والكَرْكَرَة في الضحك فوق القَرْقَرة. والكَراكِرُ: كَراديس من الخيل، قال: «1»
ونحن بأرض الشرق فينا كَراكرٌ ... وخيل جياد ما تجف لبودها
والكَرْكَرةُ: تعريف الريح السحاب إذا جمعته بعد تفرق.
رك: الرَّكُّ: المطر القليل، وسيل الرّكِّ أقل السيل. والرّكاكةُ: مصدر الرَّكيك، أي: القليل. ورجل رَكيكُ العلم: [قليله] «2» . والرَّكُّ: إلزامُك الشيء إنساناً، [تقول] : ركَكْتُ الحق في عنقه، ورُكَّتِ الأغلال في أعناقهم. ورَكّ [بالتّشديد] : ماء بفيد (ولما لم يستقم الوزن لزهير) «3» جعله (ركك) .
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 9/ 444، واللسان والتاج (كرر) ، غير منسوب أيضا.
(2) من التهذيب 9/ 445.
(3) زيادة مما جاء في الحكم 6/ 409، لتقويم العبارة وتوضيح المراد، وعبارة الأصول المخطوطة هي: وجعل (زهير) ركك احتاج إلى التضعيف، وهي عبارة قاصرة ومضطربة. والمراد بهذه العبارة هو الإشارة إلى قول (زهير) [ديوانه/ 167] :
ثم استمروا وقالوا إن موعدكم ... ماء بشرقي سلمى، فيد أو ركك(5/278)
باب الكاف واللام ك ل، ل ك مستعملان
كل: الكلُّ: اليتيم. [والكَلُّ] : الرجل الذي لا ولد له، والفعل: كل يكِلّ كَلالةً، وقلما يتكلم به، قال: «1»
أكولٌ لمال الكلِّ قبل شبابه ... إذا كان عظم الكَلِّ غير شديد
والكَلّ [أيضاً] : الذي هو عيال وثقل على صاحبه. وهذا كَلِّي، أي: عيالي، ويجمع [على] كُلُول. والكَليلُ: السيف الذي لا حدَّ له. ولسان كليل: ذو كَلالةٍ وكِلَّةٍ. والكالّ: المعيي، يكِلّ كلالة. والكَلُّ: النسب البعيد. هذا أكلُّ من هذا، أي: أبعد في النسب. والكِلَّةُ: غشاء من ثوب يتوقى به من البعوض. والإكليلُ: شبه عصابة مزينة بالجواهر. والإكليلُ: من منازل القمر.
__________
(1) البيت في التهذيب 9/ 446، والمحكم 6/ 410 غير منسوب أيضا.(5/279)
وروضة مُكلّلة: حفت بالنور، قال:
موطنه روضة مُكَلَّلةٌ ... حف بها الأيهقان والذرق «1»
وكَلَّلَ الرجل، إذا ذهب وتَرَكَ عياله بمضيعة. وكِلا الرجلين. اشتقاقه من كلّ القوم، ولكنهم فرقوا بين التثنية والجمع بالتخفيف والتثقيل. والكَلكَلُ: الصدر. والكُلكُلُ: الرجل الضرب ليس بجد طويل. والكَلاكِلُ من الجماعات، كالكَراكِر [من] «2» الخيل. قال [رؤبة:] «3»
حتى يحلون الربى كَلاكِلا
و [الكلاكل] «4» والجميع: الكُلاكِلون: المربوع [المجتمع] «5» الخلق.
لك: اللُّكُّ: صِبْغٌ أحمر يُصْبَغُ به جلودُ البقر للخِفاف، وهو معرب.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(2) في الأصول: في.
(3) ديوانه ص 122، في الأصول: (العجاج) .
(4) في (ص) و (ط) : الكوالل والكواللون. وفي (س) الكواكل والكواكلون، وكل ذلك تحريف.
(5) زيادة مفيدة من الجمهرة 1/ 164.(5/280)
واللُّكُّ: ما ينحت من الجلد الملكوك يشد به السكاكين في نُصُبها، وهو معرب أيضاً. واللُكيكٌ: المكتنز [يقال] : فرس لِكيك اللحم، وعسكر لكيك [وقد] الْتكَّتْ جماعتهم لِكاكاً، أي: ازدحمت ازدحاماً، قال: «1»
ورداً على خندقه لكاكا
باب الكاف والنون ك ن مستعمل فقط
كن: الكِنُّ: كل شيء وقى شيئاً فهو كنه وكنانه. كننته أكنه كناً: جعلته في كِنٍّ. والكِنانة كالجَعْبة غير أنها صغيرة تتخذ للنبل. واسْتكَنَّ الرجل واكْتَنَّ: صار في كِنّ. واكْتَنَّت المرأة: سَتَرَتْ وَجْهَها حياء من الناس. والكَنَّةُ: امرأة الابن، أو الأخ، والجمع: الكنائِنُ، والكَنّات. وكل فَعلَةٍ أو فِعلةٍ، أو فُعلَة من باب التضعيف يجمع على فعائل، لأن الفعلة إذا كانت نعتاً صارت بين الفاعلة والفعيل، والتصريف يضم الفعل إلى الفعيل، نحو: جلد وجليد، وصلب وصليب، فردوا المؤنث من هذا النعت إلى ذلك الأصل، كقول الراجز: «2»
__________
(1) الرجز في التاج (لك) غير منسوب أيضا.
(2) البيت الثاني في التهذيب 9/ 453، واللسان (كنن) غير منسوب أيضا.(5/281)
يخضبن بالحناء شيبا شائبا ... يقلن كنا مرة شبائبا
شَيْبٌ شائبٌ، [أي] : يَشُوب السواد بياضه. قصر شابَّة فجعلها شَبّة، ثم جمعها على الشّبائب، ردها من فاعلة إلى فَعْلةٍ. والإِكْنانُ: ما أضمرت في ضميرك، قال الله عز وجل: أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ «1» يعني: الضمير. والكانونُ: المصطلى. والكانونانِ: شهران في قلب الشتاء- رومية. والإِكنان: إخفاء الشيء بالشيء، لا تريد به كِنَّ الوقاء. قال النابغة: «2»
غداة تعاورته ثم بيض ... شرعن إليه في الرهج المُكِنِّ
والكُنَّةُ: فصلة يخرجها الرجل من حائطه كالجناح.
باب الكاف والفاء ك ف، ف ك مستعملان
كف: الكَفُّ: كفّ اليد، وثلاث أكُفّ، والجميع: كُفُوف. وكُفَّةُ اللثة: ما انحدر منها على أصول الثغر. وكِفّة السحاب وكفافه: نواحيه. وكِفّة الميزان: التي توضع فيها الدراهم. والكِفّة: ما يصاد به الظبي.
__________
(1) البقرة 235.
(2) ديوانه ص 200.(5/282)
ولقيته كَفّةً لِكَفَّةٍ، وكَفَّةً عن كَفَّةٍ، أي: مفاجأة [مواجهة] «1» . واستْكفّ القوم بالشيء: أحدقوا [به] . واسْتَكفّ السائل: بسط يده. وكفّ الرجل عن أمر كذا يكُفُّ كَفّاً، وكَفَفْته كَفّاً، [اللازم والمجاوز] «2» مستويان. والمكفوف: الذاهب البصر. والمكفوف في علل العروض: مفاعيل كان أصله: مفاعيلن، فلما ذهبت النون، قال الخليل: هو مكفوف. وكِفافُ الثَّوْب: [نواحيه] «3» . والخياط يكُفُّ الدخريص [إذا كفّه] «4» بعد خياطته «5» مرة. والناس كافّة، كلهم داخل فيه، أي: في الكافّة. والكفكفة: كفك الشيء، أي: ردك الشيء عن الشيء. وكعكفتُ دمع العين، وكففته أيضاً.
فك: فكَكْتُ الشيء فانفكّ. ككتاب مختوم تَفُكُّ خاتمه، وكما تفُكّ الحنكين تفصل بينهما. والفكَان: مُلْتَقَى الشِّدقين من الجانبين. وفي فلان فكك، أي: إناثة
__________
(1) من اللسان (كفف) . في الأصول المخطوطة: أي مفاجأة قريبا منك.
(2) زيادة مفيدة من اللسان (كف) .
(3) زيادة مفيدة من مختصر العين- الورقة 159.
(4) زيادة من مختصر التهذيب 9/ 457 في روايته عن العين.
(5) من (س) . في (ص) و (ط) : بعد خياطه.(5/283)
واسترخاء. والأَفَكُّ: مجمع الخطم، على تقدير أفعل، وهو مجمع الفكَّيْنِ. والفكَّةُ: النجوم المستديرة، التي إلى جانب بنات نعش، وهي التي يسميها الصبيان: قصعة المساكين. والفِكَاكُ: الشيء الذي تفك به رهناً أو أسيراً.. فككت الأسير فَكّاً وفِكَاكاً، وكما قال زهير: «1»
وفارقتك برهن لا فِكَاك له ... يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا
وفككْتُ رقبة فلان: أعتقته. والفَكَكُ: انفراج المنكب عن مفصله ضعفاً أو استرخاء، والنعت: أفك، وفي فلان فكك قال: «2»
أبد يمشي مشية الأفك
باب الكاف والباء ك ب، ب ك مستعملان
كب: كَبَبْتُه لوجهه فانكبّ، أي: قلبته. وأكب القوم على الشيء يعملونه. وأكب فلان على فلان [يطالبه] «3» . قال لبيد: «4»
__________
(1) ديوانه ص 33.
(2) التهذيب 9/ 459، واللسان فكك، غير منسوب أيضا.
(3) من التهذيب 9/ 461 مما روي فيه عن العين. في الأصول المخطوطة، يطلبه.
(4) ديوانه ص 78.(5/284)
جنوح الهالكي على يديه ... مكبا يجتلي نقب النصال
والفارس يكُبُّ الوحش إذا طعنها فألقاها على وجهها، قال: «1»
فهو يكُبُّ العيط منها للذقن
والكبكبة: جماعة من الخيل. وكَبَبْتُ الغزل: جعلته كُبَّةً. وقيس كُبّة: حي من اليمن. والكَبابُ: الطباهج. والتكْبيبُ: فعله. كَبْكَب: جبل، لا ينصرف، قال: «2»
[وتدفن منه الصالحات وإن يسىء ... يكن ما أساء] النار في رأس كَبْكَبا
والكبكبةُ: الدهورة، فَكُبْكِبُوا فِيها
«3» . دهوروا وجمعوا، ثم رمي بهم في هوة من النار. وكَبَبْتُ الخيل: صدمتها.
بك: البَكُّ: دق العنق. وسميت مكة: بكّة، لأن الناس يبكًّ بعضهم بعضاً في الطواف، [أي] : يدفع بعضهم بعضاً بالازدحام. ويقال: بل سميت، لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم. والبَكْبَكَةُ: شيء تفعله العنز بولدها.
__________
(1) الرجز في التهذيب 9/ 461، واللسان (كبب) غير منسوب أيضا.
(2) (الأعشى) ديوانه ص 113.
(3) الشعراء 94.(5/285)
باب الكاف والميم ك م، م ك مستعملان
كم: كم: حرف مسألة عن عدد، وتكون خبراً بمعنى رُبَّ، فإن عني بها ربّ جرت [ما بعدها] ، وإن عني بها ربما رفعت. وإن تبعها فعل [رافعٌ ما بعدها] «1» انتصبت. ويقال: هي من تأليف كاف التشبيه ضمت إلى (ما) ، ثم قصرت (ما) فأسكنت الميم. فإن عني بذلك غير المسألة عن العدد قلت: كم هذا الذي معك؟ فيجيب المجيب: كذا وكذا. والكُمُّ: كُمُّ القميص. والكُمَّةُ: من القلانس. والكِمامُ: شيء يجعل في فم البعير أو البرذون [لئلا يعض] «2» . والكُمُّ: الطلع. لكل شجرة كم وهو برعومته. وقد كُمَّت النخلة كَمّاً وكُمُوماً، قال الله جل وعز: وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ «3» . وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها «4» . قال لبيد:
[نخل كوارع في خليج محلم ... حملت] فمنها موقر مكموم «5»
وقول العجاج: «6»
بل لو شهدت الناس إذ تكموا
__________
(1) من التهذيب 9/ 465. في الأصول المخطوطة: واقع بما بعدها.
(2) زيادة مفيدة من المحكم 6/ 419.
(3) سورة (الرحمن) 11.
(4) فصلت 47.
(5) ديوانه ص 120.
(6) ديوانه ص 42.(5/286)
أي: اجتمعوا. وكَمَمْتُ الشيء: طينته. قال الأخطل: «1»
كُمَّتْ ثلاثة أحوال بطينتها ... [حتى إذا صرحت من بعد تهدار]
وكمَّمْتُ النخلة إذا سمخت «2» ثمرتها، والكرم إذا ثقل حمله وسمخ، أي: تبسر العناقيد، حتى لا تنكسر القضبان.
مك: مكّةُ: أم القرى. وامتككْتَ المخ: مصصته، وإذا أخرجت المخ قلت: أخرجت المكاكة «3» وتمككتها. والمَكُّوك: طاس يشرب به والمكّوكُ: مِكيالٌ لأهل العراق، والجميع: مكاكيك، ومكاكي «4» . والمُكَاءُ «5» : طائر لا يكون إلا في الريف، وجمعه: مكاكيُّ، قال: «6»
إذا قوقأ المُكّاء في غير روضة ... فويل لأهل الشاء والحمرات
__________
(1) ديوانه 1/ 168.
(2) سمخ الزرع: طلع. (التاج- سمخ) .
(3) من التهذيب 9/ 468. في (ص) : مكاكة، في (ط) و (س) : المكاكية.
(4) على البدل كراهة التضعيف (أي: إبدال الكاف الأخيرة باء) المحكم 6/ 420.
(5) من حق هذه الكلمة أن تكون في باب المعتل سواء أكانت همزتها أصلا أم بدلا.
(6) البيت في اللسان (مكا) غير منسوب أيضا، وفيه: (غرد) في مكان (قوقا) .(5/287)
باب الثلاثي الصحيح من الكاف
باب الكاف والجيم والسين معهما ك س ج يستعمل فقط
كسج: الكَوْسَجُ [معروف] «1» دخيل
باب الكاف والجيم والراء معهما ك ر ج يستعمل فقط
كرج: الكُرَّجُ دخيل [معرب] ، وهو شيء يلعب به، وربما قالوا: كرق. قال جرير «2» :
لبست سلاحي والفرزدق لعبة ... عليها وشاحاً كرج وجلاجله
باب الكاف والشين والسين معهما ش ك س يستعمل فقط
شكس: الشِّكِسُ: السيء الخلق في المبايعة وغيرها، والشكس: المصدر.
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 160.
(2) ديوانه 388 (صادر) .(5/288)
والليل والنهار يتشاكسان، أي: يتضادان، ولا [يتوافقان] «1» ، وكذلك الشَركاءُ الشَّكِسُون، وفي القرآن: شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ «2» ورجل شكِسٌ بين الشَّكَسِ، قال: «3»
إني امرؤ خلقت شَكْساً أشوسا
باب الكاف والشين والزاي معهما ش ك ز مستعمل فقط
شكز: الأُشْكُزُّ كالأديم إلا أنه أبيض يؤكد به السروج.
باب الكاف والشين والطاء معهما ك ش ط مستعمل فقط
كشط: الكَشْطُ: رفعك شيئاً عن شيء قد غطاه [وغشيه] «4» من فوقه. والكشاط: جلد الجزور بعد ما يُكْشط. وربما غطي عليها به، فيقال: ارفع كِشَاطها لأنظر إلى لحمها، [يقال هذا] في الجزور خاصة. والكَشَطَةُ: أرباب الجزور المكشوطة، وانتهى أعرابي إلى قوم قد كشطوا جزوراً وقد غطوها بكشاطها. فقال: من الكَشَطَة؟ يريد أن يستوهبهم ... )
__________
(1) في الأصول المخطوطة: (يوافقان) .
(2) الزمر 29، وتمام الآية: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ، وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا.
(3) لم نهتد إليه.
(4) من التهذيب 10/ 7 في روايته عن العين.(5/289)
فقيل له: وعاء المرامي، ومثابت الأقران وأدنى الجزاء من الصدقة، يعني فيما يجزى من الصدقة، فقال الأعرابي: يا كنانة ويا أسد. ويا بكر أطعموا من لحم الجزور.
باب الكاف والشين والدال معهما ك ش د، ك د ش، ش ك د مستعملات
كشد: الكَشْدُ: ضرب من الحلب بثلاثة أصابع. كَشَدَها يكشِدُها كَشْداً. وناقة كَشُود، وهي التي تحلب كَشْداً، فتدر.
كدش: الكَدْش من الشوق. [وقد كَدَشت إليه] «2» .
شكد: الشُّكْدُ كالشُّكْر، لغة أهل اليمن، [يقال] : هو شاكرٌ شاكِدٌ والشُّكْدُ، لسائر العرب «1» : ما أعطيت من الكُدْس عند الكيل، ومن الحزم عند الحصد، يقال: اسْتَشْكَدني فلان فأشكدته.
باب الكاف والشين والثاء معهما ك ش ث مستعمل فقط
كشث: الكَشُوثُ: نبات مجتث مقطوع الأصل، أصفر يتعلق بأطراف الشوك،
__________
(2) في التهذيب 10/ 8 مما روي فيه عن العين.
(1) في التهذيب 10/ 8 عن العين: بلغتهم أيضا يعني بلغة أهل اليمن.(5/290)
ويجعل في النبيذ، من كلام أهل السواد، وليست بعربية محضة. يقولون: كَشُوثاء.
باب الكاف والشين والراء معهما ك ش ر، ك ر ش، ش ك ر، ش ر ك، ر ش ك مستعملات
كشر: الكَشْرُ: بدو الأسنان عند التبسم، ويقال في غير ضحك، كَشَرَ عن أسنانه إذا أبداها. قال المتلمس «1» :
إن شر الناس من يَكْشِرُ لي ... حين ألقاه وإن غبت شتم
وقال: «2»
وإن من الإخوان إخوان كِشْرةٍ ... وإخوان كيف الحال والبال كله
الكِشْرة في هذا البيت خلف من المكاشرة، لأن الفِعلةَ تجيء في مصدر فاعل، تقول: هاجر هِجرةً، وعاشر عِشرةً، وإنما يكون هذا التأسيس فيما يكون من الافتعال على تفاعلا جميعا. والكاشرُ: ضرب من البضع، يقال: باضعتها بضعاً كاشراً، لا يشتق منه فعل عن أبي الدقيش.
كرش: يقال لكل مجتمع: كَرِش حتى لجماعة الناس. واستكرش الجدي: عظم بطنه. وكل سخل يَسْتكرش حتى يعظم بطنه، ويشتد أكله.
__________
(1) ديوانه ص 325.
(2) التهذيب 10/ 9، واللسان (كشر) غير منسوب أيضا.(5/291)
ويقال للصبي إذا عظم بطنه، وأخذ في الأكل: استكرش، وأنكر عامتهم ذلك، وقالوا للصبي: استجفر، وفي الأشياء كلها جائز، وهو اتساع البطن وخروج الجنبين. وكَرِشُ الرجل: عياله من صغار ولده. يقال: كرِشٌ منثور، أي: صبيان صغار. وتزوج فلان فلانة فنثرت له بطنها وكَرِشَها، أي، كثر ولدها. وأتان كرشاء: ضخمة الخاصرتين والبطن. حتى يقال للدلو المنتفخة النواحي: إنها لكرشاء. وإذا تقبض جلد الوجه قيل: تكرّش فلان، وفي كل جلد كذلك. والكَرْشاء «1» : ضرب من النبات. وكان رجل يُكْنَى أبا كرشاء، قال: «2»
وإن أبا كَرْشاء ليس بسارق ... ولكن مما يسرق القوم يأكل
شكر: الشُّكر: عرفان الإحسان [ونشره وحمد موليه] «3» ، وهو الشُّكُورُ أيضاً، قال الله عز وجل: لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً «4» . والشَّكور من الدواب: ما يسمن بالعلف اليسير ويكفيه. والشَّكِرةُ من الحلوبات التي تصيب حظاً من بقل أو مرعى، فتغزر عليه بعد قلة اللبن، فإذا نزل القوم منزلاً وأصاب نعمهم شيئاً من بقل فدرت قيل: أَشْكَرَ
__________
(1) في المعجمات: الكرش.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(3) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 12 عن العين.
(4) سورة الإنسان/ 9(5/292)
القوم، وإنهم ليحتلبون شكْرة (جزم) . وشكِرتِ الحلوبة شكَراً، قال: «1»
نضرب دراتها إذا شكِرَتْ ... بأقطها، والرخاف نسلؤها
الرخفة: الزبدة. والشَّكير من الشعر: ما ينبت بين الضفائر، ومن النبات ما ينبت من ساق الشجر، قضبان غضة تخرج بين القضبان القاسية، والجميع: الشكر، قال: «2»
وبينا الفتي يهتز بالعيش ناضراً ... كعسلوجة يهتز منها شَكيرُها
والشَّكْرُ: الفرج في قول الأعشى: «3»
[وبيضاء المعاصم إلف لهو] ... خلوت بشكرها ليلاً تماما
يَشْكُر: قبيلة من ربيعة. وشاكر: قبيلة من اليمن من همدان.
شرك: الشِّرْك: ظلم عظيم. والشِّرْكةُ: مخالطة الشريكين. واشتركنا بمعنى تشاركنا، و [جمع] شريك: شُرَكاءُ وأشراكُ. قال لبيد:
تطير عدائد الأشراك شفعا ... ووترا والزعامة للغلام «4»
وتقول لأم المرأة: هذه شريكتي، وفي المصاهرة تقول: رغبنا في شِرْكِكُمْ وصِهْرِكم. والشِّراك: سير النعل. شرّكت النعل تشريكا.
__________
(1) اللسان والتاج (شكر) غير منسوب أيضا.
(2) اللسان (شكر) ، غير منسوب أيضا.
(3) ديوانه ص 197.
(4) ديوان لبيد ص 202.(5/293)
والشَّرَكُ: أخاديد الطريق الواضح الذي تَلْحَبُه الأقدام والقوائم، قال: «1»
عمى شَرَك الأقطار بيني وبينه ... مراري مخشي به الموت ناضد
والطريق مُشْتَرَكٌ، أي، الناس فيه شُرَكاء، وكل شيء كان فيه القوم سواء فهو مُشْتَرَكٌ، كالفريضة المُشترَكة التي قضى فيها عمر فأَشْرَك بين الإخوة للأب والأم، والإخوة للأم. والشَّرَك: حبالة يرتبك فيها الصيد، الواحدة: شَرَكَةٌ، والذي ينصب للحمام أيضاً، قال: «2»
يا قانص الحب قد ظفرت بنا ... فحل عنا الشباك والشركا
رشك: الرَّشْكُ: اسم رجل على عهد الحسن «3» ، وكان الحسن إذا سئل عن فريضة قال: علينا بيان السهام وعلى يزيد الرِّشْكِ الحساب. كان أحسب أهل زمانه. ويقال: كان معه حبالة يذرع بها الأرضين فغلب عليه الرِّشك، والرِّشْك «4» : الذراع.
باب الكاف والشين واللام معهما ك ش ل، ش ك ل مستعملات
كشل: الكَوْشَلةُ: الفيشلة الضخمة، وهي: الكوش والفيش أيضا.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولم نجد البيت فيما بين أيدينا من مظان، ولم نتبين المراد منه.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(3) هو الحسن البصري، كما في التهذيب 10/ 19.
(4) يبدو أن الكلمة عربية وليس في العين إشارة إلى أنها دخيلة أو معربة، غير أن الأزهري قال: [التهذيب 10/ 19] قلت: ما أرى الرشك عربيا، وأراه لقبا لا أصل له في العربية.(5/294)
شكل: الشَّكْلُ: غنج المرأة، وحسن دلها. و [يقال] : إنها لَشكِلَةٌ مُشكَّلَةٌ: حسنة الشّكْل. والشَّكْل: المثل، يقال: هذا على شَكْل هذا، أي: على مثل هذا. وفلان شكْلُ فلان، أي: مثله في حالاته، وقوله [جل وعز] : وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ «1» . يعني بالشّكل ضرباً من العذاب على شَكْل الحميم، والغساق أزواج، أي: ألوان. والأَشْكَلُ في ألوان الإبل والغنم: [أن] يكون مع السواد حمرة وغبرة «2» ، كأنه قد أَشْكل لونه، و [تقول] «3» في غير ذلك من الألوان: إن فيه لشُكْلةٌ من لون كذا، كقولك: أسمر فيه [شُكْلةٌ من] «4» سواد. والأَشْكَلُ في سائر الأشياء: بياض وحمرة قد اختلطا، قال جرير «5» :
فما زالت القتلى تمور دماؤها ... بدجلة حتى ماء دجلة أَشْكَلُ
وقال: «6»
ينفخن أشكلَ مخلوطاً تقمصه ... مناخر العجرفيات المَلاجيجِ
الملاجيج: اللاتي يَلججْنَ في سيرهن. والَأْشكالُ: الأمور المختلفة، وهي الشُّكُول، وكذلك الحوائج المختلفة فيما يتكلف منها. قال العجاج: «7»
__________
(1) من الآية 58 من سورة (ص) .
(2) في (ط) غيره.
(3) من التهذيب 10/ 21 مما روي فيه عن العين. في (ص) و (ط) : قال، وفي (س) : يقال.
(4) ما بين القوسين سقط من الأصول، وأثبتناه من التهذيب 10/ 21 عن العين.
(5) ديوانه ص 367 (صاد) .
(6) (ذو الرمة) ديوانه 2/ 995
(7) التهذيب 10/ 23 والتاج (شكل) . وليس في ديوانه (رواية الأصمعي دمشق) .(5/295)
وتخلج الأشكالُ دون الأَشْكالْ
وقول أبي النجم:
إذ جاوبوا ذا وتر مُشكَّلِ
تَشْكِيلُهُ: دستانقه الذي ينقل الضارب أصابعه عليه، وإن شئت جعلت المُشكّل: البربط «1» . [وأَشْكَلَ الأمر، إذا اختلف] «2» . وأمر مُشْكِلٌ شاكلٌ: [مشتبه ملتبس] «3» . وشَاكَلَ هذا ذاك من الأمور، أي: وافقه وشابهه. وهذا يُشكَّلُ به، أي: يشبه. وهي شكِيلةٌ، أي: شبيهة. والغراب شكلُ الغراب، أي: شبيهه. والشِّكال: حبل يشكل به قوائم الدابة. والشِّكال في الفرس: تحجيل ثلاث قوائم وإطلاق واحدة وهو مكروه. [وشكَلْتُ الكتاب: قيدته] «4» . والشّاكلتانِ: ظاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيرى إلى حرف الحرقفة من جانبي البطن.
__________
(1) جاء في اللسان (بربط) : البربط: العود، أعجمي، ليس من ملاهي العرب.
(2) من مختصر العين- الورقة 160.
(3) من التهذيب 10/ 25 عن العين.
(4) من مختصر العين- الورقة 160.(5/296)
باب الكاف والشين والنون معهما ن ك ش مستعمل فقط
نكش: النَّكْشُ: شبه الأتي على الشيء، والفراغ منه. نَكَشْته ونكَشْتُ منه، أي: أتيت عليه، وفرغت منه. واسْتَنْكَشَ، أي: اسْتنهد.
باب الكاف والشين والفاء معهما ك ش ف مستعمل فقط
كشف: الكَشْفُ: رفعك شيئاً عما يواريه ويغطيه، كرفع الغطاء عن الشيء. والكَشَفة: دائرة في قصاص الناصية، وربما كانت شعيرات نبتت صعداً، يتشاءم بها. والنعت: أكشف، والاسم: الكَشَفة «1» والكشوف: الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل، وقد كشفت كشافا «2» .
__________
(1) في الأصول: الكشف، وما أثبتناه فمن التهذيب 10/ 26 عن العين.
(2) جاء في الأصول بعد كلمة (كشافا) : قال أبو عبد الله: الكشوف الناقة التي يحمل عليها الفحل عند ما تنتج أو عند ما تخدج، قال (زهير:)
وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
وراجعنا فهرست ابن النديم فوجدنا أن من يُكْنَى بأبي عبد الله من العلماء اللغويين كلهم من المتأخرين.(5/297)
باب الكاف والشين والباء معهما ك ش ب، ك ب ش، ش ب ك، ب ش ك مستعملات
كشب: الكَشْبُ: [شدة] «1» أكل اللحم. قال: «2»
ملهوج مثل الكُشَى نُكَشِّبُهْ
وكَشْب: إحدى حرار «3» بني سليم.
كبش: إذا أثنى الحمل صار كبشاً، [ولو لم] تخرج رباعيته. وبعضهم يقول: لا: حتى تخرج رباعيته. وكَبْشُ الكتيبة: قائدها.
شبك: شَبكْتُ أصابعي بعضها في بعض فاشتبكتْ، وشَبَّكْتُها فتشبَّكَتْ. ويقال لأسنان المشط: شَبَك. واشتبك السراب: دخل بعضه في بعض. وبينهما شبكة «4» رحم. والشُّبّاك: اسم لكل شيء كالقصبة المحبكة التي تجعل على صنعة
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 160، والتهذيب 10/ 28 عن العين.
(2) التهذيب 10/ 28 واللسان (كشب) غير منسوب أيضا، وقبله فيهما:
ثمّ ظلِلنا في شواءٍ رعببه
(3) من (س) وهو الصواب. في (ص) و (ط) : حرى.
(4) أي: قرابة اللسان (شبك) .(5/298)
البواري، كل طائفة شباكة. والشَّبكةُ: المصيدة في الماء وغيره. والشِّباكُ: مواضع من الأرض ليست بسبخة، ولا تنبت، كنحو شِباك البصرة. وطريق شابكٌ: مختلط بعضه في بعض. وبعير شابكُ الأنياب، ورجل شابِكُ الرمح، إذا رأيته من ثقافته يطعن به في الوجوه كلها، قال: «1»
كمي ترى رمحه شابكاً
واشتبك الظلام، أي: اختلط. واشتبكت النجوم، إذا تداخلت واتصل بعضها ببعض.
بشك: البَشْكُ [في السير] : خفة نقل القوائم، وهو يَبْشُكُ ويَبْشِكِ بَشْكاً وبَشكاً. وامرأة بَشَكَى اليدين والعمل، أي: سريعة. والبَشْكُ: الكذب، بَشَكَ يَبْشُكُ بَشْكا، أي: كذب.
باب الكاف والشين والميم معهما ك ش م، ك م ش، ش ك م مستعملات
كشم: الكَشْمِ: الفهد. والكَشْمُ والجدع اسمان في قطع الأنف. [يقال] : ابتلاه الله بالكَشْم والجدع. وكَشَمه [يَكْشِمُه] كشما.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والشطر في التهذيب 10/ 30، وفي اللسان والتاج (شبك) .(5/299)
كمش: رجل كميش: عزوم ماض. كَمُشَ يكْمُشُ كَماشةً، وانكمش في أمره. والكَمْشُ، مجزوم، إن وصف [به] ذكر من الدواب فهو القصير الصغير الذكر. وإن وصف به الأنثى فهي الصغيرة الضرع. وهي: كمشة. وربما كان الضرع الكَمْش، مع كُمُوشته دروراً، قال: «1»
يعس جحاشهن إلى ضروع ... كِماشٍ لم يقبضها التوادي
التوادي: جمع التودية وهي خشبة تعرض ثم تشد على الطبي.
شكم: شكم [الفرس] يَشْكُمُه شَكْماً، أي: أدخل الشَّكيمة في فمه، وهي الحديدة التي في الفم من اللجام والجميع: الشُّكُمُ، والشكائم. قال القطامي: «2»
لأفراسه يوماً على الدرب غارة ... تصلصل في أشداقهن الشَّكائِمُ
وفلان شديد الشَّكيمة، أي: ذو عارضة وجد. والشُّكْمَى [والُّشْكُم] : النعمى، قال: «3»
[أبلغ قتادة غير سائله] ... منه الثواب وعاجل الشُّكْمِ
يعني: النعم.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 10/ 34، واللسان والتاج (كمش) بدون عزو أيضا.
(2) ديوانه/ 131
(3) لم نهتد إلى القائل، والبيت في اللسان والتاج (شكم) ، ورواية العجز فيهما:
جزل العطاء وعاجل الشكم.(5/300)
باب الكاف والضاد والراء معهما ك ر ض، ركض، ضرك مستعملات
كرض: الكَريض: ضرب من الأقط، وصنعته: الكِراض. كَرَضوا كِراضاً، وهو جبن «1» يتحلب عنه ماؤه فيمصل. والكِراض: ماء الفحل، قال: «2»
سوف يدنيك من لميس سبنتاة ... أمارت بالبول ماء الكِراضِ
وهذه مدخلة في التشبيه، كقولهم، يأكل الطين كأنما يأكل به سكراً.
ركض: الرَّكْضُ: مشية الرجل بالرجلين معاً، والمرأة ترُكضُ ذيولها برجليها إذا مشت، قال النابغة: «3»
والرّاكضاتِ ذيول الريط فنقها ... [برد الهواجر كالغزلان بالجرد]
قال أبو الدُّقيش: تزوجت جارية شابة فلم يكن عندي شيء فركضَتْ برجليها في صدري ثم قالت: يا شيخ ما أرجو بك، أي: ما أرجو منك. وفلان يَرْكُضُ دابته يضرب جنبيها برجليه، ثم استعملوه في الدواب لكثرته على ألسنتهم، فقالوا هي تَرْكُضُ، كأن الرّكضَ منها. و [المركضان] «4» : موضع عقبي الفارس من [معدي] «5» الدابة. والتَّرْكَضَى: مشية فيها ترقل وتبختر.
__________
(1) من التهذيب 10/ 35 في روايته عن العين. في الأصول: (حين) بالحاء، وهو تصحيف.
(2) القائل هو (الطرماح) ، والبيت في ديوانه ص 266.
(3) ديوانه ص 17.
(4) من التهذيب 10/ 37 عن العين. في الأصول: (والمركض) .
(5) التهذيب 10/ 37 عن العين، واللسان (ركض) .(5/301)
والارِتِكاضُ: الاضطراب، كاضطرابِ الولد في البطن، والشاة إذا ذبحت، حتى جعل للطير في اضطراب طيرانها.
ضرك: الضّريك: البائس الهالك بسوء حال، وقلما يقال للمرأة: ضريكة. والضّريك: النسر الذكر. وضُراكٌ: اسم للأسد الشديد عصب الخلق في جسم. والفعل: ضَرُك يَضْرُك ضَراكَةً.
باب الكاف والضاد والنون معهما ض ن ك مستعمل فقط
ضنك: الضَّنْكُ: الضِّيق. ويفسر قوله جل وعز فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً «1» : كل ما لم يكن حلالاً فهو ضَنْك وإن كان موسعاً عليه. وقد ضَنْك عيشة. قال: «2»
لقد رأيت أبا ليلى بمنزلة ... ضَنْكٍ يخير بين السيف والأسد
والضُّناكُ: الزكام، ضُنِكَ فهو مَضْنوكٌ. [والضِّناكُ: الموثق الخلق الشديد] «3» ، ويستوي [الذكر و] «4» الأنثى فيه، رجل ضناك وامرأة ضناك. وامرأة ضِناك، أي: مكتنزة تارة صلبة اللحم.
__________
(1) سورة (طه) من الآية 124.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(3) من المحكم 6/ 436.
(4) زيادة اقتضاها السياق.(5/302)
ورجل ضُنْأَكٌ على بناء فعلل مهموز الألف، وهو الصلب المعصوب اللحم، والمرأة: ضنأكة.
باب الكاف والصاد والطاء معهما ص ط ك مستعمل فقط
صطك: المُصْطُكَى: العلك الرومي.
باب الكاف والصاد والنون معهما ك ن ص، ن ك ص مستعملان
كنص: الكُناصُ، والكُناصةُ من الإبل والحمر ونحوها: الشديد القوي على العمل «1» .
نكص: النُّكُوصُ: الإحجام. نكَصَ هو وأَنْكَصَهُ غيره. والنكِيصةُ: التأخر عن الشيء.
باب الكاف والصاد والميم معهما ص ك م، ص م ك، م ص ك مستعملات
صكم: الصَّكْمَةُ: صدمة شديدة بحجر أو نحوه. وصَكَمَتْه صواكِمُ الدهر. والفرس يَصْكُمُ، إذا عض على لجامه ثم مد رأسه يربد أن يغالب.
__________
(1) جاء بعد كلمة (العمل) : هذا الحرف في نسخة بالباء في بابه وهو تعليق أدخله النساخ في الأصل.(5/303)
صمك: اصْمَأَكّ، بوزن اقشعر، إذا عرفت فيه الغضب من الرجال والفحول، وازمأك مثله. واصْماكَّ اللبن إذا خثر، فصار كالجبن في الغلظ.
مصك «1» : المصك: القوي الشديد الجسيم من الرجال.
باب الكاف والسين والدال معهما ك س د، ك د س، د ك س، س د ك، د س ك مستعملات
كسد: الكَسادُ خلاف النَّفاق. وسوق كاسدة. وتكسَّد الشيء: صار كاسداً. ويقال: كَسَد مَكْسَداً، ومَكْسَد: مصدر مثل مطمع.
كدس: الكُدْسُ من الطعام ومن الدراهم: ما يجمع. [يقال] : كُدْسٌ مُكَدَّسٌ. والتَّكَدُّس: مشي للخيل كمشي الوعول، كأنه (يتكبب) «2» إذا مشى، قال: «3»
وخيل تكَدَّسُ مشي الوعول ... نازلت بالسيف أبطالها
والكادِسُ: القعيد من الظباء، الذي يجيء من خلف. يتشاءم به.
__________
(1) لعل هذه المادة مما تفرد به العين، فلم نكد نجدها في سائر المعجمات، وكان بعض المعلقين، قال بعد كلمة (الرجال) من ترجمة هذه الكلمة: وفي هذا الباب نظر وكان النساخ قد أدخلوا هذا التعليق في صلب الترجمة.
(2) من (ص) .. في (ط) : يتكيب، وفي (س) : يتكسب، ولم نتبين المراد منها.
(3) لم نهتد إلى القائل.(5/304)
دكس: الدَّوْكَس: اسم للأسد. والدِّيكْساءُ: [قطعة] «1» عظيمة من الغنم والنعم.
سدك: السَّدِك: المولع بالشيء، في لغة طيىء، قال:
وودعت القداح وقد أراني ... بها سَدِكاً وإن كانت حراما «2»
ورجل سَدِكٌ: خفيف العمل بيديه. [وإنه] سَدِكٌ بالرمح، أي: رفيق به سريع.
دسك: الدِّيَسْكاءُ لغة في الدِّيكْساء. والدَّوْسَكُ لغة في الدَّوْكَس.
باب الكاف والسين والتاء معهما س ك ت مستعمل فقط
سكت: سَكَتَ عنه الغضب سكوتاً، وسكن بمعناه. ورجل ساكوتٌ، أي: صموت، وهو ساكِتٌ، إذا رأيته لا ينطق، وساكتٌ طويل السُّكُوت. والسُّكَيْتُ، خفيفة، من الخيل: الذي يجيء في آخرها، إذا أجريت
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 161، والتهذيب 10/ 47 في روايته عن العين. في الأصول: قطيعة.
(2) البيت في اللسان (سدك) برواية: ووزعت. وفي التاج (سدك) بدون عزو.(5/305)
بقي «1» مُسكِتاً. ويقال: سَكَّتَ تَسْكيتاً. وضربته حتى أَسْكَتَ، أي: أطرق فلم يتكلم، وقد أَسْكَتَتْ حركته، أي: سَكَنَتْ. أَسْكَتَهُ الله وسكَّتَهُ. وبه سُكاتٌ. إذا طال سكوتُه من شربة أو داء.. والسَّكْتُ: من أصول «2» الألحان: تنفس بين نغمتين من غير تنفس، يريد بذلك فصل ما بينهما «3» . والسُّكْتة: كل شيء أُسْكِتَ به صبي أو غيره. والسَّكْتتانِ في الصلاة تستحبان، أن تَسْكُتَ بعد الافتتاح سكْتَةً، ثم تفتتح القراءة، فإذا فرغت من الفاتحة سكتّ سَكْتةً [ثم تفتتح ما تيسر من القرآن] «4» .
باب الكاف والسين والراء معهما ك س ر، ك ر س، س ك ر، ر ك س مستعملات
كسر: كَسَرْته فانكسر. وكل شيء يفترُ عن أمر يعجز عنه، يقال فيه: انكسر، حتى يقال: كَسَرْتُ من برد الماء فانكسر. الكَسْرُ والكِسْرُ، لغتان: الشُّقّةُ السفلى من الخباء ومن كل قبة، وغشاء
__________
(1) في الأصول: (يعني) وهو تصحيف، وما أثبتناه فمن التهذيب 10/ 48 عن العين، واللسان (سكت) عن العين أيضا
(2) في الأصول: (أصوات) . وما أثبتناه فمن التهذيب 10/ 48 عن العين....
(3) جاء بعد كلمة (بينهما) قوله: أبو زيد: رميته بصماته وبسكاته، أي: بما صمت وسكت فأسقطناه من الأصل لأنه ليس منه.
(4) تكملة من التهذيب 10/ 48 في روايته عن العين. وجاء بعد كلمة (سكتة) والإسكتان: الشافران من متاع النساء فأسقطناه، لأنه من باب (أسك) ، وليس من باب (سكت) .(5/306)
يرفع أحياناً ويرخى. ويقال لناحيتي الصحراء: كسراها، قال يصف القطاة: «1»
أقامت عزيزاً بين كِسْرَيْ تنوفة
وقال الأخطل: «2»
وقد غبر العجلان حيناً إذا بكى ... على الزاد ألقته الوليدة بالكِسْرِ
والكِسْرة: قطعة خبز. وكَسْرَى لغة في كِسْرَى، ثم جمع فقالوا: أَكاسِرة وكَساسِرة، والقياس: كِسْرُونَ مثل عيسون وموسون، ذهبت الياء لأنها زائدة. وأرض ذات كُسُور، أي: كثيرة الصعود والهبوط. وكُسُورُ الجبال والأودية: [معاطفها وجرفتها وشعابها] «3» ، لا يفرد [منه الواحد] «4» ، لا يقال: كِسْر الوادي. والكَسْرُ من الحساب: ما لم يكن سهماً تاماً، وجمعه: كُسُور. وكَسَر الطائر كُسُوراً، فإذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وذلك إذا ضم منهما شيئاً للوقوع والانقضاض، الذكر والأنثى فيه سواء. [يقال] : بازٌ كاسِرٌ، وعقاب كاسرٌ، طرحوا الهاء، لأن الفعل غالب، قال: «5»
كأنها كاسر في الجو فتخاء
__________
(1) لم نهتد إلى تمام البيت، ولا إلى قائله.
(2) ديوانه ص 183.
(3) زيادة مما روي في التهذيب 10/ 50 عن العين.
(4) زيادة مفيدة من اللسان (كسر) .
(5) (الفرزدق) الأغاني 17/ 180 (بولاق) . وصدر البيت:
[أُنيخها ما بدا لي ثم أرحلها]
لهشام بن عبد الملك. في قصة يرويها أبو الفرج في ترجمته للأخطل.(5/307)
والكَسِيرُ من الشّاء: المنكسر الرجل.
وفي الحديث: لا يجوز في الأضاحي كسير «1» .
ويقال للعود والرجل الباقي على الشديدة: إنه لصلب المكْسِر. ومكْسِرُ الشجرة: أصلها حيث يُكْسَر منه أغصانها وشعبها. ويقال للشيء الذي يُكْسَر فيعرف بباطنه جودته: إنه لجيد المكْسِر، قال: «2»
فمن واستبقى ولم يعتصر ... من فرعه مالاً ولا المَكْسِرِ
يقول: لم يفسد ما اصطنع، ولم يكدره، لأن الفرع إذا عصرت ماءه فقد أفسدته «3» . والكِسْر: العضو من الجزور والشاء، والجميع: الكسور.
كرس: الكِرْسُ: كِرْس البناء. وكرس الحوض حيث تقف الدواب فيتلبد، ويشتد، ويُكَرَّسُ أس البناء فيصلب، وكذلك كِرْسُ الدمنة إذا تلبدت فلزقت بالأرض. وحوض مُكْرس، ورسم مُكْرِس. والكِرْس من أكراس القلائد والوشح. [يقال] : قلادة ذات كِرْسَيْن، وذات أكراس ثلاثة، إذا ضممت بعضها إلى بعض. ورجل كَرَوّس، أي: شديد الرأس والكاهل في جسم. قال العجاج: «4»
فينا وجدت الرجل الكروسا
__________
(1) التهذيب 10/ 51 وتمامه:
لا يجوز في الأضاحي الكسير البينة الكسر.
(2) التهذيب 10/ 51 واللسان (كسر) وقد نسب فيهما إلى (الشويعر) .
(3) من (ص) وهو الصواب. في (ط) و (س) : فقد أكسرته.
(4) ديوانه ص 134.(5/308)
والكِرياسُ، والجميع: الكَراييسُ: الكنيف يكون على السطح بقناة إلى الأرض.
سكر: السُّكْرُ: نقيض الصحو. [والسُّكْر ثلاثة] «1» : سُكْرُ الشراب، وسُكْرُ المال، وسُكْرُ السلطان. وسكْرةُ الموت: غشيته. والسَّكَرُ: شراب يتخذ من التمر والكشوث والآس، محرم كتحريم الخمر. والسُّكْرُكَةُ «2» : شراب من الذرة، شراب الحبشة. امرأة سَكْرَى وقوم سُكَارَى وسَكْرَى. ورجل سِكِّير لا يزال سكران. والسَّكْرُ: سدك بثق الماء ومنفجره، والسِّكْرُ: اسم السداد الذي يجعل سداً للبثق ونحوه. وسكَرتِ الريح [تَسْكُرُ] ، أي: سكنت. قال أوس بن حجر: «3»
[تزاد ليالي في طولها] ... فليست بطلق ولا ساكرهْ
والسُّكَّرةُ: الواحدة من السُّكَّر [وهو من الحلوى] «4» .
__________
(1) زيادة مفيدة مما روي في التهذيب 10/ 55 عن العين.
(2) ضبطت في اللسان (سكر) على صورتين: الأولى: سكركة بضم فسكون فضم وهو ما قيد شمر بخطه وما جاء في التهذيب عن العين، وهو ما اخترناه هنا.. والثانية: سكركة بضم فضم فسكون.
(3) ديوان ص 34 (صادر) .
(4) زيادة مفيدة من المحكم 6/ 444(5/309)
ركس: الرَّكْسُ: قلب الشيء [على آخره، أو رد] «1» أوله إلى آخره. والمنافقون أركسهم الله وهو شبه نكسهم بكفرهم. وارتكس الرجل فيه إذا وقع في أمر بعد ما نجا منه. والرَّكُوسيّةُ: قوم لهم دين بين النصارى والصابئين، ويقال: هم نصارى. والرّاكسُ: الثور الذي يكون في وسط البيدر حين يداس، والثيران حواليه فهو يرتكس مكانه. وإن كانت بقرة فهي راكسة.
باب الكاف والسين واللام معهما ك س ل، ك ل س، س ل ك، مستعملات
كسل: كَسِلَ [يكْسَلُ] كَسَلاً. ورجل كسلانُ، وامرأة كَسْلَى، وكَسْلانة، لغة رديئة: تثاقل عما لا ينبغي. وكَسِلَ الفحل، أي: فتر، قال: «2»
أئن كَسِلْت والحصان يكْسَلُ
وامرأة مِكْسالٌ: لا تكاد تبرح مجلسها. وفلان لا تُكْسِلُه المكاسل، أي: لا تثقله وجوه الكَسَل. قال: «3»
قد ذاد لا يستكسل المكاسلا
__________
(1) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 60 عن العين.
(2) الرجز في التهذيب 10/ 60 منسوبا إلى (العجاج) ، وليس في ديوانه (رواية الأصمعي بيروت) .
(3) (رؤبة) ديوانه ص 127.(5/310)
وأكْسَلَ، بمعنى جامع، ولم ينزل، ويقال: لا يريد الولد فيعزل.
كلس: الكِلْسُ: ما كَلَسْتَ به حائطاً، أو باطن قصر، شبه الجص من غير آجر. والتَّكْليسُ: التَّمْليس «1» ، فإذا طلي ثخيناً فهو المقرمد.
سلك: السَّلْكُ، والجميع السُّلوكُ: الخيوط التي يخاط بها الثياب. الواحدة: سُلْكة. والمَسْلَكُ: الطريق، سَلَكْته سلوكاً والسَّلْكُ والإِسلاكُ واحد. والسَّلْك: إدخال الشيء في شيء تَسْلُكُه فيه، كالطاعن يَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنه تلقاء وجهه على سجيحته، قال: «2»
نطعنهم سلكى ومخلوجة ... كرك لأمين على نابل
وصفة بسرعة الطعن، وشبهه بمن يدفع الريشة إلى النبال في السرعة. والسُّلْكَى: [الأمر المستقيم] «3» . وقوله [جل وعز] : ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ
«4» . أي: ما أدخلكم فيها؟ والسِّلكانُ: فراخ القطا. الواحد: سُلَكٌ، والأنثى: سُلَكَة، ويقال: سِلْكانة. قال: «5»
تضل به الكدر سلكانها
__________
(1) من (س) .. في (ص) و (ط) : التلميس.
(2) (امرؤ القيس) ديوانه ص 120.
(3) في الأصول المخطوطة: (الأمر المختلف) ، ولكننا لم نر ذلك في مختصر العين، ولا في التهذيب فيما يرويه عن العين، ولا في سائر المعجمات والموسوعات اللغوية.
(4) سورة المدثر 42.
(5) في اللسان (سلك) : تظل بالظاء والظاهر أن الصواب ما أثبتناه، والشطر في التهذيب 10/ 73 واللسان والتاج (سلك) غير منسوب أيضا.(5/311)
باب الكاف والسين والنون معهما ك ن س، س ك ن، ن ك س، ن س ك مستعملات
كنس: الكَنْسُ: كسح القمام عن وجه الأرض. والكُناسَةُ: ملقاها. والكِناسُ: مولج للوحش [من البقر] يستكن فيه من الحر والصر، ثم يذهب إذا أمسى، فإذا صار مألفاً فهو تولجه، وكَنَسَتْ، وتكنّست: دخلته، وقوله: «1»
[شاقتك ظعن الحي حين تحملوا] ... فتكنّسوا قطناً [تصر خيامها]
أي: دخلوا في هوادج [جللت] بثياب القطن. وقوله جل ذكره: الْجَوارِ الْكُنَّسِ
: النجوم التي تستمر في مجاريها. وتكنِس في مخاويها، أي: مغايبها ومساقطها. خوت النجوم خياً، لكل نجم خوي يقف فيه، ويستدير، ثم ينصرف راجعاً، فكنوسه مقامه في خويه. وخنوسه أن يخنس بالنهار فلا يرى، ويقال: أراد بالجواري الكُنَّس: الظباء والوحش.. وفرس مكنوسة، أي: ملساء جرداء من الشعر. والكَنِيسُ: ضرب من النبات.
سكن: السُّكونُ: ذهاب الحركة. سكن، أي: سكت ... سكنت الريح، وسكن المطر، وسكن الغضب. والسَّكَنُ: المنزل، وهو المَسْكَنُ أيضاً. والسَّكَنُ: سكونُ البيت من غير
__________
(1) (لبيد) ديوانه ص 300.(5/312)
ملك إما بكراء وإما غير ذلك. والسَّكْنَ: السكان. والسُّكْنَى: إنزالك إنساناً منزلاً بلا كراء. والسَّكْنُ، جزم: العيال، وهم أهل البيت، قال سلامة بن جندل: «1»
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل ... يسقى دواء قفي السَّكْنِ مربوب
والسَّكينةُ: الوداعة والوقار [تقول] : هو وديع وقور ساكن. وسَكينةُ بني إسرائيل: ما في التابوت من مواريث الأنبياء، وكان فيه عصا موسى، وعمامة هارون الصفراء، ورضاض اللوحين اللذين رفعا، جعله الله لهم سكينةً، لا يفرون عنه أبداً، وتطمئن قلوبهم إليه، هذا قول الحسن. وقال مقاتل: كان فيه رأس كرأس الهرة، إذا صاح كان الظفر لبني إسرائيل. والمَسْكَنةُ: مصدرُ فعل المِسْكِين، والمسكين: مفعيل بمنزلة المِنْطيق وأشباهه إلا أنهم اشتقوا [منه] فعلا فقالوا: تَمَسْكَنَ، ولا يقولون: مَسْكَنَ. وأَسْكَنَهُ الله، وأَسْكَنَ جَوْفه، أي: جعله مِسْكيناً. والسُّكّانُ: ذنب السفينة الذي به تعدل. والسِّكِّينُ: [المدية] ، يذكر ويؤنث، ويجمع [على] السَّكاكين، ومتخذه: السَّكّانُ «2» .
نكس: نكَسْتُه أنْكُسُه نكْساً: قلبته.
__________
(1) ديوانه ص 100.
(2) هذا من المحكم 6/ 448 واللسان (سكن) .. في الأصول: سكاك، وهو تحريف.(5/313)
وولاد منكوس، [أن] تخرج رجله قبل رأسه. والنكس: العود في المرض، نُكِسَ في مرضه نُكْساً. والنِّكْسُ من القوم: المقصر عن غاية النجدة والكرم، والجميع الأَنْكاس. وإذا لم يلحق الفرس بالخيل قيل: نَكَّسَ. قال: «1»
إذا نكَّس الكاذب المحمر
نسك: النُّسْكُ: العبادة. نَسَكَ [يَنْسُكُ] نَسْكاً فهو ناسِكٌ. والنُّسْكُ: الذبيحة، تقول: من فعل كذا فعليه نُسْك، أي: دم يهريقه، وقوله عز وجل: أَوْ نُسُكٍ «2» يعني: أو دم. واسم تلك الذبيحة: نسيكة. والمنسك: الموضع الذي فيه النسائك. والمنسك: النسك نفسه.
باب الكاف والسين والفاء معهما ك س ف، س ك ف، س ف ك مستعملات
كسف: الكَسْفُ: قطع العرقوب بالسيف. كَسَفَهُ يكْسِفُهُ. وكَسَفَ القمر يَكْسِفُ كُسُوفاً، والشمس تَكْسِف كذلك، وانكسف خطأ. ورجل كاسِفُ [الوجه] «3» : عابس من سوء الحال. كَسَف في وجهي
__________
(1) الشطر في التهذيب 10/ 70 غير معزو أيضا.
(2) سورة البقرة من الآية 196 فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْنُسُكٍ.
(3) مما روي في التهذيب 10/ 77 عن العين.. في الأصول: البال.(5/314)
وعبس كُسُوفاً. والكِسْفَةُ: قطعة سحاب، أو قطعة قطن أو صوف، فإذا كان واسعاً كبيراً فهو كِسْفٌ، ولو سقط من السماء جانب فهو كِسْفُ.
سكف: الأُسْكُفَّةُ: عتبة الباب. والسِّكاف: مصدر الإسكاف، ولا فعل له.
سفك: السَّفْكُ: صب الدماء. فلان سفاك للدماء وللكلام. وسفكت العين الدم: حدرته.
باب الكاف والسين والباء معهما ك س ب، ك ب س، س ك ب، س ب ك مستعملات
كسب: [الكَسْبُ: طلب الرزق] «1» . ورجل كسوب يَكْسِبُ: يطلب الرزق. وكَساب: اسم للذئب، و [ربما] يجيء في الشعر: كُسْب وكُسَيْب. والكُسْب: الكنجارق، ويقال: الكُسْبُجُ. وكَسّاب، فعال، من كَسْب المال.
كبس: الكَبْسُ: طمك حفرة بتراب. كَبَسَ يكبسُ كَبْساً، واسم التراب:
__________
(1) مما روي في التهذيب 10/ 79 عن العين.. وقد سقط من الأصول المخطوطة.(5/315)
الكِبْسُ. والكِبْس: ما يسد من الهواء مسداً. وجبال كُبَّسٌ: صلاب شداد. وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة العليا. وناصية كابِسةٌ: مقبلة على الجبهة [تقول] : جبهة كَبَسَتْها الناصية. والتَّكْبيسُ: الاقتحام على الشيء، تقول: كبّسوا عليهم. وكابوس: يكنى به عن البضع، [يقال] : كَبَسَها: إذا فعل مرة. والكابوس: ما يقع على الإنسان بالليل، لا يقدر [معه] أن يتنفس. والكِباسةُ: العذق التام بشماريخه. وعام الكَبيس في حساب أهل الشام [المأخوذ] عن أهل الروم: في كل أربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً، يجعلونه تسعة وعشرين يوماً، يقومون بذلك كسور حساب السنة. يسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم: عام الكبيس. والكَبِيسُ: تمر يكبس بالقوارير والجرار.
سكب: سَكَبْت الماء فانسكب: صببته. ودمع ساكب، وأهل المدينة يقولون: اسكب على يدي، [أي] : اصبب. والسَّكْبةُ: الكردة العليا التي يسقى منها كرود الطبابة «1» من الأرض والسَّكْبةُ:، يقال، المكان الذي يسكب فيه. والسَّكْبُ: ضرب من الثياب رقيق كأنه سَكْب ماء من الرقة، واشتقت
__________
(1) هذا مما روي عن العين في التهذيب 10/ 82، في النسخ المخطوطة الثلاث: (الطباقة) .(5/316)
السَّكبةُ منه، وهي خرقة تقوب للرأس كالشبكة، [يسميها الفرس: الشستقة] «1» .
سبك: السَّبْكُ تَسبيكُكَ السَّبيكةَ من الذهب والفضة، تذاب فتفرغ في مِسْبَكَةٍ من حديد كأنها شق قصبة.
باب الكاف والسين والميم معهما م ك س، س م ك، م س ك مستعملات
مكس: المَكْسُ: انتقاص الثمن «2» في البياعة، ومنه اشتقاق [المكّاس] «3» ، لأنه يستنقصه. قال: «4»
[وفي كل أسواق العراق إتاوة] ... وفي كل ما باع امرؤ مَكْسُ درهم
أي: نقصان درهم بعد وجوب الثمن. ورجل مكّاسٌ يَمْكِسُ الناس.
سمك: السَّمَكُ في الماء، الواحدة، سمكة. والسَّمكَةُ: برج في السماء [يقال له: الحوت] «5» .
__________
(1) مما روي في التهذيب 10/ 82 عن العين. (ص) و (ط) : تسمى: الشستقة بالفرس. وفي (س) : تسمى الشستقة بالفارسية.
(2) في (س) : السمن، وهو تحريف.
(3) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 90، في النسخ: (المماكسة) .
(4) القائل: (جابر بن حني التغلبي) المفضليات ص 211.
(5) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 84.(5/317)
والسِّماكان: كوكبان ينزل بأحدهما القمر من برج السنبلة. والسِّماكُ: ما سمكت به حائطاً أو سقفاً. والسَّمْكُ يجيء في موضع السقف «1» . والسَّماءُ مَسموكةٌ، أي: مرفوعة كالسَّمْكِ.
وعن علي: اللهم رب المُسْمّكات السبع «2» ....
وتقول «3» العامة: المسموكات. وسنامٌ سامِكٌ، أي: مرتفع، مثل، تامك.
مسك: المَسْكُ: الإهاب. والمِسْكُ [معروف] ليس بعربي محض. وسِقاء مَسِيكٌ: كثير الأخذ. وفي فلان إِمْساكٌ ومَساكٌ ومَسكة: كله من البخل، والتَّمَسُّك بما لديه ضنأ به. ومسكْتُ بالشيء وتَمَسَّكْت به، واسْتَمْسكت به. والمُسْكةُ: ما يمسك الرمق من طعام أو شراب. أَمْسَكَ يُمْسِكُ إِمساكاً. والمَسَكُ: الذبل. الواحدة: مَسكة، والذبل: أسورة [من العاج] في أيدي النساء مكان السوار. والمَساكُ من الأرض: ما يُمسِكُ الماء، وجمعه: مسك.
__________
(1) نص العين في رواية التهذيب 10/ 84: والسقف يسمى سمكا.
(2) التهذيب 10/ 84،
ونص الحديث فيه: اللهم بارىء المسموكات السبع، ورب المدحوات.
(3) في الأصول المخطوطة: (وقول) .(5/318)
باب الكاف والزاي والراء معهما ك ر ز، ز ك ر، ر ك ز مستعملات
كرز: الكُرْزُ: ضرب من الجوالق. والكَرازُ: كبش يحمل عليه الراعي طعامه ومتاعه أمام الغنم. والكُرَّزُ [من الناس] : العيي اللئيم، الذي يسميه الفرس: كرزياً، قال رؤبة: «1»
وكرز يمشي بطين الكُرز
والطائر يُكَرزُ، دخيل، قال رؤبة: «2»
رأيته كما رأيت النسرا ... كُرِّز يلقي قادمات زعرا
زكر: الزَّكْرةُ: وعاء من أدم، لشراب أو خل. وتَزَكَّرَ بطن الصبي إذا عظم وحسنت حاله وفي زَكَرِيّا أربع لغات: زكريا بالمد، وفي التثنية: زَكَرِيّاءان، وزَكريّاوَان، وفي الجمع: زَكَرِيّاءون.
__________
(1) ديوانه ص 65.
(2) ديوانه ص 174. في اللسان (كرز) : وكرز البازي، إذا سقط ريشه.(5/319)
وزكريّا، بطرح الهمزة، وفي التثنية: زكريّيان، وفي الجمع: زكريَّيُون. وزَكَريّ، وفي التثنية: زَكَريّان، والجميع: زَكَرِيُّون، مثل: مدني، ومدنيان [ومدنيون] . وزكري، بطرح الألف، وتخفيف الياء، وفي التثنية: زَكَرِيانِ، وفي الجمع: زَكَرُون بطرح الياء. و [عنز] «1» حمراء زَكْرِيَّة: شديدة الحمرة، وزَكَرِيَّة، لغتان.
ركز: الرِّكزْ: صوت خفي من بعيد كرِكْز الصائد إذا ناجى كلابه، قال ذو الرمة: «2»
وقد توجس رِكْزاً مقفر ندس ... بنبأة الصوت ما في سمعه كذب
والرَّكْزُ: [غرزك شيئاً منتصباً كالرمح] «3» . رَكَزْتُ الرمح وغيره أَرْكُزُه رَكْزاً، إذا غرزته منتصباً في مركزه. والمُرْتكِزُ من يابس الحشيش: [أن] ترى ساقاً [وقد] تطاير ورقها وأغصانها عنها. ومَرْكَزُ الجند: موضع أمروا ألا يبرحوه. والرِّكازُ: قطع من ذهب وفضة تخرج من المعدن، وفيه الخمس «4» ، وهو
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 162، ومما روي عن العين في التهذيب 10/ 93، في المخطوطات الثلاث: (عير) .
(2) ديوانه 1/ 98.
(3) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 896 وسقط من الأصول.
(4) إشارة إلى
الحديث في الركاز الخمس.
والحديث في التهذيب 10/ 95، والمحكم 6/ 460.(5/320)
الرَّكيزُ أيضاً. وأَرْكَزَ المعدن إذا انقطع ما كان يخرج منه، فإذا وجد بغتة فقد أنال. والرَّكائِزُ: ما غرس من الأشجار وركز، الواحدة: ركيزة.
باب الكاف والزاي واللام معهما ك ل ز، ل ك ز، ل ز ك مستعملات
كلز: اكلأزّ الرجل [اكلئزازاً] وهو انقباض في جفاء ليس بمطمئن. بمنزلة الراكب إذا لم يتمكن من السرج.
لكز: اللَّكْزُ: الوجء في الصدر بجمع اليد، وفي الحنك.. رجل مُلَكَّز مدفع. لُكَيْزٌ: حي من عبد القيس.
لزك: لَزِكَ الجرح لَزَكاً، إذا استوى نبات لحمه، ولما يبرأ بعد.
باب الكاف والزاي والنون معهما ك ن ز، ن ك ز، ز ك ن، ز ن ك، ن ز ك مستعملات
كنز: [يقال: كَنزَ الإنسان مالا يكنزه] «1» .
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 98.(5/321)
والكَنْزُ: اسم للمال الذي يكنِزُه، ولما يحرز به المال. وكَنَزْتُ البر في الجراب فاكتنز. وشددت كَنْزَ القربة، أي: ملأتها جداً، عن أبي الدقيش. ورجل مُكْتَنِزُ اللحم، وكنيزُ اللحم، ولا يكاد يقال الكناز إلا للناقة، ويعنى به المكتنزة اللحم. والكَنيز: التمر الذي يُكْتَنَزُ للشتاء في قواصر وأوعية، والفعل: الاكتناز. كناز: من أسماء الرجال.
نكز: الحية تنكز بأنفها. والنكز كالغرز بشيء محدد الطرف. والنَّكّاز: ضرب من الحيات لا يعض بفيه، إنما يَنْكُزَ بأنفه، لا يكاد يعرف ذنبه من أنفه لدقة رأسه. ونكَزَ البحر نُكُوزاً، أي: غاض. والبئر أيضاً، ونكَزْته أنا. قال: «1»
فلا ناكزٌ بحري ولا هو غائض
والنَّكْزُ: [طعن] «2» بطرف سنان الرمح.
زكن: الإِزكانُ: أن تُزْكِنَ شيئاً بالظن فتصيب. تقول: أزكنته إزكاناً. وزَكِنْتُ منه إذا حسبت منه، [يقال: زَكِنْتُ منه مثل الذي زكنه مني] «3» .
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولم نجد الشطر في غير الأصول المخطوطة.
(2) في الأصول المخطوطة: (ضرب) ، وما أثبتناه فمما روي عن العين في التهذيب 10/ 101.
(3) زيادة من التهذيب 10/ 100 واللسان (زكن) لتقويم العبارة.(5/322)
زنك: الزونك و [الزونزك] «1» : القصير الدميم. قال: «2»
ليس بوزواز ولا [زَوَنَّكِ]
نزك: النَّزْكُ: سوء القول، تقول: نَزَكَهُ بغير ما رأى فيه. والنَّزْكُ: الطعن بالنَّيْزَك، وهو رمح قصير. والنِّزْكُ: ذكر الضب. وللضب نِزْكانِ، أي: ذَكَرانِ، ونزَك [الضب] ضبته، أي: نزاها ففعل بها.
باب الكاف والزاي والباء معهما ك ز ب، ز ك ب مستعملان فقط
كزب: الكُزْبُ: لغة في الكسب. كالكسبرة في الكُزْبَرة.
زكب: زَكَبَتْ به أمه زَكْباً: رمت به. وانزكب الرجل: انقحم في وهدة، أو سرب. وزَكَبَ الطائر: ذرق، والزكاب: سلاحه.
__________
(1) في الأصول المخطوطة: (الزونك) ولم نجدها فيما تيسر لدينا من معجمات، وما فيها هو: (زونزك) . جاء في الجمهرة (زنك) : والزونك: القصير الدميم، وربما قالوا: الزونزك.
(2) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول. والرواية في الأصول: [ولا بزونك] .(5/323)
باب الكاف والزاي والميم معهما ك ز م، ك م ز، ز ك م، ز م ك مستعملات
كزم: الكَزَمُ: قصر في الأنف قبيح، وقصر في الأصابع شديد. [تقول] : أنف أكزمُ، ويدٌ كَزْماءَ، قال: «1»
ليست مصلمة كزماء مقلمة ... عن الأعادي ولا معروفها عاري
والكَزُوم: الناب التي لم يبق في فمها سن من الهرم، نعت لها خاصة دون البعير، قال: «2»
دعوا المجد إلا أن تسوقوا كُزُومَكم ... وقيناً عراقياً وقيناً يمانيا
يعني: البعيث والفرزدق.
كمز: الكُمْزُة والجمزة: الكتلة من التمر ونحوه.
زكم: زُكِمَ الرجل فهو مزكوم. والزكمة منه، قال رؤبة: «3»
[والكبح شاف] من زُكامٍ يزكمه
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولم نجد البيت فيما بين أيدينا من مظان. وضبط الكلمات من (ص) .
(2) (جرير) ديوانه ص 502 (صادر) .
(3) ديوانه ص 154.(5/324)
زمك: الزِّمِكّاءُ: أصل الذنب، [يمد ويقصر] «1» والذنب نفسه أيضاً إذا قصر «2» . وازْمَأَكَّ «3» ، لغة، في اصمأك الغضبان.
باب الكاف والدال والتاء معهما ك ت د مستعمل فقط
كتد: الكَتَدُ: ما بين الثبج إلى منصف الكاهل من الظهر، فإذا أشرف ذلك الموضع من الظهر فهو أَكْتَد، قال: «4»
جَبْهَته أو الخراة والكَتَدْ
باب الكاف والدال والراء معهما ك د ر، ك ر د، د ك ر، ر ك د، د ر ك مستعملات
كدر: [الكَدَرُ: نقيض الصفاء] «5» . وكَدِرَ عيشه كَدَراً فهو كَدِرٌ أكدرُ. وماء أَكْدَرُ: كدر.
__________
(1) زيادة مفيدة من المحكم 6/ 463، واللسان والتاج (زمك) .
(2) (ص وط، وس) جميعا. (قصر) ، وفيما يرويه التهذيب عن العين 10/ 104، وفي اللسان (زمك) عنه أيضا: (قص) . وجاء في التاج (زمك) : أو ذنبه كله، يمد ويقصر زاد الليث: إذا قصر، وفي بعض النسخ: إذا قص.
(3) ازمأك فلان يزمئك إذا اشتد غضبه [اللسان- زمك] .
(4) اللسان (كتد) غير منسوب أيضا.
(5) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 107.(5/325)
والكُدْرَةُ في اللون، والكُدُورةُ في العيش والماء. والكَدَرُ في كل شيء. والكَدَرةُ: القلاعة الضخمة من مدر الأرض المثارة. والكُدْرِيةُ من القطا: ضرب منه، فهي كدراء اللون، فإذا نسبوا نعت الكَدْراء، قالوا: كُدْريّة، وللجَوْنيّة: جُونيّة. وانكدر القوم: جاءوا أرسالاً حتى انصبوا عليهم. والمُنْكَدِرُ: طريق بين طريقي مكة من البصرة إلى مكة. كُديَر: رجل من بني ضبة. والمُنْكَدِرُ: اسم والد محمد بن المُنْكَدِر.
كرد: الكَرْدُ: سوق العدو في الحملة.. يَكْرُدُهم كَرْداً، ويزرهم «1» زراً. والكَرْدُ: لغة في القَرْد، وهو مجثم الرأس على العنق. والكَردُ: العنق. قال الفرزدق: «2»
وكنا إذا القيسي نب عتوده ... ضربناه [فوق] الأنثيين على الكَرْدِ
وقال: «3»
[فطار بمشحوذ الحديدة صارم] ... فطبق ما بين الذؤابة والكَرْدِ
والكُرْدُ: جيل من الناس، قال: «4»
لعمرك ما كُرْدٌ من أبناء فارسٍ ... ولكنه كُرْدُ بن عمرو بن عامر
__________
(1) في (س) : ويردهم ردا براء ودال.
(2) ديوانه 1/ 178 (صادر) ، أما رواية الأصول المخطوطة فهي (تحت) .
(3) التهذيب 10/ 109، واللسان (كرد) بدون نسبة.
(4) التهذيب 10/ 109، واللسان (كرد) غير منسوب أيضا.(5/326)
دكر: الدَّكْر ليس في كلام العرب، وربيعة تغلط فتقول: الدِّكْر للذِّكْر، ويقال: هو اسم موضوع من الذِّكر، قال جرير: «1»
هاج الهوى وضمير الحاجة الدَّكُر ... [واستعجم اليوم من سلومة الخبر]
ركد: رَكَدَ الماء والريح رُكوداً، أي: سكن. والميزان إذا استوى فقد ركد، وهو راكد، قال: «2»
وقوم الميزان حين يَركُدُ ... هذا سميريٌّ وذا مولدُ
يعني: الدرهمين. ورَكَدَ القوم: هدءوا وسكنوا. رُكُوداً. والجفنة الرَّكود: المملوءة الثقيلة، قال: «3»
المطعمين الجفنة الرَّكُودا
درك: الدَّرَكُ: إدْراكُ الحاجة والطلبة، تقول: بكر ففيه دَرَكُ. والدَّرَك: أسفل قعر الشيء. والدَّرَك: واحد من أَدْراك جهنم من السبع. والدَّرْك: لغة في الدَّرَك الذي هو من القعر.
__________
(1) ديوانه ص 218، والرواية فيه: الذكر بالمعجمة.
(2) التهذيب 10/ 115، واللسان (ركد) ، بدون عزو أيضا.. ورواية الأصول المخطوطة: (حتى) في مكان (حين) .
(3) الرجز في التهذيب 10/ 116، واللسان (ركد) بدون عزو.(5/327)
والدَّرَكُ: اللحق من التبعة والدِّراك: إتباع الشيء بعضه على بعض في كل شيء، يطعنه طعنا دراكا متداركاً، أي: تباعاً «1» واحداً إثر واحد، وكذلك في جري الفرس، ولحاقه الوحش قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً
«2» ، أي: تداركوا، أدرك آخرهم أولهم فاجتمعوا فيها. والدَّرَكَةُ: حلقة الوتر التي تقع في الفرضة، وهي أيضاً ما يوصل به وتر القوس العربية. والمُتَدارَكُ من القوافي والحروف المختلفة: ما اتفق [فيه] متحركان بعدهما ساكن مثل: فعو وأشباه ذلك. والإِدراكُ: فناء الشيء.. أَدْرَكَ هذا الشيء، أي: فني، وقوله عز وجل، عن الحسن: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ
«3» أي: جهلوا علم الآخرة، أي: لا علم عندهم في أمرها. وأَدْرَكَ علمي فيه، مثله، قال الأخطل: «4»
وأَدْرَكَ علمي في سواءة أنها ... تقيم على الأوتار، والمشرب الكَدْرِ
والدَّرَك: حبل من ليف يعقد على عراقي الدلو، ثم يعقد طرف الرشاء به.
باب الكاف والدال واللام معهما ك ل د، د ك ل، ل ك د، د ل ك مستعملات
كلد: أبو كَلَدة: من كُنَى الضبعان. ذيخ كالِدٌ، أي: قديم.
__________
(1) من (ص) . في (ط) : طباعا، وفي (س) : طباقا.
(2) سورة الأعراف من الآية 38.
(3) سورة النمل/ 66- قراءة الحسن.
(4) شعر (الأخطل) 1/ 183.(5/328)
كَلَدة: اسم رجل.
دكل «1» : الدَّكَلَةُ: الذين لا يجيبون السلطان من عزهم. وهم يَتَدَكَّلونِ على السلطان. والدَّكْلُ: لزوق الشيء بالشيء.
لكد: لَكِدَ الشيء بفيه لَكَداً. إذا أكل لَكَدَاً، أي: لزج ولزق لزوقاً شديداً. ولَكِدَ فوه لكَداً. والأَلْكَدُ: اللئيم الملصق في قومه. قال: «2»
يناسب أقواماً ليحسب فيهم ... ويترك أصلاً كان من جذم أَلكَدا
دلك: دلكت السنبل حتى انفرك قشره عن حبه. والدَّليكُ: طعام يتخذ من زبد ولبن، شبه الثريد. ودَلَكَتِ الشمس دُلُوكاً: غربت، ويقال [إن] الدُّلوك زوالها عن كبد السماء أيضاً. والدّليك: نبيذ التمر. يطبخ التمر، ثم يُدْلَكُ بالماء فيسمى دليكاً. والمُدَلَّكُ: الشديد الدلك.
__________
(1) سقطت هذه الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة الثلاثة، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 163.
(2) التهذيب 10/ 119، واللسان (لكد) بلا عزو أيضا.(5/329)
والدَّلوك: اسم الشيء يُتَدَلَّك به [من طيب أو غيره] «1» .
باب الكاف والدال والنون معهما ك د ن، ك ن د، د ك ن، ن ك د مستعملات
كدن: الكَوْدَنُ والكَوْدَنيّ أيضاً: البغل والفيل، قال: «2»
خليلي عوجا من صدور الكوادِن ... إلى قصعة فيها عيون الضياون
شبه الثريدة الزريقاء بعيون السنانير [لما فيها من الزيت] «3» . والكِدْيَوْنُ: دقاق التراب على وجه الأرض ودقاق السرجين يجلى به الدروع ونحوها. ويقال: يخلط به الزيت فيسمى كديون. قال الضرير: الكديون: دردي الزيت. [وكَدِنَت مشافر الإبل] «4» تكْدَن كَدَناً فهي كَدِنةٌ وهو لغة في الكَتَن، وكَتِنَت أصوب. وامرأة ذات كِدْنةٍ، أي: كثيرة اللحم، وإنها لحسنة الكِدْنة، أي: ذات لحم. ويقال: الكِدْنة: السنام. وبعير ذو كِدْنة، أي: ضخم السنام، قال الكميت: «5»
__________
(1) زيادة من اللسان (دلك) للتبيين والتوضيح.
(2) التهذيب 10/ 121، واللسان (كدن) بلا عزو وأيضا.
(3) تكملة من العين رواية التهذيب 10/ 121.
(4) زيادة من التهذيب 10/ 122.
(5) لم نقف على بيت (الكميت) في مجموع شعره، ولا في المظان التي بين أيدينا، ولم نتبينه، أما الشكل الذي ضبطنا فمن (ص) .(5/330)
لم تغن كدنتها الإيقار زاملة ... ولا وطاب لبون الحي والعلب
يصف ناقة لم يحمل عليها الإيقار وهي زاملة فيمحق شحمها ولحمها.
كند: الكَنُودُ: الكفور للنعمة، وقوله عز وجل: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
«1» يفسر بأنه يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده.
دكن: الدُّكْنة والدَّكَنُ مصدران للأَدْكَن، وهو لون يضرب إلى الغبرة والسواد، دَكِنَ يَدْكَنُ دَكَناً. والدُّكَّانُ [فعال] «2» ، وجمعه: دَكاكين. ودَكَّنْتُ دُكّانا، أي: اتخذته.
نكد: النَّكَدُ: اللؤم والشؤم، وكل شيء جر على صاحبه شراً فهو نَكَدٌ، وصاحبه: أَنْكَدُ نَكِدٌ. ورجال نَكْدَى وَنُكُد. والنُّكْدُ: قلة العطاء، [وألا يهنأه من يعطاه] «3» ، قال: «4»
وأعط ما أعطيته طيباً ... لا خير في المنكود والناكد
__________
(1) سورة العاديات 6.
(2) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 124.
(3) مما روي في التهذيب 10/ 123 عن العين، في الأصول: وأن لا تهنئه من تعطيه.
(4) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 10/ 123 واللسان (نكد) بدون عزو أيضا.(5/331)
باب الكاف والدال والفاء معهما ف د ك مستعمل فقط
فدك: فدك: موضع بالحجاز، مما أفاءه الله تعالى على رسوله محمد ص.
باب الكاف والدال والباء معهما ك د ب، ك ب د مستعملان فقط
كدب «1» : الكدب: الدم الطري، وقرىء: بدم كَدِبٍ «2» . [والكَدَبُ: البياض في أظفار الأحداث] «3» .
كبد: الأكبادُ جمع كِبَد، وهي اللحمة السوداء في البطن. والكبد، يذكر ويؤنث، قال: «4»
لها كبد ملساء ذات أسرة............... .......
وموضعه من ظاهر يسمى كبداً،
وفي الحديث: وضع يده على كَبِدي «5»
__________
(1) زعم الأزهري (التهذيب 10/ 125) : أن (كدب) أهمله الليث.
(2) سورة يوسف من الآية 18. والقراءة: بِدَمٍ كَذِبٍ بالذال المعجمة.
(3) سقطت من الأصول: وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 163.
(4) لم نهتد إلى الشطر ولا إلى قائله.
(5) التهذيب 10/ 125.(5/332)
والأكْبَدُ: الناهد موضع الكَبِدِ، وقد كَبِدَ كَبَداً. والكَبِدُ: كبد القوس، وهو مقبضها حيث يقع السهم على كبد القوس. وقوس كَبْداءُ: غليظة الكَبِد. قال: «1»
وفي الشمال من الشريان مطعمة ... كَبْداءُ في عودها عطف وتقويم
والكبَدُ: شدة العيش، قال: «2»
لم تعالج عيش سوء في كَبَدُ
وكَبِدُ الأرض، وجمعه: أكباد: ما فيها من معادن المال،
قال: وترمي الأرض أفلاذ كَبِدها «3» .
ورجل مكْبودٌ: أصاب كَبِدَه داء، أو رمية. والكُبادُ: داء يأخذ في [الكَبِد] «4» . وإذا أضر الماء بالكَبِدِ، قيل: كَبَده. وكَبِدُ كل شيء: وسطه، يقال: انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القرطاس. وكَبِدُ السماء: ما استقبلك من وسطها، يقال: حلق الطائر في كبد السماء، وكبيداء السماء، إذا صغروا جعلوها كالنعت، وكذلك سويداء القلب، وهما نادرتان رويتا هكذا، وقال بعضهم: كُبَيْدات السماء. والكَبَدُ: المشقة، تقول: إنهم لفي كَبَدٍ من أمرهم. قال لبيد: «5»
يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كَبَدٍ
__________
(1) (ذو الرمة) ديوانه 1/ 451.
(2) لم نهتد إلى الراجز.
(3) الحديث في التهذيب 10/ 126، وفيه: تلقي الأرض....
(4) في الأصول المخطوطة: يأخذ فيه.
(5) ديوانه ص 160.(5/333)
وبعضهم يُكابِدُ بعضاً، أي يشاقه في الخصومة. وكابَدَ ظلمة هذه الليلة بكابدٍ شديدٍ. أي: ركب هوله وصعوبته، قال: «1»
وليلة من الليالي مرت ... بكابدٍ كابَدتْهُا وجرت
كلكلها لولا الإله ضرت
ولبن مُتَكَبِّدٌ، أي: يترجرج كأنه كبد.
باب الكاف والدال والميم معهما ك د م، ك م د، د ك م، د م ك، م ك د مستعملات
كدم: الكَدْم: العض بأدنى الفم، ككدم الحمار. والدواب تُكادِمُ الحشيش، إذا لم تستمكن منه. والكَدْمُ: اسم أثره، وجمعه: كُدُوم.
كمد: الكُمْدةُ: تغير لون [يبقى أثره] «2» ويذهب ماؤه وصفاؤه. وأَكّمَدَ القصار الثوب، أي: لم ينق غسله. والكَمَدُ: هم وحزن لا يستطاع إمضاؤه. أَكْمَدَهُ الحزن إكماداً. والكِمادةُ: خرقة تسخن فيستشفى بها من رياح، أو وجع بوضعها على موضع الوجع.
__________
(1) (العجاج) ديوانه ص 269.
(2) من التهذيب 10/ 129 عن العين. في الأصول المخطوطة: (يبقى التغير فيه) .(5/334)
والكميد والمكمودُ واحد.
دكم: الدَّكْمُ: دق شيء بعضه على بعض، وكسر بعضه على بعض.. دَكَم يَدكُمُ دَكماً. ودَكمَ فاه، إذا دقه. ودقَمهُ، مثله.
دمك: دَمكَتِ الأرنب تدمكُ دُموكاً، أي: أسرعت في العدو. والدَّمُوكُ: أعظم من البكرة يستقى عليها بالسانية، قال: «1»
على دَمُوكٍ أمرها للأعجل
مكد: مكَدَتِ الناقة: نقص لبنها من طول العهد، قال:
قد حارد الخور وما تحارد ... حتى الجلاد درهن ماكِدُ «2»
ومكَدَتٍ الناقة: دام لبنها فلم ينقطع، فلا أدري أمن الأضداد [هي] أم لا. وقال [بعض العرب] في صفة عجوز: ما ثديها بناهد ولا درها بماكد [ولا فوها ببارد] «3» .
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز، ولا إلى الرجز في غير الأصول.
(2) الرجز في التهذيب 10/ 131، واللسان (مكد) ، غير منسوب أيضا.
(3) ما بين القوسين من العين- رواية التهذيب 10/ 130.(5/335)
باب الكاف والتاء والراء معهما ك ت ر، ت ك ر، ت ر ك، ر ت ك مستعملات
كتر: الكَتْر: جوز كل شيء. [أي: أوسطه] «1» . ويقال للجمل الجسيم: عظيم الكَتْر، وللرجل الشريف: إنه لرفيع الكَتْر في الحسب ونحوه. والكَتْرُ: مشية فيها تخلج كمشية السكران «2» .
تكر: التَّكُّرَى: القائد من قواد السند، وجمعه تَكاكِرة، قال: «3»
لقد علمت تكاكرة ابن تيري ... غداة البد أني هبرزي
ترك: التَّرْكُ: ودعك «4» الشيء تتركه، والإتَّراك: الافتعال. والتَّركُ: الجعل في بعض الكلام. [تقول] : تركتُ الحبل شديداً، أي: جعلته. والتَّركُ: ضرب من البيض مستدير شبيه بالتَّركة والتَّريكة وهي بيض النعام،
__________
(1) من التهذيب 10/ 132 عن العين.
(2) جاء بعد كلمة (السكران) قوله: واكتارت الدابة: رفعت ذنبها، والناقة إذا شالت بذنبها. والمُكْتارُ: المؤتزر. قال (الضرير:) المُكتارُ المتعمم، وهو من كور العمامةقال:
كأنه من يدي قبطية لهقاً ... بالأتحمية، مُكتارُ ومنتقب
حذفنا هذا النص من الأصل، لأنه ليس من هذا الباب، وإنما هو من معتل الكاف (كور) وسنثبته في بابه إن شاء الله.
(3) التهذيب 10/ 133 واللسان والتاج (تكر) غير منسوب أيضا.
(4) في المخطوطات الثلاث: (وداعك) .(5/336)
وتجمع [على] تُرُك وترائك، لأن الظليم أقيم عنها فتَركها، قال لبيد: «1»
[فخمة ذفراء ترتى بالعرى] ... قردمانيا وتَرْكاً كالبصل
والتَّريكةُ: ماء يمضى عنه السيل، ويتركُهُ ناقعاً. وسمي الغدير، لأن السيل غادره. والتُّرك: جيل من الناس.
رتك: رَتَك البعير رتكاناً، أي: مشى في اهتزاز، وأَرْتكه صاحبه- يقال للإبل-: [إذا حمله على السير السريع] «2» .
باب الكاف والتاء واللام معهما ك ت ل مستعمل فقط
كتل: الكُتْلَةُ: أعظم من الجمزة، وهي قطعة من التمر قال الراجز «3»
المطعمون اللحم بالعشج ... وبالغداة كُتَلَ البرنج
يريد العشج: العشي، وبالبرنجِّ: البرني، لغة ربيعة يجعلون الياء الثقيلة جيما أعجمية. والأَكْتَلُ: من أسماء الشديدة من شدائد الدهر، اشتق من الكَتال، وهو
__________
(1) ديوانه ص 191.
(2) تكملة مما جاء في التهذيب 10/ 134 عن العين.
(3) الثاني منهما في التهذيب 10/ 135،، والمحكم 6/ 477، واللسان والتاج (كتل) ، وكلاهما في اللسان (برن) ، بدون عزو.(5/337)
سوء العيش، وضيقه. قال الضرير: الكَتالُ: السمن وحسن الحال، قال: «1»
ولست براحل أبداً إليهم ... ولو عالجت من وبد كَتَالا
وقال: «2»
إن بها أكتل أو رزاما ... خويربان ينقفان الهاما
رزام: اسم سنة شديدة. والوَبَدُ: الضيق في العيش. والمُكتّل: المجتمع المدور، قال أبو النجم: «3»
قبصاء لم تفطح ولم تكتّلِ
والمِكْتَل: الزبيل.
باب الكاف والتاء والنون معهما ك ت ن، ن ك ت، ن ت ك مستعملات
كتن: الكَتَنُ: لطخ الدخان بالبيت، والسواد بالشفة ونحوه. وكَتِنَتْ جحافلُ الدواب. أي: اسودت من أكل الدرين الأسود. والكَتَنُ في قول الأعشى: «4»
[هو الواهب المسمعات الشروب] ... بين الحرير وبين الكتَنُ
__________
(1) اللسان (كتل) غير منسوب أيضا. وفيه (وتد) بالتاء المثناة من فوق ونظنه تصحيفا. والعجز وحده في (وبد) .
(2) التهذيب 10/ 135، والمحكم 6/ 478، غير منسوب.
(3) اللسان (فطح) .
(4) ديوانه ص 21(5/338)
هو: الكتان.
نكت: النَّكْت: أن تنكت بقضيب في الأرض، فتؤثر فيها بطرفه. والنُّكْتة: شبه وقرة في العين. وشبه وسخ في المرآة. وكل شيء مثله، سواد في بياض أو بياض في سواد فهو نُكْتة. والظَّلفةُ المُنْتكِتةُ: هي طرف الحنو من القتب والإكاف، إذا كانت قصيرة فنكتت جنب البعير، والمرفق إذا عقرته. والنّاكِت بالبعير: شبه الناحز، وهو أن يَنْكُت مرفقه حرف كركرته، يقال: بعير به ناكِتٌ.
نتك: النًّتكُ: كسر الشيء تقبض عليه ثم تجذبه إليك بجفوة.
باب الكاف والتاء والفاء معهما ك ت ف، ك ف ت، ف ت ك مستعملات
كتف: الكَتِفُ: عظم عريض خلف المنكب تؤنث، وتجمع [على] أكتاف. والكِتْفُ: شد اليدين من خلف، والفعل: التَّكْتيف. والكَتَفُ: مصدر الأكتف، وهو الذي انضمت كتفاه على وسط كاهله، وهي خلقة قبيحة. والكِتْافُ: مصدر المِكْتافِ من الدواب، وهو الذي يعقر السرج كَتِفَهُ. والكِتاف: وثاق في الرحل والقتب، وهو أسرُ عودين أو حنوين يشد أحدهما(5/339)
[إلى] «1» الآخر. والكَتيفةُ: حديدة طويلة عريضة كأنها صفيحة، قال حسان: «2»
سيوف الهند لم تضرب كتيفاً
أي: لم تطبع طبع الكتائف. والكَتَفانُ: ضرب من الطيران. كأنه يضم جناحيه من خلف شيئاً. والكُتْفانُ من الجراد: أول ما يطير وتستوي أجنحته، الواحدة بالهاء.
فتك: الفَتْك: أن تهم بالشيء فتركبه، وإن كان قتلاً، قال: «3»
وما الفَتْكُ إلا أن تهم فتفعلا
والفاتكُ: الذي يرتكب ما تدعوه إليه نفسه من الجنايات، والجميع الفُتّاك، قال: «4»
وإذ فَتَكَ النعمان بالناس محرماً ... فملىء من عوف بن كعب سلاسله
أي: فتك بهم فأسرهم.
كفت: الكَفْتُ: صرفك الشيء عن وجهه، تكفِتُهُ فينكَفِتُ، أي: يرجع راجعاً. كَفَتَ يكْفِتُ كِفاتاً وكَفَتاناً. والكِفاتُ من العدو والطيران كالحيدان في شدة. وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات.
__________
(1) من العين رواية التهذيب 10/ 144. في الأصول المخطوطة: (في) .
(2) لم نقف على الشطر في ديوانه.
(3) لم نهتد إلى الشطر، ولا إلى قائله.
(4) القائل (هو المخبل السعدي) ، اللسان (فتك) .(5/340)
والمُكَفِّتُ: الذي يلبس درعين بينهما ثوب. والكَفْتُ: تقليب الشيء ظهراً لبطن، وبطناً لظهر. وانكفتوا «1» إلى منازلهم، أي: انقلبوا. وكَفَّت إليك ولدك، أي: ضمهم إليك.. وهو يكفت في مشيه، أي: يقصر. وشد كَفيتٌ: أي: سريع.
باب الكاف والتاء والباء معهما ك ت ب، ك ب ت، ب ك ت، ت ب ك، ب ت ك مستعملات
كتب: الكَتْبُ: خرز الشيء بسير، والكُتْبةُ: الخرزة التي ضم السير كلا وجهيها. والناقة إذا ظئرت [على ولد غيرها] «2» كُتِبَ منخراها بخيط لئلا تشم البو والرأم. قال ذو الرمة: «3»
[وفراء غرفيةٍ أثأى خوارزُها] ... مشلشل ضيعته بينها الكتب
والكَتْبُ: الخرزُ بسيرين، قال: «4»
لا تأمننَّ فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكْتُبْها بأسيار
والكتاب والكتابة: مصدر كتبت. والمُكْتِبُ: المعلم. والكتاب: مجمع صبيانه.
__________
(1) من (ص) .. في (ط) و (س) : (إن كفتوا) وليس صوابا.
(2) تكملة من التهذيب 10/ 151 عن العين.
(3) ديوانه 1/ 11.
(4) البيت في اللسان والتاج (كتب) بدون عزو أيضا.(5/341)
والكَتيبةُ من الخيل: جماعة مستحيزة. والكِتْبة: الاكتتاب في الفرض والرزق، واكْتَتَبَ فلان، أي: كَتَب اسمه في الفرض. والكتِبةُ: اكتتابُك كتاباً تكتبه وتنسخه.
كبت: الكَبْتُ: صرع الشيء لوجهه. كَبَتَهُمُ الله فانكبتوا، أي: لم يظفروا بخير. وكَبَتَ الله أعداءكَ، أي: غاظهم وأذلهم. والاسم: الكُباتُ.
بكت: التَّبْكيتُ: ضرب بالعصا والسيف ونحوهما [بكّته بالعصا تبكيتاً، وبالسيف ونحوه] .
تبك: تَبُوك: اسم أرض «1» وبين تبوك والمدينة اثنتا عشرة مرحلة.
بتك: البَتْكُ: قبضك على الشيء، على شعر أو ريش، أو نحو ذلك، ثم تجذبه إليك فينبتكُ من أصله. أي: ينقطع، وينتتف، وكل طاقة من ذلك في كفك: بِتْكةٌ، قال زهير: «2»
[حتى إذا ما هوت كف الغلام لها] ... طارت وفي كفه من ريشها بِتَكُ
والبَتْكُ: قطع الأذن من أصلها. قال الله تعالى: فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ «3» .
__________
(1) ورد بين كلمة (أرض) ، وبين كلمة (وبين) نص أسقطناه لأنه من باب معتل الكاف وهو قوله: وقال رجل لرجل إنك تبوكها، وهي كلمة في ضراب البهائم فرفع إلى عمر فرآه قذفاقال الضرير، تبوك اسم بركة لأبناء سعد من عذرة سميت لأن النبي ص لما غزا تلك الناحية رآهم يحفرون البركة ولم يمهوها بعد فركز عنزته فيها ثلاث ركزات فجاشت ثلاث أعين فهي تعمر بالماء حتى الآن فسميت تبوك لقول النبي ص: تبوكونها أي: تحفرونها. وسنثبتها في بابها إن شاء الله.
(2) ديوانه ص 175.
(3) سورة النساء من الآية 119.(5/342)
باب الكاف والتاء والميم معهما ك ت م، ك م ت، ت ك م، م ت ك، ت م ك مستعملات
كتم: الكَتَمُ: نبات يخلط مع الوسمة للخضاب الأسود، قال: «1»
وأصبح الأفق كمسود الكَتَمْ
والكتِمانُ: نقيض الإعلان. وناقة كَتُومٌ، أي: لا ترغو إذا ركبت، قال: «2»
كَتُومُ الهواجر ما تنبس
والكاتِمُ من القسي: التي لا ترن إذا أنبضت، وربما جاءت في الشعر: كاتمة وكَتُوم. [وقيل: هي التي لا شق فيها] «3» . وأكثر القول: هي التي لا صدع في نبعها.
كمت: الكُمَيْتُ: لون ليس بأشقر، ولا أدهم. والكُمَيْتُ: من أسماء الخمر فيها حمرة وسواد. وقد كَمُتَ كَماتةً وكُمْتَةً، وكُمْتَتُه: جودته. وآكماتًّ أكميتاتاً.
تكم: التُّكمةُ: مشي الأعمى بلا قائد. وتكمة بنت مر أم سليم.
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز، ولا إلى الرجز في غير الأصول المخطوطة.
(2) الشطر في التهذيب 10/ 155، واللسان (كتم) بدون عزو أيضا.
(3) من التهذيب 1/ 155 لتوضيح العبارة.(5/343)
متك: المتكُ: أنف الذباب. والمُتْكُ: الوترة أمام الإحليل، وعرق بظر المرأة، يقال [في السب] «1» يا ابن المَتْكاء، أي: عظيمة ذلك. والمُتْكَةُ: أترجة واحدة، ومنه قوله [جل وعز] : وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً «2» بلا همز، ومنهم من قرأ. مُتَّكَأً أراد المرافق.
تمك: تَمَكَ السنامُ يَمْتُكُ تموكاً فهو تامك، إذا تر واكتنز.
باب الكاف والظاء والراء معهما ك ظ ر مستعمل فقط
كظر: الكُظْرُ: محز الفرضة في سية القوس التي فيها حلقة الوتر، والجميع الكظارُ. كَظرتها أكْظُرها كَظْراً. والكُظرة: الشحمة التي قد أقامت الكلية، فإذا انتزعت الكلية كان موضعها كظرا، وجمعه: كظار.
باب الكاف والظاء والنون معهما ك ن ظ، ن ك ظ مستعملان فقط
كنظ: الكَنْظُ: بلوغ المشقة من الإنسان [يقال] : إنه لمكنوظٌ مَغْنُوظ، ويَكْنِظُني هذا الأمر.
__________
(1) زيادة من التهذيب 10/ 175 عن العين.
(2) سورة يوسف من الآية 31 قراءة مجاهد وسعيد بن جبير [القرطبي 9/ 178] . والقراءة هي: مُتَّكَأً.، بالتشديد والهمز.(5/344)
نكظ: النَّكَظُ: يكون بمعنى الكَنْظ، قال الأعشى: «1»
قد تعللتها على نكظ الميط ... [وقد خب لامعات الآل]
أي: على شدة البعد. ونكَظَ ينكُظُ نكظاً من العجلة. [والنكظة: العجلة] «2» .
باب الكاف والظاء والميم معهما ك ظ م مستعمل فقط
كظم: كَظمَ الرجل غيظه: اجترعه. وكَظَم البعير جرته إذا ازدردها وكف عنها. ويقال للإبل: كَظُوم، وناقة كَظُوم أيضاً، إذا لم تجتر. والكَظْمُ: مخرج النفس. [يقال] : قد غمه وأخذ بكَظْمه فما يقدر أن يتنفس، أي: كربه، وهو مكظوم كظيم، أي: مكروب. والكِظامةُ: سير نوصله بوتر القوس العربية، ثم يدار بطرف السية العليا، وربما كانت حبلاً يكظم به خطم «3» البعير، ويتخذ له درجة يجعلونها في القد، ويشد ذلك الحبل عليه. والدرجة خرقة تلف لفاً شديداً شبه الصمامة عظمت أو صغرت. والكِظامةُ: القناة.. كَظمتُ القناة: سددتها. والكظيمة: واحدة الكظائم، وهي خروق تحفر فيجرى فيها الماء من بئر إلى بئر.
__________
(1) ديوانه ص 5.
(2) مما روي في التهذيب 10/ 159 عن العين.
(3) في المخطوطات الثلاث: (خرطوم) وهو تحريف.(5/345)
والمكظوم: الذي يلتقمه الحوت. وكاظمة: موضع بالبادية.
باب الكاف والذال والراء معهما ذ ك ر مستعمل فقط
ذكر: الذِّكْرُ: الحفظ للشيء تذكره، وهو مني على ذكر. والذِّكرُ: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذِكر. والذِّكْر: الشرف والصوت، قال الله عز وجل: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ «1» والذِّكْرُ: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين. وكل كتاب للأنبياء: ذِكرٌ. والذكر: الصلاة، والدعاء، والثناء. والأنبياء إذا حزبهم أمر فزعوا إلى ذكر الله، أي: الصلاة. وذِكرُ الحق: الصك وجمعه: ذكور حقوق، ويقال: ذكور حق. والذِّكَرَى: اسم للتذكير، والتذكير مجاوز. والذَّكَرُ معروف، وجمعه: الذكرة، ومن أجله سمي ما إليه «2» : المذاكير. والمذاكير: سرة الرجل، لا يفرد، وإن أفرد فَمُذَكَّر مثل مقدم ومقاديم. والذُّكُورةُ، والذُّكور، والذُّكران، جمع الذَّكَر، وهو خلاف الأنثى. ومن الدواب: الذكورة.
__________
(1) سورة الزخرف من الآية 44.
(2) من (ص، ط) .. في (س) : يليه.(5/346)
والذَّكَر [من] الحديد: أيبسه وأشده، وبه سمي السيف مُذَكْراً، وبه يُذَكَّرُ القدوم، والفأس ونحوه. وامرأة مُذَكَّرة، وناقة مذكرة، [إذا كانت] في خلقة الذَّكَر، أو شبهه في شمائلها. وأذْكَرتِ الناقة والمرأة، [إذا] ولدت ذَكَراً. وامرأة مِذْكار، [إذا] أكثرت من ولاد الذُّكُور. ويقال للحبلى في الدعاء: أيسرت وأَذْكَرَتْ، أي: يسر عليها وولدت ذكراً. والاستذكار: الدراسة للحفظ. والتذكر: طلب ما قد فات.
باب الكاف والذال والباء معهما ك ذ ب مستعمل فقط
كذب: الكِذابُ لغة في الكَذِب. ويقرأ: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً «1» بالتخفيف، والكِذّابُ، بالتشديد لغة. تقول: كَذِبَك كَذِباً، أي: لم يصدقك، فهو كاذب، وكذوب، أي: كثير الكَذِب. وكذَّبته: جعلته كاذباً. وأكذبته: وجدته كاذباً. وقوله [جل وعز] : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً
أي: تكذيباً، وذلك أن العرب تقول: كذَّبته تكذيباً، ثم تجعل بدل التَّكذيب: كِذّاباً. والكَذّابةُ: ثوب يصبغ بألوان الصبغ كأنه موشي. وقول عمر: كَذَب عليكم الحج، كَذَب عليكم الجهاد، أي: وجب
__________
(1) سورة النبإ 35.(5/347)
عليكم، ودونكم الحج، ولا يقال: يكذب ولا كاذب، ولا يصرف في وجوه الفعل.
باب الكاف والثاء والراء معهما ك ث ر، ك ر ث مستعملان فقط
كثر: [الكَثْرَةُ: نماء العدد] «1» ، كثر الشيء كثرة فهو كثير. و [تقول] : كاثرناهم [فَكَثرناهم] «2» . وكُثْرُ الشيء: أكْثَرُهُ، وقله: أقله. ورجل مُكْثِرٌ: كثيرُ المال. ورجل مكثور عليه، أي: كَثُر من يطلب إليه معروفه. ورجل مِكثارٌ، وامرأة مِكثارٌ، وهما الكثيرا الكلام. وأكثرتُ الشيء، وكَثّرته: جعلته كثيراً. والكَوْثَرُ: نهر في الجنة يتشعب منه أكثرُ أنهار الجنة. وعن عائشة: من أراد أن يسمع خرير الكَوْثَرُ فليدخل إصبعه في أذنه. ويقال: بل الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه النبي ص. والكَثْرُ [والكَثَرُ] «3» : جمار النخل، ويقال: الكَثْر: الجذب وهو الجمار أيضاً. قال الضرير: الجذبُ: نخل ينبت في جذوع النخل، فيجذب، ويؤكل
__________
(1) من التهذيب 10/ 176 عن العين، وفي مختصر العين- الورقة 165: الكثرة: معروفة.
(2) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 176.
(3) زيادة من المحكم 6/ 494.(5/348)
جماره، أي: يقلع.
كرث: اكترث: فعل لازم من قولك: ما كرثني هذا الأمر، أي: ما بلغ مني المشقة. كرثته أَكْرِثُه كَرْثاً، جزم. والكُرّاثُ: بقلة ممدودة، إذا تركت خرج من وسطها طاقة طويلة تبزر «1» . والكُرَّاث: الهليون، وهو ذو الباءة. والكَرِيثُ هو المكروث.
باب الكاف والثاء واللام معهما ك ث ل، ل ك ث، ث ك ل مستعملات
كثل: الكَوْثل: فوعل من الكَثْل، وهو مؤخر السفينة، يكون فيه الملاح ومتاعه.
لكث: لَكَثَهُ لَكْثاً: ضربه بيده أو برجله، وهو اللِّكاث، قال: «2»
مدل يعض إذا نالهن ... مراراً، ويدنين فاه لِكاثا
ثكل: الثُّكْلُ: فقدان الحبيب، وأكثر ما يستعمل في فقدان المرأة ولدها.
__________
(1) في الأصول جميعا: تبرز، الراء قبل الزاي، ونظنه تصحيفا.
(2) القائل: (كثير عزة) اللسان (لكث) .(5/349)
[يقال] : ثكلته أمه فهي به ثَكْلَى. وأَثْكَلَتِ المرأة فهي مثكل، لازم لها الثُّكْل، من غير أن يقال: أَثْكَلَتْ ولدها، وأَثكلها الله فهي مُثْكَلَةٌ بولدها، والجميع: مَثاكيل. والأُثْكُولُ: العرجون بشماريخه.
باب الكاف والثاء والنون معهما ك ن ث، ث ك ن، ن ك ث مستعملات
كنث: الكًنْثَةُ: نوردجة «1» تُتَّخذُ من آس وأغصان خلاف، تُبْسَطُ «2» وتنضد عليها الرياحين [ثم] «3» تطوى طياً. وكَنْثَةٌ أيضاً. وبالنبطية: كُنْثَى.
ثكن: الثُّكْنةُ: مركز الجند على رايتهم، ومجتمعهم على لواء صاحبهم، وإن لم يكن هناك لواء فإن انحيازهم إلى رئيسهم يقال: هم على ثُكَنِهم وثُكْنَتهم. والثُّكنةُ: الواحدة، والجميع: الثُّكنُ، وهي الجماعات، قال الأعشى: «4»
__________
(1) ضبطت النون في (ص) بالضم، وما أثبتناه فمن التهذيب 10/ 180، والمحكم 6/ 495، واللسان والتاج (كنثه) .
(2) في الأصول: (تنشط) ، وما أثبتناه فمن العين فيما رواه التهذيب 10/ 180 عنه.
(3) زيادة مما روي من التهذيب 10/ 180 عن العين.
(4) ديوانه 21.(5/350)
يطارد ورقاء جونية ... ليدركها في حمام ثُكَنْ
والأُثْكُونُ: العرجون، مثل: الأُثْكُول.
نكث: نكَثَ العهد يَنْكُثُه نَكْثاً، أي: نقضه بعد إحكامه، ونَكَثَ البيعة، والنكيثةُ: اسمها. ونَكَثْتُ السواك. والساف عن أصول الأظفار وشبهه إذا قشرته وشعثته، وأنا ناكثٌ، وهو منكوث. وما أشد ما انتكثَ هذا السواك، وهو تشعث رأسه. والنُّكاثةُ: ما كان في فيك من تشعيث السواك ونحوه.
