خَلاَ ليذْكُرَها جَاءَهُ رجُل ليطلُبَ مثلَها أَو رجُل يكره أَن يَسْمَعَها من الأوَّل فَهُوَ لَا يقدر أَن يذكُر معَه شَيْئا فَهُوَ جُعَلُه وَأنْشد
(إِذا أَتَيْتُ سُلَيْمَى شُبَّ لي جُعَلٌ ... إِن الشَّقِيَّ الَّذِي يَصْلَى بِهِ الجُعَلُ)
أَبُو حَاتِم الجُلَعْلَع جُعَلٌ صغِير أنمَشُ قَصِير القَوائِمِ بَطِيءُ المَشْيِ والسَّفَنُ جُعَل قَصِير القوائم إِذا مَسَّه شيءٌ تَمَاوَت فَلم يَتَحَرَّكَ ذَلِك اليَوْمَ يُقَال هُوَ أصغَرُ من سَفَنَة والقَسْوَرِيُّ أشدُّها حُمْرَةٌ لَهُ قَرْنٌ بَيْنَ ظَّهْرِهِ وعُنُقه طويلٌ مُتَحَرِّفٌ قَرْنُه إِلَى ظَهْرِه وَأَبُو عُوَيْف دُوَيْبَّة غَبْرَاءُ تَحْفِر بذنَبَها وقَرْنَيْهَا لَا تَظْهَر أبدا وَأَبُو سَلْمَانَ أعظمُ الجِعْلاًن ذُو رَأس عَرِيض يَدَاهُ ورأسُه شِبْهُ المآشِير
3 - (وَمن صغَار الدوابِّ)
الحُرْقُوص وحِمَار قَبَّان والفَالِيَة والقَرَنْبَى أَبُو حَاتِم وحِمَارُ قَبَّانٌ هُنَيٌّ أُمَيْلِسُ أُسَيِّدٌ رأسُه كرأس الخُنْفُسَاء طِوَالٌ قوائِمُه نَحْو قَوَائِمِ الخُنْفُسَاء وَهُوَ أصغَرُ من الخُنْفُسَاء وَقيل عَيْرَقَبَّانَ وَهُوَ أبْلَقُ محجَّل القَوَائِم لَهُ أنْفٌ كأنْفِ القُنْفُذِ إِذا جُرِّكَ تَمَاوَتَ حَتَّى تَرَاه كَأَنَّهُ بَعْرة فَإِذا كُفَّ الصوتُ انطلقَ فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ حِمَارُ قَبَّانَ هُوَ مَعْرِفة وَالدَّلِيل عَلَيْهِ تَرْكُ صَرْفِ قَبَّانَ قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو الْحسن عُيُورَةُ قَبَّانَ وحَمِير قَبَّانَ وَأنْشد
(حَمِير قَبَّانَ تسُوق أرْنَباً ... )
هَذِه حكايته والرّواية الْمَشْهُورَة حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أرنباً على الْإِفْرَاد أَبُو حَاتِم الفَالِيَة هُنَيِّة مثل الخُنْفَسَاء وفيهَا وَشْيٌ أبيضُ ولونُها أسودُ وفيهَا ذَاك الرَّقَط الْأَبْيَض طويلةُ العُنُق تكونُ عِنْد جَحِرة الضِّباب والحَيَّات والعَقَارب وعِند كل جُحْر يكون وَيُقَال لَهَا فَالِية الأَفَاعِي إِذا مَسِستَها نَضَحَتْ بِمَاء حارٍّ من أسْتِها فَإِذا أصَاب جِلدَ الْإِنْسَان شَرِيَ والقَرَنْبَي هُنَيُّ أبيضُ كالجْدْجُدَة فِي الطُّول لَهُ قوائِمُ قُصَارٌ يدخُل الخُروقَ ويكونُ ظَاهرا والذَّرارِيح كهَيْئة الجِعْلان لَهَا أرجُلُ كَثِيرَة مُجَزَّعَة بحُمْرة وسَواد وصِنْف آخَرُ أسودُ لَا أجْنِحَةَ لَهُ فِي(2/316)
بُطُونه صُفرة وعَلى أكْتَافِهِ وعَلى رأسِهِ صِغَار الرُّؤُس والذُّرْنُوحَة دُوَيْبَّة حَمْرَاء كَأَنَّمَا هِيَ قَطْرة دمٍ وَهِي سُمٌّ كَأَنَّهَا هَذِه النَّمْلة ذَات الرِّيش كَبيرةٌ فِي الجِحَرة والجُدُر وَالْأَرضين نَحْو من اجتِماع النَّمْل وتكونُ فِي أصُول الشجَر كَثِيراً ويَطِرْنَ وهُنَّ مثْلُ عِظَام النَّمْل فِي العِظَم ابْن دُرَيْد ذُرُّوح وذَرُّوح وذُرْنُوح وذُرَّاح وذُرَحْرَحٌ قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ ثُلاَثِيُّ أَبُو حَاتِم مُقَرِّضَة الأَسَاقِي دُوَيْيَّة صغيرةٌ سُوَيْدَاءُ طويلةٌ على وَجه الأرْضِ كَثِيرَة القَوَائِم قَليلَة الطُّول بِعظَم بَعْرة الشاةِ لَهَا طَوْق فِي عُنْقِها غَليظٌ ونُسَمِّيها البَعْنَقُ أَبُو حَاتِم حَفَّ الجُعَل يَحِفُّ إِذا طَار من الحَفِيف وَهُوَ صوتُ الشَّيْء تَسْمَعه كالرَّنَّة أَو طَيَران الطائِر صَاحب الْعين يُسَمَّى الجُعَل أقْلَح لقَذَر فِيهِ النَّضر العُرَيْقِطَة دُوَيْبَّة عَرِيضةٌ كالجُعَل وَقَالَ دَهْدَهَ الجُعَلُ السُّلُوح ودَهْدَاها ودَحْرَجَها وَهِي دُهْدُوَتُه ودُهْدُوّتُه ودُحْرُوجَتُه وبُعْقُوطَتُه والقَعْثَب والقَعْثَبَان دُوَيْبَّة كالخُنْفَساء تكونُ على النَّبَات صَاحب الْعين الصُّعْرُور دُحْرُوجَة الجُعَل يجمَعُها ويُدِيرها ويَدْفَعها وَقد صَعْرَرها أَبُو زيد وَهُوَ الحُوَّاز
3 - (العَنَاكِبُ)
غير وَاحِد هِيَ العَنْكَبُوت وَالْجمع عَنَاكِبُ وعِكَابُ وعُكُب وعَنْكَبٌ وعَنْكَبَاءُ اسمان للْجمع أَبُو زيد العَنْكَبَي والعَنْكَبُوهُ سِيبَوَيْهٍ العَنْكَبُوت رُبَاعِيُّ وَقد استَدَلَّ على زِيَادَة تائِه بِعَنَاكِبَ وَظَاهر الْأَمر غير صَحِيح فِي بَال الدَّلالَةِ لِأَنَّهُ لَا شكَّ عِندنا فِي أَن طاء عَضْرَفُوط أصل وَنحن إِذا كَسَّرناها لَا بُد من حذْفها لكنْ أَبُو زيد حكى أَن عَنَاكِبَ غير سَمْجَة فِي كَلَامهم وسيبويه يحْكي عَن الْعَرَب أَنهم لَا يُكَسِّرُون شَيْئا من بَنات الْخَمْسَة إِلَّا مُسْتَكْرِهِين يَعْنِي بقوله مُسْتَكْرِهين أَنهم لَا يُكَسِّرُونه إِلَّا أَن يُقال لَهُم كَسِّرُوه فَلَمَّا كَانَت عَنَاكِبُ سَمْحَة فِي كَلَامهم يُكَسِّرُونَها من غير أَن يُسَامُوا بكَسْرِها على مَا حَكَاهُ أَبُو زيد يَجِدُه سِيبَوَيْهٍ دَلِيلا على زِيَادَة التَّاء أَبُو زيد ويُسَمَّى المُوْلَة وَلَيْسَ بَثَبْت وَهُوَ الخَدَرْنَق والخَذَرْنَق أَبُو حَاتِم الخَذَرْنَق ذَكَرُ العَنَاكِب ابْن جني هُوَ الخَدَنَّق والخَذَنَّق بِغَيْر رَاء والخَذَرْنَق أَبُو حَاتِم العُكَّاش ذَكَر العنكَبُوت وتعَكَّش العَنْكَبُوت إِذا قَبَض قوائِمَه كأنَّه يَنْسِج ثَعْلَب أُمُّ قَشْعِمٍ فِي بَيْتِ زُهَير العَنْكَبُوت الْأَصْمَعِي الهَلَل نَسْجُ العَنْكَبُوت وَقيل هِيَ دُوَيْبَّة تَلْسَع لَسْعاً شَدِيدا أَبُو عبيد اللَّيْث هُوَ الَّذِي يأخُذ الذُّباب وَهُوَ أصغَرُ من العَنْكَبُوت غير وَاحِد الرُّتَيْلا مَقْصُور ضَرْب من العَنَاكِب وَحكى السيرافي فِيهَا المَدَّ والسُّكُّ جُحْر العَنْكَبُوت وَقد تقدَّم فِي العَقْرَب والدَّغْفَل ولَد العَنْكَبُوت وَبِه سُمِّيَ الرجُل
3 - (وَمِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ الناسُ)
القُذَذ والكُرَّاش والمَوْصُول والفاغِر والنامِسُ والبَقُّ فأمَّا القُذَذ فالبُرْغُوث والجِمَاع القِذَّان والكُرَّاش مِثْلُ القُمْقَامَة الْوَاحِدَة كُرَّاشة تَلْكَع الناسَ وتكونُ فِي مَبَارِك الإبِل والمَوْصُول دابَّة فِي خَلْقه الدَّبْر أسودُ وأحمرُ يُلْكَع الناسَ والفاغِرُ دُوَيْبَّة مثل القَمْلة حمراءُ مُنْتِنة الرّيح تكون فِي السُّرُر والجُدُر وَهِي الَّتِي يُقال لَهَا بالبَصْرةَ بَنَات الحَصيْرِ والضَّمْج إِذا قَتَلْهَا شمِمت رَائِحَة اللَّوْزُ المُرّ وَيُقَال لَهَا بفارِس مَكْنٌ وبعُمَان الضَّمد فَإِذا قتِلت كَثُرْن من دَمِها وَإِذا بُزق عَلَيْهَا مَاتَتْ والحُرْقُوص والحُرْقُوس هُنَيُّ مثل الحَصَاة صغِير أُسَيِّدُ أَرْقَطُ بحُمْرة وصُفْرة ولونُه الغالِب عَلَيْهِ السَّواد يجْتمع ويتَّلِج تحتَ الأَناسِيُّ وأرفاغهم ويعَضُّهم ويُشَقَّق الأَسْقِيَة صَاحب الْعين هِيَ دُوَيْبَّة مَجَزَّعة لَهَا حُمَة كَحُمَة الزّنْبُور تَلْدَغ تُشْبِه أطْاف السِّيَاط ولذل يُقَال لمن ضُرِب بالسَّوْط أخذَتْه الحَرَاقِيص أَبُو عبيد الحُرْقُوص والحُرْقُوس دُوَيْبَّة مثل البُرْغُوث فأمَّا الحُرْقُصَاء فدُوَيْبَّة لم تُحَلَّ أَبُو(2/317)
عبيد النَّهِيك الحُرْقُوص وعَضَّ الحُرْقُوص فَرْج أعْرابِيَّة فَقَالَ بَعْلهَا وَمَا أَنا للحُرْقُوص إِن عَضَّ عَضَّةً ... لما بَيْن رجلَيْهَا بِجِدِّ عَقُور)
(تُطِيّب نَفْسي بَعْدَمَا تَسْتَفزُّني ... مَقالتُها إِن النَّهِيكَ صَغِيرُ)
ابْن دُرَيْد النِّبْر دُوَيْبَّة أصغَرُ من القُرَاد تَلْسَع فينْتَبر موضِعُ لَسْعَتهَا أَي يَنْتَفِخ وَالْجمع أنْبار السيرافي النامُوس هَنَة كالذرَّة تَلْكَع الناسَ
3 - (القَمَل والنَّمل ونحوُها)
صَاحب الْعين القَمْل مَعْرُوف واحدته قَمْلَة وَيُقَال للقَمْلة قُمَال أَبُو حَاتِم وَهِي القُمَّل واحدته قُمَّلة وَقيل القُمَّل دَوابُّ صِغَرا من جِنْس القِرْدَان صَاحب الْعين القُمَّل صِغَار الذَّرّ أَبُو عبد الفَرَعَة القَمْلة الْعَظِيمَة صَاحب الْعين الصَّغِيرة وجمُعها فِرَاعٌ والهَرْعَة والهِرْيْعَة القَمْلة الصغِيرة وَقيل الضَّخْمَة والهُرْنُوع الضَّخْم مِنْهَا وَقيل هِيَ الهُزْنُوغ بالزاي والغينُ مُعْجمَة والقِرْطَع قَمْل الإبِل وَكَذَلِكَ القِرْدَع غَيره الخُنْبُجَة القَمْلة الضَّخْمَة أَبُو عبيد الحَمَكَة القَملة وَجَمعهَا حَمَك وَقد يُقْتَاس ذَلِك للذَّرَّة غَيره هِيَ الصَّغيرة مِنْهَا وَمن غَيْرها ابْن دُرَيْد الدِّمَّة والدِّنَّمة القَمْلة الصغيرةُ وَمِنْه اشتِقاق الدَّمِيم اَحْسِب وَقَالُوا وهَز القَمْلة وَهْزاً حَكَّها بَين أَصَابِعه والنَّمْل واحدتها نَمْلة وَيجمع نِمَالاً أَبُو عبيد طعامٌ مَنْمُول أَصَابَهُ النَّمْلُ وأرضٌ نَمِلةٌ من النَّمْل أَبُو حَاتِم النَّمْل العظامُ مَا طَار مِنْهُ وَمَا لم يَطِر ابْن دُرَيْد الدِّنَّة دُوَيْبَّة كالنَّمْلة والنِّمَّة فِي بعض اللُّغات النمْلة والسُّمْسُمَة النملة الحَمْرَاء أَبُو حَاتِم السَّمَاسِم والسَّمَام الصُّهْب الألْوان يُكُنَّ فِي البَسَاتِين ابْن دُرَيْد الدُّعْبوب ضَرْب من النَّمْل أسْودُ والفازِرُ ضَرْب من النَّمْل فِيهِ حُمْرة قيل لِفُلان نسبْت الجَنَّ والإنْس فَهَل نَسَبْتَ الدَّرَّ فَقَالَ نَعَمَ الذَّرُعُقْفانُ والفَازِر صَاحب الْعين الدَّبَى صِغَار النَّمْل أَبُو حَاتِم نَمْلَةٌ حَمْرَاءُ يُقَال لَهَا نملُ سُلَيْمَانَ ويُقال لَهُنَّ الحُوُّ وهُنَّ أعظمُ من بعض الحَبَشيَّ وَبَعض الحَبَشَيّ أعظمُ من بعض الحَبَشيَّ وَبَعض الحَبَشَيّ أعظمُ منهُنَّ وهُنَّ حُوٌّ صَاحب الْعين الخِرْثَاء النمْل الَّذِي فِيهِ حُمْرة الْوَاحِدَة خِرْثَاءَةٌ ابْن دُرَيْد الجَفْل والجَثْل ضَرْب من النَّمْل سودٌ كِبَارٌ أَبُو حَاتِم يُقال للنمل الَّذِي لذرِيش نملٌ ذُو أرْياشٍ صَاحب الْعين الدُّعَاعَة نَمْلَةٌ ذاتُ جَنَاحَيْنِ شُبِّهَت بالدُّعَاعَة من الحِبان والقُعَرة من النَّمْل الَّتِي تَتَّخِذ القُرَيَّات أَبُو حَاتِم الرِّمَّة النملة ذَات الجناحَيْنِ والجُعَيَّبَات العِظَام اللَّاتِي بَعضهنَّ لهنَّ أفواهٌ وَاسِعَة الْوَاحِدَة جُعَبَّى وَمِنْهَا القُعْس وَلم يُحَلِّها وَقيل نَمْلَةٌ قَعْسَاءُ رافِعَة صَدْرَها ابْن دُرَيْد العَقْزُ تَقَارب دَبِيب الذَرَّة وَمَا أشبههَا وَهُوَ مُمَات أَبُو حَاتِم الحَبَشِيُّ من النَّمْل الشديدُ السوَاد لَا عِظَامٌ وَلَا صِغَار والجميع من الحَبَشِيِّ الدَّيْلَمُ وَأنْشد
(زَوْرَاء تَنْفِر عَن حِيَاض الدَّيْلَمِ ... )
قَالَ وأظُنُّه أَرَادَ أَن عَدَاوته كعَدَاوَةِ الدَّيْلَم من العَدُوّ للْمُسلمين وَلم يُرِد النَّملَ وَلَا القِرْدَانَ صَاحب الْعين الدَّيْلَم مُجْتَمَع الدَّيْلَم والقِرْدان عِنْد أعْطان الإبِلِ وأعْقَار الحِبَاض غَيره القِبْص والقَبْص مجتَمَع النَّمْل الْكثير وَقد تقدَّم أَنه العَدَدُ الكثيرُ من النَّاس أَبُو عبيد قَرْية النَّمْل وجُرْثُومته مَا يَجْمَع من التُّراب والمازِنُ بَيْض النَّمْل ابْن دُرَيْد وَبِه سُمِّيَت القبيلةُ مَازناَ أَبُو عبيد والزِّبَال مَا حَمِلَت النملةُ بفِيها وَأنْشد
(كَرِيمُ النِّجَار حَمَى ظَهْره ... فَلم يُرْتَزَأْ برُكُوبٍ زِبَالا)
ابْن دُرَيْد الحُجْرُوف دُوَيْبَّة طويلةُ القوائِم كالنَّمْلَة زَعَموا أَبُو حَاتِم هِيَ العُجْرُوف والحُجْرُوف(2/318)
غلط صَاحب الْعين العُجْرُوف النَّمْل الَّذِي لَهُ قَوَائِمُ ترفَعُه عَن الأَرْض
3 - (الدُّود ونحوُه)
غير وَاحِد هُوَ الدُّود واحدتُه دُودة وَقد دادَ الطعامُ يَدَاد أَبُو عبيد دَادَ وأدَادَ أَبُو حنيفَة طعَامٌ مَدُود كَذَلِك غَيره مَدُود ودَادَ وَزنه فَعِلَ صَاحب الْعين القَتَع دُودٌ حُمْر تأكُل الخشبَ واحدته قَتَعَةٌ قَالَ
(غَداة غَادَرْتُهُمْ قَتْلَى كأنَّهُم ... خُشْبٌ تَقْصَّفُ فِي أجْوافِها القَتَعْ)
أَبُو عبيد الأَسَارِيع دُودٌ بيضٌ صِغَار أَبُو حنيفَة الأَسْرُوع والأسْرُوع واليَسْرُوع واليُسْرُوع دُوَيْبَّة طُول الشِّبر أطْوَل مَا تكونُ وَهِي مُزَيَّنَة بأحسَنِ الزِّينة من صُفْرة وحُمْرَة وخُضْرة وكلِّ لون لَا تَراه إِلَّا فِي العُشْب وَلها قَوَائِمُ قِصَار تأكُلها الكَلاَبُ والذِّئَابُ والطّيْرُ إِذا كَثُرَت أفسَدت البَقْل فَخَذَّعت أطْرافَه أَي أكلَتْ أعْلاه وَقيل الأُسْرُوع يَسْلَخ فيصِير فَرَاشةً ويُصَدِّق ذَلِك قولُ الراجز ووصَفَ تَوَلِّي الرّبيع وهَيْجَ الأرضِ وَفِي هَذَا الْوَقْت يَسْلَخُ الأُسْرُوع لِأَن قُوَّتَه تَذْهَب
(حَتِّى إِذا مَا الهَيْفُ حَتَّ ثَمْرَهُ ... وَوَدَّعَ العُشْبُ فِراخُ الحُمْرَةَ)
(ونَشَرَ اليُسْرُوع بُرْدَى حِبرَهْ ... )
وبُرْداه جَنَاحَاه حِين يَسْلَخ فيَصِيرُ فَرَاشَةً ابْن دُرَيْد الحُمْطُوط والحِمْطَاط دُوَيْبَّة تكونُ فِي العُشْب مَنْقُوشة بألوانٍ شَتَّى والرَّقْشَاءُ دُودَةٌ شَبِية بهَا أَبُو حنيفَة والعِجْرِمٌ دُوَيْبَّة صُلْبَة تكونُ فِي الشجَر وتأكلُ العُشْبَ ابْن دُرَيْد الحَرِيشُ دُوَيْبَّة على قَدْر الدُّودَة أكبر من الإصبع لَهَا قَوَائِمُ كثيرةٌ أَبُو عبيد النَّعَفُ دُود يَسْقُط من أُنُوف الغَنَم والإبِل واحدتُه نَغَفَةٌ أَبُو حَاتِم هِيَ دُودٌ عُقْف طِوَال سُوْد وغُبْر وخُضْر تَقْطَع الحَرْث فِي بُطُون الأرضِ وَقيل هِيَ دُودٌ عُقْف تَتَسَلَّخ عَن الخَنَافِس وَنَحْوهَا وَقيل هِيَ دُودٌ بِيضٌ يكون فِيهَا ماءٌ والسُّوس أصغَرُ من الدُّود يُؤَرِّضُ الخَشَبَةَ ويأكُلُ الصُّوفَ سِيبَوَيْهٍ سُوْس وسُوْسة وسُوْسَاتٌ وَقد تقدَّم تصرِيف فِعْلِه فِي كتاب الغَنَم أَبُو عبيد وَهِي الأَرَضَة وَسَيَأْتِي تَصْرِيفُها إِن شَاءَ الله واللعُثُّ دابَّة تاكُلُ الجُلُود ابْن دُرَيْد العُثَّة السُّوسَة أَو الأَرَضَة وَالْجمع عُثَثٌ وَقد عَثَّت السُّوسَةُ الثَّوْبُ تَعُثُّهُ عَثّاً صَاحب الْعين العَلَقُ الَّذِي يكُون فِي الماءِ واحدتُه عَلَقَةٌ ويُقال شَرِب الدابَّةُ فَعَلِقَ إِذا عَلِقَ بِهِ العَلَقُ وعَلِقَت العَلَقَةُ عَلَقاً تعلَّقَتْ بِهِ والمَعْلُوق الَّذِي أَخذ العَلَقُ بحَلْقِهِ وَقَالَ اللَّحْس أكلُ الدُّودِ الصُّوفَ غَيره الرِّمَّة الأَرَضَةُ أَبُو حنيفَة السُّرْفَة دُوَيْبَّة مثل الدُّودَة إِلَى السَّوادِ مَا هِيَ تكونُ فِي الحَمْضِ تَبْنِي بَيْتاً من عِيْدان مُرَبَّعاً تَشُّدُّ أطْرافَ العِيْدان بشيءٍ مِثل غَزْل العَنْكَبُوت وَقيل هِيَ دُودَةٌ مثلُ الإصْبَع شَعْراس رَقْطَاءُ تَأْكُلُ وَرَق الشَّجَرِ حَتَّى تعْرِيهَا وَقيل هِيَ دُوَيْبَّة خَفِيفَة كأنَّها عَنْكَبُوت يُقَال أَخَفُّ من سُرْفَة وَقيل هِيَ دُوَيْبَّة مِثْلُ نِصْفَ العَدَسَة تَثْقُبُ الشَجَرَةَ ثُمَّ تَبْنِي فِيهَا بَيْتا من عيدَان تَجْمَعُهَا بمِثْلِ غَزْلَ العَنْكَبُوت يُضْرَب بهَا الْمثل فَيُقَال أَصْنَعُ من سُرْفَة وَقيل هِيَ دابَّة صَغِيرة جِداًّ غَبْرَاءُ تَأتِي الخَشَبَةَ فَتَحْفِرُها ثمَّ تاتي بِخَشَبَةٍ أُخْرَى فَتَضَعُها فِيهَا أخْرَى ثمَّ أخُرَى ثمَّ تَنْسِجُ مِثْل نَسْج العَنْكَبُوت أَبُو عبيد أرْض سَرِفَة من السُّرْفَة صَاحب الْعين الدَّحَّاسة دُودَةٌ تحتَ التُّرَاب صَفْرَاءُ صَافِيَة لَهَا رَأسٌ مُشَعَّبٌ دَقِيقَة يَشُدُّها الصِّبْيان فِي الفِخَاح لصَيْد العَصَافِير أَبُو عبيد الصَّيْدَنَانِيُّ دابَّة تَعْمَلُ لنَفْسِها بَيْتا فِي جَوْفِ الأرضِ وتُعَمِّيه صَاحب الْعين هُوَ الصَّيْدَنَانِيُّ والصَّيْدَلاَنِيُّ أَبُو عبيد السَّرْوَةُ دُودَةٌ وَلم يُحلِّها يُقَال أرضٌ مَسْرُوَّةٌ(2/319)
3 - (القِرْدَان والحَلَم وأشباهُهَا)
أَبُو عبيد القُرَاد أوَّل مَا يكونُ صَغِيراً لَا يكَاد يُرَى من صِغَره يُقال لَهُ قُمْقَامَة ثمَّ يَصِير حَمْنَانَةً ابْن دُرَيْد وَهِي الحَمْنَة وَالْجمع حَمْنَانٌ صَاحب الْعين أرضٌ مَحْمَنة كَثِيرةُ الحَمْنَانُ أَبُو عبيد ثمَّ يَصِير قُرَاداً وَالْجمع قِرْدَانٌ وبَعِير قَرِدٌ كَثِيرُ القِرْدَان ابْن السّكيت قَرَّدَت البَعِرَ نَزَعَتْ عَنهُ القُرَاد وَبِه سُمِّيَ الخِدَاع تَقْرِيداً قَالَ وَأَصله أَن اللِّصَّ يَأْتِي البَعِير فيُخَاف شِرَادَهُ فَيَنْزعُ قُرَاده ويَحُكُّهُ حَتَّى يَأْنَسَ بِهِ فَيَقْتَادَهُ فَيَذْهَبُ بِهِ قَالَ
(هُمَّ السَّمْن بالسِّنَّوْت لَا أَلْسَ عِنْدَهُم ... وهُمْ يَمْنَعُون جَارَهُم أَنْ يُقَرَّدَا)
ابْن دُرَيْد القَرُود من الإبِل الَّذِي لَا يَفْزَعُ عِندَ التَّقْرِيد أَبُو عبيد ثمَّ يَصِير حَلَمة وَالْجمع حَلَم وحَلِم الأَدِيمُ حلماً فَهُوَ حَلِم وَقَعَتْ فِيهِ الحَلَمَة وبَعِير حَلِمٌ كَثير الحَلَم ابْن السّكيت عَنَاقٌ حَلِمَة وتَحْلِمَةٌ وحَلَّمَت الحَمَلَ والعَنَاق نَزَعْتُ عَنْهَا الحَلَم وَقد تقدَّم أَن الحَلَمَة دُودة تأكُلُ الجُلُود أَبُو عبيد العَلُّ القُرَاد صَاحب الْعين هُوَ القُرَاد الضَّخْم وَقيل هُوَ القُرَاد الصَّغِير وَمِنْه قيل للمُسِنِّ النَّحِيف عَلُّ أَبُو عبيد الطِّلْح القُرَاد غَيره هُوَ المَهْزُول وَقيل هُوَ العَظِيم مِنْهَا وَالْجمع أَطْلاَحٌ أَبُو عبيد القَتَينُ القُرَاد صَاحب الْعين القَتِين القَلِيل الدَّم مِنْهَا أَبُو عبيد البُرَام القُرَاد ابْن دُرَيْد الحَمَك صِغَار القِرْدَان واحدتُه حَمَكَة وَبِه سُمَّيَت المرأةُ الدَّمِيمَة حَمَكَةً وَقد تقدَّم أَنَّهَا القَمْلَة والعَلَسَة دُوَيْبَّة بالحَلَمة أَو النَّمْلَة وَبهَا سُمِّيَ الرجُل وجمُعها عَلَس صَاحب الْعين العَلَس القُرَاد ابْن دُرَيْد القُرْشثوم القُرَاد العَظِيمُ صَاحب الْعين هُوَ القِرْشَام والقُرَاشِمُ وَقَالَ قُرَادٌ رَاتِخٌ وَهِي قِطَعٌ تكُون فِي الجِلْد وَقَالَ جَذَا القُرَادُ فِي جَنْبِ البعيرِ جُذُوّاً لَصِقَ بِهِ ولَزِمَه غَيره العِلْهِزُ القُرَاد الضَّخْمُ وَقد تقدَّم أَنه ضَرْب من الطَّعَام
3 - (مَشْيُ الهَوامِّ)
ثَعْلَب اهْتَمَشَتْ الهامَّةُ مَشَتْ وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد فَقَالَ اهْتَمَشَتِ الدابَّةُ أَو اهْتَشَمَتْ الشَّكُّ مِنْهُ أَبُو زيد مَزَاحِفُ الحَيَّات آثارُها وأصلُه من التَّزَاحُّف وَهُوَ الانْجِرَار وكل مَا ثَقُلَ فَدَنَا إِلَى الأَرْض فقد تَزَحَّفَ وزَحَفَ وأزْحَفَ وَأنْشد
(تَرَاجَنِ مَلْحَاحٌ إِلَى الأرضِ مُزْحِفُ ... )
وَمِنْه تَزَحَّفَ الصبيُّ على اسْتِه أَبُو زيد هَمَّت تَهِمُ هِمِيماً مَشَتْ وَبِه سُمِّيَتْ الهامَّة صَاحب الْعين دَبَّ النَّمْلُ وغيرُه من الحَيَوَانِ يَدِبُّ دَبِيباً مَشَى على هِينَتِه والدابَّة مَا دَبَّ من الحَيَوانِ وَفِي النزيل {واللهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّةٍ من ماءٍ} {النُّور 45}(2/320)
(كتاب الطير)
3 - (سِفَاد الطير)
ابْن السّكيت سَفِد الطائِرُ الأُنْثَى سِفَاداً وسَفَدَهَا يَسْفِدُهَا وَقَالَ غَيره لَا يُقال فِي الطائِر سَفِد وَقد تقدَّم فِي المْخْلَب والظِّلْف والخُفِّ أَبُو عبيد قَمَطَ الطائِرُ الأنثَى يَقْمِطُهَا ويَقْمُطها وَإِن لَقَمْطَى ابْن دُرَيْد مَقَطَهَا كَقَمَطَها أَبُو عبيد قَفَطَهَا يَقْفِطُهَا ويَقْفُطها ابْن دُرَيْد وقَفِطها قَفْطاً وَقد تقدَّم القَمْط والقَفْط فِي السِّباع وذَوات الظِّلْف أَبُو عبيد مرّة ضَفَطَ الطائرُ الأنثَى يَضْفِطُها ضَفْطاً فَأَما الضَفْط فَلِذوات الظِّلْف غَيره رَصَعَ الطائرُ الْأُنْثَى يَرْصَعَهَا سَفِدَها والقُعُوُّ للطير مثْلُه فِي الْإِبِل والنَّعام وَقد تقدَّم فِي سفَادِهما وَقَالُوا تَبَرْكَعَت الحَمَامَةُ للحَمَامَة الذكَر وأصل البَرْكَعَة القِيَام على أرْبَعٍ صَاحب الْعين دَرْبَخَت الحمامةُ لذكرَها طَاوَعَتْه على السِّفَاد وَأنْشد
(وَلَو نَقُول دَرْبِخُوا لَدَرْبَخُوا ... لِفَحْلنا إِذْ سَرَّهُ التَنوَّخُ)
3 - (بَيْض الطَّيْر)
البَيْض مَعْروف واحدتُه بِالْهَاءِ أَبُو زيد جمعه بُيُوض أَبُو حَاتِم إِذا صَار فِي بَطْن الدَّجَاحَة البَيْضُ قيل جَمَّعَت وأبْطَنَتْ أَبُو عبيد أقَفَّت الدَّجَاجَةُ جَمَعَت البيضَ فِي بَطْنها وَقيل أقَفَّت انْقَطَعَ بَيْضُهَا أَبُو حَاتِم فَهِيَ مُقِفُّ أَبُو عبيد وَمثله أَقْطَعَت أَبُو حَاتِم فَهِيَ مُقْطِع أبوعبيد وَكَذَلِكَ أصْفَتْ وأصْفَى الشاعِرُ انقَطَعَ شِعْره مِنْهُ ابْن دُرَيْد عَضَّلَتِ الدَّجَاجَةُ نَشِبَت بيضتُها فَلم تَخْرُج وَهِي مُعَضِّل وعَضَّل الوادِي بأهْله ضَاق بهم وكلُّ شيءٍ ضَاقَ عَن شَيْء فقد عَضَّل عَنهُ أَبُو عبيد طَرَّقَتِ القَطَاةُ حانَ خُرُوج بَيْضِها وَلَا يُقَال ذَلِك فِي غَيْر القَطَاةِ وَأنْشد
(وَقد تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزَهَا ... نَسِيفاً كأُفْحُوص القَطَاة المُطَرِّقِ)
ابْن دُرَيْد طَرَّقَت القَطَاة الحَمَامَةُ عَسُرَ عَلَيْهَا خُرُوج بيضها فَقَحَصَت الأَرْض بجُؤْجُؤِهَا أَبُو حَاتِم إِذا بَاضَت الدَّجَاجَةُ بَيْضَهَا كلَّه قيل أَنْفَضَت فَهِيَ مُنْفِضٌ أَبُو عبيد وَقَوله فِي الحَدِيث
أَقِرُّوا الطَّيْرَ فِي مَكُنَاتِها
قيل يَعْنِي بيضَها وَقيل مواقِعَها
3 - (أَسمَاء جُمْلة الْبيض وطوائفها)
يُقَال بَيْضَة وبَيْض كَتَمرة وتَمْر وَحكى الْفَارِسِي بُيُوض وَأنْشد
(على قَفْرَةٍ طَارَتْ فِراخاً بُيُوضُها ... )
طارَتْ فِراخاً أَي صارَتْ فِراخاً عليّ أَن يكون بُيُوض جمعَ بَيْضَة كبَدْرَة ويُدُور ومَأْنَة ومُؤُون أوْلَى(2/321)
من أَن يكونَ جمع بَيْض لِأَن تكسير هَذَا الضَّرْب من الجمْع قَلِيل أَبُو حَاتِم باضَتْ بَيْضاً ودَجَاجَة بَيَّاضَة وبَيُوض وَالْجمع بُيُض قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَمن قَالَ رُسْل قَالَ بَيْض وَقد قَالُوا بُوْض وَقَالَ صَاحب الْعين فِي قَوْله
(بحيْثُ يَعْتَشُّ الغُرَاب البائِضُ ... )
إِنَّمَا وَصفه بالبائض وَهُوَ ذكَر لِأَن لَهُ شَرِكَة فِي البَيْض فَهُوَ فِي مَذْهَب الْوَالِد ورجُل بَيَّاض يَبِيع البَيْض والتُّوْم بَيْض النَّعَام قَالَ ذُو الرمَّة
(وحَتَّى أتَى يومٌ يكادُ من اللَّظَى ... بِهِ التُّومُ فِي أُفْحُوصة يَتَصَيَّح)
واحدتُه بِالْهَاءِ صَاحب الْعين بَيْضَة البَلَد التُّوْمَة تَتْرُكها النَّعَامَة فِي الأُدْحِي أَو القِيِّ وَيُقَال لَهَا البَلَدِيَّة وَذَات البَلَد والنَّتْل بَيْض النَّعامُ يُدْفَن فِي المَفازة بِالْمَاءِ ابْن دُرَيْد الكَيْكَة البَيْضَة صَاحب الْعين بَيْضَة العُقْر الَّتِي تُمْتَحَنُ بهَا المرأةُ عِنْد الاقْتَضَاضِ وَقيل لِأَنَّهَا أوَّل بَيْضَة تَبِيضها الدَّجَاجَة لِأَنَّهَا تَعْقِرها وَقيل آخر بَيْضة تَبِيضها إِذا هَرِمَت وَقيل هِيَ بَيْضَة الدِّيك وَيُقَال لمن لَا غَنَاء عِنْده بَيْضَة العُقْر على التَّشْبِيه بذلك وَكَذَلِكَ كلُّ مَا لَا يُسْتَطاع مَسُّه رَخَاوَة وضَعْفاً أَبُو عبيد الكِرْفِىءُ قِشْر الْبَيْضَة الأَعْلَى وَهُوَ القَيْض وَقد تَقَيَّضَت البيضةُ تَكَسَّرت فِلَقاً قَالَ فَإِن تَصَدَّعَت وَلم تَفَلَّق قيل انْقَاضَتْ والقارُورة مثلهَا غَيره القَيْض البيضةُ بُد خَرجَ فرخُها أَو ماؤُها كلُّه والمَقِيض موضِعُها أَبُو عبيد والخِرْشَاء القَيْضِ وَإِنَّمَا يُقال لَهُ الخِرْشَاء بَعْدَمَا يُنْقَف فيُخْرَج مَا فِيهِ وَقيل الخِرْشَاء قِشْر جِلْد الحَيَّة ثُمَّ يُشَبَّه بِهِ كل شيءٍ فِيهِ انْتِفَاخ وخُرُوق وَأنْشد
(إِذا مَسَّ خِرْشَاءُ الثُّمَالة أنْفَه ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيح فأقْنَعَا)
أَرَادَ بالخِرْشَاء هُنَا رَغْوة اللبَنِ والغِرْقِيءُ القِشْرة الرَّقِيقَةُ الَّتِي تَحت القَيْض وَقيل هَذِه القِشْرة هِيَ القِئْقِئَة فَأَما الغِرْقِيءُ فالقِشْرة الملتزَقَة ببَيَاض البَيْض صَاحب الْعين إِذا خَرَجَتْ البَيْضَة وليْس عَلَيْهَا ذَلِك قيل بَيْضضةٌ مُغَرْقِئَة ومُغَرْقَأة وَقد غَرْقأت الدجاجةُ بيضَها أَبُو عبيد المُحُّ صُفْرة البيضِ ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ العِرْقِيل فِي بعض اللُّغات وَكَذَلِكَ الغِرْقِيل كالعِرْقِيل وَقد غَرْقَلَت البيضةُ فسدَتْ
3 - (حَضْن البيضِ)
ابْن السّكيت حَضَنَ الطائرُ بَيْضَه يَحْضُنُه حَضْناً صَاحب الْعين حَضَنَ الطائرُ بيضَهُ وعَلى بَيْضِهِ يَحْضُنُ حَضْناً وحِضَانَةً وحِضَاناً وحُضَوناً رَخَمض عَليّ للتفْرِيخ وحَمَامَةٌ حَاضِنٌ من حَمَام حَوَاضِنَ وَاسم المَكان المَحْضِنُ والمِحْضَنَة المعمُولةُ للحَمَامَة كالقَصْعَة الرَّوْحاء من الطِّين أَبُو حَاتِم أَرْخَمَت الدَّجَاجَة على بيضها فِيهِ مُرْخِم وراخِمٌ حَضَنَتْهُ ورَخَّمْها أهلُها وَكَذَلِكَ النَّعامةُ وَقَالَ كَرَّكت الدَّجاجةُ وأكْرَكَتْ صَاحب الْعين ورّضت الدَّجَاجَةُ إِذا كَانَت مُرْخِمَة على البَيْضِ ثمَّ قَامَتْ فوضَعَتْ بمَرَّة وَكَذَلِكَ التَّوْرِيض فِي كل شيءٍ صَاحب الْعين احْزُوزَأ الطائرُ ضَمَّ جَنَاحَيْهِ وتَجَافَى عَن بَيْضِهِ وَأنْشد
(مُحْزَوْزِئَيْنِ الزِّفَّ عَن مَكَوَيْهِما ... )
وَقَالَ وَكَن الطائرُ وُكُوناً حَضَنَ البيضَ وطائرٌ وَاكِنٌ وَالْجمع وُكُونٌ وهُنَّ وُكُون مَا لم يَخْرُجْن من الوَكْن(2/322)
3 - (تَقَوُّب البيضِ عَن الفرْخ)
ابْن دُرَيْد انْقَضَبَتْ قَائِبَةٌ من قُوْبٍ أَي بَيْضَةٌ من فَرْخ صَاحب الْعين قَاضَ الفَرْخُ البيضةَ قَيْضاً شَقَّها وانْقَاضَتْ هِيَ أَبُو زيد بَيْضَةٌ تَرِيكَةٌ فِي بيض تَرَائِكَ وَأنْشد
(وغَادَرَ الفَرْخُ فِي المَثْوَى تَرِيكتَه ... وحانَ من حاضِنِ الدَّحْلَيْن تَصْعِيدُ)
والتَّرِيكَةُ هَاهُنَا البيضةُ إِذا خَرَجَ الفرْخُ مِنْهَا فَذهب وتَرَكَهَا وَمِنْه التَّرائِكُ فِي المَرَاعِي الشَّيْبَانِيّ كل مَا تُرِكَ فيهو تَرِيكة كالمرأةِ المَتْرُوكَة لَا تَتَزَوَّج قَالَ أَبُو عَليّ وَلكنهَا غَلَبَتْ على الْبَيْضَة حَتَّى صَار لَهَا كالعَلَم فجرت مَجْرَى النَّضْر وَنَحْوه فِي نَقله من الوصْف إِلَى الِاسْم وَقيل التَّرِيكَة والتَّرْكَة بيضةُ النَّعامة خاصَّةً وَقيل تَرِيكَة الفَرْخ قَرِينَة بَيْضَتِهِ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا وَقد تقدَّم أَن التَّرِيك البَيْض من الحَديد ابْن دُرَيْد نَقَر الطائِرُ الْبَيْضَة عَن الفَرْخ نَقَبَهَا ابْن السّكيت صَار البَيْضُ فِلاقاً وأفْلاقاً أَي متَفَلِّقاً ابْن دردي نَقَفْت البيضةَ ثَقَبْتها
3 - (فَسَاد البَيْض)
صَاحب الْعين مَرِقَت البيضةُ فَسَدَت وَكَذَلِكَ مَدِرَتْ مَذْراً وأمْذَرَتْها الدَّجَاجَةُ
3 - (فِرَاخ الطَّيْر)
ابْن دُرَيْد فَرَّخَ الطائِرُ وَهُوَ الفَرْخ غَيره وَجمعه أفْرُخ وأَفْرَاخ وفُرُوخ وفِرَاخ ابْن الْأَعرَابِي وفُرُوخَةٌ وفِرَاخَة عَليّ الْهَاء فيهِما لمبالغة التَّأْنِيث كالبُعُولَة والحِجَارة وَحكى ابْن جني أَفْرِخَة وَهُوَ من الْجمع العَزِيز وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ وَلَد الطَّائِر خاصَّة وَيسْتَعْمل فِيمَا سِوَاه مستعاراً أَبُو عبيد الأنثَى من الفِرَاخ فَرْخَة ابْن دُرَيْد بيضةٌ مُفَرِّخَة فِيهَا فَرْخ أَبُو زيد فَرَّخَت البيضةُ وَهِي مُفَرِّخَة وأَفْرَخَت وَهِي مُفْرِخ صَاحب الْعين أَفْرَخَ الطائِرُ صَار ذَا فَرْخ واستَفْرَخْنَا الحمامَ اتَّخَذْنَاهَا للفِرَاخ ابْن دُرَيْد المُجُّ والبُجُّ فَرْخ الْحمام أَبُو عبيد اسْتَوْكَحَتْ الفِرَاخ غَلُظَت وَهِي فِرَاخٌ وُكُحٌ غَيره اسْتَوْكَعَتْ كاسْتَوْكَحَت أَبُو عبيد الجَوْزَل الفَرْخ ابْن دُرَيْد هُوَ من الحما م وَقد تقدَّم أَن الجَوْزَل السُّمُّ الناهِضُ الفَرْخ الَّذِي قد اسْتَقَلَّ للنُّهُوض صَاحب الْعين هُوَ الَّذِي قد وَفَر جَناحَاه ونَهَضَ للطَّيران أَبُو زيد هُوَ الَّذِي نَشَر جَنَاحَيْهِ لِيَطِيرَ وَالْجمع نَوَاهِضُ صَاحب الْعين شَوَّك الفرخُ وَذَلِكَ أوَّل نَبَات رِيشه إِذا خَرَجَتْ رُؤُوسُه شُبِّهَت بالشَّوْكِ والعاتِقُ فوقَ الناهِض وَذَلِكَ فِي أوَّل مَا يَتَحَسَّر رِيشُه وينبُت لَهُ رِيش جُلْذِيُّ أَي شَدِيدٌ وَالْجمع عُتَّق ابْن دُرَيْد زَقَّ الطائِرُ فَرْخَهُ وزَقْزَقه إِذا مَجَّ فِي فِيه أَبُو عبيد الغِرار زَقُّ الْحمام فِرَاخَها ابْن دُرَيْد وَقد تَغارَّا وَقد تَطاعَم الطائِرَانِ تَغَارَّا صَاحب الْعين الاقْمهْدَاد شِبْه ارْتِعَادٍ فِي الفَرْخ إِذا زَقَّهُ أبوَاه وَقد اقْمَهَدَّا نحوَهما واكْوَهَدَّ ابْن دُرَيْد أزْغَلَتِ القَطَاةُ فَرْخَها زَقَّتْه وَهِي الزُّغْلَة
3 - (عُشُّ الطائِر)
ابْن السّكيت عُشُّ الطائِر الَّذِي يجْمَع من حُطَام العِيدَانِ وغيرِها فيَبِيضُ فِيهِ قَالَ سيبيوه عُشُّ وأَعْشَاش وعِشَاش وعِشَشَة ابْن السّكيت عِشَّشَ الطائِرُ واعْتَشَّ اتَّخَذَ عُشّاً غَيره عَشَّ صَاحب الْعين صَفَن الطائرُ الحَشِيش والوَرَق يَصْفِنه صَفْناً نَضَدَهُ لِفِرَاخهُ والصَّفَنُ مَا يَنْضِدُه من ذَلِك ابْن السّكيت(2/323)
أُفْحُوص القَطَا الْمَوْضُوع الَّذِي تَفْحَص عَنهُ فَتَبِيضُ فِيهِ وَفِي الحَدِيث
فَحَصُوا عَن أوْسَاطِ رُؤُوسِهِم
أَي عَمِلُوا مِثْل الأَفَاحِيص أَبُو عبيد الوَكْرِ المَكانُ الَّذِي يَدْخُل فِيهِ الطائرُ ابْن السّكيت الوَكْرُ فِي الجَبَل أَبُو عَمْرو الوَكْر العُشُّ حيثُما كَانَ فِي جَبَل أَو شَجَرَة ابْن دُرَيْد جمْع الوَكْر أَوكَار ووُكُور غَيره وَهِي الوُكْرَة وَالْجمع وُكَر أَبُو حَاتِم وَكَر الطائرُ وَكْراً ووُكُوراً أَتَى وَكْرَه صَاحب الْعين تَوَكَّر الطائرُ امْتَلأت حوصَلَتُه وَكَذَلِكَ الصَّبِيُّ وَقد تقدَّم أَبُو زيد إِذا طَار الفَرْخُ فموضِعُه وَكْر وعُشُّ وَلَا فَرْخَ فِيهِ وَأنْشد
(فأصبَحْتُ كالوَكْرِ الَّذِي طَار فَرْخُه ... فَعَشَّ وَوَلَّى فرخُه فَتَرَفَّعَا)
أَبُو عبيد الوَكْن كالوَكْر وَقد وَكَن وكْناً وَهُوَ المَوْكِن والمَوْكِنَة والوُكْنَةُ وَالْجمع وُكُون وُوُكْنات ووُكَن وَقيل هُوَ موْقِعَهُ أَبُو عبيد القُرْمُوص وَكْر الطَّائِر حَيْثُ يَفْحَص فِي الأَرْض وخصَّ بِهِ غيرُه عُشَّ الْحمام ابْن دُرَيْد دَثَّن الطائرُ فِي الشجَر اتَّخَذَ فِيهَا عُشّاً والتَّمْراد بَيْت صَغِير للحمَام تَبِيض فِيهِ وَقَالَ الْفَارِسِي الرِّيْع بُرْج الْحمام صَاحب الْعين الأَحْراءُ أَفَاحِيص البيْض وَاحِدهَا حَراً وَأنْشد
(بَيْضَةٌ ذَا دَهَيْقُهَا عَن حَرَاهَا ... )
وَقد تقدَّم أنَّ الحَرَا كِيَاس الظَّبْيُ صَاحب الْعين الشَّرِيجَةُ بَيْت من قَصَب يُتَّخَّض للحمَام ويُسَمَّى الجَدِيلة غَيره وَمِنْهَا سُمِّيَ الجَدَّال لِأَنَّهُ يحصُر الحَمَام فِي الجَدِيلة ابْن دُرَيْد نَقَّر الطائرُ فِي الموضِع سهَّله ليبيض فِيهِ صَاحب الْعين كَنْدَرة البازِّ مَجْثِمه
3 - (ذَرْق الطير وقيؤُها)
أَبُو عبيد ذَرَقَ الطَّائِر يَذْرُق ويَذْرِق وَحكى المُفضَّل أذْرَقَ وَقد يُسْتَعار للْإنْسَان أَبُو زيد واسمُ ذَلِك الشَّيْء الذُّرَاق أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ خَزَقَ وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان خَذَقَ يَخْذِقُ ويَخْذِق صَاحب الْعين حَذَقَ البازِي وَحْدَه يَخْذُق خَذْقاً وسائِر الطَّيْرِ ذَرَقَ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ مَزَقَ يَمْزِقُ وزَرَقَ يَزْرِقُ ويَزْرُق ابْن الْأَعرَابِي هَكَّ الطائِرُ خَذَفَ بِذَرْقِهِ ابْن دُرَيْد العُرَّة ذَرَقَ الطائِرُ وَأنْشد
(فِي شَنَاطِي أُقَنٍ بيْنَهَا ... عُرَّة الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامِ)
صَوْم النَّعام ذَرْقُه وَقَالَ زَقْزَقَ الطائِرُ بِذَرْقِهِ أَلْقَاهُ وذَرْق كلِّ ذِي بَطْنٍ رَقَّ سَلْح وَجمعه سُلُوح وَأنْشد
(كأنَّ برُفْغَيْهَا سُلُوحَ الوَطَاوِط ... )
صَاحب الْعين مَصَعَ الطائِرُ بِذَرْقِه رَمَى غَيره الهَيْضُ سَلْح الطائِر وَقد هَاضَ هَيْضاً ابْن دُرَيْد غَلَثَ الطائِرُ هَاعَ ورَمَى من حَوْصَلَتِهِ بِشَيْء كَانَ اسْتَرطَه
3 - (خَلْق الطير)
صَاحب الْعين الرِّيش كُسْوة الطائِر واحدتُه رِيْشه ابْن دُرَيْد طائِرٌ راشٌ إِذا نَبَتَ رِيشُه أَبُو عبيد حَمَّم الفرخُ طَلَعَ رِيشُه وَهُوَ حِينَئِذٍ المُزْلَغِبُّ صَاحب الْعين الزَّغَب رِيشُ الفَرْخِ والزُّغَابَة أصْغَرُ الزَّغَب وطائرة زَغْبَاءُ وَقد وَبَّرَ الطائِرُ ثمَّ حَمَّم ثمَّ وَتَّدَ ثمَّ زَغَّبَ ومِنْقَاد الطائِر مِنْقَارُه من قَوْلهم نَقَدَ الطائِر الفَخَّ ضربه بمنقَارِهِ صَاحب الْعين مِجْذاؤه مِنْقَارُه أَبُو حَاتِم تُسَمَّى الرِّيشات العشرُ اللَّواتِي فِي مُقدَّم الجَناح القُدَامَيَات واحدتُها قُدَامَى والقَوَادِمُ واحدتُها قادِمَة وَمَا بعدَها من الرِّيش الخَوَافِي واحدتها خافِيَةٌ وَأنْشد(2/324)
(كأنِّي بَيْنَ خافِيَتَيْ عُقَابٍ ... أصابَ حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَبْنِ)
أَرَادَ فِي يَوْم غَيْمِ ابْن قُتَيْبَة فِي الجَنَاح عِشْرُون رِيشةً أربعٌ قوادِمٌ وأربعٌ مَنَاكِبُ وأربعٌ أباهِرُ وأربعُ كُلًى وأربعٌ خَوافٍ أَبُو عُبَيْدَة جَنَاحَ الطَّائِر يدُه وَالْجمع أَجْنِحَة قَالَ ابْن حني فَأَما قَوْله
(فَمَا بِهِ شَبَح إِلَّا من الطَّير أجْنُح ... )
فَكَانَ قياسُه أجْنِحَة إِلَّا أَنه أَرَادَ الرِّيش وَجعل كل رِيشة جنَاحا واعتقد تَأْنِيث الريشة فَكَسرهُ على أفْعُل وَهُوَ على بَابه ابْن دُرَيْد جَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً كَسَر من جَنَاحَيْهِ ووقَع إِلَى الأرضِ كاللاجِئ إِلَى شيءٍ وَمِنْه اشتٌقُّ الجَنَاح لميله فِي أحد شِقَّيْهِ أبوعبيد سِقْطا الطائِر جَنَاحَاه ابْن دُرَيْد مَسْقَطاه جَنَاحَاه الْأَصْمَعِي القَفْقَفَانِ الجَنَاحَانِ لِأَنَّهُ يُقَفْقِفُ بهما وَأنْشد
(يَبِيتُ يَحُفهنَّ بقَفْقَفَيْهِ ... ويَلْحَفُهُنَّ هَفْهاً فانَخِينَا)
الْأَصْمَعِي وهما الهَفْهافان فَإِن لخفَّتهما فِي ثَخَانة صَاحب الْعين الكَنَفَانِ الجَنَاحَانِ وَأنْشد
(سِقْطَان من كَنَفَيْ نَعَامٍ جَافِلٍ ... )
وفَوْدا جَنَاحَيْ العُقَار مُعَظَم رِيشِهما أَبُو عبيد يُقال للطائِر إِذا كَانَ فِي رِيشه فَتَخٌ وَهُوَ اللَّين فِيهِ طَرَق وَقد أطَّرَقَ جَنَاحَا الطائِر إِذا ألْبَسَ الريشُ الأعْلَى الرِّيشَ الأسْفَل غَيره وَهُوَ طِرَاق الجَناح قَالَ ذُو الرمة يصف بازياً
(طِرَاقُ الخَوَافِي واقِعٌ فوقَ ريعةٍ ... نَدَى ليلهِ فِي رِيشِه يَتَرَقْرَقُ)
ابْن دُرَيْد الحُبْكَة الخَطُّ على جَنَاح الْحمام يُخَالِفِ لَونه صَاحب الْعين اكْتَسَى البازِيُّ رِيشاً نَشَرا أَي مُنْتَشِراً واسِعاً طَوِيلاً وَقَالَ انْحَسَرَت الطيرُ إِذا خَرَجَتْ من الرِّيش العَتِيق إِلَى الرِّيش الجَدِيد وحَسَّرها إبَّانُ ذَلِك ابْن السّكيت نَصَل رِيشُ الطائِرُ نُصُولاً سَقَطَ ونَصَلْته أَنا ابْن جني نَشْنَشَ الطائِرُ رِيشَهُ نَتَفَهُ فألْقَاهُ وَأنْشد
(رأيتُ غُراباً واقِعاً فَوْقَ بانَةٍ ... يُنَشْنِشُ أَعْلَى رِيشِهِ ويَطايِرُه)
صَاحب الْعين الخِمَامَة رِيشَةٌ فاسِدَة رَدِيئة تحتَ الرِّيش وَقَالَ جَنَاحٌ غُدَاف وافِر طَويل وكلُّ مَا طَال فقد أغْدَف واغْدُوْدَف وَقَالَ طائِرٌ مُسَرْول قد ألْبَس رِيشُه ساقَيْهِ أَبُو عبيد البُرَائِلُ الَّذِي يَرْتَفِعُ من ريشِ الطائِر فيَسْتَدِير فِي عُنقه وَأنْشد
(فَلاَ يَزَالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ ... بُرائِلاَه الجَنَاحُ يَلْمَع)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ رُبَاعِيُّ مَزيد بَرْأَل الحُبَارَى نَشَر بُرِائِلَه لفَزَع أَو لقِتَال والقُنْزُعَة والقُزْعَة الرِّيش الْمُجْتَمع على رَأس الدِّيك والدَّجَاجَة وجمعا قَزَائِعُ والكُسْعَة الرِّيشة البيضاءُ فِي ذَنَبِ الطَّائِر والكَسَع بَيَاض فِي ذَنَبِهِ والثُّرْعُلَة الرِّيش المجتَمِع على عُنُق الدِّيك قَالَ أَبُو عَليّ وَمَا فِي الشَّعَر من أعْراض السُّقُوط والتَّحَاتِ فَهُوَ فِي الرِّيش مَقُول صَاحب الْعين طائِرٌ عَقِرٌ عَاقِر إِذا أصَابَ رِيشَهُ آفَةٌ فَلم يَنْبُت وَقَالَ السُّخَام من رِيش الطائِر مَا كَانَ تحتَ الرِّيش الأَعْلَى والخَطْم من كل طائِر مِنْقَاره وَمن كل دابَّة مُقَدَّم أنْفِها وفَمِهَا غَيره وَفِي الطَّائِر حَوْصَلَّته وحوْصَلَته وَالتَّشْدِيد أكثرُ وأبَى ابْن السّكيت غَيْرَه قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهِي(2/325)
الحَوْصَلاَء قَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الْأَصْمَعِي لم أسمَعِ الحَوْصَلاء إِلَى فِي قَول أبن النَّجْم
(هادٍ وَلَو حارَ لَحَوْصَلائِهِ ... )
أَبُو زيد وَهِي الحَوْصَلُ وَقيل هِيَ جمْع حَوْصَلَة ابْن دُرَيْد احْوَنْصَلَ الطائرُ امتلأتْ حَوْصَلَتُه صَاحب الْعين تَوَكَّر الطائِرُ كَذَلِك وَقد تقدَّم فِي الصَّبيِّ ابْن دُرَيْد الغُرْغُرَة الحَوْصَلة قَالَ الْفَارِسِي وَهِي النَّوْطَة قَالَ وأُراه علىالتَّشبيه بالنَّوْطَة من التَّمْر وَهِي الجُلَّة الصَّغِيرة مِنْهُ قَالَ ابْن مُقْبل يصف الفطاء
(سَكَّاءُ مُقْبِلَة حَدَّاء مُدْبِرَةً للْمَاء ... فِي النَّخْر مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ)
أبوحاتم وَهِي الجِرِيَّة وَلَا أَعْرِف الجِرِّيَّاء ممدُودة وَلَا مَقْصُورة قَالَ وتدعى القانِصَة الجِرِّيَّة وَهِي بِمَنْزِلَة المَعدِة من النَّاس ابْن دُرَيْد الجِرِّيئة مهموزةٌ ممدودةٌ مشدَّدةٌ وَجَمعهَا جِرِّيء أَبُو حَاتِم وتُسَمِّى المَخَالِبِ الكَلاَلِيبَ على التَّشْبِيه الْوَاحِدَة كَلُّوب قَالَ العجاج
(شَاكِي الكَلاَلِيب إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ ... )
أَي أهْوَى نَفسَه فَكسر جناحَيْه فِي أحد الشَّقَّيْنِ إِذا هُوَ أرْسَلَ نفْسَه افْتَعل من الظُّفُر أخَذَه بأظفاره ابْن دُرَيْد مُطْعَمَتا الطَّائِر إصْبعاه اللَّتَانش يَقْبِض بهما على الشَّيْء أَبُو زيد المِخْلَب ظُفُر البازِي وَمَا أشبهه من سِبَاع الطير وَقد خَلَبِ الصَّيْد يَخْلِبه خَلْباً أخَذَه بِمَخْلَبه ابْن السّكيت يَخْلِبُه ويَخْلُبه أَبُو حَاتِم الخَلْب أَن يَقُدَّه بظُفُره والمِنْسَر المِخْلَب وَقد نسَره نَسْراً خبطه بمِنْسَره صَاحب الْعين مَنْقَار الطائِر سمِي بِهِ لِأَنَّهُ يَنْقُر بِهِ وَقد نَقَره نَقْراً ابْن دُرَيْد مِنْقَاف الطَّائِر مِنْقَاره صَاحب الْعين مِقْطَم البازِي مِخْلَبه من غير فِعْل أَبُو حَاتِم الدَّوابِر الأظْفار المُؤَخَّرَة الْوَاحِدَة دابِرَةٌ والبُرْجُمَة الإصْبَع الوُسْطَى من كلِّ طَائِر ابْن دُرَيْد لُعْطَة الطيرِ السُّفْعَة فِي وَجْهِه صَاحب الْعين المُخَرَّز من الطير الَّذِي على جَنَاحَيْهِ نَمْنَمَة وتحْبِير شَبِيه بالخَرْز أَبُو عبيد القَطَنُ والزِّمِكَّى والزِمِجَّى كلُّه أصلُ ذنَب الطَّائِر وَأَجَازَ غَيره فيهمَا المدَّ ابْن دُرَيْد الفَنِيك والإفْنِيك زِمِجَّى الفَرْخ وَلَا أَحُقُّه أَبُو حَاتِم الفَنِيكان من الحَمَامَة عُظَيْمَانِ مُلْزَقَان بقَطَنها إِذا كُسِر لم يَسْتَمْسِك بيضُها وأخدَجَتْها صَاحب الْعين عَظَب الطائِرُ بِزِمِكَّاه يَعْظِب عَظْباً حَرَّكه وَقَالَ تَخَرَّطَ الطائِرُ ونَضَّد أخذَ الدُّهْنَ من زِمِكَّاه
3 - (أصواتُ الطير)
أَبُو عبيد قَوْقَتِ الدَّجَاجَة قِيقَاءً وقَوْقَاةً مِثلُ دَهَدَيت الحَجَر دِهْدَاءً ودَهْدَاة ابْن دُرَيْد وَيُقَال قَأْقأَت وَإِنَّمَا خُصَّت بِهِ الدَّجَاجَة عِنْد البيْض أَبُو حَاتِم ويُقال قَاقَتْ وَكَذَلِكَ النَّعامة السيرافي وَقد تكون القَوْقاة فِي الْإِنْسَان أَبُو حَاتِم كَرَّكَتِ الدَّجَاجَةُ صَوَّتَتْ وَهِي دَجَاجَةٌ كُرُكَّة وَقد تقدَّم التَّكْرِيك فِي حَضْن البَيْضِ ابْن(2/326)
دُرَيْد سَمِعت كَعِيص الفَرْخ أَي صَوْتَه أَبُو عبيد صَأى الفَرْخُ يَصْئي صُئيًّا وأنْقَضَ ابْن دُرَيْد أنْقَض البازِي صاحَ وَقد سَمِعت نَقيضه صَاحب الْعين عُصْفُور صَوَّار يُجيب إِذا دُعِيَ أَبُو عبيد نَغَقَ الغُرَاب يَنْغُقُ ويَنْغَقُ صَاحب الْعين نَعَقَ يَنْعِقُ وَهِي بالغين أعْلَى أَبُو زيد وَهُوَ النَّغِيق والنَّعِيق صَاحب الْعين نَغَقَ بخْير ونَعَبَ بشر قَالَ وَقد يُقال نَغَقَ بشَرٍّ وَأنْشد
(أَمْسَى بذاكَ غُرَابَ البَيْنِ قد نَغَقَا ... )
أَبُو عبيد نَعَبَ يَنْعَب صَاحب الْعين نَعْباً ونَعِيباً ونَعَباناً وَقيل نَغَقَ صَاح ونَعَبَ حَرَّك رأسَه صاحَ أَو لم يَصِحْ ابْن دُرَيْد غَقَّ الغُرَاب وَهِي حِكَايَةٌ لغِلَظ صَوته صَاحب الْعين غَقَّ الصَّقْرُ صَوَّتَ غَيره عَشَّرَ الغُرَابُ نَغَقَ عَشْراً وَهُوَ فِي نَهْقِ الحِمَار أكثَرُ مِنْهُ فِي نَغِيق الغُرَاب ابْن دُرَيْد الهَدْهَدَة صوتُ الحمَام وحَمامٌ هُدَاهِدٌ
(كهُدَاهِدٍ كسَر الرُّماة جَنَاحَهُ ... يَدْعُو بقارِعَة الطَّرِيقِ هَدِيلاً)
وَمِنْه الهُدْهُدُ لهَذَا الطائِر أَبُو حَاتِم نَبَحَ الهُدْهُد يَنْبِحُ نُبَاحاً إِذا أَسَنَّ وغَلُظ صوتُه ابْن دُرَيْد الزَّرْزَرَة حِكَاية صوتِ الزُّرْزُور والصَّرْصَرة والصَّرِير صوتُ صَرِّ الجُنْدُب والبازِي وَقَالَ قَرْقَرَ الحمامُ قَرقَرَةً وقَرقَرِيراً هُوَ أحدُ مَا جَاءَ من المَصَادِر على فَعْلليل أَبُو حَاتِم الكَرَوان يُقَرْقِر وَكَذَلِكَ الصُّرَد والكُرْكِيُّ وَقد تقدَّم فِي الثُّعْبان والوَقْوَقَةُ اخْتِلاَط أصواتِ الطَّيْر ابْن دُرَيْد اصْطِخَاب الطَّيْرِ اخْتِلاطُ أصْواتها أَبُو حَاتِم الوَكْوَكَة هَدِير الحَمَام أَبُو عبيد شَحَجَ الغُرَاب يَشْحِجُ يَشْحَجُ وشُحَاجاً واسْتَشَحَجَ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِف الغِرْبانَ
(ومُسْتَشحِجاتٍ للفِراق كأنَّها ... مَثَاكِيلُ من صُيَّابة النُّوْبِ نُوَّحُ)
صَاحب الْعين غراب شاجِبٌ يَشْجُبُ شَجِيباً وَهُوَ الشَّديد النَّغِيقُ الَّذِي يَتَفَجَّعُ من غِرْبَان البَيْنِ
(ذَكَّرْنَ أشْجَاناً لمن تَشَجَّبَا ... وهِجْنَ أَعجاباً لمن تَعَجَّبَا)
أَبُو حَاتِم سَجَعَ الحمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً رَدَّدَ صَوْتَهُ والساجِع من النَّاس الَّذِي بَنَى الكلامَ على جِهَةٍ واحدةٍ وَمَا لم يكن على جِهَةٍ وَاحِدَة فَلَيْسَ بسَجْع وَالِاسْم السَّجَّاعَة بِكَسْر السِّين صَاحب الْعين حَنَّ الحَمَامُ حَنِيناً كَذَلِك وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والإبِل وهَتَفَ يَهْتِفُ كَذَلِك وحمامةٌ هَتُوف أَبُو عبيد الهَدِيل يكونُ من شَيْئِين هُوَ الذكَر من الْحمام وَهُوَ صوْت الْحمام قَالَ وَقَالَ الأَمَوِيُّ تزعضمُ العرَب فِي الهَدِيل أَنه فَرْخ كَانَ على عَهْد نثوح فَمَاتَ ضَيْعاً وعَطَشاً قَالَ فَيَقُولُونَ إِنَّه لَيْسَ من حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِي تَبْكِي عَلَيْهِ قَالَ وأنشدن] أَبُو مُزَاحِم بنُ أبن وجزَة السَّعْدِي سعدِ بن بكر لنُصيب
(فقُلْتُ أَتَبْكِي ذاتُ طَوْق تَذَكَّرت ... هَدِيلاً وَقد أوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ)
يقولُ وَلم يُخْلَق تُبَّعٌ بعدُ وَخص بعضُهم بالهَديل الوَحْشِيَّ من الحَمَام ابْن دُرَيْد صَدَحَ الطائِرُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُدُوحاً صاحَ وَرجل مَصْدَحٌ صَيَّاح أَبُو حَاتِم الصَّدْح للدِّيك والمُكَّاء وحمامة صَدُوح صَاحب الْعين دِيكٌ صَدُوح قَالَ والغراب يَصْدَح وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان والحُمُر قَالَ وَقلت للأصمعي أَتَقول صَرَخَ الطاوُس فَقَالَ أَقُول لكلِّ صائِح صارخٌ والصَّفِير نحوُ صوتِ المُكَّاء والصَّقْر وَمَا أشبههُا وَقَالَ تَرَنَّم الطائِرُ ورَنَّمَ مدَّ فِي صوْته وَكَذَلِكَ المُغَنِّي إِذا مدَّ فِي غَنَائِه وَيُقَال سَمِعتُ رَنْمَة حَسَنَةً وَقَالَ زَقَا الديك زَقْواً(2/327)
وزُقَاء وكل صائح زاقِ وَقد قرئَ إنْ كانِتْ إلاَّ زَقْيَةً واحِدَةً ابْن جني زَقَا زَقْيَاً وزُقِيَّا وَيُقَال صَقَعَ الديكُ صَقْعاً وصُقَاعاً والضُّوَاع صَوْتُ الضُّوَع وتَضَوَّعَ الكَرَوَانُ صَاحَ أَبُو عبيد أَجْرَسَ الطائِرُ صَوَّتَ ابْن السّكيت أَجْرَسَ الطائِرُ إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ مَرِّهِ وَأنْشد
(حَتَّى إِذا أجْرَسَ كُلُّ طائِرٍ ... قامَتْ تُعَنْظِي بِكِ سِمْعَ الحاضَرِ)
ابْن دُرَيْد جَرْس الطائِر صَوْتَ مِنْقَارِه على الشَّيْء يأكُله والنَّسْفُ نَقْر الطائِرِ بِمِنْقَارِه السُّكريُّ شَحْشَحَ الطائِرُ صَوَّت وَأنْشد لمُلَيح الهُذْلِي
(مُهْتَشَّةٌ لِدَلِيجِ اللَّيْلِ صادِقَةٌ ... وَقْعَ الهَجِيرِ إِذا مَا شَحْشَحَ الصّرَدُ)
والوَخْوَخَة حِكَاية بعضِ أصواتِ الطيرِ فَأَما الوَحْوَحَة فَفِي الْإِنْسَان وَقد تقدَّم أَبُو حَاتِم ناحَ الحَمَامُ نَوْحاً ونُوَاحاً صَاحب الْعين الحَمَامَة تَشْجثنُ شُجُوناً إِذا نَاحَتْ وتَحَزَّنَتْ أَبُو حَاتِم غَرَّد الحَمَامُ الْفراء الصِّيَاحُ صوتُ الدِّيك وَهَذَا الصوتُ مُشْتَرَك فِيهِ صَاحب الْعين الصَّخْد صَوْتُ الهامِ والصُّرَدِ وَقد صَخَدَ يَصْخَد صَخْداً وصَخِيداً وَأنْشد
(وصاحَ من الأَفْرَاطِ هامٌ صَواخِدُ ... )
أَبُو حَاتِم الضُّبَاح صوتُ البُومِ والصَّدَى ضَبَح يَضْبَح ضَبْحاً وضُبَاحاً وَقد تقدَّم فِي الْخَيل والثَّعَالِبِ والأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ وَقَول الراجز
(وَبَلْدَةٍ يَدْعُو صَداهَا هِنْداً ... )
أَرَادَ حِكَايَة صَوْتِ الصَّدَى والكَتْكَتَة صوتُ الحُبَارَى صَاحب الْعين نَأَجَ الهَامُ والبُومُ يَنْأجُ نَأجاً صاحَ أَبُو حَاتِم الفاخِنَةُ تُفَخِّت إِذا صَوَّتَتْ والحُبَارَى تُخَفْخِفُ إِذا صَوَّتَتْ والغَطَاط يَلْغَطُ بصوتِه لَغْطاً ولَغَطاً ولَغِيطاً والصَّوْقَرِير حِكَاية صَوْت طائِر يُصَوْقَرُ يُسْمَع فِي صِيَاحِهِ نَحْو هَذِه النَّغْمة أَبُو حَاتِم قَطَت القَطَا تَقْطُو قَالَ قَطَا قَطَا صَاحب الْعين الاِقْطِيطَاء مَشْيُها فَأَما تَقْطُو فبعض يقُول من مَشْيِها وَبَعض يقُول من صَوْتِها وَبَعض يَقُول صَوْتُها القَطْقَطَة أَبُو حَاتِم الكَرَوَان يُنَقْنِقُ وَقَالَ البَطُّ يُبَطْبِطُ إِذا صَوَّتَ صَاحب الْعين العَقْعَقَة حِكَايَةُ صوتِ العَقْعَقِ من الطَّيْرِ وَبِذَلِك سُمِّيَ والعَقْعَقَة صوتُ العَقْعق وَهُوَ طائِرٌ فِيهِ سَوَادٌ وبَياض ضَخْمٌ طويلُ المِنْقَار وَهُوَ من طَيْرِ البَرِّ
(مَا يخُصُّ الطائرَ من الألوان غير الصِّفَات الَّتِي غلبت)
3 - (عَلَيْهَا الأسماءُ كالأَخْيل)
ابْن الْأَعرَابِي طائِرٌ أودَعُ تحتَ حَنْكِهِ بَيَاض
3 - (طَيران الطَّيْر وعُكُوفها)
صَاحب الْعين الطَّيَران حَرَكَةُ ذِي الجَنَاح فِي الهَواء بِجَنَاحِهِ طارِ يَطِيرُ طَيْراً وطَيَراناً وأطَرْته وطَيَّرته عَليّ الطَّيْر اسمٌ للْجمع مؤنَّث وَهُوَ الأَطْيِار وَأما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ أطْيَار جمعُ طَائِر وَأما أَبُو الْحسن فَجعل الطَّيْر جَمْعاً والطائر عِنْد اسمٌ للْجَمِيع كالباقِر والجامِل أَبُو عبيد جَدَفَ الطائِرُ يَجْدِفُ جُدُوفاً إِذا كَانَ مَقْصوصاً(2/328)
فرأيتَه إِذا طَار كأَنَّهُ يَرُدُ جَنَاحَيهِ إِلَى خَلْفِه وَمِنْه سُمِّيَ مِجْدَاف السَّفِينَة وَقيل وَهُوَ أَن يَكْسِر من جَنَاحَيهِ شَيْئا ثمَّ يَمِيل عِنْدَ الفَزَغ من الصَّقْر وثقال جَدَف الرجُل فِي مَشْيِهِ أسرَعَ هَذِه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ قَطَعَت الطَّيْرُ انحدرت من بِلَاد البَرْد إِلَى بِلَاد الحَرِّ يُقَال كَانَ ذَاك عِنْدَ قَطَّاع الطَّيْر ابْن السّكيت وقُطُوعها صَاحب الْعين اقْطَوْطَعَت وضَرَبَتْ كَقَطَعَتْ ابْن دُرَيْد الرِّجَاع رُجُوع الطيرِ بعد قَطَاعها وَقد رَجَعَت أَبُو عبيد المِئْساق الطائرُ الَّذِي يُصَفِّقُ بجنَاحَيهِ إِذا طَار ابْن السّكيت خَفَقَ الطائِرُ بَجَنَاحَيْهِ يَخْفِقُ خَفْقاً وخَفَقاناً أَبُو عبيد حامَتِ الطَّيْرُ على الشيءِ يَعْنِي استَدَارَتْ صَاحب الْعين حامَ حَوَماناً وحَوَّمَ غَيره حِيَاماً وحُؤُوماً وكل من رامَ أمرا فقد حامَ عَلَيْهِ أَبُو عبيد هِيَ تَحُوم غَيَا ابْن الْأَعرَابِي الغَيَايَة الَّتِي تُغْيِّي على رَأسك أَي تُرَفْرِفُ ابْن دُرَيْد عافَ الطَّيْر عَيَفاناً حامَ فِي السَّمَاء أَبُو عبيد عافَ الطائِرُ على المَاء عَيْفاً حامَ عَلَيْهِ وَقَالَ دَوَّم الطَّائِر فِي السَّمَاء جعل يَدُور ودَوَّى فِي الأَرْض وَهُوَ مِثل التدْويم فِي السَّمَاء وَقَول ذِي الرُّمَّة
(حَتَّى إِذا دَوَّمَت فِي الأَرْض راجَعَهُ ... )
هُوَ استِكْرَاه قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو عبيد ذَلِك لِأَنَّهُ يَجْعَل التدويمَ فِي السَّمَاء وَهَذَا للحَيَوَان الطَّائِر ودَوَّى فِي الأَرْض وَهَذَا للحَيَوَان الماشِي على مَذْهَبِهِ وَإِنَّمَا يصف ذُو الرمة هُنَا كِلاَباً وثورَ وَحش وَالصَّحِيح بعكس قَول أبي عبيد إِنَّمَا التَّدْوِيَة فِي السَّمَاء والتَّدويم فِي الأَرْض فقولُ ذِي الرمَّة لَيْسَ بمستَكْره صَاحب الْعين الحَوْت والحَوَتَان حَوَمان الطَّائِر حَوْل الشَّيْء وحَوَمان الوَحْشِيَّة حول الشَّيْء وَأنْشد
(كطائِر ظَلَّ بِنَا يَحُوتُ ... )
أَبُو عبيد القَلَوْلَى الطائِر المرتَفِع فِي طَيَرانه عليّ أَخطَأ أَبُو عبيد إِنَّمَا هُوَ المُقْلَوْلِي وَإِنَّمَا كَانَ فِي كِتَابه اقْلَوْلَى الطير إِذا ارتَفَعَ فِي طَيَرَانِهِ فنقله فِي المصنَّف قَلَوْلَى الطَّائِر إِذا ارتفَعَ قَالَ فَإِذا انقَضَّت العُقَاب فَذَاك الاخْتِيَات وَبِه سُمِّيَت خائِتَة خَاتَتْ تَخُوت خَوْتاً صَاحب الْعين خَاتَتْ خَوْتاً وخَوَاتاً وَأنْشد غَيره
(وصَفْراء من نَبْع كأنَّ خَوَاتَها ... تَجُود بأيْدِي النازِعينَ وتَبْخَل)
فاستعاره فِي القَوْس وَقَالَ عُقْبة الطائِر مَسَافَةُ مَا بَين ارتفاعه وانحِطاطه تَقول الْعَرَب عُقْبته ثَمَانُون فَرْسخاً وَقَالَ كَنَعَت العُقَاب ضَمَّت جَناحَيْهَا للانْقَضاضِ ابْن دُرَيْد دَفَّ الطائِرَ يَدِفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأدَفَّ ضَرَب بجناحَيْهِ دَفَّيْهِ وَقيل حَرَّك جَنَاحَيْهِ ورِجْلاه فِي الأَرْض ورَفْرَفَ بَسَطَ جَنَاحَيْهِ وزَفَّ يَزِفُّ زَفاًّ وَزَفِيفاً كَذَلِك وصَفَّ بَسَطَ جَنَاحَيْهِ فِي طَيَرَانِهِ صَاحب الْعين الطَّيْر الصَّوَافُ الَّتِي تَصُفُّ أجنِحَتَها وَلَا تُحَرَّكُها غير وَاحِد رَنَّقَ الطائِر رَفْرَفَ وَلم يَسْقُط والتَّرْنِيق كَسْره جَنَاحَهُ من دَاء أَو رَمْي أَبُو عبيد حَفَّ الطائِرُ فِي طَيَرَانِهِ يَحِفُّ حَفِيفاً صَوَّتَ ابْن دُرَيْد الحَفْحَفَة حَفِيفُ الطائِر الْأَصْمَعِي خَرِير العُقَاب حَفِيفُها وَقد خَرَّت ابْن دُرَيْد انْضَرَجَتِ العُقَابُ انْحَطَّت من الجَوِّ كَاسِرَةً وَقَالَ دَثَّن الطائِرُ طَارَ وأَسْرَعَ السُّقُوطَ فِي مواضِعَ مُتَقَارِبَةٍ وواتَر ذَلِك وَقَالَ نَجَلَ الطائِرُ نَثَر يَعْنِي حثَّ جَنَاحِيْه وَقَالَ خَطَفَ الطائِرُ بِجَنَاحَيْهِ وخَطِفَ أسرَعَ الطيرانَ وزَوْفَ الحَمَامَةِ أَن تَنْشُر جَنَاحَيْها أَو ذَنَبَهَا وتَسْحَبَهُ على الأَرْض وَكَذَلِكَ زَوْف الْإِنْسَان إِذا مشَى مُسْتَرْخِيَ الْأَعْضَاء وَقد زَافَ زَوْفاً وَقيل زَافَ فِي الْهَوَاء حَلَّق وَقَالَ سَفَا الطائِرُ سُفُوّاً طَارَ سَرِيعاً وَقد(2/329)
تقدَّم فِي المَشْي ويُقَال مَصَعَ الطائِرُ بذَنَبِه حَرَّكَهُ وصَوَّع رأسَه حَرَّكَهُ ونَهَضَ ونَشَرَ جَنَاحَيْهِ لِيَطِير ولَمَع بَجَنَاحَيْهِ لَمْعاً ولُمُوعاً وأَلْمَعَ حَرَّكَهُما فِي طَيَرانِه أَبُو حَاتِم نَهَضَ الطائِرُ تَحَرَّكَ وهَزَّ جَنَاحَيْه للطيَران صَاحب الْعين أهْذَب الطائرُ فِي طَيَرانِهِ أسْرَعَ وَقَالَ نَشَرت الطيْرُ أسْرَعِتْ فِي هُوِيِّهَا وتَمطَّرت كَذَلِك أَبُو عبيد فَرْخُ قَطَاةٍ عاتِقٌ قد استَقَلَّ وطار قَالَ ونُرِي أَنه من السَّبْق أَبُو حَاتِم رَكَضَ الطائِرُ رَكْضاً أسرَعَ فِي طَيَرانِهِ وَأنْشد
(وَلَّى الشَّبَابُ وَهَذَا الشَّيْبُ يَطْلُبُه ... لَو كَانَ يُدْرِكُهُ رَكْضُ اليَعَاقِيب)
قَالَ أَبُو عبيد ويُرْوَى بِالنّصب رَكْضَ قَالَ أَبُو عَليّ هَذَا على قَوْله
(مَا إِن يَمَسُّ الأرضَ الاَمَنْكِبٌ ... مِنْهُ وحَرْفُ الساقِ طَيَّ المِحْمَلِ)
أَبُو حَاتِم المَلْح سُرْعة خَفَقَانِ الطَّائِر بجناحَيْهِ وَأنْشد
(مَلْحَ الصُّقُور تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ ... )
قَالَ وَسَأَلت الْأَصْمَعِي أتراه مقلُوباً من لَمَحَ قَالَ لَا إِنَّمَا يُقال لَمَحَ الكَوْكَبُ وَلَا يُقَال مَلَحَ فَلَو كَانَ مَقْلُوباً لقِيل مَلَح فِي الكَوْكَب كَمَا يُقَال فِي الطَّائِر قَالَ عليّ لَيْسَ هَذَا بِدَلِيل على أَنه غير مقلُوب إِنَّمَا يدُلُّ على أَنه غير مقلُوب المصَدرُ إِذْ المقلوب لَا مصدَرَ فِيهِ قَالَ ابْن دُرَيْد ويروي مَلَخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَبُو عبيد العَرَة الطيرُ إِذا صَفَّت فِي السَّمَاء وَقَالَ أسَفَّ الطائرُ إِذا دَنَا إِلَى الأَرْض وكلُّ قَرِيب مُسِفُّ ابْن السّكيت سمِعت وَحَاة العُقَابِ وَهُوَ صَوْتُ اِنْقَضَاضها أَبُو زيد هَوَت العُقَاب تَهْوِي هُويّاً إِذا انقضَّتْ على صَيْدٍ أَو غيرِه مَا لم تُرِغْه فَإِذا أراغَتْهُ قُلْت أهَوتْ لَهُ ابْن الْأَعرَابِي قَطَاةٌ شَحَشَح سَرِيعَة جادَّةٌ وَأنْشد
(كأَنَّ المَطَايَا لَيْلَة الخِمْس غُلِّقَتْ ... بِوَثَّابةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ شَحْشَحِ)
صَاحب الْعين كَسَر الطائِرُ يَكْسِرِ كُسُوراً فَإِذا ذَكَرْت الجَناحَيْنِ قلتَ كَسَرَ جَنَاحَيْهِ يَكْسِر كَسْراً وَذَلِكَ إِذا ضَمَّ مِنْهُمَا وَهُوَ يُرِيد الاِنْقِضَاض والوُقُوعَ والذكَر وَالْأُنْثَى فِيهِ سواءٌ بازٍ كاسِرٌ وعُقَابٌ كاسِرٌ أنْشد سِيبَوَيْهٍ
(كأّنهما بَعْدَ كَلاَلِ الزَّاجِرِ ... ومَسْحِهِ مَرُّ عُقَابٍ كاسِرِ)
الْأَصْمَعِي الكَتَفَانُ ضَرْب من الطَّيْرَان كأنَّهُ يَضُمُّ جَنَاحَيْهِ من خَلْفٍ شَيْئا صَاحب الْعين الكِفَات من الطَّيَرَان كالحَيَدان فِي الشِّدَّة وَكَذَلِكَ هُوَ من العَدْوِ كَفَتَ يَكْفِت كِفَاتاً ابْن السّكيت طَيْر يَنَادِيدُ وأنَادِيدُ مُتَفَرِّقَة وَهِي الَّتِي تَجِيء وَاحِدًا من هُنَا وواحِداً من هُنا وَأنْشد
(كأَنَّما أهل حَجْر يَنْظُرُون مَتَى ... يَرُونَنِي خارِجاً طَيْرٌ يَنادِيدُ)
صَاحب الْعين عَكَفَت الطَّيْرُ بالشَّيْء تَعْكِفُ عُكُوفاً وعَكَبَت تَعْكُب عُكُوباً الْأَصْمَعِي الطائِر يَلْذَع بالجناح إِذا رَفْرَف ثمَّ حَرَّك جَنَاحِيْهِ شَيْئا قَلِيلا
3 - (وُقُوع الطَّائِر)
أَبُو عُبَيْدَة وَقَع الطائرُ وَقْعاً ووُقُوعاً وطائرٌ واقِع من طَيْرٍ وُقَّع ووُقُوع أَبُو عبيد إِنَّه لَحَسن الوِقْعَة من وَقْع الطائرِ وَقَالَ موْقَعَة الطير الموضِعُ الَّذِي يَقَع عَلَيْهِ صَاحب الْعين هُوَ مَكَانٌ يألفَهُ فيقَع عَلَيْهِ وَمِنْه النَّسْر الواقِع من النّجوم سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ كاسِر جَنَاحَيْهِ من خَلْفِهِ أَبُو عَمْرو هُوَ المَوْكِنْ والوُكْنَة والأُكْنَة وَقد وَكَنَ(2/330)
وَكْناً وَقد تقدَّم أَن الوَكْن الدُّخُول فِي الوَكْن وَهُوَ الوَكْر أَبُو عبيد مَكِنات الطيرِ مَواقِعُهَا ابْن دُرَيْد مَجَاثِمِ الطيرِ مَجَاثِم الطيرِ مَوَاقِعها وَخص بَعضهم بِهِ مَوْقَعَة الرخَمَةِ وَحكى الْفَارِسِي عَن ثَعلب خَثَم الطائرُ يَخْثُمُ وجَثَمَ ابْن دُرَيْد مَسْقَط الطائِر موقِعهُ
3 - (تحوُّل الطائِر للصَّيْدِ وإيناسُه لَهُ)
أَبُو حَاتِم آنسَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا رَآهُ وَلم يَرَه صاحِبُه فوثَبَ وبَهَشَ يَدَهُ والبَهْش النَّزْو صُعُداً ليُرْسِلَه وَأنْشد
(آنسَ أَو جَلَّى من النَّشَاطِ ... )
التَّجْلِيَة النظرُ يُجَلِّي سِمْحَاقَ عينه عَن مُؤْقِهِ ويُنَحِّي غَمْضَ عينِه عَنْهَا وسِمْحَاقُها جَفْنها وَقَوله يُجَلَّي أَي يُغْمِّضُها ثمَّ يَفْتَحُها ليَكُون أبصرَ لَهُ الْفَارِسِي وَهَذَا هُوَ الاِقْتِدَاءِ وَهُوَ الَّذِي أكثرت العَرَبُ تَشِبيهَ البَرْقَ بِهِ كَقَوْلِه
(لَمَحْتَ اقتِذَاءَ الطَّيْرِ والقومُ هُجَّع ... فهَيَّجَتَ أسْقاماً وَأَنت سَلِيم)
أَبُو حَاتِم أرسَل فلانٌ صَقْرَهُ ودَفَعَهُ قَالَ والصَّقْرُ ربَّما علاَ على الصَّيْد ثُمَّ يَرْمِيهِ بِنَفسِهِ من فوْقِهِ حَتَّى يأخُذُه أَي يَطْمَحَ فِي السَّمَاء يُبَادِره حَتَّى إِذا ارتَفَعَ فوقَه رمَاه بنَفْسِه فتسْمَعَ لَهُ دَوِيًّا كَدَوِيِّ الدَّلْوِ المُنْقَطِعَة وَيُقَال الْتَقَفَ الصَّقْرُ الصيدَ واختَطَفَهُ قبل أَن يتحرَّك صَاحب الْعين بازٍ مِخْطَف يخْطَف الطيرَ والخَطْف الأخْذ فِي اسْتِلاب أَبُو حَاتِم ضَرَبَهُ بجَناحَيْهِ قِيل لَطَمَهُ وأَسَّفَ عَلَيْهِ فَتَقَبَّضَهُ أَي أَخذه وَقَالُوا ضَرَبَهُ الصَّقْر بِالكَفِّ فانْخَبَطَ يَقُول خَبَطَهُ بَكَفِّهِ ابْن دُرَيْد المَهْبُوت الطَّيْرُ يُرْسَل على غير هِدَاية قَالَ وأحسبُها مولِّدة الطُّوسي اسْتَعْكَدَ الطائرُ إِلَى الشيءِ لاذَ بِهِ مَخَافَة البازِي وَقَالَ سَفَعَ الطائرُ ضَرِيبَته وسافَعَها ضَرَبَها وَأنْشد
(يُسَافِع وَرْقَاء غَوْرِيَّة ... لِيُدْرِكَها فِي حَمَامٍ ثُكِنْ)
3 - (آلاتُ الصيدِ)
أَبُو حَاتِم القُفَّاز وَهُوَ بالفارِسيَّة الدِّسْتَبان الكِيسُ من الأدَم الَّذِي يَجْعَلَه الرجُل على يدِهِ تَحْتَ رِجْلَي الصَّقْر والسَّيْر الَّذِي فِي رجْلَي الصَّقْر قد جَمَعَ بَينهمَا هُوَ القَيْدُ والسِّبَاق صَاحب الْعين القُفَّاعة مَصِيدة للطَّيْرِ قَالَ ابْن دُرَيْد لَا أحسَبُها عَرَبِيَّة
3 - (زَجْر الطَّيْر)
أَبُو حَاتِم حَتِّ زَجْر للطائِر أبوعبيد دَجْدَجَت بالدَّجَاَجَةِ وكَرْكَرْت صِحْت
3 - (أدْواء الطَّيْر)
صَاحب الْعين الخُنَاقِيَّة داءٌ يأخُذ الطيرَ فِي رُؤُوسها وأكثرَ مَا يعتَرِي الحمامَ وَقد تقدَّم أَنه دَاء يأخُذُ الناسَ والدوابَّ فِي حُلُوقِها أَبُو حَاتِم الخُنَاق داءٌ من أَدْوَاءِ الطَّيْرِ(2/331)
3 - (جَمَاعَات الطَّيْر)
أَبُو عبيد الثُّكْنة جَمَاعَةُ الطَّيْر وَجَمعهَا ثُكَنٌ وَقَالَ الْأَعْشَى
(يُسَافِعُ وَرْقَاء غَوْرِيَّة ... ليُدْرِكَها فِي حَمَامٍ ثُكَنْ)
والسُّرْبَة والسِّرْب مِثْله ابْن دُرَيْد وَهِي الفِئَة صَاحب الْعين الوِرْد جَمَاعة الطَّيْرِ الْأَصْمَعِي طَيْرٌ أبابيلُ وَهِي جَمَاعَاتٍ فِي تَفْرِقَة واحدُها إبِّيل وإبُّوْل وَقيل لَا واحِدَ لَهَا صَاحب الْعين تأوَّت الطَّيْرُ تَجَمَّعَت أَبُو حَاتِم الطَّيْر جَمَاعةٌ مُؤنَّثة يُقَال هِيَ الطَّيْر الذكَر طائِر وَالْأُنْثَى طائِرَةٌ وتُجْمَع على أطْيَار وطُيُور وربَّما قَالُوا طائِرٌ وطَوَائِرُ جَمْعُ الْجمع سِيبَوَيْهٍ طائِرٌ وأَطْيَار كصاحبٍ وأصْحاب أَبُو حَاتِم أصْناف الطيرِ كَثِيرةٌ وَكَذَلِكَ ألْوَانُها وأصْواتثها وكِبَارها وصِغَارها وأحوالُها مختلِفَاتٌ فَمِنْهَا الصَّوائِد لأَنفُسها غيْرُ المُعَلَّمة وَمِنْهَا المُعَلَّمة الصوائِد لأهْلها وَهِي الجَوَارح أَي الكَوَسِب قَالَ الله تَعَالَى {ويَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنَّهَارِ} {الْأَنْعَام 60} وفسَّروه كَسِبْتُم وَقَالَ {الَّذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ} {الجاثية 21} كسَبُوهن فَمن الطير مَا يَسْكُن البَرَّ وَمِنْهَا مَا يكونُ فِي المَاء فمما يسْكُن البَرَّ والصَّرَّارة والعُقَاب والفَلَتَانُ والنَّسْر البُلَح والزُّمَج والعُقَّيْب والعَجْز والفَيْئَةُ والمُرْزَة والطُّوْط والحُرُّ والشَّاهِين والْبَازِي والصَّقْر والعَقْعَق والغُرَاب والسَّتَل والصُّرَد والشَّصَر والفاخِتَة والسُّودَانِيًّة والحَوِيَّة والذُعَرَة والعُزَيْزَى والتُّنَوِّط والمُرْعَة وبَطَّة الماءِ وابنُ الماءِ والشَّقُوقة والغُبْرُور والشَّحْمَة والبَتْراءُ والسُّوَيْدَاء والتِّهِبَّط والجُشْنَة والدُّخَّلة والدُّخَّل والأخْيَل والبَهْدَل والحَمَامة واليَمَامَة والدُّرْجة والحُمْحُمَة والحُمْحُم والصُّلَيْقاء والأكْبَد والأخَذَ والقُمْرِيُّ والدُّبْسِيُّ والعُصْفُور والحُمَّرة والمُشْتَرِي والأَبْرَق وأُمُّ رَبَاح والقَبْجَة والقَبْج والرَّاعِيَة والنُّغَر والنَّقَّاز والغَطَاطَة والقَطَاة واليَعْقُوب والحَجَل والكَرَوَان والكَحْلاَء والمُؤْدَنَة والهُدْهُد والمُكَّاء والحُبَارَى واللُّبَيْد والشَّقِيقة والشَّوَّالة والصَّقْعَاء والرُّضَيِّمُ والرَّغَّاء والضُّوَعة وجُمَيل حُرٍّ والسَّمَامَة والسُّمَانَى والرَّخَمَة والعَنْقَاء والفَقَاقَة والخَرَّارة والدَّرَّاج والسَّفَنَّج والْهَامَة والبُوْهَة والبُوْمة والحَدَأة والتُّبُشِّرة والمنشرة والسُّلاَّءَة والصِّفْرِدُ وخَيَلٌ ومُسْتِعِير الحُسْن والكُعَيْت والقُنْبُرة والسُّمْنَة والفُرْفُر(2/332)
والقَوْبَع والضُّجْرَة والغُرْنَيق والقَوارِي وعَيْر السَّراة والنَّعَام والصُّعْصُع والخُضَيْراء واليَحْمُوم والمُدّبَّح والشُّرشُور والفُتَاحَة والبَلَنْصَى والجَرَاد الدَّجَاج والسَّلْوَى وَأَبُو دُخْنَة والمُصْعَة وزُغَيْم وأَبُو صُبَيْرَة والخُفْدُود والهُدْبَة والقُمْعُلُ والقَرَّاع والتُّمَّر والعَيْن والنَّهْقَة واللَّوَّاء والإوَزُّ والمُشَرَة والخُفَّاش والرَّهِقُ والسُّبَد والرَّهْو والخُرَّق
وَمِنْهَا الخُفْخُف قَالَ وَلَا أدرِي مَا صحَّته وَكَذَلِكَ القِرَادة والوَحْوَح والزُّغْزُغ والشَّطْشَاط والنُّغْنُغ واللَّغْلَغ وَلَا أحْسبَه عَرَبيا صَحِيحا والطُّوَّل والعَيْهَق وَلَيْسَ بثَبْت والقاقُ والنُّهَام والحِنْزاب وَقيل هُوَ الدِّيك وَقيل ذَكَر القَطَا والشُّنْقُب والشِّنْقَاب وتسمِّه الأصغَر والغُنْبُول والنُّهبُوغ والحَيْقَطُ وَقيل هُوَ الدُّرَّاج والضَّوْتَع وَقيل هُوَ دُوَيْبِّ والدُّعَك ويُقال للرجُل الضعِيف دُعَكٌ والضَّرْجَة والضَّرَجة والصُّفَارِيُّ والغِرْيَاقُ والمُزْقَة طائِر صغِير وَلَيْسَ بثَبْت والأَطْيَش والصَّعْف وَجمعه صِعَاف طَائِر صَغِير والصَّعْوة وَالْجمع صَعْوٌ وصِعَاءٌ والوَصْعُ طَائِرٌ صغيرٌ وِصْعانٌ وَفِي الحَدِيث
كانْتِفَاض الوَصْع حِينَ يُقْذَفُ بِهِ
والسَّدَر والسَّدَرَى والدُّقَيْش وَهُوَ وَزْنٌ وَبِه سُمِّيَ الرجُل والعُلْجُوم وذُعْلُوق طائِر صَغِير وعِرْنَاس وعُرْنُوس وطَيْهُوجٌ وَلَا أحْسَبه عَرَبِيَّا وعَنْدَلِيب طائِرٌ صَغِير السيرافي وَهُوَ العَنْدَبِيل والصُّلْصُل طائِر صَغِير وعَقْرَقُوفٌ ضَرْب من الطَّيْر وَيُقَال بَلَد وسَمْوِيلٌ ولُبَّدَى أَبُو عَمْرو والزُّخْرُق وَهَذِه كلُّها مُحَلاَّة إِلَّا أَن بَعْضهَا حُلِّي بالصَّغِر والعَنْدَلِيل طائِرُ يُصَوِّت ألْواناً أَبُو حَاتِم النُّسَّاف طَائِر لَهُ مِنْقَار كَبِير من قَوْلهم نَسَفَ الطائِرُ الشيءَ بِمِنْقَارِهِ وانْتَسَفَهُ اخْتَطَفَهُ أَبُو عبيد التُّمَّرة طَائِر أصغَرُ من العُصْفُور وَالْجمع تُمَّر أَبُو الخطَّاب وَمِمَّا لَا يَصِيد من الطَّيْر الأَرْهَاب والبَغَاث قَالَ أَبُو عُبَيْدَة البَغَاث من الطيْر ضِعَافها وَإِنَّمَا بَغَثَها ألوانُها والبَغَاث أولادُ الرَّخَم قَالَ الْأَصْمَعِي البَغَاث لِئَام الطير الغِرْبَان والرَخمِ ومثَل للْعَرَب
إنَّ البَغَاث بأرْضِنَا يَسْتَنْسِر
أَي يَتَشَبَّه بالنُّسُور يَضْرِب مثلا للِئَام النَّاس إِذا تَكَبَّرُوا قَالَ الْأَصْمَعِي إِن البِغَاث بِكَسْر الْبَاء وَقَالَ تَسْتَنْسِر بِالتَّاءِ فأنَّثَ قَالَ أَبُو عبيد وَمن جَعَلَ البَغَاثَ واحِداً قَالَ فِي الْجَمِيع البِغْثَان وَمن أجْراه مُجْرَى النَّعام قَالَ بَغَاثَة وبَغَاث قَالَ النَّجَاشِيّ
(فَهُم رَخَمٌ طارَ بِغْثَانُها ... فَلَيْسَتْ بِمُسْتَعِدلاَتٍ صُقُوراً)
وَقَالَ
(بَغَاثُ الطيْر أكثرُها فِرَاخاً ... وأمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَتٌ نَزُورَ)
ويروى خَشَاش الطير صَاحب الْعين وَمِنْهَا الخُطَّاف والعَوْهَق وَهُوَ الخُطَّاف الجَبَلِيُّ الأَسْوَدُ والعُوَّار كالعَوْهَق إِلَّا أَنه طَوِيل الجَنَاحَيْنِ والزُّمَّاح وَهُوَ طائِر كَانَ يقَعَ على مَرَابِدِ أهل المَدِينَةِ فيأكُلُ من تَمْرِها فَرَمَوْهُ فقَتَلُوهُ فَلم يأكُلْ أحدٌ من لَحْمه إِلَّا مَاتَ غَيره والبُهَار الخُطَّاف الَّذِي يَطِير والوَقْوَاقِ طَائِرٌ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ ابْن الْأَعرَابِي والشَّرْنَتَى طَائِرٌ وَلم يُحَلَّ والسِّفُّ ضَرْب من الطَّيْر المَحَلِيَّة
3 - (بَاب البُلَحِ والنَّسْرِ والفَلَتَانِ)
أَبُو حَاتِم البُلَحُ وَالْجمع البِلْحَان والبُلْحَان طَائِرٌ أضخمُ من النَّسْر كالكَبْشِ العَظِيم مُحْتَرِقُ الرِّيشِ(2/333)
وقَصَبُ رِيشُه كَقَصَبِ عِظَامِ البَعِير أبْغَثُ اللونِ لَا تَقَع رِيشة من رِيشه وسْط رِيشِ نَسْرٍ وَلَا عُقَابٍ إِلَّا أحرقتها طويلُ الرجلَيْن حادُّهما والنَّسْرُ لَا يصيد شَيْئا إِنَّمَا يَأْكُل الجِيَفَ والمَيْتَةَ والبُلَحُ يصيد كلَّ طَائِر وَلَا يقرُبُ جِيفَةً وَلَا مَيْتَةً والنسر أطولُ مِنْهُ عنقًا وأرقُّ وَالْجمع أنْسُرٌ ونُسُورٌ ونِسَارٌ والنُّسُور تصاد على مَبَايِضِها فَأَما البِلْحَانُ فَلَا يُدْرَى أَيْن تَبِيضُ وَلَا يَربَّى البُلَحُ وَلَا يُتَّخَذُ وَلَا النَّسر والنَّسْر أعظم الطير بعد البُلَحِ وأثْقَلُهُنَّ وللنُّسُور أعمارٌ طِوَالٌ وَيُقَال للمُسِن مِنْهَا القَشْعَم وَقيل هُوَ الضَّخْم المُسِن من كل شَيْء وَهُوَ القِشْعَمُ صَاحب الْعين البُلَحُ النَّسْر الهَرِمُ القَدِيمُ والجمعُ كالجَمْعِ ابْن دُرَيْد الهَيْثَمُ فَرخُ النَّسْر صَاحب الْعين العَنْزُ الْأُنْثَى من النُّسُور وَهِي العَنْزَةُ أَبُو حَاتِم وَمن أَنْوَاع النُّسُور المَضْرَحِيُّ وَهُوَ الَّذِي اشْتَدَّت حُمْرَتُه ابْن السّكيت المَضْرَحِيُّ النَّسر العتيقُ الَّذِي يَضْرِبُ إِلَى البَيَاضِ أَبُو حَاتِم وَمِنْه أسوَدُ بَهيم والبَهِيم من كل لَوْنٍ مَا لَا يُخَالِطُهُ لونٌ آخر وَقد تقدَّم أنَّ كلَّ لونٍ مُصْمَت بَهِيمٌ ومنهنَّ الأَرْبَدُ والأَرْمَدُ وَهُوَ الأَكْدَرُ الأَبْغَثُ اللونِ وَيُقَال نَسْرٌ خَفَّاق لِشِدَّة صوتِ جَنَاحِهِ إِذا طَار وَكَانَ نَسْرُ لُقْمانَ بنِ عَادٍ يُسَمَّى لُبَداً ويُقال فِي مَثَل للْعَرَب
طالَ الأَبَد على لُبَد
قَالَ النَّابِغَة
(أَمْسَتْ خَلاَءً وأَمْسَى أهْلُهَا احْتَمَلُوا ... أخْنَى عَليها الذِي أخْنَى على لُبَدِ)
ابْن دُرَيْد نَسْرٌ عَبَنَّى عَظِيم صَاحب الْعين الضَّرِيك النَّسْر الذكَر أَبُو حَاتِم الفَلَنَانُ زعم الطَّائِفِيُّ أَنه نَسْر من أصْغَر النُّسُور يَصِيد القِرَدة وَلَيْسَ البُلَح وَلَا النَّسْر من الجَوَارِح ابْن دُرَيْد نَسْر أَهْدَبُ سابِغٌ
3 - (ثمَّ الجَوَارِح من الطير)
الْأَصْمَعِي الجَوَارِحُ من الطَّيْرِ الصَّوَائِدِ وَهِي الكَوَاسِبُ واحدتها جارِحٌ وجَارِحَةٌ من قَوْلهم جَرَحَ واجْتَرَحَ إِذا كَسَبَ وَهِي سِبَاع الطَّيْرِ صَاحب الْعين وَهِي الرَّوَازِق وَكَذَلِكَ هِيَ من الكِلاب أَبُو حَاتِم فأمَّا مَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا فَهُوَ البَغَاث الخَشَاش ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ الرَّهَام أَبُو حَاتِم وأعظَمُ الجَوَارح العُقَاب وَهِي مؤنَّثة وَلَيْسَ بعد النَّسْر من الطير أعظمُ مِنْهَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أعْقُب غير وَاحِد وعِقْبَانٌ الْفَارِسِي وعَقَابِينُ وَأنْشد
(عَقَابِين يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُل ... )
صَاحب الْعين العَنْزُ العُقَاب وَقد تقدَّم أَنَّهَا الأُنثى من النُّسُور أَبُو حَاتِم وَهِي سَوْدَاءُ دَجُوجِيَّة وبَقْعَاء وَيُقَال سَقْعَاءُ وَيكون اللونُ على ذَلِك إِلَى السَّواد والبَقَع خَرَجٌ بهَا إِلَى البَيَاضِ مختلِطٌ بسَواد كَمَا يُقَال نعامَةٌ خَرْجَاءُ إِذا كَانَ رِيشُها لَوْنيْنِ وَالذكر أخْرَجَ وَبَعض العِقْبان مُشْرَبة بَيَاضًا ومُلْحَةً أَي سَواداً وَهَذِه عِبَارَته والأَعْرَف فِي المُلْحَة البياضُ وَبَعضهَا سُود والصَّقَع نُقَط بَيَاض بِرؤُوسها وَبِذَلِك سُمِّيَ الأَصْقَع من صغَار الطَّيْر وعُقَابٌ خُدارِيَّة سَوْدَاءُ والخَدَر السَّواد ابْن دُرَيْد عُقَاب عَجْزَاء إِذا كَانَ فِي ذَنَبِها رِيشَةٌ بيضاءُ أَو رِيشَتَانِ وَقيل هِيَ الشديدةُ الدابرة وَيُقَال لدابِرَة الطائِر العِجَازَة وَهِي إصبَعُهُ وَقَالَ عُقَاب عَسْرَاءُ فِي جَنَاحِها قَوَادِمُ بِيضٌ وَقيل هِيَ القادِمَةُ البيضاءُ وَأنْشد
(سِنَانٌ كعَسْرَاءِ العُقَاب ومِنْهَبُ ... )
وَحكى الْفَارِسِي أَن المُسَيَّرة مِنْهَا الَّتِي فِيهَا خُطُوط بِيض أَبُو حَاتِم عُقَابٌ نُسَارِيَّة وَهِي عُقَاب السُّلَيِّ وَقيل عُقَاب نُسَارِيَّة لِأَن فِي رِيشها شَبَهاً من رِيش النَّسر يُراش بِهِ السِّهَام قَالَ أَبُو عُبَيْدَة(2/334)
وَيُونُس يُقَال للذّكر من العِقْبان الغَرَنُ قَالَ وحُدِّثت أَن ذُكُور العِقْبان من طير آخَرَ لطَافِ الجُرُوم لَا تُسَاوِي شَيْئا يلْعًبُ بهَا الصِّبْيَانِ بِدِمَشْقَ والعُقَاب تَصِيد للنَّاس يُرَبُّونَها ويَتَّخِذونها قَالَ لي بازيار إِنَّهَا تُزْجَر وتألَف وَرُبمَا صادت حُمُر الوَحْش قلت وَكَيف تَصْنَع قَالَ إِذا نَظَرَتْ إِلَى حَمِير وَحْش رَمَتْ بِنَفسِهَا فِي المَاء حَتَّى تَبْتَلَّ جناحاها ثمَّ تخرُج فَتَقَع على تُراب أَو رَمْل فتحتمِل مِنْهُ بجناحَيْهَا ثمَّ تَطِير طَيَراناً ثَقِيلاً حَتَّى تَقَعَ على هامَة الحِمار فتُصَفِّقُ بجناحيها فيَمْتَلىء عَيناهُ تُراباً فَلَا يُبْصِر حَتَّى يُؤْخَذ قَالَ وَرَأَيْت الحَمِيرَ إِذا سَمِعَت صوتَ جناحيها وثِقَل طَيرانها تَحِيد وتَهْرُب يَمْنَةً ويَسْرَةً وَيُقَال عُقَابٌ فَتْخَاءُ للين جَنَاحَيْها الْفَارِسِي وَلَيْسَت الفَتْخَاءُ بصِفَةٍ لازِمَةٍ للعُقاب فِي الجَناح بل هِيَ واقِعَةٌ على كل ذَات جَنَاح ليِّن وَلَا الفَتَخُ أَيْضا بلازِم للجَنَاح قد قيل رجل أفْتَخُ وَهُوَ اللَّيِّنُ مَفَاصِلُ الأصابعِمع عِرَضَ وَهُوَ الفَتَخ قَالَ أَبُو حَاتِم ويُقال لَهَا لِقْوَة ولَقْوة لمُخَالفَة مِنْقارها الأَعْلَى على الأَسْفَلِ فَأَما ابْن السّكيت فَقَالَ اللِّقْوَة واللَّقْوَة العُقَاب وَلم يشتَقَّ فأمَّا ابْن دُرَيْد فَقَالَ عُقَابٌ لِقْوَةٌ سريعةُ الاختِطَاف صَاحب الْعين الجمْع أَلْقَاءٌ وَأنْشد
(فَتَأَوَّتْ لهُمْ قَرَاضِبَةٌ من كلِّ حَيٍّ ... كأنَّهُمْ ألْقَاءُ)
عليّ أَلْقَاءُ جمعُ لَقىً وَهُوَ الشيءُ لَا يُؤْبَه لَهُ فجعَلَهُم غَيْرَ مَعْرُوفِينَ وَأما أَبُو عبيد فَقَالَ اللِّقوة بِالْكَسْرِ العُقَاب سُمِّيَت بذلك لسَعَة أشْدَاقِها وَجَمعهَا لِقَاءٌ ممدودٌ وَلم يَحْكِ الفَتْحَ فِي اللِّقْوَة إِنَّمَا اللَّقْوَة عِنْدَهُ الداءُ الَّذِي يكونُ فِي الوجْهِ الفرسي أرَى اللَّقْوَة الَّتِي هِيَ العُقَاب مشتقًّا مِنْهُ وَذَلِكَ إِذا ثَبَت أنَّها إنَّما سُمِّيَت بذلك لاخْتِلاف المِنْقَارَيْنِ لِأَن اللَّقْوَة الَّتِي هِيَ الداءُ إِنَّمَا هُوَ اضْطِرَاب شَكْل الوَجْهِ واعوِجَاجُه وَقد لُقِيَ قَالَ ونحوُ هَذَا تَسمِيتُهم إيَّاها الشَّغْوَاء أَبُو عبيد سُمِّيَت شَغْوَاءَ لتَعَفُّف فِي مِنْقَارِها أَبُو حَاتِم عُقَاب لَخْوَاءُ كَذَلِك وَقد تقدَّم أَنَّهَا من النِّساء الَّتِي فِي قُبُلها مَيَل أَبُو عبيد عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ وعَبَنْقَاةٌ وبَعَنْقَاةٌ وَهِي ذَات المَخَالِبِ وَأنْشد
(عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأنَّ جَنَاحَهَا ... وخُرْطُومَها الأَعْلَى بنارٍ مُلَوَّحُ)
ابْن دُرَيْد هِيَ الصُّلْبة الشديدةُ صَاحب الْعين عُقَابٌ لَمُوعٌ سريعةُ الاخْتِطَاف والْتَمَعْت الشيءَ اخْتَلَستُه أَبُو حَاتِم يُقَال للعُقَاب صَوْمَعَةٌ ومُنَفْنِفَة لِأَنَّهَا أبدا مُرْتَفِعَة على أشْرَفِ مكانٍ تقْدِر عَلَيْهِ وَلَا تَرَاهَا أبدا إِلَّا مُنْتَصِبَةً وَقيل مُنَفْنِفَة لِأَنَّهَا إِذا طَارَتْ جَمَعَتْ جَنَاحَيْهَا فَإِن لم تَرَ صَيْدَاً ألْمَعَت قَالَ الهُذَلِي يصف مَوْضِع وَكْر عُقَاب
(وَلَقَد غَدَوْتُ وصاحِبِي وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الثِّيَابِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ)
(حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى فِراش عَزِيزَةٍ ... سَوْدَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كالمِخْصَفِ)
صاحِبُه رِيحٌ دَخَلَتْ تَحْتَ ثِيَابِهِ وَهِي بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف أَي مَنْ أَشْرَفَ فالرِّيح تَضْرِبه وتَدْخُل تَحت ثِيَابه وَهَذِه العَزِيزة السَّوداء عُقَاب وفِراشُها وَكْرَها وعُشُّهَا والمِخْصَف الَّذِي تُخْصَف بِهِ النِّعَال والرَّوْثَة مُجْتَمع الأنِف وَيُقَال للعُقَاب السَّهُوم والهَيْثَم وَقيل الهَيْثَم فَرْخَ العُقَابِ وَقد تقدَّم أَنه فَرْخ النَّسْر ابْن السّكيت الناهِضُ فَرْخ العُقَابِ قَالَ الْهُذلِيّ
(جَرْيمَة نَاهِضٍ فِي رأْسِ نِيْقٍ ... تَرَى لِعِظام مَا جَمَعَت صَلِيبا)
أَبُو حَاتِم وَيُقَال لَهُ أَيْضا التُّلَجُ والتَّلْدة والتُّلْد ابْن دُرَيْد الزُّمَّج ذَكَر العِقْبَان وَقيل هُوَ جِنْس من الطَّيْر يُصَاد بِهِ صَاحب الْعين الزُّمَّج طَائِر دُونَ العُقَاب فِي قِمَّتِه حُمْرَةٌ غَالِبَةٌ للقُتْمة تُسَمِّيه العَجْمُ دُوْبَرادَرَانْ(2/335)
وترجمة هَذَا الِاسْم إِذا عَجَزَ عَن صَيْدِهِ أعَانَهُ أخُوه على أَخذه وَفِيه لُغَة أُخْرَى الزِّمَّجَةُ ابْن الْأَعرَابِي القَنْوَاء العُقَاب صِفة لازِمَة للْأُنْثَى والمَقْنَاة وَكْرُها وَقيل القَنْوَاء السَّرِيعة الاختِطَاف ابْن دُرَيْد عُقَابٌ مَلاَعٌ سَرِيعَة الاخْتِطَاف الطُّوسي مِلاَعٌ ومَلُوع وعُقَابُ مَلاعٍ وَأنْشد
(كأنَّ دِثَاراً حَلَّقَتْ بلبُونهِ ... عُقَاب مَلاعٍ لَا عُقَاب القَوَاعِل)
والشَّقْذَاء من العِقْبان الشَّديدة الجُوع والطَّلَب وَأنْشد
(شَقْذَاء يَحْتَثُّها فِي جَرْيها ضَرِمُ ... )
أَبُو عبيد الخَائِتَة الَّتِي تَخْتَاتُ وَهُوَ صَوْتُ جَنَاحَيْهَا وانْقِضَاضُهَا وَقد خَاتَتْ تَخُوتُ صَاحب الْعين هُوَ الخَوْت والخَوَتَان العَنْقَاء العُقَاب لِأَنَّهَا تُعْنِق بصَيْدِها ثمَّ تُرْسِله وَقيل هِيَ طائِرٌ ضَخْمٌ لَيْسَ بالعُقَاب والعَنْقَاء المُغْرِب كلمةٌ لَا أصْلَ لَهَا وَقيل هِيَ طائِرٌ عَظِيم لَا يُرَى إِلَّا فِي الدُّهُور ثمَّ كَثُرَ ذَلِك حَتَّى سُمِّيَت الداهِيَةُ عَنْقَاء مُغْرِباً ومُغْرِبَةً وَقيل سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا كَانَ فِي عُنُقها بَيَاض فِي الطَّوْق (الصَّرَّارة) قَالَ أَبُو حَاتِم هِيَ عُقَاب عَظِيمَة كَدْراء تَضْرِب إِلَى التَّوْشِيم والتَّوْشِيم الخُطوط الَّتِي تكونُ فِي قَوَائِمِ الحُمُر وَفِي ظُهُور الضِّبَاع وَلَا تَصِيد غَيْرَ الحَيَّات زَعَمُوا (المُرْزَة) طائِرٌ يُشْبه العُقَاب لَا يَنْفَع وَلَا يَضُرُّ وَقيل بل المُرْزَة الحِدَأة الَّتِي تَصِيد الجِرْذَانَ (الفَيْئَة) طَائِرٌ يُشْبِه العُقَاب فَإِذا خَافَ البَرْدَ انْحَدَرَ إِلَى اليَمَنِ عليّ هُوَ من الْفَيء وَهُوَ الرُّجُوع وَكَأَنَّهَا مخفَّفة من فَيْعَلَة (العَجْز) طائِرٌ يَضْرِب إِلَى الصُّفْرَة يُشْبِه صوتُه نُبَاح الكَلْب الصَّغِير يأخُذ السَّخْلَة فيَطِيرُ بهَا من عِظَمه ويحتَمل الصَّبِيَّ الَّذِي بَلَغَ سَبْعَ سِنينُ ونحوَها ويَصِيد القِرَدة والوِبَارَ ويأخُذ غُثْرة الطيرِ وجماع العَجْزِ العِجْزان قَالَ أَبُو حَاتِم أظُنُّه الزُّمَّجة (العُقَّيب) عُقَّيب الجِرْذَان تَصِيد الأَرَانِبَ والجِرْذَانَ بَغْثَاء اللونِ أعْظَمُ وأغْلَظُ من الحِدَأة بَين العُقَاب والحِدَأة قَلَّما تَفَضَّلْت على الحِدَأة أَي زَادَتْ
3 - (بَاب الصَّقْر والبزِي والشاهين)
مِنْهَا أبْغَثُ أحْوَى وأخْرَجُ وأبْيَضُ وَهُوَ الَّذِي يَتَصَيَّدُ بِهِ الناسُ وعَلى كل لَوْنٍ يكونُ الصَّقْر وَهُوَ أعْظم من الشاهِين وكلُّ طَائِر يَصِيد يُسَمَّى صَقْراً مَا خلا العُقَابَ والنَّسْرَ وَجمع الصَّقْر أَصْقُر وصُقُور وصِقَار وصِقَارَة وَالْأُنْثَى صَقْرَة وَأنْشد
(والصَّقْرَة الأُنْثَى تَبِيض الصَّقْرَا ... ثمَّ تَطِيرُ وَتُخْلِّى الوَكْرَا)
وَيُقَال كُنَّا نَتَصَقَّر الْيَوْم أَي نَتَصَيَّد بالصَّقْر وَرجل صَقَّار وَهُوَ قَيِّمُ الصُّقُور ومُعَلِّمها سِيبَوَيْهٍ هُوَ السَّقْر من الأوَّل مضارعة
(وَلَا أمْغَر السّاقَيْنِ بَات كأَنَّهُ ... على مُحْزَئِلاَّت الاِكَامِ نَصِيلُ)
الْأَصْمَعِي الأَمْغَرُ الَّذِي فِي وَجْهِه حُمْرة مَعَ بَيَاض ابْن السّكيت مِنْقَار الصَّقْر يُقال لَهُ أحْجَنُ لِتَعَقُّفه وَالِاسْم الحُجْنَة والحُجْنَة أَيْضا موضِع الاعْوِجَاج وَالْجمع حُجَن النَّضر الهَيْثَم الصَّقْر وَقد تقدَّم أَنه فَرْخ العُقَاب والنَّسْر صَاحب الْعين الشَّرْق طائِر من الصَّوائِد مِثْلُ الصَّقْر والشاهِين وَأنْشد(2/336)
(أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشُّرُوق ... )
أَبُو عبيد القَطَامِيُّ والقُطَامِيُّ الصَّقْر لِأَنَّهُ يَقْطَم إِلَى اللَّحْم ابْن دُرَيْد القَطَام بِالْفَتْح إِذا لم يَكُنْ فِيهِ يَاء اشْتِقَاقه من القَطم لِأَنَّهُ يَقْطِم اللَّحْم بِمَنْسَره أَي يَقْطَعَهُ قَطَمته أقْطِمُه قَطْماً أَبُو حَاتِم فأمَّا الْبَازِي فالأَزْرَق الأَحْوَى والأَرْقَطُ القَصِير الجَناحين الغَلِيظُ ابْن دُرَيْد فِي البازِي ثَلَاث لُغَاتٍ بَأْزٌ وَالْجمع أبْؤُز وبُؤُوز وبازٍ كقاضٍ وَالْجمع بُزَاة وبازٌ كنارٍ وَالْجمع بِيَزانٌ أَبُو حَاتِم وأبوازٌ وزَعَمَ من لَا أثِق بِهِ أنَّ البُزَاة كلَّها إناثٌ وَالْعرب لَا تَقُول ذَلِك وَقد بَزَا يَبْزُو تَطَاوَلَ وتَأَنَّس والصُّقُور البازِي والشاهينُ والزُّرَّق واليُؤْيُؤُ والْبَاشِقُ كلُّها صُقُور
(وشَرْقَ شَاهين من الصُّقُور ... )
أَبُو خَيْرَة شَهْ شِبْه الشاهين وَلَيْسَ بِهِ والصَّقْرُ يُقال لَهُ الأَجْدَلُ وَالْجمع الأَجَادِلُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ أجْدَلُ صِفَة بمنْزِلَة شَدِيد ولكنَّه أُجْرِيَ مُجْرَى أَفْكَلٍ أَبُو حَاتِم صَقْرٌ أَجْدَلِيُّ نَسَبُوه إِلَى أجْدَلَ وَأنْشد
(لَمَّا رَأَتْنِي راضِياً بالاِهْمَادْ ... كالكُرَّز المربُوطِ بَيْنَ الأَوْتَادْ)
قَالَ أَبُو عَمْرو يُشَدُّ ليَسقُطَ ريشُه شَبَّهه بالرجُل الحَاذِق ابْن دُرَيْد الكُرَّز من الطَّيْرِ الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ أَبُو حَاتِم كَرَّز الرجُل صَقْرَهُ إِذا خَيَّطَ عَيْنَيْهِ وأطعَمَه وَهُوَ لَا يُبْصِر وزَجَرَهُ حَتَّى يَذِلًّ ويُتَابعَ وَقد كَرَّز الصقرُ سقَط رِيشُه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ماثلاً وأعقَب ريْشاً آخَرَ ابْن دُرَيْد قَرْنَسَ البازِي قَرْنَسَةً كَرَّزَ أَبُو حَاتِم فَأَما الشاهِينُ فَهُوَ مُلاعِب ظِلَّه وَهُوَ طَائِرٌ يَسْنَح كَذَا مرَّة وَكَذَا مرّة كَأَنَّهُ يَنْصَبُ على طائِر وَهُوَ أكْدَرُ أبْغَثُ والبُغْثَة شُكْلَة كَلَونِ الرَّمَادِ قَالَ وَقَالَ الخشنيُّ مُلاَعِب ظِلُّه أخضَرُ الظَّهْر أبيضُ البطنْ طويلُ الجَنَاجَيْنِ قصيرُ العنُق وَهُوَ الَّذِي يَقُول
(لَو كَانَ ظِلِّي أرْنَباً لقُلْت أرْ ... )
وَأَوْمَأَ الخشنيُّ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يَخْتَطِفُ شَيْئا وَقَالَ يُقَال إِنَّهَا كَانَت صُقُوراً فمُسِخَت الْفَارِسِي هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ مُلاَعِب ظِلَّه فَأَما الشاهين ففارِسِيُّ معرَّب أَبُو حَاتِم ويُسَمَّى الشاهين الحُرَّ والسَّيْذَنُوقَ وَقَالَ أَبُو خَيْرَة السَّوْذَنِيق وَهُوَ الشاهين وَقَالَ الْأَصْمَعِي الشاهينُ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شَوْذَانَة فأعربُوه على ألْفاظ شَتَّى سُوذَانِق وسَوْذَق وسَوْذَنِيق وسَيْذَنُوق وَحكى ابْن جني شَوْذَق وشُوْذَانِق قَالَ وَقَالَ الْفَارِسِي أَصله سَاذَانِك أَي نصف دِرْهَم قَالَ وأحسَبُهُ يُرِيد بذلك قيمتَه أَو كَأَنَّهُ يَصِفُ البازِيَ صَاحب الْعين عَتِيق الطَّيْر البازِيُ قَالَ
(فانْتَضَلْنَا وابنُ سَلْمَى قَاعِدٌ ... كعَتِيق الطَّيْره يُغْضِي ويُجَلْ)
قَوْله يُجَلُّ أَي يرمِي ببصرِهِ نحوَ الصَّيْد وَإِنَّمَا أَرَادَ يُجلِّى وَلكنه حَذَف للْوَقْف أَرَادَ أَن يَقُول لانتهاءِ البِنَاء وصَقْر أسْفَعُ أسوَدُ الخَدَّيْنِ وَأنْشد(2/337)
(أهْوَى لَهَا أسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقُ ... رِيشَ القَوَادِم لم يُنْصَب لَهُ الشَّبَكُ)
وكل صَقْر أسْفَعُ واللُّطْعَة السُّفْعَة فِي وَجْهِه والعَنْز الْأُنْثَى من الصُّقُور وَقد تقدَّم أَنَّهَا الأنثَى من النُّسُور العِقْبان الْأَصْمَعِي المَضرحَ والمَضْرَحِيُّ الصَّقْر والأَعرَف بِالْيَاءِ صَاحب الْعين المَضْرِحِيُّ من الصُّقُور مَا طَال جَنَاحَاهُ وَهُوَ كَرِيم وَأنْشد
(كَأنَّ جَنَاجَيْ مَضْرِحِيِّ تَكَنَّفا ... حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيبِ بمِسْرَدِ)
وَقد تقدَّم مَا هُوَ فِي النُّسُور وَقد شَبْرَقَ البازِي اللحمَ شَبْرَقةَ نَهَسَة (الحُرُّ) نحوُ السِّقْر أَغْبَرُ أَسْفَعُ قَصِير الدَّنَبَ عَظِيمُ المَنْكِبَيْنِ وَالرَّأْس وَقيل الحُرُّ من الصُّقُور شِبه البازِي يَضْرِب إِلَى الخُضْرَة أصْفَرُ الرِّجْلَيْنِ والمِنْقَارِ صائِجٌ وَقيل بل الحُرُّ الصَّقْر والبازِي والسَّيْذَقضانُ هُوَ الصَّقْر والبازِي وَأنْشد
(كَالسَّيْذَقَانِ أَو كَتَيْسِ الحُلُّبِ ... )
(الطُّوْط) البَاشِقُ وَالْجمع الطِّيْطَانِ وَهُوَ يُفَرِّق الطَّيْر وَلَا يَصِيد (الشَّصَر) هُوَ الصَّقْر والبازِي صَاحب الْعين يَوَصَّى طائِر كالباَشِق إِلَّا أَنه أطْوَلُ جَنَاحاً وأَخْبَثُ صَيْداً وَقيل هُوَ الحُرُّ (الصُّرَد) وَالْجمع الصِّرْدَان وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ طائِر أبْقَعُ ضَخْمُ الرأسِ يكون فِي الشَّجَر ويُسَمَّى مُجَوَّفاً وتَجْوِيفه بَيَاضُ بَطْنِهِ وخُضْرة ظَهره ويُسَمَّى الشَّمِيط والأَخْيَلَ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهُوَ طَائِر أَخْضَرُ وعَلى جَناجِيْهِ لُمْعَة مخالِفة يذهبُ بِهِ إِلَى معنَى الخِيلان وَأَصله عِنْده الوصْف وَهُوَ كأَفْعَى وأجْدَل فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الأَخْيَلُ الشِّقِرَّاق عِنْد الْعَرَب ابْن دُرَيْد وَهُوَ الضُّؤْضُؤ أَيْضا والشِّرْشِق أَبُو حَاتِم وَقيل لَهُ أَخْطَبُ لِخُضْرَة ظهرِه وَلَا تَكَاد تَرَى الصُّرَد إِلَّا فِي شَعَفة أَو شَجَرَة لَا يقدر عَلَيْهِ شيءٌ وَهُوَ يَصْطَاد العصافير وصِغَار الطير وَهُوَ يُتَشَاءَمُ بِهِ غَيره والنُّهْس الصُّرَد أَبُو حَاتِم هُوَ طَائِر يَصِيد العصافِيرَ ويُدِيمُ تَحْرِيكَ ذَنَبِه وَالْجمع نِهْسَانٌ أَبُو عبيد الواقِي الصُّرَد وَأنْشد
(ولَقَدْ غَدَوْتُ وكُنْتُ لَا ... أَغْدُو على واقٍ وحاتِمْ)
الْفَارِسِي سُمِّيَ بِصَوْتِهِ كَمَا قَالَ رؤبة
(وَلَو تَرَى إِذْ جُبَّتِي مِن طَاقٍ ... ولِمَّتِي مثلَ جَناحِ غَاقٍ)
فَسُمِّيَ الغُرَابَ بِصَوْتِهِ (السَّتَل) طَائِر مِثْلُ النَّسْر عَظِيم يَضْرِب إِلَى السَّوادِ يحمِل عظْم الفَخِذ من الْبَعِير أَو الساقِ أَو كل عَظْم فِيهِ مُخُّ حَتَّى إِذا كَانَ فِي كَبِد السَّمَاء أرسلَهُ عي صَفاً أَو صَخْرَة فَيَنْكَسِرُ فَيَهْبِطُ فيأكُلُ مُخَّه وَالْجمع السِّتْلاَنِ والسُّتْلاَن (الْغُرَاب) وَجمعه الغِرْبَان وَحكى غَيره أَغْرِبَة ابْن دُرَيْد وأَغْرَبٌ وغُرْب وَأنْشد
(وَأَنْتُم خِفَافٌ مِثْلُ أجْنِحَةِ الغُرْبِ ... )
الْفَارِسِي غِرْبانٌ وغَرَابِينُ كعِقْبَان وعَقَابِين قَالَ أَبُو حَاتِم يُقال للضَّخْ الأسْود مِنْهَا الغُدَاف صَاحب الْعين هُوَ غُرَاب القيظِ الضَّخْ الوافِرُ الجَنَاحِ أَبُو حَاتِم وَيُقَال للصِّغَارِ مِنْهَا الصِّغَار الشَّوَى الحَذَف وَقد تقدَّم أَنَّهَا الصِّغَار من الغَنَم صَاحب الْعين العَوْهَقُ هُوَ الغُرَاب الأَسْوَدُ والأعْصَمُ مِنْهَا الَّذِي فِي أحَدِ جَنَاحَيْهِ رِيَشَةٌ بَيْضاءُ وَقيل هُوَ الَّذِي فِي إحْدَى رِجْلَيْهِ بَيَاضٌ وَقيل هُوَ الأَبْيَضُ وَفِي الحَدِيث
إنَّ المَرْأَةَ الصَّالِحَةَ كالغُرَابِ الأَعْصَمِ
أَي إِنَّهَا عَزِيرَة لَا تُوجَد كَمَا لَا يُوجَد الغُرَاب صَاحب الْعين غُرضابٌ قَهْقَرٌ شَدِيدُ السَّوَادِ وَيُقَال للغُرَاب مُؤْتَبَضُ النَّسَا لِأَنَّهُ يَحْجُل كَأَنَّهُ مَأبُوض يعنِي مَعْقُولاً أَبُو حَاتِم وَمِنْهَا بُقْع فِي ألوانها بَيَاض وَسَوَاد الْوَاحِد أَبْقَع وصوته النَّغِيقُ والنَّعِيبُ وَقد نَغَقَ يَنْغِقُ نَغِيقاً ونَعَبَ يَنْعَبُ نَعِيباً وَإِذا غَلُظَ(2/338)
صَوْتُ الغُرَاب وأَسَنَّ قيل شَحَجَ يَشْحَجُ شَحِيجاً وشُحَاجاً كَمَا يُقَال للحِمار والبَغْل أَبُو عبيد حَجَل الغُراب يَحْجُلْ ويَحْجِل مَشَى والمَصْدَر الحَجْل والحَجَلاَنِ أَبُو حَاتِم حَجَّل الْفَارِسِي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَمْشِي مَشْيَ المقيَّد والقَيْد يُقَال لَهُ الحَجْل أَبُو عُبَيْدَة السَّهْل الغُرَاب أَبُو حَاتِم ويُقال للغُرَاب الأَعْرَجُ لِأَنَّهُ إِذا مَشَى تَوَثَّبَ كَأَنَّهُ مُقَيَّد يَحْجُلُ وَأنْشد
(وَظَلَّ غُرَابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضُ النَّسَا ... لَهُ فِي دِيَار الظاعِنِينَ نَغِيقُ)
صَيَّرُوهُ غُراب البَيْنِ لِأَنَّهُ زَعَمُوا يَنْعِق بالبَيْنِ فَيَتَطَيَّرُونَ مِنْهُ وَيُقَال لَهُ غَاقٍ لصوته وَقد تقدِّم بَيت مِثْلَ جَنَاحِ غَاقٍ وَيُقَال لَهُ أَعْورُ من حِدَّة بَصَرِه وَكَأَنَّهُ ضَرْب من الفأل كَمَا قيل اللمَهْلَكَةِ مَفَازَة وللمَلْذُوع سَلِيم وَقيل سُمِّيَ بِهِ لِسَوَادِ حَدَقَتِهِ ويُنَادَى عُوَيْرُ عُوَيْرُ وَيُقَال طارَ عُوَيْرٌ أَبُو عبيد الحَاتِمُ الغُرَاب وَأنْشد
(يَقُولُ عَدَانِي اليَوْمَ واقٍ وحَاتِمُ ... )
صَاحب الْعين هُوَ الْغُرَاب الأسْود وَقيل هُوَ غُرَاب البَيْن وَهُوَ أحْمَرُ المِنْقَار والرِّجْلَيْن سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يَحْتِم بِالفِرَاق أَبُو حَاتِم يُقَال للغُراب ابنْ دَأْيَةَ سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ مُوْلَع بالوُقُوع على الدَّبَر الَّتِي على دَأَيَاتِ ظُهُور الإبِلِ صَاحب الْعين الغُدَاف يَصُخُّ بِمِنْقَارِه فِي الدَّبَر أَي يَطْعُن واللِّقْحَة واللَّقْحَة الغُرَاب قَالَ سِيبَوَيْهٍ ويقا للغُراب ابنُ بَريح معرفَة السكرِي العَجَد الغِرْبَان هُذلية (العَقْعَق) طائِر كالغُرَاب يَحْجُلُ حَجَلاَناً وَالْأُنْثَى عَقْعَةٌ وَهُوَ يَدْجُنُ والغُراب لَا يَدْجُن والعَقْعَقُ يَسْرِقُ كلِّ شَيْء من الدَّراهِم والدَّنَانير وكلِّ شَيْء ويَخْبَأُهُ ثمَّ رُبَّما رَدَّه بعد ذَلِك وَمثل للْعَرَب أحْذَرُ من العَقْعَق صَاحب الْعين وَهُوَ الشَّجَوْجِى وَالْأُنْثَى شَجَوْجاةٌ (العُزَيْزَاءُ) هُنَيَّة سَوْدَاءُ جِدّاً تَبْنِي بيتَها بالحَصَى (الذُّعْرَة) هُنَيَّة سَوْدَاءُ طَوِيلةُ الذَّنَب بِصِغَر الضُّجْرَة وسوادها تدخُل فِي الشَّجَرة (الفاخِتَة) هِيَ المُطَوَّقة الذكَر وَالْأُنْثَى فاخِتَة وَهِي تُقَرْقِر والقُمْرِيُّ كالفَاخِتَة مُطَوَّقَة وَهِي تُقَرْقِر وتَضْحَك كَمَا يَضْحَكُ الإنسانُ وَالْأُنْثَى قُمْرِيَّة وسَاق حُرِّ كالقُمْر] ِّ يَضْحَكُ أَيْضا ويُسَمَّى بَصِيَاحِه ساقَ حُرّ وَلَا تأنيثَ لَهُ وَلَا جمعَ (الشَّقُوقة) هُنَيَّة صَغِيرة زُرَيْقاء لونُ الرَّمادِ قَالَ وأَظُنُّهَا الشُّقِّيقة وَهِي دُخَّلة من أصْغَرِ الدُّخَّل كُدَيْرَاءُ وَهَيْئَتِهَا هَيْئتُهنَّ إِلَّا أَنَّهَا أصْغَرُ مِنْهُنَّ وَإِنَّمَا سُمِّيَت شُقَيِّقَة من صِغَرِهَا اشتُقَّت من شَيْء قَلِيل (ابْن المَاء) يُقال لِطَيْرِ الماءِ كُلِّها بَنَاتُ الماءِ الْوَاحِد ابنُ المَاء قَالَ
(وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها ... على قِمَّة الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّق)
غَيره والغَمَّاسة من طَيْرِ المَاء غَطَّاط يَغْتَمِسُ كثيرا ابْن دُرَيْد وَهُوَ الغَمَّاس والرَّهْ طيرُ المَاء وَقد تقدَّم أَنه الكره كِيُّ غَيره والزُّقَة طائِر من طير المَاء يَمْكُرُ حَتَّى يكادُ يُقْبَضُ عَلَيْهِ ثمَّ يَغُوصُ فيخْرُجُ بَعيداً وَهُوَ الزُّقَّقُ وعَنْز الماءِ ضَرْب من طَيْرِ الماءِ والعُجْهُوم طائِر من طَيْرِ الماءِ كأَنَّ مِنْقَارَه جَلَم الخَيَّاط صَاحب الْعين الغُرُّ من طَيْرِ الماءِ وَاحِدهَا غَرَّاءُ الذَّكَر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء والأَعْثَر طَيْر مُلْتَبِس الرِّيش طويلُ العُنُق وَهُوَ من طَيْرِ الماءِ القَاقُ طائِر مائِيُّ طويلُ العُنُق صَاحب الْعين الغَاقَةُ والغَاقُ من طَيْر الماءِ (بَطُّ الماءِ) هَنَات حُمْر إِلَى الصِّغَر وتُسَمَّى عِنْدَهُم الإوَزَ والإوَزُّ ضُرُوب كَثِيرَة وأجناسٌ وطَيْر الماءِ أكثَرُ من مائَتيْ لونٍ زَعَموا والعَرَب لَا تَعْرفُ أكْثَرَها قَالَ وأسماؤُها عِنْدَنَا بالنَّبَطِيَّة لِأَنَّهَا فِي البَطَائِح فِي بِلاَد النَّبَط الشَّاهْمُرْجات أَيْضا ضُرُوب وأَلْوانٌ والعُلْجُوم الذَّكَر من البَطِّ صَاحب الْعين النُّحام طائِر على خِلْقَة الإوَزِّ واحدته نُحَامَةٌ وَقَالَ المَيْح مَشْيُ البَطَّة (المُرْعَة) قَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ طائِر أخْضَرُ وَلَا يَكَاد يُرَى إِلَّا فِي المَطَر وَالَّذِي حَكَاهُ(2/339)
سِيبَوَيْهٍ المُرَعة قَالَ وَالْجمع مُرَعُ على بابِ عُشَرة وعُشَرٍ وَلَا على بَاب غُرفَة وغُرَف لِأَن فُعَلَةً لَا يكَسَّر على فُعَل وَلذَلِك قَالُوا هُوَ المُرَع فَذَكَّروا فَلَو كَانَ كغُرَف لقالوا هيَ (التُّنَوِّك) قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ من طَيْرِ البَرِّ هُنَيَّة سوداءُ كالضُّوَعَة تُعَلِّق عُشَّها فِي الشَّجَرة الطَويلَة فَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر فِي إبل وفها بالطُّول
(تُقَطِّع أعْنَاقَ التُّنَوِّط بالضُّحَى ... وَيَفْرِسْنَ فِي الظَّلْمَاءِ أَفْعَى الأَجَارعِ)
أَي من كَثْرَتِهَا وَهِي تُطِيل عُشِّها حَتَّى يُدْخِل الرجل يَدَه إِلَى المَنْكِبِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو بنُ الْعَلَاء التَّنَوط بِفَتْح التَّاء وضمِّ الْوَاو وَقَالَ أَبُو زيد بِضَم التَّاء وكَسْرِ الْوَاو ومَثَلٌ للْعَرَب لأضنْتَ أَصْنَعُ من تَنوُّطَ (التِّهِبَّط) التَّاء وَالْهَاء مكسورتان طائِرٌ أَغْبَرُ بِعِظَم فَرُّوج الدَّجَاجة وعَلى شَكْلِ اليَمَامَةِ يُصَوِّبُ رَأسَهُ ثمَّ يُصَوِّت كَأَنَّهُ يَقُول أَنا أَمُوتُ أَنا أمُوت شَبَّهُوا صوتَه بِهَذَا الْكَلَام (السّوَيْدَاء) طَائِر أبْقَعُ أسْوَدُ المِنْقَارِ يَطِير فِي التَّمْرِ ويَجْرُسُهُ ويَأكْلُهُ قَلِيلا قَلِيلا (البَتْرَاءُ) الَّتِي تَطِير من تَحْتِ قَدَم الإنسانِ وَهُوَ لَا يشْعر تَطِير قَرِيباً من الأَرْض ثمَّ تَقَعَ فِي الحَشِيش قَصِيرَةُ الذَنَب (الشَّحْمَة) هُنَيَّة بيضاءُ طَوِيلَة قَصِيرة المِنْقَار بِصِغَر الكُعَيْثِ تَأكُلُ العِنَبَ وتَقْطَعُه قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَا يسْتَعْمل الكُعَيْث إِلَّا مُصَغَّراً وَهُوَ البُلْبُل وَيُقَال لَهُ أَيْضا الجُمَيْل وَلَا يُسْتَعْمَل إِلَّا مصغَّراً غير أَنه كسَّرهما بِغَيْر حَرْف التصغير فَقَالَ كِعْتَانٌ وجِمْلاَنٌ وَله نَظَائِرُ كسُكَيْت وكُمَيْت وَقد تقدَّما وبُيِّن وَجْهُ تعليلهما أَبُو حَاتِم (الغُبْرُور) عُصَيْفِير أَغْبَرُ لونُ التُّراب (البَهْدَلَة) طَائِرٌ أخْضَرُ بِعِظَم الضُّجْرَة وَالْجمع بَهْدَلٌ (الدُّخَّل) طَائِر أحْوَى فِي ذَنَبِه ريشتانِ بَيْضَاوَانِ أَو ثلاثٌ يأكُل الدُّخْن صَاحب الْعين القَمْرَاءُ طائِر صَغِير من الدَّخَاخيل (الجُشْنَة) والجِمَاع الجُشَن مَسْخَة من المَسَخَاتِ والمِسخات الدُّرَجة والقُبَّرَة والعُزَيْزَاءِ والجُشْنَة وَيُقَال الجُشُنَّة وَهِي تُعَشِّشُ بالحَصَى والجُشنَة سَوْدَاء تصيب بِذَنَبِها (الحُمْحُمُ) حمام طَوِيل الذَّنَبِ أصْغَرُ من الدُّبْسِي وَهُوَ حَمَام الوَحْش قَالَ وَأما الحُمْحُمة الَّتِي سَمِّاها الطائِفِيُّ الحُمَّحِمَة فطائِره ليستْ من الدُّخَّل هِيَ أكْبَرُ من الدُّخَّل يعلُوها سَوَاد وباطِنُهَا الْحمرَة وَهِي دُوَيْنَ الْحَمَامَة فِي العِظَم ورجلاها إِلَى القِصَر وعُنُقُهَا مُقْتَدِر والحمع الحُمْحِمُ قَالَ وأَظُنُّهُ الحُمْحُم بِعَيْنِه (الدُّرَجَة) طائِرة تَدْخُلُ فِي حِجْرَة الجِرْذَان تُعَشِّش فِيهَا (اليَمَام) واحدتها يَمَامَةٌ وَهِي كالحَمَامَةِ إِلَّا أَنه لَيْسَ فوقَ ذُناباه بَيَاض وَذَلِكَ الَّذِي يَفصِلُ بَين الحَمَامِ واليمَام وحمامُ مَكةَ أجمعُ يَمَام قَالُوا والحَمَام والدُّبْسِيُّ والقُمْريُّ والفَاخِتَة والأُنَنُ والجميع الإنَّان واليَمَام كل هَؤُلاس حمام والورَاشِين وساقُ حُرٍّ قَالُوا واليَمَامة بِعظَم الْحَمَامَة كَدْرَاءُ اللونِ بَين القَصِيرة والطويلة ضَخْمَة الرَّأْس تكون فِي الشجَر والصَّحَارِي تَبِيضُ بَيْضاً عِظَاماً رُقْشاً مثل بيض الحُبَارَى (الأكْبَدُ) طائِر ظَهْرُه أَغْبَرُ وبَطْنُهُ أَسْوَدُ وَهُوَ عُصْفُور (الصُّلَيْقَاء) مثل العُزَيزَاء على لَوْنِهَا وفيهَا بيَاضٌ وسَواد (أمُّ رَبَاح) مثلُ الضُّوَعَة غير أَنَّهَا حَمْرَاء الجناحَيْن والظهرِ تَأكُلُ العِنَبَ (الأَبْرَقَ) طَائِرٌ يأكُلُ الدُّخْن وَالْجمع البُرْق (المُشْتَرِي) طَائِر أصْفَر الظّهْر بِعَظَم العَيْنِ وَقيل بَطْنه أَغْبَرُ وظهره أخْضَرُ (الحُمَّرة) طائِر بِعِظَمِ العُصْفُور ويكونُ مِنْهَا كَدْرَاءُ ودَهْسَاءُ ورَقْشَاءُ وألوانُها وَاحِدَة يعنِي إِذا كَانَت كَدْرَاء فَجَمِيع لَوْنهَا أكْدَرُ وَإِذا كَانَت دَهْسَاءُ أَو رَقْشاء فَجَمِيع لَوْنهَا كَذَلِك والحُمِّر من عَصَافِير الطيرِ وَقد خُفِّفَ وَقَالَ ابْن أَحْمَر
(إنْ لَا تُلاَفِهِمْ تُصْبِحُ مَنَازِلُهُمْ ... قَفْراً تَبِيضُ على أرجائِهَا الحُمَرُ)
3 - (العُصْفُور والنُّقَّاز وَاحِد)
الذّكر أَسْودُ الرأسِ والعُنُقِ وسائِره إِلَى الوُرْقَة وَفِي جَنَاحَيْهِ حُمْرَة وَالْأُنْثَى العُصْفُورَة ولونُها إِلَى الصُّفْرَة والبَيَاضِ وَيُقَال لَهَا نُقَّازة (النُّغَر) أصْغَرُ العَصَافِير الفَرْخ مِنْهَا أَو الضاوِيُّ ترَاهُ أبدا صَغِيرا والجميع النِّغْران والنُّغَرِ(2/340)
عِنْد أهل الْمَدِينَة البُلْبُل قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِصَبِيٍّ من الْأَنْصَار كَانَ لَهُ نُغَرٌ فماتَ
يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النُّغَيْر
وَقيل هُوَ ضَرْب من الحُمَّر (الراعِية) يُقال لَهَا رَاعِية الخَيْل طائِرةٌ صَفْرَاء صَغِيرة ترَاهَا أبدا تَحْتَ بُطُونِ الخَيْلِ والدَّوَابِّ كَأَنَّمَا خُضِّبَ جَنَاحاها وعُنُقُهَا بالزَّعْفَرَانِ فِيهَا كُدْرَة وسَوَاد وظَهْرها أصْفَرُ وزِمَكَّاها لَا طويلةٌ وَلَا قَصِيرة (الكَرَوَان) بِعِظَمِ الدَّجَاجة غير أَنه أَسْبطُ وأطْوَلُ عُنُقاً وأَطْوَلُ رِجْلَيْنِ رأسُه بِعِظَم رَأس الدَّجَاجَةِ وزِمِكَّاه قَصِيرة وعَيْنَاهُ زَرْقَاوَانِ وزَعَمُوا أَن الحَجَل فِرَاخُهُ وَهُوَ أحْمَقُ طائِر يُقَال لَهُ أطْرَقُ كَرَا يُحْلَبْ لَك وَهُوَ مَثَل فَإِذا قيل لَهُ هَذَا لَبَدَ بِالْأَرْضِ حَتَّى يُرْمَى وَكَراً تَرْخِيم كَرَوَانٍ فِي قَوْلِ من قَالَ يَا حارِ ويجمَع كَرَوَاناتٍ وكِرْوَاناً على غير قِيَاس الْفَارِسِي كِرْوَانٌ لَيْسَ بِجَمْع كَرَوَانٍ إِنَّمَا هُوَ جمع كَراً وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ سِيبَوَيْهٍ وَحكى الْفَارِسِي أَنه يُجْمَع على كَرَاوِين قَالَ وَأنْشد بعضُ البغدادِيين فِي صِفَة طيرٍ
(حَتْفُ الحُبَارِيَات والكَرَاوِينْ ... )
ابْن دُرَيْد النَّهَار وَلَدُ الكَرَوَانِ وَجمعه أَنْهِرةٌ أَبُو عبيد اللَّيْلُ وَلَدُ الكَرَوَانِ أَبُو حَاتِم الطَّرِيق والطِّرِّيق الكَرَوَان الذَكَرُ لِأَنَّهُ إِذا رأى أحدا سَقَطَ على الأَرْض فأَطْرَقَ وَزَاد ابْن دُرَيْد يُقال لَهُ أطْرِق فَيَسْقُط (الحَجَل) الْوَاحِدَة الحَجَلة مِثْل صِغَار القَبَج وَهِي صَقْعَاءُ وصوتُها وَقْ وَقْ وَهِي تُقَطْقِطُ وَقَالُوا فِي جمع الحَجَلة الحِجْلَى وَأنْشد
(إِرْحَمْ أُصَيْبَتِي الَّذِينَ كَأَنَّهُمْ ... حِجْلَى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة وُقَّعُ)
عليُ الحِجْلَى اسْم للْجمع كالقَصْبَاء والطَّرْفَاء وَلَيْسَت بِجْمَع لِأَن فِعْلَى لَيست من أبْنِيَة الْجمع الطائِفي الحَجَلَة طائِر وَرْدِي أحمرُ الرجلَيْن والمنقار أسْفَعُ الخَدَّيْنِ تَحت جَنَاحَيْهِ فِي جَنْبِهِ مثلُ مَا فِي جَنَاحِ اليِعْقُوب وَالذكر أحْسَنُ من الْأُنْثَى وَيُقَال للذّكر قَوْقَلٌ وزُعْقُوق وَالْأُنْثَى قُعَيْطَةٌ وزُعْقُوقة وَيُقَال لأنثى الحَجَل الغَبْرَاء الْأَصْمَعِي الفَرْخ مِنْهَا السُّلَك وَالْأُنْثَى السُّلَكَة وَالْجمع السِّلْكَان وَقَالَ بَعضهم السُّلَف والسِّلْفان أَبُو حَاتِم النَّجْدِيّ من الحَجَل أخْضَرُ مثلُ البَقْل أحْمَرُ الرِّجليْنِ ويُسَمَّى صِفْرِداً والتَّهَامِيُّ من الحَجَل فِيهِ بَيَاض وخُضْرَة ويُسَمُّونَ القُهِيْبَة غَيره والقَهْبِيُّ ذكَر الحَجَل (واليَعْقُوب) ذَكَر القَبَجَة والقَبَجَة اسْم فَارسي معرَّب وصوته قَقَا قَقَا ويُقَهْقِهُ ويُلْقُطُ الأَولاد يطعمُها الطَّائِفِي اليَعْقُوب طائِر أَغْبَرُ أسْودُ الخَدَّيْنِ واللَّحْيِ الأسفِل(2/341)
أَحْمَرُ الرجلَيْن والمِنْقَارِ مَا تَحت جَنَاحَيْهِ يُشْبِهُ العَصْب (القَطَا) ابْن السّكيت قَطَاة وقَطاً وقَطَيات وقَطَوَات أَبُو حَاتِم القَطَا لَوْنَانِ الكُدْرِيُّ والجُوْنِيُّ فالكُدْرِي غُبْر الألوان رُقْش الظُّهُور والبُطُونِ صُفْر الحُلُوق قِصَارُ الأذنابِ وَيُقَال للكُدْرِي العَرَبيّ والوُرْق وَهِي أَلْطَفُ من الجُوْنِيّ والجُوْنِيَّةُ تُعْدَل بكُدْرَيَّتَيْنِ وهُن سُود الْبُطُون سُودُ بُطُون الأجْنِحَة والقوادِم وأرجلها أَضْلَعُ من أرْجُل الكُدْرِيِّ ولَبَانُ الحُونِيَّة أبيضُ وبِلَبَانِها طُّوقَانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ وَالظّهْر أَغْبَرُ أرْقَطُ وَهُوَ كَلَوْنِ ظَهَرِ الكُدْرِيَّة إِلَّا أَنه أحسنُ تَرْقِيشاً تعلُوهُ صُفْرة وَهِي قِصَار الأذناب أَيْضا قَالَ وَوُجِدَ فِي بعض رِقاع الْأَصْمَعِي بعد مَوته بعضُ العرَبِ يَهمِزُ الجَونِيَّ وَلم يقلهُ غَيره الْفَارِسِي هُوَ على توهُّم الضمة الَّتِي فِي الْجَحِيم وَاقعَة على الْوَاو ومثْله قراءةُ من قَرَأَ {فَاْسْتَوَى على سُؤْقِه} وَحكي عَن أبي عَبَّاس أَنه قَالَ كَانَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِي يهمز كل واواً سَاكِنة قبلهَا ضَمَّة وَهَذَا نَظِير مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَول بَعضهم فِي تَخْفيف الكَمْأَة الكَمَاة ذَلِك لأَنهم توهُّمُوا الحَرَكَةَ الَّتِي على الْهمزَة وَاقعَة على الْمِيم فَبَقيت الْهمزَة سَاكِنة وَصُورَة تَخْفيف الْهمزَة إِذا كَانَت سَاكِنة وَمَا قبلهَا متحركٌ أَن تُقْلَب إِلَى الحرفِ المُجانِس لحركة مَا قبلهَا هَذَا تَعْلِيل أبي عَليّ وَأما أَبُو زيد وَأَبُو حَاتِم فحكياه ساذَجاً مَغْسولاً أَبُو حَاتِم الغَضَف من القَطَا هُوَ الجُوْنِيُّ بِعَيْنِه الْوَاحِدَة غَضَفَة وَتسَمى الجُوْنِيَّة غَتْمَاءِ لِأَنَّهَا لَا تُفْصِح بصوتها إِذا صَوَتَّت إِنَّمَا تُغَرْغِر إحداهنَّ بِصَوْت فِي حَلْقِهَا والكُدْرِيَّة فصيحةٌ تُنَادي باسمِهَا وَأما الغَطَاك فَضَرْب من الطير لَيْسَ من القَطَا الْوَاحِدَة غَطَاطَة وَهِي غُبْر الظُّهُور والبُطُون والأَبْدَان سُود بُطُون الأجِنِحَة طِوَالُ الأرْجُل الأعناقِ وبأخدَعِيِّ الغَطَاطَة مثلُ الرَّقْمَتَيْن خَطَّان أسودُ وأبيضُ وَهِي لَطِيفَة فوقَ المُكَّاء وَإِنَّمَا تُصاد بالفَخِّ لَا تكون أسراباً أكثَرَ مَا تكون اثنَتَيْن أَو ثَلاثاً ولهنَّ أصواتٌ وهنَّ غُتْم أَيْضا إِنَّمَا تُغَطْغِطُ إِحْدَاهُنَّ بِصَوْت فِي حَلْقِهَا وَإِنَّمَا تُصَوِّت حِينَ تَطِير ثمَّ تقطَع التصويتَ وَقَالَ أَبُو الدقيش الغَطَاطة بيضاءُ شديدةُ البَيَاض ورجلاها حَمْرَاوَانِ قصيرتان وَفِي ظَهْرِهَا خَطَّان أَو ثلاثةٌ سودٌ غَيره الغَطَاطَة مِثْل الفَطَاة فِي قَدْرِهَا وطُولِها غير أَنَّهَا كَدْرَاءُ اللونِ فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ الغَطَاط القَطَا واحدتُ غَطَاطَة فَعَمَّ بِهِ وَأما ثَعْلَب فَقَالَ هُوَ ضَرْب من القَطَا وَهُوَ أَبْكَرُ مَا يكون فِي الوِرْد قَالَ وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي
(وَقد أَغْتَدِي قَبْلَ ضَوْءِ الصَّبَاحِ ... ودُهْمُ القَطَا فِي الغَطَاطِ والحِثَاثِ)
فَأَما الغُطَاك بِالضَّمِّ فالصَّبْح وَقد يُقَال فِيهِ بالفَتْح الْأَصْمَعِي القَطَا ضَرْبَانِ فالقِصَار الأرْجُلِ الصُّفُر الأَعْنَاقِ السُّودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافي هِيَ الكُدْرِيَّة والجُوْنِيَّة والطِّوال الأرْجُلا لبيضُ البُطُويِ الغُبْرُ الظُّهُور الواسِعَةُ العُيُونِ هِيَ الغَطَاط وَبَيت الْهُذلِيّ
(يَتَعَطَّفُونَ على المُضَافِ وَلَو رَأَوْا ... أُولَى الوَعَاوعِ كالغَطَاطِ المُقْبِلِ)
