ثعلبة بن أوس الكلابي:
فلو كان عن ود ابن أوس لما نأتبذلفاء غربات الديار الطوارح وإبل مطاريح: سراع. قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
مطاريح بالوعث مر الحشو ... ر هاجرن رماحة زيزفونا
ترمح بالسهم من الزفن فكرر الفاء وبني فيفعولا.
وفحل مطرح: بعيد موقع الماء. وعن أعرابية: إن زوجي لطروح إذا نكح أحبل. وطرف طروح ومطرح: بعيد النظر. واطرح بعينك: انظر. قال الطرماح:
فاطرح بعينك هل ترى أظعانهم ... والكامسية دونهن وثرمد
ورمح مطرح: طويل وقوس طروح: شديدة الحفز للسهم. وأصابه زمن طروح: يرمي بأهله المرامي. ونوائب طرح. وطرح بناءه وطرمحه: رفعه وطوله.
ط ر د
طرده طرداً وطراً، وطرده وأطرده: أبعده ونحاه، وهو شريد طريد، ومشرد مطرد. وطرد العدو طريدة وطرائد وهي النعم يغير عليها فيطردها.
ومن المجاز: خرج يطرد حمر الوحش أي يصيدها. وبيده مطرد: رمح قصير يطعنها به، وبأيديهم المطارد والرايات. قال الراعي:
ولولا الفرار كل يوم وقيعة ... لنالتك زرق من مطاردنا الحمر
وقال أبياتاً في الطرد أي في الصيد. وهذه من طرديات فلان. والريح تطرد الحصى والسفا: تعصف به. وطردت بصري في أثر القوم. قال ذو الرمة:
مازلت أطرد في آثارهم بصري ... والشوق يقتاد من ذي الحاجة البصرا
والقيعان تطرد السراب أي يطرد فيها كما يطرد الماء ويمور. قال ذو الرمة:
كأنه والرهاء المرت تطرده ... أغراس أزهر تحت الريح منقوح
واطرد الماء، وجدول مطرد. وماء طرد: تطرد فيه الدواب وتخوضه. ورمح مطرد، ومطرد الأنابيت والكعوب. قال الأعشى:
وأجرد مطرد كالشطن
وتطارد متنه. قال جرير:
وكل رديئيّ تطارد متنه ... كما اختب ذئب بالمراضين لاغب
وحديث وكلام مطرد. وهذا لا يطرد في القياس. واتبع طوارد الإبل: متخلفاتها. والليل والنهار طريدان: كل واحد يطرد صاحبه. وهو طريد(1/599)
أخيه: للمولود بعده. وفضاء طراد: واسع، وبلاد طرادة. ويوم وشهر طراد: تامّ. ومرت عليه سنون طرداة. واطردوا في المسير: تتابعوا. وأنشد ابن الأعرابي:
فكأن مطرد النسيم إذا جرى ... بعد الكلال خليتا زنبور
أراد به الأنف. وعندي طريدة من ثوب: شقّة مستطيلة. وثوب طرائد: شبارق. وقالت الخنساء تصثف الرياح والسحاب:
يطردن عن ليط السما ... ء ظلائلاً والماء جامد
مزقاً تطردها الريا ... ح كأنها خرق طرائد
وفي الأرض طرائد من كلإ. وبريَ القدح بالطريدة وهي السفن، والمسفن أيضاً ما ينحت به. وطرّد سوطه: مّده. وطارد قرنه، وتطاردا، وبينهما طراد ومطاردة وهي حمل أحدهما على صاحبه ومقاتلته وإن لم يكن ثمّ طرد، كما قيل للمحاربة: جلاد ومجالدة وإن لم تكن مسايفة.
ط ر ر
طر الثوب وغيره يطرّه إذا قطعه، ومنه: الطرّار الذي يطر الهمايين والصرر. والمرأة تطر شعرها: تحفه. وضربه فطرّ يده وأطرها، وطرت يده. وطررت السكين: أحددته. وسنان مطرور وطرير: محدد. وجارية لها طرة وهي ما تطره من الشعر الموفيى على جبهتها وتصففه، وطررت الجارية: اتخذت طرة، وغلام مطرر، وجارية مطررة. قال يصف مخنثاً:
عدمت كل ناشيء مطرر ... له مذاكير ولم يذكر
ومن المجاز: طر الشارب والشعر والنبات. قال:
وفينا وإن قلنا اصطلحنا تضاغنكما طرّ أوبار الجراب على النشر أي على الجرب. وهذا غلام لم يطر شاربه، وما عدا أن طر شاربه. وغلام طار ومعناه شق الجلد والتراب، كما يقال: شق الناب وفطر. وطرت الإبل الجبال والآكام: قطعتها سيراً. قال:
تطر أنضاد القفاف طراً
ورجل طرير: له هيئة حسنة. قال:
ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير
وثوب له طرة حسنة وهي الكفة. وأخذ طرة النهر والوادي. وفلان يحمي أطرار الشام: أطرافها. قال الكميت:
تخاف عليّ اجتيابي البلاد ... وزمني بنفسي أطرارها(1/600)
ونشأت طرة من الغيم وطريرة. وحمار ذو طرتين وهما جدتاه. وسمعت المغاربة الدرر، على الطرر؛ وهي حواشي الكتب: وبدت مخايل الأمر وطرره.
ط ر ز
عمل هذا الثوب في طراز فلان وهو الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجياد.
ومن المجاز: قولهم للوجه المليح: هو مما عمل في طراز الله تعالى، وهذا الكلام الحسن من طراز فلان، وهو من الطراز الأول. وما أحسن طرز فلان، وطرزه طرز حسن وهو طريقته في عمله ونيقته. قال:
فاخترت من جيد كل طرز
وهو يتطرز في اللباس ويتطرس في المطعم أي يتنوق فلا يلبس إلا فاخراً ولا يأكل إلا طيباً. وطرز ثوبه: علمه.
ط ر س
كتب في الطرس وفي الطروس وهو الصحيفة. وطرس الكتاب تطريساً: أنعم محوه.
ط ر ش
به طرش: صمم. ورجل أطروش.
ط ر ط
هو أطرط: رقيق الحاجبين.
ط ر ف
تفرقوا في الأطراف: في النواحي. وتطرفه نحو تحيفه إذا أخذ من أطرافه. وطرف عن العسكر إذا قاتل عن أطرافه. ولبس مطرفاً ومطارف. وطرف إيه طرفاً وهو تحريك الجفون. وما يفارقني طرفة عين. وشخص بصره فما يطرف، عين طارفة، وعيون طوارف. قال ذو الرمة:
تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر ... ويافع من فرندادين ملموم
وغض طرفه. وطرفت عينه: أصبتها بثوب أو غيره، وطرفت عينه فهي مطروفة. ومال طريف وطرف ومطرف ومستطرف. واطرفت شيأ واستطرفته: أخذته طريفاً ولم يكن لي. وهذا من طرائف مالي. وهذه طرفة من الطرف: للمستحدث المعجب. وقد طرف طرافة. وأطرفته كذا: أتحفته به. وناقة طرفة: تستطرف المراعي ولا تثبت على مرعًى واحد. وامرأة طرفة: لا تثبت على زوج تستطرف الرجال. وإنه لذو ملة طرف إذا لم يثبت على إخاء واحد. وبني عليها طرافاً: بيتاً من أدم. قال ذو الرمة:
رفعت مجد تميم يا هلال لها ... رفع الطراف على العلياء بالعمد
ومن المجاز: هو كريم الطرفين والأطراف.
قال:
وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صلوح
وهم الآباء والأجداد من الجانبين. " وما يدري أي طرفيه أطول ". وقيل: الطرفان: اللسان والفجر، وفلان خبيث الطرفين. وهو لا يملك طرفيه إذا سكر أي فمه واسته. قال حميد بن ثور(1/601)
في صفة الذئب:
ترى طرفيه يعسلان كليهما ... كما اهتز عود الساسم المتتابع
يعني مقدّمه ومؤخّره. ويقال: لأغمزنك غمزاً يجمع بين طرفيك. وجارية حسنة الأطراف وهي أصابعها، وهي مخضبة الأطراف. وجاء بأطراف العذارى وهو عنب أبيض بالطائف، يقال: هذا عنقود من الأطراف. وهو من أطراف العرب: من أشرافها وأهل بيوتاتها. ورجل طرف: كريم كثير الآباء إلى الجدّ الأكبر. قال أبو وجزة:
أمرون ولادون كل سميدع ... طرفون لا يرثون سهم القعدد
ومنه: الطرف: للفرس الكريم. وجاء بطارفة عين وبعائرة عين: بمال كثير: وامرأة مطروفة بالرجال إذا كانت عينها طامحة إليهم، ومنه: قول زياد في خطبته: طرفت أعينكم الدنيا أي طمحتم بأبصاركم إليها وأحببتموها، وامرأة مطروفة: فاترة العين. وما الذي طرفك عني: ردك. قال:
إنك والله لذو ملّة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد
وقال رجل لابن ملجم: لمن تستبقي سيفك، فقال: لمن لا يبلغه طرفك.
ط ر ق
طرق الحديد بالمطرقة والمطارق. وطرق الباب: قرعه. وطرق الصوف بالمطرق وهو القضيب. ونعل مطرقة ومطارقة: مخصوفة، وكل خصفة: طراق. وريش طراق ومطرق: بعضه فوق بعض، وفيه طرق. قال زهير:
أهوى لها أسفع الخدين مطرق ... ريش القوادم لم تنصب له الشبك
وطارقت بين ثوبين. وتطارقت الإبل: تتابعت متقاطرة. وهذا طرق الإبل وطرقاتها: آثارها متطارقة، الواحدة: طرقة. وجاءت على طرقة واحدة وخف واحد. وترس مطرق: طورق بجلد. " وكأن وجوههم المجان المطرقة ". ووضع الأشياء طرقة طرقة وطريقة طريقة: بعضها فوق بعض، وهي طرق وطرائق. وطرق طريقاً: سهّله حتى طرقه الناس بسيرهم. " ولا تطرقوا المساجد ": لا تجعلوها طرقاً وممارّ. وطرق لي: اخرج. وما تطرقت إلى الأمير. وطرق لي فلان. وطرقت المرأة والقطاة إذا عسر خروج الولد والبيضة. وامرأة وقطاة مطرق. وأطرق الرجل: رمى ببصره الأرض. وفي ركبتيه طرق، وفي جناح الطائر طرق: لين واسترخاء. ورجل أطرق، وامرأة طرقاء. وما به طرق: شحم وقوة.(1/602)
ومن المجاز: طرقنا فلان طروقاً. ورجل طرقة. وطرقه هـ. وطرقني الخيال. وطرقه الزمان بنوائبه. وأصابته طارقة من الطوارق، ونعوذ بالله من طوارق السوء. وطرق سمعي كذا. وطرقت مسامعي بخير. وطرقت الماء الدواب. وماء طرق. وطرق بالحصي. ونساء طوارق. وهي عن الطرق. قال الطرماح:
فأصبح محبوراً تخط ظلوفه ... كما اختلفت بالطرق أيدي الكواهن
وصف الثور وأنه نجا من الصائد. وتقول: هم نفشوا الكلام وماشوه وطرقوه: للنحارير في العربية. وطرق فلان. وأخذ في التطريق إذا احتال عليك وتكهن من طرق الحصى. وفلان مطروق: به طرقة أي هوج وجنون. وفلان مطروق: ضعيف يطرقه كل أحد. قال ابن أحمر:
فلا تصلي بمطروق إذا ما ... سري في القوم أصبح مستكيناً
وطرق الفحل الناقة، وهي طروقته، واستطرقت فلاناً فحله، وأطرقني فحلك. ويقال للمتزوّج: كيف طروقتك. وأنا آتيه في اليوم طرقتين، وطرقة واحدة أي أتية. قال ابن هرمة:
إذا هيب أبواب الملوك قرعتها ... بطرقة ولاجٍ لها نابه الذكر
وهذه النبل طرقة رجل واحد. وهذا دأبك وطرقتك أي طريقتك ومذهبك. قال لبيد:
فإن يسهلوا فالسهل حظي وطرقتي ... وإن يحزنوا أركب بهم كل مركب
ولسنا للعدو بطرقة أي لا يطمع فينا العدو. وما لفلان فيك طرقة: مطمع. وتطارق الظلام والغمام. وطارق الغمام الظلام. قال ذو الرمة:
أغباش ليل تمام كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ماله جوب
وتطارقت علينا الأخبار. وطرق فلان بحقي إذا جحده ثم أقر به بعد. وسمعتهم: هو أخس من فلان بعشرين طرقة.
ط ر م
بأسنانه طرامة: خضرة. وهو مليح الطرمتين وهما البياضان ف وسط الشفتين، يقال للسفلى: الطرمة، وللعليا: الثرمة فغلبوا. ورأيته قاعداً في الطارمة وهي بيت من خشب كالقبة. وطرمح البناء: طوله، ومنه: الطرماح.
ط ر ن
عليه خز طاروني وهو ضرب منه.
ط ر ي
شيء طريٌّ، وقد طرو، وطريته تطرية، وأهل مكة يقولون طريت البناء: طينته، وطرّ بناءك، ومالك لم تطرّه؟ وأطريته بأحسن ما فيه إطراء. واتخذوا لنا أطرية بفتح الهمزة وكسرها.(1/603)
وهم أكثر من الطرا والثرا. وجاؤا بالطريان، عليه الطريان؛ وهما السمك والرطب وهو الطبق الذي يؤكل عليه روي بتشديد الياء بوزن العرفان وبتشديد الراء بوزن الصليان.
ط س م
رسم طاسم. وكأن ديارهم ديار طسم، لا أثر فيها من طلل ولا رسم.
ط ش ش
طشت السماء وأطشت. وأرض مطشوشة، وما وقع إلا طش.
ط ع م
كثر عنده الطعام والطعم والمطعم والأطعمة والمطاعم. وفلان يحتكر في الطعام أي في البر. وعن الخليل: إنه العالي في كلام العرب وهذا من الغلبة كالمال في الإبل. وفي حديث أبي سعيد: كنا نخرج في صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاعاً من طعام وصاعاً من شعير. وهذا طعم طيب الطعم. وطعمت الشيء: أكلته وذقته، واطعم هذا وتطعمه: ذقه. وفي مثل " تطعم تطعم ": ذق تشته. واستطعمته فأطعمني. وطاعمته. ورجل مطعم ومطعام: أكول. ومطعام مطعان من قوم مطاعيم مطاعين وهو الكثير الإطعام. واتخذ لإخوانه طعمة: مأدبة.
ومن المجاز: فلان طيب الطعمة وخبيث الطِّعمة بالكسر وهي الجهة التي منها يرتزق بوزن الحرفة. وجعلت هذه الضيعة طعمة لك بالضم. وفلان تجبى له الطعمة والطعم وهي الخراج. وأطعمتك هذه الأرض. وعن معاوية: أنه أطعم عمراً خراج مصر. وإنه لموسع له في الطعم: في الرزق. وهو مطعم: مرزوق. قال علقمة:
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه ... أنّى نوجه والمجروم محروم
وقال ذو الرمة:
ومطعم الصيد هبال لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب
وفي يده مطعمة: قوس تطعم صائدها. قال علقمة:
وفي الشمال من الشريان مطعمة ... كبداء في عجسها عطف وتقويم
ومن روي بالفتح فهي المرزوقة من الصيد. قال أبو النجم:
ترمي الخصاص بالعيون النجل ... بمطعمات الصيد غير عصل
أي بنبل تطعم الصيد يريد بها العيون. ولطمه الجارح بمطعمتيه وهما إصبعاه اللتان يقبض بهما. وأخذ بمطعمته بالفتح وهي حلقه. وأطعمت النخلة: أدرك ثمرها. ونهي عن بيع الثمرة حتى(1/604)
تطعم: حتى تأخذ طعمها. وكم بأرضكم من الشجر المطعم: المثمر. وفلان مطعم الخير. قال الكميت:
موفق لخلال الخير مطعمها ... عن الإساءة والفحشاء ذو حجب
وإنك لمطعم مودتي. والنساء مطعمات: مرزوقات من الحب. قال الكميت:
بلى إن الغواني مطعمات ... مودتنا وإن وخط القتير واستطعمت الفرس: طلبت منه الجري.
أنشد أبو عبيدة:
تداركه سعي وركض طمرة ... سوح إذا استطعمتها الجري تسبح
ومنه: " إذا استطعمكم الإمام فأطعموه ": إذا استفتحكم فافتحوا عليه. وفرس لطيف المستطعم وهو جحفلته وما حولها. وأطعمت الغصن فطعم: وصلت به غصناً من غير شجرته فقبل الوصل. وأطعمت عينه قذى فطعمته. قال الفرزدق:
بعينين حوراوين لم تطعما قذى ... وجعد الذرى أطرافه قد تعفرا
والطائران يتطاعمان: يتغارّان. وتطاعم المتلاثمان إذا أدخل الفم في الفم كما تفعل الحمامتان. وأنشد الجاحظ:
كما تطاعم في خضراء ناعمة ... مطوقان أصاخا بعد تغريد
وإنه لمتطاعم الخلق: متتابعه. وما فلان بذي طعم، ولا طعم له إذا لم يكن مقبولاً. وأنا طاعم عن طعامكم: مسغن عنه.
ط ع ن
طعنه بالرمح، وهو مطعان، وطاعنته، وتطاعنوا، واطعنوا، ورجل طعين.
ومن المجاز: طعن فيه وعليه، وطعن عليه في أمره طعناناً. قال:
وأبى ظاهر الشناءة إلا ... طعناناً وقول ما لا يقال
وهو طعان في أعراض الناس. وفي الحديث " لا يكون المؤمن طعاناً ولا لعاناً " وله فيه مطعن ومطاعن. وطعن في المفازة. وطعنت بالقوم: سرت بهم. قال درهم بن زيد:
وأطعن بالقوم شطر الملو ... ك حتى إذا خف المجدح(1/605)
وخرج يطعن الليل: يسري فيه. وطعن في السن العالية. وطعنت في الحيضة الثالثة. وطعنا في الصيف. وطعنت الفرس في عنانها. قال لبيد:
ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامها
وطعنت في أمر كذا. وكل ما أخذت فيه ودخلته فقد طعنت فيه. وطعن في نيطه إذا مات. وطعن من الطاعون فهو مطعون وهو من الطعن لأنهم يسمون الطواعين: رماح الجن، ويزعمون أن الجن يطعنونهم.
ط غ م
هو طغامة من الطغام: وغد من الأوغاد، وهو يتطغم على الناس: يتجاهل عليهم.
ومن المجاز: هو من طغام الكلام: من فسله. وتقول: كلام الطغام، طغام الكلام.
ط غ ي
فلان طاغ باغ، وتمادى به الطغيان والطغوى. وهو طاغية: جبار عنيد. وأطغاه ماله.
ومن المجاز: طغى البحر والسيل. وتطاغى الموج. وطغى به الدم.
ط ف أ
طفئت النار، وطفيء السراج وانطفأ، وأطفأته أنا وطفأته.
ومن المجاز: طفيء فلان كالمصباح. وأطفأ الله تعالى نار الفتنة. وطفئت عينه. و" حدس لهم بمطفئة الرضف " أي ذبح لهم شاة تطفيء الرضف بدسمها، و" جاء فلان بمطفئة الرضف ": بداهية عظيمة. وجاء مطفيء الجمر ومطفيء الجمر وهو سادس أيام العجوز.
ط ف ح
نهر وحض وإناء طافح، وقد طفح طفوحاً، وأضفحته وطفحته: ملأته حتى يفيض. وأخذت طفاحة القدر: زبدها.
ومن المجاز: سكران طافح: ملآن من الشراب. وفرس طفاح القوائم: عدّاء. وطفحت فلانة بالأولاد: فاضت وأكثرت. قال النابغة:
لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم ... طفحت عليك بناتق مذكار
أي نفسها ناتق وهي التي تدارك الأولاد من نتق السقاء، يقال انتق سقاءك: انفض ما فيه.
ط ف ر
طفر طفراً وطفوراً وطفرة منكرة، ومنها: طفرة النظام. وطفر النهر والحائط إلى ما وراءه، وهو طفار الأنهار. وطفر الفرس النهر، وطفرته النهر.
ط ف س
رجل طفس: قذر لا يتعهد نفسه وثيابه، وفيه طفس، وامرأة طفسة.
ط ف ش
مازال فلان في طفش ورفش: في نكاح وأكل.
ط ف ف
قتل الحسين رضي الله عنه بطف الفرات وهو شاطئه وما ارتفع من جانبه. و" خذ ما طف لك واستطف ": ما ارتفع لك. وما يطف له شيء إلا أخذه.(1/606)
قال علقمة يصف الظليم:
يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم
واستطف له الأمر. واستطفت حاجته: تهيأت وتيسرت. واستطف السنام: ارتفع. قال علقمة:
قد عريت حقبة حتى استطف لها ... كتر كحافة عس القين ملموم
وإناء طفان وقربان: قارب أن يمتليء وشارفه. وأعطاني طفاف المكيال وطفافه وطففه وطفه: مقداره الناقص عن ملئه. وفي الحديث " كلّكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ". قال جندب ابن ضمرة:
لنا صاع إذا كلنا طفاف ... نطففها ونوفي للوفيّ
وطفف المكيال. وشيء طفيف: قليل. وما بقي في الإناء إلا طفافة: شيء يسير. وأطف له السيف وغيره: أهوى به إليه وغشيه به. قال عديّ:
أطف لأنفه الموسى قصير ... ليجدعه وكان به ضنيناً
ومن المجاز: طفّف على عياله: قتر عليهم. وطففت الشمس: دنت للغروب. وأتانا عند طفاف الشمس: عند دنوّها للغروب. وفي الحديث " فطفف بي الفرس مسجد بني زريق " أي غشي بي وأدناني.
ط ف ق
طفق يفعل كذا. " فطفق مسحاً ".
ط ف ل
هو طفل: بين الطفولة، وفعل ذلك في طفولته. وامرأة وظبية مطفل. وطفلت ولدها: رشحته. قال الأخطل يصف سحاباً:
إذا زعزعته الريح جرّ ذيوله ... كما زحفت عوذ ثقال تطفل
وامرأة طفلة، وطفلة الأنامل: ناعمة. وبنان طفل: ناعمة. قال ذو الرمة:
أسيلة مستن الوشاحين قانيء ... بأطرافها الحناء في سبنط طفل
وقد طفل طفولة وطفالة. وآتيه في طفل الغداة وطفل العشيّ وهو بعيد طلوع الشمس وقبيل غروبها. قال:
باكرتها طفل الغداة بغارة ... والمبتغون خطار ذاك قليل(1/607)
وقال لبيد:
فتدلّيت عليه قافلاً ... وعلى الأرض غيابات الطفل
وطفلت الشمس. دنت للغروب. وطفل الليل: أقبل وأظل. وطفل علينا وتطفل، وهو طفيلي. وتقول: مازال يطفل على الناس، حتى نسخ طفيل الأعراس؛ وهو رجل من الكوفة نسب إليه أهل التطفيل.
ومن المجاز: لففت في الخرقة طفل النار وهو السقط أو الجمرة. قال الطرماح:
إذا ذكرت سلمى له فكأنما ... تغلغل طفل في الفؤاد وجيع
وقيل: نصل لطيف حشر. وتطايرت أطفال النار: شررها. وهو يسعى لي في أطفال الحوائج: في صغارها. وقال زهير:
لأرتحلن بالفجر ثم لأدأبن ... إلى الليل إلا أن يعرج بي طفل
حويجة من قدح نارٍ أو أكل طعام أو قضاء حاجة. ووقعت أطفال الوسمي: مطيراته. وجاده طفل من المطر. وقال:
لوهد جاده طفل الثريا
وأتيته والليل طفل: وذلك في أوله: قال المرار:
أجدك لم ترى بثعيلبات ... ولا بيدان ناجية ذمولاً
ولا متلاقيا والليل طفل ... ببعض نواشغ الوادي حمولاً
وريح طفل: لينة. وطفلت الكلام ورشحته: تدبرته.
ط ف
وسمك طاف، وقد طفا طفواً.
ومن المجاز: طفا الوحشي إذا علا الأكمة. قال العجاج يصف ثوراً:
إذا تلقاه الدهاس خطرفاً ... وإن تلقته الجراثيم طفا
ومرّ الظبي يطفو إذا خف على الأرض واشتدّ عدوه. وفرس طاف: شامخ برأسه. وطفوت فوقه: وثبت. والظعن تطفو وترسب في السراب. وأصبنا طفاوة من الربيع: شيئاً منه.
ط ل ب
طلب الشيء طلباً ومطلباً وطلاباً وطلابة، واطلبه وتطلبه وطالبه، وطالبته بحق لي عليه، ولي عنده طلبة: بغية أو حق تجب مطالبته به وطلب مني فأطلبته: فأسعفته. وأطلبه الفقر: أحوجه إلى الطلب. وأطلب الماء والكلأ: تباعد فطلبه الناس. وماء وكلأ مطلب: بعيد. وبئر طلوب: بعيدة.(1/608)
قال يصف نوقاً:
تصبح بعد الرحلة الطلوب ... ريحة الأبصار والقلوب
مرتاحة نشيطة للسير. وهؤلاء طلب أعدائهم، وأطلابهم: للجيش الذين يطلبونهم، جمع: طالب غير تكسير. قال:
فلم يك طبهم جبن ولكن ... بدا طلب من الأطلاب عالي
قاهر يعلو من ظفر به. وهو طلب فلانة، وهي طلبته، وهو طلب نساء: يطلبنه.
ومن المجاز: سمعتهم يقولون: السراج يطلب أن ينطفيء، ويبغي أن يطفأ، كقوله تعالى: " جداراً يريد أن ينقض ".
ط ل ح
هذه طلحة من الطلح والطلاح وهي شجر أم غيلان. وطلحت الإبل: اشتكت من أكل الطلح. وإبل طلحة وطلاحى. ثم قيل: طلح البعير فهو طلح، وطلح فهو طليح، كقولهم: هزل فهو هزيل وإن كان الهزال من تعب أو مرض. وطلحه السفر وطلحه وأطلحه. وإبل طلاح. وناقة طليح أسفار.
ومن المجاز: طلح على غريمه: ألح عليه حتى أتعبه. وفلان طلح مال: للازم له ولرعايته كما يلزم الطلح وهو القراد المهزول. وطلح فلان: فسد، وهو طالح: بيّن الطلاح.
ط ل س
ذئب أطلس: أغبر، وذئاب طلس، وذئبة طلساء. وطلست الكتاب طلساً، وطلسته تطليساً وهو أن تمحوه لتفسد خطه، فإذا أعمت محوه وصيرته من الفضول التي يستغنى عنها وصيرته طرساً: فقد طرسته. ومحا اللوح بالطلاسة وهي الخرقة. وجاء البرد والطيالسة. وخرج القاضي متقلسا متطلسا.
ومن المجاز: طلس بصره وطمسه: ذهب به. وشققت طيالس الظلام. قال أبو النجم:
كم في لجيم من أغر كأنه ... صبح يشق طيالس الظلماء
وتقول العرب: يا ابن الطيلسان: يريدون يا عجميّ.
ط ل ع
طلعت الشمس ومطلعها، وللشمس مطالع ومغارب. وأطلعها الله تعالى.
ومن المجاز: طلع علينا فلان: هجم. وطلع عنا: غاب. وطلع فلان من بعيد. وما هذا الإنسانفي طالعة إبلكم: في أولها. وحيّا الله تعالى طلعتك. وطلعت المرأة من خبائها. وامرأة طلعة قبعة. وعن الزبرقان: أبغض كنائني إلى الطلعة الخبأة. وإن نفسك لطلعة إلى هذا الأمر. وإنها لتطلع إليه أي تنازع. وتطلعت إلى ورود كتابك. وطلع النخل وأطلع: أخرج طلعه. وطلع النبات واطلع: خرج. وطلع السهم عن الهدف: جاوزه، وسهم طالع: واقع فوق العلامة وهو يعدل بالمقرطس.(1/609)
قال المرار:
لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع
ورمى فأطلع وأشخص إذا مر سهمه على رأس الغرض. وملأت له القدح حتى كاد يطلع من نواحيه، ومه: قدح طلاع: ملآن. وقوس طلاع الكف: عجسها يملأ الكف. قال أوس:
كتوم طلاع الكف لا دون ملئها ... ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا
وتطلع الماء من الإناء. وطلع كيله: ملأه جداً حتى تطلع. وعافى الله رجلاً لم يتطلع في فيك أي لم يتعقب كلامك. وعين طلاع: ملأى من الدمع. قال:
أمروا أمرهم لنوًى شطون ... فنفسي من ورائهم شعاع
وعيني يوم بانوا فاستمروا ... لنيّتهم وما ربعوا طلاع
ولو أن لي طلاع الأرض ذهباً. واستطلعت رأي فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:
ألمّا بذات الخال فاستطلعا لنا ... على العهد باق ودها أم تصرما
وأطلع فلان إذا قاء وهو الطلعاء. وأطلعني على الأمر. وأطلعتك طلعه. واطلعت عليه. وفلان يطلع الوادي وبلبب الوادي: بحذائه. وطلعت الجبل واطلعته: علوته. قال القطامي:
يخفون طوراً وأحياناً إذا طلعوا ... طوداً بدا لي من أجمالهم بادي
وقال الطرماح:
وأثنى ثنايا المجد لم نطلع لهاعلى رغم من لم يطلع منقب المجد ومطلع هذا الجبل من مكان كذا: مصعده. قال جرير:
إني إذا مضر عليّ تحدبت ... لاقيت مطلع الجبال وعورا
ومن أين مطلع هذا الأمر: من أين مأتاه. ولكل أمر مطلع إما وعر وإما سهل. وهو طلاع أنجد. وأعوذ بالله من هول المطلع: من هول ما يأتيه ويطلع عليه من أمر الآخرة. وهذا لك مطلع الأكمة أي حاضر بين ومعناه أنه قريب منك في مقدار ما تطلع الأكمة. ويقال: الشر يلقى مطالع الأكم أي بارزا مكشوفاً. واطلعته عيني: اقتحمته وازدرته. واطلعت الفجر: نظرت إليه حين طلع. قال:
إذا قلت هذا حين أسلو يهيجنينسيم الصبا من حيث يطلع الفجر(1/610)
وروي: يطلع أي يطلع. وفلان مطلع لهذا الأمر: عال له قادر عليه. وأتيت قومي فطالعتهم: نظرت ما عندهم. واطلعت عليه. وطالعت ضيعتي. وأنا أطالعك بحقيقة الأمر: أطلعك عليه. وطالعني كل وقت بكتبك.
ط ل ق
أطلقت الأسير، وهو طليق، وهو من الطلقاء. وأطلقت الناقة من عقالها فطلقت، وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق. قال ذو الرمة:
تقاذفن أطلاقاً وقارب خطوه ... عن الذود تقييد وهن حبائبه
وناقة طالق: ترعى حيث شاءت لا تمنع. وتطلق الظبي: خلي عن قوائمه ومضى لا يلوي على شيء. قال:
يمرّ كمرّ الشادن المتطلق
وسجنوه طلقاً: غير مقيد. وانطلق في حاجته. واستطلق بطنه. وأطلقه الدواء. واستطلق الراعي ناقة لنفسه إذا خلاّها لنفسه لا يحلبها مع الإبل. وعدا الفرس طلقاً وأطلاقاً. وتطلقت الخيل: مضت طلقاً. وضربها الطلق. وطلقت فهي مطلوقة.
ومن المجاز: طلقت المرأة وطلقت فهي طالق وهنّ طوالق. ورجل مطلاق ومطليق وطلاق. وقال النابغة:
تناذرها الراقون من سوء سمّها ... تطلقه طوراً وطوراً تراجع
وهو حلال مطلق وطلق. وهو لك طلقاً. وأعطيته من طلق مالي. وهذا حلال طلق، وهذا حرام غلق. وطلق يده بالخير وأطلقها. قال:
أطلق يديك تنفعاك يا رجل
وهو طلق اليدين بالخير. ورجل منطلق اللسان وطلقه وطليقه. وطلق الوجه وطليقه ومنطلقه ومتطلقه، وقد طلق وجهه طلاقة، وانطلق وتطلق. قال:
رعين وسمياً وصى نبته ... فانطلق الوجه ودق الكشوح
وتطلق الفرس: بال بعد الجري. قال امرؤ القيس:
فصاد ثلاثاً كجزع النظام ... ولم يتطلق ولم يغسل
وليلة طلق وطلقة، ويوم طلق. وما تطلق نفسي لهذا الأمر: ما تنشرح له. وانطلقت أفعل، كقولك: ذهب يقوم. قال:
وإن عليَّ الله لا تحملونني ... على آلة إلا انطلقت أسيرها
أي جعلت أسيرها. وفرس محجل ثلاث: مطلق يد أو رجل. ومحجل الأيامن مطلق الأياسر. وأصبت من ماله طلقاً: نصيباً، وأصله من طلق(1/611)
الفرس. قال المسيب:
قبل امريء ترجى فواضله ... قد نالني من باعه طلق
ط ل ل
أرض مطلولة. ورحبت عليك البلاد وطلت. قال الطرماح:
وإني إذا ردت عليّ تحية ... أقول لها اخضرت عليك وطلت
أي الأرض. ودم مطلول، وطل دمه وأطل. قال لابنته:
تلكم هريرة ما تجف دموعها ... أهرير ليس أبوك بالمطلول
ومن المجاز: يوم طل: رطب طيب. وحديث طل. وعن أعرابية: ما أطل شعر جميل وأحلاه. وامرأة طلة: حسنة نظيفة، ومنه: طلة الرجل: لامرأته. وتقول: أعجبني طلله، وراقني هيكله؛ أي شخصه، ومنه: أطلّ علينا فلان: أوفى بطلله. وتطاللت حتى رأيته إذا قمت على أطراف أصابع رجليك. ورأيت النساء يتطاللن من السطوح. وحيّا الله طللك وأطلالك. ورأيته يمشى على طلل الماء: على وجهه. وأطلل على حقي: غلبني عليه. وأطل عليه بالأذى إذا لم يزل مؤذياً له. واستطل الفرس ذنبه: نصبه.
ط ل م
لما أقبل الليل بظلمته، أقبل بطلمته؛ وهي الخبزة.
ط ل
وهذا كلام غث لا طلاوة له. واطّلى بالدهن وتطلّى به. وطلى البعير بالطلاء: بالهناء. وشرب الطلاء المثلث: شبه في خثورته بالقطران. وربطت الطلي: الجدي. وهم يضربون الطلى، ويطعنون في الكلى.
ومن المجاز: عود مطلي: غير مقشور. وطلى الليل الآفاق إذا أظلم. وليل طال. قال ابن مقبل:
ألا طرقتنا في المدينة بعدما ... طلى الليل أذناب النجاد فأظلما
ط م ث
امرأة طامث ونساء طمث، وقد طمثت وطمثت. وطمثها: مسها، وقيل: افتضها. ولا يكون إلا نكاحاً بالتدمية، لم يطمثهن: لم يدمهن بالنكاح عن ابن عباس. وقال الفرزدق:
دفعن إليّ لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام
ومن المجاز: ما طمث هذه الناقة حبل قط.
وما طمث هذا المرتع قبلنا أحدٌ. وما بفلان طمث ريبة أي دنسها. قال عديّ:
طاهر الأثواب يحمي عرضه ... من خني الذمة أو طمث العطن
ط م ح
طمحت ببصري إليه، ونساء طوامح إلى الرجال. وطمح المتكبر بعينه: شخص بها.(1/612)
وفرس طامح الطرف. وطمح الفرس طموحاً وطماحاً: ركب رأسه في عدوه رافعاً بصره، وهو طماح وطموح، وفيه طماحٌ وجماح.
ومن المجاز: أصابته طمحات الدهر: شدائده وطمحت المرأة على زوجها: جمحت. وبحر طموح الموج. وطمحت بالشيء في الهواء: رميت به.
ط م ر
طمر طمور الأخيل. وفرس طمر وهوى من طمار: من مكان مرتفع. وانصب عليه من طمار. قال يصف صقراً:
لثق الريش تدلى غدوة ... من أعالي صعبة المرقى ضمار
وعليه طمر وأطمار، وهو ذو طمرين. وقوم البناء بالمطمر. وخبأ الطعام في المطمورة والمطامير. وطمر نفسه ومتاعه: أخفاه. وكتب في الطومار والطوامير.
ومن المجاز: أسهره طامر بن طامر وهو البرغوث و" وقع في بنات طمار ": في شدائد. ويقال للمحدّث: أقم المطمر: قوم الحديث. وفلا يطمر على مطمار أبيه أي يقتدي بفعاله. قال أبو وجزة:
يسعى مساعي آباء له سلفوا ... من آل قين على مطمارهم طمروا
على مثالهم احتذوا. ومتاع مطمر: مركوم. وتقول: المال عنده مطمر، والخير بين يديه مصير. وأتان مطمرة: مدمجة طويت عليّ الطومار.
ط م س
طمس الأثر وانطمس، وطمسته الريح. ورسم طامس، ورياح طوامس. وطمس الله أعينهم وعلى أعينهم، وطمس على أموال آل فرعون، وبلاهم بالطمسة. وطمس البصر. ورجل مطموس وطميس: لا شق بين جفنيه.
ومن المجاز: رجل طامس القلب: ميته لا يعي شيئاً. ونجم طامس: ذاهب الضوء. وقد طمس الغيم النجوم.
ط م ع
طمع في كذا وبه. قال:
فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعاً لهم بعقاب يومٍ سرمد
ولطمع الرجل، كما يقال: لخرجت المرأة، ولقضو الرجل. وأطمعته وطمعته فتطمع، ورجل طامع وطماع وطموع وطمع. وإن فلاناً لطمع: حريص، وفيه طمع ومطمع وطماعة وطماعية. وفعل ذلك طماعية. قال الهذلي:
أما والذي مسحت أركان بيته ... طماعية أن يغفر الذنب غافر
وأذل أعناق الرجال الأطاع والمطامع. وإن قول المخاضعة لمطمعة.
ومن المجاز: أخذ الجند أطماعهم: أرزاقهم. وإن الطير ليصاد بالمطامع، جمع: مطمع وهو الطائر الذي يوضع في وسط الشبكة لتصاد بدلالته الطيور.(1/613)
وقال زهير:
ثم استمرت إلى الوادي فألجأها ... منه وقد طمع الأظفار والحنك
أي كاد يأخذها ويتعلق بها أظفاره ومنقاره.
ط م م
طم الوادي طموماً: علا وغلب وفي مثل " جرى الوادي فطم على القريّ، وجاء السيل فطمّ الركيّ " قال علقمة:
يسقي مذانب قد مالت عصيفتها ... حدورها بأتيّ الماء مطموم
وحوض مطموم وطميم. وطم البئر: كبسها. وطم شعره: حلقه، ورأس مطموم. ومرّ الفرس يطم طميماً: يسرع.
ومن المجاز: طمت الشدة والفتنة. وما من طامة إلا وفوقها طامة " فإذا جاءت الطامة الكبرى " وهذا أطم من ذاك. وهذا أمر يطم ولا يتم. قال النابغة:
وكان إليها كالذي اصطاد بكرها ... شفاقاً وبغضاً أو أطمّ وأهجرا
وطم الحصان الفرس، وطم عليها: نزا عليها.
ط م ن
اطمأن بالمكان. ووتد الله الأرض بالجبال فاطمأنت.
ومن المجاز: في فلان وقار وطمأنينة وتطامن. واطمأن قلبه على الإيمان " يأيتها النفس المطمئنة " وهو آمن مطمئن. ورأيته قلقاً فرقاً فطأمنت منه حتى اطمأن وتطأمن. واطمأن إليه: سكن إليه ووثق به. واطمأن به القرار. واطمأن جالساً. واطمأن عما كان يفعله: تركه. وأرض مطمئنة ومتطامنة: منخفضة.
ط م
وبحر طام، وطما يطمو طمواً.
ومن المجاز: طما الفرس إذا أسرع. وطمت المرأة بزوجها: نشزت عليه. وطمت بالغويّ نفسه. قال الأعشى:
وكنت إذا نفس الغويّ طمت به ... صفعت على العرنين منه بميسم
وطما به الهم والخوف: اشتد. ولعبد الله الفقير إليه:
قد طما بي خوف المنية لكن ... خوف ما يعقب المنية أطمى
ط ن ب
هو من أهل الأطناب والأطانيب. وهو جاري مطانبي، وحي متطانب. وفي كلام بعضهم: قد طانبتهم في المحال وسايرتهم في النجع وحضرت معهم وبدوت. وبيت مطنب. وطنب خباءه. وأطنب في الأمر. وفرس أطنب: طويل الظهر، وفيه طنب وهو عيب. وشد إطنابة الإبزيم وهو السير الذي يعقد إليه.(1/614)
قال النابغة:
حتى استغثن بأهل الملح ضاحية ... يركض قد قلقت عقد الأطانيب
ومن المجاز: هذه شجرة طويلة الأطناب وهي العروق. قال ذو الرمة يصف ثوراً:
إذا أراد انكراساً فيه عنّ له ... دون الأرومة من أطنابها طنب
وشد الله المفاصل بالأطناب وهي الأعصاب، والأشاجع أطناب الأصابع. ومدت الشمس أطنابها، وامتدت أطنابها: طلعت، وتقضبت أطنابها: غربت. قال ابن أحمر:
فلم أر يوماً كان أكثر غارة ... وشمساً أبت أطنابها أن تقضبا
وتزوج الأشعث مليكة بنت زرارة على حكمها فحكمت بمائة ألف درهم فردّها عمر إلى أطناب بيتها أي إلى مهر مثلها. ولي حاجات أطانيب: طويلة كثيرة لا تكاد تنقضي. وغارات أطانيب: متصلة لا آخر لها. قال ابن هرمة:
شطت وفي النفس مما لست ناسيه ... هم بعيد وحاجات أطانيب
وقال الفرزدق:
وقد رأى مصعب في ساطع سبط ... منها سوابق غارات أطانيب
وطنب بالبلد: أقام به. وجراد مطنب: كثير. ونهر مطنب: بعيد الذهاب.
ط ن ز
فلان يطنز بالناس: يسخر منهم، وطانزوا وتطانزوا.
ط ن ف
طنف الحائط، وحائط مطنف: جعل له طنف أو طنف وهو سقيفة نادرة من أعلاه تقية المطر وهو الإريز والكنة، وأهل مكة يبنون حول السطح جديراً قصيراً يسمونه: الطنف، ويقولون: طنف حائط. وقال أبو ذؤيب:
وما ضرب بيضاء يأوي مليكها ... إلى طنف أعيا براق ونازل
يريد حيداً نادراً من الجبل.
ط ن ن
طن الذباب والبعوض والطست، وطنت أذنه طنيناً، وطنطنت طنطنة، وأطننت الطست.
ومن المجاز: ضربه فأطن ذراعه، وطنت ذراعه إذا ندرت لأنها تطن عند ذلك، وطنت من العود شظية، وطنت بكرات لي في البرية إذا هامت، وطن ذكرك في البلاد، ولفلان ذكر طنان، وقال قصيدة طنانة، وصوت صوتاً طن له القاع. وفلان لا يقوم بطن نفسه: لمن لا يكفي خويصته. والطن: العلاوة وهي البرواز بين الجوالقين. قال:
معترضاً مثل اعتراض الطن(1/615)
ويقال للحزمة من القصب: الطن أيضاً.
ط ن ي
هذه حية لا تطني: لا تنجي من الهلاك وحقيقته أنها لا تقبل الرقى ولا تنجي من لسعتها التي هي شبيهة الطّنى في إزهاقه وهو أن يصيب الطحال أو الرئة داء يلصق منه بالجنب ويعفن، ومنه قولهم: رمى الصائد الرمية فأطناها أي أشواها. وقوم زناة طناة: أهل طنًى وهو الفجور لأنه أعظم الأدواء.
ط هـ ر
طهر وطهر واطّهر وتطهّر، وقد طهرت طهوراً وطهوراً، وما عندي طهور أتطهر به أي وضوء أتوضّأ به، واطلب لي ماءً طهوراً: بليغاً في الطهارة لا شبهة فيه، وامرأة طاهر ونساء طواهر، وطهرت من الحيض، وهي ذات طهر وهن ذوات أطهار. وتطهر بالماء: استنجى به. وعنده مطهرة من الماء ومطاهر. قال الكميت:
يحملن قدام الجآجيء في أساق كالمطاهر
ومن المجاز: تطهر من الإثم: تنزه منه، وطهره الله، وهو طاهر الثياب: نزه من مدانس الأخلاق، والتوبة طهور للمذنب.
ط هـ م
جواد مطهم: تامّ الحسن. ورجل مطهم. وخلق فيه تطهيم. قال ذو الرمة:
تلك التي أشبهت خرقاء جلوتها ... يوم النقا بهجة منها وتطهيم
ط هـ
وطهوت اللحم: طبخته، وهو طاه من الطهاة، وهي طاهية من الطواهي. قال امرؤ القيس الكندي:
وظل طهاة اللحم من بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجل
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ويوم كتنور الطواهي سجرنه ... وألقين فيه الجزل حتى تضرما
ومن المجاز: أمر مطهو: محكم منضج. ومنه قول أبي هريرة حين قيل له: أنت سمعت هذا من رسول الله: فما طهوي إذاً؟
ط وح
طاح الشيء من يده: سقط. وطاح في المفازة وتطوّح: تاه فيها. وطاح: هلك يطوح ويطيح، وطوّحه وطوح به وطيحه. قال أبو النجم:
وبلد تحسبه مكسوحاً ... يطوح الهادي به تطويحاً
وأطاحته المطاوح. قال:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبطٌ مما تطيح الطوائح
أي المُطيحات والمطاوح. وتطاوحت بهم النوى: ترامت. وتطاوحوه بالضرب. قال العجاج:
تطاوحوا أركانه بالردس
وهو الضرب بالحجر الثقيل. وتطاوحوا الأمر بينهم: تنازعوه. والدلو تطوح في البئر. قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح الليت مشرفاً ... على هلك في نفنف يتطوح
وطاح به فرسه: مضى مضيَّ السهم. وأين طيح بك؟ أي ذهب بك. وما كانت إلا مزحة طاح بها لساني. وأصابت الناس طيحة، وكان ذلك زمن الطيحة.
ط ود
ما هو إلا طود من الأطواد وهو الجبل المنطاد في السماء الذاهب صعداً. وطوده الله تطويداً: طوله. وأسرع من اب الطود وهو الجلمود المنحط من أعلاه أو الصدى. قال:
دعوت كليباً دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع
ط ور
أتيته طوراً بعد طور، وجئته أطواراً: تارات. والناس أطوار: أخياف " وقد خلقكم أطواراً " وعدا طوره: حدّه. ولا تطر حراناً: لا تغش ساحتنا. وأنا لا أطور بفلان: لا أحوم حوله ولا أدنو منه، ولا أطور طواره، وهو(1/616)
من طوار الدار وهو ما يمتد معها من فنائها وغيرها من حدودها. وفلان طوريّ: وحشي. وما بالدار طوري: أحد.
ط وس
طوس المصور: صور الطواويس.
ومن المجاز: إن فلاناً لطاوس إذا كان جميلاً. ووجه مطوس. قال أبو صخر الهذلي:
ومطوس سهل مدامعه ... لا شاحب عار ولا جهم
وتطوست المرأة: تزينت. وعنده الطاوس أي الفضة بلسان اليمن. وقال الجاحظ الحمام يكسح بذنبه حول الحمامة ويتطوس لها أي يتنفّش. وتقول: كان خلق طاوس، يحكي خلق الطاوس؛ وهو طاوس اليماني. وشرب فلان الطوس أي الأذريطوس. قال رؤبة:
لو كنت بعض الشاربين الطوسا
ط وع
أقر طائعاً، وفعل ذلك طوعاً وطواعية، وهو لي طائع وطيع، وهو يطوع لي، وطاوعته على كذا. وإنها لطوع الضجيع. وأطاع الله طاعة، وهو مطيع ومطواع ومطواعة. قال:
إذا سدته سدت مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه
وهو من ناس مطاويع. وهو متطوع بذلك: متبرع. وهو من المطوعة: من الذين يتطوّعون بالجهاد. وفيه استطاعة ذلك. وتطاوع لهذا الأمر وتطوع له: تكلف استطاعته حتى يستطيعه.
ومن المجاز: أنا طوع يدك. وفرس طيع العنان. وقال ابن مقبل:
عانقتها فانثنت طوع العنان كما ... مالت بشاربها صهباء خرطوم
ومرنوا على هذه اللغة حتى لا تطوع ألسنتهم بغيرها، ورجل طيع اللسان: فصيح. وطاع له المراد: أتاه طائعاً سهلاً. وطوعت له نفسه كذا: سهلته له. وطاع لها الكلأ وأطاع: اتسع وأمكن رعيه حيث شاءت. وتقول العرب: اللهم لا تطيعن بي حاسداً أي لا تفعل بي ما يحب. قال سويد:
رُبَّ من أنضجت غيظاً صدره ... قد تمنى لي موتاً لم يطع
أي لم يجب ولم يفعل محبوبه، ومنه: " ولا شفيع يطاع ". وفيه شح مطاع. وقال الطرماح:
وقفت بها فهيض جوًى أطاعت ... له زفرات مغترب حزين
أي ساعدته وزادته والمغترب الطرماح.
ط(1/617)
وف
طاف به وأطاف واطّاف واستطاف، وطوف البلاد. وأخذه الطائف: العاس. وألم به طيف وطائف. ومسه طيف من الشيطان وطائف. وجاءتني طائفة منهم وطوائف. وركبوا الطوف والأطواف وهو الرمث من قرب منفوخ فيها. وقوس طيعة الطائفين وهما الستان. قال الطرماح:
هتوف عوى من طائفيها محدرج ... ممر كحلقوم القطاة بديع
ومن المجاز: أطاف بهذا الأمر: أحاط به. وطاف به الكرى إذا نعس. قال بشر:
فلاة قد سريت بها هدواً ... إذا ما العين طاف بها كراهاً
ومضت طائفة من الليل، وأعطاه طائفة من ماله، وعاش طائفة من عمره على ذلك. وطاف واطّاف: تغوط، ومنه: " لا تدافعوا الطوف في الصلاة " ونهي عن متحدّثين على طوفهما. ويقال: يبس طوفه في بطنه. وقال العجاج:
وعم طوفان الظلام الأثأبا
فشبه الظلام المتراكب بطوفان الماء.
ط وق
لست بمطيق لهذا الأمر، ومالي به طوق وطاقة، وعجز عنه طوقي. وطوقه الأمر: كلفه إياه " وجلّ عمرو عن الطوق " وله طوق من ذهب وأطواق. وبنوا طاقاً مرتفعاً وأطواقاً وطيقاناً. وفتل الحبل طاقتين وطاقات وهي القوى. وأعطاني طاقة من الريحان: شعبة منه.
ومن المجاز: طوقني نعمة، وطوقت منه أيادي، وتقلدتها طوق الحمامة، وتقول: في عنقي من نعمته طوق، مالي بأداء شكره طوق. وتطوقت الحية: صارت كالطوق. ورحاك واسعة الطوق وهو ما يديره القطب.
ط ول
شيء طويل ومستطيل. وطاولني فطلته. وفلان طوال، لا تطوله الطوال. وتطاول: تمدد قائماً لينظر إلى بعيد. ولا أكلمه طول الدهر وطوال الدهر. وأرخى طول فرسه وهو الحبل الطويل جداً. وطوّل لفرسك: أرخ له الطول. قال طرفة:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخى وثنياه باليد
وأطالت المرأة: ولدت طوالاً. وأطال غيبته وطولها. وطول له: أمهله. وطاوله في الدين وفي العدة إذا ماطله. وتطاول علينا الليل: طال.(1/618)
قال:
يا زيد زيد العملات الذبل ... تطاول الليل عليك فانزل
وله عليه طول: فضل. وهو غير طائل: غير فاضل. وإنه لذو طول في ماله وقدرته. وهو ذو طول عليّ: ذو منة. وقد تطوّل عليّ بذلك. وهو يتطاول على الناس ويستطيل، وله عليهم تطاول واستطالة. واستطال بنو فلان علينا: قتلوا أكثر مما قتلنا. وما حليت بطائل منه: بفائدة وهذا أمر غير طائل: للدون من الأمر.
ومن المجاز: طال طولك إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه. ويقال: طال طوله، وطال عليه الطول إذا طال عمره. واستطال في عرضه إذا سمع به.
ط وي
ثوب مطوي وأثواب مطواة، وطواه طية واحدة وطية حسنة. ورجل طاوٍ وطيّان: خميص البطن. وامرأة طاوية وطياً. وقد طويَ من الجوع فهو طيان. وطوى يطوي إذا تعمد ذلك.
ومن المجاز: طوى الله عمره. وطوى فلان وهو منشور إذا بقي له حسن ذكر أو أثر جميل. وطوى عني الحديث والسر: كتمه. وطواه السير: هزله. ووجدت في طيّ الكتاب وفي أطواء الكتب ومطاويها كذا. والغل في طيّ قلبه: وانطوى قلبه على حقد. قال يصف يوماً شديد الحر:
حتى إذا لم يدع في طيّ حاقنة ... مما استقينا لخمس بائص بللا
هي حوصلة القطاة لأنها تحقن الماء. وعلى جنبيها أطواء الشحم وهي طرائقه. وانطوت الحية وتطوت، ولها أطواء ومطاوٍ. وما بقيت في مطاوي أمعائها ثميلة. وتحت مطاوي درعه أسد. قال:
وعندي حصداء مسرودة ... كأن مطاويها مبرد
وتقول: طوى عني كشحاً، وضرب عني صفحاً. قال:
وصاحب لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك هذا عنك يطويني
وأدرجني في طيّ النسيان. وطوى الله لك البعد. وهو يطوي البلاد. ومضى لطيّته، وأن طيتك وأمتك؟ وبعدت عنا طيته وهي الجهة التي إليها يطوي البلاد. وله طيات شتى، ولقيته بطيات العراق: في نواحيه وجهاته. ومررت بظبي طاوٍ: عاطفٍ طوى عنقه وعطفها ونام آمناً. قال الراعي:
أغنّ غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرّة شكرى فأصبح طاوياً(1/619)
وطوى البناء باللبن والبئر بالحجارة وهي الطويُّ والأطواء.
ط ي ب
ذهب منه الأطيبان: الأكل والنكاح. قال نهشل بن حري:
إذا فات منك الأطيبان فلا تبل ... متى جاءك اليوم الذي كنت تحذر
وأطعمنا من أطايبها ومطايبها وهي نحو كبدها وسنامها. وهذا طعام مطيبة للنفس. " والسواك مطيبة للفم ". واستطاب لمحدث وأطاب: استنجى. وصائد مستطيب: يطلب الطّيب النفيس من الصيد لا يرضى بالدّون. واستطاب فلان الدعة. وتطيّب: تعطّر، ووجدت منه رائحة الطيب، وطيّب جلساءه.
ومن المجاز: طاب لي كذا إذا حلّ. وطاب القتال. وسبيٌ طيبة: حلال ليس من غدر ونقص عهد. وأخذوا طيبة المال وخيرته. وطيّب لغريمه نصف المال: أبرأه منه ووهبه له.
ط ي ر
طيّرت الحمام وأطرته، وطيرت العصافير(1/620)
عن الزرع، وهي أرض مطارة، وقد أطارت أرضنا. وتطيرت منه واطيرت. ونهي عن الطيرة.
ومن المجاز: طائر الله لا طائرك. " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " وهو ساكن الطائر، ورزق سكون الطائر وخفض الجناح، ونفّرت عنه الطير الوقع إذا أغنته. قال جرير:
ومنا الذي أبلي صديّ بن مالك ... ونفّر طيراً عن جعادة وقعاً
من أبلاه الله بلاء حسناً. وطيورهم سواكن. إذا كانوا قارّين. قال الطرماح:
وإذ دهرنا فيه اغترار وطيرنا ... سواكن في أوكارهن وقوع
وعكسه: شالت نعامتهم. واستخفته طيرة الغضب. قال العماني:
وأحلم عن طيراته كلّ ساعة ... إذا ما أتاني مغضباً يتهدّم
وطار له صيت في الناس. وطار له في القسمة كذا. وقال:
فإني لست منك ولست منيّ ... إذا ما طار من مالي الثمين
وفرس مطاز. وكاد يستطار من شدّة عدوه.
وطار السنام: طال. قال أبو النجم:
وطار جنيّ السنام الأميل
ومنه " خذ ما تطاير من شعر رأسك ". والفجر فجران مستطيل ومستطير. واستطار البرق. واستطار الغبار. وفحل مستطار: هائج. واستطير فؤاده من الفزع. واستطار الصدع في الحائط: ظهر وانتشر.
ط ي ش
رجل طائش اللبّ من قوم طاشة وطيّاش. وطاش السهم عن الغرض. قال:
رمتني أم عياشٍ ... بسهم غير طيّاش
ط ي ن
طينت البيت. ورجل طيان: ماهر في طيانته. وطنت الكتاب: جعلت عليه طينة الختم.
ومن المجاز: طانه الله على الخير: جبله عليه، وكل إنسان على ما طانه الله، وله طينة طيبة: جبلّة وخليقة، ولو تركت وطينتك(1/621)
كتاب الظاء
ظ أر
هي ظئره، وهو ظئره، وهم وهنّ أظآره، وبنو سعد أظآر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وطاءرت المرأة مظاءرة: أخذت ولداً ترضعه، وانطلقت فلانة تظائر. واظأرت ظئراً. وظئرت الناقة على غير ولدها أو على البوّ فهي ظئور، هنّ أظآر وظؤار، وظأرها بالظئار وهو ما تظأر به من غمامة في أنفها لئلا تشم ريح المظئور عليه.
ومن المجاز: ظأرته على أمر كان يأباه. وما ظأرني عليه غيرك. وظأرني فلان على ذلك وما كان من بالي. وفي مثل " الطعن يظأر ": يعطف على الصلح. وظأر على عدوّه: كرّ عليه. والأثافي ظؤار للرّماد.
ومن المجاز في الإسناد: ظأرت: اتخذت ظئراً لولدي.
ظ ب ظ ب
ما به ظبظاب، كقولك: ما به قلبة.
ظ ب ي
" به لا بظبي " يقال عند نعي العدوّ، و" به داء ظبي " أي هو صحيح. و" لأتركنك ترك ظبي ظلّه " لأنه إذا نفر من مكان لم يعد إليه. وأتيته حين شد الظبي ظله أي حبسه لشدة الحر، وروي: حين تشد الظبي ظله أي طلبه. وفي الحديث " إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبياً " أي مثل الظبي إن رابه ريب لم يقرّ. وضربه بظبة السيف. قال:
وضعنا الظّبات ظبات السيوف ... على منبت القمل من باهله
وتقول: حلوا الحبى، وأخذوا الظبى، حين بلغ السيل الزبى.
ومن المجاز: قولهم للسيء الخلق: ما أنت إلا ظبةٌ. ويقال للمبشر بالشرّ: أنت ظبية الدجّال وهي امرأة تخرج معه تعدو وتسبق الخيل تدخل الكور فتخبر به. وفي الحديث " أتي بظبية فيها خرز " وهي جريب من جلد ظبي عليه شعره وبها سمّي الحياء. وقد يقال: ظبية المرأة: لجهازها.(1/622)
قال:
له ظبية وله عكة ... إذا أنفض البيت لم ينفض
ظ ر ب
فسا بينهم الظربان إذا تفرّقوا، ويقال في الشتم: يا ظربان، وتقول في الثقيلين: هذا الظربان، معهما فسو الظربان؛ وهي تثنية الظرب: للجبيل، وبه سمي الظرب أو عامر العدواني والجمع: ظراب، وتقول: الكرام طراب، وأنتم ظراب.
ظ ر ر
ذبح الشاة بظررة وهي حجر مضرس حديد، والجمع: الظرر والظران. قال لبيد:
بجسرة تنجل الظران ناجية ... إذا توقد في الديمومة الظرر
ظ ر ف
فيه ظرف وظرافة: كيس وذكاء، وقد ظرف فهو ظريف، وهم ظراف، ونساء ظراف وظرائف، وفتية ظروف، وعن عمر رضي الله عنه: إذا كان اللص ظيفاً لم يقطع أي كيساً يدرأ الحدّ باحتجاجه وأنا أستظرفه، وهو يتظرف ويتظارف. وقد أظرفت يا فلان أي جئت بأولاد ظراف. ويا مظرفان، كقولك: يا ملكعان. وعنده ظرف وظروف من الطعام والشراب. وبئس الظرف: الجوف. ورأيت فلاناً بظرفه: بعينه وهو تمثيل من قولك: أخذت المتاع بظرفه.
ظ ع ن
ظعنوا عن ديارهم، وشجاك الظاعنون. قال:
ألا ليت أن الظاعنين إلى الغضا ... أقاموا وبعض الآخرين تحملوا
وأظعنهم الفراق، وهذا يوز ظعنهم وظعنهم، ومرت الظعن والأظعان والظعائن وهي الجمال عليها الهوادج. وقال:
تبين خليلي هل ترى من ظعائن ... لميّة أمثال النخيل المخارف
وشد الهودج بالظعان وهو كالحزام للرحل. قال:
له عنق تلوى بما وصلت به ... ودفان يستفان كل ظعان
وظعنت المرأة مركبها إذا شدت ظعانها. واركبي ظعونك وظعونتك وهو البعير الذي يظعن عليه كالحلوب والحلوبة. قال:
فقلت لها واستعجل الصرم بيننا ... غداتئذ ردّي ظعونك فاركبي
ومن المجاز: هي ظعينة فلان: لامرأته، وهؤلاء ظعائنه.
ظ ف ر
ظفر بعدوّه: غلجه. وظفره الله عليه وأظفره. ورجل مظفر: لا يؤوب إلا بالظفر،(1/623)
وظفره الله: جعله مظفراً. وأنشب فيه ظفره وأظفوره وأظفاره وأظافيره. قال:
ما بين لقمتها الأولى إذا ازدرجت ... وبين أخرى تليها قيس أظفور
ورجل أظفر: طويل الظفر، وظفر: حديد الظفر. ونيب في لحمه وظفر: غرز نابه وظفره فعقره، وظفر في القثاء والبطيخ وغيرهما. وفي عينه ظفرة، وقد ظفرت عينه وظفرت فهي ظفرة ومظفورة، والرجل ظفر ومظفور. وجزع ظفاريّ منسوب إلى بلد. قال الفرزدق:
وفينا من المعزى تلاد كأنها ... ظفارية الجزع الذي في الترائب
ومن المجاز: أردت كذا فظفرت به، وظفرته: أصبته ولم يفتني. ورجل ظفر ومظفر: لا يطلب شيئاً إلا أصابه. قال:
هو الظفر الميمون إن راح أو غدا ... به الركب والتلعابة المتحبب
وظفرت الناقة لقحا: أخذته وقبلته. وما ظفرتك عيني منذ زمان وما عجمتك: ما رأتك. وأنشب فلان في أظفاره، وإنه لمقلوم الظفر عن أذى الناس: للقليل الأذى، وإنه لكليل الظفر: للمهين. وبه ظفر من مرض وذباب: طرف منه. " وما بالدار شفر ولا ظفر ": أحد. وأفرحته من شفره إلى ظفره، كما تقول: من قرنه إلى قدمه. وظفر النبت: طلع مثل الأظفار. وتدخن بالأظفار، وهو عطر يشبه الأظفار. وقوس لطيفة الظفرين وهما طرفاها وراء معقد الوتر. قال أبو حيّة النميري:
وصحراء مرت قد بنيت لصحبتي ... عليها خباءً فوق ظفر على ظفر
رفعه بظفر قوسه الأعلى فوق ظفرها الأسفل
ظ ل ع
دابة ظالع وبها ظلع. قال كثير:
وكنت كذات الظلع لما تحاملت ... على ظلعها يوم العشار استقلّت
وظلعت تظلع ظلعاً، كقولك: منعت تمنع منعاً، وأدبر مطيته وأظلعها: أعرجها. وقال الضريس ابن أبي الضريس لعبد الملك حين قتل الأشدق:
هم قومك الأدنون فارأب صدوعهم ... بحلمك حتى ينهض المتظالع
ولا أنام حتى ينام ظالع الكلاب: لا تأخذه عينه لما به من الوجع، وقيل: ينبح الكلاب الليلة كلها: يطردها عنه، وقيل: الظالع: الصارف، وظلعت الكلبة تظلع ظلوعاً.
ومن المجاز: " ارق على ظلعك " أي ارفق(1/624)
بنفسك. وظلعت الأرض بأهلها: ضاقت بهم من كثرتهم وهذا تمثيل معناه لا تحملهم لكثرتهم فهي كالدابة تظلع بحملها لثقله.
ظ ل ف
ظلف نفسه: كفّها عما لا يجمل. قال ربيعة بن مقروم:
وظلفت نفسي عن لئيم المأكل
وقال آخر:
وقد أظلف النفس عن مطمع ... إذا ما تهافت ذبانه
ورجل ظلف النفس، وفيه ظلف، وطريق ظلف، وأرض ظلفة: غليظة لا تؤدّي أثراً، ووقعوا في ظلف من الأرض. وظلفت أثري: أخفيته. قال عوف بن الأحوص:
ألم أظلف على الشعراء عرضي ... كما ظلف الوسيقة بالكراع
أي عميت عليهم أثري. وأدبرت جنبيه ظلفات القتب وهي قوائمه شبهت بالأظلاف إلا أن البناء قد غير.
ومن المجاز: " هو يأكله بضرس ويطؤه بظلف ". وهو في ظلف من العيش وشظف. ووجدت الدابة ظلفها: ما يظلفها ويكف شهوتها، وما وجدت عند فلان ظلفي: شهوتي. وفلان له الخف والظلف: الأنعام. وقال عمرو بن معد يكرب:
وخيل تطأكم بأظلافها
أي بحوافرها. وجاءت الإبل على ظلف واحد: متتابعة. وقاموا على ظلفاتهم: على أطرافهم. ونحن على ظلفات أمر وشفا أمر.
ظ ل ل
أظلني الغمام والشجر، وظللني من الشمس، وتظللت أنا واستظللت، وظل ظليل، وأيكة ظليلة، ويوم مظلّ: دائم الظلّ، وقد أظل يومنا، وقعدنا تحت ظلة وظلل، واتخذنا مظلة ومظال. قال:
لعمري لأعرابية في مظلة ... تظل بفودي رأسها الريح تخفق
وهذا مناخي ومحلي ومبيتي ومظلي. ورأيت ظلالة من الطير: غياية. قال يصف ذئباً:
إذا ما غدا يوماً رأيت ظلالة ... من الطير ينظرن الذي هو صانع
ومن المجاز: بتنا في ظل الليل. وأظلّ الشهر والشتاء. وأظلّكم فلان: أقبل، وأظلكم أمر. وكان ذلك في ظل الشتاء: في أول ما جاء. وسرت(1/625)
في ظل القيظ أي تحته. قال:
غلّسته قبل القطا وفرطه ... في ظل أجاج المقيظ مغبطه
وهذا ثوب ماله ظل أي زئبر. ووجهه كظل الحجر: أسود. ومشيت على ظلي، وانتعلت ظلي أي هجرت. قال:
قد وردت تمشي على ظلالها ... وذابت الشمس على قلالها
وهو يتبع ظل لمّته، ويباري ظل رأسه إذا اختال. قال الأعشى.
إذ لمتي سوداء أتبع ظلها ... غراً قعود بطالة أجري ددا
وقال طفيل:
هنأنا فلم نمنن عليه طعامنا ... فراح يباري ظل رأس مرجل
ظ ل م
فلان يظلم فيظلم: يحتمل الظلم. قال زهير:
ويظلم أحياناً فيظلم
وعند فلان ظلامتي ومظلمتي: حقي الذي ظلمته، وتظلمني حقي، وتظلمت منه إلى الوالي، والظلم ظلمة كما أن العدل نور " الظلم ظلمات يوم القيامة " " وأشرقت الأرض بنور ربها " وهو يخبط الظلام. والظلمة والظلماء، وأظلم الليل، وأظلموا: دخلوا في الظلام " فإذا هم مظلمون ". وقال:
طيّان طاوي الكشح لا ... يرخي لمظلمة إزاره
هي المرأة التي جن عليها الليل لا يرخى إزاره يعفّى به أثره إذا دب إليها. وتبسمت عن أشنب ذي ظلم. قال كعب بن زهير:
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
قال أبو مالك: الظلم كأنه ظلمة تركب متون الأسنان من شدة الصفاء. وهو ظليم من الظلمان.
ومن المجاز: أرض مظلومة: حفر فيها بئر أو حوض ولم يحفر فيها قطّ واسم ذلك التراب: ظليم. قال:
فأصبح في غبراء بعد إشاحة ... على العيش مردود عليها ظليمها
وظلم البعير: عبطه. قال ابن مقبل:(1/626)
عاد الأذلة في دار وكان بها ... هرت الشقاشق ظلامون للجزر
وظلم السقاء: شرب لبنه قبل الرءوب، ولبن مظلوم وظليم. قال:
وصاحب صدق لم تنلني أذاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامداً أجر
وظلم السيل البطاح: بلغها ولم يبلغها قبل فخدد. وإذا زادوا على القبر من غير ترابه قيل: لا تظلموا. وظلم الحمار الأتان: سفدها قبل وقتها أو في حال حملها. وزرع مظلم: زرع في أرض لم تمطر. وما ظلمك أن تفعل كذا: ما منعك. وشكا إنسان إل أعرابي الكظة فقال: ما ظلمك أن تقيء ولم تظلم منه شيئاً، ومنه: الظلمة لأنها تسد البصر وتمنعه من النفوذ. " ولقيته أدنى ظلم " وهو أول شيء سد بصرك في الرؤية. ووجدنا أرضاً تظالم معزاها: تتناطح من نشاطها وبطنتها، كقولهم: أخصب الناس واحرنفشت العنز.
ظ م أ
هو ظمآن، وهي ظمأى وهم وهنّ ظماء، وقد ظميء ظماً وظماءة وظماء، وظمأته وأظمأته: عطشته. ومازلت أتظمأ اليوم وأتلوح وأتصدّى: أتصبّر على العطش: وكان ظمء هذه الإبل ربعاً فزدنا في ظمئها. " وأقصر من ظمء الحمار ". وتم ظمؤه وهو ما بين السقيتين، والخمس شر الأظماء.
ومن المجاز: أنا ظمآن إلى لقائك. ووجه ظمآن: معروق وهو مدح، ونقيضه: وجه ريان وهو مذموم. ومفاصل ظماء: صلاب لا رهل فيها. قال زهير:
وإن مالاً لوعث خازمته ... بألواح مفاصلها ظماء
وفرس مظمّأ: مضمر. قال أبو النجم:
نطويه والطيّ الرفيق يجدله ... نظميء الشحم ولسنا نهزله
ظ م ي
رمح أظمى: أسمر. قال بشر:
وفي صدره أظمى كأن كعوبه ... نوى القسب عرّاص المهزة أسمر
وامرأة ظمياء: لمياء، وبها ظمى ولمى، وقيل: هو قلّة لحم اللثات. وعين ظمياء: رقيقة الجفن. وساق ظمياء: قللة اللحم.
ومن المجاز: ظلّ أظمى: أسود. وبعير أظمى، وإبل ظميٌ: سود.
ظ ن ب
قرع لهذا الأمر ظنبوبه: جدّ فيه.
ظ ن ن
ظننت به الخير فكان عند ظنّي.(1/627)
قال النابغة:
وه ساروا لحجر في خميسوكانوا يوم ذلك عند ظني وهو مظنة للخير، وهو من مظانه، وأنا كظنك إن فعلت كذا. قال امرؤ القيس الكندي:
أبلغ سبيعاً إن عرضت رسالة ... أني كظنك إن عشوت أمامي
وليس الأمر بالتظني ولا بالتمنّي. ورجل ظنين: متهم، وفيه ظنة، وعنده ظنّتي، وهو ظنّتي أي موضع تهمتي. وبئر ظنون: لا يوثق بمائها، ورجل ظنون: لا يوثق بخيره، ودين ظنون: لا يوثق بقضائه.
ظ هـ ر
رجل مظهر: قوي الظهر، وظهر: يشتكي ظهره. وجمل ظهير وظهريّ: قويّ، وناقة ظهيرة، وقد ظهر ظهارة، وتقول لفلان: جمل ظهريّ، كأنه مهريّ، وجمال ظهاري. وظاهر من امرأته، وتظاهر منها. وراش سهمه بالظهران والظهار وهو ما كان من ظهر عسيب الريشة. وظاهره: عاونه، وتظاهرا، وهو ظهيري عليه. وجاء في ظهرته وظهرته وناهضته وهم أعوانه. قال ابن مقبل:
ألهفي على عز عزيز وظهرة ... وظل شباب كنت فيه فأدبرا
وظاهر بين ثوبين ودرعين. وظهر عليه: غلب. وأظهره الله. ونزلوا في ظهر من الأرض وظاهرة وهي المشرفة، يقال: أشرفت عليه: اطلعت عليه، والموضع: مشرف، ومشارف الأرض: أعاليها. وظهر الجبل والسطح. " فما اسطاعوا أن يظهروه ". وما أحسن أهرة فلان وظهرته: أثاثه. وأظهرنا: دخلنا في وقت الظهر. قال الراعي:
أخاف الفلاة فأرمي بها ... إذا أعرض الكانس المظهر
يعرض عن الشمس. وخرجت في الظهيرة والظهائر. والخيل ترد ظاهرة. قال:
ما أورد الناس من غب وظاهرة ... إلا وبحرك منه الريّ والثمد
ومن المجاز: " قلبت الأمر ظهراً لبطن ". وضربوا الحديث ظهراً لبطن. قال عمر بن أبي ربيعة:
وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا
ولهم ظهر ينقلون عليه أي ركاب. وهم مظهرون. وهو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم وأظهرهم. وجئته بين ظهراني النهار. قال:
أتانا بين ظهراني نهار ... فأروى ذوده ومضى سليماً(1/628)
وجعله بظهر وظهرياً: نسيه. وظهر بحاجته: استخف بها. وساروا في طريق الظهر: في البرّ. وهو يأكل الفقراء على ظهر أيدي الناس. وهو ابن عمه ظهراً: خلاف دنيا. وتكلمت به عن ظهر الغيب، وحفظته عن ظهر قلبي. وحمل القرآن على ظهر لسانه، وظهر على القرآن واستظهره. وعدا في ظهره. سرق ما وراءه. وعين ظاهرة: جاحظة. وظهر عنك العار: لم يعلق بك، وهذا عيب ظاهر عنك. وقال بيهس:
كيف رأيتم طلبي وصبري ... والسيف عزّي والإله ظهري(1/629)
كتاب العين
ع ب أ
عبأت الطيب إذا عملته وهيأته، وعبأته. وعبّأ الخيل وعبأها، وكذلك كل شيء. وهو حمال أعباء، والعبء: الحمل الثقيل. قال تأبط شراً:
قذف العبء عليّ وولى ... أنا بالعبء له مستقلّ وما أعبأ به " قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم "
ع ب ب
في الحديث " اشربوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب " وتركته يتعبب النبيذ أي يتجرعه بكثرة. وعبّ الغرب عباً: صوّت عند الغرف. وعبّ البحر عباباً. وتقول: ديمة أغدق ربابها، وأغرق عبابها. ويقال للفرس العداء: يعبوب، وأصله: الجدول اليعبوب وهو الشديد الجرية، يفعول: من العباب. قال:
لا تسقه ماء ولا حليباً ... إن لم تجده سابحاً يعبوباً
ومن المستعار: قولهم لمن مرّ في كلامه فأكثر: قد عب عبابه.
ع ب ث
يقال: تعال بالسفرة نعبث بها، وعبثت بهم أيدي النّوى.
ع ب د
يقال: عبد بيّن العبودية، وأقرّ بالعبودية. وفلان قد استعبده الطمع. وتعبدني فلان واعتبدني: صيرني كالعبد له. قال:
تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
وعبده وأعبده: جعله عبداً. قال:
علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
وأعبدني فلاناً: ملكنيه. وتعبد فلان وتنسّك. وقعد في متعبده. وطريق وبعير معبد: مذلل، وتقول: لا تجعلني كالبعير المعبّد، والأسير المتعبد. وذهبوا عباديد. وتقول: أما بنو فلان فقد تبدّدوا وتعبددوا. وعبدٌ في أنفه عبدة أي أنفة شديدة. وأعوذ بالله من قومة العبوديّة، ومن النومة العبودية؛ وكان عبود مثلاً في النوم.
ع ب ر
الفرات يضرب العبرين بالزبد وهما شطّاه. وناقة عبر أسفار: لا تزال(1/630)
يسافر عليها. قال النابغة:
وقفت فيها سراة اليوم أسألها ... عن آل نعم أموناً عبر أسفار
ومنه: فلان عبرٌ لكل عمل أي صالح له مضطلع به. وهو عابر سبيل. واستعبر فلان، وتجلت عبرته. وتقول: لا عبرة بعبرة مستعبر، ما لم تكن عبرة معتبر. ولأمك العبر والعبر أي الثكل، وقد عبرت عبراً، وأمك عابر. قال:
يقول لي النهديّ هل أنت مردفي ... وكيف رداف الفلّ أمك عابر
وأراه عبر عينيه، وإنه لينظر إلى عبر عينيه أي ما يكرهه ويبكي منه. قال يصف رجلاً قبيحاً له امرأة حسناء:
إذا ابتز عن أوصاله الثوب عندها ... رأت عبر عينيها وما عنه مخنس
أي لا تستطيع أن تخنس عنه. ومنه عبّرت بفلان إذا شققت عليه. قال ابن هرمة:
ومن أزمة حصاء تطرح أهلها ... على ملقيات يعبرن بالغفر
الملقيّات: المزالق، ومنه قيل لجبل بالدهناء: معبر لأنه يعبر بسالكه. وعبرت الكتاب عبراً: قرأته في نفسي ولم أرفع به صوتي. وغلام معبر، وجارية معبرة: لم يختنا. وتقول العرب في شتائمهم: يا ابن المعبرة. وبنو فلان يعبرون النساء، ويبيعون الماء، ويعتصرون العطاء؛ أي يرتجعونه. وأحصى قاضي البدو المخفوضات والبظر فقال: وجدت أكثر العفائف موعبات، وأكثر الفواجر معبرات. وعبر الدنانير تعبيراً: وزنها ديناراً ديناراً.
ع ب س
تقول: أعوذ بالله من ليلة بوس، ويوم عبوس.
ع ب ط
مات عبطة إذا مات شاباً صحيحاً، واعتبطه الموت. ولحم عبيط، ويقال للجزار: أعبيط أم عارض: يراد أمنحور على صحة أو من داء.
ومن المستعار: زعفران عبيط: طريء: بين العبطة. ومسك معتبط. قال الجعدي:
رحيقاً عراقياً وريطاً يمانياً ... ومعتبطاً من مسك دارين أذفرا
وعبطته الدواهي: نالته من غير استحقاق. وعبط الأرض واعتبطها: حفرها ولم تحفر قبله. قال مرار بن منقذ الفقعسيّ:
ظل في أعلى يفاع جاذلاً ... يعبط الأرض اعتباط المحتفر
وعبط نفسه في الحرب: ألقاها غير مكره. وعبط عليّ الكذب واعتبطه.
ع ب ق
عبق به الطيب: لزمه، وبها عبق الطيب،(1/631)
وامرأة عبقة: تطيبت بأدنى طيب فلم تذهب عنها ريحه أياماً. وعبق بكذا: ولع به. وما في النحى عبقة أي أثر من سمن وروي: عبقة. وتقول: شر عباقيه، سمته باقيه. " فلم أر عبقرياً يفري فريه ". وقال:
ظلم لعمر الله عبقري
وقال رجل من غطفان:
أكلف أن تحل بنو سليم ... جنوب الأتم ظلم عبقري
ع ب ل
فيه عبالة، وفرس عبل الشّوى. قال:
خبطناهم بكلّ أرح نهد ... كمرضاخ النوى عبل وقاح
ع ب م
هو قدم عبام. قال:
فيا ليتني من قبلها كنت مفحماً ... عباماً ولم أنطق قصيدة شاعر
ع ب هـ ل
تقول: ما كان لسوقة باهله، أن يباروا الملوك العباهلة؛ وهم الذين أقرّوا على ملكهم لا يزالون.
ع ت ب
أبدل عتبة بابك: جعلها إبراهيم صلوات الله عليه كناية عن الاستبدال بالمرأة. ويقال: حمل فلان على عتبة كريهة وهي واحدة عتبات الدرجة والعقبة وهي المراق. قال المتلمس:
يعلى على العتب الكريه ويوبس
وما سكفت باب فلان ولا عتبته وما تسكفته ولا تعتبته أي ما وظئته. وتعتب فلان: لزم عتبة الباب لا يبرح. ولفلان عليّ معتبة. وأعطاني فلان العتبى إذا أعتبك. واستعتبه: استرضاه. " وما بعد الموت مستعتب " وبينهم أعتوبة إذا كانوا يتعاتبون، تقول: سمعت منها أعتوبة، لم تكن إلا أعجوبة. وعتابك السيف. وعاتبت المشيب. قال النابغة:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألمّا أصح والشيب وازع
أي قلت للشيب: ما أقبح بك أن تصبو، وعلى: من صلة عاتبت، كما تقول: عاتبته على الذنب.
ع ت د
هو عتاد لكذا أي عدة. قال الكميت:
فلكل ذلك قد أعدّ عتاده ... أنف الكريم وحيلة المحتال
وأعتده له: هيأه، وهو عتيد: معدّ حاضر، ومنه:(1/632)
العتيدة التي فيها الطيب والأدهان.
ع ت ر
يقال: سيف باتر، ورمح عاتر، وقد عتر إذا اضطرب وتراجع في اهترازه. قال العجاج:
وكل خطّيٍّ إذا هزّ عتر
وعترة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد المطلب، وكل عمود تفرّعت منه الشعب: فهو عترة، وأغصان الشجرة عترتها: عمود الشجرة. وفي العين: عترة الرجل: أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه دنياً، وفي حديث أبي بكر: نحن عترة رسول الله وبيضته التي تفقأت عنه، ويقال للمرد قوشة: العترة وهي تنبت متفرقة. قال:
وما كنت أخشى أن أقيم خلافهم ... لستة أبيات كما ينبت العتر
ع ت ق
هو مولى عتاقة. وفرس عتيق: رائع بين العتق، وعتاق الخيل والطير: كرائمها. وهو عتيق الوجه: كريمه. وسمي الصدّيق رضي الله عنه: عتيقاً: لجماله. قال لبيد:
فانتضلنا وابن سلمى قاعد ... كعتيق الطير يغضي ويجلّ
وهو البيت العتيق، وثوب عتيق: جيّد الحيكة. ويقال: عتق بعد استعلاج عتقاً إذا رقّ جلده. قال أبو النجم:
وأرى البياض على النساء جهارة ... والعتق أعرفه على الأدماء
وخمر عتيقة ومعتقة وعاتق. وهي عاتق من العواتق: للشابّة أوّل ما أدركت. والعاتق من الطير: فوق الناهض وهو الذي يتحسر من ريشه الأول وينبت له ريش جلذيّ أي قويّ. وحمله على عاتقه وهو ما بين المنكبين والعنق. ويقال: بدت عواتق الرمل، كما يقال: بدت أعناق الجبل. وقالت الخنساء:
حامي الحقيقة معتاق الوسيقة نس ... ال الوديقة جلد غير ثنيان
وهو الذي يعتق الطريدة أي يسبق بها وينجيها. وعن الأصمعي عتقت عليّ أليّة أي قدمت.
ع ت ك
القوس العاتكة: التي قدمت حتى احمرّ نبعها. قال الهذليّ:
وصفراء البراية عود نبع ... كوقف العاج عاتكة اللياط
والمرأة العاتكة: التي تكثر الطيب حتى تصفارّ بشرتها وبها سميت عاتكة.
ع ت ل
عتلة إذا أخذ بتلبيبه فجرّه إلى حبس أو(1/633)
نحوه " خذوه فاعتلوه " وأخذ بزمام ناقته فعتلها وذلك إذا قبض على أصل الزمام عند الرأس فقادها قوداً عنيفاً.
ع ت م
قرًى عاتم: بطيء، وفلان عاتم القرى. قال:
فلما رأينا أنه عاتم الفرى ... يخيل ذكرنا ليلة الهضب كردما
وجاءهم ضيف عاتم: بطيء. وقعد فلان قدر عتمة الإبل أي قدر احتباسها في عشائها. وعتمت حاجتك وأعتمت، واستعتمت فلاناً: استبطأته. وحملت عليه فما عتمت أن قتلته. وغرس سلمان كذا وديّةً ورسول الله يناوله فما عتّمت منها وديّةٌ أي ما أبطأت حتى علقت.
ع ت
وعتا عليّ وتعتّى. قال العجاج:
بإذنه الأرض وما تعتت
ومن الاستعارة: الليل العاتي: الشديد الظلمة.
ع ت هـ
فلان يتعتّه عليّ أي يتجنن. قال رؤبة:
بعد لجاج لا يكاد ينتهي ... عن التصابي وعن التعته
وهو يتعته عن كثير مما يأتيه أي يتغافل عنك فيه، وهو في عته وعتاهية.
ع ث ث
" عثيثة تقرم جلداً أملساً " مثل في عدي يكيد برّياً. وتقول: فلان له جثّه، كأنها عثّه.
ع ث ر
دابة بها عثار: لاتزال تعثر. وخرج يتعثر في أذياله.
ومن المجاز: عثر في كلامه وتعثر. وأقال الله عثرتك. وعثر الزمان به. وجدٌّ عثور. قال النابغة:
لك الخير إن وارت بك الأرض واحداً ... وأصبح جدّ الناس يظلع عاثراً
وقال الكميت:
كيدوا نزاراً بأوباش مؤلّبة ... يرجون عثرة جدّ غير عثار
وعثر على كذا: اطلع عليه. وأعثره على كذا: أطلعه، وأعثره على أصحابه: دلّه عليهم. ويقال للمتورط: " وقع في عاثور ". وفلان يبغي صاحبه العواثير، وأصله: حفرة تحفر للأسد وغيره يعثر بها فيطيح فيها. وما تركت له أثراً ولا عثيراً. وأعثر به عند السلطان إذا قدح فيه وطلب توريطه وأن يقع في عاثور.
ع ث ن
عثنون السحاب: هيدبه. وعثنون الريح: أولها. وقال الراعي:
باتت ترامي عثانين القفاف بها ... كما ترامى بدلو الماتح الجول(1/634)
وروى خراطيم وهما الأوائل. وعثّن علينا فلان: أوقع التخليط بيننا من العثان: الدخان، وعثّن ثيابه بالطّيب: دخّنها.
ع ج ب
قصة عجب. وأبو العجب: الشعوذيّ وكلّ من يأتي بالأعاجيب. وهو تعجابة كتلعابة: للكثير الأعاجيب. وعن عبض العرب: ما فلان إلا عجبة من العجب. والاستعجاب: فرط التعجب. قال أوس:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ومن المستعار: عجب الكثيب: لما استدق من مؤخّره. قال لبيد:
تجتاف أصلاً قالصاً متنبّذاً ... بعجوب أنقاء يميل هيامها
ع ج ج
عجّوا إلى الله في الدعاء، وعجّوا بالتلبية، والحجيج لهم عجيج. وفحل عجاج في هديره، ونهر عجاج. وفلان يلف عجاجته على بني فلان إذا أغار عليهم. قال الشنفري:
وإني لأهوى أن ألف عجاجتي ... على ذي كساء من سلامان أو برد
يريد الغنيّ والفقير.
ومن المستعار: جارية قد عج ثدياها إذا تكعبت. ودخل وله رائحة تعج في المسجد.
ع ج ر
العجرة: العقدة في عود وغيره. والخلنج ذو عجر. وعجراء من سلمٍ: عصا فيها عجرٌ. وكيسٌ أعجر. " وألقيت إليه عجري وبجري ". وفي حقويه عجرة وهي أثر التكّة. وخرجن معتجرات أي مختمرات بالمعاجر. وهو حسن المعتجر وهو الاعتمام. وفي كلامه عجرفية وتعجرف أي جفوة. وهذا جمل عجرفيّ السير، وفي مشيته عجرفية. وهو ذو عجارف. وتقول: الدهر ذو عجاريف، والدنيا ذات تصاريف. قال:
لم تنسني أمّ عمّار نوًى قذف ... ولا عجاريف دهرٍ لا تعرّيني
أي لا تخليني.
ع ج ز
لا تلثّوا بدار معجزة. وطلبته فأعجز وعاجز إذا سبق فلم يدرك. وإنه ليعاجز إلى ثقة. وفلان يعاجز عن الحق إلى الباطل أي يميل إليه ويلتجيء. وإنه لمعجوز: مثمود وهو من عاجزته أي سابقته فجزته. وولد فلان لعجزة: بعدما كبر أبواه، وهو العجزة ابن العجزة.(1/635)
قال:
عجزة شيخين يسمّى معبداً
ويقال: هو عجزة أبيه وكبرة أبيه. وبنو فلان يركبون أعجاز الإبل إذا كانوا أذلاء أتباعاً لغيرهم أو يلقون المشاقّ لأن عجز البعير مركب شاق، وتعجزت البعير: ركبت عجزه نحو: تسنّمته وتذريّته.
ومن المستعار: ثوب عاجز: قصير. ولا يسعني شيء ويعجز عنك. وجاؤا بجيش تعجز الأرض عنه. قال الفرزدق:
فإن الأرض تعجز عن تميم ... وهم مثل المعبّدة الجراب
وعجز فلان عن العمل إذا كبر. وقال الأخطل:
وأطفأت عني نار نعمان بعدما ... أعد لأمر عاجز وتجرّدا
أي لأمر شديد يعجز صاحبه أراد النعمان بن بشير الأنصاريّ. " ولا تدبروا أعجاز الأمور ". وشرب فلان العجوز وهي الخمر المعتقة.
ع ج ف
نزلوا في بلاد عجاف أي غير ممطورة. وهذه حبّ عجافٌ إذا لم تكن رابية. وأعجفت نفسي عن الطعام إذا حبستها وأنت تشتهيه لتؤثر به، وعجفتها على المريض إذا أقمت على تمريضه وصبرت، وعجفتها على أذى الخليل إذا لم تخذله.
ع ج ل
حسبك من الدنيا مثل عجالة الراكب، وإعجالة الحالب؛ أي ما يتعجّله الذي يركب غادياً لحاجته من نحو تمرٍ أو سويق ومالاً يحتبس لأجله وما تعجله الحالب لنفسه أو لغيره من لبن يسير قبل أوان الحلب. قال الكميت:
أتتكم بإعجالاتها وهي حفّل ... تمج لكم قبل احتلاب ثمالها
" أعجلتم أمر ربكم ": سبقتموه. وأعجلته عن استلال سيفه. وتعجلت خراجه: كلفته أن يعجّله، واستعجل الكفار العذاب. والمتأني يبلغ دون المستعجل. وخذ معاجيل الطرق وهي الطرق المختصرة الواحد: معجال.
ع ج م
سألته فاستعجم عن الجواب. قال امرؤ القيس:
صم صداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل
وفي الحديث " من استعجمت عليه قراءته فلينم " وكتاب فلان أعجم إذا لم يُفهم ما كتب. وباب الأمير معجم أي مبهم مقفل. والفحل الأعجم حريّ أن يكون مئناثاً وهو الأخرس الذي يهدر في شقشقة لا ثقب لها فلا(1/636)
يخرج الصوت منها. " وجرح العجماء جبار ". " وصلاة النهار عجماء ". وقد عجمته التجارب والدهور. وفلان صلب المعجم: لمن إذا عجمته الأمور وجدته متيناً. وعوده صليب لا تحيك فيه العواجم أي الأسنان. وقال:
أبى عودك المعجوم إلا صلابة ... وكفّاك إلا نائلاً حين تسأل
وما عجمتك عيني منذ زمان أي ما أخذتك، ورأيت فلاناً فجعلت عيني تعجمه كأنها تعرفه ولا تمضي على معرفته: ونظرت في الكتاب فعجمته أي لم أقف حق الوقوف على حروفه. والثور يعجم قرنه إذا دلكه على شجرة. وحكى أبو دواد " سنجيّ: قال لي أعرابيّ تعجمك عيني أي يخيل إليّ أني رأيتك. وناقة ذات معجمة أي بقية وقوة على السير.
ع ج ن
إن فلاناً عجن وخبز أي شاخ وكبر لأنه إذا أراد القيام اعتمد على ظهور أصابع يديه كالعاجن وعلى راحتيه كالخابز. وهو ابن حمراء العجان أي أعجميّ.
ع د د
هوف ي عداد الصالحين. وفلان عداده في بني تميم أي يعدّ منهم في الديوان. وعداد الوجع: اهتياجه لوقت معلوم. ويقال: عداد السليم سبعة أيام مادام فيها قيل: هو في عداده. وبه مرض عداد وهو أن يدعه ثم يأتيه. ولا آتيك إلا عداد القمر الثريّا أي مرة في السنة لأن القمر لا ينزلها في السنة إلا مرة واحدة. وهم عديد الحصى، وهذه الدراهم عديد هذه، وما أكثر عديدهم أي عددهم. وبنو فلان يتعدّدون على بني فلان أي يزيدون عليهم. وتعدّد الجيش على عشرة آلاف. وماء عدّ، ومياه أعداد. قال:
وقد أجوب على عنس مضبرة ... ديمومة ما بها عدّ ولا ثمد
ومعدّا الفرس: حيث يقع دفّتا السرج من جنبيه. وتقول: عرق معدّاه.
ومن المستعار: حسب عدٌّ. قال الحطيئة:
أتت آل شمّاس بن لأيٍ وإنما ... أتاهم بها الأحلام والحسب العدّ
ع د ل
فرس معتدل الغرة، وغرة معتدلة وهي التي توسطت الجبهة ولم تمل إلى أحد الشقين. وجارية حسنة الاعتدال أي القوام. وهذه أيام معتدلات، غير معتذلات؛ أي طيبة غير حارّة. وفلان يعادل أره ويقسمه إذا دار بين فعله وتركه. وأنا في عدالٍ من هذا الأمر. وقطعت العدال فيه إذا صمّمت. قال ذو الرمة:
إلى ابن العامريّ إلى بلال ... قطعت بنعف معقلة العدالا
وقال:
إذا الهمّ أمسى وهو داء فأمضه ... فلست بممضيه وأنت تعادله(1/637)
وأخذ فلان معدل الباطل. وتقول: انظر إلى سوء معادله، ومذموم مداخله. وفلان شديد المعادل. وعدّل هذا المتاع تعديلا أي اجعله عدلين. ويقال لما يئس منه: وضع علي يدي عدل وهو اسم شرطيّ تبع. وتقول في عدول قضاة السوء: ما هم عدول، ولكنهم عدول: تريد جمع عدل كريود وعمور، وهو حكم ذو معدلة في أحكامه. وتقول العرب: اللهم لا عدل لك أي لا مثل لك، ويقال في الكفارة: عليه عدل ذلك. ولا قبل الله منك عدلاً أي فداء. وما يعدلك عندي شيء أي ما يشبهك. وعدلته عن طريقه. وعدلت الدابة إلى طريقها: عطفتها، وهذا الطريق يعدل إلى مكان كذا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني كما يعدل السهم.
ع د ن
عدنت الإبل بالمرعى، وعدن القوم بالبلد: أقاموا، وطال عدنهم فيه وعدونهم. وفلان في معدن الخير والكرم. وهو من مراكز الخير ومعادنه. وعليه عدنيّات أي ثياب كريمة وأصلها النسبة إلى عدن، تقول: مرّت جوار مدنيّات، عليهنّ رياط عدنيّات؛ وكثر حتى قيل للرجل الكريم الأخلاق: عدنيّ، كما قيل للشيء العجيب من كل فنّ: عبقريّ. قال كثير بن جابر المحاربيّ:
سرت ما سرت من ليلها ثم عرست ... إلى عدنيّ ذي غناء وذي فضل
إلى ابن حصان لم تخضرم جدودها ... كريم النثا والخيم والعقل والأصيل
كذا روي في الحصائل، وفي التكملة: العذبيّ بالعين المضمومة والذا المعجمة، وقال: أراه. مأخوذاً من العذب، وأنا أراه قد احتبى في تصحيفه، والمخضرم: الذي ولدته الإماء من جهة الأبوين.
ع د
و" أعدى من ذئب "، وتقول: ما هو إلا ذئب عدوان، دينه الظلم والعدوان. واستعديت عليه الأمير فأعداني. ولي قبله عدوى أي استعداء. وفرّقتهم عدواء الدار وهي بعدها. قال ذو الرمة:
هام الفؤاد بذكراها وخامره ... منها على عدواء الدار تسقيم
وجئت على مركب ذي عدواء: غير مطمئن. والسلطان ذو عدوات وذو بدوات وذو عدوان وذو بدوان. " وما عدا مما بدا ". وكانت لهذا اللص عدوة. وتقول: ما له غدوة ولا روحه، إلا على عدوة أو جوحه. وما عدا أن صنع كذا. وعدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف. ونزلوا بين عدوتي الوادي. وعدّ عن هذا الحديث أي خلّه. وتقول: صروف الدهر متماديه، ونوائبه متعاديه؛ أي متوالية. وبعنقي وجع من تعادي الوساد: من المكان المتعادي غير المستوي.
ع ذ ب
ما أرق عذبة لسانه، والحق على عذبات ألسنتهم. وخفقت على رأسه العذب وهي خرق(1/638)
الألوية. وعذّب سوطه وهدبه: جعل له علاقة. وهم يستعذبون الماء: يستقونه عذباً. ونساء عذاب الثنايا. وفلان مفتون بالأعذبين وهما الخمر والرضاب. وفي حديث عليّ وقد شيع سرية: أعذبوا عن النساء أي عن ذكرهنّ. يقال: أعذب عن الشيء واستعذب عنه إذا امتنع، ويقال: أعذبوا عن الآمال أشدّ الإعذاب فإنّ الآمال تورث الغفلة وتعقب الحسرة.
ومن المجاز: فلان لا يشرب المعذبة وهي الخمرة الممزوجة. وقال ذو الرمة:
إذا ارفض أطراف السياط وهلّلت ... جروم المطايا عذّبتهنّ صيدح
لشدة سيرها.
ع ذ ر
" قد أعذر من أنذر " أي بالغ في العذر أي في كونه معذوراً، وأعذر فلان، وما عذّر، ويقال: من عذيري من فلان وعذيرك من فلان. قال عمرو بن معدي كرب:
أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
ومعناه هلّم من يعذرك منه إن أوقعت به يعني أنه أهل للإيقاع به فإن أوقعت به كنت معذوراً. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم " واستعذر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد الله بن أبيّ أي قال: " عذيري من عبد الله وطلب من الناس العذر إن بطش به ". ويقال للمفرط في الإعلام بالأمر: والله ما استعذرت إليّ، وما استنذرت إليّ؛ أي لم تقدم الإعذار ولا الإنذار. وفلان ألقى معاذيره. وهذه درّة عذراء: للتي لم تثقب، ورملة عذراء: للتي لم توطأ. قال الأعشى:
تستر عذراء بحرية ... وتبرز كالظبي تمثالها
وطالت عذرة الفرس وهي شعر ناصيته، وأعذر الفرس: جعل له عذاراً. وعذره: وضعه عليه. وهو طويل المعذر وهو موضع العذار. وخلع فلان عذاره ومعذره إذا تشاطر. ولوى عذاره عنه إذا عصاه. وفلان شديد العذار ومستمر العذار يراد شدة العزيمة. وقال أبو ذؤيب:
فإني إذا ما خلة رث وصلها ... وجدت بصرم واستمر عذارها
وكتب عبد الملك إلى الحجاج: إني قد استعملتك على العراقين صدمةً فاخرج إليهما(1/639)
كميش الإزار شديد العذار: أراد معتزماً ماضياً غير منثن.
ومن المستعار: وصلوا إلى عذار الرمل وهو حبل مستطيل منه. وغرسوا عذاراً من النخل وهو السطر المتّسق منه. وأخذوا عذارى الطريق وهما جانباه، وعذاري الوادي وهما عدوتاه. وقال ذو الرمة:
وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها ... إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي
" وهو أبو عذرها " لأول من افتضها ثم قيل: هو أبو عذر هذا الكلام. وعذر الصبي: طهر. وولد رسول الله معذوراً مسروراً. وكنا في إعذار فلان وفي عذيرته وهو طعام الختان. وبريء الجرح فما بقي له عاذر أي أثر. وأعذر الرجل إذا أبدى: من العذرة وأصلها: الفناء. " ما لكم لا تنظفون عذراتكم ". " واليهود أنتن خلق الله عذرةً ". وبات فلان عذوراً على قومه حتى قاموا على الضيف. قال:
إذا نزل الأضياف بات عذوراً ... على الحيّ حتى تستقل مراجله
وهو المسيء خلقه المتفاحش عليهم من العذرة
ع ذ ق
فلان عذقه في المجد باسق، وعذقه في الكرم واسق. ويقال: في بني فلان عذق كهل أي عز قد بلغ غايته. قال تميم بن مقبل:
وفي غطفان عذق صدق ممنع ... على رغم أقوام من الناس يانع
وفلان معذوق بالشر: موسوم به من عذقت الشاة إذا ربطت في صوفها صوفة تخالف لونها. وهو أحلى من عذق ابن طاب وهو ضرب من التمر. قال كثير عزة:
وهم أحلى إذا ما لم تثرهم ... على الأحناك من عذق ابن طاب
ع ذ ل
رجل عذلة خذلة وعذالة خذالة. قال تأبط شراً:
يا من لعذالة خذالة أشبٍ ... حرق باللوم جلدي أيّ تحراق
وعذلته فاعتذل أي عذل نفسه وأعتب ورمى فأخطأ ثم اعتذل أي عذل نفسه على الخطأ فرمى ثانية فأصاب.
ومن المجاز: قول الراعي:
ثم انصرفت وظلّ الحلم يعذلني ... قد طال ما قادني جهلي وعناني
كأنه فرط فتدارك تفريطه بالإفراط لائماً نفسه على(1/640)
ما فرط منه. وقد اعتذل يومنا إذا اشتد حرّه. قال:
كدريّ بيد فلاة ظل يسفعه ... يوم أراح من الجوزاء واعتذلا
ومعتذلات سهيل ومتعذلاته: أيام مشتعلة عند طلوعه.
ع ذ م
فرس عذوم: عضوض. قال الفرزدق:
يعذم وهي مصرة آذانها ... قصرات كل نجيبة شملال
يعني أنها تعارضهن فتلاعبهنّ وتعضّ أعناقهنّ. ورأيته يعذم الكور من شدّة غضبه.
ومن المستعرا: رأيته يعذم صاحبه أي يعضّه بالملام، والعذائم: اللوائم، وتقول: فلان يورك عليك العظائم، ويوجّه إليك العذائم.
ع ذ
ونزلوا في أودية ذات عذوات وهي الأرضون الطيّبة التربة الكريمة النبات. وقد عذيت الأرض فهي عذية وعذاة. قال ذو الرمة:
بأرض هجان الترب وسميّة الثرى ... عذاة نأت عنها الملوحة والبحر
وقال آخر:
بأرض عذاة حبّذا ضحواتها ... وأطيب منها ليله وأصائله
ع ر ب
عرب لسانه عرابة. وما سمعت أعرب من كلامه وأغرب. وهو من العرب العرباء والعاربة وهم الصرحاء الخلص. وفلان من المستعربة وهم الدخلاء فيهم. وقال جندل ابن المثنّى الطهويّ:
جعد الثرى مستعرب التراب
أي بعيد من أرض الأعاجم. وفيه لوثة أعرابية. قال:
وإني على ما فيّ من عنجهيتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب
وتعرب فلان بعد الهجرة. وقال الكميت:
لا ينقض الأمر إلا ريث يبرمه ... ولا تعرب إلا حوله العرب
أي لا تعزّ وتمتنع عزة الأعراب في باديتها إلا عنده. وعرب عن صاحبه تعريباً إذا تكلم عنه واحتج له. وعرّب عليه: قبح عليه كلامه، كما تقول: احتج عليه، أو من العرب وهو الفساد. وقد أعرب فرسك إذا صهل فعرف بصهيله أنه عربيّ، وهذه خيل وإبل عراب. وفلان معرب مجيد: صاحب عراب وجياد. وخير النساء اللعوب العروب. وقد تعربت لزوجها إذا تغزلت له وتحببت إليه.
ع ر ب د
هو يعربد على أصحابه عربدة السكران، وتقول: حسب المعربد أن اشتقاقه من العربد وهو ضرب من الحيات.
ع ر ج ت(1/641)
عرج بروح الشمس إذا غربت. وتقول: الشرف بعيد المدارج، رفيع المعارج. ومررت به فما عرجت عليه. ومالي عليه عرجة. وانعرج بنا الطريق. وانعرج الركب عن طريقهم. وهم بمنعرج الوادي، ومنه: العرجون وهو أصل الكباسة سمّيَ لانعراجه. " حتّى عاد كالعرجون القديم ". وثوب معرجن: فيه صور العراجين. وقبح الله تعالى هذه العرجة. ولتلقينّ من هذا الأعرج الأعيرج وهو حية صمّاء لا تقبل الرقي تطفر كما تطفر الأفعى. وحجل في دارهم الأعور الأعرج وهو الغراب لحجلانه وانقباض نساه.
ع ر د
عرد عنه إذا انحرف وبعد، وسمعت في طريق مكة صبياً من العرب وقد انتحى عليه بعير: ضربته فعرد عني. وعرّد النجم: غار. قال حاتم:
وعاذلة هبت بليل تلومني ... وقد غاب عيّوق السماء وعرّدا
وعرّد الماء: قلص. وقال رؤبة:
ومنهل معرد الجمام
ع ر ر
لقيت منه شراً وعراً وهو الجرب لأنه أبغض شيء إليهم. وفي الحديث " لعن الله بائع العرة ومشتريها " وفلان يظهر العرة، ويدفن الغرّة. وعن عائشة رضي الله عنها: مال اليتيم عرة لا أدخله في مالي ولا أخلطه به. ولا تفعل هذا لا تصبك منه معرة. وفي الحديث " كلما تعاررت ذكرت الله " وكان سلمان رضي الله تعالى عنه إذا تعارّ من الليل قال: سبحان رب النبيين، وإله المرسلين؛ وهو أن يهب من النوم مع كلام من عرار الظليم وهو صياحه. " وأطعموا القانع والمعتر " أي المعترض بسؤاله. وسئل أعرابيّ عن منزله فقال: نزلت بين المجرة والمعرة: أراد بين حيّين كثيري العدد فشبههما بهما لكثرة نجومهما، والمعرة: مكان من السماء في الجهة الشاميّة نجومه تكثر وتشتبك وهو من العر، كما قيل للسماء: الجرباء. ونزل العدوّ بعرعرة الجبل ونحن بحضيضه.
ع ر س
" هو أنقى من الخير من طست العروس " أي لا خير عنده، " ولا مخبأ لعطر بعد عروس ". وشهدنا عرس فلان فيا لها من عرس، ورأينا عرسه فيا لها من عرس، والعرس مؤنثة. قال:
إنا وجدنا عرس الخياط ... مذمومة لئيمة الحواط(1/642)
وفلان يتعرّس لامرأته أي يتحبب إليها. وهذه عرائس الإبل وعطراتها: لكرامها. وهو أمنع من عرس الأسد في عريسه وهي لبوته. وما نزلوا غير تعريسة كحسوة طائر. ومالي بأرض الهوان من معرس ساعة.
ع ر ش
اين ما غرسوه وما عرشوه؟ " ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " وقريء: يغرسون. واستوى على عرشه إذا ملك، وثلّ عرشه إذا هلك. قال زهير:
تداركتما عبساً وقد ثلّ عرشها ... وذبيان إذ زلّت بأقدامها النعل
ويقال: من العرش إلى الفرش. وعريش موسى لا صرح هامان وهو شبه الخيمة من خشب وثمام. وتعرشنا ببلادنا: نحو تخيمنا. والعرائش والعرش والعروش واحد، والعروش أيضاً: السقوف. " فهي خاوية على عروشها ". قالت الخنساء:
كان أبو غسان عرشاً خوى ... مما بناه الدهر دان ظليل
وبدت لنا عروش مكّة أي بيوتها. وقال القطامي:
وما لمثابات العروش بقية ... إذا استل من تحت العروش الدعائم
ومكتنسات في العرائش أي في الهوادج. وعرش دونه عرش السماك هو عجز الأسد أربعة أنجم من العوّاء. وأنشد النضر:
كأنما السر مني حين أضمنه ... في رأس صماء مأوى طيرها زلل
حقباء يدفع عرش النجم منكبها ... لا يستطيع ذراها الأعصم الوقل
وقال ابن أحمر يصف ثوراً:
باتت عليه ليلة عرشية ... شريت وبات على نقاً يتهدّد
شريت: لجّت في الإمطار، يتهدّد: ينهدّ وينهار. واعترشت القضبان على العريش إذا علت واسترسلت وهو مطاوع عرش كرفع وارتفع. وبعير معروش الحصيرين أي مطويهما كما تعرش البئر، وعرشها: طيّها. وأراد أن يقرّ بحقّي حتى نفث فلان في عرشيه فأفسده وهما لحمتان(1/643)
مستطيلتان في ناحيتي العنق يعني حتى سارّه فأغراه بي لأن المسارّ يدني فاه من عرشيه أو سمّي الأذنين عرشين للمداناة.
ع ر ص
في يده رمح عرّاص المهزّة. ويرقد في ظل عرّاص وهو السحاب الذي يعرص برقه، يقال: عرص البرق وأشر إذا كثر لمعانه. والعرص: النشاط. ودار خالية العراص. والعرصات، والعرصة: أرض الدار وحيث بنيت. قال النضر: لو جلست في بيت من بيوت الدار كنت جالساً في العرصة بعد أن لا تكون في العلو.
ع رض
عرضهم على السيف أي قتلهم، وعلى النار أي أحرقهم. وعرض لفلان إذا جن. و" أعرض ثوب الملبس " أي صار ذا عرض. يقال لمن يقال له: ممن أنت؟ فقال: من نزارٍ. " وطأ معرضاً " أي ضع رجلك حيث وقعت ولا تتّق شيأ. قال البعيث:
فطأ معرضاً إن الحتوف كثيرة ... وإنك لا تبقي لنفسك باقياً
وأعرض لك الشيء إذا أمكنك من عرضه. وأعرض لك الصيد فارمه وهو معرض لك. وأعرض لبّي عن كذا إذا نسيته. وادّان فلان معرضاً إذا استدان ممن أمكنه. واستعرض الخوارج الناس إذا خرجوا لا يبالون من قتلوا. وعرفت ذلك في معراض كلاه. و" إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". واعترض فلان عرضي إذا وقع فيه وتنقّصه. واعترضت أعطى من أقبل ومن أدبر. واعترض الفرس في رسنه إذا لم يستقم لقائده. واعترض البعير: ركبه وهو صعب، وتعرضت الإبل المدارج: أخذت فيها يميناً وشمالاً. وما فعلت معرّضتكم: يريدون الجارية يعرضونها على الخاطب عرضة ثم يحجبونها ليرغب فيها. قال الكميت:
ليالينا إذ لاتزال تروعنا ... معرّضة منهن بكر وثيّب
وعرّض قومه: أهدى لهم عند مقدمه. واشتر عراضةً لأهلك. قال:
حمراء من معرّضات الغربان
وبنو فلان يأكلون العوارض أي ما عرضت به علّة ولا يعتبطون. وفلانة عرضة للنكاح. وهذه الفرس عرضهٌ للسباق أي قوية عليه مطيقة له. وفلان عرّيض: يعرض بالشر. قال:
وأحمق عرّيض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرّقم
وخذ في عروض سوى هذه أي في ناحية. وأخذ(1/644)
في عروض ما تعجبني. ولقيت منه عروضاً صعبة. واستعمل فلان على العروض أي على مكة والمدينة. وفلان ذو عارضة وهي البديهة، وقيل: الصرامة. وأصابه سهم عرض وروي بالإضافة. وفلان عريض البطان أي غنيّ. ونظرت إليه عرض عين. وعرضت الجيش عرض عين إذا أمررته على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. وعارضته في السير، وسرت في عراضه إذا سرت حياله. قال أبو ذؤيب:
أمنك برق أبيت الليل أرقبه ... كأنه في عراض الشام مصباح
وقال ذو الرمة:
جلبنا الخيل من كنفي حفير ... عراض الخيل تعتسف القفارا
ونظرت إليه معارضة أي من عرض. وبعير معارض: لا يستقيم في القطار يعدل يمنة ويسرة. وخرج يعارض الريح إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها. وجاءت بولد عن معارضة وعن عراض إذا لم يعرف له أب.
ع ر ف
لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينك به، وبه فسر قوله تعالى: " عرف بعضه وأعرض عن بعض " وأتيت فلاناً متنكراً ثم استعرفت أي عرّفت نفسي. قال مزاحم العقيلي:
فاستعرفا ثم قولا إنّ ذا رحم ... هيمان كلفنا من شأنكم عسرا
فإن بغت آية تستعرفان بها ... يوما فقولا لها العود الذي اختضرا
وسمع أعرابيّ يقول: ما عرف عرفي إلا بأخرة بكسر العين. واعترف القوم: استخبرهم، يقال: اذهب إلى هؤلاء فاعترفهم. قال بشر:
أسائلة عميرة عن أبيها ... خلال الجيش تعترف الركابا
وسمعتهم يقولون لمن فيه جربزة: ما هو إلا عويرف. ويقال: هاجت معارف فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها ما يهيج الزرع. ويقال للقوم إذا تلثموا: غطوا معارفهم. قال ذو الرمة:
نلوث على معارفنا وترمى ... محاجرنا شآمية سموم
وقال الراعي:
متختّمين على معارفنا ... نثني لهنّ حواشي العصب
يقال: تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول: بنو فلان غرّ المعارف، شمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه، وقيل: الوجه كله. وخرجنا من مجاهل الأرض إلى معارفها.(1/645)
قال لبيد:
أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم
وما كنا بشيء حتى عرفت علينا: من عريف القوم وهو القيّم بأمرهم الذي عرف بذلك وشهر. وطعام معرف: مأدوم بشيء من الإدام. والنفس عارفة وعروف أي صبور. قال أبو ذؤيب:
فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلّع
والعرف بالكسر: الصبر. قال:
قل لابن قيس أخي الرقيات ... ما أحسن العرف في المصيبات
وعرف الرجل واعترف. وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته:
مالك ترغين ولا ترغو الخلف ... وتضجرين والمطيّ معترف
وقال أبو النجم يصف مرح ناقته وأنها كانت نشيطةً الليلة كلّها وما ذلّت إلا عند الصبح:
فما عرفت للذل حتى تعطفت ... بقرن بدا من دارة الشمس خارج
وما أطيب عرفه، وعرف الله الجنة: طيبها. وطار القطا عرفاً عرفاً أي متتابعة. والضبع عرفاء. وعن سعيد بن جبير: ما أكلت لحماً اطيب من معرفة البرذون. وفلان يعرف الخيل أي يجز أعرافها.
ومن المستعار: أعراف الريح والسحاب والضباب: لأوائلها. وقال:
وطار أعراف العجاج فانتصب
واعرورف البحر: ارتفعت أمواجه. قال الحطيئة:
وهند أتى من دونها ذو غوارب ... يقمص بالبوصيّ معرورف ورد وفيه نظر من قال:
خضم ترى الأمواج فيه كأنها ... إذا التطمت أعراف خيل جوامح
وأميل أعرف: مرتفع. قال العجاج:
فانصاع مذعوراً وما تصدّفا ... كالبرق يجتاز أميلاً أعرفا
واعرورف فلان للشرّ: اشرأب له، ومنه قوله: فإذا سمعت بحفيف الموكب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرفٌ وانتفشت. وقلة عرفاء: مرتفعة.(1/646)
قال زهير:
ومرقبة عرفاء أوفيت مقصراً ... لأستأنس الأشباح فيه وأنظرا
من القصر وهو العشيّ. إذا سال بك الغرّاف، لم ينفعك العراف. قال:
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه ... وعراف نجدٍ إن هما شفياني
قال الجاحظ: هو دون الكاهن.
ع ر ق
فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:
جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا
وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستعرقت: ضربت بعروقها. ويقال: لبن حديث العرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس معرقة. وأنشد ابو عبيدك
رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم
وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:
لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها
وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من العراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب العراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تعرّقته. وأنشد سيبويه لجرير:
إذا بعض السنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم
وفلان معروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير العرق. واتخذت ثوبي هذا معرقاً أي شعاراً ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المعراق الأعلى وعلى المعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى العراقي. ولقيت نه ذات العراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.
ع ر ق ب
عرقب الدابة: قطع عرقوبها وهو عقب(1/647)
موتر خلف الكعبين. وتقول: فلان يضرب العراقيب، ويقرع الظنابيب؛ أي يضيف ويغيث. ويقال: " أقصر من عرقوب القطاة ".
ومن المستعار: نزلنا في عرقوب الوادي أي في منحناه. وما أكثر عراقيب هذا الجبل وهي الطرق في متنه. وهو أكذب من عرقوب يثرب. وتقول: فلان إذا مطل تعقرب، وإذا وعد تقرب.
ع ر ك
فلان ليّن العريكة إذا كان سلساً وأصله في البعير، والعريكة: السنام. وهذه أرض معروكة: عركتها السائمة. وماء معروك: مزدحم عليه. وأورد إبله العراك. وعاركه: زاحمه، واعتركوا وتعاركوا ف يالقتال والخصام. قال جرير:
قد جربت عركتي في كل معترك ... غلب الليوث فما بال الضغابيس
وعركت ذنبه بجنبي إذا احتملته. قال:
إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... يسوء من الأدنى جفاك الأباعد
ع ر م
فيه شرّه وعرام وقد عرم علينا وتعرّم. قال:
إني امرؤ تذب عن محارمي ... بسطة كفٍّ ولسان عارم
وعرام الجيش: حدّته وكثرته، وجيش عرمرم. وذهب بهم سيل العرم.
ع ر ن
كن أشم العرنين كالأسد في عرينه، لا كالجمل الآنف في عرانه؛ وهو العود الذي يجعل في وتره أنف البختيّ. قال:
فإن يظهر حديثك نؤت غدواً ... برأسك في زناق أو عران
أي مزنوقاً أو معروناً.
ومن المستعار: قولهم للأشراف: العرانين.
ع ر ي
امرأة حسنة المعرّى والعرية كالمجرّد والجردة، وما أحسن معاريها وهي وجهها ويداها ورجلاها. وركبت الفرس عرياً، وركبنا الخيل أعراءً. وتقول: رأيت عرياً تحت عريانٍ. قال المخبّل السعديّ:
وساقطة كور الخمار حييّة ... على ظهر عريٍ زلّ عنها جلالها
كور الخمار تمييز غريب، وقالوا من العري: اعروراه.
ومن المستعار: اعرورى السراب الإكام. وهذا طريق قد اعرورى القف. قال لبيد:
منيف كسحل الهاجريّ تضمّه ... إكام ويعروري النجاد القوابلا
وقال رؤبة:
إذا الأمور اعرورت الشدائدا ... شدّ العرى وأحكم المعاقدا(1/648)
وأصله: أن تفزع المرأة فتركب بعيراً عرياً. ويقال للذي لا يكتم السرّ: عريان النجيّ. قال:
ولما رأى أن قد كبرت وأنه ... أخوالجنّ واستغنى عن المسح شاربه
أصاخ لعريان النجيّ وإنه ... لأزور عن بعض المقالة جانبه
يريد أصاخ لامرأته لأنّ النساء أقل كتماناً للسرّ. وفلاة عارية المحاسر أي مرتٌ قد انحسر عنها النبات. قال الراعي:
وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها عزينا
وما يعرى فلان من هذا الأمر: ما يخلص، ولا يعرّى من الموت أحد. قال عديّ بن زيد:
من رأيت المنون عرّين أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
وأنت عرو من هذا الأمر وخلوٌ منه. وهو كلام منبوذ بالعراء، عند الخطباء والشعراء. وشمال عريّة: باردة. وإن عشيتنا هذه لعرية، وأعرينا فنحن معرون أي بلغنا برد العشيّ. ويقولون: أهلك فقد أعريت. وعريَ فهو معروّ إذا وجد البرد. قال أبو نخيلة:
فنحن فيهم والهوى هواك ... نعرى فنستذري إلى ذراك
وعريَ المحموم: أخذته العرواء وهي برد في رعدة.
ومن المستعار: عريت إلى مال لي: بعته أشدّ العرواء إذا بعته ثم استوحشت إليه وتبعته نفسك. وعريَ هواه إلى كذا، وإنك لتعرى إلى ذلك وتجاد إليه. ونخلهم عرايا أي موهوبات يعرونها الناس لكرمهم. وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه فيقال للمال النفيس والفرس الكريم: لفلان عروة. وللإبل عروة من الكلأ وعلقة: لبقية تبقى منه بعد هيج النبات تتعلّق بها لأنها عصمة لها تراغم إليها وقد أكل غيرها. قال لبيد:
خلع الملوك وسار تحت لوائه ... شجر العرى وعراعر الأقوام
أي هم عصم للناس كالعضاه التي تعتصم بها الأموال. ويقال لقادة الجيش: العرى. والصحابة رضوان الله عليهم عرى الإسلام. وقول ذي الرمة:
كأن عرى المرجان منها تعلقت ... على أمّ خشف من ظباء المشاقر
أراد بالعرى الأطواق. وزجره زجر أبي عروة(1/649)
السباع: كان يزجر الذئب فتنشق مرارته ويموت على المكان وكانوا يشقّون عن فؤاده فيجدونه قد خرج من غشائه. والعروة من أسماء الأسد كني به العباس بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه.
ع ز ب
يقال عزب عنه حلمه، وأعزب حلمه، كقولك: أضلّ بعيره. وأعزب الله عقلك. وروضٌ عازب وعزيب. ومال عزب وجشر. ولا يكون الكلأ العازب إلا بفلاة حيث لا زرع. وفلان معزاب ومعزابة: لمن عزب بإبله. ويقال: عزب ظهر المرأة إذا أغابت.
ومن المستعار: قول النابغة:
وصدر أراح الليل عازب همّه ... تضاعف فيه الحزن من كل جانب
يا من يدل عزباً على عزب
ولك أن تقول: امرأة عزبة. والمعزابة: الذي طالت عزوبته وتمادت. ويقال: ليس لفلان امرأة تعزّبه أي تذهب بعزوبته، ونحو أعزبه وعزّبه: أمرضه ومرّضه في الإثبات والسلب. ويقال لامرأة الرجل: معزّبته. وأنشد يعقوب:
معزبتي عند القفا بعمودها ... يكون نكيري أن أقول ذريني
ومن المستعار: رمل عزب: منفرد. وفي الحديث " من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب " أي أبعد العهد بأوّله من عزب بإبله.
ع ز ر
زمانك العبد فيه معزز موقر، والحرّ معز موقر؛ الأول بمعنى المنصور العظم والثاني بمعنى المضروب المهزم، من قوله:
فويلمّ بزّجرّ شعلٌ على الحصى ... فوقر بزّ ما هنالك ضائع
ع ز ز
" من عزّ بزّ ": من عزّه على أمره يعزّه إذا غلبه. قد عازّني فعززته. وجيء به عزّاً بزّاً أي لا محالة. وسيل عزّ: غالب. وأعزز عليّ أن أراك بحال سوء. وعزّ عليّ أن أسوءك أي اشتدّز وتقول للرجل: أتحبّني؟ فيقول: لعزّ ما ولشدّ ما ولحقّ ما. واستعز بالرجل إذا أصيب بعزاء وهي الشدة من مرض أو موت أو غير ذلك. واستعز به المرض. واستعز الرمل: تماسك. قال رؤبة:
إذا رجا استعزازه تعقّفاً
وقال القطاميّ يصف فحلاً:
أنوف حين يغضب مستعز ... جنوح يستبدّ به العزيم
وتعزز لحم الناقة: اشتد وصلب. " فعززنا بثالث ": قوّينا. وعزز بهم أي شدد عليهم ولم يرخّص، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى(1/650)
عنه: أن قوماً اشتركوا في صيد فقالوا له: أعلى كل واحد منا جزاء أم هو جزاء واحد؟ فقال: إنه لمعزز بكم إذاً بل عليكم جزاء واحد. وتقول: من حسن منه العزاء، هانت عليه العزّاء. وأنا معتز ببني فلان ومستعز بهم. وتقول: ما العزوز كالفتوح، ولا الجرور كالمتوح؛ أي الضيّقة الإحليل كالواسعته والبعيدة القعر كالقريبته.
ع ز ف
فلان عزوف وهو الذي لا يكاد يثبت على خلة خليل. قال الفرزدق:
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
وفلان ألهاه ضرب المعازف، عن ضروب المعارف. وسلكت مفازة للجنّ فيها عزيف، ثم نزلت بفلان فكأني نزلت بأبرق العزاف وهو يسرة طريق الكوفة قريباً من زرود.
ع ز ل
مالي أراك في معزل عن أصحابك؟ وأنا بمعزل من هذا الأمر. واعتزلت الباطل وتعزلته. قال الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل
وأراك أعزل عن الخير. قال حسّان:
فإن كنت لا منّي ولا من خليقتي ... فمنك الذي أمسى عن الخير أعزلا
وأعوذ بالله من الأعزل على الأعزل أي من الرجل الذي لا سلاح معه على الفرس المعوجّ العسيب فهو يميل ذنبه إلى شق والعرب تتشاءم به إذا كانت إمالته إلى اليمين. قال امرؤ القيس:
ضليع إذا استدبرته سدّ فرجه ... بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزل
ع ز م
اعتزم الفرس في عنانه إذا مرّ جامحاً لا ينثني. قال:
سبوح إذا اعتزمت في العنان ... مروح ململمة كالحجر
وعزمت على الأمر واعتزمت عليه. وإن رأيه لذو عزيم. ورقاه بعزائم القرآن وهي الآيات التي يرجى البرء ببركتها. ويقال للرقي: العزائم. وعزّمت عليك لمّا فعلت كذا بمعنى أقسمت.
ع ز هـ
هو عزهاة عن اللهو والنّساء إذا لم يُردهنّ ورغب عنهنّ. قال:
إذا كنت عزهاة عن اللهو والصبا ... فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا
ع ز
وإن فلاناً ليعزى إلى الخير ويعتزي إليه، وهذا الحديث يعزى إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورأيتهم حوله عزين أي جماعات.(1/651)
قال في صفة حية:
خلقت نواجذه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من طحين شعير
ع س ب
هذا يعسوب قومه: لرئيسهم. وعن عليّ رضي الله عنه في عبد الرحمن بن عتّاب وقد قتل يوم الجمل: لهفي عليك يعسوب قريش. وقال في فساد الزمان: فإذا كان كذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه وهو مستعار من يعسوب النحل وهو فحلها، يفعول من العسيب وهو الضراب. يقال قطع الله تعالى عسبه أي نسله.
ع س ر
عسرت عليّ حاجتي عسراً وتعسرت واستعسرت: التاثت. وعسر عليّ فلان: خالفني. ورجل عسر وهو نقيض السهل، وأمر عسير. ولا تعسر غريمك: لا تأخذه على عسرة ولا تطالبه إلا برفق. وخذ ميسوره، ودع معسوره، ويسّره الله للعسرى، ولا وفقه لليسرى. ويقال في الدعاء للمطلوقة: أيسرت وأذكرت، وعليها: أعسرت وانثت. واعتسرت الكلام إذا تكلمت به قبل أن تروزه. قال الجعديّ:
فدع ذا وعدّ إلى غيره ... وشر المقالة ما يعتسر
وهو مستعار: من اعتسار الناقة وهو ركوبها عسيراً غير مروضة.
ع س س
بات فلان يعسّ أي ينفض الليل عن أهل الرّيبة، وهو عاس وجمعه عسس، وأخذ فلان في العسس، ومنه قيل للذئب: العساس. وذهب يعس صاحبه أي يطلبه. وهو قريب المعس أي المطلب. وفلان يعتسّ الآثار أي يقصها، ويعتس الفجور أي يتبعه. وكل طالب شيأ فهو عاس ومعتس. و" جاء به من عسّه وبسه ". وتقول: نزلوا به فأدهق لهم الكاس، وأفهق لهم. العساس؛ جمع عسّ وهو القدح الضخم. وعسعس الليل: مضى أو أظلم.
ع س ف
الرّكاب يعسفن الطريق ويعتسفنه ويتعسفنه أي يخبطنه على غير هداية. قال ذو الرمة:
قد أعسف النازح المجهول معسفه ... في ظل أغضف يدعو هامه البوم
وأخذوا في معاسف البيد ومعاميها. وأخذه على عسف. وسلطان عسوف وعسّاف. وعسف فلانة: غصبها نفسها. وامرأة معسوفة. ووقع عليه السيف فتعسفه إذا أصاب الصمم دون المفصل. وهذا كلام فيه تعسف. والدمع يعسف الجفون إذا كثر فجرى في غير مجاريه.(1/652)
قال الطرماح:
عواسف أوساط الجفون يسقنها ... بمكتمن من لاعج الحزن واتنِ
وبات فلان يعسف الليل عسفاً إذا خبطه في ابتغاء طلبته، ومنه قولهم: كم أعسف عليك أي كم أسعى عليك عاملاً لك متردداً في أشغالك كعاسف الليل. ومازلت أعسف ضيعتكم أي أتردد في أشغالكم وما يصلحكم، ومنه: العسيف. وأنشد يعقوب:
أطعت النفس في الشّهوات حتى ... أعادتني عسيفاً عبد عبد
وسوف نعينك بوصفائنا وعسفائنا.
ع س ك ر
انجلت عنه عساكر الهم، وله عسكر من مال أي كثير. وشهدت العسكرين أي عرفة ومِنى.
ع س ل
الدليل يعسل في المفازة. وصفقت الرياح الماء فهو يعسل عسلاناً. أنشد الأصمعي:
قد صبحت والظل غض ما رحل ... حوضاً كأن ماءه إذا عسل
من نافض الريح رويزي سمل
ورمح وذئب عسّال، ورماح وذئاب عواسل. وتقول: يمتار الفيء العاسل، كما يشتار الأرى العاسل. وبنو فلان يوفضون إلى العسّاله، كما يطرد النحل إلى العسّاله؛ وهي الخلية. وطعام معسول ومعسل. وصلت القوم وعسلتهم: أطعمتهم العسل.
ومن المستعار: العسيلتان في الحديث: للعضوين لكونهما مظنتي الالتذاذ، ومن ذلك قول العرب: ما يعرف لفلان مضرب عسلة أي منصب ومنكح. وما ترك له مضرب عسلة أي شتمه حتى هدم نسبه ونفى منصبه. وقال أعرابي: ما فيّ ضربة عسلة إلا قشيريّ. وذكر رجل من بني عامر أمة فقال: هي لنا وكلّ ضربةٍ لها من عسلة: يريد ولنا كل ولد لها ولدته من فحل. وفلان معسول الكلام إذا كان حلوه، ومعسول المواعيد إذا كان صادقها، ومنه قوله عليه السلام " إذا أراد الله بعبد خيراً عسله " أي وفقه للعمل الطيب.
ع س ي
يد جاسية عاسية أي غليظة جافية من العمل. وما عسى أن تبقى بعد ذهاب أقرانك. وإن وصلت إلى بعض حقك فعسى ولعلّ " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ". إقنع بقدح عسا وأقلل من قول عسى.
ع ش ب
بلد معشب وعاشب. " وأعشبت انزل " أي أصبت العشب. قال أبو النجم:
مستأسدٌ ذبّانه في غيطل ... يقلن للزائد أعشبت انزل(1/653)
وتقول: أبقل واديهم واعشوشب، واستأسد فيه النبت واغلولب. وأرض فيها تعاشيب أي نبذ من العشب متفرق.
ع ش ر
فلان لا يعشر فلاناً ظرفاً أي لا يبلغ معشاره. وعشرت القوم تعشيراً إذا كانوا تسعة فجعلتهم عشرة. وعشرتهم إذا أخذت واحداً فصاروا تسعة. وعشرت الناقة: صارت عشراء، نحو: ثيّبت المرأة وعوّد البعير. وحمار معشر: شديد النهاق متتابعه لا يكف حتى يبلغ به عشر نهقات. والضبع تعشر كما يعشر العير. وكانت العرب تقول: إذا أراد الرجل دخول قرية يخاف وباءها عشر على بابها فلا يضرّه. وعن محمد بن حرب الهلالي قلت لأعرابيّ: إني لك لوادّ، قال: إن لك في صدري لرائدا، ودعت لي امرأته وقد أتيتها مسلماً فقالت: عشّر الله خطاك أي جعلها عشر أمثالها. وأعشرنا منذ لم نلتق أي أتت علينا عشرة أيام، كما قالوا: أشهرنا من الشهر. وفي الحديث " تسعة أعشراء الرزق في التجارة " وضرب في أعشاره، ولم يرض بمعشاره؛ إذا أخذه كلّه من أعشار الجزور والضرب فيها بسهام الميسر. وعندي ثوب عشاريّ أي عشر أذرع. وقدر أعشار، وقدور أعشار وأعاشير وهي العظام التي تشعب لكبرها عشر قطع، وكذلك جفنة أكسار، وجفان أكسار وهي المقاري الكبار المشعبة. وهو عشيرك أي معاشرك: أيديكما وأمركما واحد. وزوج المرأة: عشيرها.
ع ش ش
" ليس هذا بعشك فادرجي " يقال لمن ينزل منزلاً لا يصلح له. واعتشّ الطائر وعشش. وعشش الخبز: تكرج، وعششه: تركه حتى تكرج.
ع ش ق
عدّد العلوم ثم قال: وكلّ محبوب معشوق. واشتقاق العشق من العشقة وهي اللبلاب لأنه يلتوي على الشجر ويلزمه.
ع ش
و" هو يخبط خبط عشواء " أي يخطيء ويصيب كالناقة التي في عينها سوء إذا خبطت بيدها. قال زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب ... تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم
وإنهم لفي عشواء من أمرهم أي في حيرة وقلة هداية. والعشواء والعشوة: الظلمة. يقال: لقيته في عشوة العتمة وفي عشوة السحر، وركب فلان عشوة: باشر أمراً على غير بيان. وأوطأه عشوة: حمله على أمر غير رشيد. وهو يتماشى عن كذا ويتعامى عنه. و" العاشية تهيج الآبية " أي المتعشية. وفي الحديث " ما من عاشية أدوم أنفاً ولا أبطأ شبعاً من عاشية علمٍ " الأنق: الإعجاب بالشيء: و" عش رويداً وضحَ رويداً ": أمر برعي الإبل عشياً وضحًى على(1/654)
سبيل الأناة والرفق ثم سار مثلاً في الأمر بالرفق في كل شيء.
ع ص ب
" فلان لا تعصب سلماته " أي لا يقهر. قال الكميت:
ولا سمراتي يبتغيهن عاضد ... ولا سلماتي في بجيلة تعصب
وفلان معصوب الخلق: مطويّه مكتنز اللحم. ومثلي لا يدر بالعصاب أي لا يعطي بالقهر والغلبة: من الناقة العصوب وهي التي لا تدر حتى تعصب فخذاها. وفلان خوانه منصوب، وجاره معصوب؛ أي جائع قد عصب بطنه، ويقال له: عاصب. وورد عليّ من فلان معصوب أي كتاب لأنه يعصب بخيط. أنشد ابن الأعرابي:
أتاني عن أبي هرم وعيد ... ومعصوب تخب به الركاب
ويقال: شدّ رأسه بعصابة وغيره بعصاب. والملك المعتصب والمعصّب: المتوج، ويقال للتاج والعمامة: العصابة، وكانوا إذا سوّدوه عصّبوه فجرى التعصيب مجرى التسويد. وعصّبه بالسيف: مثل عمّمه به. قال ذو الرمة:
ونحن انتزعنا من شميط حياته ... جهاراً وعصبنا شتيرا بمنصل
وعليهم أردية العصب وهو ضرب من البرود يعصب غزله ثم يصبغ ثم يحاك. قال الفرزدق:
إذا العصب أمسى في السماء كأنه ... سدا أرجوانٍ واستقلّت عبورها
جعل السحاب الأحمر هو العصب بعينه وبذاته إيغالاً في الاستعارة حتى شبّهه بسدا الأرجوان غير فارق بين أن يقول كأنّ السحاب الأحمر سدا أرجوان وبين ما قاله وهذا باب من علم البيان حسن بليغ. وعصب القوم بفلان: أحاطوا به. ووجدتهم عاصبين به، ومنه العصبة. وهذا يوم عصيب وعصبصب، وقد اعصوصب يومنا. واعصوصب القوم. قال العجاج:
من أن رأيت صاحبيك أكأباً ... من عرصات الدار أمست قوبا
ومبرك الجامل حيث اعصوصبا
وفلان يتعصّب لقومه. ونبض منه عرق العصبية. ولحم عصب: صلب كثير العصب. والأمور تعصب برأسه. وقال النابغة:
حتى تراموه معصوباً بلمته ... نقع القنابل في عرنينه شمم
ع ص ر
كل نفس طريدة عصريها. قال المتلمس:
ولن يلبث العصران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما(1/655)
وما فعلت ذلك عصراً ولعصرٍ أي في وقته. ونام فلان ولم ينم عصراً ولعصرٍ أي في وقت نوم. وتقول: منبّه بن سعد بن قيس عيلان عصّره قوله:
أعمير إن أباك غيّر رأسه ... مرّ الليالي واختلاف الأعصر
فكان يلقب بأعصر بن سعد لهذا البيت.
وهذا أمر قد تعصرت الشبيبة به وبلغت الأشد عليه. وشرب عصارة العنب وعصاره. قال الأخطل:
حتى إذا ما أنضجته شمسه ... وأنى فليس عصاره كعصاري
ومن المجاز: أنا معصور اللسان أي يابسه عطشاً. وولد فلان عصارة كرمٍ ومن عصارات الكرم. وفلان قد اشتفّ عصارة أرضي أي أخذ غلتها. وأعطاه شيأً ثم اعتصره أي ارتجعه. وفي الحديث " لابأس أن يعتصر الواهب ممن وهب " ويقال للمستغزر: المعتصر. وفلان منيع المعتصر كريم المعتصر أي منيع الملجأ كريم عند المسألة. ويقال: فلان عصرتي وعصري ومعتصري. واعتصرت به وعاصرته: لذت به واستغثت. واعتصر الغصان بالماء. قال عدي:
كنت كالغصّان بالماء اعتصاري
وتقول: وعده إعصار، ليس بعده إعصار؛ من أعصرت السحابة " وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً ". وقال الشماخ:
إذا اجتهد الترويح مدّا عجاجةً ... أعاصير مما تستثير خطاهما
أراد الرواح إلى بيضهما يعني الظليم والنعامة. وجارية معصر من جوار عاصير. وتعصّر الرجل: بكى. قال جرير:
إذا ذكرت ليلى جبيراً تعصرت ... وليس بشافٍ داءها أن تعصّرا
وعصر الرّكض الفرس: عرّقه. قال أبو النجم:
يعصرها الركض بطشٍّ يهطله
وعصر البارح العيدان: أيبسها. قال الأخطل:
شرقن إذ عصر العيدان بارحها ... وأيبست غير مجرى السنة الخضر
ومرّت ولذيلها عصرة أي غبرة من كثرة الطّيب.
ع ص ف(1/656)
ريح عاصف ومعصفة وهي أشدّ.
ومن المستعار: عصف بهم الدهر. قال عديّ:
ثم أضحوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر حالٌ بعد حال
وقال الأعشى:
في فيلق شهباء ملمومة ... تعصف بالدّارع والحاسر
وناقة ونعامة عصوف، وعصفت براكبها وأعصفت: شبّهت بالريح في سرعة سيرها. ويقولون: إ سهمك لعاصف، وإن سهامك لعصف إذا صافت عن الغرض. ويقال للخمر إذا فاحت: إنّ لها عصفةً: شبهت فغمة ريحها بعصفة الريح. وصاروا كعصف الزرع وهو حطام التبن ودقاقه، وكذلك العصيفة والعصافة. وتقول: عصف بهم الزمان أشدّ العصف، وجعلهم كمأكول العصف.
ع ص ف ر
يقال للجائع: صاحت عصافير بطنه. ووهب النعمان للنابغة مائة من عصافيره وهي نجائب كانت له انتهبت يوم دارة مأسل. قال ذو الرمة:
نجائب من ضرب العصافير ضربها ... أخذنا أباها يوم دارة مأسل
أي أبا هذه النجائب وهو فحل اسمه عصفور.
ع ص ل
في أنيابه عصل، وناب وسهم أعصل، وأنيابه وسهامه عصل. وفي الحديث: " يأمنوا عن هذا العصل " يريد ما اعوجّ من الرمل.
ومن المستعار: أمر أعصل.
ع ص م
أنا معتصم بفلان ومستعصم به، ومعصم بجبله. وأعصم الكفل بعرف فرسه أو بقربوس سرجه لئلا يسقط. قال جرير:
والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... ظفل الفروسة دائم الإعصام
ونحن في عصمة الله تعالى. ودعي إلى مكروه فاستعصم أي أبى وطلب العصمة منه. ودفعته إليك بعصمته وبعصامه أي بربقته، كما تقول: برمّته. وكل ما عصم به الشيء: فهو عصام وعصمة. وعلق القربة بعصامها وهو حبل يجعل في خربتيها فتعلق به معترضةً على جنب البعير. وأخذ بعصام ذنبه وهو مستدق طرفه. ونصل الخضاب فما بقي منه إلا عصيم أي أثر. وامرأة ريّا المعاصم " وأغرب من الغراب الأعصم ".(1/657)
وفلان عصاميّ وعظاميّ أي شريف النفس والمنصب.
ع ص ي
تعصّى عليّ فلان واستعصى، وهو عصّاء وعصيّ. قال الطرماح:
ملك تدين له الملو ... ك أشمّ عصّاء العواذل
وبعلت بمعاناته، وأراني العجب من معاصاته. ويقال: عصا بالعصا وعصيَ بالسيف إذا ضرب بهما. وتوكّأ على عصاه واعتصى عليها، واعتصى الشيء: اتخذه عصا. قال جرير:
ولا نعتصي الأرطى ولكن سيوفنا ... رقاق النواحي لا يبلّ كليمها
ومن المستعار: عرق عاصٍ وعاند: لا يرفأ. واعتصب النواة: اشتدت. " وشقّ فلان عصا المسلمين " إذا فرق جماعتهم. وألقى عصاه إذا أقام " ولا ترفع عصاك عن أهلك " لا تخلهم من التأديب. قال:
قد طال هذا الظل من عصاكا
أي لاتزال تزجرني. ويقال للرّاعي: إنه لضعيف العصا وليّن العصا وإنه لشديد العصا وصلب العصا: يراد الرفق والعنف. قال الراعي:
ضعيف العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أجدب الناس إصبعاً
وقال معن بن أوس:
عليه شريب وادع ليّن العصا ... يساجلها جمّاته وتساجله
وقال أبو النجم:
صلب العصا جاف عن التغزل
وقرعني بعصا اللوم. وفلان يصلّي عصا فلان أي يدبر أمره. قال قيس بن زهير:
ولا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلّى عصاك كمستديم
الاستدامة: التأني. ويقال للصغير الرأس: رأس العصا. قال يهجو عمر بن هبيرة وكان صعلاً
من مبلغ رأس العصا أن بيننا ... ضغائن لا تنثى وإن هي سلّت
والناس عبيد العصا أي إنما يهابون من(1/658)
آذاهم " وقشرت له العصا " أبديت له ما في ضميري.
ع ض ب
عضبته بلساني: شتمته، ورجل عضّاب: شتام. وعضبته عن حاجته: قطعته. ومالك تعضبني عما أنا فيه. وعضبه المرض: وقذه، ورجل معضوب: زمن. ووقف عليّ شيخ من أهل السراة في المسجد الحرام فقال لي: ما عضبك؟ وسيف عضب. وشاة عضباء: مكسورة القرن. وناقة عضباء: مشقوقة الأذن.
ع ض د
المؤمن معضود بتوفيق الله، ومعتضد به. واعتضده وتعضده: احتضته.
ومن المجاز: " سنشد عضدك بأخيك " وهو عضدي، وهم أعضادي. وفتّ في عضده. واملك أعضاد الإبل: قوّم مسيرها حتى لا تذهب يميناً وشمالاً. قال حيّان بن جزء بن ضرار:
قالت سليمى لست بالحادي المدلّ ... مالك لا تملك أعضاد الإبل
وفلان ما لسمرته عاضد، ولا لسدرته خاضد. ووهنت أعضاد بيته. وارفع أعضاد الدبرة وهي جدرها التي تمسك الماء. وحوض مثلّم الأعضاد وهي نواحيه. قال ذو الرمة:
عفت غير آريٍّ وأعضاد مسجد ... وسفع مناخات رواحل مرجل
وفلان عضادة فلان إذا كان لا يفارقه. ويقول الرجل لصاحبيه: كفاني بكما عضادتين أي معينين، والأصل: عضادتا الباب، ووقفا كأنهما عضادتان. وفي أعضادهنّ المعاضد وهي الدمالج، الواحد: معضد. وهن رافلات في الوشي المعضّد وهو المضلع.
ع ض ض
ترأس قبل أن يعض في العلم بضرسٍ قاطع. وبرئت إليك من عضاض هذه الدابة. وما ذقت عضاضاً أي ما يعض. " ومن تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ".
ومن المستعار: هو أعوج ما يصلّيه عض الثقاف. وأعض المحاجم قفاه. وأعضّ السيف بساق البعير. قال لبيد:
ولكنا نعضّ السيف منها ... بأسوق عافيات الشحم كوم
وعضّه الأمر: اشتد عليه. وعضّته الحرب. قال الأخطل:
ضجّوا من الحرب إذ عضّت غواربهم ... وقيس عيلان من أخلاقها الضجر
وعضه بلسانه: تناوله. وما في هذا الأمر معض أي مستمسك. وعضذ فلان بالشر إذا لزمه فلم يخله. قال ابن أحمر:
نأت عن سبيل الخير إلا أقلّه ... وعضت من الشرّ القراح بمعظم(1/659)
وقوس عضوض: لزق وترها بكبدها. وزمن عضوض: كلب. وملك عضوض: غشوم. وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه: سترون بعدي ملكاً عضوضاً وأمةً شعاعاً. وبئر عضوض: بعيدة القعر كأنها تعض الماتح بما تشقّ عليه. ويقال للفهم العالم بمغمّضات الأمور: " إنه لعضٌّ ": قال القطاميّ:
أحاديث من عادٍ وجرهم جمّةٌ ... يثوّرها العضان زيد ودغفل
وإنه لعض مال أي حسن القومية عليه. وغلق عض: لا يكاد ينفتح. قال رؤبة:
وارتدّ في قلبي هوى لا أصرمه ... كغلق الروميّ عضّاً مبهمه
وهو عض سفر: قويّ عليه قد عضّته الأسفار وجرّسته، فعل بمعنى مفعول. ويقال للمنكر الخصم: إنه لعض. قال:
ولم أك عضاً في الندامى ملومّاً
وهو بمعنى فاعل لأنه يعض الناس بلسانه ويقولون: ما كنت عضاً ولقد عضضت، كقولهم: نكلٌ: للذي ينكل أقرانه.
ع ض ل
به داء عضال، وقد أعيا الأطباء وأعضلهم. وأعضل الأمر: اشتدّ. ونزلت بهم المعضلات. وتقول: ما الداء المعضل، إلا متكبر لا يفضل. وتزوج ذو الإصبع فأتى حيّه يسألهم مهرها فمنعوه. فقال:
واحدة أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربع
وفلان عضلة من العضل أي داهية من الدواهي. وعضّلت على فلان: ضيّقت عليه أمره وحلت بينه وبين ما يريد، ومنه. " ولا تعضلوهنّ " وتقول: ليس من عدل القيم، عضل الأيم.
ومن المستعار: عضل بهم الفضاء إذا غص بهم من عضلت الحامل إذا نشب ولدها في بطنها. قال أوس:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضّلة منّا بجمع عرمرم
وقال النابغة:
لجب يظل به الفضاء معضّلاً ... يدع الإكام كأنهنّ صحارى
ع ض هـ
رماه بالعضيهة أي بالإفك. ويا للعضيهة، وحقيقة عضهته: قطعت عضاهه، كقولهم: نحت أثلته وعصب سلمته.(1/660)
وتقول: نضبت مياههم، وقطعت عضاههم. ويقال للمتحل شعر غيره: فلان ينتجب غير عضاهه، والانتجاب: انتزاع النجب وهو اللحاء. قال جندل الراجز:
يا أيها الزاعم أني أجتلب ... وأنني غير عضاهي أنتجب
كذبت إنّ شرّ ما قيل الكذب
ع ض ي
قال عليه السلام " لا تعضية على أهل الميراث " أي لا يدخل عليهم الضرر بقسمة نحو السيف والخاتم. وعضّيت القوم: فرّقتهم أحزاباً. قال:
وعضّى بني عوف فأما عدوّهم ... فأرضى وأما العزّ منهم فغيّرا
وشيء معضيٍّ: مفرّق. و" جعلوا القرآن عضين " وتقول: أمروا أن يكونوا للرسول معزّين، فكانوا عليه عزين، وأن يجعلوا القرآن عظات فجعلوه عضين.
ع ط ب
عطب مالهم، وأعطبته النوائب. وتقول: لا تنس ما نقم الله من حاطب، وما كاد يقع فيه من المعاطب. وتقول: ربّ أكلةٍ من رطب، كانت سبباً في عطب. وأجد ريح عطبة أي قطنة محترقة. واعتطب النار إذا أخذها في عطبة. قال ابن هرمة:
فجئت بعطبتي أسعى إليها ... فما خاب اعتطابي واقتداحي
ع ط ر
مررت بنسوة معاطير وعطرات. قال:
تضوّع مسكاً بطن نعمان أن مشت به زينب في نسوة عطرات
وامرأة عطرة ومعطير ومعطار، وقد عطرت وتعطّرت واستعطرت، ولها عطور وأعطار. قال أبو النجم:
نوم العروس البكر في عطورها ... من مسك دارين ومن عبيرها
والعطر: اسم جامع للأشياء التي تعالج للطيب، وهو عطّار ماهر في العطارة. ونوق عطرات ومعاطير: حسان كرام. وتقول: يا مدّعي الكتابة أنت عنها مطرّد، بينك وبين عطارد شأو عطرّد؛ أي طويل ممتدّ.
ع ط س
عطس عطسةً أتبعها صرخةً تخلع القلب، وخلق السنور من عطسة الأسد، وتقول: فلان عطسة فلان أي يشبهه في خلقه(1/661)
وخلقه. وأخذه العطاس. وتقول: فلان يعطس بأنف أصيد شامخ، ويكشر عن أنياب أسود سالخ. وهو أشمّ المعطس من قوم شمّ المعاطس. ورددته معطّساً: مرغماً. قال منظور بن فروة:
أبريء ذا الصاد وأكوى الأشوسا ... حتى يردّ خاسئاً معطّساً
ويقال للهالك: عطست به اللجم أي أصابته بالشؤم بفتح الجيم وضمّها، جمع: لجمة ولجام وهي الطّيرة لأنها تلجم عن الحاجة أي تمنع، وذلك أنهم كانوا يتطيرون من العطاس فإذا غدا الرجل لسفره فسمع بعاطس يعطس تطيّر ومنعه ذلك من المضيّ. ويقال: أصابه اللجم العطوس والعاطس فيجعل واحداً كالصّرد. قال:
إنا أناس لا تزال جزورنا ... لها لجمٌ من المنية عاطس
وقال رؤبة:
ألا تخاف اللجم العطوسا
ومنه قيل للظبي الناطح: العاطس وهو الذي يستقبلك لكونه متطيراً منه.
ومن المستعار: عطس الصبح إذا تنفس، ومنه قيل للصبح: العطاس، تقول: جاءنا فلان قبل طلوع العطاس، وهبوب العطّاس.
ع ط ش
" من أصابه العطاش أفطر " وزرع معطّش، وعطّشت الإبل إاذ زدت في ظمئها. وتطاولت عليها المعاطش أي مواقيت الظمء. ونزلنا بأرض معطشة. وإذا كانت الإبل بأرض عطشة كانت أصبر على العطش. وتقول: إنك إلى الدم عطشان، كأنك عطشان؛ هو سيف عبد المطلب بن هاشم وهو القائل فيه:
من خانه سيفه في يوم ملحمة ... فإنّ عطشان لم ينكل ولم يخن
ومن المستعار: أنا شديد العطش إلى لقائك، وبي عطش إليك. وفلانة عطشى الوشاح.
ع ط ط
جذبت ثوبه فانعطّ. وطعنة كعطّ البرد وهو شقّ من غير بينونة. قال:
وإن لجّوا حلفت لهم بحلف ... كعط البرد ليس بذي فتوق
وعن المفضّل: قرأت في مصحف " فلمّا رأى قميصه عطّ من دبر ". وفتق واسع المعط.
ع ط ف
عطفت عليه عطوفاً، وعطفهه تعالى عليه عطفاً وفلان أهل أن يعطف عليه ويتعطّف، وخير الناس العطّاف عليهم: العطوف على صغيرهم وكبيرهم. والرجل يعطف الوسادة: يثنيها فيرتفقها. وظبية عاطف: تعطف جيدها إذا(1/662)
ربضت، وظباء عواطف. وهزّ عطفيه فرحاً، وثنى عني عطفه: أعرض، وما تثنيني عليهم عاطفة رحم. وناقة عطوف: تعطف على البوّ فترأمه. ووتّروا العطائف: القسيّ، الواحدة: عطيفة. قال ذو الرمة:
وأشقر بليّ وشيّه خفقانه ... على البيض في أغمادها والعطائف
الأشقر: البرد المستظل به. وتعطّفت عليك الأملاك إذا كانت أطرافه ملوكاً. وفلان يتعاطف في مشيه إذا حرك رأسه. وامرأة ليّنة المعاطف. وتقول: رزقك الله عيشاً تلين لك مثانيه ومعاطفه، وتدنو عليك مجانيه ومقاطفه. وتعطّف بالعطاف والمعطف واعتطف، وعطّفته إيّاه. قال الأشعث بن قيس:
ولقد دخلت على عليّ دخلةً ... فخرجت عنه ما أقلّ عطافاً
وقال ابن مقبل:
شمّ مخاميص ينسيهم معاطفهم ... صك القداح وتأريب على اليسر
وقال ابن كراع:
وإذا الركاب تكلّفتها عطّفت ... ثمر السياط قطوفها ووساعها
ولا تركب مثفاراً ولا معطافاً أي مقدّماً للسرج ولا مؤخّراً له.
ع ط ل
عطّلوا ديارهم: تركوها خالية، ودار معطّلة. وتعطيل البئر: أن لا تورد. وعطّلت الإبل: تركت بلا راع. وكل ما ترك ضائعاً فقد عطّل، كتعطيل الحدود والثغور. وتعطّل فلان: بقي بلا عمل، وهو يشكو العطلة. وعطلت المرأة وتعطّلت: فقدت الحلي، وعطّلها صاحبها، وهي عاطل وعطل، وهنّ عواطل. قال الشماخ:
دار الفتاة التي كنا نقول لها ... يا ظبية عطلاً حسّانة الجيد
وقال لبيد:
يرضن صعاب الدرّ في كل حجّة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا
وتقول: لا غرو أن يحسد الحالي العاطل، وينافس الناقص الفاضل. وتقول: رب عارية عطل، لا يشينها العريُ والعطل، وكاسية حالية لا يزينها الحلي والحلل. وقوس عطل، وقسيّ أعطال: بلا أوتار. وأعطال الرجال: عزلهم. وأعطال الخيل: ما لا قائد له. وامرأة وناقة عيطل: طويلة في حسن، وإنها لحسنة العطل.
ع ط ن
ضرب القوم بعطن إذا أناخوا حول الماء بعد السّقي. وفي اعلحديث " حتى رويَ الناس وضربوا بعطن " والعطن والمعطن: المناخ(1/663)
حول الورد، فأما في مكان آخر: فمراح ومأوًى. وقد عطنت الإبل عطوناً، وإبل عواطن، وأعطنّاها. قال لبيد:
عافتا الماء فلم نعطنهما ... إنّما يعطن من يرجو العلل
وتقول: الإبل تحنّ إلى أعطانها، والرجال إلى أوطانها.
ومن المستعار: فلان واسع العطن إذا كان رحب الذراع. ويقال للمنتن البشرة: ما هو إلا عطين وهو الإهاب الذي يعطن أي ينضح عليه الماء ويطوى ليلين شعره، وقد عطن وعطنته.
ع ط
وطويل لا تعطوه الأيدي. وظبيٌ عاطٍ. قال:
تحك بقرنيها برير أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها
وهو يعاطيه الكأس، ويتعاطونها. وفلان يتعاطى ما لا ينبغي له. " فتعاطى فعقر " وعاطى الصبيّ أهله إذا عمل لهم وناول ما أرادوا.
ومن المستعار: أعطى بيده إذا انقاد. وقوس عطوي: مواتية سهلة. قال ذو الرمة:
له نبعة عطوى كأن رنينها ... بألوى تعاطته الأكف المواسح
الألوى: الوتر. وفلان جزيل العطية. وإياك وأعطيات الملوك. " وألقى فلان عطوياً " إذا سلح سلحاً كثيراً وأصله أنّ رجلاً من بني عطيّة افترى على أبي نخيلة فرفعه إلى السّريّ بن عبد الله فجلده فسلح. فقال أبو نخيلة:
لما جلدت العنبريّ جلداً ... في الدّار ألقى عطويّاً نهدا
ع ظ ل
تعاظلت الكلاب والجراد: تراكبت عند السفاد والبيض، وهي متعاظلات وعظلى. قال:
يا أم عمرو أبشري بالبشرى ... موت ذريع وجراد عظلي
وكان زهير لا يعاظل بين القول أي لا يكرره. وفلان يعاظل بالكلام إذا أتى بالرجيع من القول، وقيل: هو التعقيد والتعويض. وكان ذلك يوم العظالى، بوزن: سكارى وهو يوم لبني تميم على بكر بن وائل ركب فيه الاثنان والثلاثة دابةً. قال:
فإن تك في يوم الغبيط ملامة ... فيوم العظالى كان أخزى وألوما
ع ظ م
هذا أمر لا يتعاظمني أي لا يعظم في عيني ولا أبالي به، ولا تكترث لما نزل بك ولا يتعاظمك، ولا يتعاظمني ما أتيت إليك من النبل. وأخذ عظمه ومعظمه، وهو من معاظم الشئون،(1/664)
وإن لفلان معاظم واجبة المراعاة وهي الحرم والحقوق المستعظمة. ونزلت به عظيمة، ودعوى فرعون عظيمة من العظائم. قال:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجياً
وسمعت خبراً فأعظمته واستعظمته. واستعظمت الأمر: أنكرته. وما يعظمني أن أفعل كذا أي ما يهولني.
ع ف د
اعتفد الرجل إذا أغلق الباب على نفسه ليموت جوعاً ولا يسأل. ولقي رجل جارية تبكي فقال: مالك؟ قالت: نريد أن نعتفد. وأنشد ابن الأعرابي:
وقائلة ذا زمان اعتفاد ... ومن ذاك يبقى على الإعتقاد
ع ف ر
ما على عفر الأرض مثله أي على وجهها. قال ابن مالك الفينيّ:
أنا حديّاً كل من ... يمشي على ظهر العفر
وعفّر قرنه وعافره فألزقه بالعفر أي صارعه. وأخذه الأسد فاعتفره أي ضرب به الأرض. ودخلت الماء فما انعفرت قدماي أي لم تبلغا الأرض. وظبي أعفر، ومنه: اليعفور. ويقال للفزع القلق: " كأنه على فرن أعفر ". قال امرؤ القيس:
كأن قلوب أدلاّئها ... معلقة بقرون الظباء
وظباء عفر، ورمال عفر، والعفرة: بياض تعلوه حمرة. وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لامرأة لها غنم سود لا تنمى " عفرّي " أي اجعليها عفراً. وهذيل معفرون أي غنمهم عفر وليس في العرب قبيلة معفرة غيرها. وصمنا يوم العفراء وهي ليلة السواء. وعن ابن الأعرابيّ: الليالي العفر: البيض.
ومن المستعار: أتانا عن عفر أي بعد حين: وأصله لليالي العفر. ويقال: ما شرفك عن عفر أي هو قديم. قال كثير:
ولم يك عن عفر تفرعك العلي ... ولكن مواريث الجدود تؤولها
أي تسوسها. وما هو إلا عفريت من العفاريت. وقد استعفر. وهو اشجع من ليث عفرين، كما تقول: من ليث خفيّة. وجاء فلان نافشاً عفريته إذا جاء غضبان. وتقول: فلانة عفيرة، ما تهدي(1/665)
عفيره؛ وهي التي لا تهدي لجاراتها، والعفيرة: دحروجة الجعل لأنه يعفرها، وتقول: ما هي مهداء ولكن عفير، ما لجاراتها منها إلا الصفير. قال الكميت:
وأنت ربيعنا في كل محل ... إذا المهداء قيل لها عفير
وقال:
وإذا الخرد اغبررن من المح ... ل وكانت مهداؤهنّ عفيرا
وفلان يتّجر في المعافرية وهي ثياب منسوبة إلى بلد نزلت فيه معافر بن أدٍّ وتقول: لابد للمسافر، من معونة المعافر؛ وهو الذي يمشي مع الرفاق ينال من فضلهم.