باب الكاف والثاء والفاء معهما ك ث ف مستعمل فقط
كثف: كَثُفَ كَثافةً، أي: كثر والتف. والكثيف: اسم يوصف به كثرة العسكر والسحاب والماء. وقد استكثف الشيء، أي: اشتد. وكذلك في الأمور.
باب الكاف والثاء والباء معهما ك ث ب، ك ب ث مستعملان فقط
كثب: كَثَبْتُ التراب ونحوه كثباً فانكثب، أي: نثرته. وسمي الكثيبُ لدقة ترابه، كأنه منثور بعضه فوق بعض رخاوة. وكل طائفة من التمر والبر مصبوب فهو كُثْبَةٌ، وجمعه: كُثَبٌ.(5/351)
والكَثَبُ: غاية قريبة، تقول: رماه من كَثَب. والكاثِبةُ: ما ارتفع من منسج الفرس. والجميع: كواثبُ وأكثاب والكُثْبة: القليل من اللبن ونحوه من طعام وغيره. وكَثَبْته، أكْثِبُه كَثْباً، أي: جمعته، فأنا كاثِبٌ من قوله «1»
[ميلاء من معدن الصيران قاصية ... أبعارهن] على أهدافها كُثَبُ
والكاثِبُ: جبل حوله رواب، يقال لها النبي، الواحد: ناب، قال اوس بن حجر «2»
لأَصبح رتما دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب
كبث: الكَباثُ: حمل الأراك المتفرق. ويقال: بل هو ما لم ينضج، ونضيجه: المرد. واسم ذلك كله: برير، قال:
كأدم الظباء ترف الكباثا
باب الكاف والثاء والميم معهما ك ث م، م ك ث مستعملان فقط
كثم: أكثْمَكَ الأمر، أي: أمكنك. وأكثم: اسم «3» .
__________
(1) (ذو الرمة) - ديوانه 1/ 82.
(2) ديوانه ص 11 (صادر) ، والرواية فيه:
كمتن النبي ...
(3) جاء بعد كلمة (اسم) نص نستظهر أنه ليس من الأصل فأسقطناه، وهو: غير الخليل: ثكمت الأمر أثكمه ثكما: لزمته. على أن هذا الوجه (ثكم) مما أهمله العين، وليس من الأوجه المستعملة، وكان الأزهري يقول: أهمله الليث 10/ 186، ولم تثبت له ترجمة في (مختصر العين) .(5/352)
مكث: المُكْثُ: الانتظار. والماكِثُ: المنتظر. وقد مكُثَ مَكاثةً فهو مكيثٌ، أي: رزين لا يعجل. وقوم مكِيثونَ ومكثاء.
باب الكاف والراء واللام معهما ر ك ل مستعمل فقط
ركل: الرَّكْلُ: الضرب برجل واحدة، ومَرْكلا الدابة: موضع القصريين من الجنبين. والمركل: الجيد الركل، و [المركل] : الرجل [من الراكب] «1» . والتَّرَكُّلُ: كفعل الحافر بالمسحاة حين يتركّل عليها برجله. قال الأخطل «2» :
ربت وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل
باب الكاف والراء والنون معهما ك ر ن، ك ن ر، ر ك ن، ر ن ك، ن ك ر مستعملات
كرن: الكِرانُ: الصنج. والكَرينةُ: الضاربة [بالصنج] . ويقال: الكرانُ هو
__________
(1) ما بين القوسين مما روي في التهذيب 10/ 188 عن العين.
(2) ديوانه 1/ 19 (حلب) .(5/353)
العود، قال:
لولا الكرانُ وهذا الناي يطربني «1»
كنر: الكِنّارةُ: الشقة من ثياب الكتّان. والكُنْارُ: السدر بالفارسية.
ركن: رَكِنَ إلى الدنيا: مال إليها واطمأن.. يَركَنُ رَكَناً.. وَركَنَ يَركُنُ رُكُوناً، لغة سفلى مضر. وناس أخذوا من اللغتين فقالوا: رَكَنَ يَرْكَنُ. والرُّكْنُ: ناحية قوية من جبل «2» أو دار، والجمع: أركانٌ «3» . وأركنت «4» لحاجتي: نزلت. ورُكْنُ الرجل: قومه وعدده الذين يعتز بهم. قال عز اسمه حكاية عن لوط: أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ «5» . وأركان [الجمل] «6» : قواه في أعضائه، ويقال: قوائمه. ورجل رَكينٌ: أي: شديد، ذو أركان. وأركان الجبلَ: نواحيه الناتئة منه. ويسمى الجرذ: ركيناً. والمِركَنُ: شبه تور من أدم [يتخذ] للماء. قال الضرير: المِركن: إجانةٌ من خزفٍ أو صفر.
__________
(1) لم نهتد إلى الشطر، ولا إلى قائله.
(2) في ص، ط، س: الجبل.
(3) في ص، ط، س: ركان.
(4) لم نكد نقف على هذا البناء في سائر المعجمات.
(5) سورة هود من الآية/ 80.
(6) في ص، ط، س: الرجل.(5/354)
وناقة مركنة الضرع. و [يقال] : ضرع مُركًّنُ، أي: انتفخ في موضعه حتى ملأ الأرفاغ، وليس بجد طويل.
رنك: الرّانِكية نسبة إلى الرّانِك، وهو حي.
نكر: والنكر: الدهاء. و [النكر] : نعت للأمر الشديد، والرجل الداهي. يقال: فعله من نُكره، ونكارته. والنكرة: نقيض المعرفة. وأنكرته إنكاراً، ونكرته لغة، لا يستعمل في الغابر، ولا في أمر ولا نهي، ولا مصدر. والاستنكارُ: استفهامك أمراً تُنكِرُهُ، واللازم من فعل النُّكْرِ المُنْكَرِ: نكُرَ نَكارةً. ورجل نَكِرٌ، ورجل مُنْكرٌ: داه ورجال مُنْكَرون، ويجمع بالمناكير أيضاً، ولا يقال في هذا المعنى: [رجل] أَنْكَرُ. قال: «1»
مستحقبا صحفاً تدمى طوابعه ... وفي الصحائف حيات مَناكيرُ
والتَّنَكُّر: التغير عن حال تسرك إلى حال تكرهها. والنَّكيرُ اسم للإنكار الذي يعنى به التغير. والنَّكرِة: اسم لما يخرج من الحولاء وهو الخراج من قيح أو دم كالصديد، وكذلك من الزحير. [يقال] : أسهل فلان نَكِرةً ودماء، وليس له فعل مشتق. ومُنْكر ونكير: ملكان يأتيان الميت في قبره يسألانه عن دينه. والنكر: المنكر.
__________
(1) القائل هو (الأقيبل القيني) التهذيب 10/ 192، واللسان (نكر) .(5/355)
باب الكاف والراء والفاء معهما ك ر ف، ك ف ر، ف ك ر، ف ر ك مستعملات
كرف: كَرَف يكرفُ ويكرفُ، لغتان، الحمار، وكل دابة كذلك، كرفاً، وهو شمه البول ورفعه رأسه، حتى يقلص شفتيه، وربما قالوا: كَرَفَها، أي: تشمم بولها، قال «1» :
مشاخساً طوراً وطورا كارفا
كفر: الكُفرُ: نقيض الإيمان. ويقال لأهل دار الحرب: قد كَفَروا، أي: عصوا وامتنعوا. والكُفرُ: نقيض الشكر. كَفَر النعمة، أي: لم يشكرها. والكُفرُ أربعة أنحاء: كُفرُ الجحود مع معرفة القلب، كقوله [عز وجل] : وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ «2» وكُفْرُ المعاندة: وهو أن يعرف بقلبه، ويأبى بلسانه. وكُفْرُ النفاق: [وهو أن] يؤمن بلسانه والقلب كافر. و [كفر الإنكار] : وهو كُفْرُ القلب واللسان. وإذا ألجأت مطيعك إلى أن يعصيك «3» فقد أكفرته.
__________
(1) الرجز في التهذيب 10/ 193، واللسان (كرف) ، غير منسوب أيضا.
(2) سورة النمل 14.
(3) من (ص) .. في (طوس) : يعطيك، وهو تحريف.(5/356)
والتَّكفيرُ: إيماء الذمي برأسه، [لا] «1» يقال: سجد له، وإنما [يقال] : كَفَّر [له] والتَّكفيرُ: تتويج الملك بتاج، قال:
ملك يلاث برأسه تكْفِيرُ «2»
يصف ثورا، فالتكفير هاهنا التاج نفسه. والرجل يكْفِرُ درعه بثوب كَفْراً، إذا لبسه فوقه، فذلك الثوب كافِر الدرع. والكافر: الليل والبحر، ومغيب الشمس. وكل شيء غطى شيئاً فقد كَفَرهُ. والكافِرُ من الأرض: ما بعد عن الناس، لا يكاد ينزله أحد، ولا يمر به أحد، ومن حلها يقال: هم أهل الكُفُور. قال الضرير: هي القرى، واحدها: كَفْرٌ. ويقال: أهل الكُفور عند أهل المدائن كالأموات عند الأحياء. والكافرُ في لغة العامة: ما استوى من الأرض واتسع. والكافر: النهر العظيم، قال «3» :
فألقيتها في الثني من جنب كافرٍ ... [كذلك أقنو كل قط مضلل]
يعني: النهر الكثير الماء. والكَفَرُ: الثنايا من الجبال، قال أمية «4» :
__________
(1) سقطت من الأصول وأثبتناها من اللسان.
(2) الشطر في اللسان والتاج (كفر) بدون عزو أيضا.
(3) (المتلمس الضبعي) - ديوانه ص 65.
(4) هو (أمية بن أبي الصلت) - ديوانه ص 230.(5/357)
وليس يبقى لوجه الله مختلق ... إلا السماء وإلا الأرض والكَفَرُ
والكَفّارة: ما يكفر به من الخطيئة واليمين فيمحى به. والكافور: كم العنب قبل أن ينور، قال «1» :
كالكرم إذ نادى من الكافور
وكافوره: ورقة الذي يستره. والكافورُ: شيء من أخلاط الطيب. والكافُورُ: عين ماء في الجنة. والكافُورُ: نبات نوره كنور الأقحوان. والكافُورُ: الطلع. وإذا أنثوا قالوا: الكُفُرَّى. والجميع: الكَوافير، يخرج من النخل كأنه نعلان مطبقان، والحمل بينهما منضود، والطرف محدد. ومنهم من يقول: هذه كَفَرّاة واحدة، وهذه كَفرَّى واحدة، لا يُنون. والكَفْرُ: عصا قصيرة. ورجل كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ: عِفْريتٌ خبيثٌ. ورجل مُكَفَّرٌ: محسانٌ لا تشكر نعمه. ويقال: مكْفُورٌ بك يا فلان عنيت وآذيت، يقال للرجل تأمره فيعمل [على] غير ما تأمر.
فكر: الفِكرُ: اسم التفكر. فكر في أمره وتفكر. ورجل فِكيرٌ: كثير التفكر. والفِكْرةُ والفِكْر واحد.
فرك: الفَرْكُ: دلكك شيئاً حتى ينقشر عن لبه كالجوز.
__________
(1) (العجاج) - ديوانه ص 224.(5/358)
والفَرِك: المُتَفَرِّك قشره. وأفرك البُرُّ، أي: اشتد في سنبله، قال «1» :
أمكنك الفَركُ ولا يبيسُ
وبُرٌّ فَريكٌ [وهو الذي فُرك ونقي] «2» . وامرأة فاركٌ، وجمعها فواركُ: تبغض زوجها، فَرِكَتْهُ وفَرَكَتْه، لغتان. وفِرْكُهُ: بغضه ورجل مُفرك: تبغضه النساء [ويقال للرجل أيضاً: فَرَكَها فِرْكاً، أي: أبغضها] «3» قال رؤبة: «4»
ولم يضعها بين فرك وعشق
وإذا زالت الوابلة عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انفرك منكبه، وانفركتْ وابلته، وإن كان مثله في الفخذ قيل: حرق الرجل فهو محروق، وحرقت حارقته، وذلك إذا أصابه انخلاع في وابلته. والوابلة: العظم المفلك الرأس، وهو المدخل في حق الورك، والحارقة: العصبة «5» التي تمسك الوابلة في الصدفة.
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.
(2) عبارة الأصول: (وبر فريك يفرك فينقى) وفضلنا رواية التهذيب 10/ 203 عن العين، لأنها أوضح وأقوم.
(3) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 203.
(4) ديوانه ص 104.
(5) من اللسان (فرك) . في (ص، ط) : عصوة، وفي (س) : عضوة.(5/359)
باب الكاف والراء والباء معهما ك ر ب، ك ب ر، ر ك ب، ب ك ر، ر ب ك، ب ر ك كلهن مستعملات
كرب: الكَرْبُ، مجزوم، [هو] الغم الذي يأخذ بالنفس. [يقال] : كَرَبه أمر، وإنه لمكروب ُالنفس. والكُربة: الاسم، والكَريبُ: المكروبُ. وأمر كاربٌ. والكُرُوبُ: مصدر كَرَبَ يكْرُبُ. وكل شيء داني أمراً فقد كَرَب، [يقال] : كَرَبَتِ الشمس أن تغيب، و [كربت] الجارية أن تدرك، وكَرَبَ الأمر أن يقطع. والكَرَبُ: الكِرْناف، وهو أصل السعفة، قال جرير «1» :
[أقول ولم أملك سوابق عبرة] ... متى كان حكم الله في كَرَب النخل
والكَرَبُ: عقد غليظ في رشاء الدَّلْو إذا جعل طرفه في عروة العرقرة، ثني ثم لف على ثنائه رباط وثيق، فاسم ذلك الموضع: الكرب. والإكراب: الفعل من ذلك، قال «2» :
يملأ الدلو إلى عقد الكَرَبْ
ويقال ذلك في كل عقد. ويقال: خذ رجلك بإكراب، أي: اعجل بالذهاب، وأسرع. وقد يقال: أَكْرَبَ الرجل فهو مُكْرِبٌ، أي: أخذ رجليه بإِكْراب، وقلما يقال والكِراب: كَرْبُك الأرض حتى تقلبها فهي مكروبةٌ مثارة. ومثل:
__________
(1) اللسان (كرب) عن (ابن بري) ، وليس في ديوانه (صادر) .
(2) نسبه في التاج (كرب) إلى (العباس بن عتبة بن أبي لهب) ، وصدره في التاج:
من يساجلني يساجل ماجدا.(5/360)
الكراب على البقر، لأنها تكرُبُ الأرض. ويقال: الكِلاب على البقر، نصب، مأخوذ من صيدهم البقر الوحشية بالكلاب، معناه: ينبغي لصاحب الأمر أن يقوم به.
كبر: الكَبَرُ: طبل له وجه بلغة أهل الكوفة. والكِبرُ: الإثم الكبير من الكبيرة، كالخِطء من الخطيئة. والكُبْرُ: أكبرُ ولد الرجل، ويجمع: أكابر. وكُبْرُ كل شيء: عظمه. وقوله عز وجل: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
«1» . يعني عظم هذا القذف. ومن قرأ «2» : كِبْرَه يعني: إثمه وخطأه. قال علقمة «3» :
بدت سوابق من أولاه نعرفها ... وكُبْرُهُ في سواد الليل مستور
والكُبّار: الكَبير، قال الله تعالى: وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً «4» . والكَبرَةُ: السن، يقال: علته كَبرَةٌ. والكُبْرُ: رفعه في الشرف، قال المدار بن منقذ «5» :
ولي الأعظم من سلافها ... ولي الهامة فيها والكُبُرْ
يعني سلاف عشيرته. والكِبْرِياءُ: اسم للتكبر والعظمة.
__________
(1) سورة النور 11 قراءة حميد الأعرج وحده.
(2) قال الفراء: اجتمع القراء على كسر الكاف، وقرأ حميد الأعرج (كبره) بالضم وهو وجه جيد في النحو، [معاني القرآن، 2/ 247]
(3) (علقمة الفحل) - ديوانه ص 113 وضبط (كبره) فيه بكسر الكاف.
(4) سورة نوح/ 22.
(5) التهذيب 10/ 213، واللسان (كبر) .(5/361)
والكِبْرُ: مصدر الكبير في السن من الناس والدواب. فإذا أردت الأمر العظيم قلت: كَبُرَ علينا كَبارةً. والكبار في معنى الكبير، قال «1» :
إذا رَكِبَ الناس أمراً كُبارا
وتقول: ورثوا المجد كابراً عن كابرٍ، أي: كَبيراً عن كَبيرٍ في الشرف والعز. وكابَرَني فكَبَرْتُه، أي: غلبته. والملوك الأكابرُ جمع الأكبرِ. لا يجوز النِكّرة، لأنه ليس بنعت إنما هو تعجب، ولأنك لا تقول: رجل أكبرُ حتى تقول: من فلان. وكبيرة من الكبائر، يعني الذنوب التي توجب لأهلها النار. ويقال للسهم والنصل العتيق الذي أفسده الوسخ: قد علته كَبْرَة، قال الطرماح «2» :
سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كَبْرَةٌ بعد الجرون
أي: بعد اللين.. يصف السهام.
ركب: رَكِبَ (فلان فلاناً) يَرْكَبُهُ ركبا، إذا قبض على فودي شعره، ثم ضربه على جبهته برُكْبَتَيْهِ. ورُكبةُ البعير في يده، وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: رُكَبٌ. ورُكْبتا يدي «3» البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك. وأما
__________
(1) لم نهتد إلى قائل الشطر، ولم نجد الشطر فيما تيسر لنا من مظان.
(2) ديوانه ص 544.
(3) في الأصول المخطوطة: خفي، وما أثبتناه فمما روي في التهذيب 10/ 216 عن العين.(5/362)
المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. والرِّكْبَةُ: ضرب من الركوب، وإنه لحسن الرِّكبة، ورَكِبَ فلان فلاناً بأمر، وارتكبه، وكل شيء علا شيئاً فقد رَكِبَهُ، ورَكِبَهُ الدين ونحوه. ورواكِبُ الشحم: طرائق بعضها فوق بعض في مقدم السنام، فأما الذي في المؤخر فهو الروادف، الواحدة: راكبة ورادفة. والرّكابة: شبه فسيلة يخرج في أعلى النخلة عند قمتها ربما حملت مع أمها، وإذا قلعت كان أفضل للأم، ويقال: إنما هو راكُوبة. والرّاكوبُ: ما ينبت في جذوع النخل، ليس له في الأرض عروق، والجميع: الرَّواكيب. وركّابُ السفينة: الذين يركبونها. وأما الرُّكبان والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ فراكبو الدابة. وارْتكَبَت الناقة البو، أي: رئمته، ونوق مُرْتكبات. والرّكوبُ: الذلول من المراكب. والرَّكيب: ما بين نهري الكرم، وهو الظهر الذي بين النهرين. والرَّكيبُ: اسم للمركب في الشيء، مثل: الفص ونحوه، لأن المُفَعَّل والمُفْعَلُ، والمفعول كله يرد إلى فَعِيل، يقال: ثوب مُجدد جديد، ورجل مطلق طليق، ومقتول قتيل. والمَرْكَبُ: الدابة، وهو المصدر وموضع الركوب أيضاً. والمُرَكَّبُ: الذي يغزو على فرس غيره. والمُرَكَّبُ: المثبت في الشيء، كتركيب الفصوص. رجل كريم المُرَكَّب، أي: كريم أصل منصبه في قومه. والرَّكُوبُ والرَّكوبةُ: اسم ما يركب، كالحمول والحمولة، ويكون كالحلوبة اسماً للواحد والجميع، وقول رؤبة في مطالع النجوم «1» :
__________
(1) ديوانه ص 178.(5/363)
وراكبُ المقدار والرديف
يعني بالرّاكب: الطالع، وبالرديف: الناظر من النجوم. يريد: راكبٌ لما أمامه من النجوم. والدبران ورِكاب للثريا، لأنه رديفها. ورِكابُ السرج، والجميع: الرُّكُبُ. والرِّكابُ: الإبل التي تحمل القوم، أو أريد الحمل عليها ... جماعة، لا يفرد. والرياح رِكابُ السحاب في قول أمية «1» :
تردد والرياح لها رِكابُ
والأَرْكابُ للنساء خاصة.
بكر: البَكْرُ من الإبل: ما لم يبزل بعد، والأنثى بَكْرة، فإذا بزلا جميعاً فجمل وناقة. والبِكْرَة والبِكَرة، لغتان: التي يسقى عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل، وفي جوفها محور تدور عليه. والقعو: الخشبة التي تعلق عليها البكْرة. والبكَراتُ: الحلق التي في حلية السيف كأنها فتوخ النساء. والبِكْرُ: التي لم تمس من النساء بعد. والبكرُ: أول ولد الرجل غلاماً كان أو جارية. و (يقال) : أشد الناس بِكرٌ ابن بكرين، والثنيُ: ما يكون بعد البِكر، (يقال) : ما هذا الأمر منك بكراً ولا ثِنياً، أي: ما هو بأول ولا ثانٍ. والبكرُ من كل شيء: أوله. وبقرةٌ بكرٌ «2» ، أي: فتية لم تحمل.
__________
(1) التهذيب 10/ 219، واللسان (ركب) .
(2) من التهذيب 10/ 224 عن العين، واللسان (بكر) . في الأصول المخطوطة: بكرة.(5/364)
وابتكَرَ الرجل المرأة، أي: أخذ قضتها. وبكَّر في حاجته، وبكَر وأَبْكَرَ: واحد. وبنو بَكْر: إخوة بني ثعلب بن وائل. وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، (وإذا نسب إليهما قالوا: بَكْرِيٌّ) «1» . والبُكَرُ: جمع البُكْرَة وهي الغداة. والتّبكيرُ والبُكور والابتكار: المضي في ذلك الوقت. والإبكارُ: السيرورة فيه. والإبكارُ: مصدر للبكرة، كالإصباح للصبح. وباكرت الشيء، أي: بكَرت له. والباكورُ: المبكر في الإدراك من كل شيء، والأنثى: باكورة. وغيث باكور وهو المبكر في أول الوسمي. وهو الساري في آخر الليل وأول النهار، وجمعه: بكر، قال «2» :
(جرر السيل بها عثنونه) ... وتهادتها مداليج بُكُرْ
وسحابة مدلاج، أي: بَكُور. وأتيته باكراً، فمن جعل الباكر نعتاً قال للأنثى: باكِرة، جاءته باكِرةً. وقول الفرزدق «3» :
(إذا هن ساقطن الحديث كأنه ... جنى النخل، أو] أَبْكارُ كرم تقطف
واحدها: بِكْر، وهو الكرم الذي حمل أول حمله «4» . وأبكار كرم يعني:
__________
(1) زيادة مفيدة من التهذيب 10/ 224 في روايته عن العين.
(2) القائل هو (المرار بن منقذ) المفضليات ص 89، والرواية فيها: (وتعنتها) في مكان (وتهادتها) .
(3) ديوانه 2/ 23 (صادر) .
(4) جاء بعد كلمة (حمله) بلا فصل عبارة أكبر الظن أنها مقحمة في الأصل وليست منه، وهي: يسمى الكرم بكرا لا يكاد يفرد منه الواحد. قال غيره، وفي (س) : قال غير الخليل: لا يقال: كرم بكر، ولكن أبكار.(5/365)
العنب. وعسل أبكار يعسله أبكار النحل، أي: أفتاؤها «1» ، ويقال: بل الأبكار من الجواري تلينه.
ربك: الرَّبكُ: إصلاح الثريد. والرَّبكُ: إلقاؤك إنساناً في الوحل، فيرتبك فيه، ولا يستطيع الخروج منه. والصيد يرتَبِكُ في الحبالة، [إذا نشب فيها] وارتبك الرجل في كلامه: تتعتع فيه، وصلى أعرابي خلف ابن مسعود فتتعتع في قراءته، فقال: ارتبك الشيخ، فقال حين فرغ: يا أعرابي! إنه والله ما من نسجك، ولا من نسج أبيك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل. والرَّبكُ: أن تربك السويق، أو الدقيق بالسمن، أو بالزيت، أي: تخوضه «2» به، واسم الذي رُبِكَ: الرَّبيكة. ومن أمثالهم: قد جاء غرثان فاربكوا له.
برك: البَرْك: الإبل البوارك «3» ، اسم لجماعتها. قال طرفة «4» :
وبَرْكٍ هجودٍ قد أثارت مخافتي ... [نواديها أمشي بعضب مجرد]
__________
(1) في (ط) أفتاها.
(2) في الأصول: تخيضه.
(3) في الأصول: والبوارك، والصواب ما أثبتناه.
(4) البيت في معلقته.(5/366)
وأَبْرَكْتُ الناقة فَبَرَكَتْ. والبَرْكُ: كلكلُ البعير وصدره الذي يدوك به الشيء تحته، يقال: حكه ودكه [ببركه] «1» . قال «2» :
فأقعصتهم وحكت بَرْكَها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان
والبِرْكَةُ: ما ولي الأرض من جلد البطن وما يليه من الصدر من كل دابة. اشتق من مبرك البعير، لأنه يبرك عليه. والبِرْكةُ والبِرْكُ: شبه حوض يحفر في الأرض [ولا] «3» يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، قال «4» :
وأنت التي كلفتني البِركَ شاتياً ... وأوردتنيه فانظري أي مورد
والبِرْكة: حلبة الغداة، ويقال بفتح الراء، قال الكميت:
ذو بِركةٍ لم تغض قيداً تشيع به ... من الأفاويق في أحيانها الوظب «5»
والبُرْكةُ، والبُرَكُ جمعه: من طير الماء، أبيض. وابترك الرجل في الآخر يقصبه، إذا اجتهد في ذمه. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب ثم اقتتلوا [ابتراكاً] ، والبراكاء: الاسم منه. قال «6» :
ولا ينجي من الغمرات إلا ... بُراكاءُ القتال أو الفرار
وابترك السحاب: ألح بالمطر على موضع.
__________
(1) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 228 عن العين.
(2) التهذيب 10/ 228، واللسان (برك) بدون عزو أيضا.
(3) زيادة مما روي في التهذيب 10/ 228 عن العين. ومن المقاييس 1/ 230 عن العين.
(4) البيت في التهذيب 10/ 228، وفي اللسان (برك) بدون عزو أيضا.
(5) البيت في المقاييس 1/ 230.
(6) (بِشْر بنُ أبي خازم الأسدي) - ديوانه ص 79.(5/367)
والبَرَكةُ: الزيادة والنماء «1» . والتَّبْريك: الدعاء بالبَرَكة. والمباركة: مصدر بورك فيه، وتبارك الله: تمجيد وتجليل. والبِرْكانُ، والواحدة بِركانة: من دق الشجر. وسميت الشاة الحلوب بَرَكَة.
وفي الحديث: من كان عنده شاة كانت بَرَكة، والشاتان بركتان.
باب الكاف والراء والميم معهما ك ر م، ك م ر، ر ك م، م ك ر، ر م ك مستعملات
كرم: الكَرَم: شرف الرجل. رجل كريمٌ وقوم كرَمٌ وكِرامٌ، نحو أديم وأدم، [وعمود وعمد] ، وكثر ما يجيء فعل في جمع فعيل وفعول، قال الشاعر «2» :
[وأن يعدين إن كُسِيَ الجواري] ... فتنبو العينُ عن كَرَمٍ عجاف
ورجل كُرامٌ، أي: كريم. وتكرّم [عن الشائنات] ، أي: تنزه، وأكرم نفسه عنها ورفعها. والكَرامةُ: طبق يوضع على رأس الحب. والكَرامةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة ونحوه من المصادر. والمَكْرَمانُ: الكَريمُ، [نقيض] «3» الملامان.
__________
(1) جاء بعد كلمة (النماء) عبارة رأينا أنها مقحمة في الأصل، وليست منه، وهي: قال مرط: البركة: دوام الشيء، وتبارك الله تداوم، والزيادة هاهنا محال، والتعمد لهذا القول كفر.
(2) الشاعر هو (أبو خالد القناني) . اللسان (كرم) .
(3) من اللسان (كرم) وهو أحسن من (ضد) التي وردت في الأصول المخطوطة.(5/368)
وكرُم كرَماً، أي: صار كريماً. والكَرْمُ: القلادة. والكَرْمةُ: طاقة من الكَرْم، قال أبو محجن الثقفي «1» :
إذا مت فادفني إلى أصل كَرْمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها
و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْمةٌ ونخلة، يعني بذلك الكثرة. والعرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة وعسلة. وإذا جاد السحاب بغيثه قيل: كَرَّم. وكَرُمَ فلان علينا كَرامة. والكَرَمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال: أكرمت فاربط، أي: استفدت كريماً فارتبطه «2» .
كمر: الكَمَرُ: جماعة الكمرة.
ركم: الرِّكمُ: جمعك شيئاً فوق شيء، حتى تجعله رُكاماً مَركوماً كرُكام الرمل والسحاب ونحوه من الشيء المرتكم بعضه على بعض، قال الله عز وجل: فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً «3» وثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً «4» .
__________
(1) الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 253 (أورية) .
(2) جاء في الأصول بعد كلمة (فارتبطه) نقى رأينا أن نرجعه إلى بابه وهو الرباعي. وهو:
وفي الحديث، عاد لونه كالكركمة
وهي الزعفران، وسنثبته في بابه إن شاء الله.
(3) سورة الأنفال من الآية 37.
(4) سورة النور من الآية 43.(5/369)
مكر: المَكْرُ: احتيال [في خفية] «1» ، والمَكْرُ: احتيال بغير ما يضمر، والاحتيال بغير ما يبدي هو الكيد، والكيد في الحرب حلال، والمكر في كل حال حرام. والمَكْرُ: ضرب من النبات، الواحدة: مَكْرةٌ، وسميت (لارتوائها) «2» وأما مُكُور الأغصان فهي شجرة على حدة، وضروب من الشجر تسمى المكور، مثل الرغل ونحوه. والمكْرُ: حسن خدالة الساق، فهي مرتوية خدلة، [شبهت بالمَكْر من النبات] «3» ، كما قال «4» :
عجزاء ممكورةٌ خمصانة (قلق)
ورجل مَكْوَرَّى، أي: قصير، عريض، لئيم الخلقة، يقال: يا ابن مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول: قذف كأنما توصف بزنية «5» . والمَكْرُ: المغرة.
رمك: الرَّمكَةُ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل، والجميع: الرَّمَكُ والأرماك. والرَّامِكُ: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكاً، قال «6» :
__________
(1) من التهذيب 10/ 240 عن العين، واللسان (مكر) عنه أيضا.
(2) في الأصول: (لالتوائها) باللام، ولم يتبين لنا وجهه.
(3) تكملة من التهذيب 10/ 242 عن العين.
(4) لم نهتد إلى الشطر، ولا إلى قائله.
(5) مما روي في التهذيب 10/ 242 عن العين. في الأصول: (بريبة) ونظنه تصحيفا.
(6) اللسان (رمك) غير منسوب أيضا.(5/370)
إن لك الفصل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرّامِكا
والرُّمكةُ: لون في ورقة وسواد، من ألوان الإبل. والنعتُ: أرمكٌ ورَمكاءُ.
باب الكاف واللام والنون معهما ل ك ن، ن ك ل، ن ل ك مستعملات
لكن: اللُّكْنة: عجمة الألكن، وهو الذي يؤنث المذكر، ويذكر المؤنث، ويقال: هو الذي لا يقيم عربيته، لعجمة غالبة على لسانه، وهو الألْكَنُ «1» .
نكل: النِّكلُ والنَّكلُ: ضرب من اللجم والقيود، وكل شيء يُنكل به غيره فهو نِكلٌ، قال «2» :
عهدت أبا عمران فيه نهاكة ... وفي السيف نِكْل للعصا غير أعزل
ونكِلَ يَنْكَل: تميميه، ونَكَل حجازية. يقال: نَكَل الرجل عن صاحبه إذا جبن عنه، قال «3» :
ضرباً بكفي بطل لم يَنْكَلِ
أي: لم يَنكَل عن صاحبه.
__________
(1) ورد في الأصول بعد كلمة (الألكن) عبارة استظهرنا أنها مقحمة من الأصل بفعل النساخ فأسقطناها، وهي: قال الأصمعي: كان سيبويه ألكن.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في المظان.
(3) اللسان (نكل) بدون عزو أيضا.(5/371)
ونَكَلَ عن اليمين: حاد عنه، والنُّكُول عن اليمين: الامتناع منها. والنًّكالُ: اسم لما جعلته نَكالاً لغيره، إذا بلغه، أو رآه خاف أن يعمل عمله.
نلك: النُّلكُ: شجرة الدب، الواحدة: نُلكة، وهي شجرة حملها زعرور أصفر.
باب الكاف واللام والفاء معهما ك ل ف، ك ف ل، ف ك ل، ف ل ك مستعملات
كلف: كَلِفَ وجهه يكلفُ كلفاً. وبعير أَكلَفُ، وبه كُلفة، كل هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو الجلد فيغير بشرته. وبعير أَكْلَف: يكون في خديه سواد خفي. والكَلَفُ: الإيلاع بالشيء، كَلِفَ بهذا الأمر، وبهذه الجارية فهو بها كَلِفٌ ومكلف. وكَلِفتُ هذا الأمر وتكلفته. والكُلفةُ: ما تكلفت من أمر في نائبه أو حق، والجميع: الكُلَف. وفلان يتكلَّفُ لاخوانه الكُلَف، والتَّكاليف، قال زهير «1» :
سئمت تَكاليفَ الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
__________
(1) من معلقته.(5/372)
والمُكَلَّفُ: الوقاع فيما لا يعنيه.
كفل: الكَفلُ: ردف العجز، وإنها لعجزاء الكَفَل، والجميع: أكفالٌ، لا يشتق منه فعل ولا نعت، لا يقال: كَفْلاء، كما يقال: عجزاء. والكِفْلُ: النصيب، والكفل: شيء مستدير يتخذ من خرق أو غير ذلك، يوضع على «1» سنام البعير. تقول: اكتفل الرجل بِكْفلٍ من كذا، أو من ثوبه. والكِفْلُ من الأجر، ومن الإثم: الضعف، قال الله عز وجل: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ «2» ويَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها «3» ، ولا يقال: هذا كِفْلُ فلان حتى تكون قد هيأت مثله لغيره كالنصيب، فإذا أفردت فلا تقل: كِفْل ولا نصيب. والكِفْلُ: الرجل الذي يكون في مؤخر الحرب، إنما همته التأخر [والفرار] «4» ، وهو بين الكُفُولة. والكفيلُ: الضامن للشيء. كَفَلَ به يكفُلُ به كَفالةً. والكافِلُ: الذي يَكْفُلُ إنساناً يعوله وينفق عليه.
وفي الحديث: الربيب كافلٌ «5» ،
وهو زوج أم اليتيم. وقوله عز اسمه: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا
، [أي] : هو كَفَل مريم لينفق عليها، حيث ساهموا على نفقتها حين مات أبواها
__________
(1) من (س) في (ص) و (ط) : (في) .
(2) سورة الحديد 28.
(3) ذلك من قوله تعالى من سورة النساء: (وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها.
(4) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 253.
(5) الحديث في التهذيب 10/ 253 وفي اللسان (كفل) .(5/373)
فبقيت بلا كافل. ومن قرأ بالتثقيل فمعناه: كَفَّلها الله زكريا. وكِفلُ الشيطان: مركبه. أخذ من [قولهم] : اكتفل الرجل يكتفل،
وفي الحديث: لا يشربن أحدكم من ثلمة الإناء ولا عروته، فإنها كِفْلُ الشيطان «1» .
والمُكافلة: مواصلة الصيام.
فكل: الأَفْكَلُ: رعدة تعلو الإنسان، ولا فعل له. ويجمع: أفاكل.
فلك: الفَلكُ: دوران السماء. [وهو] اسم للدوران خاصة. والمنجم يقول: الفلك سبعة أطواق دون السماء، ركبت فيها النجوم السبعة، في كل طوق نجم، وبعضها أرفع من بعض تدور فيها بإذن الله. والفُلكُ: السفينة، يذكر ويؤنث [وهي واحدة، وتكون جمعاً] «2» . قال الله عز وجل: جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ «3» وقال: فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «4» ، أي: الموقر المفروغ من جهازه. والفلك: جماعة السفن، [حتى إذا كنتم في الفُلْك وجرين بهم «5» ] . وفَلَّكَتِ الجارية، أي: تَفَلَّك ثديها [أي: صار كالفَلْكة] «6» فهي مُفَلِّكة، ومُفَلِّك أجود، قال «7» :
__________
(1) اللسان (كفل) .
(2) تكملة مفيدة مما روي في التهذيب 10/ 255 عن العين.
(3) سورة يونس في الآية 22.
(4) سورة الشعراء 119.
(5) سورة يونس 22.
(6) مما روي في التهذيب 10/ 255 عن العين.
(7) التهذيب 10/ 255 واللسان (فلك) إلا أن الرواية فيهما: أن فلكا(5/374)
لم يعد ثديا نحرها أن تَفَلَّكا
وفلّكتُ الجدي، وهو قضيب يدار على لسانه لئلا يرضع. والفَلْكةُ: أكمة من حجر واحد مستديرة كأنها فَلْكَةُ مغزل، والجميع: الفَلك والفَلَكات، وهو على تقدير النبكة في الخلقة، إلا أن النبكة أشد تحديد رأس من الفَلْكة، وربما كانت النبكة من طين وحجارة رخوة.
باب الكاف واللام والباء معهما ك ل ب، ك ب ل، ب ك ل، ل ب ك مستعملات
كلب: الكلب: [واحد الكلاب] ، والأنثى بالهاء وثلاثة أكلب وكلبات. والذئب: كلب البر، ويقال: أنست الكلاب بابن آدم فاستعان بها على الذئاب. والكَلِيبُ: جمع الكِلاب، كالحمير والبقير. والكَلابُ والمُكَلِّب: الذي يعلم الكلاب الصيد. وكَلبٌ كَلِبٌ: يكلب بأكل لحوم الناس، فيأخذه شبه جنون، فلا يعض إنساناً إلا كَلِب، أي: أصابه داء يسمى الكَلَب، أن يعوي عواء الكلب، ويمزق ثيابه على نفسه، ويعقر من أصاب، ثم يصير آخر أمره إلى أن يأخذه العطاش فيموت من شدة العطش ولا يشرب. ويقال: دواؤه شيء من ذراريح يجفف في الظل، ثم يدق وينخل، ثم يجعل فيه جزء من العدس المنقى سبعة أجزاء، ثم يداف بشراب صرف، ثم يرفع في جرة خضراء، أو قارورة، فإذا أصابه ذلك سقي منه قيراطين، إن كان قوياً، وإلا فقيراط بشراب صرف، ثم يقام في الشمس، ولا تدعه ينام حتى يغتم ويعرق، يفعل به مراراً فيبرأ بإذن الله. قال(5/375)
الفرزدق «1» :
ولو تشرب الكَلْبَى المراض دماءنا ... شفتها، وذو الداء الذي هو أدنف
والواحد: كَليبٌ، يقال: رجل كليب، وقوم كَلْبَى: أصابهم الكَلَبُ. ورجل كَلِبٌ، وقد كلب كلباً، إذا اشتد حرصه على الشيء. قال الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها كَلِبوا عليها والله أسوأ الكَلب [وعدا بعضهم على بعض بالسيف] «2» . ودهر كَلِبٌ: ألح على أهله بما يسوؤهم. وشجرة كَلِبة هي شجرة عاردة الأغصان والشوك اليابس، مقشعرة. والكُلاب والكَلُّوب: عصاً في رأسها عقافة منها أو من حديد، أو كانت كلها من حديد. والكَلبتانِ «3» للحدادين. وكلاليبُ البازي: مخالبه. والكَلْبُ: المسمار الذي في قائم السيف. الذي فيه الذؤابة. وكُلْبةُ الشتاء وكَلْبَتُه وكَلَبهُ، أي: شدته، وكذلك كَلَبُ الزمان. وكَلْبُ الماء: دابة. والكَلْبُ من النجوم بحذاء الدلو من أسفل، وعلى طريقته نجم أحمر يقال له: الراعي.
__________
(1) ديوانه 2/ 30 (صادر) .
(2) تكملة من التهذيب 10/ 258.
(3) جاء في اللسان (كلب) : والكلبتان: التي تكون مع الحداد يأخذ بها الحديد المحمى.(5/376)
والكَلْبُ: [سير] «1» يجعل بين طرفي الأديم إذا خرز، كَلَبَ يكْلُبُ كَلْباً، قال «2» .
كأن غر متنه إذ نجنبه ... سير صناع في خريزٍ تَكْلُبُهْ
والكَلْبُ: الخرزُ بعينه، والكَلْبةُ: الخرزة.
كبل: الكَبْلُ: قيد ضخم.
بكل: البَكِيلُ: مسوط الأقط، لأنه يَبْكُلُهُُ، أي: يخلطه. ورجلٌ بكيلٌ، في بعض اللغات، أي: متنوقٌ في لبسه ومشيه. والتَّبكُّل: الاختيال. والتَّبكُّل: التربص ببيع ما عنده.
لبك: اللَّبكُ: جمعك الثريد لتأكله. والتْبك الأمر، أي: اختلط والتبس، وأمر لبك، أي: ملتبس، قال «3» :
[رد القيان جمال الحي فاحتملوا] ... إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
__________
(1) من التهذيب 10/ 258. في الأصول: شيء.
(2) التهذيب 10/ 258 (الثاني منهما فقط) . واللسان (كلب) ونسب الرجز في اللسان إلى ((دكين بن رجاء الفقيمي)) .
(3) (زهير) - ديوانه ص 164.(5/377)
ويقال: ما ذقت عنده عبكة ولا لبكة. العبكة: الحبة من السويق، واللبكة: القطعة من الثريد.
باب الكاف واللام والميم معهما ك ل م، ك م ل، ل ك م، ل م ك، م ك ل، م ل ك كلهن مستعملات
كلم: الكَلْم: الجرح، والجميع: الكلُوم. كلمته أكلِمه كَلماً، وأنا كالمٌ، [وهو مَكلومٌ] «1» . أي: جرحته. وكَليمُك: الذي يُكَلِّمك وتُكَلِّمه. والكَلِمةُ: لغة حجازية، والكِلْمةُ: تميمية، والجميع: الكَلِمُ والكِلَمُ، هكذا حكي عن رؤبة «2» :
لا يسمع الرَّكبُ به رجع الكِلَمْ
كمل: كَمَلَ الشيء يكمُل كَمالاً، [ولغة أخرى: كَمُلَ يكمُلُ فهو كامل في اللغتين] «3» . والكَمالُ: التمام الذي يجزأ منه أجزاؤه، تقول: لك نصفه وبعضه وكَمالُه. وأكملتُ الشيء: أجملته وأتممته.
__________
(1) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 264 عن العين.
(2) ديوانه ص 182.
(3) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 265 عن العين.(5/378)
وكامل: اسم فرس سابق كان لبني امرىء القيس. و [تقول] : أعطيته المال كَمَلاً، هكذا يُتَكَلَّم به، في الواحد والجمع سواء، ليس بمصدر ولا نعت، إنما هو كقولك: أعطيته كله، ويجوز للشاعر أن يجعل الكامل كميلا، قال ابن مرداس «1» :
على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلا
لكم: اللَّكْمُ: اللكز في الصدر.. لَكَمْتُه أَلْكُمُهُ لَكْماً. والمُلَكَّمةُ: القرصة المضروبة باليد. والتَّلْكيمُ: شيء يفعله خولان بن عمرو بن قضاعة، ومنازلهم من مكة على ثلاث. بلغ من برهم بالضيف أن يخلوا معه البكر فتضاجعه، ويبيحون له ما دون الفضة. يسمون ذلك التَّلْكِيمَ، فإذا وافقها قالت لأهلها: أنا أشاؤه فيزوجونها، وقد لَكَّمها قبل.
لمك: نوح بن لَمَك، ويقال: ابن لامَك بن اخنوخ، وهو إدريس النبي ع. واللُّماكُ: الكُحل.
مكل: مَكَلَتِ البئر: كثر ماؤها، واجتمع في وسطها. وبئر مكُولٌ، أي: قد جم الماء فيها، قال «2» :
__________
(1) هو (العباس بن مرداس السلمي) ، والبيت في الكتاب 1/ 292 (بولاق) والتهذيب 10/ 266، واللسان (كمل) بدون عزو.
(2) (رؤبة) - ديوانه، ص 122.(5/379)
سمح المؤتى أصبحت مَواكلا
المُكلة: المجتمع من الماء. ويقال: مَكَلتُ البئر، أي: نزحتها «1» .
ملك: المٌلكُ لله المالِك المًلِيك. والمَلكُوتُ: ملكُ الله، [ومَلَكُوت الله: سلطانه] «2» . والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخول. والمَمْلكةُ: سلطان المَلِكِ في رعيته، يقال: طالت مَملكتُهُ، وعظم مُلكُهُ وكَبُر. والمَمْلوكُ: العبدُ أقر بالمُلُوكة، والعبد أقر بالعبودة. وأصوبه [أن يقال] : أقر بالمَلَكة وبالمِلْكِ. ومِلاك الأمر: ما يعتمد عليه. والقَلْبُ مِلاكُ الجسد. والإِملاك: التزويج.. قد أملكوه وملكوه، أي: زوجوه، شبه العروس بالمِلْك، قال «3» :
كاد العَرُوسُ أن يكون مَلِكا
والمَلَكُ [واحد] «4» الملائكة، إنما هو تخفيف الملأك «5» ، والأصل مألك، فقدموا اللام وأخروا الهمزة، فقالوا: ملأك، وهو مَفعَل من الألوك وهو الرسالة، واجتمعوا على حذف همزته كهمزة يرى وقد يتمونه في الشعر عند
__________
(1) جاء بعد كلمة (نزحتها) عبارة رأينا أنها ليست من هذا الباب وسنثبتها في بابها إن شاء الله، وهي: والمئكلة قصعة تشبع الرجلين والثلاثة وبابها: المعتل من الكاف ومنه المهموز (أكل) .
(2) تكملة من مختصر العين- الورقة 167.
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول، والضبط من (ص) .
(4) في الأصول المخطوطة: من وما أثبتناه فمما روي عن العين في التهذيب 10/ 273.
(5) في (ط) الملائكة، وهو تحريف.(5/380)
الحاجة، قال «1» :
فلست لإنسي ولكن لِمَلأَكٍ ... تبارك من فوق السماوات مرسله
[وتمام تفسيره في معتلات حرف الكاف] .
باب الكاف والنون والفاء معهما ك ن ف، ك ف ن، ن ك ف، ن ف ك، ف ك ن، ف ن ك كلهن مستعملات
كنف: الكَنَفانِ: الجناحان، قال «2» :
[عنس مذكرة كأن عفاءها] ... سقطان من كَنَفَيْ نعام جافل
وكَنَفا الإنسان: جانباه، [وناحيتا كل شيء: كَنَفاه] «3» . ويقال: كَنَفَهُ الله، أي: رعاه وحفظه. وهو في حفظ الله وكَنَفِه، أي: حرزه [وظله، يَكْنُفُهُ بالكلاءة وحسن الولاية] «4» . والكِنْفُ: وعاء طويل لأسقاط التجار ونحوه. وقالوا: الكنف: الزنفليجة «5» .
__________
(1) اللسان والتاج (ملك) ورواية، العجز فيهما:
(تنزل من جو السماء يصوب)
. وقد نسب البيت في اللسان إلى رجل من عبد القيس يمدح بعض الملوك، أو إلى (أبي وجزة) في رواية السيرافي يمدح به عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْر. ونسب في التاج إلى (علقمة بن عبدة) في رواية الكسائي يمدح به الحارث بن جبلة بن أبي شمر.
(2) الشطر في التهذيب 10/ 274، واللسان (كنف) بدون عزو. والبيت تاما في التاج، منسوب إلى (ثعلبة بن صعير) ، يصف ناقته.
(3) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 274.
(4) من التهذيب 10/ 274 عن العين.
(5) الزنفليجة: وعاء يكون فيه أداة الراعي ومتاعه- معرب.(5/381)
وقال عمر لابن مسعود: كنيف ملىء علماً. وناقة كَنُوفٌ: وهي التي تكتنف في [أكناف] «1» الإبل من البرد، أي: تستتر. واشتقاق الكَنيف كأنه كُنِفَ في أستر النواحي. وأكْنافُ الجبل أو الوادي: نواحيه، حيث تنضم إليه. الواحد: كَنَفٌ. ويقال للإنسان المخذول: لا تَكْنُفُهُ من الله كانِفةٌ. [أي: لا تحجزه] «2» . وتكَنَّفوه من كل جانب، أي: احتوشوه. والإِكْنافُ: الإعانة.. أكْنَفْته: أعنته.
كفن: كَفَنَ الرجل يَكْفِنُ، أي: يغزل الصوف، قال «3» :
يظل في الشتاء يرعاها ويعمتها ... ويَكْفِنُ الدهر إلا ريث يهتبد
وخالف أبو الدقيش في هذا البيت بعينه. فقال: بل يَكْفِنُ: يختلي الكَفْنة للمراضيع من الشاء. والكَفْنة: شجرة من دق الشجر، صغيرة جعدة، إذا يبست صلبت عيدانها، كأنها قطع شققت عن «4» القنا. وكَفَّنتُ الميت، وكَفَنْتُهُ، فهو مكَفنٌ مكفُونٌ.
__________
(1) من التهذيب 10/ 275 عن العين، في الأصول المخطوطة: أطراف.
(2) مما روي في التهذيب 10/ 275
(3) العجز في المقاييس 5/ 190 منسوب إلى (الراعي) .
(4) في (س) : من.(5/382)
نكف: النَّكْفُ: تنحيتك الدموع بإصبعك عن خدك، قال «1» :
فبانوا ولولا ما تَذكرُ منهم ... من الخلف لم يُنكَفْ لعينك مدمع
ودرهم مَنْكوفٌ، أي: بهرج رديء. والنَّكَفُ: الاستنكاف. والاستنكافُ عند العامة: الأنفُ. وإنما هو الامتناع، والانقباض عن الشيء حمية وعزة. والنَّكَفَةُ: ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم من ظاهر وباطن.
نفك: النَّفَكُ: لغة في النكف.
فكن: التَّفَكُّنُ: التلهف على حاجة، أنه يظفر بها ففاتته. قال «2» :
أما جزاء العارف المستيقن ... عندك إلا حاجة التَّفكُّنِ
فنك: فَنَكَ يفْنُكُ فُنُوكاً، إذا لزم مكانه لا يبرح. والفَنِيكان: عظمان ملزقان في الحمامة إذا كسر لم يستمسك بيضها في بطنها حتى تخدجه.
__________
(1) البيت في التهذيب 10/ 276 واللسان (نكف) غير معزو أيضا.
(2) (رؤبة) - ديوانه ص 161.(5/383)
والفَنيكانِ من لحي كل ذي لحيين: الطرفان اللذان يتحركان من الماضغ، دون الصدغين. ومن جعل الفَنِيكَ واحداً للإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن.
وفي الحديث: أمرني جبريل أن أتعاهد فنيكيَّ بالماء عند الوضوء «1» .
باب الكاف والنون والباء معهما ك ن ب، ك ب ن، ن ك ب، ن ب ك، ب ن ك مستعملات
كنب: الكَنَبُ: غلظ يعلو اليد، إذا مجلت من العمل وصلبت قيل: قد أكنَبَت يدهُ، قال «2» :
قد أكْنَبَتْ يداك بعد لين ... وهمتا بالصبر والمرون
وقال «3» :
وأكنَبَت نسوره وأكْنَبا
كبن: الكَبْنُ: عدو لين في استرسال، كَبَنَ يكْبِنُ كُبوناً وكَبناً فهو كابنٌ، قال «4» :
يمر وهو كابنٌ حييُّ
وكَبَنْتُ الثوبَ، وخبنته مثله.
__________
(1) الحديث في التهذيب 10/ 282.
(2) الرجز في التهذيب 10/ 282، بلا عزو أيضا.
(3) الرجز في التهذيب 10/ 283، واللسان (كنب) منسوب إلى (العجاج) ، وليس في ديوانه (رواية الأصمعي) .
(4) (العجاج) - ديوانه ص 330. والرواية فيه: يمور في مكان (يمر) .(5/384)
نكب: النَّكَبُ: شبه ميل. وإنه لمِنْكابٌ عن الحق، قال «1» :
... عن الحق أنكبُ
أي: مائل عنه. والأَنْكَبُ من الإبل كأنما يمشي في شق واحد. قال «2» :
أنْكَبُ زياف وما فيه نكَبْ
والنَّكْبُ: اجتنابك الشيء. تَنْتكِبُ عنه وتَنَكَّبُ عنه. وانْتَكَبْتُ الكنانة: ألقيتها في منكبي. والمَنْكِبُ: كل ناحية من الجبال أو الأرض. ومَنْكِبُ القوم: رأس العرفاء على كذا وكذا عريفاً [ورتبته النِّكابةُ] «3» ، تقول: له النِّكابةُ في قومه. والنَّكباءُ: ريح تهب بين ريحين. والمَنكِبُ: مجمع عظم العضد والكتف، وحبل العاتق من الإنسان والطائر ونحوه. والنَّكْبُ: أن ينكب الحجر ظفراً أو حافراًَ أو منسماً. يقال: مَنسِمٌ مَنْكوبٌ ونكيب. قال لبيد «4» :
وتصكُّ المرو لما هجرت ... بِنَكيبٍ معرٍ دامي الأظل
والمصدر: نَكْبٌ، مجزوم، ونَكَبَتهُ حوادث الدهر، وأصابته نكبة ونكبات
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.
(2) الرجز في التهذيب 10/ 285، واللسان (نكب) بلا عزو أيضا.
(3) ما بين القوسين من مختصر العين- الورقة 167.
(4) ديوانه ص 175.(5/385)
ونُكُوبٌ كثيرة من الدهر.
نبك: النَّبْكةُ: أَكَمَةٌ محددة الرأس ربما كانت حمراء لا تخلو من الحجارة.
بنك: يقال: رده إلى بنكه، أي: أصله. وتبنك [فلان] في عز ومنعة، [أي: تمكن] «1» .
باب الكاف والنون والميم معهما ك م ن، م ك ن مستعملان فقط
كمن: كَمَنَ فلان يَكْمُنُ كُمُوناً، أي: اختفى في مَكْمَنٍ لا يفطن له. ولكل حرف مَكْمَنٌ إذا مر به الصوت أثاره. وأمر فيه كَمِينٌ، أي: فيه دغل لا يفطن له. وناقة كَمُونٌ، أي: كتوم للقاح، إذا لقحت لم تبشر بذنبها، أي: لم تشل، وإنما يعرف حملها بشولان ذنبها. والكمّونُ: حب أدق «2» من السمسم يستعمل في الهواضم، ويسف مع الفانيذ «3» . والكُمْنة: جرب وحمرة تبقى في العين من رمد يساء علاجه. فتكمن وهي
__________
(1) زيادة مفيدة من اللسان (بنك) .
(2) من (س) . في (ص) و (ط) : أرق بالراء.
(3) في القاموس: الفانيذ: نوع من الحلواء معرب.(5/386)
مكمونة. و [المكتمن: الخافي المضمر] «1» قال الطرماح «2» :
عواسف أوساط الجفون يسقنه ... بمُكْتَمِنٍ من لاعج الحزن واتن
يعني بالعواسف: الدموع، لأنها لا تخرج من [مجاريها] ، إنما تنتشر انتشاراً، وذلك [إذا] كثر [الدمع] .
مكن: المكن و [المكن] : بيض الضب ونحوه.. ضبة مكون، والواحدة: مَكِنة والمكانُ في أصل تقدير الفعل: مفعل، لأنه موضع للكينونة، غير أنه لما كثر أجروه في التصريف مجرى الفعال، فقالوا: مكناً له، وقد تمكن، وليس بأعجب من تمسكن من المسكين، والدليل على أن المكان مفعل: أن العرب لا تقول: هو مني مكان كذا وكذا إلا بالنصب.
باب الكاف والباء «3» والميم معهما ب ك م مستعمل فقط
بكم: الأَبْكَمُ: الأخرس [الذي] لا يَتَكَلَّمُ. وإذا امتنع [الرجل] من الكلام جهلاً أو تعمداً فقد بكم عنه، وقد يقال للذي لا يفصح: إنه لأبكم. و [الأبكم] في التفسير هو الذي ولد أخرس.
__________
(1) زيادة من التهذيب 10/ 291 لتوجيه الشاهد.
(2) ديوانه ص 475.
(3) هذا من (ص) .. في (ط) و (س) : هذا باب الكاف والميم ... وما في (ص) هو الصواب.(5/387)
باب الثلاثي المعتل من الكاف
باب الكاف والشين و (وا يء) معهما ك وش، ش ك و، ش وك، وش ك، ك ش ي، ك شء مستعملات
كوش: الكَوْشُ: رأس الكَوْشلَة.
شكو: الشَّكْوَى: الاشتكاء [تقول: شكا يشكو شكاة] «1» . ويستعمل الاشتكاء في الموجدة والمرض. هو شاك: مريض، وقد تَشَكَّى واشْتَكَى. وشكا إلي فلان فلاناً، فأَشْكَيْته، أي: أخذت ما يرضاه. والشَّكْوُ: المرض نفسه، قال «2» :
أخ إن تَشَكَّى من أذى كنت طبه ... وإن كان ذاك الشَّكْوُ بي فأخي طبي
والشَّكْوَةُ: وعاء من أدم للماء كأنه الدلو يبرد فيه الماء، والجميع: الشكاء.
__________
(1) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 10/ 298.
(2) البيت في التهذيب 10/ 299، واللسان (شكا) بلا عزو أيضا.(5/388)
والمِشْكاةُ: طويق صغير في حائط على مقدار كوة، إلا أنها غير نافذة، [و] في القرآن: [كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ] «1» .
شوك: الشَّوْكةُ، والجميع: الشَّوْكُ. وشجرة شائكة ومُشيكةٌ، أي: ذات شَوْك، والشَّوْك، ما ينبت في الأرض، والواحدة بالهاء. وشاكَتْ إصبعه شَوْكةٌ، أي: دخلت فيها. وما أَشكْتُهُ شَوْكَةً، ولا شُكْتُه بها، مثل معناه، أي: لم أوذه بها. وقد شِيكَ الرجل فهو مَشُوكٌ، أي: أصابته شَوْكةٌ في وجهه وفي بعض جسده، وهي حمرة تعلوهما. والشَّوْكة: طينة تدار [رطبة] ويغمز أعلاها حتى ينبسط، ثم يغرز فيها سلاء النخل يخلص بها الكتان، [تسمى شوكة الكتان] «2» . وتقول: شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُهُ، إذا دخلت فيه، فإن أردت أنه أصابك قلت: شاكني الشَّوْكُ يَشُوكُني شَوْكاً. وشَوَّكَ الفرخ تَشْويكاً، وهو أول نبات ريشه، شبه بالشَّوْك. ويقال للبازل إذا [طالت] أنيابه: شوّك. والشُّوَيْكيّة: ضرب من الإبل. [وشَوْكَةُ المقاتل: شدة بأسه، وهو شديد الشَّوْكة] «3» . وشاكي السلاح وشائِكُ السلاح: حديد السنان والنصل ونحوهما.
__________
(1) سقط ما بين القوسين من الأصول المخطوطة، وهو جزء من الآية 35 من سورة النور.
(2) تكملة مما روي في التهذيب 10/ 304 عن العين.
(3) ما بين القوسين من التهذيب 10/ 304 عن العين. آثرنا استبداله بما في الأصول لاضطراب العبارة فيها وقصور دلالتها.(5/389)
وشك: أَوْشَك فلان خروجاً ولَوُشْكَانَ ما كان ذاك، أي: لسرعان. وأمر وَشيكٌ، أي: سريع. ووَشْكُ البين: سرعة القطيعة. وأَوْشَك هذا أن يكون كذا، أي: أسرع. قال:
إذا المرء لم يطلب معاشاً يكفه ... شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاً وأَوْشَكَتْ ... صلات ذوي القربى له أن تنكرا «1»
وتقول: يُوشِكُ أن يكون، ومن قال: يُوشَكُ فقد أخطأ، لأن معناه: يسرع.
كشي: الكُشْيةُ: شحمة من عنق الضب مستطيلة إلى الفخذ، والجميع: الكُشَى، قال «2» :
ملهوج مثل الكُشَى تَكَشَّبُهْ
أراد: تَتكَشَّبُه، أي: تأكله أكلاً خضما.
كشأ: كَشَأْتُ القثاء، أي: أكلته أكلا خضما.
__________
(1) لم نهتد إلى قائل البيتين ولا إلى البيتين فيما بين أيدينا من مظان.
(2) الرجز في اللسان والتاج (كشب) غير منسوب، والرواية فيهما: نكشبه بالنون، وقبله فيهما:
ثمّ ظلِلنا في شواءٍ رعببه(5/390)
باب الكاف والصاد و (وا يء) معهما صء ك، ص وك، ك ي ص مستعملات
صأك: صوك: الصَّأْكَةُ، مجزومة،: ريح يجدها الإنسان من عرق، أو خشب أصابه ندى، فتغيرت ريحه. والصّائك: الواكف إذا كانت فيه تلك الريح. والفعل: صَئِكَتِ الخشبة تَصْأَكُ صَأَكاً. قال «1» :
ومثلك معجبة بالشباب ... صاك البعير بأثوابها
أراد: صَئِكَ، فخفف ولين. والصّائِكُ: الدم اللازق، ويقال: الصّائك: دم الجوف، قال:
سقى الله خوداً طفلة ذات بهجةٍ ... يَصُوكُ بكفيها الخضاب ويلبق «2»
كيص: الكِيصُ من الرجال: القصير التار.
باب الكاف والسين و (وا يء) معهما ك س و، ك وس، وك س، س وك، ك ي س، ك سء، كء س، ء س ك مستعملات
كسو: الكِسْوَةُ والكُسْوةُ: اللباس. كَسَوْته: ألبسته. واكْتَسَى: لبس الكسوة.
__________
(1) (الأعشى) - كما في التهذيب 10/ 308، واللسان (صأك) ، وليس في قصيدة (الأعشى) البائية المثبتة في ديوانه (تحقيق محمد محمد حسين) ، التي هي من الوزن والقافية.
(2) البيت في التهذيب 10/ 308، واللسان (صوك) غير منسوب أيضا.(5/391)
والجميع: الكُسَى. واكْتَسَتِ الأرض بالنبات: تغطت به. والنسبة إلى الكِساء: كِسائيّ وكِساويّ. وتثنيته: كساءان وكساوان.
كوس: الكوس: خشبة مثلثة يقيس النجار بها تربيع الخشب وتدويره، وهي كلمة فارسية. والكُوس والكَوْس: فعل الدابة إذا [مشت] على ثلاث، كاسَتْ تكوسُ كَوْساً. والكَوْسُ: الغرق، أعجمية ... [فإذا] أصاب الناس خب في البحر، أي: رياح، فخافوا الغرق، قيل: خافوا الكَوْسَ. وكَوَّسْتُهُ على رأسه تكويساً، أي: قلبته، وكاس كَوْساً مثله.
وكس: الوكس في البيع: اتضاع الثمن. يقال: لا تَكِسْني في الثمن، وهو يُوكَسْ وَكْسا، والفعل: [وكَس] يكِسُ وَكْساً.
سوك: [السَّوْك: فعلك بالسِّواكِ والمِسْواكِ] «1» . ساك فاه بالسِّواك وبالمِسواك، يَسُوكُ سوكاً. واستاك، بغير ذكر الفم. والسِّواكُ يؤنث وهي مطهرة للفم «2» أي: تطهره. وتقول: جاءت الغنم تَساوَكُ هزالاً، أي: ما تحرك رءوسها.
__________
(1) زيادة مما روي في التهذيب 10/ 316 عن العين.
(2) التهذيب 10/ 316،
ونص الحديث: السواك مطهرة للفم.(5/392)
كيس: جمع الكيِّس: الأكياس «1» . وتقول: هذا الأَكْيَسُ، وهي الكُوسَى، وهن الكُوسُ، والكُوسَيات، للنساء خاصة، والكُوسُ على تقدير: فضلى وفضل. وعن الحسن: كان الأَكايِسُ من المؤمنين إنما هو الغدو والرواح. والكِيسُ: الخريطة، وجمعه: كِيَسة.
كسأ: [مضى كُسءٌ من الليل، أي قطعة منه. وجعلته على كَسْءِ كذا، أي: بعده] «2» وأكساءُ القوم: أدبارهم. الواحد: كُسءٌ، قال «3» :
استلحم الوحش على أكسائها ... أهوج محضير إذا النقع دخن
كأس: الكأسُ يذكر ويؤنث، وهو القدح والخمر جميعاً، وجمعها: أَكُؤُس وكؤوس.
أسك «4» : الإسكتان: شفرا الرحم. وامرأة مأسوكة، وهي التي أخطأت خافضتها.
__________
(1) في الأصول المخطوطة: الكيس جمع الأكياس.
(2) من مختصر العين- الورقة 167.
(3) البيت في العين- باب الحاء واللام والميم معهما (لحم) ، والتهذيب 5/ 105، واللسان والتاج (لحم) منسوب إلى (امرىء القيس) ، ولم نجده في أصل الديوان.
(4) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 167.(5/393)
باب الكاف والزاي و (وا يء) معهما ك وز، ز ك و، وك ز، ز كء مستعملات
كوز: الكُوزُ: معروف والجميع: الأكواز والكيزان.
زكو: الزَّكَوات: جمع الزّكاة. [والزّكاة] : زكاة المال وهو تطهيره.. زكّى يُزَكّي تزكيةً، والزكاة: الصلاح. تقول: رجل زكيٌّ [تقي] ، ورجال أزكياءُ أتقياء. وزَكَا الزرع يَزْكُو زَكاءً: ازداد ونما، وكل شيء ازداد ونما فهو يزكو زَكاءً. وهذا الأمر لا يَزْكُو، أي: لا يليق، قال «1» .:
والمال يَزْكو بك مستكبراً ... يختال قد أشرف للناظر
وكز: الوَكْزُ: الطعن. [يقال] : وَكَزَه بجمع كفه، قال الله عز وجل: فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ «2» .
زكأ: زَكَأَتِ الناقة بولدها: رمت به. [وَزَكأَةُ مائة درهم: نقده إياها] «3» . والزَّكْءُ: مصدره. ورجل زُكَأَةٌ، أي: حاضر النقد.
باب الكاف والدال و (وا يء) معهما ك ود، وك د، د وك، ود ك، ك د ي، ك ي د، د ي ك، ك دء، كء د، ء ك د مستعملات
__________
(1) البيت في التهذيب 10/ 320، واللسان (زكا) غير منسوب أيضا.
(2) القصص 15.
(3) من مختصر العين- الورقة 167.(5/394)
ك ود: الكَوْدُ: مصدر كاد يكُود كَوْداً ومكادة، تقول لمن يطلب إليك شيئاً، فتأبى أن تعطيه: لا، ولا مكادة ولا مهمة، و [لا كودا ولا هما، ولا مكاداً ولا مهمأ] «1» . ولغة بني عدي: كُدْتُ أفعل كذا، بالضم.
وكد: وكَّدْتُ العقد واليمين، أي: أوثقته، والهمزة في العقد أجود. والسيور التي يشد بها القربوس تسمى المَواكِيد، ولا تسمى التّواكيد.
دوك: الدَّوْكُ: دق الشيء وسحقه وطحنه، كما يَدُوكُ البعير الشيء بكلكله. والمداكُ: صلاية العطر يداك عليه الطيب، وجمعه: مداوك.
ودك: الوَدَكُ: معروف، وهو حلابة الشحم. وشيء وَدِكٌ ووديك، وقد وَدِك [يَوْدَكُ] ، وودكته تَوْديكاً.
كدي: أصاب الزرع برد فَكَداهُ، أي رده في الأرض. وأصابتهم كدية وكادية
__________
(1) تكملة من التهذيب 10/ 327 عن العين.(5/395)
شديدة [من شدائد الدهر] «1» . والكدية: صلابة في الأرض. وأكدى الحافر، أي بلغ الصلب من الأرض. وأكدى الرجل، إذا أعطى قليلاً، قالت الخنساء: «2»
فتى الفتيان ما بلغوا مداه ... ولا يَكْدَى إذا بلغت كُداها
يقال: بلغ الناس كُدْيَةَ فلان، إذا أعطى ثم منع وأمسك. [ومسك] «3» كد: لا ريح فيه. وكُدَيٌّ وكَداء: جبلان، وهما ثنيتان يهبط منهما إلى مكة، قال:
أنت ابن معتلج البطاح ... كُدَيِّها فكدائها «4»
كيد: الكَيْدُ من المكيدة، وقد كاده يَكيدُه مَكيدةٌ. ورأيته يكيد بنفسه، أي: يسوق سياقاً.
ديك: الدِّيك معروف، وجمعه: دِيَكةٌ. وأرض مَداكةٌ ومَدْيَكَةٌ: كثيرة الدِّيَكة.
كدأ: [يقال: كَدَأَ النبت- بالهمز- من البرد. وكدأ البرد الزرع: رده في
__________
(1) تكملة من مختصر العين- الورقة 168.
(2) ديوانها ص 139 (صادر) .
(3) في الأصول المخطوطة: ملح، وما أثبتناه فمما روي في التهذيب 10/ 325 عن العين، ومن مختصر العين الورقة 168.
(4) القائل: (قيس بن الرقيات) ، كما في التهذيب 10/ 325، واللسان (كدا) .(5/396)
الأرض. كدأ يكدأ كدوء] «1» .
كأد: عقبة كأداء، أي: ذات مشقة، وهي أيضاً: كؤود، وهمزتها لاجتماع الواوين. وتكاءدتنا هذه الأمور [إذا شقت علينا] «2» .
أكد: أكّدْتُ العقد واليمين: [وثقته] ، ووكّدتُ لغة والهمزة في العقد أجود.
باب الكاف والتاء و (وا يء) معهما وك ت، وت ك، ك ي ت، ك تء، وكء مستعملات
وكت: عين مَوْكُوتة: فيها وَكْتٌ، وهي نكتة كالنقطة من بياض على سوادها، والاسم من الوَكْت: الوَكْتةُ.
وتك: الأَوْتَكَى: التمر السهريز.
كتو: اكتوتَى الرجل يكَتْوَتي، إذا بالغ في صفة نفسه من غير فعل. وعند العمل يَكْتَوْتي، كأنه يتتعتع.
__________
(1) سقط من الأصول، وأثبتناه من مختصر العين- الورقة 167، ومن التهذيب 10/ 324 عن العين.
(2) زيادة مفيدة من التهذيب 10/ 326 عن العين.(5/397)
كيت: [يقال] : كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ. هذه التاء في الأصل: هاء التأنيث، أطلقوها وخففوا، واستقبحوا أن يقولوا: كَيْهَ وكَيْهَ يا هذا.
كتأ: الكَتْأة بوزن فعلة، مهموز: نبات كالجرجير يطبخ فيؤكل.
تكأ: تُكَأَة بوزن فعلة. أصل هذه التاء من الواو. والتاء مستعملة في هذه الكلمة استعمال الحرف الأصلي: توكأت، واتكأت على مُتَكَأ، وأصل عربيته: (وكأ يوكىء توكئة) «1» .
باب الكاف والذال و (وا يء) معهما ك ذ ا، ك وذ، ذ ك ومستعملات
كذا: كذا وكذا: الكاف فيهما للتشبيه. وذا إشارة، (وتفسيره في باب الذال) «2» .
كوذ: الكاذَتان من فخذي الحمار في أعلاهما، وهما في موضع الكي من
__________
(1) في الأصول المخطوطة: وكى يوكي توكية. والصواب ما أثبتناه من التهذيب 10/ 334.
(2) من التهذيب 10/ 337 عن العين.(5/398)
جاعرتي الحمار: لحمتان هناك مُكْتَنزتانِ بين الفخذين والورك. [وشملة مُكَوَّذة، إذا بلغت الكاذة] «1» .
ذكو: الذَّكيُّ من قولك: قلب ذكيٌّ، وصبي ذكيٌّ، إذا كان سريع الفطنة.. ذَكِي يَذْكَى ذَكاء، وذكا يذكو ذكاءً. وأذكيتُ الحرب: أوقدتها. قال «2» :
إنا إذا مُذْكي الحروب أرجا
والذَّكاةُ في السن أن يأتي على قروحه سنة، وذلك تمام استتمام القوة.. ذكّى يذكِّي تَذْكية، وهو المُذَكِّى، وأجود المُذَكِّي إذا استوت قوارحه. ومنه: جري المُذَكِّياتِ غلاب «3» ، قال «4» :
يزيد عن الذَّكاء وكل كهلٍ ... إذا ذَكَّى سينقص أو يزيد
وقال «5» :
يفضله إذا اجتهدوا عليه ... تمام السن منه والذَّكاءُ
والتَّذكية في الصيد والذبح إذا ذكرت اسم الله وذبحته، ومنه قوله [تعالى] : إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ «6» . وذُكاء: الشمس بعينها، قال «7» :
__________
(1) زيادة مفيدة من مختصر العين، الورقة 169.
(2) (العجاج) - ديوانه ص 381.
(3) هذا مثل، التهذيب 10/ 338.
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) (زهير) - ديوانه ص 69.
(6) المائدة في الآية 3.
(7) (ثعلبة بن صعير) التهذيب 10/ 338، واللسان (ذكا) .(5/399)
فتعاهدا ثقلا رثيدا بعد ما ... ألقت ذُكاءُ يمينها في كافر
باب الكاف والثاء و (وا يء) معهما وك ث مستعمل فقط
وكث «1» : الوِكاث والوَكاث: ما يستعجل به قبل الغداء. يقال: استوكثنا، أي: استعجلنا شيئاً نتبلغ به إلى وقت الغداء.
باب الكاف والراء و (وا يء) معهما ك ر و، ك ور، ر ك و، وك ر، ور ك، ك ر ي، ك ي ر، ء ك ر، ء ر ك مستعملات
كرو: الكَرا: الذكر من الكروان. و [يقال] : الكَرَوانة الواحدة، والجميع: الكِرْوان. ومن أمثالهم: أطرق كَرَا إن النعام بالقرى «2» . والكُرَةُ في آخرها نقصان واو وتجمع على الكُرِين. والمكان المَكْرُوُّ: الذي يلعب فيه بالكرة. [وكَرَوْتُ البئر كَرْواً، إذا طويتها] «3» .
كور: الكُورُ، على أفواه العامة: كِير الحداد.
__________
(1) سقطت هذه الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة، فأثبتناها من مختصر العين (الورقة 169) والتهذيب 10/ 339 عن العين.
(2) التهذيب 10/ 341.
(3) مما روي في التهذيب 10/ 341 عن العين.(5/400)
والكُورُ: الرحل، والجميع: الأَكْوار، والكِيران. والكَوْرُ: لوث العمامة على الرأس، وقد كوّرتها تكويراً. والكِوارةُ: لوثُ تلتاثه المرأة بخمارها، وهو ضرب من الخمرة، قال «1» :
عسراء حين تردى من تفحشها ... وفي كِوارتها من بغيها ميل
أخبر أنها لا تحسن الاختمار. ويقال: الكوارة تعمل من غزل أو شعر تختمر بها، وتعتم بعمامة فوقها، وتلتاث بخمارها عليها. وكوّرت هذا على هذا، وذا على ذا مرة، إذا لويت، ومنه قول الله عز وجل: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ «2» . واكتارت الدابة: رفعت ذنبها، والناقة إذا شالت بذنبها. والمُكْتارُ: المؤتزر. قال الضرير: المُكتارُ: المتعمم، وهو من كَوْر العمامة، قال «3» :
كأنه من يدي قبطية لهقاً ... بالأتحمية مكتار ومنتقب
والاكتيار في الصراع: أن يصرع بعضه على بعض. والكَوْرةُ من كور البلدان. والكَوْرُ: القطيع الضخم من الإبل. والكَوْرُ: الزيادة..
أعوذ بالله من الحور بعد الكور «4» ،
أي: من النقصان بعد الزيادة. [ومن كَوْر العمامة] «5» قوله عز وجل: إِذَا الشَّمْسُ
__________
(1) البيت في التهذيب 10/ 345 واللسان (كور) غير منسوب أيضا.
(2) الزمر- الآية 5.
(3) (الكميت) التهذيب 10/ 347، واللسان (كور) .
(4) الحديث في التهذيب 10/ 344، واللسان (كور) .
(5) زيادة اقتضاها السياق.(5/401)
كُوِّرَتْ
، أي: [جمع] ضوؤها [ولف كما تلف العمامة] «1» . والكوارة: شيء يتخذ للنحل من القضبان كالقرطال إلا أنه ضيق الرأس. وسميت الكارةُ التي للقصار، لأنه يجمع ثيابه في ثوب واحد، يُكوِّرُ بعضها على بعض.
ركو: الرَّكوةُ: شبه تور من أدم. والجميع: الرِّكاء. ويقال: تكون من أدم يسقى فيها ويحلب ويتوضأ، والجميع: الرَّكواَت والرِّكاء. والرّكيّةُ: بئر تحفر، فإذا قلت: الرَّكِيّ فقد جمعت، وإذا قصدت إلى جمع الرَّكيّة قلت: الرّكايا. وأَرْكَى عليه كذا، أي: كأنه ركّهُ في عنقه وورِكِهِ. والرَّكْوُ والمَرْكُوُّ: حوض يحفر مستطيلاً. ويقال: أرك لها دعثوراً. والمَرْكُوُّ والدعثور: بؤيرة تبأر، ثم يجعل عليها ثوب يصب عليه الماء.
وكر: الوَكْرُ: موضع [الطائر] يبيض فيه ويفرخ. في الحيطان والشجر، وجمعه: وُكُورٌ وأَوْكار. ووَكَرَ الطائر [يَكِرُ] وَكْراً: [أتى الوَكْر] . والوَكَرَى: ضرب من العدو، وقد وَكَرت [الناقة] تَكِرُ وَكْراً إذا عدت الوَكَرَى. قال «2» :
إذا الحمل الربعي عارض أمه ... عدت وَكَرَى حتى تحن الفراقد
__________
(1) من التهذيب 10/ 346.
(2) (حميد بن ثور) - ديوانه 71.(5/402)
ووَكَّرْتُ الإناء والمكيال تَوْكيراً: ملأتهما. وتَوَكَّر الطائر، إذا ملأ حوصلته. وكذلك وَكَّرَ فلان بطنه.
ورك: الوَرِكانِ [هما] فوق الفخذين، كالكتفين فوق العضدين. والتَّوْريك: تَوْريكُ الرجل ذنبه غيره، كأنه يلزمه إياه. ووَرَّكَ فلان على دابته وتَوَرَّك عليها، أي: وضع عليها وَرْكه، وكذلك إذا ثنى رجليه عليها، أو وضع إحدى رجليه على عرفها. والوِراكُ والمَوْرَكةُ من الرحال: الموضع الذي أمام قادمة الرحل. والوِراكُ: شبه صفة يغشى بها آخرة الرحل، والجميع: الوُرُك.
كري: الكَرَى: النعاس.. كَرِيَ يَكْرَى كَرًى، فهو كَرٍ كما ترى. والكِراءُ، ممدود: أجر المستأجر من دار أو دابّة أو أرض ونحوها. واكتريتُه: أخذته بأجرة. وأكْراني داره يُكْرِي إكراءً. والكَرِيُّ: من يُكْريك الإبل. والمُكاري: [من] يُكْريكَ الدواب. وكَرَيْتُ نهراً، أي: استحدثت حفرة.
[وفي حديث ابن مسعود: كنا عند النبي ص، ذات ليلة] فَأَكرينا الحديث «1» ،
أي: أطلناه.
__________
(1) الحديث في اللسان (كرا) .(5/403)
كير: الكِيْرُ: كِيرُ الحداد، وجمعه: كِيَرة.
أكر: الأَكْرةُ: حفرة تحفر إلى جنب الغدير والحوض ليصفى فيها الماء [والجميع: الأُكَر] . وتأكَّرت أُكْرةً. [وبه سمي الأَكّار] «1» .
أرك: الأَراكُ: شجر السواك. وإبل أوارك: اعتادت أكل الأَراك. وقد أَرَكَت تَأْرُك أَرْكاً وأُرُوكاً وهي أَوارِكُ، إذا لزمت مكانها فلم تبرح. وأَرَك [الرجل] بالمكان يَأْرُك أُرُوكاً: أقام به. الأَرِيكَةُ: سرير في حجلة، فالحجلة والسرير: أَريكةٌ. وأُرُك وأريك: جبلان بين النقرة والعسيلة، قال النابغة «2» :
[عفا حسم من فرتنى فالفوارع] ... فجنبا أَرِيكٍ فالتلاع الدوافع
__________
(1) تكملة من مختصر العين- الورقة 167.
(2) ديوانه ص 42.(5/404)
باب الكاف واللام و (وا يء) معهما ك ل و، ك ول، وك ل، ل وك، ك ل ي، ك ي ل، ك ل ا، ل ك ي، ك لء، كء ل، ل كء، ء ك ل، ء ل ك مستعملات
كلو: الكُلْوة: لغة في الُكْلية لأهل اليمن.
كول: الكَوْلانُ: نبات في الماء يشبه البردي، [وورقه] «1» وساقه يشبه السعد، إلا أنه أغلظ منه، وأصله مثل أصله، يجعل في الدواء.
وكل: تقول: وكَلْته إليك أَكِلُه كِلَةً، أي: فوضته. ورجل وَكَلٌ ووُكَلَةٌ وهو المُواكِلُ يتكل على غيره فيضيع أمره. وتقول: وَكِلْتُ بالله، وتوكَّلْت على الله، قال «2» :
إلا ويسمع ما أقول ... وإن وَكِلْتُ به كفاني
وتقول: وَكَلْتُ فلاناً إلى الله، أَكِلُه إليه. والوِكالُ في الدابة، أن تحب التأخر خلف الدواب. والوَكيلُ فعله التَّوَكُّل، ومصدره الوِكالة. ومَوْكَل: اسم جبل. ومِيكال: اسم ملك.
__________
(1) زيادة مما روي في التهذيب 10/ 354 عن العين.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولم نجد القول فيما تيسر من مظان.(5/405)
لوك: اللَّوْكُ: مضغ الشيء الصلب الممضغة، وإدارته في الفم، [قال «1» :
ولَوْكُهُمُ جذل الحصى بشفاههم ... [كأن على أكتافهم فلقاً صخرا] «2»
كلي: الكُلْية لكل حيوان: لحمتان منتبرتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كظرين «3» من الشحم، وهما منبت بيت الزرع كذا يسميان في الطب، يراد به زرع الولد. وكلُيةُ المزادة والراوية وشبههما: جليدة مستديرة تحت العروة قد خرزت مع الأديم، والجميع: الكُلَى. وتقول: كَلَيْت الرجل، أي: رميته، فأصبت كُلْيته فأنا كالٍ وذاك مَكْلِيٌّ، قال «4»
:
من علق المَكْلِيِّ والموتون
والمَوْتُونُ: الذي وتنته «5» .
كيل: كال البر يَكيلُ كَيْلاً. والبرُّ مكيل، ويجوز في القياس: مَكْيُول «6» ، ولغة بني أسد: مَكُول «7» وهي لغة رديئة ولغة أردأ: مُكال. والمِكْيالُ: ما يُكالُ به. واكْتَلْتُ من فلان، واكْتَلْتُ عليه. وكِلْتُه طعاماً،
__________
(1) البيت في التهذيب 10/ 372، واللسان (لوك) بدون عزو.
(2) ما بين القوسين من التهذيب 10/ 372 عن العين.
(3) من (ص) . في (ط) و (س) : حظرين بالحاء.
(4) القائل: (حميد الأرقط) التهذيب 10/ 358.
(5) وتنته: أصبت وتينه.
(6) مما روي في التهذيب 10/ 355 عن العين، في الأصول: مكول.
(7) في الأصول: مكيول.(5/406)
[أي: كِلْتُ له] «1» . والكَيْل: ما يتناثر من الزند. والفرس يُكايِلُ الفرس [إذا عارضه وباراه] «2» كأنه يكيل له من جريه مثل ما يكيل له الآخر. وكايلت بين أمرين، أي: نظرت بينهما أيهما الأفضل. وتقول: أكلْتُ «3» الرجل، أي أمكنته من كَيْله فهو مُكال.
كلاّ: كلاّ على وجهين: تكون حقاً، وتكون نفياً. وقوله عز وجل كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
«4» . أي: حقاً. وقوله سبحانه: أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا
«5» ، هو نفي.
لَكِيَ: لَكِيَ فلان بهذا الأمر يَلكَى به لَكىً، أي: أولع به.
كلأ: كَلأَك الله كلاءة، أي: حفظك وحرسك. والمفعول: مكلوء. وقد تَكَّلأت تَكْلِئةً، إذا استنسأت نسيئة، والنسيئة: التأخير. ونهي عن الكالِىءِ بالكالِىء، أي: النسيئة بالنسيئة.
__________
(1) من نقول التهذيب 10/ 355 من العين.
(2) مما روي في التهذيب 10/ 357 عن العين.
(3) لم نجد (أكلت) ولا ترجمتها فيما رجعنا إليه من معجمات.
(4) سورة العلق 15.
(5) سورة المعارج 38، 39.(5/407)
ويقال: بلغ الله بك أَكلأَ العمر، أي: آخره وأبعده، وهو من التأخير أيضا. قال «1» :
وعينه كالكالىء الضمار
والمُكَلأُ: موضع ترفأ فيه السفن. والجميع المُكَلأَّت. والكَلأُ: العشب، رطبه ويبسه. والعشب لا يكون إلا رطباً، والخلى: الرطب من النبات، واحدتها: خلاة، ومنه اشتقت المخلاة. وأرض مُكْلِئةٌ ومكلأة: كثيرة الكلأ، وقد يجمع الكَلأَ فيقال: أكلاء.
كأل: الكَوَأْلَلُ: القصير. ويجمع على الكالِل. قال العجاج «2» :
ليس بزميل ولا كوأللِ
لكأ: لَكَأْتُه بالسَّوْط لَكْأ، أي: ضَرَبْتُه ضرباً.
أكل: الأَكْلَةُ: المرة. والأُكْلَةُ: اسم كاللقمة. والأَكْاَلُ: أن يَتَأَكَّل عود أو شيء. والأكولة من الشاء: التي ترعى للأكل، لا للنسل والبيع. وَأكِيلُك: الذي يُؤاكِلُك وتُؤاكِلُه. وأكيلُ الذئب: شاة أو غيرها إذا أردت معنى المأكول، سواء فيه الذكر والأنثى، وإن أردت به اسماً جعلته: أكيلة ذئب.
__________
(1) اللسان (كلأ) غير معزو أيضا.
(2) ديوانه ص 151.(5/408)
والمأكلة: ما جعل للإنسان لا يحاسب عليه. والنار إذا اشتد التهابها، كأنها يأكل بعضها بعضاً تقول: ائتكلت النار. والرجل إذا اشتد غضبه يَأْتَكِلُ، قال «1» :
[أبلغ يزيد بني شيبان مألكة] ... أبا ثبيت أما تنفك تَأْتكِلُ
والرجل يَسْتَأْكِلُ قوماً، أي: يأَكُلُ أموالهم من [الإسنات] «2» . ورجل أكول: كثير الأكل. وامرأة أكول. والمأَكَلْ كالمطعم والمشرب. والمُؤْكِلُ: المطعم،
[وفي الحديث] : لعن آكل الربا ومُؤْكِلُهُ «3» .
والآكالُ: مآكِلُ الملوك، أي: قطائعهم. والمَأْكَلَةُ [والمَأَكُلَةُ] : الطعام.. باتوا على مَأْكلة، أي: على طعام، ويقال: استغنينا بالدر عن الْمَأْكلةِ، أي: باللبن عن الطعام. والمئكل: إناء يؤكل فيه. والمئكلة: قصعة تشبع الرجلين والثلاثة.
ألك: الألُوكُ: الرسالة، وهي الْمَأْلُكةُ، على مفعلة، سميت أَلُوكاً لأنها تؤلك في الفم، من قولهم: يَأْلُكُ [الفرس] اللجام، أي: يَعْلُكُهُ. قال «4» :
أَلِكْني يا عتيق إليك قولاً ... ستهديه الرواة إليك عني
__________
(1) (الأعشى) - ديوانه ص 61.
(2) في الأصول: الأسباب، والتصويب من التهذيب 10/ 369 عن العين، ومن اللسان (أكل) .
(3) الحديث في التهذيب 10/ 369.
(4) اللسان (ألك) غير منسوب أيضا.(5/409)
باب الكاف والنون و (وا يء) معهما ك ون، وك ن، ن وك، ك ن ي، ن ي ك، ك ي ن، ن كء، ء ن ك مستعملات
كون: الكَوْنُ: الحدث يكون بين الناس، ويكون مصدراً من كان يكون [كقولهم: نعوذ بالله من الحور بعد الكَوْن، أي: نعوذ بالله من رجوع بعد أن كان، ومن نقص بعد كون] «1» . والكينونة في مصدر كان أحسن. والكائنة أيضاً: الأمر الحادث. والمكان: اشتقاقه من كان يكون، فلما كثرت صارت الميم كأنها أصلية فجمع على أمكنة، ويقال أيضاً: تمكن، كما يقال من المسكين: تمسكن. وفلان مني مكان هذا. وهو مني موضع العمامة، وغير هذا ثم يخرجه العرب على المفعل، ولا يخرجونه على غير ذلك من المصادر. والكانُونُ: إن جعلته من الكن فهو فاعول، وإن جعلته فعلولاً على تقدير: قربوس، فالألف فيه أصلية، وهي من الواو. وسمي به موقد النار. وكانونان [هما] شهرا الشتاء، كل واحد منهما كانون بالرومية.
وكن: وَكَنَ الطائر يَكِنُ وُكُوناً، أي: حضن على بيضه فهو واكنٌ، والجميع: وُكُونٌ، قال «2» :
[تذكرني سلمى وقد حيل دونها ... حمام على بيضاتهن وكون] «3»
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 10/ 367.
(2) لم نهتد إلى القائل.
(3) سقط البيت من الأصول، وأثبتناه من التهذيب 10/ 381 وهو غير منسوب.(5/410)
[والمَوْكِنُ: هو الموضع الذي تكن فيه على البيض] «1» . قال:
تراه كالبازي انتمى في المَوْكن «2»
والوُكْنةُ: اسم لكل وكر، والجميع: الوُكُنات.
نوك: النُّوكُ: الحمق، والنَّوْكَى الجماعة. ويجوز في الشعر: قوم نُوك، على قياس: أفعل وفعل. والنَّواكة: الحماقة، قال «3» :
[إن الفزاري لا ينفك مغتلما] ... من النواكة تهتارأ بتهتار
كني: كَنَى فلان، يَكْنِي عن كذا، وعن اسم كذا إذا تكلم بغيره مما يستدل به عليه، نحو الجماع والغائط، والرفث، ونحوه. والكُنْية للرجل، وأهل البصرة يقولون: فلان يُكْنَى بأبي عبد الله، وغيرهم يقول: يُكْنَى بعبد الله، وهذا غلط، ألا ترى أنك تقول: يسمى زيداً ويسمى بزيد، ويُكْنَى أبا عمرو، ويُكْنَى بأبي عمرو.
__________
(1) سقط ما بين القوسين من الأصول ولم يبق إلا الشاهد. وأثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 10/ 381.
(2) الرجز في اللسان (كون) بدون عزو.
(3) البيت في اللسان (هتر) بدون عزو أيضا.(5/411)
نيك «1» : النًّيكُ: معروف، والفاعلُ، نائِكٌ، والمفعول به: مَنِيكٌ ومنَيْوُك، والأنثى: مَنْيُوكة.
نكي: نَكَيْت في العدو أَنْكِي نكاية، [إذا هزمته وغلبته] «2» . ولغة أخرى: نكأت أَنْكَؤُ نَكْأً.
كين: الكَيْنُ، وجمعه: الكُيُون: غُدَدٌ داخل قبل المرأة، قال جرير «3» :
غمز ابن مرة يا فرزدق كينها ... غمز الطبيب نغانغ المغدور
نكأ: نَكَأْتُ القرحة أَنْكَؤُها نكأ، أي: قرفتها وقشرتها بعد ما كادت تبرأ.
أنك: الآنُكُ: الأسرب «4» ، والقطعة: آنكة.
باب الكاف والفاء و (وا يء) معهما ك وف، وك ف، ك ف ي، ك ي ف، ك فء، ء ك ف، ء ف ك مستعملات
كوف: كُوفانُ: اسم أرض، وبها سميت الكوفة.
__________
(1) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 168، ومن التهذيب 10/ 383 عن العين.
(2) زيادة مفيدة من التهذيب 10/ 382.
(3) يروي اللسان (كين) قصة هذا البيت.
(4) الأسرب، كما في التاج (سرب) : الآنك، وهو الرصاص- فارسي معرب.(5/412)
والكافُ: ألِفها واو، [فإن استعملت فعلاً قلت] «1» : كوفتُ كافاً حسنة. وكَوفت الأديم: قورته.
وكف: الوَكْفُ: القطر. وكَفَ الماء يكفُ وكفاً، وهو مصدره. ووَكَفَت الدلو تكِفُ وكيفاً، وهو هنا مصدره. والوَكيفُ: القطران: قال العجاج «2» :
وَكِيفَ غربي دالج تبجسا
أي: تفجر. ودمع واكفٌ، وماء واكِفٌ.
وفي الحديث: [أهل القبور] يَتَوَكَّفُون الأخبار «3» ،
أي: يتطلعون إليها، والتّوكُّف: [التوقع] «4» . والوَكْفُ: وَكْفُ البيت، مثل الجناح يكون عليه الكنيفُ. والوَكَفُ: شبه العيب.. هذا الأمر وَكَفٌ عليك، أي: عيب، والوَكْف: النطع.
كفي: كَفَى يَكْفِي كِفايةً، إذا قام بالأمر. واستكفيتُه أمراً فكفانيه. وكفاك هذا، أي: حسبك. ورأيت رجلاً كافِيَكَ من رجل، ورأيت رجلين كافِيَيْكَ من رجلينٍ، ورأيت رجالاً كافِيكَ من رجالٍ، أي: كَفاكَ بهم رجالا.
__________
(1) من التهذيب 10/ 392 عن العين.
(2) ديوانه 123.
(3) حديث ابن عمير اللسان (وكف) .
(4) من التهذيب 10/ 394، واللسان (وكف) . في الأصول: التوجع بالجيم ولم نكد نقف عليه في المعجمات.(5/413)
كيف: كَيْفَ: حرف أداة، ونصبوا الفاء، فراراً من الياء [الساكنة] لئلا يلتقي ساكنان. وكيَّفْتُ كيف، أي: صورته وكتبته. ويقال: [كَيَّفْتُ الأديم وكَوَّفته، إذا قطعته] «1» ، وكَيَّفته بالسيف: قطعته. قال «2» :
وكسرى إذ تَكَيَّفه بنوه ... بأسياف، كما اقتسم اللحام
كفأ: يقال: هذا كُفءٌ له، أي: مثله في الحسب والمال والحرب. وفي التزويج: الرجل كُفْءٌ للمرأة. والجميع: الأكفاءُ. والمكافأة: مجازاة النعم. كافأتهُ أُكافِئهُ مُكافأةً. وفلان كِفاءٌ لك، أي: مطيق في المضادة والمناوأة، قال حسان «3» :
وجبريل أمين الله فينا ... وروح القدس ليس له كِفاءُ
يعني: [أن] جبريل ع، [ليس له نظير ولا مثيل] «4» . وفلان كَفِيئُك وكَفِيءٌ لك وكفء لك، والمصدر الكَفاءة والكفاء، قال «5» :
فأنكحها لا في كَفاءٍ ولا غنى ... زياد أضل الله سعي زياد
والكَفْءُ: قلبك الشيء لوجهه.. كفأتُ القصعة والإناء، واستكفأته إذا
__________
(1) مما روي في التهذيب 10/ 392 عن العين.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(3) ديوانه ص 8 (صادر) .
(4) تكملة مفيدة من اللسان (كفأ) .
(5) البيت في اللسان والتاج (كفأ) غير منسوب أيضا.(5/414)
أردت كَفأ ما في إنائه في إنائي. والإِكفاءُ في الشعر بمعنيين: [أحدهما] : قلب القوافي على الجر والرفع والنصب مثل الإقواء، قافية جر، وأخرى نصب، وثالثة رفع. و [الآخر] : يقال بل الاختلاط في القوافي، قافية تبنى على الراء، ثم تجيء بقافية على النون، ثم تجيء بقافية على اللام، قال «1» :
أعدت من ميمونة الرمح الذكر ... بحربة في كفِّ شيخ قد بزل
وفي الحديث: المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم
، أي: كلهم أكفاء [متساوون] . ورأيته مُكْفَأَ الوجه: أي: كاسف اللون ساهماً. وكانوا مجتمعين فأنكفأوا وانْكَفَتُوا، أي: انهزموا. والكُفْأَة من الإبل: نتاج سنة، قال ذو الرمة «2» :
كلا كُفْأَتَيْها تنفضان ولم يجد ... له ثيل سقب في النتاجين لامس
واستكفأتُه: سألته نتاج إبله سنة لأنتفع بألبانها وأولادها. والكِفاءُ: شقة أو ثنتان ينصح إحداهما بالأخرى، ثم يحمل به مؤخر الخباء.
أكف: آكَفْتُ الدابة: وضعت عليها الإِكاف. وأكَّفْتها: اتخذت لها إِكافاً، [والوكاف لغة في الإكاف] «3» .
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز، ولا إلى الرجز في غير الأصول.
(2) ديوانه 2/ 1137.
(3) من مختصر العين- الورقة 168.. والإكاف والأكاف في المراكب: شبه الرحال والأقتاب.(5/415)
أفك: الإفكُ: الكذب. أفك يأفك أفكاً. وأَفَكْته عن الأمر: صرفته عنه بالكذب والباطل. والأفيك: المكذب عن حيلته وحزمه، قال «1» :
ما لي أراك عاجزاً أفيكا
والمَأْفوكُ: الذي يقبل الإِفْك، وهو المُؤْتَفك. والمُؤْتكِفة: الأمم الماضية الضالة المهلكة. والأَفّاكُ: الذي يأفِك الناس عن الحق، أي: يصدهم عنه بالكذب والباطل.
باب الكاف والباء و (وأ يء) معهما ك ب و، ك وب، وك ب، ب وك، ب ك ي، كء ب، ب كء مستعملات
كبو: كبا يَكْبُو كَبْواً فهو كابٍ، إذا انكبّ على وجهه، يقال ذلك لكل ذي روح. قال «2» :
إذا استجمعت للمرء فيها أموره ... كبا كبوة للوجه لا يستقيلها
والكِبا: الكُناسة. والكِباء: ضرب من العود والبخور والدخنة. والتراب الكابي: الذي لا يستقر على وجه الأرض.
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز. والرجز في التهذيب 10/ 397، واللسان (أفك) بدون نسبة أيضا.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول فيما بين أيدينا من مظان.(5/416)
وكبا الزند يَكْبُو كَبْواً، أي: لم يور، وأَكْبَى إكباءً لغة.
كوب: الكُوبُ: كُوزٌ لا عروة له. والجميع: أكوابٌ. والكُوبةُ: الشطرنجة. والكُوبةُ: قصبات تجمع في قطعة أديم، ثم يخرز بها، ويزمر فيها، وسميت كوبة، لأن بعضها كوب على بعض، أي: ألزق.
وكب: الوَكَبُ: سواد اللون، من عنب أو غيره إذا نضج. وقد وَكَّبَ العنب تَوْكيباً، إذا أخذ فيه تلوين السواد. واسمه [في تلك الحال] : مُوَكَّب. والوَكَبُ: الوسخ، وَكِبَ يَوْكَبُ وَكَباً. والوَكَبانُ: مشية في درجان، يقال: ظبية وَكُوبٌ، وعنز وكوبٌ، وقد وَكَبَتْ تكِبُ وُكُوباً، ومنه اشتق المَوْكِب «1» ، قال «2» :
لها أم موقفة وَكُوبٌ ... [بحيث الرقو، مرتعها البرير]
وناقة مُواكِبةٌ. أي: تساير الموكب.
بوك: لقيته أول بَوْكٍ، أي: أول مرة، ويقال: أول بَوْك وصَوْك وعَوْكٍ، كلها واحد. والبائكة والبوائك: من جياد الإبل.
بكي: البُكاء ممدود ومقصور. بَكَى يَبْكِي.
__________
(1) في (ط) : الموفق، وهو تحريف.
(2) التهذيب 10/ 401، واللسان (وكب) بدون عزو أيضا.(5/417)
وباكَيْتُه فبكَيْتُه، أي: كنت أَبْكَى منه.
كأب: الكَأْبة: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن في الوجه خاصة ... كئب الرجل يكْأَب كَأْباً وكَأْبةً وكَآبةً فهو كئيبً كئبٌ. واكْتَأَب اكْتِئاباً.
بكأ: البَكِيئةُ من الشاء (أو الإبل) : القليلة اللبن. بَكُؤَتِ الشاة تبكو بكاءة وبكوء. والبُكْءُ: نبات كالجرجير. الواحدة: بكأة.
باب الكاف والميم و (وا يء) معهما ك وم، م ك و، ك م ي، ك مء، ء ك م مستعملات
كوم: ناقةٌ كَوْماء: طويلة السنام عظيمته، والجميع: كُومٌ. والكَوَمُ: العظم في كل شيء.
مكو: المُكاءُ: الصفير، في قوله (سبحانه) : وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً «1» فالتصدية: التصفيق باليدين، كانوا يطوفون بالبيت عراة [يصفرون بأفواههم، ويصفقون بأيديهم] «2» . وقد مكا الإنسان يَمْكُو مكاء،
__________
(1) الأنفال 35.
(2) تكملة من التهذيب 10/ 411 مما روي فيه عن العين.(5/418)
أي: صفر بفيه. والمَكا، مقصور: مجثم الأرنب والثعلب، والمكْوُ: لغة في المكا، قال يصف إبطي الناقة من انفراجها:
(كأن خليفي زورها ورحاهما) ... بنى مَكَوَيْنَ ثلما بعد صيدن «1»
وقال الطرماح يصف أرضاً «2» :
كَمْ بها من مَكْوِ وحشية ... قيض في منتثل أو شيام
المُنْتَثَلُ: الذي أخرج ترابه، والشيام: الذي لم يحفر. قيل: مكو بلا همز، والجميع: الأَمْكاء.
كمي: كَمَى الشهادة يَكْميها كَمْياً، أي: كَتَمها. والكَمِيُّ: الشجاع، سمي به، لأنه يَتَكَمَّى في السلاح، أي: يتغطى به. وتَكَمَّتْهُمُ الفتنة إذا غشيتهم، قال العجاج «3» :
بل لو شهدت الناس إذ تُكُمُّوا
أي: تَكمَّتْهُمُ الفتنة والشر. ويقال: تكنتهم «4» بمعناه. وتَكَمّاهُ بالسيف، أي: علاه.
__________
(1) عجز البيت في التهذيب 10/ 411، واللسان (مكا) غير معزو، والبيت كاملا في (ل) - صيد معزو إلى (كثير) .
(2) ديوانه ص 392، والرواية فيه:
كم به من مكء ...
(3) ديوانه ص 422.
(4) من (س) .. في (ص) و (ط) : تكمتهم.(5/419)
كمأ: الكَمْأُة: نبات ينقض الأرض، فيخرج كما يخرج الفطر، وأحدها: كَمْءٌ، والجميع: الكَمْأَةُ، وثلاثة أَكْمُؤٍ.
أكم: الأكَمَةُ: تل من قف. والجميع: الأكَمُ والأكُمُ والآكامُ، وهو من حجر واحد. والْمَأْكَمَتانِ: لحمتان بين العجز والمتنين، والجميع: المآكم.. قال «1» :
إذا ضربتها الريح في المرط أشرفت ... مآكِمُها والزل في الريح تفضح
__________
(1) البيت في (ل) أكم غير منسوب أيضا.(5/420)
اللفيف من حرف الكاف
باب الكاف والواو والياء ك وي، ك ي و، وك ي مستعملات
كوي: كَوَيْته أَكْوِيهِ كيّاً، أي: أحرقت جلده بنار أو بحديدة محماة. والمِكْواةُ: الحديدة التي يُكْوَى بها، ويقال في المثل: العير يضرط والمِكواة في النار. والكَوُّ والكَوَّةُ أيضاً، التأنيث للتصغير والتذكير للتكبير: تأليفها من كاف وواوين.. فهي: فعلة، ومنهم من قال: تأليفها من كاف وواو وياء، كأن أصلها: كَوْيٌ، ثم أدغمت الياء في الواو، فجعلت واواً مشددة، وإذا قلت: كَوَّيت في البيت كَوَّة وتَكْويةً فإن الياء لا تدل على أنها في الأصل ياء، لأن كل واو تصير في الفعل رابعة تقلب إلى الياء، كقولك: رجوته ورجيته. وأبو الكَوّاء: من كنى العرب.
كيو: كَيْوان: نجم يقال له: زحل. وكاوان: جزيرة في بحر البصرة.(5/421)
وكي: الوِكاء: رباط القربة.. أَوْكَى يُوكِي إيكاءً. قال الحسن: جمعاً في وعاء، وشداً في وِكاء. جعل الوكاء هاهنا كالجراب.
باب الكاف والواو والهمزة وكء مستعمل فقط
وكأ: أَوكأت فلاناً إيكاءً: نصبت له مُتّكَأً. وأَتْكَأْته: حملته على المتكإ والاتكاء. والمواكىء: جمع المتَّكَأ. وأصل المتَّكَأ من الواو، وأصله: مُوتكأ، فحولوا الواو تاء وأدغموها في التاء فشددوها وثقلوها. والتَّوَكُّؤُ: التحامل على العصا، قال الله عز وجل، حكاية عن موسى: أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها «1» . وتوكَّأَتِ الناقة: وهو تصلقها عند مخاضها.
باب الكاف والياء والهمزة ك يء، ء ي ك مستعملان
كيأ: كاء يكيءُ كَيْئاً: [ارتدع] . والكَأْكَأَةُ: النكوص، كأكأتُه فتكأكأ عنا، أي: انتدع وارتدع. والأكّاكةُ: الشديدة من شدائد الدهر، يقال: ائتكّ فلان يأتكُّ ائتكاكاً شديداً. وأكه: مثل رده.
__________
(1) سورة طه في الآية 18.(5/422)
أيك: الأَيْكَةُ: غيظة تنبت السدر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر. يقال: أيْكةٌ أيكة، أي: مثمرة.(5/423)
باب الرباعي من الكاف
الكاف والجيم ك س ب ج
كسبج: الكُسْبُجُ «1» : الكسب في لغة أهل السواد.
الكاف والضاد ض ب ر ك
ضبرك: الضُّبارِكُ: الشديد الضخم الطويل.
الكاف والصاد ص م ل ك، ص مء ك، م ص ط ك، د ك ك ص
صملك: الصَّمَلَّكُ: الشديد القوة والبضعة، وجمعه: الصَّمالِكُ.