روَى بِالْفَتْح وَالضَّم فَمن روَى بِالْفَتْح أَرَادَ أَن عَدِيَّ الْقَوْم يَهْوُون الْحَرْب هُوِيَّ الغُطَاط وَمن رَوَاهُ بِالضَّمِّ أَرَادَ أَنهم كسَوَاد السَّدَف أَبُو عبيد القَطَاة المارِيَّة المَلْسَاءِ ابْن الْأَعرَابِي الغَضَارة القَطَاة والهَوْذَة القَطَاة وَخص بعضُهُم بِهِ الْأُنْثَى ابْن دُرَيْد هِيَ ضَرْب من الطير غيْرُهَا صَاحب الْعين النَّهَار فَرْخ القَطَاة والغَطَاطِ وَالْجمع أَنْهِرَة وَقد تقدَّم أَنه وَلَد الكَرَوَانِ والسُّلَل فَرْخ القَطَا وَقد تقدَّم أَنه فَرْخ الحَجَل والمُقْعَدَات فِرَاخ القَطَا قبل أَن تَنْهَض وكلُّ فَرْخِ طائرٍ قبل أَن ينْهَضَ مُقْعَد وَخص بعضُهم بِهِ فَرْخ النَّسْر أَبُو عبيد فَرْخُ قطاةٍ عاتِقٌ قد استَقَلَّ وطار قَالَ ونُرَى أَنه من السَّبْق صَاحب الْعين اليعْقُوب ذَكَر القَطَاة وَقد تقدَّم أَنه ذَكَر الحَجَل وَبِه سُمِّيَت اليَعَاقِيبُ من النَّحْلِ وَقَالَ طَار القَطَا عُرْفاً عُرْفاً أَي مُتَتَابِعاً أَبُو حَاتِم الحِنْزَاب ذَكَر القَطَا وَقَالَ لَغَطَ القَطَا صَوَّتَ صَاحب الْعين يَلْغَطُ لَغْطاً ولَغِيطاً ابْن السّكيت أَلْغَطَ (الحُبَارَى) طَائِر بِعِظَم الدِّيكِ العَظِيم كثيرةُ الرِّيشِ وَمِنْهَا بيضاءُ وكَدْرَاءُ وَحَمْراءُ مُشْرَبَة الحمرةِ كُدْرَةً لَا طويلةُ الرجلَيْن وَلَا قَصيرتُهما(2/342)
طويلةُ العُنُقِ والذَّنَب تَبِيضُ بَيْضاً من نَحْو بَيْض الدَّجاجة فِي العِظَم وَهِي دَجَاجَة البَرِّ تأكُل كلَّ شَيْء زَعَمُوا حَتَّى الخَنافِس أَبُو حَاتِم الخَرَبُ ذَكَرُ الحُبَارى الْجمع الخِرْبَان ابْن دُرَيْد الحُبْجُر والحُبَاجِر والحُبْرُجُ والحُبَارج ذكَر الحُبَارَى أَبُو حَاتِم وَيُقَال للصَّغِير مِنْهُ الحُبْرُور واليَحْبُور وَقيل اليَحْبُور طائرِ مَّا وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقال للصَّغِير مِنْهَا النَّهار وَقد تقدَّم أَنه فَرْخ الكَرَوَانِ والقَطَا والقَلُوص الصغيرةُ حَتَّى تَسْتَرْئِل ويصاحِبُها حَتَّى تَشِبُّ وَالْجمع القِلاَص والقُلُص كَمَا يُقَال من الْإِبِل والنَّعام قَالَ الشماخ من كلمة لَهُ
(وَقد أَنْعَلَتْهَا الشمسُ نَعْلاً كَأَنَّهَا ... قَلوصُ حُبَارَى رِيشُهَا قد تَمَوَّرَا)
وَرُبمَا سُمِّيَت الحُبَارَى عَنْزاً وَقَالَ غضطَّت الحُبَارى تَغِطُّ غَطيطاً صَوَّتَت وَقد تقدَّم فِي الفَهْد والنَّمِر السيرافي الجَنْبَر الجِنِبَّار فرخُ الحُبَارى وَقد مثل بهما سِيبَوَيْهٍ (المُكَّاء) طائِرٌ دقيقٌ أبيضُ طويلُ الرجلَيْن والعُنُق وساقاه بَيْضاوانِ كَبَيَاضِ جسدِه صغِير المِنْقَارِ قَصِير الزِّمِكِّي يكون فِي كل زمانٍ وَله صَفِير حَسَنٌ وتَصعيد فِي الجَوِّ وهُبُوط وَهُوَ فِي ذَلِك يُصَفِّر وَالْأُنْثَى مُكَّاءةٌ والجميع مَكَاكِيٌّ وَيُقَال غَرَّدَ المُكَاءُ وصَدَحَ وغَنَّى وصاحَ وصَوَّت والتَّطْرِيب أرفعُ صوتُه وأطوله نَفَساً وتَرْجِيعاً وَهُوَ التَّغْرِيد والنَّعْب والصَّدْح والصِّياح والتَّصْوِيت والصَّوْت قَالَ وَقَالَ أَبُو سلم الْأَعرَابِي المُكَّاء يُقَوْقِي قَوْقَاةً ويَصيءِ صَيئِيًّا ويُنْقِض صَاحب الْعين (الهُدْهُد) أبيضُ اللونِ بِبَيَاض وحُمْرة وسوادٍ لَهُ عُرْف طَوِيلٌ على رَأسه وصوتُه الهَدْهَدَة وَرُبمَا قيل لَهُ هُدَاهِدٌ قَالَ الرَّاعِي
(كَهُدَاهِدٍ كَسَرَ الرُّمَاة جَنَاحَهُ ... يَدْعُو بِقَارِعَةِ الطَّرِيق هَدِيلاً)
وَذكروا أَنه غير الهُدْهُدُ فِي صَوته هَدْهَدَة وَيُقَال إِن الهَدِيل الذّكر من جِنْسِهِ فَكَأَنَّهُ يدعُوه يُقال هَذَا حمامُ الوَحْشِ يَهْدِلُ هَدِيلاً صَاحب الْعين الهُدْهُد يُكْنَى أَبَا الرَّبِيع (المُؤْدَنَة) طَائِرة من الدُّخَّل كُدَيْرَاءُ صَغِيرة بِصِغَر القُنْبَرة صغِيرة الزِّمِكِّي قَصِيرة العُنُق والرجْلَيْنِ على حَدِّ الحُمْرة وَيكون منهنَّ دَهْسَاءُ يَكُنَّ فِي القَلَع والشجَر وَالْجمع المآدِن (الكَحْلاَءُ) طائِرة من الدُّخَّل دَهْمَاءُ كَحْلاَء العَيْنَيْن تعرفها بتكْحِيلَها وَهِي بِعِظَم المُؤْدَنة والدُّخَّل كُله على حِذَاء واحدٍ قَصِيرة العُنُق والزِّمِكَّى (الرُّضَيِّم) طائِرة من الدُّخَّل كَدْرَاء اللونِ لَيْسَ بَينهمَا شيءٌ إِذا كَانَت رُضَمَات لِأَنَّهَا تَرْضُمُ بِالْأَرْضِ رُضُماً وَلَا تكَاد تَطِيرُ أَي تَلْزَق بهَا لُزُوقاً (الصَّقْعَاء) دُخَّلَة كَدْرَاء اللونِ بِصُفْرَةٍ ورأسها أَصْفَرُ قَصِيرة الزِّمِكَّى والعُنُق (الشَّوَّالة) دُخَّلة كَدْرَاءُ إِذا وَقَفَتْ على شَجَرَة أَو حَجر خطَرت بِزِمِكَّاها خَطَرَان الفَحْلِ وسُمِّيَت شَوَّالة لِأَنَّهَا تَشُول بِذَنَبِهَا وَفِي بَطْنِهَا وسَفِلَتِها شَيْء من حُمْرة واللُّبَيْد طَائِر مثلُ مُلاَعِب ظله فِي العِظَم إِذا أَسَفَّ إِلَى الأَرْض لَبَد لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَطِيرُ طَائِر مثلُ مُلاَعِب ظله فِي العِظَم إِذا أَسَفَّ إِلَى الأَرْض لَبَد لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَطِيرُ إِلَّا أَن يُطَار (السُّمَانَى) طَائِر طويلُ العُنُق وَالرّجلَيْنِ أرقَشُ كَأَنَّهُ المُرَعَة فِي العِظَم والطُّولِ هِجَاءُ المُرَعَة أَي شَكْلُهَا وقدرُهَا وَيُقَال فلَان على هجَاء فلَان أَي على قَدْرِهِ فِي الطُّول والعِظَم والواحدة سُمَانَاةٌ وَالْجمع السُّمَانَى والسُّمَانَيَات وَهِي السَّمَامَةِ والسَّمَام وَقيل السَّمَامَة طَائِر خَفِيف الطَّيَرَانِ وَلذَلِك شَبَّه النابِغَةُ إِبِلاً سِراعاً تُرِيدُ عَرَفَةَ بهَا فَقَالَ فِي ذَلِك
(سَمَاماً تُبَارِي الرِّيحَ خُوْصاً عُيُونُهَا ... يَزُرْنَ أَلاَلاً سَيْرُهُنَّ التَّدافُع)
(جُمَيْل حُرٍّ) طائِر من الدُّخَّل أكدَرُ نحوٌ من الشُّقَيْقَة فِي الصِّغَر أعظمُ رَأْسا من الشُّقَيْقَة بِكَثِير وَالْجمع جُمَيْلات حُرٍّ وَقد قدَّمت تَعْلِيل الجُمَيل الْمُفْرد الَّذِي هُوَ البُلْبُل (الضُّوَعَة) صَغِيرة ولونُها إِلَى الصُّفْرة عالَيَة(2/343)
رقُشة وباطِنُها صُفْرة وزُرْقة قَصِيرة العُنُق والزِّمِكَّى أصغرُ من العُصْفُور إِلَيْهَا الصغارة واللُّؤْم يَقُول إِلَيْهَا انتَهَيَا وَإِنَّمَا سُمِّيَت ضُوَعَةً من قِبَل صُوَيت فِي وجْه الصبْح وَقيل الضُّوَعَة سَوْدَاء كَسَواد الغُرَاب وَهِي أكبر من الضُّخْرَة قَلِيلا حَمْرَاء الخَوافِق والضُّوَع طائِرُ أسودُ مثلُ الغُرَاب أصغَرُ مِنْهُ غير أَنه أحمَر الجَنَاحَيْنِ وَرْدِيُّهما وَقيل هُوَ من العَصَافِير والعَصَافِير مَا صَغُرَ من الطير فَكَانَ دون الدُّخَّل والحُمَّر والعُصْفور يجمعان الدُّخَّل وَمَا دُونَهما وَقيل الضُّوَع طائِر أبغَثُ مثل الدَّجَاجَة وَهُوَ طَيِّب اللَّحْم وَقد اختلفُوا فِي الضُّوَع فَقَالَ بَعضهم إِنَّه من غير الطَّيْر ابْن دُرَيْد وَالْجمع أضْواعٌ وضِيْعَان أَبُو حَاتِم الضِّوَع لُغَة فِي الضُّوع والصُّفْعُف هُوَ العُصْفُور فِي بعض اللُّغَات حَكَاهُ ابْن دُرَيْد أَبُو حَاتِم (الرَّغاء) طَائِر من الدُّخَّل أكدَرُ اللونِ بِعِظَم رأسِ الدُّخَّل قَدُّها كقَدِ سَائِرِهِ أصغَرُ من المُؤْدَنَة وصوتُه رُغَاء وَهُوَ بِصِغَر الشَّقَيِّقَة وَالْجمع الرَّغَّاآت (الدُّرَّاج) لَا يكونُ بأرضِهم وَهُوَ طير أرْقَطُ بسَواد وبياضٍ قصيرُ المِنْقَار مُقْتَدِر الرجْل والعُنُق وَالْأُنْثَى دُرَّاجة وَهِي الدُّرَجَة مِثَال رُطَبَة سِيبَوَيْهٍ وَهِي الدُّرَّجة وَهِي فُعَّلة من أوَّل وَهْلة لَيْسَ أصلُه الحركةَ وَيُقَال لَهَا أَيْضا قَوْقَلَة وَالذكر قَوْقَلٌ وحَيْقُطَانٌ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الحَيْقَطَانُ والضمُّ أَعلَى والحَيْقُطُ الدُّرَّاج وَقَالَ مرّة هُوَ ضَرْب من الطَّيْر وَلَيْسَ بنَبْت أَبُو حَاتِم (الخَرَّارة) طائرٌ لَيْسَ من الدُّخَّل أرْقَشُ برقْشَة من بَياض أَو حُمْرة غَالِبَة وَهِي أعظَم من الصُّرَد وأغلَظُ لَا يَكاد يأكُل الرجل مِنْهَا اثنَتَيْنِ مقتَدِرة العُنُق قَصِيرة الزَّمِكَّى وَالرّجلَيْنِ والجميع الخَرَّار (الفَقاقة) طائِرةٌ من العصافير بُقَيْعَاءُ وَلَيْسَت من الدخَّل ولونُها أبقَعُ نِصْفَانِ نصف أبيضُ ونِصْف يَضْرِ إِلَى السَّواد والدُّهْمَة قَصِيرة الرجلَيْن والعُنُقِ وكلّ شَيْء مِنْهَا وَهِي أصغَرُ من النُّقَّاز وَالْجمع الفَقَاق مخفَّف (العَنْقَاء المُغْرِبة) داهيَةٌ وَلَيْسَت من الطير علِمْناها يُقَال ضرَبَتْ عَلَيْهِ العَنْقَاء المُغْرِب كلمةٌ لَا أصلَ لَهَا يُقَال إِنَّهَا طائِرٌ عَظِيمٌ لَا يُرَى إِلَّا فِي الدُّهُور ثمَّ كَثُر ذَلِك حَتَّى سَمَّوْا الداهية عَنْقَاءُ مُغْرب وَيُقَال عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ قَالَ أَبُو عَليّ عَنْقَاء مُغْرِبٌ وصْف فَأَما الإضافةُ فعلى نَحْو صَلاَةِ الأُولَى وبابِ الحَدِيد ومسج الْجَامِع كَأَنَّهُ عَنْقَاء أَمرٍ مغربٍ أَو خبر مُغْرِبٍ أَبُو حَاتِم (الرَّخَمة) وَالْجمع رَخَم ورُخْم طائِرَةٌ ضَخْمَة بَيْضَاء تَأْكُل الجِيَف وَلَا تَصْطَاد وَيُقَال لَهَا الأَنُوق يُقَال فِي مثَل للعَرَب أَبَعَدُ من بيض الأَنُوق وَرُبمَا خَالَطَ لونَها الاخْتَمَاسُ يَعْنِي النُّقَط الصغار لَا تُرَى والرَّخَمَة بِعِظَم العُقَاب وتُسَمَّى أم جِعْران وأمَّ رِسَالةَ وأمَّ قَيْس وحَفْصَة وأمَّ عَجِيبة والذكَر مِنْهَا العُدْمُل والفِراخ النَّقانِق وَلَا تَبِيت إِلَّا فِي أرفع موضِع تقْدِر عَلَيْهِ وَيُقَال قَعَدَت الرخمَةُ وجلسَت وَلَا أعلم ذَلِك يُقَال فِي غَيرهَا من الطيرِ ابْن دُرَيْد جَثَمَت الرَّخَمَةُ كَذَلِك الْفَارِسِي المَجَاثِمُ مَعْمُوم بهَا جميعُ مواقِع الطير وَقد تقدَّم أَبُو حَاتِم وَلَا يُرَى بَيْض الأَنُوق إِلَّا فِي شِيْق جَبل أَو رأسِ عِضَاهَة لَا يُقْدِر عَلَيْهِ (الحِدَأة) وَالْجمع الحِدأ طائِر لَا يَصِيد إِنَّمَا لَهَا الجِيَف والأسْآر وَهِي سَوْدَاء ودَخْنَاء ورَمْداء قَالَ العجاج
(كَمَا تَدَانَى الحَدأُ الأُوِيُّ ... )
أَي الَّتِي يَأوِي بعضُها إِلَى بعض ويَتَدَانَى (البُومَة) طائِر يكون فِي الجِبَال أبغَثُ أكدَرُ بعِظَم الدَّجَاجة يَطِير ويَصِيح بِاللَّيْلِ وَهُوَ شَبِيه بالباشِق وَجَمعهَا البُوْم والنُّهام البُوْم وَجمعه نُهُم (البُوْهة) والبُوْه طائِر مثلُ البُومة وَيُقَال هُوَ ذكرهَا قَالَ رؤبة
(كالبُوْه تَحت الظُّلَّة المَرْشُوش ... )
قَالَ وَإِنَّمَا يُفْعل ذَلِك بالصَّقْر إِذا كُرِّز فشبِّه البُوْ فِي كِبَرِه بِهِ وَأنْشد
(آيا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُه أحْسَبَا)(2/344)
عَقِيقَته شَعَره الَّذِي يُولَد بِهِ ورِيشُه وغيرُ ذَلِك والأحْسَب لونٌ إِلَى الحُمْر (الهاَمَة) طائرة كَدْرَاءُ غَبْرَاءُ مِثْلُ لون البُوم بِعِظَم البُومَة قَالَ والهامَة العَظِيمة الرَّأْس وَهِي زَرْقَاء تَنْظُر من كلِّ مَكَان أَيْنَمَا دُرْتَ أدارتْ رَأسهَا قِبَلكَ وَلَا تُقْبِل بصَدْرِها والجميع الهامات والهامُ وَلَا تَطِير البُومة وَلَا الهامةُ بالنَّهار وَلَكِن يكونانِ فِي الغِيْران ظاهرَتَيْن ويُتَطَيَّر بالهامَة ويَتَنَكَّدُ بهَا وَقوم لَا يَتَطَيَّرون بهَا وَلَا يَتَنَكَّدُون فَلَا تَضُرُّهم بِإِذن الله تَعَالَى وقومٌ كثير يَتَيَّمَنُون بهَا وَقَالُوا لَا تُرَى إِلَّا بِاللَّيْلِ فِي رُؤُوس الجِبال وَقَالَ بعض أهل الجاهليَّة كَانُوا يَقُولُون إِنَّهَا هامُ النَّاس إِذا مَاتَ الإنسانُ خَرَجَت من رَأسه هامَةٌ وَذَلِكَ باطِل قَالَ أَبُو خيرة تَصِيحُ عِنْدَ القُبُور وَخَالفهُ أَبُو الدُّقَيْش قَالَ ذُو الرمَّة
(يَا أيُّها ذَيَّا الصَّدَى الضَّبُوحُ ... أما تَزَال أبَداً تَصِيح)
وَقَالَ بَعضهم البُومَة بِضِخَم العُقَاب والهَامَة طائِرةٌ صَغِيرةٌ قَالَ ابْن حَازِم السُّلَمِي وقُتِل لَهُ ابْن بهرَاةَ
(فَإِن تَكُ هامةٌ بهرَاة تَزْفُو ... فقد أزقَيْتَ بالمَرْوَيْنِ هامَا)
وَهَذَا فِي مَذْهَب من قَالَ يَخْرُجُ من هَامَتِهِ طائِر يَصِيح عِنْدَ قَبْرِهِ صَاحب الْعين النُّهَام طَائِر شِبْه الْهَام وَقد تقدَّم أَنه البُوم وَقَالَ ناهَتِ الهامةُ نَوْهَاً رَفَعَتْ رأسَها ثمَّ صَرَخَت (الثَّبَج) من الهامِ يَصِيح الليلَ أجمعَ كَأَنَّهُ يَئِنُّ وَالْجمع الثِّبْجَان (الخَبَل) طائِر يَصِيح الليلَ أجمَعَ صَوْتاً وَاحِدًا يَحْكِي ماتَتْ خَبَلْ مَاتَت خَبَل وَهُوَ ثَبَج أَيْضا (السُّلاَّءة) طائِر فِيهِ رُشْمَة طويلُ الرجلَيْن والعُنُق والمِنْقَار والجميع السُّلاَّء وأصل السُّلاَّءة الشوكةُ من شَوْك النَّخْل وَقد قدَّمت تفسيرَ بَيت عَلقمة سُلاَّءَة كَعَصَا النَّهْدِي عِنْدَ ذِكْر السُّلاَّءة من النِّصَال (التُّبُشِّرة) الصُّفَارِيّة
وَقَالَ غَيره هُوَ هنيَّ أَبيض الْبَطن والرقبَة يَقع على الشّجر ويُصْطاد بالضِّلَع يَعْنِي الفَخْ قَالَ الشَّاعِر
(حِجَازِيَّة لم تَدْرِ مَا طَعْمٌ فُرْفُرٍ ... وَلم يَأِْ يَوْمًا أهْلُها بالتُّبُشِّر)
الفُرْفُر النُّقَّاز وَقد يُقَال الفُرْفُور وَهُوَ الصِّرُّ وَقَالَ بَعضهم الفِرْفِر وَلَا أَثِق بفصاحته فَأَما فُرْفُر وفُرْفُور فَمثل زُرْزُر وزُرْزُور (السُّمْنَة) طَائِر أغبرُ لَهُ ذَنَب طويلٌ أكحلُ الْعَينَيْنِ أصفَرُ المِنْقَار يدخُل فِي الشَّجَرة والجميع السَّمَّان والسُّمْنان وَقيل هِيَ الطويلةُ الذَنَب رُقَيْطَاء دُبَيْساءُ مثل التُّبُشِّرة عَليّ لَيْسَ السُّمَّان وَلَا السُّمْنان جمع سُمْنَة إِنَّمَا هما دالاَّن على الْجَمِيع (القُنْبُرة) وَيُقَال القُبَّرة وتُخَفَّف الْبَاء أَيْضا قَالَ الشَّاعِر
(جَاءَ الشِّتَاءُ واجْثَأْلَّ القُبَّر ... )
وَهِي طائرة من العَصَافير غَبْرَاء بِعظَم النُّقَّاز على رَأسهَا قُنْبُرة والقُبَّرة تطيرُ فِي السَّمَاء وتَصْفِر قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهِي القُنْبَراء أَبُو حَاتِم يُقَال لذكره ذَفِيف الذَّال مُعْجمَة ابْن دُرَيْد العُلْعُل والعَلْعَال طَائِر يُقَال لَهُ القُنْبَر أَبُو حَاتِم (الكُعَيت) البُلْبُل والجميع الكِعْتَان وصوْتُ البُلْبُل العَنْدَلة وَقد عَنْدَل وَأهل الْمَدِينَة يُسَمُّونه النُّغَر وَأنْشد الْأَصْمَعِي(2/345)
(تَسَاقُطَ الكِعْتَانِ فِي حَبِّ الأَثَبْ ... )
خَفَّفَ همزَة الأثْأب وَهُوَ شَجَر يُشْبه الأَثْل (مُسْتَعِير الحُسْن) طائرٌ أَحْمَر كَأَنَّهُ الدمُ أسودُ الرأسِ إِلَى مَا بَين جَنَاحَيْهِ وَفِي الحَوْصَلَة خَيْطٌ أسودُ إِلَى مَا بَين رِجْلَيْهِ (عَيَّر السَّراة) طَائِر كهَيْئة الحَمَامَة قصير الرجْلين مُسَرْوُلُهما أصفَرُهما أصْفَرِ المِنْقَارِ أكْحَلُ الْعَينَيْنِ صافِي اللونِ يَضْرِب لونُه إِلَى الخُضْرَة أصفَرُ الْبَطن وَمَا تَحت جناحيه وباطن ذَنبه كَأَنَّهُ بُرْدُوَشي ويجمَع عُيُور السَّراة وَيُقَال لَهَا أَيْضا الرَّهْطَى وجِماعُه الرَّهَاطَى يَأْكُل الواحدُ مِنْهَا ثلثَمائة تِينة حِين تَطْلُع من الورقةِ صِغاراً وتأكل زَمَعَ عَنَاقِيد العِنَب والسَّراة موضِعٌ بِنَاحِيَة الطَّائِف وَهِي سَرَوَاتٌ عِدَّة (القَوَارِي) واحدتها قَارِيَة وَهِي الخُضَيْراء الَّتِي تدخُل حِجَرة الجِرْذان ويسمُّون القارِبَة السَّوْدَاء الضُّجْرة وَهِي عَرْمَاءُ والعَرَم بَيَاض بِبَطْنِهَا والجميع الضُّجَر أَبُو عبيد القارِيَة طيْر خُضْر تحبُّها الْأَعْرَاب بشبِّهون الرجل السَخِيَّ بهَا وَقَالَ مرّة هُوَ هَذَا الطَّائِر القَصِير الرِّجْل الطَّوِيلُ المِنْقَار الأخضَرُ الظهرِ صَاحب الْعين وَهِي الخُضَارِيُّ أَبُو حَاتِم (الغُرْنَيْق) من طَيْرِ المَاء طَيرٌ أخضَرُ طويلُ المِنْقَارِ وَالْجمع الغَرَانِيق وَهِي الَّتِي ترَاهَا تَطِير جمَاعَة وَيُقَال الغَرْنُوق وَهُوَ الكُرْكِيُّ زَعَمُوا وَأنْشد الأصمعيُّ
(يَظَلُّ تُغَنِّيه الغَرَانِيقُ فوْقَهُ ... أبَاهٌ وغِيلٌ فَوْقَهُ مَتَآصِرُ)
قَالَ ابْن جني يُقَال غُرْنَيْق وغِرْنِيق وغُرْنُوق وغُرَانِق وغَرَوْنَقٌ قَالَ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ الغُرْنَيْق من بَنَات الْأَرْبَعَة وَذهب إِلَى أَن النُّون فِيهِ أصلٌ لَا زائدةٌ فَسَأَلت أَبَا عليٍّ عَن ذَلِك فَقلت لَهُ مِنْ أيْنَ لَهُ ذَلِك وَلَا نَظِير لَهُ من أصُول بَنَاتِ الْأَرْبَعَة يُقابِلها وَمَا أنكرْتَ أَن تكونَ زَائِدَة لما لم تجِد لَهَا أصلا يُقابلها كَمَا قلينا فِي خُنْثَعَبة وكنَهْبَل وعُنْصُل وعُنْظُب وَنَحْو ذَلِك فَلم يزِد فِي الْجَواب على أنْ قَالَ إِنَّه قد أُلحِق بِهِ العُلَّيق والالِحاق لَا يوُجَد إِلَّا بالأًصول وَهَذِه دَعْوى عَارِيَة من الدَّلِيل وَذَلِكَ أَن العُلَّيقِ وزْنه فُعَّيْل وعينه مُضَاعَفة وتَضعِيف الْعين لَا يُوجَد للألحاق أَلا تَرَى إِلَى قِلَّف وإمَّعة وسِكِير وكُلاَّب لَيْسَ شَيْء من ذَلِك بمُلْحَق لِأَن الْإِلْحَاق لَا يكونُ من لفظ الْعين والعِلَّة فِي ذَلِك أَن أصل تضِعيف الْعين إِنَّمَا هُوَ لتكْثِير الفِعْل نَحْو قَطَّع وكَسَّر فَهُوَ فِي الفِعْل مُفِيد للمعنَى وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كثير من الْأَسْمَاء نَحْو سِكِّير وخمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أَي يُكْثر ذَلِك مِنْهُ وَفِيه فَلَمَّا كَانَ أصلُ تضعِيف الْعين إِنَّمَا هُوَ للفِعْل ودلالتِه على التكثير لم يكن أَن يُجْعل للإلحاق وَذَلِكَ أَن العِنَاية بمُفِيد الْمَعْنى عِنْد الْعَرَب أقْوَى من العِنَاية بالمُلْحَق أَلا ترى أَنهم قَالُوا قَطَّعَ تقطيعاً وكسَّر تكسيراً فجاؤُوا بمصدَره مخالِفاً للفَعْللَة فَلم يَقُولُوا كَسَّرته كَسَّرة كَمَا قَالُوا دَحْرَجَتُه دَحْرَجَة فدلَّ انصِرافُهم عَن سُنَّة الْإِلْحَاق وَأَن يقُولوا فِيهِ كَسَّرة وقَطَّعة كَمَا قَالُوا فِي الملحق الجَهْوَرَة والبَيْطَرة والحَوْقَلة فجاؤا بِهِ على وزن الدّحْرَجَة والهَمْلَجَة على أَن عِنَايَتَهُم بِالْمَعْنَى اكَدُ من عِنَايتهم بِاللَّفْظِ وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك وَكَانَ التَّضعِيف إِنَّمَا أصلُه للمَعْنَى فيَمْتَنِع أَن يكون تضعِيفها للإلْحاق لانْصِراف العَرَب بِتَضْعِيف الْعين عَن الإلْحاق إِلَى الْمَعْنى إِذْ كَانَ الْإِلْحَاق صَناعةً لفظِيَّة لَا معنويَّة فَهَذَا كُله يَمْنَع أَن يكونَ العُلَّيق مُلْحَقاً تغُرْنَيْق وَإِذا حصل ذَلِك احتاجَ كونُ النونِ أصلا إِلَى دَلِيل وَإِلَّا كَانَت زَائِدَة على مَا تقدم قَالَ وَالْقَوْل عِنْدِي أَن هذِه النُّونَ قد ثبتَتْ فِي هَذِه اللَّفْظَة أنَّى تَصرَّفت ثَباتَ بقيَّةِ أصُول الْكَلِمَة الْفَارِسِي قَالَ أَبُو بكر ويُسَمَّى الكُرْكِيُّ الرَّهْو قَالَ الْفَارِسِي مرّة هُوَ بالعَرَبِيَّة وَهُوَ بالفارِسِيَّة كُرْكِيُّ والخَبَرْجَلُ الكُرْكِيُّ (القَوْلَع) طائرٌ أحمرُ الرجلَيْن كَأَن ريشه شَيْب مصبُوغ وَمِنْهَا مَا يكونُ أسودَ الرأسِ(2/346)
وسائرُ خَلْقه أغْبَرُ وَهُوَ يُوَطْوِطُ (المُدَبَّج) طائرٌ يشبه القُمْرِيُّ إِلَّا أَنه أكبرُ مِنْهُ (اليَحْمُوم) طائِر يُشبِه الدُّبْسِيُّ إِلَّا أَنه أصغَرُ مِنْهُ أسودُ البطنِ إِلَى طَرَف الذُّنَابَى أسودُ الرأسِ والعنُقِ والصدرِ وظهره أعْرَمُ كَهَيئَةِ المُوْشِيِّ أصفَرُ المِنْقَار والرِّجْلَيْنِ (الخُضَيْرَاء) طائِر أَحْمَر مُظْلم يَتَّبع الحِجَارَة وَمَا أشرَف من الأَرْض (الصُّعْصُع) طير أبرشُ قَلِق المَواضِع يأخُذ الجَنَادِب ويَصِيده القَخُّ (البَلَنْصَى) طائرٌ أغبَرُ طويلُ الذَّنَب قَصِير المِنْقَار وَالرّجلَيْنِ كثيرُ الصِّياح طَيَّب الصوْت وجِمَاعه البَلْصُوص إِلَى غير الْقيَاس وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة بعكس هَذَا فِي الْوَاحِد والجميع وكلا الْقَوْلَيْنِ لَيْسَ بحقيقةٍ إِنَّمَا البَلَصوص اسمٌ لجمع البَلَنْصَى على قَول أبي حَاتِم والبَلَنْصَى اسْم جمع البَلَصُوص على قَول ابْن قُتَيْبَة لِأَن فَعْلُولاً وفَعَنْلَى ليسَا من أبنية الجُمُوع وَقَالَ يَجْتَمِع مِنْهُ العشرةُ والخمسة عَشَر يَصْحِن فِي أوكار الْوَاحِدَة كَأَنَّهُ يَقَعَ بينَهُنَّ واحدٌ غَرِيب (الفَتَّاح) طائِر أسْودُ يُكثِر تحريكَ ذَنبه أبيضُ أصلِ الذنَبِ من تَحْتَهُ وَمِنْهَا أحمَرُ ويُسَمَّى ابْن عَجْلانَ والفُتَاحة طُوَيْئِرة حمراءُ مُمَشَّقة بحُمْرة (الشِّرْشِر) طُوَيْئِر صَغِير يُشْبِه لَونه لونَ البُرُود ينقُر الدودَ ويأخُذُه الفَخُّ وَأهل المَدِينة يُسَمَّونه الشُّرَيْشِر والشُّرَيْشِير وَقَالَ الْأَصْمَعِي نظر ابْن أبِي الزِّناد إِلَى يُوسفَ القَاضِي فَقَالَ مَنْ هَذَا الَّذِي كَأَنَّهُ شُرَيْشِير يَتَقَوَّس على حِبَالِه أَبُو عبيد الشُّرْشُور طائِر صَغِير مثلُ العُصْفُور بلُغة أهل الحِجَاز ويُسَمِّيه الأَعرابُ البِرْقِش صَاحب الْعين وَأَبُو بَرَاقِشَ طائِر شَبيه بالقُنْفُذ أعلَى ريشه أَغْبَرُ وأوسَطُه أحمَرُ وأسفَلُه أسودُ فَإِذا انْتَغَشَ تغيَّر لونُه ألواناً شَتَّى أَبُو حَاتِم (أبُو صُبَيْرَة) وَهُوَ أَبُو صُبْرَةَ طائِرُ أَحْمَر البطنِ أسودُ الرأسِ والجَنَاحَيْنِ والذَّنَب وسائِرُه أحمرُ بلون الصَّبر وَيجمع الصَّبَرات والصُّبَيرات (زُغَيٍم) طُوَيْئرِ أحمرُ الحَلْق وسائرِ أغْبَرُ (المُصَعة) طائِر يَمْصَع بذنَبه أخَضَرُ يأخُذه الفخ (أَبُو دُخْنَة) طائِرٌ يُشْبِه لونَ القُنْبُرة (السَّلْوَى) طائِر يَضْرِب إِلَى الحُمْرة دقيقُ الرِّجلين يتَدخَّل فِي الشَّجر (التُّمير) وَهُوَ أَبُو تَمْرة وَأَظنهُ التُّمَّرة أصغَر مَا يكون من الطير يَجْرُس الزَهْرَ والشَّجَرَ كَمَا تَجْرُس النحلُ والدَّبْر والتُّمَّرَة هُوَ النُّسَك بالفَارِسِيَّة وَأنْشد
(واحتَملَ اليُتْمَ فُريخُ التُّمَّرة ... )
(القَرَّاع كَأَنَّهُ قاَرِيَة لَهُ مِنْقَار غَلِيظ أعْقَفُ أصفَر الرجلَيْن يأتِي العُود اليابِسَ فَلَا يَزَال يَقْرَعه قَرْعاً يُسْمَع صوتُه ونُسَمِّيه النَّقَّار كَأَنَّهُ يَقْطَع مَا يَبِسَ من عِيدان العُرُوق بِمِنْقَاره فيدخُل فِيهِ وَالْجمع القَرَّاعات (القُمْعُل) طُوَيْئِر أسودُ قَصِيرُ الرقَبة والمِنْقَار (الهُدْبة) طُوَيْئِرُ أغبَرُ أصغَرُ من الهامَة يُشْبِهها والخَبَل يُشْبِهه إِلَّا أَنه أصغَرُ مِنْهُ (الخُفدُود) الخُطَّاف وَهُوَ طَائِر أسودُ صَغِير وَلَيْسَ من العَصَافير ابْن دُرَيْد وَهُوَ الخُفْدُد (المُشَرة) طائِر مُدَبَّج كَأَنَّهُ ثوبُ وَشيٍ صغيرٌ (الإوَزُّ) واحدتُه إوَزَّة وَيجمع على إوَزِّينَ الْفَارِسِي الإوَزُّ أكثَرُ وَأنْشد
(كأنَّ قَزّاً تَحْتَها وَخَزّاً ... وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إوَزَّا)
والإوزُّ والبَطُّ عِنْده سَوَاء ابْن دُرَيْد البَطُّ من الطير أعجِمِيُّ معرَّب وصغاره وكباره عِند العَرب إوَزُّ والحَذَف ضَرْب من البَطِّ صغَار وَقد تقدَّم أَنه صِغَار الغَنَم أَبُو حَاتِم (اللَّوَّاء) وَالْجمع اللَّوَّاآت طَائِرٌ طَويلُ العُنُق يَلْوِي بِرَأْسِهِ طويلُ الرجلَيْن أدهَسُ اللَّوْن مَهْزُولٌ طَوِيل كَأَنَّهُ من بَنات المَاء وَهُوَ فِي العِظَم نحوُ الصُّرَد والصُّرد أثْأد مِنْهُ وأكْبَرُ يَعْنِي بالأَثأد الأَسْمَنُ (النَّهْقَة) هُنَيَّة طويلةُ الرجْلين غَبْرَاءُ طويلةُ الرَّقَبَة والمِنْقَار (العَيْن) طَائِر أصفَرُ البطنِ أخْضَرُ الظهرِ بِعِظَم القُمْرِيَّ (الخُرَّق) الْوَاحِدَة خُرَّقة جِنْس من العَصَافِير وَهُوَ الفَرْق وَالْجمع الفُرُوق ويَجْتِمِعْنَ فِي الزَّرْع يأكُلْنه وَهُوَ جِنْس من الصَّعْو (الرَّهْو) طير يُشْبِه الكُرْكِيَّ وَقد تقدَّم أَن الرَّهْو الكُرْكِيُّ (السُّبَد) طائِرُ دون الصَّقْر يَطِير بِاللَّيْلِ يَنْفُخ ثمَّ يَقَع قَرِيبا سَرِيعُ الامْتِلال أَبُو عبيد هُوَ طَائِر لَيِّن الرِّيش إِذا قَطَر على ظَهْره قَطرتانِ من مَاء جَرَى وَالْجمع سِبْدانٌ أَبُو حَاتِم (الرَّهْدَان) والرَّهْدَل طائِر فِي خِلْقَة(2/347)
القُنْبُرَة أعظَمُ مِنْهَا وأضْخَمُ رَأْسا وَقد قيل الرُّهْدُون ويسمَّى أهل الجَزيرة الرَّهادِنَ عَصَافِيرَ التَّلِّ وَهِي سِمَان يُمَلَّح مِنْهَا كثيرٌ فَيَبْقَى وَقيل الرَّهْدَنَة الخُرَّقة وَقد حَكَى الرَّهَدل بِفَتْح الْهَاء وَالدَّال وَلَا أحُقُّه وَقد حَكَاهَا غَيره (الخُفَّاش) لَهُ وجْه كالِحٌ وعينان خَبِيثَتَانِ وأنْيَاب وأضْرَاس حِدَاد وجَنَاحاه جِلْدتان يَخْفِقان على وَسَطِه شيءٌ من رِيش ابْن دُرَيْد هُوَ الخُفَّاش والخُشَّاف أَبُو حَاتِم وَهُوَ الوَطْوَاط وَالْأُنْثَى من الخَفَافِيش تَحْبَل وتَلِد وتُرْضِع والخُفَّاش الصَّغِير والوَطْوَاط العظيمُ وَرَأسه مثْلُ رَأس الفارة وأُذُناه أطولُ من أُذُنّي الْفَأْرَة وَبَين جَنَاحَيْهِ فِي ظَهره مِثْل الكِيس يحمل فِيهِ من التَّمر شَيْئا كثيرا وأُشْقِي النخلُ بِهِ الْأَصْمَعِي السَّحَاة والسَّحَا والسِّحَاء إِذا كسِر مُدَّ وَإِذا فُتِحَ قُصِر الخُفَّاش أَبُو حَاتِم الخُفْدُد الخُفَّاش وَقد تقدم أَن الخُفْدُد الحُطَّاف أَبُو حَاتِم والطُّمْروق الخُفَّاش (الصُّدَف) قَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ لي طائِفِيُّ الصُّدَف طائِر عندنَا وَهُوَ من السِّباع قَالَ ابْن دُرَيْد (اللُّوَيْحِق) طائِر أغْبَرُ يصيدُ الوَبْر واليَعَاقِيبَ (العُفَد) من الطير يُشْبِه الحمَام قَالَ ابْن دُرَيْد وَالْجمع عِفْدان والنُّحام والصُّلْصُل والنُّسَّاف والنِّسَاف كُله طَائِر مَعْرُوف (الدَّجاج) مَعْرُوف سِيبَوَيْهٍ هِيَ الدَّجَاجَة والدِّجَاجَة وَجَمعهَا دَجَائِجُ أَبُو حَاتِم وَقد يُقَال للدِّيك دَجَاجَةٌ ابْن السّكيت والدِّجَاج والدَّجَاج قَالَ الْفَارِسِي قد يجوز أَن يكونَ دِجَاج جمع دَجَجة على حد قَوْلك طَلْحَة وطِلاَح وَقد يجوز أَن يكون جمعَ دِجَاجَة على حدِّ قَوْلك دِلاَص وهِجَانٌ صَاحب الْعين الدِّيك ذكَر الدَّجَاج وَالْجمع أدْيَاك ودُيُوك ودِيَكَة وأرضٌ مُدَاكَة ومَدِيكةٌ كَثِيرةُ الدِّيَكَةِ ابْن دُرَيْد الحِنْزاب الدِّيك وَقد تقدَّم أَنه ذَكَر القَطَا أَبُو حَاتِم وَيُقَال للذّكر من أوْلاد الدَّجَاج فَرُّوج وَالْأُنْثَى فَرُّوجَةٌ أَبُو عبيد دَجَاجَة مُفْرِخٌ ذاتُ فَرَارِيجُ قَالَ أَبُو حَاتِم وَأنْشد الْأَصْمَعِي قَول العُمَانِيّ
(والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجَاجِ ... )
وَقَالَ أَنا وَضَعت الدُّجَّ أَعنِي بِهِ الفَرُّوج ابْن دُرَيْد فَرُّوج واخِطٌ قد صَار فِي حَدِّ الدِّيَكَة صَاحب الْعين البَرَانِيُّ الدِّيَكَة الصِّغَار أوَّل مَا تُدْرِك واحدُها بَرْنِيُّ قَالَ والخَلاَسِيُّ من الدِّيَكَة مَا بَين الدَّجَاجَة الهِنْدِيَّة والفَارِسِيَّة أَبُو حَاتِم نَغَانِغ الدِّيك غَبَاغِبُه الْوَاحِدَة نُغْنُغَة وغَبْغَبٌ وَأنْشد
(أَحَبُّ إِلَيْنَا من فِرَاخ دَجَاجَةٍ ... صِغَارٍ وَمن ديك تَنُوس غَبَاغِبُهْ)
وَقد يُقَال غَيَب وَالْجمع أغْيِابٌ صَاحب الْعين هِيَ رَعَثَاتة وقَنازِعه وَقد قدَّمت أَن الرَّعْثَتَيْنِ زَنَمَتا الشاةِ وانها المِعْلاَقِ من الحَلْي وثُرْعُلَة الدَّيكُ وبُرَائِله الرِّيش المجتمِع على عُنُقِه وَقد عَمَّمت بالبَرَائِل فِيمَا تقدَّم من طَوَافِ الطَّيْرِ السيرافي بُرَائِل كل شَيْء عُرْفة جعله سِيبَوَيْهٍ رُبَاعِيّاً لِأَنَّهُ لَا دَليلَ على زِيَادَة الْهمزَة فِيهِ وَجعله غيرُه زائِداً الدَّلِيل حُطَائِط صَاحب الْعين وَهُوَ البُرْؤُلة وَقد بَرْأَلَ الديكُ وتَبَرْأَلَ نَفَشَ بَرَائِلَه للشر قَالَ عَليّ بَرْأَلَ وتَبَرْأَلَ وبُرْؤُلة الدِّيك دلائلُ على أَن الهمزةَ فِيهِ أصْل على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ وَكَأن بُرَائِلاً ممدُود عَن بُرْئَلٍ كَمَا أَن غُذَامِرا يُتَوَهَّمُ فِيهِ ذَلِك وَهُوَ مذهبُه أَيْضا وَلذَلِك قُلْنَا إِن نُون غُرْنَيق أصلٌ بِدَلِيل ثَباتِ نُونه فِي جَمِيع تصاريفه وَقد تقدَّم وَالَّذِي على رَأس الدِّيك غُرْفة وكَفُّه بُرْثُن وأظفارهُ مَخَالِبِه والصِّيصِيَة الشَّوْكَةُ الَّتِي فِي رِجْلِه والصَّيْصِية القَرْن أَيْضا وَيُقَال لِمِنْقار الدَّجَاجة خَطْمها وَيُقَال للدَّجاجة الَّتِي على رَأسهَا ريش مجتَمع كَأَنَّهُ منتفخ قُنْبَرة وعَلى رَأسهَا قُنْبَرة وَقد تقدَّم أَن القُنْبَرة ضرب من الطير وَيُقَال أَيْضا دَجَاجَة قُنْبَرِيَّة على رَأسهَا مثل مَا على رأسِ القُنْبَرة من الطير وَالنَّاس بالمِصْر يَقُولُونَ قُنْبَرَانِيَّة وَلَا أَعْرِف ذَلِك فِي الفَصَاحَةِ أَبُو عبيد دِيكٌ أفْرَقُ لَهُ عُرْفَانِ وَقد تقدَّم أَنه من النَّاس الَّذِي نَاصِيَتَهُ كأنَّها مَفْرُوقة وَأَنه من الْخَيل الناقِصُ إحدَى الوَرِكِيْن صَاحب الْعين القُنْزَعَة والقُنْزُعة الرِّيش المجتَمِع فِي راس الدِّيك وَإِذا اقْتَتَلَ الدِّيكانِ فَهَرَب أحدُهما قيل قَوْزَع الدِّيكُ ابْن السّكيت وَلَا تَقول قَنْزَعَ ابْن دُرَيْد قَرْنَسَ الدِّيكُ فَرَّ من دِيك آخر أَبُو عبيد(2/348)
دَجْدَجْتُ بالدَّجَاجَةِ وكَرْكَرْتُ صِحْتُ بهَا ودَجْدَجَتْ هِيَ أَبُو حَاتِم تَقول للدَّجَاجَةِ إِذا طَرَدْتَها كِرِي وللاثنتين كِرَا وللثلاث كِرْنَ وَإِذا زَجَرْتَهَا قلت لَهَا أَيْضا تِجْ تِجْ تَقْدِيره سِرْ سِرْ وَيُقَال للطائر إِذا زَحْزَحْتَهُ غير وَاحِد دَجَاجَة رَقْطَاءُ وعَرْمَاءُ فِيهَا سَوَاد وبَيَاض وَقد تقدَّم فِي الغَنَمِ صَاحب الْعين يُقَال للدَّجَاجَةِ أمَّ حَفْصَة
3 - (الحَمَام واليَمَام وَنَحْوهَا)
أَبُو حَاتِم الحَمَام جمع الْوَاحِدَة حَمَامة للذّكر وَالْأُنْثَى وَلَا يُقَال للْوَاحِد حَمَام كَمَا يَقُول أهلُ الْأَمْصَار فَأَما قَول الشَّاعِر
(حَمَاماً قَفْرَةٍ وَقَعَا فَطَاراَ ... )
أنشدنيه الْأَصْمَعِي فأَظُنُّهُ أَرَادَ قَطِيعَيْنِ وجِنْسَيْنِ كَمَا يُقال فِي أَرض فلَان نَحْلاَنٍ أَي جِنْسان من النّخل قَالَ الْفَارِسِي وَمثل ذَلِك قَوْله
(لَوْ أَنْ عُصْمَ عَمَايَتَيْن وَيَذْبُل ... سَمَعَا حَدِيثَكَ أَنْزلا الأَوْعَالاَ)
فَهُوَ على إِرَادَة القَطِيعَيْنِ والسِّرْبَيْن كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَنَّ السَّمَواتِ والأَرْضِ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقنَاهُما} {الْأَنْبِيَاء 30} على إِرَادَة العُنْصُرَيْن أَو المتَقَابِلين وَلَيْسَ قَوْله تَعَالَى {الَّذِينَ يَتَوَفَّوْن مِنْكُم وَيَذْرُون أْزْواجاً} {الْبَقَرَة 234} شَاهدا على خَلاف هَذَا القَوْل كَمَا ذهب إِلَيْهِ الفرَّاء قَالَ أَبُو حَاتِم العَرَبُ لَا تَعْرِف حَمَام الْأَمْصَار إِنَّمَا يسَمُّونها الخُضْر وَإِنَّمَا الحَمَام عِنْد الْعَرَب القَطَا والقَمَارِيُّ والدَّبَاسِيُّ والوَارِشِينُ والفَوَاخِت وساقُ حُرّ ونحوهنَّ الحَمَائم أَبُو عبيد ساقُ حُر ذَكَر القَمَارِيّ فَأَما قَول الْهُذلِيّ
(تُنَادِي سَاقَ حُرَّ وظِلْتُ أَدْعُو ... تَلِيداً لَا تُبِينُ بِهِ الكَلاَما)
فَإِن ظن أَن سَاقَ حُرّ ولدُها وَإِنَّمَا هُوَ صوتُها قَالَ ابْن جني الدَّلِيل على صِحَة قَول الْأَصْمَعِي أَنه لم يُعْرِب وَلَو أعْرَبَ لصرف ساقَ حُرّ فَقَالَ سَاقَ حُرٍّ إِن كَانَ مُضَافا أَو سَاقَ حُرّاً إِن كَانَ مركبا فتركُ إعرابَه دليلٌ على أَنه حَكَى الصوتَ بِعَيْنِه ابْن دُرَيْد القِنْطِر الدُّبْسِيّ طائِيَّة أَبُو حَاتِم واليَمَام الْوَاحِدَة يَمَامَة الحَمَام البَرِّيُّ وَقَالَ حَمَام مَكَّة أَجْمَعُ يَمَامٌ زَعَمُوا وَقَالَ الفَرْق بَين الحَمَامِ الَّذِي عِنْدِنا واليَمَام أَن أسْفَلَ ذَنَب الحمامةِ مِمَّا يَلِي ظَهْرُه إِلَى البَيَاضِ وكذل حَمَام الأمصارِ وأسْفَلَ ذَنَب اليَمامَةِ لَا بَيَاضَ بِهِ ويُقال حَمَام طُرْآنِيُّ للوَحْشِيِّ وَكَذَا أعرابيُّ طُرْآنِيُّ أظُنُّ الأصلَ فِيهِ من طَرَأَ علينا الطارِئ إِذا جَاءَ من حيثُ لَا يدرَى وَأهل الْأَمْصَار يَقُولُونَ طُوْرَانِيُّ وَهُوَ خطأ قَالَ وَقَالَ عمرُو بنُ العلاءِ حَمام مِيْساق اشتُقَّ ذَلِك من الوَسْق والوَسْق العَدْلاَنِ قَالَ الْأَصْمَعِي جَعَلَ جَنَاحِيه كالوَسْق ابْن دُرَيْد المُجُّ والبُجُّ فَرْخُ الْحمام وَكَذَلِكَ الجَوْزَلُ وعمَّ أَبُو عبيد بالجَوْزَلِ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي بَاب عامَّة فِرَاخ الطير ابْن دُرَيْد العَزْهَلُ فَرْخ الحمامِ وَقيل هُوَ الذَّكَر مِنْهَا والعاتِق من الحَمَامِ مَا لم يُسِنَّ ويَسْتِحْكِم وَقد تقدَّم فِي عامَّة فِرَاخ الطَّيْرِ أَنه فَوق الناهِض وَهُوَ فِي أَوَّلِ مَا يَتَحَسَّر من ريشه الأوَّلِ وَيْبُتُ لَهُ رِيش جُلْدِيُّ أَي شَدِيد والفَقِيع ضَرْب من الحَمَام أبْيَضَ واحدته فَقِيعَة سمي بِهِ لِبَيَاضِه والفَقَع شِدَّة البَيَاضِ وَمِنْه أبيضُ فُقَاعِيُّ أَي خالِص البَيَاضِ ابْن قُتَيْبَة السَّعْدَانَة الحَمَامَة وتُسَمَّى عِكْرِمَة وَبهَا سُمِّيَ الرجُل صَاحب الْعين حَمَامٌ جَدَلِيُّ صَغِير ثَقِيل الطَّيَرَانِ لِصِغَرِهِ أَبُو حَاتِم وأمَّا حَمام الْأَمْصَار والقُرَى فَضُرُوب كَثِيرَة وأجناسٌ مختَلِفة القَدِّ والتَّقْطِيعِ والألوان وهنَّ أَوَالِفُ للدُّور وتأْنَس بِالنسَاء(2/349)
فمنهن المسَرْوَلاَتِ الضِّخَام يَتَّخِذهُنَّ النساءُ أكثرَ ذَلِك وَلَا يُطَيِّرْنها ولِكِنَّهُنَّ مَقَاصِيصُ ومنهن الراعِبيِيَّاتِ وهنَّ أَلْوانٌ نَقْنَقَةً وبعضُهن أطولُ نَفَساً وأكثَرُ نَقْنَقَةً تَنُقُّ ثَلثَمِائة وأَرْبَعَمِائة وأَكْثَرَ وأَقَلَّ حَتَّى تَسْقُطُ ويُغْشَى عَلَيْهَا قَالَ غَيره سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ يُرَعِّب فِي هَدِيلِهِ أَي يَرْفَعُه وَقيل هِيَ منسوبةٌ إِلَى موضِع صَاحب الْعين زَجَل الحَمَامُ يَزْجُلهَا زَجْلاً أرسلها على بُعْد وَهِي حَمامُ الزَّاجِل الْفَارِسِي والزَّجَّال أَبُو حَاتِم ومنهن النَّقَّازات وهنَّ السَّماوِيَّات يَذْهِبْنَ فِي الْهَوَاء صُعُداً كأنهن يُرِدْن السَّمَاء من المواضِع الَّتِي يَرْتَفِعْنَ مِنْهَا فيرتَفِعْن فِي الحَوِّ نَهَارا طَويلا حَتَّى يَغِبْنَ عَن العُيُون ورُبَّما حَال السَّحاب دُنَهُنَّ وأَمْرَهُنَّ عَجِيب ومنهُنَّ الجَرَادِيَّات الحِسَانُ الغُرَّ يَخْرُجْنَ من بَين فَقِيع وفَقِيعة وسَوْدَاء وأَسْوَدَ فربَّما خَرَجْنَ كالآباءِ والأُمَّهَاتِ ورُبَّما خَرَجْنَ مُصَوَّرات حُسْناً لَهُنَّ غُرَر وحَبَائِكُ حُمْر وَكَمَال ومنهن المُطَوَّقات والقُنْبَرِيَّاتُ والنَّبِيذِيَّاتِ والخُلْس المُثَمَّرات والفَهْدِيَّات القِصَارُ المَنَاقِير حَتَّى رُبَّما عَجِزْنَ عَن فِرَاخِهِنَّ وَمِنْه المَرَاعِيش ومنهن الهُدَّاة الْوَاحِد الهادِي وهنَّ اللاَّتِي يُدَرَّبْنَ ويُرْفَعْنَ من مَرْحَل إِلَى مَرْحَل حَتَّى يَجِئْنَ من البُعْج من بِلاد الرّوم وعَرِيش مِصْرَ ودُون ذَلِك من مواضِع كَثِيرَة مسمَّاة وَهِي محفوظةٌ أنسابُهُنَّ وربَّما كَانَ مَا لم يعرفوها لَهُ نَسَباً يُسَاوِيهُنَّ فِي الرُّجوع من البُعْد وَلَا يكونُ ذَلِك إِلَّا بالتَّدْرِيج والتَّوْطِئَة من موضِع إِلَى موضِع وَلَيْسَ كل هادٍ يَقْوَى على الرُّجُوع من حيثُ أُرْسِل وَلَكِن على قدر احْتِمَاله للمراحل الَّتِي يُرْفَع إِلَيْهَا فَإِن مِنْهَا القَوِيَّ والضعيفَ والسريعَ والخفيفَ والبطيءَ والثقيلَ وَكلهَا لَا تَعْدَمَها الصَّرَامَةُ وذَكَاءُ الفُؤَاد والشُّهُومة وَلَا بدَّ لِكُلِّها من التوطئة والتعليم وَرُبمَا أُرْسِلَ بعضُها من البُعْد فيَحْتَبِس الأَشْهُرَ ثمَّ يَجِيء وَذَلِكَ أَنه ذهَب يَلْقُطُ فيتوَحَّش فَيبقى فِي الصحارى ثمَّ يتذكَّر فَيَحِنُّ ويرجِع والعَجَبُ لما يَرْجَع مِنْهَا مَعَ البُزاة والصُّقور والعِقْبان الَّتِي فِي الجبَال وَقد تَفَرَّس فِي الهُدَّاة مِنْهَا العلماءُ والقدَمَاء ذَوُو الفِرَاسَاتِ كَمَا تَفَرَّسُوا فِي الْخَيل وَالنَّاس والجواهِر فأدركوا كلُّهم أَو بعضُهم ذَلِك وَجَمِيع الفِرَاسة الَّتِي لَا تخطِيء فِي حمام الْأَمْصَار أَرْبَعَة أوجه فَالْوَجْه الأول التَّقْطِيعُ وَالثَّانِي المَجَسَّة وَالثَّالِث الشمائِل وَالرَّابِع الْحَرَكَة فالمحمُود من التقطيع عِنْد الْعلمَاء ذَوِي التَّجَارِب انتصابُ الخِلْقة واستِدارة الرَّأْس فِي غير عِظَمٍ وَلَا صِغَر وعظمُ القِرْطِمَتَيْنِ ونَقَاؤُهما واتساعُ المنخرين وانْهِرات الشِّدْقَيْن وسَعَةُ الجَوْفِ وحُسْن خِلْقة العينينِ وقِصَرُ المِنْقَارِ فِي غير دِقَّة واتِّساعُ الصَّدْر وامتلاءُ الجُؤْجُؤ وطُول العُنُق وإشْرَافُ المنكبَيْنِ وانْكِماش الجَنَاحَيْنِ وطُول القَوادم فِي غير إفْرَاط ولَحَاق بعض الخَوَافِي بِبَعْض فِي غير تَفْنِين وصَلاَبَةُ العَصَبِ فِي غير انْتِفَاحْ وَلَا يُبْس واجْتِماعُ الخَلْق فِي غير تَكْزِيم وعِظَمُ الفَخِذَيْنِ والساقين واقْتِدَار الْأَصَابِع وقِصَرُ الذنَب وخِفَّتُهُ فِي غير تَفْرِيق من الرِّيش وَلَا تَفْنِين وتوقُّد الحَدَقَتَيْنِ وصَفَاءُ اللَّوْن فَهَذِهِ أَعْلَام الفِرَاسة فِي التقطيع وَأما أعلامُ المَجَسَّة فَوَثَاقَة الخَلْق وشِدَّة اللَّحْمِ ومَتَانِةِ العَصَبِ وصَلاَبَةُ القَصَب ولِين الرِّيش فِي غير رِقَّة وصَلاَبَةُ المِنْقَار فِي غير دِقَّة وَأما أعلامُ الشمائِل فَصَفَاءُ البَصَر وثَبَات النَّظَرِ وشِدَّة الحَذَر وحُسْن التلفُّت وقِلَّة التخيُّل وذَكَاء الفُؤَاد وظُهُور الشُّهُومَةِ والسكُونُ عَن فعل النازع إِلَى السمو مَدَارُه لموقع الفَزَع وقِلَّةُ الرِّعْدَة عِنْد الذَّعْر وخِفَّة إِذا نَهَضَ والمُبَادَرة إِذا لَقَط وَأما أَعْلَام الحَرَكَةِ فالطيران فِي عُلُو ومَدُّ العُنُق فِي سُمُوّ وقله الِاضْطِرَاب فِي جَوِّ السَّمَاء وَضم الجناحين فِي الهَوَاء وتدافُع الرَّكْض فِي غير اخْتَلاَط وحُسْنُ الأّمِّ فِي غير دَوَرَانِ وشِدَّة المَرِّ فِي الطَّيَرَانِ فَإِذا أصبته جَامعا لهَذِهِ الصِّفَات فَهُوَ الطَّائِر الكامِل وَإِلَّا فَبَقَدْرِ مَا فِيهِ من هَذِه المَحاَسن تكون هِدَايته وفَرَاهتُه صَاحب الْعين حمامةٌ سَفْعَاءُ سوداءُ فوقَ الطَّوْقِ وأصلُ السُّفْعَة السَّواد والعَلاَطَان والعُلْطَتَانِ الرَّقْمتَانِ فِي أعْنَاق الطَّيْرِ من القَمَارِيِّ وَأنْشد
(من الوُرْقِ حَمِّاءُ العَلاَطِيْنِ بَاكَرَتْ ... عِسٍيبَ أَشَاءٍ مَطْلَعَ الشَّمْسِ أَسْحَمَا)
والعَفْد الحمامُ وَقد تقدَّم أَنه ضَرْب من الطير يُشبِه الحمامَ والعِرْنَاس والعُرْنُوس طائِر يُشْبِه الْحمام(2/350)
ابْن دُرَيْد الحَقْم ضَرْب من الطَّيْر يُشْبِه الْحمام وَقيل هُوَ الْحمام بِعَيْنِه يَمَانِيَّةٌ صَحِيحةٌ أَبُو حَاتِم حَمَامة حَبْنَاء لَا تَبِيض صَاحب الْعين الفاخِتَة ضَرْب من الحما المُطَوَّق وَقد فَخَتَت صوَّتَت
3 - (صِغار الطَّيْر)
أَبُو حَاتِم الحَمَكُ صِغَار الطَّيْرِ واحدته حَمَكَة وَقد يُقْتَاس ذَلِك لِصِغَار كلّ شَيْء صَاحب الْعين الشَّحْوَر طَائِر أسودُ فُوَيْقَ العُصفُور يُصَوِّت أصواتاً والخُرَّق ضَرْب من العَصَافِير واحدتُه خُرَّقة وَقيل الخُرَّق وَاحِد وَالْجمع خَرَارِيق والخُطَّاف العُصْفُور الأسودُ وَهِي الخَطَاطِيف والبُغَاث والبَغَات الآثمُ الطيْرِ وَمَا لَا يَصِيد واحدتها بَغَاتَةٌ الذَّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سواءٌ وَقَالَ بَعضهم من جعَل البَغَاث وَاحِدًا فجَمْعُه بِغْثَانٌ وَمن قَالَ للذّكر وَالْأُنْثَى بَغَاثَة فَجَمعه بَغَاث والبَغَاث أَيْضا طائِرٌ أبْغَثُ بَطِيءُ الطَّيَرَانِ صَغِير دُوَيْنَ الرَّحَمة وَقيل البَغَاث أولادُ الرخَم والغِرْبَان والبَغَاث أَيْضا طَيْرٌ مثلُ السَّواذِق وَلَا تَصِيد وَفِي الْمثل إِن البَغَاث بأرْضَنَا يَسْتَنْسِر يُضْرَب مثلا للّئيم يَرْتَفِع أمرُه والنُّغَر صِغَار العَصافير واحدتُه نُغْرَةٌ صَاحب الْعين طَيْفُورٌ طُوَيْئِر (الجَرَاد) أَبُو عبيد الجَرا أوَّلَ مَا يكونُ سِرْوَةٌ فَإِذا تحرَّك فَهُوَ دَباً الْوَاحِدَة دَبَأة وَهُوَ يَخْرُج أصهَبَ إِلَى البيَاض ابْن دُرَيْد وَهِي أرضٌ مَدْبُوَّة أَبُو عبيد مَدْبِيَّة ومُدْبِيَة أَبُو حَاتِم أَدْبَى بيضُ الجَرَادِ صَار دَباً وتَنَفَّس مِثْل النَّمْلِ قَالَ أَبُو حنيفَة وَقيل الجَرَاد أوَّلَ مَا يَخْرُجُ قَمصٌ الْوَاحِدَة قَمَصَة وَذَلِكَ حِين يكونُ كالعُثْ صِغَراً فَإِذا نَظَرَتْ إِلَيْهِ الشمسُ صَار كَأَنَّهُ النَّمْل سَواداً فيُسَمَّى عِنْد ذَلِك الخُبْشان الْوَاحِدَة خُبْشِيَّة ثمَّ تَسْلَخْ فَتَصِير فِيهَا جُدّة سَوْدَاء وجُدّة صَفْرَاءُ فتُسَمَّى بُرْقاناً الْوَاحِدَة بُرْقاَنَة والبُرْقَان فِيهِ سَوَاد وبياضٌ كمِثْل بُرْقَة الشَّاة وَيُقَال للبُرْقَانَة أَيْضا بَرْقَاءُ والمُعَيَّن الَّذِي يَسْلَخ فتراه أبيضَ أَبُو حنيفَة فَإِذا صارتْ فِيهِ خُطُوط سُود وصُفْر فَهُوَ المُسَيَّح وتَسْيِيحه مَا يَخْرُجُ مِنْهُ من ألوانٍ شَتَّى وَذَلِكَ حِين يَزْحَف قَالَ وَقَالَ بَعضهم يَسْلَخُ البُرْقَان كُتْفَاناً وَإِنَّمَا سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ خَرَجَت أوائِلُ أجنِحَتِهِ فَكَتْفْتُه وَقيل سُمِّيَ كِتْفَاناً لِأَنَّهُ يَكْتِف المشيَ أَي انه إِذا مَشَى حرَّك كَتِفيه الْوَاحِدَة كاتِفٌ وكاتِفَة فَإِذا ظَهرت أجنِحتُه فاستقلَّ لَهو الغَوْغَاء الْوَاحِدَة غَوْغاةً وَهُوَ يكون فَعْلاَء وفَعْلاَلاً والخَيْفَاَنُ الغَوْغَاءُ واحدته خَيْفَانَةٌ وَقيل هُوَ فَوق الغَوْغَاء وَذَلِكَ إِذا بَدَت فِي ألوانِهِ الحُمْرة والصُّفْرَة واختَلَفَ مأخُوذ من الأخْياف وَهِي الألوان والضُّرُوب وَتلك أسرَعُ الجَرَاد طَيَرَاناً وَمن ثَمَّ قيل للفَرَس خَيْفَانَةٌ أَبُو حَاتِم الخَيْفَان الجَرَاد المهَازِيل الحُمْر الَّتِي من نِتَاج عَام أَوَّل أَبُو حنيفَة فَإِذا طَار سَقَطَتْ عَنهُ هَذِه الأسماءُ وسُمِّيَ جَرَادًا وَقيل إِذا اصفَرَّت الذكُور واسوَدَّت الإناثُ ذَهَبَتْ عَنهُ الأسماءُ إِلَّا الجَرَاد واحدته جَرَادة أَبُو حَاتِم الذَكَر والأنْثَى فِيهِ سواءٌ أَبُو عبيد أَرض مَجْرُودَةٌ من الجَرَادِ وطَعَام مَجْرود أَصَابَهُ الجَرَاد أَبُو حنيفَة جَرَدَ الجرادُ الأرضَ يَجْرُدها جَرْداً وَأَرْض جَرِدَةٌ ابْن السّكيت الجَرَد أَن يَشْتَري جِلْدُ الْإِنْسَان من أكْل الجَرَاد أَبُو حنيفَة رَجُل جَردٌ إِذا مَرِضَ عَن أكلِ الجَراد وَقَالَ جَرَادٌ سَرْو إِذا امتَلأَ وَكَذَلِكَ الأنْثَى أَبُو عبيد إِذا ألْقَى بَيْضَه قيل سَرَأَ ببَيْضِهِ وَقَالَ مرَّةً سَرَأَت الجَرَادةُ ألْقَت بَيضَها وأَسْرَأَتْ حَان ذَلِك مِنْهَا جَرَادة سَرُوءٌ وَلَا تكونُ سَرُوءاً حَتَّى تُلْقِى بَيضَها وسَرْؤُهنَّ أَن يَبِضْنَ فِي الأَرْض فمكان بيضهن سَرْؤُهُنَّ ابْن دُرَيْد السَّرْه البَيْض نَفسه قَالَ ابْن جني جَرَادَةٌ سَرُوء وجَرَاد سُرَّأٌ وَهُوَ أحدُ مَا خَرَجَ إِلَى فُعَّل فِي الشذوذ وَقد تقدَّم السَّرْه فِي الضَّبِّ أَبُو حنيفَة أنْقَفَ الْجَرَاد بَيْضَه ألْقاه وَنَقَفْت البيضةَ ونَقَبْت واحدٌ أَبُو عبيد يُقال للجرَاد إِذا أثْبَت أذْنَابَه فِي الأَرْض لِيَبِيضَ غَرَّزَ وَرَزَّ يَرُزُّ رَزّاً أَبُو حنيفَة غَرَّزَتْ وغَرَزَتْ وَهُوَ أَوَّلُ الرَّزِّ وَقيل الرَّزِّ وَقيل الرَّزُّ الدَّفْن صَاحب الْعين جرادةٌ غارِزٌ وغَارِزَةٌ ابْن دُرَيْد ثَبَّتَ الجرادُ غَرَّزَ لِيَبِيضَ وَكَذَلِكَ مَتَخَ ومَتَحَ أَبُو حنيفَة أمْكَنَت الجرَادَةُ جَمَعَت البيضَ فِي جَوْفِهَا وَهِي مَكُون(2/351)
مَا دامَ ذَلِك فِي جَوْفِها وَقد تقدَّم الإمْكَانُ فِي الضَّبّة وأَخْنَى الجَرَادُ كَثُرَ بَيْضُهُ أَبُو زيد السِّلْقَة الجَرَادَةُ الَّتِي ألْقَت بيْضَهَا ابْن دُرَيْد جَرَادَةٌ صَفْرَاءُ إِذا لم يَكُنْ فِي بَطنهَا بَيْضٌ أَبُو حنيفَة ويُسَمَّى رُكُوب بعضَهِنَّ بَعْضًا العِظَال والجَرَادُ عِنْدَ ذَلِكَ العَظَالَى أَبُو حَاتِم وَقد اعْتَظَلَ الجَرَادُ وتَعاظَلَ وَقَالُوا رَأيْنَا جَرَادا عَظْلَى ومْعَتَظِلاً والمُرَادَفَة رُكُوب الذَّكَر الْأُنْثَى وَقد رَادَفَ الجرادُ وَيُقَال مَرَرْنَا بِجَراد رُدافَى ومُتَرَادِف وَذَلِكَ حِينَ يَطِيرُ ويأخُذُه الناسُ أَبُو حنيفَة ارْتَهَشَ الجرادُ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا حَتَّى لَا يُرَى مَعَه تُرَابٌ ابْن دُرَيْد سامَ الجَرَادُ سَوْماً دَخَلَ بعضُه فِي بعضٍ وهَمَشَ تَحَرَّكَ لِيَثُور أَبُو حنيفَة وللجرادَة تَأشِيرةٌ وَهِي الَّتِي تَعَضُّ بهَا ويُقال أَيْضا لشَوْكِ ساقَيْهِ التَّأشِير والتَأْشِير أَيْضا الإثناء وَهِي عُقْدة فِي رَأس الذَّنَب كالمِخْلَبَيْنِ وَيُقَال لَهما الأُشْرَتَانِ وَبِهِمَا تَرِزُّ وَيُقَال للمِخْلَبِيْنِ اللذينِ تَحْتَ الساقَيْنِ المِئْشارَان والنُّخَاع الخَيْط فِي حَلْقِهِ وَله بُخْنَق وَهُوَ جِلْبَابه الَّذِي على أصل عُنُقِهِ وَله مَنْكِبَانِ وهما رُؤُوس الأَجْنِحَة والأجْنِحَة أربعَةٌ فالغَليظَانِ يُقال لَهما الظِهْرَانِ والرَّقِيقانِ يُقال لَهُمَا القُشْرَانِ وَله صَدْر يُسَمَّى الجَوْشَنُ وَله سِتُّ أَيْدٍ وَهِي فِي الجَوْشَنِ ويُقال لما وَرَاء الجَوْشَن سُرْم وَهُوَ ذَنَبْها وَالْجمع أَسْرَام قَالَ وَكَذَلِكَ سَمِعَ العربَ تَقول فِي أَذْنَابِ الْجَرَاد والدَّبْر وَمَا أشبَه ذَلِك وَفِي ذَنَبِها أثْناءٌ يُقال لَهَا الأطوَاء الْوَاحِد طَوّى وَيُسمى لُعَابه البُصَاق كَمَا يُقَال فِي الإنْسانِ قَالَ الشَّاعِر
(كأّنَّ الدَّبَامَاءَ السَّلَى فِيهِ يَبْصُقُ ... )
صَاحب الْعين وَهُوَ مُجَاجُه وَيُقَال للجَرَادة أُمُّ عَوْف أَبُو عبيد وَقيل هِيَ دُوَيْبّةٌ قَالَ الْكُمَيْت
(تُنَقِّض بُرْدَى أّمِّ عَوْفٍ وَلم يَطِرْ ... لنا بَارِقٌ بَخْ للوَعِيد وللرَّهْب)
أَبُو حنيفَة الثُّوَّالة من الجَرَاد القِطْعَة الكَثيرة لتَثَوُّلها وتَراكبُها وكذل الرَّجْل والرِّجْلة وعَمَّ بعضُهم بالرِّجْل الطائفَةَ من كل شَيْء وَالْجمع أرْجَالٌ والمُرْتَجِل الَّذِي يَقَع برِجْل من جَرَاد فيَشْتَوِي مِنْهُ ابْن دُرَيْد المُرَجَّل من الجَرَاد الَّذِي تُرَى آثارُ أجْنِحَتِهِ فِي الأَرْض قَالَ أَبُو حنيفَة إِذا كانَتْ قِطْعَةٌ من جَراد بِمَكانٍ قَدْرِ مِيْل سُمِّيَت الرِّجْل وَإِذا كَانَ أكثَرَ من ذَلِك فَهُوَ زَحْف والسُّدُّ والعارِضُ مِنْهُ مَا سَدَّ الأُفق صَاحب الْعين وَهُوَ العَرْض أَبُو حنيفَة فَإِن كَانَ أقَلَّ من ذَلِك فَهِيَ خِرْقَةٌ وَجَمعهَا خِرَق قَالَ الراجز
(خِرْقَةُ رِجْلٍ من جَرَادٍ نازِلِ ... )
أَبُو حَاتِم وَهِي الحِزْقَة وَالْجمع حِزَقٌ والحَزِيقة وَالْجمع حَزَائِق ابْن السّكيت هِيَ القِطْعَة من كلِّ شَيْءٍ أَبُو حنيفَة ويُقال لجَمَاعَة الجَرَاد الحَرْشَفُ وَبِه سُمِّيَت الخَيْلُ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف جَيْشًا
(كأّنَّهُم حَرْشَفٌ مَبْثُوث ... بالجَوَّاذِ تَبْرُقُ النِّعَالُ)
وَقيل الحَرْشَف الدَّبَا وَقيل حَرْشَفَ كل شَيْء صِغَاره وَيُقَال للْجَمَاعَة أَيْضا مِنْهَا رَعِيل قَالَ الشَّاعِر
(فَكَأّنَّمَا طَارَتْ بِعَقْلِي بَعْدَهُ ... صَقْعَاءُ عَارَضَهَا رَعِيلُ جَرَادِ)
والشَّيْتَانُ من الجَرَادِ جماعةٌ غيرُ كَثِيرةٍ وَأنْشد
(وَخَيْلِ كَشَيْتَانِ الجَرَادِ وَزَعْتُهَا ... بِطَعْنِ على اللَّبَّاتِ ذِي نَفَيَان)
والطَّبَق الجَرَاد الكَثِيرُ وَأنْشد
(من الدَّبَا ذَا طَبَقٍ أفاوِجٍ ... )(2/352)
وَقد تقدَّم أَنَّهُمَا الجماعةُ من النَّاس أَبُو حَاتِم الخَيْط القِطعَة من الجَرَاد وَقد تقدَّم فِي النَّعام وَقَالَ عِيْرانُ الجَرَادِ أوائِلُه المُتَفَرِّقَة القَلِيلَة وَقد جَاءَت عَوَائِرُ من الجَرَادِ للقَلِيل المُتَفَرق مِنْهَا ابْن السّكيت وَمَا أَدْرِي أيُّ الجَرَاد عَارَهُ أَي ذَهَبَ بِهِ وَلَا مُسْتَقْبلَ لَهُ قَالَ وَقَالَ أَبُو شَنْبَل يَعيِره ويَعُورُه ابْن دُرَيْد يُقَال إِذا أجْدَبَ الناسُ أتَى الُهَاِوي والْعَاوِي فالْهاوِي الذٍّئْبُ أَبُو حنيفَة دَبَشَ الجَرَادُ الأرضَ يَدُبِشُهَا ونَمَشَهَا واحْتَنَكَهَا أَكَل مَا عَلَيْهَا ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ نَتَشَها ينْتِشَها نَتْشاً وبَشَرَها يَبْشُرها بَشْرًا وكَتَحَهَا صَاحب الْعين اللَّحْس أكْل الجَرَادِ الخُضْرةَ وَقد تقدَّم أَنه أكْلُ الصُّوفَ أَبُو حنيفَة حسَّهَا يَحُسُّها حَسًا مثلُه ويُسَمَّى الجرادُ الحاسَّةّ سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ لَا يَدَعُ فِي الأَرْض شيئاَ إِلَّا حَسَّه والحَسُّ والاحْتِسَاس من كلِّ شَيْء أَن لَا يُتْرك فِي الْمَكَان شيءٌ وأصل ذَلِك أَن يُجْعَل الرأسُ فِي النَّار فَكُلَّما تَشيَّطَ حَسَّه الإنسانُ بالشَّفرة وجرادٌ مَحْسُس قَتَلتْه النارُ أَبُو عبيد الذكَّر من الجَرَاد العُنْظُب والعُنظَب والعُنْظَاب والعُنْظوب أَبُو حنيفَة وَهُوَ العِنْظَاب والعُنْظَبَان والعُنْظُبَان والجمْع العُنْظُبَاءُ حَكَاهُ النحويُّون سِيبَوَيْهٍ وغيْرُه أَبُو عبيد الحُنْظَب كالعُنْظُب فَأَما الحُنْظُب والحُنْظُب فالكر من الخَنَافس وَقد تقَّدم غَيره والعُصْفُور الذّكر من الجَرَاد أَبُو حنيفَة يُقَال للْأُنْثَى عُنْظُوانَةٌ وعَيْسَاءٌ أَبُو حَاتِم وَقد تعيَّسَت الجرادةُ كَأَنَّهُ بَيَاضٌ فِي سَوَاد ابْن دُرَيْد الدَّبَاسَاءُ الإنَاثُ من الجَرَاد الْوَاحِدَة دَبَاسَاءةٌ والسِّرْيَاح الجَرَاد والجُخْدُبُ والحُخَادِب الذكَر من الجَرَاد وَقد تقَّم أَنه من الجِعْلان قَالَ وَقَالَ بعض أهلِ النَّحْو جُحْدَب وَلَيْسَ فِي كَلَامهم فٌعْلَل وَقد قدَّمت ذِكْر الجُخْدُب فِي بَاب العَظَاء وأبنتُ تعليلَ الْفَتْح قَالَ أَبُو حنيفَة وضُرُور الجَرَاد الحَرْشَف وَهِي الصِّغار والمُعَيَّن وَهُوَ الَّذِي يَسْلَخ فيكونُ أبْيضَ ويكونُ أحْمَرَ والمُرَجَّل وَهُوَ الَّذِي تُرَى آثَار أجنحتِه والخَيْفان أَبُو حَاتِم حَوَّم الجَرَادُ فِي السَّمَاء حَلَّق والقَفْعَة جَمَاعَة الجَرَاد صَاحب الْعين العَرَادة الجَرَادة الأُنْثَى ابْن دُرَيْد القُّمّل صِغَار الجِرَاد صَاحب الْعين وَهُوَ شيءٌ صَغِير لَهُ جَنَاح أحْمَرُ
3 - الجَنَادِب ونحوُها
أَبُو عبيد الجُنْدَب والجُنْدُب لُغَتَانِ وَهُوَ أصغَرُ من الصَّدى يكونُ فِي البَرَاريِّ وَحكى سِيبَوَيْهٍ جُنْدَب فزعَمَ السيرافي أَنَّهَا لغةٌ فِي جُنْدُب أَبُو عبيد فأمَّا الصَّدى والجُدْجُدُ فَهُوَ هَذَا الطَّائِرُ الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ ويَقْفِز قَفَزانًا ويَطِيرُ والناسُ يَرَوْنَهُ والجُنْدُب أَبُو حنيفَة الجُنْدُب مثلُ الجَرَادة الصَّغِيرة إِلَّا أَنه لَا يُشْبِهُ شَيْئا من الجَنَادِب وكل جُنْدُب يُؤْكَل إِلَّا الجُنْدُع جُنْدُب أسود وَله قَرْنَان فِي رأسِهِ طَوِيلان وَهُوَ أضْخَمُ الجَنَادِب وكل جُنْدُب يُؤْكَل إِلَّا الجُنْدُع قَالَ ومَنَازِل الجَنَادِع العُشَر وَقيل الجَنَادِع جَنَادِبُ تكونُ فِي جُحْر اليربُوع والضَّب ابْن دُرَيْد الخُنْدُع بِالْخَاءِ - أصغَرث من الجُنْدُع قَالَ أَبُو حنيفَة وشيءٌ مثلُ الجَرَاد أَخْضَرُ طويلُ الرِّجْلَين يُسَمَّى أَبَا جُخَادِبَاء وَقد يُقال أَبُو جُخَادِبِ بِغَيْر ألفٍ ضَرْب من الجَنَادِبِ ضَخْم أغبَرُ أحْرَشُ وَهُوَ أضْخَمُ من الجَرَادة الضَّخْمَة وَلَا يَطِير إِلَّا قَرِيبًا قدرَ القَوْسِ شِبْهَ النَّقْز وَمن النَّاس من يأكُلُه وَيُقَال لَهُ أَيْضا الجُخَادِب وَأنْشد
(إِذا صَنَعَت أُمُّ الفُضَيْل طَعَامَها ... إِذا خُنْفُساءُ ضَخْمَةٌ وَجُخَادِبُ)
السيرافي الجُخَادِبَاء كالجُخَادِب وَقد مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ ابْن دُرَيْد العُرُفَّان والعِرِفَّان جُنْدُب ضَخْم مثلُ الجَرَادة لَهُ عُرْف وَقد سُمِّيَ الرَّجُل بِعِرِفَّان فَإِن يكن هَذَا فَهُوَ بالكَسْرِ وَلَا يكون إِلَّا فِي رِمْثة أَو عُنْظُوانة قَالَ الرَّاعِي(2/353)
(كَفَانِي عِرِفَّان الكَرَى وكَفَيْتُه ... كِلاَء الفَلاَة والنُّعَاسُ مُعانِقُه)
وَقد صرَّح سِيبَوَيْهٍ فِي العِرِفَّان بالكسْر صَاحب الْعين كُرَاعَا الجُنْدُب رِجْلاه وَقَالَ رَمَحَ الجُنْدُب برِجْلِهِ يَرْمَحُ إِذا ضَرَبَ الحَصَى بهَا وَأنْشد
(وَمَجْهُولةٍ مِنْ دُونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ ... قَلُوصَي بهَا والجُنْدُب الجَوْنُ يَرْمَحُ)
ابْن دُرَيْد الصُّرَّاح طائِر كالجُنْدُب يأكُلُه الناسُ أَبُو حَاتِم قَالَ الطائِفيُّون من الجَنَادِبِ أَبُو جُخَادِبِ وَقد تقدَّم فِي العَظَاء والحِرْبَاء وَمِنْهَا غَزَال شَعْبَان وراعِيَة الأُتُن والكَدَمُ وصاحِبُ البُسْتَان وَقيل راعي البُسْتَان فأمَّا أَبُو جُخَادِبِ فَجُنْدُب أسوَدُ مُرَقَّط مُنْتَنِ الرِّيح وَأما غَزَال شَعْبَان فَجُنْدُب طَوِيلُ الرِّيش والجَسَدْ والكِرْعَانِ وَأما راعيَة الأتُن فَجُنْدُب عَظِيم البَطْنِ لَا يَطِير يَلْزَمُ المَقَاثِىء وَأما الكَدَمَ ويُقال لَهُ كَدَمَ السَّمُر فالعَرِيض الرَّأْس الَّذِي يَعْلُو فِي الهَوَاء ويَصِرُّ وَأما صاحِبُ البُسْتَانِ - فَجُنْدُب أخْضَرُ إنَّما هُوَ قَوَائِمُ وذَنَبٌ وقَرْنَان لَيْسَ لَهُ كبِيرُ جَسَدٍ أَبُو حَاتِم أُمُّ حُبَاحِبِ - مثلُ الجُنْدُب تَطِير صَفْرَاء خَضْرَاء رَقْطَاء بِرُقَطٍ صُفْر وخُضْر ونقُول إِذا رَأيْنَاها أَخْرِجِي بُرْدَى أبي حُبَاحِبِ فتنشُر جَنَاحَيْهَا وهما مُزَيَّنَانِ أصْفَرُ وأحمَرُ
3 - (اليَعَاسِيب)
أَبُو حَاتِم اليَعْسُوب نَحْوٌ من الجَرَاد دَقِيقٌ لَهُ أربعةُ أجنِحَةٍ لَا يَقْبِض لَهُ جَنَاحَا أبدا وَلَا تَرَاه أبدا يَمْشِي إِلَّا طِائِرًا أَو واقِعًا على رأْسِ عُودٍ أَو قَصَبِةٍ والجَحْل مِنْهَا الضَّخْم وَالْجمع جُحُول ابْن دُرَيْد وجُحْلاَن قَالَ وَهُوَ فِي خِلْقَة الجَرَاد إِذا سَقَطَ لم يَضُمَّ جَنَاحَيْهِ وَقد تقدَّم الجَحَلُ فِي الحِرْباء قَالَ أَبُو حَاتِم قَالَ الطَّائِفِي الجَحْل نُسَمِّيه السِّرْمَان والبِيضُ مِنْهَا اليَعَاسِيبُ وَمن الفَرَاش المُعَتَّق والغَيْرُ صَاحب الْعين التُّبَّع ضَرْب من اليَعَاسِيب أعظَمُها وأحسَنُها وَالْجمع التَّبَابِيعُ
3 - (النَّحْل)
أَبُو حنيفَة النَّحْل أُنْثَى واحدتُا نَحْلَةٌ أَبُو عبيد الجَمَاعَةُ من النَّحْلِ يُقَال لَهَا الخَشْرَم والثَّوْل وَلَا وَاحِد لشيءٍ من هَذَا أَبُو حنيفَة وَاحِد الخَشْرَم خَشْرَمَةٌ والخَشْرَمُ أَيْضا ذَكَر النَّحْل وَقيل الخَشْرِم بُيُوتُها قَالَ وَفِي الحَدِيث
لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ من كَانَ قَبْلَكم ذِرَاعًا بِذِرَاع وبَاعًا بِبَاعٍ حَتَّى إنَّهُم لَو سَلَكُوا خَشْرَم نَحْل لَسَلكْتُمُوه
أَبُو حنيفَة وَاحِد الدَّبْر دَّبْرَةٌ قَالَ والدَّبْر والدِّبْ عِنْد من رَأينا من الْأَعْرَاب الزَّنَابير وأنكَر أَن يكونَ من النَّحْل وَجمع الدَّبْر من النَّحْل دُبُور وَأنْشد
(ثَلاَثَةُ أبْرَاد جِيَادٍ وجُرْجَةٌ ... وأدْكَنُ من أَري~ الدُّبُور مُعَسَّلُ)
والجُرْحَة مِثْلُ الخُرْج من أدَمٍ والأدْكَنُ الزِّقُّ قَالَ الْفَارِسِي فأمَّا ابنُ السّكيت فصَرَّح فِي الدَّبْر بِالْفَتْح(2/354)
وتكسِيره شاهِدٌ على صَحَّته من جِهَة الغالِب قَالَ أَبُو حنيفَة وأَحْسَب الثَّوْل سُمَّيَت بذلك لتَثّوُّلها واجتماعِها والْتِفَافَها وَمِنْه تَثَوَّل القَومُ على فُلان تَجَمَّعوا عَلَيْهِ والانْثِيَال مِنْهُ وَمِنْه قيل للجَمَاعة الكَثيرة من الجَرَاد الثَّوّالة وَقيل الثَّوْل ذَكَر النَّحْل أَبُو عبيد النحلُ سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا تَرْعَى ثمَّ تَنُوب إِلَى موضِعِها قَالَ أَبُو ذُؤَيْب
(إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا ... وحَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوَامِل)
ابْن السّكيت سُمِّيَت نُوبًا لأنَّها تَضْرِب إِلَى السَّواد وَيُقَال للأَسْود نُوْبِيُّ ولُوبِيُّ وَأنْشد البيتَ المتقدِّم وروايتُه وخالَفَها بخاء معجَمَة أَبُو حنيفَة وَاحِد النُّوب نَائِبٌ مثلُ عَائِذٍ وعُوْذ واللُّوب والأّوْب النَّحْل واحدُها آئِبٌ سُمِّيَت بذلك لإيَابِها إِلَى المَبَاءَة وَهِي لَا تَزَال فِي مَسَارِحها ذاهِبَةً وراجِعَةً حَتَّى إِذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها حَتَّى لَا يَتَخَلَّلَ مِنْهَا شيءٌ فسُمِّيَت بذلك كَمَا قيل للسَّارحة سَرْح وَأنْشد الْفَارِسِي
(رَبَّاءُ شَمَّاء لاَ يَأوِي لِقُلَّتِها ... إلاَّ السَّحَابُ وإلاَّ الأّوْبُ والسَّبَلُ)
قَالَ عليّ لَيْسَ الأوْبُ جمعَ آئِب إِنَّمَا هُوَ اسمٌ للْجمع إِلَّا فِي رَأْي أبِي الحَسَن وَقد تقدَّم إفْساد أبِي عليّ لَهُ أَبُو عبيد اليَعْسُوب فَحْل النَّحْل أَبُو حنيفَة اليَعَاسِيب مُلُوك النَّحْل وقّادَتُهَا قَالَ وَإِذا كَانَ اليَعْسُوب عَظِيمًا سُمِّيَ جَحْلاً وَقد تقَّدم ذَلِك فِي يَعَاسِيب غيرِ النَّحْل وَفِي الحِرْبَاء واللُّصُوص صِنْف من ذُكُورة النَّحْل فتّدْخُلُ بُيوتَها فَتأكُل العَسَل وَمَتى ظَفِرَت بهَا النحلُ فِي مَثَاوِيها قَتَلَتْهَا قَالَ أَبُو حَاتِم اختلَفُوا فِي الأميرِ فَقَالَ بعضُهم هُوَ الْأُنْثَى وَقَالَ بَعضهم هُوَ الذكَرُ وَقَالَ من قَالَ هُوَ الْأُنْثَى الأمِير تَبيض النَّحَال والنَّحَال تَبِيض اليَمَاخِيرَ الْوَاحِد يَمْخُور قَال بَعضهم الأمِيرِ يَبِيضُ الأمراءَ والنِّحال ويخرُج فِي كل بطنٍ يَمَاخِيرُ وَالله أعلم أيّ ذَلِك هُوَ الحقُّ واليَمَاخِير - من أعظم النَّحْل وأشدِّها سَوَادًا وَهِي الَّتِي تَلَزمُ المآبة لَا تَكَادُ تَبْرَحُها وَهِي تُقَلَّل لأنَّها تأكُل العَسَل وَلَا تُعَسِّل وَقد تكونُ الخَلِيَّة عاقِرًا لَا يَخْرُج فِيهَا فَرْخ أبدا وَذَلِكَ أنَّها لَا يَخْرُج فِيهَا أمِير غيرُ أميرِها الأولِ فَإِذا خَرَجَ فِي البَطْنِ مِنْهَا أميرٌ أفْرقتْ وإفْراقُها - أَن تخْرُج عَن أُمَّهاتها فَإِذا خَرَجَ الفَرْقُ أّخَذَ السماءَ(2/355)
ثمَّ ضَبَأ وضُبُوءُه اجتِماعُه على أَمِيره وَإِذا لم يّكُن مَعَ النَّحْل يَعْسُوب فَهُوَ نَحْل ضابئٌ وَلَا تَصْلُح إِلَّا بِهِ وَيُقَال للَّذي تلْسَع بِهِ النَّحْلة الإبْرَة كَمَا يُقَال للعَقْرَب فَإِذا لَسَعَتْ النَّحْلَةٌ بَقِيَتْ إبرَتُها فِي الموضِع المَلْسُوع وماتَتِ النَّحْلَةُ وَإِن طُلِبَت الإبْرَةُ وُجَدَتْ أَبُو عبيد جَرَسَت النَّحْل تَجْرُس وتَجْرِس جَرْسًا إِذا أكَلَتْ الشَّجَرَ لتُعَسِّلَ أَبُو حنيفَة الجَرْس سَرْحُها ورَعْيُها إِذا أخَذَت الشَّمَعَ من الزَّهْر أَو العَسَل قَالَ سَاعِدَة
(مِنْهَا جَوَارِسُ للسَّرَاة وتَحْتَوِي ... كَرَبَاتٍ أمْسِلَةٍ إِذا تَتَصَوَّبُ)
السَّرَاة ظهرُ الجَبَل والكرَبَات أَعَالِي الشِّعَاب الْوَاحِدَة كَرْبَة والأّمْسِلَة جمع مَسِيل وَأنْشد
(وكَأَنَّ مَا جَرَسَتْ على أعْضَادِها ... لما اسْتَقَلَّ بهَا الشَّرَائِعُ مَحْلَبُ)
فَجعل الشَّمَع مِمَّا تَجْرُسه وتَرَشُّفها مَا فِي أعمْاق النَّوْر من الحَلاوَة هُوَ جَرْسُها العَسَل وَقد تقدَّم أَن لَحْسَ البقرةِ ولَدَها جَرْس وَإِذا كَانَت مَبَاءَةُ النحلٍ وَهِي مَأْوَاهَا وبيوتُها فِي الجِبَال فَهِيَ المَبَاءة والوَقْبَة والجَبْح والجَبْخ بِالْحَاء وَالْخَاء والفتحِ والكسرِ والوَقْبَة الجُحْر الغائِر والجَبْح الشَّقُّ الضَّيِّقُ قَالَ الْهُذلِيّ فِي المباءة
(تَنَمَّى بهَا اليَعْسُوب حَتَّى أقرَّها ... إِلَى مَأْلَفِ رَحْبِ المَبَاءة عَاسِلِ)
وَالْجمع أحِبَاحٌ وجِبَاحٌ وأجْباخٌ والنَّخَائِتْ مَا يعَسِّل فِيهِ النحلُ مِمَّا يَتّخِذُ لَهُ الناسُ من الخَشَب خاصَّة واحدتُها نَحِيَتَةٌ سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا تُنْحَت بالفُؤُوس من مُسَوّق الشجَر العِظَام ابْن السّكيت انْتَحَت للنَّحْل ونَحَتُّ أنْحِتُ وأّنْحَتُ أَبُو حنيفَة أَعْرَفُ التَّحَائِت الخَزَم والعَرْعَرُ والعُتُم وَإِنَّمَا تُتَّخَذ مِمَّا قد نَخِر مِنْهَا فتُوسَّع بالمَنَاحِت حَتَّى يَدْخُلها الرجل وتُسَمَّى الخَلاَيَا واحدتها خَلِيَّة أَبُو زيد وَهُوَ الخَلِيُّ أَبُو حَاتِم هِيَ الخَزَمَة - وَهِي كشِبْه الرَّاقُود وتُنْحَت للنَّحْل الْفَارِسِي أُرَاها سُمِّيَت لما نُحِتَتْ مِنْهُ أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ أَيْضا هِيَ من الطِّين والأخْثَاء وَقد يُسَمَّى مَا تَتَبَوَّأُه فِي الجَبَال خَلاَيَا وَيُقَال للخَلِيَّة عَسَلةٌ فَإِذا كَانَت واسِعةً كثيرةَ العَسَل فَهِيَ عَاسِلَةٌ والجِبْح عَاسِلٌ والخَلاَيَا الأهْلِيَّة تُسَمَّى الدِّبَاسَاتِ وَلَيْسَت عَرَبِيَّةٌ وتُسَمَّى أَيْضا الكَوَائِر واحدتُها كُوَّارَةٌ وَكَوَّارة وَهِي عَرَبِيَّة وَقيل الكَوَائِر صِغَار الخَلاَيَا وَقيل الكُوَّارة بِالضَّمِّ بيتٌ تَبْنِيه لم يُوضَعْ لَهَا أَبُو حَاتِم وتُسَمَّى بُيُوت النَّحْل النُّحُت الواحدةُ نَحِيتَةٌ والأجْزاعَ الْوَاحِد جِزْع بالكسْر قَالَ وَمن أبْنِيَتِها الجَزْمُ والأكْفًاءُ والسِّنُّ فالجَزْمُ هُوَ المُسْتَدِير فِي عَرْض الخَلِيَّة والأكْفَاء الَّذِي فِي نَصَائِبِهِ والسِّنُّ الَّذِي يُبْسَى فِي طُول الخَلِيَّة حَتَّى يكون العَرْض مَا بَيْنَ طَرَفِيها إِذا مُلِئَت وَهِي أحَبُّ الأَبْنِية إِلَى النَّحْل وأصْلَبُها شِيَارًا قَالَ ويكونُ الخَلِيُّ فِي مواضَعُ شَتَّى فَمِنْهَا مَا يكونُ فِي البُيُوت فِي قُتَرٍ تُجَاب فِي جُدُرها فيكونُ مَآبُ النَّحْل خَارِجا وَتَكون الخَلِيَّة فِي الْبَيْت وَمِنْهَا مَا يُوضَع فِي الشَّجَر إِذا كَانَت شجَرة تَمْتَنِع من السَّرِق وَمِنْهَا مَا يُوضَع فِي الصَّخْر الَّتِي لَا تُؤْتَى إِلَّا بالجِبال وَلَا يأتِيها إِلَّا الرجُلُ المُعِيد وَهُوَ العالِم بالرُّقِيِّ والنُّزُول من الجِبَال وَمِنْهَا مَا يُوضَع حَصَائِرَ وَهِي مُحَاطة بالجُدُرات وَهِي تُسَمَّى القَرَايَا وَمِنْهَا مَا يُوضَع فِي الجِبَال للَّذين يُنْفِضُون فِي غير حِمَى فِي الجِحَرة والمواضِع تُوضَع فِي مَوَاضِعَ بارِزَةً وإقبال الصَّخَّد فَإِذا كَانَ شيءٌ مِنْهَا خارِجًا عَن شيءٍ سُمَّيَ وَرِكًا وتكونُ فِي الغِيْران فَمَا كَانَ فِي غَار صَغِير داخلٍ فَهُوَ جُحْر وَمَا كَانَ فِي غَار مُسْتَقْنِع غيرِ ذِي غَوْر فَذَلِك يُسَمَّى القِنْع والوسَط مِنْهَا يُسَمَّى الوَكْرةَ ويُوضَع فِي المَوَاقِر وَالْوَاحد مَوْقِر وَهُوَ موضِعٌ يكونُ فوقَه حاجِبٌ قدر مَا يُوضَع فِيهِ خَلِيَّة وَاحِدَة أَو اثنتانِ ابْن دُرَيْد قَفَصْت النَّحْل - شَدَدَتْه فِي الخَلِيَّة بخَيْط لِئَلاَّ يَخْرُج وكلُّ شيءٍ اشْتَبَك فقد تَقَافَصَ وَمِنْه القَفَص المعرُوف وَفِي الحَدِيث
فِي قُفْص من المَلاِئِكَة أَو من النُّور
وَهُوَ المشتَبِك المُتَدَاخِل أَبُو حَاتِم ولاجَا الخَلِيَّة طِبَاقُها من أعْلاها إِلَى أسفَلِها وَقيل هُوَ بابُها أَبُو حنيفَة المَصْنَعَة(2/356)
موضِعٌ يُعْزَل للنَّحْل مُنْتَبِذٌ عَن البُيُوت فَتُنَضِّدها سافًا سافًا على نَشْز من الأَرْض وتُخَالَفُ بَين أَبْوَابهَا أبوابُ سافٍ إِلَى أدبارِ سافٍ كَذَلِك حَتَّى تُنَضَّد جَمِيعًا ثمَّ تُغَطَّى بنَجَبِ الشَّجَر لتُكِنَّها والُّلوْث والطَّرْد فِرَاخُ النَّحْل وَجَمعهَا طُرُود ابْن دُرَيْد الرَّصَع فِرَاخُ النَّحْل الْوَاحِدَة رَصَعةٌ صَاحب الْعين هُوَ الرَّضَع والواحدة بِالْهَاءِ قطرب الدَّيْسَمُ وَلَدُ النَّحْل وَقد تقدَّم أَنه وَلَدُ الدُّب أَبُو حَاتِم الفُرُوق أولادُ النَّحْل أوَلُ أَوْلَادهَا إِنَّمَا تَذْرُق الصَّوْبَ فِي عُيُون الشَّهَاد فَإِذا ذَرَقَتِ الصَّوْبَ سُمِّيَ ذَلِك الصوبُ العَمِيَّ والدُّجَى يكونُ بَمَنْزِلَة الَبْيض الصَّغار ثمَّ يّعودُ دُودًا ثمَّ يَصِير نَحْلاً فَإِذا نَفَر من الشِّهاد قيل لَهُ قد اجْتَلَى فَإِذا خَرَجَ وآبَ مَعَ أمَّهاته قيل قد رَشَح فَيكون كَذَلِك حَتَّى يُفَرِق فَإِذا فَرَّقَ فَهُوَ خَرْج تِلْكَ الْأَوْلَاد فَيَأْخُذ الرجلُ أميرها - وَهُوَ اليَعْسُوب حَتَّى يَنْثَال - وَهُوَ أَن يجتَمع فِي الشَّجرة أَو فِي الجُدر فيتعَلَّق بِهِ فأوَّل فُروق النَّحْل بِكْرُها وَهُوَ خيرُ فُرُوقها حِين تُفَرِّق ثّمَّ مَا يفِّرق بِعْ البِكْر فَهُوَ الثِّنْي والثِّلْث وأكثرُ من ذَلِك فَإِذا تَنَاهَتْ عَن التفريقِ قيل قَارَتِ النحلُ وَمَا بَيْنَ أَن تُذْرِقَ النحلُ إِلَى أَن تُخْرج عَمِيَّة قدرُ جُمُعَة وبَيْنَ بَكْرَةٍ وَثِنْيَّة جمعةٌ فَكَذَلِك إعْمِاءُ النحْلِ وتَفْرِيقُها وَيكون اليُعْسُوب فِي طَرَف الشَّهد مَا كَانَ لوثُه وَهُوَ شَبِيه بغِرْقِئِ قَالَ وَقَالَ بَعضهم هُوَ الصَّوبُ ثمَّ الحَويُّ ثمَّ لَا يَزَال صَوْبًا حَتَّى يُخَلَّقُ وَهُوَ حَوِيُّ ثمَّ لَا يَزَال حَوِيًا حَتَّى يَتِمَّ خلْقُه ثمَّ لَا يزَال رَبْعًا حَتَّى يَسْتَنْفِرً أَبُو حنيفَة عَنَاقيد الفِراخ مَا يَخْرُج من الجِبْح فِي شَكْل العُنْقُود والْتِفَافِهِ والعَرَبُ تُسَمِّي النَّحْل فِي حِدْثان مَا تَخْرُج فِرَاخُها المَرَاضِيعُ والفِرَاخَ الرّضَع وَلَيْسَ ثمَّ رِضَاعَ وَهَذَا اسْتِعَارَة وَأنْشد
(يَظَلُّ على الثَّمْراءِ مِنْهَا جَوَارِسٌ ... مَرَاضِيع صُهْبُ الرِّيشَ زُغْبٌ رِقَابُها)
يَعْنِي بالرِّيش أجنِحَتَها فَإِذا لَحِقَت الفِرَاخُ فَتَمَّت نَحْلاً فَهِيَ نَحْلٌ أبكارٌ إِلَى أَن تُفَرِخُ وَإِذا دُخِّنَت الخَلِيَّة يُريدُون شِيَار العَسَل فَذَلِك الجَلاَء وَقد جَلاَهَا وَهِي جَلْوَة النَّحْل أَي طَرْدها بالدُّخَان أَبُو عبيد جَلَوت وأجْلَبت وجَلاَ هُوَ وأجْلَى أَبُو حنيفَة واسمُ ذَلِك الدُّخان الَّذِي يُجْلَى بِهِ الإيَام وَلَا يُقال لغيره من الدَّوَاخِن إيَامٌ وَأنْشد
(فَلمَّا جَلاَهَا بالإيَام تَحَيَّزَتْ ... ثُبَاتْ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِئَابها)
اكْتَأَبتْ لأخذ عَسَلَها ويُقال من الإيَام آمَهَا إيَامًا وآمَ عَلَيْهَا فأمَّا الشَّجَر الَّذِي يُعَسِّل عَلَيْهِ فَمِنْهُ النَّدْغُ والسَّحاء والشَّيْعَةُ والضُّرْم والسَّدر والضَّهْيأ والقَتَاد والمَظُّ أَبُو حَاتِم السَّلِيق مَا بَنَتْهُ النحلُ فِي طُول الخَلِيَّة والكَفُّ مَا بَنَاهُ فِي عَرْضِ الخَلِيَّة وَهُوَ أحسَنُ البِنْيَتَينِ وَرُبمَا قيل لصاحِب النَّحْل أشْنِقْ خَلِيَّتِك فَيَعْمَد إِلَى عُود فيَبْريه ويُثْبِتُه فِي أسفَل القُرص وَأَعلاهُ ثمَّ يُقِيمه فِي عَرْض الخَلِيَّة إِذا أرضَعَتِ النحلَ وَاسم النَّحْل الَّتِي لَهَا الرَّضَعُ الوَثّنُ كَثُرَ والجِيَاء بُيُوت الزَّنابِير قَالَ وَيُقَال للنَّحْل ذُبَاب الخَصْب وذُبَاب الرَّبِيع صَاحب الْعين العَرْض والعَارَض الْكثير من النَّحْل وَقد تقدَّم أَن الْكثير من الجَرَاد الْفَارِسِي إِنَّمَا هُوَ من العَارِض وَهُوَ السَّحَاب
3 - (آفاتُ النَّحْل)
أَبُو حَاتِم مِمَّا يَضُرُّ بالنَّحل العُثُّ وَهُوَ دُود يُخْلَق فِي البِنْيَة والصمْل فَرَاس عَظَام يَظْهر بِاللَّيْلِ وَقيل الصَّمل دابَّة مثلُ الدَّبْر يحتَمِل النحلَ والفَرَاش إِذا صَار فِي الخَلِيَّة أنْتَنَتْ ويظهرَ فِيهَا فينفِر النَّحْل عَن الخَلِيَّة والقَوَارِي وَهِي الخُضَيْراء والدَّبْر والذَّرُّ فَأَما العَسَل فقد قدّمت ذكره(2/357)
3 - (من الطير الذُّبَاب)
أَبُو حَاتِم الذُّباب الأسْوَدُ الَّذِي يكونُ فِي البُيُوت يَسْقُط فِي الْإِنَاء والطعامِ والنَّحْل أَيْضا ذُبَاب وَقد تقدَّم ابْن دُرَيْد الذُّبَاب وَاحِد وَالْجمع الذِّبَّان وَكَذَا فُسِّر فِي النتزيل {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَاب شَيْئا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} {الْحَج 73} مثلُ غُرَاب وغِرْبَانٍ وَقَالُوا أَذِبَّة مثل أغْرِبَة سيبوية ذُبُّ وَهُوَ نادِر أَبُو عبيد ذُبَاب وأذِبَّة وذُبَّانٌ ورُوي عَن الْأَحْمَر فِي وَاحِدَة ذِبَّانَة وَقَالَ بَعِير مَذْبُوب أَصَابَهُ الذُّبَاب وأرضٌ مَذْبُوية ومَذَبَّة من الذُّبَاب أَبُو زيد الذُّبَاب الأذَى سُمِّيَ بِهِ صَاحب الْعين المَذِبَّة مَا يّذَبُّ بِهِ الذُّبَاب أَبُو زيد القّمَعَة ذُبَاب أزرَقٌ عظِيم وَجمعه قَمَعٌ يَقَعَ على رُؤُوس الدوَاب فيُؤْذِيها قَالَ أَوْس
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أنْزَلَ مُزْنَةً ... وغُفْر الظِّبِاءِ بالكِنَاس تَقَمَّع)
يَعْنِي تُحَرِّك رُؤُوسَها من القَمَع أَبُو حنيفَة القَمَعَة من ذِبَّان العُشب تعتَري الوحشَ قَالَ ذُو الرمة وَوصف حَمِير وَحْش
(يُذَبِّيْنَ عَن أقْرابِهن بأرجُل ... وأذنابِ زُعْرِ الهُلْب زُرق المَقَامِع)
جمع قَمَعَةً على مَقَامِع فَزَاد ميماً كَمَا زيدت فِي مَطَايب ومَسَاوٍ وَقيل القَمَعَة ذُبَاب أصهَبُ شديدُ اللَّسْع ابْن السّكيت هِيَ ذُبَابة تركَب الإبلَ والظَّبَاء فِي شِدَّة الحَرِّ أَبُو عبيد الشَّذَاة ذُبَابَة تَعَضُّ الإبِلَ وَالْجمع شَذا وَمِنْه قيل للرجُل آذيْتَ وأشْذَيْتَ أَبُو حنيفَة هِيَ الَّتِي تَعْرِض للخيل قَالَ الشَّاعِر
(بأرْضِ فَضَاءٍ لَا يُخَشَّى بَعِيرها ... عَن المَاء طَرَّادُ الشَّذَا ولَبُودُها)
وَقيل هُوَ ذُبَاب الكلبَ أَبُو حَاتِم الشَّذا اسمٌ عامٌ على الذُّباب كل ذُبَاب شَذا أَبُو عبيد النُّعَرَة ذُبَابَة تَسْقُط على الدَوَابِّ فَتُؤْذِيها حمَار نَعِرٌ وَحكى سِيبَوَيْهٍ نِعِرٌ إِلَى أخّواته من اللُّغَات الَّتِي تَطَّرد فِيمَا كَانَ ثَانِيَة حرفا من حُرُوف الْحلق تقدَّمت لَهُ نَظَائِرُ أَبُو حنيفَة هُوَ ذُبَاب أرْبَدُ وَهُوَ أخْضَرُ وَالْجمع نُعَر قَالَ وَلَا يَضِير هَذَا النَّعْرُ أى الحُمُرَ فَإِنَّهُ يأتِي الحِمَار فيدخُلُ فِي مَنْخِرِه فَيَرْبِض ويَعْلُك بِجَحْفَلِتِه الأرضَ وَإِن سَمِعَت الحَمِيرُ طَنِينَهُ رَبَضت ودَسَسْنَ أنُوفَهُنَّ فِي الأَرْض حَذَارَه وَإِذا اعترى الحِمَار قيل حِمَار نَعِرٌ وَقد نَعِر نَعَرًا وَقَالَ مرّة قد تَعْرَض النُّعَرُ للخيل وَأنْشد أَبُو عَليّ فِي تصديقِ ذَلِك لِابْنِ مُقْبل يصف فرسا
(تَرَى النُّعَراتِ الخُضْرَ تحتَ لَبَانِهِ ... أُحَادَ وَمَثْنِى أصْعَقَتْها صَوَاهِلُه)
ابْن السّكيت نَعِرَ الحِمَارُ نَعَرًا أَبُو عبيد الشَّعْراْ ذُبَاب أَبُو حنيفَة الشَّعْراء شَعْرِاوانِ فللكَلْب شَعْرَاء معروفةٌ وللإبِلِ شِعْراء فَأَما شَعْراء الْإِبِل فتَضْرِب إِلَى الصُّفْرة وَهِي أضْخَمُ من شَعْرَاء الْكَلْب وَلها أجْنِحَة وَهِي زَغْبَاءُ تَحت الأجْنِحَة قَالَ وَرُبمَا كَثُرت فِي النعَم حَتَّى لَا يَقْتَدِر أهلُ الإبِل أَن يَحْتَلِبُوا بِالنَّهَارِ وَلَا أَن يَركَبُوا مِنْهَا مَعَ الشَّعْرَاء فيترُكون ذَلِك إِلَى اللَّيْلِ وَهِي تَلْسَع الإبلَ فِي مَرَاقِّها الضَّرْع وَمَا حَوْلَه وَمَا تَحْتَ البَطْنِ والإِبْطَيْن وَلَيْسَ يَتَّقُونها بِشَيْء إِذا كَانَ ذَلِك إِلَّا بالقَطِران يَطْلُون بِهِ مَرَاقَّ البعيرِ قَالَ الشماخ وَوصف نَاقَته
(تَذُبُّ ضَيْقًا من الشَّعْرَاءِ مَنْزِلَه ... مِنْهَا لَبَانٌ وأقْرَابٌ زَهَالِيلُ)
أَي مُلْس فَأَما شُعَرَاء الكَلْب فَإِنَّهَا إِلَى الرِّقَّة والحُمْرة وَلَا تَمَس شَيْئا غَيْرَ الكَلْبِ والخَوْتَع ذُبَاب أزْرَقُ يكون فِي العُشْب قَالَ الراجز(2/358)
(لِلخَوْتَع الأزْرَق فِيهِ صاهِلْ ... )
وَكَذَلِكَ العَنْتَر ابْن دُرَيْد هُوَ العَنْتَر والعُنْتُر أَبُو حنيفَة الخِشْفُ الذُّبَابُ الأَخْضَرُ وَجمعه أخْشَافٌ وكلُّ ذُبَابَة خَرَشَةٌ قطرب خَرَشَهُ الذُّبَاب عَضَّهُ أَبُو حنيفَة والهَمَجُ ذُبَاب الرَّوْض الْوَاحِدَة هَمَجَة وَأنْشد
(يَرْمِنَنَا بالحَدَق المِرَاضِ ... تَهَمَجُ الغِزْلاَنِ فِي الرِّيَاضِ)
التَّهَّمُج أَن تَفْتَح عُيونَها ثمَّ تُغْمِضُها من الهَمَج وتُسْتَحْسَنُ فِي هَذِه الْحَال قَالَ أَبُو عَليّ وَلذَلِك قيل ظَبْيةٌ هَمِيجٌ أخرَجُوه مَخْرَجَ فَعِيل فِي مهنى مفعُول حِين أُصِيبَت بِمَا تَكْرَه قَالَ أَبُو ذُؤَيْب
(كأَنَّ ابنَة السَّهمِي يومَ لَقَيْتُها ... مُوَشَّحَةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ)
وَقيل الهَمَج الذُّبَاب الصِّغَار تكْثر فِي المَرْتَع فتمنَع السائِمَة الإرْتَعَاء ابْن السّكيت الهَمَجُ ذُباب صَغَارٌ يسقُط على وُجُوه الغَنَم والحَمِير وأعيُنِها قَالَ وَيُقَال هُوَ ضَرْب من البعوض وَيُقَال للرَّعَاعِ من النَّاس الحَمْقَى إِنَّمَا هم هَمَج الْفَارِس هُوَ على التَّشْبِيه وَقيل هَمَجٌ هَامِجٌ بالَغُوا فِيهِ وَأنْشد
(يَعيثُ فِيهِ هَمَجٌ هَامِجٌ ... )
واللَّقَّاع ذُّبَاب أخضَرُ واحدته لَقَّاعَةٌ أَبُو حنيفَة الخازِبَازِ والخَازَبَازُ من ذُبَاب العُشْب وَقيل هُوَ ورَمٌ فِي لَهَازِم الإبِل وَقد تقدَّم أَبُو حَاتِم الخَزْباز والخِزْبَاء ذُبَاب يكون فِي الرَّوْض أَيْضا أَبُو عبيد الخَازِبَازُ صوتُ الذًّبَاب وَقَالَ هُوَ إتْباع أَبُو زيد أغَنَّ الذبابُ صوَّت قَالَ
(حَتَّى إِذا الْوَادي أغَنَّ غُنَان ... )
وَمِنْه روضةٌ غَنَّاءُ وَقد غَنَّ الوادِي وأَغَنَّ وقَرْيَةٌ غَنَّاءُ أهِلَة مِنْهُ وَسَيَأْتِي ذكر الغَنَّاء فِي الرِّياض فِي بَابه ابْن السّكيت جُنَّ الذُّبَاب جُنُوناً كَذَلِك أَبُو حَاتِم الدَّنِين والدَّنْدَنَةُ والدِّنْدِنِ صَوْتُ الذُّباب والزَّنَابِير ونحوِهما من هَيْنَمَة الْكَلَام الَّذِي لَا يُفْهَم أَبُو حنيفَة بِهَذَا المَرْعَى خَمُوش كَثيرةٌ إِذا كَانَ فِيهِ ذُبَاب وبَعُوض قَالَ الْهُذلِيّ
(كأَنَّ وَعَى الخَمُوشِ بِجَانِبَيْهِ ... وعَى رَكْبِ أُمَيْمَ ذَوِي هِياطِ)
ابْن السّكيت لَا واحدَ لَهَا وَوَاحِد البعُوضَ بَعُوضة عليّ بن حَمْزَة بَعَضَه البَعُوض بَعْضاً خَمَشَه وعَضَّه صَاحب الْعين المَتْك والمُتْك أنفُ الذّبَابَة أَبُو عبيد هُوَ ذَكَرُه والمُتْك من كل شيءٍ طَرَف الزُّبِّ أَبُو حنيفَة النِّبْر ذُبَاب مثلُ النُّعَرة أغبَرُ إِذا لَسَعَ ورِمَ مَكَانُهُ ورَهِلَ يكون بِنَاحِيَة العالِيَة وَقد تقدَّم أَنَّهَا دُويْبَّة تَعَضُّ الإبَلَ فَيَرِمُ موضِعُ لَسْعِها ويَحْبَطُ وَالْجمع أنْبَارٌ ابْن دُرَيْد الحُبَاحِبُ ذُبَاب يطيرُ بِاللَّيْلِ فِي أذْنَابِهِ كشَرَر النارِ وَمِنْه قيل نارُ الحُبَاحِب وَقيل بل الحُبَاحِب رجُل من مُحَارِبِ خَصَفَةَ وَكَانَ بَخِيلاً لَا يُوقَدُ نارَه إِلَّا بالحَطَب الشَّخْت لِئَلَّا يُرَى ضَوْءُها والطَّيْثَار والطَّثيَار البَعُوض عليّ الطَّثْيَار بِنَاءٌ غَريب قد نَفَاهُ سيبوبه والمِخْطَار ضَرْب من الذُّبَاب والقَمَص شَبِيه بالذُّبَاب الصغِيرِ يَقَعُ على المَاء الآجِنِ كثيرا وَقيل القَمَس ذُبَاب صَغَارٌ يكون فوقَ الماءِ الْوَاحِدَة قَمَصَةٌ وَقد تقدَّم أَن القَمَص الجَرَادُ أوَّلَ مَا يَخْرُج أَبُو حَاتِم الأُخيْضِر ذُبَاب أخْضَرُ على قد الذِّبَّان السُّود والذُّقْط بِضَم الذالِ الذُّبَاب الَّذِي يكونُ فِي البُيُوت والذُّقَطُ أَيْضا ذبابٌ صغيرٌ(2/359)
يدخُل فِي عُيُون النَّاس والجميع الذِّقْطان قَالَ وَقَالَ الطائفيُّون ذُو الشَّقْفَتَين - ذُبَابٌ عَظِيمٌ يَلزَمُ الدوابَّ والبَقَر أَبُو عبيد الفَرَاش - مثلُ البَعُوض واحدتها فَرَاشَةٌ والشَّرَّان - شيءٌ تُسَمِّيه العربُ الأّذَى شِبْه البَعُوض يَغْشَى الوجهَ وَلَا يَعِضُّ الْوَاحِدَة شَرَّانَةٌ وَهُوَ الجِرْجِسُ والواحدة جَرْجِسَة ابْن السّكيت وَقَول العامَّة قِرْقَس خطأ أَبُو حَاتِم ذَقَطَ الذُّبَاب وَونَمَ - يَعْنِي ذَرَقَ وَهُوَ الوَنِيم وَأنْشد
(لقد وَنَمَ الذُّبَابُ عَلَيْهِ حَتَّى ... كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدَادِ)
ابْن دُرَيْد وَنَمَ وَنْمًا ووَنِيماً قَالَ وَأنكر ذَلِك أَبُو حَاتِم على أَنه قد جَاءَ فِي كتاب الْفرق صَاحب الْعين الزَّخَارِف - ذُبَاب صِغَار ذاتُ قوائِم أربَعْ تَطير على المَاء قَالَ أَوْس بن حجر
(تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمَازَة مَاؤُها ... لَهُ حَدَبٌ تَسْتَنُّ فِيهِ الزَّخَارِفُ)
(تمّ الْجُزْء الثَّامِن ويليه الْجُزْء التَّاسِع وأولَّه كتاب الأنواء وَالسَّمَاء والفلك)(2/360)
(كتاب الأنواء)
(بابُ ذِكْر السماءِ والفَلَكِ)
أَبُو حنيفَة السماءُ تذكر وتؤنث والتأنيث أَكثر وَقد تلْحق فِيهَا الْهَاء فتُمَدُّ وتٌقْصَر وَهَذَا الِاسْم يَقَعُ لما عَلاَكَ فأَظَلَّكَ وَلذَلِك قيل سَمَاءُ البيتِ وسَمَاوَتُه وجمعُه السماءُ والسَّمَاو وَأنْشد
(وأَقْصَمَ سيَارٍ مَعَ الحَيِّ لم يَدَعْ ... تَرَاوُحُ حَافاتِ السَّما وَله صَدْرًا)
يَعْنِي بالأقصم الخِلاَل الَّذِي تَخُلُّ بِهِ الأعرابُ مواضِعَ الفُتُوقِ فِي أبنيتهم وجعَلَهُ أقْصَم لانكسار فَمه من طُولِ اعُتِمَالِهِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ سَمَاءٌ وسَمَاوَاتٌ لَا يُعْنَى بذلك الْمَطَر اسْتَغْنُوا بِالتَّاءِ عَن التكسير كماكان ذَلِك فِي العِيرِ حِين قالو عِيراتٌ / وَقد تقدم تَعْلِيله قَالَ عليّ قَوْله استغنوا بِالتَّاءِ فِي سموات عَن التكسير إِنَّمَا عَنَى بِهِ التكسير الَّذِي لأدنى الْعدَد وَإِلَّا فقد حكى هُوَ وَغَيره سُمِيَّا واستثناؤه الَّتِي للمطر إِنَّمَا حمله عَلَيْهِ أَن ذكر جمع الْمُؤَنَّث الَّذِي على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف وَهُوَ الَّذِي يجمع بِالْألف وَالتَّاء وَأما سَمَاء الْمَطَر فمذكر وَلَو عَنَى بِهِ المطرَ لَجَعَلَهُ من بَاب سُرادقٍ وسُرَادِقَات فَتَفَهَّمَهُ الْفَارِسِي فَأَما مَا أنْشدهُ من قَوْله
(سَمَاءُ الإلِه فوقّ سَبْعِ سَمَائِيا ... )
فَإِنَّهُ جَاءَ خَارِجا عَن الأَصْل الَّذِي عَلَيْهِ الِاسْتِعْمَال من ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَنه جَمَعَ سَمَاءً على فَعَائِل حَيْثُ كَانَ وَاحِدًا مؤنثاً فَكَأَن الشَّاعِر شبهه بشَمَالٍ وشَمَائِل وعَجُوز وعَجَائِز ونحوِ هَذِه الْأَبْنِيَة المؤنثة الَّتِي كُسِّرَت على فَعَائِل والجمعُ الْمُسْتَعْمل فِيهِ فُعُولٌ دون فَعَائل كَمَا قَالُوا عَنَاقٌ وعُنُوقٌ قَالَ
(كنَهْوَرٌ كانَ من أعقَابِ السُّمِي ... )(2/361)
فَجَمَعَه على فُعُول إِذْ كَانَ مثلَ عنَاق فِي التَّأْنِيث وَقد قَالُوا فِي جمعهَا عُنُوق إِلَّا أَنه خفف للقافية كَمَا خفف فِي قَوْله
(حّيْدَةُ خَالِي ولَقِيطٌ وعَلِي ... )
وكما خفف من سُر وضُر فَإِن قلت مَا تُنْكِر أَن يكون السُّمِي فُعُلاً كفَذَالٍ وقُدُلٍ وَلَا يكونُ فُعُولاً فَإنَّا نَمْنَعُ من ذَلِك أَلا ترى أَن هَذَا الضَّرْب من المعتل لم يُجْمَع على فُعُل لِمَا كَانَ يلْزَمُ من الْقلب ولأنا قَدْ وَجَدْنَا نَظِيره من الْمُؤَنَّث جُمِعَ على فُعُول وَلم نَرَ هَذَا النَّحْو جمع على فُعُل وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ فِي مَوضِع ثُنْيٌ على فُعْل فَأَما فُعُل فَلم يَجِيء فِي مَوضِع وَلَيْسَ عِنْدِي بالقَويِّ فِي الْقيَاس أَلا تَرَى أَن الحَرَكَة مَنُوبَةٍ إِلَّا أَنه يشْهد لَهُ عِنْدِي مَا حَكَاهُ من قَول بَعضهم رَضْيُوا أَلا ترى أَنه أُجْرِيَ مُجْرَى مَا السكونُ لازمٌ لَهُ وَحكى بعضُ مَشَايِخنَا فِي جمع السَّمَاء الَّذِي هُوَ مطر أسْمِيَةٌ وَقَالَ هُوَ مُذَكّر وَلذَلِك جُمِعَ على أفْعِلَة قَالَ الْفَارِسِي أَنا أقوم تذكيرهم لهَذَا يدل عِنْدِي على أَنهم سَمَّوْا المطرَ سَمَاءً لارتفاعه لَا أَنهم سَمَّوْه سَمَاءً لنزوله من السَّمَاء كنحو تسميتهم الْمَرْأَة ظَعِينَةٌ والمَزَادة رَوايَةً أَلا ترى أَنه لَو سُمِّيَ على هَذَا الحَدِّ سَمَاء لَبَقِيَ على تأنيثه وَلم يُذَكَّر فتذكيره يدل على أَنه اسْم آخَرُ فَلَيْسَ مَنْقُولًا من الَّتِي هِيَ خلافُ الأَرْض / وَكَذَلِكَ القولُ عِنْدِي فِي تسميتهم لسقفِ البيتِ سَمَاءً هُوَ من أجْل ارتفاعه وَلَيْسَ الْمُؤَنَّث بذلك على هَذَا مَا أنْشَدَنَاه أَبُو بكر
(إِذا كوكبُ الخَرْقَاءِ لاَحَ بسُحْرَةٍ ... سُهَيْلٌ أذاعَتْ غَزْلَهَا فِي القَرَائِبِ)
(وقالتْ سَمَاءُ البيتِ فَوْقكَ مُنْهِجٌ ... وَلَمَّا نُيَسِّرُ أَحْبُلاً للرَّكَائِبِ)
فَقَالَ مُنْهَجٌ فعلى الْأَغْلَب الْأَكْثَر نحمله لَا على النّسَب وَلَا على التَّذْكِير للْحَمْل على الْمَعْنى نَحْو قَوْله
(ثلاثُ شُخُوصٍ كاعِبان ومُعْصِرٌ)
وَإِن كَانَ ذَلِك غير مُمْتَنع فِي الشّعْر فَأَما قَول الشَّاعِر
(تَلُفُّه الرِّيَاحُ والسُّمِي)
فَهَذَا عِنْدِي على أَنه سَمَّى الْمَطَر سَمَاءً لنزوله من السَّمَاء كَمَا يُسمَّى الفِنَاء عَذِرَةً وَنَحْو ذَلِك يدللك على هَذَا أَنه جُمِعَ على فُعُول كعِناق وعنُوُق وَلم يَأْتِ بِهِ علىأفْعِلَة فَهَذَا كتسميتهم قضَاء الحَاجة عَذِرة وأصلُ هَذَا الْبَاب فِي اللُّغَة الارتفاعُ وَمِنْه الاسْمُ وَاللَّام محذوفة أنشدنا أَبُو بكر
(سَمَا للَبُون الحَارِثِيِّ سَمَيْدَعُ ... إِذا لم يَنَلْ فِي أوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا)
هَذَا جمعُها المستعملُ وَجَاء بِهِ هَذَا الشَّاعِر فِي سمائيا على غير الْمُسْتَعْمل وَالْآخر أَنه قَالَ سمائيا وَكَانَ الْقيَاس الَّذِي عَلَيْهِ الِاسْتِعْمَال سَمَايا فجَاء بِهِ الشَّاعِر لمَّا اضْطُرَّ على الْقيَاس الْمَتْرُوك فَقَالَ سَمَائِيَ وسَأُثْتِتُ مَا تَقِفُ مِنْهُ على هَذِه الْأَصْلَيْنِ، اعْلَم أَن سَمَاءً فَعالٌ الْهمزَة فِيهَا لَام منقلبة عَن وَاو فَإِذا جمعته مُكَسَّراً على فَعَائل وَجب فِي الْقيَاس الْمَتْرُوك استعمالُه أَن تَقول سمَائِيَ كَمَا أَنَّك لَو جمعتَ مثلَه فِي الصَّحِيح نَحْو سَحَاب لَقلت سَحَائِب فأبدلتَ من الْألف الزَّائِدَة فِي فَعَال همزَة لِأَنَّهَا وَقعت بعد ألف الْجمع وألفُ الْجمع ساكنةٌ وألفُ فَعالٍ أَيْضا سَاكِنة وَإِذا اجْتمع ساكنان فَلَا يحول من أَن يُحْذَف أحدُهما أَو يحرَّك فحذفُ السَّاكِن الأوَّل هُنَا لايجوز لِأَنَّهُ دَلِيل الْجمع وَلَو حذفت الثَّانِيَة لالتقاء الساكنين لم يجزأيضاً لِأَن الْجمع كَانَ يَلْتَبِسُ بِالْوَاحِدِ وَإِذا لم يجز حذف وَاحِد من الساكنين وَجب أَن يُحَرَّك أحدُهما وَلَا يَخْلُو من أَن يكون الأوَّلَ أَو الثانَي فالأوّل لَا يجوز تحريكه لِأَنَّهُ لَو حُرِّكَ(2/362)
لبطلت دلالتُه على الْجمع / فحرّك السَّاكِن الثَّانِي وانقلب همزَة لِأَنَّهُ كَانَ ألفا والألفُ إِذا حُرِّكَت انقلبتْ هَمْزةً وَأما وَاو عَجُوز وياءُ صحيفَة فمشبهان بِهَذِهِ الْألف لِأَنَّهُمَا يُقْلبانِ فِي الْجمع همزَة فالألف فِي سَمَاء يجب أَن تُقْلب همزَة فِي الْجمع كَمَا قلبت الَّتِي فِي سَحاب فِي الْجمع فَإِذا قلبت همزَة صَارَت سَمَائِيَ على وزن سَحَائِب فَوَقَعت فِي الطّرف ياءٌ مَكْسُورٌ مَا قبلهَا فَيلْزم أَن تقلب ألفا إِذْ قلبت فِيمَا لَيْسَ قبله حرف اعتلالٍ فِي هَذَا الْجمع وَذَلِكَ قولُهم مَدَارَى وحروف الاعتلال فِي مَطَائِيَ وسَمَائِيَ أَكثر مِنْهَا فِي مَدَاري فَلَمَّا قلبت فِي مَدَارى وَجب أَن يَلْزَمَ هَذَا الضربَ القلبُ فَيُقَال مَطَاءَا وسَمَاءَا فَتَقَع الْهمزَة بَين أَلفَيْنِ وَهِي قريبَة من الْألف فتجتمع حروفٌ متشابهةٌ يُسْتَثْقَلُ اجتماعُهُنَّ كَمَا اسْتُثْقِلَ اجتماعُ المثلين والمُتَقَارِبَي المَخَارج فأدغما وأبدلت من الْهمزَة ياءٌ فصارا سَمايا ومَطَايَا وَهَذِه الأبْدال إِنَّمَا تكون فِي الْهمزَة إِذا كَانَت مُعْتَرَضَةً فِي الْجمع مثل جمع سَمَاء ومَطِيَّة وَرَكِيَّة أَلا ترى أَنه لَا همز فِي واحدٍ من هَذِه الْأَسْمَاء وَلَو كَانَت الْهمزَة فِي الْوَاحِد ثَابِتَة لم تبدل أَلا ترى أَنَّك لَو جمعتَ جائِيَةً لم تَقُل إلاَّ جَوَاءاً وَلَا تَقُل جَوَايا لِأَن الْهمزَة ثَابِتَة فِي الْوَاحِد وَهَذَا الْبَيْت يدل على صِحَة قَول النَّحْوِيين أَن الأَصْل فِي مَطَايَا وبابه أَن يكون مطاءا بِالْهَمْز وَأَن الْإِبْدَال فِي التَّقْدِير يكون من الْهمزَة أَلا ترى أَن الشَّاعِر أخرج ذَلِك فِي الضَّرُورَة ورَدَّ الكلامَ إِلَيْهِ حَيْثُ اْضْطُرَّ لِمَا كَانَ الأصلَ كَمَا تُرَدُّ الأشياءُ إِلَى أُصُولهَا نَحْو إِظْهَار التَّضْعِيف وَصرف مَا لَا ينْصَرف وتحريك حرف الْعلَّة الَّذِي لزمَه السكونُ فلولا أَن الأصلَ فِي هَذَا الْبَاب أَيْضا الهمزةُ ثمَّ يَقَعُ الإبدالُ عَنْهَا لم يَرُدَّه إِلَيْهِ فِي الضَّرُورَة وَلم تُبْدل من هَذِه الْهمزَة الْوَاو لِأَنَّهَا اخْتصّت بِالْبَدَلِ مِمَّا ظَهرت فِيهِ الْوَاو الَّتِي هِيَ لامٌ مِمَّا جَاءَ مَبْنِيا على التَّأْنِيث نَحْو إداوةٍ وأَدَاوَى فهده الواوُ فِي أداوي وَمَا أشبهه عِوَضٌ من الْهمزَة الْوَاقِعَة بعد ألف الْجمع كَمَا أَن الْيَاء بدلٌ من الْهمزَة الْوَاقِعَة بعْدهَا فِي نَحْو مَطَايَا فَكَانَ حُكْمُ سماءٍ إِذا جُمِعَ مُكَسَّراً على فَعَائِل أَن يكون كَمَا ذكرنَا من نَحْو مَطَايَا وَرَكَايَا لكنَّ هَذَا الْقَائِل جَعَلَهُ بِمَنْزِلَة مَا لامُه صحيحةٌ وثَبَتَتْ قبله فِي الْجمع الهمزةُ فَقَالَ سَمَاء كَمَا يُقَال جَوَار فَهَذَا وجهٌ آخرُ من الْإِخْرَاج عَن الأَصْل الْمُسْتَعْمل والرَّدِّ إِلَى الْقيَاس المتروكِ الاستعمالِ ثمَّ حَرَّك الياءَ بِالْفَتْح فِي مَوضِع الْجَرّ كَمَا يُحَرك من جَوَارٍ وموالٍ فَصَارَ سَمَائِي مثل مَوْلي مَوَالِيَا فَهَذَا وَجه ثَالِث من الْإِخْرَاج عَن الأَصْل / الْمُسْتَعْمل وَإِنَّمَا هَذَا شَيْء عَرَض، ثمَّ نعود إِلَى ذكر أَسمَاء السَّمَاء أَبُو حنيفَة الفَلَكُ - مَدارُ النُّجُوم الَّذِي يَضُمُّها وَهُوَ فِي اللُّغَة اسمٌ يَقع للاسْتِدَارَة وَمِنْه قيل للنَّجَف من الأَرْض فَلَكٌ وَمِنْه فَلَّك ثَدْيُ الْجَارِيَة عِنْد استِدَارَة أَصله قبل النُّهُودِ وَلَيْسَ قولُ من قَالَ الفَلَكُ هُوَ القُطْبُ بشيءٍ لِأَن القُطْب لَا يَزُول كَمَا لَا يَزُول قُطْب الرَّحَى والفَلَكُ دَوَّارٌ يَدُورُ بِدَوْرِه كلُّ مَا فِيه الْفَارِسِي وَفَلَكُ الرَّوْضِ - مُعْظَمُه وَمَا اسْتَدَارَ مِنْهُ كَثْرَةً والْتِفَافاً، قَالَ وَقَالَ بعض الْعَرَب رَعَيْنَا فَلَكَ بَطَاح بَنِي فُلاَن - يعْنُون مُعْظَمَ الرَّوْضِ صَاحب " الْعين " وَالْجمع أَفْلاَكٌ أَبُو حنيفَة وَيُقَال للسَّمَاءِ الجَرْبَاءُ من أجلِ كَوَاكبها تَشْبيهاً بِمَا يَثُور فِي جِلْدِ الجَرْبَاء وَأنْشد الْفَارِسِي
(أرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... طِباباً فَمثْوَاهُ النهارَ المَرَاكِدُ)
هَذَا يَصَفُ قُنًّاصاً ألْجأت الحِمَار إِلَى أَن يَدْخُلَ فِي مُنْهبط من الأَرْض مُسْتَطِيل فَهُوَ لَا يَرَى من السماءِ إِلَّا رُقْعَةً مُسْتَطِيلَةً على حسب الطُّرَّة المَخْروزَةِ على العِرَاق من القِرْبَة وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا الطُّبَّةُ قَالَ فَإِن قلتَ مَا وجهُ تَسميتهم السماءَ الجَرْبَاء والأجْرَبُ خِلاَفُ الأمْلَسِ وَقد قَالَ أمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ
(وكأنَّ بِرْقِعَ والمَلاَئِكَ حَوْلَها ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القوَائِمُ أجْرَدُ)
سَدِرٌ - بَحْرق وبِرْقِعٌ - اسْم من أَسمَاء السماءِ، وَقَالَ فِي التَّذْكِرَة بِرْقَعٌ اسْم الْمسَاء السَّابِعَة وأجْرَدُ صفةٌ للبحر المُشَبَّهَة بِهِ السماءُ وَكَأَنَّهُ وَصَفَ البحرَ بالجَرَدِ لِأَنَّهُ قد لايكون كَذَلِك إِذا تَمّوَّحَ قيل لَا يمْتَنع وصفُ(2/363)
السَّمَاء بالجَرَدِ وَأَن كَانَ فِي أسمائها الجَرْبَاء والجرِبَةُ لآنهم قد وَصَفُوها بِمَا مَعْنَاهُ المَلاَسَة قَالَ ذُو الرمة فِي نَحْو ذَلِك
(وَدِوِيَّةٍ مِثْلِ السَّمَاءِ اعْتَسَفْتُها ... وَقد صَبَغَ اللَّيْلُ الحَصَى بِسَوَادِ)
فَهَذَا يُرِيدُ امْلِسَاسَهَا كَمَا قَالَ
(ودوٍّ كَكَفِّ المُشْتَرِي غَيْرَ أنَّهُ ... بِسَاطٌ لأخْمَاسِ المَرَاسِلِ واسِعُ)
وكما أَن قَول الآخر
(بَلْ جَوْزِ تَيْهَاء كَظَهْرِ الحَجَفَتْ ... )
وَقَول الآخر
(ظَهْرَاهُما مَثْلُ ظُهُور التُّرْسَيْنِ ... )
إِنَّمَا يُرِيد بِهِ الاستواءَ والانبِسَاط وَأَنه عراءٌ لَا خَمَرَ فِيهِ وَلَا بُنْيَان وَلَا جَبَلَ وَقيل الجَرْبَاء من السَّمَاء - النَّاحِيَة الَّتِي يَدُورفيها فَلَكُ الشمسِ وَالْقَمَر الْفَارِسِي ومِثْلُ تَسْمِيَتِهم إيَّاها بالجرباء تسميهم إِيَّاهَا بالرَّقِيع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي سَمَّوْها الرَّقِيع لِأَنَّهَا مَرْقُوعَةٌ بالنجوم أَبُو حنيفَة الرَّقِيع اسمٌ لَهَا عَلَمٌ وجَمْعُها أرْقِعَةٌ وَقيل الرَّقِيع السماءُ الدُّنْيَا مُذَّكَّر وَقيل كلُّ وَاحِدَة من السَّمواتِ رَقِيعٌ للأُخْرِى وَفِي الحَدِيث
لقد حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللهِ من فَوْقَ سَبْعَةِ أرْقَعَةٍ
على التَّذْكِير ذهَبَ إِلَى السَّقْفِ قَالَ أَبُو عَليّ وَكَانَ أُمَيَّةُ تُسَمِّيها حاقُورَة وصاقُورة وَكَانَ يَقُول
(هُوَ السَّلِيَططُ فَوْقُ الأرضِ مُقْتَدِرٌ ... )
ويروي السَّليَططُ فَمرَّة يَعْنِي بالسَّليطط اللهَ تعالي وَمرَّة يعْنِي بِهِ الفَلَك أَبُو حنيفَة وَهِي الخَضْرَاء للَونِها إسم واقعٌ كالغَبْرَاء وَهِي الخَلْقَاء لالْتئَامِها قطرب سُمِّيت خَلْقَاء لَمَلاَسَتِها ابْن الْأَعرَابِي أخْلَوْلَقَ السَّحَابُ - اسْتَوى من ذَلِك كَأَنَّهُ مُلِّس تَمْلِيساً الْفَارِسِي تَنَسَّكَ قَيْسُ بنُ نُسْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ مُنَجِّماً مُتَفَلْسِفاً واعِداً بمبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا بُعِثَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا محمدُ مَا كَحْلَةُ فَقَالَ السماءُ وَمَا مَحْلةُ فَقَالَ الأرضُ فآمَنَ بِهِ وَقَالَ لَا يَعْرِفُ هَذَا إِلَّا نِبِيٌّ فَقَالَ قيسٌ فِي ذَلِك
(تَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ورَضِيتُهُ ... كُلَّ الرِّضَا لأمانتي ولِديني)
(مَا زِلْتُ آمُلُهُ وأرْقُبُ وَقْتَهُ ... واللهُ قَدَّرَ أَنه يَهْدِينِي)
(أعْنِي ابنَ آمنَةَ الأمَينَ ومَنْ بِهِ ... أرْجُو التَّخَلُّصَ من عَذّابِ الهُونِ)
فَكَانَ قومُ قيسٍ إِذا وَرَدُوا على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُم كَيفَ حَبْرُكُم وَقَالَ العَلْيَاءُ - السماءُ اسمٌ لَا صفة وَلذَلِك لم تصح واوها إشعاراً بِالِاسْمِ صَاحب الْعين وعِليُّون - جماعةٌ عِلِيٍّ وَهُوَ فِي السَّمَاء السابعةِ / إِلَيْهِ يُصْعَدُ بأرواح الْمُؤمنِينَ وَهِي الغُرْفَةُ أَبُو حنيفَة كَبِدُ السَّمَاء - وَسَطُها وَكَذَلِكَ كُبَيْدَاؤُها وكُبَيْدَاتُها صَاحب(2/364)
الْعين وَتَكَبَّدت الشمسُ السماءَ صَارَت فِي كَبِدِها أَبُو حنيفَة وعَيْنُها مَا بَين الدَّبُور والجَنُوبِ عَن يمينِك إِذا اسْتَقْبلتَ الْقبْلَة قَلِيلا وَقيل العَيْنُ عَن يَمِين قِبْلةِ العِرَاق وَقَالَ بَعضهم مُطِرْنا بالعَيْن وَمن الْعين إِذْ كَانَ السحابُ يَنْشَأُ من ناحيةِ القِبلةِ وَفِي السَّمَاء مَجَرَّتُها - سُمِّيَت بذلك على التَّشْبِيه لِأَنَّهَا كَأَنَّهَا أَثَرُ المَسْحَب والمَجَرِّ وَيُقَال لَهَا أَيْضا أُمُّ النُّجوم - لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي السَّمَاء بُقْعَةٌ أكثرُ عَدَدِ كَواكِبَ مِنْهَا كَمَا قيل أُمُّ الطَّرِيق لِمُعْظَمِها وقولُهم فِيهَا أُمُّ النُّجوم كَقَوْلِهِم فِي السَّمَاء جِرْبَةُ النُّجُوم ابْن دُرَيْد أُمُّ النُّجوم - السماءِ أَبُو حنيفَة وَيُقَال للمَجَرَّة أَيْضا شَرَجُ السماءِ - أَي مَجْمَعُها كَشَرَجِ القُبَّة والَهَواءُ ممدودٌ - الفَتْقُ الَّذِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي كُلِّ وَجْهٍ والجمعُ أهْؤيَةٌ وَقد تقدَّم أنَّ كُلَّ فارغ هَوَاء صَاحب الْعين الخاَفِقَانِ - قُطْرا الهَوَاء أَبُو حنيفَة وَهُوَ السّكَّاكُ والسُّكَاكَةُ قَالَ ابْن جني هُوَ من بَاب السَّلْبِ وَذَلِكَ أَن تصريف س ك ك فِي كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا هُوَ للضَّيْق من ذَلِك قَوْلهم بِئْرٌ سُكُّ - أَي ضَيْقَةٌ وَعَلِيهِ رِوَايَة من رَوى
(وَمَسَكِّ سابغةْ هَتَكْتُ فُرُوجَها)
يُرِيدُ ضِيقَ حِلَقِ الدَّرْعِ وَكَذَلِكَ قَوْله
(وتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكّ مِنْهَا المَسامعُ)
أَي تُضِيقُ فَلَا تَسْمَعُ شَيْئا فَأَما السُّكاك فبِضِدِّ هَذَا الْمَعْنى وَذَلِكَ أَن مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض أوسعُ شيءٍ فَكَأَنَّهُ سُلبَ الضَّيِّق الَّذِي يكون فِيمَا يُجاوز غَيْرَه من الْأَجْسَام الكثيفة أَبُو حنيفَة اللُّوحُ والشَّجَاجُ كالسُّكَاكِ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الخَوَاءُ وكلُّ هواءٍ بَين شَيئَين خَوَاءٌ صَاحب الْعين الجَوُّ - الهَوَاءُ والجمعُ جِوَاءٌ ابْن دُرَيْد وَهُوَ السُّهْمَى والإيَاد والكَبْدُ والكَبَدُ والشَّجَج والشَّجَاجُ وَقيل الشَّججُ - نَجْمٌ من نُجُوم السَّمَاء أَبُو حنيفَة آفاقُ السماءِ مَا انْتَهى إِلَيْهِ البصَرُ مِنْهَا مَعَ وجهِ الأرضِ من جَمِيع نَوَاحِيهَا وَهُوَ الحدُّ بَين مَا بَطَنَ من الفَلَكِ وظَهَرَ / وآفاقُ الأرضِ - أطرافُها من حَيْثُ أحاطت بك وأعْنانُ السَّمَاء نَواحِيها وعَنَانُها مَا عَنَّ لَك مِنْهَا إِذا نَظَرْت إِلَيْهَا وَيُقَال عَنَانُ السَّمَاء كَبِدُها صَاحب الْعين أسْبَابُ السَّمَاء - أعالِيها ونَوَاحِيها وَأنْشد
(لَئِنْ كنتَ فِي جُبِّ ثَمَانِينَ قَامَةً ... وَرُقِّيتَ أسبابَ السماءِ بِسُلَّمِ)
3 - (أسماءُ المنازِل وصفاتُها)
قَالَ أَبُو حنيفَة المَنَازِلُ ثمانيةٌ وَعِشْرُونَ مَنْزِلاً وَتسَمى نجوماً وَإِن كَانَ مِنْهَا مَا هُوَ كَوْكَبٌ وَاحِد وكانَ مِنْهَا مَا هُوَ أكثَرُ وَقد قيل للثُّرَيَّا النَّجْم جُعل اسْما لَهَا عَلَماً وَهِي سِتَّة كَوَاكِب وَقد يَقَعُ النَّجْم على واحدٍ وعَلى جماعةٍ وَأما الكَوْكَبُ فَلَا يَقع إِلَّا على وَاحِد الْفَارِسِي إِنَّمَا سَمَّوُا الثريا النجمَ على حد تسميتهم المنظوم شِعْراً والمَنْدَل عُوداً وعِلْن السُّنَّة فِقْهاً قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا بابٌ يكون فِيهِ الشيءُ غَالِبا عَلَيْهِ اسمٌ يكونُ لكلِّ مَنْ كَانَ من أُمَته أَو كَانَ فِي صِفَتِهِ من الأسماءِ الَّتِي تدْخلهَا الألفُ واللامُ وَتَكون نَكرتُه الجامعةَ لما ذكرتُ من الْمعَانِي وَذَلِكَ نَحْو قَوْلهم فلانُ بنُ الصَّعِقِ والصَّعِقُ فِي الأَصْل صَفَةٌ تقع على كل من أَصَابَهُ الصَّعَقُ وَلَكِن غَلَبَ عَلَيْهِ حَتَّى صَار علما بِمَنْزِلَة زيد وَعَمْرو وَقَوْلهمْ النَّجْم صَار علما للثُّرَيَّا الْفَارِسِي وَلَا يجوز أَن تَقول هَذَا النَّجْم وَأَنت تَعْنِي غير الثريا إِلَّا أَن تُخَرِّجَهُ على العَهْدِ فَتَقول هَذَا النَّجْم الَّذِي تَعْلَمُ كَمَا تَقول هَذَا الكوكبُ الَّذِي تعلم أَبُو حنيفَة نُجُوم الأخْذِ - مَنَازِلُ القَمَرِ سُمِّيَت بذلك لأخْذِه كلَّ لَيْلَةٍ مِنْهَا فِي مَنْزِلٍ يُقَال أخَذَ القَمَرُ نَجْمَ كَذَا - نَزَلَ بِهِ وَأنْشد أَبُو عبيد(2/365)
(وَأَخْوَت نُجُوم الأّخْذِ إلاَّ أنِضَّةَ ... أنَضَّة مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُها يُثْرَى)
قَالَ أَبُو حنيفَة وَقيل نُجُوم الأخْذ هِيَ الَّتِي يُرْمَ بهَا مُسْتَرِقُ السَّمْع لِأَنَّهَا تأخُذُه وَقَوله تَعَالَى {والنَّجْمِ إذَا هَوَى} {النَّجْم 1} قيل إنَّ الْقُرْآن كَانَ يَنْزِلُ نُجُوماً فأقْسَمَ بالنَّجْمِ مِنْهُ إِذا نَزَلَ _ وَقَالَ مجاهدٌ أقسم بالثُّرَيَّا - _ أَبُو عبيد أقسَم بِالنَّجْمِ إِذا سَقَط وَلم يَخُصَّ أَبُو عُبَيْدَة بذلك نَجْماً دون نجم وَكَأَنَّهُ جعَلَهُ اسمَ الجنْسِ ويَشْهَدُ لتأويله قَوْله فِي / الْأُخْرَى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِع النُّجوم} {الْوَاقِعَة 75} وجعَلَهُ مجاهِدٌ الاسمَ المَخْصوصَ وقولُ هَوَى يَدُلُّ على أَنه من نُجُوم السَّمَاء لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تُوصَفُ بالهُوِيِّ والوُقُوعِ والسُّقُوطِ كَقَوْل جرير
(كأَنَّ بَنِي القَعْقَاع يَوْمَ وَفَاتِهِ ... نُجُومٌ هَوَى من بَيْنِها القَمَرُ البَدْرُ)
وَلَا يُقَال فِي التَّنْزِيل هَوَى وَلَا وَقَعَ وَإِنَّمَا يُقَال فِيهِ نَزَلَ وأُوحِىَ أَبُو حنيفَة وأولُ مَا يَبْدُؤُنَ بِهِ مِنْهَا الشَرَطَان ثمَّ يُعَدُّون البُطَيْنَ والثُّريَّا والدَّبَرَانَ والهَقْعَةَ والهَنْعَةَ والذِّراعَ والنَّثْرَةَ والطَّرْفَ والجَبْهَةَ والزُّبْرَةَ والصَّرْفَةَ والعَوَّاءَ بِالْقصرِ والمدِّ والسِّمَاك الأَعْزَلَ والغَفْرَ والزُّبَانِيذ والإكْليل والقَلْبَ والشَّوْلَة والنَّعَائِمَ والبَلْدَة وسَعْدَ الذَّابِح وَسعد بُلَع وسعدَ السُّعُود وَسعد الأَخْبِيَة والفَرْغَ الأوَّل والفَرْغ الثَّانِي والرِّشَاء الأشْرَاطُ - الشَرَطَانِ والكوكبُ الَّذِي بَينهمَا واحدُها شَرْطٌ وَلَيْسَ يَمْنَعُ تحريكُه فِي التثنيةِ من أَن يكونَ الْوَاحِد شَرْطاً بِإِسْكَان الرَّاء وَإِذا نُسِبَ إِلَيْهَا لم يُنْسَب إِلَّا بِالْجمعِ أَو الإفْرَاد قَالَ الْفَارِسِي النَّسَبُ إِلَيْهِ أقْيَسُ لِأَنَّهُ قد عُقِلَ والنسبُ إِلَيْهِ بِالْجمعِ أكثرُ قَالَ ذُو الرمة يصِفُ رَوْضَةً
(حَوَّاء قَرْحَاء أشْرَاطِيَّةً وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَرَاعِيمُ)
أَبُو حنيفَة الشَّرَطَان - قَرْنَا الحَمْلِ ويسمونها النَّطْحَ الْفَارِسِي هُوَ تسميةٌ بالمَصْدَرِ أَبُو حنيفَة الابَيْسِانِ - كَوْكَبَانِ بَيْنَ يَدَي الشَّرَطِيْنِ شَبِيهان بهما وَأما البُطَيْن وَيُقَال البَطْنُ - فثلاثةُ كواكب خَفِيَّة على إثْر الشَرَطَين بَين يَدَي الثُّرَيَّا فَلَا يَتَكَلَّمُونَ بهَا مُكَبَّرة وَهِي تَصْغِير ثَرْوَى مُشْتَقّ من الثَّرْوَة فِي الْعدَد وَهِي أُنْثَى ثَرْوان وَيُقَال للثريا أَلْيَة الحمَل والدَّبَرَان - الكوكَبُ الأحمرُ الَّذِي على إثْرِ الثريا بَين يَدَيْهِ كواكبُ كَثِيرَة مجتمعةٌ من أدناها إِلَيْهِ كوكبان صغيران يكادان يَلْتَصِقَانِ بِهِ كَلْبَاه والبَوَاقِي غُنَيْمِتُه وَيَقُولُونَ قِلاَصُه وسُمِّيَ دَبَرَاناً لَدُبُورِهِ الثُّرَيَّا قبل أبَيَانٌ، وَلذَلِك سُمِّيَ تَالِي النَّجْم وحادِي النَّجْم وتابعَ النَّجْم ثمَّ كَثُرض حَتَّى عُرِفَ بالتابع مُفْرداً من غيرِ إِضَافَة وَلَيْسَ كلُّ كوكبٍ دَبَرَ كَوْكَباً يُسمى دَبَراناً قَالَ سِيبَوَيْهٍ أما الدَّبَرَانُ فَإِنَّهُ يُلْزَمُ الألفَ واللاَم من قَبَل أَنه عِنْدهم الشيءُ / بعينِه كالحارِث والعباسِ فَإِن قَالَ قائِلٌ أيُقَالُ لكل شَيْء صارَ خَلْفَ دَبرانُ فَإنَّك قَائِل لَا وَلَكِن هَذَا بِمَنْزِلَة العِدْل والعَدِيل فالعَدِيل مَا عَادَلَكَ من الناسِ والعِدْلُ لَا يكون إِلَّا من الْمَتَاع وَكَذَلِكَ الحَصِينُ والحَصَانُ والرَّزِينُ والرَّزَانُ والثَّلاَثَاء والأرْبعاءُ وَأنْشد الْفَارِسِي
(وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيَّا كأنَها ... على قِمَّةِ الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلَّقُ)
(يَدِبُّ على آثارِها دَبَرَانُها ... فَلَا هُوَ مَسْبُوقٌ وَلَا هُوَ يَلْحَقُ)
(بِعِشْرِينَ من صُغْرَى النجومِ كأنَّها ... وإياهُ فِي الخَضْرَاءِ لَو كَانَ يَنْطِقُ)
(قَلاَصٌ حَدَاهَا راكِبٌ مُتَعَمِّمٌ ... هَجَائِنُ قد كَادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ)
أَبُو حنيفَة وَيُقَال للدَّبَرَانِ المِجْدَحُ والمُجْدَحُ وَأنْشد
(وأطْعَنُ بالقومِ شَطْرَ المُلوكِ ... حَتَّى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ)(2/366)
وَأما الهَقْعَةُ - فثلاثةُ كواكِب صِغَارٌ مُثَفَّاة وَتسَمى الأَثَافِي تَشْبِيها بهَا وَأما الهَنْعَةُ - فكوكبانِ بَينهمَا قِيدُ سَوْطٍ رَأْيَ الْعين على إثْر الهَقْعَة وَسميت هَنْعَةً لِتَقَاصُرِها عَن الهَقْعَةِ والذِّراعِ المبسوطة وَهِي بَينهمَا مُنْحَطَّةٌ عَنْهُمَا وتَهانُعُ الطَائِرِ الطويلِ مُقَاصَرَتُه من عُنُقِهِ وَيُقَال الهَنْغَةُ - الذَّرُّ المَيْسِانُ والتَّحَايِي - ثلاثةُ كواكب بِحِذَاء الهَنْعَة الواحدةُ تِحْيَاةٌ وَيُقَال لأحَد كَوْكَبَي الذِّرَاع المقبُوصة الشِّعْرِى الغُمَيْصَاءُ وَقد تُكَبَّر أَبُو عبيد هِيَ الغَمُوصُ أَبُو حنيفَة وَيُقَال لكَوْكَبِها الآخِر الشَّمَالِيِ مِرْزَمُ الذِّراع وهما مِرْزَمَانِ هَذَا أحدهُما والآخَر فِي الجَوْزَاءِ أَبُو عبيد الشِّعْرِيان أحْدَاهُما العَبُورُ - وَهِي الَّتِي خَلْفَ الجَوْزَاءِ والأُخْرَى الغُمَيْصَاء - وَهِي فِي الذِّرَاع أحدُ الكوكبين أَبُو حنيفَة النَّثْرَةُ - ثلاثةُ كواكبَ مُتَقَارِبَة أحدُها كَأَنَّهُ لَطْخَةٌ يَقُولُونَ هِيَ نثْرَةُ الأسَدِ أَي أنْفُه تسمى اللَّطْخَةُ اللَّهَاةَ والزُّبْرَة زُبْرَة الْأسد - وَهِي كَوْكَبَانِ على إثْر الجَبْهَةِ بَينهمَا قِيْدُ سَوْطٍ رأْي الْعين ويقالُ لَهما الخَرَاتَانِ والصَّرْفَةُ - كَوْكبٌ واحدٌ نَيِّرٌ على إثْر الزُّبْرة سُمِّىَ صَرْفَةً لانْصِرَافِ الحَرِّ عِنْد طلوعه غُدْوَةً وانْصِرَافِ البَرْد عِند سُقُوطِه غُدْوَةً وَأما العَوَّاءُ - فَجَعَلَهَا بعضُهم أَرْبَعَة كواكب وبعضُهم خَمْسَة سُمِّيَت عوَّاءَ بالكوكب الرَّابِع الشَّمَال مِنْهَا وَيُقَال لَهَا عَوَّاءُ البَرْدِ ويزعمون أَنَّهَا إِذا طلعت أَو سَقَطت جاءتْ / بِبرد لذَلِك قيل لَهَا عَوَّاءُ الْبرد والسِّمَاكُ - كوكبانِ يُسَمَّى أحدُهما الرَّامِحَ لكوكب صَغِير بَين يَدَيْهِ وهما سَمَاكَان لسُمُوكِهِمَا وَإِن كَانَ كلُّ كوكبٍ قد يِسْمُكُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي السَّمَاكِ مثلَ قولِهِ فِي الدَّبَرانِ أَبُو حنيفَة البَلْدَةُ - رُقْعَةٌ من السماءِ لَا كوكبَ فِيهَا بَين النَّعائم وَبَين سَعْد الذَّابِح وَأما سعدُ بُلَع - فنجمانِ نَحْوٌ من سعدِ الذّابِح أَحدهمَا خَفِيٌّ جِدًّا وَهُوَ الَّذِي بَلَّعه أَي جَعَلَهُ بُلَع كَأَنَّهُ مُسْتَرِط قَالَ وَبَلغنِي أَنه سُمِّيَ بُلَع لِأَنَّهُ فِيمَا يَزْعمُونَ طَلَعَ حِين قَالَ الله {يَا أرضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} {هود 44} ولستُ أَدْرِي مَا هَذَا وَيُقَال لما بَين المَنَازِل الفُرَج والفُرْجَة الَّتِي بَين الثُرَيَّا والدَّبَرَان يُقَال لَهَا الضَّيِّقَةُ لضِيقِها قَالَ أَبُو عبيد هُوَ موضَعٌ نَحْسٌ وَأنْشد
(بضَيْقَةَ بينَ النَّجْم والدَّبَران ... )
أَبُو حنيفَة إِذا لم يَعْدِلِ القَمَرُ عَن منزلِهِ قيل كَالِحٌ ابْن دُرَيْد كُوَيُّ - نَجْمٌ من الأَنْوَاءِ ولي بِثَبَتٍ ...