ع ف ص
اشترى البطة بعفاصها أي بصمامها، وعفصها: صمّمها.
ع ف ط
لأنت أهون عليّ من عفطة عتود بالحرّة وهي ريح تخرج من أنفها لها صوت. " وماله عافطة ولا نافطة " أي شاة ولا ناقة، وقيل: أمةٌ ولا شاة. وفلان عفّاط أي ألكن، وقيل للأمة: العافطة: للكنتها.
ع ف ف
رجل عف وعفيف، وفيه عفة وعفاف، وعفّ عن الحرام واستعف وتعفف. وما بقي في الضرع إلا عفة وعفافة: بقية. قال النمر يصف ظبية وغزالاً:
لأغنّ طفلٍ لا تصاحب غيره ... فله عفافة درها وغرارها
وتعففت: شربت العفافة.
ومن المجاز: سأله فما أعطاه إلا عفافةً وشفافة.
ع ف ك
من عذيري من هذا الأنوك الأعفك وهو الأحمق.
ع ف
وهذا من عفو مالي أي من حلاله وطيّبه. وخذ ما عفا وصفا، وخذ عفوه وصفوه وعفوته وصفوته. قال الأخطل:
المانعين الماء حتى يشربوا ... عفواته ويقسّموه سجالاً
ويقال أعطيته عفواً من غير مسألة " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو " أي فضل المال ما فضل من قوتك وقوت عيالك. وتقول: أطعمونا من عوافيكم، دامت لكم عوافيكم؛ جمع عافي القدر وهو بقيّة المرق فيها. قال الكميت:
فلا تسأليني واسألي ما خليفتي ... إذا ردّ عافي القدر من يستعيرها
وجمع العافية. وكثرت على الماء عافيته أي واردته، وعلى الكريم عافيته أي سؤّاله، وكذلك: عفاته ومعتفوه. وتقول: في واديهم كلأ عاف، وعشب واف؛ وهو الكثير " حتى عفوا ".(1/666)
وعليهم العفاء. وعفّى عليهم الخبال أي هلكوا. والله عفوٌّ عن عباده.
ع ق ب
نصاب معقب. ورأيته يعقب قناته: يجعل عليها العقب. وفلان موطّأ العقب أي كثير الأتباع. ووشى بعمّار بن ياسر رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب. ويقال للقادم: من أين عقبك؟ أي من أين جئت؟ وهل أعقب فلان؟ أي هل ترك عقباً؟ وما لفلان عاقبة أي عقب. وأنا جئت في عقب الشهر أي في آخره وأنت في عقبه أي بعد مضيّه. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عفو وذو عقب، فعفوه أول عدوه، وعقبه أن يعقب بحضر أشد من الأول، ومنه قولهم لمقطاع الكلام: لو كان له عقب لتكلم. واعتقب البائع المبيع: احتبسه حتى يأخذ الثمن. وعن النخعي: المعتقب ضامن لما اعتقب يعني إن هلك في يده فقد هلك منه لا من المشتري. وهما يعتقبان فلاناً بالضرب أي يتعاونان عليه. " له معقبات " هم ملائكة الليل والنهار يتعاقبون. والملوان عقيبان أي كل واحد معاقب الآخر. تقول: فلان عقيبي: تريد معاقبي في العمل. ولقي منه عقبة الضبع أي الشدة. وأكل القوم عقبتهم وهي ما يتعقبونه بعد الطعام من الحلاوة. ورعت الإبل عقبتها وهي الحمض بعد الخلة. وولّى فلان فلم يعقب أي لم يعطف. وما أحسن التعقيب بعد الصلاة وهو الجلوس للدّعاء، وتصدّق بصدقة ليس فيها تعقيبٌ أي استثناء. وفلانة معقاب: تلد ذكراً بعد أنثى. وأتى فلان خيراً فعقّب بخير منه وأردف بخير منه. واستعقب من أمره الندامة وتعقبها. وتعقبت ما صنع فلان: تتبعته. ولم أجد عن قولك معقّباً أي متفحّصاً يعني أنه من السداد والصحة بحيث لا يحتاج إلى تعقب. وتعقّبت الخبر إذا سألت غير من كنت سألت أول مرة. قال طفيل:
تتابع حتى لم تكن فيه ريبة ... ولم يك عمّا خبّروا متعقّب
وطلبه طلب المعقب وهو الذي يتبع عقب الخصم طالب حقه. وتغير فلان بعاقبة أي بأخرةٍ بعد ما كان مرضياً. أنشد يعقوب:
أرثّ جديد الوصل من أمّ معبد بعاقبة وأخلفت كل موعد
وأنشد ابن الأعرابي:
ألما تسائل أم عمرو لعلها ... بعاقبة أمسى قريباً بعيدها
وقال كثير:
فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت ... بعاقبة أسبابه قد تولّت(1/667)
وقال أبو ذؤيب:
نهيتك عن طلابك أمّ عمرو ... بعاقبة وأنت إذٍ صحيح
أي قلت لك: إنك بأخرة ستلقى من طلابك لها ما يسوءك.
ع ق ب ل
هو في عقابيل المرض أي في أعقابه وبقاياه.
ع ق د
بناء معقود ومعقد: جعل عقوداً أي طاقات معطوفةً كالأبواب، وعقد بناءه وعقّده. وتعقّد السحاب إذا صار كأنه عقد مبني. وعسل عقيد ومعقد. وأعقده فعقد عقوداً إذا غلظ. قال:
كأن رباً سال بعد الإعقاد ... على لديدي مصمئل صلخاد
أي على ليتي قويّ صلب. يقال: عقد العسل وعقد التمر وانعقد، وتمر عاقد. وهو مني معقد الإزار ومقعد القابلة: يراد القرب. وتقول: شرف وطّأ الله مقاعده، وأحصف معاقده. وعقد فلان كلامه، وفي كلامه تعقيد. وأعوذ بالله من شر المعقد وهو الساحر. قال ذو الرمة:
يعقد سحر البابليين طرفها ... مراراً ويسقينا السلاف من الخمر
وبيده عقدة النكاح " واحلل عقدة من لساني " وكان أعقد فحلّ الله عقدة لسانه، وقد عقد عقداً. وبينهم مواد ومعاقد أي مودّات وعهود. واعتقد فلان عقدة إذا اشترى ضيعة أو اتخذ مالاً من عقار وغيره. واعتقد أخاً في الله. ومسخ كاتب قلمه بكمّه فقيل له: فقال إنما اعتقدنا هذا بهذا. واعتقد النوى: صلب، ومنه: اعتقد بينهما الإخاء إذا صدق وثبت. وناقة معقودة القرى: وثيقة الظهر. قال:
موترة الأنساء معقودة القرى ... ذقوناً إذا كلّ العتاق المراسل
وهو كالذئب الأعقد. وعقدت الكلبة على عقدة الكلب وهي قضيبه، وتعاقدت الكلاب. وفي أرض بني فلان عقدة تكفيهم عامهم وهي سفح ذو شجر كثير، يقولون: عشّ إبلك في تلك العقدة. قال:
إذا توخت عقدة ذات أجم ... أصبحت العقدة صلعاء اللمم
وجاء فلان عاقداً عنقه إذا لواها تكبّرا. ويقال لمن تهيأ للشر: عقد ناصيته، ولمن سكن غضبه: قد تحللت عقده.
ع ق ر
الحركة وارد والسكون عاقر. ورملة(1/668)
عاقر: لا تنبت. وكانت زورة فلان بيضة العقر وهي بيضة الدجاجة التي لا تبيض بعدها. ولقحت عن عقر أي بعد حيال، وتقول: جئتنا عن عقر، ولقح لقاؤك عن عقر. ورجعت الحرب إلى عقر إذا فترت. وعقرة العلم النسيان وهي خرزة تعلقها المرأة في وسطها فلا تحبل. ورفع عقيرته إذا صوّت. ويقال في الدعاء جدعاً له وعقراً وعقري حلقي. وعقرت فلاناً بالركب إذا برزت لهم فطال وقوفهم عليها فكأنها عقرت بهم ركابهم. قال:
قد عقرت بالقوم أخت الخزرج
وإن بني فلان عقروا مراعي القوم إذا قطعوها وأفسدوها. وتعاقرت الأعراب. ومعاقرة سحيم وغالب. ومازال يعاقرها حتى صرعته أي يدمن شربها. وقد عاقر الشرب فما يفارقهم أي لازمهم. وبينهم معاقرة بمعنى المشاتمة والمناقرة. وسمّى أبو عبيدة كتابه فيما جرى بي فحلي مضر والشعراء: كتاب المعاقرات. وتقول إيّاك والمعاقرة، فإنها أمّ المعاقرة.
ع ق ص
نسوة مائلات العقائص، والعقيصة: خصلة تأخذها المرأة من شعرها فتلويها ثم تعقدها حتى يبقى فيها التواء ثم ترسلها، وقد عقصت شعرها. قال ذو الرمة:
فعيناك منها والدلال دلالها ... وجيد إلا أنه في العقائص
وقال رجل من الأزد:
ليالي لا أزال كأن حقاً ... عليّ لكلّ مائلة العقاص
أي العقائص، والعقاص أيضاً: ما يعقص به. وفي قرن الشاة عقص أي التواء، وهي عقصاء القرن.
ومن المجاز: عقّص أمره تعقيصاً: لواه. وهو عقص الخلق: ملتويه. وقال ذو الرمة:
ولا عقصاً بجاجته ولكن ... عطاء لم يكن عدةً مطالا
وقد عقصت على دابتي إذا حرنت.
ع ق ف
خرج وبيده عقافة وهي المحجن. وعقفه فانعقف، نحو عطفه فانعطف، وعود معقوف وأعقف. وأعرابيّ أعقف: جاف.
ع ق ق
ما أعقّه لأبيه. وتقول: فلان هيّن المبرة شديد المعقّة. قال:
أحلام عاد وأجساد مطهرة ... من المعقّة والآفات والأثم
" وذق عقق ". مثلك في وادي العقوق، " أعز من الأبلق العقوق "؛ وهي الحامل التي نبتت العقيقة وهي الشعر على ولدها، وقد أعقت فهي(1/669)
معق وعقوق. ويقال: أهش من نوى العقوق وهو نوىً هشّ ليّن الممضغة تعلفه العقوق إلطافاً بها. وتقول: ما أدري شمت عقيقه، أم شمت عقيقه؛ أي سللت سيفاً أم نظرت إلى برقٍ وهي البرقة التي تستطيل في عرض السحاب، ولقد أكثروا استعارتها للسيف حتى جعلوها من أسمائه، فقالوا: سلّوا عقائق، كالعقائق؛ ونحوه قول بشر بن أبي خازم:
رأى درّةً بيضاء يحفل لونها ... سخام كغربان البرير المقصّب
وهي عناقيده. وانعقّ البرق: تسرّب في السحاب. وفي كلام أعرابيّة: سحماء عقّاقه، كأنها حولاء ناقه.
ع ق ل
" ذهب طولاً، وعدم معقولاً ". قال الراعي:
حتى إذا لم يتركوا لعظامه ... لحماً ولا لفؤاده معقولاً
وتقول: ما لفلان مقول، ولا معقول. وما فعلت كذا منذ عقلت. وعقل فلان بعد الصبا أي عرف الخطأ الذي كان عليه. وهذا مريض لا يعقل. إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، فكيف عند الرجل العقول. وتقول: ما ينفع التحصن بالعقول، ما ينفع التمسك بالعقول؛ أي المعاقل. قال أحيحة:
وقد أعددت للحدثان حصناً ... لو أن المرء تنفعه العقول
أي المعاقل. واعتقل لسانه إذا لم يقدر على الكلام. قال ذو الرمة:
ومعتقل اللسان بغير خبل ... يميد كأنه رجل أميم
واعتقل الفارس رمحه: وضعه بين ركابه وسرجه. واعتقل الرحل والسرج وتعقلهما إذا ثنى رجله على القربوس أو القادمة. قال ذو الرمة:
أطلت اعتقال الرحل في مدلهمها ... إذا شرك الموماة أودى نظامها
وقال النابغة:
متعقلين قوادم الأكوار
واعتقل الشاة: وضع رجليها بي فخذه وساقه فاحتلبها. ولفلان عقلة يعتقل بها الناس في الصراع. وعقلته عقلة شغزبية فصرعته. وعقلت القتيل: أعطيت ديته، وعقلت عنه: لزمته دية فأدّيتها عنه، " والدية على العاقلة ". واعتقل من(1/670)
دمه: أخذ العقل. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية. وبنو فلان على معاقلهم الأولى. وصار دم فلان معقلة على قومه. وفي رجليه عقل أي صكك. وبعير أعقل. وبعض العقل عقال وهو داء في رجل الدابة، ودابة معقولة. واثتنى إذا عقل الظل وهو عند قيام الظهيرة. وفلان معقل قومه: يلتجئون. إليه وهو كعاقل الأروى: للمتمنع. وفلانة عقيلة قومها. ويقال للدرة: عقيلة البحر. قال ابن الرقيات:
درة من عقائل البحر بكر ... لم تخنها مثاقب اللآل
ومن المجاز: نخلة لا تعقل الإبار إذا لم تقبله.
ع ق م
تقول فلان شرّه مقيم، وهو من الخير عقيم. ويقال: امرأة عقيم ومعقومة، وقد عُقمتْ وعَقِمتْ وعقُمتْ.
ومن المستعار: ريح عقيم. والدنيا عقيم لا ترد على صاحبها خيراً. وعقل عقيم: لا ينفع صاحبه. وفي الحديث المرفوع " العقل عقلان فأما عقل صاحب الدنيا فعقيم وأما عقل صاحب الآخرة فمثمر " و" الملك عقيم ": لا ينفع فيه نسب. وداء عقام: لا يرجى البرء منه، وتقول: بلاه بالسقام، ورماء بالداء العقام. وحرب عقام: لا يلوى فيها أحد على أحد. ورجل عقام الخلق أي ضيقه. وسئل هذليّ عن حرفٍ من الغريب فقال: هذا كلام عقميٌّ أي عويص لا يعرف وجهه. وكلمات عقم. وقال زهير:
هم جدّدوا أحكام كلّ مضلة ... من العقم لا يلقى لأمثالها فصل
وعاقمه: خاصمه وشادّه. ويقال للفرس: إنه لشديد المعاقم إذا كان شديد معاقد الأرساغ.
ع ق ي
" لا تكن حلواً فتسترط ولا مراً فتعقى " أي تلفظ من شدة المرارة. ويقال: هل عقيتم صبيّكم أي هل سقيتموه عسلاً يسقط عقيه وهو شيء يخرج من بطنه حين يولد أسود لزج كالغراء. وتقول: فلان له عقيان، ولا شيء له من عقيان؛ أي له طفلان وهو فقير، والعقيان: ذهب ينبت نباتاً وليس مما يستذاب من الحجارة. قال:
كل قوم صيغة من آنكٍ ... وبنو العبّاس عقيان الذهب
ع ك ر
فرّ من قرنه ثم عكر عليه بالرمح أي كرّ. وفلان فرار عكار. وفي الحديث قلنا يا رسول الله نحن الفرّارون فقال: " بل أنتم العكارون " واعتكر الليل: كثف ظلامه واختلط وكرّ بعضه على بعض، وظلام معتكر. قال:
تطاول الليل علينا واعتكر(1/671)
وتقول: فني السليط وبقي عكره وهو درديّه.
ع ك ز
جاء يتوكّأ على عكّازته، وجاء يعكز على عصاه أي يتوكّأ. وتعكّز قوسه: اتخذها عكّازة. ع ك س كلام معكوس: مقلوب، والحدّ يطّرد ويعكس. وسمعتهم يقولون: لا تعكّس لمن تكلّم بغير صواب. والسكران يتعكّس في مشيته. ودون ذلك مكاس وعكاس، أي مرادة ومراجعة وقيل: هو أن تأخذ بناصيته ويأخذ بناصيتك. وفي الحديث " اعكسوا أنفسكم عكس الخيل باللجم " أي ردّوها.
ع ك ش
سمعت بعضهم يقول: عكشتك بمعنى سبقتك، من قوله عليه السلام: " سبقك إليها عكّاشة " وهو عكاشة بن منحصن الأنصاريّ سمّي بالعُكّاشة وهي العنكبوت.
ع ك ظ
مدّه مدّ الأديم العكاظي. وعكاظ: متسوق للعرب كانوا يجتمعون فيه فيتناشدون ويتفاخرون وكانت فيها وقائع. قال دريد بن الصمة:
تغيبت عن يومي عاظ كليهما ... وإن يك يوم ثالث أتغيب
وإن يك يوم رابع لا أكن به ... وإن يك يوم خامس أتجنب
ومنه قالوا: تعكظوا في مكان كذا إذا اجتمعوا وازدحموا. قال عمرو ب معد يكرب:
ولكن قومي أطاعوا الغوا ... ة حتى تعكّظ أهل الدم
ع ك ف
" يعكفون على أصنام لهم ". وعكفت الطير على القتيل. وهم عليه عكوف. ويقال: إنك لتعكفني عن حاجتي. " والهديَ معكوفاً ". وهو في معتكفه. وشعر معكف: مجعد. وعكف النظام الجوهر: حبسه لا يدعه يتفرّق. قال الأعشى:
وكأن السموط عكّفها السل ... ك بعطفي جيداء أم غزال
ع ك م
" هما عكما عير " أي عدلاه يضرب للمثلين. قال:
أيا ربّ زوّجني عجوزاً كبيرة ... فلا جدّ لي يا ربّ في الفتيات
تحدّثني عما مضى من شبابها ... وتطعمني من عكمها تمرات
ع ك ن
سمن حتى تعكّن بطنه، وبطن ذو عكن. ودرع ذات عكن إذا كانت واسعة تنثني على الملابس من سعتها. وأنشد ابن الأعرابي:
لها عكنٌ ترد النبل خنساً ... وتهزأ بالمعابل والقطاع
ع ك و(1/672)
يقال للفرس: إنه لشديد عكوة الذنب وهي أصله، وفرس معكو: معقود الذنب وهو أن يعطفه عند العكوة ويعقده. قال:
حتى توليك عكى أذنابها
ع ل ب
شنج علباؤه إذا أسنّ وهي عصبة صفراء في صفحة العنق، وهما علباوان، وسيف معلوب ومعلب: مشدود بالعلباء عند قائمه.
ع ل ث
فلان غير معتلث الزنناد إذا كان متخير المنكح. يقال: اعتك الزند إذا لم يتنوق في اختياره من الطعام العليث الذي ليس بهاجر.
ع ل ج
استعلج خلقه. وغلام مستعلج الوجه وهو الغلظ. واعتلج القوم: اصطرعوا أو اقتتلوا.
ومن المستعار: اعتلجت الأمواج.
ع ل ز
أخذه علز وهو رعدة واضطراب شديد من تمادي المرض وفرط الحرص والغمّ. وبات فلان علزاً، وعلز من كذا إذا غرض منه. تقول: دعوتك على علز بين الشراسف، وعضاض قيد يمنع من الرسيف.
ع ل ط
تعلط القوس: تقلدها، والعلطة: القلادة من سك أو قرنفل. قال:
جارية من شعب ذي رعين ... حيّاكة تمشي بعلطتين
قد خلجت بحاجب وعين
وأنشد النضر:
ظلت تسوف عطن الطّويّ ... سوف العذارى علط الصبي
ويقال: لأعلطنك علط البعير أي لأسمتك وسماً يبقى عليك، وبعير معلوط: موسوم علاطاً وهي السعة في عرض العنق سمّي بالعلاط وهو صفحة العنق، ومنه قيل لطوق الحمامة في صفحتي عنقها: علاطان، تقول: ما أملح علاطيها. وعلط البعير: نزع علاطه من عنقه وهو حبله، وبعير معلّط وعلط، وإبل أعلاط، واعلوّط البعير والفرس إذا ركبهما بلا خطام ولا لجام.
ومن المستعار: هات الإبرة بعلاطها أي بخياطها. وانظر إلى علاط الشمس وهو الذي يتراءى للناظر منها كأنه خيط، وأعلاط النجوم: التي لا أسماء لها. وتقول: لو كنت من العرب لكنت من أنباطها، أو كنت من النجوم لكنت من أعلاطها.
ع ل ف
علف الدابة والدجاجة والحمام وغيرها، واعتلفت. وهو يبيع العلوفة والعلوفات. وله العلوفة والعلائف.
ومن المجاز: قولهم للأكول: معتلف، وقد اعتلف. قال الحماسيّ:
إذا كنت في قوم عدّى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيثٍ وطيّب(1/673)
وهو علف السباع وجزر السباع.
ع ل ق
علق به وعلقه: نشب به. قال أبو زبيد يصف أسداً:
إذا علقت قرناً خطاطيف كفّه ... رأى الموت في عينيه أسود أحمرا
وقال جرير يصف شجاعاً:
إذا علقت مخالبه بقرن ... أصاب القلب أو هتك الحجابا
وعلق بالمرأة وعلّقها. ويقال: نظرة من ذي علق أي من ذي علاقة وهي الهوى. وتقول: امرأة معلقه، لا ذات زوج ولا مطلقة. وتقول: لو عُلقها لما عَلقها. وعلّق فلان أمره، وأمره معلق إذا لم يصرمه ولم يتركه، ومنه: تعليق أفعال القلوب. وتعلق التميمة، وتعلق بها: علقها على نفسه. وفي الحديث: " من تعلق شيئاً وكل إليه " وقا عبيد الله بن زياد لأبي الأسود: لو تعلقت معاذةً. وأعلق الحبل في عنق فلان: جعله فيها. وأعلقت المصحف: جعلت له علاقة يعلق بها. ولفلان في هذا الأمر علقة وعلاقة. وما نفعه بعلاقة سوط. وما لفلان علاقةٌ أي ما يتعلّق به في عيشته من حرفة أو ضيعة. وما يأكل فلان إلا علقة أي ما يمسك به رمقه، ويقال: علقوا رمقه بشيء، ومنه: " ليس المتعلق كالمتأنّق " أي الذي يتبلغ كالذي يتأنق في المطاعم، وما طعامه إلا التعلق والعلقة. ويقال للهنة: العلقة. وتعلق: تسلف. ويقال: لابدّ للغادي من علقة. وعلّقت مطيتي بمطية فلان. قال الطرماح:
كأن المطايا ليلة الخمس علقت ... بوثابة بعد الكلالة شحشح
سريعة، يريد القطاة. وامرأة علوق: فروك. وناقة علوق: ترأم ولدها ولا تدرّ، يقال: عاملتنا معاملة العلوق. وقال:
وكيف ينفع ما تعطي العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن
ويقال للشيخ: قد علق الكبر منه معالقه. وفي المثل " علقت معالقها وصرّ الجندب " الضمير للدلو. ويقال للرجل إذا نزل عن بعيره ومشى: علق لراحلتك أي ألق خطامها على عنقها. قال:
لقد أسوق بالكماة الأزوال ... من بين عمّ وابن عم أو خال
معلّقاً لذات لوثٍ شملال(1/674)
ويقال: " أعلقت فأدرك ": من أعلق الحابل إذا علق الصيد بحبالته. وعلق فلان دم فلان إذا قتله. وتقول: شيخ شديد الأولق، وحديث طويل العولق؛ أي طويل الذنب. وعلق مخلاة بلا عليق وهو القضيم. وعلقت أفعل كذا، نحو: طفقت. وعلقت المرأة: حبلت. " واء بعلق فلق " وهي الداهية، وقد أعلقت وأفلقت أي جئت بها. وعلقت به العلوق أي المنية. قال:
وسائلة بثعلبة بن سير ... وقد علقت بثعلبة العلوق
وما تركت السائمة بالأرض من علاق، وكذلك الحالب بالناقة وهو ما يتعلق به من رعي أو حلب. وما لبابه مغلاق، ولا معلاق؛ أي ما يفتح بمفتاح أو بغير مفتاح وهو المزلاج، وكلّ شيء علق به شيء فهو معلاقة، ويقال: في بيته معاليق التمر والعنب. وعلق فلان باباً على داره إذا نصبه وركبه. ويقال للألدّ: إنه لذو معلاق وذو مغلاق، قال المبرد: من رواه بالعين فمعناه إذا علق خصماً لم يتخلّص منه، ومن رواه بالغين فتأويله أنه يغلق الحجّة على الخصم. وروي بيت مهلهل:
إن تحت الأحجار حزماً وجوداً ... وخصميماً ألدّ ذا مغلاق
بالروايتين. وفلان علق علم وقن علم، وهذا علق مضنّة، وهذه أعلاق مضنة، وعالقت فلاناً: فاخرته بالأعلاق فعلقته أي كنت أحسن علقاً منه.
ع ل ك
الخيل تعلك اللجم. وطينة علكة: خضراء لينة حرة وملكت عجينها وعلكته: دلكته دلكاً شديداً. ويقال للقربة إذا أجيد دبغها: لجادما علّكتموها مثقلة.
ع ل ل
سقوا إبلهم علللاً بعد نهل. وعاللت الناقة: حلبتها صباحاً ومساء وظهراً.
ومن المستعار: علّة ضرباً إذا تابع عليه الضرب. وسئل تابعيّ عمن ضرب رجلاً فقتله فقال: إذا علّه ضرباً ففيه القود. وما بقي من اللّين إلا علالة أي بقية، وبقية كل شيء: علالته. وللفرس بداهة وعلالة. وتعاللت الناقة: أخذت علالتها. قال:
وقد تعاللت ذميل العنس
وهو يتعال ناقته أي يحلب علالتها وهي اللبن الذي يجتمع في ضرعها بعد الحلب الأول، والصبي يتعال ثدي أمه. وما هي إلا علالة أتعلل بها وهي اسم ما يتعلل به. وهؤلاء بنو علات أي من نساء(1/675)
شتّى، وقيل: سميت علةً لأن الذي تزوجها بعد الأولى كان قد نهل منها ثم علّ من هذه.
ع ل م
ما علمت بخبرك: ما شعرت به. وكان الخليل علاّمة البصرة. وتقول: هو من أعلام العلم الخافقه، ومن أعلام الدّين الشاهقه. وهو معلم الخير ومن معالمه أي من مظانّه. وخفيت معالم الطريق أي آثارها المستدلّ بها عليها. وفارس معلم. وتعلّم أن الأمر كذا أي اعلم. قال:
تعلّم أنه لا طير إلاّ ... على متطيّر وهو الثّبور
ع ل ن
قد استسرّ أمره ثم علن علناً وعلانيةً واستعلن، وهملان بغضه لك مستعلن. قال النابغة:
أباك امرؤ مستعلن لي بغضه ... له من عدوٍّ مثل ذلك شافع
قرين آخر معه، وأمره عالن: ظاهر، وأسرّ أمره وأعلنه، وعالن به علاناً ومعالنةً. قال:
وكفّي عن أذى الجيران نفسي ... وإعلاني لمن يبغي علاني
ع ل
ورجل عالي الكعب، وأعلى الله تعالى كعبه. وهو يعلو كذا ويعتليه ويستعليه إذا أطاقه وغلبه. قال سويد بن الصامت:
فاعمد لما تعلو فمالك بالذي ... لا تستطيع من الأمور يدان
وهو عال لذلك الأمر. وعلا في الجبل: صعد. وعلا في الأرض: تكبّر. وما رمت حتى علاني الليل. وغنّيَ النعمان بشيء من داليّة النابغة فقال: هذا شعر النابغة هذا شعر علويّ أي عالي الطبقة. وقيل: من عليا نجد، وأعلاه وعلاّه وعالاه، وما سألتك ما يعلوك ظهراً أي ما يشق عليك، وهو أعلى بكم عيناً أي أشد لكم تعظيماً وأنتم أعزّ عنده. وعال عنّي وأعل عنّي: تنحّ عني. وعال عليّ: احمل عليّ، وعال عن الوسادة وأعل عنها. قال:
فيا حب ليلى أعل عنّي قتلتني ... وأعقب بإنسان صحيح مكانيا
وعليَ في المكارم يعلى علاءً، ومنه: يعلى في الأعلام. ورفع علاليّ قصره. وضرب علاوته أي رأسه. وما هذه العلاوة بين الفودين وهما العدلان. وأعطيتك ألاً وديناراً علاوةً. وقعدت في علاوة الريح وأنا في سفالتها. قال القطامي:
تهدى لنا كلّما كانت علاوتنا ... ريح الخزامى جرى فيها الندى الخضل
وتقول: ما عالية الرمح كسافلته، ولا فريضة الدين كنافلته. ولفلان السهم المعلّى. وتعلّى فلان من(1/676)
مرضه. وتعلت من نفاسها. وأتاك من عل. قال جرير:
إني انصببت من السماء عليكم ... حتى اختطفتك يا فرزدق من عل
وهو من علية الناس: جمع عليٍّ.
ع ل هـ ز
تقول: جاعوا حتى أكلوا العلهز، وتمنّوا الموت المجهز.
ع م ج
الحيّة والسّيل يتعمّجان أي يتلوّيان. في مرورهما ويتعوّجان. ومررتُ بواد تعمّجت فيه أعناق السيول. قال القطاميّ:
صافت تعمّج أعناق السيول به ... من باكر سبط أو رائح يبل
وقال أبو النجم:
يجول في أشطانه ويشغله ... تعمج الماء يفيض جدوله
ع م د
أنت عمدتنا أي الذي نعمده لحوائجنا. ويقال: الزم عمدتك أي قصدك، وفلان معمود مصمود أي مقصود بالحوائج. وعمده واعتمده وتعمده، وهو عميد قومه وعمود حيّه أي قوامهم. قالت أخت حجر بن عدي الكنديّ عمة امريء القيس ترثي حجراً:
فإن تهلك فكلّ عمود قوم ... من الدنيا إلى هلك يصير
ويقال للظّهر: عمود البطن. ويقال لأصحاب الأخبية: هم أهل عمود وأهل عماد وأهل عمدٍ. ويقال: لكلّ أهل عمود نوًى أي كل إنسان ينطلق على وجهه. وضرب الفجر بعموده وهو الصبح المستطير. وفي الحديث " أوّل وقت الفجر إذا انشقّ عمود الصبح ". والعقاب تبيض في رأس عمود وهو الجبل المستدق المصعد في السماء. وهو مذكور في عمود الكتاب أي في فصّه ومتنه. واجعل ذلك في عمود قلبك أي في وسطه. ويقال: فلان عميد أي شديد المرض لا يقدر على القعود حتى يعمد بالوسائد، ثم اتسع فيه حتى قيل: قلب عميد، وقيل: هو الذي قطع عموده فهو معمود وعميد، وقيل: هو الذي قطع عموده فهو معمود وعميد. وطراف معمد. ورجل معمد: طويل. وعمد الحائط ودعمه: جعل له ما يعتمد عليه. وفلان رفيع العماد أي شريف لرفعة عماد خباء الشريف منهم. قال الأعشى:
طويل النجاد رفيع العما ... د يحمي المضاف ويعطي الفقيرا
واعتمدت ليلتي أسيرها إذا ركبتها سارياً. قال:
ليس لولدانك ليلٌ فاعتمد
أي هم سهود من الجوع فاطلب لهم، وروي بالغين أي اجعله لنفسك غمداً. وفعلت ذلك عمد عين إذا فعلته بجدّ ويقين.(1/677)
قال عمر بن أبي ربيعة:
ثم بوجهها عمد عينٍ ... زينب للقضاء أم الحباب
ع م ر
استعمر الله تعالى عباده في الأرض أي طلب منهم العمارة فيها. وتقول: ما الدنيا إلا عمري، ولا خلود إلا في الأخرى؛ من أعمره الدار إذا قال: هي لك عمرك ثم هي لي. قال لبيد:
وما البر إلا مضمراتٌ من التّقى ... وما المال إلا معمراتٌ ودائع
عمرك الله: دعاء بالتعمير، ومنه: العمارة: ريحانة كان الرجل يحيّي بها الملك مع قوله عمرك الله، والجمع: عمار. قال الأعشى:
فلما أتانا بعيد الكرى ... سجدنا له ورفعنا العمارا
وقيل: هو أن يرفع صوته بالتعمير. وتقول: كم رفعوا لهم العمار، وكم ألّفوا لهم الأعمار؛ أي قالوا عش ألف سنة. ولعمرك، ويقال: رعملك. قال عمارة بن عقيل الحنظليّ:
رعملك إن الطائر الواقع الذي ... تعرّض لي من طائر لصدوق
وتقول: بعمرك هل كان كذا؟ قال عمر بن أبي ربيعة:
قالت لتربيها بعمركما ... هل تطمعان بأن نرى عمراً
ونزل فلان في معمر صدق أي في مسكن مرضيّ معمور. وأنشد الباهلي:
عجبت لذي سنّين في الماء نبته ... له أثر في كل مصر ومعمر
هو القلم. وسئلت أعرابيّة عن قوم فقالت: تركتهم سامراً بمكان كذا وعامراً. وتقول: فلان من عمّار الدار أي من جنّها.
ع م س
أمر عماسٌ: لا يهتدى لوجهه. وتعامست عن الشيء: تعامشت وتغافلت عنه.
ع م ش
فلان لا تعمش فيه الموعظة أي لا تنجع. وقد عمش فيه قولك: نجع فيه وهذا من فصيح الكلام كأن الموعظة لما عملت فيه بقيت لا تبصر فيه مستدركاً فكأنها عمشاء.
ع م ق
جاءوا من كل بلد سحيق، وفج عميق؛ وهو المضرب البعيد. وتعمّق في الكلام: تنطّع.
ع م ل
تقول: أعط العامل عمالته، ووفّه جعالته. وفلان ابن عمل إذا كان قوياً عليه. ويقال لمشاة اليمن: بنو عمل. قال:
فذكر الله وسمّى ونزل ... بمنزل ينزله بنو عمل
لا ضفف يشغله ولا ثقل(1/678)
ويقال للذين يعملون بأيديهم في طين وبناء ونحوه: العملة. وإنه لحسن العملة. ويقال: من الذي عمّل عليكم أي نصب عاملاً. والرجل يعتمل لنفسه ويستعمل غيره. ويعمل رأيه. ويتعمّل في حاجات المسلمين أي يتعنّى ويجتهد. وأنشد سيبويه:
إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل
بمعنى إن لم يعلم. وأنشد الجاحظ لبشامة بن الغرير:
وجدت أبي فيهم وجدّي كلاهما ... يطاع ويؤتى أمره وهو محتبى
فلم أتعمل للسيادة فيهم ... ولكن أتتني طائعاً غير متعب
وناقة عملة وعمّالة ويعملة: فارهة. قال عبد الله ابن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل
وأراد الجعدي بقوله:
وترقبه بعاملة قذوف ... سريع طرفها قلق قذاها
العين. وخانت المطهم عوامله أي قوائمه، الواحدة: عاملة. وتقول: الرمح بعامله، والفرس بعوامله.
ع م م
تعمّمته فأحسن عمومتي أي دعوته عمّا. قال:
وأصبح البيض أتراباً تعمّمني ... وصرّمت سببي أسنانها الحور
أي لداتها. وفلان معمّ مخول، وهم عمومتي وخؤولتي. ونبات عميم، ونخلة عميمة، ونخيل عمّ: طوال. وله جسم عمم. وساتوى الشباب على عممه أي على كماله.
ومن المستعار: فلان معمم ميمم أي مسود. واعتمت الإكام بالنبات وتعممت. ولبن معمم ومعتم: علته الرغوة. قال ذو الرمة:
واعتم بالزبد الجعد الخراطيم
وفرس معمم: أبيض الرأس. وفلان من عميمهم وصميمهم. وعمموني أمرهم: قلّدونيه. قال حسان:
ولقد تعمّمني العشيرة أمرها ... ونسود يوم النائبات ونعتلي
ع م هـ
عمه في طغيانه وتعامه. وفلان في عمه من أمره وهو التردد والتحير. وعمهت في ظلمي أي ظلمتني بغير جليّة. وسلكوا أرضاً عمهاء: بلا أمارات.
ع م ي
قوم عمون. وأتانا صكة عميّ أي في الهاجرة: وأعوذ بالله من الأعميين وهما السيل(1/679)
المائج، والفحل الهائج. وفلان في غواية وعماية. وتقول: وعظته فأصمعته وأعميته، ورميته بالنصح فأنميته وما أصميته. قال:
فأصممت عمراً وأعميته ... عن الجود والفخر يوم الفخار
وتقول: رمت به الأسفار أبعد مراميها، وخبط في مجاهل الأرض ومعاميها.
ع
ن
ت
وقع فلان في العنت أي فيما شقّ عليه. وعنت العظم: انكسر بعد الجبر. وأعنته: هاضه. وأعنت الطبيب المريض إذا لم يرفق به فضرّه. وتعنتني: سألني عن شيء أراد به اللبس عليّ والمشقّة. وفي الحديث " لا تسبن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن سبهم معنتة " أي مأثم. وأكمة عنوت: طويلة شاقّة المصعد.
ع ن ج
تقول لابدّ للدّاء من علاج، وللدلاء من عناج؛ وهو ما تعنج به من حبلٍ يجعل تحتها مشدوداً إلى العراقي يكون عوناً للوذم. وعناج الناقة: زمامها لأنها تعنج به أي تجذب.
ومن المستعار: هذا قول لا عناج له. قال الحطيئة:
وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء
وهذا عناج أمرك أي ملاكه، وعناج فلان إلى فلان أي أمره وما يصرف به. ويقال: أعرابيّ فيه عنجهيّة أي جفاء وكبر.
ع ن د
فلان عنيد ومعاند: يعرف الحقّ فيأباه ويكون منه في شقّ، من العند وهو الجانب. ورجل عنود: يحل وحده لا يخالط الناس. قال:
ومولًى عنود ألحقته جريرة ... وقد تلحق المولى العنود الجرائر
ومن المستعار: عرق عاند: لا يرقأ. وسحابة عنود: لا تكاد تقعل. قال الراعي:
باتت بشرقيّ يمؤودٍ مباشرة ... دعصاً أرذّ عليه فرق عند
واستعنده اعلدم والقيء إذا كثر خروجه منه. يقول الرجل: هو عندي كذا، فيقال له: أولك عند؟
ع ن د ل ب
فلان يصيد ما بين الكركيّ إلى العندليب.
ع ن د م
تقول: فتح أفواه عروقه عن دم، كأنّ لونه لون عندم.
ع ن ز
جاء يتوكأ على عنزة وهي شبه العكازة. وعنزوه: طعنوا فيه نحو نزكوه: من العنزة. ورجل معنز الوجه: معروقه. " كالعنز تبحث عن المدية ". " ولقي فلان يوم العنز ": لمن يسعى في هلاك نفسه. قال:
رأيت ابن دينار يزيد رمى به ... إلى الشام يوم العنز والله شاغله
"(1/680)
ولا أفعل كذا حتى يؤوب العنزي ".
ع ن س
أعرابيّ جعل الفحل يضرب في أبكارها وعنّسها، جمع: عانس، يقال: عنست المرأة وعنّست فهي عانس ومعنّسة وهي البكر النصف. وعنّسها أهلها: حبسوها عن التزويج حتى بلغت هذه السن.
ع ن ص ر
إنه لكريم العنصر، وتقول: لهم عناصر، تثنى بها الخناصر.
ع ن ف
ساق عنيف، وقد عنف به وعليه وعنّفه: لامه وعيّره. ومنه قول سيبويه: لم أعنّفه. وقال طفيل:
فأصبحت قد عنفت بالجهل أهله ... وعرّيَ أفراس الصبا ورواحله
وكان ذلك في عنفوان شبابه وأنفوانه. واعتنف الشيء وائتنفه بمعنًى. وتقول: هو في عنفوان أمره، وعنفوان عمره. وتقول: لعنت لحية المنافق، وعنفقته شر العنافق. وقال ذو الرمة:
تظل ذرى نخل امريء القيس نسوةً ... قباحاً وأشياخاً لئام العنافق
ع ن ق
عانقه واعتنقه. واعتنقوا في الحرب. وتعانقوا عند الوداع. ورجل أعنق: طويل العنق. " وطارت به العنقاء ".
ومن المستعار: أتاني عنق من الناس وجمّة: للجماعة المتقدمة، وجاؤا رسلاً رسلاً وعنقاً عنقاً. وأقبلت أعناق الرياح. وقال الفرزدق:
يا ابن المراغة والهجاء إذا التقت ... أعناقه وتماحك الخصمان
والكلام يأخذ بعضه بأعناق بعض وبعنق بعض. وقال العجاج:
حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا
وكان ذلك على عنق الإسلام وعنق الدهر. واعتنق الأمر: لزمه. وأعنقت الريح بالتراب: من العنق وهو السير الفسيح. وأعنق الزرع: طال وخرج سنبله. " وجاء فلان بالعناق وبأذني عناق " إذا جاء بالخيبة والشر، والأصل فيه: دابة كالفهد سوداء الرأس أبيض سائرها تسمّى عناق الأرض وهي سياه كوش وهي موصوفة بالشدة.
ع ن ك ب
تقول بالت عليه الثعالب، ونسجت عليه العناكب.
ع ن م
لها معصم منعّم، وبنان معنم.
ع ن ن
عنّ لنا كذا عنناً وهو معنّ مفنّ: عريض ذو فنون. و" لا أفعل ذلك ما عنّ في السماء نجم "(1/681)
أي ما عرض وظهر. وبلغ عنان السماء أي ما ظهر منها إذا نظرت إليها، وأعنان السماء أي نواحيها.
ومن المجاز: بينهما شركة عنان إذا اشتركا على السواء لأن العنان طاقان مستويان أو بمعنى المعانة وهي المعارضة. ويقال: " جاء ثانياً من عنانه " إذا قضى وطره. وهو ذليل العنان، وذلّ في عنانه منقاد، ونقيضه: شديد العنان. وملأت عنان الفرس: بلغت به مجهوده في الحضر، وامتلأ عنانه، وكذلك ملأت عنان فلان إذا بلغت به المجهود. وقال أبو وجرة:
حرف بعيد من الحادي إذا ملأت ... شمس النهار عنان الأبرق الصخب
هو الجندب. وهما يجريان في عنان واحد إذا كانا مستويين، وجرى عناناً أو عنانينٍ أي شوطاً أو شوطين، ورفع من فرسه عناناً واحداً أي شوطاً. قال الطرماح:
سيعلم كلّهم أني مسنّ ... إذا رفعوا عناناً من عنان
أي سيعلم الشعراء أني قارح في الشعر. وفلان طويل العنان إذا لم يردّ عما يريد لشرفه. قال الحطيئة:
مجد تليد وعنان طويل
وامرأة معننة: مجدولة جدل العنان. قال حميد ابن ثور:
وفيهن بيضاء داريّة ... دهاس معننّة المرتدي.
وقال جرير:
قل للمساور والمعرّض نفسه ... من شاء قاس عنانه بعناني
ع ن ي
عني بكبذا واعتني به، وهو معنيٌّ به، ومنه قول سيبويه: وهم ببيانه أعنى. وعنيت بكلامي كذا أي أردته وقصدته، ومنه: المعنى. وعناه فتعنّى. وهو يعاني الشدائد. وهو عان من العناة. والنساء عوانٍ " وعنت الوجوه للحيّ القيوم " وفتحت مكّة عنوةً أي قهراً.
ع هـ د
عهد إليه. واستعهد منه إذا وصّاه وشرط عليه. والرجل العهد: المحب للولايات والعهود. قال جرير:
وما استعهد الأقوام من زوج حرّة ... من الناس إلا منك أو من محارب
وقال الكميت:
نام المهلب عنها في إمارته ... حتى مضت سنة لم يقضها العهد
وبينهما عهد أي موثق، ومالي عهدٌ بكذا، وإنه لقريب العهد به. وهذا عهيدك أي معاهدك. قال نصر بن سيّار:
وللترك أوفى من نزار بعهدها ... فلا يأمننّ الغدر يوماً عهيدها
ويقال: عليك في هذا عهدة لا يتفصّى منها أي تبعة. ويقول أهل الحجاز: أبيعك البيعة التي انملست منها سالماً لا تبعة منها عليّ. وكانوا يقولون: إياكم والدخول تحت العهد والأمانات. وفي عقله عهدة أي ضعف. وفي خطّه عهدة إذا كان رديء الخطّ. وكان ذلك على عهد فلان. وهذا حين ذاك وعهدانه وعدّانه أي وقته. واستوقف الركب على عهد الأحبّة ومعهدهم وهو المنزل الذي إذا انتووا عنه رجعوا إليه، وهذه معاهدهم. قال رؤبة:
هل تعرف العهد المحيل أرسمه
وسقطت العهاد وهي أمطار الربيع بعد الوسميّ، الواحدة: عهدة، وروضة معهودة، وقد عهدت، تقول: نزلنا في دماثٍ مجوده، ورياض معهوده.
ع هـ ر
فلان لم يخرج من صلب عاهر، ولم ينشأ إلا في حجر طاهر. وعهر يعهر عهراً وعهوراً. وكلّ مريب عاهر. حكى النضر عن رؤبة: نحن نقول العاهر للزاني وغير الزاني. وفلان يعاهر الإماء أي يساعيهنّ عهاراً. وتقول: من خشي العهر، وزن المهر.
ع هـ ن
لا يأمن إلا أهل الذهن المنعوش، يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش.
ع وج
خطة عوجاء ورأيٌ أعوج: غير مستقيمين. ويقال: في العود عوج، وفي الرأي عوج. وفلان أعوج: بيّن العوج أي سيء الخلق. واستعذ بالله من كل أهوج أعوج. والخيل العوج: التي في أرجلها تجنيب. وتقلد العوجاء أي القوس. والناقة العوجاء: العجفاء والتي أنضاها السفر. وفلان لا يرد عن باب ولا يعوج عنه أي لا يصرف. قال:
فما تسالم خيلاه إذا التقتا ... ولا يعوج عن باب إذا وقفا
وعاج رأس راحلته بالزمام: عطفه. وعج لسانك عنّى ولا تكثر.(1/682)
وقال ذو الرمة:
أعاذل عوجي من لسانك في عذلي ... فما كل من يهوي رشادي على شكلي
ع ود
له الكرم العد، والسؤدد العود. قال الطرماح:
هل المجد إلا السودد العود والنّدى ... ورأب الثأى والصبر عند المواطن
ومجد عاديّ، وبئر عاديّة: قديمان. وفلان معاود: مواظب. ويقال للماهر في عمله: معاود. قال عمر بن أبي ربيعة:
فبعثنا مجرباً ساكن الري ... ح خفيفاً معاوداً بيطاراً
ويقول ملك الموت عليه السلام لأهل البيت إذا قبض أحدهم: إن لي فيكم عودةً ثم عودةً حتى لا يبقى منكم أحد. وعاد عليهم الدّهر: أتى عليهم. وعادت الرياح والأمطار على الديار حتى درست. قال ابن مقبل:
وكائن ترى من منهل باد أهله ... وعيد على معروفه فتنكّرا
وتقول: عاد علينا فلان بمعروفه. وهذا الأمر أعود عليك أي أرفق بك من غيره. وما أكثر عائدة فلان على قومه، وإنه لكثير العوائد عليهم. ولآل فلان معادة أي مناحة ومعزّى. يقولون: خرجوا إلى المعاود: لأنهم يعودون إليها تارة بعد أخرى. واللهم ارزقنا إلى البيت معاداً وعودةً. ورأيت فلاناً ما يبديء وما يعيد، وما يتكلم ببادئة، ولا عائدة. قال:
أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد
أي لا يتكلم بشيء. وفي الحديث " تعوّدوا الخير فإن الخير عادة والشر لتجاجة " أي دربة وهو أن يعوده نفسه حتى يصير سجيةً له، وأما الشر فالنفس تلج في ارتكابه لا تكاد تخلّيه. ويقال: هل عندكم عوادة؟ فيقدّمون إليه طعاماً يخصّ به بعد فراغ القوم. ويقال: " ركب والله عود عوداً " إذا هاجت الفتنة. وركب السهم القوس للرّمي. قال:
ولست بزميلة نأنأ ... ضعيف إذا ركب العود عودا
ولكنني أجمع المؤنسات ... إذا ما الرّجال استخفّوا الحديدا
أراد بالمؤنسات أنواع الأسلحة.
ع وذ
أعيذك بالله أن تفعل كذا. ويقال للمستعيذ بالله: لقد عذت بمعاذ، ومعاذ الله وعياذ الله، والله مستعاذي ومستلاذي، واللهم عائذاً بك من(1/683)
كل سوء، وعوذٌ بالله منك. قال:
عوذ بربي منكم وحجر
وتعلق عوذةً ومعاذةً وهي التميمة. وتعاوذ القوم: تواكلوا أو عاذ بعضهم ببعض.
ومن المستعار: أطيب اللحم عوّذه أي ما عاذ منه بالعظم. وارعوا بهمكم عوّذ هذا الشجر ومعوّذه وهو ما عاذ به من الرّعي واستتر تحته. قال كثيّر:
إذا خرجت من بيتها راق عينها ... معوّذها وأعجبتها العقائق
يصف بدويةً وأنها معجبة بمكانها المحتفّ به النبات والماء، وأراد بالعقائق: الغدران.
ع ور
في عينه عوّار وعائر وهو عمصة تمضّ منها. قالت الخنساء:
قذي بعينك أم بالعين عوّار
وجاء من المال بعائر عينين أي بما يملؤها ويكاد يعوّرهما، وقيل بمالٍ تعوّر له عينا الفحل وكانوا يفقئون عينه إذا بلغت الإبل ألفاً. وفي كلام بعضهم: لأعطينّك من المال عائرة عينين، ولأضعنّك في أعزبيتين. ويقال للغراب: أعور عوّر الله عينك. ورأسه ينتغش أعاور أي صئباناً، الواحد: أعور. ويقال للمكروهين: كسير وعوير، وكل غير خير.
ومن المستعار: كتاب أعور: دارس. وراكب أعور: لا سوط معه. وعجبت ممن يؤثر العوراء، على العيناء؛ أي الكلمة القبيحة على الحسنة. قال كعب بن سعد الغنويّ:
وعوراء قد قيلت فلم ألتفت لها ... وما الكلم العوران لي بقبول
وعوّر عين الرّكيّة إذا كبسها وأفسدها حتى نضب الماء. وعوّرته عن حاجته: رددته فهو أعور. وعوّرته عن الماء: حلأته. وعوّرت عليه أمره: قبّحته. " وما أدري أيّ الجراد عاره " أي أهلكه، وأصله: عار عينه إذا عوّرها.
ومما اشتق من المستعار: أعور الفارس: بدا منه موضع خلل. ومكان معور: ذو عورة. وقد أعور لك الصيد وأعورك: أمكنك. وعورتا الشمس: خافقاها. وتعاوروه بالضرب واعتوروه. والاسم تعتوره حركات الإعراب. وتعاورت الرياح رسم الدار. وتعاورنا العواريّ. واستعار سهماً من كنانته. وأرى الدّهر يستعير في شبابي أي يأخذه مني. وسيف أعيرته المنيّة. قال النابغة:
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع
ع(1/684)
وز
فيه سداد من عوز، وأصابه عوز وهو الحاجة والفقر، وقد أعوز فلان واعوزّ إذا احتاج واختلت حاله، وأعوزه الدهر: أدخل عليه الفقر، وأعوزني هذا الأمر وأعجزني إذا اشتدّ عليك وعسر. وهذا شيء معوز: عزيز لا يوجد. وعوز اللحم عوزاً، وفي اللحم عوز. والمعاوز: المباذل والخلقان. قال الشمّاخ في القوس:
إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت ... حبيراً ولم تدرج لعيها المعاوز
ع وص
كلام عويص وأعوص، وكلمة عوصاء، وقد أعوصت في منطقك: جئت فيه بالعويص، وركب العوصاء وهي الشدة، واعتاص عليه الأمر. وأعوص بالخصم: أنزل به ما يعتاص عليه. قال لبيد:
فقد أعوص بالخصم وقد أملأ الجفنة من شحم القلل
ع وض
عاضك الله مما أخذ منك عوضاً وعياضاً وعوّضك. واعتاض خيراً مما ذهب عنه وتعوّض. واستعاضني فعضته. وتقول: لم أفعل ذلك قط ولن أفعله عوض وعوضَ. ولا آتيك ولا أفعله عوض العائضين أي دهر الداهرين.
ع وط
هذا زمان عقمت فيه القرائح. واعتاطت الأذهان اللواقح؛ من عاطت الناقة واعتاطت إذا حالت وهي عائط: من نوق عوطٍ وعوائط.
ع وق
أخرتني عائقة من عوائق الدهر. قال أبو ذؤيب:
ألا هل إلى أمّ الخويلد مرسل ... بلى خالد إن لم تعقه العوائق
وعاقه واعتاقه وعوّقه " قد يعلم الله المعوقين منكم ". وتقول: فلان صبحه التعويق، فهجره التوفيق. ورجل عوقة: ذو تعويق وترييث عن الخير. وتقول: يا من عن الخير يعوق، إن أحقّ أسمائك يعوق.
ع ول
إنما الدنيا دول ليس عليها معول. قال:
دع عنك سلمى قد أتى الدهر دونها ... وليس على دهر لشيء معوّل
ويقال: أعليّ تعوّل بكثرة الصّياح، وبكلبك النبّاح؛ إذا استعان عليه بغيره. ويقال: عوّل على السفر إذا وطن نفسه عليه. ويقال: عوّل به وعليه. ولا يعولنك هذا الأمر: من عاله إذا غلبه. ويقال: عيل صبره، " وعيل ما هو عائله ".(1/685)
قالت الخنساء:
ويكفي العشيرة ما عالها
وأعولت المرأة والقوس. وكأن رنينها عولة ثكلى. ولفلانة عويل وأليل. قال أبو زبيد الطائيّ في الأسد:
للصدر منه عويل فيه حشرجة ... كأنما هي في أحشاء مصدور
وأعوذ بالله من ميل الظالم، وعول الحاكم. وفلان ميزانه عائل، وعال في الميزان. قال:
إنا تبعنا رسول الله واطرحوا ... قول الرسول وعالوا في الموازين
" ذلك أدنى ألاّ تعولوا ". ويقال للفارض: أعل الفريضة، وقد عالت، وأعال زيد الفرائض وعالها. وتقول: مازال يقرع صفاته بمعاوله، ويفري أديمه بمغاوله. وهو يعول اليتامى ويمونهم. ومن المجاز: قول بشر:
ولو جاراك أخضر متلئب ... قُرَى نبط العراق له عيال
يريد لافرات.
ع وم
العوم لا يُنسى، والرجل والسفينة يعومان في الماء.
ومن المستعار: الإبل تعوم في البيداء. وأما يعمن في لجّ السراب فمن المجاز المرشح. والفرس العوام: السبوح. والزمام يعوم: يضطرب. قال الطرماح:
من كل ذاقنة يعوم زمامها ... عوم الخشاش على الصفا يترأد
الحيّة. وركبوا العام أي الأرماث، الواحد: عامة لأنها تعوم في الماء. وتقول: لاحت لي عامة من بعيدة: تريد رأس الراكب، وعن بعضهم: لا أسمّي رأسه عامه، حتى أرى عليه عمامه. وطلل عاميٌّ: مرّ له عامٌ. وعاومت النخلة: حملت عاماً وعاماً لا. و" لقيته ذات العويم ".
ع ون
الصوم عون على العفة. وهؤلاء عونك وأعوانك، وهذه عونك، واستعنته واستعنت به. وعاونته على كذا، وتعاونوا عليه. ولا تبخلوا بمعونكم وما عونكم. والكريم معوان، وهم معاوين في الخطوب. ولا بدّ للناس من معاون. وتقول: إذا قلّت المعونة، كثرت المؤنة. وقال بعض العرب: أجرّ لي سراويلي فإني لم أستعن أي أسبغها لي فإنل لم أستحدّ، قاله: لمن أراد قتله. " العوان لا تعلّم الخمرة ". ونساء وحروب عون، وقد عوّنت.(1/686)
ومن المستعار: امرأة متعاونة: سمينة في اعتدال ساقها ليست بخدلةٍ ولا حمشة. وقال ابن مقبل:
فباكرتها حين استعانت حقوفها ... بشهباء ساريها من القرّ أنكب
ذكر خزامى واستعانة حقوفها بالشهباء وهي الليلة ذات الضّريب أنها تلبدت بنداها، وأنكب: مائل المنكب. وحرب عوان. قال:
حرباً عواناً لاقحاً عن حولل ... خطرت وكانت قبلها لم تخطر
وتقول: فلان لا يحبّ إلا العانية، ولا يصحب إلا الحانيّه؛ أي الخمر المنسوبة إلى عانة وأصحاب الحانات.
ع وي
" فلان لا يعوي ولا ينبحُ "، " لو لك عويت لم أعوه "، ومعاوية منقول من المعاوية وهي الكلبة التي تستحرم فتعاوي الكلاب، وقال شريك بن الأعور: إنك لمعاوية وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت.
ومن المستعار: عوّيت عن الرجل إذا اغتيب فرددت عنه عواء المغتاب. واستعوى الناجم لفيفاً من بني فلان إذا نعق بهم إلى الفتنة أو طلب إليهم أن يعووا وراءه. وقيل للنجم: العوّاء: لأنه يطلع في ذنب البرد فكأنه يعوى في أثره يطرده ولذلك تسمّيه العرب: طاردة البرد، يمدّ ويقصر. وتقول: فلان وضع تحت الأرض العوّا، ورفع الخرطوم فوق العوّا؛ وهو كقولهم: أنف في السماء، وسرمٌ في الماء.
ع ي ب(1/687)
أملأ الناس بالعيوب العيّاب. ورجل عيّابة، وما فيه معابٌ لعائب. وقد عاب الشيء وعيب فهو عائب ومعيب، وعيّبته وتعيّبته فتعيّب، وعيّبته: نسبته إلى العيب.
ومن المستعار: هو عيبة فلانٍ إذا كان موضع سره، وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الأنصار كرشي وعيبتي " أي أضع فيهم أسراري كما تضع البهيمة العلف في كرشها والرجل حرّ متاعه في عيبته، وعنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه كتب في صلح الحديبية " وإنّ بيننا وبينكم عيبة مكفوفة " أي مشرجةً، وإنما تشرج العيبة على ما فيها من المدّخر، ضرب ذلك مثلاً لبقاء الوفاء في القلوب وأنها منطوية عليه. قال بشر بن أبي خازم:
وكادت عياب الودّ منّا ومنكم ... وإن قيل أبناء العمومة تصفر
وتقول: فلان خلو العياب من العهد، صفر الوطاب من الودّ. وقال:
نفضت له عدنان عيبة مجدها ... فله التليد من العلي والطارف
ع ي ث
عاث الذئب في الغنم وهاث إذا أفسد. وفلان عبّاث عيّاث. وقولهم: " يا ضبعاً تعيث في جراد " مثل في مفسد المال. وعيّث في الكنانة: أدار يده فيها لطلب السهم.
ع ي ج
كلّمته فما عاج بكلامي أي ما اكترث له، وما عجت بحديثه.
ع ي د
سبحان من ينشيء من نطفة عيرانة، ويخرج(1/688)
من نواة عيدانه. وتقول: إنّ فيكم لهبّات العيديّة، نحو الهبّات العيدية؛ بنو العيد: فخذ من مهرة نسبت إليها الإبل. قال ذو الرمة:
فانم القتود على عيرانة أجد ... مهريّة مخطتها غرسها العيد
أي هم نتجوها. وقال آخر:
قطرية وخلالها مهريّة ... من عيد ذات سوالف غلب
ع ي ر
يقال للموضع الذي لا خير فيه: " هو كجوف العير " وهو الحمار لأنه ليس في جوفه ما ينتفع به. وقيل: رجل خرّب الله واديه. قال:
لقد كان جوف العير للعين منظراً ... أنيقاً وفيه للمجاور منفس
وقد كان ذا نخلٍ وزرع وجامل ... فأمسى وما فيه لباغٍ معرّس
وفلان نسيج وحده، وعيير وحده. و" فعل ذلك قبل عيرٍ وما جرى " أي قبل عيرٍ وجريه: يراد السرعة. وقيل: العير: إنسان العين أي قبل لحظةٍ. وسهم عائر: غرب. وفرس عائر وعيّار. وقصيدة عائرة: سائرة، وما قالت العرب بيتاً أعير منه. وهمّة عائرة. وتعاير القوم: تعايبوا. ويقال: إن الله يغيّر، ولا يعيّر. وعاير المكاييل والموازين: قايسها.
ع ي ش
إنه لفي عيشٍ رغدٍ ومعيشةٍ ضنك. وعاش فلان عيشةً راضية وهي للحالة كالجلسة. وأهل الحجاز يسمّون الزرع والطعام: عيشاً. ولفلان معاش ورياش. قال:
إزاء معاشٍ ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعد
والأرض معاش الخلق. وأعاشه الله في سعة، وإنهم لمتعيشون إذا كانت لهم بلغة من العيش، وإنهم لعائشون إذا كانت حالهم حسنةً. وتعايشوا بألفة ومودة.
ع ي ص
هو من عيص هاشم أي من أصلهم، وأصل العيص: منبت خيار الشجر. قال جرير:
فما شجرات عيصك في قريش ... بعشّات الفروع ولا ضواحي
وفلان في عيص أشبٍ أي في عزٍّ ومنعةٍ من قومه. وأمّا الأعياص من بني أمية فهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص والعويص.
ع ي ط
امرأة وناقة عيطاء: طويلة العنق.
ومن المستعار: قارة عيطاء إذا استطالت في(1/689)
السماء. وقصر أعيط: منيف. قال أميّة:
نحن ثقيف عزنا منيع ... أعيط صعب المرتقى رفيع
وقال العجّاج:
سار سرى من قبل العين فجر ... عيط السحاب والمرابيع البكر
أراد ما أشرف من السحاب. وعيّط إذا مدّ صوته بالصّريخ وهو العياط.
ع ي ف
هو يعاف الطعام والشراب عيافاً فهو عيوف. قال:
وإني لشرّاب المياه إذا صفت ... وإنّي إذا كدّرتها لعيوف
وناقة عيوف: تشم الماء ثم تدعه. وعاف الطير عيافةً: زجرها. قال الأعشى:
وما تعيف اليوم في الطّير الرّوح
وتقول: فلان لهبيّ العيافه، مدلجيّ القيافة.
ع ي ل
تقول: هذا يتيم عائل؛ أي فقير ليس له من يمونه. وتقول: فلان في بكاء وعوله، من شقاء وعيله. وفي الحديث: " ما عال مقتصد ولا يعيل " والخليع المعيّل: المسيب. وعيّل الرجل فرسه بالفلاة. وقال حجل الباهلي:
نسقي قلائصنا بماء آجن ... وإذا يقوم به الحسير تعيل
ع ي م
" أعوذ بالله من العيمة والأيمة ". وفلان عيمان أيمان إذا ذهب ماله وأهله. وأوقعوا بهم فتركوا رجالهم عيامى، ونساءهم أيامى. وتقول: طرقته فأرواني من العيمه، وأعطاني من العيمة؛ أي من خيار المال. يقال: لك عيمة هذا. واعتامه: اختاره، وهو شيء معتام. قال:
ثكلتني الغرّ إن لم آتكم ... بدكوك البرك كاليمّ الغطمّ
منكباه البيض أرباب العلى ... ولهاه الحنظليون العيم
ع ي ن
فلان عيون وعيّان ومعيان. " وهو عبد عين " وصديق عين وأخو عين: لمن يخدمك ويصادقك رياءً. وأنشد الجاحظ:
ومولىً كعبد العين أماً لقاؤه ... فيُرضى وأما غيبه فظنون(1/690)
وتقول لن بعثته واستعجلته: " بعين ما أرينّك " أي لا تلو على شيء فكأني أنظر إليك. ولأضربن الذي فيه عيناك أي رأسك. " ولقيته أدنى عائنة " أي قبل كل شيءٍ. وعان على القوم عيانةً إذا كان عيناً عليهم، وتعيّناً عيناً يتعيّن لنا أي يتبصّر ويتجسّس. وفي الميزان عين أي ميل، وأصلح عين ميزانك، ومنه قولهم: تعين الرجل واعتان عينةً أي استسلف سلفاً. وباعه بعينة أي بنسيئة لأنها زيادة، وعن ابن دريد لأنها بيع العين بالدين. قال ابن مقبل:
فكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا ... دراهم عند الحانويّ ولا نقد
أندّان أم نعتان أم ينبري لنا ... أغر كنصل السيف أبرزه الغمد
وعيّنت الرجل بمساويه إذا بكّته في وجهه وعلى عينه. وعيّن قربتك: صبّ فيها ماءً حتى تنسدّ عيون الخرز، وتعين السقاء: بلي ورقّت منه مواضع. قال القطّاميّ:
ولكن الأديم إذا تفرّى ... بلًى وتعيّنا غلب الصّناعا
والقوم منك معانٌ أي بحيث تراهم بعينك. وهذا معان الحيّ. والبصر ينكسر عن عين الشمس وصيخدها وهي نفسها.
ومن المجاز: نظرت الأرض بعينٍ أو بعينين إذا طلع بأرض ما ترعاه الماشية بغير استمكان. قال:
إذا نظرت بلاد بني نمير ... بعين أو بلاد بني صباح
رميناهم بكلّ أقبّ نهد ... وفتيان العشيّة والصّباح
أي القرى والغارة. وعين الشجر: نوّر. وثوب معين: فيه ترابيع صغار تشبه العيون. وهو من أعيان الناس أي من أشرافهم. وأعيان الإخوة: الذين هم لأب وأم. وأولاد الرجل من الحرائر: بنو أعيان. وفيهم عين الماء أي النفع والخير. قال الأخطل:
أولئك عين الماء فيهم وعندهم ... من الخيفة المنجاة والمتحوّل
ع ي ي
عيّ بالأمر وتعيّا به وتعايا، وأعياه الأمر إذا لم يضبطه. وعايا صاحبه معاياة إذا ألقى عليه كلاماً أو عملاً لا يهتدي لوجهه. وتقول: إياك ومسائل المعاياه، فإنها صعبة المعاناه. وداء عياء. وفحل عياء: لا يلقح.(1/691)
كتاب الغين
غ ب ب
لحم غاب: بائت. وإبل غابة وغواب: واردة غباً، وأغبها صاحبها و" رويد الشعر يغب ". وأغببته إغباباً: زرته غباً. قال حميد ابن ثور:
زور مغب ومأمول أخو ثقة ... وسائر من ثناء الصدق مشهور
وبنو فلان مغبون إذا وردت إبلهم الغب. وأغبّت الحلوبة: درت غبّاً. وتقول: الحب يزيد مع الإغباب، وينقص مع الإكباب. وماء غب، ومياه أغباب: بعيدة لا يوصل إليها إلا بعد غب. قال ابن هرمة:
يقول لا تسرفوا في أمر ربكم ... إن المياه بجهد الركب أغباب
وسألته حاجة فغبّب فيها إذا لم يبالغ.
غ ب ر
هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قريش من مضى ومن غبر
بعد رسول الله والشيخ الأغر
وتقول: أنت غابر غداً، وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال:
وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً ... لها غبرات واللواحق تلحق
وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر، وصمّاء الغبر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال:
أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصمّاء الغبر
وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره، واستوفى الكرم بأصباره، وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل(1/692)
لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنا نلتبيء الصغير، ونتغبّر الكبير؛ أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له، فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره، وما يخطّ غباره؛ يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبّره، رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد:
رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد
وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر، وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ:
فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العزّ أغبرا
وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء، وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض، وقد غبر الجرح وهو من الغبور، وتقول: عملٌ كالظهر الدبر، وقلب كالجرح الغبر.
غ ب س
زففن إليّ ذئبة غبساء. قال:
كالذئبة الغبساء في ظلّ السّرب
وتقول: لن يبلغ دبيس، ما غبا غبيس؛ وهو علم للجدي سمّي لخفائه، والغبسة كلون الرماد وغبا بمعنى غبيَ أي خفيَ طائيّة. قال:
وفي بني أم زبير كيس ... على المناع ما غبا غبيس
غ ب ش
خرج في الغبش، ونحن في أغباش الليل وهي بقاياه. وغبشني عن سلعتي: خدعني عنها،(1/693)
وتغبّشني: تخدّعني، كما يقال: أوطأني العشوة. وفلان يتغبّش الناس أي يظلمهم لأن الظلم ظلمة. ومنه قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الظلم ظلماتٌ يوم القيامة ".
غ ب ط
تقول: طلب العرف من الطّلاّب، كغبط أذناب الكلاب؛ وهو جسّها ليتعرف سمنها كما يفعل بالشاء. وتقول العرب: اللهم غبطاً لا هبطاً. وفلان مغبوط ومغتبط، وهو في حال غبطة. وتقول: أكرمت فاغتبط، واستكرمت فارتبط. ومال بالراكب الغبيط وهو الرحل. وأغبط على البعير: أدام عليه الغبيط.
ومن المجاز: أغبطت عليه الحمّى كأنها ضربت عليه الغبيط لتركبه، كما تقول: ركبته الحمّى وامتطته وارتحلته، وأصابته حمّى مغبطة. وأغيطت السماء: دام مطرها. وفرس مغبط الكاثبة: مرتفع المنسج كأن عليه غبيطاً.
غ ب ق
غزتهم بنو فلان فأوبقوهم، وصبحوهم المنايا وغبقوهم. وتقول العرب: إن كنت كاذباً فشربت غبوقاً بارداً أي عدمت اللبن حتى تغتبق الماء. يقال: غبقه فاغتبق، وهو صبحان وغبقان، وعن زرقاء اليمامة: كنت أكحلهما بصبوح من صبر وغبوق من إثمد.
غ ب ن
في بيعه غبن، وفي رأيه غبن، وقد غبن وغبن. وتقول: لحقته في تجارته غبينه، ووضع وضيعةً مبينه. وتغابن له: تقاعد حتى غبن، وتغابنوا: غبن بعضهم بعضاً. غ ب ويقال: في فلان غباوة ترزقه. والأغنياء، أكرهم أغبياء. ولا يغبى عليّ ما فعلت أي لا يخفى، وادخل في الناس فإنه أغبى لك أي أخفى. وغبّ شعرك: استأصله. وحفر فيها مغبّأة أي مغوّاة وحفرةً مغطّاة.
غ
ت
م
فلانٌ أغتم من قوم غتم وأغتامٍ. وفيه غتمة وهي العجمة في المنطق من الغتم وهو الأخذ بالنفس، ومنه المثل " أورده حياض غنيم " وهو علم للمنية كشعوب غير منصرف. وقالوا: قد أغتم آل العجاج الرّجز أي أكثروه وأداموه فهو فيهم. ويقال: لا تغتم الزيارة فتملّ: من اغتم الرجل إذا أكثر من الأكل حتى أخذه الغتم من كرب الكظّة. وتقول: بقيت بين ثلّة أغنام كأنهم ثلة أغنام.
غ ث ث
حديثكم غث، وسلاحكم رثّ. وإنكم لقومٌ غثثةٌ. وأغثّ فلان في كلامه إذا تكلّم بما لا خير فيه. وفلان لا يغثّ عليه شيء أي لا يمتنع. وسمعت صبياً من هذيل يقول: غثّت علينا مكة فلا بدّ لنا من الخروج. ويقال للمستجدي الحريص: ما يغث عليه أحد أي ما يدع أحداً إلا سأله. وغثّ بعيري ثم غثّت أي أزال غثاثته ببعض السمن وهو من باب فزّع وجلّد. وتقول: لبسته على غثيثة، ونفس خبيثة؛ أي على فساد عقل، من قولهم: جمعت الجراحة غثيثتها وهي المدّة، وقد أغثّت. ويقال: أنا أتغثّث ما أنا عليه وأستغثه حتى أستسمن يعني العمل الدون حتى آخذ الكبير.
غ ث ر(1/694)
فلان من الغوغاء والغثاء والغثراء، ويقال لهم: الغثر والغثرة. وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه: إن هؤلاء النفر رعاع غثرة. وأكلتهم الغثراء وهي الضّبع أي هلكوا، سميت لغثرة في لونها هي كدرة في غبرة.
غ ث ي
فلان ما له غثاء، وعمله هباء، وسعيه جفاء.
غ د د
" أغدّةً كغدّة البعير ". وتقول: في كلامه غدد، لها حجم وعدد، وقد أغدّ البعير فهو مغدّ، ويستعار فيقال: أغدّ الرجل فهو مغد إذا انتفخ من الغضب كأنه بعير به غدّة. وتقول: مالي أراك مغداً مسمغداً.
غ د ر
يا غدر ويا لغدر ويا غدار. وتقول: استغزرت الذهاب، واستغدرت اللهاب؛ أي صارت غزراً وغدراً، والذهبة: مطرة شديدة سريعة الذهاب، واللهب: مهواة ما بين الجبلين.
ومن المجاز: سنة غدّارة إذا كثر مطرها وقلّ نباتها. وفلان ثابت الغدر إذا ثبت في القتال والخصام، وأصل الغدر: اللخاقيق كأنه يغدر بسالكه الواحدة: غدرة.
غ د ف
أغدفت دوني قناعها وأغدفت سترها إذا أرسلته. وأغدف بالصيد إذا ألقيت عليه الشبكة فأحيط به. وفي الحديث " إنّ قلب المؤمن أشدّ اضطراباً من الذّنب يصيبه من العصفور حين يغدف به " وأغدف بالمرأة: دخل بها. أنشد الجاحظ:
يبيت أبوك بها مغدفاً ... كما ساور الهرّة الثعلب
ومن المجاز: أغدف الليل إذا أرخى سدوله وأظلم، ومنه: الغداف: للغراب الأسود وللشّعر، يقال: شعر غداف، كأنه غداف. وأغدف البحر: اعتكرت أمواجه. وتقول: أتيته حين أسدف الليل وأسجف، وأرخى قناعه وأغدف.
غ د ق
تقول: لمعت بروق صوادق، فهمعت سحاب غوادق. قال الطّرماح:
فلا حملت بصريّةٌ بعد موته ... جنيناً ولا أمّلن سيب الغوادق
وماء غدق وغدق: كثير، وقد غدق غدقاً. ومكان غدق ومغدق: كثير الماء مخصب. وعيش غدق ومغدق وغيدق وغيداق: واسع. وهم في غدق من العيش. وعام وغيث غيدق. وتقول: ودقت السماء فأدرّت الغدق، وأقرّت الحدق. ولافن ملآن كالعين الغديقة، في حر الوديقة.
غ د ن
أتذكر إذ شعرك غدافيّ، وشبابك غدانيّ؛ وهو الناعم. قال رؤبة:
بعد غدانيّ الشباب الأبله
غ د
وأتردد إليه بالغدوات والعشيات، وآتيه(1/695)
بالغدايا والعشايا. وهو ابن غداتين أي ابن يومين. قال ابن مقبل:
إبن غداتين موشيٌّ أكارعه ... لمّا تشدّد به الأرساغ والزمع
وقد أغتدي والطير في وكناتها
واركب إليه غديّةً. وغاديته مع صدح الدّيك، وغادونا بالقتال. واغد عني بمعنى اذهب. ونشأت غادية وادقة، وسقتك الغوادي الغوادق. وهذا الطعام لا يغدّيني، ولا يعشّيني، وهو عندنا غديان وغشيان، وهي غديانة وعشيانة. وتقول: فلان يغاديه ويرواحه، ثم يعاديه ويكاوحه.
ومن المجاز: قول أربد لعامر: هل لك أن تتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا؟: يريد أن نهلكه قبل أن يهلكنا.
غ ذ ذ
دعاني فجئته مغدّاً. وبت أغذّ، والسماء ترذ. قال:
أغذّ بها الإدلاج كل شمردل ... من القوم ضرب اللحم عاري الأشاجع
ورأيت مهزوماً يغذّ، وجرحه يغذّ؛ أي يسيل، يقال: به غاذٌّ أي جرح لا يرقأز وفي الحديث في ذكر المدينة " لتدعنها أربعين عاماً حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذّى على سواري المسجد " يقال: غدّي ببوله إذا رمى به دفعة دفعة. وعن أبي البيداء: سمعت شيخاً بالبادية يقول: لا تقبل شهادة العبد ولا شهادة العذيوط ولا شهادة المغدّى. وتيس غذوان.
ومن المجاز: غذّيَ فلان بلبان الكرم. والنار تغذّى بالحطب. وفلان خيره يتغذّى كلّ يوم أي ينمى ويزيد. قال:
عن وجه وهّاب تغذّى شيمه
غ ر ب
كففت من غربه أي من حدّته. قال ذو الرمة:
فكفّ من غربه والغضف تتبعه ... خلف السّبيب من الإجهاد تنتحب
واقطع عني غرب لسانه. وإني أخاف عليك غرب الشّباب. وكأنّ غربيها في غربي دالج: يريد غربي العين وهما مقدمها ومؤخرها في دلوي ساقٍ. وسالت غروبه وهي الدموع حين تخرج. وكأنّ غروب أسنانها وميض البرق أي ماءها وظلمها. وقذفته نوًى غربةٌ أي بعيدة. وكانت لزرقاء عين غربة أي بعيدة المطرح. وهذا شاوٌ مغرب بالكسر والفتح. يقال: غرّبه: أبعده، وغرّب: بعد. وإذا أمعنت الكلاب في طلب الصيد قالوا: غرّبت. ويقال للرجل: يا هذا غرّب، شرّق أو غرّب. " وهل من مغرّبة خبرٍ "؟ وهو الذي جاء(1/696)
من بعدٍ. وتقول العرب للرجل: هل عندك من جليّة خبر أو مغرّبة؟ فيقول: قصرت عنك لا أي ما عندي خبر. وغرّبت الوحش في مغاربها أي غابت في مكانسها. وأصابه سهم غربٌ على الوصف والإضافة. واغرب عني صاغراً. ورمى فأغرب أي أبعد المرمى. ويقال: " طارت به عنقاء مغرب ". وتكلمفأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه، وفي كلامه غرابة، وغرب كلامه، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة، ومنه: مصنف الغريب، وقول الأعرابيّ: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء. وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه، ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه. ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوّة لأنه لا ناصح لها في وجهها.
ومن المجاز: استعيروا لنا الغريبة وهي رحى اليد لأنها لا تقر عند أربابها لكونها متعاورة. وصرّ على فلان رجل الغراب إذا وقع في ضيق وشدّة وهو لون من الصّرار. قال الكميت:
إذا رجل الغراب عليّ صرّت ... ذكرتك فاطمأن بي الضمير
وهذه أرض لا يطير غرابها أي كثيرة الثمار مخصبة. وقال النابغة:
ولرهط حرّابٍ وقدّ سورةٌ ... في المجد ليس غرابها بمطار
أي هو مجد ثابت لا يزول. وازجر عنك غراب الجهل. قال أبو النجم:
هل أنت إن شطّ مزار جمل ... مراجع سيرة أهل العقل
وزاجر عنك غراب الجهل
وطار غرابه إذا شاب، وهو واقع الغراب أي شابٌّ. وبحر ذو غوارب. وألقى حبله على غاربه.
غ ر ث
به غرث وهو غرثان، وهي غرثى، وهم غراث وغرثى. وغرّثته: جوّعته. قال أبو داود:
وبتنا نغرّثه في اللجام ... نريد به قنصاً أو غواراً
ومن المجاز: امرأة غرثى الوشاح. وإني لغرثان إلى لقائك.
غ ر د
شاقه الحمام المغرد. وطائر مستملح الأغاريد.
غ ر ر(1/697)
تغرّرَ الغفرس وتحجّل، وبم غرّر فرسك؟ وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: " أغرّ من ظبي مقمر " لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال:
إذا اغترّه بين الأحبة لم تكن ... له فزعة إلا الهوادج تخدر
أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها، وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به؟ أي كيف اجترأت عليه. و" ما غرّك بربك الكريم ". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه، والهجوم على غرّه، من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر:
تصابى وأمسى علاه الكبر ... وأمسى لجمرة حبل غرر
أي غير موثوق به. واطوه على غروره أي على مكاسره.
ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة:
كيوم ابن هند والجفار وقرقري ... ويوم بذي قار أغرّ محجل
ويوم أغر: شديد الحر، وهاجرة غراء. قال ذو الرمة:
ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه
أغرّ كلون الملح ضاحى ترابه ... إذا استوقدت حزّانه وسباسبه
وقال:
وهاجرة غرّاء ساميت حرّها ... إليك وجفن العين في الماء سابح
وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير، كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره، وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات، وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد، " وسبقت درّته غراره "، كقولهم: " سبق سيلك مطرك ". وما قعدت عنده إلا غراراً، " ولا غرار في الصلاة ": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص(1/698)
لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل، ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار، أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة، تحت الأسنة والأغره.
غ ر ز
يقال للرجل: غرّز ناقتك فيتركها عن الحلب حتى تغرز، وقد غرزت غرازاً وهي غارز وهو من الغرز. وفلان غارز رأسّه في سنة. وما طلع السماك إلا غارزاً ذنبه في برد وهو الأعزل يطلع لخمس خلت من تشرين الأول.
ومن المجاز: اطلب الخير في مغارسه ومغارزه، وابغ الكرم في معادنه ومراكزه. واغترز الرجل، وغرز رجله في الركاب إذا ركب. قال بشر:
ثم اغترزت على عنس عذافرةسيٌّ عليها خبار الأرض والجدد واغترزت السير إذا دنا مسيرك. واشدد يديك بغرزة أي استمسك به ولا تخلّه. وعيون غوارز: جوامد. قال الطرماح:
يراقب أبصار الغيارين بأعين ... غوارز ما تجري لهنّ دموع
غ ر س
هذا وقت الغراس وهو غرس الشجر: تقول في حائطه غراس كثيرة وهي الفسلان جمع: غرسٍ. وغرائس، كأنها عرائس؛ جمع غريسة وهي النخلة تغرس حديثاً كالوليدة: للصبية الحديثة العهد بالولاد.
ومن المجاز: أنا غرس يدك، ونحن غرس يدك على لفظ المصدر وإذا كسرت كان فعلاً بمعنى مفعول كالذبح والحمل، فقلت: ونحن أغراس يدك. وتقول: هذا مسقط رأسه، ومكان غراسه. ويمن فلان يوم غرسه، وبخت وهو في غرسه؛ وهو جليدة رقيقة تكون على رأس المولود.
غ ر ض
إبل منفجّة المغارض، جمع: مغرض وهو المحزم. والغرض والغرضة: حزام الرحل. قال:
يشربن حتى تنتأ المغارض
وإبل جائلة الغروض. قال جرير:
والعيس جائلة الغروض كأنها ... بقر حوافل أو رعيل نعام
وتقول: إذا فاته الغرض، فتّه الغرض؛ وهو الضجر، ومنه: غرضت إلى لقائك، وعدّيَ بالي لتضمينه معنى اشتقت وحننت. أنشد ابن الأعرابي:
فمن يك لم يغرض فإني وناقتي بحجر إلى أهل الحمى غرضان
وهذا بحر لا ينزف ولا يغرض، ولا ينكف ولا يغضغض.(1/699)
قال أبو الوليد الكلابيّ:
لا تفرغي سمّ أنياب مذكّرة ... في عرض من ليس مرفوعاً به راس
هذا ابن يوسف بحر لا يغضغضه ... ولا يغرّضه أن يكثر الناس
وطويت الثوب على غروضه وغروره، وتقول: كأن ثغرها إغريض، وريقها ريّق غريض، يشفى بترشّفه المريض الإغريض: ما ينشقّ عنه الطّلع من الحبيبات البيض؛ وريّق الغيث: أوله، والغريض: الطريّ.
ومن المجاز: اغترض فلان: مات شاباً، نحو: اختضر. وغرضت للضيف غريضاً أي أطعمتهم طعاماً غير بائت أو سقيتهم لبناً صريفاً. وغارضت إبلي: أوردتها باكراً.
غ ر ف
تقول: مرحباً بالسيد الغطريف، كأنه أسد الغريف؛ وهو الأجمة. قال الأعشى:
كبردية الغيل وسط الغري ... ف ساق الرصاف إليها غديرا
ومن الكناية: قوم بيض المغارف.
ومن المجاز: خيل غوارف ومغارف: تغرف الجري بأيديها غرفاً. وغرّف غرف الفرس وناصيته إذا جزّهما. وتقول: تطلّبوا ما عنده وتعرّفوه، ثم وافوه وتغرّفوه.
غ ر ق
" أعوذ بالله من الغرق والحرق ". وتقول: رأيت عيونهم مغرورقة، وأناسيّها في الدموع غرقه. وهذه أرض غرقة إذا بلغت الغاية في الريّ. وعندي ورق كغرقي البيض.
ومن المجاز: أنا غريق أياديك. وأغرق الرامي النزع، ومنه: الإغراق في القول وغيره وهو المبالغة والإطناب. وأغرق الكأس: ملأها. وغرّقت القابلة المولود إذا لم تمخّطه عند ولادته فوقع المخاط في خياشيمه فقتله. قال الأعشى:
ألا ليت قيساً غرّقته القوابل
وغرّق اللجام بالحلية، ولجام مغرّق. وتقول: فلان جفن سيفه مغرّق، وجفن ضيفه مؤرّق. والبعير يستغرق الحزام ويغترقه. ولا: لاستغراق الجنس. واستغرق في الضحك، مثل: استغرب. واغترق الفرس الخيل: نضاها. وفلانة تغترق العين أي تشغلها فلا تمتدّ إلى غيرها. قال(1/700)
قيس ابن الخطيم:
تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شفّ وجهها نزف
وتجارينا فاغترق فرسي حلقة فرسه أي سبقه. وخاصمني فاغترقت حلقته إذا خصمته. وسمعت أهل الحجاز يقولون: غارقني كذا إذا دانى وشارف. وغارقته المنية. وغارقت الوقفة. وجئت ورمضان مغارق.
غ ر م
فلان مغرم: مثقل بالدين. وهو مغرم بفلانة، وبه غرام، وأغرم بالأمر: أولع به. وعليه غرمٌ ومغرم ثقيل. وتقول: عليك بالصدق وإن جرّ عليك المغارم، وإياك والكذب وإن ساق إليك الغانم.
غ ر ن ق
تقول: قلوب النساء مع الغرانيق، وهي من الشيوخ في ذرى نيق؛ هم الشبّان النعم. يقال: هو من غرانيق القوم وغرانقتهم، الواحد: غرنوق. وهو في عيشٍ غرانق.
غ ر
ولا غرو من كذا أي لا عجب. وأغريَ بكذا وغرّيَ به إذا أولع به.
غ ز ر
غزر الماء غزراً. وغزرت الناقة، ثم استعير فقيل: مالٌ وعلم غزير، وأغزر الله مالك. وتقول: لقيت فلاناً فلقيت منه شيخاً مزيراً، وعلمت أن وراءه حفظاً غزيراً. وتقول: لما طاب ونزر، خير مما خبث وغزر.
غ ز ل
طلعت الغزالة وهي الشمس، ولا يقال: غابت وهو اسمها إلى مدّ النهار وانتفاخه، يقال: لقيته غزالة الضحى وغزاغلات الضحى. قال:
دعت سليمى دعوة هل من فتى ... يسوق بالقوم غزالات الضحى
فقام لا وانٍ ولا رثّ القوى
وجئتك مع الغزالة أي مع طلوع الشمس. وفلان غزل ومتغزل وغزيل، وهو غزيلها، فعيل بمعنى مفاعل كحديث وكليم. وتقول: إن صاحب الغزل، أضلّ من ساق مغزل؛ وضلاله: أنه يكسو الناس وهو عار. قال إياس بن سهم الهذليّ:
نسبنا بليلى فانبعثت تعيبها ... أضلّ من الحجّام أو ساق مغزل
يريد حجّام ساباط. وتقول: مغازلة الغزلان، أهون من منازلة الأقران.
ومن المجاز: أطيب من أنفاس الصبا، إذا غازلت رياض الرّبى. وفلان يغازل رغدا من العيش.
غ ز
ومرّ غزيّ بني فلان وعديّهم وهم الذين يعدون على أرجلهم، ولم تزل بنو فلان حجيجاً غزياً أي حجّاجاً غزاة. وتقول: رأيت غزاً غزّى. وقد أغزى الأمير الجيش. وأغزت فلانة وأغابت: غزا زوجها وغاب، وامرأة مغزية ومغيبة. وتقول: هو بالمخازي، أشهر منه بالمغازي.
ومن المجاز: غزوت بقولي كذا أي قصدته، وما أغزو إلا السداد فيما أقول، وما غزوي إلا النصيحة أي قصدي وإرادتي.
غ س س(1/701)
فلان غسٌّ وقوم أغساس وهو اللئيم الضعيف. قال:
فلم أرقه إن ينج منها وإن يمت ... فطعنة لا غسٍّ ولا بمغمر
وتقول: ما يكرع في العس، إلا ولد الغس، وفلان خسيس من الخساس، غس من الغساس.
غ س ق
يقولون: من الغسق إلى الفلق. وهو دخول أول الليل حين يختلط الظلام، وقد غسق الليل يغسق غسقاً وغسوقاً. وبنو تميم على أغسق. قال ابن قيس:
إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهمّ والأرقا
وقال جسّاس:
أزور إذا ما أغسق الليل خلّتي ... حذار العدي أو أن يرجّم قائل
ونحوهما: دجا الليل وأدجى. وغسق القمر: أظلم بالخسوف، وأغسقنا: دخلنا في الغسق. وكان الربيع بن خيثم يقول لمؤذّنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي ادخل في الغسق ثم أذّن أو أغسق بالأذان، كقول: أبردوا بالظهر. وتقول: أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب، ومن القاسق إذا وثب.
ومن المجاز: غسقت العين، وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت، ومنه: الغساق وهو ما يسيل من جلودهم أسود. وتقول: ألا إن بصدد الفسّاق، تجرّع الصديد والغسّاق.
غ س ل
ما أطيب غسلها وغسلتها وهو ما تغسل به رأسها من آس مطرّى بأفاويه الطيب أو خطميّ أو غير ذلك، وما وجدت غسولاً أي ماءً أغتسل به، وبنوا هذه المدينة بغسالات أيديهم أي بمكاسبهم، وخرج النساء إلى مغاسلهن: حيث يغسلن الثياب، وتستر في مغتسلك ومتغسّلك.
ومن المجاز: تلطخ بعار لن يغسل عنه أبداً، ولا يغسل عنك ما صنعت إلا أن تفعل كذا. وما غسّلوا رءوسهم من يوم الجمل: ما فرغوا منه وما تخلّصوا. وكلام فلان مغسول، ليس بمعسول؛ كما تقول: عريان وساذج: للذي لا ينكّت فيه قائله كأنما غسل من النكت والفقر غسلاً أو من حقه أن يغسل ويطمس. ومنه قولهم: على وجه فلان غسلة إذا كان حسناً ولا ملح عليه، ويقال في ضدّه: على وجهه حفلةٌ. وغسله بالسوط: ضربه ضرباً موجعاً، كقولك: صبّ عليه سوط عذاب. ورجل غسل: ضروبٌ لامرأته. قال الهذليّ:
وقع الوبيل نحاه الأهوج الغسل
ومنه: غسل الفحل طروقته: ألحّ عليها بالضراب، وهو فحل غسلة.
غ ش ش
ما نصحت أحداً إلا استغشني واغتشني.(1/702)
قال:
ألا ربّ من تغتشه لك ناصح ... ومؤتمن بالغيب غير أمين
وقال أبو النجم:
فظل من عرفان نؤيٍ ناحل ... من الأسى يغتشّ نصح القائل
ورجل غاش من قوم غششة وغشّاشة، وتقول: ما هم إلا قوم غشّاشه، أيديهم بالخيانة رشّاشه. وطعام فلان مغشوش، أعلاه يابس وأسفله مرشوش. وما لقيته إلا غشاشاً وعلى غشاش، وكنت على حدّ غشاش وهو العجلة. وجاؤا مغاشّين للصبح: مبادرين له. قال:
يكون نزول القوم فيها كلا ولا ... غشاشاً ولا يدنون رحلاً إلى رحل
غ ش م
غشم الوالي الرعية وهو غشوم إذا خبطهم بعسفه وأخذ ما قدر عليه، وتقول: سلطان يغشم النفوس، ويهشم الرءوس.
ومن المجاز: حرب غشوم. وسيل غشمشم. وغشم الناس: سأل من قدر عليه. وغشم الحاطب: احتطب ما قدر عليه من غير تمييز. قال:
وقلت تجهّز فاغشم الناس سائلاً ... كما يغشم الشجراء بالليل حاطب
غ ش ي
انجلت عنه غشية الحمّى أي لمتها، ونزلت به غشية الموت، وغشيَ عليه، وأصابه غشيٌ. قال ذو الرمة:
وردت وأغباش السواد كأنها ... سماد يرغشيٍ في العيون النواظر
وعلى قلبه غشاوة فما يقبل الحق. واستغش ثوبك كي لا تسمع ولا ترى. وكثرت غاشية فلان. وهو مغشيّ: يغشاه العفاة كثيراً، وتقول: فلان مغشي فيقول الرادّ: زد عليه. وغشّاه السوط، مثل: قنّعه. وغشيته غاشية وهي الداهية، وتقول: رمى الله بالغاشية، من لم يرم بالغاشيه.
غ ص ب
غصب على عقله. واغتصبت فلانة نفسها: جومعت مقهورة.
غ ص ص
المسجد غاص بأهله ومغتص، وأغص الأرض علينا فغصّت بنا. قال الطرماح:
أغصت عليك الأرض قحطان بالقنا ... وبالهندوانيّات والقرح الجرد
وأغصه بريقه: أضجره. قال الأخطل:
ولقد أغص أخا الشقاق بريقه ... فيصد وهو من الحفاظ سؤوم
غ ص ن
أنا غصن من غصون سرحتك، وفوع من فروع دوحتك.
غ ض ب
قالوا: غضبت لفلان إذا كان حياً،(1/703)
وغضبت به إذا كان ميتاً. وأنشدوا لدريد ابن الصمة:
فإن تعقب الأيام والدهر تعلموا ... بني قاربٍ أنّا غضاب بمعبد
وللشماخ:
وقد أتاني بأن قد كنت تغضب لي ... ووقعة منك حق غير إبراق
فسرني ذاك حتى كدت من فرح ... أساور الطود أو أرمي بأرواق
وتقول: فلان من المغضوب عليهم أي من اليهود.
ومن المجاز: قول أبي النجم:
يغضب أحياناً على اللجام ... كغضب النار على الضرام
وقوله:
غضبت له قوائم عوج
غ ض ر
بنو فلان مغضورون ومغاضير إذا كانوا في غضارة عيش وهو طيبه ونضرته، وقد غضرهم الله، وأنبط بئره في غضراء أي في طينة طيّبة حرّة، وأباد الله غضراءهم وخضراءهم أي طينتهم وشجرتهم التي منها تفرّعوا، وتقول: دبّا إليّ ضراءهم، أباد الله غضراءهم.
غ ض ض
" اغضض من صوتك ": اخفض منه. وغضّ طرفك، وطرفٌ غضيضٌ. وغضّ من لجام فرسك أي صوبه وطأمنه لتنقص من غربه. واغضض لي ساعةً أي احبس عليّ مطيّتك وقف عليّ. قال الجعديّ:
خليليّ غضّا ساعةً وتهجرا
أي احبسا عليّ ركابكما ساعة ثم ارتحلا مهتجرين
وفلان غضيض: ذليل بيّن الغضاضة، وعليك في هذا غضاضة فلا تفعل، ولحقته من كذا غضاضة أي نقص وعيب. قال:
وأحمق عريض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرقم
وإذا شربت الإبل بعد عطش فلم ترو حقّ الريّ قيل: صدرت وبها غضاضة.
ومن المجاز: شباب غضٌّ. قال:
جارية شبّت شباباً غضاً ... لا تحسن التقبيل إلا غضاً
وامرأة غضّة: بضّة.
غ ض ف
عيش أغضف: ناعم ليّن من الغضف في الأذن وهو الاسترخاء. وتغضّفوا عليه تعطّفوا. وتغضّفت الحيّة: تلوّت. وتقول: نحن(1/704)
في عيشٍ أغضف، لا بؤس ولا شظف.
غ ض ن
يقال في الوعيد " لأمدّن غضنك ". قال:
أريت إن سقنا سياقاً حسناً ... يمدّ من آباطهن الغضنا
أنازل أنت فخابز لنا
وتغضنت الدرع على لابسها: تثنّت عليه. وتحت غضون الدّرع ليث خفيّة. ورجل ذو غضون إذا كان في جبهته، وصكّ وجهي بجبهته. وغاض المرأة: غازلها بمكاسرة العينين.
غ ض ي
تقول: الكريم ربما أغضى، وبين جنبيه نار الغضا. وليل مغضٍ: مظلم، وقد أغضى علينا الليل.
غ ط س
غطسه في الماء وغطّه ومقله، وهما يتغاطسان في الماء ويتغاطّان ويتماقلان. وتقول: تضيّفته فغمسني في غمر كرمه، وغطسني في بحر أنعمه.
غ ط ش
أتيته غبشاً وغطشاً وهو السّدف، وقد أغطش الليل، وأغطشه الله، " وأغطش ليلها ". وفلاة غطشى: عميّة المسالك. قال الأعشى:
ويهماء بالليل غطشى الفلا ... يؤنسني صوت فيّادها
وتقول: ركبنا فلاة غطشى، ونحن كرمالها عطشى. ومررت به فتغاطش أي تغافل. قال كثير:
تغاطش شكوانا إليها ولا تعي ... مع البخل أحناء الحديث المرجّع
غ ط ط
نام حتى سمع غطيطه وهو نخيره. وغطّ المذبوح. وغطّ البعير في شقشقته فإن لم يكن فيها فهو هدير، والناقة تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها. وتقول: أقبل وله نحيط كنحيط المهر المزنوق، وغطيط كغطيط البكر المخنوق. قال امرؤ القيس:
يغط غطيط البكر شدّ خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال
غ ط ف
في أشفاره وطفٌ وغطفٌ وهو الطّول حتى ينثني.
غ ط ل
جاء في غيطل الضحى: حين تكون الشمس من مشرقها كهيئتها من مغربها. قال أبو يوسف بن عمر الخزاعيّ:
وجاوزن ذا دوران في غيطل الضحى ... وذو الظل مثل الظل ما زاد إصبعا
وركبته غياطل النعاس وهي غوالبه.(1/705)
قال:
ومال بالقوم النعاس الغيطل
وأبطرتهم غياطل الدنيا: نعمها المترادفة. قال أبو شجرة:
أجدك لا ينسيك نجداً وأهله ... غياطل دنيا مرجحنّ نعيمها
واعتكرت غياطل الليل وهي ظلماته. وتقول: جاؤا على بلق لحّق الأياطل، في قساطل كالغياطل.
غ ط م
بحر غطم: كثير الماء، تقول: مال به البحر الغطم، أو ما هو من البحر أطم.
غ ط ي
تغطّيت من الدهر بفضل جناحك، ومالي وطاء ولا غطاء إلا معروفك، وطلب الناس لعيوبهم أغطية، فما وجدوا مثل الأعطية.
غ ف ر
" اللهم غفراً " وليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنب أحدٍ. قال:
يا قوم ليست فيهم غفيره ... فامشوا كما تمشي جمال الحيره
أي فامشوا إلى حربهم مشي جمال الحيرة وكانوا يمتارون من الحيرة. وهو مغتفر للذنوب. واصبغ ثوبك بالسّواد فإنه أغفر للوسخ أي أحمل وأستر. وجاؤا جمّاً غفيراً. ومعه العير والنفير، والجمّ الغفير. وتقول: ذاك أبعد من معقل الغفر: بل من مطلع الغفر؛ وهما ولد الأرويّة. ومنزل من منازل القمر. وتقول: فلان صدق قوله غفاريّ، وزند وعده غفاريّ.
ومن المجاز: قول زهير:
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها ... فلاقت بياناً عند آخر معهد
أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته.
غ ف ص
غافصه الأمر: فاجأه على غرّةٍ منه، وأخذه مغافصةً. ووقاك الله غوافص الدهر.
غ ف ف
أصاب غفّةً من العيش وهي البلغة. قال:
لا خير في طمعٍ يدني إلى طبعٍ
وغفّةٌ من قوام العيش تكفيني والفأرة غفّة الخيطل وهو السّنّور. واغتفّت الخيل من الربيع إذا رعت ما تتبلغ به ولم تشبع. قال طفيل الغنويّ:
وكنا إذا ما اغتفّت الخيل غفّةص ... تجرّد طلاّب الترات يطلّب
وتقول: طوبى لمن امتنع بالعفّة، واقتنع بالغفّة.
غ ف ق
خفقة بالدّرّة خفقات، وغفقه بالسوط غفقات. وتقول: رأيته يتغفّق الصبوح، كما يتفوّق الفصيل اللقوح؛ أي يشربه ساعةً بعد ساعةً.
غ ف ل
مضت غفلات العيش. وأغفل الله قلبه(1/706)
عن ذكره: جعله غافلاً عنه. وتغفلته عن كذا: تخدّعته عنه على غفلةٍ منه. وتغفّلته يمينه: حنثته فيها وهو غافل. ولبعضهم:
حبّذا ليلةٌ تغفّلت عنها ... زمني فانتزعتها من يديه
وفلاة غفلٌ: لا علم بها، وساروا في أغفال الأرض. ونعم أغفال: لا سمات عليها. ولافن غفل: لمن لم تسمه التجارب. ومصحف غفل: جرد عن العواشر وغيرها. وكتاب غفل: لم يسمّ واضعه. قال:
إني امرؤ أسم القصائد للعدي ... إن القصائد شرّها أغفالها
غ ف
و" ألذ من إغفاءة الفجر ".
غ ل ب
بينهما غلابٌ أي مغالبة، وتغالبوا على البلد. وغلبته على الشيء: أخذته منه، وهو مغلوب عليه، وأيغلب أحدكم أن يصاحب الناس معروفاً بمعنى أيعجز. وهو رجل حرّ وقد أبى أفنغلبه على نفسه: أفنكرهه. وشاعر مغلّب: غلب كثيراً أو غلّب فهو ذم ومدح. قال امرؤ القيس:
فإنك لم يفخر عليك كعاجز ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب
ومن المجاز: هضبة غلباء، وعزّة غلباء.
واغلولب العشب، " وحدائق غلباً ".
غ ل ت
تقول: فلان غلط في الكتاب، وغلت في الحساب.
غ ل س
غلّس بالصّلاة. وتقول عرّسوا ثم غلسوا. " ووقعوا في وادي تغلّس " وهي الداهية.
غ ل ط
إياك والمكابرة والمغالطة. وأنهاك عن الأغاليط، وأربأ بك عن التخاليط. ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأغلوطات وهي المسائل التي يغالط بها.
غ ل ظ
استغلظ الزرع. وطعنه في مستغلظ ذراعه.
إنا لأغلظ أكباداً من الإبل
ومن المجاز: أخذ منه ميثاقاً غليظاً، ونكى فيهم نكايات غليظة، وغلظ على خصمه، وفي فلان غلظة. " وليجدوا فيكم غلظةً " وما أغلظ طباعهم، وأغلظ له في القول، وحلف له بأغلظ الأيمان، ومالك تغالطني وتغالظني، وتعارضني وتغايظني؟.
غ ل ف
السلطان من تجرّد لخلافه، جرّد له السيف من غلافه. ورحل مغلوف: له غلاف.(1/707)
قال ذو الرمة يصف ناقة:
فمازلت أكسو كلّ يوم سراتها ... خصاصة مغلوف من الميس قاتر
وقلب أغلف: لا يعي، " وقالوا قلوبنا غلفٌ " وتقول: هكذا القلوب الغلف، ليس معها إلا الخلف. وغلّف لحيته بالغالية: غشّاها بها من الغلاف. وعن ابن دريد: أنها عاميّة والصواب غلاّها وغللها. وتغلّف وتغلّل وتغلّى: وليّ ذلك من نفسه. قال جرير:
حور تغللن العبير روادعا
أي أدخلن العبير في مخافي أبدانهن مثل الآباط وغيرها من معاهد الطيب.
غ ل ق
باب فتح وباب غلقٌ.
ومن المجاز: غلق الرهن في يد المرتهن إذا لم يقدر على افتكاكه، وغلق فؤاده في يد فلانة. واحتد فلان فنشب في حدّته وغلق إذا اشتدّت به فلم تنشرح عنه. وإياك والغلق، والضجر والقلق. وإن بعيرك لغلق الظهر إذا لم يبرأ لكثرة الدبر، وقد غلق ظهره. واستغلق عليه الكلام، وأغلق عليه وأغلق إذا ضيق وأكره، ومنه: " لا طلاق في إغلاق " وكانت الأعاريب يقولون: إن قريشاَ لقنة خبثى لها فتحٌ وغلقٌ أي خدعٌ يفتحون بها الأمور ويغلقونها. ويقال: حلال طلق، وحرام غلق. وكان فلان مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر؛ والمغلاق والغلاق والغلق: ما يغلق به الباب، ويفتح بالمفتاح. وأغلق القاتل في يد الوليّ إذا أسلم يصنع به ما شاء، وتقول: أمر الوالي بالقاتل أن يغلق، وبالأسير أن يطلق.
غ ل ل
وفت غلة ضيعته وهو كل ما يحصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك، وضيعة مغلّة، وقد أغلّت، وله أريضة يستغلها ويغتلّها. " لا إغلال ولا إسلال ". وهدايا الولاة غلول. يقال: غلّ من المغنم وأغلّ. وتقول: يد المؤمن لا تغل، وقلب المؤمن لا يغلّ؛ من الغلّ وهو الحقد المنغلّ أي الكامن. وتقول: جعل الله في كبده غلّةً وفي صدره غلاً وفي ماله غلولاً وفي رقبته غلاً. وفلان جسده عليل، وفي كبده غليل. وبرزت فلانة في غلالة، وبرزن في غلائل وهي شعار يلبس تحت الثوب للبدن خاصّة، وتقول: قولوا للحلائل، لا يبرزن في الغلائل. وامرأة السوء غلّ قمل، وجرح لا يندمل. وبي وجدٌ تغلغل في الحشا. وأبلغ فلاناً مغلغلة وهي الرسالة الواردة من بلد بعيد، وغلغلت إليه رسالة. قال الأخطل:
لأغلغلنّ إلى كريم مدحةً ... ولأثنينّ بنائل وفعال
غ ل م(1/708)
هم غلمتي وأغيلمتي، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلطخ أفخاذنا أغيلمة بني عبد المطّلب. وبعير مغتلم: غالب هياجه، وهو شديد الغلمة.
ومن المجاز: اغتلمت أمواج البحر. وتقول: بحرٌ لجة مغتلم، وموجه ملتطم. وسقاء مغتلم وخابية مغتلمة إذا اشتد شرابهما، وإذا اغتلمت عليكم هذه الأشربة فاقصعوا متونها بالماء.
غ ل
وهو مني بغلوة سهم وبغلوتين وبثلاث غلوات، والفرسخ التام: خمس وعشرون غلوة. وقد غلا بسهمه وغالى به، وتغالينا بالسهام، وترامينا بالمغالي، جمع: مغلاة، وتقول: ما عنده من المعالي، إلا الرمي بالمغالي. وخفّض من غلوائك، وفعل ذلك في غلواء شبابه. قال:
لم تلتفت للداتها ... ومضت على غلوائها
وتقول: أنا لا أجبّ الغلو في الدين والغلاء في السعر والغلاء في الرمي. وأغلى السعر وبه، وغالاه وبه. قال لبيد:
أغلي السباء بكل أدكن عاتق ... أو جونة قدحت وفضّ ختامها
وقال:
نغالى اللحم للأضياف نبأً ... ونرخصه إذا نضج القدور
وقال عبد الرحمن بن حسان:
من درّة غالى بها ملك ... مما تربّب حائر البحر
وأنا أستغليه بهذا الثمن وأتغالاه.
ومن المجاز: الدابة تغلو في مسيرها، والدوابّ يغتلين ويتغالين. قال الأعشى:
وإتعابي العيس المراقيل تغتلى ... مسافة ما بين النجير فصرخدا
وقال ذو الرّمة:
فألحقنا بالحيّ في رونق الضحى ... تغالى المهاري سدوها ونسيلها
وتغالى النبت: ارتفع. وتغلى الوبر عن الناقة، واللحم إذا تحسّر. قال لبيد:
فإذا تغالى لحمها وتحسّرت ... وتقطّعت بعد الكلال خدامها(1/709)
وغلا بها عظم إذا طالت. قال إياس بن الوليد:
وإذ همتي في كل مهضومة الحشا ... ضناك غلا عظم بها وهي ناهد
غ م د
سيف مغمود ومغمد.
ومن المجاز: أغمد الحلس: جعله تحت الرحل ليقي به الظهر.
قال الأعشى:
ووضع سقاء وأحقابه ... وحل حلوسٍ وأغمادها
وأغمد الراكب متاعه إذا ركبه. وغمّده كذا: غطاه به كأنه جعله غمداً له. وقال العجاج:
يغمّد الأعداء حوزاً مردسا
أي يلقى عليهم كلكله كالأسد فيجعلهم تحت وتغمّده الله برحمته: ستره، ودخل عليه وبين يديه ثوب فتغمّده إذا جعله تحته ليغطّيه عن العيون. وقال ابن مقبل:
إذا كان جري العين جوداً وديمة ... تغمد جري العين في الوعث وإبله
وقال أبو النجم:
صديء القباء من الحديد كأنه ... جملٌ تغمّده عصيم هناء
وتغمد المكيال: ملأه. وركيٌ غامدٌ: ماؤه مغطّى بالتراب، وعكسه: ركيٌّ مبدٍ، وهو من باب: عيشة راضية. واغتمد الليل: دخل فيه وجعله لنفسه غمداً.
غ م ر
غمّر إبله: سقاها قليلاً من الماء فتغمّرت. وفلان إذا شرب تغمر: من الغمر وهو القدح الصغير. قال:
ويروى شربه الغمر
وتقول: اكتف من العسّ بالغمر، ولا تجعل وجهك منديل الغمر. ويدي من اللحم غمرة. وفلان غمر ومغمر. غير مجرّبٍ، وهم أغمار، وفيه غمارة وغرارة. ودخلت في غمار الناس أي في زحمتهم. وفي قلبه غمر. واغتمر في الماء: اغتمس فيه.
ومن المجاز: فرس غمر، كما قيل: بحر. قال العجاج:
غمر الأجاريّ مسحاً ممعجاً
وفلان غمر البديهة. قال جرير:
طاح الفرزدق في الرّهان وغمّه ... غمر البديهة صادق المضمار(1/710)
يريد نفسه. وقال الطرماح
غمر البديهة بالنوا ... ل إذا غدا سبط الأنامل
أي يفاجيء بالنوال الواسع، وثوبٌ غمرٌ أي واسع، ورجل غمر الرداء. وليل غمرٌ أي شديد الظلمة. قال:
يجتبن أثناء بهيم غمر ... داجي الرواقين غداف الستر
وهو يضرب في غمرة الفتنة. وهو في سكرات الموت وغمراته. وفلان مغامر ومغمر: يرمي بنفسه في غمار الأمور. وفلان مغمور النّسب. وغمر فلاناً: علاه بفضله. ورأيته وقد غمر الجماجم بطول قوامه. وهو أغمرهم يداً أي أوسعهم فضلاً. وقال الجاحظ: الحمامة تعلم الذهاب والمجيء بترتيب وتدريج وتنزيل ولا يغمر بها بمرّةٍ واحدةٍ أي لا يخاطر بها من غمر بنفسه: رمى بها في الغمرة. وغمرت وجهها. وبلّت افبل أغارها إذا شربت شرباً قليلاً، وهو جمع: غمر، كأن لها أغماراً قد بلّتها. قال العجّاج:
حتى إذا ما بلّت الأغمار ... رياً ولما تقصع الأصرارا
غ م ز
غمزه الثقاف: عضّه. وغمز الكبش: غبطه. وله جارية غمّازة: حسنة الغمز للأعضاء وهو عصرها باليد.
ومن المجاز: ما فيه مغمز ولا غميزة أي معابٌ، وفي فلانٍ مغامز جمّة. وغمر فيه: طعن، ورجل مغموز. وسمعت منه كلمةً فاغتمزتها في عقله. وأغمزت فيه أي وجدت فيه ما يستضعف لأجله. قال رجل من بني سعد:
ومن يطع النساء يلاق منها ... إذا أغمزن فيه الأقورينا
وما في هذا مغمز أي مطمع. قال:
أكلت الدجاج فأفنيتها ... فهل في الخنانيص من مغمز
وغمز بالعين والحاجب: أشار. ومرّ بهم فتغامزوا به.
غ م س
غمسه في الماء فانغمس واغتمس. وغمس السنان في ثغرته. وغمس اللقمة في الخل. واختضبت المرأة غمساً إذا غمست يدها في الحناء من غير نقش. وغمس النجم: غاب غموساً. قال عبد الله بن سليمان الغامديّ:
ولقد سريت الليل حتى أشرقت ... أخرى النجوم وقد دنت لغموس(1/711)
ومن المجاز: شجاع مغامس: مغامر.
وفارس في غمار الموت منغمس
ووقعوا في أمر غموس أي شديد غمسهم في البلاء، ومنه: اليمين الغموس: لشدّتها. وطعنة غموس: نافذة وصفت بصفة طاعنها لأنه يغمس السنان حتى ينفذ. قال أبو زبيد:
ثم أنفذته ونفّست عنه ... بغموس أو ضربة أخدود
وهي التي تشقّ اللحم شقاً.
غ م ص
وجدت الناس يغمص بعضهم بعضاً ويغتمص. وما في فلان غميصة أي غميرة. ومعاذ الله أن أغمص مسلماً. وما فيّ غمصة لأحد. ورآه فغمصته عينه إذا اقتحمته واحتقرته. وفلان مغموص عليه في حسبه ودينه. ولما قتل ابن آدم أخاه غمص الله الخلق ونقص الأشياء. وفي عينه رمص وعمص. وتقول: قد يقع بين الأخوين من الخلصاء، ما وقع بين الشعريين العبور والغميصاء.
غ م ض
يقال للأمر الخفيّ والمعتاص: أمر غامض. وكلام غامض: غير واضح. وهذه مسئلة فيها غوامض. ومكان غامض وغمض: مطمئن. وسلكوا غموض الفلاة. وغمض في الأرض غموضاً إذا ذهب وعاب. ودار فلان غامضة: ليست بشارعة وهي التي تنحّت عن الشارع. وحسب غامض: مغمور غير مشهور. وخلخال غامض: غاصّ وقد غمض في الساق غموضاً. وضربته بالسيف فغمض في اللحم غمضةً. وأغمض الميت وغمّضه. وما أغمضت البارحة، وما ذقت غمضاً وغماضاً. وغمّضت الناقة إذا ذيدت فحملت على الذائد مغمّضةً عينيها حتى وردت. قال أبو النجم:
يرسلها التغميض إن لم ترسل
وغمض حد السيف: رقّقه.
ومن المجاز: سمعت كذا فأغمضت عنه وغمّضت واغتمضت إذا أغضبت وتغافلت. قال:
ومن لا يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
وأغمضت المفازة على القوم إذا لم يظهروا فيها كأنما أغمضت عليهم أجفانها. قال ذو الرمة:
إذا الشخص فهيا هزة الآل أغمضت ... عليه كأغماض المغضّي هجولها(1/712)
وأتاني كذا على اغتماض أي عفوا من غير تكلّف له. قال أبو النجم:
والشعر يأتيني على اغتماض ... كرهاً وطوعاً وعلى اعتراض
أي أعترضه فآخذ منه حاجتي. ويقال لمن جاء برأي سديد: لقد أغمضت في النظر إغماضاً. وأغمض لي فميا بعته أي زدني فيه لرداءته أو حُطّ لي من ثمنه " إلا أن تغمضوا فيه ". وتقول: لا تمرّض في إحسان أخيك بعض التمريض، وغمّض عن إساءته كلّ التغميض.
غ م ط
غمط النعمة: احتقرها ولم يشكرها. وفلان يغمط الناس ويهمطهم، وهو غموط هموط أي ظلوم. وتقول: من أزلّ الله إليه نعمة فلم يغمطها، صبّ على شانئه محنةً ثم لم يمطها. وتقول: فلان إن وصل إليه خير غمط، وإن وصل إلى غيره غيط. وتقول: شرّ ما استقبلت به الأيادي الغمط، وخير ما شيعت به البسط.
غ م ق
أرض غمقة: كثيرة الأنداء وبئة. وعن عمر رضي الله عنه: إن الأردنّ أرض غمقه، وإنّ الجابية أرض نزهه. وأصابنا غمق البحر فمرضنا. وغمق الزرع: خمّت رائحته من كثرة الأنداء. وغمق يومنا، وليلة غمقة: لثقة. وبسر مغموق ومغمّق وهو الذي مسّ بالخلّ والملح ثم ترك في جرّة في الشمس حتى يلين. وتقول: لا يترك الرطب إلى المغمّق، إلا كلّ محمّق.
غ م ل
غمل الأديم: جعله في غمة ليفسخ عنه صوفه، وأديم مغمول ومنغمل وغمل، وقد غمل غملاً. وعمل الجرح: أفسده العصاب، وكذلك اللحم وكل شيء إذا غمّ فحمّ. وتقول: ما هو بعمل، إنما هو غمل. وكل شيء غممته: فقد غملته. والبسر المغمول: الذي غمّ ليلتين. وغمل الرجل: تركت عليه الثياب ليعرق.
ومن المجاز: يوم مغمول: ليومٍ من أيام العرب لم يكن مذكوراً. قال أبو وجرة:
وبجلهتي عمّان يومٌ لم يكن ... لكم إذا عدّ العلى مغمولا
غ م م
تقول: مثلك يكشف الغمّاء، ويكفي الداهية الصماء؛ وهي الشديدة من الشدائد التي تغمّ، وإنه لفي غمّة من أمره إذا لم يهتد للمخرج منه. وغمّ عليهم الهلال، وهي ليلة الغمّى. قال:
ليلة غمّى طامس هلالها
من غم الشيء إذا غطّاه. وجبهة غماء، ورجل أغم. وما أقبح الغمم. وهم يحبون النزع ويكرهون الغمم. قال:
فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا ... أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
وتقول المرأة: إذا كان الفقر والنّزع، قلّ الجزع، وإذا اجتمع الفقر والغمم، تضاعفت الغمم. وتفتر عن مثل حبّ الغمام وهو البرد.(1/713)
ومن المجاز: سحاب أغمّ: لا فرجة فيه. قال أبو وجزة:
أغم ربابه سرب كلاه ... هزيم رعده ترع الدّلاء
ويقولون: أحمى فلان غمامة وادي كذا إذا جعلها حمًى لا يقرب: يريدون ما ينبته من العشب.
غ م ي
لقد أغميَ يومنا وليلتنا إذا لم ير فيهما شمس ولا قمر، ويوم مغمًى وليلة مغماةٌ. وفي الحديث " فإن أغميَ عليكم " وروي: غمّ عليكم، ومنه: أغمي على الرجل. وغميت البيت: سقفته، وبيت مغمّى: مسقّف، وغماؤه وغماه: سقفهه بالمدّ والكسر وبالفتح والقصر، وتقول: بيت معمّى، وبيت مغمّى. ويقال: تركت فلاناً غمًى، كقولك: لقًى أي مغمًى عليه.
غ ن ج
امرأة غنجة ومغنوجة، وقد غنجت وتغنجت، وبها غنج. قال أبو عمرو: سمعت أعرابياً فصيحاً من بلغنبر يقول: جوارٍ مغنوجة. وأنشدني:
استجهلته المهاري في أزقتها ... وراجحات التُّلى مغنوجة عين
التُّلى الأعجاز.
غ ن م
لفلان غنمان أي قطيعان من الغنم. قال:
هما سيّدانا يزعمان وإنما ... يسوداننا أن يسّرت غنماهما
وتقول: خرج إلى غنيمته، مع غليمته؛ تصغير غلمة. وغنم مغنمة، كقولك: إبل مؤبلة أي مجتمعة، وتغنّم فلان وتأبّل: اتخذها. وغنّمه الله: نفله، وغنّمته فاغتنم ونفلته فانتفل. وتقول: الغنم المغنمه، غنائم مغنمه. واغتنم السلامة وتغنمها. وغناماك أن تفعل كذا بمعنى قصاراك ووزنه.
غ ن ن
الظبي أغنّ: لأن في ترنينه غنّة وهي ترخيم في صوته من نحو الخياشيم بعون من نفس الأنف، والنون أشدّ الحروف غنّة.
ومن المجاز: وادٍ أغنّ، وروضة غنّاء: لطنين الذّبّان أو لحفيف الريح في خلاله. وغشب مغنذ خجلٌ، وقد أغنّ. قال:
وما قاع تغنّ به الخزامىبه الجثجاث يندى والعرار وقرية غنّاء: كثيرة الأهل. وتقول: عنّت لنا روضة غنّاء، للذبان فيها غناء.
غ ن ي
لي عن هذا غنية. وأنا عنه غنيّ. " وهو أغنى عنه من الأقرع عن المشط ". وقد تغانوا. قال:
كلانا غنيّ عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا(1/714)
وأغنى فلان في الحرب غناءً حسناً. وأغنى عني فلان غناءً أي كفى في الدفع. وتقول: لأغنينّ عنك مغناه، ولأكفينك ما كفاه " وما يغني عنه ماله " وأغناني الحلال عن الحرام. وغنوا في ديارهم ثم فنوا. وخربت مبانيهم، وخلت مغانيهم، " كأن لم يغنوا فيها ". وقال بشر:
وقد تغنى بنا حينا ونغنىبها والدهر ليس له دوام الضمير للمرأة أي تلزم صحبتنا ونلزم صحبتها، ومنه: من لم يتغنّ بالقرآن " وغنّاه وتغنى نحو: كلّمه وتكلّم، وتقول: كان أمنية من أمانيه، أن يسمع أغنيةً من أغانيه. وهذا غناء، ما فيه غناء.
ومن المجاز: تغنّته القيود. وقال عتيبة بن الحارث اليربوعي:
قاظ الشربة في قيد وسلسلة ... صوت الحديد يغنّيه إذا قاما
غ هـ ب
أحسن من بياض الكوكب، في سواد الغيهب؛ وهو الظّلمة الشديدة.
غ ور
صبّحتهم الغارة، وأتتهم المغيرات صبحاً. وبينهم التغاور والتناحر. وفلان مغامر مغاور، ومغوار من قومٍ مغاوير. وتقول: بنو فلان مساكنهم المغارات، ومكاسبهم الغارات. وأتيته عند الغائرة وهي القائلة. وغوّروا بنا فقد أرمضتمونا، وغوّروا، ساعةً ثم ثوّروا؛ أي نزلوا وقت القائلة. قال جرير:
أنخن لتغويرٍ وقد وقد الحصى ... وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم
وتقول: غارت عينك غؤورا. وغار ماؤك غوراً. وغرا نجمك غياراً وتغوّر. قال لبيد:
سريت بهم حتى تغوّر نجمهم ... وقال النّعوس نوّر الصبح فاذهب
وتقول: فلان أغار وأنجد، حتى أغاث وأنجد.
ومن المجاز: باتوا يستغورون الله أي يقولون: اللهمّ غرنا منك بخيرٍ أي انفعنا وهو من الغارة. قال:
فلا تيأسا واستغورا الله إنه ... إذا الله سنّى عقد شيء تيسّرا
وفلان يسعى لغاريه أي لبطنه وفرجه. قال:
ألم تر أن الدهر يوم وليلة ... وأن الفتى يسعى لغاريه دائباً
وعرفت غور هذه المسئلة. وفلان بعيد الغور: متعمّق النّظر، وهو بحر لا يدرك غوره. وغوّر النهار إذا زالت الشمس. وبني هذا البيت على غائرة الشمس إذا ضرب مستقبلاً لمطلعها. وحبل غار الفتل. وفرس مغار: شديد المفاصل.
غ وص
هذا مغاص اللؤلؤ، وهو من الغوّاص(1/715)
والغاصة. وغاص في الماء، وغوّصه غيره.
ومن المجاز: فلان يغوص على حقائق العلم، وما أحسن غوصه عليها. وما غاص غوصة إلا أخرج درّة. وخير ما يغاص عليه فوائد العلم. وتقول: هو من صاغة الفقر، وغاصة الدرر. وقال عمر لابن عبّاس رضي الله عنهما: غص يا غوّاص.
غ وط
تقول: إذا نمنم في قرطاسه المشق، فكأنا في غوطة دمشق.
ومن المجاز: فلان يضرب الغائط.
غ وغ
غمار الغوغاء، غبار البوغاء.
غ ول
غالته الغول، وتغولتهم الغيلان: أضلتهم عن المحجة، وتقول: ما شبهتهم إلا بالغيلان، خرجت من بعض الغيران. وفلان يغتال من يمرّ به، وقتله غيلةً، وأخاف غائلته أي عاقبة شرّه. وتقول: طلبه بطوائل وأرصد له غوائل. ومفازة ذات غولٍ وهو البعد. وهون الله عليك غول هذا الطريق. وكنت أغاول حاجةً لي أي أبادر. قال جرير:
عاينت مشعلة الرّعال كأنها ... طير تغاول في شمام وكورا
ومن المجاز:
ناقة غول النّجاء كأنها متوجّس ... باللبنتين مولّع موشوم
وتغولت المرأة: تشبّهت بالغول في تلونّها. وتغولت المفازة. قال ذو الرمة:
إذا ذات أهوال ثكول تغوّلت ... بها الربد فوضى والنعام السّوارح
وتغوّل الأمر: تنكّر. وفرس ذات مغول: سبّاق الغايات كأن له مغولاً يغتال به الخيل فتقصر عن شوطها. قال:
لقد باعني أبناء منقذ مهرة ... سبوح الجراء ذات سوط ومغول
وهذا صقر لا يغتاله الشّبع أي لا يذهب بقوته وشدّة طيرانه، وقيل معناه نفي الشبع. قال زهير يصف صقراً:
من مرقبٍ في ذرى خلقاء راسية ... حجن المخالب لا يغتاله الشّبع
غ وي
استغواهم بالأماني الكاذبة، وهو من الغواة ومن أهل الغواية. وتقول: هو في غياية الضّلال، وغواية الضّلال. وتغاوولا عليه فقتلوه: تألبوا عليه تألب الغواة. قال:
تغاوت عليه ذئاب الحجاز ... بنو بهثةٍ وبنو جعفر
ولألقينك في أغويّة. وتقول: من استمع إلى أغنيّه، فقد وقع في أغويّه.
ومن المجاز: رأس غاوٍ: كثير التلفّت.(1/716)
قال مرار بن منقذ:
عنقاً يقلّبها ورأساً غاوياً ... صعلاً وقد يسمو على الصّعل
أي يزيد عليه في الصّغر، كقوله تعالى: " بعوضة فما فوقها ". وقال زهير:
ألم تريا النّعمان كان بنجوة ... من الشر لو أن امرأً كان ناجياً
فغيّر عنه ملك عشرين حجّةً ... وعشرين يومٌ واحد كان غاوياً
وحفر لأخيه مغوّاةً إذا ورّطه.
غ ي ب
أنا معكم لا أغاييكم؛ وأراهم يتشاهدون مرةً ويتغايبون أخرى. وأوحشتني غيبة فلان، وقد أطلت غيبتك، وفلان حسن المحضر والمغيب. ولقيته عند غيبوبة الشمس. وتكلّم بذلك عن ظهر الغيب. وسمعت صوتاً من وراء الغيب أي من موضع لا أراه. وشربت الدابة حتى وارت غيوب كلاها وهي هزومها، جمع غيب وهي الخمصة التي في موضع الكلية " وألقوه في غيابة الجب " وهي قعره، وكلّ ما غيّب شيئاً فهو غيابة. ووقعوا في غيابة من الأرض أي في هبطة. وكأنه ليث غابة، وهو من ليوث الغاب.
ومن المجاز: أتونا في غابة أي في رماح كثيرة كالشجراء الملتفة. وفي الحديث " فتسيرون إليهم في ثمانين غابة تحت كلّ غابة اثنا عشر ألفاً ".
غ ي ث
غاثهم الله، وأرض مغيثة، وغثنا ما شئنا، وسقط الغيث في أرض بني فلان. ووقعنا على غيث يقيد الماشية أي على كلإٍ.
غ ي د
امرأة غيداء، وغادة: ناعمة، وتقول: نساء جيدٌ غيد، يوم لقائهنّ عيد. ونبات أغيد: ناعم. وهم من النعاس غيدٌ: ميل الأعناق. وهو يتغايد في مشيته: يتمايل.
غ ي ر
غار على أهله من فلان، وأنا أغار عليها من ظلّها ومن شعارها، وفلان لا يتغيّر على ارمأته أي لا يغار. وأغار أهله، ورجل وامرأة غيور، ورجال ونساء غيرٌ وغيارَى. قال الفرزدق:
عصوا بالسيوف المشرفيّة فيهم ... غيارى وألقوا كلّ جفن ومحمل
والدهر ذو غيرٍ. وشكوت إلى فلان فما كان عنده غير أي تغيير. وقبلوا الغير أي الدية وجمعه أغيار، وقيل: هو جمع، والواحد: غيرةٌ. وفي الحديث " إلا الغير تريد ". وقال:
لنجدعنّ بأيدينا أنوفكم ... بني أميمة إن لم تقبلوا الغيرا(1/717)
وغيّرت السلطان: أعطيته الدية. وغايرته بسلعتي: بادلته. وأعلم اليهوديّ بالغيار. ويقول السّفر: غيّروا يا قوم أي قفوا حتى تسووا رحالكم وتغيّروها. قال:
جدّي فما أنت بأرض تغيير ... واعترفي لدلج وتهجير
وتقول: جدّوا في المسير، ما لهم تغوير ولا تغيير.
ومن المجاز: جاء بينات غيرٍ أي بأكاذيب. أنشد ابن الأعرابي:
إذا ما جئت جاء بنات غيرٍ ... وإن ولّيت أسرعن الذهابا
غ ي ض
غاض ماء الركيّة، وغاضه الله، " وغيض الماء ". وغيض دمعه فانهل، وهو مغيض الماء.
ومن المجاز: غاض الكرام غيضاً، وفاض اللئام فيضاً. وأعطاه غيضاً من فيض أي قليلاً من كثير.
غ ي ظ
فلان يغيظني ويغايظني، واغتاظ على صاحبه وتغيّظ، وهو مغيظٌ محنق. قال:
متى ترد الشفاء لكلّ غيظ ... تكن مما يغيظك في ازدياد
ومن المجاز: البرمة حليمة مغتاظة. وتغيّظت الهاجرة. وفلان يغايظ صاحبه في العمل أي يباريه ويغالبه.
غ ي ل
ساعدٌ غيلٌ ومغتال: ريّان. وهذا الصبي أفسدته الغيلة وهي إرضاعه على حبلٍ. وقد أغالته وأغيلته، وصبيّ مغال ومغيلٌ. وقالت امرأة: ما سقيته غيلاً، ولا حرمته قيلاً. وتقول: إذا أرضعت ولدك غيله، فكأنما قتلته غيله. وتغيل الأسد الشجر: دخله واتخذه غيلاً.
غ ي م
أغامت السماء وتغيمت وغيّمت. وتقول: هو كالسماء غيّمت فديّمت. وفلان عيمان غيمان. قال مالك بن نويرة:
لعمري إني وابن جارود كالذي ... أراق شعيب الماء والآل يبرق
فلما بغاه خيّب الله سعيه ... فأمسى يغضّ الطرف غيمان يشهق
وفي الحديث: أنه كان يتعوّذ من العيمة والغيمة والأيمة. ويقولون: أفاق غيم الإبل إذا ذهب عطشها، ورجعت من الورد بغيمها إذا لم ترو.
ومن المجاز: غيّم علينا الليل إذا أظلم.
غ ي ي
تقول: أنت بعيد الغاي في صواب الرّاي، ومن شأن السبق بعد الغاي، جمع: غاية. وأظلّتني هموم كأنها غياية وهي كلّ ما أظلّك من غمامة أو عجاجة أو نحوهما. وفي الحديث: " تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان " ومنها: غايوا فوق رأسه بالسيوف(1/718)
مغاياة. وتغايا عليه الطير إذا رنّقت فوقه. وتقول: بلّغك الله في العلم والعمل الغايتين، وأظلك يوم الدين بظل الغيايتين. واجتمع تحت غايته كذا ألفاً أي تحت رايته.(1/719)
كتاب الفاء
ف أد
رجل مفؤود: مصاب الفؤاد، وقد فئد، وفأده الفزع، وفأدت الظبي: رميته فأصبت فؤاده. وتقول: فلان إن أبصرت زاده فمزؤود، وإن مررت بمفتأده فمفؤود. والمفتأد: موقد النار للشواء. وافتأدوا: أوقدوا ناراً ليشتووا.
ف أر
كتب إليه في مثل أذن الفأرة. وتقول: نزلت في دار قليلة خير الجيران، كثيرة شرّ الفيران. وهذه أرض مفأرة، وقد فئرت أرض فارس، وسممت يده فكأنها يد عطّارة ذبحت فارةً.
ف أس
أحكم فأمسك فقد أرادت النصول. وتقول: فلان يلوك لسانه في الكلام، كما يعلك الفرس فأس اللجام وهي الحديدة القائمة في الحنك. وتقول: صلقه على مؤخّر رأسه، حتى فلق فأسه بفأسه، أي مؤخّر قمحدوته.
ف أف أ
رجل فأفاء وهو الذي يتردّد في كلامه بالفاء، وقد فأفأ في كلامه فأفأةً.
ف أل
تفّأل به وتفاءل. وفي الحديث " أحسن الطّيرة الفأل " وهو أن يسمع الكلمة الطيّبة فيتيّمن بها، وتقول العرب: لا فأل عليك. وتقول: دون الغيب أقفال، لا يفتحها الزجر والفال.
ف أم
رأيت معه فئاما من الناس وهي الجماعة الكثيرة، وتقول: بنو فلان فئام، إلا أنهم لئام. ودخلت عليه وعنده فئام قيام.
ف أ
وتقول: رأيت منهم فئة، عددهم مائة.
ف ت أ
" تفتؤ تذكر يوسف ". قال أوس ابن حجر:
وما فتئت خيل تثوب وتدّعي ... ويلحق منها لاحق وتقطّع
وروي بالثاء.
ف ت ت
فتّ الخبز وفتّته وهو أن يكسره بأصابعه حتى يتركه دقاقاً. ونزلت بفلان فسقاني الفتيت والفتوت وهو الخبز المفتوت كالسّويق. ونثرن في ملاعبهنّ فتات المسك وهو كسارته وسقاطته، وكذلك فتات الخبز وفتات العهن. قال زهير:
كأن فتات العهن في كلّ منزل ... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم
وفي المثل " كفّا مطلّقة تفتّ اليرمع " وهذا مما يفتّ كبدي. وفتّ في عضده إذا كسر قوته وفرّق عنه أعوانه. وفلان لا يساوي فتّةً وهي البعرة التي(2/3)
تفتّ فتوضع تحت الزنّدة. ومالك تفتفت إلى فلان؟ أي تسارّه. وما هذه الدندنة والفتفتة؟.
ف ت ح
جاء بستفتح الباب. وفلان لا تفتح العين على مثله. وتقول: فناء الله فمح، وباب الله فتح.
ومن المجاز: فتح على فلان إذا جدّ وأقبلت عليه الدنيا. وفتح الله عليه: نصره. وأنا أستفتح الله للمسلمين على الكفار. وفتح الله عليهم فتوحاً كثيرة إذا مطرهم أمطاراً. وأصابت الأرض فتوح. ويوم منفتح بالماء: منبعق به. وفتح المسلمون دار الكفر. وفتح على القارئ. وإذا استفتحك الإمام فافتح عليه. وفتح الحاكم بينهم. وما أحسن فتاحته أي حكومته. قال:
ألا أبلغ بني وهبٍ رسولا ... بأني عن فتاحتكم غنيّ
وبينهم فتاحات أي خصومات. وفلان وُلّيَ الفتاحة بالكسر وهي ولاية القضاء. وفاتحه: حاكمه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما كنت أدري ما قوله تعالى: " ربّنا افتح بيننا وبين قومنا " حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. وقالت أعرابية لزوجها: بيني وبينك الفتّاح. وافتح سرّك عليّ ولا تفتحه على فلانٍ. وقرأ فاتحة السورة وخاتمتها. وفواتح السور وخواتمها. وافتتح الصلاة. وما أحسن ما افتتح عامنا به إذا ظهرت أمارات الخصب. وهذا وقت افتتاح الخراج ومفتتح الخراج. وفاتحته بالكتاب. والملوك لا تفاتح بالكلام. وسقى أرضه فتحاً. وناقةٌ فتوحٌ. واسعة الإحليل، ونوق فتح.
ف ت خ
فتخ المتشهّد أصابعه إذا ليّنها وغمز مفاصلها إلى باطن القدم، من العقاب الفتخاء، وفتخها: لين جناحها، وتقول: في أصابعها فتخ أي لين، أو جمع: فتخة وهي الخاتم بلا فص. وتفتخت المرأة، وخرجت متفتخة، وكانت نساء العرب يتفتّخن في أصابعهنّ العشر. وظبيٌ أفتخ الطرف: فاتره. وناقة فتخاء الأخلاف إذا كانت مرتفعة إلى بطنها. والضفادع فتخ الأرجل.
ف ت ر
أجد في نفسي فترة وفتوراً إذا سكن عن حدّته ولان بعد شدّته. وتقول: فلان علته كبره، وعرته فتره.
ومن المجاز: فتر البرد والماء الحار، وكان الماء حاراً ففترته. وفتر العامل عن عمله: قصر فيه. وفتّره غيره. وفتر السحاب إذا تحيّر لا يسير وتهيّأ للمطر. قال ابن مقبل:
تأمّل خليلي هل ترى ضوء بارق ... يمانٍ مرته ريح نجد ففتّرا
وامرأة فاترة الطرف، وفتّرت من بصرها. قال ذو الرمة:
تبسّمن عن غرّ الأقاحيّ في الثّرى ... وفتّرن من أبصار مضروجةٍ نجل(2/4)
واستفتر الفرس: استجمّ. ويقال: فترت الشيء بفتري، كما يقال: شبرته بشبري. وتقول: الشمس لا تستر بأستار، والأرض لا تفتر بأفتار.
ف ت ش
تقول: فتّش ولا تفتّش أي لا تسترخ، من فتّش في الأمر وفنّش إذا استرخى ولم يجدّ.
ف ت ق
" كانتا رتقاً ففتقناهما "، وأسأت الخياطة فافتقها.
ومن المجاز: كرهت أن أفتق عليك فتقاً لا ترتقه أبداً. وانظر إلى فتق الفجر وهو انشقاقه. قال ذو الرمة:
وقد لاح للساري الذي كمّل السّري ... على أخريات الليل فتقٌ مشهر
وأفتق قرن الشمس فطلع أي وجد فتقاً من السحاب قال ذو الرمة:
تريك بياض لبّتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق ثم زالا
وأفتق علينا القمر فأبصرنا الطريق. والعجين لا يربو إلا بالفتاق وهو الخميرة لأنه ينفخه ويفتقه، وفتقت المرأة العجين: جعلته فيه. وفي الحديث " يسأل الرجل في الجائحة والفتق " وهو الجدب والخلل في العيش. وقد أفتق القوم وأسنتوا. وأقبلت أعوام الفتق وهو الخصب لأنه يفتق المواشي سمناً. قال رؤبة:
لم ترج رسلاً بعد أعوام الفتق
وناقة فتيق: سمينة. وقد أفتق القوم وأخصبوا. ورعت الأبل فتفتّقت خواصرها أي استعت. وتقول: تفتق باللحم، حتى تفتّق بالشحم. وتفتقت فلانة بالكلام وهي فتق. ورجل فتيق اللسان. وسيف فتيق الغرارين: ماضٍ كأنه يفتق ما أصابه وهو فعيل بمعنى فاعل على تقيدر فتق كشديد. وفتق الطّيب: خلطه فهو مفتوق. ومالك لا تفتق الشعر تفتيقاً؟ وهو تلخيصه وبيان معانيه، وتقول للشّاعر: فتق، ولا تشقق.
ف ت ك
تقول: رجل فاتك، وسيف باتك؛ وهو القاتل على غرّة. قال المخبل:
وإذ فتك النعمان بالناس محرماً ... فملئ من عوف ين كعب سلاسله
وتقول: أقدم فلان إقادامه متفتّك، واقتحم اقتحامه متهوك.
ومن المجاز: حيّة فاتكة اللسع. أنشد أبو عبيد:
قرى السم حتى انماز فروة رأسه ... من الصم صلٌّ فاتك اللسع مارده
وفلان فاتك القلب إذا كان جرياً ماضياً.(2/5)
قال:
وأمضى على هول إذا ما تهزهزت ... من الخوف أحشاء القلوب الفواتك
وهذه إنسانة فاتكة: ماجنة، وقد فتكت. وفتك في الأمر فتكاً، وما أفتكه وهو اللجاج. قال:
قد فتكت في كذب ولطّ
وفتك في صناعته: مهر فيها، وفاتك صاحبه: ماهره. وفاتك التاجر البيع: اشتط في سومه. قال الحطيئة:
كأن سليطاً نشرت فيه بزّها ... بروداً ورقماً فاتك البيع تاجره
وفاتك الإبل الحمض إذا لم ترع معه عقبة من الخلة.
ف ت ل
تقول: بنو فلان قوم فتل، يذهب في جراحتهم الزيت والفتل. قال الأعشى:
هل ينتهون ولن ينهي ذوي شطط ... كالطّعن يذهب فيه الزّيت والفتل
ومن المجاز: رجل مفتول السّاعد أنه فتل فتلاً لقوته. وناقة فتلاء الذراعين، وفي ذراعيها فتلٌ وهو تباعدهما عن الجنبين كأنهما فتلا عنهما. وما يغني عنك فتيلاً وفتلةً. " وفتل منه في الذروة والغارب ". وجاء فلان وقد فتلت ذؤابته أي خدع وصرف عن رأيه. وفتلته عن حاجته: صرفته فانفتل. وانفتل عن الصلاة.
ف ت ن
أعوذ بالله من الفتّان وهو الشيطان، واستغوتهم الفتّان أي الشياطين. وهو مفتون بالدنيا ومفتَتَن ومفتَتِن، وقد فتنته الدنيا وأفتنته. وبينهم فتنة أي حرب. وبو ثقيف يتفاتنون أبداً أي يتحاربون. ودينار مفتون: فتن بالنار، وكلّ شيء أدخل النار فقد فتن. قال الحارثي:
تثعلبت لي أن خلتني بك واقعاً ... وقد يفتن المكواة والعير يضرط
والناس عبيد الفتانين وهما الدرهم والدينار. وفي الحدث " ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء ": أراد فتنة السيف وفتنة النساء. وتقول: إن كنت من أهل الفطن، فلا تدر حول الفتن.
ف ت ي
هذا فتي بيّن الفتوة وهي الحرية والكرم. قال عبد الرحمن بن حسان:
إن الفتى لفتى المكارم والعلى ... ليس الفتى بمغملج الصبيان
وقال آخر:
يا عزّ هل لك في شيخ فتًى أبداً ... وقد يكون شبابٌ غير فتيان(2/6)
وتقول العرب: فتًى من صفته كيت وكيت من غير تمييز بين الشيخ والشاب، وهذا فتًى بيّن الفتاء وهو طراءة السنّ. قال:
إذا عاش الفتى مائتين عاماً ... فقد ذهب البشاشة والفتاء
وهذا ثور فتي وهذه بقرة فتية: بيّنا الفتاء. وهما فتاي وفتاتي أي غلامي وجاريتي، وسئل أبو يوسف عمن قال: أنا فتى فلانٍ فقال: هو إقرار منه بالرق. " وقال لفتيته " و" لفتيانه ". قال قتادة: لغلمانه. وفتّيت بنت فلان: منعت من الخروج وسترت وهي صغيرة وألحقت بالفتيات، وتفتت هي. وأبرد من شيخ يتفتّى أي يتشبّه بالفتيان. وتقول: هؤلاء فتوٌّ ما فيهم فتوة وهو جمع: فتًى. قال:
وفتوّ هجّروا ثم أروا ... ليلهم حتى إذا انجاب حلواً
وفلان من أهل الفتوى والفتيا. وتعالوا ففاتونا. وتفاتوا إليه: تحاكموا. قال الطّرمّاح:
هلمّ إلى قضاة الغوث فاسأل ... برهطك والبيان لدى القضاة
أنخ بفناء أشدق من عديّ ... ومن جرمٍ وهم أهل التّفاتي
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فبتّ أفاتيها فلا هي ترعوي ... بجود ولا تبدي إباءً فتبخلا
أي أسائلها.
ومن المجاز: " لا أفعل ذلك ماكر الفتيان ". قال:
غدا فتياً دهرٍ وراحا عليهم ... نهار وليل يلحقان التواليا
وهذا كقلوهم: الجديدان. وتقول: بارك الله في فتوتك وفتائك، وأدام مادام الفتيان بركة إفتائك. وأقمت عنده فتًى من نهار أي صدرا منه. قال:
فما لبثوا إلا فتًى من نهارهم ... مماصعةً حتى أبارهم القتل
وشرب فلان بالفتيِّ وهو قدح الشطّار سمّي(2/7)
لصغره، ويجوز أن يقال في الغمر: هو من الصبيّ الغمر. وأفتى الرجل: شرب به. وتقول: فلان يظل مفتياً، ويبيت مفتياً.
ف ث أ
غلت برمتكم ففثأتها أي سكّنت غليانها.
ومن المجاز: فثأت غضبه، وكان فلان مغتاظاً عليك ففثأته عنك، وفي المثل " إن الرثيئة مما يفثأ الغضب " وتقول: أطفأ فلان النائره، وفتأ القدور الفائره. قال:
تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنّا إذا حميها غلا
وما فثأك عنّا؟: ما حبسك. وفثأته عن رأيه: صرفته. وفثأت الشمس من برد الماء: كسرت منه. ولقد نويتم المسير ثم أقمتم عنه وأفثأتم. وأطبقت السماء ثم أفثأت أي أجهت. وما يفثؤ يفعل كذا بمعنى التاء.
ف ث ر
فلان واسع الفاثور وهو الخوان من رخام وقيل من فضة أو ذهب وهو عند العامّة: الطشتخان. وتقول: إذا جاء الضيف فتلقّه بالفاثور، ولا تُلقه في العاثور. ويقال: هم على فاثور واحد أي على بساط واحد.
ومن المجاز: قول الأغلب:
إذا انجلى فاثور عين الشمس
شبّه قرصها بالفاثور.
ف ج أ
جاءنا فلان فجأةً ومفاجأة. وفاجأه الأمر وفجئه. وأعوذ بالله من موت الفجاءة، ومن حرق الفجاءه.
ف ج ج
مشى فلان مفاجاً: مفرّجاً بين رجليه. وفي أحاجيهم: ما شيء يفاجّ ولا يبول؟ هو المنضدة شيء كالسرير له أربع قوائم يضعون عليه نضدهم. وتفاجّت الناقة للحلب. وانفجت القوس: بان وترها عن كبدها فهي منفجّة وفجّاء. ويقال: فجواء من الفجوة أو كشجرة قنواء. وبطيخة فجّة وبها فجاجة. وتقول: قطعوا سبلاً فجاجاً، حتى أتوك حجّاجاً.
ف ج ر
ركب فلان فجرةً عظيمة. وهو من أهل الفجر لا من أهل الفجور وهو الكرم والتفجر بالخير والمعروف. وفجر الماء في أرضه: فتحه: وتبطّح السيل في مفاجر الوادي ومرافضه وهي المواضع التي ترفض إليها السيل. وفجر الله الفجر: أظهره فانفجر. وتقول: ما حدث من هؤلاء الفجّار، لم يعشر ما كان يوم الفجار؛ وهو يوم للعرب بعكاظ تفاجروا فيه واستحلّوا كلّ حرمة. وهذا كلام افتجره فلان أي اختلقه.
ومن المجاز: انفجر عليهم العدوّ إذا جاءهم بغتة بكثرة. وانفجرت عليهم الدواهي. وفجر الراكب عن السرج: مال عنه. وسرنا في منفجر الرملة.
ف ج ع
فجعه ما أصابه وفجعه، وهو مفجوع به ومفجّع، وفجع بماله وولده، ونزلت بهم فجيعة وفاجعة، ونزلت بهم فجائع وفواجع. وأنا على فلان متفجّع. وتقول: الدهر فاجيء بالشر فاجع، واهب في هبته راجع.
ف ج
و" وهم في فجوة منه " وهي المتسع،(2/8)
وفي الحديث " لا تصلّينّ وبينك وبين القبلة فجوة " ويقال ما أدار أحد في فجوة فيه لساناً أفصح من لسانه. وفجوة الدار: ساحتها. وتقول: سلكوا الفج العميق إلى فجوتك، وما عاقهم بعد الشقة عن عقوتك.
ف ح ث
يقال للأكول إذا شبع: ملأ أفحاثه.
ف ح ح
كأن نشيج النواعي، فحيح الأفاعي.
ف ح ش
أفحش فلان في كلامه وفحش وتفحش، وهو فحّاش. وتفاحش الأمر: تزايد في القبح. قال أبو ذؤيب:
ضرائر حرميٍّ تفاحش غارها
أي غيرتها. وفلان فاحش أي بخيل، ومنه: " ويأمركم بالفحشاء ".
ف ح ص
المطر يفحص الحصى إذا قلبه ونحّى بعضه من بعض. والقطاة تفحص التراب إذا اتخذت فيه أفحوصاً. ولهم بيوت كأفاحيص القطا ومفاحصها. وما أملح فحصة هذا الصبيّ وهي نقرة ذقنه.
ومن المجاز: عليك بالفحص عن سرّ هذا الحديث. وفلان بحّاث عن الأسرار فحّاص عنها. واعلموا أن عند الله مسألةً فاحصةً.
ف ح ل
هو فحل بيّن الفحالة والفحولة والفحلة. وقيل لجحا: على من فحالتك؟ قال: على أمّي وأخيّاتي: يضرب فيمن قوّته على الضعيف. وفحلت إبلي فهي مفحولة أي جعلتها ذات فحل وأرسلته فيها. قال زميل بن أمّ دينار:
بنات ربائط من عهد قيس ... فحلناهنّ أعوج والصريحا
وأفحلتك فحلا كريماً ليضرب في إبلك. وكان شدقم وجديل فحلين فحيلين أي مختارين منجبين. قال الراعي:
كانت نجائب منذر ومحرّق ... أماتهنّ وطرقهن فحيلا
وفحول بني فلان وفحاحيلهم مباركة وهي ذكور النخل، وإذا كان الفحّال في علاوة الريح والنخلة في سفالتها ألقحها. قال:
تأبّري من حنذٍ فشولي ... إذ ضنّ أهل النخل بالفحول
وقيل للحصير: الفحل: لأنه يعمل من خوصه.
ومن المجاز: هو من فحولة الشّعر، وهذه قصيدة علقمة الفحل، وجرير والفرزدق فحلاً مضر. ومن الشجر ما يتفحّل أي يتعقّر: يصير عاقراً لا يحمل كما لا يحمل الذكر. وتفحّلَ لعمر رضي الله تعالى عنه أمراء الشام: تكلّفوا له الفحولة في الملبس(2/9)
والمطعم فخشّنوهما. واستفحل الأمر: تفاقم. قال:
نفحلها البيض القليلات الطبع
أي نجعل السيوف فحولها. ويقال: أما ترى الفحل كيف يزهر؟: يراد سهيل شبّه في اعتزاله الكواكب بالفحل إذا اعتزل الشّول بعد ضرابه. قال ذو الرمة:
وقد لاح للساري سهيل كأنه ... قريع هجانٍ عارض الشّول جافر
ف ح م
كأنهما فحمة في رأسها نار وهيسوداء بخمار أحمر. وأتيته قبل فحمة العشاء وهي ظلمته، وأفحمنا: دخلنا فيها كأعتمنا. وفحّموا عنكم من الليل وأفحموا اي لا تسيروا في أوّله حتى تذهب الفحمة. وشعر فاحم. وفحّموا وجهه: سخّموه. وبكى الصبيّ حتى فحم أي انقطع نفسه واربدّ وجهه، وأفحمه البكاء، ومنه: خاصمني فأفحمته. وفلان مفحم. وتقول: هذا كلام مسدًى ملحم، كل فصيح به مفحم. وهاجيناكم، فما أفحمناكم؛ أي ما وجدناكم مفحمين.
ف ح
وأكثر أفحاء قدرك أي أبازيرها. قال حاتم:
تدق لك الأفحاء في كل منزل
الواحد: فحاً وفحاً كمعًى وقفاً. وفحّ قدرك وقزحها وتوبلها. وأنشد الأصمعيّ:
كأنما يبردن بالغبوق ... كيل مدادٍ من فحا مدقوق
يعني أن هذه الإبل تصدق الشرب كأنها اغتبقت الفحا فألهب أجوافها عطشاً وهو من الواو مقلوب من تركيب الفوح بدليل قول إياس بن سهم الهذليّ:
محت فصدّقنا حتى خلطته ... بفحواء من مقّار صابٍ وحنظل
أي بذات أفحاء مرة، ومنه قولهم: عرفت ذلك في فحوى كلامه، وبالمذ أي فيما تنسمت من مراده بما تكلم به، وفاحيته: خاطبته ففهمت مراده ونحوها: اللّحن.
ف خ ت
" أكذب من فاختة ". وتقول: له حديث كرياض القطا، لولا أن الفواخت عنده قطا. وهو يتفخّت أي يتكذّب. وتفختت المرأة: مشت مشية الفاختة. وجلسنا في الفخت أي في ضوء القمر. وتقول: للسمر بأخبار أهل البخت، جلوس الفقراء في الفخت.
ف خ خ(2/10)
نام حتى سمعت فخيخه أي غطيطه، وهو ينام الفخّة أي نومة الغداة، ويقيل: نومة التعب.
ومن المجاز: وثب فلان من فخّ إبليس إذا تاب.
ف خ ذ
فخذ الرجل: كسرت فخذه فهو مفخوذ.
ومن المجاز: هذا فخذي بالتذكير أي أدنى عشيرتي. وفلان من فخذ من أفخاذ بني تميم، وفخّذ قبيلته: جعلهم فخذاً فخذاً. وفخذت بني فلان فلم أرَ عندهم خيراً أي أتيتهم فخذاً فخذاً فسألتهم في حمالة أو غيرها. ولما أنزل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله تعالى: " وأنذر عشيرتك الأقربين " بات يفخّذ عشيرته أي يدعوهم فخذاً فخذاً.
ف خ ر
تفاخرت أنا وصاحبي إلى فلان فأفخرني عليه. وأفخر اليوم فلان على فلان أي فضّل. وعن أبي زيد: فخرته على صاحبه فخرا: فضلته. وهو فخيرك أي مفاخرك. وتقول: جاء فلان فخيراً، ثم رجع أخيراً.
ومن المجاز: ثوب فاخر: رفيع. ورطب فاخر: كبير ضخم. وتقول: إذا قلّ التمر جاء فاخراً. وقال الراعي:
كأن بقايا الجيش جيش ابن باعج ... أطاف يركن من عماية فاخر
أراد ابن بعّاج الكلبيّ قاتل بني نمير في أيام ابن الزبير. وقال زهير:
فاغتمّ وافتخرت زواخره ... بتهاولٍ كتهاول الرقم
ما زخر منه أي طال وارتفع، والتهاول: التهاويل وهي الألوان المختلفة.
ف خ م
فلان معظّم، في قومه مفخّم؛ وهذا مما يزيدك فخامة، وإن فعلت كذا فخمت في عيون الناس، وما أفخم شأنه، وكلام فخمٌ: جزل. وبنو تميم يميلون، وأما أهل الحجاز فلغتهم التفخيم.
ف د ح
عالني الأمر وفحدحني: أثقلني. ونزل بهم خطب فادح. وركب فلاناً دينٌ فادح. وتقول: فدحت ظهره الفوادح، وقدحت في ساقه القوادح. واستفدح الأمر: استثقله. " وعلى المسلمين أن لا يتركوا مقدوحاً في فداء أو عقل ".
ف د ف د
قطعنا كلّ غائط وفدفدٍ حتى أتيناك وهي الأرض المرتفعة ذات الحصى. قال:
قلائص إذا علون فدفدا ... رمين بالطرف النجاد الأبعدا
وتقول الأرض للميّت: " ربما مشيت عليّ فدّاداً " من الفديد وهو الجلبة، ومنه قيل للضفدع: الفدّادة لنقيقها. والقدّادون: الفلاحة لصياحه في حروثهم. وتقول: من صحب الفدادين والفدّادين، فلا دنيا له ولا دين. والفدّان اسم لثوري الحراثة.
ف د ر(2/11)
فحل فادر: فاتر عن الضراب. وأهديت لي فدرةً من لحم وهي القطعة المطبوخة الباردة. وتقول للقطعة من الجبل: الفدرة. وضربت الحجر فتفدّر.
ف د ع
كلّ ظليم أفدع، وكأنهم الضراغمة الفدع وهو اعوجاج في الرسغ، وأمة فدعاء: اعوجّت يدها من العمل. واستعرض رجل عبداً فرأى به فدعاً فأعرض عنه فقال له العبد: خذ الأفدع، وإلا فدع؛ فاشتراه.
ف د م
هو فدمٌ بين الفدامة وهي البلادة والعيّ. وخبز فدمٌ: غليظ. وتقول: فلان من فرط الفدامة، كأن على فه فدّامه؛ وهي ما يشدّه الساقي على فيه. قال:
كأنّ ذا فدّاة منطّفاً ... قطّف من أعنابه ما قطّفا
وإبريق مفدّم ومفدوم: على رأسه فدام وهو ما يشدّ به من ليف أو غيره.
ف د ن
جاؤا بجمال كأنها أفدان أي قصور. قال القطاميّ:
فلما أن جرى سمنٌ عليها ... كما بطّنت بالفدن السيّاعا
وتقول: لولا الفدّان، لم تبن الأفدان.
ومن المجاز: جمل مفدّن، وقد فدّنه الرعي تفيديناً أي سمّه وصيّره كالفدن.
ف د ي
فدت الأسير وافتديته وفاديته، وافتديت أنا منه، وبذلت له الفدية فلم تقبل وهي اسم ما يفدى منه. وفدّيته تفدية: قلت له: جعلت فداك.
ومن المجاز: تفادى منهخ: تحاماه. قال ذو الرمّة:
تفادى الأسود الغلب منه تفاديا
ف ر أ
" كلّ الصيد في جوف الفرا " هو حمار الوحش. وتقول: هو فرأ المصيده، وبينت القصيدة؛ وجمعه: فراء. قال مالك بن زغبة:
بضربٍ كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها
ومن المجاز: قولهم: " فرأ ما يقاتل ": للجبان لأن العير موصوف بالحذر والفزع، ألا ترى إلى قوله:
إذا غضبوا عليّ وأشقدوني ... وصرت كأنني فرأ مثار
ف ر ث(2/12)
عطشوا حتى اعتصروا الفرث، ولا بدّ للحروث، من الفروث.
ومن المجاز: نزلنا به ففرث لنا جلّته أي نثرها وأصله: فعل الجزار بالبطون، ومنه: ضربه ففرث كبده، وانفرثت كبده. وشدّ عليهم فتفرّثوا أي تفرّقوا.
ف ر ج
لكلّ غمّ فرجة أي كشفة. قال:
ربما تكره النفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال
يقال: فرّج الله غمّه فانفرج، والله فارج الغموم. قال:
يا فارج الكرب مسدولاً عساكره ... كما يفرّج غم الظلمة الفلق
وفرج الباب: فتحه. وأنشد سيبويه:
الفارجي باب الأمير المبهم
ومكان فرج: فيه تفرّج. وملأ فروج دابته إذا أحضره وهو ما بين قوائمه. وكلّ فرجة بين شيئين فهو فرج. قال الأخطل:
إذا طعنت ريح الصبا في فروجه ... تحلّب ريّان الأسافل أنجل
واسع مخرج الماء.
وقال آخر:
كأن هزيز الريح بين فروجه ... أحاديث جنّ زرن جنّا بجبيهما
وهو مكان تنسب إليه الجنّ بناحية الغور. والريح تعصف بين فروج الجبال. والكرم في أثناء حلته وفروج درعه. وخضت إليه فروح الظلام قال الفرزدق:
نخوض فروجه حتى أتينا ... على بعد المناخ من المزار
وفلان يسدّ به الفرج أي يحمى به الثغر. وأمّر على الفرجين وهما السند وخراسان. وأفرج القوم عن قتيل. وتسابقا فأفرج الغبار عن سابق وسكيت، كما يقال: أجلى. وما لهذا الأمر مفارج ولا مطالع أي مخارج. وجاء رجل ففرّج بيني وبين فلان فأوسعنا له. ولا تفش سرك إليه فإنه فرجٌ: لا يكتم سراً. ولا تنظر إليه فإنه فرجٌ أي لا يزال يبدو فرجه. ودجاجة مفرجة: ذات فراريج. وبيضة مفرجة ومفرخة من الفرّوج والفرخ. وجاؤا وعليهم فراريج وهي الأقبية المشقوقة من وراء. وعن عقبة بن عامر: صلّى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(2/13)
وعليه فرّوج من حرير.
ف ر ح
لك عندي فرحةٌ أي بشرى، وفلان إن مسّه خير فمفراح وفرحان، وتقول: أفرحتني الدنيا ثم أفرحتني أي سرّتني ثم غمّتني، والهمزة: للسلب. أنشد ابن الأعرابيّ:
ولما تولّى الجيش قلت ولم أكن ... لأفرحه أبشر بغزوٍ ومغنم
وتقول: المرء دائر بين مفرحين، قاعد بين سلامةٍ وحين.