__________
(1) في الأصول المخطوطة: الكستج بالتاء، وكذلك في مختصر العين- الورقة 170، إلا أن الترجمة تدل على أن الكلمة هي الكسبج، كبرقع، وهو الكسب بلغة أهل السوادأماكستج فالحزمة من الليف.(5/424)
صمأك: اصْمَأَكَّ الرجل، بوزن اقشعر، إذا غضب وعرفت الغضب في وجهه من الرجال والفحول. واصْمَأَكَّ اللبن أي: خثر جداً.
مصطك: المُصْطَكَى: عِلك رومي، وهو دخيل.. ودواء مُمَصْطَكٌ: جعل فيه المُصطكى.
دككص: الدَّكَكص: اسم نهر بالهند، بلغتهم، ليست بعربية، ودليل ذلك: أنه لا يلتقي في كلمة عربية حرفان مثلان في حشو الكلمة إلا بفصل لازم كالعقنقل والخفيفد «1» ونحوه.
الكاف والسين س ك ر ك، ك ر د س، د س ك ر، ك ر ف س، ك ر س ف، ف ر س ك، ك ر ب س، س ب ك ر، س ن ب ك مستعملات
سكرك: السُّكُرْكةُ: شراب الذرة. والمُكَرْكَسُ: الذي ولدته الإماء. والكركسة: مشية المقيد.
__________
(1) في الأصول: خفيدد ولا شاهد فيه والصواب: خفيفد، والخفيفد لغة في الخفيدد. سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 170.(5/425)
كردس: الكُرْدُوس: الخيل العظيمة، كَرْدَسَ القائد خيله كَراديسَ: [جعلها كتيبة كتيبة] «1» . والكُرْدُوسُ: فقرة [من فقر الكاهل] «2» ، فكل عظم عظمت نحضته فهو كُرْدُوس. ويقال لكسر الفخذ: كُرْدُوس، يعني رأس الفخذ، ويقال: يسمى الكسر الأعلى كُرْدُوساً لعظمه فقط. ورجل مكردس: جمعت يداه ورجلاه فشدت.
دسكر: الدَّسْكَرةُ: بناء شبه قصر، حوله بيوت، وجمعه: الدَّساكر، تكون للملوك.
كرفس: الكَرْفَسةُ: مشية المقيد.
كرسف: الكُرْسُفُ: القطن.
فرسك: الفِرْسِكُ، وفي لغة: الفِرْسِق: مثل الخوخ في القدر، أملس، أحمر وأصفر، وطعمه كطعم الخوخ.
__________
(1) زيادة مفيدة من اللسان (كردس) .
(2) ما بين القوسين سقط من الأصول وأثبتناه مما روي في التهذيب 10/ 423 عن العين.(5/426)
كرنس: الكِرْناس «1» ، والجميع: الكَرانيس: إردبات تنصب على رأس الكنيف، أو البالوعة. رجل كرانيسي: وهو الذي يبيع الكَرانيٍس.
كربس: [الكِرباسةُ: ثوب، وهي فارسية] «2» ، و [الكرباس: فارسي، ينسب إليه بياعه، فيقال: كَرابيسيّ] «3» .
سبكر: المُسْبَكِرُّ: المعتدل، ويكون المُسْتَرسل.
سنبك: السُّنْبُكُ: طرف الحافر وجانباه من قدم، وجمعه: سنابك. وسُنْبُكُ السيف: طرف حليته «4» .
الكاف والزاي ك ر ز ن، ك ر ز م، ك ز ب ر، ز مء ك، ز ن ك ل، ز ون ك مستعملات
كرزن: كرزم: الكَرْزَمُ: فأس مَفْلولةُ الحد، قال «5» :
__________
(1) في الأصول: كرياس بالياء المثناة من تحت، وهي لغة في الكرناس، كذا زعم الزبيدي في التاج (كرنس) .
(2) من مختصر العين- الورقة 170.
(3) من التهذيب 10/ 425 عن العين.
(4) كذا في مختصر العين أيضا.. في التهذيب 10/ 428 عن العين: طرف نعله.
(5) القائل: (جرير) ، والبيت في ديوانه ص 458 (صادر) .(5/427)
وأوْرَثك القَيْنُ العلاةَ ومِرْجَلاً ... وإصلاحَ أخراتِ الفُؤوسِ الكَرازِمِ
والكَرْزَنُ والكَرازِنُ بهذا المعنى، قال قيس بن زهير «1» :
لقد جعلت أكبادنا تحتويكم ... كما تحتوي سوق العضاه الكَرازِنا
والكِرْزِيمُ والكَرازِيمُ في بعض اللغات: من شدائد الدهر، والكِرْزين والكَرْزَنُ والكرازن مثله أيضاً، قال «2» :
ماذا يريبك من خل «3» علقت به ... إن الدهور علينا ذات كِرْزِينِ
والكَرْزمةُ: أكلة نصف النهار. وكرزمة: اسم رجل. قال «4» :
لولا عذار لهجوت كَرْزَمهْ ... وجه له محمض كالسلجمه
كزبر: الكُزْبَرةُ لغة في الكسبرة: نبات الجلجلان إذا كان رطباً.
زمأك: ازمَأَكَّ: لغة في اصمأك.
زنكل: الزَّوَنْكَلُ «5» : القصير الدميم.
__________
(1) البيت في التهذيب 10/ 429 واللسان (كرزن) و (جوى) ، بدون عزو، وعزي في النقائض 1/ 100 إلى (قيس بن زهير) أيضا.
(2) عجز البيت في اللسان (كرزم) ، والبيت كاملا في التاج (كرزم) برواية: كرزيم بالميم وهو غير معزو أيضا.
(3) من التاج (كرزم) .. في الأصول: حلم، ولا نرى له وجها.
(4) لم نهتد إلى الراجز، ولا إلى الرجز في المظان.
(5) في الأصول: زومكل بالميم، والظاهر أنه محرف.(5/428)
زونك: الزَّوَنَّكُ: [القصير الدميم] .
الكاف والدال ك ن د ر، د ر ن ك، ك ر د م، د ر م ك، د م ل ك مستعملات
كندر: الكُنْدُر: اسم للعلك، والكُنْدُرُ: ضرب من حساب الروم. والكُنْدُرُ: الحمار الوحشي وكذلك الكُنادر، قال العجاج «1» :
كأن تحتي كُنْدُراً كُنادِرا
وكُنْدُرةُ البازي: مجثم يهيأ له من خشب أو مدر، دخيل.
درنك: الدُّرْنُوكُ: ضرب من الثياب له خمل قصير كخمل المناديل، وبه تشبه فروة البعير، قال «2» :
عن ذي دَرانِيكَ، ولبداً أهدبا
درمك: الدَّرْمَكُ: الدقيق الحوارى. قال «3» :
له دَرْمكٌ في رأسِه [ومشاربٌ ... ومسك وريحان وراح تصفقُ]
كردم: الكَرْدَمُ: الرجل القصير الضخم.
__________
(1) التاج (كندر) معزو إلى (العجاج) أيضا، وليس في ديوانه (رواية الأصمعي بيروت) .
(2) الرجز في التهذيب 10/ 431، واللسان (درنك) غير منسوب أيضا.
(3) (الأعشى) - ديوانه ص 217.(5/429)
دملك: الدُّمْلُوكُ: الحجر المُدَمْلَكُ المُدَمْلَقُ. وقد تَدَمْلَك ثديها، ولا يقال: تَدَمْلَق، قال «1»
[لم يعد ثدياها عن آن تَفَلَّكا] ... مستنكران المس قد تَدَمْلَكا
الكاف والتاء ك ب ر ت، ك م ت ر مستعملان
كبرت: الكِبْريت، يقال: عين تجري، فإذا جمد ماؤها صار كِبْريتاً أبيض وأصفر وأكدر. والكِبْريتُ الأحمر، يقال: هو من الجوهر، ومعدنه خلف بلاد التبت، في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود ع. ويقال: في كل شيء كِبْريت، وهو يبسه ما خلا الذهب والفضة فإنه [لا] «2» ينكسر، فإذا صعد الشيء ذهب كِبْرِيتُه. صعد «3» : نقل من حال إلى حال. والكِبْرِيتُ في قول رؤبة: الذهب الأحمر، قال «4» :
هل ينجيني حلف سختيت ... أو فضة، أو ذهب كبريت
__________
(1) الرجز في التهذيب 10/ 434، واللسان (دملك) غير منسوب أيضا.
(2) من التهذيب 10/ 345 في روايته عن العين.
(3) في التهذيب 10/ 435 عن العين: أي: أذيب.
(4) ديوانه ص 26، وفيه:
هل يعصمني ...(5/430)
كمتر «1» : الكمْتَرَةُ: مشية فيها تقارب.
الكاف والثاء ك م ث ر، ك ل ث م، ء ث ك ل مستعملات
كمثر: الكُمَّثْراةُ: معروفة.
كلثم: امرأة مُكَلْثَمة: ذات وجنتين. حسنة دوائر الوجه، فاتتها سهولة الخد، ولم تلزمها جهومة القبح. والمصدر: الكلْثمة. والكُلْثُومُ: الفيل.
أثكل «2» : الأُثْكُولُ: لغة في العُثْكُول.
الكاف والراء ك ر ب ل، ك ر ن ف، ك ر ك م، ب ر ك ن مستعملات
كربل: الكَرْبَلةُ: رخاوة في القدمين، يقال: جاء يمشي مكربلا.
__________
(1) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 170.
(2) الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 171.(5/431)
وكَرْبلاء: الموضع الذي قتل به الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
كرنف: الكِرنافُ: أصل السعفة الملزق بجذع النخلة. وكَرْنفتُه بالعصا: ضربته بها.
كركم «1» : الكُرْكُمُ: هو الزعفران
وفي الحديث: عاد لونه كالكُرْكُمةِ.
والكُرْكُمانيّ: دواء منسوب إلى الكُرْكُمِ، وهو نبت شبيه بالكمون يخلط بالأدوية، وتوهم الشاعر أنه الكمون. فقال «2» :
غيباً أرجيه ظنون الأظنن ... أماني الكركم إذ قال: اسقني
وهذا، كما يقال، أماني الكمّون.
بركن: البَرْنَكانُ: كساء أسود بلغة أهل العراق.
الكاف واللام ك ن ف ل مستعمل فقط
كنفل: رجل كَنْفَلِيلُ اللحية. ولحية كَنْفَلِيلةٌ: ضخمة جافية.
__________
(1) الكلمة وترجمتها مما روي في التهذيب 10/ 441 عن العين.
(2) الرجز في اللسان (كركم) بدون نسبة.(5/432)
الكاف والباء ك وك ب مستعمل فقط
كوكب: الكوْكبُ: [النجم] . ويسمى الثور كَوْكَباً، يشبه بكوكب السماء. والبياض في السماء يسمى كَوْكباً. والكوكب: القطرات التي تقع بالليل على الحشيش. قال الأعشى «1» :
يضاحكُ الشَّمس منها كوكب شرق ... [مؤزر بعميم النبت مكتهل]
__________
(1) ديوانه ص 57.(5/433)
الخماسي من حرف الكاف
الأصطكمة: الأُصْطُكمَةُ: خبزة الملة.
تم حرف الكاف بحمد الله ومنه، وصلى الله على محمد وآله وسلم.(5/434)
ج 6
حرف الجيم
باب الثنائي
باب الجيم مع الشين ج ش، ش ج يستعملان فقط
جش: الجَشُّ طَحن السَّويق (والبُرِّ إذا لم يُجعَل دقيقاً «1» والجَشِيشُ. والمِجَشَّةُ: رَحىّ صغيرةٌ تُجَشُّ بها الجَشيشة ولا يقال للسَّويق: جَشيشةٌ ولكن جَذيذةٌ. والجَشَّةُ والجُشَّةُ، لغتان،: الجماعة من الناس يقبلون مَعاً في ثَورَةِ «2» ، قال العَجّاج:
بجَشَّةِ جَشُّوا بها مِمَّن نَفَر «3»
وبه جَشَّةٌ، أي: شِدَّةُ صَوتِ، ورَعدٌ أَجَشُّ، قال لبيد:
بأجَشَّ الصَّوتِ يَعبٌوبٍ، إذا ... طَرَق الحيُّ من الغَزوِ، صَهَل
قال الخليل: الأصواتُ التي تُصاغ منها الألحانُ ثلاثةٌ: الأجش صَوتُ من الرأسِ يخرجُ من الخَياشيمِ، فيه غلَظٌ وبُحَّةٌ فيُتبَعُ بخدرٍ موضوعٍ على
__________
(1) الزيادة من اللسان نقلا عن التهذيب مما أخذه الأزهري من العين
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في اللسان ففيه: نهضة.
(3) البيت في اللسان وفي الديوان ص 187.(6/3)
ذلك الصوتِ بعينه يُقال له الوَشي، ثم يعاد ذلك الصوتُ بعَينه، ثم يُتبَعُ بوَشيٍ مثلِ الأول فهي صِياغته، فهذا الصَّوتُ الأجَشُّ. قال زائدة: جَشَّه بالعَصَا أي ضَرَبَه بها. والجَشُّ: كَنس البِئِر حتى تَخرُجَ حَمأتُها «1»
شج: الشَّجُّ: كَسرُ الرأس، تقول: شَجَّ يَشِجُّ شَجَاً، وبينهم شِجاجٌ أي شَجَّ بعضُهم بعضاً. والشَّجَجُ: أثرُ شَجَّةٍ في الجبين، والنعت أشج. وشَجَّ الفلاة: قَطعها. وشَجَّ الشَّرابَ بالمِزاجِ. والأَشَجُّ: الطويلُ. وشَجَّتِ السفينةُ البَحرَ إذا قَطَعته. والعَربُ تُسمِّي الوَتِدَ شَجيجاً، ومَشجُوجاً. وشَجَجتُ الفلاةَ: رَكِبتُها وعَلَوتُها..
باب الجيم مع الضاد ض ج، ج ض مستعملان
ضج: يقال: هو ضَجيجُ البَعير، وضَجاجُ القَومِ وهو لجَبُهم، وقد ضج
__________
(1) كذا في ص وس وأما في ط ففيه: سكاتها.(6/4)
يضج ضَجَاً، قال العجاج:
وأغشَتَ الناسُ الضَّجاجَ الأَضجَجا «1»
أظهر التَّضعيف.
جض: جَضَّ عن الشَّيء أي حادَ عنه، وجاضَ مِثلهُ.
باب الجيم مع السين ج س س، س ج ج مستعملان
جسس: جَسستُه بيدي أي لمستُه لأنظُرَ مَجَسَّه أي مَمَسَّه. والجَسُّ جَسُّ الخبر، ومنه التَّجَسُّسُ للجاسُوسِ. والجَسّاسةُ: دابَّةٌ في جَزيرة البحر تُجسّ الأخبارَ وتأتي الدَّجّال. والجَواسُّ من الإنسانِ: اليَدان والعَينان والفَمُ والشَّمُّ، الواحدةُ جاسَّةُ، ويقال بالحاء.
سجج: رمانة سجسجة أي لا حامِضةٌ ولا حُلوة.
وفي الحديث: الجَنَّةُ سَجسَجٌ. لا فيها حَرٌ يؤذي ولا بَردٌ.
والسَّجاجُ: لبن رقيق.
__________
(1) الرجز في اللسان والديوان ص 382، وروايته في اللسان:
وأغشب ...(6/5)
باب الجيم مع الزاي ج ز، ز ج مستعملان
جز: الجّزُّ جَزُّ الشَّعر والصُّوفِ وغيره. والجَزَزُ: الصُّوفُ الذي لم يُستعملُ بعدَ ما جُزَّ، وتقول: صُوفٌ جَزَزٌ. والجَزاز كالحَصاد يَقعُ على الحِينِ والأوانِ. وأجّزَّ النخلُ مثل أحصَدَ البُرُّ. وجَزَّةُ: اسم أرض، يقال: إن الدَّجّال يخرجُ منها. والجُزازُ: ما فَضَلَ من الأديم إذا قُطِعَ، الواحدة جُزازة. وصُوفُ كلِّ شاةٍ جِزَّةٌ. والجِزَائِزُ: عُهُونٌ تُشَدُّ على الهَوادِجِ.
زج: الزِّجّاجُ جَمع زُجِّ الرُّمحِ والسَّهمِ. والزِّجاجُ: أنياب الفَحل، قال الراجز:
له زِجاجٌ وله قَوارِضُ «1»
ويُروى: ولهَاةٌ فارض. والزجج: دِقَّةُ الحاجِبِ واستِقواسُه أيضاً، وزَجَّجَتِ المرأةُ حاجِبَها بالمِزَجِّ.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(6/6)
وظليم أزَجُّ: أي فوق عَينيه ريشٌ أبيضُ، والجميعُ الزج. والمزج: رُمحٌ قصيرٌ في أسفلِه زُجٌ. والزَّجُّ: رَميُكَ بالشيء تزُجُّ به عن نفسِكَ. ويُقال للظَّليم إذا عدا: زج برجليه. والزجاج والزجاج، لغات،: القوارير (وأقلها الكسر) «1» ، فأما في القرآن فهي القناديل والأزج من النَّعام: المُحَدَّدُ الزُّجّ، وهو مَنسِمُه، وسُمِّيَ أزَجَّ لزَجَّه. والزُّجُ: جماعة الأزج، وهو البعيد الخَطوِ. والزُّجُ: طرفُ مِرفَقِ الإنسانِ.
باب الجيم مع الدال ج د، د ج مستعملان
جد: جد الرجل: بخته، وجد ربنا: عَظَمتُه، ويقال: غِناه. والجدُّ: نقيضُ الهَزل. وجَدَّ فلان في أمره وسيره أي: انكَمَشَ عنه بالحقيقة. والجدَّةُ: مصدر الجَديد، وفلانٌ أجد ثوبا واستجده، قال: «2»
__________
(1) كذا في التهذيب واللسان وهو قول أبي عبيدة، وأما في الأصول المخطوطة ففيها عبارة غير متجهة إلى معنى هي: المكسرة المعمول (كذا) .
(2) لم نهتد إلى القائل.(6/7)
يَجدُّ ويَبْلى والمَصيرُ إلى بِلىً
والجديدُ يستَويَ فيه الذُّكرُ والأنثى لأنه مفعُول بمعنى مُجَدَّد، ويَجيء فعيل بمعنى المفعول المخالف لِلفظ من تصريف المفعل والمفعل. والجُدِّةُ: جُدِّة النَّهر أي ما قرب من الأرض. والجَدَدُ والجَديدُ: وَجهُ الأرض، قال:
حتى إذا ما خر لم يُوَسَدِّ ... إلاّ جَديدَ الأرضِ أو ظَهرَ اليَدِ «1»
والجَديدانِ: الليل والنهار. وجَديدتا السَّرج: اللَّبد «2» الذي يُلزقُ بالسرجِ أو الرَّحل من الباطنِ. ويقال: الزَم الطريق الجَدَدَ. والجَدُودُ: كلُّ أنثى يَبس لبنها، والجمع الجَدائدُ والجِدادُ، قال:
من الحَقبِ لأخته الجدادُ الغَوارِزُ «3»
والجداد «4» : صاحبُ الحانوتِ الذي يبيع الخَمر، قال الأعشَى:
..... وإن سيل جدادها «5»
__________
(1) الرجز في اللسان جدد غير منسوب.
(2) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الليل.
(3) البيت في التهذيب وهو (الشماخ) كما في ديوانه ص 175 وصدره:
كأن قتودي فوق جاب مطرد
(4) علق الأزهري فقال: هذا حاق التصحيف الذي يستحيي من مثله من ضعفت معرفته الثانية، وصوابه بالجاد.
(5) لم نجد هذه العبارة في بيت من القصيدة الدالية في ديوان الشاعر.(6/8)
والجُدَّةُ: ساحِلُ البحر بمكة. وجَدُود: موضعٌ بالبادية. والمُجادَّة: المُحاقَّةُ في الأمر ومن قال: أجِدَّكَ، بكسر الجيم، فإنه يستحلفه بجِدِّه وحقيقتِه، وإذا فَتَح الجيم، استَحلَفَه بجدَّه أي ببَختِه. والجادّة: الطريق، بالتخفيف ويُثقَّل «1» أيضاً، وأما التخفيفُ فاشتقاقُه من الطريق الجَواد، أخرجه على فَعلة، والطريق مضاف إليه «2» . والتشديد مخرجه من الطريق الجَدَد أي الواضح. والجَدجَدُ: الفيفُ الأملس، ومفازةٌ جَدجَدٌ. والجدجد: دويبة على خِلقةِ الجُندُب إلا أنها سُويداءٌ قصيرةٌ، ومنها ما يقرب إلى البياض، ويسمى أيضاً صَرصَراً. ورجلٌ جُدٌّ أي ذو جَدٍّ. والجَدّاءُ: مفازة يابسةٌ، وكذلك سنةٌ جَدّاء، ولا يقال: عامٌ أَجَدُّ. وشاةٌ جَدّاءُ: يابسةُ اللّبَنِ، وناقةٌ جَدّاءُ. والجَدّاءُ: الشاة المقطوعة الأذن.
__________
(1) علق الأزهري فقال: وقد غلط الليث في الوجهين معا، أما التخفيف في الجادة فما علمت أحدا من أئمة اللغة أجازه، ولا يجوز أن يكون فعلة من الجواد بمعنى السخي.
(2) أراد بقوله: مضاف إليه كونه موصوفا.(6/9)
وجداد النخل: صِرامُه، وقد جَدَّه يَجُدُّه. والجُدُّ: البِئرُ تكون في موضع الكَلأ. وكساء مجُدَّد «1» : فيه خطوطٌ مختلفةٌ يقال له الجُدُّ. وجَدَّ ثَديُ أُمكَ إذ دُعِي عليه بالقطيعةِ «2»
دج: الدُجَّةُ: شِدَّة الظُّلّمة، ومنه اشتقاق الدَّيجُوج يعني الظلام، وليل دجوجي وسَوادٌ دَجُوجيٌّ وشَعرٌ دَجُوجيٌّ أيضاً. وتَدَجْدَجَ اللَّيلُ فهي «3» دَجداجة، قال العَجَاجُ:
إذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجدَجا «4»
والمُدَجَّجُ: الفارس الذي قد تَدَجَّجَ في شِكتَّه. والمُدَجَّج: الدُّلدُلُ من القَنافذ (وإياه عنى القائل:
__________
(1) كلمة مجدد زيادة من التهذيب واللسان.
(2) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة قوله: قال غير الخليل: الجداد (بضم فتشديد) بقية الثوب إذا قطعه الحائك، قال (الأعشى:)
أضاء مظلته بالسراج ... والليل غامرجدادها
قال: أراد طرائق المظلة ونواحيها.
(3) كذا ورد في التهذيب واللسان والأصول المخطوطة.
(4) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 348.(6/10)
ومُدَجَّجِ يعدُو بشِكَّتِهِ ... مُحمَرَّةٍ عَيناه كالكَلبِ) «1»
والدِّجاجةُ لغةٌ في الدَّجاجة. والدَّجاجةُ: وستقة من الغَزل أي كُبَّةُ، قال:
وعَجُوزاً أَتَت تبيعُ دَجاجاً ... لم يُفَرِّخنَ قد رأيتُ عُضالا «2»
والدَّجَجانُ: الدَّبيبُ في السَّير، وقومٌ داجٌ أي يَدِجُّون على الأرض.
وفي الحديث: هؤلاء الداجُّ ليسُوا بالحاجِّ
، فالداجُّ الأجَراء مع الحاجِّ ونحوهم. قال: وبذلك سَمِّيَتِ الدَّجاجة
باب الجيم مع الذال ج ذ مستعمل فقط
جذ: الجَذُّ: القَطعُ المُستأصلُ الوَحِيُّ. والجُذاذُ: قِطَعُ ما كُسِرَ، الواحدةُ جُذاذةٌ، كما جُعِلتِ الأصنامُ جُذاذاً وقُطِعَ أطرافها فتلك القِطعُ الجّذاذُ. والجُذاذُ: قطع الفضة الصغار.
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين وسقط في الأصول المخطوطة.
(2) البيت في التهذيب واللسان منسوبا إلى (الخزاعي) ، والرواية فيهما:
وعجوزا رأيت باعت دجاجا.....
. ولم نجد الوستقة أو الدستقة في المعجمات.(6/11)
والجذيذ: السويق، والجذيدة: الجشيشة إذا اتخُذت من السَّويقِ الغليظ. وجذذت الحبل فانجذ أي تَقَطع فهو مجذوذٌ. وقوله تعالى عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ
«1» ، أي غير مقطوع.
باب الجيم مع الثاء ج ث، ث ج
جث: الجَثُّ: قَطعُك الشيء من أصله، والاجتِثاثُ أوحى منه، واللازم انجث واجتثَّ أيضاً «2» وشَجَرةُ مُجتثةٌ لا أصل لها في الأرضِ. والمُجتثُّ من العَروض مُستفعلن فاعلات مرّتين. ولا يَجيء من هذا النَّحو أنقص منه ولا أطول إلاّ بالزِّحافِ. والجثجاث من نبات الرَّبيع إذا أحسَّ بالصيفِ يَبِسَ. قال زائدة: هي شجرةٌ لا تزال خضراءَ في الشتاء والصيف، طيبة الرِّيحِ، يُستاكُ بعُرُوقها، من مَراتِعِ الوَحشِ، قال رؤبة:
تَرمي ذِراعَيهِ بجثجاثِ السُّوَق «3»
والجُثَّةُ: خلقُ البدَنِ الجَسِيمِ.
__________
(1) سورة هود، الآية 108
(2) لم نجد في المعجمات الفعل اجتث لازما بل هو متعد. غير أن ذلك قد ورد في الأصول المخطوطة.
(3) الرجز في ديوان رؤبة ص 105.(6/12)
وجثثت منه وجئثت، ورجلٌ مَجثُوثٌ ومَجؤُوثٌ أي قد جُثَّ يعني أُفزِعَ.
ثج: الثَجُّ: شِدَّة انصِباب المَطَرِ والدَّمِ، ومَطَرٌ ثجاجٌ.
باب الجيم مع الراء ج ر، ر ج مستعملان فقط
جر: الجَرة وجمعها الجِرارُ والجَرُّ، والجِرارةُ حِرفةُ الجَرّارِ. والجَرّارةُ: عَقربٌ صفراءُ كأنها تِبنةٌ. والجارورُ: نَهر يشُقُّه السَّيل فيتَّخذُة نهراً «1» والجارورُ: كلُّ مكانٍ يَنحطُّ إليه الماءُ من عَلٍ وهو في سُفلٍ كأنه يَجُرُّ إليه الماءَ. والجَرُورُ من الحَوامِلِ: التي تجر وَلَدَها إلى أقصى الغاية، قال:
جَرَّت تِمَاماً لم تخبط جهضا «2»
وطعنت فارساً فأجرَرتُه الرُّمحَ إذا مَشَى به. ورُبَّما شُقٌ وسطُ لسانِ الجَديِ أو الفَصيل ثم يُشَدُّ فيه خشبة كي لا
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة وأما في اللسان والتهذيب ففيهما: فيجره نهرا.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) 3/ 90 وروايته: لم تخنق جهضا(6/13)
يَرضعَ، ويُسمَّى ذلك التقليد الإجرار، وجَرَّ الفصيل فهو مجرور، وأجَرَّ: أُنزِل به ذلك، قال:
فلو أن جَرما أنطقتني رِماحُهُم ... نَطَقتُ ولكن الرماحَ أجَرتِ «1»
والمَجَرةُ: شَرَجُ السَّماء، قال:
لَمِن طلَلٌ بين المجرةِ والقَمَر ... خَلاءٌ من الأصواتِ عافٍ من الأثَر «2»
والمَجَرُّ: الجَرُّ. وكان عاماً أولَ كذا فهلم جَرّاً إلى اليوم. والرجلُ يجر على نفسه جَريرةً أي جنايةً، وتُجمَعُ على جَرائِر. وتقول في معنى من أجلِكَ: من جَريرِكَ، ومن جَرّاكَ، قال أبو النَّجم:
فاضت دُموعُ العَين من جَرّاها «3»
والجِرَّةُ جِرَّةُ البعيرِ حين يجترها فيقرِضُها ثم يكظِمُها. والجَرجَرةُ: تردُّد هَديرِ البعير في حَنجرَته وشقشقته ثم يُخرجُه فيهدر، قال:
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان (لعمرو بن معديكرب) والرواية فيهما:
ولو أن قومي أنطقني رماحهم..........
وهذه هي أيضا رواية الديوان ص 45.
(2) لم نهتد إلى قائله.
(3) الرجز في التهذيب واللسان (جرر، ويه) .(6/14)
جَرجَرَ في حَنجَرةٍ كالحُبِّ «1»
والجرجيرُ: نبات من أحرار البُقول. والجِرجارُ: نبات. والجَرجَرُ: ما يُداسُ به الكُدسُ من حديد. والتَجَرجُرُ: صَبَّكَ الماءَ في حَلّقكَ. والجَرورُ: الفَرَسُ الذي لا ينقادُ. والجريرُ: حَبل الزَّمامِ. والجُرجُورُ: مائةً من الإبل، ويقال: مائةٌ جُرجُورٌ كما يقال: مائةٌ كاملةٌ، قال الكميت:
ومُقِلٍّ أسقتمُوه فأثرَى ... مائةً من عطائكم جرجورا «2»
ويقال: الجُرجُور الكِرامُ كقول الأعشَى:
يَهَبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ كالبستان ... تَحنُو لدَردَق أطفال «3»
والجَرُّ: المكانُ الصُّلبُ الذي قد انحدَرَ عن أن يكون طِيناً فهو يحتشّ (كذا) أي ينشف، قال:
__________
(1) الرجز (للأغلب) في التهذيب وزاد في اللسان العجلي.
(2) البيت في اللسان.
(3) البيت في اللسان وفي جميع طبعات الديوان.(6/15)
ونؤياً كحَوضِ الجَرِّ لم يَتَثَلمِ «1»
رج: الرّجّ: تَحريكُكَ شيئا كحائط دككته، ومنه الرَّجرَجَةُ. وكتيبةٌ رَجراجَةٌ: يَتَرَجرجُ عليها الحديدُ. وامرأة رَجراجةٌ: يَتَرجرجُ عليها كَفَلُها ولحَمُها. والارتِجاجُ: مُطاوعَةُ الرَّج، وهو أن تُزلزِلَ زِلزالاً شديداً. وارتَجَّ الظَّلامُ: التَبَسَ. والرَّجرَجُ: نَعتٌ للشيء يَتَرَجرَجُ. والرَّجرَجُ: الثريدة الملينة المُكتنزةُ. والرَّجراج «2» : شَيءٌ من الأدوية. والرِّجرِجُ «3» : ماءُ القَريسِ. والرَّجرِجةُ: بَقيَّة الماء في الحوضِ الكَدِرةُ المُختلطةُ بالطِّين. وارتَجتِ البَقَرةُ: كَرِهَتِ الفَحلَ. والرَّجّاجُ: الضعيفُ من الناسِ والإبل
__________
(1) هذا عجز بيت (لزهير) ، وتمامه وروايته كما في شرح الديوان ص 7:
أتا في سفعا في معرس مرجل ... ونؤيا كحوض الجد لم يتثلم
ورواية أخرى للبيت:
...... ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم
(2) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الرجاج.
(3) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الرجرجة.(6/16)
ورِجرِجةٌ من الناس أي سِفلةٌ. والرَّجاجُ: المَهازيل، قال:
فهُمْ رَجَاجٌ وعلى رَجَاجِ «1»
باب الجيم مع اللام ج ل، ل ج يستعملان فقط
جل: جَلَّ في عَيني أي عَظُمَ، وأجلَلتُه أي أعظمتُه. وكلُّ شيءِ يَدِقُّ فجُلاله خِلافُ دُقاقِه. وجُلُّ كلِّ شيءٍ عظمه. وتقول: ما له دقٌّ ولا جِلٌّ. والجِلُّ: سوق الزَّرعِ إذا حُصدَ عنه «2» السّنبُل. والجُلَّةُ: وِعاءُ التَّمرِ، من خُوصِ. وجُلَّ الدّابَّةِ معروفٌ. وجِلالُ كلِّ شيءٍ: غِطاؤه. كالحَجَلةِ وشِبهها، وهو واحدٌ والجَمعُ أجِلَّة.
__________
(1) الرجز في اللسان غير منسوب.
(2) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: عليه.(6/17)
والتَّجلجُلُ: السُّؤوخُ في الأرض والتحرك والجولان، وحركةُ الرَّيحِ وتَجَلجُلِها «1» . وجِلٌّ وجِلاّنُ: حَيّانِ من العَرَبِ. وإبل جَلاّلةٌ أي تأكل العَذِرةَ، كُرِهَ لَحمُها ولَبنها حتى الانتِفاع بظهرها وكذلك من الأنعام. والجَلةُ البَعرُ، وهو يَجتلُّه أي يَلتقِطُه. وناقةٌ تَجلُّ عن (الكَلالِ أي أجل من أن تكل لصَلابتها) «2» . وناقةٌ جُلالةٌ وجَمَلٌ جلال: ضخم، مخرج من فعيل. وحَملَ جُلاجِلٌ: صافي النَّهيقِ. والجِلّةُ: العِظامُ من الإبلِ والمَعَز ونحوِه. والجُلجُلانُ: ثَمَرُ الكُزبُرة. والجَلجَلَةُ: تحريك الجلجُل، وصوت الرعد. والجَليلُ: الكلأ وهو الثُّمام، وجمعُه الأَجِلَّةُ، قال:
....... وحولي إذخر وجليل «3»
__________
(1) كذا في س وأما في ص وط ففيهما: حرك الريح وتجلجله.
(2) المحصور بين القوسين من التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الأحياء أي لا نعي وهو غير متجه إلى معنى واضح.
(3) من عجز بيت في اللسان، قال: وأنشد (أبو حنيفة) لبلال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بفج وحولي إذخر وجَليلُ(6/18)
وجَلَّ في عيني أي احتُقِر وتهاون، وهذه من المُضاد «1» ، قال:
ألا كُلُّ شيءٍ سِواهُ جَلَل «2»
والجَلَل بمعنى الأجَلِّ. والجلجالُ في قول رؤبة:
بساهكاتٍ رُقُقٍ وجَلجال «3»
يعني جِلالَ القِماش.
لج: لجَّ يلج ويَلجُّ لجَاجاً: قال العجّاج:
وقد لجِجنا في هَواكِ لَجَجا «4»
أي لَجاجاً. ولُجَّةُ البحر حيثُ لا تُري أرضٌ ولا جَبَلٌ. ولَجَّجَ القومُ: دخلوا في لُجَّةٍ. وبحرٌ لُجِّيٌّ أي واسع اللُّجَّةِ. والتجَّ الظَّلامُ: أختلط، والأصواتُ اختلطت وارتفعت.
__________
(1) هذا ما لم نجده في المعجمات ولكننا وجدنا الجلل للعظيم من الأمر والحقير.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولكننا نعرف أن للشاعر (لبيد) صدر بيت هو:
كل شيء ما خلا الله جلل.
(3) لم نجده في أراجيز (رؤبة) .
(4) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (ط أوربا) ص 9 ولم أجده في طبعة دمشق.(6/19)
واللجلجة: كلام الرجل بلسانٍ غير بَين، وهو يُلجلِجُ لسانه، وقد تَلَجلَجَ لسانه، قال:
ومنطِق بلسانٍ غير لجلاجٍ «1»
قال: وربما تَلجلجُ اللُّقمةُ في فَمِ الأكل من غير مَضغٍ، يعني: يُقلبُها في فمه، قال:
يُلَجلِجُ مُضْغةَ فيها أنيض ... أصلت فهي تحتَ الكَشحٍ داءُ «2»
وكلامٌ مُلَجلَجُ: مُختلطٌ. وفلانٌ يلِجُّ بالشيء أي يُبادرُ به فيؤخذُ، يقال: تَلَجلَجَ داره أي أخذها منه. واللجة اسم من أسامي السيف، وإنما هو اللُّجُّ. وقال في لجَلجَةِ اللسان:
ولم تُلفِني ولم تُلفِ حِجتي ... بلَجلَجَةٍ أبغي لها من يُقيمها «3»
باب الجيم مع النون ج ن، ن ج مستعملان
جن: الجنُّ: جماعة وَلَدِ الجانِّ، وجمعهم الجِنَّةُ والجِنّانُ، سُمُّوا به لاستجنانهم
__________
(1) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) البيت في التهذيب (لزهير) وكذا في اللسان وانظر الديوان ص 82
(3) لم نهتد إلى القائل.(6/20)
من الناس فلا يُرونَ. والجانُّ أبو الجِنِّ خُلِقَ من نار ثم خُلق نَسله. والجانُّ: حيَّةٌ بيضاء، قال الله عز وجل- تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً «1» * والمَجَنَّةُ «2» : الجنُون، وجُنَّ الرجلُ، وأجَنَّه الله فهو مَجنُونٌ وهم مَجانينُ. ويقال به: جنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة، قال:
من الدارميّينَ الذين دِماؤُهم ... شفاءٌ من الدّاءِ المَجَنةِ والخَبلِ «3»
وأرض مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجنِّ. والجَنانُ: رُوعُ القلبِ، يقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفَزَعِ. وأجَنَّتِ الحاملُ الجنينَ «4» أي الولد في بطنها، وجمعُه أجِنَّة وقد جَنَّ الولدَ يجِنُّ فيه جَنّاً، قال:
حتى إذا ما جَنَّ في ماء الرَّحِم «5»
ويقال: أجَنَّة اللَّيل وجَنَّ عليه اللَّيلُ (إذا أظلم حتى يَستره بظُلمته. واستجنَّ فلانٌ إذا استتر بشيءٍ. والمِجَنُّ: التُّرسُ.
__________
(1) سورة القصص، الآية 31.
(2) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان: الجنة.
(3) البيت في التهذيب واللسان وهو (للفرزدق) كما في حاشية هارون في التهذيب 10/ 417 انظر الحيوان 6/ 7 عيون الأخبار 2/ 79
(4) كذا هو الوجه كما في ص وأما في ص وأما في ط وس فقد ورد: الحامل والجنين.
(5) لم نهتد إلى الراجز.(6/21)
والجَنجَنُ والجَناجِنُ: أطراف الأضلاعِ مما يلي الصَّدرِ وعظمَ القلبِ. والجَنَّةُ: الحديقة، وهي بُستانٌ ذاتُ شَجَرٍ ونُزهةٍ، وجمعُه جَنّات. والجُنَّةُ: الدرع، وكل ما وقاك فهو جُنَّتُك. والجَنَنُ: القبر، وقيل للكَفَنِ أيضاً لأنه يُجنُّ فيه الميِّتُ أي يُكَفَّن.
نج: النَّجنجَةُ: الجَولةُ عند الفزعة «1» . والأنجوج: ريح طيِّبٌ. ونّجنَجَ إبلَه: ردَّها عن الحَوض. ونَجنَجَ أمره: أي رَدَّدَ ولم يُنفِذه، قال العجاج:
ونَجنَجَت بالخَوفِ من تَنَجنَجَا «2»
باب الجيم مع الفاء ج ف، ف ج مستعملان
جف: جف يجف ويجف جُفُوفاً. والجُفُّ «3» : ضَربٌ من الدلاء، قال:
__________
(1) كذا في التهذيب واللسان وهو ما نسب إلى الليث من العين.
(2) الرجز في التهذيب واللسان وفي ديوانه من ضمن مجموع أشعار العرب ص 10
(3) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما: الجفة.(6/22)
كل عجوز رأسها كالقفه ... تسعى بجف معها هرشفه «1»
ويقال: هو الذي يكون بين السَّقائين يملؤون به المزايد. قال زائدة: الجُفُّ الشيء الخلق والشيخ الكبير، وقشر كل شيءٍ جُفُّه. والجُفُّ: قِيقاءةُ الطَّلعِ، وهو الغِشاءُ الذي يكونُ على الوَليعِ، وجمعُه جُفوف، قال:
وتبسم عن نير كالوليع ... شقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا «2»
والجُفوَةُ والجُفُّ «3» : جماعة من الناس. والتِّجفافُ معروف، ويُجمع على التَّجافيف. والتَّجفاف (بنصب التاء) : مصدر بَدَلَ التَّجفيف، وتقول: جَفَّفتُ التِّجفافَ تَجفافاً أي تَجفيفاً. ويقال: اعزل جُفافه عن نَدِيَّه أي ما جف منه. والجفجف: القاعُ المستديرُ الواسعُ (وأنشد:
يَطوي الفَيافي جَفجَفاً فَجَفجَفا) «4»
__________
(1) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو كذلك في اللسان (جفف، قفف. هرشف) مع اختلاف في الرواية.
(2) البيت في التهذيب واللسان (جفف، ولع) غير منسوب.
(3) هذا مثل من التقاء المضاعف والمعتل الناقص في المعنى والأصل واحد.
(4) الرجز (للعجاج) كما في ديوانه (مجموع أشعار العرب) ص 83 وهو في التهذيب، واللسان وروايته في الديوان:
في مهمة ينبي نطاه العفا ... معق المطالي جَفجَفاً فَجَفجَفا(6/23)
فج: الفَجُّ: الطَّريق الواسِعُ في قُبُل جَبَلٍ ونحوهُ، ويُجمع فِجاجاً. والفَجَجُ أقبحُ من الفَحَجِ، ورجلٌ أفَجُّ. والنَّعامةُ تُفِجُّ إفجاجاً إذا رمت بصومها، قال ابن القربة أُفجُّ إفجاجَ النَّعامة وأجفِلُ إجفال الظَّليم. وأفِجُّ إفجاجاً أي أسرح وأُفاجُّ لغةٌ. والفَجفَجَةُ: الصَّلفُ
باب الجيم مع الباء ج ب، ب ج مستعملان
جب: الجَبُّ: استئصال السَّنام من أصله، وبَعيرٌ أَجَبُّ، قال النابغةُ:
ونأخذُ بَعده بذِنابِ عَيقٍ ... أَجَبِّ الظَّهر ليس سَنامُ «1»
وجَبُّ الخُصَى: استئصال ما هناك.
__________
(1) البيت (للنابغة) كما في ديوانه (ضمن خمس دواوين من أشعار العرب) . وقد جاء في الأصول المخطوطة بعد البيت التعليق الآتي: نصب الظهر على توهم التنوين في أجب كما قال:
فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بربيعة الشعر الرقابا
خرج التنوين من الشعر لمكان الألف واللام، ومن أجب لأنه أفعل لا ينصرف، وليس على حد النعت. وفي ص وط: ولا بغزارة الشعر الرقابا(6/24)
والجبُوب: وَجهُ الأرض الصُّلبة. والجُبابُ: كهيئة الزُّبد من ألبان الإبل. والجَبُّ: الغَلَبةُ. والجِبابُ: جمع الجُبّةِ التي تُلبس. وتقول: هي جُبّة السِّنانِ أو نحوه أي مدخَلُه. والجُبَّة بياض تَطَأ فيه الدابَّة بحافرها «1» حتى تبلُغ الأشاعر، والنعتُ مُجبَّب «2» ، قال: المرّارُ بنُ منقذ:
ببعيدٍ قدرُه ذي جَبَبٍ ... سَلِطِ السُّنبُكِ في رُسغِ عَجِز «3»
وقال:
إذا تأملها الراؤونَ من كَثَبٍ ... لاحَت لهم غُرّةٌ منها وتَجبيبُ «4»
والجُبُّ: بئرٌ غير بعيدة القَعر، ويجمع على جببَةٍ وجباب وأجباب والجُبجُبةُ: شيءٌ يٌتَّخذُ من أَدَم كهيئة اللَّقَن يُسقى منها البعير، ويُنقَعُ فيها الهَبيد. والجَباجِب: الزِّبل من الجلود، الواحدة جبجبة.
__________
(1) كذا في س وأما في ص وط والتهذيب: يطأ فيه الدابة بحافره.
(2) جاء بعد هذا قوله: وقال غيره التجبيب: تحجيل يبلغ الركبتين، آثرنا وضعها في الحاشية لأنها كلام لغير الخليل.
(3) لم نهتد إلى تخريج الشاهد.
(4) لم نهتد إلى القائل.(6/25)
والجُبجُبَة: كَرِش يُجعل فيها اللحمُ المُقطع ثم يُطبخ أو يُشوى، قال:
إذا عرضت منها كهاة سمينة ... فلا تُهدِ منها واتَّشِق وتجبجب «1»
وعرضت: ماتت من مَرضٍ يُسمى عارضة. وتَجَبجَبْ أي اتَّخذ منها قَلِيَّةً في قطعةٍ من جلدها مُشرَّج. والجُبُوب: الحِجارةُ الواحدة بالهاء. والجَبابُ: زمن صِرامِ النَّخل، يقال: جبوا نخلهم أي صرموها. والتَّجبيبُ: النَّفار والذَّهاب، يقال: جَبَّبَ فذهب.
وفي الحديث: الممسك بطاعةِ اللِّه إذا جَبَّب عنها الكار بعد الفارّ.
بج: البّجُّ: الطعن، قال رؤبة:
نَقخاً على الهامِ وبَجَاً وخضاً «2»
والبَجبَجَةُ: شيء يفعله الإنسان عند مُناغاةِ الصَّبيِّ. قال زائدة: والبَجبَجَةُ صوت البطن. وبّجَّ الجُرح يَبُجُّه بجا أي شقَّه، ويقال: انجَبَّتْ ماشيتُكَ من الكَلاءِ إذا فَتقها البَقلُ فأوسع خاصِرتَيها، قال:
__________
(1) العجز في التهذيب وتمام البيت في اللسان غير منسوب.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 81(6/26)
...... بَجَّها ... عساليجُه والثامر المُتناوِحُ «1»
باب الجيم مع الميم ج م، م ج مستعملان
جم: جَمَّ الشيءُ واستجم أي كثُرَ. والجُمُومُ: مصدر الجامَّ من الدَّوابِّ وكلِّ شيء، وجَمَّ يَجُمَّ. والجُمُامُ: الكَيل إلى رأس المِكيال، وتقول: جَمَمتُ المِكيالَ جَمّاً. والجُمَّة: بِئر واسعةٌ كثيرة الماء. قال زائدة: جَمَّمْتُه تجميماً لا غير. وقال أبو سعيد: الجمة البئر التي قد جَمَّ ماؤُها بعد تنكيز أي قِلَّة. وجَمَّمتُ المِكيالَ أي لم أوفِ، تجميماً. والجُمَّةُ: الشَّعرُ، (والجميع الجُمَمُ) «2» والجَميمُ: النَّباتُ إذا تخطَّى الأرض. والجَمَمُ: مصدرُ الشّاةِ الجَمّاءِ وهي التي لا قَرْنَ لها.
__________
(1) البيت في التهذيب (لجيهاء الأسلمي) ، وهو كذلك في اللسان يصف عنزا بحسن القبول وسرعة السمن على أدنى المرتع وقلة الأكل (قسر، ظنب) . وصدره: (لجاءت كأن القسور الجون بجها) .
(2) زيادة من التهذيب.(6/27)
والجَّمّاء الغَفيرُ: الجماعة من الناس. قال أبو سعيد: الجَمّاءُ استِواءُ الناس حتى لا تَرى لبعضهم على بعضٍ فضّلاً، ليس فيهم متقدم لصاحبه، كأنهم حزمة، والغَفيرُ الذي غَفَرَ غَطَّى بعضهم بعضاً فلست ترى من تعرفُه من التِفاف بعضهم ببعض، وتقول: جاءَ القومُ جَمّاءَ الغَفير وجَمّاً غَفيراً. والجَمّجَمةُ: ألا تُبينُ كلامك من غير عِيَّ، قال:
لعَمري لقد طالما جَمْجَمُوا ... فما أخَّرُوه وما قَدَّمُوا «1»
قال زائدة: الجمِامُ (بكسر الميم) أي الموضع الذي عليه اللَّحامُ، وهي الحديدةُ التي يُلحَمُ بها المِكيال «2» . والجُمّجُمةُ: القِحف وما تعلَّق به من العظام. والجمِامُ: كثرة الماء. والجمِامُ: الراحة. والجُمَّةُ: الجماعة من الناسِ، لا واحدَ لها. والأجَمُّ: الذي لا رمحَ له. والأَجَمُّ: الذَّكَر من الشّاةِ الجَمّاءِ. والأجمّ: البناء الذي لا شُرَف له. وأجَمَّتِ الحاجةُ أي دَنَت وحاجت.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) كذا في س وأما في ص وط ففيهما! .... الذي عليه اللجام (بالجيم) ... التي يلجم المكيال.(6/28)
مج: المُجُّ: حبٌّ كالعدس. قال الضرير: هو الماشُ. والمُجاجُ: ما تَمُجُّ، والشَّراب مَجاجٌ العِنبِ. ومُجاجُ الجَرادِ «1» ما يَسيلُ من أفواهِها، قال:
وماءٍ قديمِ العهدِ أجنٍ كأنَّه ... مُجاجُ الدَّبَا لاقَى بهاجِرةٍ دَبَا «2»
أي ينبثق بعضهُ على بعضٍ. والماجُّ: الأحمق، الكثير ماء القلب «3» . والمَجمَجَةُ: تخليط الكتب وإفسادها بالقلَم. وكَفَلٌ مُمَجمَجٌ (إذا كان يَرتَجُّ من النَّعمة) ، «4» قال:
وكَفَلاً رَيّان قد تمجمجا «5»
وقال آخر:
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما: مجاج الدبا.
(2) البيت في التهذيب واللسان وروايته:
وماء قديم عهده وكأنه.......
غير منسوب.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما الماج الأحمق الذي يسيل لعابه.
(4) ما بين القوسين، زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث وهو أصل العين.
(5) قائله (العجاج) والبيت في ديوانه (مجموع أشعار العرب) 2/ 8(6/29)
ندى الرَّملِ مَجَّته العِهادُ القَوالِسُ «1»
وهي التي تخرج الندى كما تخرجه من خوفك ومُتَمَجمِجٌ ومُتَرِجرِجُ واحدٌ. والمِجَماجُ: الكثير اللَّحم، والبَجباجُ مثلُه. وأمجَّ الفَرسُ إذا بَدا في العدوِ قبل أن يضطرمَ. والمَجُّ مَجُّ الرِّيق، واسمُهُ المُجاجُ، وهو أن يخرج رِيقه على طَرفِ الشَّفَةِ فَيَمُجُّه مَجَّاً
الثلاثي الصحيح
باب الجيم والشين والذال معهما ش ج ذ يستعمل فقط
شجذ: يقال: أشجَذَتِ السَّماءُ إشجاذاً إذا أقلعت بالمطر.
باب الجيم والشين والراء معهما ش ج ر، ج ش ر، ش ر ج، ج ر ش مستعملات
شجر: يقال لمجتمع الشَّجَرِ: شَجراءُ. والمَشجَرَةُ: أرض تنبت الشَّجَر الكثير، وقلَّ ما يقال: الأرض شَجيرة، وماء شجير.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.(6/30)
وهذه أشجَرُ من هذه أي أكثر شَجَراً. والشَّجَرُ أصناف، فأما جِلُّ الشَّجَر فعِظامُه وما بقي على الشِّتاء، وأمّا دِقٌّ الشَّجَر فصنفانِ، أحدهما تبقى له أرومة في الأرض في الشتاء، ويُنبتٌ في الربيع، وما يَنبت من الحَبِّ كما يَنبت من البقل، وفَرقٌ ما بين الشجَر والبقل، أنَّ الشَّجَرَ يبقى له أرُومةٌ على الشتاء ولا يبقى للبقل شيءٌ. وأهل الحجاز يقولون: هذه الشَجَرُ، وهذه البُرُّ، وهي الشَّعيرُ، (وهي التَّمرُ) «1» ، وهي الذَّهبُ، لأن القِطعة منه ذَهَبةٌ وبلُغتهم نَزَلَ: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ «2» ، ولذلك لم يقُل: يُنفقونَه لأن المذكَّر غالبٌ للمؤنَّث، فإذا اجتمعا فالذَّهبُ مذكَّر والفِضَّةُ مؤنَّثةٌ. ويقال: شَجَرةٌ وشَجَراتٌ وشَجَر. والمُشَجَّرُ ضربٌ من التَّصاوير على صِفةِ الشَّجَر «3» . وقد شَجَرَ بينهم أمرٌ وخصُومةٌ أي اختلط واختلف، واشتَجَرَ بينهم. وتَشاجَرَ القومُ: تنازعوا واختلفوا. ويقال: سُمِّيَ الشَّجَر لاختلاف أغصانِه ودخولِ بعضها في بعض،
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) سورة التوبة، الآية 34.
(3) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد ورد: صيغة.(6/31)
واشتقَّ من تشاجر القوم. والشَّجَرُ: مَفرِجُ الفمِ، قال يصفُ فَحلاً:
ينحي إذا ما جاهلٌ تَرَمرَمَا ... شَجراً لإعناقِ الدَّواهي محِطَما «1»
والشَّجيرُ: الغريبُ الذي لا قِدحَ له. والشَّجُورُ البعير. وإذا تَدَلَّت أغصان شَجَرٍ أو ثوب فرفعته وأخفيته قلت: شَجَرتُه، وهو مَشجُورٌ، قال العجاج:
رفع من جلاله المَشجُور «2»
والجِلالُ واحدٌ وهو الغطاء، وجمعه أجِلَّةٌ. والشَّجارُ: خشبُ الهَوَدَجِ فإذا غُشِّيَ غِشاوةً صار هَودَجاً. والرِّماح شَواجِرُ يختلف بعضها في بعضٍ، واشتَجَرَتِ الرِّماحُ في جَنبِه. والمَشجور الممسُوك، وهي خَشَبة فيها شِراعُ السفينة. والسَّجيرُ والشَّجيرُ واحدٌ، وهما الخليط والصديق
جشر: الجشر بقول الربيع.
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز.
(2) الرجز في التهذيب والديوان (مجموع أشعار العرب) ص 28.(6/32)
وجَشَّروا الدَّوابَّ: أرسلوها في الجَشر. والجَشَرُ: ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأصداف وأشباه ذلك، وربَّما اجتمع فلزق بعضه ببعض وصار حجراً تُنحَتُ منه أرحيةٌ بالبصرة لا تصلح للطَّحن، فيُجعلُ لرءوس البلاليعِ. قال زائدة: وجدنا أرضا بها جَشرٌ من بُقولٍ أي خليط من ضروبه. وجَشَرَ الصُّبحُ: انكشط عنه الظَّلام،
وعن عثمانَ: لا يَغُرَّنَّكم جَشركُم عن صلاتِكم.
وقال زائدة: أرضٌ جَشِرةٌ أي صفّاء «1» . والجاشِرُ: الغليظ. ومالٌ جَشرٌ أي يأوي إلى أهله. قال أبو الدُّقَيش: أصبح بنو فُلانٍ جَشراً أي يأوُونَ إلى مكانهم في الإبلِ. والجَشيرُ: الجُوالقُ الضخم. والجاشِريَّةُ: امرأةٌ منسُوبةٌ.
شرج: الشَّرَجُ: عُرى المُصحف، والعَيبةِ والخِباء ونحوهِ مِمّا يُشرَجُ بعضهُ ببعض. وشَرَّجَتِ اللبن تَشريجاً أي نضدت بعضه ببعض. والشَّريجةُ: جَديلة من قصب للحمام.
__________
(1) لعلها صفواء.(6/33)
والشِّريجان: لونانِ مختلفان من كل شيءٍ، قال في وصف القطا:
شَرائجَ بين كُدريٍّ وجُونِ «1»
والعُودُ الواحد يشقُّ منه القوسان يُدعى الشَّريج. والشَّريجُ: العقب، يقال: أعطني شريجةً منه. والشَّرجُ شَرَجُ الوادي إذا بَلَغَ مُنفسحه، ورُبما اجتمعت أشراجُ أوديةٍ في موضعٍ واحدٍ، قال العجّاج:
بحيثُ كان الواديان شَرَجَا «2»
أي بحيث يلتقيان ويَتفَرَّقان. قال زائدة: شَرَجُ الوادي مُنعرجة ومُلتقاه. والأشرَجُ الذي له خٌصيَةٌ واحدةٌ، ويقال: هو الذي خُصيتُه في صَفَنِها فلحقت. وقال زائدةُ: تَشَرَّجَ اللَّبن خالطه دمٌ يخرج من أثر صِرار النّاقة. وشَرَّجتُه أنا إذا خلطتُه بدُهنٍ أو بشيءٍ من دسمٍ. وشَرَجتُ الثَّوب وشَمرَجتهُ إذا خِطتُه خِياطَةَ سُوءٍ. والشَّريجةُ من أدواتِ النِّساء: ما تعدُّه للنَّدف. وانشَرَج القوسُ والقناةُ: أصابها انكسار غير بات.
__________
(1) عجز بيت تمامه في التهذيب وهو.
سبقت بورده فراط شرب......
وهو غير منسوب، وقد ورد في اللسان برواية:
سقت بوروده فراط شرب
(2) الرجز في اللسان والديوان ص 389.(6/34)
جرش: الجرش: حَكُّ شيءٍ خَشنٍ بشيءٍ مثله كما تجرُشَ الأفعى أثناءها إذا احتكَّت أطواؤها فتسمع لها صوتاً وجَرّشاً. والملح: الجريش كأنه حَكُّ بعضه بعضاً حتى تفتَّت. والجَرشُ: الأكل. وجرش: موضع باليمن. ومُجرَئِشٌّ الجَبَيين بوزن مُجرَعِشّ حيث انتفخ أوساطها من ظاهرٍ وباطنٍ. قال: ومن العُنوق: حمراءُ جُرَشيَّةٌ. ومعنى جَرشٌ من الليل أي ساعة. ومن العِنب جُرَشيٌّ منسوبٌ إلى جُرَش وهو جيدٌ بالِغٌ. والجَريشُ يُتخذ من لُبابِ القمحِ. والجِرِشَّى بوزن فعلى: النفس، قال الشاعر:
بكى جزعاً من أن يموت وأجهشت ... إليه الجِرِشَّي وارمَعلَّ حَنينها «1»
باب الجيم والشين مع النون ش ج ن، ن ش ج، ج ش ن، ش ن ج، ن ج ش مستعملات
شجن:
__________
(1) البيت في اللسان (جرش) غير منسوب، وروايته:
....... وارمعن حنينها
وهو بهذه الرواية في (رمعل) مع بيت آخر منسوبين إلى (مدرك بن حصن الأسدي) .(6/35)
الشَّجَنُ: الهمُّ والحزنُ، وأشجَنني فشَجُنتُ منه أشجُن شُجُوناً. والحمامة تَشجُنُ شُجوناً إذا ناحت وتَحزنت. ووردت أرضاً ما كانت لي شَجَناً أي وطناً. والحديث ذو شُجُونٍ أي فُنونٍ وأعراض أي أطراف ونواحٍ. والأشجانُ: الأحزانُ، جمع شَجَنٍ، والفعل منه شَجِنتُ أي صار الشَّجَنُ فيَّ «1» وأما تَشَجنت فكأني تذكرت وتبكَّيت لذلك، (وهو كقولك) «2» : فَطُنتُ فطناً، وفَطِنتُ للشيء فِطنةً (وفَطَنا) «3» ، (وأنشدَ:
هَيَّجنَ أشجاناً لمِن تَشَجَّنا «4»
والشاجنةُ: ضَربٌ من الأوديةِ والمَسايل ذو نبتٍ حسن، والجميع الشواجن. والشجنة: شجنة الرحم معلقةٌ بالعرش «5» ، ويعني بالشُّجنة قرابةً مُشتبِكةٌ، ويقال: هي كالغُصن من الشَّجَرَةِ، ويقال: هي شجنة وشجنة.
__________
(1) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: فيه.
(2) زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.
(3) زيادة من التهذيب.
(4) الرجز في التهذيب وفي اللسان (شجن شجب) وفي شجب: هيجن أشجانا لمن تشجبا. وهو في ديوان العجاج: هيجن أشجابا....
(5)
إشارة إلى الحديث: الرحم شجنة معلقة بالعرس.
اللسان (شجن) .(6/36)
نشج: نَشَجَ الباكي يَنشِجُ نشيجا إذا غص البُكاءُ في حَلقه عند الفَزعة. والطَّعنة تَنشِجُ عند خروج الدَّم: تسمع لها صوتاً في جَوفها، وإذا بدا صوتٌ كالنَّفخة قيل نعرتِ الطَّعنةُ. والقِدر تَنشِجُ عند الغليان. والناشج الذي ينزع نفسه، قال:
وناشِجٌ عينه مُنَّهلَّةٌ تكفُ «1»
جشن: الجَوشنُ: ما عَرض من وسط الصدر. ويقال: الجَوشَنُ اسم الحديد الذي يُلبسُ من السِّلاح. وجَوشنُ الجَرادة صدرها.
شنج: الشَّنَجُ: تَشَنُّج الأصابع كلَّها والجلد، وربَّما قالوا: شَنِجٌ أشنَجُ وشَنِجٌ مُشَنَّجٌ، والمُشَنَّجُ أشدُّ تشنيجاً، وإذا شَنِجَ نسا الدّابَّة فهو (أقوى لها و) «2» أشدُّ لرجليها. وتقول هذيل: (غنج على شنج أي رجلٌ على جَمَلٍ، فالغنجُ هو
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) زيادة من التهذيب.(6/37)
الرجل، والشَّنَجُ: الجمل) «1» قالوا: والغنج تحريك العُنُقِ والبدن
نجش: النَّجشُ: إن يُريد الإنسانُ أن يبيع بياعةً فيُساومُه بثمنٍ كثير ينظر إليه ناظر فيقع فيها. وفي التزويج أيضاً والأشياء، ومنه:
الحديث: لا نَجشَ في الإسلام.
ونَجَشَها نَجشاً، ورجلٌ ناجِشٌ نَجُوشُ الصيد أي يأخذ من حواليها ليصرفها إلى الحِبالة. قال زائدة: ينجُشُ الطَّير أي يسُوقُه.
باب الجيم والشين مع الفاء ف ش ج يستعمل فقط
فشَج: الفَشجُ، يقال: فَشَجَتِ النّاقةُ وتَفَشَجت وتَفَرشَحَت لتبولَ أو لتُحلب. والتَّفَشُّجُ التَّفَحُّجُ على النار.
باب الجيم والشين مع الباء ج ش ب، ش ج ب يستعملان فقط
جشب: طعامٌ جَشِبٌ: لا أدم فيه.
__________
(1) العبارة بين القوسين من التهذيب من أصل العين عن الليث، وهي في الأصول المخطوطة. شنج وعنج أي جمل ورجله ويقولون: عنج على شنج.(6/38)
ورجلٌ جَشِبُ المأكل، وقد جَشُبَ جُشُوبةٌ أي لم يُبالِ ما أكل بغير أُدمٍ. ويقال: الجَشِبُ ما لم ينخل من الطعام مثل خُبزِ الشَّعير وشبهه. والجَشّابُ من الندى الذي لا يزال يقعُ على البقل، قال:
روضاً بجَشَّاب النَّدى مأدوما «1»
قال مُزاحِم: كلُّ شيءٍ وقع على شيءٍ فقد جَشَبَه، وجَشَبَكَ اللُّه شبابك أي أماته وذهب. وأقول: جَشَبَ النَّدى البقل أي ردَّه يعني ركبه فكاد يغييه عن العين.
شجب: الشَّجَبُ: الهمُّ والحزن، وقد أشجَبَكَ هذا الأمر فَشَجِبتَ له شَجَباً. وغُرابٌ شاجَبٌ يَشجُبُ شَجيباً وشُجُوباً، أي شديد النَّعيق الذي يتفججُ من غِربان البَين، قال:
ذكرن أشجاباً لمن تَشَجَّبا «2»
ورجل شاجبٌ أي آثمٌ يتكلَّم بالخَنَا فيهلكُ نفسه وشَجَبَ يَشجُبُ شَجباً وشُجُوباً. وشَجِبَ شَجَباً أجودُ، قال الكميت:
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان (لرؤبة) وهو في الديوان ص 184.
(2) الرجز في ديوان العجاج (أبيات مفردات) وكذلك في التهذيب واللسان.(6/39)
ليلك ما ليلك الطويل كما ... عالج تبريج غُلة الشجب «1»
والمشجب: خشبات موثقة تنصبُ وتنشر عليها الثياب.
باب الجيم والشين والميم معهما ج ش م، ج م ش، م ش ج، ش م ج مستعملات
جشم: جَشِمتُ الأمر جَشماً وجَشامةً أي تكلفتُه وتجشمته. وتَجَشَّمَني فلانٌ وأجشَمَني أي كلفني. وجُشَمُ البعير: صدره، وما يغشى به القِرنَ من خلقه. يقال: غته بجُشَمِهِ أي ألقى صدره عليه. ويقال: جَشِمتُ جِشمةً غليظةً. وبنو جُشَم قبيلة من هوازِن.
جمش: الجَمشُ: حلق النُّورة، قال:
حلقاً كحَلقِ النُّورةِ الجَميشِ «2» .
. والرَّكب الجَميشُ: المحلوق.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان (للكميت) .
(2) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان وقد سقطت منه كلمة النورة وفيه بعد ذلك قال (رؤبة:) أو كاحتلاق النورة الجموش(6/40)
والجَمشُ: ضرب من الحلبِ بأطراف الأصابع كلَّها. والجَمشُ: المُغازلةُ، وهو يَجمِشُها أي يقرِصُها ويُلاعِبُها.
شمج: شَمَجُوا من الشَّعير ومن الأرزِّ ونحوه أي اختبزوا شبه قُرصٍ غِلاظٍ. يقال: ما أكلت خبزاً ولا شَماجاً ولا لمَاجاً.
مشج: المَشجُ: اختلاط حُمرةٍ ببياضٍ، والمَشَجُ منه، وكلُّ لونٍ من ذلك مَشَجٌ، والجميع أمشاجُ، ولا يُفرد، قال أبو ذُؤيب:
كأنَّ النَّصل والفُوقَين منه ... خلالَ الريش، سِيط به مَشيجُ «1»
والمَشيجُ: كلُّ لونٍ مُستنكرٍ خلطه غيره.
باب الجيم والضّاد والراء معهما ص ر ج، ص ج ر، ج ر ض، ج ر ض، ج ض ر مستعملات
ضرج: الإضريجُ أكسِيةٌ تُتَّخذُ من أجودِ المرعِزّاء. وعدوٌ إضريجٌ: شديد، قال أبو دواد:
__________
(1) البيت في اللسان (لزهير بن حرام الهذلي) ، وهو كذلك في شرح أشعار الهذليين ص 619 وروايته:
كأن الريش والفوقين منه ... خلاف الريش.......(6/41)
ولقد أَغتدي يدافعُ ركني ... أجولي ذو ميعة إضريج «1»
والإضريجُ من الخيل: الجوادُ الكثير العرق. وكل شيء تلطخ بالدم وغيره فقد تَضَرَّجَ. وقد ضُرِّجَت أثوابه بدم النَّجيع. وإذا بدت ثمار البقُول وأكمامُها قيل: انضرجت عنها لفائفها وأكمامها كأنها انفتحت وبدت. والضَّرجُ والإضراجُ غبرة الأرض.
ضجر: الضَّجَرُ: اغتمام فيه كلام (وتَضَجُّرٌ) «2» . ورجل ضَجِرٌ. وناقة ضَجُورٌ: كثيرة الرُّغاء.
جرض: الجَريضُ المنفلت بعد شرٍّ. ويقال: إنه ليَجرِضُ الرِّيقَ على همِّ وحزنٍ، ويجرضُ على الريق غيظاً أي يبتلعه. وقولهم: حال الجَريضُ دون القريض
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان
(2) زيادة من التهذيب.(6/42)
قال أبو الدُّقيش: الجَريضُ الغُصةُ، والقَريضُ الجِرَّةُ، أي حالت الغُصَّةُ دون الجِرَّةُِ، فذهبت مثلاً. وماتَ جَريضاً أي مَريضاً مغموماَ، وقد جَرِضَ يجرَضُ جَرَضاً شديداً (قال رؤبة:
ماتوا جوىً والمفلتون جرضى «1»
والجرياضُ: الرجل الجَريضُ الشديدُ الغَمِّ، قال:
وخانق ذي غصة جرياض «2»
والخانق نعتٌ كالمخنوق، فاعل مثل مفعول، مثل فاتن، وسبيلٌ سابلٌ وشعرٌ شاعرٌ. والجِرياضُ: الكبير العظيم، والفرياضُ مثله. وناقةٌ جُراضٌ وهي اللطيفة بولدها، نعتٌ لها دون الذَّكر، قال:
والمَراضيعُ دائباتُ تُربِّي ... للمنايا سَليلَ كلٍّ جُراضِ
«3» وجملٌ جُرائِضٌ: أكول شديد القصل بأنيابه للشَّجَر. وبعيرٌ جِرواضٌ: ذو عُنقٍ جِرواضُ أي غليظٌ شديدٌ، قال:
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين، والرجز في التهذيب (لرؤبة) وكذلك في اللسان وهو في ديوانه.
(2) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو (لرؤبة) كما في الديوان يمدح بلال بن أبي بردة.
(3) البيت في التهذيب غير منسوب.(6/43)
به تدقُّ القصر الجِرواضا «1»
باب الجيم والضاد واللام معهما ض ل ج يستعمل فقط
ضلج: الضَّولَجُ الفضَّة الجديدة: والضَّولجةُ بالهاء.
باب الجيم والضاد والنون معهما ض ج ن، ن ض ج يستعملان فقط
ضجن: ضَجنانُ: موضعٌ. والضَّوجانُ من الدَّوابِّ والإبل: كلُّ يابسِ الصُّلبِ. ونخلةٌ ضَوجانةٌ أي يابسة كزَّةُ السَّعفِ والعَصَا.
نضج: نَضِجَ نَضجاً ونُضجاً، والنُّضجُ الاسم والنَّضجُ المصدر. يقال: جاد نُضجُ هذا اللَّحمُ (وقد أنضجَه الطاهي) «2» وأتى به وهو نَضيجُ مُنضَجٌ. ورجل نَضيجُ الرأي والأمر أي: مُحكمه.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو (لرؤبة) كما في الديوان في أبيات مفردات.
(2) زيادة من التهذيب.(6/44)
باب الجيم والضاد والفاء معهما ف ض ج يستعمل فقط
فضج: تَفَضَّجَ الجسد بالشحم وهو أن يأخذ مأخذه فتنشقُّ عروق اللَّحم في مداخل الشَّحمِ بين المضائِغ. ويقال: قد تَفَضَّجَ بَدناً وسمناً. وإذا عرقت أصول شعره ولما يسِل قيل: قد تَفَضَّجَ عرقاً، قال:
يعدو إذا ما بُدنه تَفَضَّجا «1»
باب الجيم والضاد والميم معهما ض ج م يستعمل فقط
ضجم: الضَّجَمُ: عوجٌ في الأنف يميل إلى أحد شقيه. والضَّجَمُ في خطم الظَّليم، وربما كان مع الأنف أيضاً في الفم، وفي العنق ميل يسمى ضجماً فهو أضجَمُ والأنثى ضَجماءُ.
باب الجيم والصاد والراء معهما ص ر ج يستعمل فقط
__________
(1) الرجز (للعجاج) كما في التهذيب والديوان (ضمن مجموع أشعار العرب) 2/ 9 والرواية فيه:
تعدو إذا ما بدنها تفضجا
وكذلك في اللسان مع اختلاف أيضا.(6/45)
صرج: الصّارُوجُ: النّورة وأخلاطها، تُصَهرجُ بها الحِياضُ والحَمّامات.
باب الجيم والصّاد واللاّم معهما ص ل ج يستعمل فقط
صلج: الصُّلَّجَةُ: فيلجةٌ واحدةٌ من القَزِّ. والصَّولجُ: الفضَّة الجيَّدة، يقال: هذه فِضَّة صَولجٌ وصولجةٌ. والصَّولجةُ: الصَّنجُ العربي الذي يكون في الدُّفوفِ ونحوها، فأما الصَّنجُ ذو الأوتار فهو دخيلٌ. والصَّولجانُ مُعَرَّبٌ
باب الجيم والصاد والنون معهما ص ن ج، ن ج ص مستعملان
صنج: الأصنُوجةُ: الدُّوالقة من العجين. قال زائدة: الصَّنجُ العبد، والصَّنجُ معروف.
نجص: الإنجاصُ والإجّاصُ لغتان كالإنجانِة والإجّانةِ. ومكان نجاصِصُ: أبيض مستوٍ.(6/46)
باب الجيم والصّاد والميم معهما ص م ج يستعمل فقط
صمج: الصَّمَجُ: القناديل، واحدتها بالهاء، قال الشَمّاخ:
تَسرى إذا نام بنو السُرِّيات ... والنَّجمُ مِثلُ الصَّمَجِ الرُّوميات «1»
باب الجيم والسين والدال معهما ج د س، ج س د، س ج د، س د ج مستعملات
جدس: جَديسٌ حيٌّ كانوا يناسبون عاداً، وهم إخوةُ طَسمٍ، وكانت منازلهم اليمامة، قال:
بوارُ طَسمٍ بيدي جَديسِ «2»
جسد: الجَسَدُ للإنسان، ولا يقال لغير الإنسان جَسَدٌ من خلق الأرض. وكل خلقٍ لا يأكلُ ولا يشرب من نحو الملائكة والجنِّ مما يَعقِل فهو جَسَدٌ. وكان عِجلُ بني إسرائيل جَسَداً لا يأكل ولا يشرب ويصيح، وقوله تعالى:
__________
(1) شيء من عجز هذا البيت في التهذيب.... بالصمج الروميات وهو (للشماخ) ، ولم نجده في الديوان. وفي التاج: والنَّجمُ مِثلُ الصَّمَجِ الرُّوميات.
(2) الرجز في التهذيب واللسان (لرؤبة) ، ولم نجده في الديوان.(6/47)
وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ
«1» أي ما جعلناهم خلقاً مستغنين عن الطَّعام. ودمٌ جَسَدُ جاسِدٌ أي قد يبس، قال:
....... منها جاسِدٌ ونَجيعُ «2»
وقال:
بساعِدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ ... منَ الدماءِ مائِعٌ ويَبِسُ
«3» والجَسَدُ: الدم نفسه. والجسد «4» : اليابس. والجِسادُ: الزُّعفران ونحوه من الصِّبغ الأحمر والأصفر الشديد الصُّفرة. وثوب مُجسَد مُشبعٌ عُصفُراً أو زعفراناً وجمعه مَجاسِد. والجُسادُ: وجَعُ في البطن يُسمى البَجيذ «5» ، وقال:
.... فيه الجُساد المُحَنجِر «6»
وقال الخليل: صوتٌ مُجَّسد أي مرقومٌ على محنةٍ ونغمات.
__________
(1) سورة الأنبياء، الآية 8
(2) شيء من عجز بيت تمامه في التهذيب (للطرماح) وكذلك في اللسان وهو قوله يصف سهاما بنصالها وهو:
فراغ عواري الليط تكسى ظباتها ... سبائب، منها جاسد ونجيع
وانظر الديوان ص 310
(3) لم نهتد إلى الراجز.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: والجاسد.
(5) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: بجيدق.
(6) هذا شيء من عجز بيت لم نهتد إلى تمامه ولا إلى قائله(6/48)
سجد: نِساءٌ سُجَّدٌ: فاتِراتُ الأعينُ، قال:
وأهوى إلى حُورِ المدامعِ سُجَّدِ «1»
وامرأةٌ ساجدةٌ: ساجيةٌ. وقوله تعالى: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ «2» والمسجِدُ اسمٌ جامع يجمع المسجِدَ، وحيث لا يُسجَدُ بعد أن يكون اتُّخذ لذلك، فأما المَسجَدُ من الأرض فموضعُ السُّجود نفسه. والإسجادُ: إدامةُ النَّظر مع سكونٍ.
سدج: السَّدجُ والتسَدُّجُ: تقوُّلُ الأباطيل وتأليفها، قال العجاج:
حتى رَهَبنا الإثم أو أن تنسجا ... عنا أقاويل امريءٍ تسدَّجا «3»
أي تقول ما لم يكن.
باب الجيم والسين والتاء معهما س ت ج فقط
ستج: الإستاجُ والإستيجُ من كلام أهل العراق، وهو الذي يُلفُّ عليه الغزلُ بالأصابع
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) سورة الجن، الآية 18
(3) الرجز في التهذيب واللسان والديوان 3/ 9(6/49)
تسميه العجم استوجة وأسجوته أي دناجة (كذا) «1»
باب الجيم والسين والراء معهما ج س ر، س ج ر، ر ج س، س ر ج مستعملات
جسر: الجَسرُ والجِسرُ القِنطَرةُ ونحوه مما يعبر عليه. ورجل جسر أي جسيم جَسورٌ شُجاعٌ. وناقة جَسرَةٌ: ماضية، وقلَّ ما يقال: جملٌ جَسرٌ. وقد جَسرَ يجسر جسورا. وإن فلاناً ليُجسِّرُ فلاناً أي يُشجِّعُه.
سجر: سَجَرتُ التنُّور أسجُرُه سجراً، والسَّجُورُ اسم للحطب. والمِسجَرَة: الخَشَبةُ التي يُساط بها السَّجُورُ في التنُّور، والمفأد المِحراث وهو المِحلالُ. والسُّجُورُ: امتلاءُ البحر والعين، وكثرة مائه. والبحرُ المسجُورُ: المفعم الملآن، قال أبو ذؤيب:
جِونٌّ يردنَ ندى سجور منعم «2»
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة دون سائر المصادر: دناجة. ولم نتبينها على وجهها.
(2) لم نهتد إليه في مصادر الهذليين.(6/50)
وقوله تعالى: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ
«1» أي غيضَت وبحرٌ مسجُورٌ ومُسجَّرٌ، وبعضهم يفسر أنه لا يبقى فيه ماء. والسَّجيرُ: خليل الرجل وصَفيّةُ، وجمعه سُجرَاء. والساجِرُ: السَّيلُ يمرُّ بشيءٍ فيملؤه، وتقول: سَجَرَ السَّيل الآبار والأحساءَ. والسَّجرةُ والسَّجَرُ: حُمرة في بياض العين، ويقال: إذا خالَطَتِ الحُمرةُ الزُّرقَةُ. فهي سَجراءُ أيضاً.
جرس: الجَرسُ: مصدر الصَّوتِ المجروس، والجَرسُ: الصًّوتُ نفسه. وجَرَستُ الكلام: تكلَّمتُ به. وجَرسُ الحَرف: نغمة الصَّوتِ. والحروف الثلاثة الجُوفُ لا صوتَ لها ولا جَرسَ، وهي الواو والياء والألف اللَّينة، وسائر الحروف مَجرُوسةٌ. والنَّحلُ تجرسُ العَسَلَ جَرساً، وهو لحَسُها إيّاه ثم لعسُها إيّاه، ثم تعسيلُه في شَورتها. وتُسمَّى النَّحلُ الجوارِسُ. والجَرسُ الذي يُعلَّق من البعير.
__________
(1) سورة التكوير، الآية 6(6/51)
وأجرَسوا الجرس أي ضربوا، وأجرسَ الحليُ ونحوه إذا صوَّتَ كصوتِ الجَرسِ، قال العجّاج:
تَسمَعُ للحَلي إذا ما وسوسا ... وارتَجَّ في أجيادها وأجرسا
زفزفة الريج الحصادَ اليَبَسَا «1»
ويقال: فلانٌ مَجروسٌ لفلانٍ أي أنه إنما يَنشرحُ للكلامِ معه. وقال بعضهم: مُجَرِّسٌ كثير الكلام لا يَقِرُّ معه أحدٌ.
رجس: كلُّ شيءٍ يستقذر فهو رجس كالخنزير، وقد رَجُسَ الرجل رَجاسةً من القَذَرِ، وأنَّه لرِجسُ مَرجُوسُ. والرِّجسُ في القرآن العذاب كالرِّجز، وكلُّ قَذَرٍ رِجسٌ. ورجسُ الشَّيطان وسوسته وهَمزه. والرِّجسُ، الصوت الشديد للرَّعدِ. والبعيرُ مِرجَسٌ ورَجّاسٌ. والرجس أي صوت. والسحاب يَرجُسُ بصوته، والغمام الرَّواجِسُ الرواعد.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) 2/ 31 وفيه: التج بدل ارتج وفيه اليبسا بضم الياء وفتح الباء مع التشديد، جمع يابس.(6/52)
سرج: وحِرفةُ السَّرّاج السِّراجَةُ، وأسرَجتُ السِّرجَ إسراجاً. والسِّراجُ: الزاهِرُ الذي يزهر بالليل، والفعلُ منه: أسرجتُ السِّراجَ إسراجاً. والمَسرَجُ: الموضع الذي توضع عليه المُسرَجَةُ. والمِسرَجةُ: التي توضع فيها الفتيلةُ) «1» . وأسرَجتُ الدابَّة. والشَّمسُ سِراجُ النَّهارِ، والهدى سِراجُ المؤمنينَ. وسَرَّجَ الله وجههُ وبَهجَه أي حَسَّنَه، قال العجاج:
وفاحِماً ومَرسِناً مُسَرَّجا «2»
لم يعن به أنه أفطسُ مُسرَّجُ الوسط لكن عنى به الحُسنَ والبهجةَ. قال القاسم: شَبَّه حُسن الأنفِ وامتداده بالسيف السَّريجيِّ وهو ضَربٌ من السُّيوف.
باب الجيم والسين واللاّم معهما س ج ل، س ل ج، ج ل س مستعملات
سجل: السَّجلُ: ملاكُ «3» الدَّلِو، وأعطيته سجلا وسجلين، وأسجلته.
__________
(1) زيادة من التهذيب مما أصله العين.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والديوان 2/ 8.
(3) لعله: ملء، قال ابن السكيت: السجل الدلو ملآن. ولكننا أبقينا ما وجدناه في الأصول المخطوطة.(6/53)
والحَربُ سِجالٌ أي مرَّةٌ منها سجلٌ على هؤلاء، ومرّةً على هؤلاء. والمُساجَلةُ: المغالبة أيهما يغلب صاحبه. والسجل «1» من الضُّروع: الطويل. وخُصيةٌ سجيلةٌ أي مُسترخية الصَّفنِ. والسِّجِلُّ: كتاب العهدة، ويجمعُ سجلات. والسجيل: حجارة كالمدر، وهو حجَر وطين، ويُفسَّر أنه مُعرَّبٌ دخيلٌ. ويقال: هذا الشيء مسجل للعامَّة أي مرسل من شاء أخذه أو أخذ منه. والسَّجَنجلُ ثلاثي ألحق بالخماسي، وهو المرأة النَّقية.
سلج: السُّلَّجُ نبات رخو من دقِّ الشَّجَر، والسُّلَّجان ضرب منه.
جلس: ناقة جَلسٌ وجَمَلٌ جَلسٌ أي وثيق. والجلسُ: ما ارتفع عن الغور من أرض نجدٍ، وتقول: أغارُوا وأجلسوا وغاروا وجلسوا. وجَلَسَ يجلس جُلوساً، وهو حسن الجلسة. والجَلسِيُّ: ما حول الحَدَقة، ويقال: ظاهر العين. والجُلَّسانُ: دخيل، وهو بالفارسية كُلَّشان، وقال:
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: السجيل.(6/54)
لنا جلسان عندها وبنفسج ... وسِيسَنبر والمرزجوشُ مُنمنما «1»
باب الجيم والسين والنون معهما ن س ج، ج ن س، ن ج س، س ج ن، س ن ج مستعملات
نسج: وحرفة النساج النَّساجةُ. والريحُّ تَنسِجُ الدار «2» إذا نَسَجَتِ المَورَ والجَولَ على رسومِها، والرِّيحُ تَنسِجُ التُّراب والماء أي تضرب مَتنَه فانتسَجَت له طرائق كالحُبكِ، والشاعر يَنسجُ الشِّعر، والكذاب يَنسِجُ (الزُّورَ) «3» . والمِنسَجُ: الخشب والأداة يمد عليها الثَّوب للنَّسجِ، والمَنسِجُ لغة فيه. والمنسج: المنتبر من كاتبة الدّابَّة عند مُنتهى منبت العرف تحت القربوس المقدَّمِ. وناقةٌ نَسُوجٌ وسُوجٌ: تَنسِجُ وتسِجُ في سيرها، وهو سرعة نقل القوائمِ.
جنس: الجِنسُ: كلُّ ضربٍ من الشيء والناس والطَّير، وحدود النَّحو والعروضِ والأشياء ويجمع على أجناس.
نجس: النَّجِسُ: الشيء القذر حتى من الناس وكلُّ شيءٍ قذرته فهو نجس
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان (للأعشى) وكذلك في الديوان (الصبح المنير) .
(2) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: التراب.
(3) زيادة من التهذيب.(6/55)
وامرأة نَجَسٌ ورجال نَجَسٌ ونِسوةٌ نَجَسٌ، فإذا لم يكن على طهارةٍ من الجَنابةِ ولم يبالِ فهو نَجِسٌ. والنَّجسُ: اتَّخاذك عوذة للصَّبيَّ، والفاعل المُنَجِّسُ، ونَجستُ الصَّبيَّ تَنجيساً، قال حسّان:
وجارية ملبوبة ومنجس ... وطارقة في طَرْقها لم تُشَدِّدِ «1»
والناجِسُ والنَّجيس: اللّذان لا يبرءان من دائهما. ومصدر النَّجِسِ النَّجاسة، وإن قيل: نَجسَ نَجاسةً كان قياساً.
سجن: السِّجنُ المَحبِسُ، والسَّجنُ: الحَبسُ. والسِّجن البيت الذي يُحبس فيه السَّجينُ: من أسماء جَهنَّم.
سنج: السَّناجُ: أثر دخان السِّراج «2» على شيء أو الجدار. قال مزاحم: سَنَّجتُ الشيء إذا كهبتهُ بلونٍ سوى لونه، وهو كلُّ ما لطخت شيئا بشيء فقد سَنَّجته.
باب الجيم والسين والفاء معهما س ج ف، ف س ج، ج ف س، ف ج س مستعملات
سجف: السَّجفانِ: سِترا باب الحجلة، وكل باب يستره ستران مشقوق بينهما
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان وفي الديوان.
(2) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: السناج.(6/56)
فكلُّ شقٍّ سَجفٌ، وكذلك سَجفا الخِباء، وسُمّي خلف الباب سَجفاً. والسَّجفُ والتَّسّجيفُ: إرخاء السَّجفَّين، قال الفرزدق:
رقدن عليهن الحجال المسجف «1»
نعت الحجال بنعت الذكر المفرد على تذكير اللفظ لأن الحجال على لفظ الحِمارِ، فكلُّ جماعةٍ يُشبهُ لفظها لفظ الواحد يجوز أن تنعتها بنعت الواحد، كما تقول: جيش مُقبلٌ ولم تقل: مُقبلونَ، لأنَّ لفظ جَيش لفظ واحدٌ كما تقول: غّير ونحوه، قال الفرزدق:
من السجف الحرَّى عليهم حضائر «2»
يصفُ قوماً أصابتهم سنةٌ فهلكت نعمهم فجيفهم حسرى موتى حواليهم، وحسرى جماعة الحسير وهو المعيي، وذكر ذلك على تذكير اللفظ، لأن الجيف على لفظ العِنَبِ.
فسج: قَلُوصٌ فاسِجَةٌ: أعجلها الفحلُ فضربها قبل بلوغ وقت الضِّرابٍ، وقد يقال في الشّاءِ، وهي تفسج فُسُوجاً.
جفس: الجِفسُ لغةٌ في الجِبسِ، وهو اللَّئيمُ.
__________
(1) عجز بيت في التهذيب واللسان وفيه صدره:
إذا القُنْبُضاتُ السود طوّفْنَ بالضحى
(2) لم نجد الشاهد في ديوان الفرزدق.(6/57)
فجس: الفَجسُ من التَّفجُّسِ وهو العظمة والتَّطاول، قال العجّاج:
خليفة ساس بغير فجس «1»
والفعل على تفعل، قال الأعشى:
يكاد يصرعها لولا تَفَجُّسها ... إذا تقومُ إلى جاراتها، الكسلُ «2»
باب الجيم والسين والباء معهما ج ب س، ب ج س، س ب ج مستعملات
جبس: الجِبس: الجَبان الرَّديءُ. ويقال: الجبسُ من أولاد الرِّيبة «3»
بجس: البَجسُ: انشقاقٌ في قربةٍ أو حجرٍ أو أرضٍ ينبع منه الماء، فإن لم ينبع فليس بانبجاس، قال الله تعالى: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً «4» والسَّحابُ يَتَبجسُ بالمطر. والإنبِجاسُ عام والنُّبُوعُ للعين خاصَّةً. ورجلٌ منبجس: كثير خيره.
__________
(1) الرجز في الديوان ص 479
(2) في أكثر طبعات الديوان الرواية
يكاد يصرعها لولا تشددها......
(3) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: ولد زنية.
(4) سورة الأعراف الآية 160.(6/58)
سبج: السُّبجَة: ثوبٌ من بعضِ ما يلبسه الطَّيانون، له جيبٌ (ولا يَدانِ) «1» ولا فرجان. وربما تسبج الإنسان بكساءٍ أو ثوب، قال العجاج:
كالحبشي التف أو تَسَبَّجا «2»
والسَّيبجيُّ ويجمع السَّيابجة: قومٌ جُلداءُ من السند يكونون مع اشتيام «3» السفينة البحرية وهو رأس ملاّحي السفينةِ، وهو بالنبطية اشتياس،
باب الجيم والسين والميم معهما س ج م، ج م س، ج س م، م ج س، س م ج مستعملات
سجم: سَجَمَتِ العينُ تَسجُم سُجُوماً وهو قطران الدَّمع «4» قلَّ أو كثُرَ، وكذلك المطرُ. ودمع ساجِمٌ ومسجُومٌ، وسَجَمته العين سَجماً، ولا يقال: أسجَمته العينُ. والسجم: الدمع.
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والديوان 2/ 7
(3) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: استيام.
(4) كذا في التهذيب واللسان وهو في الأصول المخطوطة: سجوم العين الماء قل أو كثر من الدمع القاطر(6/59)
جسم: الجِسمُ يجمع البدن وأعضاءه من الناس والإبل والدَّوابِّ ونحوه ممّا عظم من الخلق الجسيم، والفعل: جَسُمَ جَسامةً. والجُسامُ يجري مَجرَى الجَسيمِ. والجُسمان: جِسمُ الرجل، ويقال: إنَّه لنحيفُ الجُسمانِ.
سمج: سَمُجَ الشيء سَماجةُ أي لا ملاحةَ فيه.
جمس: الجامُوسُ دخيل. وتقول: جَمَسَ الماء وجمد، وجمست الإهالة «1» . وصحرة جامِسةٌ: لزمت مكاناً مُقشعِرَّةً، وقال:
..... وأيديهم جموس ونطف «2»
أي جَمَسَ عليها الودَكُ
مجس: المَجسُ يشتقُّ من المَجُوس، ومَجَّسُوا أولادهم، وتَمَجَّسَ القومُ.
وفي الحديث: كلُّ مولودٍ يولد على الفِطْرة حتى يكون أبواهُ يُمَجَّسانِه أو
__________
(1) كذا في ص وس وأما في ط ففيه: وجمست الماء.
(2) هذا شيء من عجز بيت لم نهتد إلى تمامه ولا إلى قائله.(6/60)
ينصِّرانه أو يهوِّدانِه «1»
باب الجيم والزاي والراء معهما ز ج ر، ج ز ر، ز ر ج، ج ر ز، ر ج ز مستعملات
زجر: زَجَرتُه فانزَجَرَ أي نهيته، وهو في الإبل، تقول: زَجَرته وازدجرتُه ما وقد ازدَجَرَ بمعنى انزَجَرَ. وقوله تعالى: وَازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ
«2» أي زُجِرَ وأذعنَ أن يدعُوهم إلى الله. وزَجرُ الطَّير أن يقول الإنسان إذا رأى طائراً أو ظبياً أو نحوه: ينبغي أن يكون كذا، فعند ذلك يقال: يزجرُ الطَّيرَ فَيرى في زَجرِها كذا. وإنّما طائِرُ الإنسان سهمه الذي يطيرُ له وحَظُّه الذي يُقسمُ له. والطِّيرةُ اشتقَّ منه. والزَّجرُ ضرب من السَّمك عِظامٌ صِغارٌ الحَرشفِ، ويجمع الزُّجُورَ والأَزجَرُ من الإبل الذي في فقار ظهره انخزالٌ أو من دبرٍ «3» . قال مُزاحمُ: الأزجَرُ من الإبل مثل الأفزَرِ، والفَزَرُ في الظَّهرِ. وناقة زَجراءُ ونوقٌ زُجرُ، وكذلك قوم فزرٌ، وجمل أزجر.
__________
(1) جاء بعد الحديث في الأصول المخطوطة: قال الليث: فيه بيان أن المولود في الجنة.
(2) سورة القمر، الآيتان 9، 10
(3) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال غير الخليل: هوالأخزل الذي قد انجزل سنامه.(6/61)
وناقة زَجراءُ وهي التي في وَرِكيها ثقل فلا تكاد تقوم.
جزر: الجَزرُ: انقطاع المدِّ، وجَزر البحرِ، والجَزرُ: نهرٌ أو مدُّ البحر والنَّهرِ في كثرةِ الماء. والجَزيرةُ: أرض في البحر ينفرجُ عنها ماء البحر فتبدو، وكذلك الأرض لا يعلوها السَّيل فيحدقُ بها فهي الجَزيرةُ. والجزيرةُ: كورةٌ بجنب الشّام، والجَزيرة بالبصرة: أرضٌ نَخلٍ بين البصرةِ والأبُلَّةِ خصَّت بهذا الاسم. وجزيرة العرب محلَّتها لأن البحرين بحر فارس الحَبَشِ ودِجلةَ والفُراتَ قد أحاطت بجزيرةِ العرب، وهي أرضها ومعدِنها. والجَزر: نَحرُ الجَزّارِ الجَزورَ، والفعل: جَزَرَ يَجْزُرُ. والجُزارةُ: اليدان والرِّجلان والعنق، سمِّيت بها لأنَّها لا تقسم في سهامِ الجَزُور، قال:
شَخت الجُزارةِ «1» ......
والجُزارةُ حقُّه الذي يُعطى إذا نَحرها وقَسمها. وإذا أفردوا الجَزُورَ أنَّثوا لأنهم أكثر ما كانوا ينحرون النوق.
__________
(1) هو شيء من صدر بيت (لذي الرمة) تمامه في التهذيب وهو:
شخت الجزارة مثل البيت سائره ... من المسوح خدب شوقب خشب.(6/62)
واجتزَر القوم جَزوراً إذا جزر لهم. وأجزرت فلاناً جَزُوراً أي جعلتها له. والجَزَرُ: كل شيءٍ مباح للذَّبح، الواحد جَزَرَةٌ، فإذا قلت: أعطيت فلاناً جَزَرَةً فهي شاةٌ ذكراً كان أو أنثى لأن الشاة ليست إلا للذَّبح خاصَّةً، ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقةِ والجمل لأنّهما لسائر العمل. ويقال: الجَزَرةُ السَّمينةُ من الغنمِ. والجَزورة من الإبل: السَّمينةُ وهي القلعةُ والقلُوعُ أي الكثيرةُ. ويقال في الحربِ: جُزِروا واجتُزِروا، وصاروا جَزَراً لعدوِّهِم. والجَزَرُ: نباتٌ، الواحدةُ جَزَرةٌ. والجَزيرُ بلغة السَّوادِ: رجل يختاره أهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزلُ بهم من قبل السُّلطان، قال:
إذا ما رأونا قلَّسُوا من مَهابةٍ ... ويسعى علينا بالطعامِ جزيرها «1»
وقلسوا: ضموا أيديهم «2» . ورجل جَزورٌ أي سمين، وكلُّ ما كان ثقيلاً فهو جَزُورٌ، لأنَّ القوم ربَّما اقتتلوا فإذا كان فيهم رجل ثقيل فإنما هو جَزُورٌ للسُّيوف
زرج: الزرج في بعض: جلبة الخيل وأصواتها. والزَّرَجُونُ بلغة أهل الطائِف وأهل الغَور: قضبانُ الكرمِ، قال:
اسقِني يا ابنَ أُذينٍ ... من شراب الزرجون «3»
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة قوله: بالفارسية دست بكش به كردن. أما البيت فلم نهتد إلى قائله.
(3) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة قوله: بالفارسية دست بكش به كردن. أما البيت فلم نهتد إلى قائله.(6/63)
جرز: الجَرزُ: شدَّةُ الأكل، وجَرَزَ يجرزُ، قال:
لا تُكريَنَّ بعدها عجوزاً ... أرى العجُوزَ خبَّةً جَرُوزا
تأكلُ في مقعدها قَفيزاً ... تشربُ حُبًّا وتَبولُ كُوزا «1»
وأرض جُرزٌ، وجَرِزَت جَرَزاً أي لم يبق عليها من النَّبتِ شيء إلا مأكولاً، وأرض مجروزة، وأرض أجرازٌ ويجمعون على سعة الأرض. والجِرزُ: لِباسٌ للنِّساء من الوبر، أو مسوك الشاءِ، والجميعُ الجُروزُ. والجُرزُ من السِّلاح، والجميع الجِرَزة. والجرزة: الحزمة من قت ونحوه. وسيف جُرازٌ: سريع القطع، قال:
يا بيض هندي جُرازُ المضارِبِ «2»
ويقال: رماه الله بشَرزةٍ وجَرزَةٍ، يريد به الهلاك. ورجل جَرُوزٌ أي مقتول في المعركة.
رجز: قال الخليل: الرَّجَزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشِّعر، وقيل له: ما هُما؟ قال: أنصاف مَسجَّعةٌ، فلما ردَّ عليه، قال: لأحتجَّنَّ عليهم بحجَّةٍ فإن لم
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى القائل.(6/64)
يقرّوا بها عسفوا فأحتجُّ عليهم بأنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا يجري على لسانه الشِّعرُ.
وقيل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
سَتُبدي لكَ الأيامُ ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبارِ من لم تُزَوِّدِ «1»
فكان يقول- عليه السلام-:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك من لم تُزَوِد بالأخبارِ
فقد علمنا أنّ النِّصف الذي جرى على لسانه لا يكون شعراَ إلا بتمامِ النصف الثاني على لفظهِ وعروضه، فالرَّجَزُ المشطورُ مثل ذلك النِّصف.
وقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- في حفر الخندق:
هل أنتَ إلاّ إصبعً دَميتِ ... وفي سبيل الله ما لَقِيتِ «2»
فهذا على المشطورِ.
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
أنا النَّبيُّ لا كَذِب ... أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِب «3»
فهذا من المنهوك، ولو كان شعراً ما جرى على لسانه، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ- يقول:
__________
(1) البيت من مطولة (طرفة بن العبد) ، وهو مما يتمثل به. انظر المطولة في الديوان وغيره.
(2) الرجز في اللسان (صبع) وقد ذكرت المناسبة.
(3) الرجز في التهذيب واللسان وغيرها من المصادر كالسيرة مثلا.(6/65)
وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ «1» ، قال فعَجبنا من قوله حين سمعنا حجَّته. فأما الرَّجَزُ فمصدر رَجَزَ يرجُزُ، ويَرتَجزُ، الأراجيز، الواحدة أرجوزة، وهو الرجازة والرجاز والراجز، والرجز الفعل. والرِّجازةُ: شيء يُعدل به ميل الحمل «2» ، وهو شيء من وسادةٍ أو أدمٍ إذا مال أحدُ الشِّقَّين وضع في الشِّقِّ الآخر ليستوي تُسمَّى رِجازَةَ الميل. والرِّجازةُ: مركب دون الهَودَجِ للنساء، قال الشماخ:
كما جلَّلت نضو القِرام الرَّجائِز «3»
والرِّجازَةُ: المحفَّةُ، وسميت رِجازةً لأنَّها ترجُزه عن الميل أي ترده وتعدلُه «4» . والرِّجزُ: العَذابُ، وكلُّ عذابٍ أُنزل على قومٍ فهو رِجزٌ. ووسواس الشَّيطان رِجزٌ، والرِّجزُ: عبادةُ الأوثانِ، ويقال: اسم الشِّركِ كُلهِّ رجز. وقرىء: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
«5» بكسر الراء وضمِّها وهما واحدٌ، ويُراد به الصنم.
__________
(1) سورة يس، الآية 69.
(2) هذا هو الوجه، وأما في ط ففيه: مثل الحمل.
(3) وصدر البيت
ولو تقفاها ضرجت بدمائها
الديوان ص 46، وجمهرة أشعار العرب ص 155
(4) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة. قال الليث: أقول: رجز الله بينهم أي أصلح.
(5) سورة المدثر، الآية 5.(6/66)
باب الجيم والزاي واللام معهما ج ز ل، ز ج ل، ج ل ز، ل ز ج، ز ل ج مستعملات
جزل: الجَزلُ: أرض كثيرة الحجارة، وتجمع على أجزال، ويقال: إنما هو الجَرل بالراء. والجَزلُ: الحطب اليابس، والعطاء الكثيرُ، وأجزَلَ العطاء. وعطاء جزل جزيل. وامرأة جَزلةٌ: ذات أردافٍ وعجيزةٍ. والجَوزَلُ: فرخُ الحمام. والجزل: دبرة تخرج على كاهل البعير فلا تبرأ حتى يخرج منها عظمٌ فينخسف مكانه وتغضفُ يدُ البعير، ويقال: بعيرٌ أجزلُ، قال الكُميت:
إذا هما ارتدَّ فارضاً قُعُودُهما ... إلى التي غبها التوقيع والجَزَلُ
وأرض جَزلةٌ أي شجراءُ.
زجل: الزَّجلُ: رميك الشيء تأخذه بيدك. والزَّجلُ، إرسال الحمام الهادي من مَزجَلٍ بعيدٍ، والفعل: يَزجُلُه، وفي الرَّميِ: زَجَلَ به. والزَّجَلُ: رفع الصوتِ الطَّري، يقال: حاد زجل، ومغن زَجِلٌ، وقد زَجِلَ يَزجَلُ زَجَلاً.(6/67)
والزِّنجيل «1» : الضعيف الجبان وكذلك الزؤاجل. والزُّجلةُ: الحمامة. والزّاجِلُ: حلقةُ الحِزامِ من خشبٍ. والزّاجِلُ من البيضةِ. والزُّجلةُ: الجماعة.
جلز: كلُّ شيءٍ يُلوى على شيءٍ ففعله الجلز، والاسم الجِلازُ. وجَلائزُ القوس: عَقَبٌ قد لِوِيّ عليها في مواضع، كلُّ واحدٍ منها جِلازٌ، قال الشمّاخ:
وصفراء من نبعٍ عليها الجَلائزُ «2»
والجِلازُ أعمُّ، ألا ترى أنّ العصابة اسم للشيء الذي للرأس خاصَّة، وكلُّ شيء يُعصب به فهو عِصابٌ. وإذا كان معصُوبَ الخلقِ واللَّحم قلت: إنه لمجلُوز اللَّحمِ والخلقِ، ومنه أُخذ: ناقةٌ جَلسٌ، بالسين بدلٌ من الزّاي، وهي الوثيقة الخلق. والجِلازُ أيضاً: العقب الذي يُلفُّ على السَّوطِ.
__________
(1) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الزنجيل.
(2) عجز بيت صدره كما في الديوان ص 183:
مطلا بزرق ما يداوى رميها
وفي اللسان والتاج:
مدل بزرق لا يداوى....(6/68)
والجلواز: الشرطي، وجلوزته: خفته في ذهابه ومجيئه بين يدي العامل. وجالزني: سبقني.
لزج: يقال: أكلت شيئاً فلزجَ بإصبعي لَزَجاً أي علق به، وزبيبةٌ لَزِجةٌ. والتلزُّجُ: تتبُّعُ البقول والرِّعي القليل من أوَّله أو في آخر ما يبقى
زلج: الزَّلج، مجزومٌ: سرعة ذهاب الشيء ومُضِيهُ، يقال: زَلَجَتِ النّاقة تزلِجُ أي أسرعت كأنَّها لا تحرِّك قوائمها من سرعتها. والسَّهم يزلجُ على وجه الأرض ثم يمضي مضياً زَلجاً وزَليجاً، قال:
فوقّعتها مُلساً وهزَّةً «1»
وأزلجت السَّهمَ، وإذا وقع بالأرض ولم يقصد الرميَّة، قيل: أزلَجتَ السَّهم. والمُزَلَّجُ من العيشِ: المُدافع البلغةِ الشديدةِ، قال ذو الرُمّة:
...... وعيش غير تَزليجِ «2»
ورجلٌ مُزَلَّجٌ: ليس بكاملٍ.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) تمام عجز بيت في التهذيب هو:
عتق النجار وعيش فيه تزليج
، والبيت في اللسان وتمام البيت في الديوان ص 71
كأنها بكرة أدماء زينها ... عتق......(6/69)
وفي نفقته تَزليج أي قلة لا تكفيه، قال أبو خراش:
إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعمِ «1»
والمِزلاجُ كهيئة المغلاق، لا ينغلق إنما يغلق به الباب، وهو الزَّلاّج أيضاً، يقال: أزَلَجَ البابَ. والمُزَلَّجُ: الملصقُ بالقوم، قال الراجز يصف سرعة فَرسٍ:
أنا ابنُ جَحشٍ وهي الزَّلوج «2»
باب الجيم والزاي والنون معهما ج ن ز، ن ج ز، ز ن ج مستعملات
جنز: الجِنَازةُ، بنصب الجيم وجَرّها،: الإنسان الميِّت والشيء الذي ثقل على قومٍ واغتمُّوا به أيضاً جِنَازةٌ، قال:
وما كنت أخشى أن أكون جِنَازةً ... عليك ومن يغتر بالحدَثانِ «3»
وقوم ينكرون الجنازة للميِّت يقولون: الجِنازةُ بكسر الصَّدر، خَشبة الشَّرجَع، وإذا مات فإن العرب تقول: رُمي في جِنازته. وقد جَرى في أفواه العامّة الجِنازة بنصب الجيم، والنَّحارير ينكرونه. وجُنِزَ الشيء إذا جمع
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى الراجز.
(3) البيت في التهذيب غير منسوب، وقد علق المحقق (هارون) بقوله: البيت (لصخر بن عمرو بن الشريد) أخي الخنساء يخاطب زوجته، والبيت في اللسان.(6/70)
نجز: نَجَزَ الوعد والحاجة يَنجُزُ نَجزاً وأنجَزتُه وأنجَزتُ به أي عَجَّلتُ ووفيتُ به، ونَجَزَ هو أي وفي به كما تقول: حَضَرَتِ المائدةُ، وإنما أحضِرت. وفي المثل: ناجِزُ بناجزٍ أي يدٌ بيدٍ، يعني: تعجيل بتعجيل. والمناجَزة في الحربِ أن يتبارز الفارسان حتى يقتل أحدهما صاحبه، قال عبيد بن الأبرص:
نهنه دموعك إن من ... يغتَرُّ بالحدثانِ عاجز
كوننَّ فيما يعتريكَ ... به الزَّلازِلَ والهرائز
كالهندواني المهند هزه ... قرنٌ مُناجِز «1»
والتَنَجُّزُ: طلبُ شيء قد وعدته.