3 - (البُرُوج)
صَاحب الْعين البُرْج من منَازِل الشَّمْس مَنْزِلَتانِ وثُلْثٌ وَمن منَازِل الْقَمَر والجمعُ أبراجٌ وبُرُوجٌ أَبُو حنيفَة هِيَ اثْنَا عشر بُرْجاً وَهُوَ الكَبْشُ ثمَّ الثَّوْرُ ثمَّ الجَوْزَاء - وَهِي الصُّورة ثمَّ السَّرَطَانُ ثمَّ الأَسَدُ ثمَّ السُّنْبُلة - وَهِي العَذْرَاء والميزانُ والعَقْرَبُ والقَوْسُ - وَهِي الصُّورة والرامي والجَدْيُ والدَّلْوُ والحُوتُ - وَهِي السَّمَكَةُ وأَما الْقوس فَإِن الكوكبَ الَّذِي يرى قومٌ أَن البُرْجَ سُمِّيَ بِهِ ويُشَبهونه بِصُورَة الْقوس تسميه العربُ القِلاَدَةَ والأُذحِيُّ وَالْكَوَاكِب المُلْتَفَّة الَّتِي يسميها قومٌ السُّنْبُلَةَ هِيَ عِنْد الْعَرَب هُلْبَةُ الأَسد والهُلْبة - هِيَ الجُمْعَةُ من الشَّعَر تكون على طَرَفِ ذَنَبِ الأَسَدِ ابْن دُرَيْد الجَدْيُ جَدْيَانِ أَحدهمَا الَّذِي تقدَّم ذِكْرُه وَالثَّانِي الَّذِي يَدُورُ مَعَ بَنَاتِ نَعْشٍ
3 - (الأنواء)
أَبُو حنيفَة ناءَ الكَوْكَبُ نَوْأً وتَنْوَاء ونَوْءُهُ - أولُ سُقُوطٍ يّدْرِكِه بالأُفُقِ بالغَداةِ قيل امِّحَاق الْكَوَاكِب بضوء الصُّبح قَالَ وَقد تكلم عُلَمَاء الْعَرَبيَّة فِي تَفْسِير النَّوْء فَقَالَ بعضُهم سمي نَوْءً الطُّلُوع الرقيبِ لَا لسُقوطِ الساقِطِ وَذهب إلىأن النَّوْءَ فِي اللُّغَة النُّهُوضِ وَلَو كَانَ هَذَا هَكَذَا لم تكن على الْعَرَب مؤنَةٌ أَن يَجْعَلُوا النائِيَ هُوَ(2/367)
الطالِعُ وَأَن يتْركُوا السُّقُوطَ وَقيل النَّوْءُ السُّقُوط والمَيَلاَنُ وَمِنْه قولُهم مَا سَاءَكَ ونَاءَكَ وَمَعْنَاهُ أنَاءَكَ فَأَلْقَى الألفَ لِلِاتِّبَاعِ فالنَّوْءُ على هَذَا التَّفْسِير من الأضداد وَلَو لم يكن النَّوْءُ إِلَّا النُّهُوض لَكَانَ لقَولهم نَاءَ النَّجْمُ وهُم يُرِيدُونَ سقط مَذْهَبٌ على طَرِيق التفاؤلِ كَأَنَّهُمْ كَرهُوا أَن يَقُولُوا سَقَطَ فَأَما من ذهب إِلَى أَن الْكَوْكَب يَنُوءُ ثمَّ يَسْقُطُ فَإِذا سَقَطَ فقد تَقَضَّى نَوْءُهُ ودَخَلَ نَوءُ الكوكَبِ الَّذِي بعده فَإِن تأويلَ النوء فِي قَول هَؤُلَاءِ هُوَ التأويلُ الْمَشْهُور الَّذِي لَا يُنَازَعُ فِيهِ لِأَن الْكَوْكَب إِذا سَقَطَ النجمُ الَّذِي بَين يَدَيْهِ أطلَّ على السُّقُوط وَكَانَ أشبَهَ شيءٍ حَالا بحالِ الناهِضِ وَلَا نُهُوضَ بِهِ حَتَّى يَسْقُط لِأَن الفَلك يَجْتَرّه إِلَى الغَوْر فَكَأَنَّهُ مُتَحَامِلٌ بِعِبءِ قد أثقَلَه وغَلَبَه فالنوءُ مَا بَيناهُ ويُجْمَع النَّوْءُ أنواءاً ونواءاً وَأما البَوَارِح فقد زعم قوم لَيْسَ لَهُم باللغة علم أَن البارِحَ ضَدُّ النَّوْءِ وَأَنه طُلوُع الرَّقِيب فَيَقُولُونَ بَرِحَ الكوكبُ طَلَعَ وَذَلِكَ غَلَطٌ وَإِنَّمَا البَوَارِحُ الرِّيَاح الصَّيْفية سميت بَوَارِح لِأَنَّهَا فِي السَّمُوم الَّتِي تَأتي من الشَّمَالِ وَقيل البارح شِدَّة الرّيح فِي البَرْدِ والسَّمُوم وَهُوَ مُذَكّر قَالَ وبعضُ الأنْوَاءِ أغْزَرُ عِنْدهم من بعض وأحْمَدُ فنَوْءُ الشَّرَطَيْن ثلاثُ ليالٍ وَهُوَ مَحْمُود مَذْكُور ونَوْءُ البُطَيْنِ كَذَلِك إِلَّا أَنه غير مَحْمُود وَلَا مَذْكُور ونَوْءُ الثُّرَيَّا خمسُ ليالٍ وَقيل سبعٌ وَهُوَ مَحْمُود مَشْهُور ونَوْءُ الدَّبَرانِ ثلاثُ ليالٍ وَقيل ليلةٌ وَهُوَ غير مَحْمُود ونَوءُ الهَقْعَة سَتُّ ليالٍ وَلَا يَذْكُرُونَ نَوْءَها إِلَّا بِنَوْءِ الجَوْزَاء والجوزاء مشهورةٌ بالنًّوْءِ مذكورةٌ والهَقْعَة رأسُها ونوءُ الهَنْعَةِ ثلاثُ ليالٍ وَهِي فِي نَوْء الجَوْزَاءِ وَلَا تَكَادث تُفْرَدث ونوءُ الذِّرَاع المقبوضة خمسُ ليالٍ وَقيل ثلاثٌ وَهُوَ أوَّلُ نَوءِ الأسدِ وَمَا بَين الهَنْعَة والغَفْرِ من الأَنْوَاءِ أسَدِيُّةٌ كلُّها ونوءُ الذِّرَاع محمودٌ عِنْدهم وَمن عَادَة الْعَرَب أَن تذكر مَعَ الذِّرَاع المقبوضةِ الذراعَ المبسوطةَ فَتَجْمَعَهُمَا مَعًا فِي النَّوْءِ وهما لَا تَنُوانِ مَعًا / وَلَا تَطْلُعَانِ أَيْضا مَعًا وَلَكِن لكثرةِ صُحْبَةِ إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى فِي الذّكر ونُوء النَّثْرة سبعٌ وَهُوَ من الأنواء المذكورةِ ونَوْءُ الطَّرْفِ سِتُّ قَالَ وَلم أسمع بِهِ مُفردا لغَلَبَة الْجَبْهَة عَلَيْهِ ونوءُ الجَبْهَة سبعٌ وَهُوَ مَشْهُور ونوءُ الزُّبْرة أربعٌ وقلما تُفْرَد لغَلَبَة الْجَبْهَة عَلَيْهَا ونوء الصَّرْفَةِ ثلاثٌ وَهُوَ داخلٌ فِي أنواءِ الأسدِ ونوءُ العَوَّاءِ ليلةٌ وَلَيْسَ من الأنْوَاءِ الْمَشْهُورَة ونوءُ السِّمَاك الأَعْزَلِ أربعُ وَهُوَ مَشْهُور مَذْكُور وَكَثِيرًا مَا يُذْكَرُ مَعَه السِّمَاك الرامحُ وَلَيْسَ يَنُوءُ مَعَهُ ولكنهما مُتَقَارِبَان فِي الطُّلُوع وَلَا خَيْرَ فِي الرَّامِح ونوءُ العَقْرب ثلاثٌ وَقيل ليلةٌ ونوءُ الزُّبَانِي ثلاثٌ ونوءُ الإكليل أربعٌ ونوءُ قَلْبِ العَقْرَبِ ليلةٌ وَهُوَ غير مَحْمُود ونوءُ الشولةِ ثلاثٌ وقَلَّما يّذْكَرُ هَؤُلاَء الأنجمُ بالأنواء وَرُبمَا ذُكِرَت الْعَقْرَب مُجْملةً ونوءُ النَّعَائِم ليلةٌ ونُوء البَلْدَةِ ثلاثٌ وَقيل ليلةٌ ونُوءُ سعد الذَّابِح ليلةٌ وقَلَّما يَذْكرونه ونُوء سعَد بُلَع ليلةٌ وَكَذَلِكَ نوءُ سعدِ السُّعود وَلَيْسَ بالمذكور ونوءُ سعدِ الأخْبِيةِ ليلةٌ ونوءُ الفَرْغ الأوَّل ثلاثُ لَيَال ونوءُ الفرغ الثَّانِي أربعٌ وهما من الأنواء الْمَذْكُورَة يُذْكَران بأسمائهما ويُجْمَعَان فِي جُمْلَة نُوءِ الدَّلْوِ ونوءُ الحُوتِ وَلَيْسَ بالمذكور يَغْلِبُ عَلَيْهِ مَا قبله وَمَا بعده فَلَا يُذْكَر وَإِنَّمَا جَعَلُوا لكل هَؤُلَاءِ النُّجُوم أنواءاً مَوْقُوتَة وَإِن لم يكن جميعُ فُصُول السّنة مَظِنَّةً للأمطار لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا وقتُ إِلَّا وَرُبمَا قد يكون فِيهِ الْمَطَر وَإِذا ذّكّرُوا البُروج بالأنواء وبالبَوَارح فقد يحْتَمل أَن يُرَاد جميعُ أنوائِه لِأَن البُرْج الواحدَ يَجْمَعُ عِدَّة أنواءٍ وَقد يجوز أَن يُراد بعضُ أنوائه وَلَيْسَ ذَلِك على قدر حَظه فِي قِسْمَةِ النَّازِل على البُرُوج لِأَن مِنْهَا ماأنواؤُه المنسوبةٌ إِلَيْهِ من حُظُوطِ غَيره من البُروج كالأسد أوَّلُ أنوائِهِ الذراعُ وَآخره السَّمَاكُ وَقد سَقَطَ بِهِ السَّرَطَانُ والسُّنْبُلَة والميزانُ فنُسِبَ أنواءُ حُظُوظِهما من المَنَازِلِ إِلَى الأسَدِ وَكَذَلِكَ العقربُ أولُ أنوائها من سمة الميزانِ وآخرُها من قسمةِ القوْسِ وآخرُ أنواءِ الَّدلْوِ من قِسْمَةِ الحُوتِ وَلم يَدْخُل فِي الجوزاء شيءٌ من غَيرهَا ويَزيد النَّوْءُ عِنْدهم غَزَارة(2/368)
فَإِن كَانَ مَحْمُودًا فَأن يُوَافِقَ آخِرَ الشُّهُور فَيكون فِي سِرَارِها وَقد يَحْمدُونَه أَيْضا أَن يكون فِي غُرَّة الشَّهْر قَالَ وَلَا أعْلَمَهُم حَمِدُوا المِحَاق فِي شَيْء إِلَّا فِي الأمطار وَإِذا نَاءَت النُّجُوم بغيرِ مَطَرٍ فقد خَوَتْ خَيَّا وخُوِيَّا وأخْوَتْ وأخْلَفَت فَإِن لم تُخْلِف قيل صَدَقَتْ وَمَا كَانَ فِيهَا من أمطارٍ وبَوَارِحَ فَهِيَ الهُيُوج الواحدُ هَيْجٌ.
3 - (ذكر أسجاع الْعَرَب فِي طُلُوع هَذِه النُّجُوم)
قَالَ أَبُو حنيفَة قَالَ فقيهُ الْعَرَب إِذا طَلَعَ النُّجْمُ فالحَرُّ فِي حَدْم والعُشْب فِي حَطْم والعاناتُ فِي كَدْم وَقيل إِذا طَلَعَ النُّجم اتَّقِي اللَّحْم وخِيفَ السُّقْم وجَرَى السَّرابُ على الأَكُم وَقيل إِذا طَلَعَ النَّجْمُ غُدَيَّة ابْتَغَى الراعِي شُكَيَّة وَقيل إِذا طَلَعَ النَّجْم غُدِيَّا ابْتغى الرَّاعِي سُقَيَّا وَقيل إِذا طَلَعَ النجمُ عِشاء ابتغَى الرَّاعِي كِسَاء وَقيل إِذا أمْسَى النَّجْم بقَبَل فشَهْرُ فَتىً وَشهر حَمَل وَإِذا أمْسَى النجمُ بِدُبَر فشهرُ نِتَاج وشهرُ مَطَر وَإِذا أمْسَتِ الثُّرَيَّا قِمَّة رَأس فَليلةُ فَتىً وليلةُ فاس وَمِمَّا يُقَال حُفِظَ من كَلَام لُقْمَان بن عادٍ إِذا أمْسَتِ الثُّرَيَّا قِمَّ رَأس فَفِي الدِّثَارِ فاخْنِس وعُظْمَاهَا فاحْدَس وأنْهَسْ بَنِيك وانْهَسْ وَإِن سُئِلْتَ فاعْبِس وَإِذا طَلَعَ الدَّبَرَان تَوَقَّدَتِ الحِزَّان واسْتَعَرَتِ الذِّبَّان ونَشَّت الغُدْران وَإِذا طَلِعَت الهَفْعَة تَقَوَّضَ الناسُ للقُلْعَة ورَجَعُوا عَن النُّجْعَة وأوْرَسَتِ الفَقَعَة وأرْدَفَتْها الهَنْعَة وَإِذا طلعت الجَوْزَاء توقَّدت المَعْزَاء وَكَنَسَتِ الظِّبَاء وعَرِقَت العِلْبَاء وطابَ الخِبَاء وَقيل طَلَعَت الجَوْزَاء ووافَى على عُود الحِرْبَاء وَإِذا طَلَعَت الذِّراع حَسَرَت الشمسُ القِنَاع وأشْعَلَتِ فِي الأُفُقِ السُّعَاعِ وتَرَقْرَقَ السَّرابُ بكلِّ قاع وَإِذا طَلَعَت الشِعْرَى نَشِفَ الثَّرَى وأجَنَ الصَّرَى وَجعل صاحِبُ النَّخْلِ يَرَى وَقيل إِذا طَلِعَت الشِّعْرَى سَفَراً وَلم تَرَ مَطَرَاً فَلَا تَغْذُوَنَّ إمَّرَةً وَلَا إمَّراً وأرْسل العُرَاضَات أثَراً يَبْغِينَكَ فِي الأَرْض مَعْمَرَا وَإِذا طَلعَت النَّثْرَة قَنَأَتِ البُسْرَة وجُنِيَ النَّخْلُ بُكْرَة وأوَتِ المواشِي حَجْرَه وَلم تَتْرُكْ فِي ذاتِ دَرٍّ قَطْرَة وَقيل إِذا طَلَعَت النَّثْرَة شَقَّحَتِ البُسْرَة وَإِذا طَلِعَت الصَّرْفَة بَكِرَت الخُرْفَة وكَثُرَت الطًّرْفَة وهانَتْ للضيفَ الكُلْفَة وَقيل إِذا طَلعَت النَّثرِة البُسْرَة وجُنِيَ النَّخْلُ بُكْرَة وأوَتِ المواشِي حَجْرَه وَلم تَتْرُك فِي ذاتِ دّرٍّ قَطْرَة - _ وَقيل إِذا طَلَعت النَّثْرَة شَقَّحَتِ البُسْرَة وَإِذا طَلِعَت الصَّرْفَة بَكِرَت الخّرْفَة وكّثُرَت الطُّرْفَة وهانَتْ للضيفِ الكُلْفَة وَقيل إِذا طَلِعَت الصَّرْفَة احتَالَ كلُّ ذِي حِرْفَة وَقيل اخْتَالَ كلُّ ذِي خُرْفَة وجَفَرَ كلُّ ذِي نُظْفَة وامْتِيزَ عَن الْمِيَاه زُلْفَة وَإِذا طلعتِ العُذْرَة فَعَكَّةُ بُكْرِة على أهلِ البَصْرَة وَلَيْسَ بعُمَانَ بُسْرَة وَلَا لأَكَّارٍ بهَا بَذْرَة وَقيل بُرّه وَإِذا طلعتِ الجَبْهَة تَحَانَّت الوّلَهَة وتَنَازَت السَّفَهَة وقَلَّتْ فِي الأَرْض الرَّفَهَةْ وَإِذا طَلَعَ سُهَيْل طابَ اللَّيْلُ وجَرَى النَّيْل وامْتَنَعَ القَيْل وللفَصِيلِ الوَيْلِ ورُفِعَ كَيْلٌ وَوُضِعَ كِيْل وَقيل
(إِذا سُهَيْل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ ... فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ)
وَإِذا طَلَعَتِ الخَرَاتَانِ أُكِلَتْ أُمُّ جِرذَان وَإِذا طلعت العَوَّاء ضُرِبَ الخِبَاء وطاب الهَوَاء وكُرِهَ العَرَاء وشَنَّنَ السَّقاء وَإِذا طَلَعَ السَّمَاك ذّهَبَتِ العِكَاكُ واسْتَفَاهَتِ الأّحْنَاكِ وقلَّ على الماءِ الِّكَاكِ وَإِذا طَلَعَ الغَفْرجاد القَطْر - _ وَقيل إِذا طَلَعَ الغَفْر اقْشَعَرَّ السَّقْر وتَرَبَّلَ النَّضْر وحَسُنَ فِي العَيْنِ الجَمْر وَإِذا طلعت الزُّبانَى أحدَثَتْ لكل ذِي عِيَالٍ شانًا ولكلِّ مَاشِيةٍ هَوَاناً وَقَالُوا كَانَ وَكَانَا أجْمَعَ لأَهْلِكَ وَلَا تَوَانَى وَإِذا طَلَعَ الإكْلِيل هَاجَت الفُحُول وَقيل هبَّت وشُمِّرَت الذُّيُول وتُخُوِّفَت السُّيُول وَإِذا طَلَعَ القَلْب جَاءَ الشِّتَاء كالكَلْبِ وصارَ أهْلُ الْوَادي فِي كَرْب وَلم تُمَكِّن الفَحْلَ إِلَّا ذَات ثَرْب وَإِذا طلع الهَّداران هَزَلَتْ السِّمَان واشْتَدَّ الزَّمَان ووَحْوَحَ الوِلْدان وَإِذا طَلعتِ الشَّوْلَة أعْجَلَتِ الشَّيْخَ البَوْلَهُ واشْتَدَّت على العِيَال العَوْلَه وَقيل شَتْوَهُ زَوْلَة وَإِذا طَلَعَ العَقْرَبُ جمَسَ المِذْنّب وقَرَّ(2/369)
الأشْيَب وَقيل قَرُبَ وَإِذا طلعت النَّعائم الْتَطَتِ الْبَهَائِم من الصَّقيع الدَّائِم وأيْقَظَ البَرْدُ كلَّ نَائِم وَقيل إِذا طالعت النَّعائم انْقَبَضت الْبَهَائِم من الصَّقيع الدَّائِم وخَلَصَ البَرْدُ إِلَى كلِّ نَائم وَقيل تَوَسَّفَتِ التَّهَائِم وَإِذا طَلَعَت البَلْدَة حمَّمَتِ الجَعْدَهْ وأُكِلَتِ القِشْدَة وَقيل للبرد اهْدَهْ وَقيل إِذا طلعت البَلْدَة زَعِلَت كلُّ تُلْدَه وَقيل عَلَتِ النَاس بَلْدَه وَإِذا طَلَعَ سَعْد الذابِح حَمَى أهْلَه النَّابِح ونَفَعَ أهلَه الرَّائحِ وتَصَبَّح السارِح وظَهَرَتْ فِي الحَيِّ الأنافِح وَقيل انْحَجَزَت الذَّوَابِح وَلم تَهْدَ النَّوابِح من الشِّتَاء البارِح وَإِذا طَلَعَ سَعْدُ بُلَعْ اقْتَحَمَ الرُّبَعْ وَلَحِقَ أهْلَهُ الهُبَع وصِيدَ المُرَعَ وَصَارَ فِي الأرضِ لُمَع وَقيل تَشكَّى كلُّ رُبَع وَإِذا طلع سعدُ السُّعود نَضِرَ العُود ولانَتِ الجُلُود وكَرِه النَّاس فِي الشَّمْس القُعُود وَإِذا طلع السَّعْد كَثُر الثَّعْد وَقيل إِذا طَلَعَ سعدُ السُّعُود ذابَ كلُّ جمُود واخْضَرَّ كل عُود وانْتَشَرَ كلُّ مَصْرُود وَإِذا طَلَعَ سعدُ الأَخْبِيَة زُمَّتِ الأسْقِيَة وتَدَلَّتْ الأحوِيَة وتَجَاوَرتِ الأبْنِيَة وَإِذا طَلعتِ الدلْو هِيبَ الجَزْو وأَنْسَلَ العَفْو وطَلَبَ الخِلْوُ الَّلهْوِ وَقيل إِذا طلعت الدَّلْو فالرَّبِيعُ والبَدْوُ والصَّيْفُ بَعْدَ الشَّتْوِ وَإِذا طلعت السَّمْكَة أمْكَنَت الحَرَكَة وتَعَلَّقَت الحَسَكة ونُصِبَتْ الشَّبَكَة وطابَ الزَّمَان للنَّسَكَة وَإِذا طلع الحُوت خَرَجَ الناسُ من البُيُوت وَإِذا طلع الشَّرَطَان اسْتَوى الزَّمَان وخَضِرَت الأغصان وتَوَاقَدَتِ الأسْنَان وتَهَادَتِ الجِيران وَقيل / هاقَ الزَّمان وباتَ الفَقِيرُ بكلِّ مَكَان وَقيل طلَعَ الشَّرَطَان وأُلْقِيَت الأوْتَاد فِي الأغْصَان وَقيل طَلَعَتِ الأَشْرَاط ونَقَصَتِ الأَنْباط وَإِذا طَلَعَ البُطَيْن اقْتُضَى الدَّيْن وظَهَرَ الزَّيْن واقْتُفِي بالعَطَاءِ والقَيْنِ
3 - (التَّفْسِير)
الحَدْسُ الصَّرْعُ حَدَسَ بِنَاقَتِهِ فَوَجَأ فِي سَبَلَتِها إِذا أنَاخَها فَوَجَأَ فِي نَحْرِها وَقَوله حَسَرَتِ الشمسُ القِناع وَإِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ وَالْمعْنَى أَنَّهَا لم تَدَعْ غَايَةً فِي الذُكُوِّ وَيُقَال للشمس إِذا اشتدَّ حرهَا وَلم يَحُل من دون شُعاعها شيءٌ انْصَلَعَت واليومُ الشَّدِيدُ وَقع الشَّمْس أصْلَعُ والعِلْبَاء مُذَكّر فأُنِّثَ هَهُنَا على الْغَلَط والتشبيه بِمَا همزتُه للتأنيث والأَمَّرُ الصَّغِير من أَوْلَاد الضَّأْن وَالْأُنْثَى إِمَّرَةٌ وَقيل هُوَ من السَّائِمَة كلهَا والعُرَاضَات العِرَاضُ الواحدةُ عُرَاضَةٌ يَعْنِي الإبلَ لِأَن آثَار أخفافها فِي الأَرْض عِرَاضٌ والمَعْمَر المَعاشُ وَقد ظن قومٌ أَن الساجِعَ أَرَادَ طلوعَ الشِّعْرَى بالغَدَاة وَقد أخطؤا فِي ذَلِك وَقد حَكَاهُ من لَا أَثِق بِهِ عَن مُؤَرِّج فَإِن كَانَ صَدَقَ فَإِن مُؤَرِّجِاً إِذا كَانَ قَلِيل الْمعرفَة بِهَذَا الفَنِّ، قَالَ المتعقب ثمَّ نصر قَوْله وَبَين غلط مؤرج فَأصَاب فِيمَا بَين وَلكنه أُتِيَ من حيثُ أَمِنَ قد غَلِطَ هُوَ أَيْضا فِي أَلْفَاظ هَذَا السجع وَفِي تَفْسِيره لِأَنَّهُ قَالَ فَأَما تَفْسِير الْكَلَام الَّذِي فِي هَذَا السجع فَإِنَّهُ يَقُول إِذا أخْطَأ الوَسْمِيُّ فَلم يَقَع لَهُ مَطَرٌ فأسِيء الظَنَّ بسَنَتِك وَلَا تَتَشَاغَل بالغنم وَلَكِن اظْعَنْ عَن دارِك واطْلُب بِالْإِبِلِ دَارا قد غاثَها اللَّهُ بغَيْث فانْجُ إِلَيْهَا والعُرَاضَاتِ أثرا هِيَ الإبلُ والمَعْمَر الْمنزل بدار معاش والأمَّرُ الذَّكَرُ من أَوْلَاد الضَّأْن وَالْأُنْثَى إمَّرَةٌ وَإِنَّمَا خَصَّ الضأنَ بالذَّكر وَإِن كَانَ أَرَادَ جَمِيع الغَنَم لِأَنَّهَا أعجزُ عَن الطَّلَب من المَعِز والمَعَزُ تُدْرِكُ مَا لَا تُدْرِكُ الضأنُ، فَأَما مَا حكيناه من غلطه فِي الرِّوَايَة فَإِن أَبَا عَمْرو وَقَالَ إِذا طَلَعَت الشِّعْرَى سَفَراً وَلم تَرَ فِيهَا مَطَراً فَلَا تُلْحَق فِيهَا إمَّرَةٌ وَلَا إمَّرا وَلَا سُقَيْباً ذَكَراً وَأما غلطه فِي التَّفْسِير فَإِنَّهُمَا قَالَا جَمِيعًا فِي تَفْسِيره وَقد قَالَه غَيرهمَا الإمَّرةُ الرجل الَّذِي لَا عقل لَهُ إلاَّ مَا أمَرْتَه بِهِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو لَا تُرْسِل فِي إبْلِكَ رجلا لَا عقل لَهُ يدبرها والإِمَّرُ والإِمَّرَةُ أَيْضا من الضان كَمَا ذَكَرَ إِلَّا أَن الْمُسْتَعْمل هَهُنَا / مَا حكيناه قَالَ وَلَعَلَّه لَو غَطَّى على الشَّيْخ مؤرج لأعفاه اللَّهُ من تَكَشُّفِنا أَبُو حنيفَة وحَجْرة - ناحيةٌ والعُكَّة بالَصْرة - كَرْبٌ يُصِبهم أَيَّام شدَّة الْحر فِي وَجه الصُّبح مَعَه نَدّى يَكاد يأخُذُ بالأَنْفَاسِ والوَلَهَةُ - جمعُ والِهٍ وَهِي الَّتِي قد فَقَدَتْ ولَدَها فقد كادَ لَبَنُها يَذْهَب جَزَعَاً والرُّفْهَةُ - وَاحِدَة الرُّفَهِ وَهُوَ مَا بَقِي فِي المَدَاوِس من التَّين بعد إِخْرَاج الحبِّ مِنْهُ وحَذَا من الحُذَيَا - وَهُوَ مَا وَهَبَتْ للْإنْسَان من كَرَامَة أَو بِرٍّ والقَيْلُ(2/370)
من القائِلة وَهِي النَّوْمة فِي الظَّهيرة وَقيل هِيَ الشَّرْبَة يَشْرَبُها الإنسانُ فِي ذَلِك الْوَقْت والامْتِياز - التَّنَحي والزّلْفَة - أدنى مَنْزِلَةْ وتَشْنِينُ السَّقَاءِ - بَرْدُه والماءُ الشُّنان الباردُ وكلُّ سِقَاء أخْلَقَ فَهُوَ شَنَّ واسْتِفَاهَةُ الأحْنَاكِ - شَهْوَةُ الطَّعَامِ واللِّكَاكُ - التَّزَاحُم والتَّدافُع وَوَحْوَحَةُ الوِلْدَان - حكايةٌ أصواتِهم إِذا قالتْ أحْ أحْ من الْبرد والزَّوْلَة - المُمْكَرَة وجَمَسَ - جَمَدَ والأَشْيَبُ - الثَّلْجُ والجَلِيد وتَوَسُّف التَّهَائِم - تَقَشُّر وجهِ الأَرْض من شدَّة الْبرد وتَحْميم الجَعْدَة - أَن ترَاهَا قد هَمَّت بالاطَلاع كَمَا يُحَمَمُ وجْهُ الغُلام إِذا هَمَّ بالبُقُول وَقَوله زَعِلَت كلُّ تُلْدة - التُّلْدَة تَلادُ المَال والزَّعَلُ - النَّشَاطُ يَعْنِي الْمَوَاشِي أَنَّهَا تَنْشَطُ فِي هَذَا الْوَقْت والتُّلْدَة من التَّلِيد واقْتِحَامُ الرُّبَع - إسراعُه فِي عَدْوِهِ لِأَنَّهُ قد قَوِيَ والأنْبَاط - الْمِيَاه المُظْهَرَةُ من الأَرْض نَحْو الْآبَار والقُنِيِّ الواحدُ نَبَطٌ وكلُّ مَا أنْبَطَتْهُ فَهُوَ نَبَطٌ والاقْتَفاء - الْكَرَامَة واللُّطف وَمَا ألطَفْتَ بِهِ الإنسانَ وأتْحفْتَهُ فَهُوَ القَفِيَّةُ وَقَوله الجَزْوُ - يَعْنِي الاجْتِزاءُ بالرُّطْبِ عَن المَاء واصلُه الجِزْءُ وَلكنه أبدل الْهمزَة واوا اعتباطاً لغير عِلّة لمُزَاوَجَةِ الدَّلْوِ ومِثْلُه كثيرٌ فِي اللُّغَة والنحو فَتَفَهَّمَه
3 - (صفة الشَّمْس وأسماؤها)
غير وَاحِد شَمْسُ وشُمُوسٌ وَقَالُوا عَبْد شَمْسٍ فَصَارَت معرفَة فِي حَال الْإِضَافَة وَلَيْسَ أحد يَقُول هَذِه شَمْسٌ فيجعَلَها معرفَة بِغَيْر ألف وَلَام وَلِهَذَا الضَّرْب نَظَائِر قد أبانَها سِيبَوَيْهٍ ابْن جني فَأَما قَول الهُذَلِي ( ... لما عَرَّفنا أَنهم آثارُنَا ... قُلْنَا وَشَمْسَ لنّخْضِبَنَّهُم دَماً)
فَإِذا أَرَادَ هَذَا الصَّنَم الْمُسَمّى بشمس وَيكون هَذَا الصَّنَم مُعْتَقداً فِيهِ التَّأْنِيث كتأنيث اللات والعُزَّى فَلذَلِك لم يصرف شمس ابْن السّكيت شَمِسَ يومُنا وشَمَسَ يَشْمُسُ ويَشْمِسُ شُمُوساً ابْن دُرَيْد أشْمَسَ كَشَمِسَ صَاحب الْعين وَيَوْم شامِسٌ - واضحٌ وتَشَمَّسَ الرجُلُ - قَعَدَ فِي الشَّمْس ابْن السّكيت يُقَال للشمس ذُكَاء وَيُقَال قد آضَتْ ذُكَاء وانْتَشَر الرِّعَاء وَإِنَّمَا اشْتُقَّ من ذُكُو النَّار وَهُوَ تَلَهُّبُها وَأنْشد ( ... فّتَذّكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَمَا ... ألْقَت ذُكَاء يَميِنِها فِي كَافِرِ)
قَوْله فَتذَكَّرَا - يَعْنِي ظَلِيماً ونَعَامَةً والثَّقَلُ - بيضُهما والرَّثِيدُ والرَّثّدُ - المَنْضود رَثَدْتُه رَثْداً وَمِنْه اشْتٌقَّ مَرْثَدٌ وَيُقَال تركتُ فلَانا مُرْتَثِداً - أَيْن ناضَداً مَتَاعَهُ وَقَوله ألْقَت ذُكَاءُ يَمينِها فِي كَافِر - أَي بَدَأْتْ فِي المَغيبِ وَالْكَافِر - الليلُ لِأَنَّهُ يُوَاري كلَّ شيءٍ وَمِنْه كَفَر فَوْقَ دَرْعِهِ بِثَوْبِهِ وابنُ ذُكاء الصُّبُح وَأنْشد ( ... فَوَرَدَتْ قَبْلَ انْبِلاَجِ الفَجْرِ ... وابنُ ذُكَاءَ كَامِنٌ فِي كَفْرِ)
وَيُقَال لَهَا إلاَهَةُ والالاهَةُ مثل فعالة وَأنْشد ( ... تَرَوَّحْنَا من اللَّعْبَاءِ قَصْراً ... وأعْجَلْنَا الاِلاَهَةَ أنَ تَؤُبا)
قَالَ الْفَارِسِي سَمُوها إلاهَةً على نَحْو تَعْظِيمهم لَهَا وعبادتهم إِيَّاهَا وعَلى ذَلِك نَهَاهُم اللهُ عز وَجل عَن عبادتها وأمَرَهُم بالتَّوجُّه فِي الْعِبَادَة إِلَيْهِ دون مَا خَلَقَهُ وأوْجَدَهُ بعد أَن لم يكن فَقَالَ(2/371)
{وَمِن آياتِه الليلُ والنهارُ والشَّمسُ والقَمَر لَا تَسْجُدوا للشّمْسِ وَلَا لِلْقَمِرِ واسْجُدوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ} {فصلت 37} ويَدُلُّكَ على مَا ذَكَرْنَا من مَذْهبِ العربِ فِي تسميتهم للشمس إلاهة مَا حَكَاهُ أحمدُ بن يحي من أَنهم يُسَمُّونَها إلاهة غيرض مَصْرُوف فقوَّى ذَلِك أَنه منقولٌ إذْ كَانَ مَخْصُوصًا وَأكْثر الْأَسْمَاء المختصةِ الْأَعْلَام منقولةٌ نَحْو زيد وَأسد وَمَا يَكْثُر تَعْدَادُه من ذَلِك فَكَذَلِك إلاهةُ تكون منقولةٌ من الاِلاَهَةِ الَّتِي هِيَ الْعِبَادَة لما ذكرنَا وَأنْشد الْبَيْت ( ... وأعْجلْنا إلاهَةَ أَن تَؤُبَا ... )
غَيره مَصْرُوف بِلَا ألف وَلَام وَقد جَاءَ على هَذَا الحدّ غيرُ شئٍ قَالَ أَبُو زيد لَقيتُه النَّدَرَى ونَدَرَى وفَيْنَة والفَيْنة بعد الفَيْنة وَفِي التَّنْزِيل {وَلَا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً} {نوح 23} وَأنْشد ( ... أما ودِمَاء لَا تَزَالُ كأنَّها ... على قُمَّة العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَمَا)
فَهَذَا مَثْلُ مَا ذكرنَا من إلاهة والاِلاَهَة فِي دخولِ لَام المعرفةِ الاسْمَ مَرَّةً وسُقُوطِها أُخْرى ابْن دُرَيْد وَهِي الالَيهَةُ ابْن السّكيت الضِّحُّ الشَّمْسُ نَفْسُها يُقَال جَاءَ بالضَّحِّ والرِّيحِ - إِذا جَاءَ بالشَّيْء الْكثير أَي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ والضَّحُّ - قَرْنُ الشمسِ يُصِيبُكَ وكلُّ شَيْء أصابتْه فَهُوَ ضَحُّ يُقَال ضَحِيتُ للشمسِ - إِذا ظَهَرْتَ لَهَا وَبَرَزْت وَأنْشد ( ... رَأَتْ رَجُلاً أما إِذا الشمسُ عَارَضَتْ ... فَيَضْحى وَأما بالعَشِيِّ فَيَخْضَرُ)
قَالَ ونَظَر ابنُ عُمَرٍ إِلَى مُحْرِم قد اسْتَظَلَّ فَقَالَ اضْحَ لَمَن أحْرَمْتَ لَهُ _ أَيْن أظْهِر وَمِنْه أرضٌ ضَاحِيَةٌ - إِذا اتَّسَعَت وانْفَرَجَت عَنْهَا الجِبَالُ وَمِنْه ضَوَاحِي الرُّوم وَهُوَ مَا بَرَزَ من بلادِهم الْفَارِسِي لَيْسَ ضَحِيْتُ من الضَّحُّ ذَلِك ثنائي وَهَذَا معتل وَإِنَّمَا الضُّحِيُّ الظُّهُور والبُرُوز إِلَى الشَّيْء وَقد ضَحِيتُ ضُحُوَّاً وضُحِيَّا - بَرَزْتُ للشمس واسْتَضْحَيْتُ للشمس - قَعَدْتُ عندَها فِي الشتَاء خاصَّةً صَاحب الْعين الضِّحُّ - ضَوْءُ الشمسِ إِذا تمكن من الأرضِ وَقيل هُوَ ضَوْءُها عامَّةً والضِّحُّ - الأرضُ البَرازُ مِنْهُ والضِّيحُ لغةٌ فِي الضِّحِّ من الشَّمْس عليّ أُرَى الضِّيحَ من مُحَوَّلِ التَّضْعِيف وَإِن كَانَ ذَلِك أَكْثَره فِي اللَّام نَحْو تَظَنَّيْتُ وتَقَضَّيْتُ وَسَيَأْتِي ذَلِك صَاحب الْعين الضَّحَاءُ مَمْدود الشمسُ ابْن السّكيت وَيُقَال للشمس الجَوْنَة - سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا تَسْوَدُّ حِين تَغِيبُ والجَوْنُ الأسْوَدُ والأبيضُ قَالَ وعَرَضَ أّنَيْسُ الجَرْمِيُّ على الحَجَّاج دِرْعَ حَدِيدٍ وَكَانَت صَافِيَة فَجَعَلَ لَا يَرَى صفَاءَها فَقَالَ أّنَيْسٌ أَن الشَّمْس جَوْنَةٌ - أَي شدِيدةُ الضَّوْءِ فقد غَلَبَ ضَوْءُها بياضَ الدَّرْع وَأنْشد ( ... يُبَادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُبا ... وحاجِبَ الجَوْنَةِ أَن يَغِيبَا)
الأثْآرُ جمع ثَأْرٍ صَاحب الْعين الجَوْنَةُ - عينُ الشمسِ ثَعْلَب الشمسُ جَوْنَةٌ بَيِّنَةُ الجُونَةِ حَكَاهَا عَن الفَرَّاء ابْن السّكيت يقالُ لَهَا الْجَارِيَة سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا تَجْرِي من المَشْرِق إِلَى الْمغرب وَيُقَال لَهَا الغَزَالة أَيْضا وَأنْشد فِي ذَلِك ( ... تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الغَزَالَةِ بَعْدَمَا ... تَرِشَّفْنَ دِرَّاتِ الرِّهَامِ الرَّكَائِكِ)(2/372)
أَبُو عبيد الغَزَالَةُ - الشمسُ إِذا ارْتَفَعَ النَّهَارُ الْأَصْمَعِي غَزَالاَتُ الضُّحى أوائِلُها أَبُو زيد هِيَ بَعْدَمَا تَنْبَسَطُ الشَّمْس وتَضْحَى إِلَى قَرِيب من خُمْسَي النَّهَار قَالَ ابْن دُرَيْد قَالَ الْأَصْمَعِي لَيست الغزالةُ الشمسَ بعيْنِها لَكِنَّهَا وَقت طُلُوع الشَّمْس واحْتَجَّ بِبَيْت ذِي الرمة ( ... وأشْرَفْتُ الغَزَالَةَ رأسَ حُزْوَى ... أُرَاقِبُهُم وَمَا أُغْنِي قِبَالاً)
وَيُقَال طلعتِ الغزالةُ وَلَا يُقَال غابَتْ وَقَالَ أَبُو بكر مَرَّةَ هِيَ الشمسُ عِنْد طُلُوعهَا صَاحب الْعين الغَزَالَةُ - عَيْن الشَّمْس ابْن السّكيت وَيُقَال للشمسُ السِّراج والبيضاءُ ويُوحُ لَا تُجْرَى ومَهَاة وَأنْشد ( ... ثُمَّ يَجْلُو الظَّلاَمَ ربٌّ رحيمٌ ... بمهاةٍ شُعاعها مَنْشُورُ)
عَليّ مَهاة هُنَا معرفةٌ وَإِنَّمَا احتاجَ إِلَى صرفهَا لِأَن بَين نون فَعِلاتن وسين مستفعلن مُعَاقَبَةً وَقد سقَطَتْ سين مستفعلن فِي قَوْله شُعاعها وَهُوَ مفاعلن فَلذَلِك صرف مَهاة وَالْجُمْلَة فِي ذَلِك حالُ وَيُقَال لَهَا بِرَاح مثل قَطَام أَبُو حنيفَة بِرَاح \ وبَرَاحُ السيرافي وَمن أسمائها حَنَاذِ من الحَنْذِ وَهُوَ الشيئُ ابْن السّكيت وَيُقَال لَهَا إِذا لم تكن مُتَجَلِّبَةً حَسَنَة مَرِيضَةٌ وَيُقَال لضوءِ الشَّمْسِ والإيَا إِذا فُتَحَ مُدَّ وَإِذا كُسِرَ قُصِرَ وَأنْشد ( ... لاقَى إيَّاها الأَيَاءُ فاثْتَلَقَا ... )
أَبُو عبيد أيَاةُ الشمسِ - ضَوْءُها الْفَارِسِي أيَاةٌ وأيَا كَحَصَاةٍ وحصَى قَالَ الْفَارِسِي أَقُول فِي ألف إيَا إِنَّهَا منقلبة عَن الْيَاء وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّهَا لَا تَخْلُو من أَن تكون من الْيَاء أَو من الْوَاو فَالَّذِي يدل على أَنَّهَا من الْيَاء دون الْوَاو أَن الْوَاو لَا تكون لاماً وَالْعين يَاء فِي شَيْء من كَلَامهم فَأَما حَيَاة وحَيَوَان فالواو عندنَا منقلبة من الْيَاء فَإِذا لم يجز انقلابُها عَن الْوَاو ثَبت أَنَّهَا من الْيَاء، فَإِن قلت مَا تنكر أَن تكون الْيَاء منقلبة عَن الْوَاو لانكسار مَا قبلهَا وَإِذا جَازَ أَن تكون الْعين واواً جَازَ أَن تكون الْكَلِمَة من بَاب قُوَّة، فَالْجَوَاب أَن الْعين يَاء لَا غير وَلَو كَانَت واواً لصحت كَمَا صحَّ عَوَضٌ وعَوَج وَنَحْوه والهمزة فِي قَول من مَدَّ منقلبة عَن الْيَاء صَاحب الْعين الشُّعَاع - ضوءُ الشَّمْس الَّذِي ترَاهُ كَأَنَّهُ الحِبال مُقْبِلَةً عَلَيْك إِذا نَظَرْتَ لَهَا وَقيل هُوَ الَّذِي تَراه مُمْتَدّاً كالرِّمَاح بُعَيْدَ الطُّلُوع والجمعُ أشِعَّةٌ وشُعُعٌ وَقد أشَعَّتْ - نَشَرَتْ شُعَاعَها وَأنْشد ( ... إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتَاهَا ... كإشْعَاعِ الغَزَالَةِ فِي الضَّحَاءِ)
أَبُو حنيفَة هُوَ الشُّعَاعُ والشُّعَاعَةُ والشُّعُّ ابْن السّكيت وَيُقَال لِدَارَتِها الطُّفَاوَةُ أَبُو حنيفَة النَّدْأَةُ - دَارَةٌ رُبمَا رَأَيْتهَا مُحِيطة بالشمس وَقيل هِيَ الحُمْرة العارَضة فِي مَطْلَع الشَّمْس ومَغْرِبها إِذا عَرَضَتْ وَقيل هُوَ قَوْسً المُزْنِ ابْن السّكيت هِيَ النَّدْأَة والنُّدْأة أَبُو حنيفَة لُعَاب الشَّمْس - الَّذِي ترَاهُ فِي شَدَّة الحَرِّ يَبْرُق مِثْل نَسْجِ العَنْكَبُوت أَو السراب فَيَحْدِرُ من السَّمَاء وَإِنَّمَا يُرَى ذَلِك من شِدَّة الحَرِّ وسُكُونِ الرِّيحِ وانشد ( ... وذَابَ للشمسِ لُعَابٌ فَنَزَلْ ... وقَامَ مِيزانُ النَّهَارِ فاعْتَدَلْ)
أَبُو عبيد وَهُوَ السَّهَامُ ومُخَاطُ الشَّيْطَان أَبُو حنيفَة وَهُوَ الغَفْرُ والسُّمَّيٍهَى وعَبُهَا وَبِه سُمِّيَ عبُ الشَّمْسِ بَطْنٌ من بني تَمِيم الْفَارِسِي عبُ الشمسِ على مِثَال يَدُ الشَّمْس وعَبُشَّمْس هُوَ الصَّحِيح وَهُوَ من نادِر الإدْغام وَحكى ابْن الرُّمَّانِيِّ عبُّ الشَّمْس الْفَارِسِي وَهَذَا مِمَّا تَعَرَّفَ فِي حَيِّز الْإِضَافَة وَلم يَكُ قبلَ ذَلِك معرفَة وَهُوَ من بَاب قَيْس قُفَّة قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب الألقاب عِنْد ذكر قَيس قُفَّة فِي حَيِّزِّ تَلْقِيب المُفْرَد بالمفرد وَنَظِير ذَلِك أَنه لَيْسَ أحدٌ من الْعَرَب يَقُول هَذِه شمس فيجعلها معرفَة بِغَيْر ألف وَلَام فَإِذا قالو عَبْدَ شَمْسٍ(2/373)
فكلهم يَجْعَلَها معرفَة وَقد أوْمَأتُ إِلَى هَذَا التَّعْلِيل فِي أول الْبَاب غَيره والخَيْتَعُورُ - مَا يَنْزِلُ من الهَوَاء أبيضَ كالخُيُوطِ أَو كَنَسْجِ العَنْكَبُوتِ والدُّنْيَا خَيْتَعُورٌ من ذَلِك وَأَصله الخِدَاعُ صَاحب الْعين ريقُ الشيطانِ لُعَاب الشَّمْس ابْن دُرَيْد السُّعْرُور والسُّعْرُورَةُ والسِّعْرَارُ والسِّعْرَارةُ - مَا يَدْخُل الكَوَّة من شُعَاع الشَّمْس وَمن الصُّبح ابْن السّكيت قُرُون الشَّمْسِ نَوَاحِها واحِدُها قَرْنٌ أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ حواجِبُها ابْن السّكيت عَيْنُ الشَّمْسِ - وَجْهُهَا ورأسُها أَبُو حنيفَة العَيْنُ - اسمٌ لَهَا صَاحب الْعين الصَّيْخَدُ - عَيْنِ الشَّمْسِ ابْن السّكيت الشَّرَقُ والشَّرِقَةُ - الشَّمْس يُقَال طَلَعَتِ الشَّرْقُ وَلَا يُقَال غابضت الشَّرْقُ وشَرْقَةُ الشَّمْس - موقِعُها فِي الشتَاء ودِفْؤُها وَأما فِي القَيْظِ فَلَا شَرْقَة لَهَا يُقَال أقْعُد فِي الشَّرْقِ والشَّرْقَةِ والمَشْرِقَةِ والمَشْرَقَةِ والمَشْرُقَةِ وَأنْشد ( ... تُرِيدينُ الفِرَاقَ وأنْتِ عِنْدِي ... بِعَيْشٍ مِثْلِ مَشْرَقَةِ الشَّمَالِ)
السيرافي وَيُقَال للشمس أَيْضا الشَّرَقُ بِفَتْح الرَّاء وَأنْشد ( ... لَيْسَ بمُغْنٍ مِنْهُ دَفءٌ وشَرَقْ ... )
ابْن جني وَهُوَ الشَّارِقُ والشَّرِيقُ أَبُو عبيد إِنَّمَا قيل للعِيد المُشَرَّقُ لِأَن الصلاةَ فِيهِ بعد الشَّرْقَةِ ابْن قُتَيْبَة مَشْرِقُ البابِ - مَدْخَلُ الشمسِ فِيهِ السيرافي المِشْرِيق - المَشْرُقَةُ ابْن دُرَيْد الوَهَرُ - تَوَهُّج وَقْع الشَّمْس على الأَرْض حَتَّى ترى لَهُ اضْطِرَاباً كالبُخَار يَمَانِيَةٌ وَيُقَال للضوء الَّذِي يَدْخُلُ من الكِوَاء إِلَى الْبيُوت شَرْطٌ باطِلٌ وَهُوَ أصَحُّ صَاحب الْعين عَلاَكُ الشَّمْس - الَّذِي ترَاهُ كَأَنَّهُ خَيْطٌ إِذا نَظَرتَ إِلَيْهِ وَالْجمع أعْلاَطً والهَيُول كالسِّعْرَارِ رُومِيَّةٌ أَو عِبْرانِيَّةٌ وَهُوَ أبْلَجُ وَقَالَ شَوَّدَتِ الشَّمْس - ارتفَعَتْ
3 - (بَاب طُلُوع الشَّمْس وكسوفها وغروبها)
صَاحب الْعين طَلَعَتِ الشمسُ تَطْلُع طُلُوعاً ومَطْلَعاً وَهُوَ الْقيَاس والكسرُ نادرٌ وَلِهَذَا بابٌ سنأتي عَلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالُوا آتِيكَ كلَّ يومٍ طَلَعَتْهُ الشَّمْس - أَي طَلَعَتْ فِيهِ صَاحب الْعين طِلاَعُ الأرضِ - مَا طَلَعَتْ عله الشمسُ مِنْهَا ابْن السّكيت ذَرَّتِ الشمسُ - تَذُرُّ / ذُرُوراً طَلَعَتْ وَأنْشد
(صُورةُ الشمسِ على صُورَتِها ... كُلَّما تَغْرُبُ شَمْسٌ أَو تَذُرَ)
أَبُو عبيد بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغ - طَلَعَتْ صَاحب الْعين بَزْغاً أَبُو حنيفَة وبُزُوغاً وَقَالَ شَرَقَتْ تَشْرُقُ شُرُوقاً - طَلَعَتْ ابْن السّكيت المَشْرِقُ والمَشْرَقُ - المَطْلَعُ أَبُو حنيفَة فَأَما إشْرَاقُها فانْبِسَاطُها وارتفاعُها وخُلُوص ضَوْئِها ابْن السّكيت آتِيكَ كُلَّ شارِقٍ - أَي كلَّ يَوْم طَلَعَتْ فِيهِ الشمسُ ابْن دُرَيْد الشارِقُ - قَرْنُ الشَّمْس شَرِقَت بِالْكَسْرِ دَنَتْ للغُرُوب ابْن دُرَيْد طَلِعَت الشَّمْس فِي خِرْشَاء - أَي غُبْرةٍ أَبُو حَاتِم كَسَفَتِ الشمسُ وَلَا يُقَال انْكَسَفَت أَبُو زيد كَسَفَتِ الشَّمْس - اسْوَدَّت وكَسَفَهَا اللهُ صَاحب الْعين وَبَعْضهمْ يقوم انْكَسَفَت وَهُوَ خطأ ابْن السّكيت كَسَفَت تَكْسِفُ كُسُوفاً وكُسِفَت - ذَهَبَ ضَوْءُها وَكَذَلِكَ خَسَفَتْ تَخْسِفُ خُسُوفاً وخَسَفَهَا اللهُ وَكَذَلِكَ القَمَرُ وَقيل كُوِّرَت الشمسُ - ذَهَبَ ضَوْءُها وَقيل معنى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ ابْن دُرَيْد كَمِهَ النهارُ - اعْتَرَضَتْ فِي شَمْسِه غُبْرة أَبُو عبيد دَنَّقَتِ الشمسُ - دَنَتْ للغُروب قَالَ أَبُو عَليّ أُرَى أَنه من الدَّانِقِ شُبِّهَتْ بِهِ لاسْتَدَارةِ جِرْمِها وصِغَرِها عِنْد الغُروب أَبُو عبيد ضَيَّفَتْ وتَضَيَّفَتْ وَضَافَتْ ضَيْفاً كَذَلِك الْفَارِسِي هُوَ من تَضَايِفُ الشيءِ وَهُوَ تَدانِيه وتَقَابُلُ أقْطَارِه وَأنْشد(2/374)
(يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشتَكِي الأظَلاَّ ... إِذا تَضَايَقْنَ عَلَيْهِ انْسَلاَّ)
يَعْنِي إِذا صِرْنَ قَرِيباً مِنْهُ وَمِنْه الحَدِيث نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّلَاة إِذا تَضَيَّفَت الشمسُ للغُروبِ وأصلُ هَذِه الْكَلِمَة المَيْلُ أَبُو عبيد ضَرَّعَتْ مثْلُه الْفَارِسِي هُوَ من الضَّرعَ - وَهُوَ وَلَدُ البَقَرةِ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ أَبُو عبيد زَبَّت وأَزَبَّتْ كَذَلِك الْفَارِسِي هُوَ من الزَّبَبِ - وَهُوَ كَثْرَة الشَّعَر فِي الذِّراعَيْن والساقَيْن فنُرَى أَن مَا داناها من اللُّيْلِ غَطَّاها كَمَا يُغَطَّى الشَّعَرُ العِضْوَ ابْن السّكيت ضَرَّعَتْ وزَبَّتْ وأزَبَّت - غَابَتْ أَبُو حنيفَة رَسَبَتْ وَقَسَبَتْ كَذَلِك الْفَارِسِي هُوَ من قَسِيب المَاء وَهُوَ صَوْتُه عِنْد اشتدادِ جَرْيِهِ / وَذَلِكَ أَن الشمسَ أجْرِى مَا تكونُ عِنْد الغُروب ابْن السّكيت دَلَكَتْ الشمسُ دُلُوكاً - وَهِي دَالِكٌ - اصْفَرَّت عِنْدَ مَغِيبها وَقيل دُلُوكُها حِينَ تَزُولث عَن كَبِدِ السَّمَاء وَهُوَ مَيْلُها وَأنْشد
(هَذَا مَقَامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... أليَوْمَ حَتًّى دَلَكَتْ بَرَاحِ)
يُرِيد أَنه إِذا نَظَرَ إِلَيْهَا عِنْد غُيوبها وَضَعَ يَدَه على جَبينه يَتَّقِي شُعَاعها ابْن دُرَيْد الدَّلَكُ - وَقْتُ دُلوك الشَّمْس أَبُو حنيفَة الغِشَاشُ - دُنُوُّ الشَّمْس للمَغِيبِ أَبُو حنيفَة دَحَضَتِ الشمسُ تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً - زالتْ وأدْحَضْتُه ودَحَضْتُه - دَفَعْتُه والزَّيْغُ والعُدُولُ والزَّوَالُ سَواءٌ زَاغَتْ زَيْغاً وعَدَلَتْ تَعْدِلُ عُدُولاً وزَالَتْ زَوَالاً وَزُؤُولاً ابْن دُرَيْد الشمسُ صَغْوَاءُ - إِذا مالَتْ فِي الغَرْبِ أَبُو زيد غَابَتِ الشمسُ غِياباً ومَغِيباً وغَيْبُوبَةً سِيبَوَيْهٍ وغُيوُباً أَبُو زيد أغْيَبْنَا - دَخَلْنَا فِي المَغِيبِ وَقَالَ أَتَانَا على غَيْبَةِ الشَّمْسِ مقلوبٌ عَن غَيْبَتِها ابْن السّكيت وَجَبَتِ الشمسُ وُجُوباً - غابتْ وَيُقَال غَابَتِ الشمسُ إِلَّا شَفاً مَقْصُور يُرِيد بذلك إِلَّا شَيْئا قَلِيلا وَشَفَتْ تَشْفُو وتَشْفِي - ذَهَبَتْ وغَابَتْ إِلَّا شَيْئا وَأنْشد
(أَشْرَفْتُهُ بِلَا شَفاً أَو بِشَفاً ... والشمسُ قد كَادَتْ تَكُونُ دَنَفاً)
يُقَال أتَيتُه والشمسُ دَنَفٌ - أَي قد قَارَبَتْ أَن تَغِيبَ وَقَالَ طَفَلَتِ الشمسُ - دَنَتَ لِتَغِيبَ أَبُو حنيفَة وتَطَفَّلَتْ وتَطَرَّقَتْ وكَرَبَتْ وضَجَّعَتْ وَقيل ضَجًّعَتْ - زَالَت ابْن السّكيت سَقَطَ القُرْصُ - غابَتِ الشمسُ والعَرَجُ - غَيْبُوبَةُ الشَّمْس وَأنْشد ( ... حتَّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بِعَرَجْ ... )
أَبُو حنيفَة آبَتَ تَؤُوبُ إياباً سِيبَوَيْهٍ وأُيُوباً وَكَذَلِكَ بادَتْ تَبِيدُ بُيُوداً أَبُو حنيفَة غَارَتْ غَوْراً وغُؤُوراً وغِياراً - وغَرَبَتْ تَغْرُبُ غَرْباً وغُرُباً وغَرَّبَتْ - غَابَتْ وَكَذَلِكَ النَّجْمُ صَاحب الْعين الغَرْبُ والمَغْرِبُ - الموضِعُ الَّذِي تَغْرُبُ فِيهِ سِيبَوَيْهٍ المَغْرِبُ شَاذ وَقِيَاسه المَغْرَبُ لِأَن مَا كَانَ على يَفْعَلُ فاسمُ الموضِع مِنْهُ مَفْعَلٌ إِلَّا نَوَادرَ أحدُها هَذَا وَحكى ابْن السّكيت مَغْرَب على الْقيَاس وَقَالَ غَيره فِي قَوْله تَعَالَى(2/375)
{رَبُّ المَشْرِقَيْنِ ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ} {الرَّحْمَن 17} - أقْصَى مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ الشمسُ فِي الشِّتَاءِ وَبَين المَغْرِب الأَقْصَى والأّدْنِى مائةٌ وَثَمَانُونَ مَغْرِباً وَكَذَلِكَ مَا بَين المَشْرِقَيْنِ وَذَلِكَ قَوْله جَلًّ ثَنَاؤه {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ والمَغَارِبِ} {المعارج 40} وَقيل إِنَّمَا جَمَعَ لِأَنَّهُ أُرِيدَ أَنَّهَا كلَّ يَوْم تَشْرُقُ من مَوضِع وتَغْرُبُ فِي مَوضِع إِلَى انْتِهَاء السّنة أَبُو حنيفَة وَقَبَتِ الشمسُ - غَابَتْ وكلُّ شَيْء دَاخل فِي شَيْء فَهُوَ واقبٌ فِيهِ والقُنُوبُ - مثلُ الوُقُوبِ قَنَبْتُ تَقْنُبُ
3 - (صفة الْقَمَر وأسماؤه)
ابْن السّكيت أوَّلُ مَا يُرَى القَمرُ - فَهُوَ الهِلاَل لَيْلَةَ يَهِلُّ ثمَّ يكون كَذَلِك لليلة ولليلتين ولثلاث قَالَ أَبُو إِسْحَق يُسَمَّى هِلاَلاً ثلاثَ ليالٍ - ثمَّ يُسَمَّى قَمَراً قَالَ وَقَالَ بَعضهم يُسَمَّى هِلالاً حَتَّى يُحَجَّرَ وَقيل يُسَمَّى هِلاَلاً إِلَى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سوادَ اللَّيْل وَهَذَا لَا يكون إِلَّا فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة وَالْجمع أَهِلُّةٌ ابْن السّكيت وَقد أّهَلَ وأهْلَلْنَاهُ - رأينَاهُ وأهْلَلْنَا الشهرَ واسْتَهْلَلْنَاهُ - رَأينَا هِلاَلَهُ وَقد أُهَلَّ الشهرُ واستَهَلَّ أَبُو حنيفَة هلَّ الشهرُ وَلَا يُقَال أهَلَّ وهَلَّ الهِلاَلُ نفسُه - طَلَعَ وأتَيْنَا فلَانا عِنْد إهْلال الشَّهْر واسْتِهْلالِهِ وهِلَّتِهِ وهِلِّهِ وهُلُولِهِ وأهَلَّ الرجلُ - نظر فِي الهِلاَلِ فَكَبَّر والإهْلاَلُ فِي الْحَج من ذَلِك انهم أكْثَرُ مَا كَانُوا يُحْرِمُون إِذا أهَلَّ الهِلاَلُ أَبُو حنيفَة صَبَأَ الهِلاَلُ - طَلَعَ ابْن السّكيت وَهُوَ الشهرُ ليلةَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ الناسُ فَيُشَهِّرونه صَاحب الْعين الشَّهْر - الْقَمَر إِذا ظَهَرَ وقارَبَ الكَمَالَ وَبِه سُمِّيَ الشهرُ المعروفُ وَالْجمع أَشْهُر وشُهُور المُشَاهَرَة - المُعَامَلَة شَهْراً بشَهْر وأشْهَرَ القوْمُ - أَتَى عَلَيْهَا شهرٌ وأشْهَرَتِ المرأةُ دَخَلَتْ فِي شَهْرِ وِلاَدَتِها ابْن السّكيت ثمَّ يكونُ قمراً بعد ثلاثِ وَقد أقْمَرْنَا وَلَيْلَة مُقْمِرٌ ومُقْمِرَةٌ وقَمْرَاءُ وَأنْشد ( ... يَا حَبَّذَا القَمْرَاءُ واللَّيْلُ السَّاجْ ... )
وَهُوَ قَمَرٌ حَتَّى يُهَلَّ مَرَّةً أُخْرَى ابْن دُرَيْد القَمَرُ مُشْتَقُّ من القُمْرَة - وَهُوَ بياضٌ / فِيهِ كُدْرة أَبُو حنيفَة إِذا حَجَّر وأضاء فَهُوَ قَمر وَقد أَقْمرض وقَمَّرَ - إِذا اسْتدَارَ بِخَطٍّ رَقِيق قبل أَن يَغْلُظَ وَقَالَ أضاءَ الْقَمَر وأضاءت القَمْراءُ - وطَلَعَ القَمَرُ وَلَا يُقَال طَلَعَت القَمْراءُ وَالْمعْنَى فِي القَمْرَاء نَفْسُ القَمَر ابْن دُرَيْد تَقَمَّرَ الأَسَدُ - طلَبَ الصَّيْدَ فِي القَمْرَاءِ صَاحب الْعين والقَوْلُ فِي لَفْظِ طُلُوع القَمَرِ كالقول فِي لفظِ طُلُوع الشَّمْسِ إلاَّ طِلاَعَ الأرْضِ فَإِنَّهُ مقصورٌ على مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ مِنْهَا ابْن السّكيت القَمَرَانِ - الشمسُ والقمرُ عليّ وَهَذَا نَحْو العُمَرَيْنِ وَنَحْوهمَا من الِاسْم الَّذِي يُسَمَّى بِهِ اثْنَان لكل وَاحِد مِنْهُمَا اسمٌ على حِدَته ابْن السّكيت الزِّبْرِقَانُ - القَمَرُ قَالَ ثمَّ يَصِيرُ بعدَ القَمَرِ جَوْنَةً ثمَّ يَسْتَوِي لثلاثَ عشرةَ وَتلك ليلةُ السَّوَاءِ وَذَلِكَ إِذا اتَّسَقَ واتَّساقُه _ اسْتِوَاؤُه وَقد أسْوَيْنَا أَبُو حنيفَة سُمِّيَتْ بذلك لِاسْتِوَاء الْقَمَر وَقيل لِأَنَّهُ يسْتَوِي فِي لَيلِها ونَهَارِها وَهِي ليلةُ التَّمام والغَرَّاءُ ابْن السّكيت وَهِي العَفْرَاءُ وليلةُ النِّصْفِ يُقَال لَهَا سَيْسَان قَالَ وَهُوَ فِي لَيْلَة السَّواءِ باهَرٌ وَقد بَهَرَ وابْهَارَّ فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ ابْهَارَّ القمرُ لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا مزيداً ابْن السّكيت بَهَرَ القَمَرُ الكواكِبَ يَبْهَرُها بَهْراً وفَضَحَهَا وغَمَّها - وَذَلِكَ إِذا غَلَبَ ضَوْءُه ضَوْءَها فَلم تَرَ لَهَا ضَوْءاً قَالَ ثمَّ الَّذِي يَليهَا البَدْرُ - لِأَنَّهُ(2/376)
يُبَادِرُ الشَّمْس وَالْجمع بُدُورٌ ابْن السّكيت وَقد أبْدَرَ القومُ أَبُو حنيفَة أبْدَرَ القَمَرُ - صَار بَدْراً وَهُوَ قَمَرٌ بَدْرٌ سُمِّيَ بذلك لامتلائه يُقَال غُلَام بَدْرٌ - إِذا امْتلأ شَباباً قبل أَن يَحْتَلِمَ ابْن السّكيت هُوَ بَدْرٌ حَتَّى يَقَعَ فِي ليَالِي السَّاهُورِ وهُنَّ السبْعُ البَوَاقِي أَبُو حنيفَة السَّاهُور - القمرُ نَفْسُه نَبَطيٌّ ابْن دُرَيْد السَّهْرُ والسَّاهُور - الَّذِي يَقِبُ فِيهِ القَمَرُ إِذا كُسِفَ أَبُو عليّ عَن ثَعْلَب السِّنِمَّارُ والباحُورُ - القمرُ أَبُو حنيفَة فَإِذا جَاوَزَ القمرُ النِّصْفَ فَهُوَ مَلْحُوفٌ حَتَّى يَمْتَحِق أَبُو عبيد الفَخْتُ - ضَوْءُ القَمَرُ ابْن دُرَيْد هُوَ أولُ مَا يَبْدُو مِنْهُ وَمِنْه اشتِقَاقُ الفاخِتَةِ لِلَوْنَها قَالَ أَبُو إِسْحَق لَا أَدْرِي أسْمُ ضَوْئِه هُوَ أَمِ اسمُ ظُلُمَتِهِ السَّمَرُ وَلِهَذَا قيل للمتحدثِّين لَيْلًا سُمَّارٌ أَبُو عبيد الهالَةُ - دَارَتُه ابْن السّكيت يُقَال للسَّوادِ الَّذِي فِي الْقَمَر - المَحْوُ والشَّامَةُ / وَأنْشد فِي ذَلِك ( ... وَذي شَامَةٍ سَوْدَاءَ فِي حُرِّ وَجْهِهِ ... مُجَلَّلَةٍ لَا تَنْجَلِي لزمانِ)
(ويُدْرِكُ فِي خَمْسٍ وتِسْعِ شَبَابه ... ويَهْرَمُ فِي سَبْعِ مَعاً وثَمَانِ)
فَإِذا طَلَعَ القَمَرُ - قيل بَزَغَ وَقد تقدَّم فِي الشَّمْس فَإِذا غابَ - قيل أفَلَ يَأْفِلُ ويأْفُلُ أفْلاً وأُفُولاً ابْن السّكيت وَيُقَال لليالي الَّتِي يطْلُع القمرُ فِيهَا ليله كُلَّه فيكونُ فِي السَّمَاء ومِنْ دُونه سَحَابٌ فتَرَى ضَوْءاً وَلَا تَرَى قَمَراً فتظنُّ أَنَّك قد أصْبَحْتَ وَعَلَيْك لَيْلٌ المُحْمِقاتُ ويُقالُ وَضَحَ الْقَمَر أشَدُّ الوُضُوح وأَضْحَى - إِذا أضاءَ وأسْفَرَ وَهُوَ ضَوْؤُهُ قَبْلَ أَن يَطْلُعَ صَاحب الْعين الأَزْهَرُ - الْقَمَر وَقد زَهَرَ زَهْراً وزَهُرَ ابْن السّكيت الأَزْهَرَانِ - الشمسُ والقمرُ والمَنَارَانِ والنَّيِّران ابْن دُرَيْد لَيْلَة كَمْرَاءُ - قَمْرَاءُ أَبُو عبيد الوَكْسُ - دُخُولُ القَمَرِ فِي نَجْمٍ بُكْرَةً وَأنْشد ( ... هَيَّجَهَا قَبْلَ لَيَالَي الوَكْسِ ... )
ابْن الْأَعرَابِي عُقْبَةُ القَمَرِ - بِالضَّمِّ نَجْمٌ يقارنُ القَمَر فِي السنَّة مَرَّةً قَالَ ( ... لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافورِ لَمَّتُهُ ... وَلَا الذَّرِيرَةَ إى عُقْبَةَ القَمَرِ)
والحِصْنُ - الهِلاَلُ وَبِه سُمِّيَ الرجُلُ حُصَيْناً
3 - (كسوف الْعُمر وغروبه)
أبوحنيفة خَسَفَ القَمَرُ يَخْسِفُ خُسُوفاً وخُسِفَ وَهُوَ كالكُسُوفِ فِي الشمسِ وَقد يُسْتَعْمل الخُسُوفُ فِي الشَّمْس والكُسُوف فِي الْقَمَر أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ خَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ وخَسَفَهُ اللهُ أَبُو حنيفَة صَغَى القَمَرُ يَصْغَى وصَغِيَ وأصْغَى - مالَ للمَغِيب وَقد تقدَّم الصَّغْوُ فِي الشمسِ صَاحب الْعين وَقَبَ القَمَرُ وُقُوباً - دخل فِي الكسوفِ وَقد تقدّم أَن كلَّ دخولٍ وُقوبٌ أَبُو زيد طَمَسَ القمرُ والنجمُ - ذَهَبَ ضَوْءُه - وَكَذَلِكَ البصرُ وطَمَسَ اللهُ عَلَيْهِ وطَمَسَهُ(2/377)
3 - (بَاب سُؤال الْقَمَر وَجَوَابه)
قَالَ ابْن السّكيت قِيلَ للقمرِ مَا أنتَ ابنَ لَيْلَة فَقَالَ رَضَاعُ سُخَيْله حلَّ أهلُها برُمَيْلَهْ قيل مَا أنتَ لليلتين قَالَ حديثُ أمَتَيْنِ بِكَذِبٍ ومَيْن وَقيل مَا أنتَ لِثَلاثْ قَالَ حديثُ فَتياتٌ غيرْ جِدِّ مُؤْتَلِفَات وَقيل قليلُ اللَّباثْ قيل مَا أنتَ ابنَ أرْبَعْ قَالَ عَتَمَةُ أُمِّ رُبَعْ غيرَ جَائِع وَلَا مُرْضَعْ قيل مَا أنْت ابنَ خَمْس قَالَ عَشَاءُ خَلِفاتٍ قُعْس وَقيل حديثُ أُنْس قيل مَا أنتَ ابنَ سِتّ قَالَ سِرْوَبِتْ قيل مَا أنْتَ ابنَ سَبْع قَالَ دُلْجَةُ الضَّبعْ وَقيل هُدًى لأُنْسِ ذِي الجَمْع وَقيل حديثُ جَمْع قيل مَا أنتَ ابنَ ثَمانْ قَالَ قَمَرٌ أُضْحِيَانْ وَقيل قَمَرٌ أُضْحِيَانْ قيل مَا أنْتَ ابنَ تِسْع قَالَ يُلْتَقَطُ فيَّ الجَزْعْ وَقيل مُنْقَطَعُ الشِّسْعْ قيل مَا أنْتَ ابنَ عَشْر قَالَ ثُلُثُ الشَّهْر وَقيل مُحْذِفُ الفَجْر وَقيل أُودِّيكَ إِلَى الفَجْر وَقيل إِلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ يُلْتَقَطُ الجَزْع
3 - (وَهَذَا تَفْسِير ليَالِي الْقَمَر)
أَرَادَ بقوله سُخَيْلَة تَصْغِير سَخْلَةٍ الْمَعْنى أَنه يَبْقَى بِقدر مَا ينزل قومٌ فَتَضَعُ شاتَهُم سَخْلَةً ثمَّ تُرْضِعُها وَيَرْتَحِلُون فبقاؤُه فِي الأُفُق كمقدار رَضَاع السًّخْلة كذبٌ ومَيْن - يُرِيد أَن بَقَاءَهُ لَهُ قليلٌ كمِقْدار مَا تَلْقَى الأمةُ فَتُحَدِّثُها فتَكْذِبُ لَهَا حَدِيثا ثمَّ يَفْتَرِقَان مُؤْتَلِفات - يرد أَنه يَبْقى بَقَاء فَتياتٍ أبكارٍ اجْتَمَعْنَ على غير ميعادٍ فَتَحَدَّثْنَ سَاعَة ثمَّ انْصَرَفْنَ غيرَ مُؤْتَلَفَات أُمُّ رُبَع - الناقةُ وَهُوَ تأْخِيرُ حَلْبِها يُرِيد أَن بقاءَهُ مِقْدَارُ مَا تُحْلَب ناقةٌ لَهَا وَلَدٌ وَلَدَتْهُ فِي أول الرّبيع وَهُوَ أَوَّلُ النِّتَاجِ وَيُقَال عَتَّمَتْ إبلُه - إِذا تأخرتْ وَمن هَذَا سميت العَتَمَةُ لِأَنَّهُ آخِرُ الوَقْتِ وَمِنْه قِرَى عَاتِمٌ - أَي بَطِيءٌ والخَلِفاتُ - هِيَ الَّتِي اسْتَبَانَ حَمْلُها والقَعْسَاء - الداخِلَةُ الظَّهْر الخارجةُ البَطْنِ وَقَوله سِرْوبِتْ - أَي سِرْ فِيَّ وَبِتْ فإنني أبْقى بِقدر مَا يَبيتُ إنسانٌ ويَسِير وَقَوله يُلْتَقَطُ فيَّ الجَزْع - أَرَادَ أَنه مُضِيءٌ أبْلَجُ لَو انقَطَعَتْ فِيهِ مِخْنَقَةُ فتاةٍ فِيهَا ومُفَصَّلة بِجَزْع مَا ضاعَ مِنْهَا شيءٌ لضيائِه ونَقَائِه وَقَوله قمرٌ إضْحِيان - أَي مُضِيءٌ وَمِنْه ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ وَفِي الحَدِيث قَمَرَكُم هَذَا قَمَرٌ إضْحِيان قَالَ الْفَارِسِي أما الخفضُ / فِي إضْحِيانٍ فعَلَى الإضافةِ وإقامةِ الصّفة مُقام الموصوع أَي قَمَرٌ وَقْتٍ إضْحِيان أَبُو زيد ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ وضَحْيَانٌ وضَحْيَانَةٌ قَالَ ابْن جني قياسُها ضَحْوَانَةٌ لِأَنَّهَا من الضَّحْوَةِ إِلَّا أَنهم يَجْنَحُون إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء من غيرَ مُوجِبٍ أكْثَرَ من طَلَبِ الخِفَّة وَله نَظَائِر سنأتي على ذكرهَا فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن السّكيت وَقَوله مُنْقَطَعُ الشِّسْع - يُرِيد أنني أبْقَى مَا يَبْقَى شِسْعٌ من قِدّ يمشي بِهِ صاحبُه حَتَّى يِنْقَطِع فبقاؤُهُ كبقاءِ ذَلِك الشِّسْع وَقَوله أُوَدِّيكَ إِلَى الفَجْرِ - يُرِيد أَنه يَبْقَى إِلَى قُبَيْلِ الفَجْرِ لَا يَغِيبُ لِطُولِ بَقَائِهِ
3 - (أَسمَاء أَيَّام الشهري ولياليه)
أَبُو حنيفَة يُقال لأوَّل لَيْلَةٍ من الشَّهْر - ظُلْمَةُ ابنِ جَمِيرٍ، وَأنْشد ( ... نَهَارُهُم ظَمْآنُ أعْمَى ولَيْلُهُمْ ... وَإِن كَانَ بَدْراً ظُلْمَة ابنِ جَمِيرِ)
أَبُو عبيد ليَالِي الشَّهْر ثلاثٌ غُرَرٌ ابْن السّكيت وغُرٌّ أَبُو حنيفَة غُرَرٌ جمعُ غُرَّةِ وغُرٌّ جمع غَرَّاءَ ابْن السّكيت قُرْحُ مثلُ غُرِّ أَبُو عبيد وثلاثٌ نُفَلٌ ابْن السّكيت وَيُقَال شُهْبٌ أَبُو حنيفَة سميت شُهْباً لِأَن ضوء الْقَمَر فِيهَا غيرُ باهرٍ للظُّلْمَةِ فَفِيهِ مِنْهَا شَوْبٌ أَبُو عبيد وثلاثٌ تُسَعٌ ابْن السّكيت وَيُقَال زُهْرٌ - والزُّهْرُ(2/378)
البيضُ والزُّهْرَةُ البياضُ وَقَالُوا بُهْرٌ لِأَن القمرَ يَبْهَرُ فِيهِنَّ ظُلْمَةَ اللَّيْل وَقَالَ غَيره التُّسَعُ - ثلاثُ ليالٍ من أول الشَّهْر أَبُو عبيد وثلاثٌ عُشَرٌ وثلاثٌ بِيضٌ ابْن السّكيت سُمِّيَت بِيضاً لِبَيَاضِهِنَّ من أولهنَّ إِلَى آخِرهنَّ أَبُو حنيفَة نَصَفَ الشهرُ ونَصَّفَ وأنْصَفَ وطَرْحُ الْألف أولى - بَلَغَ النِّصْفَ وَكَذَلِكَ كل شَيْء يَؤُولُ إِلَى النِّصْفِ أَبُو عبيد وثلاثٌ دُرَعٌ ودُرْعٌ ابْن السّكيت الْوَاحِدَة دُرْعَةٌ وَدَرْعَاْءُ أَبُو حنيفَة أدْرَعَ الشهرُ - جاوَزَ النصفَ ابْن السّكيت إدْرَاعُه - أَنه لَا قمر فِيهِ من أول اللَّيْل وَقيل هِيَ الَّتِي يَطْلَعُ القمرُ فِيهَا عِنْد وجهِ الصُّبْح وسائرُها مُظْلِم وَقيل هِيَ ليلةُ سِتَّ عَشْرَة وسَبْعَ عَشْرَةَ أَبُو عبيد وثلاثٌ ظُلَمٌ واحدتُها ظَلْمَاء ابْن السّكيت وَيُقَال للظُّلَمِ خُنَّسٌ أَبُو عبيد وثلاثٌ حَنَادِسُ ابْن السّكيت وَقيل - نَحْسٌ ودُهْمٌ أَبُو عبيد وثَلاثٌ دَادِىءٌ ابْن السّكيت الْوَاحِدَة - دأْدَأَةٌ وَقيل قُحَمٌ - لِأَن الشَّهْر قَحَمَ فِي دُنُوِّهِ إِلَى الشمسِ أَبُو عبيد وثلاثٌ مُحَاقٌ قَالَ وَكَأن أَبُو عُبَيْدَة يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَر ابْن السّكيت يُقَال لليلة ثَمَان وَعشْرين الدَّعْجَاءُ ولليلة تسع وَعشْرين الدَّهْمَاءُ ولليلة ثَلَاثِينَ اللَّيْلاَءُ وَذَلِكَ لِظُلْمَتِهَا وَأَنَّهَا لَا هِلاَل فِيهَا وَهَذِه الثلاثُ هِيَ المَحَاقُ ابْن دُرَيْد هِيَ المِحَاقُ والمُحَاقُ ابْن السّكيت وَيُقَال لآخِر ليلةٍ من الشَّهْر أَيْضا المِحَاقُ ابْن السّكيت والسَّرارُ والسِّرَارُ والسَّرَرُ ويومُ المحاقِ - آخِرُ الشهرِ وَذَلِكَ لِأَن الشمسَ تَمْحَقُ الهِلاَلَ وَلَا تُبِينُه وامتِحَاقُ القمرِ - احْتِرَاقُه وَهِي النَّحِيرةُ واليومُ أَيْضا نَحِيرة - لِأَنَّهُ يَنْحَرُ الَّذِي يَدْخُل بعده وَأنْشد ( ... نَحِيرة شَهْرٍ لِشَهْرٍ سَراراً ... )
صَاحب الْعين نُحُور الشُّهُور أوائِلُها أَبُو عبيد جمعُ النَّحِيرة نَوَاحِر على غير قِيَاس وحَكى غيرُه نَحَائِر ابْن دُرَيْد ازْمِيم وطُواسٌ - ليلةٌ من لَيَالي المُحاق ابْن السّكيت ابْنَا جَمِير وجُمَيْر - اليومانِ اللَّذَان يَسْتَسِرُّ القمرُ بَينهمَا فِي المِحاقِ قبل النَّحِيرة والدَّأْدَأُ - الليلةُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا أمِنَ الشهرِ الْمَاضِي هِيَ أمْ من الداخِل أَبُو حنيفَة الدَّأْدَأَ - آخِرُ ليلةٍ من الشَّهْر قَالَ أَبُو إِسْحَاق أُخِذَ من الدَّاْدَأَةِ - وَهُوَ ضَرْبٌ من السًّيْر تُسْرِع فِيهِ الإبْلُ نَقْلَ أرْجُلها إِلَى مَوَاضِع أيديها فالدَّأْدَأَُ آخرُ نَقْل القوائم وَكَذَلِكَ الدَّأْدأُ آخرُ يَوْم من أَيَّام الشَّهْر أَبُو حنيفَة وَهِي الفَلْتَةُ - إِذا كَانَت يُشَكُّ فِيهَا أمِنَ الشَّهْر الَّذِي أنتَ فِيهِ هِيَ أم من المُقْبل وَقيل الفَلْتَة آخِرُ لَيْلَةٍ من أَي شهْرٍ كَانَ من الْأَشْهر الْحرم الْفَارِسِي اليومُ الأَيْوَمُ - آخرُ يَوْم من الشَّهْر حَكَاهُ عَن أَب العَمَيْثَل أَبُو حَاتِم جِئْتُ كُسْيَ الشهرِ - أَي آخِرَه أَبُو عبيد جِئْتُ على عُقْبِ الشَّهْر وَفِي عُقْبه - إِذا جِئْت وَقد بقيتْ أيامٌ من آخِره ابْن السّكيت وَفِي عُقْبَانِهِ كَذَلِك أَبُو عبيد جئتُ على عَقِب الشَّهْر وَفِي عَقِبه أَي بَعْدَمَا مَضى وَقَالَ اسْتَعْمَلَ عمرٌ رَضِي الله عَنهُ السَّعْسَعَة فِي الشَّهْر وَذَلِكَ أَنه سافَرَ فِي عُقْب شهر رَمَضَان فَقَالَ إنَّ الشهرَ قد تَسَعْسَعَ فَلَو صُمْنَا بَقِيًّتَهُ وَقَالَ مرّة تَسَعْسَعَ وتَشَعْشَعَ - ذهب إِلَى أنَّ الشَّعْشَّعَة الَّتِي هِيَ الطولُ كأنَّ الشهرَ / قد انْفَصل من الطُّول قَالَ وروى تَشَعْشَعَ يَذْهَبُ إِلَى معنى الشُّسُوع الَّذِي هُوَ الطولُ كَأَنَّهُ انْفَصَلَ مِنْهُ أَيْضا قَالَ وَكَانَ الوجهُ تَشَسَّعَ ابْن السّكيت البَرَاءُ - أولُّ يومٍ من الشَّهْر وَأنْشد ( ... يَا عَيْنُ بَكِّي نافَذاً وعَبْساً ... يَوْمًا إِذا كانَ البَرَاءُ نَحْساً)(2/379)
أَبُو حنيفَة سمي بَراءً لِتَبَرُّءِ الْقَمَر فِيهِ من الشَّمْس وَكَانَت العربُ تَتَيَمَّنُ بِهِ أَبُو عبيد سَلَخْنَا الشهرَ - نَسْلَخُه سَلْخاً وسُلُوخاً إِذا مَضَى عنَّا أَبُو حنيفَة وسَلَخَ هُوَ أَبُو زيد كَتَبْتُ مُنْسَلَخَ شهرِ كَذَا الْفَارِسِي إِذا بَقِيتْ من الشهرِ ليلةٌ قالو كَتَبْنَا سَلْخَ شهرِ كَذَا وَلم يكتبوا لليلةٍ بَقِيتْ كَمَا لم يكتبوا لليلةٍ خَلَتْ وَلَا مَضَتْ وهم فِي اللَّيْلَة جَعَلُوا الخاتمةَ فِي حكم الفاتحةِ حَيْثُ قالو شهر كَذَا وَلم يَقُولُوا لليلةٍ خَلَتْ وَلَا مَضَتْ لأَنهم فِيهَا بَعْدُ وَلم تَمْضِ فَقَالُوا سَلْخَ شَهْرِ كَذَا فَسَلْخٌ فِيمَا يُؤَرَّخُ مصدرٌ وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام
لاَ تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْر اسْتِقْبَالاً
يَقُول لَا تَتَقَدَّمُوا رمضانَ بِصِيامٍ قَبْلَهُ
3 - (صِفَات الشُّهْرَة)
أَبُو عبيد شهر مُجَرَّمٌ وكَرِيتٌ - تامٌّ
(بَاب الدراري)
أَبُو حنيفَة الدَّرارِي الَّواتِي يَدْرَأْنَ عَلَيْك من مَطالعِها وكوكبٌ دُرِّيٌّ من ذَلِك وَقد دَرَأَ دُرُوأً وَقيل هُوَ الَّذِي يَدْرأُ من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَهُوَ مُضِيُّه ومَدُّه قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرَّيٌّ} {النُّور 35} وَصَفَ الزُّجَاجَة فَقَالَ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دّرِّيٌّ ودُرِّيٌّ مَنْسُوب إِلَى أَنه كالُّرِّ فِي صَفاَئِهِ وحُسْنِهِ وقرئت دِرِّيٌّ بِالْكَسْرِ ودَرِّيٌّ بِالْفَتْح وَقد رويت بِالْهَمْز والنحويون جَمِيعًا لَا يعْرفُونَ الوجهَ فِيهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامهم شَيْء على فٌعَّيلٍ وَلَكِن الْكسر جَيِّدُ بِالْهَمْز يكون على وَزْن فِعِّيل وَيكون أَيْضا من النُّجُوم الدَّرارِي الَّتِي تَدْرَأُ أَي تَنْحَطُّ وتَسِيرُ وَجَائِز أَن يكون دِرِيٌّ بِغَيْر همز مخففاً من هَذَا الْفَارِسِي من الوَهَم الظاهرِ فِي هَذَا الفصلِ قولُه / وَقد رويت بِالْهَمْز والنحويون أَجْمَعُونَ لَا يعْرفُونَ الْوَجْه فِيهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامهم شيْ على فٌعِّيل من الدَّرْء الَّذِي هُوَ الدَّفْع وَهُوَ صفةٌ ونظيرُهُ من الْأَسْمَاء غير الصّفة قولُهم المُرِّيقُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَيكون على فُعِّيل وَهُوَ قَلِيل فِي الْكَلَام قَالُوا المُرِّيقُ
حَدثنَا أَبُو الْخطاب عَن الْعَرَب وَقَالُوا كَوْكَبٌ دُرَّيءٌ وَهُوَ صفة كَذَا قرأته على أبي بكر بِالْهَمْز فِي دُرِّيء فَإِن قَالَ قَائِل مَا تنكر أَن يكون دُرِّيٌّ بِغَيْر همز قيل لَا يَصح هَذَا الَّذِي حكيناه من الْكتاب أَن يكون من غير الْهَمْز لِأَن الَّذِي لَا يهمز يجوز فِي قَوْله ضربانِ يجوز أَن يكون مخففاً من الْهَمْز مثل خَطِيَّةٍ تَخْفيف خَطِيئَة وَيجوز أَن يكون مَنْسُوبا إِلَى الدُّرِّ وعَلى الْوَجْه الثَّانِي حمله سِيبَوَيْهٍ يَدُلُّكَ على ذَلِك وَزْنُ جمعه المُكَسَّر فِي الْأَبْنِيَة فِي بَاب الْألف فِيمَا لَحِقَتْهُ ثالِثَةٌ بفَعَالِيَّ فَقَالَ جَاءَ على فَعَالِيَّ دَرَارِيٌّ وحَوَرِيُّ فَلَا يجوز أَن يكون دُرِّيّ هَاهُنَا غَيْرَ مَهْمُوز لِأَنَّهُ إِذا لم يهمز كَأَن عِنْد سِيبَوَيْهٍ فُعْلَيًّ وَقد قَالَ هُنَا يكون على فُعّيل فمحالٌ أَن يكون دُرِيٌّ فُعّيل وَهُوَ عِنْده فُعْلِيٌّ إِلَّا أَن يكون على التَّخْفِيف فِيمَن قَالَ خَطِيَّة ومَقْرُرَّة ويدلك أَيْضا على أَنه فُعِّيلٌ تَصْريحُه بذلك وَأَنه فِي الصّفة مثل المُرِّيق فِي الاسمِ ويدلك أَيْضا مَا قبله وَمَا بعده فِي الْكتاب من الْفُصُول وَالَّذِي قبل فُعّيل وَهُوَ فِي الِاسْم السِّكِّين والبِطِّيخُ وَفِي الصّفة الفِسِّيقُ وَبعده فُعِّيل وَهُوَ فِي الِاسْم العُلَّيْق والقُبِّيْط والصفةِ الزُّمَّيْل والسُّكَّيْتُ فَكَمَا أَن مَا بعد الْيَاء فِي هَذِه الْفُصُول لاماتٌ كَذَلِك مَا بعد الْيَاء فِي دُرِّيٍّ لامُ
وَحكى أَبُو بكر عَن أبن الْعَبَّاس أَنه قَالَ مُرِّيقٌ اسْم أعجمي
وَقد غَلِطَ من قَرَأَ دُرِّيءٌ لِأَن بناءه على فُعِّيل وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فُعِّيل وَمن قَرَأَ دِرِيٌّ فَهُوَ مثل صَدِّيق ودُرِّيٌّ مَنْسُوب إِلَى الدُّرِّ قَالَ الْفَارِسِي أَقُول إِن الَّذِي يَدْفَعُ كلامَ أبي الْعَبَّاس أَنه لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فُعِّيلٌ هُوَ مَا قدمناهِ من الْحِكَايَة عَن سِيبَوَيْهٍ وَأبي الْخطاب وَمِمَّا يُثْبِتُ الْهمزَة فِي دُرِّيء مَا رَوَاهُ أَبُو بكر عَن أبي(2/380)
الْعَبَّاس
قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عُثْمَان عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو قَالَ مُنْذُ خرجتُ من الخَنْدَقِ لم أسمع أَعْرَابِيًا يَقُول إِلَّا كَأَنَّهُ كوكبٌ دِرِيٌّ بِكَسْر الدَّال قَالَ الْأَصْمَعِي قلت أفيهمزون قَالَ إِذا كَسَرُوا فحَسْبُك قَالَ أخَذُوه من دَرَأَت تَدْرَأُ إِذا اندفعت وَهَذَا فَعِّيلٌ مِنْهُ الْفَارِسِي أَنا أَقُول يَعْنِي أَنهم لما كسروا أوَّله دلّ الْكسر على إرادتهم الهمزَ وتخفيفَهم فَإِن قلت هلا قلتَ إِن ذَلِك لَا يدل لِأَنَّهُ يجوز / أَن تكون الدَّال كسرت وَأُرِيد بهَا مَعَ ذَلِك النَّسَبُ إِلَى الدُّرِّ جَازَ ذَلِك كَمَا جَازَت التغييراتُ الَّتِي تَلْحَقُ المنسوبَ إِلَيْهِ وَهُوَ أَكثر من أَن يُحْصَى قُلْنَا لَا يَنْبَغِي أَن تحمله على ذَلِك وعَلى الْخُرُوج عَن الْقيَاس مَا وجدتَ عَنهُ مَنْدُحةً لِأَنَّك لَا تحكم بِخُرُوج الْكَلِمَة عَن أَصْلهَا إِلَّا بعد تَبَيُّن التغييرِ وتَيَقُّنِهِ وَأَنت لم تَتَبَيَّن ذَلِك هَاهُنَا فَأَما دَرِّيٌّ بِالْفَتْح فَلَا يكون على تَغْيِير النّسَب أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام شَيْء على فَعِّيل إِلَّا مَا حَكَاهُ أَبُو زيد من أَن بَعضهم قَالَ عَلَيْكُم بالسِّكِينة فِي السَّكينة وَذَلِكَ نَادِر فَإِذا كَانَ كَذَلِك علمتَ أَنه مثل قَوْلهم فِي الْإِضَافَة إى أُمَيَّة أمَوَيٌّ وَلَيْسَ فِي قَول أبي عَمْرو وَلم أسْمَع مُنْذُ خرجتُ من الخَنْدَقِ إِلَّا دِرِيّ مَا يَنْفِي صحةَ مَا حكيناه عَن سِيبَوَيْهٍ لِأَن الْكسر يثبت بحكايته وَالضَّم مَعَ الْهَمْز يثبت بحكاية سِيبَوَيْهٍ وَإِثْبَات أبي الحسنِ الأخفشِ وغيرِه لَهُ وقولُ من زعم أَن ذَلِك لَيْسَ فِي كَلَامهم مَا حكيناه غَلَطٌ فمما يُقَوِّي فُعِّيلَةً فِي كلامِهِم ويُثْبِتُه قولُهم العُلِيَّة أَلا ترى أَنه من العُلُوِّ إِلَّا أَن اللَّام انقلبت للياء الساكنة قبلهَا فَإِن قَالَ قَائِل فَإِنَّهُ يكون فُعِّلِّية من مضاعف الْعين وَاللَّام قيل لَا يسوغ هُنَا هَذَا لِأَن معنى العلّ قَائِم فِيهِ فَلَا يحمل بِاللَّفْظِ إِلَى غَيره مَعَ وجود هَذَا الْمَعْنى فِيهِ وَهُوَ قَول أبي الْحسن الْأَخْفَش أَبُو حنيفَة صَبَأَ النَّجْم - خَرجَ عَلَيْك من مَطْلَعِهِ وصَبَأَتْ ثَنِيَّةُ الصَّبِيِّ تَصْبَأُ - طَلَعَتْ مِنْهُ ابْن السّكيت صَبَأَ النجمُ وأصْبَأَ وَأنْشد
(وأصْبأَ النجمُ فِي غَبْرَاء كاسِفَةْ ... كَأَنَّهُ بَائِسٌ مُحْتَاشُ أخْلاَقِ)
أَبُو حنيفَة هبَّ الكَوْكَبُ - طَلَعَ وَأنْشد
(فَلَمَّا اسْتَدَارَ الفَرْقَدَانِ زَجَرْتُها ... وَهَبَّ سَمَاكٌ ذُو سَلاَحٍ وأعْزَلُ)
وَقَالَ طَلَعَ الكَوْكبُ يَطْلُعُ طُلُوعاً صَاحب الْعين بَزَغَ النجمُ يَبْزُغُ بُزُوغاً - طَلَعَ وَقد تقدَّم فِي الشَّمْس وَالْقَمَر وَحكى ابْن جني طَلَعَ الكَوْكَبُ حَرِيداً - أَي مُنْفَرِداً وَقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً وَأنْشد لذِي الرمة
(يَعْتَسِفَانِ اللَّيْل ذَا السُّدُودِ ... أمَّ بِكُلِّ كَوْكَبٍ حرِيدٍ)(2/381)
قَالَ وَمِنْه التَّحْرِيدُ فِي الشِّعْر لِأَنَّهُ بُعْدٌ وخِلاَفٌ للنظير
3 - (سَيْر النُّجُوم وانقضاضُها وغُرُوبُها)
أَبُو حنيفَة يُقَال لِمُضِيِّ النُّجوم من المَشْرِقِ إِلَى المغرِب جَرَتْ جَرْياً وسارتْ سَيْراً وسَبَحَتْ تَسْبَحُ سَبْحاً وسَامَتْ سَوْماً وعَامَتْ عَوْماً ومَرَّت تَمُرُّ مَرَّا ابْن دُرَيْد ازْمَهَرَّتِ الكَواكِبُ - زَهَرَت ولَمَعَتْ ابْن السّكيت لاَحَ سُهَيْلٌ - بدا وألاحَ تَلأْلأَ _ أَبُو حنيفَة وَيُقَال فِي انْقِضَاضِها انْقَضَتْ وتَقَضَّت وانْكَدَرَت وانْصَرَمَتْ وانْقَبَضَتْ وَقَالَ غَيره فِي قَوْله تَعَالَى {والنازعاتِ غَرْقاً} {النازعات 1} يَعْنِي النجومَ لِأَنَّهَا تَنْزَعُ أَي تَطْلَعُ صَاحب الْعين النجومُ تَخُرَّجُ اللَّيْلَ - أَي تُلَوِّنُهُ بِلَوْنَيْنِ من بَيَاضِها وسَوَادِه أَبُو حنيفَة أفَلَ الكَوْكَبُ وغيرُه يَأْفِلُ ويَأْفُلُ أَفْلاً وأُفُولاً وانْغَمَسَ واغْتَمَسَ وسَقَطَ واقْتَحَمَ وخَفَقَ يَخْفِقُ خُفُوقاً - غَابَ وأخْفَقَ - هَمَّ بالمَغيب وَلم يَغِبْ كَمَا يُقال خَفَقَ الطائرُ - طارَ فَمرَّ وأخْفَقَ - ضَرَبَ بِجَنَاحَيْهِ لِيَطِيرَ ولَمَّا يَطِرْ أَبُو عبيد خَفَقَ وأخْفَقَ - غَابَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله عز وَجل {والنَّاشِطَاتِ نَشْطاً} {النازعات 2} هِيَ النجومُ تطلُع ثمَّ تَغِيب أَبُو حنيفَة أَقْرَأَتِ النجومُ - غَابَتْ وَقَالَ خَوَّتِ النجومُ ومالَتْ مَيْلاً وانْصَبَّتْ وهَوَتْ تَهْوِي هُوِيّاً وَخَجَّت تَخْجِيةً - كلُّه انْحَدَرَت للمَغيب وَعم أَبُو عبيد بالتَّخجِيَة كلَّ ميْلٍ وَقد يكونث الهُوِيُّ من الانْكِدَارِ أَبُو زيد خَجَّت النجومُ وَتَخَاوَصَت - صَغَتْ للغُرُوب صَاحب الْعين قَبَعَ النجمُ - ظَهَرض ثمَّ خَفِيَ
3 - (تَعَلُّق النُّجُوم)
مَنَاطُ النجومُ - مُعَلَّقُها كَذَا حَكَاهُ الْفَارِسِي عَن ثَعْلَب قَالَ فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَلم يَسْتَعْمِلْه إِلَّا ظَرْفاً صَاحب الْعين أعْلاط النُّجُوم - مَعَالِيقُها وَأنْشد
(وأعْلاَطُ النجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كَحِبْلِ الفَرْقِ ليسل لَهُ انْتِصَابُ)
وَقد قدَّمتُ أَنَّهَا خُيُوطُ الشيطانِ
3 - (وَمن أَسمَاء الدراري غير الشَّمْس وَالْقَمَر)
الشُّهُبُ - عامَّةُ الدّراري واحدُها شِهَابٌ وَهِي سَبْعَة قد قدَّمْتُ مِنْهَا الشمسَ والقمرَ وأُسَمِّي باقِيها فِي هَذَا الْبَاب الْفَارِسِي زُحَلٌ - اسْم للكوكب معدولٌ معرفةٌ لَا ينْصَرف وَمن أَسْمَائِهِ كِيوَانٌ - أعجميٌّ وَهُوَ الناقِبُ غَلَبَ عَلَيْهِ كالحارث وَالْعَبَّاس على نَحْو غَلَبَة الْمقَاتل والمُشْتَرِي ابْن دُرَيْد وَهُوَ الأحْوَرُ الْفَارِسِي وَهُوَ البِرْجِيسُ غيرَ أنَّ أَبَا بكْرٍ حَكَى فِيهِ عَن ثَعْلَب الفتحَ وَلَا أحُقُّه ابْن دُرَيْد البِرْجِسُ والبِرْحِيسُ - نجم من نُجُوم السَّمَاء وَيُقَال هُوَ بَهْرام وَقَالَ الْفَارِسِي هُوَ المِّرِّيخُ بِالْكَسْرِ وَأنْشد أَبُو بكر
(فَعِنْدَ ذاكَ يَطْلُع المِرِّيخُ ... بالصُّبْحِ يَحْكِي لونَهُ زَخِيخُ)
(من شُعْلَةٍ سَاعَدَهَا نَفِيخُ ... )(2/382)
وَهُوَ بَهْرام أعجمي وَقيل بَهْرام وَهُوَ الْأَحْمَر على نَحْو الحارثِ والعباسِ، وَمِنْهَا عُطَارِد وَلَا يُفارق الشمسَ أبوعلي وَمِنْهَا الزُّهَرة بِالْفَتْح وَأنْشد
(قَدْ وَكَّلَتْنِي طَلَّتِي بالسَّمْسَرَه ... وأيْقَظَتْنِي لطُلوعِ الزُّهَرة)
وَهِي البَيْضَاءُ صَاحب الْعين الكواكبُ الخُنَّسُ الدَّرَارِيُّ الخَمْسَةُ زُحَلٌ والمُشْتِرِي والمَرِّيخُ والزُّهَرة وعُطَارِدُ سُمِّيت بذلك لِأَنَّهَا تَخْنِسُ أَحْيَانًا حَتَّى تَخْفَى تحتَ ضَوْءِ الشمسِ بَيْنَا ترَاهَا فِي آخِرِ البُرْجِ كَرَّتْ رَاجِعَة إِلَى أوَّلِهِ وَفِي التَّنْزِيل {فَلَا أُقْسِمُ بالخُّنَّس الجَوَارِي الكُنَّس} {التكوير 15، 16} ابْن الْأَعرَابِي كَنَسَتْ تَكْنِسُ كُنُوساً كَخَنَسَتْ ابْن دُرَيْد وَقَوله تَعَالَى {وَالسَّمَاء والطارق} {الطارق 1} هُوَ كوكبُ الصُّبْح ويُسَمَّى السِّمَاكُ الرَّامِحُ الذَّكَرَ
3 - (اقترانُ الْكَوَاكِب)
صَاحب الْعين إِذا اجْتَمَعتْ الكواكبُ الخُنَّس معَ الكَوَاكِبِ المُضِيئَةِ مَنْ كَوَاكِبِ المَنَازِلِ سُمِّيَت جَمِيعًا الوُضَّحَ
(أَسمَاء الْأَيَّام فِي الْإِسْلَام)
3 - (نعوت اللَّيَالِي وَالْأَيَّام)
\ 3 (نعوت اللَّيَالِي فِي شدَّة الظلمَة)
ابْن السّكيت الظُّلْمَةُ - جمَاعُ سوادِ الَّليْلِ كُلِّه يُقَال لَيْلَة ظَلْمَاءٌ ومُظْلَمَةُ وليالٍ ظُلَمٌ ومُظْلَمَةً وليلةٌ ظَلْمَةٌ أَبُو إِسْحَاق ظَلِمَ اللَّيْلُ كأَظْلَمَ أَبُو زيد أَظْلَمَ القومُ - دَخَلُوا فِي الظَّلاَمِ وَفِي التَّنْزِيل {فَإِذا هُمْ مُظْلِمُون} {يس 37} أَبُو عبيد ليلةٌ مُغْدِرَةٌ وغَدِرَةٌ بَيِّنَةُ الغَدْرِ - شديدةُ الظُّلْمَة وليلةٌ دامجةٌ وليلٌ دامِجٌ - مُظْلِمٌ والخُدَارِيُّ المُظْلِم ابْن السّكيت الخّدَارِيَّة - الظَّلْمَاء الشديدةُ السَّوادِ البَهِيمِ وَقد خَدِرَ اللَّيْلُ خَدَراً وَمِنْه قيل للعُقَابِ خُدَارِيَّةٌ لسَوادها صَاحب الْعين الخَدَرُ - الظُّلْمَةُ وَمِنْه قيل ليلٌ أخْدَرُ وخَدِرٌ وخُدَارِيُّ قطرب الليلُ خَمْسَة أجزاءٍ خُدْرَةٌ ومُدْقَةٌ وسُدْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُور أَبُو عبيد غَطَا اللَّيْلُ يَغْطُو - إِذا ألْبَسَ كلَّ شيءٍ وكلُّ شيءٍ ارْتَفَعَ فقد غَطَا ابْن دُرَيْد غَطَوْتُ الشيءَ غَطْواً وغَطَيْتُ غَطْياً - سَتَرْتُه أَبُو عبيد دَجَا اللَّيْلُ يَدْجُو إِذا ألْبَسَ كلَّ شَيْء وَلَيْسَ هُوَ من الظُّلْمَة وَأنْشد
(أبَى مُذْدَجا الإسلامُ لَا يَتَحَنَّفُ ... )
يَعْنِي أَلْبَسَ كلَّ شَيْء ابْن السّكيت دُجُوُّ اللَّيْل - ظُلْمَتُه فِي غَيْم وليلةٌ دَاجِيةٌ - سَوْدَاءُ والدُّجَى دُجى الغَيم وَهُوَ أَن لَا ترى قمراً وَلَا نجماً يواريه السحابُ وَلَا يكون الدُّجَى إِلَّا باللَّيْلِ يُقَال هَذِه ليلةٌ دُجَى لِأَنَّهُ مصدر وُصِفَ بِهِ وَقد دَجَا اللَّيْلُ وأدْجَى وتَدَجَّى وَأنْشد
(وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ ... )(2/383)
وَمِنْه قيل دَجَ شَعَرُ المَاعِزَةِ إِذا ألْبَسَ بَعْضُه بَعْضًا ابْن جني دَجَا اللَّيْلُ يَدْجُو فَأَما الدُّجَى فواحدتُه دُجْيَةٌ فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَيْسَ من لفظ دَجَا يَدْجُو وَلكنه فِي مَعْنَاهُ أَبُو عبيد ليلةٌ غَمَّى مثلُ كَسْلَى - إِذا كانَ على السَّمَاء غَمْيٌ مثالُ رَمْي وغُمَّى وغَمَّ وَهُوَ أَن يُغَمَّ عَلَيْهِم الهلالُ ابْن السّكيت صُمْنا للغَمَّى والغُمَّى أَبُو عبيد ليلةٌ مُدَلَهِمَّة - مُظْلِمَةٌ ابْن السّكيت ليلةٌ مُدْلَهِمَةٌ - شديدةُ السَّوادِ وَيُقَال أرضٌ مُدْلَهِمَّة فِي شِدَّة سَواد لَيْلهَا واشْتِبَاهِها أَبُو عبيد ليلةٌ دَيْجُورٌ ودَيْجثوجٌ - مُظْلِمَةٌ ابْن جني جمعُ الدَّيْجُوجِ دَيَاج أصلُه دَيَاجِيجُ خَفَّفُوا فحذفوا الْجِيم الْأَخِيرَة أَبُو عبيد الغَيْهَبُ - الظُّلْمَة اللحياني وَهُوَ الغَيْهَبَانُ وَقد تقدَّم أَن الغَيْهَبَان البَطْنُ وَقَالَ أسْوَدُ غَيْهَتٌ وغَيْهَمٌ أَبُو عبيد الظَّرْمِسَاءُ - الظُّلْمَة ابْن السّكيت ليلةٌ طِرْمِسَاء - شديدةُ الظُّلْمَة وطِلْمِسَاء - وليالٍ طِرْمِسَاوَاتٌ وطِرْمِسَاءُ لَا يُبْصَرُ فِيهَا وَقد اطْرَمَّسَ الليلُ - أظْلَمَ أبن دُرَيْد طَرْشَمَ اللَّيْلُ وطَرْمَشَ - أظْلَمَ صَاحب الْعين عَجَاسَاءُ الليلِ - ظُلْمَتُه وَقيل قِطْعَة مِنْهُ السيرافي هِيَ العَجِيساءُ وَقد مَثَّل بهَا سِيبَوَيْهٍ أَبُو عبيد العُلْجُوم - الظُّلْمَةُ وَأنْشد
(أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غَوَارِبَها ... تَبَوُّج البَرْقِ والظَّلْمَاءُ عُلْجُومُ)
ابْن السّكيت العُلْجُوم - الظُّلْمَة الَّتِي لَا تَرَى مِنْهَا من سوادِها شَيْئا ويُوصف بِهِ فَيُقَال ليلةٌ عُلْجُوم وَقد تَعَلْجَم الليلُ أَبُو عبيد النَّعامَةُ - الظُّلْمَةُ صَاحب الْعين عَشْوَاء الليلِ - ظُلْمَتُه وليلٌ حُوشِيٌّ - مُظْلِم هائِلٌ ابْن دُرَيْد غَطْرَشَ الليلُ بَصْرَهُ _ أظْلَمَ عَلَيْهِ أَبُو عبيد غَبَشَ الليلُ وأَغْبَشَ - أظْلَمَ وأغْبَاشُه بقاياه واحدُها غَبَشٌ صَاحب الْعين الغَبَشُ - شِدَّةُ الظُّلْمَة وَقيل هُوَ حِين يُصْبح ابْن دُرَيْد ليلٌ أغْبَشُ وغَبِشٌ ابْن الْأَعرَابِي الغَبَشُ بالشين مُعْجمَة - مَا يَلِي الصُّبْح والغَبَسُ أوَّلُ اللَّيْل أَبُو عبيد المُسْحَنْكِكُ والمُطْلَخِمّ - الأَسْوَد أَبُو زيد اطْلَخَمّ اللَّيْلُ والسحابُ - اسْوَدَّ وَقيل المُطْلَخِمُّ - أوَّلُ الظُّلْمَة - أَبُو عبيد فَحْمةُ الليلِ - أشَدُّه سَواداً يُقَال أفْحِمُوا عَنْكُم من اللَّيْل وفَحِّمُوا - أَي لَا تسيروا أوَّلَ اللَّيْل حَتَّى تذهَب فَحَمَتُه ابْن السّكيت فَحْمةُ العِشَاءِ - أوَّلُ الظُّلْمَة غَيره انْطَلَقْنَا فَحْمَةَ السَّحَرِ - أَي حِينَهُ أَبُو عبيد ليلةٌ غَاضِيَةٌ - شديدةُ الظُّلْمَة وَأنْشد
(يَخْرُجْنَ من أجْوَازِ لَيْلٍ غَاضِي ... )
وَقد غَضَا يَغْضُو وأغْضَى وَذَلِكَ حِين تشتدُّ ظَلْمَته وتَخْتَلِطُ قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو الْعَبَّاس أغْضَى الليلُ - وَلَا يُقَال غَضَا فَأَما قَوْله
(يَخْرُجْنَ من أجْوَازِ لَيْلٍ غَاضِي ... )
فَعَلَى قَوْله تَعَالَى {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} {الْحجر 22} وقولِهم مَا أعْطاه وآتاهُ يَذْهَبُ إِلَى طَرْحِ الزَّائِد أَبُو عبيد العُرَانِيَةُ الظُّلْمَةُ وَأنْشد
(كانَتْ رِيَاحٌ وماءٌ ذُو عُرَانِيةٍ ... وظُلْمَة لم تَدَعْ فَتْقاً وَلَا خَلَلاً)
ويروي وماءُ فِي غَوَارِبه صَاحب الْعين الدَّيْسَمُ - الظُّلْمَة وَقد تقدَّم أنَّه وَلَدُ الدُّبِّ ابْن السّكيت تَطَخْطَخَ اللَّيْلُ - اخْتَلَطَ وأَظْلَمَ فِي غَيْمِ وغيرِ غَيْم إِذا لم يكن فِيهِ قمر وَإِن كَانَ قمرٌ فجَاء غيمٌ فذَهَبَ بضوئه فقد تَطَخْطَخَ أَيْضا وَيُقَال طَخْطَخَ الليلُ على فلانٍ بَصَرَهُ _ أَي تَرَكَهُ لَا يُبْصَرُ من ظُلْمَتِه وَقد تَطَخْطَخَ بَصَرُ فلَان عَمِيَ ابْن دُرَيْد ليلٌ طُخَاطِخٌ ابْن السّكيت ليل أغَضَفُ - وَهُوَ انْثَنَاؤُه وطُولُه واجْتِمَاعُه وإقْبَالُه وَقد أغْضَفَ علينا الليلُ وانْغَضَفَ وتَغَضَّفَ وأَغْضَنَ وَرَوَّقَ - أَي ألْبَسَنا وتَثَنَّى علينا وَأنْشد
(فانْغَضَفَت بمُرْجَحِنٍّ أغْضَفا ... )(2/384)
يُقَال إِن عَلَيْكَ للَيْلاً مُرْجَحِنَّا - وَهُوَ النقيلُ الواسعُ المُلْبِسُ وَقد ارْجَحَنَّ الليلُ حينَ يَطُولُ وتَلَبَّسَ فِي الشتَاء وَيُقَال ليلٌ أنْجَلُ - أَي واسِعٌ وافِرٌ مُظْلَمٌ قد عَلاَ كلَّ شَيْء وَقيل لَا يكونُ دامَساً إِلَّا بظُلْمَةٍ وسَحَابَةٍ وَقد دَمَسَتْ لَيْلَتُكَ تَدْمُسُ دُمُوساً وَقَالَ ليلٌ طَيْسلأٌ ودَحْمَسٌ - مُظْلم قَالَ
(وادَّرِعِي جِلْبَابَ لَيْل دَحْمَسٍ ... أسْوَدَ دَاجٍ مثل لَوْنش السُّنْدُسِ)
صَاحب الْعين دَحْمَسَ الليلُ - أظْلَم ابْن السّكيت الغَرْدَقَةُ - إلباسُ اللَّيْلِ كلَّ شيءٍ وَقد غَرْدَقَتْ المرأةُ سَتْرَها - إِذا أرْسَلَتُه مِنْهُ صَاحب الْعين الدَّغْرَقَةُ كالغَرْدَقَةُ ثَعْلَب وَمِنْه دَغْرَقْتُ الشيءَ سَتَرْتُه ابْن السّكيت وتَأطُّم اللَّيْل - ظُلْمَتُه وَقَالَ ليلةٌ بَهيمٌ - لَا يُبْصَرُ فِيهَا شيءٌ وَهِي أشَدُّهُنَّ سَوَاداً ولَيَالٍ بُهْمٌ والحِنْدِسُ - الشديدُ الظُّلْمَة وَقد حَنْدَسَ وليلةٌ حَنْدِسٌ وانشد
(وليلةٍ من اللَّيَالي حِنْدِسِ ... )
وَقَالَ ليلةٌ طَخْيَاءُ بَيِّنَةُ الطَّخَاءِ - وَذَلِكَ إِذا كَانَ السحابُ بِغَيْر قَمَرٍ واشتدت الظلمةُ وَقد طَخَا وَأنْشد
(وليلةٍ طَخْيَاءَ يَرْمَعِلُّ ... فِيهَا على السَّاري نَدّى مُخْضَلُّ)
يَرْمَعِلُّ - يسِيلُ ابْن دُرَيْد طَخَا اللَّيْلُ طَخْواً وطُخُوًّا - أظْلَم والطَّخْوَةُ والطّخْيَةُ - السحابةُ الرقيقةُ وليلةٌ طَخْيَاءُ وطَخْوَاءُ ابْن السّكيت سُجُوُّ اللَّيْل - تَغْطِيَتُه النهارَ مثلَ مَا يُسَجَّى الرجلُ بالثُّوبِ وليلةٌ مُعْلَنْكِسَةٌ - مُظْلِمَةٌ لَا تَرَى فِيهَا نَجْماً وَلَا مَناراً وليلٌ عَظْلِمٌ - مُظْلَمٌ وَأنْشد
(ولَيحلِ عَظْلِمٍ عَرَّضْتُ نَفْسِي ... وكُنْتُ مُشَيَّعاً رَحْبَ الذِّرَاعِ)
وعَسَقَ الليلُ - ظُلْمَتُه واجْتِماعُه وَأما الغَسَقُ بالغين مُعْجمَة فَسَيَأْتِي ذكره ابْن دُرَيْد الغَيْطَلَة - الظُّلْمَة وَقد غَطِلَت لَيْلَتُنا غَطَلاً وَقَالَ مرّة الغَيْطَلَةُ - اخْتَلاط ظُلْمَة الليلِ واخْتِلاطُ ضَوءِ النَّهَار واشتقاقُه من الغَطْل وَهُوَ تَغْطِيَةُ الشَّيْء غَطَلت السماءُ يومَنا هَذَا وأغْطَلَت - أطْبَقَ دَجْنُها وَقَالَ ليلٌ طاهٍ - مُظْلم والدَّخَا - الظُّلْمَة فِي بعض اللُّغَات ليلةٌ دَخْيِاءُ وليلٌ داخٍ زَعَمُوا وليلٌ عُكَمٍسٌ - مُتَرَاكِمُ الظُّلْمَة كَثِيفُها صَاحب الْعين ليلةٌ قَاسيةٌ وقَسْقَاسَةٌ - شديدةُ الظُّلْمَة والدُّجَّةُ - شِدَّة الظُّلْمَة وَقد تَدَجْدَجَ الليلُ وَلَيْلَة دجْدَاجَةٌ - شديدةُ الظُّلْمَة وليلٌ مُرْدِنٌ - مُظْلِمٌ ابْن دُرَيْد عَيْهَقَ الظلامُ - اشْتَدَّ صَاحب الْعين الوُسُوق - مَا دَخَل فِي الليلِ وضمَّهُ وَقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ وكلُّ مَا انْضَمَ فقد اتَّسَقَ أَبُو زيد السَّمَرُ - سَوادُ الليلِ وَقيل الليلُ نَفسُه وَقد تقدَّم أَنه ظَلُّ القَمر غَيره ظلامٌ أوْطَف - مُلْبِسٌ دانٍ وأكْثَرُ مَا يقالُ فِي الشَّعَرِ والسحابِ وَقَالَ التّجَّ الظلامُ وارتَجَّ التَبَسَ وَقَالَ وَقَبَ الظلامُ وُقُوباً - أقْبَلَ وَقد تقدَّم أَنه دُخُول الشَّيْء فِي الشَّيْء وَقَالَ اغْسَأَنَّ الليلُ - اشْتَدَّت ظُلْمَتُه ابْن السّكيت غَسَا اللَّيْلُ يَغْسُو وغَسِيَ وأغْسَى - أظْلَم وانشد
(فَلَمَّا غَسَا لَيْلِي وأيْقَنْتُ أنَّهَا ... هِيَ الأُرَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوكَرا)
وَقَالَ أرْخَى الليلُ سُجُوفَهُ وسُدُولَهُ ورِواقَيْهِ قَالَ عليّ إِنَّمَا ثُنِّي لِأَن التَّثْنِيَة مِمَّا يُكَثَّرُ بِهِ كَمَا يُكَثَّرُ بِالْجمعِ قَالَ وكلُّ رَفِيقَيْ كلِّ رَحْلٍ - وَعَلِيهِ وَجَّه بَعضهم قَوْله تَعَالَى {يَدَاهُ مَبْسوطَتانِ} {الْمَائِدَة 64} وَحكى سِيبَوَيْهٍ أما عَبْدانِ فذُو عَبْدَيْنِ فَهَذَا كُله مِمَّا يُؤْنِس بأنَّ التَّثنية يُكَثَّرُ بهَا غَيره أغْدَفَ الليلُ واغْدَوْدَفَ -(2/385)
أرْخى سُدُولَه \ ابْن السّكيت سَدَفَ الليلِ - ظَلْمَاؤُه وسَتْرُه وَقد أسْدَفَ علينا وَقَالَ أتَيْتُه بسُدْفَةٍ من الليلِ وسَدْفَةٍ وشُدْفَةٍ وشَدْفةٍ - وَهِي ظُلْمَةٌ فِي آخر الليلِ وَقَالَ اسْدِفْ عَنَّا من اللَّيْل شَيْئا ثمَّ ارْتَحِلْ - أَي أقِمْ حَتَّى تَذْهَبَ ظُلْمَةُ الليلِ والسَّدَفُ - الضَّوْءُ أَبُو عبيد السُّدْفَةُ فِي لُغَة تَمِيم الضَّوْءُ وَفِي لُغَة قيس الظُلْمَة وَأنْشد
(وأقَطَعُ الليلَ إِذا مَا أسْدَفَا ... )
أَي أظْلَمَ قَالَ وبعضُهم يَجْعَل السُّدْفضة اختلاطَ الضَّوْءِ والظلمة جَمِيعًا كوقتِ مَا بَين صَلَاة الْفجْر إِلَى الإسْفَارِ ابْن السّكيت الغَطَشُ - السَّدَفُ يُقَال أتيتُه غَطَشاً وبغَطَشِ وَقد أغَطَشَ الليلُ وَهَذَا كُلُّه اخْتِلاطُه ابْن دُرَيْد ليلٌ غَاطِشٌ - مُظْلِم وَقد أغْطَشَ وأغْطَشَهُ اللهُ ابْن الْأَعرَابِي غَطَشَ وأغْطَشَ والغُطَاشُ - شدَّة الظُّلْمة وَقيل هُوَ أَولهَا وَآخِرهَا وليل أغْطَشُ وغَطشٌ وَلَيْلَة غَطْشَاء ابْن دُرَيْد ليلٌ غَاطِسٌ كغَاطِشٍ وَقَالَ ليلٌ خُنَافِسٌ - شَديدُ الظُّلْمَةُ صَاحب الْعين عَصَاوِيدُ الظَّلاَمِ - اخْتِلاطُه وغَلَسُ الليلِ سَوَادُه وَقَالَ اسْتَحْلَسَ الليلُ بالظلام - تَرَاكَمَ
(نعوتها فِي الطول وَالْقصر)
مَتَحَ اللَّيْل وأمْتَحَ - امْتَدَّ وَذَلِكَ فِي الشتَاء خاصَّة ابْن دُرَيْد مُسْجَهِرٌّ - طويلٌ صَاحب الْعين مُحجْرَهِدٌّ كَذَلِك
3 - (أَسمَاء الْأَيَّام فِي الْإِسْلَام)
قَالَ عَليّ الأًسْبُوع - جُمَاعُ الْأَيَّام السَّبْعَة فأوَّلها الأحدُ بِدَلِيل التَّسْمِيَة وَالْمعْنَى من حَيْثُ لم يَبْلُغْنَا إِلَّا بِحَسب الْقيَاس وَاسْتِعْمَال الْجُمْهُور وهمزته بدل من وَاو الوَحَد لكنه لم يسْتَعْمل فِي الْيَوْم إِلَّا مَبْدَلاً ورُبَّ شَيْء هَكَذَا وسأزيد هَذَا شرحا بعد هَذَا والجمعُ آحادٌ على حَدِّ مَا يُكُسِّر عَلَيْهِ الأحَدُ قبل تَسْمِيَة الْيَوْم بِهِ وَالثَّانِي الاثْنَانِ كأنَّهُ تَثْنِية الاثْنِ من التَّثْنِيَة وألفُه وصلٌ كابْنِ على مَا هُوَ عَلَيْهِ قبل التَّسْمِيَة والجمعُ أثناءٌ كَأَنَّهُمْ جمعُوا أثْناً كأبْنَاءٍ وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يقولُ الْيَوْم الثِّني مُقَرٌّ على لفظ الإفْرادِ الثالثُ الثَّلاثاء قَالَ عليّ كَانَ حُكْمُه الثالثَ وَلَكنهُمْ صاغُوه هَذِه الصِّيغَة لمكانِ العلمية أَو الجِنْسِية المشاكِلَةِ للعلمية قَالَ سِيبَوَيْهٍ قد يكون الاسمانِ مشتقين من شَيْء ومعناهما وَاحِد وبناؤهما مُخْتَلف فَيكون أحد البناءين مُخْتَصًّا بِهِ شَيْء دون شَيْء كهذه النُّجُوم يَعْنِي الدَّبَران والسِّمَاك والعَيُّوقَ قَالَ وبمنزلة هَذِه النُّجُوم الثلاثاءُ والأربعاءُ أَي أَنه إِنَّمَا كَانَ حكمهَا الثالثَ والرابعَ فأُفْرِدَ اليومان بِهَذَيْنِ البناءين قَالَ وَلَا تُصَغَّر الثَّلاثاءُ والأرْبِعاء الرَّابِع الْأَرْبَعَاء وَفِيه لُغَتَانِ فتح الْبَاء وَكسرهَا وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِي الثَّلاثاء الْخَامِس الْخَمِيس خَصّوه بِهَذَا الْبناء كالثلاثاء وَالْأَرْبِعَاء وَكَانَ حكمُه الخامسَ السادسُ الجُمعَةُ وَلَيْسَ هَذَا من لفظ الْعدَد وَإِنَّمَا سمي بِهِ لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهِ أَو لاجماعهم على تفضيله وَيُقَال الجُمْعَةُ والجُمُعَةُ السَّابِع السبت موضُوع السَّبْتِ السكونُ سَبَتَ يَسْبِتُ سَبْتاً سَكَنَ واصلُ أَن الله تَعَالَى بَدأ خَلْقَ السمواتِ والأرضِ الأحَدَ وفَرَغَ من خَلْقِهن الجُمعة وَلم يَخْلُق يَوْم السَّبْت شَيْئا فكأنَّ الخَلْق سَكَنُوا
3 - (أَسمَاء الْأَيَّام فِي الْجَاهِلِيَّة)
ابْن دُرَيْد السَّبْتُ - شِيَارٌ والأحدُ - أوَّلُ والاثنانِ - أهْوَنُ وأوْهَدُ وأهْوَد والثلاثاءُ - جُبَارٌ والأربعاءُ - دُبَارٌ(2/386)
والخميسُ - مُؤْنِسٌ والجمعةٌ - العَرُوبة وَرُبمَا لم تدْخلهَا الْألف وَاللَّام
3 - (أَسمَاء الشُّهُور فِي الْإِسْلَام)
أولُها المُحَرَّمُ وصَفَر فَإِذا جُمَعَا قيل صَفَرانِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب
(أقَامَتْ بِهِ كَمُقَامِ الحَنِيفِ ... شَهْرَيْ رَبِيعْ وشَهْرَي صَفَرٍ)
أَبُو عبيد وَيُقَال للمُحَرَّم شهرُ لله سُمَّيَ المُحَرَّم لأَنهم كَانُوا يُحَرِمُون فِيهِ الْقِتَال وأُضِيفَ إِلَى الله إعظاماً لَهُ كَمَا قيل للكعبة بَيت الله تَعَالَى وربيعٌ الأول ورَبِيعٌ الآخِرُ ابْن السّكيت وهما الرَّبِيعَانش وجُمَادى الأُولى وجُمَادَى الآخِرة ورَجَب وشَعْبَان وهما الرَّجَبَان ورَمَضَانُ وشَوَّالٌ وَذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ
3 - (أَسمَاء الشُّهُور فِي الْجَاهِلِيَّة)
ابْن دُرَيْد المُؤْتَمِرُ - المُحَرَّم وناجِرٌ - صَفَرٌ وخَوَّان - رَبِيعٌ الأوَّلُ وَقَالُوا خُوَّانٌ وبُصَّانٌ - ربيعٌ الآخِرُ وَقيل خَوَّان يَوْم من أَيَّام الْأُسْبُوع من اللُّغَة الأولَى والحَنِين - جُمَادَى الأُولَى وَيُسمى أَيْضا شَيْبَان وَقيل هُوَ كانُون الأولُ ورُبَّى - جُمادى الآخِرةُ ويُسَمَّى أَيْضا مِلْحَان وَقيل هُوَ كانُونٌ الثَّانِي وسميا شَيْبَان ومِلْحَان بِبَيَاضِ الثَّلْجِ فِيمَا شُبِّهَا بالشَّيْبِ والمِلْح والأصَمُّ - رَجَبٌ وعَاذِلٌ - شَعْبَانُ وناتِقٌ - رَمَضَان ووعِلٌ شَّال ووَرْنَةُ - ذُو القَعْدَةِ وبُرَكُ - ذُو الحِجَّة أَبُو عليّ بُرَكُ غير مَصْرُوف لمَكَان الْعدْل
3 - (نُعوتُ السنين فِي التَّقَدُّم والتأخر)
أَبُو زيد عامٌ قابِلٌ وَلَا فِعْلَ لَهُ وقُبَاقَبٌ للعام الثَّالِث
3 - (نُعُوت السنين من قَبَل تَمَامِهَا وكَمَالَهَا)
أَبُو عبيد مَرَّت عَلَيْهِ سنَةٌ كَرِيتٌ ومُجَرَّمَةٌ - تامَّة وَقد تقدَّم فِي الشَّهْر صَاحب الْعين وَقد تَجَرَّمَتْ غَيره حَوْلٌ مُصَتَّمٌ وقَمِيطٌ وكِمِيلٌ مُكَمَّلٌ ثَعْلَب حَوْلٌ دّكِيكٌ - تامٌّ
3 - (أَسمَاء أَوْقَات اللَّيْل وَالسير فِيهِ)
الليلُ - عَقِيبُ النَّهَار اسْم للْجِنْس الواحدةُ ليلةٌ فَأَما ليالٍ - فَذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَنه من بَاب مَلاَمِحَ قَالَ كأَنَّ واحِدَتَهُ لَيْلاَةٌ وَقد صَرَّحَ ابْن الْأَعرَابِي بِلَيْلاَةٍ وَأنْشد
(فِي كُلِّ يَومٍ مَا وكلِّ لَيْلاَهُ ... )(2/387)
الساعةُ - جُزء مَحْدُودٌ من اللَّيْل وَالنَّهَار والجمعُ ساعاتٌ وساعٌ وعامَلْتُه مُسَاوَعَةٌ والآناءُ - الساعاتُ واحدتها إنَى وأَنْيٌ صَاحب الْعين الأوانُ - الوَقْتُ وَالْجمع آوِنَةٌ أَبُو حَاتِم لَقيته بالصُّمَيْرِ - وَهُوَ غُرُوب الشَّمْس أَبُو زيد لقيتُ بسَفَرٍ - إِذا لَقيته عِنْد اصْفِرَار الشمسِ قطرب الغِشَاشُ - أولُ الظلمَة وآخَرُها لقيتُه غِشاشاً ابْن السّكيت الشَّفَقُ - ضَوْءُ الشمسِ وحُمْرِتُها فِي أولِ اللَّيْلِ إِلَى قريب من الْعشَاء صَاحب الْعين الثَّوْر - حُمْرِةُ الشَّفَقِ ابْن السّكيت الظَّلامُ - أوَّلُ الليلِ وَإِن كَانَ مُقْمِراً يُقَال أتيتُه ظَلاماً وَمَعَ الظلام - أَي لَيْلاً وَعند الليلِ والاقْتِحَامُ - أولُ الليلِ وَيُقَال أتيتُه أولَ الليلِ - وَهُوَ عِنْد غُيوُبِ الشمسِ إِلَى العَتَمَةِ والعِشاءُ من صَلَاة الْمغرب إِلَى العَتمَة أَبُو حَاتِم وَمن المُحَالِ قولُهم العِشَاءُ الآخِرَةُ إِنَّمَا يُقَال للَّتِي تُسَمَّى العَتَمَة صَلَاة الْعشَاء لَيْسَ غَيْرَهُ وصلاةُ الْمغرب لَا يُقَال لَهَا العِشَاءُ أَبُو عبيد العِشَاآنِ - المَغْربُ والعَتَمَةُ أَبُو حَاتِم جَاءَ عَشْوَةً - أَي عِشَاء ابْن السّكيت العِشَاء - أولُ ظلامِ الليلِ والعَتَمَةُ - وقتُ صَلَاة العِشَاءِ الآخِرَةِ وَإِنَّمَا سَمَّوْهُ العَتَمَة من اسْتِعْتَام نَعَمِها يُقَال حَلَبْنَاهَا عَتَمَة والعَتَمَةُ - بَقِيَّة اللَّبن تُفيقُ بِهِ تِلْكَ الساعةَ يُقَال أفاقت الناقةُ - إِذا جَاءَ وَقْتُ حَلْبَهَا وَقد حُلِبَتْ قبل ذَلِك وَيُقَال عَتَّمَ - إِذا احْتَبَسَ عَن فعل الشَّيْء يُريدُه وعَتَّم قِراهُ وأعْتَمَهُ وَإِن قِراه لعاتِمٌ - أَي بَطِيءٌ صَاحب الْعين العَتَمَة - ثُلُث الليلِ الأولُ وَقد عَتَّمَ القومُ وأعْتَموا - سَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت أَو أوْرَدوا أَو أصْدَروا أَو دَخَلُوا فِيهِ عَتَمةُ الإبلِ رُجُوعها من المَرْعَى حِين تُمْسِي وَبِه سُمِّيَت العَتَمَة وَقد قدَّمتُ بعض هَذَا فِي شرحِ سُؤال الْقَمَر وَجَوَابه وَقيل عَتَمَةُ الليلِ ظلامُه ابْن السّكيت فَوْرَة العِشَاءِ وفَوْعَتُه عِنْد العَتَمَة وَقَالَ أتَيْتُه مَلَسَ الظَّلامِ - أَي حِين يخْتَلِطُ بِالْأَرْضِ وَذَلِكَ عِنْد صَلَاة العِشَاء وَبعدهَا شَيْئا وعِنْدَ مَلَثِ الظَّلاَمِ وَهُوَ مِثْلُ المَلَسِ وغَسَقِ اللَّيْل - دُخُول أوَّله حِين اخْتَلَطَ وَقد غَسَقَ يَغْسِقُ غَسْقاً وغَسْقَاناً - انصبَّ أَبُو عبيد فِي حَدِيث الرَّبيع بن خَيْثَم أَنه كَانَ يَقُول لمُؤّذّنِهِ يومَ الغَيْمِ أغْسِقْ أغْسِقْ - أَي أخِّرِ المَغْرِبَ حَتَّى يَغْسِقَ الليلُ ابْن السّكيت أغْسَيْنَا - دّخَلْنَا فِي اللَّيْل وَذَلِكَ عِنْد الْمغرب وبُعَيْدَهُ وَقد تقدم تصريفُه وَقد أتيتُه جِنْحَ الليلِ وجُنْحَهُ وَذَلِكَ حِين تَغيب الشمسُ وتَذْهَبُ مَعَارِفُ الأَرْض وَقد جَنَحَ يَجْنَحُ جُنُوحاً أَبُو عبيد جَنَحَ الليلُ يَجْنَحُ ويَجْنُحُ - مالَ وأقبَلَ بظُلْمَتِهِ وَقد تقدًّم فِي شِدَّة الظُّلْمَةِ وَيُقَال أَتَانَا إياباً وتَاْويباً وطُرُوقاً - أَي أوَّلَ اللَّيْلِ وَقد طَرَقَهُم يَطْرُقُهم أبوعبيد مَضَى من اللَّيْل عَشْوَةٌ - وَهُوَ مَا بَين أوَّله إِلَى رُبعه وَكَذَلِكَ مَضَى سِعْوٌ من الليلِ وسِعْواء قَالَ الْفَارِسِي يجوز أَن يكون فِعْلاء كعِلْبَاء وفِعْوالا كقِرْواح وَهَذَا أبين عِنْده فَجعله من معنى المُضِيَّ كَأَنَّهُ من سَعَى وَلم يَقُولُوا من السَّاعَة سِعْوٌ لاخْتِلَاف مَوْضِعَي حرف العِلَّة إِلَّا أَن يكون على القَلْب وَتَكون همزةُ سِعواء على هَذَا الْوَجْه الآخير منقلبةُ عَن يَاء غَيره سِعْوَةٌ - كَذَلِك أَبُو عبيد مَضَى هَتِيٌّ وهَزِيعٌ ابْن السّكيت الهِزِيع - نصفُ اللَّيْل وَالْجمع هُزُعٌ ابْن دُرَيْد هَزِيجٌ فِي معنى هِزِيعٌ وَلَا أَدْرِي مَا صَحَّته أَبُو عبيد مَضَتْ قُوِيْمَةٌ - من اللَّيْل ابْن السّكيت مَضَى دَهْلٌ من الليلِ - أَي صَدْرٌ وَأنْشد
(مَضَى من الليلِ دَهْلٌ وَهِي واحدةٌ ... كَأَنَّهَا طائِرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور)
ابْن دُرَيْد مَضَى هَوِيٌّ من اللَّيْل وتَهْواءٌ صَاحب الْعين وهُوِيٌّ ابْن دُرَيْد مَضَى من اللَّيْل عِتْفٌ وعِدْفٌ وقَنيف - أَي قِطْعَة مِنْهُ ابْن جني مَضَتْ تَوَّةٌ من اللَّيْل - أَي حِينٌ طَوِيلٌ وَأنْشد للهذلي
(فَفَاضَتْ دُمُوعِي تَوَّةً ثمَّ لم تَفِضْ ... عَلَيَّ وَقد كادتْ لَهَا العَيْنُ تَمْرَحُ)
قَالَ وَهِي فَعْلَة من التَوَى وَهُوَ الهَلاك كَأَنَّهُ شَيْء قد اسْتهْلك وتَوَى من الزَّمَان ابْن السّكيت العَجَاسَا والعَجَاسَاء والطِّرْمِسَاءُ والجَوْشَنُ - القِطْعَةُ من اللَّيْل وَقد تقدَّمت العَجَاسَاءُ من الظُّلْمة وَأنْشد(2/388)
(مَرُّوا بهَا على جَوَاشِينِ اللَّيْلِ ... مرَّ الصَّعَالِيكِ بأرْسَانِ الخَيْلِ)
الْخَلِيل مضى كِسْرٌ من اللَّيْل - أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ / ابْن السّكيت أتَيْتُه بَعْدَ هَدْءٍ من الليلِ وَهُوَ نَحْو من الرّبع أَو قريبٌ مِنْهُ - وَكَذَلِكَ أَتَيْته بعد هَدْأةٍ من اللَّيْل وَبَعْدَمَا هَدَأتِ العُيُونُ غَيره بعد هُدْء وهَدِىءٍ وهُدُوءٍ يكون مصدرا وجمعاً سيبوه هَدَأ الليلُ هَدْأ ابْن دُرَيْد مَضَى عِنْكٌ من الليلِ - أَي ساعَةٌ وَالْجمع أعْنَكٌ ابْن السّكيت هُوَ الثُّلُثُ الأَوَّل وَقَالَ مرَّةً هُوَ الثُّلُث الْبَاقِي ابْن دُرَيْد مَضَتْ جِزْعَةٌ من الليلِ وبَقِيَتْ مِنْهُ جِزْعَةٌ وَهُوَ كالعِنْكِ وَقَالَ مَرَّ طِنْخٌ من الليلِ كَمَا قَالُوا مَرَّ عِنْكٌ وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته ابْن السّكيت الصُّبَّةُ - نحوٌ من الجِزْعَة وَقد تقدَّمت الصُّبَّة فِي الشَّاءِ وَالْإِبِل والقِطْعُ - الطَّائِفَة من اللَّيْل صَاحب الْعين القِطْعَة والقِطْعُ والقِطَعُ كنِطْع ونِطَعش مَا بَين أوَّل اللَّيْلِ إِلَى ثُلُثه والجمعُ أقْطَاعٌ وَقد يكون القِطْعُ جمعَ قَطْعَة كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ غَيره الهُتْكة ساعةٌ من اللَّيْل وهاتَكْنَاهَا سِرْنَا فِي دُجَاهَا صَاحب الْعين الرُّؤبَة الطائِفَةُ من اللَّيْل وَبِذَلِك سُمِّيَ رُؤْبَة لِأَنَّهُ وُلِدَ بعد طَائِفَة من اللَّيْل ابْن دُرَيْد مَرَّ ذُهْلٌ من اللَّيْل وذُهْلٌ وَهُوَ نَحْو الثُّلُث أَو النّصْف وَقد تقدَّمت بِالدَّال غير الْمُعْجَمَة عَن يَعْقُوب قَالَ ابْن جني وَبِه سُمِّيَ ذُهْلُ بن شَيْبَانَ أَبُو عبيد المَوْهِنُ والوَهْنُ نحوٌ من نصف اللَّيْل ابْن السّكيت الوَهْنُ والمَوهِنُ حِينَ يُدْبِرُ الليلُ وأوْهَنَ الرجلُ صَار فِي ذَلِك الْوَقْت وجَوْزُ اللَّيْل وَسَطُهُ وجُوْزُ كُلَّ شَيْء وَسَطُهُ والجمعُ أجْوازٌ وَقَالَ ابْهَارَّ الليلُ انْتَصَفَ والبُهْرَةُ الوَسَطُ من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَغَيرهمَا وَقَالَ مرّة ابْهَارَّ الليلُ ذَهَبَتْ عَامَّتُه وَبَقِي نحوُ من ثلثه وابْهَارَّ علينا الليلُ طالَ قَالَ سِيبَوَيْهٍ لَا يُتَكَلَّمُ بابْهَارَّ إِلَّا مزيداً وَقد تقدًّم فِي الْقَمَر ابْن السّكيت مضى ثَبَجٌ من اللَّيْل أَي قَرِيبٌ من وَسَطِهِ أَبُو عُبَيْدَة أُسْطُمُّ الليلِ وَسَطُه وأُسْطُمُّ كل شَيْء وَسَطُه غَيره جَرْشُ الليلِ وَسَطُه ابْن السّكيت مضى جَرْشٌ من الليلِ وَالْجمع جُرُوشٌ وأجْرَاشٌ وَقد يُقَال بِالسِّين وَقَالَ أتيتُه بعد جَوْشَن من اللَّيْل وَيُقَال مضى جَوشَنٌ من اللَّيْل أَي هَوِيٌّ مِنْهُ ومَلِيٌّ وَالْجمع أمْلاء وَمضى هِتَاءٌ من اللَّيْل وهِنْءٌ وهِنْوٌ وَمَا بَقِي إِلَّا هِنْءٌ من غَنَمِهِم أَو إبلهم وَهُوَ الول من الْبَاقِي والذاهب ابْن السّكيت مَضَتْ جُهْمَةٌ من اللَّيْل والجهْمَةُ بَقِيَّةٌ من سوادِ الليلِ فِي آخِره وَأنْشد
(وقَهْوَةٍ صَهْبَاء ياكَرْتُها ... بِجُهْمَةْ والدِّيكُ لم يَنْعِبِ)
وَقَالَ مرّة أُخْرَى هِيَ أوَّلُ السَّحر وَقيل الجُهْمَة والجِهْمَةُ أوَّلُ مآخِيرِ الليلِ والاجْتِهَام والاهْتِجَامُ آخِرُه ابْن دُرَيْد تَدَهْور اللَّيْل أدْبَرَ ابْن السّكيت تَهَوَّر الليلُ مضى إِلَّا قَلِيلا ابْن دُرَيْد هُوَ من قَوْلهم هُرْتُ الْبناء هَوْراً وهَوَّرْتُه هَدَمْتُه صَاحب الْعين تَوَهَّر كَتَهَوَّرَ ابْن السّكيت تَصَبْصَبَ مِثْلُ تَهَوَّرَ أَبُو عبيد اجْرَمَّزَ الليلُ ذَهَبَ واجْلَوَّذ كَذَلِك صَاحب الْعين السَّحَرُ آخِرُ اللَّيْل ابْن السّكيت هُوَ السَّحْرُ والسَّحَرُ صَاحب الْعين الجمعُ أسْحارٌ والسُّحْرةُ السَّحَرُ وَقيل أَعْلَاهُ ولقيته بِسُحْرة وسُحْرَةً وسُحْرَةَ وبَأَعْلَى سَحَرَيْنِ وأعْلَى السَّحَرَيْن فَأَما قَول العجاج
(غَدَا بِأعْلَى سَحَرْ وأجْرَسَا ... )
فَهُوَ خطأ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُول بِأَعْلَى سَخَرَيْنِ لِأَنَّهُ أوَّلُ تَنَفُّسِ الصُّبْحِ ثمَّ الصُّبْحُ كَقَوْلِه
(مَرَّتْ بأعْلَى سَحَرَيْنِ تَذْأَلُ ... )
أَي تُسْرِعُ ولقيتُ سَحَرِيَّ هَذِه الليلةِ وَأنْشد
(فِي ليلةٍ لَا نَحْسَ فِي سَحَرِيِّهَا وعِشَائِهَا ... )(2/389)
وَقد يُقَال سَحَرِيَّة هَذِه اللَّيْلَة وأسحَرَ القومُ كَذَلِك أصْبَحُوا وأسْحَرُوا سارُوا فِي السَّحَر والسَّحُور طعامُ السَّحَر وتَسَحَّرْنَا أكَلْنَا السَّحُورَ واسْتَحَرَ الطَّائِرُ غَرَّدَ سَحَراً ابْن السّكيت عَسْعَسَةُ الليلِ حِينَ يُدْبِرُ وَذَلِكَ قبل السَّحَرِ وَيُقَال عَسْعَسَتُه إقْبَالُه والهَبَّةُ الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر ابْن السّكيت دَلْجَةٌ من اللَّيْل ودُلجة وَقد أدْلّجْتُ سِرْتُ من أول اللَّيْل وَأنْشد غَيره
(آثرْتُ إدْلاَجي على لَيْلٍ حُرَّةٍ ... هَضِيم الحَشَى حُسَّنانَةِ المُتَجَرَّدِ)
وادَّلَجْتُ سِرْتُ من آخر اللَّيْل قَالَ فَأَما السُّرَى فَسَيْرُ الليلِ كُلِّهِ وَقد سَرَيْتُ وأسْرَيْتُ وَأنْشد أَبُو عبيد
(أسْرَتْ إليكَ وَلم تَكُن تَسْرِي ... )
ابْن السّكيت سَرَيْنَا سُرْيَةً وسَرْيَةً صَاحب الْعين التَّعْرِيسُ النُّزُول فِي السَّحر يَنَامُون فِي يَقُومُون غَيره والتَّعْوِيةٌ التعَّعْرِيس قطرب خَبَطَ اللَّيْلَ يَخْبِطُه خَبْطاً سارَ فِيهِ على غير هُدَى ابْن السّكيت الغَبَشُ حِينَ يُصْبِحُ وَأنْشد
(فِي غَبَشِ اللَّيْل وَفِي التَّجَلِّي ... )
أَبُو عبيد الغَبَشُ من اللَّيْل بقاياه وَقد تقدَّم أَن الغَبَشَ الظُّلْمَة غَيره الغَلَسُ قَبْلَ الصُّبْح ابْن السّكيت غَلَّسْنَا المَاء أتيناه بغَلَسٍ وغَلَّسْنَا خَرَجْنَا بغَلَسْ والبُلْجَة والبَلْجَة آخِرُ اللَّيْلِ الْأَصْمَعِي انْجَابَ عَنهُ الظَّلامُ انْشَقَّ غَيره مضى عَثْجٌ من اللَّيْل وعَثَجٌ أَي وَقْتٌ وَقَالَ مضى عِتْفٌ من اللَّيْل وعِدْف أَي قَطْعَةٌ
3 - (بَاب الصُّبْح وأسمائه)
صَاحب الْعين الصُّبْحُ والصَّبِيحَةُ والصَّبَاحُ والإصْبَاحُ والمُصْبَحُ أوَّلُ النَّهَارِ وَقد اصْبَحَ القومُ دَخَلُوا فِي الصَّباح كَمَا يُقَال أمْسَوا دَخَلُوا فِي المَسَاء وَفِي التَّنْزِيل {وإنَّكُم لَتَمُرُّون عَلَيْهِم مُصٍبِحِينَ} {الصافات 137} ويُدْعَى للرَّجل صَبَّحَكَ اللهُ بخَيْرٍ وصَبَّحْنَا القومَ أتَيْنَاهُم غُدْوَة وَقَالُوا الإصْبَاحُ والإمْسَاءُ كَأَنَّهُ جَمْعُ صُبُح ومُسْىٍ ابْن السّكيت أتَيْتُه صُبْحَ خَامِسَة وصَبْحَ خَامِسَة صَاحب الْعين التَّصَبُّح النَّوم بالغَدَاةِ وَهِي الصُّبْحَةُ والصِّبْحَة والصَّبُوح مَا أُكِلَ وشُرِبَ وحُلِبَ صَباحاً واصْطَبَحَ وَقيل الصَّبُوحُ مَا شُرِبَ بالغدَاةِ حارًّا والصُّبْحَة مَا تُعُلِّل بِهِ غُدْوَةً ولقيتُه ذَا صباحٍ وذاتَ صَبْحَةٍ أَي حِين أصْبَحَ وصَبَحْتُهم شَرًّا أصْبَحَهُم صَبْحاً وصَبَحَتْهُم الخيلُ أَتَتْهُمْ صَبَاحاً وصَبَحْتُ الإبلَ أصْبَحُها صَبْحاً سَقَيْتُها صَبَاحاً وصَبَّحْتُ القومَ الماءَ وَرَدْتُهُ بهم صَبَاحاً أَبُو حنيفَة الفَجْرُ أولُ ضَوْءٍ تَراه من الصَّبَاح وهما فَجْرَانِ الأوَّلُ مِنْهُمَا ذَنَبُ السِّرْحَانِ وَهُوَ الْفجْر الكاذِبُ ترَاهُ مُسْتَدقّاً صاعداً من غير اعْتِراض وَهُوَ لَا يُحَرِّمُ الطَّعَام وَلَا الشرابَ على الصَّائِم وَالْآخر الْفجْر الصادقٌ وَهُوَ المُسْتَعْرِضُ فَأَما الصُّبْحُ فَلَا يُقَال فِيهِ إِلَّا صُبح صادِق وَالَّذِي يَلِي الْفجْر من اللَّيْل هُوَ السَّحْرُ والسُّحْرَةُ والسَّدَفُ أوَّلُ شَيْء من الصُّبْح وَيُقَال للسَّدَفِ الغَطَاطُ والغُطَاطُ والبَرِيمُ والشَّمِيطُ أَي قد اشْتَمَطَ فِي الظُّلْمَةِ فَأَنت ترَاهُ بَياضاً فِي سَوادٍ وتَبَاشِيرُ الصُّبْح أوَّلُ مَا يّبْدُوا مِنْهُ الْفَارِسِي وَلَا واحدَ لَهَا وَلَا نظيرَ إِلَّا حَرْفانِ التَّعَاشِيبُ والتَّعَاجِيبُ وتَبَاشِيرُ كلِّ شَيْء أوَّلُه صَاحب الْعين أفْراط الصباحِ أوائلُ تَبَاشِيره الواحدُ فَرَطٌ وَأنْشد(2/390)
(بَاكَرْتُه قبلَ الغَطَاطِ اللُّغْطِ ... وَقَبْلَ أفْرَاطِ الصَّبَاح الفُرَّطِ)
أَبُو حنيفَة وَيُقَال حِينَئِذٍ فَتَقَ الصَّباحُ يَفْتُقُ فُتُوقاً وانْفَتَقَ ابْن دُرَيْد صُبْحٌ فَتِيقٌ مُشْرِقُ أَبُو حنيفَة انْشَقَّ الصُّبْحُ وانْصَاحَ ساحَ سُيُوحاً وانْبَسَطَ وانْفَسَحَ وأَفْصَحَ وفَجَرَ يَفْجُرث فَجْراً وتَفَجَّرَ وانْفَجَرَ عَنهُ الليلُ الْفَارِسِي أفْجَرْنَا دَخَلْنَا فِي الفَجْرِ وَأنْشد
(فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَّى أهَبَّت بِسُدْفَةٍ ... عَلاَجِيمَ عَيْنٍ ابْنَي صُبَاحٍ تُثِيرُهَا)
ابْن السّكيت أنْتَ مُفْجِرٌ من ذَلِك الوقتِ إِلَى أَن تَطْلُعَ الشمسُ صَاحب الْعين عَطَسَ الصُّبْحُ انْفَلَقَ وَبِه سُمِّيَ عَاطِساً غَيره عَمُودُ الصُّبْح ابتداءُ ضَوْئِه أَبُو حنيفَة فَإِذا انْتَشَر يَمِينا وَشمَالًا قَالُوا لاَحَ الفَلَقُ والفَرَقُ وَقد انْفَلَقَ وانْفَرَقَ صَاحب الْعين فَلَقَهُ اللهُ أبداه وأوْضَحَهُ وَفِي التَّنْزِيل {فالِقُ الإِصٍبَاحِ} {الْأَنْعَام 96} أَبُو حنيفَة وَهُوَ حينئذٍ الصَّدِيعُ لانْصَدَاعِهِ من اللَّيْل وَيُقَال حِينَئِذٍ نَوَّرَ صَاحب الْعين وَهُوَ النُّورُ والجمعُ أنْوَارٌ أَبُو زيد وَقد نَارَ نَوْراً وأنار واسْتَنَارَ واسْتَنَرْتُ بِهِ اسْتَمْدَدْتُ شُعَاعَهُ وأنارَ النُّورُ المَكَانَ والمَنارةٌ والمَنَارُ النُّورُ أَبُو حنيفَة أضَاءَ وَضَاءَ وَهُوَ الضَّوءُ والضُّوءُ غير وَاحِد وَهُوَ الضِّياءُ وَفِي التَّنْزِيل {جَعَلَ الشمسَ ضِيَاءً} {يُونُس 5} الْفَارِسِي الضِيَاءُ لَا يَخْلُو فِي قَوْله تَعَالَى {جَعَلَ الشمسَ ضِيَاءً} من أحد أَمريْن إِمَّا أَن يكونَ جَمْعَ ضَوْءٍ كَسَوْطٍ وسِيَاطٍ وحَوْضٍ وحِيَاضٍ أَو مَصْدَرَ ضَاءَ يَضُوءُ ضِيَاءً كَقَوْلِه عاذَ عِياذاً وقامَ قيَاما وعَادَ عِيادةً وعَلى أَي الْوَجْهَيْنِ جَعَلْتَ فالمضافُ محذوفٌ الْمَعْنى جَعَلَ الشَّمْس ذَا ضِيَاءٍ والقَمَر ذَا نورٍ أَو يكونُ جُعلا النورَ والضَّياءَ لِكَثْرَة ذَلِك مِنْهُمَا فَأَما كونُ الهمزةِ فِي مَوضِع الْعين من ضِياء فَيكون على الْقلب كَأَنَّهُ قَدَّم اللامَ الَّتِي هِيَ همزَة إِلَى مَوضِع الْعين وأخَّرَ الْعين الَّتِي هِيَ وَاو إِلَى مَوضِع اللَّام فَلَمَّا وَقعت طَرَفاً بعد الألفِ انقلبتْ همزَة كَمَا انقلبتْ فِي شَقَاءٍ وغَلاَءٍ وَهَذَا إِذا قَدِّرْتَه جمعا كَانَ أسْوَغَ أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا قَوْسٌ وقِسِيٌّ فَصَحَّحُوا الواحدَ وقلبوا فِي الْجمع وَإِذا قَدَّرْتَهُ مَصْدراً كَانَ أبْعدَ لِأَن المَصْدَرَ يَجْرِي على فِعْلِهِ فِي الصِّحَّة والاعتِلاَلِ والقلبُ ضَرْبٌ من الاعتلالِ وَإِذا لم يكن فِي الْفِعْل لم يَنْبَغِ أَن يكونَ فِي المصدرِ أَيْضا أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا لاَوَذَ لِوَاذاً وبايَعَ بِيَاعاً فصححوها فِي الْمصدر لصحتها فِي الْفِعْل وَقَالُوا قَامَ قيَاما فأعَلُّوه لاعتلاله فِي الفَعْل أَبُو حنيفَة السُّطُوع كالضِّيَاءِ وَقد سَطَعَ يَسْطَعُ سُطُوعاً صَاحب الْعين السَّطِيعُ الصُّبْحُ أَبُو عبيد جَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشَوراً طَلَعَ وَمِنْه الشَّرْبَةُ الجَاشِرِيَّةُ للَّتِي مَعَ السَّحَرِ أَبُو حنيفَة الجُشّور السُّكثوع جَشَرَ يَجْشُرُ فَإِذا احْمرَّ بعد ذَلِك واتَّسَعَ فقد بَلَجَ يَبْلُجُ بُلُوجاً وانْبَلَجَ وتَبَلَّجَ فَهُوَ أبْلَجُ وَهِي البُلْجَة والبَلْجَةُ أَبُو عبيد جِئْنَاكَ مُبْلِجِينَ وَمِنْه بَلَجَ الأمْرُ أَي وَضَحَ وَقد تقدَّم أَنَّهُمَا آخِرُ اللَّيْلِ أَبُو حنيفَة فَإِذا كانَ بعد ذَلِك بشيءٍ فَعَرَفْتَ المَارَّ وَلَو كَانَ بساعةٍ قِيلَ أسْفَرَ صَاحب الْعين سَفَرَ وأسْفَرَ والسَّفَرُ بَيَاضُ النَّهَارِ وَقد أسْفَرَ القومُ وَأنْشد الفارسيُّ فِي وصف كمْأة
(ومَرْبُوعَةٍ ربْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُهَا ... بِكَفَّيِّ مِنْ دَوِيَّة سَفَراً سَفْرا)(2/391)