ف ر خ
أفرخت الحمامة وفرّخت: صارت ذات فرخٍ. وأفرخت البيضة: خرج فرخها. وهم يستفرخون الحمام أي يتخذونه للفراخ.
ومن المجاز: " أفرخ روعك " أي خلا قلبك من الهمّ خلوّ البيضة من الفرخ. قال:
وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة ... من الروع أفرخ أكثر الروع باطله
وهذا ظاهر. وأما أفرخ روعك فيمن رواه بالفتح فوجهه أن يراد زوال ما يتوقّعه المرتاع وإذا زال ذلك انقلب الرّوع أمناً، جعل المتوقع الذي هو متعلق الرّوع من الرّوع بمنزلة الفرخ من البيضة وكثر حتى صار في معنى انكشف. قال ذو الرمة:
وليّ يهذُّ انهزاماً وسطها زعلا ... جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب
وأما " أفرخ القوم بيضتهم " فالبيضة فيه منتصبة على التمييز كقوله تعالى: " إلاّ من سفه نفسه " ومعناه انكشاف أمرهم وظهور سرّهم. ويقال: أفرخ الأمر وفرّخ إذا استبان بعد الاشتباه. وفرّخ الزرع: كثرت فراخه. وفرّخ شجرهم فراخاً كثيرة وهي ما يخرج في أصوله من صغاره. وتقول هذيل: إن لم أفعل كذا فإني فرخٌ: يريد الحفارة. وسمع منهم من يقول لراعيتيه: يا فرختان، يا مملوكتان. وسمعت العرب يقولون: فلان فرخٌ من الفروخ: يريدون ولد زناً. وقالوا: فلان فريخ قومه: للمكرّم منهم، شبّه بفريخٍ في بيت قوم يربونه ويرفرفون عليه وللمعاني منصرفات ومذاهب، ألا تراهم قالوا: " أعز من بيضة البلد " و" أذل من بيضة البلد " حيث كانت(2/14)
عزيزة لترفرف النعامة عليها وحضنها لها، وذليلة لتركها إياها وحضنها أخرى.
ف ر د
هذا شيء فرد وفارد وفريد. وفي الحديث: " لا تمنع سارحتكم ولا تعد فاردتكم " وهي التي أفردتها عن الغنم تحتلبها في بيتك. وظبية فارد: منقطعة عن القطيع. وهو فارد بهذا الأمر أي منفرد به. وفردته فروداً. وبعثوا في حاجتهم راكباً مفرداً: لا ثاني معه. وجاؤا فرادى. وعددت الدراهم أفراداً أي واحداً واحداً. وطلعت أفراد النجوم وهي الدراري. وأفردت الحامل وأتأمت فهي مفرد ومتئم إذا وضعت فرداً واثنين. واستفردت فلاناً: انفردت به، واستفردته فحدّثته بشقوري أي وجدته فرداً لا ثاني معه. واستطرد للقوم فلما استفرد منهم رجلاً رّ عليه فجدّله. واستفرد الغوّاص هذه الدرّة: لم يجد معها أخرى. وفلان يفصّل كلامه تفصيل الفريد وهو الدرّ الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصّلة فالدر فيها فريد والذهب مفرّد، والواحدة فريدة، وقيل: الفريد: الشذر، ويقال لبائعه: الفرّاد، وتقول: كم في تفاصيل المبرّد، من تفصيل فريد ومفرد. وتقول: رب نائل من أخي ذوس، ولعل أخا دوسٍ في الفردوس؛ وهو البستان الواسع الحسن، وجمعه: فراديس، تقول: خرج الناس كراديس، ينزلون الفراديس؛ أي جماعات.
ف ر ر
هو فرّار وفرور وفرورة. وأفررته: حملته على أن يفرّ. وفي الحديث " ما يفرّك إلاّ أن يقال لا إله إلا الله " " وهؤلاء فرّ قريش أفلا أردّ على قريش فرّها؟ ". ويقال: فرّ الجواد عينه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنها لحسنة الفرّة أي الابتسام. وافترت عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها، ومنه سمّي الأسد فرافراً. والفرس يفرفر اللجام ليخلعه عن رأسه.
ومن المجاز: فررت عن الأمر: بحثت عنه، وفرّ عن هذا الأمر، وفرّ فلان عمّا في نفسه، وفلان مفرور ومفرّرٌ: مجرّب. وفرّ الأمر جذعاً إذا عوود من الرأس. وفاررته مفارةً: فتشت عن حاله وفتّش عن حالي. وفرس ذابل الفرير وهي المجمّة من معرفته، استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فرّ الأسنان لأنه يتعرّف بها حال سمنه كما يتعرف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقال: إذا ذبل فريره، وتفلّقت غروره، وبدا حصيره، واسترخت شاكلته؛ الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفؤ فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.
ف ر ز
فرز له من ماله نصيباً وأفرزه، وقد أفرز له نصيب من الدار. وأفرزت فلاناً بشيء إذا أفردته به ولم تشرك معه فيه أحداً. وفرز الشيء من الشيء: فصله. وتكلّم بكلام فارز: فيصلٍ. وفارز شريكه: قاطعه وفارقه، وتفارزا الشركة.
ف ر س
" هما كفرسي رهان ". وتقول: هو(2/15)
فارس ثابت الفراسة، وفارس صائب الفراسة. وقد فرس فلان إذا حذق بأمر الخيل فروسةً وفروسيةً. ويقال لراكب البغل: فارس. قال:
وإني امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون أو فارس البغل
ويقال: ليس بفارس ولكنه يتفرّس. وفرس: صار ذا رأيٍ وعلمٍ بالأمور. وفراستي في فلان الصلاح. قال:
بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ... ولكنني فيما ترى العين فارس
وقال البعيث:
قد اختاره الله العباد لدينه ... على علمه والله بالعبد أفرس
وعن عمر رضي الله عنه: لا تنخعوا ولا تفرسوا ودعوا الذبيحة تجب. والفرس: دقّ العنق، ومنه: الفرس: لدقّه الأرض بحوافره. والفرسة: القرحة التي تخرج بالعنق فتفرسها. تقول: أنزل الله بك الفرسة والفرصة وهي ريح الحدب. وأبو فراسٍ تخيس الفرائس في خيسه وهي كنية الأسد. وتقول: في بني تميم فوارس، كأنهم الليوث الفوارس. ولا بدّ لحبلك من فريس وهي الحلقة من العود في رأسه. قال:
فإن تكن الرّشا مائتين باعاً ... فإن ممرّ ذلك في الفريس
وطويت إليه فراسخ. وقال الفرزدق:
وقد ينبح الكلب النجوم ودونه ... فراسخ تنضي الطّرف للمتأمّل
ف ر ش
فرشت له فراشاً، وفرشته إياه وأفرشته. قال الكميت:
كأمّ البيض تلحفه غدافاً ... وتفرشه من الدّمث المهيل
وافترش تحته تراباً أو ثوباً. تقول: كنت أفترش التراب وأتوسد الحجر. وافترش السبع ذراعيه. واجعل على رجلك مفرشةً وهي وطاء يوضع فوق صفّته.
ومن المجاز: فلان متفرّشٌ للناس: يفرش لهم نفسه براً بهم. وفرّش الطائر وتفرّش: رفرف على الشيء باسطاً جناحيه ولم يقع. وفرّش الزرع: انبسط. يقال: فرّخ الزرع وفرّش. وما بالأرض إلا فرشٌ من الشجر وهو الصغار، وإلا فرش من الإبل. وأفرش الشجر: أغصن. ولقي فلاناً فافترشه إذا صرعه وركبه. وافترش أثره إذا بغاه. وافترشتنا السماء: أخذتنا. وجمل مفرّش الظهر: لا سنام له. وأكمة مفترشة الظهر: دكّاء. وافترش لسانه: يتكلّم كيف شاء. وفرشته أمري: بسطته له كلّه. وأفرش صاحبه: اغتابه. وأفرشت في عرضي. وضربته فما أفرشت أن قتلته أي ما(2/16)
أقلعت. وقال:
لم يعد أن أفرش عنه الصقله
فلان كريم المفارش أي النساء. قال أبو كبير:
سجراء نفسي غير جمع أشابةٍ ... حسدٍ ولا هلك المفارش غزّل
ورأيته فراشةً، " وما هو إلا فراشة ": للخفيف الرأس يشبّه بواحدة الفراش وهو مثل في الخفّة والحقارة. وما بقي في الحوض إلا فراشةٌ وهي القليل من الماء.
ف ر ص
أصبت فرصتك، وأيامك فرص. وافترص الأمر. وأنا مفترص للقائك مفترض لزيارتك. وفلان لا يفترص إحسانه وبره لأنه لا يخاف فوته. وأفرصته الفرصة: أمكنته. وجاءت فرصتي من السّقى أي نوبتي. ويقال: إذا جاءت فرصتك من البئر فأدل. قال:
تراها وقد زادت يداها قباضةً ... كأوب يدي ذي الفرصة المتمتح
وهو يفارصني في الماء، وهم يتفارصون الماء. وتقول: فلان إن فاتته الفرصة، أخذته الفرصة. وتقول: فلان إن فقدت فرصته، أرعدت فريصته؛ وهي لحمة في الجنب ترتعد عن الفزعة.
ومن المجاز: بين فكيه مفراص الخفاجيّ وهو ما يفرص به الذهب والفضة. وفلان ضخم الفريص أي جريء شديد.
ف ر ض
فرض الله الصلاة وافترضها. وحقك فرضٌ ومفروض ومفترض. وفرّض الله الفرائض، ومالكم لا تؤدّون فرائض إبلكم؟ وهي حقوق الزكاة. وفلان فرضيّ وفارض وفرّاض: معه علم الفرائض. وقد فرض فراضة فهو فريض. وفرض لفلان في الديوان إذا أثبت رزقه فيه. وأبل إياس بن حصين في قتال الخوارج فقال الحجّاج: افرضوا له في ثلاثمائة فقال إياس:
ما في ثلاث ما يجهّز غازياً ... وما في ثلاث متعة لفقير
فقال: افرضوا له في الشرف ففرضوا له في ألفين. وافترض الجند: ارتزقوا. وعنده مائة من الفرض أي من الجند المفروض لهم، وجمعه به فروض. وما طلبت قرضاً، ولا فرضاً؛ وهو العطاء. قال:
ألا ليس فتى الفتيا ... ن بالرّخص ولا البضّ(2/17)
ولكن مبتنى العرف ... بقرض كان أو فرض
وأوقع الوتر في فرض قوسك وفرضتها وهو الحزّ في سبتها، وفرض قومه، وفرّض قسيّه. قال:
شخت الجزارة في ساقيه تفريض
أي تحزيز. ومكّن الزّند في فرض الزّندةو وهو الثقب الذي يجعل فيه رأسه ثم يفتل عند القدح ويسمّى: اللوكر. وسهم فريض: فرض فوقه. واستقوا من فرضة النهر وهي مشرعته، والجمع: فراضٌ، يقال: سقينا بالفراض. ووسّع فرضة الباب وفرضة الدواة. وبقرة فارض: مسنّة، وقد فرضت فروضاً.
ومن المجاز: لحية فارض: كبيرة ضخمة. تقول: قلّت السعادة في اللحية الفارض، الثقيلة على العوارض. ورجل فارض. قال:
شيّب أصداغي فرأسي أبيض ... محامل فيها رجال فرّض
أي كبار ضخام يثقلون على الرّكاب. وأضمر عليّ ضغينة فارضاً. قال:
يا رب ذي ضغن وضبّ فارض ... له قروء كقروء الحائض
وأبسرت النخلة بسراً فوارض، وهذه بسرة فارض.
ف ر ط
أرسلوا فارطهم وفرطهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ، وقد فرط فروطاً. وفي الحديث " أنا فرطكم على الحوض " وأفرطوه إلى الماء: قدّموه. ووردت قبل فرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الورد. وتفارطت الماء: تبادرته. قال بشر:
يبارين الأسنة مصغيات ... كما يتفارط الثمد الحمام
وقال العمانيّ:
وابن السّقاة إذا الحجيج تفاطوا ... حوضاً بمكة واسع الأركان
وكلّ أمر فلان فرط أي مفرط فيه نجاوز حدّه " وكان أمره فرطاً " وغدير مفرط: ملآن، ولا ألقاه إلا في الفرط أي في الأيام مرّة، وآتيك فرط يوم أو يومين بمعنى بعد. وفرس فرط: سابق، وخيل أفراط. قال لبيد:
ولقد طرقت الحيّ تحمل شكّتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها
ومن المجاز: فرط له ولد سبق إلى الجنّة. وجعله الله لك فرطاً، وافترط فلانٌ أولاداً. وطلعت أفراط(2/18)
الصباح: لتباشيره الأول. قال:
باكرته قبل الغطاط اللغط ... وقبل أفراط الصباح الفرّط
وطلع الفارطان وهما كوكبان أمام بنات نعش. وبدت لنا أفراط المفازة وهي ما استقدم من أعلامها. وأفرطت السحابة بالوسميّ: عجّلت به. وفرط إلينا من فلان خير أو شر. وتفارطته الهموم: لاتزال تأتيه الحين بعد الحين. ونخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا فلان إذا عجل بمكروه. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي، ولا تؤاخذني بسقطاتي؛ أي ما فرط مني.
ف ر ع
الفرع ينبت حوله الغصن. وتقول: بنو هاشم ولدهم أشرف، وفروع الدوحة ظلها أورف.
ومن المجاز: فلان فرع قومه أي شريفهم، وهو من فروعهم. قال الأعشى:
كلا أبويكم كان فرعاً دعامةً ... ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصاً
وفرع فرع أذنه. ونزلوا فرع الوادي أي أعلاه. وأجلست فرع فلان أي فوقه. وامرأة طويلة الفروع وهي الشعر، ولها فرع تطؤه، وتقول: لابدّ للقرعاء، من حسد الفرعاء؛ وهي ذات الفرع. وضربه على فرعي أليتيه وهما المماستان للأرض إذا قعد. وقال الشماخ:
حتى إذا انجرد النسيل وقد بدا ... فرع من الجوزاء لم يتصوب
أراد أولها، ومنه: فرع رأسه بالسيف أو العصا. وجبل فارع: مرتفع، وفرعت الجبل وفيه وتفرّعت: صدعت. قال عبد الله بن عنمة:
كأني غداة الصمد لما دعوته ... تفرّعت حصناً لا يرام ممدّدا
وأفرعت في الوادي وفرّعت: انحدرت. وسمع أعرابي يقول: لقيت فلاناً فارعاً مفرعاً أي صاعداً أنا، منحدراً هو. وفرع قومه وتفرّعهم: علاهم شرفاً مثل تذرّاهم. وتفرّعت في بني فلان: تزوّجت سيّدتهم. قال:
وتفرّعنا من ابني وائل ... هامة العزّ وخرطوم الكرم
وتفرع فلان القوم: ركبهم بالشتم والأذى. وأتِ فرعة من فراع الجبل فانزلها وهي ذروته. وأتيته في فرعة من النهار وهي الصدر. وهو مفترع أبكار المعاني. وهو حسن التفريع للمسائل. وفرع بين المتخاصمين وفرّع إذا فرّق بينهما.
ف ر ع ن
فيه فرعنة. قال:
وقد يكون مرّةً ذا فرعنه
وقد تفرعن علينا فلان، وما هو إلا فرعون من الفراعنة. وتقول: أعوذ بالله من تيه الفراعنه، ومن سفه الفراعنة. وقيل: الفرعون: التمساح بلغة القبط.(2/19)
ومن المجاز: تفرعن النبات إذا طال وقوي.
ف ر غ
هذا إناء ودرهم مفرغٌ ومفرّغ: مصبوب في القالب غير مضروبٍ. و" هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها ". ودلوٌ واسعة الفروغ وهي مفارغ الماء بين العراقي، واحدها فرغٌ، وبه سميَ: فرغاً الدلو وهما كوكبان:
كأن شدقيه إذا تهكّما ... فرغان من غربين قد تخرّما
تهكّم: تغنّى. وقال أمية بن أبي عائذ الهذليّ:
وذكرها فيح نجم الفرو ... غ من صيهب الحرّ برد السمال
وذهب دمه ودماؤهم فرغاً أي هدراً. وقال:
هم الحاملون المحسنون بقومهم ... إذا ما الدماء الفرغ هيب احتمالها
وتقول: اللهم إني أسألك العيش الرافغ، والبال الفارغ. ورأيته بين يديه الماء يغترفه ثم يفترغه أي يفرغه على نفسه.
ومن المجاز: " ربنا أفرغ علينا صبراً ". وهذا كلام فارغ، ولأفرغنّ لك وعيدٌ. وأصابته ضربة ذات فرغٍ: شبهت سعتها بفرغ الدلو وفريغ. وتحته فرس فريغ: وساع. وطريق فريغ: واسع، وفرغ فراغةً. وقد أفرغ عليه ذنوباً إذا ناطقه بما تشوّر منه. وقال الأخطل للشعبي: أنا أستفرغ من إناء واحد وهو يستفرغ من أوعية شتّى: يريد سعة حفظ الشعبي وكثرة ما حار به وتعاظمه. واستفرغ مجهوده. وفرس مستفرغ: لا يدخر من عدوه. قال:
مستفرغ كاهله أشمّ
ف ر ق
بدا المشيب في مفرقه وفرقه، ورأيت وبيص الطّيب في مفارقهم. وفرقت الماشطة رأسها كذا فرقاً. ورأس مفروق. وديك أفرق: انفرقت رعثته. وجمل أفرق: ذو سنامين. ورجل أفرق الأسنان: أفلجها. وناقة فارق: ماخض فارقت الإبل نادّة من وجع المخاض، ونوق فرّق وفوارق ومفاريق، وقد فرقت فروقاً وتشبّه بها السحاب. قال ذو الرمة:
أو مزنة فارق يجلو غواربها ... تبوّج البرق والظلماء علجوم
وفرق لي الطريق فروقاً وانفرق انفراقاً إذا اتجه لك طريقان فاستبان ما يجب سلوكه منهما، وطريق أفرق: بيّن. وضمّ تفاريق متاعه أي ما تفرّق منه. وضرب الله بالحق على لسان الفاروق. وسطع الفرقان أي الصبح. وهذا أبين من فلق الصبح(2/20)
وفرق الصبح. وتقول: سبيل أفرق كأنه الفرق. وهو أسرع من فريق الخيل وهو سابقها فعيل بمعنى مفاعل لأنه إذا سبقها فارقها. وبانت في قذاله فروق من الشّيب أي أوضاحٌ منه. وماله إلا فرق من الغنم وفريقة أي يسير. ورآى أعرابيّ صبياناً فقال: هؤلاء فرق سوء. وما أنت إلا فروقةٌ. وفرقٌ خير من حب أي أن تهاب خير من أن تحبّ. وأفرق المحموم والمجنون، وهو في أفراق من حمّاه.
ومن المجاز: وقفته على مفارق الحديث أي على وجوهه الواضحة.
ف ر ك
فلانة فاركٌ من الفوارك وهي خلاف العروب. وقد فركت زوجها فركاً، نقيض: عشقته عشقاً. وكان امرؤ القيس مفرّكاً. وفاركت صاحبي ففارقته. وهم يعيشون بالفريك وهو الحب المفروك. وقد أفرك زرعهم إذا حان له أن يفرك وهو أن يشتدّ شيأ في سنبله. ولوز فرك: منفرك قشره. وانفركت الوابلة عن صدفة الكتف وهي طرف الكتف كالحقّ يقع فيه رأس العضد الأعلى وهو الوابلة إذا زالت عنه وانخلعت. وتقول: ما انفككت من ودّك، ولا انفركت عن عهدك.
ف ر م
استفرمت المرأة إذا تضيّقت بالفرم، ويقال: أذلّ من فرم الأمة. وفي حديث عبد الملك: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب.
ف ر ن
تقول: أطعمنا الخبز الفرنيّ، والتمر البرنيّ. قال الهذليّ:
نقاتل جوعهم بمكلّلات ... من الفرنيّ يرعبها الجميل
ف ر ن د
السيف بفرنده وإفرنده.
ومن المجاز: القدر بفرندها وهو أبزارها.
ف ر هـ
رجل وجمل فاره. قال:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت ... ولا تراني إلا فاره اللبب
وقيل: لا توصف الخيل بالفراهة. وغلمان فرهٌ وفرهةٌ. وناقة مفرهة: ولدت فرهاً، وقد أفرهت. وفلان يستفره الدواب.
ف ر
ولأسلخنّ فروة رأسك. وفي الحديث: " إن الأمة ألفت فروة رأسها من وراء الجدار " أي تبدّلت وخرجت من غير أن تتلفّع كالحرة. وضربه على أمّ فروته وهي هامته. وتقول: هو فقير(2/21)
وإن كنز الإبريز، ولبس فروة إبرويز، وهي تاجه. وتقول: المفتري لا يجد البرد: تريد لابس الفرو. وقال العجاج:
قلب الخراسانيّ فرو المفتري
وقد افترى فلان فرواً حسناً، وعليه فروة دافئة وهي نحو الجبة. وفلان يفري الفريّ إذا أتى بالعجب. ويقال: قد أفريت وما فريت أي أفسدت وما أصلحت.
ومن المجاز: تفرّى الليل عن بياض النهار. وتفرّت الأرض بالعيون.
ف ز ز
استفزّه الخوف: استخفّه؛ والفز: الخفيف.
ف ز ع
فزعت إليه فأفزعني أي أزال فزعي، وهو مفزع لقومه. وفُزّع عن قلبه: كشفع الفزع عنه. وفلان فزّاعة: يفزع منه الناس كثيراً، ومنه: فزّاعات الزروع.
ف س ح
افسحوا لأخيكم في المجلس، وتفسّحوا له. وأمالك في هذا المكان متفسّحٌ؟. ويقال: له مراح منفسح وهي كناية عن كثرة الإبل. وبنو فلان قد انفسح مراحهم. قال الهذليّ:
سأغنيكم إذا انفسح المراح
وإن فسحت عليّ معاذيرك فهو أوّل مبذول لأقل غلام لك.
ف س خ
فسخ المجبّر يده إذا فك مفصلها، وسقط فانفسخت يده. وتفسّخ الشّعر عن الجلد واللحم عن العظم. وتفسّخت الفأرة في البئر. وتفسّخ فلان تحت العبء الثقيل. ودخل يفسخ ثيابه، وافسخ ثيابك.
ومن المجاز: فسخ البيع، وفاسخه البيع، وتفاسخاه.
ف س د
يقال: ما دأبه غير الفساد في دينه. وهذا الأمر مفسدة له أي فيه فساده. وهم من المفاسد دون الصالح. وتقول: من كثرت مسافده، ظهرت مفاسده. والأمير يستفسد رعيته. وقد تمادى في استفسادهم، وفلان يفاسد رهطه، وقد تفاسدوا.
ف س ر
هذا كلام يحتاج إلى فسرٍ وتفسير، وفسر القرآن وفسّره. ونظر الطبيب في تفسرة المريض وهي ماؤه المستدلّ به على علّته وكذلك كلّ ما ترجم عن حال شيء فهو تفسرته. ويقال: ما استفسرته عن هذا وما تفسرته عنه.
ف س ط
ما لفلان مقدار فسيط وهو القلامة. وأنشد يعقوب:
كأن ابن مزنتها جانحاً ... فسيط لدى الأفق من خنصر
وتقول: ما أرى لفلان باعاً بسيطاً، وما أراه يعطى أحداً فسيطاً. وأمر الأمير بفساطيطه فضربت. ويد الله على الفسطاط وهو الجماعة.
ف س ق
فسق عن أمر الله: خرج. وتقول: كا يزيد فسّيقاً خمّيراً، ولم يكن للمؤمنين أميراً. وفسقت الرّكاب عن قصد السبيل: جارت.(2/22)
قال رؤبة:
يهوين في نجد وغوراً غائراً ... فواسقاً عن قصدها جوائرا
وفسقت الرطبة عن قشرها، والفأرة عن جحرها. وأضرمت الفويسقة على أهل البيت النار وهي الفأرة لعيثها في البيوت. وتعمّم فلان الفاسقيّة وهي ضرب من العمّة.
ف س ك ل
سبقته الفساكل، فأخذته الإاكل. وفسكل فلان: أخر. قال الأخطل:
أجميع قد فسكلت عبداً تابعاً ... فبقيت أنت المفحم المعكوم
ف س ل
هو من أهل السفالة والفسالة وهي الضعف والعجز. وكلّ مسترذل رديء فهو فسل عندهم. يقال: هذا درهم فسل، ودراهم فسول. قال الفرزدق:
فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ... بوكسٍ ولا سوداً تصيح فسولها
وفلان أفسل عليّ دراهمي إذا زيّفها وأرذلها. وسمعت منهم من يقول: الناس قد فسدت نيّاتهم، وفسلت أماناتهم. وهو أهون عندي من الفسالة وهي سحالة الحديد. ولعن رسول الله صلى الله عليه المفسّلة المسوفة وهي التي إذا أرادها الزوج اعتلّت بأنها حائض وتسوّفه لأن ذلك مما يفتّره ويكسر نشاطه. وغرس فلان الفسيل وهو الودي. وتقول: الفحل من الفصيل، والفحّال من الفسيل.
ف س
وتقول: أفحش من فاسيه، كلّ عارية كاسيه؛ وهي الخنفساء والفاسياء مثلها وجمعها فواسٍ، وتقول ما الخنفساء، إلا لخنٌ وفساء؛ وهو النتن.
ف ش ش
لأفشّنّك فشّ الوطب.
ف ش غ
تفشّغ فيك الشيب: تفشّي. قال ابن الرّقاع:
أما ترى شيباً تفشّغ لمّتي ... حتى علا وضحٌ يلوح سوادها
ومنه: الفشّاغ: الذي يلتوي على الشجر.
ف ش ل
دعي إلى القتال ففشل أي جبُنَ وذهبت قوته، وما خلّفه إلا الفشل والخور. وما وجدناه إلا فَشِلاً وفَشْلا بالتخفيف. يقال: إنه لخشلٌ فشلٌ. وعزم على كذا ثم فشل عنه أي نكل عنه ولم يمضه.
ف ش
وأخف سرك واحذر فشوّه. وما فلان إلا واشٍ، خبره في الناس فاشٍ. وفشت عليه ضيعته إذا انتشرت عليه أموره لا يدري بأيّها يبدأ. وتقول: أقلت بيعتك، أفشى الله عليك ضيعتك. وهذا قرطاس يتفشّى فيه المداد. وتفشّى بهم المرض وتفشّاهم.(2/23)
قال:
تفشّى بإخوان الثقات فعمّهم ... وأسكت عنّي المعولات البواكيا
وتفشّت القرحة: اتسعت. وضمّوا فواشيكم ومواشيكم. وقد فشت أنعامهم فشاء، ومشت مشاء: كثرت، وأفشى القوم وأمشوا.
ف ص ح
سقاهم لبناً فصيحاً وهو الذي أخذت رغوته أو ذهب لباؤه وخلص منه، وفصح اللبن وأفصح وفصّح، وأفصحت الشاة: فصح لبنها.
ومن المجاز: سرينا حتى أفصح الصبح، وحتى بدا الصباح المفصح. وهذا يوم مفصح وفصح: لا غيم فيه ولا قرّ. وانتظر نفصح من شتائنا أي نخرج ونتخلّص. وجاء فصح النصارى أي يوم بروزهم إلى معيّدهم. وهذا مفصحهم أي مكان بروزهم. قال ابن هرمة:
نصارى تأجّل في مفصح ... بيداء في يوم سملاجها
تأجل: تصير آجالاً أي جماعات، ويوم السملاّج: يوم الفطر، من سملجه في حلقه إذا أرسله وهو من سلج بزيادة الميم. وأفصحوا: عيّدوا. وأفصح العجميّ: تكلّم بالعربية. وفصح: انطلق لسانه بها وخلصت لغته من اللكنة. وأفصح الصبيّ في منطقه: فهم ما يقول في أول ما يتكلم. تقول: أفصح فلان ثم فصح، وأفصح عن كذا: لخّصه. وأفصح لي عن كذا إن كنت صادقاً أي بيّن. وفلان يتفصّح في منطقه إذا تكلّف الفصاحة. وله مالٌ فصيحٌ وصامتٌ. قال:
وقد كنت ذا مال فصيح وصامت ... وذا إبل قد تعلمين وذا غنم
وتقول: لمحة نصيحه، خير من لكمات فصيحه.
ف ص د
اعصب مفصدي ومفتصدي. وتقول: افتصد، واقتصد؛ أي في إخراج الدم. وفي المثل " لم يحرم من فصد له " أي لم يخب من نال بعض حاجته، من الفصيد الذي كان يعمله أهل الجاهلية في الأزمة. وتقول: اقنع بالفصيد، ولا تقنع بالقصيد. وتفصّد دمه وانفصد: سال في قلّة. وكلّمته فتفصّد عرقاً.
ف ص ص
خاتمٌ مفصّصٌ، وعملت الخاتم وما فصّصته. وتقول: الخواتم بالفصوص، والأحكام بالنصوص.
ومن المجاز: عرفت البغضاء في فصّ حدقته. قال:
بمقلة توقد فصاً أزرقاً
ورموه بفصوص أعينهم. وفصّص بعينه: حدّق بها. وأعطني فصاً من الثوم أي سنّاً منه. ويقال للفرس: إن فصوصه لظماء أي ليست برهلة كثيرة اللحم وهي مفاصله. وفصصت الشيء من الشيء فانفصّ أي فصلته فانفصل. وفلان حزّاز الفصوص إذا كان مصيباً في رأيه(2/24)
وجوابه. " وآتيك بالأمر من فُصّه " أي من محزّه وأصله. قال:
ورب امريء خلته مائقاً ... ويأتيك بالأمر من فصّه
وقرأت في فصّ الكتاب كذا، ومنه: فصوص الأخبار.
ف ص ل
تقول كانوا حكّاماً فياصل، يحزو في الحكم المفاصل؛ جمع: فيصل وهو الفاصل بين الحق والباطل. وهذا الأمر فيصل أي مقطع للخصومات. " وهو أصفى من ماء المفاصل " وهو الماء الذي يقطر من بين العظمين إذا فصلا، وقيل: الذي يوجد في فصل ما بين الجبلين. وتقول: ربّ كلامٍ بالمفصل، أشدّ من كلامٍ بالمفصل. وكأن منطقه خرزات يتحدّرن من وشاح مفصّل. وفلان من فصيلة أصيلة. وافتصلنا فصلاتٍ فما عتم منها شيء أي حلنا تالاً فعلق كلّها، الواحدة: فصلة. ووثقوا سور المدينة بكباشٍ وفصيلٍ. وفصل العسكر من البلد فصولاً. وقد فصل مني إليك غير كتاب. وفصّل الشاة تفصيلاً: قطعها عضواً عضواً. وفصّل لي هذا الثوب. وفلان قرأ المفصّل وهو ما يلي المثاني من قصار السور، الطّولُ ثم المثاني، ثمّ المفصّل.
ف ص م
كانت عروة قد فصمت. وسوار ودملج مفصوم وهو كسر من غير بينونة. يقال: فصم وما قصم. وانفصمت الدّرة: انصدعت ناحية منها. وإذا انصدع الجدار قيل: قد فصم، وفي الجدار فصمة. وتقول: به داء يفصم، ولا يفصم؛ أي لا يقلع.
ف ص ي
وقع فيما لا يقدر على التفصّي منه. ويقال: قد أدركتك الفصية، وقضى الله تعالى لي بالفصية من هذا الأمر. وليتني أتفصّى من فلان أي أتخلّص منه وأباينه. وفصّيتُ اللحم عن العظم.
ف ض ح
في المثل " الظمأ الفادح، أهون من الريّ الفاضح " وفي الحديث: " فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة " ويا للفضيحة. والخمر فضوح لشاربها. وتقول: إذا كان العذر واضحاً، كان العتاب فاضحاً. وفضح فلان بين القوم وافتضح. وسمعتهم يقولون: افتضحنا فيك أي فرّطنا في زيارتك وتفقّدك. وأرادوا أن يتناصحوا، فتفاضحوا. وتفاضح المرتجزان، وفاضح أحدهما الآخر. قال ذو الرمة:
حداهن شحّاج كأن سحيله ... على حجرتيهنّ ارتجاز مفاصح
وهذا يوم فضاحٍ.
ومن المجاز: قد فضحك الصبح فقم، وفضح الصبح وأفضح: طلع. ويقولون: غمّ القمر(2/25)
النجوم وفضحها إذا غلبها بضوئه وكذلك الصبح. قال:
حتى إذا ما الديك نادى الفجرا ... وفضح الصبح النجوم الزهرا
ف ض خ
صك رأسه ففضخه. وضرب بالبطّيخة الأرض ففضخها. وانفضخت قرحته: انفتحت. وفلان يشرب الفضيخ وهو نبيذ يتّخذ من البسر المفضوخ، وافتضخ البسر: انتبذه. وتقول: لا تفتضخ لا تفتضح.
ف ض ض
فض ختم الكتاب وغيره. قال الفرزدق:
فبتن بجانبيّ مصرعات ... وبتّ أفضّ أغلاق الختام
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعباس رضي الله تعالى عنه: " لا يفضض الله فاك " وفضضت حلقة القوم فانفضوا. وفضّ الله جمعهم. قال:
إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم ... ونجمعهم إذا كانوا بداد
وخرز فض: منتشر. قال ذو الرمة:
كأن أدمانها والشمس جانحة ... ودعٌ بأرجائها فضّ ومنظوم
وخرجنا من فضض الحصى وهو ما تفرّق منه. وخرج فضضٌ من الناس أي فرق متفرّقة. وأصابه فضض من الماء أي نشر منه وهو ما يسيل على عضوه إذا توضأ. وقالت عائشة رضي الله عنها لمروان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله أي قطعة منها. وأعطني فضضاً من سواكٍ: قطعة منه. وتقول: كيف يعطيك فضضاً، من لا يعطيك فضضاً. وتقول: صاروا رضاضاً، وطاروا فضاضاً. وقال النابغة:
يطير فضاضاً بينها كل قونس ... ويتبعها منهم فراش الحواجب
وانفضّ الماء وارفضّ. ودرع فضفاضة: واسعة. وبطن فضفاض.
ومن المجاز: فضّ الله خدمتكم. ورجل فضفاض: كثير العطاء. وسحابة فضفاضة: غزار. وعيش فضفاض: واسع.
ف ض ل
فلان يتفضل على قومه: يدّعي الفضل عليهم. وفاضل بين الشيئين، والأشياء تتفاضل. وفاضلني فلان ففضلته أفضله، وهو مفضول: مغلوب. ومال فلان فاضل: كثير يفضل عن القوت. وفلان تأتيه فواضل ماله، وله مال كثير الفواضل وهي مرافقه وغلّته من ريع ضياعه وأرباح تجاراته وألبان ماشيته وأصوافها وغير ذلك، وفي يده فضل الزمام وهو طرفه.(2/26)
قال ذو الرمة:
طرحت لها بالأرض فضل زمامها ... وأعلاه في مثنى الخشاشة معلق
وللرئيس فضول الغنائم وهي ما يفضل عن القسمة. وله في قومه فضول وفواضل، الواحدة: فاضلة. وهو مفضال. وأكل الطعام وأفضل منه إذا ترك منه شيئاً. وباع أرضه وأفضل منه لولده. وقال ابن مقبل:
من المعقبات العدو مشياً مواشكاً ... إذا طيّ نسعيها عن الرحل أفضلا
أي زاد لضمورها. ورأيت صفّهم قد أفضل على صفّنا أي زاد عليه وكان أكثر منه. وأخذ حقّه واستفضل ألفاً إذا أخذه فاضلاً عن حقّه. وهذه فضلة الماء وفضالته وفضلات منه وفضالات. وقال الأفوه:
وقد أعارض ظعن الحيّ تحملني ... والفضلتين وسيفي محنق شسف
أراد الزاد والماء. وأفضل في الحسب إذا حاز الشرف. وتفضّل الرجل أو المرأة إذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه. ورجل وامرأة فضلٌ. وثوب فضلٌ. تقول: خرجت في فضل أي في ثوب واحد ملحفة أو نحوها. وخرجن وعليهن المفاضل والمباذل جمع: فضل ومبذل. وجاءنا فلان في فضلته أي في حال تفضّله. ورأيتهم فضّالى. قال معقل بن عوف بن سبيع:
فباتوا حولنا حرساً وباتت ... أديم الليل لا يعذفن عوداً
وأشياخ ببيشة أثكلتهم ... رماح الخطّ فضالى قعودا
ف ض
وأفضيت إليه بشقوري. وأفضى الساجد بيده إلى الأرض إذا مسها بباطن كفّه. وأفضيت بفلان: خرجت به إلى الفضاء نحو أصحرت. قال ذو الرمة:
برّاقة الجيد واللبّات واضحة ... كأنها ظبية أفضى بها لبب
واشترى جارية فوجدها مفضاةً: من فضا المكان يفضو فضواً إذا اتسع فهو فاضٍ. وأفضيته أنا: وسّعته وجعلته فضاء. وسمعت عدوانيّة تقول: طلبنا الماء في بعض مسائرنا فوقعنا على فضية وهي الحِسى والجمع: فضاء. قال الفرزدق:
فصبّحن قبل الواردات من القطا ... ببطحاء ذي قار فضاء مفجّرا
ف ط ح
رأس أفطح ومفطوح ومفطّح ومفرطح: عريض. وقدّم وأرنبة فطحاء. وفطحت الحديدة، وضربته بالعصا حتى فطحته. وفطح القوّاس سية القوس. قال:
مفطوحة السيتين توبع بريها ... صفراء ذات أسرّة وسفاسق
ف ط ر(2/27)
فطر الله الخلق، وهو فاطر السموات: مبتدعها. وافتطر الأمر: ابتدعه. " وكل مولود يولد على الفطرة " أي على الجبلة القابلة لدين الحق. وقد فطر هذه البئر. وفطر الله الشجر بالورق فانفطر به وتفطّر. وتفطّرت الأرض بالنبات. وتفطرت اليد والثوب: تشقّقت. وفطر ناب البعير: طلع. وهذا كلام يفطر الصوم أي يفسده. وفطرت المرأة العجين، والأجير الطين، وعجين وطين فطير وهو ما خبز أو طين به من ساعته قبل أن يختمر، وجلد فطير: لم يلق في الدباغ. وسوط فطير: محرم لم يمرن بالدباغ. وسيف فطار: عمل حديثاً لم يعتق، وقيل: فيه تشقق، وتقول: قلب مطار، وسيف فطار. وأفطر الصائم وأفطره غيره وفطّره، وفلان يفطّر الصّوّام بفطور حسن. وإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم أي دخل في وقت الفطر. وذبحنا فطيرة وفطورة وهي الشاة التي تذبح يوم الفطر.
ومن المجاز: لا خير في الرأي الفطير. وتقول: رأيه فطير، ولبّه مستطير.
ف ط س
يقال للأفطس وهو المفترش الأنف: أبعد الله هذه الفطسة. وفطس الحدّاد الحديد بالفطّيس وهو مطرقته الكبيرة إذا فطحه. وتقول: اصبر على أدب النّطّيس، وإن طرقك بالفطيس.
ف ط م
الصبيّ في فطامه بمعنى الفعل والوقت. ولها ولد فطيم، وأفطم الصبي: حان وقت فطامه. وما يملك فلان فطيمةً وهي العناق التي تفطم. قال:
وكيف على زهد العطاء تلومهم ... وهم يتقاوون الفطيمة في الدم
ومن المجاز: فطمته عن عادة السوء. ولأفطمنك عما أنت عليه. وفي الحديث: " الإمارة حلوة الرضاع مرّة الفطام " وناقة فاطم: فطم عنها ولدها.
ف ط ن
مررت به فما فطن لي، وإذا حدّثتك بشيء فافطن له، وتفطّن لما أقول لك، وفاطن صاحبه مفاطنة، وهو فطن، وقد فطن وفطن فطانة، وفطّنته للأمر، وفطّنه المعلم: ردّه فطناً بتأديبه وتثقيفه. قال رؤبة:
وقد أعاصي في الشباب الميّال ... موعظة الأدنى وتفطين الوال
ف ظ ظ
أنحى عليه بفظاظته وعنفه، وما كنت فظّاً، ولقد فظظت علينا وغلظت. وعطشوا حتى شربوا الفظّ وهو ماء الكرش، وافتظوا الكرش: أخذوا فظّها. وقال:
إذا اعتصروا للّوح ماء فظاظها
وتقول: قوم غلاظ فظاظ، كأن أخلاقهم فظاظ.
ف ظ ع
ما أفظع هذا الخطب، وقد فظع فظاعة، وأفظعني فهو فظيع ومفظع، وسمعت بذلك فأفظعته واستفظعته وتفظّعته، وفظعت به. قال الأحوص:
أحموا على عاشق زيارته ... فهو بهجران بينهم فظع(2/28)
وأصله: من فظع فظعاً إذا امتلأ امتلاء شديداً. قال أبو وجزة:
ترى العلافيّ منها موفداً فظعاً ... إذا احزألّ به من ظهرها فقر
ف ع ل
هذه فعلةٌ من فعلاتك، " وفعلت فعلتك التي فعلت ". وتقول: الرّشى تفعل الأفاعيل، وتنسّي إبراهيم وإسماعيل. وقال الشمّاخ:
إذا استهلاّ بشؤبوب فقد فعلت ... بما أصابا من الأرض الأفاعيل
أي الأعاجيب من وقعهما. وقال ذو الرمة:
فكل ما هبطا في شأو شوطهما ... من الأماكن مفعول به العجب
وفيهم السؤدد والفعال أي الكرم. وهذا كتاب مفتعل أي مختلق مصنوع. ويقال: شعر مفتعل: للمبتدع الذي أغرب فيه قائله، ويقولون: أعذب الشعر ما كان مفتعلاً، وأعذب الأغاني المفتعل. قال ذو الرمة:
وشعر قد أرقت له غريب ... أجنّبه المساند والمحالا
فبت أقيمه وأقدّ منه ... قوافي لا أعدّ لها مثالا
غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا
أي تبتدع ابتداعاً غير مسبوق إلى مثله. وتسخّر الأمير الفعلة وهم العملة الذين يبنون ويحفرون.
ف ع م
أفعمت الإناء، وإناء مفعم: ملآن. وساعد فعم، وامرأة فعمة الساق. ويقول المحسود لحاسده: أفعمت بيمّ، وغضت بسمّ؛ أي ملئت من حسدي بمثل البحر ثم لا جعل لك مغيض إلا بسم منخرك أو بمثل سمّ الإبرة في الضيق والمعنى قلّة المبالاة بامتلائه من حسده وقلّة رغبته في نقصانه، وغضت مبنيّ للمفعول من غاضه إذا نقصه لقوله: أفعمت.
ومن المجاز: أفعمت البيت طيباً وأفعمته غضباً.
ف ع ي
في نصح فلان حمة العقارب وسمّ الأفاعي، وكأنه أفعوان مطرق. وقد تفعّى فلان إذا تشبه بالأفعى في سوء خلقه. قال ساعدة ابن جؤية:
وبالله ما إن شهلة أم واحد ... بأوجد منّي أن يهان صغيرها
رأته على يأسٍ وقد شاب رأسها ... وحين تفعّى للهوان عشيرها
أي زوجها.
ومن المجاز: قول جرير:
فلما استوى جنباه لاعبَ ظله ... عريض أفاعي الحالبين ضرير
أراد عروقاً متشعبة من الحالبين ظهرت لفرط(2/29)
الهزال فأشبهت الأفاعي.
ف غ ر
فلان لا يفغر إلا بذكر الله فماً، وهو أهرت الشّدق واسع مفغر الفم. قال حميد ابن ثور:
عجبت لها أّى يكون غناؤها ... فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فما
وأفغر النجم القوم إذا طلع قمّ الرأس لأنهم إذا نظروا إليه فغروا أفواههم. قال الكميت:
حتى إذا لهبان الصيف هبّ له ... وأفغر الكالئين النّجم أو كربوا
ونقول روّح الشجر وانفطر، وفقّح النور وانفغر.
ف غ م
ريح تفغم الخياشيم أي تملؤها، وفغمتني رائحة المسك، وشيء مفغّم: مطيّب بالأفاويه، وإني لأجد منه فغمة الطيب، ووجدت منه فغمة طيبة.
ف غ
و" سيّد رياحين أهل الجنة الفاغية " هي نور الحناء، وقيل: نور الريحان ونور كلّ شيء: فغوه وفاغيته. قال أوس بن حجر:
لازال ريحان وفغو ناضر ... يجري عليك بمسبل هطال
ووجدت للطّيب فغوةً. وأفغى الريحان: نوّر.
ف ق أ
فقئت عين عديّ بن حاتم يوم الجمل وكانت به بثرة فانفقأت. وأكل حتى كاد بطنه يتفقؤ. وفقّؤا السابياء عن الولد تفقئةً فتفقّأت. وفلان لا يردّ الراوية ولا ينضج الكراع ولا يفقِّيء البيض، يقال: للعاجز.
ومن المجاز: فقأ الله عنك عين الكمال. وتفقّأت السحابة: تبعّجت عن مائها.
ف ق ح
فقّح الجرو: فتح عينيه. وفقّحت الوردة وتفقّحت. وتفتّح فلان بالهجر وتفقّح. ويقولون: علم الله إن هو إلا تفقيحٌ أو تغميضٌ. وقال الهذليّ:
وأكحلك بالصاب أو بالحلاء ... ففقّح لكحلك أو غمّض
ومن المجاز: فقّحنا وصأصأتم أي أبصرنا الحق ولم تبصروه.
ف ق د
تقول: ما افتقدته منذ افتقدته أي ما تفقّدته منذ فقدته. ومات فلان غير فقيد ولا حميد وغير مفقود ولا محمود أي غير مكترث لفقده، وأفقدك الله كل حميم. وتقول: أنا منذ فارقتني كالفاقد أمّ الواحد. قال كعب بن زهير:
كأنها فاقد شمطاء معولة ... راحت وجاوبها نكد مثاكيل
ف ق ر
ليس بفقير ولكن يتفاقر. وأغنى الله مفاقره، وسدّ مفاقره أي وجوه فقره.(2/30)
قال النّابغة:
فأهلي فداء لامرئ إن أتيته ... تقبل معروفي وسدّ المفاقرا
وقال الشماخ:
لمالُ المرء يصلحه فيغني ... مفاقره أعف من القنوع
وعمل به الفاقرة أي الداهية التي كسرت فقاره. وفلان نقير فقير: أصابته النواقر وعملت به الفواقر. وأفقرك الصيد: أمكنك. وأفقرتك ناقتي: أعرتُكَها للركوب. أنشد الأصمعيّ:
لما خشيت على الإسلام آفتهم ... أفقرتهم من مطايا الموت ما ركبوا
ولجار الله رحمه الله:
ألا أفقر الله عبداً أبت ... عليه الدناءة أن يفقرا
ومن لا يعير قرا مركب ... فقل كيف يعقره للقرى
وهي الفقرى كالعمرى. قال:
له ربة قد حرّمت حلّ ظهره ... فما فيه للفُقرى ولا الحجّ مزعم
أي مطمع.
ومن المجاز: زدت في كلامه أو شعره فقرة وهي فصل أو بيت شعر، وما أحسن فقر كلامه أي نكته وهي في الأصل حلي تصاغ على شكل فقر الظهر.
ف ق ص
فقصت النعامة بيضها عن رئلانها إذا قاضته قيضاً عند التفريخ.
ومن المجاز: فقص فلان بيض الفتنة.
ف ق ع
هو أصفر فاقع بيّن الفقوع وهو النّصوع. ويقال: فقّعوا أديمكم أي حمّروه. وحمامٌ فقيع: أبيض. ويقال: " إنك لأذلّ من فقع القاع ". وأصابته فاقعة من فواقع الدهر وهي بوائقه. وتقول: كلّ باقعه، ممنوّ بفاقعه. وصفّق الشراب فطفت عليه الفواقع والفقاقيع وهي النّفّاخات. قال عديّ:
وطفا فوقها فقاقيع كاليا ... قوتِ حمر يثيرها التصفيق
وفقّع أصابعه وفرقع. ونهى ابن عباس عن التفقيع في الصلاة. وفقّع الصبيّ الوردة إذا جمعها ثم ضربها فصوّتت، ومنه: تفقيع القاف.
ف ق م
تفقّمته: أخذت بفُقمه وهو لحيه. وفي الحديث: " من حفظ ما بين فُقميه ورجليه دخل الجنة " يعني لسانه وفرجه. ورجلٌ أفقم، وبه فقم، ورجال فقم إذا كان في الفقم الأسفل تقدّم فلم تقع الثنايا العليا على(2/31)
السفلى. ويقولون: زوّجتموني فقماء دقماء؛ وهي الساقطة مقدّم الفم. وإذا اجتمع الفقم والدقم، فقد حلّت النقم.
ومن المجاز: هذا أمر أفقم أي أعوج مخالف، ومنه: تفاقم الأمر. وفيه صدع متفاقم.
ف ق هـ
افقه عني ما أقول لك، وقال أعرابيّ لعيسى بن عمر: شهدت عليك بالفقه أي بالفهم والفطنة، وفي الحديث: " من أراد الله به خيراً فقّهه في الدين " وفقّهت فلاناً كذا وأفقهته إياه: فهّمته ففقهه وتفقّهه، وقال عمر لجرير بن عبد الله: كنت سيداً في الجاهلية وفقيهاً في الإسلام، وما كنت فقيهاً، ولقد فقهت فقاهة. وتقول: فلان بيّن الفراهه، في أبواب الفقاهه. وفحل فقيه: عالم بذوات الضّبع وذوات الحمل. قال عطاء السّندي:
أرسلت فيها مقرماً ذا تشمام ... طباً فقيهاً بذوات الإبلام
هو ورم الضرع من شدّة الضّبعة.
ف ك ر
يقال: لا فكر لي في هذا إذا لم تحتج إليه ولم تبال به، وما دار حوله فكري، وتقول: لفلان فكر، كلها فقر، ومازالت فكرتك مغاص الدرر.
ف ك ك
فكّ عظمه فانفك إذا انفرج، وسقط فانفكت قدمه، وقيل لأعرابي: كيف تأكل الرأس فقال: أفكّ لحييه، وأسحى خدّيه. ويقال: شيخ كبير قد فكّ وفرّج أي فكّ منكباه وفرّج لحياه أي انفرجا، والفكك: ضعف في المنكبين وانفراج عن المفصل. قال:
أبد يمشي مشية الأفكّ
وتقول: في رجليه صكك، وفي منكبيه فكك. وفكّ الختام: مثل فضّه. وفكّ عنه الغلّ والقيد.
ويقال: مقتل الرجل بين فكّيه. وتقول: البخل بين كفّيه، والكذب بين فكّيه.
ومن المجاز: فكّ الرهن، وما لرهنك فكاك وفكاك. قال زهير:
وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا
وفكّ رقبته: أعتقه. وفي مشيه وكلامه تفكّك أي اضطراب كالشيء ينفكّ بعضه من بعض. وفلا متفكّك إذا لم يتماسك من حمقه، وهو أحمق فكّاك. ورجل فكّاكٌ بالكلام: لا يلائم بين كلماته ومعانيه لحمقه، وفيه فكّةٌ. وتقول: فلان لا تفارقه الفكّة، ما صحبت السماك الفكّه، وهي قصعة المساكين كواكب مستديرة خلف السماك الرامح.
ف ك ل
تقول: إذا صرّ الأفكل، أصابه الأفكل؛ الأول الشّقراق وهو متشاءمٌ به والثاني الرعدة، يقال: به أفكل، وهو مفكول.
ف ك هـ
تفكّه القوم: أكلوا الفاكهة، وفكهتهم أنا.
ومن المجاز: تفكّه بكذا إذا تلذذ به، وتركتهم يتفكّهون بعرض فلان أي يتلذذون باغتيابه، وفلان فكهٌ بأعراض الناس. وفاكهت القوم مفاكهة:(2/32)
طايبتهم ومازحتهم. وما كان ذلك مني إلا فكاهة أي دعابة. ورجل فكهٌ: طيب النفس ضحوك. قال:
فكهٌ إلى جنب الخوان إذا جرت ... نكباء تخلع ثابت الأطناب
وقال صخر بن عمرو بن الشريد:
فكه العشيّ إذا تأوّب رحله ... ركب الشتاء مسامح بالميسر
وجاءنا بأفكوهة وأملوحة. وقوله تعالى: " فظلتم تفكّهون " وارد على سبيل التهكم أي تجعلون فاكهتكم وما تتلذذون به قولكم " إنّا لمغرمون ".
ف ل ت
فلّته من الورطة وأفلته منها. قال نصيح بن منظور الفقعسيّ:
وأفلتني منها حماري وجبّتي ... جزى الله خيراً جبّتي وحماريا
وأفلت منها بنفسه وأفلتها، وانفلت منها وتفلّت، وأراه يتفلّت إليك وإلى صحبتك إذا نازع إليه. وتقول: لا أرى لك أن تتفلّت إلى هذا الأمر ولا أن تتلفت إليه. واستفلتّ الشيء من يده، وافتلتّه إياه: استلبته، ومنه: أرى أمّي افتلتت نفسها أي ماتت فجأة. وافتُلت الكلام: ارتجل. وكل شيء فعل فلتةً فقد افتلت. ويقال: ذهبت نفسه فلتةً، وكانت بيعة أبي بكر فلتةً. وفالته بكذبا مفالتة: فاجأه به. وعليه بردةٌ فلوتٌ: لا تنضمّ عليه فهي تنفلتُ عنه كلّ ساعة.
ف ل ج
فلجت على خصمك، وفلجت حجّتك. وخرج لك سهمٌ فالج أي فائز. والله أفلجك عليه وأظفرك. قال الطّرماح:
وأفلجهم في كلّ يوم كريهة ... كرام الفحول واعتيام الحواصن
ولمن الفلج والفلج. وتقول: قضي لك الفلج، فقضى لي الثّلج. واستفلج فلان بأمره بالجيم والحاء إذا ملكه، ومنه قول الكافي في الطلاق: استفلجي بأمرك. وتعال أفالجك أموراً من الحقّ أي أسابقك إلى الفلج لأيّنا يكون. وفلجت فلانة بقلبي: ذهبت به. قال أبو ذؤيب:
وسعدى بألباب الرجال فلوج
وأنا منه فالج بن خلاوة أي بريء يخال.(2/33)
وتقول: فلان يدعى عليّ فودين وعلاوه، وأنا منها فالج بن خلاوه، أي ألفين وخمسمائة. وفي أسنانه فلج وتفليج، وثغر أفلج ومفلج. واستقيت الماء من الفلج وهو الجدول. وفلجوا الجزية بينهم: فسموها. وفلج بين أعشرائك لا تختلط أي فرق بينها وهي أنصباء الجزور. ويقال لقاسمها: المفلج. واكتمل بالفج والفالج وهو مكيال ضخم. وفلج الرجل فهو مفلوج، وقوم مفاليج. وتقول: فلان اكتال الفالج بالفالج أي أخذ منه النصيب الأوفر.
ف ل ح
وهب الله لك الفلاح والفلح وهو البقاء في الخير. وفي الحديث " كلّ قوم على زينة من أمرهم ومفلحة من أنفسهم " وهو في معنى قوله تعالى " كل حزب بما لديهم فرحون " وتقول ما للفرحة والمفلحة، إلا حيث السداد والمصلحة. وأحسبك من فلاّحة اليمن وهم الأكرة لأنهم يفلحون الأرض أي يسقونها. وفي المثل " الحديد بالحديد يفلح " والفلح: الشق في الشفة السفلى، ورجل أفلح. وزوجتموني قلحاء فلحاء. ولن يحلّ الفرح والفلح، حيث القلح والفلح، ويقولون للأفلح: أبعد الله هذه الفلحة. وتقول: فلان فلحس، يشمّ ويلحس، وهو الكلب ويوصف به الحريص.
ومن المجاز: " خشينا أن يفوتنا الفلاح " وهو السّحور لأن به بقاء الصوم.
ف ل ذ
تقول: هو فلذة من كبدي، وفلذت له من مالي: قطعت. وافتلذت منه حقّي: اقتطعته وانتزعته. قال:
إذا المال لم يوجب عليك عطاءه ... صنيعة قربي أو حبيب توامقه
منعت وبعض المنع حرم وقوة ... ولم يفتلذك المال إلا حقائقه
أي لم يفتلذ منك. وتقول: الضرب بالفواليذ، غير الضرب بالفواليذ، جمع: فولاذ وفالوذ.
ومن المجاز: إن من أشراط الساعة أن ترمي الأرض بأفلاذ كبدها.
ف ل ز
من أعزه هذا الفلز، فهو العزيز المستعز؛ وهو اسم جامع لجواهر الأرض من الذهب والفضة والصفر والنحاس وغيرها.
ومن المجاز: قولهم للبخيل المتشدّد: فلز شبّه بهذا الجنس ليبسه وجساوته أو لنبوّه على طالبيه، ألا ترى إلى قول رؤبة:
وكرّز يمشي بطين الكرز ...(2/34)
لا يرهب الكيّ بنار الكنز
كأنما جمّع من فلزّ
وقيل لما يجرب عليه السيف: الفلز لأنه لا يجرب إلا على شيء ينبو عنه الددان ولا يمضي فيه. قال:
فقلت للقوم لا تدنوا فلزّكم ... من قاطع طبّق الأعناق مسموم
ف ل س
هم قوم مفاليس: اسم جمع مفلس، كقولهم: مفاطير في جمع: مفطر أو جمع: مفلاس. وسمعتهم يقولون: فلان فلسٌ من كلّ خير. ووقع في فلسٍ شديد. وهو مفلسٌ مفلّس وهو الذي فلّسه القاضي أي نادى عليه بالإفلاس. وتقول: فلان مفيلس، ما له إلا أفيلس.
ف ل ف
ألق الفولف على الثياب وهو ما يلفّ عليها وتغطّى به من كساء أو غيره. قال العجّاج:
وصار رقراق السراب فولفا ... للبيد واعرورى النّعاف النّعّفا
ف ل ق
فلق الله الصبح والحب والنوى، وفلقت الفستقة والرمانة، وهات فلقة منها. وتقول هو اشهر من شية الأبلق، بل من وضح الفلق. وسمعته من فلق فيه. وضربته على فلق مفرقه، وتفلّق البيض. وهذه فلاق البيض وفلقه. وتفلّق الرائب إذا كان متفرّقاً متحبباً لم يلتحم. وشاعر مفلق: يأتي بالفلق وهو العجب. وتقول: أقلّ الشعراء مفلق، وأكثرهم مقلق. وياللفليقة: للأمر المنكر. وهذا رجل مفلاق: يأتي بالمنكرات. و" جاء بعلق فلق " على التركيب كخمسة عشر أي نأمر يعلق ويفلق. وقد أعلقت وأفلقت: جئت به. ورماهم بفيلق شهباء وهي الكتيبة المنكرة. وبُلي فلان بامرأة فيلق: منكرة صخّابة. وتقول: بات فلان في الشفق والفلق، من الشفق إلى الفلق؛ أي في الخوف. والمقطرة وهي خشبة تفلق لأرجل اللصوص والدعار ويقطّرون فيها.
ومن المجاز: قول النّابغة: فإن تبلّج فلق المجد عن غرة مواهبه فأنت قسيم ما أفدت.
ف ل ك
فلّك ثدي الجارية وتفلّك واستفلك: صار كالفلكة. قال امرؤ القيس:
ومستفلك الذّفرى كأن عنانه ... ومثناته في رأس جذع مشذّب
وقال عتيبة بن مرداس:
تطالع أهل السوق والباب دونها ... بمستفلك الذّفرى إسيل المذمر
صغر الذّفرى: مدح في الإبل. ويقال: تركته كأنه يدور في فلك، وتركته يدور كأنه فلك إذا تركته مضطرباً لا يقرّ به قرار كالكوكب الذي لايزال في فلكه أو كما يدور الفلك، وقيل: الفلك: الماء الذي(2/35)
تضر به الريح فيتموّج ويجيء ويذهب. وكل مستدير من أرض أو غيرها: فلك. قال ذو الرمة:
حتى أتى فلك الخلصاء دونهم ... واعتّم قور الفلا بالآل واختدرا
ومن المجاز: ما طلعت كواكب حسناته في فلك هممه، إلا أسالت غيوث أنوائه شعاب خدمه.
ف ل ل
فلل السيف وتلفلل، وفي حدّه تفليل وتفلّل، وسيف أفل: ذم لما به من الخلل الظاهر ومدح لما ضرب به كثيراص. قال صخر الغيّ:
فيخبره بأن العقل عندي ... جراز لا أفلّ ولا أنيث
وقال حاتم:
إني لأبذل طارفي وتلادي ... إلا الأفلّ وشكّتي والجرولا
هو فرسه. وناب فليل: فل منه شيء أي كسر، وثغر مفلل: مؤشّر وفيه تفليل وتأشير. وتقول: فلّت جيوشهم، وثلث عروشهم. وذهبوا فلالاً، وطاروا شلالا؛ أي مفلولين مشلولين. وتركتهم وهم فرّ مشردون، وفل مطردون. وقرص مفلفلٌ: جعل فيه الفلفل.
ومن المجاز: فلان فل من الخير: خالٍ منه من الأرض الفل غير الممطورة. وتقول: فلان إن ذكرت الشرّ كان صلا، وإن ذكرت الخير كان فلا. وشراب مفلفل. فيه لذعة للسان كأنّ فيه فلفلاً. وهو مفلفل الشعر: شديد الجعودة. ورءوس الحبش مفلفلة وهو من الفلفل، ألا ترى إلى قول الراعي:
دسم الثياب كأن فروة رأسه ... زرعت فأنبت جانباه فلفلاً
وتفلفلت حلمات ضرع الناقة إذا اسودّت للإقراب. وقال مزاحم العقيليّ:
تكشّف عن ضاوي الغراز كأنه ... فلافل جون عهدهنّ قديم
يعني إذا رمحت الأتان العير تكشّف الضرع عن يابس ذاهب اللبن وهو صفته. وقال أبو النّجم:
وانتفض البروق سوداً فلفله ... واختلف النمل فصار ينقله
سمّى حبّه فلفلاً لسواده على سبيل الاستعارة.
ف ل ي
فليت رأسي واستفليته، واستفليت رأسي: طلبت أن يفلى. قال:
وقد أختلس الطّعن ... ة لا يدمى لها نصلي(2/36)
كجيب الدّفنس الورها ... ء ريعت وهي تستفلي
وتفالى الحماران. قال ذو الرمة:
وظلت بملقى واحفٍ جرع المعى ... صياماً تفالى مصلخماً أميرها
أي عظيماً في نفسه متكبراً. ورأيت النساء يتفالين. " وما أشبهك إلا بفالية الأفاعي " وهي هنيّة من جنس الخنافس منقّطة تكون عند جحرة الحيات تفليهنّ، قال أبو الدفيش: هي سيدة الخنافس. تقوله لذي الشفقة على الظّلمة.
ومن المجاز: فليت الشعر: تدبرته وفتشت عن معانيه. يقال: إفل هذا البيت فإنه صعب. وفليت القوم بعيني وافتليتهم: تأملتهم، كما تقول: جسستهم بعيني، وفليت خبرهم وافتليته. وفليت القوم وفلوتهم حتى لقيت فلاناً أي تخلّلتهم، ومنه فليت رأسه بالسيف وفلوته. وفلا المفازة، والفلاة فعلةٌ منه. وفلانة بدوية فلوية. وتقول: أترك الناس للصّلوات، أهل الفلوات. وأفلينا: دخلنا في الفلاة، ومنه: فلوت المهر عن أمه وافتليته: فصلته. قال:
تعود جيادهنّ ونفتليها ... ولا نغذو التّيوس ولا القهادا
وله فلوّ وأفلاءٌ.
ف ن د
يقال للضّخ الثقيل: كأنه فندٌ وهو الشمراخ من الجبل. وقيل لشهلٍ: الفند لقوله في بعض الوقائع: استندوا إليّ فإني لكم فندٌ، وسمّي به من قيل فيه: " أبطأ من فندٍ " لتثاقله في الحاجات. وفلان مفندٌ ومفنّدٌ: إذا أنكر عقله من هرم وخلّط في كلامه، وقد أفنده الهرام: جعله في قلة فهمه كالحجر. كما قال:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فكن حجراً من يابس الصّخر جلمدا
وفيه فند. وقد فند صاحبه إذا ضعف رأيه ونسبه إلى الفند. وتقول: فلان ملوم مفند، كل لسان عليه سيف مهنّد. ولا يقال للمرأة. مفنّدة لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فتفنّد في كبرها.
ومن المجاز: ما ورد في هذا الحديث " إني أريد أن أفنّد فرساً " أي أتخذه حصناً ألجأ إليه من الفند.
ف ن ع
من فنع قنع أي استغنى وكثر ماله. ويقال: فيه فنع وهو الكرم وكثرة العطاء. قال الزبرقان:
أظل بيتي أم حسناء ناعمة ... عيّرتني أم عطاء الله ذي الفنع؟
ف ن ق(2/37)
جارية فنق: ناعمة، وفنّقها أهلها، وفنّق الله عيشه، وفانقه نحو: نعّمه وناعمه. قال عديّ:
زانهنّ الشّفوف ينضحن بالم ... سك وعيش مفانق وحرير
وفلان يتفنّق كما يتفنّق الصبيّ الكريم على أهله. ورأيته يخطر كأنه فنيق وهو الفحل المكرّم عند أهله المقرم لا يؤذي ولا يركب.
ف ن ن
أخذ في أفانين الكلام. وافتنّ في الحديث وتفنن فيه. وجرى الفرس أفانين من الجري، وافتنّ في جريه، ورجل وفرس مفنّ. وفنّن فلان رأيه: لوّنه ولم يستقم على واحد. والخيل ينفن افنان السّبيب وأفانينه وهي خصله. ورجل فينان الشعر. وغصن فينان: كثير الأفنان، وهو في ظل عيش فينان.
ف ن
وشجرة فنواء قنواء: كثيرة الأفنان طويلة. وهو شيخ فانٍ، وقد فني يفنى إذا هرم. وقد تقاتلوا حتى تفانوا. وتقول أفناء الناس يهرعون إلى فنائه، ويكرعون في إنائه. وهم فنون الناس، قيل: افناء في أفنان كما قيل: فنواء في فناء.
ف هـ د
" أنوم من فهد "، وتقول: كنت في دائم السهد، فنمت عني نومة الفهد. وفهدت عني فهداً: غفلت. وفي حديث أم زرع: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد. وفرس شديد الفهدتين وهما لحمتان كالفهرين ناتئتان في زوره. قال أبو داود:
كأن الغضون من الفهدتين ... إلى بلدة الزّور حبك العقد
ف هـ ر
اضرب الوتد بالفهر وهي مؤنثة وبتصغيرها سمي أبو عامر بن فهيرة. وتقول: فلان يتلصص كالفويرة، ثم يصير على الضرب كالفهيرة. وقعد يرمي في حلقه أمثال الأفهار أي يدهور اللقم. وكأنهم اليهود خرجوا من فهرهم وهو مدراسهم تعريب بهر بالعبرانية. ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفهر وهو أن يخالط إحدى جاريتيه وينزل مع الأخرى.
ف هـ ق
الحوض ملآن يفهق. وأ فهق الكأس وأدهقها. ومنفهق الوادي: متسعه. وانفهقت العين والطعنة وغرهما. ونزلنا بأرض تنفهق مياهاً عذاباً. وأتيت الحوض وهو ينفهق بالماء. وقال:
وأطعن الطعنة النجلاء عن عرض ... تنفى المسابير بالأزباد والفهق
وعين وطعنة وأرض فيهق. وتقول: أقمنا ببيهق، في دار فيهق.
ف هـ م
تقول: من لم يؤت من سوء الفهم أتى من سوء الإفهام، وقلّ من أوتي أن يفهم ويُفهم، ورجل فهم: سريع الفهم، ولا يتفاهمون ما يقولون. وتقول: من جزع من الاستبهام، فزع إلى الاستفهام.
ف هـ ه
رجل فهّ، وامرأة فهّةٌ. قال:
فلم تلفني فهّاً ولم تلف حجّتي ... ملجلجة أبغى لها من يقيمها
وما سمعت منك فهّة في الإسلام قبلها أي مرة من الفهاهة أو كلمةً فهةً أي ذات فهاهة. وكانت مني فهّة أي غفلة. وخرجت لحاجة فأفهّني عنها فلان إذا نسّاكها.
ف وت
فاتني بكذا: سبقني به وذهب به عني. قال الأخطل:
صحا القلب إلا من ظعائن فاتني ... بهن أمير مستبد فأصعدا
وجاريته حتى فته أي سبقته. وهم يتفاوتون إلى الشّرف. وافتات فلان عليكم برأيه: سبقكم به ولم يشاوركم. وفلان يتفوّت على أبيه في ماله أي يبذّره بغير إذنه. ورجل فويت: يستبد برأيه. وتقول: أبعد الله كلّ فويت، قاعد بين لوّ وليت. وهو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه، وسمع أعرابيّ يقول لآخر: أدن دونك فأبطأ، فقال: جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه. وأفلتنا فلان فوت اليد وفويت الظفر. قال طفيل:
مشيف على إحدى اثنتين بنفسه ... فويت العوالي بين أسر ومقتل
وقال رؤبة:
إن أنا لم أصدقك ما لقيت ... من كرب فوت الرّدى رديت
أي قريب من لاردى. وأعوذ بالله من موت الفوات وهو الفجاءة.
ف وج
أقبلوا فوجاً فوجاً، يموج بهم الوادي موجاً.
ف وح
تفاوح مسك الغانيات ورنده
وتقول: نزلنا في بستان تناوحت أطياره، وتفاوحت أنواره.
ف(2/38)
ود
حل الشّيب بفوديه وهما جانبا الرأس.
ومن المجاز: ارفع فود الخباء أي جانبه. وألقت العقاب فوديها على الهيثم أي جناحيها. ونزلوا بين فودي الوادي. واستلمت فود البيت أي ركنه. وما هذه العلاوة بني الفودين أي العكمين. وجعلت الكتاب فودين إذا طويت أعلاه وأسفله حتى صار نصفين. وتقول: وفد الشيب على فودك، فاستحي من وفدك.
ف ور
فارت القدر، وفارت فوّارتها. وعين فوّاره، في أرض خوّارة. وفار الماء من العين.
ومن المجاز: فار الغضب، وأخاف أن تفور عليّ، وقال ذلك في فورة الغضب. ويقال: فلان ثار ثائره، وفار فائه؛ إذا اشتد غضبه. وبنو فلان تفور علينا قدرهم. قال:
تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنا إذا حميها غلا
وشرب فورة العقار وهي طفاوتها وما فار منها. وأخذت الشيء بفورته أي بحداثته. وقفلوا من غزوة وخرجوا من فورهم إلى أخرى. وانظر إلى فوّارتي وركيه وهما اللتان تفوران أي تتحركان إذا مشى الفرس ويقال لهما: فوّارتا الورك ودوّارتاه، ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ما لألأت الفور " أي بصبصت التي تفور بأذنابها أي تحرّكها، قيل: هي الظباء، وقيل: أولاد الأروى.
ف وز
طوبى لمن فاز بالثواب، وفاز من القعاب؛ أي ظفر ونجا. وهو بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه: وضربوا الفازات أي الفساطيط. وتقول: تلك الفازه، فيها المفازه؛ أي المفلحة. ومن المجاز: المفازة للفلاة: سمّيت باسم المنجاة على سبيل التفاؤل. وفوّز المسافر: ركب المفازة ومضى فيها. قال حسّان:
لله درّ رافع أنّى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى
وفوّز بإبله. وفوّز الرجل: مات فصار في مفازة ما بين الدنيا والآخرة من البرزخ الممدود أو لأن المفازة صارت اسماً للمهلكة فأخذ منها فوّز بمعنى هلك. وفاز سهمه، وخرج له سهم فائز إذا غلب. وفاز بفائزة أي بشيء يسرّه ويصيب به الفوز. وتقول: فاز فلان بفائزة هنيّة، وأجيز بجائزة سنيّه.
ف وض
" وأفوض أمري إلى الله ". وفاوضته في أمري: جاريته، وكانت بيننا مفاوضات ومخاوضات. وبنو فلان فوضى: مختلطون لا أمير عليهم. قال:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا(2/39)
وما لهم فوضى بينهم: مختلط من أراد منهم شيئاً أخذه. قال:
طعامهم فوضى فضًا في رحالهم ... ولا يحسنون السر إلا تناديا
أي مختلط واسع لا يخبأون منه شيئاً بل يتداعون إليه، ومنه: شركة المفاوضة وهي المساواة والمخالطة. وتفاوض الشريكان: تساويا.
ف وع
وجدت فوعة الطّيب وفوحته وفورته وخمرته وذلك حدّة ريحه وشدّتها إذا اختمر. وأتيته فوعة النهار وفوعة الضحى وهي ارتفاعه. وكان ذلك في فوعة الشباب.
ف وف
تقول: شعر كأنه أفواف الوشى. وحلّة أفواف، وبرد مفوّف: أصله من الفوف وهو نقط بياض في أظفار الأحداث الواحدة: فوفة.
ومن المجاز: رأيت كفاً عن الخير مكفوفه، لا تعطي أحداً أبداً فوفه. وقال:
فأرسلت إلى سلمى ... بأن النفس مشغوفه
فما جادت لنا سلمى ... بزنجير ولا فوفه
ويقولون: ما فاف فلان لفلان ولا زنجر وهو أن يقول بظفر إبهامه على ظفر سبّابته ثم يقرع بينهما، وتقول: شكونا إلى سنجر، فما فاف لنا ولا زنجر.
ف وق
ما بقي في كنانتي إلا سهم أفوق وهو الذي في إحدى زنمتيه كسر أو ميل، وفوّق السهم: جعل الوتر في فوقه عند الرمي. وتقول: لازلت للخير موفّقاً، وسهمك في الكرم مفوّقاً. وفوّقه: جعل له فوقاً. وفاقه: كسر فوقه: وفاق قومه: فضلهم. ورجل فائق في العلم، وهو يتفوّق على قومه. وفوّقته عليهم: فضّلته. وأفاق فلان من المرض واستفاق. وفلان مدمن لا يستفيق من الشّراب. وتفوّق الفصيل أمّه: رضعها فواقاً فواقاً، وفوّقه الرّاعي.
ومن المجاز: تفوّقت الماء: شربته شيئاً بعد شيء، وتفوّقت مالي: أنفقته على مهل. قال:
تفوّقت مالي من طريف وتالد ... تفوّقي الصهباء من حلب الكرم
وتفوّقت وردي: أخذته قليلاً قليلاً. وأتيته فيقة الضحى وميعته، وخرجنا بعد أفاويق من الليل. ومجّت السحابة أفاويقها. وأرضعني أفاويق بره. وفوّقني الأماني. وما أقام عنده إلا فواق ناقة وفيقة ناقة أي قليلاً وذلك أن الناقة تحلب في اليوم خمس مرات أو ست مرات فما اجتمع بين الحلبتين فهو فيقة. " وما بللت منه بأفوق ناصل ". ويقولون: رمينا فواقاً واحداً أي رشقاً. وأقبل على أفواق نبلك. قال عبيد:
فأقبل على أفواق نبلك إنما ... تكلّفت بالأشياء ما هو ذاهب
ويقال: له من كذا سهم ذو فوق أي حظّ كامل.(2/40)
وسهم أفوق أي ناقص. ويقال للرّجل إذا أخذ في فنّ من الكلام: خذ في فوق أحسن منه. وارجع إن شئت في فوقي أي كما كنّا عليه من المؤاخاة. قال:
هل أنت قائلة خيراً وتراكة ... شراً وراجعة إن شئت في فوقي
وكان فلان لأول فوقٍ أي أول مرميٍّ وهالك. قال أمية:
دار قومي بمنزل غير ضنك ... من يردنا يكن لأول فوق
ويقال لمن مضى ولم يرجع: ما ارتدّ على فوقٍ. وفعلت فعلة لا ترتد على فوق. وأفاق الزمان: جاء بالخصب بعد الضيق. قال الأعشى:
المهينين ما لهم في زمان السّ ... وء حتى إذا أفاق أفاقوا
ف وم
فوّموا لنا أي اخبزوا من الفوم وهو البُرُّ، وقيل: الخبز.
ف وه
ما فهت بكلمةٍ وما تفوّهت بها وفاوهته بكذا، وتفاوهوا به. وكان الأحنف مفوّهاً منطيقاً. ورجلٌ أفوه وارمأة فوهاء، وزوّجوني فوهاء شوهاء: واسعة الفم قبيحة. وفرس فوهاء شوهاء: حديدة النفس. ورجل فيّه ومستفيه: أكول، واستفاه فلان: اشتدّ أكله بعد قلّته. ورأيته عند فوهة النهر وفوّهة الزقاق. وتفوّه الزقاق: دخله. وفي الحديث: " إنه خرج فلما تفوّه: مطيب. وتقول: منطيق مفوّه، ومنطق مفوّه. وقد أصاب المال من أفواه البقل أي من أخلاطه وصنوفه. قال:
بها قضب الريحان تندى وحنوةٌ ... ومن كل أفواه البقول بها بقل
وتقول: إن رد الفوهة لشديد وهي الفالة.
ومن المجاز: محالة فوهاء: بيّنة الفوه إذا اتسعت طالت أسنانها. وطعة فوهاء: واسعة. ودخلوا في أفواه البلد وخرجوا من أرجله وهي أوائله وأواخره. قال ذو الرمة:
ولو قمت مذ قام ابن ليلى لقد هوت ... ركابي بأفواه السماوة والرجل
أي لو قمت من مرضي منذ وُلّيَ عبد العزيز بن مروان لسرت إليه. وطلعت علينا فوهة إبلك أي أوّلا. ويقال: سقط فوه، ولا فض فوه أي ثغره، وسقط لفيه أي لوجهه. " ولو وجدت إليه فاكرشٍ " أي أدنى طريق. " وفاهاً لفيك " أي جعل الله فم الداهية لفيك أي كفحتك الداهية.(2/41)
قال الكميت:
ولا أقول لذي ذنب واصرة ... فاهاً لفيك على حالٍ من العطب
وجرّ فلان إبله على أفواهها إذا تركها ترعى وتسير، وسقى إبله على أفواهها إذا نزع لها الماء وهي تشرب.
ف ي أ
فاء إلى الله فيئة حسنة إذا تاب ورجع. وفاء المولى فيئة: وطلق امرأته وهو يملك(2/42)
فيئتها أي رجعتها، وله على امرأته فيئة. وهو سريع الغضب سريع الفيئة. وفاء عليه الظل وتفيّأ. قال امرؤ القيس:
تيممت العين التي دون ضارجٍ ... يفيء علها الظل عرمضها طامي
وتعال نقعد في الفيء، وفلان يتّبع الأفياء. قال:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفيائه بالأصائل
وتقول فلان لا يقرب من أفيائه، ولا يطمع في أشيائه. وتفيّأ بالشجرة: استظل بها. " ومثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح ". قال كعب بن زهير يصف الظليم:
قرع القذال يطير عن حيزومه ... زغب تفيئه الرياح سخيف
وفيّات المرأة شعرها: حرّكته خيلاء، وتفيّأت لزوجها: تكسرت له وتميلت غنجاً، ويقال للفاجرة: تتفيئين لغير بعلك. وفلان يتفيّأ الأخبار ويستفيئها. وأفاء الله عليهم الغنائم، ونحن نستفيء المغانم. قال الحريث بن حرجة:
فإن يك مال باد منا فإننا ... نثمره ونستفيء المغانما
وطاع لهم الفيء، وتقول: ما لزم الفيء، إلا حرم الفيء.
ومن المجاز: تفيّأت بفيئك أي التجأت إليك.
ف ي ح
مكان أفيح، ومهامه فيح.
ومن المجاز: الحمّى من فيح جهنم أي مما فار من حرها، من فاحت الشجة إذا فارت بالدم الكثير. وطعنة فيّاحة. ورجل فيّاحٌ فيّاض بالعطاء الواسع الكثير. ولو ملكت الدنيا لفيّحتها في يوم واحد أي لفرّقتها بسعة وكثرة. وناقة فيّاحة: غزيرة. قال:
ذاك أبي يا كرماً وجودا ... قد يمنح الفيّاحة الرّفودا
يحسبها حالبها صعوداً ... وهي تبيت لا تعشّى عودا
ومن قول مغاويرهم: فيحي فياح أي اتسعي يا غارة وانتشري. قال:
شددنا شدّة لا عيب فيها ... وقلنا بالضحى فيحي فياح
ف ي د
أفدت منه خيراً واستفدته.(2/43)
قال الشماخ:
أفاد سماحة وأفاد حمدا ... فليس بجامد لحزٍ ضنين
وفادت له من عندنا فائدة أي حصلت. وفلان يمشي على الأرض فيّاداً ميّاداً أي مختالاً ميّالاً. وما فاد، حتى بلغ رزقه النفاد؛ أي ما مات. قال:
رعى خرزات الملك عشرين حجّةً ... وعشرين حتى فاد والشيب شامل
ف ي ص
كلّمته فما أفاص بكلمة أي ما أفصح بها.
ف ي ض
أرض ذات فيوض: فيها مياه تفيض، وأرض ماؤها فيضٌ وغيضٌ، وحوض فائض: يفيض من جوانبه لامتلائه، وهذا مفيض الماء. قال النابغة:
أسائلها وقد سفحت دموعي ... كأن مفيضهنّ غروب شنّ
ومن المجاز: رجل فيّاضٌ وفيضٌ: جواد. قال:
فألفيته فيضاً كثيراً عطاؤه ... جواداً متى يذكر له الحمد يزدد
وفاض الخير فيهم أي كثر. وفاض صدره من الغيظ. قال:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض النفس عند امتلائها
وفاضوا عليه: غلبوه. قال الأخطل:
أيشتمني ابن الكلب أن فاض دارم ... عليه ورادى صخرةً ما يرومها
أي ما يقدر أن ينالها. وأفاضوا من عرفات. وأفاضوا في الحديث: اندفعوا. وأفاض أهل الميسر بالقداح: ضربوا بها. وأفاض البعير بجرّته: دفعها من جوفه. قال الراعي:
وأفضن بعد كظومهنّ بجرة ... من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
واستفاض الخبر. وهذا حديث مستفيض. واستفاض المكان: اتسع وانتشر. وفاضت عليه الدرع. قال:
تفيض على المرء أردانها ... كفيض الأتيّ على الجدجد
وأفاضها عليه كما يقال: صبّها عليه وشنّها. ودرع مفاضة: سابغة. وارمأة مفاضة: ضخمة البطن مسترخية اللحم خلاف المجدولة.
ف ي ظ
من فاظ بتهامة فقد فاظ أي مات.
ف ي ل
رجل فائل الرأي وفال الرأي.(2/44)
قال جرير:
رأيتك يا أخيطل إذ جرينا ... وجرّبت الفراسة كنت فالاً
وقد فال رأيه وتفيّل، وقد فيلت رأيه، وما كنت أحب أن أرى في رأيك فيالةً وفيولةً، وتقول:
قد فال رأيك ياع من رأيه الفال
واستفيل البعير: أشبه الفيل في عظمه. قال أبو النجم:
يدير عيني مصعبٍ مستفيل(2/45)
كتاب القاف
ق ب ب
بني قبّة وقباباً، وهم أهل القباب. وبيت مقبب. وقبّب قباباً كثيرة: بناها. وفرس أقب، وخيل قبّ، وفيها قبب. وامرأة قبّاء. والبكرة تدور على القبّ. قال:
محالة ترك قبّا راداً
وقببت طيّ الثوب أو الطّومار إذا أدمجته قبّاً. وقبقب الفحل وهو صوت هديره. وقبقب السيف في الضّريبة إذا قال: قب. قال زهير بن جناب الكلبي:
ضربت قذاله بالبجّ حتى ... سمعت السيف قبقب في العظام
هو اسم سيفه. ولنابَيْه قَبِيب. قال أبو ذؤيب:
كأن محرّباً من أسد ترجٍ ... ينازلهم لنابيه قبيب
وما وقعت العام قابةٌ: قطرة. وعن الأصمعي: ما سمعنا لها العام قابةً: رعداً. وقال خالد بن صفوان لابنه: يا بني إنك لا تفلح العام ولا قابل ولا قاب ولا قباقب ولا مقبقب.
ومن المجاز: هو قبّ قومه، وهو القبّ الأكبر وهو الشيخ الذي عليه مدار أمرهم. وألزق قبّك بالأرض: عجبك أي اقعد. وهذا وتر قواه قب: طاقاته مستوية.
ق ب ح
هذا أمر قبيح مستقبح، وأحسنت وأقبح أخوك: جاء بفعل قبيح. وقبّحت عليه فعله. وقبحه الله: أبعده. وفلان مقبوح: منحى عن الخير " هم من المقبوحين " وقابحه: شاتمه. وقبحت البثرة: عصرتها قبل نضجها. وإنها لقبيحة الشخب إذا كانت واسعة الإحليل. وضرب حسنه وقبيحه وهما عظمان في المرفق. قال:
فلو كنت عيراً كنت عير مذلة ... ولو كنت كسراً كنت كسر قبيح
ق ب ر
قبر الميت، وأنت غداً مقبور. وتقول: نقلوا من القصور، إلى القبور، ومن المنابر، إلى المقابر. وهذا مقبر فلان. والبقيع مقبرة المدينة ومقبرتها. قال:
لكل أناسٍ مقبر بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد
ومن المجاز: قولهم للمتكبر: رفع قبرّاه، وجاء(2/46)
رافعاً قبّراه وهي الأنف العظيم كأنها شبّهت بالقبر، كما يقال: رءوس كقبور عادٍ. قال مرادس الدبيريّ:
لقد أتاني رافعاً قبرّاه ... لا يعرف الحق وليس يهواه
وتقول: واكبراه، إذا رفع قبّراه، وتقول: ثبوا على المنابر، فقد خلا الجو للقنابر؛ جمع قنبرة، ويقال لها: القبّرة والقُبَرة والقبّر والقبر.
ق ب ش
خذ لي قبساً من النار ومقبساً ومقباساً، واقبس لي ناراً واقتبس، ومنه: ما أنت إلا كالقابس العجلان أي كالمقتبس، وما زورتك إلا كقبسة العجلان. وتقول: ما أنا إلا قبسة من نارك، وقبضة من آثارك، وقبسته ناراً وأقبسته، كقولك: بغيته الشيء وأبغيته.
ومن المجاز: قبسته علماً وخبراً وأقبسته، وقيل: أقبسته لا غير. ويقال في سرعة اتفاق الأخوين: لقوة صادفت قبيساً وهو الفحل السريع الإلقاح، وقد قبس قباسة، وقيل له ذلك لأنه يقبسها اللّقاح. وهذه حمى قبسٍ لا حمّى عرضٍ أي اقتبسها من غيره ولم تعرض له من تلقاء نفسه.
ق ب ص
قريء " فقبصت قبصةً ". ويقال: قبصت من أثره، واقتبصت قبصة وقبصاً. قال أبو الجهم الجعديّ:
قالت له واقتبصت من أثره ... يا ربّ صاحب شيخنا في سفره
قيل له: كيف اقتبصت من أثره، قال: أخذت قبصة من أثره في الأرض فقبّلتها. وعن مجاهد في قوله تعالى: " وآتوا حقّه يوم حصاده " يعني القبص التي تعطى عند الحصاد. قال حميد:
بنازل تدع المعزاء رجعتها ... بالمنسمين إذا ما أرقلت قبصا
وتقول: قابص قاضم، أهون من قابض خاضم. ورأيت قبصاً من بني فلان، وإنهم لفي قبص الحصى: في عدده. ونزلتم في قبص النّمل وهو مجتمع ترابه وجرثومته. وأصابه القبص وهو وجع الكبد من التّريق بالتمر وشرب الماء عليه. وقبص المأمون فقبض.
ومن المجاز: مرّ الفرس يقبص قبصاً إذا لم يصب الأرض إلا أطراف سنابكه، وفرس قبوص. وتقول: جئت لأقتبس من أنوارك، وأقتبص من آثارك.
ق ب ض
قبض المتاع وأقبضته إياه وقبّضته، وتقابض المتبايعان، وقابضته مقابضة، واقتبضته(2/47)
لنفسي. وأعطاني قبضةً من التمر وقبضةً. والملك قابض الأرواح. والرّهان مقبوضة. وقبّض الطائر: جمعه في قبضته. وقبض على عرف الفرس. وهو مقبض السّيف والقوس والسّوط ومقابضها. وأقبض السّكين: جعل له مقبضاً. واطرح هذا في القبض.
ومن المجاز: قبض على غريمه، وقبض على العامل. وقبض فلان إلى رحمة الله، وهو عمّا قليل مقبوض. وفلان يبسط عبيده ولا يقبضهم، والخير يقبضه والشرّ يبسطه، وإنه ليقبضني ما قبضك، ويبسطني ما بسطك. وانقبضت عنّا فما قبضك. وتقبض على الأمر: توقّف عليه، وتقبض عنه وانقبض: اشمأز. وقبض رجله وبسطها. وقبّض وجهه فتقبّض. وقبّضت النار الجلدة فتقبّضت. وتقبض الشيخ: تشنج. وقبضت ثوبك، وثوب مقبض: مشنج وهو نحو الكسور في أوساط الأقبية. رواع قبضةٌ رفضة: حسن التدبير بالماشية يجمعها فإذا وجد مرعًى نشرها. ويقال لمن يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه: فلان قبضةٌ رفضة. وقبضت الإبل: أسرعت في سيرها كأنها تثب فيه وتجمع قوائمها. قال ذو الرمة:
ويقبضن من عاد وسادٍ وواحدٍ ... كما انصاع بالسّيّ النّعام النّوافر
وانقبض فلان في حاجته: أسرع وشمّر، وانقبضت بالقوم: شمّرت بهم. قال رؤبة:
فلو رأت بنت أبي انقضاضي ... وعجلي بالقوم وانقباضي
وفرس قبيض: سريع بيّن القباضة. وملك فلان القبيض: الخلق، وما أدري أيّ القبيض هو. قال الراعي:
أمست أميّة للإسلام حائطةً ... وللقبيض رعاةً أمرها رشد
وأحب إليّ أن يروى خابطةً وللقبيض رعاةٌ أي رعاةٌ غيرهم. وتقول: أطاعه السود والبيض، وألقى مقاليده إليه القبيض؛ لأنه ساعٍ قبيض في أمر معاشه ودنياه.
ق ب ط
قبط الشيء مثل قطبه إذا جمعه وخلطه، ومنه القبيطى. وتقول: فلان يأخذ القبيطى، فيأكلها السريطى؛ وهي القبيطاء والقبّاط. وهو يلبس القباطيّ والقبطيّة بالضم وهي ثياب من كتان بيض تعمل بمصر نسبت إلى القبط والتغيير للاختصاص، ورجل قبطيٌّ، وجماعة قبطيّة. وتقول: جمع فلان بين الأوزاع والأخلاط، من الأنباط والأقباط.
ق ب ع
فلان يقبع قبوع القنفذ إذا توارى. وقبع الرجل: أدخل رأسه في قميصه. وتقول: هو أعقّ من ضبّه، وأحمق من قباع بن ضبّه. وعن قتيبة: يا أهل خراسان إن وليكم وال شديد(2/48)
عليكم قلتم جبارٌ عنيد وإن وليكم والٍ رؤوف بكم قلتم قباع بن ضبّة، وهو رجل محمّق كان في الجاهلية. ومكيال قباع: كثير الأخذ. ونظر الحرث بن عبد الله عامل ابن الزبير على البصرة إلى مكيال فقال: إن مكيالكم هذا لقباع فنبز به. ويقال للقنفذ: القباع، ولسكينه وسيفه قبيعة من فضة وهي التي في طرف المقبض، وما أحسن قبائع سيوفهم!
ق ب ل
ذهب قبل السوق. ولي قبلك حقّ، وأصبت هذا من قبلك أي من جهتك وتلقائك. ولقيته قبلاً وقبلاً وقبلاً: مواجهة وعياناً. وافعل ذلك لعشر من ذي قبلٍ وقبلٍ: من قوتٍ مستقبلٍ. ورأيت بذلك القبل شخصاً وهو ما استقبلك من نشزٍ أو جبلٍ. وبه قبلٌ: خلاف حولٍ. ورجلٌ أقبل، وامرأة قبلاء، وعينٌ قبلاء، وقوم قبلٌ. وجاء من قبلٍ ومن دبرٍ. وما تصنع لو أقبل قبلك، ولو أقبل قبلك لسكتّ أي لو استقبلت بما تكره. وهم قبلي وقبلائي: جمع قبيلٍ وهو الكفيل. وقبل به يقبل وتقبّل به، وهو قبيل القوم: لعريفهم. ونحن في قبالة فلان. وكلّ من تقبّل بشيء مقاطعةً وكتب عليه بذلك الكتاب فعمله: القبالة، وكتابعه المكتوب عليه هو: القبالة. وقبلت القابلة الولد تقبله قبلاً وقبالة، وصناعتها: القبالة. وقبل الدلو من يد الماتح يقبلها. وقبلت الماشية الوادي تقبله. وأقبلتها الوادي. قال:
أقبلتها الخلّ من شوران مصعدة ... إني لأزري عليها وهي تنطلق
أي أعيب عليها الإبطاء. وقال الجعديّ:
يتواصون بقتلى بينهم ... مقبلي نحري أطراف الأسل
وأقبلت الإناء مجرى الماء إذا استقبلت به جريته. وقال ابن أحمر:
شربت الشكاعى والتددت ألدّةً ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا
وقعدت قبالة الكعبة. وجار مقابل ومدابر. قال:
حميت نفسي ومعي جاراتي ... مقابلاتي ومدابراتي
وتقول: وربّ هذه البنيّة ما قبل منها وما دبر ما فعلت كذا. واقتبل الأمر واستقبله: استأنفه. وتقابلوا واقتبلوا. قال أبو النجم:
غير رماد النار والأثفيّ ... مقتبلات قعدة النّجيّ
ورأيت قبيلاً من الناس وقبلاً. وكادت تصدّع قبائل رأسي: من الصداع وهي شعبة. وقبل الهبة، وقبل منه النصح. وقبل الله من عبده التوبة، " وهو الذي(2/49)
يقبل التوبة عن عباده ". وقبل الله عمله وتقبّله " فتقبّلها ربها بقبول حسن ".
ومن المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وأصله في فتل الحبل إذا مسح اليمين على اليسار علواً فهو قبيلٌ وإذا مسحها عليها سفلاً فهو دبير. ورجل مقتبل الشباب: كأنه يستأنف الشباب كلّ ساعة. ورجل مقابل مدابر: كريم الطرفين. ورأيت قبائل من الطير: أصنافاً من غربان وحمام وغيرها. وأتى في ثوب له قبائل: رقاع. ولجام حسن القبائل وهي السيور. قال ابن مقبل:
ترخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصّفر
وأقبلت الدولة، وأقبل الأمر وقبل، وخذ الأمر بقوابله. وقبّلته الحمّى؛ وبشفتيه قبلة الحمّى. وما لهاذ الأمر قبلةٌ أي جهة صحّةٍ.
ق ب ن
" أذلّ من حمار قبّان ".
ق ب وتقبّى الرجل: لبس القباء، وهو منقبّ، وقب هذا الثوب: اقطعه قباءً. وقبوت الشيء: جمعته.
ق ت ب
ضع القتب على الحمولة، وضع القتب على السانية، فالقتب: واحد الأقتاب وهي الأكف التي توضع على تقالة الأحمال، والقتب بالكسر: واحد الأقتاب وهي أكفٌ صغار توضع على السواني. قال لبيد:
حتى تحيرت الدبار كأنها ... زلف والقى قتبها المحزوم
وأقتبت البعير إذا شدّدت عليه القتب، أو القتب لغة تميم، وقيس على قتبت: ولفلان قتوبة: إبل تقتب. وفلان مبعوج يجرّ أقتابه: أمعاءه جمع قتب بالكسر.
ومن المجاز: قولهم للملح: هو قتب يعض بالغارب، وقتب ملحاح. قال النابغة الذبيانيّ:
فاستبق ودّك للصديق ولا تكن ... قتباً يعضّ بغارب ملحاحاً
وقال البعيث:
ألد إذا لاقيت قوماً بخطة ... ألح على أكتافهم قتب عقر
وأقتبت زيداً يميناً، وأقتبته في اليمين إذا غلظت عليه وألححت كأنما وضعت عليه قتباً. وأقتبه الدّين: فدحه. قال:
إليك أشكو ثقل دينٍ أقتبا ... ظهري بأقتابٍ تركن جلبا(2/50)
وتقول: كأني لهم قتوبه، وكأن مؤنهم عليّ مكتوبه. وفي كاهل الفرس تقتيب: جنّأٌ. قال:
وكاهل أفرغ فيه مع الإ ... فراغ إشراف وتقتيب
ورجل مقتب الكاهل.
ق ت ت
دهن مقتت: مروّح. ورجل قتّات: نّام، وهو يقتّ الحديث: يزوّره ويحسنه.
ق ت ر
بات الصائد في قترته، وباتوا في قترهم. قال امرؤ القيس:
رب رامٍ من بني ثعلٍ ... متلج كفّيه في قتره
واقتتر الصائد: استتر في القترة، وتقتر للصيد: تخفّى في القترة ليختله. ورماه بالقترة وهي سهم صغير النصل يقال لها: القطبة. وبوجهه قتر وقترةٌ وهو ما يغشاه من غبرة الكرب والموت. وقتر على أهله يقتر ويقتِر، وأقتر وقتّر عليهم " لم يسرفوا ولم يقتروا " وقريء ولم يقتّروا، ولا ينفق على عياله إلا قتراً وهو الرّمقة في النفقة والمساك، ورجل مقتر: مقلٌّ " وعلى المقتر قدره " وفعل ذلك من بين أثرى وأقتر أي من بين خلق أثرى وأقتر وهم الناس أو من بين ذي أثرى وأقتر أي صاحب هذا الكلام المقول فيه. قال الكميت:
لكم مسجدا الله المزورا والحصى ... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
ووجدت قتار الشواء والطبيخ، وقتّر الشّواء: هيّج القتار. وقتر اللحم يقتر ويقتر، وقتر يقتر: ارتفع قتاره، ولا تؤذ جارك بقتار قدرك. ورحلٌ قاترٌ إذا كان قدراً لا يموج فيعقر.
ومن المجاز: لاح به القتير: أوائل الشيب وأصله: رءوس مسامير الدرع وسميَ قتيراً لأنه قتر أي قدّر فعيل بمعنى مفعول. وعضّه ابن قترة وهي حيّة خبيثة لا ينجو سليمها كأن لها قترة ترمى بها. قال:
أحدو لمولاتي وتلقى كسره ... وإن أبت فعضّها ابن قتره
ولعن الله أبا قترة: كنية إبليس. وأرسل الماء في قترة البستان وهي الخرق الذي يدخل الماء منه. وفتح قترة التنّور: خرقه. وأدخل يده في قترة الباب وهي مكان الغلق. وأحكم قتر الدرع: لحقها. واطلعن من القتر: من الكوى. وهو في قترة من العيش: في ضيق. وقتّروا بين الأمتعة والركاب: قاربوا. وتقتّر لك فلان: سوّى عليك منصوبة. وتقتّر لأمر كذا: تلطّف له. وتقتّر للرمي وتبوّأ له: تهيأ له.
ق ت ل(2/51)
قتله قتلةَ سوء، وقتل الرجل، وقتّل الرجال، وقاتله، وتقاتلوا واقتتلوا. وكانت بالروم مقتلة عظيمة. وضربه فأصاب مقتله ومقاتله. وأقتله: عرّضه للقتل. كما قال مالك ابن نويرة لامرأته حين رآها خالد بن الوليد: أقتلتني يا مرأة يعني سيقتلني خالد من أجلك. واستقتل فلان: استسلم للقتل، كما يقال: استمات. ورجل وامرأة قتيل، وقومٌ قتلى. وهذه قتيلة بني فلان. وهم قتلة إخوتك. وقتل قتله أي قرنه وعدوّه، وأقتاله. وقوم أقتال: أصحاب تراتٍ. قال ابن الرقيات:
واغترابي عن عامر بن لؤيّ ... في بلاد كثيرة الأقتال
وناقة ذات قتالٍ: ذات نفس وثيقة وكدنة، وإنه لذو قتالٍ وذو كدنة وذو لوث وذو جزرٍ. قال ربيعة بن مقروم:
ومطيّة ملث الظلام بعثته ... يشكو الكلال إليّ دامي الأظلل
أودى السّرى بقتاله ومراسه ... شهراً نواحي مستتب معمل
ومن المجاز: دابة مقتّلة: مذللة قد مرنت على العمل. وقلب مقتّل: أهلكه العشق. واقتتلته النساء: افتتنّه حتى أهلكنه. واقتتل فلان: جنّ، واقتتلته الجن: اختبلته، وتقتّلت به: تخضّعت له وتذلّلت حتى عشقها. قال:
تقتّلت لي حتى إذا ما قتلتني ... تنسّكت ما هذا بفعل النواسك
وقتلتُ الخمر: مزجتها. قال حسان:
إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلتَ فهاتها لم تقتل
وقتلته علماً وخبراً. وقال الفرزدق:
وحتى قتلنا الجهل عنها وغودرت ... إذا ما أنيخت والمدامع ذرّف
أي كسرنا مرحها ونشاطها. وقال:
إذا ما نزلنا قاتلت عن ظهورها ... حراجيج أمثال الأهلّة شسّف
ذبّت الغربان عنها. وقاتله الله ما أفصحه! والمنيّة قاتلة، والمنايا والليالي قواتل للأنام. وتقول العرب: ولّني مقاتلك أي حوّل إليّ وجهك. وقال ابن مقبل يصف ظليماً وبيضه:
يخشى الندى فيولّيها مقاتله ... حتى يباكر قرن الشمس ترجيل
أي صدره وبطنه. وقاتل جوع الضيف بالإطعام.(2/52)
قال الكميت:
بالجفان التي بها يترك الجو ... ع قتيلاً ويفتأ الزمهريرا
وقال ابن مقبل:
وأنبه الخرق لم يلمس لمضجعه ... كأنه من قتال اليسر مأموم
وفلان قتل فلان: مثله ونظيره، وهذه الناقة قتل هذه، وهما قتلان.
ق ت م
لون قاتم وأقتم: أغبر يعلوه سواد، وقد قتم يقتم قتوماً، وقتم يقتم قتماً وقتمةً. وبلد قاتم، وبلاد قواتم. قال رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
وبازٍ أقتم الريش. وارتفع القتام، حتى خفيت الأعلام؛ أي الغبار.
ق ت
وفلان مقتويٌّ: يخدم القوم بطعام بطنه: أنشد الأصمعيّ:
أرى عمرو بن هوذة مقتوياً ... له في كلّ عام بكرتان
نويقتان كأنه نسب إلى فعله الذي هو المقتي من قولك: قتوت الرجل أقتوه قتواً ومقتًى. وفلان يقتو الملوك. قال:
إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أحسن قتو الملوك والخببا
وهو مقتويٌّ من المقاتوة حكاه سيبويه عن أبي الخطاب. وقال عمرو بن كلثوم:
تهددنا وأوعدنا رويداً ... متى كنا لأمك مقتوينا
حذف الياء كما في الأشعرين. وقيل لرجل: ما ضيعتك؟ فقال: إذا صفت نصفت، وإذا شتوت قتوت، فأنا ناصف قاتي، في جميع أوقاتي، من تصف يتصف إذا خدم. وتقول: أنا أمقت الظلمة ومقتويهم، كما أمقت أهل الجاهلية ومقتيّهم.
ق ث أ
أقثأت الأرض وأبطخت: كثرا فيها، وهذه مقثأة فلان ومبطخته ومقاثيه ومباطخه. وتقول: معه القّاء والقثد، والبطيخ عنده رثد.
ق ث ث
جاء فلان يقثّ الدنيا: يجرّها. وجاء السيل يقث الغثاء. واختطفه كما يقتث اللاعب الكرة بالطّبطاب أي يجتحفه.
ق ث م
قثم له من ماله شيئاً إذا أعطاه فأكثر له. ورجل قثم: معطاء. وقيل لقثم ابن العباس: ما قيل لك قثم، إلا لأنك قثم. ومائح قثم: غرّاف.(2/53)
قال:
ماح البلاد لنا في أوليتنا ... على حشود الأعادي مائح قثم
ق ح ب
شيخ به قحاب. وفرس وكلب به قحابٌ وهو السعال، وقد قحب يقحب. وتقول: من القحاب، أخذ اسم القحاب. ويسمّى أهل اليمن المرأة: القحبة، ويقولون: لا تثق بقول القحبة، ولا تغترر بطول الصحبة. وقاحبت المرأة وقحبت وتقحبت.
ق ح ح
أعرابي قح. وتقول: قرأنه في الصحاح، وسمعته من الأقحاح. وعربية فحّةٌ: محضةٌ. وهو من قحهم: من صميمهم. وعيدٌ قح: قنّ. ولثيم قح: ما فيه من الكرم شيء. ويقال للبطيخة الفجة: إنها لقح: لجفائها.
ق ح د
إبل مقاحيد: كوم، وناقة مقحاد، وقد استقحدت. وهي ضخمة القحدة وهو أصل السنام. وقيل: القحدة والكتر بالكسر: قبة السنام وأصله: قحدة فسكنت مثل عشرة وعَشْرة.
ق ح ط
قحط البلد وقحِطَ وقُحِطَ فهو قاحط وقَحِطٌ وقحيط ومقحوط، وبلاد مقاحيط، وأقحطها الله، وأقحط القوم وقحطوا وقُحِطوا وأقحطوا، وأرض مقحطة. ونحن في مقحطة، وهي بيّنة القحوط والقحط والقحط.
ومن المجاز: أقحط الرجل وأكسل: خالط ولم ينزل. وفي الحديث " من أتى أهله فأقحط فلا غسل عليه " وفي آخر " ليس في الإكسال إلا الطّهور " ورجل قحطيّ: أكول لا يبقي شيئاً.
ق ح ف
ضربه على قحف رأسه وهو جمجمته، وتقول: تلاقوا بالأحقاف، فتراموا بالأقحاف.
ومن المجاز: رماه بأقحاف رأسه: نطحه عن مراده. وماله قد ولا قحف: ماله شيء وهما جلد السّخلة والقدح المكسّر. وهو أفلس من ضارب قحف استه وهو مشقها أي يضرب بيده على شعب استه لعريه. " واليوم قحاف، وغداً نقاف " أي شرب وحرب.
ق ح ل
عود قاحل وقحلٌ: يابس. وقد قحل قحولاً وقحل قحلاً.
ومن المجاز: قحل الشيخ وقَحِلَ. وإنه لقاحل الجسم. وشيخ قحلٌ وإنقحلٌ. وأقحله الصوم. وتقحّل في لبوسه وحاله. وتقول: فلان في بلد ماحل، وعيش قاحل.
ق ح م
ركب قحمةً من القحم وهي عظام الأمور التي لا يركبها كل أحد. ووقعوا في القحمة وهي السنة الشديدة. وركب قحمة الطريق: ما صعب منها على سالكه، وللخصومة قحمٌ. واقتحم عقبه أو وهدة أو نهراً: رمى بنفسه فيها على شدّة ومشقّة، وأقحم دابته النهر. وقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن بن خالدب بن الوليد: أقحم يا ابن سيف الله. وقحّم الفرس راكبه تقحيماً: رمى به على وجهه. وتقحمت به الناقة: ندّت فلم(2/54)
يضبطها. وأنشد ابن الأعرابي:
أقول والناقة بي تقحّم ... وأنا منها مكلئزٌّ معصم
ويحك ما اسم أمّها يا علكم
متقبّضٌ وعلكم: رجل وهو الصلب في الصفات. يقولون: الناقة النادّة تسكن إذا سُمّيت أمّها وكذلك الجمل النادّ إذا سمّي أبوه. وإبل مقاحيم: تقتحم الشّول من غير إرسال تركبها وترمي بأنفسها عليها. وأقحمت السنة الأعراب: بلاد الريف، وأعرابي مقحم: نشأ في البادية وفي قحمتها لم يخرج منها ولم ير الريف. وشيخٌ قحمٌ، وشيخة قحمة: هرمان.
ومن المجاز: قحم نفسه في الأمور: دخل فيها بغير رويّة، وتقحّم فيها واقتحم. وفلان مقدام مقحام، ليس معه إحجام. ورأيته فاقتحمته عيني. وفي صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تقتحمه عين من صغرٍ. وفلان فيه متقحم إذا كان زريّ المرآة.
ق ح
ودواء مقحوٌّ: فيه الأقحوان. وتقول: في الدواء المقحوّ، شفاء للمحقوّ؛ وهو الذي به الحقوة: داء في البطن.
ومن المجاز: افترّت عن نور الأقحوان والأقاحي، وبدا أقحوان الشيب، كما يقال: بدا ثغام الشيب: قال:
رأت أقحوان الشيب فوق خطيطة ... إذا مطرت لم يستكنّ صؤابها
يعني أن رأسه أصلع فلا يجد الصوّاب فيه كنّاً. ورأيت أقاحيّ أمره: أوائله وتباشيره.
ق د ح
تقول: أجيلت القداح، وأديرت الأقداح. وقدح النار من الزّند واقتدحها، ومعه القدطّاحة والمقدحة أي حجر القدح وحديدته. وقدح الدود في العود وفي الأسنان. ووقعت فيها القادحة والقوادح. وقدح المرقة واقتدحها: اغترفها بالمقدح والمقدحة. وفي المثل " ستأتيك بما في قعرها المقدحة "، أي سيظهر لك ما أنت عمٍ عنه. قال:
لنا مقدحٌ منها وللجار مقدح
وفي أسفل البرمة قديح: بقية مرقةٍ. قال الذبيانيّ:
فظلّ الإماء يبتدرن قديحها ... كما ابتدرت سعدٌ مياه قراقر
وقدح الماء من أسفل البئر، ويقال: هذا ماء لا ينام قادحه إذا وصف بالقلّة، وبئر قدوح: لا يوجد ماؤها إلا غرفة غرفة. وقدح السهام في القدح: خرق لسنخ النصل وذلك الخرق وهو المقدح والمركّب. وقدح القدّاح العين: أخرج ماءها الفاسد. وقدحت عينه وقدّحت: غارت فصارت كالقدح.(2/55)
قال زهير:
وعزّتها كواهلها وكلّت ... سنابكها وقدّحت العيون
وقال آخر:
فالعين قادحة واليد سابحة ... والرجل ضارحة والبطن مقبوب
ومن المجاز: اقتدح الأمر: تدبّره. واقتدح بزنده، واستقدح زناده. وقادحه في كذا: ناظره، وتقادحا، وجرت بينهما مقادحة: مقاذعة من القدح بمعنى الطعن، يقال: قدح في نسبه وفي عرضه، وقدح في ساقه وهو مستعار من وقوع القوادح في ساق الشجرة. قال ذو الرمة:
يحققن ما حاذرن من كلّ فرقة ... من الحيّ أمست في عصا البين تقدح
وقدّحت خيلي تقديحاً: صيّرتها قداحاً في ضمرها. وفي مثل " أبصر وسم قدحك ": اعرف نفسك. قال:
ولكن رهط أمك من شتيم ... فأبصر وسم قدحك في القداح
وصدقهم وسم قدحه إذا قال الحق. " وهو أطيش من القدوح الأقرح " وهو الذيان. قال:
ولأنت أطيش حين تغدو سادرا ... رعش الجنان من القدوح الأقرح
ق د د
قدّه طولاً، وقطّه عرضاً، وقدّ القلم وقطّه. وتقول: إذا جاد قدّك وقطّك، فقد استوى خطّك. وقدذه نصفين. وانقدّ الجلد والثوب: انشقّ. وقدّد اللحم. وصاروا قددا: فرقاً. وتقول: طاروا بددا، وصاروا قددا. وأسره بالقد: بالسير من الجلد غير المدبوغ. وفلان ما يعرف القدّ من القِد أي مسك السّخلة من السّير. وفي مثل " ما يجعل قدّك إلى أديمك ". ويقال في الشتيمة: يا قديدي. وهم القديديون: تباع العساكر من الصنّاع.
ومن المجاز: جارية حسنة القد وهو القوام، كما يقال: حسنة التقطيع، وهي مقدودة. وناقة قيدود: طويلة الظهر. وقدّ المفازة: قطعها. وهو مستقيم القدّ أي الطريق. ولا يستقد له أمر: لا يستمرّ.
ق د ر
هو قادر مقتدر ذو قدرة ومقدرة. وأقدره الله عليه. وقادرته: قاويته. وهم قدر مائة وقدرها ومقدارها: مبلغها. والأمور تجري بقدر الله ومقداره وتقديره وأقداره ومقاديره. وقدرت الشيء أقدره وأقدره،(2/56)
وقدّرته. وهذا شيء لا يقادر قدره. وقدرت أن فلاناً يفعل كذا. وهذا سرج قدر. ورحلٌ قدر: وسط. ورجل مقتدر الطول: ربعةٌ. وصانع مقتدر: رفيق بالعمل. قال امرؤ القيس:
لها جبهة كسراة المجنّ ... حذفه الصانع المقتدر
وإذا وافق الشيء الشيء قالوا: جاء على قدرٍ. وقدر عليه رزقه. وقدّر: قتّر. وقدّر الشيء بالشيء: قاسه به وجعله على مقداره. وفلان يقادرني: يطلب مساواتي. وتقادر الرجلان: طلب كلّ واحد مساواة الآخر. واستقدر الله خيراً. قال:
استقدر الله خيراً وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وتقدّر له كذا: تهيّأ له. وتقدّر الثوب عليه: جاء على مقداره. ودعوا بالقدار فنحر فاقتدروا وأكلوا القدير أي بالجزّار فطبخوا اللحم في القدر وأكلوه، واقدروا لنا أي اطبخوا.
ومن المجاز: فرس بعيد القدر: بعيد الخطو. قال:
ببعيدٍ قدره ذي جببٍ ... سبط السّنبك في رسغ عجر
وليلة قادرة: قاصدة لينة السير.
ق د س
سبّحوا الله وقدّسوه، وهو القدّوس المقدّس المتقدّس ربّ لاقدس. قال:
قد علم القدّوس رب القدس ... بمعدن الملك قديم الكرس
وخرج إلى البيت المقدس وإلى القدس وإلى الأرض المقدسة. قال الفرزدق:
ودع المدينة إنها مرهوبة ... واعمد لمكة أو لبيت المقدس
وقدّس الرجل: أتى بيت المقدس، كما تقول: كوّف وبصّر، ومنه قولهم: راهب مقدّس. قال امرؤ القيس يصف الثور والكلاب:
فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس
لأن الصبيان يتمسحون بثيابه تبركا به فيمزقونها.(2/57)
وأنزلك الله حظيرة القدس وهي الجنة. وفي الحديث " قل وروح القدس معك " أي ومعينك جبريل عليه السلام. وقيل: وعصمة الله وتوفيقه معك. واغتسل بالقدس وهو السّطل. ولا قدّسك الله.
ق د ع
قدعته عنّي: كففته بيدي أو لساني فانقدع. وذاك فحل لا يقدع. وقدعت الفرس باللجام: كبحته. وقدعت الذباب: ذببته. قال:
قياماً تقدع الذّبّان عنها ... بأذناب كأجنحة النسور
ودفعته عني بالمقدعة: بالعصا. وقادعني بعيري: جاذبني زمامه من نشاطه. وتقادعوا: تدافعوا. وفي عينه قدعٌ: ضعف عن النظر. قال ابن أحمر:
كم فيهم من هجين أمه أمةٌ ... في عينها قدع في رجلها فدع
ق د م
تقدّمه وتقدّم عليه واستقدم، " لا يستأخرون عنه ساعةً ولا يستقدمون واستقدمت زحالتك. وفرس مستقدم البركة. وقدم قومه يقدمهم، ومنه: قادمة الرّحل: نقيض آخرته. وقوادم الطائر. وقدّمته وأقدمته فقدّم وأقدمَ بمعنى تقدّم، ومنه مقدّمة الجيش: للجماعة المتقدّمة، والإقدام في الحرب. قال عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
ومنه مقدم العين: لما يلي الأنف خلاف مؤخرها: لماي لي الصدغ. وضرب مقدم رأسه. قال:
تركت ابن أوس والسنان كأنما ... يوتّده في مقدم الرأس واتد
وإنها للئيمة المقدمة وهي الناصية. وهو جريء المقدم والمقدّم. قال كعب بن مالك:
جريء المقدّم شاكي السلاح ... كريم النشا طيّب المكسر
وقال لبيد:
فمضى وقدّمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت إقدامها(2/58)
أي تقديمها. ومضى قدماً: لا ينثني وهو المضيّ أمام. ورجل مقدام من قوم مقاديم. وراش سهامه بقدامى النسر: بقوادمه. وأعصم بقيدوم رحله وهو قادمته. وأقبل جيش كأنه قيدوم الجبل: أنفه. وقام الملاّح على قيدوم السفينة. قال الطرماح:
كصباح نوتيّ يظلّ على قرا ... قيدوم قرواء السّراة يندّد
وله قدمة سابقة، وهو من أهل القدمه، في هذه الخدمه. وقدم من سفره. وقدم البلد. وقدم على قومه. وما أقدمك. واستقدمه الأمير. وهؤلاء القادمون والقدام. وقدمت خير مقدم. وكان ذلك في قدمتك الأولى. ولهم بيت قديم. وعهد متقادم. وعزّ قدموس.
ومن المجاز: اجعل ذلك تحت قدميك أي اعف عنه. وجعل دماءهم تحت قدميه: أهردها. وفي الحديث " يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد حتى يأتيها ربّنا فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قط قط " أي فيسكّنها ويكسر سورتها كما يضع الرجل قدمه على الشيء المضطرب فيسكّنه. ولفلان قدمٌ في هذا الأمر: سابقة وتقدّم. وله قدم صدقٍ. قال ذو الرمّة:
لكم قدمٌ لا ينكر الناس أنها ... مع الحسب العاديّ طمّت على الفخر
ووضع قدمه في العمل: أخذ فيه. وقدّم رجلك إلى هذا الأمر: اقبل عليه. وضربه فركب مقاديمه إذا وقع على وجهه. وتقدّمت إليه بكذا وقدّمت: أمرته به. وفلان يتقدّم بين يدي أبيه إذا عجل في الأمر والنهي دونه. ولفلان متقدّم في الخير. وماله في ذاك متقدّم ومقتدم. ولقيته قدّام ذاك وقديديمة ذاك أي قبيله. وقال علقمة:
قديديمة التجريب والحلم إنني ... أرى غفلات العيش قبل التجارب
وقال:
وقد علوت قتود الرحل يسفعني ... يوم قديديمة الجوزاء مسموم
ومشى فلان اليقدميّة والتّقدميّة والقدميّة إذا تقدّم في المكارم ومعالي الأمور. قال:
الضاربين اليقدم ... ية بالمهندة الصفائح
وقال ابن مقبل:
هم الضاربون التقدمية تدعي ... بما في الجفون أخلصته صياقله(2/59)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ابن أبي العاص مشى التقدميّة وأن ابن الزبير مشى القهقري، وروي لوى ذنبه أراد الإفضال على الناس والإحسان إليهم، ومنه: قول عبد الله بن الزبير:
مشى ابن الزبير القهقري وتقدّمت ... أميّة حتى أحرزوا القصبات
وتقديره مشى المشية المنسوبة إلى قول الناس يقدم أو تقدم كما قيل: كنيٌّ: في النسب إلى كنت وإلى القدم الذي هو التقدّم من قولهم: مشى قدماً. " وقدمنا إلى ما عملوا ". وإنك لقادم على عملك.
ق د
ولي بك قدوة واقتداء. وأنت لي قدوة. ويقال: لا تقتد بمن ليس بالقدوة. ونعم المقتدى به أنت. وأتتنا قادية من الناس وهي أول جماعة تطرأ عليك. وتقدّت بي دابتي: لزمت بي السّنن، وقيل: أعنقت بي. ومرّ يتقدّى به فرسه. قال ابن قيس:
تقدّت بي الشهباء نحو ابن جعفر ... سواء عليها ليلها ونهارها
وبيني وبينه قداً الرمح. وقال:
ولكن إقدامي إذا الخيل أحجمت ... وضرب إذا ما الموت كان قدا الشبر
وقال:
وإني إذا ما الموت لم يك دونه ... قدا الشبر أحمى الأنف أن أتأخرا
وما أطيب قدا اللحم وقداته وقداوته أي ريحه، وقديَ الطعام، وطعامٌ قدٍ. قال:
تبسم عن ألمي برود المورد ... كأقحوانات ضحى اليوم النّدي
كأنها بعد رقاد الرقد ... وخدعات الريق بعد المهجد
أهضام داريّ وقنديد قد
ق ذ ذ
قذّ الريش بالمقذّ: حذف أطرافه، ومنه: القذّة: الريشة المقذوذة؛ يقال: " حذو القذة بالقذة ". والزق القذذ بالسهم، وسهم مقذوذ: مريشٌ، وقذّه السهام يقذّه: راشه، وسهم أقذ: لا قذذ عليه. وفي مثل " ما تركت له أقذّ ولا مريشاً " ورجل مقذذ الشعر: مقصص حوالي(2/60)
قصاصه كله. وبلد كثير القذّان وهي البراغيث، الواحد: قذذ. قال:
أسهر ليلي قذذٌ أسك ... فبت ليلي كله أحك
أحكّ حتى مرفقي منفكّ
ومن المجاز: فرس مؤلل القذتين إذا كان حديد الأذنين، كما قال:
كأن آذانها أطراف أقلام
وله أذنان مقذوذتان: خلقتا على مثال قذذ السهم. قال رؤبة:
مقذوذة الآذان صدقات الحدق
ومنه: رجل مقذّذ: مزيّن نظيف الثوب. وإنه للئيم المقذّين وهما ما خلف الأذنين. قال:
ينحط من ذفراه ثمل الفلفل ... على مقذّى خضلٍ مؤللٍ
وقال:
بت ألوّي موهناً ذراعيه ... حتى دخلت معه في برديه
ينضح ريح المسك من مقذيه
وقال:
صاحب طلح وسيالٍ وسلم ... علىمقذيه أنافيض البرم
أي ما انتفض منه. وقال:
لو ما أبو الدهماء لم ترو النّعم ... منخرق المدرع ذو لحم زيم
ساقٍ إذا ماء مقذيّه سجم
وقيل: المقذّ: مغرز الرأس في العنق، وحقيقة المقذّ: المقطع فإما أن يكون منتهى شعر الرأس عند القفا أو منتهى الرأس وهو المغرز.
ق ذ ر
قذر الشيء قذراً فهو قذر، وقذر قذارة فهو قذر كضخم وصعب. وتطهر من الأقذار والقاذورات. ورجل قذر، وقوم أقذار، وقذرت الشيء واستقذرته وتقذّرت منه وأقذرته: وجدته قذراً.
ومن المجاز: قذرت الشيء وتقذّرت منه إذا كرهته. وقال العجاج:
وقذري ما ليس بالمقذور
ورجل قاذورة: متبرم بالناس لا يجلس إلا وحده ولا ينزل إلا وحده. ورجل قذرة: يتنزّه عما يلام عليه. وناقة قذور: تبرك ناحية من الإبل لا تخالطها. وامرأة قذور: تجتنب الرّيب. وأقذرتنا رحمك الله: أضجرتنا. وفي الحديث: " ومن أتى منكم شيئاً من هذه القاذورات فليستر على نفسه " أراد الفواحش. قال متمّم:(2/61)
وإن تلقه في الشّرب لا تلق فاحشاً ... على الكأس ذا قاذورة متزبّعاً
ق ذ ع
بثوبه قذر وقذع بمعنى، وقذّر ثوبه وقذّعه.
ومن المجاز: إياك والقذع وهو الخنا والرفث، وكلام قذع، وأقذع في كلامه: أفحش. وفي الحديث: " من قال في الإسلام شعراً مقذعاً فلسانه هدرٌ ". وقال بشر:
إذا ما شئت جاءك مقذعات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي
ورماه بالمقذعات والمقذعات، وقذعني فلان بلسانه وأقذعني: شتمني وأسمعني المكروه. وتقول: قذعه بلسانه، فقذعه بسنانه؛ وقاذعه: شاتمه وفاحشه، وبينهما مقاذفة ومقاذعة. وقال طرفة:
وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم ... بكأس حياض الموت قبل التهدّد
وهو مصدر قذعه قذعاً، وسمعت منه قذيعةً: شتيمة. قال ابن مقبل:
ولا يأمن الأعداء منّي قذيعةً ... ولا أشتم الحيّ الذي أنا شاعره
ورويَ: قذيفةً.
ق ذ ف
قذف الحجر بالقذّافة، وقذف به، وتقاذفوا بالحجارة، وجعل الله الشهاب قذيفة الشيطان.
ومن المجاز: البحر يقذف الجواهر، وهو قذّاف باللؤلؤ. وقذف المحصنة. وأقيم عليه حدّ القذف، وقذف المرّة. وقذفت بنا المفازة المقاذف، وفلان يقذف بنفسه المقاذف. قال الطرماح:
وإني لمقتاد جوادي فقاذف ... به وبنفسي العام إحدى المقاذف
وتقاذفت بهم الموامي، والركاب تتقاذف بهم. والبعير يتقاذف في سيره: يترامى فيه. قال الطرماح:
متقاذف سبط المحال إذا عدا ... تبري له أجد الفقارة جلعد
وقال الراعي:
تغتال كلّ تنوفة عرضت لها ... بتقاذفٍ يدع الجديل موصلاً
تجذبه حتى ينقطع. ومفازة قذوف وقذف وقُذفٌ وقِذافٌ، ومنزلٌ قَذفٌ. وشطّت بهم نيّة قذفٌ: بعيدة. وسير قذاف. وناقة قذاف: يراد السرعة. قال الكميت:
تغول الحبال جماليّةٌ ... قذافٌ وإن طالت الأحبل(2/62)
وفرس متقاذف. وقربٌ قذّافٌ. قال:
تصبح بعد القرب القذّاف ... وبعد شدّ الأنسع اللطاف
وبلغ قذفة الجبل وقُذَفَه وقُذُفاتِه وقَذَفَه وقُذُفَه وأقذافَه: أعاليه ونواحيه البعيدة. قال الجعديَ:
طليعة قوم أو خميس عرمرم ... كسيل التيّ ضمّه القذفان
وللمسجد قذفٌ: شرف، الواحدة: قذفة. وناقة مقذوفة باللحم ومقذّفةٌ: مكتنزة اللحم كأنما قذفت به قذفاً.
ق ذ ل
فرس مشرف القذال. قال زهير:
وملجمنا ما إن ينال قذاله ... ولا قدماه الأرض إلا أنامله
وفلان معذول مقذول: مضروب القذال، وقذلوه، بعد ما عذلوه.
ق ذ ي
في عينه قذاةٌ وقذًى. وفي الشراب قذًى وأقذاء. وقذيت عينه، وأقذيتها أنا: طرحت فيها القذى، وقذيتها وقذيتها: أخرجته منها. وأنشدني بعض العرب:
إذا دمعت عيني تعلّلت بالقذى ... وقلت لصحباني بصيرٌ قذانيا
وقذت العين تقذى: رمت بقذاها. واقتذى الطائر: ألقى القذى عن عينه وذلك حين يحكّ رأسه. قال حميد بن ثور:
خفي كاقتذاء الطير والليل مدبر ... بجثمانه والصبح قد كاد يسطع
ومن المجاز: جاءنا في أقذاءٍ من الناس وهم السّفلة. وفي الحديث: " وجماعة على أقذاء " وفلان في عينه قذاة إذا ثقل عليه. ويقال: كلّ أنثى تقذى، وكلّ ذكر يمذي، أي ترمي بياضها من شهوة الفحل.
ق ر أ
قرأت الكتاب واقترأته، وأقرأته غيري، وهو من قرأة الكتاب، وفلان قاريء وقرّاء: ناسك عابد، وهو من القرّاء. وقال جرير:
يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني
وقد تقرّأ فلان: تنسّك. واقرأ سلامي على فلان، ولا يقال: أقرئه منّي السلام. وأقرأت المرأة: حاضت، وامرأة مقرئ، واعتدّت بثلاثة قروء وأقراء وأقرء. ودفعت جاريتي إلى فلانة أقرئها أي أمسكها عندها لتحيض، وجراية مقرّأة، وإذا اشتريت أمةً فلا تقربها حتى تقرّئها. وما قرأت هذه الناقة سلاً قط: ما ضمت أي ما حملت ولداً.(2/63)
قال حميد بن ثور:
أراها غلامانا الخلى فتشذّرت ... مراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دماً فخطرت بذنبها.
ق ر ب
قرب منه وإليه، واقترب منّي، وقرّبته فتقرّب، وقاربه، وتقاربوا واقتربوا، وهو يستقرب البعيد، وتناوله من قرب ومن قريب، ونزل قريباً. وبينهم قربة وقربى وقرابة، وهو قريبي وقرابتي، وهم أقرباءي وأقاربي وقرابتي. وبيننا نسب قريب وقراب. قال:
فلما أن رأيت بني عليّ ... عرفت الودّ والنسب القرابا
وتقرّب إلى الله بكذا، وفعل ذلك تقرّباً إلى الله وقربة، وطلبت بذلك القربة والحسبة. وقرّب قرباناً. ومعه ألف درهم أو قراب ذلك. وفي مثل " الفرار بقراب أكيس " وسئل أعرابيّ عبر الوادي فقال: الماء قرابة الركبتين. وأقربت الحامل: قرب ولادها. وهو قربان من قرابين الملك: من خواصه ومقرّبيه. وفرس مقرب، وخيلٌ مقربة، وهو من مقربات الخيل وهي التي يقرّب مربطها ومعلفها لكرامتها. وقرب الشجرة: غشيها. وله حمًى غير مقروب. وقرب المرأة قرباناً. وقربوا الماء: طلبوه. وإبل قوارب. وهذه ليلة القرب. وما له هارب، ولا قارب. وركبت في القارب إلى الفلك وهي سفينة صغيرة تكون مع الملاّحين تستخفّ لحوائجهم وسمعت أنهم يسمونه: السنبوك. وقرّب الفرس تقريباً وهو دون الحضر. وسلّ السيف من قرابه، وأقربه وقربه. وسيف مقروب. وفرس لاحق الأقراب. كقولهم: شاة ضخمة الخواصر. وخرج إلينا متقرّباً: متخصراً آخذاً بقربه.
ومن المجاز: لقد قربت أمراً ما أدري ما هو. وفلان يقرب أمراً لا يتسهل له. وحيّا فلانٌ وقرّب إذا قال: حيّاك الله وقرّب دارك، وتقول: دخلت على فلان فأهّل ورحّب، وحيّا وقرّب. وتقاربت إبل فلان: قلّت. وأخذ ماله يتقارب. قال جندل:
غرّك أن تقاربت أباعري ... وأن رأيت الدهر ذا دوائر
وشيء مقارب: وسط. ويقول الرجل لصاحبه يستحثه: تقرّب تقرّب أي اعجل. قال:
يا صاحبيّ ترحّلا وتقرّبا ... فلقد أنَى لمسافر أن يطربا
وظهرت مقربات الماء: تباشيره وهي حصى صغار إذا رآها من ينبط الماء استدلّ بها على قرب الماء. وخذ في هذا المقرب وهو الطريق المختصر.
ق ر ح
قرح جلده، وقرحه: جرحه قرحاً(2/64)
وقرحاً، وهو مقروح وقريح، وقوم قرحى، وقرّحه فتقرح، وقرّح الوشم: غرزه بالإبرة، وبه قرحة دامية وقرح وقروح وهو كلّ ما جرح الجلد من عضّ سلاح أو غيره " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ". ويقال: به قرح من قرحٍ به أي ألم من جراحة به. ومازلت آكل الورق حتى أقرح شفتيّ. وقرح الفرس يقرح ويقرح قروحاً، وقرح نابه: طلع، وفرس قارح، وخيل قرّح، وفرس أقرح: أغرّ، وخيل قرحٌ، وبوجهه قرحة وهي ما دون الغرّة. ويقال: لا ذباب إلا وهو أقرح كما لا بعير إلا وهو أعلم. وقرحت ركيّةً واقترحتها: حفرتها في مكان لم يحفر فيه: وهذه أرض لم يقرح فيها. وشربت قريحة البئر: أول ما استنبط منها، وقريحة السحاب وقريحه: أوّل ما صاب منها. قال مزاحم:
قريحة أبكار من المزن جلّةٍ ... شغاميم لاحت في ذراها البوارق
وماء قراح: لا يشوبه شيء من سويق ولا غيره. وأرض قراح: ما فيها منابت سبخ. ورجل قرحان: سالم من الجدريّ والحصبة ونحوهما، وقوم قرحان وقرحانون. ونخلة قرواح: طويلة. وهضبة قرواح. وناقة قرواح: طويلة القوائم. وأرض قرواح: واسعة. قال:
أدين وما ديني عليكم بمغرم ... ولكن على الشمّ الجلاد القراوح
وقال أبو ذؤيب:
أم الصبيين هل تدرين أن ربما ... عيطاء قُلّتها شمّاء قرواح
ومن المجاز: روضة قرحاء: في وسطها نور أبيض. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همت بالنبات فإذا خرجت قيل: غررت من القرحة والغرّة. وقرّح العرفج: نبت أوّله. وقرّح الشجر: خرجت رءوس ورقه. وقرحه بالحق: استقبله به. ولقيته مصارحة مقارحة: مواجهة. وهو قرحة أصحابه: غرّتهم. وأصبنا قرحة الوسميّ: أوّله. واقترحت الجمل: ركبته قبل أن يركب. واقترحت الأمر: ابتدعته: وأنا أوّل من اقترح مودّة فلان أي أوّل من اتخذه صديقاً. واقترحت عليه كذا. واقترح خطبةً: ارتجلها. وفلان حسن القريحة إذا ابتدع شعراً أو خطبة أجاد. وأخذت قريحة الشيء: أوله وباكورته. وأنت قرحان مما قرفت به أي بريء. وقال زبان بن سيّار الفزاريّ:
كاد الفراق غداة البين يفجعني ... لو كنت من فجعات البين قرحانا
وتقرّى الليل عن وجه أقرح وهو الصباح.
ق ر د
" فلان أذل من القرد والقراد "، وأسفل من القراد. وقرّد بعيره: ألقى عنه القراد، وقرّده الغراب: وقع عليه يلتقط القردان، وأقرد البعير: سكن لذلك.(2/65)
ومنه قوله:
إذا نزلت بنو ليث عكاظاً ... رأيت على رءوسهم الغرابا
وجملٌ قرودٌ. وكم قطعت من سبسب وفدفد، ومن غائط وقردد؛ وهي الارتفاع إلى جنب وهدة. قال:
متى ما تزرنا تلقنا وبيوتنا ... بقرقرة ملساء ليست بقردد
ومن المجاز: نزعت فراد فلان. وقرّدته: خدعته. قال الحطيئة:
لعمرك ما قراد بني كليب ... إذا نزع القراد بمستطاع
وقال الأعشى:
هم السمن بالسّنّوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقرّدا
ورجل قرود: ساكن. وأقرد الرجل: لصق بالأرض من ذلّ. وكلّمته فأقرد: سكت من عيّ. وإنه لقرد الفم إذا كانت أسنانه صغاراً. وصوف قد: ملتصق متلبّد. وتامك قرد. وسحاب قرد: متراكب. وفرس قرد الخصيل. قال:
قرد الخصيل وفي العظام بقيّة ... من صنعة قدّمتها لا تذهب
وعلك قرد، وقرد العلك إذا فسدت ممضغته. وأقرد البعير: سار سيراً ليّناً لا يحرّك راكبه. قال:
يقول إذا اقلولي عليها وأقردت ... ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
وإنه لحسن قراد الصدر، وقبيح قراد الصدر وهو حلمة الثدي. قال ابن ميّادة:
كأن قرادى زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتّاب أعجم
وعن بعض العرب: استوقح الكلام فلم يسهل وأخذت قرديدةً منه فركبته ولم أزغ عنه يميناً ولا شمالاً أي طريقة منه، وأصله: قرديدة الظهر للخط في وسطه.
ق ر ر
يوم قر، وليلة قرّة، وذات قرّ وقرّةٍ " وأجد حرّةً تحت قرّة " وولّ حارّها من تولّى(2/66)
قارّها. ورجل مقرور. وقرّ يومنا يقر. واغتسل بالقرور: بالماء البارد. وأنا آتيه القرّتين: البردين. وقرّ بالمكان واستقرّ، وهو قارٌّ: مستقرٌّ، وقرّبه القرار، وهو في مقرّه ومستقرّه. واذكرني في المقار المقدسة. وما يتقارّ في موضعه. وأنا لا أقارّك على ما أنت عليه أي لا أقر معك. وقارّوا الصلاة: قرّوا فيها. وما أقرّني في هذا البلد إلا مكانك. وأقرّ على نفسه بالذنب، وقرّرته به. وقرّرت عنده الخبر فتقرّر عنده. ورجل قراريٌّ: لا يبرح مكانه. ويقال للخيّاط: القراريّ. وتقول: ليس من شأن القراري، أن يدور في البراري. وقرقر في ضحكه. وقرقرت الحمامة. وشرب بالقرقارة وهي كوب من زجاج طويل العنق.
ومن المجاز: قرّت عينه به. وقال بشر:
بها قرّت لبون الناس عيناً ... وحل بها عزاليه الغمام
وأقرّ الله به عينك، ويقرّ عيني أن أراك. وإن فلاناً لقرارة حمق وفسق. وقرّ الكلام في أذنه إذا وضع فاه على أذنه فأسمعه وهو من قرّ الماء في الإناء إذا صبّه فيه. وهو في قرّة من العيش: في رغد وطيب. وإذا وقع الأمر موقعه قالوا: " صابت بقر ". قال طرفة:
كنت فيهم كالمغطّي رأسه ... فانجلي اليوم غطاءي وخمر
سادراً أحسب غيّ رشدا ... فتناهيت وقد صابت بقر
وفلان ابن عشرين قارّة سواء. وفي مثل " ابدأهم بالصراخ يقرّوا " أيّ ابدأهم بالشكاية يرضوا بالسكوت. وتقول للعاجز عن جواب سؤالك: قد تكسرت قواريرك. وقرقر السحاب بالرعد. قال:
قالت له ريح الصّبا قرقار
أي قرقر بالرعد. وهو ابن قرقرها، كما يقال: ابن بجدتها.
ق ر س
قرس البرد يقرس قرساً وقرس يقرس قرساً: اشتدّ. قال أوس:
مطاعين في الهيجا مطاعيم في القرى ... إذا اصفرّ آفاق السماء من القرس
وقال أبو زبيد:
وقد تصلّيت حرذ نارهم ... كما تصلّى المقرور من قرس(2/67)
ويوم قارس، وغداة قارسة. وماء قارس وقريس. ويقولون: شربت قارساً، وحلبت جالساً؛ أي ماء قراحاً وحلبت الغنم. وأقرس البرد أصابعه: يبّسها من الخصر فلا يستطيع أن يعمل، وقرست قرساً. وقرّس الماء: برّده. وفي الحديث: " قرّسوا الماء في الشّنان " وقرّسوا قريساً وهو مرق بلحم بقرٍ أو بأكارع يبرّد. قال مزرّد بن مزرّد:
ومغمّم طامٍ كأنّ فضاله ... في كل منثلم الإناء قريس
وجمل قراسية: قويّ، وتقول: أنتم هنيدة سواسيه، ليس فيها قراسيه. وقرقست بالكلب: دعوت به. وعضّه القرقس. وختم الكتاب بالقرقس وهو طينة الختم. وتقول: عضّة القرقس، أهون من فضّة القرقس.
ومن المجاز: ملك قراسية، وعزّ قراسية. قال الطرماح:
والأزد تعلم أن تحت لوائها ... ملكاً قراسية وموت أحمر
أي وثمّ موت. وقال:
كم عدوّ لنا قراسية العرّ تركنا لحماً على أوفاض أو ضام.
ق ر ش
تقارشت الرماح واقترشت: تشاجرت، وسمعت للرماح قرشة. وشجةٌ مقرشة وهي التي تصدع العظم. وفلان يقرش لعياله ويقترش ويتقرّش: يكتسب ويجمع من هنا وهنا.
ومن المجاز: سنة مقرّشة: شديدة. وقرّش بين القوم: سعى وأفسد. وفي مثل " وجه المقرّش أقبح " وقلت لكردس بن مزينة: فلان كريم لو كان قرشياً فقال: يقرّشه فعاله. وهو قرش من القروش إذا كان غالباً قاهراً وهو دابة عظيمة من دوابّ البحر يعرفها البحّارون وقد سمعت وصفها الهائل من غير واحد منهم وبتصغيره سمّيت: قريش.
ق ر ص
قرص جلده بظفريه، وقرصه قرصة مؤلمة وقرصات. وقرّصت المرأة العجين إذا قطعته لتبسطه. والقرصة والقرص: اسم ما تقرصه كما أن الخبزة والخبز اسم ما تخبزه. وقرّصته تقريصاً: قطعته قرصة قرصة ومن المجاز: لاتزال تقرصني منك قارصة: كلمة مؤذية. وأتتني منك قوارص. قال الفرزدق:
قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم
وكانت بينهما مقارصات. ورأيتهما يتقارظان، ثم(2/68)
رأيتهما يتقارصان. ولبن ونبيذ قارص: يحذي اللسان، وفيه قروصة. قال:
ثم استقوا بشفارهم للهاتها ... كالزّيت فيه قروصة وسواد
وهو داء يأخذ عن الماء الآجن. وفي الحديث " اقرصيه " ولجام قرّاص وقروص: يؤذي الدابة. وأنشد المازنيّ:
ولولا هذيل أن أسوء سراتها ... لألجمت بالقرّاص بشر بن عائذ
وقرصة البعوض. وتقول: قرصهم البعوض قرصات، رقصوا منها رقصات. وقرصه البرد، وبرد قارس: قارص. وقرّص الماء: برّده حتى صار يقرص ببرده. وغاب قرص الشمس.
ق ر ض
قرض الثوب بالمقراض، وقرضته الفأرة، وهذه قراضات الثوب: لما ينفيه الجلم، وقراضة الفأرة: لفضالة ما تقرضه. وقرض الشيء بنابه: قطعه. وبنات مقرضٍ يقتلن الحمام، وابن مقرض قتّال للحمام أخّاذٌ بحلوقها وهو نوع من الفئران. وهو قرضوب من القراضبة وهم الصعاليك واللصوص. والبعير يقرض جرّته: يمضغها. ودسع قريضه: جرّته. واستقرضته فأقرضني، واقترضت منه كما تقول: استلفت منه، وعليه قرض وقروض، وقارضته مقارضة وقراضاً: أعطيته المال مضاربة.
ومن المجاز: قرضت القوم: جزتهم " وإذا غربت تقرضهم ذات الشِّمال ". وقال ذو الرمة:
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس
وقرض الشاعر، وله قريض حسن لأن الشعر كلام ذو تقاطيع أو سميَ بالقريض الذي هو الجرّة. وفلان يقارض الناس مقارضة: يلاحيهم ويواقعهم. وبينهم مقارصات ومقارضات. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك. وهم يتقارضون الثناء والزيارة، وقارضته الزيارة. وجاء وقد قرض رباطه إذا جاء مجهوداً من العطش والإعياء.
ق ر ط
لها قرط وقرطة. وجارةي مقرّطة. وقرّطتها فترّطت. وهو أضوأ من القراط وهو السراج. وكأن أسنّتها القرط. وكأن غراري النصل قراطان. وقرّط السراج: نوره. واقطع قراطة السراج: ما يقطع من أنفه إذا عشيَ. وكسب القراريط شغلكم عن التعلم.
ومن المجاز: قرّط الفرس عنانه وهو أن يرخيه(2/69)
حتى يقع على ذفراه مكان القرط وذلك عند الرّكض. قال:
وقرّطوا الخيل من فلج أعنتها ... مستمسك بهواديها ومصروع
وقرّطت إليه رسولاً: نفّذته مستعجلاً وهو من مجاز المجاز. وعنز قرطاء، وتيس أقرط: ذو زنمتين. وتستحبّ القرطة ويتنافس فيها لدلالتها على الإيناث: وإنه لحسن القرط وهو الحلمة. واشترى قرط الصبيّ: زبيبه. وقرّط عليه: أعطاه قليلاً قليلاً من القيراط.
ق ر ظ
دبغ الأديم بالقرظ وهو ورق السّلم، وأديم مقروظ، وقرظته أقرظه، ورجل قارظ: يجمع القرظ، ومنه: " حتى يؤوب القارظ ". وخرج يقرظ. وحدّثت عن محمد بن كعب القرظيّ: منسوب إلى بني قريظة.
ومن المجاز قرّظته تقريظاً: مدحته، وهما يتقارظان: يتمادحان لأن المقرّظ يحسّن ويزيّن صاحبه كما يحسن القارظ الأديم.
ق ر ع
قرعته بالمقرعة والمقارع. قال النابغة:
قعود على آل الوجيه ولاحق ... يقيمون حولياتها بالمقارع
وقرعه بالرمح وقارعه. وشهدت مقارعة الأبطال وقراعهم. وتقارعوا بالرماح. وقارعته فقرعته: أصابتني القرعة دونه. واقترعوا فيما بينهم وتقارعوا. وأقرعت بينهم: أمرتهم أن يقترعوا على الشيء، وهو قريعه: للذي يقارعه. وهذا قريع الشّول: لفحلها لأنه يقرعها. واستقرعني فلان جملي فأقرعته إياه أي أعطيته ليضرب أينقه. قال الفرزدق:
وجاء قريع الشول قبل إفالها ... يزف وجاءت خلفه وهي زفّف
وقعد على قارعة الطريق وهي أعلاه، " وإياكم وقوارع الطرق ".
ومن المجاز: فلان قريع قومه: لسيدهم. وأصابته قارعة من قوارع الدهر. وتقول: فلان يخوض الوقائع، ويروض الفوارع. وفي الحديث " شيبتني قوارع القرآن " وقرع جبهته بالإناء: اشتفّ ما فيه. وعاقر حتى قارع دنّها أي أنزفها لأنه يقرع الدنّ فإذا طنّ علم أنه فرغ. وأقرع الفرس بلجامه: كبحه. قورع المراح: خلا من النّعم. قال الهذليّ:
وخزّال لمولاه إذا ما ... أتاه عائلاً قرع المراح
أي يخزل من ماله لمولاه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجزئةً عن حجّكم فقرع حجّكم. وقرع فلان مكان يده من الطعام، ومكان يده من الطعام أقرع.(2/70)
قال حاتم:
وإني لأستحيي صحابيّ أن يروا ... مكان يدي من جانب الزاد أقرعا
وجاء بالسّوأة الصّلعاء والقرعاء: المكشوفة. وأصبحت الأرض قرعاء: رعي نباتها. أنشد يعقوب:
إذا توخّت عقدةً ذات أجم ... صادرة في ليلة ذات وحم
أصبحت العقدة قرعاء اللحم
وألفٌ أقرع: تام. قال:
فإن يك ظنّي صادقاً وهو صادق ... نقد نحوهم ألفاً من الخيل أقرعا
وعود أقرع: قشر لحاؤه. وشجاع أقرع: قريَ السم في رأسه فذهب شعره. وتقول: قرع مروته، وحبّ ذروته، ومزّق فروته. وقرح عليه سنّه: ندم. " وفلان لا تقرع له العصا ولا يقعقع له بالشنان ". وقرعه بالحق: رماه. وقرع ساقه للأمر: تجرّد له. وأعطاه قرعة ماله: خيرته.
ق ر ف
قرفت القرحة، وقرّفت الجلبة منها، وقشرت قرف القرحة والشجرة. وهذا قرف الرمّان والخبز وقروفه. وتداوى بالقرفة وهي قشر شجرة يتداوى به. وفلان يقترف لعياله: يكتسب. واقترف الإثم. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت ذنباً. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت ذنباً. وقارف امرأته. ولا تكثر من القراف. وهو يقرف بكذا: يتّهم به، وهو مقروف به. وقرفني فلان: وقع في. قال:
إذا ما الحاسدون سعوا فشنّوا ... فكم يبقى على القرف الإخاء
وقرف على فلان: جني عليه. وهم أهل قرفتي أي تهمتي. وعندهم قرفتي، وهو وهم قرفتي أي الذين أتهمهم. وسل بني فلان عن ضالّتك فإنهم قرفة. قال الأعشى:
ولسنا لباغي المهملات بقرفة ... إذا ما طهى بالليل منتشراتها
واحذر القرف على غنمك أي الوباء. وفي الحديث: إنهم شكوا إليه الوباء. فقال: " تحوّلوا فإن من القرف التلف ". ويقال: أحمر كالقرف وهو صبغ أحمر، وأحمر قرفٌ: وقرقف الصّرد وتقرقف: أرعد. قال:
نعم ضجيع الفتى إذا برد الل ... ل سحيراً وقرقف الصّيرد
ومنه: القرقف: لأنها تقرقف شاربها. وفي(2/71)
أحاجيهم: ما أبيض قرقوف، ولا شعر ولا صوف، في كلّ بلد يطوف؛ يعنون الدرهم، والقرقوف: الجوّال. وديك قراقف: شديد الصوت. وقعدوا القرفصاء وهي قعد المحتبى. وطيبٌ مقرفلٌ: جعل فيه القرنفل.
ومن المجاز: هذا عليه قرف العضاه أي هيّن كأنه قشر لحاء العضاه. وفي حديث ابن الزبير: ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه أي ينقّي أنفه مما لزق به من المخاط. وقد اقترف فلان مرض آل فلان، وقد أقرفوه إقرافاً وهو أن يأتيهم وهم مرضى فيصيبه ذلك، وهو مقرف، ومنه: فرس مقرف، وخيل مقارف ومقاريف. وأقرف: أدنى للهجنة، ويقال الإقراف من جهة الأب. وقال:
فإن نتجت مهراً كريماً فبالحرى ... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
وقيل: هو مقرف بالكسر. وقد أقرف الهجنة وقارفها: قاربها وخالطها.
ق ر م
قرم إلى اللحم. وبازٍ قرمٌ، وبه قرمٌ شديد. وتقول: ليس من الشرف والكرم، عادة الشره والقرم. وقال أبو دؤاد:
يزين البيت مربوطاً ... ويشفى قرم الركب
ولفلان قرم منجب، ومقرم: فحل وهو تخفيف قرم من القرم، وقد قرم البكر واستقرم: صار قرماص، وأقرمه صاحبه: تركه عن الركوب والعمل، وودّعه للفحلة وقرّمه. قال:
أرسل فيها بازلاً يقرّمه ... فهو بها ينحو طريقاً يعلمه
باسم الذي في كلّ سورة سمه
وبعير مقروم، وبه قرمة وهي سمة تسلخ جلدة فوق الأنف وتجمع. والبهمة تقرم أطراف الشجر، وبهمة قروم، وهو يتقرم تقرّم البهمة. وما أعطاني قرامةً ولا قمامةً ولا قلامة وهو ما لزق بالتنور أو قشر من الخبزة. وما لفراشه مقرمٌ وقرام: محبس يقرم به الفراش أي يعلى وهو عند العرب ستر الكلّة من صوف فيه ألوان من العهون، والكلّة سترة للنساء في جانب الخيمة. وبنى بيته بالقراميد: بالآجرّ. وقرمص الرجل وتقرمص: دخل في القزموص وهو حفرة واسعة الجوف ضيقة الرأس يستدفئ فيها الصّرد. قال:
جاء الشتاء ولما أتّخذ ربضاً ... يا ويح كفيّ من حفر القراميص
وقال:
قراميص صردى نارهم لم ترجج
ومن المجاز: هو قرمٌ من القروم ومقرم: سيّد.(2/72)
قال عويف القوافي:
متى أدع في حيّيْ فزازة يأتني ... صناديد صيدٌ من قروماتها الزّهر
وقال أوس:
إذا مقرم منا ذرا حدّ نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم
ق ر ن
هو قرنه في السن، وقرنه في الحرب، القرن بالفتح: مثلك في السن، وبالكسر: مثلك في الشجاعة، وهم أقرانه، وهو قرينه في العلم والتجارة وغيرهما، وهم أقرانه وقرناؤه، وهي قرينتها وهنّ قرائنها، وقرن الشيء بالشيء فاقترن به، وقرن بينهما يقرن ويقرن، وقرن بين الحجّ والعمرة قراناً، وجاء فلان قارناً، وقارنته، وتقارنوا واقترنوا؛ وجاؤا مقترنين، وأعطاه بعيرين في قرنٍ وفي قران وهو حبل يقرنان به، وناولني قراناً وقرناً أقرن لك وأقراناً وقرناً. وفي الحديث " الناس يوم القيامة كالنبل في القرن " وهو جعبة صغيرة تضمّ إلى الكبيرة. ورجل أقرن الحاجبين ومقرون، وبه قرن. ودور قرائن: متقابلات. وفي الحديث " في أكل التمر لا قران ولا تفتيش " أي لا يقرن بين تمرتين. ويقال لأهل النضال: اذكروا القران أي والوا بين سهمين سهمين. وللضبّ نيزكان وللضبة قرنتان. وثورٌ أقرن، وبقرة قرناء. وقرن قرناً: طال قرنه. وجاؤا فرادى وقرانى. قال ذو الرمة:
وشعب أبى أن يسلك الغفر بينه ... سلكت قرانى من قياسرة سمرا
يريد فوق السهم سلكه وتراً فتل طاقتين من جلود إبل قياسرة. وأقرن له: أطاقه " وما كنّا له مقرنين " يقال: أقرنت لهذا البعير ولهذا لابرذون ومعناه صرت له قرناً قوياً مطيقاً.
ومن المجاز: هي قرينة فلان: لامرأته، وهنّ قرائنه. وأسمحت قروته وقرونه: نفسه. وطلع قرن الشمس. وضرب على قرنيْ رأسه. وكان ذلك في القرن الأول وفي القورن الخالية وهي الأمة المتقدّمة على التي بعدها. ولها قرون طوال: ذوائب، ومنه قولك: خرج إلى بلاد ذات القرون وهم الروم لطول ذوائبهم. قال المرقّش:
لات هنًّا وليتني طرف الزجّ ... وأهلي بالشام ذات القرون
لأن الروم كانوا ينزلون الشام. وما جعلت في عيني قرناً من كحل: ميلاً واحداً. ونازعه فتركه قرناً لا(2/73)
يتكلم أي قائماً مائلاً مبهوتاً. وبالجارية قرنٌ: عفلةٌ، وهي قرناء. ووجدت نقطة من الكلإ في قرن الفلاة: في طرفها. وبلغ في العلم قرن الكلإ: غايته وحدّه. ولتجدنّي بقرن الكلإ أي في الغاية مما تطلب منّي. " وتركته على مثل مقصّ القرن " وهو مقطعه ومستأصله يضرب فيمن استؤصل. وأعطاني قرناً: بعيرين مقرونين. قال الأعور النبهانيّ يهجو جريراً:
فلو عند غسّان السليطيّ عرّست ... رغا قرنٌ منها وكاس عقير
ويقال للرجل عند الغضب: قد استقرنت وأردت أن تنفقيء عليّ: من أقرن الدقل، واستقرن إذا لان. وأقرنت أفاطير وجه الغلام إذا بثرت مخارج لحيته ومواضع التفطّر بالشعر.
ق ر
وقروت الأرض وتقرّيتها واستقريتها: تتبعتها. وناقة طويلة القرى وقرواء. ويقال للقصيدتين: هما على قريّ واحدٍ وعلى قروٍ واحدٍ وهو الرويّ. وفي الحديث " وضعته على أقراء الشّغر " ولا بدّ للعمود من قريّةٍ وهي الخشبة التي فيها رأس العمود. وهذه قروة الكلب: لميلغته. وهو يقري الضيف، وأوقد نار القرى. وقرى الماء في الحوض، والماء في القريّ والقريان وهي مجاري السيل. وله مقراةٌ كالمقراة ومقارٍ كالمقاري أي جفان كالجوابي.
ومن المجاز: قريت الهمّ مطيتي. وقال:
إقر هموماً حضرت قراها
ويقولون في الحرب: قروها قراها. والمسلمون قواري الله في الأرض أي أمناؤه وشهداؤه الميامين شبّهوا بالقواري من الطير وهي الخضر التي يتيمّنون بها، الواحدة: قارية. قال:
أمن ترجيع قاريةٍ تركتم ... سباياكم وأبتم بالعناق
وقال جرير:
ماذا تعدّ إذا عددت عليكم ... والمسلمون بما أقول قواري
ونزلتم على قرى النمل وهي جراثيمه.
ق ز ح
قزّح قدرك: توبلها. وفي الحديث " إن مطعم ابن آدم ضرب للدنيا مثلاً وإن قزّحه وملحه " وطعام مليح قزيح. وقزّح الكلب ببوله تقزيحاً وقزح به وقزح، وكلب قزّاح.(2/74)
قال:
إذا تخازرت وما بي من خزر ... ثم كسرت العين من غير عور
ألفيتني ألوى بعيد المستمرّ ... أحمل ما حملت من خير وشر
أبذى إذا بوذيت من كلبٍ ذكر ... أسود قزّاحٍ يغذّي بالشجر
ق ز ز
رجل متقزز، وهو يتقزز من كل شيء. وقزّ قزّة إذا جمع جراميزه فوثب. وفي الحديث وإن إبليس ليقز القزّة من المشرق فيبلغ المغرب " وشربت بالقازوزة والقاقزة وهي الفيالجة.
ق ز ع
كأنهم قزع السحاب وهي القطع المتفرقة. قال ذو الرمة:
ترى عصب القطا هملاً عليه ... كأن رعاله قزع الجهام
وتقزّع السحاب وتقشّع. وقوزع الديم فرّ من صاحبه.
ومن المجاز: نهيَ عن القزع والقنازع وهي بعض الشعر يترك غير محلوق. قال زهير:
وأشعث قد طالت قنازع رأسه ... دعوت على طول الكرى ودعاني
لطول اعتمامه في السفر. ورجل مقزّع. وذهب ماله ولم يبق إلا قزع وهي صغار الإبل. ورمى الوادي بالقزع. والفحل يرمي بالقزع وهو الغثاء والزبد وقطع اللغام. قال الأعشى:
طابت له الريح فامتدت غواربه ... ترى حواليه من تيّاره قزعاً
وقال ذو الرمة:
إذا استردف الحادي وقد آل صوته ... إلى النزر واعتمّت بذي قزعٍ شكل
ورسول مقزّعٌ: مستعجل، وقزّعوا إلى فلان رسولاً. وتقزّع القوم: تفرّقوا.
ق ز م
رجل قزم، وقوم قزم: وصف بالمصدر من قزم قزماً إذا دثؤ ولؤم. وتقول: هؤلاء قوم قزم، ما فيهم كرم، ولكن كزم.
ق س ب
سمعت قسيب الماء: خريره من تحت الورق. قال عبيد:
أو فلجٌ في ظلال نخلٍ ... للماء من تحته قسيب
وقد قسب يقسب. والنبطيّ يأكل الكسب، ويترك القسب؛ وهو صفة في الأصل من قسب قسوبة فهو قسب إذا صلب ويبس.(2/75)
قال:
قسب العلابيّ جراء الألغاد
أي ألغاده كجراء الكلاب. ويقال: إنه لقسب العلباء.
ق س ر
قسرته على الأمر واقتسرته، وفعل ذلك قسراً واقتساراً. وهو مقتسرٌ عليه، والوالي يتسخّر الناس ويقتسرهم. وهم يخافون القسورة والقساور وهو الأسد من القسر.
ومن المجاز: قسور العشب كما يقال استأسد، وعن عبض العرب: وجدت عشباً قسوراً، وغلام قسور وقسورة: قويَ وانتهى شبابه. ويعزى إلى عليّ رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... أضركم ضرب غلامٍ قسوره
ق س س
هو قسّ النصارى وقسّيسهم: رأسهم وكبيرهم. ولفلان القسوسة والقسّيسيّة. وتقول: هو ممن دخل القوس، وصحب القسوس. قال ذو الرمة:
على أمر منقدّ العفاء كأنه ... عصا قسّ قوس لينها واعتدالها
" وأبلغ من قسّ ". وفلان قتّات قسّاس، وهو يتجسس الأخبار ويتقسّسها. وتقسّس أصوات الناس بالليل: تسمعها. وبات يعس ويقس. وقسّ ما على العظم من اللحم: تتّبعه حتى لم يترك منه شيأ. وهو يلبس القوهيّ والقسّيّ وهي جنس من ثياب كتّان فيها رحير تجلب من مصر منسوب إلى القسّ قرية على ساحل البحر، وقيل: هو القزّيّ، وقيل: نسب إلى القسّ وهو الصقيع لنصوع بياضه. وأنشد لأبي دؤاد:
بعد حيّ تغدو القيان عليهم ... في الدّمقس القسّي براح سبيّه
ق س ط
هو قاسط غير مقسط: جائر غير عادل. وقد قسط عليّ قسطاً وقسوطاً. وتقول: الله يقبض ويبسط، ويقسط ولا يقسط، وأمر الله بالقسط، ونهى عن القسط. وقسّط الخراج عليهم. وقسّط بينهم المال: قسمه على القسط والسوية. وتقسّطوه فيما بينهم. ووفّاه قسطه: نصيبه " وزنوا بالقسطاس المستقيم " وتقول: فلان يقيس الأمر بمقياسه، ويزنه بقسطاسه. وبرجله قسط: اعوجاج، وساق قسطاء. وأقسطت الريح العيدان: أيبستها.