زنج: الزِّنجُ والزَّنجُ: جيل من السُّودان، أُخذ منه زَناج اسم امرأةٍ، ويقال في النِّداء: يا زَناج ونحوه.
باب الجيم والزاي والفاء معهما ج ز ف يستعمل فقط
جزف: الجُزاف في الشِّراء والبيع دخيل، وهو بالحدس بلا كيل ولا وزن، تقول: بعتُه واشتَرَيتُه بالجُزافةِ والجُزافِ، والقياس: جزاف.
__________
(1) البيت في اللسان نجز) وانظر الأبيات جميعها في الديوان.(6/71)
باب الجيم والزاي مع الباء ج ب ز يستعمل فقط
جبز: الجبزُ والجَبزُ: اللئيم البخيل. قال الضريرُ: والجَبيزُ أيضاً.
باب الجيم والزاي والميم معهما م ز ج، ز م ج، ج م ز، ج ز م، ز ج م مستعملات
مزج: المَزجُ: مصدر مزجته: والمِزاجُ الاسم، ومِزاجُ الجسم ما أسس عليه البدن من المِرَّة ونحوه. ويقال: قد مزَّج السُّنبل أي لون من خضرةٍ إلى صفرةٍ. والمَزجُ: الشُّهدُ.
زمج: الزُّمَّجُ طائرٌ دون العُقاب في قمَّته حُمرةٌ غالبة تسميه العجم دو برادر، وترجمته أنه إذا عجز عن صيده أعانه أخوه على أخذهِ.
جمز: الجَمزُ والجَمَزانُ والجَمَزي: عدوٌ دون الحضر الشديد، قال:
كأنيّ ورحلي إذا زُغتُها ... على جمزي جازىءٍ بالرِّحالٍ «1»
وجَمَزَ يجَمِزُ جمزاً وجَمَزاناً. والجُمزانُ: ضربٌ من التَّمرِ والنَّخل والجُمَّيز، ومنهم من يُؤنِّثُ فيقول
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان (لأمية بن عائذ الهذلي) .(6/72)
الجُمَّيزى شجرة كالتّين خِلقةً وكالفرصادِ عظماً، ورقة أصغر من التّين، ويحمل تيناً أصفر وأسود، صِغاراً يكونُ بالغورِ يسمِّيه بعضهم التين الذَّكَرَ، ويسمِّي بعضهم حملة الحُما، فالأصفر منه حُلو، والأسود يدمي. والجمزة كتلة من تمرٍ وأقطٍ ونحو ذلك.
جزم: الجَزمُ: ضرب من الكتابة، وهو تسوية الحرف، وقلم جزمٌ: لا حرف فيه. ومن القراءة: أن يُجزَمَ الكلام جزماً، تُوضعُ الحروفُ في مواضعها في بيانِ ومَهَلٍ. والجَزمُ: الحرف إذا سكن آخره. وجزمت القربة إذا ملأتها. وجَزَمتُ له جَزمةَ من مالٍ أي قطعتُه له. والجزم: الخرص في التَّمرِ وغيره.
زجم: يقال: ما تكلَّم فلانٌ بزَجمةٍ أي بنبسة. وزَجَمَ له زَجمَةً أي ألقى إليه كلمةً أو سبباً من الأسباب. والزَّجُومُ من القِسيِّ: التي ليست بشديدةٍ.
باب الجيم والدال والثاء معهما ج د ث يستعمل فقط
جدث: الأجداثُ: القُبور، واحدُها جَدَثٌ.(6/73)
باب الجيم والدال والراء معهما ج د ر، د ج ر، د ر ج، ج ر د، ر د ج مستعملات
جدر: الجَدرُ: ضرب من النَّباتِ، الواحدة بالهاء. ومن الشِّجر: الدِّقُّ ينبت في القِفاف والصِلابِ، فإذا أطلعت رءوسها في أول الربيع يقال: أجدَرَتِ الشَّجرة وأجدَرَتِ الأرض، فهو جَدِرٌ، وفي نُسخةٍ: مُجدِرٌ، حتى يَطول، فإذا طال تفرقت أسماؤه. والجِدارُ جمعه جَدَرٌ. والجَديرُ: مكانٌ بُني حواليه جِدارٌ مَجدورٌ، قال:
ويبنون في كلِّ وادٍ جديرا «1»
وقال:
تشييدُ أعضادِ البِناء المُجتدر «2»
والجُدري معروف، وصاحبهُ مجدور ومجدر، وهو قُروحٌ تنفطُ عن الجِلد «3» والجَدَرُ: انتِبارٌ في عٌنقِ الحمارِ، وربَّما كان من آثار الكدمِ، وجدِرَت عُنُقُه جدرا إذا انتبرت أعراضه.
__________
(1) عجز بيت (للأعشى) كما في التهذيب واللسان
(2) الرجز في التهذيب (لرؤبة) ، ولكن ليس في ديوانه بل هو لأبيه العجاج في ديوانه 2/ 21
(3) كذا في التهذيب واللسان وقد ورد في الأصول المخطوطة: جدورا.(6/74)
وفلانٌ جَديرٌ لذاك، وقد جَدُرَ جَدارةً، وأجدِر به أن يفعله أي خَليقٌ. والجَدر: شدَّةُ الشُّربِ. وامرأة جَيدَرةٌ: قصيرةٌ، ورجل جيدرٌ وجَيدَرَةٌ أيضاً.
دجر: الدَّجَرُ شبه الحيرة، وقد دَجِرَ فهو دجر ودَجرانُ أي حَيرانُ في عمله وأمره، ويُجمع دجارى، قال:
دَجرانَ لم يشرَب هناك الخَمرا «1»
والدَّيجُورُ: الظَّلامُ والغُبارُ الأسودُ. والدَّجرُ: اللَّوبياءُ. والدِّجرُ: الخشبة التي تُشدُّ عليها حديدةُ الفَدّان، وبالكسرة لغةٌ، ومنهم من يجعله دُجرين كأنَّهما أذنانِ، والحديدةُ اسمها السَّبَّةُ، والفَدانُ اسم لجميع أدواتِه، والنَّير الخشبة على عُنقِ الثَّور، والسَّميقانِ خشبتان قد شُدَّتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يُشدُّ بها عِنانُ الويج، وهي القُناحَةُ، والويجُ والميلُ باليَمانيّة اسم الخشبة الطويلة بين الثَّورين، والخشبة التي يَقبِضُ عليها الحَرَاثُ هي المِقوَمُ والمِملقَةُ والمِملسَةُ النِّمرز «2» وهو المسفن أيضاً.
جرد: الجَرَدُ فضاء لا نبات فيه، اسم للفضاء، فإذا نعتَّ به قلت: أرض
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان والديوان مع أبيات مفردات.
(2) كذا في التهذيب واللسان(6/75)
جرداءُ، ومكان أجردُ، وقد جَرِدَت جَرَداً، وجَردَها القحط تجريداً. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. والأجرَدُ من الخيل والدواب: القصير الشعر حتى يقال: إنه لأجرَدُ القوائم أي قصير شعر القوائم أي قصير شعر القوائم، قال:
كأن قتودي والفتان هوت به ... من الذرو جَرداءُ اليدين وثيق «1»
ويقال: فلان حسن الجُردَةِ وهي العرية. والمُجرَّدُ: الذي أجرَدَه الناس فتركوه في مكان واحد. والجردُ: أخذك الشَّيء عن الشّيء جرفاً وسحفاً، فلذلك سُميَ المشؤومُ جارُوداُ كما قيل في الهجاء للجارودِ العبديِّ:
لقد جَرَّدَ الجارُودُ بكر بن وائلٍ «2»
وإذا جَدَّ الرجل في سيره فمطى، يقال: انجرد فذهب. وتَجرَّدَ لأمر كذا أو للعبادة أي أخذ في القيام به. وإذا خرجت السُّنبلة من لفائِفها، قيل: تجردت. وامرأة بضة المتجرَّد أي رخصة ناعمة تحت ثيابها. والجريدةُ: سعفة رطبة جُرِّدَ عنها خوصُها كما يُقشأ «3» الورقُ عن القضيب
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) صدر بيت ورد في التهذيب واللسان والجارود العبدي صحابي هو بشر بن عمرو بن عبد القيس، وخير تسميته ب الجارود معروف في كتب الصحابة.
(3) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان فهو: يقشر.(6/76)
وزرع مَجرودٌ: أصابه الجَرادُ، وجُرِدَ الزرع. والجُردانُ والمُجَرَّدُ: من أسماء الذَّكر. والجُرادُ والجُرادة اسم رمل بالبادية. والجرادة والجراد: اللحّاسة، معروف. والجَردُ: ثوب خلق، لغة هُذيلٍ، وهُذيلٌ تقول: لُبس جَردَةٍ، وأرض مَجرودةٌ ومَجرَدٌ وجُردَةٌ أي ليس فيها سترة من شجرٍ وغيره. والجريدةُ: طائفةُ من الجند «1» .
ردج: الرَّدَجُ: ما يخرج من بطن السَّخلةِ أول ما توضع «2» ، ويقال للصَّبيِّ أيضاً «3» ، قال الشاعر:
والكلبُ يلحسُ عن حرف استه الردجا «4»
درج: الدَّرَجُ: جماعة عتب الدَّرَجَةِ. والدَّرَجَةُ في الرِّفعة والمنزلة، وتجمع الدَّرَج، ودَرَجاتُ الجنان: منازلُ ارفع من منازل.
__________
(1) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غيره: الأجرد خلقان الثياب.
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: ترضع.
(3) علق الأزهري في التهذيب فقال: الردج لا يكون إلا لذي الحافر كما قال أبو زيد.
(4) لم نهتد إلى القائل.(6/77)
والدَرَجانُ: مشية الشيخ والصَّبيّ، ودَرَجَ يَدرجُ دَرجاً ودَرَجاناً. والدُّرّاجُ من الطير بمنزلة الحيقطان، من طير العراق، أرقَط. والدِّرِّيجُ: شيء يضرب به ذو أوتارِ كالطَّنبور. وكلُّ بُرجٍ من بروج السَّماء ثلاثون دَرَجَة. والمَدرَجة: ممرُّ الأشياء على مسلك الطَّريق ونحوه. ورجعتُ في أدراجي ودرجي أي طريقي الذي مررتُ فيه. ودَرَجَ قرنٌ بعد قَرنٍ أي فنوا، وأدرجَهُم الله إدراجاً. وأدرجتُ الكتاب، وفي دَرجٍ الكتاب كذا. والدَّراجات شبه الدّبّابات تتخذ في الحروب يدخل فيها الرِّجالُ. والدُّرجُ: حِفشٌ من أحفاشِ النساء والجميع الدِّرجة. والدرجة: خرقة تدرج فتجعَل في حَياء النّاقة إذا ظئرت يُغطى رأسها ثم يَسلُّون تلك الدُّرجةُ سلا عنيفاً فيشمُّونها للرأم فإذا شمَّت ظنَّت أنَّه ولدها فانعطفت عليه، قال:
ولم يجعل لها دُرَج الظِّئارِ «1»
أي لم تلد قطُّ. والمِدراجُ: النّاقةُ تضمَرَ حتى يلحق حقبها بالتصدير.
__________
(1) عجز بيت (لعمران بن حطان) كما في اللسان وصدره:
جماد لا يراد الرسل منها.(6/78)
والمِدراجُ أيضاً: النّاقة لا تجاوز يومها الذي ضُربت فيه حتى تنتجَ، والتي تجاوز يقالُ لها الجَرُورُ.
باب الجيم والدال واللام معهما ج د ل، د ج ل، د ل ج، ج ل د مستعملات
جدل: رجل جَدلٌ مجِدالٌ أي خصمٌ مخصام، والفعل جادل يجادل مُجادَلةً. وجَدَلتُه جدلاً، مجزومٌ، فانجدل صريعاً، وأكثر ما يقال: جدلته تجديلا أي صرعته، ويقال للذَّكَرِ العَرِدِ: أنه لجدرٌ جَدِلٌ «1» . وجُدُول الإنسان: قصب اليدين والرَّجلين. وإنسانُ مَجدول الخلق أي لطيف القصب. وجَديلُ: النّاقةِ: زمامُها إذا كان مَجدُول الفتلِ. والجديلة: شريجة الحمام. وجَديلةُ: قبيلةٌ. والأجدَلُ: من صِفةِ الصَّقر، ورجل أجدل المنكب أي فيه تطأطؤ خلاف الأشرف من المَناكبِ. ويقال للطائر إذا كان كذلك أجدل المنكبين، فإذا جعلته نعتاً قلت: صقرٌ أجدل، وصُقًورٌ جُدلٌ. وإذا تركته اسماً للصقر، قلت: هذه أجدل وهذه
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: ... لجدل خدل.(6/79)
أجادِل، لأن الأسماء التي على أفعل تجمع على أفاعل، والنعت إذا كان على أفعل يجمع على فُعل. والجديلُ: نهر يأخذ من دِجلةَ. والجَدولُ: نهر الحوض ونحوه من الأنهار الصغار. والمجدل: القصر المنيف ويجمع مَجادِلَ.
دجل: دُجَيل: نهر صغير يأخذ من دِجلة نهرِ العراق. والدَّجلُ: شدَّة طلي الجَرَبِ بالقطران، قال:
البغض مثلُ الأجرَبِ المُدَجَّلِ «1»
والدَّجّال: المسيح الكذاب، ودَجله سحره وكذبه لأنه يدجُل الحقَّ بالباطل أي يخلطه، وهو رجل من اليهود يخرج في آخر هذه الأمةِ.
دلج: الدَّلَجُ والدُّلجةُ: سيرٌ وارتحال باللَّيل، والفعل الإدلاجُ والإدلاجُ. ويقال: أدلج من آخر الليل، وادلج الليل كلَّه. والمُدلج اسم للقُّنفُذ والدالج: الساقي يأخذ الدَّلو فيدلُجُ بها من رأس البِئر إلى الحوض
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.(6/80)
قابضاً عليه بيده، قال:
بانت يداه عن مُشاشٍ والِجِ ... بَينونةَ السَّلمِ بِكفِّ الدالج «1»
والدولج لغةٌ في التولجِ، والدَّولجُ: البيت الصغير كالمخدع وشبهه. والدَّولجُ: كِناس الوحش يتنكر فيه.
جلد: الجِلدُ: غشاءُ جَسَدِ الحيوان، ويقال: جِلدَةَ العين ونحوها. وقوله- جَلَّت عظمته-: وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ
«2» ، يفسر: لفروجهم، فكنى بالجلود عنها. والجَلَدُ: ما صلب من الأرض واستوى متنه، والجميع أجلادٌ. وهذه أرضٌ جَلدةٌ، ومكانٌ جَلدُ، والجميع جَلَدات، وناقةٌ جَلدَةٌ ونوقٌ جَلَداتٌ وهي القويةُ على العملِ والسِّير، وتُجمع على جِلادٍ. وجَلَدَه بالسَّوطِ جلداً أي ضَرَبَ جَلدَه. وجَلَّدتُ البَوَّ تجليداً أي حشوته بالتبنِ، والقطعةُ من البَوِّ جِلدةُ والجمع جِلَدٌ، قال:
عواكِفاً بجلد الحوار «3»
__________
(1) الرجز في التهذيب غير منسوب.
(2) سورة فصلت، الآية 21 وتمامها: وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا.
(3) لم نهتد إلى الراجز.(6/81)
وبعض يروي بجَلَد على معنى صُلب وصُلًب، وقد قرىء: بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ «1» . والجِلادُ بالسُّيوف الضِّرابُ. وجَلَدتُ به الأرض أي صرعته. والجَليدُ: ما جَمَدَ من الماء وما وقع على الأرض من الصَّقيعِ فجمد، وقول الأخطل:
يبقى لها بعدَها آلٌ ومَجلودُ «2»
قال أبو الدُّقيش: لها ألواحُها، ومَجلودُها بقيَّة جَلَدِها. ورجل جَلدُ: جَليدٌ، وقد جَلُدَ جَلادةً. والمَجالِدُ مثل المآلي، واحدُها مِجلدٌ، وهي من جُلُودٍ. والجَلَدُ أن يُسلَخُ جِلدُ البعير أو غيرهُ فيلبسُه غيرُه من الدَّوابِّ، قال العجاج يصف الأسدَ:
كأنه في جَلدٍ مُرفَّلِ «3»
باب الجيم والدال والنون معهما ج د ن، د ج ن، ن ج د، ج ن د مستعملات
__________
(1) سورة الطارق الآية 7.
(2) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو في الأصول المخطوطة (للأخطل) وليس في ديوانه. وقد أشار محقق التهذيب 10/ 657 أن البيت (للشماخ) وهو في ديوانه. وصدره:
من اللّواتي إذا لانت عريكتها
(3) الرجز في التهذيب واللسان والديوان 2/ 48.(6/82)
جدن: جَدَن اسم رجلٍ. ذو جَدَن: اسم رجلٍ من مقاولة اليمن.
دجن: الدُّجنُ: ظلُّ الغيم، ويوم مُدجِنُ: دام عليه ظلُّ غيمه مع ندى. وكلبٌ داجنٌ أي ألف البيت، ودَجَنَ يَدجَنَ دَجُوناً ونحوه لغيره. والداجِنُ: المعتاد. والدُجُون: الألفان. ويقال للناقة التي قد عودت السناوة: مدجونة أي دُجِنت للسِّناوة، وهكذا القول فيها والمُداجَنةُ: حُسنُ المُخالطةِ. والدُّجُنَّةُ: الظَّلماء، والتخفيف جائزٌ للشاعر كقول حُميد «1» :
حتى إذا انجلت دُجى الدُّجُون «2»
وقد ادجَوجَنَ. وإذا غربت الكلمة فكثيراً ما يُخرجون فعلها على افعوعل مثل اعصوصب، واحرورف من الانحِراف.
نجد: النَّجدُ: ما خالف الغور. وأنجَدَ القومُ صارُوا ببلاد نَجدٍ. وكل شرفٍ من الأرضِ استوى ظهره فهو نجدٌ، ويجمع على أنجاد، وفي أدنى العدد: أنجُد، و [والجماعة] النجادُ. والنَّجادُ في مثل هذه الصفة
__________
(1) . 261 (هو حميد الأرقط) الراجز وليس حميد بن ثور الهلالي.
(2) الرجز في اللسان غير منسوب، والرواية فيه:
حتى إذا انجلى دجى الدجون(6/83)
أرض فيها ارتفاع وصلابةٌ، قال:
قلائص إذا علون فدفدا ... رمينَ بالطَّرفِ النِجادَ الأبعدا «1»
ويقال: هاهنا الطريقُ الواضحُ، والطريقُ الواضح يُسمى نجداً، وقوله تعالى: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ
«2» أي طريق الخير وطريق الشرِّ. وأمر نجدٌ: واضحٌ، وطريقٌ نَجدٌ هادٍ، قال أميَّة: «3»
وقد جاكمُ النجد النذير مُحمَّدٌ ... دليلٌ على طرقِ الهُدى ليس يَهمدُ «4»
ويقال: هو ابن نجدتها للدَّليل الهادي الذي كأنه ولد ونشأ بها، ويقال: ابن بَجَدَتِها، بالباء. والناجِدُ: السّاكنُ المُقيم. ونَجَدَ الأمرُ ينجُدُ نجودا أي استبان ووضح فهو ناجِدٌ،
وفي الحديث: أنه رأى امرأة عليها مَناجِدٌ من ذهب فَنَهاها عن لُبسِها
وهي حَليٌ مكلل مزين بالجوهر. وبيتٌ مُنجَّدٌ، ونُجُودُه سُتور تُشَدُّ على حيطانهِ وسقوفه يزينُ بها البيتُ، فإذا فعل ذلك كان ما يلي الأرض من الزِّينة داخلا في النجود.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب. غير أن المحقق للتهذيب (هارون) ذكر في الحاشية 10/ 663: أن البيت (للفرزدق) .
(2) البلد الآية 10
(3) أمية هذا هو (أمية بن أبي الصلت) لاتفاق المعنى مع شعره الآخر، ولم نجده في ديوانه.
(4) كذا في ط وس وأما في ص فالرواية:
وقد قابل النجد النذير محمد......(6/84)
والنِّجّادُ: الذي يعالج الفرش والوسائد يحشوها ويخيطها بالأجر في الأسواق. ورجل نجدٌ أي ماضٍ في أمره، وشجاعته، والجميع أنجادٌ. والنَّجدةُ: الشَّجاعةُ، وهي البلوغ في الأمر الذي يُعجزُ عنه. ورجلٌ نَجدٌ ونِجَد ونَجيدٌ [كما] في قوله:
عند المحجر النجد «1»
واستنجد فلانٌ: صار مِنجاداً نَجِداً، واستنجدتهم فأنجدوني أي استعنتهم فأعانوني. وناقةٌ نَجودٌ: تُناجِدُ الإبل فتغزر إذا غَزرن، والغزيرةُ الكثيرة اللَّبن. والنَّجَداتُ: قومٌ من الحروريَّة يُنسبون إلى نَجدَةَ (الحرُورِيِّ) «2» . يقال: هؤلاء النَّجَداتُ والنَّجديّة، والواحدُ نَجديٌّ. وناجدتُ فلاناً: بارزته بالقتال. والنّاجُودُ: الراووق نفسه. ونِجاد السَّيف: مِحملاه اللذان طرفاهما في الإبزيمين، قال:
بأيِّ نِجادٍ تحملُ السَّيف بعدَنا ... قطعتَ القُوى من مِحملٍ كانَ باقيا «3»
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) زيادة من التهذيب.
(3) لم نهتد إلى القائل.(6/85)
والنَّجدُ: الكرب والغم، وهو منجود أي مكروب. والنَّجَدُ: العرقُ، ونُجِدَ نَجَداً.
جند: كلُّ صنفٍ من الخلق يقال لهم: جُندٌ على حِدَةٍ.
وفي الحديث: الأرواحُ جنود مُجندةٌ فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ويقال: هذا جُندُ قد أقبل، وهؤلاء جُندٌ قد اقبلوا، يخرج على الواحد والجميع، وكذلك العسكرُ والجيشُ. وجَنَدٌ: موضع باليمن. والجَنَدُ: حجارة شبه الطِّين. وجُنادهُ: حيٌّ من اليمن.
باب الجيم والدال والفاء معهما ج د ف، ف د ج يستعملان فقط
جدف: الجَدَفُ: نباتُ يكون باليَمن يأكله الأكل فلا يحتاج معه إلى شرب. وجَدَفتُ الصَّريح أي قطعته. والملاّحُ يَجدِفُ جَدفاً بالمِجدافِ، وهو خشبة في رأسها لوحٌ عريضٌ يدفع بها السَّفينة. وجَدَفَ الطائر عند الفرقِ من الصَّقرِ إذا كسر من جناحيه شيئاً ثم مال.
وفي الحديث: إن الجَدَفَ ما لا يُغطى من الشَّرابِ.(6/86)
وجَدفَ الرجل تجديفاً كأنه يستقل ما أعطاه الله. والتّجديفُ في بعض التفسير كُفرُ النِّعمةِ، وهو التقصير في الشُّكر، وهو قريبُ المعنى من الأول. والأجدَفُ: القصير. والجَدفُ: النَّزعُ الشديد في القوسِ.
فدج: فَودَجُ العروس مركبها، وربما قالوا للنّاقة الواسعة الأرفاغِ: واسعة الهودج والفودج.
باب الجيم والدال والباء معهما ج د ب، د ج ب، د ب ج، ب ج د مستعملات
جدب: جَدَبَ المكانُ جُدُوبةً فهو جَدبٌ. وأجدَبَ القوم والأرض والسَّنةُ. والجادبُ: الكاذبُ، لم أسمع له فعلاً، والجادبُ: العاتبُ. وجَدَبَ عُمَرُ السَّمَر أي ذمه وعابه، قال ذو الرُمّة:
فيا لك من خدٍ أسيل ومنطق ... رخيم ومن خلق تعلَّل جادِبُه «1»
دجب: الدَّجوبُ: جُويلقٌ يكون مع المرأة في السَّفَر خفيف.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان وفيه: جاذبه بالذال المعجمة: والصحيح ما أثبتناه وكذلك في الديوان ص 43(6/87)
دبج: الدَّيباج أصوب من الدَّيباج. ودِيباجَةُ الوجهِ حسنه وماؤه. ورجلٌ مُدبَّجٌ: قبيحُ الرأسِ والخِلقَةِ في موقٍ. والمّدَبَّجُ: ضرب من الهام، وضربٌ من طير الماء يقال له: أغثرُ «1»
مدَبَّجُ الرأسِ قبيح الهامه ... يكون في الرأسِ مع النُّحامَة «2»
ودِيباجةُ الشِّعر أول قصيدةٍ يقولها الشاعرُ.
بجد: البِجاد كساءُ، ويقال للدليل الهادي الذي كأنه ولد ونشأ بها: هو ابن بجدَتِها، والنون لغةٌ. وقال في البجاد:
أو الشيء الملفف في البِجادِ
«3»
باب الجيم والدال والميم معهما ج د م، د ج م، م ج د، ج م د، د م ج مستعملات
جدم: يقال للفرس: اجدم وأقدم إذا هِيج ليمضي، وأقدم أجودهما.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: أغبر.
(2) ورد الرجز في التهذيب واللسان في درج الكلام المنثور، وقد تحول إلى نثر، وصارت النحامة نحاما.
(3) عجز ثاني بيتين وردا في اللسان (لفف) غير منسوبين وهما:
إذا ما مات ميت من تميم ... وسرك أن يعيش فجيء بزاد
بخبز أو بسمن أو بتمر.......(6/88)
دجم: يقال انقشعت دُجَمُ الأباطيل، وأنّه لقي دُجَمِ العشقٌ والهوى أي في غمراتِه وظلمِه.
مجد: المَجدُ: نيل الشَّرف، وقد مَجَدَ الرجل، ومَجُدَ: لغتان، وأمجَدَه كرمُ فعالهِ. قال زائدة: أحسبنا وأمجدنا والله المجيد. وتمجد (بفعاله) ، ومَجَّدَه خُلُقُه تمجيداً أي تعظيماً. ومَجَدَتِ الإبلُ مُجُوداً إذا نالت من الكلاءِ قريباً من الشِّبع وعُرفَ ذلك في أجسامها، وأمجَدَ القومُ إبلهم، وذلك في أول الرَّبيع أي أحسنوا رعيها «1» وإسمانها.
جمد: جَمَدَ الماءُ يجمد جُموداً. ويقال: لك جامدُ هذا المالِ وذائبهُ، والذائب الظاهر والجامدُ الغائب الباطن. ويقال: ذاب لفلانٍ عليك حقٌّ أي وجب وظهر. ومخة جامدةٌ أي صُلبةٌ. ورجل جامد العين: قل دمعُه.
__________
(1) كذا في ص وس وأما في ط ففيه: وعبها.(6/89)
وسنة جَمادٌ: جامدةٌ لا كلأ فيها ولا خِصبَ. وعينُ جمادٌ: لا دمع فيها. والجَمَدُ: الماء الجامدُ. وأجمد القوم: قل خيرهم وبخلوا. والجمد من أعلامِ الأرضِ كالنَّشز المرتفعِ، ويجمع على أجماد وجِماد. والجُماديان: اسمان معرفة لشهرين، فإذا أضفت «1» قلت: شهراً جُمادى، وشهر جُمادى
دمج: دَمَجتِ الأرنب تدمجُ في عدوها، وهو سرعة تقارب القوائم. ومتن مُدمجٌ وأعضاءٌ مدمجة كأنها أدرجت وملست كما تدمج الماشِطةُ مِشطة المرأة إذا ضفرت ذوائبها. وكلُّ ضفيرة منها على حيالها تُسمى دَمجاً واحداً. ويقال: دمج في بيته أي دخل، والدُّموج الدُّخول. وقال في إدماج الأعضاء:
حمراء في حاركها «2» دموج
__________
(1) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: فإذا وصفت.
(2) انفرد العين في إيراد هذا الأصل من بين المعجمات الأخرى.(6/90)
باب الجيم والتاء والراء معهما ت ج ر، ر ت ج، ت ر ج مستعملات
تجر: والتجر والتجار جماعة التاجر، وقد تجر تجارة وأرض متجرةً: يتجرُ إليها.
ترج: التُرُنجُ لغةٌ في الأترُج، والرنزُ لغةٌ في الأرز.
رتج: الرَّتاجُ: البابُ المُغلقُ، وارتجتُ الباب: أغلقته إغلاقاً وثيقاً. وأرتج على فلانٍ إذا أراد قولاً وشعراً فلم يصل إلى تمامه. وأرتج عليه في المنطق. وفي كلامه رتجٌ أي تتعتعُ وإعياءٌ.
باب الجيم والتاء واللام معهما ت ل ج، ج ت ل يستعملان فقط
جتل: الجتلُ «1» القطعُ قال:
وآخرُ مُجتالٌ بغير قرابةٍ ... هُنيدة لم يمنن عليك اجتيالها «2»
__________
(1) من الوهم أن يكون الشاهد في جتل وحقه أن يكون في جول وكذلك جاء في اللسان وهو (للكميت) يمدح رجلا، ثاني بيتين وهما:
وكائن وكم من ذي أواصر حوله، ... أفاد رغيبات اللهى وجزالها
لآخر مجتال..... .......
(2) من الوهم أن يكون الشاهد في جتل وحقه أن يكون في جول وكذلك جاء في اللسان وهو (للكميت) يمدح رجلا، ثاني بيتين وهما:
وكائن وكم من ذي أواصر حوله، ... أفاد رغيبات اللهى وجزالها
لآخر مجتال..... .......(6/91)
تلج: التالِج لغةٌ في الدّالِج، والتَّولِج لغة في الدَّولَج.
باب الجيم والتاء والنون معهما ن ت ج يستعمل فقط
نتج: النَّتاجُ: اسم يجمع وضع الغنمِ والبهائِم. وإذا ولي الرجل ناقةً ماخِضاً ونِتاجها حتى تضع، قيل: نَتَجَها نَتجاً ونِتاجاً، ومنه يقال: نُتِجَتِ الناقةُ، ولا يقال: نَتِجَتِ الشاة إلا أن يكون إنسان يلي نِتاجها، ولكن يقال: نَتَجَ القوم إذا وضعت إبلهم وشاؤهم. وقد يقال: أنتجت الناقةُ أي وضعت. وفرسُ نَتوجٌ وأتَانٌ نَتُوجُ أي حاملٌ في بطنها وَلَدٌ قد استبان، وبها نِتاجٌ أي حملٌ. وبعضهم يقول للنَّتوجِ من الدَّوابِّ قد نَتَجَت في معنى حملت ليس بعامٍّ وأنكره زائدة. والريح تنتج السحاب إذا مرت به حتى يجري قطره. وفي المَثَل: إن العجز والتواني تزاوجا فأنتجا الفقرَ.(6/92)
باب الجيم والتاء والباء معهما ج ب ت، ت ج ب يستعملان فقط
جبت: الجِبتُ «1» يفسَّر الكاهن، ويفسر الساحر.
تجب: التِّجابُ من حِجارة الفِضة: ما أذيبَ مرةً، وقد بقيت فيها فضَّةٌ والواحدةُ تِجابَةٌ.
باب الجيم والذال والراء معهما ج ذ ر، ج ر ذ يستعملان فقط
جذر: الجَذرُ أصل اللِّسان وأصل الذِّكر، وأصل كل شيء. وأصل الحِساب الذي يقال: عشرة في عشرة أو كذا في كذا، نقول: ما جذره؟ أي ما مبلغُ تمامه فتقول: عشرة في عشرة، مائةٌ، (وخمسةٌ في خمسة، خمسة وعشرون، فجَذرُ مائةٍ عشرة، وجَذرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ) «2» . ويقال لِسِقي الماء إذا سُقيت الدَّبَرةُ: قد بَلَغَ الماء جَذره. ويقال للرجل القصير الغليظ: المجذر.
__________
(1) الجبت من قوله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ سورة النساء الآية 51.
(2) زيادة من التهذيب من أصل كلام الخليل في العين.(6/93)
والغربة تسمى الجذرة، وهي شجرة يدبغ بها. والذَّغرةُ تسمى الجذرة لسوادها.
جرذ: الجَرَذُ: داءٌ يأخذ في قوائم الدَّوابِّ، وبِرذَون جَرِذٌ. والجرذ: اسم الذكر من الفأر، والجميع الجِرذانُ. قال زائدة: الجِرذانُ: أكبر من الفأرة. والمُجَرَّذ والمُجَرَّسُ والمُضَرَّسُ والمُقَتَّل: المجرَّب للأمور.
باب الجيم والذال واللام معهما ج ل ذ، ج ذ ل يستعملان فقط
جذل: الجَذلُ: انتصابُ الحمار الوحشي ونحوه (ناصبا) «1» عنقه، والفعل جذل يجذِلُ جُذُولاً، وجَذَلت به جُذُولاً. والجَذَلُ: الفَرَح. والجِذلُ: أصل كلُّ شجرةٍ حين يذهب رأسها، وصار الشيء «2» إلى جذله أي أصله. وقوله: أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، وعُذَيقها المرجَّبُ، وحجيرها المأوَّبٌ، فإنه تصغير جِذلٍ، وهو عُودٌ ينصب للإبلِ الجربى تحتكُّ به من الجَرَب، وأرادَ أنّه يُستشفى برأيه كاستشفاء الإبل الجربى بالاحتكاكِ بذلك العود.
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) كذا في ص والمعجمات وأما في ط وس ففيهما: الجلد.(6/94)
وقيل: المُحَككُ الذي حكَّكه الدّهرُ حتى أحكمه. والجَذلُ: إحكام الدُّروع «1» .
جلذ: الجُلذيُّ: الشديد من الأمر. والجُلزِيُّ: الحجر، والجميع جَلاذيُّ. والجُلذِيَّةُ: الشديدة من النّوقِ.
باب الجيم والذال والنون معهما ن ج ذ فقط
نجذ: النَّجذُ: شِدَّة العضِّ بالناجِذِ، وهو السن بين الأنياب والأضراس، وقول العرب: بدت نواجِذُهُ إذا ظهر ذلك منه ضحِكاً أو غَضَباً. ويقال: رجل منجذ أي مُجَرَّب مُضَرَّسٌ، واشتِقاقه أن ناجِذَةَ الدَّهرِ عَضَّته.
باب الجيم والذال والباء معهما ج ذ ب، ج ب ذ، ب ذ ج مستعملات
جذب: الجَذبُ مَدَّك الشَّيء، ومنه التَّجاذُبُ، وانجذبوا في سيرهم، وانجذب بهم سير.
__________
(1) ورد بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غيره: جدلت بالدال أعرفه.(6/95)
وإذا خطب الرجل امرأةً فردته، قيل: جَذَبته وجَبَذَته، كأنه من قولك: جاذَبته فَجَذَبته أي غلبته، فبان منها مغلوباً. والجَذَبُ: جُمّارُ النخل، الواحدة جَذَبة، وهي الشَّحمة تكون في رأسِ النخلةِ تُكشَطُ عنها فتؤكل. والجَذبَةُ: البعدُ، وفلانٌ مِنّا جَذَبَةٌ أي بعيدٌ.
جبذ: الجَبذُ لغةٌ في الجَذبِ.
بذج: البذج: الحمل، ويجمع على البِذجان، وهو أضعف ما يكون، قال:
وإن تجع تأكل عتودا أو بَذَج «1»
باب الجيم والذال والميم معهما ج ذ م يستعمل فقط
جذم: الجَذمُ: سرعة القطعِ. والجَذَمُ: مصدر الأجذَمِ اليَدِ، وهو الذي ذهبت أصابعُ كفَّيه. ويقال: ما الذي جَذَّم يَدَيهِ؟ وما الذي أجذمه حتى جذم؟ «2»
__________
(1) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان (لأبي محرز عبيد المحاربي) (يذج) وأورده ابن فارس في المقاييس 1/ 217، 6/ 64.
(2) ورد بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غيره المجذم الذي يقطع الأيدي.(6/96)
والجَذومُ: المنتصب القائم. وأجذَمَتِ المَحَجَّةُ: ارتفعت. والجاذم: الذي يلي القطع، ويقال: هو المُجَذِّمُ. والمَجذومُ: الذي ينزل به الجَذَمُ، والاسم الجُذامُ. والإجذامُ: الإقلاع عن الشيء. وجُذامُ اسم حيٍّ من اليَمَن، يقال: هم من بني أسد، من خُزَيَمةَ. والجِذمةُ: القِطعةُ تبقى من الشيء يُقطع طرفه ويبقى جِذمُه. وجِذمُ القومِ: أصلُهم. والجذمة والجُذمةُ: القطعةُ.
باب الجيم والثاء والراء معهما ث ج ر، ج ر ث يستعملان فقط
ثجر: الثَّجيرُ: ما عصر من العِنب، خرجت سُلافَتُهُ وبقيت بقيَّتُه، وهي الثَّجيرُ. ويقال: الثَّجيرُ: تفل البُسر يُخلط بالتَّمر فينتبذُ.
وفي الحديث: لا تَثجُرُوا.
والثَّجرةُ من الوادي حيث يتفرَّق الماء في سعةٍ من الأرض. وثُجرَةُ الحشا: مجتمع أعلى السحر بقصب الرئة.(6/97)
والثُّجَرُ: سهامٌ غِلاظ الأصول عِراضٌ «1» .
جرث: الجِرِّيثُ: ضربٌ من السمك، قل من يأكله.
باب الجيم والثاء واللام معهما ج ث ل، ث ج ل، ث ل ج مستعملات
جثل: الجَثلُ من الشَّعرِ: أشدُّه سواداً وغِلظاً، ويقال: الجثل الكثير، وهو جَثلٌ بيِّنُ الجُثُولِة والجَثالةِ. والجَثلةُ: النملة السَّوداءُ. واجثَالَّ النَّبات إذا التفَّ وطال وغلظ.
ثلج: الثَّلجُ، ويقال منه ثُلِجنا أي أصابنا ثَلجٌ. وثَلِجُ الرجل إذا بَرَدَ قلبه عن شيءٍ، وإذا فرِحَ أيضاً فقد ثَلِجَ. وحَفَرَ فأثلَجَ إذا ظهر الندى ولم يخرجِ الماء «2» . وأَثَلَجَ إذا شُفي من خَبَرٍ، وتقول: أَثلِجني أي اشفِني مما عندك.
__________
(1) وقد ورد بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال غيره أقول: ثجر بجر أي غلاظ الأصول عراض.
(2) تصحف قوله: حفر فأثلج لدى محقق التهذيب إلى: حضر فأثلج.(6/98)
ثجل: رجلٌ أثجَلُ أي عظيم البطن. ومصدره الثَّجَلُ.
باب الجيم والثاء والنون معهما ج ن ث، ن ج ث يستعملان فقط
جنث: الجِنثُ أصل الشَّجرة، وهو العِرقُ المستقيم أرُومتُه في الأضمار، ويقال: بل هو من ساقِ الشَّجرة ما كان في الأرض فوق العُروقِ. والجُنثِيُّ: الزَّرّادُ، منسوبٌ إلى شيءٍ قد جُهل، قال لبيد:
أحكمَ الجُنثِيُّ عن عوراتها ... كلَّ حِرباءٍ إذا أكره صل «1»
نجث: النَّجيثُ الهَدَفُ سُمي به لانتصابه واستقباله. والاستِنجاثُ: التصدِّي للشَّيء والإقبال عليه والولُوعُ به. والنَّجيث: الخبرُ السُّوء، وتقول: إنّ هذا لنَجيثٌ أي خبرُ سُوءٍ.
باب الجيم والثاء والباء معهما ث ب ج يستعمل فقط
ثبج: الثَّبَجُ أعلى الظَّهرِ من كل شيء.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان والديوان.(6/99)
والتَّثبيجُ: التخليط من كل شيءٍ، [ومنه] كتابٌ مُثَبِجُ.
باب الجيم والثاء والميم معهما ج ث م، ث ج م يستعملان فقط
جثم: جَثِمَ يَجثِمُ جُثُوماُ أي لَزِمَ مكاناً لا يَبرَحُ. وفي بعض الوصف إذا شُرِبَ على العسل، جَثَمَ على المعِدة ثم قذف بالدّاء. والجاثُومُ: الكابوس أي الدَّيثانُ. والجَثّامةُ: الرجل البليد، والسِّيدُ الحليم. والجُثمانُ بمنزلة الجُسمانِ، جامعٌ لكلِّ شيءٍ، تريد جِسمه وألواحه والجُثُومُ للطَّير كالرُّبُوض للغَنَمِ. ونهي عن المُجَثَّمةِ، وهي المصبورة من الطَّير والأرانب وأشباههما مما يَجثِم بالأرض إذا لِزِمَتها ولَبَدَت عليها، فإن حَبَسها إنسان قيل: جَثَّمَها فهي مُجَثَّمةٌ أي محبوسةٌ، فإن فعلت هي، قيل: جَثَمَت فهي جاثِمةٌ.
ثجم: الإثجام سرعة المطر. والثَّجمُ: شِبهُ الصَرفِ عن الشيء. قال زائدة: أثجَمَ، واسجَمَ واحدٌ.(6/100)
باب الجيم والراء واللاّم معهما ج ر ل، ر ج ل يستعملان فقط
جرل: مكانٌ جَرِلٌ: صلبٌ غليظ خشن، قال:
فلَو عَلوهُ جَرِلاً هَراسا ... لتَركُوه دَمِثاً دَهاسا «1»
والجَرولُ من الجبال مواضع تكون فيها الحجارة، قدّر ما يقلُّ الرجل، كبيرةٌ خَشِنةٌ، يقال: جبل كثير الجَراوِلِ. والجَروَلُ: اسم لبعض السِّباعِ. وجَروَلُ بن مجاشعٍ الذي يقول: مُكرهٌ أخوك لا بطل. والجِريالُ: اللَّونُ الأحمر.
رجل: هذا رجلٌ أي ليس بأنثى، وهذا رجلُ أي كاملٌ، ولغة طيِّءٍ: هذه رَجُلَة وهذا رجل، وهذا رَجُلٌ أي راجِلٌ، وهي رَجُلةٌ أي راجلةٌ، وقال في الرِّجُلةِ التي هي المرأة:
خَرقُوا جَيبَ فَتاتِهُمُ ... لم يُبالوا سَوءَةَ الرَّجُلَه «2»
__________
(1) البيت في التهذيب غير منسوب، وروايته:
لو هبطوه جرلا شراسا.
وفي اللسان:
هم هبطوه جرلا شراسا.
(2) ثاني بيتين وردا في اللسان غير منسوبين وهما:
كل جار ظل مغتبطا ... غير جيران بني جبله
خَرقُوا جَيبَ فَتاتِهُمُ ... لم يبالوا حرمة الرجله(6/101)
وقال في الراجلة:
فإن يكُ قولهم صادقاً ... كانت إليكم نِسائي رِجالاً «1»
أي رَواجلاً. وهذا أرجَلُ الرَّجُلَين أي فيه رُجُوليَّةٌ ليست في الآخَر. والرَّجلُ: جماعة الرَاجِل كالرَّكبِ الراكِبِ. وهم الرَّجّالةُ والرُّجّالُ، قال:
وظهرِ تَنوفةٍ حَدّباءَ يمشي ... بها الرجال خائفة سراعا «2»
وقد جاء في الشعر الرَّجلةُ يريد به الرَّجّالةَ والرِّجلةُ: مَنبِت «3» العَرفجِ الكثير في روضة واحدةٍ. والتراجيلُ: الكرفس بلغةِ العَجم، وهو اسم سواديٌّ من بُقُول البَساتين. ورِجُل القوسِ سِيتها السُّفلى، ويَدُها سَيتها العُليا. وفلانٌ قائمُ على رجلٍ إذا جدَّ في أمرٍ حَزَبَه. والرَّجلُ: القطيع من الجَرادِ ونحوه من الخلقِ. والرُّجلةُ: نجابة الرَّجيل «4» من الدَّوابِّ والإبل، وهو الصَّبور على طول
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وروايته:
..... فسيقت نسائي إليكم رجالا
(2) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: أخذ.
(4) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: الرجل.(6/102)
السَّير، ولم أسمع منه فِعلاً إلا في النُّعُوتِ خاصَّةً، ناقةٌ رَجيلةٌ، وحمارٌ رَجيلٌ، ورَجُلٌ رجيلٌ أي مَشّاءٌ. وارتَجَلَ الرجُلُ: ركب رِجلَيهٍ في صاحبه ومَضى، ويقال: ارتَجِل ما ارتَجَلتَ أي اركب ما ركبت من الأمرِ. وارتَجَلَ الرجُلُ زنده إذا أخذها تحت رِجلِه. وتَرَجَّلَ القومُ: نَزَلوا عن دَوابِّهم في الحرب للقِتال. ويقال: حَمَلك الله عن الرُّجلَةِ ومن الرُّجلَةِ. والرُّجلَةُ هاهنا فِعل الرَّجُلِ الذي لا دابَّةَ له. والرُّجلةُ أيضاً مصدر الأرجل من الدَّوابِّ بإحدى رِجلَيهِ بياضٌ، ويقال به رُجلةٌّ وتَرجيلٌ، يُتَشاءَم به إلا أن يكون فيه بياض في موضعٍ غير ذلك فيقال: مُطلقٌ. وتصغير رَجلٍ: رُجَيلٌ، والعامَّةُ تقول: رُوَيجلُ صِدقٍ ورُوَيجل سوءٍ، يرجعُون إلى الراجلِ لأن اشتِقاقَه منه كما أن العَجِل من العاجِل والحَذِرَ من الحاذِر. وارتَجَلَ الكلام. وتَرَجَّل النَّهارُ: ارتفع. ورَجُلٌ رَجِلٌ بيِّنُ الرَّجَلِ أي شَعرُه رَجِلٌ. وحرَّةٌ رَجلاءُ أي مستويةٌ بالأرضِ، كثيرةُ الحِجارة.(6/103)
والأَرجَلُ [من الرجال] «1» : العظيم الرِّجلِ. وتَرَجَّلتُ البِئرَ أي نزلتها من غير تَدَلٍّ. والرَّجل جُبارٌ وهو أن تنفحَه الدّابَّةَ ليس على راكبها غُرمٌ، وهو هَدَرٌ. وأرجلته: أخذت دابته فجعلته راجلاً، كما قال:
فقالت لك الويلاتُ إنَّك مُرجلي «2»
باب الجيم والرّاء والنّون معهما ج ر ن، ر ج ن، ن ر ج، ن ج ر مستعملات
جرن: الجرانُ: مُقدَّمُ العنق من مذبح البعير أي منحره فإذا مدَّ عنقه، قيل: ألقى جِرانه بالأرض، قال طرفة:
وأجرِنةٌ لزَّت بدأيٍ مُنضَّدِ «3»
جمعه لَسَعَتِه. والجَرينُ: موضع البيدر بلغة اليَمن، وعامَّتُهم بكسر الجيم، وناسٌ يسمُّون الموضع الذي يجمعون فيه التمر جرينا، والجمع الجُرُنُ. والجارِنُ: وَلَدُ الحَيَّة وما لانَ من أولاد الأفاعي.
__________
(1) زيادة من التهذيب وهو قول الأصمعي.
(2) عجز بيت شهير في معلقة (امرىء القيس) وصدره:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة.
(3) عجز بيت للشاعر وصدره كما في الديوان ص 14:
وطي محالٍ كالحني خُلُوفُه
وقد ورد في الأصول المخطوطة: معضد.(6/104)
وأديم جارِنٌ: غليظ مدبُوغٌ بالسَّلم في قول لَبيد:
...... جارن مسلوم «1»
وثوب جارِنٌ «2»
رجن: الراجِنُ: الألف من الطَّير ونحوه، قال رؤبة:
لو لم أكن عاملها لم أسكنِ ... بها ولم أرجُن بها في الرُّجَّنِ «3»
ورَجَنَ فلانٌ دابَّتَه رَجناً فهي (راجنٌ و) «4» مَرجُونةٌ إذا أساء علفها حتى هُزِلت مع الحَبسِ. وارتَجَنتِ الزُّبدَةُ: تفرقَت في المِمخضِ وفسدت. وارتَجن عليه الأمرُ: اشتَدَّ.
نرج: النَّورجُ والنَّيرجُ: الذي يُداسُ به الطعام من حديد أو خشب. قال زائدة: النَّيرجُ السِّنَّةُ التي يحرث بها.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان والديوان (ط الكويت) ص 123.
(2) كانت هذه العبارة مع العبارة السابقة في الأصول المخطوطة وهي: وأديم جارن وثوب غليظ مدبوغ..... وقد آثرنا فصلها لأن الأديم يدبغ، والثوب لا يدبغ. ومعنى ثوب جارن أي جرن أي أخلق ولان كما في التهذيب.
(3) لم نهتد إلى القائل.
(4) زيادة من التهذيب.(6/105)
ويقال: وأقبلتِ الوحشُ، والدَّوابُّ نَيرجاً، وهو سرعةٌ في تردد، قال العجاج:
ظل يُباريها وظلَّت نَيرَجا «1»
والنَّيرجُ أخذه كالسِّحر وليست بسِحرٍ، إنما هو تشبيهٌ وتَلبيسٌ.
نجر: والنَّجرُ: عمل النجّارِ ونحته. والنجران: خشبة تدور عليها رِجلُ البابِ، (قال:
صَببتُ البابَ في النَّجرانِ حتى ... تركت الباب ليس لها صَريرُ) «2»
والنَّجيرةُ: سقيفةٌ من خشبٍ لا يخالطها قصبٌ ولا غيره. ونَجَرتُ فلاناً بيدي، وهو أن تَضُمَّ كفَّك، ثم تخرج بُرجُمةَ الإصبع الوسطى تضربُ رأسهُ بها، فضربُكهُ النَّجرُ. وشهر ناجر رَجَبٌ، ويقال: كلُّ شهرٍ في صميم الحرِّ ناجِرٌ لأنَّ الإبل تنجُر في ذلك الشَّهرِ، أي يشتدُّ عطشها حتى تيبس جُلودُها، ونَجَرَتِ الإبل فهي نجرى ونجارى. والنجيرة: طبيخة من لبنٍ ودقيقٍ تُحسى. والأنجر: مِرساة السَّفينة، وهو اسم عراقيٌّ، ومن أمثالهم: فلانٌ أثقل من أنجر، وهو أن تؤخذ خشباتٌ فيخالف بين رءوسها، وتشد أوساطها في
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) ص 10
(2) ما بين القوسين مما ذكره الأزهري من أصل العين، والبيت غير منسوب.(6/106)
موضعٍ واحدٍ، ثم يفرغ بينها الرَّصاصُ المُذاب فتصير كأنها صخرة، ورءوس الخشب ناتئة «1» تشدُّ بها الحِبال ثم ترسل في الماء، فإذا رست، أرست، السَّفينة فأقامت. والإنجارُ لغةٌ (يمانية) «2» في الإجّار، وهو السَّطح، وقد يجيءُ في كلامهم: أنّه الحُجرةُ التي على السَّطح. والنَّجرُ: النَّجارُ وهو أصل الحسب، والمَنبِتُ من كلٍّ كريمٍ أو لئيمٍ، قال:
كريمُ النَّجرِ من سلفي نِزارٍ «3»
وتقول العرب: إن نِجارها لواحدٌ أي جِنسُها وأصلها. ورجلٌ مِنجَرٌ: شديد السَّوقِ، وهو ينجُرُ إبلها أي يسوقها سوقاً شديداً. قال زائدةُ: رجل منجر السّاعدِ إذا ضرب ولكم، ونَجَرته بيدي أي ضربته، والنَّجرةُ: الجنُون. وقال: النَّجيرةُ: العصيدةُ الرِّخوةُ التي تعمل بلبنٍ حامضٍ مكان الماء. والنَّجرُ: الكيُّ، ونَجرتُه بالمِكوى. والنجر: الضرب والحبس.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: تائية.
(2) زيادة من التهذيب.
(3) لم نهتد إلى القائل.(6/107)
باب الجيم والرّاء والفاء معهما ج ر ف، ر ج ف، ف ر ج، ف ج ر، ج ف ر مستعملات
جرف: الجَرفُ: اجتِرافُكَ الشيء عن وجه الأرض، حتى يقال: كانت (المرأة) «1» ذات لِثَةٍ فاجترفها الطَّبيبُ أي استحاها عن الأسنان وقطعها. والطاعون الجارف نزل بأهل العراق وجَرفهم تَجريفاً «2» فسمِّي جارِفاً. والجارفُ: شؤمٌ أو بَلِيَّةٌ تَجترفُ مالَ القومِ. ورجلٌ مُجَرَّفٌ: جَرَّفَه الدَّهرُ أي اجتاح مالَه فأفقره، قال:
..... مِمَّن جَرَّفَ الدهر مِختَل «3»
ورجلٌ جُرافٌ: أكولٌ جداً. ورجلٌ جُرافٌ أيضاً أي كثيرُ المُجامعِة، نشيطّ لذلك، قال:
والمنقريُّ جُرافٌ غير عِنينِ «4»
وجُرفُ الوادي ونحوه من أسنادِ المَسايلِ إذا دَخلَ في أصله فاجترفه فصار كالدَّجل وأشرف أعلاه، فإذا انصدع أعلاه فهو هارٍ، وقد جَرَّف السَّيل أسناده أي أقبالَه، وهو ما قابَلَك من الأرض.
__________
(1) سقطت من الأصول المخطوطة.
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: ... نزل بأهل العراق ذريعا.
(3) لم نهتد إلى القائل ولم نعرف سائر البيت لنتمكن من ضبط مختل!
(4) الجراف بضم الجيم مع التخفيف مثل طوال وعظام للمبالغة وليس جرافا وزان جبار كما توهم محقق التهذيب.(6/108)
رجف: رَجَفَ الشيءُ يَرجُفُ رَجفاً ورَجَفاناً كرجَفان البعير تحت الرحل، وكما ترجف الشَّجرةُ إذا رجَّفتها الرِّيحُ، وكما تَرجفُ الأسنان إذا نُفِضَت أصولها، ونحوه رَجَفَتِ الأرض تزلزلت. ورَجَفَ القوم: تهيِّأوا للحرب. وأرجَفُوا: خاضوا في الأخبار السَّيِّئةِ من الفِتنةِ ونحوها. والرَّجفةُ: كلُّ عذابٍ أُنزل فأخذ قوماً فهو رَجفةٌ وصيحةٌ وصاعقةٌ. والرَّعدُ يرجفُ رَجفاً ورجيفا، وهو تردد هدته في السَّماء.
فرج: المُفرجُ: القتيلُ لا يُرى من قَتَله «1» . والفَرَجُ: ذهاب الغَمِّ، وفّرَّجَه الله تفريجاً فانفرج، قال:
يا فارجَ الكربِ مُسدولاً عساكرهُ ... كما يُفرِّجُ غمَّ الظُّلمة الفَلَقُ «2»
والفَرجُ: اسم يجمع سوءاتِ الرِّجال والنساء والقبلان وما حواليهما، كلُّه فرجٌ، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخلقِِ. وكلُّ فَرجةٍ بين شيئين فهو فرج، قال:
__________
(1) المفرج ينصرف إلى معان أخرى، فهو الذي لا عشيرة له، وهو الذي أثقله الدين......
(2) لم نهتد إلى القائل(6/109)
إلا كميتا كالقناة وضابئا ... بالفرج بين لبانه ويديه «1»
جَعَلَ ما بين يديه فرجا. وكذلك فروج الجبال والثُّغور. وفَرّوجَةُ الدَّجاجِ، وجمعها فَراريجُ. والفَريجُ: الباردُ، هُذلِيةٌ. والفَرّوجُ: قُباءً مشقوق من خلفٍ «2» . ورجلٌ أفرجٌ، وامرأة فرجاءُ أي عظيم الأليتين.
جفر: الجَفر والجِفرة من أولاد الشّاءِ ما قد استجفَرَ أي صار «3» له بطنٌ وسَعَةٌ جَوفٍ وأقبل على الأكل. وهو المتكرشُ من الناس، واستجفر الصَّبيُّ: عظُمَ بطنه وأكل. وأجفر جنبه فهو مُجفرُ الجنبين من كلِّ شيءٍ. وجُفرةُ الجنب: باطن المجرئش «4» .
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة، والرواية فيهما:
...... بالفرج بين لبانه ويده
(2) ذكره ابن الأثير في النهاية 3/ 189
(3) هذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة ففيها: صارت.
(4) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غيره المجرئش ضخم الجنبين، وأقول: هذا مجرئش الجنبين. وقد توهم محقق التهذيب فحسب أن عبارة: جفرة البطن باطن المجرئش شطر من الشعر، وهو من كلام الخليل حكاه شمر كما في التهذيب.(6/110)
والجُفرةُ: حُفرةٌ واسعةٌ مُستديرةٌ في الأرض. والجَفيرُ: شبه الكِنانِة إلا أنّه أوسع، يجعل فيه نشّابٌ كثيرٌ. وجُفورُ الفحلِ: فُتورُه وانقطاع مائه من كثرة الضِّرابِ، وكل فَحلٍ يجفرُ ماؤه أي ينقطعُ. ورجل مُجفِرٌ، قد أجفَرَ أي تغيرت ريحُ جَسدِه. قال زائدة: أجفر الرجلُ إذا كان ببلدِ ثم فُقِدَ فلا يُحَسُّ به، وأجفرنا فلانٌ أي جَفانا وحُبِسَ عَنّا.
فجر: الفَجرُ: ضوءُ الصباحِ، والفَجرُ: الصُّبحُ. والفجرُ: المعروفُ، وما أكثر فجرَه أي معروفه. والفَجر: تفجيرُكَ الماءَ. والمَفجَرُ: الموضع الذي يَنفَجِرُ منه الماءُ. وانفجرَ عليهم القومُ، وانفجرت عليهم الدَّواهي إذا جاءهم الكثيرُ منها بغتة. والفُجُورُ: الرِّيبةُ، والكذبُ من الفُجُورِ. وقد ركب فلانٌ فجرة وفجار، وفَجارِ اسم للفَجرة (ولا يجريان إذا فَجَرَ وكذب) «1» ، وقال:
__________
(1) زيادة من التهذيب.(6/111)
فحملت برة واحتملت فجار «1»
والفِجارُ من وقعات العرب بعُكاظٍ تفاخروا فيها (فاحتربوا) واستحلُّوا كلَّ حرمةٍ.
باب الجيم والراء والباء معهما ج ب ر، ج ر ب، ر ج ب، ب ر ج، ب ج ر مستعملات
جرب: الجَرَبُ معروف. والجَرباء من السماء: الناحية التي لا يدور فيها فلك الشمس والقمر. وأرض جرباء: مَقحُوطةٌ لا شيء فيها. وجَرِبَ البعيرُ يَجرَبُ جَرَباً، فهو جَرِبٌ وأجرَبُ. والجربياءُ: شمالٌ باردةٌ. قال أبو الدُّقيش: إنما جِربِياؤها بردها، فهمز. والجَريبُ من الأرض نصفُ الفَجّان «2» ، والجمع أجرِبَةٌ. والجَريبُ: الوادي، والجَريبُ مِكيال، وهو أربعة أقفزةٍ. والمُجَرَّبُ: الذي بلي في الحروب والشدائد.
__________
(1) عجز بيت للنابغة كما في التهذيب والديوان (رواية ابن السكيت ط دمشق) ، وقد ورد في التهذيب برواية:
إنا اقتسمنا خطتينا بيننا ... فرحذلت برة وارتحلت فجار
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: الفنجان (كذا) تقول: لا بد أن يكون الفجان لغة في الفدان وهو مروف في مساحة الأرض.(6/112)
والمُجَرِّبُ: الذي جَرَّبَ الأمور وعرفها، والمصدرُ: التَّجريبُ والتَّجربَةُ. والجَورَبُ: لِفافةُ الرَّجلِ. والجِرابُ: وِعاءٌ يُوعى فيه «1» ، وهو من إهابِ الشّاءِ، والجميع جُرُبٌ (وجِرابُ البِئرِ: جَوفها من أوَّلها إلى آخرِها) «2» .
رجب: (رجَبٌ شَهر) «3» ، وهذا رَجَبٌ، فإذا ضمُّوا إليه شَعبان فهما الرَّجَبانِ. وكانت العربُ تُرَجِّبُ، وكان ذلك لهم نُسُكاً وذبائِحَ في رَجَبٍ. والرَّجَبُ والرَّجَبَة، والجميعُ الرِّجابُ، وهو شيءٌ من وصفِ الأدوية، وفي نُسخةٍ: الأرديةُ. والرّاجِبَةُ: ما بين البُرجُمتين من كلِّ إصبعٍ، ومن السُّلامى: ما بين المِفصلين. ورَاجِبةَ «4» الطائر: الإصبع التي تلي الدائرةَ من الجانبين الوحشِييِّن من الرِّجلين. والرَّجبُ: الحياء والعفوُ، قال:
__________
(1) ورد في التهذيب مما نسب إلى الليث من أصل العين:..... لا يُوَعى فيه إلاّ يابس.
(2) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(3) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، واللسان وأما في التهذيب فقد ورد: وبرجمة ...(6/113)
فغيرك يستحيي وغيرك يَرجبُ «1»
وتقول: رجبته أي هبته مرجباً ومَهاباً. وترجيبُ النَّخلة: أن توضع أعذاقُها على سَعفِها، ثم تضمُّ بالخُوصِ كي لا تنفضها الرِّيحُ، وقد يقال أيضاً: هو أن يُوضع الشَّوكُ حول العُذُوقِ لِئلاّ يدنُو منها آكِلُ. ويقال: أصل الترجيبِ أن تميل النَّخلة فتدعمَ بالحجارة ونحوها. وأما قوله:
كأن أعناقها أنصابُ تَرجيبِ «2»
فإنه شبَّهَ أعناق الخيل بحجارةٍ تنصب فيُهراقُ عندها دِماءُ النَّسائِكِ في رَجَب. وبعضٌ يقول: شبهها بالنَّخيل المُرجَّبة، والأوَّلُ أعرفُ. والأرجابُ: الأمعاء. ويقال: المِرجَبَةُ المِقلاع بالعِبرانية.
برج: البُرجُ واحدٌ من بُرُوج الفلك، وهو اثنا عشر بُرجاً. وبرج سور المدينة
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) البيت في التهذيب كاملا وصدره
والعاديات أسابي الدماء بها.
وقد علق المحقق فقال: هو (لسلامة بن جندل) كما في المفضليات ص 121. نقول: وفي الديوان ص 98.(6/114)
والحصن: بُيُوتٌ تُبنى على السور، وتُسمى البُيُوتُ تُبنى على أركان القصر بُرجاً. وثوب مُبرج: صوِّر تغيه تصاوير كبُروجِ السُّور، قال العجّاج:
فقد لَبِسنا وشيه المُبرجا «1»
والبرجُ: سعةُ بياضِ العين مع حُسنِ الحدقةِ. وإذا أبدت المرأة مَحاسن جِيدها ووجهها، قيل: قد تَبَرَّجت، ومع ذلك تُرِي من عَينيها حُسنَ نَظَرٍ. وحِسابٌ البُرجانِ، (وهو قولُك) «2» : ما جُداءُ كذا في كذا، وما جَذرُ كذا وكذا، فجُداؤه: مَبلغُه، وجَذره أصله الذي يضرب بعضه في بعضٍ، وجُملتُه البُرجانُ. يُقال: ما جَذرُ مائةٍ؟ فيُقال: عشرة. ويُقال: ما جُداء عشرةٍ في عشرةٍ؟ فيُقال: مائة. والبارِجةُ: سفينة من سُفن البحر تُتَّخذُ للقتال.
جبر: الجَبر: الاسم، وهو أن تجبر إنساناً على ما لا يُريد وتُكرهةُ جَبَريَّةً على كذا.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 9
(2) زيادة من التهذيب.(6/115)
وأجبر القاضي على تسليم ما قضّى عليه. والجَبرُ: أن تَجبُرَ كسراً، وتقول: جَبرتُه فجبر، قال:
قد جبر الدين الإله فجبر «1»
وجَبَرتُ فلاناً فاجتبرَ أي نزلت به فاقة فأحسنت إليه. واستجبرته إذا كان ذلك منك بتعاهُدٍ حتى تبلغ غايةَ الجَبرِ، كقولك: لأستنصُرنَّك ثمَّ لأجبُرنَّك أي لأدينَنَّكَ «2» ثم لأجبُرُنَّكَ، كقوله:
من عال منا بعدها فلا اجتبر «3»
وتقول: أصابت فلاناً مُصيبة لا يَجتَبِرها، أي لا مَجبَرَ لها. والجِبارةُ: الخَشبةُ تُوضع على الكسرِ حتى يَنجَبِرَ العظمُ، والجميع الجَبائِرُ. والجِبارةُ: دَستيقةُ المرأة من الحُليَّ، قال:
فتناولت كفَّها ... واتَّقتهُ بالجَبائِر «4»
والجُبارُ: اسم يوم الثُّلاثاء في الجاهليّةِ الجَهلاء. والجُبارُ من الأرش: ما لا يهدر، والأرش: الدية
وفي الحديث:
__________
(1) مطلع أرجوزة (للعجاج) يمدح فيها عمر بن عبد الله بن معمر، الديوان (مجموع أشعار العرب) ص 15
(2) كذا هو الوجه، وفي الأصول المخطوطة: لأذيبنك.
(3) صدر بيت (لعمرو بن كلثوم) كما في اللسان وعجزه:
ولا سقى الماء ولا راء الشجر
(4) لم نهتد إلى القائل. ولم يستقم وزنه.(6/116)
العجماء جُبارٌ «1»
أي ما أصاب الدّابة فهو هَدَرٌ. والله- تَباركَ وتعالى-: الجَبَارُ العزيز أي قهر خلقه، فلا يملكونَ منه أمراً، وله التَّجَبُّرُ وهو التعظُّم. ولله الجَبَرِيَّةُ والجَبَروتُ. والجَبَرُوَّةُ لغةٌ في الجَبَرُوتِ.
وفي الحديث: ما كانت نُبوةٌ إلاّ تَناسخَها مَلِكٌ جَبَرِيَّةٌ،
أي إلاّ تَجَبرَتِ الملوكُ. والجَبَّارُ: العاتي على رَبِّه، القتالُ لرَعِيَّته. والجَبّارُ من الناس: العظيم في نفسه الذي لا يقبلُ موعِظة أحدٍ.
وقد كانوا يُعابِثون امرأة سائلةً فكانت تأبى إلا أن تستعصي عليهم، وتُجيبُهم بغير ما يُريدون، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: دَعُوها فإنَّها جَبَارةٌ وقلبُ الجَبّارِ الذي قد دَخَلَه الكِبرُ لا يقبل موعظةً.
والجَبّارُ من النَّخلِ: الذي قد بلغ غايةَ الطُّول في الفَناءِ، وحُملَ عليه كلُّه، وهو دونَ السَّحُوقِ من طول النَّخلةِ، قال:
نَسيل دّنّا جَبّارُها من مُحلَّم «2»
بجر: البُجرةُ: السُّرَّةُ الناتِئةُ، وصاحِبُها أبجر، وقد بجر بجرا وبجرة.
__________
(1) ورد الحديث في التهذيب: العجماء جرمها جبار وكذا في النهاية لابن الأثير 1/ 142
(2) لم نهتد إلى القائل(6/117)
وقد تُسمى سُرَّة البَعير بُجرةً عظمت أم لم تعظم. والبُجرُ: الأمر العظيم، [ويقال] : جئتُ بأمرٍ بُجرٍ وداهيةٍ نُكرٍ، وقال:
عجبتُ من امرأةٍ حَصانٍ رأيتها ... لها وَلدٌ من زوجها وهي عاقِرُ
فقلتُ لها: بُجراً، فقالت: مَجيبتي ... أتعجبُ من هذا ولي زوجٌ آخر «1»
يعني: زوجاً من الحمام. والبجري، والبجاري جميعها من دواهي الدَّهرِ
باب الجيم والراء والميم معهما ج ر م، ر ج م، م ر ج، ر م ج، ج م ر، م ج ر، مستعملات
جرم: أرض جَرمٌ، وأرضٌ صَردٌ دَخيلانِ مُستعملانِ في الحر والبردِ. والجِرمُ، ألواح الجَسدِ وجُثمانهُ. ورجل جَريمٌ وامرأةٌ جَريمةٌ أي ذات جِرمٍ أي جِسمٍ. وجِرمُ الصَّوتِ: جهارتهُ، تقول: ما عَرفته إلا بِجِرمِ صوته. وفُلانٌ له جَريمةٌ أي جُرمٌ، وهو مصدر الجارِم الذي يَجرِمُ على نفسه وقومهِ شراً، وهو الجارمُ، قال الشاعر:
وإن جارٌ لهم جَرِمَتْ يداه ... وحَوَّله البلاءُ عن النعيمِ «2»
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى القائل.(6/118)
والجرم: الذنب، وفِعله الإجرام، والمُجرمُ: المذنب، والجارِمُ: الجاني، قال:
ولا الجارِمُ الجاني عليهم بمُسلمِ «1»
ولا جَرَمَ يَجري مَجرَى لا بدَّ، ويُفسَّر حقاً. وجَرمٌ: قبيلةٌ من اليمن. وأقمتُ عنده حولاً مًجَرَّماً، أي حولاً تاماً حتى انقضى، وقال أبو طالب:
شهوراً وأياماً علينا مُجَرَّما «2»
وجَرَّمنا هذه السنةَ أي خرجنا منها، وتَجَرَّمتِ السَّنَةُ والشِّتاء والصَّيف، قال الشاعر:
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بعد عهدِ أنيسِها ... حِجَجٌ خَلون حلاُلها وحرامُها «3»
رجم: الرَّجمُ في القرآن القتل في شأن نُوح- عليه السلام-. والرَّجمُ: اسم لما يُرجمُ به الشيء، والجميع الرجوم، وهي الحِجارةُ. والرُّجُومُ: التي تُرمى بها الشّياطين، والشَّيطانُ رجيم مرجوم ملعُونٌ. والرَّجمُ: الرَّميُ بالحجارة، والرَّجم: القذفُ بالغيب وبالظنِّ، ومنه قوله تعالى:
__________
(1) عجز بيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) لم نهتد إلى البيت.
(3) البيت في التهذيب واللسان وقائله (لبيد) ، وهو من أبيات معلقته انظر شرح المعلقات للتبريزي ص 125 وانظر الديوان.(6/119)
لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
«1» أي لأقولن فيك ما تكرهُ. والرَّجمُ: القبرُ ويُجمع على أرجامٍ. والرُّجمةُ: حِجارةٌ مجموعة كأنها قُبورُ عادٍ، وتجمع رِجاماً، ورَجَمتُ القبر: جَعلتُ فوقه رجمة. والرِّجامانِ: خشبتان تُنصبانِ على رأس البئرِ يُنصبُ القَعرُ ونحوه من المَساقي، وقول زهير:
وما هو عنها بالحَديثِ المَرَجمِ «2»
أي قوله بالغيب والظَّنِّ. ورجلٌ مِرجم: مدافعٌ عن حسبه ونَسبه في الحرب. وبعير مِرجَم: يَرجُم الأرض بأخفافه رجماً، وهو الثقيل المشي من غير بطء.
مرج: المَرجُ: أرضٌ واسعة فيها نبتٌ كثيرُ تُمرَجُ فيها الدَّوابُّ، قال العَجاج:
رعى بها مَرجَ ربيعٍ مُمرَجَا «3»
وقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ
«4» أي لاقى بين البحر العذبِ والمِلحِ قد مرجا فالتقيا، لا يختلط أحدهما بالآخر.
__________
(1) سورة مريم، الآية 46
(2) عجز بيت للشاعر صدره:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
انظر شرح الديوان ص 18
(3) الرجز في التهذيب واللسان والديوان (مجموع أشعار العرب) ص 9
(4) سورة الرحمن، الآية 19(6/120)
والمارِجُ من النّارِ: الشُّعلة السّاطعة، ذات لهبٍ شديد، ومنه قوله تعالى: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ «1» . وأمرٌ مَريجٌ أي مُلتبِسٌ قد مَرجَ مَرَجاً «2» وغُصنٌ مَريجٌ: قد التَبَسَت شناغيبه، قال:
فجالت فالتَمَست به حَشاها ... فَخَرَّ كأنَّه خُوطٌ مَريجُ «3»
وفي الحديث: قد مَرِجَت عُهُودُهُم وأمرَجُوها
أي لم يَفُوا بها وخلطُوها.
رمج: الرامِجُ: المِلواحُ الذي تُصاد به الصُقُورةُ ونحوها من جَوارِحِ الطَّير. والتَّرميج: إفساد السطور بعد كتابتها، وكذلك تقول: رَمَّجَه بالتُّرابِ حتى يُفسده.
جمر: الجَمرُ: المُتَّقِدُ، فإذا برد فهو فَحمٌ. والمِجمَرُ قد تؤنَّثُ، وهي التي تدخن بها الثَّيابُ. وثوبٌ مُجمَّر إذا دخن عليه.
__________
(1) سورة الرحمن، الآية 15
(2) من قوله تعالى: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ سورة ق، الآية 5
(3) البيت في التهذيب وفيه قال الهذلي، وهو عمرو بن الداخل الهذلي كما في ديوان الهذليين 3/ 103(6/121)
ورجلٌ جامِرٌ أي يلي ذلك، من غير أن يقال: جمر، قال:
وريح يلنجوج يذكيه جامره «1»
والتجمير: ترك الجند في نحر العدو فلا يقفلون، وقد نُهي أن يُجَمِّر غُزاةُ المسلمين في ثُغورِ المُشركين. والجَمرةُ: كلُّ قومٍ يَصيرونَ إلى قِتال من قاتلهم لا يُخالِفون أحداً ولا ينضَمُّون إلى أحدٍ، وتكون القبيلة نفسها جَمرةً تَصبرُ لمُقارعةِ القبائل، كما صَبَرَت عبس لقيسٍ كُلَّها. وبلغنا أن عُمَرَ بن الخطاب سأل الحطيئة عن ذاك، فقال: يا أمير المؤمنين كنّا ألف فارسٍ كأنَّنا ذهبةٌ حمراءُ لا تَستَجمرِ ولا تُحالِفُ. وبعضُ الناس يقول: كانت القبيلة إذا اجتمع فيها ثلاثمائةِ فارسٍ صارت جَمرَةً. والجَمرةُ: المُرماة الواحدة من جِمارِ المَناسكِ، وهي ثلاثُ جَمَرات، وكُلُّ جَمرةٍ تُرمَى بسبع حَصَباتٍ، مع كُلِّ حصاةٍ تكبيرهٌ. وحافرٌ مُجمرٌ، ومنسِمٌ مُجمَرٌ، وهو الذي نَكبته الحِجارةُ وصَلُبَ. وأجمَرَ البعيرُ إجماراً أي أسرع، قال لبيد:
وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جون قد أبل «2»
__________
(1) عجز بيت في التهذيب واللسان من غير نسبة.
(2) البيت في التهذيب واللسان والديوان.(6/122)
والجُمّارُ: شَحمُ النخل الذي في قِمةِ رأسهِ، تُقطع قِمتُه ثم يكشط عن جُمّارِةٍ في جوفها بيضاء كأنَّها قطعةُ سَنامٍ ضخمةٌ، رخصةٌ تتفتَّتُ بالفَمِ، تؤكلُ بالعسل. والكافورُ يُخرجُ من جَوف الجُمّار بين مَشقِّ السعفَتين، وهو الكُفرَّى. والاستجمارُ: استِنجاءٌ بالحجارة. وشعرٌ مُجمَّرٌ أي مُلبدٌ. وابن جَميرٍ: اللَّيلة التي لا يطلعُ فيها القمرُ.
مجر: المَجرُ: الدهم، وهم قومٌ في حربٍ عليهم السِّلاحُ، قال:
جئنا بدَهمٍ يَدحَرُ الدُّهُوما ... مجَرٍ كأنَّ فوقه النُّجُوما «1»
وقيل للجيش الضَّخم: مَجرٌ. وشاةٌ مَجارٌ إذا حَملت فقلَّ ما تسلم أن يعظُمَ بطنها فتهزل فترمي به. وأمجرت فهي مُمجِرٌ. والمَجرُ: بيعُ المضامين والملاقيحِ، والفعل منه المُماجَرةُ. والمِجارُ: العِقالُ. ويقال: أمجَرتُ في البيعِ إمجاراً، والملاقيحُ: الحَوامِلُ، والمضامينُ: ما في الأصلابِ، والواحد ملقوح ومضمون.
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز.(6/123)
باب الجيم واللام والنون معهما ج ل ن، ل ج ن، ن ج ل، ل ن ج مستعملات
جلن: جَلَن: حكايةُ صوت بابٍ ذي مصراعين فيردُّ أحدهما فيقول: جَلَن، ويردُّ الآخر فيقول: بَلَق، قال:
وتسمعُ في الحالين منه جَلَن بلق «1»
لجن: اللجن: الخبط الملجون بخبطِ الورق من الشَّجر، ثم يخلط بالدَّقيق أو الشَّعير فيعلفُ للإبل، وكلُّ ورقٍ أو نحوه لجِينُ ملجون حتى آسُ الغِسلةِ. وناقةٌ لَجُونٌ: بيِّنةُ اللِّجانِ، وهي كالحرون من الدَّوابِّ. واللُّجين: الفِضَّةُ.
نجل: النَّجلُ: النَّسلُ، وإنَّما يُنسبُ إلى الفَحلِ، والنَّسلُ ينسبُ إلى كلٍّ. وفحلٌ ناجلٌ: كريم النَّجلِ كثيره، (وأنشد:
فزوَّجُوه ماجداً أعراقُها وانتجلُوا ... من خير فَحلٍ ينتَجَل) «2»
والنَّجلُ: رميك بالشيء، والناقة تَنجُلُ الحصى بمناسمِها أي ترمي به.
__________
(1) الشطر في التهذيب واللسان من غير نسبة.
(2) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.(6/124)
والمِنجَل: ما يُقضَبُ به العودُ من الشَّجَر، فينجلُ به أي يُرمى والنَّجيلُ: ضربٌ من ورق الشَّجر، من الحمضِ، والجميعُ النُّجل. وطعنةٌ نَجلاءُ: واسعةٌ. ويقال للأرض يَنِزُّ منها الماء: استنجلت. وفي الأرض أنجال أي عُيونٌ يخرج منها الماءُ. والنَّجلُ: الدَّلو. والأسدُ أَنَجلُ. (والنَّجلُ: سعةُ العين مع حُسنٍ، يقال: رجل أنجلُ وعينٌ نجلاءُ وسِنانٌ مِنجَلٌ، إذا كان يُوسعُ خرق الطَّعنةِ، وقال أبو النجم:
سِنانُها مثل القدامى مِنَجلُ «1»
لنج: الألنجوجُ واليلَنجُوجُ: عودٌ جيِّد، قال:
ريحٌ يلنجوج وأهضام «2»
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب وهو من أصل كتاب العين.
(2) لم نهتد إلى القائل.(6/125)
باب الجيم واللام والفاء معهما ل ف ج، ج ل ف، ل ج ف، ف ل ج، ف ج ل، ج ف ل مستعملات
لفج: الملفج: المعدم، قال رؤبة:
أحسابُهم في العُسرِ والإلفاجِ ... شِيبت بعذبٍ طيِّبِ المِزاج «1»
جلف: الجَلفُ أخفى من الجَرف وأشد استئصالاَ، تقول: جلفت ظُفره عن إصبعه. ورجلٌ جلف جاف في خِلقته وأخلاقه. ورجلٌ مُجَلَّفٌ: قد جَلَّفه الدَّهر إذا أتى على ماله، ومُجَرَّفٌ أيضاً. والجَلائفُ: السِّنون القحطة، واحدتها جَليفة. والجِلفُ [من النَّخل] : الذكر الذي يلقح بطلعه ويقال له: الفُحالُ. والجِلفُ: كل ظرفٍ ووعاءٍ.
لجف: اللَّجفُ: الحفرُ في جنبِ الكناس ونحوه، والاسم: اللجف.
__________
(1) الرجز في اللسان من غير عزو.(6/126)
واللَّجافُ: ما أشرفَ على الغار من صخرةٍ أو غيره ناتىء من الجبل، وربَّما جُعلَ ذلك فوق الباب. واللَّجفُ أيضاً: مَلجأُ السَّيلِ وهو مَحبِسُه.
فلج: الفَلَجُ: الماء الجاري من العين ونَحوه، وعين فلج، وماء فَلَجٌ، قال العجّاج:
تذكَّرا عَيناً رَواءً فَلَجا «1»
والفَلَجُ في الأسنان: تباعدُ ما بين الثَّنايا والرَّباعيات، وصاحبهُ أفلجُ، فإن تُكُلِّفَ فهو التَّفليجُ. وأما الفرقُ فسعةٌ ما بين الثنيتين خاصة. والفَلَجُ في الرِّجلين: تباعد ما بين القدمين آخرا. وفَلاليجُ السَّواد: قُراها، الواحدةُ فلوجة. والفالج: الجمل ذو السَّنامين الضَّخم، من المكرانيّةِ. والفالِجُ: مِكيال ضخمٌ. وفَلَجتُ الشَّيءَ: قسمته. والفالِجُ في القِمار: القامِرُ. والفالِجُ: رِيحٌ تأخذ الإنسان، يرتعشُ منها، وصاحبه مفلوج.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان والديوان 2/ 10(6/127)
والفُلجُ: الظََّّفر بمن تُخاصِمهُ. وفَلَجَت حُجَّتكَ، وفلجت على صاحبك بحقك. وأمرٌ مُفلَّجٌ: ليس بمستقيمٍ. والأفلجُ: الذي في يديه اعوجاجُ، والأفحَجُ: الذي في رجليهِ اعوِجاجُ. والفَليجةُ: الشُّقَّةُ من بُيُوتِ الأعراب، قال:
تشتَّى غير مُشتمِلٍ بثوبِ ... سوى خَلِّ الفليجةِ بالخِلال «1»
وفلجت الجزية على القوم: فرضتها عليهم. والفلوج: الكاتب القارىء، يفلج الكتب أي يكتبها، قال ابن مُقبل «2» :
توضَّحنَ في علياء قفرٍ كأنها ... صَحائِفُ فَلُّوجٍ تعرضنَ تاليا «3»
فجل: الفُجلُ: أرومة نباتٍ يكون لآكله جُشاءٌ خبيثٌ، (وإياه عنى بقوله) «4» : وهو مُجهّز السفينة (يهجو رجلا) «5» :
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان لعمر بن لجأ، والرواية فيهما
تمشى غير مشتمل بثوب.
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فهو: ابن طفيل.
(3) البيت في التهذيب واللسان والرواية فيهما:
توضَّحنَ في علياء قفرٍ كأنها ... مهاريق فلوج يعارضن تاليا
(4) زيادة من التهذيب.
(5) زيادة من التهذيب.(6/128)
أشبهُ شيءٍ بجُشاءِ الفَجلِ ... ثِقلاَ على ثقلٍ وأيُّ ثِقلِ «1»
جفل: جَفَلتُ اللَّحمَ عن العظم، والشَّحمَ عن الجِلدِ، والطِّينَ عن الأرضِ. والرِّيحُ تَجفِلُ السَّحاب الخفيف من الجَهام، أي تستخفُّه فتمضي به، واسمٌ ذلك السَّحابِ الجَفلُ. وقال قائلٌ: إني لآتي البحر فأجده قد جَفلَ سمكاً كثيراً، أي ألقاهُ على السّاحلِ. والجُفالُ من السَّحابِ ومن الكلاءِ: ما جفَّ وانطرد للرِّيحِ. والجُفال والجُفُولُ: سرعة عَدوِ، وجَفَل الظَّليمُ، وأجفَلَ أجودُ، قال:
إذا الحرُّ جفَّل صِيرانها «2»
وانجفل اللَّيلُ والظِّلُّ: ذهب، (وانجفل القوم انجِفالاً، إذا هربوا بسرعةٍ، وانجفلتِ الشجرةُ إذا هبَّت بها ريحٌ شديدة فقعرتها) «3» والجُفالةُ من الناس: جماعةٌ جاءوا أو ذهبوا. والجُفالُ: الشَّعرُ الكثير، قال ذو الرمة:
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) شطر غير منسوب، وقد ورد مدرجا في التهذيب على أنه من الكلام المنثور، فلم يلتفت المحقق إلى أنه شعر.
(3) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين الذي أخلت به الأصول المخطوطة.(6/129)
على المَتنين مُنسدِلاً جُفالا «1»
والجُفالُ من الصُّوفِ: ما طال وحسن ودقَّ. يقالُ: عليه جُفالةٌ من الصُّوفِ. والإجفيلُ: الجَبانُ. (وجَفَّلَ الفَزَع الإبل تجفيلاً، فَجَفَلَت جُفُولاً، إذا شردت نادة، وجَفلتِ النَّعامةُ) «2»
باب الجيم واللام والباء معهما ج ل ب، ب ج ل، ج ب ل، ب ل ج، ل ب ج، ل ج ب مستعملات
جلب: الجِلَبُ: ما يُجلبُ من السَّبي أو الغنم، والجمع أجلاب، والفِعلُ يّجلبون. وعبدٌ جَليبُ، وعبيد «3» جلباء، إذا كانوا جِلِبوا من أيامهم وسنِتهم. والجَلَبُ والجَلَبَةُ في جماعات النّاس، والفعلُ: أجلبوا من الصِّياحِ ونحوه. والجَلوبةُ: ما يُجلبُ للبيع نحو النّابِ والفَحلِ والقلُوصِ، وأما كِرامُ الإناثِ والفُحُولةُ التي تُنتسلُ فليست من الجلوبة.
__________
(1) عجز بيت لذي الرمة، وصدره كما في التهذيب واللسان والديوان ص 435:
وأسود كالأساود مسبكرا.
(2) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(3) الحديث في التهذيب: لا جلب ولا جنب وانظر النهاية لابن الأثير 1/ 169(6/130)
ويقال لصاحب الإبل: هل في إبلك جلوبة؟ أي شيءٌ جَلَبتَه للبيع.
وفي الحديث: لا جَلَبَ في الإسلام.
اختلفوا فيه فقيل: لا جَلبَ في جَري الخَيل، وقيل: لا يُستقبلُ الجَلَبُ في الشِّراءِ، وقيل: هو أن يجلبَ المُصدِّقُ غَنَم القوم أي يجمعها عنده، وإنما ينبغي أن يأتي أفنيتهم فيصدِّقها هناك. والجُلبة: القِرفةُ التي تنتشر على اليد عند هُمومِها بالبُرءِ. وأجلبتِ القرحةُ، فهي مُجلبةٌ وجالبةٌ. وقُروحٌ جَوالِبُ، قال:
جأبٌ ترى بليته كُدُوحاً ... مُجلِبةٌ في الجِلدِ أو جُرُوحاً «1»
وقرُوحٌ جلب مثله، قال:
عافاك ربي مل قروح الجلَّبِ «2»
والجُلبةُ: أن يُجلبَ جِلدُ الإنسان على عظمه في السَّنةِ الشَّديدةِ. وجُلبَ الرَّحلِ: نَقْشُ خَشبِ الرحْل وأحناؤه، وما يُؤسَر به، ويُشدّ سوى صَنَقه وأنْساعه، قال:
كأن جُلْب الرحْل والقِرطاط «3»
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) لم نهتد إلى القائل.(6/131)
والجُلبان: المُلك، الواحدة بالهاء، وهو حبّ أغبر أكدر على لون الماشِ، (إلا أنه أشدّ كُدرةً منه وأعظم جِرماً، يُطبخ) «1» . والجالبة والجوالب من شدائد الدهر: حالات تجيء بآفاتٍ وتَجْلبها. والجِلباب: ثوبٌ أوسع من الخِمار دون الرداء، تُغطّي به المرأة رأسها وصدرها، قال:
والعيش داجٍ كَنَفاً جلبابه «2»
وقال الآخر: مُجلبَبٌ من سواد الليل جلباباً «3» والجِلب والجَلب من السحاب تراه كأنه جَبَلٌ. (والجُلبة: العوذة التي يُخرَز عليها الجلد، وجمعها: الجُلَب. وقال علقمة يصف فرساً:
بغَوجٍ لًبانه يُتمّ بَريمه ... على نَفْثٍ راقٍ خشية العين مُجلِب
الغَوج: الواسع جِلد الصدر. والبَريم خيط يُعقد عليه عُوذةٌ، ويُتَمّ بَريمه أي يُطال إطالةً لسَعة صدره. والمُجلِب: الذي يجعل العُوذة في جلب ثم يخاط على الفرس عن أبي عمرو. والجُلْبة: الحديدة يُرقَع بها القَدَح، وهي حديدةٌ صغيرةٌ. والجُلبَةُ في الجبل، إذا تراكم بعضُ الصَّخرِ على بعضٍ، فلم يكن فيه طريقٌ تأخذُ فيه الدَّوابُّ) «4»
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين مما رواه الليث.
(2) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(4) الكلام الطويل بين القوسين كله من التهذيب وقد أخلت به الأصول المخطوطة.(6/132)
لجب: عسكرٌ لجَبٌ، واللَّجبُ صوته. وسحاب لجب بالرعد، والأمواجُ كذلك، وبه لَجَبٌ. وشاة لجَبةٌ: قد ولَّى لبنها، وقد لَجُبَت لُجُوبةً، وهن لجاب. وشياه لجبات، وبعضهم يثقِّلُ لأنّها نعتٌ لا يُذكر جعلوه كالاسم المفرد.
بلج: البَلجُ والبُلجَةُ مصدر الأبلَجِ. والبُلجَةُ: اسمٌ من الأبلَجِ، وهو البادي البُلدَةِ. ورجلٌ أَبلَجُ طليقٌ الوجهِ بالمعروف، ورجلٌ أبلَجُ أي طلق. وأبلجت الشمس إبلاجا، أنارت وأضاءت. وأبلجَ الحقُّ فهو مُبلِجٌ أبلجُ، (ويقال: انبَلَجَ الصُّبح إذا أضاءَ) «2» .
لبج: اللَّبَجَةُ: حديدةٌ ذات شُعَبٍ، كأنَّها كفٌّ بأصابعها، تنفرج فتوضع في
__________
(2) زيادة من التهذيب.(6/133)
وسطها لحمةٌ، ثم تُشدُّ إلى وتدٍ، فإذا قبض عليها الذئب التَبَجَت في خطمه فقبضت عليه وصرعته، والجميع: اللَّبجُ. ولَبَجَ به الأرض أي ضرب به.
بجل: بَجَل أي حسبُ، قال:
ردُّوا علينا شيخنا ثم بجل «1»
وقال لبيد:
بَجَلي الآنَ من العيشِ بَجَل «2»
وهو مجزومٌ لاعتِمادِه على حركة الجيم، ولأنَّه لا يتمكَّنُ في التصريف. ورجلٌ بَجالٌ: ذو بَجالةٍ وبَجلةٍ، وهو الكهل الذي تُرى به هَيبةٌ وتَبجيلٌ وسِنٌ، (وأنشد:
قامت ولا تنهز حظا واشلا ... قيس تعد السادة البجابلا) «3»
فيَبجُلُ بذلك. ولا يقال: امرأةٌ بَجالَةٌ، ورجلٌ باجلٌ، وقد بَجَلَ يَبجُلُ بُجُولاً، وهو
__________
(1) رجز لأحدهم قاله يوم الجمل كما في اللسان، وقبله
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل
(2) البيت في التهذيب وهو في ديوانه (ط. مصر) 2/ 17، وصدره:
ومتى أهلك فلا أحفله.
(3) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة.(6/134)
الحَسَن الجِسمِ، (الخَصيبُ في جِسمه) «1» ، وقال:
النَّقدُ دينٌ، والطِّعانُ عاجِل ... وأنت بالباب سمينٌ باجِل «2»
والبُجُلُ: البُهتَانُ العظيم، (يقال: رَميتُه ببُجل) «3» . (وقال أبو دُواد الإياديّ:
أمرؤ القيس بن أروى مُولياً ... إن رآني لآبوءَن بسُبَد
قُلتَ بُجلاً قُلتَ قولاً كاذباً ... إنّما يمنعني سيفي ويد «4»
وأمر بجل أي عَجَبٌ. وهذا أمر مُبجِلٌ أي كافٍ، قال الكُمَيت: لها الرِّيُّ والصَّدرُ المَبجِلُ «5» والأبجلانِ في اليَدين: عرقا الأكحلين من لدن المَنكِبِ إلى الكفِّ، (وأنشدَ:
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) الرجز في التهذيب غير منسوب.
(3) زيادة من التهذيب. وقد علق الأزهري فقال: قلت: وغير الليث يقول: رميته ببجر، بالراء، وقد مَرَّ في باب الراء والجيم، ولم أسمعه باللام لغير الليث، وأرجو أن تكون اللام لغة.
(4) البيتان في التهذيب واللسان والرواية في اللسان
امرأ القيس....
(5) عجز بيت، وصدره كما في اللسان (بجل) وروايته:
إليه موارد أهل الخصاص ... ومن عنده الصدر المبجل(6/135)
عاري الأشاجعِ لم يُبجلِ
أي لم يُفصَد أبجَلهُ) «1» ويقال: الأكحلُ ما بدا منه في الذراع في المَفصدِ. ويقال: هُما الأبجَلانِ من الدَّوابِّ، والأكحلانِ من الناسِ. ويقال: جئت بأمرٍ بَجيلِ أي عظيم مُنكرٍ. وبَجيلةُ: قبيلةُ القَسريّ.
جبل: الجَبَل: اسمٌ لكلِّ وتدٍ من أوتاد) «2» الأرض إذا عظم وطال من الأعلامِ والأطوارِ والشَّناخيب والأنضادِ. فإذا صغر فهو من الأكام والقِيرانِ. وجِبلَةُ الجبَل: تأسيس خلقته التي جُبِلَ عليها. وجِبلةُ الأرضِ: صِلابُها. وجِبلةُ كلِّ مخلوقٍ: توسُه الذي طُبع عليه. ويقال للثَّوبِ الجيِّد النَّسجِ والغزلِ والفتل: إنه لجيد الجبلة. وجبلة الوجه: بَشرتُه. ورجلٌ جَبلُ الوجه أي غليظ بشرةِ الوجهِ. ورجل جَبلُ الرأسِ: غليظُ جلد الرأس والعِظامِ، قال الراجز:
__________
(1) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب، ولم يرد في الأصول المخطوطة.
(2) زيادة من التهذيب من أصل العين منسوبا إلى الليث.(6/136)
إذا رَمَينا جَبلةَ الأشدِّ ... بُمقذَفٍ باقٍ على المردِّ «1»
والجبلُّ: الخلقُ، جَبلَهُم اللُّه، فهم مجبولون، (وأنشدَ:
بحيثُ شد الجابل المجابلا «2»
أي حيث شدَّ أسر خلقِهم. والخلقُ: الجبلةُ، وكلُّ أمَّةٍ مضت فهي جِبلةٌ على حدةٍ، وقال تعالى: وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ «3» . وأما الجِبِلُّ، فمن خفف اللام جعله مثل قبيلٍ وقُبُلٍ. وجَبيلٍ وجُبُل، وهو الخلقُ أيضاً. ومن قرأ: جُبلاً «4» فهو على ثقل الجِبلة ومعناها واحد. وجُبِلَ الإنسان على هذا الأمرِ، أي طُبع عليه. وأجبل القومُ، أي صاروا في الجبال، وتجبلوا أي دخلوها. ويقال: والجبل: الشجر اليابس.
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) سورة الشعراء، الآية 184.
(4) من الآية 62 من سورة يس وهي: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً..(6/137)
باب الجيم واللام والميم معهما ج ل م، ج م ل، م ج ل، م ل ج، ل م ج، ل ج م كلّهنّ مستعملات
جلم: الجَلَمُ: اسم يقع على الجَلَمَين، كالمقراض والمِقراضَين، والقلم والقَلَمَين. وجَلَمتُ الصُّوفَ والشَّعر بالجَلَمِ، وقلمت الظُّفرَ بالقلم، قال:
قيس القُلامة ممّا جُزَّ بالقلمِ «1»
وجَلمَةُ الشّاةِ والجَزور بمنزلةِ المسلوخة إذا ذهب عنها أكارعها وفضولها «2» .
لجم: اللجام لجام الدابَّة. واللِّجامُ: ضربٌ من سمات الإبل، في الخدَّين إلى صفقتي العُنق. والجميع منهما اللُّجم، والعددُ: ألجمةٌ.
__________
(1) عجز بيت تمامه في التهذيب واللسان غير منسوب، وروايته:
لما أتيتم فلم تنجوا بمظلمة ... قيس القُلامةِ مما جزه الجلم
وجاء: والقلم، كل يروى
(2) وقد علق الأزهري فقال: قلت: وهذا غير ما رويناه عن العلماء، والصحيح ما قال أبو زيد وأبو مالك. وقال أبو زيد: أخذ الشيء بجلمته إذا أخذه كله. وقال أبو مالك: جلمة مثل حلقة، وهو أن يجتلم ما على الظهر من الشحم واللحم.(6/138)
ويقال: ألجَمتُ الدّابة، والقياس في السِّمَة «1» ملجوم، ولم أسمع به، وأحسنُ منه أن تقول به سمةِ لجِامٍ. واللُّجم: دابة أصغر من العظاية، وأنشد لعديِّ بن زيدٍ يصف فَرَساً:
له سبَّةٌ مثلُ جُحرِ اللَّجم «2»
وقال رؤبة:
يصطحب الحيتان فيه واللُّجم «3»
واللُّجمة لجُمةُ الوادي، وهي مُنفرجها، (وهي ناحية منه) . والألجام: ما بين السَّهل والجدَد، وقال الأخطل:
ومرت على الألجام ألجام حامرٍ ... يُثِرنَ قطاً لولا سُراهنَّ هُجَّدا «4»
(وقال رؤبة:
إذا ارتمت أصحانُهُ ولجُمُه «5»
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: الآخر. ولا معنى له.
(2) عجز بيت في التهذيب واللسان وروايته في اللسان: له منخر وفي الحاشية عن التكملة:
له ذنب مثل ذيل العروس ... إلى سبَّةٌ مثلُ جُحرِ اللَّجم
(3) لم أجده في ديوان رؤبة ولا في ديوان العجاج.
(4) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 91 والرواية فيه:
عوامد للألجام ألجام حامر........
(5) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والبيت في الديوان.(6/139)
ملج: الملجُ: تناول الضَّرعِ والثَّدي بأدنى الفمِ.
وفي الحديث: لا بأس بالاملاجة والاملاجتين «1»
وهو أن يتناول الصبي من ثدي أمِّه ملجة أو ملجتين، شُرباً يسيراً، ثم تقطع ذلك عنه، فلا يُحرَّم به النِّكاحُ، وفيه اختلافٌ. قال زائدةُ: اللَّمجة واللمجتين ولم تُعرف الاملاجةُ
لمج: اللَّمجُ: تناول الحشيش بأدنى الفم، قال لبيد:
يلمج البارض لمجا في النَّدى ... من مرابيع رياضٍ ورجل
«2» وتقول: هل عندك شِماجٌ أو لماجٌ أكله. وإنه لشمجٌ لَمجٌ، ولا يُفرد.
مجل: مَجِلَت يده فهي مجلة، وأمجلها العمل إذا مرنت وصلبت. وكذلك الرَّهصةُ تُصيب الدابَّة في حافرِها فيشتدُّ ويصلب «3» ، قال رؤبة:
__________
(1) ورد الحديث في التهذيب:
لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان
انظر النهاية لابن الأثير 4/ 105
(2) البيت في الديوان ص 189.
(3) علق الأزهري فقال: قلت: والقول في مجلت يده ما قال أبو زيد ونحو ذلك. قال أبو زيد: مجلت يده ومجلت لغتان إذا كان بين الجلد واللحم ماء.(6/140)
رهصاً ماجِلا «1»
والمَجل: غُدران الماء والبرك. والمَجَلَّة: الصَّحيفة يُكتب فيها، قال النابغة:
مجَلَّتهم ذات الإلهِ ودينُهُم ... قويمٌ فما يرجونَ خير العواقب «2»
جمل: الجَمَلُ: يستحقُّ هذا الاسم إذا بزل «3» . وناقةٌ جُمالِيَّةٌ أي في خلق جَمَلٍ. وإذا نعتوا شيئاً من هذا النحو إلى نعت كثُرَ ما يجيئون به على فُعاليٍّ نحو صُهابيِّ. فأما قوله تعالى: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ
«4» فهو الأينقُّ السُّودُ من غير أن يفرد الواحد، ولكن يقال لكلِّ طائفةٍ منها جِمالةٌ، والجميع جمالاتٌ وجَمائلُ. وبعض يقول: أراد جِمالاً لا نُوقاً فيها. والجامِلُ: قطيعٌ من الإبل برعائِها وأربابها كالبقر والباقر. وجَمَلُ البحر: ضربٌ من السَّمك. وجُميلٌ وجُملانةٌ: طائرٌ من الدخاخيل.
__________
(1) تتمة الرجز:
أو ذقن بالأخفاف رهصا ماجلا
كما في التهذيب والديوان ص 121.
(2) البيت في اللسان (جلل) وفي جميع طبعات الديوان.
(3) وعبارة الأصول المخطوطة: جمل: إذا بزل الإبل فهو جمل.
(4) سورة المرسلات، الآية 33(6/141)
ومن أمثال العرب: اتِّخذ فلانٌ اللَّيلَ جملاً إذا سرى كُلَه، أو إذا ركبته ومضيت. (والجَميلُ: طائر شبيه بالعصفور والقُنبرُ والغُرُّ، وقال:
وصِدتُ غُراً أو جميلاً آلفا: ... وبَرقَشا يعلو على معالِنا) «1»
والجَميلُ: الإهالةُ المُذابةُ، واسم ذلك الذائبُ: الجُمالة. (والاجتِمال: الإدِّهان بالجميلِ) «2» . والاجتمالُ أيضاً: أن تَشوى لحَماً، فكلّما وكفت إهالتُه استودقته على خبز «3» ثم أعدته ثانيةً. والجَمالُ: مصدر الجميلِ، والفعلُ منه جَمُلَ يَجمُلُ. (وقال الله- تعالى-: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
«4» . أي بهاء وحسن. ويقال: جاملت فلانا مجاملة إذا لم تصف له المودة. وماسحته بالجميل. ويقال: أجَمَلتُ في الطَّلبِ.
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من التهذيب. ولم نهتد إلى الراجز.
(2) سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب.
(3) هذه عبارة العين عن التهذيب وأما عبارة الأصول المخطوطة فهي: والاجتمال أن تَشوى لحَماً فكلّما وصفت (كذا) إهالته وكفة على خبز ثم أعدته ثانية.
(4) سورة النحل، الآية 6(6/142)
(والجُملةٌ: جماعة كلِّ شيءٍ بكمالِه من الحساب وغيره) «1» : وأجملت له الحِساب والكلام من الجُملةِ. وحِسابُ الجُملِ: ما قُطِعَ على حُروف أبي جادٍ. والجُمل: القَلسُ الغليظُ. قال مُبتكرٌ: الجَميلُ اسمٌ للحَرِّ.
باب الجيم والنون والفاء معهما ج ن ف، ن ج ف، ن ف ج، ف ج ن، ج ف ن مستعملات
جنف: الجَنَف: المَيلُ في الكلام، وفي الأمور كُلِّها، تقول: جَنَفَ فلانٌ علينا، وأجنَفَ في حُكمه، وهو شبيهٌ بالحَيفِ، إلا أنَّ الحَيفَ من الحاكِم خاصَّةً، والجَنَفُ عامٌ. ومنه قول اللِّه- عز وجلَّ-: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً «2» . (وقوله- جل وعز-: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ
«3» ، أي مُتمايلٍ مُتعمدٍ) «4» .
نجف: النَّجَفَةُ «5» تكون في بطن الوادي، شِبهُ جدارٍ ليس بعريضٍ، له طريقٌ «6» مُنقادٌ من بين مستقيم ومُعوجٍّ، لا يعلُوها الماء، وقد تكون في بطن الأرض.
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من التهذيب.
(2) سورة البقرة، الآية 182.
(3) سورة المائدة، الآية 3
(4) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين الذي سقط من الأصول المخطوطة.
(5) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: النجف.
(6) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: طول.(6/143)
ويقال: النَّجافُ أرضٌ مُستديرةٌ مُشرفة على ما حولَها، الواحدةُ نَجَفَةٌ، قال:
رَأَت هلكا بنجاف الغبيط ... فكادت تجدُّ لذاكَ الهِجار «1»
أي العِقال. قال: أراه ظلَّ لها وَلَدٌ ولم يعرف الملك. قال شُريحٌ: هلك وهلاك، والغبيطُ في بلادِ بني يربوعٍ، وكلُّ موضعٍ يكون على تلك الصِّفةِ حيث كانت فهو غَبيطٌ. وقد يقال لإبط «2» الكتيب نَجَفَةٌ الكتيب، وهو الموضعُ الذي تُصفِّقُه الرِّياحُ فتنجفه فيصير كأنه جرف منجوفٌ. وقبرٌ مَنجُوفُ، وهو الذي يُحفَرُ في عرضه، وهو غير مَضروحٍ. (وغارٌ منجوف: موسَّعٌ، وأنشد:
يُفضي إلى جدث كالغار منجوف «3»
وإناءٌ مَنجُوفٌ: واسع الأسفلِ) «4» . ويقال: اللِّجافُ: الباب، والغارُ: نجاف الباب.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: لأنقاء.
(3) لم نهتد إلى الراجز.
(4) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين الذي سقط في الأصول المخطوطة.(6/144)
ونِجافُ التَيسِ: جلدٌ يُشدُّ بين بطنه والقضيب، فلا يقدر على السَّفادِ، ويقال: تَيسٌ مَنجُوفٌ. والنَّجيفُ من السّهام: العريض النَّصل. قال زائدة: النِّجاف: قَضَفٌ وقُورٌ: قطعٌ من الحزنِ.
نفج: نفج اليربوع يَنفُجُ، (وينفِجُ) «1» نُفُوجاً، ويَنتفجُ انتفاجاً، وهو أوحى عدوه «2» . وأنفجه الصائدُ: أثارهُ من مجثمه ومكمنه. ويقال للصَّيد وكل شيءٍ ارتفع فقد انتفجَ، حتى يقال: رجلٌ مُنتَفِجُ الجَنبين، وبعير مُنتفجٌ إذا خرجت خواصرُه. ورجل نفاجٌ: ذو نفجِ، يقول ما لا يفعل، ويفتخر بما ليس له ولا فيه، وهو ينفجُ نَفجاً. والنَّفاجَةُ: رقعةٌ للقميص تحت الكم، وهي تلك المرتَّبةُ. ونَفَجتِ الرِّيحُ: جاءت بغتة. والنَّوافِجُ: مؤخَرات الضُّلوعِ، الواحدُ نافجٌ ونافِجةٌ.
فجن: الفَيجنُ (والفيجل) : السذاب.