مربوعةٍ يعنيِ كَمْأة أَصَابَهَا مطرُ الرَّبِيع وَقَوله رِبْعِيّة منسوبة إِلَيْهِ وَقَوله قد لَبَاْتُها يُرِيد قد أطْعَمْتُها فِي أوَّل نَبَات الكَمْأة فَجَعَلَها كاللَّبَا لِأَن اللِّبَأَ أوَّلُ اللَّبَنِ وَقَوله بِكَفَّيَّ أَي جَنَيْتُها بِكَفَّيَّ ونَاوَلْتُهُم إِيَّاهَا بهما وسَفَراً منصوبٌ على الظَّرْفِيَّة وسَفْراً منصوبٌ على التَّعَدِّي أَبُو حنيفَة وَيُقَال طَلَعَ الصُّبْحُ وبدا وعَلاَ غَلَبَ وظَهَرَ على اللَّيْل وتَنَفُّسُ الصُّبْح انْصِداعُه وانْفِجَارهُ وَقيل بل هُوَ تَنَسُّم أرْوَاحِهِ وَقبل بل هُوَ عُلُوُّه وارتِفَاعُه ابْن دُرَيْد أفْضَحَ الصُّبْح وفَضَّحَ بدا فِي سَوَادِ اللَّيْلِ غَيره السُّعْرُورةُ الصُّبْح وَقد تقدَّم أَنَّهَا مَا يَدْخُل فِي البيتِ من الشَّمْس وضَوْءِ الصُّبْح ويقالُ لِليْل إِذا تَفَجَّرَ فِيهِ الصُّبْحُ أدْرَعَ صَاحب الْعين يُقَال للصُّبْح أقْرَحُ للونه لِأَنَّهُ بياضٌ فِي سَواد واللَّيَاحُ الصُّبْحُ وَقد تقدَّم أَنه الثَّوْر الأبيضُ وَأَنه مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ يُقَال أبْيَضُ لَيَاحٌ والمُغْرِبُ الصُّبْح لبَيَاضِهِ
3 - (صفة النَّهَار وأسماؤه)
ابْن السّكيت نَهَارٌ وأنْهِرَةٌ ونُهُرٌ وَأنْشد
(لَوْلَا الثَّرِيدان لَمُتْنَا بالضُّمُرْ ... ثَرِيدُ لِيْلِ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ)
وَأنكر بَعضهم جمعَ النهارِ ابْن جني القياسُ يوجبُ تَرْكَ جمع النَّهار من حَيْثُ كَانَ جِنْساً جَارِيا مجْرى المصادِر ونقيضُه الليلُ وقياسُه أَن لَا يُجْمَعَ أَيْضا قَالَ الْفَارِسِي فِي قَوْله
(إنَّي إِذا مَا اللَّيْلُ كانَ لَيْلَيْنِ ... وَلَجْلَجَ الحادِي لِسَانَيْنِ اثْنَيْن)
فَإِنَّمَا ثناه من حيثُ أوْقَعَ اسمَ الْكل على الْبَعْض كَمَا يُرَدُّ الجنْسُ إِلَى النَّوْع فِي قَوْله قُمْتُ قِيَامَيْنِ وانْطَلَقْتُ انْطِلاَقَيْن وأكثرُ النَّاس على الِامْتِنَاع من جَمِيع النَّهَار لما ذكرنَا وَمِنْه عندنَا قَول الله سُبْحَانَهُ {وإنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُصْبِحِينَ وبِاللَّيْلِ} {الصافات 137} فَهَذَا أَيْضا على إِيقَاع اسْم الْكل على الْبَعْض لأَنهم لَا يَمُرُّون عَلَيْهِم جميعَ مَا فِي الْوَهم من الليلِ وَهَذَا مُحَالٌ فالموضعُ إِذا مَوضِع مَجاز فَقَوْل سِيبَوَيْهٍ سير عَلَيْهِ اللَّيْلَ والنهارَ هُوَ مِمَّا أُوقِعَ فِيهِ اسْمُ الكُلِّ على البَعْضِ ابْن دُرَيْد نَهَارٌ أنْهَرُ كَلَيْلِ أَلْيَلَ قَالَ الْفَارِسِي وَرجل نَهِرٌ مسنوب إِلَى النَّهار على غير صِيغةِ النَّسَبِ المُعْتَاد وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(لِسْتُ بِلَيْلَيِّ ولِكِنِّي نَهِر ... )
ابْن السّكيت أتيتُه غُدْوَةَ بِغَيْر إِجْرَاء وَهُوَ مَا بَين صلاةِ الغَدَاة إِلَى طُلُوع الشمسِ ابْن الْأَعرَابِي الغُدُوِّ جمعُ غُدءوَةٌ ثَعْلَب هُوَ اسْمٌ للْجمع صَاحب الْعين غُدْوَةٌ وعُدِّي وغَدَاةٌ وغَدَواتٌ ابْن السّكيت إِنِّي لآتيةِ بالغَدَايا والعَشَايا والغَداةُ لَا تُجْمع على غَدايا وَلَكِن قَالُوهُ اتبَاعا للعشايا فَإِذا أفْرَدُوهُ وَلم يَقُولوا الغَدَايا أَبُو زيد غَادَيْتُه وغَدَوْتُ عَلَيْهِ غَدْواً واغْتَدَيْتُ وأتَيْتُه غُدَيَّاناتٍ على غير قِيَاس كغُشَيَّانَاتٍ ابْن السّكيت البُكْرَة نَحْوها وَإِنِّي لآتيه فِي البُكْرَةِ وبَكَراً وأتاني غُدْوَةَ بَكَراً قَالَ سِيبَوَيْهٍ لَا يكون إِلَّا ظرفا أَبُو عبيد أبْكَرْتُ الوِرْدَ والغَدَاء وبَكَرْتُ على الحاجةِ وأبْكَرْتُ غَيْرِي أَبُو زيد بَكَرْتُ على الْحَاجة وإليها أبْكُرُ بُكُوراً وابْتَكَرَتُ وباكَرْتُه مُبَاكَرَةً أتيتهُ بُكْرَةً وبَكَّرْتُ الرجلَ على أصحابِهِ وأبْكَرْتُه عَلَيْهِم جَعَلْتُه يُبْكر عَلَيْهِم والإبْكار اسْم للبُكْرَة كالإَصْبَاح أَبُو عبيد بَكَرْتُ على الشيءِ وبَكَّرْتُ وأبْكَرْتُ ورَجُلٌ بَكْرٌ إِذا كَانَ صَاحب بُكُورٍ قَوِيًّا على ذَلِك وَلَا يُقَال بَكُرَ الرجلُ إِذا بَكَّر ابْن السّكيت رجل بَكِرٌ فِي الحاجةِ وبَكُرٌ أَبُو زيد لقيتُ سَفَراً وَهُوَ مَا بَيْنَ الغُدْوة إِلَى طُلُوع الشَّمْس صَاحب الْعين طَفَلٌ الغَدَاة من لَدُن ذُرُورِ الشمسِ إِلَى اسْتِمْكَانِهَا فِي الأَرْض ابْن السّكيت فَإِذا طَلَعَت الشمسُ فأنْتَ مُشْرِقٌ إِلَى ارتْفَاعِ النهارِ يَعْنِي اعْتِلاَءَهُ قَالَ وأوَّلُ النهارِ من طُلُوع(2/392)
الشَّمْس وَلَا يُعَدُّ مَا قَبْلَ ذَلِك من النَّهَار فأوَّله من طُلُوع الشَّمْس إِلَى الضُّحَى وَهُوَ صَدْرُه بعد طُلُوع الشمسِ بِحَذْفَةٍ حَتَّى تَحِلَّ صلاةٌ الضُّحَى وَهُوَ من أوَّلِ الضُّحَى إِلَى مَدِّ النهارِ الأكْبِرِ صَاحب الْعين هُوَ ضِياء مَا بينَ طُلُوع الفَجْرِ إِلَى غُرُوبِ الشمسِ وَأما رَأْدُ الضُّحَى فحينَ يَعْلُو النهارُ الأكْبَرُ حَتَّى يَمْضِي مِنْهُ نحوٌ من خُمُسِهِ وَقد تَرَاءَدَت الضُّحَى أَبُو زيد وَتَرَأَّدَتْ ابْن السّكيت هُوَ تَزَيُّدُها وارتِفَاعُها أَبُو عبيد رَأْدُ الضُّحَى ارتِفَاعُهَا والجمعُ أرْآدٌ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ شَدُّهَا ومَدُّهَا وسَرَاتُها وَقيل سَرَاة الضُّحَى وسَطُها وسَراة النَّهارِ ارْتَفَاعُه وَقيل سَراته وسَطُه أَبُو زيد النِّهَاءُ ارتِفَاعُ النَّهَارِ أَبُو عبيد مَتَعَ النَّهَارُ ارْتَفَعَ ابْن السّكيت يَمْتَعُ مُتُوعاً صَاحب الْعين مَتَعَتِ الضُّحَى مُتُوعاً بَلَغَتِ الغايةَ فِي الِارْتفَاع إِلَى حَدِّ الضَّحَاءِ أَبُو عبيد تَلَعَ النَّهَارُ ارْتَفَعَ ابْن دُرَيْد وأتْلَعَ صَاحب الْعين تَلَعَ النَّهَارُ يَتْلَعُ تَلْعاً ارْتَفَعَ وتَلَعَتِ الضُّحَى وأتْلَعَتْ انْبَسَطَتْ صَاحب الْعين مَا أقَمْتُ عِنْده إلاَّ جَلاَء يَوْم أَي بَيَاضَه ابْن السّكيت أتيتُه فِي فَوْعَةٍ من النَّهَار أَي فِي أولٍ مِنْهُ وأتيتُ فِي نَحْرِ النَّهَار ونَحْر الضُّحَى أَي فِي أَولهمَا ابْن الْأَعرَابِي عَلاَ النَّهارُ ارْتَفَعَ ابْن السّكيت أتيتُه بَعْدَمَا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى وتَرَجُّلُها عُلُوُّها واخْتِلاَطُها ابْن دُرَيْد ازْلأَمَّتِ الضُّحَى ارْتَفَعَتْ أَبُو عُبَيْدَة وَمِنْه ازْلأَمَّ القومُ إِذا ارْتَفَعُوا مُرْتَحَلِين وَأنْشد
(مُنَاخَ الَّتِي قد بُعِّثَت فلازْلأَمَّتِ ... )
صَاحب الْعين زَالَ النهَّارُ ارتْفَعَ أَبُو زيد أتيتُه أدِيمَ الضُّحَى وَقَالَ أتيتُه فِي شَبَابِ النَّهار أَي أوَّلِه ابْن السّكيت ابْهَارَّ النهارُ وَذَلِكَ حِينَ تَرْتَفِعُ الشمسُ وانْتَفَخَ النهارُ وَذَلِكَ حِين يَنْتَفَخُ النهارُ الأكبرُ ويَعْلُوكَ ثمَّ نَصْفُ النهارِ وَقد نَصَفَ النهارُ يَنْصُفُ وانْتَصَفَ وَأنْشد
(نَصَف النهارُ الماءُ غامِرُهُ ... ورَفيقُه بالغَيْبِ مَا يَدْرِي)
أَرَادَ انْتَصَفَ النهارُ والماءُ غامِرُهُ وَلم يخرج ذكَرَ أَن غَائصاً غاصَ فانتصفَ النهارُ وَلم يَخْرُج من المَاء الْفَارِسِي أنْصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ وَقيل كلُّ مَا بَلَغَ نِصْفَهُ فِي ذاتِهِ فقد أنْصَفَ وَفِي غَيره نَصَف غَيره مَتَحَ النَّهارُ وأمْتَحَ امْتَدَّ وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ وَقد تقدَّم ذَلِك فِي اللَّيْل ثَعْلَب إمَّغَطَ النَّهارُ عَلاَ أَبُو زيد هُوَ أَن يَطُول ويَمْتَدَّ الْفَارِسِي عَن أبي زيد المُلَيْسَاءُ نصفُ النهارِ والمُلَيْسَاءُ أَيْضا الشَّهْر الَّذِي تَنْقَطِعُ فِيهِ المَيرةُ ابْن دُرَيْد مَرَّكَهْرٌ من النَّهَار أَي صَدْرٌ وطَبَقٌ ومَلِيُّ أَي ساعةُ طَوِيلةٌ الْفَارِسِي مَلِيٌّ يسْتَعْمل اسْما وظرفاً ويُنْقَلُ بعد الظّرْف إِلَى الاسمية نَحْو مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم سيرض عَلَيْهِ مَلِيٌّ من النهارِ يُجْرَى مَجْرَى نِصْفَ النَّهَار أَبُو عبيد انْتَظَرْتُك فَرْسخاً من النهارِ أَي طَوِيلاً صَاحب الْعين الضَّحْو ارْتِفَاعُ النهارِ والضُّحَى فُوَيْقَ ذَلِك والضَّحَاءُ إِذا امْتَدًّ النهارُ وكَرَبَ أَن يَنْتَصِفَ أَبُو حَاتِم الضُّحَى من طُلوع الشمسِ إِلَى أَن يرتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمسُ جدّاً أُنْثَى وتصغيرُها بِغَيْر هَاء لِئَلَّا يلتبس بتصغير ضَحْوَةٍ ثمَّ بعد ذَلِك الضَّحَاءُ إِلَى قريب من نصف النَّهَار أتَيْتُكض ضَحْوَةً أَي ضُحَى لَا يسْتَعْمل إِلَّا ظرفا أَبُو زيد ضَاحَيْتُه أَتَيْتُه ضُحَى ابْن دُرَيْد رجلٌ ضَحْيَان مُضْطَجِعٌ بالضُّحَى أَبُو زيد الضَّاحِيةُ من الإبِل والغَنَم الشاربةُ ضُحَى الْأَصْمَعِي تَضَحَّت الإبلُ أكَلَت فِي الضُّحَى وَضَحَّيْتُها أَنا فِي الْمثل " ضَحّ وَلَا تَغْتَرَّ " والضَّحَاء للإبِل كالغَداء للإنسانِ وأنْكَرَ تَضَحَّى الإنسانُ وحكاها صاحبُ الْعين فِي الْإِنْسَان ابْن السّكيت وَأَنت من بعد طُلُوع الشمسِ إِلَى الزَّوَال مُضْح فَإِذا كَانَ القَيْطُ فَمِنْهُ الهاجِرَةُ وَهِي قبل الظُّهْر بِقَلِيل يُقَال أتَيْتُه بالهاجرة وبالهَجِير وأتَيْتُه هَجْراً وَأنْشد(2/393)
(كأنَّ العَيسَ حينَ أُنِخْنَ هَجْراً ... مُفَقَّأةٌ نَوَاظِرُها سَوَامِ)
أَبُو عبيد هَجَّر الرجلُ وأهْجَرَ خَرجَ بالهاجرة أَبُو حنيفَة سميت الهاجِرَةُ هاحِرَةً لِهَرَبِ كُلَّ شَيْء مِنْهَا ابْن السّكيت الظَّهِيرةُ فِي القَيْظِ حِين تكونُ الشمسُ بحِيَال رأسِك وتَرْكُدُ ورُكُودُها أَن تَدُوم حِيَال رأسِكَ كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَن تَبْرَحَ وَقد رَكَدَتْ وتَرَكَّدَت وارْكَدَّت أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ وَقَفَتْ ودَوَّمَتْ صَاحب الْعين الظُّهْرُ سَاعَة الزوالِ وَلذَلِك قيل صلاةُ الظُّهْر ابْن السّكيت أتيتُه فِي حرِّ الظَّهِيرة أَبُو عُبَيْدَة أَتَانَا مُظْهِراً ومُظَهِّراً والتخفيفُ الوَجْهُ إِذا جَاءَ فِي الظهيرة وَبِه سُمِّيَ الرجُل مُظْهِراً والظَّاهِرَةُ نِصْف النَّهار وَمِنْه ظاهرةُ الوِرْدِ وَهِي أَن تَردَ الإبلُ كلَّ يومٍ نِصْفَ النَّهارِ ابْن السّكيت أتيتُه حِين قَامَ قَائِمُ ظُهْرٍ وَذَلِكَ إِذا أتيتَ فِي الظَّهيرة وأتيتُه ظُهْراً صَكَّة عُمَيّ وأعْمَى إِذا أتَيْتَه فِي الظَّهِيرَةِ أَبُو عبيد لقيتُه صَكَّةَ عُمَيّ وَهُوَ أشدُّ الهاجِرَة حَرًّا أَبُو حنيفَة أَي حِينَ كَاد الحَرُّ أَن يُعْمِيَ من شَدَّتِهِ وَلَا يُقَال فِي البَرْد وَقيل حِين يقومُ قائمُ الظَّهِيرة وَقيل عُمَيٌّ الحَرُّ بعَيْنِه وَقيل عُمَيٌّ رجلٌ من عَدْوانَ كَانَ يُفْتِي فِي الحَج فأَقْبَلَ مُعْتَمِراً وَمَعَهُ رَكْبٌ حَتَّى نزلُوا بعضَ الْمنَازل فِي يَوْم شَدِيد الحَرِّ فَقَالَ عُمَيٌّ من جَاءَتْ عَلَيْهِ هَذِه الساعةُ من غَدٍ وَهُوَ حرامٌ لم يَقْضِ عُمْرَتَه فَهُوَ حرامٌ إِلَى قابِلِ فَوَثَبَ الناسُ يَضْرِبونَ حَتَّى وافُوا البيتَ وَبينهمْ وَبَينه من ذَلِك الْموضع ليلتان جادَّتانِ فضُرِب مثلا قَالَ الْفَارِسِي قولُهم أَتَانَا صَكَّة عُمَي إِذا أتَى فِي الهاجِرَةِ وشِدَّة الحَرِّ وَيحْتَمل عندنَا تأويلين أَحدهمَا أَن يكون المصدَرُ أُضِيفَ إِلَى العُمَيّ كَمَا قَالُوا ضَرْبُ التَّلَفِ أَي الضَّرْب الَّذِي يَحْدُثُ عَن التّلف ويقوِّي ذَلِك أَنه قد جَاءَ فِي الشّعْر
(وَيَهْجُمُهَا بارحٌ ذُو عَمّي ... )
أَي بارحٌ يكونُ عَنهُ العَمَى لشدَّة حره وَيُمكن أَن يكون العُمَيُّ تَصْغِير أعْمَى على وَجه التَّرْخِيم وأضيف المصدرُ إِلَى الْمَفْعُول بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى {من دُعاء الخيرِ} {فصلت 39} وَلم يذكر الْفَاعِل الَّذِي هُوَ الْحر وَالتَّقْدِير صَكَّ الحَرِّ الأعْمَى وَالْمعْنَى أَن الْحر من شِدَّته كَأَنَّهُ يُعْمِى من أَصَابَهُ والمصدرُ فِي الْوَجْهَيْنِ ظرفٌ نَحْو مَقْدَم الْحَاج وخُفُوقِ النَّجْم ابْن الْأَعرَابِي لقيتُه صَكَّة عُمَيْ وَذَلِكَ أَن الظَّبْيَ إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ طلَب الكِنَاسَ وَقد بَرِقَتْ عينُه من بَيَاض الشَّمْس ولَمَعَانِها فيَسْدَرُ بَصَرُه حَتَّى يَصُكَّ بِنَفسِهِ الكِنَاس لَا يُبْصِرُه فكأنَّ الحَرَّ صَكَّهُ إِلَى هَذَا الْموضع أَبُو عبيد عَقَلَ الظَّلُ إِذا قامَ قائمُ الظَّهِيرة وأعْقَلَ القومُ عَقَلَ لَهُم الظِّلُّ صَاحب الْعين التُّبَّع الظِّلُّ لِأَنَّهُ يَتْبَعُ الشمسَ وَحكى سيوبه التُّبُّع وَفَسرهُ السيرافي فَقَالَ هُوَ الظل وَأنْشد بَيت الهّذَلِيِّ باللغتين جَمِيعًا
(يَرِدُ المِياهُ حَضِيرَةً ونَفِيضةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ)
ابْن السّكيت القائلةُ النّزُول والحَطُّ عَن الْجَواب والاسْتِظلال يُقَال أَتَانَا عِنْد القائلة وَعند قَيْلُولَتِنَا ومَقِيِلَنا وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ مستشهداً على أَن المَفْعِل قد يكون مصدرا
(بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَّلةْ ... لَا يَسْتَطِيعُ بهَا القُرَادُ مَقيلا)
أَي قَيْلُولَةً قَالَ الْفَارِسِي وَفِي بعض النّسخ كَمَا قَالَ الله تعالي {إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ} {الْمَائِدَة 48} أَي رُجُوعُكُم قَالَ وَهَذَا مَوْقُوف عنالعرب وأطرده أَبُو إِسْحَاق وَذَلِكَ خطأ أَلا ترى أَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ بعد هَذَا إِلَّا أَن تَفْسِير الْبَاب وجُمْلَته على الْقيَاس كَمَا أريْتُكَ ابْن السّكيت رجل قائلٌ وَقوم قُيَّلٌ وَأنْشد
(إِن قَالَ قَيْلٌ لم أقِلْ فِي القُيَّلِ ... )(2/394)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يَقُولُوا مَا أقْيَلَهُ اسْتَغْنَوْا عَنهُ بِمَا أنُوَمَهُ فِي وقتِ كَذَا كَمَا اسْتَغْنَوْا بِتَرَكَ عَن وَدَعَ قَالَ أَبُو إِسْحَاق وَإِنَّمَا لم يَقُولُوا مَا أقْيَلَهُ فِي القائلة لِئَلَّا يُظَنَّ أَنه أفْعَلَ من قَوْلهم قِلْتُه البيعَ يُقَال قِلْتُه البيع وأقَلْتُه سِيبَوَيْهٍ وَكَذَلِكَ لَا يَقُولُونَ أقْيِل بِهِ لِأَن مَا لَا يُقَال فِيهِ مَا أفْعَلَه لَا يُقَال فِيهِ أفْعَلُ بِهِ أَبُو عبيد الغائِرَةُ القائلةُ عِنْد نصف النَّهَار وغَوَّرَ القومُ قَالَ ابْن دُرَيْد وَجَدْتُهُ وُسُوطَ الشمسِ أَي حِين تَوَسَّطَتِ السماءَ وحينَ مُيُولِها أَي حِين مَالَتْ ابْن السّكيت الظِّلُّ من الغَدَاةِ إِلَى الزَّوَال وَمَا بعدَ الزوالِ فَهُوَ الفَيْءُ والجمعُ أفْيَاءٌ وفُيُوء وَأنْشد
(لَعَمْرِي لأنْتَ البيتُ أُكْرِمُ أهْلَهُ ... وأقْعُدُ فِي أفْيَائِهِ بالأصائِلِ)
والظَّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشمسُ والفيْءُ مَا نَسَخَ الشمسَ غير وَاحِد جمعُ الظِّلِّ أظْلاَلٌ وظِلالٌ وظُلُولٌ أَبُو عبيد ظَلَّ يومُنا وأظَلَّ الْفَارِسِي فاءَ الظِلُّ فَيْأَ وتَفَيَّأ رَجَعَ وعادَ بَعْدَمَا كَانَ ضِيَاء الشمسِ نَسَخَه وَمِنْه فيْءُ الْمُسلمين لما يَعُود عَلَيْهَا وَقْتاً بعد وَقْتٍ من خَراج الأرضِينَ المُفتَّحضة والغَنَائِم فَإِذا عُدَّي قولُهم فاءَ عُدَّي بِزِيَادَة الْهمزَة أَو تَضْعِيف الْعين فالفَيْءُ مَا نسخه ظِلُّ الشمسِ والظلُّ مَا كَانَ قَائِما لم تنسخه الشمسُ وَمِمَّا يدللك على ذَلِك قَوْله تَعَالَى {ألَمَ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَو شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً} {الْفرْقَان 45} فالشمسُ يَنْسَخُ ضِيَاؤُها هَذَا الظلَّ فَإِذا زَالَ ضياءُ الشَّمْس الناسِخُ الظِّل قيل فَاءَ الظِّلُّ أَي رَجَعَ كَمَا كَانَ أوّلاً قَالَ وَمَا فِي الْجنَّة يكون ظِلاًّ وَلَا يكون فيْأً لِأَن ضِيَاء الشَّمْس لَا يَنْسَخُهُ على أَن أَبَا زيد أنْشد للنابغة
(فَسَلاَمُ الإلَه يَغْدُو عَلَيْهِم ... وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتِ الظِّلاَل)
فسمَّى مَا فِي الْجنَّة فَيْأً وَمِمَّا ينْسب إِلَى ثَعْلَب أَنه قَالَ أُخْبِرْت عَن أبي عُبَيْدَة أَن رُؤبة قَالَ كُلُّ مَا كَانَت عَلَيْهِ الشمسُ فزالتْ فَهُوَ فَيْء وظِلُّ وَمَا لم تكن عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظَلُّ أَبُو عبيد زَنَأَ الظِلُّ يَزْنَأُ إِذا قَلَصَ ودَنَا بَعْضُهُ من بعض ابْن دُرَيْد الزَّنَاءُ الضَّيقُ وَفِي الحديثِ لَا يُصَلّيَنَّ أحدُكم وَهُوَ زَنَاءٌ وَأنْشد
(وتُدْخِلُ فِي الظِّلِّ الزَّنَاء رُؤُسَها ... )
وَقَالَ اسْمَأَلَّ الظِّلُّ تَقَاصَرَ وَأنْشد
(إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ ... )
واسْمِئْلاَلُه أَن يَرْجِعَ إِلَى ظِلِّ العُود السَّمَوْأَلُ الظِّلُّ أَبُو عبيد قَلَصَ الظِّلُّ يَقْلُص تَقَاصَرَ ثعب كلُّ مَا زَنَأَ وتَضَايَقَ وتَدانَتْ أقطارُه فقد قَلَصَ يقلِص ويَقْلُصُ قُلُوصاً كالظِّلِّ ونحوِه أَبُو حَاتِم وَمِنْه لِثَةٌ قالَصةٌ وَهِي الَّتِي قد لَحِقَتْ بأسْنَاخِ الأسْنَانِ أَبُو عبيد تَقطَّعَ الظِّلُّ تَقَاصَرَ وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس فِي صلاةِ الضُّحَى إِذا انْقَطَعَت الظِّلاَلُ يَعْنِي تَقَاصَرَتْ أَبُو عبيد الظِّلُّ وارِفٌ أَي واسِعٌ غَيره الغَيَايَةُ ظِلُّ الشمسِ بالغَدَاةِ والغَشِيِّ وَقيل كلُّ مَا أظَلَّكَ غَيَايَةٌ وَفِي الحَدِيث
تَجِيءُ البقرةُ وآلُ عَمْرانَ يومَ القيامةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو غَيَايَتَانِ
وغَايَي القومُ فوقَ رأسِ فلانٍ بِالسَّيْفِ أظَلّوه بِهِ صَاحب الْعين مَصَحَ الظِّلُّ يَمْصَحُ مُصُوحاً قَصُر والرَّوَاحُ مِنْ لَدُنْ زوالِ الشمسِ إِلَى اللَّيْل وَقد رُحْنَا رَواحاً وتَرَوَّحْنَا سِرْنَا بالعَشِيِّ أَو عَمَلْنَا بِهِ(2/395)
عَمَلاً أَبُو عبيد خَرَجُوا برياحٍ من العَشِيِّ ورواحٍ وأرواحٍ وأرَحْتُ الإبلَ رَدَدْتُها بالغَشِيِّ والتَّرْوِيح كالإِراحَةِ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(إِذا رَوَّحَ الرَّاعِي اللِّقَاحَ مُعَزِّباً ... وأَمْسَت على آنافِها غَبَراتُها)
أَبُو عبيد رُحْتُ القومَ ورُحْتُ إِلَيْهِم صَاحب الْعين رَوْحاً ورَواحاً وَذَلِكَ إِذا ذَهَبْتَ إِلَيْهِم رَواحاً أَو رُحْت عِنْدهم وتَرَوَّحْتُ أهْلِي كَذَلِك الْفَارِسِي رائِحٌ ورَوَحٌ اسْم للْجَمِيع كعازِبٍ وعَزَبٍ على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الضَّرْب وَأنْشد غيرُه قولَ الْأَعْشَى
(مَا تَعِيفُ اليومَ فِي الطَّيْرِ الرًّوَحِ ... )
وَقيل أَرَادَ الرَّوَحَة مثل الكَفَرة فَطَرَحَ الْهَاء وَقيل أَرَادَ المُتَفَرِّقَة الكَلاَبِيُّون لقيتُه بلمَيَاح إِذا لَقيته عِنْد العَصْر والشمسُ بيضاءُ ابْن السّكيت مَا سَفَلَ من صلاةِ العَصْر الأولى وَمَا كَانَ بعد الْعَصْر فَهُوَ الأصيلُ والأَصِيلَةُ والجمعُ آصالٍ وأصائِلُ غَيره أصِيلٌ وأُصُلٌ وآصالٌ جمعُ الْجمع قَالَ سِيبَوَيْهٍ أتيتُه أُصَيْلاناً وأُصَيْلالاً وَهُوَ مِمَّا حُقِّر على غير بِنَاء مُكَبَّرِهِ الْمُسْتَعْمل فِي الْكَلَام وَقَالَ الْفراء جَمَعُوا أصَيلاً على أُصْلانٍ كَمَا قَالُوا بَعِير وبُعْرَانٌ ثمَّ ضَغَّروا أُصْلاَناً فَقَالُوا أُصَيْلانٌ ثمَّ أبدلوا النُّون لاماً فَقَالُوا أُصَيْلاَلٌ السيرافي إِن كَانَ أُصَيْلاَلٌ تَصْغير أُصْلانٍ جمع أصِيل فَهُوَ نَادِر لِأَنَّهُ إِنَّمَا يصغر من الْجمع مَا كَانَ على بِنَاء أدنى الْعدَد وأبنية أدنى الْعدَد أَرْبَعَة أفْعالٌ وأفْعلٌ وأفْعِلَة وفِعْلَة وَلَيْسَت أُصْلان وَاحِدَة مِنْهَا فَوَجَبَ أَن يُحْكَم عَلَيْهَا بالشذوذ وَإِن كَانَ أُصْلاَنٌ وَاحِدًا كَرُمَّان وقُرْبَان فتصغيره على بَابه ابْن السّكيت خَرَجْنَا مُؤْصَلِين وَقَالَ الأَصيلُ عِنْد الْمغرب وقَبْلَهُ شَيْئا وأنتَ فِي ذَلِك مُعْصِرٌ وَيُقَال للرجل بعد العَصْرِ إِن كَانَ يُرِيد الحاجةَ قد أمْسَيْتَ ويُقال أتيتُه مُمْسِياً إِذا أتيتَه بعد الْعَصْر إِلَى غُيُوب الشمسِ وأتيتُه مُمْسَى لَيْلَتَيْنِ أَي عِنْد المَسَاءِ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ أتيتُه مسَاء لَا يكون إِلَّا ظرفا وأتيته مُسَيَّناً ومُسَيَّاناتٍ وَهُوَ مِمَّا حُقِّر على غير بِنَاء مكبره الْمُسْتَعْمل فِي الْكَلَام ابْن السّكيت أَتَيْته لِمُسْي خَامِسَة ومِسْيِ أَبُو عبيد أَتَيْته مُسْي خَامِسَة ومِسْيَ أَبُو زيد فِي أُمْسِيَّته كَذَلِك سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا المساءُ والصَّباحُ كَمَا قَالُوا السَّوادُ والبياضُ لِأَنَّهُمَا ظرفان ابْن السّكيت أتيتُه عَشِيَّة أمْسِ وأتيتُه العَشِيَّة ليومك وعَشِيَّة لَا تُجْرَى قَالَ سِيبَوَيْهٍ أجْرَوْهُ مُجْرَى غُدْوَة ابْن السيكت يُقَال آتيه عَشِيَّ غَدٍ بِغَيْر هَاء وآتيه بالعَشِيِّ والغَدش أَيْن كلَّ عَشِيَّة وكل غَداةٍ وَقَالَ لَقِيتُه عُشِيْشيَانَاتٍ وعُشَيَّانَاتٍ وعُشَيِشِيَةً وعُشَيْشِيَاتْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهُوَ مِمَّا حُقَّر على غير بِنَاء مُكَبَّره الْمُسْتَعْمل فِي الْكَلَام كَأَنَّهُمْ حَقَّروا عَشَاةَ قَالَ وَسَأَلت الْخَلِيل عَن قولمهم أتَيْتُك عُشَيَّانات فَقَالَ جُعِلَ ذَلِك الحِينُ أجْزاءً لِأَنَّهُ حِينٌ كُلَّما تَصَوَّبَت فِيهِ الشمسُ ذَهَبَ مِنْهُ جُزْء فَقَالُوا عُشَّيَّانات كَأَنَّهُمْ سَمَّوْا كُلَّ جُزْس مِنْهُ عَشِيَّةً ابْن السّكيت أتَيْتُه قَصْراً أَي عَشِيَّةً قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَا يُصَغَّر اسْتَغْنَوْا عَن تصغيره بقَوْلهمْ أتَانَا مُسَيَّانا وعُشَيَّانا أَبُو عبيد قَصَرْنا وأقْصَرْنَا من قَصْرِ العِشِيِّ أَي أمْسَيْنَا ابْن السّكيت قَصَر العَشِيُّ يَقْصُرُ قُصُوراً أَبُو زيد السَّفَرُ ضوءُ النهارِ قبل أَن يَذْهِبَ يُقَال لقيتُه سَفَراً وَقد تقدَّم أَنه بياضُ النَّهَار وَأَنه مَا بَين الغُدْوَة إِلَى طُلُوع الشَّمْس ابْن السّكيت أتيتُه طَفَلاً وَذَلِكَ مَغِيبُ الشَّمْس حِين تَصْفَرُّ ويَضْعُفُ ضَوْءُها وَأنْشد
(وتَدَلَّيْتُ عَلَيْهِ قافِلاً ... وعَلى الأرضِ غَيَايَاتُ الطَّفَلْ ... ) وأنتَ فِي ذَلِك مُطْفِل إِلَى أَن تغيب وَقد تقدَّم أَن الطِّفَل من ذُرُور الشمسِ إِلَى أَن تَشْرُقَ فَإِذا غَابَتْ فأنْتَ مُغِيبٌ ومُغْرِبٌ ومَغْرِبانُ الشمسِ حينَ تَغْرُب قَالَ سِيبَوَيْهٍ أتيتُه مُغَيْرِبان الشمسِ ومُغَيْرِباناتِ الشمسِ كَأَنَّهُمْ(2/396)
حَقَّروا مَغْرِباناً وَسَأَلت الْخَلِيل عَن قَول الْعَرَب أَتَيْتُكَ مُغَيْرِبَانَاتٍ فَقَالَ جُعِلَ ذَلِك الحينُ أَجزَاء لِأَنَّهُ حينٌ كلَّما تَصَوَّبَتْ فِيهِ الشمسُ ذَهَبَ مِنْهُ جُزْء فَقَالُوا مُغَيْربانات كَأَنَّهُمْ جعلُوا كلَّ حِين مِنْهُ مَغْرِباً ومثلُه قَوْلك المَفَارِقُ للمَفْرِقِ جَعَلُو المَفْرِقَ مواضِعَ ثمَّ قَالُوا المَفَارقِ كَأَنَّهُمْ سَمَّوا كلَّ موضِعٍ مَفْرقاً قَالَ جرير
(قالَ العَوَاذِلُ مَا لِجَهْلِكَ بعدَما ... شابَ المَفَارِقُ واكْتَسَيْنَ قَتِيراً)
وكقولهم للبَعِير ذُو عَثانِينَ كَأَنَّهُمْ جَعَلَوا كلَّ جُزْء عُثُنوناً ثمَّ جَمَعُوا ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ مُوجِبٌ ومُشْفِقٌ ومُسْدِقٌ إِلَى أَن يغِيبَ الشَّفَقُ فَإِذا غابَ فأنتَ مُظْلِمٌ ومُفْحِمٌ ثمَّ أنْتَ مُلْيِلٌ أَو عبيد دَبَر النهارُ وأدْبَرَ ذَهَبَ وَمِنْه أمْسِ أَي الذاهبُ ابْن دُرَيْد الرَّيْم من آخر النَّهَار إِلَى اخْتِلاَط الظُّلْمَة غَيره وَفِي النَّهَار وَاللَّيْل ثلاثُ سَاعَات هُنَّ عَوْرَاتٌ فِي قَول الله عز وَجل {ثلاثُ عَوْراتٍ لكم} {النُّور 58} أمَرَ اللهُ الوِلْدَانَ والخَدَمَ أَن لَا يَدْخُلُوا فِي هَذِه الساعاتِ إِلَّا بتَسْلِيم واسْتِئذانٍ سَاعَة قبل صَلَاة الْفجْر وَسَاعَة عِنْد نصف النَّهَار وَسَاعَة بعد الْعشَاء الْآخِرَة صَاحب الْعين انْسَلَخَ النهارُ من اللَّيْل المُقْبِل لِأَن النَّهَار مُكَوَّرٌ على اللَّيْل فَإِذا انْسَلَخَ ضَوْءْه بَقِي الليلُ غَاسِقاً قد غَشِيَ الناسَ وَقد سَلَخَ اللهُ النهارَ من اللَّيْل وَفِي التَّنْزِيل {وآيةٌ لهمُ الليلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النهارَ} {يس 38} ابْن السّكيت الصَّرْعَان طَرَفا النهارِ من طلوعِ الشمسِ إِلَى تعالِي الضُّحَى وبالعَشِيِّ بعد العَصْرِ إِلَى اللَّيْل غَيره الصَّرْعَانِ نَصْفَا النَّهَار الأولُ والأخيرُ أَبُو عبيد العَصْرَانِ الغَداةُ والعَشِيُّ ابْن السّكيت وهما القَرَّتَانِ والكَرَّتَانِ وَأنْشد
(يَسْعَى علينا الكَرَّتَيْنِ غُلاَمُ ... )
وهما الجَدِيدان والأَجَدَّانِ والمَلَوانِ والفَتَيانِ والرِّدْفان وابْنَا سَمِيرٍ والأَبْرَدَانِ أَبُو حنيفَة أبْرَدَ النَّهار وبَرْدَاه طرفاه وَلَا يكون إِلَّا فِي الصَّيف أَو عبيد الجَدِيدَانِ الليلُ وَالنَّهَار الْأَصْمَعِي وهما الخِلْفَة لاخْتِلاَفَهِما ابْن السّكيت زُلُفٌ من النهارِ ساعاتٌ كلاهُما يأخُذُ من صَاحبه واحِدَتُها زْلْفَةٌ وَقَالَ تكويرُ الليلِ على النَّهَار وتكوير النهارِ على اللَّيْل أَن يُلْحَقَ أحدُهما بالآخرِ وإيلاجُ النَّهَار فِي اللَّيْل انْتِقَاصِ أَحدهمَا من الآخر وولُوج اللَّيْل فِي النَّهَار وولوجُ النَّهَار فِي اللَّيْل دخُول أَحدهمَا فِي الآخَر وَقَالَ أرْهَقَ الليلُ وأرْهَقَنَا أَي دَنَا مِنَّا وأرْهَقَنَا القومُ دَنَوْا مِنَّا ولَحِقُونَا وأرْهَقْنَا الصلاةَ اسْتَأْخَرْنَا عَنْهَا حَتَّى دَنَا وقتُ الْأُخْرَى
3 - (نعوت الْأَيَّام فِي شدتها)
أَبُو عبيد يَوْم قَسِيُّ وَهُوَ الشديدُ من حَرْب أَو شَرّ والعَمَاسُ للشديد لَا يُدْرَى من أينَ يُؤْتَى لَهُ وَمِنْه أَتَانَا بأمورٍ مُعَمَّساتٍ ومُعَمِّسات أَي مَلْوِيَّات ابْن دُرَيْد عَمِسَ عَمْساً وعَمَساً ابْن السّكيت تَعَامَسَ عليَّ فلانٌ أَي تَعَامَى فَتَرَكَنِي فِي شُبْهَة من أمْرِهِ والأَمْرُ العَمَاسُ المُظْلِمُ الَّذِي لَا يُدْرَى كيفَ يُؤْتَى لَهُ صَاحب الْعين يومٌ عَمَرَّسٌ شديدٌ ومُظْلِمٌ شديدُ الشَّرِّ أَبُو عبيد يَوْم عَصِيبٌ وليلةٌ عَصِيبٌ وَهُوَ الشَّديد وَيَوْم قَمْطَرِيرٌ مُقْبِضُ مَا بَين العَيْنَيْنِ وَقد اقْمَطَرَّ وَيوم قُمَاطِرٌ كَذَلِك أَبُو حنيفَة أَغَمَّ يَوْمنَا جَاءَ بِغَمِّ أَبُو عبيد غَمَّ يَغُمُّ غُمُوماً وَيَوْم غَمَّ أَبُو زيد غَمَّ غَمّاً ويومٌ غامٌّ وغَمٍّ وليلةٌ غَمَّةٌ وغَمٌّ ابْن دُرَيْد الأيامُ الحُسوم الدائمةُ فِي الشَّرِّ والشُّؤْمِ خاصَةً وَكَذَلِكَ فُسِّر فِي قَوْله عز وَجل {سَبْعَ لَيَالٍ وثمانِيَة أيَّامٍ حُسُوماً} {الحاقة 7} أَي دائمة الشَّرّ وَقد يُوصَف بِهِ اللَّيَالِي وَقيل الحُسُوم الشُّؤْم من الحَسْمِ أَي القطْعِ كَأَنَّهَا تَقْطَع الخَيْرَ عَنْهُم وَقَالَ يَوْمٌ وَمٍ وَأنْكرهُ بعضُ أصحابِنَا فَقَالَ يَمٍ وَأنْشد(2/397)
(مَرْوَانُ يَا مَرْوَانُ لليَوْمِ اليَمِي ... )
أَي الشَّديد قَالَ الْفَارِسِي أَرَادَ لِلْيَوِمِ اليَومِ كَقَوْلِه
(إنَّ مَعض اليَوْمِ أخاهُ غَدْواً ... )
فَكَأَنَّهُ قَالَ لِلْيَومِ اليَومِ ثمَّ وَقَفَ عَلَيْهِ بلغَة من قَالَ البَكُر فَقَالَ اليَمُو فَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْمٌ آخِره واوٌ وَقَبله ضمة فَإِذا أدَّى القياسُ إِلَى ذَلِك رُفِضَ وقلبت الواوُ يَاء كَقَوْلِهِم أدْلٍ وَلذَلِك قَالَ اليَمِي أَبُو عبيد يومٌ أيْوَمُ كَمَا قَالُوا لَيْلٌ ألْيَلُ وَقد تقدَّم أَن الْيَوْم الأَيْوَمَ آخرُ يَوْم من الشَّهْر قَالَ سِيبَوَيْهٍ يومٌ أيْوم نادرٌ خَرَجَ عَن الْأَصِيل ابْن دُرَيْد يومٌ نَحِسٌ ونَحْسٌ وَقد قرئَ فِي أَيَّام نَحِسَاتٍ ونَحْساتٍ قَالَ الْفَارِسِي النَّحْسُ كلمة تكون على ضَرْبَيْنِ أحدُهما أَن يكون اسْما وَالْآخر أَن يكون وَصفا فمما جَاءَ مِنْهُ اسْما مصدرا قَوْله تَعَالَى {فِي يَوْم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} {الْقَمَر 19} فالإضافة إِلَيْهِ تدل على أَنه اسْم وَلَيْسَ بِوَصْف وَلَو كَانَ وَصفا لم يُضَفْ إِلَيْهِ لِأَن الصّفة لَا يُضَاف إِلَيْهَا الموصوفُ وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي نَحِسات قَوْلَيْنِ أَحدهمَا الشَّدِيدَة البَرْد وَالْآخر أَنَّهَا المَشْؤُومةُ عَلَيْهِم فتقديرُ قَوْله " فِي يَوْم نَحْسٍ " فِي يَوْم شُؤْم وَقَالَ يومٌ نَحْسٌ وَيَوْم نَحْسٍ فَمن أضَاف كَانَ مثلَ مَا فِي التَّنْزِيل من قَوْله " يَوْم نَحْسٍ " وَمن أجراه على الأول احْتمل الْأَمريْنِ يجوز أَن يكون جَعَله مثلَ فَسْلٍ ورَذْلٍ وَيجوز أَن يكون وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ مثل رَجُل عَدْل والنَّحْسُ البَرْد الشَّديد أنْشد الْأَصْمَعِي
(كأنَّ سُلاَفَةً عُرِضَت لِنْحْسٍ ... يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلاَلا)
أَي لِبَرْدٍ فَمن قَالَ أَيَّام نَحْساتٍ فأسكن الْعين فَلِأَنَّهَا صفة مثل عَبْلات وصعباتٍ وَيجوز أَن يكون جَمَعَ المصدرَ وتَرَكَهُ على إسكانه فِي الْجمع كَمَا قَالَ قَالَ أَبُو الْحسن لم أسمع فِي النَّحْس إِلَّا الإسكان وَإِذا كَانَ الواحدُ من نَحْو ذَا مُسَكَّناً أُسْكِنَ فِي الْجمع لِأَنَّهَا صفة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة نَحْسَاتٍ ذَوَات نُحُوس فَيمكن أَن يكون نَحِسات فِيمَن كسر الْعين جعله صفة من بَاب فَرِقٍ ونَزِقٍ ثمَّ جمع ذَلِك إِلَّا أَنا لما لَمْ نعلم مِنْهُ فعلا كَمَا عَملنَا من فَرِقٍ أمكن أَن يكون جعله كصَعْباتٍ فَكَمَا كَانَ ذَلِك صفة كَذَلِك يكون نَحِساتٍ فِيمَن كسر الْعين صفة وفَعِلٌ من أبنية الصِّفَات إِلَّا أَنا لم نعلم مِنْهُ فِعلاً وَإِذا استدللتَ بِخِلَافِهِ الَّذِي هُوَ سَعِدَ فَقلتَ كَمَا أَن سَعِدَ فَعِلَ وَجَاء فِي التَّنْزِيل {وَأما الَّذين سُعِدُوا} {هود 108} فَكَذَلِك النَّحِس فِي الْقيَاس وَلم يسمع مِنْهُ نَحِسَ يَنْحَسُ كَمَا سُمِعَ سَعِدَ يَسْعَدُ وَكَأَنَّهُ سُمِعَ على تَقْدِير ذَلِك كُلِّه كَمَا أَن فَقِيراً وشديداً استعملا على تَقْدِير فَعُل وَإِن لم يسْتَعْمل فَقُرَ وَلَا شَددتُ اسْتغنى بافْتَقَرَ واشتْدَّ عَنهُ وَكَذَلِكَ يكون نَحسٌ فِي قَول من قَالَ نَحِساتٍ صَاحب الْعين نوم ناحِسُ ونَحِسُ والإسم النَّحْسُ والجمعُ أَنْحُسٌ ونُحُوسُ أَبُو عبيد يومٌ أرْونان وَلَيْلَة أرْوَنانة إِذا بَلَغَ الْغَايَة فِي الشِدَّة والكَرْب من قَوْلهم كَشَفَ اللهُ عَنْك رُونَةَ هَذَا الأمرِ أَي شَرِّهُ وشَدَّتَهُ وَلَا يُقَال فِي الخَيْر وَهَذَا يُقَوِّي قَول سِيبَوَيْهٍ أَنه أفْعَلان ابْن الْأَعرَابِي هُوَ من الرَّنَّةِ الْفَارِسِي لَا يجوز ذَلِك لِأَنَّهُ لَو كَانَ من الرَّنة كَانَ أفْوَعالاً وَهَذَا بِنَاء مَعْدُوم وَكَذَلِكَ لَا يجوز أَن يكون فَعْولاناً من الأَرَن الَّذِي هُوَ النشاط لِأَن مثل جَحْوَشٍ لَا تلْحقهُ الْألف وَالنُّون وَإِن كَانَا قد يَلْحَقان فِيمَا يَبْنِي مَعَ الْكَلِمَة وَلَا يُستعمل دونهمَا كترجُمان وَحكى السيرافي يومٌ أرْوَنانِيٌّ على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه قَالَ وَعَلِيهِ روى بَعضهم بيتَ النَّابِغَة
(على سَفْوانَ يومٌ أرْوَناني ... )(2/398)
وَرِوَايَة سِيبَوَيْهٍ بِالرَّفْع وَذهب من رَوَاهُ بِالْجَرِّ إِلَى تَضْعِيف رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ اغْتِرَارًا بقوله فِي الشّعْر
(أحَقًا أنَّ أخْطَلَكُم هَجَانِي ... )
وَهَذَا لَا يَفُتُّ فِي رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ لِأَن الإقْواء فِي شعرهم كثير وَلَا سِيمَا بَين الْمَرْفُوع وَالْمَجْرُور صَاحب الْعين يومٌ عَقِيمُ وعَقَامُ شَدِيد وَكَذَلِكَ الحَرْبُ(2/399)
(كتاب الدهور والأزمنة والأهوية والرياح)
3 - (أَسمَاء الدَّهْر والأوقات)
ابْن دُرَيْد مُدَّة بقاءِ الدُّنْيَا إِلَى انْقِضَائِهَا وَقيل دَهْرُ كلِّ قَوْمٍ زَمَانُهم والنَّسَب إِلَى الدَّهْر دُهْرِيٌ على غير قِيَاس صَاحب الْعين رَجُلٌ دُهْرِيٌّ بِضَم الدَّال قديمٌ ودَهْرِيّ بِفَتْحِهَا لَا يُؤمن بِالآخِرَة سِيبَوَيْهٍ فَإِن سميتَ رجلا بدَهْرٍ ثمَّ نَسَبتَ إِلَيْهِ لم تَقُل إِلَّا بِالْفَتْح وَفِي الحَدِيث
لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِن اللهَ هُوَ الدَّهْرَ
عليّ لَيْسَ اللهُ هُوَ الدَّهْرُ تَعالى عَن ذَلِك لِأَن الدَّهْر عَرَضٌ وَلَيْسَ رَبُّنَا عَرَضاً وَإِنَّمَا أَرَادَ فَإِن مَا تَنْسُبُونَهُ إِلَى الدَّهْر إِنَّمَا هُوَ فَعْلُ الله عز وَجل ابْن دُرَيْد دَهْرٌ دَهِيرٌ وداهِرٌ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(حَتَّى كَأَن لم يَكُنْ إِلَّا تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أيَّتَما دَهْرٍ دَهَارِيرُ)
قَالَ أَبُو عَليّ كَأَنَّهُ جَمَعَ فٌعْلولاً أَو فَعْلالاً أَو فَعْليلاً أَو مؤنثَ أحد هَذِه مِمَّا أُرِيد بِهِ الْمُبَالغَة فِي الدَّهْرِ صَاحب الْعين دَهَارِير الدَّهْرِ أوائِلُه لَا واحدَ لَهُ غير وَاحِد جمعُ الدَّهْ أدْهُرٌ ودُهُورٌ أَبُو عبيد عامَلْتُه مُدَاهَرَةً من الدَّهْرِ الْأَصْمَعِي الدَّهْرُ بالإنسان دَوَّارٌ ودَوَّارِيٌّ أَي دائرٌ وَهَذَا على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على قَول اللغويين قَالَ الْفَارِسِي هُوَ على لفظِ النَّسَب وَلَيْسَ بِنَسَبٍ وَنَظِيره بُخْتِيٌّ وكُرْسِيّ ابْن دُرَيْد الأَبَدُ الدَّهْرٌ والجمعُ آبادٌ وأُبُود وَقَالَ لَا أفْعَلُ ذَلِك أبَدَ الأَبِيدِ والأوابدُ الوحوش لِأَنَّهُمَا تُعَمَّرُ على الْأَبَد وذُكر أَنه لم يَمُتْ وَحْشِيٍّ قَطُّ حَتْفَ أنْفِهِ إِنَّمَا يَمُوت بآفةٍ وَكَذَلِكَ الحَيَّة زَعَمُوا وقولُهم تَأَبَّدَ المَنْزِلُ أَي رَعَتْهُ الأَوابدُ وقِيلَ أقْفَرَ وأتَى عَلَيْهِ الأَبَدُ وَجَاء فُلانٌ بِآبِدَةٍ أَي بِدَاهِيَةٍ تَبْقَى على الأبَدِ وَيُقَال أبَدٌ أبِيدٌ كَمَا قيل دَهْرٌ دَهِيرٌ ابْن السّكيت زَمَنٌ وأزْمَانٌ وَزَمانٌ وأزْمِنَةٌ وَحكى سِيبَوَيْهٍ زَمانٌ وأزْمُنٌ وَأنْشد
(هلأ الأزْمُنُ اللائيِ مَضَيْنَ رواجِعُ ... )
أَبُو عبيد أزْمَنْتُ بالمكانِ أقمتُ فِيهِ زَماناً قَالَ الْفَارِسِي وَمِنْه اشْتُقَّت الزَّمانَةُ لِأَنَّهَا حادِثَةٌ عَنهُ يُقَال رجلٌ زَمِنٌ وَقوم زَمْنَي قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا بَنَوا هَذَا الضَّرْب على فَعْلَى لِأَنَّهَا أشياءُ ضُرِبُوا وأُدْخِلُوا فِيهَا وهم لَهَا كَارِهُونَ يَذْهَبُ إِلَى أَن فَعْلَى فِي الأَصْل إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون جمعَ فَعِيلٍ الَّذِي بِمَعْنى مفعول لَا جمعَ فَاعل وَلَا فَعِيل الَّذِي بِمَعْنى فاعِلٍ لكِنهمْ استجازوه فيهمَا لما أرَوْكَ من أَنَّهُمَا راجعان إِلَى معنى مفعول نَحْو جَريح وجَرْحَى ولَدِيغ ولَدْغَى أَبُو عبيد عاملتُه مُزَامَنَةٌ من الزَّمَنِ أَبُو زيد مَا لَقِيتُه مُذْ زَمَنَةٍ أَي زَمانٍ غَيره كَانَ ذَلِك فِي عِهِبَّى فلانٍ وعَهِبَّائِه أَي زمانِهِ أَبُو عبيد الأّبْضُ الدَّهْرُ وَأنْشد
(فِي حِقْبة عِشْنَا بِذَاكَ أُبضَا ... )(2/400)
وَجمعه آباضٌ والدهر وَكَذَلِكَ الحَرْسُ صَاحب الْعين الجمعُ أحْرُسٌ ابْن السّكيت أحْرَسَ بِهَذَا المكانِ أَقَامَ بِهِ حَرْساً وَأنْشد
(وَعَلَمٍ أحْرَسَ فَوْقَ عَنْزٍ ... )
العَنْزُ الأَكَمَة صَاحب الْعين الطَّوال مَدَى الدَّهْر يُقَال لَا آتِيكَ طَوَالَ الدَّهْرِ ابْن السّكيت أتَى عَلَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ يَعْنِي الدَّهْر وَقيل الأزْنَمُ فَمن قَالَ بالنُّون فَمَعْنَاه أَن المَنَايا مَنُوطةٌ بِهِ أَي مُعَلَّقةٌ أخَذَهَا من زَنَمَةِ الشاةِ وَهِي الهَنَةُ المُعَلَّقةُ تَحت حَنَكِها وَمن قَالَ الأَزْلَمُ أَرَادَ خَفَّتَه تَشْبِيها بالقَدْحُ يُقَال لَهُ زَلَمٌ وَقيل أصلُ الأزْلَمِ الجَدَعِ الوَعِلُ والوُعُول والظَّبَاء لَا تَسْقُطُ لَهَا سِنٌّ فِيهِ جُذْعَانٌ أبدا وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَن الدهرَ على حالٍ واحدةٍ صَاحب الْعين الجَذَعُ الدَّهْر لِجِدَّتِهِ وَقَوله
يَا بِشْر لَو لم أكن مِنْكُم بمَنْزِلَةٍ ... ألْقَى عَلَى يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ)
قيل عَنَى الدهرَ وَقيل عَنَى الأسدَ والأوَّلُ أجْوَدُ وَيُقَال فِي الأَمْرِ إِذا عَاوَدَهُ مِنْ رأسٍ فُرَّ الأمرُ جَذَعاً وفَرَّ الأمْرُ جَذَعاً وَمِنْه قولُهم فِي الحَرْبِ إِن شِئْتُم أعَدْنَاها جَدَعَةً صَاحب الْعين الفِطَحْلُ دَهْرٌ لم يُخْلَقِ الناسُ فِيهِ بَعْدُ وسُئِلَ رُؤْبَةُ عَن قَوْله
(أَو عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْلِ ... )
فَقَالَ أيامٌ كانتِ السَّلاَمُ رَطاباً الهِدَمْلَةُ الدَّهْرُ لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ لِطُولِ التَّقَادُمِ ويُضْرَبُ مثلا للَّذي فاتَ يقالُ كَانَ ذَلِك أَيَّام الهِدَملة أَبُو عبيد عَوْضُ وعَوْضَ وعَوْضِ الدَّهْرُ وَالْمُخْتَار النصبُ وانشد
(رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسمَا ... بِأسْحَمَ داجْ عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ)
قَالَ ابْن جني عَوْض مُشْتَقّ من العِوَض لِأَنَّهُ مَوْضُوع على أَن يَتَقَضَّى الجزءُ مِنْهُ فَيَلِيه آخَرُمن بعدِهِ وَذَلِكَ أَن ع وض مَوْضُوع لعدم الأوّل وتَعْويض الثَّانِي عَنهُ أَبُو عبيد ويروى بأحْمَسَ وبأعْجَمَ وَيُقَال يدَ الدَّهْرِ يُرِيدُ الدَّهْرَ وَأنْشد
(يَدُ الدَّهْرِ حَتَّى تُلاقِي الخِيَارَا ... )
ابْن السّكيت لَا أفعلُه قَفا الدَّهْر أَي طُولَه صَاحب الْعين فَلاحُ الدَّهْرِ بَقَاؤُه يُقَال لَا أفْعَلُه فَلاَحَ الدَّهرِ ابْن السّكيت لَا أفْعَلُ ذَلِك حَيْرِيَّ دَهْرِي وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ حَيْرِيَّ دَهْري وحَيْرِيْ دَهْرٍ الْفَارِسِي فإمَّا أَن يكون على التَّخْفِيف كَمَا قَالَ أيْهُما عَلَيَّ من الغَيْثِ وَإِمَّا أَن يكونَ من بَاب انْقَحَل فِي أَنه لَا نَظِير لَهُ أَبُو زيد الأَوْجَسِ والأوْجُسُ الدَّهْرُ ابْن السّكيت لَا أفْعَلُ ذَلِك سَجِيسَ الأَوْجَسِ وسَجِيسَ عُجَيْسِ الأَوْجَسِ السَّبْتُ الدَّهْرُ والبُرْهَةُ الزَّمَان ابْن السّكيت أقَمْتُ عِنْده بُرْهَةً من الدَّهْرِ وبَرْهَةً وسَبْتَةً وسَبَّةً وسَنْبَتاً ومُلْوَةً ومُلاوةً ومَلاوَةً ومِلاَوَةً وَأنْشد
(حَتَّى إِذا جَزَرَتْ مِيَاهُ رُزُونِهش ... وبأيِّ حِين مُلاَوَةٍ يَتَقَطَّعُ)
ويُرْوى بأيِّ حَزَّ والحَزُّ الحِينُ وَكَذَلِكَ الفَوْرُ يُقَال ذهبتُ فِي حاجةٍ ثمَّ أتيتُ فلَانا من فَوْرِي(2/401)
صَاحب الْعين الحَينُ الدهرُ قَالَ الْفَارِسِي الحِينُ يكونُ سَنَتَيْنِ وَيكون سِتَّة أشهر ويكونُ أقلَّ من ذَلِك وأكُثَرَ وَأنْشد فِي وَصْفِ حَيَّةٍ
(تَنَاذَرَها الرَّاقُونَ من سُوءِ سَمَّهَا ... تُطْلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ)
والجمعُ أحْيانٌ وأحايينُ جمعُ الْجمع أَبُو عبيد عَامَلْتُه مُحَايَنَةً من الْحِين والتَّحْيين توقيتُ الحَينِ وأحَنْتُ بالمكانش أزْمَنْتُ وَقَالُوا لاتَ حِين مَنَاصٍ أدْخَلُوا لاتَ على الْحِين وأعْمَلُوها فِيهِ دون سَائِر الْأَشْيَاء أَبُو عبيد تَحِينُ بِمَعْنى حِينٍ وَأنْشد
(العَاطَفُونُ تَحِينَ مَا من عاطِفِ ... والمُفَضِلُون يَداً إِذا مَا أنْعَمُوا)
صَاحب الْعين الوَقْتُ المَقْدَارُ من الدَّهْر وَالْجمع أوقاتٌ وَهُوَ المِيقاتُ ووقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ مَحْدُودق ابْن دُرَيْد أكثرث مَا يُسْتعمل الوقتُ فِي الْمَاضِي وَقد اسْتعْمل فِي الْمُسْتَقْبل ابْن جني وَهُوَ الأوَانُ والإوانُ وَلم تُعَلَّ الواوُ لِأَنَّهُ لَا فَعْلَ لَهُ كَمَا لم يُعَلَّ خِوانٌ ونحوُه سِيبَوَيْهٍ جمعُ أَوَان أواناتٌ جُمَع بِالْألف والتاءِ حِينَ لم يُكَسَّرْ هَذَا قولُ وآوِنَةٌ مشهورٌ فِي كَلَامهم كَزَمانٍ وأزْمِنَةس صَاحب الْعين المُدَّةُ الغايةُ وَالْجمع مُدَدٌ الْأَصْمَعِي المُدَّةث الحِينُ الْفَارِسِي والطَّوْرُ كَذَلِك ومَكَّنَهُ بقول سِيبَوَيْهٍ سِيرَ عَلَيْهِ طَوْرَان طُوْرُ كَذَا وطَوْرُ كَذَا وَالْجمع اطوارٌ فَأَما غَيره فَقَالَ سِيرَ عَلَيْهِ طَوْران أَيْن مُدَّتان والأَطوَارُ الأوْقاتُ صَاحب الْعين كُنْهُ كُلَّ شِيْءٍ وَقْتَهُ وَقيل غَايَتُه وقَدْرُهُ وَقَالَ أَبُو عبيد ابْنَاسُباتٍ الليلُ والنهارُ وَأنْشد
(فَكُنَّا وَهُمْ كابْنَىْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا ... سِوّي ثمَّ كَانَا مُنْجَداً وتَهاميا)
(فأَلْقضى التَّهَامِي مِنْهُمَا بلَطَاتِه ... وأحْلَطَ هَذَا لَا أعُودُ وَرَائِيَا)
لطَاتُهُ أرضُه ومَوْضَعُه وأحْلَطَ اجْتَهَدَ وحَلَفَ قَالَ أَظُنُّ ذَلِك ظَنًّا فَلَعَلَّ الاحْتِلاَطَ مِنْهُ ابْن السّكيت العَصْرُ والعِصْرُ والعُصْرُ الدَّهْرُ وَالْجمع أعْصُرٌ وعُصُورٌ والعَصْرَانِ الليلُ والنَّهَارُ وَقَالَ مَا ذَاك بطَبيِّ أَي بِدَهْرِي ووَقْتِي وَيُقَال كَانَ ذَلِك على عَدَّان فَلانٍ وعَدَّانِهِ أَي على عَهْدِهِ أَبُو عبيد العدَّانُ الزمانُ وَأنْشد
(كَكِسْرَى على عِدَّانِه أَو كَقَيْصَرَا ... )
ابْن السّكيت كانَ ذَلِك على رِجْلٍ فُلانٍ أَي فِي دَهْرِهِ وحَيَاتِهِ وَكَانَ ذَلِك على رأسِ الدهرِ وإسه وأُسَّهِ أَي على وجهِ الدَّهْرِ موصولَةً وَأنْشد
(مَا زالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ ... )
3 - (أَسمَاء السنين)
الْفَارِسِي السَّنَة يجوز أَن يكون الذاهبَ مِنْهُ وَاو أَو هاءٌ بِدَلِيل قَوْلهم سَانَهْتُ وسَانَيْتُ ونحوَهما من تصريفه وَالْجمع سَنَواتٌ وسَنَهَاتٌ وسِنُون ألْحَقُوا الواوَ والنونَ عِوَضاً مِمَّا ذَهَبَ وَهَذَا مُطَّرِدٌ وكَسَرُوا أوَّلَه إشْعاراً بالتغيير وَمن الْعَرَب من يَجْعَل إعرابه فِي النُّون وَأنْشد
(دَعَانِيَ من نَجْدَ فإنَّ سِنِينَه ... لَعِبْنَ بِنَا شِيباً وشَيَّبْنَنَا مُرْداً)
السيرافي اسْنَتَ القومُ أتَى عَلَيْهِم الحَوْلُ الْفَارِسِي أسْنَتُوا عَلَيْهِم سَنَةٌ وَلَيْسَ فِي كَلَامهم تَاء أُبْدِلَت من يَاء بعد تاءِ افْتَعَلَ نَحْو اتَّأسً واتَّسَرَ غيرُها عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَزَاد هُوَ حرفا آخر وَهُوَ قَوْلهم ثِنْتان لِأَنَّهُ من(2/402)
ثَنَيْتُ وَإِن كَانَ سِيبَوَيْهٍ لم يَحْكِ ثَنَيْتُ قَالَ لَا تَقول ثَنَيْتُ وَاحِدًا وَلَكِن معنَى الثَّنْي فِيهِ عِنْد أبي عليٍّ لَان الطَّيَّ واللَّيَّ تَثْنِيَةٌ قَالَ وَلا يسْتَعْمل أسْنَتُوا إِلَّا فِي خِلافِ الخِصْبِ أَبُو عبيد عَامَلْتُه مُسِانَهَةً من السَّنَةِ وسَانَهَت النخلةُ حملت سنة وَلم تَحْمِل أُخْرَى وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى {لم يَتَسَنَّهْ} {الْبَقَرَة 259} لم تَأْتِ عَلَيْهِ السِّنُون فَتُغَيِّره حكى عَن أبي عُبَيْدَة وسَأُبَيِّنُ معنى قَول أبي عُبَيْدَة وصحةَ مَا ذهب إِلَيْهِ عِنْد قوم وفسادَه عِنْد آخَرين فِي بَاب تغيُّر المياهِ ابْن السّكيت تَسَنَّت فلانٌ بنتَ فلانٍ إِذا كَانَ لئيماً ذَا مالٍ وَكَانَت كَرِيمَة فَتَزَوَّجَها لِشِدَّة السَّنَةِ وَلَوْلَا ذَلِك لم يُزَوِّجُوه مِنْهَا وَهَذَا يُقَوِّي مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ من أَن أسْنَتُوا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي خلاف الخِصبِ غير وَاحِد العامُ السَّنَةُ وَالْجمع أعوامٌ ولَقِيتُه ذاتَ العُوَيْم وذاتَ عامٍ أَبُو عبيد عَامَلْتُه مُعَاوَمَةً من العامِ وَعَاوَمَتِ النَّخْلَةُ حَمَلت عَاما وَلم تَحْمِل آخر وَأنْشد
(مِنْ مَرِّ أعْوامِ السِّنِينَ العُوَّمِ ... )
قَالَ الْفَارِسِي بالَغَ بهَا غير وَاحِد الحَوْلُ السَّنَةُ بأسْرِها وَالْجمع أحْوالٌ سِيبَوَيْهٍ وحُؤُولٌ وحالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ حَوْلاً أتَى أَبُو زيد وأحَالَهُ اللهُ وحالَتِ الدارُ وأحالَت وأحْوَلَتْ أتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ الْفَارِسِي حِيلَ بهَا كَذَلِك قَالَ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(حَالَتْ وحِيلَ بهَا وغَيَّر آيَهَا ... صَرْفُ البِلَى تَجْرِي بِهِ الرِّيحانِ)
ابْن دُرَيْد أحْوَلَ الصَّبِيُّ أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ أَبُو عبيد أحْوَلْتُ بالمكانِ وأحَلْتُ ازْمَنْتُ وَقيل أَقَمْتُ بِهِ حَوْلاً والمُحْوِلُ من الذَّرِّ الَّذِي أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَقد تقدَّم أَبُو زيد حَمَلٌ حَوْلِيٌّ أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كَذَلِك وأرْضٌ مُسْتَحَالَةٌ تُرِكَتْ حَوْلاً أَبُو عبيد الحِقْبَة السَّنَةُ والجمعُ حِقَبٌ صَاحب الْعين حُقُوبٌ عليّ وَهَذَا نَادِر لقلَّة تكسير فِعْلَةٍ على فُعُولٍ وَنَظِيره عِنْدِي حِلْيَةٌ وحُلِيٌّ أَبُو عبيد الحُقْبُ ثَمَانُون سنة وَقيل أكْثَرُ وَالْجمع أحْقَابٌ وَقَالَ عِشْنَا بذلك حِقْبَةً من الدَّهْرِ وَهَبَّةً
صَاحب الْعين الحِجَّة السَّنَةُ والجميعُ حِجَجٌ
3 - (نعوت الْأَيَّام بِالْحرِّ)
صَاحب الْعين الحَرُّ ضِدُّ البَرْدِ ابْن دُرَيْد الجمعُ أحَارِرُ قَالَ وَلَا أدْرِي مَا صِحَّته غَيره وَقد حَرَّ يومُنَا يَحَرُّ ويَحِرُّ فَهُوَ حَرَّانُ وكل حَارٍّ كَذَلِك وَالْأُنْثَى حَرَّى والجمعُ حِرارٌ والحِرَّةُ العَطَشُ لِأَنَّهُ عَن الحَرّ عَليّ وَقد تكون الحِرَّة الحَرَّ كَمَا قَالُوا حِلْيَةٌ وحَلْيٌ وبِرْكَةٌ وبَرْكٌ والاسْتِحْرارِ وُجُودُ الحَرِّ والحَرُور الحَرُّ وَقَالُوا حارٌّ جَارٌّ ويَارٌّ فأتْبَعُوا أَبُو عبيد ايامٌ مُعْتَذِلاتٌ شديدةُ الْحر أَبُو حنيفَة المُعْتَذِلاتُ أيامُ القَيْظِ فِي دُبُر الصَّيْفِ وَقيل مُعْتَذِلاَتُ سُهِيْلٍ الأيامُ الَّتِي يَطْلُعُ فِيهَا سُهِيْلٌ وَهِي الشديداتُ الحَرِّ وَإِنَّمَا سُمِّيَت مُعْتَذِلاَتٍ لِأَنَّهُنَّ اعْتذَلْنَ لِيَأْتِينَ بِحَرٍّ أشَدَّ مِمَّا مَضَى وَيُقَال لكل يَوْم شَدِيد الحَرِّ مُعْتَذِلٌ قَالَ والمُعْتَذِلاَتُ والأَسْكَاتُ سَوَاءٌ وَقد سَكَتَ الحَرُّ اشْتَدَّ ورَكَدَتِ الرِّيحُ أَبُو عبيد يَوْم مُسْمَقِرٌّ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ وصَخَدَانٌ شديدُ الحَرِّ أَبُو حنيفَة وَصَخْدَانٌ ابْن السّكيت وصاخِدٌ وَقد أصْخَدَ يَوْمُنَا عَليّ فَلَيْسَ صَاخِدٌ على أصْخَدَ وَإِنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ كَهَمٍّ نَاصِبٍ وَنَحْوه ابْن السّكيت لَيْلَةٌ صَخْدَانَةٌ وَقد صَخَدَتْهُ الشمسُ أَبُو حنيفَة صَخِدَتْ عَلَيْهِ الشمسُ وَقيل الصَّخْدُ سكونُ الرَّيحُ وشَدَّةُ الحَرِّ صَاحب الْعين الصَّيْخَدُ عينُ الشمسِ سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ حَرِّهَا وَقد أصْخَدَ الحِرْبِاءُ تَصَلَّى بِحَرِّ الشمسِ واسْتَقْبَلَهَا غَيره أصْخَدْنَا كَقَوْلِك أظْهَرْنَا ابْن دُرَيْد المَصَاخِدُ الهَوَاجِرُ واحدَتُها مَصْخَدَةٌ وَهِي الصَّوَاخِدُ وَقَالَ صَهَدَتْهُ الشمسُ تَصْهَدُهُ صَهْداً مثلَ صَخَدَتْهُ(2/403)
والصَّيْهَدُ والصَّيْهَدَانُ شِدَّة الحَرِّ ويُوصَفُ بِهِ فَيُقَال يومٌ صَيْهَدٌ والصَّهْدَانِ كالصَّيْهَدَان أَبُو عبيد يومٌ أرْوَنَانٌ وَلَيْلَة أرْوَنَانَةٌ شَدِيدا الحَرِّ والغمِّ وَقد تقدَّم أنَّه الَّذِي بلغَ الغايةَ فِي الشِّدَّة والكَرْبِ صَاحب الْعين السُّخْنُ ضِدُّ البَارِدِ سَخُنَ الشَّيْءُ وسَخَنَ سُخُونَةً وسَخَانَةً وسَخْنَةً وسُخْناً وسًخَناً وأسْخَنْتُهُ وسَخَّنْتُهُ وماءُ سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسُخَاخِينٌ وسَخَنَ يَسْخُنُ سُخْناً وسَخْناً أَبُو زيد إِنِّي لأَجِدُ سُخْنَةً وسَخْنَةً وسَخْناً أَي سَخَانَةً من حرٍّ أَو حُمَّى ابْن دُرَيْد يومٌ سُخْنٌ وساخِنٌ وسَخْناَنٌ وسَخَنانٌ وليةل سُخْنَةٌ وساخِنَةٌ وسًخْنَانَةٌ أَبُو عبيد سَخَنَ يَسْخُنُ وسَخُنَ وسَخِنَتَ عَيْنُه بِالْكَسْرِ صَاحب الْعين يَوْم سُخَاخِنٌ وسُخَاخِينٌ أَبُو حنيفَة يَوْم لَهَبَانٌ كَذَلِك أَبُو عبيد يومٌ آبِتٌ وأبِتُ أَبُو حنيفَة مَأَسَ مَأْساً كَذَلِك وَقَالَ حرٌّ سَخْتٌ شديدٌ وَأنْشد
(تَحْتَ حَرِّ سَخْتٍ ... )
وَقد ذكر أَن هَذِه الْكَلِمَة فارسية أَبُو عبيد يومٌ حَمْتٌ ومَحْتٌ شديدُ الحَرِّ وَقد حَمُت ومَحُتَ فَإِن سَكَنَتِ الريحُ مَعَ شَدَّة الحَرِّ قيل يومٌ عِكِيكٌ والعَكَّةُ والعِكِيكُ شِدَّة الحَرِّ ابْن السّكيت عَكَّ يَعُكُّ عَكّاً صَاحب الْعين العَكَّة والعُكَّة شَدَّة الحَرِّ والحمع عُكَكٌ وَقَالَ يَوْم عِكيكٌ وعَكٌّ وليلةٌ عَكَّةٌ ويممٌ ذُو عِكِيكٍ ويُوصَفُ الحَرُّ نَفْسُه فَيُقَال حَرٌّ عِكِيك أَبُو عُبَيْدَة ليلةٌ ومَدّةٌ وقلد وَمِدَت وَمَداً وَالِاسْم الوَمْدَةُ ابْن السّكيت يومٌ أَمِدُ ابْن دُرَيْد زَمِهَ يومُنَا زَمَهاً إِذا اشْتَدَّ حَرُّه وَمِهَ النهارُ دَمَهاً كَذَلِك وَلَيْسَ بثَبَتٍ ودَمَهَتْه الشمسُ صَخَدَتْهُ صَاحب الْعين أدْمَوْمَهَ كدَمِهَ ابْن دُرَيْد الدَّمَهُ أَيْضا شِدَّةُ حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضَاءِ وَقد دَمِهَت دَمَهاً وَقَالَ هَجُرَ يومُنَا إِذا اشتَدَّ حَرُّهُ أَبُو عبيد تأَجَّمَ النهارُ اشْتَدَّ حَرُّه وَقَالَ غَمَّ يومُنا يَغُمُّ غُمُوماً من الغَمِّ أَبُو حنيفَة وَيُقَال أَغَمَّ وَلَيْلَة غَمَّةٌ وغَامَّةٌ وَقد تقدَّم فِي الشدَّة أَبُو عبيد الصَّقْرَةُ شِدَّة الحَرِّ ابْن السّكيت صَقَرَتْهُ الشمسُ صَاحب الْعين شُبِّهَتْ بِمَا يَتَحَلَّبُ من العِنَبِ وَقد اصْمَقَرَّتِ الشمسُ من الصَّقْرَةِ وَالْمِيم زَائِدَة عليّ افْمَعَلَّ بناءٌ لم يذكرهُ سِيبَوَيْهٍ أَبُو عبيد صَرَّةُ الحَرِّ شِدَّةُ القَيْظِ والائْتَجَاجُ والأَجَّةُ مثلُه الْخَلِيل الأُجَاجُ كالأَجَّةِ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الوَغْرَةُ ابْن السّكيت وَغْرَةُ القَيْظِ أشَدُّه وَهِي عِنْدَ طُلُوعِ الشِّعْرَى وَقد وَغِرْنَا وَغْرَةً شديدةص وأَوْغَرْنَا أصابَنَا ذَلِك ودَخَلْنَا فِيهِ وَوَغَرَتْهُ الشمسُ اصابَتْهُ أَبُو عبيد الوَدِيقَةُ شَدَّة الحَرِّ أَبُو حنيفَة وَقد أوْدَقَ الناسُ ابْن دُرَيْد الوَدِيقَةُ دَوَمَانُ الشَّمْس غَيره هِيَ دُنُوُّ حَمْيِها أَبُو عبيد المَغمَعانُ شَدَّة الحَرِّ ابْن السّكيت لَيْلَة مَعْمَعانَةٌ ومَعْمَعَانِيَّةٌ وَيَوْم مَعْمَعَانٌ ومَعْمَعَانِيٌّ وَقد تَمَعْمَعَ اليومُ أَبُو عبيد صَمَحَتْهُ الشمسُ أصابَتْهُ أَبُو حينفة تَصْمَحُهُ وتَصمِحُه صَمْحاً وَيَوْم صامِحٌ وصَمُوحٌ ابْن السّكيت صَمَخَتْهُ كَذَلِك وسَفَعَتْهُ وصَهَرَتْهُ أَبُو زيد تَصْهَرُهُ صَهْراً اشْتَدَّ عَلَيْهِ حَرُّهَا حَتَّى آلَمَ دَمَاغَهُ وَقد انْصَهَرَ ابْن السّكيت لَفَحَتْهُ ودَمَغَتْهُ وفَنَخَتْهُ وكَفَحَتْهُ كَذَلِك مِنْهُ قيلَ لَقِيتُه كَفاحاً وَقَالَ ضَبَحَتْهُ الشمسُ فانْضَبَحَ تَغَيَّر من حرهَا وَأنْشد
(عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِبَاحِ لَوْنِي ... )
ابْن دُرَيْد قَشِفَ قَشَفاً تَغَيَّرَ من تَلْويح الشمسِ صَاحب الْعين سَلَخَ الحرُّ جِلْدَهُ فانْسَلَخَ وتَسَلَّخَ أَبُو عبيد الرَّمْضَاءُ شَدَّة الحَرِّ تُصِيبُ الحَصَى ابْن السّكيت الرَّمَضَ أَن يَشْتَدَّ حَرُّ الشمسِ على الأَرْض فَلَا تَقْدِرُ أَن تَمْشِي على حَزْنٍ وَلَا سَهْلٍ إِلَّا آذَاكَ حَرُّهُ وَقد رَمِضْتُ رَمَضاً مَشَيْتُ على الرَّمَضِ وَقَالَ هُوَ يَتَرَمَّضُ الظِّباءَ وَهُوَ أَن يَأْتِيها فِي كُنُسِها فِي الظَّهِيرة فِي أشدَّ مَا يكونُ الحَرُّ وَقد تَجَوْرَبَ جَورَبَيْنِ فيُخْرِجُها من الكُنُسِ(2/404)
مَعَ شُكَيَّةٌ من ماءٍ أَو لَبَنٍ فيَتْبَعُهَا وَيُسوقُها حَتَّى تَفَسَّخَ قَوَائمُها من الرَّمْضَاءِ فيأخُذُها حِينَئِذٍ ابْن دُرَيْد أرْمَضَ الحَرُّ القَوْمَ أشْتَدَّ عَليهم ورَمَضَانُ اشتِقَاقُه من شِدَّةِ الحَرِّ لأَنهم لما نَقَلُوا أسماءَ الشُّهُور عَن اللُّغَةِ القَدِيمة سَمَّوْهَا بالأزْمِنَةِ الَّتِي هِيَ فِيهَا فَوافَقَ رمضانُ أيامَ رَمضَ الحَرِّ ويُجْمَعُ رَمَضاناتٍ وأرْمُضاً وَقد تقدَّم ذَلِك أَبُو عبيد الاحتِدامُ شَدَّةُ الحَرِّ وَقد احْتَدَمَ واحْتَمَدَ ابْن السّكيت لَا يُقَال للحَرِّ مَعَ الرّيح احْتَدَمَ وَإِن كَانَت الريحُ حَارَّةً أَبُو زيد حَدِمَة الحَرِّ وحَدْمُه شِدَّتُه وكُلُّ مُحْتَرِقٍ مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ ابْن دُرَيْد تَخَبْخَبَ الحَرُّ سَكَنَ غَيره تَبَخْبَخَ أَبُو عبيد بَخْبِخُوا عَنْكُم من الظَّهِيرة وخَبْخِبُوا وهَرِيقُوا وأهْرِيقُوا كُلُّ هَذَا مَعْنَاهُ أبْرِدُوا أَبُو حنيفَة وكذل أهْرِؤُا أَبُو عبيد الأُوَارُ الحَرُّ أرْض وَئِرَةٌ مقلوب وَقد وَئِرَتْ ابْن السّكيت الوَقْدَةُ والوَقَدَانُ شَدَّةُ الحَرِّ وَقد وَقَدَ يومُنا وَكَذَلِكَ الحَمَّارةُ أَبُو حنيفَة وتُخَفَّفُ ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ الحِمِرُّ أَبُو حنيفَة وكذل الحِمِرَّةُ والحِمْرَةُ وَيُقَال جَاءَنَا فِي أحْمَرِ الصَّيْفِ ابْن السّكيت وَفِي حَمْرَاء الظَّهِيرَةِ قَالَ والأّكَّةُ والأَكُ الحَرُّ المُحْتَدِمُ الَّذِي لَا ريحَ فِيهِ وَقد أئْتَكَّ يَوْمنَا وَيَوْم أَكُ والوَهَجانُ شَدَّةُ الحَرِّ وَإِن يومَنَا لَوَهِجٌ وَلَيْلَة وَهِجَة ووَهْجَانَةٌ وَقد تَوَهَّجَ يومُنا صَاحب الْعين وَهَجَ وَهْجاً ووَهَجَاناً وَقيل الوَهَجُ حَرُّ الشَّمْس وَالنَّار من بُعْدٍ عَليّ وأُرَى الوَهِيجُ لُغَة فِيهِ وأحْرِ بِهِ لِأَن الوَهِيجَ سُطُوعٌ كالأَريج فَتَفَهَّمْهُ ابْن السّكيت الرَّقْدَةُ حَرُّ شَديدٌ يُصِيبُكَ بَعْدَما يِسْكُنُ الحَرُّ وَإِنَّمَا هِيَ سَبَّةٌ من حرٍّ تُصيبهم مثلَ السَّبْتِ وَهُوَ زُمَيْنٌ قَدْرُ عِشرَةِ أَيَّام أَو نصف شهر وَيُقَال يَوْم ذُو شَرَبَةٍ أَي يُشْرَبُ فِيهِ الماءُ كثيرا من حَرَّهِ وَيُقَال لِشِدَّة الْحر السَّهَامُ وبَيْضَةُ الحَرِّ شَدَّتُه أَبُو عبيد باضَ الحَرُّ اشْتَدَّ ابْن السّكيت أَتَانَا فِي أُفُرَّةِ الحَرِّ وأَفُرَّته وفُرَّته يَعْنِي شَدَّته وأوَّلَه وتُبْدَل الألفُ عينا عُفُرَّة وعَفُرَّة صَاحب الْعين الفَيْحُ سُطُوعُ الحَرِّ وَفِي الحَدِيث
شَدَّةُ الحَرِّ من فَيْحِ جَهَنَّمَ
ابْن السّكيت قاظَ يومُنا قَيْظاً أَبُو حنيفَة قاظَ القَوْمُ وتَقَيَّظُوا أَقَامُوا هَذَا الزمانض فِي مَوضِع وَحكى أَبُو عَليّ القَوْظَ فِي معنى القَيْظَ وَلَيْسَ الفعلُ مِنْهُ وَنَظِيره الجِبَاوَةُ من جَبَيْتُ لِأَن الْبَصرِيين لَا يُثْبِتُونَ جَبَوْتُ ابْن السّكيت أغْمَزَنِي الحَرُّ أَي فَتَر فاجْتَرأْتُ عَلَيْهِ ورَكِبْتُ الطريقَ وماحقُ الصَّيْف شِدَّة حَرِّه وَأنْشد
(ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزَانِ صَادِيَةً ... فِي ماحِقٍ من نَهَارِ الصَّيْفِ مُحْتَدِمُ)
ويَوْمٌ مَاحِقٌ شَدِيدُ الحَرِّ أَي أَنه يَمْحَقُ كلَّ شَيءٍ ويَحْرِقُه وَقد أَمْحَشَهُ الحَرُّ أحْرَقَهُ وامْتَحَشَ غَضَباً احْتَرَقَ أَبُو حنيفَة يُقَال لليوم الحارّ الشَّديد وَقْع الشَّمْس يومٌ أًصْلضعُ وأجْلَحُ وَأنْشد
(قد لاحَهَا يَومٌ سَهُوبٌ مِلْهَابْ ... أجْلَحُ مِمَّا لِشِمْسِهِ من جِلْبَابْ)
ووَعَكُ الصَّيفِ شِدَّةُ حَرِّهِ وَقد الْتَجَّ الحَرُّ ابْن دُرَيْد يومٌ دامُوقٌ ذُو وَعْكَةٍ فارسيّ مُعَرَّبٌ لِأَن الدَّمَهْ النَّفْسً فَهُوَ دَمَهْكَرٌ أَيْن آخَذٌ بالنَّفْسِ أَبُو حنيفَة ذابَتِ الشمسُ أفْرَطَ حَرُّها وذَوْبُ الشمسِ مَا يَتَسَاقَطُ من ذَلِك الحَرِّ يُقَال حَمِيَت الشمسُ حَمْياً وحُمِياً ابْن السّكيت اشْتدَّ حَمْوُ الشمسِ وحَمْيُها أَبُو حنيفَة هَاجِرَةٌ هَجُومٌ شديدةُ الحَرِّ سُمَّيَت هَجُوماً بِهَجْمِهَا العَرَقض وأصلُ الهَجْمِ احْتِلاَب مَا فِي الضَّرع الْأَصْمَعِي الظَّهِيرَةُ الخَوْصَاءُ أشَدُّ الظَّهَائِر حَرّاً لَا تَسْتَطِيعُ أَن تُحِدَّ طَرْفَكَ إلاًّ مُتَخَاوِصاً وَأنْشد
(حِينَ لاَحَتْ ظَهيرةٌ خَوْصَاءُ ... )
أبوحنيفة جَثَمَ علينا القَيظُ رَكَدَ والصَّيْفُ أشَدُّ حَرّاً من القَيْظِ والصيفُ هُوَ الأوَّلُ وَقد صافَ اليومُ(2/405)
اشْتَدَّ حَرُّه وَكَذَلِكَ صافَ الصَّيْفُ أَبُو عبيد اصافَ القومُ دَخَلُوا فِي الصَّيف فَإِن أرَدْتَ أَنهم أقامُوا هَذَا الزمانَ فِي مَوضِع قلتَ صَافُوا صَيْفاً أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ تَصَيَّفُوا واصْطَافُوا عَليّ جمعُ الصَّيْفِ أصْيَافٌ وصُيُوفٌ والهَرِجُ الَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ الحَرُّ حَتَّى يَسدَرَ مِنْهُ وَهُوَ الهَرَجُ وَقد هَرِجَ ابْن دُرَيْد التَّهَمُ شَدَّةُ الحَرِّ ورُكُودُ الرّيح وَبِه سُمِّيَت تِهَامَةُ هَجُو يَومُنا اشْتَدَّ حَرُّه وقلا رَعَنَتْهُ الشمسُ آلَمَت دِمَاغَهُ فاسْتَرْخَى لذَلِك وَمِنْه قيل رَجل أرْعَنُ وامرأةٌ رَعْنَاء وَقَالَ رَمِهَ يومُنَا رَمَهاً اشْتَدَّ حَرُّه والوَهَرُ تَوَهُّج وَقْعِ الشَّمْس على الأَرْض حَتَّى تَرَى لَهَا اضْطراباً كالبُخَار يَمَانِيَةٌ وَيُقَال ذَمِهَ يومُنا اشْتَدَّ حَرُّهُ وسَكَنَت ريحُه والقَسَامُ شِدَّةُ الحَرِّ وَقد تقدَّم أنَّ القَسَامَ الجَمَالُ وَقَالَ يَوْم صُمَادِحٌ شديدُ الحَرِّ وَقد اسْلَنٌقَعَ الحَصَى حَمِيَتْ عَلَيْهِ الشمسُ فَبَرَقَ والشمسُ تَحْنِذُ الشيءَ كَمَا تَحْنِذُ النارُ اللحمَ أَي تُنْضَجُهُ أَبُو عبيد غَار النهارُ اشْتَدَّ حَرُّهُ قطرب يَوْم خَدِرٌ شديدُ الحَرِّ وَأنْشد
(وَمَكضانٍ زَعِلٍ ظِلمانُه ... كالمَخَاضِ الجُرْبِ فِي اليومِ الخَدِرْ)
وخَدِرَ النهارُ إِذا لم تتحرك فِيهِ ريح وَلم يُوجد فِيهِ رَوْحٌ صَاحب الْعين طَبَائِخُ الحَرِّ سَمَائِمُهُ فِي الهواجر الواحدةُ طِبِيخَةٌ وَأنْشد
(وُمسْتَأْنِسٍ بالقَفْرِ باتَتْ تَلُفُّهُ ... طَبَائِخُ شِمْسٍ حَرُّهُنَّ سَفُوعُ)
أَبُو عبيد أدْعَسَهُ الحَرُّ قَتَلَهُ وشَفْشَفَهُ أيْبَسَهُ ابْن دُرَيْد الشَّفِيفُ شِدَّةُ الحَرِّ أَبُو عبيد دَغَمَهُ الحرُّ دَغْماً وأدْغَمَهُ غَشِيَهُ صَاحب الْعين دَغَمَهُمْ دَغَماناً وَقَالَ صِلاَعُ الشَّمْس حَرُّهَا وَقد صَلَعَتْ وَهُوَ تَكَبُّدُهَا فِي السَّمَاء وَقيل انْصَلَعَت الشمسُ وَهُوَ بُدُوُّها فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَيْسَ دُونَها شيءٌ يَسْتُرها وَقَالَ يَوْم عَصِيبٌ وعَصَبْصَتٌ شَدِيدُ الحَرِّ وَقد تقدَّم فِي الشِّدَّة وَيَوْم راعِدٌ شَدِيدُ الحَرِّ ابْن دُرَيْد دَعَقَهُم الحَرُّ غَمَّهُم ابْن السّكيت الغَتْمُ شِدَّةُ الحَرِّ والأَخْذُ بالنَّفْسِ صَاحب الْعين انْكَسَرَ الحَرُّ فَتَرَ وكلُّ من عَجَزَ عَن شَيْء فقد انْكَسَرَ عَنهُ
(بَاب الْعرق)
أَبُو عبيد الرَّشْحُ العَرَقُ صَاحب الْعين الرَّشْحُ والرَّشَحَانُ تَنْدِيَةُ الجِسْمِ بالعَرَق ورَشَحَ عَرَقاً يَرْشَحُ رَشْحاً وَمِنْه المِرْشَحَة من السَّرْجِ وَقد تقدَّم أَبُو عبيد المَسِيحُ العَرَقُ وَأنْشد
(فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمَانِ المُثَقَّبِ ... )
ابْن دُرَيْد البَصِيعُ العَرَقُ صَاحب الْعين بَصَعَ يَبْصَعُ بَصاعةً وتَبَصَّعَ خَرَجَ من أصولِ الشّعْر قَلِيلا قَلِيلا والبَصْعُ الخَرْقُ الضَّيِّقُ لَا يكَاد يَنْفُذُ فِيهِ المَاء ابْن دُرَيْد الصُّوَاحُ العَرَقُ وَقد تقدَّم أَنه عَرَقُ الخَيْلِ خاصَّةً صَاحب الْعين العَصِيمُ العَرَقُ ابْن دُرَيْد انْهَجَمَ العَرَقُ سِالَ وهَاجِرَةٌ هَجُومٌ تُسِيلُ العَرَق وَقد تقدَّم وَقَالَ صَئِكَ الرجلُ صَأكاً عَرِقَ فهاجَتْ مِنْهُ رائِحَةٌ مُنْتِنة وبعضُ الْعَرَب يسميها الزَّهْمَقَة ثَابت يُقَال للعَرَق نَضْج ونَضِيح والجمعُ أنْضاحٌ ابْن دُرَيْد نَضَحَ بالعَرَقِ صَاحب الْعين إِذا عَرِقَتْ أُصُولُ الشَّعَر ولَمَّا تَسِلْ قيل تَفَضَّحَ عَرَقاً وعَرِقَ من يمس الْجَسَد كُله ابْن دُرَيْد أَكَلْتُ المُرِضَّة وَهِي الأُكْلَةُ الَّتِي(2/406)
إِذا أكلتَها أَرَضَّت عَرَقَكَ فأسالَتْهُ عَليّ وَكَذَلِكَ شَرِبْتُ المُرِضَّة صَاحب الْعين النَتْحُ العَرقُ وَقيل خروجُه من الْجلد وَكَذَلِكَ خروجُ الدَّسَم من النِّحْي والنَّدِيُّ من الثَّرَى نَتَحَ يَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً ونَتَحَهُ الحَرُّ وغيرهُ أخْرَجَهُ أَبُو عبيد نَجِدُ الرجلُ عَرِقُ من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ وَهُوَ النَّجَدُ والنَّيسيغُ والصُّمَاحُ العَرَق المُنْتِنُ
3 - (نعوت الْأَيَّام والليالي فِي شدَّة الْبر)
البَرْدُ ضِدُّ الحَرّ بَرَدَ يَبْرُدُ بَرْداً وبُرُودَةً ابْن دُرَيْد بَرَدْتُ الشيْءَ أبْرُدُهُ بَرْداً وبَرَّدْتُه جَعَلْتُهُ بَارِداً أَبُو عبيد وَهُوَ البَرُودُ وسَقِيْتُ لَهُ وأبْرَدْتُ لَهُ سَقِيْتُهُ بَارِدًا وَجِئْنَاك مُبْرِدين إِذا جاؤا وَقد بَاخَ الحَرُّ قَالَ أَبُو عَليّ قَالَ الشَّيْبَانِيّ الأَبْرِدَةُ البَرْدُ وَخص بعضُهم بِهِ بَرْدَ الثَّرَى أَبُو عبيد الأَبْرَدَانِ الغَدَاةُ والعَشِيُّ لِبَرْدِهما وقولُ الشَّمَّاخ
(إذَا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أبْرَدَيْهِ ... خُدُودُ جَوَازِىءٍ بالرَّمْلِ عِينِ)
يَعْنِي بِهِ الظِّلَّ والفَيْءَ وَقَالُوا عَيْشٌ بارِدٌ يذهبون بِهِ إِلَى السّكُون والخَفْض قَالَ أَبُو عَليّ لِأَن الحَرَّ داعيةُ تَجْفِيفٍ وَإِذا جَفَّ الشيءُ خَفَّ وتَحَرَّكَ والبَرْدُ بِخِلَاف ذَلِك وَبِذَلِك قَالُوا للبليد بارِدٌ لِبُطْئِهِ وسُكُونِهِ وَأنْشد ابْن السّكيت
(قَلِيلَةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزِينُها ... شَبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ)
أَبُو عبيد عَنْبَرَةُ الشَّتَاءِ شِدَّتُهُ وَكَذَلِكَ هُلْبَتُهُ أَبُو حنيفَة وتُثَقَّلُ فَيُقَال هُلُبَّةٌ ويوصف بِهِ فَيُقَال يومٌ هُلْبَةٌ ويومٌ أهْلَبُ وَقيل عَشِيَّة هَلْبَاءُ للبارِدَة القَرَّة ترميهم بالقِطْقِط وَيُقَال للشهر الآخِر من الشتَاء أهْلَبُ وَلَا يُسمى غيرُه من شهوره أهْلَبَ وَذَلِكَ لِشِدَّة صَفْق رِيَاحِهِ مَعَ قُرِّ وعَواصِفَ أَبُو عبيد صبَارَّةُ الشِّتَاءٍ شِدَّتُه أَبُو حنيفَة وتخفف وَقد يسْتَعْمل فِي الْحر غَيره حَمَّارَةُ الشتَاء وحِمِرُّهُ وحِمِرَّتُه شِدَّتُه وأكثَرُ مَا يسْتَعْمل فِي الصَّيف وَقيل إِنَّه شِدَّة كل شَيْء وَإِن وَرَاءَكَ لَقُرّاً حِمِرّاً أَي شَدِيداً أَبُو عبيد القَرْسُ والقَرَسُ البَرْدُ ابْن السّكيت قَرَسَ الماءُ جَمَدَ وَمِنْه قيل سَمَكٌ قَرِيسٌ والقَرَسُ الجامِدُ أَبُو حنيفَة قَرَسَ الماءُ يَقْرِسُ وَقد قَرَّسْنَاه وأقْرَسْنَاهُ بَرَّدْنَاه وَمِنْه أصْبَحَ الماءُ قَرِيساً أَبُو حنيفَة أقْرَسَ العُودُ جَمَسَ فِيهِ الماءُ الْأَصْمَعِي آلُ قُرَاسٍ أجْبُلٌ بارِدَةٌ مُشْتَقّ من ذَلِك وَأنْشد
(يَمَانِيَة أحْيَالَهَا مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلٍ قُراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلٍ)
أَبُو عبيد الصِّنِّبْرُ والصِّنَّبْرُ شَدَّةُ البَرْدِ أَبُو عبيد غَدَاةٌ صِنَّبْرَة وصَنِّبْرَة وَقد يسْتَعْمل فِي الْحر صَاحب الْعين يومٌ أشْهَبُ ذُو رِيحٍ بارِدَةٍ وَكَذَلِكَ ليلةٌ شَهْبَاء ابْن السّكيت كُلْبَةُ الشِّتَاءٍ شِدَّتُه وَأنْشد
(أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتَاءِ وَكَانَت ... قد أقامَتْ بكُلْبَةٍ وقِطَارِ)
أَبُو حنيفَة وتُثّقَّلُ فَيُقَال كُلُبَّة ويوصف بِهِ فَيُقَال يومٌ كُلْبَةٌ وَقد كَلِبَ البردُ كَلَباً غَيره عُفُرَّةُ البَرْدِ شِدَّتُهُ وأوَّلُه وَقد تقدَّم فِي الْحر وأعرفه هُنَالك أَبُو عبيد الزَّمُهَرِير البَرْدُ وَأنْشد
(لم تَرَ شَمْساً وَلَا زَمُهَرِيراً ... )
أَبُو حنيفَة بَرْدٌ زَمُهَرِيرٌ وَقد ازْمَهَرَّ قَالَ أَبُو عَليّ فِي قِرَاءَة من قَرَأَ {وآخَرُ من شَكْلِهِ أزْواجٌ} {ص 58} فعَنَى بِهِ الزَّمُهَرِير أَنه من قَوْلهم للبعير ذُو عَثَانِينَ وَذَلِكَ لِأَن الزَّمُهَرِير غَايَةُ الْبرد وَلذَلِك عَادَلَ بِهِ(2/407)
الغَسَّاقُ أَبُو حنيفَة قَمُطَرِيرٌ مِثْلُ زَمُهَرِير أَبُو عبيد الصَّرَدُ البَرْدُ وَرجل صَرِدٌ أَبُو حنيفَة وَقد أصْرَدْنَا صَاحب الْعين هُوَ الصَّرْدُ والصَّرَد وَرجل صَرِدٌ وَقوم صَرْدَى وَيَوْم صَرِدٌ وَلَيْلَة صَرِدَةٌ وَرجل مِصُرَادٌ لَا يَصُبِرُ على البَرْدِ ابْن السّكيت أنُفُ البَرْدِ أشَدُّه وَحكى أَن عَشِيَّتَنَا لَعَرِيَّة أَي بَارِدَة وَيُقَال أهُلَكَ فقد أعُرَيُتَ أَي غَابَتْ الشمسُ وبَرَدْتَ أَبُو حنيفَة العُرَوَاء من لَدُن يُوصِلُ إِلَى اللَّيْل إِذا اشُتَدَّ وهَبَّت مَعَه رِيحٌ باردةٌ غَيره رِيحٌ عَرِيَّةٌ وعَرِيٌّ بَارِدَة ابْن السّكيت يُقَال للغّداة البارِدَة سَبْرَةٌ أَبُو حنيفَة السَّبْرَةُ البَرْد من أول النَّهَار أَبُو عُبَيْدَة الليلةُ الآرِزَةُ الباردةُ وَقد أرَزَتْ تَأْرزُ أَبُو حنيفَة الأَرِيزُ شِدَّة البَرْدِ وَقَالَ شَتَا الشِّتَاءُ اشْتَدَ بَرْدُه ابْن السّكيت هِيَ الشَّتْوَةُ وَلَا تَقُل الشِّتْوَة أَبُو عبيد أشْتَى القومُ دَخَلُوا فِي الشِّتَاء فَإِن أردتَ أَنهم أَقَامُوا هَذَا الزمانَ فِي مَوضِع قلتَ شَتَوْا شَتْواً أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ شَتَّوْا سِيبَوَيْهٍ المَشْتَى والمَشْتَاةُ اسْمٌ للشِّتَاءِ أَبُو حنيفَة يُنْسَبُ إِلَى الشِّتَاءِ شَتْوِيٌّ وشَتِيُّ وَأنْشد
(ولاَ يَلُوحُ نَبْتُهُ الشَّتِيٌّ ... )
وَقيل الشَّتِيٌّ الشِّتَاء نفسُه عَليّ لَيْسَ الشَّتَوِيٌّ مَنْسُوبا إِلَى الشتَاء كَمَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم على أَنه من نَادِر النّسَب وَإِنَّمَا هُوَ مَنْسُوب إِلَى الشَّتْوَةِ وَقد غَلِطَ أَبُو حنيفَة فِي قَوْله إِن الشَّتِيَّ مَنْسُوب لَيْسَ بمنسوب إِنَّمَا هُوَ فَعِيلٌ من الشتَاء والصِّرُّ شَدَّة البَرْدِ وَقَالَ جِئْتُكَ فِي أصْرار الشتاءِ وَقد صُرَّ النباتُ أَصَابَهُ الصِّرُّ وَكَذَلِكَ جئْتُك فِي بَرْكَتِه ابْن السّكيت بَرْكُ الشتَاء شَدَّتُه وَأنْشد
(واحْتَلَّ بَرْكُ الشتَاء مَنْزلَه ... وباتَ شَيْخُ العَيَالِ يَصْطَلِبُ)
أَبُو حنيفَة بَرْكِيٌّ الشِّتَاءِ وَسَطُه وأشَدُّه بَرْداً وَكَذَلِكَ صمِيمُهُ قَالَ وَإِذا كَانَ حَرٌّ وَجَاء يومٌ باردٌ طَيَّب قيل إِن يومَنَا هَذَا لهَائِكٌ بارِدٌ هَذَا قولُ بَعضهم وَهُوَ نَادِر والمعروفُ فِي الهائك ذُو الحَرِّ والعَطَشِ والخَصَرُ البَرْدُ ابْن السّكيت رجل خَصِرٌ رجل خَصِرٌ بَارِد وَقيل هُوَ الْبَارِد من كل شَيْء أَبُو حنيفَة كَبَّةُ الشِّتَاءِ شِدَّتُه ودَفْعَتُه كالكَبَّة فِي القَتَالِ والشَّتَمُ الْبرد ابْن السّكيت الشِبَّم الباردُ أَبُو حنيفَة شَفَّانُ الرّيح وشَفِيفُها بردُها وَقَالَ شِتَاءٌ قَرُّ ورِيحٌ قَرَّةٌ وَيَوْم قارٌّ وقَرٌّ وَلَيْلَة قَرَّة وقارَّةٌ يومُنا يَقِرُّ ويَقَرُّ وقُروراً والقِرَّةُ البَرْدُ نفسُه وجمعُه قِرَرٌ وَمن أمثالهم
حِرَّةٌ تَحت قِرَّة
إِذا عَطِشَ الإنسانُ فِي الْيَوْم الْبَارِد فأكثَر شُرْبَ المَاء صَاحب الْعين القُرُّ البردُ عَامَّة وَقَالَ بَعضهم القُرُّ فِي الشتَاء والبردُ فِي الشتَاء والصيف فَأَما القِرَّة فَمَا أصَاب الإنسانَ مِنْهُ وقُرَّ الرجلُ أصابَهُ القُرُّ أَبُو عبيد أقرَّهُ اللهُ فَهُوَ مَقْرُور عليّ مَقُرُور على قُرَّ وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ وَلَا يُقَال قَرَّه أَبُو حنيفَة القَرْقَفُ البَرْدُ فِي قُبُل اللَّيْل والخَدَرُ البَرْدُ مَعَ المَطَرِ أَبُو عبيد خَدِرَ البَرْدُ خَدَراً فَهُوَ خَدِرٌ كَثُرَ نَداه وبَرْدُه وَقد تقدَّم أَن الخَدِرَ الشديدُ البَرْد أَبُو حنيفَة يومُ إحَصُّ أُغَيْبِرٌ وَهُوَ الَّذِي تَبْدُو شمسُه وَلَا تَنْفَعُكَ من الْبرد وَقيل لرجل أيُّ الْأَيَّام أقَرُّ قَالَ الأَحَصُّ الوَرْد والأَزّبُّ الهِلَّوْفُ ثمَّ فسره فَقَالَ الأحص الْورْد يَوْم تَطْلَعُ شمسُه وتَصْفُو شَمَالَهُ ويَحْمِرُّ فِيهِ الأُفُقُ وَلَا تَجِدُ لشمسه مَسّاً والأَحَصُ الَّذِي لَا سَحَاب فِيهِ والأَزَبُّ الهِلَّوف يَوْم تَهُبُّ فِيهِ النَّكْبِاءُ تَسُوقُ فِيهِ الجَهَام والصُّرَّاد لَا تطلُعُ شَمْسُه وعَقَارِبُ الشتءا هَيْجَاتُه اللاَّذِغةُ وَكَذَلِكَ جَمَرَاتُه وحَواسُّه أشْرارُه الَّتِي تَأتي فِي أعشاب الأَرْض وإيراقُ الشّجر فتُحْرِق نَبَتَهَا وَقد حَسَّت عُشْبَ أرْضَهِم ابْن دُرَيْد شَنِبَ يومُنَا وَهُوَ شِانِبٌ بَرَدَ والمَصدرُ الشَّنَبُ وَقَالَ مَا وَجَدْنَا العامَ مَصْدَةً يَعْنِي البَرْدَ وَمَا أصابتنا مَصْدَةٌ أَي مَطْرَةٌ ابْن الْأَعرَابِي خَشَفَ البَرْدُ يَخْشُفُ خَشْفاً اشْتدَّ وخَشَفَ الماءُ يَخْشِف خُشُوفاً جَمَدَ أَبُو زيد تَبَسَّرَ النهارُ بَرَدَ ثَعْلَب يَوْم بَسْرٌ وَمَاء بَسْر بارِدٌ ابْن السّكيت أصْبَحَت وَلَيْسَ بهَا وَحْصةٌ أَي شَيْء من بَرْد أبوعبيد هَرَاه البَرْدُ وأهْرَأَهُ قَتَلَهُ ابْن دُرَيْد هَرَأَنِي القُرُّ يَهْرَأُنِي هَراءةً اشْتَدَّ عَلَيَّ أَبُو(2/408)
زيد هَرأَنِي هَرَأً كَذَلِك ابْن السّكيت هَذِه قِرَّة لَهَا هِرِيئَةٌ أَي يُصِيبُ المالَ والناسَ مِنْهَا ضُرٌّ وسَقَطٌ أَي مَوْتٌ أَبُو زيد هَرَأَ البردُ الماشيةَ فَتَهَرَّأت أَي تَكَسَّرَت وَقد هُرِىءَ القومُ والمالُ وأهْرَؤُا دَخَلُوا فِي البَرْدَ وخصَّ بعضُهم بِهِ رَوَاح القَيْظِ وَأنْشد
(حَتَّى إِذا أهْرَأْنَ بالأصائِل ... وفارقَتْهَا بُلَّة الأَوابل)
بُلَّة الأوابل يَعْنِي بُلًّة الرُّطْب والأوابلُ الَّتِي أبَلَت بالمكانِ صَاحب الْعين تَهَوَّر الشتاءُ وتَوَهَّرَ ذَهَبَ وَقد تقدَّم فِي اللَّيْل أَبُو عبيد التَّسْمِينُ التَّبْرِيدُ طائِفِيَّةٌ وَفِي حَدِيث الْحجَّاج أَنه أُتِيَ بسمكةٍ فَقَالَ للَّذي حَمَلها سَمِّنْها
3 - (نعوت الْأَيَّام والليالي فِي الِاعْتِدَال وَالطّيب)
أَبُو حنيفَة رَبَعَ الرَّبِيع كَمَا يُقَال صافَ الصَّيْفُ أَبُو عبيد أرْبَعَ القومُ دَخَلُوا فِي الرَّبِيع وارْتَبَعُوا بِموضع كَذَا أقامُوا هَذَا الزمانَ فِيهِ أَبُو حنيفَة ارْتَبَعُوا أكَلُوا الربيعَ ورُبِعُوا أصابَهم مَطَرُ الرّبيع غَيره رَبَعَ الربيعُ رُبوعاً دَخَلَ وربيعٌ رابعٌ مُخْصِبٌ وأرْبَعَ القومُ إبِلَهم أرْعَوْهَا نَبَاتَ الرّبيع وارْتَبَعَ الفرسُ وتَرَبَّعَ رَعَى ذَلِك النبتَ أَبُو عبيد عَامَلْتُ مُرابعةً من الرّبيع أَبُو حنيفَة فَتَراتُ الشتَاء أيامٌ تَجِيء فِيهِ لَيِّنَة البَرْدِ طَيِّبَةً وَأنْشد
(فَكَسَاهَا مُنَوِّرٌ أرْشَحَتْهُ ... فَتَراتُ الشتَاء والأنْواءُ)
والفَصْيَةُ الخُروجُ من بَرْدٍ إِلَى حَرٍّ وَقد أفْصَينا وكلُّ خُرُوج من شدةٍ إِلَى رَخَاءٍ وَمن ضِيقٍ إِلَى سَعَةٍ فَصْيَةٌ وَمِنْه أُخِذَ التَّفَصِّي من الْأُمُور وَقد أَفْصَى الحَرُّ ابْن السّكيت وَلَا يُقَال فِي الْبرد صَاحب الْعين السًّجْسَجُ الهَوَاءُ المُعْتَدِلُ بَين الْحر وَالْبرد وَفِي الحَدِيث
نهارُ أهْلِ الجنةِ سَجْسَجٌ
أَبُو حنيفَة فَإِذا جَاءَ يومٌ بارِدٌ طَيِّبٌ عَقِبَ حَرٍّ قيل إِن يومَنَا لهائِكٌ بَارِد والطَّلْقُ من الأوقاتِ المُعْتَدِلُ الطَّيِّبُ يُقَال يومٌ طَلْقٌ وليلةٌ طَلْقٌ وطَلْقَةٌ وطالِقٌ وَأنْشد
(يُرَشِّحُ نَبْتَاناً ضِراً ويَزِينُه ... نَدًى وليالٍ بعد ذَاكَ طَوَالِقُ)
وَقد طَلُقَتْ طُلُوقاً ابْن دُرَيْد وطُلُوقَةً وطَلاَقَةً وليلةٌ طَلْقٌ ابْن السّكيت أصْبَحْنَا مُطْلِقِينَ أَبُو عبيد ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ وضَحْيَاءُ مُضِيئَةٌ ابْن دُرَيْد لَيْلَة ضَحْيا وضَحْيَاءُ وإضْحيانٌ وإضْحِيانَة وأُضْحِيَانَةٌ وضَحْيَانٌ وضَحْيَانَةٌ وَيَوْم إضْحِيانٌ مُضِيءٌ لَا غَيْمَ فِيهِ أَبُو عبيد ليلةٌ ساكِرَةٌ لَا رِيحَ فِيهَا وَقد سَكِرَتْ الرِّيحُ سَكَنَتْ وَأنْشد
(تُزادُ لَيالِيَّ فِي طُولِها ... فليستْ بِطَلْقٍ وَلَا ساكِرَه)
وَلَيْلَة ساجِيَةٌ ساكنةُ البَرْدِ وَالرِّيح والسحابِ غيرُ مُظْلِمَة ابْن دُرَيْد سَجَا الليلُ سَجْواً وسُجُواً سَكَنَ وَقد تقدَّم أَنه إقْبَالُه وتَغْطِيَتُه كُلَّ شَيْء أَبُو حنيفَة دَفُؤَ يومُنَا ودَفِيءَ وَهُوَ دَفِيءٌ والأولُ أعْرَفُ فَأَما فِي الإنسانِ إِذا اسْتَدْفأَ فَدَفِيءَ لَا غير أَبُو عبيد رجل دَفْآنُ وبلدة دَفِئَةٌ أَبُو زيد يَوْم مُفْصِحٌ لَا غَيْمَ فِيهِ وَلَا قُرَّ أَبُو عبيد يَوْم رَيِّحٌ طَيِّبُ الرِّيحِ وعَشِيَّةٌ رَيِّحَةٌ أَبُو حنيفَة يومٌ رَوْحٌ طَيِّبٌ فِي الصَّيف وَلَا يُقَال فِي الشتَاء وليلةٌ رَوْحَةٌ كَذَلِك أَبُو زيد كَانَ يومُنا حارّاً ثمَّ راحَ من آخِرِه رَيْحاً وَلَيْلَة راحةٌ ويومٌ راحٌ كَذَلِك وَقيل إِن الراحَ فِي شِدَّةِ الرِّيح وَسَيَأْتِي ذكرُه وراحٌ عِنْد سِيبَوَيْهٍ يجوز أَن يكون فاعَلاً ذهبتْ عينُه وَأَن يكون فَعِلاً وعَلى أيّ الوجهينَ حَقَّرْتَه فبالواو لِأَنَّهُ من الرَّوْح وَهُوَ بَرْدُ نِسِيم الرّيح(2/409)
(وَهَذَا بَاب نذْكر فِيهِ جميعَ أمطار السّنة ونُميزها بأزمانها ونَصِفُ أجداها على الأَرْض وأَعَزَّهَا فَقْداً وأَعْوَزَعَها إخلافاً)
أَبُو عبيد أمطارُ السنةِ سِتَّةٌ الخَرِيفُ وَهُوَ عِنْد صَرَام النَّخْلِ ثمَّ يَلِيهِ الوَسْمِيُّ وَهُوَ أوَّلُ الرّبيع ثمَّ الرّبيع ثمَّ الصيفُ ثمَّ الحميمُ وَهُوَ الَّذِي أَتَى بعد أَن يَشْتَدَّ الحَرُّ صَاحب الْعين الرَّمَضُ الَّذِي يَأْتِي قُبُلَ الخَريف وسَنُعَلِّلُ جميعَ هَذِه بعدَ تَقَصٍّ لِذِكْرها وذِكْرِ أنواءِ الأرْباع أَبُو حنيفَة جميعُ أمطار السّنة ثمانِيَةُ أصنافٍ وَهِي الوَسْمِيُّ والوَلِيُّ والشَّتِيُّ والَّدفِئيُّ والصَّيِّفُ والحَمِيمُ والرَّمَضِيُّ والخَريفُ ولكُلِّ صِنْفٍ مِنْهَا وَقْتٌ عَرَفَتْه العَربُ بمسَاقِطِ منازِل القَمَر الثَّمَانِية وَالْعِشْرين الَّتِي ذكرهَا الله عز وَجل فِي كِتَابه فَقَالَ سُبْحَانَهُ {والقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} {يس 39} وَقد قدَّمْتُ تسميتَها وقدَّمتُ معنى الأَخْذِ والنَّوْء وَأَنا آخِذٌ فِي ذكر أرباعِ السَّنَةِ فالسنةُ عِنْد العربِ نِصْفَانِ شِتَاءٌ وصَيْفٌ هَكَذَا رُوِيَ عَنْهُم وَرُوِيَ أَنَّهَا تَبْدَأُ بالشتاء فتُقَدَّمُه على الصَّيف فابتداءُ الشتاءِ هُوَ النصفُ الأولُ من السّنة من حينِ انتهاءِ النهارِ فِي القِصَرِ وابتدائِه فِي الزِّيَادَة وَذَلِكَ لحُلُول الشَّمْس برأسِ بُرْج الجَدْي إِلَى أَن يَنْتَهِي النهارُ إِلَى مُنْتهاه فِي الطول ويُبْتَدئَ فِي النُّقْصان وَذَلِكَ لحلولِ الشَّمْس بِرَأْس بُرْج السَّرطان وَأما النصفُ الثَّانِي من السّنة وَهُوَ الصَّيْفُ فَإِنَّهُ عِنْد انْتِهَاء النَّهَار فِي الطول وابتدائِه فِي النُّقْصان وَذَلِكَ لحلول الشَّمْس برأسِ بُرْج السرطانِ إِلَى أَن ينتهِيَ فِي القِصَر ويبتدئَ فِي الزِّيَادَة وَذَلِكَ لحلول الشَّمْس برأسِ بُرْج الجَدْيِ وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا أربعةَ عَشَر نَوأً فأولُ أنواءِ الشتاءِ الهَنْعَةُ وآخرُها الشَّوْلَةُ وأولُ أنواءِ الصَّيف النعائمُ وَآخِرهَا الهَقْعَةُ ثمَّ قُسِمَ الشتاءُ نِصْفَيْنِ والصيف أَيْضا نِصْفَيْنِ ومُنْتَصَفُ كل وَاحِد مِنْهُمَا استواءُ الليلِ والنهارِ فَالَّذِي يكون فِيهِ الاسْتَوِاءُ الَّذِي يكون فِي نصف الشتَاء يُسمى الاستواءَ الرَّبيعيًّ وَهُوَ لحُلول الشمسِ برأسِ الحَمَل ويُسَمَّى قِسما الشتاءِ أَيْضا الرَّبِيعَيْن فَالْأول مِنْهُمَا هُوَ ربيعُ المَاء والأمطار وَالثَّانِي ربيعُ النَّبَات لِأَنَّهُ بِهِ يَنْتَهِي النباتُ مُنْتَهاهُ والشتاءُ كُلُّه ربيعٌ عِنْد الْعَرَب من أجْلِ النَّدَى والمطرُ عِنْدهم ربيعٌ مَتى جَاءَ ويُسمَّى الاسْتوَاء الَّذِي يكون فِي نصفَ الصَّيف الاسْتِواء الخَرِيفِيَّ فَهَذِهِ أربعةُ أرباعِ السَّنَةِ الَّتِي تسمى الفُصُولَ فالرُّبعُ الأول من الشتَاء يُسَمَّى الفَصْلَ الشَّتْوِيَّ والربعُ الثَّانِي مِنْهُ يُسمى الفَصْلَ الرَّبيعِيَّ وَيُسمى الربعُ الأولُ من الصَّيف الْفَصْل الصَّيْفِيَّ ويُسَمَّى الرُّبْعُ الثَّانِي مِنْهُ الْفَصْل الخَرِيفيَّ وَهُوَ القَيْظُ ابْن دُرَيْد القَيْظُ أشَدُّ الحَرِ والجمعُ أقْياظٌ وقُيُوظٌ وَهُوَ المَقِيظُ صَاحب الْعين قاظض يومُنَا اشْتَدَّا حَرُّه أَبُو عبيد قاظَ القومُ وقَيَّظُوا أَبُو حنيفَة وكلُّ رُبُع مِنْهَا مُدّضة سَبْعَة أنواءٍ فأنُواء رُبُع الشتاءِ الهَنْعَةُ والذِّراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ والجَبْهَةُ والزُّبْرَة والصَّرْفَةُ وأنواءُ رُبْعِ الربيعِ العَوَّاءُ والسِّماكُ والغَفْر والزُّبانيَ والإكْليلُ والقَلْبُ والشَّوْلَةُ وأنواءُ رُبْعِ الصيفِ النَّعائمُ والبَلْدَةُ وسَعْد الذَّابِح وسَعْدُ بُلَع وسَعْدُ السُّعُودِ وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ والفَرْغُ المُقَدَّمُ وأنواءُ رُبعِ الخَرِيفِ وَهُوَ القَيْظُ الفَرْغُ المُؤَخَّرُ والرِّشاءُ والشَّرَطَانِ والبُطَيْنُ والثُّرَيَّا والدَّبَرانُ والهَقْعَةُ وَلَيْسَ الخَريفُ فِي الأَصْل باسم للفَصْل إِمَّا هُوَ اسمٌ لمطرِ القَيْظِ ثمَّ سَمَّى النَّاسُ الزمانَ بِهِ فَجَرَى قَالَ وَقد صُنِّفَتْ أمطارُ الأنواءِ كلِّهَا ثمانَيةَ أصْنَافٍ وَهِي الَّتِي سميناها فِي أول الْبَاب وسنفسرها إِن شَاءَ الله جَعَلُوا باتفاقْ أوَّلَ أمطارِ السَّنَةِ وَسْميّاً وَإِنَّمَا سَمَّوْهُ وَسْمِيّاً لِأَنَّهُ يَسِمُ الأَرْض بالنبات وَجَعَلُوا أَنْاءَه خَمسةُ أنْجُم وَهِي فَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَرُ والرِشَاءُ الشَّرَطَانَ والبُطِيْنُ والثُّرَيَّا فَلَيْسَ الفَرْغ المُؤَخَّر وَسْمِيٌّ وَلَا بعدَ الثريا وَسْمِيٌّ وَهَذِه الأنواءُ هِيَ أوَّلُ أنواء الخَرِيفِ أَبُو عبيد وَسِمَت الأرضُ وَلَيْسَ الوَسْمِيُّ عِنْد بأولَ لِأَن الخَرِيفَ عِنْده أولُ الْمَطَر فِي إقبالِ الشتاءِ عِنْده صِرام النخلِ قَالَ أَبُو عَليّ الوسمِيُّ أوَّلَ مَطَرٍ يَسِمُ الأرضَ بالنبات أَبُو حنيفَة وَسَمُّوا النَّوْأَيْن الباقيين مِنْهُ وَلِيًّا وهما الدَّبَرانُ والهَقْعَة فَأَما الفَرْغُ(2/410)
فنَوءُه نوءٌ محمودٌ مَذْكُور جَيًّدُ الوقتِ عَزِيز الفَقْدَ وَأما الرّشاءُ فَمَا أقَلَّ مَا يُذْكَر نَوءُه غَلَب عَلَيْهِ مَا قبلَه وَمَا بعَده وَأما الشَّرَطان فَنَوْءُه من الأنواء الْمَذْكُورَة المحمودة وَأما البُطَين فَنَوْءُه غير محمودٍ وَلَا مذكورٍ وَلَا محبوبٍ ليُمْطِرَ وَأما الثُّرَيَّا فَإِن نَوْأَهَا من الأنواء الْمَذْكُورَة المُقَدَّمةِ فِي الحَمْدِ والفضلِ وَأما الدَّبِرانُ فمكروهُ النَّوْء غيرُ مَحْبوبٍ وَأما الهَقْعَة فنَوءُها داخِلٌ فِي أنواء الجَوْزَاء وأنواءُها محمودة لَا تَكاد الهَقْعَة تُذْكَر مُفْردَة فَهَذِهِ أنواء الخريف وَأما أنواءُ الشتاءِ فَإِن أنواءَه الأربعةَ الأُوَلْ شَيِيَّةٌ وَهِي الهَنْعَة والذِّراع والنَّثْرة والطَّرْف وأنواءُهُ الثلاثةُ الْبَاقِيَة دَفِئيَّة وَهِي الجَبْهَة والزّبْرة والصَّرْفَة وَإِنَّمَا سميت دَفَئِيَّة لِأَنَّهَا فِي دُبُرِ الشتاءِ وقُبُلِ الصَّيْفِ وابْتِدَاءِ الدِّفْءِ فَأَما أَبُو عبيد فَقَالَ كلُّ مِيرةٍ يَمْتَارُونَهَا قُبُلَ الصَّيف فِيهِ دَفَئِيَّةٌ بعد أَن جَعَلَ الدَّفَئِيَّ من الصَّيف وَالْحَمِيم يُقَال دَفَئِيٌّ ودَثَئِيٌّ على مِثَال عَرَبِيّ وعَجَمِيّ صَاحب الْعين الرِّبْعِيَّةُ مِيرةُ الرَّبِيع وَقيل هِيَ أول الشتاءِ وَقَالُوا إِذا طَلَعَ السِّمَاكُ بَعَثْنَا الرِّبْعِيَّ وَهِي العِيراتُ معَها القومُ يمتارونَ التمرَ عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي أول البيع أَبُو حنيفَة فَأَما الهَنْعَةُ فَنَوْءُها داخلٌ فِي أنواءِ الجَوْزَاءِ اشتملتْ عَلَيْهَا فَلَا تُفْرَد بِذِكْرٍ وَأما الذِّراعُ فَنَوْءُها مذكورٌ محمودٌ مقدَّم فِي الفَضْل وَأما النَّثرة فَكَذَلِك هِيَ أَيْضا محمودةُ النَّوْءِ مذكورتُه وَأما الطَّرْفُ فَنَوْءُهُ داخِلٌ فِي جملةِ أنواءِ الأسدِ فَلَا يكَاد يُفْرَد وَأما الجَبْهَة فنَوْءُها من أذْكَر الأنواء وأشهرِها وأفضلِها وأحبِّها إِلَيْهِم وأعَزِّهَا فَقْداً وَأما الزُّبْرة فقَلَّمَا تُفْرَد لَغَلَبَةِ الجبهَةِ عَلَيْهَا وَأما الصَّرْفَة فغَلَبَتْ أنواءُ الأسدِ عَلَيْهَا فَلَا تُذْكَر بِبَرْدٍ فَهَذِهِ أنواءُ الشَّتِيِّ وَأما انواءُ الصَّيْفِ فَإِن الخمسةَ الأُوَلَ مِنْهَا وَهِي العَوَّاءُ والسِّمَاكُ والغَفْر والزُّبَانَى والإِكْلِيلُ صَيِّفٌ وَأما نَوْآهُ الباقِيانِ فَحَمِيمٌ سُمِّيَا حَمِيماً لِأَن أمطارهما تجيءُ فِي حَرَكَة من الحَرِّ فَأَما السِّمَاكُ فَإِن نَوْءَهُ من الأنواء الْمَذْكُورَة المشهورةِ المحمودةِ وَأما الغَفْرُ فقلَّما يُذْكَر نوءُه لغَلَبَة السِّمَاك عَلَيْهِ ويَزْعَمُونَ أَنه لَا يكَاد يَعْدَم نَوْءَهُ ضَرِيباً وَأما الزُّبانِيَ والإكليلُ القَلْبُ والشَّوْلَةُ فَقَلَّما تُذْكَرُ أنواءُ هَذِه الأَنْجُمِ فِي الأنواءِ وَرُبمَا ذُكِرَت العَقْرَبُ مُجْمَلَةً فَإِذا تَجَاوَزْتَ السِّمَاكَ إِلَى مَا بعده من الأنواء غَلَب على وَقتهَا الحَرُّ فكَثُرَ خَيُّها وإخْلافُها وهانَ فَقْدُها وَلم يكن لأمْطَارَها إِن أمْطرت نَزَلٌ وَهُوَ وقتُ شِدَّة الحَرِّ وهَيْجُ الأَرْض وهُبُوبِ البوارِح وَرُبمَا كَانَ فِي بَعْضهَا المطرُ الجَوْدُ والحَفْشُ المُسِيل فَهَذِهِ أنواء الصَّيْفِ فَأَما أنواءُ الخَرِيف وَهُوَ فَصْلُ القَيْظِ فَإِن أنواءَه الْأَرْبَعَة المتقدِّمَةَ وَهِي النعائمُ والبَلْدة وسَعْدُ الذابِح وسَعْدُ بُلَع رَمَضِيَّةٌ وشَمْسِيَّة سميت بذلك لشدةِ الحَرِّ فِي أَيَّامهَا وَأما أنواؤُه الثلاثةُ الْبَاقِيَة فَخَرْفِيَّةٌ وَهِي سَعْدُ السُّعُودِ وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ والفَرْغُ المُقَدَّمُ وَإِنَّمَا سميت خَرِيفًا لِأَنَّهَا تمطِرُ فِي أَيَّام صِرام النّخل وَهِي آخَرُ أمطار القيظِ وأمطارُ آخِر السنةِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ النَّسَب إِلَى خَرِيف خَرْفِيٌّ وخِرْفِيٌّ وَهُوَ من شاذِّ النَّسَبِ كَأَنَّهُمْ بَنَوا الاسمَ على خَرْفٍ أَبُو عبيد خُرِفَتِ الأرضُ وَقَالَ عَامَلْتُه مُخَارَفَةً من الخَرِيفِ وأخْرَفَ القومُ دَخَلُوا فِي الخَرِيفِ ابْن السّكيت أصابِتْنَا صَيْفَةٌ غَزِيرةٌ يَعْنِي الصَّيْفَ أَبُو حنيفَة فَأَما النَّعَائِمُ والبَلْدَةُ والسُّعُود الأربعةُ فَنُجُوم لَا ذِكْرَ لإنْوَائِها وَلَا مُبالاة بخَيِّهَا وَأما الفَرْغُ المُقَدَّم فَإِن نوءَه من الأنواء الْمَشْهُورَة الْمَذْكُورَة المحمودة النافعةِ لِأَنَّهُ إرهاصُ للوَسْمِيِّ ومُقَدِّمَةٌ لَهُ بَين يَدَيْهِ ومُوَطِّيءٌ لَهُ وفَرَطٌ وَهُوَ والفَرْغُ الآخَرُ فَرْغا الدَّلْوِ وأمطار الدَّلْو مَوْصُوفَة بالنفع وجَوْدَة المَوْضِع فَهَذِهِ أنواءُ أنواءُ الخَرِيفِ فَهَذِهِ أمطارُ جَمِيع السّنة قد ذكرنَا أنواءَها وَصَنَّفْناها وذَكَرْنَا مَوَاقِيتَها قَالَ أَبُو حنيفَة وأنتَ إِذا قِسْتَ ذَلِك إِلَى أَوْقَاتهَا ببلادنا هَذِه وببلادِ العِراق وجدتَ وقتَ الْمَطَر الَّذِي وَصَفْنَاه بِبِلَاد الْعَرَب مُتَقدِّماً لوقته ببلادنا وعَسَى أَن تظُنَّ من أجْلِ بَرْدِ بِلادنا أَنه يَنْبَغِي أَن يكون بهَا أسرعَ فَلَا تظنَّنَ ذَلِك فَإِنَّهُ هُنَالك أسرعُ وَقد صَدَقَ ابْن كُناسة فِي قَوْله إِن أهل الْيمن يُمْطَرُونَ فِي القَيْظِ ويُخْصِبُون فِي الرّبيع يَعْنِي بِالربيعِ الزمانَ الَّذِي هُوَ عندنَا وَعند أهل الْعرَاق الشتاءُ وَإِن أهل الْعرَاق يُمْطَرُون فِي الشتَاء ويُخًصِبُون فِي الصَّيف وَهَذَا كَمَا قَالَ وَإِذا أحببتَ أَن تَسْتَيْقِنَ ذَلِك فانْظُر إِلَى زمانِ مَدِّ النّيل فَإِنَّهُ(2/411)
فِي صَمِيم القَيْظِ وَإِنَّمَا يُمَدُّ من أمْطارِ البلادِ الَّتِي مِنْهَا يُقْبِلُ وَهِي وَرَاء عَدَنَ غَرْباً وجَنُوباً وَكَذَلِكَ أمطار السِّنْدِ والهِنْدِ وأرضِ السُّودان تَبْتَدِئُ والشمسُ فِي السَّرطانِ أَو فِي الْأسد وَذَلِكَ خالصُ القَيْظِ وَذَلِكَ قبلَ ابتدائها باليَمن لِأَن اليَمَنَ أقَلُّ طَعْناً فِي الجَنُوبِ مِنْهَا وَكَذَلِكَ اليمنُ وَهِي مُتَقَدّمَة فِي هَذَا على أرضِ نَجْدٍ والحجازِ وأرضُ الحجازِ ونَجْدٍ متقدمةٌ فِي ذَلِك على العراقِ وَإِنَّمَا جَاءَ حَمْدُهُم بعض الأنواءِ وذَمُّهم بَعْضًا من قِبَل مواقِع الأمطار الَّتِي تكون فِي أَيَّامهَا فأيُّ كَوْكَب جَاءَ وقتُ نِوْئِهِ فصادف المطرُ الَّذِي يكون فِيهِ من الزَّمَان وَمن البلدِ مُوَافِقَةُ ونَجَعَ فَتَبَيَّنَ خَيْرُه ونَفْعُه حَمِدُوا ذَلِك النَّوْءَ وأضافُوا حَمْدَه إِلَى الكَوْكبِ ونَوَّهُوا بِهِ وأيُّ كَوْكِبٍ لم يُصادِفْ المطرُ الَّذِي يكون فِي أَيَّام نَوْئِهِ من الزَّمَان مُشَاكِلَةُ وَلَا من الأَرْض مُوافِقَةُ فَلم يَنْجَع أَو ظَهَرَ مِنْهُ نَفعٌ أَو حَدَثَ مِنْهُ ضَرَرٌ أضافُوا ذَلِك إِلَى الكوكبِ فَذَمُّوه وسَمّوا نَوْءَهُ بِهِ حَتَّى كأنَّ الفعلَ فِي ذَلِك فِعْلَ الْكَوْكَب وَلما جَرَّبُوا هَذِه الأمورَ فِي الْقَدِيم وطالَ اخْتِبَارُهم لَهَا فَوَجَدُوها ثابِتَةً على مَرِاتِبها أكْثَرَ ذَلِك صَرَفُوا القولَ فِي المَدْحِ والذَمِّ على مَا ثَبَتَ فِي التَّجَارِبِ وألْزَمُوا الكَوْكَبَ ذَلِك وَصَارَ قولا مَاثوراً مَحْفُوظًا يأخُذه الآخِرُ عَن الأولِ وَهَذِه أمورٌ قَدَّرها الخَلاَّق الْعَلِيم فأوْدَعَ الْأَشْيَاء طَبَائِعَ مِنْهَا المُتَسَالِمَةُ وَمِنْهَا المُتَعَادِيَةُ وَمِنْهَا المُشَاكِلَةُ وَمِنْهَا المُخَالِفَةُ والمُسَالِمُ سِلْمٌ لِمُسَالِمه والمُعَادِي عَدُوٌّ لِمُعَادِيهِ والمُشَاكِلُ قُوَّةٌ لِشَكْلِهِ وزيادةٌ فِيهِ والمُخَالِفُ ضَرَرٌ لمُخَالِفِه ثمَّ أرْسَلَهَا تَتَدَانَى وتَتَلاَقَى فيلا تَنْفَكُّ أبدَ الأَبيدِ من تَغَيُّر وتَبَدُّلٍ إِمَّا بِفساد وَإِمَّا بصلاحٍ وَذَلِكَ أَيْضا على قِلَّةِ وكَثْرَةٍ فَصَلاَحُ كُلِّ شَيْءٍ فَسادٌ لما خَالَفَهُ وَكَذَلِكَ فسَادُه صَلاَحٌ لما خَالَفَهُ وَذَلِكَ أقوى أَسبَاب الهَلَكَةِ والبُيُودِ اللَّذَين إِلَيْهِمَا مَصِيرُ هَذِه الدُّنْيَا ومَنْ وَقَفَ على مَا وَصَفْتُ من هَذَا حَتَّى يَتَبَيَّنَهُ ويَتَيَقَّنَهُ علم أَن الأَرْض كُلَّها لله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن هَذِه الأشياءَ الناميةَ والحائِرة والفاسدة والصالحةَ كُلَّها مُنْقَادةٌ لتدبيره جاريةٌ على أذْلالها صائرة إِلَى غاياتِها فأخْلَى لَهَا السُّبُلَ وَقد عَمِيَ عَن معرفَة كُنْهِ هَذَا كثير مِمَّن تَرَى فاخْتَزَلُوا الأمورَ دون نهاياتِها فَنَسَبُوا كثيرا من تَدْبِير هَذَا الْعَالم إِلَى الأسْبَابِ الَّتِي سَبَّبها خالقُها وأضافُوها إِلَيْهَا إِضَافَة مُقْتَصَراً بهَا عَلَيْهَا وَلم يُتِمُّوا الانْتِهاء بهَا إِلَى أَصْلِ الصُّنْعِ ومُبتدا التَّدْبِير لِرَبَّنا الْوَاحِد الأحَدِ فَضَلُّوا وأضَلُّوا وتاهُوا فِي حَيْرة وتَسَكَّعُوا فِي عَمْيَاء وَنحن نَحْمُدُ اللهَ على مَا هدَانَا لَهُ من معرفَة ذَلِك ونَعُوذُ بِهِ من أَن نَضِلَّ كَمَا ضَلُّوا فنَشْقَى كَمَا شَقُوا وَإِن كثيرا مِنْهُم وَإِن آمنُوا بِاللَّه فَمَا آمنُوا إِلَّا وهم مشركون
3 - (الرِّيَاح)
الرَيحُ نَسِيمُ الهَوَاءُ أنْثَى وَالْجمع أرْوَاحٌ أَبُو حنيفَة وأرْياح وعَلى هَذَا قيل أرايِيحُ وأرَاويح جمع أَرْوَاح والكثيرُ رِيَاحٌ قَالَ أَبُو عَليّ رِيحٌ عِنْد سِيبَوَيْهٍ فِعْل وَعند أبي الْحسن فُعْلٌ وَقَالَ مَرَّةً اعْلَم أَن الرِّيح اسمٌ على فِعْلٍ والعينُ مِنْهُ وَاو انقْلبت فِي الْوَاحِد للكسر فَأَما فِي الْجمع الْقَلِيل فَصحت فَإِنَّهُ لَا شَيْء فِيهِ يُوجِبُ الإعلالَ أَلا تَرَى أَن الفتحةَ لَا تُوجِبُ إعلالَ هَذِه الْوَاو فِي نَحْو يَوْمٍ وقَوْلٍ وعَوْنٍ فَأَما فِي الْجمع الْكثير فرِياحٌ انقلبت الْوَاو يَاء للكسرة الَّتِي قبلهَا وَإِذا كَانَت قد انقلبت فِي نَحْو دِيمةٍ ودِيِّمٍ وحِيلةٍ وحِيَلٍ فَإِن تَنْقَلِبَ فِي ريَاح أجْدَرُ لوُقُوع الْألف بعْدهَا والألفُ تُشْبِه الياءَ والياءُ إِذا تَأَخَّرت عَن الْوَاو أوجبتْ فِيهِ الإعلالَ فكذلكَ الألفُ لشبهها وَقد يكون الريحُ يُعْنَى بهَا الجمعُ كَقَوْلِك كَثُرَ الدينارُ والدرهمُ وَنَظِيره كثير أَبُو عبيد يَوْمٌ راحٌ شديدُ الرّيح وَقد راحَ يَراحُ طَيِّبُ الرّيح وَقد تقدَّم وعَشِيَّة رَيِّحَةٌ ورِيحَ الغَدِيرُ - أصابَتْهُ الريحُ ابْن السّكيت رِيحَ الغُصْنُ كَذَلِك وغُصْنٌ مَريحٌ ومَرُوحٌ وَأنْشد
(غُصْنٌ مِنَ الطَّرْفَاءِ رِيح مَمْطُور)
وَرِيحَت الشَّجَرةُ أصابَها الرِّيحُ والبَرْدُ فَأَذْهَبَ وَرَقَها أَبُو عبيد أراحُوا / دَخَلُوا فِي الرّيح ورِيحُوا(2/412)
أصابَتْهُم الرِّيحُ ابْن السّكيت المِرْوَحَة الَّتِي يَتَرَوَّحُ بهَا والمَرْوَحَة المَوْضِعُ الَّذِي تَخْتَرِقُه الريحُ وَأنْشد
(كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ ... إِذا تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُ)
صَاحب الْعين التَّروُّح والاسْتِرَاحَةُ اسْتِجْلاَبُ الرِّيح أَبُو عبيد مُعْظَمُ الرِّياح الأَرْبَعُ الدَّبُور والقَبُول والجَنُوب والشَّمَالُ فالدَّبُور الَّتِي تَأتي من دُبُرِ الْكَعْبَة والقَبُولُ والجَنُوب والشَّمَالُ فالدَّبُور الَّتِي تَأتي من دُبُرِ الكعبةِ والقَبُولُ من تَلْقَائِها وَهِي الصَّبا والشَّمَالُ تَأتي من قَبَل الحِجْر والجَنُوب من تِلْقَائها أَبُو حنيفَة وَهِي الدَّبائِر والقَبَائِل والصَّبَوات والأصْبَاء والشَّمَالاَتُ والشَّمَائِلُ والجَنَائِبُ وَقَالَ دَبَرَتِ الرِّيحُ تَدْبُرُ دُبُوراً وقَبَلَتْ تَقْبُل قَبْلاً وقُبُولاً وصَبَتْ تَصْبُو صَباً وشَمَلت تَشْمُلُ شَمْلاً وشُمُولاً وجَنَبَت تَجْنُبُ جُنُوباً ابْن دُرَيْد أفْعَلْتُ مَقُولَة فِي ذَلِك كُلِّه أَبُو عبيد أدْبَرَ القومُ دَخَلُوا فِي الدَّبُورِ وَكَذَلِكَ أخواتُها فَإِذا أردتَ أَنَّهَا أصابَتْهُم قيل فُعِلُوا وَأما القولُ فِي هَذِه الْأَلْفَاظ ووجهُ الاختلافِ فِيهَا أسماءٌ هِيَ أم صفاتٌ فَإِن سِيبَوَيْهٍ قَالَ هِيَ صفاتٌ فِي أَكثر كَلَام الْعَرَب سمعناهم يَقُولُونَ هَذِه رِيحٌ شَمَالٌ وَهَذِه رِيحٌ جَنُوبٌ وَهَذِه ريح سَمُومٌ سمعنَا ذَلِك من فُصَحَاءِ الْعَرَب لَا يَعْرِفُونَ غَيْرَهُ قَالَ الْأَعْشَى
(لَهَا زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصَا ... صادَفَ بالليلِ رِيحاً دَبُوراً)
وعَلى هَذَا لَو سَمَّيْتَ رجُلاً بِشَيْء مِنْهَا صَرَفْتَه وتُجْعَل أَسمَاء وَذَلِكَ قَلِيل قَالَ الشَّاعِر
(حَالَتْ وحِيلَ بهَا وغَيَّرَ آيَهَا ... صَرْفُ البِلَى تَجْرِي بِهِ الرِّيحانِ)
(رِيحُ الجَنُوبِ مَعَ الشَّمَالِ وَتارَة ... رِهَمُ الربيعِ وصائِبُ التَّهْتَانِ)
فَلَو جعَلْتَها أسْماء لم تَصْرِف شَيْئا مِنْهَا وصارتْ بِمَنْزِلَة الصَّعُود والهَبُوطِ والحَدُورِ أَبُو عبيد وكلُّ ريح من هَذِه الأربعِ انْخَرَقتْ فوقعتْ بَين الرِّيحين فَهِيَ نَكْبَاءُ وَقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً ابْن دُرَيْد دَبُور نَكْبٌ نَكْبَاءُ أَبُو عبيد النَّكْبَاءُ الَّتِي بَين الصَّبا والشَّمالِ وَقيل الَّتِي بَين الشَّمالِ والدَّبُور وَهِي الَّتِي تسمي المغربيةَ أَبُو عبيد الجِرِبْيَاءُ الَّتِي بَين الجَنُوبِ والصَّبا وَقيل هِيَ الشَّمَالُ أَبُو حنيفَة وَقيل هِيَ الجَنُوب أَبُو عبيد مَحْوَةُ الدَّبُور أَبُو حنيفَة سميت بذلك لِأَنَّهَا تَمْحُو السحابَ وَقيل مَحْوَة الجَنُوبُ أَبُو عبيد وَقيل الشَّمَالُ وَمن أسماءِ الجَنُوبِ الأَزْيَبُ قَالَ ابْن جني ذَلِك بلغَة هُذَيل وَهِي فِي سَائِر لُغَة الْعَرَب النَّشَاط وَهِي أفْعَلُ اسمٌ وَلم يَذْكُر صاحبُ الكِتَاب هَذَا البناءَ وَلَا تكون الهمزةُ أصلا لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَلٌ فَأَما ضَهْيَدٌ اسمُ مَوضِع فمَنوعٌ أَبُو عبيد وَهِي النُّعامَى أَبُو حنيفَة وَقيل النُّعَامَى الشَّمَالُ وَقيل هِيَ الَّتِي بَين الشَّمَالِ وَالدبور الزجاجي وَقد أنْعَمَتْ وَمن أسماءِ الجَنُوبش الهَيْفُ إِذا هَبَّت بِحَرٍّ ابْن السّكيت هَيْفٌ وَهَوْفٌ ابْن دُرَيْد الهَيْفُ ريح حارَّةٌ بَين الجَنُوبِ والدَّبُور يَهِيفُ مِنْهَا الشجرُ أَي يَسْقُط وَرَقُهُ غَيره هِيْفٌ وهَيْفَةٌ صَاحب الْعين الهَيْفُ ريح بارِدَةٌ تَجِيء من قِبَل مَهَبِّ الجَنُوب وَقيل هِيَ كلُّ رِيح ذَات سَمُوم تُعْطِش المَال وتُيبسُ الرَّطْبَ أَبُو حنيفَة يُقَال شَمَالٌ وشَمولٌ وشَمَلٌ وشَمْلٌ وشَمَأَلٌ وشَأْمَلٌ وشَيْمَلٌ أَبُو حَاتِم لم يُسْمَعْ شَمْلٌ إِلَّا فِي شعر البَعِيث يَعْنِي قَوْله
(أَتَى أبَدٌ من دونِ حِدْثانِ عَهْدِها ... وَجَرَّتْ عَلَيْهَا كُلُّ نافِجَةٍ شَمْلِ)
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ الْهمزَة فِي شَأْمَلٍ وشَمْأَل زائدةٌ قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما شَمَلٌ فتخفيف من شَمْأَلٍ وَلَا يلْزم قولُ أبي عَليّ بل قد يكون شَمَلٌ مَوْضُوعا أوَّلَ كَشَمْلٍ أَبُو عبيد وَمن أَسمَاء الشَّمَالِ نِسْعٌ ومَسْعٌ قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْله(2/413)
(قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ ... نِسْعٌ لَهَا بِعضاءِ الأَرْض تَهْزِيزُ ... ) فَيكون على أَنه كَسَّر نَسْعاً وَهُوَ الْوَجْه عِنْدِي لِأَنَّهُ عَضَّدَهُ بالوَصْفِ الجُمْلِيِّ فَقَالَ بهَا بِعضاهِ الأرضِ تَهْزِيزُ وَيكون على أَنه أبدل نِسْعاً من مُؤَوِّبة وجعَلَ الجُمْلة حَالا مِنْهَا وَلَا يكون فِي مَوضِع الوصفِ لمُؤَوِّبَة لِأَنَّهُ لَا يُوصف الِاسْم بَعْدَمَا يُبْدَلُ مِنْهُ ابْن جني أرَى الْمِيم فِي مِسْعٍ بَدَلا من النُّون فِي نِسْع وَذَلِكَ لِأَن الشَّمَالَ شديدةُ الهُبُوبِ فَكَأَنَّهَا نِسْعَةٌ تُجْذَبُ بهَا لعِضهُ أَبُو عبيد وَمن أَسمَاء الصَّبا هيرٌ وهَيْرٌ ابْن السّكيت وهَيِّرٌ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ إيرٌ وأَيْرٌ أَبُو حنيفَة وتخفف وتفتح لَهَا أَيْضا الأوْرُ وَقيل الأَوْرُ النَّكْبِاء الَّتِي بَين الجَنُوب والصَّبا وَهِي المَشْرِقِيَّة وَقيل الأَوْرُ والأَيْرُ الجَنُوبُ أَبُو عبيد النافِجَة أوَّلُ كلِّ ريح تَبْدَأُ بِشِدَّةِ الْأَصْمَعِي أَقْرَاَت الريحُ دَنَا هُبُوبُها أوْ هَبَّتْ لِوَقْتِها صَاحب الْعين هِيَ الَّتِي تَأتي بَغْتَةً أَبُو عبيد الرَّيْدَانَةُ اللَّيِّنَةُ ابْن السّكيت رِيح رَيْدَةٌ ورادَةٌ لَيِّنَةُ الهُبُوبِ وَأنْشد
(جَرَّتْ عَليها كُلُّ رِيحِ رِيدَت ... هَوْجَاء سَفْوَاء نَؤُوجِ الغَدْوَتِ ... ) قَالَ أَبُو عليّ هَذِه رِوَايَتُنَا جَرَّتْ والمفعولُ مَحْذُوف للدَّلالةِ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ
(لِكُلِّ ريحٍ فِيهِ ذَيْلُ مَجْرُور ... )
فعُقِل أَنه الذَّيْلُ هَاهُنَا أَي أَنَّهَا جَرَّتْ ذَيْلَها كَمَا قَالَ تَعَالَى {يَوْم تُبَدَّلُ الأرضُ غَيْرَ الأرضِ والسَّمواتُ} {إِبْرَاهِيم 48} وَقد روى بَعضهم جَرَت عَلَيْهَا كُلُّ رِيح أَبُو نصر هَبَّتْ الرَّيحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهِبِيباً ثارَتْ وأهَبَّها الله غَيره الهَوْجَاءُ المُتداركة الهُبُوب وَقيل هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ المُورَ وتَجُرُّ الذَّيْلَ وَقَالَ هَوَتِ الرِّيحُ تَهْوِي هُويًّا هَبَّتْ ابْن دُرَيْد الرَّخَاءُ الرِّيحُ السَّهْلَةُ الهُبوب وريح سَمْهَجٌ سَهْلَةُ الهُبُوبِ أَبُو زيد السَّوْمُ من هُبُوبِ الرّيح إِذا كَانَ مُسْتَمِرّاً فِي السُّكُونِ وَقد سامَتِ الريحُ والإبلُ والسَّوْمُ الاسْتِمْرار فِي العَنَقِ ابْن دُرَيْد يُقَال للريح إِذا هَبَّتْ ثمَّ سكنتْ هَذِه نَعْرَةُ نَجْمِ كَذَا وَكَذَا مثلُ البَغْرَةِ وَقَالَ مَعَجَتِ الريحُ تَمْعَجُ مَعْجاً هَبَّتْ هُبُوباً لَيِّناً وَقيل هُوَ أَن تَمُرَّ مَرّاً سَرِيعاً وَقيل هُوَ أَن تَهُبَّ فِي النباتِ فتُقَلِّبُهُ يَمِيناً وشِمالاً ابْن دُرَيْد الحُقْبة سكونُ الرّيح يَمَانِيَةٌ أَبُو عبيد الزَّفْزَافَةُ الشديدةُ الَّتِي لَهَا زَفْزَفَةٌ وَهِي الصَّوْتُ ابْن دُرَيْد ريح زَفْزَفٌ وزَفْزَاف وزَفْزَافَةٌ شَدِيدَةُ الهُبُوبِ صَاحب الْعين زَفَّتْ تَزِفُّ زَفِيفاً وَهُوَ هُبُوبٌ لَيْسَ بالشديد وَلكنه فِي ذَلِك ماضٍ ابْن دُرَيْد ريح زَعْزَعٌ وزَعْزَاعٌ شديدةُ الهُبُوب دائَمَتُه ابْن جني وَكَذَلِكَ زُعْزُوع أَبُو عبيد الحَنُون الَّتِي لَهَا حَنِينٌ مِثْلُ حَنِين الْإِبِل والمُجْفِلَةُ والجافِلَةُ السَّرِيعة ابْن دُرَيْد جَفَلَتْهُ الريحُ مثل جَثَلتْهُ أَبُو عبيد السَّهُوك الشَّدِيدةُ ابْن دُرَيْد سَهَكَتِ الريحُ الترابَ وَزَهَكَتْهُ تَزْهَكْهُ سَحَقَتْهُ وَهِي ريح سَيْهُبوك وسَيْهَكٌ ومَسْهَكَةٌ أَبُو عبيد السَّهُوجُ والسَّيْهُوجُ الشديدةُ وَأنْشد أَبُو عَليّ(2/414)
(جَرَتْ عَلَيْهَا كُلُّ رِيحٍ سَيْهُوج ... من عين يَمِين الخَطِّ أَو سَمَاهِيج)
ابْن دُرَيْد ريحُ سَيِهَجٌ وسَيْهَجَةٌ وَقد سَهَجَتْ سَهْجاً هَبَّتْ هُبوباً دَائِما وسَهَجَتِ الأَرْض قَشَرَتْ وَجْهَهَا وسَهَجَ القومُ ليلتَهُم سَهْجاً سارُوا سَيْراً دَائِما مِنْهُ صَاحب الْعين رِيحٌ حُرْجُوجٌ بَارِدَة شَدِيدَة وَأنْشد
(أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَهَا ... من آخِرِ اللَّيْلِ رِيْحٌ غَيْرُ حُرْجُوج)
أَبُو عبيد الدَّرُوجُ الَّتِي يَدْرُجُ مُؤَخَّرُها حَتَّى تَرَى لَهَا مِثْلَ ذَيْلِ الرَّسَنِ فِي الرَّمْلِ أَبُو حَاتِم هَذَا لِيْلُ الرّيح مَا امْتَدَّ مِنْهَا صَاحب الْعين هَدَجَتِ الريحُ هَدْجاً حَنَّتْ وَصَوَّتَتْ والتَّهَدُّج تَقَطَّع الصَّوْت سِيبَوَيْهٍ رِيحٌ خَيْفَقٌ سَرِيعَةٌ ابْن السّكيت سَمِعْتُ خَجِيجَ الرّيح أَي صَوْتها أَبُو زيد هِيَ الشديدةُ مَا لم تَكُنْ عَجَاجاً صَاحب الْعين الخَجُوجُ الريحُ تَخُجُّ فِي هُبوبها أَي تَلْتَوِي أَبُو عبيد الخَجُوجُ الشَّدِيدَة المَرِّ ابْن دُرَيْد رِيحٌ خَجَوْجَاةٌ وشَجَوْجَاةٌ وشَجَوْجًى دائمةُ الهُبُوب صَاحب الْعين الخَرِيرُ صوتُ الرّيح والعُقَاب إِذا حَفَّت خَرَّتْ تَخِرُّ خَرِيراً ابْن الْأَعرَابِي الخَرِيقُ من أَسمَاء الرّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة الهُبُوب وَلم يَسْتَعْمِلُوا فَاعِلا وَقيل هِيَ اللَّيِّنَة فَهُوَ ضِدٍّ الْأَصْمَعِي رِيحٌ خَرْقَاءُ لَا تَدُومُ على جِهَتِها فِي هُبُوبِها وَأنْشد