ق س م
قسموا المال بينهم قسماً وقسموه تقسيماً واقتسموه وتقسّموه وتقاسموه، وقاسمته المال مقاسمة. وقسم القسّام وهو الذرّاع الأرض وحرفته: القسامة. وقسم الله الرزق، وهو القسام الوهاب. وتصافنوا الماء بحصاة القسم(2/76)
ونواة القسم. وهذه قسمة عادلة. وأعطيته قسمه ومقسمه أي نصيبه، وأعطيتهم أقسامهم ومقاسمهم وأقاسيمهم. وأنشد أبو زيد:
ومالك إلا مقسمٌ ليس فائتاً ... به أحدٌ فاعجل به أو تأخرا
وهذا مقسم الفيء: وجرى فيه المقسم أي القسمة. قال الطرماح:
لنا نسوة لم يجر فيهنّ مقسم ... إذا ما العذارى بالرماح استحلت
واستقسموا بالأزلام، ولأحد الشريكين أن يستقسم. وهو قسيمي: مقاسمي. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: أنا قسيم النار. وأسأل الله أن يصحح جسمك، ويتمم قسمك. وأقسم بالله قسماً باطلاً وأقساماً باطلة، وقاسمهما: حلف لهما، وتقاسموا بالله: تحالفوا. وحكم القاضي بالقسامة.
ومن المجاز: قلبه متقسّم. وأصبح متقسّماً: مشترك الخواطر بالهموم، وقد تقسّمته الهموم. ووجه مقسّم: معطًى كلّ شيء منه قسمه من الحسن فهو متناسب، كما قيل: متناصف. وقسّمه الله. ورجل قسيم وسيم: بيّن القسام والقسامة، وكأن قسمته الدينار الهرقليّ وهي وجهه الحسن. قال:
كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
وكأنه قسيمة عطّارٍ وهي جونة حسنة منقوشة يكون فيها العطر. وطوى ثيابه القساميّ وهو أول من يطوي الثياب لتطوى على طيّه نسب إلى القسام لأنه يحسّنها بطيه ويزيّنها. وبات يقسم أمره: يقدّره وينظر كيف يفعل. وفلان جيد القسم أي الرزق. وفي استمطار هذيل: اللهم اجعلها عشيّة قسمٍ من عندك فقد تلوّحت الأرض فهي " مثل مجرّ الثوب تعوى وتنبح " وهو مثل لغبرة الأرض ووحشتها وأراد بالقسم الغيث. وضرب أنفه فقسمه أي قطعه نصفين. وقسم الأرض: قطعها. قال رؤبة:
ينجو ويذرين عجاجاً ساطعاً ... في إثر ناج يقسم الأجارعا
ق س
وحجر قاسٍ: صلب " وهو أقسى من الصخر ".
ومن المجاز: قسا قلبه عليّ، وفيه قسوة وقساوة. وقاسيت الأمر: عالجت شدّته. وقست الدارهم(2/77)
تقسو: ردؤت. ودرهمٌ قسيٌّ، ودراهم قسية: لأن ما خلص فضّة فيه لين والردئ جاسٍ صلب. قال أبو زبيد الطائيّ:
لها صواهل في صم السلام كما ... صاح القسيّات في أيدي الصياريف
الضمير للمساحي التي حفر بها قبر عثمان رضي الله عنه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: كيف يدرس العلم، فقالوا: كما يخلق الثوب ويقسو الدرهم، فقال: لا ولكن دروس العلم يموت العلماء.
ومن مجاز المجاز: قول الشّعبيّ لأبي الزّناد: تأتينا بهذه الأحاديث قسيّةً وتأخذها منّا طازجةً وهذا كلام قسيٌّ، كما يقال: كلامٌ زائفٌ وبهرجٌ. ويوم قسيٌّ وليلٌ قسيّ: شديد من بردٍ أو شدّة ظلمةٍ أو شرّ، وهذه عشيةٌ قسيةٌ: باردة، وقسا ليلنا: أظلم، وعامٌ قسي: قحط. وسرنا سيراً قسياً. وأرض قاسية: لا تنبت شيئاً.
ق ش ب
ثوب قشيب، وثياب قشب. وسيف قشيب: حديث عهدٍ بالجلاء. وسمعتهم يقولون: هذا طريق قشيب. قذر، وفيه قشب: قذر، وقشبه الصبيان. وتقول العرب: ما رأينا حيّةً إلا مقتولةً، ولا نسراً إلا مقشّباً أي مسموماً من القشب وهو السم.
ومن المجاز: رجل مقشّب النسب، وقشّبه: عابه واغتابه. وقشبه بسوء: لطخه به.
ق ش ر
لوز مقشور ومقشّر، وهذه قشارته. وثوب رقيق كقشر الحية: كسلخها. وحيةٌ قشراء. وشجرة قشراء. وفلان يتفكّه بالمقشّر أي بالفستق المقشور: اسم غالب عليه.
ومن المجاز: خرج في قشرتين نظيفتين: في ثوبين. وعليه قشر حسن. ورجل ذو رواء وقشرٍ. وجارية بضّة القشر والقشرة وهو البشرة ورجل متقشّر: عريان. وجاء بالجواب المقشّر. وهو أشقر أقشر: شديد الحمرة كأنما قشر جلده. ومطرةٌ قاشرةٌ: شديدة الوقع تقشر وجه الأرض، وسنةٌ قاشرة وقاشورة. قال:
فابعث عليهم سنةً قاشوره ... تحتلق المال احتلاق النوره
ورجل قاشور: مشئوم، وقد قشر الناس: شأمهم.
ق ش ش
فلان يقشّ الأموال يجمعها. وأخذ قماش البيت وقشاشه، وما أكل عندنا إلا قش ما وجد، واقتشّه وتقشّشه، وهو قشاش وقشوش: يلف ما قدر عليه. ورأيته يقش الأحاديث، ويقال للصّبيّة الصغيرة الجثة التي لا تكاد تنبت: إنما هي قشّة. ويقال: " أكيس من قشّة " وهي القريدة.(2/78)
وقرأ المقشقشين: سورتي الكافرين والإخلاص: من تقشقش البعير إذا بريء من الجرب وقشقشه الهناء لأنهما تبرئان من النفاق. وأنشد النضر:
إني أنا القطران أشفى ذا الجرب ... عندي طلاء وهناء للنقب
مقشقش يبريء منهم من جرب ... وأكشف الغمّى إذا الرّيق عصب
وقشّ القوم: أحبوا بعد الهزال.
ق ش ع
انقشع الغيم وتقشّع وأقشع، وقشعته الريح.
ومن المجاز: انقشع الظلام والبرد. واجتمعوا عليه ثم انقشعوا. وانقشعوا عن الماء وتقشّعوا: تفرّقوا. وانقشع الهمّ عن القلب. وانقشع البلاء عن البلاد. وانقشعوا عن أماكنهم: جلوا عنها. وفلان يقشع بنخامته: يرمى بها، ويرمى بقشاعته. والنور يقشع الظلام. قال:
كهولاً وشبّاناً على قسماتهم ... قواشع نورٍ أو بروق أوالق
و" طارت به أم قشعم " أي المنية. وفلان لم تتقشع جاهليّته. قال القطاميّ:
إذ باطلي لم تقشع جاهليته ... عنّي ولم يترك الخلاّن تقوادي
قودي إلى الباطل.
ق ش ف
هو قشف ومتقشف: لا يتنظّف، وفيه قشف، وهو يتقشّف في لباسه: يتبلّغ بالمرقع والوسخ؛ وهو في قشف من العيش في يبسٍ، وقد قشّف الله عيشه، ورأيته على حال قشفّةٍ؛ وهذا عامٌ أقشف.
ق ش
وتقول: إذا فتحت قشوتها، نفحت نشوتها؛ وهي طبل المرأة الذي فيها طيبها وأدهانها وحناؤها وهي من خوصٍ تتخذ فيها مواضع للقوارير بحواجز بينها. وجمعها: قشاء، كركوة وركاء. قال أبو الأسود العجليّ:
لها قشوة فيها ملابٌ وزنبق ... إذا عزب أسى إليها تطيبا
وقضيب مقشوّ. وقشوت العصا: لحوتها.
ق ص ب
أرض مقصبة: كثيرة القصباء وهي القصب النابت. وتقول: قصب الخط، أنفذ من قصب الخطّ. وقصّب الزرع: صار له قصب. وعن بعض العرب: قلت أبياتاً فغنّى بها حكم الوادي فوالله ما حرذك بها قصّابةً إلا خفت النار فتركت قول الشّعر وهي الوتر. ونفخ في القصّابة: في المزمار، ورأيت القصّاب، ينفخون في القصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير جمع: قاصبٍ. وقال رؤبة:
في جوفه وحيٌ كوحي القصّاب
أراد الزمّار. ورأيت القصّاب، ينقّي الأقصاب: الأمعاء، الواحد: قصبٌ. وفي الحديث " رأيت(2/79)
عمرو بن لحيّ يجرّ قصبه في النار " وقال الراعي:
تكسو المفارق واللّبّات ذا أرجٍ ... من قصب معتلف الكافور درّاج
ومن المجاز: خرج الماء من القصب وهي منابع العين. قال:
فصبحت والماء يجري حببه ... هزاهز البحر يعجّ قصبه
وامرأة تامّة القصب وهي عظام اليدين والرجلين، وفي كلّ إصبع ثلاث قصبات وفي الإبهام قصبتان. وانسدّت قصب رئته وهي عروقها التي هي مخارج النفس، وقصب كبده. ومع فلانٍ قصب صنعاء وقصب مصر أي قصب العقيق. وقصب الكتان. ولا تسكن إلاّ قصب الأمصار. وكنت في قصبة البلد والقصر والحصن أي في جوفه. قال أبو دؤاد:
دخلنا على البيض الكواعب كالدّمى ... لنا قصب الحصن الذي كان يمنع
وضربه على قصبة أنفه وهي عظمه. وبئرٌ مستقيمة القصبة وهي جرابها أي جوفها من أعلاها إلى أسفلها. وأحرز فلان القصبة والقصب. وجوادٌ مقصّبٌ: سابق. قال الحجّاج فيمن وهب له فرساً:
حمى سبرة بن النّحف يوم لقيته ... ذمار العتيك بالجواد المقصّب
وقصّبت المرأة شعرها: فتلت خصلة حتى تصير كالقصب. وقيل الشعر المقصّب: السّبط الذي يجعّدونه بالقصب والخيوط. وما أحسن تقاصيبها! الواحدة: تقصيبةٌ وهي الخصلة المقصّبة فإن كانت خلقةً قيل: القصيبة والقصائب. وقال مسكين الدارميّ يصف فراخ القطاة:
إذا خرّقت قصباءة الرّيش خلتها ... نصالاً ولكنّ النّصال حديد
أي إذا خرّقت قصب الرّيش الجلد وطلعت. وقصّبه: عابه ومعناه قطعه باللوم. وفلان لم يقصب: لم يختن من القصب بمعنى القطع. وتقول: يفعل بلحم أخيه القصّاب، ما لا يفعل بلحم شاته القصّاب. وسحابٌ قاصب: مرتجس.
ق ص د
قصدته وقصدت له، وقصدت إليه، وإليك قصدي ومقصدي، وبابك مقصدي وأخذت قصد الوادي وقصيد الوادي. قال القطاميّ:
أرمى قصيدهم طرفي وقد سلكوا ... بين المجيمر فالرّوحاء فالوادي
وتنجّزت منه أغراضي ومقاصدي. ورماه فأقصده وتقصّده: قتله مكانه.(2/80)
قال أبو حية النّميريّ:
رمين فأقصدن القلوب ولم تجد ... دما ماثراً إلا جوًى في الحيازم
وعضته الحية فأقصدته، وأقصدته المنيّة. وتقصّدت الرماح: تكسّرت. ورمح قصدٌ: سريع الانكسار، والرماح بينهم قصد. وشعر مقصّد ومقطع، ولم يجمع في المقطعات مثل ما جمع أبو تمام ولا في المقصّدات مثل ما جمع المفضّل، وهذه من أجود القصيد والقصائد.
ومن المجاز: قصد في معيشته واقتصد. وقصد في الأمر إذا لم يجاوز فيه الحدّ ورضي بالتّوسط لأنه في ذلك يقصد الأسد. وهو على القصد، وعلى قصد السبيل إذا كان راشداً. وله طريق قصد وقاصدة، خلاف قولهم: طريق جور وجائرة، وسير قاصد. وبيننا ليلة قاصدة، وليال قواصد: هيّنة السير. وعليك بما هو أقسط وأقصد. وسهم قاصد وسهام قواصد: مستويّة نحو الرميّة.
ق ص ر
قصرته: حبسته. وهو كالنّازع المقصور: الذي قصره قيده. وقصرت نفسي على هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفي: لم أرفعه إلى ما لا ينبغي، وهنّ قاصرات الطرف: قصرنه على أزواجهن. وقصر السّتر: ارخاه. قال حاتم:
وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تُقصَر عليّ ستورها
وجارية مقصورة، ومقصورة الخطو وقصيرةٌ وقصورة. وفرس قصير: مقرّبة. قال مالك ابن زغبة:
تراها عند قبّتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق
وقصرت هذه اللقحة على عيالي وعلى فرسي ولهم إذا جعل درّها لهم. وقصر من الصلاة قصراً وأقصر وقصّر. وأمر بإقصار الخطب. وأقصر عن الأمر: كفّ عنه وهو يقدر عليه. وقصر عنه قصوراً: عجز عنه ولم ينله. يقال: أقصر عن الصِّبا وأقصر عن الباطل. وهو يسكن مقصورة من مقاصير دار زبيدة وهي الحجرة من حجر دار كبيرة محصّنة بالحطيان. واقتصر على هذا: لا تجاوزه، واقتصرته عليه، وقصرك وقصارك وقصارك أن تفعل كذا. وجئت قصراً ومقصراً: وذلك عند دنو العشي قبيل العصر، وأقبلت مقاصر العشيّ ومقاصر الظلام، وأقصرنا. وجاء فلان مقصراً، كما تقول: موصلاً، وقصر العشيّ: دنا قصراً ومقصراً. وخذ مخاصر الطّرق ومقاصرها وهي ما يختصر منها. وثوب مقصور، وقد قصر قصراً، وقصّر ثوبك. والحلق أفضل من التقصير. وقصّر في حاجته. وقصّر عن منزلته. وقصّر به عمله.(2/81)
قال عنترة:
أمّلت خيرك هل تأتي مواعده ... فاليوم قصّر عن تلقائك الأمل
وقصرت بك نفسك إذا طلب القليل والحظّ الخسيس. واستقصرت فلاناً من التقصير. واستقصرت الثوب من القصر. وضرب قصراه وقصيراه: واهنته وهي أسفل أضلاعه. وهو ابن عمه قصرةً: دنيا. ورضي بمقصر ومقصر: مما كان يحاول بدونه. وذلّت قصرته وقصرهم وهي أصل العنق. وتقلّدت بالتّقصار: بالمخنقة على قدر القصرة. قال عديّ بن زيد:
وأحور العين مربوع له غسن ... مقلد من نظام الدر تقصارا
واقتصرته ثم تعقلته أي قبضت بقصرته ثم ركبته ثانياً رجلي أمام الرّحل. وتقصّرت بفلان. تعللت به. وقصّرت نهاري به. وعنده قوصرةٌ من تمر بالتخفيف والتثقيل، ومنه: تقوصر الرجل إذا تداخل.
ومن المجاز: هو قصير اليد، ولهم أيدٍ قصار. وأقصر المطر: أقلع. وقال امرؤ القيس:
سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا
وقصر الظل، وظلٌّ قاصرٌ إذا عقل. وقطع قصرة النخلة. وقرأ الحسن: " بشررٍ كالقصر " أي كأعناق النخل.
ق ص ص
قصّ الشّعر والريش وقصّصه، وجناح مقصوص ومقصّصٌ. وقصّ شاربك. وعنده مقص جيد ومقاص جياد. وشجّه قصاص شعره وعلى قصاص شعره وهو منتهاه من مقدّم الرأس، وقيل: حوالي الرأس، ورمى بقصاصة شعره وهي ما أخذ المقصّ. وأخذ بقصّته: بناصيته، وكلّ خصلة من الشعر: قصةٌ. وقصصت أثره، وقصصته: اتبعته قصصاً " وقالت لأخته قصّيه " واقتصصته وتقصّصته، وخرجت في أثر فلان قصصاً " فارتدا على آثارهما قصصاً " وهو يقرو مقصّه: يتّبع اثره. ووجب عليه القصاص. واقتصّ منه، وأقصّه الأمير منه: أقاده، واستقصّه: سأله أن يقصّه منه. وقصّ عليه الحديث والرؤيا، واقتصّه. وتقصّصت كلام فلان، وله قصّة عجيبة، وقصص حسن، وقصيصة وقصص وقصائص وأقاصيص. قال هدبة بن خشرم:
فقصوا عليه ذنبنا وتجاوزوا ... ذنوبهم عند القصيصة والأثر
أي عند القصّة والحكاية. ورفع قصّته إلى(2/82)
السلطان. والقصّاص يقصّون على الناس ما يرقّ قلوبهم. " وهو ألزم لك من شعرات قصّك " وقصصك وهو الصدر. ونهي عن تقصيص القبور. ولا تغتسلي حتى تري القصّة البيضاء. والقصّ: الجصّ.
ومن المجاز: عضّ بقصاص كتفيه وهو منتهاهما حيث التقيا. وقاصصته بما كان لي قبله أي حبست عنه مثل ذلك. وتقاصّوا: قاصّ كل واحد منهم صاحبه في الحساب وغيره، مأخوذ من مقاصّة وليّ المقتول القاتل.
ق ص ع
قصع الصؤاب بين ظفريه: قتله. وقصعت الرحى الحب: فضخته. وصبيٌّ قصيع: قميء لا يشبّ، وقصع قصاعة.
ومن المجاز: قصع صارّته: قتل عطشه. وقصع الله شبابه. وقصّع الرجل: لزم بيته، من تقصيع اليربوع وهو دخوله في قاصعائه. قال ابن الرقيات:
إني لأخلي لها الفراش إذا ... قصّع في حضن عرسه الفرق
وقصّع في ثوبه: تدثّر. وقصّع الشيطان في قفاه: ساء خلقه وغضب. قال:
إذا الشيطان قصّع في قفاها ... تنقّفناه بالحبل التّؤام
ق ص ف
قصف القناة والعود: كسره فقصف قصفاً وانقصف. وقصف ظهره، ورجل مقصوف الظّهر. وعصفت ريح فقصفت السفينة. وعود قصف: سريع الانكسار. قال الطرماح:
تميم تمنّى الحرب ما لم ألاقها ... وهم قصف العيدان في الحرب خورها
وقصّفه فتقصّف، ورمح مقصّف: مقصّد. قال:
ألم تر أن النّبع يصلب عوده ... وما يستوي والخروع المتقصّف
وخذ من قصيف الشجر: من هشيمه.
ومن المجاز: رجل قصف: سريع الانكسار عن النجدة. وثوب قصيف: قليل العرض وهو سماعيّ من العرب. ويقال للقوم إذا خلّوا عن الشيء قترة وعجزا: قد انقصفوا عنه. وسمعت: قصفة الناس: دفعتهم. قال العجاج:
لقصفة الناس من المخرنجم
يريد عرفة حين يفيضون منها. وقد انقصفوا علينا انقصافاً: اندفعوا. وانقصف الزحام على الباب. وقصف الرّعد قصفاً وقصيفاً وهو شدّة صوته كأن السماء تنقصف. وقصف البعير الهادر قصفاً وقصيفاً، وفحل قصّاف الهدير. قال العجاج:
رهبة قصّاف الهدير مفحم(2/83)
وهو الذي يثني ويربع في سنة واحدة، وقصفت العيدان، ومنه: القصف وهو الرّقص مع الجلبة، ورأيتهم يقصفون ويلعبون. وتقصّف القوم: ضجوا في خصومة أو وعيد. قال الكميت:
تقصّف أوباش الزعانف حولنا ... قصيفاً كأنا من جهينة أو جسر
ورجل قصّاف: صيّت.
ق ص ل
قصله قصلاً: قطعه قطعاً وحياً. وسيف قاصل وقصّال ومقصل. وزاجتز قصيلاً للدابة. وقصل فرسه يقصله: علفه القصيل. وهذه قصالة البرّ: لما يعزل إذا نقّي ثم يداس ثانية.
ومن المجاز: لسان مقصل. وما فلان إلا قصالة وحثالة أي سفلة. وتقول: مالك أصالة، وما أنت إلا قصالة.
ق ص م
ما به وصم، وما فيه قصم، ولا فصم، وبه قصم، وهو أقصم. وانقصمت ثنيّته. ولو سألتني قصمة سواك ما أعطيتك أي نفاثته وهي الشظيّة منه تبقى في المستاك فينفثها. وفي الحديث " استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك " وبين أيديهم قصيمةٌ من غضاً وقصيمةٌ من أرطى، كما يقال: حرجة من طلح وقصيم وقصائم، وذهبوا يخبطون في القصيم. وهذه الدرجة فيها ثلاثون قصمة أي مرقاة.
ومن المجاز: نزلت بهم قاصمة الظّهر. قال:
كأن لم يلاق المرء عيشاً بنعمة ... إذا نزلت بالمرء قاصمة الظهر
وقصم الله ظهر الظالم: أنزل به البليّة. ورجل قصم: ضعيف سريع الانكسار. وفلان يمضغ الشيح والقيصوم: لمن خلصت بدويته.
ق ص
وقصا المكان قصواً. وبلد قاصٍ. وقصوت عن القوم. وهو بالجانب الأقصى والناحية القصوى: وعرف ذلك الأداني والأقاصي، والأذناب والنواصي، وهو مني بالقصا: بالبعد، وذهبت قصاه: نحوه، ونسبٌ قصاً: بعيدٌ، وأقصيته عني، وتقصّيت المكان: صرت في أقصاه، وهو في قاصية البلد وقاصية العسكر وقواصيه. وكان منهم قاصيتهم. وناقة قصواء: مقطوعة طرف الأذن، وجمل مقصوٌّ، وقد قصوته.
ومن المجاز: رميت المرمى القصيّ: لمن أبعد في ظنّه أو في تأويله. وهذه الناقة قصيّة إبله: خيارها وغايتها، وهي من قصاياها. ويقولون: فيها قصايا نثق بها. وقيل: هي المودّعة التي لا تركب ولا تجهد بالحلب فهي مقصاة عن ذلك. واستقصيت الأمر وتقصيته: بلغت أقصاه في البحث عنه. وحديث متقصّى. ونزلنا منزلاً لا يقصّيه البصر أي لا يبلغ أقصاه. وهلمذ أقاصيك أينا أبعد من الشرّ.
ق ض ب
سيف قاضب، وقضب ساعده بالسيف. " وكان إذا رأى التّصليب في ثوب قضبه ". وقضب الغصن، وقضّب فضول(2/84)
أغصان الشجر واكرم تقضيباً. قال القطاميّ:
فغدا صبيحة صوبها متوجّساً ... شئز القيام يقضّب الأغصانا
وهذه قضابة الكرم والشجر: لما تأخذه المقاضب، وله مقضب ومقضاب حديد وهو المنجل، واقتضب غصناً من الشجرة: اقتطعه. وفي أرضه قضبٌ وافٍ. وهذه مقضبة فلان ومقضابه. قال:
فسيلها سامق جبّارها ... واعتمّ فيها القضب والسنبل
وقال عروة بن الورد:
لست لمرة إن لم أوف مرقبةً ... يبدو لي الحرث منها والمقاضيب
ومن المجاز: اقتضب الكلام: ارتجله. واقتضب الناقة: ركبها قبل أن تراض، وناقة قضيب، واقتضب البعير: اعتبطه. وهو مقتضب في هذا العمل: لم يرتض فيه. وكان يحدٌّثنا فلان فجاء زيد فاقتضب حديثه: انتزعه واقتطعه. وانقضب من أصحابه: انقطع. وانقضب الكوكب من مكانه. قال ذو الرمة:
كأنه كوكب في إثر عفرية ... مسوّم في سواد الليل منقضب
ورجل قضّابة: قطّاع للأمور مقتدر عليها. وسيف قضيب: دقيق ليس بصفيحة، وهندية قضب: شبّهت بقضب الشجر. وملك فلانٌ البردة والقضيب إذا استخلف.
ق ض ض
قضّ الحجر: كسره بالمقضّ وهو ما يقضّ به. ووقعنا في قضّة وفي قضض: في حصى صغار مكسّرة. وفي فراشه قضضٌ. وقضّ الطعام يقضّ قضضاً. وأقضّ عليه المضجع، وأقضّه عليه الهمّ. واستقضّه صاحبه. ودرع قضّاء: خشنة المسّ لمّا تنسحق. وقضّ الحائط: هدمه هدماً عنيفاً فانقضّ. وقضّ اللؤلؤة: ثبها. والأسد يقضقض فريسته: يكسر أعضاءه وعظامه. قال رؤبة:
كم جاوزت من حيّة نضناض ... وأسد في غيله قضقاض
ومن المجاز: " جاء قضّهم بقضيضهم ". وانقضّت عليهم الخيل، وقضضناها عليهم. ونحن نقضها عليهم. وانقضّ الطائر والنجم، وجئته عند قضّة النجم. ومطرنا بقضّة الأسد. وأقضضت السويق إذا ألقيت فيه شيئاً يابساً من سكّر أو قند. واقتضّ الجارية وذهب بقضّتها. وكان ذلك عند قضّتها أي ليلة عرسها.
ق ض ف(2/85)
رجل قضيف: قليل اللحم، وارأة قضيفة، وقضف قضافة، وفيه قضف.
ق ض م
قضم الشيء اليابس بمقدّم الفم قضماً. وقضمت الدابة قضيمها، وأقضمت دابذتي. وما أكلت قضاماً: ما يقضم. وسيف قضيم وقضم، وفيه قضم: تفلل. وقضمت أسنانه: تكسّرت أطرافه. وفم قضم. قال:
قالت بثينة إذ رأت ذارتّةٍ ... وفما به قضم وجلدٌ أسود
ومن المجاز: هو يقضم الدنيا قضماً إذا زهد فيها واكتفى بالدّون منها. وفي حديث أبي ذر: اخضموا فشنقضم. وأتت بني فلان قضيمة قليلة: ميرة يسيرة.
ق ض ي
قضى له القاضي وعليه. وعدل في قضائه وقضيّته وقضاياه وأقضيته. وقضاء الله تردّ له الأقضية. وقاضيته حاكمته. وقد استقضي علينا فلان. واستقضاه السلطان. وقضى الله أمراً. وقضى فلان حاجته، وقضّى حوائجه. قال امرؤ القيس:
خليليّ مرا بي إلى أمّ جندب ... نقضّ لبانات الفؤاد المعذّب
وانقضى عمره وتقضّى. وتقاضيته ديني وبديني، واقتضيته ديني واستقضيته، واقتضيت منه حقّي: أخذته.
ومن المجاز: بنى داراً فقضاها واسعة. وعمل ثوباً فقضاه صفيقاً. وقضى درعاً. وقضى إليه أمراً وعهداً: وصّاه به وأمره. وقضى المريض، وقضى نحبه، وقضي عليه. وقضى عليه بضربه. وقضي قضاؤه. وأتت عليه القاضية: المنيّة. وحاربوا فقضوا بينهم قواضي وقضّوا. وافعل ما يقتضيه كرمك أي يطالبك به.
ق ط ب
دارت الرّحى على قطبها، والأرحاء على أقطابها. وأصابت الغرض القطبة وهي سهم النّضال. وقطب الشراب قطباً وقطاباً، وشراب كثير القطاب وهو مزاجه. وراح قطيب. قال عمر بن أبي ربيعة:
طيّب الرّيقة والنك ... هة كالراح القطيب
وقطب ما بين عينيه قطوباً وقطّب. ورأيته غضبان قاطباً ومقطّباً.
ومن المجاز: هو قطب قومه: لسيدّهم، وهم أقطاب بني فلان. وجاءت تميم قاطبة. وقطب الحمار عانته: جمعها. وأدخلت يدي في قطاب جيبه. قال طرفة:
رحيب قطاب الجيب منها رفيقة ... بجسّ الندامى بضّة المتجرد
ق ط ر
السحاب في أقطار السماء. وهو يسكن قطر البلد. وأحاط بالشيء من أقطاره. وطعنه فقطّره: ألقاه على أحد قطريه. وقطر الماء، وقطرته. وبفلان تقطير إذا لم يستمسك بوله. ووقع القطر والقطار. ورأيت قطاراً من الإبل(2/86)
وقطراً، وقطروها وقطّروها، وإبل مقطورة ومقطّرة، وهي مقطور بعضها إلى بعض، وقطر البعير إلى البعير. وقطّر اللصوص في المقطرة وأسال الله تعالى عين القطر لسليمان عليه السلام وهو النحاس المذاب. ووجدت ريح القطر وهو العود. والعود في المقاطر: في المجامر. وأتي بالمقطر والمقطرة. وعليهم القبطرية، والبرود القطرية، وقطر: بلد. قال أبو النجم:
ونزلوا عند الصفا المشقّرا ... وهبطوا السند بجنبي قطرا
ومن المجاز: تقاطر القوم: جاءوا أرسالاً. وتقاطرت كتب فلان. وقطر في الأرض ومطر: ذهب. وأخذ متاعي فما أدري من قطر به ومن مطر به. وما قطرك علينا: ما صبّك علينا. ورماه الله بقطرة: بداهية صبّت عليه. قال:
فإن تك قطرة شقّت عصانا ... لقد عشنا زماناً مونقينا
مخصبين. وقام فلان بالملك فرفع حاشيتيه، وجمع قطريه. ويقال: " جمع فلان قطريه " إذا تكبر متغضّباً وأصله في الناقة إذا لقحت فزمّت برأسها وشالت بذنبها كبراً فيقال: جمعت قطريها. وفلان يستقطر الخير: يناله شيئاً بعد شيء.
ق ط ط
قطّ القلم على المقطّ والمقطّة. وهات قطةً من البطّيخ وغيره وهي الشّقيقة منه. وقطّ البيطار حافر الدابّة إذا نحته وسوّاه، وهذه خيل قطّت حوافرها، وحافر فرسك غير مقطوط. وأخذوا القطوط: خطوط الجوائز. وخذ قطاً من العامل وهو خطّ الحساب. وقطّ السعر: غلا، وسعر قاط. قال أبو وجزة:
أشكو إلى الله العزيز الجبّار ... ثم إليك اليوم بعد المستار
وحاجة الحيّ وقطّ الأسعار
ومن المجاز: لي قطّ من ذلك: نصيب، وأخذ فلان قطّه، وأحرز قسطه. وهو جعدٌ قطط: بليغ الشح. قال:
سمع اليدين بما في رحل صاحبه ... جعد اليدين بما في رحله قطط
ق ط ع
قطعه آراباً. وأقطعته قضباناً من الشجر: أذنت له في قطعها. واستقطعته ثوباً فأقطعني. وضربه بقطعته. وهذا زمن قطاع النخل، وأقطع نخلهم وأصرم. وقنّعه القطيع: السوط. قال الشماخ:
مروح تغتلي البيداء حرف ... تكاد تطير من حسّ القطيع
ومن المجاز: قطع المفازة قطعاً. وقطع النّهر: عبره قطوعاً، وأقطعه النهر: جاوزه به. وقطعت الطير قطاعاً، وهذا وقت قطاع الطير،(2/87)
وقطاعها وطير قواطع. وقطع أخاه وقاطعه. واحذر قطيعة أخيط. ورجل قطوع لإخوانه. والهجر مقطعة للودّ. وبعثت إلى صاحبتها بأقطوعة وه ي علامة القطيعة. قال:
وقالت لجاريتيها اذهبا ... إليه بأقطوعة إذ هجر
وهذا الثوب يقطعك قميصاً ويقطعك. وقطع بالحبل: اختنق لأنه يقطع نفسه. وقطعت البئر والعين. وقطع ماء الرّكيّة. وعين قاطعة، وعيون الطائف قواطع إلا القليل، وأصاب البئار قطعة وقطع، وبئر مقطاع: يسرع انقطاع مائها. قال:
إن لنا قليذما هموماً ... لم يك مقطاعاً ولا مذموماً
يزيده نهز الدّلا جموما
وقطع الأديم على القاطع وهو المثال الذي يقطع عليه: ولصوص قطّاع وقطع: يقطعون الطريق وهذا الثوب قطيع هذا: نظيره. وفلان قطيع اللسان: خلاف سليطه، وقطيع الكلام. وهو قطيع القيام: ضعيفه. وقال:
قطيع القيام قطيع الكلا ... م تفترّ عن ذي غروب خصر
وقطع قطاعةً. وقطع بالرجل: انقطع رجاؤه، وانقطع به إذا كان ابن سبيل فانقطع به السفر دون طيّته، وهو منقطع به. اقطع لسانه: أوله يسكت. وعنده مقطع الحقّ. وهو يعرف مقاطع القرآن وهي وقوفه. وهذا مقطع الرمل ومنقطعه، ومقطع الحديث والقصيدة. وهم بمقاطع الأودية: مآخيرها. وهو منقطعٌ إلى فلان. وإنه لمنقطع العقال في الشرّ أي لا زاجر له. وهو منقطع العذار إذا لم تتصل لحيته في عارضيه. ومتّ إليه بثديٍ أقطع، وبرحم قطعاء إذا لم ينتفع بما متّ به. وأصابه قطع: بهرٌ، وقطعت الدابة: انبهرت. وفي أمعائه تقطيع: مغصٌ. وقاطعت الأجير على كذا. وعليه مقطّعات: ثياب قصار، وجاء بمقطّعات من الشعر وبمقطوعة وقطعة. وما عليها من الحليّ إلا مقطّع: شيء يسير من شذر ونحوه. وصاد مقطّعة النّياط وهي الأرنب. وقطّع هذا الفرس الخيل: خلّفها. قال الجعديّ:
يقطّعهنّ بتقريبه ... ويأوي إلى حضر ملهب
وقطّعهم الله أحزاباً فتقطّعوا: فتفرّقوا. وأخذ قطعةً من المال. واقتطع طائفةً منه: أخذه. وأقطعه قطيعةً من الأرض وقطائع: طائفةً من أرض الخراج. واستقطعت الوالي فأقطعني. وسروا بقطع من الليل. ومرّ قطيعٌ من الغنم والظباء وقطعان وأقاطيع. وأقطعنا الغيث: انقطع عنا. وعن بعض العرب: أتانا من أمطر بالنّباج وأقطعها بالجفر أي أصابته السماء بالنّباح وانقطعت عنه بالجفر. وقطع خصمَه في المحاجّة: غلبه. وأقطعت الدّجاجة: انقطع بيضها.
ق ط ف(2/88)
هو زمن القطاف. وجنة دانية القطوف.
ومن المجاز: قطف رأسه. قال أبو النجم:
نشقّ عنه بالعراقي والدّلا ... فطائف الأجن الذي تجلّلا
ق ط م
هو قرم قطم: شهوان للحم. وبه قرم وقطم. ومنه القطاميّ: للصّقر. وقطم العود: عجمه، يقال: اقطم هذا العود. قال أبو وجزة:
أو خائف لحماً شاكاً براثنه ... كأنه قاطمٌ وقفين من عاج
وأنشب فيه البازي مقاطمه ومقطمه: مخلبه. وشيء مرّ المقطم وهو المذاق. قال ابن هرمة:
أنقذ الله به من فتنة ... مرّة المقطم في في من قطم
ومن المجاز: فحلٌ قطمٌ: هائج. وملك قطم: غضبان شبّه بالفحل. وأنشد أبو زيد:
إلى قطمٍ يستنفض الناس طرفه ... له فوق أعواد السرير زئير
أي إذا رأوه انتفضوا أي أرعدوا هيبة.
ق ط ن
قطن بالمكان: أقام به. وهو قاطن الدار وقطينها: ساكنها. قال:
في دور نهدٍ جسدي قاطن ... والقلب مني في بيوت السكون
وخفّ القطين: أهل الدار، وهم قطّان مكة وقطينها: لمجاوريها، ويقال لأهل مكة وعاكفيها: قطين الله. وهو قطن النار: للقيّم على نار المجوس وموقدها. وهؤلاء قطين فلان: لخدمه وحاشيته. وضربه على القطن وهو ما بين الوركين. أنشد الأصمعيّ:
بنيت على قطنٍ أجمّ كأنه ... فضلاً إذا قعدت مداك رخام
وصكّ البازي قطن القطاة: زمكّاها. ولأنفضنك نفض القطنة وهي الرمانة ذوات الأطباق التي مع الكرش يقال لها: لقّاطة الحصى. وزرع القطنية والقطانيذ وهي كلّ حب يطبخ من نحو العدس والخلّر والماش. وفي الحديث " ليس في القطنيّة زكاة ". قال:
وما كنت أخشى أن تكون منيّتي ... بأيدي علوج يطبخون القطانيا
ق ط
و" ليس قطاً مثل قطّي " أي ليس الأكابر كالأصاغر. وركبت قطاة الفرس وهي مقعد الرّديف. ويقال: تقطّيتها ويستعار لغير الفرس.(2/89)
قال العجّاج:
وكست المرط قطاةً رجرجا
ونساء ثقال القطاة. قال ابن مقبل:
ثقال القطا غيد السوالف لم تقم ... على الخسف يملأن الدماليج والحجلا
ومرّ يقطو في مشيته: يقارب الخطو كما تمشي القطاة. وفرسٌ قطوان وذلك من النشاط.
ق ع ب
تلك المكارم لا قعبان من لبن
وفي مثل " أتاك ريّان بقعب من لبن ".
ومن المجاز: حافرٌ مقعّب: مدوّر كالقعب كما قال امرؤ القيس:
لها حافر مثل قعب الولي ... د ركّب فيه وظيف عجر
وحجر مقعّب: فيه نقرة كأنه قعب، وسرّةٌ مقعّبة. وقال الأغلب:
جارية من قيس بن ثعلبة ... قبّاء ذات سرّة مقعّبه
وإياك والتقعيب في الكلام. فلان مقعّبٌ: للمتشدّق الذي يتكلم بأقصى حلقه ويفتح فاه كأنه قعب.
ق ع د
هذه بئر قعدة: اي طولها طول إنسان قاعد. وهو حسن القعدة، وقعد مثل قعدة الدب. وأتينا بثريدة مثل قعدة الرجل، وهو قعدة ضجعة: للعاجز الذي لا يكتسب ما يعيش به. وفلان قعديٌّ: يحب القعود في بيته. قال:
إذا القعديّ صافح الأرض جنبه ... تململ يزجى المكرمات سبيلها
وقاعدته، وهو قعيدي. وما للافنٍ ارمأة تقعده وتقعّده.
ومن المجاز: قعد عن الأمر: تركه. وقعد له: اهتمّ به. وقعد يشتمني: أقبل. وأرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة: صارت. وقال الدّيا الحارثيّ:
لأصبحن ظالماً حرباً رباعيةً ... فاقعد لها ودعن عنك الأظانينا
وتقاعد عن الأمر وتقعّد، وما قعد به عن نيل المساعي، وما تقعّده وما أقعده إلا لؤم عنصره. وقال:
بنو المجد لم تقعد بهم أمهاتهم ... وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا
وقعدت الفسيلة: صار لها جذع، وفي أرض بني(2/90)
فلان من القاعد كذا: من الفسيل الذي قعد. ونخلة قاعدةٌ: لم تحمل. وارمأة قاعد: كبيرة قعدت عن الحيض والأزواج. وقعدت الرخمة: جثمت. وأقعده الهرم. ورجلٌ مقعد. وثديٌ مقعد: ملء الكف ناهد لا ينكسر. قال النابغة:
والبطن ذو عكنٍ لطيف طيّه ... والنحر تنفجه بثديٍ مقعد
ورجل مقعد الأنف: في منخريه سعةٌ وقصر. وأسهرتني المقعدات: الضفادع. قال الشمّاخ:
توجّسن واستيقنّ أن ليس حاضراً ... على الماء إلا المقعدات القوافز
والقطا على المقعدات: على الفراخ. قال:
إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى ... عليهنّ رفضاً من حصاد القلاقل
وإنّ حسبك لمقعد بالكسر أي يقعدك عن بلوغ الشرف. قال:
لقًى مقعدُ الأنساب منقطعٌ به ... إذا القوم راموا خطّةً لا يرومها
واقتعد الدابة: ابتذله بالركوب، وهي قعدته وقعوده، وهنّ قعائده وقعداته. قال الأخطل:
فبئس الظاعنون غداة شالت ... على القعدات أشباه الزباب
وقعدك الله، وقعيدك الله لا أفعل. قال جرير:
قعيد كما الله الذي أنتما له ... ألم تسمعا بالبيضتين المناديا
وهي قعيدته: لامرأته، وبنى بيته على قاعدة وقواعد. وقاعدة أمرك واهية. وتركوا مقاعدهم: مراكزهم. وهو أقعد منه نسباً: أقرب منه إلى الأب الأكبر. وهو قعدد، وورثته بالقعدد: صفة للنسب. وقومٌ قعدٌ: لا يغزون ولا ديوان لهم. وهو من القعدة: قوم من الخوارج قعدوا عن نصرة عليّ رضي الله عنه وعن مقاتلته. وفلان قعديٌّ. وأخذه المقيم المقعد. وهذا شيء يقعد به عليك العدوّ ويقوم. قال عمر بن أبي ربيعة:
واعلم بأن الخال يوم ذكرته ... قعد العدوّ به عليك وقاما
ق ع ر
بئر قعيرة وقد قعرت، وقعرتها: نزلت فيها حتى انتهيت إلى قعرها، وأقعرها حافرها وقعّرها: عمّقها.
ومن المجاز: قصعة قعيرة. وقعرت الشجرة: قلعتها من قعرها أي من أصلها فانقعرت " أعجاز نخل منقعر " وقعرت الإناء: شربت ما فيه(2/91)
حتى انتهيت إلى قعره. قال عبيد الله بن أيوب العنبريّ:
وأصبحت مثل القدح في قعر جعبة ... نضيّاً لقًى قد طال فيها قلاقله
لا ريش عليه من نضاه إذا سلبه. وعن بعض العرب: لا أدخل عليه قعيرة بيتٍ وقعرة بيت. وفلان بعيد القعر. وليس لكلامه قعر. ورجل مقعر: يتكلم بقعر حلقه. وفلان مقعّرٌ: يبلغ قعور الأمور. قال الكميت:
البالغون قعور الأمر ترويةً ... والباسطون أكفاً غير أصفار
وإناء قعران إذا كان الشيء في قعره، كما تقول: قربان إذا كان قريباً من الملء.
ق ع س
رجل أقعس، وبه قعس وهو دخول الظهر وخروج الصدر، وتقاعس الرجل: أخرج صدره. وتقول: إذا رأيت أبكاراً لعساً، وعجائز قعساً، فقل لعاً وتعساً.
ومن المجاز: عن أقعس، وعزة قعساء. وتقاعس عن الأمر. وليلٌ أقعس: كأنه لا يبرح طولاً، وقد تقاعس الليل، كقولك: برك الليل. قال النابغة:
تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب
كما يؤوب راعي الماشية إذا أمسى.
ق ع ص
قعصه وأقعصه: قتله مكانه. قال امرؤ القيس يصف براثن الأسد:
موثّقةٌ حدب البراجم فوقها ... حرائب سمرٌ مرهفات قواعص
ومات فلان قعصاً. وأصاب الغنم والناس قعاصٌ: داء يقعصهم.
ق ع ط
اقتعط العمامة إذا لم يجعلها تحت حنكه. وفي الحديث " أمر بالتلحّي ونهي عن الاقتعاط ".
ق ع
ونهي المصلّي أن يقعى إقعاء الكلب وهو أن يقعد على عقبيه وينصب ساقيه.
ق ف ر
أقفرت الأرض: خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون وبلاد قفر وقفار. وبتنا بقفرة.
ومن المجاز: بات فلان القفر والوحش إذا لم يقر، ونزلنا ببني فلان فبتنا القفر. وقال ذو الرمّة:
تخطّ على القفر امرأ القيس إنه ... سواء على الضيف امرؤ القيس والقفر
وأقفر فلان من أهله: تفرد عنهم وبقي وحده. قال عبيد:
أقفر من أهله عبيد
وأقفر جسده من اللحم ورأسه من الشّعر، وإنه لقفر الجسد والرأس. قال:
تفلي له الريح وإن لم يفتل ... لمّة قفرٍ كشعاع السنبل(2/92)
تخفيف قفرٍ. وأقفرت العظم: لم أبق عليه شيئاً. أنشد الكسائيّ:
كأنّ المحالة فيها الرّدا ... ح لم يعرها الناحضون اقتفارا
ومنه اقتفرت أثره وتقّفرته: اتبعته. قال:
لا يتأرّى لما في القدر يرقبه ... ولايزال أمام القوم يقتفر
وأكل خبزاً قفاراً: بلا أدم، وأقفر الرجل: أكله، ومنه: " ما أقفر بيت فيه خلّ ".
ق ف ز
هو فقّاز نقّاز. ويا ابن القفّازة وهي الأمة لقلة استقرارها. وخيلٌ قوافز. والدعاميص تتقافز على الماء. وتقافز الصبيان. وهم يلعبون القفّيزى: ينصبون خشبات يقفزون عليها. ولبس الصائد القفازين وتقفّز.
ومن المجاز: قفز الرجل: مات. وتقفّزت المرأة بالحنّاء: تخضّبت إلى رسغيها. وفرس مقفّز: لم يجاوز تحجيله أشاعره وهو المنعل.
ق ف ص
جاء بالطير في قفص وفي أقفاص. وتقافص الشيء: تشابك. وقفّص الظبيَ والدابة: شدّ قوائمه. وقفصه البرد: قبضه. وقفصه الوجع: أيبسه.
ق ف ط
فقط الطائر أنثاه يقفط ويقفط وقفط يقفط. سفد. وتيس قافط وقفّاط " وأقفط من تيس بني حمّان ".
ق ف ع
قفّع البرد أصابعه: قبضها فتقفّعت. ونظر أعرابيّ إلى قنفذة قد تقبّضت فقال: أترى البرد قفّعها. ومعه قفعةٌ من رطب وقفاعٌ: زبلٌ. وذكر عند عمر رضي الله عنه الجراد فقال: ليت عندنا منه قفعةً أو قفعتين. والعصذار يعصر السمسم في القفاع والقفعات وهي الدوّارات التي تتّخذ من الليف.
ق ف ف
شيخ كأنه قفّة. واستقفّ الشيخ: تقبّض. وقفّت الشجرة: يبست. وجفّت الأرض وقفّت: يبس بقلها جفوفاً وقفوفاً، وأرض جافة: قافّة. والإبل ترعى فيما شاءت من جفيف وقفيف: من يبس الكلإ. وفلان قفّافٌ يقفّ الدراهم: يسرقها بين الأصابع. وقفقفت أسنانه وتقفقفت: اصطكت من البرد والخوف.
ق ف ل
قفل الجند من الغزو إلى أوطانهم قفلاً وقفولاً. وهذا وقت القفل. ورأيت القفل أي القفّال، كما يقال: القعد: للقاعدين عن الغزو. وأقفلهم الأمير. وأقفلت الباب وقفلته، واستقفل الباب. وأقفل له المال: أعطاه جملةً بمرّة. وأعطيته ألفاً قفلةً: ضربة. وفلان يشتري القفلات: الجلب الكثير جملة واحدة. وأقفله(2/93)
العطش والصوم: أقحله. وسقاء قافل. وشيخ قافل. وقفل جلده يقفل قفولاً. وقال معقّر بن حمارٍ البارقيّ لابنته: وائلي بي إلى قفلة فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل وهي شجرة منبتها المعاطش.
ومن المجاز: فلان مقفل ومستقفل: ممسك. وقد استقفلت يداه. وإنه لقفل: عسر. وإنها لقفلة: للمرأة البخيلة. والخيل تعلك الأقفال: حدائد اللجام. قال مزاحم:
حتى إذا لبسوا وهن صوافن ... ميل اللجام تلجلج الأقفالا
وحيلٌ قوافل: ضوامر.
ق ف
وقفوت أثره واقتفيته واستقفيته. قال ذو الرمة:
عواسف الرمل يستقفي تواليها ... مستبشرٌ بفراق الحيّ غرّيد
وقفّيته وقفّيته به، وقفّيت به على أثره إذا أتبعته إياه، وهو قفيّةُ آبائه، وقفيّ أشياخه: تلوهم. وما لك تقفو صاحبك: تقذفه. وإياك والقفو. وما هجا فلان ولا قفا. وهذه قفيّة عظيمة وقذيفة بوزن الشتيمة. وتقفّيت فلاناً بعصاي، واستقفيته فضربته إذا جئته من خلفه. وفي حديث عامرٍ وأربد: فإذا وضعت يدي على منكبه فاستقفه بالسيف. وقفّى الشّعر: جعل له قوافي. واقتفيته: اخترته، وهو صفوتي وقفوتي: خيرتي، وهذا قفوتي التي اقتفيت. ويقال لمن لا يحسن الاختيار: بئس القفوة قفوتك. وأصفيته بكذا وأقفيته. خصصته وآثرته. قال:
ونقفي وليد الحيّ إن كان جائعاً ... ونحسبه إن كان ليس بجائع
وهو حفيٌّ به قفيٌّ: بار متلطفٌ. ورفع قفاوةً لفلان: طعاماً يقفّيه به تكرمةً له. قال الكميت:
بات وليد الحيّ طيّان ساغباً ... وكاعبهم ذات القفاوة أسغب
ومن المجاز: لا أفعله قفا الدهر: آخر الدهر. وهو بقفا الأكمة والثنيّة. وكنت قفا الجبل وقافيته، وجئت من قافية الجبل. وضرب قافية رأسه. وردّ فلان على قفاه، وردّ قفاً إذا هرم. قال:
إن تلق ريب المنايا أو تردّ قفاً ... لا أبك منك على دين ولا حسب
ق ل ب
قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب(2/94)
على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:
قالب حملاقيه قد كاد يجنّ
وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:
يا ليت ناقتي التي أكريتها ... قلبت وأورثها النجاز سعالا
وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم اتسع فيها. قال النمر:
أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه ... وقد برئت فما في الصدر من قلبه
ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام. ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. " وقلّبوا لك الأمور " وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان " فانقلبوا بنعمةٍ من الله " " فأصبح يقلّب كفّيه ": يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:
قالب حملاقيه قد كاد يجن
ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:
قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ ... ترمى المقانب عنها والأراجيل
أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث " إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ". وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع(2/95)
قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية البيضاء: قلب.
ق ل ت
أقلته الله فقلت. وأقلته السفر البعيد. وفيه قلت النفس. قال:
مظنّة من قلت النفوس
وامرأة مقلاتٌ: لا يحيا لها ولد، ونسوة مقاليت. قال:
يظل مقاليت النساء يظأنه ... يقلن ألا يلقى على المرء مئزر
وتقول: لا تزال المقلات، على المقلاة. " وأبرد من ماء القلت والقلات " وهي النقرة في الصخرة.
ومن المجاز: اجتمع الدسم في قلت الثريدة وهي أنقوعتها. وغاض قلت عينه وهو وقبها. وطعنه في قلت خاصرته وهو حق الورك. قال النابغة:
شديد قلات الموقفين كأنما ... به نفس أو قد أراد ليزفرا
الموقف: عصبة في جوف خرمة الورك فإن انفكّت ركبته وهي عينها، وفي قلتى ترقوتية. وكلّ هزمة في عضو فهي قلتٌ.
ق ل ح
رجل أفلح وقلحٌ. وقلحت أسنانه، وأقلحها الزمان، وقلّحتها: أزلت قلحها. وفي مثل " عودٌ يقلّح في مسنّ يؤدّب " ويقال للجعل: أقلح: لقذر فمه. تقول: فلان أقلح، كأنه أقلح.
ومن المجاز: فلان مقلّح: مجرّب.
ق ل د
قلدته السيف: ألقيت حمالته في عنقه فتقلّده، ونجاد السيف على مقلّده. وقلّد البدن. وفتح الباب بالإقليد وهو المفتاح. قال تبّعٌ حين حجّ:
وأقمنا به من الدهر سنباً ... وجعلنا لبابه إقليدا
واستوفي قلده من الماء: شربه. واستوفوا أقلادهم. وأقمت إقلدي إذا سقى أرضه بقلده. وهم يتقالدون الماء: يتناوبونه.
ومن المجاز: قلد العمل فتقلّده. وألقيت إليه مقاليد الأمور. وضاقت عليه المقاليد إذا ضاقت عليه أموره. وأقلد البحر على خلقٍ كثير: أرتج عليهم وأطبق لما غرقوا فيه. قال أمية:
تسبّحه اعلحيتان والبحر زاخراً ... وما ضمّ من شيء وما هو مقلد
وأعطيته قلد أمري: فوّشته إليه من قلد الماء. قال:
وأعطته بالأقلاد كل قبيلة ... ومدّت إليه بالركاب الجحاجح(2/96)
وقلد فلان قلادة سوء: هجيَ بما يقي عليه وسمه. وقلّده نعمة، وتقلّدها طوق الحمامة. ولي في أعناقهم قلائد: نعم راهنة، ونعمتك قلادة في عنقي لا يفكها الملوان.
ق ل س
قلس: قاء ملء الفم قلساً. في الحديث " القلس حدث " والقلس محركاً: اسم ما يقلس. وقلست نفسه ولقست: غثت. وتقول: قلست فقلست اي غشت فقاءت. وقلسته فتقلّس من القلنسوة. وجرّوا السفينة بالقلس والسّفين بالقلوس. أنشد ابن الأعرابيّ:
في شعشعان كعمود القلس
أي كالدقل. وقلّس المقلّسون وهم الذين يلعبون في الأعياد بين يدي الأمراء بالسيوف والحراب ويضربون الطّبول، وفي الحديث لما قدم عمر الشام: لقيه المقلّسون بالسيوف والريحان. قال الكميت:
ثم استمرّ يغنيه الذّياب كما ... غنى المقلّس بطريقاً بمزمار
وقلّس الذّمّيّ: وضع يديه على صدره قبل التّكفير. وقلّس فلان: خضع لأمير أو كبير. قال:
إذا ما رأونا قلّسوا من مهابة ... ويسعى علينا بالطعام جرير
ومن المجاز: قلست السحابة النذدى من غير مطر شديد. قال ذو الرمة:
تبسّمن عن غرّ كأن رضابها ... ندى الرمل مجّته السحاب القوالس
وقلست الكأس: قذفت الشراب لفرط امتلائها. قال:
أبا حسن ما زرتكم منذ سنبة ... من الدهر إلا والزّجاجة تقلس
وقلست الطّعنة بالدم، وطعنة قالسة وقلاّسة.
ق ل ص
قلص الشيء وقلّص وتقلّص: ارتفع. ويقال: قلّص الثوب، وقميص مقلّص: قصير. وقلص الظلّ، وظلّ قالص. وقلصت شفته: انزوت علواً. قال:
وقد عجمتني العاجمات فأسأرت ... صليب العصا جلداً على الحدثان
صبوراً على عضّ الحروب وضرسها ... إذا قلصت عن الفم الشّفتان
وقلصوا عن الدار: خفّوا، وحان منهم قلوص. وقلص ماء البئر: ارتفع بمعنى ذهب وبمعنى تصعّد لجمومه. وفرس مقلّص: مرتفع نهد. وقلصت الإبل. ارتفعت في سيرها. وتحته قلوص مهريّة، وله قلصٌ وقلائص.
ومن المجاز: رأيت ظليماً وقلوصه وهي أنثاه.(2/97)
وقال لبيد:
ذعرت قلاص الثلج تحت ظلاله ... بمثنى الأيادي والمنيح المعقب
يعني أنه طرد البرد وكل الشتاء بالقرى، وقلاص الثلج: السحاب الذي يأتي به.
ق ل ع قلع الشجرة واقتلعه. وتقلّع المدر عن إثارة الأرض، ورماه بقلاعة بالتخفيف والتثقيل: بمدرة يقتلعها من الأرض، ورماه بالمقلاع. وسيف قلعيّ بفتح اللام: عتيق نسب إلى معدن بالقلع وهو جبل بالشام. قال أوس:
يعلون بالقلع البصريّ هامهم ... ويخرج الفسو من تحت الدّقارير
وهو جمع القلعيّ كالعرك والعركيّ والعرب والعربيّ. وله جام من القلعيّ وهو الرّصاص الجيد. وتحصّنوا بالقلعة والقلاع. وسميت بالقلعة واحدة القلع وهي السحاب العظام.
ومن المجاز: فلان يقلع الناس بسفهه وشتائمه. واستعمل عليهم فقلعهم ظلماً وإجحافاً. وقلع الأمير: عزل، وتقول: لم يزل يقلع الناس حتى قلع. ورجل قلع: يتقلّع عن سرجه لا يثبت فيه. وقلع القدم إذا لم يثبت عند الصّراع. وهذا منزل قلعة إذا لم يكن وطيئاً، وشرّ المجالس مجلس قلعة وهو الذي يقلع عنه الجالس إذا جاء من هو أعزّ منه. والقوم على قلعة: على رحلة. وأقلع عن الأمر: تركه. وأقلعت عنه الحمّى وقلعت. وتركته في قلع من حمّاه. " وإنه لضب قلعة " وهي الصخرة العظيمة يحتفر فيها فيكون أمنع له يضرب لمن يمنع ما وراء ظهره.
ق ل ف
هو أقلف بين القلف، وقطعت قلفته: جليدته. وقلفت الدّنّ: فضضت عنه طينه. وقلف الظفر واقتلفه: جزمه من أصله. قال:
يقتلف الأظفار عن بنانه
ومن المجاز: هو أقلف القلب: لا يعي خيراً، وقلوب غلف قلف. وسيف أقلف: له حدّ واحد. وعيش أقلف: رغد. وعام أقلف، وسنة قلفاء: مخصبة.
ق ل ق
رجل قلق: نزق. وامرأة قلقة ومقلاق، وجارية قلق وشاحها، وهي مقلاق الوشاح. وناقة مقلاق الوضين، وسيرتها حتى قلق وضينها، وأقلقت إليك وضن الركائب. وقلق محور البكرة. وقلق المريض على فراشه. وأقلقني الحزن والخوف والرح. وبه شفق وقلق. وأقلق البعير: قلق ما عليه من جهازه وهو قتبه وآلته.
ق ل ل
في ماله قلّة وقلّ، " والرّبا وإن كثر فهو إلى قلّ "، والحمد لله على القلّ والكثر، وأخذ قلّه وترك كثره أي أقله وأكثره، وكاد يذهب بصري إلا قلاً، وأصبح فلان في قلّ وكان في كثر إذا صار مقلاً أي فقيراً بعد الإكثار، وأقلّ. " وهذا جهد المقلّ ". وقلّما أراك. وأقلّ كلامه. وقلّلهم الله في أعينهم: وقلّلت الشيء فتقلل. وهو يستقلّ الكثير ويتقالّه خلاف يستكثره ويتكاثره. وأقلّه واستقلّ(2/98)
به: رفعه. وقال النابغة:
فداء ما تقلّ النّعل مني ... إلى أعلى الذّؤابة للهمام
وعنده قلّة من قلال هجر وهي ما أقلّه الرجل من جرّة أو نحوها. قال حسّان:
وأقفر من حضّاره ورد أهله ... وقد كان يسقى في قلال وحنتم
وقال جميل:
لظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله
وصعدوا قلّة الجبل وقلل الجبال. وقلقله فتقلقل: والمسمار يتقلقل في مكانه: يقلق. وفرس قلقل: سريع. ورجل قلقل: خفيف ماض.
ومن المجاز: هو مستقلّ بنفسه إذا كان ضابطاً لأمره. وهو لا يستقلّ بهذا الأمر: لا يطيقه. واستقلّوا عن ديارهم، واستقلّت خيامهم، واستقل القوم عن مجلسهم، واستقلّوا في مسيرهم. واستقلّ الطائر في طيرانه. واستقلذ النجم. واستقلذ عمود الفجر. قال عمر بن أبي ربيعة:
يا طيب طعم ثناياها وريقتها ... إذا استقلّ عمود الصبح فاعتدلا
واستقلّ البناء: أناف، وبناء مستقل. واستقل فلان غضباً: شخص من مكانه لفرط غضبه، وقيل: هو من القلّ: الرّعدة. وبلغ الماء قلة رأسه، وهم يضربن القلل، ورجل طويل القلّة وهي القامة. ورجل قليل: صغير الجثّة، وارمأة قليلةٌ، ونسوةٌ قلائل، ورجل قليل. وقم أقلة: خساس. وهو يقلّ عن كذا: يصغر عنه. وتقلقل في البلاد: طالت أسفاره. وقلقل الحزن دمعي: أساله.
ق ل م
قلم الظفر، وقلم الأظفار بالقلمين وهما الجلمان، ولم يغن عنّي قلامة ظفر. قال:
لما أتيتم فلم تنجو بمظلمة ... قيس القلامة مما جزّه الجلم
وألقوا أقلامهم: أجالوا أزلامهم.
ومن المجاز: فلانٌ مقلوم الظفر: ضعيف. قال النابغة:
وبنو قعين لا محالة أنهم ... آتوك غير مقلذمي الأظفار
أي غير ضعفاء ولا عزلٍ. وقال بشر بن أبي خازم:
وبكلّ مسترخي الإزار منازلٍ ... يسمو إلى الأقران يغر مقلّم
ق ل
وقلا الصبيّ بالقلة والصبيان بالقلين: رموا بها. والقلاء يقلي الحبّ ويقلوه على المقلى والمقلاة، وجلبوا المقالي من القلاءة وهي الموضع الذي تعمل فيه. وطرح الصبّاغ القلى في(2/99)
العصفر وهو الشّنجار ويقال: له القلياء والقيلياء. وهو يقليه ويقلاه: يبغضه، وفعل ذلك عن قلّي ومقليةٍ، وتقلّى إليه: تبغّض، وتقالوا: تباغضوا، وبينهم تقالٍ.
ومن المجاز: قلا الحمار أُتنه: طردها. والناقة تقلو براكبها. وهو يتقلّى على فراشه: يتململ ولا يستقر. وأنشد الجاحظ:
لست أدري أطال ليلي أم لا ... كيف يدري بذاك من يتقلّى
وفلان على المقلاة: من الجزع. والقولي الرجل: استوفز وتجافى عن مكانه. قال:
سمعن غنائي بعد ما نمن نومةً ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع
ق م أ
هو صاغر قمئ، وقد قمؤ قماءةً وقمأ قماً إذا ذلّ وصغر في الأعين، وتقول: فلان قمئ، إلا أنه كميّ.
ق م ح
قمحت السويق وغيره واقتمحته إذا أخذته في راحتك إلى فيك، واقتمحت قمحةً من سويق وغيره، كقولك: التقمت لقمةً من طعام، ومنه قولهم: قمح البعير عن الماء وقامح إذا رفع رأسه عنه لا يشرب لعيافه أو لبرد الماء أو للريّ أو لبعض العلل، وبعير قامح ومقامح، ومن ذلك قالوا لشيبان وملحان وهما من أشدّ أشهر الشتاء برداً: شهرا قماحٍ: لمقامحة الإبل فيهما عن برد الماء. قال الهذليّ:
فتًى ما ابن الأغرّ إذا شتونا ... وحب الزاد في شهري قماح
وإبلٌ قماحٌ جمع قامح أو وصفت بالقماح الذي بمعن المقامحة. قال بشر بن أبي خازم:
ونحن على جوانبها قعود ... نغض الطّرف كالإبل القماح
وفي حديث أم زرع: وأشرب فأتقمّح أي فأروى حتى لا أقدر على الزيادة فأرفع رأسي فعل المقامح ورويَ: فأنقنح أي فأرفع رأسي من الري كما يرفع الباب بالقناحة.
ومن المجاز: أقمح المغلول فهو مقمحٌ إذا لم يتركه عمود الغل الذي ينخس ذقنه أن يطأطيء رأسه " فهم مقمحون " وقمّح صاحبه إذا دفعه بشيء وتِح مما يجب له كما يفعل الأمراء الظلمة بمن يغزو معهم يرضخونه أدنى شيء ويستأثرون بالغنائم. وما أصابت الإبل إلا قميحةً من كلإ: شيئاً من اليبس تستفّه.
ق م ر
أقمر الهلال: صار في الليلة الثالثة قمراً. وفي مثل " الليل طويل وأنت مقمر " وليلة مقمرة، وأتيته في القمراء، وقعدنا في القمراء،(2/100)
وهذه ليلة القمراء وهي ضوء القمر. وتقمّر الظباء: تصيّدها في القمراء لأنه يقمر بصرها فيها. يقال قمر الرجل إذا تحيّر بصره في القمراء وبياض الثلج فلم يبصر. وقمر الكتان: احترق من القمر، وغاب قمير وهو القمر عند المحاق. قال عمر بن أبي ربيعة:
وقمير بدا ابن خمس وعشري ... ن له قالت الفتاتان قوما
وحمار أقمر: أبيض.
ومن المجاز: تقمّره خدعه، ومنه: القمار لأنه خداع. تقول: قامرته فقمرته أقمره: غلبته، وقمرته المال أقمره وأقمره. وقمرته لبّه وقلبه. قال عمر بن أبي ربيعة:
قمرته فؤاده أخت رئمٍ ... ذات دلّ خريدة معطار
وقمر بالقداح وبالنرد. واسترعيتها الشمس والقمر إذا أهملتها. قال:
وكان لها جاران قابوس منهما ... وبشرٌ ولم أسترعها الشمس والقمر
ولو كنت أعلم من أين مطلع القمر أي من أين أوتي بالفرج.
ق م س
قمسه في الماء: غمسه. والصبيان يتقامسون في الماء: يتغاطّون. وغرق في قاموس البحر: في قعره الأقصى، وقال فلان قولاً بلغ قاموس البحر.
ومن المجاز: قولهم للرجل إذا خاصم قرنه: إنما يقامس حوتاً.
ق م ص
قمّصه ثوباً فتقمّصه، وقمّص هذا الثوب اقطع منه قميصاً. وعيرٌ قامص، وقمص يقمص ويقمص قماصاً بالكسر كالنّفار والشراد. وتقامص الصبيان، وبينهم مقامصة.
ومن المجاز: قمّصه الله وشيَ الخلافة. وتقمّص لباس العزّ. وهتك الخوف قميص قلبه أي حجابه. قال ذو الرمة:
وأبيض هفّاف القميص انتضيته ... وألقيت بن القوم مهتضماً ضمرا
أراد قلب الذبيحة. وقمص البحر بالسفينة: حركها بأمواجه كأنها تقمص. وقمّصت الناقة بالرّديف: مضت به نشيطةً. قال لبيد:
عذافرة تقمّص بالرّدافي ... تخونها نزولي وارتحالي
ويقال للقلق: أخذه القماص. وفي مثل " ما بالعير من قماص " وإنه لقموص الحنجرة أي كذّاب.
ق م ط
قمط الأسير: جمع بين يديه ورجليه بالحبل وهو القماط. وقمط الصبيّ بقماطه وهي الخرقة العريضة التي تلف عليه في المهد. وشدّ الخصّ بالقمط وهي الشرط، وشدّه بالقماط والمقاط وهو حبل قصير مغار الفتل. وأتاني القمّاط بشاة فاشتريتها وهو الذي يأخذ الشاة في(2/101)
دار الجلب فيقمطها ليعرضها على المشتري. ووضع الكتاب في القمطرة، وله قماطر من الكتب.
ومن المجاز: قمط الطائر أنثاه، والرجل امرأته قماطاً: فعل بها، وقمط الإبل: قطها. ووقعت على قماطه: فطنت له. واقمطّر يومنا، ويوم قمطريرٌ " يوماً عبوساً قمطريراً ".
ق م ع
قمع خصمه: قهره وأذله فانقمع وتقمّع. والناس على باب القاضي متقمّعون. وانقمع في بيته وقمّع: جلس وحده. وقمعته بالمقمع والمقمعة وبالمقامع وهي الجرزة. وتقمّعت الدواب: ذبّبت عن رءوسها القمع وهي ذبّان كبار زرق من ذبّان الكلإ التي تغنّي، الواحدة: قمعة. وأنشد الجاحظ:
كأن مشافر النجدات منها ... إذا ما مسّها قمع الذّباب
بأيدي مأتم متساعدات ... نعال السبت أو عذب الثياب
من النّجد: العرق. وقال أوس:
ألم تر أن الله أرسل مزنة ... وعفر الظباء في الكناس تقمع
وهم يكللون الجفان بالقمع، جمع: قمعة وهي أعلى السّنام.
ومن المجاز: " ويل لأقماع القول " وهم الذين يسمعون ولا يعون. وفلان قمع الأخبار: يتتبّعها ويتحدّث بها. وتقول: ما لكم أسماع، إنما هي أقماع. وتركته يتقمّع: يطرد الذباب من فراغه. وإبل مقموعة، وسلع مقموعة: أخذ الخير فالخير منها. وقمع فلان كتبي: أخذ خيارها وترك رذالها.
ق م ل
قمل رأسه، وإنسان قمل. " وأضرّ من قملة النسر ". وهم في كثرة القمّل.
ومن المجاز: قمل العرفج قملاً وأقمل إذا بدت له غب المطر ما يشبه القمل. وامرأة قملة: صغيرة جداً. ورجل قمليّ: حقير. وأنشد الأصمعي:
أفي قمليّ من كليب هجوته ... أبو جهضم تغلي عليّ مراجله
وقمل القوم: تكاثروا وتوافر عددهم من القمل.
ق م م
بيت مقموم. وقممته بالمقمّة. وينادي بمكة على المكانس: المقامّ المقامّ. وجع قمام البيت وقمامته. وصار النجم قمّ الرأس وقمّة الرأس، وقمّ النجم: استوى علىة الرءوس. قال رؤبة:
أتخذ الليل إليك سلّماً ... ترقّيَ النجم دناً أو قمماً
إلى هشام والمنى أن يسلما(2/102)
واغتسل بالقمقم والقمقمة. ولجّجا في القمقام: في البحر.
ومن المجاز: رجل طوال القمم. وقمّت الشاة ما أصابت على وجه الأرض بمقمّتها وهي مرمّتها. واقتمّ ما على المائدة وتقمّمه: لم يترك منه شيئاً. قال:
يقتسر الأقران بالتقمّم
وقمقم الله عصبه: جمعه وقبّضه. وعدد قمقام: كثير. وسيد قمقام، ومن القماقم والقماقمة.
ق م ن
وهو قمن من ذلك، وقمن له، وبه قمين، وهم قمنون وقمناء، وهي قمنة، وهنّ قمنات، وتقول: هم أمناء، وهم بذلك قمناء. وهو قمن وكذلك الجمع. وهذه الأرض من بني فلان موطن قمنٌ أي جدير بأن يسكنوه. قال عمر بن أبي ربيعة:
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن
وجئت بالحديث على سننه وقمنه. وأنا متقمّن بثأرك: متوخٍّ له.
ق ن أ
أحمر قاني وقنأ لونه قنوأً. قال الأسود:
يسعى بها ذو تومتين منطّق ... قنأت أنامله من الفرصاد
ولحية قانئة، وحنّأ لحيته وقنّأها. وهذه الشجرة ليست في مضحاة ولا مقنأة وهي المكان لا تصيبه الشمس.
ق ن ب
جاء في مقنب ومقانب. وتقول: هو فارس من فرسان العلم كتبه كتائبه، ومناقبه مقانبه. وقنّبوا نحو العدوّ وتقنّبوا: تجمّعوا وصاروا مقنباً. قال ساعد بن جوبة الهذليّ:
ألا هل لقيس واعلحوادث تعجب ... وأصحاب قيس يوم ساروا وقنّبوا
ومخلب السبع في مقنب وقنابٍ وهو كمّه وغطاؤه. وأنشد الجاحظ لأبي نواس:
كأنما الأظفور في قنابه ... موسى صناع ردّ في نصابه
وقنّب الأسد مخلبه: غيّبه في مقنبه، والفرس قضيبه في قنبه. وقنب المخلب والقضيب: دخلاً في القناب والقنب. ورجع الصائد وقد ملأ مقنبه وهو مخلاته التي يجعل فيها ما يصيد: واضرب قنب فرسك ينج بك وهو جراب قضيبه. وقنب الكرم وقنّبه: قلمه. وقنّب الزرع: أعصف، وعصيفته: ورق سنبله.
ومن المجاز: قطع قنبها إذا خفضت. وقنبت في بيتي وتقنّبت: دخلت. وقنبت الشمس: غابت.
ق ن ت
هو قانت لله: مطيع خاشع، وقنتوا لله، وقنتت المرأة لزوجها، وامرأة قنوت.
ق ن ح(2/103)
قنح الباب وقنّحه: رفعه بالقنّاحة وهي خشبة يرفع بها الباب، يقال للنّجار: قنّح باب دارنا.
ق ن د
سويق مقنود ومقنّد. قال:
يا حبّذا الكعك بلحم مثرود ... وخشكنان مع سويق مقنود
وقال ابن مقبل:
أشاقك ركب ذو بنات ونسوة ... بكرمان يسقين السويق المقنّدا
وشرب القنديد وهو شراب يتخذه أهل الحيرة من القند.
ومن المجاز: رجل مقنود الكلام، وتقول بين فكّيه حسام مهند، يقطر منه كلام مقند.
ق ن س
فلان يضرب القوانس. قال:
أضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسوط قونس الفرس
وهو ما بين الأذنين. وقونس البيضة: ما قابله منها.
ومن المجاز: خذ قونس الطريق: قصده وجادته. وضربوا قونس الليل: سروا في أوله. وتقول: فلان واحد من جنسك، وشعبة من قنسك؛ من أصلك.
ق ن ص
هو قانص من القنّاص، وقنص الوحش واقتنصه وتقنّصه، وجاء يقنص وقنيص كثير، و" جاء القنيص بالقنيص " أي الصائد بالمصيد، ونحوه: القدير في القادر، وتقول: يؤكل الطير وما لقانصه، إلاّ فضلات قوانصه؛ جمع: قانصةٍ وهي هنة كأنها حجيرٌ في بطن الطائر.
ومن المجاز: هو يقتنص الفرسان ويصطادهم.
ق ن ط
قنط من الرحمة يقنط ويقنّط قنوطاً، وهو قانط وقنوط. وتقول: قلب المؤمن بالرجاء منوط، والكافر آيس قنوط. وتقول اكتتب ونقط، ثم اكتأب وقنط.
ق ن ع
العزّ في القناعة والذلّ في القنوع وهو السؤال. وفلان قنعٌ بالمعيشة وقنيع وقنوع وقانع. أنشد الكسائيّ:
فإن ملكت كفّاك قوطاً فكن به ... قنيعاً فإن المتّقي الله قانع
وقنع بالشيء واقتنع وتقنّع. وأقنعك الله بما أعطاك. وفلان حريص ما يقنعه شيء. وقنع إليه: سأله وهو من قنعت الماشية للمرتع: مالت إليه، وأقنعها الراعي إليه: لأن القانع يميل إلى الناس، كما قيل: المسكين: لسكونه إليهم. وأقنع البعير رأسه إلى الحوض ليشرب. وأقنعت الإناء في النهر: استقبلت به جرية الماء. والرجل يقنع يديه في القنوت إذا استرحم ربّه. وفم مقنع الأضراس: مُمَالُها إلى داخل. أنشد الأصمعيّ:
وهجمة حمر طوال الأعناق: ... تبادر العضاه قبل الإشراق
بمقنعات كقعاب الأوراق
وأقنع الصبيّ: وضع إحدى يديه على فأس قفاه(2/104)
والأخرى تحت ذقنه فقبّله، وقيل: الإقناع من الأضداد: يكون رفعاً وخفضاً، " مقنعي رءوسهم ": رافعيها. وفلان لنا مقنعٌ: رضاً يقنع بقوله وقضائه. وشاهد مقنع، وشهود مقانع. قال:
وعاقدت ليلى في الخلاء فلم يكن ... شهودي على ليلى شهود مقانع
وجواب مقنعٌ، وسألت فلاناً عن كذا فلم يأت بمقنع. وسأل أعرابيّ قوماً فلم يعطوه فقال: الحمد لله الذي أقنعني إليكم أي أحوجني إلى أن أقنع إليكم. وشر المجالس مجلس قلعه، ومجلس قنعه؛ وهي المسألة. وأغدفت المرأة قناعها، وقنّعت رأسها وتقنعت. قال:
إن تغدفي دوني القناع وتعرضي ... فلزبّ غاية كشفت كلالها
ومن المجاز: أقنع صوته: رفعه. قال الراعي:
زجل الحداء كأن في حيزومه ... قصباً ومقنعة الحنين عجولا
وثكلى رافعةً حنينها. وقنّعت رأسه بالعصا وبالسوط. وكشف قناعه وألقى جلبابه. وقنّعته خزيةً وعارا، وتقنّع من الخزية. قال:
وإني بحمد الله لا ثوب عاجز ... لبست ولا من خزية أقتنّع
وتقنّعوا في الحديد، وهو مقنّع بالسلاح: مكفّرٌ به، وأخذ قناعه: سلاحه.
ق ن م
قنم الشيء: خبثت ريحه. ورطب قنم ولحم قنم وجوزة قنمة. وقال:
وقد قنمت من صرّها واحتلابها ... أنامل كفّيها وللوطب أقنم
ووجدت له قنمةً.
ق ن ن
الأنوق تبيض في قنّة الجبل وفي قنن الجبال. وعبد قنٌّ: ملك هو وأبواه، وقيل: هو من القنية وهو عكس التقضّي، وأمةٌ قنٌّ وكذلك الجميع، وقيلك عبيد أقنّةٌ. قال جرير
إن سليطاً في الخسار إنّه ... أولاد قومٍ خلقوا أقنّه
واقتنّ فلان: اتخذ قناً. وشمّر قنان ثوبك: كمه. وعن ابن دريد: ردنه نجدية. وعندي قنينة: وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز بين مواضع الآنية على صنعة القشوة. ورجل(2/105)
قناقن: يعرف مقدار الماء في باطن الأرض فيحفر عنه. قال الطّرماح:
يخافتن بعض المضغ من خشية الردى ... وينصتن إنصات الرجال القناقن
وصف بقراً راعياً.
ومن المجاز: إنه لقن مال: قائم به مصلح له كأنه عبد مال. وإنه لقناقن إذا كان لا يخفى عليه شيء.
ق ن
وقنا المال يقنوه قنياناً وقنواناً، واقتناه: اتخذه لنفسه لا للبيع، وهذا مال قنيةٍ وقنوةٍ وقنيانٍ وقنوانٍ. أنشد النضر:
إن تدن مني للوصال دنوه ... أدنُ إليك للوفاء رتوه
وأجلع الودّ كمال قنوه
وقالت الخنساء:
لو كان للدهر مالٌ كان متلده ... لكان للدهر صخر مال قنيان
وهذه قنيته وقناه. وأغناه الله وأقناه: أولاه الغنى والقنى، وتقول: فلان يجتني الغنى والقنى، من أطراف السيوف والنقا. وقنيت حيائي: لزمته، واقنى حياءك. وقوني بياضها بصفرة: خلط. وفي أنفه قناً: احديداب بين القصبة والمارن ويستحسن ذلك. ورجل أقنى، وامرأة قنواء. وفرس أقنى. وبازٍ أقنى. قال ذو الرمة:
نظرت كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطلّ أزرق ومعه قنوٌ من الرطب وقنوان.
ومن المجاز: حفر النقاء قناة وقنياً، وقنّيت قناةً: عملتها. وهو تام القناة أي القامة. وفلان يبتني المعالي، ويقتني المساعي.
ق هـ ب
هما كالأقهبين وهما الفيل والجاموس سميّا لعظمهما من الجبل القهب وهو العظيم. قال رؤبة:
والأقهبين الفيل والجاموسا
ورماه بالقهوباة وهي النصل ذو الشعب الثلاث.
ق هـ ر
أخذتهم قهرةً: من غير رضاهم. وفلان قهرة للناس: يقهره كلّ أحد. وتقول: نهراً وقهراً، حتى رجعا القهقري. وفي الحديث: " فتضعضعت الخيل وتقهقرت البغال " وقهقه الرجل وقهقر.
ومن المجاز: جبال قواهر: شوامخ. قال الكميت:
أنت المقابل من أمي ... ة في بواذخها القواهر
وقال كعب بن زهير:
ونار قبيل الليل بادرت قدحها ... حيا النار قد أوقدتها للمسافر
فلوح فيها زاده فربأته ... على مرقب يعلو الأحزة قاهر
وامرأة قهرة: شريرة، ونساء قهرات. وقهر اللحم، ولحم مقهور: أول ما تأخذه النار فيسيل مأوه، وتقول: أطعمنا خبزة بلحم مقهور، وشحم مصهور. وقال:
فلما أن تلهوجنا شواءً ... به اللهبان مقهوراً ضبيحاً
ضبحته النار: غيّرته.
ق هـ ل
رجل متقهّل: متقشّف لا يتنظّف. وتقهّل جلده وتقحّل: يبس، وفيه قهل وقحل. وفلان متى لاقيته تقهّل أي شكا الحاجة. قال:
ولا تكونن ركيكاً تنتلاً ... لعواً متى لاقيته تقهّلا(2/106)
عاجزاً حريصاً. وحيّا الله قيهلتك، وحيّا الله هذه القيهلة وهي الطّلعة.
ق هـ م
أقهم عن الطعام: كفّ عنه. وأقهمت الإبل عن الماء. وأنشد ابن الأعرابيّ:
ولو أن لؤم ابني سليمان في الغضى ... أو الصّلّيان لم تذقه الأباعر
أو الحمض لاقورّت أو الماء أقهمت ... عن الماء عيديّاتهنّ الكناعر
الشداد، ناقة كنعرة. وعن بعض العرب: لئن أقهمت في خمسة الدنانير وإلاّ فأنا أرجع الراجعين في القسمة: يريد لئن أغمضت وتركت المناقشة فيها.
ق هـ ه
قه الضاحك إذا قال في ضحكه: قه فإذا كرره قيل: قهقه، وفلان في زه وفي قهٍ. قال:
نشأن في ظلّ النعيم الأرفه ... فهن في تهانف وفي قه
وقال:
ظللن في هزرقة وقهّ ... يهزأن من كلّ عبامٍ فهّ
جعل اسماً والأول حكى الصوت.
ق هـ
وتقول: فلان عبد الشهوة، أسير القهوة. وأقهى عن الطعام مثل: أقهم. قال أبو الطّمحان القينيّ:
فأصبحن قد أقهين عني كما أبت ... حياض الإمدّان الهجان القوامح
وأصبحن لا يسقينني من مودّة ... بلالاً ولو سالت لهنّ الأباطح
ومن المجاز: إن فلانة لطيبة قهوة الفم.
ق وب
هو مني قاب قوسٍ. وقوّب جلده الجرب: ترك فيه آثاراً. وقوّب النازلون الأرض. أثّروا فيها. وفي جلده ورأسه قوبٌ وفي الأرض قوبٌ. قال:
به عرصات الحيّ قوّبن متنه
وقال:
من عرصات الدار أمست قوبا
وتقوّب المكان: صارت فيه القوب: الخفر، ومن ذلك: القوباء والقوابي. وانقابت البيضة وتقوّبت: تفلّقت، وقابتها الدجاجة وقوّبتها.
ومن المجاز: في مثل " برئت قائبة من قوب ": بيضة من فرخ وهي كعيشة راضية، مثل للمفترقين، وانقابت بيضة بني فلان عن أمرهم إذا بيّنوه، كما تقول: أفرخت بيضتهم.
ق وت
أكلوا قوتهم وأقواتهم وهو ما يمسك(2/107)
الرمق، وهو يقوت عياله، ويقوت عليهم، وفي الحديث: " كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يققوت " وقتّه فاقتات، كقولك: رزقته فارتزق، وهم يقتاتون الحبوب، واستقاته: سأله القوت، ومن أقسام الأعاريب: " لا وقائت نفسي البصير ما فعلت كذا "، وما عنده قيت ليلة وبيت ليلة، وقيتة ليلة وبيتة ليلة. وهو مقيت على الشيء: شهيد حافظ.
ومن المجاز: فلان يقتات الكلام اقتياتاً إذا أقلّه. قال ذو الرمة:
وغبراء يقتات الأحاديث ركبها ... ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
وقال:
فقلت له ارفعها إليك وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتةً قدرا
أي ترفق في نفخك واجعله شيئاً مقدراص. والحرب تقتات الإبل أي تعطى في الدّيات. قال أبو دؤاد:
إنها حرب عوان لقحت ... عن حيال فهي تقتات الإبل
ق ود
هو يقود الخيل ويقتادها، وهو قائدها ومقتادها. قال الأعشى:
فقلت له هذه هاتها ... بأدماء في حبل مقتادها
شرى الخمر بناقته. وهو من قوّاد الخيل، وقوّد فرسه: أكثر قياده، وإذا نزلت عن فرسك فقوّده. قال:
وقوّد قلوصي في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتُبكي بواكيا
وقاده بالمقود، وقادها بمقاودها وهو حبل في العنق للقياد. وأقادني مالاً، وأقادني خيلاً ومرّ. وفلان يقاوده ويساوفه. وانقاد له واستقاد، وفرس قؤود وقيّد: منقاد. قال:
تبعتكم يا حمد حتى كأنني ... لحبّك مضروس الجرير قؤود
ويقال: اجعل في أوّل قطارك بعيراً قيّدا. واتخذ الصائد قيّده وسيّقةً وهي الذريعة. ومرّ بنا قودٌ من الخيل: جماعة. وقاد على الفاجرة قيادةً. وفرسٌ أقود: طويل العنق، وخيل قود. ورجل أقود: يقبل على الشء بوجهه لا يصرفه عنه. قال:
وإن الكريم حوله متلّفت ... وإن اللئيم دائم الطرف أقود
وطلب القود من القاتل، واستقدت الإمام من القاتل فأقادني منه.
ومن المجاز: إن فلاناً سلس القياد: يتابعك على هواك، وأعطيته مقادتي: انقدت له، وطريق منقاد: مستقيم، وانقاد الطريق إلى البلد. قال ذو(2/108)
الرمّة يصف ماء:
تنزّل عن زيزاءة القفّ وارتقى ... عن الرمل وانقادت إليه الموارد
واقتاد النبت الثور: وجد ريحه فهجم عليه. وللسحاب قائد وهو السحاب يتقدمه. قال ابن مقبل:
لها قائد دهم الرّباب وخلفه ... روايا يبجسّن الغمام الكنهورا
وأقاد السحاب: صار له قائد، وسحاب مقيد، وقادته الريح فاستقاد لها. قال الأخطل:
باتت يمانية الرياح تقوده ... حتى استقاد لها بغير حبال
وأصبحت يقاد بي البعير أي شخت وهرمت. وتقاود المكان: استوى. قال:
ألا ليت شعري هل أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وقلّة قوداء: طويلة.
ق ور
هذه قوارة القميص ولابطيخ وغيرهما ويقع على الخرق والقطعة. وحكى الجاحظ في كلام بعض الشطّار: لا يكون الفتى مقوّراً وهو الذي يقوّر الجرادق فيألك أوساطها ويدع حروفها. ودار قوراء، وقورت داره قوراً، واقورّ الجلد: تشانّ هزالاً. وناقة مقورّة: مهزولة. قال رؤبة:
بعد اقورار الجلد والتشنن
" ولقيت منه الأقورين ": الدواهي. وقال نهار ابن توسعة:
وكنا قبل ملك بني سليم ... نسومهم الدواهي الأقورينا
أي المتناهيات في الشدّة، من قولهم: بلغت من الأمر أطوريه وأقوريه: نهايته. وزها السراب القارة والقور وهي أصاغر الجبال.
ومن المجاز: تقوّر الليلوتهوّر: أدبر. قال ذو الرمة:
وخوضهن الليل حين يسكر ... حتى ترى أعجازه تقوّر
وقال جران العود:
لقد طرقت دهقانه الركب بعد ما ... تفوّر نصف الليل وانصدع الفجر
ورويَ تقوّر بمعنى تقوّض.
ق وز
بات وراء القوز، وهو الرملة المستديرة(2/109)
والجمع: أقواز وقيزان. قال
وأشرف بالقوز اليفاع لعلّني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
ق وس
معه قوس وأقواس وقياسٌ وقسيٌّ.
ومن المجاز: رمونا عن قسٍ واحدة، وفلان لا يمدّ قوسه أحد أي لا يعارض. وعرض فلان على المقوس وهو حبل يصف عليه الخيل في المكان الذي تجرى منه، يقال للمجرب. قال أبو العيال الهذليّ:
إن البلاء لدى المقاوس مخرجٌ ... ما كان من غيبٍ ورجم ظنون
وفي مثل: " صار خير قويسٍ سهماً " إذا عزّ بعد المهانة. وقوّس الشيخ وتقوّس، وشيخ أقوس. قال امرؤ القيس:
أراهنّ لا يحببن من قلّ ماله ... ولا من رأين الشيب فيه وقوّسا
واستقوس الهلال، وحاجب مستقوس. ونؤيٌ مستقوس. قال ذو الرمة:
ومستقوس قد ثلّم السيل جدره ... شبيهٍ بأعضاد الخبيط المهدّم
وانتفجت أقواس البعير: مقدّمات أضلاعه. وما في الجلّة إلا قوس وهو ما بقي من التمر في جوانبها شبه القوس. وتقوّسه الشيب: وخطه. قال ابن مقبل:
لقد تقوّس لحييه ولمّته ... شيبٌ وذلك مما يحدث الزمن
و" رماه بأحوى أقوس ": بأمر صعب وهو الدهر لأنه شابٌ أبداً كالشابّ الأحوى وهو هرمٌ لتقادمه كالشيخ الأقوس.
ق وض
قوّض الخيمة، وقوّض البناء: نقضه من غير هدم، وتقوّض البيت.
ومن المجاز: تقوّض المجلس، وتقوّضت الحلق والصفوف وقوّضوها. وبنى فلان ثم قوّض إذا أحسن ثم أساء. قال:
فتبّاً لمن لم يبن خيراً لنفسه ... وتباً لأقوام بنوا ثم قوّضوا
ق وط
له قوط من الغنم: قطيع، وأقواط.
ق وع
هو كسراب بقيعة وبقاعٍ، ونزلوا بسراب(2/110)
قيعان، ولهم قاعة واسعة وهي عرصة الدار، وأهل مكة يسمون سفل الدار: القاعة، ويقولون: فلان قعد في العلّية ووضع قماشه في القاعة. وقال:
سائل مجاور جرم هل جنيت لهم ... حرباً تفرّق بين الجيرة الخلط
وهل تركت نساء الحيّ ضاحية ... في قاعة الدار يستوقدن بالغبط
ق ول
رجل قؤول ومقولٌ: منطيق، وقولةٌ وتقوالة وقوّالة: كثير القول، وسمعت مقاله ومقالته ومقالاتهم وأقاويلهم. وكثر القيل والقال. وانتشرت له في الناس قالةٌ. وقولتني ما لم أقل. وفي الحديث: " ما قالته لكن قوّلته ". وله مقولٌ من المقاول الفصاح: لسان. وهو مقولٌ من مقاول حمير ومقاولتهم، وقيلٌ من أقوالهم وأقيالهم. واقتال قولاً: اجترّه إلى نفسه من خير أو شرّ. واقتال عليه: احتكم.
ومن المجاز: قال بيده: أهوى بها، وقال برأسه: أشار، وقال الحائط فسقط: مال، وهذا قول فلان: رأيه ومذهبه. قوال أبو النجم:
غيثاً إذا جئت إليه قاصداً ... ترجو الغنى وترهب الشدائدا
قال لك الطير تقدّم راشدا
وقال آخر:
إذ قالت الأنساع للبطن الحق
ق وم
رأيت أقواماً وأقاويم. وقام قومة واحدة، وقيل لأبي الدّقيش: كم تصلّي الغداة؟ فقال: اصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات. وبه قوام: يقوم كثيراً من خلفة به. وفلان يقام به، وقيم بفلان، وأقامه من مكانه، وأقاموا بالدار. وأقاموا عنها: ظعنوا. وهذا مقام الساقي، وهذا مقام الحيّ ومقامتهم، ودار مقامتهم. وقوم العود وأقامه فقام واستقام وتقوّم. ومحٌ قويمٌ. وقوّم المتاع واستقامه. وهو طيول القامة والقوام، وهم طوال القيم والقامات. وقبض على قائم السيف، وقوائم السيوف. وقامت الدابة على قوائمها. وهذه قائمة الخوان والسرير.
ومن المجاز: بكم قام عليك هذا المتاع، وقد قام عليّ بكذا. وقام بعيرك مائة دينار، والبعيران قاما ثمناً واحداً. ودينار قائم: سواء لا يرجح وميّال: يرجح شيأ، ودنانير قوّم وقيمٌ. وعين قائمة: ذهب بصرها والحدقة صحيحة. وإذا أهلك البرد بعض النبات أو الشجر قيل: منه هامدٌ ومنه قائم. وقام قائم الظّهيرة، وقام ميزان النهار. قال:
وذاب للشمس لعاب فنزل ... وقام ميزان النهار فاعتدل(2/111)
وما قام له ولا يقوم له إذا لم يطقه، وقام بي ظهري ويداي وعيناي وعروقي وكذلك كلّ شيء من بدنك إذا أوجعك. وقامت دابّته: انقطعت. وماء قائم: دائم. وقام على الأمر: دام وثبت. قال:
متحامل ملث الظلام إذا ... لغب الظنون وقام ذو الصّبر
وقام الأمير على الرعية: وليها. قال الشمّاخ:
يظل بصحراء البسيطة قائماً ... عليها قيام الفارسيّ المتوّج
يعني العير يملك أمر الأثتن. وأقام الشيء: أدامه. وما للافن قيمة: ثبات ودوام على الأمر وهو الحيّ القيّوم: الدائم الباقي. وهو قائم بالملك، وهم قامة الملك وساسته. وهو قيّم القوم. ودين قيّم. وقام الماء: جمد. وقامت السوق: نفقت، وأقامها الله. وقامت لعبة الشطرنج: صارت قائمةً. واستقوا على القامة وهي البكرة. ومضت قويمةٌ من الليل. وأتيت بعد قويمةٍ. وقام على غريمه: طالبه. " إلاّ ما دمت عليه قائماً ". ورفع الكرم بالقوائم والكرمة بالقائمة. وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة وبمقامات: بخطبة أو عظة أو غيرهما.
ق وه
ثوب قوهيّ: منسوب إلى قوهستان: كورة من كور فارس، وكل ثوب أشبهه وإن لم يكن منها يقال له: قوهيّ. وقوّه بصاحبه: صيّح بصوت هو أمارة بينهما، وتقاوها. وقوّه الصائد بالصيد وعلى الصيد: صيّح به ليحوشه إلى مكان. قال:
إذا قوّهوا نار الوحوش نواصلا ... مذاعير تهوى للحبال الشّوابك
لحبائل الصيادين. نار: نفر، نواصل: خوارج من مكامنهنّ. وإن له جاهاً وقاهاً: طاعة. قال:
تالله لولا النار أن نخشاها ... لما سمعنا لأمير قاها
ق وي
هو قويّ مقوٍ: قويّ الأصحاب والإبل. وقويَ على الأمر، وقوّاه الله، وتقوّى بفلان، وهو شديد القوّة والقوَى، وزد قوذةً في قوى الحبل. وقاوى شريكه المتاع، وتقاووه بينهم وهو أن يشتروا شيأ رخيصاً ثم يتزايدوا حتى يبلّغوه غاية ثمنه فإذا استخلصه أحدهم لنفسه قيل: قد اقتواه. قال:
وكيف على زهد العطاء تلومهم ... وهم يتقاوون الفطيمة في الدم
وتقاوينا الدّلو تقاويا إذا جمعوا شفاههم على شفتها فشرب كلّ واحد ما أمكنه. قال:(2/112)
تراشفي دلوك أو تقاويه ... لا سجل غيره فقومي فانعيه
واقتوى شيأ بشيء: تبدّله به. قال يزيد بن الحكم:
تبدّل خليلاً بي كشكلك شكله ... فإنّي خليلاً صالحاً بك مقتوي
وأقوى القوم: فني زادهم، وباتوا على القوى، وقويَ: جاع جوعاً شديداً، وإبل قاويات، وتقاوى فلان: بات قاوياً. قال:
سواء إذا لم تأت أمر دنيةٍ ... عليك تقاوى ليلة ونعيمها
وأقووا: نزلوا بالقفر. وأقوت الدار من أهلها. ونزلوا بالقواء والقيّ: بالقفر، وبات فلان القواء. وأقوى في شعره إقواءً.
ق ي أ
تقيّأ واستقاء: تكلّف القيء. وفي الحديث: " لو يعلم الشارب قائماً ماذا عليه لاستقاء ما شرب " وقيّأته أنا، وقيّأه الدواء. وشربت القيوء فما قيّأني وهو دواء القيء.
ومن المجاز: قاءت الطعنة الدم. وهذا ثوب يقيء الصبغ إذا كان مشبعاً، وعليه إزار ورداء يقيئان الزّعفران. وأكلت مال الله فعليك أن تقيئه. وقاء نفسه ولفظ نفسه إذا مات. قال أبو الطمحان القيني يصف الكلاب والأروية:
فعاسفنها حتى إذا ابتلّ روقها ... وقئن عليه أنفساً ولعابا
ق ي ح
سال القيح من القرح وهو مدّة لا يخالطها دم، وقاح الجرح وأقاح وقيّح.
ق ي د
ظوهرت عليه القيود والأقياد. وقيّده فتقيّد. ومنزل جديب المقيّد. وفرس عبل المقيد، طويل المقلد. ووسم إبله قيد الفرس. قال:
كوم على أعناقها قيد الفرس ...(2/113)
تنجو إذا الليل تدانى والتبس
ومن المجاز: فرس قيد الأوابد. وفي الحديث " أأقيّد جملي " بمعنى أأؤخذ زوجي. ومقيّدها خدل: مخلخلها. وقيّد الكتاب، وكتاب مقيّد: مشكول. وما على هذا الحرف قيد: شكلةٌ. وناقة مقيدة: كالّة لا تنبعث. وقيّدها الكلال. وقيّده بالإحسان. وتقول: إن قيود الأياد، أوثق الأقياد.
ق ي ر
اشتريت القير والقار من القيّار. وقيّر السفينة، وسفين مقيّرٌ.
ومن المجاز: مر القيروان وهو معظم القافلة والعسكر. وفي الحديث: " ترتمي بنا المهاري بأكسائنا القيروانات ".
ق ي س
قاسه وبه وعليه وإليه قيساً وقياساً واقتاسه. ورجل قيّاس، وهو مقيس عليه. وقاسه بالمقياس والمقاييس الصحيحة. وقايست بين الشيئين. وقبح الله قوماً يسودونك ويقايسون برأيك. وهذه مسئلة لا تنقاس. وقاس الطبيب الشّجّة بالمقياس: بالمحراف: قدّر غورها به. وتقيّس: انتمى إلى قيسٍ أو تعلّق منهم بحلف أو ولاء أو جوار. قال العجاج:
وقيس عيلان ومن تقيّسا
ومن المجاز: بينهما قيس رمح. وقيس إصبع. وجارية تميس ميساً، وتخطو قيساً؛ تأتي بخطاها مستوية. وفلان يأتي بما يأتي قيساً. وقاسه: سبقه. قال:
لعمري لقد قاس الجميع أبوكم ... فهلا تقيسون الذي كان قائسا
وقايسه إلى كذا: سابقه. قال:
إذا نحن قايسنا أناساً إلى العلى ... وإن كرموا لم يستطعنا المقايس
وقال الطرمّاح:
تمرّ على الوراك إذا المطايا ... تقايست النجاد من الوجين
خريع النّعو مضطرب النواحي ... كأخلاق الغريفة ذا غضون
أي نظرت أيّ تلك النجاد أسهل مسلكا.
ق ي ص
انقاص البناء والبئر والرمل وغيرها، وتقيصت: انهارت. قال ذو الرمة:
يغشى الكناس بروقيه ويهدمه ... من هائل الرمل منقاصٌ ومنكشب
وقال:
يا ريّها من باردٍ قلاص ... جمّم حتى همّ بانقياص(2/114)
وبئر قيّاصة الجول. قال:
ظلت تبايع حلواً لا يسرُّ لها ... حقداً ولا قصفاً قيّاصة الجول
يريد رجلاً حلو الأخلاق وهو مع ذلك صلب ليس برخو كالبئر المنهارة. وانقاصت السنّ: انكسرت.
ق ي ض
قيّض الله له قرين سوء. وقايضته بكذا: عاوضته. وهما قيضان: مثلان يصلح كلّ واعحد منهما أن يكون عوضاً من الآخر. ومحّ البيض، خير من القيض. وقاض الطائر البيضة فانقاضت، وقاضها الفرخ فخرج، وبيضة مقيضة ومنقاضة.
ومن المجاز: ما أقايض بك أحداً. قال الشمّاخ:
رجالاً مضوا عنّي فلست مقايضاً ... بهم أبداً من سائر الناس معشراً
وعن معاوية: لو أعطيت ملء الدهناء رجالاً قياضاً بيزيد ما رضيتهم.
ق ي ظ
قاظ بمكان كذا، وتقيّظه. قال ذو الرمة:
تقيّظ الرمل حتى هزّ خلفته ... تروّح البرد ما في عيشه رتب
وقيّظني هذا الثوب. وما يقيّظنا هذا الطعام: ما يكفينا لقيظنا. وقيظ بنو فلان: أصابهم مطر القيظ، كما قيل: صيّفوا وربّعوا، وقيظٌ قائظ: شديد.
ق ي ل
هذا مقيل طيّب، وقال فيه مقيلاً وتقيّل، ونام القيلولة. وشرب القيل، وهو شروب للقيل وهو شراب القائلة وهي نصف النهار، يقال: أتيته عند القائلة، وقيل: هي القيلولة مصدرها كالعافية. قال:
يسقين رفها بالنهار والليل ... من الصّبوح والغبوق والقيل
وقالت أم تأبط شراً: ما سقيته غيلاً، ولا حرمته قيلاً؛ وهي رضعة نصف النهار. واقتال الرجل، كما تقول: اصطبح واغتبق، وقيّلته: سقيته القيل. قال النمر:
إذا هتكت أطناب بيتٍ وأهله ... بمعطنها لم يوردوا الماء قيّلوا
وتقيّله: شربه. وتقيّلت الناقة: حلبتها ذلك الوقت. ودوحةٌ مقيال: يقال تحتها كثيراً. وأقلته البيع واستقالنيه، وتقايلاه، بعد ما تعاقداه، وقايله مقايلة.
ومن المجاز: تقيّل الماء في المنخفض: اجتمع. وطعنته في مقيل حقده: في صدره. وأقلته العثرة واستقالنيها:(2/115)
وقال الشمّاخ:
ومرتبة لا يستقال بها الردى ... تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز
أي لا يرجى فيها إقالة الردى لأنه لا بدّ من الهلاك ولو فعلتها ما استقلتها أبداً.
ق ي ن
" أكذب من القين "، وله قي وقينة: عبد وأمة، وهو يهب القيان. وافرقي بين ضرب القيون وضرب القيان. وزيّن جاريته وقيّنها، وتزيّنت المرأة وتقيّنت، ويقا للماشطة: المزيّنة والمقيّنة.(2/116)
كتاب الكاف
ك أب
هو كئيب ومكتئب، وكئب كآبة واكتأب.
ومن المجاز: اكتأب وجه الأرض، وهي كئيبة الوجه. قال النابغة:
إذا حلّ بالأرض البريئة أصبحت ... كئيبة وجهٍ غبّها غير طائل أي البريئة من الأدواء.
ك أد
عقبة كؤود. وتكاءده الأمر.
ك أس
سقاه كأس الموت، وكؤوس المنايا.
ك ب ب
أكبب لوجهه وعلى وجهه فانكب " أفمن يمشي مكباً على وجهه " وكببته وهو مكبوب ومكبوت، وكببته في الهوّة وكبكبته، وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط. والفارس يكب الوحوش. وهم يكبّون العشار. قال:
يكبّون العشار لمن أتاهم ... إذا لم تسكت المائة الوليدا
ورجل أكب: لا يزال يعثر. قال عديّ:
إن يصبني بعض الهنات فلا وا ... ن ضعيف ولا أكب عثور
ومن المجاز: أكبّ على عمله، وهو مكب عليه: لازم له لا يفارقه. قال لبيد:
جنوح الهالكيّ على يديه ... مكباً يجتلي نقب النّصال
وأكبّ فلان على فلان يطلبه. والفرس يكبّ الحمار إذا صرع عليه أي صرعه الصائد وهو على ظهره. قال:
فهو يكب العيط منها للذّقن ... بأرن أو بشبيهٍ بالأرن
النشاط. والغزل يب على كذا: يلف عليه، وكببت الغزل أكبه كباً وكببته وكبيته. قال أبو دؤاد لابنه:
أمسى أبوك يكبّي غزل كبّته ... مع العيال ويعطي الحالب القدحا
ونحوه: قصّيت أظفاري، وعنده كبّةٌ من غزلٍ وكباب، ومنه: تكبّب الرمل: تلبّد. وتكبّب الرجل: تلفّف في ثوبه. وكبّبوا اللحم تكبيباً من الكباب وهو اللحم يكبّ على الجمر: يلقى عليه. وجاءت كبّة من الخيل والإبل وكبكبة: جماعة، وتكبكبوا: تجمّعوا. وفي مثل " كالبائع(2/117)
الكبّة بالهبّة ": بالريح يضرب في الغبن. وكانت لهم كبّةٌ في الحرب: صدمة وحملة شديدة، ورأيت للخيلين كبّةً عظيمة. ولقيته في الكبّة: في الرحمة. وعن بعض الفرسان: طعنته في الكبّة، فوضعت رمحي في اللّبّه، فأخرجته من السّبّه؛ من الدبر. وجاءت كبّة الشتاء: شدّته ودفعته. قال أبو دؤاد:
يكتبين الينجوج في كبة المش ... تى وبلهٌ أحلامهن وسام
" وهو حوّل قلب إن وقى كبّة النار "، وألقى عليه كبّته، ورماه بكبّته، كما تقول: بأرواقه ورويَ بالضم.
ك ب ت
كبت الله عدوّك: كبّه وأهلكه، وتوقل: لازال خصمك مبكوتاً، وعدوّك مكبوتاً.
ومن المجاز: فلان يكبت غيظه في جوفه: لا يخرجه. وتقول: من كبت غيظه في جوفه، كبت الله عدوّه من خوفه.
ك ب ح
كبح فرسه: جذب عنانه حتى يصير منتصب الرأس، وقيل: منعه ليقف، ويقال: ليس كبح الصعب الشرس، إلا باللجام الشكس.
ومن المجاز: كبحته عن حاجته: رددته. وكبح الحائط السهم: ردّه عن وجهه. وكبّح الحجر حافر الدابة: صكّه. وتطيّر من الكابح وهو التطيح لأنه يكبحه عن وجهه. قال البعيث:
ومرّ عراقيب الوحوش أمامهم ... ومغتديات بالنحوس كوابح
وقال أعرابيّ لآخر: ما للصقر يحبّ الأرنب ما لا يحب الخرب، قال: لأنه يكبح سبلته ويردّه أي يصيب سبلته بذرقه فيلثقه، حكاه الأصمعيّ ثم قال: رأيت صقراً كأنما صبّ عليه الوخاف من خطميّ.
ك ب د
هو يأكل كبود الدجاج وأكبادها، وبكدته: أصبت كبده، وكبد فلان فهو مكبود وكبده الماء. وكبد كبداً: اشتكى كبده، ورجل أكبد، وأصابه الكباد.
ومن المجاز: بلغ كبد السماء وكبيداء السماء وكبيدات الماء. وتكبّدت الشمس: توسطتالسماء. وتكبّدت الفلاة: توسطتها. وتكبد اللبن: خثر. وفرس وجمل أكبد: واسع الجوف ناهد موضع الكبد. قال يصف جملاً:
أكبد زفّاراً بقد الأنسعا
وقوس كبداء: يملأ عجسها الكفّ. ووضع يده على كبده: على ما يقابل الكبد من جنبه الأيسر. ووضع السهم على كبد القوس: على مقبضها. وهو يبحث عن كبد الأرض وأكبادها وهي معادنها. ورمت إليه الأرض بأفلاذ كبدها: بكنوزها وذخائرها. وانتزع سهمه فوضعه ف كبد القرطاس. وداره كبد نجد: وسطه، وكذلك وسط كل شيء. ووقع في كبدٍ: في مشقةٍ. وتقول(2/118)
للخصماء: إنهم لفي كبد من أمرهم. وبعضهم يكابد بعضاً. والمسافر يكابد الليل إذا ركب هوله وصعوبته.
ك ب ر
كبر الأمر، وخطب كبير. وكبر عليّ ذلك إذا شقّ عليك " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " وكبر الرجل في قدره، وكبر في سنّه، وشيخ كبير، وذو كبر وكُبرٍ، وعلته الكبرة والمكبر: علوّ السن. قال:
عجوز علتها كبرة في ملاحة ... أقاتلتي يا للرّجال عجوز
وقال الحارث بن حرجة:
فأبدت معارفها والرسو ... م داء دفينا على المكبر
وهو كبر قومه: أكبرهم في السنّ أو في الرياسة أو في النسب: أقعدهم فيه. وفي يده كبر أمرهم وكبره أي عظمه. يقال: كبر سياسة الناس في المال " والذي تولّى كبره منهم " قرئ باللغتين. وهذا كبرة أبيه وصغرة أبيه: لأكبر ولده وأصغرهم. وورثوا المد كابراً عن كابر. وهو من كابرته فكبرته أكبره فأنا كابر. وكابر فلان فلاناً: طاوله بالكبر وقال أنا أكبر منك، وكابره على حقّه: جاحده وغالبه عليه. وكوبر على ماله، وإنه لمكابر عليه إذا أخذ منه عنوة وقهراً. وأرتج على رجل فقال: إن القول يجيء أحياناً ويذهب أحياناً فيعزّ عند عزوبه طلبه وربما كوبر فأبى وعولج فقساً. " ومكروا مكراً كبّاراً " وتكبّر واستكبر، وفيه كبرٌ وكبرياء. والله المتكبّر: البليغ الكبرياء والعظمة. وكبّرت الله تكبيراً، وما بها مكبّرٌ ولا مخبّرٌ أي ما بها أحد. وتكابر فلان: أرى من نفسه أنه كبير القدر أو كبير السن. وأكبرته: أعظمته " فلمّا رأينه أكبرنه ": عظم في صدورهنّ.
ومن المجاز: قولهم للنصل العتيق: علَه كبرةٌ. قال الراعي:
وبيض رقاقٍ قد علتهنّ كبرة ... يداوى بها الصاد الذي في النواظر
وقال الطرمّاح:
سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كبرةٌ بعد المرون
وقال الشمّاخ:
جماليّة لو يجعل السيف غرضها ... على حدّه لاستكبرت أن تضوّرا
ك ب س(2/119)
كبس الحفرة: طمّها. وكبس رأسه في جيب قميصه: أدخله فيه؛ وهو عابس كابس. وإنه لكباس، غير خباس؛ إذا التجئ إليه كبس رأسه ولم يغتنم السعي. قال:
هو الرزء المبين لا كباسٌ ... ثقيل الرأس يحلم بالنعيق
لأنه راعي غنم. ولها قلادة من الكبيس وهو حليٌ مجوّف يكبس طيباً. ورجل أكبس: رؤاسيّ، ورأس أكبس، وهامة كبساء: عظيمة مستديرة. ووقع عليه الكابوس. وعنده كباسةٌ من بسر وكبائس وهي العذف التامّ بشماريخه.
ومن المجاز: جبهته كبستها الناصية، وناصية كابسة: مقبلة على الجبهة، وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة. وكبسوا عليهم وكبّسوا: اقتحموا عليهم. وسمعتهم يقولون: أدخله الله في الكبس، ولأدخلنّه في الكبس إذا قهره وأذلّه.
ك ب ش
انتطحت الكباش.
ومن المجاز: هو كبش كتيبة، وهم كباش الكتائب. قال:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
وبنى سوراً حصيناً ووثّقه بالكبوش.
ك ب ل
فلا مكلّبٌ مكبّل: مأسور بالكلب وهو القد، مقيد بالكبل وهو القيد، وكبلت الأسير وكمّلته واكتبلته، وفي ساقيه كبلٌ وكبول. قال جرير:
ومكتبلاً في القدّ ليس بنازع ... له من مراس القدّ رجلاً ولا يدا
وكبلت الجامعة في يديه: وثقت. قال النابغة:
وذلك قول لم أكن لأقوله ... ولو كبلت في ساعدي الجواع
وقال:
وما وجد مغلول بصنعاء موثق ... بساقيه من ماء الحديد كبول
ومن المجاز: كبل الدّين: أخّره، يقال: كبلتك دينك كبلاً. وكابلت الغريم: ماطلته، وكرهت المكابلة وهي أن تباع دار إلى جنب دارك وأ، ت تريدها فتؤخر شراءها حتى تشترى فتأخذها بالشفعة. واكتبل فلان كيسه: صره. واكتبل خيره: احتبسه. واكتبل الخير عنك: لؤم أصلك. قال الطّرماح:
متى يعد ينجز ولا يكتبل ... منه العطايا طول إعنامها
وهو الإبطاء بها من القرى العاتم. وتقول للنكد: خيرك مكبول، وما عذرك مقبول. وكبل يمينه على(2/120)
كذا إذا عقد يده عليه ضنّاً به. قال عديّ:
فزادته بضعفي ما أتاها ... ولم تكبل على المال اليمينا
ك ب
و" لكلّ جواد كبوة ". وكبا لوجهه. وتقول: الحدّ ينبو، والجدّ يكبو. واستجمر بالكباء وهو العود. قال:
كل يوم لها مقطرة ... ولها كباءمعدّ وحميم
وكبّوا ثيابهم، وكب ثوبك: بخّره. واكتبى بالعود. وتقول: يكتبون بما في المحابر، وكأنهم يكتبون بما في المجامر. وكبوت البيت: كنسته، ورميت بالأكباء وهي القمام، الواحد: كباً بوزن: رباً. وفي الحديث: " نظفوا عذراتكم ولا تبشّهوا باليهود تجمع الأكباء في دورها ".
ومن المجاز: سألته فما كانت له كبوة أي وقفة. وفي الحديث: " ما أحدٌ عرضت عليه الإسلام إلا كانت له عنده كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم " ورجل كابٍ: يندب للخير فلا ينتدب له، وزند كابٍ: لا يرى. وكبا زنده، وفلان " كابي الزنّاد ": نقيض وارى الزنّاد. وهو كابي اللون: كمد اللون متغيّره كأنما علته غبرة، وكبا لونه. وفلان كابي الرماد: عظيمه مجتمعه في المواقد لا يمرّ لكثرته أي مضياف. وكبا السهم إذا لم يصب.
ك ت ب
كتب الكتاب يكتبه كتبةً وكتاباً وكتابةً وكتباً، واكتتبه لنفسه: انتسخه، واكتتب فلان ضمناً، وفلان مكتبٌ وكتّبٌ: يكتّب الناس يعلمهم الكتابة أو عنده كتبٌ يكتّبها الناس ينسخهم، ويقال: كتّبت الغلام وأكتبته، وأكتبني هذه القصيدة: أملها عليّ. وأكتبت فلاناً: وجدته كاتباً، واستكتبته شيأ فكتبه لي. وسلم ولده في المكتب والكتّاب، وذهب الصبيان إلى المكاتب والكتاتيب، وقيل: الكتّاب: الصبيان لا المكان. وكاتب صديقه وتكاتبا.
ومن المجاز: كتب عليه كذا: قضي عليه. وكتب الله الأجل والرزق، وكتب على عباده الطاعة وعلى نفسه الرحمة، وهذا كتاب الله: قدره. قال الجعديّ:
يا بنت عمّي كتاب الله أخرني ... عنكم وهل أمنعنّ الله ما فعلا
وسألني بعض المغاربة ونحن في الطواف عن القدر فقلت: هو في السماء مكتوب، وفي الأرض مكسوب. وأحصيت الشء وكتبته إذا حصرته. قال:
لا يكتبون ولا يكتّ عديدهم(2/121)
وكتب البغلة وكتب عليها إذا جمع بين شفريها بحلقة، وبلغة مكتوبة ومكتوب عليها، واكتب بغلتك لا ينز عليها. وقال:
لا تأمنن فزارياً خلوت بهعلى قلوصك واكتبها بأسيار وكتب النّعل والقربة: خرزها بسيرين. وقارب بين الكتب وهي الخرز. وأكتب سقاءه: أوكأه، تقول لصاحبك: أكتب سقاءك فيقول: ما يستكتب لي أي ما يستوكئ. وكتب على فلان، وكتّبَ عليه، واكتتب هو إذا أسر. واكتتب بطنه إذا حصر. وكتب الكتيبة: جمعها. وكتّب الجيش: جعله كتائب، وتكتّب الجيش. وتكتّب الرجل تحزّم وجمع عليه ثيابه. وكاتب عبده. وأدّى كتابته.
ك ت ت
جاء بجيش ما يكتّ: ما يحصى. ولقدره كتيت وهو صوت الغليان، وتقول: لنا عنده فتيت، وقدر لها كتيت. وكتكت في ضحكه أغرب.
ك ت د
حمله على كتده، وحملوه على أكتادهم: أكتافهم وهو ما بين مغرز العنق إلى موضع الكتفين، وتقول: نحمله على الأكباد، فضلاً عن الأكتاد. وولّوهم أكتافهم وأكتادهم إذا أدبروا عنهم وانهزموا، ويقال: ولّوا أكتاداً أي تولّوا منهزمين، وجُعلوا أكتاداً: مبالغة في تولّيهم الأكتاد، وتقول: ثبتوا أوتاداً، ثم ولّوا أكتاداً.
ك ت ر
ناقة كأنّ سنامها كنزٌ وهو بناء شبه القبّة يشبّه بها السّنام، ويستعار فيقال: إنها لعظيمة الكتر بالفتح والكسر. قال أوس:
فدعها وسلّ الهمّ عنك بجسرة ... عليها من الحول الذي قد مضى كتر
ك ت ع
جاء القوم أجمعون أكتعون. وما بالدار كتيع. قال بشر:
أجدّوا البين فاحتملوا سراعا ... فما بالدار إذ ظعنوا كتيع
ك ت ف
أخذه فكتفه، وكتّفهم، ومرّوا به مكتوفاً، وبهم مكتّفين، وخذ الكتاف فاكتفه. وشدّهم كتافاً. ورجلٌ أكتف: عظيم الكتف وقال ابن الأقيصر الأسديّ في نعت فرس: إنّها مشت فكتفت، وخبّت فوجفت، وعدت فنسفت؛ الكتف: مشيٌ رويد يحرّك فيه منكبيه، والنسف: أن يدني منكبيه من الأرض.
ومن المجاز: كتف الحنوين: شدّهما بالكتاف. وكتف الباب والإناء: ضبّبه، وباب وإناء مكتوف بالكتيفة وهي الضبة، وبالكتائف والكتيف.
ومن مجاز المجاز: في قلبه كتيفة وكتائف: حقد.
ك ت ل
يقال: مكتل تمر بمكتل برّ وهو الزّبيل. وأطعمه كتلةً من تمر. وكتّل الأقط: جعله كتلة كتلة.
ك ت م ت كتمته السّر كتماً وكتماناً، وكتّمه: بالع في كتمه، وسرّ وحديث مكتّم، واستكتمته أمري، وهو كتّام وكتّامة للأسرار، وكاتمته العداوة: ساترته، وفلان لا يكتتم أي لا يكتم أمره وسرّه، وهو ظهرة وليس بكتمة.
ومن المجاز: ناقة كتومٌ: لا ترغوا إذا ركبت.(2/122)
قال:
كتوم الهواجر ما تنبس
وقال الشماخ:
قد تبطّنت بهلواعة ... عبر أسفار كتوم البغام
وكتوم ومكتام: لا تشول بذنبها وهي لاقح. وقوس كتوم: لا ترنّ. وسحاب مكتتم: لا رعد فيه ولا برق. ومزادة كتوم: ذهب مرحها وهو سيلان مائها عند التّسريب.
ك ث ب
كثب الطعام وغيره: جمعه. وباتوا على كثيبٍ من رملٍ وكثب وكثبان. وكأن قدودهنّ قضبان، على كثبان. وسقاه كثبة من اللّبن وكثباً وهي قدر الحلبة. وفي الحديث: " يعمد أحدكم إلى امرأة مغيبة فيخدعها بالكثبة " وعرض رمحه على كاثبة فرسه. وقال النابغة:
إذا عرض الخطّيّ فوق الكواثب
وأكثبك الصّيد فارمه: أمكنك من كاثبته كما يقال: أفقرك: أمكنك من فقاره.
ومن المجاز: أكثب الأمر: دنا، وأكثب فراق القوم. ورماه من كثب، وطلبه من كثب: من قرب، وهو مني كثب. وفي مثل " خاطب الكثبة "، وفلان يخطب الكثب، وأصله: أن الرجل يأتي بعلّة الخطبة وإنما يريد القرى. قال الراجز:
برّح بالعينين خطّاب الكثب ... يقول إني خاطب وقد كذب
وإنما يخطب عساً من حلب
وعن بعض العرب: دخلت على فلان وإذا الدنانير صوبة، فقيل له: وما الصّوبة قال: الكثبة المجتمعة. وقال ذو الرمة:
ميلاء من معدن الصّيران قاصيبة ... أبعارهنّ على أهدافها كثب
ك ث ث
كثّت لحيته تكث، مثل: عضّ يعضّ، ولحيته كثّة، وهي بيّنة الكثث والكثاثة، وتقول: من كانت في لحيته كثاثه، كانت في عقله غثاثه.
ك ث ر
خير كثير وكوثر: بليغ الكثرة. قال الكميت:
وأنت كثير يا ابن مروان كوثر ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
وتكوثر الغبار. قال حسّان بن نشيبة:
أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا(2/123)
وكاثروهم فكثروهم: كانوا أكثر منهم. قال الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصًى ... وإنما العزة للكاثر
والحمد لله على القلّ والكثر: على القلّة والكثرة وله كثر المال أي أكثره، وأكثر الله ماله وكثّره، وهو مكثر: مثرٍن وكثر ماله، وتكاثرت أمواله، وتكثّر بشيء غيره، وتكثّر من العلم، يقال: تقلل من العلم لتحفظ وتكثّر منه لتفهم. وهو يستكثر القليل. واستكثر من المال. ورجل مكثور: مغلوب في الكثرة، ومكثور عليه: كثر من يطلب إليه المعروف. ورجل وامرأة مكثار: مهذار.
ك ث ف
كثف الشيء: كثر مع الالتفاف. وتكاثف عددهم، واستكثف الشيء بعد رقّته، واستكثفته. وجاء في كثفٍ من الجيش. وعسكر وسحاب وشجر وماء كثيف. قال أمية:
وتحت كثيف الماء في باطن الثّرى ... ملائكة تنحط فيه وتسمع
ك ث ل
اقعد في كوثل السفينة وهو ذنبها ومؤخرها وفيه يكون الملاحون ومتاعهم. قال:
حملت في كوثلها عويفاً
ك ث م
وطبٌ أكثم: ملآن. قال:
مذمّمة يمسي ويصبح وطبها ... حراماً على معترّها وهو أكثم
وقد قنمت وقد مرّ. ورجل أكثم: بطين. وكثم القثذاءة: وضعها في فيه ثمّ كسرها. ورماه من كثمٍ. قال يخاطب الذئب:
أقسمت بالله وثنّيت القسم ... لئن نأيت أو رميت من كثم
لأخضبن بعضك من بعض بدم
ك ح ح
أعرابيّ قح، ورستاقيّ كح.
ك ح ل
عين كحلاء: بينة الكحل، وكحيل، وكحلت عينه، وكحل عينه وكحّلها، وهو مكحّل العين، واكتحل وتكحّل، " وليس التكحل كالكحل ". وتقول: في عينها كحل، وفي صوتها صحل، وكحله بالمكحل وبالمكحال: بالميل، والكحل في المكحلة، والأكحال في المكاحل. قال أبو النجم:
قتلتنا في المشي باختيالها ... وبالحديث اللهو من بطالها
وبالعيون النجل في أكحالها
وتقول: يمتاح من مكاحله، بمكاحله.
ومن المجاز: هو أسود كالكحيل المعقد وهو القطران شبّه بالكحل في سواده. ولفلان كحل: مال كثير، كما يقال: لفلان سواد. ورأيت في الأرض حلاً: شيئاً من خضرة، واكتحلت الأرض بالخضرة وتكحّلت. وما اكتحلت عيني(2/124)
بك أي ما رأيتك. قال:
إن اكتحالاً بالنّقيّ الأفلج ... ونظرا في الحاجب المزجّج
مئنّةٌ من الفعال الأعوج
واكتحل وجهك بالهمّ إذا ظهر فيه أثره. قال الراعي:
إذا اكتحلت بعد اللّقاح نحورها ... بنسء حمت أغبارها وازمهرّت
واكتحل فلان بسوء حال: ظهر فيه أثره. وجذب كاحل. قال بشير بن النّكث:
إن كحل الجدب وعضّت لزبه ... كفاه من كلّ طعام يجلبه
كوم الذرى يطلبها وتلطبه
وقد كحلتهم السنة، وسنة كاحلة وكحلاء وكحلٌ. قال مسكين الدارميّ:
لسنا كأقوام إذا كحلت ... إحدى السنين فجارهم تمر
أي يؤكل جارهم كما يؤكل التمر. وقال المرّار الفقعسيّ:
إن قبرين بالقنان لقبرا ... ن هما ما هما لدى الكحلاء
وصرّحت هذه السنة كحلاً أي صرّحت سنةً منكرةً. وأصابهم كحلٌ ومحلٌ، وتقول: قد أناخ بهم المحل، وخانتهم كحل، مؤنثاً معرفة مخيراً في صرفه ومنعه. وفي مثل " باءت عرار بكحل " وهما بقرتان كانتا في بني إسرائيل عقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى.
ك د د
فلان كدود: يكدّ نفسه في العمل يتعبها.
ومن المجاز: كدّ لسانه بالكلام وقلبه بالفكر. وكدّت الدوابّ الأرض بالحوافر وهي الكديد. وكددت رأسي وجلدي بالأظفار إذا حككته حكاً بإلحاح، ومنه قول كثير:
غنيت فلم أرددكم عن بغيّةٍ ... وجعت فلم أكددكم بالأصابع
أي لم ألح عليكم في السؤال. وبئر كدود: لا ينال ماؤها إلا بجهد. وناقة كدود ورجل كدود: لا ينال درها وخيره إلا بعد عسر. وكان ابن هبيرة يقول: كدّوني فإني مكدّ أي سلوني فإني أعطي على السؤال.
ك د ر
كدر الماء عن ابن الأعرابيّ فيه اللغات الثلاث، وماء كدرٌ وأكدر: بيّن الكدر والكدرة والكدورة. ونطفة سجراء كدراء: حديثة عهد بالسماء لأن فيها كدرة حينئذ. وطائر أكدر،(2/125)
وطير كدر، وقطاة كدريّة من قطاً كدريٍّ. وكأنهن بنات أكدر: حمير الوحش نسبت إلى فحل. وانكدر النجم والطائر.
ومن المجاز: كدر عيشه وتكدّر. " وخذ ما صفا ودع ما كدر ". وكدر عليّ فلانٌ، وهو كدر الفؤاد عليّ. قال:
وإني لمشتاق إلى ظلّ صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه
وأطعمنا الكديراء: المجيع لكدرة لونها. وصفا أمري فكدّره فلان. وانكدر في سيره: أسرع. وانكدر عليهم العدوّ: انصبوا عليهم أرسالاً. وتكادرت العين إذا أدامت النظر إليه.
ك د س
له كدس من الطعام وأكداس. وقال المتلمس:
لم تدر بصرى بما آليت من قسم ... ولا دمشق إذا ديس الكداديس
أراد الأكداس وهو اسم جمع، وكدس الطعام فتكدّس.
ومن المجاز: عنده من الدراهم والثياب كدسٌ مكدّس وأكداس مكدّسة. ومررت بأكداس من التراب. وتكردست الخيل وتكدّست: اجتمعت وركب بعضها بعضاً في سيرها. قالت الخنساء:
وخيل تكدّس مشي الوعو ... ل نازلت بالسيف أبطالها
وجاءت الخيل كراديس: كردوساً بعد كردوس وهو الجمع العظيم. وكردس القائد الخيل. ورجل ضخم الكراديس وهي رءوس المنكبين والركبتني والوركين والقطع العظام من اللحم. قال:
ضخم الكراديس إذا اللحم ذبل
وفيما كتب إليّ الأمير الشريف أدام الله مجده:
تقيك شذا الردى منّا نفوس ... تكدّس دون مغضبة الوليّ
وحبسته الكوادس: الطّير من العطاس والسعال ونحوه لأنها تكدس عندهم أي تصرع بشرمها. قال أبو ذؤيب:
فلو أنني كنت السليم لعدتني ... سريعاً ولم تحسبك عنّي الكوادس
ك د م
كدمه: عضّه بأدنى الفم، وحمارٌ مكدّم: معضّض.
ومن المجاز: قولهم للدوابّ إذا لم تستمكن من الحشيش: إنها لتكدم الحشيش. وبقيت من المرعى كدامة: بقيّة، ويقال: " كدمت غير مكدم " أي طلبت غير مطلب.
ك د ن(2/126)
إنه لذو كدنة وعبالة وهي غلظ اللحم وثقله، ومنه: الكودن وهو البرذون التركيّ. قال:
خليليّ عوجاً من صدور الكوادن ... إلى قصعة فيها عيون الضيّاون
قال يذمّهم:
اللافظين النوى تحت الثياب كما ... مجّت كوادم دهٌ في مخاليها
وكودن في مشيته كودنةً: أبطأ وثقل.
ك د ي
أكدى الحافر: بلغ الكدية وهي صلابة الأرض فمنعته، كقولهم: أجبلي الحافر.
ومن المجاز: أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته. وفلان مكدٍ: لا ينمى ماله. وطلبت إليه فأكدى: أجحد ونكر. وإن فلاناً قد بلغ الناس كديته وكداه إذا أمسك بعد الإعطاء. ومسكٌ. لا ريح له، وقد كذيَ، وتقول: كديَ بعد ما قديَ.
ك ذ ب
هو كذوب وكذّاب وكذبة وكيذبان، وكذب أخاه كذباً وكذّاباً، " وليس لمكذوب رأى ". وكاذبه مكاذبة وكذاباً، " والصدوق لا يكذب ". وتكذّب: تكلّف الكذب، وكذّبه وكذّب به: جعله كاذباً بأن وصفه بالكذب. وهو من تكذيب العرب. وجاء بأكذوبة وأكاذيب. وواعدني فأكذبته: وجدته كاذباً.
ومن المجاز: " حمل فلان ثم كذّب " إذا جبن ونكل ومعناه كذذب الظنّ به أو جعل حملته كاذبة غير صادقة. وكذب لبن الناقة وكذّب: ذهب، وكذبت الناقة وكذّبت، وناقة كاذب ومكذذبٌ: رجعت حائلاً بعد ما ضربت وشالت. وكذب عنا الحر: انكسر. قال البعيث:
إذا كذبت عنّا الظهيرة قرّبت ... لحين رواح القوم خوصٌ عيونها
وجرى الوحشيُّ ثم كذّب أي وقف. وما كذّب أ، فعل كذا: ما أبطأ. وكذب السير إذا لم يجدّ، كما يقال: صدق السير إذا جدّ، وكذب القوم السرى إذا لم يقدروا عليه. قال الأعشى:
إذا كذب الآثمات الهجيرا
وكذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له. قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرّباب خيالاً
وليس لجدّهم مكذوبة: كذبق. ولبس الكذّابة وهي ثوب منقوش بألوان الصّبغ كأنه موشيٌّ. وكذب نفسه وكذبته نفسه إذا حدّثها أو حدّثته بالأماني البعيدة والأمور التي لا يبلغها وسعه(2/127)
ومقدرته، ومنه قيل للنفس: الكذوب. قال:
فأقبل نحوي على قدرةٍ ... فلما دنا صدقته الكذوب
وقال:
حتى إذا ما صدّقته كذبه
جعل له نفوساً لتفرّق رأيه وانتشاره، ومنه قالوا: كذبك الأمر، وكذب عليك " ثلاثة أسفار كذبن عليكم "، " كذبتك الظهائر ": للمنقرس وقد شرح في كتاب الفائق في الأخبار أمره وأعطيَ حظّه من التحقيق.
ك ر ب
قيدٌ وعقد مكربٌ ومكروب وكريب: موثّق. وكربه الأمر. غمّه وأخذ بنفسه. ورجل مكروب وكريب. وغمٌّ كاربٌ، واعتراه كرب وكربةٌ وكروب وكربٌ. وشدّ عقد الكرب وهو الحبيل الموصول بالرّشاء الملويّ على العراقي. وأكرب الأمر: اشتدّ قربه وكاد يقع. وكربت الشمس أن تغرب. وكاربه: قاربه، وتكرّب حتى لا متكرّبٌ أي تقرّب، ومنه: الكروبيّون والكروبية من الملائكة. قال أمية:
كوربيّة منهم ركوع وسجد
وإناء كربان وهو فوق القربان. وقطع كرب النخل: أصول سعفها وهي الكرانيف. قال جرير:
متى كان حكم الله في كرب النخل
وكربت الأرض: قلبتها كراباً. وهو من بقر الكراب. وما بها كرّابٌ: أحد.
ومن المجاز: هو مكرب المفاصل: موثقها. وأكرب في سيره إذا شدّ، ويقال: خذ رجليك بإكراب أي عجّل الذهاب. وملأت السقاء حتى أكربته وكظظته.
ك ر ت
أقمت عنده شهراً كريتاً: تاماً، ومرّت علينا سنة كريتٌ. قال:
وقالوا أبو الرّمكاء بالخبز عهده ... قديم له حول كريتٌ مطرّد
فقلت ألا لا فضل فيها لباخلٍ ... ولا مطمعٌ حتى يلوح لنا الغد
ك ر ث
كرثه الأمر: حرّكه، وأراك لا تكترث لذلك ولا تنوص: لا تتحرك له ولا تعبأ به، وكرثته الكوارث: أقلقته.
ك ر ر
انهزم عنه ثم كرّ عليه كروراً وكرّ عليه رمحه وفرسه كراً، وكرّ بعد ما فرّ، وهو مكرٌّ مفرٌّ، وكرّار فرّار. وكررت عليه الحديث كراً، وكرّرت عليه تكراراً، وكرّر على سمعه كذا، وتكرّر عليه. وناقة مكرّة: تحلب في اليوم مرتين. ولهم هرير وكرير.(2/128)
قال الأعشى:
نفسي فداؤك يوم النزال ... إذا كان دعوى الرجال الكريرا
وهو صوت في الصدر كالحشرجة. وفعل ذلك كرة بعد كرة وكراتٍ، وآتيه في الكرتين والقرّتين: في البردين. وبرك على كركرته. وباتت السحابة تكر كرها الجنوب: تصرّفها. وعنده من الرجال والخيل كراكر. وقرقر الضاحك وكركر.
ك ر ز
جعل متاعه في الكرز وهو الجوالق. وعلّق كرزه على الكرّاز. وكرّز النّسر والبازي وغيرهما: جعل في كرزٍ وربط حتى سقط ريشه. قال رؤبة يصف رجلاً بالشيخوخة:
رأيته كما رأيت النّسرا ... كرّز يلقي قادمات زعرا
وقال:
لما رأتني راضياً بالإهماد ... كالكرز المربوط بين الأوتاد
أهمد في المكان: أقام لا يبرح. والكرّز: المكرّز. ويقال للبازي: كرّز عامٍ وكرّز عامين. قال:
كرارزة البزاة لقنين جمعاً ... من الكدريّ يبتدر الورودا
والقانص كارزٌ للوحش: مختبيء. قال الشمّاخ:
فلما رأين الماء قد حال دونه ... ذعاف إلى جنب الشريعة كارز
ومن المجاز: فلان كرّزٌ في صناعته: حاذق مبرّز. ولا أحوجك الله إلى كرّزٍ: إلى غنيّ لئيم. قال رؤبة:
وكرزٍ يمشي بطين الكرز ... لا يحذر الكيّ بذاك الكنز
وكأنه كرز الجعل وهو دحروجته.
ك ر س
في هذه الكراسة عشر ورقات، وهذا الكتاب عدّة كراريس، وقرأت كرّاسةً من كتاب سيبويه، وتقول: التاجر مجده في كيسه، والعالم مجده في كراريسه. ورأيت أكاريس من بني فلان: أصاريم. قال ابن هرمة:
أكاريس من طيّءٍ طنّبت ... برومان أو ماء فرتاجها
ووقفت على كرسٍ من أكراس الدار وهو ما تكرّس من دمنتها أي تلبّد. وأكرست الدار، ومنه قولك: لداره كرياس: كنيف معلق.
ومن المجاز: هو طيّب الكرس أي الأصل وهو في كرسس غنًى.(2/129)
قال:
في معدن الملك القديم الكرس
وقيل: الكرسيّ منسوب إلى كرس الملك، كقولهم: دهريّ، وفسر قوله تعالى: " وسع كرسيّه السّموات ": بالملك والعلم لأنه مكان الملك والعالم، ويقال للعلماء: الكراسيّ عن قطرب وأنشد:
تحفّ بها بيض الوجوه وعصبة ... كراسيّ بالأحداث حين تنوب
وتقول: خير هذا الحيوان الأناسيّ، وخير الأناسيّ الكراسيّ:
ك ر ش
انتزع الجرّة من كرشه وهي لذي الخفّ والظلف كالمعدة للإنسان. واستكرش الجديُ: عظم بطنه وأخذ في الأكل واعمل لنا مكرّشةً وهي قطعة كرشٍ تحشى بلحم وشحم وتخّ بخلال وتطبخ.
ومن المجاز: كلّمته فتكرّش وجهه، وكرّش وجهه. وتكرّش جلده وكرش كرشاً: تقبّض. وفي الحديث: " الأنصار كرشى وعيبتي " أي هم موضع سرّي وأمانتي، كما أن الكرش موضع علف المعتلف. " وجاء يجرّ كرشه ": عياله، وله كرشٌ منثورة: صبيان صغار، وتزوّج ارمأةً فنثرت له كرشها: أكثرت ولدها. وعليه كرش من الناس وأكراش: جماعات. قال اللهبيّ:
وأفأنا النّهاب من كل حي ... وأقمنا كراركرا وكروشا
وبنو فلان كرش القوم: معظمهم. ولو وجدت إلى ذلك فاكرشٍ وأدنى في كرشٍ لأتيته. وقال الحجّاج للنّعمان بن زرعة: لو وجدت إلى دمك فاكرشٍ لشربت البطحاء منه. وأتان كرشاء: ضخمة البطن والخاصرتين.
ومن مجاز المجاز: دلو كرشاء: متنفخة النواحي.
ك ر ع
" أعطيَ العبد كراعاً، فطلب ذراعاً " وهي ما دون الكعب من الدابّة وما دون الركبة من الإنسان. وأخذ الجزّار الأكرع والأكارع. قال:
يا نفس لن تراعي ... إذا قطعت كُراعي
إن معي ذراعي
وقال:
فظلّت تكوس على أكرعٍ ... ثلاث وكان لها أربع
وفرسٌ أكرع: دقيق القوائم، وبها كرعٌ، ودابة كرعاء. وتكرّع الرجل: توضّأ لأنه يغسل أكارعه، وكرع في الماء وكرع: أدخل فيه أكارعه بالخوض فيه ليشرب، والأصل في الدابة لنه لا يكاد يشرب(2/130)
إلا بإدخال أكارعه فيه، ثم قيل للإنسان: كرع في الماء إذا شرب بفيه خاض أو لم يخض. وهذا مكرع الدواب، وهذه مكارعها. وفي الوادي كرع كثيرٌ وهو ماء السماء لأنه يكرع فيه، فعلٌ بمعنى مفعول. قال ذو الرمة:
بها العين والآرام لا عدّ عندها ... ولا كرعٌ إلا المغارت والرّبل
ومن المجاز: امرأة كرعة: مغليم. وكرعت. إلى الفحل كرعاً: كأنها تمدّ إليه عنقها فعل الكارع طموحاً. ونخلٌ كارعات وكوارع إذا شربت بعروقها. وقال النابغة:
وتسقى إذا ما شئت غير مصرّدٍ ... بزوراء في أكنافها المسك كارع
خائض فيها داخل. وأحبس الكراع في سبيل الله: الخيل. ورأيت في تلك الكراع سواداً وهي ما استدقّ من الحرّة وامتدّ في السهل. وقا الأصمعيّ: إذا سال أنف من الحرّة فهو كراع. وامش في كراع الطريق: في طرفه، وعن النخعيّ: كانوا يكرهون الطّلب في أكارع الأرض: في أطرافها وأقاصيها. ونزا الجندب بكراعيه: برجليه. وقال:
ونفى الجندب الحصى بكراعي ... هـ وأوفى في عوده الحرباء
ك ر ف
حمار كرّاف وكروف، وكرف يكرف. قال الراعي:
فترى أوابيها بكلّ قرارة ... يكرفن شقشقةً وناباً أعصلا
النوق التي تأبى الفحل يحببن فحلهن فيشممن ذلك منه. ورأيته يكرفس في مشيته كرفسةً وهي مشية المقيّد.
ك ر م
كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّمه. وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرّم عن الشوائن. قال أبو حيّة:
ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرّما
وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك. وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل يكرمك: يكون أكرم منك. قال:
ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمكرمة ... إلا ستكرمه بالحلم والجود
يقال: كارمته فكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث: " إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ.(2/131)
ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.
ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:
وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف
وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة وعسلة. وكرّم السحاب تكريماً: جاد بمطره. وأرض مكرمةٌ للنبات إذا جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يكرم الحب حتى يكثر العصف. واستكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استكرمت فارتبط ".
ك ر ن
نقرت الكرينة الكران أي المغنيّة العود. وكتب في الكرانيف والكرنافة: أصل السّعفة المنبسط الذي يكتب فيه.
ك ر هـ
أمر كريه. ووجه كريه، وقد كره كراهة، وكرهته فهو مكروه. وتكرّه الشيء: تسخّطه، وفعله على تكرهٍ وتكاره، ومتكرّهاً ومتكارهاً. وقال الطّرمّاح:
تكاره أعداء العشيرة رؤيتي ... وبالكفّ عن مسّ الخشاش كعوع
وهو الحيّة. وكرّه إليه ابخل وحبّب إليه الجود. واستكره القفية. ولا يجوز تكسير السّفرجل وتصغيره إلا على استكراه. واستكرهت فلانة: غصبت نفسها. ولقيت دونه كرائه الدهر ومكارهه. وجئته على كراهةٍ وكراهية وعلى كرهٍ. ومكرهٍ، وأدخلني في ذلك على إكراهٍ وكرهٍ.
ومن المجاز: شهدت الكريهة: الحرب. وضربته بذي الكريهة: بالسيف الماضي. وكريهته: بادرته التي تكره منه. قال الطّرماح:
أنخت بها مستبطناً ذا كريهة ... على عجل والنوم بي غير رائن
استبطنته: جعلته يلي بطني أي جعلته ضجيعاً لي، كما قال: وهو كمعى.
ك ر ي
أكراني داره أو دابّته، وهو يكري الدوابّ ويكاريها، وهو كريٌّ من الأكرياء، ومكارٍ من المكارين، ويقال: كريّ الإبل ومكاري الدواب. واكتريت منه داراً أو دابة واستكريت. وكريت النّهر: حفرته. وأمر الأمير بطيّ الآبار، وكري الأنهار. وكروت بالكرة: لعبت بها، والغلام يكرو، وكأنها كرات غلام وكرو غلام. والظلّ يكري: ينقص. قال ابن أحمر:
فتواهقت أخفافها طبقاً ... والظلّ لم يفضل ولم يكر
وأكرى الزّاد، وأكراه صاحبه.(2/132)
قال لبيد:
كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بزاد
وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:
وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء
وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء " وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:
ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى
فهي لكلّ سوأة تحرّى
وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.
ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك لطويل الكرى.
ك ز ز
كزّت يده كزازة، ويدٌ كزّةٌ: منقبضة يابسة. وخشبة كزّة: صلبة عوجاء. وذهب كزٌ: يابس. وقوس كزّة: شديدة. وقسيّ كزّات. قال الجاحظ: إذا نزع فيها لم تستغرق السّهم. قال:
لا كزّة السهم ولا قلوع ... يدرج تحت عجسها اليربوع
أي هي فارج. وأخذه الكزاز من البرد وهو تقبض ورعدة وقيل: داء يرعد صاحبه حتى يموت، وفي كتاب الأزهريّ هو بالتشديد، والتخفيف عاميّ عن ابن الأعرابيّ. وكزّ الرجل فهو مكزوز، وقد كزّه البرد والداء.
ومن المجاز: كزّت المرأة دملجها: ملأته بعضها. قال:
يا رب بيضاء تكز الدملجا ... تزوّجت شيخاً طويلاً كوسجا
وكزّت خطاه: تقاربت. ورجل كزّ وكزّ اليدين: شحيح قليل المؤاتاة. قال:
يمارس نفساً بين جنبيه كزّةً ... إذا همّ بالمعروف قالت له مهلاً
وقد كزّت نفسه واكتزت. وتقول: فلان لا يكتزّ، ولكن يهتزّ.
ك ز م
أنف أكزم. ويد كزماء، وفي أصابعه كزمٌ: قصرٌ.
ومن المجاز: في يده كزم إذا لم يبسطها بالمعروف. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوّذ من العيمة والأيمة والكرم والقزم.
ك س أ(2/133)
مرّوا في أكساء المنهزمين، وعلى أكسائهم أي على آثارهم وأدبارهم، وركبوا أكساءهم. قال:
حتى أرى فارس الصّموت على ... أكساء خيلٍ كأنها الإبل
ومن المجاز: قدمنا في أكساء رمضان، وأنا أدعو لك في أكساء الصلوات
ك س ب
رجل كسوب للمال وكسّاب، وله مكاسب، وهو طيّب المكسبة أي طيّب الكسب، وكسبت المال واكتسبته وتكسّبته. وهو يتكسّب بالشّعر، وكسبته مالاً فكسبه، ولا يقال: أكسبته.
ومن المجاز: كسبت خيراً واكتسبت شراً " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " وكسب أهله خيراً.
ك س ح
كسح البيت بالمكسحة. ورمى بالكساحة، وتقول: فلان نقيّ الساحة، قليل الكساحة. ورجل أكسح: أعرج، وبه كسح. قال الأعشى:
بين مغلوبٍ كريم جدّه ... وخذول الرجل من غير كسح
وفي الحديث: " الصدقة مال الكسحان والعوران ".
ومن المجاز: كسحت الريح الأرض: قشرتها. وأتينا بني فلان فكسحناهم: فاستأصلناهم. وكسحهم الدهر. وأوقعوا بهم فاكتسحوا أموالهم، وكسح فلان من مالي ما شاء.
ك س د
متاعٌ كاسد وكسيد، وكسدت سوقهم، وأكسدها الله، وأكسد القوم بعد ما أنفقوا إذا كسدت سوقهم بعد النّفاق.
ك س ر
كسر الشيء وكسّره، وانكسر وتكسّر، واكتسرت منه طرفاً، وهذه كسرةٌ منه وكسرٌ. وهذا كسار الزجاج والكوز. وألقى على النار كسار العود، وأعطني كسارةً منه، وعود صلب المكسر إذا عرفت جودته بكسره. وجناحٌ كسير. وناقة وشاة كسير. وافع كسر الخباء: شقّته السفلى. وهو جاري مكاسري.
ومن المجاز: الله صلب المكسر، وهم صلاب المكاسر. وكسر الطائر جناحيه كسراً: ضمهما للوقوع. وبازٍ كاسر، وعقاب كاسر. وقد كسر كسوراً إذا لم تذكر الجناحين وهذا يدلّ أن الفعل إذا نُسيَ مفعوله وقصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غير المتعدّى. وكسر الكتاب على عدّة أبواب وفصول. وكسرت خصمي فانكسر، وكسرت من سورته. وكسر حميّا الخمر بالمزاج. ورأيته متكسراً: فاتراً. وفيه تخنّث وتكسر. وأرض ذات كسور: ذات صعود وهبوط. وضرب الحسّاب الكسور بعضها في بعض. والملوك لا تعرف الكسور. وكسر عينه، وبعينه كسرة من السهر أي انكسار وغلبة نعاس. قال ذو الرمة:
غدا وهو لا يعتاد عينيه كسرةً ... إذا ظلمة الليل استقلّت فضولها(2/134)
نقيّ المآقي سامي الطّرف غدوةً ... إلى كلّ أشباح بدت يستحيلها
استحل ذلك الشيء: انظر هل يتحرّك، يصف صاحبه. وفلان يكسر عليك الفوق إذا غضب عليه. ورجل ذو كسراتٍ: يغبن في كلّ شيء. " ولا يزال أحدهم كاسراً وساده عند النساء يتحدّث إليهن ".
ك س س
رجلٌ أكسُّ، وفيه كسسٌ وهو قصر الأسنان. وتقول: فتنة تردّ الكيس موقاً، وتجعل الكسّ روقاً. وكسكس البكريّ، والكسكسة في بكرٍ وهي أن يتبعوا كاف المؤنث سيناً في الوقف نحو: كشكشة تميم.
ك س ع
كسعه: ضربه بيده أو برجله على دبره. وكسع الغلام الدوّامة بالمكسع. وكسع الناقة بغبرها: ضرب أخلافها بالماء البارد ليترادّ اللبن في ظهرها فيكون أشدّ لها. واتّبع آثارهم يكسعهم بالسيف، ويكسع أدبارهم، وكسعت الرجل بما ساءه إذا تكلّم فرميته على أثر كلامه بكلمة تسوءه. وكسعت الخيل بأذنابها واكتسعت: أدخلتها بين أرجلها، وهنّ كواسع. قال:
إن جنبي عن الفراش لنابي ... كتجافى الأسرّ فوق الظّراب
يوم فرّت بنو تميم وولّت ... خيلهم يكتسعن بالأذناب
وتقول: من خلف رأى الألمعيّ، ندم ندامة الكسعيّ.
ك س ف
كسفت الشمس والقمر، وكسفهما الله، وكسف البعير وكرسفه: عرقبه. وهذه كسفةٌ وكسفٌ وكسفٌ من السحاب. وأعطني كسفةً من الثوب: قطعة.
ومن المجاز: رجل كاسف الوجه: عابس، وقد كسف وجهه. وكاسف البال: سيء الحال، وكسفت حاله. وكسف بصره إذا لم ينفتح من رمد، وكسف بصره: خفضه.
ك س ل
كسل وتكاسل، وهو كسلان وكسل، وامرأة كسلى وهي مكسال وكسول: رزان. وكسله الشبع، والشبع مكسلة. وفلان لا يستكسل المكاسل أي لا يعتلّ بوجوه الكسل. وأكسل المجامع: خالط ولم ينزل.
ومن المجاز: كسل الفحل عن الضراب: فتر عنه.
ك س
وله كسوة حسنة وكسًى فاخرة، وكساه ثوباً فاكتساه، واستكسيته. قال أبو الأسود:
كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لي يعطيني الجزيل وناصر
وكسيَ الرجل فهو كاسٍ، نحو: حليَ فهو حالٍ.(2/135)
قال الخطيئة:
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وأنشد القرّاء:
أتفرح أن كان ابن عمّك كاسياً ... وليس عليه من كساك كساء
ومن المجاز: اكتست الأرض بالنبات: تغطّت به. وقال:
فبات له دون الصّبا وهي قرّة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق
أراد اللّبن تعلوه الدّواية، ونحوه:
ينفي الدّوايات إذا ترشّفا ... عن كلّ مصقول الكساء قد صفا
وقلّم كسوة آدم أي الأظفار.
ك ش ث
جعل في السكر الكشوث والكشوثاء وهو نبات أصفر مجتثّ يتعلّق بأطراف الشوك.
ك ش ح
هو طاوي الكشحين، وهي طاوية الكشوح. ولما رآني كشح: أدبر، وولّى بكشحه، ومنه: عدوّ كاشح. وكشح له بالعداوة وكاشحه. وورد الوحشيّ والطائر ثم كشح إذا صدر مسرعاً. وكشحه: طعن في كشحهز. وتوشحها وتكشحها: تغشّاها. ويقال للوشاح: الكشح لوقوعه على الكشح، كما قيل: للإزار: الحقو. قال أبو ذؤيب:
كأن الظباء كشوح النّسا ... ء يطفون فوق ذراه جنوحاً
ومن المجاز: طوى كشحه على الأمر: أضمره، وطوى عنه كشحه: تركه. وكشح الظلام، وكشح الضوء: أدبر. قال ذو الرمة:
فلما ادرعن الليل أو كنذ منصفاً ... لما بين ضوء كاشحٍ وظلامٍ
ك ش ر
كشر السّبع والعدوّ عن أنيابه. وكشر الرجل إلى صاحبه: تبسّم، وكاشره. وتقول: لما رآني كشر واشتبشر. وقال المتلمس:
إن شرّ الناس من يكشر لي ... حين ألقاه وإن غبت شتم
وقال آخر:
وإن من الإخوان إخوان كشرة ... وإخوان حيّاك الإله ومرحبا
ومن المجاز: اكشر له عن أنيابك أي أوعده. وهو جاري مكاشري: مقابلي.
ك ش ش
كشّت الحيّة كشيشاً. قال:
كشيش أفعى أجمعت للعضّ ... فهي تحك بعضها ببعض
ك ش ط(2/136)
كشط الجزور جلدها، وكشط عنها. وارفع عنها كشاطها لأنظر إلى لحمها وهو الجلد المكشوط. ويقال للجزّار: الكشّاط.
ومن المجاز: كشط روعه وانكشط. ولأكشطنّ عن أسرارك. وكشط الغطاء عن المشعرة. وكشط الجُلّ عن الفرس " وإذا السماء كشطت ".
ك ش ف
كشف عنه الثوب وكشّفه، وانكشف وتكشّف. ورجل أكشف: لا ترس معه. قال:
لهن فوارس ليسوا بميلٍ ... ولا كشفٍ إذا قيل امنعونا
وناقة كشوف: كلّما نتجت لقحت وهي في دمها كأنها لكثرة لقاحها وإشالتها ذنبها كثيرة الكشف عن حيائها، وقد كشفت كشافاً وأكشفت.
ومن المجاز: كشف الله غمّه، وهو كشّاف الغمم. وهذا حديث مكشوف: معروف. وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف البرق: ملأ السّماء. ولقحت الحرب كشافاً إذا دامت. قال زهير:
فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم
ك ش ي
أكل كشية الضبّ وهي شحمة مستطيلة في جنبيه. قال:
وأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضّب يعدو بالواد
وتقول: ما الأعراب بالكشى، أولع من القضاة بالرشى.
ك ظ ر
ردّ حلقة الوتر في كظل القوس وهو فرضتها وردوا حلق الأوتار في الأكظار والنار تستل من كظر الزندة: من فرضها.
ك ظ ظ
علته البطنة وأخذته الكظة، وكظّه الطعام، وطعام مكظّةٌ، واكتظّ بطنه. ورأيت على باب داره كظيظاً. زحاماً. وفي ذكر باب الجنة: يأتي عليه زمان وله كظيظ. واكتظّ القوم في المسجد: ازدحموا.
ومن المجاز: كظّني الأمر: غمّني وملأني غيظاً. واكتظّ الوادي بثجيجه.
ك ظ م
كظم البعير جِرّته: ازدردها وكفّ عن الاجترار، وباتت الإبل كوظوماً وكواظم. وحفروا كظامةً وكظيمةً وكظائم. وفي الحديث: " أتى كظامة قومٍ فتوضّأ " وهي الفقير يحفر من بئر إلى بئر والسقاية والحوض. قال طرفة:
يشربن من فضلة العقار كما اس ... توجر ماء الكظيمة الشرب
جمع شروب. ويقال لأنهار الكرم: الكظائم. وعقد الخيوط في كظامتي الميزان وهما الحلقتان في طرفي العمود. ويقال: كظم القربة: ملأها(2/137)
وسدّ رأسها. وكظم الباب: سدّه، وهو كظام الباب: لسداده.
ومن المجاز: كظم الغيظ وعلى الغيظ وهو كاظم، وكظمه الغيظ والغمّ: أخذ بنفسه فهو مكظوم وكظيم " إذ نادى وهو مكظومٌ " " ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم " وما كظم فلان على جرّته إذا لم يسكت على ما في جوفه حتى تكلّم به وغمذّني. وأخذ بكظمي وهو مخرج النفس وبأكظامي. وأخذت بكظام الأمر إذا أخذت بالثقة. وإن خلخالها لكظيم، وغنها لكظيمة الخلخال وكظيمه. قال الهذليّ:
كظيم الحجل واضحة المحيا ... عديلة حسن خلقٍ في تمام
وجاء فكظم الباب إذا قام عليه فسدّه بنفسه.
ك ع ب
رتب رتوب الكعب، في المقام الصعب، وقوائم صمع الكعوب. ولعب الصبيان بالكعاب. وتقول: وربّ الكعبة، لا تقرن بك الصعبة. وبرد مكعبٌ: موشيٌّ على هيئة الكعاب. وكعبت الثوب: أدرجته إدراجاً شديداً. وكعبت الجارية كعابةً وكعوبةً وهي كاعب وكعابٌ، وتكعب ثديها: نتأ كالكعب. وكعّبت كبّتها: جعلت لها حروفاً كالكعوب. والجارية بكعبتها: بعذرتها. قال:
يبدّها أقمر نهد جبهته ... قد كان مختوماً فدقّت كعبته
وفي الحديث: " نزل القرآن بلسان الكعبين ": كعب قريش وكعب خزاعة. قال كثير:
جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثراتٌ مجدهنذ تليد
وأصاب كعبرة رأسه. وقيل لبعض الملوك: المكعبر: لأنه ضرب كعابر الرءوس. ونقّى البرّ ورمى بالكعابر.
ومن المجاز: قناة لدنة الكعوب، وهذا الرمح بكعبٍ واحدٍ أي مستوى الكعوب. قال أوس:
تقاك بكعبٍ واحدٍ وتلذّه ... يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل
وعنده كعب من السمن: قطعة منه قدر صبّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى الله كعبه. وذهب كعب القوم إذا ذهب جدّهم وشرفهم.
ك ع ع
كع الرجل، وكعكعه الخوف فتكعكع.
ك ع م
بعير مكعوم، وقد كعمته بالكعام والكعامة وهي ما يمنعه من الأكل والعضّ من حبلٍ يشد به أو غيره.
ومن المجاز: كعمه الخوف فلا ينبس بكلمة.(2/138)
قال ذو الرمة:
بين الرجا والرجا من جيب واصيةٍ ... يهماء خابطها بالخوف مكعوم
وكعم المرأة: قبلها ملتقماً فاهاً، ويقال كامعها فكاعمها.
ك ف أ
هو كفؤه وكفيئه ومكافئه وكفاؤه، ولا كفاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة وضع موضع المكافيء. قال حسّان:
وروح القدس ليس له كفاء
أي مكافيء مقاوم، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكفاء. قال:
وأنكحها لا في كفاءٍ ولا غنى ... زياد أضلّ الله سعى زياد
وهم أكفاءٌ كرام. وأكفأت لك: جعلت لك كفؤاً. وتكافؤا: تساووا: " والمؤمنون تتكافأ دماؤهم "، وفي العقيقة: " شاتان متكافئتان ": متساويتان في القدر والسنّ، وكافأته: اويته، وهو مكافيء له. وكافأته بصنعه: جازيته جزاء مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقبل الثناء إلا عن مكافيء. وكفأ الإناء وأكفأه: قلبه. ويقال: ربّ كافٍ كافيء لقيك أي يرى أنه يكفيك. وهو يكفأك أي يكبّك لفيك. واستكفأته: طلبت منه أن يكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ إلى وطنه. وتكفأت بهم الأمواج.
ومن المجاز: أكفأ في الشعر: قلب حرف الرّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كفيء اللون ومكفأ الوجه: متغيره أي كفيء من حال إلى حال، وأكفىء لونه وانكفأ. وفي حديث عمر: وانكفأ لونه عام الرّمادة. وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء ما في صحفتها " أي لتجتر حظّها إلى نفسها.
ك ف ت
كفت المتاع: جمعه وضم بعضه إلى بعض. وكفت الفراش. وفي الحديث " اكفتوا صبيانكم بالليل " وكفت الرعاة مواشيهم. والأرض تكفت أهلها أحياءً وأمواتاً، وهي كفاتهم. وكفت ذيله: شمّره. وفرس كفيت: سريع، وتكفّت في سيره. قال الشنفرى:
وتأتي العديّ بارزاً نصف ساقها ... كعدو فريد العانة المتكفّت(2/139)
ومن المجاز: كفت الله فلاناً إذا مات، واللهم اكفته إليك. وفي الحديث: " إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته حتى أعافيه أو أكفته ".
ك ف ح
كافحه: لاقاه مواجهة عن مفاجأة، ولقيته كفاحاً، وكافحوهم في الحرب: ضاربوهم تلقاء الوجوه، وتكافحوا، وتكافحت الكباش، وكافح بعضها بعضاً. قال الأغلب:
كبش لقرنيها كسور ناطح ... غادرها عضباء لا تكافح
وكفحها وكافحها: قبّلها غفلة وجاها. وفي حديث أبي هريرة: أكفحها وأنا صائم، وهو كفيحها: ضجيعها. قال عمير بن طارق اليربوعيّ:
مناك الإله إن كرهت جماعنا ... بمثل أبي قرط إذا الليل أظلما
يسوق الفراع لا تحسّين غيره ... كفيحاً ولا جاراً كريماً ولا ابنما
جمع: فرعٍ وكان يتصدّق به على أخسّ الناس فكانوا يتعايرون به. وكفحت الدّابة. وأكفحتها: تلقيت فاهاً باللحام.