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) كذا في ص وس والمعجمات الأخرى وأما في ط فقد ورد: عذره.(6/145)
وقد أَفْجَنَ الرّجلُ إذا أدام على أكل السَّذابِ. والفَيجنُ: من نبات الربيع يقتلعها الصبيان فيأكلون أصولها. (والفجانة إناء من صُفْرٍ، وجمعها: فَجاجين. والفِجّان: مقدارٌ لأهل الشام في أرضيهم) «1»
جفن: الجَفْنُ: ضربٌ من العنب، ويقال: هو نفس الكَرْمِ بلغة اليمن. ويقال: الجَفْنُ والجفنة: قضيب من الكرم. والجَفْنَةُ التي للطعام، وجمعها الجِفانُ. والجفن للسيف والعين، وجمعهما جفون. وجَفْنَةُ: قبيلة من اليمن، ملوك بالشام، قال:
أولاد جَفْنَةُ حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الأعزّ الأجلل «2»
باب الجيم والنون والباء معهما ج ن ب، ن ج ب، ب ن ج، ن ب ج، ج ب ن مستعملات
جنب: الجنوب جمع الجنب.
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين وقد سقط من الأصول المخطوطة.
(2) البيت لحسان بن ثابت كما في التهذيب واللسان والديوان وأما روايته فيها فهي:
قبر ابن مارية الكريم المفضل(6/146)
والجانِبُ والجَوانبُ معروفة. ورجلٌ ليِّنُ الجانِبِ (والجَنبِ) ، أي سهل القُربِ ويَجيء الجَنب في موضع الجانِب، قال:
النّاس جَنبٌ والأميرُ جَنبُ «1»
كأنَّه عدله بجميع الناس. (وقوله- عزَّ وجلَّ- مُخبراً عن دُعاء إبراهيم إيّاه: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ
«2»
، أي نجِّني) «3»
. والجَنابانِ: النّاحِيتانِ. والجَنبتان: ناحيتا كلِّ شيءٍ كجَنَبتي العسكر والنَّهر ونحوهِما، والجميعُ الجَنَباتُ. والجَنيبةُ: كلُّ دابَّةٍ تُقادُ. وجَنَّبتُه عن كذا فاجتَنَبَ أي تَجنَّبه، قال اللُّه- عز وجلَّ-: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ
وجَنَّبتُه أي دَفَعتُ عنه مكروهاً. والجَنَبَة: مصدر الاجتِنابِ. والجَنبَةُ: الناحيةُ من كلُّ شيءٍ، كأنه شِبهُ الخَلوَةِ من الناس.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) سورة إبراهيم، الآية 35
(3) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(6/147)
ورجلٌ ذو جَنبةٍ أي ذو اعتزالٍ عن الناس، مجتنب لهم. والمجانب: الذي قاطعك، وقد اجتنب قُربكَ. والجانبُ: المُجتنبُ الضَّعيفُ المحقُورُ، قال العجّاج:
لا جانِبٌ ولا مسقى بالغمر «1»
والجُنابى: لُعبةٌ لهم، يَتَجانبُ الغُلامانِ فيعتصمُ كلُّ واحدٍ من الآخر. ورجلٌ أجنبِّي، وقد أجنبَ، والذَّكرُ، والأنثى فيه سواءٌ، وقد يجمع في لغةٍ على الأجنابِ، قالت الخنساءُ:
يا عينُ جُودي بدمعٍ منكِ تَسكابا ... وأبكي أخاكِ إذا جاورتِ أجنابا «2»
والجارُ الجُنُبُ الذي جاوَرَكَ من قومٍ آخرين ذو جنابة لا قرابةَ له في الدارِ، ولا في النَّسبِ، قال الله- عز وجل-: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، وَالْجارِ الْجُنُبِ «3»
والجَنُوبُ: ريحٌ تجيء عن يمين القِبلة، والجميع: الجَنائبُ، وقد جَنَبَتِ الرِّيح تَجنُبُ جُنوباً. والجَنَبُ في الدابة شبه ظلع، وليس بظلع.
__________
(1) لم نجده في الديوان.
(2) البيت ملفق من بيتي الخنساء (الديوان ص 1) وهما:
يا عين ما لك لا تبكين تسكابا ... إذ راب دهر وكان الدهر ريابا
فابكي أخاك لأيتام وأرملة ... وأبكي أخاكِ إذا جاورتِ أجنابا
(3) سورة النساء، الآية 36(6/148)
والجَنيبُ: الأسيرُ مشدُود إلى جَنب الدابَّة. وجَنابُ الدّارِ: ساحتها، وجَنابُ القوم ما قرب من مَحَلَّتهم. وأخصب «1»
جَنابُ القوم. والجَنبَة، مجزومٌ، اسم يقع على عامَّةِ الشَّجَر يُترك في الصَّيف.
ويقال: لا جَنَبَ في الإسلام «2»
، وهو أن يُجنب خلف الفرس الذي يُسابقُ عليه فرسٌ آخرُ عَرِيَ، فإذا بلغ قريباً من الغايةِ يُركبُ ذلك ليغلب الآخرين. والجَنيبُ: الغريبُ، والجانبُ أيضاً. والجَنيبُ: المَجنُوبُ. والجَنيبُ: الذي يشتكي جَنبه. والجَنيبُ: الذي يجتنِبك فلا يختلطُ بكَ «3»
. وأجنَبنا منذ ثلاثٍ، أي دخلنا في الجنُوبِ. وجنبنا منذ أيام: أصابتنا ريحُ الجنوبِ. ويقال: أجنب فلانٌ، إذا أخذته ذاتُ الجنب، كأنها قرحةُ الجَنبِ. وجَنَبَ فلانٌ في حيِّ فلانٍ، إذا نزل فيهم غريباً، يَجنُبُ ويجنب.
__________
(1) كذا هو الوجه وكما في المعجمات، وأما في الأصول المخطوطة ففيها: أخطب وأمطب.
(2) ورد الحديث في التهذيب
لا جنب ولا جلب
، وانظر النهاية 1/ 180
(3) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غير الخليل: يقال: أعطني جنبة فيعطيه جلدا من جنب البعير فيتخذه علبة. وفي التهذيب: أنه مما روى الأصمعي.(6/149)
وجَنَّبَ بنو فلانٍ فهم مُجَنِّبون، إذا لم يكن في إبلهم لبن، قال الجُميجُ:
لما رأت إبلي قلَّت حلوبتُها ... وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجنيبِ «1»
يُريد عام ذهاب اللبن، ويقول: كلُّ عامٍ يمرُّ بها هو عام تَجنيبِ. ويقال: إنَّ عند بني فلانٍ لشرا مجنبا وخيرا مجنبا، أي كثيرا. والمجنب: التُّرسُ، قال ساعِدةُ بنُ جُؤيَّة الهُذليُّ:
ضَرَبَ اللَّهيفُ لها السُّيوبَ بطغيةٍ ... تُنبي العُقابَ كما يلطُّ المِجنَبُ «2»
ويقال: هذا رجل جَنابيٌّ: منسُوب لأهلِ جَنابٍ بأرضِ نجدٍ. ويقال: لجَّ فلانٌ في جَنابٍ قبيحٍ، أي في مُجانفةٍ وجَنفٍ. وأجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. (ويقال: اتَّقِ اللَّه في جنبِ أخيك، ولا تقدح في شأنه، وأنشد:
خليليَّ كُنا واذكر اللَّه في جَنبي «3»
أي في الوقيعة في.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان.
(2) البيت في التهذيب وروايته:
صب اللهيف السبوب بطغية.....
وفي الأصول المخطوطة:
ضرب اللهيف لها السيوف بطعنة
وانظر ديوان الهذليين 1/ 181
(3) الشطر في التهذيب واللسان من غير نسبة.(6/150)
وضَرَبَه فجَنَبهُ، إذا أصاب جَنُبه. ويقال: مَرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه، أي ناحِيتيه. وقعد فُلانٌ إلى جَنبِ فُلانِ، وإلى جانبِ فلانٍ. والجَأنَبُ، بالهمز، الرجلُ القصيرُ الجافي الخلقةِ، ورجلٌ جأنبٌ إذا كان كزاً قبيحاً. وقال أمرؤ القيس:
ولا ذاتُ خلقِ إن تأملت جأنبُ «1»
ورجل أجنَبُ، وهو البعيد منك في القَرابةِ. وقال علقمة:
فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنايةٍ ... فاني امرؤٌ وسط القِبابِ غَريب «2» «3»
نجب: قال الخليلُ: النَّجبُ قُشور الشَّجر الغُلبِ. ولا يقال لمِا لان من قِشر الأغصانِ نجب.
__________
(1) عجز بيت في التهذيب واللسان والديوان ص 41 وصدره:
عقيلة أتراب لها لا ذميمة.
(2) البيت في التهذيب والديوان (من مجموعة خمسة دواوين) ص 133.
(3) ما بين القوسين من قوله: ويقال:
اتق الله....
إلى آخر بيت علقمة هو زيادة من التهذيب أخلت به الأصول المخطوطة.(6/151)
ولا يقال: قِشرُ العُروقِ، ولكن نَجَبُ العروق، والقِطعةُ: نَجَبةٌ، وقد نَجَّبتُه تَنجيباً، وذهب فلانٌ يَنتَجبُ، أي يجمع النَّجَبَ «1»
، قال ذو الرمة:
كأن رجليهِ ممّا كان من عشر ... صقبان لم يتقشر عنهما النجب «2»
وانتجبتُه، أي استخلصته واصطفيته اختياراً على غيره. والمِنجابُ من السهام لما بري وأصلحَ، إلا أنه لم يُرش، ولم يُنصل بعد. وأنجَبَتِ المرأةُ إذا وَلدَت وَلَداً نجيباً، وقال الأعشى:
أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاهُ فنِعم ما نَجَلا «3»
وامرأةٌ مِنجابٌ، أي ذات أولادٍ نُجَباءَ، ونساءٌ مناجيبُ. والنَّجابةُ: مصدر النَّجيب من الرجال، وهو الكريمُ ذو الحَسَبِ إذا خَرَجَ خُرُوجَ أبيه في الكرمِ، والفعلُ: نَجُبَ ينجُبُ نجابةً، وكذلك النَّجابة في نجائِبِ الإبل، وهي عتاقُها التي يُسابقُ عليها.
نبج: نبجَتِ القبجةُ، إذا خرجت من جحرها، دخيل. والنبج: ضرب من الضراط.
__________
(1) علق الأزهري فقال: قلت: النجب قشور السدر يصبغ به.
(2) البيت من الديوان ص 39
(3) كذا في الديوان وأما رواية اللسان فهي: أنجب أزمان والداه به.(6/152)
ويقالُ لمن تكلَّم بما شاء نباج. والأنبج: حملُ شجرةٍ بالهند تربَّبُ بالعسل على خِلقِة الخَوجِ، مُجَرَّفٌ الرأس، يُجلبُ إلى العراق وفي جوفه نواة «1»
كنواةِ الخوجٍ، ومنه اشتقَّ الأنجِبات التي تُربَّبُ بالعسل من الأترجِّ والأهليلجَةِ «2»
ونحوها.
بنج: البنجُ من الأدوية، معرب.
جبن: الجبن، مثقَّل، الذي يؤكل، وتجبَّن اللَّبنُ: صار كالجُبُنِّ. ورجلٌ جَبانٌ وامرأة جَبانةٌ، (ورجال جُبناءُ) «3»
ونساءٌ جَباناتٌ. وأجبنتُه: حسبتُه جَباناً. والجَبينُ: حرف الجَبهةِ ما بين الصُّدغين منفصلاً «4»
عن الناحيةِ، كلُّ ذلك جبين واحد، وبعضهم يقول: هما جَبينانِ. والجبّانةُ واحدة، والجَبابين «5»
كثيرة.
__________
(1) كذا في التهذيب اعتمادا على اللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: نبات.
(2) كذا في التهذيب، وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: الهليلج.
(3) زيادة من التهذيب.
(4) هذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: متصلا. تقول: ويبعده وجود الخافض عن. وفي التهذيب: عداء الناحية. ولا معنى له.
(5) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: جبائن.(6/153)
باب الجيم والنون والميم معهما ن ج م، م ن ج، ج م ن، م ج ن مستعملات
نجم: النَّجمُ: اسم يقعُ على الثُّريا، وكلِّ منزلٍ من منازلِ القمر سمِّي نجماً. وكل كوكب من أعلام الكواكب يُسمى نجماً، والنُّجومُ تجمعُ الكواكب كلَّها. ويقال لمن تفكَّر في أمره لينظر كيف يُدبِّرُه: نظر النُّجوم.
وعن الحسن فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ
«1»
أي تفكَّر ما الذي يصرفهم عنه إذا كلَّفُوه الخروج معهم، فقال: إني طعنت، فنفروا عنه هرباً من الطاعون وخوفا
والمُنجِّمُ: الذي ينظر في النُّجومِ. والنُّجوم: وظائف الأشياء، وكل وظيفةٍ نجم، قال الله- عز وجل-: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ
«2»
يعني نُجومَ القرآن، أنزل جُملةً إلى السَّماءِ الدُّنيا، ثم أنزل إلى النبيِّ- صلى الله عليه وسلم نُجوماً في عشرين سنة آياتٌ مُتفرِّقةٌ. والنَّجمُ من النَّبات: ما لم يقُم على ساق كساقِ الشَّجر. والنجوم: ما نَجَمَ من العروق أيام الربيع، ترى رءوسها أمثال المسالِّ تشقُّ الأرض شقا.
__________
(1) سورة الصافات، الآية 89
(2) سورة الواقعة، الآية 75(6/154)
ونَجَمَ النّابُ «1»
إذا طلع. وأنجَمَتِ السَّماءُ: بدت نُجُومها.
منج: المنجُ إعرابُ المنك «2»
، دخيلٌ، يعني الغِطَّة
جمن: الجُمانُ من الفِضَّةِ يُتخذُ كاللُّؤلُؤ، ويجيء في الشِّعر جُمانةً اضطِراراً كقول لبيد:
كجُمانةِ البحريِّ سُلَّ نظامها «3»
مجن: الماجنُ والماجِنةُ معروفان، والجميع مُجانٌ ومَجَنة، ومن النساء مواجنُ. والمجانةُ: ألا يُبالي ما صنع وما قيل له، والفعلُ: مَجَنَ يَمجُنٌ مُجُوناُ. والمَجّانُ: عطيَّةٌ بلا منَّةٍ ولا ثمن. والمِجَنُّ «4»
: التُّرسُ، قال الأعشى:
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: ونجم النبات.
(2) كذا ورد في التهذيب، وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد العد (كذا) .
(3) عجز بيت ورد في التهذيب واللسان وهو من معلقة الشاعر، وصدره:
وتضيء في وجه الظلام منيرة
وانظر شرح التبريزي ص 147
(4) حق هذه المادة أن تكون في ترجمة (جنن) وقد وردت هناك.(6/155)
فثابر بالرمح حتى نحاه ... في كفل كسراة المجن «1»
الثلاثي المعتل من حرف الجيم
باب الشين والجيم و (وا يء) معهما
شجو: الشَّجو: الهمُّ، وشجاه الهمُّ يشجوه شجواً فهو شَجٍ، أي مُهتمٌّ. وفي المثل: ويلٌ للشَّجي من الخلي الشَّجي مُخفَّفٌ، وبعضهم يُشدِّدُهما جميعاً فيقول: ويلٌ للشَّجي من الخلي وهو فعيل بمعنى مفعول. قال سليمان بن يزيد:
لقد شجتني هموم شجوها شاجي ... بما ترى من قوالي قصف أمواج «2»
وفي لغة: أشجاني الهمُّ، قال:
إني أتاني خبرٌ فأشجان «3»
والشَّجا، مقصورٌ، ما نشب في الحلق من غُصَّةِ همِّ أو عودٍ أو نحوه، والفِعلُ: شجي يشجي بكذا شجىً شديداً، والشَّجا: اسم ذلك الشيء، قال:
__________
(1) كذا في الديوان (الصبح المنير) وغيره من الطبعات.
(2) لم نهتد إلى هذا الشاهد.
(3) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(6/156)
ويَراني كالشَجَا في حلقِه ... عسراً مَخرجُه ما ينتزع «1»
ومفازةٌ شجواءُ، أي صعبةُ المسلكِ مُهمَّةٌ. ورجلٌ شجوجى أي طويل الرِّجلين قصيرُ الظَّهرِ ويقال للعقعقِ شجوجى، والأنثى بالهاء. ويقال: بكى فلانٌ شَجوَه، ودَعتِ الحمامةُ شجوها
وشج: وشَجَتِ العروق والأغصانُ، وكلُّ شيءٍ يشتبكُ فهو واشجٌ، وقد وشج يشج وَشيجاً. والوَشيجُ من القَنَا والقَصَب ما ينبتُ في الأرض مُعترضاً مُلتفاً، دَخَلَ بعضُه في بعضٍ، وهو من القَنَا أصلبُه، قال:
والقَراباتُ بيننا واشِجاتٌ ... مُحكماتُ القوى بعقدٍ شديدِ «2»
والوَشيجةُ: ليف ينسج ثم يُشدُّ بين خشبتين يُنقل به البُرُّ المحصُودُ وما يشبه ذلك من شبكةٍ بين خشبتين فهي وشيجةٌ، مثل الكسيح ونحوه. وهو أيضاً ما يُنقلُ فيه التُّرابُ والطِّينُ. والموشَّجُ: الأمر المُداخل بعضه في بعض، قال العجاج:
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(2) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.(6/157)
حالا بحال تصرف الموشجا «1»
ولقد وشجت في قلبه أمورٌ وهمومٌ. والأشَجُّ أكثر استعمالاً من الأشقِّ، وهما واحد، واشتقاقه من المُعجمةِ، وهو اسم دواء. قال زائدة: هو الأسجُّ بالسِّين وأنكر الشين.
جيش: الجَيشُ: جُند يسيرون لحربٍ ونحوها. والجيشُ: جَيشانُ القِدرِ، (وكل شيءٍ يغلي، فهو يجيشُ، حتى الهمُّ والغُصةُ في الصدر) «2» . والبحرُ يجيش إذا هاجَ ولم يُستطع ركوبه. وجأشُ النَّفسِ: رُواع القلبِ إذا اضطرب عند الفزع، يقال: إنه لواهي الجأشِ، فإذا ثبت، قيل: إنه لرابط الجأش.
جشأ: جَشَأَتِ الغنمُ، وهو صوت يخرجُ من حُلُوقِها، قال امرؤ القيس:
إذا جشأت سمعتَ لها ثُغاءَ ... كأنَّ الحي صبحهم نعي «3»
__________
(1) الرجز في الديوان ص 364
(2) زيادة من التهذيب من أصل العين منسوبا إلى الليث.
(3) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 136.(6/158)
ومنه اشتقَّ تجشأتُ، والاسم الجُشاءُ، وهو تنفُّسُ المعِدةِ عند الامتلاءِ. وقوسٌ جَشءٌ، أي ذاتُ إرنانٍ في صوتها، وقسيَّ أجشاءُ وجشآتُ، قال:
في كفه جشء أجش وأقطعُ «1»
جوش: يقال: مضى من الليلِ جَوش، وهو قريبٌ من ثُلُثٍه
باب الجيم والضاد و (وا يء) معهما ض وج، ج ي ض مستعملات
ضوج: الضَّوجان من الإبل والدَّوابِّ كلُّ يابِسِ الصُّلبِ، قال:
في ضَير ضَوجانِ القرى للمُمتطي «2»
يصف فحلاً. نَخلةٌ ضَوجانةٌ، وهي اليابِسةُ الكزَّةُ (السَعَفِ) «3» ، الطويلة.
جيض: جاضَ يجيضُ جَيضاً إذا مال، قال القطامي:
__________
(1) عجز بيت تمامه في التهذيب واللسان غير منسوب، وصدره:
ونميمةً من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ
وقد أفاد المحقق للتهذيب (هارون) أنه لأبي ذؤيب. انظر ديوان الهذليين 1/ 7
(2) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) زيادة من التهذيب.(6/159)
وترى بجَيضَتهن عند رحيلنا ... وهلاً كأنَّ بهِنَّ جِنَّةَ أولقِ «1»
باب الجيم والسين و (وا يء) معهما س وج، ج وس، وج س، ج س و، س ج ومستعملات
سوج: سُوجُ: موضع وسُواجُ: اسم جَبَلٍ) «2» . والسّاجُ: ضربٌ من الخشب، سُودٌ، منه صنعت سفينةُ نُوحٍ- عليه السلام-، الواحدة: ساجةٌ. والسّاجُ: الطَّيلسانُ الضَّخم الغليظ، والجميع: السِّيجانُ. والسّاجة: الخشبة الواحدة المُشرجَعَةُ المُربَّعة كما جُلِبت من الهِند، وجمعها: السّاجُ.
جوس: الجَوَسانُ: التردَّد خِلال الدُّؤورِ والبيوتِ في الغارةِ ونحوها، قال الله- جلَّ وعلا-: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ «3» وجيسان اسم
__________
(1) البيت في الديوان ص 107
(2) زيادة من التهذيب.
(3) سورة الإسراء، الآية 5(6/160)
وجس: الوَجسُ: فزعةُ القلبِ، يقال: أوجسَ القلبُ فَزَعاً. وتوجستِ الأذن إذا سمعت فزعاً. والوَجسُ: الفزع يقع في القلب، أو في السَّمعِ من صوتٍ وغيره والوَجسُ: الصَّوتُ الخفيُّ. والأوجسُ: الدهرُ، قال الكميتُ:
آخرُ الأوجس ما جاوز السماك السماكا «1»
جسأ: جسأ الشيءُ يجسأ جُسوءاً، وهو جاسِيءُ، إذا كانت فيه صلابةٌ وخُشُونةٌ، وجَبلٌ جاسىءٌ، وأرضٌ جاسِئةٌ، ودابَّةً جاسِئةُ القوائم: جافيةٌ خشِنَةٌ.
سجو: السُّجُوُّ: السُّكون. وعينٌ ساجِيةٌ، أي فاترةُ النَّظر يعترى الحُسنَ في النساء. وليلةٌ ساجيةٌ: ساكنةُ الرِّيحِ غير مظلمة، قال:
أحبذا القمراءُ والليلُ السّاج ... وطُرُقٌ مثل ملاء النساج «2»
__________
(1) لم نجده في شعر الكميت
(2) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(6/161)
ويقال: سجا البحرُ أي سكنت أمواجه، قال:
يا مالك البحر إذا البحر سجا «1»
وتسجِيَةُ الميِّتِ: تغطِيتُه بثوبٍ. (وأنشد في صِفةِ الريح:
وإن سجت أعقبها صباها «2»
وقال الله- جل وعز-: وَاللَّيْلِ إِذا سَجى
«3» أي إذا أظلم وركد في طولِه، كما يقال: بحرٌ ساجٍ، وليلٌ ساجٍ، إذا ركد وأظلم، ومعنى ركد سكن) «4» .
باب الجيم والزاي و (وا يء) معهما ج زء، جء ز، ء ج ز، ج ز ي، ج وز، ز ج و، وج ز، ز وج مستعملات
جزأ: أجزأني الشيء، مهموز، أي: كفاني. وتجزأت بكذا، واجتزأت به، أي، اكتفيت به. وهذا الشيء يُجزيءُ عن هذا، يُهمزُ ويُلينًّ. وفي لغة: يجزأ، قال «5» :
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(3) سورة الضحى، الآية 2
(4) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين منسوبا إلى الليث.
(5) البيت في اللسان والتاج (جزأ) غير منسوب ونسب في اللسان (جدع) إلى أبي حنبل الطائي.(6/162)
وأنّ الغدر في الأقوام عارٌ ... وأنّ المرءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ
والجّزءُ، مهموز: الاجتزاء [أي: الاكتفاء] والجُزُوءُ أيضاً، تقول: جَزِئَتِ الإبلُ. إذا اكتفت بالرطب عن الماء جَزَأً وجزوءاً وجزّوا غير مهموز. قال «1» :
ولاحتْه من بعد الجزوء ظماءة ... ولم يك عن ورد المياه عَكُومُ
والجازئات: الوحش، والجميع: الجوازىء. قال «2» :
بها من كلِّ جازِئَةٍ صُوارُ
والجزءُ في تجزئة السهام: بعض الشيء.. جَزَّأته تَجَزِئةً، أي: جعلته أجزاءً. وأجْزأتُ منه جزءً، أي: أخْذْتُ منه جزْءً وعزلته. والجُزْأةُ: نصاب السكين والمجزوء من الشعر، إذا ذهب فصل واحد من فصوله مثل قوله «3» :
يظن الناس بالملكين ... أنَّهما قد التأما
فإن تسمع بلأمهما ... فإن الأمر قد فقما
ومثل قوله «4» :
أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا
__________
(1) البيت في اللسان (عكم) غير منسوب.
(2) لم نهتد إلى الشطر في غير الأصول، ولا إلى قائله.
(3) التهذيب 11/ 147 واللسان (جزأ) بدون عزو أيضا.
(4) الشعر في التهذيب 11/ 148 واللسان (جزأ) بدون عزو.(6/163)
ذهب منه الجزء الثالث.
جأز: الجأزُ: كهيئة الغصص، يأخذ في الصَّدر عِند الغيظ.. جئز يجأزُ جأزاً فهو جَئِزٌ. قال «1» :
يسقي العدى غيظاً طويل الجأزِ
أجز: الإجازة: ارتفاق العرب وكانت العرب تحتبي وتَستأجز على وسادة، ولا تتَّكيءُ على يمين وشمال.
جزي: جزى يجزي جزاء، أي: كافأ بالإحسان وبالإساءة. وفلانٌ ذو غناءٍ وجَزَاء، ممدود. وتَجازيتُ ديني: تقاضيته
جوز: جَوزُ كل شيءٍ: وسطه، والجميعُ: أجواز. والجَوزةُ: السَّقية. والمُستجيزُ: المُستسقي. [والجوزُ: الذي يؤكل] «2» وواحدُ الجَوز: جوزة.
__________
(1) (رؤبة) ديوانه ص 64.
(2) زيادة مفيدة من اللسان (جوز) .(6/164)
وتقول: جُزتُ الطَّريق جَوازاً ومَجازاً وجُؤُوزاً. والمَجاز: المصدرُ والموضعُ، والمجازةُ أيضاً. وجاوزته جِوازاً في معنى: جُزته. والجَوازُ: صكُّ المسافر. وجائزُ البيت: الخشبةُ التي تُوضع عليها أطرافُ الخَشَب. والتَّجاوُزُ: ألا تأخذه بالذَّنب، أي: تتركه. والتّجوّز: خِفّةٌ في الصّلاة والعمل وسُرعةٌ. والتَّجوٌّزُ في الدراهم: ترويجها. والمجوزة من الغنم: التي بصدرها تجويزٌ. وهو لونٌ يُخالفُ لونها.
زجو: التَّزجيةُ: دفعُ الشَّيء كما تزجّي البَقرةُ ولدها، أي: تسُوقُه. والرِّيحُ تُزجي السَّحابَ، أي: تسُوقُه سوقاً رفيقاً، قال: «1»
وصاحبٍ ذي غِمرةٍ داجَيتُه ... زَجَّيتُهُ بالقول وازدجيتُهُ
والمُزجى: القليل، من قوله عزّ وجلّ: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ «2» وزجا الخراجُ يَزجُو زَجاءً إذا تَيسَّرت «3» جِبايَتُه
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 155، واللسان (زجا) غير منسوب أيضا.
(2) سورة يوسف/ 88.
(3) في الأصول: إذا انتشرت، وهو تصحيف، وصوابه ما روي في التهذيب عن العين، وهو ما أثبتناه.(6/165)
وجز: [أوجزتُ في الأمرِ: اختصرت] «1» . [والوجزُ: الوحاءُ، تقُولُ أوجَزَ فلانٌ إيجازاً في كلِّ أمر، وقد أوجزَ الكلامَ والعطية، قال «2» :
ما وَجز معروفِكَ بالرِّماقِ
وقال رؤبة «3» :
لولا عطاءٌ مِن كريمٍ وَجزِ] «4»
وأمرٌ وَجِيزٌ: مُختصرٌ، وكلامٌ وَجِيزٌ.
زوج: يقال: لفُلانٍ زوجان من الحمام، أي: ذكر وأنثى. قال سبحانه: فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ «5» زوجٌ من الثِّياب، أي: لونٌ منها، قال عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
«6» *، أي: لون. ويجمع الزوج: أزواجا.
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 183.
(2) التهذيب 11/ 151، واللسان (وجز) من غير نسبة.
(3) ديوانه ص 65.
(4) ما بين القوسين من العين، مما روي في التهذيب 11/ 151 عنه.
(5) سورة المؤمنون: 27.
(6) سورة (ق) : 7.(6/166)
باب الجيم والدّال و (وا يء) معهماء ج د، ج د ي، ج ي د، ج د و، د جء، ج ود، وج د، ود ج مستعملات
أجد: الأَجدُ: اشتقاقه من الإجاد، والإجادُ كالطّاقِ القصير، يقال: عَقد مُؤجدٌ، [أي: وثيقٌ مُحكم] «1» . وناقة مُؤجَدةُ القَرى. [ويقالُ] : ناقة أجُدٌ، وهي التي فَقَارُ ظهرها متَّصل كأنّه عظمٌ واحد
جدي: الجَديُ: الذَّكرُ من أولاد المِعز ويُجمع على: أجدٍ وجِداء. والجَديُ: نجمٌ في السّماء والجَدي أيضاً برجٌ غير هذا في السّماء والجَدايةُ: من أولادِ الظِّباء. والجَدِيّةُ، فعيلة: لونُ الوجه تقولُ: اصفرَّت جَديَّةُ وجهِهِ. والجَديّةُ: الطّريقة من الدّم. والجاديُّ: الزَّعفرانُ. قال «2» :
تخالُ جَديّةَ الأبطالِ فيها ... غداة الرَّوع جادياً مَدُوفا
والجَدية للسّرج، بالتّخفيف التي يُسمِّيها السَّراجون: الجدية والجميع: الجديات
__________
(1) زيادة مفيدة من التهذيب 11/ 161.
(2) التهذيب 11/ 159، واللسان (جدا) من غير عزو أيضا.(6/167)
جيد: الجيد: مُقدَّمُ العنق. وقلَّما يُنعتُ به الرَّجل إلا في الشِّعر، كقوله: «1»
كأن الثُّريا علِّقت بجَبينه ... وفي وجهه الشِّعرى وفي جيدة القمر
وامرأة جيدانة: حَسنةُ الجيد.
دجو: الدجو: الظلمة. وليلة داجية مدجية. والدجية: قترة الصَّياد، وجمعها: الدُّجى، قال «2» :
إذا اللَّيلُ أدجى واستقلَّت نجومه ... وصاح من الأفراط هام حوائم
وداجيتُ فلاناً: ماسحتُه على ما في قلبه وجاملتهُ. والمُداجاةُ: المُطاولةُ وإنه لفي عيش داجٍ دجيّ، [كأنه يُرادُ به الخَفض] . [قال:
والعيش داج كنفا جِلبابُهُ] «3»
وتقول: إن خيره لدجاء على الناس. أي: واسع.
جدو: الجَدا: العطيّة.. جدا علينا فلانٌ يَجدو، أي: أعطى. والجَدوى هي العطية.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) القائل هو الأجدع الهمداني، كما في اللسان (دجا) .
(3) من التهذيب 11/ 163 مما روي فيه عن العين.(6/168)
والمجتدي: طالبٌ جدوى، قال:
ما بالُ ريّا لا نرى جدواها
وقوم جُداةٌ ومُجتدون. وما يُجدي عني جداء، أي: ما يُغني. والجَداءُ الغناءُ، ممدود. والجُداء، ممدود: مبلغُ حِسابِ الضَّرب: ثلاثة في اثنين، جُداء ذلك: ستّة.
جود: جاد الشّيء يَجُودُ جَودَةً فهو جيد. وجاد الفرس يجود جُودةً فهو جوادٌ. وجاد الجواد من الناس يَجُودُ جُوداً. وقومٌ أجوادٌ. وجَوَّدَ في عدوِه تجويداً، وعدا عدواً جواداً. [وهو يَجُودُ بنفسه. معناه: يسوق نفسه، من قولهم: إن فلاناً ليُجادُ إلى فلانٍ، وإنه ليُجادُ إلى حتفه، أي: يُساقُ إليه «1» ]
وجد: الوَجدُ: من الحُزن والموجِدةُ من الغَضَب. والوجدانُ والجِدةُ من قولك: وجدتُ الشيء، أي: أصبتُهُ.
ودج: الوَدَجُ: عرقٌ متصلٌ من الرأس إلى السَّحر. والجميعُ: الأوداجُ، وهي عروقٌ تكتنف الحلقوم فإذا فصد قيل: ودج.
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 157 مما روي فيه عن العين.(6/169)
باب الجيم والتاء و (وا يء) معهما ت وج مستعمل فقط
التّاجُ: والجميع: التِّيجانُ، والفعل: التَّتوُّجُ. والفِضّةُ [تاجة «1» ] . وكانت العمائمُ تيجان العَرَب، والأكاليلُ تيجان الملوك. يقال: تُوجَ تتويجاً فهو مُتوَّجٌ «2»
باب الجيم والظاء و (وا يء) معهما ج وظ مستعمل فقط
جوظ: الجوَّاظةُ: الرَّجل الأكول، ويقال: بل الفاجِر
وفي الحديث: إنّ أبغض الخلقِ إلى الله: الجعظريّ الجوّاظ «3»
قال «4» :
جوّاظةٌ جعنظر جنعيظ
__________
(1) في الأصول المخطوطة: تاج، وما أثبتناه فمن التهذيب 11/ 164 فقد جاء فيه: يقال الصيلحة من الفضة: تاجة وأصله: تازه بالفارسية للدرهم المضروب حديثا.
(2) جاء بعد كلمة (متوج) : كلمة (ج وي) وترجمتها، فأسقطناها لأنها من اللفيف وسنثبتها في موضعها إن شاء الله.
(3) نص الحديث في التهذيب 11/ 165:
ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر
وفي اللسان (جوظ) : أهل النار وكل جعظري جواظ.
(4) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز.(6/170)
باب الجيم والذال و (وا يء) معهما ج ذ ومستعمل فقط
جذو: رجلٌ جاذٍ، وامرأة جاذية، بين الجُذُوِّ. وهو القصير الباع. جذا يجذو جذوا مثل جثا يجثُو جُثُوَّا غير أن العرب لا تستعمل الجُثُوَّ إلا في عمل الإنسان إذا جثا على ركبتيهِ، للخصومة ونحوها. والجُذُوُّ: اللّزوم للموضِع، وهو في كلِّ شيء، [يقال] : جذا القراد في جَنب البعير، لشدّة التزامه. وسمَّى أبو النّجم مِنقار الطائر مجذاء، حيث يقول «1» :
ومرّةً بالحدِّ من مجذائه
يصف الظّليم أنَّه ينزع الحشيش بمنقاره. والجذوةُ: قبسةٌ من نار. والتَّجاذي، [والإجذاءُ] : إشالةُ الجمرِ ونحوه، أجذيته، وهم يُجذونه.
باب الجيم والثاء و (وا يء) معهما ج وث، ث وج، ج ث و، ج وث، وث ج مستعملات
جأث: الجأثُ: ثِقلُ المشي. [يقال] : أثقلهُ الحِملُ حتى جأث.
__________
(1) التهذيب 11/ 168، واللسان (جذا) .(6/171)
والمجؤوثُ والمجثُوث: الفزع المرعوب.
وفي الحديث: فلما رأيت جبريل جئثت رعبا «1» .
ثأج: الثؤاج: صوت النعجة ... ثأجت تثأج ثُؤاجاً. قال الكُميت «2» :
رأيه فيهم كرأي ذوي الثَّلَّسة ... في الثّائجات جُنح الظّلامِ
جثو: الجُثوةُ: تُرابٌ مجموع كهيئة القبر. والجثوُ: مصدر الجاثي، والجُثُوُّ أيضاً.
جوث: الجوث: عظم في أعلى البطن، كأنه بطن الحبلى، والنعت: أجوثُ وجوثاء.
وثج: فرسٌ وثيجٌ: قويٌّ، وقد وثُجَ وثاجة.
__________
(1) الحديث في التهذيب 11/ 170 مع اختلاف يسير.
(2) لم نجد البيت في مجموع شعره ولا فيما رجعنا إليه من مكان. وما أثبتناه فمن (ص) و (ط) . أما (س) فالرواية فيها:
رأيه فيهم كراع رعى اللسة ... في الثّائجات جُنح الظّلامِ(6/172)
باب الجيم والراء و (وا يء) معهما ج رء، جء ر، ء ج ر، ر جء، ء ر ج، ي ر ج، ج ر ي، ج ي ر، ج ر و، ج ور، ر ج و، وج ر، ر وج، مستعملات
جرأ: فلان جَريء المقدم، وبه جرأة.. جرؤ جَراءةً، وهو جريءٌ، [أي] : جَسور وجرأته تجرئةً. [وجمع الجريء: أجرئاء بهمزتين «1» ]
جأر: جأرت البقرةُ جُؤاراً: رفعت صوتها. وجأر القومُ إلى الله جؤاراً [وهو أن يرفعوا أصواتهم إلى الله متضرِّعين «2» ] .
أجر: الأجرُ: جزاءُ العمل.. أجر يأجُرُ، والمفعول: مأجور. والأجيرُ: المُستأجُر. والإجارةُ: ما أعطيت من أجرٍ في عمل. وآجرتُ مملوكي إيجاراً فهو مُؤجر. والأجورُ: جَبر الكسر على عوج العظم. وأجرت يدُه تأجُرُ أجوراً فهي آجرة.
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 173 مما روي فيه عن العين.
(2) تكملة من التهذيب 11/ 177 مما روي فيه عن العين.(6/173)
والأجارُ: سطحٌ [ليس] «1» حَواليه سُترة. والجميع: أجاجيرُ وأجاجرة. والإنجارُ: لغةٌ قبيحةٌ.
رجأ: أرجأت الشيء: أخرته، ومنه قول الله عز وجل في قراءة بعضهم: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ
«2» أي: مؤخرون حتى يُنزل الله فيهم ما يريد.
أرج: الأرجُ: نفحةُ الرِّيحِ الطَّيَّبة. تقول: أرجَ البيتُ يأرجُ أرجاُ فهو: أرجُ. والتأريجُ: شيء من كتب أصحاب الدواوين. والأوارجة من كتب أصحاب الدواوين في الخراج. والتَّأريجُ: شبهُ التأريش في الحرب، قال العجاج «3» :
إنا إذا مذكي الحروب أرَّجا
يرج: واليارجانُ، كأنه فارسي: من حلي اليدين. واليارجُ: من الأدوية، مرُّ يستشفى به لحدّة النظر.
جري: الخيلُ تجري. والرّياح تجري، والشَّمسُ تجري جرياً إلا الماء فإنه يجري جرية.
__________
(1) سقطت من الأصول وأثبتناها من التهذيب 11/ 180.
(2) سورة التوبة 106.
(3) ديوانه ص 380.(6/174)
والجراء للخيل خاصة، قال «1» :
غمر الجراء إذا قصرت عنانه
والإجريّا: طريقته التي يجري عليها من عادته. والإجريا: ضرب من الجري. وفرسٌ ذو أجاريّ [أي: ذو فنون من الجري «2» ] ... والجريّ: الرسول، لأنك أجريته في حاجتك. والجارية: مصدرها: الجراء، بلا فعل. يقال: فعلت ذلك في جرائها، أي: حين كانت جارية.
جير: جَير: يمينٌ للعرب. فقولك: جير لا أفعل ذلك، كقولك: لا أفعل ذلك والله. الجيار: الصاروج. والجيار: حلق الحلق يأخذُ عند أكل السَّمنِ.
جرو: الجرو: جِروُ الكلب وجرو الأسد [وجرو السِباع] ويُجمع على أجرٍ. قال زهير «3» :
ولأنت أشجع حين تتجه ... الأبطال من ليثٍ أبي أجري
والجروة: النفس.
__________
(1) الشطر في اللسان (جرى) غير منسوب أيضا.
(2) تكملة من التهذيب 11/ 173 مما روي فيه عن العين.
(3) ديوانه ص 94.(6/175)
جور: الجور: نقيض العدل. وقومٌ جارةٌ وجَورَة، أي: ظلمة. والجور: ترك القصد في السَّير. والفعل منه: جار يَجورُ. والجَوّار: الأكّار الذي يعمل لك في كرمٍ أو بُستان. والجارُ: مجاورك في المسكن. والذي استجارك في الذِّمة تجيرهُ وتمنعه. والجِوار مصدر من المجاورة. والجِوارُ: الاسم. والجميع: الأجوار، قال:
ورسم دار دارس الأجوار «1»
والجيرانُ: جماعةُ كلِّ ذلك، أي: الجيرة والأجوار.
رجو: الرجاء، ممدود: نقيض اليأس.. رجا يرجو رجاءً. ورجى يُرجِّي. وارتجى يرتجي. وترجى يترجَّى. ترجِّياً، ومن قال: رجاة أن يكون كذا فقد أخطأ، إنّما هو رجاء. والرّجا، مقصور: ناحيةُ كلِّ شيء. والاثنان: رجوان، والجميعُ: أرجاء. والرَّجوُ: المبالاة. [يقال] : ما أرجو، أي: ما أبالي، من قول الله عز وجل: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً
«2» أي، لا تخافون ولا تُبالون، وقال أبو ذؤيب «3» :
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 179 واللسان (جور) من غير نسبة أيضا.
(2) سورة (نوح) 13.
(3) ديوان الهذليين- القسم الأول ص 143.(6/176)
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نوب عواسل
أي: لم يكترث.
وجر: الوجر: أن توجز دواءً أو ماء في وسط حلق صبيِّ، شبهُ الإسعاط. والميجرةُ: شبهُ مسعطٍ يُوجَرُ به. وأوجرتُ فلاناً الرُّمحَ: طعنته في صدره، قال «1» :
أوجرتُه الرُّمحَ شزراً ثم قلت له ... هذي المرأة لا لعب الزحاليق
والوجر: الخوفُ، تقول: إني منه لآوجَر، أي: خائف.. وقد وَجِرَ وَجَراً. وفلانة منه وجراء.
روج: روجتُ الدَّراهم: أرجتها، وتجاوزت في نقدها
باب الجيم واللام و (وا يء) معهما جء ل، ل جء، ء ج ل، ج ي ل، ج ل و، ج ول، وج ل، ول ج مستعملات
جأل: الجيألُ: الضَّبعُ. والجميع: الجيائل. قال الكميت «2» :
__________
(1) البيت في التهذيب 11/ 181 برواية: شزيا، واللساق (وجر) برواية: شذرا بالذال غير معزو أيضا.
(2) البيت في اللسان (شيط) .(6/177)
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكوم ... ولم تدع من يُشيط الجَزُورا
لجأ: لجأ فلان إلى كذا مَلجأ ولجأ. وهو يلجأُ ويلتجىءُ. وألجأنا الأمر إلى كذا، أي: إضطرّني إليه. ولجأ: اسم رجل.
أجل: الأجلُ: غاية الوقت في الموت. ومحل الدين ونحوه. تقول: أجل هذا الشيءُ يأجل، فهو آجل، وهو نقيضُ عاجل. والأجيلُ: المُؤجل إلى وقت، قال:
وغاية الأجيل مهواة الرُّدى «1»
وتقول: فعلت ذاك من أجل كذا، ومن جراءِ كذا، أي: من أجله، وإن شئت طرحت من فقلت: فعلتُ ذاك أجل كذا، ولا فعل له. قال عديّ بن زيد:
أجلَ أنّ الله قد فضلكم ... فوق من أحكى بصُلبٍ وإزار «2»
وتقول: أجنَّك بمعنى: أجل أنك فحذفت اللام والألف، كما قال الله عز اسمه: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي «3» ، معناه، والله أعلم: لكن أنا، فحذفت
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 193، واللسان (أجل) من غير نسبة أيضا.
(2) البيت في التهذيب 11/ 194، واللسان (أجل) و (جنن) .
(3) سورة الكهف 38.(6/178)
الألف فالتقت النّونان. فجاء التشديد.
وفي الحديث: أجنك من أصحاب رسول الله
أي: من أجل أنك. ومثله: لهنك لرجلٌ عاقلٌ، أي: والله إنك لرجلٌ عاقلٌ. والإجلُ: القطيع من بقر الوحش، والجميعُ: الأجالُ. وتأجلَ الصّوار: صار قطيعاً قطيعا. والأجلة: الآخرة، [والعاجلة: الدُّنيا] «1» . والمأجلُ: شبه حوضٍ واسع يُؤجل فيه ماءُ البئر. وماء القناة المحفورة أياماً، ثم يُفجَّرُ في الزّرع، وهو بالفارسية: طرخة، والجميع: المآجِل. والأجلُ: مصدرُ قولك: أجلوا إبلهم يأجِلُونها أجلاً، أي: حبسُوها في المرعى، والأجلُ: الضِّيق أيضاً. وتقول: أجلَ عليهم شراً أجلاً، أي: جناه وبحثه والأجلً: وجعٌ في العُنُق.
جيل: الجيلُ: كلُّ صنفٍ من الناس، التُّركُ: جيلٌ، والصِّينُ: جِيلٌ، والعربُ: جِيلٌ، وجمعُه: أجيال.. وجَيلانُ: جِيلٌ من المشركين خلف الدَّيلم، يُقالُ لهم: جيل جيلان.
جلو: جلا الصَّيقلُ السَّيف جِلاءً، ممدود، واجتلاه لنفسه، قال لبيد:
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 194 مما روي فيه عن العين.(6/179)
جنوح الهالكي على يديه ... مكبا يجتلي نقب النصال «1»
والماشطةُ تجلو العروس جلوه وجِلوة، وقد جُليت على زوجها.. واجتلاها زوجها، أي: نظر إليها. وأمرٌ جليِّ: واضح. وتقول: أجل لنا هذا الأمر، أي: أوضحهُ. وما أقمتُ عندهم إلا جَلاءَ يومٍ واحدٍ، أي: بياض يوم. قال:
ما لي إن أقصيتني من مقعدِ ... [ولا بهذي الأرض من تجلُّدِ]
إلا جلاءَ اليوم أو ضُحى الغَدِ «2»
وتقول: جلا الله عنك المرض، [أي: كشفه «3» ] . وجَليت عن الزَّمان، وعن الشيء، إذا كان مدفوناً فأظهرته.. والله يُجلِّي الساعة، أي: يُظهرها.. والبازي يجلي، إذا آنس الصَّيد فرفع طرفه ورأسه.. وتجليتُ الشَّيءَ، نظرتُ إليه. قال الله عز وجل: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
«4» . [أي: ظهر وبان] «5» ، وقال الحسن: تجلّى، أي: بدا للجبل نُورُ العَرش. والجلا، مقصور: الإثمِدُ، لأنه يجلو البَصر. والجبهةُ الجلواءُ: الواسعة الحسنة.. والرجل أجلى.
__________
(1) ديوانه ص 78.
(2) الرجز في التهذيب 11/ 185، واللسان (جلا) من غير نسبة أيضا.
(3) في التهذيب 11/ 185 مما روي فيه عن العين.
(4) سورة الأعراف 143.
(5) من التهذيب 11/ 185، وزعم الأزهري أنه قول أهل السنة والجماعة.(6/180)
والجلاء: أن يجلو قوم عن بلادهم.. يقال: أجليناهم عن بلادهم فجلوا، أي: تحولوا وتركوها. والجالية: أهلُ الذِّمّة الذين تحولوا من أرض إلى أرض، والجميع: الجوالي. وأجلى القوم عن الشيء، أي: أفرجوا عنه بعد ما كانوا مُقبلين عليه، مُحدِقين [به] . وتقول: أجلو عنه، وأجليت عنه الهم، أي: فرجته عنه. والأنجلاء: الانكشاف عن الهموم. وجلا: اسم، قال:
أنا ابن جلا وطلاّع الثَّنايا ... متى أضعِ العِمامة تعرفوني
وهذا قول اللّيثي، وكان صاحب قتل يطلع في المغارات من ثنية الجبل على أهلها، فضربت العرب المثل هذا البيت، فقوله: أنا ابن جلا، أي: أنا ابن الواضح الأمر المشهور.
جول: تجولت البلاد، وجولتها تجويلا، أي: جُلتُ فيها [كثيراً] . والجَولانُ: التُّراب الذي تجول به الريح على وجه الأرض. والجَول والجُولُ، كلٌّ لغة [في الجولان] . ويقال: جال التراب وانجال، وانجيالهُ: انكشاطُه. وإذا ترك القومُ القصد والهُدى قِيل اجتالهم الشَّيطانُ، أي: جالوا معه في الضّلالة.(6/181)
والجول: لب القلب ومعقوله، يقال: له جُولُ، وله عقل ولا فعل له. والجائل: السلس من الوشح والبطن. ويقال: وشاح جالٌ. وجالا كلِّ شيء جانباه، وجالا الوادي: ناحيتاه وجانِبا مائة. وجالا البحرِ: شطّاه. والجميع: الأجوال والجيلان. وأجالوا السِّهام بين القوم، إذا حُرِّكت ثم أفضى بها في القسمة. وأجالوا الرَّأي والأمر ونحوه فيما بينهم.
وجل: الوَجَلُ: الخَوفُ. وجِل يَوجَلُ وجَلاً، فهو وجِلٌ وأوجلُ، قال «1» :
لعمرك ما أدري وإنيّ لأوجلُ ... على أيِّنا تغدو المنيّةُ أولُ
الولوج: الدُّخول. والوَليجة: بطانةُ الرَّجُلِ ودِخلتُهُ. قال جلّ وعزّ: وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً «2» . والتَّولجُ: كِناسُ الظَّبي، وقد اتَّلجَ الظَّبي في تولجة، وأتلجَهُ الحرُّ فيه وأولجه: أدخلهُ كناسه. ويقال: أعوذ بالله من كل نافث ورافث. وشرِّ كلٌ تالجٍ ووالجٍ.
باب الجيم والنون و (وا يء) معهما ج نء، ء ج ن، نء ج، ن جء، ج ن ي، ج ون
جنأ: جَنَأ الرَّجلُ يجنأ جُنُوءاً، إذا أكبَّ على شيء، وجنأ إليه ظهره قال:
__________
(1) القائل: معن بن أوس المزني، كما في اللسان (وجل) .
(2) سورة التوبة 16.(6/182)
أغاضر لو شهدتِ غَداةَ بنتم ... جُنُوءَ العائداتِ على وِسادي «1»
وقال الآخر:
ونجاك منا بعد ما ملت جانِئاً ... ورُمتَ حِياضَ الموت كلَّ مرامِ «2»
والمُجنأةُ: القبرُ. قال ساعدهُ «3» :
إذا ما زار مُجنأةً عليها ... ثقال الصَّخرِ والخشبُ القطِيلُ
والأجنأ: الذي في كاهله انحِناءُ على صدره، وليس بالأحدب. وظليمٌ أجنَأُ، ونعامةٌ جَناءُ ومن لم يهمز قال: جَنواءُ..
أجن: أجَنَ الماء يأجُنُ أُجُوناً، وأجِن لغة. وماءٌ اجنٌ وأجون، قال «4» :
كضِفدع ماء أجون يَنِقٌ
ويقال: الأجن: الذي غشيه العِرمضُ والورقُ. قال [رؤبة] : «5» :
أجن كنيءِ اللَّحم لم يُشيَّط
وقال ابن عبدة: «6»
فأوردها ماء كأن جِمامَهُ ... من الأجنِ طحنّاءٌ معا وصبيب
__________
(1) البيت في اللسان (جنأ) وقد نسب فيه إلى كثير عزة.
(2) البيت لمالك بن نويرة، كما في اللسان (جنأ) .
(3) هو ساعدة بن جؤية الهزلي ديوان الهذليين- القسم الأول 215.
(4) لم نهتد إليه.
(5) هو رؤبة ديوانه 85، وقبله:
عوجا كما اعوجت قياس الشوحط..
في الأصول، وفي التهذيب 11/ 202. وفي اللسان (أجن) : للعجاج.
(6) هو علقمة بن عبدة، كما في اللسان (أجن) .(6/183)
والمئجنة، تهمز: عُصَيّةٌ غليظةٌ مع القصار يضرب بها الثَّوب إذا غسله في النهر.
نأج: نأج البوم ينأج نأجا. ونأج الإنسانُ إذا تضرَّع في دُعائه. نأج إلى الله ينأج، وهو أضرع ما يكون وأحزنُه، قال:
فلا يغرنَّك قول النُّؤَّجِ «1» ... الخالجين القول كلَّ مخلجِ
وقال العجاج:
واتَّخذته النائجات منأجا «2»
أي: الصائحات من الهام. وقال العدوي:
أنت الغِياثُ إذا المُضطرُّ في كربٍ ... نادى بصوتٍ ضعيف الرُّكن نئاجِ
نجأ: رجل نَجيءُ العين، إذا كان يُصيبُ بها كثيراً
جني: جنى فلانٌ جنايةً، أي: جر جريرة على نفسه، أو على قومه، يجني، قال:
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 201، واللسان (نأج) غير منسوب أيضا.
(2) ديوانه ص 349.(6/184)
جانيك من يجني عليك وقد ... تُعدي الصِّحاح فتجربُ، الجُربُ «1»
وتَجنَّى فلانٌ عليَّ ذنباُ، إذا تقوله عليَّ وأنا بريءٌ. وفلانٌ يُجاني على فلانٍ، أي: يتَّجنَّى عليه. والجَنَى: الرُّطبُ والعسلُ، وكلُّ ثمرةٍ تُجتنى فهو جَنىً، مقصور. والاجتِناء: أخذك إياه، وهو جنىً ما دام طرياً. قال:
إنَّك لا تَجني من الشَّوك العنب «2»
وقال:
هذا جَناي وخيارُهُ فيه ... إذ كلُّ جانٍ يدُه إلى فيه
جون: الجَونُ: الأسود، والأنثى: جَونة، والجميع: جُونٌ. ويقالُ: كلُّ بعيرٍ وحمار وحش. جَونٌ من بعيد. وعينُ الشَّمس تُسمىَّ جَونة. وكل لون سوادٍ مُشربٍ حُمرةً: جَون، أو سوادٍ مخالطُةُ حمرة كلون القطا. والقطا: ضربانِ: جُونيٌّ وكُدريٌّ. أخرجوه على فعلي. فقالوا: جُونيٌّ وكُدريٌّ في حال النِّسبة، وإذا نعتوا قالوا: كدراء وجونة.
__________
(1) البيت في التهذيب 11/ 196، واللسان (جنى) من غير نسبة أيضا.
(2) الرجز في التهذيب 11/ 195 من غير نسبة أيضا.(6/185)
والجونة: سليلة مستديرة مغشاة ادما تكون مع العطارين، والجميع: الجُوَنُ، قال «1» :
إذا هُنٌ نازلن أقرانهنَّ ... وكان المصاع بما في الجُون
نجو: نجا فلانٌ من الشَّرِّ ينجو نَجاةً، ونجا ينجو، في السُّرعة، نجاءً فهو ناجٍ. وناقةٌ ناجِيةٌ: سريعة. ونَجَوته: استنهكته، قال:
نَجَوتُ مُجالداً فوجدتُ منه ... كريحِ الكَلْبِ مات حديث عَهدِ «2»
والاستِنجاءُ: التَّنظُّفُ بمدرٍ أو ماء. والنّجاةُ: النَّجوةُ من الأرض، أي: الارتفاع، لا يعلُوه الماء. قال عبيد:
فمن بنجوته كمن بعقوته ... والمُستَكِنُّ كَمَنْ يَمْشي بِقرْواحِ
نَّجوُ: السَّحاب أول ما ينشأ، والجميعُ: النِّجاء. والنَّجو: ما خَرَجَ من البطن من ريحٍ وغيرها، والنَّجو: استطلاقُ البطن، وقد نجا نجوا.
__________
(1) هو الأعشى، والبيت في ديوانه ص 17 والرواية فيه: الجؤن، بالهمز.
(2) البيت في اللسان (نجا) ، غير منسوب أيضا.(6/186)
والنَّجوُ: كلام بين اثنين كالسِّرِّ والتَّسارّ. تقول: ناجيتهم وتناجوا فيما بينهم، وكذلك: انتجوا. والقوم نَجوَى، وأنجيةٌ. قال «1» :
إني إذا ما القومُ كانوا أنجِيه
والنَّجا: ما ألقيته عن نفسك من ثِياب، أو ما سلخته عن الشّاه. وتقول: نجوتُ الجلدَ، أنجُوهُ، إذا كشطته. قال «2» :
فقلتُ انجُوا عنها نَجا الجلدِ إنه ... سُيرضيكما منه سنامٌ وغاربُه
الوجنةُ: ما ارتفع من الخدِّ بين الشِّدق والمحجر، والأوجن من الجمال. والوجناء من النُّوق: ذات الوجنةِ الضَّخمة، وقلما يُقال: جملٌ أوجن. ويقال: الوَجنة: الضّخمة، شُبهت بالوجين من الأرض، وهو متنٌ منها ذو حِجارةٍ صِغار، قال: «3»
[تُمرُّ على الوِراكِ إذا المطايا] ... تقايَسنَ النَّجادَ من الوجينِ
ونَج: الوَنج: ضربٌ من الصنج ذو أوتار.
__________
(1) القائل هو سحيم بن وثيل اليربوعي. كما في اللسان (نجا) .
(2) اللسان (نجا) غير منسوب أيضا.
(3) الطرماح ديوانه ص 534 (دمشق) .(6/187)
باب الجيم والفاء و (وا يء) معهما ج فء، جء ف، ف جء، ج ي ف، ف ي ج، ج وف، ج ف و، ف ج و، وج ف، ف وج مستعملات
جفأ: جَفَأَ الزَّبد يجفأ جفأً، والاسم: الجُفاءُ. وأجفأتِ القِدر زبدها. وجفأت به، أي: رمت به وطرحته وجفأتُ الرَّجل، أي: احتملته وضربت به الأرض. والجُفاءُ: الزَّبدُ فوق الماء، قال الله عز وجل: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً «1»
جأف: [الجأفُ: ضربٌ من الفزعِ والخَوفِ. قال العجّاج:
كأنّ تحتي ناشطا مجأفا «2» ] .
و [الجأف: مثل الجوف، ورجلٌ مُجأفٌ: لا قلب له] «3»
فجأ: فجأهُ الأمدُ يفجؤهُ فجأةً...... وفاجأهُ يُفاجِئهُ مفاجأةً ... وفجئهُ لغةُ وكل ما هجم عليك من أمرٍ لم تحتسبه فقد فجأك.
__________
(1) سورة الرعد 17.
(2) مما روي في اللسان (جأف) من العين.
(3) من مختصر العين- الورقة 182.(6/188)
جيف: جافتِ الجيفةُ، واجتافت، أي: أنتنت وأروحت. وجمع الجيفة، وهي الجثَّةُ الميَّتة والمنتنة.: جِيفٌ وأجياف.
وفي الحديث: لا يدخل الجنة ديوث ولا جياف «1»
وهو النباش الجدث.
فيج: الفَيجُ: اشتق من الفارسية، وهو رسول السلطان على رجلهِ. والفائجُ من الأرض ما اتسع منها بين جبلين، وجمعهُ: فوائج
. جوف: والجَوف معروف، وجمعه: أجواف. وأهلُ الحجاز يُسمُّون فساطيط عمالهم: الأجواف. والجائفة: الطَّعنةُ تدخل الجَوفَ. والجَوفُ: خلاءُ الجوف، كالقصبةِ الجوفاءِ. والجُوفانُ: جماعة الأجوف. واجتاف الثَّورُ الكِناسِ، إذا دخل جوفه. والجُواف: ضربٌ من السَّمك الواحدة: جُوافة.
جفو: جفا الشيءُ يجفُو جَفاءً، ممدود، كالسَّرج يجفو عن الظَّهر، إذا لم يلزمِ الظهر، وكالجنب يجفو عن الفراش، وتجافى مثله، قال «2» :
__________
(1) الحديث في اللسان (جيف) .
(2) القائل هو معديكرب المعروف بغلفاء، كما في اللسان (سرر) .(6/189)
إن جنبي عن الفراش لنابي ... كتجافي الأسر فوق الظرابِ
وقال العجّاج «1» :
وشجرَ الهداب عنه فجفا ... بسلهبين فوق أنفٍ أذلفا
والجفاءُ: يقصر ويمدُّ: نقيض الصِّلة. والجَفوةُ: ألزم في ترك الصِّلة من الجَفاء، لأن الجفاء قد يكون في فعلاته. إذا لم يكن له ملقٌ.
فجو: فَجا قوسهُ يفجوها. وقوس فجواءُ: بان وترها عن كَبدها. والفَجا في الفخذين خاصّة كالفحجِ، قال:
حنكةٌ فيها قِبالٌ وفجا «2»
الحنكة: اللئيمة، والفَجا: تباعدٌ في رُكبتيها. والفجوةُ: متَّسعٌ في الأرض وغيرها.
وجف: الوَجف: سُرعةُ السَّير.. وَجَفَت تجفُ وجيفاً. وأوجَفَها راكِبُها. ويقال: راكبُ البعير يوضعُ، وراكبُ الفرس يُوجِفُ.
فوج: الفَوجُ: القطيع من الناس، والجميعُ: الأفواجُ.
__________
(1) ديوانه ص 498.
(2) الرجز في اللسان (حنكل) غير منسوب أيضا(6/190)
باب الجيم والباء و (وا يء) معهما ج بء، جء ب، بء ج، ج ب ي، ج ي ب، ج وب، وج ب، ب وج مستعملات
جبأ: جَبَأت عنه أجبأُ جَبأً: أي ارتدعت عنه وتقاعست. قال الشاعر:
وهل أنا إلاّ مثلُ سيِّقةِ العدا ... إنِ استقدمت نحرٌ وإن جَبأت عَقرُ «1»
والجَبَأةُ: مثل الكمأة الحمراء. والإجباءُ: بيع الزَّرع قبل بدوِّ صلاحه. والجُبأُ: الجَبانُ. قال «2» :
فما أنا من ريبِ الزَّمانِ بُجُبأٍ ... ولا أنا من سيب الإلهِ بيائسِ.
جأب: الجأبُ: الحمار الغليظ، والجمع: جؤوب.. والجؤبُ: درعٌ تلبسُه المرأة.
بأج: البأجُ: البيان «3» . وقال عمر بن الخطاب: لأجعلن الناس بأجا واحدا
__________
(1) التهذيب 11/ 216، واللسان (جبأ) من غير نسبة أيضا.
(2) القائل هو مفروق بن عمرو الشيباني، اللسان (جبأ)
(3) هذا في الأصول. وفي مختصر العين: بيان بباء وياء مثناة من تحت مشددة، وعرض التاج لها أيضا إلا أن الوجه عنده هو: بيان كما جاء في الأصول، وقد صحف اللسان فجعلها: التبان.(6/191)
أي بياناً واحداً [أي: طريقة واحدة في العطاء] . وقوله: هم بأجٌ واحد، أي: ضربٌ واحدٌ. وبأج الشيء، أي: رخص، فلم يشتر
جبي: جبيتُ الخراج جبايةً، [أي: جمعته وحصّلته] «1» وجَبَى المستقي الماء في الحوض جبياً وجبى. قال حُميد الأرقط:
ولا جَبَى في حوضه جباكا
والجَبَى: محفر البئر. والجَبَى: نثيلة البئر وهي ترابها الذي حولها. تراها من بعيد، تقول: أرى جَبَى بئرٍ وجَبَى حَوض. والجابيةُ: حوض ضخم واسعٌ تشرب منه الإبل في مركو من الأرض والتَّجبِيةُ: ركوعً كركوع المُصلي. والتَّجبِيةُ: أن يُجبِّي الرَّجل على وجههِ باركاً. واجتبى الرَّجل الرَّجُلَ، إذا قربهُ، قال الله تعالى. فَاجْتَباهُ رَبُّهُ
«2» ، أي: قرَّبهُ.
جيب: [جَيبتُ القميص تجبيباً: جعلت له جَيباً «3» ] .
جوب: الجَوبُ: قطعك الشّيء كما يُجابُ الجَيب، يُقال: جَيبٌ مجوبٌ ومجوَّبٌ، وكل مُجوفٍ وسطه فهو مجوبٌ. والجوب: دِرعٌ تلبسهُ المرأة.
__________
(1) زيادة مفيدة من التهذيب 11/ 215.
(2) سورة القلم 50.
(3) من مختصر العين- الورقة 182.(6/192)
وجُبتُ المفازة، أي: قطعتُها، واجتبتُ الظَّلام والقميص، أي: قطعته. والجوابُ: رديدُ الكلام. تقول: أساء سمحاً فأساءَ جابةً. من أجاب يجيبُ. ويقال: هل عندك جابيةُ خبر؟ أي: خبرٌ ثابت. والجميع: الجوائب، ويقال: الجوائب: الغرائب من الأخبار، وجابيةُ خبر، أي: محمولة من أرضٍ إلى أرضٍ بعيدة، أي: قد جابت البلاد، قال «1» :
يتنازعون جوائب الأمثال.
وجب: وجب الشّيء وجوباً. وأوجَبه ووَجَّبهُ. ووجبتِ الشَّمسُ وجباُ: غابت. وسمعت لها وجبة، أي: وقعة. مثل شيء يقع على الأرض. والمُوجَّبُ من الدّواب: الذي يفزع من كلِّ شيء. ويُقال: الوجّاب. وقوله جلّ وعزّ: فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها
«2» ، يقال: [معناه] : خرجت أنفُسها، ويقال: [معناه] : سقطت لجُنُوبها. والموجِباتُ: الكبائرُ من الذُّنوب التي يُوجِبُ الله بها النّار. ووجبَ الرَّجلُ على نفسه الطَّعام إذا جعل لنفسه أكلةً واحدةً في اليوم، وهي الوجبة.
__________
(1) الشطر في اللسان والتاج (جوب) بدون عزو أيضا.
(2) سورة الحج 38.(6/193)
ووجَّبَ البعير توجيباً، أي: برك وسقط.
بوج: البَوجُ: من تَبوجِ البرقِ في السِّحاب، إذا تفرق في وجهه. وتقول: بُجتهم بشرِّ، أي: عممتهم، قال:
هراوةٌ فيها شفاءُ العرِّ ... حملت عقفان بها في الجرِّ
فبجتُهُ وأهله بشرٍّ «1»
باب الجيم والميم و (وا يء) معهما
أجم: أجمَ الطَّعام: أي: كرهه يأجم أجوماً، وآجمه غيره حتى أجمَ، قال الكميت:
من هلوك شمطا وتنزل للأمير ... ما يؤجمُ العشيرُ العشيرا «2»
والأجمةُ: منبتُ الشَّعر كالغيضة.
أمج: أمجتِ الإبلُ [تأمجُ أمجاً] : اشتدّ بها حرٌّ وعطشٌ. والإنسان كذلك. وتقول: بعير أمِجٌ، أي: يشرب فلا يكاد يروى حتى يموت.
__________
(1) الرجز في اللسان (صمل) غير منسوب أيضا.
(2) لم نقف على بيت الكميت فيما تيسر لنا من مظان.(6/194)
جيم: الجيم [حرفُ هِجاءٍ «1» ] تؤنث ويجوز تذكيرها. ويقال: [جيَّمت جيماً إذا كتبتها «2» .
جوم: الجومُ: كأنها فارسية، وهم الرعاة، أمرهم وكلامُهم ومجلسُهم واحد.
وجم: الوجوم والأجوم: السكوت على غيظٍ وهمٍّ. والوجمُ، والجميع: الأوجام: علاماتٌ وأبنية يهتدون بها في الصَّحارى. ويقالُ: لا تفعل ذاك يا فلانٌ، فيكون عليك وجمة، ومرجعُه إلى الغيظ والهم.
موج: الموجُ: ما ارتفع من الماء فوق الماء. والفعل: ماج الموج يموجُ. وماج النّاس: دخل بعضهم في بعضٍ.
مأج: والمأجُ: الماء الملحُ، [يقال: مؤج الماء يمؤج مؤوجة فهو مأج «3» ] . والمأج: الأحمق المضطرب الخلق، كأن فيه ضوىً.
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 182.
(2) مما روي في التهذيب عن العين 11/ 227.
(3) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 226.(6/195)
والمُؤوج: مؤوج الداغِصة، ومؤوج السلعة. تمورٌ بين الجِلد والعظم.
لَّفيف من الجيم ج وو، ج وي، جء و، ء جء، ج يء، وج ي، وي ج، وج ج، ء ج ج، جء ج مستعملات
جو: الجوُّ: الهواءُ، وكانت اليمامةُ تسمَّى جواً. [قال:
أخلق الدَّهرُ بجوٍّ طَلَلا] «1»
والجوُّ: كل ما اطمأن من الأرض. والجوة: الرقعة في السِّقاء. [يُقال] : جويت السِّقاء، أي: رقعته. والجِواء: موضع. والجواء: فرجةٌ بين محلة القوم وسط البيوت، تقول: نزلنا في جِواء بني فلان. والجِواءُ: خياطةُ حياةِ النّاقة.
جوى: الجَوَى: مقصور: كل داءٍ يأخذُ في الباطن «2» لا يستمرأ معه الطعام. [يقال) : رجلٌ جوٍ، وامرأة جَويةٌ، مخفّفة.
__________
(1) الشطر من التهذيب 11/ 228، مما روي فيه عن العين.
(2) من التهذيب 11/ 229، مما روي فيه عن العين.(6/196)
واستجوينا الطَّعام، واجتويناه، وصار الاجتواء أيضاً لما يكره ويبغض. والجوي: المُنتِن فوق نتنِ الأجن، قال زهير: «1»
نَسَأتَ بنِيئها وجَويتً عنها ... وعندي لو أردت لها دواءُ
جأي: الجًؤوةُ، بوزن الجُعوة: السَّير الذي يُخاط به. والجُؤوة: لونُ الأجأى. وهو سوادٌ
وجي: يقال: وجِيتَ الدّابة وهي توجى وجىً، بلا همز، مقصور، من الوجى وهو الحفا. وإنه ليتوجَّى في مشيته فهو وجٍ. قال رؤبة «2» :
به الرذايا من وجٍ ومُسقطِ
[والإيجاءُ: أن تزجُرَ الرجُل عن الأمر، تقول: أوجيته فرجع. والإيجاءُ: أن يسأل فلا يعطي السائل شيئا، وقال ربيعة بن مقروم:
أوجيته عني فأبصر قصده ... وكويتهُ فوق النّواظرِ من علِ «3» ]
ويج: الويجُ: خشبةُ الفدان بلغة عمان.
__________
(1) ديوانه، ص 83.
(2) ديوانه: 83.
(3) ما بين القوسين من التهذيب 11/ 236 مما روي فيه عن العين. والبيت في الأغاني 19/ 93 برواية: أزجرته.(6/197)
وجّ: الوَجُّ: عِيدانٌ يتداوى بها. ووجٌ: موضع باليمامة. ويقال: وادٍ بالطائف.
أجّ: أجتِ النّار تؤجُّ أجيجاً. وأججتها تأجيجاً. وائتجّ الحرّ: اشتدت أجه الصّيف. والأجاجُ: الماء المرّ الملح، قال الله تعالى: وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ
«1» *، وهو الشديدُ الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر. ويأجوج ومأجوج «2» ، يقرأ بالهمز وبغير الهمز، ومن لم يهمز قال: هو مأخوذ من يجّ ومجّ على بناء فاعول.
جأجأ: الجأجأة: من قولك للبعير: جىء جىء ليشرب. ويقال: جأجأت به. ويقال: ورد رجلٌ من العراق على قومه بإبله. فشكوا قلّة مائهم، فطلب إليهم أن يشرع بإبله فيسقيها سقيةً، فقالوا: على ألا تجاجىء بها فتنهك ماءنا، قال: هو ذاك، فأوردها وجعل يزجر بها وهم لا يفطنون، فقال «3» :
يا ربَّ مرجلٍ ملهوج
__________
(1) سورة الفرقان 53. (2) في قوله تعالى: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ. (3) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.(6/198)
حُشّ بشيءٍ من ضرام العرفجِ ... أنزلته للقومِ لما ينضج
فجعل يجأجىء وهم لا يفطنون. والجؤجؤ: عظامٌ صدر الطائر. وصدر السفينة جؤجؤها، والجميع: الجآجىء.
باب الرباعي من الجيم
الجيم والشين
شرجب: الشَّرجبُ: نعت الفرس الكريم الجواد، [ومن الرّجال: الطويل «1» ] .
جرشب: [جرشبت المرأة: بلغت أربعين أو خمسين. وامرأة جرشبية] «2» .
جرشم: جرشم الرجل إذا كان مريضاً مهزولاً، ثم اندمل.
شمرج: الشَّمرجةُ: حسن قيام الحاضنة على الصبي، واسم الصبي: مُشمرج، من ذلك اشتق.
__________
(1) تكملة من التهذيب 11!؟ ط عن العين.
(2) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 185(6/199)
[والشُّمْرُج: الرقيق من الثياب وغيرها] «1» ] ، ولذلك يقال: ثوبٌ مشمرج، أي رقيق النسج.
الجيم والضاد
جرضم: الجُراضم: الأكولُ الواسعُ البطن. ومثله: الجِرْضم، وهو الأكول جدّا، ذا جسم كان أو نحيف.
الجيم والسين
جسرب: الجَسْرَب: الطويل. قال:
لما رآه جَسْرَباً مِخَنّا «2»
والمِخَنُّ مثل الجسرب.
جرفس: الجرافس والجِرفاسُ من الرجال: الضَّخم الشَّديد. والجَرفسةُ: شدَّة الوثاق.
سمرج: السَّمرَّجُ: [يوم] جِباية الخراج، وهو السَّمرَّجة، قال العجّاج «3» :
يوم الخراجِ يُخرجُ السمرجا
__________
(1) من التهذيب 11/ 239.
(2) الرجز في اللسان (خنن) غير منسوب أيضا. وبعده:
أقصر عن حسناء وارثعنا
(3) ديوانه/ 355.(6/200)
سجلط: السِّجِلاّط: الياسمينُ.
سفنج: السَّفنَّجُ: الطائر الكثير الاستنان، ويقال: هو الظّليم الذُّكر. قال «1» :
واستبدلتُ رُسومُه سَفَنَّجا
سملج: [السَّملَّجُ «2» : هو اللَّبنُ السمالج] «3» .
سلجم: السلاجم: النصال الطوال، والواحد: سلجم. والسَّلجمُ: شبهُ الفِجلِ.
برجس: البرجيسُ: من أسماء النُّجوم. والنُّوق والشّاء الغزيرة الكريمة.
نرجس: النَّرجسُ: معروف، وهو معرَّب.
__________
(1) العجاج ديوانه/ 350.
(2) السملج: اللبن الحلو الدسم. (اللسان) .
(3) من التهذيب 11/ 243 عن العين.(6/201)
الجيم والزاي
زنجر: الزَّنجرة من قولك: زَنجرَ فلان لفلانٍ، إذا قال «1» بظفرِ إبهامه على ظفر سبابته، ثم قرع بينهما في قوله: ولا مثل هذا، قال:
فأرسلت إلى سلمى ... بأن النَّفس مشغُوفه
فما جادت لنا سلمى ... بزنجير ولا فوفه «2»
زرجن: الزَّرجون، بلُغةِ الطّائف، وأهل الغور: قضبان الكرم.
زرنج: زَرنج: اسم كورة معروفة، قال:
جلبوا الخيل من تهامةَ حتى وردت خيلهُم قصور زرنجِ «3»
زبرج: الزَّبرجُ: الذهب. والزِّبرج: السَّحاب النَّمر بسوادٍ وحُمرة في وجهه، قال «4» :
__________
(1) (قال) هنا: أي: أخذ.
(2) التهذيب 11/ 244 (البيت الثاني) ، واللسان (زنجر) ، غير منسوب أيضا.
(3) البيت في التهذيب 11/ 245، واللسان (زرنج) ، منسوب إلى ابن الرقيات.
(4) العجاج ديوانه 384.(6/202)
سفر الشَّمال الزَّبرج المُزبرجا
والزِّبرجُ: زينةُ السِّلاح. والزِّبرج: الوشي.
جمرز: جَمرَزَ فلان، أي: نكص وفرّ.
جرمز: جِّرموزُ: حوضٌ يتخذُ في قاعٍ أو روضة، مرتفع الأعضاد يسيل فيها الماء، ثم يفرغ بعد ذلك. وجَرمزَ فلانٌ، أي: أخطأ. والجَرمزةُ: الانقباض عن الشّيء. ويقال: ضمّ فلان إليه جراميزه إذا رفع ما انتشر من ثيابه، ثم مضى. وإذا قلت: ضمّ الثَّورُ إليه جراميزه، فهي قوائمه.... والفعلُ منه: اجرَمَزَّ، إذا انقبض في الكِناس، قال «1» :
مُجرمِّزاً كضِجعةِ الماسورِ
وقال بعضهم: الجَراميز الجسد. قال أمية بن أبي عائذ «2» :
أواصحم حامٍ جَراميزَهُ ... حزابيةٍ حَيَدَى بالدِّحال
جربز: الجُربُزُ: الخبُّ من الوجال دخيل.
__________
(1) العجاج ديوانه 231.
(2) ديوان الهذليين- القسم الثاني ص 176.(6/203)
جلفز: الجَلفَزيزُ: نابٌ هَرِمة حمول عمول. وعجوز جلفزيز: متشنِّجةٌ، وهي مع ذلك عمول، ويقال: الجلفزيز: الرجل الجافي.
فنزج: الفَنزجُ: رقصُ المجُوس، قال العجّاج «1» :
عكف النَّبيطِ يلعبون الفَنزجا
الجيم والطاء
جلفط: الجلفاطُ: الذي يسدُّ دروز السُّفن الجُدُد بالخيوط والخرق، ثم يُقَيِّرها. تقول: جلفطه الجِلفاطُ، إذا سواه وقيرَّه.
الجيم والدال
بردج: البَردجُ: السَّبيُ دخيل.
رندج: الأرندجُ: دخيل. وهو الأديم الأسود، قال العجاج «2» :
كأنه مُسرول أرندجا
__________
(1) ديوانه 355.
(2) ديوانه 352.(6/204)
وقال بعضهم: اليرندَجُ، وهو كل ما ملس وصقل ومُوِّه. كالثَّوب يُطرِّى بعد خلوقه. قال ابن أحمد:
لم تدرِ ما نسجُ اليرندجِ قبلها ... ودِراسُ أعوصَ دارسٍ مُتخدِّد «1»
دردج: إذا توافق اثنان بمودتهما قيل قد دردجا، قال «2» :
حتى إذا ما طاوعا ودردجا
برجد: البُرجُد: كساءٌ مُخطَّط للأعراب، قال طرفة:
أمون كألواح الإران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد «3»
جردب «4» : جَردَبَ على الطعام: وضع يده عليه لئلا يتناوله غيره.
__________
(1) البيت في التهذيب 11/ 250 منسوب إلى ابن أحمد أيضا. وفي اللسان (وفي اللسان (ردج) بغير نسبة.
(2) لم نهتد إلى القائل، والرجز في التهذيب 11/ 250 واللسان (دردج) بلا نسبة أيضا.
(3) البيت في معلقة طرفة
(4) من مختصر العين- الورقة 185(6/205)
جندل: الجَندل: الحجارة قدر ما يرمى بالمقذاف. وهو الجِلمد أيضاُ، قال «1» :
إذا أنت لم تُحبِب ولم تدر ما الهوى ... فكن حجراً من يابٍسٍ الصَّخرٍ جَلمدا
ورجلٌ جَلمدٌ وجُلمُدٌ، وهو الشّديد. وقال بعضهم: الجُلمُودُ أصغر من الجندل.
دملج: الدُّملُجُ: المِعضَد من الحليِّ. والدَّملَجة: تسوية صنعةِ الشَّيء كما يُدَملجُ السِّوار.
جندف: الجُنادفُ: الجافي الجسيم من الناس والإبل. يقال: ناقة جنادفة، وأمة جنادفة، ولا توصف به الحُرة.
جندب: الجُندب: الذَّكرُ من الجراد، ويقال: يشبه الجراد.
الجيم والثاء
جرثم: الجُرثومُ: أصل كلِّ شجرةٍ يجتمع إليها التُّراب. وجرثومة كل شيء:
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.(6/206)
أصله ومُجتمعُه، وجُرثُومة العرب: أصلهم ومجتمعهم في أصطمتهم. والاجرنثام: لُزومُ موضعٍ ومجتمع. تقول: اجرنثموا، [أي: اجتمعوا ولزموا موضعاً] «1»
جنثر: الجَنثَرُ من الإبل: الطويل العظيم، والجميع: الجناثر، قال:
كُومٌ إذا ما فصلت، جناثرُ «2»
ثبجر: [اثبجرَّ الرجل، إذا ارتدع عند الفزع «3» ] . والاثبجرار: ارتداع فزعةٍ، أو تَردادُ القوم في مسيرٍ إذا ترادّوا
جثأل: [المجثئلُ: الذي غضب وتنفَّش للقتال «4» ] .
الجيم والذال
جذأر: «5» : مجذئِرُّ: المُنتصُّ للسّباب، قال الطرماح «6»
__________
(1) تكملة مفيدة من التهذيب 11/ 254 في روايته عن العين.
(2) الرجز في التهذيب 11/ 255، واللسان (جنثر) غير منسوب.
(3) من مختصر العين- الورقة 185.
(4) من مختصر العين- الورقة 185.
(5) أثبتنا هذه الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 185، ومن التهذيب 11/ 255 في روايته عن العين:
(6) التهذيب 11/ 255، واللسان (جذأر) ، ورواية البيت في الديوان المطبوع (دمشق) ص 474:
فما للنَّوَى لا بارك اللَّه في النَّوى ... وهَمٌّ لنا منها كهَمِّ المُراهنِ(6/207)
تبيت على أطرافها مجذئرة ... تُكابِدُ همَّا مثل همِّ المُراهن
والمُراهن: المخاطر.
الجيم والرّاء
فرجل: الفَرجلةُ: التّفَجُّجُ، قال:
تقحُّمَ الفيلِ إذا ما فرجلا «1»
فرجن: الفرجون: المحسة
نرجل: النارجئل، يهمزُ، وعامةُ النّاس لا يهمزون، وهو الجوزُ الهندي. الواحدة: نارجيئلة.
مرجل: المِرجلً: قِدرٌ من نُحاس. والمَراجلُ: ضرب من بُرود اليمن. وثوب مُمَرجَل: على صنعة المراجل من البرود، قال:
وأبصرتُ سلمى بين بردي مراجل ... وأخياش عصب من مهلهلة اليمن «2»
برجم: البرجمة للمفصل وهو الظّاهر في الأصابع كالعُقَد.
__________
(1) التهذيب 11/ 255، واللسان (فرجل) من غير نسبة.
(2) البيت في التهذيب 11/ 256، واللسان (مرجل) من غير نسبة أيضا.(6/208)
والإصبعُ الوسطى من كلِّ طائِر، هي البَرجمة. والبَراجمُ: أحياءٌ من تميم. والنِّسبةُ: بُرجُميٌّ. المِرجان: اللؤلؤ الصِّغار.
الجيم واللّام
جنبل: الجُنبُل: العُسُّ «1» الضَّخم، قال أبو النجم:
ملمومة لما كظهر الجُنبُلِ «2»
يصف هامةُ البعير.
جلنف: طعامٌ جَلَنفاةٌ، وهو القفار الذي لا أدم فيه.
باب الخماسي من الجيم
جرنفش: الجرنفشُ «3» : العظيمُ الجنبين. تقول: رجل جرنفش، والأنثى: جرنفشة.
__________
(1) العس: القدح الضخم، يروي الثلاثة والأربعة والعدة. (اللسان) .
(2) الرجز في التهذيب 11/ 257، وفي اللسان (جنبل) ، ولكن من غير نسبة.
(3) في (ط) و (س) : جرنفس بالسين المهملة، والصواب ما في (ص) وهو ما أثبتناه. ومما يجدر ذكره أن الكلمة وترجمتها في مختصر العين مسلوكة في الرباعي، كما في الورقة 185.(6/209)
سفرجل: السفرجل، والواحدة، سَفَرجَلة، من الفواكه، معروف.
زبرجد: الزَّبرجدُ: الزُّمرُّد، قال:
تأوي إلى مِثل الغزال الأغيد ... خَمصانةٌ كالرَّشأ المُقلِّدِ
دُرّا مع الياقُوتِ والزَّبرجدِ ... أحصنها في يافعٍ مُمَرَّدِ «1» .
تمّ حرف الجيم بحمد الله ومنه:
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 260، واللسان (زبرجد) من غير نسبة أيضا.(6/210)
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الشين
الثنائيّ من الشين
باب الشين والصاد ش ص يستعمل فقط
شص: الشَّصُّ والشِّصُّ، لغتان، وهو شيء يُصادُ به السمك. والشص: اللّصُّ الذي لا يَدَعُ شيئاً قدر عليه. ويُقالُ: شَصَّت عليهم معيشتُهم شُصُوصاً، وهم في شصاصاء من عيشهم، أي: في شدَّة. والقوسى الشَّصاصاء: التي لا قرار معها من النَّصب والتعب. وشص الناقة تشص شصاصا، أي: قل لبنُها جداً، فهي شَصُوصٌ، وهنّ شَصائِصُ
باب الشين والسّين ش س يستعمل فقط
شس: الشَّسُّ: الأرض الصُّلبة، التي كأنها حجر واحد، وتجمع شِساساً وشُسُوساً.(6/211)
باب الشين والزّاي ش ز يستعمل فقط
شز: الشّزازةُ: اليُبسُ الشديدُ، الذي لا ينقاد للتَّثقيف، يقال: شزٌّ شزيز.
باب الشين والطّاء ش ط، ط ش يستعملان
شط: الشَّطُّ: شطُّ البحر [وهو جانبه] ، يقال: رُكوب البحر شطاً بعد شطِّ. والشَّطُّ: شِقُّ السَّنام، ولكل سنامٍ شطانِ. وناقةٌ شطوطٌ. [وهي الضّخمة الشّطين «1» ] ونوقٌ شطائط، قال:
قد طلّحته جلة شطائط ... فهو لهنّ خائِلٌ وفارطُ «2»
وقال: من كلِّ كوما، شطوطٍ مفخاذ «3» والشَّططُ: مجاوزة القدر في كلِّ شيء يقال: أعطيتُه ثمناً لا وكسا ولا شَطَطاً. وأشطّ الرجل إشطاطاً، أي: جار في قضيَّته. واشتطَّ فيما يطلب من
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب 11/ 263 مما روي فيه عن العين.
(2) الرجز في التهذيب 11/ 263 واللسان (شطط) من غير نسبة أيضا.
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.(6/212)
الثمن، وفيما يحتكم من حكومة، تقول: احتكم ولا تُشطط، أي: لا تَجُر. وأشطُّوا في طلب فلانٍ، أي: أمعنوا فيه.
طش: مطرٌ طشٌّ وطشيش، أي: قليل، قال رؤبة «1» :
ولا جدا وبلك بالطشيش
وطَشَّتِ [السّماءُ] الماء، أي: مطرت قليلاً. وطشتِ الدابةُ، أي: مشت «2» بآخر الرَّمق من هُزال وإعياء.
باب الشين والدّال ش د يستعمل فقط
شد: الشَّدُّ: الحملُ، تقول: شدّ عليه في القتال. وشددنا عليهم شدَّةً واحدةً في الحملة، قال «3» :
شددنا شدّةً لا عيب فيها ... وقلنا بالضُّحى فيحي فياحِ
والشَّدُّ: العدو «4» والفعل: اشتدَّ والشِّدَّة: الصلابة. والشِّدَّةُ: النّجدة، وثبات القلب. والشِّدَّةُ: المجاعةُ. ورجلٌ شديد: شجاع. والشدائد الهزاهز.
__________
(1) ديوانه: 78 والرواية فيه:
وما جدا عيثك بالطشوش
(2) من (ص) . في (ط) و (س) : رمت.
(3) البيت في اللسان (فيح) منسوب إلى غني بن مالك، وإلى أبي السفاح السلولي، ورواية الصدر فيه:
دفعنا الخيل شائلة عليهم
(4) في رواية التهذيب 11/ 265 عن العين: الحضر.(6/213)
[والأشد: مبلغ الرجل الحنكة والمعرفة. قال الله عز وجل: حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
«1» «2» .
باب الشين والتاء ش ت يستعمل فقط
شت: الشَّتُّ: مصدر الشيء الشتيت. وهو المُتفرِّق. وتقول: شتَّ شَعْبُهُمْ «3» شتاتاً وشتَّا. أي: تفرّق جمعهم. قال الطِّرِماحُ: «4» :
شتّ شعبُ الحيّ بعد التئامْ ... وشجاك الربع رَبْعُ المَقامْ
وثغرٌ شتيتٌ: مُفَلَّجٌ حَسَنٌ، قال «5» :
حرّةٌ تجلو شتيتاً حَسَناً ... كشعاعِ البرق في الغيم سَطَع
ويقال: وقعوا في أمر شتٍّ وشتى. ويقال: إنّي أخاف عليكم الشَّتات، أي: الفُرقة. ويقال: شتاّن ما هما.
__________
(1) سورة الإسراء 34.
(2) ما بين القوسين تكملة من التهذيب 11/ 266 مما روي فيه عن العين.
(3) من مختصر العين- الورقة 185، ومن التهذيب 11/ 269.. في الأصول: (سعيهم) بالمهملة والياء
(4) ديوانه 390.
(5) لم نهتد إليه.(6/214)
باب الشين والظاء ش ظ يستعمل فقط
شظ: شَظَظْتُ الغرارتين بشِظاظَيْن أو شظاظ. والشِّظاظ: خشبة عَقْفاء محددة الطَّرَف. [تجعل في عُروَتي الجُوالِقين إذا عُكِما على البَعير، وهما شِظاظانِ] «1» ، قال:
أين الشِّطاظانِ وأين المِربعه «2»
وأشظ الرجل، أي: أنعظ. والشظشظة: فعل زب الغُلام عند البول. والشّظّ: الحمل. والإشظاظ، الإطلاق.
باب الشين والذّال ش ذ يستعمل فقط
شذ: شذّ الرَّجلُ من أصحابه، أي: انفرد عنهم. وكلّ شيء مُنفرد فهو شاذٌ.. وكلمةٌ شاذّة. وشُذّاذ النّاس: متفرِّقوهم. وكذلك شُذّانُ الحصى، قال:
تتركُ شُذّانَ الحصى قنابلا «3»
__________
(1) من التهذيب 11/ 270 عن العين.
(2) الرجز في اللسان (شظظ) غير منسوب أيضا.
(3) في التهذيب 11/ 271 نسب الرجز إلى (رؤبة) ، وما في ديوان رؤبة ص 126:
يتركن حفاف الحصى غرابلا(6/215)
باب الشين والثاء ش ث يستعمل فقط
شث: الشّثُّ: شجرٌ طيِّب الرِّيح، مرّ الطَّعم، ينبت في جبال الغور ونجد، قاله أبو الدقيش.. قال في صفة النِّساء:
وفيهن مثلُ الشّثّ يعجب ريحُه ... وفي عينه سوء المذاقة والطَّعمِ «1»
قال حماس: الشَّثّ لا ينبت بنجد، وأظنه: الدِّفلى، أي: من النِّساء مثل الشَّثِّ، حسن المنظر وفي مخبرتها وصُحبتها ما يخالف منظرتها من سوء خلقها، وخُبثِ غرضها، وعيوب نفسها فمثل الشاعرُ بها.
باب الشين والراء ش ر، ر ش يستعملان
شر: الشَّرُّ: السَّوءُ، والفِعل للرَّجلِ الشِّرِّير، والمصدر: الشَّرارة، والفعل: شرّ يشرُّ شرًّا وشرارةً. وقومٌ أشرارٌ خِلافُ الأخبار. والشَّرُّ: بسطُك الشيء في الشَّمس من الثِّياب وغيرها. ويُقالُ: إنّما يقال
__________
(1) البيت في التهذيب 11/ 272، واللسان (شثث) غير منسوب أيضا.(6/216)
للّذي يُبسطُ في الشَّمس: الإشرارُ، يقال: أشررته في الشمس فهو مُشرٌّ، ولا يقال: شررته. والإشرارُ ما يُبسط عليه الأقِط والبُرُّ ليجف، قال:
ثوب على قامةٍ سحلٌ تعاورهُ ... أيدي الغواسل للأرواح مشرورُ «1»
وقال بعضهم: الأشاريرُ، والواحدةُ: إشّرارة، هي مثل الخصفة يُطرحُ عليها الأقِط فيمصل، ويذهب ماؤُه. ويقال: الشُّقَّة من شقاق البيت يُشرَّرُ عليها الأقِط. قال طُفيل الغنويّ «2» :
كأنّ يَبيسَ الماء فوق مُتُونها ... أشاريرُ مِلحٍ في
وقال الجعدي «3» :
كأن الجميم بها قافلاً ... أشاريرُ مِلحٍ لدى
والشَّرارةُ والشَّرر: ما تطاير من النار، قال يصف الشراب:
تنزو إذا شجَّها المِزاجُ كما ... طار شرارٌ مطّير اللَّهبُ
أو كشرارِ العلاةِ يضربها ... القين على كلِّ وجهةٍ يثبُ «4»
والشَّرانُ، فعلان، من كلام أهل السَّواد، وهو شيء تُسمِّيه العرب: الأذى «5» ، شبهُ البعوض يغشى وجه الإنسان، لا يعضُّ. الواحدة: شرّانة.
__________
(1) التهذيب 11/ 272، واللسان (شرر) من غير نسبة أيضا.
(2) لم نهتد إلى تتمة البيت.
(3) لم نهتد إلى تتمة البيت.
(4) الثاني منهما في التهذيب 11/ 273 واللسان (شرر) من غير نسبة أيضا.
(5) في (ط) : الأدنى، وفي (س) الأوفى.(6/217)
ويقالُ: ألقى عليّ شراشرهُ، أي: ألقى عليّ نفسه حرصاً. ويقال: شرشرهُ، أي: قطع شراشره.
رش: رششت البيت بالماء رشِّا فهو مرشوش. ورشَّتنا السَّماءُ، أي: بلَّتنا. وأرشت الطَّعنة ترشُّ، ورشاشُها: دمُها، وكذلك: رشاش الدَّمع وشِواء رشراش، أي: يقطر دسمُه ويترشرش ماؤُه.
باب الشين واللاّم ش ل، ل ش يستعملان
شل: الشلُّ: الطرد.. شللتُه فانشلّ. وذهبوا شِلالاً، أي: انشلوا مطرودين. والشَّللُ: ذهابُ اليد.. شلَّت يدُه تشلُّ شللاً. وتقول: لا شللِ، في معنى: لا تشلل، لأنه وقع موقِع الأمر، فشُبِّه به فجرَّ، فلو كان نعتاً لنصب، قال:
ضرباً على الهامات لا شللِ «1»
وقال نصر بن سيّار:
إني أقول لمن جدّت صريمتُه ... يوماً لغانيةٍ «2» : تصرم ولا شلل «3»
__________
(1) الشطر في التهذيب 11/ 276، واللسان (شلل) غير منسوب أيضا.
(2) في (ط) و (س) : لغايته.
(3) البيت في التهذيب 11/ 276، واللسان (شللِ) .(6/218)
والشَّللُ: لقحٌ يصيب الثَّوب، فيبقى فيه أثر والشَّلشلةُ: قطران الماء، انشلّ الماء، وشلّشل، والصبيّ يُشلشلُ ببوله. والشَّليلُ: ثوبٌ يُلبسً تحت الدرع. والشليل: الحلس. قال:
إليك سار العيسُ في الأشلَّه «1»
وقال بعضهم: الشَّليلُ: الدِّرع القصيرة، وجمعها: أشلّة، قال دُريد بن الصِّمة:
تقولُ هلالٌ خارجٌ من غمامةٍ ... إذا جاء يعدو في شليلٍ وقونسِ «2»
لش: اللَّشلشةُ: كثرةُ التَّردُدِ عند الفزع واضطرابِ الأحشاء في موضعٍ بعد موضع، يقال: جَبان لَشلاش.
باب الشين والنون ش ن، ن ش يُستعملان
شن: الشَّنُّ: السِّقاء البالي. والشَّنينُ: قطرانُ الماء من الشَّنةِ. شيء بعد شيء، قال:
يا من لدمعٍ دائمِ الشنين ... تطربا والشوق ذو شجون «3»
__________
(1) الرجز في اللسان (شلل) غير منسوب أيضا.
(2) البيت في الأغاني 9/ 9 (بولاق) .
(3) التهذيب 11/ 279 واللسان (شنن) بغير نسبة أيضا.(6/219)
وكذلك التَّشنانُ والتَّشنين، قال:
أعينيَّ جُودا بالدُّموع السَّواجِم ... سجاما كتشنان الشنانِ الهزائمِ «1»
والتَّشنُّنُ: التَّشنُّجُ في الجلد عند الهرم، قال: «2»
بعد اقوِرارِ الجلد والتشنن
والإشنانُ في الغارة، [يقال] : أشِنُّوا الخيل، أي: بثّوها. وشنّ: حي من عبد القيس، وفي المثل وافق شنٌّ طبقة «3»
وافقه فاعتنقه. كانوا يكثرون الغارات فوافقهم طبق من الناس، فأبرُّوا عليهم وقهروهم، فقيل ذلك. وشنشنةُ الرَّجل: غريزته. قال: «4»
شنشنةُ أعرفها من أخزمِ
والشَّنُونُ: المهزول من الدواب، ويقال: هو السَّمينُ، ويقال: هو الذي ليس بسمين ولا مهزول، قال «5» :
[القائدُ الخيل منكوباً دوابرُها] ... منها الشنون ومنها الزاهق الزهم
والشَّنُونُ: الذِّئبُ الجائع، قال الطرماح «6» :
__________
(1) التهذيب 11/ 279 واللسان (شنن) بلا نسبة أيضا.
(2) رؤبة ديوانه ص: 161.
(3) المثل مشهور، التهذيب 11/ 280.
(4) أبو أخزم الطائي التهذيب 11/ 281، واللسان (شنن) .
(5) زهير ديوانه ص 153.
(6) ديوانه ص 541.(6/220)
[يظلُّ غُرابُها ضرماً شذاه] ... شجٍ بخصومة الذِّئبِ الشَّنُون
. الأشنةُ من العطر: شيء أبيض كأنه مقشور من عرق. والأشنانُ: معروف، [الذي يغسل به الأيدي] «1» .
نش: النَّشُّ والنَّشيشُ: صوت الماء إذا صببته في [صاخرة] «2» طال عهدها بالماء. ونشيشُ اللَّحم: صوتُه إذا قُليَ. ونشَّ الغدير إذا أخذ ماؤهُ في النُّضُوب. والخمر تنشُّ في الغليان عند إدراكه،
وفي الحديث: إذا نشَّ فلا تشربه «3» .
[والنَّشنشةُ: النَّفضُ والنَّثرُ] «4» . وسبخةٌ نشاشةٌ [ونشاشةٌ] : تنش من النَّزِّ إذا نبع.
باب الشين والفاء ش ف، ف ش يستعملان
شف: الشَّفُّ: السترُ الرّقيق يُري ما خلفه واستشففتُ ما وراءه، أي: أبصرت. والشِّفُّ: الربح، وهو الزِّيادةُ والفضلُ. والشِّفٌّ: من المهنأ، تقول: شفِّ لك يا فلان، إذا غبطته بشيء قلت له ذلك.
__________
(1) زيادة من اللسان (أشن) للتوضيح)
(2) من التهذيب 11/ 282 في روايته عن العين، في الأصول: (إناء) . والصاخرة: إناء من خزف.
(3) الحديث في التهذيب 11/ 282.
(4) ما بين القوسين من التهذيب 11/ 283 في روايته عن العين. سقط من الأصول المخطوطة.(6/221)
والشفوف: نحول الجسمِ من الهمِّ والوجد، قال «1» :
فأرسلت إلى سلمى ... بأن النَّفس مشفُوفه
وقال «2» :
وهم يَشِفُّ الجسمُ مني مكانه ... وأحداث دهرٍ ما تعرى بلاؤها
والشَّفيفُ: بردُ ريحٍ في ندوة، واسم تلك الرِّيح: شفّان. والشَّفشاف: الرِّيح الطَّيبة البرد، والمصدر: الشَّفشفة.
فش: الفشُّ: حملُ الينبوتِ. الواحدةُ: فشّة، والجميع: الفشاش. والفشُّ: تتبُّعُ السَّرقة الدُّون، قال «3» :
نحن وليناهُ فلا تفشُّه ... كيف يُواتيهِ ولا يؤشُّه
والفشّ: الفُساءُ والفش: الحلبُ، فششتُ النّاقة: حَلبتها، وافتششتها [أيضاً] والفشوش: الناقةُ الواسعة الإحليل. والفِشاشُ: الكساءُ الغليظ. والانفِشاشُ: الكسلُ عن الأمر.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى القائل.
(3) التهذيب 11/ 288 بلا عزو أيضا، وبينهما بيتان هما:
وابن مفاض قائم يمشه ... يأخذ ما يهدى له يقشه(6/222)
باب الشين والباء ش ب، ب ش يستعملان
شب: الشَّبُّ: حجارة منها الزاج وأشباهه، وأجودها ما جلب من اليمن، وهو شب أبيض، له بصيص شديد. وشبه: اسم رجل، وكذلك شبيب، ويجوز [استعمال] شبة في موضع شابة والشبيبة: الشباب. والشباب و [الشبان] : جماعة الشاب.. شب يشب شباباً، ويشب الفرس شبوبا إذا رفع يديه معاً.. والشبوب والشبب: الفتي من ثيران الوحش، قال ذو الرمة «1» :
أذاك أم نمش بالوشم أكرعة ... مسفع الخد غاد ناشط شبب
والنار تشبها شبا، أي: توقدها، وكذلك الحرب.
بش: البش: اللطف في المسألة، والإقبال على أخيك، تقول: بششت بشا وبشاشة. ورجل هش بش. والبشيش: الوجه، يقال: رجل مضيء البشيش، أي: مضيء الوجه.
باب الشين والميم ش م، م ش يستعملان
شم: الشم من قولك: شممت الشيء أشمه، ومنه التشمم كما تشمم البهيمة
__________
(1) ديوانه 1/ 74.(6/223)
إذا التمست رعياً. والمشامة: المفاعلة من الشم، في [قولك] شاممت العدو، يعني. الدنو من العدو حتى يروك وتراهم، [والشمم: الدنو، اسم منه] «1» ، تقول: شاممناهم وناوشناهم. والإشمام: أن تشم الحرف الساكن حرفاً، كقولك في الضمة: هذا العمل، وتسكت، فتجد في فيك إشماما للام لم يبلغ أن يكون واوا، ولا تحريكا يعتد به، ولكن شمة من ضمة خفيفة، ويجوز ذلك في الكسر والفتح أيضاً. وأشممت فلاناً الطيب. وتقول للوالي: أشممني يدك، وهو أحسن من قولك: ناولني يدك أقبلها. وشمام: اسم جبل له رأسان يسميان ابني شمام. والشمم: الارتفاع في الأنف، والنعت: أشم وشماء. وجبل أشم: طويل الرأس. وتقول: شامم فلاناً، أي: انظر ما عنده.
مش: مششت العظم، أي: مصصته ممضوغأ. وفلان يمش مال فلان، و [يمش] من ماله، أي: يأخذ الشيء بعد الشيء. والمشش: مشش الدابة، معروف.
__________
(1) من التهذيب 11/ 291 مما روي فيه عن العين.(6/224)
وتقول: أمش العظم [وهو أن يمخ حتى يتمشش] «1» . والمش: أن تمسح القدح بثوبك لتلينه، كما تمش الوتر. والمش: تنديل الغمر، قال امرؤ القيس «2» :
نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
والمشمش: فاكهة، وأهل الحجاز يسمون الإجاص مشمشاً
أبواب الثلاثي الصحيح
باب الشين والضاد و..
أهملت وجوههما مع ما يليهما من الحروف كلها، إلا الراء و (ش ر ض) مستعمل فقط.
شرض: جمل شرواض، أي: رخو ضخم. فإن كان ضخما ذا قصرة غليظة، وهو صلب فهو: جرواض، قال رؤبة «3» :
به ندق القصر الجرواضا
باب الشين والصاد والراء معهما ش ص ر، ش ر ص مستعملان فقط
شصر: الشصر: الخشف الذي بلغ، وهو الشوصر في لغة. [ويقال له:
__________
(1) من التهذيب 11/ 292 مما روي فيه عن العين.
(2) ديوانه ص 54.
(3) ديوانه ص 177.(6/225)
شاصر، إذا نجم قرنه «1» ] والشصار: خشبة تشد بين شفري الناقة.. شصرتها تشصيراً. [وشصرت الثوب شصراً: خطته] «2»
شرص: الشرصتان: ناحيتا الناصية، وهما أرق شعراً، ومنهما تبدأ النزعتان [والشرص: شرص الزمام، وهو فقر يفقر على أنف الناقة، وهو حز فيعطف عليه ثني الزمام، ليكون أسرع وأطوع وأدوم لسيرها، قال:
لولا أبو عمر حفص لما انتجعت ... مرواً قلوصي ولا أزرى بها الشرص «3» ] .
باب الشين والصاد والنون معهما ش ن ص، ن ش ص مستعملان فقط
شنص: فرس شناصي، أي: نشيط طويل الرأس
نشص: نشص السحاب، أي: ارتفع من قبل العين حين ينشأ والنشاص: اسم ذلك السحاب. والناشص: لغة في الناشز، نشصت المرأة على زوجها ونشزت إن أبغضته وكرهته، قال الأعشى «4» :
__________
(1) من التهذيب 11/ 294 مما روي فيه عن العين.
(2) من مختصر العين- الورقة 186.
(3) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 294.
(4) ديوانه ص 149.(6/226)
تقمرها شيخ عشاء فأصبحت ... قضاعية تأتي الكواهن ناشصة
باب الشين والصاد والباء معهما ش ص ب مستعمل فقط
شصب: الشصيبة: شدة العيش، والبلاء، دفع الله عنا شصائب الأمور، وعيش شاصب وقد شصب شصوباً، وأشصب الله عيشه. [والشيصبان: الذكر من النمل، ويقال: هو جحر النمل «1» ]
باب الشين والصاد والميم معهما ش م ص مستعمل فقط
شمص: شمصت الدابة: طردتها طرداً عنيفاً، وهو سرعة الجث. لا يقال هذا إلا بالصاد، فأما التشمس فأن تنخسه حتى يفعل فعل الشموس، ويقال: شمصت الفرس والراحلة، إذا ضربته، وحركته باللجام حتى تجتمع نفسه وحركته، قال:
وحث بعيرهم حاد شموص «2»
وقال:
فإن الخيل شمصها الوليد «3»
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 297.
(2) الشطر في التهذيب 11/ 297، واللسان (شمص) ، غير منسوب أيضا.