(بَيْتٌ أطافَتْ بِهِ خَرْقَاء مَهْجُوم ... )
ومفازَةٌ خَرْقَاءُ بعِيدةٌ وريح قاصِفٌ كاسِرَةٌ وَيُقَال قاصِفٌ من شِدَّة صوتِها أَبُو عبيد المُتَذَئِّبَةُ الَّتِي تَجِيءُ من هُنَا مَرةً وَمن هُنَا مَرَّةً قَالَ سِيبَوَيْهٍ تَذَأبَّتِ الريحُ وتَذَاءَبَتْ أَبُو عبيد البَوَارِحَ الشديداتُ وَقَالَ مرّة هِيَ الشَّمَالُ فِي الصَّيْفِ حَارَّةٌ أَبُو حنيفَة واحدتُها بارِحٌ وَقد زَعَمَ قَوْمٌ أَن البَوارح الأنْوَاء وَقد تقدَّم رَدُّ قَوْلِهم قَالَ وهُنَّ بَنَاتُ بَرْحٍ وبَنُو بَرْحٍ وَقيل البوارحُ الَّتِي تحمل الترابَ أَبُو عُبَيْدَة السَّهَامُ الريحُ الحارَّةُ الواحدُ والجمعُ فِيهَا سَوَاء أَبُو عبيد النَّسِيم الَّتِي تَجِيء بنَفَسِ ضَعِيف نَسَت تَنسِمُ نَسِيماً ونَسَمَاناً وتَنَسَّمْتُ النَّسِيمَ تَشَمَّمْتُهُ غَيره النَسَمُ والمَنْسَمُ من النَّسِيم ابْن دُرَيْد ريح مَرِيضةٌ ضعيفةٌ وكلّ مَا ضَعُفَ فقد مَرِضَ أَبُو عبيد أَعَجَّت الريحُ وأنْشَبَتْ وأَنْسَفَتْ كل هَذَا فِي شدتها وسَوْقَها الترابَ صَاحب الْعين عَصَفَتِ الريحُ تَعْصَفُ عُصُوفاً وأَعْصَفَت وَهِي عَاصِفٌ وعاصَفَةٌ اشْتدَّت وَفِي التَّنْزِيل {جاءتها ريحٌ عَاصِفٌ} {يُونُس 22} وَفِيه {ولسُلَيْمنَ الريحَ عَاصِفَةً} {الْأَنْبِيَاء 81} والريحُ تَعْصَفُ مَا مَرَّتْ بِهِ من جَوْلانِ التُّرابِ تَذْهَبُ بِهِ والمُعْصِفَاتُ من الرِّيَاح الَّتِي تُثيرَ الترابَ والورقَ والعَصْف ونحوَ ذَلِك صَاحب الْعين سَحَلَتِ الريحُ الأرضَ تَسْحَلُهَا سَحْلاً قَشَرَتْ أدَمَتَها وكُلُّ قَشْر ونَحْت سَحْلٌ سَحَلَهُ يَسحَلُهُ سَحْلاً والمِسْحَل المِنْحت ابْن دُرَيْد الزَّوْبَع والزَّوْبَعَةُ الريحُ تُثِيرُ الغُبَارَ تُدِيرهُ فِي الأَرْض حَتَّى تَرْفَعَهُ فِي الْهَوَاء غَيره هِيَ الَّتِي تَدُور فِي الأرضِ وَلَا تَقْصِدُ وَجْهاً وَاحِدًا وصبْيان الأعْرَاب يَكْنُون الإعْصَار أَبَا زَوْبَعَةَ وَقَالَ تَشَغْزَبَتِ الريحُ الْتَوَتْ فِي هُبُوبِهَا والعَزْفَة صَوْتُ الرّيح ابْن دُرَيْد المُؤْتَفِكَةُ الَّتِي تَجِيء بِالتُّرَابِ وَقَالَ كَتَحَتْهُ الريحُ وَكَثَحَتْهُ وكَثَّحَتْهُ سَقَتْ عَلَيْهِ الترابَ أَو سَلَبَتْهُ ثِيَابَهُ وَقَالَ مرّة كَثَحَتْهُ وكَدَحَتْهُ ضَرَبَتْهُ بالحَصَى وَالتُّرَاب وَكَذَلِكَ كَفَحَتْهُ وأصابه كَفْحٌ من سَمُومٍ إِذا لَوَّحَتْهُ وَقَالَ ريحٌ حاصَبٌ تَقْشِرُ الحَصَى عَن وجهِ الأَرْض وَقَالَ صَاحب الْعين نَسَجَتِ الترابَ تَنْسُجُهُ نَسْجاً سَحَبَتْ بعضَه إِلَى بعض ونَسَجَتِ الماءَ إِذا ضَرَبَتْهُ فانْتَسَجَت فِيهِ طَرَائقُ ونَسَجَتِ الوَرَقَ والهَشِيمَ جَمَعَتْ بعضَهُ إِلَى بعض وأصْلُ النَّسْجِ ضَمُّ الشيْءِ بعضه إِلَى بعض وَقَالَ سَحَجَتِ الريحُ الأرضَ وسَهَجَتْهَا قَشَرَتْهَا وَكَذَلِكَ مَحَجَتْهَا أَبُو عبيد السًّهْوَقُ الَّتِي تَنْسِجُ العَجَاجَ أَبُو عُبَيْدَة ذَحْذَحَتِ الريحُ التُّرَاب سَفَتْهُ أَبُو زيد ذَحَتْنا الرِّيحُ تَذْحَانا ذَحْياً إِذا أصابَتْهُم أيُّ رِيح كانْت وَلَيْسَ لَهُم مِنْهَا ذراً وَأنْشد(2/415)
(فَنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيَافِ تذْحَى ... رِحَالَهُمْ شَىمِيَةٌ بَلِيلُ)
وَقَالَ عَثَمَتِ الريحُ الترابَ إِذا خَطَّتْه وتَرَكَتْ عَلَيْهِ أَثَراً شِبْهَ الكِتَابَةِ وَهُوَ النِّمْنِمِ والنِّمْنِيم أَبُو زيد أنْسَبَتِ الريحُ وَهُوَ شَدَّتُها فِي سَوْقَها الترابَ والشين لغةٌ صَاحب الْعين اعْتَكَرَتِ الريحُ جاءتْ بالغُبَار الْأَصْمَعِي فَقَأَتِ الريحُ الأرضَ وَذَلِكَ إِذا حَثَتْ على نَبَاتِها تُراباً ابْن السّكيت سَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُهُ سَفْناً جَعَلَتْهُ دُقاقاً الْأَصْمَعِي سَفَرَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِرُه سَفْراً أَبُو زيد دَحَجَتِ الريحُ الشيءَ جَرَّتْهُ من مَوضِع إِلَى مَوضِع وَقَالَ صَاحب الْعين الحاصِبُ ريح تَحْمِلُ الترابَ وَكَذَلِكَ مَا تَنَاثَرَ من دَقِيقِ البَرَد والثلج وَفِي التَّنْزِيل {إنّا أرْسَلْنَا عَلَيْهِم حَاصَباً} {الْقَمَر 34} أَي حِجَارةً وَقَالَ دَمَقَت عَلَيْهِم الرِّيحُ وانْدَمَقَت دَخَلَتْ والاسمُ الدَّامُوق الْأَصْمَعِي نَسَفَتِ الريحُ الشيءَ تَنْسِفُهُ نَسْفاً وأَنْسَفَتْهُ سَلَبَتْهُ أَبُو زيد ذَرَتِ الريحُ الشيءَ ذَرْواً وأذْرَتْهُ أطارَتْهُ وَقد ذَرَا هُوَ نَفْسُهُ والذُرَى والذُّرَاوَة مَا ذَرَا من الشَّيْء أَبُو عبيد الحَرْجَفُ القَرَّةُ وَهِي الصَّرْصَرُ والصِّرُّ ابْن السّكيت قَوْلهم رِيحٌ صَرْصَرٌ فِيهَا قَولَانِ يُقَال أَصْلهَا صَرَّرٌ من الصِّرِّ فَأَبْدَلُوا مكانَ الرَّاء الوُسْطَى فاءَ الفِعْلِ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {فَكُبْكَبُوا} {الشُّعَرَاء 94} أَصْلهَا فَكُبِّبُوا وتَجَفْجَفَ الثوبُ أصلُها تَجَفَّفَ ولقيتُه فَتَبَشْبَشَ أَصْلهَا تَبَشَّشَ أَبُو عبيد البَليلُ الَّتِي فِيهَا بَرْدٌ ونَدىً والشَّفَّان الريحُ الباردةُ مَعَ مَطَر والهَلاَّبُ الريحُ مَعَ المَطَر وَأنْشد
(أحَسَّ يَوْمًا من المَشْتَاةِ هَلاَّباً ... )
ابْن دُرَيْد الصُّرَّادُ رِيحٌ بَارِدَةٌ مَعَ نَدى أَبُو عَمْرو ريح أَلُوب بَارِدَة تسْفِي الترابَ صَاحب الْعين الدّّمَقُ الثلجُ مَعَ الرّيح يَغْشَى الإنسانَ حَتَّى يَكَاد يَقْتُلُهُ يَأْتِيهِ من كُلِّ أَوْبٍ مُعَرَّبٌ دَخِيلٌ أَبُو عبيد ريح خَارِمٌ بَارِدَة والمُعْصراتُ الَّتِي تَأْتِي بالمَطَرِ والسَّوافِنُ والأَعَاصِيرُ الَّتِي تَهِيجُ بالغبار وَاحِدهَا إعْصار وَقيل الإعْصَار الَّتِي تَسْطَعُ فِي السَّمَاء والهَبْوَةُ الرّيح بالغُبْرة والنَّضِيضَةُ الَّتِي تَنِضُّ بالماس فيَسِيلُ وَيُقَال الضَّعِيفة والمُسَفْسِفَةُ اليت تجْرِي فُوَيْقَ الأرضِ ابْن دُرَيْد عَمَلٌ سَفْسَافٌ غير مُحْكَم وَقد سَفْسَفَهُ صَاحب الْعين ريحٌ مُذَعْذَعَةٌ شديدةٌ تُذَعْذِعُ كُلَّ شَيْء أَي تُحَرِّكْهُ وَقَالَ ريح عَقِيم لَا تُلْقَحُ شَجرا وَلَا تُنْشِيءُ سَحاباً وَلَا مَطراً عادَلُوا بهَا ضِدِّهَا وَهُوَ قولُهم ريحٌ لاقِحٌ أَي أَنَّهَا تُلْقِحُ الشَّجَر وتُنْشِئُ السحابَ وَله نَظَائِر كَثِيرَة صَاحب الْعين الرياحُ المختلفةُ هِيَ الرواجِعُ وعُثْنُون الرِّيَاح أوَّلُها إِذا جَرَّت الغُبَار وَكَذَلِكَ أراعِيلُها أَبُو عبيد الرياحُ الحَوَاشِكُ والمُشْتَكِرَةُ المختلفةُ وَيُقَال الشديدةُ والعَرِيَّةُ الباردةُ السكرىءَمُّ مِرْزَمٍ الريحُ الشَّمَالُ الباردةُ أَبُو عبيد جَاءَت الرِّياحُ سنائِنَ إِذا جاءتْ على وجهٍ واحدٍ لَا تَخْتَلِفُ ابْن دُرَيْد ريحَ طَحُورٌ وَقد طَحَرَتِ السحابَ تَطْحَرُهُ طَحْراً فَرَّقَتْهُ فِي أقْطار السَّمَاء صَاحب الْعين الريحُ تَطْفَحُ القُطْنَة أَي تَسْطَعُ بهَا وَأنْشد
(مُمَزَّقاً فِي الريحِ أَو مَطْفُوحاً ... )
ابْن دُرَيْد يومٌ هَجْهَاجٌ كثيرُ الرّيح شديدُ الصَّوْتِ صَاحب الْعين هَزِيزُ الرّيح صوتُها الْأَصْمَعِي ريحٌ هَفَّافَةٌ سريعة المَرِّ وَقد هَفَّت تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيفاً إِذا سمعتَ صوتَ هُبوبِها وَقَالَ سَكَرَتِ الريحُ تسْكُرُ سُكُوراً وسَكَراناً سَكَنَتْ أَبُو عبيد مَا كَانَ من الرِّيَاح من نَفْحٍ فَهُوَ بَرْدٌ وَمَا كَانَ من لَفْحٍ فَهُوَ حَرُّ صَاحب الْعين لَفَحَتْهُ السَّمُومُ تَلْفَحُهُ لَفْحاً اصابَتْهُ أَبُو عبيد السَّمُوم بالنهارِ وَقد تكون بِاللَّيْلِ ابْن السّكيت أَسَمَّ يومُنا وسَمَّ وسُمَّ وَأنْشد أَبُو عَليّ
(وَقد عَلَوْتُ قُتُودَ الرَّحْلِ يَسْفَعُنِي ... يَوْم قُدَيْدِمَةَ الجَوْزَاءِ مَسْمُومُ)(2/416)
أَبُو عبيد الحَرُور بِاللَّيْلِ وَقد تكون بِالنَّهَارِ وَأنْشد ابْن السّكيت
(ونَسَجَتْ لَوَافِحُ الحَرُورِ ... )
قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي السَّمُومِ والحَرُور مثلَ قَوْله فِي الشَّمال والدَّبُور والقَبُول والجَنُوب من أَنَّهَا صفاتٌ فِي أَكثر كلامِ الْعَرَب وَأَنَّهَا قد تجْعَل أَسمَاء وَذَلِكَ قَلِيل وَزعم الْفَارِسِي أَن جميعَ أَسمَاء الرِّيَاح تَجْرِي هَذَا المَجْرَى يَعْنِي مَا اخْتُزِلَ فِيهِ المَوْصُوف بالأغلب وَالْأَكْثَر وَقَالَ صَاحب الْعين السُّعَار السَّمُوم وحَرُّها وَقد سُعِرَ أَصَابَهُ السُّعَار وَقَالَ سَفَعَتْهُ السَّمُوم تَسْفَعُه سَفْعَاً لَفَحَتْهُ لَفْحَاً يَسِيرا وغَيَّرَتْ بَشَرَتَهُ ابْن دُرَيْد دَبُورٌ سَكْبٌ وَشَمالٌ عَرِيَّةٌ وحَرْجَفٌ وجَنُوبٌ خَجُوجٌ وصَباً هَبُوبٌ وَحَنُونٌ صفاتٌ للريح أَبُو عبيد الحَنُونُ من الرِّيَاح الَّتِي لَهَا حَنينٌ كحَنيِن الإبلِ وَلم يَخُصَّ بهَا ريحًا غَيره ريحٌ حَنَّانَةٌ وهَتُوفٌ كَذَلِك وَقد تقدَّمَتِ الهَتُوف فِي القَوْسِ صَاحب الْعين الريحُ تُزْجِي السَّحَاب أَي تَسُوقُهُ وَقد أزْجَيْتُ الشَّيْء وزَجَّيْتُهُ سُقْتُهُ وَرجل مِزْجَاء كثيرُ الإزْجَاء للمَطِيِّ أَبُو زيد أنَشَر اللَّهُ الرياحَ بَعَثَهَا وَقد أرْسَلَهَا اللَّهُ نَشْرَاً ونُشْراً قَالَ أَبُو عَليّ وَقُرِئَ {وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح نُشْراً} و {نُشُراً} و {نَشْراً} و {بُشْراً} وَقُرِئَ {يُرْسِلُ الرّيح نُشُراً} فَمن قَرَأَ الرّيح نُشُراً فأفْردَ وَوَصَفَهُ بِالْجمعِ فَإِنَّهُ حمله على الْمَعْنى وَقد أجَاز أَبُو الْحسن ذَلِك وَقَالَ فِيهَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً سُوداً فَمن نَصَبَ حَمَل على الْمَعْنى يُرَاد بِهِ الْجمع أَلا ترى أَنه أفْرَدَ الريحَ ووَصَفَهُ بِالْجمعِ فِي قَوْله تَعَالَى {نُشُراً بَين يَدَيْ رَحْمَتِهِ} {النَّمْل 63} فَلَا يكون الرّيح على هَذَا إِلَّا اسْما للْجِنْس وقولُ من جَمَعَ الرّيح إِذا وَصَفَها بِالْجمعِ الَّذِي هُوَ نُشُراً أحْسنُ لِأَن الحملَ على الْمَعْنى لَيْسَ ككَثْرَةِ الحَمْلِ على اللفظِ ويؤكد ذَلِك قولُه تَعَالَى {الرِّيَاح مُبَشِّراتٍ} فَمَا وُصِفَتْ بِالْجمعِ جُمِعَ المَوْصُوفُ أَيْضا وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ الْجمع القليلُ بِالْوَاو قولُ ذِي الرمة
(إِذا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ من نَحْو جَانِبٍ ... بِهِ آلُ مِيِّ هاجَ شَوْقِي جَنُوبُها)
وَلَيْسَ عِنْدِي كعِيدٍ وأعْيادٍ لِأَن هَذَا بدل لَازم وَلَيْسَ الْبَدَل فِي الرّيح كَذَلِك فَأَما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول إِذا هَبَّت رِيحٌ
اللَّهُمَّ اجْعَلْها رِياحاً وَلَا تَجْعَلها رِيحاً
فَلِأَن عامَّة مَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل على لفظهِ الرِّياحِ للسُّقْيا وَالرَّحْمَة كَقَوْلِه عز وَجل {أرْسَلْنا الرِّياحَ لَواقِحَ} {الْحجر 22} وَقَوله {وَمن آياتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاح مُبَشِّراتٍ} {الرّوم 46} و {اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرياحَ فَتُثير سَحَاباً} {الرّوم 48} وَمَا جَاءَ بِخِلَاف ذَلِك جَاءَ على الْإِفْرَاد كَقَوْلِه عز وَجل {وَفِي عَاد إِذْ أرْسَلْنَا عَلَيْهِم الريحَ العَقِيمَ} {الذاريات 41} وَقَوله {وَأما عادٌ فأُهْلِكُوا برِيح صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} {الحاقة 6} و {بل هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ريحٌ فِيهَا عذابٌ أَلِيم} {الْأَحْقَاف 24} فَجَاءَت فِي هَذِه الْمَوَاضِع على لفظ الإفرادِ وَفِي خلَافهَا على لفظَ الْجَمِيع قَالَ أَبُو عُبَيْدَة نُشُراً أَي مُتَفَرِّقَةٌ من كلِّ جَانِبٍ قَالَ أَبُو عَليّ أنْشَرَ اللهُ الريحَ مثل أحْياهَا فَنَشَرَتْ أَي حَيِيَتْ والدليلُ على أَن إنْشارَ الرّيح إحياؤُها قولُ المَرَّار الفَقْعَسِيّ
(وَهَبَّتْ لَهُ رِيحُ الجَنُوبِ وأُحْيِيتْ ... لَهُ رَيْدةٌ يُحْي المَمَاتَ نَسِيمُها)
فَكَمَا جَاءَ فِيهَا أُحْييَتْ كَذَلِك مَا حَكَاهُ أَبُو زيد من قَوْلهم أنْشَرَ اللهُ الرِّيحَ مَعْنَاهُ الإِحْيَاء وَمِمَّا يَدُلُّ على ذَلِك أَن الريحَ قد وُصَفَتْ بالموتِ كَمَا وُصِفَت بالحياةِ فِي قَوْله
(إنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ ... فَأَقْعُد اليومَ فَاسْتَرِيح)
فَقَالَ تَمُوت الرِّيح بِخِلَاف مَا قَالَه الآخر وأُحْيِيت لَهُ رَيْدَةٌ والرَّيْدَةُ والرَّيْدانَةُ الرّيح وقِرَاءةُ من قَرَأَ(2/417)
{نُشُراً} يحْتَمل ضَرْبَيْنِ يجوز أَن يكونَ جمع رِيح نَشُورٍ ورِيح ناشِرٍ ويكونَ نَاشِرٌ على معنى النَّسَب فَإِذا جعلته جمع نَشُورٍ احْتَمَل مَعْنيين أَحدهمَا أَن يكونَ النَّشُورُ بِمَعْنى المُنْشَر كَمَا أَن الرَّكُوب بِمَنْزِلَة المَرْكُوب قَالَ
(فَمَا زِلْتُ خَيْراً مِنْك مُذْ عَضَّ كارِهاً ... بلَحْيَيْكَ عَادِيُّ الطريقِ رَكُوب)
وَقَالَ أَوْس بن حَجَر
(تَضَمَّنَها وَهْمٌ رَكُوبٌ كَأَنَّهُ ... إِذا ضَمَّ جَنْبَيْهِ المَخارم زَوْرَقُ)
كأنَّ الْمَعْنى ريحٌ أَو رياحٌ مُنْشَرةٌ وَيجوز أَن يكون نُشُراً جمع نَشُورٍ يُراد بِهِ الفاعلُ كماءٍ طَهُور ونحوِه من الصفاتِ وَيجوز أَن يكونَ نُشُراً جمع نَاشِرٍ كشاهِدٍ وشُهُدٍ وبُزُلٍ وقاتِلٍ وقُتُلٍ قَالَ الْأَعْشَى
(إنَّا لأمْثَالِكُمْ يَا قومَنا قُتُلُ ... )
وقراءةُ من قَرَأَ نُشْراً يتَحَمَّل الْوَجْهَيْنِ أَن يكون جمعَ فَعُول فخفَّف الْعين كَمَا يُقَال كُتْبٌ ورُسْلٌ وَأَن يكون جمع فاعِل كبازِلٍ وبُزْلٍ وعائِطٍ وعِيطٍ وَأما من قَرَأَ نَشْراً فَإِنَّهُ يحْتَمل ضَرْبَيْنِ يجوز أَن يكون الْمصدر حَالا من الرّيح فَإِذا جعلته حَالا مِنْهَا احْتمل أَمريْن أَحدهمَا أَن يكون النَّشْرَ الَّذِي هُوَ خلافُ الطَّيِّ كَأَنَّهَا كَانَت بانقطاعه كالمَطْوِيَّة وَيجوز على تَأْوِيل أبي عُبَيْدَة أَن تكون مُتَفرِّقَةً فِي وُجوهها وَالْآخر أَن يكون النَّشْرَ الَّذِي هُوَ الحياةُ فِي قَوْله
(يَا عَجباً للمَيِّتِ النَّاشِرِ ... )
فَإِذا حَمَلْتَهُ على ذَلِك وَهُوَ الوجهُ كَانَ المصدرُ يُرَاد بِهِ الْفَاعِل كَمَا تَقول أَتَانَا رَكْضاً أَي راكَضاً وَيجوز أَن يكون المصدرُ يُرادُ بِهِ الْمَفْعُول كَأَنَّهُ يُرْسِلُ الرياحَ أنشاراً أَي مُحْياة فَحَذَفَ الزوائدَ من الْمصدر كَمَا قَالُوا عَمْرَكَ اللهَ وكما قَالَ
(فَإِن يَهْلِكْ فَذَلِك كَانَ قَدْرِي ... )
أَي تَقْدِيري والضربُ الآخَرَ أَن يكون نَشْراً على قرَاءَتهَا ينْتَصب انتصاب المصادر من بَاب صُنْعِ اللهِ لِأَنَّهُ إِذا قَالَ يُرْسِلُ الرياحَ دَلَّ هَذَا الْكَلَام على يَنْشُرُ الرِّيحَ نَشْراً وتَنْشُرُ نَشراً من نَشَرَتِ الريحُ وَمن قَرَأَ بُشْراً فَهُوَ جمع بَشِيرٍ وبَشُورٍ من قَوْله عز وَجل {يُرْسِلُ الرِّيَاح مُبَشِّراتٍ} {الرّوم 46} أَي تُبَشِّرُ بالمطر والرحمةِ وجَمَعَ بَشِيراً على بُشْرٍ مِثْلَ كتابِ وكُتْتٍ صَاحب الْعين المُرْسَلاَتُ فِي التَّنْزِيل الرياحُ وَقيل الخَيْلُ والمُبَشِّراتُ رياحٌ يُسْتَدلُّ بهُبُوبِها على المَطَرِ ابْن دُرَيْد مكانٌ عَذِيٌّ رَيِّحٌ والمُورُ جمعُ رِيحٍ مَوَّارَةٍ وَقَالَ هَزَفَتْهُ الرّيح تَهْزِفُهُ هَزْفاً اسْتَخَفَّتْهُ
3 - (السَّحَاب وأنواعه)
غير وَاحِد سحابةٌ وسحابٌ وسُحُبٌ صَاحب الْعين سميت سحاباً لانْسحابها فِي الْهَوَاء من قَوْلك سَحَبْتُ الشيءَ أَسْحَبُهُ سَحْباً جَرَرْتُه والغَيمُ السحابُ وَالْجمع غُيُوم أَبُو عبيد غامَتِ السماءُ وأغامَتْ وأغْيَمَتْ وتَغَيَّمَتْ وغِيمَ القومُ أصابَهم الغَيْمُ وأغامُوا وأغْيَمُوا دَخَلُوا فِي الْغَيْم وَحكى محمدُ بنُ يزِيد يومٌ مَغْيُومٌ ذُو غَيْمٍ وَأنْشد
(يومُ رَذاذٍ عَلَيْهِ الَّدجْنُ مَغْيُومُ ... )(2/418)
ابْن السّكيت الغَيْمُ الغَيْنُ قَالَ أَبُو عَليّ هَذَا هُوَ على البَدَل أَبُو عبيد غَانَتِ السماءُ وغَيِنَتْ وَقَالَ دَجَّجَتِ السماءُ تَغِيَّمَتْ أَبُو حنيفَة دَجْدَجَتْ وتَدَجَّتْ أَبُو عبيد السماءُ مُتَرَبِّدَةٌ مُتَغِيَّمَةٌ أَبُو حنيفَة غَثَتِ السَّمَاء تُغْثِي بَدَأْت بغَيْمٍ أَبُو عبيد الدَّجْنُ إظلالُ السحابِ الأرضَ أَبُو حنيفَة هُوَ الْباسُه إِيَّاهَا أمْطَرَ أَو لم يُمْطَرْ ابْن دُرَيْد الْجمع أدْجَانٌ ودُجُونٌ وليلةٌ مِدْجَانٌ صَاحب الْعين أدْجَنَ يومُنَا وادْجَوْجَنَ وأدْجَنَّا دَخَلْنَا فِي الدَّجْن أَبُو زيد سَحَابَةٌ داجِنَةٌ ومُدْجِنَةٌ دَجَنَتْ تَدْجُنُ دَجْناً ودُجُوناً وأدْجَنَت والدُّجْنَة من الْغَيْم المُطَبَّقُ تَطْبيقاً يُقَال يومٌ دُجُنَّةٌ ويومٌ دُجُنَّةٍ وَكَذَلِكَ اللَّيْلَة على الْوَجْهَيْنِ الصفةِ والإضافةِ السيرافي الدُّجُنُّ جمعُ دُجُنَّةٍ وَقد مَثَّل بهَا سِيبَوَيْهٍ أَبُو زيد الغَمَامُ السحابُ واحدتُه غَمَامَةٌ صَاحب الْعين أُغْمِيَ يومُنَا غامَ أَبُو زيد غَطَلَتِ السماءُ وأغْطَلَتْ أطْبقَ دَجْنُها أَيَّامًا أَبُو عبيد السحابُ أوَّلَ مَا يَنْشَأُ نَشْءٌ الْبكْرِيّ الخَرْجُ كالنَّشْءِ أَبُو عبيد وَيُقَال قد خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ أَبُو حنيفَة النَّشْءُ أَن تَراه كالمُلاَءَة المَنْشُورة وَقد نَشَأَ يَنْشَاُ الْأَصْمَعِي النَّجْو كالنَّشْءِ وَالْجمع نِجَاءٌ أَبُو حنيفَة فَإِذا عَرَضَ فِي الأُفُقِ فَهُوَ العانُّ والعَارِضُ والعارِضُ من السحابِ الَّذِي يَعْرِضُ فِي قُطْرٍ من أقطارِ السماءِ من العَشِيِّ ثمَّ يُصْبِحُ وَقد حبا واسْتَوَى وَإِذا أقْبَلَ إِلَيْك وأَخَذَ يَعْلُو فَهُوَ الحِبِيُّ أَبُو عبيد الحَبِيُّ الَّذِي يَعْتَرِضُ اعْتِرَاضَ الجَبَلِ قَبْلَ أَن يَطَبَّقَ السماءَ ابْن دُرَيْد هُوَ الَّذِي يُشْرِفُ على الأَرْض من الأُفُقِ فَكَأَنَّهُ قد دَنَا إِلَيْهَا من قَوْلهم حبا الصَّبِيُّ حَبْواً إِذا مَشَى على اسْتِهِ وأشْرَفَ بِصَدْرِهِ وكلُّ دانٍ حابٍ صَاحب الْعين طَبَّقَ السحابُ الجَوَّ غَشَّاهُ وَقَالَ خَلَلُ السحابِ وخِلاَلُه ثُقَبُهُ ومَخَارِجُ الماءِ مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيل {فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ من خِلاَلهِ} {النُّور 43} والخَلَّةُ الثُّقْبَةُ الصغيرةُ وَقيل هِيَ الثُّقْبَةُ مَا كانتْ وقولُ الشَّاعِر يصف فرسا
(أحالَ عَلَيْهِ بالقَنَاةِ غُلاَمُنَا ... فَأَذْرعْ بِهِ لِخِلَّةِ الشَّاةِ راقِعاً)
ويروي بالقَطِيع مَعْنَاهُ أَن الفَرَس يَعْدُو وَبَينه وَبَين الشاةِ خَلَّةٌ فيُدْرِكُهَا فَكَأَنَّهُ رَقَّعَ تِلْكَ الخَلَّة بِشَخْصهِ وَقيل يَعْدُو بَين الشاتين خَلَّة فيَرْقَعُ مَا بَينهمَا بنَفْسِه وأذْرعْ بِهِ أسْرِعْ بِهِ أَبُو حنيفَة فَإِذا الْتَأَمَ وتَبَسَّطَ حَتَّى يَعُمَّ السماءَ فقد تَدَجَّى وتَطَخْطَخَ وَذَلِكَ إِذا لم تَرَ خَلَلاً وَلَا فَتْقاً وسحابٌ طَخْطاخٌ ابْن الْأَعرَابِي اخْلَولَقَ السحابُ اسْتَوَى وارتَتَقَتْ جُسوَبُهُ أَبُو حنيفَة المُكْفَهِرُّ من السحابِ الَّذِي امْتَلأَ مَاء وَقيل هُوَ الَّذِي يَسْوادُّ ويَصْهَابُّ وتَعْرِفُ فِيهِ المَطَرَ فَإِذا تَدانَى من الأَرْض فَهُوَ المُسِفُّ صَاحب الْعين سِقْطُ السحابِ طَرَفٌ مِنْهُ يُرَى كَأَنَّهُ ساقطٌ على الأرضَ فِي ناحِيةَ الأُفُق وسِقْطُ الخِبَاء مِنْهُ وَقد تقدَّم قَالَ أَبُو علين وَمِنْه سِقْطا الطائِر جَنَاحاهُ أَبُو حنيفَة وَإِذا تَدَانَى وثَقُلَ فقد ارْحَجنَّ ابْن دُرَيْد تَخَزَّلَ السحابُ إِذا رأيتَه يتَثَاقَلُ كَأَنَّمَا يَتَراجعُ صَاحب الْعين وَكَذَلِكَ انْخَزَلَ ابْن دُرَيْد تَرَهْيَأَتِ السحابةُ سارتْ سَيْراً رُويداً وَفِي الحَدِيث
فَإِذا سحابةٌ قد نَشَأَتْ تَرَهْيَأُ
أَبُو حنيفَة فَإِذا لم يَتَّجِه جِهَةً فقد تَحَيَّرَ أَبُو زيد وَهُوَ الحَيِّرُ صَاحب الْعين إِذا كَثُفَ الغَيْمُ ثمَّ مَخَضَ قيل نَغَضَ وَذَلِكَ حِين ترَاهُ يَتَحَرَّك بعضُه فِي بعض مُتَحَيِّراً وَلَا يسير وَأنْشد
(أرَّقَ عَيْنَيْكَ من الغَمَاضِ ... بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَغَّاضِ)
أَبُو حنيفَة فَإِذا تَلَحْلَحَ وَلم يَنفُذ للرياح فقد أرْسَى ورَكَدَت رَحَاهُ وَأنْشد
(إِذا اسْتَدْبَرَتْهُ الريحُ كي تَسْتَخِفَّهُ ... تَرَاجَنَ مِلْحَاحٌ إِلَى المُكْثِ مُزْحِفُ)
وَهُوَ حِينَئِذٍ إِذا سَدَّ الْآفَاق كلَّها سُدَّ والجميع سُدُودٌ وَأنْشد
(قَعَدْتُ لَهُ وشَيَّعَنِي رجالٌ ... وَقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسَّدُود)(2/419)
فَإِذا ثَبَتَ وَلم يَبْرَح اليومَ والليلةَ فَهُوَ الصَّبيرُ أُخِذَ من الصَّبْرِ وَهُوَ الحَبْسُ أَبُو عبيد الصَّبِيرَ السحابةُ البيضاءُ أَبُو زيد وجِماعُهُ الصُّبرُ وَيُقَال للسحابةِ البيضاءِ الخالصةِ فاسقةٌ أَبُو عبيد النَّمِرُ من السحابِ قَطَعٌ صِغارٌ مُتدانٍ بعضُها من بعض أَبُو حنيفَة النَّمرة أَن ترَاهَا كجِلْد النَّمر من غيم صِغَار تكادُ تَتَّصِلُ وقالو أَرِنها نَمِره أَرِكَها مَطِرة قَالَ وَقد بَلَوْنَا ذَلِكَ كَثِيراً فوَجَدْنا كَذَلِك أَبُو زيد نَمَّر السَّحابُ صَاحب الْعين الحَبِير من السَّحَاب الَّذِي تَرَى فِيهِ كالتَّنْمِيرِ من كَثْرَةِ مائِهِ أَبُو عبيد القَزَعُ قِطَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ صِغَارٌ أَبُو حنيفَة القَزَعُ سحابٌ صِغَارٌ يتطايَرُ فِي السماءِ وَهُوَ من أحَبِّ السَّحَاب إِلَى النَّاس إِذا اسْتَنَأَوُا الوَسْمَيَّ اسْتَنْأَوْا من النَّوْءِ قدَّم الْهمزَة صَاحب الْعين هِيَ قِطَعٌ رِقاقٌ كَأَنَّهَا ظِلُّ إِذا مَرِّت تَحتَ السحابِ وَقيل هُوَ السحابُ المُتَفَرِّقُ وَمِنْه قَزَعُ الخَرِيفِ الْوَاحِدَة قُزَعَة وقِزَاعٌ أَي لُطَيْخَةُ غَيْمٍ والكِسْفُ والكِسَفُ قِطَعُ السَّحَاب أَبُو حَاتِم إِذا كانتِ السحابة عَرِيضَةً فَهِيَ كِسْفٌ صَاحب الْعين الصِّرْمَة القِطْعَة من السَّحَاب والجمعُ صِرَمٌ والرَّمِيُّ قطع من السَّحَاب صِغَارٌ دِقاقٌ قَدْرُ الكَفِّ أَو أَكْبِرُ شَيْئا وَالْجمع أرْمَاءٌ أَبُو عبيد وأَرْمِيَّةٌ وَقَالَ مَا فِي السماءِ سَحَاءَةَ من سحابٍ أَي قِطْعَةٌ أَبُو عبيد الكَنَهْوَرُ قِطَعٌ مثلُ الْجبَال واحدتُها كَنَهْوَرةٌ وغَيْمٌ كَنَهْورٌ ثَعْلَب الخالُ السحابة الضَّخْمَةُ والجمعُ خِيلاَنٌ أَبُو عبيد القَلَعُ قِطَعٌ كَأَنَّهَا قِطَع الجِبَالِ والغَمامُ المُكَلَّلُ السحابةُ الَّتِي يكون حَوْلَها قِطَعُ السحابِ فَهِيَ مُكَلَّلَةٌ بهنَّ صَاحب الْعين سحابةٌ دَلُوحٌ ودالِحَةٌ مُثْقَلَةٌ بِالْمَاءِ والجمعُ دُلُحٌ ودُلَّحٌ ودَوَالِحُ وَقد دَلَحَتْ تَدْلَحُ أَبُو عبيد المُعْصَراتُ ذواتُ المَطَرِ وَأنْشد
(وِذِي أُشُرِ كالأُقْحُوَانِ تَشُوفُهُ ... ذِهابُ الصَّبا والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ)
قَالَ أَبُو حنيفَة ونَرَى معنى قَول الله عز وَجل {وأَنْزَلْنَا من المُعْصِراتِ مَاء ثَجَّاجاً} {عَم 14} أَن المُعْصِرات الرياحُ ذَوَات الأَعَاصِيرِ وَهِي الرَّهَجُ والغُبارُ وَأنْشد وكَأَنَّ سُهْكَ المُعْصِراتِ كَسَوْنَهَا ... تُرْبَ القَعَاقِعِ والنِّقاعِ بِمُنْخُلِ)
قَالَ وزَعَمُوا أَن معنى من معنى الْبَاء وَقيل بل المُعْصِرات الغُيوم أنفُسُهَا وَذهب إِلَى معنى الْغَيْث وَلَا يحْتَمل قولُه غَيْرَ السَّحَاب لقَوْله الدَّوالِحُ فَتكون المُعْصِرات اللواتي أمْكَنَتِ الرياحَ من اعتصارها واستنزال قَطْرها كَمَا يُقَال أمْضَغَ النخلُ وآكَلَ وأطْعَمَ وأفْرَكَ الزرعُ إِذا أمكن ذَلِك فِيهِ قَالَ المُتَعَقِّبُ وَقد ألمَّ أَبُو حنيفَة بالصوابِ ثمَّ عَدَلَ عَن المُعْصِراتُ السحابُ بِعَينهَا كَمَا قَالَ وَلكنهَا سُمِّيَت مُعْصِراتٍ بالعَصَر والعُصْرة وَهُوَ المَلْجَأُ قَالَ أَبُو زيد
(صَادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرُ مُغاثٍ ... وَلَقَد كَانَ عُصْرَةَ المَنْجُود)
أَي مَلْجَأَ المكروبِ وَيُقَال أعْصَرَني فلانٌ إِذا ألْجَأَكَ إِلَيْهِ واعْتَصرتُ بِهِ قَالَ عدي بن زيد
(لَوْ بغَيْر الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي)
فَمَعْنَى المُعْصِرات المُنْجِياتُ من الْبلَاء المُعْصِيات من الجَدْبِ بالخِصْبِ لَا مَا قَالَ أَبُو حنيفَة وَلَا من قَالَ إِنَّهَا الرِّيَاح ذواتُ الأعَاصِير فَلَا تَلْتَفِتَنَّ إِلَى الْقَوْلَيْنِ مَعًا أَبُو حنيفَة الفارقُ السحابة تُفَارِقُ مُعْظَمَ السحابِ فَتَنْفَرِدُ والجميعُ الفُرَّقُ وَرُبمَا أمْطَرَت بأماكن أُخَرَ صَاحب الْعين الغَيَابة السحابةُ المُنْفَرِدَةُ وَقيل الغَيابةُ والغَيَاءَةَ ظِلُّ السحابةِ أَبُو حنيفَة اسْتَأْرَضَ السحابُ ثَبَتَ وتَمَكَّنَ وأَرْسَى وَأنْشد
(مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللَّيْثِ أيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجاً)
وَقَالَ كَفَافُ السحابِ أسافِلُه وجِمَاعُه الأّكِفَّةُ وشماريخُه أعالِيه وبَوَاسِقُه وقَوَاعِدُه أرْكَانُه كأرْكَانِ البُنْيَانِ(2/420)
ورحاه مُسْتَدَارُه ومُسْتَأْرِضُه مُتَمَكِّنُهُ وَهُوَ مأخوذٌ من الأَرْض وَرُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ عَن سحائِبَ مَرَّتْ فَقَالَ كيفَ تَرَوْنَ قواعِدَها وبَوَاسقَها أَجُونٌ أم غَيْرُ ذَلِك وَقَالَ كيفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا ثمَّ سَأَلَ عَن الْبَرْق أخَفْوا أم وَمِيضاً أم يَشُقُّ شَقّاً فَقَالُوا يَشُقُّ شَقّاً فَقَالَ جاءَكُم الحَيَا صَاحب الْعين حَنَاذِيذُ الْغَيْم أطرافٌ مِنْهُ شاخصةٌ مُشْرِفَةٌ أَبُو زيد طُرَّةُ الغَيْم أَبْعَدُ مَا يُرَى مِنْهُ وطُرَّةُ الكَلإِ والقُفِ ناحِيَتُهما أَبُو حنيفَة ألْقَى السحابُ أكْنَافَهُ وأرْوَاقَه ومَرَاسِيهِ إِذا ثَبَتَ فأَمْطَرَ والبُرَصُ فُتُوقٌ فِي الغَيْمِ يُرَى بهَا أَدِيمُ السماءِ الواحدةُ بُرْصَةٌ أَبُو زيد العَيْنُ كلُّ سَحَابةٍ تَبْدَأُ من قِبَل القِبْلَةِ صَاحب الْعين الخَسِيفُ من السَّحابِ مَا نَشَأَ من قِبَلِ العَيْن أَبُو زيد الرَّيِّقُ السحابُ المُمْطِر والظُّلَّة أوَّلُ سحابةٍ تُظَلِّلُ أَبُو عبيد أَضَرَّت السحابةُ دَنَتْ من الأرضِ وكُلُّ دانٍ مُضِرٌّ صَاحب الْعين عَسْعَسِتْ السحابةُ دَنَتْ من الأَرْض وَلَا يكونُ إِلَّا فِي ليل مَعَ بَرْقٍ واليَعَاليل القِطَعُ البيضُ من السحابِ والعَقْرُ السحابُ الأبيضُ وكُلُّ أَبيض عَقْرٌ وَقيل العَقْرُ غَيْمٌ يَنْشَأُ فِي عَرْضِ السماءِ والباضِعَةُ القِطْعَةُ من الغَيْم والعَرَّاضُ السحابُ مَا اضْطَرَبَ فِيهِ البرقُ والظِّلُّ من فوقِهِ فقَرُبَ حَتَّى صارَ كالسَّقْفِ وَلَا يكون إِلَّا ذَا رَعْدٍ وبَرْقٍ والعَصْبُ غَيْمُ أحْمَرُ يَنْشَأُ فِي الأُفُقِ وَقد عَصَبَ يَعْصِبُ وَيُقَال أَيْضا ذَلِك للأُفقِ إِذا احْمَرَّ فِي الجَدْبِ صَاحب الْعين النًّقْحُ سحابٌ أبيضُ صَيْفِيٌّ
3 - (السحابُ الْمُرْتَفع المُتَراكم)
أَبُو حنيفَة إِذا رَكِبَ السحابُ بعضُه بَعْضًا فَهُوَ الرُّكَامُ أَبُو عبيد المُكْفَهِرُّ الَّذِي يَغْلُظُ من السَّحَاب ويَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا اللحياني وَهُوَ المُقْفَهِرُّ والمُكْفَهِرُّ والمُقْرَهِفُّ والمُكْرَهِفُّ وَقد تقدَّم أَنه المُمْتَلِئُ مَاء أَبُو عبيد النَّشَاصُ المُرْتَفِعُ بعضُه فَوق بَعْضٍ وَلَيْسَ بِمُنْبَسِطٍ وَأنْشد
(ماءُ نَشَاصٍ حَلَبَتْ مِنْهُ فَدَرْ ... )
صَاحب الْعين نَشَصَ السَّحابُ ارْتَفَعَ من قِبَل العيْنِ حِين يَنْشَأُ ويَعْلُو أَبُو عبيد النَّشَاصُ الطِّوَالُ من السَّحَاب الْوَاحِدَة نَشَاصَةٌ أَبُو عبيد الصَّبِيرُ الَّذِي يَصِيرُ بَعْضُه فَوْقَ بعضٍ دَرَجاً وَأنْشد
(كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصِّبِيرِ ... )
وَقد تقدَّم أَن الصَّبيرُ السحابةُ البيضاءُ وَأَنه الَّذِي ثَبَتَ وَلم يَبْرَح أَبُو زيد النَّضَدُ مثلُ الصَّبِير وجمعُه الأنضادُ أَبُو عبيد القَرِدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه على بعض أَبُو حنيفَة إِذا رَأَيْتَهُ مُتَلَبِّداً وَلم يَمْلاَسَّ فَهُوَ القَردُ وَذَاكَ تَقَرُّدُه فهناتٌ صِغَارٌ تكونُ دون السَّحَاب لم تَلْتِئِم بَعْدُ وَأنْشد
(كأَنَّهُم تَحْتَ صَيْفِيِّ لَهُم نَخَمٌ ... مُصَرِّحٍ طَحَرَتْ أسْنَاؤُه القَرَدَا)
فَإِذا ذَهَبَ ذَلِك عَنهُ وامْلاَسَّ فَهُوَ الأَخْلَقُ والسحابةُ خَلْقَاءُ وَأنْشد
(أوْ عازِبٍ جادَتْ على أوراقِهَ ... خَلْقَاءُ عَامِلَةٌ ونَوْءٌ نُجومِ)
أَبُو عبيد الطَّخاءُ والطَّخَافُ والعَمَاءُ كلُّه السحابُ المُرْتَفِعُ غَيره العَمَاءُ والعَمَايةُ السحابُ الكَثِيفُ وَقد قيل فِي وَاحِد العَمَاء عَمَاءَة وبعضُهم يجعلُ العَمَاء اسْما للْجِنْس أَبُو عبيد اطْلَخَمَّ السحابُ اظْلاَمَّ وتَرَاكَبَ صَاحب الْعين الغُمْلُول مُجْتَمَعُ الغَمام إِذا أظْلَمَ وتَرَاكَمَ وَكَذَلِكَ هُوَ من الشّجر أَبُو عبيد المُحْمَومِي الأَسْوَد المُتَرَاكَمُ والكِرْفِيءُ مَقْصُورٌ واحدته كِرْفِئَةٌ وَهِي قِطَعٌ مُتَرَاكِمَةٌ صَاحب الْعين الطِرْيَمُ السحابُ الكَثِيفُ وَقد تقدَّم أنَّه العَسَلُ(2/421)
3 - (السَّحَاب الَّذِي بعضُه فوقَ بعضٍ ودُون بعضٍ)
أَبُو عبيد الرَّبَابُ السحابُ المُتَعَلِّقُ دونَ السحابِ وَقد يكون أبيضَ وَيكون أسودَ أَبُو حنيفَة إِذا رَأَيْته كأَنَّ لَهُ نَوَائِس مُتَدَلِّيةً فذَاكَ الرَّبابُ كَأَنَّهُ سحابٌ دون السحابِ أَبُو عبيد الهَيْدَبُ الَّذِي يَتَدَلَّى ويَدْنُو مثل هُدْب القَطِيفَة صَاحب الْعين هَيْدَبُ السحابِ الَّذِي تَرَاهُ يَتَسَلْسَلُ فِي وجْهِهِ لِلْوَدقِ فَيَنْصَبُّ كَأَنَّهُ خُيُوطٌ مُتَّصِلَةٌ والسحابُ إِذا كَانَ كَذَلِك أهْدَبُ وَكَذَلِكَ الوَطَفُ والأَوْطَفُ وسحابةٌ وَطْفَاءُ أَبُو عبيد غُثْنثونُ السَّحَاب هَيْدَبُه إِذا جَرَّ الغُبَار وَقد تقدَّم فِي الرّيح صَاحب الْعين أَفَانِين السحابِ أوائِله وَقد تقدَّم فِي الشَّبابِ أَبُو عبيد الغِفَارَةُ السحابةُ تكون فوقَ السحابةِ أَبُو حنيفَة إِذا رَأَيْته كأَنِّ غِشَاءً قد أُلْبِسَهُ فَتلك الغَفَارَةُ والإِكْلِيلُ وسحابٌ مُكَلَّلٌ لَهُ كالإكْليل وَأنْشد
(وَمَا مُكَلِّلَهُ راحَ السِّمَاكُ بهَا ... فِي نَاحِراتٍ سِرارٍ قُبْلَ إهْلالِ)
فَإِذا رأيتَ الوَدْقَ يَخْرُجُ من خِلالِهش قد اتَّصَلَ بالأرضِ كالرَّبْطِ المُنَشِّرِ وَهُوَ منكَ بَعِيدٌ فَذَاك السَّبَلُ
3 - (السحابُ الَّذِي إِلَى الرِّقة وقلِة الكثافة)
أَبُو عبيد الطَّخَارِيرُ قِطَعٌ مُسْتدِقَّةٌ رِقَاقٌ وَاحِدهَا طُخْرُور وَيُقَال للرجل إِذا لم يَكُنْ جَلْداً وَلَا كَثِيفاً إِن لَطُخْرُور وَحكى صَاحب الْعين إِن لَطُحْرُور بِالْحَاء غيرَ مُعْجمة ابْن دُرَيْد الطَّخْر غَيْمٌ رَقيقٌ يكون فِي جَوَانِب السَّمَاء وَلَيْسَ بثَبْتٍ أَبُو عبيد بَنَاتُ بَخْرٍ وبناتُ مَخْرٍ سَحِائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقَاقٌ غَيره وَيُقَال بَنَاتُ المَخْرِ وَأنْشد
(كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأدْنَ إِذا ... أنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجُ الخَضِرْ)
أبوعبيد السَّمَاحِيقُ نَحْوٌ مِنْهُ واحدتُها سِمْحَاقٌ والزَّعْيَجُ والزِّبْرِجُ سحابٌ رَقِيقٌ وَقيل الزِّبْرِجُ الْخَفِيف الَّذِي يّسْفِره الريحُ السيرافي هُوَ السحابُ الأَحْمَرُ قَالَ أَبُو حنيفَة إِذا كَانَ الغيمُ لَا يُواري السماءَ فَهُوَ الكَدَرَةُ والطِّمْرِسَاءُ أغْلَظُ من الكَدَرَةِ قطرب الضَّبابُ نَدىً كالغَيْمِ وَقيل هُوَ السَّحابُ الرَّقِيق يُغَطِّي السماءَ واحدتُه ضَبَابَةٌ وَقد أَضَبَّ الغَيْمُ وأَضَبَّت السماءُ وأَضَبَّ اليومُ أَبُو حنيفَة الضَّبَبُ تَغْطِيَةُ الشيءِ وتَدَاخُلُ بعضِه فِي بَعْضٍ وَمِنْه ضَبَّةُ الحَديدِ وأحْسَبُ اشتِقَاقَ الضَّبابِ مِنْهُ لتَغْطِيَتِه الأُفُقِ قطرب السَّديمُ الضَّبابُ الرَّقِيقُ قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ مَا كَثُفَ من الضَّبابِ حَتَّى كادَ يكونُ غَيْماً وَأنْشد
(وَقد حَالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دُونَهُ ... كأِنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بِسَدِيمِ)
أَبُو حنيفَة الرَّهَلُ السحابُ الرقيقُ شَبِيهٌ بالنَّدَى يكون فِي السَّمَاء صَاحب الْعين الرَّهَجُ سحابٌ رَقِيقٌ كانه غُبَارٌ غَيره الهَزْمَةُ سحابٌ رَقِيق يَعْتَرِض وَلَيْسَ فِيهِ مَاء وَقَالَ سحابٌ سَخِيفٌ رَقِيق وَقد تقدَّم فِي الثِّيَاب ابْن دُرَيْد النِّسْعُ لَطْخُ سحابٍ رقيقٍ قَالَ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ
3 - (السحابُ ذُو المَاء الْكثير)
أَبُو عبيد القَنِيبُ والقَنِيفُ السحابُ ذُو الماءِ أَبُو حنيفَة المُزْنُ ذُو الماءِ الرَّيَّانِ واحدتُه مُزْنَةٌ ابْن دُرَيْد الحَمَلُ السحابُ الكثيرُ المَاء سُمِّيَ بذلك لَكَثْرَةِ حَمْلِهَ لَهُ قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قولُ المُتَمَخَّل الهُدَلِيُّ
(كالسُّحُلِ البِيضِ جَلاَ لَوْنَهَا ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ)(2/422)
فَزعم أَبُو عبيد أَنه النَّجْمُ الَّذِي يكونُ بِهِ المَطَرُ وَزعم الشَّيْبَانِيّ أَنه المَطَر ذُو المَاء الْكثير صَاحب الْعين الخَسِيفُ السحابُ يَنْشَقُ من قِبَل العَيْنِ حامِلَ ماءٍ كَثير والحَنَاتِمُ سحاباتٌ خُضْرٌ تَضْرِب إِلَى السَّوادِ من كَثْرَةِ مَائِهَا وَأنْشد أَبُو عَليّ
(سَقَى أُمَّ عَمْرٍو وكُلَّ ليلةٍ ... حَنَاتِمُ سُحْمٌ مَاؤُهُنَّ ثَجِيجُ)
قَالَ إِنَّمَا ذَلِك تَشْبيهٌ بالحَنْتَمِ وَهُوَ الأَسْوَدُ من المُزَجَّج والأَخْضَر وَلذَلِك قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ
(لَهُ هَيْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُروجَهُ ... فُوَيْقَ الحَصَى والأَرضِ أرْفَاضُ حَنْتَمِ)
أَرْفَاضُهُ قِطَعُه وَمَا تَكَسَّر مِنْهُ صَاحب الْعين سحابةٌ حُرَّةٌ بِكْرٌ كَثِيرَة الْمَطَر وَأنْشد
(جادَتْ عَلَيْهَا كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ كالدِّرْهَمِ)
وَقَالَ سحابةٌ خَلُوجٌ كثيرةُ الماءِ والبَرْقِ ابْن السّكيت سحابةٌ خَلُوجٌ كَأَنَّهَا خُلِجَتْ من مُعْظَمِ السحابِ والخَلُوجُ أَيْضا المُتَفَرِّقُ من السحابِ الْأَصْمَعِي العَمايةٌ والعَمَاءُ السَّحابُ الأسودُ ذُو المَاء الكَثيرِ وَقيل هُوَ الأَسْوَدُ وَلم يَحُدُّه بِكَثْرَةِ ماءٍ وَقد تقدَّم أَنه الكَثِيفُ ابْن دُرَيْد حَشَكَتِ السحابةُ تَحْشِكُ كَثُرَ ماؤُها صَاحب الْعين سحابةٌ هَمُومٌ صَبُوبٌ للمَطَر الْأَصْمَعِي سحابةٌ لُهْمُومٌ غَزِيرَة القَطْرِ
3 - (السَّحَاب الَّذِي لَا مَاء فِيهِ)
أَبُو عبيد الجُلْب سحابٌ رَقِيقٌ يَعْتَرَضُ وَلَيْسَ فِيهِ ماءٌ أَبُو حنيفَة الجُلْبُ الغَيْمُ يَكْثُفُ وَهُوَ ظَمْآنُ وَيكون فِيهِ الرَّعْدُ والبَرْقُ وَالْجمع أجْلاَبٌ وَهِي غُيومٌ وَأنْشد أَيْضا
(كَجِلْبِ السَّوْءِ يُعْجِبُ مَنْ رآهُ ... وَلَا يَشْفِي الحَوَائِمَ من لَمَاقِ)
وروايةُ الإصْلاَح كَبَرْقٍ لاحَ أَو باتَ ابْن السّكيت هُوَ الجِلْبُ والجُلْبُ قَالَ أَبُو عَليّ وَرُوِيَ بيتُ تَأَبَّطَ شَرًّا باللغتين جَمِيعًا
(وَلَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ ... وَلَا بِصفاً صَلْدٍ عَن الخَيْرِ مَعْزِل ِ)
أَبُو عبيد الهِفُّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاء وَقد تقدَّم أَن الشَّهْدَةَ الهِفَّ الَّتِي لَا عَسَلَ فِيهَا أَبُو عبيد النَّجْوُ والنِّجاءُ السحابُ الَّذِي قد هَراقَ ماءَهُ وَقَالَ مرّة هُوَ السحابُ الأَسْوَدُ وَقَالَ أَبُو عَليّ قَالَ ثَعْلَب النِّجَاءُ والنُّجُوُّ جمعُ نَجْوٍ وَأنْشد
(أَلَيْسَ من الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبِي ... وإيضَاعِي الهُمُومَ مَعَ النُّجُوُّ)
أَبُو حنيفَة أَنْجَتِ السحابةُ وَلَّتْ وَقد تقدَّم أَن النَّجْوَ السحابُ أَوَّلَ مَا يَنْشَأُ أَبُو عبيد الجَفْلُ الَّذِي هَراقَ ماءَه ابْن السّكيت سمي جَفْلاً لِأَنَّهُ فَرَّغَ ماءَه ثمَّ انْجَفَلَ قَالَ وَهُوَ السَّيْقُ أَبُو عبيد الجَهَامُ كالجَفْلِ أَبُو زيد واحدتُه جَهَامَةٌ وقيلَ هُوَ الَّذِي لَا ماءَ فِيهِ أَبُو حنيفَة وَهُوَ الأَفاَءُ وَأنْشد
(فَأَقْلَعَ من عَشْرٍ وأصْبَحَ مُزْنُه ... أَفَاء وآفاقُ السماءِ حَوَاسِرُ)
وَكَذَلِكَ الطَّخَاءُ واحدتُه طَخَاءَةٌ غَيره هُوَ السَّحَاب الرَّقِيق وكُلُّ شَيْء أُلْبِسَ شَيْئا فَهُوَ لَهُ طَخَاءٌ وَقد تقدَّم أَنه السحابُ المرتفعُ غَيره أراعِيلُ الجَهَامِ مَا تَفَرَّقَ وَقد تقدَّم أَنَّهَا أوائلُ الرّيح وجماعةُ الخَيْلِ والعَماءُ(2/423)
والعَمَايَةُ السحابُ الَّذِي قد هَرَاقَ ماءَهُ وَلم يَتَقَطَّع تَقطُّعَ الجُفَالِ وَقد تقدَّم أَنه السحابُ الكَثِيفُ وَأَنه الْمُرْتَفع وَأَنه الأَسْوَدُ مِنْهُ
3 - (ذكر هُبوب الأَرواح للسحاب)
أَبُو حنيفَة جَنَبَتِ الجَنُوبُ السحابَ تَجْنُبُهُ وشَمَلَتْهُ الشَّمَالُ تَشْمُلُه شَمْلاً وشُمُولاً وصَبَتْهُ الصَّبا تَصْبُوه صَباً وصُبُوّاً ودَبَرَتْهُ الدَّبُورُ تَدْبُرُ دَبْراً وَكَذَلِكَ هَذَا فِي غير السحابِ من كُلِّ مَا تُصِيبُه الريحُ
3 - (أماراتُ الغَيْثِ)
أَبُو حنيفَة من أماراتِ الغيثِ الهالَةُ الَّتِي تكون حَوْلَ الْقَمَر فَإِن كانتْ كثيفةً مُظْلِمَةً كانتْ من دلائِلِ المطرِ وَلَا سِيَّما إِن كَانَت مُضَاعَفَةً وَمن دَلائِلِهِ النَّدْأَة والنُّدْأَةُ وَهِي الحُمْرَة الَّتِي تكونُ عِنْد مَغْرِبِ الشَّمْس أيامَ الغُيُوثِ وَبهَا جاءتْ أشعارُ الْعَرَب قَالَ الشَّاعِر يصف سحاباً
(لَمَّا اكْفَهَرَّ شُرَيْقِيَّ اللِّوَى وأَوَى ... إِلَى تَوَالِيهِ من سُفَّارِهِ رُفَقُ)
(تَرَبَّصَ الليلَ حَتَّى قَالَ شَائِمُهُ ... على الرُّوَيْشِدِ أَو حَرْجَائِهِ يَدِقُ)
(حَتَّى إِذا المَنْظَرُ الغَرْبِيُّ حَارَ دَماً ... مِنْ حُمْرَةِ الشَّمْسِ لما اغْتَالَهَا الأُفُق)
(أَلْقَى على ذاتِ أحْفَارٍ كَلاَ كِلَّهُ ... وشَبَّ نِيرَانَهُ وانْجَابَ يَأْتَلِقُ)
(نَارا يُراجِعُ مِنْهَا العُودُ جِدَّتَهُ ... والنارُ تَسْفَعَ عِيداناً فتَحْتَرِقُ)
فَأَما الحُمْرَةُ الَّتِي تكون عِنْد طُلُوع الشَّمْس فَإنَّا لم نسْمع بهَا فِي كَلَامهم إِلَّا فِي الجُدُوب وَقَالَ بَعضهم الحُمْرة الَّتِي تَعْرِضُ فِي الأّفُق عِنْد طُلُوع الشَّمْس أَيْضا نُدْأَةٌ وَهِي عِنْد الْعَجم أَيْضا من أَمَارَات الْمَطَر إِذا كَانَ ذَلِك فِي أَيَّام الغُُيُوثِ وَلم يكن فِي الأَزَمَاتِ لِأَن الأَزَمَاتِ تَحْمَرُّ فِيهَا الآفاقُ شَرْقِيُّها وغَرْبِيُّها وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر
(إِذا أمْسَتْ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها ... لِشَيْبَانَ أَو مِلْحَانَ واليومُ أَشْيَبُ)
(وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُهَا ... وَلم يَكُ فِي النُّكْدِ المَقَاليتِ مِشْخَبُ)
وشَيْبان ومِلْحانُ شَهْرا الشِّتَاء الباردان فَهَذِهِ الحُمْرة لَيست النُّدْأَةَ النُّدْأَةُ تكون فِي أَيَّام الغُيوث والدَّلالةِ على الْغَيْث فِيهَا لَا فِي هَذِه تَعْرِض فِي إمْحال الزَّمَان وَقد زَعَمُوا أَن بَنات مَخْرٍ إِذا رُئِينَ فِي أولِ الشِّتَاءِ كَانَ ذَلِك العامُ خَلِيقاً للمطر وَهُوَ النَّشْءُ تَراهُ من قِبَل المَشْرِقِ قَالَ من دَلَائِل الغَيْثِ أَن تَتَقدَّمَهُ المُبَشِّراتُ بهُبُوبِهَا فَيَطُولُ هُبُوبُها ثمَّ يكون النَّشْءُ من قِبَل عَيْنِ السَّمَاء فَيَحْسُن خُرُوجُه والْتِئَامُهُ واسْتِكْنَافُه حَتَّى لَا تَرض فَتْقاً وَذَلِكَ التَّطَخْطُخُ وَيَسُد الْآفَاق ثمَّ يَكْفَهِرّ ويَرْجَحِنّ فَيَتَدَانَى ويَسْتَأْرِضُ وتَتَمَكَّنُ رَحاه وتَنُوس هَيَادِبُهُ وتَهَبَّى أكِفَّتُه ويَتَعَلَّقُ رَبابُه وتَثَدَجَّى غَفَائِرُهُ ويَحْمَوْمِي ثمَّ يَصْجارُّ ويَزُجُّ الرَّعْدُ زَجّاً ويُتْئِمُ البَرْقُ إتْئَاماً وَهُوَ الوَلِيفُ من البَرْقِ ويَيْقُلُ وَلَا تَزْدَهِيه الرِّيحُ وتَتَذَأبُ لَهُ بِلَا خَرْقٍ حَتَّى يَتَحَيَّر وَأَن يَلِينَ رَعْدُهُ وَبرْقُه وتَتَعاون عَلَيْهِ الجَنُوبُ والصَّبا بالإِلْقاحِ والإِبْسَاسِ ثمَّ تَنَتَجِفَهُ الشَّمالُ حَتَّى تَسْتَقْصِي مَا فِيهِ فَهَذَا أفْضَلُ مَا جاءتْ بِهِ أشعارهم وَرُوِيَ أَن شَيخا من الْعَرَب رأى السَّمَاء تَرَهْيَأُ فَقَالَ لابْنَتِهِ انْظُرِي هِيَ تُحِسِّينَ من المَطَرِ حِسّاً فَخرجت ثمَّ نظرت فقالَتْ
(أَنَاخَ بِذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ ... كأَنَّ على عَضُدَيْهِ كِتافاً)(2/424)
فمكثَ سَاعَة ثمَّ قَالَ لأُخْرَى من بَنَاته اخْرُجِي فانْظُرِي فخرجتْ ثمَّ دخلت فَقَالَت
(كأَنَّ سُيوف بَنِي عَسْقَلان ... أَنَافَتْ بِضَرْبٍ وطَعْنٍ دياقاً)
فَقَالَ الشَّيْخ كأنَّك سَاعَة فَقَالَ للثالثة اخْرُجِي فانْظُرِي فخرجتْ ثمَّ دخلت فَقَالَت
(حَدَتْهُ الصَّبا ومَرَتْهُ الجَنُوبُ ... وانْتَجَفَتْهُ الشَّمَالُ انْتِجافاً)
وَرُوِيَ أَن شَيخا من الْعَرَب كَانَ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَسمع صوتَ رَعْدٍ فتَخَوَّفَ المطرَ وَهُوَ ضعيفُ الْبَصَر فَقَالَ لأمة لَهُ كَانَت تَرْعَى مَعَه كَيفَ تَرَيْنَ فَقَالَت كَأَنَّهَا ظُعُنٌ مُقْبِلَة فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَ السماءَ قَالَت كَأَنَّهَا بِغَالٌ دَهْمٌ تَجُرُّ جِلاَلَها فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَها فَقَالَت كَأَنَّهَا ثُرُوب مِعْزى هَزْلَى فَقَالَ ارْعَيْ ثمَّ قَالَ كَيفَ تَرَيْنَهَا قَالَت أَرَاهَا اسْتَوَتْ وابْيَضَّتْ ودَنَتْ من الأرضِ فَكَأَنَّهَا بُطُون حَمِير ضُحْرٍ قَالَ انْجِي وَلَا نَجَاءَ بك فَلَجَأَ إِلَى كَهْفٍ وأدْخَلَ غُنَيْمَتَهُ وجاءتْ السماءُ بِمَا لَا يُقام بِسَبِيلِهِ فَقَالَ الشَّيْخ هَذَا وَالله كَمَا قَالَ
(دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُهُ ... يَكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ)
(فَمن بِنَجْوَتِهِ كَمَنْ بِعَقْوَتِهِ ... والمُسْتَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِقَرْوَاح)
قَالَ وَقيل لأعرابي أيُّ السَّحَاب أَمْطَرُ فَقَالَ إِذا رَأَيْتهَا كَأَنَّهَا بَطْنُ أتانٍ قَمْرَاءَ فَهِيَ أمْطَرُ مَا تَكُونُ قَالَ صَاحب الْعين قَوْسُ قُزَح طَرَائِقُ مُسْتُقْوِسَةٌ تَنْدُو فِي السماءِ أيامَ الرَّبيعِ بَصُفْرَة وحُمْرَة وخَضْرة وَلَا يُفْصَل قوسٌ من قُزَح وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس لَا تَقُولُوا قَوْسَ قُزَح فَإِن قُزَح اسمُ شَيْطان قُولوا قَوس اللهِ والقُزْحَةُ الطريقةُ الَّتِي فِي تِلْكَ القَوْسِ أَبُو حنيفَة وَمن دلائله أَن تَرَى القَمَرَ ? الكواكِبَ فِي الصَّحْوِ يُحِيطُ بهَا لونٌ يُخَالِفُ لونَ السماءِ وَكَذَلِكَ إِن رأيتَ الْقَمَر فِي الغَيْمِ وَإِن كَانَ قَزَعاً كَأَنَّهُ تُحِيطُ بِهِ خُطوطٌ كخُطوطِ قَوْسِ المُزْنِ وَهِي القُسْطَانِيَّة وَأنْشد
(مِثْلُ قُسْطَانِيِّ دَجْنِ الغَمَامِ ... )
وَقَالَ وَبَعض الرُّواة يَجْعَل قَوْسَ الغَيْم أَيْضا نُدْأَة وَهِي القُسْطَانِيُّ والقَسْطَلانَيُّ ضَرْبٌ من القُطُفِ منسوبة إِلَى عاملٍ أَو بلد صَاحب الْعين عَفَاءُ السحَّابِ كالخَمْلِ فِي وَجْهِه لَا يكادُ يُخْلِفُ
3 - (الخَلاَقَةُ للمطر)
أَبُو عبيد السحابةُ المُخِيلَةُ الَّتِي إِذا رأَيْتَها حَسِبْتَهَا مَاطِرَةً وَقد أَحْيَلْنَا وتَخَيَّلَتِ السماءُ تَهَيَّأَت للمطر أَبُو حنيفَة إِذا حَسُنَ السَّحابُ وأعْجَبَكَ فَظَنَنْتَهُ مُمْطِراً فذَاكَ الخَالُ والمَخِيلَةُ وَقد أَخْيَلَتِ السماءُ وَأنْشد
(هَلْ هَاجَكَ الليلَ كَلِيلٌ عَلى ... أَسْمَاءَ فِي ذِي صُبُرٍ مُخْيِلِ)
قَالَ وَلِلنَّاسِ فِي السَّحَاب فِراساتٌ غَيْر البَرْقِ وكلُّها خَالٌ ومَخِيلَةٌ فِي قولِ كُلِّ من جَعَلَ كُلَّ خَلاَقَةٍ خالاً(2/425)
ابْن السّكيت أخَلْتُ السحابةَ وأَخْيَلْتُهَا رايتُها مُخِيلَةً للمطر وَمَا أحْسَنَ مَخِيلَتَها وخالَهَا أَي خَلاَقَتها للمطر وَإنَّهُ لمُخِيلٌ للخَيْرِ أَي خَلِيقٌ لَهُ وَقد أخَلْتُ مِنْهُ خالاً من الخَيْرِ وتَخَوَّلْتُ فِيهِ خالاً أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَ السحابُ مُخِيلاً فَهُوَ مُخْلَوْلِقٌ أَي خَلِيقٌ للمطر وَقد يكونُ الاخْلِيلاقُ من الاسْتوَاء والمَلاَسَةِ وكُلُّ أمْلَسَ مُسْتَوٍ أَخْلَقُ وَقد تقدَّم أَبُو زيد الخَلِقُ كُلُّ سحابةٍ يُرْجَى أَن يكونَ فِيهَا مطرٌ واحدتُه خَلِقَةٌ أَبُو حنيفَة وَيُقَال لَهُ إِذا لم يُشَكَّ فِي مَطَرِهِ قَدِ اضْمَأَكَّ وَقَالَ تَرَهْيَاتِ السحابة تَهَيَّأت للمطر ابْن دُرَيْد سَحَابٌ مُسْتَمْطِرٌ يُرْجَى أَن يكونُ فِيهِ مَطَرٌ ابْن دُرَيْد سَحَابٌ واعِدٌ كَأَنَّهُ يَعِدُ بالغَيْثِ
3 - (الرَّعْد)
أَبُو حنيفَة رَعَدَتِ السماءُ تَرْعُدُ رَعْداً ورُعُوداً هَذَا الكلامُ الفَصِيحُ وَقد جَاءَ أرْعَدَتْ على قِلَّة وأباه الْأَصْمَعِي أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ رَعَدَ لي بالقَوْلِ أَبُو حنيفَة أَرْعَدْنَا دَخَلْنَا فِي الرَّعْدِ أَبُو عبيد رُعِدْنَا أصابَنَا الرَّعْدُ صَاحب الْعين سَحَائِبُ رَعَائَدُ ورَعَّادَةٌ ذاتُ رَعْد أَبُو عبيد خَيَّلَتِ السماءُ رَعَدَتْ قبل الإمْطَارِ وَإِذا أَمْطَرَتْ ذَهَبَ اسْم التَّخْيِيل أَبُو حنيفَة أخْفْى الرَّعْدِ الرِّزُ والدَّويُّ وَقد دَوَّى السحابُ وَرزَّ يَرُزُّ رِزّاً وَهُوَ الرَّزِيزُ والأَزِيزُ صوتُ الرَّعْدِ من بَعِيد وَهُوَ مِيْلُ الرِّزَّ أَزَّتْ تَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً فَإِذا زَادَ فَهُوَ الإرْزَامُ أَبُو عبيد الإزْزامُ والرَّزَمَةُ صوتُ الرَّعْدِ وغيرِه أَبُو حنيفَة فَإِذا زَاد فَهُوَ القَرْقَرَة وَهُوَ حِينَ يُفْصِحُ بالرَّعْدِ قَالَ الراجِزُ يَصِفُ سحاباً
(حَتَّى إِذا كانَ على مُطَارِ ... يُسْرَاهُ واليُمْنَى على الثَّرْثَارِ)
(قَالَت لَهُ رِيحُ الصَّبا قَرْقَارِ ... )(2/426)
يَعْنِي قَالَت لَهُ الريحُ قَرْقِرْ أَي ارْعُدْ وَهَذَا مِمَّا أفردت فِيهِ الصَّبا من الأمْطَارِ والثَّرْثَارِ بالجزيرة أَبُو عَليّ لَا نَظِير لقَرْقَارِ من بَنَاتِ الأربعةِ الأَعَرْعَاءِ وَهِي لُعْبَة للصِّبْيان وَإِلَى هَذَا ذهب سِيبَوَيْهٍ فَأَما فِي بَنَاتِ الثَّلَاثَة فَمُطَّرِدٌ عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَو لَا ترَاهُ قَالَ فِي آخر الْبَاب إِنَّمَا يَطَّرِدُ البابُ فِي النِّداءِ والأَمْرِ أَبُو حنيفَة فَإِذا زادَ فَهُوَ التَّهَزُّجُ وَهُوَ أَن يُرْجِّعَ بالرَّعدِ فَإِذا زَاد على ذَلِك حَتَّى كَأَنَّهُ يَتَشَقَّقُ فَذَلِك التَّهَزُّمُ والهَزْمَةُ وأَشَدُّ مِنْهُ القَعْقَعَة أَبُو عبيد من السَّحَاب المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وَهُوَ الَّذِي لِرَعْدِهِ صَوت وَقد سمعتُ هَزْمَةَ الرَّعْدِ واهْتِزَامَه كَذَلِك وَقَالَ رَعْدٌ مُجَلِّبٌ صَاحب الْعين رَعْدٌ لَجِبٌ مُصَوِّتٌ وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ أَبُو حنيفَة فَإِذا صَفَا صوتُ الرَّعْدِ فَهُوَ الجَلْجَلَةُ والصَّلْصَلَةُ ورعدٌ جَلْجَالٌ وغَيْثٌ جَلْجَالٌ شديدُ الصَّوْت وَإِذا لم يكن صَوْتُهُ صافياً فَهُوَ الأَجَشُّ أَبُو عبيد الأَجَشُّ من السَّحَاب الشديدُ صَوْتِ الرَّعْدِ أَبُو حنيفَة فَإِذا بَلَغَ الغايةَ فِي الشِدَّة فَهُوَ القاصِفُ وَقد قَصَفَ يَقْصِفُ قَصْفاً وقَصِيفاً والخَوَاتُ صَوْتُ الرَّعْدِ وَأنْشد
(كأَنَّ خَوَاتَ الرَّعُدِ رِزٌّ زَئِيره ... من الَّلاء يَسْكُنَّ الغَرِيفَ بَعَثَّرا)
وَفِي بعض النّسخ الخَوَاتُ الرعدُ قَالَ المتعقب وكلا الْقَوْلَيْنِ غلط وَلَا شَاهد لَهُ فِي الْبَيْت وَإِنَّمَا الخَوَاتُ الصوتُ لأي شَيْء كَانَ وَلَيْسَ بمقصور على الرَّعْد دون غَيره قَالَ ابْن هرمة
(فَلاَ حِسَّ إِلاّ خَوَاتِ الرَّذَاذُ ... وزَعْبُ السُّيُول بِأدرَاجِهَا)
وَتقول سَمِعت خَوَات الطائِر إِذا سَمِعت حِسَّهُ فالخَوَات حِسُّ كُلِّ شَيْء وصَوْتُ مَرِّه وَلَا وَجْهَ لما قَالَ إِلَّا أَن يُخْرجه على العُموم فَإِذا كَانَ أَرَادَ ذَلِك فقد كَانَ يلزمُه أَن يَزِيد كَلاَمَهُ شَرْحاً وَإِن كَانَ لم يُرِدْهُ فقد غَلِطَ الْأَصْمَعِي مَا سَمِعْنَا العامَ هَادَّةً أَي رَعْداً عليّ هُوَ من الهَدَّةِ والهَدِيدِ وهما الصَّوْتُ الْأَصْمَعِي الهَزَقُ شِدَّةُ صَوْتِ الرَّعْدِ وَأنْشد
(إِذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ أَرْزَمَ جَانِبٌ ... بِلَا هَزَقٍ مِنْهُ وأَوْمَضَ جَانِب)
صَاحب الْعين رَعْدٌ هَزِجُ الصَّوْتِ أَي مُتَدَارِكُه وَأنْشد
(أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌ ... تُكَرْكِرُهُ الجَنَائِبُ فِي السِّدَادِ)
أَبُو حنيفَة الزَّمْزَمَةُ من الرَّعْدِ مَا لم يَعلُ ويُفْصِحْ وَقد زَمْزَمَ السحابُ وَهُوَ سحابٌ زَمْزَامٌ إِذا كَثُرَتْ زَمْزَمَتُهُ والزَّماجِرُ من الرَّعْد نحوُ الزَّمَازِم الواحدةُ زَمْجَرَةٌ وَكَذَلِكَ الهَمَاهِم وَقد هَمْهَمَ السحابُ والرَّجَسَانُ صَوْتُ الرَّعْدِ الثَّقِيلِ ابْن السّكيت الرَّجْسُ والرَّجَسَانُ والاِرْتِجَاسُ صَوْتُ الرَّعْدَ وتَمَخُّضُهُ وَكَذَلِكَ الجَيْشُ والسَّيْلُ ونحوُهما رَجَسَتِ السَّمَاء تَرْجُسُ رَجْساً أَبُو عبيد السحابُ المُرْتَجِسُ الَّذِي لصوته رَعْدٌ وَكَذَلِكَ القاصِبُ أَبُو زيد أَرَنَّتِ السماءُ وَهُوَ صَوْتُ الرَّعْدِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ وَقد تقدَّم الإرْنَانُ فِي أصوات القِسِيِّ صَاحب الْعين الصَّاعِقَةُ قِطْعَةُ نارٍ تَسْقُطُ فِي أَثَرِ الرَّعْدِ وَقد صَعَقَتْهُم السماءُ وأصْعَقَتْهُمْ وصَعِقَ الرجلُ صَعَقاً فَهُوَ صَعِقٌ ماتَ من الصَّاعِقَةِ وَمِنْه فلانُ بن الصَّعِقِ وَالسِّين فِي الصاعقة لُغَة أَبُو حنيفَة صَقَعَتْهُ الصاعقة كَصَعَقَتْهُ غَيره الشِّعَارُ الرَّعْد وَأنْشد
(وقِطار سارِيَةٍ بِغَيْرِ شِعَارٍ ... )
وأُراه من الشّعار الَّذِي هُوَ العلامةُ وَمَا يُدْعَى بِهِ فِي الْحَرْب كَقَوْلِهِم يالَفُلانٍ وأَشْعَرْتُ البدنَةَ وَهُوَ تَعْلِيمُكَها بِأَن تَشُقَّ جِلدَها حَتَّى يَظْهَرَ الدمُ وَمِنْه شِعَار الْقَوْم فِي السّفر صَاحب الْعين رَجَفَ الرَّعْدُ يَرْجُفُ(2/427)
رَجْفاً وَهُوَ تَرَدُّد هَدْهَدَتِه فِي السَّحَاب
3 - (الْبَرْق)
صَاحب الْعين البَرْقُ الَّذِي يَلْمَعُ فِي الغَيْمِ وجمعُه بُرُوقٌ أَبُو حنيفَة بَرَقَتِ السماءُ تَبْرُقُ بَرْقاً وبَرَقاناً هَذَا الكلامُ العالي الفَصِيحُ وَقد جَاءَ أبْرَقَتْ على قِلَّةٍ وَهُوَ مَرْغُوبٌ عَنهُ والأصمعي يَرُدُّهُ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ بَرَقَ لي بالقَوْلِ وَقد قيل أبْرَقَ وَأنْشد
(إِذا خَشِيَتْ مِنْهُ الصَّرِيمَةُ أبْرَقَتْ ... لَهُ بَرْقَةً من خُلَّبٍ غَيْرِ ماطِرِ)
أَبُو حنيفَة أَبْرَقْنَا دَخَلْنَا فِي البَرْقِ وَأنْشد
(ظَعَائِنُ أبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَهُ ... وَخِفْنَ الهُمَامَ أَن تُقَادض قَنَابِلُهُ)
صَاحب الْعين سحابةٌ بارِقَةٌ ذاتُ بَرْقٍ وَبِه سميت السيوف بارِقَةً أَبُو عبيد خَيَّلَت السماءُ بَرَقَتْ قَبْلَ المطَر فَإِذا وقَعَ المَطَرُ ذَهَبَ اسمُ التَّخْيِيل وَقد تقدَّم ذَلِك فِي الرَّعْد أَبُو حنيفَة أَوَّلُ بَدْسْ البَرْق الايِشَامُ وَقد أَوْشَمَتِ السَّماءُ وَأنْشد
(حَتَّى إِذا مَا أوْشَمَ الرَّواعِدُ ... )
أَبُو عبيد وَمِنْه قيل أَوْشَمَ النَّبْتُ أَبْصَرْتَ أَوَّلَهُ وقلا خَفَى البَرْقُ خَفْياً وخَفَا يَخْفُو خُفُوّاً بَرَقَ بَرْقاً ضَعِيفاً أَبُو حنيفَة أَضْعَفُ البَرْقِ الخَفْوُ والتَّبَسُّمُ نَحْوُه والانْكِلال كالتَّبَسُّم وَكَذَلِكَ فِي الضَّحك أَبُو عبيد الانْكِلاَل قَدْرُ مَا يُرِيكَ سَوادَ الغَيْم من بَيَاضِهِ أَبُو حنيفَة فَإِذا زَاد قَلِيلا فَهُوَ اللَّمْعُ أَبُو زيد لَمَعَ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وَهُوَ البَرْقَةُ ثُمَّ الأُخْرَى غَيره وكُلُّ ساطِع لاَمِعٌ أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ اللَّمْحُ أَبُو زيد اللَّمْحُ لَا يكون إِلَّا من بَعِيد وَقد لَمَحَ يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمحاناً وبَرْقٌ لاَمِحٌ ولَمُوح ولَمَّاح وَأنْشد
(يَا مَنْ لِبَرْقٍ أَبِيتُ الليلَ أَزْمُقُهُ ... فِي عَارِضٍ كمُضْيءِ الصُّبْحِ لَمَّاحِ)
أَبُو حَاتِم عَارِضٌ وَبَّاصُ شَدِيدُ وَمِيض البَرْقِ وَقد وَبَصَ البَرْقُ والوابِصَةُ البَرْقَةُ أَبُو حنيفَة الوَبِيصُ والوَمِيضُ والإِيماضُ كاللَّمْع وَقد وَمَضَ البَرْقُ أَبُو عبيد لاَحَ البَرْقُ وأَلاَحَ أَوْمَضَ ابْن دُرَيْد لاَحَ لَوْحاً ولَوَحاناً أَبُو زيد ولُؤُوحاً أَبُو حنيفَة فَإِذا زادَ فأضاءَ كُلَّ شَيْءٍ فَهُوَ الائْتَلاَقُ والتَّأَلُّقُ فَإِذا رأيتَه فِي وَسَطِ السَّحَاب كَأَنَّهُ سَيْفٌ مَسْلُولٌ فَتِلْكَ العَقِيقَةُ وَقد عَقَّ وانْعَقَّ أَبُو عبيد وَمِنْه قيل للسَّيْفِ كالعَقيقة صَاحب الْعين عَقيقةُ الْبَرْق وعَقَقُه شُعَاعُه وَقَالَ تَهَلَّلَت السحابةُ بالبرق تَلاْلاَتْ أَبُو حنيفَة فَإِذا تَسَلْسَلَ فِي السَّحَاب فَتلك السَّلاَسِل الواحدةُ سِلْسِلَةٌ أبوزيد السِلْسِلَةُ بَرْقُ النهارِ وبَرْقُ السحابِ الفُرَادَى وَهِي البَرْقَةُ الدقيقة أَبُو حنيفَة فَإِذا خَرَجَ من أعْراضِ السَّحَاب فَذَلِك التَّبَوُّجُ والتَّكَشُّف فَإِذا شَقَّ صُعُداً فَهُوَ المُسْتَطِيرُ فَإِذا تَتَابَعَ البرقُ وَلم يَسْكُنْ فقد شَرِيَ شَرًى واسْتَشْرَى وَأنْشد
(أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ مُسْتَشْرِياً ... يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقاَ)
وَهُوَ العَرَّاصُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَنَامُ بَرْقُه أَبُو زيد عَرَصَتْ السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً دَامَ بَرْقُها وباتت السَّمَاء عُرَّاصَةً صَاحب الْعين عَرِصِ عَرَصاً واعْتَرَصَ أَبُو زيد تَكَلَّحَ البرقُ دَامَ وتَتابع فِي الغَمَامَةِ الْبَيْضَاء وَقَالَ فَرَى البَرْقُ فَرْياً وَهُوَ دوامُه فِي السَّمَاء أَبُو حنيفَة خَفَقَ البرقُ يَخْفِقُ خَفْقاً وخَفَقاناً تَتَابَعَ أَبُو عبيد(2/428)
ارْتَعَجَ البرقُ تَتَابَعَ وَكَثُرَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الرَّعْجُ والرَّعَجُ وَقد أَرْعَجَ وَدَعَجَ وأَرْعَجَنِي هَذَا الأَمْرُ ورَعَجَنِي أقْلَقَنِي وَقَالَ اسْلَنْقَعَ البرقُ لَمَعَ لَمعاناً مُتَتَابعاً وَهُوَ السِّلِنْقَاعُ أَبُو حنيفَة فَأَما السَّنَا فَهُوَ أَن تَرَى ضَوْءَ البَرْقِ وَلَا تَرَى أَصْلَه وَذَلِكَ إِذا كَانَ سَحَابُه نازِحاً لَا تَرَاهُ وَقد سَنَا يَسْنُو سَنَاءً ظَهَرَ سَنَاهُ وجمعُ السَّنَا أسْنَاءٌ ابْن السّكيت ويُثَنَّى سَنَيانِ وسَنوانِ ابْن جني فَأَما قِراءة من قَرَأَ {يَكَادُ سَنَاءُ بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأَبْصَارِ} فَإِن السَّنَاء بالمدِّ الارتفاعُ فَلَمَّا كَانَ سَنَا البَرْقِ مُسْتَطِيراً مُرتفعاً ساغَ فِيهِ المَدُّ ذَهاباً إِلَى الِارْتفَاع أَبُو زيد تَلأْلأَ البرقُ وَهُوَ السريعُ الخفيفُ المُتَتَابَعُ ومَصَعَ يَمْصَعُ ورَمَحَ يَرْمَحُ رَمْحاً كَذَلِك صَاحب الْعين خَطِفَ البرقُ البَصَرَ ذَهَبَ بِهِ ابْن دُرَيْد خَطِفَه يَخْطَفُه وَفِي التَّنْزِيل {يَكَادُ البَرْقُ يَخْطَفُ أبْصَارَهم} {الْبَقَرَة 20} وَقد قريء بِكَسْر الطَّاء عليّ وَكَذَلِكَ الشُّعاعُ والسيفُ وكُلُّ جِرْم صَقِيلٍ أَبُو حنيفَة وَإِذا بَرَقَتْ السماءُ حَتَّى تُطْعِمُكض فِي الْمَطَر ثمَّ أخْلَفَتْ فَلم تُمْطِر فَذَلِك البرقُ خُلَّبٌ أُخِذَ من الخِلاَبَةِ وَهُوَ الخِدَاعُ غَيره البرقُ الخُلَّبُ الَّذِي يُومِضُ حَتَّى تَرْجُو المَطَرَ ثمَّ يَعْدِلَ عنكَ وَأنْشد
(لَمْ يَكُ مَعْرُوفُكَ بَرْقاً خُلَّبا ... )
أَبُو زيد بَرْقُ الخُلَّب وبَرْقٌ خُلَّبٌ أَبُو حنيفَة اليَلْمَعُ كالخُلَّب ابْن دُرَيْد بَرْقٌ إلاَقٌ كبَرْقٍ خُلَّبٍ سَوَاءً أَبُو حنيفَة والشَّيْمُ نَظَرُكَ إِلَى البرقِ رأيتَ سحابَهُ أَو لم تَرَهُ وعَلاَكَ أَو لم يَعْلُكَ وَقد شِمْتُ الْبَرْق شَيْماً قَالَ زُهَيْر فِيمَا عَلاَكَ وَقد كنت تَحْتَ وَدْقِهِ ووصَفَ وَحْشاً
(يَشْمِنُ بُروقَه ويَرُشَّ أرْيَ الْجَنُوبَ ... على حَوَاجَبِها العَمَاءُ)
والشَّيْمُ فِيمَا بَعُدَ أَكثر فِي الْكَلَام مِمَّا أَظَلَّكَ وَقد يكونُ الشَّيْمُ لما بَعُدَ من النارِ قَالَ ابْن مُقْبِل فِي الشَّيْمِ غيرِ النَّظَرِ إِلَى البَرْقِ وذَكَرَ طارِقاً
(وَلَو تُشْتَرَى منهُ لَباعَ ... بنَبْحَةِ كَلْبٍ أَو بِنَارٍ يَشِيمُهَا)
فَجَعَلَ النَّظَرَ إِلَى النَّار الْبَعِيدَة شَيْماً وَقَالَ ذُو الرمة حَتَّى إِذا الهَيْقُ أَمْسَى شَامَ أَفْرُخَهُ ... وهُنَّ لَا مُؤْيِسٌ نَأْياً وَلَا كَثَبُ)
فَجَعَلَ نَظَرَ الهَيْقِ إِلَى الشَّقِّ الَّذِي فِيهِ أَفْرُخُه شَيْماً وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي فِي الخَالِ الَّذِي ذَكَرَتِ العَرَبُ فِي أشعارِها هُوَ البرقُ وَأنْشد
(أَلَمْ أَكُ ذَا قُرْبَى وَحَقِّي وَاجِبٌ ... فَتُخْبِرَنِي بالْخَالِ أَيْنَ يُصِيبُ)
(فَقَالَ يُصِيبُ الشيءَ من بَطْنِ ذِي حُساً ... وَمَا ذُو حُساً من سُوقِةٍ بقريبِ)
وَقد يجوز أَن يكون الخالُ فِي هَذَا الْبَيْت غيرَ مَا قَالَ وَلكنه قَالَ كثير
(يَشِمْنَ بآفاقِ ابْن لَيْلَى مَخِيلَةً ... عَرِيضاً سَنَاهَا مُكْفَهِرّاً صَبِيرُها)
فَهَذِهِ المَخِيلَةُ هُوَ الْبَرْق قَالَ وَقَالَ أَبُو زِيَاد وَينظر الناسُ إِلَى السَّمَاء عَشِيَّة فَيَقُولُونَ إِنَّهَا لمُخِيلةٌ أَن تَبْرُقَ الليلةَ أَي أَنَّهَا شَبِيهَةٌ أَن يكونَ ذاكَ قَالَ وَإِن رأوْا سحاباً حِين يُمْسُونَ وَلم يَرَوْا بَرْقاً فَلَيْسَ بخالٍ وقولُ الهُذَلِيِّ شاهِدٌ لأبي زِيَاد
(أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ لَهُ زَجَلٌ ... إِذا يُفَتَّرُ من)(2/429)
وَكَذَلِكَ قولُ الآخر
(لشماء بَعْدَ شَتَاتِ النَّوَى ... وَقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيفاً)
والوَلِيفُ برقتان بَرْقَتانِ كأَنَّ ذل أصْدَقُ لَهُ ثمَّ بَيَّنَ بأكثَرَ من هَذَا فَقَالَ
(أَجَشَّ رِبَحْلاَلَه هَيْدَبٌ ... يُرَفِّعُ للخال رَيْطاً كَشِيفاً)
فَجَعَلَ الخالَ تَكَشُّف السحابِ عَن الْبَرْق وشَبَّهَ بياضَ البرقِ أَو السَّحَاب بالرَّيْطِ ابْن دُرَيْد برقٌ ولاَفٌ أَي يكون لَمْعَتَيْنِ مُتَوَالِيَتَيْنِ وَذَلِكَ لَا يُخْلِف ابْن السّكيت هُوَ الوِلاَفُ والاِلاَفُ صَاحب الْعين الحَثْحَثَةُ اضْطِرابُ البَرْقِ فِي السَّحَاب وانْتِحالُ البَرَدِ والثلجِ أَبُو زيد إلْهَابُ البَرْقِ سُرْعَة رَجْعِهِ وتَدَاركُهُ وَلَيْسَ بَين البَرْقَتَيْنِ فُرْجَةٌ وَقد أَلْهَبَ أَبُو زيد قَرِيحُ البرقِ أوِّل شيءٍ شِيمَ من بَرْقِهِ وَوَقَعَ من غَيْثِهش وَقَالَ ارْتَعَصَ البرقُ اضْطَرَبَ وأصلُ الرَّعْصَ النَّفْضُ وَقد ارْتَعَصَتِ الشجرةُ ورَعَصَتْهَا الريحُ وارْعَصَتْهَا ورَعَصَ الثورُ الكَلب يَرْعَصُه رَعْصاً إِذا هَزَّه واحْتَمَلَهُ بقَرْنِهِ وَقَالَ عَتَبَ البرقُ يَعْتِبُ عَتَباناً بَرَقَ وَمِيضاً صَاحب الْعين برقٌ رافِعٌ ساطِعٌ قَالَ الشَّاعِر
(أصاح ألم تَحْزُنك ريحٌ مَرِيضَةٌ ... وَبَرْقٌ تَلاَلاَ بالعَقِيقَيْنِ رافِعُ)
3 - (بَاب الأمطار)
صَاحب الْعين المطرِ ماءُ السحابِ وَالْجمع أمطارٌ وفِعْلُه المَطْرُ وأكُثَرُ مَا يجيءُ فِي الشِّعْر وَقد مَطَرَتْهُم السماءُ تَمْطُرُهُم مَطْراً وأَمْطَرَتْهُم أصابَتْهُم بالمَطَرِ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء أمْطَرَهُم اللهُ فِي الْعَذَاب خاصَّةً صَاحب الْعين يومٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومَطِرٌ ذُو مَطَرٍ ومكانٌ مَمْطُورٌ ومَطِير أصابَه المطَرُ وأرضٌ مَطِيرٌ ومَطِيرَةٌ كَذَلِك ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ مُحْتَاجٌ إِلَى المَطَرِ أَبُو زيد تّبَدَّحَ السحابُ وتَبَذَّحَ أَمْطَرَ صَاحب الْعين الأَفَاوِيقُ مَا اجْتَمَعَ من المَاء فِي السَّحَاب
3 - (الْمَطَر فِي مَوْضِعه)
ثَعْلَب السَّحابُ يَقْلِسُ النَّدى إِذا رَمَى بِهِ وَهُوَ أَصْلٌ غَيره هُوَ شَبِيهٌ بالفيء ابْن جني قَلَسَ البَحْرُ السَّحابَ وَأنْشد ابْن جني للهذلي
(غَدَاةَ تَسَاهَمْنا الطَّرِيق فَبَزَّنَا ... سَوَامٌ كقَلْسِ البَحْرِ جَوْنٌ وأَبْقَعُ)
ابْن السّكيت غَمِقَ يَومُنا غَمَقاً فَهُوَ غَمِقٌ كَثُرَ نَداهُ أَبُو عبيد اليومُ الخَدِرُ النَّدِيُّ وَقد تقدَّم أَن الخَدَرَ البَرْدُ مَعَ مَطَرٍ والثَّأَدُ النَّدى والثَّئِيدُ النَّدِيُّ صَاحب الْعين الخَضِلُ كُلُّ شَيْءٍ نَدٍ يَتَرَشَّشُ نَدَاهُ وَقد تقدَّم تَصْرِيفُ فِعْلِهِ أَبُو عبيد رَشَّتْ السماءُ وأَرَشَّتْ أَبُو زيد الرَّشُّ المَطَرُ الخَفِيفُ القَلِيلُ وَالْجمع الرِّشاشُ رَشَّتْ تَرُشُّ رَشّاً أَبُو عبيد أرضٌ مَرْشُوِشَةٌ أَبُو زيد التَّلْبِيدُ نَحْو الرَّشِّ صَاحب الْعين أرْزَغَ المَطَرُ إِذا كَانَ مِنْهُ مَا يَبُلُّ الأرضَ أَبُو عبيد أَخَفُّ المَطَرِ وأَضْعَفَهُ الطَّلُّ وأرضٌ مَطْلُولَةٌ ابْن دُرَيْد الطَّلُّ النَّدَى وَقيل فَوْقَ النَّدَى وجمعُه طِلاَلٌ يَوْم طَلٌّ ذُو طَلٍّ صَاحب الْعين الطَّلُّ أرْسَخُ المَطَر مَعَ دوَام أَبُو حَاتِم طَلَّتِ الأرضُ فِيهِ طَلَّةٌ نَدِيَتْ وَقَالُوا فِي الدُّعَاء طَلَّتْ بِلاَدُكَ وطُلَّت فَطُلَّت أُمْطِرَت وطَلَّتْ نَدِيَتْ سِيبَوَيْهٍ طُلَّت بصيغةِ مَا لم يُسَمَّ فاعلُه ابْن دُرَيْد كُلُّ شَيءٍ نَدٍ طَلٌّ أَبُو عبيد ثمَّ الرَّذَاذ فَوْقَ الطَّلِّ وأرْضٌ(2/430)
مُرَذٌّ عَلَيْهَا وَلَا يُقَال أرضٌ مُرَذَّةٌ وَلَا مَرْذوذة هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَأما الْكسَائي فَقَالَ أرْضٌ مُرَذَّةٌ ثمَّ البَغْشُ وارضٌ مَبْغُوشَةٌ أَبُو حنيفَة الطَّلُّ الضَعِيفُ كأَنه نَدَى وَقيل هُوَ الَّذِي لَا تكَاد تَرَاهُ من ضَعْفِهِ حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْك أَنه الدُّهْنُ أَو الضَّبَابَةُ ابْن دُرَيْد طَلَّت لَيْلَتُنَا فِيهِ طَلَّةٌ وكُلُّ شَيْء نَدٍ طَلٌّ أَبُو حنيفَة كُلُّ مَطَرٍ يكون قَلِيلا فَهُوَ رَذاذٌ وَقَالَ هِيَ أرضٌ مُرَذٌّ عَلَيْهَا ومَرْذُوذَةٌ والبَغْشُ كَأَنَّهُ نَدًى أَبُو حَاتِم وَهِي البَغْشَةُ بَغَشَتْهُمْ تَبْغَشُهُم بَغْشاً أَبُو حنيفَة الطَّشُّ فُوَيْقَ ذَلِك أَبُو عبيد طَشَّتِ السَّماء طَشّاً وأَطَشَّت وأرضٌ مَطْشُوشَةٌ صَاحب الْعين مَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ وَأنْشد
(وَلاَ جَدَانْيِلَكَ بالطَّشِيشِ ... )
أَبُو حنيفَة النَّضْحُ مِثلُ الطَّشِّ إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ بِريح وَقَالَ قد كَانَ فِي الأرضِ نَضَحَاتٌ وَهِي الشيءُ اليَسِير المُتَفَرِّقُ صَاحب الْعين يومٌ دامِعٌ أَبُو عبيد الدَّثُّ مَطَرٌ ضعيفٌ دَثَّتِ الأرضُ تَدِثُ دَثّاً أَبُو حنيفَة الدَّثَّةُ المطرةُ الخَفِيفَةُ وَالْجمع الدِّثَاثُ وَقد دَثَّتْ الأرضُ دَثاًّ أَبُو زيد الهَدْمَةُ كالدَّثَّةِ وجمعُها الهَدْمُ والهِدَام وأرضٌ مَهْدُومَةٌ أَبُو عبيد الرِّكُّ كالدَّثِّ وجَمْعُهُ الرِّكَاكُ الْأَصْمَعِي وَهِي الأَرْكَاكُ والرَّكَائِكُ الواحجةُ رَكِيكَةٌ أَبُو حنيفَة أرضٌ رَكِيكَةٌ ومُرَكَّكَةٌ ومُرَكَّ عَلَيْهَا أَبُو عبيد الضَّرْبُ فَوق الرِّكِّ قَلِيلا والهَطْلُ فوقَ ذَلِك هَطَلَتِ السماءُ تَهْطِلُ هَطْلاً وهَطَلاناً وأرضٌ مَهْطُولَةٌ صَاحب الْعين الهَطَلاَنُ تَتابُع الْمَطَر المُتَفَرِّقِ الْعَظِيم القَطْرِ هَطَلَ يَهْطِلُ ودِيمَةٌ هُطُلٌ أَبُو عَليّ ديمةٌ هَطْلاَءُ فَعْلاَء لَا أَفْعَلَ لَهَا وَقَالَ ابْن قُتَيْبَةَ مِثْلَهُ وَزَاد إِنَّمَا قَالُوا فِي الذَّكَرِ هَطِلٌ وحَكَى غَيره هَطَّالٌ وَأنْشد
(أَلَحَّ عَلَيْهَا كُلُّ أِسْحَم هَطَّالٍ ... )
أَبُو عبيد وَفَوْقَهُ قَلِيلا الهَتَلاَنُ هَتَلَتِ السماءِ تَهْتِلُ هَتْلاً وهَتَلاناً أَبُو زيد هَتْلاً وهُتُولاً وتَهْتَالاً كَذَلِك وسحابٌ هُتُلٌ مُتَبَابعةُ المَطَر أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ هَتَنَتْ أَبُو عبيد التَّهْتَانُ مثل الهَتَلانِ ابْن دُرَيْد هَتَنَتْ هَتناً وهُتُوناً وهَتَناناً وتَهَاتَنَتْ وسحابة هَتُونٌ والجمعُ هُتُنٌ وهُتَنٌ عَليّ هُتَنٌ عِنْدِي غَيْرُ مُرْتَجِلٍ فِي الْجمع لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ جمع فُعْلَةٍ لَا يُرْتَجَل إِلَى فِيهَا وَأما فَعُول فحكمُه فُعُلٌ إِلَّا أَن بعضَهم كره الضمة فَيُحَوِّلُها فَتْحة فَهُتَن على هَذَا فرعٌ غَيْرُ مُرْتَجِل أَبُو عبيد القِطْقِط من الْمَطَر الصِّغَار كَأَنَّهُ شَذَرٌ أَبُو زيد قَطْقَطَتِ السماءُ وَهُوَ عِنْده أوّل المطَر أَبُو عبيد الرِّهْمَةُ المَطَر الضعيفُ الدائمُ أَبُو حنيفَة الرِّهْمَةُ أَن تَطْبِقَ السماءُ على الأَرْض لَيَالِي ذواتِ عِدَّةِ بأمطارٍ وضُرٍّ شديدٍ لَيْسَ فِيهَا بَرْقٌ وَلَا رَعْدٌ وَهِي من الدِّيم وَقيل الرِّهْمَةِ أشدُّ وَقْعاً من الدِّيمَةِ وأَسْرَعُ ذَهَابًا وَقد أَرْهَمَتِ السماءُ وأرضٌ مَرْهُومَة وَلم أسْمَع مُرْهَمَة قَالَ ذُو الرمة
(أَو نَفْحَة من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فِيهَا الصَّبا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهُوم)
وَهِي الرِّهَم والكثيرةُ الرِّهَامُ وَقيل الرِّهْمَةُ المطرُ الصَّغِير القَطْر مَعَ دَوَامِهِ ابْن دُرَيْد الرِّهْمَةُ المَطَر اللَّيِّنُ وَمِنْه اشتِقَاقُ المَرْهَم للينه الهَفَاءُ واحَدَتُهَا هَفَاءَةٌ نحوُ الرِّهْمَة وَقَالَ العَنْبَرِيُّ أفَاءٌ وأَفَاْءَةٌ أَبُو عبيد أصابَهُم رَمَلٌ من مطر وَهُوَ القليلُ وجَمْعُه أرْمال والتَّهْمِيم الضَّعِيفُ وَأنْشد
(من لَفَّ ساريةٍ لَوْثَاء تَهْمِيمُ ... )
ابْن السّكيت الهِمِيمَةُ من الْمَطَر الشَّيْءُ اللَّيِّنُ وَقَالَ مرّة مَطَرٌ لَيِّنٌ دُقَاقُ القَطْرِ أَبُو عبيد الذَّهَابُ كالتَّهْمِيم أَبُو حنيفَة واحدَتُها ذِهْبَةٌ وَقَالَ هِيَ الحَدِيثَةُ من الأَمْطَارِ ابْن السّكيت النَّضِيضَةُ المطَر القليلُ وَأنْشد(2/431)
(فِي كُلِّ عَامٍ قَطْرُهُ نَضَائِضُ ... )
أَبُو حنيفَة الخَبْطَة المَطَرُ الواسِعُ مَعَ ضَعْفٍ وَأنْشد
(بِرِيحِ الخُزَامَى خَالَطَتْهَا وخَبْطَةٍ ... من الطَّلِّ أَنْفَاسُ الرِّياحِ اللَّواغِبِ)
والدَّهْنُ مِثْلُ الضَّبابَةِ دَهَنَتِ السماءُ الأرضَ بَلَّتْ أعْلاها لَا مُسِيلٌ وَلَا باغِشٌ أَبُو زيد وَهِي الدِّهَانُ واحدُها دُهْنٌ وأرضٌ مَدْهُونَة أَبُو حنيفَة الخَطْرَةُ الضعيفةُ وَأنْشد
(لَهَا خَطَراتُ الأرضِ من كُلِّ بَلْدَةٍ ... لِقَوْمٍ وَإِن هَاجَتْ لَهُم حَرْبُ مَنْشِمٍ)
قَالَ وَإِذا كَانَ الرَّبِيعُ قليلَ المَطَرِ قَلِيل النَّبَات فَهُوَ رُبَيِّعٌ وَكَذَلِكَ الصَّيْفُ صُيَيْفٌ والخَرْيفُ خُريِّفٌ أَبُو عبيد أرضٌ مَرْبُوعَةٌ ومَصِيفَةٌ ومَصْيُوفَةٌ ومَخْرُوفَةٌ من الرّبيع والصَّيفِ والخَريفِ أَبُو حنيفَة الشَّفِيفَةُ الَّتِي تُمْطِرُ جانباً من الأَرْض وَقَالَ أرضٌ مَضْعُوفَةٌ ومُضَعَّفَةٌ من الْمَطَر الضَّعِيف ابْن السّكيت أَصَابَنَا شَمَلٌ من مَطَرٍ وأَخْطَأَنَا صَوْبَهُ ووابلُه أَي أصابَنَا مِنْهُ شيءٌ قليلٌ صَاحب الْعين النَّخْلُ تنخِيلُ الثَّلْجِ والوَدْقِ تقوم تَنَخَّلَتْ ليلتُنا ثلجاً ومطراً غَيْرَ جَوْدٍ أَبُو عبيد الدِّيمَةُ مَطَرٌ يَدُومُ مَعَ سُكُون وأَرضٌ مَدِيمةٌ أَبُو حنيفَة الدِّيمَةُ مَطَرٌ يَدُومُ اليومَ واليَوْمَيْنِ والثلاثةَ دامتِ السماءُ دَيْماً وَحكى عَن الفرَّاء الدِّيمةُ والدِّيمُ الْمَطَر يَمْكُثُ يَوْمًا وَلَيْلَة دامَتْ تَدُومُ دَيماً ودَوْماً وَيُقَال دَيَّمَتِ السماءُ أَبُو عَليّ وَدَوَّمَتْ وَقد رُوِيَ هَذَا الْبَيْت بِالْوَجْهَيْنِ
(إنْ دَيَّمُوا جَادَ وَإِنْ جَادُوا هَطَلْ ... )
وَإِن دَوَّمُوا أَبُو حنيفَة وأرضٌ مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ قَالَ وأقلُّ وقتِ الدِّيمَةِ ثُلُثُ يومٍ فأكثَرُ مَا بَلَغَ من الوقتِ وَأنْشد لِابْنِ مقبل فِي المُدَيَّمَةش وَوَصَفَ بَقَرَةَ وَحْشٍ
(رَبِيبَةُ حُرٍّ دافَعَتْ فِي حُقُوفِهِ ... رَخَاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا)
أَبُو عبيد وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وذَكَرَتْ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت
كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً
شَبَّهَتْهُ بالدِّيمَةِ من الْمَطَر فِي دَوَامِهِ واقْتَصَادِهِ ابْن جني المُدَام المطَرُ الدَّائِم صَاحب الْعين أحْلَسَتِ السماءُ مَطَرَتْ مَطَراً رَقِيقاً دَائِما وَقَالَ ديمةٌ لَوْثَاءُ تَلُوثُ النَّبَات بعضَهُ على بعْضٍ كَلَوْثَتِكَ التِّبْنَ بالقَتِّ وَقَالَ دِيمَةٌ ضافِيَةٌ وَهِي تَصْفُو ضُفُوّاً تُخْصِبُ الأرضَ أَبُو زيد الوَطْفَاءُ الدِّيمة السَّحُّ الحَثِيثَةُ إنْ طَالَ مَطَرُهَا أَو قَصُرَ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من بَاب فَعْلاس الَّتِي لَا أَفْعَلَ لَهَا وَقَعَ فِيهِ العَدَمُ عَن سَمَاعٍ
أَبُو حنيفَة الجَوْدُ من الْمَطَر فوقَ الدِّيمة أَبُو عبيد أرضٌ مَجُودَةٌ وَقد جِيدَت ابْن السّكيت مَطَرٌ جَوْدٌ بَيِّنُ الجَوْدِ وَقد جادَ وَقَالَ هَاجَتْ بِنَا سَمِاءٌ جَوْدٌ السكرِي وَالْجمع أجْوادٌ ابْن دُرَيْد غَيْثٌ قُطَار عَظِيم القَطْر أَبُو عَليّ عَن ثَعْلَب سحابةٌ مِقْطَارٌ وقَطُورٌ كثيرةُ القَطْ أَبُو حنيفَة الوَبْلُ فَوْقَ الجَوْدِ وَأنْشد
(إنْ دَيَّمُوا جَادَ وَإِن جادُوا وَبَلْ ... )
أَبُو عبيد الوابلُ المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْر أَبُو زيد وُبِلَتِ الأرضُ وَبْلاً قَالَ أَبُو حنيفَة وَمِنْه يكونُ السيلُ ابْن دُرَيْد فَأَما قَوْله(2/432)
(فَأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قد أذاعَتْ ... بهَا الإعْصَارُ بَعْدَ الوَابِلِينَا)
فَإِن شئتَ جَعَلْتَ الوَابِلِينَ الرجالَ المَمْدوحِينَ وَصَفَهُمْ بالوَبْلِ لِسعَةِ عَطَايَاهُمْ وَإِن شئتَ جَعَلْتُه وَبْلاً بعد وَبْلٍ فَكَانَ جمعا لم يُقْصَد بِهِ قَصْدُ كَثْرَةٍ وَلَا قِلَّةٍ أَبُو عبيد البُعَاقُ الَّذِي يَتَبعَّقُ بالماءِ تَبَعُّقاً أَبُو حنيفَة البُعَاقُ الَّذِي لَا شَيْءَ أَشَدُّ مِنْهُ وأرضٌ مَبْعُوقَةٌ أَصَابَهَا البُعَاقُ أَبُو عبيد السًّحِيفَةُ الَّتِي تَجْرُفُ مَا مَرَّت بِهِ صَاحب الْعين الْجمع سَحَائِفُ أَبُو عبيد السَّاحِيَةُ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَ الأرضِ أَبُو زيد ساحِيَةٌ وابِلٌ ووابِلٌ ساحيةٌ وَهُوَ المطرُ الَّذِي يَسْحَى مَا أَتَى عَلَيْهِ فيَسِيلُ بِهِ أَبُو عبيد الحَرِيصَةُ الَّتِي تَحْرِصُ وَجْهَ الأَرْض تُؤَثِّرُ فِيهِ من شِدَّة وَقْعِهَا
أَبُو حنيفَة القُشْرَةُ مَطَرَةٌ شَدِيدَةٌ تَقْشِرُ وَجْهَ الأرضِ والقاعِفُ من المَطَرِ الشديدُ الَّذِي يَقْعَفُ الْحِجَارَة أَي يَجْرُفُها عَن وَجْهِ الأرضِ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ من القَعْفِ وَهُوَ شِدَّةُ الوَطْءِ واجْتَرَافُ الترابِ بالقوائِم قَعَفَهُ يَقْعَفُه قَعْفاً صَاحب الْعين مَطَرٌ قاحِفٌ كقَاعِف وَقَالَ المَطَرُ يَفْحَصُ التُّرابَ إِذا قَلبَهُ ونَحَّى بعضَه عَن بعض وَقَالَ مأَشَ المَطرُ الأرضَ سَحَاهَا وأَبْلَطهَا وَهُوَ أَن لَا تَرَى على مَتْنِهَا تُراباً وَلَا غُباراً والمَطَرُ الدَّاحِي الَّذِي يَدْحَى الحَصَى عَنْ وَجْهِ الأرَضِ والدَّحْوُ البَسْطُ من قَوْله عز وَجل {والأرضَ بعدَ ذَلِك دَحَاهَا} {النازعات 30} قَالَ ومنزلٌ فِي السَّمَاء بَيْنَ النَّعَائمِ والذابح يُسَمَّى الأدْحِيُّ وَقَالَ بَعَّجَ المَطرُ فِي الأَرْض إِذا فَحَصَ عَن الحَصَى بِشِدَةٍ وانْبَعَجَ السحابُ عَن المَطَرِ انْفَرَجَ وأصلُ البَعْجِ الشَّقُّ بَعَجْتُهُ أَبْعَجُهُ بَعْجاً فَهُوَ مَبْعُوج وبَعِيجٌ وتَبَعَّجَتِ السماءِ وانْبَعَجَت اتَّسَعَتْ عَن الوَدْقِ وكُلُّ مَا اتَّسَعَ فقد انْبَعَجَ وتَبَعَّجَ غَيره اثْعَنْجَرَ المَطَرُ انْصَبَّ واثْعَنْجَرَتْ بِهِ السحابةُ وَقد تقدَّم فِي الدَّمْع أَبُو عبيد الجَدَا مَقْصُور المطرُ العامُّ وَمِنْه اشْتُقَّ جَدَا العَطِيَّة والرَّمِيُّ والسَّقِيُّ سَحابتانِ عَظِيمَتَا القَطرِ شَدِيدتا الوَقْعِ والعَيْنُ المَطَرُ يَدُومُ خَمْسَةَ أيَّام أَو سِتَّةً لَا يُقْلِعُ أُنْثَى وَقد تقدَّم أَنه السحابةُ الَّتِي تَنْشَأُ من القَبْلَةِ والشَّآبِيبُ من المطرِ الدُّفْعَاتُ أَبُو حنيفَة الشُّؤْبُوبَ حِدَّةُ المطرِ وحِدَّةُ كُلِّ شَيْءٍ شُؤْبُوبُه وَهُوَ غَيْرُ دائمٍ وَلَا واسِعٍ أَبُو زيد الشُّؤْبُوبُ المَطَرَ يُصِيبُ المَكَانَ ويُخْطِيءُ الآخَرَ ومثلُه النَّجْو وجِمَاعُهُ النِّجِاءُ وَقد تقدَّم أَنه السَّحابُ الَّذِي هَرَاق ماءَهُ وَيُقَال للمطر الْقَلِيل العرضِ سحابةٌ إِن قَلَّ مَطَرُهُ أَو كَثُرَ وَهُوَ مِثْلُ الشُّؤْبُوب أَبُو عبيد أَصَابَتْنَا بُوقَةٌ مُنْكَرَةٌ وَهِي دُفْعَةٌ من المطرِ انْبَعَجَتْ عَلَيْهِ ضَرْبَةً أَبُو حنيفَة بوقٌ من الْمَطَر وبَوْقٌ وَهُوَ الَّذِي لَا يَقُومُ لَهُ شيءٌ ابْن دُرَيْد البَغْرُ الدُّفْعَة من الْمَطَر بَغَرَت السماءُ تَبْغَرُ بَغْراً أَبُو عبيد المُرْثَعِنُّ المُسْتَرْسِلُ السائلُ قَالَ أَبُو عَليّ كُلُّ مُسْتَرْخٍ مُسْتَرْسِلٍ مُرْثَعِنٌّ ثمَّ كَثُر فِي الْغَيْثِ أَبُو عبيد الغَدِقُ الْكثير الْمَطَر ابْن السّكيت الغَدَقُ كثرةُ الْمَطَر قَالَ أَبُو عَليّ الغَدِقُ والغَدَقُ والغَيْداقُ الْمَطَر الْكثير العامُّ الواسِعُ المُرْوِي حَتَّى سَمَّوا كُلَّ رَيَّانض غَيْداقاً وَأنْشد
(بِوالِهٍ من قَبِيضِ الشَّدِّ غَيْداقِ ... )
وَقد غَدِقَتِ السَّمَاءُ غَدَقاً وأَغْدَقَتْ قطرب وَمِنْه عامٌ غَيْدَاقٌ وسَنَةٌ غَيْدَاقٌ بِغَيْر هَاء وَقد تقدَّم الغَيْدَاقُ من النَّاس والضِّباب ابْن السّكيت غَيْثٌ جِوَرٌّ غَزِير كَثِير الْمَطَر وجُؤَرٌ وَأنْشد
(لاَ تَسْقَهَ صَيِّب غَرَّافٍ جُؤَرْ ... )
ويروى عَزَّاف أَبُو زيد الدَّجْنُ الْمَطَر الْكثير وَقد تقدَّم أَنه إلباس الْغَيْم الأرضَ والمِدْرار والدِّرَّة فِي كلِّ الأمطار وَهُوَ الَّذِي يَتْبَعُ بعضُه بَعْضًا وجِماع الدِّرَّة الدِّرَرُ غَيره سَمَاءٌ مِدْرار دَرُورٌ أَبُو زيد رَأَيْت عَجَارِفَ المَطَر إِذا أقْبَلَ بِشِدَّة ابْن السّكيت أَصَابَنَا مطرٌ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْء أَي لاَ يَعْظُم عِنْده شيءٌ وأصابتنا سَمَاءٌ وأَسْمِية وسُمِيٌّ أَي مطر وَمَا زِلْنَا نَطَأُ السَّمَاء حَتَّى أَتَيْنَاكُم يَعْنِي المطرَ وَأنْشد(2/433)
(تَلُفُّه الرِّياح والسُّمِيُّ ... )
يَعْنِي الأمطارَ وَقد تقدَّم تَعْلِيل هَذَا الْحَرْف فِي بَاب السماءِ والفَلَكِ أَبُو حنيفَة الغَبْيَةُ الدُّفْعَة الشَّدِيدَة من الْمَطَر والجمعُ الغَبَيات أَبُو عبيد الغَبْيَةُ المَطْرَةُ ليسب بالشديدة الْكَثِيرَة أَبُو زيد وَقد أَغَبَتِ السماءُ والحَلْبَةُ كالغَبْيَة حَلَبَتْ تَحْلِبُ حَلْباً وَكَذَلِكَ الشَّجْدَةُ وَقد أَشْجَذَتْ وَمثله الحَفْشَةُ حَفَشِتِ السماءُ تَحْفِشُ حَفْشاً أَبُو حنيفَة الحافِشُ الَّذِي يَسِيلُ سَرِيعاً الْأَصْمَعِي حَفَشَتِ المَطْرَةُ الأَكَمَةَ قَشَرَتْهَا فَأَسَالَتْهَا ابْن جني حَفَشَ المطرُ الأرضَ أَظْهَرَ نَبَاتَهَا أَبُو زيد الحَشْكَةُ كالحَفْشَةِ حَشَكَتْ تَحْشِكُ حَشْكاً ابْن السّكيت مَغَرَتْ فِي الأرضِ مَغْرَةٌ وَهِي مَطْرَةٌ صَالِحَة قَالَ أَبُو حنيفَة إِذا بولغ فِي نعتِ الْمَطَر قَالُوا أَصَابَنَا جارُّ الضَّبُع وَهُوَ الَّذِي لَا فوقَه من الْمَطَر والرَّاَضِبُ من المطرِ السَّحُّ وَأنْشد
(خُنَاعَةُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ فِي مَغَارَةٍ ... وأَدْرَكَهَا فِيهَا قِطَارٌ رواضِبُ ... )
ابْن دُرَيْد السَّحْسَحُ والسَّحْساحُ الْمَطَر الشَّديد صَاحب الْعين هُوَ الَّذِي يَقْشِرُ وَجْهَ الأَرْض من شِدَّتِهِ وَقد سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً وتَسَحْسَحَ وسَحَحْتُ الشيءَ أَسُحُّهُ سَحّاً إِذا صَبَبْتَهُ أَبُو حنيفَة السَّادِحَةُ الَّتِي تَصْرَعُ كُلَّ شَيْء وَأنْشد
(شديدُ مآزِم عَزْلائِهِ ... غَزِيرُ المُمَرَّضِ والسَّادِحَه)
وَإِذا كَانَ الْمَطَر غَزِيراً دَائِما فَهُوَ طُوفَانٌ وَأنْشد
(وَمَا سحابُ الصَّيْفِ بالطُّوفانِ ... )
يَعْنِي أَمْطَارَ الشتَاء والفَتْحُ المَطَرُ الواسِعُ الغَزِيرُ وجمعُه فُتُوح وَأنْشد
(يَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُتُوحا ... )
والعِزُّ الكَثِيرُ من الْمَطَر وأرْضٌ مَعْزُوزَةٌ ابْن دُرَيْد العَدْرُ المطرُ الكثيرُ وَقد عُدِرَت الأرضُ صَاحب الْعين اعْتَدَرَ المَكاَنُ ابْن دُرَيْد ثَدَقَ المطرُ خَرَجَ خُروجاً سَرِيعا نَحْوَ الوَدْقِ وَمِنْه اشتقاقُ ثادِقٍ اسْمِ فَرسٍ من خَيْلِهِم صَاحب الْعين الهَثْهَثَةُ انْتِخَالُ عِظَام القَطْرِ فِي سُرْعَةٍ من المَطَر وَقد هَثْهَثَ السحابُ بِمَطَرِهِ وَأنْشد
(من كُلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ ... )
أَبُو عبيد اشْتَكَرَتِ السماءُ وَطَلَّتْ وأَغْبَرَت وحَقَلَتْ كُلُّ هَذَا حِين يَجِدُّ وَقْعُهَا ويَشْتَدُّ أَبُو حنيفَة حَفَلَتْ واحْتَفَلَت أَبُو زيد المُحْتَفِلُ المَطَرُ الحَثِيثُ المُتَدَارِكُ وَقد تقدَّم تَصْرِيفُ الحَفْل فِي بَاب الضَّرْع والسَّحُّ مِثْلُه غَيْرَ أَنَّ السَّحَّ لم يتَبَيَّنْ قَطْرُه والمُنْهَمِرُ مِثْلُ السَّحَ ابْن دُرَيْد صابَ المَطَرُ يَصُوبُ صَوْباً وانْصَابَ انْصَبَّ صَاحب الْعين مَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ أَبُو حنيفَة اسْحَنْفَرَتِ السماءُ كَذَلِك أَبُو عبيد انْهَلَّتْ السماءُ إِذا صَبَّت واسْتَهَلَّتْ إِذا ارْتَفَعَ صَوْبُ وَقْعِهَا وكأَن الإِهْلاَلَ بالحَجِّ مِنْهُ وَكَذَلِكَ اسْتِهْلاَلُ الصَّبِي أَبُو حنيفَة أَرْضٌ هَلِيلَةٌ اسْتَهَلَّ بهَا المطَرُ والأَهَالِيلُ والأَهِلَّةُ مَا انْهَلَّ من الْمَطَر وَقَالَ واحدُ الأَهِلَّةِ هِلاَلٌ أَبُو زيد الهَلَلُ أَوَّلُ المَطَرِ صَاحب الْعين هَلَّ السَّحَابُ بالمطَرِ هَلاًّ وانْهِلَّ واسْتَهَلَّ غَيره الهِلاَلُ أوَّلُ مَطَرٍ يُصِيبُكَ ابْن دُرَيْد غَيْثٌ حِمِرٌّ شديدٌ أَبُو حنيفَة حِمِرُّ الغَيْثِ مُعْظَمُه صَاحب الْعين أصَابَنَا العُرَاقُ أَي غَيْثٌ غَزِيرٌ وَقَالَ أَرْخَتِ السماءُ عَزَالِيهَا كَثُرَ مَطَرُهَا على التَّشْبِيه بِعَزَالِي المَزَادِ وَهِي أفْوَاهها وَقَالَ(2/434)
باتَتِ السماءُ تَسْحَلُ لَيلَتَهَا أَي تَصُبُّ ابْن الْأَعرَابِي عَسَقَتِ السماءُ عَسَقاناً أرَشَّتْ وانْصَبَّت
3 - (بَاب تطبيق الْمَطَر الأَرْض وتلبيده إِيَّاهَا)
أَبُو حنيفَة الطَّبَقُ العَامُّ الَّذِي يُطَبِّقُ الأَرْض وَقَالَ فِي قَول أبي وَجْزَةَ
(مُطَبِّقَةُ المَجْرَى لَذِيذٌ نِسِيمُهَا ... رُخَاءٌ أَبَتْ أَعْقَابُهَا أَن تَصَرَّبا)
المُطَبّقة المُحَقِّقَة قَالَ المتعقب وَإِنَّمَا أَخَذَ أَبُو حنيفَة هَذَا من قولِهم طَبَّقَ المَفْصِلَ وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا هَذَا مأخوذٌ من قَول امْرِئ الْقَيْس
(دِيمَةٌ هَطْلاَءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرضِ تَحَرَّى وتَدُرْ)
أَي مُطَبِّقَةٌ للْأَرْض كُلِّهَا وغَطَاءُ كُلِّ شَيْءٍ طَبَقٌ لَهُ وَمِنْه قِيلَ لِغِطَاءِ الأَرْضِ طَبَقٌ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {سَبْعَ سَمواتٍ طَبَاقاً} {الْملك 3} أَي طابقت كُلُّ واحدةٍ مِنْهَا صَاحِبَتَهَا طَبَاقاً ومُطَابَقَةً أَي هَذِه غِطَاءٌ لهَذِهِ وَهَذِه تحتَها لم تُفْصَل عَنْهَا وَمن هَذَا قيل للمُتَّفِقَيْنِ على الْأَمر مُتَطَابِقان على كَذَا وَكَذَا فَسَمَّى سُبْحَانَهُ بالمَصْدَرِ فَلم يُجْمَع على لفظِ طَبَق لأنَّ جَمْعَ طَبقِ أطْبَاق قَالَ الشماخ
(إِذا دَعَتْ غَوْثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزَعَتْ ... أطباقُ نَيٍّ على الأَثْبَاجِ مَنْضَودِ)
والمُغَطِّي للشيءِ طَبَقٌ لَهُ وطِباقٌ وَلَا معنى للمُحَقِّقَةِ فِي بَيت أبي وَجْزَةَ وَلَا يَجُوزُ غَيْرُ مَا قُلْنَاهُ أَبُو عَليّ طَبَقُ الأرضِ فِي بَيت امْرِئ القيسِ من بَاب قَيْدِ الأَوابِدِ وعُبْرِ الهَوَاجِرِ صَاحب الْعين تَحَيِّرت الأرضُ بالمَطَرِ تَغَطَّتْ أَبُو عَليّ وَمِنْه رَوْضَةٌ حَيْرَى قَالَ الْهُذلِيّ
(فيارُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ ... تَحَدَّرَ فِيهَا النَّدَى السَّاكِبُ)
أَبُو عبيد تركتُ الأرضَ قَرْوَةً وَاحِدَة ومَحْوَةً وَاحِدَة إِذا طَبَّقَهَا المَطَرُ أَبُو حنيفَة تركتُ الأرضَ دَثَّةً وزَلْفَةً وأصْلُ الزَّلَفَةٍ المَحَارَةُ أَي صارتْ كالمَحَارَةِ المَمْلُوءَةِ قَالَ الشَّاعِر يصف أرضَ زَرْعٍ أَوْ نَخْلٍ سَقَتْهَا سانِيَةٌ
(حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كأَنَّهَا ... زَلَفٌ وأُلْقِيَ قَتْبُها المَحْزُومُ)
وَقيل الزَّلَف وَجْهُ المرأةِ وَمن الأول قولُهم للغَدِير المَلآن زَلَفٌ وانشد
(جَثْجَاثُهَا وخُزَاماها وثامِرُها ... هَبَائِبٌ تَضْرِبُ الثُّعْبَانَ والزَّلَفَا)
وَقيل الزَّلفَةُ المَصْنَعَةُ وَسَيَأْتِي ذِكْرُهَا قَالَ وَإِذا كانتِ الأرضُ كَذَلِك قيل أَرْضٌ مَيِّهَةٌ وَقد مَاهَتْ تَمُوهُ ماهاً أَي كَثُرَ ماؤُها وَإِذا اسْتَقَرَّ ماءُ السماءِ فِي الأرضِ فَهُوَ المَوْهِبَةُ وَقَالَ أرضٌ بلائِقُ إِذا كَثُرَ بهَا المطَرُ غَيره إِذا أصابَ الشتاءُ الأرضَ فَعَمَّهَا حَتَّى لَا يكون فِيهَا فَتْقٌ فَهِيَ مَنْصُوحَةٌ الْأَصْمَعِي لَبَّدَ المطرُ الأرضَ وكذل النَّدَى وَعَزَّزَهَا كَذَلِك وَقد تقدَّم أَن التَّلْبِيد كالرَّشِّ
(بَاب الثَّلج وَالْبرد وَنَحْوهمَا)
الثَّلْجُ مَا جَمَدَ من الماءِ بِالنَّهَارِ وَاللَّيْل أَبُو عبيد أرضٌ مَثْلُوجَةٌ من الثَّلْج ابْن السّكيت وَقد ثُلِجَتْ ثَلْجاً أَبُو حنيفَة أرضٌ مُثْلَجَة أَبُو عبيد اَثْلَجَ يَوْمُنَا أَبُو زيد أَثْلَجْنَا دَخَلْنَا فِي الثَّلْجِ وثُلِجْنَا أَصابنا(2/435)
الثَّلْجُ وَمَاء مَثْلُوجُ مُبَرَّدٌ بالثَّلْجِ ابْن السّكيت والسَّقِيطُ بِاللَّيْلِ وَقيل السَّقِيطُ نَدىً يَخْرُجُ من جُرْدَةِ السماءِ صَاحب الْعين الخَشَفُ الثَّلْجُ الخَشِنُ وَقد خَشَفَ خُشُوفاً وَمَاء خاَشِفٌ وخَشْفٌ جامدٌ غَيره أصْلُ الخَشْفِ اليبْسُ صَاحب الْعين الجَمْدُ الرِّخْوُ غَيره جمَدَ الماءُ يَجْمُدُ جُمُوداً وجَمَسَ يَجْمُسُ جُمُوساً وَقيل جَمَدَ الماءُ ونحوُه من السَّيَّالِ وجَمَسَ الوَدِكُ والسَّمْنُ وَنَحْوهمَا وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُخَطِّىءُ ذَا الرُّمَّة فِي قَوْله
(ونَقْرِي سَدِيفَ الشَّحْمِ والماءُ جَامسٌ ... )
والجَمَدُ الثَّلْجُ وكُلُّ مَا صَلُبَ فقد جَمَدَ وَمِنْه مُحَّةٌ جامَدَةٌ صُلْبَةٌ صَاحب الْعين البَرَدُ سَحَابٌ كالجَمَدِ أَبُو مَالك الظَّلْمُ الثَّلْجُ أَبُو عبيد أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ من البَرَدِ وبُرِدَ القومُ أصابَهُم البَرَدُ وسحابةٌ بَرِدَة ذَات بَرَدٍ ابْن دُرَيْد سحابٌ أَبْرَدُ وبَرِدٌ قَالَ سِيبَوَيْهٍ النَّفْيَانُ من السَّحَاب لِأَنَّهُ يَنْفِي أوَّل شَيْءٍ رَشّاً أَو بَرَداً وَمِنْه نَفَيَانُ الطائِر بِحَنَاحَيْهِ والعَضْرَسُ البَرَدُ ابْن السّكيت انْهَمَّ البَرَدُ ذابَ وَأنْشد
(يَضْحَكْنَ عَن كالبَرَدِ المُنْهَمِّ ... )
وَقد تقدَّك فِي الشَّحْمِ غَيره وَيُقَال لِمَا ذَاب مِنْهُ الهُمَامُ صَاحب الْعين السحابُ يَنْخُلُ البَرَدَ والرَّذاذ ويَنْتَخِلُه يَعْنِي يُغَرْبِلُه واسمُ ذَلِك الشَّيْء النَّخْل أَبُو عبيد أرضٌ مَصْقُوعَة من الصَّقِيع ومَجْلُودَة من الجَلِيد ومَضْرُوبَةٌ من الضَّرِيب وَهُوَ الجَلِيدُ أَبُو حنيفَة باتَتِ السماءُ تَصْقَعُنا وتَضْرِبُنَا وتَجْلِدُنَا وتَأْرِزُنَا من الأرِيز وَهُوَ البَرْدُ وَقد جُلِدَتْ وضُرِبَتْ وأُرِزَت وَقد يُقال فِي هَذَا كُلِّه أَرِزَتْ على مِثَال فَعِلَتْ أَبُو عبيد أرضٌ ضَرِبَةٌ وَقد ضُرِبَتْ ضَرْباً وأَضْرَبَهَا الجَلِيدُ صَاحب الْعين الدُّمَّقُ الثَّلْجُ مَعَ الرّيح يَغْشَى الإنسانَ حَتَّى يَكَادَ يَقْتُلُه غَيره انْسَاعَ الجَمَدُ ذَابَ والسَّيْعُ مَا سَالَ على الأرضِ من جَمَدٍ ذَائِبٍ ونحوِه وَقد قدَّمتُ أَنه كَسْرِ الخُبْزِ فِي اللِّبَا وَنَحْوه صَاحب الْعين الهَثْهَثَةُ انْتِخَالُ الثَّلْجِ والبَرَدِ ابْن دُرَيْد الغُرَاب البَرَدُ لِبَياضِهِ أَبُو زيد الكَوْكَبُ قَطَراتٌ تَقَعُ بِاللَّيْلِ على الحَشِيشِ
3 - (أسماءُ عَامَّة المَطَرِ)
أَبُو زيد الغَيْثُ اسمٌ للمطرِ كُلِّه وجِمَاعُهُ الغُيُوث وأرضٌ مَغِيثَةٌ ومَغْيُوثَةٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ الْأَصْمَعِي قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ لي ذُو الرمة مَا رأيتُ أَفْصَحَ من أَمَةِ بِني فُلاَنٍ قلت لَهَا كَيفَ كَانَ مَطَرُكم قَالَت غَثْنَا مَا شِئْنَا صَاحب الْعين وَإِنَّمَا سُمِّيَ الكَلأُ غَيْثاً لِأَنَّهُ عَن الغيثِ يَكُونُ والسَّبَلُ المطرُ أَبُو زيد وَقد اَسْبَلَتِ السماءُ وَهُوَ المَطَرُ بَيْنَ السحابِ الأرضِ حِين يَخْرُجُ من السَّحَاب وَلم يَصِلْ إِلَى الأَرْض والعَثَانِينُ مِثْلُ السَّبَلِ واحدُها عُنْثُون أَبُو عبيد الوَدْقُ المَطَرُ ابْن دُرَيْد وَدَقَتِ السماءُ وأَوْدَقَت أَبُو حنيفَة وَمِنْه النَّزَلُ والرَّجْعُ فِي كلامٍ هُذَيْل قَالَ الله عز وَجل {وَالسَّمَاء ذاتِ الرَّجْع} {الطارق 11} وَأنْشد
(وَجَاءَت سِلْتِمٌ لَا رَجْع فِيهَا ... )
وَكَذَلِكَ الخَرْجُ قَالَ أَبُو ذُؤَيْب
(وَهِيَ خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... عَنهُ وغُرِّمَ مَاء صَرِيحاً)
قَالَ وزَعَمَ بعضُ الرُّواة أَن غُرِّمَ خَطأ وَإِنَّمَا هُوَ وكُرِّمَ مَاء صَرِيحاً وَيُقَال أَيْضا للسحابِ إِذا جادَ بِمَائِهِ كُرِّمَ وَالنَّاس على غُرِّمَ وَهُوَ أشبه بقوله وَهِي خَرْجُه أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ الماعونُ وَأنْشد(2/436)
(يَمُجُّ صَبِيرُه المَاعُونَ صَبَّا ... إِذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتَراهُ)
وَمثله القَطرُ وَكَذَلِكَ الْمصدر يُقَال قَطَرتِ السَّمَاء وأَقْطَرَتْ أَبُو عبيد مَطَرَت وأمطرت قطرب الخَدَرُ المَطَر لِأَنَّهُ يُخْدِرُهم فِي بُيُوتِهم والخِدْرُ البَيْتُ وَأنْشد
(لَا يُوقِدُونَ النارَ إِلَّا بسَحَرْ ... لُؤْماً وَلَا تُوقَد إِلَّا بالبَعَرْ ... )
(ويَسْتُرون النَّارَ من غَيْرِ خَدَرْ ... )
وَقد تقدَّم أَن الخَدَر النَّدَى والبَرَدُ مَعَ مَطَرٍ أَبُو عبيد إِذا أصابَ الأرضَ مَطَرٌ فَهِيَ مَنْصُورة وَقد نُصِرَتْ قَالَ أَبُو عَليّ النَّصْرُ الغيثُ وَأنْشد
(من كانَ أخْطَأَهُ الربيعُ فَإِنَّمَا ... نُصِرَ الحِجَازُ بِغَيْثِ عَبْدِ الوَاحِدِ)
ويروي بجُودٍ أَبُو زيد الأرضُ المَنْصُوحَةُ المَجُودَةُ نُصِحَتْ نَصْحاً أَبُو حنيفَة أرضٌ مَغُورَةٌ ومَغِيرَةٌ وَقد غَارَهَا الغَيْثُ يَغُورُها ويَغِيرُها والاسمُ الغِيْرَةُ قَالَ أَبُو عَليّ وَمِنْه قَوْلهم فِي المِيرة غِيرةٌ وَقد غَارَهُم يَغِيرُهم مارَهم والغَيْرُ الغَيْثُ أيّاً كانَ وَأنْشد فِي أَن الغِيرَة المِيرَةُ
(ونَهْدِيَّة شَمْطَاءَ أَو حَارِثِيَّة ... تُؤَمِّلُ نَهْباً من بَنِيها يَغِيرُها)
أَبُو زيد الذِّهَاب اسمُ المَطَر كُلِّهِ ضَعيفِه وشديده وَقد تقدَّم قَول أبي عبيد إِن الذِّهَاب نَحْوَ التَّهْمِيم أَحْمد بن يحيى قَرِيحُ السَّحابِ ماؤُه حينض يَنْزلُ وَقد تقدَّم أَنه أوَّلُ مَا يَبْدَأُ من البَرْقِ صَاحب الْعين مَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ وَقد تقدَّم فِي الدَّمْعِ
3 - (المطرُ بعد الْمَطَر)
أَبُو عبيد الرَّصَدَةُ المَطْرَةُ تَقَعُ أَوَّلاً لِمَا يأتِي بعدَها والجمعُ رَصَدٌ ابْن دُرَيْد جمعُ الرَّصَدِ أَرْصَادٌ ورِصَادٌ وأَرْضٌ مَرْصُودَةٌ أصابَتها الرَّصَدَةُ أَبُو حنيفَة أرضٌ مُرْصَدَة للَّتِي قد مُطِرَت وَهِي تُرْجَى لِتُنْبِتَ وَقَالَ بَعضهم لَا يُقَال مَرْصُودَةٌ إِنَّمَا يُقَال أَصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ أَبُو حنيفَة وَإِذا أصابَ الأَرْضَ بعدَ ذَلِك مَطَرٌ آَخَرُ ونَدَى الأَوَّلِ باقٍ فَذَلِكَ المطرُ العَهْدُ لِأَن الأوَّلَ عُهِدَ بِالثَّانِي وواحدُها عَهْدَةٌ ابْن دُرَيْد وعِهْدَةٌ عليّ لَيست العِهْدَةُ واحدةَ العَهْدِ بل الأَمْرُ بعكسِ ذَلِك كحَلْيٍ وحِلْيَةٍ أَبُو حنيفَة والجميعُ العُهُود والعِهَاد وَأنْشد
(عَقَائِلُ رَمْلَةٍ نَازَعْنَ مِنْهَا ... دُفُوفَ أَقاَحِ مَعْهُودٍ وَدِينِ)
وَأنْشد أَيْضا
(هَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فِيهَا سِجَالَهَا ... عِهَاداً لِنَجْمِ المُرْبِعِ المُتَقدِّمِ)
فجَاء بِهِ مُفَسِّراً فَهَذَا هُوَ العَهْدُ أَن يُرْدِفَ مَا تقدم قبلَه فيُدْرِكَ آخِرُهُ نَدَى أَوَّلِه وقيلَ العِهَادُ الحَدِيثَةُ من(2/437)
الأَمْطَارِ قَالَ وأَحْسَبُهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى قولِ الساجع فِي وَصْفِ الْغَيْث أصابَتْنَا دِيمَةٌ بَعْدَ دِيمَةٍ على عِهَادٍ غير قَدِيمه عليّ أما العُهُود فجمعُ عَهْدٍ وَقد يجوز أَن يكون جَمْعَ عَهْدَةٍ كنحو مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من بَدْرَة وبُدُور ومَأْنَة ومُؤُون والأَوَّل أَكثر وَأما العِهَاد فَيكون جَمْعَ عَهْدٍ وعَهْدَةٍ على السوَاء لِأَنَّهُمَا متساويان فِي هَذَا الْجمع أَبُو حنيفَة وكل مَطْرَة تَجِيءُ على إثْر مَطْرَةٍ فالأُخْرَى وَلِيٌّ لِلأُوْلَى فالأَمْطَارُ فِي جَمِيع أزمان السَّنَةِ على هَذَا القَوْل إِذا جَاءَتْ مَطْرَتَانِ مُتَوَاليتانِ فَالْأولى مِنْهُمَا رَصَدَةٌ وَالثَّانيَِة وَلِيٌّ وَهَذَا غَيْرُ الوَلِيِّ المَحْدُود الوقتِ والأَنْوَاءِ ذَلِك مَا بَيَّنا أَبُو عبيد الوَلْيُ على مِثَاِ الرَّمْيِ المَطَرُ يَأْتِي بعدَ المطرِ وَقد وُلِيَت الأرضُ وَلْياً فَإِذا أَرَدْتَ الاسْمَ فَهُوَ الوَلِيُّ مِثْلُ النَّفْيِ والنَّفِيِّ وَفِي بعض النسح مِثْلُ النَّعْيِ والنَّعِيِّ ذكره الْفَارِسِي عليّ هَذَا نَقْضٌ لِأَنَّهُ قد جَعَلَ الوَلْيَ أَوَّلَ وَهْلَةٍ المَطَرَ عَيْنَه ثمَّ قَالَ هُنَا فَإِذا أَرَدْتَ الاسْمَ فَهُوَ الوَلِيُّ وَالصَّحِيح مَا حكاهُ ابْن السّكيت من أَن الوَلْيَ مُخَفَّفاً المَصْدَرُ والوَلِيُّ اسْمُ المَطَرِ عَيْنِهُ أَبُو عبيد اليَعَالِيلُ المَطَرُ بعد المَطَرِ أَبُو حنيفَة الأَهَاضِيبُ أمْطَارٌ بَعْضهَا فِي إثْرِ بَعْضِ تُمْطِرُ ثمَّ تَفْتُرُ أَبُو عبيد هِيَ الهَضْبَةُ وجمعُها هِضَبٌ وَقد هُضِبَت الأرضُ هَضْباً ابْن دُرَيْد الهَضْبَة الدُّفْعَة من المطرِ وَمِنْه هَضَبَ القومُ فِي الحَدِيث خاضُوا فِيهِ دُفْعَةً بعد دُفْعَة أَبُو زيد الرَّثَانُ القِطار المتتابعةُ يَفْصِلُ بَينهُنَّ سكونٌ سَاعَة وَهُوَ أَقَلُّ مَا يَسْكُنُ بينهنَّ وَأكْثر مَا بينهنَّ يومٌ وَلَيْلَة وَأَرْض مُرَثَّنَةٌ
3 - (الأمطار المتفرقة والقليلة)
أَبُو عبيد وقعتْ فِي الأَرْض ضُرُوسٌ من مطر أَي قِطَعٌ متفرّقة أَبُو حنيفَة واحدُها ضِرْسٌ قَالَ وَرُبمَا كَانَ الضِّرْسُ جَوْداً وَإِن كَانَ ضَيِّقاً ابْن دُرَيْد أصَاب أرضَ بني فلانُ قرونٌ من الْمَطَر أَي دُفَع متفرّقة أَبُو عبيد الصِّلاَلُ الأَمطار المتفرقةُ واحدتها صَلَّة ابْن دُرَيْد الصَّلَّة أَرض ممطورةٌ بَين أرضَيْنِ لم تمطَرا وَالْجمع صِلاَلٌ يُقَال أَرض صَلَّة أَي يَبِسَه والصَّلَّة الجِلْد الَّذِي قد يَبِسَ قبلَ الدِّباغ وسنأتي على ذكره هَذِه الْكَلِمَة بأشدَّ من هَذَا الِاسْتِقْصَاء أَبُو زيد النُّفْضة المَطْرة تُصِيبُ الْقطعَة من الأَرْض وتُخْطىء الأُخرى وأَرْضٌ مُنَفَّضَةٌ صَاحب الْعين إِذا أصَاب الأرضَ مطرٌ أصَاب وَأَخْطَأ فَذَلِك توقيعٌ فِي نباتها غَيره التَّعْسينُ قِلَّة الْمَطَر وكَلأٌ مُعَسِّنٌ لم يُصِبه مطرٌ وَقَالَ أَكْدَى المَطَرُ قَلَّ ونَكِدَ
3 - (نعوت الْمَطَر فِي بكوره وتأخره)
أَبُو حنيفَة إِذا تَقَدَّمت الأَمطارُ قيل بَكَرَتْ بُكُوراً وبَكَّرَتْ وَهَذَا عامُّ بَكَّرَ فِيهِ الوَسْمِيُّ صَاحب الْعين غَيْثٌ باكُور وَهُوَ المُبَكِّر فِي أول الوسمي وَهُوَ أَيْضا السارِي فِي آخر اللَّيْل وأوَّل النَّهَار وَقَالَ سحابةٌ مِبْكَار وبَكُور مِدْلاجٌ من آخر الليلِ والباكُور من كل شَيْء المُعَجِّل الإِدْرَاكِ والجَنَى والأُنْثَى باكُورةٌ وَمِنْه باكورةُ الفاكهةِ أَبُو حنيفَة وَقد يُبْكِرُ العامُ بالمطر ثمَّ يَخْدَع فَيَنْقَطِع الْمَطَر فَلَا ينفَعُ مَا تقدَّم من مطره وَإِن تَبَاشَرَ الناسُ بِهِ وَقد تقدَّم شرح حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام
أَنَّ قَبْلَ الدَّجالِ سِنِينَ خَدَّاعَة
وبُيِّنَ وجهُ الِاخْتِلَاف فِي تَأْوِيله وَأنْشد أَبُو حنيفَة
(وعامُنا أَعْجَبَنَا مُقَدَّمُهُ ... يُدْعَى أَبَا السَّمْحِ وقِرْضَاب سُمُهْ)
(مُبتِرِكٌ لِكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهُ ... )
القِرْضَاب الَّذِي لَا يَدَع شَيْئا إِلَّا قَرْضَبَهُ أَي أكله مُبْتَرِكٌ مُعْتَمد عَلَيْهِ مُلِحٌّ ويَلْحُمُه يَأْكُل مَا عَلَيْهِ من(2/438)
اللَّحْم قَالَ ابْن السّكيت وَقَالَ العامري يَلْحَمُه أَبُو حنيفَة فَإِن تأخرتْ أمطارُه إِلَى آخر السّنة قيل حَقِبَ العامَ المَطرُ حَقَباً فَإِن اجْتمع الْمَكْر وَفِي وَسطه قيل اجْرَمَزَّ فَإِذا لم يكن فِيهِ مطر قيل حَقِدَ حَقَداً وأَحْقَدَ وكذل يُقَال فِي المَعْدِن إِذا انْقَطع فَلم يُخرج شَيْئا غَيره حَقِدَ المطرُ احتَبَسَ أَبُو عبيد قَوِيَ المَطَرُ كَذَلِك صَاحب الْعين القَحْطُ احْتِبَاسُ الْمَطَر وَقد قَحَطَ وَقَحِطَ وَالْفَتْح أَعلَى قَحْطاً وقَحَطاً وَقَالَ ابْن السّكيت قَحِطَ الناسُ بِالْكَسْرِ لَا غير وأَقْحَطُوا وكرهها بعضُهم وَلَا يُقَال قُحِطُوا وَلَا أُقْحِطُوا وقُحِطَت الأَرْض على صِيغَة مَا لم يسم فَاعله لَا غير صَاحب الْعين القَحْطُ يُشْتَقُّ لكل مَا قَلَّ خَيْرُه وأصلُه فِي الْمَطَر
3 - (الْمَطَر يَدُوم لَا يقْلع)
أَبُو عبيد أَثْجَمَ المَطَرُ وأَلَظَّ وأَلَثَّ وأَدْجَنَ وأَغْضَنَ وأَغْبَطَ إِذا دَامَ أَيَّامًا لَا يُقْلِعُ أَبُو حنيفَة أَغْبَطَ علينا المطرُ وَهُوَ ثُبوته لَا يُقْلِع بعضُه عَن بضع وسيرٌ مُغْبِط دَائِم لَا رَاحَة فِيهِ وَمِنْه قَول الراجز
(اِغْبَاطُنَا المَيْسَ عَلَى أَصْلاَبَهِ ... )
ابْن دُرَيْد سَمَاءٌ غَبَطَى وغَمَطَى وَقد أَغْمَطَتْ بالسحاب يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَبُو عبيد هَضَبَتِ السماءُ دامَ مَطَرُها صَاحب الْعين الهَضْبَةُ المَطْرَةُ الدائمة العظيمةُ القَطْر وَالْجمع هِضَبٌ وَقد تقدَّم أَن الهَضْبَة الدُّفْعَة من الْمَطَر قَالَ وَهِي الأُهْضُوبَة أَبُو حنيفَة أَقْرَنَتْ وقَرَنَتْ وأَرْهَمَتْ دَامَ مَطَرُها ابْن دُرَيْد يَوْم راضِبٌ دائمُ الْمَطَر وَقد تقدَّم أَنه الْكثير صَاحب الْعين أَلَحَّ السحابُ بالمطر على مَوضِع دَامَ وَأنْشد
(أَلَحَّ عَلَيْهَا كُلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ ... )
وسحاب مِلْحاح أَبُو زيد لَيْلَة نَطُوفٌ ماطرة حَتَّى الصَّباحِ ونَطَفَتْ آذانُ الماشيةِ وتَنَظَّفَتْ ابْتَلَّت بِالْمَاءِ فَقَطَرَتْ وَمِنْه قَول بعض الْأَعْرَاب ووَصَفَ لَيْلَة ذاتَ مَطَر تَنْظِفُ آذانُ ضَأْنِها حَتَّى الصَّباح غَيره أَبْرَكَ السحابُ وابْتَرَكَ أَلَحَّ بالمطر ابْن دُرَيْد أَلْقَتِ السحابةُ أَرْواقها على الأَرْض أَلَحَّت بالمطر صَاحب الْعين البِسَارُ مطر يَدُومُ على أهل السِّنْدِ فِي أَيَّام الصَّيف لَا يُقْلِعُ عَنْهُم سَاعَة فَتلك أيامُ البِسَارَةِ صَاحب الْعين بَعَّ السحابُ بِموضع كَذَا يَبعُّ اَلَحَّ والبَعَاعُ ثِقَلُ السَّحَاب من السَّمَاء وبَعَّ الْمَطَر من السَّحَاب خرج والبَعَاع مَا بَعَّ مِنْهُ
(إقلاع الْمَطَر وإقطاعه)
أَبُو حنيفَة أقْلَعَت السَّمَاء وأَقْلَعَ الْمَطَر صَاحب الْعين أصلُ الاقلاع النَّزْعُ أَبُو عبيد أَنْجَمَ الْمَطَر وأفْصَمَ وأَفْصَى وَقَالَ أَقْشَعَ وقَشَعَتْه الريحُ غَيره قَشْعاً وقُشُوعاً وَقد انُقَشَعَ وتَقَشَّعَ أَبُو حنيفَة أَظْلَفَت السماءُ وأَجْهَتْ وأشْجَذَتْ كَذَلِك وَقد تقدَّم أَن الإشْجَاذَ قُوَّةُ الْمَطَر وَقَالَ سَحَفَتْه الريحُ وجَفَلَتْهُ وسَفَرَتْهُ سَفْراً فانْسَفَرَ هُوَ أَبُو زيد أقْصَرَ الْمَطَر أَقْلَعَ ابْن السّكيت نَكَفْتُ الغيثَ أَنكُفُه نَكْفاً إِذا قَطَعْتَهُ عَنْك
3 - (السَّمَاء إِذا أصْحَتْ)
صَاحب الْعين الصَّحوْ ذهابُ الْغَيْم يومٌ صَحْوُ وسماء صَحْوٌ وَقد أَصْحَيَا وأَصْحَيْنَا دَخَلْنَا فِي الصَّحْوِ أَبُو عبيد أَصْحَتِ السماءُ فَهِيَ مُصْحِيَةٌ ابْن السّكيت أَصْحَت وَهِي صَحْوٌ وَلَا يُقَال مُصْحِيَة أَبُو عبيد السَّمَاء جَلْوَاءُ أَي مُصْحِية وَقَالَ أَجْهَت السماءُ أَصْحَت وأجْهَيْنَا أَجْهَت لنا السَّمَاء ابْن الْأَعرَابِي أَجْهت(2/439)
إِلَيْنَا كَذَلِك وَقد تقدَّم أَنَّ الإِجْهَاءَ نفسُ الإِقْلاع ابْن السّكيت مَا عَلَيْهَا طُحْرُورٌ وَلَا طَحْمَرِيرَة وَلَا طِهْلِئَة أَي شَيْء من السَّحَاب أَبُو حنيفَة مَا فِي السَّمَاء طِحْرِمَةٌ وَلَا طِحْرِبَة وَقَالَ يومٌ مُفْصِحٌ إِذا لم يكن فِيهِ غيم وَلَا قُرٌّ أَبُو زيد تَصَلَّعَت السماءُ انْقَطَعَ غَيْمُهَا ثمَّ تَنْجَرِدُ بعد ذَلِك حِين يَذْهَبُ الغيمُ كُلُّه وَهِي حِينَئِذٍ جَرْدَاء وَقد جَرِدَتْ جَرَداً وَالِاسْم الجُرْدَة ابْن السّكيت الفَتْقُ الخَلَّة من الغَيْمِ والجمعُ فُتُوق وَقد أَفْتَقَ القومُ تَفَتَّقَ عَنْهُم الْغَيْم ابْن دُرَيْد أَفْتَقَ قَرْنُ الشَّمْس أصابَ فَتْقَاً من السَّحَاب فبَدا مِنْهُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(كَقَرْنِ الشمسِ أَفْتَقَ ثُمَّ زَالا ... )