ومن المجاز: تكافحت الأمواج، وبحر متكافح الأمواج. وكافحته السموم. وكافح الأمر: باشره بنفسه. وكافحه بما ساءه. وأصابه من السموم كفح، ومن الحرور لفح.
ك ف ر
كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار. وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. قال ابن مفرّغ:
حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد ... بألفي كميٍّ في السلاح مكفّر
وتكفّر بثوبك: اشتمل به. وطائر مكفر: مغطّى بالريش. قال:
فأبت إلى قوم تريح نساؤهم ... عليها ابن عرس والأوزّ المكفّرا
وغابت الشمس في الكافر وهو البحر. ورجل مكفّر وهو المحسان الذي لا تشكر نعمته. وإذا أمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أمر به قالوا: مكفور يا فلان عنّيت وآذيت أي عملك مكفور لا تحمد عليه لإفسادك له. وكفر العلج للملك تكفيرا إذا أومأ إلى السجود له. وخرج نور العنب من كافوره وكفرّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكفرّاه: طلعه. وفي الحديث " أهل الكفور أهل القبور " وليفتحنّ الشأم كفراً كفراً وهو القرية يقال: كفر طاب وكفر توثا. وكافرني(2/140)
حقيّ: جحده. وفيث الحديث: " لا تكفر أهل قبلتك " يقال: أكفره وكفّره: نسبه إلى الكفر. وكفّر الله عنك خطاياك.
ك ف ف
كففته عن الشرّ فكفّ عنه، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يكفكف دمعه: يمسحه مرةً بعد مرةً ليردّه. وصافّوهم ولافوهم، ثم كافوهم؛ أي حاجروهم، وتكافّوا: تحاجزوا. وعنده كفاف من العيش. ما كفّ عن الناس أي أغنى. ونفقته الكفاف وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كفاف: تكفّ عني وأكف عنك. قال رؤبة:
فليت حظّي من نداك الضّافي ... والنفع أن تتركني كفاف
واستكف الناس وتكفّفهم: مدّ إليهم كفّه يسألهم. وفلان يستكفّ الأبواب ويتكفّفها. واستكف الناس حواليه. أحقدوا به. واستكفّ الشيء: استدار كأنه كفّةٌ. واستكفّت الحيّة: ترحّت. وأنشدت قريبة أم البهلول:
ومقطوعة قطع الرّحى مستديرة ... تعض بأضراس وليس لها فم
أراد السّعدانة وثمرتها مستديرة ولها شوك حداد كالإبر. واستكفّ الرمل: استمسك. قال النابغة:
بات بحقف من البقّار يحفره ... إذا استكفّ قليلاً تربه انهدما
واستكفّ الناظر: وضع يده على حاجبه، وعين مستكفّة. ولقيته كفّةً كفّةً " وأضيق من كفّة الحابل " ووشمت كفّها كففاً: دارات. وهذه كفّة الرمل، وكفّة الثوب وهي طرّته المستطيلة. وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الثقلين كافة. وثوب مكفف: له كفائف ديباج يكفّ بها جيبه وأطراف كميّه. قال طفيل:
تظل رياح الصيف تنسج بينه ... وبين قميص الرازقيّ المكفّف
يعني لا يلزق به قميصه من خمصه.
ومن المجاز: هو مكفوف، وهم مكافيف، وكفّ بصره. وفلان لحمه كفاف لأديمه إذا ملأ جلده. قال النمر:
فضول أراها في أديمي بعد ما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل
وفي الحديث " إن بيننا وبينكم عيبةً مكفوفةً ": مشرجة. وكفّ الرجل عيابه. وجثته في كفّة الليل: في أوله. قال البعيث:
تخونتها بالنّص حتى كأنها ... هلال يوافي كفّة الليل واضح
وطار البرق في كفاف السحاب: في نواحيه.
ك ف ل
هو كافيه وكافله، وهو يكفيني ويكفلني:(2/141)
يعولني وينفق عليّ، وأكفلته إياه وكفّلته، " فقال أكفلنيها " " وكفّلها زكريا " وهو كفيل بنفسه وبماله، وكفل عنه لغريمه بالمال وتكفّل به. وهو كفل بيّن الكفولة: لا يثبت على ظهر الدابّة. وهو من الأكفال لا من الأحلاس. قال الأعشى:
غير ميلٍ ولا عواوير في الهي ... جا ولا عزّلٍ ولا أكفال
وقال جرير:
والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... كفل الفروسة دائم الإعصام
واكتفل البعير وتكفّله إذا أخذ كساءً فعقد كرفيه ثم ألقى مقدّمه على كاهله ومؤخّره على عجزه ثم ركب بين العقدة والسنام واسم ذلك الكساء: الكفل. وجاء متكفّلاً حماراً إذا حلّق ثوباً أو كساءً على ظهره وركبه. وله كفل من الحزاء: ضعف. ورأيت فلاناً كفلاً لفلان: رديفاً له، واكتفل به: ارتدفه. وكفل في صيامه: واصل كفولاً، ورجل كافل، وقوم كفّلٌ. قال القطامي:
يلذن بأعقار الحياض كأنها ... نساء النّصارى أصبحت وهي كفّل
ومن المجاز: " لا تشربوا من ثلمة الإناء فإنها كفل الشيطان " أي مركبه. واكتلفت بالشيء: جعلته وراءي، تقول: اكتفلنا بالجبل وبالوادي: جزناه وجعلناه من ورائنا. قال ذو الرمة:
قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفّان مجتابة سدرا
جمع: ضارب وهو الوادي ذو الشجر. واكتفل السابق بالمصلّى. قال العبّاس:
بعيد سموّ الطرف نهدٌ مناهب ... إذا اكتفلت بالرادفات الأوائل
وهو من أكفال الشعر. وأكفلني ماله: ضمّه إليّ وجعلني كافله أي القائم به، وهم بالخير كفلاء.
ك ف ن
كفن الميّت وكفّن فهو مكفون ومكفّن.
ومن المجاز: كفّنت الجمر بالرّماد. وكفّنت الخبزة في الملة. وقال الطرماح:
وهاجرة يا سلم كفّنت هامتي ... لها وفمي بالأتحميّ المسيّح
ك ف ي
كفاه مؤنته كفاية، وكفاك بهم رجالاً. وكفاني ما أوليتني. واستكفيته الأمر فكفانيه، وهذا كافيك وكفيك: هذا حسبك. واكتفيت به. وقنعت بالكفية وهي القوت وقنعوا بالكفى، ولا يملكون إلا الكفى: إلا الأقوات.(2/142)
قال:
ومختبط لم يلق من دوننا كفًى ... وذات رضيع لم ينمها رضيعها
ك ل أ
الله يكلؤك، وتداركه الله بكلاءته. واكتلأت منه: احترست. قال كعب بن زهير:
أنخت قلوصى واكتلأت بعينها ... وآمرت نفسي أيّ أمريّ أفعل
أي احترست بعينها لأنها إذا رأت شيئاً ذعرت. وكلأ دينه كاوءاً: تأخّر فهو كاليء. ونهيَ " عن بيع الكاليء بالكاليء ". وكلأته أنا تكلئةً، واستكلأت كلأةً وتكلأتُ: استلفت سلفاً. وتقول: إن الكلى، تذيب شحم الكلى. جمع: كلأةٍ؛ وأكلأت في الطعام وكلأت: أسلفت. وأصابوا كلأ واسعاً وأكلاءاً وهو المرعى رطباً كان أو يابساً، وجناب مكليء وكاليء، وأرض مكلئة ومكلأة. وبلغوا كلاء النهر ومكلأه وهو مرفأ السفن وحيث تستر من الريح وتكلأ.
ومن المجاز: كلأت النجم متى طلع إذا رعيته. قال الكميت:
حتى إذا لهبان الصيف هبّ له ... وأفغر الكالئين النجم أو قربوا
وقال زهير:
خود منعّمة أنيق عيشها ... للعين فيها مكلأ وبهاء
تديم النظر إليها كأنك تكلأها لإعجابك بها، ومنه: رجل كلوء العين: ساهرها لأن الساهر يوصف برقبة النجوم، وعينٌ كلوء، وناقة كلوء العين. قال الأخطل:
ومهمهٍ مقفرٍ تخشى غوائله ... قطعته بكلوء العين مسافر
واكتلأت عيني: سهرت، وأكلأتها: أسهرتها. وقد كلأ عمره إذا طال وتأخر. وقال:
تعففت عنها في الستين التي خلت ... فكيف التصابي بعد ما كلأ العمر
وبلغ الله بك أكلأ العمر. وفي مثل " مشى في الكلاء، قذفناه في الماء " أي من وقف موقف التهمة لمناه.
ك ل ب
هذه أكلب وأكيلب وكلاب وكليب، وصائد مكلب: معلم للكلاب وسائر الجوارح، وكلبٌ كلِبٌ، وكلابٌ كلبى، وبه كلب. ورجل كلِب، وقوم كلبى. وفي دماء الملوك شفاء للكلبى. وأسير مكلب. وبيده كلاب وكلوب:(2/143)
خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد. قال:
جنادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشى بكلاب
يغرى ويحثّ. وأصابته أم كلبة وهي الحمّى.
ومن المجاز: نحن في كلب الشتاء وكلبته، والناس في ألبةٍ وكلبةٍ: في جوع وبرد. قال:
أنجمت قرّة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبةٍ وقطار
وشتاء ودهر كلبٌ. وكلبت الأرض، وأرض كلبةٌ: لم يصبها الربيع فخشنت ويبست. وكلب القدّ على الأسير: جف عليه وعضّه. وسائل كلب: شديد الإلحاح. وهو كلب على كذا: حريص عليه، وتكالب الناس على الدنيا: اشتدّ حرصهم عليها. وتكالب الخصمان: تشاتما، وكالب أحدهما صاحبه. وأهل اليمن يسمون الجريء: مكالباً لمكالبته الموكّل به، وتقول: فلان عنيف المطالبة، شنيع المكالبة. وكفّ عنه كلابه إذا ترك شتمه وأذاه. قال:
ألم ترني سكّنت إلّي لإلكم ... وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقّر
أراد أهاجيه. وقال النابغة:
سأربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا
أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ يقال للعود إذا كان سريع العلوق: ما هو إلا كلب.
وفلان بوادي الكلب إذا كان لا يؤبه له ولا مأوى يؤويه كاللكب تراه مصحراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبه: مخالبه.
ك ل ح
كلح الرجل كلوحاً: بدت أسنانه من العبوس، ووجه كالح " وهم فيها كالحون " وكلح وجهه: عبّسه، ولكح في وجه الصبيّ والمجنون إذا فزّعه.
ومن المجاز: دهر كالح، وأصابتهم كلاح: سنة شديدة. وما أقبح جلحته وكلحته! وهي الفم ما حوله. وتكلّح البرق: تتابع وأصله من ظهور الأسنان وانكشافها، كما يقال: تبسّم البرق.
ك ل ع
يقدمه كلع: وسخ وشقاق، وكلعت رجله.
ك ل ف
بوجهه كلفٌ، وقد كلف وجهه. وبعير أكلف: بين الكلفة وهي حمرة يخالطها سواد. وكلف الأمر وكلف به إذا تكلّفه. وكلف بالمرأة كلفاً شديداً. وليس عليه كلفة في هذا أي مشقّة، وهو يحتمل الكلف، وتقول: من لم يصبر على الكلف، لم يصل إلى الزلف. وكلّفه الأمر فتكلفه، وهو في تكاليف. قال زهير:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم(2/144)
وهو متكلّف: وقّاع فيما لا يعنيه عرّيض للفضول.
ك ل ل
كلّ الإنسان والدابّة كلالاً وكلالةً، وهو كال مكل: كلت دوابّه، وأكلّ دابته. وكلّ السيف كلولاً وكلّةً. وكلّله: ألبسه الإلكليل وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكلّت المرأة: ضحكت. قال الأعشى:
وتنكلّ عن مشرقٍ باردٍ ... كشوك السّيال أسفّ النؤورا
وهو كلّ عليه.
ومن المجاز: كل بصره ولسانه كلّةً، وهو كلة، وهو كليل البصر واللسان. وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكلّ فلان كلالة إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كلّ عن بلوغ القرابة المماسة. قال الطرمّاح يصف الثور:
يهز سلاحاً لم يرثه كلالة ... يشك به منها غموض المغابن
وكلّل عن القتال: نكل. وانطلق مكلّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلّل على القوم: حمل عليهم. يقال: كلّل تكليلة السبع. وقال أبو زبيد الطائيّ:
فأجمرت حرجٌ خوصاء ناجية ... وأيقنت أنه إذ كلل السبع
أي أنه وقت تكليله. وجفنة مكلّلة بالسّديف، وجفان مكللات. وروضة مكلّلة: محفوفة بالنور. وتكلّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهر كلكله، وانكلّ السحاب واكتلّ: ضحك بالبرق.
ك ل م
سمعته يتكلّم بكذا، وكلّمته وكالمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان. وموسى كليم الله. ونطق بكلمة فصيحة، وبكلمات فصاح وبلكمٍ، وجاء بمراهم الكلام، من أطايب الكلام. ورجل كليم: منطيق. وكلم فلان وكلّم فهو كليم ومكلم، وهم كلمى، وبه كلم وكلام وكلوم.
ومن المجاز: حفظت كلمة الحويدرة لقصيدته، وهذه كلمة شاعرة، وهذا مما يكلم العرض والدين.
ك ل ي
هو يطعن في الكلي. وفسّر الخليل: الكليتين: بأنهما لحمتان منقبرتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كظرين من الشحم وهما بيت الزّرع وكليته، واكتليته: أصبت كليته.
ومن المجاز: شرب الماء من كلية المزادة وهي الجليدة المستديرة تحت عروتها. وحللنا على ركايا في كلى الوادي: في جوانبه. ودبر البعير في كلاه إذا دبر في خاصرتيه وفلان لا يفرق بين كليتي القوس وكليتي السهم فكليتا القوس ما عن يمين الكبد وشمالها وكليتا السهم ما عن يمين النصل وشماله.
ومن مجاز المجاز: سحابة واهية الكلى.
ك م أ
جنيت كمأ واحداً وكمأين وثلاثة أكمؤ، وكمأة كثيرة، وهذا عكس تمرة وتمرٍ، وخرجوا يتكمّؤن: يجتنون الكمأة، وتكمأنا في أرض بني فلان.(2/145)
وأنشد الكسائي:
فلا تحبسنّي بأرض العراق ... وخلّ سبيلي إلى البادية
أراعي المخاض وأجني الكما ... وتلك لنا عيشة راضية
ومن المجاز: كمئت يده ورجله من البرد والعمل: تشققت فصارت كالكمأة.
ك م ت
فرس كميت: بيّن الكمتة من خيل كمت.
ومن المجاز: سقاه كميتاً: خمرة في لونها كمتة، وتقول: اصطبح من الكميت، حتى اصبح كالميت، وتمرة كميتٌ. قال:
وكنت إذا ما قرّب الزاد مولعاًبكلّ كميت جلدة لم توسّف صلبة لم تقشر لصلابتها. وكمّت ثوبك: اصبغه بلون التمر وهو حمرة في سواد.
ك م د
رجل كمد. حزين، وبه أسف وكمد، وأكمده الهمّ: غمذه. وشيء أكمد اللون: متغيره، وفي لونه كمد، ووجوه كمد: رمد، ومالي أراك أكمد اللون وكامد الوجه. وأكمد القصّار الثوب إذا لم ينق غسله ولم يبيضه. وكمد العضو تكميداً: أخذ خرقة وسخة دسمة فسخنها ثم زضعها على عضوٍ به وجعٌ أو ريح واسمها: الكمادة. وكمد الثوب: أخلق فتغيّر لونه.
ك م ش
رجل كميش وكمشٌ: عزوم ماضٍ، وقد كمش كماشةً، وانكمش في سعيه وتكمش: اسرع. قال امرؤ القيس:
ومجدّة أعملتها فتكمشت ... رتك النعامة في طريق حامي
حمي من حرّ الشمس. وهو منكمش في الحاجات. وانكمش الفرس في سيره، وكمّشته: أعجلته. وكمّش ذيله: قلّصه. وتكمّش الجلد: تقبّض.
ومن المجاز: قول الطّرماح:
فيا ليل كمّش غبّر الليل مصعداً ... بيمّ ونبّه ذا العفاء الموشّح
ك م ع
هو كمعها وكميعها: ضجيعها، وكامعها.
ومن المجاز: بات السيف كميعي.
ك م ل
كمل الشيء وتكامل وتكمّل، وأكملته وكملته واستكملته. ورجل كامل: جامع للمناقب. وحولٌ كميل. قال العباس بن مرداس:
على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلاً
وأعطاه حقه كملاً: وافياً، وهذه تكملته وتتمته: لما يتمّ به. وعرّف فلان التكملات من حساب الوصايا. وتقول: لك بعضه وكماله أي كله.
ك م م
كمّه يكمّه إذا ستره، وشيء مكموم.(2/146)
قال الأخطل:
كمّت ثلاثة أحوال بطينتها ... حتى إذا صرّحت من بعد تهدار
وشمّر كميه، وثوب طويل الأكمام، وكمّمت القميص وأكممته: جعلت له كمّين. وخرجت الثمرة من كمّها، والثمر من أكمامها وأكاميمها، وكمّمت النخلة وأكمّت: أخرجت أكمامها، ونخل مكّمٌ ومكمّ. قال:
رأيت جمال الحيّ لما تحمّلوا ... حوامل للأحداج نخلاً مكمّاً
وقال الأعشى:
هو الواهب الكوم الصفايا وعبدها ... نشبّهها دوماً ونخلاً مكمّاً
واعتمّ على الكمّة وهي هذه القلينسة اللاطئة بالرأس على مقداره. وتقول: لا تحسن العمّة، إلا على الكمه. وعلّقوا الأكمّة على الخيل وهي المخالي، الواجد: كمامٌ. وكفّ فم البعير: بالكمام والعام بما يكعم به أي يشدّ من حبل وبما يكم به أي يغطّى. وتكّم الرجل بثيابه: تغطّى بها.
ك م ن
استخرجه من مكمنه ومكامنه، واختفى في مكمن حريز، وسر كامن ومكتمن، وتقول: حبك في الفراد كمين، وأنت بذاك قمين، وقد كمن الشيء واكتمن. وناقة كمون: كتوم للّقاح إذا لقحت ولم تبشّر به أي لم تشل بذنبها، وقد كمنت لقاحها تكمنه.
ومن المجاز: هذا أمر فيه كمين أي دغلٌ لا يفطن له.
ك م هـ
ولد فلان أكمه، وقد كمهت عيناه.
ومن المجاز: هو في عمهٍ وكمهٍ: في ضلال وعمىً، وخرج يتعمّه ويتكمّه أي يذهب متحيراً ضالاً لا يدري أين يتوجه. وكلأ أكمه: كثير لا يدرى كيف يتجه له لكثرته. وكمه النهار: اعترضت شمسه غبرة. وكمه لون الإنسان: تغيّر.
ك م ي
هو كميّ من الكماة وهو الذي كمى نفسه بالسلاح أي سترها. وكمى فلان شهادته: كتمها. وقال:
كم كاعب منهم قطعت لسانها ... وتركتهاع تكمى الجليّة بالعلل
اقتضّها بالفجور فهي تغتلّ لزوجها وتريد أن تستر خالها الظاهرة من ذهاب عذرتها بتلفيق العاذير، وقطع لسانها: أنها لا تقدر على الحجّة.
ك ن ب
كنبت يداه: غلظتا من العمل. قال:
قد أكنبت يداك بعد لين ... وبعد دهن البان والمضنون
ك ن ت
رجل كنتيّ: مسنّ يقول كنت كذا وكنت كذا. قال:
فأصبحت كنتياً وأصبحت عاجناً ... وشرّ خصال المرء كنتٌ وعاجن
ك ن د
رجل كنودٌ، وامرأة كنود وكندٌ. وكند(2/147)
النعمة: كفرها، ومنه: كندة: لأنه كند أباه ففارقه، وتقول: فلان إن سألته نكد، وإن أعطيته كند. ووقع البازي على كندرته وهو مجثم مهيأ له من خشب أو غيره.
ومن المجاز: أرض: كنود لا تنبت.
ك ن ز
كنز المال، ومال مكنوز، وله مكنز ومكانز وهو البيته الذي يكنز فيه. وكنز التمر في الوعاء. وهذا زمن الكناز. وكنزت الحب في الجراب فاكتنز فيه، وكنزت الجراب فاكتنز إذا ملأته جداً. وإنه لكنيز اللحم مكتنزه: صلبه. وناقة كناز اللحم.
ومن المجاز: معه كنز من كنوز العلم وقال زهير:
عظيمين في عليا معدٍّ وغيرها ... ومن يستبح كنزاً من المجد يعظم
وهذا كتاب مكتنز بالفوائد.
ك ن س
كنس البيت بالمكنسة والمكانس، ورمى بالكناسة، ورجل كنّاس: يكنس الحشوش. ودخل الوحشيّ في كناسهن والوحش في كنسها، وظبي كانس، وظباء كوانس، وكنست الظباء واكتنست وتكنّست. وهذه كنيسة اليهود وكنائسهم.
ومن المجاز: نجوم كنّس. ومرّوا بهم فكنسوهم، كقولك: فكسحوهم. وقال لبيد:
شاقتك ظعن الحيّ يوم تحملوا ... فتكنّسوا قطناً تصرّ خيامها
ك ن ع
كنعت أصابعه وتكنعت: تشنجت، وبها كناع.
ك ن ف
هو في كنف فلان، وهم في أكناف الحجاز: في نواحيه، وتكنفوه واكتنفوه: أحاطوا به من كل جانب. وكنفته: حفظته. وكانفته: عاونته. وفلان مخذول لا تكنفه من الله كانفة. واتخذ للإبل كنيفاً: حظيرة. قال متمّم:
فعينيّ هلاّ تبكيان لمالك ... إذا أذرت الريح الكنيف المنزّعا
وكنف الكيذال اعلحبّ: جعل يديه على رأس المكيال يمسك بهما المكيل. يقال: كله كيلاً غير مكنوف. وإنه لمكنّف اللحية إذا كانت عظيمة ذات أكنافٍ.
ومن المجاز: حرّك الطائر كنفيه: جناحيه. وتقول: في حفظ الله وكنفه. وعن عمر بن أبي ربيعة: ما علم الله أني طالعت كنف حرامٍ قط. وفي الحديث " كنيف مليء علماً ".
ك ن ن
كنّه وأكنّه: ستره، واكتنّ واستكنّ: استتر، وأكننته في نفسي: أضمرته. واجعله في كنّ، وربّ البيت ذي الأكنان. ونثر كنانته وكنائنه. وبنى على باب داره كنّةً: سترة مثل الجناح. وقعد على الكانون وهو المصطلى. " وأثقل من الكانون " وهو كانون الشتاء الذي هو أشده برداً أو كانون القوم الذي يكنّون عنه الحديث.(2/148)
قال أبو دهبل:
فليت كوانيناً من أهلي وأهلها ... بأجمعهم في بحر دجلة لجّجوا
الله منعونا من نحب وأوقدوا ... علينا وشبّوا نار صرمٍ تأجج
وتقول: أحسن من الكانون، في الكانون. وهذه كنة فلانٍ لامرأة ابنه أو أخيه، وهنّ كنائنه.
ك ن هـ
سله عن كنه الأمر: عن حقيقته وكيفيته. وأتيته في غير كنهه. في غير وقته. واكتنه الأمر: بلغ كنهه. وعندي من السرور بمكانك ما لا يكتنهه الوصف. وأكنه الأمر: بلغه غايته. وسحاب كنهور: صخام بيض.
ك ن ي
كنى عن الشيء كناية وكنى ولده وكنّاه بكنية حسنة، والكنى بالمنى. وتكنّى أبا عبد الله أو بأبي عبد الله، وفلان حسن العبارة لكنى الرؤيا وهي الأمثال التي يضربها ملك الرؤيا يكنى بها عن أعيان الأمور.
ك هـ ب
بعيرٌ أكهب، وناقة كهباء، وفيه كهبة وهي غبرة مشربة سواداً.
ومن المجاز: رجل أكهب اللون: متغيّره، وقد اكهاب لونه.
ك هـ ر
كهره ونهره. زجره. وفي قراءة ابن مسعود " فلا تكهر " ولقيته في كهر الضحى: في وقت ارتفاعه.
ك هـ ف
لجأوا إلى كهف وإلى كهوف وهي الغيران. وتكهّف الجبل: صارت فيه كهوف.
ومن المجاز: فلان كهف قومه: ملجؤهم، وتقول: أولئك معاقلهم وكهوفهم، وإليه يأوي ملهوفهم. وناقة ذات أرداف وكهوف وهي ما تراكب في ترائبها وجنبيها من كراديس اللحم والشحم. قال:
حسّر منه الخمس عن كهوف ... مثل أعالي الظعن الوقوف
ك هـ ل
هو كهل بيّن الكهولة، وقوم كهول، واكتهل الرجل وكاهل. وفي الحديث: " هل في أهلك من كاهل " ورويَ: من كاهل.
ومن المجاز: هو كافل أهله وكاهلهم وهو الذي يعتمدونه شبّه بالكاهل واحد: الكواهل. واكتهل النبات: تمّ طوله وتكهّل، ونبات كهل. قال ابن مقبل:
وقوف به تحت أظلاله ... كهول الخزامى وقوف الظعن وطائر كهل: سعد. قال أبو خراش:
فلو كان سلمى جاره أو أجاره ... رياح بن سعد ردّه طائر كهل
ك هـ م
سيف كهام: كليل، وقد كهم وكهم كهامة وتكهم.
ومن المجاز: لسان كهام: عيٌّ. وفرس كهام: بطيء عن الغاية. ورجل كهام وكهيم: لا غناء عنده. وكهم بصره إذا كلّ ورقّ.
ك هـ ن
هو كاهن بيّن الكهانة وقد كهن وكهن. وعن ابن عباس: لا تتبع النجوم فإنها تؤدّي إلى الكهانة، وتكهّن: قال ما يشبه قول الكهنة.
ك هـ ه
استنكهت الشارب فكه في وجهي: تنفّس. وكهكه المقرور في يده: ليدفئها.(2/149)
قال الكميت:
وكهكه المدلج المقرور في يده ... واستدفأ الكلب بالمأسور ذي الذئب
ك وب
لا يزال معه كوب الخمر، وكوبة القمر وهي النرد أو الشطرنج.
ك وح
كاوحه مكاوحة.
ك ور
كار العمامة وكوّرها، وهذه العمامة عشرة أكوار وعشرون كوراً. واتخذ القين كوراً وكيراً: موقداً للنار وزقاً للنفخ. والنحل في اعلكوّارة وهي الخليّة. وكوّرت المتاع: وضعت بعضه على بعض. وحمل على ظهره كارةً من الثياب، وهذه كارةٌ من كارات القصار. وطعنه فكوّره: صرعه. وتكوّر الجبل: سقط، واشترى جملاً بكوره، وجالاً بأكوارها وكيرانها. ودخلت كورة من كور خراسان. " ونعوذ بالله من الحور بعد الكور " وهو الزيادة.
ك وز
اكتاز الماء: اغترفه بالكوز. واكتز من هذا الحب، ورأيته يكتاز منه. ورجل مكوّز الرأس ومبرطل الرأس: طويله.
ك وس
كوسه الله في النار: قلبه على رأسه. وعشب متكاوس: كثف حتى تساقط. وكاس العقير كوساً لأنه يسقط على رأسه. وقاس النّجار العود بالكوس وهي خشبته المثلثة.
ك وع
رجل أكوع، وبه كوع وهو خروج الكوع. وفلان لا يفرق بين الكوع والكرسوع، الكوع: من ناحية الإبهام، والكرسوع: من ناحية الخنصر.
ك وف
كوّف وبصر: أتاهما. وتكوّف وتبصر: صار كوفياً وبصرياً وتعصب لأهلهما وذهب مذهبهم.
ك وم
ناقة كوماء، وإبل كومٌ. وعنده كومة من الطعام وغيره وكومٌ: صبر. وكوم كومةً من تراب. وكام الفرس أنثاه يكومها. وقال:
عقربة يكومها عقربان
ك ون
كانت الكائنة والكوائن. وقال سويد:
فلما التقينا وكان الجلاد ... أحبّوا الحياة فولّوا شلالا
وأخبرني بالكائن عندك. وكوّن الله العالم: أحدثه(2/150)
فتكوّن. وتقول: أقفرت الديار كأن لم يكنها أحد أي لم يكن بها. قال ذو الرمة:
كأن لم يكنها الحيّ إذ أنت مرّةً ... بها ميت الأهواء مجتمع الشّمل
وتقول: إذا سمعت بخيرٍ فكنه، أو بمكان خير فاسكنه.
ك وي
نظرت من الكوة، ونظن من الكوى والكواء، وكوّيت في داري كوًى. وكواء بالمكواة والمكاوي.
ومن المجاز: كوته العقرب: لدغته.
ك ي د
له كيد ومكيدة ومكايد، وكاده وكايده. وكادت الشمس تغيب.
ومن المجاز: رأيته يكيد بنفسه: يقاسي المشقّة في سياقه. وغزا فلم يلق كيداً أي لم يقاتل.
ك ي س
هو أكيس بيّن الكيس والكياسة، وقوم أكياس وكيسى بوزن: حمقى. قال:
فكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في اعلحمقى فكن مثل أحمقا
وهو الأكيس وهي الكيسى والكوسى، وكاس في الأمر يكيس وتكيّس وتكايس. وامرأة كيّسة، ونساء كياس، وأكيست وأكاست: جاءت بأولاد أكياس. قال:
فلو كنتم لمكيسة أكاست ... وكيسُ الأم يظهر في البنهنا
ولكن أمكم حمقت فجئتم ... غثاثاً ما نرى فيكم سميناً
وامرأة مكياس: نقيض محماق. وكايسني فكسته: غلبته في الكيس. وكايسته في البيع لأغبنه، وفي الحديث. أنه قال لجابر: " أتراني إنما كستك لآخذ جملك " وهو كيس مكيّس: موصوف بالكيس. وتقول: ما كسته فما كسته.
ومن المجاز: بنى فلان داراً كيس. وفي مثل " أكيس من قشّة ". وفي الحديث: " إن أكيس الكيس التّقى وأحمق الحمق الفجور " وركب فلان كيسان إذا غدر وهو علم للغدر. قال النمر ابن تولب:
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أمضى من شبابهم المرد
ك ي ل
برّ مكيل، وكلته له: أعطيته. واكتلته منه، واكتلته عليه: أخذته.
ومن المجاز: كايلناهم صاعاً بصاع: كافأناهم، وتكايلوا بالدم. قال:
فيقتل جبراً بامريء لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدم
وكايلته في المقال إذا قلت له مثل ما يقول لك، وقال ذلك مكايلةً أي مقايسة، وكاله به: قاسه.(2/151)
قال الأخطل:
فقد كلتموني بالسوابق قبلها ... فبرّزت منها ثانياً من عنانيا
وكالهم بالسيف كيلاً. قال:
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
والفرس يكابل الفرس كيلاً بكيل: يسابقه. وهذا طعام لا يكيلني: لا يكفيني. وكال الزند يكيل إذا قتل فخرجت سحالته وهي حكاكة العود. ولم ير. وكال فلان بسلحه من الفزع، ومنه قيل للجبان: الكبّول. وقام في الكيول: في مؤخر الصفوف. وفي الحديث أنه قال لرجل " فلعلك إن أعطيتك سيفاً أن تقوم في الكيول ".
ك ي ن
كان الرجل يكين كينةً، واستكان استكانةً إذا خضع، وأكانه: أخضعه، وأدخل عليه من الذل ما أكانه. قال:
لعمرك ما تشفى جراح تكينه ... ولكن شفائي أن تئيم حلائله
وبات بكينة سوء: ما يتكلّم إلا أن تنذره إذا بات واجماً. واكتان إذا أسرّ الحزن في جوفه واشتقّ من الكين وهو لحم باطن الفرج، وقيل: البظر لأنه في أسفل موضع وأذله.(2/152)
كتاب اللام
ل ؤ ل ؤ
هو لآل بيّن اللثالة وهو بائع اللؤلؤ. قال:
درّة من عقائل البحر بكر ... لم تخنها مثاقب اللآل
وكأنها لؤلؤة الغوّاص، وهذه قلادة لؤلؤٍ ولآليء. وتلألأ النجم، وتلألأت النار، ولألأت النار إذا أرت لهبها، وأبصرت لألاء السراج: ضوءه.
ومن المجاز: " لا أفعل ذلك ما لألأت الفور بأذنابها ": ما بصبصت الظّباء. قال:
أحقاً عباد الله أن لست ناسياً ... سناناً طوال الدهر ما لألأ العفر
ولألأت المرأة: برقت بعينيها. ولألأت النّوح: قلبن أيديهن. قال عديّ يصف حال نفسه:
يلألئن الأكف على عديّ ... كشنٍّ خانه خرز الرّبيب
وقال أبو عبيدة في قول زهير:
كأنها بلوى الأجماد لؤلؤة ... أو بطن فيحان موشيّ الشوى لهق
أراد باللؤلؤة: بقرة الوحش وهو من التشبيه بالمجاز، كما تقول: كأنّ لسانه عققة: تريد السيف.
ل أم
صدعٌ ملتئم ومتلائم، وقد لاءمته ملاءمة ولأمته، وفلان لا يلائمني: لا يوافقني. وريش لؤام: خلاف لغاب إذا التقى بطن قذّة وظهر أخرى، وسهمٌ لأمٌ: مريش باللؤام وبه فسّر: كرّك لأمين على نابل. ولبس لأمته وهي الدّرع المحكمة الملتئمة، ولبسوا اللأم، وقيل: اللؤم كقرية وقرًى. وقال المتلمس:
وعليه من لأم الكتائب لأمةٌ ... فضفاضة فيما يقوم ويجلس
واستلأم: تدرّع. ولؤم فلان لؤماً ولآمةً، وهو من اللئام واللؤماء، وهو لئيم ملأمٌ: ملوم منسوب إلى اللؤم. ورجل ملأم: للذي يعذر اللئام ويذبّ عنهم.
ومن المجاز والكناية: هذا طعام لا يلائمني. وما التأمت عيني حتى فعل كذا أي ما ثقفه بصري. وهذا كلام لا يلتئم على لساني. ورجل لؤمة: يحكى ما يصنع غيره. واستلأم الرجل الخال لابنه: إذا تزوج في اللئام، ونقيضه: استكرم الخال لابنه.
ل أي(2/153)
هم في لأواء العيش: في شدّته. وفعل ذلك بعد لأي، ولأياً عرفت، ولأياً بلأي ركبت. قال:
فلأياً بلأي ما حملنا غلامنا ... على ظهر محبوكٍ شديدٍ مراكله
ولأيت لأياً: أبطأت. والتأت عليّ الحاجة.
ل ا
خرج فما كان إلاّ كلا ولا حتى رجع.
ل ب أ
" أجرأ من اللبؤة ". ولبأت القوم: سقيتهم اللّبأ. وألبأوا: كثر عندهم، وهم ملبنون ملبؤن، والتبأوه: شربوه. وعشار ملابيء: دنا نتاجها، ومهم الألبان والألباء. والتبأت الشاة ولبأتها: احتلبت لبأها. قال ابن هرمة:
لست بذي ثلّة مؤبلّة ... آخذ ألبانها وألباءها
ومن المجاز: لبأت الفسيل وغيره من الأغراس: سقيته حين غرسته. وفي الحديث " إذا غرست فسيلةً وقيل إن الساعة تقوم فلا يمنعك ذلك أن تلبأها " ولبأتهم الكمأة وغيرها: ألأطعمتهم قال ذو الرمة:
وربعية مربوعة قد لبأتها ... بكفيّ في دوّية سفراً سفرا
أراد: وكمأة نابتة في الربيع ممطورة أطعمتها وقت الصباح قوماً مسافرين. والتبأت لبأ فلان إذا كنت أول من ابتكر خبره.
ل ب ب
هو لبّ اللوز وغيره ولبابه. وفي حديث الحسن: " لباب البر بلعاب النحل " ورأيته يلب اللوز: يكسره ويستخرج لبه. وحبب البر ولبب: صار له حبّ ولب. وألبّ بالمكان وأربّ: أقام. وامرأة واضحة اللباب، وطعن في لبّة البعير وهي منحره وموضع قلادتها، وألببت الفرس: عرضت اللبب على لبته، وأخذ بتلبيبه وهو ما في موضع اللبب من ثيابه. ولبّبه فعتله. وصرخ إليهم ولبّب: جعل قوسه في عنقه ثم قبض على تلبيب نفسه وصرخ وهكذا يفعل صارخهم. قال:
إنا إذا الداعي اعترى ولبباً
وتلبب الرجل: تحزم. وفي الحديث: " إنه صلى في ثوب واحد متلبّباً به " وقال:
واستلأموا وتلّببوا ... إن التلبّب للمغير
ولبلبت الشاة بولدها إذا لحسته وألطفته بشفتيها وتعطّفت عليه، ومنه: اللّبلاب: لالتوائه على الغصوب.
ومن المجاز: هو ذو لب، وهو من أولي الألباب، وهو لبيب من الألباء، وقد لب يلب لبابةً. وأخذ(2/154)
لبابه: خالصه. وهو من لباب الإبل. ورجل لباب من قوم لباب. وحسب لباب. قال:
أليس بذي المكارم في قريش ... إذا عدّت وذي الحسب اللباب
وأقبل عليه بلبه وببنات ألببه وألببه بالفتح والضمّ، وأنا أحبك من بنات أببي أي من أصل نفسي. وأخذوا في لبب الرمل وهو ما بين يده من الرمل الرقيق إلى جلد الأرض. وهو بلبب الوادي، ولبّبوا واستلببوا: أخذوا فيه. وهو رخيّ اللبب: واسع الصدر. وهو في لببٍ رخيٍّ: في سعة حال. وذاك الأمر منه في لبب رخيّ: في بال واسع. ولبلبت به: أشفقت. قال:
ومنا إذا حزبتك الأمور ... عليك الملبلب والمشبل
وهو محبّ له بلبالب قلبه. ومررت بحيّ ذي لبالب وظباظب: ذي جلبتين جلبة الغنم وجلبة الإبل. قال:
وخصفاء في عام مياسير شاؤه ... لها حول أطناب البيوت لبالب
الخصفاء: غنم مختلطة من ضأن ومعز، والمياسير: من يسّرت الغنم إذا ولدت وكثرت ألبانها.
ل ب ث
لبث بالمكان لبثاً ولبثاً ولباثاً، وهو قليل اللباث، وتلبّث، ويقال: الماء إذا طال لبثه، ظهر خبثه. وما ألبث وما لبثك، وما لبث أن فعل ذلك. وإ، الله لخبيث لبيث. ويقال: ألبث عن فلان وأوقف عنه وأقرّ عنه أي انتظره حتى يبدي انتظارك إيّاه خطأ رأيه.
ل ب ج
بج به: صرع. والذئب يصاد باللبجة والبجة، والذئاب تصاد باللبج واللبج وهي حديدة ذات شعبٍ كأنها كف بأصابعها تنفرج فتوضع في وصطها لحمة ثم تشدّ إلى وتد فإذا قبض عليها الذئب التبجت في خطمه.
ل ب د
تلبّد الشعر والصوف: تلصّق. وتلبّد التراب والرمل، ولبّده المطر. والتبد الورق. ولبّد الصوف: جعله لبداً. وخفّ ملبّد وملبود: متخذ من اللبد، ولبس اللبّادة. ولبّد الحاج شعره: عالجه بخطميٍّ أو صمغ لئلا يشعث. وخرج فلان ملبياً ملبّداً. وألبد القربة: جعلها في لبيد وهو الجوالق، ومنه قول عمر للبيد قاتل أخيه زيد: أأنت قتلت أخي يا جوالق.
ومن المجاز: " أجرأ من ذي لبدة " وذي لبدٍ وهو الأسد وهي شعره الكثيف المتلبّد على زبرته. قال:
كأنه ذو لبدة دلهمس ... يفرس في عرينه ما يفرس
و" أمنع من لبدة الأسد ". وفلان لا يجف لبده(2/155)
إذا لم يزل يتردّد. وأثبت الله لبدك، وثبّت لبدك، وحمل الله لبدتك، وكانوا عليه لبدة ولبدا إذا ازدحموا عليه. ولبد بالأرض وتلبّد: لصق متضائل الشخص. وفي مثل " تلبّدي تصيّدي " كقولهم: " مخرنبق لينباع "، ومنه قيل: تلبد فلان إذا رأى وتفرّس، وتقول صبيان العرب للسمانى: سمانى لبادي البيدي لا ترى: يدورون حولها ويقولون ذلك وهي لابدة لا تطير حتى تؤخذ. وفلان جثّامةٌ لبد: لا يفارق مكانه، ومنه أتى أبد، على لبد؛ وهو آخر نسور لقمان لظنّه أنه لبد فلا يموت. ومال لبدٌ، لا يخاف فناؤه من كثرته. و" ماله سبدٌ ولا لبد ". وألبد رأسه: طأطأه عند دخول الباب، يقال: ألبد رأسك. وعصابة ملبدة: لاصقة بالأرض من الفقر، وفلان ملبد: مدقع.
ل ب س
لبس الثوب لبساً، وتلبّس بلباس حسن ولباساً حسناً، وعليه ملبس بهيٌّ ولبوس من ثوب أو درع، وعليهم ملابس ولبس. وملاءة لبيس، ومزادة لبيس: خلق. قال الكميت:
تتبّعها بالطعن شرراً كأنما ... يُبجّس روقاه المزاد اللبائسا
وهو لبس الكعبة. وكشف عن الهودج لبسه. قال:
فلما كشفن اللبس عنه مسحنه ... بأطراف طفلٍ زان غيلاً موشّماً
وما لبست هذا الثوب إلا لبسةً واحدةً، وما أحسن لبسته! ولبّس الحقّ بالباطل. ولبس عليه الأمر ولبسه. ولابس عمل كذا. والتبس به وتلبّس. ولابست فلاناً حتى عرفت دخلته: خالطته. والتبست عليه الأمور، وفي أمره لبسٌ ولبسة بالضم إذا لم يكن واضحاً.
ومن المجاز: فيه ملبسٌ: مستمتع. قال امرؤ القيس:
ألا إن بعد العدم للمرء قنية ... وبعد المشيب طول عمرٍ وملبساً
وفلان قد لبس الاس: عاش معهم، ولبس أياه: مليه. قال:
لبست أبي حتى تملّيت عمره ... وملّيت أعمامي وملّيت خاليا(2/156)
وقال:
لبست أناساً فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا
والبس الناس على قدر أخلاقهم: عاشرهم. ولكل زمان لبسه أي حالة يلبس عليها من شدّه ورخاه. ولبست فلاناً على ما فيه: احتملته وقبلته. قال لبيد:
وإني لأعطي المال من لا أودّه ... وألبي أقواماً على الشّنآن
ولبست على كذا أذني إذا سكتّ عليه ولم تتكلّم وتصائمت عنه. قال ابن مفزّع:
فلبست سمعك ثم قلت أرى العدى ... كثروا وأخلف موعدي أشياعي
ويقال: لباس التقوى الحياء " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف " والسمحاق لبس العظم. والتبست به الخيل: لحقته. قال الفرزدق:
وأيقن أن الخيل إن تلتبس به ... يقظ عانياً أو جيفةً بين أنسر
ل ب ق
ثريدة ملبّقة: شديدة الثرد والخلط، ولبّق طعامه ولبقه يلبقه مثل: لبكه إذا خلطه وليّنه، ومنه: رجل لبق ولبيق: ليّن الأخلاق طيف ظريف، وامرأة لبقة ولبيقة. ولبق به الثوب، وهذا الثوب لا يلبق به. وهو لبق بالعمل ولبيق به. قال:
لبيقاً بتصريف القناة بنانيا
ل ب ك
لبك الثريد: خلطه.
ومن المجاز: لبكت عليّ الأمر، والتبك عليّ الأمر: التبس، وأمر ملتبك ولبك. وما ذقت عنده عبكة ولا لبكة: حبة سويق ولا لقمة ثريد.
ل ب ن
فلان أيمن من اللبن، ولبنت القوم: سقيتهم اللبن، وفرس ملبون ولبين: مقتفًى باللبن، وهو لابن وتامر، وألبن القوم، وقوم ملبنون: كثر عندهم، وناقة لبون: ذات لبن، ونوق لُبْنٌ ولُبُنٌ، وكم لُبْنث غنمك؟ وهو أخوه بلبان أمه، وتقول: حملتني على لبانها، وأرضعتني بلبانها. وما قضيت منه لبانتي: نهمتي. واتخذ تلبينة وهي حساء من نخالة. وجاء فلان يستلبن: يطلب لبناً لضيفه أو عياله.
ومن المجاز: لبنه بالعصا والحجر: ضربه،(2/157)
وهو من قوله:
تحية بينهم ضرب وجيع
وظلّوا يرتمون ببنات اللبون إذا ارتموا بصخور عظام. ولبن القميص: جعل له لبنتين. " وهما فرسا رهان، ورضيعا لبان ". وقال:
وأرضع حاجةً بلبان أخرى ... كذاك الحاج ترضع باللبان
ل ب ي
دعاني فلبيته وسعديته: قلت له لبيك وسعديك. وأنشد سيبويه:
دعوت لما نابني مسوراً ... فلبّى ولبى يدي مسور
ولبّى بالحجّ وبالعمرة تلبيةً.
ل ت ت
لتّ السويق بالسّمن: جدحه. وعن بعض العرب: أصابنا مطر من صبير لتّ ثيابنا لتاً فأروضت منه الأرض كلّها أي بلّها. وقرىء " أفرأيتم اللات والعزّى ".
ل ت م
يقال لطم خدّه ولدم صدره ولتم نحره إذا طعن فيه بشفرة أو حربة.
ل ت ي
" وقع في اللتيّا والّتي " ز
ل ث ث
ألثّ السحاب: دام، وسحاب ملثّ العزالي. قال:
فما روضة من رياض القطا ... ألثّ بها عارض ممطر
وفلان يلثّ بالمكان: لا يبرح. وفي الحديث " ولا تلثّوا بدار معجزة ".
ل ث غ
رجل ألثغ، وامرأة لثغاء، وفيه لثغة ولثغ، وقد لثغ وتلاثغ، وما أدري ألغةٌ هي أم لثغة وهي قلب الراء غيناً أو ياءً والسين ثاءً.
ل ث ق
لثقت ثيابه نديت لثقاً. وطائر لثق الجناح. وألثقه المطر ولثّقه فتلثّق. قال امرؤ القيس:
وبات إلى أرطاة حقفٍ كأنها ... إذا لثّقتها غيبة بيت معرس
ولثق يومنا، ويوم لثقٌ إذا كان ساكن الريح كثير الندى. ولثقت الأرض لثقاً: ردغت. ومشينا في لثق: في وحلٍ، وأرض لثقة.
ل ث م
حطّ لثامه ولفامه: ما على فمه وأنفه من النقاب، ولثم فاه ولثّمه. وناس من المغاربة يقال لهم: الملثّمة. والتثم الرجل وتلثّم، وهو حسن اللثمة كالنقبة. ولثم فاها بالكسر يلثمه إذا(2/158)
وضع فاه على فيها موضع اللثام، ولاثمها، وتلاثما.
ومن المجاز: إبريق ملثوم وملثّم، وقد لثمه ولثمه إذا شدّ اللثام أي الفدام على بعض رأسه وترك بعضه للنفس. وقال الطرمّاح:
يفجأ الذئب بها قائماً ... أبرق النحر أحمّ اللّثام
أراد لون فمه وهي دغمته. ولثم الخف الحجارة ولثمته، وخفّ ملثوم وملثم، ولثمه: صكّه كما يصطك فما اللاثمين.
ل ج أ
لجأت إليه ولجئت والتجأت إليه. وهو حسن اللجأ إلى الله. وهو ملجأ القوم ولجأهم: وألجأته إلى كذا ولجّأته: أحرجته واضطررته. وفعل ذلك من غير إكراه ولا تلجئةٍ. ولجأ ماله تلجئة: جعله لبعض الورثة دون الآخرين. ل ج ب جيش لجب وذو لجب وهو كثرة أصوات الأبطال وصهيل الخيل. وبحر لجب بالتطام الأمواج. وسحاب لجب بالرعد. وعنز لجبة بالحركات الثلاث، وأعنز لجاب، وقد لجبت ولجبت لجوبةً. قال:
كأن أطباءها في الصيف إذا غرزت ... ولجبت أو دنا منهن تلجيب
وهو تولية اللبن وذهابه.
ل ج ج
رجل لجوج ولجوجة ولججة وملجاج، وفيه لجاج ولجج. والتجّ البحر: عظمت لجته وتموج، ولجّج القوم: دخلوا في اللجج، ولجّجت السفينة، وبحر لجّيّ. ولجلج المضغة في فيه: أدارها. ولجلج لسانه بكلام غير بيّن، وتلجلج لسانه به. ورجل لجلاج. واستجمر بالييلنجوج. قال الشماخ:
يثقّب نارها والليل داجٍ ... بعيدان اليلنجوج الذكيّ
ومن المجاز: لجّ به الهمّ والنزاع. واستلجّ بيمينه إذا لم يكفّرها. والتجّ الظلام. والظعن تسبح في لج السراب. وأرض ملتجّة: شديدة الخضرة. وفي حديث طلحة: فوضعوا اللجّ على قفيّ: يريد السيف شبّهه باللج في كثرة مائه، وقيل: هو سيف الأشتر وكان يسميه: اليم واللجّ. وقال فيه:
ما خانني اليمّ في مأقطٍ ... ولا مشهد مذ شددت الإزارا
وكأنه ينظر بمثل اللجتين أي المرآتين، كما يقال: عيناهخ كالماويّتين.
ل ج ف
لجفت البئر حفرت في جوانبها، وفي البئر لجفٌ وهو ما حفر في جانب منها أو أكله الاء حتى صار كالكهف، وبئر ذات لجفٍ وألجافٍ، وقد تلجّف البئر، ولجّفها مخض الدلاء.
ومن المجاز: لجّف القوم مكيالهم: وسّعوا أسفله. ولجّف الوحشيّ كناسه.(2/159)
قال العجاج:
إذا انتحى معتقماً أو لجفاً
أي حافراً سفلاً أو حفر في جانب، ونظير الاعتقام والتلجيف: الضّرح واللّحد في القبر.
ل ج م
استلجمته فرسي فألجمه لي، وعلك الفرس اللجام، والخيل اللجم، وصك باللجام ملجّمه: فاه وموضع لجامه.
ومن المجاز: ألجموا القدر إذا جعلوا في عروتها خشبةً فرفعوها بها، ويقال: حملوها بلجامها. وتلجّمت الحائض. استثفرت باللجام واللّجة وهو خرقتها التي كالثّفر، وأما التي تحملها في فرجها فهي الفرام، يقال: استفرمت بالفرام، وتلجّمت باللّجام، وفي الحديث: " تلجّمي في علم الله ستاً أو سبعاً " وألجمه عن حاجته: كفّه؛ وتكلّم فلان فألجمته وألقمته الحجر. وفي مثل " التّقيّ ملجمٌ " وجاء فلان وقد لفظ لجامه إذا جاء مجهوداً. وأتبع الفرس لجامها أي أتمّ الحاجة. وضربه على ملجّمه: على فيه. قال:
لم استثرتم أسداً من أجمه ... ترى زجاج الموت في ملجّمه
ل ج ن
لجّن الخبط: دقّه بالحجر حتى تلجّن أي تلزّج وهو اللّجين تعلفه الإبل مع الدقيق أو الشعير. قال الشمّاخ:
وماء قد وردت لوصل أروىعليه الطير كالورق اللجين. ولجّن الخطميّ: أوخفه. وناقة لجون: بيّنة اللجان، وقد لجنت تلجن: خلأت. قال النابغة:
فما وخدت بمثلك ذات غربٍ ... حطوط في الزمام ولا لجون
ومن المجاز: تلجّن رأسه: توسّخ حتى تلبّد. ورمى الفحل الهادر بلجينه: بزبده شبّه بوخيف الخطميّ. ولجن المشط في رأسه إذا لم ينفذ فيه من الوسخ.
ل ح ب
لحب الجزّار ما على ظهر الجزور إذا أخذه. ولحب اللحم عن العظم. ولحبت العود. ولحب لحم فلان إذا نحل، وناقة لحيب: ذهب لحمها لغزارتها. وقتيل ملحّبٌ: مقطع اللحم. ولحب ظهره بالسياط. ولحب الطريق: أوضحه، وطريق لاحب ولحب. ومرّ يلحب: يسرع. قال ذو الرمة:
فانصاع جانبه الوحشيّ وانكدرت ... يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب
ل ح ج(2/160)
لحج فيه إذا نشب، يقال: لحج السيف في الغمد فلا يخرج. ولحج الخاتم في الإصبع. ووقع في ملاحج: في مضايق. واستلحج الباب. وقفل مستلحج إذا لم ينفتح.
ل ح ح
ألحّ عليه في السؤال. وألحّ على غريمه. ومكان لاح: ضيق أشب. وهو ابن عمّي لحاً. وقد لحت القرابة بيني وبينه: دنت. وأنشد الأصمعي:
هلال ومبذول وعمرو بن عامر ... بنو عمّنا لحاً ويجمعنا الأب
وبعنه لحح وهو التصاق الجفنين من رمد.
ومن المجاز: ألح القنب على ظهر الدابة، وقنب ملحاح. ورحى ملحاح: تلح على ما يطحن بها. وألح السحاب: دام مطره. وخلأت الناقة وألح الجمل.
ل ح د
قبر ملحود وملحد، ولحدت القبر وألحدته، وقبروه في لحد وملحود، ولحد للمّيت، وألحد له: حفر له لحداً، ولحد الميت وألحده: جعله في اللحد.
ومن المجاز: لحد السهم عن الهدف وألحد. وألحد في دين الله. ولحد عن القصد: عدل عنه وألحد في الحرم، ولحد إليه وألحد: مال إليه. والتحد إليه: التجأ، ومالي دونك ملتحد. قال ذو الرمة:
إذا استوجست آذانها استأنست لها ... أناسيّ ملحود لها في الحواجب
أي إذا تسمّعت لشيء تبصّرت.
ل ح س
لحس الشيء بلسانه. وفي مثل " أسرع من لحس الكلب أنفه " ولحس الدود الصوف والجراد الخضر.
ومن المجاز: " تركته بملاحس البقر أولاده " إذا تركه بفلاة. ورجل ملحس: حريص يأخذ كلّ ما قدر عليه. وفلان أليس، ألدّ ملحس. وألحست الأرض: أنبتت ما تلحسه الدوابّ. وفلان لحوسٌ: يتتبّع الحلاوات كالذباب، وتقول: فلان لحوس، يحوس في المائدة ويحوس، وأخذتهم لواحس: سنون شداد، وسنة لاحسة: تلحس كلّ شيء من النبات. قال الكميت:
وأنت ربيع الناس وابن ربيعهم ... إذا لقيت فيها السنون اللواحس
والتحست منه حقّي: أخذته. ورجل لاحوس: مشئوم يلحس قومه، كقولهم: قاشور.
ل ح ص
التحص خرت الإبرة: انسدّ.
ل ح ظ
هو يلحظني ويلاحظني. وفتنته لحظاتها وألحاظها. وقال زهير:
فوقعت بين قتود عنس ضامر ... لحّاظة طفل العشيّ سناد(2/161)
هي باقية النشاط بالعشيّ فهي تطمح بعينها. ورجل لحّاظ. قال عبد قيس بن بجرة:
يسوقون لحّاظاً إذا ما رأيته ... بسلع ذكرت الهجرس المتربّبا
وتلاحظوا. وفعل ذلك في لحظةٍ. ونظر إليّ بلحاظ عينه وهو مؤخرها.
ومن المجاز: أحوالهم متشاكلة متلاحظة، وتقول: أنا عنده محفوظ محظوظ، بعين العناية ملحوظ.
ل ح ف
لحفه ثوباً وألحفه، والتحف به وتلحّف، وعليه ملحفة ولحاف وملاحف ولحف.
ومن المجاز: ألحف السائل إذا شمل بسؤاله وهو مستغن عنه. ولاحفت فلاناً: لازمته، يقال: فلان يضاجع السيف، ويلاحف الخوف. والتحفت الدابة بالسّمن ولحفت. قال الأغلب يصف فرساً:
من كلّ محبوك الأعالي قد لحف
ولحفني فضل لحافه: أعطاني فضل عطائه. ولحفته سهماً: أصبته به. ولحفه مجمع كفّه: ضربه. ولحفت النّار الحطب إذا ألقيته عليها. قال ابن مقبل:
وتلحف النار جزلاً وهي بارزة ... ولا تلط وراء النار بالستر
وأصابه جوع يلحف الكبد ويلحس الكبد ويعضّ بالشّراسيف. ولحفت عنه اللحم: سحوته كأنّه كان لحافً له فكشفته عنه. ولحف القمر: امتحق. وألحف ظفره وأحفاه: استأصله بالمقصّ، ويجوز أن يكون إلحاف السائل منه.
ل ح ق
لحقه ولحق به لحقاً ولحاقاً، وهما سابق ولاحق، وهو من اللحق: من اللاحقين، وألحقته به. وقيل في قول القانت: " إنّ عذابك بالكفّار ملحق " هو بمعنى لاحق والوجه أن يراد ملحق بهم الفسّاق فحذف المفعول. وتلاحق القوم. وتلاحقت الرّكاب: تتابعوا. وأثمر الشجر اللحق والألحاق واللاحقة واللواحق وهو الثمر بعد الثمر الأول؛ وهذه الثمار من اللحق.
ومن المجاز: هو ملحق: ملصق دعيّ، واستلحقه: ادّعاه. وتلاحقت الأخبار. تتابعت. وتلاحقت أحوال القوم. ولحق الفرس: ضمر. ولحق بطنه، وفرس لاحق. وأنشد سيبويه:
لاحق بطنٍ بقزى سمين
ل ح ك
شيء ملاحك ومتلاحك: متداخل متلائم. ولوحك البنيان. ولوحك فقار هذه الناقة. قال الطرماح يصف الرحل:
تخَيّر من سرارة أثل حجرٍ ... ولاحك بينه نحت القيون
ل ح م(2/162)
معه لحمان كثير ولحام، ولحمت العظم: أخذت ما عليه من اللحم وعرقته، ولحمت الرجل وألحمته: أطعمته اللحم، ورجل لحيم، لاحمٌ، لحم، ملحم: سمين ذو لحم، أكولٌ له، مطعمه.
ومن المجاز: هذه لحمة البازي: لطعمته، ولحم الثوب، ولحمة الأرض لبقلها الذي يلبسها. وبينهم لحمة نسبٍ. وألحم البازي. وألحم ما أسديت. ورجل لحيم: قتيل، وقد لحم ومعناه قطع لحمه. ولهم ملحمة وملاحم. وألحم نفسه الموت: جعلها لحمةً له. وألحمتني الفسقة فسبّوني. وألحمه الأرض إذا جدله. وفلان ملحم ومستلحمٌ، وألحمه القتال إذا لم يجد منه مخلصاً. قال العجّاج:
إنا لعطّافون فوق الملحم ... إذا العوالي أخرجت أقصى الفم
واستلحمه الخطب: نشب فيه. قال ابن مقبل:
وينفعنا عند البلاء بلاؤه ... إذا استلحم الأمر الدّثور المغمّرا
واستلحم الطريق: ركبه ولزمه. وزرع ملحم، وقد ألحم الزرع: صار له لحم وهو دقيقه إذا شربه: من ألحم الرجل إذا صار ذا لحمٍ. وتلاحمت الشّجّة: تلاءم لحمها، ومنه: لاحم بين الشيئين، ولاحم الصّدع: لأمه. قال الحطيئة:
هم لاحموني بعد فقرٍ وعسرة ... كما لاحم العظم الكسير جبائره
ولحم الصائغ الذهب والفضة باللحام يلحمه فالتحم. وألحم بينهم شراً. وألحم الحرب فالتحمت. وامرأة متلاحمة: رتقاء. وفلان ملحم بالقوم: ملصق. وحبلٌ ملاحمٌ: مغارٌ. وقال الطّرماح
نطعمها اللحم إذا عزّ الشّجر ... والخيل في إطعامها اللحم عسر
أراد اللبن لأنه يحطّ لحم الحلائب فكأنهم يطعمون الخيل لحمها.
ل ح ن
لحن في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ أو صرفه عن موضوعه إلى الإلغاز. ورجل لحّان ولحّانة. ولحّنته: نسبته إلى اللحن وقلت له: قدل لحنت، ولحنت له لحناً: قلت له ما يفهمه عنّي ويخفى على غيره. وعرفت ذلك في لحن كلامه: في فحواه وفيما صرفه إليه من غير إفصاح به. قال:
منطقٌ واضحٌ ويلحنُ أحيا ... ناً وأحلى الحديث ما كان لحنا
ولا حنى ملاحنةً. قال الطرماح:
وأدت إليّ القول عنهنّ زولة ... تلاحن أو ترنو لقول الملاحن(2/163)
أي تكالم بما يخفى على الناس. وعن أبي مهديّة: ليس هذا من لحني ولا من لحن قومي أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلم به يعني لغته ولسنه، ومنه " تعلموا الفرائض والسنة واللحن كما تتعلمون القرآن ". وهذا لحن معبدٍ وألحانه وملاحنه: لما مال إليه من الأغاني واختاره. ولحّن في قراءته تلحيناً: طرّب فيها، وقرأ بألحانٍ ولحونٍ. ولحن ذلك عني بكسر الحاء: فهمه، وألحنته إياه. وهو لحن بحجّته: فهمٌ فطنٌ بها يصرفها إلى أي وجه شاء. وفلان لسنٌ لقنٌ لحنٌ. قال لبيد:
متعودٌ لحنٌ يعيد بكفّه ... قلماً على عسبٍ ذبلن وبان
وفلان ألحن بحجّته من صاحبه، وفلان يلاحن الناس: يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه.
ومن المجاز: قدح لاحنٌ: ليس يصافي الصوت عند الإاضة. وقوس لاحنة عند الإنباض، وسهم لاحنٌ عند التنفير، وإذا صفا صوته قيل: معرب. قال ذو الرمة:
في لحنه عن لغات العرب تعجيم
ل ح
ولحوت العود، وقشرت لحائه، ولحوت النخلة بالملحى وهي ما يقشر به لحاؤها. قال:
تبدّلت بعد الطيلسان عباءةً ... وبعد سنان الرمح ملحًى ومخلبا
ورجف لحياه، وألحيها. وشيوخ بيض اللحى واللحى. " وأمر بالتلحّي " وهو إدارة العمامة تحت الحنك.
ومن المجاز: لحاه الله، ولحاه اللاحي: لامه اللائم. قال:
لحوت شمّاساً كما تلحى العصى ... سباً لو أن السبّ يدمي لدميَ
ولاحاه ملاحاةً.
ل خ ص
لخّص الكلام تلخيصاً، وكلامٌ ملخصٌ. وفي جفنه لخصٌ وهو أن يكون لحيماً، وجفن لخصٌ. ورجل ألخص.
ل خ ن
لخن السّقاء. وشكوةٌ لخنةٌ: منتنة. ولخنت أرفاغ السودان لخناً. وأمةٌ لخناء. وشتمه ولخّنه: قال له يا ابن اللخناء. وأديم ألخن: ألقيَ في الدّباغ فتغيّرت رائحته. وقلفةٌ لخناء، ولخنها: بياضها الذي يشبه التكرّج ونتنها.
ل د د
رجل ألد وألندد ويلندد، وفيه لدد، وقوم لد، ولادّه ملادّةً ولداداً، وهو شديد اللّداد. وتركت فلاناً يتردّد ويتلدّد: يتلفّت. وضربه على لديدي عنقه وهما صفحتاها، وضربه على متلدّده على عنقه. قال:
ولو شئت نجّتني من القوم جسرةٌ ... بعيدة بين العجب والمتلدّد
ونزلوا في لديدي الوادي. ولدّ فلانٌ: سقي اللدود(2/164)
وهو ما سقيَ في أحد لديدي الفم وهما شقّاه. والتددت: نحو استطعت. قال ابن أحمر:
شربت الشكاعي والتددت ألدّةً ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا
وهو شديد لديد.
ل د غ
لدغته الحية والعقرب: ورجل لديغ، وقوم لدغى، وألدغته: أرسلت عليه حية أو عقرباً فلدغته.
ومن المجاز: لدغته بكلمة: نزعته بها. وفلان قرّاصة لدّغة، وله عقارب لدّاغةٌ.
ل د م
لدمت النائحة صدرها وعضديها، والتدمت بنفسها، كقولك: خضبت يدها واختضبت. ولدم الصائد حجر الضبع بحجر فتحسبه صيداً فتخرج فتصاد، وفي حديث عليّ رضي الله عنه: لا أكون مثل الضّبع تسمع اللّدم فتخرج حتى تصاد. وقال ابن مقبل:
وللفؤاد وجيبٌ تحت أبهره ... لدم الغلام وراء الغيب بالحجر
وأخذته أم ملدمٍ وهي الحمّى. ولدم الثوب والخفّ ولدمه وتلدّمه: رقّعه، وثوب وخف لديم وملدم ومتلدّم، ورُويَ قول القطاميّ:
ولكن الأديم إذا تفرّى ... بلًى وتعيناً غلب الصّناعا
ولكن اللديم. وتقول: نعم العوض من الخفّ اللديم. خف الأديم.
ل د ن
لدن العود والرمح لدانة ولدونة، ورمح لدن، ورماح لدنٌ ولدانٌ، وقناة لدنةٌ الكعوب. وسرنا لدن غدوة: من طلوع الشمس إلى غروبها. وقال:
لدن غدوة حتى ألاذ بخفّها ... بقية منقوص من الظلّ قالص
ومن المجاز: لدنت أخلاقه وهو لدن الخليقة: لين العريكة. وتلدّنت في حاجتي: تمكّنت وتلدّنت بالمكان: أقمت. وأرض سباريت: ما بها متلدّن. وتلدّنت عليّ راحلتي إذا لم تمش " وهب لي من لدنك ولياً ".
ل ذ ذ
لذّ الشيء لذةً ولذاذةً، والتذ التذاذاً، وشيء لذٌ ولذيذ. وهو في لذّ من العيش، وله عيش لذّ. قال محمد بن ذؤيب العماني:
إذ العيش لذّ والجميع بغبطةٍ ... لهم سامر والروض مستأسد البقل
وقال:
ولذ كطعم الصّرخديّ تركته ... بأرض العدى من خشية الحدثان(2/165)
أراد النوم. وخمرٌ لذّة. ورجل لذ: طيب الحديث. وهذا أطيب وألذ. ولذذت الشيء ولذذت به والتذذته والتذذت به وتلذذت، وهذا مما يلذّني ويلذّذني، واستلذه. ولاذّ الرجل امرأته ملاذّةً ولذاذاً، وتلاذّا عند التماسّ.
ل ذ ع
لذعته النار والحرّ فالتذع، وتلذعت النار: تضرّمت.
ومن المجاز: لذع الحب قلبه. قال أبو دؤاد:
فدمعي من ذكرها مسبلٌ ... وفي الصدر لذعٌ كلذع الغضا
ولذعته بلساني. والقيح يلذع القرحة، والتذعت القرحة من القيح. وأجد لذعةً ولوعةً. وإنك لمذّاع لذّاعٌ: لمن يعد بلسانه خيراً ثم يلذع بالخلف. وكلمته فإذا هو غضبان يتلذّع. ورأيته راكب بعيرٍ يتلذّع تحته. قال:
تلذّع تحته أجذٌ طوتها ... نسوع الرّحل عارفةٌ صبور
ورجل لوذعيّ: ذكيّ حديد النفس. قال يرثي ابن لبنى:
أذلّت هذيل يا ابن لبنى وجدّعت ... أنوفهم باللوذعيّ الحلاحل
ل ز ب
طين لازب. وأصابتهم لزبةٌ: شدةٌ، ولزبات.
ومن المجاز: ما هذا بضربة لازبٍ.
ل ز ج
شيء لزجٌ بيّن اللزوجة، يقال: بلغمٌ لزج وزبيب لزج. وأكلت شيئاً فلزج بأصابعي: علق. ودققت الورق حتى لزج.
ل ز ز
لزّ الباب يلزّه إذا لحجه، وهذا لزاز الباب: لنجافه الذي يلزبّبه. ولزّ الشيء بالشيء: قرن به وألصق فالتزّ به، ولازّه: لاصقه. ورجل ملزّز الخلق: مدمجه. وافتح لزّ الحقّة ولزّ المجمر وهو الزّرفين. قال ابن مقبل:
لم يعد أن شقّ النهيق لهاته ... ورأيت قارحه كلزّ المجمر
ومن المجاز: لزّه إلى كذا: اضطره. ولززت بي يا فلان. وقال:
ولا اتقى الغيور إذا رآني ... ومثلي لزّبا لحمس الرّبيس
وهو ملز في خصوماته، وإنه لزاز خصم، ولزاز مالٍ: مصلح له. وجعلتك لزازاً لفلان لا تدعه يخالف.
ل ز م
لزمه المال لزوماً، وألزمته إيّاه. ولزم غريمه لزماً. ولا تنزع من لزمه حتى تنترع الحقّ منه. وفلان ملزوم: وأخذ يمطلني فلازمته حتى استوفيت حقّي منه. وألزمت خصمي إذا حججته. " فسوف يكون لزاماً ": عذاباً لازماً. والتزم الأمر. وهذا ملزم الصيقل: لخشبته التي يصقل عليها.(2/166)
ومن المجاز: التزمه: عانقه.
ل ز ن
عيشٌ لزنٌ: ضيّق. وزمنٌ ألزن: شديد الكلب. قال:
ومعاذراً كذباً ووجهاً باسراً ... وتشكّياً عضّ الزمان الألزن
ل س ب
لسبت العسل: لعقته. ولسبته العقرب.
ومن المجاز: لسبه بلسانه. وفلان لسّابة للناس. ولسبه أسواطاً: ضربه.
ل س س
الدابة تلسّ النبات: تأخذه بجحفلتها. وقال زهير:
ثلاث كأقواس السراء وناشط ... قد اخضرّ من لسّ الغمير جحافله
وقال الكميت:
لسّ الغمير بها مستقبلاً أنفاً ... من الربيع وحتى اغلولب العشب
ومن المجاز: فلان يلسّ لي الأذى: يدسّها.
ل س ع
لسعته العقرب والزّنبور وهو الضرب بالذنب واللدغ بالفم، وألسعته: أرسلت عليه عقرباً تسلعه.
ومن المجاز: فلان يلسع الناس: يؤذيهم بلسانه ويقرصهم. ورجل لسعةٌ. وأتتني منه اللواسع: النواقر من الكلم. وامرأة لسوع: فارك تلسع زوجها بسلاطتها. وأكل بين الناس وألسع: أغرى.
ل س ن
لهم ألسن وألسنة حداد، وردل لسن: بيّن اللسن وقد لسن. ولكل قوم لسن: لغة. ولسنته: أخذته بلساني. قال:
وإذا تلسنني ألسنها ... إنني لست بموهون فقر
ولاسنني فلان فلسنته، وكانت بينهما ملاسنة. ونعل ملسّنة: جعل طرفها كطرف اللسان. قال كثير:
لهم أزرٌ حمر الحواشي يطأنها ... بأقدامهم في الحضرميّ الملسّ
وامرأة ملسّنة القدمين: لطيفتهما.
ومن المجاز: استوى لسان الميزان: ونشب لسان الإبزيم. وفلان ينطق بلسان الله: بحجته وكلامه. وهو لسان القوم: للمتكلّم عنهم. وإن لسان الناس عليه لحسنةٌ أي ثناؤهم. وطفيء لسان النار، وتلسّن الجمر. ولسان العرب أفصح لسان. وأتتن منه لسان: رسالة وخبر. وفلان ذو وجهين وذو لسانين.
ل ص ب
" أعذب من ماء اللّصاب " جمع: لصبٍ وهو مضيق الوادي.
ل ص ص(2/167)
لصّ بيّن اللصوصيّة، وقد لصّ يلصّ بكسر اللام، وهو يتلصّص إذا تكررت سرقته. وامرأة لصّةٌ. ورجل ألصّ الأضراس، وبه لصص. وألص الفخذين وألص المنكبين: متقاربهما تكادان تمسان أذنيه. وجبهة لصّاء: ضيقةٌ دنا شعر الرأس من الحاجبين. وشاة لصّاء: أقبل أحد قرنيها وأدبر الآخر.
ل ص ف
رأيته يلصف لونه: يبرق لصيفاً.
ل ص ق
لصق به والتصق، وألصقته به، وهو جارٌ لصيق وملاصق، وهو بلصق الحائط. وداوي الجراحة باللّصوق واللاصوق وهو دواء يلصق به الجرح.
ومن المجاز: فلان ملصقٌ ولصيق: دعيّ. وألصقَ بناقته: عرقبها. ونزلت بفلان فما ألصق بشيء. وقيل لأعرابيّ: كيف أنت عند القرى فقال: ألصق والله بالناب الفانية والبكر الضرع. قال الراعي:
فقلت له ألصق بأيبس ساقها ... فإن يجبر العرقوب لا يرقأ النّسا
وقال ابن مقبل:
ويلصق بالكوم الجلاد وقد رغت ... أجنتها ولم تنضّج بها حملاً
لم تجاوز به وقت الولاد.
ل ط ئ
لطئ بالأرض. وسقفٌ لاطئ. وتقلّس باللاّطئة وهي قلنّسوة صغيرة تلطأ بالرأس. وشجّه اللاطئة وهي السمحاق.
ل ط ح
لطح فخذه: ضربه ببطن كفّه.
ل ط س
لطسه البعير بخفه.
ومن المجاز: موجٌ متلاطس.
ل ط ط
لطّ الشيء وألطه: ستره. وفلان لا يلطّ قدره: لا يسترها من الضّيفان. وعن بعض العرب: لطّ السّحاب أسفل الحمرّة. ولطّ الحجاب وألطّه وبالحجاب: أرخاه. قال عبّاد بن عمرو الباهليّ:
وإذا أتاني سائل لم أعتلل ... لألط من دون السّوام حجابي
وقال الأعشى:
ولقد ساءها البياض فلطّت ... بحجابٍ من دونها مسدوف
ولطّت الناقة بذنبها: جعلته بين فخذيها في عدوها. وهي تلطّ بعينها الكحل: تلزقه. ومشوا على الملطاط وهو حافة الوادي. وعرّض الخبز بالملطاط: بالمحور.
ومن المجاز: لطّ فلانٌ دون الحقّ بالباطل وألطّ. قال الربيع بن الحقيق:
لا تجعل الباطل حقاً ولا ... تلطّ دون الحقّ بالباطل
ولطّ سرّه: كتمه. قال:
تعالى لا ألطّ ولا تلطّى ... ونبدي ما نكنّ ولا نغطّي(2/168)
ولطّه بالعصا: ضربه.
ل ط ع
لطعه بلسانه: لحسه، والأم تلطع ولدها. وزنجيّ ألطع، وبه لطع وهو البياض في باطن شفته.
ومن المجاز: لطعه بالعصا. ولطع إصبعه إذا مات. ولطعت البئر: ذهب ماؤها. ولطعت اسمه من الديوان: محوته. ولطع الكلب والذئب الماء: شربه والتطعه. وأنشد الجاحظ لبشر ابن المعتمر:
ولطّعة الذئب على حسوه ... وصنعة السرفة والدّبر
يريد حسو الذئب للحدقة كما يحسى الماء لقوّة نفسه.
ل ط ف
شيء لطيفٌ: ليس بجافٍ.
ومن المجاز: عود لطيف، وكلام لطيف. وهو لطيف الجوانح. وإن فيها للطافة خلق. وفلان لطيف يلطف لاستنباط المعاني. ولطفت بفلان: رفقت به، وأنا ألطف به إذا أرأيته مودة ورفقاً في المعاملة، وهو لطيف بهذا الأمر: رفيق بمداراته. و" الله لطيف بعباده " وقد لطف بهم، ولطف الشيء لطفاً ولطافة: صار لطيفاً. وألطفه بكذا: أتحفه وبرّه، وأهدى إليه لطفاً وألطافاً، وما أكثر تحفه وألطافه! وكم أتحف وألطف. وأمّ لطيفة بولدها وهي تلطفه إلطافاً. وألطف له في القول. وألطفت في المسألة إذا سألت سؤالاً لطيفاً. ولاطفه ملاطفة، وتلاطفوا: تواصلوا. ولطّف الكتاب وغيره: جعله لطيفاص. وتلطّف للأمر وفي الأمر: ترفّق. وتلطّفت بفلان: احتلت له حتى اطلعت على أسراره " وليتلطّف ولا يشعرن بكم أحداً " وداء ملاطف. مداخل. والضلوع اللّواطف: الدواني من الصدر. ولطف يلطف إذا دنا. قال:
ورحنا وما أدّت كلاماً عرفته ... سوى خابلٍ بين الضلوع اللّواطف
وألطفته واستلطفته إذا قرّبته منك وألصقته بجنبك. قال:
سريت بها مستلطفاً دون ريطتي ... ودون رداء الخزّ ذا شطبٍ عضبا
وألطف الفحل وأخلطه: أدخل قضيبه في الحياء، واستلطف هو واستخلط إذا أدخله بنفسه.
ل ط م
لطمته لطماً وهو الضرب على الوجه ببسط الكف، وخدّ ملطمٌ: لطم كثيراً. وفاحت اللطيمة واللطائم، وكأن فاهاً لطيمة تاجر وهي وعاء العطر وقيل غيره. ولاطمه لطاماً. وفي مثل " من السباب يهيج اللطام " وتلاطموا والتطموا. ولطم الصّقر الصيد. قال أبو النجم:
قد جاء منقضاً قبيل النّجم ... بأحجن الكلوب أقنى الخطم
ينتزع الأرواح قبل اللطم
ومن المجاز: التطمت الأمواج وتلاطمت. وهو ملطوم عن شقّ الغبار: مردود عن السّبق: ومنه:(2/169)
اللطيم: التاسع من خيل السباق، وفرس لطيم: بأحد خدّيه بياض كأنه لطم بلطمة بياضٍ. ورجلٌ ملطّمٌ: لئيم مدفّع عن المكارم. وفرس أسيل الملطّم وهو الخدّ. قال زهير:
كخنساء سفعاء الملاطم حرّة ... مشافرها مزؤدة أم فرقد
وعن الأصمعيّ: غلام يتيم: مات أبوه، ولطيم: مات أبواه. وأنشد:
لا تكهرنّ لطيماً ما حييت ولا ... تجفه فإنّ لطيم القوم مرحوم
وعن أبي زيد: ما أدري أيّ من لطمها بخفٍّ أنت أي أيُّ الناس أنت، والخفُّ: خفّ البعير أي من سافر عليها. ولاطم البطان الحقب إذا اضطرب حتى تلاقيه من هزال البعير. قال أبو النجم:
لم تأته العيس حتى كدت أتركها ... ولاطم الصقر في أحشائها الحقبا
ولطم الشيء بالشيء: ألصقه به، يقال: لطم جنبه بالترس. قال ابن مقبل:
كأن ما بين جنبيه ومنكبه ... من جوزة ومقطّ القنب ملطوم
بترس أعجم لم تنحر مسامره ... مما تخيّر في أوطانها الرّوم
وقال الجعدي:
كأن مقط شراسيفه إلى ... طرف القنب فالمنقب
لطمن بترس شديد الصفا ... ق من خشب الجوز لم يثقب
ل ظ ظ
ألظّ المطر وألثّ. وألظّ بالمكان: أقام.
ومن المجاز: " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام ": الزموه.
ل ظ ي
النار تلتظي وتتلظّى. قال:
وما برحت في اللوم حتى كأنني ... على ملتظى جمرٍ تجيش مراجله
وما أشدّ لظى النّار! ومن المجاز: الحرّ يتلظّى في المفازة. والحية تتلظّى من السم. وفلان يتلظّى غضباً.
ل ع ب
فلان لعوب ولعّاب ولعبةٌ وتلعابة، وهو حسن اللعبة. والشطرنج لعبة من اللعب. واقعد حتى أفرغ من هذه اللعبة، وهذه ألعوبة حسنة. والجواري في ملعبهنّ وملاعبهنّ. ولعب الصبي: سال لعابه. قال لبيد يصف آباءه وأجداده:
لعبت على أكتافهم وحجورهم ... وليداً وسمّوني مفيداً وعاصما
ومن المجاز: لعبت بهم الهموم وتلعبت. ولعبت الرياح بالدّيار وتلاعبت. وشرب لعاب النحل، وسال لعاب الشمس وهو الذي تراه يتحدّر من(2/170)
السّماء كنسج العنكبوت في القيظ. قال ذو الرمة:
في صحن يهماء يهتف السّراب بها ... في قرقرٍ بلعاب الشمس مضروج
ل ع ج
ضربٌ يلعج الجلد: يحرقه، وضربٌ لاعج، ولعجه الحزن، وبه لاعج الشوق ولواعجه. والتعج من همٍّ أصابه: ارتمض.
ل ع س
في شفتيها لعسة ولعس، وشفةٌ لعساء، وشفاه لعس.
ل ع ط
لعط الشاة: وسمها في صفحة العنق بخطّ. وحبشيّ ملعوط، وبوجهه لعطة، ورأيت به لعطة كلعطة الصقر وهي السفعة في وجهه.
ومن المجاز: لعطه بأبيات: هجاه بها. ولعطه بعينه: أصابه.
ل ع ع
ما بها إلا لعاعة من كلإٍ: شيء قليل. وتقول: إنما الدنيا ساعة، ومتاعها لعاعه. وبات يتلعلع من الجوع: يتضوّر. قال يهجو:
يجزّيء فضل الزاد بين كلابه ... وأمّ العيال ليلها تتلعلع
ل ع ق
لعق أصابعه، ولعق العسل بالملعقة والملاعق، ولعق لعقة واحدة، وألعقه لعقة وهي اسم ما تأخذه بالملعقة. وعنده لعوق: لما يلعق. وما فيّ لعاق من طعامك.
ومن المجاز: بالأرض لعقةٌ من الربيع. وقد لعقه المال لعقاً. وما معنا من الزاد إلا لعوق: شيء يسير. " وأحمق من لاعق الماء " وممّن يلعق الماء. قال:
وأحمق ممن يلعق الماء قال لي ... تدع الخمر واشرب من نفاخٍ مبرّد
ولعق إصبعه: مات. وألعق النّساج الثوب: خفّف غزله.
ل ع ن
لعنه أهله: طردوه وأبعدوه، وهو لعين طريد. وقد لعن الله إبليس: طرده من الجنة وأبعده من جوار الملائكة، ولعنت الكلب والذئب: طردتهما، ويقال للذئب: اللعين. ولعنه وهو ملعن: مكثّر لعنه. وتلاعن القوم وتلعّنوا والتعنوا. والتعن فلانٌ. لعن نفسه. ورجل لعنة ولعنةٌ كضحكة وضحكة. ولا تكن لعّاناً: طعّاناً ولاعن امرأته، ولاعن القاضي بينهما. ووقع بينهما اللّعان، وتلاعنا والتعنا.
ومن المجاز: " أبيت اللعن " وهي تهحيّة الملوك في الجاهليّة أي لا فعلت ما تستوجب به العن. وفلان ملعّن القدر. قال زهير:
ومرهّق النيران يحمد في ال ... لأواء غير ملعّن القدر
ونصب اللعين في مزرعته وهو الفزّاعة. والشجرة الملعونة: كلّ من ذاقها لعنها وكرهها.
ل ع و(2/171)
كأنها كلبة لعوة: حريصة. وما بها لاعي قروٍ ولاحس عسّ. ولعاً لك: دعاء بالانتعاش. قال الأعشى:
بذات لوث عفرناةٍ إذا عثرت ... فالتعس أدنى لها من أقول لعا
ل غ ب
تعب حتى لغب يلغب. ومسّه لغوبٌ. وأتانا ساغباً لاغباً. وتقول: تلعّبت بهم القفار، وتلغّبتهم الأسفار.
ومن المجاز: رياحٌ لواغب، كما قيل: مرضى. قال ذو الرمة:
بريح الخزامى حرّكتها بسحرة ... من الليل أنفاس الرياح اللواغب
واكفف عنا لغبك أي فاسد كلامك وقبيحه. قال الزبرقان:
ألم أك باذلاً ودّي ونصري ... وأصرف عنكم ذربي ولغبي
من الريش اللّغب.
ل غ د
علج ضخم اللغاديد والألغاد، وتقول: هو من الأوغاد، ضخم الألغاد. وتقول: سبني حتى أحمى لغده أي احتمى غضباً.
ل غ ز
لغز اليربوع حجرته وألغزها: حفرها ملتوية مشكلةً على داخلها، ولغز في حفره وألغزه، وحفرة اليربوع ذات ألغاز، الواحد: لغزٌ ولغز.
ومن المجاز: ألغز كلامه: عمّاه ولم يبينه، وألغز في كلامه ولغّز، وجاء بالألغاز في شعره وباللّغز. ولغّز في يمينه: دلّس فيها على المحلوف له. " ونُهيَ عن اللغيزي في اليمين واللّغيزي ". والزم الجادّة وإياك والغاز: الطرق الملتوية. ورأيته يلامزه ويلاغزه.
ل غ ط
سمعت لغط القوم، ولغطوا وألغطوا: صوّتوا أصواتاً مبهمة لا تفهم. والقطا يلغط بصوته ويلغط، وأتيته قبل لغيط القطا ولغطه وقبل القطا اللاغط واللواغط واللغط. قال رؤبة:
وردته قبل الغطاط اللغط ... وقبل جونيّ القطا المخطّط
ل غ م
رمى البعير بلغامه، والزبد على ملاغمه. وأنشد ابن الأعرابيّ:
بملغميها زبد كالبرس
وهو ما حول الفم، ولغم البعير يلغم.
ومن المجاز: تلغّمت المرأة بالطّيب: جعلته على ملاغمها. وإنها لحسنة الملاغم والمراغم وهي طرف الأنف وما حوله إلى الشفتين. وتلّغموا بذلك: تحدّثوا. وما زلت أتلغم بذكرك أي أحرّك به ملاغمي.
ل غ
ولغا فلان يلغو، وتكلّم باللّغو واللّغا. وتقول: زاغ عن الصواب وصغا، وتكلّم بالرّفث(2/172)
واللّغا، ولغوت بكذا: لفظت به وتكلّمت. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم: فاستنطقهم، وسمعت لغواهم. قال الراعي يصف القطا:
قوارب الماء لغواها مبينة ... في لجّة الماء لمّا راعها الفزع
وتقول: اسمع لغواهم، ولا تخف طغواهم، ومنه: اللغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات، وبلاغتها أتمّ البلاغات. وهم يلغون في الحساب: يغلطون. ولاغيته: هازلته، وهو يلاغي صاحبه، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بلغو اليمين. وأخذوا الحاشية لغواً إذا لم يعدوها في الدية.
ومن المجاز: لغا عن الطريق وعن الصواب: مال عنه.
ل ف أ
" رضي من الوفاء باللّفاء ": وهو ما على وجه الأرض من القماش والتراب وهو: من لفأه حقه إذا انتقصه.
ل ف ت
التفت إليه وتلفّت. قال:
تلفّت نحو الحيّ حتى وجدتني ... وجعت من الإصغاء ليتاً وأخدعا
ومالي إليه ملتفت ومتلفّت، وإذا أخبرك فلا تلفتت لفته أو تطلع طلعه، وأخذ بعنقه فلفته، ولفتّ ردائي على عنقي: عطفته. ولفتّ الدقيق بالسمن: عصدته، واتخذت لفيتةً: عصيدةً. ولفته مع فلان: صغوه، ولفتاه. وطبخ لفتيّةً: سلجميّة. وقال بعض الأعاريب:
إلى طاهرٍ عسّفت كلّ تنوفة ... فيافٍ كلون السّخت ما تنبت اللّفتا
ولولا رجائي جود كفيك لم أزر ... سرخس ولا طوساً ولم أنزل الدّشتا
ورجل ألفت: أحول. وتيسٌ ألفت: ملتوي القرنين.
ومن المجاز: لفتّه عن رأيه: صرفته. وفلان يلفت الكلام لفتاً: يرسله على عواهنه لا يبالي كيف جاء. ولفت اللحاء عن العود: قشره.
ل ف ح
لفحته النار: أخرقت بشرته، ولفحته السموم، وأصابه من الحر لفح، ومن البرد نفح. ورأيت معهم التّفاح واللّقّاح، وهو شيء أصفر أصغر من التفاح طيّب الريح.
ل
ف
ظ
لفظ النوى. وكأنها لفظ العجم ولفيظه: ما لفظ منه. ولفظ اللقمة من فيه. ورمى باللفاظة وهي ما يلفظ.
ومن المجاز: لفظ القول ولفظ به، " ما يلفظ من قول "، ويقال: ما يلفظ بشيء إلا حفظ عليه. ولفظ نفسه: مات، كما يقال: قاء نفسه. وفلان لافظ فائظ. قال:
وقلت له إن تلفظ النفس كارهاً ... أدعك ولا أدفنك حين تنبل
أي تموت. ولفظت الرحم ماء الفحل. ولفظت(2/173)
الرحى بالدقيق. ولفظت الحيّة سمها. ولفظت إلينا البلاد أهلها. ولفظت آسادها الأجم. وقال ذو الرمة:
تروحن فاعصوصبن حتى وردنه ... ولم يلفظ الغرثى الخداريّة الوكر
والبحر يلفظ بالشيء إلى الساحل. والدنيا لافظة بالناس إلى الآخرة، والأرض تلفظ الموتى. وجاء وقد لفظ لجامه وهو مجهود من العطش والإعياء. وما بق إلا فضاضة ولعاعة ولفاظة: بقيّة يسيرة.
ل ف ع
تلفّعت المرأة بمرطها والتفعت: اشتملت، وما لها لفاع: ما تتلفّع به، ولفّعت رأسها.
ومن المجاز: لفّع الشيب رأسه ولحيته: شملهما، وتلفّع بالمشيب. قال سويد:
كيف يرجون سقاطي بعدما ... لفّع الرأس مشيبٌ وصلع
وتلفّع الشجر والأرض بالخضرة؛ وتلفّعت القارة بالسّراب. قال كعب بن زهير:
كأن أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفّع بالقور العساقيل
وتلفّعنا على جيشهم: اشتملنا واستبحناه. قال الحطيئة:
فنحن تلفّعنا على عسكريهم ... جهاراً وما طبّي ببغي ولا فخر
والرجل يلفع الطعام. يلفّه لفاً وهو الأكل الكثير.
ل ف ف
لفّ الثوب وغيره، ولفّ الشيء في ثوبه ولفّفه، ولفّ رأسه في ثيابه، والتفّ في ثيابه وتلفّف. ولبس الخف باللّفافة. والتفّ النّبت. وفي الأرض تلافيف من عشب " وجنّاتٍ ألفافاً ": ملتفّة، وبه لففٌ من الأشجار. قال الطرمّاح:
ولقد عرتني منك جدوى أنبتت ... خضرا إلى لفف من الأشجار
ورجل ألف، وامرأة لفّاء، وقد لفّت تلفّ لففاً وهو تداني الفخذين من السّمن وهو عيب في الرجل مدح في المرأة. قال نصر بن سيّار ملك خراسان:
ولو كنت القتيل وكان حياً ... تشمر لا ألفّ ولا سؤوم
وقال يصف نساءً:
عراض القطا ملتفّة ربلاتها ... وما اللفّ أفخاذاً بتاركة عقلاً
ورجل ألفّ وملفلف: عييّ، وبلسانه لفف ولفلفة.(2/174)
قال:
كأنّ فيه لففاً إذا نطق ... من طول تحبيس وهمّ وأرق
ومن المجاز: التفّوا عليه وتلفّفوا: اجتمعوا، وتلفّف له على حنقٍ. قال النابغة:
وقد تلفف لي عمرو على حنق ... عن قول عرجلة ليسوا بأخيار
ولفّ الكتيبة بالأخرى. قال حسّان:
إن دهراً يلف شملي بجمل ... لزمان يهم بالإحسان
وجاءوا ومن لفّ لفّهم. قال:
سيكفيكم أوداً ومن لفّ لفّها ... فوارس من جرم بن زبّان كالأسد
وقال مسافر بن أبي عمرو:
لقوا جمع قيسٍ بالمناقب غدوة ... وفي جمعها سعد وصنر وعامر
وفيه سليم لفها ولفيفها ... تعادى بها للموت جردٌ محاضر
وجاءوا في لفّ ولفيف وهم الأخلاط، ومررت بلفّ من بني فلان: بطائفة، وتقول: في لفّ من كنت، وعنده ألفاف من الناس. والتفّت اللفوف. والتفّ وجه الغلام، وغلام ملتفّ الوجه إذا اتصلت لحيته. وأرسلت الصّقر على الصيد فلافّه إذا التفّ عليه وجعله تحت رجليه. وما تصافّوا حتى تلافّوا. ولاففناهم. ونبات ألفّ، وروضة لفّاء. قال جندل:
وإنّ عيصى عيصُ عزٍّ أخيس ... ألفّ تحميه صفاةٌ عرمس
وقال الشماخ:
بلفّاء يدعو ساق حرّ حمامها ... كأن عليها السّابريّ الممصّرا
لكثرة زهرها. وطارت لفائف النبات وهي قشره الذي يلتفّ عليه. قال ذو الرمة:
كأن أعناقها كرّاث سائقة ... طارت لفائفه أو هيشر سلب
وهم يذيب لفائف القلوب جمع: لفافة وهي شحمة تلتفّ على القلب.
ل ف ق
ثوب ملفق وملفوق. وقد لفّقت بين ثوبين، ولفقت أحدهما بالآخر إذا لاءمت بينهما بالخياطة كشقّتي الملاءة، وهما لفقان ما داما متضامين فإذا فتقت الخياطة ذهب اسم اللفق، وملاءة ذات لفقين ولفاقين.
ومن المجاز: تلافق القوم: تلاءمت أحوالهم وهذا لفق فلان، وهما لفقان. وما هذا بطباق لذا ولفاق. وقد تلفّق ما بينهما. وحديث ملفّق، وقد لفّقت هذه الأحاديث.
ل ف ي(2/175)
ألفيته كاذباً " ما ألفينا عليه آباءنا " وتلافيت التّقصير. وهذا أمر لا يتلافى. وتقول: جاء بالعمل المتنافي، ثم لم يتعقبه بالتلافي.
ل ق ب
هو ملقّب بكذا ومتلقّب، وقد لقّب به وتلقّب، ونبز بلقب قبيح " ولا تنابزوا بالألقاب ". وقال الحماسيّ:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقّبه والسّوأة اللّقبا
وتقول: " الجار أحقّ بصقبه "، والمرء أحق بلقبه. وتلاقب القوم، ولاقبه ملاقبة.
ل ق ح
ناقة لاقح، ونوق لواقح ولقّح، وقد لقحت لقاحاً ولقحاً وتلقّحت، وألقحها الفحل ولقّحها. وعندي لقحة ولقوح: درور وهي الحلوب وجمعها لقاح.
قال:
ألسنا المكرمين لمن أتانا ... إذا ما حاردت خور اللقاح
لأن اللبن باللقاح يكون. ويقال: اللقوح الرّبعيّة مالٌ وطعامٌ. " ونهي عن بيع الملاقيح والمضامين " أي الأجنّة والتي هي نطف في الأصلاب جمع: ملقوح. قال مالك بن الرّيب:
إنا وجدنا طرد الهوامل ... خيراً من التأنان والمسائل
وعدة العام وعامٍ قابل ... ملقوحة في بطن نابٍ حائل
وهو مفعول من لقحت به أمّه.
ومن المجاز: لقحت النّخلة، وهذا وقت لقاح النخل، وألقح فلان نخلة ولقّحها باللقاح وهو ما يلقح به من طلع فحّال يدق ويذرّ في جوف الجفّ، واستلقح نخله: حان له أن يلقح. وألقحت الريح السّحاب والشجر " وأرسلنا الرياح لواقح ": ذات لقاحٍ. وحربٌ لاقح، وقد لقحت. قال:
قرّبا مربط النّعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيال
وجرب الأمور لفقّحت عقله، والنظر في العواقب تلقيح العقول. وفلان ملقح منقّح: مجرّب مهذّب. وتلقّحت يداه إذا تكلّم فأشار شبّهت يده بذنب اللاقح. قال يصف خطباء بلغاء:
تلقّح أيديهم كأن زبيبهم ... زبيب الفحول الصّيد وهي تلمّح(2/176)
وألقح بينهم شراً: سدّاه وسبّب له. ويقال: إنّ لي لقحةً تخبّرني عن لقاح الناس: يريد نفسه ونفوسهم أي إن أحببت لهم خيراً أو شراً أحبّوه لي. ويقال: اتّق الله ولا تلقح سلعتك بالأيمان.
ل ق س
لقست نفسه: غثت. وفي الحديث: " لا يقولنّ أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي " ولقسته: لقّبته. وعبته، ولاقسته: لاقبته، وعن الأعاريب: نحن نتلاقس: نتلاقب.
ل ق ط
لقط الحصى وغيره والتقطه وتلقطه: قال ذو الرمة:
بنؤي كلا نؤي وأورق حائل ... تلقّط عنه الآخرون الأثافيا
والتقطوا لقطا كثيراً وألقاطاً ولقاطاً ولقاطاً وهو ما يلتقط من السنبل والثمر المنتشر، وهذه لقاطة من اللقاطات وهي ما كان مطروحاً من شاء أخذه، ووجدت لقطةً ولقطةً ولقيطاً، ورجل لقطة ولقّاطة. ووجدت في المعدن لقطاً: قطع ذهب وفضة.
ومن المجاز: التقطنا منهلاً وكلأً، ووردناه التقاطاً ونقاباً: فجأة من غير أن نطلبه. وهجمنا على القوم التقاطاً: من غير أن نشعر بهم. وفلان يلتقط كلام الناس: للنعيمة، وعادته اللقيطى، ويقال له إذا جاء بالنميمة: لقّيطى خليّطى. وفي مثل " لكل ساقطةٍ لاقطة ": لكلّ نادرة من يأخذها ويستفيدها. وإنه لسقيط لقيط، وساقط لاقط. وجاءنا أسقاط من الناس وألقاط، وقوم ألقاط: متفرّقون. ويقال للأحمق والحمقاء: يا ملقطان ويا ملقطانة. وأخرج القصاب اللقاطة. ولاقطة الحصى وهي القبة لأن الشاة كلّما أكلت من تراب أو حصى حصّلته فيها. قال أبو النجم في امرأتيه يذمّ إحديهما ويمدح الأخرى:
لو كنتما تمراً لكانت عجوةً ... ولكنتِ من ذاك الأقيرع ذي النوى
أو كنتما لحماً لكانت كبدةً ... والمتنتين وكنتِ لاقطة الحصى
ولقط الثوب ونقله: رقعه.
ل ق ع
لقع الكلب ببعره: رماه.
ومن المجاز: لقعه بعينه إذا عانه. ورجل لقاعة وتلقاعة: يتلقّع بالكلام يرمى به رمياً. وكان عقيل لقّاعةً، ولاقعني بالكلام فلقعته.
ل ق ف
لقّفته الشيء فلقفه والتقفه وتلقّفه، وتلقّفت الكرة برأس الصولجان.
ل ق ل ق
النوائح يلقلقن، ولهن لقلقة. وهو كثير الصخب واللقلاق، ولقلقه فتلقلق لقلقةً. قال:
إذا مضت فيه السياط المشق ... شبه الأفاعي خيفةً تلقلق
وطرف ملقلق: لا يقر. وتقول: فيه طيش وقلق، وله طرف ملقلق. وحرّك لقلقة لسانه.
ل ق م
لقم الطعام والتقمه وتلقمه، وألقمته(2/177)
لقّمته. ورجل تلقامة. وخذ هذا اللقم وهو المنهج. قال زهير:
له لقم لباغي الخير سهل ... وكيد حين تبلوه متين
ومن المجاز: ألقم فم البكرة عوداً ليضيق. والتقم أذنه: سارّه. وألقمته أذني فصبّ فيها كلاماً. وألقم إصبعه مرارة. ورجل لهمٌ لقمٌ: يعلو الخصوم. وركيّة متلقّمةٌ: كثيرة الماء.
ل ق ن
لقّنته الشيء فلقنه وتلقّنه، وهو لقن حسن اللّقانة.
ل ق ي
رجل ملقوّ: به لقوةٌ، وقد لقي. ولقيته لقاء ولقياً ولقياً ولقياً ولقًى بوزن هدًى ولقياناً ولُقياناً ولاقيته والتقيته. قال:
لما التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا
جمع بدّة وهو النصيب. ولاقيت بين الرجلين وبين طرفي القضيب، ولوقي بينهما، ولقيته لقيةً واحدة ولقًى كثيرة، والتقوا وتلاقوا، واستاق السبيَ والنعم ولم يلق قتالاً. ووقعت القذاة في ملاقي الأجفان: حيث تلتقي. وألقاه، وهو لقًى، وهي ألقاء. وهذا ملقى الكناسات. وفناؤه ملقى الرحال، واستلقى على قفاه.
ومن المجاز: " لقوةٌ صادفت قبيساً "، وهي الطروقة السريعة التّلقي لماء الفحل. وتلقّاه: استقبله. " ونهى عن تلقّي الركبان ". وتلقّيته منه: تلقّنته. وامرأة ضيقة الملاقي وهي شعب رأس الرحم. وهو يلقّى الكلام. وألقى عليه ألقيّةً وألاقيّ وهي مسائل المعاياة. ولُقّيَ فلان ألاقيّ من شر، وفلان ملقّى: ممتحن لا يزال يلقاه مكروه. ويقال: الشجاع موقّى، والجبان ملقّى. وركب متن الملقّى وهو الطريق. وتوجه تلقاء البلد وتلقاء فلان. وهو جاري ملاقيّ: مقابلي. ويا ابن ملقى أرحل الركبان. يريد ابن الفاجرة. ويقال: لقاء فلان لقاء أي حرب. وألقيت إليّ خيراً اصطنعته عندي. وألق إليّ سمعك.
ل ك أ
تلكّأ عن الأمر، وفيه تلكّؤ. وما لك متلكّئاً؟
ل ك د
تلكّد به الوسخ: لزق به. وبان فلان يلاكد الغلّ: يعالجه. قال النابغة:
ترى الفرو سر بالأعلى الشيخ منهم ... تقبّض حتى صار غلاً يلاكده
ولكد شعره من الوسخ.
ل ك ز
لكزه بجمع كفّه، وهو شديد اللّكزة والوكزة، ولاكزه ملاكزة، وتلاكزا.
ومن المجاز: فلان ملكّز: ذليل مدفّع.
ل ك ع
عبد ألكع، وأمةٌ لكعاء، وقد لكع لكعاً: لؤم. ويا لكع ويا ملكعان ويا لكاع.(2/178)
قال:
عليك بأمر نفسك يا لكاع ... فما من كان مرعياً كراعي
ل ك ك
لحم لكيكٌ: مكتنز، وفرس لكيك اللحم. وجملٌ لكّيٌّ، وناقة لكّيةٌ، ولكّ لحمها إذا كانا حادرين لحيمين. قال:
إن لها سانيةً لكّياً ... مداجناً ما يخبط الصبيّا
وقال العبديّ:
حتى تلاقيت بلكّيّةٍ ... تامكة الحارك والمقحد
وصبغ الجلد بالّلكّ بالفتح وهو صبغ أحمر، وجلد ملكوك: مصبوغ به. قال الأخطل:
بأحمر من لكّ العراق وأسودا
وشد نصاب السكين باللّكّ بالضم وهو ما ينحت من ذلك الجلد الملكوك.
ومن المجاز: عسكر لكيكٌ، وقد التكت جماعتهم، ولهم لكاك: زحام. واصطك الورد والتكّ. قال ذو الرمة:
إذا التكّت الأوراد فرّجت بينها ... بعدل ولم تعجز عليك المصادر
ل ك م
لكمه بجمع كفّه، ولا يألوه لكمةً ولطمةً، ولاكمه، وتلاكما، وتقول: رب مكالمه، أوقعت في ملاكمه؛ ومماطلة، جرت إلى ملاطمة.
ومن المجاز: خبزة ملكّمة: مضروبة باليد. وخف ملكّم. شديد. ولكم السيل عرض الجبل: أثر فيه.
ل ك ن
رجل ألكن، وقوم لكنٌ، وفي لسانه لكنة: عيّ، وتلاكن في كلامه: أرى من نفسه اللكنة ليضحك الناس.
ل م أ
ألمأ اللص على الشيء: ذهب به، وما أدري أين ألمأ من بلاد الله: ذهب.
ل م ج
ما ذقت لماجاً: ما يتلمّج به أي يتلمّظ، وما تلمّج عندنا بلماج. قال:
ما وجد الراعي بها لماجاً
أي بالشاة لهزالها. وما لمّجوا ضيفهم بشيء.
ل م ح
لمح البرق والنجم: لمع من بعيد، وبرقٌ لمّاحٌ، ورأيته لمحة البرق، ولمحته ببصري: اختلست النظر إليه، " وهو أسرع من لمح البصر " ومن لمحةٍ بالبصر، ولامحته ملامحة. وألمحت المرأة من وجهها: أمكنت من أن تلمح. قال ذو الرمة:
وألمحن لمحاً من خدود أسيلة ... رواء خلا ما إن تشفّ المعاطس
ومن المجاز: أبيض لمّاحٌ: يققٌ. " ولأرينّك لمحاً باصراً " أي أمراً واضحاً.
ل م ز(2/179)
رجل لمّازٌ ولمزةٌ، ولمزه لمزاً. قال:
إذا لقيتك عن شحط تكاشرني ... وإن تغيّبت كنت الامز اللّمزه
ل م س
لمسه ولامسه مثل مسه وماسه، " ونهي عن بيع الملامسة " وهي أن تقول: إذا لمست ثوبي أو لسمت ثبوك وجب البيع. وألمسني الجارية: إئذن لي في لمسها. وناقة لموس وشكوك نحو: ضبوث، وقد ألمست الناقة.
ومن المجاز: لمس المرأة ولامسها: جامعها، وألمسني امرأةً، زوّجنيها، وفلانة لا تردّ يد لامس: للفاجرة. وفلان لا يرد يد لامس: لمن لا منعة له. ولمست الشيء والتمسته وتلمسته. قال لبيد يصف صاحبه في السفر:
يلمس الأنساع في منزله ... بيديه كاليهوديّ المصلّ
" وأنّا لمسنا السّماء ". وسمعتهم يقولون: المس لي فلاناً. ويا كافٌ ملموس الأحناء: أمرّت عليه اليد فتحت نتوءه وأوده: وفلان لموس: في حسبه قضاةٌ. قال:
لسنا كأقوام إذا أزمت ... فرح اللّوس بثابت الفقر
يفرح بفقرنا ليخطب إلينا إذا أزمت السّنة. وله شعاع يكاد يلمس البصر: يذهب به. قال ابن أحمر:
فإن قصر كما من ذاك أن تريا ... وجهاً يكاد سناه يلمس البصرا
وقال الراعي:
سدماً إذا التمس الدّلاء تطافه ... لاقين مشرفة المثاب دحولاً
ل م ظ
لمظ الرجل يلمظ وتلمّظ إذا تتّبع بلسانه بقيّة الطعام بعد الأكل أو مسح به شفتيه واسم تلك البقية: اللماظة، وألقى لماظة من فيه، وما تلمّظت اليوم بشيء أي ما ذقت شيأ، وما ذقت اليوم لماظاً، ولمّظه كذا: أذاقه إياه، وشرب الماء لماظاً بالكسر: ذاقه بطرف لسانه. وفرس ألمظ: في جحفلته بياض فإن جاوز إلى الأنف فهو: أرثم، وبه لمظة.
ومن المجاز: تلمّظت الحيّة: أخرجت لسانها. وتلمّظ بذكره. قال رجل من بني حنيفة:
فدع عربيّاً لا تلمّظ بذكره ... فألأم منه حين ينسب عائبه
لقد كان متلافاً وصاحب نجدة ... ومرتفعاً عن جفن عينيه حاجبه
أي لم يأت بخزية يغضّ لها بصره. وما الدنيا إلا(2/180)
لماظة أيام. وقال:
وما زالت الدّنيا يخون نعيمها ... وتصبح بالأمر العظيم تمخّض
لماظة أيام كأحلام نائم ... يذعذع من لذّاتها المتبرّض
المتبلّغ. وعنده لمظةٌ من سمنٍ: يسيرٌ تأخذه بإصبعك كالجوزة. وألمظ الفوق وتر القوس.
ولمظه من حقّه: أعطاه شيأ قليلاص منه.
ل م ع
لمع البرق والصبح غيرهما لمعاً ولمعاناً وكأنه لمع البرق، وبرقٌ لامع ولمّاع، وبروقٌ لمع ولوامع. " وأخدع من يلمع " وهو البرق الخلب والسراب. وفلاة لمّاعة: تلمع بالسّراب. وبه لمعة ولمع من سواد أو بياض أو أيّ لونٍ كان. وثوبٌ ملمّع، وقد لمّع، ولمّعه ناسجه، وفيه تلميع وتلاميع إذا كانت فيه ألوان شتّى. قال لبيد:
إن استه من برصٍ ملمّعه
وفرسٌ ملمّع: فيه سواد وبياض. وتلمّع ضرع الناقة: تغيّر لونها إلى سواد، ورجل ألمعيّ ويلمعيّ: فرّاس.
ومن المجاز: لمع الزّمام: خفق لمعاناً، وزمام لامع ولموع. قال ذو الرمة:
فعاجا علندًى ناجياً ذا براية ... وعوّجت مذعاناً لموعاً زمامها
والطائر يلمع بجناحيه: يخفق بهما، وخفق بملمعيه: بجناحيه. ولمع بثوبه ويده وسيفه: أشار، ومنه: ما بالدار لامع. وألمعت الناقة بذنبها عند اللقاح. وبه لمعة من العيش: ما يكتفى به. قال عديّ:
تكذب النفوس لمعتها ... وتعود بعد آثارا
أي يذهب عنها العيش ويرجع آثاراً وأحاديث. وتلمعت السنة كما قيل: عامٌ أبقع. قال:
على دبر الشهر الحرام بأرضنا ... وما حولنا جدب سنون تلمّع
ل م ق
ذكر أعرابيّ مصدّقاً فقال: فلمقه بعد ما نمقه أي فمحاه بعد ما كتبه. وما ذقت لماقاً: شيأ. قال نهشل:
كبرق بات يعجب من رآه ... وما يغني الوائم من لماق
ل م م
كتيبةٌ ملمومة. والآكل يلم الثريد. وألم به: نزل. ويزورني لماماً: غباً. وبه لمم ولمّة من(2/181)
الجنّ. ورجل ملموم. وقال النّظّار الأسديّ:
فتخلب بالدل عقل الفتى ... وترمي القلوب بمثل اللّمم
ومن المجاز: لم شعثه: أصلح حاله. وأصابته ملمة من ملمات الدهر: نازلة من نوازله. وما فعل ذلك وما ألمّ: وما كاد. وهو غلام ملم: مراهق. وهذه ناقة قد ألمّت للكبر. وكان ذلك منذ شهر أو لمَمِه أي قراب شهر. وألمّ بالأمر: لم يتعمق فيه. وألم بالطعام: لم يسرف في أكله. وادّهنت لمم الثرى. وتقول: نحن في إبرام أمر ولماً وكأن قد.
ل م ي
امرأة لمياء بينة اللّمى وهو السمرة في باطن الشّفة.
ومن المجاز: رمح ألمى: أسمر. وقناة لمياء. وظلّ ألمى: كثيف أسود. وشجر ألمى الظلال، وشجرة لمياء الظل. قال:
إلى شجر ألمى الظلال كأنه ... رواهب أحر من الشارب عذوب
ل هـ ب
التهبت النار وتلهّبت، وألهبتها، ولها لهب ولهيبٌ والتهاب. وكم جاوزت من سهوب ولهوب، جمع لهب. وهو ما بين الجبلين.
ومن المجاز: فرس ملهب، وقد ألهب في جريه: اضطرم فيه، وله ألهوب. ورجل لهبان ولهثان عطشان، وقد لهب لهباً. وألهب البرق: تدارك لمعانه وهو أن لا يكون بين البرقتين فرجة. وألهبته للأمر. وأردت بذلك تهييجه وإلهابه. والتهب عليه: أضم. وثوب ملهب: لم يشبع بحمرة كأنه نافض وهو الذي نفض صبغه.
ل هـ ث
لهث الكلب، ولهث الرجل من العطش والإعياء، وأصابه لهاث وهو حر العطش. قال:
ثم استقوا بسفارهم للهاثها ... كالزيت فيه قروصة وسواد
ومن المجاز: هو يقاسي لهاث الموت: شدّته.
ل هـ ج
هو فصيح اللهجة، وهو لهج بكذا وملهج: مولع به. وألهجته بالشيء: ضرّبته به، وقد لهج لهجاً. وتقول: له منظر بهج، وأنا به لهج. وقوم ملاهيج بالخنا. قال الكميت:
وفي النّاس أقذاع ملاهيج بالخنا ... متى يبلغ الجد الحفيظة يلعبوا
ولهج الفصيل: أخذ في الرّضاع وهو لهوج، وفصال لهجٌ ولهجٌ. وألهج القوم فهم ملهجون: لهجت فصالهم. ولهوج اللحم وتلهوجه: لم ينعم إنضاجه.
ومن المجاز: حديث ملهوج. ورأيٌ ملهوج.
ل هـ ز
ضيّق البكرة باللهاز وهو النحاس. ولهز الفصيل ضرع أمّه برأسه عند الرضاع. ودفع في لهزمتيه وهما مجتمع اللحم بين الماضغ والأذن، وقيل: لحم الفكين.
ومن المجاز: لهزه القتير: فشا فيه الشيب.
ل هـ ف
تلهف على الفائت: تحسّر، ولهف لهفاً فهو لهفٌ ولهيفٌ ولاهف ولهفان، وامرأة لهفى ولاهف. قال:
فعض بإبهام اليمين ندامة ... ولهف سراً أمّه وهي لاهف
ويقال: إلى أمه يلهف من لهف، وبأمه " يستغيث اللهف، وإلى أمّه يلهف اللهفان "، ولهف فهو ملهوف: كرب، ولهّف نفسه وأمّه إذا قال يا لهفاه ويا لهف أمّياه.
ل هـ ق
أبيض يقق ولهقٌ. وثور لهق ولهاق. وتلهوق فلان: تزيّن بما ليس عنده من سخاء ومروءة ودين. قال رؤبة:
والغرّ مغرور وإن تلهوقا
ل هـ م
ألهمه الله الخير: ألقاه في روعه. والتهم الشيء: ابتلعه. قال:
ذبابٌ طار في لهوات ليث ... كذاك الليث يلتهم الذبابا
والتهم الفصيل ما في ضرع أمّه: اشتفّه.
ومن المجاز: جواد يلتهم الأرض، وفرس لهمٌ ولهمومٌ من اللهاميم. وإبل لهاميم: غزارٌ أو سراع. قال الراعي:
لهاميم في الخرق البعيد نياطه ... وراء الذي قال الأدلاء تصبح
وقوم لهاميم: أسخياء. وجيش لهام: يغتمر من يدخله يغيّبه في وسطه. ونزلت بهم أمّ اللهمي: المنية لالتهامها الخلق.
ل هـ ن
تلهّن الرجل: أكل اللهنة، ولهنوا ضيفكم. وتقول: فلان يطلب المهنة، ولا يطعم اللهنة.
ومن المجاز: ما وجدت الماشية إلا لهنة أي علقةً من المرعى.
ل هـ ل هـ
ثوب لهلهٌ: سخيف.
ومن المجاز: كلام لهله. قال النابغة:
أتاك بقول لهله النسج كاذباً ... ولم يأتك الحقّ الذي هو ناصع
ل هـ
ولهوت لهواً. وفلان مشتغل بالملاهي. وفيهنّ ملهىً وملعب. وتلاهوا: لها بعضهم مع بعض. وقال القطامي:
تلاهين واستنعت بهنّ خريدة ... إلى ملعب ناءٍ من الحيّ ناضب
وبينهم أهليةً. ولهيت عنه وتلهيت والتهيت: شغلت وأعرضت، ويقال: تلهّيت به: تروّحت بالإقال عليه، وتلهبت عنه: تروحت بالإعراض عنه. وألهاني عنك كذا. وطرح اللهوة في فم الرحى واللهى. وقال عمرو بن كلثوم يصف رحى الحرب:
يكون ثقالها شرقيّ نجد ... ولهوتها قضاعة أجمعينا
وألهيت الرحى: ألقيت اللهوة في فمها. ورمى به في لهاته ولهواته ولهاه.
ومن المجاز: " اللهى تفتح اللهى " أي العطايا. وفلان تسدّ به لهوات الثغور. وقال زهير:
متى تسدد به لهوات ثغر ... يشار إليه جانبه سقيم
وأله له كما يلهى لك: اصنع به كما يصنع بك. وهذا ملهى القوم: لموضع إقامتهم، وهذا ملهى الأثافي: لمكانها. واستلهيت صاحبي: استوقفته.
ل وب
الإبل تلوب حول الماء: تحوم عطشاً. وتطيّب بالملاب وهو ضرب من الطيب، وطيب ملوب: جعل فيه الملاب. أنشد سيبويه للمتنخل:
أبيت على معاري واضحات ... بهن ملوّب كدم العباط
جمع عبيط.
ومن المجاز: رأيت لابةً. جماعة من الإبل شبّه سوادها باللابة الحرّة، وما بين لابتيها مثل فلان: أصله في المدينة وهي بين لابتين ثمّ جرى على أفواه الناس في كلّ بلدة.
ل وث
لاث العمامة على رأسه. قال:
عقيليّة أمّا ملاث إزارها ... فدعصٌ وأمّا خصرها فبتيل
ولوّث الأمر: لبّسه. ولوّث التبن بالقت: خلطه، وتلوث بالطّين. وتلوث بفلان رجاء منفعة: لاذ به وتلبّس بصحبته: والتاثت عليه الأمور: التبست. والتاثت بالقلم شعرة. والتاث في عمله: أبطأ. والتاث في كلامه: عيّ بحجته. والتاث بالدم: تلطّخ به. قال أبو دؤاد:
لا تكونّن كملتاث الضحى ... بدم القتل وما كان قتل
جعل الضحى ملتاثاً والالتياث للرجل. وبه لوثة: مسّ جنون. قال:
وإني على ما فيّ من عنجهيّتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب
وناقة ذات لوثٍ: سمن وقوة. وفيه لوثة: استرخاء.
ومن المجاز: هو ملاث من الملاوث: للسيد الذي(2/182)
تلاث به الأمور. قال:
هلا بكيت ملاوثاً ... من آل عبد مناف
وكان يقال لحمزة: ابن الملاوث. ولاث الضّباب بالجبل. قال المرّار الفقعسي:
تضمن ماءها متمرّدات ... من اللائي يلوث بها الضباب
وقال الأعشى:
وإذا يلوث لغامه بسديسه ... ثنيّ وهب هبابه وتزيّدا
أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.
ل وح
لاح البرق والنجم وغيرهما وألاح. قال جران العود:
أراقب لوحاً من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف
وقال المتلمس:
وقد ألاح سهيل بعد ما هجعوا ... كأنه ضرم بالكفّ مقبوس
ولاحته النار والسموم ولوّحته: غيّرته وسفعت وجهه، ولاحه السّفر والعطش ولوّحه، ولاح والتاح: عطش، وهو ملتاح، وبه لوحٌ شديد. وبعيرٌ ملواح، وإبل ملاويح: سريعة العطش. وكتب في اللوح والألواح " وحملناه عل ذات ألواحٍ " ونظرت إلى لوائحه وألواحه إلى ظواهره. قال يصف امرأة:
تمسي كألواح السّلاح وتض ... حى كالمهاة صبيحة القطر
ومن المجاز: ألاح بسيفه وبثوبه، ولوّح به: لمع به. ولوح للكلب برغيف فتبعه. وألاح من الشيء وأشاح: أشفق وحذر. ولوّحته بالعصى والنعل: علوته بها. ولاح لي أمرك. ولاح لي فلان: برز. ولم يبق منه إلا الألواح: العظام العراض للمهزول. وقال الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نارٍ باليفاع تحرّق
أي بصّت نحوها ناظرة أو ظمئت إليها شاخصة.
ل وذ
لاذ به لياذاً، ولاوذ به لواذاً. قال الطرّماح:
يلاوذن من حرّ يكاد أواراه ... يذيب دماغ الضب وهو خدوع
وألاذ به غيره. واعتصم بلوذ الجبل: بجانبه وبألواذه. وهو يطوف في ألواذ البلاد: في نواحيها. ونزلوا بلوذ الوادي وبألواذه. قال الهذلي:
وقطّع ألواذ داويّة ... صحارى غلان طلح وضال(2/183)
وقال ابن القمقام:
تسري الصّبا فتبيت في ألواذه ... ويظلّ فيه من الجنوب نسيم
ومن المجاز: خير فلان ملاوذ: مراوغ لا يأتي إلا بعد كدّ. قال القطاميّ:
وما ضرّها إن لم تكن رعت الحمى ... ولم تطلب الخير الملاوذ من بشر
وألاذت الناقة الظلّ بخفّها إذا قامت الظهيرة.
ل وز
أرض ملازة: كثيرة اللوز.
ومن المجاز: هو يشكو لوزتيه وهما لحمتان في جانبي الحلق. وطعنه في لوزتيه وهما خربتا الورك.
ل وص
هو يلاوص الشجرة: ينظر يمنة ويسرة كيف يقطعها، ومنه: لاوصني فلان عن كذا: خادعني، وفلان ملاوص: متملق خدّاع، وتلوّص: تلوّى. وأعوذ بالله من اللوصة والشوصة.
ل وط
لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. وفي الحديث: " الولد ألوط ": ألصق بالقلب. وقال عبيد بن أيوب العنبري:
وطال احتضاني السيف حتى كأنما ... يلاط بكشحي غمده وجمائله
يريد كأنه مخلوق مني. وفلان مستلاط: دعي. واستلاط ولداً ليس منه: ادعاه. قال:
وهل كنت إلا بهثةً فاستلاطها ... شقيٌّ من الأقوام وغدٌ ملحّق
البهثة: ولد البغي: ومن المجاز: " لا يلتاط بصفرى " أي لا أحبه.
ل وع
في قلبه لوعة، ولاعه الهم، والتاع قلبه.
ل وف
أصبح فلان يلوف الطعام لوفاً حتى اعتدل واستقام شبعاً وهو اللوك والمضغ الشديد. والمال يلوف الكلأ لوفاً، ومنه: سماعي من فتيان مكة الصوفية: اللوفيّة.
ل وق
لا آكل إلا ما لوّق لي أي ليّن حتى جعل في لين اللّوقة وهي الزبدة.
ل وك
لاك اللقمة لوكها. ولاك الفرس اللجام.
ومن المجاز: هو يلوك أعراض الناس.
ل وم
رجل لوّام ولوّامة ولومة، ولامه على فعله. وأنت ألوم من فلان: أحق بأن تلام، وهو ملوم وملوّم ومليم ومستليم، وقد ليم ولوّم: أكثر لومه، وألام واستلام: استحق اللوم. واستلام إلى ضيفه إذا لم يحسن إليه. قال القطاميّ:
ومن يكن استلام إلى ثويّ ... فقد أكرمت يا زفر المتاعا
أي الزاد وما يمتذع به الضيف. وتلوّم نفسه: استزادها. وأنحى عليه باللائمة وباللوائم وباللّوماء. وتلوّم على الأمر: تلبّث عليه، وتلوذم عليّ قليلاً.(2/184)
قال عنترة:
فوقفت فيها ناقتي وكأنها ... فدن لأقضي حاجة المتلوم
ل ون
لوّنت الشيء فتلوّن. ويقال: كيف نخلكم فيقولون: حين لوّن أي أخذ شيأ من اللون وتغير عما كان. وجئت حين صارت الألوان كالتلوين وذلك بعد المغرب أي تغيرت عن هيآتها لسواد الليل فلم يبق الأبيض في مرأى العين أبيض ولا الأحمر أحمر. ولوّن الشيب فيه ووشّع إذا بدا في شعره وضح الشيب.
ومن المجاز: عنده لون من الثياب: صنف منه. واشتريت من اللون وهو كلّ نوع من التمر سوى البرنيّ. وفي حديث عمر بن عبد العزيز في صدقة التمر: يؤخذ في البرنيّ من البرنيّ وفي اللون من اللون. وكثت الألوان في أرض بني فلان. وغرس اللين: نخل اللون " ما قطعتم من لينةٍ " ورجل متلوّن: مختلف الأخلاق.
ل وو
أكثرت من اللوّ.
ل وي
لوى الحبل: فتله. ولوى الشيء فالتوى. وبلغوا ملتوى الوادي: منحناه. ولوى يده وإصبعه. وكلّمته فلوّى رأسه و" لوّوا رءوسهم " وقرىء بالتخفيف. وهو يتلوّى من الجوع. وتلوّت الحية، ولاوت الحية الحية ملاواة: التوت عليها. وسلكوا الملاوي: الطرق الملتوية. قال:
لعمري لقد ثبّطتني عن صحابتي ... وعن حوجٍ قضّاؤها من شفائيا
أأدرك بالمدلاء ركباً عشيّةً ... على سفوى والسالكين الملاويا
ورفع من الطعام لويّةً: ذخيرة. والتويت لويّةً. قال:
هجف تحف الريح حول ساله ... له من لويات العكوم نصيب
رغيب الجوف. وقال:
قلنا لذات النقبة النقية ... قومي فغدّينا من اللوية
النقبة: جلدة الوجه. ورجل ألوى: عسر يلتوي على خصمه. وفي مثل " لتجدنّ فلاناً ألوى بعيد المستمر " ولواه دينه: مطله ليّاً وليّاناً. قال الأعشى:
يلوينني ديني النهار وأقتضي ... ديني إذا وقذ النعاس الرقّدا
وألوت به العقاب: ذهبت به. وألوى بيده وبثوبه:(2/185)
لمع. وألوت الناقة بذنبها. قال:
تلوي بعذق خضابٍ كلّما خطرت ... عن فرجٍ معقومة لم تتبع ربعاً
وفي بطنه لوًى. وألوى الأمير له لواء: عقده. وبلغ لوى الرمل، وهم بألواء الرمال. قال:
رأيت اللوى يا جمل قد شاب بعدنا ... وغيّره مرّ الرياح العواصف
ومن المجاز: فلان لا يلوي ظهرة إذا وصف بالشدّة. ويقال للصريع: ما لوى ظهره أحدٌ. ولوى الحزن قلبه. ولوى سرّه: ستره، ولويت عنه الحديث: طويته عنه.
قال الجعديّ:
لوى الله علم الله عمّن سواءه ... ويعلم منه ما مضى وتأخّرا
ولوت الليالي كفّه على العصا: هرّمته. قال:
ولوين كفّي يا جمان على العصا ... وكفى جمان بليّها حدثانا
ولوى الطائر بيضه في المكان المنيع. قال:
فسرّها ممتنع وثيق ... بحيث يلوي بيضه الأنوق
والتوى عليه الأمر: اعتاص. والتوت عليّ حاجتي. ولوًى عليه الأمر تلويةً. عوّصه عليه. ومر لا يلوي على أحدٍ: لا يقيم عليه ولا ينتظره. قال:
فلوت خيله عليه وهابوا ... ليث غاب مقنّعاً في الحديد
وألوت الحرب بالسّوام. وألوى بهم الدهر واستلوى بهم. وفن يلوي أعناق الرجال في الجدال: يغلبهم.
ل ي ت(2/186)
لاته عن الأمر يليته: صرفه. قال:
ولم يلتني عن هواها ليت
ولاته كذا: نقصه. " لا يلتكم من أعمالكم شيئاً " وكذمت الأتن ليتي الحمار: صفحتي عنقه. والقرطان يتذبذبان في ليتيها.
ل ي ث
" أشجع من ليث العرين ". ووثب وثبة الليث وهو جنس من العناكب يصيد الذباب. وتليّث فلان: تشبّه بالليث، ولا يثت فلاناً ملايثة. قال العجاج يصف الثور والكلاب:
شكس إذا لايثته ليثيّ(2/188)
وبينهما ملايثة: مواثبة. وفحل مليث: قويّ مشبّه بالليث. قال:
وبركت كأنها الأمار ... في عطن دعثره الأكوار
يمنعها مليّث قرقار
وليث فلان وتليث: انتمى إلى بني ليث أوصار ليثيّ الهوى.
ل ي س
في حديث النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من نبيّ إلا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة ليس يحيى بن زكريا " وقال لزيد الخيل. " ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة ليسك ". قال:
عهدي بقومي كعديد الطيس ... قد ذهب القوم الكرام ليسي
ورُوي عليه رجلاً ليسني، وروى: الكوفيون إئت به من حيث أيس وليس. ورجل أليس من رجال ليس وهو الذي لا يبالي هولاً ولا يردعه شيء. وقال يصف الثور:
أليس عن حوبائه سخيّ
ل ي ط
ذبحه باللّيطة وهي قشرة القصبة التي تليط بها أي تلزق. وقوس عاتكة الليط واللياط وهو أعلاها وظهرها الذي يدهن ويمرّن. وتليطت ليطة: تشظيتها.
ومن المجاز: إنه للين الليط: لمن لانت بشرته. وناقة حرّة الليط أي الجلد. وكأنه ليط السماء: أديمها. قال:
فصبحت جابية صهارجاً ... تحسبها ليط السماء خارجاً
وأنور من ليط الشمس ولياطها وهو لونها، وأتيته وليط الشمس لم يقشر أي قبل أن تذهب حمرتها في أول النهار. وكان عمر رضي الله عنه يليّط أولاد الجاهلية بآبائهم: يلحقهم بهم. قال:
رأيت رجالاً ليّطوا ولذةً بهم ... وما بينهم قربى ولا هم لهم ولد
ل ي غ
فلان ألثغ أليغ: لا يبيّن كلامه. وفي مثل " درّي بما عندك يا ليغاء " أي بيّني ما في قلبك يضرب لمن يكتم ذات نفسه.
ل ي ف
حبل من ليف. وحك جلده بالليفة. ورجل ليفاني. ولحية ليفانية: كثيرة الشعر منبسطة الأطراف نسبت إلى ليف النخل.
ل ي ق
لقت الدواة، وألقتها فلاقت، وهذه ليقة الدّواة. ولاق به الشيء: لزق، وهذا لا يليق.
ومن المجاز: رأيت في السماء ليقةً: قزعة من السحاب. وهو أهون من ليقة وهي طينة تليّن باليد ثم يرمى بها الحائط فتليق به. وجعل في(2/189)
الكحل الليقة والليق وهو بعض أخلاطه. وفلان لا يليق بكفّه درهم، ولا تليق كفه درهماً: لسخائه. قال:
كفّاك كفّ لا تليق درهماً ... جوداً وأخرى تعط بالسيف دما
وهذا سيف لا يليق شيئاً أي لا يمرّ بشيء إلا قطعه. قال:
بأفلّ عضبٍ لا يليق ضريبة ... في متنه دخن وأثر أحلس
وهذا أمر لا يليق بك ولا يليقك أي لا يعلق بك ولا يحسن. وتقول: هذه خلائق، غيرها بك لائق.
ل ي ن
شيء لين، ولين، وليّنه وألانه واستلانه.
ومن المجاز: هو في ليان من العيش، ونزلوا بلين الأرض وليانها، ورجل ليّن الجانب، وقوم أليناء، وهو ذو ملينة، ولان لقومه، وألان لهم جناحه، " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ". وهو ليّن الأعطاف، وطيء الأكناف. ولاين أصحابك ولا تخاشنهم. وتليّن له: تملّق.(2/190)
كتاب الميم
م أر
بينهم مئة: عداوة. قال:
خليطان بينهما مئرة ... يبيئان في معطن ضيّق
وفي قلوبهم مئر. وامتأر عليه: احتقد.
م أق
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكتحل من قبل مؤقه مرة ومن قبل مأقه مرة أي من قبل مقدم عينه ومؤخرها، وذرفت آماقه ومآقيه. قال:
وجاءت جيأل وأبو بنيها ... أحم المأقيين به خماع
وقال جران العود يصف خيلاً:
حم المآقي على تهيج أعينها ... إذا سمون وفي الآذان تأليل
وصبي مئق: سريع البكاء شديده كأنه يقلعه من جوفه قلعاً. وأصابته مأقة. وبات صبيها على مأقةٍ، وقد مئق مأقاً. وقال رؤبة يصف فرساً:
فكأنما عولتها من التّأق ... عولة ثكلى ولولت بعد المأق
ومن المجاز: أرض بعيدة الآماق: بعيدة النواحي. قال:
تقضي إلى نازحة الآماق.
م أن
فيه مؤونة ومؤونات ومؤن وهي جمع: مؤنة في نحو قوله:
أميرنا مؤنته خفيفة
وأصاب مأنته وهي السرة وما حولها.
م أي
أمات الدراهم. وفت مائةً، وأمأيتها أنا. ومأيت الجلد فتمأّى: مددته ليتسع، ومنه: استقاق المائة: لأنها عدد ممتد. ومأيت بينهم: أفسدت. ورجل مأة، وامرأة مآءة. قال:
ومأى بينهم أخو نكرات ... لم يزل ذا نميمة مآء
م ت ت
متّ إليه بحرمة متاً وهو توصل بقرابة أو دالة. وبينهما مآتّةٌ وموات. وهو يمات فلاناً: يذكّره الموات.
م ت ح
أنبطوا ماءً تباشر به المائح والماتح وهو(2/191)
الذي ينزع الدلو، ورجل متوح.
ومن المجاز: بئر متوح: قريبة المنزع كأنها تمتح بنفسها. ومتح النهار: امتد. ويوم متّاح.
وفرسخ متّاح ومدّاد: طويل، وبيننا وبينهم كذا فرسخاً متّاحاً، ويقال: لم أر الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إلى فلان. وبئس ما متحت به أمّه: قذفت به. ومتحه مائة سوط. والإبل تمتّح بأيديها وهو تراوحها كتراوح يدي جاذب الرشاء.
م ت ع
جبل ماتع: طويل مرتفع. ونخلة ماتعة.
ومن المجاز: متع النهار متوعاً: ارتفع غاية الارتفاع وهو ما قبل الزوال. ومتع الضحى وتلع، وجئته وقت الضحى الماتع وهو الأكبر. قال:
وأدركنا بها حكم بن عمرو ... وقد متع النهار بنا فزالا
ومتع النبات. والمطر يمتّع الكلأ والشجر. قال لبيد:
سحق يمتّعها الصّفا وسريّه ... عم نواعم بينهنّ كروم
الصفا: نهر، وسريّه: جدوله. وقال:
سود الذوائب مما متّعت هجر
والمرأة تمتّع صبيّها: تغذوه بالدّرّ. وهذا شيء ماتع: بالغ في الجودة. قال أبو الأسود العجلي:
خذه فقد أعطيته جيّداً ... قد أحكمت صنعته ماتعاً
ورجل ماتع: كامل في خصال الخير. قال عدي:
أنادم أكفائي وأحمي عشيرتي ... إذا ندب الأقوام أندب ماتعاً
ونبيذ وخلّ ماتع: بالغ. وأحمر ماتع: تبالغت حمرته. وإن اشتريت هذا الغلام لتمتّعنّ منه بغلام صالح أي لتذهبن به شيئاً ماتعاً بليغاً في الجودة. ومتعك الله بكذا ومتعك وأمتعك. أطال لك الانتفاع به وملاّكه، وتمتّعت به واستمتعت. ومتّع المطلّقة بمتعة. والدنيا متاع الغرور وهو كل ما يستمتع به. وهذه أمتعة فلان وأماتعه. وتمتعت بالعمرة. وأمتعني بفراقه أي جعل متاعي فراقه كقوله: فأعتبوا بالصيلم. قال الراعي:
خليطي من شعبين شتّى تجاورا ... قديماً وكانا بالتفرق أمتعا
م ت ك
أطعمه المتك: الزماورد أو الأترج، وعندي متكةٌ كبيرة. ويا ابن المتكاء: البظراء.
م ت ن
هو متين القوى، وهم متان القوى، وقد(2/192)
متن متانة. ومتّن الشيء: صلّبه. ومتّن الدلو: أحكمها. ومتّن سقاءه بالرّبّ. ورجل طويل المتن. ورجال طوال المتون. ومتنه بالسوط: ضرب متنه.
ومن المجاز: رأيٌ متين. وشعر متين. وفي رأيه متانة. وماتنه في الشعر: عارضه وتماتنا، وتعال أماتنك أينا أمتن شعراً. قال الطرماح:
أبوا لشقائهم إلا ابتعاثي ... ومثلي ذو العلالة والمتان
وماتن التّوأم اليشكريّ امرأ القيس فلما رآه ماتنه ولم يكن في ذلك الحرس شاعر يماتنه آلى أن لا ينازع الشعر أحداً بعده حيريّ دهر، وبينهما مماتنة: معارضة في كلّ أمر ومباراة. وماتنه: باعده في الغاية. قال رؤبة:
مماتن غايتها بعد النزق
وسيف متين: شديد المتن. وفي متن الكتاب وحواشيه كذا، وفي متون الكتب. ونزلوا في متن من الأرض ومتان منها. وثوب له متن إذا كان صلباً متيناً. وقال جرير:
تجري السواك على أغرّ كأنه ... بردٌ تحدّر من متون غمام
وسار متن النهار: كله.
م ث ل
لي مثله ومثيله ومماثله. ومثّل به مثلةً، " ولا تمثّلوا بنامية الله " وهو أن يقطع بعض أعضائه أو يسوّد وجهه، وحلّت به المثلة: العقوبة والمثلات. ومثل قائماً: انتصب مثولاً، ورأيته ماثلاً بين يديه. وتماثل من مرضه. ومثّله به شبّهه، وتمثّل به: تشبّه به. ومثل الشيء بالشيء: سوّيَ به وقدّر تقديره. قال سلم بن معبد الوالبيّ:
جزى الله الموالي فيك نصفاً ... وكلّ صحابة لهم جزاء
بفعلهم فإن خيراً فخيراً ... وإن شراً كما مثل الحذاء
وحذاه على المثال وعلى الأمثلة والمثل، ومثّل مثالاً، وممثّله: اعتمله. ومثّل التماثيل ومثلها: صوّرها. قال طرفة:
أتعرف رسم الدار قفراً منازله ... كجفن اليماني زخرف الوشي مائله
ونام على المثال وهو الفراش: وهذا البيت مثل نتمثّله عندنا ونتمثّل به ونمتثله ونمتثل به. وامتثلت الأمر: احتذيته. وامتثل منه: اقتص، وأمثله منه القاضي: أقصّه، وأخذ المثال: القصاص. قال الكميت يصف الوتد:
إلا شجيج أصابته منقّلةٌ ... لا عقل فيها ولا المشجوج يمتثل
المنقلة من الشجّاج. وهو أمثل بني فلان وهم أماثلهم. وطريقته المثلى. ومثل الرجل مثالة وهو مثيل، وهم مثلاء. ويقال: زادك الله رعاله، كلما(2/193)
ازددت مثاله. قال العبّاس:
أبلغ نفير بني شهاب كلهم ... وذوي المثالة من بني عتّاب
ويقول المريض: أنا اليوم أمثل.
م ث ن
رجل ممثون: يشتكي مثانته، وأمثن: لا يستمسك بوله، وامرأة مثناء.
م ج ج
مجّ الماء من فيه. وشيخ وبعير ماجّ. هرم لا يمسك ريقه. ومجمج خطّه: خلطه، وخطّ ممجمج. وما يحسن إلا المجمجة. ومجمج في خبره إذا لم يشف.
ومن المجاز: شرب مجاج العنب. ومزج الشراب بمجاج المزن وبمجاج النحل. وماء كأنه مجاج الدّبا. وأحمق ماجٌ. وهذا كلام تمجّه الأسماع، وقولٌ ممجوج. ومجّت الشمس ريقها. قال النابغة:
يثرن الحصى حتى يباشرن برده ... إذا الشمس مجّت ريقها بالكلاكل
والنبات يمجّ الندى. قال رؤبة:
مرعًى أنيق النبت مجّاج الغدق
م ج د
مجدت الغنم مجوداً: أكلت البقل حتى هجع غرثها. وراحت الماشية مجّداً ومواجد: شباعاً. ورأيت أرضاً قد مجد شاتها وبعيرها. وأمجدت دابتي ومجدتها ومجدتها: أجدت علفها.
ومن المجاز: مجد الرجل ومجد: عظم كرمه فهو ماجد ومجيد، وله شرف ومجد، وقوم أمجاد وأماجد، وتمجّد الله بكرمه، وعباده يمجّدونه، وهم أهل التماجيد، وأمجد الله فلاناً ومجّده: كرم فعاله، وماجدته فمجدته، وتماجدوا. قال شبيب ابن البرصاء:
دعيني أماجد في الحياة فإنني ... إذا ما دعا داعي الوفاة مجيب
ونزلوا بيني فلان فأمجدوهم قرًى. قال عديّ:
نمجد المهنا إذا استهنأتنا ... ودفاعاً عنك بالأيدي الكبار
وقال الحماسيّ:
أتيناه زوّاراً فأمجدنا قرّى ... من البث والداء الدخيل المخامر
وأمجد فلان ولده ولولده إذا تخيّر لهم الأمهات. وهؤلاء قوم أمجدهم أبوهم. قال:
ليوث الغاب أمجدهم أبوهم ... بخيرات كرائم عن أبيه
وفي مثل " في كلّ شجر نار، واستمجد المرخ والعفار ".
م ج ر
عسكر مجر: كثير. قال امرؤ القيس:
وأركب في اللهام المجر حتّى ... أنال مآكل القحم الرغاب
وعن ابن لسان الحمرة: الضأن مال صدقٍ إذا(2/194)
أفلتت من المجر وهو أن يعظم بطن الشاة الحامل فتهزل وتسقط.
م ج س
تمجّس فلان ومجّسه أبواه. وتقول: يأمن عندهم المجوس، وجناب المسلمين مجوس.
م
ج
ع
أكلوا المجيع وهو التمر باللبن، وتمجعوا، ومجّعوا ضيفهم. ورجل مجّاعة: كثير التمجّع. وتقول: أبى أن يكون مجيعاً، من أطعمك مجيعاً. وقال:
إن في دارنا ثلاث حبالى ... فوددنا أن قد ولدن جميعاً
جارتي ثم هرّتي ثمّ شاتي ... فإذا ما وضعن كنّ ربيعاً
جارتي للخبيص والهرّ للفأ ... روشاتي إذا اشتهينا مجيعاً
م ج ل
خرجت على يده مجلة ومجلٌ كثير بالسكون. وجاءت الإبل كأنها المجل أي ممتلئة. ومجلت يده مجلاً، وأمجلها العمل، وتقول: يد مجله، خير من وجنة خجله.
م ج ن
هو ماجن من المجّان، وقد مجن يمجن مجانة، وماجنه، وتماجنا، ورأيته يتماجن. وتقول: طلب المجان، عمل المجّان، وهو عطاء بلا منّ ولا ممن من قولهم: عنقٌ مجّانٌ: دائم لا ينقطع. قال:
ماذا تلاقين بسهب إنسان ... من الجهالات به والعرفان
وعنقٍ حتى الصباح مجان
إنسان: ماء من مياه العرب، ومنه: الماجن: لأنه لا يكاد ينقطع هذيانه وليس لقوله وفعله حدّ ولا تقدير. وقال ابن دريد: مجن الشيء: صلب، ومنه: الماجن: لصلابة وجهه وأفرق أن تكون روايته كاشتقاقه الميجانة منه.
م ح ح
كأنه محّ البيضة، ومحّ الثوب وأمحّ: بلى. قال:
ألا يا قتل قد خلق الجديد ... وحبّك ما يمحّ وما يبيد
م ح ش
محشت النار جلده وأمحشته: أحرقته فامتحش.
م ح ص
محص الشيء محصاً ومحّصه تمحيصاً: خلّصه من كلّ عيبٍ. ومحّص الذهب بالنار: خلّصه مما يشوبه. وحبل محصٌ: ذهب زئيره ولان. ووتر محص، لينّ ومحّص.
ومن المجاز: محّص الله التائب من الذنوب، ومحّص قلبه، وتمحّصت ذنوبه، وتمحّصت الظلماء: انكشفت. قال يصف ليلاً:
حتى بدت قمراؤه وتمحّصت ... ظلماؤه ورأى الطريق المبصر
م ح ض
لبن محض: خالص بلا رغوة، ومحضت القوم وأمحضتهم: سقيتهم محضاً، وامتحضوا: شربوا المحص. ورجل محض.(2/195)
قال:
امتحضا وسقّياني الضّيحا ... فقد كفيت صاحبيّ الميحا
ومن المجاز: عربيّ محض، وسيد محضٌ. وفضّة محضةٌ. وأحبّك حباً محضاً، ومحضتك الود والنصح وأمحضتكه. ورجل ممحوض الضريبة. وقال ابن دريد: أمحضتك في الودّ لا غير.
م ح ط
محط البازي ريشه يمحطه: كأنه يدهنه، وامتحط البازي ولا يذكر الريش، كما تقول: ادّهن. ومحّطت الوتر: أمررت عليه يدي لأملّسه.
م ح ق
محق الشيء: محاه وذهب به، وشيء ممحوق ومحيق، وانمحق وامتحق " ويمحق الله الربا ": يذهب ببركته وزيادته. وسمعتهم يقولون في كلّ شيء لا يحسن الإنسان عمله: قد محقه. ويقولون للهلكة: المحقة. وخرج الهلال من محاقه، وأمحق القمر: دخل في المحاق. وجاء في ماحق الصيف، ويوم ماحق: شديد الحرّ يمحق كلّ شيء. قال ساعدة بن جؤيّة الهذليّ يصف حمراً:
ظلّت صوافن بالأرزان صاوية ... في ما حق من نهار الصيف محتدم
ومن المجاز: سنان محيق: رقيق كأنه محق لفرط رقته ولطفه. وأمحق الرجل والمال: هلك، مستعار من إمحاق القمر.
م ح ك
رجل محك: لجوج عسرٌ وماحك ومحكان، ومنه: ابن محكان. وقد محك محكاً، وماحك صاحبه. وتماحك البيعان. وتقول: المتلوّن مرّة يضحك، ومرّة يمحك.
م ح ل
أصابهم محلٌ ومحولٌ. وقد أمحلت الأرض، وأمحل أهلها. وبلد وزمان ما حلٌ وممحلٌ، وعن ابن دريد: أمحل الله الأرض، وأرض محلٌ، وأرضون محل ومحولٌ وأمحال. ومحل به إلى السلطان: سعى به. وفي الدعاء " ولا تجعله علينا ماحلاً مصدّقاً ". وإنه لحوّل قلّب دحل محل: محتال كبّاد، وهو يتمحّل: يحتال، وماحله: كايده " وهو شديد المحال ". ورجل متماحل: فاحش الطول. وبلد متماحل: بعيد. قال يصف فرساً:
من المسبطّرات الجياد طمرة ... لجوج هواها السبسب المتماحل
وقال آخر يصف بعيراً:
بعيد من الحادي إذا ما ترقّصت ... بنات الصّوى في السبسب المتماحل(2/196)
وفرس قويّ المحال وهو الفقار الواحدة: محالة والميم أصلية بدليل قول جندل:
أصهب تغتال فضول الأحبل ... منه حوابٍ كقرون الإبل
عوج تساندن إلى ممحّل
إلى مركّب المحال وهو وسط الظهر.
ومن المجاز: أمر متماحل، وفتنة متماحلة: متطاولة لا تكاد تنقضي. وفي حديث عليّ: إن من ورائك أموراً متماحلة. واستقى على المحالة وهي البكرة. وتحلّت المرأة بالمحال والفقر وهو صوغ من الذهب صيغ مفقّراً أي على شكل الفقار. قال مسكين الدارميّ يصف رجلين:
هما حبيا بديباجٍ كريم ... وياقوت يفصّل بالمحال
يريد حاجباً وعطارداً توجهما كسرى بتاجين حين افتكّ حاجب قوسه.
م ح ن
وقع في محنة ومحن، ومحن فلان وامتحن، ورجل ممحون وممتحن.
ومن المجاز: ثوب ممحون: خلق، وقد محن هذا الثوب إذا محق بطول اللبس. ومحن الأديم: مدّده حتى وسّعه وبه فسّر قوله تعالى: " امتحن الله قلوبهم " أي شرحها ووسّعها. ومحنت ناقتي: جهدتها بالسير. قال:
أتت رذايا بادياً كلالها ... قد محنت واضطربت أوصالها
م ح
وكتاب ممحوق وماحٍ: ذو محوٍ. ومحوته فانمحى، وتقول: وحاه، ثم محاه.
ومن المجاز: محت الريح السحاب والمطر الجدب والصبح الليل، والإحسان يمحو الإساءة. وهبت محوة وهي الشمال لأنها تمحو السحاب. قال:
قد بكرت محوة بالعجاج ... فدمرت بقية الرجاج
وأصابت الأرض محوة: مطرة تمحو الجدب. وتركت الأرض محوةً واحدةً إذا طبقها الغيث. ويقال: تمحّ منهم يا فلان تحلّل أي اطلب منهم أن يمحوا عنك ما جنيت عليهم، وتحلل فلان وتمحّى.
م خ خ
عظم ممخ، وقد أمخّت عظامه، وأمخّت الشاة، وتمخّخت العظام: أخرجت مخّها.
ومن المجاز: أكلت مخّ العين: شحمتها. وهؤلاء مخّ القوم ومخّة القوم: لخيارهم. ولا أرى لأمرك مخاً: خيراً. وأمر ممخّ: فيه فضل وخير. وهذا لسان ممخ: حسن الشفاعة، وله لسان ممخ: ذلق قوي على الكلام. وفي مثل " أهون ما أعملت لسان ممخ ". " بين الممخة والعجفاء ":(2/197)
للوسط، " شر ما أجاءك إلى مخة عرقوب ": في الحاجة إلى اللئيم.
م خ ر
فلكٌ مواخر، تمخر الماء: تشقّه مع صوت، ونشأت بنات مخرٍ وهي سحاب الصيف تمخر الجو مخراً. واستمخرت الريح: استقبلتها بأنفي، وخرجت من فيه مخرة خبيثة وهي الريح الخارجة من الجوف. وكل طائر دفر المخرة. قال:
كأن على أنيابها بعد هجعة ... إذا ساقها العشيق مخرة طائر
وتقول: لأن يطرحك أهل الخير في المآخير، خير من أن يصدّرك أهل المواخير، جمع ماخور وهو مجلس الريبة.
م خ ض
مخض اللبن في الممخضة فتمخض فيها، وأمخض اللبن: حان له أن يمخض، واستمخض لبنك إذا أبطأ رؤوبه وإذا كان كذلك لم يكد يخرج زبده وهو من أطيب اللبن لأن زبده غائب فيه، يقال: أطيب اللبن المستمخض.
ومن المجاز: تمخّضت الحامل ومخضت مخاضاً: ضربها الطلق، وهي ماخض، وهن مواخض: وكثرت في إبله المخاض: الحوامل الواحدة خلفة. وهو ابن ماخض، وهي بنت مخاض، وهنّ بنات مخاض. ومخض الماء بالدلو إذا أكثر الاستقاء. قال يخاطب البئر:
لنمخضن جوفك بالدّلى ... حتى تعودي أقطع الأتيّ
وتمخّض الزمان بالفتن. وتمخّضت السماء: تهيأت للمطر. وتمخّضت له المنون بيوم إذا مات. قال:
تمخضت المنون له بيوم ... أنى ولكل حاملة تمام
ومخض رأيه حتى ظهر الصواب. ومخض الله السنين حتى كان ذلك زبدتها.
م خ ط
امتخط وتمخّط. ومخطت الصبي ومخّطته. ومخط الراعي السّخلة ومخطها: مسح أنفها. قال الكميت:
بيبابٍ من التنائف مرت ... لم تمخّط به أنوف السخال
ومن المجاز: ما أولك إلا بصقة أو مخطة. وهذه الناقة مخطت عندنا أي نتجت وأصله أن الناتج يمخط الغرس من أنف المنتوج أي بمسحه عنه. قال ذو الرمة:
وانم القتود على عيرانة حرجٍ ... مهرية مخطتها غرسها العيد
ويقال: نحن مخطناك غرسك أي نحن ربيناك(2/198)
وقمنا عليك. هذا أمر أنا مخطت غرسه أي قمت به. ومخط السيف وامتخطه: سلّه، وامتخط ما في يده: انتزعه، ومرّ برمحه مركوزاً فامتخطه. ورماه بسهم فأمخطه منه إذا أمرقه، ومخط السهم بنفسه، وسهم ماخط: مارق. وسال مخاط الشيطان، ومخاط الشمس: للعابها.
م د ح
مدحه وامتدحه. وفلان ممدوح وممتدح وممدّح: يمدح بكل لسان، ومادحه وتمادحوا، ويقال: التمادح التذابح. والعرب تتمدّح بالسخاء. وهو يتمدّح إلى الناس. يطلب مدحهم. وعندي مدح حسن ومديح ومدائح ومدحة ومدح وممدحة وممادح وأمدوحة وأماديح. قال:
لو كان مدحة حيّ منشراً أحداً ... أحيا أباكنّ يا ليلى الأماديح
م د د
مدّ الحبل وغيره فامتدّ، وهذا ممدّ الحبل. قال ابن مقبل:
وللشمس أسباب كأن شعاعها ... ممد حبال في خباء مطنّب
وتمدّ الأديم. وطراف ممدّد. ومادّه الثوب وتماداه. وأمد الجيش، وضمّ إليه ألف رجل مدداً، واستمدّوا الأمير فأمدهم. وأمددت الدّواة بالمداد ومددتها. وأمددت ومددت الأرض بالدمال والسراج بالسليط. والسرقين مداد الأرض، والدهن مداد السراج. قال الأخطل:
روا بارقات بالأكف كأنها ... مصابيح سرج أوقدت بمداد
ومد أرضك يا فلان، ومد سراجك، وأمدّني يا غلام ومدّني: أعطني مدّة من الدواة، واستمدّ الكاتب من الدواة. ومدّ النهر، ومدّه نهر آخر. قال:
فيض خليج مدّه خليجان
وقل ماء ركيتنا فمدّتها ركية أخرى. وهذا الوادي يمدّ في وادي كذا: يزيد فيه. وهذا وقت المدّ والمدود. وأقام عندنا مدّة ومدداً. وأمدّ الجرح: صارت فيه مدّة وهي غثيثته الغليظة، والرقيقة: صديد. ومدّ بعيره وأمدّه: سقاه المديد وهو الماء بالدقيق أو السويق.
ومن المجاز: امتدّ النهار والظلّ، وظل ممدود وممتدّ، ومدّ الله الظل. وامتد بهم السّير. وامتدّت العلّة. وامتدّ عمره. ومدّ الله في عمرك. وأقمت عنده مدّة مديدة. وقدّ مديد. وقامة مديدة. وهي من أجمل الناس وأمدّه قامةً. ومدّ فلان في وجوه المجد غرراً. ومدّهم في طغيانهم. وسبحان الله مداد كلماته ومدد كلماته. وبيني وبينه مدّ النّيل وبسط النّيل ومدّ البصر. وأتيته مدّ الضحى وهو ارتفاعه، وهذا مدّ النهار الأكبر: ويقال للرجل: أفعلت ذلك، فيقول: نعم وأشدّه وأمدّه. وفلان يمادّ فلاناً: يطاوله ويماطله. وله(2/199)
مالٌ ممدود: كثير. والأعراب أصل العرب ومادة الإسلام. وقيل لأعرابي: لا بدّ لك منه، فقال: لي منه بدّ، وصاع ومد.
م د ر
مدر الحوض يمدره، وحوضٌ ممدور. والهدّة ممدرة أهل مكة بالفتح والضم كالمقبرة. وأمدرونا من ممدرتكم. وتقول: كيف يثبت في الغدر، من لا يصبر عن المدر. " وأعيث من المدراء " وهي الضّبع لغبرة لونها كما قيل لها: الغثراء.
ومن المجاز: ما رأيت في الوبر والمدر مثله أي في البدو والقرى. وفي الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعامر بن الطفيل " أسلم يا عامر " فقال: على أن لي الوبر ولك المدر. وقال:
شدّ على أمر الورود مئزره ... ليلاً وما نادى أذين المدره
وتقول: اللهم أخرجني من هذه المدره، وخلّصني من هؤلاء المدره؛ تريد جمع المادر وهو الذي يمدر حوضه بسلحه لشحه لئلا يسقى فيه غيره، ومنه المثل " أبخل من مادر " وعكرة كدراء مدراء: للضّخمة الكبيرة وهو من كدرة اللون وغبرته كما يشبّه الجمع الكثيف بالليل ويقال له: السّواد والدهماء، ومنه قولهم: ضبعان أمدر: للضخم البطن المنتفخ الجنبين. ويقال: فلان أمدر الجنبين: للعمال الذي يمتهن نفسه ولا يتعهدها كقولهم: أشعث أغبر: للمسفار. قال الراعي:
وقيّم أمدر الجنبين منخرق ... عنه العباءة قوّام على الهمل
ومدر الرجل: أبدى، لاستعماله المدر، أو كنى عن السلح بالطّين. قال جرير:
فلم ينج إلاّ بالتي لم تدع له ... فؤاداً ومنها بين رجليه مدّرا
التي لم تدع: الخيفة، ومنه قيل في الضّبعان: الأمدر وهو الذي به لمع من سلحه.
م د ي
بلغ مدى الحياة. وهو منّي مدى البصر. وفلان لا يماديه أحد: لا يجاريه إلى مدًى وتمادى في الأمر: تمادّ فيه إلى الغاية. والجزذار يشحذ مديته، وتقول: فلان يشحذ للبغي المدى ويبلغ في الغيّ المدى.
م ذ ر
بيضة مذرة، وأمذرتها الدّجاجة. وذهبت غنمك شذر مذر. وتشذرت وتمذرت نفسه: خبثت.
م ذ ق
مذق اللبن بالماء يمذقه، ومذق الشراب: مزجه فأكثر ماءه، ولبن مذيق. وسقاني مذقاً ومذقة. قال أعرابي:
إذا ما أصبنا كل يوم مذيقة ... وخمس تميرات صغار خوانز
فنحن ملوك الأرض خصباً ونعمةً ... ونحن أسود الغيل عند الهزاهز(2/200)
ومن المجاز: فلان يمذق الودّ، وودّه ممذوق، وهو ممذوق الود، وماذقه في الوداد مذاقاً، وهو مماذق في ودّه ومذّاق. وفلان مذّاق: كذاب. قال:
ما وجز معروفك بالرماق ... ولا مؤاخاتك بالمذاق
ما معجّل معروفك بالقليل، أوجز العطيّة: عجّلها.
م ذ ل
مذل المريض مذلاً ومذل مذالة فهو مذل ومذيل إذا لم يتقارّ من الضجر. قال الراعي:
ما بال دفّك بالفراش مذيلاً ... أقذى بعينك أم أردت رحيلاً؟
وامذلّت مفاصله امذلالاً: فترت. وأمذله المرض والهمّ. ورجل مذيلٌ، وقوم مذلى.
ومن المجاز: هو مذل بماله ومذل بسرّه. قال الأسود بن يعفر النهشليّ:
ولقد أروح على التّجار مرجّلاً ... مذلاً بمالي لينا أجيادي
وقال:
ولا تمذل بسرّك، كلّ سر ... إذا ما جاوز الإثنين فاش
ومذل من مضجعه ومن مكانه. ومذلت من كلامك: قلقت. وما زال مذلاً بامرأته إذا لم يلائمها. ومذلاً بمقامه عندنا.
م ذ ي
خرج المذي والمذيّ كالودي والودي. وقال:
تمسح بالكفّين أقمرياً ... ذا وهج يستنزل المذيّا
ومذيت وأمذيت، ويقال: كلّ ذكر يمذي، وكل أنثى تقذي. وماذى الرجل المرأة: لاعبها حتى خرج المذي، ويقول الرجل للمرأة: ماذيني وسافحيني. وفي الحديث: " الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق " وهو أن يخلّي الديوث بين الرجل وامرأته يتلاعبان؛ وروى: المذال وهو أن يمذل بفراشه لغيره. وخمر ماذيّة: سهلة في الحلق. وعسل ماذيّ: أبيض. ودرع ماذيّة: بيضاء. ونظر في المذيّة وهي المرآة. قال:
مثل المذية أو كشنف الأنضر
ومن المجاز: أمذيت الشراب: أكثرت ماءه. وأمذيت الفرس ومذيته: أرسلته يرعى.
م ر أ
هو امرؤ صدق، وهي امرأة سوء. وفيه مروءة وهي كمال الرجولية، وقد مرؤ فلان، وتمرّأ. وفلان يتمرّأ بنا أي يطلب المروءة بنقصنا(2/201)
وعيبنا، وهو متمرّيء بنا. ومريء الرجل ورجلت المرأة أي صار كالمرأة وصارت كالرجل. وطعام مريء وقد مرؤ مراءة، وهنأني الطعام ومرأني وأمرأني، واستمرأت الطعام، وهذا مما يمريء الطعام، ونزل الطعام والشراب في المريء وهو فم المعدة. وفي حديث الأحنف يأتينا ما يأتينا في مثل مريء النعامة.