(3) الشطر في اللسان (شمص) غير منسوب أيضا.(6/227)
وقال رجل من بني عجل:
فانشمصت لما أتانا مقبلا ... فهابها فانصاع ثم ولولا «1»
باب الشين والسين والطاء معهما «2» ش ط س مستعمل فقط
شطس: الشطس: الدهاء والعلم. يقال: رجل شطسي ذو أشطاس
باب الشين والسين والراء معهما ش ر س مستعمل فقط
شرس: الشرس: شبه الدعك، كما يشرس الحمار ظهور العانة بلحييه، ونحو ذلك. وقيل: الشرس: النهس، وهو عضيض الحمار والفرس، الذي لا يقطع، وهو أوضع من القطع أو مثله، قال:
قدا بأنياب وشرساً أشرسا «3»
رجل شرس الخلق، وإنه لأشرس، وإنه لشريس، أي: عسر شديد الخلاف، قال:
__________
(1) الرجز في التهذيب 11/ 297 واللسان (شمص) .
(2) سقط هذا الباب من المخطوطات الثلاث، وأثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 11/ 298، ومن مختصر العين- الورقة 187.
(3) التهذيب 11/ 299، واللسان (شرس) غير معزو أيضا.(6/228)
فظلت ولي نفسان نفس شريسة ... ونفس تعناها الفراق جزوع «1»
والشراس: شدة المشارسة في معاملة الناس. رجل أشرس ذو شراس، وناقة شريسة، قال:
قد علمت عمرة بالغميس ... أن أبا المسور ذو شريس
وأمكنه شراس، أي: صلبة خشنة، وأرض شرساء. وشراس: نعت واجب على فعال.
باب الشين والسين والفاء معهما ش س ف مستعمل فقط
شسف: الشاسف: القاحل الضامر ... سقاء شاسف وبعير شاسف، وقد شسف يشسف، وشسف شسوفاً وشسافة، لغتان، إذا نحل ودق. واللحم الشسيف: الذي كاد ييبس، وفيه ندوة بعد. قال مزاحم: بالباء والفاء أقولهما جميعاً، وبالفاء أحسن.. ناقة شسوف، قال «2» :
تتقي الريح بدف شاسف ... وضلوع تحت زو قد نحل
__________
(1) التهذيب 11/ 299 واللسان (شرس) غير معزو أيضا.
(2) لبيد ديوانه ص 182 والرواية فيه:
يتقي الأرض بدف شاسف ... وضلوع تحت صلب قد نحل(6/229)
باب الشين والسين والباء معهما ش س ب مستعمل فقط
شسب: الشاسب: والشازب: الضامر اليابس.. والشاسب: الغضبان، ويقال: شسب إذا تهيأ للقتال وغضب. ويقال للرجل النحيف اليابس الأعضاء: شاسب ويقال: شسيب النخل وعسيبه، والعسيب للرطب، فإذا يبس وانحت ورقه فهو شسيب.
باب الشين والسين والميم معهما ش م س مستعمل فقط
شمس: الشَّمس: عين الضِّحِّ، وقيل: الضَّحُّ هو الشَّمس وعينها قرصها. والشُّموس: معاليق القلائد. [ويقال] : يوم شامسٌ، وقد شمس يشمُسُ شُموساً، أي: ذو ضِحِّ نهارُه كلُّه. ورجلٌ شموس: عسِرٌ، وهو في عداوته كذلك خِلافاً وعسراً على من نازعهُ، وإنه لذو شِماسٍ شديد. وشمس لي فلانٌ، إذا أبدى لك عداوته كأنه قد هم أن يفعل. والشمس والشموس من الدّوابّ الذي إذا نخس لم يستقرَّ. والشَّمّاسُ من رؤساء النَّصارى الذي يحلق وسط رأسه لازما للبيعة، والجميع: الشَّمامِسة.(6/230)
باب الشين والزاي والراء معهما ش ز ر، ش ر ز مستعملان فقط
شزر: الشِّزر: نظرٌ فيه إعراض، كنظر المُعادي المُبغض. والحبل المشزُور: أي: المفتول شزراً، أي: الذي فتل ممّا يلي اليّسار، وهو أشدُّ لفتله. وطعن شزر، أي: من ناحية ليست على شجيحةٍ الطريقة، لأنه لما كان على خلاف اليمين لا يتوقعه المطعون لما قد أمِنه وجنَّبه.
شرز: يقال: رماه أرُّ بشرزة، أي: بهلكة. وأشرزة ارُّ، أي: ألقاه في مكروه لا يخرجُ منه. وفلان يشارز فلاناً، أي: يشاده ويُماظُّه قال رؤبة «1» :
يلقى مُعاديهم عذاب الشرز
باب الشين والزاي والنون معهما ش ز ن، ن ش ز مستعملان فقط
شزن: الشَّزَنُ: شِدةُ الإعياء من الحَفاء. شزِنتِ الإبلُ شزناً. والشَّزنُ: الكعب الذي يلعب به، ويقال: شزن، قال:
__________
(1) ديوانه، ص 64.(6/231)
كأنه شزن بالدو محكوك «1»
وتشزن في الأمر: بالغ فيه. والشَّزن: الغليظُ من الأرض. وهو في شزنٍ من عيشه، أي: نَصب.
نشز: نشزَ الشيءُ، أي: ارتفع. وتلٌّ ناشزٌ [وجمعها: نواشِز. وقلبٌ ناشزٌ إذا ارتفع عن مكانه من الرُّعب «2» ] . نشز ينشز نشوزا وينشز لغة. ونشزَ ينشز، إذا زحف عن مجلسه فارتفع فويق ذلك. منه قول الله [جل وعزّ] : فَانْشُزُوا «3» وعرق ناشز: لا يزال مُنتبراً، من داءٍ وغيره. والنشز: اسم لمتن من الأرض مرتفع، والجميع: النُّشوز. ونشزتِ المرأةُ تنشِزُ فهي ناشزٌ، أي: استعصت على زوجها إذا ضربها وجفاها فهي ناشز عليه. ودابةٌ نشزةٌ: لا يكاد يستقر السَّرجُ والراكب على ظهرها. وركبٌ نشزٌ وناشز: ناتيءُ. وأنشزَ الشَّيءَ يُنشزه، إذا رفعه عن مكانه. وكلمني فلان كلاما
__________
(1) الشطر في التهذيب 11/ 303، واللسان (شزن) غير منسوب أيضا.
(2) عن العين، في التهذيب 11/ 305.
(3) سورة المجادلة 11: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا.(6/232)
فأنشزني، أي: أغضبني وأقامني. وأنشزتُ الإبل: شُقتها من موضعٍ إلى موضع.
باب الشين والزاي والباء معهما ش ز ب مستعمل فقط
شزب: الشَّزبُ: لغة في الشَّسب. والشّازبُ: الضامرُ اليابسُ الأعضاء. والخيلُ الشُّزَّبُ: الضوامرُ. ويقال للرجل النحيف: [شازب] شزب يشزب شزُوباً وشُزوبة. والشازب: الغضبانُ، كما يقال للخيل: شزب، إذا ركضت للغارةِ، ويقال: شزبتُ أنا، إذا تهيأتُ للقتال وغضبت.
باب الشين والزاي والميم معهما ش م ز مستعمل فقط
شمز: التَّشميز: ليست بعربية، يقال: شمَّزت الأرض تشميزاً. واشمأزّ، إذا تقبض.
باب الشين والطاء والراء معهما ش ط ر، ش ر ط، ط ر ش مستعملات
شطر: شطرُ كلِّ شيءٍ: قصده، وشطر كلَّ شيءٍ نصفُه، وشطرته: جعلتُه نصفين.(6/233)
وشاةٌ شطور، وقد شطرت شطاراً، أي: أحدُ طُبييها أطولُ من الآخر، فإن حُلبا جميعاً، والخلفة كذلك، سُميت حصونا. ومنزلٌ شطيرٌ: بعيدٌ، من غير فِعل، ولو استعمل لقيل: شطر شِطاراً، وكان قياساً وشطرَ فلانٌ على أهله، أي: تركهم مُخالفاً مُراغماً. ورجلٌ شاطرٌ، وقد شطر شُطوراً وشطارة وشطاراً، وهو الذي أعيى أهله ومؤدِّبهُ خبثا. وشطر بصره يشطره شطوراً وشطراً، وهو الذي كأنه ينظر إليك وإلى آخر.
شرط: الشَّرطُ: معروف في البيع، والفعل: شارطه فشرط له على كذا وكذا، يشرطُ له. والشَّرطُ: بزغُ الحجام بالمِشرط، والفعل: شرط يشرط. والبزغُ: الشَّرط الضعيف. والشريط: شبه خُيوطٍ تفتل من الخُوص، والجميعُ: الشُّرط. فإذا كان مثلها من اللِّيف فهي: دُسُر، والواحد: دِسارٌ. قال الله تعالى: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ «1» ، ودُسرها: شُرطُها. والشَّرطان: كوكبانِ. يقال: إنهما قرنا الحمل، وهو أولُ نجمٍ من الربيع، قال العجاج «2» :
__________
(1) سورة القمر 13.
(2) ديوانه ص 322.(6/234)
من باكرِ الأشراطِ أشراطيُّ
ومن ذلك صار أوائلُ كلِّ أمرٍ أشراطه. وأشراطُ الساعةٍ: علاماتها، الواحدُ: شرطٌ. والشَّرطُ من الإبل: ما كان [مجلوباً «1» ] للبيع، نحو النّاب والدّبِر ونحوه، يقال: أفي إبلك شرط فتقول: لا. ولكنها لُبابٌ كلُّها. وإذا أعجل إنسانٌ رسولاً إلى أمرٍ قيل: أشرطه وأفرطهُ، كأنه اشتق من الأشراط التي هي أوائل الأشياء. والشُرطيُّ منسوبٌ إلى الشُّرطة، والجميع: شُرط، وبعض يقول: شُرطي ينسبه إلى الجماعة. [والشرط سموا شرطا، لأن شرطة كل شيء خيارُه، وهم نخبة السُّلطان من جنده «2» ] ، قال:
حتى أتت شرطةٌ للموت حاردةٌ «3»
والشِّرواطُ من الإبل: الطويل، وناقةٌ شِرواط، وجمل شِرواط، أي: طويلٌ فيه دقة، وذئب شرواط، أي: طويل قليل اللّحم، نحيف. وكل شيءٍ هيأته لتنفقهُ، أو تبيعه فقد أشرطته، أي: أعددته وهيأته. وأشرط جملهُ للسقاء: جعله له. وأشرطت نفسي للقتال وغيره: بذلتها له. قال أوس «4» :
__________
(1) في الأصول المخطوطة: (من حلوبة) .
(2) ما بين القوسين من العين رواية التهذيب 11/ 309.
(3) الشطر في التهذيب 11/ 310، واللسان (شرط) غير منسوب أيضا.
(4) ديوانه 87 (صادر) .(6/235)
فأشرَطَ فيها نَفْسَهُ وهو مُعْصِمٌ ... وألقى بأسباب له وتوكّلا
طرش «1» : الطّرَشُ: الصَّمَم.
باب الشين والطاء والّلام معهما «2» ش ل ط مستعمل فقط
شلط: شَّلطُ: السِّكِّين بلغه أهل الجوف.
باب الشين والطّاء والنون معهما ش ط ن، ن ش ط، ن ط ش مستعملات
شطن: الشَّطنُ: الحبل الطويل الشَّديد الفتل، يستقى به. ويقال للفرس العزيز النَّفس: إنه لينزو بين شطنين، يُضربُ مثلاً للإنسانِ الأشِر القويّ، وذلك أنه إذا استعصى على صاحبه شدَّهُ بحبلين من جانبين، فهو فرس مشطون.
__________
(1) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة، وأثبتناه من مختصر العين- الورقة 187، والتهذيب 11/ 311.
(2) سقط الباب من الأصول المخطوطة، وأثبتناه من مختصر العين- الورقة 187 ومن التهذيب 11/ 311 عن العين.(6/236)
وغزوةٌ شطونٌ. أي: بعيدة. وشطنتِ الدّارُ شُطُوناً، إذا بعُدت، وأكثر ما يقال: نوى شطون، ونيّةٌ شطُون. والشَّيطانُ: فيعال من شطن، أي: بعد. ويقال: شيطن الرَّجلُ، وتشيطن، إذا صار كالشَّيطان. وفعل فعله، قال رؤبة «1» :
وفي أخاديد السِّياط المُشَّنِ ... شافٍ لبغي الكلبِ المُشيطنِ
نشط: نشط الإنسانُ ينشط نشاطاً فهو نشيطٌ، طّيب النَّفس للعمل ونحوه، والنَّعت: ناشط. والناشطُ: اسم للثَّور الوحشي، وهو الخارج من أرضٍ إلى أرضٍ. وطريقٌ ناشطٌ ينشط من الطَّريق الأعظم يمنةً ويسرة، كقول حُميد الأرقط:
معتزماً للطُّرقِ النَّواشط «2»
وكذلك النَّواشطُ من المَسايِل. والأنشوطة: عُقدةٌ [يسهل انحلالها] مثل عُقدة السَّراويل، تقول: نشطته بأنشوطةٍ وأُنشوطتين. والنُّشُطُ: جماعة الأنشوطة.. أي: أوثقته بذلك الوثاق.. وأنشطتُ البَعيرَ: [حللت أنشوطته] وأنشطتُ العقال، إذا مددتُ أنشوطته فانحلَّت، وكذلك الانتشاطُ، وهو مدُّك شيئاً إليك حتى ينحلَّ.
__________
(1) ديوانه ص 165.
(2) التهذيب 11/ 314، واللسان (نشط) .(6/237)
ويقال للمريض يسرع برؤه، وللمغشي عليه تسرع إفاقته، وللمرسل في أمر يسرع فيه عزيمته: كأنما أنشط من عقال والناشط: الطريق في قول الطرمّاح «1» :
واستَطْرَبَتْ ظُعْنُهم لمّا احزأل بهم ... أل الضحى ناشطا من داعيات دد
والنَّشُوط: كلمة عراقية، وهو سمكٌ يُمقرُ في ماءٍ ومِلح. والنَّشيطة والفُضول: مالٌ هي إبل يسيرة ينشطها الجيش أو بعضهم فلا تسع القِسمة فيجعلونها للرَّئيس.. ونشط الصَّقرُ الطّائر، أي: خلبه بمخلبه.
نطش: النَّطش: شدةُ الجبلة «2» . يقال: إنه لنطيش جبلةِ الظَّهر.
باب الشين والطاء والفاء معهما ط ف ش مستعمل فقط
طفش: الطَّفاشاة: المهزولة من الغنم وغيرها. والطَّفش: النِّكاح، قال [أبو زُرعة التّميمي] «3» :
[قلت لها وأولِعت بالنَّمشِ] : ... هل لِك يا حَليلتي في الطفشِ؟
__________
(1) ديوانه، ص 157.
(2) في الأصول: الحيلة، وهو تصحيف.
(3) ما بين الأقواس من التهذيب 11/ 316 مما روي فيه عن العين. والرجز في اللسان (طفش) .(6/238)
باب الشين والطاء والباء معهما ش ط ب، ش ب ط، ب ط ش مستعملات
شطب: الشَّطب، مجزوم: سعف النَّخل الأخضر، الواحدة: شطبة، ومنه قيل: جاريةٌ شطبة، أي: غضّة تارةٌ طويلة. وقوسٌ شطبة. والشُّطبة: طريقةٌ في متن السَّيف، وجمعه: شُطب. وسيف مشطَّب مشطوب: ذو شُطب. والشِّطبةُ لغة في الشطبة، وكان أبو الدُّقيش يفرِّق بينهما، ويقول: الشِّطبة: قطعةٌ من سنام البعير تقطع طولاً، وكل قطعةٍ من ذلك تُسمَّى: شطيبة، وكل قطعةٍ من أديم تُقدُّ طولاً تسمُّى شطيبة، تقول: شطبت الأديم، وشطبت السَّنام أشطبهُ شطباً. والشَّواطبُ من النِّساء: اللاتي يقددنَ الأديم بعد ما يخلقنهُ «1» ، ويُشقِّقن السَّعف للحُصُر، قال «2» :
فكأنما ... بسط الشَّواطب بينهنَّ حصيرا
ويقال للفرسِ السَّمين الذي انتبر متناه وتباينت عروقهُ: مشطوب الظَّهر والبطن والكفل: أي تزايل بعضه من بعضٍ من سمنهِ.
شبط: الشِّبُّوط: ضربٌ من السَّمك، طويل الذَّنب، دقيقه، عريض الوسط،
__________
(1) أي: يصنعنه.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام القول.(6/239)
لين الممس، صغيرُ الرأس كأنه البربط، كلمهٌ عراقية، وإنما يُشبَّه البربط إذا كان ذا طولٍ، ليس بعريض بالشَّبُّوط.
بطش: البطشُ: التّناول عند الصَّولة. والأخذ الشديد في كل شيء: بطش به. والله ذو البطشِ الشديد، أي: ذو البأس والأخذ لأعدائه.
باب الشين والطاء والميم معهما ش م ط، م ش ط، ط م ش مستعملات
شمط: الشَّمطُ في الرَّجل: شيبُ اللِّحية، وهو في المرأة: شيبُ الرأس. ولا يقال: أمة شيباء، ولكن شمطاء، [ويقال للرَّجل: أشمط «1» ] والشَّميطُ من النَّبات: [الذي] بعضه هائجٌ، وبعضه أخضر، وقد يُقال لبعض الطَّير، إذا كان في ذنبه سواد وبياض: إنه لشميط الذُّنابى والشَّماطيط: الخيلُ المتفرقة [يقال: جاءت الخيلُ شماطيط، أي: متفرِّقة] ، قال الأعشى «2» :
تباري الرِّياح مغاويرُها ... شماطيط في رهجٍ كالدَّخن
مشط: المشطُ والمشطُ، لغتان، والمشطة: ضرب من المشط، والمشطةُ: واحدة. والماشطةُ: الجاريةُ التي تحسن المشاطة.
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب 11/ 319 مما روي فيه عن العين.
(2) ديوانه ص 23، والرواية فيه: الزجاج في مكان الرياح.(6/240)
وضربٌ من الإبل يسمى: المشط، يقال: بعير ممشوط، به سمةُ المُشط. ورجلٌ ممشوط، أي: به دقة وطول. والمُشطُ: سلاميات ظهر القدم والمُشطُ: نبتٌ صغيرٌ يُقال له: مُشطُ الذِّئب. ومشطت يده تمشط مشطاً وهو أن يمس [الرَّجل الشَّوك أو الجِذع فيدخل منه في يده] «1» .
طمش: الطَّمشُ: الناس، وجمعه: طُموش، قال «2» :
وحشٌ «3» ولا طمشٌ من الطُّمُوشِ
باب الشين والدال والراء معهما ش ر د، ر ش د مستعملان فقط
شرد: شردَ البعيرُ يشردُ شراداً. وفرسٌ شرُود، أي: مستعصٍ. وقافيةٌ شرُود، أي: عائرة سائرة في البلاد. ورجلٌ مُشرَّدٌ شريد، أي: طريد. وشردته وطرَّدته: جعلته طريداً شريداً. وقول الله عز وجل: فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ
«4» ، أي: نكل بهم، قال «5» :
__________
(1) سقط ما بين القوسين من الأصول، وأثبتناه من التهذيب 11/ 319 واللسان (مشط) .
(2) رؤبة ديوانه ص 78.
(3) في الأصول: فلا، والصواب ما أثبتناه من الديوان، ومما روي في التهذيب 11/ 318 عن العين، فقبله:
وما نَجا من حَشْرها المحشوش
(4) سورة الأنفال 57.
(5) اللسان (شرد) غير منسوب أيضا.(6/241)
أطوف في الأباطحِ كلِّ يومٍ ... مخافة أن يُشردَ بي حكيمُ
رشد: رشد يرشد رشداً ورشاداً [وهو] نقيض الغي. ورشد يرشد رشداً [وهو] نقيض الضّلال. والرَّشدةُ: نقيضُ الغية، تقول: ولد لرشدةٍ، ولم يُهدَ إلى رشدة، قال «1» :
وكائِن تَرَى من رشدةٍ في كريهةٍ ... ومن غيَّةٍ تُلقى عليها الشَّرائِرُ
وقال آخر:
لِذي غيَّةٍ من أمهِ ولرشدةٍ ... فيغلبها فحلٌ على النَّسلِ مُنجِبُ «2»
ويُقالُ: يا رشدينُ كأنه يُريد: يا راشدُ. ورشدَ فلانٌ إذا أصاب وجه الأمر والطّريق، والإرشاد: الدّلالة والهِداية. والرَّشاد: الحجر، سمَّي به تطيُّراً من الحُرفِ وصلابة الحَجَر.
باب الشين والدال والنون معهما ش د ن، د ش ن، ن ش د مستعملات
شدن: شدن الصبيّ والخِشفُ يشدُنُ شُدُونا، إذا صلح جِسمُه وترعرع. ويقال للمهر:
__________
(1) ذو الرمة ديوانه 2/ 1037.
(2) التهذيب 11/ 321، واللسان (رشد) غير منسوب أيضا.(6/242)
قد شدن، فإذا أفردت الشَّادِن فهو ولد الظَّبية، وظبية مُشدنٌ يتبعها شادنٌ. وناقة شدنية منسوبة إلى موضع باليمن
دشن: داشن معرّب من الدَّشنِ، والدّاجنُ مثله [وهو كلامٌ عراقيٌّ ليس من كلام البادية «1» ]
نشد: نَشَدَ يَنشُدُ فلانٌ فلاناً، إذا قال: نشدتُك بالله والرَّحم، أي: سألتك بالله وبالرَّحم. وناشدتك الله نشدةً ونشداناً، أي: سألتك بالله.. ونشدتُ الضالة، إذا ناديت وسألت عنها. والناشدون: قومٌ يطلبون الضَّوالّ فيأخذونها ويحبسونها على أربابها. قال ابن عِرس:
عشرون ألفاً هَلكُوا ضيعةً ... وأنت منهم دعوةُ النّاشِدِ «2»
يريد: أنت منهم في القُرب بمكانِ دعوة النّاشد، وهم: النُّشّاد. والنَّشيدُ: الشِّعرُ المُتناشدُ بين القوم ينشده بعضهم بعضاً إنشاداً. وأنشدتُ الضّالة: عرفتها، ونشدتها: طلبتها.
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 322.
(2) التهذيب 11/ 322، واللسان (نشد) .(6/243)
باب الشين والدال والفاء معهما ش د ف مستعمل فقط
شدف: الشُّدوفُ: الشُّخوص، الواحد: شدفٌ. ويقال: شدفَ الفرس شدفاً، إذا مَرِحَ، فهو شدِفٌ أشدَفُ، ويقال: كل من خالف، وتمايل فقد شدف شدفاً فهو شَدِفٌ أشدف «1» ، قال العجّاج «2» :
بذاتِ لوثٍ أو نباجٍ أشدفا
باب الشين والدال والباء معهما «3» د ب ش مستعمل فقط
دبش: الدَّبشُ: القشر والأكل، يقال: دُبِشَتِ الأرض دبشاً، أي: أكل ما عليها من النبات، قال رؤبة «4» :
جاءوا بأُخراهم على خُنشُوشِ ... من مُهوأنٍّ بالدبا مدبوش
__________
(1) في الأصول: شادف
(2) ديوانه ص 495.
(3) سقط هذا الباب من الأصول المخطوطة، وأثبتناه من التهذيب 11/ 325 مما روي فيه عن العين.
(4) ديوانه ص 78.(6/244)
باب الشين والدال والميم معهما م د ش مستعمل فقط
مدش: المَدَشُ: استرخاءٌ ودقةٌ في اليد، يقالُ: يدٌ مدشاءُ، ناقةٌ مدشاء. [وقد مَدِشت] . [ويقال: ما مدشتُ منه مدشا ومدوشا، وما مدشني شيئاً، وما أمدشني، وما مدَّشتهُ شيئاً. ولا مدِّشتُ شيئاً، أي: ما أعطاني ولا أعطيته] «1» .
باب الشين والتاء والراء معهما ش ت ر، ت ش ر مستعملان فقط
شتر: الشَّترُ: انقلابٌ في جفنِ العين الأسفل قلَّما يكون خلقةً. والشَّتر، بجزم التّاء: فِعلُك بها. والنعتُ: أشتر وشتراءُ. وقد شتر يشتر شتراً.
تشر: تشرين: اسم شهرٍ من شهور الخريف بالرُّومية.
باب الشين والتاء والنون معهما ش ت ن، ن ت ش مستعملان
شتن «2» : الشَّتنُ: النَّسجُ، والشاتن والشَّتون: الناسجُ يقال: شتن الشاتن
__________
(1) من التهذيب 11/ 325.
(2) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة، وأثبتناها مما روي في التهذيب 11/ 327 عن العين.(6/245)
الثَّوب. أي: نسجهُ، وهي لغة هذلية، قال:
نَسَجَت بها الزوع الشتون سبائباً ... لم يطوها كفُّ البينط المجفل «1»
والزُّوع: العنكبوت، والمجفل: العظيم البطن. والبنط: الحائك.
نتش: النَّتشُ: إخراج الشوك بالمنتاش. والمنتاش: تسمِّية العامّة من الناس المِنقاش، وهو الذي ينتف به الشَّعر. والنَّتشُ: جذبُ اللَّحم ونحوه قرصاً ونهشاً. وأنتش النباتُ: خرج رأسه من الأرض قبل أن يُعرف وأنتش الحبُّ، إذا ابتلَّ فضرب نتشهُ في الأرض، أي: ما يبدو منه أوَّل ما ينبت من أسفل أو من فوق، وذلك النباتُ اسمه: النَّتشُ.
باب الشين والتاء والفاء معهما ف ت ش مستعمل فقط
فتش: الفَتشُ والتَّفتيشُ: طلبٌ في بحثٍ.
باب الشين والتَّاء والميم معهما ش ت م، ش م ت مستعملان فقط
شتم: شَتَمَ فلانٌ فلاناً شتماً. وأسدٌ شَتِيمٌ وحمارٌ شَتِيمٌ، أي: كريهُ الوجه.
__________
(1) التهذيب 11/ 327، واللسان (شتن) غير معزو.(6/246)
شمت: الشَّماتةُ: فرحُ العدُوّ ببلّيةٍ تنزلُ بمعاديهِ. وقد شمت به [يشمتُ] شماتةً. وأشمتهُ الله بكذا. وشمَّتَّ العاطسَ تشميتاً: قلت له: يرحمك الله. والتَّشميتُ: الدُّعاءُ، وكل داع لأحد بخير فهو مُشمِّتٌ له.
باب الشين والظاء والنون معهما ش ن ظ، ن ش ظ مستعملان فقط
شنظ: الشِّناظُ: من نعت المرأة، [وهو] اكتناز اللَّحم وكثرتُه. وشناظي الجبل: أطرافُهُ وأعاليه.
نشظ: النُّشُوظ: نبات الشيء من أرومته أول ما يبدو حين يصدع الأرض نحو ما يخرج من أصول الحاج، والفعل منه [نشظ] «1» ينشظ، قال:
ليس له أصلٌ ولا نشوظ «2»
والنشظ: اللَّسع في سرعةٍ واختلاس قال حماس: النَّشظُ: لدغةُ الحية، نشظتهُ: لدغته ... والنَّشظُ والتَّنشُّظُ في السَّقي، وهو السُّبوغُ إذا جُذب الدلو.
__________
(1) من العين، كما روي في التهذيب 11/ 331.
(2) التهذيب 11/ 331، واللسان (نشظ) ، غير منسوب.(6/247)
باب الشين والظاء والفاء معهما ش ظ ف مستعمل فقط
شظف: الشَّظفُ: يُبسُ العيش، [قال:
وراجٍ لينَ تغلبَ عن شِظافٍ ... كمُتَّدِنِ الضَّفا كيما يلينا «1» ]
والشَّظيفُ من الشَّجر: ما لم يجد ريَّهُ، فخشُنَ وصلّب من غير أن تذهب نُدوَّته. شظف شظافةً.
باب الشين والظاء والميم معهما ش ظ م، م ش ظ مستعملان فقط
شظم: الشَّيظمُ: الطويل الجِسم من الفتيان، وهم الشياظمة، والأنثى: شيظمة، ومن الخيل كذلك، قال عنترة: «2»
والخيل تقتحِمُ الخبارَ عوابساً ... من بين شيظمةٍ وآخر شيظمِ
مشظ: [المَشظُ: أن يمسَّ [الإنسان] الشَّوك أو الجذع، فيدخل منه في يده، يقال: مشظت يده تمشظ مشظاً «3» . والمَشَظُ: ما يتشعَّثُ من القنا. يقال: مشظتُ القناة، إذا رُزتَها بفيك.
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 332، مما روي فيه عن العين، والبيت للكميت كما جاء ذلك في الصحاح (شظف) .
(2) ديوانه- معلقته ص 30 (صادر)
(3) مما روي في التهذيب 11/ 332 عن العين.(6/248)
باب الشين والذال والراء معهما ش ذ ر مستعمل فقط
شذر: الشَّذرُ: قطعٌ من ذهب، تلقط من المعدن من غير إذابةِ الحجارة، وممّا يُصاغُ من الذَّهب فرائد يُفصَّل بها اللُّؤلُؤُ والجوهر. والتَّشذُّر: النَّشاط، والتَّسرُّع إلى الأمر. وتشذَّرت الناقةُ إذا رأت رعياً يسرُّها فحركت رأسها فرحاً ومرحاً. والتَّشذُّر: التَّوعُّدُ والتَّهدُّدُ، قال لبيد «1» :
غلبٌ تشذر بالذحول كأنها ... جِنُّ البدي رواسياً أقدامها
والتَّشذُّرُ: الاستثفار بالثوب.
باب الشين والذال والباء معهما ش ذ ب مستعمل فقط
شذب: الشذب: قشر الشَّجر، والشَّذب: المصدر، والفعل: يشذبُ، أي: يقطع من الشجر، وكلُّ شيءٍ نحي عن شيء فقد شُذب عنه، قال:
نشذبُ عن خندف حتى ترضى «2»
والشَّوذب: الطَّويلُ من كل شيءٍ. وشاذب: اسم إنسان.
__________
(1) ديوانه 317.
(2) التهذيب 11/ 335، واللسان (شذب) بلا نسبة أيضا.(6/249)
باب الشين والذال والميم معهما ش ذ م، ش م ذ مستعملان
شمذ شذم: الشَّمذ: رفع الذَّنب. نوقٌ شوامذُ، والعقربُ: شامذٌ أيضاً. وجمعة: شُمذ وشُموذ. والشَّيمذان والشَّيذمان: من أسماء الذئب، قال الطِّرماح «1» :
على حولاء يطفو السخد فيها ... فراها الشيذمان عن الجَنِينِ
باب الشين والثاء والراء معهما ش ر ث مستعمل فقط
شرث: الشرث: غلظ ظهر الكفّ من برد الشِّتاء. شرث يشرثُ شرثاً. وشرثت الكف.
باب الشين والثاء والنون معهما ش ث ن مستعمل فقط
شثن: [الشَّثنُ: الرجل الذي، في أنامله غلظٌ.. والفعلُ: شثن، وشثن شثنا
__________
(1) ديوانه 542، وقد صحف محقق التهذيب فرسمها، (عن الخبير) حاذيا حذو اللسان في تصحيفه.(6/250)
وشثونة] «1» . والشثن الخشونة ورجلُ شثنُ الكفِّّ، أي: غليظها
باب الشين والثاء والباء معهما ش ب ث مستعمل فقط
شبث: الشَّبثُ: دويبة تكون في الأرض، وتكون عند النُّدوة، والجميع: الشِّبثان. ويقال: هو العنكبوت الضخم، و (لا يصح) . قال حّماس: الشَّبثُ: دابة كثيرةُ القوائم، صفراء شبيهةٌ بالعقرب، لا تُخرِّب الأرض، وربما لَدغَ لدغةً شديدة. والتَّشبُّثُ: اللُّزوم، وشدَّةُ الأخذ. وتشبث به، أي: تقبض به.
باب الشين والراء والنون معهما ش ن ر، ن ش ر مستعملان
شنر: الشَّنار: العيب والعار. [ورجل شرِّيرٌ شنِّير، إذا كان كثير الشَّرِّ والعيوب وشنَّرتُ بالرَّجل تشنيراً إذا سمَّعت به وفضحته «2» ]
نشر: النَّشر: الرِّيحُ الطَّيبة،
وفي الحديث: خرج معاوية ونشره أمامه «3»
يغني ريح المسك.
__________
(1) تكملة مما روي في التهذيب 11/ 340 عن العين.
(2) تكملة مما روي في التهذيب 11/ 340 عن العين.
(3) الحديث في التهذيب 11/ 339.(6/251)
ونشرت الثَّوب والكتاب نشراً: [بسطته] . والنُّشور: الحياة بعد الموت.. يُنشرهم الله إنشاراً. ونَشَرتٍ الأرضُ تنشرُ نُشوراً، إذا أصابها الربيعُ فأنبتت، فهي ناشرةٌ. والنُّشرةُ: رقيةُ علاجٍ للمجنون، يُنشَّرُ بها عنه تنشيراً، وربما قيل للإنسان المهزول الهالك: كأنه نشرة. والتَّناشيرُ: كتابةُ الغلمانِ في الكُتّاب. والنَّواشرُ: عُروقُ باطنِ الذِّراع.
باب الشين والراء والفاء معهما ش ر ف، ش ف ر، ر ش ف، ر ف ش، ف ر ش مستعملات
شرف: الشَّرفُ: مصدر الشَّريف من الناس. شرف يشرف وقوم أشراف، مثل شهيد وأشهاد ونصير وأنصار. والشَّرفُ: ما أشرف من الأرض. والمشرف: المكان تشرف عليه وتعلوه. ومشارف الأرض، أعاليها. ولذلك قالوا: مشارفُ الشّام والشُّرفة: التي تشرف بها القصور، وجمعها: شُرفٌ. والشَّرفُ: الإشفاءُ على خطرٍ من خير أو شر، و [يقال) : هو على شرفٍ من كذا. وأشرف المريضُ، وأشفى على الموت وساروا حتى إذا شارفوهم، أي: أشرفوا عليهم. واستشرف فلان: رفع رأسه ينظر إلى شيءٍ.(6/252)
وناقة شرافية: ضخمة الأذنين جسيمةٌ. والشّارفُ: النّاقة المُسنة، دون النّاب.. شرفت تشرف شروفاً، والجميع: شرفٌ وشوارفُ، ولا يقال للذّكر: شارف. وسهمٌ شارف: طويلٌ دقيق، ويقال: هو الذي طال عهده بالصِّيانة، فانتكث عقبهُ وريشُهُ قال «1» :
يقلِّب سهماً راشه بمناكب ... ظهار لؤام فهو أعجفُ شارفُ
وقصر مشرفٌ، وكلُّ شيء طال فهو مشرفٌ. وأذنٌ شرفاءُ: طويلةُ القوفِ. ومنكبٌ أشرف: فيه ارتفاع حسنٌ وهو نقيض الأهدأ. ورجل مشروف: شرف عليه غيره وشرفهُ. وشريف: أطولُ جبلٍ في بلادِ العرب. وقيل: شريف: بلد ببلاد بني تميم، وفيه جبال. وشُرافٌ: ماء أظنّه لبني أسد. والشَّرفُ: شجرٌ له صبغ أحمر، يقال له: البقَّمُ والعندم.
شفر: الشُّفرُ: شفر العين، والجميع: الأشفار والشُّفرُ: حدّ المِشفر، ولا يقال المِشفَر إلاّ للبعير.. وامرأة شفيرة، وهي نقيضُ القعيرة. وشفير الوادي: حرفه و [كذلك] شفير جهنم.
__________
(1) أوس بن حجر ديوانه ص 71. وفيه (فيسر) في مكان (يقلب) .(6/253)
والشفاري: ضربُ من اليَرابيع، يقال له: ضأنُ اليرابيع، وهو أسمنُها وأفضلها، ويقال: إنه أطولها أذنين، ولها ظُفرٌ في وسط ساقِهِ. ويقال ذلك للرجل أيضاً إذا كان طويل الأذنين، وهو شرافيّ أيضاً. والشَّفرةُ: السِّكينُ، والجمع: الشَّفرُ والشِّفار.
رشف: الرَّشفُ: ماء قليل يبقى في الحوض، وهو وجه الماء الذي ترشفهُ الإبل بأفواهها. والرشيف: تناول الماء بالشَّفتين فوق المصِّ. قال:
سقين البشامَ المِسكَ ثم رشفنهُ ... رشيف الغُريريات ماء الوقائعِ «1»
والرَّشف والرَّشيف: صوتُ مشافر الدابة، كشرب ماءٍ قليل لا تستمكن منه جَحفلته. وأصله من الشرب، رشفت كذا، أي: شربت ماءً قليلاً، قال جميل «2» :
فلثمتُ فاها آخِذاً بقُرونها ... شُرب النَّزيف ببردِ ماءِ الحشرجِ
وقالوا: المصُّ أروى والرشيفُ أشربُ.
رفش: الرَّفشُ والرُّشفُ، لغتان: سواديّة، وهي المجرفة يرفش بها البر رفشا،
__________
(1) البيت في التهذيب 11/ 349، واللسان (رسف) غير معزو أيضا.
(2) ديوانه ص 42.(6/254)
وقد تسمَّى المِرفشة.
وفي حديث سلمان الفارسي: أنه كان أرفش الأذنين «1» .
فرش: الفرش: مصدر فرش يفرش، فرشت الفراش: بسطته، وفرشته فلاناً، بمعنى: فرشتُ له. وفرشتهُ أمري: بسطته كلَّه له. وافترش فلان ترابا أو ثوبا تحته. وافترش فلانٌ لسانه يتكلم به ما شاء. وافترش الذِّئبُ ذراعيه: ربض عليهما. قال:
ترى السرحان مفترشا يديه ... كأن بياض لبتِهِ الصَّديعُ «2»
والأرض: فِراشُ الأنام. وفراش اللِّسان: لحمةٌ تحته. وفراشُ الرأس: طرائق من القحفِ. وفراشُ القاع والطِّين: ما يبس بعد نضُوب الماء من الطِّين على وجهِ الأرض. وما بقي في الحوض إلا فراشةٌ من ماء. والمِفرش: [شيءٌ يكون] مثل (شاذكونه) «3» والمفرشةُ: على الرحل يقعد عليها الرَّجل، أصغر من المفرش. والفراشُ: التي تطيرُ طالبةً للضَّوء. ويقال للخفيف من الرجال: فراشة.
__________
(1) الحديث في التهذيب 11/ 350.
(2) البيت في التهذيب 11/ 345، واللسان (فرش) غير منسوب أيضا.
(3) الشاذكونه: ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن. القاموس المحيط (الشاذكونة) .(6/255)
والفريشُ من الخيل: التي أتى عليها من يوم وضعت سبعة أيامٍ، وبلغت أن يضربها الفحلُ. وجاريةٌ فريش: افترشها الرَّجلُ، فعيلٌ جاء من افتعل. والفرشُ من الشَّجر والحطب: الدَّقُّ الصِّغار، يقال: ما بها إلا فرشٌ من الشَّجر. والفرشُ من النَّعم: التي لا تصلح إلاّ للذَّبح، وهي ما دون الحمُولة، قال الله عز وجل: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً «1» وشجة مفترشة ومفرشة: تبلغ فَراش القِحف. ويقال: مُفرِّشة، أي: مسرعة في العظم وطعنة فارشة مفَرِّشة، أي: داخلة في العظم، قال القطاميّ «2» :
فوارشَ بالرماحِ كأنّ فيها ... شواطنَ يُنتزَعْنَ بها انتزاعاً
وقيل: شَجَّةٌ مُقْرِشةٌ: مسرعةٌ في العَظْم، بالقاف، وقارشة، وفي بيت القطامي: قوارش بالرماح.
باب الشين والراء والباء معهما ش ر ب، ش ب ر، ب ش ر، ب ر ش، ر ب ش مستعملات
شرب: شَرِبَ شَرْباً وشُرباً. والشِّرب: وقت الشُّرب. والمَشْرَب: الوجه الذي يُشرَب منه، ويكون مَوْضِعاً ومصدرا، قال:
__________
(1) سورة الأنعام 142.
(2) ديوانه ص 33.(6/256)
ويُدعى ابنُ مَنْجوف أمامي كأنّه ... خَصِيٌّ أتى للماء من غير مَشْرب «1»
والمَشْرَبُ: الشُّرْبُ نفْسُه، والشرابُ: اسمٌ لما يُشرَبُ، وكل شيءٍ لا يُمضَغ فإنه يُقال فيه: يُشرب. ورجلٌ شَروبٌ: شديد الشُّرب. وماءٌ شَروبٌ: فيه مُلوحة، ولا يُمتنَعُ من شربه. والشَّريبُ: كلُّ ما يُشرَب. وشَريبُك: الذي يشرب معك. والشَّرِيبُ: المولَعُ بالشّراب، معروفاً به. والشّرّابُ: الكثيرُ الشُّرب الشديدُهُ. والمِشْرَبةُ: إناءٌ يُشرَب به. والمَشْرَبة: الغُرفة، وهي عند العامّة: المشربة التي تكون في صُفَّة. والمَشْرَبة: أرضٌ ليّنة لا يزال فيها نبت أخْضَر ريّان، قال «2» :
بلادٌ بها عَزُّوا مَعَدّاً وغَيْرَها ... مشارِبها عَذْبٌ وأعلامُها ثمل
يعني بالمشارب هاهنا: الماء. وبالثّمل: جمع ثمال. ولكل نحيزة من الشَّجَر شَرَبَّة في بعض اللغات، والجميع: الشَّرَبّات والشَّرائب. وكلّ أرضٍ كثيرة الشجر: تُسمّى شَرَبّة، مشدّدة الباء. والشاربةُ: قومٌ مسْكَنُهُمْ على ضَفَّة النهر، وهم الذين لهم ماء ذلك النهر. والشاربان: تجمعهما السَّبَلة. والشاربان أيضاً: ما طال من ناحيتي
__________
(1) التهذيب 11/ 353 واللسان (شرب) ، غير منسوب أيضا.
(2) زهير ديوانه 109.(6/257)
السبلة، ومنه سمي شاربا السيف، وبعض يُسمّي السَّبَلة كُلّها شارباً واحداً، وليس بصواب. والشَّواربُ: عروقٌ مُحْدِقةٌ بالحُلقوم، وفيها يقع الشرق، ويقال: بل هي عُروقٌ تأخذُ الماء ومنها يَخرُجُ الرِّيق. وحمارٌ صَخِبُ الشَّوارِب، أي: شَديدُ النَّهيق. والإشرابُ: لونٌ قد أُشرِبَ من لَوْن.. [يقال] أُشْرِب فُلانٌ حُبَّ فلان، أي: خالط قلبه. والصِّبْغُ يَتَشَرَّب في الثّوب، والثَّوْب يَتَشَرّبُهُ، أي: يتنشفه. واشْرَأَبَّ الرجل، إذا رفع عُنُقَه لينظر، قال ذو الرُّمّة «1» :
ذكرتُكِ أَنْ مرّتْ بنا أمّ شادنٍ ... أمام المَطايا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ
شبر: الشِّبْر: الاسم والشَّبْرُ: الفِعْل. شَبَرْتُه شَبْراً بِشِبْري. [يقال] : هذا أشْبَرُ من [هذا] ، أي: أوسع [منه] شِبراً، وأنا أَشْبرُه. وأعطاها شَبْرَها، أي: حقّها في النّكاح. والشبر: القربان. وهو شيء يعطيه النصارى بعضُهم بعضاً [يتقرّبون به] «2» ، قال عدي «3» :
__________
(1) ديوانه 2/ 1197.
(2) مما روي في التهذيب 11/ 356 عن العين.
(3) التهذيب 11/ 356، وديوانه ص 61.(6/258)
إذْ أتاني خَبَرٌ من مُنْعِمٍ ... لم أَخُنْهُ والذي أَعْطى الشَّبَرْ
بشر: البَشَر: الإنسانُ الواحد رجلاً كان أو امرأة. هو بَشَرٌ وهي بشر [وهما بشر] ، وهم بَشَرٌ، لا يُثَنَّى ولا يُجمع، قال «1» :
معاويَ إننا بشرٌ فأَسْجِحْ ... فلَسْنا بالجِبال ولا الحَديدا
والبَشَرَةُ: أعلى جِلْد الوَجْه والجَسَد من الإنسان، وهو البَشَر إذا جَمَعْتَه، وإذا عَنَيْتَ به اللون والرِّقَّةُ، وجَمْعُ الجَمْعِ: أَبْشارٌ، ومنه [اشتُقَّتْ] مباشرةُ [الرجل] المرأة لتضام أبشارهما. ومباشرة الأَمْر: أن تحْضُرَهُ بنفسك. والبَشْرُ، بجَزْمِ الشين: قَشْرُك البَشَرَة عن الجِلْد، وقد يقال لجميع الجُلود: بَشَرْتُه إذا قشرت عنه قِشْرَته التي يَنْبُت فيها الشَّعْر، والقطعة منه بَشْرة. والبِشارةُ: ما بُشِّرْتَ به. والبَشِيرُ: المُبشِّر بخيرٍ أو شرٍّ. والبُشارة: حقُّ ما يُعطى على ذلك، والبَشْرى: الاسم. والبَشارةُ: الجَمالُ. وامرأةٌ بشيرة، قال الأعشى «2» :
ورأتْ بأنْ الشيب جانبه ... البَشاشة والبَشارَهُ
والبِشارة: تباشُرُ القوم بأمْرٍ. وبَشَّرْتُهُ فأبْشَرَ وتَبَشَّرَ واسْتَبْشَر، ولغة: بَشَرْته أبشره.
__________
(1) عقيبة الأسدي، والبيت من أبيات الكتاب 1/ 34.
(2) ديوانه ص 155.(6/259)
وتَباشيرُ الصُّبْحِ: أوائلُهُ وأوائل كُلّ أمْر ولم أسمعْ له فِعلاً. واستبشرَ القوم: تَباشروا. والمُبَشِّراتُ: الرياح تهبُّ بالسحاب والغَيْث.
برش: البَرَشُ، والبُرْشَةُ: لون مختلط بنقطة حمْراء وأُخرى سَوْداء، أو غَبْراء، أو نحو ذلك. وشاةٌ بَرْشاء: في وَجْهها نقط مختلفة، ورجلٌ أبْرش. وسُمّي جَذيمة الأبرش الذي أصابه حَرْق فبقي فيه من أثر الحَرْق نقطٌ سُودٌ وحُمْرٌ، فقيل: جَذيمة الأبْرش، وهو ملك من ملوك اليمن.
ربش «1» : الأَرْبَشُ: لغة في الأَبْرَش. ويُقال: مكانٌ أَرْبَشُ: للكثير النَّبْتِ المختلِف.
باب الشين والراء والميم معهما ش ر م، ش م ر، ر ش م، ر م ش، م ش ر، م ر ش، كلُّهنّ مستعملات
شرم: الشّرمُ: قَطْعٌ من الأَرْنَبة، وقَطْعٌ من ثَفَرِ الناقة، قيل ذلك فيهما خاصة.
__________
(1) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول. وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 189.(6/260)
وناقةٌ شَرْماءُ مَشْرومةٌ. ورجلٌ مَشْرومُ الأنف أشْرَمُ. وكان أبْرَهةُ صاحبُ الفيل جاءه حَجَرٌ فَشَرَمَ أنفه، ونجا ليُخبِرُ قومه، فسُمّيَ الأشْرَم. وربّما قيل: اشْتُرِمَ ثغرها. والشَّرْمُ: لُجّةُ البَحْر
شمر: شَمِر: اسم ملكٍ من اليَمَن، غزا مدينة السُّغد «1» فهدمها فسميت شمركند، ويقال: بل هو بناها فأُعْرِبت بسَمَرْقند. والشَّمْرُ: تَشْميرُ الثوب. [تقول] : شَمَّرتُ الثوب، إذا رَفَعْتَه. وكلّ شيءٍ قالِص فإنه مُتَشَمِّر، حتى يقال: لَثَةٌ مُتَشَمِّرة، أي: لازقة بأسناخ الأسنان. ويقال: لَثَةٌ وشَفَةٌ شامرة. وشاة شامرة، أي: انضَمَّ ضَرْعها إلى بطنها من غير فعل. ورجل متشمر: ماضٍ في الحوائج، وهو شَمَّريٌّ أيضاً، ويقال: شِمِّريٌّ بكسر الشين، قال:
ليس أخو الحاجات إلاّ الشِّمري ... والجّمل البازِلَ والطِّرْفَ القَوِيّ «2»
وتقول: أصابهم شَرٌّ شِمِرٌّ، أي: شديد شامل.
__________
(1) في الأصول، وفيما روي في التهذيب 11/ 365 عن العين: السعد بالعين المهملة، والصواب ما أثبتناه وهو بالغين المعجمة. كما في اللسان (شمر) وفي معجم البلدان 3/ 247 (سمرقند)
(2) الرجز في التهذيب 11/ 365، واللسان (شمر) غير منسوب أيضا.(6/261)
وقدِ انشَمَرَ لهذا الأمر، وشَمَّر: إزاره. وشَمَّرَ الشيء، أي: أرسله [في] السهم ونحوه، قال: «1»
[أَرِقْتُ له في القوم والصُّبح ساطعٌ] ... كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي
المريخ: السهم.
رشم: الرَّشمُ: أن تُرشمَ يدُ الكُرديّ أو العلج. كما توشم يد المرأة، يجعل بالنيل، ليُعرف بها وهو كالوشم.. والرَّشم: خاتم البُرّ، والرَّوشمُ لغة فيه، سوادية.. رشمتُ البرَّ رشما، وهو وضعُ الخاتم على [كُدس «2» ] البرّ فيبقى فيه أثره. والأرشم: الذي يتشمَّمُ الطَّعام، ويحرص عليه، قال «3» :
لقىً حملته أمُّه وهي ضيفةٌ ... فجادت بِنزِّ للضِّيافة أرشما
رمش: الرَّمشُ: تفتُّلُ في الشَّفر وحُمرةٌ في الجفون مع ماءٍ يسيل، والنَّعتُ: أرمشُ [والعين: رمشاء «4» ] .
__________
(1) الشماخ ديوانه ص 456.
(2) من التاج (رشم) .. في الأصول: (نفس) ، وفي التهذيب 11/ 362 عن العين: فراء واللسان (رشم) (فراء) أيضا ولم نتبين معناه. وفي الصحاح (رشم) : (البيادر) .
(3) في التهذيب 11/ 363: قال جرير يهجو البعيث.. وأحال (المحقق) القارىء على اللسان، ثم قال: وليس في ديوانه، ولكن اللسان لم ينسب البيت إلى (جرير) ولكنه نسبه إلى البعيث يهجو (جريرا) .
(4) من عبارة العين في التهذيب 11/ 363.(6/262)
مشر: المشرةُ: شبهُ خُوصةٍ تخرجُ في العِضاه. وفي كثير من الشَّجر أيّام الخريف، لها ورق وأغصان رخصة. يقال: أمشرت العضاهُ. ومشرتُ اللَّحم: قسمته، قال «1» :
[فقلت: أشِيعا مشراً القِدرَ حولنا] ... وأيّ زمانٍ قدرُنا لم تُمشرِ
مرش: المرش: شبهُ القرص من الجلد بأطراف الأظافير، يُقال: قد ألطف مرشاً وخرشاً، والخرش أشدّ. والمرش: أرضٌ إذا وقع عليها ماءُ المطر رأيتها كلَّها تسيل، يمرُش الماء من وجهها في مواضع لا يبلغ أن يحفر حفر السيل، والجمع: أمراش. يقال: انتهينا إلى مرش من الأمراش، اسم للأرض مع الماء، وبعد الماء إذا أثر فيه. والإنسانُ يمترشُ «2» الشَّيءَ من هاهنا وهنا، ثمَّ يجمعه. وسيلٌ مارش: يمرش وجه الأرض. ومَرشتِ الأكمة، أي: سالت. ويقال: سيل مارش وخارش، فأما الخارشُ فأضعفُ من المارِش.
باب الشين واللام والنون معهما ن ش ل مستعمل فقط
نشل: النّشيلُ: لحمٌ يُطبخُ بلا توابل، يُنشل من المرق، أي: يخرج منه.
__________
(1) القائل هو المرار بن سعيد الفقعسي، كما في اللسان (مشر) .
(2) يمترش: يختلس.(6/263)
والمِنشلُ: حديدةٌ يُنشلُ بها اللَّحم من القدور، ويقالُ: منشال من المناشيل، قال:
ولو أني أشاءُ نعمت بالاً ... وباكرني صبوحُ أو نشيلُ «1»
وفخذٌ ناشلة، أي: قليلة اللَّحم، نشل ينشل نشُولاً. وقال بعض الناس: إنها لمنشولة اللَّحم والنّاشلة أصوب. وقال بعضهم: فخذٌ منهوشةُ اللَّحم، ولا أعرف منشولة.
باب الشين واللام والفاء معهما ف ش ل مستعمل فقط
فشل: يقال: رجلٌ فشلٌ وفشِلُ، وقد فَشل يفشل عند الحرب والشِّدّة ويضعف، وإنه لخشلُ فشل، والفشل: الجبانُ المرعوبُ، يُبهتُ عند الرّوع، لا يُحسنُ قتالاً ولا شِراداً، أي: هرباً. والفشلُ: شيء من أداة الهودج تجعله المرأة تحتها. وجمعه: فشول. والفيشلةُ معروفة.
باب الشين واللام والباء معهما ش ب ل مستعمل فقط
شبل: الشَّبلُ: ولد الأسد، والجميعُ: أشبالٌ، وأدنى العدد: أشبلٌ. وأشبل عليه، أي: عطف عليه.
__________
(1) البيت في اللسان (نشل) غير منسوب أيضا.(6/264)
باب الشين واللام والميم معهما ش ل م، ش م ل مستعملان فقط
شلم: الشَّيلم [والشّالمُ] «1» ] ، بلغة أهل السّواد: الزُّوان، يكون في البُرّ.
شمل: شملهم أمرٌ: أي: غشيهم، يشملهم شملاً وشًمولاً. واللَّونُ الشامل: أن يكون لونٌ أسود يعلوه لونٌ آخر. والشمال: خلاف اليمين. والشمال: خليقةُ الإنسان. وجمعهُ: شمائلُ. قال لبيد «2» :
همُ قومي وقد أنكرتُ منهم ... شمائل بدِّلوها من شِمالي
ويقال: إنها لحسنة الشَّمائل، أي: شكلها وحالاتها، [ورجل كريم الشمائل، أي: في أخلاقه وعشرته «3» ] والشَّمأل: لغة في الشَّمال [وهي] ريحٌ تهبُّ عن يسار القبلة، وقد شملت تشملُ شمولاً. وغديرٌ مشمول: شملته ريحُ الشَّمال، فبرد ماؤه، ومنه قيل للخمر مشمولة، أي: باردة، كما قال لبيد «4» :
مشمولة غلثت بنابت عرفج ... كدخان نار ساطع أسنامها
__________
(1) من مختصر العين- الورقة 190. ومن التهذيب 11/ 369 عن العين.
(2) ديوانه ص 94.
(3) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 11/ 371.
(4) ديوانه ص 306.(6/265)
والشَّملةُ: كساءُ يشتمل به. والشّملةُ: مصدر من اشتمل بثوب يديره على جسده كلِّه، لا يخرج منه يده. والشَّملةُ الصَّماءُ: التي ليس تحتها قميصٌ، ولا سراويل. وكُرِه الصلاةُ فيها. وكُره الصَّلاة ويدُه في جوفه. وشمل القوم: مجتمع عدهم وأمرهم، تقول: جمع الله شملهم. والمشملةُ: كساءٍّ له خمل متفرِّق يُلتحفُ به دون القطيفة، ويذكَّر أيضاً فيقال: مشملٌ: والمِشملُ: سيفٌ قصير يشتملُ عليه الرَّجلُ فيغطَّيه بثوب، يقال: جاء مُشتملاً على سيفه. وجاء فلان مُشتملاً على داهيةِ. والرَّحمُ مشتمِلةٌ على الولد إذا تضمَّنته. والشَّماليلُ: ما تفرَّق من شعب الأغصان في رءوسها كنحو شماريخ العذق. والشمال: ما لفَّ فيه ضرع النّاقةِ أو الشّاة أو البقرة. والشَّمال: التي تُجعل على صدر التَّيس فتمنعه من النَّزاء، وهو بلغتنا: النَّجاف: وناقةٌ شملَّة شملال، أي: قوية سريعة. ومن أمثال العرب: (
أوردها سعدٌ وسعدُ مُشتملْ ... يا سعدُ لا تروى بهذاك الإبلْ
) أي: أورد إبله الماء وهو مشتمل، أي: باشتمالك لا تروى. لأنك إذا أوردتها فلا بدّ من أن تتشمَّر وتحتزم وتأتمر حتى تروى الإبلُ.(6/266)
باب الشين والنون والفاء معهما ش ن ف، ش ف ن، ن ش ف، ن ف ش، ف ن ش مستعملات
شنف: الشَّنَفُ: شِدّةُ البُغْض. شَنِفَهُ: أبغضه، وشَنِفَ على فلان، أي: وَجَدَ وغَضِبَ. والشَّنفُ، مجزومٌ ومَتَحرِّكٌ: مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذُن، أي: في أعلى الأُذُن، وكذلك ما جُمع في قِلادةٍ، والجميعُ: الشُّنُوف
شفن: الشَّفون: الغَيُور الذي لا يَفْتُر طَرْفه عن النظر من شدّة الغَيْرة والحذر، قال «1» :
[يُسارقن الكلام إليّ لما ... حَسِسْنَ] حِذارَ مرتَقِبٍ شَفونِ
والشَّفْنُ: شدّة الجِماع.. شَفَنَها: فَعَلها فِعْلاً شديداً.
نشف: النَّشْفُ: دخول الماء في الأرض. والثوب وغيره.. نَشِفَتِ الأرض الماء، ونَشِف الماء في الأرض، سواء. والنَّشْفُ: [حجارة على قدْر الأفْهار ونحوها، سودٌ كأنها محترِقة، تُسمّى نَشْفةً ونَشْفاً] «2» . يُحَكُّ بها وَسَخ الأديم وقدما
__________
(1) اللسان (شفن) ، وقد نسب فيه إلى القطامي.
(2) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 377.(6/267)
الإنسان وبدنه في الحمّام. سميت به لتنَشُّفِها الماء، ويقال: بل سُمِّيتْ به لانتشافِها الوَسَخ عن مواضعه. والجميع: النَّشْف.
فشن: فَيْشون: اسمْ نهرٍ.
نفش: النَّفْش: مَدُّكَ الصوف حتى يَنتفش بعضُه عن بعض، وكل شيء تراه مُنتشِراً رِخْوَ الجَوْف فهو مُنتفِشٌ. وأرنبةٌ منْتَفِشةٌ، أي: انبسطت على الوجه. وقد تنفَّش الضَّبعانُ، أو بعض الطيْر، إذا نَفَّش شَعره وريشَه كأنه يخاف أو يُرعدُ. وأمّةٌ منتفِشةُ الشعر. وإبلٌ نوافش: تردّدت بالليل في المراعي بلا راعٍ، وهو كالهوامل بالنهار، [يقال] : هَمَلتْ بالنهار ونَفِشَتْ بالليل. وأنْفَشوا إبلهُم: [أرسلوها بالليل «1» ]
باب الشين والنون والباء معهما ش ن ب، ش ب ن، ن ب ش مستعملات
شنب: الشَّنبُ: ماءٌ ورقة يجري على الثغر، قال «2» :
[لمياء في شفتيها حوة لعس] ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 377.
(2) ذو الرمة، ديوانه 1/ 32.(6/268)
ويقال: الشَّنَب: رقة الأنياب مع ماءٍ وصَفاء. ورمّانه شنباء، وهي الإمْليسيّةُ، ليس فيها حبٌّ، إنما هو ماءٌ في قِشْر، على خِلْقة الحبّ من غير شَحْم
نشب: النَّشْب: المالُ الأصيل ونَشِبَ الشيء في الشيء نشبا، كما ينشب الصَّيْدُ في الحِبالة. وأنْشَبَ البازي مخالِبَه في الأخِيذة. ونشب فلان منشب سَوْءٍ، أي: وقع موْقِعاً لا يتخلّص منه. والنُّشّابة: واحدة النُّشاب. والنّاشبة: قومٌ يرمون بالنُّشّاب، ومتَّخِذه النَّشّاب. ونُشْبة: من أسماء الذئْب، معرفة، ولم يعْرِفْهُ بعضُهم.
نبش: النَّبْشُ: نَبْشُك عن الميِّت، وعن كلّ دفين.. نبش النباش القبر ينبشه نَبْشاً. [وأنابيش العُنْصُل: أصوله تحت الأرض، واحدُه: أُنْبوشة، قال:
كأنّ سِباعاً فيه غَرْقى غُدَيَّةً ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل «1» ]
__________
(1) ما بين القوسين مما روي عن العين في التهذيب 11/ 380.(6/269)
باب الشين والنون والميم معهما ش ن م، ن ش م، ن م ش، م ش ن مستعملات
شنم «1» : شَنَمَ يَشْنِم شَنْماً، إذا خَرَج.
نشم: النَّشَم: شَجَرٌ تُتَّخَذ منها القِسيُّ، الواحدة: نَشَمَةٌ، قال امرؤ القيس «2» :
ربّ رامٍ من بني ثُعَلِ ... مُخْرِجٍ كَفَّيه من سُتَرِهْ
عارضٍ زَوْراء من نَشَمٍ ... غير باناةٍ على وَتَرهْ
ومنشم: امرأة من حِميرَ أو همدان عطارة إذا تطيَّبوا بطيبها اشتدت الحربُ بينهم، فصارت مثلاً في الشَّرِّ. والمنشم: حبٌّ من العطر الصِّغار شاقٌ المدقّ. وفي كلام بعضهم: لما نشَّم النّاس في عثمان. أي: طعنوا فيه: ونالوا منه.. ومنه: نشَّم القوم في الأمر تنشيماً، وقال «3» في المنشم:
[تداركتما عبساً وذبيان بعد ما] ... تفانوا ودقُّوا بينهم عطر منشمِ
وقال «4» :
أراني وعمراً بيننا دقُّ منشمٍ ... [فلم يبق إلا أن أجنَّ ويكلبا]
ونشَّم اللَّحم، أي: تغير.
__________
(1) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 190.
(2) ديوانه ص 123 ورواية عجز البيت فيه:
[مثلج كفيه في قتره] .
(3) القائل: زهير، والبيت من مطولته ديوانه ص 15.
(4) الأعشى ديوانه ص 117.(6/270)
نمش: النَّمشُ: خطوط النُّقوش من الوشي ونحوه، قال ذو الرمة «1» :
أذاك أم نمش بالوشم أكرعة ... مسفع الخد غاد ناشط شبب
والنَّمشُ: النَّميمة.
مشن: المشنُ: ضربٌ بالسوط، يقال: مشنهُ ومتنهُ [ويقال: مَشَنَ ما في ضرع النّاقة ومشقه، إذا حلبه «2» ]
باب الشين والباء والميم معهما ش ب م، ب ش م مستعملان فقط
شبم: الشَّبمُ: برد الماء، [يقال] : ماءٌ شبمٌ ومطرٌ شبمٌ، أي: باردٌ، قال «3» :
مُقبَّلُها شبمٌ باردُ
وقال الفرزدق:
كأنها ضربُ ريحٍ تمتري شبما ... لمزنة كسواد اللَّيل مدرارِ
وتمتري: تحتلب، وقوله: لمزنةٍ، يعني: من مزنةٍ. والشَّبامُ: عودٌ يُشدُّ في فم الجدي [لئلا يرضع] فهو مشبوم.. شبمته شبما وشبمته تشبيما.
__________
(1) ديوانه 1/ 74.
(2) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 383.
(3) لم نهتد إلى الشطر ولا إلى قائله.(6/271)
وشبام: حيٌّ من اليمن، وشبامٌ: اسمُ جبل، قال الأعشى «1» :
قد نال ربَّ شبام فضل سوددِهِ ... إلى المدائنِ خاض الموت وادّرعا
بشم: البشامُ: من شجر السِّواك، ترعاه الظِّباء. والبشمُ: تخمةٌ على الدَّسم، وربَّما بشم الفصيل من كثرة [شرب] اللَّبن حتى يدقى سلحاً فيهلك، يقال: دقي العجلُ، إذا كثر سلحهُ. قال الحسن: وأنت تتجشَّأُ من الشِّبعِ بشما
باب الثلاثي المعتل من الشين
باب الشين والصاد و (وا يء) معهما ش ص و، ش وص، ش ي ص مستعملات
شصو: شصا السَّحابُ يشصو، إذا ارتفع في نشوئه. وشصت القربه، أي: ارتفعت، إذا ملئت ماءً، قال الأخطل «2» :
أناخوا فجروا شاصياتٍ كأنها ... رجال من السودان لم يتسربلوا
والشّاصي: الذي إذا قطعت قوائمه ارتفعت مفاصله. وشصت رجله من الورم، إذا ارتفعت. والشُّصوُّ من العين: مثل الشُّخوص. شصا يشصو: كأنه ينظر إليك وإلى آخر.
__________
(1) ديوانه ص 111، والرواية فيه: أهل شبام.
(2) ديوانه 1/ 16.(6/272)
شوص: الشَّوصةُ: ريحٌ تنعقدُ «1» في الأضلاع، [تقول] : شاصتني شوصةٌ، والشَّوائصُ أسماؤها. والشَّوصُ: السَّوك بالسِّواك، وبالإصبع عرضاً على الأسنان. والشَّوص في العين. وقد شوص يشوص شوصاً، وشاص يَشاصُ «2» .
شيص: الشِّيصُ: شيصاءُ التَّمر، وهو الرديء منه. وأشاصتِ النخلة، والواحدة: شيصةٌ وشيصاءةٌ، ممدودة.
باب الشين والسين و (وا يء) معهما ش وس، شء س مستعملان
شوس: شاس يشاس، وشوس يشوسُ شوساً. ورجلٌ أشوسُ وامرأة شوساءُ، إذا عرف في نظره الغضب أو الحقدُ، قال «3» :
إني رأيت بني أبيك ... يحمَّجُون إليّ شوسا
التَّحميجُ: تحديق النظر.
شأس: مكانٌ شئسٌ، أي: خشن من الحجارة. وأمكنةٌ شؤس، وقد شئس
__________
(1) من (س) .. في (ص) و (ط) : تعتقد.
(2) في الأصول: يشوص.
(3) القائل: ذو الإصبع العدواني ديوانه ص 43.. في الأصول: إليك شوسا..(6/273)
يشأس شأساً. ويقال [مقلوباً] : شاسيءُ جاسيءُ، أي: يابس [وهو] مثل: حسن بسن. شأس: اسم أخي علقمة بن عبدة.
باب الشين والزاي و (وا يء) معهما وش ز، ش ي ز، شء ز مستعملات
وشز: الوشز: من الشدة، [يقال] : أصابتهم أوشاز الأمور، أي: شدائدها.
شيز: الشيزُ: خشبةٌ سوداء يتخذُ منها الأمشاط وغيرها.
شأز: الشَّأز والشأس واحد.. شئز المكان، [إذا غلُظ وارتفع] «1» ، قال رؤبة «2» :
بجوز لا مسقى ولا مؤيَّهِ ... جدبِ المندَّى شئز المعوَّهِ
المعوه: المناخ.. لا مسقى، أي: ليس فيه ماء يُسقى. والشَّيزي: الجفنة والقصعة، قال «3» :
فتى يملأ الشِّيزى ويروى سنانه
__________
(1) من العين- رواية التهذيب 11/ 388.
(2) ديوانه ص 166.
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام البيت.(6/274)
باب الشين والطاء و (وا يء) معهما ش ط و، ش وط، ش ي ط، ط ي ش، ش طء، ط شء مستعملات
شطو: الشَّطويّة: ضربٌ من ثياب الكتان، يعمل بأرضٍ يقالُ لها: شطا.
شوط: الشَّوط: جريُ مرةٍ، إلى الغاية، والجميعُ: الأشواط، ويستعمل في غير هذا، قال الراجز:
وبارحٍ معتكر الأشواطِ «1»
يعني: الرَّيح.
شيط: الشيط: شيطوطة اللحم إذا مستّه النّار، يتشيَّطُ منه، فيحترق بعضه، كما يتشيط الشَّعر أو الحبل. وتشيط الدم إذا غلى بصاحبه وشاط دمه وأشاط بدمه. واستشاط فلانٌ غضباً، إذا استقتل، قال:
أشاط دماءَ المستشيطين كلِّهم ... وغُلَّ رءوس القوم فيهم وسُلسِلوا «2»
والتَّشيُّط: الغضب والتشييط: أن يحرق شعر الرأس أو الكُراع،
__________
(1) اللسان (شوط) غير منسوب أيضا، ونسب في التهذيب 11/ 389 إلى رؤبة، وليس في ديوانه
(2) البيت في التهذيب 11/ 390، واللسان (شيط) غير منسوب أيضا.(6/275)
يقال: شيط الرأس بلهب النار على رأس التّنانير أو غيرها. وكلّ شيء أحرقته رطبا فقد شططته وقيل: لا يقال للمليل: شيطا، ولكن ما يحرق باللَّهب. والشائط: الرُّبُّ والدُّهن، إذا طُبخ فوق القِدر فاحترق، فاصفر أو اسود، قال أبو النَّجم «1» :
كشائط الرُّبِّ عليه الأشكلِ
يقال: شاط الرب وشاطت (الأداوية «2» ) وهي الطَّبخةُ من الزُّبدِ إذا أرادوا أن يتخذوا منه سمناً.
طيش: الطَّيشُ: خفة العقل [والفعل: طاش يطيشُ] ، وقوم طاشة: خفاف العقول. ويقال: طاش السَّهم يطيش، أي: عدل عن الرَّميَّة، قال:
رمتني أمّ عيّاشِ ... بسهمٍ غيرِ طيّاشِ
شطأ: الشَّطأ من الشَّجر والنَّبات: ما خرج حول الأصل، والجميع: أشطاء. وأشطأت الشجرة: خرج أشطاؤها. وشاطىء الوادي: [شفتهُ] ، اسم من غير فعل.
__________
(1) الرجز في اللسان (ريب) و (شكل) غير منسوب.
(2) كذا في المخطوطات الثلاث.(6/276)
طشأ: طشأ «1» الرجل أمره ورأيه: مثل: رهيأ «2» ، سواء ... قال «3» : لا أعرف طشأ رأيه، وإنما أعرف: طشأ رأيهُ، أي: لينه، كما يُطشأُ المريض، وهو أن يرفق به حتى يشتد ويقوى. ومرّ فلانٌ يتطشأُ إذا مر مراً ضعيفاً كمشي المريض.
باب الشين والدال و (وا يء) معهما ش د و، ش ود، ش ي د، د ي ش مستعملات
شدو: الشَّدو: أن يُحسنَ الإنسانُ من أمرٍ شيئاً، تقول: هو يشدو شيئاً من العلم والغناء، ونحو ذلك.
شود: شوّدتِ الشَّمسُ: ارتفعت.
شيد: تشييدُ البناء: إحكامه ورفعه، وقد يسمَّى الجصُّ شيداً، قال الشّماخ «4» :
لا تحسبني- وإن كنت امرأ غمرا ... كحية الماء بين الطَّيِّ والشِّيدِ
__________
(1) في التهذيب 11/ 392 فيما روي فيه عن العين: طشيأ.
(2) رهيأ الرجل رأيه: أفسده [اللسان- رهأ]
(3) لم نهتد إلى القائل.
(4) ديوانه ص 121.(6/277)
وقيل: لا يكون القصر مشيداً حتى يجصَّص ويرفع.. والمشيد: المبني بالشَّيد. والإشادة: شبه التَّنديد، وهو رفعك الصَّوت بما يكره صاحبك، قال:
أتاني أن داهيةً ناداُ ... أشاد بنا على خطل هشام «1»
ديش: ديش: قبيلة من بني الهون بن خزيمة، وهم من القارة.
باب الشين والتاء و (وا يء) معهما ش ت و، شء ت مستعملان
شتو: الشِّتاء: معروف، والواحدة: شتوة. والموضعُ: المشتى والمشتاةُ، والفعلُ: شتا يشتو. ويوم شاتٍ.
شأت «2» : الشَّئِتُ من الخيل: العثُور
باب الشين والظاء و (وا يء) معهما ش وظ، وش ظ، ش ظ ي مستعملات
شوظ: الشُّواظُّ: اللَّهب الذي لا دُخان فيه. [قال الله جل وعز] : يُرْسَلُ
__________
(1) البيت في اللسان (نأد) مع اختلاف كبير في العجز فقد جاء البيت في اللسان على هذه الروآية:
أتاني أن داهيةً ناداُ ... أتاك بها على شحط ميون
(2) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 190.(6/278)
عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ «1» .
وشظ: الوشيظة: قطعةُ عظم تكون زيادة في العظم الصَّميم. والوشيظة: كل ملحق ليس بصميم.. والوشيظُ من الناس: لفيفٌ ليس أصلهم بواحد، [والجميعُ: الوشائظ] .
شظي: الشَّظية: عظيمٌ لازقٌ بالوظيف، وقيل: إنما هو الشظاة «2» . والشَّظية: فرقةٌ من القوم.. والشَّظية: شقةٌ من خشبةٍ أو عظم أو قصبة.
ولما أراد الله أن يخلق لإبليس نسلاً وزوجةً ألقى عليه الغضب فطارت منه شظية، فخلق منها امرأة «3» ..
وانشظى الضِّرسُ: انشق طولاً.
باب الشين والذال و (وا يء) معهما ش ذ و، ش وذ مستعملان
شذو: الشَّذا: ذبابُ الكلب. وشذاةُ الرجل: جرأته وحَّدَّته. ويقال للجائع إذا اشتد جوعه: قد ضرم شذاه.
__________
(1) سورة الرحمن 35.
(2) في الأصول المخطوطة، الشظاف.
(3) الحديث في التهذيب 11/ 397.(6/279)
والشَّذا: ضربُ من السُّفن، واحدها: شذاةٌ. ورجلٌ عازم الشّذا، أي: شديد البأس
شوذ: المشوذ: العمامة: وجمع المشوذ: مشاوذ
[روي عن النبي صلى الله عليه:: أنه بعث سريّة فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتّساخين] «1» .
قال حماس: لغتنا: المشمذ والجميع: المشامذ، والمساخن، ولا أعرف التّساخين، أي: الخفاف.
باب الشين والراء و (وا يء) معهما ش ور، ر ش و، وش ر، ور ش، ش ر ي، ر ي ش، ر شء، رء ش، ء ش ر، ء ر ش مستعملات
شور: المشارُ: المجتنى للعسل. شرتُ العسل أشوره شوراً ومشارةً. وأشرتهُ، أشيره إشارة، واشترته أشتاره اشتياراً، قال الأعشى «2» :
[كأنّ جنيّاً من الزنجبيل ... خالط فاها] وأرياً مُشوراً
من شُرت. وقال عديّ بن زيد «3» :
[في سماعٍ يأذن الشيخ له ... وحديث] مثل ما ذي مشار
من أشرت.
__________
(1) تكملة من التهذيب 11/ 400.
(2) ديوانه ص 93.
(3) التهذيب 11/ 404 واللسان (شور) وديوانه ص 95.(6/280)
والشَّورةُ: الموضع الذي تُعسل فيه النَّحل، إذا دجنها والمشورةُ، مفعلة، اشتق من الإشارة، أشرت عليهم بكذا، ويقال: مشورة. والمُشيرةُ: الإصبع [التي يقال لها] ، السَّبابة. والشّارة: الهيئةُ واللِّباسُ الحسن. وخيلٌ شِيارٌ: أي: سمانٌ حِسانٌ. والتَّشويرُ: التَّخجيل، شورتُ بفلان، وتشوَّر فلان. والتَّشوير: أن تشوِّر الدابة، كيف مشوارها، أي: كيف سِيرتها، والفاعل: مشوِّر. وخيلٌ مشوَّرةٌ، ومشورة، إذا شِيرت، أي: ركضت، وشِرتُ الفرس: ركضته.
رشو: الرَّشو: فعل الرَّشوة.. رشوته أرشوهُ رشواً. والمراشاةُ: المحاباةُ. والرَّشاة [نبات] «1» يشربُ لدواء المشدي. والرشاءُ، ممدود: رسنُ الدَّلو، والجميعُ: أرشيةُ، قال:
إني إذا ما القومُ كانوا أنجيه ... واضطرب القومُ اضطراب الأرشيه «2»
وأرشيةُ شجر الحنظلِ والبِطِّيخ وما يشبهه: سيوره.
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 406
(2) الرجز لسحيم بن وثيل اليربوعي، كما في اللسان (نجا) .(6/281)
وشر: الوشر: لغة في الأشر،
[وفي الحديث] : لعن الله الواشرة والموتشره «1» .
الواشرة وهي الأشرة: تأشِرُ أسنانها، أي: تحززها لتصير أشر.
ورش: الورشُ: تناول شيء من الطّعام [تقول: ورشتُ أرِش ورشاً، إذا تناولت منه شيئاً «2» ] والورشانُ: طائرٌ، والأنثى: ورشانةٌ، والجميع: ورشانٌ.
شري: شري [البرق في] السّحاب يشرى شرى، إذا تفرق فيه. وشرى يشري شِرى وشِراءً وهو شارٍ، إذا باع. قال:
فلئِن فررت من المنية والشِرى ... فلقد أكونُ وأنت غير فرورِ «3»
والمُشاراة: المُلاجَّةُ، وقد استشرى إذا لجّ. والشَّرى: داءٌ يأخذ في الرَّجل، أحمرُ كهيئةِ الدِّرهم.. شري الرَّجلُ، وشري شرىً وهو شرٍ. وشروى الشَّيء: مثله، وفلان شروى فُلان، أي: مثله، قالت الخنساء: «4»
__________
(1) الحديث في اللسان (وشر) .
(2) من العين، مما روي في التهذيب 11/ 407 عنه.
(3) صدر البيت في التهذيب 11/ 403، واللسان (شرى) غير منسوب أيضا.
(4) ديوانها ص 142 (صادر)(6/282)
أخوين كالصُقرين لم ... يَرَ ناظرٌ شرواهما
وأشراءُ الحرمِ: نواحيه، واحدها: شرّى، مقصور. والشَّري: شجرُ الحنظل، والشَّريان: من شجر الحنظل والشِّريانُ: من شجر [يتخذُ منه] القِسي. وشرى: موضعٌ كثيرٌ الأسود قال،
أسودُ شرى لاقت أسود خفية ... تساقين سُمِّا كلُّهنَّ خوادِرُ «1»
وشراة: أرضٌ بالشّام، والنِّسبةُ إليها: شرويّ. وقومٌ شُراة: هم الخوارج. واستشرت الأمور عليهم: أي: عظمت. وشروى أبان: جبل.
ريش: رشت السَّهم، [أي: ركبت عليه الرِّيش] . ورشتُ فلاناً، إذا قويته وأعنته على معاشهِ. وارتاش فلانٌ: حسُنت حالهُ. والرِّياش: اللَّباس الحسن. والرِّيش: كسوةُ الطائر، الواحدة: ريشة.
رشأ: الرَّشأُ، مهموز: الخشف، والجميع: أرشاء.
رأش: رجلٌ رؤشوش: كثيرُ شعر الأذن، ورجلٌ وناقةٌ وجملٌ رأش، أي: كثير شعر الأذنين أيضاً.
__________
(1) البيت في اللسان والتاج (خفا) ، غير منسوب أيضا.. في الأصول المخطوطة: حوارد، بحاء مهملة، وراء قبل دال.(6/283)
اشر: الأشرُ: المرح [والبطر] . ورجلٌ أشرٌ وأشران. وقوم أشارى [وأشارى]
أرش: الأرش: دية الجراحة قال حماس: الأرش: ثمن الماء إذا ورد عليك قوم فلا تمكنهم من الماء حتى تأخذ الثَّمن. والتأريش: التَّحريش، قال رؤبة «1» :
أصبحت من حرصٍ على التأريش
وقال:
وما كنتُ ممن أرش الحرب بينهم «2»
باب الشين واللام و (وا يء) معهما ش ل و، ش ول، وش ل، ش ل ي، ء ش ل مستعملات
شلو: الشَّلو: الجسد والجلدُ من كلِّ شيءٍ «3» . [والشَّلو: العضو] ،
وفي الحديث: ائتني بشلوها الأيمن «4»
والشَّلية: البقيّة من المال.
__________
(1) ديوانه ص 77.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام البيت.
(3) بعد كلمة (شيء) كلام يبدو أنه ليس من الأصل، وإنما هو تعليق أقحم فيه، وذلك هو: قال غيره: الشلو: البقية من الدابة، إذا قتل، أو أكل، وبقي جلده منه أو بعضه، وإن أكل نصفه فما بقي: شلوه. والشلو لا يكون إلا للقليل.
(4) الحديث في اللسان (شلا) .(6/284)
شول: الشَّول: الإبل إذا شولت فلزقت بُطونها بظهورها. وشالتِ الناقةُ بذنبها: رفعته، وكل شيء مرتفع فهو شائل. وشال الميزانُ: ارتفعت إحدى كفَّتيه، والعقربُ شائلةٌ بذنبها، قال:
كذنب العقرب شوالٌ علق «1»
[ويقال القوم إذا خفَّوا ومضو: شالت نعامتهم] «2» . والشَّول من النوق: التي نقصت ألبانها، أو جفّت والشُوَّل من النُّوق: اللَّواقح، الواحدةُ: شائل. وشوّال: اسم شهر.
وشل: الوشلُ: الماء القليل يتجلَّبُ من صخرةٍ أو جبل يقطر منه قليلاً قليلاً. وجبلٌ واشلٌ: يقطر منه الماء، وماء واشلٌ يشلُ وشلاً.
شلي: أشليت الكلب واستشليته، إذا دعوته. وكلّ من دعوته لتنجِّيه من الهلاكِ أو الضِّيق فقد استشليته. وتقول: أشليتُ الكلب والفرس، إذا دعوته باسمه ليقبل إليك.
__________
(1) الرجز في اللسان (شول) ، غير منسوب أيضا.
(2) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 411.(6/285)
أشل: الأشلُ من الذرع، بلغة أهل البصرة، يقولون: كذا وكذا حبلا، وكذا وكذا أشلاً، والجميع: الأشول
باب الشين والنون و (وا يء) معهما ن ش و، ن وش، ش ي ن، ش نء، شء ن، ن شء، نء ش، ء ش ن مستعملات
نشو: النّشوة: السُّكرُ، وانتشى فلان فهو نشوان، وقد يقال: نشي ينشى، في معنى: انتشى، فهو نشوانُ وامرأة نشوى مثل: عطشى. والجميع نشاوى. والنَّشا، مقصور: نسيم الريح الطيبة، قال «1» :
وتنشى نشا المسك في فأرة ... وريحُ الخُزامى على الأجوع
واستنشيت نشوةً، أي: نسمتها، واستروحتها.
نوش: النَّوش: التناول، ناشتِ الظّبيةُ الأراك تنوشه، وتنتاشه، أي: تناولته. ونشتُ الرَّجل نوشاً: أنلته خيراً أو شراً. وقوله: انتشتني من دَجَرِ الظلام «2» أي: أخرجتني، ودجرَ الرجلُ، إذا أخطأ.
شين: الشِّين: حرفٌ ... والشَّينُ: نقيضُ الزَّين، وقد شانهُ يشينه شينا.
__________
(1) لم نهتد إلى قائل البيت، والبيت في اللسان (نشا) .
(2) يحتمل أن يكون ما بين القوسين رجزا، ولكننا لم نقف عليه فيما بين أيدينا من مظان.(6/286)
شنأ: أزد شنوءة، فعولة، ممدودة: أصحُّ الأزدِ فرعاً وأصلاً، قال:
فما أنتم بالأزد أزدِ شنوءة ... ولا من بني كعب بن عمرو بن عامر «1»
وشنيء يشنأ شنأةً وشناناً، أي: أبغض. ورجلٌ شناءةٌ وشنائيةٌ، بوزن فعاله وفعاليةٍ: أي: مُبغضٌ، سيءُ الخُلقِ «2» .
شأن: الشَّأن: الخطبُ، والجميع: الشؤون. والشُّؤون: نمانمُ في الجُمجمة بين القبائل، أي: خطوط بين القبائل الأربع.
نشأ: النَّشأُ: أحداث الناس الصِّغار.. يقال للواحد: هو نشأ سوءٍ، وهؤلاء نشأ سوءٍ، قال «3» :
ولولا أن يقال: صبا نُصيبٌ ... لقلت: بنفسي النشأ الصغار
والناشىء: الشاب، يقال: فتى ناشىء، ولم أسمع هذا النعت في الجارية، والفعل: نشأ ينشأ نشأً ونشأةً ونَشاءةً.
__________
(1) اللسان (شنأ) بلا عزو أيضا.
(2) ورد في الأصول بعد هذه الكلمة: قوله: قال الخليل: رجل شنآن، أي: شديد الطول، مثل الشباحة، لم نثبته في الأصل، لأنه فيما رأينا ليس من الأصل.
(3) نصب بن رباح- شعره، ص 88.(6/287)
والناشئة: أول اللَّيل ... وأنشأت حديثاً: ابتدأت.. وأنشأ الله السحاب فنشأ ينشأ، أي: ارتفع. ونشيئةُ الحوض، بوزن فعيلة: أعضاده، إذا كان الحوض على وجه الأرض رفعت له نصائبُ الحجارة.
شن الأشنةُ من العطر: شيء أبيض كأنه مقشور من عرق والأشنانُ: معروف [الذي يُغسل به الأيدي]
باب الشين والفاء و (وا يء) معهما ش ف و، ش وف، ف ش و، ش ف ي، ف ي ش، شء ف مستعملات
شفو: شفا كلِّ شيء: حدّه وحرفه، وجمعه: أشفاء، وقيل: شُفيٌّ وشفاه، إنك تقول: شفا البئر وشفةُ البِئر. والشَّفا: ما بين اللّيل والنهار عند غروب الشَّمس حيثُ يغيبُ بعضها ويبقى بعضها، قال «2» :
أوفيته قبل شفاً أو بشفا ... والشَّمس قد كادت تكون دنفا
والشفة: نقصانها واو، تقول: شفةٌ وثلاث شفوات، وإذا أردت الهاء، قلت: شفاه. والمشافهة: مفاعلة منه.
__________
(2) العجاج ديوانه ص 493.(6/288)
شوف: الشَّوف: الجلو، قال الطّرماح «1» :
والقيض أجنبهُ كأن حُطامه ... فلقُ الحواجل شافهنَّ الموقدُ
قوله: أجنبهُ، أي: في أجنبه، فنزع الصِّفة. وقال عنترة «2» :
ولقد شربتُ من المدامة بعد ما ... ركد الهواجرُ بالمشُوفِ المُعلمِ
والمشُوف: الدينار. وتشوَّفتِ المرأةُ: تزينت وظهرت ... وتشوفتِ الأوغال: ارتفعت على معاقل الجبال، فأشرفت ... وتشوَّفت أمري: طمحتُ ببصري إليه.
فشو: فشا الشَّيءُ يفشو فُشُوّا إذا ظهر، وهو عامٌّ في كلِّ شيءٍ، ومنه: إفشاءُ السرِّ. ويكتب بالسّواد على الشيء فيتفشى فيه، [أي: ينتشر] وتفشَّى بهم المرضُ، وتفشاهم المرضُ، قال:
تفشَّى بإخوانِ الثِّقاتِ فعمهم ... وأسكتُّ عنّي المُعولاتِ البواكيا «3»
وفشت على فلانٍ أموره، أي: انتشرت، فلم يدرِ بأي ذلك يأخذُ، وأفشيته أنا. والفواشي: كلّ ما ينتشر من المال، مثل الغنم السائمة والإبل وغيرها. والتَّفشِّي: التوسُّع وفشا وتفشَّى: توسَّع وكثر وظهر.
__________
(1) ديوانه ص 143.
(2) البيت من معلقته ديوانه ص 23 (صادر) .
(3) التهذيب 11/ 427 من غير نسبة أيضا.(6/289)
شفي: الشَّفاءُ: معروفٌ، وهو ما يبرىء من السَّقم.. شفاهُ الله يشفيه شفاءُ. واستشفى فلان، إذا طلب الشفاء.. وأشفيت فلاناً، إذا وهبت له شفاءٌ. وقيل: شفيته بمعنى: أشفيته في هبة الشَّفاء.. وشِفاءُ العيِّ: السُّؤال. والإشفى: المثقب، والجميع: الأشافي
فيش: الفيشُ، والجميعُ: فيوش: الفيشلة الضَّعيفة، والفيشوشةُ: الضعف والرخاوة. ورجل فيوش: ضعيف جبانٌ. وفاش الرّجلُ فيشأ، إذا نصب الأمر وهيجه، فإذا أخذ الأمر، واستحق رجع وجبُن وذاك هو الانفشاش والتَّفيُّش، قال «1» :
فازجُر بني النجاجة الفشوشِ ... عن مُسمهرٍّ ليس بالفيوشِ
شأف: شئفته شأفاً: إذا بغضته بغضاً شديداً.
باب الشين والباء و (وا يء) معهما ش ب و، ش وب، وش ب، وب ش، ب وش، ش ي ب، ء ش ب مستعملات
شبو: حد كل شيء: شباتُه، والجميع: شبوات.
__________
(1) رؤبة ديوانه 77.(6/290)
والشَّبوةُ: العقربُ الصَّفراء. وجمعها: شبوات.
شوب: شاب الشَّراب يشوبه، إذا خلطه بماءٍ، والشَّوبُ: الخلط.
وشب: الأوشابُ من النّاس: الأخلاط، الواحدُ: وشبٌ. والوشبُ: شبيهٌ بالأشابة، يقال: رجلٌ من أوشاب الناس.
وبش: الوبش والوبشُ، يخفف ويثقل: وهو النَّمنمُ الأبيض يكون على الأظافير. ويقال: ما بهذه الأرض إلا أوباشٌ من شجرٍ أو نبات، إذا كان قليلاً متفرقاً «1» . البوش: الجماعة الكثيرةُ.. بوش القوم، أي: كثروا واختلطوا.
شيب: الشَّيبُ: معروف. شاب يشيبُ شيباً وشيبةً. ورجل أشيبُ، وقومٌ شيبٌ، ولا ينعت به المرأة: [لا يقال: امرأة شيباء] . يقال: شاب رأسها، قال:
__________
(1) جاء في الأصول بعد كلمة (متفرقا) : وقال غيره: الأوباش الذين يكونون من كل ناس إنسان أو إنسانات مختلطين دخل بعضهم في خلال بعض مجتمعين. أكبر ظننا أنه تعليق أقحم في الأصل وليس منه.(6/291)
عجائز يطلبن شيئاً ذاهباً ... يخضبن بالحناء شيبا شائبا
يقلن كنا مرة شبائبا «1»
ويجوز في الشعر: قوم شيبٌ على التّمام. ويقال لليلة التي تفترع فيها المرأة: ليلةٌ شيباء.
أشب: الأشبُ: شدّة التفاف الشجر، حتى لا مجاز فيه.. غيضةٌ أشبةٌ، ورماحٌ أشبة. والتأشب: التجمع من هاهنا وهنا. قال:
ممن تأشَّب، لا دينٌ ولا حسبُ «2»
يقال: هؤلاء أشابة، أي: ليسوا من مكان واحد، والجميعُ: الأشائب، وكذلك الأشابة في الكسب مما يخلطه من الحرام الذي لا خير فيه. قال النّابغة «3» :
وثقتُ له بالنصر إذ قيل قد غزا ... قبائلُ من غسانَ غيرُ أشائبِ
وقال:
نجائبُ ليست من مهور أشابة ... ولا دية كانت ولا كسب مأثم «4»
__________
(1) اللسان (شبب) من غير نسبة أيضا.
(2) لم نهتد إلى تمام البيت، ولا إلى قائله.
(3) ديوانه ص 56، والرواية فيه:
بغسان غسان الملوك الأشائب.
(4) عربي في التهذيب 11/ 432 إلى ذي الرمة.(6/292)
وأشبتُ الشيء بينهم تأشيباً، [والتأشيبُ: التحريش بين القوم. وأشبهُ يأشبهُ ويأشبهُ أشباً: لامه وعابه] «1» . [وأشبة: من أسماء الذئاب] «2»
باب الشين والميم و (وا يء) معهما وش م، ش ي م، م ش ي، م ي ش، شء م، مء ش مستعملات
وشم: الوشم: أن تَشِمَ المرأةُ يدها بنؤورٍ أو نيل.. وشمت الجارية، واستوشمت.
وفي الحديث: لعن الله الواشمة والمُستوشمة والمتشمة «3» .
وأوشمت الأرض: ظهر شيء من نباتها، متفرق، شبِّه بالوشم، وجمعه: وُشُوم.
شيم: شيمةُ الإنسان: خلقه. والأشيم من كلِّ شيء: الذي به شامة والشّامةُ: [علامة] مخالفة لسائر اللّون والأنثى: شيماء. والشَّيم من قولك: شمتُ السَّحاب، أي: نظرت أين يقصد، وأين يمطر، وشمتُ السَّيف أشيمهُ: غمدته. وشام فيها: دخل فيها. قال:
__________
(1) عن العين، في اللسان (أشب) .
(2) مما يختصر العين- الورقة: 191.
(3) الحديث في اللسان (وشم) برواية: لعنت الواشمة ...(6/293)
قال ألا أشيمه قالت: بلى ... فشام فيها مثل مهزام الغضا «1»
ويروى: مثل محراث العصا، ويروى: مثل مرزام العصا، والمهزام الذي يهزم به الخبز، إذا أخرج من الملة ليسقط ما عليه من رماد. وشيام: حفرة، ويقال: أرض رخوة التراب.
مشي: المشية: ضرب من المشي. والمشاء، ممدود: [الدواء الذي يسهل] وهو: المشوّ والمشي.. شربت مشوّا ومشياً وشماء، وهو استطلاق البطن، والفعلُ: استمشى إذا شرب المشَّي، والدّواء يمشيه. والمشاءُ، ممدود: فعل الماشية، تقول: إن فلاناً لذو مشاءٍ وماشية. وأمشى فلانٌ: كثرت ماشيته، قال «2» :
وكلُّ فتىً وإن أمشى وأثرى ... ستخلجُه عن الدُّنيا منون
ميش: الميشُ: أن تميش المرأة القطن بيدها إذا زبدته بعد الحلج، تقطِّعه، وتؤلِّفه، قال:
عاذل، قد أولعتِ بالترقيش ... إلي سرا فاطرفي وميشي «3»
__________
(1) الثاني منهما في اللسان والتاج (هزم) من غير نسبة أيضا.
(2) النابغة ديوانه ص 257
(3) رؤبة ديوانه 77، الرواية فيه:
عاذل قد أطعت ...(6/294)
وماش بين القوم ومأش: أفسد. والماشُ: حبٌّ من الغلات معروف.
شأم: الشَّأم: أرض، سمِّيت به لأنها من مشأمة القبلة.. وشأمتُ القوم: يسرتهم. والمشأمةُ من الشُّؤم، ويقال: رجل مشؤوم، وقد شئم.. وشأم فلانٌ أصحابه، إذا أصابهم شؤم من قبله ويقال: طائرٌ أشأمُ، وطيرٌ أشأم. والجميع: الأشائم.. ويقال: جرت لهم طير الأشائم، أي: جرت بالشؤم.
مأش: مأش المطرُّ الأرض إذا سحاها، قال:
وقلتُ يوم المطرِ المئيشِ ... أقاتلي حبُّكِ أم مُعيشي
باب اللّفيف من الشين
ش يء، ء شء، شء و، ش وي
شيأ: الشيءُ واحدُ الأشياء، والعرب لا تضرب أشياء، وينبغي أن يكون مصروفاً، لأنه على حد فيءٍ وأفياء.. واختلف فيه جهل النَّحو، إنما كان أصلُ(6/295)
بناء شيء: شيء بوزن فيعل، ولكنهم اجتمعوا قاطبةً على التَّخفيف، كما اجتمعوا على تخفيف (ميِّت) . وكما خففوا السيئة، كما قال:
والله يعفو عن السَّيئات والزَّللِ «1»
فلما كان الشيء مخففاً وهو اسم الآدميين وغيرهم من الخلق، جُمع [على] فعلاء، فخفِّف جماعته، كما خفف وحداته، ولم يقولوا: أشيئاء، ولكن: أشياء، والمدّةُ الآخرةُ زيادة، كما زيدت في أفعلاء، فذهب الصَّرف لدخول المدةُ في آخرها، وهو مثل مدّة حمراء وأسعداء وعجاساء، وكلُّ اسمٍ آخرهُ مدة زائدة فمرجعه إلى التأنيث، فإنه لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكدةٍ، وهذه المدة خُولٍف بها علامةُ التأنيث وكذلك الياء «2» يخالف العلامة في الحبلى لانعدالها في جِهَتها. وقال قومٌ في (أشياء) : إن العرب لما [اختلفت] «3» في جمع الشيء، فقال بعضهم: أشيئاء وقال بعضهم: أشاوات، وقال بعضهم: أشاوى، ولما لم يجيء على طريقة فيء وأفياء ونحوه، وجاء مختلفاً عُلم أنه قد قلِب عن حدِّه، وترك صرفُه لذلك ألا ترى أنهم لما قالوا أشاوى وأشاوات استبان أنه كان في الشيء واوٌ (والياء مدغمة فيها «4» ) ، فخُفِّفت كما خفّفوا ياء الميّتة والميّت. [وقال الخليل: أشياء: اسمٌ للجميع، كأن أصله: فعلاء شيئاء، فاستقثقلت الهمزتان، فقلبت الهمزة الأولى، إلى أول الكلمة، فجعلت:
__________
(1) لم نهتد إلى تمام البيت، ولا إلى القائل.
(2) يريد: الألف المرسومة ياء.
(3) في الأصول: اجتمعت.
(4) يبدو أن في العبارة قلبا، لأن الواو هي التي تدغم في الياء.(6/296)
لفعاء، كما قلبوا (أنوق) فقالوا: (أينق) . وكما قلبوا: قووس [فقالوا] : قسي «1» ] . والمشيئة: مصدر شاء يشاء.
أشأ: والأشاء: صغار النخل، الواحدة: أشاءة، على فعالة.
شأو: والشَّأو: الغاية شأوتُ القوم، أي: سبقتهم، أشأى شأواً. وشأو الناقةٍ: زمامها، وشأوها: بعرها قال [الشماخ «2» :
إذا طرحا شأواً بأرضٍ هوى له ... مُفرَّضُ أطرافِ الذِّراعين أفلجُ
وأخرجتُ من البئر شأواً من التراب، [أي: زبيلاً] ، وقيل: الشَّأو: الحفر أيضاً. يقال: شأوتُ البئر، وأخرجتُ كذا وكذا مشاةً، والمشآةُ: زبيلٌ أو شيء يخرجُ به ترابُ البِئرِ
شوي: والشيُّ: مصدر شويت، والشِّواءُ: الاسم. وأشويتهم: أطعمتهم شِواءً، وكذلك شويتهم تشويةً.. واشتوينا لحماً في حال الخصوص، وانشوى اللحم.
__________
(1) يبدو أن رأي الخليل سقط من الأصول. فأثبتناه من التهذيب 11/ 440 وهو أشهر من أين يشك فيه.
(2) ديوانه ص 93 في الأصول: الطرماح. والبيت في الديوان من قصيدة روياها جيم مكسورة، وما في التهذيب 11/ 447 واللسان (شأي) : بضم الجيم، كما أثبتناه.(6/297)
والشِّوى: اليدان والرِّجلانِ، [تقول] : رماهُ فأشواه، أي: أصاب اليدين والرِّجلين، وكذلك كل رمية لم تزغ عن الرَّمية. والإشواء: يُوضعُ موضعَ الإبقاء، حتى قيل: تعشَّى فأشوى من عِشائه، أي: أبقى بعضاً. والشَّوى: البقيا. قال «1» :
فإن من القول التي لا شوى لها ... إذا زل عن ظهر اللّسان انفِلاتُها
والشَّوى: الشيء الحقير الهينِّ. وقوله تعالى: نَزَّاعَةً لِلشَّوى «2» ، هي النّار التي تنتزع الأيدي، والأرجلُ: وتبقى الأنفس في الأغلال، لا حيةً، ولا ميِّتةً.. والشَّويُّ: جماعة شاة. وفي لغةٍ شيِّه، قال الضّرير: شياهُ فلانٍ ولا أعرف شيِّه فلانٍ. والشاء يمدُّ إذا حذفت الهاء، ويصيرُ اسماً للجماعة، والواحدة: شاة، وهي في الأصل: شاهة وبيان ذلك: أن تصغيرها: شويهة، والعدد: شياه، فإذا تركوا الهاء مدُّوا الألف: شاء ممدود، ورجل شاويّ: كثير الشاء، قال:
ولستُ بشاويٍّ عليه دَمامةٌ ... إذا ما غدا يغدو بقوسٍ وأسهمٍ «3»
وشي: الشَّيةُ: بياضٌ في لون السَّوادِ، أو سوادُ في لون البياض. وثور موشى
__________
(1) أبو ذؤيب ديوان الهذليين- القسم الأول ص 163.
(2) سورة المعارج 16.
(3) اللسان (شوه) غير منسوب أيضا.(6/298)
القوائم: [فيه سفعة وبياضٌ «1» ] . والحائك واشٍ يشي وشياً، أي: نسجاً وتأليفاً. والنمامُ يشي الكذب، أي: يُؤلفه، وقد وشى فلانٌ بفلانٍ وشايةً، أي: نمَّ به. الوشواش: الخفيفُ من النَّعام، وناقةٌ وشواشةٌ وشوشاةٌ، أي: خفيفة، قال حُميد «2» :
من العيش شوشاةٌ مزاقٌ ترى بها ... ندوباً من الأنساعِ فذَّا وتوأما
والوشوشةُ: كلامٌ في اختلاط، وكذلك التّشويش.
أش: والأش والأشاش: الهشاشُ، وهو الإقبال على الشيء، بنشاط، قال:
كيف يُؤاتيه ولا يؤشُّهُ «3»
شأشأ: [يقال] : شأشأتُ بالحِمار، إذا دعوته إلى الماء والعلف، أو ليقوم حتى يلحق به، أو زجرتهُ ليمضي قلت: شأشأ وتشؤتشؤ، قال أبو الدُّقيش: الصحيح [أنَّ] : شأشأت بالحمار، في الزَّجرِ خاصة.
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 11/ 444.
(2) ديوانه ص 21 برواية: فجاء بشوشاة..
(3) التهذيب 11/ 445، واللسان (أش) ، غير منسوب أيضا.(6/299)
باب الرباعي من الشين
الشين والصاد ش ف ص ل مستعمل
شفصل: الشِّفصلَّى: حمل اللّواء «1» الذي يلتوي على الشَّجر، ويخرج عليه أمثال المسال يتقلَّق عن قطنٍ، وحبٍّ كالسِّمسم.
الشين والسين ش ر س ف مستعمل
شرسف: الشُّرسوفُ: ضلعٌ على طرفها الغُضروف الدقيق.. شاةٌ مشرسفة، أي: بجنبيها بياضٌ قد غشَّى الشَّراسيف والشَّواكل، قال:
شَيْخٌ إذا حُمِّلَ مَكروهةً ... شدَّ الشَّراسيفَ لها والحَزيم «2»
الشين والطاء ط ر ف ش، ط ف ن ش مستعملان
طرفش: الطَّرفشةُ: خفضُ البصر، يقال: طرفش، إذا نظر وكسر عينيه.
__________
(1) في اللسان (شفصل) : اللوي.
(2) اللسان (حزم) مع اختلاف في الرواية، من غير نسبة أيضا.(6/300)
طفنش: الطفنشأ: مقصور: الضعيف من الرِّجال.
الشين والتاء ش ن ت ر، ش ف ت ر مستعملان
شنتر: الشَّنترة: الإصبع بالحميرية، وجمعه: الشَّناتر.
شفتر: الشَّفترة: التَّفرق، كتفرُّقِ الجراد والفراش ونحوه، وقد اشفترَّ الشيء، اشفتراراً والاسم: الشَّفترة، قال طرفة بن العبد البكري «1» :
فترى المرو إذا ما هجَّرت ... عن يديها كالفراشِ المُشفتِرّ
الشين والظاء ش ن ظ ر، ش ن ظ ب مستعملان
شنظر: الشِّنظيرُ: الفاحش الغلقُ من الرِّجال والإبل السَّيِّءُ الخلق
شنظب: الشُّنظُبُ: كل جُرفِ فيه ماء. والشُّنظبُ: موضعٌ في البادية.
__________
(1) ديوانه 55.(6/301)
الشين والذال ش ن ذ ر، ش ب ر ذ، ش ر ذ م مستعملات
شنذيرة «1» : رجلٌ شِنذيرةٌ وشنظِيرةٌ وشنفيرةٌ. إذا كان سيء الخلق.
شبرذ «2» : الشَّبرذاةُ: الناقةُ النّاجيةُ السَّريعة.
شرذم: الشَّرذمةُ: القطعة من السَّفرجلة ونحوها. [والشِّرذمة: الجماعة القليلة، قال تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ «3» وثيابٌ شراذم، أي: أخلاق متقطعة، قال:
جاء الشِّتاء وقميصي أخلاق ... شراذم يضحك مني التَّواق «4»
الشين والراء ش ر ن ف، ش ن ف ر، ش ب ر م، ب ر ش م مستعملات
شرنف: الشرناف: ورقُ الزَّرع إذا طال وكثرُ حتى يخاف فساده فيقطع، فيقال: شرنف الزّرعُ، وهي كلمة يمانية.
__________
(1) الكلمة وترجمتها مما روي عن العين في التهذيب 11/ 451.
(2) الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 193.
(3) سورة الشعراء: 54.
(4) اللسان (شرذم) غير منسوب أيضا.(6/302)
شنفر: الشنفيرة: السيء الخلق، قال:
مثل جلاح أو أبي الجلوفقِ ... شِنفيرة ذي خُلقٍ زبعبقِ «1»
برشم: البرشمة: إدامةُ النّظر. والبرشام: الاسم، والمُبرشمُ: الحادُّ النَّظر، وبرشم الرجلُ: [أدام النَّظر «2» ] .
شبرم: الشُّبرمانُ: نبات، وجماعته: الشُّبرُم، وهو نباتٌ من دقٍّ الشَّجر ويقال: الشُّبُرم: القصير اللئيم
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز.
(2) لم نهتد إلى الراجز.(6/303)
باب الخماسي من الشين
ش م ر ض ض، ش ر ن ب ث، ش م ر د ل مستعملات
شمرضض «1» : الشِّمرضاض: شجرٌ بالجزيرة.
شرنبث: الشَّرنبث: رجل شرنبثُ الكفِّ: غليظها، مع يُبسِ المفاصل.