3 - (ذكر السُّيُول)
صَاحب الْعين دَفَعَ السيلُ يَدْفَعُ دَفْعاً وتَدافَعَ ودُفَّاعُه ودُفْعَتُه مَا تَدَافَعَ مِنْهُ أَبُو عبيد سَيل راعِبٌ بالراء وَقد رَعَبَ الواديَ مَلأَهُ والرَّعْبُ المَلْءُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(بِذِي هَيْدَبٍ أَيْمَا الرُّبَى تَحْتَ وَدْقِهِ ... فَتَرْوَى وأَيْمَا كُلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ)
أَيّمَا لُغَة فِي أَمَّا وَإِمَّا حَكَاهُ أَبُو عَليّ وَأنْشد
(يَا لَيْتَمَا أُمُّنَا شَالَتْ نَعَامَتُهَا ... أَيْمَا إلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إلَى نَارِ)
أَبُو عبيد سَيْل زاعِبٌ بالزاي وَهُوَ الَّذِي يَدْفَعُ بعضُه بَعْضًا يَزْعَبُهُ زَعْباً غَيره الزَّعْبُ المَلْءُ زَعَبَ الرجلُ فرجَ الْمَرْأَة يَزْعَبُه زَعْبَاً مَلأَهُ ابْن دُرَيْد يَعْنِي من ضِخَم مَتَاعِهِ أَبُو حنيفَة زَعْبُ السيلِ دَوِيُّه وتدافُعُه قَالَ ابْن هَرْمَة
(فَلَا حِسَّ إلاّ خَوَاتُ الرَّذاذْ ... وزَعْبُ السُّيول بأدْراجِها)
أدراجُ السُّيول مَجَاريها أَبُو عبيد زَعَبَ الْوَادي نَفسُه يَزْعَبُ زَعْباً تَدَافَعَ وسِيْلٌ زَعُوب زاعِبٌ والزَّعْبُ الدَّفْعُ أَبُو عبيد جَاءَنَا السيلُ دَرْءاً للَّذي يَدْرَأُ من مكانٍ لَا يُعْلم بِهِ أَبُو حنيفَة دَرَأَ السيلُ يَدْرَأُ دَرْءاً ودُرُوءاً وَجَاء دَرْءاً ودُرْءاً وكلُّ غَرِيب دارِئٌ وطارِئٌ وهم الدُّرَّاءُ والطُّرَّاءُ قَالَ ذُو الرمة يصف بَلَدا بِهِ وَحْشٌ دارئةٌ
(وبَاجِدَةٌ (أَي مُقِيمَةٌ) دُرَّاؤُه وخَوَاذِلُهْ ... )
والنَّابِئُ مَثْلُ الدَّارِئ وَأنْشد
(ولَكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نَابِئٍ ... أَتَتْنَا بِهِ الأَقْدَارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي)
قَالَ أَبُو عَليّ وهم الدُّرَآءُ والطُّرَآءُ وكُلُّ غَرِيب دارِئٌ وَأنْشد رَأَتْ فِتْيَةً ثارُوا إِلَيْهِ بِأَرْضِهِم ... كَمَا هَرَّ كَلْبَ الدَّارِئينَ كَلِيبُ)
وشكَّ فِي النُّبآء جمع نابِئ أَبُو حنيفَة سالَ الوادِي دَرْءاً جاءَ من قُرْب وسالَ ظَهْراً فِي معنَى دَرْءٍ والظَّهْرُ مَا أَمْطَرَهُ حَتَّى يسيل مِنْهُ والسَّيْلُ الثقيلُ مِثْلُ الدَّارِيء أَبُو عبيد جاءَنَا سَيْلٌ أَتِيّ وأَتَاوِيٌّ يَعْنِي من بلد آخر وَكَذَلِكَ الغريبُ والأَتِيُّ جَدْوِلٌ يُؤتِيه الرجلُ إِلَى أرضِهِ من ذَلِك أَبُو حنيفَة أَتَانَا السيلُ أَتِيّاً وأَتَاويّاً لم نَشْعُرْ بِهِ وَقيل سَيْل أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ إِذا أَتَاك وَلم يُصَبْكَ مطرُه ابْن دُرَيْد زَبَدُ المَاء واللُّعاب والجَرَّةِ طُفَاوَتُه والجميعُ أَزْبَاد وَقد زَبَدَ وأَزْبَدَ وتَزَيَّدَ دَفَعَ بِزَبَدِهِ أَبُو عبيد سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ ومُجْلَعِبٌّ وَهُوَ الْكثير قَمْشُه يَعْنِي(2/440)
الغُثَاء وَقد غَثَا وَيُقَال جَفَأَ الْوَادي يَحْفَأُ جَفْئاً إِذا رَمَى بالزَّبَدِ والقَذَرِ صَاحب الْعين جَفَأَ جُفُوءاً أَبُو عبيد وَاسم ذَلِك الزَّبَدِ الجُفَاءُ قَالَ الله عز وَجل {فَأَما الزَّبَدُ فَيَذْهِبُ جُفَاءاً} {الرَّعْد 17} وَكَذَلِكَ القِدْرُ إِذا غَلَتْ أَبُو حَاتِم الجُفَالُ من الزَّبَدِ كالجُفَاء وَكَانَ رُؤْبَة يقْرَأ {فَأَما الزَّبدُ فيذَهب جُفالا} أَبُو حنيفَة راسَ السَّيْلُ الغُثَاء رَوْساً حَمَلَهُ ابْن دُرَيْد الحُثُّ غُثَاء السَّيْلِ إِذا خَلَّفَهُ ونَضَبَ عَنهُ حَتَّى يَجِفَّ وَكَذَلِكَ الطُّحْلُب إِذا يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُهُ حَتَّى يَسودَّ صَاحب الْعين حَمِيلُ السيلِ مَا يَحمِلُ من الغُثَاء وَفِي الحَدِيث
كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَميل السَّيْلِ
أَبُو عبيد أصابَنَا طَحْمَةُ السَّيْلِ وطُحْمَتُه يَعْنِي دُفْعَتُه غَيره هِيَ دُفْعَتُه الأَولَى وطَحُمَةُ الفِتْنَةِ جَوْلَتُهَا مِنْهُ أَبُو زيد ضَفَّةُ المَاء دُفْعَةُ السَّيْلِ الأُوْلَى ومَخْرِمُ السَّيْل أَنْفُه أَبُو عبيد سَيْلٌ جرَافٌ وقُعَافٌ وجُحَافٌ وَهُوَ الْكثير الَّذِي يَذْهَبُ بِكُل شَيْء وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
(لَهَا عَجُزٌ كَصَفَاةِ المسيلِ ... أَبْرَزَ عَنْهَا الجُحَافُ المُضِرَ)
ابْن دُرَيْد وَبِه سميت الجُحْفَةُ لِأَن السَّيْلَ اجْتَحَفَهَا قطرب أَصْلُ الجَحْفِ القَشْرُ جَحَفْتُ الشَّيْء جَحْفاً قَشَرْتُه أَبُو عبيد الجُلاَخُ كالجُحَافِ ابْن دُرَيْد جَلَخَ السيلُ الْوَادي جَلْخاً قَطَعَ أَجْرَافَهُ صَاحب الْعين سيلٌ قُحَافٌ وقاحِفٌ إِذا جَاءَ فَجْأَةً فَذَهَبَ بِكُل شَيْء وكلُّ مَا أَخَذْتهُ واستخرجته فقد اقْتَحَفْتَهُ وكُلُّ مَا اقْتَحَفْتَ من شَيْء قُحافَةٌ وَبِه سُمِّيَ الرجلُ وَقد تقدَّم نَحْو ذَلِك فِي الْمَطَر ابْن دُرَيْد جاخَ السيلُ الْوَادي يَجِيخُهُ ويَجُوخُهُ جَوْخاً اقْتَلَعَ جَرْفَتَهُ وَأنْشد
(فللصَّخْرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ ... )
صَاحب الْعين الرُّزُون بَقَايا السيلِ فِي الأَجْرَافَ والنَّجْخُ السيلُ يَنْجِخُ فِي سَنَدِ الْوَادي وَفِي وَسَطِ الْبَحْر حَتَّى يَجْرِف وَأنْشد
(ذُو ناجِح يَضْرِبُ صُوحَيْ مَخْرِم ... )
ونَجْخُه صَوْتُه وصدْمهُ النَّضر سيلٌ ناجِخٌ شَدِيد ونَجَخَات المَاء دُفَعُهُ وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب مَرَرْنَا ببعيرٍ قد شَبَّكَتْ نَجَخَاتُ السِّمَاكِ بَين ضُلُوعِهِ يَعْنِي مَا أنْبَتَ اللهُ من أمطار نَوْسِ السَّمَاكِ أَبُو حنيفَة سَيْلٌ بُعَاقٌ ودُبَاشٌ وجارُّ الضَّبُعِ وساحيةٌ وأَعْرَفُ أَي لَهُ عُرْفٌ وَهُوَ أَوَّلُه الَّذِي يَجْتَرُّ مَا خَلْفَه ابْن دُرَيْد وَقد اعْرَوْرَفَ السيلُ والبحرُ صَاحب الْعين الجَلاَئِفُ السُّيُول واحدتُها جَلِيفة والجَلْفُ أَجْفَى من الجَرْفِ وأشدُّ استِئْصالاً قَالَ أَبُو عَليّ دَلَصَ السيلُ يَدْلِصُ دُلُوصاً وَهُوَ أشدُّ من الجَرْف وصخرةٌ مُدَلَّصَةٌ إِذا كَانَ السيلُ قد أَخْلَقَها وأَبْرَزَ عَنْهَا والانَ مَسَّهَا كَالَّتِي عَنَى امْرُؤ الْقَيْس بقوله
(لَها عَجُزٌ كَصَفاة المَسِيلِ ... أَبْرَزَ عَنْهَا الجُحَافُ المُضِرُ)(2/441)
(وتَمْشِي الهُوَيْنَا إِذا أَقْبَلَتْ ... كَمَا بَهَرَ الجِزْعُ سَيْلاً ثَقِيلاً)
(فَطَوْراً يَسِيلُ عَلَى قَصْدِهِ ... وَطَوْراً يُرَجِّعُ كَيْ لاَ يَسِيلاَ)
ابْن السّكيت تَأَكَّم السيلُ إِذا ارْتَفَعَتْ أمواجُهُ أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَ السيلُ عَظِيما لم يُسْمع لَهُ صوتٌ قيل سَيْلٌ أَخْرَسُ ثمَّ مَا بَقِي من السَّيْل بعد مُعْظَمِهِ مَرَّ فِي الصُّخُور فسمعتَ لَهُ قَبْقَبَةً وقَرْقَرَةً وَإِذا سَالَتْ بِهِ التِّلاَعُ والثُّغْبَانُ والأَعْرَاضُ وَهِي جُنُوبُهُ قِيَلَ كُسِرَتْ فِيهِ تِلاَعُه وأَعْرَاضُهُ فَإِن لم يَكُ ذَلِك فقد استجمع قَالَ الشَّاعِر
(واسْتَجْمَعَ الوادِي عليكَ فَسَالا ... )
وَيُقَال سيلٌ دُفَاقٌ مُتَدَفِّقٌ وَقَالَ صَاحب الْعين تَعضمَّجَ السّيلُ تَعَرَّجَ فِي مَسِيلِهِ وَقَالَ السَّيْلُ يَمْعَجُ أَي يُسْرِعُ وَجَاء الْوَادي يَمْعَجُ بسُيُولِهِ صَاحب الْعين اكْتَظَ المَسِيلُ بالماءِ ضاقَ بِهِ من كثرته أَبُو حَاتِم أضَرَّ السيلُ من الحائِطِ دَنا مِنْهُ فَضَرَّبِهِ أَبُو زيد نَفَى السَّيْلُ الغُثَاء نَفْياً حَمَلَهُ وَقد نَفَى الشيءُ نَفْسُهُ تَنَحَّى وكل مَا نَحَّيْتَه فقد نَفَيْتَهُ أَبُو عبيد التَّيَّارُ المَوْجُ وَأنْشد
(كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيَّارِ تَيَّاراً ... )
والآذِيُّ المَوْجُ وجمعُه أَواذِيٌّ وغَوَارِبُه أعاليه شُبِّهَ بَغَوَارِب الأبِل والعُبَاب معظَم السَّيْل وارتفاعُه وكَثْرَتُه وَقَالَ كرَاع عُبابه وأُبابُه كَثْرضتُه وأمواجه وعُباب كل شَيْء أَوَّلُهُ أَبُو عبيد الزَّخْرُ مَدُّهُ زَخَرَ الْوَادي يَزْخَرُ زَخْراً صَاحب الْعين وزُخُوراً وَهُوَ زاخِرٌ مَزْخُور وتَزَخُّرُه تَمَلُّوُه وَإِذا جاشَ قومٌ لِنَفِيرٍ أَو لحربٍ قيل زَخَرُوا قَالَ الشَّاعِر
(إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْم عَظِيمَةٍ ... رأيتَ بُحوراً من بُحورهم تَطْمُو)
أَبُو عبيد جاشَ الْوَادي يَجِيشُ مِثْلُ زَخَر والعُرانِيَةُ مثلُ ذَلِك وَمِنْه قَول عَدِيٍّ
(كانَتْ رياحٌ وماءٌ ذُو عُرَانِيَةٍ ... وظُلْمَةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً وَلَا خَلَلاً)
وَبَعْضهمْ يرويهِ وماءٌ فِي غَواربه صَاحب الْعين بَشِعَ الوادِي بَشَعاً امْتَلَأَ بالسيل ابْن السّكيت ادْعَنْكَرَ السيلُ أَقْبَلَ بسُرْعَة وَأنْشد
(قد ادْعَنْكَرَتْ بالسُّوءِ والفُحْشِ والأَذَى ... أُمَيَّتُها ادْعِنْكَارَ سَيْلٍ على عَمْرو)
وَقد احْتَفَلَ السيلُ جَاءَ بِمِلْءِ جَنْبَيْهِ الْأَصْمَعِي حَفَشَ السيلُ الْوَادي يَحْفِشُه حَفْشاً مَلأَهُ والحَوَافِشُ المَسَايِلُ وحَفَشَ السَّيْلُ الأَكَمَةَ أسالَهَا وحَفَشَ الشيءَ أَخْرَجَهُ مِنْهُ صَاحب الْعين تَبَطَّحَ السَّيْلُ سالَ سَيْلاً عَرِيضاً وَقَالَ الطُّوفانُ الماءُ الَّذِي يَغْشَى كُلَّ مكانٍ واستعاره العجاجُ فِي ظَلام اللَّيْل فَقَالَ
(وَعَمَّ طُوفانُ الظَّلاَمِ الأَثَابَا ... )
وَقد تقدَّم فِي الْمَطَر ابْن دُرَيْد دَلَظَتِ التَّلْعَةُ بالماءِ إِذا سَالَ مها نَهزاً
(أَسمَاء عَامَّة الْمِيَاه)
الماءُ والماءةُ مَعْرُوف غير وَاحِد مَاء الْهمزَة فِيهِ مبدلة من هَاء بِدلَالَة تحقيره وتكسيره وتصريف فِعْلِه(2/442)
قالُوا مُوَيه وأمواه ومِياةٌ وَقد ماهَتِ الرَّكِيَّة تَمُوهُ وتَمَاهُ مَوْهاً ومُؤُوهاً إِذا كَثُرَ ماؤُهَا وبئرٌ مَيِّهَةٌ كثيرةُ المَاء وحَفَرْتُهَا حَتَّى أَمْهَتْ وأَمْوَهَتْ على الإعلالِ والتصحيح وأَمْهَيَتْ وَهِي أبعد اللُّغَات فِيهَا وَهُوَ مقلوب قَالَ أَبُو عَليّ وَنَظِير أَمْهَيَتْ فِي الْقلب من تصاريف هَذِه الْكَلِمَة المُهَى جمعُ مُهَاةٍ وَهُوَ مَاء الْفَحْل فِي رَحمِ النَّاقة فَهُوَ مقلُوب موضِع الْعين إِلَى اللامِ وَقد تقدَّم تَعْلِيله ابْن السّكيت ماهَتِ الرَّكِيَّة تَمُوهُ وتَمِيُه أَبُو زيد تَمِيهُ ماهاً وماهَةً ومَيْهَةً وماَهَتْهَا مادَّتُها وأَماَهَتْها وأماهتِ الأرضُ كَثُر ماؤُها ابْن دُرَيْد مُهْتُ الرجلَ وأَمَهْتُه سَقَيْتُه الماءَ أَبُو عبيد يُنْسَبُ إِلَى ماءٍ مَائِيٌّ وماهِيٌّ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا صَفَار وحَضَارِ اسمانِ مؤنثان فكأَنَّ حَضَارِ اسْم للكوْكَبة وَصفارِ اسْم للماءةِ ولكنهما مؤنثان كمضاوِيَّة والشِّعْرَى ابْن دُرَيْد باتُوا على ماهة لنا وماءة وَمَاء كلُّه سَوَاءٌ قَالَ أَبُو عَليّ وَحكى الْفراء عَن الْكسَائي اسْقِنِي مَا مَقْصُورا وَقد دفع سِيبَوَيْهٍ أَن يكون اسْم على حرفين أَحدهمَا التَّنْوِين ابْن دُرَيْد البَلاَلُ والرَّجْعُ المَاء وَقد تقدَّم أَن الرجع الْمَطَر ابْن السّكيت الأَبْيَضَانِ الماءُ واللَّبَنُ وَأنْشد
(ولَكِنَّهُ يَأْتِي لِي الحَوْلُ كامِلاً ... وَمَالِي إلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرَابُ)
أَبُو عبيد هما الخُبْزُ وَالْمَاء ابْن السّكيت الأَسْوَدَانِ التَّمْر وَالْمَاء غَيره شَرِبَ العَتِيقَ أَي المَاء وَقد تقدَّم أَنه اللَّبن
3 - (بَاب مَا يَخُصُّ مَاء السَّمَاء وَمَاء الأَرْض)
العِدُّ ماءُ الأَرْض وَالْجمع أعْدَاد والكَرَعُ ماءُ السَّمَاء أَبُو عبيد أكْرَعَ القومُ إِذا أَصَابُوا الكَرَعَ فأوردوا فِيهِ إبلَهُم غَيره هُوَ الكُراعُ وَقيل هُوَ الَّذِي تَخُوضُهُ الماشيةُ بأكارِعها وكلُّ خائِضِ مَاء فَهُوَ كارع شرب أَو لم يشرب وكَرَع فِي المَاء يَكْرضعُ كُرُوعاً وكَرْعاً تَنَاوَله بِفِيهِ من مَوْضِعه وَقيل هُوَ إِذا صَوَّبَ رَأسه فِي المَاء وَإِن لم يشرب
3 - (نعوت المَاء من قبل كَثْرته واجتماعه)
ابْن السّكيت ماءٌ غَمْرُ كثير وَمَا أشَدَّ غُمُورة هَذَا النَّهْر ابْن دُرَيْد جَمْعُهُ غُمُورٌ وغِمَارٌ صَاحب الْعين الغَمْرُّ الماءُ المُغْرِق وغِمَار البحرِ جماعُه وَقد غَمُر الماءُ غَمَارَةً وغُمُوراً وَمِنْه رجل غَمْرُ الخُلُق وَقد تقدَّم أَبُو زيد غَمَرَةُ الماءُ يَغْمُره غَطَّاه عَليّ وَأما غَمَرَهُ بِفَضْلِه فعلى المَثَلِ وَمِنْه رجل مَغْمُور أَي خامِلٌ أَبُو عبيد العُلْجُوم الماءُ الْكثير قَالَ ابْن مُقْبِل
(وأَظْهَرَ فِي غُلاَّن رَقْدٍ وَسَيْلُه ... عَلاَجِيمُُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ)
والبَلائِقُ الماءُ الْكثير والزَّغْرَبُ مثلُه وَأنْشد
(وبَحْرٌ من فَعَالِكَ زَغْرَبُ ... )
ابْن دُرَيْد رَكِيٌّ زَغْرَبٌ كثيرُ الماءِ ابْن السّكيت السَّعْبرُ والطَّيْسُ والطَّيْسَلُ والريَبُ والجَوَار المَاء الْكثير وَأنْشد فِي وصف سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام
(وَلَوْلَا اللهُ جارَ بهَا الجَوَارُ ... )
وَكَذَلِكَ الخِضْرِمُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ الخُضَرِمُ ابْن الْأَعرَابِي وَهُوَ المُخَضْرَمُ والقَلَيْذَمُ غَيره العُبَام(2/443)
المَاء الْكثير الغليظ ابْن دُرَيْد الهُرُّ والهُرْهُور والهَرْهَار والهُرَاهِر واليَهْمُو والزَّمْزَمُ والزُّمْزُوم والزَّمْزَامُ مُشْتَقٌ من زَمْزَمَ كُلُّه المَاء الْكثير وَكَذَلِكَ القاموسُ والجُرَاجِرُ واليَهْيَرِّي وَقيل اليَهْيَرَّى ضَرْب من النَّبْت وَسَيَأْتِي ذكره وتحليتُه والضَّحْضَاحُ بلغَة هُذَيل الْكثير وبلغة سَائِر الْعَرَب المُتَضَحْضِحُ يَعْنِي الْقَلِيل أَبُو عَليّ الكَوْثَر المَاء الكثيرُ ابْن دُرَيْد والأَهْيَغُ المَاء الْكثير وَقيل المَال الْكثير وَسَيَأْتِي ذكره والجَبْجَابُ والجُبَاجِبُ المَاء الْكثير قد سَطَا المالُ والمالُ كَثُرَ وَقَالَ جَمُّ الماءِ ومَجَمُّهُ مُعْظَمُه وجمعُه جِمَامٌ أَبُو زيد ماءُ هُلاَهِلٌ كثير صَاحب الْعين مَاء فَيْضٌ كثير والطَّرْطَبِيسُ المَاء الْكثير وَقد تقدَّم أَنَّهَا الْعَجُوز المسترخية وانها الخَوَّارة من الْإِبِل أَبُو حَاتِم البَثْقُ الماءُ الَّذِي لَا يُسْتطاع أَن يُصْرَف عَن مَوْضِعه صَاحب الْعين البَثْقُ كَسْرُكَ شَطَّ النهَّهْرِ لِيَنْبَثِقَ الماءُ بَثَقْتُه أبْثُقُه والبِثْقُ اسْم الْموضع الَّذِي حَفَره المَاء والجميع البُثُوق عَلَيْهِم إِذا أَقْبَلَ وَلم يَظُنُّوا بِهِ ابْن السّكيت هُوَ البِثْقُ والبَثْقُ أَبُو عبيد هُوَ البَثْق بِالْفَتْح لَا غير أَبُو حنيفَة الحائِرُ المَاء يَجْتَمِعُ فَيَتَحَيَّرُ لَا يَجِدُ مَنْفَذاً وللحائر مَوضِع آخر سنأتي عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله صَاحب الْعين نَطَّقَ الماءُ الشجرةَ والأَكَمضةض نَصَّفَهَا ابْن دُرَيْد طَمَّ الماءُ يَطُمُّ طَمّاً وطُمُوماً ارْتَفع وكُلُّ شَيْء أَفْرَطَ فِي ارْتِفَاع فقد طَمَّ والطِّمُّ مَا جَاءَ على وَجه المَاء أَبُو عبيد طَمَى الماءُ يَطْمَى طَمْياً ويَطْمُو ارتَفَعَ أبوحاتم المَدّث كَثْرَةُ الماءِ وجمعُهُ مُدُود وَقد مَدَّ النَّهْرُ يَمُدُّ مَدّاً وامْتَدَّ ومَدَّه غَيْرُه وأمَدَّه ومادَّةُ الشَّيْء مَا يَمُدُّهُ أَبُو زيد مَاء مُغْدَوْدِقٌ كثير ابْن دُرَيْد مُرْتكَضُ المَاء موضِعُ مَجَمِّهِ أَبُو زيد ماءٌ رَوَاء ومياه رواءٌ وَقَالُوا الْقَوْم فِي رِيَّةٍ ورِيٍّ وَوَاءٍ صَاحب الْعين مَاء رِويً مَقْصُور وَوراء وَقَالَ نَقَعَ الماءُ فِي المَسِيل يَنْقَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ اجْتَمَعَ والنُّقْعَانُ مَنَاقِعُ الْمِيَاه واحدُها نَقْع والكِنْعُ من المَاء مَا كَانَ قُرْبَ الجَبَل والحَفْلُ اجتماعُ المَاء حَفَلَ يَحْفِلُ حَفْلاً وحُفُولاً واحْتَفَلَ ومَحْفِلُه مُجْتَمَعُه أَبُو عَليّ عَن أبي عَمْرو الأَزْيَبُ الماءُ الْكثير وَأنْشد
(عَن ثَبَجِ البَحْرِ يَجِيشُ أَزِيبُهُ ... )
وَقد تقدَّم أَنه النشاط وَأَنه من أَسمَاء الجَنُوب
3 - (أَسمَاء المَاء ونُعُوتُه من قِبَل قِلَّتِهِ)
ابْن جني مَاء قَلِيل وقُلاَلٌ وقَلاَلٌ أَبُو عبيد الثَّمَدُ الماءُ الْقَلِيل وَالْجمع ثِمادٌ ابْن دُرَيْد هُوَ الَّذِي لَا مادَّة لَهُ وَقيل هُوَ الَّذِي يظْهر فِي الشتَاء وَيذْهب فِي الصَّيف أَبُو عبيد مَاء مَثْمُود كَثُر عَلَيْهِ النَّاس حَتَّى فَنِيَ وَرجل مَثْمُود فِي كَثْرَة الجِمَاع وَقد ثَمَدَتْهُ النساءُ نَزَفَتْ ماءَه ابْن السّكيت أَثْمَدْتُ ثَمَداً اتَّخَذْتُه أَبُو عبيد ماءٌ مَشْفُوه ومَضْفُوف وَهُوَ الَّذِي كثُر عَلَيْهِ النَّاس حَتَّى فَنِيَ ابْن السّكيت مَاء ضَحْحَاحٌ وضَحْلٌ إِذا كَانَ رَقِيقا على وَجه الأَرْض لَيْسَ لَهُ عُمْق صَاحب الْعين المَضْحَل موضعُ الضَّحْل وضَحَلَت الغُدْرانُ قَلَّ ماؤُها أَبُو عبيد فِي حَدِيث أَب المِنْهَالِ
إِن فِي النَّار أَوْدِيَةً فِي ضَحْضَاح
شَبَّهَ قِلة النَّار بالضَّحْضَاحِ من المَاء فاستعاره وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يُرْوَى فِي أبي طَالب
إِنَّه فِي ضَحْضَاحٍ من نَار
أَبُو حنيفَة وَهُوَ الرَّقْرَاقُ ابْن دُرَيْد الرِّقُ الماءُ الرَّقِيقُ فِي الْبَحْر أَو الْوَادي لَا غُزْرَ لَهُ أَبُو عبيد الفَراشُ أقَلُّ من الضَّحْضَاحِ ابْن السّكيت واحدته فَراشةٌ ابْن دُرَيْد أَنْزَحَ الماءُ نَضَبَ والطَّسْلُ المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض وَلَا يكون إِلَّا قَلِيلا وَقد يُقَال لِضَوءِ السَّراب الطَّسْلُ أَبُو عبيد الضَّهْلُ والسَّمَلُ الماءُ الْقَلِيل الْوَاحِدَة سَمَلَة وَقد يجمعْ على السِّمَال ابْن السّكيت سَمَلْتُ فِي الدَّلْوِ سَمَلَةً وَكَذَلِكَ وضَحْتُ وأَوَضَخْتُ كَقَوْلِه
(فِي أَسْفَلِ الغَرْبِ وَضُوخٌ أُوضخا ... )(2/444)
أَبُو عبيد الثَّمَلَةُ نَحْو السَّمَلَة والنُّزْفَةُ القليلُ من المَاء وَكَذَلِكَ هُوَ من السَّراب وَأنْشد
(تَقَطُّع مَاء المُزْنِ فِي نُزَفِ الخَمْرِ ... )
ابْن دُرَيْد مَاء بَرْضٌ وجمعُه بِراضٌ وبُرُوضٌ وَهُوَ الْقَلِيل وتَبَرَّض الرجلُ حاجتَه أَخَذها قَلِيلا قَلِيلا والبُرْضَةُ مَا تَبَرَّضْتَ مِنْهُ أَبُو عبيد بَرَضَ الماءُ يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بُرُوضاً ابْن دُرَيْد النُّطْفَةُ كلُّ مَاء مُجْتَمع وَلَا يكون إِلَّا قليللاً وكلُّ سَائل أَو قاطر من إِنَاء أَو غَيره فَهُوَ ناطِفٌ وَقد نَطَفَ يَنْطِفُ ويَنْطُفُ نَطَفاناً أَبُو عبيد لَا أَعْرِفُ للنُّطْفِةِ فِعْلاً صرح بذلك فِي بَاب المَاء الْقَلِيل ثمَّ قَالَ فِي أَبْوَاب الفِعْل نَطَفَ الشيءُ يَنْطِفُ ويَنْطُفُ إِذا قَطَرَ فَصرَّفَ مِنْهُ فِعْلاً ابْن دُرَيْد وَبِه سُمِّيَ هَذَا الناطِفُ المأكولُ والعُرَاقة النُّطْفَة أَبُو عبيد فِيهِ عِرْقٌ من مَاء أَي لَيْسَ بِكَثِير وَمِنْه عَرَّقْتُ فِي الدَّلْوِ أَي أَقْلَلْتُ ابْن الْأَعرَابِي وعَمِلَ رجلٌ عَمَلاً فَقَالَ لَهُ بعضُ أَصْحَابه بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ معنى بَرَّقْتَ لَوَّحْتَ بِشَيْء لَا مِصْداق لَهُ وعَرَّقْتَ أَقْلَلْتَ وَأنْشد
(لاَ تَمْلاَ الدَّلْوَ وعَرِّق فِيهَا ... )
الْأَصْمَعِي الرَّزَعُ الماءُ الْقَلِيل فِي الشِّبَاكِ والثِّمَاد والحِسَاءِ صَاحب الْعين الرَّزَغَة أقلُّ من الرَّدَغَةش وَقد أرْزَغت وأَرْزَغَ المطرُ إِذا كَانَ مِنْهُ مَا يَبُلُّ غَيْرَهُ وَمَا يُلْثِقُ فيُوحِلُ وَأنْشد
(تَذَاءَبَ مِنْهَا مُرْزغُ ومُسِيل ... )
والرَّزِيغُ المُرْتَطِمُ فِيهِ أَبُو عبيد الصُّبَّةُ الْقَلِيل من المَاء وَكَذَلِكَ الشَّوْلُ وَقَالَ مرَّةً الشَّوْلَ الماءُ الْقَلِيل يكون فِي أَسْفَل القِرْبَة وَجمعه أشوال وَأنْشد
(وَصَبَّ رُوتها أَِشْوَالَهَا ... )
ابْن السّكيت شَوَّلْتُ فِي أَسْفَلِ الدَّلْوِ شَوْلاً أَبُو عبيد فِي القِرْبَة رَفَضٌ من مَاء ورَفَضٌ من لَبَن وَهُوَ مثل الجُزْعَة والنُّطْفة يُقَال مِنْهُ رَفَّضْتث فِيهَا ابْن السّكيت يُقَال لما بَقِي فِي الغَدِير والسِّقاء والإِناء الرَّفْضُ بِسُكُون الْفَاء وَهُوَ الصَّحِيح والخِبْطُ والخَبِيطُ نحوٌ من النِّصْفِ وَأنْشد
(إنْ تَسْلَم الدَّفْوَاءُ والضَّرُوطُ ... يُصْبِحُ لَهَا فِي حَوْضِهَا خَبِيطُ)
أَبُو عبيد الصُّبَابَةُ الْبَقِيَّة من المَاء وَغَيره فِي السِّقَاء والإناء ابْن دُرَيْد الصُّبَابَة بَاقِي كل شَيْء وكَثُر ذَلِك حَتَّى قالو صُبَابَاتُ الثَّرَى أَبُو حنيفَة القَصْمَلَةُ والشَّمَلاَتُ كالصُّبَابَةِ أَبُو عبيد الصَّلاصِلُ بَقِيَّةُ الماءِ واحدتُها صُلْصُلَةٌ غَيره هِيَ الصُّلْصُلُ الحياني صُلْصُلَة المَاء وضُلْضُلَتُه وَأنْشد ابْن السّكيت
(وَلم يكنْ مَلَكٌ للقومِ يُنْزِلُهُمْ ... إلاَّ صَلاَصِلَ لَا تُلْوَى على حَسِبِ)
أَي تُقْسَم بَينهم بِالسَّوِيَّةِ يُقَال الماءُ مَلَكٌ أَمْرٍ أَي إِذا كَانَ مَعَ الْقَوْم مَاء مَلَكُوا أَمْرَهُمْ أَبُو عبيد الذِّفَافُ البَلَل وَأنْشد
(وَلَيْسَ بهَا أَدْنَى ذِفافٍ لوارِد ... )
صَاحب الْعين مَاء ذُفافٌ وذُفٌّ وذُفَفٌ قَلِيل وَالْجمع أذِفَّة قطرب الزَّرَجُونُ المَاء الصافي يَسْتَنْقِعُ فِي الجَبَل أَبُو حنيفَة مَا بَقِي فِي المَاء إِلَّا مَزةٌ ومَجَّةٌ ونُقْمَةٌ ونُغْبَةٌ ومُلْكَةٌ ونُشْفَةٌ وكُثْبَةٌ وغُرْفَةٌ وقُرْحَةٌ وحُسْوَةٌ ومُزْعَةٌ وجمعُ هَذَا كُلِّهِ على فُعَل والنَّفَس أَيْضا الجَرْعَةُ وجمعُها أنْفاسٌ وَأنْشد(2/445)
(تُعَلِّلُ وَهِي ساغِبَةٌ بنَيها ... بأنْفَاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ)
والسُّؤْرُ مَا يُبْقِيه الشاربُ فِي الْإِنَاء وَجمعه أَسْآر وَقد اَسْأَرَ فِي الْإِنَاء والمُكْثِر من ذَلِك سَأَّرٌ فَإِن كَانَ ذَلِك خُلُقاً لَهُ هُوَ مِسْآرٌ أَبُو عبيد الوَشَلُ مَا قَطَرَ من المَاء والجمعُ أَوْشَالٌ وَقد وَشِلَ وَقد تقدَّم أَنه المَاء الْكثير ابْن دُرَيْد ماءٌ لَزِبٌ قَلِيل وَالْجمع لِزَابٌ صَاحب الْعين الرَّوْضُ نحوٌ من نِصْف القِرْيَة أَتَانَا بِإِنَاء يُريضُ كَذَا كَذَا رَجُلاً وَقد أَراضَهُم أرْواهُم بعضَ الرِّيِّ ابْن السّكيت اسْتَرَاضَ الحوضُ وأَراضَ تَبَطَّحَ الماءُ على وَجهه وَأنْشد
(خَضْرَاءُ فِيهَا وذَمَاتٌ بِيضٌ ... إِذا إصَبْنَ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ)
وَيُقَال فِي الْحَوْض رَوْضَةٌ من مَاء وَأنْشد
(ورَوْضَةٌ سَقَيْتُ مِنْهَا نِضْوِي ... )
وَمِمَّا يبْقى فِي الْحَوْض من المَاء الصافي وَلَا تَرَى أرضَ الْحَوْض من وَرَائه ثُمْلَة وحُقْلة والجَحْفَةُ مَا يَقع فِي جَوَانِب الْحَوْض ابْن دُرَيْد الهِلاَلُ بَاقِي المَاء فِي الْحَوْض أَبُو زيد الرَّشْفُ مَاء قَلِيل يَبْقَى فِي لاحوض وَهُوَ وَجه المَاء الَّذِي تَرْشُفُه الإبلُ بأفواهها صَاحب الْعين الطَّمْلَة مابقي فِي أَسْفَل الْحَوْض والمَطْلَةُ والمَطَلَة لُغَة فيهمَا غَيره الدَّعْثُ بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض وَقيل بقيةُ ايِّ ماءٍ كَانَ ابْن دُرَيْد الحَيْلُ الماءُ المُسْتَنْقِع فِي بطن وادٍ وَالْجمع أحْيَال وحُيُول ابْن السّكيت الطَّلْح بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض والغَدِير
3 - (نعوت المَاء من قبل طعمه)
غير وَاحِد مَاء عَذْبُ بَيِّنُ العُذُوبة وَرَكِيَّةٌ عَذْبٌ وَالْجمع عِذَابٌ وَقد عَذُبَت عُذُوبَةً واَعْذَبَ القومُ ورَدُوا مَاء عَذْباً وَقد اسْتَعْذَبْتُ المَاء قَالَ الْأَعْشَى
(وأَصْفَرَ كالحِنَّاءِ طَامٍ جِمَامُهُ ... إِذا ذاقَهُ مُسْتَعْذِبُ المَاء يَبْصُقُ)
ابْن السّكيت اسْتَخْلَفَ الرجلُ وأَخْلَفَ اسْتَعْذَبَ الماءَ أَبُو عبيد النُّقَاحُ الماءُ العَذْبُ صَاحب الْعين هُوَ الَّذِي يَنْقَخُ الفُؤاد بَبرْدِهِ ولَذَّتِهِ وَمَاء فَظِيعٌ عَذْب وَأنْشد
(يَرِدْنَ بُحوراً مَا يُمِدُّ جِمَامَها ... أَتِيٌّ عُيُونٍ مَاؤُهُنَّ فَظِيعُ)
صَاحب الْعين الفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وَقد افْتَضَضْتُهُ ومكانٌ فَضِيضٌ كثير المَاء أَبُو عبيد الزُّلاَلُ العَذْبُ وَقيل البارِدُ ابْن السّكيت ماءٌ فُراتٌ ومِياهٌ فِرْتَانٌ عَذْبَةٌ بارِدَةٌ ابْن دُرَيْد ماءٌ فُراتٌ ومِياهٌ فُراتٌ صَاحب الْعين ماءٌ رُضابٌ عذب وَأنْشد
(كالنَّحْلِ فِي الماءِ الرُّضَابِ العَذْبِ ... )
وَقيل الرُّضَابُ هَاهُنَا البَرَدُ وَقَوله كالنحل أَي كعسل النَّحْل وَقَالَ مَاء طُيَّابٌ طَيِّبٌ وَقَالَ عَذبٌ نَقِيصٌ طَيِّبٌ أَبُو حنيفَة الشَّرِيب العَذْبُ أَبُو عبيد المَاء الشَّرِيبُ الَّذِي فِيهِ شَيْء من عُذُوبَة وَقد يَشْرَبه(2/446)
الناسُ على مَا فِيهِ والشَّرُوبُ دونه فِي العذوبة وَلَيْسَ يَشْرَبُه الناسُ إِلَّا عِنْد ضَرُورَة وَقد تَشْرَبُه الْبَهَائِم وَقيل الشَّرُوب الَّذِي يُشْرَبُ ابْن السّكيت مَاء شَرُوب وشَرِيب سَوَاءٌ ابْن دُرَيْد مَاء شَرُوبٌ ومِياه شَرُوبٌ الْأَصْمَعِي مَاء مَشْرَبٌ كَشَرُوب ابْن دُرَيْد مَاء هُجِهِجٌ لَا عَذْبٌ وَلَا مِلْحٌ وَمَاء مُخْضِمٌ وشَرِيبٌ صَاحب الْعين مَاء زُعَاقٌ مُرٌّ وَكَذَلِكَ الْجمع وبئر زِعِقَةٌ مُرَّةُ الماءِ وأَزْعَقَ الرجلُ أَنْبَطَ مَاء زُعاقاً وَقَالَ ماءُ ذُعَاقٌ كزُعاق قَالَ سمعنَا ذَلِك من الْعَرَب لَا أَدْرِي أَلُغَةٌ أم لُثْغَةٌ غَيره النَّشْغُ من الماءِ مَا خَبُثَ طَعْمُه والصَّقْعُرُ الماءُ المُرُّ صَاحب الْعين المْلْحُ خِلافُ العَذْب من المَاء ابْن السّكيت ماءٌ مِلْحٌ وَلَا يُقَال مالِحٌ وَأما قولُ عُذافر
(يُطْعِمُهَا المَالِحَ والطَّرِيَّا ... )
فَلم يَرَهُ حُجَّةً أَبُو حنيفَة مَاء مِلْح ومياه مِلْحَة وأَمْلاَحٌ ومِلَحٌ هَذَا فصيح الْكَلَام ومشهورُه وَقد سَهَّلَ قومٌ فَقَالُوا مالِحٌ كَمَا قيل حامِضٌ وَأنْشد
(صَبَّحْتُ قَوّاً والحِمامُ واقِعُ ... وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ)
وَإِذا كَانَ المَاء عذباً ثمَّ مَلُح قيل أَمْلَح وأَمْلَحَتِ الإبلُ صَارَت إِلَى مَاء مِلْحٍ وأَمْلَحْنَا نحنُ وَأنْشد
(فَلَوْ كُنْتُمُ إِبِلاً أَمْلَحَتْ ... وَقد نَزَعَتْ للمِياهِ العِذَابْ)
أَبُو حنيفَة أَمْلَحْتُ الإبِلَ سَقَيْتُهَا مَاء مِلْحاً ابْن دُرَيْد ماءٌ مِلْحٌ ومياهٌ مِلْح ومِلاَحٌ وماءٌ مَلِيحٌ أبوحنيفة المُلُوحَةُ من الطَّعْم والمَلاَحَةُ والمُلْحَةُ والمِلْحُ من الحُسْن وَقد مَلُحَ فِي الحُسْنِ والطَّعْمِ جَمِيعًا ورَكِيًّة مِلْحَةٌ أَبُو عبيد المأْجُ الماءُ المِلْحُ وَأنْشد فَإنَّكَ كالقَرِيحَةٍ عَام تُمْهَى ... شَرُوب الماءِ ثُمَّ تَعُودُ ماجا)
قَالَ أَبُو عَليّ هَكَذَا الشّعْر ماج لِأَن القصيدة مُرْدَفة والأصلُ الْهَمْز وَهُوَ تخفيفٌ بَدَلِيٌّ وَلَوْلَا ذَلِك لم يُعْتَدَّ بِهِ رِدْفاً ابْن دُرَيْد المصدرُ المُؤوجَة وَأنْشد أَبُو عَليّ
(بِاَرْضٍ هِجَانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّة الثَّرى ... عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا المُؤُوجَةُ والبَحْرُ)
أَبُو عبيد الماءُ البَحْرُ هُوَ المِلْحُ وَقد أَبْحَرَ الماءُ وَأنْشد
(وَقد عَادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فَزَادَنِي ... إلَى مَرضِي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ)
ابْن دُرَيْد يُسمى المَاء المِلْحُ والعذبُ بَحْراً إِذا كَثُرَ غَيره العَيْلَمُ الْبِئْر المِلْحَةُ ابْن السّكيت ماءٌ مِلْحٌ يَفْقَأُ عَيْنَ الطَّائِرِ يَذْهَبُ بذل إِلَى الْمُبَالغَة فِي مُلُوحَتِهِ ابْن دُرَيْد مَاء خَمْطَرِيرٌ مِلْح ابْن السّكيت ماءٌ خَمْجَرِيرٌ ثَقِيل غَيره مَاء خَمْجَرٌ وخُمَاجِرٌ كَذَلِك وَقيل هُوَ الَّذِي يَشْرَبه المالُ وَلَا يشربه الناسُ ابْن السّكيت فَإِذا اشتدت مُلُوحَتُه قيل أُجاجٌ حُراقٌ أَي يُحْرِقُ أَوْبَارَ الماشِيَةِ إِذا شَرِبَتْهُ من شِدَّة مُلُوحَتِهِ ابْن دُرَيْد ماءٌ حُراقٌ وحُرَّاقٌ ومِياَةُ حُرَاقٌ وحُرَّاقٌ ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ قُعَاعٌ ابْن دُرَيْد مَاء قُعٌّ وقُعَاعٌ ومياهٌ قُعَاعٌ وَمَاء عُقٌّ وعُقَاقٌ إِذا اشْتَدًّت مَرَارَتُه صَاحب الْعين الواحدُ والجميعُ فيهمَا سَوَاء وَقد أَعَقَّتِ الأرضُ الماءَ وَقَالَ أَقَعَّ أَنْبَطَ ماءُ قُعَاعاً وأَقَعَّت البئرُ جاءتْ بِهَذَا الضَّرْب من المَاء غَيره مَاء غَمَلَّج غليظ مُرٌّ
3 - (نُعوتُ المَاء من قبل نمائه)
صَاحب الْعين مَاء ناجِعٌ ونَجِيعٌ نامٍ وَقد تقدَّم فِي الطَّعَام أَبُو عبيد المَاء النَّمِير الزاكي فِي الْمَاشِيَة(2/447)
النامي عذباً كَانَ أَو غير عذب ابْن السّكيت مَاء نَمِيرٌ ونَمِرٌ إِذا كَانَ ناجعاً فِيمَن شَرِبه مَرِيءاً والمَسُوسُ مثله وَأنْشد
(لَو كُتْتَ مَاء كنتَ لَا ... عَذْبَ المَذَاقِ وَلَا مَسُوساَ)
ابْن الْأَعرَابِي المَسُوس الَّذِي إِذا شُرِبَ مَسَّ الغُلَّة فذَهَب بهَا صَاحب الْعين المَسُوس من الْمِيَاه مَا نَالَتْهُ الأَيْدِي ابْن دُرَيْد مَاء مَسُوسٌ ومِياهٌ مَسُوسٌ وَقَالَ مَاء باضِع وبَضِيع كناجِع ونَجِيع إِذا كَانَ مَرِيئاً وَقَالَ مرّة الباضَعُ والبَضِيعُ الَّذِي يُبْتَضَعُ بِهِ أَيْن يُرْوَى مِنْهُ السيرافي مَاء حاطومٌ مُمرِىءٌ وَقد مثلَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ
3 - (غير وَاحِد مَاء بَرْدٌ وبَرُودٌ وبارِدٌ بَيِّنُ البَرْدِ والبُرُودَةِ وَقد بَرَدَ وبَرَّدْتُهُ جعَلْتُه بارِداً أَبُو عبيد سَقَيْتُهُ شربةً بَرَدَتْ فُؤَادَهُ وأَبْرَدْتُ لَهُ سَقَيْتُهُ بارِداً الْأَصْمَعِي أَبْرَدْتُ الماءَ جِئْتُ بِهِ بارِداً وبَرَدْتُ الماءَ أَبْرُدُه خَلَطْتُهُ بِثَلْجٍ أوْ غَيره حَتَّى بَرَدَ أَبُو عبيد بَرَّدْتُهُ جَعَلْتُه بارِداً أَبُو حَاتِم وَمن قَالَ بَرَّدْتُ فِي معنى سَخَّنْتُ فقد أَخطَأ وَكَانَ قُطْربٌ قَالَ هَذَا وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا قَالَه لبيتٍ سَمِعَهُ وَلم يَعْرِف مَعْنَاهُ
(عَافَتِ الماءَ فِي الشِّتَاءِ فقُلْنَا ... بَرِّدِيهِ تُصَادِ فِيهِ سَخِينَا)
وَمعنى هَذَا بلْ رِدِيه فأَدْغَمَ أَي رِدِي ذَلِك الماءَ فَلَمَّا سَمِع قُطْرِبٌ تصاد فِيهِ سخينا ظَنَّ أَن بَرَّدْتُ وسَخَّنْتُ شَيْء وَاحِد ابْن السّكيت ابْتَرَدْتُ بالماءِ صَبَبْتُ على رَأْسِي مَاء بارِداً واقْتَرَرْتُ بِهِ كَذَلِك قَالَ ابْن جني وَقَوله
(اِلاَّعَراداً عردَا ... وصِلِّيَاناً بَرِداً)
أَرَادَ عارِداً وبارِداً الْأَصْمَعِي البَرَّادة الإناءُ الَّذِي يُبَرَّدُ فِيهِ الماءُ أَبُو عبيد القَرُور الماءُ البارِدُ يُغْتَسَلُ بِهِ والشُّنَانُ الماءُ الْبَارِد وَأنْشد
(بماءٍ شُنَانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبا ... وجادَت عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِل)
والشَّبِمُ البارِدُ ابْن السّكيت الشَّبَمُ البَرْدُ غَيره القَرْقَفُ المَاء الْبَارِد وَأنْشد وَلَا زَادَ إِلاَّ فَضْلَتَانِ سُلافةٌ ... وأَبْيَضُ من ماءِ الغَمَامَةِ قَرْقَفُ)
أَبُو عبيد السُّلاسِلُ الماءُ الْبَارِد وَقيل هُوَ السَّهْلُ فِي الحَلْقِ ابْن السّكيت هُوَ السَّلْسَلُ والسَّلْسَالُ ابْن جني وَهُوَ اللَّسْلَسُ واللُّسالِسُ أَبُو حَاتِم مَاء مَثْلُوجٌ مَبْرُود بثلج وَأنْشد
(لَو ذُقْتَ فاها بَعْدَ المُدْلِجِ ... والصُّبْحُ لَمَّا هَمَّ بالتَّبَلُّجِ)
(قُلْتَ جَنَى النَّحْل بماءِ الحَشْرَجِ ... يُخَالُ مَثْلُوجاً وإنْ لَمْ يُثْلَجِ)
ابْن دُرَيْد ماءٌ بَيُّوتٌ إِذا باتَ لَيْلَة وَقَالَ سَخُنَ المَاء سخانَةً وسُخُوناً وسَخَناً وصَخُنَ كَذَلِك أَبُو عبيد الحَمِيم المَاء الحارُّ والاستِحْمَامُ الاغْتِسَالُ بأَيِّ ماءٍ كَانَ ابْن السّكيت الحَمِيمَةُ الماءُ يُسَخَّنُ يُقَال أَحِمُّوا لنا الماءَ وَقد تقدَّم أَنه المَحْضُ إِذا سُخِّنَ الْأَصْمَعِي والحَمَّام مُشْتَقٌّ من الحَمِيم وَهُوَ أحدُ مَا جُمِعَ من الْمُذكر بِالْألف وَالتَّاء وَيُقَال هـ الدِّيماسُ والدَّيْماسُ أَبُو عبيد الماءُ المُبَحْزَجُ المُسَخَّنُ وَأنْشد(2/448)
(كَأَنَّ على أَكْسَائِهَا من لُغّامِهِ ... وَخِيفَةَ خِطْمِيٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ)
وَكَذَلِكَ المُوغَرُ وَفِي الْمثل
كَرِهَت الخَنَازيرُ الحَميم المُوغَرَ
ابْن دُرَيْد أَوْغَرَ القومُ الخِنْزِير وَهُوَ أَن يُغْلَى لَهُ المَاء ويُسْمَطَ وَهُوَ حَيٌّ ثمَّ يُذْبَح صَاحب الْعين السَّخِيمُ الماءُ المُسَخَّنُ وَقَالَ كَسَرْتُ من حَرِّ الماءِ وبَرْدِهِ أَكْسِرُ كَسْراً فَتَّرْتُ السيرافي مَاء فاتورٌ فاتِرٌ وَقد مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ
3 - (نُعوتُ المَاء من قِبَل طَرَائِهِ)
أَبُو عبيد الغَرِيضُ مِنْهُ الطَّرِيُّ ثَعْلَب المَغْرُوضُ ماءُ المَطَرِ الطَّرِيُّ وَأنْشد
(تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْهُ ... مُشَعْشَعَةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلال)
ابْن السّكيت البُسْرُ الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر وَقَالَ نُطْفَةٌ سَجْرَاء وغَدِير أَسْجَرُ إِذا كَانَ يَضْرِبُ إِلَى الحُمْرَةِ حَدِيث عَهْدٍ بالسماء لم يَصْفُ بَعْدُ
3 - (الصَّفْوُ نَقِيضُ الكَدَرِ وَقد صَفَا الشئُ صَفاءً وصُفُوّاً أَبُو عبيد هُوَ صَفْوَةُ الماءِ وصُفْوَتُهُ وصَفْوَتُه فَإِذا حَذَفُوا الْهَاء قَالُوا صفْوق بِالْفَتْح لَا غير صَاحب الْعين اسْتَصْفَيْتَ الماءَ أَخَذْتُ صَفْوَهُ ابْن السّكيت ماءٌ أَزْرَقُ وأَخْضَرُ واَشْهَبُ وأَسْوَدُ أَي صَاف قَالَ أَبُو عَليّ ثمَّ غَلَبَ الأَسْوَدُ على المَاء وأَزْوَجُوه بِالتَّمْرِ فَقَالُوا الأَسْوَدَانِ ابْن دُرَيْد مَا سَقَانِي من سُوَيْدٍ قَطْرَةً وَلَا من أَسْوَدَ وَهُوَ الماءُ بِعَيْنِه وَأنْشد
(أَلاّ إنَّنِي سُقِّيتُ أَسْوَدَ حَالِكاً ... أَلاَ بَجَلِي مِنَ الشَّرابِ أَلاَبَجَلْ)
وَقَالَ مَاء رَهْرَاةٌ وُهْرُوهٌ صافٍ وَمِنْه تَرَهْرُهُ الْجِسْم وَهُوَ ابْيِضَاضُه من النَّعْمَةِ وَمَاء مُزْمَهِلٌّ صافٍ وَمَاء هُزَاهِزٌ يَهْتَزُّ من صَفاَئِهِ صَاحب الْعين الرَّعْرَعَةُ اضْطِرَابُ المَاء الصَّافِي وَرُبمَا قَالُوا تَرَعْرَعَ السَّرَابُ إِذا اضْطَرَبَ غَيره مَاء هُلاَهِلٌ صافٍ وَقد تقدَّم أَنه الْكثير أَبُو زيد مَاء حَنْبَرِيتٌ خَالِصٌ قَالَ أَبُو عَليّ القَرَاحُ من المِياه مَا خَلَصَ وصَفَا قَالَ أَبُو عبيد القَرَاحُ من الأرضِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَاء وَلم يخْتَلط بهَا شجر بِمَنْزِلَة المَاء القَرَاحِ يَعْنِي أَنَّهَا لَا يَشُوبُهَا شيءٌ كَمَا لَا يَشُوبُ الماءَ الَّذِي هَذَا صِفَتُهُ قَالَ وَلم أسمَعْ للقَرَاح بِجَمْعِ أَبُو عبيد عِفْوَةُ الماءِ وعِفَاوَتُه صَفْوَتُه وصَفْوَةُ كُلِّ شَيْءٍ عِفَاوَتُه وَقد عَفَا وَفِي كَلَامهم خُذْ مِنْهُ مَا عَفَا وصَفَا
3 - (نُعوتُ المَاء من قبل كُدْرَتِهِ)
صَاحب الْعين الكَدَرُ نَقِيضُ الصَّفَاءِ فِي العَيْشِ واللَّوْنِ والكُدْرَةُ فِي اللَّوْنِ خاصَّةً والكُدُورَةُ فِي الماءِ والعَيْشِ والكَدَرُ فِي كُلٍّ وَمَاء أَكْدَرُ وكَدِرٌ أَبُو زيد مَاء كَدِرٌ وقَدْ كَدِرَ كَدَراً وكَدُرَ كَدَارَةً وكَدَراً وكَدَّرْتُهُ جَعَلْتُهُ كَدِراً أَبُو عبيد النَّزَحُ الماءُ الكَدِرُ ابْن دُرَيْد مَاء رَنِقٌ ورَنْقٌ كَدِرٌ وَأنْشد
(شَجَّ السُّقَاةِ على ناجُودِها شَبِماً ... مِنْ مِاء لِينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقَا)
قَالَ أَبُو عَليّ الرِّوَايَة رَنَقاً أَرَادَ رَنْقاً فَحَرَّكَ للضَّرُورَة كَقَوْلِه
(ماءٌ بِشَرْقِيِّ سَلْمَى فَيْدُأوْرَكَكُ ... )(2/449)
إِنَّمَا هَوَ رَكَ وَقَوله فِيهَا وَلم يُنْظَر بِهِ الحَشَكُ وَإِنَّمَا هُوَ الحَشْكُ وَكِلَاهُمَا قَول الْأَصْمَعِي ابْن دُرَيْد الرَّنْقُ الماءُ الكدِر رَنِقَ رَنَقاً فَهُوَ رَنِقٌ وَفِي الحَدِيث
أدركتُ صَفْوَها وَفُتَّ رَنَقَها
صَاحب الْعين رَنِقَ وَرَنَّقْتُه أَنا وأَرْنَقْتُه وَمِنْه رَنِقَ عيشُه كَدِرَ عليّ الرَّنِقُ عِنْدِي من بَاب السَّلْبِ كَأَنَّهُ أُعْدِمَ رَوْنَقَهُ بِعَدَمِهِ صَفَاءَهُ أَبُو عبيد المَسِيطَةُ الماءُ الكَدِرُ يَبْقَى فِي الحَوْضِ والمَطِيطَةُ نَحْوٌ مِنْهُ وَهُوَ المَاء فِيهِ الطين فَهُوَ يَتَمَطَّطُ أَي يَتَلزَّج ويَمْتَدُّ وَكَذَلِكَ الحِضْجُ وَأنْشد
(فَأْسْأَرتْ فِي الحوضِ حِضْجاً حَاضِجاً ... )
ابْن السّكيت هُوَ الحِضْجُ والحَضْجُ ابْن دُرَيْد جمعُه أَحْضاج وَمِنْه اشتِقاقُ الحِنْضِج وَهُوَ الرِّخْوُ الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْده وَقيل هُوَ الطينُ اللازق بِأَسْفَل الْحَوْض وكل لازق بِالْأَرْضِ حِضْجٌ الْأَصْمَعِي الرِّجِرْجُ والرِّجْرِجَةُ بَقِيَّةُ الماءِ فِي الْحَوْض ابْن السّكيت يُقَال لِمَا يَبْقَى فِي الحوضِ من الكاءِ الكَدِرِ الرِّنِقِ طِهْلِئَةٌ والجمعُ طِهْلِىءُ وَيُقَال لما يبْقى فِي أَسْفَل الْحَوْض أَو فِي الغدير الَّذِي يبْقى فِيهِ الدَّعَامِيصُ لَا يُقْدَر على شُرْبِهِ من الكَدَرِ طَمْلَةٌ وَطَمَلَةٌ ومَطْلَة وحِمْرِدَةٌ وطَلْخٌ ومَطْخٌ وغِرْيَنَة وغِرْيَنٌ وغِرْيَلٌ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ مَا بَقِي فِي أَسْفَل القارُورَة ابْن دُرَيْد الرَّطْرَاطُ نَحْو الرِّجْرِج والعَمْلَقَةُ اختلاطُ المَاء فِي الْحَوْض وخُثُورَتُه وَمِنْه اشتِقاق عِمْلِقْ ابْن السّكيت حَثْرَبَ الماءُ وحَثْرَبَتِ القَلِيبُ إِذا كَدُرَ ماؤُهَا واخْتَلَطَتْ بِهِ الحَمْأَةُ وَأنْشد
(لَمْ تَرْوَ حَتَّى حَثْرَبَتْ قَلِيبُها ... نَزْحاً وخافَ ظَمأً شَرِيبُها)
ابْن دُرَيْد البَخْثَرَةُ الكُدْرَةُ فِي المَاء وَقد تقدَّمت فِي الثَّوْب وَقَالَ ماءٌ ثَرْمطيطٌ خاثِرٌ كثيرُ الطِّين صَاحب الْعين تَقَانَةُ المَاء فِي الرّبيع هُوَ الَّذِي يَجِيء بِهِ الماءُ من الخُثُورةِ وَقَالَ تَقَّنُوا أرضَهم أرْسَلُوا فِيهَا المَاء الخاثِر لِتَجُودَ أَبُو عبيد عَكِرَ الماءُ عَكَرَاً كَدِرَ وَكَذَلِكَ النَّبِيذ وأَعْكَرْتُه وعَكَّرْتُهُ جعلتُ فِيهِ العَكَرَ وعَكَرُه آخِرُه وخاثِرُهُ صَاحب الْعين الدَّغْرَقَةُ كُدْرَةُ الماءِ وَقد دَغْرَقَهُ التَّخْوِيضُ والقِدَمُ
3 - (نُعوتُ المَاء من قِبَل تغيره واندفانه)
أَبُو عبيد السِّجِسُ المَاء الْمُتَغَيّر وَقد سَجَسَ غَيره وَهُوَ السَّجِيسُ أَبُو عبيد أَجَنَ الماءُ يَأْجِنُ أُجُوناً وأَجْناً إِذا تَغَيَّرَ غَيْرَ أَنه شَرُوب أَبُو زيد وَكَذَلِكَ أَجِنَ أَجَناً الْأَصْمَعِي وَهُوَ آجِنٌ وأَجِنٌ ابْن دُرَيْد أَجِينٌ فِي معنى آجِن وميَاه أُجُونٌ أَبُو عبيد أَسِنَ الكاء أَسَناً وأُسُوناً وَهُوَ الَّذِي لَا يشربه أحدٌ من نَتْنِهِ ابْن السّكيت مَاء آسِنٌ وَقد أَسِنَ ووَسِنَ ابْن دُرَيْد أَسَنَ الماءُ وأَسِنَ أَسْناً وَأما المَائِجُ فآسِنٌ لَا غير ابْن السّكيت أُسِنَ الرجلُ ووُسِنَ غُشِيَ عَلَيْهِ من قُبْح رَائِحَة البِئْرِ أَبُو عُبَيْدَة سَنِه الماءُ وتَسَنَّهَ تَغَيَّرَ قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى {لَمْ يَتَسَنَّهْ} {الْبَقَرَة 259} قَالَ بعض النَّحْوِيين جَائِز أَن يكون من التغيُّر من قَوْله {من حمإٍ مسنون} {الْحجر 26} وَكَانَ الأَصْل عِنْده يَتَسَنَّن وَلكنه أبدل من النُّون الْيَاء مثل تَقَضِيَ الْبَازِي وَهَذَا لَيْسَ من ذَاك لِأَن مسنوناً مصبوب على سُنَّة الطَّرِيق قَالَ أَبُو عَليّ قَول هَذَا الَّذِي حكى عَنهُ أَنه قَالَ جَائِز أَن يكون من التَّغَيُّر من قَوْله حمأ مسنون فَإِن قَوْله مسنون لَا يدل على التَّغَيُّر وَإِنَّمَا التَّغَيُّر من قَوْله من حمأ مسنون فِي الحما لِأَن الحمأ الطين الْمُتَغَيّر فَأَما الْمسنون فالمصبوب وَهَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة وَهَذَا الْمَعْنى فِي هَذِه اللَّفْظَة ظَاهر أَلا ترى أَنَّهَا تسْتَعْمل فِي المُضِيِّ على جِهَةِ الذَّهَابِ فِيهِ وَهِي بعيدَة عَن التَّغَيُّر وَمن ثمَّ قيل فِي صفة الطَّعْنَةِ
(ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنَانِ الخَرُو ... فِ قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ)(2/450)
وَقَالَ:
(يَسْتَنُّ أَعْدَاءَ قُرْيَانٍ تَسَنَّمها ... غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُهُ السُّودُ)
وَلَو كَانَ التَّغَيُّر فِي هَذَا ثَابتا لَكَانَ وَفْقاً للمعنى فِي هَذَا الْموضع لِأَن الْمَعْنى كَانَ يكون أنظر إِلَى طَعَامك وشرابك لم يتَغَيَّر لما أَتَى عَلَيْهِ من طول الْأَيَّام أَلا ترى أَن تَطَاوُل الأوقاتِ على الشَّرَاب يَأْجِنُ لَهُ الشَّرَاب ويتغير وَقد حكى عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ أَنه قَالَ لم يَتَسَنَّ لم يتَغَيَّر من قَوْله {من حمإ مسنون} {الْحجر 26} وأبدل من النُّون يَاء فَإِن كَانَ هَذَا ثَابتا عَن أبي عَمْرو أَو قَالَه من جِهَة الاستنباط من قَوْله تَعَالَى {من حمإ مسنون} {الْحجر 26} فَلَيْسَ فِي مسنون هَذَا الْمَعْنى على مَا فسره أَبُو عُبَيْدَة وعَلى مَا عَلَيْهِ تَصَرُّفُ الْكَلِمَة فِي سَائِر الْمَوَاضِع وَقَالَ:
(تُضَمَّرُ بالأَصَائِلِ كَلَّ يَوْمٍ ... تُسَنُّ على سَنَابكِها قُرُونُ)
وَإِن قَالَ ذَلِك من حَيْثُ رَوَاهُ وسَمعه فَذَلِك وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى فِي قَوْله لم يَتَسَنَّنْ لم يَنْصَبَّ أَي هُوَ على حَاله وكما تركته ويدلك على أَن المَصْبُوب يجوز أَن يَقع عَلَيْهِ هَذَا اللَّفْظ وَإِن لم يكن على سُنَّة الطَّرِيق قَوْله
(تُسَنّ على سَنَابِكها قُرُونُ ... )
يَعْنِي وَقْعَ العَرَقَ الَّذِي يَنْصَبُّ عَلَيْهَا فِي الحُضْر وَهَذَا من ذَاك الأَصْل الَّذِي قَدَّمْتُ فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يخْتَص بطرِيق دون غَيره فَإِن قلت فِي الَّذِي لم يَتَسَنَّنْ أَنه على حَاله وَلم يَأْخُذ سَنَناً وَلَا سُنَّة كَانَ وَجْهاً أَيْضا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة لم تأت عَلَيْهِ السِّنُون فيتغير يُرِيد أَبُو عُبَيْدَة أنَّ مَرَّ السنين عَلَيْهِ لم يُغَيِّرْهُ كَمَا تَقول مَا تَأتِينِي فتُحْدِثَنِي أَي مَا تَأتِينِي مُحَدِثاً أَي قد تَأتِينِي وَلَكِنَّك مَا تُحَدِّثنِي ابْن السّكيت أَصِلَ الماءُ أَصَلاً تَغَيَّرَ ريحُه وطَعْمُهُ من حَمْأةٍ فِيهِ الْأَصْمَعِي صَلَّ الماءُ كَذَلِك وَأنْشد
(وَصَادَفَتْ أَخْضَرَ الجَالَيْنِ صَلاَّلاَ ... )
أبوعبيد ماءٌ صِرًى وصَرًى إِذا طالَ مُكْثُه وَتغَير وَقد صَرِيَ وصَرَّيْتُه ونُطْفَةٌ صَرَاةٌ وَقد صَرَى فلانٌ الماءَ فِي ظَهْرِهِ زَمَانا وَهُوَ مِنْهُ ابْن السّكيت مَاء صِرًى وصَرًى إِذا طالَ انْقاعُه حَتَّى يَصْفَرَّ يُقَال مَا يَبْقَى فِي الحوضِ من المَاء الْمُتَغَيّر صَرَاةٌ ابْن دُرَيْد مَاء طُلْحُومٌ آجِنٌ صَاحب الْعين طَحِلَ الماءُ طَحَلاً فَهُوَ طَحِلٌ فَسَدَ وتَغَيَّرَ ابْن دُرَيْد مَاء أَسْدَامٌ ومياه اَسْدام إِذا تَغَيَّرت من طُول القِدَم أَبُو عبيد مَاء سُدُمٌ مُنْدَفِنٌ الْأَصْمَعِي مِيَاهٌ أَسْدامٌ وَهِي الَّتِي وَقَعَت فِيهَا الأَقْمِشَة والجَوْلاَنُ حَتَّى كَادَت تَنْدَفِنُ وَمَنْهَلٌ سُدُمٌ وسَدُومُ وَأنْشد
(وَمَنْهَلاً وَرَدْتُه سَدُوماً ... )
ابْن دُرَيْد عَوَّرْتُ البِئْرَ دَفَنْتُهَا غَيره عَوَّرْتُهَا اَفْسَدْتُ عَيْنَهَا فَنَضَبَ مَاؤُهَا صَاحب الْعين الجَوِيُّ المُنْتِنُ فوقَ الآجِنِ ابْن دُرَيْد طَهَلَ الماءُ أَجِنَ صَاحب الْعين طَهِلَ طَهَلاً ابْن دُرَيْد مَاء طَهِلٌ وطاهِلٌ ابْن السّكيت أَرْوحَ الماءُ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ وَقد تقدَّم فِي اللَّحْم
3 - (نُعوتُ المَاء من قِبَل طَرْقِهِ)
ابْن السّكيت الطَّرْقُ الماءُ الَّذِي تَخُوضُهُ الإبلُ وتَبُولُ فِيهِ وتَبْعَرُ وَقد طَرَقَتِ الإبلُ الماءَ تَطْرُقُهُ طَرْقاً أَبُو عبيد مَاء مَطْرُوقٌ وطَرْقٌ ابْن دُرَيْد الأَطْرَاقُ جمعُ الماءِ الطَّرْقِ وَقَالَ تَغَشَّنَ الماءُ رَكِبَه البَعر وَمَا أشبه(2/451)
ذَلِك غير غَدير أَو نَحوه واللَّغَظُ زَعَمُوا مَا سَقَطَ فِي الغَدِير من سَفِيرِ الرِّيحِ ابْن السّكيت دَوَّى الماءُ إِذا كَانَت على أَعْلَاهُ كالدُّوَايَة مِمَّا تَسْفِي فِيهِ الريحُ وَقَالَ صَاحب الْعين كُلُّ مَاء حَلَّتْه الإبلُ فكَدَّرَتُهُ بأخْفَاقِها مُحَلَّلٌ وَقَول امْرِئ الْقَيْس
(غَذَاهَا نَمِيْرُ الماءِ غَيْرَ مُحَلَّل ... )
يحْتَمل مَعْنيين أَحدهمَا مَا تقدم ذكره وَالثَّانِي أَنه غَذَاهَا لَيْسَ بمُحَلَّلٍ أَي بِيَسِير وَلَكِن بمبالغة ابْن دُرَيْد غَسْبَلْتُ الماءَ ثَوَّرْتُه
(بَاب الطُّحْلُبِ والعَرْمَضِ وَمَا هُوَ فِي طريقهما)
ابْن السّكيت الطُّحْلُبُ والطُّحْلَبُ الخُضْرَةُ الرقيقةُ تَعْلُو الماءَ وَقد طَحْلَبَ الماءُ ابْن دُرَيْد الطُّحْلَبُ الخُضْرَةُ الَّتِي تعلو من القِدَم وَعين مُطَحْلِبَة ومُطَحْلَبة وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا مَطْحَلَة لأَنهم يَقُولُونَ مَاء طَحِلٌ إِذا كَثُرَ فِيهِ الطُّحْلُبُ عَليّ هَذَا الَّذِي قَالَه خطأ لَا يسْتَعْمل فَعِلٌ من ذواتِ الْأَرْبَعَة لِأَن فِي ذَلِك حذفَ الْأُصُول وَقد حَجَرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فَإِذا لَيْسَ المَطْحَل من الطُّحْلُبِ كَمَا ذهب إِلَيْهِ وَإِنَّمَا هُوَ من الطُّحْلَة وَهُوَ لون بَين الغُبَرة والسَّواد وَقَالَ صَاحب الْعين والعَرْمَضُ والغَلْفَقُ فالعَرْمَضُ خَضرة رقيقَة والطُّحْلُب يَمَانِية الْأَصْمَعِي إِذا قَدُمَ الماءُ عَلَتْهُ ثلاثةُ أَشْيَاء الطُّحْلُب والعَرْمَضُ والغَلْفَقُ فالعَرْمَضُ خُضرة رقيقَة والطُّحْلُبُ مثل الرِّجْرِحَةِ تُغَطِّي المَاء والغَلْفَقُ نَبْت عِرَاضُ الوَرَق يَنْبُت من أَسْفَل الماءِ إِلَى أَعْلَاهُ والعَذَبَةُ بِالْفَتْح الطُّحْلُب ابْن السّكيت مَاء عَذِبٌ كثير القَذَى والعَذِبَةُ بِالْكَسْرِ القَذَاةُ يُقَال أعْذِب حَوْضَكَ أَي أَنْزِغ مَا فِيهِ من القَذَى وَقل أصْحَبَ الماءُ إِذا عَلاَهُ كالطُّحْلُب غَيره علتْ هَذَا المَاء سَبْخَةٌ شَديدةٌ كَأَنَّهَا الطُّحْلُب ابْن السّكيت عَرْمَضَ الماءُ عَلاَهُ العَرْمَضُ والعَرْمَضُ أغلظُ من الطُّحْلُب ابْن دُرَيْد العَرْمَضُ والعِرْمَاضُ الخُضْرَة الَّتِي تَرْكَبُ المَاء صَاحب الْعين قَفَخْتُ العَرْمَضَ عَن وَجْهِ المَاء كَسَرْتُه والثَّوْرُ مَا على الماءِ من الطُّحْلُب فَأَما قَوْله
(كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ البَقَرُ ... )
فَقيل إنَّ البَقَّارُ إِذا أَوْرَدَ القَطْعَة من البقة فَعَافَتِ الماءَ وَصَدَّهَا عَنهُ الطحلبُ ضربه لِيَفْحَصَ عَن المَاء فَتَشْرَبَه وَقيل الثُّوْرُ هَاهُنَا الذّكر من الْبَقر وَذَلِكَ أَنَّهَا تَتْبَعُهُ فَإِذا عاف المَاء عافته فيُضرب لِيَرِدَ وتَرِدَ مَعَه وَقد ثَوَّرْتُ الطُّحْلُبَ واَثَرْتُه وكُلُّ مَا استخرجتَه أَو هِجْتَه فقد أَثَرْتَهُ واسْتَثَرْتَه وثَوَّرْتَهُ وثَارَ هُوَ ابْن دُرَيْد وَرِسَتِ الصَّخْرَةُ فِي الماءِ إِذا رَكِبَها الطُّحْلُب حَتَّى تَخْضَرَّ وتَمْلاَسَّ صَاحب الْعين النَّاضِرُ الطُّحْلُب وَأنْشد
(حَنْظَلَةٌ فَوْقَ صَفَا ضاهِرِ ... مَا أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ)
الضَّاهِرُ والضَّهْرُ خِلْقَةٌ فِي الجَبَلِ وَقيل أَعْلَاهُ وَقَالَ العَيْنُ تَطْحَرُ بالعَرْمَضِ أَي تَقْذِفُه الْأَصْمَعِي تَغَسَّرَ الغَدِيرُ إِذا أَلْقَتِ الريحُ فِيهِ العِيدانَ
(بَاب صب المَاء وإراقته)
الصَّبُّ إِرَاقَة المَاء وَنَحْوه صَبَبْتُهُ أَصُبُّهُ فَصَبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ سِيبَوَيْهٍ اصْطَبَبْتُ الماءَ اتخذتُه لنَفْسي والصُّبَّة مَا صَبَبْتَ من ماءٍ وَغَيره مجتَمَعاً وَرُبمَا سُمِّيَ الصُّبَّ بِغَيْر هَاء وماءٌ صَبيبٌ مَصْبُوب أَبُو عبيد سَنَنْتُ الماءَ على وَجْهِي أرسلتُ إرْسَالًا فَإِن شَنَّ فَهْوَ أَن يَصُبَّه صَبّاً ويُفَرِّقَه ابْن دُرَيْد دَغْرَقَ الماءَ صَبَّهُ صَبًّا كثيرا وَكَذَلِكَ دَعْفَقَهُ ودَغْفَقَه وَقَالَ دَهَقْتُ المَاء واَدْهَقْتُه أَفْرَغْتُه أَبُو زيد هَرقْتُ الماءَ أُهْرِيقُه وَمَاء مُهْرَاق(2/452)
ومُهَرَاقٌ صَاحب الْعين هَمَرْتُ المَاء أَهْمِرُه هَمْراً صَبَبْتُ وهَمِرَ هُو وانْهَمَرَ والقدْفُ غَرْفُ الماءٍ وصَبُّه بلغَة عُمَانّ ابْن دُرَيْد القَذَافُ الغَرْفَةُ مِنْهُ وَقَالَت العُمانية حِين أَلْبَسِتِ السُّلَحفاةَ حُلِيَّهَا فغَاصَتْ فَأَقْبَلت تغتَرِفُ من الْبَحْر بكَفِّهَا وتَصُبُّه على السَّاحِل وَهِي تنادي بالقومِ نَزَافِ نَزاف لم يَبْقَ فِي الْبَحْر غير قَدَاف أَي غير حَفْنَة ابْن دُرَيْد دَفَقْتُ المَاء أدْفُقُه دَفْقاً ودَفَّقْتُه صَبَبْتُه صَاحب الْعين دَفَقَ الماءُ نَفْسُه يَدْفُقُ ودُفُوقاً وانْدَفَقَ وتَدَفَّقَ واسْتَدْفَقَ ابْن دُرَيْد كُلُّ مُرَاقٍ مُتَدَافِقّ ابْن السّكيت أَحَالَ الماءَ من الدَّلْو فِي الْحَوْض صَبَّهُ ابْن دُرَيْد كَبَرْتُ الإنَاءُ كَبْراً صَبَبْتُ مَا فِيهِ وَقَالَ أَنَّ الماءَ يَؤُنُّهُ أَنا إِذا صَبَّهُ وَمِنْه كلامُ الْعَرَب الْأَوَائِل أُنَّ ماءاً وأَغْلِهُ وَكَانَ بَعضهم يَقُول أُزَّماءاً واُنَّ تصحيفُ وَقَالَ زَغَلَ الشيءَ وأَزْغَلَه صَبَّه صَاحب الْعين أَزْغَلَتِ المَزادةُ من عَزْلائِهَا صَبَّت وَقَالَ أَفْرَغْتُ الماءَ عَلَيْهِ صَبَبْتُه ابْن السّكيت وَكَذَلِكَ افْتَرَغْتُ غَيره سَكَبْتُ الماءَ والدَّمْعَ صَبَبْتُه أَسْكُبُه سَكْباً وتَسْكاباً فَسَكَبَ وانْسِكَبَ صَبَبْتُهُ فانْصَبَّ وَمَاء سَكَبٌ وساكِبٌ وسَكُوبٌ وأُسْكُوب وَسَيْكَبٌ والسَّكْبُ الهَطَلاَنُ الدَّائِم ابْن السّكيت الثَّجُّ الصَّبُّ الْكثير ثَجَجْتُهُ أَثُجُّهُ ثَجًّا فَثَجَّ وانْثَجَّ وتَثَجْثَجَ وَمِنْه مطرٌ ثَجِيجٌ وَفِي الحَدِيث
تمامُ الحجِّ العَجُّ والثَجُّ
فالعَجُّ العَجِيجُ فِي الدُّعَاء والثَّجُّ سَفْكُ دِمَاءِ البُدْنِ
3 - (نُعوتُ المَاء من قِبَل جَرْيِهِ وسَيَلاَنِهِ وتَثَوُّرِهِ)
أَبُو حَاتِم جَرَى الماءُ جَرْياً وجِرْيَةً وأجْرَيْتُهُ وَكَذَلِكَ الدمُ ونحوُه أَبُو عبيد الغَلَلُ من الماءِ هُوَ الْجَارِي الظاهرُ وَقيل الغَلَلُ الماءُ بَيْنَ الشّجر ابْن دُرَيْد وَقيل هُوَ المَاء يجْرِي بَين الْحِجَارَة أَبُو حنيفَة الغَلَلُ السَّيْلُ الضعيفُ يسيل من بَطْن الْوَادي أَو التَّلْعَة وَهُوَ فِي بطن الْوَادي قبلَ أَن يأتِي الشجَرَ من قِبَل ضَعْفِهِ واتِّباعِه كُلَّمَا تَوَاطَأ من بطن الْوَادي فَلَا يَكاد يُرَى وَلَا يَتْبعُ إِلَّا الوَطَاءَ ابْن الْأَعرَابِي شجر مُغَلَّلٌ من الغَلَلِ
أَبُو عبيد الغَيْلُ من المَاء الظَّاهِر الْجَارِي أَبُو حنيفَة جمعُهُ غُيُولٌ وَأنْشد
(جَدِيدَةُ سِرْبَالِ الشَّبَابِ كَأَنَّهَا ... أَبَاءَةُ بَرْدِيٍّ سَقَتْهَا غُيُولُها)
ابْن دُرَيْد الغَيْلُ المَاء يجْرِي بَين الْحِجَارَة وَالْجمع أغْيَال وَلَا يكون إِلَّا فِي بُطون الْوَادي والغَيْلُ الماءُ يَتَغَلْغَلُ بَين الشّجر والحَيْلُ نَحْو الغَيْلِ فِي بعض اللُّغَات أَبُو عبيد السَّيْعُ المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض وَقد أنْساعِ وَكَذَلِكَ تاعَ تَيْعاً وتَتَيَّعَ وَقيل هُوَ إِذا انْبَسَطَ وثاعَ الماءُ يَثِيعُ ويَثَاعُ ثَيْعاً وثَيَعاناً سَالَ وَكَذَلِكَ ماعَ مَيْعاً وانْمَاعَ وأَمَعْتُه إماعَةً وإمَاعاً ثَعْلَب الغَرِيفُ الماءُ بَين الشّجر صَاحب الْعين هُوَ الماءُ فِي الأَجَمَةِ وَأنْشد
(كَبَرْدِيَّةِ الغَيْلِ وَسْطَ الغَرِيفِ ... )
غَيره السَّلْسَالُ المَاء الْجَارِي على الحَصَى وَقد تقدَّم أَنه السَّهْلُ فِي الحَلْقِ أَبُو عبيد الفَضِيضُ والسَّرَبُ السَّائِل وَقد سَرِبَ والسَّيْحُ المَاء الْجَارِي وَقيل هُوَ الْجَارِي الظاهرُ على وَجه الأَرْض ابْن دُرَيْد ساحَ سَيْحاً وسَيَحاناً جَرَى ثمَّ سُمِّيَ المَاء سَيْحاً وجمعُه سُيُوح أَبُو عُبَيْدَة سابَ الماءُ سَيْباً جَرَى ابْن دُرَيْد رَاه المَاء رَوْهاً اضْطَرَب على وَجه الأَرْض يَمَانِيَةٌ وَهُوَ الرُّوَاهُ وَقد رأيتُ رُوَاه السَّرابِ أَي اضْطِرابِهِ والماءُ المَعِين الْجَارِي على وَجه الأَرْض ومُعِنَ الْوَادي كَثُرَ فِيهِ الماءُ المَعِينُ وَيَقُولُونَ وادٍ ذُو مُعْنانٍ وَلَيْسَ بثَبْتٍ أَبُو حنيفَة مُعِنَ الْوَادي مُعْناناً جرى فِيهِ المَاء ومُعْنَانة مَجَاريه ومَعُنَ المَاء ومَعَنَ وأَمْعَنَ قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى {وآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرَارٍ ومَعِينٍ} {الْمُؤْمِنُونَ 50} أَي ذَاتِ مُسْتَقَرٍّ قَالَ ومَعِينٍ ماءٍ جارٍ من العُيُونِ وَقَالَ بَعضهم يجوز أَن يكون فَعِيلاً من المَعْنِ مُشْتَقًّا من المَاعُونِ قَالَ وَهَذَا بعيد لِأَن المَعْنَ(2/453)
فِي اللُّغَة الشيءُ القليلُ والماعونُ هُوَ الزَّكَاة وَإِنَّمَا سُمِّيَت الزَّكاةُ بالشَّيْء الْقَلِيل لِأَنَّهُ يُؤْخَذ من المَال ربعُ عشرِهِ فَهُوَ قَلِيل من كثير قَالَ أَبُو عَليّ لَيْسَ المَعْنُ فِي اللُّغَة الشيءَ القليلَ عِنْدِي كَمَا ذكره وَلكنه السَّهْلُ الَّذِي يَنْقَادُ وَلَا يَعْتَاصُ قَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول النمر
(فَإِنَّ ضَيَاعَ مَالِكَ غَيْرُ مَعْنٍ ... )
أَي غير سَهْل وَقَالَ أَحْمد بن يحي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَمْعَنَ بِحَقِّهِ وأَذْعَنَ وطابَقَ إِذا أَقَرَّ وَقَالَ فِي حِكَايَة عَن سَالَتْ مُعْنَانُه يُرِيد مَسَايلَه ومَجَارِيَهُ والماعونُ الزكاةُ وَمَا يَسْهُلُ على مُعْطِيه من غير أَن يَكْرُثَهُ كالكلأ وَالْمَاء وَالنَّار وسمى الزَّكَاة ماعوناً لهَذَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الماعُونُ فِي الْجَاهِلِيَّة كُلُّ مَنْفَعَةٍ وعَطِيَّة وَفِي الْإِسْلَام الطاعةُ والزكاةُ يُقَال أَرْضِ بَعِيرَكَ حَتَّى يُعْطِيكَ الماعونَ أَي حَتَّى يَنْقَادَ لَكَ وَكَذَلِكَ أَمْعَنَ بِحقِّهِ إِنَّمَا هُوَ أَن يَنْقَادَ لَهُ وَلَا يُعَانِدَهُ وَكَذَلِكَ قَوْلهم للمَسَايِل مُعْنَانٌ هُوَ فِي الْقيَاس جمع مَعِين كَمَسِيل ومُسْلاَنٍ فِيمَن جعل الْمِيم فَاء وَذَلِكَ لسُهُولَة جرى المَاء عَلَيْهِ وَأَنه خلافُ الحائر الَّذِي يَقَفُ فِيهِ وَلَا يَجْرِي ويدلك على أَن الْمِيم فِيهِ فَاء وَلَيْسَ من الْعين أَن أَبَا الْحسن قد حكى فِي قَوْله مَعِينٍ مَعُنَ مَعَانَةٌ فَمَعِنينٌ فَعِيلٌ من هَذَا وَلَا يتَّجه على غير ذَلِك فَأَما من ذهب فِيهِ إِلَى أَن مَعِين من العَيْنِ فَمَا أرَى قَوْله إِلَّا بَعيدا من الصَّوَاب مُمْتَنعا أَلا ترى أَنه لَا يُقَال عِينَتِ الأرضُ وَلَا عِينَ الماءُ إِذا رُثِيَ جَارِيا من الْعين وَإِنَّمَا يُقَال عينَ إِذا أُصِيبَ بعَيْنٍ وَله مَعَ ذَلِك عندنَا وُجَيْهٌ ضَعِيفٌ وَهُوَ أَن أَبَا زيد حكى أَنهم يَقُولُونَ للجَبان مَفْؤُود وَقَالَ لَا فعل لَهُ وَقَالَ أَيْضا إِنَّهُم يَقُولُونَ مُدَرْهَمٌ وَلَا يَقُولُونَ دُرْهِمَ فَيجوز على قِيَاس هَذَا الَّذِي حَكَاهُ أَن يكون مَعِين مَفْعُولا وَإِن لم يُقَلْ عِينَ وَالْقِيَاس على مثل هَذَا الشاذّ النادِرِ لَا يرَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يُؤخَذَ بِهَذَا لضِعْفه مَعَ فُشُوّ ذَلِك الْمَعْنى الأوّل وكَثْرَتُه وظُهور المعني الَّذِي وَصَفْنَاه فِيهِ وَقَالَ وحَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَن حُمَيْد قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ هِشام عَن شريك عَن سَالم الأَفْطَسِ عَن سَعِيد بن جُبَير فِي قَوْله تَعَالَى {أَرَأْيتُم إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْْ غَوْراً} قَالَ لَا تَنَاله الدِّلاءُ {فَمَنْ يَأْتِيكُم بِماءٍ مَعِين} {تبَارك 30} قَالَ سائح قَالَ ابْن جني مَاء مَعِينٌ ومِيَاهٌ مُعُنٌ وَهَذَا أَيْضا مِمَّا يدل أَن ميمها فَاء أَبُو حنيفَة يُقَال للْمَاء المَعِينُ الفَتْحُ صَاحب الْعين صَمَرَ الماءُ يَصْمُرُ صُمُوراً إِذا جَرَى مِنْ حَدُورِ فِي مُسْتَوَى فَسَكَنَ فَذَلِك المُعْتَرِضُ يُسَمَّى صِمْرَ الْوَادي ابْن دُرَيْد الحَبْحَبَة جَرْيُ الماءِ قَلِيلا قَلِيلا أَبُو حَاتِم وَهُوَ الحَبْحَبُ أَبُو زيد النَّجْل المَاء السَّائِل ابْن دُرَيْد رأيتُ للْمَاء حَدباً إِذا تَرَاكَبَ فِي جَرْيِهِ غَيره الضَّلَلُ المَاء الَّذِي يكونُ تَحْتَ الصَّخْرِ لَا تُصِيبُه الشمسُ يُقَال مَاء ضَلَلٌ والخَشِيفُ من المَاء الَّذِي يجْرِي فِي البَطْحَاءِ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ابْن دُرَيْد الخَضْرَبَة اضْطِرَابُ المَاء وماءُ خُضَارِبٌ إِذا كَانَ يَمُوجُ بَعْضُه فِي بعض وَقَالَ عَسْنَبْتُ الماءَ ثَوَّرْتُه وَلَيْسَ بِثَبَت صَاحب الْعين الرَّيْقُ تَرَدُّدُ المَاء على وَجه الأَرْض من الضِّحْضَاحِ وَكَذَلِكَ السَّرابُ وَقد رَاقَ الْأَصْمَعِي تَصَيَّعَ الماءُ اضْطَرَبَ على وَجه الأَرْض وتَرَيَّعَ جَرَى وذَهَب
3 - (حَبَابُ المَاء)
ابْن دُرَيْد حَبَبُ المَاء تَكَسُّرُه أَبُو عبيد وَهِي الحَبَبُ ابْن السّكيت حَبَابُ المَاء وحَبَبُه طرائقه صَاحب الْعين حَبَابُ المَاء فَقَاقِيعُه واحدته حَبابةٌ وَقيل هُوَ معظمه وَأنْشد
(يَشُقُّ حَبَابُ الماءِ حَيْزُومُهَا ... كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلُ بالْيَدِ)
وَأنْشد أَيْضا
(كأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِينَ تَمْشِي ... حَبَابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبَابا)(2/454)
لم يُشَبَّه صَلاَهَا ومأكِمَها بالفَقَاقيع إِنَّمَا شبهها بالحَبَاب الَّذِي عَلَيْهِ كَأَنَّهُ دَرَجٌ فِي حَدَب والصَّلاَ العجيزة وَقَالَ نُطَفُ المَاء طرائقه وَأنْشد
(تَرَى فِي مائِهِ نَطَفاً ... )
ثَعْلَب حُبُكُ المَاء طرائقُه كحُبُكِ السَّمَاء وَأنْشد
(حَتَّى اسْتَغَاثَتْ بماءٍ لَا رِشَاءَ لَهُ ... من الأَبَاطِحِ فِي حَافَّاته البُرَكُ)
(مَكَلَّلٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ تَنْسُجُه ... رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مائِهِ حُبُكُ)
أَبُو عبيد الفَراشُ الحَبَبُ واليَعَالِيلُ حَبَابُ الماءِ واحدُها يُعْلُولٌ عليّ الْقيَاس يَعْلُول فاما يُعْلُولٌ فعلى الِاتِّبَاع كيُعْفُور لِأَن يُفْعولاً نَفَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ كرَاع فَصُّ المَاء حَبَبُه أَبُو عَليّ نُفَّاخُ المَاء كَذَلِك واحدتُه نُفَّاخَةٌ ابْن دُرَيْد الحَجَا جمعُ الحَجَاةِ وَهِي النُّفاخةُ تكون على المَاء من قَطْر المَاء وَرُبمَا سُمِّيَ الغدير بِعَيْنِه حجاةً وَأنْشد أَبُو عَليّ
(اُقَلِّبُ طَرْفَي فِي الفَوَارِس لَا أَرَى ... خِرافاً وعَيْنِي كالحَجَاةِ من القَطْرِ)
أَرَادَ بحِزاق الحازُوق وَهُوَ أحدُ فرسانِ الْعَرَب قَالَ وَيجوز أَن يكون حُجَيَّةُ اسمُ هَذَا الشَّاعِر مِنْهُ ابْن دُرَيْد الزَّخَارِفُ تَكَسُّر الماءِ إِذا جَرَى وَلَيْسَ هِيَ النُّفاخات وَأنْشد
(تَسْتَنُّ فِيهِ الزَّخَارِفُ ... )
صَاحب الْعين الفَقَاقِيعُ هَنَاةٌ كأَمْثَالِ القَوَارِير تَتَفَقَّعُ عَن المَاء وَالشرَاب إِذا مُزِجَ واحدتُه فُقَّاعَةٌ
3 - (عَامَّةُ السيلان)
أَبُو عبيد تَبَضَّعَ الشيءُ ونَبَضَ ونَضَبَ وبَضَّ وضَبَّ سالَ قَالَ هُوَ يَعْمِى ويَهْمِى ويَهْمَعُ وتَسَحْسَحَ الشَّيْءُ سَالَ وسَحَّ الماءُ يَسُحُّ سَحًّا سالَ وَقَالَ رَذَمَ الشيءُ يَرْذُمُ رُذُوماً سالَ والمُنْفَصدُ والمُنْشَطِبُ السَّائِلُ صَاحب الْعين نَبع الماءُ يَنْبُعُ وَيَنْبَعُ نَبْعاً ونُبُوعاً تَفَجَّرَ وَيَنْبُوعُه مُفَجَّرُه السيرافي انْثَعَبَ الماءُ سالَ وَهُوَ الأُثْعُوب والأُثْعُبَانُ وَقد مثَّل بهما سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ تَرَشْرَشَ الماءُ سالَ رشًّا ابْن السّكيت نَضحَتِ القرْيَةُ والوَطْبُ أَبُو عبيد نَضَحَ الماءُ يَنْضَحُ الماءُ يَنْضَحُ ويَنْضِحُ ونَضَحْتُ عَلَيْهِ الماءَ أنْضَحُ ونَضَحَ عَلَيْهِ الماءُ يَنْضَحُ هَذَا قَول أبي زيد وَقَالَ الْأَصْمَعِي مَا كَانَ من فِعْل الرَّجُل فَهُوَ بِالْحَاء وَلَا يُقَال أصابَنِي نَضْحٌ من كَذَا إِنَّمَا هُوَ نَضْحٌ بِالْخَاءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ أعجبُ إلىَّ من قَول أبي زيد صَاحب الْعين النَّضْخُ شِدَّة فَوْرِ المَاء فِي جَيَشَانِهِ وانْفِجَارِهِ من يَنْبُوعِهِ وَفِي التَّنْزِيل {نَضَّاخَتَانِ} {الرَّحْمَن 66} الْأَصْمَعِي اسْتَنْضَحَ الرجلُ وانْتَضَحَ رَشَّ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ بعد الْوضُوء ابْن السّكيت نَتَحَ التِّحْيُ ورَشَحَ وَمَثَّ أَبُو زيد سِقَاءٌ نَشَّاحٌ رَشَّاحٌ ابْن دُرَيْد تَفَشَّلَ الماءُ سَالَ من إِنَاء أَو حجر وَمِنْه اشْتِقاق الفَيْشَلَةِ صَاحب الْعين قَطَر الماءُ يَقْطُر قَطْراً وقَطَراناً وقَطَرْتُه ابْن قُتَيْبَة قَطَرْتُه وأقْطَرْتُه(2/455)
والقَطْرُ مَا قَطَر من المَاء وَغَيره واحدتُه قَطْرة والجمعُ قِطَار ابْن دُرَيْد قُطَارةُ الشَّيْء مَا قَطَر مِنْهُ أَبُو عبيد أَقْطَرَ الشيءُ حانَ لَهُ أَن يَقْطُرَ واسْتَقْطَرتُه رُمْتُ قَطْرَتَهُ صَاحب الْعين الشَّلْشلَةُ قَطَرانُ المَاء وَقد تَشَلْشَلَ وَمَاء شَلْشَلٌ إِذا قَطَرَ بعضُه فِي إثْرِ بعضٍ والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنَان قطَران المَاء من الشَّنَّ
(بَاب السَّقْي وَأَسْمَاء المَاء المسقِي بِهِ)
صَاحب الْعين الشِّرْبُ النَّصِيبُ من المَاء وَقيل وقتُ الشُّرْبِ أَبُو زيد الشِّرْبُ الماءُ نفسُه وَالْجمع أَشْرَابٌ وَهُوَ المَشْرَبُ الموضِعُ الْمَحْدُود للشُّرْبِ ابْن السّكيت كَمْ سِقْيُ أَرْضِكَ أَي كم حَظُّها من الشِّرْبِ أَبُو حنيفَة السِّقْيُ مَا زُرعَ على المَاء فَإِذا أردْت أَنه قد سُقِيَ وَلم تَعْنِ النَّوْع قلت سَقِيَّ وَأنْشد
(كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُدَلَّلِ ... )
وَقَالَ سَقَانَا اللهُ سَقْياً وأَسْقَانَا أَبُو عبيد وَهِي السُّقْيَا أَبُو حنيفَة وأَسْقَيْتُه على رَكِيَّتِي جَعَلْتُها لَهُ وأَسْقَيْتُه من نَهْرِي جَدْولاً لَهُ مِنْهُ مَسْقًى وسَقَيْتُ لَهُ مِنْهُ سِيبَوَيْهٍ سَقَيْتُهُ وأَسْقَيْتُهُ جعلتُ لَهُ مَاء أَو سُقْياً فَسَقَيْتُ كَكَسَوْتُ وأَسْقَيْتُ كأَلْبَسْتُ يَذْهَبُ إِلَى التَّسْوِيَة بَين فعلت وأَفْعَلْتُ فِي الْمَعْنى وإنَّ أَفْعَلْتُ غيرُ منقولة من فَعَلْتُ لِضَرْبٍ من المعان] كنَقْلٍ أَدْخَلْتُ من دَخَلَ ابْن السّكيت هِيَ المَسْقَاةُ والمِسْقَاةِ والسِّقَايَةُ لِمَوْضِعِ السَّقْيُ بالماءِ الَّذِي يُسَمَّى الفَتْحَ فَتْحٌ أَيْضا سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ لَا مؤنَةَ فِيهِ إِنَّمَا يَفْتَحَ فِي الأَرْض فَيَسِيحُ فِيهَا وَسَوَاء كَانَ ذَلِك من عين أَو قناة أَو وَاد ابْن دُرَيْد مَخَرْتُ الأرضَ أَمْخَرُهَا مَخْراً سَقَيْتُهَا الماءَ حَتَّى طَبَّقْتُها صَاحب الْعين ومَخَرَتْ هِيَ جادَتْ من ذَلِك المَاء ابْن الْأَعرَابِي حَرْبَصْتُ الأرضَ أرسلتُ فِيهَا الماءَ أَبُو عبيد الجَوَازُ الماءُ الَّذِي يُسْقَاهُ المالُ مِمَّن الْمَاشِيَة والحَرْثِ وَنَحْوه اسْتجَزْتُ فلَانا فأجازني إِذا أَسْقَاكَ ماءٌ لأَرْضِكَ أَو مَاشِيَتِكَ وَهُوَ قَول القطاميّ
(وقالُوا فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ ... عُبَادضة أَنَّ المُسْتَجِيزُ على قُتْرِ)
الْأَصْمَعِي وَقد جَوَّزَا إبْلَه سَقَاهَا أَبُو حَاتِم الخَتْمُ السَّقْيَةُ الَّتِي تُسْقَاها الأرضُ إِذا فُرغَ من تَقْطِيعِ السُّقَّاةِ وَقَالَ الطائِفِيُّون أَوَّلُ مَا يُبْذَرُ القَمْحُ يُبْذَر على وَجه الأَرْض ثمَّ تُثَار الأرضُ فَيَصِيرُ الحَبُّ تحتهَا فَإِذا صَار الحَبُّ تحتهَا سُقِيَ فالسَّقْيُ خِتَامٌ لَهُ وَقد خَتَمُوا عَلَيْهِ وَخَتَمُوه يَخْتِمُونَه خَتْماً والخِتَامُ اسْم لَهُ لِأَنَّهُ إِذا سُقِيَ فقد خُتِمَ بالرَّجَاءِ والمَكْرُ السَّقْيُ يُقَال للرجل إِذا كَانَ قد تَرَكَ أَرْضَهُ حَتَّى جَفَّتْ وصَلُبَتْ أمْكُرْ أرضَكَ أَبُو حنيفَة النَّضْحُ السَّقْيُ وَقد نَضَحَ يَنْضِحُهُ نَضْحاً وَهُوَ السَّقْيُ بالسَّانِيَةِ ابْن دُرَيْد العَفْرُ أَولُ سَقْيِهِ تَسْقِي الزرعَ السانيةُ وَقد عَفَرْنَا أرْضَنَا وَكَذَلِكَ النّخل والفرْصَة النَّصِيبُ من المَاء فِي وَقت يُسْقَى بِهِ النخلُ وَأنْشد
(وكانَ لَهَا من ماءٍ سَيْحَانَ فِرْصَةٌ ... أَذاعَ بهَا نَجْمٌ من القَيْظِ دابِرُ)
أَبُو زيد هِيَ الفِرْصَةُ والفُرْصَة الْأَصْمَعِي تَفَارَصُوا الماءَ تَقَاسَمُوه أَبُو عبيد الرُّفْصَة كالفُرْصَة والفَرْعُ القِسْمُ من المَاء وعَمَّ بِهِ أَبُو عبيد ابْن دُرَيْد العَانَةُ النَّصِيب من المَاء بلُغَة عَبْدِ القَيْسِ والعِيْقُ النَّصِيبُ من المَاء أَبُو حَاتِم الرَّبِيعُ الحَظُّ من المَاء رُبْعَ يومٍ أَو ليلةٍ والتَّرْبِيعُ السَّقْيَةُ الَّتِي يُسْقَاها الزرعُ بعد التَّثْلِيثِ(2/456)
والتَّخْمِيس السقيةُ الَّتِي بعد التَّرْبِيع ابْن دُرَيْد القِلْدُ الحظُّ من المَاء والقِلْدُ سَقْيُ السماءِ وَقد قَلَدَتْنَا أَبُو حَاتِم الطُّوْفُ القِلْدُ وطَوْفُ القَضْبِ قَدْرُ مَا يُسْقَاه أَبُو عبيد البَعْلُ مَا سَقَتْهُ السماءُ وَقد اسْتَبْعَلَ الموضعُ وَقيل البَعْلُ مَا شَرِبَ بعروقه من عُيونِ الأرضِ من غير سَمَاء وَلَا سَقْيٍ وَأنْشد للذبياني يصف النّخل
(من الوَارِدات الماءَ بالقاعِ تَسْتَقِي ... بِأَذْنَابِهَا قَبْلَ اسْتِقَاءِ الحَنَاجِرِ)
فَأَخْبَرَ أَنها تَشْرَبُ بعُرُوقها وَأَرَادَ بالأذْنَابِ والعِذْيُ مَا سَقَتْهُ المساءُ أَبُو حنيفَة جمعُه أعْذَاءٌ أَبُو عبيد العَثَرِيُّ كالعِذْيِ صَاحب الْعين هُوَ العَثْر ابْن دُرَيْد البَخْسُ ارْض تُنْبِتُ من غير سَقْيٍ والجمعُ البخُوس أَبُو عبيد السِّقْيُّ والمَسْقَوِيُّ من الأَرْض والنبات مَا سَقاه السَّيْحُ يَعْنِي المَاء الْجَارِي عَليّ المَسْقَوِيُّ إِلَى مَسْقًى كمَرْمَوِيًّ وَلَا يكون مُضَافا إِلَى مَسْقِيٍّ لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك قيل مَسْقِيُّ قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِذا أضَفْتض إِلَى مَقْضِيٍّ قلتَ مَقْضِيّ بِحَذْف الْأُصُول وتجيء بدَلاَلةِ النَّسَبِ أَبُو عبيد المَظْمِيُّ مَا سَقَتْهُ الْمسَاء عليّ لَا ادري مَا هَذَا أما الْيَاء فتتوجه لأَنهم قد قَالُوا الظمأ بِغَيْر همز على الْبَدَل أَو على أَنَّهُمَا لُغَتَانِ فَكَانَ حكمه المَظْمأ إِلَّا أَن يكون المَظْمِيُّ على حذف الزَّائِد صَاحب الْعين الكَارِخُ بلغَة أَهْلِ السوادِ الرجلُ يَسُوق الماءَ وَقَالَ أَقْطَعْتُه نَهْراً جَعَلْتُه لَهُ
3 - (بَاب صَرْفِ المَاء وسَدِّهِ)
صَاحب الْعين سَدَدْتُ الماءَ وغيرَه أَسُدُّهُ سَدّاً فانْسَدَّ واسْتَدَّ والسِّداد مَا سَدَدْتَه بهِ والجمعُ أَسِدَّة والسَّدُّ الرَّدْمُ صَاحب الْعين السَّكْرُ سَدُّكَ بَثْقَ الماءِ ومُنْفَجَرَه والسِّكْرُ اسْم ذَلِك السِّدَادِ الَّذِي تَجْعَلهُ سَدًّا للبَثْقِ وَنَحْوه قَالَ أَبُو عليّ وَمِنْه التَّسْكِير فِي الْبَصَر كَقَوْلِه تَعَالَى {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أنْصَارُنَا} {الْحجر 15} وَقد تقدَّم اسْتِقْصَاءُ تعْلِيلِهِ ابْن السّكيت سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُره سَكْراً سَدَدْتُه ابْن دُرَيْد أَصله من سَكَرَتِ الرِّيحُ سكن هُبوبها صَاحب الْعين الصَّنَّاعَةُ والصِّنْعُ خَشَبَة يُحْبَسُ بهَا الماءُ والعَرِمَةُ السِّكْر والمُسَنَّاةُ وَهُوَ السَّدُّ يُعْتَرَضُ بِهِ الْوَادي وَالْجمع عَرِمٌ وَفِي التَّنْزِيل {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِم سَيْلَ العَرِمِ} {سبإ 16} وَقيل العَرِم جمع لَا واحدَ لَهُ والرَّصَفُ السَّدُّ المَبْنِيُّ للْمَاء وَقَالَ رَدَمْتُ الثًّلْمَ أَرْدِمُهُ رَدْماً سَدَدْتُهُ وَالِاسْم الرَّدْمُ وَجمعه رُدُومٌ والرَّدْمُ السَّدّ الَّذِي بَيْننَا وَبَين يأجُوج ومأجوجَ وكُلُّ مَا لَفَقْتَ بعضَه ببعضٍ فقد رَدَمْتَه
(تَفجِيرُ الْمِيَاه وكَسْرُ بَثْقِها)
صَاحب الْعين دَعَقْتُ المَاء أَدْعَقُهُ فَجَّرْتُه غير وَاحِد عابَ الماءُ نَقَبَ الشَّطَّ فَخَرَجَ مُجَاوِزَه(2/457)
ابْن دُرَيْد البَعْثَقَةُ خروجُ الماءِ من غائِلِ حَوْض أَو خابِيَةٍ وَقد تَبَعْثَقَ مِنْهُ إِذا انْكَسَرت مِنْهُ ناحِيَةٌ ففاضَ صَاحب الْعين الحَوَالَةُ تَحْويل ماءٍ من نهرٍ إِلَى نهر والبَثْقُ كَسْرُ شَطِّ النَّهر لِيَنْبَعِثَ ماؤُه وَاسم ذَلِك المَوْضِعِ البِثْقُ صَاحب الْعين بَثَقْتُهُ أبْثُقُهُ بَثْقاً فانْبَثَقَ وبَثَقَ
(بَاب النُّجُول)
أَبُو عبيد النَّجْلُ مَا يُسْتَنْجَلُ من الأرضِ أَي يُسْتَخْرَجُ أَبُو حنيفَة هِيَ النِّجَالُ والنُّجُول ابْن السّكيت اسْتَنْجَل الْوَادي كَثُرَ نَجْلُه والنَّزُّ والنِّزُّ النَّجْل وَالْكَسْر أَجود أَبُو حنيفَة وجمعُه نُزُورٌ أَبُو حَاتِم النَّزُّ فَارسي معرّ [قَالَ فَأَما قَوْله
(عَهْدِي بِجَنَّاح إِذا مَا اهْتَزَّا ... وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُراباً نَزًّا)
فَهُوَ هَاهُنَا الْخَفِيف وَلَيْسَ بالنَّزِّ الَّذِي هُوَ النَّجْلُ وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح أَبُو حنيفَة فَإِذا كَانَ النَّجْلُ ضَعِيفا فَهُوَ النَّضَضُ ابْن الْأَعرَابِي الإِمْدَّانُ النَّزُّ وَأنْشد
(فَأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَيْنَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ ... حِيَاض الإِمِدَّانِ القِلاَصُ القَوَامِحُ)
ابْن السّكيت الإمِدَّانُ الماءُ النَّاقِع فِي السَّبَخَة السيرافي الإِمِدَّانُ الماءُ المِلْحُ والإِمِدَّانُ بشدّ الْمِيم النَّزُّ فَهُوَ على هَذَا من بَاب كَوْكَبٍ ابْن دُرَيْد نَشَّمَتِ الأرضُ نَزَّتْ بالماءِ
3 - (بُعْدُ الماءِ وقُرْبُه من الكلإِ والسِّيفِ)
أَبُو حنيفَة إِذا كَانَ مَا حَوْلَ الماءِ مُكْلِئاً قيل مَاء قاصِرٌ وَيسْتَعْمل فِي المَرْتَعِ فَإِذا كَانَ كَلَؤُه بقد مِيلَين أَو ثلاثةٍ أَو مسيرَة يَوْم أَو يَوْمَيْنِ فَهُوَ مُطْلِبٌ ابْن دُرَيْد البِرْغِيل مِياهٌ تَقْرُب من السِّيفِ وَقَالَ مِياهٌ شُعُوب بعيدَة الْوَاحِد شَعْبٌ وشُعُوبٌ وَأنْشد
(كَمَا شَمَّرَتْ كَدْرَاءُ تَسْقِي فراخَها ... بعَرْدَة رِفْهاً والمياهُ شُعُوبُ)
عَليّ إِذا كَانَ وَاحِد الشُّعُوب شُعُوباً فالضمة فِي الْجمع غَيرهَا فِي الْوَاحِد وَالْوَاو غير الْوَاو كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي دِلاَص وهِجَان وَلَا يكون شُعُوبٌ من بَاب عَدْل لِأَنَّهُ لَا فِعْلَ فَتَفَهَّمْهُ ابْن السّكيت ظِمْيءٌ مذَبِّبٌ أَي طَوِيل يشار إِلَى المَاء من بُعْدٍ فيُعْجَلُ بالسير وَيُقَال بَيْننَا وَبَين المَاء قاصِدَةٌ لَا تَعَبَ وَلَا بُطْءَ صَاحب الْعين مَنْهَلٌ مُلْتَوٍ عَنِ الطَّرِيق
3 - (نُعوتُ المَاء فِي قُرْبِ رِشائه وبُعْدِهِ)
صَاحب الْعين مَاء بُغَيْبغٌ يُنْزَعُ بِعِقَالِ ناقَةٍ لقُرْبِهِ وَأنْشد
(يارُبَّ ماءٍ لَكَ بالأَجْبَالِ ... بُغَيْبِعْ يُنْزَعُ بالعِقَالِ)
3 - (وُرُود المَاء والمَصْدَر عَنهُ)
ابْن دُرَيْد الوِرْدُ الحَظُّ من الماءِ ثمَّ كَثُر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سُمِّيَ القومُ الَّذين يَرِدُون المَاء وِرْداً والجميعُ أورادٌ مَاء كَثِيرُ الواردِ إِذا لم يَرِدْه إِلَّا النَّاس وكثيرُ الْوَارِدَة إِذا وَرَدَتْهُ السِّباعُ والناسُ وَغَيرهم(2/458)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَرَدَ وُرُوداً كَمَا قَالُوا جَحَدَ جُحُوداً صَاحب الْعين أَوْرَدْتُهُ الماءَ جعلتُه يَرِدُه أَبُو زيد المَوْرِدَةُ مأْتاةُ الماءِ وكُلُّ مَا أَتَيْتَهُ فقد وَرَدْتَهُ أَبُو عبيد جَبَهْنَا المَاء جَبْهاً إِذا وَرَدْتَه وليستْ عَلَيْهِ قامةٌ وَلَا أَداةٌ قَالَ أَبُو عَليّ ومَثَلٌ من الْأَمْثَال
لِكُلِّ جابِةٍ جَوْزَةٌ ثمَّ يُؤَذَّنُ
الجَوْزَةُ السَّقْيَةُ من المَاء وَقد تقدَّم تَعْلِيل هَذَا فِي أول الْكتاب ابْن السّكيت وَرَدْنَا مَاء لَهُ جَبِيهَةٌ إِمَّا كَانَ مِلْحاً فَلم يَنْضَح مَا لَهُم الشُّرْبُ وَإِمَّا كَانَ آجِناً وَإِمَّا كَانَ بعيدَ القَعْرِ غليظاً سَقْيُه شَدِيدا أَمْرُه ابْن دُرَيْد تَهَقَّعُوا وِرْداً وَرَدُوا كُلُّهم غير وَاحِد فَإِذا رَجَعُوا عَن المَاء فقد صَدَرُوا يَصْدُرُونَ صَدْراً وَقَالَ أَبُو عبيد فِي بَاب المصادر الَّتِي تَجِيء على مِثَال فَعَلٍ صَدَرْتُ عَن البلادِ صَدَراً هُوَ الِاسْم فَإِن أردتَ الْمصدر جزمتَ الدَّال وَأنْشد
(وليلةٍ قد جعلتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا ... صَدْرَ المَطِيَّةِ حَتَّى تَعْرِفَ السُّدَفَا)
قَالَ أَبُو عَليّ فأصابَ الْمَعْنى وَلم يُجِدِ الوَضْعَ يَعْنِي أَبَا عبيد لقَوْله صدرتُ عَن الْبِلَاد صَدَراً هُوَ الِاسْم وَإِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول الصَّدَرُ الاسمُ فَإِن أردْت المَصْدَرَ جزمت الدَّال فقلتَ صدرتُ عَن البلادِ صَدْراً وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى يَصْدُرَ الرِّعَاءُ} {الْقَصَص 23} أَي يَرْجِعُوا من سَقْيِهِمْ وَمن قَرَأَ {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} أَرَادَ حَتَّى يُصْدِرُوا مَواشيهم من وِرْدِهِم فَحذف المفعولَ وحذفُ الْمَفْعُول كثير فِي التَّنْزِيل ابْن دُرَيْد صدرتُ الإبلَ عَن المَاء أَصْدُرُها صَاحب الْعين طَرِيق صادِرٌ يَصْدُرُ ناهِلُه عَن المَاء أَبُو عبيد كَشِرَ القومُ عَن الماءِ بَعُدُوا عَنهُ صَاح الْعين الغَفْقُ من صِفَة الوِرْدِ وَأنْشد
(صَاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ ... )
3 - (أصوات المَاء)
أَبُو عبيد الخَرِيرُ صَوت المَاء وَقد خَرَّ يَخِرُّ ابْن دُرَيْد الخَرْخَرَةُ صَوت المَاء فِي مَضِيقٍ وَهُوَ أَيْضا تَرَدُّدِ النَّفَسِ فِي الصَّدْرِ ابْن السّكيت مررتُ بالنهر وَله أَلِيلٌ وقَسِيبٌ شَدِيد وَقد قَسَبَ يَقْسِبُ وَأنْشد
(أَوْ فَلَج بِبَطْنٍ وادٍ ... للماءِ من تَحْتِهِ قَسِيبُ)
أَبُو حنيفَة القَبْقَبَةُ صوتُ السُّيُول بَين الصُّخُور ابْن دُرَيْد سمعتُ غَقَّ الماءِ وغَقِيقَه إِذا جَرَى فخَرَجَ من ضِيقٍ إِلَى سَعةٍ أَو من سَعَةٍ إِلَى ضيق وغَقَّ القارُ وَمَا أشبهه يَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً إِذا غَلاَ فسمعتَ صوتَه والقَعْقَعةُ حِكايةُ صوتِ المَاء وَغَيره والطَّبْطَبَةُ صوتُ تَلاَطُمِ السَّيْلِ وَأنْشد
(طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلَى جِوَائِها ... )
وَبَقْبَقَةُ الماءِ صوتُ حركته وَكَذَلِكَ بَقْبَقَةُ القِدْرُ إِذا غَلَتْ والجَخْجَغَةُ صَوت تَكَسُّر جَرْيِ المَاء صَاحب الْعين عَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجِيجاً وعَجْعَجَ عَجْعَجَةً صَوَّتَ ابْن دُرَيْد نَهْرٌ عَجَّاجٌ يُسْمَعُ لِمَائِهِ عَجْعَجَةٌ ابْن قُتَيْبَة قَالَ بعضُ الفَخَرَةِ نحنُ أَكثر مِنْكُم ساجاً ودِيباجاً ونهراً عَجَّاجاً اللحياني عَجِيجُ المَاء وأَجِيحُه صوتُ انْصِبَابِهِ ابْن دُرَيْد الدَّرْدَرَةُ حكايةُ صَوْتِ الماءِ فِي بطُون الأَوْدِيَةِ وَغَيرهَا إِذا تَدَافَعَ وَقَالَ سمعتُ ناجِخَةَ الماءِ وَنَجِيخَهُ أَي صوتَهُ قَالَ أَبُو عَليّ وسُئِلَ بعضُ الفصحاء عَن مَاله مَا هُوَ فَقَالَ النَّخْلُ(2/459)
قيل لَهُ أَيْن أنتَ من الْإِبِل فَوَصَفَ مَزِيَّةَ النّخل بأَفْصَحَ مَا يكون من الْوَصْف فَقلت لَهُ مَا أَفْصَحَكَ فَقَالَ إِنَّا سَكَنَّا ناجِخَةَ التَّيَّارِ قَالَ وَيُقَال امْرَأَة نَجَّاخَة إِذا كَانَ لحَيائها صوتٌ عِنْد الْجِمَاع ابْن دُرَيْد وَيُقَال للرجل إِذا غَلُظَ صَوْتُه من سُعْلَةٍ أَو زُكَام أصْبَحَ ناجِخاً ومِنَجِّخاً وَقد تقدَّم ذَلِك قَالَ وسمعتُ غَطَمْطِيطَ الماءِ وَرُبمَا سُمِّيَ بِهِ البحرُ غَيره النَّغَطْمُطُ صَوت المَاء وَقد يكون فِي الغَلَيان صَاحب الْعين ماءٌ صَخِبٌ الآذِيِّ وَأنْشد
(مُفْعَوْعِمٌ صَخْبٌ الآذِيِّ مُنْبَعِقٌ ... )
وَعين صَخِبةٌ إِذا اصْطَفَقَتْ عِنْدَ الجَيَشَانِ ابْن دُرَيْد سَمْعْتُ نَقَلَة الْوَادي وَهُوَ صَوْتُ السَّيْل
3 - (العَوْم فِي المَاء والطَّفْوُ والغَطُّ ... )
صَاحب الْعين عُمْتُ عَوْماً وعَوَّمْتُه وَرجل عَوَّامٌ وَقَالَ سَبَحَ سَبْحاً وسِبَاحَةً عامَ وَمِنْه سَبْحُ النُّجُوم فِي الفَلَكِ وَقد تقدَّم وَقَالَ ذَرَّعَ الرجلُ فِي سِبَاحَتِهِ اتَّسَعَ وكُلُّ مَا اتَّسَعَ فقد تَذَرَّعَ وذَرَّعَ بِيَدَيْهِ حَرَّكَهُما واسْتَعَانَ بهما فِي سِبَاحَتِهِ أَو غَيرهَا أَبُو حنيفَة داعَ يَدُوعُ دَوْعاً اسْتَنَّ سابِحاً وَقد تقدَّم أَنه الاسْتَنَانُ فِي العَدْوِ ابْن دُرَيْد غَطَّهُ يَغُطُّهُ غَطَّا وغَتَّهُ يَغُتُّهُ غَتًّا وغَمَتَهُ غَمْتاً غَمَسَهُ أَبُو عبيد غَطَسْتُه فِي الماءِ أَغْطِسُه غَطَطْتُه وَكَذَلِكَ مَقَلْتُه ابْن دُرَيْد أَمْقُلُه مَقْلاً غَيره وكل مَا غَمَسْتَهُ فِي شيءٍ فقد مَقَلْتَه وَفِي الحَدِيث
إِذا وَقَعَ الذبابُ فِي إِن أحدِكم فامْقُلُوه فَإِن فِي أحَدِ جَنَاحَيْهِ سُمًّا وَفِي الآخر شِفَاءٌ وَإنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ ويُؤَخِّرُ الشَّفَاء
وَقد تَمَاقَلُوا فِي المَاء تَغامَسُوا فِيهِ أَبُو عبيد ومثلُه قَمَسْتُه وأَقْمَسْتُه ابْن دُرَيْد القَمْسُ الغَوْصُ فِي المَاء قَمَسَ يَقْمُسُ قُمُوساً وَمِنْه قاموسُ الْبَحْر وَهُوَ مُعْظَمُ مائِهِ ابْن دُرَيْد كُحْتُ الرجلَ كَوْحاً غَطَطْتُه فِي ماءٍ أَو تُرَاب وَقَالَ غَفَا غَفْواً وغُفُوًّا طَفَا على المَاء وَقَالَ المَهَارَةُ الحِذْقُ بالعَوْمِ والإقْدامُ عَلَيْهِ وَهِي أَيْضا الحَداقَةُ بِكُل شَيْء ابْن سكيت المِهارَةُ والمَهَارَة صَاحب الْعين اسْتَنْقَعَ الرجَلُ فِي المَاء ثَبَتَ فِيهِ يَتَبَرَّدُ وَقَالَ قَمَهَ الشيءُ إِذا غَمَسَ من تَحت المَاء فانْغَمَسَ حِيناً وارتفع آخر وَأنْشد
(يَعْدِلُ أَنْضَادَ القِفَافِ القُمَّهِ ... )
جَعَلَ القُمَّه نعتاً للقِفَافِ لِأَنَّهَا تغيب فِي السراب حِيناً ثمَّ تظهر
3 - (الغَرْقُ والرُّسُوب)
ابْن دُرَيْد غِرِقَ غَرَقاً وأَغْرَقَه الماءُ وَرجل غَرِيقٌ وَقوم غَرْقَى فَأَما تَغْرِيقُ القَوَابِلِ المَوْلُودَ فقد تقدَّم الْأَصْمَعِي رجل غَرِقٌ فِي المَاء فَإِذا مَاتَ فِيهِ قيل غَرِيق قَالَ وَقد يجوز الْوَجْهَانِ فِي الْمَعْنيين وَرجل غَرِقٌ فِي الدَّين وَلَا يُقَال غَرِيق صَاحب الْعين رَسَبَ الشيءُ يَرْسُبُ رُسُوباً ورَسُبَ إِذا لم يَطْفُ ابْن دُرَيْد ساخَ الشيءُ يَسُوخُ رَسَبَ غَيره تَغَمْغَمَ الغَريقُ تَحت المَاء صَوَّتَ والغَمْسُ إرْسابُ الشَّيْء فِي الشَّيْء السَّيَّالِ غَمَسْتُه أَغْمِسُه غَمْساً وَقد تَغَمَّسَ فِيهِ واغْتَمَسَ صَاحب الْعين غاصَ فِي الماءِ غَوْصاً وَرجل غَائِصٌ وغَوَّاصٌ من قوم غَاصَةٍ والغَوْصُ مَوضِع يَخْرُجُ مِنْهُ اللُّؤْلُؤ عليّ لَيْسَ الغَوْصُ اسْما للمكان إِنَّمَا هُوَ مَا غِيصَ عَلَيْهِ كَنَسْجِ اليَمَنِ وضَرْبِ الأميرِ وَلَا يَجِيءُ مثلُ هَذَا فِي الْموضع الْأَعْلَى الْحَذف(2/460)
3 - (خوض المَاء)
صَاحب الْعين خاضَ الماءَ خَوْضاً وخِياضاً واخْتَاضَهُ وخَوَّضَهُ أَبُو عبيد خُضْتُه وأَخَضْتُ غَيْرِي وَقَالَ عَبَرْتُ النَّهْرَ أَعْبُرُه عَبْراً وعُبُوراً وَكَذَلِكَ الطَّرِيق ابْن دُرَيْد البَرْكَلَةُ والكَرْبَلَةُ خَوْضٌ فِي مَاء أَو مشْيٌ فِي طِين قَطَعْتُ المَاء أَقْطَعُه شَقَقْتُه وجاوَزْتُه وقَطَعْتُ بِهِ النهرَ وأَقْطَعْتُه إِيَّاه وأَقْطَعْتُه بِهِ
3 - (الْغسْل والابتلال)
ابْن السّكيت غَسَلْتُ الشيءَ أَغْسِلُه غَسْلاً والغُسْلُ الماءُ والغِسْلُ مَا غُسِلَ بِهِ الرأسُ من خِطْمِيٍّ أَو غَيره أَبُو عبيد الغُسَالَة مَا غَسَلْتَ من الثَّوْب والغَسُولُ الماءُ الَّذِي يُغْتَسَلُ بِهِ ابْن السّكيت هِيَ غِسْلَةٌ مَطَرَّاةٌ وَلَا تَقُل غَسْلَة صَاحب الْعين الغِسْلَة آسٌ يُطَرَّى بأفاوِيهَ ونَحْوِها يُغْسَلُ بهَا ويُمْتَشَطُ الْأَصْمَعِي شيءٌ مَغْسُولٌ وغِسِيلٌ وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء صَاحب الْعين غَسِيلُ المَلاَئِكَةِ حَنْظَلَة بنُ أبي عامِرٍ الْأنْصَارِيّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رأيتُ المَلاَئِكَةَ يَغْسِلُونه وآخَرِين يَسْتُرُونَهُ
والجمعُ غَسْلَى ابْن السّكيت مَغْسِلُ المَوْتَى ومَغْسَلُهُم مَوضِع غَسْلِهم وَقد اغْتَسَلْتُ بِالْمَاءِ والمَغْسَلُ مَا يُغْسَلُ فِيهِ أَبُو زيد غُسَالَتُه ماؤُه الَّذِي يُغْسَل فِيهِ وَقد تقدَّم أَن غُسالة الشَّيْء مَا يُغْسَل بِهِ السيرافي الغِسْلَين والغُسَالَةُ وَهُوَ فِي القُرآن الصَّدِيدُ وَقد تقدَّم فِي بَاب الجِراح وَهُوَ مَا مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ أَبُو عبيد مَلَقْتُ الثُّوْبَ أَمْلُقُهُ مَلْقاً ورَحَضْتُه أَرْحَضُه رَحْضاً ومُصْتُه مَوْصاً وَهِي المُوَاصَة صَاح الْعين المَوْصُ غَسْلُ الثَّوْب غَسْلاً لَيَّناً نَحْو مَا يَجْعَلُ الإنسانُ فِي فِيهِ ثمَّ يَصُبُّه على الثَّوْب وَقد أَخَذَه بني كَفَّيْهِ وإبهاميه يَغْسِلُه ويَمُوصُهُ وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا
مُصْتُمُوه كَمَا يُمَاصُ الثَّوْبُ ثمَّ عَدَوْتُهم عَلَيْهِ فَقَتَلْتُمُوه
تقوم خرج نقياً مِمَّا كَانَ فِيهِ ابْن دُرَيْد مَصْمَصْتُ الثوبَ والإناءَ كَذَلِك أَبُو عبيد مَضْمَضَ فَمَهُ ومَضْمَضَهُ وَقيل المَصْمَصَةُ بِطَرَفِ اللِّسانِ والمَضْمَضةُ بالفَمِّ كُلِّهِ وَهَذَا الفَرْقُ شَبيه بالفَرْقِ مَا بَين القَبْصَة والقَبْضة صَاحب الْعين دَلَكْتُ الثوبَ إِذا مُصْتَهُ لِتَغْسِلَهُ سِيبَوَيْهٍ قَصَرْتُ الثَّوْب قِصَارَةً صَاحب الْعين وَكَذَلِكَ قَصَّرْتُه أَبُو عبيد حَوَّرْتُه مِثْلُه وَبِه سُمِّيَ الحَوَارِيُّونَ لأَنهم كَانُوا قَصَّارِينَ وأصلُه من الإحْوِرَارِ وَهُوَ البَيَاضُ ابْن السّكيت الحَرَقُ احْتِرَاقٌ يُصِيبُ الثوبَ من القَصَارَةِ صَاحب الْعين البَلَلُ والبِلَّةُ والبِلاَلُ النُّدُوَّةُ وَقيل انْبِلاَلُ الماءِ والبُلاَلَةُ البَلَلُ والبِلاَلُ أَيْضا جمع بِلَّةٍ بَلَلْتُ الشيءَ أَبُلُّهُ بَلاًّ فابْتَلَّ وتَبَلَّلَ ويَدُه من المَاء بَلِلَةٌ على الأَصْل وقالول بَلَلْتُ رَحِمِي أَبُلُّها بَلاًّ وبِلاَلاً وَصَلْتُها على المَثَلِ أَبُو زيد اطْوِ الثَّوْبَ على بُلُلَتِهِ أَي رَطُوبَتِهِ الْكسَائي بُلَلَتِهِ وبُلَّتِهِ وبُلاَلَتِهِه أَبُو عبيد ارْمَغَلَّ الثوبُ وارْمَعَلَّ واخْضَلَّ كلُّه ابْتَلَّ بالماءِ ابْن دُرَيْد خَضِلَ الثوبُ خضَلاً واخْضَلَّ ابْتَلَّ وأَخْضَلْتُه أَنا وَقَالَ مَا زِلْنَا فِي مَرْطَلَةٍ مُنذُ اليومِ أَي فِي مطر قد بَلَّ ثِيَابَنَا أَبُو عبيد وَدنْتُ الثوبَ وَدْناً بَلَلْتُه وَأنْشد
(كَمُتَّدِنِ الصَّفَا كي مَا يَلِينَا ... )
عليّ إِنَّمَا يكون ذَلِك لَو قَالَ كَوادِن الصَّفَا وَلَكِن مُفْتَعِل هُنَا بِمَعْنى فَاعل فَلذَلِك حَسُنَ تفسيرُ أبي عبيد ابْن دُرَيْد رَطَّبْتُ الثوبَ وغيرَه بَلَلْتُه ومَسَطْتُه أَمْسُطُه مَسْطاً إِذا بَلَلْتَه ثمَّ خَرَطْتَهُ بيدِكَ لتُخْرِجَ ماءَه وَكَذَلِكَ المَصير إِذا اسْتَخْرَجْتَ مَا فِيهِ فأَجْرَيْتَه بَين أصابعك أَبُو عبيد دَوَّمْتُ الشيءَ بَلَلْتُه وَأنْشد
(وَقد يُدَوِّمُ رِيقَ الطَّامِعِ الأمَلُ ... )
أَي يَبُلّه ابْن دُرَيْد نَسَكَ الثوبَ أَي غَسَلَهُ وَأنْشد
(وَلَا تُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ ... ولَوْ نُسِكَتْ بالماءِ سِتَّةَ أَشْهُرِ)(2/461)
صَاحب الْعين شُصْتُ الثَّوْب شَوْصاً غَسَلْتُه وَقَالَ أَكْمَدَ القَصَّارُ الثوبَ لم يُنْقِ غَسْلَه ابْن دُرَيْد النِّفْرِجُ القَصَّار صَاحب الْعين بَيْزَرُ القَصَّار ومِبْزَرُهُ الَّذِي يَبْزُرُ بِهِ الثوبَ فِي المَاء أَبُو عبيد صَيَّأتُ رَأْسِي بَلَلْتُه قليللاً أَبُو زيد ضَغَّثَ رأسَه صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ ثمَّ نَفَشَهُ فَجعله أَضْغاثاً أَبُو عبيد المِرْكَنُ الإجَّانَةُ الَّتِي يُغْسَلُ فِيهَا الثيابُ وَهِي المِخْضَبَةُ
(الجفوف وَالْمسح)
أَبُو عبيد جَفَّ الثوبُ يَجِفُّ ويَجُفُّ جُفُوفاً ابْن السّكيت جُفُوفاً وجَفافاً قَالَ وَيُقَال للثوب إِذا ابْتَلَّ ثمَّ جَفَّ وَفِيه نَدَّى قد تَجَفْجَفَ وَأنْشد
(فَقَامَ علَى قَوَائِمَ لَيِّنَاتٍ ... قُبَيْلَ تجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ)
فَإِذا يَبِسَ كُلَّ اليُبْسِ قيل قَد قَفَّ يَقُفُّ قُفُوافاً وَقد تقدَّم فِي الدَّمْعِ صَاحب الْعين المَسْحُ إمْرَارُكَ يَدَكَ على الشَّيْء السَّائِل أَو المُتَلَطِّخ تُريد إذهابَهُ بذلك كَمِسْحِكَ رَأْسَكَ من المَاء وجَبِينَكَ من الرَّشْحِ مَسَحْتُه أَمْسَحُه مَسْحاً ومَسَّحْتُه وتَمَسَّحْتُ مِنْهُ أَبُو عبيد مَشَشْتُ يَدِي أَمُشُّهَا وَهُوَ أَن يَمْسَحَها بِشَيْء خَشِنٍ لِيُنَظِّفَهَا ابْن الْأَعرَابِي مَشَشْتُ أُذُنِي كَذَلِك ابْن السّكيت المَشَوشُ مَا مَسَحْتَ بِهِ يَدَكَ يُقَال مَسَحَ يَدَهُ ومَرَسَهَا ومَشَّهَا ابْن دُرَيْد القَطِيلةُ قِطْعَةٌ من كِسِاءٍ أَو ثوب يُنَشِّفُ بهَا المَاء وَقد مَثَثْتُ يَدِي مَثًّا مسحتُها قَالَ وأَحْسِبُه مقلوباً من ثَمَمْتُ صَاحب الْعين اللَّطْحُ كاللَّطْخِ إِذا جَفَّ وحُلَّ وَقد لَطَّحْتُه
3 - (اقْتِسام المَاء واستقاؤه)
أَبُو عبيد تَضَافَنَ القومُ الماءَ إِذا كَانُوا فِي سَفَر وَلَا مَاء مَعَهم إِلَّا شَيْء يسير فيقتسمونه على حَصَاةٍ يُلْقُونَها فِي إِنَاء ثمَّ يُصَبُّ فِيهِ من المَاء قدر مَا يَغْمُرُ الحَصَاةَ فيُعْطَاها كُلُّ رجل مِنْهُم أَبُو حنيفَة الفُرْصَةُ للنَّوْبضةِ والتَّقَارُص السًّقْيُ بالنوائب وَأهل السَّواد يَقُولُونَ الرَّشْنَ وَأهل مَرْو يسمونه البَسْتَ أَبُو عبيد واسمُ حَصَاةِ القَسْمِ المَقْلَةُ وَأنْشد
(قَذَفُوا سَيِّدَهُمْ فِي وَرْطَةٍ ... قَذْفَكَ المَقْلَةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ)
صَاحب الْعين القَدَّاسُ اسمُ حَصَاة تُجْعَل لِشُرِب الْإِبِل فَإِذا تَوَارت تِلْكَ الحصاةُ فِي المَاء كَانَ مَعْلَماً من رِيِّهَا وَأنْشد
(لاَ رِيَّ حتَّى يَتَوَارَى القَدَّاسْ ... )
وَيُقَال أَقْنَعْتُ الإناءَ فِي النَّهر إِذا اسْتَقْبَلْتَ بِهِ جِرْيَةَ الماءِ أَو مَا انْصَبَّ مِنْهُ وَأنْشد
(تُقْنِعُ للجَدْوَلِ مِنْهَا جَدْوَلاً ... )
شَبَّهَ حَلْقَها وفاها بالجَدْوَلِ تَسْتَقْبِلُ بهَا جَدْولاً آخر وكَمَعَ فِي الماءِ كَرَعَ أَبُو عبيد الخَلْفُ الاستِقاءُ الاسمُ والمصدرُ فِيهِ سواءٌ وَأنْشد
(لِزُغْبٍ كأَوْلاَدِ القَطارَاثُ خَلْفُها ... على عاجِزَاتٍ النَّهْضِ حُمْرٍ حَواصِلُهْ)
والمُسْتَخْلِفُ المُسْتَقِي وَأنْشد(2/462)
(ومُسْتَخْلِفاتٍ من بِلَاد تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرُ الحَوَاصِل)
مُسْتَخْلَفات يَعْنِي القَطَا ابْن السّكيت يُقَال مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُم أَي من أَيْن تَسْتَقُون والخَلْفُ الَّذين ذَهَبُوا من الْحَيّ يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثْقَالَهم وَيُقَال للقَطَا المُخْلِفاتُ لِأَنَّهَا تَسْتَقِي لأولادِها الماءَ وتُخْلِفُ أَبُو عبيد السَّانِي المُسْتَقِي وَقد سَنَا سَنْواً وسُنُوًّا أَبُو حنيفَة السَّانِيَةُ الْبَعِير أَو الثور أَو الْحمار يُرْبَطُ بِهِ الرِّشَاءُ يَجُرُّهُ فيَخْرِجُ الغَرْبَ والسَّقْيُ عَلَيْهَا يُسمى السِّنَاوَةَ وَقد سَنَوْتُ سَنَاوَةً وسُنُوًّا ابْن السّكيت أرضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ وَقد سَنَاهَا المَطرُ يَسْنُوها ويَسْنِيها أَبُو زيد المَسْنَوِيَّةُ الْبِئْر الَّتِي يُسْنَى مِنْهَا وَقد اسْتَنَى لنَفسِهِ أَبُو حنيفَة النَّاضِح كالسَّانِيَةِ والسَّقْيُّ عَلَيْهَا يُسمى النَّضْحُ أَبُو عبيد الجَحَافُ ان يَسْقِي الرجلُ فتُصَيبُ الدلُو فَمَ الْبِئْر وَأنْشد
(قد عَلِمَتْ دَلْوُ بِني مَنافِ ... تَقْوِيم فَرْغَيْهَا عَن الجِحَافِ)
وَقَالَ رَوَيْتُ على أَهْلِي رِيَّا وَهُوَ رَاوٍ من قوم رُواةٍ وهم الَّذين يأتونهم بِالْمَاءِ ابْن السّكيت رَوَيْتُ القومَ إِذا استقيتَ لَهُم الماءَ وَأنْشد
(تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزَادِ الأَثْقَلِ)
وَتقول من أَيْن رِيَّتُكُمْ أَي من أَيْن تَرْتَوُون الماءَ صَاحب الْعين تَرَوَّى القومُ وارْتَوَوْا تَزَوَّدوا الماءَ وَمِنْه يَوْم التَّرْوِيَةِ لليوم الَّذِي قَبْلَ عَرَفَة لِأَن النَّاس يَتَزَوَّدُون فِيهِ الماءَ أَبُو عبيد الفُرَاطَةُ الماءُ يكون شَرَعاً بَين أحياءٍ عِدَّة أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْهِ فَهُوَ لَهُ يُقال هَذَا الماءُ فُرَاطَةٌ بَيْنَ بَنِي فلَان صَاحب الْعين تَوَاضَخَ السَّاقِيانِ تَبَارَيا أَبُو عبيد المُوَاضَخَةُ فِي الاستقاء كالمُواضَخَةِ فِي السّير وَهُوَ أَن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صاحِبَكَ وَلَيْسَ بالشَّدِيد وَقد أَوْضَخْتُ لَهُ استْقَيْتُ لَهُ شَيْئا يَسِيرا
3 - (القناطر والجسور)
صَاحب الْعين القَنْطَرَةُ مَعْرُوفَة والجِسْر القنطرة ونحوُهما مِمَّا يُعْبَر عَلَيْهِ ابْن السّكيت هُوَ الجِسْرُ والجَسْرُ
3 - (آلاتُ الاستقاء)
3 - (بَاب النَّواعِير وَغَيرهَا)
أَبُو حنيفَة الناعُوَرةُ مَعْرُوفَة سُمِّيَت بذلك لِأَن لَهَا صَرِيفاً فِي دَوْرِها صَاحب الْعين الناعُورُ جَنَاحُ الرَّحَى أَبُو حنيفَة الدَّالِيَةُ جِذْع طَوِيل يُرَكَّبُ مَدَاقٍّ الآرُزِّ وَفِي رَأسه مَغْرِفَة عَظِيمَة مُقَيَّرة من خُوصٍ أَو بَوَارِيٍّ تَأْخُذ مَاء كثيرا ويُجْعَل مَا يلِي المِغْرَفَة من الجِذْع أقْصَرَ وهُوَ هاديه ومُقَدَّمُه بقَدْر مَا يَبْلُغ الماءَ إِذْ انْحَطَّ ويُجْعَل مُؤَخَّرُه أطولَ فيَرْكَبُه الرجالُ مَشْياً عَلَيْهِ فَإِذا صَارُوا إِلَى مُؤَخَّر الجِذْع ارْتَفع مُقَدِّمُه فإ اُزِّيَ بالإزَاءِ وَهُوَ مُهْرَاق المِغْرَفَة كَفَأَها رجلٌ قَائِم على الإزاءِ فَمضى الماءُ فِي الجَدْوَلِ إِلَى المَزْرَعةِ ونَزَلَ الرجالُ عَن الجِذْعِ فانْحَطَّ هادِيه إِلَى الماءِ لنه أثقلُ من مُؤَخَّرِهِ ثمَّ يَعُود الرجالُ إِلَى ركوبُ الجِذْع فَهَذَا دَأْبُهُم والدَّوْلابُ والدُّولاَبُ الَّتِي تَدُور الشَّهْرَقِ شَهْرَقِ الحَفَّارِ وعَلى قَراها مَسَدَانِ كُلُّ مَسَدٍ مَجْمُوعٌ طَرفاه وَقد رُبِطَتْ بَينهمَا كِيزانٌ كالدِّلاءِ الصَّغَار من خُوص قد قُيِّرَتْ وَيُقَال لتِلْك الكيزان العَصَامِير وهما مُقَدِّران على قَدْر بُعْد المَاء من مَوضِع مَصَبِّ تِلْكَ الدلاء فَإِذا دَار الدُّولابُ أصْعَدَ الدِّلاء مِنْ جانِبِ وهَبَطَتِ الَّتِي تُقَابِلها من الْجَانِب الآخر فاغترفت الفارغةُ وعَلَت المملوءةُ فَإِذا عَلَت قرا الشَّهْرَقِ وَهَمَّت بالانتكاس أَفْرَغَتْ مَا فِيهَا فِي جَدْوَل من خشب(2/463)
تَدور عَلَيْهِ المَنْجَنُون وتُدِير المنجنون الإبلُ أَو الْبَقر أَو الْحمير والشَّهْرَقُ كلمة فارسية قد استعملتها الْعَرَب ابْن دُرَيْد وَاحِد العَصامير عُصْمُور وَقيل هِيَ الصُّعْمُور صَاحب الْعين وَهُوَ العُضْمُور بالضاد قَالَ أَبُو حنيفَة وكُلُّ هَذِه الدوالي الَّتِي تَغْرِفُ بالدَّوْر فَإِنَّهَا المَنْجَنُونات الواحدةُ مَنْجَنُونٌ ومَنْجَنينٌ غير وَاحِد المَحَالةُ المَنْجَنُون ابْن دُرَيْد الزَّرّافاتُ المَنَازِفُ الَّتِي يُنْزَفُ بهَا الماءُ للزَّرْعِ وَمَا أَشْبَهه وَأنْشد
(لَقَلَّ غَناءً عَنْك فِي حَرْب جَعْفَرٍ ... مِنَ الشَّأْمِ زَرَّافاتُها وقُصُورها)
قَالَ أَبُو عَليّ هَذِه رِوَايَة ابْن دُرَيْد زَرَّافاتُها بِالْفَاءِ وَرِوَايَة أبي بكر مُحَمَّد بن السَّرِيّ زرَّاعاتها بِالْعينِ وَيُقَال مَزْرَعَة ومَزْرُعَةٌ كَمَا يُقَال مَبْقَلَة ومَبْقُلَة وبَقَّالة قَالَ وَهُوَ عِنْدِي أَشْبَهُ ابْن دُرَيْد الفاجُوشُ خَشَبَة تُنْقَرُ ويُثْقَبُ فِيهَا أربعُ ثُقَبٍ ويَشُدُّون فِيهَا حَبْلاً ويَسْتَقُونَ وَمِنْه اشتقاقُ فَنْجَشٍ وَهُوَ الواسعُ أَبُو عبيد القِتْبُ جميعُ أَدَاة السَّانِيَة أَبُو زيد القَبَلةُ الرِّشَاءُ والدَّلْوُ وأَداتُه مَا كانتْ على الْبِئْر يعْمل بهَا فَإِن نُزِعَتْ من الْبِئْر ذهب عَنْهَا اسمُ القَبَلةِ والقَابِلِ والدابِرِ السَّاقِيان والقابِل أَيْضا الَّذِي يَقْبَلُ الدلَو صَاحب الْعين العَجَلَةُ الدُّولابُ وَالْجمع عَجَلٌ
3 - (بَاب الدَّلْو وَمَا فِيهَا)
أَبُو عبيد هِيَ الدَّلْوُ والدَّلاَةُ والدَّلاَ غير وَاحِد جمعُ الدَّلْو أدْل ودِلاَءٌ ودُلِيٌّ ودِلِيُّ على حسب مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْو قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْله
(طامِي الجِمَامِ لم تَمَخَّجُه الدَّلاَ ... )
فقد يكون الدَّلاَ اسْما للواحدة وَقد يكون جمع دَلاَةَ على حد نَواة ونَوِّى أَبُو عبيد الذَّنُوب الدَّلْو غَيره وجمعُه أَذْنِبَة وذِنَابٌ وذَنَائِبُ وأصلُ الذَنُوب النَّصِيبُ قَالَ أَبُو عَليّ أصل الذُّنُوب للدلو ثمَّ استعير للأَنْصِبَاء فَأَما قَوْله
(وَفِي كلِّ حَيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمَة ... فَحُقَّ لشأسٍ مِنْ نَدَاكَ ذَنُوبُ)
فقد يكون الدَّلْو وَيكون النصيبَ وهما متقاربان أَبُو عبيد وَهِي الغَرْبُ ابْن السّكيت الغَرْبُ الدَّلْو الْعَظِيمَة من مَسْكِ ثَوْر يَسْنُو بهَا الْبَعِير قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ ذكر والجمعُ غُرُوب صَاحب الْعين الغَرْبُ الرَّاويةُ أَبُو عبيد النَّيْطَلُ الدَّلْو مَا كَانَت وَأنْشد
(ناهَبْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ ... )
وللنيطل مَوضِع آخر سنأتي عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله والسَّلْمُ الدَّلْو الَّذِي لَهُ غُرْوَةٌ واحدةٌ يمشي بهَا الساقي مِثْلَ دِلاَءِ أَصْحَاب الرَّوايات وَهُوَ ذَكَر والسَّجْلُ الدَّلْو ابْن الْأَعرَابِي السَّجْلُ الدَّلو إِذا كَانَ فِيهَا مَاء وَلَا يُقال لَهَا وَهِي فارغة سَجْلٌ وَلَكِن دَلْو ابْن دُرَيْد الْجمع سُجُول وسِجَالٌ وَأنْشد
(لَطَالَمَا حَلأْتُمَاهَا لَا تَرِدْ ... فَخَلِّيَاهَا والسِّجَالُ تَبْتَرِدْ)
وَقيل السِّجْلُ مِلْؤُها وَقد أَسْجَلَتُ الرجل أَعْطَيْتُه سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ابْن دُرَيْد الجُفُّ الدَّلْو من نِصْفِ قِرْبَةٍ صَاحب الْعين الجُفُّ ضَرْبٌ من الدِّلاَءِ يُقَال هُوَ الَّذِي يكونُ بَين السَّقائين يَمْلَؤُنَ بِهِ المَزَادَ وَأنْشد
(رُبَّ عَجُوزٍ رَأسُها كالكُفَّهْ ... تَسْعَى بجُفٍّ مَعَهَا هِرْشَفَّهْ)(2/464)
الهِرْشَفَّة قِطْعَةُ كِسَاء أَو خِرْقَةٌ يُنَشَّفُ بهَا الماءُ من الأرضِ ثمَّ يُعْصَر فِي الجُفِّ وَذَلِكَ فِي قلَّة المَاء وَقَالَ بَعضهم الهِرْشَفَّة نعت للعجوز وَهِي المُسِنَّة الْكَبِيرَة أَبُو عبيد الوَلْغَةُ الدَّلْو الصَّغِيرَة وَأنْشد
(شَرُّ الدِّلاَءِ الوَلْغَةُ المُلاَزِمَه ... والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ)
يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُور غَيره وَالْجمع وِلاَغٌ الزجاجي الكُتْعة كالوَلْغَةِ صَاحب الْعين الصَّفْنَة دَلْو صَغِيرَة لَهَا عُرْوة وَاحِدَة فَإِذا عَظُمَ فاسمُه الصُّفْنُ الْأَصْمَعِي الناعُور ضَرْب من الدِّلاء وَقد تقدَّم أَنه جَنَاح الرَّحا ابْن دُرَيْد المَنْزَفَةُ دُلَيَّةٌ صَغِيرَة تشدّ فِي رَأس عُود طَوِيل ويُنْصَبُ عُودٌ ويُعْرَضُ العُودُ الَّذِي فِي طرفه الدَّلْو على العُود الْمَنْصُوب ويُسْتَقَى بِهِ المَاء أَبُو عبيد العُرْقُوَتَانش الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعْرَضان على الدَّلْو كالصَّلِيبِ ابْن الْأَعرَابِي وهُما العَرْقَتانِ قَالَ الْأَصْمَعِي جمع العَرْقُوَةِ عَرْقٍ وَأنْشد
(حَتَّى تَقُضِّي عَرْقِي الدُّلِيْ ... )
عليّ هَذَا طَرِيفٌ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يجمع مَا فِيهِ الْهَاء بِغَيْر هَاء مَعَ تَسْلِيم الْبناء مَا كَانَ مخلوقاً كتمرة وتمر وعَرْقُوَةٌ مَصْنُوع وَلَكِن لَهَا نَظَائِر أَبُو عُبَيْدَة عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقَاةً شَدَدْتُ عَلَيْهَا العَرْقُوتَيْنِ والوَذَمُ السُّيور الَّتِي بَين آذان الدَّلْوِ والعَراقِي ابْن دُرَيْد وَالْجمع أوْذامٌ وكلُّ سَيْر قَدَدْتَه مُسْتَطِيلاً فَهُوَ وَذَمٌ أَبُو عبيد وَذَمْتُ الدَّلْوَ شَدَدْتُها غَيره أُذُن الدَّلْو وعُرْوَتُها مَقْبِضها وَكَذَلِكَ بُكُوز وَنَحْوه وعَرَّيْتُ الشَّيْء تَخِذتُ لَهُ عُرْوَة ابْن السّكيت الفَرْغُ مَخْرَجُ المَاء من بَين الْعِرَاقِيّ وَمَا بَين كُلِّ عَرْقُوتَين فَرْغٌ وَالْجمع فُرُوغٌ ثَعْلَب الفِراغُ ناحيتُها الَّتِي تَصُبُّ مِنْهَا المَاء وَأنْشد
(يَسْقِي بهَا ذَاتَ فِرَاغٍ عَسْجَلاَ ... )
والإفْراغ الصَّبُّ من قَوْله تَعَالَى {أَفْرِغْ علينا صَبْراً} {الْبَقَرَة 250} وَقد افْتَرَغْتُ صَبَبْتُ عَلَيَّ مَاء والمَفْرَغُ كالفَرْغِ أَبُو عبيد العِنَاجُ إِن كَانَ فِي دَلْو ثَقيلَة فَهُوَ حَبْل أَو بِطَانٌ يُشَدُّ تحتهَا ثمَّ يُشَدُّ إِلَى العَرَاقِي فَيكون عَوْناً للوَذَمِ وَإِذا كَانَت الدَّلْو خَفِيفَة شُدَّ خَيْطه فِي إِحْدَى آذانِها إِلَى العَرْقُوَةِ غَيره وكلُّ حَبْلٍ عَناجٌ وَقيل العِنَاجٌ عُرْوَة فِي أَسْفَل الغَرْبِ من بَاطِن تُشَدُّ بوثَاق إِلَى أَعْلَى الكَرَبِ فَإِذا انْقَطع الحبلُ أمْسَكَ العِنَاجُ الدلوَ أَن تَقَعَ فِي الْبِئْر والجمعُ أعْنِجَة وَقد عَنَجَها يَعْنِجُهَا عَنْجاً ابْن دُرَيْد النَّكَل عِنَاجُ الدَّلْو وَأنْشد
(يَشُدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأكْرَابْ ... )