م ر ت
بلد مرتٌ بيّن المروتة: قيٌّ لا نبات بها، وبلاد مروت. قال:
مرت يناصي خرقها مروت
ومرت الشيء يمرته: ملسه، ومنه: قول أعرابيّ من بني مازن حين سئل عن سقيهم الخيل اللبن فقال: إنما تسقى اللبن لأنه يطوي الأباطل ويحكم المنة ويعقد الحيل ويصمّل العضل ويشدّ البصر ويدجي الشّعر ويمرت الجراهية ويحسّن السّحناء ويطرد الدّوى، الحيل: شدة الظهر، ولا يحل: ولا قوة، والجراهية: ظاهر الجلد.
ومن المجاز: رجل مرت الحاجبين ومرت الحسد: لا شعر عليه، وغلام مرت العذار: لم يختطّ.
م ر ث
مرث الدواء وغيره في الماء: مرسه حتى تفرّق فيه. ومرثت فيه الخبز: ليّنته. ومرث الصبي أمه: رضعها. وهو يمرث الكسرة بدردره: يصها ويكدمها، وفي حديث ابن الزبير: كأنهم صبيان يمرثون سخبهم. قال:
السن من جلفزيز عوزمٍ خلق ... والحلم حلم صبيّ يمرث الودعه.
وتقول: ألف فلان الظل والدعة، كأنه صبيّ يمرث الودعه.
م ر ج
أمرج الدوابّ ومرجها: أرسلها في المرج والمروج. ومرج السلطان الناس. ورجل مارج: مرسل غير ممنوع. ولا يزال فلان يمرج علينا مروجاً: يأتينا مفاجئاً. ومرج الخاتم في الإصبع: قلق.
ومن المجاز: مرج الله البحرين. ومرج فلان لسانه في أعراض الناس وأمرجه، وفلان سراج مرّاج: كذاب. ومرجت عهودهم. وقد مرج أمرهم مرجاً ومروجاً، وأمر مارج ومريج. وفي الحديث: " كيف أنتم إذا مرجّ الدّني وظهرت الرغبة ". قال زهير:
مرج الدّين فأعددت له ... مشرف الحارك محبوك الثبج
يرهب السوط سريعاً فإذا ... ونت الخيل من الشدّ معج
وأمرجوا عهودهم ودينهم. وطلع مارج من نار: لهب ساطع.
م ر ح
به مرح ومراح: شدّة فرح ونشاط " ولا تمش في الأرض مرحاً " ورجل مرح(2/202)
ومروح. وفرس وناقة مروح وممراح. ومرّح مهره: لينه وأزال مرحه وشماسه فهو ممرح. قال:
والله لولا مهرك الممرّح ... المنتقى من الجياد الأقرح
لقام آميك عليك النوّح
ويقال للرامي إذا أصاب: مرحى وهو تعجب. قال ابن مقبل يصف فرساً:
أقول والحبل معقود بمسحله ... مرحى له إن يفتنا مسحه يطر
ومن المجاز: قوس مروحٌ إذا كانت حسنة الإرسال للسهم. ومرحت عينه بمائها وبقذاها إذا رمت به. قال كثير يصف نفسه وكان أعور فبكى في إحدى عينيه:
كان قذًى في العين قد مرحت به ... وما حاجة الأخرى إلى المرحان
وقال آخر:
لقد هاج هذا الشوق عيناً مريضة أجالت قذًى ظلّت به العين تمرح
وعين ممراح: غزيرة الدمع. ولا تمرح بعرضك: لا تعرّضه. قال الحليج من بني ثعلبة:
أشماخ لا تمرح بعرضك واقتصد ... فأنت امرؤ زنداك للمتقادح
أي فيك للطاغن مقال، ومن أراد أن يقع فيك قدر. ومرحت المزادة الجديدة: كثر سيلانها، ومرّحتها: ملأتها لتنسدّ عيونها، وقد ذهب مرح المزادة إذا انسدّت العيون. قال الطرماح: يصثف قطاة:
سرت في رعيل ذي أداوي منوطة ... بلبّاتها مدبوغة لم تمرّح
وأرض ممراح: سريعة النبات، وقد حالت الأرض سنة فهي تمرح بالنبات. قال الراعي:
بكل ميثاء ممراحٍ سبيتها ... من الذراعين رجاف له نضد
وعن عليّ كرم الله وجهه: فرغنا من مرح الجمل وروى: مرحى الجمل. وكرم ممرح: مذلل محنّى على دعائمه.
م ر خ
مرّخ جسده بالدهن، وتمرّخ به، ورجل مرخٌ: كثير الادهان. وله زناد من مرخٍ. ورماه بالمريخ وهو سهم طويل ذو أذنين يغلى به. قال:
أدبر كالمريخ من كفّ الغال
م ر د
هو مارد من المرّاد ومتمرّد، وشيطان مريد ومرّيد، وقد مرد يمرد مروداً ومرد مرادة، وتمرّد عليّ. ومرّد البناء: طوّله وملسه، وصرح(2/203)
ممرّد. ويقال: مرد، على جرد. وشاب أمرد. وقالت امرأة لزوجها: يا شيخ، فقال لها من " أين لي لك أميردٌ " فسار مثلاً: ومرد يمرد مرودةً ومردةً، وتمرّد زماناً ثم خرج وجهه، وعن معاوية: تمرّدت عشرين، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين، وخضبت عشرين، فأنا ابن ثمانين. وبني تماريد للحمام وتمراداً، ومرّدت لها تمريداً.
ومن المجاز: " تمرد مارد وعزّ الأبلق ". وجبل متمرّد، وجبال متمرّدات. وشجرة مرداء: لا ورق لها، ومرّدت الغصن تمريداً. ورملة مرداء: لا نبت عليها. وامرأة مرداء لم يخلق لها إسبٌ. و" مردوا على النّفاق ": مرنوا عليه.
م ر ر
مررت به وعليه مرّاً ومروراً وممرّاً. ومرّ فلان، وأمررته: أمضيته. ومرّ الأمر واستمر: مضى. قال ابن أحمر:
إلا رجاءً فما ندري أندركه ... أم يستمرّ فيأتي دونه الأجل
وحملت المرأة حملاً فمرّت به واستمرت به. أي مضت به واستقلّت وقامت وقعدت لم يثقل عليها، وجعلت ممرّي عليه، وقعدت على ممرّه، وفعلته مرةً ومراتٍ ومراراً. وأمرّ عليه يده. وأمرّ عليه القلم. وأمرّ الموسى على رأس الأقرع. واستمرّ الأمر: انقادت طريقته. وهذه عادة مستمرّة. وكان فلان يرهق في دينه ثم استمرّ أي تاب وصلح. قال:
يا خير إني قد جعلت أستمر ... أرفع من برديّ ما كنت أجر
خبرة امرأته. وأمرّ الحبل: شدّ فتله، وحبلٌ ممرّ وشديد المرة وهي الفتل، وعندي مرير ومريرة: حبل محكم. وشيء مرٌّ ومرير وممر. قال:
إني إذا حذّرتني حذور ... حلو على حلاوتي مرير
ذو حدّة في حدّتي وقور
ومرّ يمر مرارةً، وأمرّ إمراراً واستمرّ استمراراً. وقاء مرّةً. ومرّ الرجل فهو ممرور: هاجت به المرّة. ولكلّ ذي روح مرارة إلا البعير. وفي الحديث: " ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء " وتداوى بالمرّ. وهذه البقلة من أمرار البقول: مما فيه مرارة، وفي القمح المريراء وهي حبّة سوداء يمرّ منها. وقلصت شفتاه كأنه جمل قد أكل المرار وهو شجر مرّ وبه سمّيَ بنو آكل المرار. وله صندوق من مرمرٍ وهو الرّخام. والرمل يمور ويتمرمر. قال ذو الرمة يصف كفل المرأة:
ترى خلفها نصفاً قناة قويمةً ... ونصفا نقا يرتجّ أو يتمرمر(2/204)
وهو يتمرمر على أصحابه: يتأمّر عليهم.
ومن المجاز: استمرّ مريره واستمرّت مريرته: استحكم. ورجل ذو مرّة: للقويّ. وأمرٌ ممرّ. ورجلٌ وفرسٌ ممرّ الخلق. وفلان ذو نقض وإمرارٍ، والدهر ذو نقضٍ وإمرار. قال جرير:
لا يأمننّ قويّ نقض مرّته ... إني أرى الدهر ذا نقض وإمرار
وأمرّ فلان فلاناً: عالجه وفتل عنقه ليصرعه، وهو يمار صاحبه في الصراع، وهما يتمارّان. وامرأته تمارّه: تخالفه وتلتوي عليه. ومرت عليه مرورٌ: مكاره. وفي مثل " صغراها مرّاها " ونزل به الأمران: الهرم والمرض. ولقيت منه الأمرّين: الدواهي. ومرّ عليه العيش وأمرّ. وما أمرّ فلان وما أحلى.
م ر ز
امرز لي مرزة من العجين: اقطع لي قطعة بأطراف الأصابع. وأذن مليحة الشحمتين والمرزتين بالفتح وهما الناتئتان فوق الشحمتين.
ومن المجاز: مرز جلده: قرصه قرصاً رفيقاً. وفي الحديث: " أن عمر رضي الله عنه أراد أن يشهد جنازة رجل فمرزه حذيفة " أراد صدّه عن الصلاة عليها. وامترزت عرضّه: نلت منه.
م ر س
مارس قرنه: عالجه. ومارس الأمور والأعمال، وما زال يزاولها ويمارسها. وفلان ذو مراسٍ ومرسٌ: ذو جلد وقوة ومارسة للأمور. وتمارسوا في الحرب: تضاربوا. ومرس الدواء في الماء يمرسه. وتمرٌ مريسٌ: مرس في الماء أو اللبن. وداهية مرمريس: شديدة. والبقر تمرّس بالشجر إذا أمّرت قرونها عليها تحدّدها. وتمرّس البعير بالجذع: تحكّك به. وشدّه بالمرس وهو الحبل، وهو يقضب الأمراس من مرحه.
ومن المجاز: فلان يتمرّس بي أي يتعرّض لي بالشرّ. قال:
وأحمق عريض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرّقم
والبعير يتمرّس بالشجرة: يأكلها وقتاً بعد وقت. وفلان قد تمرّس بالنوائب وبالخصومات إذا مارسها، ويقال: إليك عني فما بي متمرّس، وما بفلان متمرّس: للشجاع الذي لا ينال منه العدوّ، وللشحيح الذي لا ينال منه المحتاج. وفي الحديث: " من اقتراب الساعة أن يتمرّس الرجل بدينه كما يتمرّس البعير بالشجرة " وتمرّس بالطّيب: تلطّخ به. قال:
كأنما مثواتهن معرس ... أو ريح عطارين قد تمرّسوا
بالطيب فالريح بهم تنفّس
وبيننا ليلة مرّاسة: لا وتيرة فيها بعيدة دائبة السير. وامترست الألسن في الخصومات: أخذ بعضها بعضاً.
م ر ض
هو مريض، وهم مرضى ومراض، وهو مريض ممرض: أهله مراض، وأمرض(2/205)
القوم: مرضت دوابهم، وأمرضه الله، وأكل ما لم يوافقه فأمرضه، وبه مرضة شديدة. قال عمران بن حطّان:
أفي كل عام مرضة ثم نقهة ... وتنعى ولا تُنعَى فكم ذا إلى متى
ومرّضته تمريضاً، وتمارض.
ومن المجاز: مرض في الأمر: ضجع فيه، وتمرّض وتمارض. ومارضت رأيي فيك: خادعت نفسي فيك. وأمرض فلان: قارب إصابة حاجته. قال:
رأيت أبا الوليد غداة جمع ... به شيب وما فقد الشبابا
ولكن تحت ذاك الشيب حزم ... إذا ما ظنّ أمرض أو أصابا
وفي قلبه مرضٌ: نفاق. وهذه ريح مريضة، ونسمت مرضى الرياح. وشمس مريضة: ضعيفة الضوء، وليلة مريضة. قال:
وليلة مرضت من كلّ ناحية ... فما يضيء لها نجم ولا قمر
وقال الراعي:
وطخياء من ليل التمام مريضة ... أجنّ الغمام نجمها فهو ما صِحُ
وأرض مريضة: كثيرة الفتن والحروب مغتصة بالجيوش. قال أوس:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضّلةً منا بجمع عرمرم
وقالت الأخيليّة:
إذا بلغ الحجّاج أرضاً مريضة ... تتبّع أقصى دائها فشفاها
ورأى مريض. وأعين مراض ومرضى.
م ر ط
مرطت شعره: نتفته فانمرط وتمرّط، وتمرّطت لحيته: سقطت. وتمرّطت أوبار الإبل وتمعّطت. وتمّرط الذئب: سقط أكثر شعره، وذئب أمرط من ذئاب مرط فإن ذهب كله فهو أملط. ورجل أمرط: أجرد، وقد مرط مرطاً. وسهم أمرط ومرطٌ ومراط ومارط: لا ريش له، وقد مرط الريش عنه يمرط، وسهام مرط وموارط وأمراط. قال:
صب على شاء أبي رياط ... ذؤالة كالأقدح الأمراط
والخيل يمرطن: يعدون المرطى، وفرس مرطى: سريعة. وفلان يمرط ما يجده ويمترطه: يجمعه. وامترطت الشيء من يده: اختلسته. وكانت له لمة فينانة فكان يدخل أصابعه فيها ثم يمرطها حتى إذا امتدّت أرسلها فقلّصت وهو يقول: واشباباه. وأخاف أن تنشقّ مريطاؤك: ما بين الصدر إلى العانة.
م ر ع
مكان مريع وممرع: مكليء، وقد مرع(2/206)
مرعاً وأمرع. وإن فلاناً لمريع الجناب. وقد أمرع القوم: أكلأرا. ورجل مرع: يحبّ المرع، وتمرّع: طلب المرع. قال الراعي:
وجاوزت عبشميات بمحنية ... ينأى بهنّ أخو دوّيةٍ مرع
وتقول: نزلوا بالأجرع، من الوادي الأمرع.
ومن المجاز: " أعشبت انزل " و" أمرعت انزل " أي بغيتك عندنا فلا تجز. وتقول: نحن من عزك على جبل منيع، ومن كرمك في واد مريع.
م ر غ
مرّغ دابته فتمرّغ، وهذا مراغ الدواب ومراغتها ومتمرّغها، ولفلان مراغة: أتان لا تمنع من الفجولة، ومنه قول الفرزدق لجرير: يا ابن المراغة. ومرّغته تمريغاً إذا أشبعت رأسه وجسده دهناً، وتمرّغ بالدهن. وسال مرغه: لعابه.
ومن المجاز: فلان يتمرّغ في النعيم: يتقلّب فيه. وتمرّغ في الأمر: تردد.
م ر ق
مرق السهم من الرمية مروقاً، وأمرقته أنا. وأمرقت القدر ومرّقتها: أكثرت مرقها، وأطعمنا فلان مرقة مرقين وهي ماء القدر يعاد عليه اللحم مرتين فصاعداً، ولحم ممرق: دسم جداً يكثر المرق وهو الماء الذي يمرق من اللحم. ومرقت الإهاب: نتفت صوفه فانمرق، ومرقت شعره فانمرق وتمرق. وأعطني مراقة إهابك. وادفن مراقة شعرك ومراطته ومشاقته وهي ما يخرج على المشط. و" أنتن من المرق " وهو العطين من الأهب لينمرق شعره. قال يصف نساء:
يتضوّعن لو تضمخن بالمس ... ك صناناً كأنه ريح مرق
وثوب متموق: مصبوغ بالمريق وهو العصفر. قال:
يا ليتني لك مئزر متمرّق ... بالزعفران لبسته أياماً
ومرقت السفلة والإماء تمريقاً إذا غنّت، وفلان ممرّق، وغناء ممرّق كأنه المخرج من جملة ألحان المغنين. قال:
من نوحها طوراً ومن تمريقها ... بقبقة الصالف من تطليقها
وقال لقيط بن زرارة:
ذهبت معدّ بالعلاء ونهشل ... من بين تالي شعره وممرّق(2/207)
وقال: الممزق في الممرق:
ممن مبلغ النعمان أن ابن أخته ... على العين يعتاد الصفا ويمرّق
ومن المجاز: هو مارق من المراق والمارقة، ومرق من الدين مروقاً. وامترقت الحمامة من الكوّة. وامترق من البيت: أسرع الخروج. وأمرق: أبدى عورته. ومرقت الصبغ من العصفر: أخرجته. ويقال: " ما أنت بأنجاهم مرقة " ومرقاً، " وما أنت بأحرزهم مرقاً " أي ما أنت بأسلمهم نفساً، وأصله أن رجلاً أفلت من بين قوم أخذوا فقيل له ذلك، وهو من باب قوله:
يا جفنةً كإزاء الحوض قد كفئت
م ر ن
مرن الرمح، ورمح مارن، وما أحسن مرانته ومرونته، وتطاعنوا بالمران. وقطع مارن أنفه: ما لان منه وفضل عن قصبته. وثوب مارن، وقد مرن ثوبه: لان وامّلس. ومرّن الأديم تمريناً: ليّنه. ومرن أظلّ بعيره: دهنه من الحفا.
ومن المجاز: مرن على الأمر مروناً، ومرّنته على كذا، ومرنت يده على العمل. ومرّن وجهه على الخصام والسؤال، وإنه لممرّن الوجه. قال:
لزاز خصم معك ممرّن
ومنه: هم على مرنٍ واحدة. وما زال ذلك مرني. ويقول الرجل: لأقتلن فلاناً فيقال له: أو مرنٌ ما أخرى يعني أو لتكونن حالٌ أخرى غير ما تقول.
م ر هـ
رجل أمره ومره وهو الذي يترك الاكتحال حتى تبيضّ بواطن أجفانه، وبه مره ومرهة. قال ذو الرمة:
من المشرقات البيض في غير مرهة ... ذوات الشفاه اللمس والأعين النجل
وامرأة مرهاء، وتقول: أقبح من المره، في عين المره.
ومن المجاز: سحاب أمره: أبيض. ونعجة مرهاء: بيضاء يقق لاشية بها. ورجل مره الفؤاد: ذاهبه من شدّّة المرض. قال أبو دؤاد:
ولو أنها بدلت لذي سقمٍ ... مره الفؤاد مشارف القبض
أنس الحديث لظلّ مكتئباً ... حرّان من وجدٍ بها مض
م ر ي
مريت الناقة وأمريتها: حلبتها فأمرت وناقة مريٌّ: درور، وأخذت مرية الناقة وهي ما حلب منها. ومرى في الأمر وامترى وتمارى، وما فيه مريةٌ: شك.
ومن المجاز: قرع مروته. قال أبو ذؤيب:
حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشرق كل يوم تقرع(2/208)
والمرو: حجارة بيض رقاق. والريح تمري السحاب وتمتريه وتستمريه: تستدرّه. وبالشكر تمترى النعم. وتقول: ما زلت أعيش بأحاليب درّك، وأستمري أخلاف برّك. ومرّ بمرى دابته بساقه: يركضه. وأخذت مرية الفرس، ومرى الفرس يمري إذا قام على ثلاث وهو يمسح الأرض بالرابعة. والناقة تمري في سيرها: تسرع، ونوق موار. أنشد ابن الأعرابي:
إذا هبطن غائطاً مواري ... حسبتها من غير ما تماري
قواصداً وهي به مواري
موارٍ: ساتر، تحسبها يقصدن في السير وهنّ سراع. ومريت فلاناً فما درّ. ومرى مقلته بإنسانه: بأنملته. وماريته مماراة: جادلته ولاججته، وتماروا، ومعناه المحالبة كأن كلّ واحد يحلب ما عند صاحبه " أفتمارونه على ما يرى ": أفتلاجّونه مع ما يرى من الآيات المبينة بنبوّته ومثله لا يلاجّ، وقريء " أفتمرونه " أي أفتغلبونه في المماراة مع ما يرى أي أفتطمعون في الغلبة أو تدّعونها، أو هو إنكار لتأتّي الغلبة. وتقول: خذ هذه الجارية، ولو بقرطي ماريه.
م ز ج
مزج الشراب بالماء فامتزج، ومازجه وتمازجا وامتزجا. ومزاجه عسل، وكأن طعمه طعم المزج وهو الشهد. وقال:
فجاء بمزجٍ لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل
وفي اللوز المزيج وهو المرّ منه. وهو صحيح المزاج وفاسد المزاج وهو ما أسس عليه البدن من الأخلاط، وأمزجة الناس مختلفة. والنساء يلبسن الموازج والموازجة، وتقول: فلان يبيع الموازج، ويأخذ الطرازج.
ومن المجاز: تمازج الزوجان تمازج الماء والصهباء. ومزّج السنبل: لون. وطبع عطارد متمزّج. وقال حكم بن زهرة:
فأعقبك الزمان ممزّجات ... لهنّ بكل منزلة خليل
ومزّجته على صاحبه: غظته وحرّشته عليه.
م ز ح
إياك والمزح والمزاح والمزاحة والممازحة والمزاح، وهما يتمازحان، ورجل مزّاح.
ومن المجاز: مزّح السنبل والعنب: لون قالوا: وهو الصحيح دون الجيم(2/209)
وأنشدوا قول ابن هرمة:
وصاحت مسامير الرحال وكلفت ... على الجهد بالموماة سيراً مطحطحاً
كما صاح سرب من عصافير صيفة ... تواعدن كرماً بالسّراة ممزّحاً
وروى: ممرّحاً بمعنى معرّشاً.
م ز ر
تمزّر المزر وهو السكركة: نبيذ الذرة تذوّقه شيئاً بعد شيء. قال:
تكون بعد الحسو والتمزر ... في فمه مثل عصير السكّر
وقال النابغة:
تمزّرتها والديك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
ورجل مزير: مشبع العقل نافذ في الأمور قويّ. قال:
ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه رجل مزير
وهو من أمازر الناس: من أفاضلهم. قال:
فلا تذهبن عيناك في كلّ شرمحٍ ... طوال فإن الأقصرين أمازره
م ز ز
له عليّ مزّ أي فضل، وقد مزّ عليه يمز مزازة. وهو أعز منه وأمز. ومزّ مزّةً: مصّ مصّة، وعن طاووس رحمه الله: المزّة الواحدة تحرّم، وتمزّز الشراب: تمصّصه. قال:
تمززتها ومعي فتيةٌ ... يميتون مالاً ويحيون مالا
أي أصحاب غارات وأسخياء. وشرب المزّاء: الخمر. قال:
لا تحسبن الحرب نوم الضحى ... وشربك المزّاء بالبارد
ورمّان مزّ، ورمّانة مزّةٌ.
م ز ع
ألحم البازي مزعةً وهي اللحمة التي يضرّى بها، وماله مزعةٌ ولا جزعة: قطيعة لحم. ووزع المال بينهم ومزعه، وتوزّعوه وتمزعوه: تقسّموه. وقال:
تلوم امرأً لو كان لحمك عنده ... لآواه مجموعاً له أو ممزّعاً
وقال جرير:
هلاّ سألت مجاشعاً زبد استها ... أين الزبير ورحله المتمزّع(2/210)
وقال:
بني صامت هلاّ زجرتم كلابكم ... عن اللحم بالخبراء أن يتمزّعا
والمرأة تمزع القطن وتمزّعه بيدها وتزبّده: تقطّعه ثم تؤلّفه وتجوّده.
ومن المجاز: إنه ليتمزّع من الغيظ: يتطاير شققاً. وفلان يمزّق عرضه ويتمزّع لحمه.
م ز ق
مزّق الثوب فتمزّق، وصار ثوبه مزقاً.
ومن المجاز: مزّق فروته " ومزّقناهم كل ممزّقٍ ". وتمزّق جمعهم. ويكاد عنه إهابه يتمزّق: للمسرع. وفرس وناقة مزاق: يكاد يتمزّق عنها جلدها من سرعتها. قال حميد بن ثور:
أخذت قرينة ملتاحة ... قطوف العشيّ مزاق الضحى
وقال:
فجاءوا بشوشاة مزاق ترى بها ... ندوباً من الأنساع فذاً وتوأما
وقال ذو الرمة:
أجنّة كلّ شازبة مزاقٍ ... براها القود واكتست اقورارا
م ز ن
عيناه من الحزن، كواكف المزن وكأن يده مزنة هطالة. وطلع ابن مزنة وهو الهلال. قال:
كأن ابن مزنتها جانحاً ... قسيط لدى الأفق من خنصر
وتقول: ما أشبه يدك إلا بمزنه، ووجهك إلا بابن مزنه. وتقول: عندهم بنو مازن، كبنات مازن، وهو بيض النمل وبناته الذرّ. قال:
وترى الذّنين على مراسنهم ... يوم اللقاء كمازن الجثل
وفلان يتمزّن: يتسخّى كأنه يتشبه بالمزن.
م ز ي
له عليه مزيّةٌ. قال:
وعندي لأرباب العراب مزية ... على فارس البرذون أو فارس البغل
وقد تمزّيت علينا يا فلان: تفضلت أي رأيت لك الفضل علينا. ومزّيت فلاناً: قرّظته وفضّلته. ومزّيت متاعه حتى نفّقته له.
م س ح
مسحه بالماء والدهن، ومسح رأسه: أمرّ يده عليه، ومسح يده على رأس اليتيم. وامسح عن فرسك: فرجنه. ورجل أمسح الرجل: لا أخمص له. وامرأة رسحاء مسحاء. قال:
جاءت به ذات قرون صهب ... رسحاء مسحاء هبيت القلب
تهرّ في الحيّ هرير الكلب
ومشّطت مسائحها: ذوائبها. قال كثير يصف عبد(2/211)
الملك بن مروان:
مسائح فودى رأسه مسبغلّة ... جري مسك دارين الأحمّ خلالها
وتقول: فلان إذا ذكر نزول المسيح، رشح جبينه بالمسيح: بالعرق. وفلان يعصف في أكله عصف الريح، وكأنه تمساح من التماسيح. وسرنا في الأماسح وهي السباسب الملس. وقذف عليه أمساحه وتعبّد.
ومن المجاز: به مسحة من جمال. وفلان يتمسّح به أي يتبرّك. ورجل ممسوح الوجه: لا عين ولا حاجب. ودرهم مسيح: أطلس لا نقش عليه. وتمسّح للصلاة: توضأ. " وتمسحوا بالأرض فإنها بكم برّة ". ومسحت القوم: مررت بهم مرّاً خفيفاً. ومسحت الإبل يومها: سارت سيراً شديداً. والخيل تمسح الأرض بحوافرها. ومسح المسّاح الأرض مساحة. ومسح المرأة: جامعها مثل مسها. وماسحته: صافحته، والتقوا فتماسحوا: فتصافحوا، وتماسحوا على كذا: تصافقوا عليه وتحالفوا. وماسحته عليه: عاهدته. وغضب فلان فماسحته حتى لان: داريته. وفلان يمسح رأس فلان: يخدعه. قال:
وإنّ بني سعدٍ ومسح رءوسهم ... على دائهم والقرح لم يتقوّب
ومسح الناقة ومسخها: هزلها وأدبرها. ومسح عنقه وعضده بالسيف: قطعها. ومسح القوم قتلاً: أثخن فيهم. " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ". ومسح المسفّر أطراف الكتاب بسيفه، وكتب على الأطراف الممسوحة. ومسح الله ما بك. وتقول: منّ الله عليك بالمسحه: وأذاقك حلاوة الصّحّة.
م س خ
مسخهم الله مسخاً، وما نسخه، بل مسخه. وفلان مسخٌ من المسوخ. وشيء مسيخ: لا طعم له. وطعام مسيخ: لا ملح فيه. وفي يده ماسخيّة: قوس نسبت إلى ماسخة وهو اسم قوّاسٍ، والماسخيّ: القوّاس. قال النابغة:
كقوس الماسخيّ يرنّ فيها ... من الشّرعيّ مربوع متين
ومن المجاز: مسخت الناقة. ورجل مسيخ: لا ملاحة له. قال:
مسيخ مليخ كلحم الحوا ... ر لا أنت حلو ولا أنت مر
م س د
مسد الحبل يمسده مسداً، وحبل ممسود: ممرّ الفتل، وعنده مسدٌ: حبل ممسود. قال:
ومسدٍ أمر من أيانق ... لسن بأنيابٍ ولا حقائق
و"(2/212)
حبل من مسد ": من ليف يمسد منه الحبال.
ومن المجاز: رجل ممسود الخلق: مجدوله. وامرأة ممسودة: ممشوقة. ومسده المضمار: طواه وأضمره. ومسده البقل: جزأ به فأضمره. قال:
كأنها أسفع ذو جدّةٍ ... يمسده القفر وليل سدي
م س س
مسّه مسّاً ومسيساً، وماسّه مماسّة ومساساً، وهما يتماسان، وأمسّه الشيء، ويقال: لا مِساس ولا مَساس. وتقول العرب للنّطفين المتهمين: " لا مَساس، لا خير في الأوقاس ".
ومن المجاز: مسه الكبر والمرض، ومسه العذاب، ومسه بالسوط، ومس المرأة: جامعها، وماسها: أتاها. وبينهما رحم ماسة. ومسته مواس الخير. وإنه لحسن المس في ماله، ورأيت له مساً في ماله: أثراً حسناً، كما يقال: إصبعاً. وأمسسته شكوى إذا شكوت إليه. وبه مسٌّ، ورجل ممسوس: مجنون. وماء مسوس: مريء يمس الغلّة. قال:
لو كنت ماءً كنت لا ... عذب المذاق ولا مسوسا
ملحاً بعيد القعر قد ... فلّت حجارته الفؤوسا
وقال ذو الرمّة يصف حمراً:
تيمّمن عيناً من أثالٍ مريةً ... مسوساً يمجّ المنقضات احتفالها
م س ك
أمسك الحبل وغيره، وأمسك بالشيء ومسك وتمسك واستمسك وامتسك. و" أمسك عليك زوجك " وأمسكت عليه ماله: حبسته، وأمسك عن الأمر: كفّ عنه. وأمسكت واستمسكت وتماسكت أن أقع عن الدابة وغيرها. وغشيني أمرٌ مقلق فتماسكت. وفلان يتفكّك ولا يتماسك، وما تماسك أن قال ذلك: وما تمالك، وهذا حائط لا يتماسك ولا يتمالك. وحفر في مسكة من الأرض: في صلابة. ومسّكه: أعطاه المسكان وهو العربان. ورجل مسكةٌ: يمسك الشيء فلا يتخلّص منه. ومسّك الثوب ومسكه: طيبه بالمسك، وثوبٌ ممسك وممسوك. وخرج علينا في ممسّكةٍ: في جبة مطيبة. و" خذي فرصةً ممسّكةً ". وعلى ظهر الظبية جدّتان مسكيتان: خطتان سوداوان. وصبغ ثوبه بالصبغ المسكيّ. وفي يدها مسكةٌ: سوارٌ من عاجٍ أو غيره.
ومن المجاز: به إمساك، وهو ممسك ومسيك:(2/213)
بخيل، وقد مسك مساكةً. وسقاء مسيك: لا ينضح. ويقال للشجاع: حسكة مسكة، وإنه لذو مسكةٍ وتماسك: ذو عقل. وماله مسكةٌ من عيش، وما في سقائه مسكةٌ من ماء: قليل. وبينهما ماسكة رحمٍ. وفرس ممسك الأيامن مطلّق الأياسر أي ممسك بالبياض. وما به تماسك إذا لم يكن فيه خير. ويكاد يخرج من مسكه: للسريع.
م س ي
أتيته مساء أمس، ومسى أمس، وأتيته لمسي خامسةٍ، وآتيه أمسيّةَ كل يوم، وأنا أصبّحه وأمسّيه، وصبحك الله بخير ومسّاك به.
ومن المجاز: صبّحته ومسّيته: قلت له ذلك، ومسّى به الليل إذا جاء مساءً، وأمسى يفعل كذا: صار.
م ش ج
نطفة أمشاج: مختلطة، وشيء مشيج، ومشجه: مزجه يمشجه. قال أبو ذؤيب:
كأن النصل والفوقين منه ... خلاف الريش سيط به مشيج
م ش ر
ما أحسن مشرة الأرض وبشرتها! وهي أول نباتها، وقد أمشرت الأرض، وأمشرت العضاه وتمشّرت: تروّحت.
ومن المجاز: عليه مشرة الغنى: أثره وبهاؤه.
م ش ش
مشّ يده بالمنديل وهو المشوش. ومشّ العظم وتمشّشه: صه وهو المشاش: للعظام اللينة.
ومن المجاز: فلان طيّب المشاش، وإنه لكريم المشاش إذا كان برّاً، وهو في مشاشة قومه: في مخهم وخيارهم. وهو يمشّ مال فلان: يأخذه الشيء بعد الشيء. ومشّ القدح والوتر: مسحه بثوبه ليلينه. وامتشّ: استنجى. وفي الحديث: " لا تمتشّ بروث ولا بعر ".
م ش ط
مشطت الماشطة والمشّاطة والمواشط والمشّاطات، وامتشطت المرأة، ومشطت شعرها مشطةً واحدة، وهي حسنة المشطة، وسقطت مشاطته.
ومن المجاز: انكسر مشط رجله، وقاموا على أمشاط أرجلهم. قال:
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم ... ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وضرب الناسج بمشطه وبأمشاطه. ومشطت الناقة تمشيطاً: صارت على جنبيها أمثال الأمشاط من الشحم. وقال أبو النجم:
حتى إذا عاين ضوءاً صاعداً ... ذا جدد يمشط ليلاً لابداً
أي يفرق الصبح ظلامه فعل الماشط بالشعر المتلبّد.
م ش ق
ثوب ممشّق: مصبوغ بالمشق وهو المغرة. والطاعن يمشق برمحه، والكاتب يمشق بقلمه، والآكل يمشق في أكله مشقاً وهو السرعة.(2/214)
وقلم مشّاقٌ. وأخذ البضعة وهو يمشقها بفيه مشقاً. والوتر يمشق مشقاً ويمشّق تمشيقاً: يمدّ ويمسح ليلين كما يمشق الخياط خيطه بخريقة. ومشق سلبه: سلبه بسرعة. قال الأخطل:
والخيل تمشق عنهم أسلابهم ... في كل معترك وكلّ مغار
ومشق الكتّان: جذبه في ممشقة حتى يخلص خالصه وتبقى مشاقته، والممشقة: طينة قد غرزت فيها خشبات كالأسنان يمرّ عليها الكتّان. وتقول: مشقه بسوطه مشقات، ورشقه بلسانه رشقات. ومشق الثوب: مزقه، وتمشّق ثوبه. وفرس ممشوق ومشيق: فيه طول وقلّة لحم، وفي قوائمه مشقةٌ. قال ذو الرمة:
هي الشبه إلا مدربيها وأذنها ... سواء وإلا مشقةً في القوائم
وجارية ممشوقة: حسنة القوام. وامتشق ما في يده: اختلسه. وامتشق السيف: استله. وتاشقوا الشيء: تجاذبوه وتنازعوه. قال الراعي يصف أصحابه بطيب العيش:
ولا يزال لهم في كلّ منزلة ... لحم تماشقه الأيدي رعابيل
ينتزعه ذا من ذا وذا من ذا.
ومن المجاز: إن فلاناً ليماشق الناس بلسانه: يباذيهم. قال يهجو امرأة:
تماشق البادين والحضارا ... لم تعرف الوقف ولا السّوارا
وتمشّق ثوب الليل إذا ظهرت تباشير الصبح. ومشقوا رحيلهم: عجلوا به. ومشقّ المرأة: باضعها. وثمّ مشاقٌ من الكلأ: شيء منه. ومشقت مشقة من المرتع ثم مضت.
م ش ي
مشيت ومشّيت وتمشّيت، وماشيته، وتماشوا، وهي حسنة المشية والمشي، ورجل مشّاء إلى المساجد " بشر المشّائين ". وقال النابغة:
سهل الخليقة مشاء بأقدحه ... إلى أولات الذرى حمّال أثقال
وجاء الحاج حتى المشاة.
ومن المجاز: مشى بطنه، وأمشاه الدّواء، واستمشيت بالدواء، وشربت مشواً، ومشيت مشياً كثيراً من الدواء، ومنه: مشت المرأة: كثرت أولادها مشاءً. وناقة ماشية: ولادة، ومنه: الماشية والمواشي على التفاؤل. وإن فلاناً لذو مشاءٍ. ومال ذو مشاء: ذو نماء. ومشى على فلانٍ ماله: تناتج. وأمشى القوم: كثرت مواشيهم. وتقول: أمشينا وما أمشينا. وهو يمشي بينهم بالنمائم مشياً. ومشّى الأمر تمشيةً. وتمشّت فيه الحميا. قال زهير:
يجرّون البرود وقد تمشّت ... حميا الكأس فيهم والغثاء
م ص ح
مصحت الدار: درست. ومصح الظل: ذهب.
م ص د
هو لقومه معقل ومصاد أي ملجأ.(2/215)
قال الأعشى:
وإذا أردت الوصل في متمنّع ... صعب بناه السيلجون مصاد
أي صاحب سيلجين. وتقول: نحن اليوم في معقل ومصاد، وكنا أمس في معتقل ومصاد.
م ص ر
مصر الأمصار: بناها، ومصر عمر سبعة أمصار منها: المصران: البصرة والكوفة. ويكتب أهل هجر في شروطهم: اشترى فلان الدار بمصورها أي بحدودها. قال عديّ:
وجاعل الشمس مصراً لا خفاء به ... بين النّهار وبين الليل قد فصلا
وناقة مصور: بطيئة خروج الدّرّ لا تحلب إلا مصراً وهو الحلب بأطراف الأصابع، وقد مصرتها وتمصرتها وامتصرتها. وعنز مصور: قليلة الدر. وضربه فنثر مصارينه جمع: مصران جمع: مصير، وقيل: المصارين لم يثبت.
ومن المجاز: عطاء ممصور: قليل، ومصّر عليه عطاءه: أعطاه قليلاً قليلاً. قال الكميت:
حدداً أن يكون سيبك فينا ... زرما أو يجيئنا تمصيرا
ولهم غلة يتمصّرونها ويمتصرونها. وتقول: فلان لا يمتاح نداه إلاّ عصراً، ولا تحلب يداه إلا مصراً.
م ص ص
مصّ الماء وغيره وامتصّه وتمصّصه، وأمصصته إيّاه. وطابت مصاصته في فمي وهي ما امتصصت منه. وبالصّبيّ ماصّةٌ وهي شعرات تنيبت على سناسنه فلا ينجع فيه شيء حتى نتنف. وحسبٌ مصاصٌ ومصامصٌ: خالص. وهو من مصاص القوم. ومصمص الرّجل: بمقاديم فمه، ومضمض: بفمه كلّه. ومصمص الثوب: ماصه.
ومن المجاز: أمصّه: قال له يا مصّان. ووظيف ممصوص: دقيق. وامرأة ممصوصة: مهزولة.
م ص ع
ماصعه: جالده مصاعاً، وبطل مماصع. قال القطاميّ:
أراهم يغمزون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا
ورجل مصع: شديد. قال:
ووراء الثأر منّي ابن أخت ... مصع عقدته ما تحلذ
والدابة تمصع بذنبها. قال رؤبة:
يمصعن بالأذناب من لوح وبق
ومصع البرق: أومض، وبرق ماصع، والآل يمصع في المفازة: يبرق. ومصعت المرأة(2/216)
بولدها: رمت به. ولعن الله أماً مصعت به. ومصع ماء اعلحوض. ومصعت ألبان القوم: ذهبت. قال ابن مقبل:
غبّت بمشفرها وفضل زمامها ... في فضلة من ماصع متكدّر
ومن المجاز: فلان يماصع بلسانه. وقال الأعشى:
إذا هنّ نازلن أقرانهنّ ... وكان المصاع بما في الجون
م ض ر
لبن مضير وماضر. حامض يحذي السان، وقد مضر يمضر ومضر يمضر، ومنه: المضيرة. وتقول: عليّ مع الحال المضيرة، خير من معاوية مع المضيره. وتمضّر فلان: تعصّب لمضر، ومضّرناه فتمضّر، وقيّسناه فتقيّس أي صيّرناه منهم بالنسب إليهم، وتمضّروا: تشبهوا بمضر. قال:
ولولا رجال من ربيعة لم تكن ... نزارٌ نزارا لا ولا من تمضّرا
وذهب دمه خضراً مضراً: هنيئاً مريئاً للقاتل.
ومن المجاز: مصّر الله لك الثناء: طيّبه. وتمضّر المال: سمن.
م ض ض
أمضّني الوجع والهمّ ومضني، وضربه فأمضّه ومضه، والكحل يمضّ عيني، ومضضت من المصيبة ومن كلامك مضيضاً بكسر العين.
ومن المجاز: ما مضمضت عيني بالنّوم أرقاً وما تمضمضت. قال المروح السلميّ:
لما اتكأن على النّمارق مضمضت ... بالنوم أعينهنّ غير غرار
وتمضمض النوم في عينه. قال:
يمسح بالكفّين وجهاً أبيضاً ... إذا الكرى في عينه تمضمضا
م ض غ
مضغ الطعام وغيره، " وأسرع من مضغ تمرة " ورمى بمضاغته وهي ما يبقى في الفم مما يمضغ، وأطيب مضغة صيحانية مصلّبة وهي مقدار ما يمضغ من اللحم وغيره. وما ذقت مضاغاً. وما في ماضغيه ضرس قاطع وهما منبتا الأضراس. ورصف القوس بالمضيغة والمضائغ وهي العقبة الممضوغة.
ومن المجاز: هو يمضغ لحم أخيه، ورجل مضاغة للحوم النّاس. وهو يمضغ الشّيح والقيصوم إذا كان بدوياً. وما ضغت فلاناً مماضغةً: جاددته القتال والخصومة.
م ض ي
مضى في حاجته، وكان ذلك في الزمان الماضي. ومضى على أمره: تمّ عليه. ومضى السيف في الضريبة، وله مضاء " وأمضى من السيف " وأقول الملوك كالسيوف المواضي.(2/217)
وأمضى الحاكم حكمه. وجرى أبو المضاء وهي كنية الفرس. وأنشدت:
ولست بقوّال إذا الضيف نابني ... تمضّ فإن الحيّ منك قريب
م ط ر
مطرتهم السماء وأمطرتهم، وسماء ماطرة وممطرة، وممطار: مدرار، ووادٍ ممطور ومطير، ووقعت مطرة مباركة ومطر وأمطار. وفي مثل " يحسب كل ممطور أن مطر غيره " وخرجوا يستمطرون الله ويتمطّرونه. وتمطّر الرجل: تعرّض للمطر. وخرج النّعمان متمطّراً: متنزهاً غبّ المطر.
ومن المجاز: أمطر الله عليهم الحجارة، ومطر في الأرض وتمطر. ومر الفرس يمطر مطراً ويتمطّر: يعدو بشدّة كصوت المطر. وأخذ ثوبي فلا أدري من مطر به. وتمطّر به فرسه. ويوم ماطر ومطير. ومكان مستمطر: محتاج إلى المطر. واستمطرت فلاناً: طلبت معروفه. والمال يستمطر: يبرز للمطر. ومنه: قعدوا في المستمطر: في المكان البارز المنكشف. قال:
ويحل أحياءٌ وراء بيوتنا ... حذر الصباح ونحن بالمستمطر
ومطرهم خير، وما مطرني فلان بخير. ويقال: مطرهم شرّ. قال مضرس بن ربعيّ:
أتى دون نفع الغاضرية أهلها ... ولكنّ شرّ الغاضرية ماطره
وكانت فلاناً فأمطر واستمطر: أطرق وعرق جبينه. وما لك مستمطراً؟ وإنّ تلك من فلان مطرةٌ: عادة.
م ط ط
مطّ الحرف: مدّه. ومطّ بهم في السير ومطا بهم. ومارأيت الماء إلا في المطائط وهي حفر قوائم الدواب. قال:
فلم يبق إلا نطفة في مطيطة ... من الأرض فاستصفينها بالجحافل
وله دبسٌ يتطط: يتمدّد لخثورته.
ومن المجاز: مطّ حاجبيه إذا تكبّر. قال:
إذا اللئيم مطّ حاجبيه ... وذبّ عن حريم درهميه
فقم إلى السيف ومضربيه ... إن قعد الدهر فقم إليه
م ط ق
ذاقه فتمطّق له إذا ضم شفتيه إليه وألصق لسانه بنطع فيه مع صوت. قال الأعشى:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطّق
وتمرهم له مطقةٌ: حلاوة يتمطّق منها ذائقها.
م ط ل
مطل فلان حقي، وماطلني به مطلاً ومطالاً، ورجل مطّال ومطول. وتقول: هو مسوّف مطول، وله سوق يطول. ومطل حديدة البيضة: مدّها. قال العجاج:(2/218)
بمرهفات مطلت سبائكا ... تقضّ أمّ الهام والترائكا
وله مطيلة ومطائل: حدائد ممطولة.
م ط
ومطوت بهم في السير. ومطا الرّشاء من البئر. ورأيته قد مطي في الشمس. وركب المطية والمطيّ والمطايا، وامتطاها. وركب مطاها: ظهرها. وتمطّى في مشيته: تبختر، وهو يتثاءب ويتمطّى، وبه ثؤباء ومطواء. قال المسيب:
بمحالة تقص الذباب بطرفها ... خلقت معاقمها على مطوائها
أي لم تلقح فهي حائل وكأنها تمطّت فخلقت على ذلك.
ومن المجاز: تمطّى الليل إذا طال. قال بيهس:
كلّما قلت قد تقضّى تمطّى ... حالك اللون دامساً يحموماً
م ظ ع
مظع الفرع تمظيعاً: تركه في قشره حتى يتشرّب ماءه فلا ينشق ثم قشره بعد ذلك. قال الشمّاخ:
فمظّعها عامين ماء لحائها ... وينظر منها أيها هو غامز
وقال أوس:
فلمّا نجا من ذلك الكرب لم يزل ... يمظّعها ماء اللحاء ليذبلا
أي فشرّبها ويشرّبها ماء اللحاء، ومنه: مظّعه الغيظ: جرّعه إياه.
م ع ج
حمارٌ معّاج: يشتق في عدوه يميناً وشمالاً. وقد معجت الناقة براكبها. وتقول: إبل نواعج، بالرحال مواعج.
ومن المجاز: الريح تمعج في النبات. قال ذو الرمة:
أو نفحة من أعالي حنوة معجت ... فيها الصبا موهناً والروض مرهوم
وتمعج السيل في جريته والحية في انسيابها. ومعج بالملمول في المكحلة: حركه ليلزق به الكحل. ومعج بالقلم في الدواة. والفصيل يمعج ضرع أمه إذا لهزه وقلب فاه في نواحيه ليستمكن. وعل ذلك في موجة شبابه ومعجة شبابه: في أوله.
م ع د
" تمعددوا ": تشّبهوا بمعدّ في خشونة المطعم والملبس وتصلّبوا. قال حسان:
فحاضرنا يكفوننا ساكن القرى ... وأعرابنا يكفوننا من تمعددا
ورجل ممعود: دوي المعدة، وقد معد.
ومن المجاز: تمعدد الصبي: غلظ وصلب وذهبت عنه رطوبة الصبا.(2/219)
قال:
ربّيته حتى إذا تمعددا ... وآض نهداً كالحصان أجردا
م ع ر
معر شعره وتمعّر: تمعّط، ورأس معرٌ وأمعر ومتمعّر. وتقول: به معر، وليس به شعر.
ومن المجاز: قاع معر وأمعر، وأرض معرة: بلا نبات. وأمعرنا: وقعنا فيها. ومعر الرجل من ماله وأمعر: افتقر. وفلان معر: بخيل نكد. وتقول: هو زعر معر، كأنه عيرٌ نعر. ومعر ظفره: نصل. وتمّر لونه: تغيّر. وتقول: كلمته فتحيّر وتغيّر، وتمعّر لونه وتمغّر؛ من المغرة.
م ع ز
له معزٌ ومعزٌ ومعزى ومعيزٌ، وأمعز الرجل وأضأن: كثرت عنده، ورجل معّاز: صاحب معزٍ، وعندي ماعزٌ وماعزة: للذكر والأنثى من المعز. وصاد أمعوزاً: جماعةً من الأوعال.
ومن المجاز: زيد ضائن وعمرو ماعز أي سمين اللحم ومعصوب الخلق. وما أمعزه من رجل! وما أمعز رأيه!: ما أصلبه. وجاوزنا ضوائن الرمل ومواعزه: عظامه ولطافه. وساروا في الأمعز والمعزاء: في الأرض الحزنة ذات الحجارة. قال الشمّاخ أنشده سيبويه:
ومشجّج أما سواء قذاله ... فبدا وغير ساره المعزاء
واستمعز في أمره: صلب وجدّ.
م ع ط
معطت الشعر: مددته نتفاً، وانمعط وتمعط. وذئب أمعط. وذئاب معط. وقد معط الئب معطاً. ومعط في القوس: نزع.
ومن المجاز: أرض معطاء، ورملة معطاء، ورمال معط: لا نبت فيها. ولص أمعط. ولصوص معط: شبّهت بالذئاب في خبثها فوصفت بصفتها.
م ع م ع سمعت معمعة الحريق: صوته. قال امرؤ القيس:
سبوحاً جموحاً وإحضارها ... كعمعة السعف الموقد
وجاء في معمعان الصيف. وامرأة معمع: لا تعطى من مالها شيأ. ويقال: منهنذ معمع، لها شيئها أجمع. ويقال لمن يكثر استعمال " مع ": إلى كم تمعمع. وفلان معمعيّ: لا رأي له يقول لكل أحد: أنا معك. وصاروا معاً معاً إذا اجتمعوا واتفقوا. قال الطّرماح:
ولمّهم شعوب الأمر حتى ... تصير معاً معاً بعد الشتات
م ع ك
معك حماره فتمعّك. ومعكني ديني: مطلني. ورجل معك: مطول.
م ع ن
أمعن في الأمر: أبعد فيه. وأمعن الضب في جحره: غاب في أقصاه. وأمعنوا في سيرهم. وأمعن الفرس في جريه. وهم المانعون الماعون. وماء معين: جارٍ على وجه الأرض، وقد معن.
ومن المجاز: ضربت الناقة حتى أعطت ماعونها أي بذلت سيرها.
م ع ي
" هم مثل المعى والكرش " إذا كانوا مخصبين.(2/220)
قال:
يا أيّهذا النائم المفترش ... لست على شيء فقم فانكمش
لست كقوم أصلحوا أمرهم ... فأصبحوا مثل المعى والكرش
وجرى الماء في أمعاء الوادي: في مذانبه. قال:
تحبو إلى أصلابه أمعاؤه
م غ ر
مغر الثوب: صبغه بالمغرة، وثوب ممغّر. وفرس ورجل أمغر: أشقر. وشاة ممغر. وقد أمغرت إذا خالط لبنها دم. وعن عبد الملك: مغرناً يا جرير: أنشدنا لابن مغراء.
م غ ص
في بطنه مغص ومغصٌ، وقد مُغِص ومَغِص فهو ممغوص ومَغِصٌ وهو وجع وتقطيع في الأمعاء وأصله بالسين مغس من مغسه إذا طعنه والفصيح سكون الغين.
م غ ل
مغلت الدابة، وبها مغلة شديدة ومغلٌ، ودابة مغلة وممغولة وهو وجع في البطن من أكل التراب. ومغل به عند السلطان: سعى به. وإنه لصاحب مغالةٍ.
م ق ت
مقته مقتاً وهو بغض عن أمر قبيح. ومنه قيل لنكاح الرجل رابّته: نكاح المقت " إنه كان فاحشة ومقتاً " ومقت إلى الناس مقاتة، نحو: بغض بغاضة، وهو ممقوت ومقيت، وتمقت إليه: نقيض تحبّب إليه. وماقته. وتماقتوا، ومقّته إليّ: قبّح فعله.
م ق ر
" أمر من المقر " وهو الصبر. ومرٌّ ممقرٌ، وقد أمقر. قال لبيد:
ممقر مرٌّ على أعدائه ... وعلى الأذنين حلوٌ كالعسل
ولبن ممقر: كاد يمر لقروصه. وسمك ممقور: من مقر عنقه إذا دقّها.
م ق ط
شدّه بالمقاط وهو الحبل المغار. وتقول: شدّه بالقماط، فإن أبى فبالمقاط. ومقطوا الإبل مقطاً. ومقطوها تمقيطاً، وجعلها مقطاً واحداً. وتقول: لم أر في السفّاط، مثل الكريّ والمقّاط؛ وهو كريّ الكريّ يعجز عن حمل الرجل في بعض الطريق فيستكري له.
م ق ع
امتقع لونه.
م ق ق
رج أمق، وامرأة مقاء، والمقق: طول في دقّة، وفرس أشقّ أمقّ، ووصف أعرابي فرساً فقال: شقّاء مقّاء، طويلة الأنقاء. وتمققت ما في العظم: استخرجته كله. وتمقق الفصيل ما في الضّرع. وفلان مقامق: يتهكلم بأقصى حلقه. وعن بعض العرب: مقّ الله عيني وإلا فلا بلغ الله بي ظلام الليل إن كنت جلست مجلساً إلا ذهب بي الفضل أي قلعها.
ومن المجاز: بلدٌ أمقّ، وأرض مقّاء: بعيدة الأرجاء.(2/221)
قال الكميت يصف ظالماً:
تمقق أخلاف المعيشة منهم ... رضاعاً وأخلاف المعيشة حفّل
م ق ل
مقله في الماء: غطّه. وفي الحديث: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه " وماقلته، وتماقلوا، ورجل مقلةٌ بوزن صرعة: يكثر المقل. وانغمس في الماء حتى جاء بالمقل معه وهو الحصى والتراب. ونزحت الركية حتى بلغت مقلها. وتصافنوا الماء بالمقلة وهي حصاة القسم. قال:
قذفوا سيّدهم في ورطة ... قذفك المقلة وسط المعترك
وقال زهير:
وجنية كحصاة القسم مرتعها ... بالّيّ ما ينبت القفعاء والحسك
أي ما ينبته السّيّ ثم فسّره بالنباتين. وتقول: في خطّه حظّ لكلّ مقله، كأنه خطّ ابن مقله. وفلان كلّما دوّر القلم نوّر المقل، وحلّى العقول وحلّ العقل. ومقلته بعيني، وما مقلت عيناي مثله. وأعطني من مقلك مقلةً واحدة وهو ثمر الدّوم. وتدخّن بالمقل وهو الكندر الذي تدحّن به اليهود وحبه يجعل في الأدوية.
م ق
ومقوت الطّست وغيرها: جلوتها. وتقول: أنا أشتفي بلقائك اشتفاء الملقوّ، بالنظر في السجنجل الممقوّ.
م ك ر
مكر به، وماكره، وتماكروا، وهو ماكر ومكّار. وامرأة ممكورة الساقين: خدلتهما.
م ك س
لعن الله تعالى المكّاس، وهو يمكس الناس، وضرب عليهم المكس والمكوس. وأنشد الأصمعيّ:
هم منعوكم جمّة الماء طاميا ... وهم حبسوكم بين خازٍ وماكس
خزاه يخزوه: قهره وأذله. وقال:
أكابن المعلّى خلتنا أم حسبتنا ... صراريّ نعطي الماكسين مكوساً
وماكسه في البيع مكاساً. ودون ذلك مكاس وعكاس وهو المناصاة.
م ك ك
امتك الفصيل ما في الضرع وتمكّكه، ومكّ المخ وتمككه، وخرجت مكاكته: مخّه. وسمعتهم يقولون لأهل مكة: المكوك واستولى على مكّة مرة ناجمٌ من بلاد نجد فطردوه فلما خرج قال: خذوا مكيكتكم.
ومن المجاز: مكّ غريمه وتمككه وتمكّك عليه. وفي الحديث: " لا تتمكّكوا على غرمائكم ": لا تستقصوا عليهم ويا سرورهم. وقال:
يا مكة الفاجر مكّي مكّا ... ولا تمكّي مذحجاً وعكّا(2/222)
وتقول: إن الملوك، إذا بايعتهم مكوك.
م ك ن
مكنته من الشيء وأمكنته منه، فتمكّن منه واستمكن. ويقول المصارع لصاحبه: مكّني من ظهرك، وأما أمكنني الأمر فمعناه أمكنني من نفسه. وهو مكينٌ عند السلطان، وهم مكناء عنده، وقد مكن عنده مكانة، وهو أمكن من غيره. وضبّة مكونٌ: بيوض، وقد مكنت وأمكنت. وأكل الأعرابي المكن. قال:
ومكن الضباب طعام العريب ... ولا تشتهيه نفوس العجم
ويقول البدويّ: أما والركن والباب، إني لأحب مكن الضباب. وهذه مكنة الضّبة ومكنة الضّبة ومكناتها.
ومن المجاز: " أقرّوا الطير على مكناتها ": استعيرت من الضّباب للطير، ثم قيل: الناس على مكناتهم: على مقارّهم.
م ك
ومكا الطائر يمكو مكاءً، ومنه: المكّاء: لكثرة مكائه: صفيره " إلاّ مكاء وتصدية ". قال عنترة:
تمكو فرائصه كشدق الأعلم
م لء
ملأت الوعاء وملأته، وهو ملان، وغرارة ملأى، وأوعية وغرائر ملاء، وامتلا بطنه وتملأ من الطعام والشراب، وأعطني ملء القدح وملأيه وثلاثة أملائه. وحجر ملء الكف، وحجارة أملاء الأكفّ. قالت امرأة من بني حنيفة:
فإن تمنعوا منا السلاح فعندنا ... سلاح لنا لا يشترى بالدراهم
جلاميد أملاء الأكفّ كأنها ... رءوس رجال حلقت بالمواسم
وتملأت: لبست الملاءة.
ومن المجاز: نظرت إليه فملأت منه عيني، وهو يملأ العين حسناً. قال النمر:
ألم ترها تريك غداة قامت ... بملء العين من كرم وحسن
وهو ملآن من الكرم، ومليء رعباً وملّيء، وقرىء " ولملئت منهم رعباً " وامتلأ غيظاً. وتملأ شبعاً. وسمعتهم يقولون: فلان ملأ ثيابي إذا رشّش عليه طيناً أو دماً أو غيرهما. وملأ النزع في قوسه وأملأه. ومليء الرجل فهو مملوء، وبه ملأة وهي ثقل يأخذ في الرأس وزكمة من املاء المعدة. ومالأه: عاونه ممالأة، وأصلها المعاونة في الملء ثم عمّت كالإحلاب. وقام به الملأ والأملاء: الأشراف الذين يتمالئون في(2/223)
النوائب. وأحسنوا ملأً: ممالأةً. قال:
وقال لها الأملاء من كلّ معشر ... وخير أقاويل الرجال سديدها
وقال:
وإن يك خير يحسنوا ملأ به ... وإن يك شرّ يشربوه تحاسيا
وما كان هذا الأمر عن ملإ منا أي ممالأة ومشاورة، ومنه: هو مليء بكذا: مضطلع به، وقد ملؤ به ملاءة وهم مليؤن به وملاء، وعليها ملاءة الحسن. قال ابن ميّادة:
بذتهم ميّالة تميد ... ملاءة الحسن لها جديد
وجمش فتى من العرب حضرية فتشاحت عليه فقال لها: والله مالك ملاءة الحسن ولا عموده ولا برنسه فما هذا الامتناع؟ ملاءته: البياض، وعموده: الطول، وبرنسه: الشعر. وقال ذو الرمة:
أقامت به حتى ذوى العود في الثرى ... وساق الثريّا في ملاءته الفجر
أي طلعت مع بياض الفجر. وقال:
وكان لوصل الغانيات ملاءة ... تملأنها عصراً ودهراً من الدهر
م ل ث
جئته ملث الظلام وملس الظلام وهو حين يختلط. وربيعة تقول لصلاة المغرب: صلاة الملث. وملثه بالشرّ: لطّخه به. وسألته حاجة فملثني ملثاً: طيّب نفسي بوعد لا ينوي به وفاء. وتقول: ما كان عهده إلا ولثاً، ووعده إلا ملثاً؛ الولث: عه غير مؤكد. وملثني فلان بكلامٍ طيّبٍ إذا لم يكن معه فعل.
م ل ج
ملج أمّه يملجها ملجاً ولمجها لمجاً: رضعها، وأملجته الأم: أرضعته. وفي الحديث: " لا تحرّم الإملاجة والإملاجتان ". وملج المرأة: نكحها. واستعدى أعرابي على رجل والي البصرة فقال: قال لي ملجت أمك فقال الرجل: كذب إنما قلت: لمج أمه أي رضعها.
م ل ح
ماء ملح، وقد ملح الماء وأملح، وروي قول نصيب:
أن أبحر المشرب العذب
أن أملح. وملح القدر يملحها ملحاً: ألقى فيها ملحاً بقدر، وأملحها وملّحها: أفسدها بالملح. وملّح الماشية. أطعمها الملح عن التحميض. وملّح الدابة تمليحاً إذا حك الملح على حنكها. وسمك مملوح ومليح.
ومن المجاز: وجه مليح، ووجوه ملاح، وما أملح وجهه وفعله!، وما أميلحه!، وله حركات مستملحة. وحدثته بالملح: وفلان يتطرّف ويتملّح.(2/224)
قال الطرماح يخاطب زوجته سليمة:
تملّح ما اسطاعت ويغلب دونها ... هوًى لك ينس ملحة المتملّح
ومالحت فلاناً ممالحة وهي المواكلة، وهو يحفظ حرمة الملح والممالحة. ومنه قولهم: بينهما حرمة الملح والممالحة وهي المراضعة. وملحت فلانة لفلان: أرضعت له. قال شتيم بن خويلد:
ولا يبعد الله رب العبا ... د والملح ما ولدت خالده
فإن يكن القتل أفناهم ... فللموت ما تلد الوالدة
وقال أبو الطّمّحان:
وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا
حالف رجلاً كان له عشرة بنين فما زال يسقيهم ألبان إبله حتى سمنوا وصلحوا فأغاروا عليه، أراد بالملح: اللبن أي أرجو أن ينتقم الله لي منكم لما صنعته عندكم. وما بها ملحٌ أي شحم. وملّحت الشاة وتملّحت: أخذت شيأ من الشحم. قال عروة بن الورد:
عشية رحنا سائرين وزادنا ... بقية لحم من جزور مملح
وإن في المال لملحةً من الربيع. وأملح القدر: جعل فيها شحيمة. وكبش أملح. وأقبل فلان في الملحاء: في الكتيبة البيضاء من السلاح. وملح عرضه: اغتابه. " وفلان ملحه موضعوع على ركبتيه " أي هو كثير الخصومات كأنّ طول مجاثاته ومصاكّته الرّكب فرّرح ركبتيه فهو يضع الملح عليهما يداويهما به. وقد وصف مسكين الدارميّ صخّابة من عواذله طويلة الخصام فقال:
أصبحت عاذلتي مغتلّة ... قرمت بل هي وحمى للصّخب
لا تلمها إنها من نسوة ... ملحها موضوعة فوق الركب
كشموس الخيل يبدو شغبها ... كلّما قيل لها هاب وهب
الملح يؤنث، وقيل: الملح: اعلحرمة وإن معناه أنه يحترمك مادام جالساً معك فإذا قام عنك رفض الحرمة.
م ل خ
هو مسيخ مليخ. وامتلخ يده من القانص: اجتذبها وانتزعها. وامتلخ اللجام من رأس الدابة. وامتلخ القلاع ضرسه، ومرّ برمحه مركوزاً فامتلخه. وامتلخ السيف من غمده. والكلب(2/225)
يمتلخ العضلة. وفي حديث الحسن " يملخ في الباطل ملخاً ": يسعى فيه ويبعد. وعبد ملاّخ: أباق.
ومن المجاز: هو ممتلخ العقل.
م ل د
غصن أملود: ناعم. وغصون أماليد. ورجل أملد: لا يلتحي.
ومن المجاز: شاب أملود، وشبانأماليد.
م ل س
ثوب أمسل، وثياب ملس. وصخرة ملساء، وملس الشيء ملاسة واملاس وتملّس، وملسته. وملس أرضه بالملاسة والمملسة وهي الخشبة التي يملس بها.
ومن المجاز: قهوة ملساء: سلسة الجرع، كما قيل للماء: زلال وسلسال. قال أبو النجم:
تسقى الأراك النضر من زلالها ... برد الفراتيّة في قلالها
بالقهوة الملساء من جريالها
أي تسقي المساويك ريقتها التي هي كماء الفرات ممزوجاً بالخمر. وأرض ملساء. وسنة ملساء: بلا نبات. وبعير أملس: خلاف الأجرب: وبيد أماليس. وجلد فلان أملس إذا لم يتعلق به ذمّ. قال المتلمّس:
فلا تقبلن ضيماً مخافة ميتة ... وموتن بها حراً وجلدك أملس
" وبايعتك الملسى ": البيعة التي لا تتعلّق بها تبعةٌ ولا عهدة. وتملّس من الأمر: تخلّص منه. وتملس فلان من يدي وانملس. وتملّس من بين القوم. وملسته: خلّصته. واختلسن بصره وامتلس. وملست الإبل ملساً: أسرعت.
م ل ص
أملصت المرأة: أسقطت. وملصت السمة من يدي وانملصت وتملصت: انفلتت وزلقت. والسمكة ملصة. وملص الحبل من يد الماتح. قال:
فرّ وأعطاني رشاء ملصاً ... كذنب الذئب يعدّى هبصى
وتخلصت منه وتملّصت، وما كدت أتملّص منه.
م ل ط
رجل أملط: أجرد لا شعر على جسده إلا شعر الرأس واللحية. وكان الأحنف أملط. وخذا يا بني ملاطه: بعضديه. وبنى الحائط باللبن والملاط وهو الطين بين الساقين. وملطه البناء وملّطه. وأملطت المرأة: أملصت.
ومن المجاز: أن يقول الشاعر مصراعاً ويقول لآخر: أملط أي أجر المصراع الثاني. ومالطه، وبينهما ممالطة وهو من إملاط الحامل.
م ل ع(2/226)
ناقة ميلع: تملع في سيرها ملعاً أي تسرع. قال الكميت:
عنتريس شملة ذات لوث ... هوجل ميلع كتوم البغام
وتقول: طار إلى بعض القلاع، كأنه عقاب ملاع. قال أبو زيد: ملاع اسم أرض ويجوز أن يكون وصفاً على تقدير: عقاب قادمة ملاع، أو خفقة ملاع بمعنى مالعة سريعة. قال المسيّب:
أنت الوفيّ فما تذمّ وبعضهم ... تودي بذمّته عقاب ملاع
وقيل: " لأنت أخفّ يداً من عقيب ملاع ".
م
ل
ق
قام على الملقة وهي الصخرة الملساء. وسرنا في الملق والملقات وهي القيعان الملس الصّلاب. وملق الأرض بالمملقة: ملسها بالمملسة. وملّق الجدار بالمالق والمملق. وخاتم قلق: ملق. وأزلقت المرأة وأملقت.
ومن المجاز: أملق الدهر ماله: أذهبه وأخرجه من يده. وأملق الرجل: أنفق ماله حتى افتقر. ورجل مملق. وقال أعرابيّ: قاتل الله النساء كيف يمتلقن العلل لأكأنها تخرج من تحت أقدامهن أي يستخرجنها. ورجل متملّق وملق وملاق: يظهر الودّ واللطف وفيه ملق شديد. قال:
إياك أدعو فتقبّل ملقى ... واغفر خطاياي وثمّر ورقي
وفرس ملق: يقفز ويضرب الأرض بحوافره ولا جرى عنده. قال الجعديّ:
ولا ملق ينزو ويندر روثه ... أحاد إذا فاس اللجام تصلصلا
م ل ك
الشيء وامتلكه وتملّكه، وهو مالكه وأحد ملاّكه، وهذا ملكه وملك يده، وهذه أملاكه. وقال قشيريّ: كانت لنا ملوك من نخل أي أملاك. ولله الملك والملكوت، وهو الملك والمليك. وملك فلان سنين. وهو صاحب ملك ومملكة وممالك. وهو مملوك من المماليك. وأقرّ المملوك بالملك والملكة. ولعن الله سيء الملكة. وهو عبد مملكة وتملكة إذا سبي ولم يملك أبواه، وما لفلان مولى ملاكة دون الله أي لم يملكه إلا الله.
ومن المجاز: ملك المرأة: تزوّجها، وأملكها: زوّجها، وأملكها أبوها. وكنا في إملاك فلان وملك نفسه عند الغضب. ولو ملكت أمري لكان كيت وكيت، وملك عليه أمره إذا استولى عليه، وملّكته أمره وأملكته: خليته وشأنه. وملّكت فلانة أمرها إذا طلقت. وسمعت كذا فلم أملك أن قلت كذا، وما تمالك أن فعل كذا. وهذا حائط لا(2/227)
يتمالك. وهذا ملاك الأمر: قوامه وما يملك به. والقلب ملاك الجسد. وركب ملاك الطريق وملكه: وسطه. وملكت كفّي بالسيف إذا شدّ القبض عليه. وملكت عجينها وأملكته: شدّت عجنه، وملكته حتى انتهت ملاكته. وعلاه أبو مالك: الكبر. قال:
أبا مالك إن الغواني هجرنني ... أبا مالكٍ إني أظنك دائباً
م ل ل
مللته ومللت منه، واستمللته واستمللت به: تبرّمت، وبي ملل وملال وملالة، ورجل ملول وملولة. وإنه لذو ملّة وملّ وملّة. ورجل ذو أماليل: مبرم جمع: إملال وأملولة، وأملني وأمل عليّ: شقّ عليّ. قال فراس بن الربيع ابن ضبيع الفزاري:
تحنّ بجانب النهرين لما ... أملّ على مذارعها القيود
وأطعمه خبز ملّة وهي الرماد الحار، وخبزة مليلاً، وملّ الخبزة يملّها وامتلّها. وملّ الخياط الثوب ثم كفّه، وثوب مملول ومكفوف يك درز ودودرز. والملّ: الخياطة الأولى.
ومن المجاز: به ملّة ومليلة: حمّى باطنة. وبعير مملّ وناقة مملة: متعبان أكثر ركوبهما. وطريق مملّ: معمل سلكوه كثيراً وأطالوا الاختلاف عليه، ومنه: أملّ عليه الملوان: طال اختلافهما عليه. قال الراعي:
بويزل عامٍ لا قلوص مملة ... ولا عوزم في السنّ فانٍ شبيبها
وقال آخر:
فتى غير مطروق لأضياف شقّة ... أناخوا المطايا قد أملّت وكلت
وقال سويد:
أهبت بغرّ الآبدات فراجعت ... طريقاً أملّته القصائد مهيعاً
وقال ابن مقبل:
ألا يا ديار الحيّ بالسبعان ... أملّ عليها بالبلى الملوان
ومنه: الملّة الطريقة المسلوكة، ومنها: ملّة إبراهيم خير الملل، وامتلّ فلان ملّة الإسلام، ومنه: أملّ عليه الكتاب، ومنه: ململه المرض فتململ. وكحله بالملمول: بالمكحال.
م ل
وقطعت الملا: التّسع من الأرض. " ولا أفعل ذلك ما اختلف الملوان ". وأقام عندنا ملياً وملاوةً من الدهر. وأمليت له: أمهلته طويلاً. وملاّك الله حبيبك: طوّل لك الإمتاع به، وملّيت حبيباً، وتملّيت حبيباً، وتملّيت العيش، وتملّيت(2/228)
شبابك. وأمليت القيد للبعير: أرخيته وأوسعته. قال:
هنالك لا أملي لها القيد بالضحى ... ولست إذا راحت عليّ بعاقل
لأن لها ألاقاً في وطنها فهي مستأنسة فلا تحتاج إلى قيد ولا عقل.
م ن ح
فلان منّاح، ميّاح نفّاح؛ ومنحه مالاً: وهبه، ومنحه: أقرضه، ومنحه أعاره. وفي الحديث: " من منح منحة ورق أو منح لبناً كان كعدل رقبة " وفلان يعطي المنائح والمنح، وأعطاني فلان منيحةً ومنحة وكوفاً وهي الناقة أو الشاة يمنحك درّها، ومانحني ممانحة وهي المرافدة بعطاء.
ومن المجاز: منحت الأرض وامتنحت القطار. قال ذو الرمّة:
نبت عيناك عن طلل بحزوى ... محته الريح وامتنح القطارا
وناقة ممانح ومنوح، ونوق ممانح: تمنح لبنها بعد أن تذهب ألبان الإبل. قال الجعديّ:
ومانحني كناح العلوق ... وما نزّ من غرّة تضرب
هو تهكم نعني يدرّ عليّ كما تردّ التي ترأم ولدها ولا تدر عليه، ثم قيل: مانحت عينه، وعين ممانح: لا ينقطع دمعها، وريح ممانح: لا يقلع غيثها. قال ذو الرمة:
بلى فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها
وقال أيضاً:
إذا ما استدرّته الصّبا وتذاءبت ... يمانيّة تمرى الرياح ممانح
وفي حديث جابر: " كنت منيح أصحابي يوم بدر " أي لم يضرب لي سهم لصغري والمنيح على معنيين يكون القدح الذي لا نصيب له كالسّفيح والوغد. قال الكميت:
فهلا يا قضاع فلا تكوني ... منيحاً في قداح يدي مجيل
ويكون الذي يتعاورونه لشهرته بالفوز. قال ابن مقبل:
إذا امتنحته من معدّ عصابة ... غدا ربّه قبل المفيضين يقدح
أي يقدح النار للطبخ أو الشيّ لثقته بفوزه، وامتناحه استعارته.
م ن ع
منعه الشيء ومنعَه منه وعنه وهو منوع ومنّاع، وامتنع منه، ومانعه، وتمانعا.
ومن المجاز: فلان يمنع الجار: يحميه من أن يضام. وله في قومه حصن وممنع، وقد منع فلان: صار ممنوعاً محمياً مناعةً ومنعةً، وتمنّع به تمنّعاً،(2/229)
وامتنع به امتناعاً، وهو منيع، وحصن منيع وممنّع. قال النابغة:
وحلّت بيوتي في يفاعس ممنّع ... تخال به راعي الحمولة طائراً
وإنه لذو منعة مصدر كالأنفة والعظمة والعبدة أو جمع: مانع وهم عشيرته وحماته، ويقال لهم: منعات معاقل ومحارز. قال السهميّ:
ولم تلتق العصماء في منعاتها ... وخلّل عن بيض النّعام المسارب
يصف سنة وأن الأرويّة لم تلزم معاقلها ولم تقرّبها ورعيت المراعي حول البيض فظهر.
م ن ن
منّ الله تعالى على عباده، وهو المنّان، وله عليّ منّةٌ ومننٌ، ومنّ عليّ بما صنع، وامتنّ، وإنه لمنونةٌ، وامتننت منك بما فعلت منّةً جسيمةً أي احتملت منّة. وهو ضعيف المنّة، وليس لقلبه منّةٌ أي قوّة، وهم ضعاف المنن، ومنّة السفر: أضعفه وذهب بمنّته. قال ابن ميّادة:
مننّاهنّ بالإدلاج حتى ... كأن متونهنّ عصيّ ضال
ومنه: الحبل والثوب المنين: الواهي المنسحق الشعر والزئبر. قال:
يا ريّها إن سلمت يميني ... وسلم الساقي الذي يليني
ولم تخنّي عقدة المنين
وقال:
قد جعلت وعكتهنّ تنجلي ... عنّي وعن منينها الموصّل
أي يصدر انجلاؤها عنّي وعن رشاء الدّلو باستفائي. وقال أوس:
تأوي إلى ذي جدّتين كأنه ... كر شديد العصب غير منين
ومنّته المنون: قطعته القطوع وهي المنيّة. قال:
كأن لم يغن يوماً في رخاءٍ ... إذا ما المرء منّته المنون
و" أجر غير ممنون " وتقول: ما أعظم منّةً منّها، لولا أنه منّها. وأتيته مستعدياً فقال ومن بك.
م ن ي
مني الله لك الخير. وما تردي ما يمني لك الماني. قال:
ولا تقولن لشيء لست أفعله ... حتى تبيّن ما يمنى لك الماني
وأنا راض بمنى الله: بقدره، وتقول: ساقه المنى، إلى درك المنى.(2/230)
قال:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى ... إلى جدثٍ يزوي له بالأهاضب
وقال:
سأعمل نصّ العيسي حتى يكفّني ... غنى المال يوماً أو منى الحدثان
وهو منّي بمنى ميل، وداره منى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمايا. قال زهير:
كعوف بن شماس يرشح شعره ... إلى أسديّ يا منيّ فأسجحي
أي تعالي يا منيّة فهذا وقتك. وثمنّي على الله أمنيّة وأمانيّ ومنيّة ومنًى، ومني بكذا: بلي به، وهو ممنوّ به، ولأمنونك بما لم تمن بمثله. وأمنى الرجل ومنى. وقرىء: " أفرأيتم ما تمنون ".
م
هـ
ج
بذلوا له المهج.
ومن المجاز: دفقت مهجته، ودفّق الله مهجتك وهي دم القلب أي أهلكك، وامتهج فلان: أخذت مهجته.
م هـ د
مهّد المهد والمهود والمهاد والمهد. ومضجع ممهود وممهّد، ومهّد الفراش فامتهد وتمهّد، وتمهّدت فراشاً واستمهدته. قال الراعي:
تمهّدن ديباجاً وعالين عقمةً ... وأنزلن رقماً قد أجنّ الأكارعا
أنزلته على قوائم الإبل.
ومن المجاز: مهّد الأمر: وطّأه وسوّاه. ومهّد العذر تمهيداً. ومهّد له منزلة سنيّة. وتمهّدت له عندي حالٌ لطيفة. وما امتهد فلان عندي مهد ذاك أي ما قدّم وسيلةً فيما يطلبه. وماء ممهّد: فاترٌ ليس ببارد ولا سخن.
م هـ ر
مهر في الصناعة وتمهّر فيها ومهرها ومهر بها، وهو ماهر بيّن المهارة، وخطيب ماهر، وسابح ماهر، وقوم مهرة، وتمهّر فلان: سبح. ومهر المرأة: أعطاها المهر " كالممهورة إحدى خدمتيها " وأمهرها: سمّي لها مهراً وتزوّجها به. قال:
أخذن اغتصاباً خطبة عجرفيّة ... وأمهرن أرماحاً من الخطّ ذبّلا
وله مهيرة وسرّية، ومهائر وسراريّ. وفرس ممهر: ذات مهر ومهار ومهارة. وجعل المهار في أنف البختيّ وهو عود في رأسه فلكة.
م هـ ل
أمهلته ومهلته: أنظرته ولم أعاجله وأطلت مهلته. وعمل ذلك في مهلة. ومشى على مهلته: على رسله، ومهلاً وعلى مهل: اتئد. ولا مهل والله: يقوله المأمور بالمهل. قال الكميت:
وكنا يا قضاع لكم فمهلاً ... وما مهل بواعظة الجهول
ويقالك ما مهل بمغنية عنك شيأ. وتمهلّ في الأمر: اتأد فيه. وتمهّل: تقدّم. قال الأعشى:
عليه سلاح امريء حازم ... تمهّل في الحرب حتى امتحن
وأخذ المهلة. وفلان ذو مهل: ذو تقدّم في الخير.(2/231)
قال ذو الرمّة:
كم فيهم من أشمّ الأنف ذي مهل ... يأبى الظلامة مثل الضيغم الضاري
وأخذ فلان على صاحبه المهلة إذا تقدّمه في سنّ أو أدب. وخذ المهلة في أمرك. ورحم الله مهلك: سلفك. " بماء كالمهل " كالصديد.
م هـ ن
هو حسن المهنة والمهنة، وهي خرقاء لا تحسن المهنة. وفلان في مهنة أهله من سقى ورعى وغير ذلك. وهو ماهنهم، وهم مهّانهم: ومهنهم يمهنهم ويمهنهم: خدمهم. وامتهنه: ابتذله، ومهن مهانة: حقر فهو مهين، وهم مهناء. وثوب ممهون: مبتذل مجرور. قال الهذليّ في الأسد:
ويجرّ هداب القليل كأنه ... هدّاب خلة قطرف ممهون
م هـ م هـ
قطعوا مهمهاً بعيداً ومهامه فيحاً. ومهمهت به: قلت له مه، وتقول: مهمهته عن السفر فما تمهمه. وراغمني فركب المهمه. وكل شيء مهةٌ ومهاهٌ ما خلا النساء وذكرهن أي هين يحتمل الحرّ كلّ شيء إلا ذكر حرمته. قال عمران بن حطّان:
وليس لعيشنا هذا مهاهٌ ... وليست دارنا الدنيا بدار
أي أدنى طائل. وقال آخر:
فإذا وذلك لا مهاه لذكره ... والدهر يعقب صالحاً بفساد
ولو كان في الأمر مههٌ ومهاهٌ لطلبته.
م هـ
ومها الوجه والثغر والعين من ... ثلاث يسمونها بالمهاة
يعني الشمس والبلور والبقرة.
وسيف مهو: رقيق. قال صخر الغيّ:
وصارم أخلصت خشيته ... أبيض مهوٍ في متنه ربد
وفي مثل " أخيب صفقةً من شيخ مهو ".
م وت
مات موتةً لم يمتها أحد، ومات ميتة سوء، وأماته الله، وهو ميّت وميت، وهم موتى وأموات وميتون. وموّتت البهائم. وأكل الميتة. وفلان مستميت: مسترسل للموت كمستقتل. قال:
فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم
واستميتوا صيدكم ودابتكم: انتظروا حتى تبينوا أنه قد مات. ووقع في الناس والمال موتان وموتان بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوت الثعلب.
ومن المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحي الموات والموتان، واشتر من الموتان، ولا تشتر من الحيوان. وأمات الشيء طبخاً، وأميتت الخمر: طبخت. ورجل موتان الفؤاد إذا لم يكن حركاً حي القلب. وامرأة موتانة الفؤاد. وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. قال:
وصاحب صاحبته زميت ... ليس إلى الزاد بمستميت
واستمات الشيء: استرخى. قال:
قامت تريك بشراً مكنوناً ... كغرقىءِ البيض استمات ليناً
وماتت النار: خمدت. قال ذو الرمة:
ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب القيظ حتى ماتت الشهب
ومات العجاج: سكن. قال ذو الرمة:
سخاويّ ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمّت بهنّ الحزاور
السخواء: الأرض السهلة وجمعها: سخاويّ. ومات الثوب: أخلق. ومات الطريق: انقطع(2/232)
سلوكه. وبلد تموت فيه، الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. قال محمد بن ذؤيب:
فلاة تموت الريح في حجراتها ... يحار القطا فيها عن الأفرخ الطحل
وماتت الريح: سكنت. قال أبو النجم:
بحر يكلّل بالسديف جفانه ... حتى تموت شمال كلّ شتاء
ومات فوق الرحل إذا استثقل في نومه. قال ذو الرمة:
إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك والصهب المراسيل جنّح
مائلة في السير. وماوت قرنه: صابره وثابته. قال يصف ثوراً وكلاباً:
فأيقنّ أن لاقينه أن يومه ... بذي الرّمث إن ماوتنه يوم أنفس
أي يوم أنفسها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبّ فلان بنين إذا شبّوا له. قال الأخطل:
مدمية حراً من الوجه حاسراً ... كأن لم تمت قبلي غلاماً ولا كهلاً
وبه موتة: فتور في العقل. وأخذته الموتة: الغشي. وبها موتة: فتور في عينيها كأنها وسنى. قال الأخطل:
فقد تهازلني المستبعلات وقد ... يعتاقني عند ذات الموتة الأنق
وفلان متماوت: يسكّن أطرافه رياء. وفي حديث عائشة: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه. قال أبو النجم:
نهذهم هذّ الحريق القصبا ... بالمشرفيّات يمتن الغضبا
م وث
ماثّ الشيء في الماء: أذابه فيه.
م وج
بحر مائج، وماج البحر وتموّج، وارتفعت موجة عظيمة وموج كثير وأمواج.
ومن المجاز: ماج الناس في الفتنة، وهم يموجون فيها، وماجت الفتنة. والسلعة تموج بني الجلد واللحم. وفعل ذلك في موجة شبابه وغلوة شبابه: في عنفوانه. وماجت يدا الناقة وملاطاها في السير، وإنها لموجى الحبال إذا جالت أنساعها. قال العجير السلوليّ:
ولما تصدّى للرّواح انبرت له ... براكبها موجى الحبال زهوق
وماج فلان عن الحق: مال عنه.
م ور
مار الشيء يمور إذا تردد في عرضٍ كالدّاغصة في الركبة. والدم يمور على وجه الأرض إذا انصبّ فتردد عرضاً. وجملٌ موّار الضّبعين. وفرس موّار الظهر. ومار السّنان في المطعون، وأماره الطّاعن. قال:(2/233)
وأنتم أناس تقمصون من القنا ... إذا مار في أعطافكم وتأطّرا
وأمار الدّهن والطّيب على رأسه. قال الشماخ يصف قوساً ونبعة صفراء:
كأن عليها زعفراناً تميره ... خوازن عطّار يمانٍ كوانز
وجاءت الريح بالمور وهو التراب الذي تمور به، وأمارت الريح التّراب.
م وص
ماص الثّوب موصاً وهو غسلٌ ليّن رفيق، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ماصوه كما يماص الثوب بالصابون ثم قتلوه. وهو يموص أسنانه ويشوصها، وهذه موّاصة الثياب: لغسّالتها.
م وق
رجل مائق، وماق الرجل واستماق، وليس بمائق ولكن يتماوق. وما أبين موقه، إذا رأى موموقه. وتقول: فلان ثخين الموق، سخين الموق.
ومن المجاز: ماق الطعام وحمق: كسد.
م ول
موله الله فتموّل واستمال، ومال يمال ويمول. قال:
بنيّ ردّ المهر والصّقيلا ... إني أريد اليوم أن أصولا
صولة ليث يفرس القتيلا ... مخافة الإقتار أو أعيلا
حتى أزور الموت أو أمولا ... ولم يزل جدّي لها فعولا
كأنه قال مخافة أن أقتر. ورجل مال نال: متموّل معطٍ. وأنشد ابن الأعرابيّ:
إذا كان مالاً كان نالاً مرزأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب
وخرج إلى ماله: إلى ضياعه أو إبله.
م وم
قطعوا الموماة والموامي. وبه موم: برسام. وميم الرّجل يمام فهو مموم.
م ون
مانه يمونه: قام بكفاية أمره، وفلان يمون عياله، وهو يمونني ويصونني.
م وه
عندي مويه ومويهة ومياه وأمواه، وماهت الرّكيّة: كثر ماؤها، وحفروا حتى أماهوا: بلغوا الماء، وأماهوا ركيّتهم: أنبطوا ماءها، وأماه دوابّه: سقاها، وأمهني: اسقني، وأميهوا حوضكم: اجمعوا فيه الماء، وركيّة ماهةٌ وميّهةٌ. وبلد ماهٌ وميّه. وسمعت بالبادية كوفيّاً يقول لأعرابيّ: كيف ماوان؟ قال: ميّهة، قال أميه مما كانت؟ قال: نعم أموه مما كانت. وأماهت الأرض: ظهر بزّها. وموّهوا قدوركم. وقال ذو الرمّة:
تميميّة نجدية دار أهلها ... إذا موّه الصّمّان من سبل القطر
وأمهت السكين وأمهيته: سقيته: وماهت السفينة: دخل فيها الماء.
ومن المجاز: سرج مموّه: مطليّ بالذهب أو الفضة. وحديث مموه: مزخرف. وما أحسن(2/234)
موهة وجهه!: ماءه ورونقه. ورجل ماه القلب: كثير ماء القلب أحمق. قال:
إنك يا جهضم ماه القلب
وقال عبيد بن أيوب بن ضرار العنبريّ:
ولو لم يقنّع عند أبيات خاله ... لعضّ به ماه الذباب حديد
أي صافي الظّبة كالماء.
م ي ث
أرض ميثاء، وأراضٍ ميث. وماث الخبز والملح والطين في الماء وانماث.
ومن المجاز: لبني عذرة قلوب تنماث كما ينماث الملح في الماء، ورجل ميّث القلب: ليّنه. وميّث الرجل: ذلّله، وتميّث: ذلّ واسترخى.
م ي ح(2/235)
ماح الماء يميحه وامتاحه. ورجل مائح، وقوم ماحةٌ. وفي مثل: " إني لأعلم من المائح، باست الماتح ".
ومن المجاز: محته ميحاً: أعطيته. وامتاحه واستماحه: استعطاه. وامتاحه الحرّ والعمل: عرّقه. قال ابن فسوة:
إذا امتاح حرّ الشمس ذفراه أسهلت ... بأصفر منها قاطراً كلّ مقطر
وماح فاه بالسّواك إذا استاك. ومحني عند السلطان: اشفع لي، واستمحته عند السلطان: استشفعته. وماح في مشيته: مال متبختراً، وتميح وتمايح، والسكران يتميح ويتمايح، ومرّ يتميح: يتبختر وينظر في ظلّه. ومايحت السلطان والنساء: ما يلتُ وخالطت ممايحةً. وبيني وبين فلان ممالحة وممايحة.
م ي د
غصن مائد: ماثل، وماد يميد ميداناً.
ومن المجاز: مادت المرأة وماست وتميدت وتميّست. ومادت به الأرض: دارت. ورجل مائد: يدار به. والمطعون يميد في الرمح. وماد أهله: نعشهم، وامتادوه فمادهم. قال:
يا خيرنا نفساً وخيراً والداً ... وكنت للسوّدين سائداً
وكنت للمنتجعين مائداً
أي ناعشاً من ميدهم، ومنه: المائدة.
م ي ر
مار أهله يميرهم، وامتار لنفسه، وجاؤا بالميرة. وما عنده خير، ولا مير.
ومن المجاز: سايرته ومايرته: عارضته. قال خداش بن زهير:
يمايرها في جريها وتمايره
م ي ز
رجل مميّز وميّاز. ومازه منه، وميّزوه، وانماز وامتاز واستماز وتميّز. قال الأخطل:
فإن لم تغيّرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل
ومايزت بين الشيئين. وتمايز القوم: تفرّقوا.
ومن المجاز: " تكاد تميّز من الغيظ ".
م ي س
ماست تميس ميساً. ورجل مياس وميسان، وامرأة ميّاسة وميسانة وميسى. وثوبٌ ميسانيّ: نسب إلى كورة ميسان، وتقول: رأيته ميسان، في حلة ميسان. وقال يصف نعجة درداء:
لا يخرج البسباسة انتهاسها ... يعجز عن عورتها مياسها
أي ذنبها يصف نعجة هرمة لا تؤثر في هذه البقلة لدردها ولا يستر عورتها ذنبها.
م ي ع
السمن جامس ومائع، وقد ماع يميعن وأمعته إماعة. وهو في ميعة الشباب. والفرس في ميعة حضره وهي أوله وأنشطه. وتطيب بالميعة. والفضّة تتميع في البوطة.(2/236)
ومن المجاز: السراب يميع: يجري وينبسط.
وماعت ناصية الفرس: سالت. قال عديّ:
مضمّم أطراف العظام محنّباً ... يهزهز غصناً ذا ذوائب مائعاً
م ي ل
مال كلّ مميل. وفرس ميّال العذر. ورجل أميل العنق وأميل المنكب. ورجال ميل الطلى من النعاس. وفيه ميل. ورملة ميلاء: معتزلة عن الرّمال مائلة عنها، وشجرة ميلاء: كثيرة الفروع. ورجل أميل: بلا سلاح وهو الكفل أيضاً. وبنى ميلاً وأميالاً. وسار ميلاً: قدر مدّ البصر. واكتحل بالميل. وتميّلت في مشيتها وتمايلت. وتمايل الجلّ عن الفرس.
ومن المجاز: مال عن الحقّن وأميل عنه. واستماله: استعطفه. واستمال ما في الوعاء: أخذه. والدهر ميلٌ: أطوار. وبين القوم تمايل: تفاتن وتحارب. وأملت بالفرس يدي: أرخيت عنانه وخلّيت له عن طريقه. وفلان يتميّل في ظلاله ويتفيّأ. وفلان لا تميل عليه المربعة وهي التي ترفع بها الأحمال أي هو قويّ. وميلت بين أمرين: ترددت. ومال عليّ: ظلمني ومال معه ومايله: مالأه. ومال إليه: أحبه. ووقعت الميلة في الناس: الموتان سماعي من العرب. ومال به: غلبه. قال زهير:
وإنكم وقوماً أخفروكم ... لكالديباج مال به العباء
ومال النهار والليل: دنا من المضيّ. قال الراعي يصف الأظعان:
وقد مال النّهار وهنّ فيه ... يخدّرن الدمقس ويحتوينا
يجعلنه خدوراً وحوايا. وقال عمر بن أبي ربيعة:
فتأهبت لها في خفية ... حين مال الليل واجتن القمر
م ي ن
ما هو إلا كذب ومينٌ، وتماينوا: تهكاذبوا.(2/237)
كتاب النون
ن أن أ
كان ذلك في النأنأة: في أول الإسلام: ومعناها الضعف قبل أن يقوى ويعز، يقال: رجل نأنأ، وفيه نأنأة. قال امرؤ القيس:
لعمرك ما سعد بخلة آثم ... ولا نأنإ يوم الحفاظ ولا حصر
وفي الحديث: " طوبى لمن مات في النأنأة " وقال علي رضي الله عنه لسليمان بن صردٍ: تنأنأت وتربصت فكيف رأيت الله صنع أي فترت وقصرت.
ن أج
جأر إلى الله ونأج، وبتّ أناجي ربي وأنأج إليه وهو أضرع ما يكون من الدعاء وأحزنه. وفي الحديث: " ادع ربك بأنأج ما تقدر عليه " قال:
أنت الغياث إذا المضطر في كرب ... نادى بصوتٍ ضعيف الركز نأج
وريح نؤوج: لها حفيف، وقد نأجت، ورياح نوائج. وقال ذو الرمة:
وصوّح البقل نأج تجيء به ... هيف يمانيّة في مرها نكب
ومن المجاز: نأجت الرائحة كما يقال: عجت. قال:
كأن نأج نفحة من سنبل ... من طيّب الكافور والقرنفل
يجيب جمّاء العظام عيطل
وتقول: جاء بيلنجوج له أريحٌ وعجيج، في البيت ونئيج.
ن أد
داهية نآد بوزن عقام وصناع، ونآدى بوزن: نصارى، ونأدته الدّاهية تنأده: قدحته وبلغت منه. قال:
أتاني أنّ داهيةً نآداً ... على شحط أتاك بها ميون
أي كذوب. وقال الكميت:
فإياكم وداهية نآدى ... أظلّتكم بعارضها المخيل(2/238)
أنشد لأبي تمام:
سمعت بذكر داهية نآدٍ ... ولم أسمع بسرّاج أديب
ويقال: داهية نؤود.
ن أش
جاء نئيشاً أي أخيراً. قال:
تمنى نئيشاً أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور
ن أم
سمعت نئيم الأسد ونئيم القوس وهو صوت ضعيف. ونأمت إليه نأمةً، وناءمت مناءمة. قال المرّار:
وأن ألج البيت مدجى الغطاء ... أنائم في البيت صوتاً ضعيفاً
مسبل الستر. وسمعت نغمته ونأمته. وما يعصيه زأمةً ولا نأمةً أي ما يعصيه كلمة.
ن أي
سفر ناء، ونأيت عنه ونأيته. قال:
نأتك أمامة إلا سؤالاً ... وإلا خيالاً يوافي خيالا
وتناءوا عني، وانتأوا، وناءيته: باعدته. وناءيت عنه الشر: دافعت، وأنأيته عني، ونأيت الدمع عن خدّي بإصبعي. قال:
إذا ما التقينا سال من عبراتنا ... شآبيب ننآى سيلها بالأصابع
وحفروا النؤى. قال الطرماح:
عفت إلا أياصر أو نؤباً ... محافرها كأسرية الأضين
وهي التي تحفر حول الخيام، ولم يبق إلا النؤى والمنتأى، وانتأيته: احتفرته. قال ذو الرمة:
ذكرت فاهتاج السقام المضمر ... وقد يهيج الحاجة التذكر
مياً وشافتك الرسوم الدثّر ... آريها والمنتأى المدعثر
ن ب أ
أتاني نبأ من الأنباء، وأنبئت بكذا وكذا، ونبئت، واستنبأته: استخبرته، ونبّيء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنبيء. ورجل نابيء. وسيل نابيء: طارىء من حيث لا يدرى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل عندكم نابئة خبرٍ ومغرّبة خبرٍ وجائبة خبرٍ. وقال خنيش بن مالك:
فنفسك أحرز فإن الحتو ... ف ينبأن بالمرء في كلّ واد
وقال:
ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... وليس القذى بالعود يسقط في الخمر(2/239)
ولكن قذاها كل أشعث نابيء ... أتتنا به الأقدار من حيث لا ندري
وقال أبو النجم:
والنابيء العريض من جهالها
وسمعت نبأةً: صوتاً.
ن ب ب
رمح مطّرد الأنابيب. وكعب الشجر ونبّب. ونبّ التيس نبيباً، وقال عمر رضي الله عنه لوفد أهل الكوفة حين شكوا سعداً: يكلّمني بعضكم ولا تنبّوا عندي نبيب التيوس.
ومن المجاز: شرب من أنبوب الكوز. وله أنبوب من نخل وغيره: سطرٌ. قال:
أو من مشعشعة ورهاء نشوتها ... أو من أنابيب رمّان وتفاح
وقال مالك بن خالد الخناعيّ:
في رأس شاهقة أنبوبها خصر ... دون السماء له في الجو قرناس
طرف نادر أطريقها بارد. وذهب في كل أنبوب: في كل طريقة، وتقول: إني أرى الشر قصب وشعّب، ونبّب وكعّب. وقال الشماخ:
يردّ أنابيب البغام جرانها ... كما ارتدّ في قوس السّراء زفيرها
جعل بغامها مزماراً حتى جعل له أنابيب وهو من لطيف المجاز. نبّ فلان نبيباً: طلب النّكاح، وقد أنبّه طول العزبة، ونبّب الرجل: حمحم عند الجماع.
ن ب ت
ظهر النبت والنبات في الأرض، ونبت البقل نباتاً، وأنبته الله ونبّته، ونبّت الناس الشجر: غرسوه، ونبّتوا الحبّ: حرثوه.
ومن المجاز: نبت فلان في منبت صدق، وفي أكرم المنابت، وإنّه لحسن النبتة، وأنبته الله نباتاً حسناً، ومن ثبت نبت، ونبّت الصبي: ربّاه، وفلان ينبّت جاريته رجاء الرّبح فيها. ونبّت أجلك بين عينيك. ونبتت لبني فلان نابتة: نشأ لهم نشأ صغار، وإنّ بني فلان لنابتة شرّ، وهذا قول النابتة والنوابت وهم الحشوية. وتقول: ألم ينبت حلم فلان؟. قال النمر بن تولب:
على أنها قالت عشيّة زرتها ... هبلت ألم ينبت لهذا حلمه بعدي
ن ب ث
نبث التراب من الحفرة: استخرجه، وركموا النبيثة والنبائث في جانبي النهر وحول البئر وهو تراب الحفر، وما رأيت بأرضهم نبهثاً: أثر حفر.
ومن المجاز: نبثوا عن الأمر: بحثوا عنه وهو يستنبث أخاه عن سرّه: يستبحثه، وأبدى فلانٌ نبيثة القوم ونبائثهم. وبينهم شحناء ونبائث، ولا يزالون يتنابثون عن الأسرار، ويتباحثون عن الأخبار. وتقول: ظهرت نبائثهم، ولم تخف خبائثهم.(2/240)
وقال:
وإن حفروا بئري حفرت بئارهم ... وسوف ترى آثارها والنبائث
وفلان خبيث نبيث.
ن ب ج
إنه لنفاج نباج: ليس معه إلا الكلام، وكذبت نباجته: استه. وعنده الأنبجات: الأشياء التي تربب بالعسل كالإهليلج والأترج وهي من الأنبج وهو حمل شجر يكون بالهند على خلقة الخوخ ولبابه كلبابه يربب بالعسل.
ن ب ح
نبحته الكلاب، وكلب نبّاح، وله نبح ونباح، واستنبح الضيف الكلاب.
ومن المجاز: نبح الظبي والتيس عند السفاد والهدهد. قال النابغة يصف فرساً:
فيصيدنا العير المدلّ بشدّه ... قبل الونى والأشعب النباحا
وقال خالد بن الصقعب:
كأن عرين أيكته تلاقى ... به جمعان من نبط وروم
نباح الهدهد الحولي فيه ... كنبح الكلب في الأنس المقيم
ونبح الشاعر: هجا. وسمعت نبوح الحي: ضجتهم بما معهم من الكلاب وغيرها. قال طفيل:
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر ناراً ثمّ حولٍ مجرم
وقال الأخطل:
إن العرارة والنبوح لدارم ... والمستخف أخوهم الأثقالا
ن ب ذ
نبذ الشيء من يده: طرحه ورمى به. وصبيٌّ منبوذٌ، والتقط فلان منبوذاً ونبيذةً ونبائذ. ونبّذه: أكثر نبذه. قال:
هلا غضبت لرحل جا ... رك إذ تنبّذه حضاجر
" ونهي عن المنابذة في البيع " وهي أن تقول: انبذ إليّ المتاع أو أنبذه إليك ليجب البيع، ويقال: له بيع الإلقاء. وجلس على المنبذة وهي الوسادة تنبذ للإنسان: تطرح له، وطرحوا لهم المنابذ، وتقول: تعمّموا بالمشاوذ، وجلسوا على المنابذ.
ومن المجاز: نبذ أمري وراء طهره إذا لم يعمل به " فنبذوه وراء ظهورهم " " نبذه فريق منهم ". وانتبذ الرجل: اعتزل ناحيةً،(2/241)
وجلس نبذةً ونبذةً، وهو منتبذ الدار: نازحها، وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعهد ونقضه، ونابذه منابذةً وتنابذوا. ونبذ النبيذ وهو أن يلقى التمر المنبوذ، ومنه: فلان ينبذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفث عليّ. ونبذت فلانة قولاً مليحاً: رمت به. قال القطاميّ:
فهنّ ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلّة الصادي
ونبذت إليه السلام والتحيّة. قال الرّاعي:
فلمّا تداركنا نبذّنا تحيّةً ... ودافع أدنانا العوارض باليد
عوارض الهودج: جوانبه. ونبذت بكذا ورميت به إذا رفع لك وأتيح لقاؤه. قال ابن مقبل:
قد قدت للوحش أبغي بعض غرّتها ... حتى نبذت بعير العانة النّعر
ولله أم نبذت بك. ونبذ الحفّار التراب ونبثه: رمى به وهي النبيثة والنبيذة والنبائث والنبائذ: وبرأسه نبيذ من الشيب. وبالأرض نبذ من الكلإ. وأصابها نبذ من المطر. وفيها نبذ من الناس. وذهب ماله وبقي نبذ منه وهو القليل لأن القليل ينبذ ولا يبالي به.
ن ب ر
عنده من الثياب أضابير، ومن الطعام أنابير. وانتبر الجرح: تورّم وارتفع مكانه. وانتبرت يده: انتفطت. ونبرت الشيء: رفعته. ونبر فلان نبرةً: نطق نطقة بصوتٍ رفيع، ورجل نبّارٌ بالكلام، ومنه: المنبر. وانتبر الخطيب: ارتفع على المنبر، وفي الحديث: " لا تنبروا باسمى " لا تهمزوه.
ن ب س
فلان ساكت لا ينبس، وما نبس بكلمةٍ، وتقول: كلّمته فعبس، وما نبس.
ن ب ش
نبش الأرض عمّا تحتها نبشاً، ومنه: نبش القبر.
ومن المجاز: هو ينبش الأسرار. قال:
مهلاً بنى عمّنا مهلاً موالينا ... لا تبشوا بيننا ما كان مدفوناً
وهو ينبش لعياله ويحترش إذا استخرج رزقهم من هنا وهنا واحتال. وانتبش العروق من الأرض: استخرجها. قال الكميت:
موتهنّ انتباشهنّ من الأر ... ض ويحيين ما سكنّ القبورا
أي ما دامت العروق تحت الأرض كانت حيّةً فإذا نبشت ماتت.
ن ب ص
نبص الغلام بالطائر والكلب وهو أن يضمّ شفتيه ويدعوه.
ومن المجاز: نبص بالكلمة: أخرجها متحذلقاً كأنه صلصلها وصفّاها.
ن ب ض
نبض عرقه نبضاً ونبضاناً. وأنبضته(2/242)
الحمّى. وتقول: رأيت ومضة برق، كنبضة عرق. وأنبضَ عن القوس وأنبضها. قال أوس:
إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها ... إذا أنبضوا عنها نئيماً وأزملاً
وقال مهلهلٌ:
أنبضوا معجس القسيّ وأبرق ... نا كما أوعد الفحول الفحولا
وأنبض بالوتر. ووضع يده على منبض قلبه حيث تراه ينبض وتجد همس نبضانه. وجس الطبيب منبضه ومنابضهم. وأنبض النّدّاف منبضه وهو مندفته.
ومن المجاز: فلان ما نبض له عرق عصبيّةٍ إذا لم يتعصّب، وما دام فيّ عريق نابض لم أخذلك أي ما دمت حياً. ونبض نابضه أي هاج غضبه. وله فؤاد نبض: شهم رواعٌ. ويقال لمن ينتحل ما ليس عنده: أداته إنباض من غير توتير. وما يعرف له منبض عسلة كقولهم: مضرب عسلةٍ إذا لم يكن له أصل.
ن ب ط
هو من النبط والنبيط والأنباط، وهو نبطيّ ونباطيّ وأنباطي. وقال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعربٌ أنتم أم نبيطٌ فقال: عرب استنبطنا ونبيط استعربنا. ومنه قول أبي العلاء المعرّي:
أين امرؤ القيس والعذارى ... إذ مال من تحته الغبيط
استنبط العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النّبيط
وعالج الجرح يعلك الأنباط وهو الكاماي المذاب يجعل لازوقاً للجراح. وكيف نبط بئركم: ماؤها المستنبط، ونبط الماء من البئر نبوطاً، وأنبطوه واستنبطوه. وفرس أنبط: أبيض البطن. قال ذو الرمة:
كمثل الحصان الأنبط البطن كلّما ... تمايل عنه الجلّ فاللون أشقر
ومن المجاز: فلانٌ لا ينال نبطه: لمن يوصف بالعزّ. قال كعب الغنويّ:
قريب ثراه لا ينال عدوه ... له نبطاً آبى الهوان قطوب
ويقال في الوعيد: لأبثن ما في جونتك ولأنبطنّ نبطك. واستنبط معنًى حسناً ورأياً صائباً لعلمه الذين يستنبطونه منهم. واستنبطت من فلان خبراً.
ن ب ع
له قوس من نبعٍ. وللماء منبع غزير ومنابع، وقد نبع ينبع وينبع، ومنه: نقل اسم ينبع لكثرة ينابيعها، سمعت الشريف سلمة بن عيّاشٍ الينبعيّ: كانت له مائة وسبعون عيناً فوّارةً. وكأن عينه ينبوع.
ومن المجاز: فلانٌ صليب النّبع، وما رأيت أصلب نبعةً منه. وله نبعةٌ تنبيء الأضراس. وهو من نبعة كريمة. وقرعوا النّبع بالنّبع إذا تلاقوا.(2/243)
قال:
فلما قرعنا النّبع بالنّبع بعضه ... ببعضٍ أبت عيدانه أن تكسّرا
ونبع من فلان أمرٌ: ظهر. ونبع العرق: رشح. ونضحت نوابع البعير. مسايل عرقه. وفجّر الله ينابيع الحكمة على لسانه.
ن ب غ
نبغ الوعاء بالدّقيق: خرج منه لرقّته. ونبغت المزادة: كانت كتوماً فصارت سربة. ونبغ الرأس: ثارت هبريّته، وإنه لكثير نبّاغ الرأس: مثقّلاً ومخفّفاً. ومحجّةٌ نبّاغةٌ: يثور ترابها.
ومن المجاز: نبغت لنا منك أمور لم نتوقّعها. ونبغ الشرّ: فشا وظهر. ونبغ منهم النفاق إذا خفّوا في الفتنة. ونبغ فلان في الشعر إذا لم يكن في إرث الشّعر ثم قال فأجاد، ويقال: إنّ النابغةَ قال الشّعر على كبر سنّه فسمّي النّابغة، وقيل: بل لقوله:
وحلّت في بني القين بن جسرٍ ... فقد نبغت لنا منهم شئون
ونبغ من فلانٍ شعر شاعر. وهو نابغة من النوابغ. ونبغ في العلم وفي كلّ صناعةٍ، وتقول: الحمد لله الذي أنعم عليّ النعم السّوابغ؛ وألهمني الكلم النوابغ.
ن ب ق
عن بعض العرب: إنّ النّبق ليعجبني وإنّ النّبق لي لمؤذٍ. وفي الحديث: " ونبقها كقلال هجر " وشجر منبّق: مسطّرٌ، من: نبّق الكتاب ونمّقه إذا سطّره منسّقاً مرتّباً.
ن ب ك
وقعنا في نبك من الأرض ونباك: جمع: نبكةٍ وهي الأكمة المحدّدة الرأس. ونبك المكان: ارتفع نبوكاً. وهشاب نوابك. قال ذو الرمة:
طواهنّ تغويري إذا الآل أرفلت ... به الشمس أزر الحزورات النّوابك
من الثوب المرفل.
ن ب ل
رجل نبيل، وقوم نبلاء، ونبل، وفيه نبل: فضيلة، وقد نبل نبالة، وتنبّل: تشبّه بالنبلاء. ورجل نابل ونبّال: معه نبل. قال امرؤ القيس:
وليس بذي سيفٍ فيقتلني به ... وليس بذي رمح وليس بنبّال
وهو نبّالٌ ونابل: حسن النبّالة لصانعها. ونبلته نبلاً: رميته بالنبل، وأنبلته: أعطيتهإيّاه، واستنبلني فأنبلته. وهو أنبل النّاس: أعلمهم بعمل النّبل. قال أبو ذؤيب:
ترّص أفواقها وقوّمها ... أنبل عدوان كلّها صنعاً
وتنابلوا فنبلهم فلان: تنافروا أيّهم أجود نبلاً أو أيّهم أصنع للنّبل. ورجل تنبال: قصير. وتنبّل البعير: مات.(2/244)
ومن المجاز: فرس نبيل المحزم: عظيمه. قال عنترة:
وحشيّتي سرجٌ على عبل الشّوى ... نهدٍ مراكله نبيل المحزم
وإبل نبال الأعجاز. قال ذو الرمة:
بنائية الأخفاف من قمع الذرى ... نبال تواليها رحاب جنوبها
ويقال: كعبها نبيل: على وجه الذّم. وأنبل قداحه: جعلها غليظة جافية. وتنبّل الخطب: عظم. ورجل نابل بالأمر: حاذق به استعير من الحاذق بالنّبالة. ونبلني حجارةً أتطهر بها وهي النبل والنبل. وفي الحديث: " أبعدوا المذهب واتّقوا الملاعن وأعدّوا النبل " وما انتبل نبله إلاّ بآخرة أي ما أخذ عدّته إلا بعد فوات الوقت.
ن ب هـ
انتبه من نومه واستنبه وتنبّه ونبه نبهاً. قال:
وتبذل لي سلمى إذا نمت حاجتي ... وتلقى خلال النبه وهي منوع
وأضلّوه نبهاً: لا يدرون متى ضل حتى انتبهوا له. ورجل نبيه، وقد نبه نباهةً، ونبّهت باسمه: نوّهت به.
ومن المجاز: سمعت كلاماً فما نبهت له: فما فطنت له. ومالي به نبهٌ ونبَهٌ. ونبهته من غفلته، وتنبهت على الأمر: تفطّنت له.
ن ب
ونبا السيف عن الضريبة نبوة ونبواً، وسيف نابٍ، و" لكل صارم نبوة "، وما أنبى سيفك؟: ما جعله نابياً.
ومن المجاز: نبا عنه بصري. قال:
نبت عين ميّ نبوةً ثم راجعت ... وما خير عينٍ إذ نبت لم تراجع
وتقول: نبت عيني فأذنبت، إذ نبت. ونبا عنه فهمي. ونبا عنّي فلانٌ: فارقني، وبيني وبينه نبوة. وهو يشكو نبوة الزمان وجفوته، وأصابتهم نبوات الزمان وجفواته. ونبا السهم عن الهدف: لم يصبه. ونبا عليه صاحبه إذا لم يتقد له. ونبا عليه سيفه. قال:
أنا اليسف إلاّ أنّ للسيف نبوةً ... ومثلي لا تنبو عليك مضاربه
ونبا به منزله وفراشه. قال:
فأقم بدار ما أصبت كرامةً ... وإذا نبا بك منزل فتحول
وفي مثل " الصدق ينبي عنك لا الوعيد ". وأنشد سيبويه يصف جملاً:
أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته ... ما حج ربّه في الدنيا ولا اعتمرا
ن ت أ
وقع على صخرةٍ ناتئةٍ من الجبل. ونتأت(2/245)
القرحة: ورمت. ونتأ ثدي الجارية. وفي مثل " تحقره وينتأ " أي يتقدّم بالنّكر ويشخص به وأنت تحسبه مغفّلاً.
ن ت ج
نتجت الناقة وهي منتوجةٌ، وأنتجت فهي منتجةٌ إذا وضعت، ونوقٌ مناتيج، ونتجها صاحبها وأنتجها: وليها حتى وضعت فهو ناتج ومنتج. قال الحارث بن حلّزة:
إنك لا تدري من النّاتج
وهذا وقت نتجها ونتاجها أي وضعها، وفرس نتوج ومنتج، وكذلك كل حافر إذا دنا نتاجها وعظم بطنها، وقد نتجت وأنتجت: حملت، وتنتّجت الناقة: تزخّرت في نتاجها، وتناتجت الإبل وانتجت: توالدت، ولي قلوص ما أركبت ولقد ولدت نتائجها أي لداتها. قال:
نتيجتها في العين حقّ وناقتي ... كبازل ذي عامين كوماء كالقصر
أي موافقتها في النتاج ومساويتها. وغنم فلان نتائج أي في سنّ واحدة.
ومن المجاز: الرّيح تنتج السّحاب. قال الراعي:
أربّت بها شهري ربيع عليهم ... جنائب ينتجن الغمام المتاليا
وفي مثل " إن العجز والتواني تزاوجا فانتجا الفقر ". قال ذو الرمة:
قد انتجت من جانب من جنوبها ... عواناً ومن جنبٍ إلى جنبها بكراً
وهذه المقدمة لا تنتج نتيجةً صادقةً إذا لم تكن لها عاقبة محمودة. ويقال: هذا الولد نتيج ولدي إذا ولدا في شهرٍ أو عامٍ واحد. وأنشد الكسائي:
أخي وطريدي قد رضيت نجاره ... وما بيننا من حاجزٍ ووليج
نتيجي وقرني لازم لخليقتي ... ولن تلزم الأشباه مثل نتيج
وهذه نتيجةٌ من نتائج كرمك. وقعد منتجاً: أي قاضباً حاجته، جعل ذلك نتاجاً له، ومنه: بيت الحماسة:
هم نتجوك تحت الليل سقباً ... خبيث الريح من خمرٍ وماء
وفي أوابدهم: ما ثلاث دجه، يحملن دجه، إلى الغيهبان فالمنتجه، وهما البطن والدبر، وروي: إلى الثقفان لأنه مظلم وهو يثقف الطّعام: ألغز عن ثلاث أنامل يحملن لقمةً بثلاث نحلات يحملن نحلةً والدّجة محذوفة عن الدجية وهي ولد(2/246)
النّحلة وتوحيد المميّز في الشذوذ كثلاث مائة والقياس: ثلاث دجًى. قال جميح الأسديّ:
تدبّ حميّاً لكأس فيهم إذا انتشوا ... دبيب الدّجى وسط الضّريب المعسّل
ن ت ح
نتح العرق من مناتحه، ورشح من مراشحه. ونحيٌ نتّاح: رشّاح.
قال جرير:
بأغبر وهّاج السّموم ترى به ... دفوف المهاري والذّفاري تنتّح
أي ترشح عرقاً ومن المجاز: فلان ينتح نتح الحميت إذا كان سميناً
ن ت خ
نتخت الشوكة من رجلي بالمنتاخ بالمنقاش. ونتخ البازي اللحم بمنسره. والغراب ينتخ الدّبرة عن ظهر البعير. ونتخ القلاع الضّرس: نزعه.
وقال زهير يصف غزواً:
تنبذ أفلاءها في كل منزلة ... تنتخ أعينها العقبان والرخم
ومن المجاز: نتخ فلا من أصحابه: نزع منهم. ونتخته المنيّة من بين قومه
ن ت ر
نتر الثوب: جذبه في جفوة. ونتر الوتر: مدّه حتى كاد ينكر القوس. وفي الحديث: " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نتراتٍ ".
ن ت ش
نتش الشوكة بالمنتاش، ونقشها بالمنقاش. وما نتشت منه شيئاً: ما أخذت، وهو ينتش من كل علم وينتف منه.
ن ت ف
انتتف شعره وريشه، ونتفته أنا، وأخذت نتافته، ونتفت نتفةً من النبات ونتفاً. وفلان منتوف: مولع بنتف لحيته.
ومن المجاز: أعطاه نتفةً من الطعام وغيره: شيئاً منه. وأفاده نُتَفاً من العلم. وكان أبو عُبيدة يقول في الأصمعيّ: ذاك رجل نُتَفة. ونَتَف في القوس نتفة: نزع فيها نزعةً خفيفة. وانزع نزعة بين النتفة والنّترة. وما كانت بينهم نتفةٌ ولا قرصة أي شيء صغير ولا كبير.
ن ت ق
نتق البعير الرحل: زعزعه. ونتقت الزبد: أخرجته بالمخض. ونتق الله الجبل رفعه مزعزعاً فوقهم. ويأتي السائل فتقول: انتقوا له ما قدرتم من نتق الجراب إذا نفضه وأخرج ما فيه.
ومن المجاز: امرأة ناتق. نفضت بطنها أي أكثرت أولادها. قال:
أبى لهم أن يعرفوا الضيم أنهم ... بنو ناتقٍ كانت كثيراً عيالها
وزند ناتق: وارٍ. وقال:
أخذتها وهي بطان نتق ... فأصبحت وهي خماص خفق
شبّهت بالحوامل في بطنتها وبدانتها. وقال:
وفي ناتقٍ أجلت لدى حومة الوغى ... وولّت على الأدبار فرسان خثعما(2/247)
أراد رمضان لأنه ينتق الصوّام كما يرمضهم.
ن ت ن
نتن الشيء نتناً ونتانةً وأنتن، وشيء نتنٌ ومنتنٌ. ورجال وآباط مناتين. والخنفساء إذا مست نتّنت. وفي الحديث " إذا رأى أحدكم امرأةً فأعجبته فليذكر مناتنها ".
ن ث ر
نثر اللؤلؤ وغيره، وقد انتثر وتناثر، ودر منثور ومنثّر ونثير، كأنّ لفظه الدرّ النثير ونثير الدرّ. والتقط نثار الخوان ونثارته وهو الفتات المتناثر حوله. وشهدت نثار فلان بالكسر، وكنّا في نثار فلان اليوم وهو اسم للفعل كالنثر، وما أصبت من نثر فلان شيئاً وهو اسم المنثور من السكر ونحوه كالنشر بمعنى المنشور.
ومن المجاز: نثرت المرأة بطنها، وامرأة نثور. ونثر الحمار والشّاة نثيراً: عطست وأخرجت من أنفها الأذى واستنثر مثله. واستنثر المتوضّيء وأنثر، يقال: إذا استنشقت فأنثر. وفي الحديث " الجراد نثرة حوت " ومنها، نثرة الأسد: لكوكب كأنّه لطخ سحاب، كأنّ الأسد نثر نثرةً أي مخط مخطةً، ومنها: قيل للخيشوم والفرجة بين الشاربين: النثرة. وطعنه فأنثره: ألقاه على نثرته. قال:
إن عليها فارساً كعشره ... إذا رأى فارس قومٍ أنثره
وضربه فأنثره: أرعفه. وأخذ درعاً فنثرها على نفسه: صبّها، ومنها: النثرة وهي الدرع السلسة الملبس. ورجل نثر: مهذار ومذياع للأسرار. قال نصر بن سيّار:
لقد علم الأقوام منّي تحلّمي ... إذا النثر الثرثار قال فأهجرا
وفي الوعيد: " لأنثرنك نثر الكرش ". ووجأه فنثر أمعاءه. وقد نثرت النّخلة فهي ناثر ومنثار: تنفض بسرها. ونثر كنانته فعجم عيدانها عوداً عوداً فوجدني أصلبها مكسراً فرماكم بي. ونثر قراءته: أسرع فيها. وتفرّق القوم وتنثّروا وانتثروا. ومرضوا فتناثروا موتاً. ورأيته يناثره الدرّ إذا حاوره بكلام حسن.
ن ث ل
نثل كنانته: نثرها. ونثلوا ركيّتهم: حفروها وأخرجوا نثيلتها: نبيثتها. ونثلوا حفرة فلان: حفروا قبره. ونثل الحافر: راث. قال يهجو فرسه بكثرة روثه فعبّر عن روثه بعبارتين بمثلٍّ ومنثلٍ:
مثلٌّ على آريّه الرّوث منثل
الثّلّ والنّثل وزاحد. وتقول: جملك يسل من ثيله، وحمارك يثل من نثيله.
ومن المجاز: نثل عليه درعه مثل نثرها إذا صبها، ونثلها عنه: نزعها كما يقال: خلع عليه الثوب وخلعه عنه، ومنه: النثلة. قال النابغة:
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذائل(2/248)
وقال كثير:
يغادي بفأر المسك طوراً وتارةً ... ترى الدّرع مرفضاً عليه نثيلها
أي منثولها.
ن ث
ونثوت الحديث نثواً: ذكرته ونشرته، وهو حسن النّثا وقبيح النثا، وهو ينثو عليّ ما فعلت: يشيعه، وإنهم ليتناثون الحديث بينهم. وهم يتناثون أيامهم الماضية. قال يزيد ابن الطثريّة:
ولما تناثينا سقاط حديثنا ... غشاشاً ولان الطّرف منها فأطمعا
وناثيته كذا مناثاة، وتقول: كم ناجيته وناغيته، وجاثيته وناثيته.
ن ج ب
هو نجيب من النجباء والأنجاب. قال:
قد اغتدى بفتية أنجاب ... عكارميّين ذوي أحساب
وقد نجب نجابة، وله نجيبة ونجائب ونجب. وفحل منجب، وامرأة منجبة ومنجاب، ونساء مناجيب، وأنجب به أبواه. قال الأعشى:
أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاه فنعم ما نجلا
وانتجبته واستنجبته. ونجبت الشجرة: أخذت نجبها: قشرها. قال ذو الرمة:
كأن رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم يتفرّق عنهما النجب
ن ج ح
رجع بنجحٍ ونجاحٍ. وتقول: من لي برسول يطير بجناح، ويرجع بنجاح. ونجحت طلبته: فاز بها، وطلبتك ناجحة. وسمعتهم يقولون لمن طلب إليهم: نجح أي تمّ مطلوبك وحصل. واستنجحني حاجته. وبالله أستفتح، وإياه أستنجح. قال القطامي يصف ناقته:
إ، ترجعي من أبي عثمان منجحة ... فقد يهون مع المستنجح العمل
وأنجح الله طلبتك فنجحت. وأنجحت يا فلان: صرت ذا نجح، ورجل منجح: ذو نجح. قال:
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ... ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
ورأى نجيح، وسعى نجيح.
ومن المجاز: تناجحت أحلامه: تتابعت عليه رؤبيّات صدق. وسير نجيح: وشيك. ونهض في هذا الأمر نهضاً نجيحاً: سريعاً. وفي ملٍ " إذا رمت الباطل أنجح بك " أي غلبك وظفر بك.
ن ج د
نجد الرجل نجدة، ورجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. وناجده: بارزه للقتال. وكان(2/249)
جباناً فاستنجد: صار نجيداً شجاعاً. وتقول معه أجناد، ورجال أنجاد. وهو منجود: مكروب. وتقول: عنده نصرة المجهود، وعصرة المنجود. واستنجدني فأنجدته. قال:
إذا استنجدتهم ودعوت بكراً ... لنصرتنا كسرت بهم همومي
وغار وأنجد. وسار ذكره في الأغوار والنّجاد والنجود. قال:
هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقد في الناد الحزور
واحتبى بنجاده. وبيت منجد: مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان. ورجل نجاد: يعالج الفرش والوسائد. وذفراه تنضح النجد: العرق، وقد نجد إذا عرق. وروّقوا الخمر في النّاجود وهو إناء تصفّى فيه. قال الأخطل:
كأنما المسك نهبى بين أرحلنا ... مما تضوّع من ناجودها الجاري
ومن المجاز: " هو طلاع أنجد ": ركّاب لصعاب الأمور. وهو محتب بنجاد الحلم. وفلان طويل النّجاد. ويقال: " هو ابن نجدتها " أي الجاهل بها خلاف قولهم: " هو ابن بجدتها " ذهاباً إلى ابن نجدة الحروري.
ن ج ذ
أبدى ناجذه إذا بالغ في ضحكه أو غضبه، وعن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه ضحك حتى بدت نواجذه ".
ومن المجاز: أبدت الحرب ناجذيها. قال بشر:
إذا ما الحرب أبدت ناجذيها ... غداة الرّوع والتقت الجموع
وعضّ على ناجذه إذا بلغ أشدّه استحكم. وعض في العلم وغيره بناجذه إذا أتقنه، ومنه: جّذته التجارب: أحكمته. قال:
أخو خمسين مجتمع أشدّى ... ونجّذني مداورة الشؤون
ن ج ر
عود منجور، وقد نجره النجّار. والباب يدور على نجرانه وهو رجله. وهو أثقل من أنجر وهو المرساة. ونحن في شهر ناجر وهو الشهر الواقع في صميم الحرّ من النّجر وهو فرط العطش. وقد نجرت الإبل، وإبل نجرى ونجارى.
ومن المجاز: هو كريم النجر والنجار وهو الطبع والمنبت كما يقال: كريم النحت والنحيتة. ونجرته بيدي نجراً وهو أن تضم كفك ثم تخرج برجمة الإصبع الوسطى فتضرب بها رأسه. وتقول: هو أزكاهم نجراً، وأطيبهم مجرى. وتقول: غلام أغناه عن الزّجر والنّجر، كرم النفس وطيب النّجر. ونجر المرأة: جامعها.
ن ج ز(2/250)
أنجز وعده إنجازاً، ونجز الوعد، وهو ناجز إذا حصل وتمّ، ومنه نجز الكتاب. ونجزت حاجته، وأنت على نجز حاجتك ونجزها. وبعته ناجزاً بناجز: يداً بيد. وناجزه القتال. وعن أكثم بن صيفيّ: إن رمت المحاجزة، فقبل المناجزه. واستنجزت منه كتاباً وتنجّزته. وقال النابغة يرثي أبا قابوس مات الناس موته:
وكنت ربيعاً لليتامى وعصمة ... فملك أبي قابوس أمسى وقد نجز
أي تمّ، يقال: نَجَزَ يَنْجِزوُ وينجُز ونجَز ينجَز.
ن ج س
نجس ثوبه نجساً ونجاسةً، وتنجّس بالعذرة، وأنجسه ونجّسه. وعن الحسن رضي الله تعالى عنه في رجل تزوّج امرأة كان قد زنى بها: هو أنجسها فهو أحقّ بها. وشيء نجس ونجس صفة بالمصدر. وشيء رجس نجس إذا قرن برجس. وتقول: إذا جاء القدر لم يغن المنجّم والمنجّس، ولا الفيلسوف والمهندس؛ وهو الذي يعلّق على الذي يخاف عليه الأنجاس من عظام الموتى وغيرها ليطرد الجنّ لنفرتها عن الأقذار. قال:
ولو كان عندي حازيان وراقب ... وعلّق أنجاساً عليّ المنجّس
وقال حسان:
وحازية ملبوبةٍ ومنجّس ... وطارقة في طرقها لم تشدّد
لبيبة، ومنه: داء ناجس نجيس: أعيا المنجّسين. قال أبو أبو ذؤيب:
لشانئه طول الضراعة منهم ... وداء قد أعيا بالأطباء ناجس
وقال ساعدة بن جؤيّة:
والشيب داء نجيس لا دواء له ... للمرء كان صحيحاً صائب القحم
أي هو داء عياء للرجل الصحيح الجلد الذي إذا تقحم في الشدائد صاب فيها ولم يخطيء.
ومن المجاز: الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. ونجّسته الذنوب " إنما المشركون نجس " وتقول: لا ترى أنجس من الكافر، ولا أنحس من الفاجر.
ن ج ش
نهي عن النجش، وروي: " لا تناجشوا " وهو أن تستام السلعة بأزيد من ثمنها ليراك الآخر فيقع فيها وكذلك في النكاح وغيره.(2/251)
وقال النابغة:
وترخّى بال من يشربها ... ويفدّى كرمها عند النّجش
ومع الصائد ناجش وهو الحائش الذي يحوش عليه الصيد. وسائق نجّاش: حاثّ للإبل.
ن ج ع
خرجوا للانتجاع والنجعة وهي طلب الكف وقد انتجعوا ونجعوا. ومرّت بنا ناجعة ونواجع: قوم منتجعون. قال:
وأعلم أنني سأصير رسماً ... إذا انتجع النواجع لا أسير
ونجعت البعير: سقيته النّجوع المديد وهو الخبط يضرب بالدقيق والماء. ودخل المقداد على عليّ رضوان الله تعالى عليهما وهو ينجع بكراتٍ له. ونجع فيه طعامه: هنأه، ونجع فيه الدواء: نفعه. وماء نجوع: نمير. وطعنة تمجّ النجيع وهو دم الجوف. وتنجّع بالدم: تلطّخ به. قال أسد بن باعصة:
ولربّ كبش كتيبة غادرته ... يكبو لجبهته صريعاً أطحلا
متنجّعاً قد دقّ في حيزومه ... صدر القناة على العزاز مجدّلا
ومن المجاز: انتجعت فلاناً: طلبت معروفه. وعن معاوية رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً تغدى معه فتناول من مخّة معاوية شيأ فقال له: إنك لبعيد النجعة فقال: " من أجدب جنابهُ انتجع ". قال ذو الرمة:
رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالاً
ونجع الصبيّ لبن الشاة وبلبن الشاة: غذيَ به وسقيه. وسئل أبيّ عن النبيذ فقال: عليك بالماء عليك بالسويق الذي نجعت به أي غذيت به في الغصر. وفلان لا ينجع فيه القول.
ن ج ف
قبر منجوف: محفور في جوانبه موسّع الجوف. وكلّ حفرة أو إناء كان كذلك فهو منجوف، وقد نجفه ينجفه. وقعد تحت نجفة الكثيب وهو إبطه الذي تصفّقه الرياح فتنجفه. وفي بطن الوادي نجفة ونجف وهي مكان مستطيل كالجدار لا يعلوه الماء. وعلى بابه نجاف وهو ما بني ناتئاً فوق الباب مشرفاً عليه كنجاف الغار وهو صخرة ناتئة تشرف عليه.
ن ج ل
نجلت الشيء نجلاً: رميت به. والناقة تنجل الحصى بمناسمها، ومنه: المنجل يقضب به العود من الشجرة ويرمى به. وعين نجلاء، وعيون نجل. والأسد أنجل.
ومن المجاز: نجله أب كريم، ونجل به. وفحل ناجل: منجب. وهو نجل فلان. وقبّح الله تعالى ناجليه. وطعنة نجلاء.
ن ج م(2/252)
طلع النجم والأنجم والنجوم. وكبد النجم أي الثريّا. ونجمت الكواكب: طلعت. ونجم فلان تنجيماً: قضى في النجوم. ونجماً نوء الأسد والسماك: انتظرنا طلوع نجمه. قال ابن الدمينة:
نجّمن أنواء الربيع لمأسل ... فلذي قضين إلى جنوب الساحل
ومن المجاز: نجم النبات والناب والقرن " والنجم والشجر يسجدان ". والحمار يحبّ النجمة ويلّقب بذي النجمة. وتنجّم: تتبّع النجمة واحتفر عنها. ونجم في بني فلان ناجم، ونجم فيهم شاعر أو فارس. ونجم السهم والرمح إذا نفذ النصل والسنان من المرميّ والمطعون وحده. قال:
وما هزموا حتى رأوا في سراتهم ... صدور القنا من مستكنّ وناجم
وفلان ينظر في النجوم إذا تفكّر كيف يصنع. وأثجمت السماء ثم أنجمت. وأنجم الشتاء. وأنجم عن الأمر. وضربه فما أنجم عنه حتى هلك. وأنجمت الحرب. قال:
إذا وردت ماء علتها زجاجها ... وتعلوا عواليها إذا الروع أنجما
تعلوها زجاجها لأنها تمال للطعن وإذا انكشف الروع ركزت فعلتها العوالي. وأنزل القرآن نجوماً. ونجّم عليه الدين: جعله عليه نجوماً. ونجّم الدية: أدّاها نجوماً. قال زهير:
ينجّمها قوم لقوم غرامة ... ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
ن ج
وناجيته، وتناجوا وانتجوا، وبينهم تناج ونجوى، وهم نجوى. و" خلصوا نجياً ": متناجين. قال جرير:
يعلوا النجي إذا النجيّ أصجّهم ... أمر تضيق به الصدور جليل
واجتمعوا أنجيةً. قال:
إني إذا ما القوم كانوا أنجية ... واضطربت أعناقهم كالأرشيه
وتقول: شهدت منهم أندية، فوجدتهم أنجيه وهو نجيّ فلان: مناجيه دون أصحابه. وانتجيت فلاناً: اختصصته بمناجاتي وجعلته نجيّي. ونجوت منه نجاةً، ونجّاني الله تعالى وأنجاني. وهو بمنجاة من السيل. أنشد أبو عمرو لأبي بثينة الباهلي:
فهل تأوي إلى المنجاة أني ... أخاف عليك معتلج السيول(2/253)
وقال الراعي:
بأسحم من نوء الذراعين أتأقت ... مسايله حتى يلغن المناجيا
ونزلوا وراء النجوة. وناقة ناجية، ونوق نواجٍ. ونجا ينجو: أسرع نجاء، والنجاك النجاك.
ومن المجاز والكناية: إنك من ذلك الأمر بنجوة إذا كان بعيداً منه بريئاً سالماً. والهموم تنجي في صدره وتتناجي، وبات الهمّ يناجيه. قال الجعديّ:
إن ترى همّي أمسى شاغلي ... وإذا ما نوجي الهم شغل
وبات له نجياً. وقال بشر:
أجدّك ما تزال نجيّ همّ ... تبيت الليل أنت له ضجيع
وباتت في صدره نجيةٌ قد أسهرته وهي ما يناجيه من الهم. وأصابته النجواء: حديث النفس ونجواها. وأنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:
إن الهموم لها إذا لم تقرها ... نجواء تدخل تحت كل شعار
وقال آخر:
وهم تأخذ النجواء منه ... يعك بصالبٍ أو بالملال
واستنجى: أصله الاتتار بالنجوة، ومنه: نجا ينجو إذا قضى حاجته نجواً. وما نجا المريض منذ ليال، وشرب الدواء فما انجاه، وقيل: هو من نجوت الغص واستنجيته إذا قطعته. ونجوت الجلد عن الجزور: كشطته.
ن ح ب
هو نحب عليه أي نذر. قال حسان:
مساميح أبطال يرجون للندى ... يرون عليهم فعل آبائهم نحباص
وقد نحب فلان نحباً ونحّب تنحيباً: أوجب على نفسه أمراً، وهو منحّب. قال نصيب:
وإني لساع في رضاك كما سعى ... ليلقي ثقل النحب عنه المنحّب
ومن المجاز: نحب الباكي ينحب نحيباً، وانتحب انتحاباً: جدّ في بكائه. ونحب القوم في سيرهم ونحّبوا: جدّوا وساروا على نحب، وسير نحب. وقربٌ منحّبٌ. قال ذو الرمّة:
وربّ مفازة قذف جموح ... تغول منحّب القرب اغتيالا
وسرنا إلى مكة ثلاث ليال منحباتٍ. وأصابته شوكة فنحّب عليها ينتقشها: أكبّ عليها. وناحبته على كذا: خاطرته. ومنه، لأناحبنّك: لأحاكمنك. وقضى نحبه: مات كأن الموت نذر في عنقه.
ن ح ت
عود نحيت ومنحوت، وهذه نحاتة(2/254)
العود. وفي يده المنحت والمنحات. وانتحت من الخشبة ما يكفي الوقود.
ومن المجاز: هو كريم النحيتة أي الطبيعة. وهو من نحت صدق. وهم كرام المنابت والمنحت. ونحت على الكرم، والكرم من نحته. وتقول: هو عجب النعت، كريم النحت، ونحت الجبل: حفره. قال أبو النجم:
وهو على عذب رواءِ المنهل ... دخل أبي المرقال خير الأدحل
من تحت عاد في الزمان الأول
وجمل نحيت: قد انتحت مناسمه، ونحت السفر الإبل. براها. ونحته بلسانه: لامه. ونحته بالعصا: ضربه بها.
ن ح ح
هو شحيح نحيح، وتقول: قوم نحانحة لئام. وهم الذين يتنحنحون إذا سئلوا. قال:
سيماهم حين تراهم واضحة ... ليسوا بأقزام ولا نحانحه
وتقول: هو من أقوام، غير أقزام؛ وجحاجحه، غير نحانحه.
ن ح ر
ضرب نحره ونحورهم. ونه: نحر البعير: طعن في نحره نحراً، ونحر الإبل، وإبل منحرة، وهذا منحر البدن، وهذه مناحرها، وهم نحّارون للجزر. وتناحروا في الحرب.
ومن المجاز: جاء في نحر النهار، ونحر الشهر وناحرته ونحيرته. وما أراه إلا في نحور الشهور ونحائرها ونواحرها. قال الكميت:
والغيث بلالمتألقا ... ت من الأهلّة في النواحر
إذا وقع الغيث في أوّل الشهر كان غزيراً. وجلس فلان في نحر فلان: قابله، ونحرته نحراً: قابلته. ومنازل القوم تتناحر وتتناوح، وديارهم تنحر الطريق: تقابله. قال:
أبا حكم ها أنت عم مجالد ... وسيد أهل الأبطح المتناحر
ونحر الأمور علماً. ومنه: هو نحرير من النحارير. وعن زيد بن كثوة: ما نحر هلالاً شمالٌ إلا كان ممحلاً. وقال علقمةن:
وردته وصدور العيس مسنفةٌ ... والصبح بالكوكب الدريّ منحور
وسئل جرير عن شعراء الإسلام فقال: نبعة الشعر للفرزدق، فقيل له ما تركت لنفسك، فقال: أنا نحرت الشعر نحراً. وانتحروا على الأمر وتناحروا عليه: تشاحّوا وحرصوا. وفي مثل " سرق السارق فانتحر ". وطريق منتحر: واسع بيّن. قال أبو وجزة:
يعلو بهنّ قراديدا وراح له ... موعس في سواد الليل منتحر(2/255)
موطأ من وعس المكان يعسه إذا وطئه. وانتحر السحاب: انبعق بالمطر. قال الراعي:
فمرّ على منازلها فألقى ... بها الأثقال وانتحر انتحارا
وقال ابن ميادة:
أطاع لها نبت الخزامى وجادها ... بأوطانها غرّ السحاب المنحّر
وتناحروا على الطريق وغيره: تتابعوا عليه. قال:
لقد ظلمتني عامر وتناحروا ... عليّ وما مثلي مجمران يقتل
وتناحروا عن الطريق: عدلوا عنه.
ن ح ز
نحز الدواء في المنحاز. ونحزت الناقة برجلي: ركلتها أستحثها. قال ذو الرمة:
والعيس من عاسج أو واسج خبيباً ... ينحزن في جانبيها وهي تنسلب
وقلقت نحائزها: أنساعها الواحدة تحيزة. وهو كريم النحيزة. وبه نحازٌ: سعال، وهو منحوز.
ن ح س
سعد فلان على قومه ونحس، فهو مسعود ومنحوس، وهو يوم نحسٍ ونحوس ومناحس. وانتحس فلان وانتكس، وانتحس جدّه. ويقال: هو كريم النحّاس، طيب الجلاس. وقال:
يا أيها السائل عن نحاسي ... قصّر مقياسك عن مقياسي
وهو الأصل والطبع. وقال لبيد:
وكم فينا إذا ما المحل أبدى ... نحاس القوم من سمح هضوم
ن ح ض
أطعمهم النحض، وسقاهم المحض، وهو اللحم المكتنز، واشو لنا هذه النّحضة وهي القطعة منه. وامرأة نحيضة: لحيمة، ومنحوضة: مهزولة كأنما نحضت أي عرقت.
ومن المجاز: سنان نحيض بمعنى منحوض، وقد نحضه إذا رقّقه. قال امرؤ القيس:
يبارى شباة الرمح خدّ مذلّق ... كحد السنان الصّلّي النحيض
ونحضت فلاناً: نهكته بالسؤال. وناحضته: ماحكته ولاحيته.
ن ح ط
له نحيط: زفير وقد نحط ينحط.
ن ح ف
رجل نحيف، وقد نحف نحافة، وأنحفه المرض.
ومن المجاز: فلان نحيف الدّين ونحيف الأمانة. وتقول: من كان حنيفاً، لم يكن نحيفاً.
ن ح ل(2/256)
نحل جسمه نحولاً، وجسم ناحل ونحيل، ونحل نحل، وأنحله المرض ونحّله. ونحل ولده مالاً. ونحلت المرأة زوجها المهر. هذا نحل مني ونحل ونحلان ونحلة وهو العطاء بغير عوض. وقال شعراً فنحله غيره، وانتحل شعر غيره وتنحّله. قال جرير:
إذا ما قلت قافية شروداً ... تنحّلها ابن حمراء العجان
ومن المجاز: سيوف نواحل: رقاق الظبي. وهلال ناحل ونحيل، وأهلّة نحلٌ. قال:
ومجاز معتسف تركت به ... أدم الركاب كأنها النحل
ن ح م
نحم الفهد نحيماً: صوّت. والحمّال ينحم ويستعين بنحيمه على حمله وكذلك نازع الدلو. قال:
مالك لا تنحم يا رواحه ... إن النحيم للسقاة راحه
ورجل نحّامٌ: بخيل إذا سئل نحم.
ن ح
وهو على أنحاء شتّى: لا يثبت على نحوٍ واحد. ونحوت نحوه. وعنده نحوٌ من مائة رجل. وإنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة: وفلان نحويٌّ من النحاة. وانتحاه: قصده. وانتحى لقرنه: عرض له. وانتحى على شقّه الأيسر: اعتمد عليه. وانتحى على سيفه. قال متمم:
وهوّن وجدي بعد ما كدت أنتحي ... على السيف حتى يخرج الجوف والحشا
ونحّاه عن مكانه تنحيةً فتنحّى عنه، وتنحّ عني. ونحّ الدمع عن خدّك. وناحيته مناحاة: صرت نحوه وصار نحوي. وأنحى عليه بالسوط والسيف.
ومن المجاز: هو نحيّة القوارع أي تنحيه الشدائد، ونحن نحايا الأحزان. قال البعيث:
نحيّة أحزان جرت من جفونه ... نفاضة دمع مثل ما دمع الوشل
وأنحى عليه باللوائم إذا أقبل عليه. وأنا في ناحية فلان. وضربه بناحية سوطه. وأتاه من ناحية الكرم فوجده كريماً. ومن أيّ النواحي أتيته وجدته مرضياً.
ن خ ب
إنه لمنخوب ونخيب ونخب: لا فؤاد له. وقد نخب قلبه ونخب كأنما نزع، من قولهم: نخبت الشيء وانتخبته إذا نزعته، ومنه: الانتخاب: الاختيار كأنك تنتزعه من بين الأشياء، وهؤلاء نخبة قومهم: لخيارهم، وقيل: هو بفتح الخاء.
ن خ ر
للحمار نخيرٌ وقد نخر، ومنه: المنخران والنخرتان وقيل النخرة: الأنف.
ومن المجاز: للريح نخرة شديدة وهي عصفتها، ومنه: العظم والعود الناخر لنخير الريح فيه وما بالدار ناخر: أحدٌ.
ن خ س(2/257)
نخس الدابة، ومنه: الخاس. ونخسوا بفلان: نخسوا دابته وطردوه. قال:
الناخسين بمروان بذي خشبٍ ... والمقحمين على عثمان في الدار
أي نخسوا به من خلفه حتى سيّروه في البلاد. ونخس البكرة: جعل لها نخاساً وهو ما يلقمه ثقبها إذا اتسع. وبكرة نخيس.
ومن المجاز: رأيت غدراً تناخس كقولهم: الأمواج تناطح. وهو ابن نخسة أي ابن زنية. قال الشماخ:
أنا الجحاشيّ شماخ وليس أبي ... بنخسة لدعيّ غير موجود
غير معلوم " ووجدك ضالاً " وانخس به أي أبعده. وتكلّم فنخّسوا به. ووعلٌ ناخس: طويل القرنين لأنهما ينخسان ذنبه. قال ابن هرمة:
كأن فقاره اشتبكت عليه ... قرون الناخسات من الوعول
ن خ ع
تنخم وتنخّع. ورمى بالنخامة والنخاعة. ونخع الذبيحة: جاز بالذبح إلى النخاع. وأصاب المنخع وهو مفصل الفهقة بين العنق والرأس.
ومن المجاز: نخعته طاعتي وودّي ونصيحتي إذا بالغت له فيها. ونخع الأمر علماً، وفلان ناخع. قال:
إن الذي ربّضتما أمره ... سراً وقد بيّن للناخع
لكالتي يحسبها أهلها ... عذراء بكراً وهي في التاسع
وفي الحديث: " إن أنخع الأسماء عند الله أن يتسعّى الرجل باسم ملك الأملاك " أي أشدّها إهلاكاً. وتنخع السحاب: قاء ما فيه من المطر.
ن خ ل
نخل الدقيق بالمنخل وبالمناخل.
ومن المجاز: نخل له النصيحة. وبذل له نخيلة قلبه. وفي الحديث: " لا يقبل الله إلا نخائل القلوب ". قال عمارة:
تبحّثتم سخطي فغيّر بحثكم ... نخيلة نفس كان نصحاً ضميرها
ونصيحة ناخلة. وانتخل الشيء وتنخّله: اختاره، وهو نخيلتي من إخواني ونخيلة نفسي أي خيرتي. ونخلت السماء الثلج.
ن خ
وبه نخوة، ونخي فلان، وهو منخو: مزهو. وانتخى من كذا: استنكف منه، والعرب تنتخي من الدنايا. وقال ذو الرمّة:
فربّ امريء ذي نخوة قد رميته ... بقاصمةٍ توهي عظام الحواجب
ن د ب
به ندب من الجرح وندوب وأنداب.(2/258)
قال:
على طليح عضّها الأقتاب ... فهي بها من عضّها أنداب
وضربه فأندبه: أثّر بجلده. وندب لكذا وإلى كذا فانتدب له، وفلان مندوب لأمر عظيم ومندّب له. وأهل مكّة يسمّون الرسل إلى دار الخلافة: المندّبة. وتكلّم فانتدب له فلان إذا عارضه. وندبت الميّت النّادبة والنّوادب، وأطلن النّدبة. ورجل ندب إذا ندب لأمر خف له، وأراك ندباً في الحوائج. وقد ندبت ندابة. وفرس ندب: ماض. ويقول أهل النّضال: ندبنا يوم كذا أي انتدابنا للرّمي. وبينهم ندب: خطر ورهان، ومنه: أقام فلان على ندب: على خطر، وأندب نفسه: أخطرها. قال عروة بن الورد:
أيهلك معتم وزيد ولم أقم ... على ندبٍ يوماً ولي نفس مخطر
ومن المجاز: أضرّت به الحاجة فأندبته إنداباً شديداً أي أثرت فيه: وما ندبني إلى ما فعلت إلا النصح لك.
ن د ح
لك في هذه الدار منتدح: متّسع. وتندّحت الغنم في مرابضها: امتدّت واتسعت من البطنة. وندحت المكان ندحاً: وسّعته. وندحت النعامة أندوحة إذا فحصت أفحوصة ووسّعتها لبيضها. ومن ذلك: لك عنه مندوحة ومنتدح أي سعةٌ وبد.
ن د ر
ندر نادر من الجبل إذا خرج ونتأ. وندر العظم: انفك وزال عن مكانه. وندر من بيته: خرج: وسمعت من يقول لامرأة: اندري. وأندرته: أخرجته. وأصاب المطر الحشيش فندر الرطب من أعراضه: خرج. وشبعت الإبل من نادره ونوادره. والمال يستندر الرطب: يتتبّعه.
ومن المجاز: استندروا أثره: اقتفروه. وهذا كلام نادر: غريب خارج عن المعتاد، وأسمعني النوادر، ولا يقع ذلك إلاّ في الندرة، وإني لألقاه في الندرة وعلى الندرة والندرى. وفلان يتنادر علينا. وأندر البكارة في الدية: أسقطها وألقاها. وأصلح نوادر المغلق: أسنانه. وأندرت يد فلان عن مالي إذا أزلت عنه تصرفه فيه. وضربه على رأسه فندرت عينه، وأندرها.
ن د س
ندسه بالرّمح: طعنه، ورماح نوادس. قال جرير:
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومار دم من جار بيبة ناقع
وقال الكميت:
ونحن صبحنا آل نجران غارة ... تميم بن مرّ والرماح النّوادسا
وفلان يتندس عن الأخبار ويتحدّس عنها: يتبحّث عنها ليعلم منها ما هو خفيّ على غيره. ورجل ندس: فطن، تقول: فلانٌ عاقل ندس، وأخوه غافل دنس.
ن د ف
قطن مندوف ونديف ومندّف.(2/259)
ومن المجاز: الدابة تندف في سيرها: تسرع رجع يديها. وندفت السماء علينا بمطر أو ثلج. وندف العوّاد بمزهره، وفلان ندّاف: عوّاد. قال الأعشى:
جالس حوله النّدامى فما ين ... فك يؤتى بمزهر مندوف
ورجل نداف: كثير الأكل. ورأيته يندف الطعام ندفاً. وسقاني ندفة من لبن: شيئاً منه.
ن د ل
ندل المال وغيره: نقله بسرعة. وأنشد سيبويه:
فندلاً زريق المال ندل الثعالب
ومنه: المنديل، وتندّلت بالمنديل: تمسّحت به وندلت الخبز من السفرة والتمر من الجلّة والدّلو من البئر.
ن د م
ندم على الأمر ندماً وندامةً، وتندّمت، وندّمني عليه كذا، وأنا ناد ومتندّم. ونادمه على الشّراب منادمة ونداماً، وتنادموا عليه، وهو نديم وندمان، وهم ندامى وندماء وندامٌ.
ن د هـ
" ادهبي فلا أنده سربك ": لا أزجره يقوله المطلق.
ن د ي
جلس في نادي قومه ونديّهم وندوتهم ومنتداهم، ولهم أندية وأنديات. قال كثير:
لهم أنديات بالعشيّ وبالضحى ... بهاليل يرجو الراغبون نهالها
وانتدوا وتنادوا: تجالسوا، وناديتهم: جالستهم. وندى المكان وتندّى، ومكان ندٍ، وأرض نديّة، وفيه ندوة ونداوةٌ وندّى. ووقع الندى. وأنا أنادي، ولا أناجيك. و" ونودي للصلاة "، وإذا سمعت ابيداء فأجب.
ومن المجاز: رجل ند: جوادٌ. وتقول: كم نعشتني يداك، وكم أعاشني نداك. وإن يده لندية بالمعروف، وهو يتندّى على أصحابه: يتسخّى عليه، وما رأيت أندى منك يداً. وما تنديت من فلان وما انتديت منه: ما أصبت منه خيراً. وفلان لا تندى صفاته. وما تندّى إحدى يديه الأخرى: للبخيل، وما نديت كفّي لك بشرٍّ، ولا نديت بشيء تكرهه. قال النابغبة:
ما إن نديت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
وجاء بالمنديات: بالمخزيات لأنّها إذا ذكرت ندى جبين صاحبها حياء. قال الكميت:
وعاديّ حلمٍ إذا المندبا ... ت أنسين أهل الوقار الوقارا
وشرب حتّى تندّى أي تروّى، وندّيت الفرس:(2/260)
سقيته. وندّيته: ركضته حتى عرق. وهذا مسرح بهمنا ومندّى خيلنا. وهو أندى صوتاً منك، وندى صوته، وهو نديّ الصوت. وهو في أمر لا ينادى وليده.
ن ذ ر
نذر القوم بالعدوّ: علموا به فحذروه واستعدّوا له وأنذرتهم به، وأنذرتهم إيّاه، وهو نذير القوم ومنذرهم، وهم نذر القوم. " فستعلمون كيف نذير " أي إنذاري " فكيف كان عذابي ونذر ": وإنذاراتي. وهو نذيرة القوم: لطليعتهم الذي ينذرهم العدوّ. وتناذروه: خوف منه بعضهم بعضاً. قال النابغة:
تناذرها الرّاقون من سوء سمّها
وقال في صفة كتيبة المنذر:
وما تنفك محلولاً عراها ... على متناذر الأكلاء طامي
لا تزال تنزل المكان المخوف. وقالت الخنساء:
يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار
ومن المجاز: أعطيت الرجل نذر جرحه، والقوم نذور جراحهم: أروشها لأنها مما نذر رسول الله أي أوجب كما يوجب الرّجل على نفسه وهو من كلام أهل الحجاز.
ن ذ ل
هو نذل ونذيل، وقد نذل نذالة.
ن ر ب
فلان ذو نيربٍ: تمّام.
ن ر د
لعب بالنرد وبالنردشير.
ن ر ج
داس الطّعام بالنّيرج والنورج.
ن ر ز
جاء يوم النّوروز والنّير روز.
ن ز ب
للتيس نبيب، وللظّبي نزيب؛ وهو صوته عند السفاد.
ن ز ح
نزحت البئر، وبئر نزوح ونزح: قليلة الماء. وبلد نازح، وقد نزح نزوحاً، وانتزح انتزاحاً: بعد. وإبل منازيح: من بلاد بعيدة. قال أبو ذؤيب:
وصرّح الموت عن غلب كأنهم ... جرب يدافعها الساقي منازيح
ومن المجاز: أنت من الذّم بمنتزح. قال:
وأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح
ويقال: إن شرّك لسرح، وخيرك نزح؛ قليل.
ن
ز
ر
مال نزر: قليل. وقد نزل نزارة. وتنزّر من الشيء تقلّل منه، وعطاء منزور: نزر. ونزرت الرجل. ألححت عليه في مسألة العلم والعطاء فهو منزور. وفلان لا يعطى حتى ينزر، ولا يطيع حتى يهزر. قال:
فخذ عفو من آتاك لا تنزرنه ... فعند بلغوه الكدّ رنق المشارب
وتنزّر فلان: انتمى إلى نزار.
ن ز ز(2/261)
في أرضه نز ونزوز. وقد نزّت أرضهم وأنزّت. ورجل نزّ: لا يقرّ في مكان. وظليم وظبي نز: ذو نزوان، وقد نزّ نزيزاً. قال ذو الرمة:
فلاة ينزّ الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل
والصبيّ في المنز: في المهد. والأم تنزنز صبيها: ترقصه.
ن ز ع
نزع الشيء من يده: جذبه وانتزعه. ورجل منزع: شديد النزع. ونزع الدلو من البئر. وقام على منزعته: على مكان نزعه. قال:
قام على منزعة زلحٍ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل
ولم يدلّ رجله حيث نزل
وماء بعيد المنزع وهو المكان الذي ينزع منه. وبئر نزوع: ينزع منها باليد لقرب مائها. ونازعته على البئر: نزعت معه. وثمام منزّع. ونزّعنا لها العشب بأيدينا. ونازعه الثوب: جاذبه. وانتزع السهم من الكنانة. ورأى الصيد فانتزع له، ونزع في قوسه. وأيدٍ نوازع. وهم ينزعون في القسيّ. ومرهم فلينزعوا فيّ القسي نزعاً، ولينزوا على الخيل نزواً. وحنّت كأنها قوس نازع. والخيل تنزع في أعنّتها. قال النابغة:
والخيل تنزع غرباً في أعنّتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
ونزع عن الأمر نزوعاً: كفّ عنه. ورأيته مكبّاً على الشر فاستنزعته: سألته أن ينزع عنه. ورماه بالمنزع وهو السهم البعيد المرمى. قال يصف حماراً يعدو:
فهو كالمنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المغالي
ورجل أنزع: برّاق النّزعتين، وقد نزع نزعاً.
ومن المجاز: نزع الأمير العامل من عمله: عزله. ونزع المحتصر، وهو في النّزع. ونزعت نفسه إلى الشيء نزاعاً ونزوعاً، ونازعت إليه. وبعير نازع ونزوع: ينزع إلى أوطانه. وخيل نزائع: غرائب نزعن عن قوم آخرين. ونساء نزائع: تزوّجن في غير غشائرهن. وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير بلاده. ورياح نزائع: نكباوات تنزع بين ريحين. قال البعيث:
تمطّت إليها هول كلّ تنوفة ... تكلّ الصّبا في عرضها والنزائع
ويقال للمرء إذا أشبه أخواله أو أعمامه: نزعهم ونزعوه ونزع إليهم، ونزعه عرق الخال. قال الفرزدق:
أشبهت أمّك يا جرير فإنها ... نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع
ونزعت له آية من القرآن وانتزعت. وفلان ينزع بحجّته: يحضر بها " ونزعنا من كلّ أمّة شهيداً " ونزع يده من الطاعة. وخرج فلان(2/262)
عاصياً نازع يدٍ. قال ابن مقبل:
فأصبحت شيخاً لا جميعاً صبابتي ... ولا نازعاً من كل ما رابني يدا
ونازعه الكلام، ونازعته في كذا: خاصمته منازعة ونزاعاً، وتنازعوا. والفرس ينازع فارسه العنان. ونازعني بنانه: صافحني. قال الراعي:
ينازعنا رخص البنان كأنما ... ينازعنا هدّاب ريط معضد
وتنازعوا الكأس: تعاطوها، ونازعته كأس الكرى. وقال الشمّاخ:
وراحت رواحاً من زرود فنازعت ... زبالة جلباباً من الليل أخضرا
وهو قريب المنزعة إذا لم يكن بعيد الهمّة. " وعاد الأمر إلى النّزعة " إذا رجع الحق إلى أهله، كقولهم: " أعط القوس باريها ". وشراب طيب المنزعة أي المقطع. وفلاة نزوع: بعيدة. قال البعيث:
وقد أعرضت دون الأشاهب وارتمى ... بها بالضحى خرق أمق نزوع
ن ز غ
نزغه مثل نسغه إذا طعنه ونخسه.
ومن المجاز: نزغه الشيطان: كأنه ينخسه ليحثه على المعاصي، ونزغ بين الناس: أفسد بينهم بالحثّ على الشرّ.
ن ز ق
رجل وفرس نزق، وفيه طيش ونزق. ونزق فرسه: ضربه لينزو.
ومن المجاز: في كلامه نزق: خفّة وسرعة. ونزقه النعيم.
ن ز ك
نزكه: طعنه بالنيزك ينزكه بالضم. وفي الحديث: " إن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بالنيزك " ورأيت في أيديهم النيازك. قال ذو الرمّة:
يا من لقلب لا يزال كأنه ... من الوجد شكّته صدور النيازك
وللضبّ نزكان. قال:
سبحل له نزكان كانا فضيلةً ... على كلّ حافٍ في البلاد وناعل
ومن المجاز: نزكه: عابه بغير ما رأى منه. وشهرٌ قد نزكوه. وفلانة نزيكة: معيبة، ورجل نزّاك: عيّاب. وفي ذكر الأبدال: ليسوا بنزّاكين، ولا معجبين ولا متماوتين.
ن ز ل
نزل بالمكان ونزل في المكان نزلةً واحدةً، ونزل من علوٍ إلى سفلٍ، ونزل في البئر، ونزل عن الدابة، وهذا منزل القوم، واستنزلوهم من صياصيهم، وأنزل الله الغيث، وأنزل الكتاب ونزّله، وتنزّلت الملائكة " وما نتنزّل إلا بأمر(2/263)
ربك " وقال:
تنزّل من جو السماء يصوب
ونازله في الحرب وتنازلوا، وتداعوا نزال، ودعيت نزال. ونزل به ضيف ونزل عليه، وهو نزيله، وهم نزلاؤه أي ضيفه. قال:
نزيل القوم أعظمهم حقوقاً ... وحقّ الله في حقٌّ النزيل
وكنا في نزالة فلان: في ضيافته، وهو حسن النزل والنزالة، وأعدّ لضيفه النّزل، وطعام ذو نزلٍ ونزل وهو ريعه.