شمردل: الفتيُّ القوي الجلدُ، وكذلك من الإبل، قال:
مواشكةُ الإيغالِ حرفٌ شمردل «2»
تم حرف الشين بحمد الله ومنه وصلى الله على محمد وآله وسلم.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى القائل.(6/304)
ج 7
حرف الضاد
قال الخليل بن أحمد: [الضّاد مع الصّاد معقومٌ، لم تَدْخُلا معاً في كَلِمةٍ من كلام العَرَبِ إِلاّ في كلمةٍ وضُعِت مثالاً لبعض حسِاب الجُمل، وهي صعفض هكذا تأسيسُها، وبيانُ ذلك أنَّها تُفَسَّر في الحسابِ على أنّ الضادَ ستّون، والعينَ سبعون، والفاء ثمانون والضّاد تسعون، فلما قَبُحَتْ في اللّفظ، حُوِّلت الضّاد الى الصّاد فقيل: صعفص] «1»
الثنائي الصحيح
باب الضاد مع الزاي ض ز يستعمل فقط
ضز: الأضَزّ الذي لا يستطيع ان يُفَرِّجَ بين حَنَكَيْهِ (إِذا تكلَّمَ) «2» وهي من صَلابة الرأسِ فيما يقال، قال رؤبة:
__________
(1) كذا في التهذيب مما نقله الأزهري عن العين وقد آثرناه على ما في الأصول المخطوطة لأنه أدل وأوفى. وهذا هو ما في الأصول: قال الخليل: الضاد والصاد لا يأتلفان في كلمةٍ واحدةٍ أصليّة الحروف، ودليله أنهم أوقعوا حروف الجمل في العواشر فقالوا الصاد ستون والفاء ثمانون والضّاد تسعون، فهذا لفظ صعفض فلما أرادوا أن يتكلموا بها جعلوا بدل الضاد صادا لأنهما لم يجريا على ألسنتهم في كلمة واحدة.
(2) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/5)
دَعْني فقد «3» يُقْرَعُ للأضز ... صكي حجاجي رأسه وبَهْزي
والفعل ضَزَّ يضَزّ ضَزَزاً.
باب الضاد مع الدال ض د يستعمل فقط
ضد: الضِّدُّ «4» كلّ شيءٍ ضادَّ شيئاً ليغلبَه، والسَّواد ضدُّ البياض والموتُ ضِدُّ الحياة، تقول: هذا ضده وضديده، والليل ضد النهار، اذا جاءَ هذا ذَهَبَ ذاكَ، ويجمع على الأضداد. قال اللهُ عَزّ وجلَّ: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا «5» .
باب الضاد مع الراء ض ر، ر ض يستعملان فقط
ضر: الضَّرُّ والضُّرُّ لغتانِ، فاذا جَمَعْتَ بين الضَرِّ والنَّفْعِ فتَحْتَ الضّادَ، وإِذا أفرَدْتَ الضُرَّ ضَمَمْتَ الضاد إِذا لم تجعله مصدراً، كقولك ضَرَرْتُ ضُرّاً، هكذا يستعمله العَرَبُ. وقال الله تعالى: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ «6» .
__________
(3) كذا في التهذيب والديوان ص 63- 64 وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: فلم:
(4) جاء هذا الكلام موجزا إيجازا مخلا في الأصول المخطوطة.
(5) سورة مريم، الآية 32.
(6) سورة يونس، الآية 12.(7/6)
والضَّرَرُ: النُّقصان يدخُلُ في الشيء، تقول: دَخَلَ عليه ضَرَرٌ في ماله. ورجلٌ ضَريرٌ: بيِّنُ الضَّرارة، وقَومٌ أضِرّاء: ذاهبو البَصَر. ورجلٌ ضَريرٌ وامرأةٌ ضَريرةٌ: أضَرَّه المَرَضُ، والضريرُ: المريضُ، والمرأةُ بالهاء. والضَريرُ: اسمٌ للمُضارّةِ أكثر ما يستعمل في الغَيْرة، يقال: ما أشَدَّ ضريرَه عليها، قال رؤبة يصف حمار وحشٍ:
حتى اذا ما لانَ من ضريره «7»
والضَّرورةُ: اسم لمصدر الاضطرار، [تقول: حَمَلتْني الضَّرورة على كذا، وقد اضطُرَّ فلان الى كذا وكذا، بناؤه: افْتُعِلَ فجُعِلتَ التاءُ طاءً، لانّ التّاءَ لم يَحْسُن لفظها مع الضّاد] «8» . والضَرَّتانِ: امرأتانِ لرجلٍ واحد، وتُجمَعُ على ضَرائِرَ. وفلانٌ مُضِرٌ: أي ذو ضَرائر. والمُضِرُّ: الرجل الذي عليه ضَرَّةٌ من مال. والمُضِرُّ: الداني، يقال: مَرَّ فلانٌ فأضَرَّني إِضراراً أي دَنَا منّي دُنُوّاً شديداً. والضَّرَرُ: الزَّمانةُ، ومنه قوله تعالى: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ «9» .
__________
(7) لم نجد الرجز في الديوان وهو غير منسوب في التهذيب واللسان.
(8) ما بين القوسين زيادة من التهذيب عن أصل العين.
(9) سورة النساء، الآية 95.(7/7)
وأضَرَّ الطريقُ بالقَوْمِ: ضاقَ بهم ودَنا منهم. وضِرَّةُ الابِهْام: لَحْمةٌ تحتها. وضِرَّة الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. والضَرَّتانِ: الأَليْتَانِ من جانِبَي المَقْعَد «10» ، وهما شَحْمتان تَهَدَّلانِ من جانِبَيهما «11» .
رض: الرَّضُّ: دَقُّكَ الشيءَ، ورُضاضُه: دُقاقُه. والرَّضْراضُ: حِجارةٌ تَتَرضْرَضُ على وجه الأرض أي [تَتَحرَّكُ] «12» ولا تَثبُتُ، وسُمِّيَت بها لتكسُّرها من غير فِعْل الناسِ بها. والرَّضْراضَةُ: الكثيرة اللَّحْمِ.
باب الضاد مع اللام ض ل، ل ض يستعملان فقط
ضل: ضَلَّ يَضِلُّ اذا ضاعَ، يقال: ضَلَّ يَضِلُّ ويضل «13» .
__________
(10) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: من جانب العظم.
(11) ورد بعد هذا النص في الأصول المخطوطة: قال أبو أحمد: ضره يضره، وأضر به يضر به.
(12) زيادة من التهذيب وهو قول الخليل في العين. في التهذيب 11/ 461 عن العين: حجارة ترضرض.
(13) جاء في اللسان: قال اللحياني: أهل الحجاز يقولون ضللت (بكسر اللام) أضل (بفتح الضاد) ، وأهل نجد يقولون: ضللت أضل (بفتح اللام في الماضي وكسر الضاد في المضارع) .(7/8)
ومن قال: يضل، قال في الأمر اضْلِلْ، ومن قال: يضل، قال في الأمر: اضْلَلْ. وتقول: ضَلَلْتُ مكاني إذا لم تهتَدِ له: وضلَّ اذا جارَ عن القَصْد. وأضَلَّ بعيرَه إذا أُفْلِتَ فذَهَبَ. ويقال من ضَلَلْتُ: أَضِلُّ، ومن ضَلِلْتُ أَضَلُّ، والضَّلالُ والضَّلالة مصدرانِ، وكلُّ شيءٍ نحوهِ من المصادر يجوز إِدخالُ الهاء فيها وإِخراجُها في الشِّعْر، وأما في الكلام فيَقُتْصَرَ ُبه على ما جاءتْ به اللغاتُ. ورجلٌ مُضَلّل أي لا يوفَّق لخير، صاحبُ غَواياتٍ وبَطالاتٍ. وفلان صاحب أَضاليلَ، الواحدةُ أُضلُولةٌ، قال:
قد تَمادَى في أضاليلِ الهَوَى «14»
والضُّلْضِلَةُ: كُلُّ حَجَرٍ [قَدْرَ «15» ما] يُقِلّهُ الرجل، أو فوق ذلك (أملَسَ) «16» يكون في بطون الأودية. وليس في باب المُضاعَف كلمة تُشبِهُها. والضِّليِّلُ على بناء سِكِّير: الذي لا يُقلِعُ عن الضلالة، قال رؤبة:
قُلْتُ لزِيرٍ لم تَصلْهُ مَرْيَمُهُ ... ضِليِّلُ أهْواءِ الصِّبا يندمه «17»
__________
(14) لم نهتد إلى القائل.
(15) زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.
(16) زيادة من التهذيب أيضا
(17) الرجز في الديوان ص 149.(7/9)
وماء ضَلَلٌ: يكون تحت الصَّخْرَةِ لا تُصيبُه الشمس. والضّالَّةُ من الابِل: ما يَبقَى بمَضْيَعَةٍ لا يُعرَفُ رَبُّها، الذكَر والأنثَى فيه سَواءٌ، ويُجمَعُ ضَوالَّ. والتَّضلالُ مصدرٌ كالتَّضليل، والضَّلُّ مثلُه.
لض: اللَّضْلاضُ: الدليلُ، ولَضْلَضَتُهُ: التِفاتهُ وتَحَفُّظُهُ، قال:
وبَلَدٍ يَعْيا على اللَّضلاضِ ... (أيَهْمَ َمُغْبَرِّ الفِجاجِ فاضي) «18»
باب الضاد مع النون ض ن، ن ض مستعملان
ضن: الضِّنُّ والضِّنَّةُ والمَضَنِةُ، كلُّ ذلك من الإِمساكِ والبُخْل، تقول: رجلٌ ضَنينٌ. وقوله تعالى وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ «19» ، أي بمكتوم لِما أُوحيَ إِليه من القرآن. وقرأَتْ عائشة: بظَنينٍ، أي بمُتَّهم. وثوَبْ ٌمَضَنَّةُ. وعِلْقٌ مَضِنَّةٌ أي [هو شيء نفيس] «20»
__________
(18) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب، وقد ورد البيت الأول منه فقط في الأصول المخطوطة.
(19) سورة التكوير، الآية 24.
(20) زيادة من التهذيب عن الأصل وهو كتاب العين.(7/10)
يُضَنَّ به [ويُتَنافَس فيه] «21» . وهذا ضِنِّي من بينِ إخواني (أي أختصُّ به وأضِنُّ بمَوَدَّته) «22» .
وفي الحديث: ولا تَضْطَنّي منّي
أي لا تَتَخَلَّيْ بانبساطكِ، وهو تَفْتَعَلي مِنَ الضِّنّ.
نض: نَضيضٌ من الماءِ أي نَضٌّ قليل، كأنَّما يخرُجُ من حَجرٍ، وتقول: نَضَّ الماءُ ينِضُّ. وفلانٌ يَسْتَنِضُّ معروفَ فلانٍ أي يَستَديمُه وينالُ منهُ، قال رؤبة:
إِنْ كانَ خيرٌ منكِ مُستَنَضّا ... فَاقْنَي فشَرُّ القَول ما أمَضَّا «23»
وأصابَني نَضٌّ من أمرِه أي مَكروهٌ. والنَّضْنَضَةُ: صَوْتُ الحَيّةِ، ونحوُه من تحريك الحَنكَيْنِ. وحَيَّةٌ نَضناضٌ، اذا أخرَجَتْ لسانَها تحرِّكُه. ويقال: النَّضُّ الدِّرْهَم الصامتُ. وتقول: هذا نُضاضةُ وَلَدِ أَبَوَيهِ، ونُضاضَة الماءِ وغيره أي آخره وبقيته.
__________
(21) زيادة من التهذيب عن الأصل.
(22) ورد في الأصول المخطوطة: شبه الاختصاص أي تكرم عليه فيضن به.
(23) الرجز في الديوان ص 80 وروايته في التهذيب:
....... ... فاقني فشر القول ما أنضا(7/11)
باب الضاد مع الفاء ض ف، ف ض مستعملان
ضف: الضَّفَةُ والضِّفَةُ، لغتانِ،: جانِبا النَّهر، تَقَعُ عليهما النبائت، وتجمَع ضَفّاتٍ وضِفافاً. والضَّفَفُ: العَجَلة في الأمر، وتقول: لقيته على ضَفَفٍ أي على عَجَلةٍ، قال:
وليس في رَأْيِهِ وَهْنٌ ولا ضَفَفُ «24»
وماءٌ مَضْفُوفٌ أي مُزْدَحَمٌ عليه. ورجلٌ مَضْفُوف في ماله بمعناه. ودخَلْتُ في ضَفّةِ الناسِ أي جماعتهم. ويقال: الضَّفَفُ كَثرةُ الأيدي على الطَعام.
وفي الحديث:.... كان يَشْبَعُ على ضَفَفٍ «25» .
وناقةْ ضَفوفٌ كثيرة اللَّبَنِ. وعين «26» ضَفوف: [كثيرة الماء] «27» .
__________
(24) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(25) وجاء في التهذيب 11/ 471: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف.
(26) كذا في التهذيب وأما في ط فقد ورد: عنز.
(27) زيادة من التهذيب نقلا عن العين.(7/12)
فض: الفّضُّ: تفريقُك (حَلْقَةً من الناس) «28» بعدَ اجتِماع، وتقول: فَضَضْتُهم فانفَضُّوا اي فرَّقْتُهم فتَفَرَّقوا، قال:
اذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم ... ونجمعهم اذا كانوا بَدادِ «29»
وفَضَضْتُ الخاتَم من الكتاب: كَسَرْتُه، ومنه يقال: لا يَفضُض اللهُ فاكَ. ويقال: لا يُفضِ اللهُ، من أفضَيْتُ والافضاءُ: سُقوط الثَّنايا من تَحْتٍ ومن فَوقٍ. والفَضُّ: كَسْرُ الأسنان «30» . والفَضْفَضَةُ: سَعَة الثَّوْبِ، ودِرْعٌ فَضْفاضة [واسعة] «31» وسحابة فَضفاضة: [كثيرة الماء] «32» . والفَضيضُ: ماءٌ عذبٌ تُصيبُه ساعة (يخرُجُ) «33» ، وتقول: افتَضَضْتُه أي كنت أوّلُ من أخَذَ منه كما يفتَضُّ الرجلٌ المرأةَ. وفَضَاضٌ: اسمُ رجلٍ. والفِضَّةُ وتجمع على فضض.
__________
(28) زيادة من التهذيب.
(29) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(30) هذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة ففيها: كثر الإنسان.
(31) زيادة من التهذيب نقلا عن العين.
(32) زيادة من التهذيب نقلا عن العين.
(33) زيادة من التهذيب، والذي جاء في الأصول المخطوطة: ساعتئذ.(7/13)
باب الضاد مع الباء ض ب، ب ض
ضب: الضَّبُّ يُكْنَى أبا حِسْل. والعَرَبُ تقول: الضَّبُّ قاضي الطيرِ والبَهائِم، وإِنَّما اجتَمعَت اليه أوّلَ ما خَلَقَ [الله] الانسانَ فوصفوه له، فقال الضَّبُّ: تَصفُونَ خَلْقاً يُنْزِلُ الطيْرَ من السَّماء ويُخْرِجُ الحُوتَ من الماء، فمن كان ذا جناح فليطر، ومن كان ذا حافرٍ فليَحْفُرْ. والضَبَّةُ: حديدةٌ يُضَبَّبُ بها الخَشَب، [والجميع الضِّباب] «34» . والضَّبُّ: الغِلُّ في القلبِ، وهو يُضِبُّ إِضباباً من العَداوة، قال:
وفي صَدره ضَبٌ من الغِلِّ كامِنٌ «35»
والتَضَبُّبُ: السِّمَنُ حين يُقبِلُ. والضَّيبةُ: سَمْنٌ ورُبٌ يُجْعَلُ للصَّبيِّ، وتقول: ضيبوا لصبيكم. وأَضَبَ القومُ: تَكَلَّمُوا، [وأضَبّوا اذا سَكَتوا، وزَعَمَ أنَّه من الأضداد] «36» . وأضَبَّ على الشيء: أشرف عليه.
__________
(34) زيادة من التهذيب مما أخذه من كتاب العين منسوبا إلى الليث.
(35) لم نهتد إلى القائل.
(36) زيادة من التهذيب عن العين.(7/14)
والضَّبُّ: داءٌ يأخُذُ في الشَّفَة فَتَرِمُ. والضَّبُّ والضُّبُوبُ: سَيَلان الدَّمِ من الشِّفاهِ. وأَضَبَّتِ السَّماءُ: من الضَّبابِ، وهو الذي يبدو كالغُبارِ يغْشَى الأرض بالغَدَواتِ، وسَماءٌ مُضِبَّةٌ، وأضَبَّ يومُنا يُضِبُّ. وامرأةٌ ضِبْضِبٌ، ورجلٌ ضُباضِبٌ: فَحّاشٌ جَريءٌ. (ورجل ضُباضِبٌ أيضاً أي قصير سَمينٌ مع غِلَظٍ) «37» .
(وفي الحديث: إِنَّما بَقِيَتْ من الدنيا ضُبابَةٌ كضُبابة الإناء
يعني في القِلَّةِ وسُرْعة الذَّهاب.
بض: امرأةٌ بَضَّةٌ تارَّةٌ، مُكْتَنِزة اللَّحْم في نَصاعةِ لَونٍ. وبَشَرَةٌ بَضَّةٌ بَضيضةٌ، وامرأة بَضَّةٌ بَضاضٌ، قال رؤبة:
لو كانَ خَرْزاً في الكُلَى ما بَضَّا «38»
وقال:
كلُّ رَداحٍ بَضَّةٍ بضباض «39»
__________
(37) زيادة من التهذيب أيضا، وقد علق الأزهري فقال: قلت: الذي جاء في الحديث:
إِنَّما بَقِيَتْ من الدنيا صبابة كصبابة الإناء، بالصاد.
هكذا رواه أبو عبيد وغيره. نقول: لعل ذلك داخل في باب الإبدال فكثيرا ما يتعاقب الصاد والضاد.
(38) الرجز في الديوان ص 79.
(39) لم نهتد إلى الراجز.(7/15)
وبَضَّ الحَجَرُ اذا خَرَجَ منه الماءُ، وما خَرَجَ منه بُضاضَتُهُ «40» . [وبِئْرٌ بَضُوضٌ: يجيءُ ماؤها قليلاً قليلاً] «41» . والبَضْباض: قالوا: الكَمْأَةُ وليستْ بمَحضَةٍ) «42» .
باب الضاد مع الميم ض م، م ض مستعملان
ضم: الضَمُّ: ضمك الشيء إلى الشيء، وضامَمْتُ فلاناً أي قُمتُ معه في أمرٍ واحد. والضِّمامُ: كلُّ شيءٍ يُضَمُّ به شيءٌ الى شيءٍ. والإضمامةُ: الجماعة من الناس، ليس أصلُهم واحداً ولكنهم لفيف، وتُجمَع على أَضاميم، قال:
والحُقْبُ تَرفَضُّ منهُنَّ الأضاميمُ «43»
والضُّماضِمُ: الأسَدُ، والضِّمامُ أيضا «44» ، وضمضمته: صوته.
__________
(40) ما بين القوسين من س ولم نجدها في ص وط.
(41) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(42) زيادة من التهذيب أيضا.
(43) عجز بيت (لذي الرمة) ، والبيت في الديوان ص 589.
وبات يلهف مما قد أصيب به ... والحقب ...
(44) لم نجد أن الضمام من أسماء الأسد، ولعله من باب التشبيه ب الداهية.(7/16)
وقيل: إِضمامةٌ من الكتب أي المضمومُ بعضها الى بعض. والضِّمُّ والضِّمامُ: الداهية الشديدة. وضَمْضَم: اسمُ رجلٍ. والاضْطِمامُ: الضَمُّ، والرجلُ اذا ضَمَّ شيئاً الى شيءٍ فقد اضْطَمَّه، قال:
مَخْبُوءةٌ تَفْضَحُها الدَّمامَهْ ... في نَفسِ من يَضْطَمُّها النَّدامَهْ «45»
مض: المَضْمَضَةُ: تَحريكُ الماءِ في الفَمِ. وكُحْلٌ يَمُضُّ العَيْنَ، ومَضيضُه: حُرْقَتُه، (وأنشد:
قد ذاقَ أكحالاً من المَضاض «46»
وأَمَضَّني الأمرُ أي بَلَغَ منّي المَشَقّةُ ومَضِضت منه، (وقال رؤبة:
فَاقْنَي فشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضَّا) «47»
وكذلك الهَمُّ: يُمِضُّ القَلْبَ أي يٌحرِقُه. [والمِضماض: النوم. يقال: ما مَضْمَضَت عَيني بنومٍ أي ما نامَتْ، قال رؤبة:
__________
(45) لم نهتد إلى الراجز.
(46) الرجز في التهذيب واللسان من غير نسبة.
(47) سبق الاستشهاد بهذا الرجز في نضض، وانظر الديوان ص 80.(7/17)
من يَتَسَخَّطْ فالإلهُ راضي ... عنكَ ومَن لم يَرْضَ في مِضماضِ «48»
أي في حُرْقةٍ] «49» . وأَمَضَنَّي السَّوْطُ، وأمَضَنَّي الجُرْحُ، وقد يقول النحويّون: مَضَّني الجُرْحُ، وما كان في الجَسَد وسائِرِه بألِفٍ. ومُضاض: اسمُ ابنِ عمرو الجُرْهُميِّ. والمَضُّ: مَضيضُ الماءِ كما تَمتَصُّه (بفَمِكَ) «50» ، ويقال: لا تَمِضَّ مَضيضَ العَنْز، يصفُ الشرابَ اذا شُرِبَ.
وفي الحديث: ولهم كَلْبٌ يَتَمَضْمَضُ عَراقيبَ الناس «51» ،
أي يَمُضُّ) «52» . (والمِضُّ: أن يقول الانسان بطرف لسانه شِبْهَ لا وهو هيج بالفارسية، وأنشد:
سألتُها الوَصْلَ فقالتْ مِضِّ ... وحَرَّكَتْ لي رأسَها بالنعض) «53»
__________
(48) الرجز في التهذيب وانظر الديوان ص 82.
(49) ما بين القوسين كله من التهذيب من أصل كتاب العين.
(50) انفردت س بذكر هذه التكملة.
(51) انظر النهاية لابن الأثير 4/ 68، والرواية فيه: يتمضمض.
(52) ما بين القوسين من التهذيب.
(53) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/18)
الثلاثي الصحيح
باب الضاد والسين والراء معهما ض ر س يستعمل فقط
ضرس: الضِّرْسُ: يُذَكَّر، فاذا قُلتَ: رَحَى أَنَّثْتَ. والضَّرْسُ: العَضُّ الشديد بالضِّرْسِ من ضَرَّسَتْه الحرب. والضَّرَسُ: ذَهابُ حِدَّةِ الأسنان من حُمُوضة. والضَّرْسُ: ما خَشُنً من الآكام والأخاشِب، ويُجْمَع على ضُرْوس. وبِئْرٌ مَضْروسةٌ: تُطْوَى بضُروسٍ عظامٍ من الحِجارة مُحَرَّفةِ النَّواحي. وناقةٌ ضَرُوسٌ: تَعَضُّ حالبَها. والتَّضريس: تحزيز ونَبْرٌ في ياقوتةٍ أو لُؤلؤةٍ أو خَشَبة. وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ: ليس بأملسَ. والضَّروسُ من الإِبِل: التي تَقري جِرَّتَها أي تجمعُها في شِدْقَيِها. والضُّروس: الأمطار المتفرِّقة، واحدها ضِرْسٌ. وجريرٌ مُضَرَّسٌ بالعَقْبِ اذا لُوِيَ عليه «54» .
__________
(54) جاء في اللسان: والضرس أن يلوى على الجرير قد أو وتر.(7/19)
باب الضاد والزاي والراء معهما ض ر ز يستعمل فقط
ضرز: الضَّرِزُ: ما صَلُبَ من الصُّخُور. والضَّرِز: الرجلُ المُتَشدِّدُ، الشّحيحُ.
باب الضاد والزاي والنون معهما ض ز ن يستعمل فقط
ضزن: الضَّيْزَنُ: النَّخَاسُ. ويقال للرجل اذا زاحَمَ أباه في امرأته. وجاريةٌ ضَيْزَنٌ، قال أوس بن حجر:
والفارسيَّةُ فيكُمْ غيرُ مُنْكَرةٍ ... فكُلُّكُمْ لأبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ «55»
شَبَّهَهُم بالمَجوسِ يتزوّج الرجل منهم امرأة أبيه، وامرأةَ ابنه.
باب الضاد والزاي والفاء معهما ض ف ز يستعمل فقط
ضفز: ضَفَزتُ البَعيرَ ضَفْزاً: لَقَّمْتُه لُقَماً عِظاماً فاضْطَفَزَ. وكلُّ لقمة ضفيزة.
__________
(55) البيت في الديوان ص 75 وروايته:
والفارسية فيهم...... ... فكلهم......(7/20)
وضَفَزْتُ اللجِّامَ على الفَرَس، وضَفَزْتُه لِجامَه: أَدْخَلْتُه في فيِهِ.
باب الضاد والزاي والباء معهما ض ب ز يستعمل فقط
ضبز: الضَّبْز: شِبْهُ «56» اللَّحْظ، وهو النَّظَر من جانب العين. [والضَّبْزُ: الشديد المُحتال من الذِّئاب، وأنشدَ:
وتَسرِقُ مالَ جارِكَ باحتيال ... كَحَوْلِ ذُؤالةٍ شَرِسٍ ضَبيز] «57»
باب الضاد والزاي والميم معهما ض م ز يستعمل فقط
ضمز: الضَّمْزُ من الإكام، الواحدةُ ضَمْزةٌ، وهي أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، (وقال:
مُوفٍ بها على الإكامِ الضُّمَّزِ) «58»
والضّامِزُ: السّاكِتُ. وضَمَزَ البعيرُ يضمُزُ ضُمُوزاً أي لا يَجْتَرُّ. وناقةٌ ضَموزٌ وضامِزٌ أي لا يُسْمَعُ لها رُغاءٌ.
__________
(56) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: شدة.
(57) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة، وما بين القوسين زيادة من التهذيب.
(58) الرجز في التهذيب واللسان من غير نسبة.(7/21)
باب الضاد والطاء والراء معهما ض ر ط، ض ط ر يستعملان فقط
ضرط: الضُّراطِ معروف، وقد ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرطاً. ورجلٌ ضَرِطٌ، من الضُّراط، نَعْتٌ له، والضَّرْطُ المصدرُ له، والضُّراطُ الاسْمُ
. ضطر: الضَّيْطَرُ: اللئَّيمُ، قال:
صاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لذاكَ الضَّيْطَرِ ... الأعفك الأحدل ثم الأعسر «59»
وكذلك الضَّيْطار. والضَّوْطَرُ: العظيمُ «60» .
باب الضاد والطاء والفاء معهما ض ف ط يستعمل فقط
ضفط: الضَفَاطةُ: ضَعْفُ الرأي والعقل، ورجلٌ ضفيط.
__________
(59) المصراع الأول في التهذيب واللسان غير منسوب. وفي الأصول المخطوطة: الأجدل.
(60) أورد الأزهري في التهذيب بعد الضاد والطاء والراء ترجمة لمادة هي الضاد والطاء والنون (ضطن) التي أهملها الخليل فلم يدرجها في العين، وكأن الأزهري أدرجها في كتابه ليفتعل ردا على الخليل فقال: قال الليث: الضيطن والضيطان الرجل الذي يحرك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة اللحم. ثم عقب على ذلك القول الذي لم يرد في العين فقال: قلت هذا حرف مريب......(7/22)
والضَّفاطَةُ: الدُّفُّ عن ابن سيرين، [قال] «61» : اين ضَفاطَتُكُم؟ أي أين دُفُّكُم «62» ؟ [والضَّفّاط: الذي قد ضَفَطَ بسَلْحِه، ورَمَى به] «63» .
باب الضاد والطاء والباء معهما ض ب ط يستعمل فقط
ضبط: الضَّبْطُ: لزوم شيءٍ [لا يفارقه] «64» في كلِّ شيءٍ. ورجل ضابط: شديد البَطش والقُوَّة والجسم. ورجل أضْبَطُ، أي أَعَسَرُ يَسَرٌ، يعَملُ بيَدَيْهِ معاً، وامرأةٌ ضَبْطاء.
باب الضاد والدال والنون معهما ن ض د يستعمل فقط
نضد: نَضَدْتُ الشيءَ بعضَه الى بَعْضٍ أو فوقَ بَعْضٍ، والنَّضَد الاسْمُ، وهو من حُرِّ مَتاع البيت، يُنَضَّدُ بعضُه فوق بعض. والموضع الذي يُنَضَّدُ عليه: نَضَدٌ أيضاً كما قال النابغة:
__________
(61) زيادة يقتضيها السياق.
(62) جاء في التهذيب 11/ 492: وروي عن ابن سيرين أنه شهد نكاحا فقال: أين ضفاطتكم؟ فسروه أنه الدف ... سمي ضفاطة لأنه لعب ولهو.
(63) زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.
(64) زيادة من التهذيب من أصل كتاب العين.(7/23)
خَلَّتْ سَبيلَ أتِيٍّ كان يحبسه ... ورفعته الى السجفين فالنَّضَدِ «65»
وأَنْضادُ الجِبالِ: جَنادِلُ بعضها فوق بعضٍ، وبلِزْقِ بعضٍ، الواحدُ نَضَدٌ. وأنضادُ القوم: جَماعتُهم وكَثْرَتُهم.
باب الضاد والدال والميم معهما ض م د، م ض د يستعملان فقط
ضمد: ضَمَدْتُ رأسَه بالضِّماد: وهو خِرْقةٌ تُلَفُّ على الرأس «66» عند الادِّهانِ [والغَسْلِ ونحو ذلك] «67» . وقد يُوضَع على الرأس من قِبَل الصداع يضمد به. والضَّمَدُ: حِقْدٌ مُتَضَمِّدٌ في القلب أي ثابتٌ. ويقال: الضَّمَدُ الغَيْظ، وضَمِدَ عليه أي اغتاظ، قال النابغة:
تنهى الظلوم ولا تقعد على ضَمَدٍ «68»
مضد: المَضْد: لغة في الضَّمْد، في بابه، يمانيةٌ، من المقلوب.
__________
(65) البيت في الديوان (ط مصر) ص 26 وفي التهذيب.
(66) كذا في التهذيب عن العين فيما نسبه الأزهري إلى الليث، وأما في الأصول المخطوطة ففيها: تلف على رأس أو شيء ...
(67) زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.
(68) عجز بيت وصدره كما في الديوان (ط. مصر) ص 29:
ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً......(7/24)
باب الضاد والتاء والنون معهما ن ت ض يستعمل فقط
نتض: نَتَضَ الجِلْدُ نُتُوضاً اذا خَرَجَ عليه داءٌ فأثارَ القُوَباءَ ثم انتشر أطباقاً بعضَها فوق بعضٍ، وهي قُشُورٌ كُلَّما قُشِرَ جِلْدٌ بدا جلْدٌ آخَرُ. وأَنتَضَ العُرْجُونُ من الكَرْبَةِ، وهو يَنْتِضُ عن نفسه كما تَنْتِضُ الكَمْأةُ «69» .
باب الضاد والثاء والباء معهما ض ب ث يستعمل فقط
ضبث: الضَّبْثُ: قَبْضُكَ بكفِّكَ على الشيء. وناقةٌ ضَبُوثٌ أي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزالِها حتى تُضْبَثَ باليَدِ، أي تُجَسَّ.
باب الضاد والثاء والميم معهما ض ث م يستعمل فقط
ضثم: الضَّيْثَمُ اسم من أسماء الأسَد، [فَيْعَل من ضَثَم] «70» .
__________
(69) وردت ترجمة هذه المادةفي التهذيب على النحو الآتي: نتض المحار [وهو تصحيف، وصوابه: الحمار كما في اللسان] نتوضا إذا خرج به داءٌ فأثارَ القُوَباءَ ثم تقشر طرانق بعضها من بعض وأنتض العرجون وهو شيء طويل من الكمأة ينقشر أعاليه، وهو يَنْتِضُ عن نفسه كما تنتض الكمأة الكمأة، والسن السن إذا خرجت فرفعتها عن نفسها.
(70) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين:(7/25)
باب الضاد والراء والنون معهما ن ض ر، ر ض ن يستعملان فقط
نضر: نَضَرَ الوَرَقُ والشَّجَرُ والوَجْهُ يَنضُرُ نُضُوراً ونُضُرة ونَضارةً فهو ناضِرٌ: حَسَنٌ. [وقد نَضَره] «71» اللهُ وأنضَرَه. والنُّضارُ: الخالصُ من جوهر التبر والخشب، [وجمعه أنْضُر] «72» . ويقال: قَدَحٌ نُضارٌ، يُتَّخَذُ من أَثْلٍ وَرْسِيّ اللَّونِ يكون بالغَورِ. وذَهَبٌ نُضارٌ، صار هنا نَعْتاً. والنَّضْرُ «73» : الذَّهَبُ، [وجمعه أَنْضُر، وأنشد:
كناحِلةٍ من زَيْنِها حَلْيَ أنْضُرٍ ... بغيرِ نَدى من لا يُبالي اعتطالها] «74»
وجاريةٌ غَضّة نَضيرةٌ، وغُلامٌ غضّ نَضيرٌ. وقد أَنْضَرَ الشّجَرُ اذا اخضَرَّ «75» وَرَقُه، ورُبَّما صار النَّضرْ نَعْتاً، تقول شَيْءٌ نَضْرٌ ونَضيرٌ [وناضر] «76» .
__________
(71) زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.
(72) زيادة من التهذيب أيضا.
(73) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: والنضير الذهب. وقد جاء في اللسان النضر والنضير الذهب مثل النضار.
(74) البيت في التهذيب واللسان من غير نسبة. وما هو محصور بين القوسين فمن التهذيب مما أخذه الأزهري من كتاب العين.
(75) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: أنضر.
(76) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/26)
وتقول للأَخْضَر: ناضِرٌ كما تقول للابيض: ناصعٌ، تريد خُلُوصَ اللونِ وصَفاءه. ويقال: نَضَّرَ اللهُ وَجْهَه فنَضُر نَضارةً، وهكذا كلام العرب، وبعضهم يقول: فَنَضِرَ، وبعضهم يقول: فنَضَرَ، كُلُّهُ من كلام العرب، إلاّ أن أحبَّها اليهم: فنَضُرَ نَضارةً. ومن قال: نَضَرَ، قال: يَنْضُرُ وجهُهُ فهو ناضِرٌ، من فِعْلِه، قال اللهُ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ «77» ، ووجهه منضور، من فِعْل اللهِ.
رضن: المَرْضُونُ شِبْهُ المَنْضُودِ من حِجارةٍ ونحوِها، يُضَمُّ بعضها إلى بعض. قال الضرير: المَنْضُود المُتقارِبُ في الوضع لأنّ بعضه على بعض، والمرضُونُ والمَوْضُوم والمَبسُوط (دونه) «78» .
باب الضاد والراء والفاء معهما ض ف ر، ر ض ف، ف ر ض، ر ف ض مستعملات
ضفر: الضَّفْرُ: حِقْفٌ من الرَّمْلِ طويلٌ عريضٌ، وقد يُثَقَّل، قال العجّاج:
عَوانِكٌ من ضفر مأطور «79»
__________
(77) سورة القيامة، الآية 22.
(78) زيادة من س.
(79) الرجز في التهذيب والديوان ص 225.(7/27)
والضَّفْرُ: نَسْجُكَ الشَّعْرَ بعضه في بعضٍ. والضَّفير: خُصْلةٌ من الشَّعْر منسُوجَةٌ على حِدُتِها، وضَفيرةٌ بالهاء.
رضف: الرضْفُ: حِجارةٌ على وجهِ الأرض قد حَمِيَت. وشِواءٌ مَرْضُوفٌ: يُشْوَى على تلك الحِجارة. وحَمَلٌ مرضُوفٌ: تُلقَى تلك الحجارةُ المُسَخَّنة «80» في جَوْفِه حتى ينشَوِيَ. والرَّضْفَةُ: سِمَةٌ تُكْوَى برَضْفةٍ من حجارةٍ حيثُما كانت. والرَّضْفُ، مجزوم، عِظامٌ «81» في الرُّكْبَةِ، كالأصَابعِ المضمُومةِ قد أخَذَ بعضُها في بعض، الواحدة بالهاء، ومنهم من يُثَقِّل فيقول: رضفة.
فرض: الفَرْضُ: جُنْدٌ يفترضون، ويُجمَعُ فُرُوضاً. والفَرْضُ: ما أعطَيْتَ من غير قَرْض، قال:
ألا ليسَ فتَى الفِتْيا ... نِ بالرَّحْضِ ولا البَضِّ
ولكن مُبْتَنَى العُرْفِ ... بفَرْضٍ كانَ أو قرض «82»
__________
(80) جاء في التهذيب: والحمل المرضوف تلقى تلك الحجارة إذا احمرت في جوفه حتى......
(81) جاء في التهذيب: جرم (كذا) عظام..... وهو من أوهام المحققين فقد حسبوا كلمة جزم ويراد بها إسكان الضاد جرما.
(82) لم نهتد إلى القائل.(7/28)
والفَرْضُ: التُّرْسُ. والفَرْضُ: الإيجابُ، تَفرِضُ على نفسِكَ فَرْضاً، والفَريضةُ الاسمُ. والفَرْضُ: الحَزُّ للفُرْضَة في سِيَةِ القَوْسِ والخَشبَة. والفارِضُ في قوله تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ «83» أي لا مُسِنَّة. ولِحْيَةٌ فارضةٌ أي ضَخْمةٌ. وفَرائضُ اللهِ: حدوده. والفُرْضةُ: ما يشرب الماء من النَّهْر «84» . ومَرْفَأ السفينة حيثُ يُرْكب، ويُجْمَع على فُرَضٍ وفِراضٍ.
رفض: الرَّفْضُ: تَرْكُكَ الشيءَ والرَّفَضُ: الشيء المُتَحرِّك المُتَفَرِّقَ، ويجمع على أرفاضٍ كأرفاضِ القَوم في السَّفَر. وارفاضُ الشيء حيث يجمعُه الرِّيحُ في مواضِعَ وتُفَرِّقُه. وارْفَضَّ الدَّمْعُ: سالَ ارفِضاضاً. والرَّوافِضُ: جُنْدٌ تَرَكوا قائدهم وانصَرَفوا، كُلُّ طائفةٍ منها رافِضة، وهم قوم أيضاً لهم رَأْيٌ وجِدال يُسَمَّوْنَ الرَّوافِضَ، والنِّسبة إِليهم رافضِيٌّ.
__________
(83) تكملة الآية لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ الآية 3 من سورة البقرة. قال الفراء: الفارض الهرمة والبكر الشابةانظر التهذيب.
(84) جاء في التهذيب: وقال الأصمعي: الفرضة المشرعة.(7/29)
وتَرَفَّضَ في معنى ارفَضَّ. قال:
حتى تَرَفَّضَ بالأكُفِّ خِطامُها «85»
ورَفَّضْتُه تَرفيضاً ومَرافِضُ الأرضِ: مَساقِطُها من نَواحي الجبال، واحدها مَرْفَض. والرِّفاض: الطُّرُقُ المُتَفَرَّقةُ أخاديدُها «86» ، قال:
بالعِيسِ فوقَ الشَّرَكِ الرِّفاض «87»
باب الضاد والراء والباء معهما ض ر ب، ر ض ب، ب ر ض، ر ب ض، ض ب ر مستعملات
ضرب: الضَّرْبُ يقَع على جميع الأعمال، ضَرْب في التجارةِ، وفي الأرض، وفي سبيل اللهِ، يصِفُ ذَهابَهم وأَخْذَهم فيه. وضَرَبَ يَدَه الى كذا، وضَرَبَ فلانٌ على يَدِ فلانٍ: حَبَسَ عليه أمراً أَخَذَ فيه وأراده، ومعناه: حَجَرَ عليه. والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ الأرضِ، الطّالباتُ الرِّزقِ. وضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَباته أي كان كذا وكذا.
__________
(85) لم نهتد إلى القائل.
(86) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: والطريق الرفاض المتفرقة أخاديده (كذا) .
(87) الرجز في التهذيب وهو (لرؤبة) ، وانظر الديوان ص 82.(7/30)
وضَرَبَتِ المَخاضُ اذا شالَتْ بأذنابها ثم ضَرَبت بها فُروجَها ومَشَتْ فهي ضَوارِبُ. والفحل من الإبل يضرب الشَّوْلَ ضِراباً، وصاحبُها أَضْرَبَها الفَحْلَ. وأضْرَبَ الرِّيحُ والبَرْدَ النَّباتَ إِضراباً هكذا تقول العَرَبُ. وضَرِبَ النَّباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إذا أضّر به البردُ. وأضْرَبَتِ السَّمائِمُ الماءَ اذا أَنْشَفَتْه حتى تُسقِيَه الأرض «88» . وأَضْرَبَ فلانٌ عن كذا أي كَفَّ وأنشد:
أصَبْحتُ عن طَلَب المعيشةِ مُضرِباً ... لما وَثِقْتُ بأن مالَكَ مالي] «89»
ورجلٌ مِضْرَبٌ: شديدُ الضَّرْب. وضريبُ «90» القِداحِ: هو المُوَكَّل بها. والضَّرْبُ: النَّحْوُ والصِّنْفُ، يقال: هذا ضَرْبُ ذاكَ وضَريبُ ذاك أي مثله، قال:
وما رأينا في الأنامِ ضَرْبا ... ضَرْبَكَ إِلاّ حاتِماً وكعبا «91»
__________
(88) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: وأضربت السماء الماء حتى أنشفته الأرض.
(89) زيادة من التهذيب مما نسبه الأزهري إلى الليث، والبيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(90) كذا في اللسان وكذلك ضارب، ومثله في ص وط وأما في س ففيه: ضارب.
(91) لم نهتد إلى القائل.(7/31)
والضَّرَبُ: العَسَلُ الخالِصُ. والضَّرْبُ: الرجلُ الخفيفُ اللَّحْم، ليس بجَسيمٍ، قالَ طَرَفةُ:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحية المتوقد «92»
والاضطِرابُ: تَضَرّبُ الوَلَدِ في البَطْن. ويقال: اضْطَرَبَ الحَبْلُ بينَ القَوْمِ اذا اختَلَفَتْ كَلِمتُهم. ورجلٌ مُضطربُ الخَلْق: طويلٌ، غير شديد الأسْرِ «93» . والضَريبُ: الصَّقيعُ. والضَّريبُ: النَّظيرُ، والضَّريب: المَضروبُ. والضَّريبُ من اللَّبَن اذا خُلِطَ المَخْضُ بالحَقين. والضَّريبُ: الشَّهْدُ. والضَّريب: البَطينُ من النّاس وغيرهم. والضَّريبةُ: الطَّبيعةُ، يقال: إِنّه لكريمُ الضَّرائبِ. والضَّريبةُ: غَلَّةٌ تُضْرَبُ على العَبْد. والضَّريبةُ: كلُّ شيءٍ ضَرَبتَه بسيفِكَ من حَيٍّ أو مَيِّتٍ، [وأنشد لجرير:
__________
(92) البيت في اللسان وفي مطولة (طرفة) الدالية في كل طبعات الديوان.
(93) كذا في التهذيب مما نقله الأزهري من العين وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: واضطرب خلق الرجل: طوله ورخو مفاصله.(7/32)
واذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعتَها ... فمضَيتَ لا كَزِماً ولا مَبْهورا] «94»
والضَّريبةُ: مَضْرِبُ السَّيْف. والضَّريبة: الصُّوفُ يُضْرَبُ بالمِطرَق. (والمُضْرِب: المُقيم في البيت، يقال: أضْرَبَ فلانٌ في بيته، أي أقامَ فيه. ويقال: أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ فهو مُضْرِب اذا نضِجَ وآن له أن يُضْرَبَ بالعَصَا ويُنْفَضَ عنه رَمادُه وترابُه، قال ذو الرمة يصف خُبْزَةً:
ومَضرُوبةٍ في غير ذنْبٍ بَريئةٍ ... كَسَرتُ لأصحابي على عَجَل كَسْرا) «95»
[والضّارِبُ: السابحُ في الماء، وقال ذو الرمُةِ:
كأنني ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَجِبُ] «96»
[والضَّرائبُ: ضَرائب الأَرَضِينَ في وَظائفِ الخراج عليها] «97» .
__________
(94) زيادة من التهذيب والبيت في الديوان ص 291.
(95) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسبه الأزهري إلى الليث، والبيت في الديوان ص 771.
(96) ما بين القوسين زيادة من التهذيب كذلك، والشطر عجز بيت في الديوان ص 7 وروايته:
ليالي اللهو تطبيني فأتبعه ... كأنني ضارِبٌ في غَمْرةٍ لعب
(97) ما بين القوسين زيادة من التهذيب أيضا وهو مما أخذ الأزهري من العين.(7/33)
(والضاربُ: الوادي الكثير الشَّجَر، يقال: عليك بذلك الضارب فانزِلْهُ، وأنشَدَ:
لعمرُكَ إِنّ البيتَ بالضّارِبِ الذي ... رأيتَ وإِنْ لم آتِه ليَ شائِقُ) «98»
رضب: الرّضابُ: ما يَرْضُبُ الإنْسانُ من رِيقِه، كأنَّه يَمْتَصُّه. واذا قَبَّلَ جاريتهُ رَضَبَ ريقها «99» . وسُمِّيَ رُضاباً لبَرْدِه وبَلَلهِ. وقيل: الرُّضابُ فُتاتُ المِسْك، وليس كذلك. والرَّضبُ الفِعْلُ. والرّاضِبُ: ضَرْبٌ من السِّدْر، والواحدةُ راضبِةٌ.
برض: بَرَضَ النَّباتُ يَبْرُضُ بُروضاً، وهو [اوّلُ] «100» ما يُعَرف ويَتَناوَل منه النَّعَم. والتَبَرّض: التَبَلُّغُ بالبُلْغةِ من العَيْش، والتَطَلُّبُ له من هنا وهنا قليلاً بعد قليل.
__________
(98) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والبيت في اللسان أيضا غير منسوب.
(99) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: ريقتها.
(100) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/34)
وكذلك تَبَرَّضَ الماءَ من الحوضِ اذا قلّ «101» ، تصيبُ في القِرْبة من هنا وهنا، قال:
وقد كنتُ بَرّاضاً لها قبلَ وصلِها ... فكيفَ وَلَدَّتْ حَبْلَها بحِباليا «102»
أي كنتُ أُطالبُها في الفَيْنة بعد الفَيْنة، فكيف وقد عَلِقَ بعضُنا ببعضٍ، والابتِراضُ منه. وثَمْدٌ بَرْضٌ أي قليل من الماء، قال:
في العِدِّ لم يُقْدَحْ ثِماداً بَرْضا «103»
والبَرّاضُ بن قيس الكناني الذي فَتَكَ بعُروةَ بنِ كثير الرحّال، وهو الذي هاجت به حرب عُكاظ. والمُبْرِضُ الذي يأكل شيئا من مالهِ ويُفْسِدُهُ، وكذلك البَرّاض.
ربض: رَبَضُ البَطْن: ما ولي الأرض من البَعير وغيره، ويُجْمَع على أرباض «104» ، وقوله:
أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأرباض «105»
أي مَعاقِد الحِبال على أرباض البطون.
__________
(101) جاء في التهذيب واللسان: وتبرضت سمل الحوض إذا كان ماؤه قليلا، فأخذته قليلا قليلا.
(102) لم نهتد إلى القائل.
(103) الرجز في اللسان (لرؤبة) وهو في الديوان ص 81.
(104) علق الأزهري على هذا فقال: قلت: غلط الليث في الربض وفيما احتج له، فأماالربض فهو ما تحوى من مصارين البطن.....
(105) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/35)
والرَّبَضُ: ما حَوْلَ مَدينةٍ أو قَصْرٍ من مَساكِنِ جُنْد أو غيرهم، ومَسْكَنُ كُلِّ قَومٍ على حِيالهم: ربض، ويجمع على أرباض. ربض، ويجمع على أرباض. والرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا في بُقعةٍ واحدة. والرَّبيضُ: شاءٌ برُعاتِها اجتَمَعَتْ في مَرْبِضهِا. ورَبَضُ الرجل: امرأتُه. وتَزَوَّجَ الرجلُ امرأةً تُرْبِضه أي تُعَزِّبُه أي تُذهِبُ عُزُوبَتَه. وكلُّ شيءٍ لا يَبْرُكُ على أربعةٍ فهو يَرْبِضُ رُبُوضاً. والأرنَبة رابِضةٌ أي مُلتَزقةٌ بالوَجْه. والرُّبُضُ في قول بعضهم الأَرْطاةُ الضَّخْمةُ، واحدُها رَبُوض، قال:
برُبُضِ الأَرْطَى وحِقْفٍ أعْوَجَا «106»
والرَّبوض من نَعْتِ الأرْطَى، ويقال من نَعْتِ البَقَرةِ الرابضةِ.
وفي الحديث: احلُبْ من اللَّبَنِ ما يُرْبِضُ القومَ
أي يَسقيهم. وقِرْبةٌ رَبُوضٌ أي ضَخْمةٌ عظيمةٌ. وشَجَرةٌ رَبُوضٌ، ودَرْعٌ رَبُوضٌ.
__________
(106) الرجز للعجاج كما في الديوان ص 355.(7/36)
والرّوَيْبضَةُ: الانسانُ المجهول، والجمع رُوَيْبِضون ورْوَيْبِضات. وفي ذكر الفِتْنِة: ويَتَكَلَّم فيها الرُّوَيْبِضةُ، قيل: فما الرُّوَيْبِضَة؟ قال: الفُوَيْسِقُ يَتكلَّمُ في أمر العامَّةِ.
وفي حديثٍ: فانْبَعَثَ لها واحدٌ من الرابضةِ
، والرّابضة مَلائكةٌ أُهْبِطوا مع آدَمَ يَهْدُونَ الضُّلاّلَ.
ضبر: ضَبَرَ الفَرَسُ يضبُرُ ضَبْراً اذا وثب في عدوه. والضَّبْرُ: جِلْدةٌ تُغَشَّى خَشَباً فيها رِجالٌ، تُقَرَّبُ الى الحُصُون لقِتال أهلها، والجمعُ الضُّبُور. والضَّبْرُ: شِدَّةُ تَلْزيز العِظامِ واكتِناز اللَّحْم، وجَمَلٌ مَضْبورُ الخَلْق، قال:
مَضْبرُ اللحيين بَسْراً مِنهَسا «107»
والضَّبْرُ: الجماعةُ من الناس. والإضْبارةُ: حُزْمَةٌ من صُحُف أو سِهام ونحوِه، والضِّبارةُ لغة فيها.
باب الضاد والراء والميم معهما ض ر م، ر ض م، ر م ض، م ر ض، ض م ر مستعملات
ضرم: الضَّرَمُ من الحَطَب: ما التَهَبَ سريعاً، الواحدة ضرمة.
__________
(107) الرجز في التهذيب (للعجاج) وهو في ديوانه ص 136.(7/37)
والضَّرَمُ: مصدر ضَرِمَتِ النّارُ تَضْرَمُ ضَرَماً. وضَرِمَ الأسَدُ اذا اشتَدَّ حَرُّ جَوْفِه من الجُوعِ، وكذلك غيره من اللَّواحِمِ، قال:
لا تَراني والِغاً في مجلِسٍ ... في لُحُومِ القومِ كالسَّبْعِ الضَّرِمْ «108»
والضَّرَمُ: شِدَّة العَدْوِ، وفَرَسٌ ضَرِمُ العَدْوِ وضَرِم الرَّفاقِ، قال:
رَفاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها حَذِمُ ... ولحمُها زِيَمٌ والبطنُ مَقبُورُ
يقول: اذا مَشَتْ على الرَّقاقِ اشتَدَّ جَرْيُها. والضِّرامُ: الذي تُضْرَمُ به النّارُ. والضِّرامُ: جماعة الضَّرَم من الحَطَب. واضْطَرَمَتِ النّارُ، وأضْرَمَها غيرُها في الحَطَب. والضِّرامُ: ما يُرَى من اشتِعال اللَّهَب. والضَّريمُ: اسْمٌ للحَريق.
رضم: الرَّضَمُ: حِجارةٌ مُجتَمِعةٌ غيرُ ثابتةٍ في الأرض، كأنَّها منثورةٌ في بطُون الأوديِة، ويُجْمَع الرَّضَمُ على رِضام. وحِجارةٌ مَرْضومةٌ بعضُها فوقَ بعضٍ.
__________
(108) لم نهتد إلى القائل.(7/38)
وبِرْذَونٌ مَرْضُومُ العَصَبِ اذا كانَ قد تَشَنَّجَ وصارَ فيه كالعُقَدِ [وأنشد:
مُبَيَّن الأمشاش مَرْضوم العَصَبْ] «109»
ورُضامٌ: اسمُ موضعِ.
رمض: الرَّمَضُ: حَرُّ الحِجارة من شِدَّةِ حَرِّ الشمس، والاسمُ الرَّمْضاءُ. وأرضٌ رَمِضةٌ بالحجارة. ورَمِضَ الانسان رَمَضاً اذا مَشَى على الرَّمْضاءِ. والرَّمَضُ: حُرْقةُ القَيْظ. وقد أَرْمَضَني هذا الأمرُ فرَمِضْتُ، [قال رؤبة:
ومن تَشَكَّى مَضْلَةَ الإِرماضِ ... أو خُلّةٌ أحْرَكْتُ بالإحماض] «110»
والرَّمَضُ: مَطَرٌ قبل الخريف. والرَّمضاءُ مُلتَهبةٌ يعني شدَّةٌ الحَرِّ. ورَمَضانُ: شَهْرُ الصَّوْمِ.
__________
(109) الرجز في التهذيب غير منسوب، وما بين القوسين زيادة منه مما أخذه الأزهري عن العين.
(110) ما بين القوسين زيادة من التهذيب أيضا، وهو من العين.(7/39)
مرض: التَّمريضُ: حُسْنُ القيام على المريض، [يقال: مَرَّضْتُ المريضَ تمريضاً اذا قمت عليه] «111» . وتمريض الأمر: ان تُوهِنَه ولا تُنْضِجَه «112» . [ويقال: قلبٌ مريضٌ من العَداوة ومن النفاق، قال الله تعالى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ «113» *، أي نِفاق] «114» . والمَراضانِ: واديانِ مُلتقاهما واحد «115» . وقال فلانٌ قولاً فأَمرَضَ، أي قارَبَ الصَّوابَ ولم يَبلُغْه، قال:
اذا ما قالَ أمْرَضَ أو أصابا «116»
مضر: لَبَنٌ مَضير: شديد الحُمُوضة، ويُقال: إِنَّ مُضَرَ كانَ مولعا بشربه فسمي به.
__________
(111) ما بين القوسين زيادة من التهذيب وهو من العين أيضا.
(112) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: ولا تحكمه.
(113) سورة البقرة، الآية 10.
(114) ما بين القوسين زيادة من التهذيب.
(115) علق الأزهري فقال: قلت المراضان والمرايض مواضع في ديار تميم بين كاظمة والنقيرة فيها أحساء.
(116) عجز ثاني بيتين وردا في التهذيب واللسان وقد نسبهما محقق التهذيب إلى (الأقيشر الأسدي) اعتمادا على أحد نسخ التهذيب التي رمز إليها بالحرف (س) ، وصدر البيت:
ولكن تحت ذاك الشيب حزم
والبيتان في مدح عبد الملك بن مروان.(7/40)
والمَضيرةُ: مُرَيْقةٌ تُطبَخُ بلَبَنٍ وأشياء. وتُماضِرُ: اسمُ امرأةٍ. وتَمَضَّرَ: اعتَزَى الى مُضَرَ. والتَمَضُّر: التَعَصُّبُ لِمُضَرَ.
ضمر: الضُّمْرُ من الهُزالِ (ولُحُوق البطْن) ، والفعْلُ: ضَمَرَ يضْمُرُ ضُمُوراً فهو ضامِرٌ. وقَضيبٌ ضامِرٌ: انضَمَرَ وذَهَبَ ماؤه. والمِضمارُ: موضعٌ تُضَمَّرُ فيه الخَيْل، وتضميرُها أنْ تُعْلَفَ قُوتاً بعد السِّمَن. والضَّميرُ: الشيءُ الذي تُضمِرُه في ضَمير قلبِكَ. وتقول: أضْمَرْتُ صَرفَ الحَرْفِ اذا كان متحركا فأسْكَنْتُه. والغِناءُ مِضمار الشِّعْر أي به يُخْتَبَر، قال:
تَغَنَّ بالشِّعْر إِمْا كُنتَ ذا بَصَرٍ ... إِنَّ الغِناءَ لهذا الشِّعر مِضمارُ «117»
والضَّمْرُ من الرجال: المُهَضَّمُ البطن، اللطيفُ الجسم، وامرأةٌ ضَمْرَةٌ.
__________
(117) لم نهتد إلى القائل.(7/41)
والضِّمارُ من العِداتِ: ما كانَ ذا تَسويفٍ، قال الراعي:
حَمِدْنَ مَزارَه ولَقِينَ منه ... عَطاءً لم يكنْ عِدَةً ضِمارا «118»
ولُؤْلُؤٌ مُضْطَمِرٌ أي فيه بعضُ الانضِمام، قال:
تَلأْلُؤٌ لُؤْلُؤٍ فيه اضطِمارُ «119»
وتضَمَّرَ وجهُه أي انضَمَّت جلدته من الهُزال. والضُّمرانُ: من دِقِّ الشَّجَر، وقيلَ: هو الحَمْضُ. والضُّمْرانُ: اسمُ كلبٍ. والضَّومَرانُ والضَّيْمُرانُ: نوع من الرَّيْحان «120» . والضَّمارُ من المال: ما لا يُرْجَى رُجُوعُه.
باب الضاد واللام والنون معهما ن ض ل يستعمل فقط
نضل: نَضلَ َفلانٌ فلاناً أي فَضَلَه في مُراماةٍ فغلبه.
__________
(118) البيت في التهذيب واللسان والرواية فيه:
حمدن مزاره وأصبن منه......
وروايته في شعر (الراعي) [ص 69] مطابقة لرواية العين.
(119) عجز بيت (للراعي) كما في اللسان، وهو غير منسوب في التهذيب وصدره:
تلألأت الثريا فاستنارت
. وقد ورد من الصدر في ص وط كلمة واحدة هي: فاستقلت بدلا من فاستنارت.
(120) جاء في الأصول المخطوطة بعد هذه العبارة قوله: أي شاه سفرم، وهي لغة فارسية.(7/42)
وفلان يُناضِلُ عن فلانٍ أي تَكَلَّم عنه بعُذرٍ ودَفْع «121» . [وخَرَجَ القومُ يَنْتَضِلون اذا استَبَقُوا في رَمْي الأغْراض. وفلان نَضيلي: وهو الذي يُراميه ويسابِقُه] «122» . [والمُناضَلةُ: المُفاخرةُ، قال الطِرمّاح:
مَلِكٌ تدين له الملوك ... ولا يُجاثيهِ المُناضِلْ «123»
وانتضَلَ القوم: اذا تفاخَروا، وقال لبيد:
فانتَضَلْنا وابنُ سَلْمَى قاعد ... كعتيق الطير يغضى ويُجَلْ] «124»
باب الضاد واللام والفاء معهما ف ض ل يستعمل فقط
فضل: الفَضْلُ معروف. والفاضِلة اسمُ الفَضْل. والفُضالةُ: ما فَضَل من كل شيءٍ. والفَضْلةُ: البقيّة من كل شيءٍ.
__________
(121) وردت هذه العبارة في التهذيب عن العين على النحو الآتي: ... عنه ودافع.
(122) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(123) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 160 بحسب ما أثبت محقق التهذيب وأما في الديوان (ط دمشق) فالرواية:
....... ... ك أشم عصاء العواذل.
(124) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 195.(7/43)
والفضيلة: الدرجة والرِّفعة في الفضلِ. والتَفَضُّل: التَطَوّل على غيرك، [وقال اللهُ- جَلَّ وعزٌ-: يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ «125» معناه: يريد أنْ يكونَ له الفضلُ عليكم في القَدْر والمنزلة، وليس من التفضّل الذي هو بمعنى الإفضال والتطول] «126» . والتَفَضُّل: التَوَشُح. ورجلٌ فُضُل ومُتَفَضِّل، وامرأة فُضُلٌ ومُتَفَضِّلةٌ. وعليها ثَوبٌ فُضُل، وهو أن تُخالِفَ بين طَرَفَيْهِ على عاتِقها تَتَوَشَّحُ به، قال:
اذا تُغَرِّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ «127»
وافضَلَ فُلان على فلانٍ: أنالَه من فضلهِ وأَحْسَنَ إِليه. وأفضَلَ من الأرضِ والطَّعامِ اذا تَرَكَ منه شيئاً. ولغة أهل الحجاز فَضِلَ يفضُل «128» ورجلٌ مِفضالٌ: كثير الخَيْر. والفِضال مصدر كالمُفاضَلة. والفِضال جمع الفَضْلةِ من الخمر وغيرها.
__________
(125) سورة المؤمنون الآية 24.
(126) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(127) عجز بيت (للأعشى) ورد في اللسان والديوان من اللامية المشهورة:
ودع هريرة....
والبيت:
ومستجيب تخال الصنج يسمعه ... إذا ترجع........
(128) جاء في اللسان: فضل يفضل مثل دخل يدخل، وفضل يفضل مثل حذر يحذر، وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فضل، بالكسر، يفضل، بالضم، وهو شاذ.(7/44)
[والفِضال: الثوب الواحد يَتَفَضَّلُ به الرجل، يلبسُه في بيته، وأنشد:
وألقِ فِضال الوَهْن عنكَ بوَثبةٍ ... حَواريّةٍ قد طال هذا التفضُّل] «129»
[ويقال: فَضَلَ فلانٌ على فلانٍ اذا غَلَبَ عليه، وفَضَلْتُ الرجلَ: غَلَبته، وأنشد:
شِمالُك تفضُلُ الأيمانَ إِلاّ ... يَمينَ أبيكَ نائِلُها الغَزيرُ] «130»
باب الضاد والنون والفاء معهما ن ض ف، ض ف ن، ن ف ض مستعملات
نضف: النَّضَفُ هو الصَّعْترُ «131» ، الواحدة نَضَفةٌ [وأنشد:
ظَلاّ بأقريةِ التُّفّاح يَوْمَهما ... يُنَبِّشان أصُول المَعْدِ والنَّضَفا] «132»
__________
(129) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وما بين القوسين زيادة من التهذيب عن العين.
(130) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وما بين القوسين زيادة من التهذيب عن العين.
(131) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الصغير.
(132) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وما بين القوسين زيادة من التهذيب.(7/45)
ضفن: الضَّفْنُ: ضَرْبُكَ بظَهْرِ قَدَمِكَ اسْتَ الشّاةِ ونحوِها. والاضْطِفان: أن تضرِبَ به اسْتَ نفسِكَ. والضِّفَنُّ لغةٌ في الضَّفَنْدَد. وامرأة ضِفَنَّةٌ وضَفَنْدَدة أي رِخوة ضَخُمة. وضَفَنْتُ الى القومِ أضْفِنُ ضَفْناً اذا أتَيْتُهم. وضَفَنْتُ مع الضَّيُف اذا جئتَ معه، وهو الضَّيْفَنُ. والضِّفَنُّ: الأحمقُ من الرِّجال مع عِظَمِ خَلْقٍ.
نفض: النَّفَضُ: ما تساقَطَ من غير نَفضٍ في أُصول الشَّجَر من أنواع الثَّمَر. ونُفُوضُ الأرضِ: راشانُها، بمعنى التُّراب، وهي فارسية، إِنَّما هي أشرافها، وقيل: تُفُوض الأرض التُّرابُ يُلقَى على شَطِّ النَّهْرِ من النَّهْر. والنُّفاضةُ: ما انتَفَضَ من التَّمْر. والنَّفَضَةُ: قومٌ يُبْعَثونَ الى عَدُوِّهم [ينفُضُونَ الارضَ مُتَجّسسين لينظروا هل فيها عدوّ أو خوف] «133» . واستَنْفَضَ القومُ: بعثوا النفضة.
__________
(133) ما بين القوسين من التهذيب واللسان وعبارة الأصول المخطوطة: قومٌ يُبْعَثونَ الى عَدُوِّهم فينظرون هل فيها....(7/46)
وفلان نَفيضةٌ اذا كانَ ينفُضُ الطريقَ وحدَه، قال الفرزدق:
تَرِد المِياهَ حَضيرةً ونَفيضةً ... وِرْدَ القَطاةِ اذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ «134»
وقال آخر:
أقْبَلَتْ تنفض الخَلاءَ برجليها ... وتَمشي تَخَلُّجَ المَجْنونِ «135»
والحَضيرةُ: الجماعةُ من القوم، والنَّفيضةُ الواحدة «136» . والنّافِضُ: الحُمَّى ورِعْدَتُها ونَفَضانُها، ونَفَضَتِ الحُمَّى، وأخَذَتْه الحُمَّى بنافِضٍ وصالبٍ. والإنفاضُ: ذَهاب الزّادِ، وأنْفَضَ القَومُ. وأنْفَضَت جُلّةُ التَّمْر اذا نَفَضْتَ ما فيها من التَّمْر. والنَّفَضُ من قضبانِ الكرم بعد ما ينْضُر الوَرَق وقبلَ أن يَتَعَلَّقَ حَوالقُه وهو أَغَضُّ ما يكون وأرخَصُه، وقد انتفَضَ الكَرْمُ عند ذلك، والواحدة نفضة.
__________
(134) البيت غير منسوب في التهذيب، وهو في اللسان (لسلمى الجهنية) ترثي أخاها، وقال ابن بري صوابه (سعدى الجهنية) . ولم نجده في ديوان الفرزدق.
(135) لم نهتد إلى القائل.
(136) أعقب هذه العبارة في الأصول المخطوطة ما يأتي: قال الضرير: كان ابن الأعرابي يجعل النفيضة المياه الخالية من أهلها. وقال أبو ليلى: وأنفض الحي إذا ذهبت ميرتهم وخفت أوعيتهم من طعامهم إذا نفضوها.(7/47)
والنَّفْضُ: ما ماتَ من النَّحْل في المُعَسَّل. والنَّفَضُ: ما كانَ من الأرَضَين ليس بمعمور. ونَفَضَ الثَّوبُ: ذَهَبَ صِبْغُه. وتَنَفَّض الرجلُ: قَضَى حاجتَه. والنِّفاض: إِزارٌ من أزُرُ الصِّبيان، قال:
جاريةٌ بيضاءُ في نِفاضِ «137»
(ويقال: استَنْفَضَ ما عنده أي استَخرَجَه، وقال رؤبة:
صَرّح مَدْحي لك واستِنفاضي) «138»
باب الضاد والنون والباء معهما ن ض ب، ن ب ض، ض ب ن، مستعملات
نضب: نَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً إذا ذهب في الأرض. ونَضَبَ الدَّبَرُ «139» اذا اشتَدَّ أثَرُه في الظَّهْر. ونَضَبَتِ المَفازةُ اذا بَعُدَتْ، وخَرُقٌ ناضِبٌ: بعيد. وأَنْضَبْتُ القَوسَ والوَتَرَ: لغةٌ في أَنْبَضْتُ، قال العجاج:
تُرِنُّ إِرناناً إذا ما أنضبا «140»
__________
(137) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(138) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 82، وما بين القوسين زيادة من التهذيب.
(139) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: الدم.
(140) لم نجده في ديوان العجاج.(7/48)
وهو أن تمُدَّ الوَتَرَ ثم تُرسِلُه. وتَنْضُبُ اسمُ شَجَرٍ.
نبض: الإنباضُ في ذِكر الوَتَر أجوَدُ، وكذلك القَوسُ، قال مْهَلْهِل:
أَنْبَضُوا معجس القسي وأبرقنا ... كما توعد الفحول الفحولا «141»
والعِرْقُ ينبِضُ نَبَضاناً أي يتحرَّك، ورُبَّما أَنْبَضَتْه الحُمَّى والوَجَعُ. ومَنْبِض القلبِ: حيثُ تَراهُ يَنْبِضُ، وحيثُ تجِدُ هَمْسَ نَبَضانِه. والنابِضُ اسم للغضب «142» . والمَنابِضُ: المَنادفِ في بعض الشعر، الواحدُ مِنْبَض مثلُ مِحْبَض، [وأنشد:
لُغامٌ على الخَيْشومِ بعدَ هِبابهِ ... كمَحْلوُجِ عُطْبٍ طَيَّرتَهُ المنابِض] «143»
والبَرق يَنْبِضُ أي يلمَعُ لمعانا خفيفا.
__________
(141) ورد البيت في التاج وأساس البلاغة (لمهلهل) ولكنه جاء في التهذيب منسوبا إلى (النابغة) ولم نجده في ديوان النابغة في جميع نشراته.
(142) كذا في التهذيب واللسان، وقد ورد مصحفا في الأصول المخطوطة عصب.
(143) زيادة من التهذيب، مما أخذه الأزهري عن العين.(7/49)
ضبن: الضِّبْن: ما بين الإبْط والكَشْحِ. وتقول: اضْطَبَنْتُ شيئاً أي حَمَلْتُه في ضِبني، ورُبَّما أخَذَه بيَدٍ فرَفَعَه الى فُوَيقِ سُرَّتِه فقال: أَضْطِبنُه أيضاً، فأوَّلُه الإبْطُ، ثم الحَضْنُ [وأنشد:
لما تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِهِ ... آواه في ضِبْنِ مَضبُوٍّ به نَصَبُ] «144»
والضِّبنةُ: أهلُ الرجلِ لانّه يَضْطَبِنُها في كَنَفِه، وقيلَ: يُعانِقُها. والضَّوْبانُ: الجَمَلُ المُسِنُّ، قال:
فقَرَّبْتُ ضَوْباناً قد اخضَرَّ نابُه ... فلا ناضحي وانٍ ولا الغَرْبُ شَوَّلا «145»
أي قلَّ فيه الماءُ فانْضَمَّ، ومنهم من يَرفع ضُوباناً.
باب الضاد والنون والميم معهما ض م ن يستعمل فقط
ضمن: الضَّمْنُ والضَّمانُ واحدٌ، والضَّمينُ: الضامِنُ.
__________
(144) البيت في التهذيب غير منسوب، وروايته:
آواه في ضبن مطني به نصب.
وهو كما أثبتناه من اللسان وفيه أنه (للكميت) ، ولم نجده في شعره.
(145) لم نهتد إلى القائل.(7/50)
وكلُّ شيءٍ أحرِزَ فيه شيءٌ فقد ضُمِّنَه، [وأنشد:
ليس لِمَنْ ضُمِّنَه تَربيتُ «146»
أي ليس للذي يُدفَنُ في القَبْر تَرْبيتٌ أي لا يُربِّيه القَبْرُ] «147» . وتضَمَّنَتْه الأرض والقَبْرُ والرَّحِمُ، وضَمَّنْتُه القَبْرَ، قال:
كأنْ لم يكن منها مَقيلاً ولم يَعِشْ ... بها ساكناً أو ضُمِّنَتْه المَقابِرُ «148»
والمُضَمَّنُ من الشِّعْر: ما لم يَتِمَّ معنى قوافيه إِلاّ في الذي قبلهَ أو بعدَه كقوله:
يا ذا الذي في الحُبِّ يَلحَى أمَا ... واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كَمَا
عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخيمٍ لَمَا «149»
وهي أيضاً مَشطورة مُضَمَّنَةٌ، أي ألْقِيَ من كُلِّ بَيْتِ نِصّفٌ وبُنِيَ على نصْف. وكذلك المُضَمَّنُ من الأصوات، تقول للانسان: قِفْ (قُلَى) «150» بإشمام «151» اللام الحركة، وعلى فعلْ بتسكين العَيْن وتحريك اللاّم،
__________
(146) الرجز في التهذيب واللسان (ربت) غير منسوب.
(147) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى (الليث) وهو من العين.
(148) لم نهتد إلى القائل.
(149) في الأصول المخطوطة:
والله لو تعلم منه أما
والذي أثبتناه من التهذيب ومثله في اللسان.
(150) زيادة من التهذيب.
(151) كذا في التهذيب، وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: بتشحيم.(7/51)
فيقال: هذا صوت مُضَمَّنٌ لا يُستَطاع الوقوفُ عليه حتى يوُصَل بشَمِّه (كذا) . والضامنة من كلّ بَلَدٍ: ما تَضَمَّنَ وسطها. والضَّمِنُ: الذي به زَمانةٌ من بَلاءٍ أو كسر ونحوهِ،
وفي الحديث «152» : ومن اكتَتَبَ ضَمنِاً بَعَثَه اللهُ ضَمِناً يومَ القِيامة.
والضَّمانُ هو الدّاءُ نفسُه، قال ابن أحمر:
اليكَ إلهَ الخَلْقِ أرفَعُ رَغْبَتي ... عِياذاً وخَوفاً أن تُطيل ضَمانِيا «153»
والمصدر الضَّمَنُ. وذلك أنّه قد أصابَه بعض ذلك في جَسَده. والمَضامين من الأولاد: التي ضَمِنَتْها الأرحام. ونُهِيَ عن المَضامين والمَلاقيحِ وحَبَلِ الحَبَلة «154» ، وقال الشاعر في الضّمِن:
ما خِلْتُني زِلْتُ بعدَكُم ضَمِناً ... أشكُو إِليكُم حموة الألم «155»
__________
(152) الحديث في التهذيب 12/ 47.
(153) البيت في التهذيب واللسان.
(154)
وفي الحديث: أن النبي- صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الملاقيح والمضامين ...
انظر اللسان.
(155) البيت في اللسان غير منسوب.(7/52)
الثلاثي المعتل
باب الضاد والزاي و (وا يء) معهما ض ي ز، ضء ز يستعملان فقط
ضيز: تقول: ضِزْتُه حَقَّه أي مَنَعْتُه، ضَيْزاً. وقوله تعالى: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى «156» ، أي ناقصة.
ضأز: ضَأزَه بَضْأزَهُ ضَأزْاً، وضازَه يَضيزُه ضَيْزاً (غير مهموز) ، فهو ضائِزٌ وذاكَ مَضيزٌ «157» ، واذا هَمَزْتَ قلت: مَضْؤوز. ويقال: قِسمةٌ ضِزَى وضُوْزَى وضِئْزَى (بالهمز) قال:
فحَظُّكَ مَضْؤوزٌ وأَنْفُكَ راغِمُ «158»
قال: وما لا يُهمَز كان حَقُّه: ضازَ يضيز مَضيزاً ومَضازاً إذا نقصه.
__________
(156) سورة النجم، الآية 22.
(157) هذا هو الوجه، وفي الأصول المخطوطة مضوز.
(158) عجز البيت غير منسوب وتمامه في التهذيب وهو:
إن تنأ عنا ننتقصك وإن تقم.....(7/53)
باب الضاد والدال و (وأ يء) معهما ض أد يستعمل فقط
ضأد: يقال: ضئد فهو مَضئود أي زُكِمَ، والاسْمُ الضُؤودة. وأضْأَدَه اللهُ أي أزْكَمَه فهو مُضْأَدٌ.
باب الضاد والراء و (وأ يء) معهما ض ور، ض ي ر، وض ر، ر وض، ور ض، أر ض، ض ر و، ر ض ومستعملات
ضور: التَضَوّرُ: صياحٌ وتَلَوٍّ عند وَجَع من ضَرْبٍ. والثَّعلَبُ يَتضوَّرُ في صِياحه وضور حيّ من عنزة «159» .
ضير: الضَّيْرُ المَضَرَّةُ، ولا ضَيْرَ أي لا حَرَجَ ولا مَضَرَّةَ «160» .
وضر: الوَضَرُ: وَسَخُ الدَّسَمِ واللَّبَنِ، وغُسالةُ السِّقاءِ والقَصْعةِ ونحوِها، [وأنشد:
__________
(159) لم نجد لها ذكرا في المظان التي رجعنا إليها.
(160) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال أبو أحمد: لا شك في ذلك، وقال الضرير: المضرة من ضر يضر، والضير مصدر ضار يضير. وهو فيما يبدو، من حشو النساخ.(7/54)
إِنْ تَرْحَضوها تَزِدْ أعْراضُكُم طَبَعاً ... أو تَتْرُكُوها فسُودٌ ذات أو ضار] «161»
روض: الرَّوْضُ والرَّوْضَةُ، والرِّيضانُ جمعُ الرَّوْض، والرِّياض جمع الرَّوْضة. ورُضْتُ الدّابَّةَ أرُوضُها رِياضةً أي علَّمْتُها السَّيْر. والرَّوْضُ: نَحوٌ من نِصْف القِرْبةِ. ويقال: أتانا بإناءٍ يُريضُ كذا وكذا رجلاً، وقد أراضهم اذا أرواهم بعض الرَّيِّ.
ورض: يقال: وَرَضتِ الدَّجاجَةُ إذا كانتْ مُرْخِمةً على البيض، ثم قامت فوَضَعَت بمَرَّةٍ واحدة. وكذلك التوّريضُ في كل شيءٍ.
أرض: أرضٌ وجمعها أرَضُون، والآرُض «162» أيضاً جَماعة. وأرْضٌ أريضةٌ أي لَيِّنةٌ طيِّبةُ المَقعَد. ورَوْضةٌ أريضةٌ: لينة الموطىء، واسعة.
__________
(161) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والبيت غير منسوب. وهو مما نقله الأزهري من العين.
(162) في الأصول المخطوطة ورد أن: أرض أيضا جماعة كذا ويبدو أن فيه تصحيفا، والصواب: آرض على أفعل وهو ما أثبتناه من اللسان (أرض) .(7/55)
والأَرَضةُ: دُوَيبّة بيضاءُ تُشبِهُ النَّمْلَ تأكُلُ الخَشبَ وتظهَرُ أيّام الرَّبيع. وشَحْمَةُ الأرض معروفة «163» . والأرضُ: الرِّعْدَةُ. والأرض: حافِرُ الدّابَّة، قال:
ولم يُقَلِّبْ أرْضَها البَيْطارُ «164»
والأرضُ: الزُّكامُ. وأُرِضَ فهو مَأْرُوضٌ.
ضرو: الضِّرْوُ الضاري من أولادِ الكِلابِ السَّلُوقِيَّةِ التي تَصيد، والجميع الضِّراءُ. والضَّرْوُ: ضْربٌ من الشَّجَرِ يُجْعَل وَرَقُه في العِطْر، وبعضهم يكسِرُ الضادَ، وجَرَّةٌ ضاريةٌ بالخَلِّ قد ضَرِيَتْ ضَراوةً. والضَّراءُ: أرضٌ مُسْتَويةُ تكون فيها السِّباعُ، والضَّراءُ: المَشْيُ فيها، يُواريك عَمّن تَكيدُه وتطلُبُه. ولِلَّحْمِ ضَراوةٌ كضَراوةِ الخمر.
__________
(163) جاء في اللسان (شحم) : وشحمة الأرض: دودة بيضاء، وقيل: هي عظاءة بيضاء غير ضخمة.
(164) الرجز في (اللسان) منسوبا إلى (حميد) ولعله (الأرقط) .(7/56)
رضو: يقالُ في لغة: رجلٌ مَرْضُوٌ عنه، لأنَّ الرِّضا في الأصل من بنات الواو، وشاهِدُه الرِّضْوانْ، وهو اسم موضوعٌ من الرِّضا، قال تعالى: إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ «165» . والرِّضا، مقصورٌ، والمُراضاةُ من اثنَيْن. ورَضوَى جَبلٌ.
باب الضاد واللام و (وأ يء) معهما ض ؤ ل، ض ي ل يستعملان فقط
ضأل: ضَؤُل يَضْؤُل ضَآلةً [وضُؤُولةٍ «166» . ورجلٌ ضَئيلٌ وقومٌ ضٌؤَلاءُ على فُعَلاء، وضَئيلون، والأنْثَى ضَئيلةٌ، نَعْتٌ للشيء في صِغره وضَعفِه، والجميع ضَآئِلُ. والضَّئيلةُ: حَيَّةٌ كأنَّها أفْعَى،
وفي الحديث: إن العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليتضاءَلُ من خَشْيةِ اللهِ حتى يصير مثل الوصع.
ضيل: الضّالُ: سِدْرٌ، والواحدةُ ضالة.
__________
(165) سورة الحديد، الآية 27.
(166) زيادة من التهذيب عن العين.(7/57)
باب الضاد والنون و (وأ يء) معهما ن ض و، ن ض ي، ض ن ي، وض ن، ن وض مستعملات
نضو: نضَا الحِنّاءُ ينْضُو عن اللِّحْيَةِ اذا ذَهَبَ لونُه. ونُضاوَة الحِنّاء: ما يُؤْخَذُ من الخِضابِ بعدَ ما يذهَبُ لونه في اليَدِ والشَّعْرِ، [وقال كُثَيِّر يُخاطِبُ عَزَّةَ:
ويا عَزَّ للوَصْلِ الذي كان بَيْنَنا ... نَضَا مثلَ ما ينْضُو الخِضابُ فيَخْلَقُ «167»
ونَضَا الثوبُ عن نفسِه الصِّبْغَ اذا ألقاه. ونَضَتِ المرأة ثوبها عن نفسها، ومنه قول امرىء القيس:
فجِئتْ وقد نَضَّتْ لنومٍ ثيابَها ... لدَى السِّتْرِ إِلاّ لِبسَةَ المُتَفضِّلِ] «168»
ونَضَوْتُ وانتضيته: استخرجته من غِمدِه. والدّابَّةُ تَنْضُو الدَّوابَّ: تخرُج من بينِها. ورَمْلةٌ تَنْضُو سائر الرِّمال: تخرُجُ منها. ونَضَا السَّهْمُ أي مَضَى. قال رؤبة:
ينضُونَ في أجواز ليلٍ غاضي ... نَضْوَ قِداحِ النابِلِ النواضي «169»
__________
(167) البيت في التهذيب، وفي ديوان الشاعر ص 23، وما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذ عن العين.
(168) البيت في التهذيب واللسان وسائر نسخ الديوان.
(169) الرجز في التهذيب والرواية فيه: المواضي والديوان ص 82.(7/58)
والنِّضْوُ من الابِل: الذي قد أنْضَته الأسفار أي هَزَلَتْه، والأنْثَى نِضْوةٌ. والمُنْضي: الذي صارَ بعيره نِضْواً [وقد أنْضاه السَّفَرُ] «170» . وسَهْمٌ نِضْوٌ اذا فَسَدَ من كثرة ما رُمِيَ به [حتى أخلَقَ] «171» .
نضي: نَضِيُّ السَّهْمِ: قِدْحُه، وهو ما جاوَزَ من السَّهْمِ الرِّيشَ الى النَّصْل، وقال الأعشى:
فمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تحت لبانِه «172»
ويقال: النَّضِيُّ الذي لم يُرَشْ من السهام ولم يُزَجَّ. ونَضِيُّ الرُّمْحِ: ما فَوقَ المِقبَض من صدره، (وأنشد:
وظلَّ لثِيرانِ الصريم غماغم ... إذا دعسوها بالنضي المعلب) «173»
__________
(170) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين ونسبه إلى (الليث) .
(171) زيادة من التهذيب أيضا عن العين.
(172) صدر البيت (للأعشى) وعجزه كما في التهذيب:
وجال على وحشيه لم يعتم
وروايته في الديوان (الصبح المنير) : لم يثمثم.
(173) البيت (لامرىء القيس) كما في التهذيب وروايته في الديوان:
يداعسها بالسمهري المُعَلَّبِ(7/59)
ويقال: النَّضِيُّ الذي قد خَلقَ من الرِّماح والسِّهام «174» .
ضني: ضَنِيَ الرجلُ ضَنىً شديداً اذا كان به مَرَضٌ مُخامِرٌ، كلَّما ظنَّ أنَّه بَرَأ نُكِسَ، قال:
إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد الى نُكْسِه «175»
وقد أضْناهُ المَرَضُ إِضناءً. وَضَنِيتُ: دَوِيتُ.
ضنأ: ضَنَأَتِ المرأةُ تَضْنَأُ [ضَنْأً] «176» وضُنُوءاً اذا نَفَثَتْ في الوَلَد أي كَثُرَ وَلَدُها. وهي الضانئةُ أي كَثُر ضِنْؤهُا، أي ولدها، وكذلك الماشية اذا كَثُرَ نِتاجُها. وضِنْءُ كلِّ شيءٍ نسله.
__________
(174) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال عرام: النضي من الرماح الذي لا يواريه شيء ولا علم عليه. قال:
اذا دَعَسوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ
(175) البيت في اللسان غير منسوب.
(176) زيادة من التهذيب عن العين.(7/60)
ضأن: والضَّئين: الضَّأْنَ، الواحدة ضائنة، والأَضؤُن على أفعُل، أقلّ العَدَد. ورجلٌ ضائِنٌ أي ليِّنٌ كأنّه نَعْجةٌ، ويقال: هو الذي لا يزالُ حَسَنَ الجِسم، قليلَ الطُّعْم. ورجلٌ ضائِنٌ: في خَلْقِه استِرخاء. وهو مِضْئانُ الخلق، ونقيضه ماعز الخَلْقِ.
وضن: الوَضينُ: بطانُ البعير اذا كان مَنْسُوجاً بَعضُه في بعض، يكونُ من السُّيُور، وهو فَعيل في موضع مفعُول، وجمعُه أوضِنة، قال:
إليكَ تَعْدو قَلِقاً وضينُها ... مُعتَرِضاً في بَطنِها جَنينُها «177»
والوَضْنُ: نَسْجُ السَّريرِ وشِبْهه [بالجَوْهَر والثِّياب] «178» ، فهو مَوْضُونٌ، وقوله تعالى: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ «179» أي مَنُسوجَةٍ بالدُّررّ بعضُها في بعضٍ مضاعَفٍ.
نوض: النَّوْضُ: وُصْلة ما بين العَجُزِ والمتن. ولكل امرأة
__________
(177) الرجز في اللسان غير منسوب.
(178) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(179) سورة الواقعة، الآية 15.(7/61)
نَوْضان، وهما لَحْمتانِ مُنْتَبِرتانِ مُكْتَنِفَتا قَطَنِها، يعني وَسَطَ الوَرِكِ، قال رؤبة:
(إذا اعتز من الرهو في انتهاض) «180» ... جاذبن بالأصلاب والأنواض «181»
والنَّوْضُ: الحَرَكة كالتَّذَبْذُبِ والتَّعَثْكُلِ، وناضَ ينُوضُ نَوْضاً.
أنض: لَحْمٌ أَنيضٌ: بقي فيه نُهُوءَةٌ، أيْ لم يَنْضَجْ. وآنَضتُه إِيناضاً أي أنضَجْتُه فنَضِجَ، واللازم أَنُضَ أناضةً فهو أنيض، قال زهير:
يلجلج مضغة فيها أنيض ... أصلت فهي تحت الكشح داءُ «182»
باب الضاد والفاء و (وأ يء) معهما ض ف و، ف ض و، ف وض، ف ي ض، ض ي ف، وف ض مستعملات
ضفو: ضَفَا الشَّعْرُ يَضْفُو أي كُثُرُ. (وشَعْرٌ ضافٍ، وذَنَب ضافٍ، وأنشد قوله:
__________
(180) زيادة من التهذيب.
(181) الرجز في التهذيب وانظر ملحق الديوان ص 176.
(182) البيت في التهذيب والديوان ص 82.(7/62)
بضافٍ فُوَيْقَ الأرض ليس بأعزَلِ) «183»
ودِيمةٌ ضافيةٌ تَضْفُو ضَفْواً أي تُخصِبُ الأرضَ. وفَرَسٌ ضافي العُرْفِ والذَّنَبِ. وفلان ضافي العَطِيّة أي كثيرة، قال:
فجُدْ علينا من جَداكَ الضافي «184»
(والضَّفْوُ: السَّعَةُ والخيرُ والكَثْرة، وأنشدَ:
اذا الهَدَفُ المِعزالُ صوَّبَ رأسَه ... وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثُّلَّةِ الخُطْلِ) «185»
فضو: الفضاءُ: المكانُ الواسعُ، والنعل فَضَا يفضو فُضوَّاً وفَضاءً فهو فاضٍ، أي واسع، (وقال رؤبة:
أفرَخَ قيضُ بيضِها المُنقاضِ ... عنكم كِراماً بالمكان الفاضي) «186»
__________
(183) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والشطر عجز بيت (لامرىء القيس) في ديوانه ص 134 وصدره:
ضليع إذا استدبرته سد فرجه
(184) لم نهتد إلى قائله.
(185) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو (لأبي ذؤيب الهذلي) ، انظر أشعار الهذليين 1/ 43.
(186) الرجز (لرؤبة) كما في الديوان ص 82، وما بين القوسين زيادة من التهذيب.(7/63)
والفَضا، مقصور،: الشيءُ المختلِط كالتَّمْر والزَّبيب في جِرابٍ واحد، قال:
فقُلْتُ لها يا عَمَّتي لك ناقتي ... وتَمْر فضاً في عَيْبتي وزَبيبُ «187»
وأَفْضَى فلان الى فلانٍ أي وَصَلَ إليه، وأصله: أنه صارَ في فُرْجَته وفَضائه. وأَلْقَيتُ ثوبي في الدارِ فضاً أي لم أستَوْدِعْه أحَدَاً. وأفْضَى الرجلُ المرأةَ اذا جَعَل سبيلَيْها سبيلاً واحداً.
فوض: فَوَّضْتُ اليه الأمرَ أي جَعَلتْهُ إليه. [وقال اللهُ- جلَّ وعزَّ-: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ
«188» ، أي أتَّكِلُ عليه] «189» . وصارَ النّاسُ فَوْضَى أي مُتَفَرِّقِّين، وهو جماعة الفائضِ، ولا يُفرَدُ كما لا يُفَرد الواحد من المتفَرقِّين. ويقال: الوَحُشُ فَوْضَى أي متفرِّقة مُتَردِّدة. [والناسُ فَوْضَى: لا سَراةَ لهم تجمعهم] «190» .
__________
(187) البيت في اللسان غير منسوب، والرواية فيه:
فقلت لها يا خالتي....
(188) سورة غافر، الآية 443.
(189) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(190) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/64)
وشركة المُفاوضة: الاشتِراكُ في كلِّ شيءٍ، يقال: بينَهم فَوْضٌ اذا كانوا فيه شُرَكاءَ. وشاركتُه شَرِكةَ مُفاوضَةٍ أي في كل شيءٍ، وشاركته شَرِكةَ عِنانٍ، وهو أن يشتَرِكا في شيءٍ خاصٍّ.
فيض: فاضَ الماءُ والدَّمْعُ والمَطَرُ والخَيْرُ، يفيض فَيْضاً أي: كَثُرَ. وفاضَتْ عينه، تفيض فَيْضاً أي: سالت. وأفاضَ دمعَه يُفيضه إفاضةً. وأفاضَ البعيرُ جِرَّتَه إفاضةً أي دُفعةً. وفاضَ صدرُ فلانٍ بِسرِّه اذا امتَلأَ فأظهَرَه. والحَوْضُ فائِضٌ أي مُمْتَلِيءٌ فَيْضاً وفَيْضُوضةَ، وأَفَضْتُه أنا. وأفاضَ إناءَه حتى كادَ ينصَبُّ. ويقال: ماؤها فَيْضٌ وغَيْضُ. الفَيْضُ: الكثير، والغَيضُ: القليل. وأفاضَ القوم من عَرَفات أي رَجَعوا ودَفَعُوا، وكلُّ دُفْعَةٍ إفاضة. وأفاضُوا في الحديث أي أخَذُوا فيه. وحديثٌ مُستَفاضٌ: مأخُوذٌ فيه، قد استفاضُوه أي أخَذوا فيه.(7/65)
ومن قال: مُستَفيضٌ فإِنّه يقول: هو ذائعٌ في النّاس، مُنْبَسِطٌ مثلُ الماء المستفيض. وأفاضَ القومُ بالقِداحِ أي دَفَعُوا بها.
وفض: الأوفاضُ مثل الأوضام لِلَّحْم، واحدُها وَفْضٌ. والإبِلُ [تفِضُ وَفْضاً وتَسْتَوْفِضُ، أوفضها راكبها. وقالَ ذو الرّمُة يصف ثوراً وحشياً:
طاوى الحَشَا فَصَرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ ... مُسْتَوفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومٌ] «191»
وأَوْفضْتُ الابِلَ: عَجَّلْتُها. وقوله تعالى: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ
«192» أي يُسرعون. والوَفْضَةُ والأَوفاضُ: الفِرَقُ والأَخلاطُ من الناس.
[وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: أنّه] «193» أَمَر بصَدَقةٍ أن تُوضَع في الأوفاض
وهم الفِرَقُ والأَخلاطُ.
ضيف: المَضُوفَةُ أراد بها مَفْعُلة من التضيف.
__________
(191) ما بين القوسين زيادة من التهذيب أيضا. والبيت في ديوانه 1/ 430 (دمشق) .
(192) سورة المعارج، الآية 43.
(193) المحصورة بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/66)
وتَضَيَّفْتُ فلاناً: سألْتُه أن يُضيفني. ونَزَلَتْ به مَضُوفةٌ من الأمرِ أي شِدّةٌ. ويُجمَعُ الضَّيْفُ على ضُيُوفٍ وضِيفان. وفي لغة: هي ضيف، وهو وهما وهم وهُنَّ ضَيْفٌ، قال الله- عز وجل-: إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي «194» . وقال:
اذا جاءَ ضَيْفٌ جاءَ للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأودَى بما يُقْرَى الضُيُوفُ الضَّيافِنُ «195»
والمُضافُ: الرجلُ الواقعُ بين الخيلِ والأبطالِ، ولا قُوَّةَ به، والمُلْزَق بالقوم هو المضاف. والمضاف: المُلْجَأ المُخْرَجُ المُثْقَلُ بالشَّرِّ، تقول: جاءني فلان مضاف أي مُلْجَأ. وأضافَ فلانٌ فلاناً أي أَلُجأَه الى ذلك الشيء. والضِّيفُ: جانب الوادي. وتَضايَفَ الوادي: تضايَقَ. وضِفْتُ فلاناً اي نَزَلتُ به للضِّيافة، وأَضَفْتُه: أنْزَلْتُه. و [تقول] : انا أضيفُه اذا أَمَلْتَه اليكَ، ومنه يقال: هو مُضاف إلى كذا. أي: ممال إليه.
__________
(194) سورة الحجر، الآية 68.
(195) البيت في اللسان غير منسوب.(7/67)
ومنه يقال: الدَّعِيُّ مُضافٌ لأنّه مُسنَدٌ الى قوم ليس منهم. وضافَ السَّهْمُ يَضيفُ ضيفاً إذا عَدَلَ عن الهَدَف فهو من هذا، وصافَ لغة فيه. وتقول: هذه ناقةٌ تُضيف الى فَحلٍ كذا، كأنَّها اذا سَمِعَت صوته أرادَت أن تأتِيَه، قال البُرَيق الهذلي:
من المدعين إذا نوكروا ... تضيف إلى صوته الغَيْلَم «196»
الغَيْلَمُ: الجارية تَسْتَأنِسُ الى صوته، وقيل: الغَيْلَمُ الحَسناءُ الجَمْلاءُ.
وفي الحديث نُهِيَ عن الصلاة اذا تَضَيَّفَتِ الشمسُ للغروبِ
يعني إذا مالت للمغيب، وضافت ايضاً مالَتْ.
باب الضاد والباء و (وأ يء) معهما ض ي ب، ب ي ض، أب ض، ض ب أ
ضيب: الضَّيْبُ شيءٌ من دَوابِّ البَرِّ على خِلْقةٍ الكلب، ولستُ على يَقينٍ منه.
بيض: البَيضُ معروف، ودجاجة بَيُوضٌ، وهُنَّ بُيُضٌ [للجماعةِ مثل حُيُد جمعُ حَيُود، وهي التي تحيد عنك] «179» .
__________
(196) البيت في ديوان الهذليين 3/ 56 وروايته:
من الأبلخين إذا نوكروا........
(179) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/68)
وبَيْضَةُ الحديد معروفة، وبَيْضَةُ الاسِلام: جماعاتُهم. والجارية بيضة الخِدْرِ لأنّها في خِدْرها [مَكنونةٌ، قال امرؤ القيس:
وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يرامُ خِباؤها ... تَمَتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ] «198»
[ويقال ابْتِيضَ القومُ اذا استُبيحَتْ بَيْضَتُهم] «199» . وابتاضَهم العَدُوُّ اذا استَأْصَلَهم. وغُرابٌ بائضٌ، ودِيكٌ بائضٌ، «200» [وهما مثل الوالد] «201» . وبَيْضَةٌ العُقْر مَثَلٌ يُضرَبُ وذلك ان تُغْتَصَبَ الجارية (فتُفتَضَّ) فتُجرَّبَ بيضةٍ، وتُسَمَّى تلك البَيضَةُ بيضةَ العُقْرِ «202» . وبَيْضةُ البَلَد: تَريكةُ النَّعامَةِ. والأبيضان: الشحم واللبن.
__________
(198) ما بين القوسين زيادة من التهذيب والبيت من مطولة (امرىء القيس) المشهورة.
(199) زيادة من التهذيب أيضا من أصل العين.
(200) علق الأزهري فقال: قلت: يقال دجاجة بائض بغير هاء لأن الديك لا يبيض.
(201) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(202) ذكر الأزهري معلقا: قال غير الليث بيضة العقر بيضة يبيضها الديك مرة واحدة ثم لا تعود، تضرب مثلا لمن يصنع صنيعة إلى إنسان ثم يربها بمثلها.(7/69)
والبَيْضةُ الخُصْيةُ. والبيضةُ بيضةُ الرَّمْل. والبيضةُ: أصلُ القومِ ومَجْمَعُهم.
أبض: الأَبْضُ: العَقْل في الرِّجْلَيْن، وربَّما استُعمِلَ في الأيدي، قال:
أَكْلَفُ لم يَثْنِ يَدَيْهِ آبِضُ «203»
أي عاقِلٌ، ويأبِضُه: يَعْقِلُه. والمَأْبِضانِ: باطِنا الرّكبَتَينِ وباطِنا المِرْفَقَيْنِ. والأَباضِيَّةُ: قَومٌ من الحَرَوْرِيّة، لهم رأيٌ وهَوىً. ويقال للغُرابِ: مُؤْتَبِضُ النَّسَا، لأنّه يَحْجِلُ كأنَّه مَأبُوضٌ.
ضبأ: ضَبَأ الذِّئْبُ يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً أي لَزِقَ بالأرض أو بالشَّجَر ليَخْتِلَ الصَّيْدَ، [ومن ذلك سُمِّيَ الرجلُ ضابئاً] «204» ، قال:
إلاّ كميتا كالقناة وضابئا ... بالفرج بين لبانه [ويديه] «205»
__________
(203) الرجز في اللسان، وجاء فيه، ونسبه ابن بري (للفقعسي) .
(204) زيادة من التهذيب مما نقل الأزهري من العين.
(205) البيت في التاج بهذه الرواية الصحيحة، وأما في الأصول المخطوطة والتهذيب فقد وردت: ويده.(7/70)
يَعني الصَّيّاد. وضَبَأ اي استَخْفَى في فَرْجِ ما بينَ يَدَيْ فَرَسه ليَخْتِلَ به الوَحْشَ، وكذلك النّاقةُ تُعَلَّمُ ذلك. وأَضْبَأَ الرجلُ على شيءٍ في نفسه، ومثلُه أَضَبَّ أي أَضْمَرَ. وضابىء: اسْمٌ. [والأَضباء: وَعْوَعَة جِرْوِ الكلب اذا وَحْوَحَ] «206» .
باب الضاد والميم و (وأ يء) معهما م ض ي، وم ض، أم ض، ض ي م، أض م، وض م، ض أم مستعملات
مضي: مَضَى في أمره مَضاءَ. وَمضَى الشيءُ يَمْضي مُضِيّاً. ويُكْنَى الفَرَسُ أبا المَضاء.
ومض: الوَمْضُ والوَميضُ من لمَعَان البَرْق وكُلِّ شيءٍ صافي [اللّون] «207» ، ووَمَضَ البَرْقُ وأوْمَضَ، وأومَضَتْ فلانةُ بعينها إذا بَرَقَت له، تُومِض إيماضاً فهي مومضة.
__________
(206) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(207) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/71)
أمض: أمِضَ الرجُلُ يأمَضُ فهو أَمِضٌ اذا لم يُبال المُعاتَبهَ وعَزيمتُه ماضيِةٌ في قلبه، وكذلك اذا أَبدَى بلسانه غيرَ ما يُريدُه فهو آمِضٌ.
ضيم: الضَّيْمُ: الانتقِاص، ويقال: ما ضِمْتُ أَحَداً، ولا ضُمْتُ أي ما ضامَني أَحَد، يُقال ذلك بمعنى فَعَلَ بي، بالضم، والكلامُ في هذا بالكسر. وضامَه في الأمر، وضامَه حقَّه. (يضيمه ضيماً) «208» .
أضم: الأَضَمُ: الحَسَدُ والحِقْدُ في القلب، لا يَقدِرُ على أن يُمضِيَه. ورجلٌ أَضِمٌ، وقد أَضِمَ يأضَمُ أَضَماً.
وضم: وَضَمْتُ اللَّحْمَ: وَقَيْتُه من التُّراب، وأوضَمْتُ له: اتَّخَذْتْ له وَضَماً. والوَضَم: كلُّ شيءٍ يُوضَع عليه للجَزْر. والوَضيمةُ: جمع، وهُم القومُ يَنْزِلون على قَومٍ، وهم قليلٌ، فيحسنون إليهم ويكرمونهم.
__________
(208) ما بين القوسين من التهذيب 12/ 93 عن العين.(7/72)
ضأم: الضَّأمُ والضَّأْبُ: السِّلْفُ، يقال: هُما ضَأْبان وضَأْمانِ اذا كانا سِلْفَيْنِ.
باب اللفيف من حرف الضاد ض وي، ض وء، ض وض، ضء ض، أض و، أي ض، وضء مستعملات
ضوي «209» : الضَّوَى، مقصور، مصدر الضّاوي، وضَويَ يَضْويَ ضَوىً فهو ضاوٍ، [وهذا الذي يُولدَ بين الاخ والأخت وبين ذوي المحارمِ] «210» ، لأن ذلك يُضويه أي يُوهِن قوَّتَه. وسُمِّيَ الصَّبيُّ ضاويّاً، مثقّل، على تقدير فاعُول، غير أن الياء تغلب على الواو في مثله، وكذلك كُلُّ فاعُول يجيء من بنات الواو فاجعَلْه ياء، قال ذو الرُمّة:
أخوها أبُوها والضَّوَى لا يضيرُها ... وساقُ أبيها أُمُّها اعتُصِرَتْ عَصْرا «211»
يُريد الزَّندَ من خَشَبةٍ واحدة، يقطع بنصفين.
__________
(209) أدرج في هذه المادة الثلاثي اللفيف والمهموز الآخر فجاء ضوى وضوء وغيرهما.
(210) كذا في التهذيب وهو أصل ما في العين منسوبا إلى الليث، أما الأصول المخطوطة فقد ورد بإيجاز مخل وهو:.. وهو الولد بين الحرائم.
(211) البيت في الديوان ص 195.(7/73)
وأضوى فلانٌ: جاء ولدُه ضاويِّاً. وضَوَى اليه الخيرُ أي صارَ. وأضْوَيْتُ الأمرَ: لم أحُكِمْه، وأضواكَ الأمرُ. والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ من حَياء الناقَة قبل خروج وَلَدها كَمثانةِ البَوْل، فاذا انفَقَأَ خَرَجَ الولَدُ في أَثَره، قال الشاعر يصف حوصَلةَ قطاة:
لها كضَواةِ النّابِ شُدَّت بلا عُرىً ... ولا خَرْزِ كَفٍّ بين نَحْرٍ ومَذْبَحِ «212»
والضَّواةُ: قَرْحةٌ تُصيبُ الابِلِ في مَشافِرها. والضُّوَاةُ «213» : وَرَمٌ يُصيبُ البعير في رأسه يغلِبُ على عَيْنَيه، يَصْغُرُ «214» له خَطمه، ومنه يقال: بَعيرٌ مَضوِيٌّ، ورُبَّما اعتَرَى الشِّدْقَ.
ضوأ: ضَوَّأْتُ عن هذا الأمر تَضوِيَةً أي كَشَفْتُ عنه الضَّوْءَ «215» . والضِّياءُ: ما أضاءَ لك، ويقال: أضاءَ البَرْقُ لنا، والسراج.
__________
(212) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(213) كذا ورد في الأصول المخطوطة، إلا أن الذي في التهذيب منسوبا إلى الليث هو الضوى وقد علق الأزهري على الضوى هذا على أنه من تصحيف الليث أي الخليل.
(214) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان فقد جاء: يصعب.
(215) وجاءت هذه العبارة في التهذيب منسوبة إلى الليث على النحو الآتي: قال الليث: ضوأت عن الأمر تضوئة أي حدت.(7/74)
وضَوَّأتُ عنه حتى وَضَحَ أي بَيَّنْتُ عنه حتى أضاءَ.
ضوض: والضّاضَاة، لا تُهمَز: من زَجْر الراعي بالعُنُوز. والضَّوضاة: جَلَبَةُ الناس، وضَوْضَوا أي صاحُوا، وضَوْضَيْتُم بهؤلاء.
ضأض: والضِّئْضِىءُ: كَثْرةُ النَّسْل وبَرَكَتُه، وضِئْضِىءَ الضَّأْنِ من ذلك. وضَيَّأتِ المرأةُ: كَثُرَ ولدُها «216» ، قال حَفْصُ الأموي:
أكْرَمُ ضَنْءٍ وضِئْضِىءٍ عن ... ساقَي الحَيِّ ضِئضِئُها ومَضْنَؤهُا «217»
أضو: بالغدير «218» . والأضَين: جماعة الأضاة، مثل سنين وسنة. ويقال إضاةٌ وأضاةٌ بالكسر والفتح والجمع أَضَا، مقصور، على تقدير أَكَمة وأَكَم، وإضاء على تقدير إِكام، وثلاثُ أَضَوات، والجمع أضُون [وقال ابو النجم:
وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهّاضِ ... وِرْدَ القَطَا مطائط الإياض] «219»
__________
(216) علق الأزهري فقال: هذا تصحيف وصوابه ضنأت المرأة....
(217) البيت في اللسان ضنأ غير منسوب.
(218) ورد بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال أبو ليلى: الأضاة عندنا موضع مستدير يكون في القاع من الأرض فتندفع فيه السيول فيمتلىء ويتحير فيه الماء، وربما طفح فذهب بعض مائه، والجمع الأضا.
(219) زيادة من التهذيب. مما أخذه الأزهري عن العين.(7/75)
اراد بالإياض الإِضاء، وهو الغدران فقَلَبَ. وأضَّني «220» هذا الأمر، أي بَلَغ مني المشَفَقَّةَ، وهو يؤُضُّني. وقد ائتضّ فلانٌ منه وله. وأَضَّتني إليه الحاجةُ.