أَبُو عبيد الكَرَبُ أَن يُشَدَّ الحبلُ على العَرَاقِي ثمَّ يُثَنَّى ثمَّ يُثَلَّثُ ابْن دُرَيْد والجمعُ أكرابٌ أَبُو عبيد دَلْوٌ مُكْرَبَةٌ صَاحب الْعين وَمِنْه قيل للمَفَاصِلِ الشَّدِيدَة مُكْرِبَة تَشْبِيها بِهَذَا العَقْدِ أَبُو عبيد الكَبْنُ والكَبْلُ مَا ثُنِيَ من الْجلد عِنْد شَفَة الدَّلْو وَقَالَ مرّة هِيَ شَفَةُ الدَّلْو وَقَالَ إِذا خُرِزَت الدلوُ أَو الغَرْبُ فجاءتْ شَفَتُها مائلةً قيل ذَقِنَتْ ذَقْناً صَاحب الْعين السُّعْنُ والسَّعْنُ شَيْء يتَّخذ من أَدَمِ شِبهُ الدَّلْو وَرُبمَا جُعِلَتْ لَهُ قَوَائِم فانْتُبِذَ فِيهِ وَقد يكون على تِلْكَ الصَّنْعَة من الدِّلاء وَالْجمع سِعَنَةٌ وأسْعان وقيلَ السُّعْن قِرْبَةٌ بالية مُنْخَرَقَةُ العُنُق يُبَرَّدُ فِيهَا الماءُ والمِسْمَعةُ العُرْوة فِي وسط الدَّلْو وَقد أَسْمَعْتُها جعلتُ لَهَا عُرْوَةً فِي أَسْفَلهَا من بَاطِن ثمَّ شَدَدْتُ بهَا حَبْلاً إِلَى العَرْقُوَة لِتَخِفَّ وَأنْشد
(سَأَلْتُ عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفًّا ... والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كي تخِفَّا)
يَقُول سَاَلْتُه خُفًّا لِلِّبَاس أَو خُفَّ بَعِير بعد أَن سَأَلْتُه بَكْراً فأَبَى عليَّ فِي ذَلِك(2/465)
3 - (نعوت الدَّلْو)
ابْن السّكيت دلو سَجِيلة وسَجْلَة ضَخْمَة وَأنْشد
(خُذْهَا وأَعْطِ عَمِّكَ السَّجِيلة ... إِن لم يَكُنْ عَمُّكَ ذَا حَلِيلَهْ)
ابْن دُرَيْد الحَوْبَأَةُ والحَوْأَبُ الدَّلْو الْعَظِيمَة وَأنْشد
(حَوْبَأَةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ ... )
أَي تُسْمِعُ للضلوعِ نَقِيضاً من ثِقَلِها وَقَالَ أَبُو عَليّ أَظُنهُ تَشْبيهاً بالحَوْأَبِ وَهُوَ الْوَاسِع من الأودية وَهَذَا على نَحْو وَصفهم لَهُم بالسَّحْبَلِ وَهِي الواسعة الضخمة لِأَن السَّحْبَل من الأودية كالحَوْأَب ابْن دُرَيْد دلو بَحْوَنَة عَظِيمَة صَاحب الْعين غَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الْأَخْذ من المَاء وَكَذَلِكَ المزادة الغَرْفِيَّة وَيُقَال غَرْبٌ غَرِيف كَبِير أَبُو عبيد العَدْيَنَة الزِّيَادَة الَّتِي تُزاد فِي الغَرْبِ وَقد عَدَّنْتُه وغَرْبٌ مُشَعَّنٌ من أَدِيمَيْنِ صَاحب الْعين هُوَ يُتَّخَذُ من أَدِيمَيْنِ يُقَابَلُ بَينهمَا بِعرَاقَيْنِ أَبُو عبيد غَرْبٌ ذَأْبٌ قَالَ وَلَا أرَاهُ إِلَّا من تَذَؤُّب الرِّيح وَهُوَ اخْتِلَافهمَا فَشبه اخْتِلاف الْبَعِير فِي المَنْحاة بهَا والمَسْلُوم الَّذِي فُرِغَ من عَمَلِهِ سَلَمْتُه أَسْلِمْهُ سَلْماً وَأنْشد
(بِمُقَابِلٍ سَرِبِ المَخَارِزِ عِدْلُه ... قَلِقُ المَحَالَةِ جارِنٌ مَسْلُومُ)
ويروى سَرِبُ المُقَابَلِ عِدْلُه ابْن دُرَيْد دِلْو مِفْضَخَة أَي وَاسِعَة صَاحب الْعين دلو كَرْشَاء عَظِيمَة
3 - (الْعَمَل بالدلو)
أَبُو عبيد إِذا ألْقَى الرجلُ دلوه ليَسْتَقِي قيل أَدْلَى فَإِذا جَذَبها ليخرجها قيل دَلاَ يَدْلُو قَالَ أَبُو عَليّ فَأَما قَوْله
(يَكْشِفُ عَنْ حَمْأتِهِ دَلْوُ الدَّالْ ... )
فعلى قَوْله
(يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوَازِ لَيْلٍ غاضْ ... )
وَقد تقدَّم تَعْلِيله صَاحب الْعين خَرَطْتُ الدَّلْو فِي الرَّكِيَّة خَرْطاً وَذَلِكَ حِين يُرسلها وَقَالَ نَزَعْتُ الدَّلْو أَنْزِعُها نَزْعاً ونَزَعْتُ بهَا جَبَذْتُ أَبُو عبيد مَخَجْتُ الدَّلْوَ مَخْجاً ومَحَجْتُها خَضْخَضْتُهَا وَأنْشد
(قَدْ صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوماً ... يَزِيدُهُ مَخْجُ الدَّلاَ جُمُوماً)
وَقَالَ مرّة تَمَخَّجْتُ الشيءَ وتَمَاخَجْتُه خَضْخَضْتُه وَأنْشد
(طَامِي الحِمَامِ لَمْ تَمَخَّجْهُ الدَّلاَ ... )(2/466)
أَبُو زيد المَخْنُ كالمَخْنَجِ وَأنْشد
(قَدْ أَمَرَ القَاضِي بأَمْرٍ عَدْلِ ... أَن تَمْخَنُوهَا بِثَمَانِي أَدْلِ)
والنَّخْجُ كالمَخْجِ نُخَجْتُهَا نَخْجاً ابْن دُرَيْد نَهَزَ الدَّلْوُ فِي الْبِئْر حَرَّكَهَا لِتَمْتَلِىء أَبُو نصر يَنْهَزُهَا نَهْزاً أَبُو عُبَيْدَة نَهَزْتُهَا فَنَهِزَتْ وَأنْشد
(عَلَى مَاءٍ يَمْؤُدَ الدِّلاَءُ النَّواهِزُ ... )
أَبُو عبيد نَشَطْتُ الدَّلْوَ أَنْشِطُهَا نَشْطَاً نَزَعْتُها وَرَتَوْتُ بالدلورَتْواً مَدَدتُ مَدَّاً رَقِيقا والمائح الَّذِي يَدْخُل الْبِئْر فَيمْلَأ الدَّلْو وَقد ماحَ يَمِيحُ مَيْحاً صَاحب الْعين وَذَلِكَ إِذا قَلَّ ماؤُها ورَجُل مائِحٌ من قوم ماحَة وَقد ماحَ أصحابَه وَقَالَ نَتَقْتُ الغَرْبَ من الْبِئْر نَتْقاً جَذَبْتُها وَقَالَ عَبَّتِ الدَّلْو صَوَّتَتْ عِنْد غَرْفِ المَاء غَيره عَجَّت الدَّلْو كَذَلِك وَقد مَعَدْتُ الدَّلْو مَعداً جَذَبْتُها وانتزعتُها وَأنْشد
(هَلْ يُرْوِيَنَ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ ... )
والمَتْحُ جذْبُكَ رِشاء الدَّلْو تَمُدُّ بيدٍ وتأْخُذُ بيدٍ على رَأس الْبِئْر مَتَحْتُ الدَّلْو أَمْتَحُهَا مَتْحاً ومَتَحْتُ بهَا وَقيل المَتْحُ كالنَّزْع غَيْرَ أَن المَتْحَ بالقامة وَهِي البكرة والماتِحُ المُسْتَقِي والماتِحُ أَيْضا الَّذِي يَمْلأُ الدلوَ من أَسْفَل الْبِئْر وَأنْشد
(ولَوْلاَ أَبُو الشَّقْرَاءِ مَا زالَ ماتِحٌ ... يُعَالِجُ خُطَّافاً بإحْدَى الجَرَائِرِ)
أَبُو بكر مَتَهْتُ الدَّلْوَ أَمْتَهُهَا مَتْهاً مِثْلُ مَتَحْتُهَا
3 - (البكرة وَمَا فِيهَا)
صَاحب الْعين البَكْرَةُ والبَكَرة لُغتان وَهِي الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا وَهِي خَشَبَة مستديرة فِي وَسطهَا مَحَزٌّ للحَبْلِ وَفِي جَوْفِها مِحْوَرٌ تَدُور عَلَيْهِ قَالَ وَهِي فِي قَول بَعضهم من حَدِيد أَبُو عبيد المَحَالَةُ البَكَرَةُ العَظِيمَةُ الَّتِي تُسْقَى بهَا الإِبلُ صَاحب الْعين هِيَ الَّتِي يُسْتَقِي عَلَيْهَا الطَّيَّانُون شُبِّهَتْ بِمَحَالَةِ الْبَعِير وَهِي فَقَارَتُه وَهِي على تَقْدِير مَفْعَلة لتَحَوُّلها وَقيل هِيَ فَعَالَةٌ وَقيل المَحَالة المَنْجَنُون ابْن دُرَيْد المَنْحَاة والمِنْحاة المَحَالة والمَنْجُور فِي بعض اللُّغَات المَحَالة الَّتِي يُسْنَى عَلَيْهَا أَبُو عبيد القَامَةُ البَكَرَة أَبُو زيد وجَمْعُها قِيَمٌ وَأنْشد
(يَا رُبَّ يَوْمٍ حَرُّه مِثْلُ الضَّرَمْ ... مُلْتَبِسِ الأَوْرَادِ صَرَّافِ القِيَمْ)
أَبُو عبيد وَهِي العَلَقُ وجمعُها أَعْلاَقٌ وَأنْشد
(عُيُونُها خُزْرٌ لِصَوْتِ الأَعْلاَقْ ... )
ابْن السّكيت العَلَقُ البَكَرة وأَدَاتُهَا صَاحب الْعين العَلَقُ والعَلَقَةُ الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ البكرةُ من القامَةِ أَبُو زيد القَرْنُ البَكَرَةُ يَسْتَقِي عَلَيْهَا رَجُلاَنِ أَبُو عبيد القَبُّ الخَرْقُ الَّذِي فِي وسَطِ البَكَرَة وَله أَسْنَانٌ من خَشَب ابْن دُرَيْد وَهُوَ الوَقْبُ أَبُو زيد البُلْعَة سَمُّ البَكرَة وَالْجمع بُلَعٌ أَبُو عبيد المِحْوَرُ العُودُ الَّذِي فِي وسَط البَكَرَة وَرُبمَا كَانَ من حَدِيد صَاحب الْعين هِيَ الحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ وَهِي أَيْضا الْخَشَبَة الَّتِي تَجْمَعُ المَحَالة والمِرْوَدُ المِحْوَر والذَّلْقُ مَجْرَى المِحْور فِي البكرة والخُطَّافُ الَّذِي تَجرِي(2/467)
البكرةُ فِيهِ إِذا كَانَ من حَدِيد فَإِن كَانَ من خشب فَهُوَ قَعْوٌ ابْن دُرَيْد القَعْوان الحَدِيدَتانِ اللَّتَانِ تَجْرِي بَينهمَا البكرةُ وَقيل القَعْوُ البكرة بِعَينهَا قَالَ وَأهل الْيمن يُسَمُّونَ المِحْوَرَ إِذا كَانَ من حَدِيد قَعْواً وَقيل القَعْو شِبْهُ البكرة وَقيل هما خشبتان تكونانِ كِنَافَي البكرة تَضُمَّانها يكون فيهمَا المِحْوَرُ والجَمْعُ قُعِيُّ صَاحب الْعين المَسَدُ المِحْوَرُ إِذا كانَ من حَديد والمِحْوَرُ الخَشَبَة الَّتِي تَجْمَعُ المَحَالة ابْن دُرَيْد الجَزْعُ المِحْوَر يَمَانِيَةٌ صَاحب الْعين الرِّجَامَانِ خشبتانِ تُنْصَبانِ على رَأس الْبِئْر يُنْصَبُ عَلَيْهِمَا القَعْوُ ونحوُ من المَساقِي وللرِّجام مَوضِع آخر سنأتي عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله
3 - (نعوت البكرة)
ابْن السّكيت مَحَالة فَوْهَاء طَوِيلَة الأَسْنَان أَبُو عبيد الدَّمُوكُ البَكَرة السريعةُ المَرِّ وَكَذَلِكَ كلِّ شَيْء سريع ابْن السّكيت بكرَة نَخِيسٌ وَهِي الَّتِي يَتَّسِع ثَقْبُها الَّذِي يَجْرِي فِيهِ المِحْوَر مِمَّا يأكُلُه فيَعْمِدُون إِلَى خُشْيْبَة فيَثْقُبُون وَسَطَها ثمَّ يُلْقِمُونَها ذَلِك الثَّقْب المُتَّسِع وَيُقَال لتِلْك الْخَشَبَة النِّخَاسُ أَبُو عبيد إِذا اتَّسَعَتْ البَكَرةُ أَو اتَّسَعَ خَرْقُهَا عَنْهَا قيل أَخَقَّتْ فانْخُسُوهَا نَخْساً وَهُوَ أَن يُسَدَّ مَا اتَّسَعَ من خَرْقها بخشبة أَو حَجَرٍ أَو غَيره واسمُ مَا تُسَدُّ بِهِ النِّخَاسَةُ والنِّخَاسُ ابْن السّكيت بَكَرَةٌ مَرُوسٌ وَقد مَرِسَتْ مَرَساً إِذا نَشَبَ حَبْلُهَا بَينهَا وَبَين القَعْوِ وَأنْشد
(دُرْناَ ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسٌ ... لاَ ضَيْقَة المَجْرَى وَلَا مَرُوسُ)
وَكَذَلِكَ مَرَسَ الحَبْلُ مَرْساً وَقد أَمْرَسْتُه أَعَدْتُه إِلَى مَجْرَاهِ وأَمْرَسْتُه أَنْشَبْتُه بَين البكرةِ والقَعْوِ وَهُوَ من الأضداد وَأنْشد
(حِبَالُكُمُ الَّتِي لَا تُمْرِسُونها ... )
أَبُو عبيد يُقَال للَّذي يُعِيدُه إِلَى مَجْراهِ المُعَلِّ والرِّشاءِ المُعَلَّى
3 - (أصوات البكرة)
صَاحب الْعين القَعْقَعَة صوتُ البَكْرة وَقد قَعْقَعْتُهَا فَتَقَعْقَعَتْ الْأَصْمَعِي وَكَذَلِكَ الصَّرِيفُ وَقد صَرَفَتْ تَصْرِفُ
3 - (أَسمَاء الحدائد الَّتِي يخرج بهَا مَا فِي الْبِئْر)
غير وَاحِد هِيَ المَخَاطِيفُ والخَطَاطِيفُ والعَوَالِقُ والكُلاَّبُ والكَلُّوبُ حَدِيدَة معطوفة كالمَخَاطِيفِ وكَلاَلِيبِ البازِي مَخَالِبُهُ على التَّشْبِيه ابْن دُرَيْد العَوْدَقُ الحديدة الَّتِي فِيهَا كَلاَلِيبٌ تُخْرَجُ بهَا الدِّلاءُ من الْآبَار صَاحب الْعين هِيَ العَوْدَقَةُ والعَوْدَقُ والحِصْرَمُ
3 - (بَاب حبال الاستقاء وَغَيره)
أَبُو حنيفَة حَبْلٌ وأَحْبُلٌ وحِبَالٌ وحُبُول وَمن كَلَامهم جُعِلَتْ حُبُولُهُم على غَوارِبهم وَقد تقدَّم أَن الحَبْل(2/468)
الرَّسَنُ أَبُو عبيد المَرَسُ الحِبَالُ واحدتُهَا مَرَسَةٌ ابْن السّكيت مَرَسَةٌ ومَرَسٌ وأَمْرَاسٌ جمعُ الْجمع ابْن دُرَيْد الوِقَامُ الحَبْلُ أَبُو عُبَيْدَة الرِّشَاءُ الحبلُ وَقد أَرْشَيْتُ الدَّلْوَ جَعَلْتُ لَهَا رِشَاءٌ غير وَاحِد جمعُه أَرْشِيَةٌ صَاحب الْعين عِصَامُ الدَّلْو والقِرْبَة والإدَاوةِ حبلٌ تُشَدُّ بِهِ وَقد عَصَمْتُ القِرْبَة جعلتُ لَهَا عِصَاماً وعِصَامُ كل شَيْء مَا عُصِمَ بِهِ أَبُو عبيد المِقَاطُ حَبْلُ وجمعُه مُقُطٌ ابْن دُرَيْد مَقَطْتُ الحبلَ أَمْقُطُه مَقْطاً شَدَدْتُ فَتْلَهُ قَالَ وَرُبمَا سُمِّيَ رِشَاءُ الدَّلْو مِقَاطاً صَاحب الْعين المِقَاطُ حَبْلٌ صَغِير قصير يكادُ يَقُوم من شِدَّةِ إغارتِه ابْن السّكيت الكَرُّ بِالْفَتْح قَيْدٌ من لِيفٍ أَو خُوص وَأنْشد فِي وصف فرس
(كالكَرِّ داناه رَفِيقٌ يَفْتِلُهْ ... )
أَبُو عبيد الكَرُّ الحَبْلُ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ على النَّخْلِ وَجمعه كُرُور وَلَا يُسَمَّى بذلك غَيره من الحِبَال أَبُو حنيفَة هُوَ الغليظ مِنْهَا وَأنْشد
(جَذْبَ الصَّرارِيِّينِ بالكُرُورِ ... )
وَقيل الأَغلبُ عَلَيْهِ أَن يكون من الجُلُود ابْن دُرَيْد الحابُولُ الكَرُّ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ وَكَذَلِكَ الرَّاقُولُ فِي بعض اللُّغَات وَهُوَ الفَرْوَنْدُ أَبُو عبيد الجِعار الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ وَسَطُ الرجل إِذا نزل فِي الْبِئْر وطرفه فِي يَد رجل فَإِن سَقَطَ مَدَّهُ بِهِ وَأنْشد
(إِن الجِعَار حَقَبُ السَّقِيِّ ... )
غَيره الجُعْرَة أَثَرُ الجِعَارِ وَأنْشد
(لَوْ كُنْتُ سَيْفاً كَانَ أَتْرُكَ جُعْرَةً ... وكنتُ دَدَاناً لَا يُغَيِّرُكَ الصَّقْلُ)
وَقد تَجَعَّرَ بِهِ وَأنْشد
(لَيْسَ الجِعَارُ مانِعِي مِنَ القَدَرْ ... )
أَبُو عبيد الحَبْلُ من اللِّيف هُوَ المَسَدْ ابْن السّكيت المَسَدُ حَبْلٌ من جُلُود الْإِبِل أَو من لِيف أَو خُوصٍ وَأنْشد
(ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيَانِقِ ... )
وَقَالَ مَسَدْتُ الحبلَ أَمْسُدُهُ مَسْداً أَجْدْتُ فَتْلَه وَمِنْه رَجُلٌ مَمْسُودُ الخَلْقِ أَبُو حنيفَة أصلُ المَسَدِ مَا كَانَ من جُلُودِ الإبلِ ثمَّ قيل لكل رِشَاءٍ مَسَدٌ وجمعُه أَمْسَادٌ والمَسْدُ فِي غير الفَتْلِ الإطَالَةِ وَأنْشد
(وبعْدَ مَسْد الطَّلَق المَمْسُود ... )
وَقَالَ مرّة المَسَدُ من جِلْد أَو أَبَقٍ أَو مُصَاصٍ وَهُوَ نَبات كالكُوْلانِ أَو مِنْ خُلْبٍ وَإِذا غَلُظَ المَسَدُ فَهُوَ قَلْسٌ صَاحب الْعين هُوَ الْحَبل الضخم من لِيفٍ أَو خُوص أَبُو عبيد الوَثَلُ الحبلُ من الليف والوَثِيلُ(2/469)
اللِّيفُ نَفسُه أَبُو حنيفَة الوَثِيلُ الحبلُ الخَلَق أَبُو عبيد الشَّطَنُ والقَرَنُ الحبلُ وَهِي الأَشْطان والأَقْران ابْن السّكيت القَرَنُ الحبلُ يُقْرَنُ فِيهِ البعيرانِ وَيُقَال للبعير المقرون بآخر قَرَنٌ وَأنْشد
(ولَوْ عِنْدَ غَسَّانَ السَّلِيطِي عَرَّسَتْ ... رغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقِيرُ)
وَقد تقدَّم أَن القَرَنَ السيفُ والنَّبْلُ وَأَنه الكِنَانَةُ أَبُو حنيفَة القَرْنُ سَاكن الرَّاء الحَبْلُ يفتل من لِحَاء الشّجر وَقيل القَرْنُ الخُصْلة المفتولة من العِهْن أَبُو عبيد السَّبَبُ الحبلُ وجمعُه أسْباب أَبُو حنيفَة السِّبُّ الحَبْلُ وَجمعه سُبُوبٌ وَأنْشد
(تَدَلَّى عَلَيْهَا بَين سِبٍّ وخَيْطَة ... بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها)
الخَيْطَةُ الوَتِدُ وَقيل الخَيْطَة الْحَبل والسِّب الوَتِدُ أَبُو عبيد المِقْوَسُ الحَبْلُ الَّذِي تُصَفُّ عَلَيْهِ الْخَيل عِنْد السباق وَأنْشد
(إنَّ البَلاَءَ لَدَى المقَاوِسِ مُخْرِجٌ ... مَا كانَ مِنْ غَيْبٍ وَرَجْمٍ ظُنُونٍ)
الرَّجْمُ الظَّنُّ صَاحب الْعين المَاصِرُ حَبْل يُمَدُّ على طَرِيق تُحْبَسُ بِهِ السُّفُنْ أَو السابلة لتُؤخذ منم العُشُور أَبُو عبيد الرُّمَّةُ القِطْعَةُ من الْحَبل وَبِه سُمِّيَ ذُو الرُّمَّة أَبُو حنيفَة حَبْلٌ أَرْمَامٌ وَقد رَمَّ صارَ أَرْماماً وَلَا يُقال إِلَّا فِي الخَلَقِ والرِّواءُ أَغْلَظُ الأَرْشِيَةِ وَهُوَ أَيْضا من حِبَالِ الحُمُولة ابْن السّكيت الخَلِيجُ الحَبْلُ لِأَنَّهُ يَخْلِجُ مَا شُدَّ بِهِ أَي يَجْذِبُه ابْن دُرَيْد وَرُبمَا سُمِّيَ الرَّسَنُ خَلِيجاً والجَوْلُ الحَبْل وَرُبمَا سُمِّيَ العِنَانُ جَوْلاً والجُمَّلُ الحبلُ الغَليظُ من القِنَّبِ الغليظ أَبُو حنيفَة الثَّنَايَةُ والمِثْنَاةُ الحَبْلُ وَأنْشد
(جَعَلَ المَثَانِي أَهْلُهُنَّ فِصَالا ... )
يَعْنِي أَنهم اسْتَدَرُّوا هَذِه اللِّقَحَ بالعَصْبِ بالحِبَالِ ابْن السّكيت وَهِي المَثْنَاةُ وَقَالَ مَتَعَ الحبلُ اشْتَدَّ أَبُو حنيفَة وَيُقَال للحبل الجَيِّدِ ماتِعٌ فَإِذا ذهبتْ خُشُونَةُ الْحَبل ولانَ من العَمَل قيل جَرَنَ يَجْرُنُ جُرُوناً والمَحِصُ مِنْهَا مَا ذَهَبَ زِئْبِرهُ ولاَنَ من الانْمِحاص أَي الانْمِلاَس مَحَجْتُ الحبلَ فَتَلْتُه وخَلَّقْتُه وماحَجْتُ الرجلَ ماطَلْتُه أَبُو حنيفَة حَبْلٌ أَخْلَقُ لَيْسَ من الخُلُوقَةِ وَلَكِن من المُلُوسَةِ وَإِذا كانَ من الخُلُوقِةِ فَهُوَ خَلَقٌ وأَخْلاَقٌ ومُخْلِقٌ وَقد خَلُقَ خَلُوقةً وأَخْلَقَ فَإِذا أَخْلَقَ وَذَهَبت قُوَّتُه فَهُوَ حَبل مَنِينٌ ومَمْنُون والمُنَّة القُوَّة وَيُقَال للرجل أَيْضا مَنِينٌ إِذا ضَعُفَ وَأنْشد
(يارِيَّها إِن سَلِمَتْ يَمِينِي ... ولَمْ تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ)
فَإِن كَانَ كَذَلِك فقد رَثَّ يَرِثُّ وأَرَثَّ وَأنْشد
(أَرَثَّ جَديدُ الْحَبل من أُمِّ مَعْبِدٍ ... بعاقبةٍ وأَخْلَفَتْ بَعْدَ مَوْعِدِ)
وَهُوَ حَبْلُ رَثٌّ ووَهَنَ كَرَثَّ وحَبْلٌ مَوْهُونٌ إِذا انْقَطَعَ بعضُ قُوَاهُ قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ مفعول بِمَعْنى فَاعل غَيره حبلُ واهٍ كَذَلِك أَبُو حنيفَة حَبْل أرضٌ ومَأْرُوضٌ أكَلَتْهُ الأَرَضَةُ غَيره حَبْلٌ أَرِضٌ كَذَلِك وَقد أَرِضَ وَكَذَلِكَ الجِذْعُ أَبُو حنيفَة قَضِئَ الحَبْلُ قَضَأً بَلَى والمِرْوَلُ قِطْعَة الْحَبل الضَّعِيف وَقيل هُوَ القَطْعَةُ من الحبلِ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ فَإِذا انْقطعَ الحبلُ من الخُلُوقِةِ فَهُوَ حَبل مُرْفَتٌّ وأَفْطَاع ورَمَثٌ ورِمْثٌ وأَرْمَاثٌ ورِماثٌ عَليّ هُوَ مُشْتَقّ من الرَّمَثِ وَهُوَ بِقِيةُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْع وَقد تقدم أَبُو حنيفَة حَبل أحذاقٌ وحُذَاقٌ وحِذَاقٌ الْوَاحِدَة(2/470)
حِذْقَةٌ كَذَلِك وَقَالَ مرّة إِذا انْقَطَعَ الحبلُ وَهُوَ جديدٌ فقد انْحَذَقَ وحَذَقَهُ يَحْذِقُهُ حَذْقاً وانْبَتُّ يَبُتُّهُ بَتًّا وبَتَّ هُوَ نفسُه وانْبَتَرَ وانْجَذَمَ وجَذَمَهُ يَجْذِمُه جَذْماً وجَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّا فوه جَذِيذٌ وبَتَكَهُ يَبْتِكُهُ بَتْكاً فانْبَتَكَ وَهُوَ حَبل بَتِكٌ أَي قِطَعٌ وحبل أَقْطَعُ وَقد انْقَطع كلُّ هَذَا يكون فِي الْجَدِيد والخلَق فَأَما الأَخْلاَقُ والأَرْمَاثُ فَلَا يكونُ إِلَّا فِي الخُلْقَان والجِذْمَةُ والجِذْم القِطْعَةُ من الْحَبل خَلَقاً كَانَ أَو جَدِيدا وَإِذا انْتَشَرَ طَرَفُ الْحَبل قيل تَنَسَّرَ وانْتَسَرَ وَنَسَرْتُه نَسْرًا ونَسَّرْتُه وَإِذا نقِصَ الحبلُ فَهُوَ نِكْثٌ وَالْجمع أنْكَاثٌ ابْن السّكيت هُوَ النِّقْضُ والجميع أَنْقَاضٌ ابْن دُرَيْد حبلٌ رَجيع إِذا نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَ الْحَبل جَدِيدا فَهُوَ بديع وَإِذا كَانَ مُسْتَعْملا فَهُوَ لَبِيس وَإِذا بُدِيءَ غزلُ الحَبْلِ فَهُوَ تَوٌّ وتَبٌّ ومَسْحُول وسَحِيل وَالْجمع سُحُلٌ وَقد سَحَلْتُه وأَسْحَلْتُه وَهُوَ الفَرْدُ قبل أَن يُثْنَى فَإِذا ثُنِيَ وجُعِلَ طاقَتَيْنِ ثمَّ فُتِلَ مَثْنِيّاً فقد أُبْرِمَ والمَبَارِمُ المَغَازِلُ الَّتِي يُبْرَمُ بهَا وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فَتْلُهُ بِغَيْر مَغَازِلَ فَهُوَ إِبْرامٌ أَيْضا أَبُو عبيد المَشْزُور المفتُول إِلَى فَوق وَهُوَ الفَتْلُ الشَّزْر وَقد اسْتَشْزَرَ الحبلُ الشَّيْبَانِيّ أصل الشَّزْر الشِّدَّة ابْن دُرَيْد عَذَّبَهُ اللهُ عَذاباً شَزْراً أَي شَدِيدا أَبُو حنيفَة الشَّزْر المنكوسُ الفَتْل هُوَ عِنْد أَشَدُّ لَهُ وَمَا دارتْ فَلْكَةُ المِغْزَلِ فجاءتْ من قِبَل اليمينِ وذَهَبَتْ قِبَلَ يَسَارِهِ فَفَتْلَتُهُ دَبيرٌ وَقيل الدَّبِيرُ مَا ذهبتَ بِهِ عَن وَجْهِكَ أَبُو عبيد وَإِذا كَانَ أسْفَلَ من الشَّزْر فَهُوَ اليَسْرُ أَبُو حنيفَة إِذا كَانَ فَتْلُ الْغَزل يَسْراً فَهُوَ مَيْسُورٌ وفَتْلُهُ قَبِيلٌ وَقيل القَبِيلُ الفَتْلِ الَّذِي قِبَل وَجْهِكَ ابْن قُتَيْبَة مَا يَعْرِفُ قَبِيلاً من دَبِير فالقَبِيلُ من الفَتْل مَا أَقْبَلْتَ بِهِ على صَدْرِكَ والدَّبِيرُ مَا أَدْبَرْتَ بِهِ عَنهُ وَقيل القَبِيلُ باطِنُ الفَتْلِ والدَّبِير ظاهِرُه وَقيل القَبِيل والدَّبِير قي فَتْل الحبْل فالقبيل الفَتْل الأوّل الَّذِي عَلَيْهِ العامَّةُ والدَّبِيرُ الفتلُ الآخِرُ وَقيل القَبِيلُ فِي قُوَى الْحَبل كُلُّ قُوَّةٍ على قُوَّةٍ وِجْهُهَا الداخلُ قَبِيلٌ والخارجُ دَبيرٌ وَقيل القَبيلُ أسفلُ الأُذُن والدَّبيرُ أَعْلَاهَا وَقيل القَبِيل القُطْنُ والدَّبِير الكَتَّان وَقيل مَعْنَاهُ مَا يعرف مَنْ يُقْبِل عَلَيْهِ مِمَّن يُدْبِرُ عَنهُ وَقيل مَا يَعْرِف نَسَبَ أَبيه من نَسَبِ أُمِّهِ وَمثله مَا يَعْرِف مَا قَبِيلُ هَذَا الْأَمر من دَبِيرِهِ وَمَا قَبَالُه من دِبَارِهِ أَبُو حنيفَة وَإِذا لم تُقْبِل إبهامُ الفاتل الْيُمْنَى عَلَيْهِ فَذَلِك اليَمْنُ وَهُوَ أهونُ على الفاتل وَإِذا أَبْرَمُوا الغَزْلَ على مَا يُحِبُّون وأرادُو أَن يُدُرِجُوهُ حَبْلاً عَلَى مَا يُرِيدون من عَدَدِ الطافاتِ فلكلُّ طاقَةٍ مِنْهَا قُوَّةٌ والجميعِ قِوًى وقُوًى أَبُو عبيد الآسانُ قُوَى الحَبل وَأنْشد
(فَقَدْ جَعَلَتْ آسانُ بَيْنَ تَقَطَّعُ ... )
البَيْنُ هُنَا الْوَصْل أَبُو حنيفَة هِيَ الأُسُن أَيْضا واحدتُها أَسانٌ وَمِنْه قيل فلانٌ على آسانٍ من أَبِيه أَي على خَلاَئِقِهِ وضَرَائِبِه أبن السّكيت على آسالٍ من أَبِيه وَقد تقدم أَبُو عَليّ هُوَ الآسانُ بِالْكَسْرِ وَالْجمع أسائِنٌ وَإِن كَانَ مذكراً وَنَظِيره شِمَالٌ وشَمَائل إِلَّا أَن الشِّمَالَ مؤنث والأعرف فِي جمع إسانٍ آسِنَةٌ ابْن السّكيت الجَرَعُ الْتِواءُ فِي قُوَّة من قُوَى الْحَبل تكون ظَاهِرَة على سَائِر القوى أَبُو عبيد القِنَّة القُوَّة من قُوَى حَبل اللِّيفِ وَأنْشد
(يَصْفَحُ للقِنَّة وَجْهاً جَأْباً ... )
أَبُو حنيفَة القِنَنُ الحِبَالُ من اللِّيفِ وَهِي أَيْضا الدُّسُر واحدُها دِسَارٌ وَذَلِكَ إِذا خِيطَتْ بِهِ السُّفُن وَإِن كَانَ ذَلِك من الخُوص فَهُوَ الشُّرُطُ الْوَاحِد شَرِيطٌ صَاحب الْعين وَهِي الشَّرَائِط واحدتُها شَرِيطة ابْن دُرَيْد سُمِّيَت بذلك لِأَنَّهَا يُشْرَطُ خُوصُها أَي يُشَقُّ ثُمَّ يُفْتَلُ أَبُو حنيفَة وَإِذا فُتِلَ الحبلُ عِلّة قُوَّتَين فَهُوَ مَثْنِيٌّ وَلَا يكَاد يُفْتَلُ على أَقَلَّ من ثَلَاث قُوًى فَإِن فُتِلَ على ثلاثٍ فَهُوَ مَثْلُوثٌ وَقد ثَلَثْتُه أَثْلِثُه ثَلْثاً وَكَذَلِكَ إِلَى الْعشْر فِي الْفِعْل والمصدر غير أَنَّك تفتح الْعين فِيمَا كَانَت الْعين مِنْهُ لاماً من ذَلِك وَقيل لم يُقَل فِي الْإِثْنَيْنِ وَلَا فِي الثَّمَانِية وَلَا فِي الْعشْرَة وَإِذا فَتَلَهُ فقد طَواه طَيًّا ولَواهُ لَّياً فالْتَوَى وتَلَوَّى وعَوَاهُ عَيًّا وَرواهُ رَيًّا صَاحب الْعين(2/471)
وَهُوَ الإتْوَاء أَيْضا أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ أدْرَجُهُ وأَدْمَجَهُ وحَمْلَجَهُ فكلُّ رِشَاءٍ حِمْلاَجٌ وأَظُنُّهُ مأْخُوذاً من قَرْن الظَبْيَة لِأَنَّهُ يُقال لَهُ حِمْلاَجٌ حَلْجَمَهُ كحَمْلَجَهُ أَبُو حنيفَة فَإِذا أَحْكَمَ فَتْلَهُ قيل أَكْدَمَهُ وَمِنْه بعير مُكْدَمٌ وَقد أَزَمْتُ الحبلَ آزِمُه أزْماً شددتُ فَتْلَهُ وَمِنْه الأَزْمُ فِي العَضِّ والأَزْمَةُ من الجَذْبِ وَكَذَلِكَ أَرَمْتُهُ آرِمُهُ وأصلُ الأَزْمِ الجمعُ غَيره العَرْقَدَةُ شِدَّة فَتْل الْحَبل وَنَحْوه من الْأَشْيَاء ابْن دُرَيْد حَنَجْتُ الحبلَ أَحْنِجُه حَنْجاً فَتلتُه فَتْلاً شَدِيدا وابْتَذَلَتْ العامَّةُ هَذِه الْكَلِمَة فَسَمَّوا المُخْنَّث حَنَّاجاً لِتَلَوِّيه وَقَالَ حُسْتُ الحبلَ حَيْساً فتلتُه فَتلا شَدِيدا وَكَذَلِكَ أَرْأَمْتُه وَقيل حبلٌ مُسْمَهِرٌ شَدِيد الفتل وَقد اسْمَهَرَّ الحبلُ اشتدَّ أَبُو زيد عَسَدْتُ الْحَبل أَعْسِدُه عَسْداً أحكمتُ فتلَه والسَّمْهَجَةُ الفتل الشَّديد وَقد سَمْهَجَ الفَتْلَ والطَّلْقُ الحَبْلُ القصيرُ الشَّديد الفتلِ وَأنْشد
(مُحَملَجٌ أُدْرِجَ إدْراجَ الطَّلَقْ ... )
أَبُو زيد حبلٌ مَحِصٌ أَمْلَسُ عَلَيْهِ زِئْبِرُه والمَحِصُ الشديدُ الفتلِ لَا أَدْرِي أَفَعيلٌ أم مفعول لقولمه حُصْتُ الحَبْلَ ومَحَصْتُه أَبُو حنيفَة حَرَّدْتُ الحبلَ إِذا ضَفَرْتَهُ على غير استواءٍ فَجَاءَت لَهُ حِرَفَة وَيُقَال حبلٌ حَرِدٌ فِيهِ حَرَدٌ إِذا تَعَجَّرَ الأَطْوَلُ مِنْهُ وَذَلِكَ إِذا لم تكن قُوَاه مُسْتَوِيَةً وَهَذَا غير المُجَرَّدِ فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ ضَفِيرٌ وَقد ضَفَرْتُه ضَفْراً وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الامَة إِذا زَنَتْ
بِعْهَا وَلَو بِضَفِيرٍ
والجَدْلُ مثلُ الضَّفْر والجَدِيلُ مَا جُدِلَ جَدْلاً ابْن دُرَيْد جَدَلَ يَجْدِلُ ويَجْدُلُ أَبُو حنيفَة إِذا أُجِيدَ اِدْراج الْحَبل فقد أُحْصِدَ وَهُوَ مُحْصَدٌ وحَصِدٌ صَاحب الْعين اسْتَحَصَدَ الحبَل وَرجل مُحْصَدُ الرَّأْي مِنْهُ وَقد تقدم أَبُو حنيفَة أُمِرَّ الحبلُ شُدَّ فَتْلُه والمَرِيرة والمَرِيرُ والمِرارُ والمَرُّ والمِرُّ حبلُ الحُمُولةِ وَهُوَ من كل شَيْء حَتَّى من الليف وَأنْشد
(أَمِرَّةُ اللِّيفِ وأَصْنَاقُ القَطَفْ ... )
الأصْنَاقُ جمع صَنَق وَهُوَ الحَلْقَة من الخَشَب تكون فِي طَرَف المَرِير والقَطَفُ ضَرْبٌ من الشّجر متينُ القُضْبان تتُخذ مِنْهُ الأصْنَاقُ ابْن السّكيت السَّلَبُ ضَرْبٌ من الشّجر يَنْبُتُ مُتناسقاً فيَطُولُ وَيُؤْخَذ فيُمَلُّ ثمَّ يُشَقَّقُ فتخرجُ مِنْهُ مُشَاقَةٌ بيضاءُ كاللِّيفِ يُتَّخَذُ مِنْهُ أَجْوَدُ مَا يكون من الحِبَالِ الواحدةُ سَلَبة والمَريرُ من الحبال مَا لَطُفَ وطَالَ واشْتَدَّ فَتْلُهُ أَبُو حنيفَة الْحَبل المُلاَحَمُ المَشْدُود الفتلِ فَإِذا كَانَ رِخْواً فَهُوَ مُعَثْلِبٌ ومُنْدَجِرٌ والإغارة شَدُّ الفَتْلِ وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحَبْلِ على قُوَّةٍ فَذَلِك قَلْدٌ والجميع أَقْلاَدٌ وقُلُود قَالَ وأكُثَرُ مَا سمعتُ بِهِ فِي السُّيور المَلْوِيَّةِ وكُلّ مَا لَوَيْتَه على شَيْء فقد قَلَدْتَه وَلَعَلَّ القِلاَدَة مأخوذةٌ مِنْهُ ابْن دُرَيْد قَلَدْتُ الحَبْلَ أَقْلِدُه قَلْداً والقَلِيدُ الشريطُ عَبْدِيَّةٌ أَبُو حنيفَة فَإِذا اسْتَوَت قُلُودُ الحَبلِ لاسْتِوَاءِ قُوَاهُ فِي الغِلَظِ فَهُوَ حَبْلٌ مُلْتَئِمٌ ولأمٌ ومُتَتَابعٌ فَإذْ اخْتَلَفَتْ فَهُوَ حَبْلٌ مُقْوًى وَمِنْه الإقْوَاء فِي الشَّعْر فَأَما الترصيعُ والرَّصِيعُ فَهُوَ مَا صُنِعَ من الْجُلُود فأُولجَ بعض السُّيُور فِي بعض وَإِذا فُتِلَ الحبلُ من قُوَّتَينِ أَو قُوًى بيضٍ وسودٍ أَو الخَيْطُ فَذَلِك بَرِيمٌ وَلذَلِك سُمِّيَ الصُّبْحُ أَوَّلَ مَا يَبْدُو بَرِيماً لاخْتِلاَطِ بَيَاضِهِ بِسَوادِ اللَّيْل وَأنْشد
(على عَجَلٍ والصُّبْحُ بادٍ كأَنَّهُ ... بأَدْعَجَ من لَيْلِ التِّمَامِ بَرِيمُ)
وَهُوَ معنى قَول الله عز وَجل {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} {الْبَقَرَة 187} وَلَيْسَ هَذَا من الإبْرام دون اللَّوْنَيْنِ وَهُوَ معنى قَول الأخْيَلِيَّة
(يَا أَيُّهَا السَّدِمُ المَلْوِي رأْسَهُ ... لِيَسُوقَ من أَهْلِ الحِجَازِ بَرِيمَا)
تُرِيدُ غَنيمةٌ فِيهَا من كل ضَرْب ضَأن ومَعز أَو سُود وبيض وَإِن كانَ كُلُّ مَفْتُول بَرِيماً وكُلُّ حَبْلٍ بَرِيماً وَإِذا(2/472)
كَانَ الْحَبل من قُوًى مختلِفة الألوان فَهُوَ أَبْرَقُ وَالْجمع بُرْقٌ قَالَ أَبُو عَليّ كلُّ مختلط فَهُوَ أَبْرَقٌ وَلذَلِك قيل للْأَرْض المختلطة بالطين وَالْحِجَارَة بُرْقَةٌ وبَرْقَاءُ وأَبْرَقُ وَقيل للزَّيت الْمَخْلُوط بالمَرقة بَرِيقةٌ فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي
(قِفَا نَثْنِ أَعْنَاقَ الْهَوَى لِمَرَبَّةٍ ... جَنُوبٍ نُدَاوِي غِلَّ داءٍ مُمَاطِلِ)
(بِمُنْحَدَرٍ من رَأْسِ بَرْقَاءَ حَطَّهُ ... تَوَقُّعُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزَايِلِ)
فَلَا نعلم البَرْقَاءَ اسْماً للعَيْنِ وَلكنه لما اخْتَلَطَ السَّوادُ فِيهَا بالبياضِ اسْتَجَازَ أَن يُسَمِّيها بَرْقَاءَ فالأَبْرَقُ لَا تُخَصُّ بِهِ الحِبَالُ إِنَّمَا هُوَ اسمٌ واقعٌ على كلِّ مختلطين وَإِن غَلَبَ صَاحب الْعين حَبْلٌ أَخْصَفُ وخَصِيفٌ فِيهِ لَوْنَانِ من سَوادٍ وبَيَاضٍوقيل الخَصِيفُ لَوْنُ الرَّمادِ أَبُو حنيفَة وَإِذا لم تُحْكَم صَنْعَةُ الحَبْلِ فَهُوَ مُرْمَقٌّ والسِّلْكُ مَا كَانَ من قُطْن وجمعُه سُلُوك والنِّصاحُ مَا كَانَ من خُيُوطِ الصُّوفِ والجميعُ نُصُحٌ وَإِذا كَثُرَتْ ثَلَّةُ الحَبْلِ وثَلْتُه صوفُه أَو شعرُه أَو وَبَرُه قيل حَبل شَبِيعٌ وحِبَالٌ شُبُعٌ ابْن دُرَيْد الوَهَقُ الْحَبل الَّذِي يُطْرَح فِي أعناقِ الدوابِّ حَتَّى تُؤْخَذ والجمعُ أَوْهَاقٌ وأَوْهَقْتُ الدابةَ فَعَلْتُ بهَا ذَلِك الْأَصْمَعِي الخُرَابةُ حَبل من ليفٍ أَو نَحوه أَبُو حنيفَة الخُرَابُ المَسَدُ المُتَّخّذُ من الكِنْبَارِ وَهُوَ لِيفُ النَّارَجِيل وَهُوَ جَوْزُ الهِنْدِ وَهُوَ أجودُ الليفِ للحبال وأجْودَهُ الضُّبَيْبِيُّ وَهُوَ شَدِيد السوَاد ويُسَمَّى القِبْطِيّ وَلَيْسَ فِي الأمْسَادِ أصْبَرُ مِنْهُ على مَاء الْبَحْر وَغير ذَلِك ابْن دُرَيْد الدَّرَكُ القَطْعَةُ من الْحَبل تُقْرَن بأُخْرَى والجمعُ أدْراكٌ ودِرَكَةٌ ودُرُوكٌ أَبُو عبيد الدَّرَكُ حَبْلٌ يُوَثَّقُ فِي طَرَفِ الحبلِ الْكَبِير فِي الدَّلْوِ لِيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الماءَ فَلَا يَعْفَنُ الحبلُ صَاحب الْعين الخُلْبُ حبلُ الليفِ والقُطْنِ إِذا رَقَّ وصَلُبَ والشِّنْغَابُ الطَّوِيلُ الدقيقُ من الأَرْشِيَة والأَغْصان ونحوِها ابْن دُرَيْد حَبل منْكُوثٌ ونَكِيثٌ وأَنْكاث ونِكْثٌ مَقْطُوع صَاحب الْعين الخَرْعُ الْحَبل انْقَطَعَ وخَرَّعْتُه قَطَّعْتُه وحبل رَجِيع إِذا نُقِضَ ثمَّ أُعِيدَ فَتْلُه وكل مَا ثَنَيْتَه فَهُوَ رجيع والنَّفِيُّ مَا وَقَعَ من الرِّشَاءِ على ظَهْرِ البِعِير أَو على شَفِير الْبِئْر
(تَمَّ السَّفْرُ التَّاسِعُ ويَليهِ السَّفْرُ العَاشِرُ وأَوَّلُهُ بَابُ مَا يُوصَلُ بالحَبْلِ أَو الدَّلْوِ للاسْتِقِاءِ والتُّنْقِيَة)(2/473)
/ / بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم السّفر الْعَاشِر
(بَاب مَا يُوصل بالحبل والدلو للاستقاء والتنقية)
أَبُو عبيد الِرِّجَامُ - حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طَرَف الحَبْل ثمَّ يُدَلَّى فِي الْبِئْر فتُخَضْخَض بِهِ الحَمْأة حَتَّى تَثُور ثمَّ يُسْتَقَ: ى ذَلِك الماءُ فتُسْتَنْقى الْبِئْر وَهَذَا إِذا كَانَت بعيدَة القَعْر لَا يقدرُونَ على أَن ينزلُوا فيُنَفُّوها ابْن دُرَيْد الرِّجَامُ - حَجَر يُشدُّ فِي عَرْقُوَة الدَّلْو يُسْرِع الانحدار
(بَاب أَسمَاء المَزَاد والاَسْقِيَة)
أَبُو عبيد السَّطِيحة - الَّتِي تكون من جِلْدَيْن لَا غير صَاحب الْعين المِسْطَحَة - المِطْهَرة فَأَما هَذَا الكُوزُ المتخذُ للاسفار ذُو الْجنب الْوَاحِد فَهُوَ - المِسْطَح والرَّكْوَة - شِبْه تَوْرٍ من أَدَمٍ والجميع رَكَوَاتٌ ورِكَاءٌ أَبُو عبيد المَزَادّة والرَّاويَة والشَّعِيب - كُّله شَيْء وَاحِد وَهُوَ الَّذِي يُفْأَمُ بجِلْدٍ ثالثٍ بَين الجلدين لَيَّتسِع وَمِنْه قَول زُهَيْر: على كِّل َقْينيٍ قَشِيبٍ ومفعم يَعْنِي الهودج الَّذِي وُسِع أَسْفَله بِشَيْء زيد فِيهِ أتنحي - أتزق ابْن جريد وَالْجمع أْنحاء سيبوه وُنحِيٌّ وِنحَاءٌ ابْن السّكيت النَحْيُ - للسَّمْن فَإِذا جُعِل فِيهِ الرُّبُّ فَهُوَ الَحمِيت - وَبِه سُّمِي حَمِيتاً لانه مُتِّن بالرُّبِّ وَأنْشد: (حتَّى يَبُوخَ الغَضَبُ والَحِميت) أَي الشَّديد يَبُوخُ - ينكسر ويَسْكُن الْفَارِسِي وَمِنْه قيل للشديد الْحَلَاوَة حَمِيتٌ وَهَذِه التمرة أحَمْتُ من هَذِه - أَي أَحْلَى أَبُو عبيد الَحِميتُ - أَصْغَر من النَحِي السيرافي التَّحْمُوت - كالَحِميت أَبُو عبيد المِسَادُ - أَصْغَر من الَحِميت صَاحب الْعين المِسَادُ - نِحْيُ الَّسمْن وَالْعَسَل ابْن السّكيت يُقَال لمثل البَدْرة مِمَّا يكون فِيهِ السَّمْن - المِساد ولمثل الشَّكْوة - عُكَّة ابْن جريد الشَّكْوة - سِقاءٌ صَغِير يعْمل من مَسْكِ حَمَلٍ صَغِير والحَمَلُ الصَّغِير يُسَمَّى الشَّكْوة ابْن السّكيت والسقاء - يكون ّلِلبن وَالْمَاء سيبوه وَالْجمع أَسْقِيَة وأسْقيَاتٌ(3/5)
وأَسَاقٍ جمعان للْجمع قَالَ عَليّ فأَسْقِيَاتٌ على التَّسْلِيم وأَسَاقٍ على التكسير - قَالَ سِيبَوَيْهٍ شَبَّهُوا أَسْقِيَة بأَنْمُلة وأَسْقِيَات بأَنْمُلات وأَسَاقٍ بأَنَامل قَالَ عَليّ وَجه هَذَا التَّشْبِيه أَنه إِذا قَارب الجمعُ الواحدَ فكَسَّروه كَانُوا رُبمَا استجازوا تكسيره لمشابهته الْوَاحِد فكّسَّروه على مَا يُكَسَّر عَلَيْهِ الْوَاحِد نَحْو أَفْعِلة تُكَسَّر على مَا تُكَسَّر عَلَيْهِ أَفْعِلة فَلَمَّا قاربت اَسْقِيةٌ أَنْمُلة كَسَّروها على مَا كَسَّروا عَلَيْهِ أَنْمُلة وسَلَّموها على ذَلِك الشَّبَه أَيْضا وَإِنَّمَا حُمِل الْجمع على الْمُفْرد لِأَن أصل الْجمع إِنَّمَا هُوَ للمفرد وَجمع الْجمع عَزِيز وَمَا وجد سِيبَوَيْهٍ مَنْدُوحةً عَن جمع الْجمع لم يُثْبته ابْن السّكيت الوَطْبُ - لِّلبَن خَاصَّة قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أَوْطُبٌ وأَواطبُ جمع الْجمع وَأنْشد: (تُحْلَبُ مِنْهَا سِتَّةُ الأَوَاطِب) ابْن جريد وِطَابٌ وأَوطْاب والاِعْجالةُ - الوَطْب من اللَّبن يَتَعَجَّل بِهِ الرَّاعِي إِلَى أَهله قبل وُرُود الابل وَقد تقدم فِي ذَات اللَّبن صَاحب الْعين الاِيَالُ - وعَاء يُزبَدَّ فِيهِ شراب أَو عصير أَو نَحْو ذَلِك أُلْتُ الشرابَ أَوْلاً أَبُو عبيد العِجْلة - القِرْبة والعَزْلاء - المَزَادة وَالْجمع عَزَالٍ والخَبْر - المَزادة وَالْجمع خُبُور والخِبْرُ أَيْضا بِالْكَسْرِ وَهُوَ أَكثر والاِدَاوة - المِطْهَرة والزِّفْر - السِّقَاء الَّذِي يحمل فِيهِ الرَّاعِي مَاءَهُ والذَّوَارِعُ - الزِّقَاق الصغار أَبُو حنيفَة وَاحِدهَا ذارِعٌ وَهِي أَيْضا - الزُّكَرُ الْوَاحِد زُكْرة صَاحب الْعين تَزَكَرْ الشَّراب - اجْتَمع ابْن جريد السُّعْن - سِقَاء صَغِير وَالْجمع سِعَان وسِعَنَةٌ وَقد تقدم فِي الدِّلاء صَاحب الْعين القَسَّةُ بلُغة أهل السوَاد - القِرْبة الصَّغِيرَة ثَعْلَب الْجَمِيع قِسَاسٌ وَأنْشد: حتَّى يُمَلأَّنَ من القِسَاس ابْن جريد مَا عندنَا صَمِيلٌ - أَي سِقَاء صَاحب الْعين المِقْرَع - السِّقاء الْفَارِسِي هُوَ من قَوْلهم قَرَعَتُ الماءَ فِي الاناء - جَمَعْتُه
3 - (غرور الْقرْبَة وكسورها)
قَالَ الشَّيْبَانِيّ هِيَ - غُضُون القِرْبة وحُبُكُها ونُطُقُها وغُرُورُها وَاحِدهَا غَرٌّ وَقد يسْتَعْمل فِي الثَّوْب أَبُو عبيد وَمِنْه قَول رؤبة اطْوِهِ علَى غَرِه وَقَالَ أَطْرَاقُ القِرْبة - أثناؤها اذا انْخَنَثَتْ وتَثَنَّتْ واحدُها طَرَقُّ والاِنْخنَاثُ - التَّكَسُّر ابْن جريد خَنِثَ الرجلُ خَنَثاً وانخْنَثَ وتَخَنَّثَ - تكَسَّر وتَلَوَّى وَكَذَلِكَ الْجلد وَقيل المُخَنّث - الَّذِي يفعل فعل الخَنَاثَي يُقَال للرجل يَا خُنَثُ وللمرأة يَا خَنَاثِ وَامْرَأَة خُنُثٌ - متكسِّرِة لينًا وَكَذَلِكَ مِخْنَاثٌ وَمِنْه اشتقاق الخُنْثَى والاخْتِنَاثُ - أَن تُكْسَر أَفْوَاه الاَسْقِية إِلَى خَارج وَيشْرب مِنْهَا فَإِذا كُسِرت إِلَى دَاخل فَهُوَ - القَبْعُ وَقد قَبَعْتُ السِقاء أَقْبَعُه قَبْعاً صَاحب الْعين العُصُم - طرائق أَطْرَاف المَزادة الْوَاحِد عِصَامٌ الْأَصْمَعِي الهُزُوم - غُرُورُ القِرْبة وكُسُورُها وَقد تَهَزَّمتِ القِرْبةُ - تكسَّرت صَاحب الْعين سِقاء شَسِيفٌ - يابِسٌ
3 - (مَا فِي الأسقية والقرب وَنَحْوهَا)
أَبُو عبيد العِرَاق - هُوَ الطِبَابة والطِّبَابة هِيَ - الَّتِي تُجْعَل على مُلْتَقَى طَرَفي الْجلد إِذا خُرِزَ فِي أَسْفَل القِرْبة والسِّقاء والاِدَاوة وَقيل إِذا كَانَ الْجلد فِي أسافل هَذِه الْأَشْيَاء مَثْنياًّ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ فَهُوَ - عِرَاقٌ فَإِذا سُوِّى ثمَّ(3/6)
خُرِز غير مَثْنِىٍ فَهُوَ طِبَابٌ وَقد طَبَبْتُ السِّقاء الْفَارِسِي العِرَاقُ والطِّبَاب - مَا استطال من خَرَزِ القِرْبة على نَسَق وَأنْشد: بِي بِي أَرْيَاقُك من أَرْيَاق وَحَيْثُ خُصْيَاك إِلَى المَرَاق وعارِض كحافَةِ العِرَاق شبه تناسق منابت الأضراس بِهَذَا العِرَاق وَمثله قَول الشماخ يصف الأُتُن وَأَنَّهَا وَردت المَاء فأحَسَّت الصَّائِد فنفَرقت مِنْهُ: فَلَمَّا رَأيْنَ الماءَ قد حالَ دُونَه زُعافٌ على ثِنْيِ الشَّرِيعة كارزُ شَكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنَاب على هُدىً كَمَا شَكَّ فِي ثِنْيِ العِنانِ الخَوَارِزٌ يَعْنِي أَنَّهَا نَفَرت على تتَابع وَلم تَفْتَرق كَمَا أَن الشاكَّ لظهر العِنان إِنَّمَا يَشُكُّ شَكَّةَ فِي أثر أُخْرَى بن دُرَيْد الِطَبَّة - الْقطعَة من الأَدَم فِي حَاشِيَة السُّفْرة أَو حّرْف الدَّلْو وَالْجمع الطِّبَاب والطِّبَب أَبُو زيد طَبَّ الخَرْقَ يَطُبُّه طَبَّا - جعل لَهُ طِبَاباً ابْن جريد النِّجِاشُ - الخَيْط الَّذِي يَجْمَع بَين الأديمين لَيْسَ بخَرْز جَيِّد ثمَّ القِشَاع وَهِي - الرُّقعة الَّتِي تجْعَل عَلَيْهِ فَإِذا خُرِزت فَهِيَ العِرَاق وَقيل عِرَاقُ القِرُبة - الخَرْز الَّذِي فِي وَسطهَا وعِرَاقُ السُّفْرة - الخَرْزُ الْمُحِيط بهَا قَالَ: (وَزَعَمُوا أَن العِرَاق إِنَّمَا سميت عِرَاقاً لِأَنَّهَا اسْتَكَفَّتْ أرضَ الْعَرَب وَقيل سميت بذلك لِتَوَاشُجِ عروق عروق الشّجر وَالنَّخْل فِيهَا كَأَنَّهُ اراد عِرْقاً ثمَّ جمع عِرَاقاً وَقيل سُمِّيت عِراقاً لأنَ الْعَجم سَمَّتها إيران شَهْر فعُرِّبت صَاحب الْعين العِّراق فِي المَزَادِة والروايةِ - الخَرْزُ المَثْنِىُّ فِي أَسْفَله وَهُوَ من أوثق خَرْز فِيهِ وَالْجمع أَعْرِقة وعُرُق وَرُبمَا سميت الطِّبَب نَحَائز أَبُو عبيد الجُوَّة - الرُّقعة فِي السِّقاء وَقد جَوَّيْتُ السِّقاء - رَقَعْتُه والكُلْية - الرُّقعة تكون تَحت عُرْوة الاِدَاوة وَالْجمع كُلىً ابْن ريد الخُرْبة - عُرْوة المَزَادة وَجَمعهَا خُرَب وَهِي الأَخْراب أَبُو عبيد وَهِي الخَرَّابة - والصُّنْبُور - مَخْرج المَاء من الاِدَاوة صَاحب الْعين الخُبْن فِي المَزادة - مابين الخُرْب والفم وَهُوَ دون المِسْمَع والمِسْمَع - الطَّرَف وَهُوَ مابينه وَبَين الخُرْب ولكلِ مسْمَعٍ خُبْنان أَبُو عبيد المسمع العروة الَّتِي تكون وسط المزادة غَيره وَهُوَ من المزادة مَا جا وزخرت العروة أَبُو عُبَيْدَة العَزْلاء - فَمُ المَزادة الاسفلُ وَقد قدمت أَنَّهَا عامَّة المَزادة والجميع عَزَالَى صَاحب الْعين رمضت المَاء من الراوية وَلذَلِك قيل أرمضت السَّمَاء عَزَاليَها - إِذا كثر مطرها غير وَاحِد فِي المَزادة أخْرَاتُها وَهِي - العُرَى الَّتِي بَينهَا القَصَبة الَّتِي تُجْمَل بهَا الْوَاحِد خُرْته هُذَليَّة صَاحب الْعين خُصْمُ الراوية - طرفُها الَّذِي بِحِيَال العَزْلاء فِي مُؤَخَّرها وطَرَفُها الْأَعْلَى وَهُوَ - العُصْم وعِصَامُ الوِعاء - عُرْوَته الَّتِي يُعَلَّق بهَا والأخصام الَّتِي عِنْد لكُلْية صَاحب الْعين النِفَعْة - جلْدة تُشَقُّ فتجعل فِي جَانِبي المَزادة فِي كل جانبٍ نفْعة وَالْجمع نِفَعٌ قطرب الَدُّسْمة - الخِرقة الَّتِي يُسَدُّ بهَا خَرْق السِّقاء صَاحب الْعين العَلَقُ - مَا تُعَلَّق بِهِ القِرْبة
(بَاب نُعوت المزاد والأسقية)
ابْن سكيت سِقَاءٌ سِبَحْلٌ وسَبَحْلَلٌ وسَحْبَلٌ وجَحْلٌ وحِضَجْرٌ كلُّه - ضَخْمٌ مُتْسع الْأَصْمَعِي العَنْجَل - الْوَاسِع من الأسقية والأوعية وَقد تقدم فِي الْبَطن ابْن دُرَيْد مَزَادة ثَجْلاء - عَظِيمَة وَكَذَلِكَ سِقَاء وَكِيعٌ - صُلْبٌ شَدِيد مُحْكَم الصَّنْعَة وَيُقَال اسْتَوْكَعَتْ مَعِدةُ الرجل - إِذا اشتدّت قَالَ الْفَارِسِي فاما قَول الفرزدق: وَوفْراء لم تُخْرَزْ بسَيْرٍ وَكِيعةٍ غَدَوْتُ بهَا طَبَّايَدِي بِرشَائها فَإِنَّهُ عَنَى الفَرَس فحاجَى بذلك وَالدَّلِيل على هَذَا قَوْله: ذَعَرْتُ بهَا سِرْباً نَقِياً جُلُوده كَنَجْم الثُّرَيَّا أَسْفَرَتْ من عَمَائها فَأَما طَبَّا من قَوْله طبَّا يَدِي فقد يكون حَالا من الاقرب الَّذِي هُوَ مُتَعَلق بِحرف الْجَرّ وَمن الْأَبْعَد الَّذِي هُوَ مُعْتَمَد الْفَائِدَة صَاحب الْعين اسْتَوْكَع السِقَاءُ - صَلُب واسْتدّت مَخَارزه بعد مَا جُعل فِيهِ المَاء وسِقَاء وَكِيعُ وَمَزادةٌ وكِيعةٌ وَهِي - الَّتِي قُوِّرتْ فأُلقى مَا ضَعُف من أَدِيمها وَبقِي الجيِّد فَخُرِز وكلُّ صُلْبٍ(3/7)
شديدٍ - وَكِيعٌ وَمِنْه قُرْوٌ وَكَيعٌ وحِمَارٌ وكَيعٌ وَقد وَكُعَ وَكَاعة وَبِه سمي الرجل وَكِيعاً وَقَالَ زقٌّ حِضَاجٌ - ضَخْمٌ مُسْنَدٌ وَقد تقدّم أَن الانْحِضاج - سَعَة الْبَطن ابْن دُرَيْد سِقَاءٌ أَدِىٌّ وسِقَاء زبى وَزَرِىٌّ - بَين الصَّغِير وَالْكَبِير الْأَصْمَعِي قرْبةٌ فَرِيةٌ - وَاسِعَة ومَفْرِيَّةٌ - مشقوقةٌ وقِرْبَةٌ فرئ كَذَلِك والعاتق من الزقاق والمزاد الواسعة وقربة رَبُوضٌ - واسعةٌ عَظِيمَة أَبُو حنيفَة إِذا كَانَ الظَّرْف حابساً قيل إِنَّه لَجاء وَيُقَال نجأ السِّقَاء كَذَلِك وَإِذا لم يَخْرُجْ مِنْهُ فَهُوَ مسِّيكٌ وَقد مَسَك مَسَاكةً صَاحب الْعين سِقَاء مِسِّيكٌ - كثيرُ الْأَخْذ من المَاء أَبُو حنيفَة وَإِذا لم تُمْسِك فَهِيَ - مَرَحَةٌ أشدَّ المَرَح وَقد كَتَمَتْ تَكْتُمٌ كُتُوماً - ذَهَب مَرَحُها وسيلانُها أَبُو زيد كَتَمَ السِّقاءُ يَكْتمُ كِتْماناً وكُتُوماً - إِذا أَمْسك مَا فِيهِ من اللَّبن وَالشرَاب وَذَلِكَ حِين تَذْهَب عِينَتُه ثمَّ يُدْهَن السقاء بعد ذَلِك فَإِذا أَرَادوا أَن يَسْتَقُوا فِيهِ سَرَّبوه وَهَذَا خَرْزٌ كَتِيمٌ - أَي لَا يَنْضَح الماءَ وَلَا يَخْرُج مِنْهُ أَبُو زيد سِقَاءٌ ضارٍ بِاللَّبنِ - إِذا كَانَ يَجُود طعمُه فِيهِ وَكَذَلِكَ جَرَّة ضاريةٌ بالنَّبيذ والخل ابْن دُرَيْد إنَّ سِقاءكم لَجَاذِلٌ - إِذا تَمَرْنَ وغَيَّر طَعْمَ اللَّبن أَبُو زيد مَزَادة مَئْلُوثة - إِذا كَانَت من ثَلَاثَة آدِمةٍ صَاحب الْعين سِقَاء بَدِيعٌ - جَدِيد وكلُّ جديدٍ بديعٌ وسِقَاءٌ جارِنٌ - قد يَبِس وبَلِي الشَّنُّ - السِّقاءُ الْبَالِي أَبُو زيد الشَّنَّة - الخَلَقُ من كل آنِية صُنِعَتْ من جلد وَجَمعهَا شِنَانٌ وَقد تَشَنَّن السِقا واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ أَبُو حنيفَة شَنَّنَ
(بَاب آلَات الأسقية)
أَبُو عبيد الزَّاجَلُ - العُودُ الَّذِي يكون فِي طَرف الْحَبل الَّذِي تُشَدُّ بِهِ الْقرْبَة وَجمعه زَوَاجِل وَأنْشد: فهانَ عَلَيْهِ أَن تَخِفَّ وِطابُكُمْ إِذا ثُنيَتْ فِيمَا لَدَيْه الزَّواجِلُ ويروي أَن تَحِفَّ وتَجِفَّ ويختار أَبُو عبيد الْخَاء ويروي إِذا حُنيَت فِيمَا لَدَيْه وَقيل هِيَ - خَشَبَة تُعْطَف رطبَة حَتَّى تصير كالحَلْقة ثمَّ تُجَفَّف فتجعل فِي أَطْرَاف الحُزُم أَبُو حنيفَة يُقَال للبِزَال الَّذِي يُتَّخذ من عُودٍ للزِّقَ لَهُ سِدَاد يُجْعَل فِي إِحْدَى كِرْعِانِه - الأِسْكابة والأُسْكُوب لِأَنَّهُ يُسْكَب بِهِ وَقيل الأُسْكُوب - الفَلْكة الَّتِي يُصَرُّ عَلَيْهَا الِزَقُّ فِي مَوضِع وَهْي يَعْرض لَهُ أَو خَرْق وَالَّذِي يُجْعل فِي فَم الزقِّ وغيرهِ من الْأَوَانِي فَيُصَبُّ فِيهِ الشَّرَاب هُوَ - المِحْقَن والقِمَعُ والقِمْع الْجمع أقماع ابْن السّكيت وقَمْعٌ(3/8)
(بَاب شدّ القِرَب والأَسْقية)
ابْن دُرَيْد وَكَيْتُ القِرْبة أَبُو عبيد أَوْكَيْتُها - شَدّدْتُها بالوِكَاء وَهُوَ - رِباطُها ابْن دُرَيْد أوْكَيْت عَلَيْهَا وَالْأولَى أَعلَى وَفِي الحَدِيث (العَيْنُ وِكَاءٌ السَّهِ فَإِذا نَام أحدُكم فَلْيتَوضَّأْ) جعل اليَقظةَ لَهَا وِكَاءً وكلُّ مَا شُدَّ رأسُه من وعَاء وَنَحْوه وِكَاءٌ وَمِنْه حَدِيث الْحسن (يَا ابْن آدم جَمْعَاً فِي وِعاء وشدا فِي وِكَاءٌ جعل الوكاء هُنَا كالجراب أَبُو الْحسن وَمِنْه) فلَان يوكأ فلَانا (أَي يُسْكِتُه يَأْمُرهُ أَن يَسُدُّ فَمه ويسكت وَهَذَا الفَرَس يُوِكي الميدان شَدَّا أَي يملَؤُه وَأَصله من أَن يُمْلأَ السِقاء مَاء ثمَّ يوكى أَي يشد وَقَول أبي عبيد فِي حَدِيث الزبير) أَنه كَانَ يُوِكى بَين الصَّفَا والمروة (إِنَّمَا هُوَ من امساك الْكَلَام وَمن روى) أَنه كَانَ يُوِكى بَين الصَّفَا والمروة سَعْياً (فَإِن وَجهه يَمْلأُ مَا بَينهمَا سَعْياً لَا يمشي على هِينَته فس شَيْء من ذَلِك أَبُو عبيد أَكْتَبْتُ القِرْبة وقَمْطَرْتُها وكَمْتَرتْهُا - شددتها بالوِكَاء وَكَذَلِكَ أَعْصَمْتها والعِصَام - ربِاط الْقرْبَة وَقيل أَعْصَمْتُها - شددتها بالعِصَام وعَصَمْتها - جعلت لَهَا عِصاماً وَجمع العِصَامِ أعصِمَةً وعُصُمٌ أَبُو عبيد أَشْنَقْتها وشَنَقْهُا - شددتها بالشِنَّاق
(بَاب خَرْزُ القِرَب ودَهْنها)
صَاحب الْعين الخَرْزُ - خِيَاطةُ الْأدم ومثَلٌ (أَجْمَعُ سَيْرَيْنَ فِي خُرْزَة) - أَي أقضى حاجتين فِي دفْعَة وَأنْشد: سَأَجْمَعُ سَيْرَيْنَ فِي خُرْزةٍ وأَمْجُدُ قَوْمِي وأَحْمِي النَّعمْ ابْن دُرَيْد خَرَزتُ السِّقاء والقربة وَغَيرهمَا أَخْرِزه وأَخْرُزه خَرْزاً فَهُوَ مخروز وخَرِيز وَأنْشد: سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُةْ صَاحب الْعين والخَرَّاز - صانع ذَلِك وحِرْفَته - الخِرازة والمِخْرَز - مَا يُخْرَز بِهِ وَقد خَزَمْتُ الشيءَ أَخْزِمُته خَزْماً - خَرَزْته أَبُو زيد السَّيْرُ - الشِّرِاك وَالْجمع سُيُورة ابْن السّكيت أَكْتَبْتُ السِّقاء فَهُوَ مُكْتَبٌ وكَتيبٌ - شدَدتُه أَبُو عبيد كَتَبْتَ السِّقاء أَكْتُبه كَتْبَاً - خَرَزْتُه والكُتْبة - الخُرْزة وَجَمعهَا كُتَب صَاحب الْعين كلُّ كُتبة مِنْهُ - خُرْزةٌ يَعْنِي كلِّ ثقبة وخيطَها والكَتبُ - خرزٌ بسَيْرَيْنَ ابْن السّكيت حَمَرَ الخارزُ سيرهَ يَحْمرهُ وَهُوَ - أَن يَسْحى باطَنه ويَدْهُنه ثمَّ يَخْرز بِهِ فَيَسْهُل وحَمَرَ شاتَه يَحْمُرها - نَتَفَها صَاحب الْعين الخَمُر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة - أَن تُخْرَز ناحيةُ المَزَادة ثمَّ تُعَلَّى بخرزٍ آخر ابْن دُرَيْد سَلقتُ الأديمَ والمَزادة - دَهْنُتها أَبُو زيد عَلقُ القِربةِ - مَا بَقِي فِيهَا من الدُّهن الَّذِي تُدْهَن بِهِ وَقد تقدّم أَنه سير تُعلَّق بِهِ ابْن دُرَيْد السَّلَّة - أَن يخرز سِيرِين فِي خرزة وَالْكَلب - أَن تبقى الخارزة السّير فِي الْقرْبَة وَهِي تخرز خرقاً فَتدخل يَدهَا وَتجْعَل مَعهَا عقبَة أَو شَعْرَة فتدخلها من تَحت السّير ثمَّ تخرق خرقاً بالأشفى فَتخرج رَأس الشعرة مِنْهُ وَأنْشد: كأَنَّ غَرَّمَتْنهِ إِذْ نَجْبُنُهْ مِنْ بَعْد يَوْم كَامِل نُؤَوِّبُه سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُةْ الكَلْبُ - سيرُ أَحْمَر يُجْعل بَين طرفِي الأيم إِذا خُرِز وَقد كَلَبَ يَكلُب كَلْباً ابْن السّكيت خَرَمتُ الخُرزْة أَخْرِمتها خَرْماً وخَرَّمتُها فتَخَرَّمَتْ - فَصَمْتُها والتَّخَرمُ والاِنْخرام - التشفُّق أَبُو عبيد السَّرْبُ - الخَرْز وَقَالَ: أَثْايْتُ الخَرْزَ - خَرَمْتُه وثَأَى هُوَ وَهُوَ الثَّأَي وَقَالَ: أَسَفْتُ - مثل أَثْايتُ وَأنْشد: مَزَائِد خَرْقِاء اليَدَيْنَ مُسِيفةٍ أَخَبَّ بِهنَّ المُخِلفانِ وأَحْفَدا(3/9)
ابْن السّكيت الأْتمُ من الخَرْز - أَن تنفْتَق خُرزْتان فَتَصِيرا وَاحِدَة اللحياني اقْتَفَأتُ الخَرْز - أَعَدْتُ عَلَيْهِ وَذَلِكَ إِذا تَبَاعَدت خُرَزُه
(بَاب تَربيب القِرب والزِقاق)
ابْن السّكيت الحَميتُ مِنْهَا - المُمَتْن بالرُّب وَقد تقدّم أَنه الصَّغير أَبُو عبيد رَبَيْتُ الزَقَّ بالرَُبِّ - أصْلَحْته بِهِ وَكَذَلِكَ رَبَبْتُ الحُبَّ بالقِير
(بَاب عُيُوب الأساقي والقِرَب)
ابْن دُرَيْد قَضِئَتِ القِرْبةُ قَضَاً فَهِيَ قَضِئَةٌ - عَفِنت وتَهَافَتَت وَقد تقدم فِي الثَّوْب غَيره تعَيَّنَ السِّقاء - بَلَيَ وَرَّق وَالِاسْم العِينُة وَقيل هُوَ - أَن تكون فِيهِ دوائرٍ رقاق كالعَيَّن - وسِقاء عين وَعين وَقيل الْعين - الْجيد فَهُوَ ضد سِيبَوَيْهٍ عين فيعل وَبِذَلِك رفع قَول من قَالَ أَن سيداً وَنَحْوه فيعل وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسر الْمَكَان الْيَاء فَقَالَ لَو كَانَ ذَلِك لما قَالُوا تيحان وَعين قَالَ: وَجمع الْعين عيائن همزوها لقربها من الطّرف وَإِن لم تعتل فِي الْوَاحِد أَبُو صاعد أضب السقاء - هريق مَاؤُهُ من خرزة أَو من وهية فِيهِ غَيره والسقاء الرَّحِم - الَّذِي يضيعه أَهله فَلَا يدهنوه بعد ذهَاب عينته فيرحم رحما وَذَلِكَ أَن يفْسد فَلَا يلْزم المَاء ابْن السّكيت قمرت الْقرْبَة وَهُوَ - احتراق يُصِيبهَا عَن الْقَمَر صَاحب الْعين سخف السقاء - وَهِي وَقد تقدم فِي الثَّوْب أَبُو عبيد ذأجت السقاء - خرقته وَقيل نفحته وانذأجت الْقرْبَة - تحرقت
(بَاب تغير رَائِحَة السقاء)
أَبُو عبيد لخن السقاء لخناً فَهُوَ لخن وألخن - تَغَيَّرت رِيحه وطعمه وَكَذَلِكَ الْجلد فِي الدّباغ ابْن السّكيت ألل السقاء - تَغَيَّرت رِيحه أَبُو عبيد سقاء خَبِيث الْعرض منتن الرّيح غَيره حشى حشى - إِذا صَار لَهُ من اللَّبن شبه الْجلد من بَاطِن فَلَا يعْدم أَن ينتن فيروح قطرب خمط السقاء - تَغَيَّرت رَائِحَته أَبُو زيد سقاء طو - إِذا طوى وَفِيه بَلل أَو رُطُوبَة أَو بَقِيَّة لبن فَتغير ولخن تقطع عفناً وَقد طوى طوى
(بَاب ملْء الْقرب والأسقية وَغَيرهَا)
ابْن السّكيت امْتَلَأَ الْإِنَاء وملأته أملأه مَلأ والملء بِكَسْر الْمِيم - مَا يَأْخُذ الاناء الممتلئ وَالْجمع أملاء وقدح ملان وجمجمة ملأى أَبُو حنيفَة وملأته وَقد امْتَلَأَ وتملأ أَبُو عبيد وكرت السقاء وكراً ووكرته وأوكرته وزكرته وزكرته وطحرمته وغرضته أغرضه غَرضا - ملأته وَقد يسْتَعْمل غرضت فِي الْحَوْض صَاحب الْعين أضحكت الْحَوْض - ملأته حَتَّى فاض أَبُو حنيفَة وَكَذَلِكَ أغرضت السقاء أَبُو عبيد عينت الْقرْبَة وسربتها - إِذا صببت فِيهَا المَاء ليخرج من خرورها فتنسد وشربتها - إِذا كَانَت جَدِيدَة فَجعل فِيهَا طيناً ليطيب طعمها وَأنْشد: ذوارف عينيها من الحقل بالضحى سجوم كتنضاح الشنان المشرب(3/10)
يصف الْإِبِل فِي كَثْرَة أَلْبَانهَا ابْن دُرَيْد الصفق - المَاء الَّذِي يصب فِي السقاء البديع حَتَّى يطيب أَبُو عبيد أغربت السقاء - ملأته وَأنْشد: وَكَأن ظعنهم غَدَاة تحملوا سفن تكفأ فِي خليج مغرب ابْن دُرَيْد فعمت الْإِنَاء وَغَيره أفعمه فعماً وأفعمته وافعوعم الْبَحْر وَالنّهر وَنَحْوه من المَاء - امْتَلَأَ أَبُو عبيد وَمِنْه المطبع غَيره طبعته فتطبع وكل مَمْلُوء أَو مثقل مطبع صَاحب الْعين طبع الشَّيْء - ملؤه وَالْجمع أطباع وطباع أَبُو عبيد وَمِنْهَا الدهاق أَبُو حنيفَة أدهقت الكأس وَهِي كأس دهاق فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وكأساً دهاقاً) فقد تكون المملوءة وَتَكون الْمُتَابَعَة على شاربيها من الدهق الَّذِي هُوَ - مُتَابعَة الشد فَأَما صفتهمْ الكأس وَهِي أثنى بالدهاق وَلَفظه لفظ التَّذْكِير فَمن بَاب رَضِي أَعنِي أَنه مصدر وصف بِهِ وَهُوَ مَوضِع إدها وَقد كَانَ يجوز أَن يكون من بَاب هيجان ودلاص الا أَنا لم نسْمع كأسان دهاقان وَإِنَّمَا حمل سِيبَوَيْهٍ أَن يَجْعَل دلاصاً وهجاناً فِي حد الْجمع تكسيراً لهجان ودلاص فِي حد الافراد قَوْلهم هجانان ودلاصان وَلَوْلَا ذَلِك لحمله على بَاب رضى لِأَنَّهُ أَكثر فافهمه أَبُو عبيد المتأق - كالدهاق ابْن السّكيت تئق الاناء تأقاً وَأنْشد: وسقاء يوكى على تأق المل بسير ومستشقي أوشال صَاحب الْعين التأق - شدَّة الامتلاء الْفَارِسِي أتقت الْحَوْض على التَّحْوِيل أَو على تَخْفيف الْهَمْز أَبُو عبيد جزمت الْقرْبَة - ملأتها وَأنْشد: فَلَمَّا جزمت بِهِ قربتي تيممت أطرقة أَو خليفا صَاحب الْعين الجوازم - وطاب اللَّبن المملوأة غَيره هِيَ - المجازم وَاحِدهَا مجزم ووطب جازم ومجزم ابْن السّكيت جزمتها وزمجتها وَأنْشد: جذلان يسر جلة مكنوزة دسماء بحونة ووطبا مجزما دسماء - يخرج دبسها بحونة - ضخمة أَبُو حنيفَة هُوَ أَن تملأه حَتَّى لَا يكون فِيهِ مَوضِع مزِيد وَكَذَلِكَ التدويم وَقد تقدم أَنه البال وتحليق الطَّائِر فِي السَّمَاء أَو فِي الأَرْض على إختلاف المذهبين فِي التدويم والتدوية أَبُو عبيد المفرم - المملوء بِالْمَاءِ فِي لُغَة هُذَيْل والطافح - اللمتلئ الْمُرْتَفع وَمِنْه قيل للسكران طافح أَي أَن الشَّرَاب ملأَهُ حَتَّى ارْتَفع وَيُقَال اطفح عني - أَي اذْهَبْ والطفاحة - زبد الْقُدُور وَمَا علا مِنْهَا يُقَال اطفحت طفاحة الْقدر - أَخَذتهَا أَبُو حنيفَة طفح طفحاً وطفوحا امْتَلَأَ صَاحب الْعين السجر - الملء سجرته أسجره سجراً وسجوراً وسجرته فسجر يسجر وانسجر أَبُو عبيد الْمَسْجُور والساجر المتلئ وَأنْشد: وساجرة السراب من الموامي ترقص فِي نواشرهم الأروم ويروى وساحرة الْعُيُون أَي أَنَّهَا تسحرهم أَي تغرهم والأروم - الْأَعْلَام صَاحب الْعين الساجر -(3/11)
الْموضع الَّذِي يمر بِهِ السَّيْل فيملؤه أَبُو عبيد أفرطت السقاء - إِذا ملأته حَتَّى يفِيض والمترع واللقيف - الملآن ابْن السّكيت بيضت الاناء وخذرفته وزحلقته وحذلمته ومزرته وكمترته ورعبته أرعبه رعْبًا وزنرته - ملأته أَبُو حنيفَة زنرته زنوراً ابْن السّكيت مَلأ سقاءه حَتَّى مَا ترك فِيهِ أمتاً وَحَتَّى صَار مثل الزند وَحَتَّى زم زموماً وَقَالَ: أدهق إناءه وأتعبه ودعدعه - إِذا ملأَهُ حَتَّى يفِيض وَأنْشد: فدعدعا سرة الركاء كَمَا دعدع ساقي الْأَعَاجِم الغربا وَكَذَلِكَ أدمعه ودمعه أَبُو حنيفَة قدح دامع ابْن السّكيت المطمحر - الممتلئ وَيُقَال ذأجت الْقرْبَة - ملأتها وانذأجت وَقد تقدم أَنه التخريق والنفخ وَقَالَ: أفهقته - ملأته حَتَّى يفِيض والفهق - الامتلاء وَمِنْه رجل متفيهق - وَهُوَ الَّذِي يتوسع فِي كَلَامه ويملأ بِهِ فَمه وَقد انفهق الْبَرْق - اتَّسع أَبُو حنيفَة فهق الاناء يفهق فهقاً وفهقاً - تدفق صَاحب الْعين زعب الاناء زعباً - ملأَهُ وزعب الْقرْبَة كَذَلِك وَقيل زعبها وازدعبها - احتملها وَهُوَ ممتلئة عينهَا مبدلة من الْهمزَة فِي زأب وازدأب وَهُوَ أَيْضا أصل من قَوْلهم زعب بِحمْلِهِ - إِذا مر يتدافع بِهِ ابْن السّكيت جَاءَنَا باناء ينسف - إِذا كَانَ ملآن يفِيض من الامتلاء وَقد تقدم فِي الْقَصعَة والضد - الملء وَيُقَال ملآت الكأس إِلَى أصبارها وَاحِدهَا صَبر وصبر وَكَذَلِكَ إِلَى أصمارها أَبُو حنيفَة وَاحِدهَا صمر وَكَذَلِكَ إِلَى أسبالها كل ذَلِك شفاهها وَقَالَ: زق رواء وروى وكأس روية ورية - إِذا كَانَا مرويين وَقَالَ: زكرت السقاء وكظظته كظاً فهومكظوظ وكظيظ وَكَذَلِكَ حضجرته ودأظته دأظاً وطممرته وحصرمته وأكئمته وَقَالَ: ملأَهُ حَتَّى زم بِأَنْفِهِ وَحَتَّى اتَّقَاهُ بسبلته وَحَتَّى أرذمه وأرذم بِأَنْفِهِ وَهُوَ قدح راذمء وأقداح رذمء ورذمء وَقَالَ أرعفت الْقدح وَهُوَ قدح راعف وَيُقَال أعرقت الكأس وعرقتها - ملأتها وَقيل دون الملء وَأنْشد: لَا تملأ الدَّلْو وعرق فِيهَا وَقَالَ: زلمته - ملأته وإناء نهضان - إِذا نَهَضَ من القعرة وَهُوَ دون الثُّلُثَانِ وَقد نهضته وأنهضه والنهدان - مثله وَقيل إِذا قَارب الامتلاء فَهُوَ - نهدان وَقد نهد ونهدته وأنهدته وَقَالَ: قدح طفحان وحفان وجمان - ملآن مَأْخُوذ من الطفاف والحفاف والجمام وَهُوَ - شفيره وَهَذَا طفاف الاناء وحفافه وجمامه وطفافه وحفافه وجمامه وطففه وحففه وجممه وَقد أطففته وطففته قَالَ ابْن الطَّائِي فِي معنى قَوْله عز وَجل: (ويل لِلْمُطَفِّفِينَ) التطفيف - نقص يخون بِهِ صَاحبه فِي كيل أَو وزن وَقد يكون النَّقْص ليرْجع إِلَى مِقْدَار الْحق فَلَا يُسمى تطفيفا وَلَا يُسمى بالشَّيْء الْيَسِير مطففا على إِطْلَاق الصّفة حَتَّى يصير إِلَى حَال يتفاحش ويخسر بهَا ذمَّة فِي دين الْمُسلمين لما جَاءَ عَلَيْهِ من الْوَعيد ابْن السّكيت وأحففته وحففته وأجممته وجممته - ملأته وَحلق الاناء من الشَّرَاب - امْتَلَأَ إِلَّا قَلِيلا وتجزع - إِذا لم يكن فِيهِ إِلَّا جزعة فَإِذا قَارب الملء وَلم يمتلئ فَهُوَ - كربان وقربان وَقد أكربته وكربته وَفِيه كرابة وأقربته وقربته قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ لم يَقُولُوا قرب واكتفوا بقارب فان كَانَ نصفه فَهُوَ نِصْفَانِ وَقد نصف الشَّرَاب الْقدح ينصفه نصفا وَنصفه وأنصفه قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ لم نصف واكتفوا بِنصْف وإناء شطران وَقد شطره يشطره شطراً وَثُلُثَانِ وَقد وأثلثته فان لم يكن فِيهِ إِلَّا قَلِيل فِي قَعْره فَهُوَ قعران وَقد أقعره وقعره وقعره - شرب مَا فِيهِ حَتَّى انْتهى إِلَى قَعْره والمؤنث من هَذَا كُله فعلى صَاحب الْعين الرَّوْض - نَحْو من نصف الْقرْبَة يُقَال جَاءَنَا باناء يريض كَذَا وَكَذَا رجلا وَقد أراضهم - أرواهم بعض الرّيّ وَقد تقدّمت الرَّوْضَة فِي الْحَوْض ابْن دُرَيْد شعشعت الاناء - صببت فِيهِ مَاء أَو غَيره وَلم تملأه وَقَالَ: قعزت الاناء قعزا - ملأته والقعز أَيْضا - الشّرْب غبا وَقَالَ: وزأت الاناء - ملأته ودحمرت الْقرْبَة ودخمرتها - ملأتها وقربة مزكوبة ومطمحرة ومزعوبة وممزورة ومقطوبة - أَي مَمْلُوءَة والنزق - أَن يمْلَأ(3/12)
السقاء والاناء إِلَى رَأسه وَيُقَال مطر مَوضِع كَذَا حَتَّى نزفت نهاؤه أَبُو حَاتِم شددت كنز الْقرْبَة - ملأتها جدا صَاحب الْعين زكب الاناء يزكبه زكوباً وزكباً - ملأَهُ والزب - ملؤك الْقرْبَة إِلَى رَأسهَا زببتها فازدبت أَبُو زيد خرم الْإِنَاء وقعطره وزكمه ملأَهُ أَبُو زيدنفجت السقاء وَغَيره أنفجه نفجاً - ملأته وَيُقَال للرجل إِذا ولدت لَهُ ابْنة هنياً لَك النافجة وَذَلِكَ أَنه يُزَوّجهَا فَيَأْخُذ مهرهَا من الابل فيضمها إِلَى إبِله فينفجها وَهُوَ النفج وكل مَا ارْتَفع فقد انتفج وتنفج أَبُو زيد سنمت الاناء - ملأته حَتَّى صَار فَوْقه كالسنام وَقَالَ: دأظت الاناء وَغَيره أدأظه دأظا - ملأته وَأنْشد: لقد فدى أعناقهن الْمَحْض والدأظ حَتَّى مالهن غَرَض الْغَرَض - النُّقْصَان أَبُو حنيفَة التمريح - أَن تُؤْخَذ المزادة أول مَا تخرز فتملأ مَاء حَتَّى تمتلئ خروزها وَالِاسْم المرح وَقد مرحت
(بَاب أخاديد المَاء وفرضه بَاب الْبَحْر)
وَقد تقدم أَن الْبَحْر المَاء الْملح فِي قَول أبي عبيد وَأَنه المَاء الْكثير من عذب أَو ملح فِي قَول غَيره وَلَكِن الْأَغْلَب أَن الْبَحْر - المَاء الْملح الْكثير يُقَال بَحر وأبحر واعتقب المثالان عَلَيْهِ فِي الْكثير فَقَالُوا بحور وبحار فَأَما قَوْله عز وَجل: (ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر) فَزعم الْفَارِسِي أَن الْمَعْنى ظهر الجدب فِي الْبر وَالْبَحْر وَالْبَحْر لريف وَقَالَ بعض الْمُفَسّرين أَن هَذَا كَانَ قبل أَن يبْعَث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام امْتَلَأت الأَرْض ظلما وضلالة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجَعَ الْقَحْط يدل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى: (ولنبلونكم بِشَيْء من الْخَوْف والجوع وَنقص من الْأَمْوَال والأنفس والثمرات) صَاحب الْعين سمي بحراً لاستبحاره أَي اتساعه وَمِنْه استبحر فِي الْعلم وَالْمَال وتبحر وَكَذَلِكَ تبحر الرَّاعِي والبحيرة - الْبَحْر الصَّغِير وَأما الْبحيرَة الَّتِي بطبرية فانها بَحر عَظِيم نَحْو عشرَة أَمْيَال فِي سِتَّة أَمْيَال ويبسها الْبَتَّةَ عَلامَة الدَّجَّال قَالَ عَليّ لَيست الْبحيرَة تَصْغِير بَحر إِنَّمَا هِيَ تَصْغِير بحرة وبحرة وَهِي مَا اتَّسع من الأَرْض وَهَبَطَ ابْن السّكيت بَحر الرجل - فزع من الْبَحْر وأبحر الْقَوْم - ركبُوا الْبَحْر سِيبَوَيْهٍ النّسَب إِلَى الْبَحْر بحراني من نَادِر معدول النّسَب قَالَ وَقَالَ الْخَلِيل كَأَنَّهُمْ بثوا الِاسْم على فعلان وَحكى غَيره بحري وَقَوله تَعَالَى: (مرج الْبَحْرين) قَالَ ابْن الرماني بحري فَارس وَالروم عَن الْحسن وَقيل هما بَحر السَّمَاء وبحر الأَرْض يَلْتَقِيَانِ فِي كل عَام عَن ابْن عَبَّاس وَقيل البحران المَاء الْملح والعذب وَمعنى مرج أرسلهما(3/13)
بالاجراء فِي الأَرْض يَلْتَقِيَانِ وَلَا يختلطان وَقَوله: (بَينهمَا برزخ لَا يبغيان) البرزخ - الحاجز بَين الشَّيْئَيْنِ وَمِنْه البرزخ - الحاجز بَين الدُّنْيَا والاخرة وَمعنى يبغيان - يختلطان عَن مُجَاهِد وَقيل لَا يبغيان على النَّاس عَن قَتَادَة أَبُو عبيد القلمس - الْبَحْر وَأنْشد: قد صبحت قلسماً هموماً والدأماء - الْبَحْر وَأنْشد: وَاللَّيْل كالدأماء مستشعر من دونه لوناً كلون السدوس ابْن السّكيت الْكَافِر - الْبَحْر وَكَذَلِكَ خضارة مغرفة لَا ينْصَرف قَالَ تَقول هَذَا خضارة طامياً الْفَارِسِي هُوَ من الخضرة وَيُقَال للْمَاء - اليخضور وَأنْشد: عيدَان شطي دجلة اليخضور ابْن دُرَيْد اليم - الْبَحْر وَقيل هِيَ لُغَة سريانية الْفَارِسِي سدر - الْبَحْر وَأنْشد بَيت أُميَّة: سدر تواكله القوائم أجرد أجرد صفة للبحر الْمُشبه بِهِ السَّمَاء وَكَأَنَّهُ وصف الْبَحْر بالجرد لِأَنَّهُ قد لَا يكون كَذَلِك إِذا تموج وَقد استقصينا هَذَا فِي بَاب السَّمَاء صَاحب الْعين البضيع - الْبَحْر وَقَالَ مرّة هُوَ البضيع وَأنْشد: أدليت دلوي فِي البضيع الزاخر الحنبل والحنبالة - الْبَحْر الْأَصْمَعِي المهرقان - الْبَحْر لِأَنَّهُ يهريق مَاءَهُ على السَّاحِل صَاحب الْعين الخضم - الْبَحْر ابْن دُرَيْد بَحر لَا يكشكش - أَي لَا ينْزح وَأما لَا ينكش فقد تقدم فِي عَامَّة المَاء وَقَالَ رها الْبَحْر رهوا - سكن غَيره أسجى الْبَحْر وسجا - سكن أَبُو عبيد الْقَامُوس - وسط الْبَحْر الْأَصْمَعِي قَامُوس الْبَحْر وقومسه - مُعظم مَائه غير وَاحِد عرض الْبَحْر - وَسطه وَقيل هُوَ عَام فِي وسط جَمِيع المَاء وَقيل عرض كل شيءوسطه ثَعْلَب عرض كل شَيْء وَعرضه - وَسطه ورأيته فِي عرض النَّاس وعرضهم - أَي وَسطهمْ صَاحب الْعين أسطمة الْبَحْر وأسطمه - وَسطه ومجتمعه وَكَذَلِكَ أسطمة الْحسب وَقد تقدم ذكره ابْن دُرَيْد بَلْدَة الْبَحْر - وَسطه صَاحب الْعين لجة الْبَحْر - حَيْثُ لَا ترى أَرضًا وَلَا جبلا وَالْجمع اللجج ولجج الْقَوْم وألجوا - دخلُوا فِي اللجة وبحر لجي ولجاج - وَاسع اللجة وَقد التج - اخْتلطت أمواجه وَفِي الحَدِيث (من ركب الْبَحْر إِذا التج فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة) وَفِي حَدِيث آخر (فَلَا يَلُومن الا نَفسه) غَيره عمي الموج بالفذى عميا - رمى وجاش صَاحب الْعين زخر الْبَحْر يزخر زخراً وزخوراً وتزخر - طمي وتملأ وَقَالَ أغدف الْبَحْر - اعشكرت أمواجه أَبُو عبيد الشرم - لجة الْبَحْر وَقيل مَوضِع فِيهِ ابْن دُرَيْد العوطب - لجة الْبَحْر وَهُوَ عِنْد الْأَصْمَعِي مَأْخُوذ من العطب وَهُوَ - العوبط مقلوب عَنهُ صَاحب الْعين أقلد الْبَحْر على خلق كثير أَي ضم عَلَيْهِم وجعلهم فِي جَوْفه والموج - مَا ارْتَفع من المَاء وَالْجمع أمواج وَقد ماج الْبَحْر موجاً وموجاناً وتموج - اضْطربَ ابْن دُرَيْد موجان كل شَيْء - اضطرابه وَمِنْه ماج أَمر النَّاس أَبُو(3/14)
زيد الوأطة - من لجج المَاء ابْن دُرَيْد أرد الْبَحْر - كثرت أمواجه قَالَ وخب الْبَحْر - هيجانه ابْن الْأَعرَابِي اصابهم الخب وخب بهم الْبَحْر يخب غَيره أخب بهم الْبَحْر صَاحب الْعين الكوس - هيج الْبَحْر ومقاربة الْغَرق فِيهِ وَقيل هُوَ - الْغَرق دخيل ابْن دُرَيْد تلاطث الموج فِي الْبَحْر - تلاطم وتلاطث الْقَوْم بِأَيْدِيهِم - تضاربوا وَقد تقدم صَاحب الْعين اعتلاج الموج - التطامه وَأَصله التدافع وَقَالَ زهت الامواج السَّفِينَة - رفعتها والغطمطة - اضْطِرَاب الامواج وبحر غطامط مِنْهُ واللجب - اضْطِرَاب أمواج الْبَحْر ابْن دُرَيْد وَيُسمى الْبَحْر رجافاً لاضطراب أمواجه يُقَال رجف الشَّيْء يرجف رجوفاً ورجفاناً - إِذا اضْطربَ اضطراباً شَدِيدا صَاحب الْعين ازْدحم الموج - التطم ابْن دُرَيْد إِذا ارْتَفع الموج قيل - ظلّ يناغى السَّحَاب وَأنْشد: كَأَنَّك بالمبارك بعد شهر يناغى موجه غر السَّحَاب والدردور - مَوضِع فِي الْبَحْر يَجِيش مَاؤُهُ قَلما تسلم مِنْهُ السَّفِينَة أَبُو عبيد وَهُوَ - الْفلك وَفِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود (تركت فرسك كَأَنَّهُ يَدُور فِي فلك) وَقيل الْفلك هُنَا السَّمَاء وَالْأول أصح عِنْده وَفِي قَول الْبَحْر وموجه أَبُو زيد انزكب الْبَحْر - اقتحم فِي وهدة أَو سرب ابْن السّكيت الخليج - من الْبَحْر سمي بذلك لِأَنَّهُ يجذب من مُعظم الْبَحْر والخليج - الجذب خلجه يخلجه وَأنْشد: فَإِن يكن هَذَا الزَّمَان خلجاً وَمِنْه قيل للحبل - خليج لِأَنَّهُ يجذب مَا شدّ بِهِ وَمِنْه نَاقَة خلوج - إِذا جذب عَنْهَا وَلَدهَا بِذبح أَو بِمَوْت وَالْجمع خلج وخلجان أَبُو عبيد خريص الْبَحْر - خليج مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَة وَكَذَلِكَ الدخريص والدخرصة أَبُو عبيد السواعد - مجاري الْبَحْر الَّتِي تصب إِلَيْهِ المَاء ابْن دُرَيْد الخور - الحليج من الْبَحْر وَقيل الخور - مصب المَاء فِيهِ إِذا جرى ابْن دُرَيْد الغُبُّ - الضَّارِب من الْبَحْر حَتَّى يُمْعِن فِي البَرِ والعَالَّة - مَا يَنْقَطِع من مَاء الْبَحْر فيجتمع فِي مَوضِع مِنْهُ صَاحب الْعين العَيْلَمُ - الْبَحْر وَقيل المَاء الَّذِي عَلَيْهِ الأَرْض وَقَوله تَعَالَى: (وَإِذا فَرَقْنَا بكم البحرَ) أَي قَسَمْناه وشَقَقْناه وكلُّ مَا شَقَقْتَه فقد فَرَقْتَه ابْن جني فرَّقُنا بكم الْبَحْر بِالتَّشْدِيدِ قراءةٌ شاذَّةٌ - أَي جَعَلْنَاهُ فِرَقاً وأَقْسَاماً لِأَن الفِرْقُ القِسْم
(بَاب نعوت الْبَحْر)
أَبُو عبيد الهَمُوم - الكثيرُ المَاء ابْن دُرَيْد بحرٌ غِطَمٌّ وغَطَمْطَمٌ - كثير المَاء الْأَصْمَعِي بحرٌ غُطَامِطٌ وغَطَوْمَطٌ - كثير المَاء وغَطْمَطِيطٌ كَذَلِك صَاحب الْعين بحرٌ غِطْيَمٌَ - شَدِيد الالتطام وَأنْشد: بِذِي عُبَابٍ بَحْرُه غِطْيَمٌ وبحر خبيط الامواج - مضطربها ابْن دُرَيْد بَحر لَهُم - وَاسع كثير المَاء وَرجل لَهُم - جواد وَقد تقدم وَقَالَ جاش الْبَحْر جَيْشًا - هاج فَلم يسْتَطع ركُوبه صَاحب الْعين بَحر هقم وهيقم - وَاسع بعيد القعر والهيقم - حِكَايَة صَوت اضْطِرَاب الْبَحْر ابْن دُرَيْد بَحر قلهذم - كثير المَاء
(بَاب جزر الْبَحْر وَاسم مَا يجزر عَنهُ)
غير وَاحِد جزر الْبَحْر يجزر جزرا وانجزر والجزيرة - مَا جزر عَنهُ ابْن دُرَيْد سميت جَزِيرَة لانقطاعها عَن مُعظم الأَرْض وَقَالَ ثبر الْبَحْر - جزر والدبر - قِطْعَة تغلظ فِي الْبَحْر كالجزيرة يعلوها المَاء وينضب عَنْهَا(3/15)
والضلع جَزِيرَة فِي الْبَحْر وَالْجمع أضلاع وضلوع أَبُو عبيد البضيع - الجزيرة فِي الْبَحْر وكل جَزِيرَة فِي الْبَحْر بضيع وَقيل البضيع - مَكَان بِعَيْنِه فِي الْبَحْر وَقيل هُوَ البضيع رقد تقدم أَن البضيع الْبَحْر غير وَاحِد نكز الْبَحْر - نقص صَاحب الْعين حسر الْبَحْر عَن الْقَرار والساحل - نضب وَأنْشد: حَتَّى يُقَال حاسر وَمَا حسر وَلَا يُقَال انحسر
(بَاب أَسمَاء سَاحل الْبَحْر)
ابْن دُرَيْد سَاحل الْبَحْر - مقلوب فِي اللَّفْظ لِأَن المَاء سحله ابْن السّكيت سَاحل الْقَوْم - أنوا السَّاحِل أَبُو عبيد السَّيْف - سَاحل الْبَحْر ابْن دُرَيْد جمعه أسياف وَالْعراق - سيف الْبَحْر وَبِه سمي الْعرَاق وَقيل الْعرَاق - شاطئ الْبَحْر طولا أَبُو عبيد العيقة - سَاحل الْبَحْر وناحيته غَيره والعدان - مَوضِع كل سَاحل وَقيل هُوَ - السَّاحِل نَفسه وَقيل هُوَ - عداني
(بَاب مَا فِي الْبَحْر الصدف وَالْحِيتَان وَنَحْوه)
صَاحب الْعين الصدف - المحار واحدتها صدفة ابْن دُرَيْد الجم - صدف من أصداف الْبَحْر والقبقب والقنقن - ضرب من صدف الْبَحْر يعلق على الصّبيان من الْعين والدوك - ضرب من صدف الْبَحْر عَرَبِيّ والدلاع - ضرب من محار الْبَحْر والحوت - السّمك كُله وَقيل هُوَ - ماعظم مِنْهُ وَالْجمع أحوات وحيتان وَوَاحِدَة السّمك سَمَكَة وَالنُّون - الْحُوت سِيبَوَيْهٍ الْجمع نينان ابْن دُرَيْد البياح - ضرب من الْحيتَان صَاحب الْعين هِيَ ضرب مِنْهَا أَمْثَال الشبر وَأنْشد: يارب شيخ من بني ريَاح إِذا امتلا الْبَطن من البياح صَاح بلَيْل أنكر الصياح والنفاخة - هِنْد منتفخة تكون فِي بطن السّمك وَبهَا تستقل السَّمَكَة فِي المَاء وتتردد والتأمور - دَابَّة من دَوَاب الْبَحْر أَبُو عبيد الاطوم - سَمَكَة فِي الْبَحْر ابْن دُرَيْد الكبع - دَابَّة من دَوَاب الْبَحْر والزجر - ضرب من الْحيتَان عِظَام وَجمعه زجور والجوفي - ضرب من حيتان الْبَحْر عَرَبِيّ واللخم - سَمَكَة عَظِيمَة صَاحب الْعين الْجمل كاللخم ابْن دُرَيْد الكنعد والكنعت - ضرب من سمك الْبَحْر والحرشف - ضرب من السّمك وَقيل هُوَ - فلوسه صَاحب الْعين وَهُوَ السَّيْف ابْن دُرَيْد سابوط - دَابَّة من دَوَاب الْبَحْر والأر ضرب من السّمك صَاحب الْعين الدخس - اسْم بعض حيتان الْبَحْر ابْن قُتَيْبَة الجريث - ضرب من السّمك وَهُوَ الجريٌّ غَيره والانقليس والانقليس - سَمَكَة على خلقَة حَيَّة عجمي الاصمعي الْقَرِيب - ضرب من السّمك وَقيل هُوَ - المملح مَا دَامَ فِي طراءته صَاحب الْعين النشوط - سمك يمقر فِي مَاء ومملح والبراك - نوع من السّمك بحري لَهُ مناقير وَلَا أعرف للبراك وَاحِدًا صَاحب الْعين مقرّ السَّمَكَة المالحة مقرا - أنقعها فِي الْخلّ وكل مَا أنقعته فقد مقرته والصرصران - ضرب من سمك الْبَحْر أملس ضخم والرفرف -(3/16)
ضرب من السّمك والرعانف - أَجْنِحَة السّمك واحدتها زعنفة وكل قصير زعنفة وَقد تقدم أَن الزعانف أَطْرَاف الآدم وَقطع الثِّيَاب وَالْوَاحد كالواحد ابْن دُرَيْد الحمسة - دَابَّة من دَوَاب الْبَحْر وَجمعه حمس هَذَا لَفظه وَالصَّحِيح أَنه اسْم للْجمع صَاحب الْعين الشبوط والشبوطة - ضرب من السّمك دَقِيق الذَّنب عريض الْوسط صَغِير الرَّأْس لبن الممس وَهُوَ أعجمي ابْن دُرَيْد الحساس - سمك يجفف واحدته حساسة وَيُسمى قاشعاً وكل شَيْء جف فقد قشع قشعاً صَاحب الْعين قضاعة - اسْم كلب المَاء وَقيل بِهِ سميت الْقَبِيلَة وقبع - دويبة من دَوَاب الْبَحْر وعنز المَاء - ضرب من سمكه ابْن دُرَيْد الدوع - ضرب من الْحيتَان يَمَانِية قَالَ وأحسب أَن اشتقاق الدوع مِنْهُ وَهُوَ الاستنان فِي السباحة صَاحب الْعين الدعموص - دَابَّة فِي المَاء رَأسهَا رَأس الضفدع وذنبها ذَنْب الْحُوت والشلق الدعموص والمنفاق - عظم دويبة تكون فِي الْبَحْر فِي وَسطه مشق تصقل بِهِ الصُّحُف وَقيل هُوَ ضرب من الودع والجساسة - دَابَّة فِي جزائر الْبَحْر تجس الْأَخْبَار وَتَأْتِي بهَا الدَّجَّال ابْن دُرَيْد الشص - شَيْء يصاد بِهِ السّمك قَالَ وَلَا أَحْسبهُ عَرَبِيَّة صَاحب الْعين سرء السَّمَكَة بيضها وَقد تقدم فِي الضَّب والجرادة
(بَاب السلاحف والضفادع وَنَحْوهَا)
أَبُو عبيد السلحفاة بحركة اللَّام وَجزم الْحَاء فِي لُغَة بني أَسد - أُنْثَى السلاحف ابْن دُرَيْد هِيَ تمد وتقصر وَالذكر السلحفاة مَمْدُود أَبُو عبيد سلحفية مثل بلهنية ابْن دُرَيْد سلحفاء وسلحفى وسلحفاة بِسُكُون اللَّام وَفتح الْحَاء أَبُو عبيد الذّكر مِنْهَا - الغيلم السيرافي السحفنية - دَابَّة قَالَ وأظنها السلحفية وَقد مثل بِهَذَا سِيبَوَيْهٍ غَيره وألانقد - السلحفاة الذّكر وَقد تقدم أَنه الْقُنْفُذ ابْن دُرَيْد الحمسة - السلحفاة وَالْجمع حمس وَقد تقدم أَنَّهَا غَيرهَا من دَوَاب الْبَحْر صَاحب الْعين الذبل - جلد السلحفاة الْبَريَّة وَقيل للبحرية والاطوم - السلحفاة الَّتِي يعْمل من جلدهَا الذبل وَقد تقدم أَنَّهَا من السّمك أَبُو عبيد وَيُقَال للعظيم مِنْهَا رق وَجمعه رقوق صَاحب الْعين التمسح والتمساح - خلق على شكل السلحفاة إِلَّا أَنه ضخم قوي وَقد تقدم أَنه المارد الْخَبيث من الرِّجَال ابْن جني الضفدع والضفدع - لُغَتَانِ فصيحتان أَبُو عبيد الانثى ضفدعة والعلجوم - الضفدع وَأنْشد: يستن فَوق سراته العلجوم ابْن دُرَيْد الخبدع - الضفدع فِي بعض اللُّغَات ابْن دُرَيْد القرة - الضفدع فِي بعض اللُّغَات والشرغ وَالْكَسْر أَجود - الضفدع الضغيرة وَالْجمع شروغ وَكَذَلِكَ الهجاة والشقدع والشرفوغ والشرغوف صَاحب الْعين الهاجة - الضفدع وتصغيرها هويجة والمقعدات الضفادع غَيره نق الضفدع ينق نقيقاً ونقنق - صَوت الْفَارِسِي الضفدع ينشج نشيجاً - إِذا ردد نقنقته
(بَاب السَّفِينَة)
ابْن دُرَيْد السَّفِينَة - فعيلة بِمَعْنى فاعلة مُشْتَقّ من السفن - أَي القشر لِأَنَّهَا تسفن المَاء كَأَنَّهَا تقشره ابْن دُرَيْد وَالْجمع سفن وسفائن وَحكى ابْن جني سفون وَنَظِيره قطوف ومنوء جمع منيئة وَقد تقدم قَالَ عَليّ أما سفائن فعلى الْقيَاس وَأما سفن فداخل عَلَيْهِ لِأَن فعلا فِي مثل هَذَا قَلِيل وَإِنَّمَا شبهوه بقليب وقلب وقضيب وقضب وَكَأَنَّهُم جمعُوا سفيناً حِين عمِلُوا أَن الْهَاء سَاقِطَة شبهوها بجفرة وجفار حِين أجروها مجْرى جمد(3/17)
وجماد يَعْنِي حمل مَا فِيهِ الْهَاء على مَا لاهاء فِيهِ وَذهب بَعضهم إِلَى أَن السَّفِينَة فعيلة بِمَعْنى فعولة من السفن الَّذِي هُوَ القشر لنحتها وَلَيْسَ بقوى إِذا لَو كَانَت كَذَلِك لكَانَتْ سفيناً على غَالب الْأَمر إِلَّا أَن تَقول أَنَّهَا قد غلبت غَلَبَة الْأَسْمَاء ابْن دُرَيْد السفان - ملاح السَّفِينَة أَبُو حَاتِم الْفلك - وَاحِد وَجمع ومؤنث ومذكر قَالَ أَبُو إِسْحَاق الْفلك - السفن وَاحِدهَا فلك وحمعها فلك قَالَ وزعن سِيبَوَيْهٍ أَنه بِمَنْزِلَة أَسد وَأسد وَقِيَاس فعل قِيَاس فعل أَلا ترى أَنَّك تَقول قفل وأقفال وَكَذَلِكَ أَسد وآساد وفلك وأفلاك وفلك فِي الْجمع قَالَ الْفَارِسِي اعْلَم أَن وَاحِد الْفلك لم نعلم أحدا قَالَ فِيهِ فلك وَلَكِن الْوَاحِد فلك وَكسر على فلك وَقَول سيبوبه إِنَّه بِمَنْزِلَة أَسد وَأسد يُرِيد أَن فعلا كسر على فعل كَمَا كسر فعل عَلَيْهِ واجتمعا فِي التكسير على فعل كَمَا اجْتمعَا فِي التكسير على أَفعَال لِأَنَّهُمَا يتعاقبان كثيرا على الشَّيْء الْوَاحِد نَحْو الْبُخْل وَالْبخل والسقم والعجم والعجم وَالْعرب وَالْعرب فَلَمَّا كَانَ على هَذَا فِي أَن لفظ التكسير جَاءَ على لفظ الْوَاحِد قبل أَن يكسر قَوْلهم نَاقَة هجان وإبل هجان وَدرع دلاص وأدرع دلاص فَإِنَّمَا دلاص وهجان فِي الْجمع على حد ظراف وشراف وَلَيْسَ على حد كناز وضناك فِي حد أَفْرَاده قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ مثل جنب لِأَنَّك تَقول هجانان فالحركة الَّتِي فِي فلك فِي قَوْله تَعَالَى: (فِي الْفلك المشحون) لَيست على حد الْحَرَكَة فِي قَوْله عز وَجل: (حَتَّى إِذا كُنْتُم فِي الْفلك وجرين بهم برِيح طيبَة) كَمَا أَنَّهَا ترخيم مَنْصُور وبرئن فِي قَول من قَالَ: يَا حَار لَيست على حد من قَالَ يَا حَار وَهَذَا لفظ سِيبَوَيْهٍ فِي الْفَصْل الَّذِي ذكر فِيهِ تكسير فعل قَالَ وَقد كسر حرف مِنْهُ على فعل كَمَا كسر عَلَيْهِ فعل وذكل قَوْلك للْوَاحِد هُوَ الْفلك فَتذكر وللجميع هِيَ الْفلك وَقَالَ تَعَالَى: (فِي الْفلك المشحون) فَلَمَّا جمع قَالَ (والفلك الَّتِي تجْرِي فِي الْبَحْر) وَهَذَا قَول الْخَلِيل وَمثله رهن وَرهن انْقَضى كَلَام سِيبَوَيْهٍ قَالَ الْفَارِسِي فَقَوله وَقد كسر حرف مِنْهُ على فعل وَهُوَ يتَكَلَّم فِي فعل يدل على أَن الذّكر يعود إِلَى فعل لَا إِلَى فعل وكما أَن رهنا لَيْسَ بِفعل وَقد كسر على فعل كَذَلِك جَازَ أَن يكسر فعل على فعل فِي قَوْلهم الْفلك المُرَاد بِهِ الْجمع وَحكى ابْن جني جمعه فلوك وَأنْشد الْهُذلِيّ: جوافل فِي السراب كَمَا اسْتَقَلت فلوك الْبَحْر زَالَ بهَا الشرير قَالَ والشرير - شجر الْبَحْر أَبُو عبيد الخيزرانة - السكان ابْن دُرَيْد اشتقاق السكان من أَنَّهَا تسكن بِهِ عَن الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب أَبُو عبيد وَهُوَ الكوثل صَاحب الْعين الشراع - رواق السَّفِينَة وَالْجمع أشرعة وَشرع وَقد شرعهتها والدوقل - خَشَبَة طَوِيلَة تشد فِي وسط السَّفِينَة يمد عَلَيْهَا الشراع ابْن دُرَيْد الْجمع أدقال قَالَ أَبُو الْحسن لَيْسَ أدقال جمع دوقل على لَفظه لِأَن الْوَاو إِذا كَانَت ثَانِيَة فِي الْوَاحِد مُلْحقَة ثبتَتْ فِي حد التكسير وَإِنَّمَا تكون ادقال جمع دوقل على توهم طرح الملحق وَطرح الملحق لَا يسوغ لِأَنَّهُ بازاء الاصل وأحر بِهَذَا الْجمع أَن يكون الدقل لُغَة فِي الدوقل فأماتوه وأحيوا جمعه أَبُو عبيد القلاع - الشراع ابْن السّكيت وَهُوَ الْقلع ابْن دُرَيْد وَهُوَ الْقلع وَجمعه قلاع وَرُبمَا جعل القلاع وَاحِدًا صَاحب الْعين أقلعت السَّفِينَة - جعلت لَهَا قلاعاً وَقيل المفلعة من السفن - الْعَظِيمَة تشبه بِالْقَلْعِ من الْجبَال وَأنْشد: مواخر فِي سَوَاء اليم مقلعة إِذا علوا ظهر موج ثمت انحدروا أَبُو عبيد الجلول - الشراع وَأنْشد: فِي ذِي جلول يقْضِي الْمَوْت صَاحبه إِذا الصراري من أهواله ارتسما(3/18)
وَاحِدهَا جلّ وطلل السَّفِينَة - جلالها وَالْجمع الأطلال ابْن السّكيت الْكر - حَبل الشراع وَجمعه كرور وَأنْشد: جذب الصراريين بالكرور صَاحب الْعين الْجمل - القلس والخيسفوج - حَبل الشراع وَقيل هُوَ نَفسه والخيسفوجة - السكان قَالَ الْفَارِسِي فِي التَّذْكِرَة تلوى - ضرب من السفن قَالَ وَيحْتَمل أَمريْن يجوز أَن يكون تفعل من لويت فَإِن لم يكن فِيهِ ضمير انْصَرف فِي النكرَة وَلَا يجوز أَن يكون فعوعل من التلو لِأَنَّهُ كَانَ يجب أَن يكون تلولي فيكرر الْعين الَّتِي هِيَ لَام وَلَكِن يكون فعول من التلو مثل عطود وَإِذا كَانَ كَذَلِك انْصَرف فِي النكرَة وَلَا يجوز أَن يكون فعولي من التلو لِأَنَّهُ قد نَص أَن هَذَا الْمِثَال لَيْسَ فِي الْكَلَام أَبُو عبيد السقائف - أَلْوَاح السَّفِينَة كل لوح سَقِيفَة والطائق - مَا بَين كل خشبتين من السَّفِينَة صَاحب الْعين القادس - لوح من ألواحها وَقيل هِيَ - السَّفِينَة ابْن دُرَيْد قلفت السَّفِينَة - خرزت الواحها بالليف وَجعلت فِي خللها القار والجلفاظ - الَّذِي يجلفظ السفن وَهُوَ أَن يدْخل بَين مسامير الألواح وخروزها مشاقة الْكَتَّان ويمسحه بالزفت والقار أَبُو زيد دممت السَّفِينَة - طليتها بالقار أَبُو عبيد الدسر - المسامير ابْن دُرَيْد وَاحِدهَا دسار مَأْخُوذ من الدسر وَهُوَ - الدّفع صَاحب الْعين وَقد دسرتها بِهِ دسرا وكل مَا سمرته فقد دسرته ابْن دُرَيْد المسمار - مَا شددت بِهِ الشَّيْء سمرته أسمره وأسمره سمراً وسمرته أَبُو عبيد وَيُقَال للمسمار أَيْضا - السكي وَأنْشد: كَمَا سلك السكي فِي الْبَاب فيتق يَعْنِي النجار غَيره السك - تضبيبك الْخشب وَالْبَاب بالحديد وَأنْشد الْبَيْت وَقَالَ بَعضهم السك - المسمار وَأنْشد: بَيْضَاء لَا ترتدي إِلَّا إِلَى فزع من نسج دَاوُد فِيهَا السك مقتور وَالْجمع السكوك وَقد تقدم فِي الدروع ابْن دُرَيْد جمة الْمركب - الْموضع الَّذِي يجْتَمع فِيهِ المَاء الراشح أَبُو عبيد الخلية - الْعَظِيمَة من السفن قَالَ الْفَارِسِي هِيَ - الَّتِي لَهَا زورق يتبعهَا شبهت بالخلية من الابل وَهِي - الَّتِي ترأم على ولد وَاحِد وَأنْشد: كَأَن حدوج الْمَالِكِيَّة غدْوَة خلايا سفين بالنواصب من دَد وَقيل الخلية من السفن - الَّتِي لَا يسيرها ملاحها وَلكنهَا تسير من ذَات نَفسهَا من غير جذب وَقد تقدم أَنَّهَا الخليج صَاحب الْعين الزورق من السفن - دون الخليج أَبُو عبيد البوصي - الزورق والعدولي - مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة بِالْبَحْرَيْنِ يُقَال لَهَا عدولي والخليج - سفن دون العدولية ابْن دُرَيْد القرقور - ضرب من السفن كبار وَأنْشد: قُرْقُور سَاج ساجه مَطْلِي أَبُو زيد الهرهور - ضرب من السفن أَيْضا صَاحب الْعين القارب - السَّفِينَة الصَّغِيرَة غَيره والركوة - زورق صَغِير أَبُو عبيد الْمعبر - الْمركب الَّذِي يعبر فِيهِ غَيره الصلفة - السَّفِينَة الْكَبِيرَة ابْن جني المصباب - السَّفِينَة وَأنْشد للهذلي: وَالْجِنّ لم تنهض بِمَا حَملتنِي أبدا وَلَا المصباب فِي الشرم(3/19)
صَاحب الْعين البارجة - سفينة من سفن الْبَحْر تتَّخذ لِلْقِتَالِ وَتقول مَا فلَان الا بارجة تُرِيدُ أَنه قد جمع فِيهِ الشَّرّ وَقَالَ سفينة زنبيرية - ضخمة ابْن السّكيت شحنت السَّفِينَة أشحنها شحناً - ملأتها صَاحب الْعين الزخارف - مَا زين من السفن أَبُو عبيد مخرت السَّفِينَة تمخر مخراً - جرت قَالَ الْفَارِسِي فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وَترى الْفلك فِيهِ مواخر) فَقيل أَنَّهَا - الْجَارِيَة وَقيل هِيَ - المصوتة فِي جريها صَاحب الْعين حبت السَّفِينَة تحبو - جرت وانشد فِي وصف القرقور: فَهُوَ إِذا حباله حبى أَي اعْترض لَهُ موج وَقد تقدم الحبي من السَّحَاب وَقَالَ جنحت السَّفِينَة تجنح - إِذا انْتَهَت إِلَى المَاء الْقَلِيل فلزفت بالارض فَلم تمض وجمحت السَّفِينَة تجمح جموحا - إِذا تركت قَصدهَا فَلم يضبطها الملاحون وَقَالَ ماهت السَّفِينَة تماه وتموه وأماهت - دخل فِيهَا المَاء وَقَالَ رست السَّفِينَة ترسو وأرست - بلغ أَسْفَلهَا القعر فئبتت وأرسيتها أَنا وَقَالُوا سخرت السَّفِينَة - أطاعت وطاب لَهَا السّير وَأنْشد: سواخر فِي سَوَاء اليم تحتفز وكل مَا ذل وانقاد وتهيأ لَك على مَا تُرِيدُ فقد سخر لَك أَبُو عبيد حدرت السَّفِينَة أحدرها وَالْقِرَاءَة مثلهَا قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو إِسْحَاق هَذَا هُوَ الفصيح فَدلَّ ذَلِك أَن أحدرتها لُغَة الْأَصْمَعِي يتاذفت السَّفِينَة فِي الْبَحْر - جرت صَاحب الْعين شجت السَّفِينَة الْبَحْر - قطعته وَقَالَ دسرت السَّفِينَة المَاء بصدرها - عاندته والأنجر - مرساة السَّفِينَة اسْم عراقي حَتَّى يُقَال للثقيل (هُوَ أثقل من أنجر) وَهُوَ أَن تُؤْخَذ خشبات فيخالف بَينهَا وَبَين رؤوسها وتشد أوساطها فِي مَوضِع وَاحِد ثمَّ يفرغ بَينهَا رصاص مذاب فَتَصِير كَأَنَّهَا صَخْرَة ورؤوس الْخشب ناتئة تشد بهَا الحبال ترسل فِي المَاء فَإِذا رسبت رست السَّفِينَة فأقامت ابْن دُرَيْد مكلأ السَّفِينَة - مَا يكلؤها من الرّيح وكلاء الْبَصْرَة مَمْدُود لِأَن السفن تكلأ فِيهِ فَكَأَنَّهُ فعال من كلأت قَالَ أَبُو الْحسن الكلاء - على أَنه الَّذِي يكلؤها والمكلأ - على أَنَّهَا تكلأ فِيهِ الْفَارِسِي الكلاء - مرفأ السفن سِيبَوَيْهٍ هُوَ فعال وَهَذَا نَص قَوْله وَيكون على فعال فيهمَا فالاسم نَحْو الكلاء والقذاف وَأما أَحْمد بن يحيى فَهِيَ عِنْده فعلاء وكلا الْقَوْلَيْنِ صَحِيح فِي الِاشْتِقَاق أما قَول سِيبَوَيْهٍ فيصححه أَن الكلاء يحفظ السفن ويكلؤها من الارواح وَأما قَول أَحْمد فيصححه أَن السفن كلت فِيهِ فأقامت وَقَالَ فِي التَّذْكِرَة فَإِن قلت أَن الكلاء اسْم للموضع فِيمَن لم يصرف وَأَنت إِنَّمَا تُرِيدُ وصف الرّيح قيل هُوَ وصف للموضع من حَيْثُ كَانَت الرّيح فِيهِ وَهَذَا كَقَوْلِك ليل نَائِم لما كَانَ النّوم فِيهِ نسب إِلَيْهِ وَقد وصفوا الرّيح بالكلال قَالَ: يكل وَفد الرّيح من حَيْثُ انخرق قَالَ أَبُو الْحسن يَعْنِي أَنَّك إِذا جعلت اسْم الْموضع كلاء فَإِنَّمَا منعته الصّرْف لكَونهَا فعلاء وَالْوَصْف فِي الْحَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ للريح لمَكَان التَّأْنِيث لكِنهمْ سموا الْموضع باسم صفة الرّيح لتضمن الْمَكَان إِيَّاهَا وجريها فِيهِ الْفَارِسِي وَمثله - الميناء يمد وَيقصر لِأَن السفن إِذا انْتَهَت إِلَى ذَلِك ونت وَأنْشد غَيره: خرجن من الميناء ثمَّ جزعنه وَقد ولج من أحمالهن شحون ابْن دُرَيْد رفأت السَّفِينَة - كلأتها أَبُو زيد وأرفأتها صَاحب الْعين الملاح - سائس السَّفِينَة وَهُوَ أَيْضا - الَّذِي يتعهد فوهة النَّهر وحرفته الملاحة والملاحية صَاحب الْعين جدف الملاح جدفاً بالمجداف وَهِي - خَشَبَة فِي رَأسهَا لوح عريض يدْفع السَّفِينَة بهَا أَبُو عبيد مجداف السَّفِينَة - مُشْتَقّ من قَوْلهم جدف الطَّائِر - إِذا كَانَ(3/20)
مقصوصاً فرأيته إِذا طَار كَأَنَّهُ يرد جناحيه إِلَى خَلفه ومجداف السَّفِينَة لُغَة فِي مجدافها ابْن دُرَيْد المغدفة - المجداف والغادوف والغادف - الملاح يَمَانِية أَبُو عبيد النواتي - الملاحون واحدهم نوتي والصاري - الملاح وَجمعه صراء الْفَارِسِي عِنْد ذكره (سلاسلاً وأغلالاً) وَمِمَّا يدل على أَن الْقِرَاءَة صَحِيحَة قَوْله: جذب الصراريين بالكرور وَهن يعلكن حدائداتها وَذَلِكَ أَنه انْصَرف من حَيْثُ لم يصرف وَذَلِكَ أَن هَذَا الضَّرْب من الجموع أحد وجهيه المانعين لَهُ من الصّرْف مَجِيئه على غير بِنَاء الْوَاحِد وَلكنه لما وجد بِجمع كَمَا يجمع الْوَاحِد فِي نَحْو مَا أنشدناه من قَوْله: فهن يعلكن حدائداتها ضارع الْوَاحِد فصرف فَأَما الصراريين فَهُوَ جمع صراري وصراري جمع صراء وصراء جمع صَار ابْن دُرَيْد الينج - نَبَات يَسْتَعْمِلهُ البحريون فِي سفنهم قَالَ وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا أَبُو عبيد العرك - ال 1 ين يصيدون السّمك واحدهم عركي قَالَ وَإِنَّمَا قيل للملاحين عَرك لأَنهم يصيدون السّمك وَلَيْسَ أَن العرك اسْم للملاحين قَالَ الْفَارِسِي وَلَيْسَ لَهُ نَظِير إِلَّا حرفان عجمي وعجم وعربي وعرب وَفِي كتاب الْعين ثوب قصبي وَثيَاب قصب وَأنْشد ابْن السّكيت: يغشى الحداة بهم وعث الْكَثِيب كَمَا يغشى السفائن موج اللجة العرك صَاحب الْعين السيابجة - قوم من السَّنَد يكونُونَ مَعَ رَئِيس السَّفِينَة واحدهم سيبجي الْفَارِسِي ألْحقُوا فِيهَا الْهَاء للعجمة كالموازجة صَاحب الْعين اليماسرة - قوم مِنْهُم يؤابرون أنفسهم من أهل السفن لِحَرْب عدوعم غَيره والداري - الملاح الَّذِي يَلِي الشراع مَنْسُوب إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ دارين والكار - سفن منحدرة فِيهَا طَعَام فِي مَوضِع وَاحِد والمردي - خَشَبَة يدْفع بهَا الملاح مرد يمرد مردا غَيره وَذَات الودع - سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام
(بَاب مَا يشبه السَّفِينَة)
أَبُو عبيد الرمث - خشب يجمع بعضه إِلَى بعض يركب عَلَيْهِ فِي الْبَحْر وَجمعه أرماث وَقد تقدم أَنه بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع ابْن دُرَيْد الطوف - خشب يشد ويركب عَلَيْهِ فِي الْبَحْر وَالْجمع أطواف وَصَاحبه طواف صَاحب الْعين هِيَ - قرب تنفخ ويشد بَعْضهَا بِبَعْض والعمائم - عيدَان مشدودة تركب فِي الْبَحْر واحدتها عِمَامَة والعامة - هنة تتَّخذ من أَغْصَان الشّجر يعبر النَّهر عَلَيْهَا وَالْجمع عامات وعوم وعام
(بَاب الْأَنْهَار)
ابْن السّكيت هُوَ النَّهر وَالنّهر أَبُو حَاتِم الْجمع أَنهَار وأنهر ونهر ونهور صَاحب الْعين نهر ونهر ابْن دُرَيْد أصل ذَلِك من السعَة والفسحة وَفسّر فِي التَّنْزِيل فِي (جنَّات ونهر) أَي فِي ضوء وفسحة وَالنَّهَار من ذَلِك مَأْخُوذ قَالَ الْفَارِسِي أما قَوْله تَعَالَى: (فِي جنَّات ونهر) فقد يكون من السعَة وَأنْشد: ملكت بهَا كفي فأنهرت فتقها يرى قَائِم من دونهَا مَا وَرَائِهَا يصف طعنة وَقد يكون أَن يَعْنِي بالنهر الْأَنْهَار كَمَا قَالَ: لَا تنكروا الْقَتْل وَقد سبينَا فِي حلقكم عظم وَقد شحبينا(3/21)
صَاحب الْعين استنهر النَّهر - أَخذ لمجراه موضعا مكيناً والمنهر - مَوضِع النَّهر يحفره المَاء أَبُو حنيفَة أنهر نَهرا - أَي أجره وَمَا أجريته فقد أنهرته الْفَارِسِي فَأَما قَول أبي ذُؤَيْب: أَقَامَت بِهِ فابتنت خيمة على قصب وفرات نهر فقد روى نهر ونهر فنهر على الْبَدَل أَو الْفِعْل يُقَال لَهُ نهر النَّهر - جرى وَنَظِير الْبَدَل هُنَا قَوْله: إِن أَنْت لم تبْق لي لَحْمًا أعيش بِهِ ألفيتني أعظماً فِي قرقر قَاعد وَأما النَّهر بِالْكَسْرِ - فالواسع وَكَذَلِكَ فسر أَبُو عبيد وخَالِد بن كُلْثُوم وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي وفرات النَّهر على الاضافة تَقْدِيره وَمَاء فرات النَّهر أَي عذب النَّهر أَبُو عبيد الفلج - النَّهر وَأنْشد: وَمَا فلج يسْقِي جداول صعنبي وصعنبي - المروت زَعَمُوا ابْن السّكيت جمع الفلج - أفلاج غَيره الفلج هِيَ - الساقية الَّتِي تجْرِي إِلَى جَمِيع الْحَائِط والفلجان - سوا فِي الزَّرْع والشظي - مَا بَين كل فلجين من فلجان الْحَرْث وَالْجمع أشظية والقائد - أعظم فلجان الْحَرْث وَهُوَ يُسمى بِالْبَصْرَةِ الماذ جويا وَهُوَ الَّذِي يسْقِي الأَرْض كلهَا والنبائث - أعضاد الفلجان الْوَاحِدَة نبيئة صَاحب الْعين الضفة والضفة - جَانب النَّهر الَّذِي تقع عَلَيْهِ النبائث ابْن السّكيت الطَّبْع - النَّهر وَأنْشد: فتولوا فانراً مشيهم كروايا الطَّبْع هَمت بالوحل وَالْجمع أطباع صَاحب الْعين الطَّبْع - ملْء النَّهر وَقَالَ هُوَ النَّهر الَّذِي قد تطبع بِالْمَاءِ أَي تملأ حَتَّى أفاضه من جوانبه وَالْجمع أطباع وطباع وَقيل هُوَ - مغيض المَاء كَأَنَّهُ ضد أَبُو حنيفَة الخليج - النَّهر المختلج من الْوَادي وَجمعه خلجان وَأنْشد: وَمَا خليج من المروت ذُو حدب يَرْمِي الضَّرِير بخشب الطلح والضال المروت - وَاد يمد فِي الغيوث قَالَ الْفَارِسِي روايتي وَمَا خليج من المرار ذُو شعب يَرْمِي اللديد وَقد روى المروت والمرار والمروت - واديان وَكَذَلِكَ روى بَيت الاعشى على وَجْهَيْن: وَلَو أَن دون لقائها ال مروت دافعة شعابه لعبرته سبحاً وَلَو غمرت مَعَ الطرفاء غابه أَبُو حَاتِم الخليج هِيَ - الَّتِي تشعب من الفلج لتستقي الْحَائِط والخليج - الَّذِي يَسُوق المَاء إِلَى الْحَائِط حَتَّى يدْخل من الثَّعْلَب الَّذِي فِي أَعلَى الْحَائِط ثمَّ يستبطن الْحَائِط وتشعب مِنْهُ الفلج فَإِن كثر المَاء الَّذِي يهيؤنه ليسقيه وَبلغ الزفر الَّذِي يدعم بِهِ الشّجر فتحُوا الثعالب السُّفْلى الَّتِي فِي عراق الْحَائِط وَهُوَ أَسْفَله الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء الَّذِي يدْخل الْحَائِط والخرق الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط يُسمى القترة السيرافي الجلواخ - النَّهر الْعَظِيم والهينخ مثله وَقد مثل بهما سِيبَوَيْهٍ والثمائل - الضفائر الَّتِي تيني بِالْحِجَارَةِ لتمسك المَاء على الْحَرْث واحدتها ثميلة وَقيل الثميلة - الْجدر نَفسه والقصاب - مسناة تمسك المَاء عَن الْحَائِط لِئَلَّا يذهب بِهِ الوبل وَقيل هِيَ الدبار صَاحب الْعين جنَاحا النَّهر - خليجاه وَقَالَ مرّة هما مسيلا الْوَادي عَن يَمِين وشمال وَقَالَ نهر منصلت - شَدِيد الجرية أَبُو حنيفَة يُقَال للنهر الْكَبِير الَّذِي تحمل السواقي مِنْهُ الْأُم وَتسَمى سواقيه(3/22)
الرواضع لِأَنَّهَا حملت من الْأُم وارتضعت وَيُقَال لكل ساقية سرى وَجمعه أسرية وسريان وجعفر وجدول وربيع وَجمعه أربعاء وربعان وَقد تقدم أَن الرّبيع - الْحَظ من المَاء وَسَعِيد وَجمعه أسعدة صَاحب الْعين السعيد - النَّهر الَّذِي يسْقِي الأَرْض بطوارها وَالْجمع أسعدة وَسعد وَقَالَ: وَكَأن ظعنهم مقفبة نخل مواقر بَينهَا السعد وَقيل السعد هَهُنَا - ضرب من التَّمْر أَبُو عبيد الأتي - جدول يؤتيه الرجل إِلَى أرضه أَبُو حنيفَة كل مجْرى مَاء - أَتَى وَجمعه أُتِي قَالَ سِيبَوَيْهٍ الأتي وَاحِد - كالسدوس عَليّ الأتي يكون للْوَاحِد والجميع أَبُو حنيفَة النشاع - مفتح المَاء من الرّبيع إِلَى الْجَدْوَل ابْن دُرَيْد العربة - النَّهر الشَّديد الجري والينبوع - الْجَدْوَل الْكثير المَاء وَقَالَ نهر قعير - عميق ونهر غراف - كثير المَاء ونهر سهل - فِيهِ سهلة وَهُوَ رمل لَيْسَ بالدقاق والفيض - النَّهر بِعَيْنِه وَالْجمع أفياض وفيوض ونهر فياض - كثير المَاء وَرجل فياض - جواد وَقد تقدم صَاحب الْعين الجارور - نهر يشقه السَّيْل فينجر ابْن السّكيت قعد على فوهة النَّهر وَلَا يُقَال فوهة وَلَا فَم أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ أَفْوَاه الْأَزِقَّة واحدتها فوهة قَالَ الْفَارِسِي وَكَذَلِكَ قَوْلهم (إِن رد الفوهة لشديد) أَي القالة الْأَصْمَعِي كُنَّا على جدة النَّهر وَأَصله أعجمي نبطي كدا فأعرب ابْن الْأَعرَابِي الْجد وَالْجدّة وَالْجد - شاطئ النَّهر ابْن السّكيت عبر النَّهر - شاطئه وَقيل عبره ومعبره - شاطئه المصلح للعبور وَقد عبرته أعبره عبرا وعبوراً - جزته والمعبر - مَا يجاز عَلَيْهِ من جسر وَنَحْوه وَهُوَ الْمركب الَّذِي يعبر فِيهِ وَقيل عبرته - قطعته من العبر إِلَى العبر - وعداء النَّهر وعدوته وعدوته وعدوه وطواره - مَا انْقَادَ مَعَه من طوله وَعرضه وَهِي - الْأَعْدَاء أَبُو زيد شَرِيعَة النَّهر وَغَيره ومشرعه ومشرعته - مُسْتَقْبل جريته وَقيل حَيْثُ يدْخل المستقي والشارب وَقد تقدم تصريف فعله وَالْمشْرَب - شَرِيعَة النَّهر والشاربة - الْقَوْم يسكنون على ضفة النَّهر صَاحب الْعين فرضة النَّهر - مشرب المَاء مِنْهُ وَالْجمع فرض وفراض ابْن دُرَيْد المشبرة - نهر ينخفض فيتأدى إِلَيْهِ مَا يفِيض عَن الْأَرْضين وَقَالَ السدير - النَّهر أَبُو عبيد مد النَّهر ومده نهر آخر وَأنْشد: مَاء خليج مده خليجان ابْن دُرَيْد دفق النَّهر والوادي - إِذا امْتَلَأَ حَتَّى يفِيض من جوانبه وَمِنْه سيل دفاق - يمْلَأ الْوَادي صَاحب الْعين اليعبوب - الْجَدْوَل الْكثير المَاء وَقيل سمي بِهِ لطوله لِأَن اليعبوب - الْفرس الطَّوِيل ابْن دُرَيْد هُوَ النَّهر الشَّديد الجرية وعاقول النَّهر - مَا اعوج مِنْهُ وكل معطف وَاد - عاقول الْأَصْمَعِي نهر عويص - يجْرِي كَذَا وَكَذَا من العوص وَهُوَ - الالتواء وَيُقَال كريت النَّهر كرياً - استحدثت حفره
(بَاب الْعُيُون)
غير وَاحِد الْعين - ينبوع المَاء أُنْثَى وَالْجمع أعين وعيون أَبُو عبيد الْقصب - مجاري المَاء من الْعُيُون واحدته قَصَبَة وَأنْشد: على قصب وفرات نهر أَبُو حنيفَة كل مخرج مَاء - قَصَبَة أَبُو عبيد عين حشد - لَا يَنْقَطِع مَاؤُهَا صَاحب الْعين عين غزيرة - كثير المَاء وَقد تقدم أَن الغزير الْكثير من كل شَيْء غَيره عين زغربة - كَثِيرَة المَاء وَعين غدقة - غزيرة صَاحب الْعين عين غدقة - عذبة وَقد غدقت غدقاً ابْن الْأَعرَابِي اغدودقت كَذَلِك وَمَاء مغدودق - غزير صَاحب الْعين(3/23)
عين ثرة - غزيرة وَقد ثرت تثر ثرارةً أَبُو زيد وَكَذَلِكَ ثرثارة قَالَ وَقد يكون فِي الدمع صَاحب الْعين الْحمة - عين حارة يستشفى بالغسيل مِنْهَا وَقَالَ عين صخبة - إِذا اصطفت عِنْد الجيشان وَمَاء صخب الآذى
(بَاب الْعلم باجراء الْمِيَاه وقدرها)
صَاحب الْعين المهندس والقناقن - الْمُقدر لمجاري الْمِيَاه
(بَاب القنى)
أَبُو عبيد الْقَنَاة - الَّتِي تجْرِي تَحت الأَرْض وَجَمعهَا قنى وَيُقَال لفمها - الْفَقِير وَجمعه فقر وَهُوَ - الصنبور وَقد تقدم الصنبور فِي المزادة أَبُو حنيفَة الكظامة - الْقَنَاة تَحت الأَرْض وللكظامة مَوضِع أخر سنأتي عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَبُو حَاتِم القترة - صنبور الْقَنَاة وَقد تقدم أَنه الْخرق الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط ابْن السّكيت النفق - سرب فِي الأَرْض مُشْتَقّ إِلَى مَوضِع آخر ابْن دُرَيْد الأردب - الْقَنَاة الَّتِي يجْرِي فِيهَا المَاء فِي بَاطِن الأَرْض وَقيل هِيَ الأردبة والبربخ وَالْعين أَبُو حنيفَة المفتح - قناة المَاء وَقَالَ حفر ترنسة تَحت الأَرْض - أَي سرباً الْأَصْمَعِي الْمِيزَاب - فَارسي معترب تَفْسِيره كَأَنَّهُ الَّذِي يَبُول المَاء وَقد اسْتَعْملهُ أهل الْحجاز وَمَكَّة فَقَالُوا صل تَحت الْمِيزَاب أَبُو عبيد هُوَ الْمِيزَاب والمئزاب وَلم يُقيد بِالتَّخْفِيفِ والمرزاب فَهِيَ على ذَلِك ثَلَاث لُغَات وَإِن كَانَ الْمِيزَاب مخففاً عَن المئزاب لم يعْتد بِهِ لُغَة
(بَاب أَسمَاء الْآبَار)
ابْن دُرَيْد بِئْر وأبؤر وأبار وبئار ابْن السّكيت وَمن الْعَرَب من يقلب الْهمزَة فَيَقُول آبار وَقد بأرت بِئْرا أَبُو زيد الْبِئْر والركية والقليب - هَؤُلَاءِ الثَّلَاث يكن فِي الشبكة والشبكة - الْآبَار المتقاربة فِي الْعد وَقيل الشبكة - الأَرْض الْكَثِيرَة الْآبَار وَقَالَ ركيتان صنْوَان - متجاورتان وَجمع القليب الْقلب والآقلية سِيبَوَيْهٍ وأقلاب وقلبة وَقيل القليب - الْبِئْر قبل أَن تطوى تذكر وتؤنث أَبُو عبيد هِيَ العادية الَّتِي لَا يعلم لَهَا رب وَلَا حافر تكون فِي البراري فَإِذا طويت فَهِيَ - الطوى الْأَصْمَعِي الْجمع أطواء - وَقيل هِيَ العادية أَبُو زيد الرس - الْبِئْر صَاحب الْعين هِيَ الْبِئْر الْقَدِيمَة العادية وَالْجمع رساس أَبُو زيد وَإِذا اجْتمعت ركايا ثَلَاث فَمَا زَاد إِلَى مَا بلغ من الْعدة قُلْنَا هَذَا فَقير بني فلَان وَلَا يُقَال ذَلِك لأَقل من ثَلَاث ابْن دُرَيْد وَجمعه فقر وَهِي ركايا تحفر ثمَّ ينفذ بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى يجْتَمع مَاؤُهَا فِي ركي أَو يسيح وَأنْشد: بضراب تَأذن الْجِنّ لَهُ وطعان مثل أَفْوَاه الْفقر وَقد تقدم أَن الْفَقِير فَم الْقَنَاة أَبُو عبيد الكظامة - بِئْر إِلَى جنبها بِئْر وَبَينهَا مجْرى فِي بطن الأَرْض أَبُو زيد كل مَا سددت من مجْرى مَاء أَو بَاب أَو طَرِيق فَهُوَ - كظم وَالَّذِي يسد بِهِ - الكظامة أَبُو حَاتِم أصل الكظامة - أَن تلقم قذاة المَاء شيأ يسد بِهِ المَاء ثمَّ إِذا أَرَادوا جذبوها مجْرى المَاء وَقد كظموا الكظامة جدورها بجدرين والجدر - طين حافتيها وَقد تقدم عَامَّة ذَلِك صَاحب الْعين البالوعة - بِئْر تحفر ويضيق رَأسهَا يجْرِي فِيهَا مَاء الْمَطَر ابْن دُرَيْد هِيَ - البلوعة أَبُو عبيد وَمن أَسمَاء الْآبَار - الْجب قَالَ وَقَالَ أَبُو عبيد وَهِي - الَّتِي لم تطو وَقيل هِيَ - الْكَثِيرَة المَاء الْبَعِيدَة القعر ابْن دُرَيْد لَا يكون جبا حَتَّى يكون مِمَّا وجد محفورالا مِمَّا حفره النَّاس الْأَصْمَعِي جمعه أجباب وجباب وجبية أَبُو عبيد الجفر - الْبِئْر الَّتِي(3/24)
لَيست بمطوية أَبُو زيد الجفر مُذَكّر وَهُوَ - الَّذِي طوى بعضه وَترك بعضه وجماعه الجفار ثَعْلَب احتفرت جفراً - اتخذته الْفَارِسِي تخذته يَعْنِي عملته أَبُو عبيد الْجد - الْبِئْر الجيدة الْموضع من الكلا الْأَصْمَعِي الْجمع أجداد ابْن دُرَيْد الْملك - الْبِئْر ينْفَرد بهَا الرجل قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو الْحسن لي فِي هَذَا الْوَادي ملك وَملك وَملك قَالَ كرَاع السهبرة - من أَسمَاء الركايا أَبُو زيد الرَّسْم - الرَّكية تدفنها الأَرْض وَالْجمع رسام غَيره البود - الْبِئْر
(بَاب نعوت الْآبَار من قبل ابعادها)