ومن المجاز: نزل به مكروه، وأصابته نازلة من نوازل الدهر. وأنزلت حاجتي على كريم. ونزل ل عن امرأته. وانزل لي عن هذه اعلأبيات. والبركة تنزل من السماء وتتنزّل. واستنزله عن رأيه. وأنزل المجامع. وفلان من نزالة سوء إذا كان لئيم الأب. ونزل الحاج: أتوا مِنَى، كما يقال: وافى إذا حجّ. قال ابن أحمر:
وافيت لما أتاني أنها نزلت ... إن المنازل مما يجمع العجبا
وتقول: هو من الكرم بمنزل، ومن اللؤم بمعزل. وله منزلة عند الأمير، وهو رفيع المنازل. والقمر يسبح في منازله. وسحاب نزل وذو نزل: كثير المطر. قال النمر:
إذا يجفّ ثراها بلّها ديمٌ ... من واكف نزل بالماء سجّام
وقال الكميت:
وكالغيث إلا أن نوء نجومها ... تخالف أنواء الكواكب في النّزل
ورجل ذو نزلٍ: ذو فضل. وخطّ نزلٌ إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير.
ن ز هـ
سقيت إبلي ثم نزّهتها عن الماء: باعدتها. ويقال: تنزّهوا بحرمكم عن القوم: أبعدوها. ومكان نزه ونزيه: بعيد من الغمق ونحوه، وقد نزه نزاهة. وفي الحديث: " إن الأردنّ أرض غمقة وإن الجابية أرض نزهة " وأرض ذات نزهةٍ. وخرجوا يتنزّهون: يطلبون الأماكن النزهة، وهم في نزهة ونزهٍ.
ومن المجاز: رجل نزهٌ ونزيه عن الريب. ونزّه الله تنزيهاً. وهو يتنزه عن المطامع.
ن ز
وفحل نزّاء، وفيه نزاء، ونزا على طروقته. ونزا الفارس على فرسه.
ومن المجاز: قلبه ينزو إلى كذا: ينازع إليه. وهو يتنزّى إلى الشرّ: يتسرّع إليه. ونزا الطعام: غلا. وعن النضر قال أبو طيبة رجل من بلعدوية:(2/264)
قد نزا البرّ في القنبع وهو وعاء الحبّ إذا جرى فيه. وأكمة نازية: مرتفعة عما حولها كأنّها نزت عن وجه الأرض. وقصعة نازية: قريبة القعر.
ن س أ
نسأ الأمر، أخره، ونسّأته فانتسأ أي تأخّر. ونسأ الإبل عن الحوض: أبعدها. ونسأت ناقتي بالمنسأة: ضربتها. ونسأت إبلي في ظمئها: زدتها فيه وأخّرته. ونسأ الله في أجلك، وأنسأ الله أجلك. وأنسأته الدّين وفي الدين: أخّرته، وأنسأته البيع، أخّرت ثمنه، عن يعقوب، واستنسأته فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. وقال هشام للشعراء: قولوا في فرسي فاستمهلوا، فقال أبو النّجم: هل لك فيمن ينقدك إذا استنسأوك. وبعته بالنّسيئة والنّساء. " ومن أراد النّساء ولا نساء ".
ن س ب
له نسب في بني فلان، وتفاخروا بالأنساب، وفلان حسيب نسيب: ذو حسب ونسب. وهو نسيبي، وهم أنسبائي، وقد ناسبوني. قال الشماخ:
فالحق بجلة ناسبهم وكن معهم ... حتى يعيروك مجداً غير موطود
بجلة: من بني سليم. وقال الراعي:
شم الكواهل جنّحاً أعضادها ... صهباً تناسب شدقماً وجديلاً
وقوم كرام المناصب والمناسب، وهو ينسب إليهم وينتسب. ورجل نسّابة: علاّمة بالأنساب. وتنسّب إليّ: ادّعى أنه نسيبي. قال:
وإن القريب من تقرّب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسّبا
ونسب بالمرأة ينسب بها نسيباً.
ومن المجاز: بين الشيئين مناسبة وتناسب. ولا نسبة بينهما. وبينهما نسبة قريبة. وجلست إليه فنسبني فانتسبت له. وقال أبو وجزة:
ما زلن ينسبن وهناً كلّ صادقة
ن س ج
ثوب منسوج بالذّهب. ووضع رمحه على منسج الفرس وهو منتهى المعرفة.
ومن المجاز: الريح تنسج رسم الدار والتراب والرمل والماء إذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك. والرّيحان تنتسجان الرسم. قال الطرماح:
تعاوره ريحان تنتسجانه ... كما اختلفت كفّا مفيضٍ بأقدح
وانتسجت العنكبوت نسجها. قال ذو الرمة:
وجاءت بنسجٍ من صناعٍ ضعيفةٍ ... تنوس كأخلاق الشفوف ذعالبه
هي انتسجته وحدها أو تعاونت ... على نسجه بين المثاب عناكبه
والشّاعر ينسج الشعر: يحوكه. والكذّاب ينسج الزور. وناقة وسوجٌ نسوج، وهي(2/265)
تنسج في سيرها إذا أسرعت نقل قوائمها. وهو نسيج وحده.
ن س خ
نسخت كتابي من كتاب فلان وانتسخته واستنسخته بمعنى، ويكون الاستنساخ بمعنى الاستكتاب " إنّا كنّا نستنسخ " وهذه نسخة عتيقة، ونسخ عتقٌ. وتقول: ما نسخه، وإنما مسخه. ونسخت الآية بالأخرى.
ومن المجاز: نسخت الشّمس الظّلّ والشّيب الشّباب. وأبلاه تناسخ الملوين. وتناسخت القرون وهذا مذهب التّناسخيّة. وتناسخت الورثة.
ن س ر
" استنسر البغاث " ونسره البازي بمنسره إذا نتف لحمه بمنقاره. وخرج في مقنب ومنسرٍ وفي مقانب ومناسر. وحافر صلب النسور وهي أشباه النّوى قد أقتمها الحافر. وطلع النسران: كوكبان.
ومن المجاز: ما زال ينقر فلاناً وينسره، ويخذله ولا ينصره؛ أي يعيبه ويقع فيه.
ن س س
نسّ الخبز في التّنّور ينسّ. وجاء بخبزة ناسّةٍ. ونضج اللحم حتى نسّ إذا ذهب طعمه وبالمه. وما بقي إلاّ نسيسه، وبلغ نسيسه وهو بقية روحه.
ومن المجاز: نست الجمّة: شعثت. ونسّت دابّتك: يبست من العطش. وقيل لمكّة: النّاسّة والنسّاسة: لجدبها ويبسها.
ن س ع
قلقت أنساعها ونسوعها إذا ضمرت. وبيده نسعة: قطعة من النسع.
ومن المجاز: هبّت نسع وهي الشمال. قال قيس بن خويلد الهذليّ:
ويلمّها لقحةً إما تأوبها ... نسع شآميّة فيها الأعاصير
ن س غ
نزغه ونسغه: نخسه. والجارية الواشمة تضير إضبارةً من إبرٍ ثم تنسغ بها حيث تشم، وهي المنسغة. والخبّاز ينسغ القرص بالمنسغة وهي إضبارة من ريش.
ن س ف
نسف الحبّ بالمنسف وهو الغربال الكبير عند الفاميّين.
ومن المجاز: نسفت الريح التراب. قال عقبة بن حجر:
نسفت معارفها صباً حنّانة ... أن لا تأوّبها بريحٍ تبكر
والله ينسف الجبال. والإبل تنسف الكلأ بمقاديم أفواهها: تقلعه. ونسفوا البناء: قلعوه من أصله. وبيني وبينه عقبة نسوف: بعيدة تنسف صاحبها. وانتسف لونه: تغيّر وبالشّين.
ن س ق
نسق الدرّ وغيره ونسّقه، ودرّ منسوق ومنسّق ونسقٌ، وتنسّقت هذه الأشياء وتناسقت.
ومن المجاز: كلام متناسق، وقد تناسق كلامه، وجاء على نسقٍ ونظامٍ. وثغر نسقٌ. وقام القوم نسقاً. ويقال لكواكب الجوزاء: النّسق،(2/266)
قال ريحان بن معقل:
زارت بريح خزامى طلّةٍ أنفٍ ... جاءت بها الدّلو فالأشراط فالنّسق
ن س ك
نسك لله ينسك ذبح لوجهه نسكاً ومنسكاً. ومن صنع كذا فعليه نسكٌ. وهذه نسيكة فلان: لذبيحته ونسائكه. ومِنَى منسك الحاج.
ومن المجاز: رجل ناسك وذو نسكٍ: عابد، وهو من النّسّاك: العبّاد. وقضى مناسك الحجّ: عباداته. ونسكت الأرض: طيّبت وبغرت. قال:
ولا تنبت المرعى سباخ عراعر ... ولو نسكت بالماء ستّة أشهر
وأرض منسوكة: مسمّدة. وأرض ناسكة: خضراء حديثة المطر. وعشب ناسك: شديد الخضرة.
ن س ل
نسل الرّيش والشّعر: سقط نسولاً، وأنسله الطائر والدابّة. وهذا نسال الطائر، ونسيل الدابة ونسالتها. قال الراعي:
أطار نسيله الشّتويّ عنه ... تتّبعه المذانب والقرارا
ومن المجاز: نسل الولد ينسل إذا ولد لأنه يسقط من بطن أمه إلى الأرض. ونسلت الناقة بولد كثير. وأنسل الرجل نسلاً كثيراً. وتوالدوا وتناسلوا. وهو من نسل طيب ونسل خبيث. وما لفلان نسولة. كقولك: حلوبة وركوبة وهي ما يتخذ للنسل من الإبل والغنم. ونسل الذئب إذا أسرع بإعناق، كما يقال: انسلّ في عدوه وهو الخروج بسرعة كنسول الريش.
ومن مجاز المجاز: نسل الرجل. وهو عسّال نسّال. قالت الخنساء:
حامى الحقيقة نسّال الوديقة مع ... تاق الوسيقة جلدٌ غير ثنيان
" إلى ربّهم ينسلون ".
ن س م
وجدت نسيم الريح: نفسها، وقد نسمت نسيماً ونسماناً. وتنسّمتها: تتّبعت نسيمها. " تنكّبوا الغبار فإنّ منه تكون النّسمة " أي النّفس وهو الرّبو. وهذه نسمةٌ مباركة. وأعتق نسمةً. والله باريء النّسم. وأملصت الناقة ولدها قبل أن تنسّم أي تجسّد وتمّ وصار نسمةً.
ومن المجاز: من أين منسمك؟: وجهك، وأصله: منسم البعير. وفي الحديث: " قد استقام المنسم " ووجدت منسماً من الأمر: علامةً وأثراً. قال الأحوص:
وإن أظلمت يوماً من الناس طخية ... أضاء بكم يا آل مروان منسم
وفي الحديث: " بعثت في نسيم الساعة ": في(2/267)
نفسها وأوّلها. قال ذو الرمة:
بجرعاء دهناوية التّرب طيّب ... بها نسم الأرواح من كل منسم
وتنسّمت الخبر. وتنسمت أثر فلان حتى استبنته. وتنسّمت منه علماً: أخذته. وقال:
أحبّك حبّ العود ماءً بقفرة ... تنسّم تحت الليل سمت الموارد
ونسم لي خبر وأثر: تبيّن. وناسمته. وهو طيّب المناسمة والمنامسة. قال:
سقياً لها وحبذا نسامها ... لو كان لي ميسّراً كلامها
وإن فلاناً لباقي النسيم إذا كان باقي القوّة والصلابة. قال:
هيّجها أروع ذو نسيم
وإن فلاناً ثقيل الظلّ بارد النسيم: للثقيل.
ن س ي
رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:
ونسيت وصاته وهي نسيّ
وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.
ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.
ن ش أ
أنشأ الله تعالى الخلق فنشأوا، " وننشئهم النّشأة الأخرى " وأنشأ حديثاً وشعراً وعمارة. واستنشأته قصيدة في الزهد فأنشأها لي. وأنشأ يفعل كذا. ومن أين نشأت وأنشأت أي نهضت. ونشأت السحابة، وأنشأها الله، ورأيت نشأً من السحاب وهو أوّل ما يبدو. وأنشأ العلم في المفازة والشّراع واستنشأ: رفعه. " وله الجوار المنشآت ". وقال الشمّاخ:
عليها الدجى المستنشآت كأنها ... هوادج مشدود عليها الجزائر
الدجية: القترة. والجزيزة: خصلة من صوفٍ. وإنه لينشأ لإبل فلان: ليعينها أي يعرض لها. ونشأت في بني فلان، ومولدي ومنشيء فيهم. ونشأ فلان نشأة حسنة ونشاءة. وأنشىء في النعيم ونشّيء، " أو من ينشّؤا في الحلية ". وغلام وجارية ناشيء من جوارٍ نواشيء. قال أبو قدامة الطائي:
قد أجلس المجلس لم يحرّج ... من ناشيء ذات شوًى خدلج(2/268)
وقال عبد الواسع بن أسامة الخزاميّ من بني خزامة:
منازل من عوجاء إذ هي ناشيء ... مؤزّرة تصطاد من لا يصيدها
وهو نشء سوء ومن نشء سوء. قال بشر ابن أبي حازم:
سبته ولم تخش الذي فعلت به ... منعّمةٌ من نشء أسلم معصر
وقال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب ... لفلت بنفسي النّشأ الصغار
ن ش ب
نشب العظم في الحلق والصيد في الحبالة ومخالب الجارح في الأخيذة، وتنشّب. وأنشب فيه مخالبه. ورماه بنشّابة، وتراموا بالنّشّاب والنشاشيب. ومعهم ناشبة: رماة بالنشّاب. وبرد منشّب نحو: مسهّم وشيه يشبه أفاويق السهام. قال:
لكلّ حال قد لبست أثوباً ... رياطه واليمنة المنشّبا
وقال كثير:
هضيم الحشا رود المطا بختريّة ... جميل عليها الأتحميّ المنشّب
وله نشبٌ: مال أصيل. وتقول: لكم نسب، وما لكم نشب، ما أنتم إلا خشب.
ومن المجاز: نشب الشرّ والحرب بينهم نشوباً. وناشب عدوّه مناشبةً. وما نشبت أقول ذاك، نحو: ما علقت، بمعنى: ما زلت. وما نشب أن قال كذا، ولم ينشب أن قال، بمعنى: ما لبث. ونشب فلان منشب سوء إذا وقع موقعاً لا يتخلّص منه. وسمعت الأمير الشريف:
قد نشبت رجل حيضيٍّ منشب
ورجل نشبة إذا نشب في أمرٍ لم يكد ينحلّ عنه وإن كان غيّاً. وتنشّب في قلبي حبها. قال عمر بن أبي ربيعة:
فأرى القلب قد تنشب فيه ... حبٌّ هند فما يطيق نزوعاً
ن ش ج
نشج الباكي نشيجاً وهو الغصص بالبكاء وتردّده في الصدر.
ومن المجاز: سمعت نشيج الطعنة: عند خروج الدم، ونشيج القدر والزّقّ: عند الغليان، ونشيج الحمار: عند شحيجة.
ن ش د سمعت صوت النّشّاد وهو الذي ينشد الضّوالّ. وأصاخ الناشد للمنشد: الطالب(2/269)
للمعترف. وقال يصف ثوراً:
يصيخ للنبأة أسماعه ... أصاخة الناشد للمنشد
ومن المجاز: نشدتك الله وناشدتك الله ونشدك الله أي سألتك به. وقال الأعشى:
ربّي كريم لا يكدر نعمة ... وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
أي إذا تناشده العباد بمعنى تداعوه وطلبوا منه بحقّ الكتب المنزّلة أطلبهم وأجابهم. وتنشّدت الأخبار إذا كنت تريغ أن تعلمها من حيث لا يعلمها الناس. وأنشدني شعراً إنشاداً حسناً لأن المنشد يرفع بالمنشد صوته كما يفعل المعرف. واستنشدته إياه. وله أناشيد ملاح. وسمعت منهم نشيداً مليحاً وهو الشعر المتناشد بين القوم ينشده بعضهم بعضاً.
ن ش ر
نشر الثوب والكتاب، ونشّر الثياب والكتب، وصحف منشّرة، وملاء منشّر. وناشره الثياب، وتناشروا الثياب. واستنشره: طلب إليه أن ينشر عليه الثوب. وضمّ النّشر، واللهم اضمم نشري. ورأيتهم نشراً: منتشرين. وفي الحديث: " أتملك نشر الماء " وهو ما ترشش على المتوضيء. ونشر الشيء فانتشر وتنشّر. " وانتشروا في الأرض ": تفرّقوا. ودابة كثيرة النّشوار، وقد نشورت. وما أشبه خطّه بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب.
ومن المجاز: نشر الله الموتى نشراً وأنشرهم ونشروا نشوراً وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت. وقال أبو جندب الهذليّ:
وفينا وإن قبل اصطلحنا تضاغن ... كما طرّ أو بارُ الجراب على النشر
ترعاه فينبت وبرها وتحته الداء والعر. ونشرت عن العليل نشراً ونشّرت عنه تنشيراً إذا رقيته بالنشرة كأنك تفرّق عنه العلة. ونشر الخبر: أذاعه. وانتشر الخبر في الناس. قال جميل يشكو ناساً:
الشر منكشف تلقاه منتشراً ... والصالحات عليها مغلقاً باب
وانتشر عليّ فلان إذا تحرّك هنوه. " وجاء فلان ناشراً أذنيه ": طامعاً. ونشر الخشبة بالمنشارز وله نشرٌ طيّب وهو ما انتشر من رائحته. قال المرقش يصف نساء:
النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
ن ش ز
علوت نشزاً من الأرض ونشزاً وأنشازاً.(2/270)
ونشز الشيء: ارتفع، ونشز عن مكانه: ارتفع ونهض " وإذا قل انشزوا فانشزوا " وأنشزه: رفعه عن مكانه. " كيف ننشزها " في قراءة زيد. ونشز اللبن: ارتفع. ونشزت بقرني: احتملته فصرعته. وتنشّز لكذا: استوفز له. وعرق ناشز: لا يزال منتبراً يضرب. ويقال للدابّة التي لا يستقرّ السرج والراكب على ظهرها: إنها لنشزة.
ومن المجاز: نشزت إليّ النفس: جاشت من الفزع. ونشزت المرأة على زوجها، ونشز عليها نشوزاً، وامرأة ناشز.
ن ش ش
نشّ اللحم في المقلاة نشيشاً. ونشّ الغدير: أخذ في النضوب. وكانوا في منشّ الساحل وهو ما انحسر عنه الماء. ونشّ أي نضب. قال ابن مقبل:
يلقين آرام الصريم وعفرها ... كالودع أصبح في منشّ الساحل
وسبخة نشاشة. ونش الماء في الكوز الجديد. والخمر تنش إذا أخذت تغلي. وما عنده إلا نش: نصف أوقيّة. ونشنش سراويله: حلّها. ونشنش قميصه: فسخه. ونشنش الجلد: كشطه.
ن ش ص
نشصت على زوجها وهي ناشص. ولمع البرق في قطر النّشاص وهو السحاب المرتفع، وقد نشص في السماء نشوصاً. وفرس نشاصي: مرتفع الأقطار، وروي: مقدّم الشين. قال مرّار بن منقذ:
ونشاصيّ إذا نفزعه ... لم نكد نلجم إلا ما قسر
ويقال: أقام القوم ما ينشصون وتداً: ما ينزعون.
ن ش ط
رجل نشيط: طيّب النفس للعمل. ودابة نشيطة. وأنشطه ونشّطه. وقد أنشطتم أي نشطت دوابكم. وافعلوا ذلك على المنشط والمكره. وثور ناشط: خارج من أرض إلى أرض. ونشط الدلو من البئر: نزعه بغير قامة. وبئر نشوط: تحتاج إلى نشط كثير لبعد قعرها. وبئر أنشاط: يخرج دلوها بجذبة واحدة. ونشط العقدة: شدها، وأنشطها وانتشطها: مدّها حتى انحلت وهي الأنشوطة كعقد التّكة " كأنما أنشط من عقال " وتنشطت الناقة الطريق: قطعته قطع الناشط في سرعتها أو توخّته بنشاط أو مرح. قال رؤبة:
تنشّطته كل مغلاة الوهق
ومن المجاز: طريق ناشط ينشط من الطريق الأعظم أي يخرج: ويقال: نشط بهم طريق فأخذوه. قال حميد:
معتزماً للطرق النواشط(2/271)
ونشطته الحيّة: عضّته بنابها وانتشطته. وهذه نشطة منكرة. وتقول: رب نقطة بسن قلم، شرّ من نشطة بناب أرقم.
ن ش ع
نشع الصبيّ الدواء وأنشعه: أوجره وهو النشوع فانتشعه. وهذا منشع الصبيّ: لمسعطه.
ومن المجاز: نشع فلان كذا وبكذا. قال مرار بن منقذ:
إليكم يا لئام الناس إني ... نشعت العز في أنفي نشوعاً
وقال مغلس الرّبعي:
خليليّ إن أصعدتما أو مررتما ... على أهل حنفاء الغضا فاذكرانيا
وقولا أثيبي يا عليّ متيماً ... أخا الموت منشوعاً بذكراك عانيا
وقال عبدة بن الطبيب:
لا تأمنوا قوماً يشبّ صبيّهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع
وإنه لمنشوع يأكل اللحم إذا كان مشغوفاً به مولعاً. ونشع الكاهن نشعاً: جعل له جعلاً.
ن ش ف
نشف الحوض الماء والثوب العرب ينشفه، ونشف الماء بنفسه: نضب. وغدير ناشف. ودلك رجله بالنشفة وهي الحجر ذو النخاريب ينقّى به الوسخ في اعلحمامات لأنه ينشّف الوسخ عن مواضعه والجمع: النّشف. وشرب النشافة وهي الرغوة.
ومن المجاز: نشف ماله: ذهب.
ن ش ق
نشق الظبي في الحبالة: نشب فيها، وأنشقه الصائد، وأنشقته الحبالة. قال:
مناتين أبرام كأنّ أكفّهم ... أكف ضباب أنشقت في الحبائل
ومن المجاز: نشق فلان في حبالة فلان إذا وقع منه فيما لا يتخلّص منه. وعن أبي زيد: نشق فلان إذا عطب. ونشق الريح نشقاً ونشقاً. قال:
حراً من الخردل مكروه النشق
واستنشقتها وتنشّقتها. قال المتلمّس:
فلو أن محموماً بخيبر مدنفاً ... تنشّق ريّاها لأقلع صالبه
وأنشقه اعلدواء وهو النشوق، وأنشقته الخردل والمسك.
ن ش ل
أطعموه النّشيل وهو اللحم المطبوخ بلا توابل. وتقول: فلان ألف النّشيل، وما عرف الطّفشيل. قال:
ولو أني أشاء نعمت بالاً ... وباكرني صبوحٌ أو نشيل
ونشل اللحم من القدر بالمنشل والمنشال وهو(2/272)
حديدة في رأسها عقّافة، وانتشله: أخرجه لنفسه وأخذه. قال الكميت:
ولانتشلت عضوين منها يحابر ... وكان لعبد القيس عضو مؤرّب
وانتشل ما على العظم بفيه: انتهسه. وفخذٌ ناشلة: قليلة اللحم. وقد نشل الرجل نشولاً: قلّ لحمه. وفي الحديث: " عليك بالمغفلة والمنشلة ": بالعنفقة وموضع الخاتم.
ن ش م
نشّم اللحم: أخذ يروح. قال علقمة:
وقد أصاحب فتياناً طعامهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم
أي يطعمون الماء المطحلب أو الفظوظ واللحم المروح، غلّب فقال: طعامهم. ومعه زوراء من نشمٍ وهو شجر تعمل منه القسيّ.
ومن المجاز: نشّموا في الشرّ. " ودقّوا بينهم عطر منشم ". وتقول: نشّموا وأنبضوا النّشم، ليدقّوا بينهم عطر منشم.
ن ش
ورجل نشوان بيّن النشوة، وامرأة نشوى، وقوم نشاوى، وقد انتشوا، ووجدت منه نشوة المسك بالكسر ونشا المسك. قال:
وينشى نشا المسك في فأرة ... وريح الخزامى على الأجرع
ونشيت منه ريحاً طيّبة واستنشيت. قال:
ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... ةوخشيت وقع مهندٍ قرضاب
ومن المجاز: من أين نشيت هذا الخبر؟ وهو نشيان للأخبار ونشوان، وإنه لذو نشوة للأخبار بالكسر.
ن ص ب
نصب العلم والباب فانتصب وتنصّب. وانتصب قائماً وتنصّب. قال ذو الرمّة:
تنصّبت حوله يوماً تراقبه ... صحرٌ سماحيج في أحشائها قبب
وثغر منصّب ومتنصّب. وتيس أنصب القرنين، وعنز نصباء. وناقة نصباء: منتصبة الصدر. ونصب حول الحوض نصائب وهي حجارة تجعل عضائد له. وصفيح منصّب. ونصّبت الحمر آذانها. وتقول للطاهي: انتصب أي أنصب قدرك. وكانوا يعبدون الأنصاب وهي حجارة تنصب تصبّ عليها دماء الذبائح وتعبد الواحد: نُصُبٌ. ونَصَبَ نصباً: غنًى غناء أرقّ من الحداء.(2/273)
وفي الحديث: " لو نصبت لنا نصب العرب " ونصب نصباً ونَصْباً: تعب، وأنصبه العمل.
ومن المجاز: غبار منتصب ومنتصِّب. قال:
سوابقها يخرجن من متنصّب ... خروج القواري الخضر من سبل الرعد
وقال الشمّاخ يصف نساء:
فقلت غمامات تنصّبن في الضحى ... طوال الذرى هبّت لهنّ جنوب
ونصبته لأمر كذا فانتصب له. ونصب فلان لعمارة البلد. ونصبنا لهم حرباً، وناصبناهم مناصبة. وناصبت لفلان: عاديته نصباً. قال جرير:
وإذا بنو أسد عليّ تحزّبوا ... نصبت بنو أسد لمن راماني
ومنه: الناصبيّة والنواصب. وأهل النّصب: الذين ينصبون لعليّ كرم الله تعالى وجهه. ونصبت له رأياً إذا أشرت عليه برأي لا يعدل عنه. وهو يرجع إلى منصب صدق ونصاب صدق وهو أصله الذي نصب فيه وركب. وفلان كريم المنصب والمركب، ومنه: نصاب السكين وهو أصله الذي نصب فيه وركّب سيلانه. ولي نصيب فيه: قسم منصوب مشخّص، وأنصباء. وهم ناصب: ذو نصب.
ن ص ت
أنصت للمحدّث وأنصته. وأنشد يعقوب:
إذا قالت حذام فأنصتوها ... فإن القول ما قالت حذام
وفي حديث طلحة: " أنصتوني "، ونصت له ينصت واستنصت، ووقفت منصتاً ومستنصتاً، واستنصته: سأله أن ينصت. قال الطرماح:
يزيد غداً في عارض متألق ... مرته الصبا واستنصتته دبورها
ن ص ح
نصحته ونصحت له نصحاً ونصيحة، وأنا لك نصيح، وتنصحت له، وعن أكثم: يا بني إياكم وكثرة التّنصح فإنه يورث التهمة، وناصحته مناصحة. وناصح نفسه في التوبة إذا أخلصها. واستنصحته وانتصحته. قال الكميت:
تركت حل السوء إذ لم يواني ... ولم أنتصح فيه المنيم المهدهدا(2/274)
وهو الذي ينيم الصبيّ ويناغيه حتى يهدأ. قال النابغة:
فلا عمر الذي أثنى إليه ... وما رفع الحجيج إلى ألال
لما أغفلت شكرك فانتصحني ... وكيف ومن عطائك جلّ مالي
أي فعمر الذي فزاد لا. وانتصح كتاب الله: اقبل نصحه.
ومن المجاز: هو ناصح الجيب. ونصح الغيث البلاد: جادها ووصل نبتها، وأرض منصوحة. ونصحت الإبل الريّ: صدقته. قال يخاطب إبله:
هذا مقامي لك حتى تنصحي ... رياً وتجتازي بلاد الأبطح
وغيوث نواصح: مترادفة. ونصح الخياط الثوب إذا أنعم خياطته ولم يترك فيه فتقاً ولا خللاً شبّه ذلك بالنصح. وصلّب نصاحك: خيطك. وقميص منصوح وآخر منصاح أي منشق، وبوب متنصّح، وإن في ثوبك لمترقّعا ومتنصّحا: موضع خياطة وترقيع. وسقاني ناصح العسل: ماذيّه، يقال: نصح العسل ونصع، وتوبة نصوح، وقد نصحت توبته نصوحاً.
ن ص ر
نصره الله تعالى على عدوّه ومن عدوّه: " ونصرناه من القوم الذين كذّبوا " نصراً ونصرة، والله ناصره ونصيره. واستنصرته عليه، وتناصروا، وهم أنصاري. وانتصرت منه. ورجل نصراني وامرأة نصرانيّة ونصران ونصرانة، وقوم نصارى، وتنصّر، ونصّر ولده. ومن المجاز: أرض منصورة: مغيثة، ونصر الله الأرض: سمّى المطر نصراً كما سمّى فتحاً. ومدّت الوادي النواصر: المسابل التي تأتي بالماء من بعيد، الواحد: ناصر. ووقف سائل على قوم فقال: انصروني نصركم الله: يريد أعطوني أعطاكم الله.
ن ص ص
الماشطة تنصّ العروس فتقعدها على المنصّة، وهي تلتص عليها أي ترفعها. وانتص السنام: ارتفع وانتصب. قال مسكين الدرامي:
حتى علاها تامك ... شبّهته وانتصّ فندا
ومن المجاز: نصّ الحديث إلى صاحبه. قال:
ونصّ الحديث إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصّه
ونصّ فلان سيّدا: نصب. قال حاجز بن الجعيد الأزدي:
أأن قد نصصت بعد ما شبت سيّدا ... تقول وتهدي من كلامك ما تهدي
ونصصت الرّجل إذا أحفيته في المسألة ورفعته إلى حدّ ما عنده من العلم حتى استخرجته. وبلغ الشيء نصّه أي منتهاه.
ن ص ع
نصع لونه: خلص، وأبيض وأحمر(2/275)
ناصع. قال:
من صفرة تعلو البياض وحمرة ... نصّاعة كشقائق النعمان
وخرجوا إلى المناصع: المبارز، ونصعو إليها: برزوا.
ومن المجاز: نصع الحق، والحق ناصع. وله حسب ناصع. قال النابغة:
ولم يأتك الحق الذي هو ناصع
ن ص ف
أخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو كنصف الخمار. قال النابغة:
سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه ... تناولته واتقتنا باليد
ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له. وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه. وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه، وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق:
ولكنّ نصفاً لو سببت وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه، وتنصّفه: استخدمه. قال:
بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن منهم سوقة نتنصّف
رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
ن ص ل
نصلت أظلاف الوحش من الرمضاء، ونصل الحافر. ونصل الخضاب نصولاً. ونصلت يد الفأس. ونصل الدّرّ من السلك. قال بشر:
فأصبح ناصلاً منها ضحيّاً ... نصول الدّر أسلمته النّظام
الوحشيّ من الصريمة. ونصل علينا فلان من الشّعب ونحوه. ونصلت الخيل من الغبار. قال امرؤ القيس:
تراهنّ من تحت الغبار نواصلاًويخرجن من جعد الثرى متنصّب أي من غبار نار من مكان صلب لشدّة حضرها. واستنصلت الريح السّفا: استأصلته واستخرجته، ومنه: نصل السيف والرمح والسهم والمغزل. وأنصلت السهم: نزعت نصله. ونصلته: ركّبت(2/276)
نصله ونصّلته تنصيلاً. ويقال لرجبٍ: منصّل الإلّ. وضرب نصيله وهو المفصل بين الرأس والعنق من تحت اللّحيين.
ومن المجاز: أخرجت البهمى نصالها. قال ذو الرمّة:
رعى بارض البهمى جميماً وبسرةً ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها
وأنصلت البهمى. ونصلت الناقة ونضت: تقدّمت الإبل. ونصل بحقّي صاغراً: أخرجه. وتنصّل من ذنبه. وعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض ".
ن ص
ونصوته: قبضت على ناصيته، وناصيته، وتناصينا: تآخذنا بنواصينا في الخصومة. قال أبو النجم:
إن يمس رأسي أشمط العناصي ... كأنما فرّقه مناصي
وقال أيضاً:
منا التّكرم والحلوم وإن يهج ... فزع فليس قتالنا بنصاء
بمناصاة. ونصت الماشطة المرأة: سرّحت ناصيتها، وتنصّت بنفسها.
ومن المجاز: هو ناصية قومه، وهو من ناصية الناس ونواصيهم. قال:
وموقف قد كفيت الغائبين به ... في محفلٍ من نواصي الناس مشهود
وأذلّ فلان ناصية فلانٍ أي عزّه وشرفه.
وتنصيت بني فلانٍ وتذرّيتهم وتفرّعتهم: تزوّجت سيدة نسائهم، ومنه: هو نصيّة قومه. وانتصيت الشيء: اخترته، وهذه نصيّتي.
ن ض ب
نضب الماء ينضب وينضُبُ نُضوباً: ذهب في الأرض، وغدير ناضب، وعين منضّبة: غار ماؤها. قال الكميت:
ضفادع جيئةٍ حسبت أضاةً ... منضّبةً ستمنعها وطيناً
ونضبت عيون الطائف. ونوق كقداح التنضب. قال:
فحثّ خوضاً كقداح التّنضب
وكأنه حرباء تنضبةٍ: للدّاهي.
ومن المجاز: نضب القوم: بعدوا. ونضبت المفازة، وخرق ناضب: بعيد. ونضب الدّبر: اشتدّ أثره في الظهر وغار فيه. ونضب ماء وجهه إذا لم يستحي. وإن فلاناً لناضب الخير، وقد نضب بخيره.
ن ض ج(2/277)
نضج اللحم والتمر. وهذا إبان نضج العنب. وهو نضيج ومنضج، وقد أنضجته.
ومن المجاز: هو نضيج الرأي. وأمر منضج، وأنضج رأيك، وهو لا يستنضج كراعاً. ونضّجت النّاقة الحمل: جاوزت به وقت الولادة. قال الحطيئة:
وصهباء منها كالسفينة نضّجت ... بها الحمل حتى زاد شهراً عديدها
وقال آخر:
هو ابن منضّجاتٍ كنّ قدماً ... يزدن على العديد قراب شهر
ن ض ح
نضح عليه الماء، ونضح البيت بالماء نضحاً وهو الرّشّ. ونضح جلده بالعرق.
ومن المجاز: قد نضح الشجر: تفطّر. ورأيت نضح الرمّان وغيره. قال أبو طالب:
بورك الميّت الغريب كما بو ... رك نضح الرمّان والزّيتون
ونضح غلّته بالماء: بلّها، ومنه: النضيح والنّضّح: للحوض لبلّه عطش الإبل وكذلك البعير الناضح، ونواضح يثرب، ونضح أديم الودّ بينهم. قال الكميت:
نضحت أديم الودّ بيني وبينهم ... بآصرة الأرحام لو يتبلّل
ونضحناهم بالنّبل. فرّقناهم كما يفرّق الماء بالرّش، ومنه: نضح عن نفسه: دفع عنها.
ن ض خ عين نضّاخة: فوّارة بالماء، وغيث نضاخ: غزير، وأرسلت السّماء نضخاً، وأصابتهم نضخة من مطر. قال حكيم بن مصعب:
تشكّى إليّ الكلب شدّة جوعه ... وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر
فقلت لعلّ الله يرسل نضخة ... فيضحى كلانا قائماً يتذمّر
وأنشد أبو عمرو:
لا يفرحون إذا ما نضخةٌ وقعت ... وهم كرام إذا اشتد الملازيب
وتقول: طلبنا رضخه، فأصبنا نضخه.
ن ض د
نضدت المتاع ونضّدته وهو ضمّ بعضه إلى بعض متّسقاً أو مركوماً، تقول: رأيت نضداً من الثياب والفرش. ووضعتها على النّضد وهو السّرير الذي تنضد عليه. ورأيٌ منضّد: مرصّف. وتنضّدت الأسنان. وما أحسن تنضّدها!.(2/278)
ومن المجاز: في السماء نضد من السحاب وأنضاد. وهم أعضاده وأنضاده: لعديده وأنصاره. وهم نضده وأنضاده: لأعمامه وأخواله. ورأيت منهم نضداً وأنضاداً: أصراماً. وقال الفرزدق:
من كلّ أصيد من ذؤابة دارم ... ملك إلى نضد الملوك همام
إلى جماعاتهم وجماهيرهم. وانتضدوا بمكان كذا: أقاموا واجتمعوا. ولبني فلانٍ نضد: عزّ وشرف.
ن ض ر
نضر الشّجر والنبات، ونضر ونضر نضرةً ونضارةً، وهو ناضر ونضير ونضر، وأنضر العود. قال الكميت:
ورت بك عيدان المكارم كلّها ... وأورق عودي في ثراك وأنضرا
ولها سوار من نضر ونضار وهو الذهب، وقيل: كلّ خالص نضار من ذهب وغيره. وقدح من نضار وهو أثل ورسيّ اللون بغور الحجاز.
ومن المجاز: نضر وجهه: حسن وغضّ. وجارية غضّة: ناضرة، وغلام غضّ: ناضر. ونضّر الله وجهه وأنضره: حسّنه وقد يقال: نضره بالتّخفيف، ووجهٌ منضور وليس بذاك. قال:
نضّر الله أعظماً دفنوها ... بسجستان طلحة الطّلحات
وفي الحديث: " نضّر الله من سمع مقالتي فوعاها " ونجارٌ نضار: خالص. قال الأفوه:
كرم الفعل إذا ما فعلوا ... ونجار في اليمانين نضار
ن ض ض
نضّ الماء نضيضاً مثل بضّ بضيضاً وهو سيلان قليل، وما عندي من الماء إلا نضاضة: بقيّة يسيرة. وحيّةٌ نضناضة: تنضنض لسانها: تحرّكه. قال:
تبيت الحيّة النضناض منه ... مكان الحبّ يستمع السّرارا
ومن المجاز: خذ ما نضّ لك من دينك أي تيسّر. وهو يستنض معروف فلان: يستنجزه. وأعطاه من ناض ماله: من صامته من الورق والعين، وقد نضّ ماله: صار عيناً بعد أن كان متاعاً. واستوفيت حقّي وبقيت عليه نضاضة: شيء يسير. وهو نضاضة ولذة: عجزتهم وآخرهم.
ن ض ل
ناضلته فضلته. وخرجوا إلى النضال، وهم يتناضلون وينتضلون: وانتضلت من الكنانة سهماً: اخترته.
ومن المجاز: هو يناضل عن قومه. وقعدوا ينتضلون: يفتخرون. وانتضلت منهم رجلاً: اخترته. والإبل تنتضل في سيرها: ترمى بأيديها.(2/279)
قال الطرماح:
تناضل رجلاها يديها من الحصى ... بمصعنفر يهوى خلال الفراسن
بذاهب سريع. وقال ذو الرمة:
إذا فرقد الموماة لاح انتضلته ... بمكحولة الأرجاء بيض المواكف
ن ض
وركبت نضواً من الأنضاء. وقد أنضته الأسفار. ونضا الخضاب. وأعطيني نضاوة حنائك وهي سلاتته. ونضوت الثوب عنّى والجّل عن الفرس. ونضوت السيف من غمده وانتضيته. ورماه بالنّضيّ وهو السهم. قال الأعشى:
فمرّ نضيّ السهم تحت لبانه ... وجال على وحشيّه لم يعتمّ
وطعنه بنضيّ الرّمح وهو صدره. قال:
فظلّ لثيران الصّريم غماغم ... إذا دعموها بالنّضيّ المعلّب
ومن المجاز: الفرس ينضو الخيل إذا تقدّمها. قال زهير:
ورحنا به ينضو الجياد عشية ... مخضّبةً أرساغه وعوامله
وأنضبت الثوب: أبليته.
ن ط ب
بينهم مناصبة ومناطبة. وقد ناطبوهم: ساروهم. ونطبت الرجل أنطبه إذا ضربت بإصبعك أذنه. وهو من النواصب، المصفّاة بالنواطب؛ وهي خروق المصفاة.
ن ط ح
تناطحت الكباش وانتطحت.
ومن المجاز: تناطحت الأمواج والسبول. والكباش تنتطح في موطن القتال. وبين العالمين والتاجرين تناطح ونطاح، سمعت منهم من يقول: جرى لنا في السوق نطاح وأي نطاحٍ. وكلأك الله من نواطح الدهر: من شدائده. وأصابه ناطحٌ: أمر شديد. ونطحته عن كذا: دفعته وأزلته. وطلع النّطح والناطح وهو الشّرطان: قرنا الحمل. وفي أسجاعهم: إذا طلع النّطح، طاب السّطح. وتطيّر من النّطيحِ والناطح وهو المستقبل مما يزجر.
ومن مجاز المجاز: رجل نطيح: مشئوم.
ن ط ر
فزعوا منه فزع العصافير، من أيدي النّواطير، قال ابن دريد: هو بالظاء من النظر ولكن النّبط يقلبون الظاء طاء.
ن ط س
رجل نطس وندس: فطن متنوّق في الأمور، وإن فلاناً ليتنطّس في اللبس والطّعمة فلا يلبس إلا حسناً ولا يأكل إلا نظيفاً. وتنطّس في الكلام: تأنّق فيه. وتنطّس في كل شيء إذا أدقّ فيه النظر، ومنه: النّطاسيّ والنّطّيس: للعالم بالطبّ وهو بالروميّة نسطاس.
وهو يتنطّس عن الأخبار: يتبحّث عنها ويستقصي. وفيه تنطّس: تفزّز، وتنطّس من مواكلته.
ن ط ع(2/280)
عليّ بالسيف والنطع. ولجار الله العلامة رضي الله عنه:
خيّم العزّ حيث لم ينم الضّر ... غام إلا بجفني المرتاع
علم الملك ليس يخفق إلا ... حيث ذكر السيوف والأنطاع
وكسا أبو كرب بيت الله الأنطاع.
ومن المجاز: دلك التمرة على نطع فيه وهو ظهر الغار الأعلى. وهذا من الحروف النّطّعية وهي الطا والدال والتاء، ومنه: تنطّع في كلامه إذا تفصّح فيه وتعمّق. ورمى بلسانه إلى نطع الفم.
ومن مجاز المجاز: تنطّع الصانع: تحذّق في صناعته. قال أوس:
وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطّع فيها صانع وتأملاً
ن ط ف
نطف الماء ينطف. وأقبل وسفه ينطف دماً، ومنه: الناطف القبيّطى. وسقاني نطفةً عذبة ونطفاً ونطافاً عذاباً وهي الماء الصافي قلّ أو كثر. وعلى جبينه نطاف من العرق. وما به نطف: تلطّخٌ بالعيب والفساد. ورجل نطف بيّن النّطف والنّظافة. وتقول: فلان لزمته النّطافة، وبعدت منه النّظافة؛ وأصله من نطف البعير إذا أصابته غدذة في بطنه تنطف. وفن ينطّف بالفجور: يقذف به. وتنطّف من كذا: تفزّز منه. وفلان يتنطّف ويتنظّف. ورأيت في آذانهن النّطف وهي الفرطة الواحدة: نطفةٌ: وأصلها اللؤلؤة التي صاف ماؤها تعلّقها الجارية في أذنها، ووصيفة منطّفة، وقد نطّفتها فتنطّفت.
ومن المجاز: ليلة نطوف: مطرت حتى الصباح.
ن ط ق
نطق بكذا نطفاً ومنطقاً ونطقةً واحدةً. وناطقني: كلّمني. وإنه لمنطيق ونطّيق. وأنطق الله الألسن، واستنطقته. وانتطق بنطاق ومنطقٍ وهو إزار له حجزة. قال ذو الرمة:
خبربجةٌ خود كأنّ نطاقها ... على رملة بين المقيّد والخصر
وتنّطق به وبالمنطقة. وأسماء ذات النّطاقين رضي الله تعالى عنها، ونطّقته.
ومن المجاز: فلان واسع النّطاق. وتنطّقت أرضهم بالجبال وانتطقت. قال ذو الرمّة:
دهاس سقتها الدلو حتى تنطّقت ... بنور الخزامى في التّلاع الجوائف
الواسعة الأجواف. وقال:
تنطّقن من رمل الغناء وعلّقت ... بأعناق أدمان الظباء القلائد
ونطّق الماء الشجر والأكمة: بلغ وسطها. وقال الأعشى:
قطعت إذا خبّ ريعانها ... ونطّق بالهول أغفالها(2/281)
أي أحاط بها الهول كالنطاق. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: من يطل أير أبيه ينتطق به أي من كثر بنو أبيه اعتضد بهم، ومنه: رجل منتطق: عزيز. وانتطق فرسه: قاده وبه فسّر قول خداش بن زهير:
وأبرح ما أدام الله قومي ... رخيّ البال منتطقاً مجيداً
صاحب فرسٍ جوادٍ. وقال ذو الرمّة:
إذا قيل من أنتم يقول خطيبهم ... هوازن أو سعدٌ وليس بصادق
ولكنّ أصل القوم قد تعلمونه ... بحوران أنباطٌ عراض المناطق
أي يهود ونصارى ومناطقهم زنانيرهم، كما قال حسان رضي الله تعالى عنه:
يسعى بها أحمر ذو برنس ... منتطق الجوف عريض الحزام
أراد بالحزام: الزّنار. ونطق العود والطائر. ومال صامت وناطق وهو ماله كبد. قال:
فما المال يخلدني صامتاً ... هبلت ولا ناطقاً ذا كبد
وكتابٌ ناطق: بيّن، وبذلك نطق الكتاب.
ن
ط
ل
سقاه من النطل ولم يسقه من السلاف وهو ما عصر بعد السلاف. والمناطل: المعاصر التي ينطل فيها. وعنده ناطل من نبيذ أو لبن أو دهن وهو مكيال. وما في الدنّ ناطلٌ ونطلةٌ أي شيء يسير. قال أبو ذؤيب:
ولو أن ما عند ابن بجرة عندها ... من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل
وأخذت نطلةً من النّحى وهي ما تأخذه بطرف إصبعك.
ن ط ي
أرض نطيّة وخرق نطيٌّ: بعيد. قال العجاج:
وبلدة نياطها نطيّ
ن ظ ر
نظرت إليه ونظرته. قال:
ظاهرات الجمال ينظرن هوناً ... مثل ما تنظر الأراك الظباء
ونظرت إليه نظرةً حلوةً ونظراتٍ. ونظرت في المنظار وهو المرآة. وأنشد الفرّاء:
خود مهفهفة كأن جبينها ... تحت الوصاوص صفحة المنظار
ونظرت في الكتاب. ويقال: مرّ بي على بني نظري،(2/282)
ولا تمرّ بي على بنات نقري؛ أي على رجال ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله منظر حسن. وإنه لذو منظره، بلا مخبره. ورجل منظرانيّ ومخبرانيّ. وهو ينظّر حوله: يكثر النظر. قال زهير:
فأصبح محبوراً ينظّر حوله ... بمغبطة لو أن ذلك دائم
ونظرته وتنظّرته وانتظرته وأنظرته: أنسأته واستنظرته. واشتريته بنظرة " فنظرة إلى ميسرة " وكوى ناظريه وهما عرفان في جانبي الأنف. قال:
قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وفقأ الله ناظريه. ورمتني بناظرتي وحشيّة. ونساء حور النواظر. ورجل منظور. معين، وبه نظرة. قال:
ما لقيت حمر أبي سوار ... من نظرة مثل أجيج النار
وإن فيك لنظرةً أي ردّة وقبحاً. قال:
وأنا سيفٌ من سيوف الهند ... ما شئت إلا نظرة في الغمد
وكلّ ما سرك عندي عندي
ومن المجاز: نظرت الأرض بعين وبعينين إذا ظهر نباتها. ونظر الدهر إليهم: أهلكهم. وحيّ حلالٌ ورئاء ونظر: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نظرٌ أي قدر نظرٍ في القرب. ونظر إليك الجبل أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الحيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن الزهريّ: لا تناظر بكلام الله ولا بكلام سرول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي لا تقابل به ولا تجعل مثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرته، وما كان خطيراً ولقد أخطرته. وإن فلاناً لفي منظر ومستمع، وريّ ومشبع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع. قال أبو زبيد:
قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس
وقال زنباع بن مخراق:
أقول وسيفي يفلق الهام حدّه ... لقد كنت عن هذا المقام بمنظر
وسيّد منظور: يرجَى فضله وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثم إليك معناه أتوقع فضل الله ثم فضلك. وسمعت صبية سرويّة بمكة تقول: عيينتي نويظرة إلى الله واليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرت كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به. وانظر لي فلاناً(2/283)
نظراً حسناً: اطلبه لي. وفرس نظّار: طامح الطرف لشهامته وحدّه فؤاده. وقال:
نابى المعدّين وأي نظّار ... محجلٌ لاح له خمار
أي غرة. وضربناهم من نظر وبنظر أي أبصرناهم. ورجل نظرو: لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
ن ظ ف
نظف الإناء، ونظّفته فهو نظيف.
ومن المجاز: استنظف الوالي الخراج: استوفاه نحو قولهم: استصفى الخراج، وعن بعض أهل اللغة الصواب بالضاد من انتضف الفصيل ما في الضرع والإبل ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيف الأخلاق: مهذّب، وهو يتنظّف: يتنزّه من المساويء.
ن ظ م
نظمت الدر ونظّمته، ودر منظوم ومنظّم، وقد انتظم وتنظّم وتناظم، وله نظم منه ونظام ونظمٌ.
ومن المجاز: نظم الكلام. وهذا نظم حسن، وانتظم كلامه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته، وتقول: هذه أمور عظام، لو كان لها نظام، ورمى صيداً افنتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيه أو جنبيه. قال الأفوه:
تخلى الجماجم والأكفّ سيوفنا ... ورماحنا بالطعن تنتظم الكلى
وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نظم من جراد ونظام منه: صف. ونظمت الضبّة والسمكة ونظّمت فهي ناظم ومنظّم: امتلأت من البيض: ونظمت النخلة: قبلت اللقاح، خردلت إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظامان وهما الكشيتان وأناظيم:
ن ع ب
نعب الغراب ينعب وينعب نعيباً وهو مدّه عنقه في نعاقه.
ومن المجاز: نعبت الإبل: مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نعوب ونعّابة، وإبل نواعب، وتقول: ويلٌ للفتيان والكواعب، من السحم والصهب النواعب.
ن ع ت
هو منعوت بالكرم وبخصال الخير، وله نعوت ومناعت جميلة، وتقول هو حر المنابت، حسن المناعت، وشيء نعت: جيد بالغ. وفرس نعتٌ: بليغ في العتق. وإنّ عبدك لنعت وإن أمتك لنعتة. وانتعتت المرأة بالجمال، كما تقول: اتصفت. وقال:
رأته طوال السّاعدين عنطنطاً ... كما انتعتت من قوّةٍ وشباب
أي كما هي كذلك. واستنعته: استوصفه.
ن ع ج
نساء كنعاج الرمل وهي البقر. وإبل نواعج: سراع، وقد نعجت في سيرها. قال أبو حرام: سمّيت بذلك لأن النّعاج كانت تصاد عليها. ونعج نعجاً: خلص بياضه. يقال: جمل ناعج، وامرأة ناعجة، ونساء نعج المحاجر، دعج النّواظر.
ن ع ر
نعر الرجل نعيراً ونعرة شديدة. قال:
كلا وربّ الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره(2/284)
والنعرات من أبي محذوره
وهو صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخّابة، ومنه: نعرة الحمار. قال:
والأخدريّات تغنّيها النعر
ونعر اعلحمار فهو نعر. وقيل للدّولاب: النّاعور: لنعيره، وما أكثر النّواعير على شطّ الفرات!.
ومن المجاز: ما كانت فتنةٌ إلاّ نعر فيها فلان إذا نهض فيها وتكلّم، وإنّه لنعّار في الفتن. ويقال: قد أطرت بهذا صوتاً نعّاراً أي أشعته. ونعر العرق بالدّم إذا فار وصوّت عند خروجه، وجرح نعور ونعّار. قال:
صرت نظرةً لو صادفت جوز دارع ... غدا والعواصي من دم الجوف تنعر
وسفر تعور: بعيد. قال عش بن نذير:
تسائل أم قيس بني معان ... أيأتي الشأم عشّ أم نذير
وهل مستنكر لي أم عمرو ... إذا ما اعتادني السفر النعور
وإن في رأسه لنعرةً: للمتكبّر، ولأطيّرنّ نعرتك. قال:
صعصع لا تغررك مني الخزره ... إذا غضبت واعترتني النّعره
الخزرة: الزلخة وهي وجع في الصلب، وقد استعار العجذاج النعر في قوله:
والشّدنيّات يساقطن النّعر
للأجنة. ويقال أنعر الأراك: أثمر شبّه ثمره بالنعر كما قيل. أدبي الرّمث: من الدّبا. ونعر فلان في قفا الإفلاس إذا استغنى.
ن ع س
نعس ينعس نعاساً، وركبته نعسة شديدة، وتناعس الرجل. وناقة نعوس: سمحة الدّرّ إذا درّت نعست.
ومن المجاز: تناعس البرق إذا فتر. وجدّه ناعس تاعس.
ن ع ش
حُمِل على النّعش. وميت منعوش، وقد نعشوه. وانتعش العاثر من عثرته.
ومن المجاز: نشعته وانتعش إذا تداركته من ورطةٍ. وانتعش نعشك الله. ونعشني نعشة كريم والربيع ينعش النّاس. قال النابغة:
وإنّك غيث ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع
ومن مجاز المجاز: قول لبيد:
ومنّي على السيباق فضل ونعمة ... كما نعش الدكداك صوب البوارق
وهو أخفى من نعيش، في بنات نعش؛ هو السهى أوسط البنات.
ن ع ظ
أنعظ الرجل وأنعظت المرأة إذا انتشر ما(2/285)
عندهما واهتاج. قال:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وابتلّ منها إزارها
وأنعظت الدّابة إذا فتحت ظبيتها وقبضتها. وقد نعظ متاعه نعظاً ونعوظاً، وذكر ناعظ. وشرب الناعوظ وهو دواء النعظ، ونحوه: أن العرب كانت تسمّى اللحم: الباصور، تعني أنه جيد للبصر.
ن ع ن ع
خير البقول النعنع والنعناع. وأكثر ما سمعت منهم: النعناع. وتنعنع الشيء: اضطرب وترجّح. ونعانع المنطقة: ذباذبها.
ن ع ف
نزلوا بالنعف وهو المكان المرتفع، والجمع: نعاف. وبدت مناعف الجبال وهي ما عرض من أعاليها وشماريخها. وما أحسن نعفة الدّيك! وهي رعثته. قال:
فيا ليتني ديك لشغبة داجن ... أحمّ الذنابي أحمر النعفات
ن ع ق
نعق الراعي بالغنم نعيقاً. " ينعق مما لا يسمع ". ونعق الغراب نعيقاً ونعاقاً والغبن أعلى. ونعق المؤذن، وسمعت نعقة المؤذن ونعقاته.
ن ع ل
رجل ناعل وقد نعل ينعل وانتعل وتنّعل، وأنعلت الخف ونعّلته. وأنعلت الدابّة ونعّلتها.
ومن المجاز: عيرٌ ناعل صلب الحوافر. وفي مثل " أطرّى فإنك ناعلة " كأن عليك نعلين لصلابة جلد قدميك. وفرس منعل ومخدّم: فالمنعل الذي في أسفل أرساغه بياض لا يعدوها والمخدّم فويق ذلك. ولسيفه نعل: حديدة في أسفل جفنه. قال:
إلى ملك لا ينصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالاً محامله
وسلكوا نعلاً من الأرض وخفاً. قال ابن الأعرابيّ: النعل من الحرّة: شبه النّعل فيها طول، والخف: أطول منها، والكراع: أطول من الخف، والضلع: أطول من الكراع. وما كنت نعلاً أي ذليلاً أوطأكما توطأ النّعل، وفي مثل " أذل من النعل " ورماه بالمنعلات: بالدّواهي التي تذلّه وتجعله كالنّعل لعدوه. وانتعل الثوب وتنعّله إذا وطئه. قال أبو المنجم:
متنعلات بالضحى تنعّلاً ... عند القيام الرّيط والمرحّلا
ن ع م
جلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو(2/286)
الرمة يصف امرأة بيضاء:
هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر
ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:
قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم
أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:
وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس
ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:
إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها
ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها
وقال السمهريّ العكليّ:
ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر
كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:
فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
ن ع ي
نُعيَ إلينا فلان نعياً ونَعيّاً ونعياناً. يقال: يا نُعيان العرب. ويجوز أن يكون جمع ناعٍ كبغيان في باغ. وجاء نعيّ فلان، وقام النعي بموته، وهو الناعي. قال:
قام النعيّ فأسمعا ... ونعى الكريم الأروعا
وعن الفرّاء: النعيّ: رفع الصوت بذكر الموت، وعن الأصمعيّ: كانت العرب إذا مات من له قدرٌ ركب راكب وجعل يسير في الناس يقول: نعاء(2/287)
فلاناً، ويقال: يا نَعاءَ العرب أي انعهم.
ومن المجاز: نعى عليه هفواته إذا شهّره بها. ويقال: ذهبت تميم فلا تسمى ولا تنهى ولا تُنعى، أي لا تبلغ نهايتها كثرةً ولا يُرفع ذكرها. وإذا كان القوم مجتمعين فأخبروا بمفزع فتفرّقوا نافرين قيل: استنعوا أي انتشروا كما ينتشر النّعيّ.
ن غ ب
نغب من الماء نغباً: جرع منه جرعاً. قال ذو الرمة:
حتى إذا زلجت عن كلّ غلصمة ... إلى الغليل ولم يقصعنه نغب
وسقاه نغبةً من اللبن.
ومن المجاز: قول العرب إذا سمعت بموت عدوّ أو بلاء نزل به: واهاً ما أبردها من نغبة، ما أبردها على الفؤاد، تعساً لليدين والفم.
ن غ ر
قمح كقطع الأوتار وأفواه النّغران. قال:
يحملن أوعية المدام كأنّما ... يحملنا بأكارع النّغران
وفي الحديث: " يا أبا عمير، ما فعل النّغير " وتقول: أقمأه الصغر، كأنه النّغر. ونغرت القدر تنغر ونغرت تنغر إذا غلت.
ومن المجاز: نغر الرجل: اغتاظ. وفلانة غيرى نغرة. وجرح نغارٌ: جيّاش بالدّم.
ن غ ش
كل هامةٍ أو طائرٍ تحرّك في مكانه واضطرب فقد تنغّش وتنخّش. قال ذو الرمة: يصف قرداناً:
إذا سمعت وطء الرّكاب تنغّشت ... حشاشاتها في غر لحمٍ ولا دم
ودار تنتغش صبياناً، ورأس يتنغش صئباناً.
ن غ ص
نغّص عليه عيشه. إذا قطع عليه مراده منه. وتنغّص عليه وهو في نغص من أمره. وقد نغص أمره نغصاً. قال لبيد:
فأوردها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدّخال
ن غ ض
نغضت سنّه تنغض وتنغض نغضاناً وتنغّضت: رجفت. ونغض برأسه إلى صاحبه متعجباً: وأنغضته. ونغض الرحل. وإبل نغّاضة برحالها. وأصاب نغض كتفه وناغضها وهو غضروفها.
ومن المجاز: نغضوا إلى العدوّ: نهضوا إليه. قال الكميت:
حتى إذا نغض العدوّ ... وتمّ خصلك من تخاصل
ونغض الغيم: حيث تراه يتمخّض متحيراً لا يسير. قال:
أرّق عينيك عن التّغماض ... برق سرى في عارض نغاض
ن غ ن غ(2/288)
غمزت العاذرة نغانغ الصّبي، قال الفرزدق:
غمز الطبيب نغانغ المعذور
وهي لحمات عند اللهاة.
ن غ ف
كثر النغف في الغنم وهو دود في أنوفها، ويقال: في كلّ رأس في عظمي الوجنتين نغفتان من تحرّكهما يكون العطاس.
ومن المجاز: قولهم للمحتقر: يا نغفة.
ن غ ق
نغق الغراب نغيقاً ونغاقاً، وغرابٌ نغّاق.
ن غ ل
نغل الأديم: فسد. وأديم نغل، ولا خير في دبغة على نغلة.
ومن المجاز: غلام نغل، وجارية نغلة: لزنية. ونغل الجرح ونغل عليه: ضغن. وفلان دغل نغل. وجوزة نغلة.
ن غ م
هو حسن النّغمة، ونغم بكلمة، وناعمه.
ن غ ي
ناغت المرأة ولدها: كلّمته بما يجدله. وسمعت نغمته ونغيته. قال أبو نخيلة:
لما أتتني نغبة كالشهد
ونغيت إليه ونغى إليّ إذا ألقيت إليه كلمةً وألقى إليك.
ومن المجاز: هذا الجبل يناغى ذاك: يدانيه. ويقال للموج إذا ارتفع: كاد يناغي السحاب. قال:
كأنك بالمبارك بعد شهر ... يناغي موجه غرّ السحاب
وناغى الماء الكواكب إذا رأيت بريقها في الماء.
ن ف ت
القدر تنفت نفيتاً: تغلي.
ومن المجاز: صدره ينفت بالعداوة.
ن ف ث
نفث الشيء من فيه: رمى به ونفث ريقه. ونفث في العقدة. ونفث عليه عند الرقية. قال:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يهلك فذلك كان قدري
أي تقديري. ولو نفث عليك فلان لقطّرك: تقوله لمن يقاوي من فوقه. ولو سألتني نفاثة سواك ما أعطيتك. ودم نفيث: نفثه العرق.
ومن المجاز: امرا نفّاثة: سحّارة. ورجل منفوث: مسحور. وهذامن نفاثات فلان: من شعره. " ولا بدّ للمصدور أن ينفث "، وهذه نفثه مصدور، ونفث في روعي كذا: ألهمته.
ن ف ج
الثدي الناهد ينفج الدرع. يرفعه. ورجل وجمل منتفج الجنبين: مرتفعهما. ونفج اليربوع وهو أرخى عدوه. وأنفج الصيد: أثاره من مجثمه. ونفجت الفرّوجة: خرجت من بيضتها.(2/289)
ونفجت الريح: جاءت بقوة، وريح نافجة، ورياح نوافج. قال ذو الرمة:
يرقد في ظل عرّاص ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حصب
ومن المجاز: فلان نفّاج، وفيه نفج، وسمعت من يقول: فيه نفاجة، وقد نفج ينفج. وكانوا يقولون: هنيئاً لك النافجة وهي البنت لأنه كان يأخذ مهرها فينفج ماله أي يوسّعه ويعظّمه، ومنه: النّفّاجة: للبنة القميص لأنها توسّعه. وأنشد الجاحظ:
وليس تلادي من وراثة والدي ... ولا شان مالي مستفاد النوافج
يعني أن أباه كان جواداً لم يدّخر ما يورث.
ن ف ح
نفح الطّيب نفحاً، وله نفحةٌ ونفحاتٌ طيّبة، ونافجة نافحة، ونوافج نوافح، وجبّن اللبن بالإنفحة. قال:
كم قد تمشّشت من قصٍّ وإنفحة ... جاءت بذاك إليك الأضؤن السود
وقال الشّماخ:
وإني من القوم الذين علمتهم ... إذا ألوموا لم يولموا بالأنافح
ومن المجاز: لا تزال له نفحات من المعروف. والله النفّاح بالخيرات. قال:
والله نفّاح اليدين بالخير
ورجل نفّاعٌ نفّاحٌ. ونفحه بالمال. ونفحه بالسيف: ضربه ضربة خفيفة، ومنه: نفحت عن فلان ونافحت عنه: دافعت. وكان حسان رضي الله تعالى عنه ينافح عن رسل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال:
وكم مشهدٍ نافحت عنك خصومه ... وكلّهم عضب اللسان منافح
ونفحته الدّابة: ضربته بحدّ حافرها. ونفحت الريح: نسمت وتحرّكت أوائلها. وأصابه لفح من حر ونفح من برد. ونفح اللبن نفحة: مخضه مخضةً واحدة. وطعنة نفّاحة: تنفح بالدم إذا نزا الدم منها نزواً. وقوس نفوح: بعيدة الدفع للسهم. وناقة نفوح: يخرج لبنها بغير حلب. وهو ينفح لمّته: يحرّكها ويكفّئها. قال:
ونفحتم لمماً لكم ... عصلاً كأذناب الثعالب
عصلاً: متجعّدة.
ن ف خ
" نفخ في الصور ". وكم بين النّفختين. ونفخ في النار. ونفخ النار بالمنفاخ وهو الكير. ونصبوا على النار المنافيخ. ونفخت في الزقّ فانتفخ، ونفّخت فيه فتنفّخ. وهو يجد نفخة في بطنه ونفخةً: انتفاخاً من طعام(2/290)
وغيره. وعلى الماء والشراب نفّاخات.
ومن المجاز: انتفخ النهار: علا. ورجل منفوخ: سمين. ونفخ شدقيه: تكبّر. وجاءت نفخة الربيع: أيام إعشابه.
ن ف د
المال نافد، وقد نفد نفاداً، وأنفدوا ما عندهم واستنفدوه وانتفدوه. قال الحارثيّ يصف بقرة:
إذا استنفدت مرعًى طباها لغيره ... أغنّ كبرد الخال مقرته سهل
وأنفد القوم: فنى زادهم. ورجل منافد: يحاجّ الخصم حتى يقطع حجّته وينفدها. يقال: هل عنكم من منافد. ويقال: ليس له رافد، ولا منافد. قال أبّاق الدبيريّ في ابنه الرّكّاض:
وهو إذا ما قيل هل من رافد ... أو رجل عن حقكم منافد
يكون للغائب مثل الشاهد وتنافدوا: تخاصموا.
ن ف ذ
نفذ السهم في الرميّة نفوذاً ونفاذاً، ورميته فأنفذته، وأنفذت في السهم. وهذا منفذ القوم ونفذهم، وهذه منافذهم وأنفادهم، وطعنة نافذة، وطعنات نوافذ. وللجرح نفذ وللجراح أنفاذ. قال جرير:
وعاوٍ عوى من غير شيء رميته ... بقارعةٍ أنفاذها تقطر الدّما
وقارب الخرّاز بين النفذ وهي الخرز، الواحدة نفذة.
ومن المجاز: رجل نافذ في الأمور، وله نفاذ. ونفذ الكتاب والرسول، وأنفذته. ونفذهم البصر وأنفذهم. وقام المسلمون بنفذ الكتاب أي بإنفاذ ما فيه. وائتني بنفذ ما قلت: بالمخرج منه. وطريق نافذ: عام يسلكه كلّ أحد، وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا.
ن ف ر
نفرت الدابة نفراً ونفوراً ونفاراً واستنفرت، ونفّرتها واستنفرتها، وقريء " مستنفرة ومستنفرة ". ونفر القوم إلى الثغر نفيراً. وجاء نفير بني فلان ونفرهم ونفرتهم وهم الجماعة الذين ينفرون إلى العدوّ. وجاء القوم أنفرةً: نفيراً نفيراً. واستنفر الإمام الرعيّة: كلّفهم أن ينفروا خفافاً وثقالاً. وهم نافرة فلان وزافرته: للذين يغضبون لغضبه وينفرون معه وينصرونه. قال:
لو أن حولي من عليم نافره ... ما غلبتني هذه الضّياطره
وهذه أيام النفر والنفور والنفر والنفير.
ومن المجاز: بي نفرة من هذا الأمر، وأنا نفرٌ منه إذا انقبضت منه ولم ترض به. ونفر فلان من صحبة فلان. ونفرت المرأة من زوجها، وهي فرقة منه نافرة. ونفر الجلد: ورم وتجافي عن اللحم. واستنفر فلان بثوبي وأعصف به: ذهب به ذهاب إهلاك. وفي مثل " لقيته قبل كلّ صبح ونفر " وصبّ عليّ زيد من غير صسح ونفر أي من غير(2/291)
شيء. ونافرته إلى الحكم فنفّرني عليه: حاكمته فغلّبني عليه وأصل المنافرة قولهم: أينا أعزّ نفراً. ولمن كانت النفرة أي الحكومة. وما هو بنفير فلان أي بكفئه في المنافرة.
ن ف ز
نفز الظبي ونقز إذا وثب. وتنافزت الدعاميص في الماء. والصبيان يتنافزون في لعبهم. ونفز السهم على الظّفر، ونفّزته تنفيزاً إذا أدرته. قال الشمّاخ:
إذا تفّزها بالأباهيم جرجرت ... عجيج الرّوايا من عروك الكراكر
كما تعج الإبل من الضاغط. ونفّزت ولدها: رفضته.
ن ف س
شيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:
لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى
وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.
ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة، ونفست بولدها فهو منفوس. قال:
كما سقط المنفوس بين القوابل
وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:
تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح
وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:
وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج
ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر. وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء الغسّانيّ:
والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس(2/292)
وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:
ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس
وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
ن ف ش
نفش الصوف والقطن، فانتفش. وانتفش الضبعان والديك وتنفّش إذا نفش شعره أو ريشه كأنه يخاف أو يرعد. وانتفشت الهرّة وتنفّشت: ازبأرّت. وأمةٌ متنفّشة الشعر. ونفشت الغنم بالليل: انتشرت، وأنفشها الراعي. قال:
أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش
غير السري وسائقٍ نجّاش
ومن المجاز: أنف متنفّش. قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ. وقال العجاج:
ثار عجاج مسبطر قسطله ... تنفش منه الخيل ما لا تغزله
ن ف ض
نفض الثوب والشجرة. ونفض عنه الغبار والتراب. ونفّض الثياب والشجر. قال أبو ذؤيب:
تنفّض مهده وتذود عنه ... وما تغنى التمائم والعكوف
وأصابوا اليوم نفضاً كثيراً وأنافيض وهو ما تساقط من الثمر في أصول الشجر. وبسطوا المنفض والمنفاض وهو ثوب أو كساء يقع عليه النفض. وأنفضت الجلّة: نفض ما فيها.
ومن المجاز: نفضته الحمّى، وبه نافض، وأخذته الحمّى بنافض، وانتفض من الرّعدة. وانتفض الفرس. وفلان يستنفض طرفه القوم أي يرعدهم لهيبته. ودجاجة منفض: نفضت بيضها وكفّت. وأنفض القوم: فني زادهم، وأصله: أن ينفضوا مزاودهم. وقريء " حتى ينفضوا ". واستنفضت ما عنده: استخرجته. قال رؤبة:
لا تنس مدحي لك واستنفاضي ... سيب فتى كالغيث ذي الرياض
وانتفض الفصيل ما في الضرع: امتكّه. وحلبت الناقة حتى انتفضت لبنها. وامرأة نفوض: نفضت ولدها عن بطنها. وعليه ثوب ينفض. يقال: نفض الثوب نفوضاً. وثوب نافض: قد ذهب صبغه. ونفض من مرضه نفوضاً: برئ منه. وذكر نصيب بناته فقال:
نفضت عليهنّ من جلدتي(2/293)
ونفض الطريق: طهّره من اللصوص والدّعار. وقال زهير:
وتنفض عنها غيب كل خميلة ... وتخشى رماة الغوث في كل مرصد
ويقال: إذا كنت في نهار فانفض، وإذا كنت في ليلٍ فاخفض. وقام ينفض الكرى. قال الطرمّاح:
فقاموا ينفضون كرى ليالٍ ... تمكّن في الطّلى بعد العيون
وقال بشر:
وأضحى ينفض الغمرات عنه ... كوقف العاج ليس به كدوح
يريد الثور الناجي من الكلاب. ويقال نفض الأسقام عنه واستصحّ أي استحكمت صحته. واستنفض القوم: بعثوا النّفضة الذين ينفضون الطّرق. وخرج فلان نفيضة: نافضاً للطريق حافظاً له.
ن ف ط
رمى بالنّفط. وخرجوا ومعهم النّفّاطة: جماعة الرّماة بالنّفط، وخرج النّفّاطون، وبأيديهم النّفّاطات: مراميهم التي يرمون فيها بالنّفط. واستعمل فلان على النّفّاطات وهي معادن النّفط. ونفطت يده من العمل وتنفّطت، وأنفطها العمل. وخرجت بيده نفطة ونفطة ونافطة. وهذيل تقول: بالصّبيان والغنم نفط كثير أي جدريٌّ. " وماله عافطة ولا نافطة ": ضائنة ولا ماعزة.
ن ف ع
فيه نفع ومنفعة ومنافع، ونفعك الله بعلمك، وما نفعني فلان بنافعة، وانتفعت به واستنفعت. قال نصيب:
ولو كان فوق الأرض حيّ فعاله ... كفعلك أوفى الفعل منك يقارب
لقلت له مثلاً ولكن تعذّرت ... سواك على المستنفعين المذاهب
وفلان نفاع ضرّار. وإنه لحاضر النفيعة أي النفع. قال:
وإني لأرجو من سعاد نفيعة ... وإني من عيني سعاد لأوجر
مشفق. وتقول: منزل فلانٍ نافع، وساكنه رافع، أي سجنٌ وهو يرفع عليك.
ن ف ن ف
قطعت نفنفاً: سبسباً بعيداً. قال:
إذا علون نفنفاً فنفنفا
وبيني وبينه نفانف وتنائف. وكل شيء كان بينه وبين الأرض مهوًى فهو نفنف. ويقال للرّكيّة: إنها لبعيدة النّفنف، وهو ما بين أعلاها وأسفلها.(2/294)
قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلك في نفنف يتطوّح
كما قال:
بعيدة مهوى القرط
ن ف ق
نفقت الدّراهم، وأنفقتها، كقولك: نفدت وأنفدتها، وأنفق الرجل على عياله واستنفق، وخذ هذه الدّراهم فاستنفقها. ونفقت نفقة القوم ونفقاتهم ونفاقهم. وهو يبتغي نفقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاق. ونفق اليربوع وانتفق: خرج من نافقائه، ونفّق ونافق: دخل فيها، وتنفّقته: أخرجته منها. ونفقت سلعته نفاقاً، ونفّقتها. قال سدوس بن ضباب:
عبد ينفق نفسه ويسومها ... ويقول إني آبرٌ زرّاع
وأنفق التاجر: نفقت تجارته، ومنه المثل " من باع بعرضه أنفق ". وقال:
أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أخيه في المعاشر ينفق
ووسّع نيفق السراويل. ويقال: وسّع منفّقها وخدّل مسوّقها وأحكم منطّقها. وله نافجة من مسك ونافقة.
ومن المجاز: فرس نفق الجري إذا كان قصير الغاية قريب مدى الجري. قال علقمة:
فلا تزيّده في مشيه نفق ... ولا الزّفيف دوين الشدّ مسئوم
وطعام نفق: نقيض نزل وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج. قال:
وهارب منّي بروح نافق ... قد كاد إلاّ رمق المرامق
ومنه: نفقت الدابّة نفوقاً. ونافق الرجل نفاقاً. وامرأة نفق بوزن: فنق: تنفق عند الأزواج وتحظى عندهم. وأنشد أبو عثمان المازنيّ:
إنّ لنا لكنّةً غير نفق ... كريمة الأحساب بيضاء الخلق
وهي على ذلك ليّاء العنق
أي لا تنفق وهي كريمة سخيّة تلوي عنقها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى طعامها.
ن ف ل
أصاب الغازي نفلاً وأنفالاً. ونفّله الإمام وأنفله، والإمام ينفّل الجند. وأعطى نافلةً سنيّةً(2/295)
ونوافل. ورجل نوفل: معطاء. وتنفّل المصلّي: تطوّع، وهو يصلي النافلة والنّوافل. وتنفّل على أصحابه: أخذ من النّفل أكثر ممّا أخذوا. ويقال: نفّلوا كبركم أي زيدوا أكبركم على حصّته. وقال لي قولاً فانتفلت منه أي انتفيت وأنكرت أن أكون فعلته. وانتفل من بني فلان: انتفى من نصرهم ومعونتهم. قال المتلمس:
أمنتفلاً من نصر بهثة خلتني ... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما
ن ف هـ
رجل نافه ومنفّه: معي. ونفهت نفسه. وتقول: كم بين المرفّه والمنفّه. وركابهم نافهةٌ ونفّه.
ن ف ي
نفيته من المكان: نحيّته عنه فانتفى. ونفي فلانٌ من البلد: أخرج وسيّر " أو ينفو من الأرض " وانتفى شعره: تساقط. وانتفى الشجر من الوادي: ذهب. وانتفى من ولده، وانتفى من الأمر. وهذه نفاية المتاع ونفيته. وهو من النفايات والنّفى. وهذا نفيّ الريح: لما يبقى من التّراب الذي تأتى به في أصول الحيطان. ونفي المطر ونفايته: لرشاشه، ونفيّ الرشاء: لما يترشّش منه على ظهر الماتح. ونفيّ الرحى: لما ترامت به من الطّحين. وفلان نفيّ: دعيٌّ قد نُفِيَ.
ومن المجاز: فلان من نفايات القوم ونفاهم. قال:
عشيرتك الأدنون خير عشيرة ... وأنت دنيّ من نفيَ القوم راضع
ن ق ب
نقب الحائط. ونقب البيطار سرّة الدابّة بالمنقب فأخرج ماءً أصفر. قال يصف فرساً:
كالسّيد لم ينقب البيطار سرّته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصباً
وكلب نقيب: نقبت حنجرته ليضعف صوته فلا يدلّ على اللئيم بنباحه. وخرجت به الناقبة والنّقابة: قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف رأسها من داخل. ونقب خفّ البعير: رقّ وتثقّب. قال:
ما إن بها من نقبٍ ولا دبر
ونقّب عنه ونقّر: بحث. " فنقّبوا في البلاد ": ساروا. وسلكوا النّقب والمنقب والمنقبة والنّقاب والمناقب وهي طرق الجبال. ورجل نقاب: نافذ في الأمور، وذو مناقب وهي المخابر والمآثر. وميمون النّقيبة: محمود المخبر. وما لهم من نقيبة: من نفاذ رأي. وهو نقيب القوم، وقد نقب عليهم ونقب نقابة. وفرس حسن النّقبة أي اللون. قال ذو الرمة:
ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب(2/296)
وما عليها إلاّ النقبة وهي إزار كالنّطاق إلاّ أن لها حجزةً. وظهرت بالبعير نقبة وهي أول الجرب. وانتقبت المرأة وتنقّبت.
ومن المجاز: نقب خفّي: تخرّق. وفلان يضع الهناء مواضع النقب إذا كان ماهراً مصيباً. وجلوت السيف والنّصل من النقب وهي آثار الصدأ شبّهت بأوّل الجرب. قال الكميت يصف ثوراً:
كالهالكيّ أمال الرأس مجتنحاً ... يجلو عن البيض في أكنافها النّقب
وكانا عند الناس ف ينقابٍ واحدٍ إذا كانا مثلين ونظيرين.
ن ق ح
نقّح العود: شذّبه.
ومن المجاز: نقّح الكلام. وخير الشعر الحوليّ المنقّح. وتقول: ما قرض الشعر المنقّح، إلا بالذّهن الملقّح. ورجل منقّح: مجرّبٌ. ونقّحته السنون: نالت منه. وتنقّح شحم النّاقة: ذهب بعض الذّهاب.
ن ق خ
شرب النقاخ وهو الماء البارد العذب. قال:
وأحمق ممّن يلعق الماء قال لي ... دع الخمر واشرب من نقاخ مبرّد
وتقول: أفصح الشعراء القلاخ، وأطيب الماء النّقاخ.
ومن المجاز: هذا نقاخ العربيّة: لمخّها وخالصها.
ن ق د
نقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:
كما تنوقد عند الجهبذ الورق
و" أسرى من أنقد " و" بات بليلة أنقد " وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:
وأرنبة لك محمرّة ... تكاد تقطّرها نقده
ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها: النّقّاد. قال أبو زبيد:
كأن أثواب نقّاد قدرن له ... يعلو بخملتها كهباء هدّابا
ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقّاده. وتقول:(2/297)
هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
ن ق ذ
أنقذه من البؤس واستنقذه وتنقّذه، وقد نقذ نقذاً إذا نجا. وتقول العرب: نقذاً له إذا دعوا له بالسلامة. وهو نقيذة بؤس، وهم نقائذ بؤس إذا استنقذوا منه. وهذا الفرس أو البعير أو غيرهما من النقائذ وهي ما أخذه العدوّ وتملّكه ثم رجعت فأخذته منه وتنقّذته من يده وهو نقيذٌ ونقيذةٌ ونقذٌ. قال عنترة:
إذ لا أزال على رحالة سابح ... نقذ توارثه الكماة مكلّم
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
وخود خرود السّري طفلة ... تنقّذت منها حديثاً حلالاً
أخذته منها واستخرجته، خرود السري: تستحيي أن تخرج ليلاً.
ن ق ر
نقر الطائر الحب بمنقاره. ونقر النقّار الرحى بمنقاره. ونقر العود والدّف. ونقر رأسه بإصبعه نقرةً. ونقرت الخيل بحوافرها: احتفرت بها. واستنقع الماء في النقرة والنّقر. واحتجم في نقرة القفا. وله إبريق من النقرة وهي الفضة المذابة.
ومن المجاز: نقرته: عبته وغبته. ورميته بناقرة وبنواقر. وبينهما مناقرة: مراجعة كلام. ونقرت عن الخبر ونقّرت عنه: بحثت. ونقرت بالرجل وانتقرت به: دعوته من بين القوم وهي النّقرى. وهو يصلّي النّقرى إذا نقر في صلاته نقر الديك. ونقر باسمه إذا سمّاه من بين الناس. وسهم ناقر: أصاب عين الرقعة، وسهام نواقر. قال:
رميت بالنواقر الصّيّاب ... أعداءكم فنالهم ذبابي
أي حدّي أو شرّي. وما أغنى عني نقرةً أي أدنى شيء. ولم يكترث لي بمقدار نقرة إصبع. قال جميل:
بالله ربّك أن سألتك فاصدقي ... لا تكتميني نقرةً وفتيلاً
وقال آخر:
رأيتك لا تغنين عنّي نقرةً ... إذا ابتدروني بالهراوَي الدمالك
وما أثابني نقيراً، وأصله: النكتة في ظهر النواة. ونقر بدابّته وأنقر إذا ضرب بطرف لسانه مخرج النون وصوت كذلك إذا ضمّ إبهامه إلى طرف الوسطى وصوّت بها و" نقّر في النّاقور ": نفخ. وخفّ له منقار. ونقر في الحجر: كتب.
ن ق ز
نقز الظبي: وثب على نواقزه وهي قوائمه.(2/298)
قال الشمّاخ:
هتوف إذا ما خالط الظبي سهمها ... وإن ريع منها أسلمته النواقز
وأعطاه من نقز المال وشرطه: رديئه.
ن ق س
كتب بالنّقس والأنقاس. ونقست النصارى وانتقست: قرعت الناقوس وهو خشبتهم الطويلة، والوبيل: القصيرة. قال:
كأن أصوات لحييها إذا اصطفقت ... أصوات عيدان رهبانٍ إذا انتقسوا
ونقسه: عابه ونبزه، وناقسه، وبينهما منافسة ومناقسة.
ن ق ش
ثوب منقوش ومنقّش. ونقش في خاتمة كذا، وفيه نقش ونقوش. وانتقش الرجل على فصّه: أمر أن ينقش عليه. تقول: اضطربت خاتماً وانتقشت على فصّه. ونقَش الشوكة وانتقشها: استخرجها. ونقش الشّعر بالمنقاش: نتفه بالمنتاف. وناقشه الحساب وفي الحساب. وعن عائشة رضي الله عنها " من نوقش الحساب عذّب ".
ومن المجاز: استخرجت منه حقي بالمناقيش إذا تعبت في استخراجه. وانتقش منه حّقه. وإذا تخيّر الرجل رجلاً لنفسه قالوا: جاد ما انتقشه لنفسه. ونقش الرحى: نقرها.
ن ق ص
نقصه حقّه نقصاً وانتقصه. ونقص بنفسه نقصاناً. وانتقص واستنقص الثمن: استحطّه. وانتقصه وتنقّصه: عابه. وما فيه نقيصة ومنقصة، وفلان ذو نقائص ومناقص.
ن ق ض
نقض البناء والحبل، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرض عن الكمأة. وأصلح نقض بنائك: ما نقض منه. وأنقضت الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقض الرّحل والأصابع والأضلاع. ولها نقيض. وأنقض الحمل ظهره. ورأيته نتقض أصابعه. وأنقض بالعنز: دعاها. وأنقض بالقعود: نقربها. قال:
ربّ عجوز من أناس شهبره ... علّمتها الإنقاض بعد القرقره
سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بكراً تنقض به.
ومن المجاز: نقض العهد. وناقض قوله الثاني الأول. وفي كلامه تناقض. وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران، وناقض أحدهما الآخر: يقول قصيدة فينقض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نقيضة قصيدة فلان. ولهما نقائض، ومنه: نقائض جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت الأمور. وانتقضت القرحة، نكست. ونقض فلان وتره إذا أخذ ثأره. قال بيهس:
شفيت يا مازن حرّ صدري ... نقمت ثأري ونقضت وتري
ن ق ط(2/299)
نقط المصحف ونقّطه. ويقال: رأس الخطّ النقطة. وكتاب منقوط: مشكول. ونقّطت المرأة وجهها بالسواد: تتحسّن بذلك.
ومن المجاز: أعطاه نقطة من العسل. ولفلان نقطة من النخل: قطعة منه. ووجدنا نقطة من الكلإ ونقطاً منه ونقاطاً. والتّنوم ينبت نقاطاً: في أماكن تعثر على نقطة ثم تقطعها فتجد نقطة أخرى. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام: وتنقّطت الخبز: أكلته نقطة نقطة أي شيأ شيأ.
ن ق ع
نقع الماء في بطن الوادي واستنقع: ثبت واجتمع. ووردوا مستنقعات المياه ومناقعها. واستنقعت في النهر: مكثت فيه أتبرّد. وأنقع الدواء وغيره في الماء، وهو النّقوع والنّقيع، والمنقع والمنقعة: ما ينقع فيه من تورٍ ونحوه. قال:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلي بذمّ مناقعه
ونقع السم في ناب الحيّة: اجتمع فيه. قال النابغة:
في أنيابها السم ناقع
وسم نقيع ومنقع: مربّى. ونقع الماء غلته. ونقع من الماء وبالماء: رويَ. وأسرعت يده إلى أنقوعة الثريد وهي وقبته التي يجتمع فيها الودك. وأنقوعة الميزاب ما يسيل فيه. وثار النّقع أي الغبار. ونقع الصراخ: ارتفع.
ومن المجاز: أنقع له الشرّ: أثبته وأدامه. وأنقعوا لهم من الشر ما يكفيهم. والناس نقائع الموت من النّقيعة التي هي ذبيحة القادم. وفي مثل " إنّه لشّرابٌ بأنقع " للمجرّب شبّه بالطائر الذي يرد مناقع الفلوات ولا يرد المياه المعروفة خيفة القنّاص.
ن ق ف
الظّليم ينقف الحنظل عن الهبيد. وضربٌ ينقف الهام عن الدّماغ. وبينهم مناقفة ونقاف: مضاربة. ويقال: " اليوم قحاف، وغداً نقاف ". ونقفت البيضة: استخرجت ما فيها. وأنقفتك العظم إذا أعطيته إيّاه ليستخرج مخّه. وأنقف الجراد: رمى ببيضه. وصقل الورق بالمنقاف.
ومن المجاز: رجل نقّاف: صاحب تدبير ونظر في الأشياء كأنه ينقف عنها أي يبحث. ويقال للسائل المبرم: نقّاف. قال:
إذا جاء نقّاف يعدّ عياله ... طويل العصا عدّيته عن شياهيا
وجذع منقوف ونقيف: مأروض. ورجل منقوف الوجه: ضامره.(2/300)
ن ق ق
أرّقني نقيق الضفادع و" أروى من النقّاقة ": من الضّفدع، وقد نقّت ونقنقت. ونقنق الظليم، وهو النقنق. وكأن أعناقهم أعناق النّقانق.
ن ق ل
نقلته فانتقل وتنقّل، ونقّلته كثيراً، وتناقلوه، وانتقلته: نقلته إلى نفسي. قال الجعيدي:
ما تظنّون بقوم قتلوا ... أهل صفّين وأصحاب الجمل
وابن عفّان حنيفاً مسلماً ... ولحوم البدن لما تنتقل
وأسرعوا النقلة. وسرنا منقلةً: مرحلة. وفرس وبعير مناقل ومنتقل، وقد ناقل مناقلة، وانتقل انتقالاً إذا وضع رجليه مواضع يديه في السّير. قال جرير:
من كلّ مشترفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرّفاق مناقل الأجرال
وقال الأخطل:
تنزو يرابيع متنيه إذا انتقلاى
ورجل نقيل: غريب. وهو ابن نقيلة: غريبة. قال رؤبة:
فوجدوا آباءك الأفاضلا ... لأمّهاتٍ لم تكن نقائلاً
ورفع خفّ بعيره بنقيلةٍ: برقعة، وخفاف إبله بنقائل. ونقل الخفّ والثّوب ونقّله وأنقله: رقعه. ونعل نقل: مرقّعة، ونعال نقال. وجاءنا في نعلين نقلين. وشجّه منقّلةً وهي التي تنقّل منها فراش العظام. وتفكّهوا بالنّقل. وعن ابن دريد: بالفتح.
ومن المجاز: نقل الحديث. وهم نقلة الأخبار. ونقل ما في النسخة. وناقله الحديث إذا حدّثته وحدّثك. وناقل الشّاعر الشّاعر: ناقضه. ورجل نقلٌ وذو نقلٍ إذا كان جليلاً مناقلاً. قال لبيد:
ولقد يعلم صحبي كلّهم ... بعدان السّيف صبري ونقل
وأصابته نواقل الدهر: نوائبه التي تنقل من حال إلى حال. وقسمت النواقل: الأخرجة التي تنقل من كورة إلى كورة.
ن ق م
انتقم منه. وحلّت به النّقمة والنّقم ونقمت منه كذا: أنكرته عليه وعبته " وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا ".
ن ق هـ
نقه من مرضه نقوهاً. ورجل ناقهٌ. وله في كلّ عام مرضة ونقهة. قال عمران ابن حطّان:
أفي كلّ عامٍ مرضةٌ ثم نقهة ... وننعي ولا تُنعَى فكم ذا إلى متى
وفقهت الشيء ونقهته: فهمته.
ن ق ي(2/301)
شيء نقيٌّ. ونقّيت الثوب وأنقيته حتى نقي نقاءً. وغسل حتى ظهر نقاؤه. وانتقيت العظم: أخرجت نقيه. وأنقى البعير. وإبل منقيات. قال:
لا يشتكين عملاً ما أنقين
وحللنا في نقاً من الأنقياء وهي الكثبان.
ومن المجاز: انتقيت أجودها. وأنقى البرّ: سمن وجرى فيه الدقيق.
ن ك أ
نكأت القرحة: قرفتها بعد البرء فنكستها. قال:
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكنّ نّكء القرح بالقرح أوجع
ن ك ب
نكب عنه ونَكِب وتنكّب عنه وتنكّبه، ونكّب عنه ونكّبه، ونكّبتُه عنه، ونكّبته إيّاه. ورجل وجمل أنكب: يمشي في شسقّ. ونكبت الريح: مالت عن مهابّ الرياح، وريحٌ نكباء، ورياح نكبٌ، والنّكبياء: التي تهبّ بين الصّبا والشّمال خاصّةً. ونكب كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب الإناء: استنظف ما فيه.
ومن المجاز: هزّ منكبه لكذا، وهزّوا له مناكبهم: فرحوا به. وإنّه لأنكب عن الحقّ وناكبٌ عنه. وسرنا في منكب من الأرض والجبل: في ناحيةٍ. " فامشوا في مناكبها ". وقال ذو الرمّة:
تخطّيت باسمي دونه ونباهتي ... مصاريع أبواب غلاظ المناكب
يريد أبواب الملوك. وهو منكب العرفاء: رأسهم، على كذا عريفاً منكب. وقال الحجّاج للشّعبيّ: ألم أجعلك منكباً على جميع همدان. وله النكابة في قومه. وقد نكب عليهم. وراش سهمه بمناكب: ريشات تكون في مناكب النّسر أو العقاب وهي أقوى الريش وأجوده. قال:
يقلّب سهماً راشه بمناكب ... ظهارٍ لؤامٍ فهو أعجف شاسف
وقال الراعي:
يقلّب بالأنامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظّهارا
وقال القطامي:
ومطّرد الكعوب كأنّ فيه ... قدامي ذي مناكب مضرحيّ
أي نسرٍ ذي مناكب.
ن ك ت
نكت الأرض بقضيبه أو بإصبعه فأقبل ينكت الأرض. ومرّ الفرس ينكت إذا نبا عن الأرض في عدوه. ونكت العظم: أخرج مخّه.(2/302)
ونكت كنانته: نكبها. وطعنه فنكته على رأسه: ألقاه. وبالبعير ناكت: حازٌّ ينكت بمرفقه حدّ كركرته. وفي العين نكتة: بياض أو حمرة. وكلّ نقطة من بياض في سواد أو سواد في بياض: نكتة تقول: هو كالنّكتة البيضاء في جلد الثور الأسود.
ومن المجاز: جاء بنكتة وبنكت في كلامه، وقد نكّت في قوله، ورجل منكّت ونكّات. وفلان نكّات في الأعراض: طعان.
ن ك ث
نكث الحبل والسّواك والسأف في أصول الأظفار، وقد انتكث بنفسه، وهذه نكاثة الحبل: لما انتكث من طرفه. ونكاثة السواك: لما تشعّث من رأسه. وهي تغزل النّكث والأنكاث وهو ما نكث من الأكسية والأخبية ليغزل ثانية. وبحلٌ أنكاث.
ومن المجاز: نكث العهد والبيعة. وناكثه العهد. وهو نكّاث للعهود. وهذا قول لا نكيثة فيه: لا خلف. ووقعوا في النكيثة: في الخطّة الصّعبة التي تناكثوا فيها العهود. وانتكث ما كان بينهم. وطلب فلان حاجةً ثم انتكث لأخرى إذا انصرف عنها لحاجةٍ أخرى.
ن ك ح
نكحها واستنكحها " أن يستنكحها خالصة ". وقال النابغة:
وهم قتلوا الطائيّ بالحجر عنوةً ... أبا جابر واستنكحوا أم جابر
وتناكحوا تكثروا. وفلانة ناكح في بني فلانٍ. ورجل نكحة.
ومن المجاز: أنكحوا الحصى أخفاف الإبل. واستنكح النوم عيونهم. قال عمر بن أبي ربيعة:
واستنكح النوم الذين نخافهم ... ورمى الكرى بوّابهم فتجدّلا
ن ك د
فيه نكادة ونَكَدٌ ونُكْدٌ، وهو نَكِد وأنكد، وقوم أنكاد ونُكدٌ، وقد نَكِد وتنكّد. وسألته فأنكدته: وجدته نكداً. وطلب فلان حاجة فأنكد أي أكدى. وعطاء منكود ومنكّد: قليل غير مهنّأٍ. قال:
وأعط ما أعطيته طيّباً ... لا خير في المنكود والنّاك
ونكّد عطاءه بالمنّ. وتنكّد عيشه. ونكد فلان وشفه: استنفد ما عنده بكثرة السؤال. وقد نكدوه. ونكد الماء: نزف. ونكد الغراب وتنكد: استقصى في شحيجه كأنه يقيء. قال الطرماح:
وجرى بينهم غداة تحملّوا ... من ذي الأبارق شاحج يتنكد
وناقة نكداء: لا لبن بهاِ، وإبل نكد. ويقال للغزار: نكد: لئلا تعان.
ن ك ر
أنكر الشيء ونكره وساتنكره، وقيل: نكر أبلغ من أنكر. وقيل: نكر بالقلب وأنكر بالعين. قال الأعشى:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا(2/303)
وفيهم العرف والنكرن والمعروف والمنكر. وشتم فلان فما كان عنده نكير. وهم يركبون المنكرات والمناكير، وهو من مناكير قوم لوط. وقد نكر الأمر نكارة: صار منكراً. ونكّرته فتنكّر: غيّرته. وخرج متنكّراً. وتنكّر لي فلان: لقيني لقاء بشعاً. وتناكر فلان: تجاهل. وبينهما مناكرة: محاربة. وعن أبي سفيان: أنّ محمداً لم يناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال. وتناكروا: تعادوا. وفلان فيه نكارة ونكر بالفتح ونكراء: دهيٌ وفطنة، وإنه لذو نكراء: وأصابتهم من الدّهر نكراء: شدّة.
ن ك ز
الحيّة تنظز بأنفها، والناكز: ضرب من الحيات لا يعض بفيه ولكن ينكز بأنفه فلا يكاد يعرف ذنبه من أنفده لدقّة رأسه. ونكز البحر: غاض، وبئر ناكز.
ن ك س
نكس رأسه ونكّسه: ونكست الشيء. قلبته فانتكس. والولد المنكوس: الذي تخرج رجلاه قبل رأسه. وسهم نكس: انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله، وسهام أنكاس. قال الحطيئة:
مجد تليد ونبل غير أنكاس
ومن المجاز: نكس في مرضه. وأكل كذا فنكّسه. ونكس الخضاب على رأسه: أعاده مراراً. وإنّه لنكس من الأنكاس: للرذل.
ن ك ش
نكش الشيء نكشاً: فرغ منه، والبئر نزفها.
ن ك ص
نكص على عقبيه نكوصاً.
ومن المجاز: فلان حظّه ناقص، وجدّه ناكص.
ن ك ف
استنكف منه ونكف: امتنع وانقبض أنفاً وحميّة.
ن ك ل
نكل عن اليمين وعن العدو نكولاً. ونكّلته عن كذا: فطمته. ونكّلت به: جعلت غيره ينكل أن يفعل مثل فعله، وهو النّكال.
ن ك هـ
هو طيّب النّكهة. واستنكهت الشارب ونكهته: تشمّمت ريح فيه، ونكه الشارب في وجهه.
ن ك ي
نكيت في العدوّ نكايةً إذا أكثرت الجراح، وتقول: فلان قليل النّكاية، طويل الشّكاية.
ن م ر
سبع نمر وأنمر: فيه سواد وبياض، وسباع نمر. وشاة نمراء. وسحابة نمرة. ويقال: أرونيهنّ نمرات، أركموهنّ مطرات. ولبس النّمرة وهي من أكسية الأرعاب. قال ابن مقبل:
ومجالس تمشى العطارف بينها ... كالجنّ ليس لبوسهم بنمار
وماء نمير: عذب ناجع، وتقول: أقبلت نمير وما نمّروا أي ما جمّعوا من قومهم، كما تقول: مضر مضّرها الله تعالى. قال دريد:
فأبلغ سليماً وألفافها ... وأبلغ نميراً وما نمّروا(2/304)
أي ما جمّعوا. وجلس على النّمرقة والنّمرق " ونمارق مصفوفة ": وسائد. وقال أوس:
إذا ناقة شدّت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدي فضلّ ضلالها
ومن المجاز: " لبس له جلد النمر "، وتنمّر. وحسب نمير: زاك.
ن م س
نمس السّمن والطّيب ونحوهما نمساً فهو نمسٌ إذا فسد. ونمس بصاحبه: نمّ به، وهو نمّام نمّاس. وفلان صاحب ناموس ونواميس: ذو مكر وخديعة. ونمّس عليّ تنميساً: لبّس، ومنه: النّمس: الدّابة التي يقال لها: دله، ويقال: في هؤلاء الناس، أنماس. وتنمّس الصائد: اتخذ ناموساً: قترةً. وهو ناموس الأمير: صاحب سرّه، ونامسته: ساررته، وما أشوقني إلى مناسمتك ومنامستك. ويقال لجبريل صلوات الله تعالى عليه: الناموس الأكبر.
ن م ش
في وجهه نمشٌ، وله وجهٌ نمشٌ إذا كان فيه بقع تخالف لونه. وثورٌ نمش القوائم: فيها خطوط سود.
ومن المجاز: سيف نمشٌ: فيه شطب وهي خطوط فرنده. قال أسد بن ناعصة:
أيها السائل عني إنني ... غير زمّيل ولا فانٍ رعش
وأعض الكبش إن بادهني ... في احتدام الرّوع بالعضب النمش
ن م ص
في وجهها نمصٌ: شبه الزّغب. ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته. " ولعنت النامصة والمتنمصة ". وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخّرهما.
ومن المجاز: تنمّص البهم إذا رعى أوّل العشب.
ن م ط
طرحوا الأنماط على الهوادج وهي ثياب من صوف. والزم هذا النّمط أي الطريقة والمذهب. وفي الحديث: " خير هذه الأمة النّمط الأوسط " وعندي متاعٌ من هذا النّمط وهو النّوع. وما عنده نمطٌ من العلم: نوع منه.
ن م ق
نمق الشيء. نقشه وزيّنه. ونمّق الكتاب. حسّنه.
ومن المجاز: قول ووعد منمّق.
ن م ل
هو " أضبط من نملة "، وكأنه مدج النّمال. قال الأخطل:
تدبّ دبيباً في العظام كأنه ... دبيب نمال في نقاً يتهيّل
وطعام منمول. ورجل نمل الأنامل، وقد نملت(2/305)
يده إذا لم تكفّ عن العبث. ويقال للفرس النشيط الذي لا يستقرّ مرحاً: إنه لنمل القوائم. وتنمّل القوم: تحرّكوا وتمّوجوا.
ن م م
هو نمّام بيّن النّميم والنّميمة، وهو يمشي بالنّمائم، ونمّ الحديث ينمّه، ونمّ على الرّجل. وسمعت نميمة القانص. همس كلامه. قال أبو ذؤيب:
ونميمة من قانص متلبب ... في كفّه جشء أجشّ وأقطع
وثوب منمنم: موشيٌّ. ونمنم كتابه: قرمط خطّه. ونمنمت الرّيح الرمل والماء. وعلى ظفر الصبيّ نمنمة: بياض في أصله وجمعها نمنم ونمانم بالكسر ورواه أبو حاتم بالضّم.
ومن المجاز: نمّت على المسك رائحته. وهذه الإبل لا تنم جلودها أي لا تعرق.
ن م ي
نميَ المال نماءً وأنماه الله تعالى، ومنه: نامية الله: خلقه لأنّهم ينمون. وما على الأرض نامٍ وصامت، فالنّامي: نحو النبّات، والصامت: كالحجر. ونمى الشيء وتنمّى: ارتفع، ونميته. قال القطاميّ:
فأصبح سيل ذلك قد تنمّى ... إلى من كان منزله يفاعا
ونميت الرحل على البعير.
ومن المجاز: فلان ينميه حسبه، وقد نماه جد كريم. قال النابغة:
إلى صعب المقادة منذريٍّ ... نماه في فروع المجد نامي
يمدح المنذر بن المنذر بن ماء السماء. ونميت الحديث إلى فلانٍ: رفعته وأسندته، ونميَ إليه الحديث. قال:
من حديثٍ نُمِي إليّ فما تر ... قأ عيني ولا يسوغ شرابي
ويقال: نميت الحديث: بلغته على جهة الإصلاح، ونمّيته تنميةً: بلّغته على جهة الإفساد، وفلان ينمّى أحاديث الناس. ونمّيت النار تنميةً: ألقيت عليها شيوعها، ونمت الناقة: سمنت، وناقة نامية: ناوية. ورجل نامٍ وقد نمى. ونمت الرّمية إذا تحاملت بالسّهم، وأنماها الصائد. قال امرؤ القيس:
فهو لا تنمى رميّته
ويروى لا ينمي رميّته. ونمى الخضاب في اليد والشعر إذا ازداد سواداً. ونمى الحبر في الكتاب: اشتدّ سواده وزاد بعد ما كتب. قال:
يا حبّ ليلى لا تغيّر وازدد ... وانم كما ينمي الخضاب في اليد
ن هـ أ
لحم نهيء: نيء، وفيه نهوءة، وقد نهيء ونهؤ، وفي مثل: " ما أبالي ما نهيء من ضبّك ولا ما نضج " وأنأت اللحم.
ومن المجاز: قول الرّاعي:
لا أنهيء الأمر إلا ريث أنضجه ... ولا أكلّف عجز الأمر أعواني
ن هـ ب
ماله نهب ونهبة ونهبى. وكثرت النّهاب. ووقعوا في النّهاب والنّهابير وهي المهالك وأصلها حبال الرّمل المرتفعة. قال الكميت:
فلأقحمنّك إن بقي ... ت إلى مدًى وعث النّهابر
ونهبوه وانتهبوه، وأنهبهم ماله.
ومن المجاز: الإبل ينهبن السرى ويتناهبن، وهنّ نواهب للسّرى، وتناهبت الأرض، وناهب الفرس الفرس: باراه في حضره مناهبة، وجواد مناهب. وإنّه لينتهب الغاية. قال ذو الرمة:
تبرى له صعلة خرجاء خاضعة ... فالخرق دون بنات البيض ينتهب
ونهبت فلاناً إذا تناولته بلسانك وأغلظت له. وسمع غلام بدويّ يقول وقد اجتمع عليه النّاس يسمعون كلامه: إنّ تراب قعرها لمنتهب: شبّه نفسه بالبئر التي يذاق ترابها فيعلم عذوبة مادّتها فيتبادر به الصبيان إلى الحيّ يبشّرونهم.
ن هـ ج
أخذ النّهج والمنهج والمنهاج. وطريق نهج، وطرق نهجة. ونهجت الطّريق: بيّنته، وانتهجته: استبنته، ونهج الطريق وأنهج: وضح.
ن وأ
نؤت بالحمل: نهضت به، وناء بي الحمل: مال بي إلى السقوط. والمرأة تنوء بها(2/306)
عجيزتها. " ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة ". وفلان نوءه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأت الرجل: عاديته، ومعناه: ناهضته للعداوة. وناء النّجم: سقط، وناء: طلع. ومعه علم الأنواء. وما بالبادية أنوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ الله ضوءك، وخطّأ نوءك؛ وهو أن يسقط نجم مع طلوع الفجر ويطلع في حياله نجم على رأس أربعة عشر منزلاً من منازل القمر فيسمّى ذلك السّقوط والطّلوع: نوءاً.
ن وب
نابه أمرٌ نوبةً. وأصابته نوائب ونوبٌ ونائبةٌ ونوبةٌ، والخطوب تنوبه وتتناوبه. قال:
أجدّك أيّما رجل ترامت ... به الغارات يشحط أو يؤوب
تناوبه المنية كل يوم ... وتطرقه الحوادث لا يشيب
وناب إليه نوبة ومنابا: رجع مرة بعد أخرى. والنّحل تنوب إلى الخلايا ولذلك سمّيت النّوب. قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوبٍ عوامل
" وإليه مناب ": مرجعي. وخير نائب: كثيرٌ عوّادٌ. وهو ينتابنا، وهو منتاب: مغادٍ مراوح. وأناب إلى الله. وعبد منيب. وأتاني فلان فما أنبت إليه إذا لم تحفل به. وناوبه مناوبة. وتناوب القوم في الماء وغيره. ونوّب فلان: جعلت له النّوبة. وناب عنه نوبةً، وهو ينوب منابه. وأنبته منابي، واستنبته.
ن وح
ناحت على الميّت نوحاً ونياحةً، وهي نواحة بني فلان، ونساء نوائح ونوْحٌ وأنواحٌ، واجتمعن في المناحة والمناحات والمناوح. والطّير تنوح وتتناوح.
ومن المجاز: تناوح الجبلان: تقابلا. والرّيحان يتناوحان. وهذه نيّحة تلك: مقابلتها. وقال كثيّر:
أألحيُّ أم صيران دومٍ تناوحت ... بتريم قصراً واستحثّ شمالها
الصّور: جماعة الشّجر.
ن وخ
أنخت الإبل ونوّختها فاستناخت. وفي الحديث: " وإن أنيخ على صخرة استناخ " وتنوّخ الفحل الناقة إذا اعترضها اعتراضاً من غير أن توطّأ له وهو أكرم النِّتاج.
ومن المجاز: أناخ به البلاء والذل. وهذا مناخ سوء: للمكان غير المرضيّ. وأناخ به الحاجة. قال رؤبة:
إنك بعد الله إن لم تتّرك ... مفتاح حاجات أنخناهنّ بك
ونوّخ الله الأرض طروقةً الماء.
ن ور
نار وأنار واستنار. وشيء منير ومستنير ونيّر. وأنار السراج ونوره. وصلّى الفجر في التّنوير. واهتدوا بمنار الأرض: بأعلامها. وهدم(2/307)
فلانٌ منار المساجد: جمع منارة. ووضع السّراج على المنارة. وتنوّر النّار: تبصّرها وقصدها. قال الكميت:
إذا زندوا ناراً ليوم كريهةٍ ... سبقنا إلى إيقادها من تنوّرا
وبينهم نائرة: عداوة وشحناء، وأطفأ الله تعالى هذه النائرة. وتنوّر: اطلى بالنّورة. ونارت المرأة من الرّيبة نوْراً ونوِاراً بالكسر، وهي نَوَارٌ، وهنّ نُورٌ. وتقول: الشيب نور، عنه النساء نور. ونوّر الشّجر. خرج نوّاره ونوره.
ومن المجاز: نوّر الأمر: بيّنه. وهذا أنور من ذاك: أبين. و" أوقدوا ناراً للحرب ". وما نار هذه الإبل: ما سمتها ولا تستضيء بنار فلانٍ: لا تستشره. وفي الحديث: " إن للإسلام صوًى. ومنارا ".
ن وس
ناست الذؤابة: تذبذبت، وأناسها صاحبها، وله نواسة: ذؤابة تنوس. والقرط ينوس في الأذن. وأزل نواس الدّخان وهو ما تدلّى منه من السّقف.
ن وش
تناوشوه: تناولوه. وناشه ينوشه نوشاً، ونوشةً خفيفةً، وناشوهم وناوشوهم. قال طفيل:
فنشناهم بأرماحٍ طوال ... مثقّفةٍ بها نفري النحوارا
والظّبي ينوش الأراك وينتاشه. وانتاشه من الهلكة. وتنوّش يده بالمنديل: مشّها من الغمر.
ن وص
ناص عن قرنه: فرّ عنه ونجا. وما لك من مناصٍ: من منجًى.
ن وط
نطت القربة بنياطها نوطاً. وعنده أنواط من التّمر والعنب: معاليق. وكلّ ما نيط بشيءٍ فهو نوطٌ. وفي المثل " عاطٍ بغير أنواطٍ " وله نوطٌ يأكل منه متى شاء أي مزودٌ منوطٌ بمحمله. وفي مثل " إن ضجّ فزده نوطاً " وهو العلاوة لأنها تناط بالوقر. وانقطع نياطه. ونوطه وهو عرق غليظ علّق به القلب من الوتين. قال أبو طالب في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بُنيّ أخي ونوط القلب منّي ... وأبيض ماؤه غدق كثير
" وأصنع من تنوّط ". وعرق مناط عذاره. قال امرؤ القيس:
فأدرك لم يعرق مناط عذاره ... يمرّ كخذروف الوليد المثقّب
ومن المجاز: أبطأ حتّى نوّط الرّوح. ومفازةٌ بعيدة النّياط أي الحسد والمتعلّق، ومنه: غاية منتاطة: بعيدة. وقد انتاطت المسافة. ويقال للأرنب: مقطّعة النّياط كأنّها تقطّع نياط من يطلبها لشدّة عدوها. وهو مني مناط الثريا أي شديد البعد. وبنو فلان مناط الثريا: لشرفهم وعلو منزلتهم.(2/308)
نوع
هو نوعٌ من الأنواع. ونوّعته فتنوّع، وما أدري على أي نوعٍ هو أي على أي وجه. وهو جائع نائع، وجوعاً له ونوعاً. ونوّعت الشيء: دلّيته فتركته يتذبذب فتنوّع. قال:
له هيدب دانٍ كأن ربابه ... نعام بأطراف الحبال ينوّع وقال ذو الرمة:
ترى كلّ مغلوبٍ يميد كأنّه ... بحبلين في منشوطةٍ يتنوّع
ويقال: تنوّع الصّبيّ في الأرجوحة. وتنوّع الناعس على الرّحل.
ن وف
جبل منيف، وقد أناف إذا ارتفع. وأناف عليه: أشرف. وأنافوا على مائة ونيّفوا. وأنافت هذه الدراهم على ألف ونيّفت، وهي ألف ونيّف. وهذا الحبل نيّف على هذا. قال ابن الرّقاع:
ولدت برابيةٍ رأسها ... على كلّ رابية نيّف
وجبل عالي المناف أي المرتقى، ومنه: عبد منافٍ. وجمل وناقة نيافٌ.
ومن المجاز: له عزّ منيف. وامرأ منيفة: تامّةٌ.
ن وق
تنوّق في الأمر. وفلان له نيقه، وصناعته أنيقه. وفي مثل " خرقاء ذات نيقة ": لجاهل يدّعي المعرفة. وله نوقٌ ونياقٌ وأينُق وأيانِقُ. قال:
خيّبكنّ الله من نياق ... إن لم تنجّين من الوثاق
وبعير منوّق: مذلّل كأنه ناقة. وأضيق من النّاق وهو الحزّ بين صرّة الإبهام وألية الخنصر ونحوه في باطن المرفق وأصل العصعص وفي مؤخّر حافر الفرس.
ومن المجاز: " استنوق الجمل ".
ن وك
هو أنوك بيّن النّوك والنّواكة من قوم نوكى. واستنوك: استحمق، ورجل مستنوك.
ن ول
أناله معروفاً وناله ونوّله. قال:
لو ملك البحر والفرات معاً ... ما نالني من نداهما بللا
وقال طرفة:
إن تنوّله فقد تمنعه ... وتريه النّجم يجري بالظّهر
وهو كثير النذول والنّوال والنائل، ورجلٌ منيلٌ ونالٌ. قال:
إذا كان مالاً كان نالاً مرزّأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب
مالاً: متموّلاً. ونوّلني كذا فتنوّلته: أخذته،(2/309)
وناولني الشيء فتناولته. وهو قريب المتناول. وناولني المحدّث الكتاب مناولةً. وأرويه عنه على سبيل المناولة وهي فوق الإجازة.
ومن المجاز: نولك أن تفعل كذا بمعنى حقّك. وما ينبغي أن تعطيه من نفسك، وما نولك أن تفعل. وفي الحديث: " ما نول امرئ مسلمٍ أن يقول غير الصواب ". وقال:
أأن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... عنيت بنا ما كان نولك تفعل
ومنه قول ذي الرمّة:
وقفت بهنّ حتى قال صحبي ... جزعت وليس ذلك بالنذوال
أي بما ينبغي. وتقول: ما أنالوا مثل نواله، ولا نسج أحد على منواله. وتناولت بنا الرّكاب مكان كذا. قال ذو الرمّة:
إذا لم نزرها من قريبٍ تناولت ... بنا دار صيداء القلاص الطلائح
وقال أيضاً:
تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحيَ القوم أطراف الدموع الذّوارف
ن وم
قوم نيامٌ ونوذام. وعيون نوّم. ونام نومةً طيّبةً. وهو ينام نومة الضّحى. قال:
ألا إنّ نومات الضّحى تورث الفتى ... خبالاً ونومات العصير جنون
ورأى في المنام كذا، وفلان يرون له المنامات الحسنة. وتناوم، وأنامه ونوّمه، ونوّمت الإبل. قال ابن مقبل:
ثم نوّمن ونمنا ساعةً ... خشع الطّرف سجوداً في الخطم
ورجل نؤوم ونومةٌ ونوّام: كثير النّوم، ويا نومان، وتنوّمت المرأة: أتيت وهي نائمة.
وأنمته: وجدته نائماً. قال:
وإذا خليل سعاد أيقظ طارقاً ... جاراتها بعد الهدوّ أ، امها
لأنّهنّ ممتهناتٌ بالأعمال وهي مكفيّة. وبه نوامٌ كقولك: به قوامٌ وبوال، وطعامٌ منومةٌ كقولك: شراب مبولة، وفلان لا ينام ولا ينيم.
ومن المجاز: رجل نومة: خامل الذّكر. وفي الحديث: " لا ينجو من شرّ ذلك الزمان إلا كلّ نومةٍ " وباتت همومه غير نيام. قال جرير:
سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلّ مرام
ونامت السوق: كسدت. ونام الثّوب: أخلق.(2/310)
ونام العرق: لم ينبض. قال الجعديّ يصف الخيل:
ظماء الفصوص لطاف الشظى ... نيام الأباجل لم تضرب
ونام الرجل: مات. وأنامتهم السّنةُ وأهمدتهم: هزلتهم أبادتهم. ونمت عنيّ نومة الأمة: غفلت عني وعن الاهتمام بي. وثأر منيم. وبات في المنامة وهي القطيفة. واستنام إليه: سكن سكون النائم. وهذا مستنام الماء: لمستقرّه.
ن وه
نوّهت به تنويهاً: رفعت ذكره وشهّرته، وأردت بذلك التّنويه بك. وإذا رفعت صوتك فدعوت إنساناً قلت: نوّهت به. ونوّهت بالحديث: أشدّت به وأظهرته.
ن وي
نوى القوم منزلاً بمكان كذا وانتووه. ونووا نيّة قذفاً، ونوًى غربةً. وأنا نويّك أي نويت المسافرة معك ومرافقتك.
ومن المجاز: نواك الله بالخير: قصدك به وأوصله إليك. قال:
يا عمرو أحسن نواك الله بالرّشد ... واقرأ السّلام على الأنقاء بالثّمد
ن ي ب
نيّبه: عضّه بنابه. ونيّب سهمه: أثّر فيه بنابه: وظفّر فيه السبع ونيّب: أنشب فيه ظفره ونابه. و" لا أفعل ذلك ما حنّت النّيب " ونيّبت الناقة: صارت ناباً.(2/311)
قال يزيد بن حذّاق الشنّيّ:
ولقد أضاء لك الطّريق وأنهجت ... منه المسالك والهدى يعدى
وأنهج الثوب: أخلق، وأنهجه البلى، وبردٌ منهج. ومشى حتى أنهج: لهث من البهر. قال:
فوضعت كفّي عند مقطع خصرها ... فتنفّست بهراً ولما تنهج
ن هـ د
نهد إلى العدوّ وناهد العدو. ناهضه. وتناهدوا في الحرب: نهض بعضهم إلى بعض للمحاربة. وتنهّدت المرأة: تنهّضت، ونهد ثديها نهوداً، وثديٌ وامرأة ناهد، وثديٌّ ونساء نواهد. وفرس نهد، ونهدُ القذال: مشرف. وتناهدوا من النّهد وهو أن يخرجوا نفقاتهم على التّساوي. وناهد بعضهم بعضاً. ونهدت القربة: قربت من الامتلاء. وإناء نهدان. وأنهدت القدح. وغلام ناهد: مراهق.
ن هـ ر
نَهْرٌ نَهِرٌ: كثير الماء، واستنهر النّهر: اتّسع. وأنهرت فتق الضربة: وسّعته. وأنهرت الدّم: أسلته. وأمام داره منهرة: فضاء يلقون فيه الكناسات. ورجل نهر: عامل نهار. قال:
لست بليليّ ولكنّي نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر
ونهر وانتهره: استقبله بكلام يزجره به. وسمعت من بعض شحاحذة الحجاز يقول لأصحابه: ليس الرجل من يكترث لأوّل نهرةٍ ولا الثانية ولا الثالثة.
ن هـ ز
نهزت النّاقة بصدرها: نهضت به للسّير. قال ذو الرمّة:
نهوز بأولاها زجول برجلها
ونهزت بالدّلو في البئر: حرّكتها لتمتليء. والدّابة تنهز برأسها إذا ذبّت عن نفسها. قال ذو الرمة:
قياماً تذبّ البقّ عن نخراتها ... بنهزٍ كإيماء الرءوس الموانع
ونهز في صدره: ضرب بجمعه. وناهز الصّبيّ للفطام والحلم: قارب. قال:
ترضع شبلين في مغارهما ... قد ناهزا للفطام أو فطما
وناهز للخمسين. وانتهز الفرصة: اغتنمها، ويقال: انتهز فقد أعرض لك، وناهزوهم الفرص وتناهزوها. وهذه نهزة فاختلسها.
ن هـ س
نهسته الحيّة ونهشته، ومنه: النّهشل: الذئب. ونهس اللحم وانتهسه: أخذه بمقدّم فيه.(2/312)
ونسر منهس. وأرض كثيرة المناهس والمعالق أي المآكل والمراتع تعلق في الجنّة. قال:
مشيطنةٌ علّلتها بزمامها ... وليس لها في عرصة الدار منهس
ن هـ ض
نهض له وإليه نهضاً ونهوضاً وانتهض. وحانت منه نهضة إلى موضع كذا، وهو كثر النّهضات. وأنهضه واستنهضه للأمر. وناهض قرنه. وتناهضوا في الحرب.
ومن المجاز: نهض النّبت: استوى وأنهضت القربة: أنهدتها. ونهض الشّيب في الشباب. قال الفرزدق:
والشّيب ينهض في الشّباب كأنه ... ليلٌ يصيح بجانبيه نهار
ونهض الطائر: نشر جناحيه ليطير، وفرخٌ ناهض: وفر جناحاه وقدر على الطّيران. وفراخٌ نواهض: قال الطرمّاح:
قطاً قربٌ تروّح عن فراخٍ ... نواهض بالفلا صفر البطون
وقال لبيد:
رقميّاتٌ عليها ناهض ... يكلح الأروق منها والأيل
أي ريش ناهض. وما لفلان ناهضة: قوم يقومون بأمره. وفرخٌ عاجز النّهض. وهو نهّاضٌ ببزلاء.
ن هـ ق
تناهقت الحمر. وفرس عاري النّواهق وهي النّاهقان وما حولهما: عظمان شاخصان في مجرى الدّمع. قال:
بعاري النواهق صلت الجب ... ين أتلع كالصّدع الأشعب
ن هـ ك
بدت فيه نهكة المرض. ونهكته الحمّى. وأنهكه السلطان عقوبةً. وانتهكت حرمته: تنوولت بما لا يحلّ. ورجل نهيك: بليغ الشّجاعة، وقد نهك نهاكةً. وفي الحديث: " أنهكوا وجوه القوم " أي أبلغوا جهدهم.
ن هـ ل
نهل الشارب نهلا. وسقى النّهل والعلل، وعلّلا بعد نهل، وما سقى إلاّ النّهلة، وأنهلته. ورجل منهال: كثير الإنهال. وإبل نهالٌ: عطاش. قال:
إنّك لن تتأثىء النهالا ... بمثل أن تدارك السجالا
لن تسكّن عطشها. ووردوا المنهل والمناهل.
ومن المجاز: أسلٌ ناهل ونهال. وأنهلوا القنا. قال:
نهلنا من دماء بني لؤيّ ... وأنهلنا القنا حتى روينا(2/313)
وقال النابغة:
الطّاعن الطّعنة يوم الوغى ... ينهل منها الأسل النّاهل
وأنهلوا زرعهم: سقوه السقية الأولى.
ن هـ م
نهم الأسد نهيماً وهو فوق الزّئير. ونهمت الإبل: زجرتها. وله في هذا الأمر نهمة: شهوة، وقضى منه نهمته. قال أوس:
فلما قضى منهنّ في الصّنع نهمةً ... فلم يبق إلا أن تسنّ وتصقلا
وهو منهوم به: لا يشبع منه. وقد نهم به أشدّ النّهمة: أولع به.
ومن المجاز: للقدر نهيم. قال الراعي:
فبات شريكاً في ركود مدامة ... يميت المحال أزّها ونهيمها
وقال جرير:
والقدر تنهم بالمحال وترتمي ... بالزور همهمة الحصان الأدهم
ن هـ ن هـ
نهنهته عن كذا فتنهنه.
ن هـ ي
نهاه فانتهى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيء: بلغ النهاية. وتناهى البعير سمناً وجمل نهيٌّ، وناقة نهيّة. وهو بعيد المنتهى. ولا ينتهي حتى ينتهى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيّ الفرزدق في جرير فأحفظوه فاستنهاهم أي قال لهم: انتهوا. وهذا منتهى الأمر ونهايته ومنهاته. قالت ليلى الأخيلية:
ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال
وقال جرير:
حتى أنخنا عند أبواب الحكم ... في بؤبؤ العزّ ومنهاة الكرم
وهم أمرةٌ بالمعروف نهاةٌ عن المنكر. وهو نهوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه عنا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأنهي إليه الخبر. وهو من أولى النّهى. وإنه لذو نهيةٍ. ورجل نهٍ، وقوم نهون. ودرع كالنّهي، ودروع كالنّهاء وهي الغدران.
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حيناً
أي إذا مطر لم ينهل.
ومن المجاز: عضّته أنياب الدهر ونيوبه. وظفّر(2/314)
فلان في كذا ونيّب إذا نشب فيه. وهو ناب قومه: سيّدهم. قال:
كنت لهم في الحدثان نابا ... أنِفى العدى وضيغما وثابا
ولم أكن هردبّةً وجّابا
جباناً.
ن ي ر
أنار الثوب وناره ونيّره: أعلمه وألحمه، والنيّير: العلم واللحمة جميعاً. قال:
خودٌ كأنّ مرطها المنيّرا ... جلّل دعصاً رابياً كنهورا
عظيماً. وثوبٌ ذو نيرين: محكم نسج على لحمتين. ووضع النّير على عنق الثور.
ومن المجاز: أخذوا نير الطريق: أخدوده الواضح. قال النابغة:
له خلجٌ تهوي فرادى وترعوي ... إلى كلّ ذي نيرين بادي الشواكل
ورجل ذو نيرين: شديد محكم. ورأيٌ ذو نيرين. وحرب ذات نيرين: شديدة. وناقة ذات نيرين وذات أنيار: عليها سحائف من شحم. قال الطّرماح:
عدا عن سليمى أنني كلّ شارق ... أهزّ لحرب ذات نيرين ألّتي
وقال حميد:
ضناكٌ على نيرين أضحى لداتها ... بلين بلى الرّيطات وهي جديد
وجلد منيّرٌ: غليظ كالثوب ذي النيرين. وهو يُسدي الأمور ويُنيرها.
ن ي ق
هو كالأنوق في النّيق.
ن ي ل
ناله نيلاً ومنالاً، ونلته بخير. وما أصبت منه نيلاً: معروفاً. ونال من عدوّه. ونيل فلانٌ: قتل. قال أبو ذؤيب:
وإن غلاماً نيل في عهد كاهل ... لطرف كنصل السمهريّ قريح
مختار كقريع. وأجود من النّيلين وهما نيل مصر ونيل الكوفة.(2/315)
كتاب الواو
وأ وأ
وأوأ الكلب، وتقول: ما سمعت إلا وعوعة الذئاب، ووأوأة الكلاب.
وأ ب
أتّأب: استحيا. قال الكميت:
وصرت عمّ الفتاة تتّئب ال ... عاتق من رؤيتي وأتّئب
وما بك في هذا إبةٌ. قال ذو الرمة:
إذا المرئيّ شبّ له بنات ... عقدن برأسه إبةً وعارا
وما طعامك بطعام تؤبَةٍ أي لا يُستحيا من أكله.
وأ د
وأد ابنته: أثقلها بالتراب " وإذا الموءودة سئلت ". وقال الفرزدق:
وجدّ الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد
وسمعت للهدّة وئيدا: صوتاً شديداً. قال:
صوت يقوم الخلق من وئيده ... يسمعه البعيد من بعيده
ولمشي الجمال الموقرة وئيد. قال:
ما للجمال مشيها وئيداً
واتأد في الأمر وتوأد: تمهّل وترزّن. وفعل ذلك في تؤدةٍ ووقارٍ، وفي فلان تؤبةٌ وتؤدةٌ.
وأ ل
وأل إلى المكان وواءل إليه مواءلةً، وهذا موئل القوم. وهو موائل منه: خائف. وواءل الطائر مواءلة وهي ملاوذته بشيء مخافة الصقر.
وأ م
واءمه مواءمة وهي شبه المباراة والمحاكاة. وفلانة توائم صاحباتها وئاماً شديداً إذا تكلّفت ما يصنعن في الزينة وغيرها، ومنه قولهم: " لولا الوئام، هلكت جذام "، ورُوِيَ اللئام والأنام أي لولا أن الكرام وأهل الخير يحكيهم غيرهم ويتشبّهون بهم لكان الهلاك. وغناء متوائم: متناسب. قال ابن(2/316)
أحمر:
أرى ناقتي حنّت بليل وشاقها ... غناء كنوح الأعجم المتوائم
وأ ي
وأيته وأياً: وعدته. وتقول: لا خير في وأي، إنجازه بعد لأي.
وب أ
وقع في أرضهم الوباء والوبأ، وأرض وبئة ووبيئة وموبوءة، وقد وبئت ووبئت.
وب خ
وبّخه توبيخاً.
وب د
فلان في وبدٍ وهو سوء الحال، وهو وبدٌ. وتقول: لا ترك الله له سبداً ولا لبداً، ولا لقي أبداً إلا وبداً. وقوم أوباد: محاويج. قال:
لأصبح الحيّ أوباداً ولم يجدوا ... عند التفرّق في الهيجا جمالين
وب ر
بعير وبرٌ وأوبر. وناقة وبرةٌ ووبراء: كثيرة الوبر، ووبّرت الأرنب توبيراً وهو أن تمشي على وبر قوائمها لئلا يقصّ أثرها. قال يصف فرساً:
مرطي مقطّعة سحور بغاتها ... من سوسها التّوبير مهما تطلب
ومن المجاز: وبّر فلان أمره توبيراً إذا عمّاه.
قال جرير:
فما عرفتك كندة عن يقين ... وما وبّرت في شعبي ارتغاباً
أي ما أخفيت أمرك فيها رغبة لكن اضطررت. ووبّر الرأل: ازلغبّ، يقال: أخذ الشيء بوبره وزوبره وزغبه وزئبره: كلّه.
وب ش
بظفره وبش وهو النمنم. وبالبعير وئش من جرب وهو ما تفشّى في جلده وتفرّق. وقد وبش جلده. وما بهذه الأرض إلا أوباش من شجر ونبات وهي القليل المتفرق: وهو من أوباش الجند: من أخلاطه ورذاله.
وب ص
وبص القمر وبيصاً. وقمرٌ وبّاص. وأوبصت ناري: ذكيتها. وإنّ فلاناً لوابصة سمعٍ إذا كان يسمع كلاماً فيثق به.
وب ط
وبط رأيه وبوطاً إذا ضعف، ورأيٌ وابط، وتقول: فلان له رأيٌ وابط، وليس له جأش رابط.
وب ق
وبق يبق وبوقاً ووبق يوبق. وأوبقته ذنوبه. وركب الموبقات " وجعلنا بينهم موبقاً ": مهلكاً من أودية جهنم يحول بينهم أو مسافة تهلك فيها الأشواط لبعدها.
وب ل
جاده وبل ووابل. ووبلت السماء وكلأ وبيل: وخيمٌ، واستوبلت المكان: استوخمته. ويقال: والله لتستوبلنّه. وهو يشكو الوابلة وهي عظم في مفصل الركبة. وضربه بالوبيل وهي العصا الضخمة، ودقّ القصّار الثوب بالوبيل وهو مدقّه. وصكّ النصرانيّ الناقوس بالوبيل. قال الأعشى:
وما صك ناقوس الصلاة وبيلها
وتقول: كأنه الأبيل، في يده الوبيل.
ومن المجاز: رجل وابل: جواد يبل بالعطايا.(2/317)
أنشد الفرّاء:
فأصبحت المنازل قد أذاعت ... بها الإعصار بعد الوابليا
بعد الأجواد من أهلها. ووبله بالسياط: تابعها عليه كالوابل. وضربه بالمبيلة: بالدّرّة مفعلة من وبله. وأخذ وبيل: شديد، ومنه: الوبال: لسوء العاقبة.
وت ح
شيء وتح: قليل. وأوتح له العطاء. وتوتّح من الشراب: تقلّل.
وت د
ضرب الوتد والودّ والأوتاد بالميتدة، ويقال: تد وتدك وأوتده. وانتصب كأنه وتد. وهو " أذلّ من وتد ". ووتدٌ واتدٌ: ثابت.
ومن المجاز: وتد الله الأرض بالجبال وأوتدها ووتّدها. والجبال أوتاد الأرض. وقيل لأعرابيّ: ما النّطشان، فقال: يوتّد العطشان. وروي: شيء نتد به كلامنا. ووتد بالمكا وهو واتد: لا يبرح ثابت. قال:
لاقت على الماء جذيلاً واتداً ... وكان لا يخلفها المواعدا
وقرن واتدٌ: منتصب. قال أبو دؤاد:
باتت له أذنٌ توجّ ... س حرّة وأحمّ واتد
ونقدت أوتاده: أسنانه. وما أملح وتدي أذنه! وهما الهنتان الناشرتان في مقدّمها كالثولولين.
وت ر
تواترت كتبه وواترها. وتواتر القطا والإبل. وجئن متواتراتٍ وتترى: متتابعاتٍ وتراً بعد وترٍ. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها ثم الأخرى. إذا شربتم فأوتروا. وأوتر: صلّى الوتر. وهم على وتيرةٍ واحدةٍ: على طريقة وسجية من التواتر، وفي الحديث: " ما زال على وتيرة واحدة حتى مات ". وغرّر الفرس بوتيرة وهي الغرّة الصغيرة المستديرة شبّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخرم وترة أنفه ووتيرته وهي حجاز ما بين المنخرين. وما في عمله وتيرةٌ: فتورٌ. قال زهير:
نجاءٌ مجدّ ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود
ووترت الرجل: قتلت حميمه فأفردته منه. وطلب وتره وترته، وهو طلاّب الأوتار والتّرات. ويقال: ضربوا الخيل على الأوتار. وقال أبو زبيد:
لا ترةٌ عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس
وفلان موفور، غير موتور. ووترت القوس ووتّرتها.
ومن المجاز: وترته حقّه. وفي الحديث: " كأنما وتر أهله وماله ". وقد توتّر عصبه. وفرس موتّر الأنساء: فيها شنجٌ كأنما وتّرت توتيراً.
وت غ(2/318)
أوتغه: أهلكه. وهذا مما يوتغ الدين والمروءة. ووتغ وتغاً: هلك.
وت ن
قطع الله وتينه وهو عرق يسقي القلب، ووتن فهو موتون. ومنه: وتن بالمكان فهو واتن: لازم مقيم، وواتنه: لازمه وقارنه مواتنةً.
وث أ
إذا أصاب العظم وهنٌ ووصمٌ لا يبلغ أن يكون كسراً قيل: أصابه وثءٌ. ووثأ يده كذا. وقد وثئت يده فهي موثوءة.
ومن المجاز: وثأ الوتد: شعّثه. والميثأة: الميتدة.
وث ب
وثب من مكان إلى مكان وثباً ووثوباً ووثيباً، ووثب إليه، وواثبه، وتواثبوا. وظبي وثّاب.
ومن المجاز: توثّب على منزلته، وتوثّب على أخيه في أرضه: استولى عليها ظلماً. وقد وثب إلى الشّرف وثبةً. قال الكميت:
ووثبةٍ لك في الأحساب بالغةٍ ... كذاك إنّك في المعروف ذو وثب
كنوبة ونوبٍ. وفرس وثّابة: سريعة.
وث ج
فرس وثيج: قويّ مكتنز، وقد وثج وثاجةً.
ومن المجاز: ثوب وثيج: محكم النّسج. واستوثج النّبات: كثف. قال العجّاج:
بلجب مثل الدّبا أو أوثجا
أي أكثف.
وث ر
فراش وثير: وطيء، وقد وثر وثارة، وما أوثر فراشك! واستوثر الفراش. ووثر مركبك: وطّئه، ومنه: ميثرة السّرج. وجمعها مواثر ومياثر.
ومن المجاز: إنّها لوثيرة، ووثيرة العجز، وقد وثرت وثارةً إذا سمنت. قال القطامي:
وكأنما اشتمل الضّجيع بريطةٍ ... لا بل تزيد وثارةً ولياناً
وإذا تزوجت امرأةً فاستوثرها.
وث ق
وثقت به ثقةً ووثوقاً، وبه ثقتي، وهو ثقتي، وهو ثقةٌ من الثقات، وأنا به واثق، وهو موثوق به. وعقد وثيق، وقد وثق وثاقةً، وأوثقته ووثّقته. وناقة وثيقة الخلق، وموثّقة الخلق، وشدّه بالوثاق والوثق. وبيننا موثق وميثاق. وواثقه: عاهده، وواثقني بالله ليفعلنذ. وتواثقوا على كذا. قال كعب بن زهير:
ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا ... بخيف منًى والله راءٍ وسامع
وأخذ بالوثيقة في أمره، وتوثّق في أمره. واستوثقت منه: أخذت في أمره بالوثيقة.
واستوثقوا من الأموال بالأبواب والأقفال استيثاقاً شديداً.
وث ل
شدّه بالوثيل وهو الحبل من الليف، وفتل للكرم وثائل. ووثّل الكرم توثيلاً.
وث ن
كأنه وثن من الأوثان.(2/319)
ومن المجاز: هي وثن فلانس أي امرأته.
وج أ
وجأه في عنقه وتوجّأه. وتكلّم فلان فتوجّأوه بالأيدي وتوطأوه بالأرجل. وكبشٌ موجوء: وجئت خُصيتاه حتى انفضختا وهو ضرب من الخصاء، وضحّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكبشين موجوءين، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: " الصوم وجاء ".
ومن المجاز: وجأ المرأة: نكحها. ووجأ التّمر فاتجأ إذا دقّه حتى تلزّج. وأطعمه الوجيئة وهي جراد يدقّ ويلتّ بسمن. وطلبت أعرابية إلى زوجها أن يرثي أباها مرثيةً حسنة. فقال:
لتبك الباكيات أبا خبيب ... لدهرٍ أو لنائبة تنوب
وقعب وجيئةٍ بلّت بماء ... يكون إدامها لبن حليب
وج ب
وجب لي عليه كذا، وأوجبه على نفسه. واستوجب العقاب. ووجب البيع، وأوجبته. وفعلت ذلك إيجاباً لحقّك. وهذا أقل مواجب الأخوّة. وقلب وجّاب، وقد وجب وجيباً، وضربه فوجب: خرّ ميّتاً. وفي مثل " بك الوجبة " و" بجنبه فلتكن الوجبة ". وسمعت للحائط وجبةً: وقعةص. ووجب البعير: برك حتى سمع صوت كركرته. ووجبت الشّمس: غابت.
وأوجب فلان: وجبت له الجنة أو النار. وهذه موجبة. وركب الموجبات.
ومن المجاز: هو يأكل الوجبة: الأكلة في اليوم والليلة، والأصل أن لا يقع الأكل إلا وقعةً واحدةص، وقد أوجب وتوجّب. ووجّب عياله وفرسه توجيباً: عوّدهم الوجبة.
وج ح
ما دونه وجاح: ستر، وجاء وما عليه وجاح: ما يستره. وتقول: معه كلّ فوزٍ ونجاح، وما دون معروفه من وجاح.
وج د
وجد الشّيء وجوداً خلاف عدم، ووجدت الضّالّة، وأوجدنيه الله. وهو واجدٌ بفلانة وعلى فلانة ومتوجّد، ووجد بها وتوجذد، وله بها وجدٌ وهو المحبّة. وتواجد فلان: أرى من نفسه الوجد. ووجد عليه موجدةً: غضب عليه، وهو واجد على صاحبه. وهو غنيٌّ واجد، وقد وجد وجداً وجدةً، وأوجده الله: أغناه. ووجدت زيداً ذا الحفاظ: علمته. قال:
إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل
إن لم يعلم على من يتّكل " ووجدك عائلاً فأغنى ".
وج ر
الضّبع في وجارها. ووجرته الدواء. وأوجرته بالميجرة وهو الوجور. وتوجّرته أنا. وإنّي من هذا الأمر لأوجر: لخائف. وإن فلانة(2/320)
لوجراء. قال الشماخ:
تقول ابنتي أصبحت شيخاً ومن أكن ... له لدةً يصبح من الشيب أوجرا
ومن المجاز: أوجرته الرّمح. قال:
أوجرته الرمح شرراً ثم قلت له ... هذي المروءة لا لعب الزحاليق
وج ز
كلام وجيز وموجز، وقد وجز منطقك وجازةً، وأوجزته إيجازاً، وأوجز العطيّة: عجّلها. وتوجّزت الشّيء: تنجّزته.
وج س
توجّس الصّوت: تسمّعه. وأوجس كذا: أضمره.
وج ع
وجع رأسه وتوجّع وأوجعه، وبه وجع وأوجاع، ويقال: أوجع رأسي، ويوجعني رأسي، وضربٌ وجيع، ورجل وجيع، وقوم وجاعي، وفي كلام بعض الرواد: رأيت كلأ تيجع له كبد المصرم أي ما له إبل كثيرة يرعاها فيه.
وج ل
رجل وجل، وقوم وجال، وقد وجل وجلاً، وفي قلبه وجل، وفي قلوبهم أوجال، وإني منه لأوجل أي وجل. قال:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل
وتقول: لو واجلت فلاناً لوجلته: لغلبته في الوجل وكنت أوجل منه.
وج م
مالي أراك واقفاً واجماً؟. وقد وجمت وجوماً وهو سكوت مع غيظ وهمّ، وتقول: رأيته وهو واجم، ودمعه ساجم.
وج ن
ناقة وجناء: عظيمة الوجنتين أو صلبة من الوجين وهي الأرض الغليظة، وقد وجنت وجناً. ولا يقال: أوجن. ورجل موجّنٌ، كقولك: مظهّر ومصدّر إذا قويت منه هذه الأعضاء وعظمت. ووجن الوتد وجناً. ووجّن الثّياب توجيناً بالميجنة والمواجن وهي الكذينقات. ووجنت به الأرض: ضربت به. ووجّن الدّبّاغ الجلد: ضربه ودقّه ليلين. قال الجعدي:
ولم أر فيمن وجّن الجلد نسوةٌ ... أسبّ لأضيافٍ وأقبح محجراً
ويقال: ما أدري أيّ من وجّن الجلد هو، وأيّ من مرّن الجلد هو أي أيّ الخلق هو.
وج هـ
واجهته مواجهة ووجاهاً. وداري تجاه داره. ووجاه داره، وقعدت وجاهك وتجاهك بالضم والكسر فيهما. ونظروا إليّ بأويجه سوءٍ. ورجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به. وتوجّهت إليه ووجّهت، " أينما أوجّه ألق سعداً " ووجّهت إليه رسولاً. وتوجّه جهة كذا ووجهة كذا، وجعلته وجهةً لي. قال ذو الرمة:
فأمسين بالحومان يجعلن وجهةً ... لأعناقهنّ الجديَ أو مطلع النّسر
وهبّت الريح من جهة المشرق ومن سائر الجهات. ومهرٌ وجيهٌ: خرجت يداه أولاً وهو نقيض اليتن.(2/321)
ووجّه الأعمى والمريض والميت: جعل وجهه نحو القبلة.
ومن المجاز: هذا وجه الثّوب. ووجه القوم، وهؤلاء وجوه البلد، ورجل وجيه: بيّن الوجاهة. وله جاه وحرمة. قال العبّاس بن مرداس:
وقال بني عادٍ هلكتم فجهّزوا ... خياركم أهل الوجاهة والمجد
وهو من الوجهاء. ووجّهه الأمير توجيهاً وأوجهه إيجاهاً: جعله وجيهاً. قال أميّة:
فتوجهنا أقوالها وملوكها ... ويعرفنا ذو رأيها وصليبها
وهو موجّه عند السلطان. وكساء موجّه: له وجهان. وأحدب موجّه: له حدبتان من خلف وقدّام. ووجهتك عند النّاس أجهك أي صرت أوجه منك. وهو يبتغي بذلك وجه الله. وسمعت في المسجد الحرام سائلاً يقول: من يدلّني على وجه عربيّ كريم يحملني على نعيله. وجاءنا في وجه النّهار. قال:
من كان مسروراً بمقتل مالكٍ ... فليأت نسوتنا بوجه نهار
وتفرّقوا في كل وجهٍ وجهةٍ. و" من يردّ وجه السّيل " وصرفت الشيء عن وجهه. وليس لكلامك هذا وجه: صحّةٌ. ومسح وجهه بالوجيهة وهي خرزة حمراء أو عسلية لها وجهان يتراءى فيها الوجه كالمرآة يمسح بها الرجل وجهه إذا أراد الدّخول على السّلطان. وفي مثل " وجه الحجر وجهةٌ ما له " وجهةً ما له بالنصب والرفع أي دبر الأمر على وجهه وأصله في البناء إذا لم يقع الحجر موقعه أي أدره حتى يقع على وجهه الذي ينبغي أن يقع عليه. وتوجّه الشيخ: ولّى وأدبر. و" أحمق ما يتوجّه " أي ما يحسن أن يأتي الغائط.
وج ي
وجيَ الماشي إذا حفيَ وهو أن يرقّ القدم والفرسن والحافر وينسحج، وأصابه وجًى، وفرس وجٍ، ودابة وجيّة، وإنّه ليتوجّى في مشيته.
ومن المجاز: أوجبته عنّي: أبعدته كأنك سيّرته مسافة طويلة قد وجى فيها. قال ابن عنّاب:
وكان أبي أوصى بكم أن أضمّكم ... إليّ وأوجي عنكم كلّ ظالم
وقال آخر:
وأشوس ظالمٍ أوجبت عنّي ... فأبصر قصده بعد اعوجاج
وح د
هو واحد، وهم وحدان، ولا تنس وحدة القبر ووحشته. وجاء وحده. وأكرم كل رجل على(2/322)
حدةٍ. وجاءوا أحاد وموحد. وهو من آحاد الناس. وهو واحد قومه وأوحدهم. وهو واحد أمّه. قال حاتم:
أماويّ إني ربّ واحد أمّه ... أجرت فلا منّ عليه ولا أسر
وما أنت في هذا بأوحد. قال:
وتلك سبيل لست فيها بأوحد
واتحد الرّجلان، وبينهما اتحاد. ووحّد الله توحيداً. وله الوحدانية. وأحّد ربك، وتوحّد الله تعالى بالربوبية. وتوحّد فلان برأيه. وتوحّده الله بالفضل. وفلان وحدٌ ووحيدٌ: منفرد، واستوحد: انفرد. ومعي عشرة فأحدهنّ أي اجعلهنّ أحد عشر. وشاة موحدٌ ومفردٌ ومفذٌّ: تلد واحداً. وقد أوحدت إيحاداً. وأوحد الله فلاناً: جعله بلا نظير. وما بالدّار أحد. ونزلت به إحدى الإحد أي إحدى الدّواهي. قال رجل من غطفان:
إنّكم لن تنتهوا عن الحسد ... حتى يدلّيكم إلى إحدى الإحد
وتحلبوا صرماء لم ترأم أحد
وح ر
وغر عليه صدره ووحر، وإنه لوحر الصدر. وفي الحديث: " تهادوا فإن الهديّة تذهب وحر الصدر ".
وح ش
أرض كثيرة الوحش والوحوش. وهذا حمار وحشٍ، وحمارٌ وحشيّ، ويقال إذا أقبل الليل: استأنس كلّ وحشيٍّ، واستوحش كلّ إنسيّ. وأرض موحوشة: ذات وحشٍ. واستوحشت منه، وأوحشني، وأوحش المكان وتوحّش، ومكان موحش ومتوحش ووحشٌ: خالٍ من الإنس. وتركوا الدّار وحشاً ووحشةً. وباتوا أوحاشاً: جوعاً. وأوحش الرّجل وتوحّش: جاع. وبات موحشاً ومتوحشاً ووحشاً. قال حميد:
وإن بات وحشاً ليلةً لم يضيق بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشع
وتوحّش للدّواء: تجوّع له. ووحّش المهزوم ثيابه وسلاحه تخفّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجل لوحشيّه: لشقّه الأيسر.
وح ف
شعرٌ ونباتٌ وحفٌ، وقد وحف وحافةً: كثف واسود.
وح ل
طريق ذو وحل ووحول وأوحال. قال الأعشى:
تدبّ كمشي القطاة القطو ... ف في وحل النّهي تخشى رقيباً
وهذا موحل لا يطاق فيه المشي، واستوحل المكان. ووحل الرّجل: وقع في الوحل يوحل وحلاً فهو وحلٌ، ووحل وحلاً فهو موحولٌ، وأوحلته أنا.
ومن المجاز: أوحله شراً: ورّطه فيه.
وح م
ليلة ذات وحمٍ، ويومٌ وحمٌ: شديد(2/323)
الحرّ. وارمأة وحمى، وقد وحمت، وبها وحمٌ ووحام وهو الشّهوة على الحبل. وفي مثل " وحمى ولا حبل ": للحريص السآّل ولا حاجة به. وقال:
وكلّفت الوحمى بليل حليها ... شحوم الذرى والآبدات البجاريا
أي الأشياء الغريبة التي لا سبيل إلى نيلها. ووحمناها: أذهبنا وحمها.
وح ي
أوحي إيه وأومي بمعنًى، ووحيت إليه وأوحيت إذا كلّمته بما تخفيه عن غيره، وأوحى الله إلى أنبيائه. " وأوحى ربك إلى النّحل " ووحى وحيا: كتب. قال رؤبة:
لقدرٍ كان وحاه الواحي
ويقال: الوحا الوحا والوحاك الوحاك: في الاستعجال، وتوحّى: أسرع. قال الأعشى:
مثل ريح المسك ذاكٍ ريحها ... صبّها السّاقي إذا قيل توحّ
واستوحيته: استعجلته. واستوح لي بني فلان ما خبرهم: استخبرهم.
وخ د
جمل واحد ووخاد: واسع الخطو، وقد وخد يخد وخداً ووخداناً.
وخ ز
وخزه بالرّمح ووخضه وهو طعن ليس بنافذٍ، وهو أشدّ من وخز الإبر.
ومن المجاز: وخزه الشيب.
وخ ش
هو من الأوباش والأوخاش، ومن الوخش. ورجل وخش: رذل.
وخ ط
وخطه بالرّمح، ووخطته بالسّيف: تناولته به من بعيد. ومرّ الظليم يخط وخطاً وهو سعة خطوه.
ومن المجاز: وخطه الشيب. ووخط فلان فهو موخوط، وبها وخطٌ من الوحش ووخزٌ: نبذٌ منها. قال رجلٌ من بني ذهل:
غدونا إلى وخطٍ من الوحش آمن ... فصبّحه منا عذاب معجّل
وخ ف
أوخف الخطميّ والسويق ووخفه: صبّ فيه الماء وضربه ليختلط. وكأن لغامها وخيفة الخطميّ.
وخ م
شيء وخمٌ ووخم ووخيمٌ، وقد وخُمَ وخامةً، واستوخمته وتوخّمته، وكلأٌ متوخّم. قال:
إلى كلإ مستوبل متوخّم
وأوخمه الطّعام فوخم واتّخم، وأصابته التخمة.
وخ ي
توخّيت هذا الأمر: تعمّدته دون ما سواه. ويقولون: ألا وخذ على سمت هذا الوخى. وهو الصّوب.
ود ج
قطع الودجين وهما الوريدان. وودج الذبيحة يدجها، ودج ذبيحتك.(2/324)
ومن المجاز: حزّ على الفائت الودج إذا اشتدّ تلهفه عليه. قال عبد الله بن الزبير بفتح الزاي الأسديّ الشاعر:
لا أحسب الشرذ جاراً لا يفارقني ... ولا أحُزّ على ما فاتني الودجا
وكان فلان ودجي إلى كذا أي سببي إليه ووصلتي. ويقال للمتواصلين: هما ودجان: شبّها بالعرقين في تصاحبهما. وقال زيد الخيل:
فقبّحتما من وافدين اصطفيتما ... ومن ودجي حرب تلقّح حائل
أي من أخوي حربٍ أو تحيا بكما الحرب كما يحيا الحيوان بودجيه. وودجت بين القوم: أصلحت وقطعت الشرّ وأمتّه. ووادجه موادجة: سالمه. قال الكميت:
الصّادعون صفا من لا يوادجهم ... والمرأبون بإذن الله ما شعبوا
ود د
وددته وداً ومودّةً، وبيننا موادّ ومواتّ، وهو وديدي وودّي، وواددته وداداً، ونحن نتوادّ، ووددت لو كان كذا ودادةً، وبودّي لو كان.
ود ر
ودّرته توديراً إذا غيبته. وسمعتهم يقولون: ودّر فلان. وودّره الأمير، وأمر به أن يودّر: يريدون تسييره وتغريبه وطرده عن البلد وعن النضر: ودّرت رسولي قبل ناحية كذا.
ود ع
دعه يفعل كذا، وما ينبغي أن تدعه. ووادعه موادعة: تاركه العداوة. وتوادعوا. وأودعته الوديعة والودائع، واستودعته إياها. وهو في خفض ودعة، وقد ودع وداعة، واتّدع وتودّع. وقال عمر بن أبي ربيعة:
تودّع من نساء الناس طراً ... فأصبح خالصاً بكم يهيم
وفي الحديث: " فقد تودّع منهم " ورجل وديع ووادع ومتدع ومتودع. ونال الملك وادعاً: من غير كلفة. وودّع الثوب توديعاً، وتودّعه: صانه في الميدع وهو الصّوان. قال الراعي:
ثناء تشرق الأحساب منه ... به نتودّع الحسب المصونا
وهذا الجمل يودّع للفحلة: يصان.
ومن المجاز: أودعته سرّي. وأودع الوعاء متاعه. وأودع كتابه كذا. وأودع كلامه معنى حسناً. قال:
أستودع العلم قرطاساً فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس
وسقطت الودائع: الأمطار، لأنها أودعت السحاب. وفلان وديع: للساكن الطائر استعير من المستريح. قال حسان:
وديع وسهل للصديق وإنه ... ليعدل رأس الأصيد المتمايل
ود ق
ودقت السماء والمطر، وسحاب وادق. وودق العير إلى الماء. وهذا مودق الحمر:(2/325)
مأتاها، ومودق الظّبي: لموقفه حيث يتناول الشجر. قال امرؤ القيس:
دخلت على بيضاء جمّ عظامها ... تعفّى بذيل الدرع إذ جئت مودقي
وودق لك الصيد: أكثبك. وما ودق إلى الأرض منه شيء. وبعير وادق السرّة: للسمين لأن سرته تدنو من الأرض. قال:
مندحّة السرّات وادقاتها
وإنه لوادق السّنة إذا كان قريب النّعاس نومةً. وسيف وادق: حديد. واشتدّت الوديقة والودائق وهي حرذ الهاجرة. وودق إلى الصلح: مال. وأتانٌ وادق وودوق ووديق، وكذلك كل ذات حافر. وقد ودقت وأودقت واستودقت.
ومن المجاز: حرب ذات ودقين: شبّهت بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويروى عن علي كرم الله وجهه:
فإن بقيت فرهنٌ ذمتي لكم ... بذات ودقين لا يعفو لها أثر
ود ك
ودكت يده، ولحم ودك، ودجاجة ودكة.
ومن المجاز: ما فيه ودكٌ. وما رأيت عنده متودّكاً إذا لم يكن عنده طائل، ونحوه: ما فيه دسم.
ود ن
ودنه بالعصا: ضربه، ومنه: الميدان لأن الخيل تودن فيه.
ود ي
وديت القتيل: أدّيت ديته، واتّدى وليّ القتيل: أخذ الدية. يقال: اتّدى فلان ولم يثأر. وقالت أخت عمرو:
فإن أنتم لم تثأروا واتّديتم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلّم
وغرس الوديّ: الفسيل. وودى الرجل ودياً.
ومن المجاز: حلّ بواديك أي نزل بك المكروه وضاق بك الأمر.
وذ ر
ذره، واحذره. والعرب أماتت المصدر منه فيقولون: ذر تركاً، وإذا قيل لهم ذروه قالوا قد وذرناه. وعندي وذرة من لحم: قطعة بلا عظم.
ومن المجاز: قولهم في الشتم: يا ابن شامّة الوذر: يريدون الزانية، والوذر كناية عن المذاكير. وعن عثمان رضي الله عنه: أنه رفع إليه من قاله فحدّه. وامرأة لمياء الوذرتين وهما الشفتان.
وذ ف
خرج علينا يتوذّف في مشيته: يتبختر. قال بشر بن أبي حازم:
يعطي النجائب بالرّحال كأنها ... بقر الصرائم والجياد توذف
تمرح.
وذ ل
أقبل عليّ بوجه كالوذيلة وهي المرآة أو القطعة من الفضة. قال الهذلي:
وبياض وجه لم تحل أسراره ... مثل الوذيلة أو كشنف الأنضر(2/326)
وقال المسيّب بن علس:
أرتك بذات الضّال منها معاصماً ... وخداً أسيلاً كالوذيلة ناعماً
ولهم وجوه كالوذائل، لم توسم بالرذائل.
وذ م
انقطعت الوذم والأوذام وهي سيور تشدّ بها العراقيّ.
ومن المجاز: أوذم عليه الحجّ والنّذر: ألزمه نفسه، وأصله من أوذم الدلو إذا عمل لها وذماً.
ور ث
ورثته المال، وورثته منه وعنه، وحزت الإرث والميراث، وأورثنيه وورّثنيه، وهم الورثة والورّاث.
ومن المجاز: أورثه كثرة الأكل التّخم والأدواء، وأورثته الحمذى ضعفاً، وهو في إرث مجد، والمجد متوارث بينهم.
ور د
ورد الماء ووداً وورداً. قال:
رِدِي رِدي وِردَ قطاةٍ صمّاء ... كدرية أعجبها برد الماء
واستورد الماء: ورده. قال أبو النجم:
فجئن ليلاً لم يكن تصبيحاً ... فاستوردت لا ثمداً رشوحاً
وقال:
فانصرفت عنه وما تزوّدا ... ولو أرادت ورده لاستوردا
وشاحها والدّملج المعضّدا ... والأقحوان الناضر المبرّدا
وواردته: وردت معه الواردة، وتواردناه. وقال امرؤ القيس يصف حماراً:
يوارد مجهولات كل خميلة ... يمجّ لفاظ البقل في كلّ مشرب
وأوردت القوم الماء إيراداً، وأوردت الإبل. وهذا ورد القوم وموردهم. ونعم وطير ورد: واردات، وقوم وِردٌ: واردون. ورأيتهم وِردا وِردا. ومنه " إلى جهنّم ورداً " وهذا زمن الورد. وورّدت الأشجار.
ومن المجاز: وردت البلد. وورد عليّ كتاب سرّني مورده. وهو حسن الإيراد. وتورّدت الخيل البلد. وهو يتورّد المهالك. وورد عليه أمرٌ لم يطقه. وأوردت عليّ ما غمّني. ووردته الحمّى. وهو يوم الورد. قال:
إذا ذكرتها النفس ظلت كأنما ... علاها من الورد التهامي أفكل
ووُرِد المحموم فهو مورود. وقال أعرابيّ لآخر: ما أمار إفراق المورود، قال: الرّحضاء أي ما علامات إفاقته. وفرغ من ورده ومن أوراده. واستورد الضلالة: وردها. ويقال: استورده الضلالة: أورده إيّاها.(2/327)
كما قال ابن الزّبعري:
حيران يعمه في ضلالتهمستورداً لشرائع الظلم واستقامت الموارد أي الطرق، وأصلها: طرق الواردين. قال جرير:
أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوجّ الموارد مستقيم
وشجرة واردة الأغصان. قال الراعي يصف كرماً:
تلقى نواطيره في كلّ مرقبة ... يرمون عن وارد الأفنان منهصر
وشعر وارد: يرد الكفل لطوله. وأرنبة واردة: مقبلة على السّبلة. قال:
كرام تنال الماء قبل شفاههم ... لهم واردات الغرض شم الأرانب
وفلان وارد الأنف، ووارد الغضروف. وبين الشاعرين مواردة وتوارد. وورد ثوبه. وخدّ مورد. وتورّد خدّاها. وفرس وأسد وردٌ، وقد ورد وردَةً، وخيلٌ ورادٌ. قال طفيل:
وراداً وحسوّا مشرفاً حجباتها ... بنات حصان قد تعولم منجب
" فكانت وردةً كالدّهان " وليلة وردةٌ: حمراء الطرفين وذلك في الجدب. ورجع مورّد القذال: مصفوعاً.
ور س
أورس الرمث: اصفرّ ثمره فهو وارس ومورس. ورداء مورّس، وملاءة مورّسة: مصبوغة بالورس. وقدح ورسيّ: من الأثل. وحمامٌ ورسيّ: أصفر. وزعفران وارس. وصخرة وارسة بالطحلب. قال امرؤ القيس:
وتخطو على صمّ صلابٍ كأنها ... حجارة غيل وارسات بطحلب
ور ش
جاء ومعه وارش، كأنه كلب هارش؛ وهو الطفيليّ. وفي مثل " بعلّة الورشان، يأكل رطب المشان ".
ور ط
وقع في ورطة لا يتخلّص منها: في بليّة، وأصلها: الهوّة الغامضة. قال:
إن تأت يوماً مثل هذي الخطّة ... تلاقِ من ضرب نمير ورطه
وتورّطت الماشية: وقعت في موحل ومكان لا يتخلّص منه. وتورّط فلان في بليّة، وورّطه فيها،(2/328)
وأورطه شرّ مورطٍ، ووارطه موارطة ووراطاً: خادعه، ومنه: " لا وِراط ". ويقال: لا توارط جارك فإن الوِراط، يورد الأوراط؛ جمع ورطةٍ. واستورط فلان في حبالتي: نشب فيها.