أَبُو عبيد بِئْر أنشاط وَهِي - الَّتِي تخرج مِنْهَا الدَّلْو بجذبة وَاحِدَة وبئر نشوط وَهِي - الَّتِي لَا تخرج مِنْهَا الدَّلْو حَتَّى تنشط كثيرا أَبُو زيد الشطون من الْآبَار - الَّتِي تنْزع الدَّلْو بحبلين من جانبيها وَقَالَ الشطون يَتَّسِع أَعْلَاهَا ويضيق أَسْفَلهَا فَإِن نزعت بِحَبل وَاحِد جرها على الطي فتخرقت بحبلين حَتَّى تخرج سَالِمَة أَبُو عبيد بِئْر جرور وَهِي - الَّتِي يَسْتَقِي مِنْهَا على بعير أَبُو حنيفَة لَا تكون بِئْر جروراً حَتَّى ينجر حبلها على الأَرْض إِذا مدَّتهَا السواني فَلَا يتوتر أَبُو زيد بِئْر جرور وجرر وَهِي - المستوية الَّتِي يسنى عَلَيْهَا بالمحال وَقَالَ الضبيون جرر وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ يفتحون الْحَرْف الاول من المضاعف يَقُولُونَ سَرِير وسرر أَبُو عبيد بِئْر متوح أَبُو عبيد فَإِذا نزع مِنْهَا بِالْيَدِ فَهِيَ بِئْر - نزوع ونزيع وَالْجمع نزع ونزائع والنزوع - الْبَعِير الَّذِي ينْزع عَلَيْهِ المَاء أَبُو عبيد بِئْر مسهبة - لَا يدْرك مَاؤُهَا أَبُو زيد بِئْر سهبة - بعيدَة القعر أَبُو عبيد بِئْر عميقة ومعيقة صَاحب الْعين عمقت عمقاً وعمقاً وأعمقتها والعمق والعمق - الْبعد وَكَذَلِكَ معقت معاقة وأمعقتها والمعق - الْبعد ابْن دُرَيْد بِئْر قعور - عميقة صَاحب الْعين بِئْر قعيرة - بعيدَة القعر وقعر كل شَيْء أقصاه وَجمعه قعور وَقد قعرت الْبِئْر أقعرها قعراً - نزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى قعرها وَكَذَلِكَ الاناء إِذا شربت جَمِيع مَا فِيهِ حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى قَعْره أَبُو عبيد أقعرت الْبِئْر - جعلت لَهَا قعراً وَقَالَ بِئْر عضوض - بعيدَة القعر غَيره هِيَ - الصعبة الشاقة على الساقي ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ جهنام وأحسب اشتقاق جَهَنَّم مِنْهُ قَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو زيد بِئْر بيون - عميقة وَقَالَ مرّة هِيَ - الواسعة مَا بَين الجيلين وَأنْشد: إِنَّك لَو ناديتني ودوني زوراء ذَات منزع بيون لَقلت لبيْك إِذا تَدعُونِي صَاحب الْعين بِئْر زاهق وزهوق - بعيدَة القعر والزهق - الواهدة وَرُبمَا وَقعت فِيهَا الدَّوَابّ فَهَلَكت وَقد انزهقت ابْن دُرَيْد البغبغ - الركي الْقَرِيبَة المنزع وَقَالَ ركي قدوح وغروف - تغترف بِالْيَدِ أَبُو زيد بِئْر فوهاء - وَاسِعَة الْفَم الْفَارِسِي بِئْر رهو - وَاسِعَة الجراب ابْن دُرَيْد بِئْر وَاسِعَة الشحوة وضيقتها - أَي الْفَم وَقَالَ ركي فيهق - وَاسِعَة وانفهق الْموضع - اتَّسع صَاحب الْعين الْحفر - الْبِئْر الموسعة فَوق قدرهَا وَقد تقدم أَنَّهَا من أَسمَاء عامتها ابْن السّكيت بِئْر هوهاءة وهوهاة - لَا مُتَعَلق لرجل نازلها بهَا ابْن جني بِئْر هوهاء على مِثَال حَمْرَاء كَذَلِك وَقد تقدم تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة فِي بَاب الْجُبْن ابْن دُرَيْد ركية زلوج - ملساء(3/25)
يزاق فِيهَا من قَامَ عَلَيْهَا الْأَصْمَعِي بِئْر سك وسك وسكوك - ضيقَة الْخرق وَقَالَ بِئْر مقعدة - حفرت قدر قعدة رجل وَقيل هِيَ - الَّتِي تركت على وَجه الأَرْض والعيلم مِنْهَا - الواسعة وَقد تقدم أَنَّهَا الملحة وَقَالُوا بِئْر لَيْسَ لَهَا معبن - أَي مفيض من ضيقها
(بَاب نعوتها من قبل غزرها)
أَبُو زيد بِئْر غزيرة - كَثِيرَة المَاء وَقد قدمت أَنَّهَا الْكَثِيرَة الْمَادَّة من الْحَيَوَان وَغَيره وأنعمت تصريف فعله ومصدره فِي كَثْرَة ألبان الابل أَبُو عبيد بِئْر ميهة وماهة وَقد ماهت تموه وتماه مؤوها - إِذا كثر مَاؤُهَا ابْن السّكيت فعل هَذِه الْكَلِمَة فِي بَاب المَاء أَبُو عبيد العيلم - الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء وَقد تقدم أَنَّهَا الواسعة وَأَنَّهَا الملحة والخسيف - الَّتِي تحفر فِي حِجَارَة فَلَا يَنْقَطِع مَاؤُهَا كَثْرَة. أَبُو حنيفَة الخسيف الَّتِي خسفت إِلَى المَاء الواتن تَحت الأَرْض - أَي نقبت غَيره وَهن الأخسفة وَقد خسفها خسفاً ابْن السّكيت بِئْر سجور ومسجورة - مَمْلُوءَة وَيُقَال (جَاءَ السَّيْل فسجر البئار) أَي ملأها وَأنْشد: إِذا شَاءَ طالع مسجورة ترى حولهَا النبع والساسما أَبُو عبيد بِئْر ذَات غبث - أَي مَادَّة ابْن دُرَيْد ركي سعبر - غزيرة وَقد تقدم أَن السعبر المَاء الْكثير والقليذم - الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء وَقد تقدّمت اللَّفْظَة بِالدَّال غير الْمُعْجَمَة عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي المَاء الْكثير أَبُو عبيد بِئْر مَا تنكش - أَي مَا تنزح قَالَ وَقَالَ رجل من قُرَيْش فِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (عِنْده شجاعة لَا تنكش) غَيره بِئْر مقيضة - كَثِيرَة المَاء قد قيضت عَن الْجَبَل والقلوص - الَّتِي إِذا وضعت الدَّلْو جمت فَكثر مَاؤُهَا وَهِي القلائص ابْن السّكيت قلص المَاء - ارْتَفع فِي الْبِئْر وَهُوَ مَاء قليص وقلاص وَأنْشد: ياريها من بَارِد قلاص قد جم حَتَّى هم بانقياص وقلصة الْبِئْر - المَاء الَّذِي يجم فِيهَا ويرتفع يُقَال جم المَاء يجم جموماً - إِذا كثر فِي الْبِئْر وَاجْتمعَ بعد مَا استقى مَا فِيهَا ابْن دُرَيْد جمة الركي - مُعظم مَائِهَا إِذا ثاب وَالْجمع جمام والجم - الْكثير من كل شَيْء أَبُو عبيد جم يجم ويجم ابْن السّكيت اسْقِنِي من جم بئرك وجمة بئرك - وَمَعْنَاهُ من كَثْرَة مَائِهَا أَبُو زيد الْبِئْر الماكدة - الَّتِي يثبت مَاؤُهَا على قرن وَاحِد لَا يتَغَيَّر وَإِن كثر مِنْهَا وَإِن وضع عَلَيْهَا قرنان أَو أَكثر غير أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون على قدر مَا يوضع عَلَيْهَا من الْقُرُون بِقدر مَائِهَا أَبُو زيد بِئْر مكود وماكدة - لَا تَنْقَطِع مادتها ابْن دُرَيْد بِئْر نيط - إِذا كام مَاؤُهَا يخرج من نَاحيَة من أجوالها مُتَعَلقا قَالَ عَليّ نيط من بَاب بَلْدَة ميت وناقة ريض ابْن دُرَيْد المنقر والمنقر - الركي الْكَثِيرَة المَاء والهزائم - الْآبَار الْكَثِيرَة المَاء أَبُو زيد بِئْر زغربة - كَثِيرَة المَاء وَقد تقدم فِي الْعُيُون وبئر ذمَّة وذميم وذميمة - كَثِيرَة المَاء وَالْجمع ذمام صَاحب الْعين النقيع - الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء مُذَكّر وَالْجمع أنقعة وَالنَّقْع - المَاء الْمُجْتَمع فِي الْبِئْر قبل أَن يستقى(3/26)
(بَاب مخارج مَاء الْبِئْر)
صَاحب الْعين سواعد الْآبَار - مخارج مَائِهَا وَاحِدهَا ساعد الْفَارِسِي وَهِي - الْقصب وَقد تقدم فِي الْعُيُون وَهُوَ الأعرف صَاحب الْعين الغيلم والغينف - منبع المَاء فِي الْبِئْر وَأنْشد: نغرف من ذِي غنيف ونوزي وَالرِّوَايَة الْمَشْهُورَة من ذِي غيث
(بَاب نعوتها من قبل قلَّة مياهها)
أَبُو عبيد حبض مَاء الرَّكية يحبض - انحدر وَنقص وَمِنْه حبض حق الرجل - إِذا بَطل وحبضته أحبضه وَقَالَ نكزت الْبِئْر - قل مَاؤُهَا وبئر ناكز ونكوز أَبُو زيد بِئْر نكز وَقد نكزت تنكز نكزاً ونكوزاً أَبُو عبيد ونكزتها وَقَالَ بِئْر نزح - لَا مَاء فِيهَا وَالْجمع أنزاح ابْن السّكيت نزحت الرَّكية أنزحها نزحاً صَاحب الْعين نزحتها وأنزحتها وَهِي - نزوح وَالْجمع نزح وأنزح الْقَوْم - نزحت آبارهم أَبُو عبيد بِئْر مكول وَهِي - الَّتِي يقل مَاؤُهَا فيستجم حَتَّى يجْتَمع المَاء فِي أَسْفَلهَا وَاسم ذَلِك المَاء - المكلة ابْن السّكيت هِيَ المكلة والمكلة الْكسَائي مكلة الْبِئْر ومكلتها - جمتها وَقيل هُوَ - أول مَا يستقى مِنْهَا ابْن دُرَيْد مكل مَاء الْبِئْر مكولاً وبئر مكول وَجَمعهَا مكل وَقد مكلت تمكل مكولاً أَبُو عبيد رفل الرَّكية - مكلتها وَقد رفلتها - أجمعتها وَقَالَ قطع مَاء الرَّكية قطوعاً - قل وَذهب ابْن دُرَيْد أَصَابَت الْبِئْر قِطْعَة وَقَالَ بِئْر ذمَّة - قَليلَة المَاء أَبُو عَليّ هُوَ من الاضداد وَالْغَالِب الْقلَّة أَبُو زيد وَكَذَلِكَ ذميمة وذميم وَقد تقدم أَنَّهَا الغزيرة ابْن دُرَيْد فَأَما قَوْله: يُرْجَى نائلاً من سيب رب لَهُ نعمى وذمته سِجَال فقد يعْنى بِهِ الغزيرة والقليلة المَاء أَي قَلِيله كثير ابْن دُرَيْد ركي وقباء - غائرة المَاء وبئر نزوف - تنزف بِالْيَدِ أَبُو عبيد نزفت وأنزفت ونزفتها وأنزفتها صَاحب الْعين زلعت الْبِئْر أزلعها - أخرجت ماءها ابْن دُرَيْد بِئْر ضهول - قَليلَة المَاء وَقَالَ أوجأت الرَّكية - قل مَاؤُهَا وأوجأت - جِئْت فِي طلب حَاجَة أَو صيد فَلم أصبه أَبُو عبيد جهرت الْبِئْر واجتهرتها - نزحتها ابْن دُرَيْد أجهرها جَهرا وَقيل المجهورة - المعمورة مِنْهَا عذبة كَانَت أَو مالحة ابْن السّكيت نزحت الْبِئْر حَتَّى بلغت قعرها ومقلها أَبُو زيد الصماخ من الركايا - الْقَلِيل الذميم وجماعه الصمخ الممقر - القليلة المَاء والخليقة - الْبِئْر الَّتِي لَا مَاء فِيهَا أَبُو حَاتِم هِيَ - الحفيرة فِي الأَرْض المخلوقة غَيره الرَّكية الغامد - الَّتِي فني مَاؤُهَا عَمَدت تغمد غموداً ابْن دُرَيْد الضغيط - بِئْر تحفر إِلَى جنبها بِئْر أُخْرَى فيقل مَاؤُهَا صَاحب الْعين بِئْر قروع - قَليلَة المَاء وَهِي كالضنون سميت بذلك لِأَنَّهَا تقرع قرعاً كلما فني مَاؤُهَا وَقَالَ اجتحفنا مَاء الْبِئْر إِلَّا جحفة وَاحِدَة بالكف أَو الاناء - أَي غرفناه غَيره بلحت الرَّكية تبلح بلوحاً وَهِي بالح - ذهب مَاؤُهَا وَمِنْه (بلح على فلَان وبلح) إِذا لم تَجِد عِنْده شيئأ الليحاني بِئْر رشوح وبروض وبضوض - قَليلَة المَاء
3 - (نعوتها من قبل حفرهَا واماهتها)
أَبُو عبيد حفرت الْبِئْر حَتَّى أمهت وأموهت وأمهيت وَهِي أبعد اللُّغَات فِيهَا وَهَذَا كُله - إِذا انْتَهَيْت إِلَى المَاء ابْن دُرَيْد مهت الرَّكية ومهمتها - استخرجت ماءها وماهت هِيَ ماهة وميهة - ظهر مَاؤُهَا وَقد قدمت عَامَّة تصريف هَذِه الْأَفْعَال فِي أَسمَاء عَامَّة الْمِيَاه الْفَارِسِي عان مَاء الرَّكية عينا وعيناناً - أقبل فَإِن أدبر فَلَيْسَ بعائن(3/27)
وَعين الرَّكية - مادتها الْأَصْمَعِي ابيأرت بِئْرا - حفرتها أَبُو عبيد حفرت الْبِئْر حَتَّى نهرت أنهر وجهرت - أَي بلغت المَاء وَقد تقدم أَن الْجَهْر وَالِاجْتِهَاد النزح وَحَتَّى عنت وأعينت - بلغت الْعُيُون وَحَتَّى أكديت - بلغت الكدية وَهِي - الأَرْض الغليظة وأجبلت - انْتَهَيْت إِلَى جبل وَمِنْه أجبل الشَّاعِر - صَعب عَلَيْهِ القَوْل وَقَالَ أصفى الْحَافِر - بلغ الصَّفَا ابْن دُرَيْد بلغت مسكة الْبِئْر ومسكتها - إِذا بلغت موضعا صلباً فصعب حفره أَبُو زيد الصلود - الَّتِي حفرت فغلب جبلها الْحَافِر وَقد صلد ويصلد صلوداً وصلده صلابته على الْحَافِر أَبُو عبيد فَإِن بلغ الطين قَالَ - أثلجت فَإِذا بلغ المَاء قيل - أنبط ابْن دُرَيْد ونبط كل شَيْء أظهرته بعد خفائه فقد أنبطته واستنبطته والنبط - أول مَا يظْهر من مَاء الْبِئْر إِذا حفرتها أَبُو زيد الْجمع أَنْبَاط ونبوط ابْن دُرَيْد والنبطة - المَاء الْمُسْتَخْرج غَيره قَضَت الْبِئْر فِي الصَّخْرَة - جبتها وبئر مقيضة - كَثِيرَة المَاء أَبُو عبيد القريحة - أول مَا يخرج من الْبِئْر حِين تحفر وَأنْشد بَيت ابْن هرمة: فَإنَّك بالقريحة عَام تمهي شروب المَاء ثمَّ يعود ماجا وَقد تقدم وَحكى غَيره هُوَ فِي قرحها - أَي فِي أَولهَا وَقد تقدم فِي الاسنان أَبُو عبيد فَإِن بلغ الرمل قيل - أسهب وَإِذا انْتهى إِلَى سبخَة قَالَ - أسبخت والاعتقام - أَن يحتفروا الْبِئْر فَإِذا قربوا من المَاء احتفروا بِئْرا صَغِيرَة فِي وَسطهَا بِقدر مَا يَجدونَ طعم المَاء فَإِن كَانَ عذباً حفروا بقيتها وَأنْشد: إِذا انتحى معتقماً أَو لجفاً الْفَارِسِي إِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَنَّهَا تحتفر حِينَئِذٍ سفلاً قَرِيبا من قعرها والاعتقام - الدُّخُول فِي الْأَمر أَبُو عبيد والتجلف - التحفر فِي النواحي ابْن دُرَيْد اللجف - النَّاحِيَة من الْبِئْر أَو الْحَوْض يَأْكُلهُ المَاء فَيصير كالكهف وَالْجمع ألجاف وَقد تلجفت الْبِئْر - صَارَت كَذَلِك أَبُو زيد اللجفاء من الْآبَار - الَّتِي فِي جالها غَار - لجفت لجفاً وتلجفت - ذهب من جوانبها وأسفلها شَيْء ابْن دُرَيْد الملجف - الَّذِي يحْفر فِي نَاحيَة الْبِئْر وَقَالَ تكهفت الْبِئْر وتلقفت - تلجفت أَبُو عبيد بِئْر دحول - ذَات تلجف أَبُو زيد اللحود - كالدحول أَبُو عبيد خجرنا الْبِئْر - وسعناها وجحر جَوف الْبِئْر - اتَّسع أَبُو زيد الرَّسْم - الرَّكية الَّتِي نحفرها ثمَّ تدعها فتندفن من قبل أَن تستنبطها وجماعها الرسام وَقد تقدم أَنَّهَا من عَامَّة أَسمَاء الْآبَار وَقَالَ بِئْر زوراء - غير مستوية الْحفر ابْن السّكيت اثمدنا ثمداً - احتفرناه أَبُو زيد اثتمدنا ثمداً وَذَلِكَ - نبت التُّرَاب لخُرُوج المَاء والثمد لَا يكون الا فِيمَا غلظ من الأَرْض وَحكى عَن الكلابيين أَن الثمد عِنْدهم كل مَا ثَمد مِنْهُ المَاء فِي سهل أَو جبل غير أَنه لَا يكون إِلَّا فِي لبن من الأَرْض إِن كَانَ فِي سهل أَو جبل وَقد ثَمد يثمد ثمداً فَإِن انْتَهَيْت إِلَيْهِ وَقد ثَمد غَيْرك وَفِيه قلصته مغترف وَلست بثامد ابْن دُرَيْد البدى - أول مَا تحفر بديت بالشَّيْء وبديت بِهِ - قَدمته وَأنْشد: باسم الاله وَبِه بدينا وَلَو عَبدنَا غَيره شقينا وَقَالَ ركي بديع - حَدِيثَة الْحفر وَعم بِهِ ثَعْلَب وَخص بِهِ أَبُو حنيفَة الْحَبل وَقد تقدم صَاحب الْعين بدعت الرَّكية - استنبطتها أَبُو عبيد تأثلت الْبِئْر - حفرتها وَأنْشد: وَقد أرْسلُوا فراطهم فتأثلوا قليباً سفاها كالاماء الْقَوَاعِد(3/28)
والسفا التُّرَاب وَقَالُوا هزمت الْبِئْر - حفرتها وَمِنْه الحَدِيث فِي زَمْزَم (أَنَّهَا هزمة جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام) أَي ضرب بِرجلِهِ فنبع المَاء
(بَاب نعوتها من قبل طيهاوأسماء رؤوسها وَمَا حولهَا)
أَبُو عبيد المزبورة - المطوية بالزبر وَهِي - الْحِجَارَة والمعروشة - الَّتِي تطوى قدر قامة من أَسْفَلهَا بِالْحِجَارَةِ ثمَّ يطوى سائرها بالخشب وَحده وَذَلِكَ الْخشب هُوَ - الْعَرْش وَقد عرشت الْبِئْر أعرشها وأعرشها فَإِن كَانَت كلهَا بِالْحِجَارَةِ فَهِيَ - مطوية وَلَيْسَت بمعروشة وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول الشماخ: وَلما رَأَيْت الْأَمر عرش هوبة تسليت حاجات الْفُؤَاد بشمرا مَعْنَاهُ أَن المعروشة المطوية على خشب والساقي إِذا قَامَ على الْعَرْش فَهُوَ على خطر إِن زلق وَقع فِي الْبِئْر والهوية - الْبِئْر يَقُول لما رَأَيْت الْأَمر شَدِيدا ركبت شمر وَهِي اسْم نَاقَته صَاحب الْعين جمع الْعَرْش عروش أَبُو عبيد المثاب - مقَام الساقي فَوق العروش وَأنْشد: ومالمثابات العروش بَقِيَّة إِذا استل من تَحت العروش الدعائم ابْن دُرَيْد مثاب الْبِئْر - وَسطهَا وَقيل مثابها - مبلغ جموم مَائِهَا ومباءة الْبِئْر لَهَا موضعان أَحدهمَا مَوضِع وقُوف سائق السانية وَالْآخر مباءة المَاء إِلَى جمها وَكَذَلِكَ المأبة ابْن دُرَيْد والمثابة والأتان - مقَام المستقى على فَم الركي قَالَ فَسَأَلت عبد الرَّحْمَن فَقَالَ الأتان قَالَ والكف عَنْهَا أحب إِلَى الِاخْتِلَاف أَبُو عبيد بِئْر مضروسة وضريس - إِذا بنيت بِالْحِجَارَةِ وَقد ضرستها أضرسها وأضرسها ضرساً أَبُو زيد هُوَ - أَن يسد مَا بَين خصاص طيها بِحجر وَكَذَلِكَ سَائِر الْبناء وَقَالَ كروت الرَّكية كرواً وَهُوَ - أَن تطويها بِالشَّجَرِ وَقيل هِيَ - الَّتِي طويت بالعرمج والثمام والسبط أَبُو عبيد الأعقاب - الخرف الَّذِي يدْخل بَين الْأجر فِي الطي لكَي يشْتَد صَاحب الْعين وكل طَرِيق يكون بعضه خلف بعض فَهِيَ - أعقاب كَأَنَّهَا منضودة عقباً على عقب وَأنْشد فِي وصف طرائق شَحم ظهر النَّاقة: أعقاب ني على الأثياج منضود وأعقبت طي الْبِئْر بحجارة من وَرَائِهَا وعفيته - سويته ابْن دُرَيْد الْعقَاب - حجر يخرج من طي الْبِئْر يقف عَلَيْهِ المشرف فِيهَا أُنْثَى أَبُو عبيد التعقد فِي الْبِئْر - أَن يخرج أَسْفَل الطي وَيدخل أَعْلَاهُ إِلَى جراب الْبِئْر وجرابها - اتساعها ابْن دُرَيْد راعوفة الْبِئْر وراعوفها - حجر يتَقَدَّم من طيها نَادرا يقوم عَلَيْهِ الساقي والناظر فِي الْبِئْر أَبُو عبيد هِيَ - الأرعوفة وَقيل هِيَ - حجر فِي أَسْفَلهَا ابْن دُرَيْد الوسب - خشب يطوى بِهِ أَسْفَل الْبِئْر إِذا خَافُوا أَن تنهال وَالْجمع الوسوب صَاحب الْعين الحامية - الْحِجَارَة تطوى بهَا الْبِئْر وَأنْشد: كَأَن دلوى تقلبان بَين حوامي الطي أرنبان صَاحب الْعين الكومة - الصُّبْرَة أَبُو عبيد الزرنوقان - الحائطان اللَّذَان يبنيان من جَانِبي الْبِئْر وَقَالَ مرّة الزرنوقان - منارتان تبنيان على رَأس الْبِئْر والنعامة - الْخَشَبَة المعترضة وهما نعامتان وَقيل إِذا كَانَ الزرنوقان من خشب فهما - نعامتان ثمَّ تعلق الْقَامَة وَهِي البكرة فِي النعامة فَإِذا كَانَت الزرانيق من خشب فَهِيَ - دعم والمعترضة على النعامتين هِيَ - العجلة والغرب مُعَلّق بالعجلة أَبُو زيد القرنان - الزرنوقان اللَّذَان(3/29)
يبنيان على الْبِئْر وهما دعامتان تجْعَل عَلَيْهِمَا النعامة ثمَّ تعلق فِيهَا الْقَامَة وَهِي - البكرة وجماعها قُرُون ابْن دُرَيْد قرنا الْبِئْر - الخشبتان اللَّتَان عَلَيْهِمَا الخطاف وَأنْشد الْفَارِسِي: تَأمل القرنين هَل تراهما إِنَّك لن تراح أَو تغشاهما وتبرك اللَّيْل إِلَى ذراعهما صَاحب الْعين الرجامان - خشبتان تنصبان على رَأس الْبِئْر ينصب عَلَيْهِمَا الْقعُود وَنَحْوه من المساقي أَبُو زيد السميقان - عودان ينصبان فِي الْبِئْر قد لوقي بَين طرفيهما أَبُو عبيد الجبا - مَا حول الْبِئْر ابْن دُرَيْد الْجمع أجباء أَبُو عبيد الجبا مَقْصُور - ماجمعت فِيهَا من المَاء بِكَسْر الْجِيم وَيُقَال لَهَا أَيْضا - جبوة وجباوة وَقَالَ جبيت المَاء فِي الْحَوْض جبا مَقْصُور والجال والجول - نواحي الْبِئْر من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا وَقد تقدم أَنه جَانب الْقَبْر أَبُو زيد وَالْجمع الاجوال والجوالة أَبُو عبيد الارجاء - كالاجوال وَاحِدهَا رجا أَلفه منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة التَّثْنِيَة وتصريف الْفِعْل يُقَال رجوان ورجوت الْبِئْر أَبُو عبيد أرجيتها وَعم بَعضهم بالرجا نَاحيَة كل شَيْء صَاحب الْعين جريم الْبِئْر - ملتقى نبيثتها وَقد تقدم أَنه طوار الدَّار
(بَاب انهيار الْبِئْر وسقوطها)
أَبُو عبيد صقعت الرَّكية صقعاً وانقاصت - انهارت وانقاضت وتنقضت - تَكَسَّرَتْ وَقَالَ تجوحت - انهارت وانقارت - تهدمت ابْن السّكيت الْهدم - مَا تهدم من نواحي الْبِئْر فِي جوفها وَأنْشد: تمْضِي إِذا زجرت عَن سوأة قدماً كَأَنَّهَا هدم فِي الجفر منقاض ثَابت انخسفت عَلَيْهِ الْبِئْر وانغضفت - تهدمت
(بَاب تنقية الْبِئْر ونزولها)
أَبُو عبيد نثلث الْبِئْر أنثلها نثلاً - أخرجت ترابها وَاسم ذَلِك التُّرَاب النثيلة والنثالة والنبيثة وَقد نبثتها أنبثها نبثاً ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ نبيثة النَّهر ثمَّ كثر فِي كَلَامهم حَتَّى قَالُوا: (فلَان ينبث عَن عُيُوب النَّاس) - أَي يظهرها أَبُو عبيد خمامة الْبِئْر - مَا كنست مِنْهَا وَقد اختممتها وَكَذَلِكَ قماشها غَيره جهرت الْبِئْر - أخرجت مَا فِيهَا من الحمأة وَالْمَاء أَبُو عبيد الشأو - مايخرج من رتبها وَقد شأوت الْبِئْر - نقيتها وَيُقَال للَّذي يخرج بِهِ - المنشأة ابْن دُرَيْد أخرجت من الْبِئْر شأواً أَو شأوين وَهُوَ - ملْء الزبيل من التُّرَاب أَبُو عبيد المسمعان - الخشبتان اللَّتَان تدخلان فِي عروتي الزبيل إِذا أخرج بِهِ التُّرَاب من الْبِئْر وَقد أسمعت الزبيل وَقيل المسمع - العروة الَّتِي تكون فِي وسط المزادة وَأنْشد أَبُو عَليّ فِي محاجاة: سَأَلت عمرا بكر خفا والدلو قد تسمع كي تخفا الْبكر - الفنى من الابل والخف - النَّعْل أَبُو عبيد الجبجبة - زبيل من جُلُود يثقل فِيهِ التُّرَاب ابْن دُرَيْد وَهِي - الجبجبة وَقيل الجبجبة - وعَاء يتَّخذ من أَدَم تسقى فِيهِ الابل وينقع فِيهِ الهبيد والثوج - شَيْء يعْمل من خوص يحمل فِيهِ التُّرَاب وَغير ذَلِك والقفير - الزبيل يَمَانِية والتقفير - جمعك الشَّيْء نَحْو التُّرَاب(3/30)
وَغَيره والصن - زبيل كَبِير والحفص - الزبيل الصَّغِير من أَدَم وَجمعه حفوص وأحفاص وَبِه سمي الرجل حفصاً وَيُقَال حفصت الشَّيْء أحفصه حفصاً - جمعته وكل مَا جمعته بِيَدِك من تُرَاب أَو غَيره فقد حفصته وَالِاسْم الحفاصة والمحصن - الزبيل وَلَا أدّى مَا صِحَّته أَبُو عبيد الْعرق - الزبيل صَاحب الْعين المنشاح - شَيْء يرفع بِهِ التُّرَاب أَو يذرى بِهِ أَبُو عبيد جششت الْبِئْر أجشها جشاً - كنستها وَأنْشد: يَقُولُونَ لما جشت الْبِئْر أوردوا وَلَيْسَ بهَا أدنى ذفاف لوارد ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ جشجشتها ابْن السّكيت الْخفية - كل ركية حفرت ثمَّ تركت حَتَّى اندفنت ثمَّ نثلوها واحتفروها وشأوها أَبُو عبيد سميت بذلك لِأَنَّهَا استخرجت مخفيت من الاضداد وَأنْشد أَبُو عَليّ: خفاهن من أنفاقهن كَأَنَّمَا خفاهن ودق من عشي مجلب ابْن دُرَيْد القعس - التُّرَاب المنتن وَقَالَ نكشت الركي أنكشها نكشاً - أخرجت مَا فِيهَا من الحمأة وَرجل منكش - نقاب عَن الامور وَقَالَ باث الْمَكَان يبيثه ويبوثه بوثاً وبيثاً - حفر فِيهِ وخلط ترابه وَقَالَ الْفَارِسِي وَمن هَذَا قَوْله: لحق بني شعارة أَن يَقُولُوا لصخر الغي مَاذَا تستبيث فَأَما أَبُو عبيد فَإِنَّهُ جعله من النبيثة وَذَلِكَ غلط مِنْهُ أَبُو زيد نجيث الْبِئْر - مَا أخرجت من ترابها ابْن دُرَيْد كوزت التُّرَاب - جمعته كالكثبة يَمَانِية أَبُو عبيد الثملة - مَا أخرجت من أَسْفَل الرَّكية من الطين أَبُو حَاتِم السامة - الْحفر الَّذِي يحْفر على الرَّكية يَقُولُونَ أسيموا أَي احفروا السامة فَإِذا أساموا قَالُوا طمروا صَاحب الْعين جمع السامة سيم وَهِي من الْيَاء وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا واواً على قِيَاس الْقَامَة والقيم أَبُو عبيد حمأت الرَّكية - أخرجت حمأتها وأحمأتها - جعلت فِيهَا حمأة ابْن دُرَيْد حمئت الرَّكية حمأ - كثرت حمأتها أَبُو عبيد ترجلت فِي الْبِئْر وترجلتها - نزلتها من غير أَن أدلي فِيهَا
(بَاب الْآبَار الصغار وَنَحْوهَا)
أَبُو عبيد المناقر - أبار صغَار ضيقَة الرُّءُوس تكون فِي نجفة صلبة لِئَلَّا تهشم ابْن دُرَيْد وَاحِدهَا منقر ومنقر وَقد تقدم أَن المنقر مِنْهَا الْكَثِيرَة المَاء أَبُو عبيد الجمجمة - الْبِئْر تحفر فِي السجنة أَبُو زيد وَهِي - الجبجبة وَقد تقدم أَنَّهَا الكرش والزبيل ابْن دُرَيْد الحسى - غلظ من الأَرْض فَوْقه رمل يجْتَمع فِيهِ مَاء السما فَكلما نزحت دلواً جمت أُخْرَى أَبُو زيد الحسى - منقع المَاء وَلَا يكون الا فِيمَا سهل من الأَرْض وَقد احتسينا حسياً وَهُوَ - نبث التُّرَاب وَخُرُوج المَاء ابْن الْأَعرَابِي جمه الحسى حساءً وأحساء وَحكى الْفَارِسِي حسوء وَهِي قَليلَة وَقَالَ حسى وحسى حكاء عَن ثَعْلَب وَقَالَ لَا نَظِير لَهُ إِلَّا معي وَمَعِي وَإِنِّي وَإِنِّي أَبُو عبيد الْكر - الحسى من الأحساء وَالْكر - من أَسمَاء الْآبَار ابْن السّكيت هُوَ الْكر وَالْكر وَجَمعهَا كرار وَأنْشد: بهَا قلب عَادِية وكرار والخشرج - الحسى يكون فِي حَصى وَأنْشد: فلثمت فاها آخِذا بقونها شرب النزيف بِبرد مَاء الخشرج وَقيل هُوَ - الحسى يجْتَمع فِيهِ المَاء أيا كَانَ صَاحب الْعين السكوك من الْآبَار - الضيقة الْخرق غَيره(3/31)
وَجَمعهَا سكاك وَقيل السك من الركايا - المستوية الجراب والطي
(بَاب نعوت الْآبَار من قبل نتنها واندفانها)
أَبُو عبيد المسيط والضغيط - ركية تكون إِلَى جنبها ركية أُخْرَى فتندفن احداهما فتحمأ فَيصير مَاؤُهَا منتناً فيسيل فِي مَاء العذبة فيفسده فَلَا يشرب وَأنْشد: يشربن مَاء الآجن الضغيط وَلَا يعفن كدر المسيط وَقد تقدم أَن الضغيط بِئْر تحفر إِلَى جنبها بِئْر أُخْرَى فيقل مَاؤُهَا والجيئة والجيأة - الْبِئْر المنتنة ابْن السّكيت أسن الرجل ووسن وأسن ووسن - إِذا غشي عَلَيْهِ من نَتن ريح الْبِئْر صَاحب الْعين ركية دَفِين - مندفنة والمدفان والدفن - الرَّكية أَو الْحَوْض أَو المنهل يندفن أدفان
(بَاب الْحفر)
صَاحب الْعين حفرت الشَّيْء أحفره حفراً واحتفرته - نقيته وَاسم المحتفر - الحفرة وَالْجمع حفر والحفيرة والحفر وَقيل الحفرة - الْبِئْر الموسعة وَقد تقدم والحفر أَيْضا - التُّرَاب الْمخْرج من الشَّيْء المحفور والمحفرة والمحفار - المسحاة وَنَحْوهَا مِمَّا يحْفر بِهِ ابْن السّكيت ركية حفيرة وحفر - بديع وَالْجمع أحفار صَاحب الْعين الخد وَالْأُخْدُود - الحفرة تحفرها فِي الأَرْض مستطيلة خددتها أخدها خداً والمخدة - حَدِيدَة تخد بهَا الأَرْض أَبُو حنيفَة الأكر - الْحفر فِي الأَرْض واحدتها أكرة وَمِنْه قيل للحراث أكار ابْن دُرَيْد أكر يأكر أكراً إحتفر أكرةً فِي الغدير ليجتمع فِيهَا مَاء السَّمَاء فيغترفه صافياً صَاحب الْعين قبت الأَرْض قوباً وقوبتها - حفرت فِيهَا شبه التقوير وَقد انقابت وتقوبت أَبُو عبيد الحفنة وَجَمعهَا حفن وَقيل هِيَ الحفرة يحتفرها السَّيْل فِي الغلظ من الأَرْض فِي مجْرى المَاء أَبُو عبيد الثبرة - كالحفنة ابْن دُرَيْد وَهِي الثبرة أَبُو عبيد الجوبة - الحفرة والزبية - الْبِئْر تحتفر للأسد والقفية - مثل الزبية إِلَّا أَن فَوْقهَا شَجرا والمغواة - كالزبية تحفر للأسد والبؤرة والبورة - كالزبية ابْن دُرَيْد الوأرة وَجَمعهَا وأر ووئار - حُفْرَة غامضة أَبُو زيد الجفرة - الحفرة الواسعة المستديرة ابْن دُرَيْد وَالْجمع جفار صَاحب الْعين الْحُقُوق - فقر فِي الأَرْض وَهِي كسور فِيهَا فِي منعرج الرمل وَفِي الأَرْض المتقفرة وَهُوَ قدر مَا يختفي فِيهَا الانسان أَو الدَّابَّة ابْن دُرَيْد وَاحِدهَا خق وَهُوَ الأخقوق وَمن قَالَ اللخقوق فَإِنَّمَا هُوَ غلط والأوقة - حُفْرَة يجْتَمع فِيهَا المَاء وَجَمعهَا أوق والوجيل والموجل - حُفْرَة يستنقع فِيهَا المَاء يَمَانِية والمرهة - حفيرة يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء والهوقة - حُفْرَة كَبِيرَة يجْتَمع فِيهَا المَاء وتألفها الطير وَالْجمع هوق والركعة - الهوة فِي الأَرْض يَمَانِية والعقة - حُفْرَة عميقة فِي الأَرْض وَمِنْه انعق الْوَادي - عمق وَمِنْه اشتقاق العقيق للوادي الْمَعْرُوف صَاحب الْعين الخليقة - الحفيرة المخلوقة فِي الأَرْض وَقيل هِيَ الْبِئْر الَّتِي لَا مَاء فِيهَا وَقَالَ كبس الحفرة يكبسها كبساً - طواها بِالتُّرَابِ وَغَيره(3/32)
وَاسم ذَلِك التُّرَاب - الكبس صَاحب الْعين الشيام - حُفْرَة أَو أَرض رخوة
(بَاب الْحِيَاض)
غير وَاحِد حَوْض وأحواض وحياض ابْن دُرَيْد اشتقاق الْحَوْض من حِضْت المَاء حوضاً - جمعته صَاحب الْعين التحويض - عمل الْحَوْض واستحوض المَاء - اتخذ لنَفسِهِ حوضاً أَبُو زيد حَوْض الرَّسُول - الَّذِي تسقى مِنْهُ أمته يَوْم الْقِيَامَة وَحكى (سقاك الله من حَوْض الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام وبحوضه) أَبُو حنيفَة المحوض - مَا يصنع حول الشَّجَرَة كالشربة وَأنْشد: أما ترى بِكُل عرض معرض كل رداح دوحة المحوض وَقَالُوا حَوْض الْمَوْت وحياضه على الْمثل أَبُو عبيد الْحَوْض المركو - الْكَبِير أَبُو زيد وَهُوَ - الصَّغِير والركو - أَن تحفر حوضاً مستطيلاً وَقد ركوته أَبُو عبيد المقراة - الْحَوْض الْعَظِيم وَكَذَلِكَ هُوَ من الاناء وَقد قربت المَاء قرياً وقرىً وَاسم ذَلِك المَاء - الْقرى مَقْصُور وقرت النَّاقة قرياً - جمعت جرتها فِي شدتها والجرموز - الصَّغِير وَقيل هُوَ - حَوْض مُرْتَفع الأعضاد ابْن السّكيت النصيبة - حِجَارَة تنصب حول الْحَوْض ويسد مَا بَينهمَا من الخصاص بالمدرة المعجونة أَبُو عبيد النصائب - مَا تنصب حوله صَاحب الْعين السلَّة - الْعَيْب فِي الْحَوْض أَو الْجَابِيَة وَقيل هِيَ - الفرجة بَين نصائب الْحَوْض أَبُو عبيد المدى - الَّذِي لَيست لَهُ نصائب والنضيج والنضج - الْحَوْض وَقَالَ مرّة هُوَ - الصَّغِير ابْن الْأَعرَابِي سمي بذلك لِأَنَّهُ ينضح الْعَطش أَبُو عبيد الْجمع أنضاج أَبُو زيد نضح ثَعْلَب أنضاح جمع نضح ونضح جمع نضيح وَقد تكون أنضاح جمع نضيح كنصير وأنصار لِأَن النضيح فِي الأَصْل صفة وَإِنَّمَا يغلب هَذَا الْجمع على هَذَا الْبناء إِذا كَانَ وَصفا أَبُو عبيد الدعثور - الْحَوْض الَّذِي لم يتنوق فِي صَنعته وَلم يُوسع وَقيل هُوَ - المثلم ابْن دُرَيْد هُوَ - الصَّغِير وَقد دعثرت الْحَوْض - هدمته غَيره وَمِنْه أَرض مدعثرة - قد وطنها النَّاس وَالْمَال فسهلت وكل مَا ثلمته وهدمته فقد دعثرته أَبُو زيد الهجير - الْحَوْض الْعَظِيم وَجمعه هجر ابْن دُرَيْد الهجير - كالدعثور أَبُو عبيد الْجَابِيَة - الْحَوْض وَأنْشد: كجابية الشَّيْخ الْعِرَاقِيّ تفهق ابْن دُرَيْد الجبا - الْحَوْض الَّذِي يجبى فِيهِ المَاء أَي يجمع فِيهِ وَالْمَاء - الجبا وينشد بَيت الأخطل: وأخوهما السفاح ظمأ خيله حَتَّى وردن جبا الْكلاب نهالا سِيبَوَيْهٍ جبا بجبا نَادِر قَالَ وَلَيْسَ بمعروفة قَالَ أَبُو الْحسن لَا أَدْرِي مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ إِلَى المتعدى أم إِلَى اللَّازِم والأغلب على ظَنِّي أَنه الْمُتَعَدِّي لأَنا لم نسْمع جبا المَاء نَفسه ابْن السّكيت حَوْض ترع - ملآن وَقد ترع وأترعته وَعم بِهِ أَبُو عبيد وَقد تقدم وَقَالَ الْحَوْض اللفيف - الملآن أَبُو زيد وَهُوَ - القف أَبُو حنيفَة اللقيف - الْحَوْض الَّذِي أكل المَاء أَسْفَله حَتَّى اتَّسع وَأنْشد: فَأصْبح مَا بَين وَادي الْقرى وَبَين يَلَمْلَم حوضاً لقيفاً صَاحب الْعين هُوَ - الَّذِي لم يمدر فالماء يتفجر من جوانبه وَقَالَ الْعقر والعقر - مُؤخر الْحَوْض ابْن السّكيت الْعقر من الْحَوْض - مقَام الشاربة أَبُو عبيد وَيُقَال للناقة الَّتِي تشرب من عقر الْحَوْض - عقرة(3/33)
والإزاء - مصب المَاء فِيهِ وَيُقَال للناقة الَّتِي تشرب من الإزاء - أزية وَقَالَ أزيت الْحَوْض وآزيته - جعلت لَهُ إزاءً وَهِي - ضخرة أَو مَا جعلته وقاية على مصب المَاء عِنْد مفرغ الدَّلْو والنشيئة - الْحجر الَّذِي يَجْعَل أَسْفَل الْحَوْض وَأنْشد: هرقنا فِي بَادِي النشيئة دائر قديم بِعَهْد المَاء يَقع نصائبه ابْن السّكيت النشيئة - أول مَا يعْمل من الْحَوْض أَبُو عبيد عضد الْحَوْض - من إزائه إِلَى مؤخره صَاحب الْعين أعضاد الشَّيْء - مَا شدّ بِهِ من نواحيه كأعضاد الْحِيَاض وضواحي الْحَوْض - نواحيه وَأنْشد: فهرقنا لَهما فِي دائر لضواحيه نشيش بالبلل وَقد تقدم أَن ضواحي الانسان - مَا ظهر مِنْهُ كالمنكبين وَنَحْوهمَا ابْن دُرَيْد مطرته وسرحاته - وَسطه وثبة الْحَوْض - وَسطه قَالَ الْفَارِسِي وَهَذَا أحد مَا حذف من وَسطه لِأَن المَاء يثوب إِلَى ذَلِك الْموضع مِنْهُ وَهَذَا نَادِر لِأَن الْحَذف إِنَّمَا هُوَ من الْأَوَائِل والاواخر ونظيرها لثة فِيمَن أَخذهَا من لاث يلوث صَاحب الْعين ثاب الْحَوْض ثوبا وثؤوباً - امْتَلَأَ أَو قَارب أَبُو زيد سرة الْحَوْض - مُسْتَقر المَاء فِي أقصاه ابْن الْأَعرَابِي حوصلته أَبُو عبيد الصنبور - مثعب الْحَوْض خَاصَّة وَأنْشد: مَا بَين صنبور إِلَى الإزاء وَقد تقدم أَنه فَم الْقَنَاة ابْن دُرَيْد مذى الْحَوْض - مخرج مَائه الَّذِي يخرج من صنبوره والمفجرة والفجعرة - مَوضِع انفجار المَاء من الْحَوْض وَالْجمع فجر والبعثقة - خُرُوج المَاء من غائل حَوْض أَو جابية وَقد تبعثني المَاء ابْن السّكيت إِذا مَلأ الجابي حَوْضه قيل هُوَ فِي حَلقَة حَوْضه أَبُو عبيد المدلج - مابين الْحَوْض إِلَى الْبِئْر. الْأَصْمَعِي وَهِي المدلجة ابْن السّكيت الدالج الَّذِي يَأْخُذ الدَّلْو حِين يخرج من الْبِئْر فَيَمْشِي بهَا إِلَى الْحَوْض حَتَّى يفرغها فِيهِ وَقد دلج يدلج أَبُو عبيد المنحاة - مابين الْبِئْر إِلَى مُنْتَهى الساقية والقاعة - مَوضِع مُنْتَهى السانية من مجذب الدَّلْو وَقد تقدم أَنَّهَا نَاحيَة الدَّار ابْن دُرَيْد البيب والبيبة - مسيل المَاء من مفرغ الدَّلْو إِلَى الْحَوْض وَبِه سمي الرجل بيبة أَبُو زيد اليباب - الْحَوْض الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاء واليباب من الأَرْض - الْخَلَاء ابْن السّكيت الشربة - كالحويض يَجْعَل حول النَّخْلَة يمْلَأ مَاء فَيكون ري النَّخْلَة وَالْجمع شرب ابْن دُرَيْد الحضج - الْحَوْض نَفسه وَالْجمع أحضاج وَقد تقدم أَنه المَاء الكدر والطين اللازق بِأَسْفَل الْحَوْض صَاحب الْعين الخريص - شبه حَوْض وَاسع ينبثق فِيهِ المَاء من النَّهر ثمَّ يعود إِلَيْهِ ابْن دُرَيْد هُوَ المَاء المستنقع فِي أصُول النّخل أَبُو عبيد الغرب - مَا بَين الْحَوْض والبئر من الطين وَالْمَاء أَبُو زيد الغرب - الَّذِي يسيل من الدَّلْو وَقيل هُوَ - كل مَا انصب مِنْهَا من لدن رَأس الْبِئْر إِلَى الْحَوْض من بَين الأزاء والحوض
(بَاب جمع المَاء فِي الْحِيَاض)
أَبُو زيد قلدت المَاء فِي الْحَوْض أقلده قلداً - جمعته فِيهِ وَمِنْه قلد اللَّبن فِي السقاء وقلد الشَّرَاب فِي بَطْنه
3 - (بُنيان الْحِيَاض وهدمها وتنقيتها)
أَبُو عبيد الْحَوْض الممدور - المطين مدرته أمدره ابْن السّكيت هَذِه ممدرة - للموضع الَّذِي يُؤْخَذ مِنْهُ الْمدر فتمدر بِهِ الْحِيَاض أَي يسد بِهِ خصاص مَا بَين حجارته أَبُو عبيد لطت الْحَوْض لوطاً - طينته وَمِنْه(3/34)
قيل: (أجد لفُلَان لوطة) يَعْنِي الْحبّ اللاصق بِالْقَلْبِ وَمن قيل: (لَا يلتاط هَذَا الْأَمر بصفري) أَي لَا يلصق بِهِ صَاحب الْعين النطته لنَفْسي خَاصَّة والطهلئة - مَا انحت من الطين فِي الْحَوْض بعد مَا ليط أَبُو عبيد الأياد - التُّرَاب يَجْعَل حول الْحَوْض وَقد تقدم أَنه التُّرَاب يَجْعَل حول الخباء وَأنْشد: دفعناه عَن بيض حسان بأجرعٍ حوى حولهَا من تربه بإياد ابْن دُرَيْد عثلبت الْحَوْض - هدمته وَقد تقدم فِي وابلندج الْحَوْض - تهدم وابلندج الْمَكَان - اتَّسع أَبُو زيد الخبيط - حَوْض خبطته الابل حَتَّى هدمته وَأنْشد: ونؤى كأعضاد الخبيط المهدم وَالْجمع خبط وَقيل إِنَّمَا سمي خبيطاً لِأَنَّهُ يخبط طينه بالارجل عِنْد بنائِهِ ابْن دُرَيْد سملت الْحَوْض - نقيته من الحمأة صَاحب الْعين عدق الرجل يعدق عدقاً وعدق يَده وعدق بهَا - إِذا أدَار يَده فِي نواحي الْحَوْض كَأَنَّهُ يطْلب شَيْئا وَقَالَ دعقت الابل الْحَوْض تدعقه دعقاً - إِذا ضَربته حَتَّى يتثلم من جوانبه
(بَاب المصانع والاحباس)
ابْن دُرَيْد المصنعة والمصنعة والصنع - الْموضع يتَّخذ ويحتفر فِيهِ بركَة يحتبس فِيهَا المَاء صَاحب الْعين وَهِي - الأصناع وكل مَا اتخذ من بِئْر أَو بنلء - مصنعة وَأنْشد: وَتبقى الديار بَعدنَا والمصانع أَبُو عبيد الصهاريج - كالحياض يجْتَمع فِيهَا المَاء وَاحِدهَا صهريج أَبُو حنيفَة هُوَ - الصهريج وَفِي لُغَة بني تَمِيم الصهري ابْن دُرَيْد حَوْض صهاريج - مَطْلِي بالصاروخ ابْن السّكيت صهرجت الْبركَة - طليتها أَبُو عبيد المسطح - الصفاة يحاط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ فيجتمع فِيهَا المَاء صَاحب الْعين وَهِي - الحوية أَبُو عبيد المزالف والزلف - المصانع واحدتها زلفة وَأنْشد: حَتَّى تحيرت الدبار كَأَنَّهَا زلف وَألقى قتبها المحزوم صَاحب الْعين كل ممتلئ من المَاء - زلف أَبُو عبيد الْحَبْس - مثل المصنعة وَجمعه أحباس وَهُوَ - المَاء المستنقع ابْن السّكيت الْحَبْس - حِجَارَة تبنى على مجْرى المَاء لجتبس المَاء فيشرب مِنْهُ الْقَوْم ويسقوا مَوَاشِيهمْ أَبُو حنيفَة كل مصنعة - حبس وَالْجمع أحباس صَاحب الْعين وَهِي - الحباسة ابْن دُرَيْد العرمة - سد يعْتَرض بِهِ الْوَادي ليحتبس المَاء وَالْجمع عرم وَقيل العرم جمع لَا وَاحِد لَهُ أَبُو حَاتِم النحيزة - المسناة فِي الأَرْض وَهِي سهلة صَاحب الْعين الرجيع - محبس المَاء صَاحب الْعين الخرنق - مصنعة المَاء صَاحب الْعين القرو - شبه الْحَوْض
(بَاب القلات وَنَحْوهَا)
أَبُو عبيد القت - كالنقرة تكون فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا المَاء أُنْثَى وَجَمعهَا قلات والوقب - نَحْو مِنْهُ(3/35)
ابْن دُرَيْد وَجمعه وقوب ووقاب غَيره وَهِي الوقبة وكل نقر فِي الْجَسَد - وَقب كنقر الْعين والكتف أَبُو عبيد المداهن - أكبر من ذَلِك أَبُو زيد وَاحِدهَا مدهن وَقيل هِيَ كل حفيرة يحتفرها سيل أَبُو عبيد الردهة - النقرة فِي الْحَبل يستنقع فِيهَا المَاء وَجَمعهَا رداه ابْن دُرَيْد وَهِي - الرده أَبُو عبيد وَهُوَ - الوجذ وَالْجمع وجذان أَبُو زيد وجاذ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَسمعت من الْعَرَب من يُقَال لَهُ أما تعرف بمَكَان كَذَا وَكَذَا وجذا فَقَالَ بلَى وجاذا أَي أعرف بهَا وجاذاً أَبُو عبيد الوقيعة - كالردهة ابْن السّكيت الوقيعة - تكون فِي جبل أَو فِي صفا تكون على متن حجر فِي سهل أَو جبل وَهِي تصغر وتعظم حَتَّى تجَاوز حد الوقيعة فَتكون وقيطاً وَقيل الوقيط - الغدير فِي الصَّفَا وَجمعه وقطان صَاحب الْعين هُوَ - أوسع من الوجذ وَيجمع على الوقاط والاقاط أَبُو عبيد الوقط - كالوجذ ابْن دُرَيْد الخليقة - كالردهة وَقد تقدم أَنَّهَا الحفرة المخلوقة لم تحفر صَاحب الْعين الرزن - نقر فِي حجر أَو غلظ يجْتَمع فِيهِ المَاء وَقد تقدم أَبُو زيد فراشة المَاء - أَصْغَر من الوقيعة ابْن دُرَيْد الفتئ - نقر فِي صَخْرَة يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء وَالْجمع فَقَأَ~ن والجبو غير مَهْمُوز - نقر يجْتَمع فِيهِ المَاء ابْن السّكيت الوقيرة - النقرة فِي الصَّخْرَة الْعَظِيمَة تمسك المَاء صَاحب الْعين الحنضلة - القلت فِي صَخْرَة قطرب الحنضلة - المَاء فِي الصَّخْرَة وَأنْشد غَيره قَول أبي القادح: حنضلة القادح فَوق الصَّفَا البزها المائح والصادر صَاحب الْعين المهراس - حجر مستطيل منقور يتَوَضَّأ مِنْهُ الْأَصْمَعِي الصهوة - كالغار فِي الْجَبَل يكون فِيهِ المَاء وَالْجمع صهاء
(بَاب الْغدر)
أَبُو عبيد الغدير - قِطْعَة من السَّيْل يغادرها أَي يَتْرُكهَا وَالْجمع غدر وغدران ابْن السّكيت استغدرت ثمَّ غدر - أَي صَارَت ثمَّ غُدْرَان أَبُو عبيد اليعلول - غَدِير أَبيض مطرد والاضاة - المَاء المستنقع من سيل أَو غَيره وَجَمعهَا أضا وَجمع الآضا إضاء الْفَارِسِي إضاء جمع أضاة كرقبة ورقاب ورحبة ورحاب وَلَيْسَ بِجمع الْجمع وَذكر أهل اللُّغَة أَن جمع أضاة أضوات فاستبان بذلك أَنَّهَا من ذَوَات الْوَاو قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَهِي الآضاءة بِالْمدِّ وَجَمعهَا أَضَاء كدجاجة ودجاج وَإِنَّمَا ذهب بِهِ إِلَى الِاسْم الَّذِي يدل على الْجمع وَلَو ذهب إِلَى التكسير لقَالَ إضاءً وَلَيْسَت أضاءة بل مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ من لفظ أضاة الْمَقْصُورَة لِأَن ذَلِك من الْوَاو بِدَلِيل أضوت وَأما هَذِه الممدودة فَجَعلهَا هُوَ من ذَوَات الْيَاء وَلَا أَدْرِي مَا الَّذِي حمله على ذَلِك إِلَّا أَن تكون فلعة مَقْلُوبَة م قَوْلهم آض يئيض إِذا رَجَعَ وَذَلِكَ لتراجع بعض المَاء إِلَى بعض ويقوى ذَلِك أَنهم سموا الغدير رجعا أَبُو حنيفَة هِيَ الاضوان وَأنْشد: عفت مِنْهَا الاواسر أونؤيا محافرها كأسرية الاضينا قَالَ وَهِي الْغدر الْعَظِيمَة ابْن دُرَيْد هِيَ الاضاءة وَجَمعهَا اضاء أَبُو عبيد الرجع - الغدير وَجمعه رجعان وَقيل رجاع وَقيل الرجعان من الأَرْض - مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْل ثمَّ نفذ بِمَنْزِلَة الحجران وَقد تقدم أَنه الْمَطَر وَأَنه المَاء كُله وَرُبمَا سمي الغدير حجاة وَقد تقدم أَن الحجاة الحبابة أَبُو عبيد الجبئة - الْموضع يجْتَمع فِيهِ المَاء ابْن دُرَيْد الجيء - جفار وَاسِعَة واحدتها جيئة وَأكْثر الْعَرَب لَا تهمز وَقد تقدم أَن الجيئة الْبِئْر المنتنة أَبُو عبيد الآخاذ - كالجيئة ابْن دُرَيْد وَاحِدهَا إخذ أَبُو زيد الاخاذ - كل مَا أمسك مَاء السَّمَاء من غَدِير أَو غَيره من كل مَا صنع لماء السَّمَاء وَجمعه أَخذ وآخاذ أَبُو عبيد وَهُوَ - المأجل ابْن دُرَيْد تأجل المَاء -(3/36)
استنقع فِي الْموضع وَهُوَ - أجيل وَقَالَ الْفَارِسِي قَالَ أَحْمد بن يحيى هُوَ من التأجل وَهُوَ - التَّرَدُّد وَأنْشد: عهديبه قد كسى ثمت لم يزل بدار يزِيد طاعماً يتأجل غَيره الطرخة - مأجل كالحوض أَبُو عبيد الثغب - المستنقع فِي الْجَبَل أَبُو زيد الْجمع ثغبان أَبُو عُبَيْدَة الثغب - أخدُود تحتفره المسايل من عل فَإِذا انحطت حفرت أَمْثَال الْقُبُور والديار فيمضي السَّيْل عَنْهَا ويغادر المَاء فِيهَا فتصفقه الرِّيَاح فيصفو ويبرد فَلَيْسَ شَيْء أصفى مِنْهُ وَلَا أبرد فالثغب بذلك الْمَكَان ابْن دُرَيْد الثغب والثغب - الغدير فِي غلظ من الأَرْض وَقيل كل غَدِير ثغب. أَبُو عُبَيْدَة. الثغب والثغب مَا بَقِي من المَاء فِي بطن الْوَادي وَجمعه ثغاب وأثغاب وَحكى سِيبَوَيْهٍ ثغبان وَقد تقدم أَن الثغب ذوب الجمد ابْن السّكيت النهى والنهى - الغدير وَالْجمع نهاء فَأَما التنهية فَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي بَاب الاودية أَبُو عبيد الحائر - مُجْتَمع المَاء وَأنْشد: مِمَّا تربب حائر الْبَحْر ابْن السّكيت هِيَ - الحيران والحوران أَبُو عبيد تحير الْمَكَان بِالْمَاءِ واستحار - امْتَلَأَ وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب واستحار شيابها يَعْنِي اعتدل وَاجْتمعَ وَقد تقدم فِي القصاع والخق - الغدير إِذا جف وتقلفع وَقد خق وَالْكر - الغدير وواد ذُو كرار - فِيهِ مستنقعات مَاء وَقد تقدم أَن الْكر الْحسي ابْن دُرَيْد المشاشة - أَرض رخوة لَا تبلغ أَن تكون حجرا يجْتَمع فِيهَا مَاء السَّمَاء وفوقها رمل يحجز الشَّمْس عَن المَاء وتمنع المشاشة المَاء أَن يتشرب فِي الأَرْض أَو ينضب فَكلما استقيت مِنْهُ دلو جمت أُخْرَى والموهبة - غَدِير مَاء صَغِير فِي صَخْرَة والماجل مِنْهُ فَاعل - مَا يستنقع فِي أصل جبل أَو وَاد من النزلا من الْمَطَر والحيل - المَاء المستنقع فِي بطن وَاد وَالْجمع حيول وأحيال والهور - بحيرة تغيض فِيهَا مياه غِيَاض أَو آجام فتتسع وَيكثر مَاؤُهَا وَالْجمع أهوار وَقَالَ تقبل المَاء فِي الْمَكَان المنخفض - اجْتمع فِيهِ وَتقدم أَن النقيل نزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه فِي الشّبَه غَيره الطّرق - من مناقع الْمِيَاه تكون فِي نحائز الأَرْض وَأنْشد: للعد إِذْ أخلفه مَاء الطّرق وَقيل هُوَ مَوضِع صَاحب الْعين الظليلة - مستنقع مَاء فِي مسيل أَو نَحوه وَهِي شبه حُفْرَة فِي بطن مسيل مَاء فَيَنْقَطِع السَّيْل وَيبقى ذَلِك المَاء فِيهَا وَأنْشد:(3/37)
غادرهن السَّيْل فِي ظلائلا والجف - ملْجأ السَّيْل ابْن دُرَيْد النقعاء - مستنقع المَاء وَأنْشد: وَزَباد نقعاء مولية زبهمى أنابيبها تقطر والرهو - كَذَلِك ابْن دُرَيْد الزرجون - المَاء المستنقع فِي الصخروبه يشبه الْخمر فِي الصفاء والعلجم - الغدير الْكثير المَاء
(بَاب نضوب المَاء ونشفه)
أَبُو زيد نضب المَاء ينضب نضوباً - ذهب أَبُو عبيد الناضب - الْبعيد وَمِنْه قيل للْمَاء إِذا ذهب نضب - أَي بعد وَقَالَ غاض المَاء بغيض غيضاً - نقص وغضته غَيره وأغضته وغيضته صَاحب الْعين انغاض المَاء ومغيض المَاء ومغاضه - مَوضِع غيضه وَقيل غضته - نقصته وفجرته إِلَى مفيض وأغضته وغيضته - أخرجته وَأَعْطَاهُ غيضاً من فيض - أَي قَلِيلا من كثير ابْن دُرَيْد سرب المَاء - غاض صَاحب الْعين نش الغدير - أَخذ مَاؤُهُ فِي النضوب أَبُو زيد نش ينش نشاً ونشيشاً وسبحنة نشاشة - تنش من النز ابْن السّكيت نشف الْحَوْض المَاء نشفاً وَأَرْض نشفة بَيِّنَة النشف - إِذا كَانَت تنشف المَاء صَاحب الْعين نشفت المَاء أنشفه نشفاً - إِذا أَخَذته من غَدِير أَو غَيره بِخرقَة أَو غَيرهَا والنشافة - مَا نشف من المَاء أَبُو زيد نضا المَاء نضواً - نشف أَبُو عبيد غَار المَاء يغور غؤورا - ذهب فِي الأَرْض ابْن السّكيت مَاء غور وَمَا أَن غور سمى بِالْمَصْدَرِ كَمَا يُقَال مَاء سكب وَأذن حسر وَدِرْهَم ضرب انما هُوَ حشر حشرا غَيره رسخ الغدير رسوخاً - نضب مَاؤُهُ صَاحب الْعين أضربت السمائم المَاء - إِذا نشفته حَتَّى تسقيه الأَرْض أَبُو عبيد المَاء البثر فِي الغدير - إِذا ذهب وَبَقِي مِنْهُ على وَجه الأَرْض شَيْء قَلِيل ثمَّ نش وغشى وَجه الأَرْض مِنْهُ شبه عرمص غير وَاحِد تصلصل الغدير - جَفتْ حمأته والصلصال - الحمأة الْفَارِسِي هُوَ مضاعف من الصليل وَهُوَ - الصَّوْت الَّذِي فِيهِ طنين
(بَاب الطين)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ الطين واحدته طِينَة أَبُو زيد الطان لُغَة فِيهِ صَاحب الْعين صانعه - الطيان وحرفته الطيانة وَقد طَنَّتْ الْحَائِط والسطح طيناً وطينته - طليته بالطين ابْن السّكيت يَوْم طان - كثير الطين ابْن دُرَيْد الردغ والردغة والرزغ والرزغة - الطين الَّذِي يبل الْقدَم وَقد أردغ الْمَطَر الأَرْض وأرزغها صَاحب الْعين الردغة - وَحل كثير وَمَكَان ردغ وَقد ارتدغ - وَقع فِي الرداغ وارتزغ - وَقع فِي الرزغة فارتكم فِيهَا والرازغ - كالمرتزغ وَقَالَ فِي الْمَكَان سواخية شَدِيدَة - أَي طين كثير وَجَمعهَا سواخ كَأَنَّهُ من الْجمع الَّذِي لَيْسَ بَينه وَبَين واحده غلا الْهَاء وَصَارَت الأَرْض سواخي وسواخاً وَقد ساخت رجله فِي الطين تَسُوخ - يَعْنِي دخلت ابْن السّكيت ساخت رجله تسيخ وتسوخ وثاخت تثيخ وتثوخ أَبُو عبيد وَقع فِي ثرمطة - أَي طين رطب وَقَالَ مرّة صَار المَاء ثرمطة وطملة وزخفة ودكلة - وكاء الطين الرَّقِيق ابْن دُرَيْد الدكلة - الْقطعَة من الطين دكلت الطين أدكله وأدكله - إِذا جمعته لتطبن بِهِ أَبُو عبيد الطاءة - كالدكلة ابْن دُرَيْد الثقن والترنوق - الطين الرَّقِيق يخالطه حمأة تكون فِي الدمن والبئر وَقد تتفنت والتفن أَيْضا - رسابة المَاء وخثارته وَقد تفنوا أَرضهم - أرْسلُوا فِيهَا ذَلِك المَاء لتجود ابْن دُرَيْد الثمط - طين رَقِيق وَقد تقدم أَنه عجين أفرط فِي الرقة(3/38)
والثرعط والثرعطط - الطين الرَّقِيق وَبِه سمي الحسا الرَّقِيق ترعططا وطين ثلمط وثلموط - رَقِيق والثلمطة والثملطة - الاسترخاء صَاحب الْعين اللَّثَقُ - طينٌ وماءُ مختلط واللَّثِقُ - الْوَاقِع فِيهِ والوحل - الطين الَّذِي ترتطم فِيهِ الدَّوَابّ وَالْجمع أوحال ووحول واستوحل الْمَكَان - صَار فِيهِ الوحل ووحل وحلا فَهُوَ وَحل - وَقع فِي الوحل أَبُو عُبَيْدَة هُوَ - الوحل أَبُو عبيدواحلنى فوحلته أحله قَالَ سيبوبه الموحل - الْموضع فِيهِ الوحل ابْن جنى وَهُوَ أحد مَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب لَان مَا كَانَ على يفعل مِمَّا فاؤه وَاو فالمصدر مِنْهُ والموضع مكسورات الا أَشْيَاء شذت مِنْهَا موحل وموجل ومورق وموهب ومؤالة فِيمَن أَخذه من وأل وَمَوْضِع لُغَة فِي مَوضِع وموقعة الطَّائِر وموثب مَوضِع وموظب فاما موحد فعدول عَن أحاد وَلَيْسَ بمصدر صَاحب الْعين خجل الْبَعِير خجلا صَار فِي الطين فَبَقيَ كالمتحير والخليط - الطين والتبن ابْن دُرَيْد رتخ الطين رتخا - رق وَقد تقدم فِي الْعَجِين الكرس - الطين المتلبد وَالْجمع أكراس أَبُو عبيد مرطل ثَوْبه بالطين - لطخه بِهِ وَقد تقدم أَن المرطلة البلل ابْن دريدالركمة - الطين الْمَجْمُوع ركمته أركمه ركما فَهُوَ مركوم وركام والطفال - الطين الْيَابِس الذى يُسَمِّيه أهل نجد الْكَلَام والقلفع والقلفع - الطين الذى يجِف فِي الغدران حَتَّى يتشقق والقرفس - طين يخْتم بِهِ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كركشت صَاحب الْعين الصلصال من الطين مَا لم يَجْعَل خزفا سمى بذلك لتصلصله وكل مَا جف من طين أَو فخار فقد صل صليلا ابْن دُرَيْد اقلعف الطين - تقلع قطعا السيرافي القلفع والقنف - مَا يبس من الغدير فتقلع طينه وَقد مثل سيبوبه بالقنف ابْن دُرَيْد القلاع - الطين الْيَابِس واحدته قلاعة والقلاعة - مَا اقتلعته من الأَرْض والعجل والعجلة - الطين والحمأة ولاأصل لَهَا فِي اللُّغَة والكدرة - القلاعة الضخمة المنارة صَاحب الْعين الْمدر - قطع الطين الْيَابِس وَقيل هُوَ - الطين العلك الذى لَا رمل فِيهِ واحدته مَدَرَة والغضارة - الطين اللازب وَمِنْه الغضار الْمَعْمُول وَمِنْه (استاصل الله غضراءهم) أَي الطين الَّذِي مِنْهُ خلقُوا النَّضر الغضار - الطين الْأَخْضَر اللازب وَمِنْه قيل صحاف الغضار ابْن دُرَيْد الممشقة - طين يجمع ويغرز فِيهِ شوك حَتَّى يجِف ثمَّ يضْرب عَلَيْهِ الكنان حَتَّى يتسرح ابْن قُتَيْبَة السياع - الطين وَقيل الطين بالتبن وَقد سيعت الْحَائِط وَنَحْوه وَكَذَلِكَ الْحبّ والزق والسفينة - إِذا طليتها بالقار وَيُسمى القار حِينَئِذٍ سياعاً وَأنْشد: كَأَنَّهَا فِي سياع الدن قنديد والمسيعة - خَشَبَة مملة بطين بهَا صَاحب الْعين الخلب - الطين الصلب اللازب وَمَاء مخلب - ذُو خلب والكباب - الطين اللازب أَبُو عبيد كممت الشَّيْء أكمه - طينته وسددته وَأنْشد: كمت ثَلَاثَة أَحْوَال بطينتها حَتَّى اشْتَرَاهَا عبَادي بِدِينَار صَاحب الْعين الوطح - مَا تعلق بالاظلاف ومخالب الطير من الطين والعرة وَأَشْبَاه ذَلِك واحدته وطحة ابْن السّكيت يَده من الطين لثقة - أَي متلطخة غَيره الغضرم - مَا تشقق من قلاع الطين الْجَرّ
(بَاب مَا يصنع مِنْهُ)
أَبُو عُبَيْدَة الخزف - مَا طبخ من الطين واحدته خزفة وَقد قيل أَن الخزف - هُوَ الطين الْيَابِس وَالصَّحِيح مَا تقدم قَالَ الْفَارِسِي حِين ذكر وُجُوه جعلت وَتَكون متعدية إِلَى مفعولين كَقَوْلِك جعلت حسني قبيحاً وَجعلت الطين خزفاً يذهب مَذْهَب صيرت (وَدخل نفر على الْمَنْصُور فَقَالَ قَائِل مِنْهُم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن هَذَا شدّ عَليّ بخز الوفة فَضرب بهَا وجههي فَقَالَ الْمَنْصُور للربيع وَيلك مَا خَز الوفة فَقَالَ خزفة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ)(3/39)
صَاحب الْعين الجرة - إِنَاء من خزف وَجَمعهَا جر وجرار والفخارة - الجرة وَجَمعهَا فخار وَسَيَأْتِي ذكر الجرة بِجَمِيعِ أسمائها فِي مَوْضِعه ابْن دُرَيْد القداف - جرة من فخار أَبُو عبيد القرمد - حِجَارَة لَهَا نخاريب وَاحِدهَا نخروب وَهِي الخروق يُوقد عَلَيْهَا حَتَّى إِذا نَضِجَتْ قرمدت بهَا الْحِيَاض واحدته قرمدة وقرميدة والبنادق - هنوات تصنع من الطين على شكل الجلوز يرْمى بهَا وَقَالَ سننت الطين - إِذا طينت بِهِ فخاراً أَو صَنعته مِنْهُ
(بَاب الحمأة)
صَاحب الْعين الحمأة والحمأ - الطين الْأسود المنتن قَالَ الْفَارِسِي وَقيل الحمأ - اسْم لجمع حمأة كحلقة وَحلق وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ جمع حمأة كقصبة وقصب أَبُو عبيد حمئت الْبِئْر حماً - كثرت حمأتها وحمأتها - أخرجت حمأتها وأحمأتها - جعلت فِيهَا حمأة وَفِي بعض الْقِرَاءَة (فِي عين حمئة) وَهِي - الَّتِي فِيهَا الحمأة والطثرة والثأطة - الحمأة وَالْحَال - الطين الاسود وَمِنْه حَدِيث يرْوى (أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لما قَالَ فِرْعَوْن آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو اسرائيل أخذت من حَال الْبَحْر وطينه فَضربت بِهِ وَجهه) ابْن دُرَيْد الحرمد - الحمأة عين محرمدة - إِذا كثرت الحمأة فِيهَا ابْن قُتَيْبَة الحرمد - الْأسود من الحمأة وَغَيرهَا صَاحب الْعين الحرمد - الْمُتَغَيّر الرّيح واللون غَيره الحرمد بِالْكَسْرِ الغرين وَهُوَ - التقن فِي أَسْفَل الْحَوْض بنْدَار الحمرد - الحمأة ابْن السّكيت الضويطة - الحمأة والطين يكون فِي أصل الْحَوْض غَيره الخلب طين الحمأة وَقد تقدم أَنَّهَا الطين الصلب اللازب ابْن دُرَيْد الزبير - الحمأة وَبِه سمي الرجل صَاحب الْعين الْمسنون من الطين - المنتن والمسنون أَيْضا - المصور أَبُو عُبَيْدَة هُوَ - المراق على سنَن الطَّرِيق أَبُو عَليّ الْمسنون - الْمُتَغَيّر كَأَنَّهُ أَخذ من سننت الْحجر على الْحجر وَالَّذِي يخرج بَينهمَا يُقَال لَهُ - السنين وَقد تقدم ذَلِك فِي بَاب المَاء الْمُتَغَيّر
(بَاب الْمغرَة)
صَاحب الْعين الْمغرَة - طين أَحْمَر يصْبغ بِهِ ابْن السّكيت هِيَ - الْمغرَة صَاحب الْعين ثوب ممغر - مصبوغ بالمغرة ابْن دُرَيْد الممغرة - الأَرْض يخرج مِنْهَا الْمغرَة ابْن السّكيت الْمشق - الْمغرَة أَبُو عبيد الْمَكْر - الْمغرَة وَأنْشد: بِضَرْب تهْلك الابطال مِنْهُ وتمتكر اللحى مِنْهُ امتكارا شبه حمرَة الدَّم بالمغرة وتمتكر 0 تختضب ابْن دُرَيْد الْمَكْر - طين أَحْمَر شَبيه بالمغرة وثوب ممكور - مصبوغ بذلك الطين والمصر - الطين الاحمر وثوب ممصر وَقد تقدم والجأب - الْمغرَة يهمز وَلَا يهمز
(بَاب قشر الطين)
سحيت الطين أسحيه وأسحاه سحياً - قشرته وكل مَا قشرته عَن شَيْء فَهُوَ سحاية أَبُو زيد سحوت الطين عَن الأَرْض أسحوه وأسحاه سحواً - قشرته وَقد تقدم فِي الشَّحْم صَاحب الْعين المسحاة - الْآلَة الَّتِي يسحى بهَا ومتخذها - السحاء وحرفته - السحاية وَمَا انقشر من الشَّيْء فَهُوَ سحاء وسحاءة ابْن السّكيت جلفت الطين عَن رَأس الدن جلفاً - قشرته(3/40)
(بَاب أَسمَاء التُّرَاب)
أَبُو عبيد التيرب والترباء - التُّرَاب ابْن دُرَيْد وَهُوَ - الترياء غير وَاحِد هُوَ - التريب والتوراب والتربة وَالْجمع ترب صَاحب الْعين الطَّائِفَة مِنْهُ ترابة وتربة ثَعْلَب هُوَ - التورب والتيراب قَالَ وَيجمع التُّرَاب أتربة وترباناً ابْن دُرَيْد تربة الأَرْض - ظَاهر ترابها صَاحب الْعين أتربت الشَّيْء - وضعت عَلَيْهِ التُّرَاب وَأَرْض ترباء - ذَات تُرَاب وَمَكَان ترب - كثير التُّرَاب وَقد ترب ترباً وَالرِّيح تربة - تَسوق التُّرَاب ثَعْلَب ترب الرجل - صَار فِي يَده التُّرَاب وترب أَيْضا - لزق بِالتُّرَابِ أَبُو عبيد الدقعاء - التُّرَاب ابْن دُرَيْد الدقيم - من أَسمَاء التُّرَاب سِيبَوَيْهٍ هُوَ - فَعلم مُشْتَقَّة من الدقعاء صَاحب الْعين هما - التُّرَاب المنثور على وَجه الأَرْض وَقد دقع وأدقع - لزق بالدقعاء وَمِنْه أدقع الرجل - إِذا أَسف إِلَى مداق الْأُمُور ودقع الرجل وأدقع - لصق بالدقعاء فقرا وَمِنْه قيل داقع مدقع والمدقع - الَّذِي لَا يتكرم عَن شَيْء يَأْخُذهُ وَمِنْه الدقع وَهُوَ - الخضوع فِي طلب الْحَاجة والحرص عَلَيْهَا أَبُو نصر الرغام - التُّرَاب الرَّقِيق ابْن قُتَيْبَة أرْغم الله أَنفه - ألصقه بالرغام وَهُوَ التُّرَاب فَعم بِهِ أَبُو نصر أرْغم الله أَنفه وَرَغمَ الْأنف نَفسه - لزق بالرغام أَبُو عبيد البرى والكباب والصعيد كُله - التُّرَاب والبوغاء - التربة الرخوة الَّتِي كَأَنَّهَا ذريرة والسفاة - التربة وَأنْشد: فَلَا تلمس الافعى يداك تريدها ودعها إِذا مَا غيبتها سفاتها ابْن دُرَيْد سفت الرّيح التُّرَاب سفياً وَالتُّرَاب ساف - فَاعل فِي تَقْدِير مفعول صَاحب الْعين بعثر التُّرَاب - قلبه أَبُو عبيد العفاء - التُّرَاب وَأنْشد: على آثَار من ذهب العفاء وَقيل العفاء - الدُّرُوس وَقد عَفا يعْفُو عفوا وعفاء صَاحب الْعين العفر والعفر - ظَاهر التُّرَاب وَالْجمع أعفار عفرته أعفره عفراً وعفرته - ضربت بِهِ العفر وَقد انعفر وتعفر وعفرته مشدد واعتفرته - ضربت بِهِ الأَرْض ابْن دُرَيْد الدقي - التُّرَاب الدَّقِيق غَيره السختيت - دقاق التُّرَاب ابْن دُرَيْد الرياغ - التُّرَاب وَقَالَ بِفِيهِ الحصلب والحصلم وَهُوَ - التُّرَاب والجرثومة - التُّرَاب يجْتَمع فِي أصُول الشّجر تسفيه الرّيح وَفِي الحَدِيث (الأزد جرثومة الْعَرَب فَمن أضلّ نسبه فليأتهم) وَقد تجرثم الرجل - إِذا سقط من علو إِلَى سفل وتجرثم الوحشي فِي وجاره واجرنثم - تجمع فِيهِ والكناثاء - أَرض كَثِيرَة التُّرَاب - أَرض كَثِيرَة التُّرَاب صَاحب الْعين السهلة - تُرَاب كالرمل يَجِيء بِهِ المَاء وَأَرْض سهلة مِنْهُ ابْن دُرَيْد الدهامق - التُّرَاب اللين وَأَرْض دهامق - لينَة دقيقة وَمِنْه دهمقت الطحين - دققته ولينته وَقَالَ عمر: (لَو شِئْت أَن يدهمق لي لفَعَلت) أَي يلين لي الطَّعَام والكديون - التُّرَاب الدَّقِيق الْأَصْمَعِي الكثباء - التُّرَاب صَاحب الْعين جال التُّرَاب جولاً وانجال - سَطَعَ والجول والجولان - التُّرَاب والحصى تجول بِهِ الرّيح والبلد - التُّرَاب أَبُو عبيد الْحَال - التُّرَاب اللين الَّذِي يُقَال لَهُ السهلة وَقد تقدم أَنه الطين الْأسود والعثعث - التُّرَاب وعثعثه - أَلْقَاهُ فِي العثعث والقعس - التُّرَاب المنتن والكابي - التُّرَاب الَّذِي لَا يسْتَقرّ على وَجه الأَرْض صَاحب الْعين الأنبج - التُّرَاب الأكدر اللَّوْن الْكثير وَأنْشد: جرت عَلَيْهِ الرّيح ذيلاً أنبخا والقبيصة - التُّرَاب الْمَجْمُوع والحصاةو والكدرة - القلاعة الضخمة من مدر الأَرْض المثارة والكبس - التُّرَاب الَّذِي تكبس الحفرة بِهِ أَي تطم وَقد كبس يكبس كبساً ونفوض الأَرْض - نبأئثها يَعْنِي التُّرَاب الَّذِي يلقى(3/41)
علىشط النَّهر الْأَصْمَعِي اليقار - التُّرَاب يجمعونه بِأَيْدِيهِم قمزاً قمزاً والقمز كَأَنَّهَا صوامع قطرب قمزة من التُّرَاب وكمزة ابْن دُرَيْد جرثلت التُّرَاب - إِذا سقيته بِيَدِك وَقَالَ تقعوش عَلَيْهِ الْبَيْت فتغمطه التُّرَاب - أَي غطأه الْأَصْمَعِي يفظ التُّرَاب - أثاره ابْن دُرَيْد بثبثت التُّرَاب - استنثرته وثلثلت التُّرَاب الْمُجْتَمع - إِذا حرطته بِيَدِك أَو كَسرته من أحد جوانبه أَبُو زيد حثا التُّرَاب علينا وحثوته ثَعْلَب حثوته حثوا وحثيته حثياً وَأنْشد: الْحصن أدنى لَو تأييته من حثيك الترب على الرَّاكِب والحثى والحثو - مَا رفعت بِهِ يدك وحثا التُّرَاب فِي وَجهه - رَمَاه ابْن دُرَيْد الثبرة - تُرَاب شَبيه بالنورة يكون بَين ظَهْري الأَرْض وَهِي الثبرة وَقد تقدم أَنَّهُمَا الحفرة والرفغ والربغ - التُّرَاب المدقق والثعيط - دقاق التُّرَاب الَّذِي تسفيه الرّيح على وَجه الأَرْض والدليك - كَذَلِك والكثوة - التُّرَاب الْمُجْتَمع وَقد تقدم أَن الكثوة لُغَة فِي الكثأة من اللَّبن ثَعْلَب دخدخه فِي التُّرَاب - عفره وَكَذَلِكَ سغسغه وكل تَحْرِيك سغسغة وَمِنْه سغسغت الضرس - حركتها صَاحب الْعين دعكته فِي التُّرَاب ومعكته وَقد تمعك وَكَذَلِكَ تمرغ ومرغته ومرغته وَاسم الْموضع - المراغة أَبُو زيد الْبَحْث - طَلَبك الشَّيْء فِي التُّرَاب بحثته أبحثه بحثا وابتحثته وَفِي الْمثل (كباحثة عَن حتفها بظلمها) وَذَلِكَ أَن شَاة بحثت عَن سكين فِي التُّرَاب ثمَّ ذبحت بِهِ أَبُو عبيد أهلت عَلَيْهِ التُّرَاب وهلته هيلاً أَبُو زيد هيلته فانهال وتهيل وَقيل الهيل - مالم ترفع بِهِ يدك والحثى - مَا رفعت بِهِ يدك وهلت الرمل فنهيل وانهال والهيل والهيال - مَا انهال مِنْهُ صَاحب الْعين رمل أهيل - منهال ابْن دُرَيْد جخ بِرجلِهِ وخج وخجا وجخا - نسف بهَا التُّرَاب سِيبَوَيْهٍ العثير - التُّرَاب لم يحكها غَيره
(بَاب الْغُبَار)
غير وَاحِد هِيَ - الغبرة وَالْغُبَار وَقيل الغبرة - تردد الْغُبَار فَإِذا استطال سمي غباراً والغبرة - لطخ غُبَار أَبُو زيد طلبته فَمَا شققت غباره - أَي لم أدْركهُ وَقَالَ غبرته - لطخته بالغبار وتغبر - تلطخ بِهِ والغبرة - لون الْغُبَار وَقد غبر غبرة فَهُوَ أغبر وَالْأُنْثَى غبراء والغبراء - الأَرْض أَبُو عبيد العكوب - الْغُبَار من قَول بشر: على كل معلوب يثور عكوبها المعلوب - الطَّرِيق الَّذِي يعلب بجنبيتيه وَهُوَ الملحوب والعجاج - الْغُبَار صَاحب الْعين واحدته عجاجة وَقيل هُوَ - مَا ثورته الرّيح مِنْهُ عجت وأعجت وعججت والعجاج - مثير العجاج وَقَالَ وقعنا فِي بعكوكاء - أَي غُبَار وجلبة وَقَالَ عصب الْغُبَار بِالْجَبَلِ وَغَيره أطاف وَقَالَ سَطَعَ الْغُبَار يسطع سطوعاً - انْتَشَر وَقد تقدم فِي الْبَرْق وَالصُّبْح وَسَائِر الانوار والهجاجة - الهبوة الَّتِي تدفن كل شَيْء بِالتُّرَابِ واللهب - الْغُبَار الساطع وَقَالَ انغضف الْقَوْم - دخلُوا فِي الْغُبَار أَبُو عبيد الرهج - الْغُبَار ابْن دُرَيْد وَهُوَ - الرهج أَبُو عبيد القتام - الْغُبَار ابْن دُرَيْد وَهُوَ - القتم صَاحب الْعين قتم يقتم قتوماً - إِذا ضرب إِلَى سَواد واسْمه القتام والقتم - ريح ذَات غُبَار أَبُو عبيد القسطل - الْغُبَار ابْن دُرَيْد وَهُوَ - القسطال والقسطول والقسطلان ابْن جني وَهُوَ - الكسطل والكسطال أَبُو عبيد المور - الْغُبَار بالريحوالسرادق - الْغُبَار وَأنْشد: رفعن سرادقاً فِي يَوْم ريح والعثير - الْغُبَار وَقد تقدم أَنه التُّرَاب والسافياء - الْغُبَار بِالرِّيحِ والهبوة - الغبرة ابْن دُرَيْد الهباء - الْغُبَار(3/42)
وَالْجمع أهباء على غير قِيَاس صَاحب الْعين الهبا والهباء - غُبَار شبه الدُّخان وَقد هبا يهبو هبواً سَطَعَ وَقيل الهباء دقاق التُّرَاب ساطعة ومنثورة على وَجه الأَرْض وأهباء الزوبعة - شبه الْغُبَار يرْتَفع فِي الجو ابْن جني أهبى الْفرس - أطار الْغُبَار صَاحب الْعين والبوهة - مَا أطارته الرّيح من التُّرَاب أَبُو عبيد المنين والممنون - مَا تقطع من الْغُبَار ابْن دُرَيْد النحس - الْغُبَار فِي أقطار السَّمَاء إِذا عكف الْمحل وعام ناحس ونحيس والصيق - الْغُبَار أعجمي مُعرب والصيق والصيقة - الْغُبَار الجائل فِي الْهَوَاء ابْن دُرَيْد الْغُبَار - شَبيه بالغبرة وَتَكون فِي السَّمَاء والطرمساء - الْغُبَار والهلال - قِطْعَة من الْغُبَار صَاحب الْعين الديجور - الْغُبَار الْأسود وَقَالَ انغق الْغُبَار - انْشَقَّ وسطع وَأنْشد: إِذا العجاج المستطار انعقا أَبُو عبيد النَّقْع - الْغُبَار صَاحب الْعين هُوَ - الْغُبَار الساطع والاعصار والعصار - الْغُبَار المستدير برِيح شَدِيدَة وَقيل بِغَيْر ريح وَقَالَ حرج الْغُبَار - انْضَمَّ إِلَى حَائِط أَو سَنَد ثَعْلَب غُبَار حرج وَأنْشد: فعلوت مِنْهَا مرقباً ذَا هبوةٍ حرجاً إِلَى أعلامهن قتامها ابْن دُرَيْد القتر والقترة - الغبرة ابْن السّكيت الغيطة - الْغُبَار فِي الْحَرْب وَقد تقدم أَنَّهَا الْأَصْوَات المختلطة والقفوة - رهجة تثور عِنْد أول الْمَطَر والديكساء - غبرة عَظِيمَة صَاحب الْعين تنصب الْغُبَار - ارْتَفع وَقَالَ غُبَار مستطير - منتشر الْفَارِسِي وكل منتشر فقد استطار كالصدأ فِي الزجاجة والبلى فِي الثَّوْب
(بَاب أَسمَاء الأَرْض)
صَاحب الْعين الأَرْض - الَّتِي عَلَيْهَا النَّاس مُؤَنّثَة أَبُو زيد الْجمع - أراض وأروض أَبُو حنيفَة أَرض وأرضون بِالتَّخْفِيفِ وأرضون بالتثقيل وَأنْشد: وَلنَا من الْأَرْضين وَاجِبَة تعلو الأكام وقودها جزل وَأنْشد أَيْضا: من طي أَرضين أَو من سلمٍ نزلٍ من ظهر ريمان أَو من عرض ذِي جدن قَالَ سِيبَوَيْهٍ سَأَلت الْخَلِيل عَن قَول الْعَرَب أَرض وأرضأت فَقَالَ لما كَانَت مُؤَنّثَة وجمعت بِالتَّاءِ ثقلت كَمَا ثقلت طلحات وصحفات قلت فَلم جمعت بِالْوَاو وَالنُّون فَقَالَ شبهت بِالسِّنِينَ وَنَحْوهَا من بَنَات الحرفين لِأَنَّهَا مُؤَنّثَة كَمَا أَن سنة مُؤَنّثَة وَلِأَن الْجمع بِالتَّاءِ أقل وَالْجمع بِالْوَاو وَالنُّون أَعم وَلم يَقُولُوا آراض وَلَا أَرض فيجمعوه كَمَا جمعُوا فعلا قلت فَهَلا قَالُوا آرضون كَمَا قَالُوا أهلون قَالَ إِنَّهَا لما كَانَت تدْخلهَا التَّاء أَرَادوا أَن يجمعوها بِالْوَاو وَالنُّون كَمَا جمعوها بِالتَّاءِ وَأهل مُذَكّر لَا يدْخلهُ التَّاء وَلَا يُغَيِّرهُ الْوَاو وَالنُّون كَمَا لَا يُغير غَيره من الْمُذكر نَحْو صَعب وفسلٍ انْتهى كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَمن النَّاس من يحْتَج لقَولهم أرضون فَيَقُول لما كَانَت هَاء التَّأْنِيث مقدرَة فِيهَا ومحذوفة مِنْهَا صَارَت بِمَنْزِلَة المنقوص الَّذِي يقدر فِيهِ حرف يحذف مِنْهُ وحركوا ثَانِيه لعلتين يجوز ان يَكُونُوا حملوها على الْجمع بالالف وَالتَّاء لِأَنَّهُمَا جمعان سالمان قد اشْتَركَا فِي السَّلامَة وَقد لزم فتح الرَّاء فِي أَحدهمَا لما ذَكرْنَاهُ فَكَانَ الآخر مثله وَيجوز أَن يَكُونُوا جعلُوا التَّغْيِير الَّذِي يلْزم أَوَائِل مَا(3/43)
يجمع بِالْوَاو وَالنُّون من المنقوصات كَقَوْلِك سنة وسنون وثبة وثبون فِي ثَانِي هَذَا الْحَرْف فأغثى من تَغْيِير أَوله وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يكسروا أَو لأرضين لِأَن التَّغْيِير قد لزم الْحَرْف الْأَوْسَط كَمَا لزم التَّغْيِير الأول من سنة فِي الْجمع أَبُو حنيفَة وَيُقَال للْأَرْض - الساهرة سميت بذلك لِأَن عَملهَا فِي النبت اللَّيْل وَالنَّهَار دائب وَلذَلِك قيل: (خير المَال عين خراره فِي أَرض خواره تسهر إِذا نمت وَتشهد إِذا غبت) وَأنْشد: يرتدن ساهرة كَأَن عميمها وجميمها أسداف ليل مظلم ثمَّ صَارَت الساهرة أسما لكل أَرض قَالَ الله تَعَالَى: (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَة وَاحِدَة فَإِذا هم بالساهرة) وَقيل الساهرة - وَجه الأَرْض صَاحب الْعين هِيَ - الأَرْض العريضة ابْن دُرَيْد هِيَ - أَرض يجددها الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة وَذهب الْفَارِسِي فِي الساهر الَّذِي هُوَ خلاف النَّائِم إِلَى أَنه من الالفاظ الدَّالَّة على السَّلب لِأَنَّهُ إِذا سهر قلق جنبه فَقل حَظه من الأَرْض إِمَّا بِالْقيامِ وَإِمَّا بالقعود وَإِمَّا بالحركة فتاويله أَنه إِذا سلب مُلَابسَة الأَرْض أَبُو عبيد الجعجاع - الأَرْض وَقيل الجعجاع - الْمحبس وَأنْشد: كَأَن جُلُود النمر جيبت عَلَيْهِم إِذا جعجعوا بَين الاناخة وَالْحَبْس أَبُو حنيفَة الغبراء - اسْم للْأَرْض علم كالخضراء للسماء والجدالة - الأَرْض وَمِنْه قَوْلهم (طعنه فجدله) أَي صرعه على الجدالة وَأنْشد: قد أركب الْآلَة بعد الْآلَة وأترك الْعَاجِز بالجدالة ملتبسا لَيست لَهُ محاله وَقيل هِيَ - أَرض ذَات رمل رَقِيق والجبوب - الأَرْض يُقَال (أَعْطِنِي جبوبة) أَي مدرو والصلة - الأَرْض يُقَال ألصق عضرطه بالصلة وَهُوَ ىسته وصفنه ومذاكيره صَاحب الْعين الْبقْعَة والبقعة وَالضَّم أَعلَى - قِطْعَة من الأَرْض على غير هَيْئَة الَّتِي إِلَى جنبها كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بقْعَة وَالْجمع بقع وبقاع وَالْبَقِيع من الأَرْض - مَوضِع فِيهِ آروم من شجر شَتَّى وَبِه سمي بَقِيع الْغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَزَعَمُوا أَنه كَانَت هُنَاكَ غرقدة تنْبت الْغَرْقَد فَذَهَبت وَبَقِي اسْمهَا مُضَافا إِلَى الْغَرْقَد وكراع الأَرْض - ناحيتها وطرفها أُنْثَى وَقيل كرَاع كل شَيْء - طرفه وَالْجمع كرعان أَبُو عبيد وأكارع غَيره الهلك - مَا بَين كل أَرضين إِلَى الأَرْض السَّابِعَة فَأَما قَول الشَّاعِر: الْمَوْت تَأتي لميقات خواطفه وَلَيْسَ يعجزه هلك وَلَا لوح فَإِنَّهُ سكن للضَّرُورَة صَاحب الْعين الثغرة - النَّاحِيَة من الأَرْض وطلاع الأَرْض - مَا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وَقيل طلاعها - ملؤُهَا والصعيد - وَجه الأَرْض وَالْجمع صعد وصعدات جمع الْجمع وَقد تقدم أَنه التُّرَاب صَاحب الْعين الجدد والجديد - وَجه الأَرْض وَجه الأَرْض بِكُل لُغَة أَبُو حنيفَة وَجه الأَرْض - ظَاهرهَا قَالَ وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: (لَا تنهكوا وَجه الأَرْض فَإِن شحمتها فِي وَجههَا) وَكَذَلِكَ أَدِيم الأَرْض وعفرها وَهُوَ - مَا على ظَاهرهَا من تربَتهَا وَظهر الأَرْض - مثل وَجههَا وَكَذَلِكَ البلاط وَمِنْه قيل بالطني فلَان - إِذا تَركك وفر مِنْك فَذهب فِي الأَرْض وَمِنْه قَوْلهم (بالدوا وبالطوا) أَي إِذا لَقِيتُم عَدوكُمْ فالزموا الأَرْض وَهَذَا خلاف الأول ذَاك ذهب فِي الأَرْض وَهَذَا لزم الأَرْض وَأنْشد:(3/44)
يَئِن إِلَى مس البلاط كَأَنَّمَا يرَاهُ الحشايا فِي ذَوَات الزخارف يَعْنِي أَنه لما بِهِ من الكلال إِذا رمى بِنَفسِهِ على الأَرْض الْيَابِسَة خيل إِلَيْهِ انها حشايا فِي بيُوت مزخرفة صَاحب الْعين أبلط الْمَطَر الأَرْض - اصاب بلاطها والحصير - وَجه الأَرْض وَالْجمع أحصرة وَحصر وَهُوَ - الصحيف أَبُو حنيفَة وَإِذا كَانَت الأَرْض بارزة لَيست بجوف فَهِيَ - برَاز وظاهرة وانشد: وخيل تكدس بِالدَّار عي ن مَشى الوعول على الظَّاهِرَة صَاحب الْعين سمع الأَرْض وبصرها - طولهَا وعرضها ولقيته بَين سمع الأَرْض وبصرها - أَي حَيْثُ لَا يسمع صَوت وَلَا يرى شخص ومذارع الأَرْض - نَوَاحِيهَا أَبُو عبيد العيقة - فنَاء من الأَرْض وَقد قدمت ان العيقة الساحة وَأَنه سَاحل الْبَحْر وقدمت أَن محلّة من أَسمَاء الْأَرْضين فِي حَدِيث قيس بن نشبة فِي بَاب الْفلك وَالسَّمَاء
(بَاب خسف الأَرْض)
خسفت الأَرْض تخسف خسفاً وانخسفت وخسفها الله صَاحب الْعين وَكَذَلِكَ ساخت تَسُوخ
(بَاب الْجبَال وَمَا فِيهَا)
صَاحب الْعين الْجَبَل - كل وتد من أوتاد الأَرْض إِذا عظم وَطَالَ فَأَما مَا صغر وَانْفَرَدَ فَهُوَ من الْقرَان والأكم غير وَاحِد جبل وأجبل وأجبال وجبلة الْجَبَل - غلظه وخلقته ابْن السّكيت أجبل الْقَوْم - أُوتُوا الْجَبَل وَقد تقدم الأجبال فِي الْحفر وتجبلوا - دخلُوا فِي الْجَبَل أَبُو عبيد الطود - الْجَبَل وَالْجمع أطواد الْأَصْمَعِي العير - الْجَبَل ابْن السّكيت وَهُوَ الرّبيع وَالْجمع أرياع وريوع وَقَالَ يُقَال لكل جبل صد وَصد وسد وسد وَأنْشد: أنابغ لم تنبغ وَلم تَكُ أَولا وَكنت صنياً بَين صدين مجهلا أَبُو عبيد الطود وَالْعرض - الْجَبَل وَأنْشد: كَمَا تنهدى من الْعرض الجلاميد وَقيل هُوَ - نَاحيَة الْجَبَل وَالْعرُوض - طَرِيق فِيهِ تعترض فِي مضيق وَالْجمع عرض وَتعرض فِيهِ - أَخذ يَمِينا وَشمَالًا وَقيل الْعرُوض - معتلاه أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي ثمغة الْجَبَل بالثاء - أَعْلَاهُ قَالَ الْفراء وَالَّذِي سَمِعت أَنا نمغة الْجَبَل بالنُّون صَاحب الْعين القنعة - مَا نتأ من رَأس الْجَبَل وَقد تقدم فِي الانسان قطرب الضهر - أعالي الْجَبَل وَهُوَ الضاهر وَقيل الضهر - خلقَة فِيهِ من صَخْرَة تخَالف جبلته ابْن السّكيت النيق - ارْفَعْ مَوضِع فِي الْجَبَل ابْن دُرَيْد جمعه أنياق ونيوق والقلة والقنة - الْقطعَة تستدير فِي أَعلَى الْجَبَل أَبُو عبيد الْجمع قلل وقتن وقنان وَالْعلم من الْجَبَل - أَعلَى مَوضِع فِيهِ وَأَعْلَى مَا يلْحقهُ بَصرك مِنْهُ وَالْجمع اعلام قَالَ ابْن جني وعلام كجبل وجبال وَأنْشد للهذلي: يشج بهَا عرض الفلاة تعسفاً وَأما إِذا يخفى من آرض علامها وَقد روى علامها أَرَادَ علمهَا فأشبع الفتحة فَنَشَأَتْ بعْدهَا ألف الْفَارِسِي اعتلم الْبَرْق - لمع فِي الْعلم وَأنْشد فِي الخزم:(3/45)
بل بريقاً بت أرقبه بل لَا يرى إِلَّا إِذا اعتلما ابْن دُرَيْد الأقن - خروق فِي أَعلَى الْجَبَل واحدتها أقنة صَاحب الْعين الأقنة - شبه حُفْرَة تكون فِي ظُهُور القفاف وأعلي الْجبَال ضيقَة الرَّأْس قعرها قدر قامتين أَو قامة أَبُو عبيد الفرعة - أَعلَى الْجَبَل وَجَمعهَا فراع وَمِنْه قيل جبل فارع - إِذا كَانَ أطول مِمَّا يَلِيهِ وَبِه سميت الْمَرْأَة فارعة وَأَصله من الْعُلُوّ لِأَن الْفَرْع أَعلَى الشَّيْء وَالْجمع فروع وَقيل كل علو - فرع وتفرع وتفريع والتفريع - الانحدار فَكَأَنَّهُ ضد وفرعت الْقَوْم وأفرعتهم - طلتهم بشرف أَو كرم وَمِنْه فرع رَأسه بالعصا وَالسيف وَقد تقدم ونقاً فارع - يطول مَا يَلِيهِ والعلياء - رَأس كل جبل مشرف صَاحب الْعين الْبرم - قنان صغَار من الْجبَال واحدتها برمة أَبُو عبيد فِي الْجبَال الشعاف واحدتها شعفة وَهِي - رُؤُوس الْجبَال غَيره الشعف والشعوف وَقيل شعفة كل شَيْء - أَعْلَاهُ كشعاف الكمأة والأثافي وَهُوَ - مَا اسْتَدَارَ من أَعْلَاهَا أَبُو عبيد الشماريخ - كالشغاف الْأَصْمَعِي وَاحِدهَا شِمْرَاخ صَاحب الْعين الشمراخ - رَأس مستدير دَقِيق فِي اعلى الْجَبَل أَبُو عبيد الفند الشمراخ الْعَظِيم مِنْهُ ابْن دُرَيْد جمعه أفناد أَبُو عبيد الخناذيد - الشماريخ الطوَال المشرفة واحدتها خنذيدة قَالَ وَهِي - الشناخيب واحدتها شنخوبة ابْن دُرَيْد الشنخوب والشنخاب - قِطْعَة عالية من الْجَبَل تعلو مَا حولهَا وَقد تقدم أَنَّهَا أَعلَى الْكَاهِل صَاحب الْعين شعب الْجبَال - مَا تشعب من رؤوسها يَعْنِي تفرق ابْن السّكيت النقفة - نجفة تكون فِي رَأس الْجَبَل وَهِي وهيدة وَمَكَان متطئ صَاحب الْعين الغفارة - رَأس الْجَبَل أَبُو عبيد وفيهَا الألواذ وَاحِدهَا لوذ وَهُوَ - حضن الْجَبَل وَمَا يطِيف بِهِ والطائف - نشز ينشز فِي الْجَبَل نَادِر ينْدر مِنْهُ وَفِي الْبِئْر مثل ذَلِك وَقد تقدم ابْن دُرَيْد المربأ والمرقب - الْموضع الَّذِي يعْقد فِيهِ الربيثة والفادرة - الصَّخْرَة الصماء فِي رَأس الْجَبَل شبهت بالوعل الفادر والفدرة من الْجَبَل - قِطْعَة مشرفة والفنديرة - دونهَا أَبُو عبيد الريد - نَاحيَة الْجَبَل المشرف وَجمعه ريود والحيد - شاخص يخرج من الْجَبَل فيتقدم كَأَنَّهُ جنَاح ابْن دُرَيْد جمعه أحياد وحيود وَقد تقدم أَن الحيود مَا شخص من نواحي الرَّأْس وَأَنَّهَا طرائق فِي قُرُون الوعل أَبُو عبيد الطنف - نَحْو من الحيد ابْن دُرَيْد الْجمع أطناف وطنوف وطنف الرجل حَائِطه - جعل لَهُ البرزين الْأَصْمَعِي هُوَ الطنف والطنف أَبُو حَاتِم الافريز - الطنف صَاحب الْعين الاخرم - قِطْعَة من جبل والشاقي من حيود الْجبَال الطوالع - الطَّوِيل وَهُوَ مَعَ طوله أيسر صعُودًا وَرُبمَا كَانَ صَغِيرا قدر مقْعد الانسان وَالْجمع الشقيان والشاقيات والشواقي أَبُو عبيد الشناغيف - رُؤُوس تخرج من الْجَبَل وَاحِدهَا شنغاف قَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ رباعي ابْن دُرَيْد وَهُوَ الشنغوف مُشْتَقّ من الشنغفة وَهُوَ - الطول صَاحب الْعين شناظي الْجبَال - أعاليها واحدتها شنظوة أَبُو عبيد المصدان - اعلي الْجبَال وَاحِدهَا مصاد صَاحب الْعين المصد والمزد والمصاد - الهضبة الْعَالِيَة الْحَمْرَاء وَالْجمع أمصدة ومصدان والصارة - أَعلَى الْجَبَل أَبُو عبيد الركح - نَاحيَة الْجَبَل المشرفة على الْهَوَاء ابْن دُرَيْد وَجمعه أركاح وركوح وَقد تقدم أَن الأركاح الأفنية صَاحب الْعين الهلك - مشرفة المهواة من جو السكَك وَقد تقدم أَنه مَا بَين كل أَرضين إِلَى الأَرْض السَّابِعَة غَيره الملاقي - أَشْرَاف نواحي الْجَبَل واحدتها ملقى وملقاة والطغية - نَاحيَة من الْجَبَل يزلق مِنْهَا ابْن السّكيت أنف الْجَبَل - نَادِر يشخص مِنْهُ والرعن - أنف الْجَبَل وَمِنْه قَلِيل للجيش - أرعن شبه برعن الْجَبَل ابْن دُرَيْد الْجمع رعان ورعون وَسميت الْبَصْرَة رعناء تَشْبِيها برعن الْجَبَل وَقيل الرعن - الطَّوِيل صَاحب الْعين عتب الْجبَال - أَشْرَافهَا ولحدتها عتبَة وَقد تقدم أَنَّهَا الدرج ابْن دُرَيْد الخطمة فِي بعض اللُّغَات - رعن الْجَبَل غير وَاحِد خياشيم الْجبَال - أنوفها والقائد من الْجَبَل - أَنفه أَبُو عبيد المخرم - مُنْقَطع أنف الْجَبَل صَاحب الْعين الخرم - أنف الْجَبَل وَجمعه خروم أَبُو عبيد القرناس - شبه الْأنف يتَقَدَّم من الْجَبَل وَأنْشد:(3/46)
دون السَّمَاء لَهُ فب الجو قرناس قَالَ ابْن جني نون قرناس أصل لمقابلتها طاء قرطاس ابْن دُرَيْد القرناس والقرناس - أَعلَى الْجَبَل ابْن جني القَوْل فِي نون قرناس كالقول فِي نون قرناس لمقابلتها طاء قرطاس أَبُو عبيد الاجدال - مَا برز وَظهر من رُؤُوس الْجبَال وَاحِدهَا جذل ابْن دُرَيْد قيدوم الْجَبَل وقديد يمته - مَوضِع يتَقَدَّم مِنْهُ وقيدوم كل شَيْء - أَوله والأقذاف - أَطْرَاف الْجبَال وَاحِدهَا قذف الْأَصْمَعِي القذفات - مَا أشرف من رُؤُوس الْجبَال وَأنْشد: منيفاً تزل الطير عَن قذفاته يظل الضباب فَوْقه قد تعصرا ابْن دُرَيْد الفرن - الْقطعَة من الْجَبَل تستطيل صاعدة وتنبتل عَن معظمه والدرء - الْقطعَة المشرفة من الْجَبَل وَالْجمع دروء والوعلة - الْموضع المنيع من الْجَبَل وَبِه سمي الرجل وَعلة وَكَذَلِكَ الوألة وَمِنْه اشتقاق موألة اسْم غَيره القطاط - حرف الْجَبَل أَو حرف من صَخْر كَأَنَّمَا قطّ وَالْجمع الأقطة غَيره والجلبة - سدة فِي الْجَبَل وَذَلِكَ إِذا تراكم بعض الصخر على بعض فَلم يكن فِيهِ طَرِيق تَأْخُذ فِيهِ الدَّوَابّ صَاحب الْعين الْعقبَة - طَرِيق فِي الْجَبَل وعر وَالْجمع عقب وعقاب وَالْعِقَاب - مرقىً فِي عرض الْجَبَل أَبُو عبيد الثَّنية - الْعقبَة صَاحب الْعين الْكفْر - الثنايا من الْجبَال وحفوا الثَّنية - جانباها الْأَصْمَعِي الصفوق - الصعُود الْمُنكرَة وَالْجمع الصفائق والصفق والعنتوت - الْعقبَة ابْن دُرَيْد الضاحك - قِطْعَة تنكسر من الْجَبَل عَن لون أَبيض فَكَأَنَّهَا تضحك إِذا رَأَيْتهَا من بعيد والعضم - خطّ يكون فِي الْجَبَل يُخَالف سَائِر لَونه وَكَذَلِكَ الوعم وَالْجمع وعام صَاحب الْعين السامة - عرق فِي الْجَبَل كَأَنَّهُ خطّ مَمْدُود يفصل بَين الْحِجَارَة وجبلة الْجَبَل والجميع السام فَإِذا كَانَت السامة ممرها من تِلْقَاء الْمشرق إِلَى الْمغرب لم تخلف أبدا أَن يكون فِيهَا مَعْدن فضَّة قلت أم كثرت وَلذَلِك قَالَ بعض النَّاس أَن السام هُوَ الْفضة وَهَذَا غلط مِنْهُم والغضبة - الصَّخْرَة الصلبة المركبة فِي الْجَبَل الْمُخَالفَة لَهُ وَأنْشد: أَو غضبة فِي هضبة مَا أرفعا وَأنْشد أَيْضا ابْن دُرَيْد: كَأَن يَدَيْهِ حِين يُقَال سِيرُوا على أَيدي التنوفة غضبتان وروى السيرافي غضبيان تَثْنِيَة غَضبى صَاحب الْعين الملطاط من الْجَبَل - حرفه وجانبه وَهُوَ اللطاط ابْن دُرَيْد الضيم - نَاحيَة من الْجَبَل أَو الأكمة والشأن - من شؤون الْجبَال مَهْمُوز وَلم يفسره أَبُو عبيد الملقات - الصفوح اللينة المتزلقة من الْجَبَل واحدتها ملقة ابْن السّكيت هِيَ - الملق أَبُو عبيد العرعرة - غلظ الْجَبَل ومعظمه ابْن دُرَيْد عراعر الْقَوْم - سادتهم وعرعرة الثور - سنامه قَالَ أَبُو عَليّ وَهُوَ مِنْهُ أَبُو عبيد الكيح والكاح - عرضه ابْن دُرَيْد جمعه كيوح وأكياح وأكواح واللجفة - الْغَار فِي الْجَبَل صَاحب الْعين الْكَهْف - كالمغارة إِلَّا أَنه أوسع مِنْهَا وَجمعه كهوف ابْن دُرَيْد تكهف الْجَبَل - صَارَت فِيهِ كهوف ابْن السّكيت يُقَال للشق فِي الْجَبَل - سلع وَجمعه أسلاع وَقيل هُوَ - السّلع وَالْجمع سلوع وَهُوَ كالصدع فِيهِ وكل شقٍ - سلع وَمنع السّلع للشق الَّذِي يكون فِي الْعقب والعسيب - كالسلع وَأنْشد: فهراق فِي طرف العسيب إِلَى متقبل لنواطف صفر(3/47)
صَاحب الْعين النجفة - الْغَار وَالْجمع نجاف ابْن السّكيت الشّعب - الطَّرِيق فِي الْجَبَل صَاحب الْعين هُوَ مفرج كل جبلين وَالْجمع شعاب ابْن دُرَيْد الخانق - شعب ضيق فِي أَعلَى الْجَبَل وَالْجمع خوانق وَأهل الْيمن يسمون الزقاق خَائفًا والمهبل - الْهَوَاء من رَأس الْجَبَل إِلَى الشّعب وَقد تقدم أَنه أقْصَى الرَّحِم أَبُو عبيد اللصب - الشّعب الصَّغِير فِي الْجَبَل والشقب - كالشق يكون فِيهِ وَجمعه شقبة ابْن السّكيت شقب وشقب وَهِي الشقاب ابْن دُرَيْد الشيق - الشق الضّيق فِي رَأس الْجَبَل وَهُوَ أضيق من الشقب والفالق - الشق فِي الْجَبَل سِيبَوَيْهٍ الْجمع فلقان صَاحب الْعين الفردوعة - الزاوية فِي شعب أَو جبل وَقَالَ السكرِي فِي قَول الْهُذلِيّ: فِي رَأس شاهقة أنبوبها خصر دون السَّمَاء لَهُ فِي الجو قرناس الأنبوب - طَريقَة فِي الْجَبَل أَي طريقتها بَارِدَة وَقَالَ ابْن جني همزَة أنبوب زَائِدَة وَيَنْبَغِي أَن تكون من نب ينب وَهُوَ - صَوت التيس لِأَن الأنبوب من الْقصب وَنَحْوه يضيق على الصَّوْت فَيخرج مِنْهُ وَكَذَلِكَ الأنبوب من الْجَبَل هُوَ - طَرِيق فِيهِ ضيق فالريح شَدِيدَة الصَّوْت فِيهِ وروى عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي وصف كلا (ونبيت عجلتها) - أَي صَارَت لَهَا أنابيب صَاحب الْعين المهواة والهوة والهاوية والأهوية - مَا أشرف مِنْهُ على الْهَوَاء أَبُو عبيد اللهب - مهواة مَا بَين كل جبلين ابْن دُرَيْد الْجمع لهوب وألهاب ابْن السّكيت وهى اللهاب أَبُو عبيد النفنف - نَحْو من اللهب صَاحب الْعين التيهور - مَا بَين أَعلَى الْجَبَل وأسفله هذلية وَهِي التيهورة أَبُو عبيد الخليف - مَا بَين الجبلين وَقَالَ مرّة هُوَ - الطَّرِيق فِي الْجَبَل الليحاني المخلفة - الطَّرِيق فِي الْجَبَل غَيره والمنقبة والنقب والنقب - طَرِيق ظَاهر على رُؤُوس الْجبَال والآكام والربا وَجمعه نقاب وَأنْشد: وتراهن شرباً كالسعالي يتطلعن من ثغور النقاب أَبُو عبيد المنقل - الطَّرِيق فِي الْجَبَل ابْن السّكيت الرّيع والتثنية - الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَقد تقدم أَن الثَّنية الْعقبَة وَأَن الرّبع الْجَبَل والعرقوب - الطَّرِيق فِي الْجَبَل مُذَكّر أَبُو عبيد الفأو - مَا بَين الجبلين وَأنْشد: حَتَّى انفأى عَن أعناقها سحرًا ابْن السّكيت الصدفان - جانبا الْجَبَل قَالَ الله تَعَالَى: (إِذا سَاوَى بَين الصدفين) صَاحب الْعين الصدفان - جبلان بَيْننَا وَبَين يَأْجُوج وَمَأْجُوج وكل مُرْتَفع عَظِيم كالحائط والجبل - صدف ابْن دُرَيْد الصدفان - جانبا الشّعب فِي الْجَبَل أَبُو عبيد الْجَرّ - أصل الْجَبَل وَكَذَلِكَ الحضن والسند - الْمُرْتَفع فِي أصل الْجَبَل والقبل مثله وَقَالَ مرّة الْقبل - الْمَكَان المشرف يستقبلك والسفح - أَسْفَل الْجَبَل صَاحب الْعين سفح الْجَبَل - عرضه مُضْطَجعا وَقيل هُوَ - الحضيض وَالْجمع سفوح ابْن دُرَيْد النحص - مَا علا عَن السفح وَانْحَدَرَ عَن السَّنَد وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رَجَعَ من أحد: (يَا لَيْتَني غودرت فِي أَعلَى نحص الْجَبَل) يَعْنِي الشُّهَدَاء هُنَاكَ أَبُو زيد صفق الْجَبَل - وَجهه فِي أَعْلَاهُ وَهُوَ مَا فَوق الحضيض أَبُو عبيد الحضيض - الْفِرَار من الأَرْض بعد مُنْقَطع الْجَبَل ابْن دُرَيْد حضيض الْجَبَل - سفحه وسفح مَا لاقاك وَالْحجر الحضي - الَّذِي فِي الحضيض وَقيل الحضيض - مِمَّا يَلِي الْجَبَل والسفح - دون ذَلِك وَجمع الحضيض أحضة وحضض صَاحب الْعين القنوع - بِمَنْزِلَة الحدور من سفح الْجَبَل غَيره السود - سفح من الْجَبَل مستدق فِي الأَرْض(3/48)
خشن أسود الْقطعَة مِنْهُ سَوْدَة وَبِه سميت الْمَرْأَة والقلعة - صَخْرَة عَظِيمَة تنقلع عَن جبل مُنْفَرد صعبة المرتقى والقلعة - حصن مُمْتَنع فِي الْجَبَل وَالْجمع قلع وقلاع وأقلعوا بِهَذِهِ الْبِلَاد - بنوها فجعلوها كالقلاع صَاحب الْعين السخير - مَا تحات من الْجَبَل بالاقدام والحوافر والقنخرة والقنخيرة - شبه صَخْرَة تنقلع من أَعلَى الْجَبَل وفيهَا رخارة وَهِي أَصْغَر من الفنديرة والخوالد - الْجبَال والصخور وَقَول الشَّاعِر: فتأتيك حذاء مَحْمُولَة تفض خوالدها الجندلا الخوالد هُنَا القوافي لبقائها
(بَاب نعوت الْجبَال)
أَبُو عبيد الايهم من الْجبَال - الطَّوِيل وَكَذَلِكَ الأقود صَاحب الْعين وَمِنْه قيل للطوال الْأَعْنَاق من الظباء والابل وَالْخَيْل - قَود أَبُو عبيد الباذخ والشامخ - الطَّوِيل وَالْجمع شوامخ وَقد شمخ يشمخ شموخاً صَاحب الْعين جمع الباذخ بواذخ وَقد بذخت بذوخاً أَبُو عبيد المشمخر والشاهق - الطَّوِيل ابْن دُرَيْد كل مَا رفعته من بِنَاء أَو غَيره فَهُوَ - شَاهِق صَاحب الْعين وَقد شهق شهوقاً أَبُو عبيد القواعل - الطوَال مِنْهَا واحدتها قاعلة والنيق - الطَّوِيل وَقد تقدم أَنه أَعلَى مَوضِع فِي الْجَبَل والخشام - الطَّوِيل الَّذِي لَهُ أنف وَقَالَ مرّة هُوَ الْعَظِيم ابْن السّكيت القنة - الْجَبَل الْمُنْفَرد والمستطيل فِي السَّمَاء وَأنْشد: ترى القنة الحقباء مِنْهَا كَأَنَّهَا كميت يباري رعلة الْخَيل فارد وَقد تقدم أَن القنة رَأس الْجَبَل أَبُو عبيد القهب - الْعَظِيم من الْجبَال أَبُو زيد القهب - الْأسود مِنْهَا تخالطه حمرَة أَبُو عبيد الأخشب - كل جبل خشن عَظِيم وَأنْشد: تحسب فَوق الشول مِنْهُ أخشبا شبه طول الْبَعِير بِهِ ابْن دُرَيْد وأخشبا مَكَّة - جبلاها صَاحب الْعين أخاشب الصمان - جبال اجْتَمعْنَ بالصمان فِي محلّة لبني تَمِيم لَيْسَ قربهَا أكمة وَلَا جبل وكل خشن أخشب الأخلق - الاملس صَاحب الْعين هضبة خلقاء - ملساء مصمتة لَا نَبَات بهَا وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: (لَيْسَ الْفَقِير الَّذِي لَا مَال لَهُ إِنَّمَا الْفَقِير الأخلق) يَعْنِي الأملس من الْحَسَنَات أَبُو عبيد الْكفْر الْعَظِيم من الْجبَال وَأنْشد: تطلع رياه من الكفرات الْأَصْمَعِي جبل أعبل - صلب أَبيض وهضبة عبلاء وكل مَا غلظ وابيض فقد عبل صَاحب الْعين علم أخرس - لَا يسمع فِيهِ صَوت صدى والا الْجَبَل الشَّديد السوَاد وَقد تقدم فِي الْأسد وَالنَّاس ثَعْلَب الْخَال - الْجَبَل الضخم أَبُو عبيد الطود - الْجَبَل الْعَظِيم وَالْجمع أطواد أَبُو عبيد الهرشم - الرخو والنخر مِنْهَا غَيره والخوي - الوطئ السهل من الْجبَال وَأنْشد: هَل تعرف الْمنزل بالخوي والدك - الْجَبَل الذَّلِيل وَالْجمع دككة وَقَالَ مرّة الدك من الْجبَال - العراض وَاحِدهَا أدك والضلع -(3/49)
الجببل الَّذِي لَيْسَ بالطويل وَالْجمع أضلع وأضلاع صَاحب الْعين والعناب - الجبيل الدَّقِيق المنتصب الْأسود والعرق - الجبيل الصَّغِير ابْن السّكيت الْقرن - الجبيل الْمُنْفَرد ابْن دُرَيْد هُوَ - قِطْعَة تنفرد من الْجَبَل أَبُو عبيد الهضبة - الْجَبَل ينبسط على الأَرْض وَجَمعهَا هضاب صَاحب الْعين الهضبة - كل جبل خلق من صَخْرَة وَاحِدَة وَقيل هِيَ - كل صَخْرَة راسية صلبة أَبُو زيد الهضبة - الْجَبَل الطَّوِيل الْمُمْتَنع الْمُنْفَرد لَا يكون إِلَّا فِي حمر الْجبَال وَالْجمع هضاب أَبُو عبيد الذرائح - الهضاب واحدتها ذريحة أَبُو زيد العرقوة من الْجبَال - الغليظ المنقاد فِي الأَرْض لَيْسَ يرتقى لصعوبته وَلَيْسَ بطويل ابْن السّكيت هضبة عطياء - إِذا ارْتَفَعت صَاحب الْعين هضبة جنبج - مكتنزة وَعز جنبج - ضخم وَهُوَ مِنْهُ ابْن دُرَيْد الخوع - جبل مَعْرُوف أَبيض وَقيل بل كل جبل أَبيض - خوع وَقَالَ جبل وعر وأوعر - صَعب المرتقى أَبُو عُبَيْدَة وواعر وَقد توعر أَبُو زيد جبل صليعٍ - لَا نبت عَلَيْهِ والعنتوت - جبل مستطيل وَقد تقدم أَنَّهَا الْعقبَة وَقَالَ جبل سلطوح - أملس وَكَذَلِكَ سلطوع وَقَالَ جبل صلخم ومصلخم - صلب وَفِي الحَدِيث (عرضت الْأَمَانَة على الْجبَال الصم الصلاخم) وَأنْشد: وَرَأس عز راسياً صلخماً صَاحب الْعين الْجبَال الكبس والكبس - الصلاب الشداد والشنغوب - عرق طَوِيل من الأَرْض دَقِيق أَبُو عبيد الفرط - الْجَبَل الصَّغِير وَأنْشد: وَهل سموت بجرار لَهُ لجب جم الصواهل بَين السهل والفرط صَاحب الْعين هضبة عنقاء ومعنقة - كويلة وَأنْشد: عنقاء معنقة يكون أنيسها ورق الْحمام جميمها لم يُؤْكَل صَاحب الْعين عقبَة صعبة - شاقة وَقد صعبت صعوبة وَكَذَلِكَ الْفِعْل من كل صَعب وَقَالَ هضبة عيطاء - طَوِيلَة الْفَارِسِي هضبة شماء طَوِيلَة الْأَصْمَعِي وجبل خرشوم - عَظِيم وَقد تقدم فِي أنف الْجَبَل ابْن دُرَيْد جبل خرشيم - صَلِيب
(بَاب مَا دون الْجبَال من الأَرْض المرتفعة)
أَبُو عبيد النجوة - الْمَكَان الْمُرْتَفع الذ تظن أَنه نجاؤك صَاحب الْعين وَهِي النجَاة الْأَصْمَعِي الْجمع نجاءٌ وَقَوله عز وَجل: (فاليوم ننجيك ببدنك) مَعْنَاهُ نجعلك فَوق نجوة من الأَرْض أَبُو عبيد الوقع - الْمَكَان الْمُرْتَفع دون الْجَبَل والزبية - الرابية الَّتِي لَا يعلوها المَاء وَقد تقدم أَنَّهَا الحفرة سِيبَوَيْهٍ الْجمع زبى وَلم يجمع بِالتَّاءِ كَرَاهِيَة اجْتِمَاع الْيَاء والضمة وَمن قَالَ ظلمات فسكن قَالَ زبيات وَقد تقدم مثل هَذَا فِي كليات ومديات وَهَذَا النَّحْو مطرود أَبُو عبيد الرزون - أَمَاكِن مُرْتَفعَة يكون فِيهَا المَاء وَاحِدهَا رزن والفرط - رَأس الأكمة وشخصها وَجمعه أفراط وَقد تقدم أَنه الْجَبَل الصَّغِير صَاحب الْعين هُوَ - الْعلم يهتدى بِهِ أَبُو عبيد والدكاء وَجمعه دكاوات وَهِي - رواب من طين لَيْسَ بالغلاظ ابْن دُرَيْد الدكدك والدكدك - أَرض فِيهَا غلظ وانبساط وَمِنْه اشتقاق الدّكان صَاحب الْعين النجد - مَا أشرف من الأَرْض واستوى وَالْجمع أنجد وأنجاد ونجاد ونجود ابْن دُرَيْد الرقوة - شَبيه بالرابية وَهُوَ - الرقوة تَمِيمَة صَاحب الْعين الغماليل - الروابي الْأَصْمَعِي الصارة - مَا ارْتَفع من الأَرْض وَهُوَ معنى قَول الْهُذلِيّ:(3/50)
يصبح بالأسحار فِي كل صارة كَمَا نَاشد الذَّم الْكَفِيل الْمعَاهد أَبُو عبيد الصمان - أَرض غَلِيظَة دون الْجَبَل والفلك - قطع من الأَرْض تستدير وترتفع عَمَّا حولهَا الْوَاحِدَة فلكة قَالَ سِيبَوَيْهٍ الْفلك اسْم للْجَمِيع وَلَيْسَت بِجمع لِأَن فعلة لَا تكسر على فعلٍ ونظيرها حَلقَة وَحلق وَقَالَ مرّة قَالُوا الْفلك وَالْحلق فحركوا الثَّانِي ثمَّ قَالُوا فلكة وحلقة فخففوا حِين ألْحقُوا هَاء التَّأْنِيث وَشبهه بِمَا يُغير فِي بعض الْمَوَاضِع بِنَاء الاضافة قَالَ وَزعم يُونُس عَن ابْن عَمْرو أَنهم يَقُولُونَ حَلقَة بِفَتْح اللَّام وَلم يحكها غَيره وَلَيْسَ ذَلِك فِي فلكة وَقيل الفلكة - هِيَ على خلقَة النبكة إِلَّا أَن النبكة أَشد تَحْدِيد رأسٍ مِنْهَا وَرُبمَا كَانَت النبكة من طين وحجارة رخوة وَهِي الفلاك أَبُو عبيد الأرحاء من الأَرْض - أكبر من الْفلك قَالَ أَبُو عَليّ وَاحِدهَا رحى وَقَالَ مرّة هِيَ - النجفة وَالْجمع نجف ونجاف أَبُو حنيفَة النجف - شَيْء يكون فِي بطن الْوَادي شَبيه بنجف الغبيط وَلَيْسَ بجد عريض أَبُو عبيد الْخيف - مَا ارْتَفع عَن مَوضِع السَّيْل وَانْحَدَرَ عَن غلظ الْجَبَل قَالَ ابْن دُرَيْد وَرُبمَا سميت الأَرْض إِذا اخْتلفت ألوان حجالاتها - خيفاً ابْن السّكيت أَخَاف الْقَوْم - أَتَوا الْخيف وَأَحْسبهُ قَالَ خيف مني أَبُو عبيد السرو - كالخيف وَفِي الحَدِيث (سرو حمير) والنعف - مَا ارْتَفع عَن الْوَادي إِلَى الأَرْض وَلَيْسَ بالغليظ صَاحب الْعين النعف - الْمَكَان الْمُرْتَفع فِي اعْتِرَاض وَقيل هُوَ - مَا انحدر عَن السقح وَغلظ وَكَانَ فِيهِ صعُود وهبوط وَقيل هُوَ - ناحيةٌ من الْجَبَل أَو من رَأسه ابْن دُرَيْد جمعه نعاف أَبُو عبيد نعاف تعف ذهب بِهِ إِلَى الْمُبَالغَة والصمد - الْمَكَان الْمُرْتَفع الغليظ وَالْجمع صماد والجمد - نَحْو مِنْهُ وَالْجمع جماد صَاحب الْعين وأجماد سِيبَوَيْهٍ هُوَ الجمد وَالْجمع كالجمع أَبُو عبيد الجفجف - الأَرْض المرتفعة وَلَيْسَت بالغليظة وَلَا اللينة والقضفان - أَمَاكِن مُرْتَفعَة بَين الْحِجَارَة والطين واحدتها قضفة والوجين - الْعَارِض من الأَرْض ينقاد ويرتفع وَهُوَ غليظ ابْن دُرَيْد هُوَ الوجين والوجن والواجن وَقيل الوجين - الْحِجَارَة وَمِنْه نَاقَة وجناء قد تقدم أَبُو عبيد الجمعرة - الغليظة المرتفعة من الأَرْض والصوى - مَا ارْتَفع من الأَرْض فِي غلظ واحدتها صوة وَقيل الصوى - الْأَعْلَام المنصوبة قَالَ وَهُوَ أحب الْقَوْلَيْنِ إِلَى للْحَدِيث الَّذِي يرْوى (أَن للاسلام ومناراً كمنار الطَّرِيق) ابْن دُرَيْد الصوة أَيْضا - مُخْتَلف الرّيح على الأَرْض وَأنْشد: وهبت لَهُ ريح بمختلف الصوى صبا وشمال فِي منَازِل قفال وَقد تقدم فِي الرِّيَاح ابْن جني أصوى الْقَوْم - أَتَوا الصوى ابْن دُرَيْد والثوة - كالصوة وَرُبمَا نصبت فَوْقهَا الْحِجَارَة ليعتدي بهَا والعوة - كالصوة الَّتِي هِيَ الْعلم والهوبجة - الْمَكَان الْمُرْتَفع فِيهِ حَصى صَاحب الْعين الصهوة - كالبرج يبْنى على الرابية وَالْجمع صها أَبُو عبيد الفدفد - الْمَكَان الْمُرْتَفع فِيهِ صلابة والفف - الْمَكَان الغليظ الْمُرْتَفع سِيبَوَيْهٍ الْجمع أقفاف وقفاف أَبُو عبيد القرود والقردد - نَحْو مِنْهُ سِيبَوَيْهٍ دَال قردد مُلْحقَة لَهُ بِجَعْفَر وَلَيْسَ كمعد لِأَن ذَلِك مَبْنِيّ على فعل من أول وهلة وَلَو كَانَ كمعد لم يظْهر فِيهِ المثلان لِأَن مَا أَصله الْحَرَكَة فِي الادغام لَا يخرج على الأَصْل ابْن دُرَيْد القردود - أَرض غَلِيظَة وقردودة(3/51)
الظّهْر - وَسطه وَقد تقدم قَالَ عَليّ ذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن قَول الْعَرَب قراديد إِنَّمَا هُوَ جمع قردد قَالَ فصلوا بِالْيَاءِ كَرَاهِيَة التَّضْعِيف وَلم يدغموا لِأَن واحده لم يدغم لما قدمْنَاهُ من الالحاق وَالَّذِي عِنْدِي أَن قَوْلهم قراديد إِنَّمَا هُوَ جمع قردود الَّذِي ذكره ابْن دُرَيْد وبخبر عَن ذَلِك بِأَن سِيبَوَيْهٍ لم يعرف قردوداً صَاحب الْعين الضهيب - كل قف أَو حزن أَو مَوضِع من الْجَبَل تحمى عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى ينشوي عَلَيْهِ عَلَيْهِ اللَّحْم وَاسم ذَلِك اللَّحْم - المضهب وَقد تقدم وَقَالَ الْمَتْن - مَا ارْتَفع من الأَرْض واستوى وَالْجمع متان ومتون - وَمتْن كل شَيْء - مَا صلب مِنْهُ وَظهر أَبُو حنيفَة الخشرمة - قف حجارته رَضْرَاض حمر منثورة فِيهَا وعورة وَلَيْسَت بجد غَلِيظَة وتحتها طينٌ وَرُبمَا كَانَت فِي ظُهُور الْجبَال وحيثما كَانَت فَإِنَّهَا لَا تطول وَلَا تعرض وَهِي مركوم بَعْضهَا على بعض وَإِذا كَانَت الخشرمة مستوية مَعَ الأَرْض فَهِيَ من القفاف غير أَن هَذَا الِاسْم لَهَا لَازم لمَكَان مَا خالطها من اللين والطين وَالِاسْم اللَّازِم القف إِذا كَانَت حِجَارَة مترادفة بَعْضهَا إِلَى بعض ذَاهِبَة فِي الأَرْض وَبَعضهَا متقلع عِظَام مثل الابل البروك وأصغر وأكبر وحجارة الخشرمة أَصْغَر مِنْهَا أعظم حجارتها مثل قامة الرجل فَإِذا علا ظهر القف كَانَت فِيهِ رياضٌ وقيعان وَإِنَّمَا يعرف أَنه قفٌ للحجارة الْعِظَام المتقلعة وَإِنَّمَا قففه كَثْرَة حجارته فَأَما الخشرمة فَإِنَّهَا إِذا كَانَت تَحت التُّرَاب سقط عَنْهَا هَذَا الِاسْم وَهِي فِي ذَلِك قفٌ وَكَذَلِكَ من الْجَبَل ابْن دُرَيْد الأخشب من القف - مَا تحدد وخشن وتحجر والجميع أخشاب وَقد تقدم فِي الْجبَال أَبُو عبيد القارة - أَصْغَر من الْجَبَل وَجَمعهَا قور أَبُو عبيد القنان - نَحْو من القارة وَاحِدهَا قنة وَقد تقدم مَا هِيَ من الْجَبَل وَأي الْجبَال هِيَ أَبُو عُبَيْدَة وَكَذَلِكَ الفجاج والأفجيج - الْفَج من الْجَبَل أَبُو عبيد الوشز - مَا ارْتَفع أَبُو حَاتِم وشز كل شَيْء - رَأسه أَبُو عبيد النشز والنشز - مَا ارْتَفع ابْن السّكيت وَهُوَ - النشاز وَجمع نشز نشوز وَجمع نشز أنشاز صَاحب الْعين كل مَا ارْتَفع فقد نشز أَبُو زيد ينشز وينشز نُشُوزًا وَمِنْه النُّشُوز فِي الْمجْلس وَقد انشزت الشَّيْء - رفعته ونشزت أنشز نُشُوزًا - أشرفت على نشز من الأَرْض ابْن دُرَيْد هُوَ - النشس أَبُو حنيفَة الوحفة - أرضٌ مستديرة مُرْتَفعَة وَجَمعهَا وحاف أَبُو عبيد اليفاع - مَا ارْتَفع صَاحب الْعين هِيَ الْقطعَة من الأَرْض والجبل فِيهَا غلظ أَبُو عبيد الزراوح - الروابي الصغار وَاحِدهَا زروح والحزاور - مثلهَا واحدتها حزورة والظراب - نَحْو مِنْهَا وَاحِدهَا ظرب ابْن السّكيت الرّيع - الْمُرْتَفع من الْأَمَاكِن قَالَ الله تَعَالَى: (أتبنون بِكُل ريع آيَة تعبثون) وَقَالَ عمَارَة بن عقيل هُوَ - الْجَبَل وَقد تقدم ابْن دُرَيْد جمعه ريوع وارياع والريعة كالريع وَأنْشد: طراق الخوافي واقعٌ فَوق ريعةٍ صَاحب الْعين الْفُرُوع - الصعُود من الأَرْض والعدوة والعدوة - الأَرْض المرتفعة أَبُو عبيد نمت على مَكَان متعاد - أَي متفاوت لَيْسَ بمستو والرهوة - شبه تل يكون فِي متن الأَرْض وعَلى رُؤُوس الْجبَال وَهِي مواقع الصقور والعقبان وَأنْشد: نظرت كَمَا جلى على رَأس رهوةٍ من الطير أقنى ينفض الطل أَزْرَق ابْن دُرَيْد الملق - الأكام المفترشة وَأنْشد: أتيح لَهَا أقيدر ذُو حشيفٍ إِذا سامت على الملفات ساما وَقد تقدم أَنَّهَا الصخور المتزلقة الجث - مَا ارْتَفع من الأَرْض حَتَّى يكون لَهُ شخص مثل الأكيمة الصَّغِيرَة والحطوط - الأكمة الصعبة الانحدار حططته عَنْهَا أحطه حطاً فَانْحَطَّ وَقَالَ أكمة هدود - صعبة المنحدر ابْن(3/52)
السّكيت الحدب - الغلظ من الأَرْض فِي ارْتِفَاع وَالْجمع أحداب وحداب والبين - الْموضع الغليظ الْمُرْتَفع من الأَرْض وَأنْشد: أَنِّي تسديت وَهنا ذَلِك البينا ابْن دُرَيْد الدحنة - المرتفعة يَمَانِية وَقَالَ أكمة خرماء - إِذا كَانَ لَهَا جَانب لَا يُمكن الصعُود فِيهِ والوتيرة - قِطْعَة من الأَرْض فِيهَا غلظ وارتفاع وَجَمعهَا وتائر وَرُبمَا شبهت الْقُبُور بهَا قَالَ الشَّاعِر: فذاحت بالوتائر ثمَّ بَدَت يَديهَا عِنْد جَانِبه تهيل يصف ضبعاً نبشت قبرا غَيره المواحيد - أكمات مُنْفَرِدَة وَاحِدهَا ميحاد والوحفة - أَرض مستديرة مُرْتَفعَة وَجَمعهَا وحاف صَاحب الْعين النبكة - أكمة محددة الرَّأْس وَرُبمَا كَانَت حَمْرَاء وَلَا تَخْلُو من الْحِجَارَة وَهِي النباك والنبك والضرس - مَا خشن من الأكام والأخاشب وَالْجمع الضروس صَاحب الْعين الضمز - من الأكام واحدته ضمزة وَهِي - أكمة خاشعة صَغِيرَة وأكمة هنعاء - قَصِيرَة والخشعة - قف تغلب عَلَيْهِ السهولة وأكمة خاشعة - ملتزقة بِالْأَرْضِ والمعنق من الأَرْض - مَا صلب وارتفع وَحَوله سهل وَهُوَ منقاد نَحْو ميل وَأَقل من ذَلِك وَالْجمع المعانيق وَالنَّقْع - مَا ارْتَفع من الأَرْض الْأَصْمَعِي وَالْجمع نقاع صَاحب الْعين أكمة صعُود - صعبة المرتقى وَقد صعد صعُودًا وأصعد وَصعد ارْتقى غير وَاحِد تصعدها وتصعد فِيهَا وصعدها وَصعد فِيهَا وَقَوْلهمْ لأرهقنك صعُودًا أَي مشقة من الْأَمر وَقَوله تَعَالَى: (سَأُرْهِقُهُ صعُودًا) أَي مشقة وكل مَا صَعب عَلَيْك فقد تصاعدك وتصعدك والصعود من الرمل - بِمَنْزِلَتِهِ من الأَرْض الغليظة وَمِنْه (تنفس الصعداء) أَي إِلَى فَوق وتنفس صعداً كَذَلِك صَاحب الْعين العنز من الأَرْض - مَا فِيهِ حزونة وتل وَرمل وحجارة وَقيل هِيَ - الأكمة السَّوْدَاء وَقيل هِيَ - أكمة بِعَينهَا قَالَ: وإرم أحرس فَوق عنز الأرم - الْعلم واحرس - أَقَامَ حرساً وَهُوَ الدَّهْر وطلع الأكمة - مَكَان مِنْهَا يشرف على مَا حولهَا وأعراق الأَرْض - مَا ارْتَفع مِنْهَا صَاحب الْعين الردهة - شبه أكمة خشنة كَثِيرَة الْحِجَارَة وَالْجمع رده وَهِي - تلال القفاف فَأَما قَوْله: من بعد أنضاد الرداه الرده فَمن بَاب أَعْوَام السنين للْمُبَالَغَة وَقد تقدم أَن الردهة النفرة يستنقع فِيهَا المَاء
(بَاب الأَرْض الغليظة من غير ارْتِفَاع والصلبة)
أَبُو عبيد أَرض غَلِيظَة - غير سهلة وَقد غلظت غلظاً وروى أَبُو حنيفَة عَن النَّضر غلظ من الأَرْض وَهُوَ مِنْهَا خطأ صَاحب الْعين مَكَان صلب غليظ - شَدِيد وَالْجمع صلبة أَبُو عبيد الصلب - كالصلب وَالْجمع كالجمع صَاحب الْعين الصلابة من كل شَيْء - الشدَّة صلب صلابة فَهُوَ صَلِيب وصلب وصلب وصلبته - جعلته صلباً وَصَوت صَلِيب وجرىٌ صَلِيب على الْمثل أَبُو عبيد الْجلد - الأَرْض الغليظة الصلبة أَبُو حنيفَة أَرض جلد وجلدة وَهِي - مَا غلظ وَهِي طين صلبة وَفِي بَطنهَا حِجَارَة مختلطة بهَا ابْن دُرَيْد الْجند - كالجلد وَقيل الْجند - الْحِجَارَة تشبه الطين أَبُو عبيد الحزيز - الغيظ المنقاد الْأَصْمَعِي وَجمعه أحزة وحزان(3/53)