ور ع
رجل ورعٌ ومتورّع، وقد ورع يرع ويرع ويورع ورعاً ورعةً. وفلان ورع ضرع: جبان ضعيف، وقد ورع وراعة. وورّعت الرجل عن الأمر: كففته فتورّع عنه. وفي الحديث: " ورّع اللصّ ولا تراعه " وعن بعض العرب: كانت عجوز على شمس وأنا في خباء فقالت: تورّع عن اللظى إلى الظلّ، تقول: أحسنت حيث قعدت في الظلّ وتركت ما أنا فيه. وورّعت نفسي عما لا ينبغي. وورّعت الإبل عن الماء. قال:
وقال الذي يرجو العلالة ورّعوا ... عن الماء لا يطرق وهنّ طوارق
أي لا يكدّر، والإبل مكدّرات من الماء الطّرق. وورّعت بين المتخاصمين إذا فرعت بينهما.
ور ف
ظلّ وارف: ممدود واسع. وورف النبات وريفاً فهو وارف: له بهجة من الريّ.
ور ق
أورقت الشجرة وورّقت، وشجرة مورقة: ذات ورق، وورقة ووريقة: كثيرة الورق، ووارقة: خضراء الورق حسنة، وورقت الشجرة: أخذت ورقها. وتورّق الظبي: أكل الورق. قال امرؤ القيس:
وقد ركدت وسط السماء نجومها ... ركود نوادي الربرب المتورّق
وأعطاه ألف درهم ورقاً ورقةً ورقين. قال ثمامة السدوسيّ:
ألا ربّ ملتاث يجرّ كساءه ... نفي عنه وجدان الرّقين العظائما
وأورق الرجل: صار ذا ورقٍ. وياقل: إن تتجر فإنه مورقة لمالك. وحمامة ورقاء. وجمل أورق. وذئب أورق. وهو من وُرقِ الذئاب.
ومن المجاز: رأيت في الأرض ورق الدم وهي القطع المستديرة منه. وثمّر الله تعالى ورقه: ماشيته. قال العجاج:
إغفر خطاياي وثمّر ورقي
وهم من ورق القوم: من أحداثهم. وإنه إنها لورقة إذا كانا ضعيفين حديثين. وما أحسن أوراق فلان! إذا كان حسن الهيئة واللّبسة. وكتب في الورق وهي جلود رقاق، وصنعته الوِراقة. وكأن وجهه ورقة مصحف. وعام أورق: لا مطر فيه. وأورق الصائد والغازي، وطالب الحاجة: أخفق.
ور ك
ورّك على الدابة وتورّك: ركبها واضعاً رجله بين يدي الواسط وهو مقدّم الرحل على الموركة وهي شبه مصدغة يجعلها تحت رجله(2/329)
ويحتضن الواسط بمأبضها وهو منثني الركبة. وزيّن رحله بالوراك وهو قطعة من حبرة أو أديم يحفّ بها الرحل وقد تجعل على الموركة: وسجد متورّكاً وهو أن يلصق وركيه بعقبيه ولا يتجافى. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: " أنه كره أن يسجد الرجل متوركاً أو مضطجعاً ". ونام متورّكاً متكئاً على أحد وركيه.
ومن المجاز: قعد الملاّح على ورك السفينة، وهم عليّ وركٌ واحد إذا تألبوا عليه. وورّكوا في الوادي: عدلوا. قال زهير:
وورّكن في السّوبان يعلون متنه ... عليهن دلّ الناعم المتنعّم
وورّك عليه السيف: حمله عليه. قال ساعدة ابن جؤيّة:
فورّك لينا لا يثمثم نصله ... إذا صاب أوساط العظام صميم
لا يردّ. وورّك عليه ذنبه. وعن الحسن: من أنكر القدر فقد فجر، ومن ورّك ذنبه على الله فقد كفر. وتورّك عن الحاجة: تبطّأ عنها. وقال القطاميّ:
وقد تعرّجت لما ورّكت أركاً ... ذات الشمال عن أيماننا الرحل
أي خلّفته.
ور م
ورم جلده، وفيه ورم وأورام، وتورّم وجهه، وأصبح مورّماً.
ومن المجاز: ورم أنفه إذا غضب. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: " فكلكم ورِم أنفه أن يكون له الأمر من دونه ". وشجر وارم: كثير مجتمع. قال الجعديّ:
فتسامى زمخريّ وارم ... مالت الأعراف منه واكتهل
لا يمسك ماءه.
ور هـ
امرأة ورهاء: حمقاء.
ومن المجاز: ريح ورهاء، كقولهم: هوجاء إذا كان في هبوبها خرق وعجرفة. وسحاب وردهٌ.
ور ي
واريته فتوارى. ووري الزند يرى ووريَ يرى، نحو: وليَ يلي. وأوريته. وهل عندك ريّةٌ؟: شيء تورَى به النار من بعرة أو قطنة. ووراه الداء. وبعير موريٌّ. قال:
وراهنّ ربّي مثل ما قد ورينني ... وأحمى على أكبادهنّ المكاويا
قال النضر: الوريُ شرقق يقع في قصب الرئتين فيقتل. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد سفراً ورّى بغيره. وما أدري أيّ الورى هو؟. ويقال: "(2/330)
وراءك أوسع لك ". وقيل للمخبّل: قاوم الزبرقان فقال: إنه أندى مني صوتاً وأكثر مني ريقاً وإني لا أقوم له في المواجهة ولكن دعوني أهاديه الشعر من وراء وراء.
ومن المجاز: " ورت بك زنادي " ووريت. قال:
ورت بعمرو بن عليّ ناري ... ساعة تبدو أسؤق العذارى
وفلان كثير الرماد، وارى الزناد. واستوريت فلاناً رأياً: سألته أن يورِيه لي، كما يقال: استضيء برأيه. وسمعتهم يقولون: أورنيه. بمعنى أرنيه وهو من الورى أي أبرزه لي. وورى النّقيُ ورياً: خرج منه ودك كثير. وسنامٌ وارٍ. قال الأخطل:
والمطعمين إذا هبت شآمية ... تزجي الجهام سديف المربع الواري
الناقة التي لقحت أوّل الربيع، والواري وصفٌ للسّديف منصوبٌ أو مجرور على الجوار أو وصفٌ للمربع على معنى النسب أي ذات ورى.
وز ب
سالت الموازيب والميازيب، من وزب إذا مال عن ابن الأعرابي.
وز ر
حمّلته الوزر وهو الحمل الثقيل، ووزره يزره: حمله، وهو وازره، ووازَرَه: حامَلَه. وهو موازِره ووزيره، كقولك: مجالسه وجليسه. وأنت حصني ووزري.
ومن المجاز: أعدّ أوزار الحرب: آلاتها. قال الأعشى:
وأعددت للحرب أوزارها ... رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً
ووضعت الحرب أوزارها. وقد وزر فلان: أذنب فهو وازر، ووُزِرَ فهو موزور. يقال: فلان موزور، غير مأجور. واتزر فهو متّزر. قال مرار بن سعيد:
أستغفر الله من جدّي ومن لعبي ... وزري فكل امريء لا بدّ متّزر
وعليك في هذا وزر وأوزار. وهو وزير الملك: للذي يوازره أعباء الملك أي يحامله وليس من المؤازرة: المعاونة لأن واوها عن همزة وفعيل منها أزيرٌ. ووزر فلان للأمير يزر له زارةً، واستوزر استيزاراً. وعن النضر: سمعت رجلاً فصيحاً من جذام يقول: نحن أوزاره أجمعون أي وزراؤه وأنصاره نحو أشراف وأيتام.
وز ع
وزعته: كففته فاتزع، ووازعته: مانعته. والشيب وازع. وهو وازع العسكر: لمن يزع من يتقدّم منهم. ولا بدّ للناس من وزعةٍ: من كففة عن الشرّ والبغي. ووزع نفسه عن الجهل والهوى. قال:
إذا لم أزع نفسي عن الجهل والصّبا ... لينفعها علمي فقد ضرّها جهلي
وفلان متّزع: عزيز النفس ممتنع. وأوزعه الله(2/331)
الشكر. وأنا أستوزع الله شكر نعمته. وأولعت به وأوزعت، وأنا به مولع وموزع، ولي به ولوع ووزوع، وأولعته به وأوزعته. ووزّع المال والخاج توزيعاً: قسمه. وبها أوزاع من الناس وأوشاب: ضروب متفرّقون. وتقول: ذهبت نفسه شعاعاً، ولحمه أوزاعاً. قال يزيد بن الحكم الثقفيّ:
فرددت عادية الكتيبة عن فتى ... قد اد يترك لحمه أوزاعاً
وما لهم إلا أوزاع من الصّرم. قال:
فاستدبروا كلّ ضحضاح مدفّئة ... والمحصنات وأوزاعاً من الصرم
استدبروا: استاقوا: والضحضاح: الإبل الكثيرة.
ومن المجاز: توزّعته الأفكار، وهو متوزّع القلب.
وز غ
أحمر كأنه وزغةٌ. ووزّغ الجنين: صوّر في البطن. وأوزغت الناقة ببولها: رمت به.
ومن المجاز: ما هو إلا وزغ من الأوزاغ: فسلٌ.
وز ن
وزنه وزناً وزنة، ووزنت له الدراهم، فاتّزنها، كقولك: نقدتها له فانتقدها. واتّزن العدل: اعتدل بالآخر. ودينار وازن، ودراهم وازنة بوزن مكة. ووازن الشيء الشيء: ساواه في الوزن، وتوازنا واتّزنا. وسمعتهم يقولون: أخذت كذا بكذا وزنة بوزنة، ووزنت الشيء ووزنته وثقلته إذا رزته بيدك لتعرف وزنه.
ومن المجاز: استقام ميزان النهار: انتصف. وكلام موزون. وتقول: زن كلامك ولا تزنه. وهو وزين الرأي، وقد وزن وزانة أي رزينه. وداري توازن دارك أي تحاذيها، وهي بوزانها ووزنها وزنتها: بحذائها. قال محمد بن يزيد الأموي:
حتى إذا ما الحوت في ... حوض من الدلو كرع
ووازن الكفّ التي ... فيها خضاب قد نصع
للثريا كفان: الجذماء والخضيب. وهو بميزان الجبل: بحذائه. وفلان راجح الوزن: موصوف برجاحة العقل والرأي. ووازنت الرجل: كافأته على فعاله. ووزن نفسه على كذا: وطّنها عليه. وما أكله إلا وزنةٌ واحدة أي وجبة.
وس ج
وسجت الإبل وسيجاً وهو ضرب من السير. قال ذو الرمة:
والعيس من عاسج أو واسجٍ خبباً ... ينحزن في جانبيها وهي تنسلب
وإبل وسجٌ. وأوسجتها: حملتها على الوسيج.
وس خ
وسخ الثوب وسخاً واتسخ وتوسّخ واستوسخ، وبه وسخ وأوساخ، ووسّخته وأوسخته.
ومن المجاز: لا تأكل من أوساخ الناس.
وس د
تحته وسادة من حرّ الوسائد، وأما الوساد فكل ما يتوسد به وإن كان من تراب، ووسّدته كذا فتوسده.
ومن المجاز: هو عريض الوساد: للأبله. وهو يتوسد الهمّ.
وس(2/332)
وس
وسوس الرجل بلفظ ما سمى فاعله فهو موسوس بالكسر. قال:
وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق
وهو فعل غير متعدّ نحو ولول ووعوع. ووسوس إليه الشيطان.
ومن المجاز: وسوس الحليّ والقصب، وسمعت وسواسه.
وس ط
جلس وسط الدار. وضرب وسطه وأوساطهم. وهو أوسط أولاده، ووسطى بناته. ووسط القوم وتوسّطهم: حصل في وسطهم. قال:
وقد وسطت مالكاً وحنظلاً
وتوسّطت الشمس السماء. ووسّطته القوم. وتوسّط بين الخصوم. ووسّطته. وهي واسطة القلادة، ووسائط القلائد.
ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم، وقد وسط وساطة، وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ". وقال زهير:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
وهو من واسطة قومه. وهو أوسط قومه حسباً. واكتريت من أعرابيّ فقال لي: أعطني من سطاتهنّه: أراد من خيار الدنانير.
وس ع
وسع المكان وغيره سعةً واتسع وتوسع واستوسع. قال النابغة:
تسع البلاد إذا أتيتك زائراً ... وإذا هجرتك ضاق عنّي مقعدي
ولي في هذا المكان متّسع. وأوسعت الموضع: وجدته واسعاً. يقال: " أوسعت فابنِ ". وفرس وساعٌ ووسيعٌ: واسع الخطو، وقد وسع وساعة. ووسع الرجل المكان، ووسعه المكان.
ومن المجاز: إنه ليسعني ما يسعك، ولا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا يسعك أن تفعل كذا. ووسّع الله عليه العيش وأوسعه. وأوسع الرجل واستوسع: اتسعت حاله. وهو في عيش واسع " والله واسع "، ووسعت رحمته كل شيء، ولا تكلف نفسٌ إلا ما تسع. قال الأخطل:
ولا تكلّف نفسٌ فوق ما تسع
ووسع القوم عطاء فلان.
وس ق
عنده وسق من تمر ووسوق(2/333)
وأوساق. ووسّق متاعه: جعله وسوقاً. وأوسقت البعير: حمّلته الوسق. ووسقه. حمله. وكلّ شيء جمعته وحملته فقد وسقته. قال:
وإني وإياكم وشوقاً إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله
والراعي يسق الإبل حتى استوسقت: اجتمعت. وساق العدوّ الوسيقة والوسائق وهي الطريدة. وناقة واسق: حامل، وقد وسقت. ونخلة موسقة، وقد أوسقت. قال لبيد يصف الجنة:
يوم أرزاق من يفضّل عمّ ... موسقات وحفّلٌ أبكار
ومن المجاز: اتّسق القمر. واتسق أمره واستوسق. وطرد الحمار وسيقته وهي عانته. وهو لا يواسق فلاناً: لا يعادله، وأصل المواسقة: المحاملة. قال جندل:
فلست إن جاريتني مواسقي ... ولست إن عضّ شكيمي صادقي
" والليل وما وسق ". ولا أفعل ذلك ما وسقت عيني الماء.
وس ل
لي إليه وسيلة ووسائل. وأنا متوسّل إليه بكذا وواسل، ووسلت إليه، وتوسّلت إلى الله بالعمل: تقرّبت. قال لبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كلّ ذي دينٍ إلى الله واسل
وس م
وسم دابته بالميسم وسماً وسمةً، وما سمة دابّتك وسمات إبلك؟.
ومن المجاز: وسمه بالهجاء. قال الفرزدق:
لقد قلّدت جلف بني كليب ... مواسم في السوالف ثابتات
وقال:
إني امرؤ أسم القصائد للعدا ... إن القصائد شرّها أغفالها
وهو موسوم بالخير والشرّ ومتّسم به، ومنه: موسم الحاجّ ومواسم العرب: لأنها عالم كانوا يجتمعون فيها. ووسّموا نحو عيّدوا إذا شهدوا الموسم. وامرأة ذات ميسم: عليها أثر الجمال. وإنها لوسيمة قسيمة، وإنه لوسيم قسيم، وهم وهنّ وسامٌ. وتوسّمت فيه الخير: تبيّنت فيه أثره. قال:
توسّمته لمّا رأيت مهابة ... عليه وقلت الشيخ من آل هاشم
وأرض موسومة: أصابها الوسميّ، والوسميُّ. منسوب إلى وسمه الأرض بالنبات، وتوسّم الرجل: طلب نبات الوسميّ.(2/334)
قال الجعديّ يصف الظعائن:
وأصبحن كالدّوم النواعم غدوةً ... على وجهة من ظاعن يتوسّم
هو قيّمهنّ الذي ينتجع بهنّ، والوجهة: الوجه الذي يؤمّه.
وس ن
أخذه الوسن والسّنة، وهم في سكر سناتهم، وقد علته وسنةٌ. ورزق فلان ما لم يوسن به في نومه. ورجلٌ وسنان وامرأة وسنى. وفلانة ميسان الضحى، كقولك: نؤوم الضحى، وتوسّنها نحو تنوّمها إذا أتاها نائمة. قال:
كأن فاها لمن توسّنها ... أو هكذا موهناً ولم تنم
وقال حميد بن ثور:
ولقد نظرت إلى أغر مشهر ... بكرٍ توسن بالخميلة عوناً
أراد بالأغر: السحاب، وبالعون: الأرضين التي مطرت قبله، جعله بكراً وإياهنّ عوناً.
ومن المجاز: هو في سنة: في غفلة. وهو غارز رأسه في سنةٍ. وما هو من همي ومن سنتي أي حاجتي. وقضت الإبل أوسانها من الماء. وتقول: الخيل قضت أرسانها، حتى قضت أوسانها.
وش ج
وشجت العروق والأغصان تشج وشيجاً، ومنه: الوشيج: عروق القصب. قال زهير:
وهل ينبت الخطيّ إلا وشيجه ... ويغرس إلا في منابتها النخل
ومن المجاز: بينهم واشجة رحم، ووشائج النسب. ووشج ما بينهم وتوشّج. قال:
والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقدٍ شديد
وقال يصف نساءً:
مصاصٌ لبابٌ لم تشب فيه أشبةٌ ... وما وشجت فيه عروق الزعانف
وتطاعنوا بالوشيج: بالرّماح. قال أوس:
نبيح حمى ذي العزّ حين نريده ... ونحمي حمانا بالوشيج المقوّم
وقد وشجت في قلبي هموم.
وش ح
امرأة جائلة الوشاح والوشاحين، ولها وشح وأوشحة، وتوشّحت واتشحت، ووشّحتها.
ومن المجاز: توشّح بثوبه وبنجاده: وخرج متوشّحاً بسيفه ومتّشحاً به، وظبية موشّحة: في جنبيها طرّتان مسكّيتان. قال أبو ذؤيب:
موشّحةٌ بالطرّتين دنا لها ... جنى أيكة يضفو عليها قصارها(2/335)
وقال الطرمّاح:
ونبّه ذا العفاء الموشّج
وتوشّحت الجبل: سلكته. وتوشّح المرأة: جامعها. وقال:
جعلت يديّ وشاحاً له ... وبعض الفوارس لا يعتنق
أي عانقته.
وش ظ
شعب الإناء بوشيظةٍ: بشظيّة.
ومن المجاز: فلان وشيظ في قومه ووشيظة، وهو من وشائظهم. قال جرير:
يخزي الوشيظ إذا قال الصميم لهم ... عدّوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييس
وقال الأخطل:
هم أهل بطحاوي قريشٍ كليهما ... هم صلبها ليس الوشائظ كالصلب
ذكّر البطحاء على تأويل الأبطح أجعل كلاً مثل كل حيث يقول: كلّهنّ فعلت، وعن ناس من العرب: كلّتهنّ.
وش ع
برد موشّع: موسيٌّ ذو رقوم وطرائق وهي الوشيع والوشائع، الواحدة: وشيعة. ووشّعه الحائك توشيعاً. قال ابن دريد: التوشيع: رقم الثوب بعلم ونحوه. ووشّع القطن: لفّه بعد الندف، ووشّع الغزل: لفّه على القصب للنسج، ونسج الثوب بالوشيع والوشائع أي بهاذ القصب الملفوف عليه، وقيل: هي كببٌ من ألوان الخيوط كبّة حمراء وأخرى صفراء. قال:
كنسج الحميريّ برود عصبٍ ... يردّ على جوانبها الوشيعا
وقال ذو الرمّة:
به ملعب من مجفلاتٍ نسجنه ... كنسج اليماني برده بالوشائع
وش ق
وشق اللحم يشقه: شرحه وقدّده، وانشقه لنفسه. قال:
إذا عرضت منها كهاة سمينة ... فلا تهد منها وانشق وتجبجب
وعنده وشيقة ووشائق.
وش ك
أوشك ذا خروجاً ووشك، وأوشك أن يفعل، ويوشك أن يخرج. قال:
وصار على الأذنين كلاً وأوشكت ... صلات ذوي القربى له أن تنكّرا
وأمر وشيك. وأخاف وشك البين. ووشكان ما كان ذاك. قال يخاطب خالد بن الوليد:
أتقتلهم ظلماً وتنكح فيهم ... لوشكان هذا والدماء تصبّب(2/336)
وناقة مواشكة: سريعة، وسيرٌ مواشك، وقد واشكت في سيرها مواشكة ووشاكاً.
ولبعضهم:
مواشكةً فلو جنبت إليها ... لعيّت أن تعارضها الجنوب
وش ل
ما فيه إلا وشلٌ وأوشال وهو ما يتحلّب من صخرة قليلاً قليلاً. قال لبيد يصف فرساً:
وعلاه زبد المحض كما ... زلّ عن ظهر الصفا ماء الوشل
وماء واشل، وقد وشل يشل. وحفر بئراً فأوشلها: وجد ماءها وشلاً.
ومن المجاز: ما أصاب إلا وشلاً من الدنيا وأوشالاً منها: وإنه لواشل الحظّ: ناقصه، وفي مثل " هل بالرمل أوشال " يضرب للنّكد. وهو من أشال القوم وأوشابهم: لفيفهم.
وش م
بيدها وشم ووشومٌ ووشام، وقد وشمتها الواشمة، واستوشمت واتشمت.
ومن المجاز: في الأرض وشمٌ من النبات ووشوم، وأوشمت الأرض: ظهر نباتها كالوشم. وأوشمت الإبل: أصابت وشماً من المرعى. وأوشم البرق: لمع لمعاً خفياً. وما أصابتنا العام وشمةٌ: قطره مطرٍ. وما عصيتك وشمةً: أدنى معصيةٍ.
وش ي
ثوب موشيٌّ وموشّى، وهو يلبس الوشيَ. ورجل وشاءٌ، وقد وشاه يشيه وشياً وشيةً. وما أحسن شية هذا الفرس! وهي بياض في سواد أو سواد في بياض. " لاشية فيها ".
ومن المجاز: هو واش من الوشاة: لأنه يشي كلامه بالزور ويزخرفه: وقد وشى به إلى السلطان وشاية، وهو كثير الوشايات. وما زال فلان يمشي ويشي. وثور موشيّ القوائم. ووشت الماشية: فشت وكثرت، وفيها مشاءٌ وفشاءٌ ووشاءٌ: لأنها تشي وتزين بكثرتها " ولكم فيها جمالٌ "، وأوشت الأرض: ظهر فيها وشيٌ من النبات. وأوشت النخلة: بدا أوّل رطبها.
وص ب
به وصب وأوصاب، وهو نصب وصب. قال ذو الرمة:
تشكو الخشاش ومجرى النّسعتين كما ... أن المريض إلى عواده الوصب
وقد وصب من العمل، وأوصبه العل. ورجل وصبٌ موصبٌ إذا وصب. ووصب أهله. وأنا أتوصّب: أجد وصباً. فوي بدني توصّبٌ. وأمر واصب: واجب دائم. " وله الدّين واصباً ". وهي موصبةٌ وقد وصب وصوباً: ووصب شحم الناقة ولبنها: دام، وأوصبت الناقة وواصبت، وهي موصبةٌ ومواصبة. ومفازة واصبة: لا تكاد تنتهي لبعدها.
وص د(2/337)
" باسط ذراعيه بالوصيد ": بالفناء وقيل: بالباب. قال مزرّد:
حملت عليه الهم والليل جانح ... تمام ولم يفتح لحيذ وصيدها
وأوصد الباب: أغلقه. وأوصد القدر: أطبقها. وأوصدوا واستوصدوا: اتخذوا وصيدة للغنم: حظيرةً، وغنمهم في الوصائد.
ومن المجاز: أوصدوا على فلانٍ: ضيّقوا عليه وأرهقوه، وهو موصدٌ عليه.
وص ر
أقطعه أرضاً وكتب له الوصر والوصرة: الصكّ بوزن جربّة وشربّة. قال عديّ:
فأيكم لم ينله عرف نائله ... داثراً سواماً وفي الأرياف أوصارا
وقال الآخر يخاطب خاتمه:
وما اتخذت صداماً للمكوث بها ... ولا انتقشتك إلاّ للوصرّات
هو السامي ولي بعض كور فارس وانتقش على خاتمه واتخذ فرساً اسمه صدام.
وص ف
وصفته وصفاً وصفةً، وله أوصاف وصفات حسنة. وتواصفوا بالكرم، وهو شيء موصوف ومتواصف ومتّصف. قال طرفة:
إني كفاني من أمرٍ هممت به ... جار كجار الحذاقيّ الذي اتصفا
الحذاقيّ: أبو دؤاد الإياديّ وقد اتصف جاره أي صار منعوتاً متواصفاً بين العرب ممدّحاً. وواصفته الشيء مواصفةً. " ونهي عن بيع المواصفة " وهو أن يبيع الشيء بصفته وليس عنده ثم يبتاعه ويدفعه. واستوصفته الشيء: سألته أن يصفه لي. والمريض يستوصف الطبيب لدائه: يسأله أيصف له ما يتعالج به. وهذا مما يعجز الوصاف. وهذا وصيف بيّن الوصافة والإيصاف. وقد أوصف: بلغ أوان الخدمة. وله وصفاء ووصائف، وتوصّفت وصيفاً ووصيفةً: اتخذته، كقولك: تسرّيت.
ومن المجاز: وجهها يصف الحسن، وتقول: وصيفة موصوفة بالجمال، واصفة للغزالة والغزال. ولسانه يصف الكذب، " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ". وهذه ناقة تصف الإدلاج. قال الشمّاخ:
إذا ما أدلجت وصفت يداها ... لها الإدلاج ليلة لا هجوع
وقد كثر حتى قالوا: وصفت الناقة وصوفاً إذا أجادت السير وجدّت فيه. ويقال للمهر إذا توجه وأخذ في حسن السيرة: هذا مهرٌ قد وصف أي(2/338)
وصف المشي وأجاده.
وص ل
وصل الشيء بغيره فاتصل. ووصّل الحبال وغيرها توصيلاً: وصل بعضها ببعض ومنه: " ولقد وصّلنا لهم القول ". وخيط موصّل: فيه وصل كثير. ووصلني بعد الهجر وواصلني، وصرمني بعد الوصل والصلة والوصال، وتصارموا بعد التواصل. وهذا موصل الحبلين والعظمين. ووصلت شعرها بشعر غيرها. " ولعن الله الواصلة والمستوصلة. وقطع الله أوصاله: مفاصله جمع وصلٍ ووصلٍ. قال ذو الرمة:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ... فقام بفاس بين وصليك جازر
" ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ " وهي التي وصلت أخاها من أولاد الغنم فلم تذبح، وإذا مات رجل أو نكب قيل للآخر: لا كنت له بوصيلٍ أي لا وصلت به فيصيبك ما أصابه. وهو وصيل فلان: لمواصله الذي لا يكاد يفارقه. ووصل إليه وصولاً. وأوصلته إليه. وتوصّلت إليه: تلطّفت حتى وصلت إليه. وهذا وصلةٌ إلى كذا، وبينهم وصلةٌ ووصلٌ. وساق الله إليّ وصلةً حتى بلغت مقصدي أي رفقة حملوني. وسمعتهم يسمون الزاد: صلةً بالضم.
ومن المجاز: وصله بألف درهم، وهذه صلة الأمير وصلاته. ووصل إلى بني فلان واتصل: انتمى. قال الأعشى:
إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل ... وبكر سبتها والأنوف رواغم
وضربه ضربة لا توصل: لا تداوي. قال الفرزدق:
وهم الذين علوا عمارة ضربة ... شوهاء فوق شؤونه لا توصل
ووصل رحمه، وأمر الله تعالى بصلة الرحم.
وص م
في العود والعظم وصمٌ: صدع، وفيه وصوم كثيرة. ووصم الرمح فهو موصوم.
ومن المجاز: إن في حسبك لوصماً: عيباً. قال:
فإن تك جرمٌ ذات وصم فإننا ... دلفنا إلى جرم بالأم من جرم
ووصّمته الحمّى: فترته وكسّرته. وأجد في جسدي توصيماً. وفيه توصيم الكسل قال لبيد:
وإذا رمت رحيلاً فارتحل ... واعص ما يأمر توصيم الكسل
وص ي
وصى الشيء بالشيء: وصله به. قال ذو(2/339)
الرمة:
نصى الليل بالأيام حتى صلاتنا ... مقاسمة يشتق أنصافها السّفر
ووصى النبت: اتصل وكثر. وأرض واصيةٌ النبات. وواصى البلد البلد: واصله. وأوصيت إلى زيد لعمرو بكذا ووصّيت، وهذا وصيّي، وهم أوصيائي، وهذه وصيّتي ووصاتي، وقبل الوصيّ وصايته، وهي مصدر الوصيّ.
ومن المجاز: أوصيك بتقوى الله " ووصّى بها إبراهيم بنيه " ووصيتك بفلان أن تبره وبأرضي أن تعمرها. واستوص بفلان خيراً.
وض أ
رجل وضيء الوجه: ظاهر الوضاءة ووضّاء. قال:
والمرء يلحقه بفتيان الندى ... خلق الكريم وليس بالوضّاء
وقد وضوّ. وتوضّأ وضوءاً سابغاً بوضوءٍ طاهرٍ من ميضأةً له وميضاءة.
وض ح
وضح الشيء وتوضّح. قال ذو الرمة:
تبسّم لمح البرق عن متوضّح ... كأن الأقاحي شاف ألوانها القطر
وأوضحته ووضّحته واستوضحته: وضعت يدي على عيني أطلب أن يضح لي. واستوضحت الشمس: تخاوصت إليها. وشجّه الموضحة وهي التي توضح عن العظم. ومن أين وضح الراكب وأوضح. وأرى وضحةً ما هي: شبحاً يضح لي. وإنه لوضّاح: للرجل الحسن البسّام. وجاء في وضح الصبح. قال الأعشى:
إذا أتتكم شيبان في وضح الصب ... ح بكبشٍ ترى له قدّاما
وقال الفرزدق:
ولو لبس النهار بنو كليب ... لدنس لؤمهم وضح النهار
" وصوموا من وضحٍ إلى وضحٍ ": من ضوء إلى ضوء. واسلكوا وضح الطريق: محجّته. قال جرير:
قيس على وضح الطريق وتغلب ... يتردّدون تردّد العميان
وفرس ذو أوضاح وهي الغرّة والتحجيل. وعليها وضحٌ وأوضاح: حليّ من فضة. ولا ترك الله له واضحة: سنّاً تضح عند الضحك، واستوضح عن هذا الشيء: ابحث عنه.
ومن المجاز: له النسب الوضّاح. ووضحت الحامل باللبن إذا ألمعت، وحبّذا الوضح أي اللبن.
وض خ
واضخه: ساجله مواضخةً وهي المباراة في الاستقاء.
ومن المجاز: واضخه في السير وغيره. قال نصف(2/340)
الحمار وأتنه:
إذا وضخ التقريب واضخن مثله ... وإن سحّ سحاً خذرفت بالأكارع
وض ر
إناء وضرٌ. ويدٌ وضرةٌ، وبها وضرٌ: وسخ من دسم أو غيره. قال أبو الهنديّ:
سيغني أبا الهنديّ عن وطب سالم ... أباريق لم يعلق بها وضر الزبد
وطهّر الوضراء، وعن الجاحظ: الوري وأنشد:
إذا ملا بطنه ألبانها حلباً ... باتت تغنّيه وضرى ذات أجراس
وهي الاست.
ومن المجاز: فلان وضر الخلاق، وفي أخلاقه وضر، وهو ذو أوضارٍ إذا كان خبيثاً. وكان نقيّ العرض فوضّره بالدناءة.
وض ع
وضع الشيء موضعه ومواضعه. والخياط يوضّع القطن على الثوب توضيعاً.
ومن المجاز: وضعه الشحّ ودناءة النسب. ووضع منه: غضّ منه. وتكلّمت بموضوع الكلام ومخفوضه. قال ذو الرمة:
يقطّع موضوع الحديث ابتسامها ... تقطّع ماء المزن في نطف الخمر
وهو من وضّاع اللغة والصناعة. ووضعت ولدها. ووضع في تجارته وأوضع، ولا أزال أوضع في تجاراتي، ولم أزل موضوعاً فيها. وكم من وضيعة وضعتها. وهو كثير الوضائع، في بيع البضائع. والدابة تضع في سيرها وهو سير دون. ولها موضوع ومرفوع. وأوضعتها. " ولأوضعوا خلالكم ". وواضعته على كذا، وتواضعنا عليه. وفي كلام بعضهم: إذا كان وجه السّحر فاقرع عليّ بابي حتى تعرف موضع رأيي. ورجل وضيع، وقد وضع ضعةً ووضاعة، واتضع وتواضع. وارمأة واضعٌ: لا خمار عليها. وتعال أواضعك الرهان. وفلان موضع. وفي كلامه توضيع: تخنيث وهو من وضّع الشجرة إذا هصرها. وجملٌ عارف الموضع أي يعرف التوضيع لأنه ذلول فيضع عند الركوب رأسه وعنقه. قال:
فعوّجت من بازل جلنفع ... رخو السنام عارف الموضّع
وض م
أوضمت اللحم وأوضمت له: جعلت له وضماً وهو كلّ ما وُقيَ به من الأرض من خشبة أو خصفة أو يغرهما. ووضمته أضمه وضماً: إذا وضعته على الوضم ورويَ على العكس. وأطعموا الوضيمة: طعام المأتم.
ومن المجاز: هو لحم على وضم: للذليل.(2/341)
واستضمت فلاناص واستوضمته: ظلمته وجعلته كالوضم في الذل. قال:
إن لا يكن جسم فإنّ قلباً ... أصمع للضيم أبياً شغباً
يستوضم الجبّاءة الجخبا
الجبّأ والجبّاء والجبّاءة: الضعيف، والجخب مثله، وتوضّم المرأة: وقع عليها.
وض ن
درع موضونة: منسوجة حلقتين حلقتين. ووضن النّسع، وقلق وضينها: بطانها من الهزال، وقلقت وضنها.
وط ئ
وطئه برجله وطأً وطئةً، ورايت موطئ قدمه ومواطئ أقدامهم، وتوطؤوه بالأقدام حتى قتلوه. قال ذو الرمة:
وإنا لحيّ ما تزال جيادنا ... توطّأ أكباد الكماة وتأسر
وأوطأته دابتي حتى وطئته. ووطّات الفراش توطئة، ووطؤ وطاءة، وفراش وطئ، وما له وطاءٌ ولا غطاء، وواطأه على الأمر مواطأة، وتواطأوا عليه، وكلّ أحد يخبر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من غير تواطؤ. وأوطأ في شعره إيطاء وهو اتفاق القافيتين من المواطأة.
ومن المجاز: وطئهم العدوّ وطأةً منكرة. وفي الحديث: " اللهم اشدد وطأتك على مضر " وثبّت الله وطأته. وفلان وطئ الخلق، وقد وطؤ وطاءة، وتقول: فيه وطاءة الخلق، ووضاءة الخلق. ويقال للمضياف: موطّأ الأكتاف إذا لم ينب جنابه عن النّزل. ودابة وطيئة: بيّنة الوطاءة. وهو في عيش وطيء، وأنا أحب وطاءة العيش.
وط ب
عنده وطابٌ من لبن وأوطاب، ومنه: الوطباء: العظيمة الثديين.
ومن المجاز: رجل وطبٌ: جافٍ. قال:
أفي أن سرى كلبٌ فبيّت علبةً ... وجبجبةً للوطب سلمى تطلّق
وط د
وطد المكان ووطّده إذا ضربه بالميطدة ليتصلّب لأساس بناء أو غيره.
ومن المجاز: وطّد الملك توطيداً. وعزّ موطّد وموطود وواطد: ثابت. ووطّدت منزلة فلان عند فلان، وتوطّدت له عنده منزلةٌ، ومنه: وطائد المسجد: لأساطينه، ووطائد القدر: لأثافيه. وفلان من وطائد الإسم. قال:
فأنت لدين الله فينا وطيدة ... وأنت عن الأحساب فينا المذبب
أي دعامة.
وط ر
قضيت منه وطري وأوطاري.
وط س
وطست الركاب اليرمع: كسرته، ووطست الأرض: هزمت فيها. وحفر وطيساً: حفرة يختبز فيها ويشتوي.
ومن المجاز: حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب. وتواطست الأمواج: تلاطمت.
وط ش
وطشت القوم عني: دفعتهم. وضربوه فما وطّش إليهم توطشيشاً: ما مد يده إليهم ولا دفع(2/342)
عن نفسه. ووطّش لي شيئاً من الحديث حتى أذكره أي افتح.
وط ف
في أشفاره وطفٌ: طول شعر واسترخاء.
ومن المجاز: سحابة وطفاء: لها هيدب، وسحاب وطف. وعيش أوطف: رخيّ.
وط ن كلّ يحب وطنه وأوطانه وموطنه ومواطنه، والإبل تحن إلى أوطانها. وأطن الأرض ووطذنها وتوطذنها واستوطنها. وأرسلت الخيل من الميطان: من حيث توطّن للسباق.
ومن المجاز: هذه أوطان الغنم: لمرابضها. وثبت في موطن القتال ومواطنه وهي مشاهده. وإذا أتيت مكة فوقفت في تلك المواطن فادع لي ولإخواني أي في تلك المشاهد. ووطّنت نفسي على ذا فتوطّنت. قال:
ولا يخر فيمن لا يوطّن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
وواطنته على الأمر: وافقته.
وظ ب
وظب على الأمر وظوباً، وواظب عليه مواظبة: داوم.
وظ ف
له وظيفة من رزق، ووظائف ووظف، وعليه كلّ يوم وظيفة من عمل، ووظّف عليه لاعمل: وهو موظّف عليه، ووظّف له الرزق: ووظّف لدابّته العلف. وضرب وظيف دابّته وأوظفة دوابّه وهو مقدّم الساق.
ومن المجاز: للدنيا وظائف أي نوب ودول. قال:
أبقت لنا وقعات الدهر مكرمةً ... ما هبت الريح والدنيا لها وظف
وجاءت الإبل على وظيفٍ واحد وخفّ واحد إذا جاءت قطاراً.
وع ب
أوعبت الشيء واستوعبته إذا استنظفته.
ومن المجاز: استوعب الجراب الدقيق. وفي الحديث: " إن النّعمة الواحدة تستوعب عمل العبد يوم القيامة " وأوعب الجدع أنفه، وجدعه جدعاً موعباً. وركض وعيب وهو أقصى ما عند الفرس. قال بعض العبديّين:
أخال بها كفّه مدبراً ... وهل ينجينك ركض وعيت
وأتبعه طعنةً ثرةً ... يسيل على السرج منها صبيب
وبيت وعيب: واسع يستوعب ما يجعل فيه، وأوعب بنو فلان لبني فلان: جاءوهم بأجمعهم. وأوعبوا جلاءً: لم يبق في بلدهم أحد.
وع ث
هو يمشي في الوعث والوعوث: في دهاسٍ يشق فيه المشيُ، وقد أوعثوا، كقولك: أسهلوا.
ومن المجاز: " أعوذ بالله من وعثاء السفر ": من شدّته. وركب فلان الوعثاء إذا أذنب. قال الكميت:
وأين ابنها منكم ومنّا وبعلها ... خزيمة والأرحام وعثاء حوبها(2/343)
ويده وعثة: منكسرة. قال:
ألستم تغضبون إذا رأيتم ... يميني وعثةً وفمي رتاما
ورجل وعث اللسان إذا عجز عن الكلام. قال ابن هرمة:
ومغوثٍ بعد الهدوّ أجبته ... ولسانه وعث اللهاة قطيع
وأوعث المتكلم. وامرأة وعثة الأرداف: عجزاء. قال ابن هرمة:
ثم قامت حولها أترابها ... وعثة الأرداف غرثى الملتزم
وع د
وعدته كذا. وأوعدته بالعقوبة وتوعدته. وقد أخلف وعده وعدته وموعده وموعدته وموعوده وميعاده، وهذا الوقت والمكان ميعادهم وموعدهم، وتواعدوا واتعدوا، ووعدته فاتعد: قبل الوعد نحو وعظته فاتعظ. واشتدّ الوعيد.
ومن المجاز: وعدته شراً " الشيطان يعدكم الفقر " وأصبحت أرضهم واعدة إذا رُجيَ خيرها، وقد وعدت. ويوم وعام واعد. ورأيت شجرها ونباتها واعداً. وفرس واعد يعد الجري. قال في صفة النخل:
كيف تراها واعداً صغارها ... تسوء شنّاء العدا كبارها
وأنشد ابن دريد:
راحت ركائبهم وفي أكوارها ... ألفان من عم الأثيل الواعد
ما إن رأيت ولا سمعت بأركبٍ ... حملت حدائق كالظّلام الرّاكد
أراد السجل بالنخل الموهوب. وقال سويد:
رعى غير مذعور بهنّ وراقه ... لعاع تهاداه الدّكادك واعد
وقال ابن ميّادة يصف مطراً:
سبقت أوائله أواخر نوئه ... بمشرّع عذبٍ ونبتٍ واعد
وقال خفاف:
جدّ سبوحاً غير ذي سقطةٍ ... مستفراً ميعته واعد
وقال:
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق
وأوعد الفحل وعيداً شديداً إذا هدر وهم أن(2/344)
يصول. قال أبو النجم:
يرعد أن يوعد قلب الأعزل
وع ر
مشى في الوعر والوعور والأوعار والوعورة. ووعر المكان ووعر وتوعر: صلب، وطريق وعر ووعر وأوعر. وأوعروا: وقعوا في الوعورة، واستوعروا الطريق.
ومن المجاز: هو وعر المعروف: قليله، وشيء وعر: قليلٌ، وأوعرته: قلّلته.
وع ز
أوعز إليه ووعز ووعز.
وع س
مشى في الوعس والوعساء والأوعاس. ورمل أوعس. والإبل تواعس ليلها مواعسةً وهو ضرب من السّير. قال ذو الرمة:
كم اجتبن من ليلٍ إليك وواعست ... بنا البيد أعناق المهاري الشّعاشع
وع ظ
هو من بين الوعّاظ حسن الوعظ والعظة والموعظة والمواعظ.
وع وع
وعوع الكلب. وسمعت وعوعة الذئاب وبنات آوى. وخطيب وعوعٌ: مدحٌ، ووعواع: ذمّ.
وع ك
إذا أخذت الكلاب الصيد فمرّغته قيل: وعكته وعكاً.
ومن المجاز: وعكته الحمّى: دكّته، ووعك فهو موعوك، وبه وعك الحمّى، ووعكة الحمّى. ويوم وعكٌ: شديد الحر. قال الأخطل:
رعاها بصحراوين حتّى تقيّظت ... وأقبل شهراً وقدةٍ وعكان
وع ل
هلك الوعول أي الأشراف والعلية.
وع ي
وعيت العلم وعياً " وتعيها أذن واعية " ولفلان عين راعية، وأذن واعية: وأوعيت المتاع. ووعى الجرح: انضم فوه على مدّة، ويقال برئ جرحه على وعى. ووعى عظمه: انجبر. وسمعت وعَى الجيش: جلبته، ووعى البعوض. قال الهذليّ:
كأن وعى الخموش بجانبيه ... وعى ركبٍ أميم ذوي هيّاط
وارتفعت الواعية: الصراخ على الميت. وسمعت واعية القوم: أصواتهم. قال الراعي:
فلما علا وجه النهار ورفّعت ... به الطير أصواتاً كواعية الجند
وغ د
هو وغد من الأوغاد: دنيّ وأصله سهم لا حظّ له.
وغ ر
جاء في وغرة القيظ. ووغرته الشمس: اشتدّ وقعها عليه. ووغر عليه صدره، وأوغر صدره: غاظه. وأوغر النصاري الخنزير: أغلوا له(2/345)
الماء وسمطوه وهو حيّ ثم ذبحوه، وفي مثل " كرهت الخنازير الماء المغر ". وقال:
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار
وأوغره السلطان أرضاً: جعلها له من غير خراج، وقيل: إيغارالخراج: استيفاؤه.
وغ ل
أوغلوا في السّير وتوغلوا: أمعنوا، ويستعمل في كل إمعان. ووغل في الشجر وغولاً: توارى فيه: ودخل على القوم واغلاً.
وغ م
في قلبه وغم: حقد. ووغم وغماً ووغماً: حقد، ووغمت وغماً إذا أخبرت الإنسان بما لم تستيقنه.
وغ ي
شهدت الوغى وأصله الجلبة في الحرب.
وف د
وفدت عليه وغليه وفوداً ووفادة، وهو كثير الوفادات على الملوك، وأوفدت عليه فلاناً، وما أوفدك علينا، واستوفدني، ووافدت فلاناً لى الملك، وتوافدنا عليه، ورأيت عنده الوفد والوفود والوفّاد.
ومن المجاز: الحاج وفد الله. وقال رؤبة:
يكلّ وفد الريح من حيث انخرق
أي اتسع. وبينما أنا في المضيق إذ وفد الله عليّ برجل فأخرجني منه بمعنى جاءني به. ورأيت وافد الإبل ووافد الطير وهو الذي يتقدّم سائرها في السير والورود. ويقال للهرم: غاب وافداه وهما الناشزان من الخدين عند المضغ وإذا هرم الإنسان غارا. قال الأعشى:
رأيت رجلاً غائب الوافدي ... ن مختلف الخلق أعشى ضريرا
وأوفد الشيء: ارتفع وأشرف. وسنام موفد، وما أحسن ما أوفد حاركه!. قال:
ترى العلافيّ عليها موفدا ... كأن برجاً فوقها مشيّدا
وقال:
ذو وركٍ عظيمة كالترس ... وذو سنام موفد المجسّ
وأوفده غيره. قال ابن أحمر:
كأنما المكّاء في بيدها ... سرادق قد أوفدته الأصر
رفعته. واستوفد في قعدته: ارتفع وانتصب. ورأيته مستوفداً. وتوفّدت الأوعال فوق الجبل: تشرّفت.
وف ر
شيء وافر وموفور وموفّر ومستوفر، وقد وفر ووفر، ووفرته، ووفرت عليه حقّه فاستوفره نحو: وفّيته إياه فاستوفاه. وهذه أرض في نبتها وشجرها وفرة وفرة أي وفور لم يرع ولم(2/346)
يحطمه المال. ولفلان وفر: مال وافر، وهو في فرة من المالس. وسقاء أوفر، ومزادة وفراء: لم يقص من أديمها شيء. وجارية ذات وفرة: ذات جمّة إلى أذنيها. وأكلت من الوافرة وهي ألية الكبش إذا كانت عظية.
ومن المجاز: وفرته عرضه وفراً إذا أثنيت عليه ولم تعبه، ويقال: فر صاحبك عرضه. وفي مثل: " توفر وتحمد " أي يصان عرضك ويثنى عليك. وتركته على أحسن موفر: على أحسن حال. ووفر شعره: أعفاه. وتوفّر على صاحبه إذا رعى حرماته. وتوفّر على كذا إذا كان مصروف الهمّة إليه. وكان ذلك وأصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم متوافرون.
وف ز
أنا مستوفز، وأنا على وفزٍ وعلى أوفاز ووفاز. قال يخاطب الموت:
وهذا الخلق منك على وفاز ... وأرجلهم جميعاً في الركاب
وأوفزته: أعجلته. وبات يتوفز على فراشه: يتقلب، وبات متوفّزاً. وتوفزت لكذا: تهيأت له.
وف ض
أوفض في سيره واستوفض: أسرع. " إلى نصب يوفضون ". واستوفضته: استعجلته. ومعه وفضة، ومعهم وفضات ووفاض. قال الطرماح:
قد تجاوزتها بهضّاء كالجن ... ة يخفون بعض قرع الوفاض
وف ق
وافقته على كذا. وبينهما وفاق. وهما متفقان ومتوافقان. ووفّقت بينهما، ووفّقت بين الأشياء المختلفة. والله يوفّق عبده للطاعة وفي الطاعة. وهو يستوفق ربّه للخير، ويقال: لا يتوفّق عبد حتى يوفّه الله تعالى، وإنه لموفّق رشيد. وجاء القوم وفقاً: متوافقين. قال:
يهوين شتّى ويقعن وفقا
متوافقة. وحلوبته وفق عياله أي لبنها يكفيهم. قال الراعي يشكو الساعي:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبر
ووفق الأمر يفق: كان صواباً موافقاً للمراد. ووفقت أمرك: صادفته موافقاً لإرادتك. ووفّقت أمرك: أعطيته موافقاً لمرادك. ووافقت فلاناً في موضع كذا، ووافقته على أمر كذا بمعنى صادفته.
وف ي
درهم واف. وكيل واف. وله شعر واف. ووفى جناح الطائر، وله جناح واف: ضافٍ. ووزن له بالوافية: بالصنجة التامة، وصار هذا وفاء لذاك: تماماً له. ويقال مات فلان وأنت بوفاء أي بتمام عمرك وطوله دعاء له بالبقاء. ووفى بالعهد وأوفى به، وهو وفيّ من قوم أوفياء ووفاة. ووفّاه حقّه وأوفاه " وأوفوا الكيل " واستوفاه وتوفّاه: استكمله. ووافيته في الميعاد: مفاعلة من الوفاء. ووافيته بمكان كذا: أتيته وفاجأته. ووافاني كتابك.(2/347)
وقال بشر:
كأن الأتحمية قام فيها ... لحسن دلالها رشأ موافي
مفاجيء. وقال آخر:
وكأن ما وافاك يوم لقيتها ... من وحش وجرة عاقد متربّب
وأوفى على شرف من الأرض: أشرف.
ومن المجاز: أوفى على المائة إذا زاد عليها. ووافيت العام: حججت. وتوفّي فلان، وتوفّاه الله تعالى، وأدركته الوفاة.
وق ب
وقب اليل، وظلام واقب. ووقبت الشمس: وجبت. ووقبت عيناه: غارتا. وشربت من الوقب وهو القلت. وحبذا وقبة الثريد. وسمعت وقيب الفرس ووعيقه وهو صوت قنبه. وتقول العرب: تعوذوا بالله من حميّة الأوقاب واللئام، الوقب: الأحمق. وامرأ ميقاب: محماق.
وق ت
شيء موقوت وموقّت: مدود. وجاؤا للميقات وبلغوا الميقات: من مواقيت الحج. والهلال ميقات الشهر. والآخرة مقات الخلق وهو مصير الوقت.
وق ح
حافر وقاح: صلب، وقد وقح ووقح واستوقح، ووقحه البيطار بالشحمة المذابة.
ومن المجاز: رجل وقح ووقاح: بين الوقاحة والقحة، وقد وقح وتوقح، ورجل موقّع وموقّح: كدّته البلايا حتى استحكم. وبعير موقّح: مكدد بالعمل.
وق د
وقدت النار وقوداً ووقداً، واتقدت وتوقّدت، وأوقدتها ووقّدتها واستوقدتها، ورفعتها بالوقود، وهذا موقد النار وموقدها ومستوقدها، وما أعظم هذا الوقد! وهو النار. وزند ميقاد: سريع الوري. ووقفنا قريباً من الميقدة وهي بالمشعر الحرام على قزحٍ كان أهل الجاهلية يوقدون عليها النار.
ومن المجاز: طبختهم وقدة الصيف. ووقد الحصى. قال الشمّاخ:
رعين الندى حتى إذا وقد الحصى ... ولم يبق من نوء السماك بروق
وقلب وقّاد. ويقال للأعمى: هو غائر الواقدين، ورُويَ:
رأت رجلاً غائر الواقدين
وق ذ
وقذه بالضرب. وشاة موقوذة ووقيذ ووقذت بالعصا حتى ماتت، وكان أهل الجاهلية يقذون البهائم. وضربت الحيّة حتى وقذتها. وضربه على موقذ من مواقذه وهي المواضع التي يشتدّ عليها الضرب وهي المرفق وطرف المنكب والركبة والكعب.
ومن المجاز: وقذته العبادة. ووقذتني كلمة سمعتها. وفي قلب وقذة من ذلك: أثر باق من(2/348)
مشقّته. ووقذه النعاس. ووقذه المرض. قال الأعشى:
يلوينني ديني النهار وأجتري ... ديني إذا وقذ النعاس الرقدا
وأجتزي: أقتضي: وحمل فلان وقيذاً: دنفاً مشفياً. ووقذت الناقة: حلبت على كره حتى قلّ لبنها.
وق ر
له وقر وأوقار. وأوقر البغل أو الحمار. وأوقرت النخلة وأوقرت فهي موقرة وموقر وموقرة، ونخل مواقير. قال:
لأتبعنّ حمولاً قد علت شرفاً ... كأنها بالضحى نخلٌ مواقير
واستوقرت الإبل شحماً: أثقلها السمن.
ومن المجاز: أوقره الدين. وبأذنه وقر: ثقل، وأذن وقرة وموقورة، وقد وقرت أذني، ووقرت عن استماع كلامه. قال:
كم كلام سيء قد وقرت ... أذني عنه وما بي من صمم
ووقرها الله، ويقال: اللهم قر أذنه. ورجل وقور، ورجال وقر: رزان، وقد وقر ووقر وقاراً وتوقّر. ويقال: قر في مجلسك " وقرن في بيوتكنّ ". ووقّرته توقيراً إذا بجلته، ولم تستخفّ به. وجنان واقر: لا ستخفّه الفزع. قال:
صهصلق ذات جنان واقر
ووقر في قلبه كذا: وقع وبقي أثره. وكلّمته كلمة وقرت في أذنه: ثبتت، يقال: وقر في السمع ووعاه القلب. وفيه وقرة: صدع باقٍ. ووقر العظم: كسره. ووقرت الدّابة، ووقرت فهي موقورة ووقرة: في حافرها هزمة. وشيء موقّر: فيه وقرات: هزمات. قال:
ويلمّ بزّجرّ شعلٌ على الحصى ... فوقّر بزّ ما هنالك ضائع
وق ص
وقصت عنقه: دقت، وهو موقوص العنق، وبه وقص وهو قصر العنق. وهو وهي أوقص ووقصاء.
ومن المجاز: وقصت الدّواب الإكام. كسرت رءوسها. قال ابن مقبل:
فبعثتها تقص المقاصر بعد ما ... كربت حياة النار للمتنّور
والدابة تذب بذنبها فتقص عنها الذباب. وتوقّصت الرّكاب توقصاً وهو نزوها مع القرمطة كأنها تكسر الخطو، ومنه: خذ أوقص الطّريقين: أخصرهما. ووقّص على نارك من دقّ الحطب: ألق عليها الوقص وهو الدقاق التي تشبّع بها. ولا شيء في الأوقاص وهي الأشناق.
وق ع
وقع الشيء على الأرض وقوعاص. وأوقعته إيقاعاً. ووقع الطائر على الشجرة. وهذه ميقعة البازي: لكندرته. وتوقعته: ترقّبت وقوعه. ووقع الربيع في الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث(2/349)
ومساقطه. وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع. وقال ذو الرمة:
سقين البشام المسك ثمّ رشفنه ... رشيف الغريريّات ماء الوقائع
وتقول: في فم الوقّاع الوقيعة، أعذب من ماء الوقيعة، وسكّين وقيع وموقّع: حديد، ووقّعه القين بالميقعة. واستوقع السّيف: أنى له أن يشحذ.
ومن المجاز: حافر موقّع: وقعته الحجارة. ووقعت الدابة بثرة الركوب: سحجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض. قال:
ولم يوقّع بركوب حجبه
وإنه لموقّع الظهر. ووقّع في كتابه توقيعاً. وهذه النعل لا تقع على رجلي. ووقع الأمر حصل ووجد، ووقع في قلبي السفر. وفلان يسف ولا يقع إذا دنا من الأمر ثمّ لا يفعله. وإنه لقع منّي موقع مسرّة أو مساءة. وله موقع حسن عندي. ووقع فيه: اغتابه. وهو صاحب قيعة ووقائع. ووقع به السوء، وأوقعت به ما يسوء وأنزلته به، ومنه: أوقع بالعدو، ووقع به وواقعه. وبينهما وقاع، وتواقعا. وشهدت الوقعة والوقيعة. قال عنترة:
يخبرك من شهد الوقيعة أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
وزلت به وقعة من وقعات الدّهر ووقائعه. وواقع امرأته.
وق ف
وقفته وقفاً فوقف وقوفاً، وقف وقفة، وله وقفات. وهذا موقف من مواقفك. وما وقفني الله على خزية قطّ. وواقفه في حرب أو خصومة. وتوقّف بمكان كذا. واستوقف الركب. ووقّف الناس في الحج: وقفوا بالمواقف. ووقف القارئ توقيفاً: علّمته مواضع الوقوف. ولها وقف: مسك من عاج ونحوه. ووقّفت الجارية، وجارية موقفة.
ومن المجاز: وقّفته على ذنبه وعلى سوء صنيعه. ووقف على المعنى وأحاط به. ووقفت الحديث: توقيفاً: بيّتته. ووقف أرضه على ولده. ووقف القدر بالميقاف وقفاً: أدام غليانها. وتوقّف على المر، تلبّث عليه. وتوقّف عن جواب كلامه. وأنا متوقّف في هذا: لا أمضى رأياً. وفلان لا تواقف خيلاه كذباً ونميمة أي لا يطاق. وإنها لحسنة الموقفين وهما وجهها وقدمها أو وجهها ويدها لأن الأبصار تقف عليهما لأنهما مما تظهره من زينتها، ويقولون: إنها لجميلة موقف الراكب، و" أحسن من الدهم الموقفة " وهي الخيل في أرساغها بياض. وقال أبو أسامة:
فلولا موقفي قامت عليه ... موقفة القوائم أم أجرى
يريد الضبع.
وق ل
وقل في الجبل وتوقّلز. ووعل وقل.
ومن المجاز: توقّل فلان في مصاعد الشّرف.(2/350)
وق م
وقم الدّابة: جذب عنانها يكفّ منها. ووقم الله العدوّ: أذلّه. ووقم القدر: وقفها أي أدامها، يقال: قمي قدرك. قال:
إن القدر لم توقم إذا فاض غليها ... أكلت ثريد الماء ليس له طعم
وق ي
وقاه الله كلّ سوء ومن السوء وقاية، ووقّاه توقية. وفي مثل " الشجاع موقّى ". وقال رؤبة:
إن الموقّى مثل ما وقيت
أراد التوقية. واتقيته وتوقّيته، واتقى الله حق تقاته وتقاه وتقواه، وفيه تقيّاً: تصغير تقوى. قال النّمر:
إني كما قد تعلمين لأتّقى ... تقياً وأعطى من تلادي للحمد
واستعمل التّقيّة. " ومن عصى الله لم تقه منه واقية " وعلى فلان واقية كواقية الكلاب. وهذا وقاء له ووقاية: لما يوقّ به الشيء. وصاح الواقي: الصرد.
ومن المجاز: سرج واق: غير معقر. وفرس واق: يهاب المشي من وجع يجده في حافره. واتقاه بحجفته. واتقاه بحقّه.
وك أ
جاء يتوكأ على هراوته: يتحال عليها، ورأيته متكئاً على وسادة، وسوّيت له متّكأً وتكأةً، ورجل تكأةٌ: كثير الاتكاء، وأوكأت الرجل: نصبت له متّكأ، وأتكأته: حملته على الاتكاء.
ومن المجاز: ضربه فأتكأكه: ألقاه على هيئة المتكئ. واتكأنا عند فلان: طعمنا. قال جميل:
فظللنا نعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله
ومنه " وأعتدت لهنّ متكأً " لأن من دعوته أعددت له تكأةً. ويقال: إنه لتكأةٌ: للثقيل الذي لا براح به.
وك ب
مر في موكب: في جماعةٍ ركوب، وهو زين المواكب. وواكبتهم مواكبة: سايرتهم. قال دريد بن الصمة:
واكبتهم بأمون جسرة أجدٍ ... كأنها فدن بالطين ممدور
مطيّن. وواكب الأمير. ركب معه في موكبه. وناقة مواكبة: لا تستأخر عن الركاب. قال ذو الرمة:
وكنت إذا ما الهم ضاف قريته ... مواكبةً ينضو الرّعان ذميلها
وك ت
بسر موكّت: بدت فيه نقط من الإرطاب(2/351)
من قبل رأسه كالمذنّب من قبل ذنبه، وقد وكّتت البسرة، وبدت فيها وكتةٌ: نقطة.
ومن المجاز: في عينه وكتةٌ من حمرة أو بياض، وعين موكوتة. وفي قلبي وكتةٌ مما قلت: أثر يسير.
وك ر
بيوت كأوكار الطّير، ووكّر الطائر: اتخذ وكراً. ووكّر الرجل: اتخذ طعاماً عند بناء وكره أو شرائه. وصنع وكيرةً. قال:
كل الطعام تشتهي عميره ... الخرس والإعذار والوكيره
ووكّر بطنه: ملأه من الطعام. ووكّر السقاء والمكيال. وأتتني أعرابيّة بسعنٍ من لبن وقالت: جئتك به موكّراً. وتوكّر الصّبيّ والطائر: امتلأ بطنه وحوصلته. وهو يعدو الوكرى.
ومن المجاز: ما دار في فكري، نزولك في وكري.
وك ز
وكزه وكزة شديدة: ضربه بجمع كفّه " فوكزه موسى " وتقول: فلان لكّاز وكّاز، كأنه حية نكاز.
وك س " لا وكس ولا شطط " ووكس في تجارته وأوكس، نحو: وضع وأوضع. وأوكس الرجل: ذهب ماله. ورجل أوكس: قليل الحظ، وأنشد الجاحظ لشبيل بن عزرة:
بنو كلبة هرّارة وأبوهم ... خزيمة عبد خامل الذكر أوكس
وهذه ليلة الوكس وهي ليلة دخول القمر في نجم منحوس. قال:
هيجها قبل ليالي الوكس
وبرئت الشجّة على وكسٍ: على مدّة في جوفها. ويقال للطبيب: انظر إن كان فيها وكس فأخرجه.
وك ع
أمه وكعاء. وفلان لا يفرق بين الوكع والكوع، الوكع في الرّجل: ميل في صدر القدم ممايلي الخنصر أو الإبهام، والكوع في اليد: خروج الكوع. ووكعته العقرب بإبرتها. وسقاء وكيع، وقد استوكع إذا متن واشتدت مخارزه. واستوكعت معدته: قويت. وختن بعد ما استوكعت قلفته. وفرس وكيع: صلب، وقد وكع. ورأى أعرابيّ راكب حمارٍ فقال: يعجبني وكاعة حمارك.
وك ف
وكف السقف وكيفاً، ووكفت الدلو. قال العجاج:
وكيف غربي دالج تبجّسا
ودمع واكف، ومنحة وكوف: غزيرة. وهذا الأمر وكفٌ عليك: عيبٌ.
ومن المجاز: فلان يتوكّف الأخبار، نحو: يستقطر الأخبار.
وك ل
وكل إليه الأمر وكولاً، وهذا موكول إليك، ووكلته إلى الله وواكلته، وتواكلوا. وفلان وكلٌ ووكلةٌ تكلةٌ ومواكلٌ: ضعيف يتّكل على غيره. وتقول: توكّل على الله ولا تتكل على غيره. وهو وكيل بيّن الوكالة. ووكّلته بالبيع فتوكّل به.(2/352)
ومن المجاز: قول الشمّاخ يصف ناقة:
قد وكّلت بالهدى إنسان صادقة ... كأنه عن تمام الظمء مسمول
كأنه سمل لفرط غؤوره بعد تمام الظمء. ووكّل همّه بكذا. وهو موكّل برعي النجوم. ويقول الرجل لصاحبه إذا قضي له عليه: وكّلتك العام من كلب بتنباحٍ. وحسبي الله ونعم الوكيل. وفرس مواكل، وفيها وكال: يسير ما دام معه آخر فإن انفرد تبلّد. وتقول: فلان نوءه متخاذل، ونهضه متواكل. وكلني إلى كذا: دعني أقم به.
وك ن
الطير في وكناتها: في أعشاشها ومواقعها، والطائر على وكنه وموكه، ووكنته، ووكن على بيضه وكوناً، وهو واكن وحمائم وكون وواكنات. قال:
تذكّرني سلمى وقد حال دونها ... حمام على بيضاتهنّ وكون
ومن المجاز: تمكّن فلا وتوكّن، ونساء واكنات: جالسات.
وك ي
أوكى السقاء: شدّه بالوكاء وهو الرّباط. وفي مثل " يداك أوكتا وفوك نفخ " ويقال: أوك على ما في سقائك. قال:
إذا شرب المرضّة قال أوكى ... على ما في سقائك قد روينا
وعن الحسن: ابن آدم جمعاً في وعاء، وشداً في وكاء.
ومن المجاز: سألناه فأوكى علينا أي بخل. وإن فلاناً لوكاء: ما يبض بشيء. وأوك على فيك: أمر بالسكوت. وفي الحديث: " كان يوكي ما بين الصفا والمروة " أي يسكت ويروى: " كان يوكى ما بين الصفا والمروة سعياً " أي يملوه سعياً.
ول ث
أصابهم ولث من مطر. وبينهم ولث من عهد: شيء منه ليس بمحكم. وعنده ولثة من خبر ورضخة منه. ولم أر من ذلك إلاّ ولثةً: أثراً يسيراً. وفي بعض نفاثات الأمير الشريف أدام الله تعالى مجده:
فأعجب بها حالاً ولم تشحط النوى ... ولم تك إلاّ ولثةً وشميما
ول ج
ولج في البيت، وتولّج، وامرأة خرّاجة ولاّجة. ودخلوا الولج والولجة وهو ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه، والتجأوا إلى الولجاته والأولاج. ودخل الظبي في التّولج: في الكناس. وهو وليجةٌ من الولائج: بطانة.
ول د
هو من أولاده وولده وولده، وهم ولدة صغار، وهو وليد من الودان ووليدة من الولائد: للصبيّ والصبيّة. وولدت المرأة ولادة وولاداً، ومولده وميلاده وقت كذا، ومكة مولده ومنشؤه. وشاة والد: بيّنة الولاد، وشاء ولّد. وهذه مولدة فلان: قابلته، وولّدتني فلانة. وعن امرأة من سليم: ولّدت عامّة أهل دارنا. وولّدت الغنم: نتجتها. وغلام مولّد وجارية مولّدة: ولدت عند(2/353)
العرب ونشأت مع أولادهم وتأدبت بآدابهم. واستولد جارية. وتوالدوا بساحل البحر. وهو وهي لدتي وهم وهنّ لداتي.
ومن المجاز: ولّدوا حديثاً وكلاماً: استحدثوه. وكلام مولّد: ليس من أصل لغتهم، وشاعر مولد. وتولّدت العصبيّة فيما بينهم. وأرض البلقاء تلد الزعفران.
والليل حبلى ليس يدرى ما تلد
ورأيت وليدة من ولائد فلان ووليداً من ولدانه: يريد الجارية والغلام إذا استوصفا قبل أن يحتلما. وضحبة فلان ولاّدة للخير.
ول س
فعل ذلك مدالسةً وموالسةً: خداعاً.
ول ع
هو مولع به وولع، وهو ولعة بما لا يعنيه، وله به ولوع وولع، وقد أولع به وولع ولعاً، وتولّع بفلان: يذمّه ويشتمه، وهو متولّع بعرضه: يدقّ فيه. وشيء مولّع: ملمّع. وفرس مولع، وفي لونه توليع وهو استطالة البلق. ورجل مولّع: به لمع من برص. يقال: ولّع الله وجهه أي برّصه. وقال رؤبة:
كأنه في الجلد توليع البهق
ول غ
ولغ الكلب الإناء وفي الإناء، وأولغته. وأنشد ثعلب يصف شبلين:
ما مرّ يوم إلاّ وعندهما ... لحم رجال أو يولغان دماً
وفي مثل " غزوٌ كولغ الذئب " أي متدارك. وهذه ميلغة الكلب.
ومن المجاز: فلان يأكل لحوم الناس ويلغ في دمائهم. ورجل مستولغ. لا يبالي بالمذامّ يطلب أن يولغ في عرضه. وما ولغ اليوم ولوغاً: أي ما طعم شيئاً.
ول ق
ناقة ولقى: سريعة، وقد ولقت تلق. قال:
جاءت به عنس من الشام تلق
ومنه: به أولق: مسّ من جنون. وألق فهو مألوق. قال رؤبة:
يوحى إلينا نظر المألوق
ول ول
ولولت النائحة.
ومن المجاز: عود مولول. قال الطرماح:
يقصّر مغداهنّ كلّ مولول ... عليهن تستبكيه أيدي الكرائن
المغنيّات، يريد أن اللهو يقصّر نهارهنّ.
ول م
أولم الرجل، وشهدت الوليمة والولائم، وتقول: من شهد الولائم، لقيَ الألائم.
ول هـ
ولهت المرأة على ولدها. اشتد حزنها(2/354)
حتى ذهب عقلها وتولّهت، وولّهها الحزن وأولهها، وهي واله ووالهة ومولهة، ورجل واله ووله، وقد اتله فلان. وبلد ميله: يوله سالكه. وف يالحديث: " لا تولّه والدة عن ولدها " أي لا تعزل عنه حتى تصير والهاً. " ووقعوا في وادي تولّه " وناقة مولّهة، لا ينمي لها ولد يموت صغيراً. ووله الصبيّ إلى أمّه: فزع إليها.
ول ي
وليه ولياً: دنا منه، وأوليته إياه: أدنيته. وكل مما يليك، وجلست مما يليه. وسقط الويّ وهو المطر الذي يلي الوسميّ. وقد وليت الأرض، وهي موليّة. وولي الأمر وتولاّه، وهو وليه ومولاه، وهو وليّ اليتيم ووليّ القتيل وهم أولياؤه. ووليَ ولاية. وهو والي البلد وهم ولاته. ورحم الله تعالى ولاة العدل. واستولى عليه. وهذا مولاي: ابن عمي، وهم مواليّ. ومولاي: سيدي وعبدي. ومولًى بيّن الولاية: ناصر. وهو أولى به. ووالاه موالاة. ووالى بين الشيئين، وهما على الولاء. وتقول العرب: وال غنمك من غنمي أي اعزلها وميّزها، وإذا كانت الغنم ضأناً ومعزًى، قيل: والهاً. قال ذو الرمة:
يوالي إذا اصطكّ الخصوم أمامه ... وجوه القضايا من وجوه المظالم
وولاّه ركنه. " فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وتولّيته: جعلته ولياً " ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم " وتولاك الله بحفظه. ووضع الوليّة على الراحلة وهي البرذعة. قال أبو زبيد:
كالبلايا رءوسها في الولايا ... ما تحات السّموم حرّ الخدود
وولّى عني وتلوّى. و" أولى لك ": ويل لك. ومن المجاز: قول ذي الرمّة:
لني وليةً تمرع جنابي فإنني ... لما نلت من وسميّ نعماك شاكر
واستولى على الغاية، وهو مستولٍ على القصب.
وم أ
أومأت إليه، وصلّى بالإيماء، وفلان مومًى إليه.
وم د
ليلةٌ ومدة، وذات ومدٍ وهو ندًى يجيء في صميم الحرّ من قبل البحر. وأنشدني بعض العرب:
يا صاحبيّ حلّئاها لا ترد ... وخلّياها والسجال تبترد
من حرّ أيام ومن ليل ومد
ومن المجاز: ومد عليه، وهو عليه ومد: غضبان.
وم س
امرأة مومس ومومسة.(2/355)
قال الراعي:
تغنّى ليقتلني خنزر ... وكل ابن مومسة أخزر
ونساء مواميس، قيل من الومس وهو الاحتكاك كأنها التي تمكّن من الومس.
وم ض
ومض البرق ومضاً ووميضاً وومضاناً. قال الأشتر:
حمى الحديد عليهم فكأنه ... ومضان برقٍ أو شعاع شموس
وبرق وامض وأومض إيماضاً وهو لمع خفيّ، وشمت ومضة برق، كنبضة عرق.
ومن المجاز: أومضت المرأة: تبسّمت، شبّه لمع ثناياها بإيماض البرق. وفي أمثلة سيبويه: تبسّمت وميض البرق. وأومضت بعينها: سارقت النظر. وقال النابغة:
قل للهمام وخير القول أصدقه ... والدهر يومض بعد الحال بالحال
وم ق
ومقته مقةً، ويقال: إنك لذو مقه، وأنا بك ذو ثقه، وأنا وامق له، وهو موموق إليّ، وما زلت أمقه. وله فعل موموق، ووامقته موامقة ووماقاً. وعن عامر بن الظرب: وإن لم يكن وماق، فتعجيل فراق. وما زلنا نتوامق.
ون م
ونم الذباب عليه ونيماً. يقال: الذباب ينم على السواد بياضاً وعلى البياض سواداً. وتقول: لا تجعل نقط الكتاب، مثل ونيم الذباب.
ون ي
رجل وانٍ: بيّن الونيّ والونا. يقال: دع الونا، وخلّ الهوينا. وقد ونى في الأمر: ضعف وفتر " ولا تنيا في ذكري " وفلان لا يني ولايونّى ولا يتوانى: لا يقصّر. وعمل فونى إذا تعب، وأونيته: أتعبته. وناقة وانية. قال:
ووانية زجرت على حفاها ... قريح الدّفّتين على البطان
ولا يني يفعل: لا يزال. وامرأة وناة: فها فتور.
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
مرته الصّبا بالغور غور تهامة ... فما ونت عنه بشعفين أمطرا
وهـ ب
وهب الشيء هبةً وموهباً فاتهبه منه. وفي الحديث: " آليت أن لا أتّهب إلا من قرشيٍّ أو ثقفيٍّ " ووهب الله تعالى لك العافية. واللهمّ هب لي ذنوبي. والله أستوهب ذنوبي. واستوهبت فلاناً كذا. وتواهبوا فيما بينهم. وفيهم التهادي والتواهب. وواهبني فوهبته: كنت أوهبمنه. وهذه هبة فلان وموهبته هباته ومواهبه. والله الوهاب: الكثير المواهب. ويقال للمولود له: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب. وفلان يهب ما لا يهبه أحد. ومن لأشياء ما ليس يوهب. وهبه رجلاً قد أخطأ، وهبه قد مات. وقال:
فهبها أمةً هلكت وأودت ... يزيد إمامها وأبو يزيدا(2/356)
بمعنى اجعلها من وهبني الله فداءك أي جعلني الله فداك. وسمعت خادماً من اليمامة يقل وقد وكف السقف: يا سيدي هل أهب عليه التراب بمعنى هل أجعله عليه وهو من الهبة لأن معنى وهب له الشيء: جعله له. ويقال للخيل: هبي أي أقبلي.
ومن المجاز: كثرت المواهب في الأرض أي ماء السماء والقلات التي يجتمع فيها، الوادة: موهبة بالفتح فرقوا بين هذه الهبة وبين سائر الهبات ففتحوا فيها وكسروا في غيرها. قال:
ولفوك أشهى لو يحل لنا ... من ماء موهبة على شهد
من نطفة في شنّة خلق ... من ماء موهبة على صمد
وقال أبو صخر الهذليّ:
شيبت بموهبة في رأس مرقبة ... جرداء مهيبة في حالق شمم
وأوهب له الطعام إذا كثر واتسع حتى وهب منه. وواد موهب الحطب: كثيره واسعه. قال يصف رجلاً منعّماً مرفّهاً:
سمين الصّلا رخو الخواصر أوهبت ... له عجوة مسمونة وخمير
وقال آخر:
جيش المحمّين حشّ النار تحتهما ... غرثان أمسى بواد موهب الحطب
القمقمين. وأوهبت لأمر كذا إذا اتسعت له وقدرت عليه، وأصبحت موهباً لذلك.
وهـ ج
للنار وهجٌ شديد وتوهّج، وقد وهجت تهج وهجاً ووهجاناً ووهجت توهج وهجاً، وسراج وهّاج.
ومن المجاز: توهّج الجوهر: تلألأ. وتوهّجت الرائحة. وقال في صفة الروضة:
نوارها متباهج يتوهج
وإن يومنا لوهج: شديد الحر، وقد توهج يومنا، وتوهّج حرّه.
وهـ د
عمّ النجاد والوهاد وكلّ نجد ووهد، وبتنا في وهدة، وتوهّد: تسفّل. قال يصف سبعاص:
متضابئاً طوراً لدى استشرافه ... فإذا توهّد في مجال أرتبي
أعلو فوق ابية.
وهـ ز
وهزه: دفعه وذهب، يهزه وهزاً.
وهـ ق
صادوه بالوهق وبالأوهاق. وأوهق الدابّة: طرح ف عنقه الوهق. ووهقه عن كذا: حبسه. وتواهقت الركاب: مدت أعناقها في السير وتبارت فيه، وهذه الناقة تواهق الأخرى.(2/357)
قال:
وتواهقت أخفافها طبقاً ... والظل لم يفضل ولم يكرى
ومن المجاز: تواهقوا في الفعال: تباروا فيه وتكايلوا. وفلان يواهق فلاناً. قال الحطيئة:
أسلموها في دمشق كما ... أسلمت وحشيّة وهقاً
وهقها: ولدها لأنه يحبسها، ورويَ لهقاً وهو ولدها الأبيض.
وهـ ل
رجل وجلٌ وهلٌ: فزعٌ، وقد وهلت وهلاً شديداً، وأصابهم أهوال وأوهال، وجاء وهو مستوهل: فزع، واستوهل فلان. قال طفيل:
فقلنا لها لما رأينا الذي بها ... من الشرّ لا تستوهلي وتأمّلي
ويقال: وهلت منه: فزعت منه. ووهلت إليه. فزعت إليه. ووهل في الحساب والمسألة، ووهل عنه إذا غلط فيه وسها عنه. ووهمت إلى كذا ووهلت إليه بالفتح، وأنا أهم إليه وأهل إذا ذهب وهمك إليه، ووهلك أي ظنك. و" لقيته أول وهلة ".
وهـ م
في قلبه وهمٌ. وفي الحديث: " لا تدركه الأوهام " ووهمت الشيء أهمه وهماً وتوهّمته: وقع في خلدي، وشيء موهوم ومتوهّم. قال أبو زبيد:
واستحدث القوم أمراً غير ما وهموا ... وطار أنصارهم شتّى وما جمعوا
ظنوا أنهم يغلبونني فاستحدثوا الفزع والجبن، ووهمت به سوءاً وتوهّمته به. قال عديّ:
فإن أخطأت أو أوهمت أمراً ... فقد يهم المصافي بالحبيب
وأوهمنيه غيري ووهّمنيه. واتّهم بكذا، وفلان متهم: يتّهم الناس، وهو صاحب تهمةٍ وتهمٍ. ووهم في الحساب بالكسر يوهم وهماً: غلت، وأوهم فيه إيهاماً، وأوهم من الحساب مائة. وأوهم من صلاته ركعةً: أسقط.
وهـ ن
فيه وهن ووهن، وقد وهن يهن ووهن يوهن. قال أبو زيد سمعت من الأعراب من يقرأ " فما وهنوا " وتوهّن، وأوهته ووهّنته. قال الجعدي:
توهّن فيه المضرحيّة بعد ما ... روين نجيعاً من دم الجوف أحمرا
أي تضعف عن النهوض لامتلاء أجوافها. وإنه لشديد الواهنتين وهما قصيرياه. وأتيته وهناً وموهناً: بعد ساعة من الليل. وأوهن القوم: سروا فيه.
وهـ ي(2/358)
وهى الحائط. وفي الثوب والأديم وهيٌ، وفي مثل " خلّ سبيل من وهى سقاؤه " وحبل واه، وأوهيته. قال:
كناطح صخرةً يوماً ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ووهن العظم ووهى " إنّي وهن العظم منّي " وقال الشماخ:
وبات فؤادي مستخفّاً كأنه ... جناح وهي عظماه فهو خفوق
ومن المجاز قولهم للسحاب: واهي العزالي، وقد وهت عزاليه إذا انبعق بالمطر.
وي ب
ويبك وويب غيرك.
وي ح
ويحك.
وي س
ويسه ما أملحه!
وي ل
يا ويلي ويا ويلتي، وله الوبل والويلات. قال:
ومنتقض بظهر الغيب عرضي ... له الويلات ماذا يستثير
وله الويل، ويلاً وائلاً. قال رؤبة:
وقد كسانا للها غياطلاً ... والهام يدعو البوم ويلاً وائلاً
وويلةً له وعولةً. وتقول: مضت ليلة ما كانت ليله، وإنما كانت ويله. ويقال: ويلمّه رجلاً. وهو يتويّل من ذاك ويتويّح: يقول يا ويلي ويا ويحي. قال:
لعمرك إن قرص أبي خبيب ... بطيء النضج محشوم الأكيل
تويّل إن ملأت يدي وكانت ... يميناً لا تعلّل بالقليل
وهما يتوايلان.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
ويلمّها روحةً والريح معصفة ... والغيث مرتجز والليل مقترب(2/359)
كتاب الهاء
هـ ب ب
ريح هابّة، وقد هبّت هبوباً، وأهبّها الله تعالى واستهبها. قال الكميت:
والحياض المملآت من الشر ... ب إذا المرزم استخبّ الحرورا
وجاءت من مهبّها، وقعد في مهبّ الريح، ومهابّ الرياح أربعة.
ومن المجاز: من أين هببت يا فلان: من أين جئت. وهبّ فلان حيناً ثم قدم أي سافر. وهبّ من نومه. وهبّت الناقة في سيرها هبوباً وهباباً. وللسيف هبّة: هزّة ومضاء. قال امرؤ القيس:
وأبيض كالمراق بلّيت حدّه ... وهبّته في الساق والقصرات
وقال الأعشى:
وذا هبّةٍ غامضاً كلمه ... وأرقب مطّرداً كالشّطن
وهبّ السيف، وأهببته. وهبذ التيس هبيباً.
وهبّ يفعل كذا: طفق. وعشنا هبّةً من الدهر. وتهيّب الثوب، وذهب هبباً: قطعاً، وثوبٌ هبب.
هـ ب ج
خرج مهبّج الوجه ومتهبّج الوجه: منتفخه.
هـ ب د
رأيتهم يأكلون الهبيد وهو حب الحنظل. وتقول: صحبة العبيد، أمرّ من طعم الهبيد. وتهبّد الظليم: كسر الحنظل فأكل هبيده. خرج القوم يتهبّدون.
هـ ب ر
قطع هبرةً من اللحم: بضعةً. وضربٌ هبرٌ: يسقط الهبر. ورجل هبرٌ وبرٌ: سمينٌ أشعر.
ومن المجاز: " لا آتيك هبيرة بن سعدٍ ": أبداً.
هـ ب ش
خرج يتهبّش لعياله: يجمع ويتكسّب. ومعه هباشات: مكاسب.
هـ
ب
ط
هبط من السطح، وهبط من بلد إلى بلد. وهبطوا الوادي: نزلوه، ومكة مهبط الوحي، وأهبطته وهبطّته، ولهذا الجبل صعود وهبوط صعب. وهم في هبطةس من الأرض: في وهدةٍ. وهبّط العدل فتهبّط: مهّده على البعير.
ومن المجاز: هبط المرض لحمه. وبعير هبيط وهابط: قد هبط سمنه. قال عبيد بن الأبرص:
وكأن أنساعي تضمّن كورها ... من وحش أورالٍ هبيط مفرد
ثور ضامر.(2/360)
وقال أسامة بن الحارث الهذليّ:
ومن أينها بعد إبدانها ... ومن شحم أثباجها الهابط
وهبط الرجل من منزلته. وهبطوا من حال الغنى إلى حال الفقر. قال:
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوماً يصيروا للهلك والنّك
ويقال: بعد الغبط الهبط. وهبط ثمن السلعة: نقص.
هـ ب ل
لأمّه الهبل: الثكل، وهبلته أمّه، وأمه هابل، وهبلته الهبول. وفلان مهبل: مقولٌ له ذلك. قال أبو كبير:
فشبّ غير مهبّل
ويقال: أصبح مهبّلاً مهبّجاً: مورّماً. وفي الحديث: " والنساء يومئذ لم يهبلهنّ اللحم " واستقرّت النّطفة في المهبل وهو موضعها من الرحم. واهتبل الصائد الصيد: احتال عليه واختدعه. وهو هبذال. قال ذو الرمة:
ومطعم الصيد هبّال لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب
ومن المجاز: هو يهتبل غرته. وسمعت كلمة فاهتبلتها: اغتنمتها وافترصتها.
هـ ب ن
" أحمق من هبنّقه ": لقب رجل يقال له: ذو الودعات واسمه يزيد بن حرثان أحد بني قيس بن نعامة يضرب به المثل في الحمق.
هـ ب
وسطعت الهبوة والهبوات. وصار هباءً وهو دقاق التراب الساطع في الجوّ كالدخان وما ينبث في ضوء الشمس. وتراب ورماد هاب. قال مالك بن الرّيب:
ترى جدثاً قد جرّت الريح فوقه ... تراباً كلون القسطلانيّ هابيا
وهبا الغبار يهبو. وأهبى الفرس: أثار الغبار.
هـ ت ر
" إنه لهتر أهتار ": داهية من الدواهي. وجاء بهترٍ من القول: بسقط. وتهاترت الشهادات: كذّب بعضها بعضاً. وتهاتر الرجلان: ادّعى كلّ واحد على الآخر باطلاً. وفي الحديث: " المستبّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر ". وهو مهتر وهي مهترة، وأهتر: خرف.(2/361)
ومن المجاز: هو مهتر به، ومستهتر به: مفتون به ذاهب العقل، وقد أهتر بفلانة واستهتر بها.
هـ ت ف
هتفت الحمامة، وهي هتوف الضحى. وقوس هتوف وهتّافة، ولها هتافٌ، وهتفت به: صحت به. وسحابة هتوف: راعدة. قال لبيد:
أربّت عليه كلّ وطفاء جونةٍ ... هتوفٍ متى ينزف لها الوبل تسكب
هـ ت ك
هتك السّتر هتكاً وهو أن تجذبه حتى تنزعه من مكانه أو تشقّه حتى يظهر ما وراءه. وهتك الثوب: شقّه طولاً. وانهتك الستر وتهتّك.
ومن المجاز: هتك الله تعالى ستر الفاجر: فضحه. وصبّحوهم فهتكوا أستارهم. وتهتّك في البطالة: أهمل نفسه فيها. ورجل مستهتك: لا يبالي هتك ستره. وهتك عرشه. كقولك: ثلّ عرشه إذا ذهب عزّه. وهاتكنا اللّبّة: هتكنا سدولها. قال رؤبة:
هاتكته حتى انجلت أكراؤه
جمع الكرى، ومنه: سرنا هتكةً من الليل: طائفةً منه.
هـ ت ل
هتلت السماء وهتنت. وجاءهم تهتان من المطر وهو تتابع القطر.
هـ ت م
هتم أسنانه، ورجل أهتم وامرأة هتماء، هتماً. الهتم: انكسار الثنايا من أصلها.
هـ ج د
قوم هجود وهجّد، ونساء هجّدٌ. وقال:
يثرن بالليل الغطاط الهجّدا
وهجد الرجل هجوداً، وتهجّد: ترك الهجود للصلاة، " فتهجّد به ". وبات فلان متهجّداً: متوحّداً. وهجّدنا: مكّنّا من الهجود. قال لبيد:
قال هجّدنا فقد طال السّرى ... وقدرنا إن خنى الدهر غفل
هـ ج ر
هجره وهاجره واهتجره. قال عديّ:
فإن لم تندموا فثكلت عمراً ... وهاجرت المروّق والسماعا
وقال السائب أخو الزبير:
يا قوم جدّوا في قتال القوم ... واهتجروا النوم فما من نوم
وتهاجروا أياماً. والمهاجرون من الصحابة: جماعة. وما هذا الهجر والهجرة والهجران، وهاجرت من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً " ولا هجرة بعد الفتح " وفي الحديث: " هاجروا ولا تهجّروا ": ولا تشّبهوا بالمهاجرين. وهجر المبرسم هجراً بالفتح وهو دأبه في الهذيان.(2/362)
يقال: رأيته يهجر هجراً وهجّيري، ومنه قولهم: ما زال ذلك هجّيراه وهجّيره. وقول ذي الرمة:
والويل هجّيراه والحرب
يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهجر: نطق بالهجر، بالضّم وهو الفحش. يقال: " من أكثر أهجر " ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ. قال بشر:
إذا ما شئت نالك هاجرات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي
وخرج وقت الهجير والهاجرة. وطبخته الهواجر، وأهجروا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا، وتهجّروا ساروا فيه. قال:
وتهجير قذّاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الأباعد
وقيل لأعرابية: هل عندك من غداء، قالت: نعم خبزٌ خمير، وحيسٌ فطير، ولبن هجير، وماء نمير؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يحمض بعد. وشدّ بعيره بالهجار وهو حبل يشدّ به يده إلى رجله مخالف للشّكال، وهو مهجور، وهجره، وبه فسّر قوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع ".
ومن المجاز: هجر الفحل: ترك الضّراب، ونحوه قولهم: عدل الفحل. وقوس قويّة الهجار أي الوتر.
هـ ج س
هجس في قلب أمرٌ، ووقع له هاجس، وهذا بعض هواجسه. وقال يصف فرسه:
فطأطأت النّعامة من قريب ... وقد وفّرت هاجسها وهجسي
هـ ج ع
هجع هجوعاً وهو النوم بالليل وقلّته. وأتيته وهو هاجع وهم هجوع، ونساء هجّع وهواجع. ولقيته بعد هجعة من الليل.
ومن المجاز: هجع غرثه: سكن من ضرمه. وأهجعت جوعهم. ورجل هجعٌ: يستنيم إلى كلّ أحد. وهجعت إليه فخدعني.
هـ ج ل
هو أهوج هوجل: ثقيل بطيء.(2/363)
قال أبو كبير:
سهداً إذا ما نام ليل الهوجل
وتقول: إن الهوجل، لا يقطع الهوجل؛ أي المفازة البعيدة.
ومن المجاز: أرسى السفينة بالهوجل وهو الأنجر الثقيل.
هـ ج م
هجمت على القوم هجوماً: أتيتهم بغتة، وهجمتك عليهم وأهجمتك. وهجمنا عليهم الخيل.
ومن المجاز: هجم عليهم البيتُ: سقط، وهجمته، وبيت مهجوم: حلّت أطنابه وانضمت سقابه أي أعمدته، وهجم البيت: هدم من وبرٍ كان أو مدرٍ. وريح هجوم: تهجم البيوت. والريح تهجم التراب على الدار: تلقيه عليها. قال ذو الرمة:
أودى بها كلّ عرّاص ألثّ بها ... وجافل من عجاج الصيف مهجوم
وهجم الحرّ والبرد والمطر. وجاءنا فلما هجم الليل ذهب، ونحن في هجمة الشتاء والصيف: في شدّة حره أو برده، وهاجرة هجوم. قال ذو الرمة يصف ناقته:
ضنينة جفن العين بالماء كلّما ... تضرّج من هجم الهواجر جيدها
وأهجموا الإبل: أراحوها. يقال: ركبتهم الظّهيرة فأهجموا. وإذا استقصى ما في الضّرع قيل: هجم ما فيه. ويقال: اهجم إبلك وأهجمها أي احلبها وأرحها. وله هجمة من الإبل: ما دون المائة من قولهم: جئته بعد هجمة من الليل لما يهجم من أول ظلامه.
هـ ج ن
جمل وناقة هجان وإبل هجان: بيض كرام. ورجل وفرس هجين إذا لم تكن الأم عربية. والأصل في الهجنة: بياض الروم الصّقالبة. وقوم مهجنة بوزن مشيخة هجناء ومهاجين ومهاجنة. وأنشد أبو زيد:
مهاجنة إذا نسبوا عبيد ... عضاريط مغالثة الزناد
وناقة مهجّنة: منسوبة إلى الهجان. قال كعب:
حرف أخوها أبوها من مهجّنة ... وخالها عمها قوداء شمليل
ومن المجاز: رجل وامرأة هجانٌ. وأرض هجانٌ: كريمة التّربة. قال ذو الرمة:
بأرض هجان التّرب وسمية الثّرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر(2/364)
وقال: " هذا جناي وهجانه فيه " وأنا أستهجن فعلك، وهذا مما يستهجن. وفيه. هجنة. وهجّنته تهجيناً. ولبنٌ هجين: ليس بصريح ولا لباءٍ، قال:
تريع إنّي الفواق إلى ابن سبع ... غضيض الطّرف أثقله الهجين
وفي زناده هجنة إذ كان أحد الزندين وارياً والآخر صلودا.
هـ ج
وتعلم هجاء الحروف وتهجيتها وتهجيّها، وهو يهجوها ويهجّيها ويتهجاها: يعدّدها: وقيل لرجل من قيس: أنقرأ القرآن؟ فقال: والله ما أهجو منه حرفاً.
ومن المجاز: فلان يهجو فلاناً، هجاء: يعدّد معايبه، وهو هجّاء، وله أهاجيّ، وهاجاه مهاجاة، وتهاجيا، وبينهما تهاجٍ، والمرأة تهجو زوجها هجاء قبيحاً إذا ذمّت صحبته وعدّدت عيوبه. وهو على هجاء فلان: على مقداره في الطول والشّكل.
هـ د أ
هدأ القوم، وهدأت أصواتهم هدوءاً، وصوت هادئ. وقوم هادئون. وأهدأت المرأة ولدها: ضربت بيدها عليه رويداً لينام. قال عديّ:
شئز جنبي كأني مهدأ ... تجعل القين على الدّفّ الإبر
ولا أهدأهم الله تعالى: لا أسكن نصبهم. ورجل أهدأ. ومنكب أهدأ: مائل إلى الصدر.
ومن المجاز: أتيته حين هدأت العين والرّجل أي حين نام الناس. وتساقطوا إلى بلد كذا فهدأ فيه أي أقاموا. وأهدأت الثوب: أبليته.
هـ د ب
هو طويل الهدب والأهداب. وطال هدب الثوب وهدّابه. ورجل أهدب: سابغ الهدب، وامرأة هدباء. قال الجاحظ: ليس للعرب اسم لمن لا يبصر بالليل وهو الذي يقال له: شبكور أكثر من أن يقولوا: به هدبدٌ. قال:
ليس دواء الهدبد ... إلا سنام وكبد
ومن المجاز: نسر أهدب: سابغ الريش. ولبد أهدب: طال زئبره. قال:
عن ذي درانيك ولبدٍ أهدبا
وشجر أهدب: متدلّي الأغصان من حواليه، وشجرة هدباء؛ وقد هدبت هدباً. وقطع هدب الشجرة وهدّابها: أغصانها. وعثنون هدب: مسترسل. وسحاب هدب كأن له هدباً.(2/365)
قال جندل:
نازعنيهنّ مصافٍ لي محب ... من الخوافي وحفيّ بي نصب
إذا رآني وقليلاً نصطحب ... ليلاً وللظلماء عثنون هدب
أحال يملي وعبأت أكتتب
الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيّ: رئيه، عبأت: طفقت. وتدلى هيدب السحاب: ما تراه كأنه خيوط عند انصباب ودقه. وضربه فبدأ هدب بطنه أي ثربه.
هـ د ج
هدج الظليم واستهدج: مشى في ارتعاش، وظليم هدّاج، ونعام هدّج وهوادج. وتقول: نظرت إلى الهوادج، على الهوادج. وهدجت الريح: حنّت.
ومن المجاز: الشيخ يهدج في مشيته هدجاناً. قال:
وهدجانا لم يكن من مشيتي ... كهدجان الهقل حول الهقلة
وهدجت القدر: غلت بشدّة، وقدر هدوج. قال الراعي:
ثلاث صلين النار حولاىً وأرزمت ... عليهنّ رجزاء القيام هدوج
هـ د د
هدّ البيت فانهدّ وهو هدم بشدّة صوت. وسمعت هدّةً: صوت وقع حائط أو صخرة. وسمع أهل الساحل هادّاً من قبل البحر: صوتاً له هديدٌ أي دويّ وربما كانت منه الزلزلة. قال:
داع شديد الصوت ذي هديد
وهد هدّ يهدّ. وهدّده وتهدّده: أوعده. وهدهدت المرأة ولدها: حركته لينام. وهدهد الحمام: صوّت.
ومن المجاز: هدّني هذا الأمر، هدّ ركني إذا بلغ منك وكسرك. قال النمر:
على فاجع هدّ العشيرة فقده ... به أعلن الناعي الحديث المجمجما
وهذا رجل هدّك من رجل إذا وُصف بجلد وشدّة أي غلبك وكسرك، وهذه امرأة هدّتك من امرأة. وعن أبي عمر الجرميّ: مررت برجل هدّك من رجل وبامرأة هدّك من امرأة بمعنى هادّك وهادّتك والأوّل هو الكثير. وقال يعقوب: لهدّ الرجل هو إذا أُثني عليه بالجلد والشدّة. وأنشد الأصمعيّ لدكين:
ولي صاحب بالقاع هدّك صاحباً ... أخو الجون إلا أنه لا يعلّل
وإن فؤادي منه في طول صحبتي ... وأنسى به في الفينتين لأوجل
هرب من مروان والتجأ إلى عماية فألفه الأسد، والجون: الليل لأنه يصطاد بالليل. وجاءوا متهادّين ومتساتلين أي متتابعين كأن بعضهم يهدّ بعضاً.
هـ د ر(2/366)
ذهب دمه هدراً، وهدر دمه يهدر ويهدر، وأهدره السلطان وهدره: أبطله وأسقطه. وهدر الفحل هدراً وهديراً وتهداراً، وفحل هادر وهدّار، وهدّر: كرّر. وفي مثل " كالمهدّر في العنّة " لمن يصيّح وليس وراءه شيء. قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية رضي الله تعالى عنه:
قطعت الدهر كالسدم المعنّى ... تهدّر في دمشق وما تريم
يريد المعنّن. وفي معناه قول ابن هرمة:
فاهدر مكانك مطوياً على حنق ... هدر المعنّى على أذواده السّدم
ومن المجاز: ضربه فهدرت رئته إذا سقطت. وقوم هدرةٌ: ساقطون. وفلان فحل هادر، وقد هدرت شقشقته، وهو يهدر في منطقه وفي خطبته. وجرة النبيذ تهدر. قال:
وجرّةٍ خضراً لها هديريظل منها الشيخ يستدير وأرض هادرة، وعشب هادر إذا تحرّك وطال. وهدر كافور النخل: انشقّ. وهدر اللبن: خثر وراب. وهدر الرعد، ورعد هدّار، وسمعت هديره. وهدر الحمام: قرقر وكرّر صوته في حنجرته.
هـ د ف
رموا في الهدف والأهداف.
ومن المجاز: أهدف له الشيء واستهدف: انتصب وأعرض. وقال عبد الرحمن لأبيه أبي بكر رضي الله تعالى عنهما: لقد أهدفت لي يوم بدرٍ فصغت عنك. وهدف للخمسين وأهدف: قارب. وركب مستهدف: عريض. وفلان هدفٌ لهذا الأمر وغرض له.
هـ د ل
هدل الحمام هديلاً. وتهدّلت الثمرة. وتهدّل الثوب: استرسل؛ وهدّلته هدلاً. ومشفر أهدل ومشافر هدلٌ. وشفة هدلاء، وبها هدلٌ.
هـ د م
بناء مهدوم ومهدّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هدم من الحائط وهو ما انهدم منه. قال يهجو امرأة:
تمضي إذا زجرت عن سوءة قدماً ... كأنها هدمٌ في الجفر منقاض
ومن المجاز: عجوز متهدمة: فانية. وتهدّم الثوب: بلي، وعليه هدمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هدمٌ: هدرٌ. وجاءت هدمةٌ من مطر: دفعة منه. وتهدّمت الناقة من شدّة الضّبعة. وهو يتهدّم بالمعروف. قال ابن هرمة:
ماذا بمنبج إن تنشر مقابرها ... من التهدّم بالمعروف والكرم
وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام(2/367)
ويتهوّر ويقال: " إنّ جُرفك إلى الهدم " و" إن حبلك إلى أنشوطة " إذا وصف بقلّة النّصرة. وهدم الرجل في البحر: دير به، وأخذه الهدام.
هـ د ن
هدّنت الرجل: سكّنته وثبّطته فهدن هدوناً. قال الحماسيّ:
ولا يرعون أكناف الهوينا ... إذا حلّوا ولا روض الهدون
وهدّنت صبيّها بكلامها لينام. وهدّنوه بالقول حتى هدن. وإن ملغاة أوّل الليل مهدنةٌ لآخره ومن المجاز: هادنه: صالحه مهادنة. وتهادنوا: تصالحوا. وبينهم هدنة. وتهادن الأمر: استقام.
هـ د ي
هو هادٍ من الهداة. وهداه للسبيل وإلى السبيل والسبيل هدايةً وهدًى. وهداه من الضلالة فاهتدى. وهدى هدي فلان: سار سيرته. وفي الحديث: " واهدو هديَ عمّار " وما أحسن هديه!، ورأى هديض أمره وهدية أمره: جهته. واستهديته فهداني. وهو لا يتهدّى لذلك، وتركه على مهيديته: على جهته وحالته التي كان عليها. وجاء يهادي بين اثنين ويتهادى.
ومن المجاز: هداه: تقدّمه كما يتقدّم الهادي المهديّ: وجاءت الخيل يهديها فرس أشقر. واقتنص هاديات البقر وهواديها: متقدّماتها. وضرب هاديته: عنقه. وأقبلت هوادي الخيل. وانتصب هادي الفلق. قال ذو الرمة:
حتى إذا ما جلا عن وجهه فلقٌ ... هاديه في أخريات الليل منتصب
وتوكأ على الهادية وهي العصا. وأصابه هادي السهم: نصله. قال ذو الرمة:
يمشي بزرقٍ هدت قضباً مصدّرة ... ملس المنون حداها الريش والعقب
ومنه: أهدى له وإليه هديّة لأنها تقدّم أمام الحاجة في مهدًى: في طبق. واستهدى صدّيقه. " وتهادوا تحابّوا " ورجل وامرأة مهداء. وفلان يهدّى للناس إذا كان كثير الهدايا. قال أبو خراش:
لقد علمت أم الأديبر أنني ... أقول لها هدّي ولا تذخري لحمى
وأهدى إلى الحرم هدياً وهديّاً: وهدى العروس إلى زوجها هداءً وأهداها إليه، لغة تميم هديتها بمعنى دللتها، ولغة قيس أهديتها: جعلتها هديّة.
هـ ذ ب
هذّبته فتهذّب، و" أي الرجال المهذب ". وفرس وطائر مهذب: سريع، ومرّ يهذب.
هـ ذ ذ
هذّه هذّاً: أسرع قطعه. وسكين هذوذ.
ومن المجاز: هذّ القرآن وهو يهذّه هذّاً إذا أسرع فيه وتابعه، ومنه: قول رؤبة:
ضرباً هذاذيك وطعناً وخضاً(2/368)
وقول معبد بن سعنة:
فباكر مختوماً عليه سياعه ... هذاذيك حتى أنفذ الدّنّ أجمعا
أراد سرعة الضرب والشرب ومتابعتهما.
هـ ذ ر
رجل مهذار ومهذارة وهذريان. قال:
هذريان هذر هذّاءة ... موشك السقطة ذو لببٍّ نثر
وقد هذر في منطقه يهذر ويهذر هذراً وهذرا، يقال: سكت عشراً، ونطق هذراً.
هـ ذ م
هذمه: أسرع قطعه. وسيف مخذم ومهذمٌ هذام.
هـ ذ ي
هو يهذي في كلامه، وهو هذّاء: كثير الهذيان، وهذى هذاءً من القول وهراءً. وقعد يهاذي أصحابه، وسمعتهم يتهاذون.
ومن المجاز: سراب هاذٍ.
هـ ر أ
تهرأ اللحم. وهرأه الطابخ. ومنطق هراء: فاسد. قال ذو الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وأهرأ في كلامه: جاء بالهراء.
هـ ر ب
جدّ به الهرب والمهرب، ويقال: إليك منك المهرب. وفلان لنا مهرب، " وما له هارب ولا قارب ".
هـ ر ت
أسدٌ أهرت، وأسودٌ هرتٌ. قال ابن مقبل:
عاد الأذلّة في دار وكان بها ... هرت الشقاشق ظلاّمون للجزر
وعن بعض العرب: لعلمهم الرّجز يهرت أشداقهم.
هـ ر ج
هذا زمن الهرج أي الفتنة: وهرج في حديثه: خلّط. وإنه ليهرج. وهرج المرأة. وتهارجت البهائم. ورأيتهم يتهارجون: يتسافدون. وهرج البعير، وأصابه هرج من الحرّ والقطران وهو إظلام البصر.
هـ ر ر
له هرّ وهرّةٌ: ذكر وأنثى. وكلب هرّار، وهرّ هريراً وهو دون النباح، وهرّت إليّ الكلاب، وهرّتني الكلاب.
ومن المجاز: قول حرام بن وابصة الفزاري:
وإن الكناز اللحم من بكراتكم ... تهرّ عليها أمكم وتكالب
يريد أنها ترضعها للؤمها فتشق عليها وتؤذيها. وهرّ في وجه السائل: تجهّمه. وفلان هرّه الناس إذا كرهوا ناحيته. قال:
أرى الناس هرّوني وشهّر مدخلي ... وفي كلّ ممشًى أرصد النّاس عقربا
وهرّ الكأس إذا كرهها. وهرّ الحرب. وقال ابن(2/369)
الدمينة:
نهاري نهار الناس حتى إذا دنا ... ليَ الليل هرّتني إليك المضاجع
وهرّ الشوك إذا يبس فاجتنبته الراعية كأنه يهرّ في وجهها، وقيل معناه: صار كأنه أظفار هرّ. قال:
رعين الشّبرق الريّان حتى ... إذا ما هر وامتنع المذاقا
وأنشد المبرّد:
حلفت لهم والخيل تردي بنا معاً ... نفارقهم حتى يهرّوا العواليا
عوالي زرقاً من رماح ردينةٍ ... هرير الكلاب يتّقين الأفاعيا
وهذا يدلك على وجه المجاز دلالة مكشوفة. وهرّه الشتاء، وللشتاء هرير، كما يقال: كلب الشتاء والبرد. وطلع الهرّاران وهما قلب العقرب والنّسر الواقع لأن هرير الشتاء عند طلوعهما. و" فلان لا يعرف هرّاً من برّ " أي لا يميزّ فعل من يهرّ في وجهه من فعل من يبرّ به. ويقال: هلك من لا هرّار له أي لا سفيه له يهرّ عنه عدوّه. كما قال:
لا بدّ للسؤدد من أرماح ... ومن عديد يتّقى بالراح
من سفيه دائم النّباح
هـ ر س
هرس الحبّ: دقّه في المهراس. واتخذ هريسة وهرائس، وعنده هريسٌ: للهريسة وهو البرّ المهروس.
ومن المجاز: توضأ من المهراس وهو حجر مستطيل منقور يتوضّأ منه شبّه بمهراس الحبّ. والفحل يهرس القرن بكلكله، وإبل مهاريس: جسام ثقال تهرس الأرض بشدّة وطئها أو شديدات الأكل تهرس ما تأكله هرساً شديداً. قال الحطيئة:
مهاريس يروى رسلها ضيف أهلها ... إذا النار أبدت أوجه الخفرات
وعن النضر: رجل مهراس: لا يتهيّبه ليل ولا سرًى. ويقال: لبني فلان هراسة عزّ وقهر يهرسون به أعداءهم. وقال أعرابيّ لآخر: لتجدنّي أفظّ هراسه، وأشدّ شراسه.
هـ ر ش
تهارشت الكلاب واهترشت، وهارش بعضها بعضاً، وهارشت بينها مهارشةً وهراشاً، وهما كلبا هراش. قال:
كأن طبييها إذا ما درّا ... جروا ربيضٍ هورشا فهراً
ومن المجاز: هرّش بين القوم وحرّش. وهرش الزمان يهرش إذا اشتدّ.(2/370)
قال أميّة:
لا نخاف المحول إن هرش الده ... ر ولا ننتوي لأهل سواكا
وقال في صفة الفرس:
مهارشة العنان كأنّ فيها ... جرادة هبوة فيها اصفرار
أراد وثوبه في العنان ومرحه كأنما يهارشه. وفي مثل في التخيير " خذا أنف هرشى أو قفاها " وهي ثنيّة في طريق مكّة قريبة منها.
هـ ر ع
أهرع الرجل إهراعاً وهو إسراع في رعدة. ويقال: أقبل الشيخ يهرع. وفلان يهرع من الغضب والبرد والحمّى. ويقال للمجنون والمصروع: مهروع، ومنه قوله تعالى: " فهم يهرعون ".
هـ ر ف
هو يهرف بفلان نهاره كلّه وهو الإطناب في النثاء شبه الهذيان للإعجاب به. وجاءت رفقة يهرفون بصاحب لهم، ويقال: لا تهرف، قبل أن تعرف، و" لا تهرف، بما لا تعر ". وهرّفت النخلة: عجّلت إتاءها تهريفاً. وهرفته الريح: استخفّته، ومنه قول أهل بغداد: الهرف جرف أي من جاء بالبواكير جرف أموال الناس.
هـ
ر
ول
مشى هرولةً. والطائف يهرول.
ومن المجاز: هرول السراب. قال الطّرماح:
حتى إذا صغت الظلا ... ل بعيد هرولة العساقل
هـ ر م
شيخ هرمٌ وشيوخٌ هرمى، وقد هرِمَ هرماً ومهرماً، وهرّمته السنون. وهو ابن هرمةٍ وابن عجزةٍ: لولد الشيخ. وولد لهرمةٍ. وأذل من الهرمة: واحدة الهرم وهو يبيس الشّبرق أذلّ اعلحمض وأشدّه اسلنطاحاً. قال:
ووطئتنا وطئاً على حنقٍ ... وطء المقيّد نابت الهرم
ومن المجاز: خشبٌ هرمي: قديمة يابسة، وقيل لرائد: كيف وجدت واديك؟ قال: وجدت فيه خشباً هرمى، وعشباً شرمي. وجاء فلان يهرّم علينا الأمر والخبر أي يعظّمه ويصفه فوق قدره. وما عنده هرمٌ: رأيٌ محنّك. وما أدري بم يولع هرمك أي رأيك القارح.
هـ ر
ورجل هرّاءٌ: يبيع الثياب الهرويّة. وسمعت في رواية الهرّاء عن الفرّاء كذا، وهرّيت(2/371)
الثوب: اتخذته هروباً. قال:
يا قوم هل أخبرتم أو سمعتم ... بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب
رأيتك هرّيت العمامة بعد ما ... مكثت زماناً قاصعاً لا تعصّب
قصع عمامته إذا حسرها. وضربه بالهراوة والهراوي. وهروت عبدي وتهرّيته: ضربته بها.
هـ ز أ
هزيء به ومنه وهزأ وتهزّأ واستهزأ. واتخذه هزؤاً. وفعل ذلك استهزاءً به. ورجل هزاءٌ وهزأة، وهو هزأة بين الناس: يهزءون به.
ومن المجاز: مفازة هازئة بالرّكب أي فيها سراب وهزّاءة بهم، والسارب يهزأ بالقوم ويتهزّأ بهم. وغداة هازئة: شديدة البرد كأنها تهزأ بالناس حين يعتريهم الانقباض والرّعدة والرنين ونحوها.
هـ ز ج
هزج المغنّى في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هزجٌ مطّربٌ وأهازيج، كقولك: أغانيّ. قال الشمّاخ:
يكلّفها أن لا يخفّض جأشها ... أهازيج ذبّانٍ على غصن عرفج
الأتان تسكن إلى أغانيّ الذبّان فتقف عندها فلا يدعها العير ويطردها. ومغنٍّ هزجٌ. قال عنترة:
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنّم
وهزذج صوته تهزيجاً: داركه وقاربه فتهزّج.
ومن المجاز: سحاب هزجٌ بالرعد. وسمعت هزج الرعد والعود، وقد هزج وتهزّج. وتهزّجت القوس: أرنّت. وعودٌ هزجٌ، وللقوس أهازيج. قال الكميت يصف القوس:
لم يعب ربّها ولا الناس منها ... غير إنذارها عليها الحميرا
بأهازيج من أغانيّها الج ... شّ وإتباعها الحنين الزفيرا
هـ ز ز
هزّ السّيف والقناة وغيرهما " وهزّي إليك بجذع النّخلة " وهزّت الريح الأغصان. وسيفٌ هزهاز. قال:
فوردت مثل اليماني الهزهاز ... تدفع عن أعناقها بالأعجاز
أي ماءً كالسيف. وهزهز الثور قرنه فتهزهز. وفي الحديث: " ما تهزهزت رءوسكما " وفلان يشهد الهزاهز وهي الحروب والشدائد التي تهزهز.
ومن المجاز: هو يهتز للمعروف. وهززته وهززت منه. وقد هزّ عطفيه لكذا، وهزّ منكبيه. وهزّ الحادي الإبل بحدائه فاهتزّت، ولها هزيز عند الحداء: نشاط في السير وحركة. وللريح هزيز. قال امرؤ القيس:
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول هزيز الريح مرّت بأثأب
وهو حفيفها وسرعة هبوبها.(2/372)
قال الطرمّاح:
يظلّ هزيز الريح بين مسامعي ... بها كالتجاج المأتم المتنوّح
واهتزّ الماء في جريانه والكوكب في انقضاضه. ويقال: قد هزّ الكوكب إذا انقضّ. قال:
كأنّ من يأخذ وهو مذنب ... يخرّ من حيث يهزّ الكوكب
واهتزّ النبات إذا طال. وهزّته الرياح والأمطار. واهتزت الأرض إذا أنبتت. وامرأة هزّةٌ: نشيطة للشرّ مرتاحة له، ونساءٌ هزّاتٌ.
هـ ز ع
مضى هزيعٌ من الليل. وتهزّع. فلان لفلان: تنكّر له وتعبّس، من الهزيع لأنه ساعةٌ وحشةٌ. وما ترك في القوس منزعاً، ولا في الكنانة أهزعا. وما له أهزع أي شيء وهو السهم الذي يبقى في أسفل الكنانة.
هـ ز ل
هزل معه وهازله. قال:
ذو الجدّ إن جدّ الرجال به ... ومهازل إن كان في هزل
وقال القطاميّ:
يهازل ربّات البراقع بالضحى ... ويخرج من باب ويدخل باباً
وأزلٌ أنت أم جادّ؟ وهو يهزل في كلامه. وشاة هزيلٌ وشاءٌ هزلى. وجمل مهزول وإبل مهازيل، وبه هزالٌ وهزيلة، وفشت الهزيلة في الإبل. قال:
حتى إذا نوّر الجرجار وارتفعت ... عنها هزيلتها والفحل قد ضربا
وهزلها صاحبها وهزّلها. وأهزل القوم: هزلت دوابّهم.
ومن المجاز: انسابت الهزلى وهي الحيّات، صفة غالبة كالأعلم في البعير والأقرح في الذباب. قال جثّامة الكلبيّ:
كأنّ مزاحف الهزلى صباحاً ... خدود رصائع جدلت تؤاما
وهزلت حال فلان. وتقول: له فضل جزيل، وحال هزيل. وهزله السفر والجدب والمرض.
هـ ز م
هزم الجيش وانهزم. وجيش مهزوم وهزيم، وهزمته واستهزمته، وهو يستهم الجيوش. وهو هزّام فرّاس. ووقعت عليهم الهزيمة. وهزمت البئر: حفرتها. وهزمت في الأرض هزمةً. وهزمت في البطيخة والقربة إذا غمزتها بيدك فانهزمت إلى جوفها، وفي القربة هزمة وهزومٌ، وتهزّم السقاء: ثني بعضه على بعض وهو جاف فتكسّر وتصدّع. وتهزّم البناء: تهدّم. وشجّةٌ هازمة. وفي الحديث: " إن زمزم هزمة جبريل " وغيث هزيم: منبعق. وسمعت هزمة الرعد وهزيمه: صوته، وتهزّم الرعد. وللسنّور هزمة وهي صوت حلقه.(2/373)
ومن المجاز: فرس هزمٌ: له صهيل مثل هزمة الرعد. وهزمت على زيد: عطفت عليه. وهزم عني معروفك نوائب الدهر. ولقاؤك يهزم الأحزان.
هـ ش ش
شيء هشٌّ: رخو ليّن، وفيه هشاشة. وهششت الورق على الغنم: خبطته خبطاً برفق. وروَى جابر عن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولكن يهشّ هشّاً رفيقاً " " وأهشّ بها على غنمي ".
ومن المجاز: فرس هشٌّ: غير صلود. قال أبو النجم:
يفيض من هشّ رقيق منخّله
وناقة هشوش: ثرور. ورجل هشّ، وهو يهشّ إلى إخوانه، وإنه لذو هشاشٍ إلى الخير. واستهشّه كذا. وفلان ما يستهشه النعميم. قال:
مقيماً كأني لم يكن يستهشّني ... رواح الفتى ذي الهمة المتقلّب
يعني إقامته في قبره. وقال ذو الرمة:
وسايرت ركبان الصّبا واستهشّني ... مسرّات أضغان القلوب الطوامح
ودخلت عليه فاهترّ لي واهتشّ بي. وإنه لهشّ المكسر: سهل الجانب إذا سئل.
هـ ش م
شجّة هاشمة. وهشم الرأس وكلّ شيء أجوف. وهشم أنفه: كسر قصبته. وهشم الثريد. ورعت الماشية الهشيم: النبات اليابس المتكسّر. ورأيت هشيمةً: شجرة يابسة. قال:
وإني لأستسقي لأصل هشيمة ... بأرض بني وقدان من سبل القطر
كان يلتقي عندها وحبيبته، وتهشّمت أغصانها.
ومن المجاز: رجل هشيمٌ: ضعيف. وما هو إلا هشيمة كرم إذا لم يمنع شيئاً. وتهشّم عليّ: تعطّف، وتهشّمته: استعطفته وترضيّته. قال الحادرة بن أوس:
سمح الحلائق مكراماً ضريبته ... إذا تهشّمته للنائل اختالا
هـ ص ر
هصر الغصن: أماله إليه.
ومن المجاز: هصر الأسد الفريسة. وأسد هصور وهصار وهصير. وهصرت رأسها وبرأسها. قال امرؤ القيس:
هصرت بفودى رأسها فتمايلت
هـ ص ص
إن قيل لك ما الهاصّه، فقل عين الفيل خاصّه.
هـ ص م
هصمه: كسره. وله ناب هيصم. وزأر الهيصم: الأسد.
هـ ض ب
علوت هضبةً وهضاباً. واستهضب: صار هضبة. قال رؤبة:
تمنّعت أركانه واستهضبا(2/374)
وفي مثل " ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل ". وأصابتهم هضبةٌ وأهضوبة: مطرة، وهضبٌ وأهاضيب. قال ذو الرمة:
فبات يشئزه ثأد ويسهره ... تذؤّب الريح والوسواس والهضب
وقال الرّكّاض الدبيريّ يخاطب الدارين:
ولا زال يجري السيل في عرصتيكما ... إذا جفّ مدّته أهاضيب هيدب
وهضبتهم السماء. وروضة مهضوبة.
ومن المجاز: هضبوا في الحديث: أفاضوا فيه. وهو يهضب بالشعر وبالخطب: يسحّ سحاً. وحادٍ مهضبٌ. قال:
إذا سمعن صوت حادٍ مهضب ... أدلجن تحت الدامس المغلولب
وفرس مهضبٌ: كثير العرق.
هـ ض ض
هضّ الحجر وغيره: رضّه. وفحل هضّاض: يهضّ أعناق الفحول. وأقبلت الهضّاء: الجماعة من الخيل.
هـ ض م
هضم الشيء الرّخو: شدخه وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة فانهضمت وتهضّمت، وهضمتها بيدي. وقصب مهضوم ومهضّم: غمز حتى كاد ينشدخ. وقيل: المزمار المهضّم: أكسار يضمّ بعضها إلى بعض. وقال ابن السكيت: هو النّرم ناي. قال لبيد:
يرجّع في الصّوى بمهضّماتٍ ... يجبن الصدر من قصب العوالي
ونزلنا في أهضام الوادي: في بطونه المطمئنة. وفي مثل " الليل وأهضام الوادي " أي لا تسر فيها لا ينلك مكروه. وتبخّر بالأهضام وهو ضرب من البخور.
ومن المجاز: كشح مهضوم ومهضّم وهضيم وأهضم، وفي كشحه هضمٌ. قال:
لفّاء عجزاء وفي الكشح هضم
وطلع هضيم. ورأيته متهضّماً: متكسّر الوجه من الحزن. وهضم الهاضوم الطعام فانهضم، وطعام بطئ الهضم، ومعدةٌ هضوم. ورجل هضوم الشتاء: يكسر فيه ماله وينفقه. قال الأعشى:
هضوم الشتاء إذا المرضعا ... ت جالت جبائر أعضادها
وقال آخر:
سمحاً هضوماً في الشتاء الأروق
وهضمه حقّه: نقصه، وهضمت لك من حقّي(2/375)
طائفةً: تركتها لك وكسرتها من حقّي. وهضمت المرأة من مهرها لزوجها إذا وهبت له منه شيئاً. وهضمه واهتضمه وتهضّمه: ظلمه. وتهضّمت نفسي له إذا رضيت منه بدون النّصفة. ولحقته في هذا هضيمةٌ: ظلم.
هـ ط ع
بعير مهطع: في عنقه تصويب، وقيل: هو المسرع، وقد أهطع في سيره واستهطع، " مهطعين إلى الدّاع ". وقال:
تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
وقال آخر يصف ثوراً:
بمستهطع رسلٍ كأن زمامه ... بقيدوم رعنٍ من رضامٍ ممتّع
طويل من الماتع.
هـ ط ل
هطل السحاب والمطر هطلاناً وتهطّل، وعارض هطلٌ وهاطل، وسحائب هطّل. وأوقعت بهم الهياطلة وهم جنس من الترك والسّند. قال:
حملتهم فيها مع الهياطله ... أثقل بهم من تسعة في قافله
ومن المجاز: دمع هاطل. وأقبل الناس يهطلون، وأقبلوا هطلى. وتهاطلوا عليّ: تتابعوا، وكذلك الإبل والوحش وغيرها، تقول: أقبلت هطلى. قال الراعي:
فلما مضت عنها السنون هوت لها ... مقانب هطلى من غريم وسائل
أي لما وقع الخصب تتابع إليها الغرماء والسؤّال.
هـ ف ت
تهافت الفراش في النار: تساقط متتابعاً. وتهافت الناس في الأمر.
هـ ف ف
هفّت الريح هفيفاً إذا سمعت هبوبها، وريح هفّافة: سريعة المرّ، ولها هفهفة وهفاهف. قال الأفوه:
والدهر لا يبقى على صرفه ... مغفرة في حالقٍ مر مريس
من دونها الطير ومن فوقها ... هفاهف الريح كجثّ القليس
القليس: النحل، وجثّه: دويّه: وسحاب هفٌّ: أراق ماءه. وشهدة هفّ هفّة: لا عسل فيها. وزرع هفّ: انتثر حبّه لتأخّر حصاده. وقد هفّ الزرع، وهو هافٌّ. وسرابٌ هفّافٌ، وقد اهتفّ السراب إذا برق. قال ذو الرمة:
في صحن يهماء يهتفّ السراب بها ... في قرقرٍ بلعاب الشمس مضروج
وثغرٌ هفافٌ. قال القطاميّ:
تناولت منها مسفراً أقبلت به ... عليّ وهفّاف الغروب عذاباً
وامرأة مهفهفة: ضامرة. وقميص هفهاف: رقيق.
ومن المجاز: هفّت الإبل هفيفاً: أسرعت.(2/376)
قال ذو الرمة:
إذا ما نعسنا نعسة قلت غنّنا ... بخرقاء وارفع من هفيف الرواحل
ورجل هفّ: خفيف. قال:
هفّ خفيفٌ قليل المال ليس له ... إلا مذلّقةً أو وفضةً سبد
هـ ف
و" لكلّ عالم هفوة ". والإنسان كثير الهفوات. وهفت الريح: تحرّكت. وهفت الريشة أو الصوفة في الهواء: ذهبت. وهفا الظليم بجناحيه: حرّكهما: ومرّ الظبي يطفو ويهفو: يخفّ على الأرض ويشتدّ عدوه. وهذا من هوامي الإبل وهوافيها: ضلاّلها. وهفا الثوب ورفرف الفسطاط: وهفت به الريح: حرّكته.
ومن المجاز: هفا قلبي في إثرهم، وهفا قلبه من الحزن أو الطرب: استطير. والألف هافية في الهواء.
هـ ق ع
ثلاثة كهقعة الجوزاء وهي ثلاثة كواكب فوق منكبها. وطلّق رجل امرأته ألفاً فقيل له: " يكفيك منها هقعة الجوزاء ". ولا تسم الهقعة وهي دائرة في جنب الفرس حيث رجل الراكب وقد يتشاءم بها، وفرس مهقوع، وهقع. وسمعت للسيوف هيقعةً وهي صوت وقعها.
هـ ق ل
رأيت هقلاً وهيقلاً وهو الظليم.
هـ ك ل
كأنه الراهب في هيكله: في ديره. قال الأعشى:
فما أبيليٌّ على هيكلٍ ... بناه فصلّب فيه وصارا
وقيل: هو بيتٌ للنصارى فيه صنمٌ على صورة مريم عليها السلام. وفرس هيكلٌ: مرتفع. قال امرؤ القيس:
بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
وتقول: التناسخيّة عصوا في هياكل ثم نقلوا عنها إلى غيرها: يريدون الصّور والأشخاص. ولفلان طلل وهيكلٌ. ولبعضهم:
يقول إذا بدا ملكٌ كريم ... كساه الله هيكل آدميّ
هـ ك م
تهكّمت البئر: تهدّمت: وتهكّم عليه من شدّة الغضب مثل تهدّم عليه. وتهكّم فلان على ما لا يعنيه: اقتحم عليه. وتهكّم علينا: تعدّى. قال:
تهكّم عمرو على جارناوألقى عليه له كلكلا وتهكّم به: تهزّأ به. وقال ذلك على سبيل التهكّم. قال حسان رضي الله تعالى عنه:
بني أمّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد(2/377)
تهكّم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد
وعن الأصمعيّ: أنه قال في قول زهير:
فتغلل لكم
هذا منه تهكمٌ.
هـ ل ب
في مثل " كلاّ إنه لبهلبه " وهو شعر الذنب. وفرس مهلوب: مجزوز الهلب، وقد هلب.
ومن المجاز: هلبه بلسانه: نال منه نيلاً شديداً. وعيش أهلب، كما يقال: أزبّ: واسع.
هـ ل س
أخذه الهلاس وهو السّلال، ورجل مهلوس. وأهلست المرأة: أخفت ضحكها. قال:
تضحك مني ضحكاً إهلاساً ... سرّاً ولم تعلم علينا باساً
إلا كلالاً خالط النعاسا
هـ ل ع
رجل هلوع وهلع، وبه هلع: جزع شديد. وناقة هلواعٌ: سريعة.
هـ ل ك
فيه الهلاك والهلك والهلكة: ووقعوا في المهلكة والمهالك. وألقى بيده إلى التّهلُكة. وهلكوا مهلكاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتلك فلان: ألقى نفسه في التّهلكة. وأهلك الشيء واستهلكه. وهوى في هلكٍ وهو مهوًى بين جبلين. قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلكٍ في نفنفٍ يتطوّح
ومن المجاز: مفازة تهلك فيها الأرواح. قال زهير:
وخرقٍ تهلك الأرواح فيه ... بعيد الغور مشتبه المتان
وهلك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهلك. قال القطاميّ:
لمستهلك قد كاد من شدّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكواذب
وتهالكت في هذا الأمر واستهلكت فيه إذا كنت مجداً فيه مستعجلاً. قال الحطيئة يصف طريقاً:
مستهلك الورد كالأسديّ قد جعلت ... أيدي المطيّ به عاديةً رغباً
ومرّ يهتلك في عدوه ويتهالك: يجدّ. قال الحارث ابن حرجة:
فلما يئست نسأت القلوص ... تهالك في سبسبٍ أغبر(2/378)
وتهالك على الفراش: تساقط عليه. وتهالكت في مشيتها: تفيّأت وتكسّرت، ومنه الهلوك: للفاجرة، والجمع الهلك. وقوم هلاّكٌ: صعاليك سيئو الحال. قال أبو طالب في مدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:
يلوذ به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
وقال جميل:
أبيت مع الهلاّك ضيفاً لأهلها ... وأهلي قريبٌ موسعون ذوو فضل
هـ ل ل
سبّح وهلّل تهليلاً. وأهلّ بذكر الله: رفع به صوته " وما أهلّ به لغير الله ". وأهلّ المحرم بالحجّ والعمرة: رفع صوته بالتلبية. وقال ابن أحمر:
يهلّ بالفرقد ركبانها ... كما يهلّ الراكب المعتمر
وأهلّوا الهلال واستهلّوه: رفعوا أصواتهم عند رؤيته، وأهلّ الهلال واستهلّ إذا أبصر. وأهلّ الصبيّ واستهلّ إذا رفع صوته بالبكاء. وانهلّت السماء بالمطر واستهلّت وهو صوت المطر. وتهلّل السحاب بالبرق: تلألأ. وجئته عند مهلّ الشهر ومستهلّه. وكاريته مهالّةً كما تقول: مشاهرة. وهلهل النسّاج الثوب، وثوب هلهل: سخيف النسج.
ومن المجاز: ما أحسن مستهل قصيدته!: مطلعها. وتهلّل وجهه من الفرح. وهلّل البعير: استقوس من الهزال. وهلل الزاي والراء: كتبهما ولا يقال: هلّل الألف واللام لاستقواس فيهما. واستهلّ السيف: استلّ. وأهلّ الكلب بالصيد وهو صوت يخرج من حلقه إذا أخذه. وما بقي في الرّكيّ إلاّ هلالٌ: قليل من ماء. وكأنّ زمامها هلالٌ: حيّة ذكر. وهلهل الشعر: أرقّه.
هـ م ج
أذلّ من الهمج وهو ضرب من البعوض وقيل: الذباب الصغير الذي يقع على وجوه الحمير وأعينها وقيل: دودٌ يتفقّأ عن ذباب وبعوض.
ومن المجاز: ما هم إلا همجٌ ورعاع.
هـ م د
همدت النار تهمد هموداً، ورماد هامد: قد تلبّد وتغير.
ومن المجاز: أرض هامدة: مقشعرة قد يبس نباتها وتحطّم، ونبات وشجر هامد: يابس. وهمد القوم وخمدوا: ماتوا، كما همدت ثمود، وأهمدهم الله. وأتوا على بني فلان فأهمدوهم. وأهمد فلانٌ الأمر: أماته. وثمرة هامدة: اسودّت وتعفّنت. وهمد الثوب وهمد إذا بلي من طول الطّيّ فإذا مسسته تناثر، وثوب هامد، وثياب همّد.
هـ م ر
ماء منهمر، وهمره: صبّه. وسحاب هامر. وهمرت عينه بالدمع وهملت.
ومن المجاز: همر في كلامه: أكثر. وخطيب مهمر. وفلان مهذار مهمار.
هـ م ز
همز رأسه: عصره وهمز الجوزة بكفّه.(2/379)
ومن المجاز: همز الرجل في قفاه: غمز بعينه. ورجل همزة وهمّاز. والشيطان يهمز الإنسان: يهمس في قلبه وسواساً، ويقال: أعوذ بالله من همسه وهمزه ولمزه، و" أعوذ بك من همزات الشّياطين ".
هـ م س
همس الكلام: أخفاه همساً، وكلام مهموس. وحروف مهموسة: غير مجهورة " فلا تسمع إلاّ همساً " وهمس إليّ بحديثه. قال:
قد خطب النوم إليّ نفسي ... همساً وأخفى من نجيّ الهمس
وما بأن أطلبه من بأس
والشيطان يهمس بوسوسته في صدر الإنسان، وهامسته مهامسة: ساررته. وهو يأكل همساً: لا يفغر فاه بالأكل. وسمعت همس الأخفاف والأقدام. وأسد همّاسٌ.
هـ م ع
عين دامعة: هامعة وقد همعت بالدمع هموعاً.
هـ م ك
انهمك في الباطل. وفلان منهمك في الغيّ.
هـ م ل
إبلٌ هملٌ وهوامل، وقد أهملها الراعي فهملت. وما ترك الله عباده هملاً. وأمر مهمل. وهملت عينه هملاناً، وهمل دمعه وانهمل، وجرى في مهمله حيث ينهمل. وفرس هملاج، وهو يهملج براكبه، وخيل هماليج.
هـ م م
أهمّه الأمر حتّى همّه أي أذابه. ووقعت السوسة في الطعام فهمّته همّاً: أكلت لبابه وجوّفته. واهتمّ به. ونزل به مهم ومهمّات. وسمعتهم يقولون: استهمّ لي في كذا. ورجل ذو همّة وهمم، وهمام: عظيم الهمّة، وهذا رجلٌ همتك من رجل. وهذا سيف كهمّك وكهمّتك. قال زهير:
كهمّك إن تجهد تجدها نجيبةً ... صبوراً وإن تسترخ عنها تزيّد
تزد في سيرها. وقال القطامي:
تلاهين عنّي واستنعت بأربع ... كهمّة نفسي شارةً وشباباً
ومضيت بهنّ والهم أمر كذا. قال ذو الرمة:
والهمّ عين أثال ما ينازعه ... من نفسه لسواها مورداً أرب
وهمّ بالأمر. ولا همام لي أي لا أهمّ. قال الكميت:
عادلاً غيرهم من الناس طرّاً ... بهم لا همام لي لا همام
وهمّ النمل هميماً: دبّ، ومنه الهامّة والهوامّ. وشيخ همّ، وعجوز همّةٌ: لهميمهما. وهمهم الأسد.(2/380)
ومن المجاز: قدح همّ: قديم متكسّر. وللشراب هميم في العظام. قال لبيد:
أميلت عليه قرقف بابليّةٌ ... لها بعد كأس في العظام هميم
هـ ي م ن
هيمن الطائر على فراخه: رفرف عليها. وهيمن على كذا إذا كان رقيباً عليه حافظاً. والله عزّ سلطانه المهيمن.
هـ م ي
همي القطر والدمع يهمى، وهمت العين. ورأيت الخيل تهمي أفواهها دماً. وهذا من هوامي الإبل، وهمت على وجوهها: ذهبت. وله هميانٌ أعجر وهمايين عجر.
هـ ن أ
طعام هنىء، وقد هنؤ هناءة، وما كان هنيئاً، ولقد هنؤ، وهنأني ومرأني، ويقال للآكل: هنيئاً مريئاً، ولك المهنأ، وهنأك الله. وهنأته: أعطيته، واستهنأته: استعطيته. وسمع الكسائيّ أعرابيّاً يقول: إنما سميّت هانئاً لتهنىء. وهنأ البعير بالهناء، وناقة مهنوءة. قال امرؤ القيس:
ليقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
ومن المجاز: هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. وملك هنىء، وهنأته بالولاية.
هـ ن د
سيف هندواني ومهنّد. وأعطاه هنيدة: مائةً من الإبل، وهنداً: مائتين.
ومن المجاز: قوله:
ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وخمسين عاماً ثم قوم فانصاتا
أراد مائة سنةٍ.
هـ ن ف
تهانف: ضحك باستهزاء، وهانف صاحبه مهانفةً.
هـ ي ن م
هينم هينمةً: أخفى كلامه: وفي النوابغ: لا تمس بالرّيبة مهينماً، ولا تنس أن عليك مهيمناً.
هـ ن وفيه هناتٌ وهنواتٌ وهنيّاتٌ: خصال سوء. قال لبيد:
أكرمت عرضي أن ينال بنجوة ... إن البريّ من الهنات سعيد
ويا هني ويا هناة ويا هناه. قال امرؤ القيس:
وقد رابني قولها يا هنا ... هـ ويحك ألحقت شراً بشر
أي تهمةً بتهمة. وأقمت عنده هنيّة وهنيهةً. واقعد هنا وهناً.
هـ وج
رجل أهوج، وامرأة هوجاء، وفيه هوج: حمق مع طول.
ومن المجاز: فلان أهوج: شجاع يرمي بنفسه في الحرب. وهو أهوج الطّول: مفرطه. وناقة هوجاء: كأنّ بها هوجاً لسرعتها لا تتعهّد مواضع المناسم من الأرض. وريح هوجاء، ورياح هوج، ولعبت بها هوج الرّياح.(2/381)
قال ابن أحمر.
هوجاء ليس للبّها زبر
هـ ود
لعنت الهود واليهود، ويهود، وهاد الرجل وتهود، وهوّد ابنه. وهاد المذنب إلى الله: رجع وتاب هوداً " إنّا هدنا إليك ". وهوذد في مشيه تهويداً إذا مشي مشياً ساكناً فاتراً. وفي حديث عمران بن الحصين رضي الله تعالى عنه: " إذا مت فأخرجتموني فأسرعوا بي المشي ولا تهوّدوا كما تهوّد اليهود والنصارى ". وهاوده: وادعه مهاودة، وبينهم مهاودة وهوادة. وما في فلان هوادة أي لين ورفق.
هـ ور
هوّر البناء فتهوّر: هدمه. وهار الجرف وانهار وتهوّر، وجرف هائر وهارٍ.
ومن المجاز: تهوّر الليل وتهوّر الشتاء: أدبر. وفلان يتهوّر في الأمور: يقع فيها من غير فكرٍ. وإنّ فيه لهورةً. وإنه لهير.
هـ وس
أسد هوّاسٌ: طوّاف بالليل مع جرأة في الطلب وهو شديد الهوس. ورجل هوّاس: أكول. وحمل على العسكر فداسهم وهاسهم. وفي رأسه هوسٌ: دوران ودويّ. ورجل مهوّس: يحدّث نفسه.
هـ وش
هاش القوم هوشاً. هاجوا واضطربوا. وهاش أهل الحرب بعضهم إلى بعض: خفّوا ونهضوا، وتهاوشوا. قال الطّرماح:
كأن الخيم هاش إليّ منه ... نعاج صرائم جمّ القرون
وهاشت الخيل في الغارة: نفرت وتردّدت. وهنّ هوائش. وسمعتهم يقولون: وقعت هوشةٌ في السوق وجفلة وهو أني نفر الناس لخوف يلحقهم. وهاش الشيء وهوّشه: خلطه وجمعه من هنا وهنا. وجمع مالاً من مهاوش وتهاوش: جمع مهوّش وتهويش.
هـ وع
هاع الرجل وتهوّع: قاء. ولدّوه اللبن فهاعه. والهمزة نبرةٌ في الصدر شبه التهوّع، وبه هواعٌ.
ومن المجاز: قولهم في الوعيد: لأهوّعنّه ما أكله.
هـ ول
أمر هائل، وقد هالني يهولني وهوّلني. وفلان يهوّل بما يفعل، وهوّل عنيد الأمر: جعله هائلاً. وركب هول الليل وهلو البحر وأهواله وتهاويله. قال حميد يصف الفيل:
إن الذي يركبه محمول ... على تهاويل لها تهويل
وتهوّلت للناقة وتذأبت لها إذا ستخفيت لها حين تظأرها على غير ولدها وتشبّهت لها بالسبع وذلك أرأم لها. وتقول: فلان لا يخرج من جهالته، حتى يخرج القمر من هالته؛ وهي دارته.
ومن المجاز: مكان مهولٌ: فيه هولٌ، وتقول: هذا البلد لو لم يكن مهولاً، لكان مأهولاً؛ وهو عكس قولهم: سيل مفعم. وعقبةٌ هولةٌ: صعبة. وأمر هولٌ. وإنه لهولةٌ من الهولِ: للقبيح المنظر وأصلها النار التي كانت توقد في بئر ويطرح فيها ملح وكبريت فإذا انتقضت واستشاطت. قال المهوّل(2/382)
وهو الطارح للمستحلف عندها: هذه النار قد تهدّدتك فينكل عن اليمين. قال أوس:
إذا استقبلته الشمس صدّ بوجهه ... كما صدّ عن نار المهوّل حالف
وقال الكميت:
كهولة ما أوقد المحلفون ... لدى الحالفين وما هوّلوا
وزيّنت بالتهاويل وهي النقوش والألوان تهوّل من نظر إليها، كما يقال: شيء رائع، ولو أبصرته لراعك، وهو يروع بجماله. وقال بشر وذكر الظعائن:
عليهنّ أمثال الخداريّ خلقةً ... من الرّيط والرّقم التهاويل كالدم
وهوّلت المرأة بحليّها وثيابها.
هـ وم
هوّموا وتهوّموا: هزّوا هامهم من النعاس، وما نمت غير تهويم وغير تهويمة.
ومن المجاز: هذا مما يرقّص الهام أي يعجب الناس فينغضون رءوسهم، وحدّثني فرقّص هامتي. وهو هامة القوم: لسيّدهم. ورأيت هاماً من الناس: جماعةً بعد جماعة. وهو هامة اليوم أو غدٍ: مشفٍ على الموت.
هـ ون
هان عليه ذلك: سهل، وهو يهون عليه. وفي مثل " هان على الأملس ما لاقى الدّبر " وهوّنته عليه تهويناً، وما أهونه عليه! وشيء هيّنٌ: حقير، و" أهون من قعيس على عمّته " وأهانه إهانة، وهان هوانا وهُوناً، وتهاونت به، واستهنت به استهانةً. وهو " يمشي هوناً ". و" أحبب حبيبك هوناً ما ". وجاء على هونه وهينته، وامش على هينتك. ورجلٌ هينٌ وهينٌ: وقور ساكن. و" إذا عز أخوك فهن ". وإنه لهون المؤونة وهين المؤونة: للشيء الخفيف. وهو يهاون نفسه: يرفق بها. قال الشمردل بن شريك اليربوعيّ:
دخلت هوادجهن كلّ ربحلةٍ ... قامت تهاون خلقها الممكورا
هـ وي
هويه يهواه، وهوَ هوٍ، وهي هويةٌ. قال:
أراك إذا لم أهو أمراً هويته ... ولست لما أهوى من الأمر بالهوي(2/383)
وهو من أهل الأهواء " ولا تتّبع الهوى " ومن هويَ هوَى. وهوى من الجبل. وهوت الدلو في البئر هوياص بالفتح. وهوى إلى الجبل، وهوى الجبل: صعده هوياً. قال:
يهوي مخارمها هويّ الأجدل
وقال الشماخ:
على طريق كظهر الأيم مطّردٍ ... يهوي إلى قنّة في منهل عالي
والناقة تهوي براكبها: تسرع به. وطاح في المهواة والهاوية وهي ما بين الجبلين. وتهاووا فيها: تساقطوا. وأهوى بيده إلى الشيء ليأخه. وهذه هوّةٌ عميقة وهوًى. وهوى الرجل: مات، وهوت أمّه، و" أمُّهُ هاويةٌ " وجلست عنده هويّاً: مليّاً. ومضى هويٌّ من الليل. و" استهوته الشياطين ".
ومن المجاز: قولهم للجبان: إنه لهواء: خالي القلب عن الجرأة. " وأفئدتهم هواء " والأصل الجوّ.
هـ ي أ
هو مهيّأ لكذا، ومتهيء له، وهيّأته فتهيّأ. وما أحسن هيئته!، وهيئاتهم. وقالت العامرية: كان لي أخ هيّيءٌ: ذو هيئة.
هـ ي ب
هبته هيبةً ومهابةً وتهيّبته. ورجل مهيبٌ: ذو هيبة يهابه الناس. وهيّبه إليّ: جعله مهيباً عندي. وفلان هيوب وهيوبة وهيبان: جبان. قال أنس بن أبي إياس:
وباه تميماً بالغنى إن للغنى ... لساناً به المرء الهيوبة ينطق
وأهاب الراعي بالإبل: صاح بها وقال: هاب هاب. قال:
أهيبا بها يا ابني ضباح فإنها ... جلت عنكم أعناقها لون عظلم
ومن المجاز: قول أبي النجم:
إذا غريضاً نسعتيها حولاً ... بين الشراسيف وهابا الكلكلا
و" الإيمان هيوب " وهيوبة. وأهبت به إلى الخير: دعوته.
هـ ي ت
هيت لك بمعنى هلمّ لك. وهيّت به: صاح به. ورجل هيّاتٌ. قال:
يحدو بها كلّ فتًى هيّات
هـ ي ج
هاج به الدم والمرّةُ. وهاج الغبار،(2/384)
وهاجه وهيّجه. وهايجوه فلم يجد محيصاً. وهاجت له الدار الشوق فاهتاج. قال:
هيه وإن هجناك يا ابن الأطول ... ضرباً بكفّي بطل لم ينكل
وهيّجت الناقة فانبعثت، وناقة مهياج: نزوع إلا وطنها. وشهدت الهيج والهياج والهيجاء.
ومن المجاز: هاج الشرّ بين القوم، وهيّجه فلان. وهاج الفحل هيجاً وهياجاً: هدر. وإذا استقلّ الرجل غضباً قيل: هاج هائجه. وهاج المخبّل بالزّبرقان فهجاه، وهاج الهجاء بينهما. وهاج البقل إذا أخذ في اليبس. وهاجت الأرض، وأرض هائجة. وكلّ ضررٍ عرض فقد هاج.
هـ ي د
لا يهيدنّك هذا الأمر، من هاده يهيده إذا حرّكه وكرثه.
هـ ي ض
عظم مهيض ومنهاض: كسر بعد الجبر، وهاض عظمه.
ومن المجاز: هاضه الكرى، وبه هيضةُ الكرى: تكسيره وتفتيره. قال الكميت يصف المسافرين:
لا يتداوى بنزلةٍ منهم ال ... مدنف من هيضة الكرى الوصب
وتماثل المريض فهاضه كذا: نكسه. وتهيّضه الغرام. قال ذو الرمة:
فما أقول ارعوى إلا تهيّضه ... حظّ له من خبال الشوق مقسوم
هـ ي ط
هم في هياط ومياط: في اضطراب ومجيء وذهاب، والهياط: السّوق في الورد، والمياط: السّوق في الصّدر.
هـ ي ف
رجل أهيف، وامرأة هيفاء، وفي خصرها هيفٌ، وهم وهنّ هيف. وفلان مهياف: لا يصبر عن الماء، واهتاف إذا عطش. وهبّت الهيف: الريح الحارّة.
هـ ي م
هام في البرّيّة. وهامت الإبل على وجوهها. ورملٌ هيامٌ بالفتح: لا يتماسك. ورجل هيمان. عطشان، وقوم هيمى، وقد هام يهيم، وإبل هيمٌ، عطاش، وبها هُيامٌ. وتقول: مهيم بمعنى ما وراءك.
ومن المجاز: هو هائم بفلانة ومستهام، وقد هام بها، وتهيّمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق.(2/385)
كتاب الياء
ي ئ س
يئس منه يأساً واستيأس، وأيأسته. وهو بين عطفة مطمعٍ وصدفة مؤيسٍ. ورجل يؤوس. وتقول: الله يخلف ويؤوس، والعبد كنود يؤوس.
ومن المجاز: قد يئست أنك رجل صدق بمعنى علمت. قال سحيم:
أقول لهم بالشّعب إذ ييسرونني ... ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
وقال آخر:
ألم تيأس الأقوام أني أنا ابنه ... وإن كنت عن عرض العشيرة نائياً
وذلك أن مع الطمع القلق ومع انقطاعه السكون والطمأنينة كما مع العلم ولذلك قيل: " اليأس إحدى الراحتين ".
ي ب ب
منزل خراب يبابٌ، تقول: دراهم خراب يباب، لا حارس ولا باب. وحوض يباب: لا ماء فيه. قال:
قد وردت وحوضها يباب ... كأنها ليس لها أرباب
حتى يصلحا حوضها. وقال الكميت في خالد ابن عبد الله القسريّ وكان حفّاراً غرّاساً:
أخبرت عن فاعله الأرض واستن ... طق منها اليباب والمعمورا
حفر فيها الأنهرا وغرس الأشجار وأثّر الآثار فهي تنطق بما أحدث فيها. وقال أيضاً:
بيباب من التنائف مرتٍ ... لم تمخّط بها أنوف السّخال
أي لم يقم فيها أحد حتى تلد فيها غنمه، وخرّبوه ويبّبوه.
ي ب س
يبس الشيء ييبس وييبس، وسمع بعض العرب: جمّرت الخبزكي يابس ظهره: جعلت عليه الجمر، ويبّسته وأيبسته، وأرض يابسة، وقد يبست إذا ذهب نداها. وعود يابس، وعيدان يبّسٌ. ومكان يبسٌ، السفينة لا تجري على يبس، " طريقاً في البحر يبساً ". وهي ترعى اليبس واليبيس: ما يبس من النبات. وأيبست الأرض، وأرض موبسة: يبس نباتها.
ومن المجاز: قد يبس ما بينهما إذا تقاطعا. ولا(2/386)
توبس الثرى بيني وبنيك. قال جير:
أتغلب أولى حلفةً ما ذكرتكم ... بسوء ولكني عتبت على بكر
فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثرى
وأعيذك بالله أن تيبّس رحماً مبلولة. وبينهم ثديٌ أيبس أي تقاطع. قال العباس بن مرادس:
تدعو هوازن بالإخاء وبيننا ... ثديٌ تمدّ به هوازن أيبس
وجاءت وعليها يبيس الماء أي العرق اليابس. قال بشر أنشده سيبويه:
تراها من يبيس الماء شهباً ... مخالط درّةٍ فيها غرار
أي في الحال التي خالط فيها درّة العرق غراره: يريد أن حالها في العرق بين بين. وضرب الأيبسين: ما فوق الكعبين والزندين. قال أبو ذؤيب:
وكلاهما متوشح ذا رونق ... عضباً إذا مسّ الأيابس يقطع
وقال الشمّاخ:
وإياكم لا أخرقنّ أديمكم ... بمحتفلٍ في أيبس العظم جارح
يعني لسانه جعله سيفاً. وحجر يابس صلب، " وأيبس من الصخر ". قال:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فك حجراً من يابس الصخر جلمدا
ويقال: أيبس أي اسكت. وشعر جعد: يابس لا يؤثر فيه البلّ بالماء ولا بالدهن. ورجل يابس ويبس: قليل الخير. وامرأة يابسة ويبس.
ي ت م
يتم الصبيّ من أبيه ويتم يتماً ويتماً. وفلان يتيم: مقطع مات أبواه، وهم يتامى وأيتام وميتمة كمشيخة، عن بعض العرب: هو في ميتمة وأرامل، وأيتمه الله، وأيتمت المرأة. وارمأة موتم: لها أيتام. والحرب ميتمة مأيمة.
ومن المجاز: درّة يتيمة. وهذا بيت يتيم، وهذه صريمة يتيمة: للرملة المنفردة من الرمال. قال الذهليّ:
قوداء يحمل رحلها ... مثل اليتيم من الأرانب
يريد سنامها، والأرانب: أحقاف الرمل. وما في سيره يتم: ضعف وفتور وهو مستعار من حال اليتيم.
ي ت ن
خرج الولد يتناً، وأيتنت المرأة.
ي د ع
صبغ ثوبه بالإيدع: بالبقم، وثوبٌ ميدّع، ويدّعه الصّبّاغ.
ي د ي
بسط يده ويديّته. ويديته: ضربت يده.(2/387)
وإذا وقع الظبي في الحبالة قيل: أميديّ أم مرجول؟ ويديت يده: شلّت. قال الكميت:
فأيّاً ما يكن يك وهو منّا ... بأيد ما وبطن ولا يدينا
ويقال: ماله يدي من يديه: دعاء عليه. وبايعته يدا بيد، وياديته: بايعته.
ومن المجاز: لفلان عندي يد. وأيديت عنده ويديت: أنعمت. قال:
يديت على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل ذي الحذاة يد الكريم
وإن فلاناً لذو مال ييدي به ويبوع: يبسط به يده وباعه. و" أخذ بهم يد البحر ": طريقه. و" تفرّقوا أيدي سبا " وأيادي سبا. قال وبرة بن مرّة الشباني:
وأصبح القوم أيادي سبا ... هنا وهنّا ما لهم من نظام
ويقال: ذهبوا أيادي. قال الأعشى:
فصاروا أيادي ما يقدرو ... ن منه على ري طفل فطم
منه: من ماء مأرب. ومالك عليه يدٌ: ولاية. وهذا ملك يده ويمينه. وهذه الدار ف يده. ولا أفعله يد الدهر: أبداً. وقال ذو الرمّة:
وأيدي الثريّا جنّحٌ في المغارب
وقال ليد:
وغداة ريح قد وزعت وقرّة ... إذ أصبحت بيد الشّمال زمامها
وله:
أضل صواره وتضيّفته ... نطوف أمرها بيد الشمال
ولا يدي لك به، و" مالك به يدان " إذا لم تستطعه. والأمر بيد الله. ويا رب هذه ناصيتي بيدك. وقال الطرمّاح:
بلا قوة مني ولا كيس حيلة ... سوى فضل أيدي المستغاث المسبّح
وابتعت هذه السلع اليدين أي بثمنين مختلفين غال ورخيص. و" لقيته أول ذات يدين "، وأما أول ذات يدين فإني أحمد الله أي أوّل كلّ شيء. وأدرت الرحى بيدها. ودققت بيد المنحاز. وجلست بين يديه. وهم يده وعضده: أنصاره. قال:
أعطى فأعطاني يداً وداراً ... وباحةً حولها عقارا
و"(2/388)
سقط في يده ": ندم. والقوم عليّ يدٌ واحدة وساق واحدة إذا اجتمعوا على عداوته. وله يد عند الناس: جاه وقدر. " واجعل الفسّاق يداً يدا ورجلاً رجلاً فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم بالشرّ ". وهو أطول يداً منه: أسخى. وأعطى بيده: انقاد. وأعطوا الجزية عن يدٍ: عن انقياد واستسلام أو نقداً بغير نسيئة. ويدي لمن شاء رهن، ويدي رهينة بكذا أي أنا ضامن له: ونزع يده عن الطاعة. وأعطاه عن ظهر يد: من يغر مكافأة. وخرج كتّاب العراق من تحت يد صالح بن عبد الرحمن وهو كاتب الحجّاج أي خرّجهم في الكتابة وعلّمهم طرقها. وشمّر يد القميص: كمّه. وثوب قصير اليد: لا يبلغ أن يلتحف به. وثوب يديّ: واسع. وعيش يديّ.
ي ر ع
وقع الحريق في اليراع: في القصب. قال المسيّب بن علسٍ:
وماً يرفّ كأنه إن ذقته ... عانيّةٌ شجّت بماء يراع
أراد قصب السكر. ونفخ الراعي في اليراعة، وكتب الكاتب باليراعة. قال:
أحن إلى ليلى وقد شطّت النوى ... بليلي كما حنّ اليراع المثقّب
أي المزامير. وغشيَ اليراع الوجوه وهو شبه البعوض.
ومن المجاز: قولهم للجبان الذي لا قلب له: هو يراعةٌ ويراعٌ. قال:
طال ليلي بشطّ ذات الكراع ... إذ نعى فارس الجرادة ناعي
فارس في اللّقاء غير يراع
ولبعضهم في صفة القلم:
فلا تغترر أن قد دعوه يراعةً ... فإن صريراً منه يستهزم الجندا
ي ر ق
أصاب الرجل والزّرع اليرقان والأرقان. ويرق وأرق فهو ميروق ومأروق. ونخلة مأروقة. ورأيت في يديها يارقين ويارجين وهما ضرب من الحليّ. قال الأعشى:
إذا قلّدت معصماً يارقاً ... وفصّل بالدّرّ فصلاً نضيراً
ي ر ن
اختضبت باليرنأ وهو الحنّاء.
ي س ر
يسر الأمر ويسر وتيسّر واستيسر ويسّره الله تعالى وياسره: ساهله. وأمر يسير: غير عسير " إن مع العسر يسرا " ويقال في الدعاء للحبلى: أيسرت وأذكرت أي يسّرت عليها الولادة. وتيسّر له الخروج. وتيسّر له فتح جليل. وخذ بميسوره ودع معسوره. ويسر الأمر فهو ميسور " قولاً ميسوراً ". ورجل وفرس يسر: لين الانقياد. قال:
إنّي على تحفّظي ونزري ...(2/389)
أعسر إن مارستني بعسر
ويسر لمن أراد يسري
وإن قوائم هذه الدابة يسرات: خفاف طيعة. قال كعب بن زهير:
تخدي على يسرات وهي لاحقة ... ذوايل وقعهنّ الأرض تحليل
وقال ابن مقبل:
لدهماء إذ للنّاس والعيش غرّة ... وإذ خلقاناً بالصّبا يسران
سهلان متيسّران. وفتل يسرٌ: خلاف شزر وهو نحو خدّك، وطعن يسرٌ: حذاء وجهك. وولادة يسر. ويسّره الله لليسرى: وفّقه. وشيء يسير: قليل حقير، وقد يسر مثل حقر: ويسّرت الغنم: كثر لبنها ونسلها. وقعدوا يمنةً ويسرةً، وعن اليمين وعن اليسار، واليمنى واليسرى، والميمنة والميسرة. وولاّه مياسره. ويامن بأصحابك وياسر بهم. وتيامنوا وتياسروا. وهو أعسر يسرٌ، وهي عسراء يسرة. وأيمنت إبلي وأيسرتها: عدلتها يميناً ويساراً. ويسر الرجل: ضرب بالقداح ييسر ميسراً، ولعب بالميسر. قال الفرزدق:
وهل تركت منكم رماح مجاشع ... ونوكاهم إلاّ أكولة ميسر
هي الجزور يأكلها الميسر ويقسّمها. وقال لبيد:
واعفف عن الجارات وام ... نحهنّ ميسرك السّمينا
أراد الجزور، ورجل ياسر ويسر، وقوم أيسار.
قال:
وهم أيسار لقمان إذا ... أغلت الشّتوة أبداء الجزر
ويسروا الجزور: قسموها، وتياسروها: تقاسموها.
ومن المجاز: أسروه، ويسروا ماله. وتياسرت الأهواء قلبه. قال ذو الرمة:
بتفريق أظعان تياسرن قلبه ... وخان العصا من عاجل البين قادح
وهو من فصيح الكلام وعاليه وما فصّحه وأعلاه إلا الاستعارة. ويسّره لكذا: هيّأه. قال أبو دؤاد:
وقد يسّروا منهم فارساً ... حديد السّنان كميش الطّلب
ي ع ر
للشّاة يعار: صياح، وقد يعرت الماعزة تيعر.
ي ف خ
وطئ فلان يوافيخ القروم إذا سلّمت له السّيادة والعلوّ. ومسّ بيافوخه السماك. وصدعوا يافوخ الليل إذا أدلجوا.
قال ذو الرمّة:
تيمّمن يافوخ الدجى فصدعنه ... وجوز الفلا صدع السيوف الصوادع
ي ف ع(2/390)
علوت اليفاع. قال النابغة:
وحلّت بيوتي في يفاعٍ ممنّعٍ ... تخال به راعي الحمولة طائرا
ويفعت الجبل: صعدته. وأيفع الغلام وتيفّع، وغلام يافع ويفعة، وغلمان يفعة وأيفاع. وهم أيفاع صدق. قال:
كهول ومرد من بني عمّ مالك ... وأيفاع صدق لو تملّيتهم رضا
وترفّع فلان وتيفّع. قال:
حتى إذا قالوا تيفّع مالك ... سلقت أميمة مالكاً لقفاه
ومن المجاز: مجد يافع. قال سليم بن محرز:
وعمّيَ جبّار وجدّيَ مالكٌ ... هما رفعا البيت الطويل نصائبه
لنا وأحلاّنا بأرعن يافع ... من المجد لا يسطيعه من يطالبه
ي ق ظ
ما أنساك في النوم واليقظة، وأيقظته ويقظته فاستيقظ وتيقّظ. ورجل يقظان وارمأة يقظى، وقوم أيقاظ، وباتت عيني يقظي تراعيك.
ومن المجاز: رجل يقظان الفكر ومتيقّظ ويقظ ويقظ. وهو يستيقظ إلى صوته. قال الفرزدق:
يستيقظون إلى نهاق حميرهم ... وتنام أعينهم عن الأوتار
وأيقظ التراب ويقّظه: أثاره. وقال الحماسيّ:
إذا نحن سرنا بين شرق ومغرب ... تحرّك يقظان التراب ونائمه
ي ق ن
يقن الأمر يقناً، وهو يقين. قال الأعشى:
وما بالذي أبصرته العيو ... ن من قط يأسٍ ولا من يقن
ويقال يقنت اعلأمر وأيقنته وتيقّنته واستيقنته.
ي ل ب
أصبحوا وعلى أكتافهم يلبهم، وأمسوا وفي أيدينا سلبهم؛ وهو البيض والدروع.
ي م ن
يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:
فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري
واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن.(2/391)
ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:
أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها
ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:
إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح
ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
ي ن ع
ثمرة يانعة ومونعة: نضيجة، وقد ينعت وأينعت، وهذا أوان ينعه وينعه، ورمان ينيع. قال عمرو بن معد يكرب:
كأن على عوارضهنّ راحا ... يفضّ عليه رمان ينيع
ومن المجاز: دم يانع: شديد الحمرة. قال سويد بن كراع:
وأبلج مختال صبغنا ثيابه ... بأحمر مثل الأرجوانيّ يانع
وينع الشيء: قنأ لونه.
ي وح
جعلك الله أعمر من نوح، وأنور من يوح؛ وهي الشمس.
ي وم
ما رأيته اليوم، وما رأيته مذ يوم يوم. قال:
ولولا يوم يوم لما أردنا ... جزاءك والقروض لها جزاء
واللهم ارزقني قوت يوم بيوم. وياومت الأجير مياومةً ويوم ذو أيّامٍ، ويوم كأيّامٍ. قال النابغة:
إني لأخشى عليكم أن يكون لكم ... من أجل بغضائهم يومٌ كأيّام
تبدو كواكبه والشمس طالعة ... نور بنور وإظلام بإظلام
ويوم أيوم: شديد. قال رؤبة:
شيّب أصداغي الهموم الهمّم ... وليلة ليلاً ويومٌ أيوم
ومن المجاز: ذكر في أيّام العرب كذا أي في وقائعها. " وذكّرهم بأيّام الله ": بدمادمه على الكفرة.
ي هـ م
مفازة يهماء، ما فيها ماء. و" أعوذ بالله من الأيهمين ": الحرق والغرق وقيل: السيل والفحل الهائج.(2/392)