أيض: والأَيْضُ «221» : صَيرورة الشيء شيئاً غيرَه، وتَحَوُّلُه عن الحالة، ويقال: آضَ سَواد شعره بَياضاً، قال:
حتى إذا ما آضَ ذا أعرافِ ... كالكَوْدَنِ المُوكَف بالإكافِ «222»
ويقال: افعَل هذا أيضاً اي عُدْ لِما مَضَى. وتفسير أيضاً زيادةٌ كأنَّه من آضَ يَئيضُ أي عاد يعود.
وضأ: والوَضُوء: اسمُ الماء الذي يُتَوَضَّأُ به، فأمّا من ضمَّ الواو فلا أعرفه، لأن الفُعول اشتقاقه من الفعل بالتخفيفِ نحو الوَقود والوُقود وكلاهما حَسَن في معناهما، ولأنه ليس فَعَلَ يَفعُلُ، فلا تقول: وَضَأ يَوْضُؤ، وانّما يكون الفُعُول مصدر فَعَلَ. ونحوُه طَهُور ولا يجوز طُهور. والمِيضأة: مِطُهَرةٌ، وهي التي يُتَوَضَّأُ فيها أو منها.
__________
(220) نقول: كان حق هذا الفعل أن يدرج في باب المعتل.
(221) وقد أدرج الأيض في باب اللفيف مع الضوي والضوء والأضاء والوضوء وغير ذلك.
(222) لم نهتد إلى القائل.(7/76)
والوَضاءةٌ مصدر الوَضيءِ، وهو الحَسَن اللَّطيف، وقد وَضُؤ يَوْضُؤ.
الرباعي من حرف الضاد
ضفنس: رجل ضِفنِس أي رِخو لئيم، وكذلك ضِنبِس وهو الضّعيف. والضِّرسامةُ: نعت سوء من الفسالة ونحوها.
ضرزم: الضَّرْزمة: شِدَّة العَضِّ والتَّضميم، ويقال: أفْعَى ضِرْزِم أي شديدة العَضّ، قال:
يُباشِرُ الحَرْبَ بنابٍ ضِرْزمِ «223»
ضمزر: وامرأة ضمزر: غليظة.
ضبطر: والضِّبَطْرُ: الضَّخمُ المُكْتَنِز، يقال: أَسَدٌ ضِبَطْرٌ، وجَمَل ضِبَطْرٌ وبَيْتٌ ضِبَطْرٌ. وانشد:
أَشْبَهَ أركانه ضِبَطرا «224»
__________
(223) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(224) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/77)
ضفطر: الضِّفطارُ: من أسماء الضَّبِّ القديم «225» اذا قَبُحَتُ خِلقتُه وهَرِمَ.
ضفرط: والضِّفرِطُ: (الرِّخو البطن الضَّخْم) «226» ، وهو بَيِّن الضَّفْرطة، وضَفاريطُ الوُجُوه: (كسورها) بين الخدِّ والأَنف، وعند اللِّحاظَيْنِ، كلُّ واحدٍ ضُفروط.
ضفند: الضَّفَنَّدُ: الرِّخْوُ الضَّخْم، ويقال: امرأة ضَفَنْدةٌ وضَفَندَدَةٌ أي رِخْوةٌ.
ضبرم: والضُّبارِمَةُ: الجريء على الأعداء «227» . والضُبارِمةُ: الأَسَدُ الوثيق الخلق المُكْتنِز.
ضنبس: ورجلٌ ضِنْبِسٌ: ضعيفُ البطش سريعُ الإنكِسار.
__________
(225) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان فقد جاء: القبيح.
(226) ما بين القوسين من اللسان (ضفرط) .
(227) جاء بعد قوله: الجريء على الأعداء: قال أبو زيد: ولكني ضبارمة جموحٌ على الأقران..... وهذا في الأصول المخطوطة.(7/78)
ضرسم: ورْجل ضِرْسامةٌ: نَعتُ سوء من الفسالة ونحوها
ضفنط: ورجل ضَفَنَّطٌ أي سَمينٌ رِخوُ البطن بيِّن الضَّفاطَةِ. والضَّفاطةُ: ضَعْفُ الرأي، والجهل، يقال منه: رجلٌ ضفيط.
شرنض: [رجل شِرناض: ضَخم طويل العنق، وجمعه شرانيض] «228» .
__________
(228) زيادة من التهذيب وقد علق الأزهري فقال: لم أسمعه لغير الليث.(7/79)
حرف الصاد
باب الثنائي
باب الصاد والدال ص د، د ص يستعملان فقط
صد: تقول: صَدَّ يصِدُّ صَدّاً وهو شِدَّة الضَّحِكِ والجَلَبة، قال اللهُ- عزَّ وجَلَّ-: إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
«1» اي يَصدّون ويضحَكُون. وصَدَدتُه عن كذا أصُدُّه صداً أي عَدَلْتُه عنه وصَدَدْتُ عنه بنفسي صُدُوداً. والصَّديدُ: الدَّمُ المُختلطِ بالقَيْح في الجُرْحِ، وتقول: أَصَدَّ إصداداً أي صارَ فيه الصَّديدُ والمِدَّةُ. وهو في القرآن، ما سال من أهل النارِ. ويقال: بل هو الحَميمُ أُغْلِيَ حتى خَثُرَ. والصُّدّادُ: ضرب من الجُرْذان، ويقال: من دواب الأرض، [وأنشد:
__________
(1) سورة الزخرف، الآية 57.(7/80)
اذا ما رأى أشرا فَهُنَ انطَوَى لها ... خَفِيُّ كصُدّاد الجديرةِ أطلَسُ] «2»
والصَّدَدُ: ما استقَبَلَكَ، وهذه الدّارُ على صَدَدِ هذه أي: قبالتها. وصدصد: اسْمُ امرأةٍ.
باب الصاد والتاء ص ت يستعمل فقط
صت: الصَّتُّ شِبْهُ الصَّدْمِ والقَهْرِ. ورجل مِصْتيتٌ: ماضٍ «3» مُنْكَمِشٌ. والصَّتيتُ: الصَّوْتُ والجَلَبة في العَسْكَر ونحوه، قال:
منهم ومن خَيْلٍ لها صَتيتُ «4»
باب الصاد والراء ص ر، ر ص يستعملان
صر: صَرَّ الجندب صريرا، وصرصر الأخطب صرصرة. وصر الباب يمصر، وكلُّ صَوْتٍ شِبْهُ ذلك فهو صرير إذا
__________
(2) زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فهو: فاض.
(4) لم نهتد إلى القائل.(7/81)
امتدَّ، فاذا كانَ فيه تخفيف وتَرجيع في إِعادةٍ ضُوعِفَ كقولك: صَرْصَرَ الأخطَبُ صَرْصَرَةً. ورِيحٌ صَرْصَرٌ: ذات صِرٍّ، ويقال: ذاتُ صَوْتٍ، والصَّرْصَرُ نَعْتٌ لها من البَرْدِ. والصِّرُّ: البَرْد الذي يضربُ كلَّ شيءٍ ويَحُسُّه «5» ، ومنه قوله تعالى: يها صِرٌّ
«6» . وصَرَّ البابُ، وصَرَّتِ الآذان اذا سَمِعتَ لها صَوْتاً ودَويِّاً. والصَّرَّةُ: شِدَّة الصِّياح، وتقول: جاءَ في صَرَّةٍ. وصُرَّةُ الدَّراهمِ وغيرِها معروفة. والصِّرارُ: خِرْقةٌ تُشَدُّ على أطباء الناقة لئلا يَرضَعَها الفَصيل، يقال: صَرَرْتُها بِصرارٍ. وصَرَّ الحِمارُ أُذنَيْهِ أي سَوّاهما، وأصَرَّ الحمار، من غير ذكر الأُذُنِ. والإِصرارُ: العَزْمُ على شيءٍ لا يُهَمُّ بالقُلُوع عنه. وأَصِرَّى، أفْعِلَى: اسمٌ من الإِصرار، وبعضهم يقول: هذه كلمةٌ أُخِذت من أَصِرَّى أي جِدٌّ، ويقال من أَصَرِّي أي جِدٌّ فخُفِّفَ أصِرَّي أي اقطَعي «7» ، والصِرَّى على تقدير فعلى.
__________
(5) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان فقد ورد: يحسنه.
(6) سورة آل عمران، الآية 117.
(7) وردت هذه العبارة في اللسان على النحو الآتي: وهو مني صري وأصري وصرى وأصرى وصرى وصرى أي عزيمة وجد.(7/82)
والصَّرُورةُ من الرِّجالِ والنِّساءِ الذي لم يحُجَّ ولا يُريد التَزَوُّجَ. والصَّرْصَرُ: دُوَيْبّةٌ تحت الأرض تَصِرُّ أيّامَ الربيع. وقال أبو عمرو: الصَّرْصَرانيُّ [من] البُخْت: العظيم. والصُّرْصُور أيضاً. والصَّرْصَرانيُّ: الملاّحُ. والصرصران: ضرب من السمك البحري، أملَسُ الجِلْد ضَخْمٌ، قال:
مرت كظهر الصرصران الأَدْخَنِ «8»
رص: رَصَصْتُ البُنيانَ رَصّاً اذا ضَمَمْتُ بعضَه الى بعض. ورجلٌ أرَصُّ الأسنانِ أيْ رَكبَ بعضُها بعضاً، ومنه التَّراصُّ في الصفِّ. والرَّصّاصةُ والرَّصْراصَة: حِجارةٌ لازقة «9» بحَوالَي العَيْن الجارية، قال الجعدي:
__________
(8) القائل هو (رؤبة) ديوانه ص 162.
(9) في الأصول المخطوطة: لازمة.(7/83)
حِجاره غَيلٍ برَصْراصةٍ ... كُسينَ غُثاءً من الطُّحْلُبِ «10»
ورَصَصْتَ قِتبَي البَعير اذا قارَبْتَ قَيْدَهما اذا سَمِعْتَ له قَعْقَعةً. والرَّصاصُ معروف، ويقال: الرِّصاصُ.
باب الصاد واللام ص ل، ل ص مستعملان
صل: صَلَّ اللِّجامُ صَليلاً اذا تَوَهَّمْتَ في صَوتِه مَدّاً، وان تَوهَّمْتَ تَرجيعاً قلت: صَلصَلَ، وكلُّ ذي صَلابةٍ يُصَلْصِلُ. وتَصِلُ البَيْضَ اذا نَقَفْتَها بالسُّيُوف. والخَزَفُ صِلْصال لتَصَلصُلِه اذا حرك، فاذا طبخ فهو فَخّار، وخُلِقَ آدَمُ من طينٍ، ومَكَثَ في الشَّمس أربعينَ يوماً حتى صارَ صَلْصالاً. والصَّلْصَلَة والصُّلْصُلَةُ: بقيَّةُ الماءِ في الغَديرِ، قال العجاج:
صَلاصِلَ الزَّيْتِ الى الشطور «11»
__________
(10) البيت في التهذيب واللسان والرواية فيهما:
حجارة قلت برصراصة ... كسين غشاء من الطحلب
والرواية في الديوان ص 20:
حجارة غيل برضراضة ... كسين طلاء ...
(11) البيت في الديوان ص 227.(7/84)
والصُّلْصُلُ: طائرٌ (تُسَمِّيهِ العجم الفاختة) ، ويقال: بل يُشبِهُها. والصُّلْصُلُ: ناصِيةُ الفَرَس. والصِّلُّ: الدّاهيةُ من الشَّدائدِ، وهو ايضاً نَعْتٌ لكُلِّ خَبيثٍ. وصَلَّ اللَّحْمُ يَصِلُّ صُلُولا إذا تغير. وقرىء: ااذا صَلَلْنا في الأرض «12» بمعناه. والصِّلِّيان: شَجَرٌ له جِعْثِنٌ ضخمٌ، رُبَّما جَرِدَ وَسَطه ونَبَت ما حَوالَيْهِ، وجِعْثِنُه: اجتِماعُ أصُولِه. والصِّلِّيانُ من أفضل المَراعي، وهو خُبْرةُ البعير «13» .
لص: اللُّصُوصِيَّةُ والتَّلَصُّصُ واللُّصُوصَةُ مصدر اللِّصِّ. والتَّلصيصُ كالتَّرصيصِ في البُنْيان، قال رؤبة:
لَصَّصَ من بُنْيانِه المُلَصِّصُ «14»
واللَّصَّصُ في هذه اللغة كالرِّمَصِ. وأرضٌ مُلِصَّةٌ: كثيرة اللُّصُوصِ. واللَّصَصُ: التِزاقُ الأسنانِ بعضِها ببعضٍ. واللُّصُّ جمع الأَلَصِّ، وهو مُقاربَةُ الأسنان.
__________
(12) سورة السجدة، الآية 10.
(13) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة قوله: قال الضرير: الصلول في الأرض خموم ثخم الموتى، أي أرواحها.
(14) من الأبيات المفردة في ديوان رؤبة ص 176.(7/85)
باب الصاد والنون ص ن، ن ص مستعملان
صن: المُصِنُّ: الرافعُ الرأْسِ، ويقال: الغَضبان، قال:
أإِبلِي كُلُها مُصِنّا «15»
والصَّنُّ: شِبْهُ سَلَةٍ مُطْبَقةٍ [يُحْمَل] «16» فيها الطعام، وقيلَ: بل هو الزَّبيلُ الكبيرُ. والصِنُّ: بَوْل الوَبْرِ. والصُّنانُ: رِيحٌ كالقُنان من رِيحِ الذَّفَرِ. وأصَنَّ الرجُلُ: بَدَا صُنانُه.
نص: نَصَصْتُ الحديث الى فلان نَصّاً أي رَفَعْتُه، قال:
ونّصَّ الحديثَ الى أهله ... فان الوَثيقَةَ في نَصِّهِ «17»
والمَنَصَّةُ: التي تَقعُدُ عليها العَروسُ. ونَصَصْتُ ناقتي: رَفَعْتُها في السير.
__________
(15) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان (لمدرك بن حصن) .
(16) زيادة من التهذيب.
(17) لم نهتد إلى القائل.(7/86)
والنَّصْنَصَةُ: إِثباتُ البعير رُكْبَتَيْهِ في الأرض وتَحَرُّكُه اذا هَمَّ بالنُّهُوضِ. والماشِطةُ تَنُصُّ العَرُوسَ أي تُقْعِدُها على المِنَصَّةِ، وهي تَنتَصُّ أي تَقعُدُ عليها أو تُشْرِفُ لِتُرَى من بين النِّساءِ. ونَصْنَصْتُ الشيءّ: حَرَّكْتُه. ونَصَصْتُ الرجلَ: استَقصَيْتُ مَسْأَلتَه عن الشيءِ، يقال: نَصَّ ما عنده أي استقصاه. ونصُّ كلُّ شيءٍ: مُنَتهاه،
وفي الحديث: اذا بَلَغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبةُ أولى
اي اذا بَلَغَتْ غايةَ الصِّغَر الى أنْ تدخُلَ في الكِبَر فالعَصَبيةُ أَوْلَى بِها من الأُمِّ، يُريدُ بذلكَ الاِدراكَ والغايةَ. وقوله: أحَقُّ بها أي يَحفظُونها وكَيْنونَتُها عندهم «18» . وأَنصَتُّه «19» : استَمَعْتُ له، ومنه قوله- سُبحانه وتعالى-: أَنْصِتُوا «20» *.
__________
(18) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال الضرير نص الحقاق إذا جرت عليهن الأحكام ويحسن أن تحاق أي تخاصم فتدفع عن نفسها.
(19) ترجمة هذه الكلمة مثبتة في مكانها من باب (الصاد والتاء والنون معهما) ص 106.
(20) سورة الأعراف، الآية 204.(7/87)
وقوله تعالى: لاتَ حِينَ مَناصٍ «21» أي لا حين مطلب ولا حين مغاث، وهو مصدر ناص ينوص «22» ، وهو المَلْجَأُ.
باب الصاد والفاء ص ف، ف ص مستعملان
صف: الصَفُّ معروف. والطَّيْرُ الصَّوافُّ: التي تَصُفُّ أجنحتَها فلا تُحَرِّكُها. والبُدْنُ الصَّوافُّ: التي تُصَفَّفُ ثم تُنْحَرُ. وصَفَفتُ القَوْمَ فاصطَّفُوا. والمَصَفُّ: المَوقِفُ، والجمع المَصافُّ. وخَيْلٌ صَوافُّ وصَوافِنُ: قد صَفَّتْ بين أيديها «23» . والصَّفيفُ: القَديدُ اذا شُرَّ في الشمس، وتقول: صفَفْتُه أَصُفُّه في الشمس صَفّاً، وصَفَّفْتُه تصفيفاً، قال:
صَفيفَ شواء أو قدير معجل «24»
__________
(21) سورة ص، الآية 3.
(22) نقول أيضا وليس ن وص من هذه المادة الثنائية نص أي المضاعف.
(23) كذا في الأصول المخطوطةو جاء في الصحاح: وصفت الإبل قوائمها فهي صافة وصواف. وجاء في اللسان: وصفن يصفن صفونا: صف قدميه. (صفن) .
(24) عجز بيت (لامرىء القيس) في ديوانه ص 45 وصدره:
فظل طهاة اللحم من بين منضج(7/88)
والصُفَّةُ من البُنْيانِ والسَّرج ايضاً «25» . والصَّفصَفُ: الفَلاةُ المستَويةُ المَلْساء. والصَّفْصَفُ: شَجَرُ الخِلاف «26» ، الواحدةُ بالهاء. والصَّفْصَفَةُ: دُوَيبَّة تُسَمِّيها العجم السّيسك، دخيل. وقوله تعالى: عذاب يوم الصُّفَّة «27» [وذلك أن قوماً] عَصَوا رَبَّهُم فأرسل الله عليهم حَرّاً وغمّاً غَشِيَهم من فَوقِهم فهَلَكُوا.
فص: فَصُّ الأمرِ: أهْلُه، وفَصُّ العين: حَدَقَتُها (وأنشد:
بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاً أزرَقا) «28»
والفِصْفِصَةُ: الفِسْفِسَةُ، وهو القَتّ الرَّطبُ. وقال في فَصِّ الأمر:
وربَّ امرِىٍء خِلْتَه مائقاً ... ويأتيك بالأمر من فَصِّه «29»
__________
(25) جاء في اللسان: الليث: الصفة من البنيان شبه البهو الواسع الطويل السمك. وصفة الرحل والسرج التي تضم العرقوتين والبدادين من أعلاهما وأسفلهما.
(26) ذكر في الأصول المخطوطة: أنه شاهبيد (كذا) ، يريد بالفارسية.
(27) سورة الشعراء، الآية 189، والذي في الآية هو: عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ. وجاء في اللسان: وقيل: في عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ: وقيل: يوم الصفة وهذا يعني أن الصفة قراءة خاصة. وقد علق الأزهري فقال: قلت الذي ذكره الله في كتابه (عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) لا عذاب يوم الصفة.... ولا أدري ما عذاب يوم الصفة.
(28) الشطر في التهذيب غير منسوب.
(29) البيت في اللسان غير منسوب، وفيه رواية أخرى هي:
ورب امرىء تزدريه العيون.......(7/89)
والفَصُّ: فَصُّ الخاتَمِ. [والفَصُّ: السِّنُّ من أسنانِ الثُّومِ] «30» .
باب الصاد والباء ص ب، ب ص مستعملان
صب: الصَّبَبُ: تَصَوُّبُ نَهْرٍ أو طريقٍ يكون في حدور. والصُّبابةُ: ما فَضَلَ في أصلِ إِناءٍ من شَرابٍ، قال:
طَرِبتُ الى نور وهَيَّجَ لَوْعتي ... صُباباتُ كأسٍ رَوْحُها مُتَوزَّع «31»
والصَّبابَةُ مصدر الرَّجُلِ الصَبِّ، وامرأة صَبَّةٌ، وهو يَصَبُّ إليها عِشْقاً، وهو الوَجْدُ والمَحَبَّةُ. والصَّبيبُ: عُصارةُ الحِنّاء، قال:
من الأجنِ، حِنّاءٌ معاً وصَبيبُ «32»
والصَّبيبُ: الدَّمُ والعُصْفُر المُخلَّصُ [وأنشد:
يَبْكُونَ من بعد الدُّمُوعِ الغُزَّرِ ... دماً سِجالاً كسجال العصفر] «33»
__________
(30) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(31) لم نهتد إلى القائل.
(32) عجز بيت (لعلقمة بن عبدة) في اللسان وصدره:
فأوردتها ماء كأن جمامه
وانظر الديوان ص 14.
(33) الرجز في التهذيب واللسان وما بين القوسين كله من التهذيب عن العين.(7/90)
والتَّصَبْصُبُ: شِدَّة الخِلافِ والجُرأة، يقال: تَصَبْصَبَ علينا فلانٌ، قال:
حتى إذا ما يومُها تَصَبْصَبا «34»
[أي اشتَدَّ عليَّ [الحَرُّ] ذلك اليوم] «35» . وصَبَيْتُ الماءَ صَبّاً.
بص: بَصَّ يَبِصُّ بَصيصاً، وفي لغة: وَبَصَ يَبِصُ وَبيصاً أي بَرَقَ. والبَصْبَصةُ: تحريك الكلبِ ذَنَبَه طَمَعاً وخَوفاً. والإِبِل تَفعَلهُ اذا حُدِيَ بها، قال:
بَصْبَصْنَ إذ حُدِينَ، بالأَذنابِ «36»
باب الصاد والميم ص م، م ص مستعملان
صم: الصَّمَمُ: ذَهابُ السَّمعِ، والاكتِنازُ في جَوْفِ القَنَا، والصَّلابةُ في الحَجَر، والشِّدَّةُ في الأمر. وفتنة صماء.
__________
(34) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان للعجاج، ولم نجده في الديوان.
(35) زيادة من التهذيب عن العين. وفيه (الخمر) وما أثبتناه فمن اللسان.
(36) لم نهتد إلى القائل.(7/91)
والصِمَّةُ والصِمُّ: من أسماء الأسد. ويقال: صَمامِ صَمامِ بمعنيَيْنِ، أي تَصامُّوا في السُّكُوت، واحمِلوا في الحَمْلةِ. والتَّصميمُ: المُضِيُّ في كلِّ أمرٍ. وصَمَّمَ في عَضَّتِه اذا نَيَّبَ «37» فلم يُرسِلْ ما عَضَّ، قال المتلمس:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لصَمَّما «38»
والصِّمامُ: رأس القارُورة، والفِعلُ صَمَمْتُها. والصَّمّانُ: أرضٌ الى جَنْبِ رَمْلِ عالِجٍ، وكُلُّ أرضٍ كذلك، الى جَنْبِ رمل، صُلبةٍ الحِجارةِ، وكذلك الصَّمّانةُ. والصَّميمُ: العَظْمُ الذي هو قِوامُ العُضْوِ مِثلُ صَميمِ الوَظيف وصَميمِ الرأس ونحوهما. ومنه يقال: هو من صَميم قَومه، أي من خالِصهِم وأصلهم. وأوَّلُ مَن سَمَّى السيفَ صَمْصامة عَمْرو بنُ مَعْدِي كَرِبَ حين وَهَبَ سيفَه ثم قال:
__________
(37) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: ثبت
(38) البيت في اللسان وفي التهذيب غير منسوب، وانظر الديوان ص 34.(7/92)
خَليلٌ لم أَخُنْه ولم يخني ... على الصمصامة السيف السَّلامُ «39»
والصَّمصامَةُ: اسمٌ للسيف القاطعِ، وللأسد. ومن العَرَب من يجعَلُ اسمَه معرفة ولا يَصرِفه كقوله:
تَصميمَ صَمصامةَ حينَ صَمَّما «40»
وصوتٌ مُصِمٌّ يُصِمُّ الصِّماخ. وصَميمُ الحَرِّ والشِّتاء: أَشَدُّ حَراً وبَرْداً.
مص: مَصِصْتُ الشيءَ وامتَصَصْتُه، [والمَصُّ في مُهْلةٍ] «41» ومُصاصَتُه: ما امتَصَصْتُ منه. والمُصاصُ: نَباتٌ يُسَمَّى؟ «42» اذا كان نَديّاً رَطْباً، فاذا يَبِسَ قِشرُه اتُّخِذَتْ منه الحِبالُ. ومُصاصُ القَومِ: أصْلُ مَنْبتِهم وأفضَلُ سِطَتِهم، قال رؤبة:
الاكَ يَحمُونَ المُصاصَ المحضا «43»
__________
(39) البيت في التهذيب واللسان ورواية الديوان ص 162.
خليلم لم أخنه ولم يخني ... كذلك ما خلا لي أو ندامي.
(40) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(41) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(42) كذا جاء من الأصول المخطوطة وقد وجدنا في التهذيب 12/ 130. أنه يسمى الثداد.
(43) الرجز في التهذيب والديوان ص 81.(7/93)
والمَصِّيصةُ: ثَغْرٌ من ثُغُور الرُّوم.
والماصَّةُ: داءُ يأخُذُ الصَّبيَّ، وهو شَعَراتٌ تَنُبُتُ مُنْثَنِيَةً على سَناسِنِ القَفَا «44» ، فلا يَنْجَع فيه طعامٌ ولا شرابٌ حتى تُنْتَفَ من أصولها. ومَصّانٌ ومَصّانَةٌ: [شَتم للرجل يُعَيرَّ برضع الغَنَم من أخلافِها بفيه] «45» . والمَصْمَصَةُ: غَسْلُ الفَم بطَرَف اللسانِ دونَ المَضْمَضَةِ. وفَرَسٌ مُصامِصٌ: أي شديدُ تركيبِ [العظام] «46» والمفاصل، [وكذلك المُصَمِّصُ] «47» .
الثلاثي الصحيح
باب الصاد والدال والراء معهما ص د ر، ر ص د، ص ر د، د ر ص مستعملات
صدر: الصَّدْرُ: أعلى مُقَدَّمِ كُلِّ شيءٍ، وصَدْرُ القَناةِ أعلاها، وصَدْرُ الأمر أوَّلُه. وصُدْرةُ الاِنسانِ: ما أَشَرفَ من أعلى صدره.
__________
(44) كذا في الأصول المخطوطة واللسان وأما في التهذيب فقد ورد: القفار.
(45) هذا ما ورد في التهذيب وهو ما في العين منسوبا إلى الليث، في حين جاء في الأصول المخطوطة: ومصان ومصانة من تمصه إمصاصا.
(46) زيادة من التهذيب وهو أصل ما في العين مما نسب إلى الليث.
(47) زيادة من التهذيب أيضا.(7/94)
والصِّدارُ: ثَوبٌ رأسُه كالمِقْنَعَةِ، وأسفلُه يُغَشِّي الصَّدْر والمَنْكِبَيْنِ تَلْبَسُه النِّساءُ. والتصدير: حَبْلٌ يُصَدَّرُ به البعير اذا جَرَّ حِمْلَه الى خَلف، فالحَبْلُ اسمه التصدير، والفِعْل التصدير. والتَصَدُّر «48» : نَصْبُ الصَّدْر في الجلوس. ويقال: صَدَرَ فلانٌ فلاناً اذا أصابَ صدْرَه بشيءٍ. والأَصْدَرُ: الذي أشرفت صدرته. (وصَدِرَ فلانٌ اذا وَجِعَ صَدرُه) «49» . والصَّدَرُ: الانصراف عن الوِرْدِ وعن كلِّ أمرٍ، ويقال: صدروا وأصدرناهم. وطريق صادر في معنى يصدُر عن الماء بأهلِه، وكذلك يَرِدُ بهم مكانَ كذا وكذا، فهو واردٌ، [وقَال لبيد يذكر ناقَتَيْن:
ثُمَّ أصدرناهما في واردٍ ... صادر وهم صواه قد مَثَلْ] «50»
[أراد في طريقٍ يُورَدُ فيه ويُصْدَر عن الماء فيه، والوَهْمُ الضَّخْم] «51» .
__________
(48) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: والتصدير.
(49) زيادة من التهذيب عن العين.
(50) البيت في التهذيب وانظر الديوان ص 185، وما بين القوسين مما أخذه الأزهري من (العين) .
(51) زيادة من التهذيب أيضا.(7/95)
والمصدَرُ: أصلُ الكلمة الذي تَصدُرُ عنه الأفعالُ. [وتفسيره: ان المصادر كانت أوّلَ الكلام، كقولك: الذَّهاب والسَّمْع والحِفظ، وانما صَدَرت الأفعالُ عنها، فيقال: ذَهَبَ ذَهاباً، وسَمعَ سمعاً وسَماعاً وحَفِظَ حِفظاً] «52» . والمُصَدَّرُ من السِّهامِ: الذي صدرُه غليظٌ، وصَدُرُ السَّهم: ما فَوْقَ نصفه الى المَراش «53» . والمُصَدَّرُ: الأَسَدُ «54» .
رصد: المَرْصَدُ: موضعُ الرَّصْد. [والرَّصَدُ] هم القوم الذين يرصُدون كالحَرَس، والرصد الفِعل «55» . والرَّصَدُ: كَلأٌ قليل في أرضٍ يُرجَى بها حَيَا الربيع، وتقول: بها رَصَدٌ من حَياً، وأرض مَرْصِدة: بها شيءٌ من رَصَد، ومنه إِرصادُ الانسان في المُكافَأَةِ والخيرِ، يقال: أنا مُرْصِدٌ لك بإِحسانِكَ حتى أُكافِئَكَ به، قال:
وحَيَّةٍ ترصد بالهواجر «56»
__________
(52) زيادة من التهذيب أيضا.
(53) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الرأس
(54) جاء في اللسان: ورجل أصدر: عظيم الصدر، ومصدر: قوي الصدر شديده وكذلك الأسد والذئب.
(55) زيادة من اللسان وقد سقطت في الأصول المخطوطة.
(56) الرجز في التهذيب غير منسوب.(7/96)
صرد: الصُّرَدُ: طائِرٌ يصيد العصافيرَ، أكبَرُ منها شيئاً. ويومٌ صَرِدٌ وليلةٌ صَرِدةٌ، والاسْمُ الصَّرْدُ، قال رؤبة:
بمَطَرٍ ليسَ بثَلْجِ صَرْدِ «57»
واذا انتَهَى القَلْبُ عن شيءٍ، قيل: صَرِدَ عنه وقد صَرِدَ صَرُداً، وقَومٌ صَرْدَى، قال:
أَصبَحَ قلبي صردا ... لا يشتهي أن يَرِدا «58»
(ورجل صَرِدٌ ومِصْرادٌ، وهو الذي يَشتَدُّ عليه البَرْدُ ويقلُّ صَبْرُه عليه) «59» . وجَيشٌ صَرِدٌ، كأنّه من تُؤَدَةِ سَيْرِه جامِدٌ. والصُّرّادُ: غَيْمٌ رقيقٌ تَسْتَخِفُّه الريحُ الباردةُ، وقال:
وهاجَتِ الرِّيحُ بصُرّاد الفَزَعْ «60»
ويقال: صُرَّيْدٌ مثل زُمّال وزُمَّيل، وهو التَّرخيم. والتَّصريدُ في السَّقي دون الرِّيِّ، قال النابغة:
__________
(57) الرجز في التهذيب وانظر الديوان ص 48.
(58) الرجز في التهذيب وقد جاء في اللسان وأشار إليه بقوله: كقول الساجع.
(59) زيادة من التهذيب.
(60) لم نهتد إلى القائل.(7/97)
وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في أكنافِها المِسْكُ كارعُ «61»
وصَرَّدَ له عَطاءَه أي أعطاه قليلاً قليلاً. وصَرِدَ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ صَرَداً: نَفَذَ منه شَباةُ حَدِّهِ، ونَصْلٌ صاردٌ: خارجٌ من الرَّمِيَّة شيئاً، فاذا خَرَجَ بعضه فهو نافِذٌ، واذا جاوَزَ فهو مارِقٌ. ويقال: الصَّرَدَ الإِنفاذ، قال:
ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال «62»
والصَّرَدُ: الخَطَأُ. والصُّرَدانِ: عِرْقانِ أخضَرانِ تحتِ اللسان، قال: له صُرَدانِ مُنطَلِقا اللسانِ «63»
درص: الدِّرْصُ: وَلَدُ الفَأْرِ والقَنافِذ وشِبْهه، والجمعُ الدِّرَصَةُ والدِّرْصانُ. والدِّرْصُ، والدرص لغتان، [وأنشد:
__________
(61) البيت في الديوان وروايته:
......... ... بصهباء في أكنافها المسك كارع
وكذلك ورد العجز في اللسان (كرع) .
(62) عجز بيت في التهذيب واللسان ومصادر أخرى (للعين المنقري) يخاطب جريرا والفرزدق، وصدره:
فما بقيا علي تركتماني
(63) عجز بيت تمامة في التهذيب وكذلك في اللسان وهو فيه (ليزيد بن الصعق) ، وصدره:
وأي الناس أعذر من شآم(7/98)
لعَمْركَ لو تَغدو عليَّ بدرصها ... عشرت لها مالي اذا ما تَألَّتِ] «64»
باب الصاد والدال واللام معهما ص ل د، د ل ص مستعملان
صلد: حَجَر صَلدٌ، وجَبينٌ صَلْدٌ أي أملَسُ يابِسٌ. [واذا قُلتَ: صَلْتٌ، فهو مُسْتَوٍ] «65» . ورجلٌ صَلْدٌ اي بَخيلٌ جِداً، وقد صَلُدَ صَلادةً. ويقال: رجلٌ صَلُودٌ ايضاً، وقال في الجَبين:
بَرّاقُ أَصْلادِ الجَبينِ الأجْلَهِ «66»
دلص: دِرْعٌ دِلاصٌ، ودُرُوعٌ دُلُص، ويجيء الدِّلاصُ بمعنى الجمع وهي اللّينةُ المَلْساءُ. ودَلَصَت [الدرعُ] تَدُلُصُ دَلاصةً. وصَخْرةٌ مدلصة اي دَلَّصَتْها السُّيُول فَلَيَّنَتْها، قال ذو الرمة:
__________
(64) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وما بين القوسين مما أخذه الأزهري من العين.
(65) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(66) الرجز في التهذيب واللسان وهو (لرؤبة) كما في ديوانه ص 165.(7/99)
صفا دلصته طحمة السيل أخلَقُ «67»
وحَجَرُّ دُلامِصٌ مُدَلَّصٌ: شديدٌ في استِدارتهِ. والاندِلاصُ: الامتِلاصُ، وهو سُرعةُ خروج الشيءِ وسقُوطُه.
باب الصاد والدال والنون معهما ص د ن، ص ن د، ن د ص مستعملات
صدن: الصَّيْدَنُ من أسماءِ الثّعالب، [وأنشد:
بُنَى مكوين ثلما بعد صيدن] «68»
ومَلِكٌ أَصَيَدُ صَيْدَنٌ، قال رؤبة:
اني اذا استَغْلَقَ بابُ الصَّيدَنِ «69»
والصَّيدانُ: أرضٌ حِجارتُها صِغارٌ جداً. والصَّيْدان من حِجارة الفِضَّة، والقطعة بالهاء.
صند: وملك صِنْديدٌ ضخم شريف «70» .
__________
(67) وصدره كما في الديوان ص 396
إلى صهوة محالا كأنه
وروايته في اللسان:
إلى صهوة تتلو محالا كأنه.
(68) عجز بيت (لكثير) كما في اللسان وصدره:
كأن خليفي زورها ورحاهما
(69) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 160.
(70) زعم الأزهري 12/ 144 أن الليث أهمل (صند) وهو مستعمل.(7/100)
وصِنداد «71» : اسم جَبَل. والصِّيدُ «72» : جمع الأَصيَدِ. والصاد «73» : ضَرْبٌ من النحاس، والصاد: الكبير.
ندص: نَدَصَتْ عَيْنُه نُدُوصاً أي جَحَظَتْ «74» وكادَت تخُرجُ من قَلْتِها (كما تندُص عين الخَنيق) «75» . ورجلٌ مِنْداصٌ: لا يزال يَنْدُصُ على قومٍ بما يَكرهُون أي يطرَأُ عليهم، ويَظْهَر بسُوءٍ.
باب الصاد والدال والفاء معهما ص د ف، ف ص د، ص ف د مستعملات
صدف: الصَّدَفُ: غِشاءٌ خَلْقٍ في البَحرِ تضُمُّه صَدَفَتانِ مَفرُوجتان «76» عن لَحْمٍ فيه رُوحٌ يُسَمّى المَحارَةَ فيه اللُّؤْلُؤُ.
__________
(71) الذي جاء في معجم البلدان هو صندد مثل زبرج وكذلك في الجمهرة.
(72) كان من الحق أن تدرج كلمة الصيد في باب المعتل الثلاثي من الصاد.
(73) الكلمة مذكورة في مكانها من باب المعتل الثلاثي من (الصاد) ص 144. وهو من فعل النساخ.
(74) كذا في س وقد صحفت في ص وط فصارت جحدت.
(75) زيادة من التهذيب.
(76) كذا هو الوجه وكذلك في التهذيب في الأصول: مفرجان.(7/101)
والصُّدُفان: جَبَلان مُتَصادِفان أي مُتلاقِيان بيننا وبين يَأجُوج ومَأْجُوج. وصادَفْتُ فلاناً: لقِيتُه. والصُّدُوف: المَيْلُ عن الشيءِ، وأصَدَفني عنه كذا. والأصْدَفُ: مَن في يده اعِوجاجٌ، والمصدر الصَّدَفُ، وناقة صَدْفاءُ.
فصد: الفَصْدُ: قَطعُ العُروق. وافتَصَد فلانٌ: قَطَعَ عِرقَه ففَصَدَ. والفَصيدُ: دَمٌ جُعِلَ في مِعىً من فَصْدِ عُروق الاِبلِ، ثم شُوِيَ فأُكِلَ.
صفد: الصَّفَد (والصَّفْدُ) «77» : العَطاءُ، وتقول: أصفَدَه إِصفاداً. والصَّفْد، مجزوم، هو الظِّلُّ. وصَفَدْتُ يَدَه الى عُنُقِه صَفْداً أي أوثَقْتُه، والاسمُ الصِّفاد، والجمع: الصُّفُدُ والأَصفادُ.
__________
(77) كذا في اللسان.(7/102)
باب الصاد والدال والميم معهما ص د م، د م ص، م ص د، ص م د مستعملات
صدم: الصَّدْمُ: ضَرْبُ شيءٍ صُلْب بشيء مثله، ورجلان يعدوان فتصادما، وجَيْشانِ، مثلُه، يَتَصادَمانِ. وصَدَمَهم أمْرٌ اي أصابتهم شِدَّةٌ. وصِدام: اسْمُ فَرَسٍ. ورجلٌ مِصْدَم: مُجَرِّبٌ. والصُّدامُ: داءٌ يأخذ رؤوس الدَّوابِّ. وهذا صَدَم هذا أي يُصادِمُه.
دمص: كلُّ عِرْقٍ من أعراق الحائِطِ يُسمَّى دِمْصاً، ما خَلا العِرْقَ الأسفَلَ فإِنّه دِهْصٌ. والأدْمَصُ: الذي رَقَّ حاجِبُه من أُخُرٍ، وكَثُفَ من قُدُمٍ، والمصدرُ الدَّمَصُ، ورُبَّما قالوا: أدمَصُ الرأس اذا رَقَّ منه مَواضِعُ، وقَلَّ شَعُره.
مصد: المَصْدُ: ضَرْبٌ من الرَّضاعِ، يقالُ: قَبَّلَها فمصَدَها مَصْداً.(7/103)
صمد: الصَّمَدُ عن الحَسنَ: الذي أصمدت إليه الأمورُ، فلا يعتني فيها أحَدٌ غيرُه. وصَمَدْتُ: قَصَدْتُ. وفي العربية: الصَّمَدُ السّيِّد في قومه، ليس فوقه أحَدٌ، ولا يُقضَى أمرٌ دونه، قال:
خُذْها حُذَيْفَ فأنتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ «78»
ويقال: هو المُصمَتُ الذي ليس بأجْوَفَ. والصَّمْدَة (والصُّمْدَة) : صخرةٌ راسيةٌ في الأرض مستوية بمَتْنٍ من الأرض، وربَّما ارتَفَعَتْ شيئاً. وصَمَدْتُ صَمْدَ كذا أي قَصَدْتُ قَصدَه واعتَمَدْتُه. والصِّماد: عِفاصُ القارورة، وصَمَدتُها صَمْداً، قال الشاعر في الصُّمْدة:
مخالِفُ صُمْدةٍ وقرينُ أخرى ... تَجُرُّ عليه حاصِبَها الشَّمالُ «79»
وقال رؤبة:
وزادَ ربّي حَسَدَ الحُسّادِ ... غيظاً وعَضُّوا جَنْدَلَ الصماد «80»
__________
(78) لم نهتد إلى القائل.
(79) البيت في اللسان غير منسوب.
(80) لم نجده في مجموع أشعاره.(7/104)
باب الصاد والتاء والراء معهما ت ر ص مستعمل فقط
ترص: تَرَصَ الشيءُ تَراصةً فهو تريصٌ اي مُحكَمٌ شديدٌ. وأَترَصْتُه إِتراصاً، قال:
وشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْد التَّريصِ «81»
باب الصاد والتاء واللام معهما ص ل ت يستعمل فقط
صلت: الصَّلْتُ: الأملس. ورجل صلت الوَجهِ والخَدِّ والجبين اي أملس. وسيف صَلْتٌ. وقيل: لا يقال للسَّيْفِ: صَلْت الا لِما كان فيه طولٌ. وأَصْلَتَ السَّيْفَ أي جَرَّدَه. وسيفٌ إصليتٌ أي مُصْلَتٌ ماضٍ في الضَّريبة. ورُبَّما اشتُقّ نعتُ إفِعيل من أفعَلَ مثل إِبليس من أَبْلَسَه اللهُ. ورجلٌ صَليتُ الوَجْهِ أي صافي اللَّوْنِ. ورجلٌ مُنْصَلِتٌ: ماضٍ في الحَوائج، وأَصْلَتيٌّ بمعناه. ونَهْرٌ مُنْصَلِتٌ: شَديدُ الجرية.
__________
(81) الشطر في اللسان غير منسوب.(7/105)
باب الصاد والتاء والنون معهما ن ص ت يستعمل فقط
نصت: الإِنصاتُ: السُّكُوتُ لاستِماعِ شيءٍ، قال اللهُ- عزَّ وجَلَّ-: وَأَنْصِتُوا «82» . ونَصَتُّهُ ونَصَتُّ له مثل نَصَحْتُهُ ونَصَحْتُ له.
باب الصاد والتاء والفاء معهما ص ف ت يستعمل فقط
صفت: الصِّفْتاتُ: المُجْتَمِعُ من الناسِ الشديدُ. وامرأة صِفْتاتةٌ، ويقال: بلا هاء. وقال بعضهُم: لا تُنعتُ المرأةُ بذلكَ.
باب الصاد والتاء والميم معهما ص م ت، م ص ت، ص ت م مستعملات
صمت: الصَّمْتُ: طُولُ السُّكوتِ. وأخَذَه الصُّماتُ. وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: أبْهِمَ إِغلاقُه، وبابٌ مُصمَتٌ كذلك، قال:
ومن دون ليلى مصمتات المقاصر «83»
والصِّماتُ «84» : إِشرافُكَ على أمر، وتقول: هو منه على صمات.
__________
(82) سورة الأعراف، الآية 204.
(83) لم نهتد إلى القائل، والشطر في التهذيب واللسان.
(84) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: صمتات.(7/106)
والصُّمْتَةُ: ما أصْمَتَكَ من قضاء حاجتك.
مصت: المَصت: لغة في المَسْط، فاذا جَعَلوا مكان السِّين صاداً جَعَلوا مكان الطّاءِ تاءً، وهو أن يُدخِلَ يَدَه فيقبضَ على الرَّحِمِ، فيمسُطها مسطاً، ويَمصُت (ما فيها مَصْتاً) .
صتم: الصَّتْمُ من كلِّ شيءٍ: ما عَظُمَ وتَمَّ واشتَدَّ، نحو: حَجَرٌ صَتْمٌ، وبَيْتٌ صَتْمٌ وجَمَل صَتْمٌ. واعطَيتُه ألفاً صَتْماً اي تاماً، [وقال زهير:
صَحيحاتُ أَلْفٍ بعدَ أَلْفٍ مُصَتَّم] «85»
والأَصاتِمُ جماعة الأصْطَمّة بلغة تميم، جمعوها بالتاء على هذه اللغة لانّهم كرهِوا التفخيم أصاطم فرَدّوا الطاءَ الى التاء. والحُروف الصُّتْمُ: التي ليستْ من الحَلْق.
باب الصاد والراء والنون معهما ر ص ن، ن ص ر يستعملان فقط
رصن: رَصُنَ الشيءُ يرصُنُ رَصانةً، وهو شِدَّة الثبات ونحوه، وأرصَنْتُه إرصانا.
__________
(85) ما بين القوسين زيادة من التهذيب، ورواية البيت كما في الديوان ص 26:
فكلا أراهم أصبحوا يعقلونه ... علالة أَلْفٍ بعدَ أَلْفٍ مُصَتَّم(7/107)
نصر: النَّصرُ: عَوْنُ المظلوم.
[وفي الحديث: انصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً
، وتفسيره: أن يمنعه من الظُّلْم إنْ وَجَدَه ظالماً، وان كان مظلوماً أعانه على ظالمِهِ] «86» . والأنصارُ: جماعة الناصِر، وأنصار النبيِّ- صَلّى اللهُ عليه وسلَّم-: أعوانُه. وانتَصَرَ الرجل: انتَقَمَ من ظالمه. والنَّصيرُ والنّاصِرُ واحدٌ، وقال اللهُ جلَّ وعَزَّ-: نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ «87» . * والنُّصْرة: حُسْنُ المَعُونة، [وقال اللهُ- جَلَّ وعَزَّ-: مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ «88» .. الآية. المعنى: من ظنّ من الكُفّارَ أنَّ اللهَ لا يُظهِرُ مُحمداً على مَن خالَفَه فليَخْتَنِقْ غيظاً حتى يموت كمداً فانّ اللهَ يُظهِرُه ولا ينفَعُه مَوْتُه خنْقاً، والهاء في قوله: أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ للنبي محمدٍ- صلّى الله عليه وسلم] «89» .
__________
(86) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(87) سورة الأنفال، الآية 40.
(88) سورة الحج، الآية 15.
(89) ما بين القوسين زيادة من التهذيب، مما أخذه الأزهري من العين.(7/108)
وتَنَصَّرَ: دَخَلَ في النَّصرانيّة. ونَصْرونة «90» : قرية بالشام، ويقال: نَصْرَى. ونَصَرَ الغَيْثُ البِلادَ: أَرواها «91» .
باب الصاد والراء والفاء معهما ص ر ف، ر ص ف، ص ف ر، ف ر ص مستعملات
صرف: الصَّرْفُ: فَضْلُ الدِّرْهَم في القيمة، وجَوْدةُ الفِضَّة، وبَيْعُ الذَّهَبِ بالفِضَّةِ، ومنه الصَّيْرَفِيُّ لتَصريفهِ أحدَهُما بالآخَر. والتَّصريف: اشتِقاق بعضٍ من بعضٍ. وصَيْرفِيّات الأمُور: مُتَصرفاتُها أي تَتَقَلَّبُ بالناسِ. وتصريف الرِّياحِ: تَصَرُّفُها من وَجْهٍ الى وَجهٍ، وحالٍ الى حال، وكذلك تصريف الخُيُول والسُّيُول والأمُور. وصَرْف الدّهْرِ: حَدَثُه. وصَرْف الكلمة: إِجراؤها بالتنوين.
__________
(90) جاء بعد هذه الكلمة وشرحها في الأصول المخطوطة: قال الضرير: هي ناصرة، وقد نسب النصارى إليها. في الأصول: نصورية، وما أثبتناه فمن التهذيب 12/ 161 واللسان (نصر) .
(91) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: والصنارة رأس مغزل المرأة، وهو دخيل ليس من كلام العرب. نقول: وليس من العلم أن ندرج هذه الكلمة في ترجمة (نصر) فهي تركيب آخر.(7/109)
وقال الحسن: الصَّرْفُ: التَطَوُّعُ، والعَدْل: الفريضةُ. [والصَّرْفُ: أن تَصِرفَ إِنساناً على وَجْهٍ يُريده الى مَصْرفٍ غير ذلك] «92» . (والصَّرْفةُ: كوكَبٌ واحد خَلْفَ خَراتَىِ الأَسَدِ، اذا طَلَعَ أمامَ الفَجْر فذاك أوّلُ الخريف، واذا غابَ مع طلوع الفَجْر فذاك أوّلُ الربيع، وهو من مَنازِلِ القَمَر. والعَرَب تقول: الصَّرْفةُ: نابُ الدَّهرُ، لأنّها تفتُرُ عن البَرْد أو عن الحّرِّ في الحالتين) «93» . والصِّراف: حِرمةُ الشَاءِ والبَقَر والكِلاب أي استحِرامُها، وصَرَفَتِ الكلبةُ تصرِفُ صرافاً فهي صارف. والصَّريفُ: صوتُ نابِ البعير حين يَصِرفُ اذا حَرَقَ أحدَهُما بالآخَر. والصَّريفُ: صوتُ البَكْرةِ. والصَّريفُ: اللَّبَنُ الحليبُ ساعةَ يُحْلَب. [والصَّريفُ: الخَمْرُ الطيِّبةُ، وقال في قول الأعشى:
صَريفيَّةً طيِّباً طَعْمُها ... لها زَبَدٌ بين كوب ودن «94»
__________
(92) زيادة من التهذيب وهو المحصور بين القوسين مما أخذه الأزهري من العين.
(93) زيادة من التهذيب 12/ 161 عن العين.
(94) البيت في التهذيب واللسان والصبح المنير وسائر نشرات الديوان الأخرى.(7/110)
قال بعضهم: جعلها صَريفيّة لأنّها أُخِذَتْ من الدَنِّ ساعتئذ كاللبن الصَّريفِ] «95» . وشَرابٌ صِرْفٌ: غيرُ مَمزوجٍ. والصِّرْفُ: كُلُّ شيءٍ لم يُخْلَطُ بشيءٍ. والصِّرَفانُ: من أجوَد التَّمْرِ، وضَرْب منه من أَرْزَنه «96» . ويقال: الصَّرَفان المَوْتُ، قال:
أَجَندلاً يَحْمِلْنَ أم حَديدا ... أم صَرَفاناً بارداً شديداً «97»
والصِّرْفُ: الأَديمُ الشديدُ الحُمرة.
رصف: الرَّصَفُ: حِجارةٌ مَضمومَةٌ بعضها الى بعض في مَسيل، وكذلك اذا جُعِلَ من آخِرِ مَسيلٍ لِماءٍ أو لمصير «98» ، وجمعُه رِصافٌ. والرُّصافةُ والرِّصافةُ: مَوْضِعٌ. والرَّصَفة: عَقَبةٌ تُلْوَى على مَوْضِع الفُوقِ من الوَتَر، وعلى أصْل نَصْل السَّهْمِ، وسَهْمٌ مَرصُوفٌ. ورَصَفَ قَدَمَيْه أي صَفَّهما، وضَمَّ إِحداهما الى الأخرى.
__________
(95) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(96) كذا في اللسان وفي س وأما في ص وط ففيهما: أولته!
(97) من رجز في التهذيب شيء منه، وفي اللسان تمامه منسوب إلى (الزباء) .
(98) كذا هو الوجه، وأما في الأصول المخطوطة ففيها: العصير. والمصير: الموضع الذي تصير إليه المياه. انظر اللسان.(7/111)
فرص: الفَرْص: شَقُّ «99» الجِلْدِ بحديدة «100» عريضة الطَّرَف تَفرصُه بها فَرْصاً غَمزاً، كما يَفرِصُ الحَذّاءُ أُذْنَيِ النَّعْل عند عَقِبِهما بالمِفْراص ليَجعَلَ فيها الشِّراكَ. والمِفراصُ: الحديدةُ التي يقطع بها. والفَريصةُ: لحمٌ عند نُغْضِ الكَتِفِ في وَسَط الجَنْبِ عند مَنْبِضِ القَلْب، وهما اللَّتانِ يَفتَرِصانِ عند الفَزْعة، يعني ارتعادَهما، قال أميّة:
فَرائِصُهم من شدة الخَوفِ تَرْعَدُ «101»
وقال:
صَخْمُ الفَريصةِ لو أبصرت قمته ... بين الرجال إذنْ شَبَّهْتَه جَمَلا «102»
والفُرْصَةُ: النُّهزَةُ، ويقال: أَصَبْتَ فُرصَتَكَ ونَوبَتَكَ «103» ونُهْزَتَك، واحد. وانتَهَزْتُها وافترصتها.
__________
(99) في الأصول المخطوطة شك، وفي التهذيب 12/ 166: شد وما أثبتناه فمن اللسان (فرص) عن العين.
(100) كذا في ص والتهذيب وأما في ط وس ففيهما: جريدة.
(101) عجز بيت تمامه في شعراء النصرانية ص 227، وصدره:
قيام على الأقدام عانين تحته
(102) لم نهتد إلى القائل.
(103) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: رويتك.(7/112)
والفرصة «104» : قطعة من صُوفٍ أو قُطنٍ. وفَريصُ الرَّقَبةِ: عُروقُها. والفَرْصةُ: الرِّيحُ التي يكون منها الحَدَبُ، والسِّينُ فيه لغة.
صفر: «105» الصَّفَرُ يَقَعُ في الكَبِدِ وشَراسيف الأضلاع، يقال: إنه يَلْحَسُ الانسان حتى يقتُلَه. ورجل مَصْفُورٌ: في بَطْنِه صَفَرٌ. والانسانُ يَصْفَرُّ من الصَّفَر جدّاً، وقال أعشى باهِلةَ
لا يتأرى لما في القدر يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصَّفَرُ «106»
والصُّفارُ: صَفرةٌ تعلُو اللَّوْنَ والبَشَرةَ من داءٍ، وصاحبه مَصْفُورٌ أيضاً، [وأنشد:
قَضْبَ الطبيبِ نائِطَ المَصفُورِ] «107»
والصُّفْرةُ: لون الأصفَرِ، وفعله اللازم الاصفرار.
__________
(104) الفرصة مثلثة الفاء. انظر اللسان.
(105) جاء في اللسان: الصفر داء في البطن يصفر منه الوجه، والصفر حية تلزق بالضلوع فتعضها.... والصفر دابة تعض الضلوع والشراسيف، قال أعشى باهلة:........
(106) البيت في اللسان والتهذيب وفي ديوان الأعشين ص 268.
(107) الرجز في التهذيب واللسان وديوان العجاج ص 240، وما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/113)
وأما الاصفِيرارُ فعَرَضٌ يعرِضُ للانسان، (يقال يَصْفارُّ مرَّةً ويَحمارُّ أخرى. ويقال في الأوّل: اصفَرَّ يصفرُّ) «108» . والصَّفيرُ من الصوت كما تصفِرُ بالدَّوابِّ اذا سَقَيْتَ. والصَّفّارةُ: هَنَةٌ جَوْفاءُ من نُحاسٍ يَصفِر فيها الغُلام للحَمام ونحوه، وللحِمارُ للشُّربِ. والصِّفرُ: الشيءُ الخالي، يقال: صَفِرَ يصفَرُ صَفَراً وصُفُوراً فهو صِفْر صَحْرٌ، والجميع والواحدُ والذكر والأنثى فيه سواء. والصَّفَريَّةُ: نَباتٌ يكونُ في أوّلِ الخريف يُخَضِّر الأرض ويُورقُ الشَّجَر. والصَفَريَّةُ: زمانٌ بين الخريف والوَسْميِّ. وما يُصيبَ المواشي فيغيِّرُ الخِلقة وهَزَّةِ الجَنْبة يُسَمَّى الصِّغْرة كما تُسَمِّي ما يُرْعَى من الربيعِ الرِّبعةَ. والصُّفار [والصِّفارُ] «109» : ما بقي في أسنانِ الدّابَّة من التِّبْنِ والعَلَف للدَّوابِّ كُلِّها. وفي المَثَل: ما بها صافِر أي أحَدٌ ذو صَفير. وبَنُو الأَصُفَر: مُلوك الروم، [قال عدي بن زيد:
وبنو الأصفر الكِرامُ ملوكُ الروم ... لم يَبقَ منهم مَأْثُورُ] «110»
__________
(108) ما بين القوسين زيادة من التهذيب.
(109) زيادة من اللسان.
(110) البيت زيادة من التهذيب وهو في الديوان، وشعراء النصرانية ص 456(7/114)
وأبو صُفرةَ: كنية أبي المُهَلَّب. والصُّفْرُ: ما يُتَّخَذُ من النُّحاس الجيِّد. وصَفَرٌ: شَهرٌ بعد المُحَرَّم، فاذا جمعوها باسْمٍ واحدٍ قالوا: الصَّفَران، وكذلك اذا جَمَعُوا رَجَباً وشَعْبانَ باسْمٍ واحد قالوا: رَجَبان، فغَلَبَ على الأوّل المُؤَخَّر، وعلى الثاني المُقَدَّم.
باب الصاد والراء والباء معهما ص ب ر، ب ص ر، ص ر ب، ب ر ص مستعملات
صبر: الصَّبْرُ: نقيض الجَزَع. والصَّبْرُ: نَصْبُ الانسان للقتل، فهو مَصْبُورٌ، وصَبَروه أي نَصَبوه للقتل. والصَّبْرُ أخذُ يمينِ إِنسانٍ، تقول: صَبَرتُ يَمينَه أي حَلَّفتُه باللهِ جُهدَ القَسَم. والصَّبْرُ في الأَيْمان لا يكون الاِّ عند الحُكّامِ. والصَّبْرُ، بكسر الباء، عُصارةُ شَجَرةٍ وَرَقُها كقُرُبِ السَّكاكينِ، طِوالٌ غِلاظٌ، في «111» خُضْرتِها غُبْرةٌ وكُمْدةٌ مُقْشَعِرَّةُ المَنْظر، يخرُجُ من وَسَطها ساقٌ عليه نَوْر أصفَرُ تَمِهُ الريح كريهه.
__________
(111) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: أخضر(7/115)
والصُّبارُ: حَمُلُ شَجَرةٍ طعمُه أشَدُّ حُمُوضةً من المَصْلِ، له عَجَمٌ أحمَرُ عريضٌ، يُجْلَبُ من الهِنْد، يُسَمَّى التَّمْرَ الهنديَّ وصُبْرُ الإِناء: نواحيه وأصبارُه، ومنه يقال: شَرِبَها بأَصْبارها، وهو مَثَلٌ. وأصبارُ القَبْر: نواحيه. والصَّبْرَةُ من الحِجارة: ما اشتَدَّ وغَلُظَ، ويَجمَع على الصِّبار، قال:
كأن ترنم الهاجات فيها ... قُبَيلَ الصُّبْح، أصواتُ الصِّبارِ «112»
وأُمُّ صَبّار «113» : الحربُ والداهيةُ الشديدةُ. وصُبْرُ كُلِّ شيءٍ: أعلاه، ويقال: ناحيتُه، ويقال: صُبْرٌ، وبُصُرٌ مقلوبه. ويقال: سِدْرَةُ المُنتَهَى صُبْرُ الجَنّةِ «114» قال: صُبْرها أعلاها. والصَّبْرُ: سَحابٌ مُسْتوٍ فوق السحاب الكثيف «115»
__________
(112) البيت (للأعشى) كما في ديوان الأعشين ص 244، وهو في التهذيب واللسان.
(113) أم صبار وأم صبور كما في اللسان.
(114) جاء في اللسان:
وفي حديث عبد الله بن مسعود: سدرة المنتهى....
(115) جاء في اللسان وغيره: الصبير السحاب الأبيض الذي يصير بعضه فوق بعض درجا.(7/116)
وصَبيرُ الخُوانِ: رُقاقَتُه العريضةُ تُبسَط تحتَ ما يُؤْكَل من الطعام «116» وصبير الطعام: الذي يصبِرُ لهم ويكون معَهم في أمورِهم «117» . (والصُّبْرَة من الطّعام مثل الصُّوفه بعضُه فوق بعضٍ) «118» .
بصر: البَصَرُ: العَيْنُ، مذكّر، والبَصَرُ: نَفاذ في القلب. والبَصارة مصدر البصير، وقد بَصُرَ، وابصَرْتُ الشيءَ وتَبَصَّرْتُ به، وتَبَصَّرْتُه: شِبْهُ رَمَقْتُه. واستَبْصرَ في أمرِه ودِينه اذا كانَ ذا بصيرةٍ. والبصيرةُ اسمٌ لِما اعتُقِدَ في القلب من الدِّين وحَقيق الأمر. ويقال: رَأَى فلانٌ لَمْحاً باصِراً أي أمراً مُفزِعاً «119» ، قال:
دونَ ذاك الأمْرِ لَمْحٌ باصِرُ «120»
وبَصَّرَ الجر وتبصيرا: فَتَحَ عَيْنَه. والبصيرة: الدِّرْعُ، ويقال: ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصائِرُ السِّلاحِ.
__________
(116) كذا في المعجمات كلها وأما في الأصول المخطوطة ففيها: وصبر الخوان ...
(117) في التهذيب مما نسب إلى الليث: وصبير القوم زعيمهم.
(118) زيادة من التهذيب.
(119) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب مما نسب إلى الليث فقد جاء: أمرا مفروغا، وهو تصحيف يدل عليه الشاهد.
(120) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/117)
[ويقال للفِراسةِ الصادقة: فِراسةٌ ذاتُ بَصيرةٍ. والبَصيرة: العِبْرة، يقال: أما لك بصيرةٌ في هذا؟ أي عِبرةٌ تَعْتَبرُ بها، وأنشَدَ:
في الذاهبينَ الأوّلينَ ... من القرون لنا بَصائِرْ «121»
أي عبر] «122» . وبصائر الدماء: طرائقها على الجَسَد. والبُصرُ: غِلَظُ الشيءِ، نحوُ بُصْرِ الجَبَلِ، وبُصرِ السَّماءِ والحائط ونحوهِ «123» . والبَصْرةُ: أرضٌ حِجارتها جِصٌ، وهكذا أرضُ البصرة، [فقد] نَزَلْها المسلمون أيّامَ عمرَ بنِ الخطّاب، وكَتَبوا إليه: إنّا نَزَلْنا أرْضاً بَصْرَةً فسُمِّيَت بَصْرة، وفيها ثلاث لغات: بَصْرة وبِصرة وبُصْرة. وأعمُّها البَصْرةُ. والبَصرةُ نعت، وكل قطعة بصرة.
__________
(121) البيت مما نسب إلى (قس بن ساعدة الإيادي) . انظر البيان والتبيين 1/ 309.
(122) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(123) ورد بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: بالفارسية بكال ثم عقب على ذلك بقوله: وبلساننا ند بارد. نقول: وليس من علاقة بين البصر وهو الغلظو بين البارد الندي، ولعل شيئا قد سقط.(7/118)
وقيلَ: البَصرة الحِجارة التي فيها بعضُ اللِّين، قال الشمّاخ:
سواءٌ حين جاهدَها عليه ... أغشّاهُنَّ سهلاً أم بِصارا «124»
أي جَرَتْ وجَرَى معها يعني الحُمُر.
صرب: الصَّرْبُ: حَقنُ اللَّبَن أيّاماً (في السّقاء) ، تقول: شَرِبْتُ لَبَناً صَرَباً ومَصُروباً. ورجل صاربٌ: حَقَنَ بَولَه وحَبَسَه. وقَدِمَ اعرابيٌّ على أهله، وقد شَبِقَ لطُولِ الغَيْبَة فراوَدَها فأَقَبلَتْ تُطَيِّبُ وتُمْتِعُه، فقال: فَقَدْتُ طيِّباً في غير كُنْهِه أي في غير وَجهِهِ ومَوضِعه، فقالت: فَقَدْتَ صَربةً مُستَعجَلاً بها. أرادت: في صُلبِكَ شهوةٌ تُريدُ أنْ تصُبَّها.
برص: البَرَصُ داءٌ. وسامُّ أبرَصَ: مُضافٌ غيرُ مصروفٍ، والجمع سَوامُّ أبرَصَ. ويقال: كانَ بيده بَرَص. قال تعالى تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ* «125» فخرَجَتْ بَيْضاءَ للناظرين.
__________
(124) لم نجده في ديوان الشماخ.
(125) سورة النمل، الآية 12.(7/119)
ربص: التَرَبُّصُ: الانتِظار بالشيء يَوماً. والرُّبْصَةُ الاسمُ، ومنه يقال: ليس في البَيْعِ ربْصَةٌ أي لا يُتَرَبَّصُ به.
باب الصاد والراء والميم معهما ص ر م، م ر ص، ص م ر، م ص ر مستعملات
صرم: الصَّرْمُ دَخيلٌ. والصَّرْمُ: قَطعٌ بائِنٌ لحَبْل وعِذْقٍ ونحوه. والصِّرامُ: وقت صِرام [النّخْل] ، وصَرَمَ العِذْقُ عن النَّخْلة، وأصْرَمَ النَّخْلُ اذا حان «126» وقتُ اصِطِرامِه. والصَّريمة: إحكامُكَ أمراً والعَزْمُ عليه. وقوله تعالى: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ
«127» أي كاللَّيلِ. والصَّريمةُ: الرأيُ النافِذُ. والصريمة: الرَّمْلُ المُتَصَرِمُ من مُعظَم الرَّملِ، قال: (به لا بظَبْيٍ بالصريمة أعفرا «128»
)
__________
(126) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: بلغ.
(127) سورة القلم، الآية 20.
(128) عجز بيت (للفرزدق) يضرب مثلا عند الشماتة، جاء في مجمع الأمثال 1/ 90: قال (الفرزدق) حين نعي إليه زياد بن أبيه فقال:
أقول له لما أتاني نعيه ... به لا بظبي بالصريمة أعفرا
وقد ورد في الأصول المخطوطة: بالصريمة أعفر.(7/120)
والصِّرْمةُ: قطيعٌ من الاِبلِ نحوُ ثلاثين. والصِّرْمُ: طائفة من القومِ ينزِلون بِابلِهم في ناحيةِ الماء فهم أهل صَرْمٍ، والجمع على أصرام، ثم يُجمَع على أصارم. وصَرمَ الرجلُ صَرامةً فهو صارمٌ: ماضٍ في أمره. وناقَةٌ مُصَرَّمةٌ، وذلك أن يُصَرَّم طُبْيُها فيَقْرَحُ عمداً حتى يفسُدَ الإِحليلُ فلا يخرُجُ منه لَبَنٌ، فيَيْبَسُ وذلك أقْوَى لها. والصِّرْمةُ: قِطعةٌ من السَّحاب، قال النابغة:
تُزجى مع الليل، من صُرّادِها، صِرَما «129»
وتَصَرَّمَتِ الأيّام والسَّنَةُ والأمر أي انقَضَى. وانصَرَمَ الأَمرُ والشيءُ اذا انقطع فذَهَبَ. وأَصْرَمَ الرجلُ: ساءَتْ حالُه وفيه تماسُكٌ بَعْدُ، والاسْمُ الاصِرامُ. وصَرامِ: الحَرْبُ، قال الكُمَيت:
على حين دَرَّةٍ من صَرامِ «130»
وسَيْفٌ صارمٌ أي قاطِعٌ ذو صَرامةٍ.
__________
(129) عجز بيت للشاعر ورد كاملا في اللسان وصدره:
وهبت الريح من تلقاء ذي أرك
وكذلك في جميع نسخ الديوان.
(130) عجز بيت تمامه في التهذيب وصدره:
جرد السيف تارتين من الدهر
وانظر الهاشميات ص 11.(7/121)
مرص: المَرْصُ: غَمْزُ الثَّدْيِ بالأصابع، والمَرْسُ مثلُه، إِلاّ أنَّه يُمْرَسُ في الماء حتى يتميث «131» فيه، مرس ومرص واحد.
رمص: الرَّمَصُ: غَمَصٌ «132» أبيضُ تَلْفِظُه العَيْنُ فتَوْجَع له. وعينٌ رَمْصاءُ [وقد رَمِصَتْ رَمَصاً اذا لَزِمَها ذلك] «133» .
صمر: صَمَرَ الماء يَصمُر صُمُوراً اذا جَرَى من حَدورٍ في مُستَوٍ، فسَكَنَ فهو يَجري، وذلك الموضع يسمى صمر الوادي. وصَيمَرةُ: أرضٌ (مِنْ) مِهرِجان، وإليها يُنْسَب الجُبْنُ الصَّيْمَريُّ.
مصر: المَصْرُ: حَلبٌ بأَطرافِ الأصابِع، السَّبّابةِ والوُسْطَى والإِبْهام. وناقةٌ مَصُورٌ اذا كانَ لَبَنُها بَطيءَ الخُروج، لا تُحْلَبُ إِلاّ مَصْراً.
__________
(131) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: يتمعث
(132) كذا في الأصول المخطوطة وهو الوجه، وأما في التهذيب فهي: عمص.
(133) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/122)
والتَمَصُّر: حَلْبُ بَقايا اللَّبَن في الضَّرْعِ بعد الدَّرِّ، وصار مستعمَلاً في تَتَبُّع الغَلَّةِ «134» ونحوِها، يقال: لهم غَلَّةٌ يَتَمَصَّرونَها. وَمصَّرَ عليه الشيءَ اذا أعطاه قليلاً قليلاً. والمِصْرُ: كُلُّ كُورةٍ تُقام فيها الحُدودُ وتُغزَى منها الثُغُور، ويُقسَم فيها الفّيْءُ والصَّدَقات من غير مُؤامَرة الخليفة، وقد مَصَّرَ عُمَرُ [بن الخطّاب] سبعةَ أمصارٍ منها: البصرةُ والكوفةُ، فالأمصارُ عند العَرَبِ تلكَ. وقوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً «135» من الأمصار، ولذلك نونه، ولو أراد مِصرَ الكورةَ بعَينِها كما نَوَّنَ، لأنَ الاسْمَ المؤنَّثَ في المعرفةِ لا يُجرَى. ومِصْرُ هي اليَومَ كورةٌ معروفةٌ بعَينِها لا تُصْرَفُ. والمَصيرُ: المِعَى، وجمعُه مُصْرانٌ كالغَدير والغُدْران، والمَصارين خَطَأٌ «136» . والمُمَصَّرُ: ثوبٌ مصبُوغ فيه صُفْرةٌ قليلةٌ.
__________
(134) هذا هو الوجه كما في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: القلة.
(135) سورة يوسف، الآية 99.
(136) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال الضرير: ليس بخطإ إنما هو جمع الجمع.(7/123)
باب الصاد واللام والنون معهما ن ص ل يستعمل فقط
نصل: النَّصْلُ للسَّيف حَديدتُه، ونَصْلُ السِّهامِ. ونَصْلُ البٌهْمَى ونحوها من النّباتِ اذا خَرَجَت نِصالُها. وأَنصَلْتُ السَّهْمَ: أخرَجْتُ نَصْلَه. ونَصَّلتُه: جَعَلْتُ له نَصْلاً. والمُنْصُلُ: اسْمُ السَّيْفِ، ونَصْلهُ: حَديدَتُه. والنَّصيلُ: مَفصِلُ ما بين العنق والرأس من باطنٍ، من تحت اللَّحْيَينِ. ونَصَلَ الحافِرُ نُصُولاً: خَرَجَ من مَوضِعِه فسَقَطَ كما يَنْصُلُ الخِضاب وكل شيءٍ نحوه. ونَصَلَ فلانٌ من موضِعِ كذا اذا خَرَجَ عليكَ. والتَنَصُّلُ شِبْهُ التّبَرُّؤ من جِناية ذَنبٍ ونحوه. [ويقال للغَزْل اذا أُخرِجَ من المِغزَلِ: نَصَلَ. ويقال: استَنْصَلَتِ الرِّيحُ اليَبيسَ اذا اقتلعته من أصله] «137»
__________
(137) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/124)
باب الصاد واللام والفاء معهما ل ص ف، ص ل ف، ف ل ص، ف ص ل مستعملات
لصف: اللَّصَفُ لغةٌ في الأَصَفِ، والواحدة لَصَفَةٌ، وهي ثَمَرةُ حشيشةٍ تُجعَلُ في المَرَق لها عُصارةٌ يُصطَبَغُ بها تُمْرِىءُ الطعامَ. ولَصافِ: أرض لبني تميم، قال النابغة.
بمُصطحِبات من لَصافِ وَثَبْرةٍ «138»
صلف: الصَّلَفُ: مُجاوَزةُ قَدْر الظَّرْفِ والبَراعةِ والادِّعاءِ فوقَ ذلك. وآفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ. وطَعامٌ صَلِفٌ اي كالمَسيخِ الذي لا طَعْمَ له. والصَّلْفُ والصَّليفُ نَعْتٌ للذَّكَر. والصَّليفان: صَفْحتا العُنُقِ. وصَلِفَتِ المرأةُ عند زَوْجِها تَصْلَفُ صَلَفاً فهي صَلِفَةٌ من نساءٍ صَلِفاتٍ وصَلائف اذا لم تَحظَ عنده وأَبغَضَها.
فلص: الانفِلاص: التَفَلُّتُ من الكَفِّ ونحوه.
__________
(138) صدر بيت (للنابغة) وتمامه كما في الديوان ص 51.
بمصطحبات من لصاف وثبرة ... يَزُرْنَ إلالاً سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ(7/125)
ورِشاءٌ فَلِصٌ اذا كان فَلُوتاً.
فصل: الفَصلُ: بَوْنُ ما بين الشَّيئينِ. والفَصْلُ من الجَسَد: موضِعُ المَفْصِل، وبين كل فَصْلَيْنِ وَصْلٌ. والفَصْلُ: القَضاء بين الحقِّ والباطل، واسمُ ذلكَ القضاءِ فَيصَلٌ. وقضاءٌ فَيْصَليٌّ وفاصِلٌ. وحُكْمٌ فاصِلٌ. والفَصيلةُ فَخِذُ الرجلِ من قومه الذين هو منهم. والفُصلانُ جمعُ الفَصيل، وهو وَلَدُ الإِبِل. والفَصيلُ: حائطٌ قصيرٌ دون سور المدينة والحِصْنِ. والانفِصالُ مطاوَعَةُ فَصلٍ. [والمَفصِل: اللِّسانُ. والمَفصِلُ أيضاً: كلُّ مكان في الجَبَل لا تَطلُعُ عليه الشمسُ، قال الهُذليّ:
مَطافيل أبكارٍ حديثٍ نِتاجُها ... يُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المفاصل] «139»
__________
(139) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/126)
[والفاصلة في العَروض: ان يَجمَعَ ثلاثةَ أحرُفٍ متحرِّكةٍ والرابعُ ساكنٌ مِثلُ: فَعِلَنْ. وقال: فاذا اجتمَعَتُ أربعَةُ أحرفٍ متحرِّكةٌ فهي الفاضِلةُ- بالضاد معجمةً-، مثل: فَعَلَهُنْ] «140» .
باب الصاد واللام والباء معهما ص ل ب، ل ص ب، ب ص ل مستعملات
صلب: الصَّلْبُ لغةٌ في الصُّلْبِ، وقد يُقرَأُ: بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ «141» . والصُّلْبُ: الظَّهر، وهو عَظمُ الفَقارِ المتصِّل في وَسَطِ الظَّهْرِ والصُّلْبُ من الجَريِ ومن الصَّهيل: الشديد، وقال:
ذو مَيعَةٍ اذا تَرامَى صُلْبُهُ «142»
ورُبَّما جاء في معنى الصُلَّب كالحُوّل والقُوَّل والقُلَّب أي المُحتال، والقُوَّل من القَوْل. ورجلٌ صُلْبٌ: ذو صَلابةٍ، وقد صَلُبَ. والصَّلابة من الأرض: ما غَلُظَ واشتدَّ فهو صلب، والجميع الصلبة.
__________
(140) ما بين القوسين زيادة كذلك من التهذيب أيضا.
(141) سورة الطارق الآية 7.
(142) الشطر في التهذيب غير منسوب.(7/127)
والصُّلْبُ: مَوضِعٌ بالصَّمّان أرضُه حِجارةٌ. والصُّلْبُ: حِجارةُ المِسَنِّ، يقال: سِنانٌ مُصَلَّبٌ أي قد سُنَّ على المِسَنِّ. ويقال: الصُّلْبَةُ حجارة المَسانِّ، وهو عريضٌ. والصَّليبُ: المَصلُوبُ. والصَّليبُ: ما يَتَّخِذُه النَّصارَى. والصَّليبُ: وَدَكُ الجِيفةِ. والتّصليبُ: خِمْرةٌ للمرأةِ، ويُكْرَهُ للرجلِ أنْ يَصَلِّيَ في تَصليب العِمامةِ حتى يجعَلَه كَوْراً بعضَه فوقَ بعضٍ. وقد قيلَ: إنه التَّخاصُر دون كَوَرْ العِمامةِ، ولكلٍّ وَجهٌ. وتَصَلَّب لك فلانٌ أي تَشدَّدَ. والصّالِبُ: الحُمَّى التي لا تَنْفُضُ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وتقول: أخَذَتْه الحُمَّى الصّالِبُ «143» . والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ: البَذْرُ الذي يُنثَرُ على الأرض ثمَّ يُكرَبُ عليه.
لصب: اللِّصْبُ مَضيقُ الوادي، وجمعُه: لُصُوبٌ.
__________
(143) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: أخذته الحمى بصالب.(7/128)
[ويقال: لَصِبَ السيفَ لَصَباً اذا نَشِبَ في الغِمْد فلم يخرُجْ، وهو سَيفٌ مِلصابٌ اذا كان كذلك. ورجل لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يعطي شيئاً. وطريق مُلْتَصِبٌ: ضيِّقٌ] «144» .
بصل: البَصَلُ معروف، والبَصَلةُ بَيْضَةُ الرأس من حديد، وهي المُحَدَّدَةُ الوسَطَ، شُبِّهَت بالبَصَلة، قال لبيد:
(قردمانيا) «145» وتَرْكاً كالبَصَل «146»
باب الصاد واللام مع الميم ص ل م، ص م ل، م ص ل، م ل ص، ل م ص مستعملات
صلم: الصَّلْمُ: قَطْعُ الأَنْفِ من أصلِه. واصطُلِمَ القومُ اذا أُبيدوا من أصلِهم. [والصَّيْلَمُ: الأكلَةُ الواحدةُ كلَّ يومٍ] «147» . والصَّيْلَمُ: الأمرُ المُفْني المُستَأصِلُ، ووَقْعَةٌ صَيْلَمِيَّةٌ «148» من ذلك.
__________
(144) ما بين القوسين كله زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري عن العين.
(145) زيادة من التهذيب واللسان، وهو مما نقله الأزهري عن العين
(146) عجز بيت في التهذيب وهو تمامه في اللسان والديوان ص 191:
فخمة ذفراء ترتى بالعرى.........
(147) زيادة من التهذيب، مما أخذه الأزهري عن العين.
(148) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد جاء: صيلمة.(7/129)
والمُصَلَّمُ: الصغيرُ الأُذن، سُمِّيَ به الظّليم لصِغَر أُذنِه وقِصَرها. والأَصْلَمُ: المُصَلَّم من الشَّعرِ. والمُصَلَّم: ضَربٌ من السَّريع يجوز في قافيته فَعْلُنْ وفَعُلْن كقوله:
ليس على طُول الحياة نَدَمٌ ... ومن وراء الموت ما لا يُعْلَم «149»
والصُّلامة «150» : الفرقةُ من الناس، وتُجمَع صِلاماتٍ، وكل جماعةٍ صُلامِة.
صمل: صَمَلَ الشيءُ يصمُلُ صُمُولاً أي صَلُبَ واشتَدَّ واكتَنَزَ، تُوصَفُ به الخَيْلُ «151» والجمَل والرجلُ، قال [رؤبة] :
عن صاملٍ عاس إذا ما اصلخمما «152»
والصَّمِيلُ: (السقاء) «153» اليابس. [والصامِلُ الخلق، وأنشد:
__________
(149) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو (للمرقش الأكبر) في المفضلية 54.
(150) الصلامة مثلثة الصاد كما في اللسان.
(151) كذا هو الوجه كما في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: الجبل، وهو تصحيف.
(152) ديوانه ص 184. ونسب الرجز في الأصول المخطوطة إلى (العجاج) .
(153) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.(7/130)
اذا ذادَ عن ماء الفُراتِ فلَنْ نَرَى ... أخا قِربةٍ يسقى أخاً بصَميلِ] «154»
[ويقال: صَمَل بَدَنُه وبَطْنُه، وأصمَلَه الصِّيامُ: أي أيَبَسه. والصَوْمَلُ: شَجَرةٌ بالعالية] «155» . ورجلٌ صُمُلٌّ، وامرأةٌ صُمُلَّةٌ: شديدةُ البَضْعَةِ والعظام، ولا يقال إلاّ لَمجْتَمعِ الخَلْقِ. والمُصْمَئِلُّ: الداهية.
مصل: المَصْلُ معروفٌ. والمُصُولُ: تَمَيُّز الماءِ عن اللَّبَنِ، والأَقِطُ اذا عُلِّقَ مَصَلَ ماؤه فقَطَرَ منه. وبعضهم يقول: مَصِلةٌ واحدةٌ مثل أَقِطَةٍ. وشاة مُمصِلٌ ومِمْصال، وهي التي يصير لبنها في العُلْبَة مُتَزايلاً قبلَ أن يُحقَنَ.
ملص: أمْلَصَتِ المرأةُ والناقةُ أي رَمَتْ بوَلَدها. وانمَلَصَ الشيء من يدي اي انفَلَتَ انسِلالاً، وقد قَضَى عُمَرُ في الإملاصِ وهو الإِسقاطُ.
__________
(154) زيادة من التهذيب أيضا مما أخذه الأزهري عن العين.
(155) زيادة من التهذيب. أيضا مما أخذه الأزهري عن العين.(7/131)
لمص: اللَّمَصُ شيءٌ يُباعُ مِثلُ الفالوذِ لا حلاوةَ له، يأكلُه الفِتيان مع الدِّبْسِ.
باب الصاد والنون والفاء معهما ص ن ف، ن ص ف، ص ف ن مستعملات
صنف: الصِّنْفُ: طائفةٌ من كُلِّ شيءٍ، فكلُّ ضَرْبٍ من الأشياء صِنْفٌ على حِدَةٍ. والصَّنْفَةُ والصِّنفَةُ: قطعة من الثوب، وطائِفةٌ من القبيلة. والتَّصنيفُ: تَمييزُ الأشياء بعضِها من بَعضٍ.
نصف: النِّصفُ: أحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ، والنُّصْفُ لغة رَديئةٌ. وقَدَحٌ نَصْفانُ: [بَلَغ الكَيْلُ نِصْفَه، وشَطرانُ مِثلُه] «156» ، وقَرْبانُ الى تلك المواضع. ونَصَفَ الماءُ الشَجَرةَ: بَلَغ نِصفَها، وكلُّ شيءٍ مثلُه، قال:
الى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ السّاقُ نَعْلَه ... أَجَلْ لا وإنْ كانت طوالا محامله «157»
__________
(156) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري عن العين.
(157) البيت في اللسان (لابن ميادة) وروايته فيه:
ترى سيفه لا ينصف السّاق نعله......(7/132)
والناصِفةُ: صَخْرةٌ تكون في مَناصِف أسْنادِ الوادي. والنَّصَفُ: المرأةُ بين المُسِنّةِ والحَدَثةِ. والنَّصَفَةُ: اسْمُ الإِنصافِ، وتفسيرُه [أن تَعطِيَه من نفسِكَ النِّصْف] «158» أي تُعطي من نَفْسِك ما يَسْتَحِقُّ من الحَقِّ كما تأخُذُه. وانتَصَفتُ منه: أخَذْتُ حَقّي كَملاً حتى صِرتُ وهو على النِّصْفِ سَواء «159» . والنَّصيفُ: النِّصْفُ. والنَّصَفَةُ: الخُدّامُ، واحدُهم ناصِفٌ «160» . وغُلامٌ ناصِفٌ: يَنْصُفُ الملوكَ أي يَخْدُمُهم. والنَّصيف: الخِمارُ. والمَنصَفُ من الطريق ومن النَّهْرِ «161» وكلِّ شيءٍ: وَسَطه. ومُنتَصَفُ اللَّيل والنَّهارِ: وَسَطُه، وانتَصَفَ النهارُ، ونَصَفَ يَنصُفُ. والمُنَصَّفُ: ما طُبخَ من الشَّرابِ حتى ذَهَبَ منه النِّصفُ. والنّاصفةُ: مَسيلٌ عظيم يكون نصف الوادي.
__________
(158) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري عن العين.
(159) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فهي: سراء.
(160) كذا في التهذيب، وأما في الأصول المخطوطة ففيها:.. الواحدة ناصفة
(161) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: النهار.(7/133)
صفن: الصَّفْنُ والصَّفَنُ «162» : وعِاءُ الخُصْيَةِ. وكلُّ دابَّةٍ وخَلْقٍ شِبْهِ زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَلِه وَرَقاً أو حشيشاً أو نحو ذلك ثم يُبَيِّتُ في وَسَطه بَيتاً لنفسه أو لفِراخِه فذلك الصَّفَنُ، وفِعْلُه التّصفينُ. والصافِنُ: عِرْقُ باطِنِ الصُّلْب طولاً مَتَّصِلٌ به نِياطُ القَلْبَ، مُعَلَّقٌ به. ويُسَمّى الأكحَلُ من البَعير: الصّافِن. والصَّفْنَةُ: دَلْوٌ صغيرٌ لها حَلقةٌ على حِدَه، فاذا عَظُمَتْ فاسمُها الصُّفْنُ، وفِعْلهُ التَّصفينُ. والصُّفونُ: أن تَصْفِنَ الدابّةُ وتقوم على ثلاثِ قَوائِمَ وترفَعَ قائِمةً عن الأرض، أو ينال سُنبُكُها الأرْضَ لتَسْتَريحَ بذلك، وأكثَرُ ما يَصْفِنُ الخَيْلُ، والصافِنات الخَيْلُ، وقال في العانة:
كُلُّ صَبير عانةٍ صُفُونا «163»
وقراءة عبدِ اللهِ: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ «164» ، أي مَعْقُولةٌ إحدَى يَدَيْها على ثلاثِ قَوائِمَ، وصَوافَّ قد صَفَّتْ قَدَمَيْها، وصَوافِيَ بالياء يُريد خالصةً لِلّهِ. وكُلُّ صافٍّ قَدَمَيهِ صافِنٌ.
__________
(162) وكذلك الصفنة والصفنة كما في اللسان.
(163) لم نهتد إلى القائل.
(164) سورة الحج، الآية 36.(7/134)
ويقال: الصّافِنُ الذي يَجْمَعُ يَدَيْهِ ويَثْني طَرَفَ سُنْبُكِ إِحدَى رِجْلَيْهِ. وقيل: الصافِنُ فوقَ اليَدِ.
باب الصاد والنون والباء معهما ن ص ب، ص ب ن، ن ب ص، ص ن ب مستعملات
نصب: النَّصَبُ: الإِعياء والتَّعَبُ، والفِعلُ: نَصِبَ يَنْصَبُ. وأَنْصَبَني هذا الأمرُ، وأمر ناصِبٌ أي مُنْصِبٌ ومنه:
كِليني لهم يا أميمة ناصب «165»
وكذلك خانِق في موضع مخنُوقٍ، وكاسٍ في موضع مُكْتَسٍ. والنَّصْبُ ضِدُ الرَّفع في الاعِراب. والنَّصْبُ: الشَرُّ والبَلاءُ، قال ابن أبي خازم:
نعناك نَصْبٌ من أُمَيمةَ مُنصِبُ «166»
والنَّصْبُ: نَصبُ الداء، تقول: أصابَه نَصْبٌ من الداء. والنِّصْبُ: النَّصيب، لغة، قال:
__________
(165) صدر بيت مطلع قصيدة بائية (للنابغة) في ديوانه في نسخه المختلفة وفي غيرها من مجاميع الشعر وعجزه:
وليلِ أُقاسيهِ بطيء الكَواكبِ
(166) الشطر صدر مطلع قصيدة (لابن أبي خازم) ، والعجز فيه:
كذي الشوق لما يسله وسيذهب
ديوانه ص 7 (دمشق) .(7/135)
وليس له في مالِ وارِثِه نِصبُ «167»
والنُّصُبُ: حَجَرٌ كان يُنْصَبُ فيُعبَدُ وتُصَبُّ عليه دِماءُ الذَّبائِح وجمعُه أنصابٌ. والنُّصُبُ: العَلَمُ. والنُّصُبُ: جماعة النَّصيبة، وهي علامة تُنْصَبُ للقوم، اي علامة كانت لهم. والنَّصيبَةُ واحدةُ النَّصائب، وهي نَصائبُ الحَوض، وهي حِجارةٌ تُنْصَبُ حَوالَي شفيره فتُجْعَل له عَضائد. والنَّصبُ: رَفْعُك شيئاً تَنْصِبُه قائماً مُنتَصِباً. [والكلمةُ المنصوبةُ يُرفَع صوتُها الى الغار الأعلى] «168» . وناصَبْتُ فلاناً [الشَرَّ والحَرْبَ] «169» والعَداوةَ ونحوها. ونَصَبْنا لهم حَرباً، وانْ لم تُسَمَّ الحَرْبُ جازَ. وكلُّ شيءٍ استقبَلْتَه فقد نَصَبْتَه. وتَيُسٌ أَنصَبُ، وعَنْزَةٌ نَصْباءَ، أي منتَصِبُ القَرْن. وناقة نَصباء: مُنْتَصِبَةٌ مُرْتَفِعَةُ الصَّدْرِ. والنُّصُبُ جمع نِصابِ سِكِّينٍ. ونصاب الشمس مغيبها.
__________
(167) لم نهتد إلى القائل.
(168) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري عن العين.
(169) زيادة من التهذيب أيضا مما أخذه الأزهري عن العين.(7/136)
ونِصابُ كُلِّ شيءٍ: أصلهُ ومَرْجِعُه الذي يَرجِعُ إليه. وتقول: رَجَعَ الى مُرَكَّبهِ ومَنْصِبهِ أي أصلِ مَنبتِهِ وحَسَبِه.
صبن: الصَّبْنُ: تَسوِيَةُ الكَعْبَيْنِ في الكَفِّ ثم تَضرِبُ بهما فيقال: أَجِلْ ولا تَصبِن. واذا صَرَفَ الساقي الكأسَ عمَّن هو أَولَى بها قيلَ: صَبَنَ، قال عمرو بن كلثوم:
صَبَنْتِ الكأسَ عَنّا أُمَّ عَمْرٍ ... وكانَ الكأسُ مَجراها اليَمينا «170»
واذا خَبَّأَ الانسان في كَفِّه شيئاً كالدِّرْهَم او الخاتَم [ولا يُفْطَنُ له] «171» قيل: صبن.
نبص: نبص الغلام ينبص بالطائر نبصا: يَضُمُّ شَفَتَيْهِ ثمّ يدعُوه.
صنب: الصِّنابُ: صِباغُ الخَرْدَل.
__________
(170) البيت من معلقة الشاعر، وهي في المعلقات ص 219 برواية:
صددت الكأس......
(171) زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.(7/137)
والصِّنابيُّ من الدَّوابِّ والاِبِل: لَوْنٌ بين الحُمْرة والصُّفرةِ مع كَثْرةِ الشَّعَر والوَبَرِ.
باب الصاد والنون والميم معهما ص ن م، ن م ص يستعملان فقط
صنم: الصَّنَمُ: جمعه أصنام.
نمص: النَّمَصُ: رقّةُ الشَّعَر حتّى تَراهُ كالزَّغَبِ. ورجلٌ أَنمَصُ الرَّأس أَنَمْصُ الحاجبَيْنِ، وربَّما كانَ أَنْمَصَ الجَبين. وامرأةٌ نَمصاءُ، وهي تَتَنَمَّصُ: أي تأمر نامِصةٍ فتَنْمِصُ شَعْرَ وَجْهها نَمْصاً، أي تأخُذُه عنها بخَيطٍ فَتَنتَفُه. والنَّميصُ والمَنْمُوصُ من النَّبات: ما أَمْكَنَكَ جَذُّه «172» . وما أمكَنَكَ من الشَّعرِ الانتِتاف فهو نَميصٌ.
باب الصاد والفاء والميم معهما ف ص م يستعمل فقط
فصم: الفَصْمُ: كَسْرُ الحلقة والخلخال.
__________
(172) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: أن تنتف.(7/138)
والفَصْمُ: أنْ ينصَدِعَ الشيءُ من غير أن يبين، وتقول: فَصَمْتُه فانفَصَم اي انصَدَعَ. والانفِصامُ: الانقِطاع، واذا انصَدَعَتْ ناحيةٌ من البيت قيل: فُصِمَ. والدُرَّةُ تَنْفَصِمُ اذا انصَدَعُتْ ناحيةٌ منها.
الثلاثي المعتل
باب الصاد والدال و (وأ يء) معهما ص د ي، ص دء، ص ي د، وص د، ء ص د، د ي ص مستعملات
صدي، صدء: الصَّدَى: الهامُ الذَّكَر، ويُجمَع أصداءً. والصَّدَى: الدِّماغ نفسه. ويقال: بل هو الموضع الذي جُعِلَ فيه السَّمْع من الدِّماغ، يقال: أَصَمَّ اللهُ صَدَى فلانٍ. وقيل: بل أَصَمَّ اللهُ صَداه من صَدَى الصوت [الذي يُجيب صوتَ المنادي] «173» ، لقول الشاعر في وصف الدار:
صَمَّ صداها وعَفَا رَسْمُها ... واستَعجَمَتْ عن منطق السائل «174»
__________
(173) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(174) البيت في اللسان (لامرىء القيس) وهو في الديوان (ط السندوبي) ص 151.(7/139)
وُحَّجة من يقول: الصَّدَى الدِّماغ قول العجاج: «175»
لِهامِهم أرُضُّه وأَنقَحُ ... أُمَّ الصَّدَى عن الصَّدى وأَصْمَخُ
والصَّدَى: الصَّوتُ بين الجَبَل ونحوِه يُجيبُكَ مثل صَوْتِكَ والصَّدَى: طائرٌ تزعمُ العربُ أنّ الرجلَ اذا ماتَ خَرجَ من أذنيه ويصيح: وا فلاناه، فأبْطَلَه رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلّم. وإنّ فلاناً لَصَدَى مالٍ أي حَسَنُ القيام عليه. والصَّدَى: العَطَشُ الشديد، ولا يكون ذلك حتى يجفَّ الدماغُ ويَيَبْس، ولذلك [تنشق] «176» جِلْدةُ جَبْهةِ من يموتُ عَطَشاً، وتقول: صَدَيَ يَصْدَى صَدىً، فهو صَدْيانُ «177» وامرأةٌ صديَى، ولا يقال: صادٍ ولا صادية. وقيل: يقال صادٍ وصادية، وقال ذو الرُمّة:
صَواديَ الهامِ والأحشاء خافقة «178»
__________
(175) جاء في التهذيب: وتصديق من يقول الصَّدَى الدِّماغ قول (رؤبة) الرجز...... نقول: ليس الرجز (لرؤبة) وهو (للعجاج) كما في الأصول المخطوطة وديوان العجاج ص 460.
(176) زيادة من اللسان وقد سقطت في الأصول المخطوطة، ولم نجد النص في التهذيب.
(177) وكذلك صد والأنثى صدية بالتخفيف. انظر اللسان.
(178) صدر بيت (لذي الرمة) وعجزه كما في الديوان (ط أوربا) ص 72:
تناول الهيم أرشاف الصهاريج(7/140)
والصَّداةُ فِعلُ المُتَصدِّي، وهو الذي يرفع رأسَه وصدره، يقال: جَعَلَ فلان يَتَصدَّى للمَلِك لينظر اليه، قال:
لها كلَّما صاحَت صَداةٌ ورَكدَةٌ «179»
يصف الهامةَ. والتَّصديَةُ: ضربُك يداً على يَدٍ [لتسمع بذلك انساناً] «180» ، يقال: صَدَّى تَصدِيةً، [وهو من قوله: مُكاءً وَتَصْدِيَةً «181» وهو التصفيق] «182» . والصَّوادي من النخيل: الطِّوال. ويقال للرجل المُنتَصِب للأمر يفكِّرُ فيه ويدبِّره: هو يُصاديه، قال الشاعر:
باتَ يُصادي أمر حَزْمٍ أخصَفا «183»
والأَخصفُ: الذي فيه لونانِ من سوادٍ وبياض، وكذلك الشيء الذي يُظلِمُ ثم يبدو.
__________
(179) صدر بيت (للطرماح) جاء في التهذيب واللسان وعجزه كما في الديوان ص 483:
بمصدان أعلى ابني شمام البوائن
(180) زيادة من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.
(181) سورة الأنفال، الآية 35.
(182) ما بين القوسين من التهذيب مما نقله الأزهري من العين.
(183) الرجز (للعجاج) ديوانه (تحقيق الدكتور عزة حسن) ص 507، والرواية فيه: (محصفا) مكان (أخصفا) .(7/141)
والصَّدَأ «184» ، مهموز، بمنزلة الوَسَخ على السيف، وتقول: صَدِىءَ يَصدَأ صَدَأً. وتقول: انِه لصاغِرٌ صَدِىءٌ أي لزِمَه صَدَأُ العارِ واللوم. ومن قال: صَدٍ، بالتخفيفِ، فانه يريد: صاغِر عَطشان. وكل مصدرٍ من المنقوص المُلَيَّن يكون على بناء الصَّدى والنَّدى فالنَّعْتُ بالتخفيف نحو صد وند، تقول: ثوبٌ نَدٍ وعطشانُ صَدٍ كما قال طرفة:
ستعلمُ انْ مُتنا غداً أيُّنا الصَدي «185»
والصُّدأةُ: لون شُقْرةٍ «186» يضربُ الى سَواد غالبٍ، يقال: فَرَسٌ أصدَأُ والأُنثى صَدْآء، والفعلُ صَدِىءَ يصدَأُ وأصدَأَ يُصدِىء. ورجلٌ صُداويٌَ بمنزلة رُهاويّ، وصُداء حَيٌّ من اليَمَن. واذا جاءت هذه المَدَّةُ فإنْ كانت في الأصل ياءً أو واواً فانّها تُجعَل في النسبة واواً كراهية التِقاء الياءات، ألا تَرى أنك تقول: رَحىً ورَحَيان، فقد علمت أن ألف رَحَى ياء وتقول: رَحَويّ لتلك العلة.
__________
(184) لقد أدرج هذا المهموز مع صدي المعتل ولم تفرد له ترجمة، كذا فعل الأزهري في التهذيب.
(185) وصدر البيت كما في الديوان (ط أوربا) ص 30:
كريم يروي نفسه في حياته
(186) هذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: شعر.(7/142)
وصَدّاء، مشدَّد، عَينٌ عَذْبةٌ معروفة في العرب، [فقد] «187» تزوَّجَت امرأةُ لَقيط بنِ عَديٍّ بعد موته برجلٍ، فقال لها: أين أنا من لقيط؟ فقالت ماءٌ ولا كَصَدّاء، ومَرْعىً ولا كالسَّعْدان «188»
، فذَهَبتا مَثَلاً.
صيد: المِصَيدة «189» : ما يُصاد بها، [لأنها من بنات الياء المعتلّة، وجمع المِصيَدة مَصايد بلا همز، مثل مَعايش جمع مَعيشة] «190» . والصَّيَدُ معروف، [والعرب تقول: خَرَجنا نصيد بَيضَ النَّعام ونَصيدُ الكَمْأَة، والافتعال منه الاصطيادَ، يقال: اصطادَ يصطاد فهو مُصطادٌ، والمَصيدُ مصطادٌ أيضاً، وخَرَج فلان يَتَصيَّدُ الوَحْشَ: اي يطلُب صيدَها] «191» . والصَّيَدُ مصدر الأَصَيد، وله معنيان، يقال: مَلِكٌ أصيَدُ: لا يلتفت الى الناس يميناً ولا شِمالاً. والأصيَدُ أيضاً: من لا يستطيع الالتفات الى الناس يميناً وشِمالاً من داءٍ ونحوه، والفعلُ صَيِدَ يصيد صيدا.
__________
(187) إضافة مفيدة.
(188) مثلان يضربان في الرجلين يكونان ذوي فضل غير أن لأحدهما فضلا على الآخر. انظر مجمع الأمثال 2/ 275، 377.
(189) المصيدة مثل مكنسة والمصيدة مثل معيشة والمصيدة مثل مركبة كله بمعنى كما في اللسان.
(190) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(191) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/143)
وأهل الحجاز يُثبتون الياءَ والواوَ في نحو صَيِدَ وعَوِرَ، وغيرُهم يقول: صادَ يَصادُ وعارَ يعارُ كما قال:
أعارَتْ عَينُه أم لم تَعارا «192»
ودَواءُ الصَّيَد ان يُكْوَى «193» مَوضع من العنق «194» فيذهب الصَّيَد
قد كنت عن اعِراض قومي مِذوَدا ... أَشفي المجانينُ وأكوي الأصيَدا «195»
والصاد: حرف يُصَغَّر صويدة «196» . والصاد: ضَرْبٌ من النحاس والصّاد: الكبير، قال:
يَضربْنَه بحَوافِرٍ كالصّادِ «197»
أي كالجَنْدل.
__________
(192) عجز بيت تمامه في اللسان (عور) غير منسوب وهو:
وسائلة بظهر الغيب عني.........
(193) كذا في س والتهذيب واللسان وغيرهما وقد صحف في ص وط فصار يكون.
(194) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان فقد جاء: ودواء الصيد أن يكون بين عينيه فيذهب الصيد.
(195) ورد الرجز في التهذيب واللسان وقد آثرنا روايته على رواية الأصول المخطوطة وهي:
أطوي المجانين وأسقي الأصيدا
(196) كذا في ص وط وأما في س فقد وردت: صديدة.
(197) لم نهتد إلى القائل.(7/144)
والمَصادُ: الجَبَل نفسُه، يجمعه العرب على مُصْدان مثل مُسْلان جمعُ مَسيل.
وصد: الوَصيدُ: فِناء البيت، والوَصيد الباب.
أصد: الإصْدُ والإِصاد والوِصاد اسمٌ والإيصاد المصدر. والإصادُ والإصْدُ «198» هما بمنزلة المُطْبق، يقال أطبَقَ عليهم الإصادُ والوٍصاد والإصد «199» . وأصَدْتُ عليهم وأوصدته، والهمز أعرف. ونارٌ مُؤْصَدَةٌ
«200» أي مُطبَقةٌ.
ديص: الغُدَّةُ تَديصُ بين اللحم والجلد. والاندِياصُ: الشيء يَنْسَلُّ من يدك، وتقول: انداصَ علينا بشَرِّه، وإنّه لمُنْداصٌ بالشَرِّ أي مُفاجىءٌ به وقاع فيه.
__________
(198) جاء في الأصول المخطوطة دون سائر المظان: والأصد فعلل وهو بمنزلة......
(199) كذا في اللسان وهو مما أخذه من العين.
(200) من الآية 20 من سورة البلد.(7/145)
باب الصاد والتاء و (وأ يء) معهما ص وت، ص ي ت يستعملان فقط
صوت: صَوَّتَ فلانٌ (بفلان) تصويتا أي دَعاه. وصاتَ يصُوتُ صوتاً فهو صائت بمعنى صائح. وكل ضَرْبٍ من الأُغنيات صَوتٌ من الأصوات. ورجل صائت: حَسَن الصوت شديدُه. ورجل صَيِّتٌ: حَسَنُ الصَّوتِ «201» . وفلان حَسَن الصِّيت: له صِيتٌ وذِكْرٌ في الناس حَسَنٌ.
باب الصاد والراء و (وأ يء) معهما وص ر، أص ر، ص ي ر، ص ور، ص ر ي مستعملات
وصر: الوَصَرَّة، مُعرَّبةٌ،: الصَّكُّ «202» . [وهي الأَوْصَر، وأنشد:
وما اتَّخذْتُ صِراماً للمُكُوثِ بها ... وما انتقيتُكَ إلاّ للوَصَرّاتِ «203»
__________
(201) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فيما أخذه من (العين) فقد ورد: شديد الصوت.
(202) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير: إنما هوالوصر وهو السجل يكتبه الملك لمن يقطعه.
(203) البيت في التهذيب واللسان وروايته فيه:
وما اتخذت صداما......
وهو غير منسوب فيهما.(7/146)
ورُوى عن شُرَيْح: أنّ رجلَيْن احتَكَما اليه، فقال أحدهما: ان هذا اشتَرَى منّي داراً وقَبَضَ منّي وِصرَها، فلا هُوَ يُعطيني الثَمَنَ ولا هوَ يرُدُّ عليَّ الوِصْرَ. قال القُبَيْبي: الوِصْرُ كتابُ الشِّراء، والأصل: إِصْرٌ سُمّيَ إصْراً لانَّ الإِصْرَ العَهدُ، ويُسَمَّى كتابَ الشروط، وكتاب العهود والمواثيق، وجمع الوِصْرِ أَوصار، وقال عَديُّ بن زَيْد:
فأيُّكُم لم يَنَلْه عُرْفٌ نائله ... دَثْراً سَواماً وفي الأريافِ أوصار «204»
أي أَقطَعَكم فكَتَبَ لكم السِّجِلاّتِ في الأرياف] «205» .
أصر: الإِصرُ: الثِّقْل. والأصْرُ: الحَبسُ [وهو] أن يَحبِسوا أموالَهم بأَفْنيتِهم فلا يَرعَونَها لأنَّهم لا يجدون مَرْعىً، وكذلك الأَصْرُ يأصِرونَها ولا يُسَرِّحونَها وهذا لشِدّةِ الزَّمان. والأَيْصَرُ حُبَيْلٌ قصير يُشدُّ في أسفل الخباء الى وَتِدٍ، ويُجمَع أيَاصِرَ، وفي لغة أصارةٌ «206» وكلُّ شيءٍ عَطَفتَه على شيءٍ فهو آصِرٌ من عَهدٍ أو رَحِمٍ فقد أصُرْتَ عليه وأصَرْتَه. ويقال: ليس بيني وبينَه آصِرةُ رَحِمٍ تأصِرُني عليه، وما يأصِرُني عليه حَقٌّ أي يعطِفُني. والآصِرةُ بوزن فاعِلةٍ: صِلةُ الرَّحِم والقرابة، يقال: قَطَعَ اللهُ آصِرةَ ما بينَنا. والمَأْصِرُ: حَبْلٌ يُمَدُّ على نَهْرٍ أو طريق تُحبَسُ به السُّفُنُ أو السابِلةُ لتُؤخَذَ منهم العُشُورُ. وكَلأٌ آصِرٌ: يحبِسُ من ينتهي إليه لكَثرته، ويقالُ: كَلأٌ أصيرٌ أي مُلتَفٌّ. ولم يُسمَع آصِر «207» .
__________
(204) البيت في التهذيب واللسان وشعراء النصرانية ص 469 والديوان ص 55 (تحقيق محمد حسين) .
(205) ما بين القوسين كله من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(206) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال الضرير: الإصر الضيق والإصر العهدو يجمع على آصار.
(207) كذا في (س) . و (ص) و (ط) : ولم أسمع آصِر.(7/147)
صير: الصِّيرُ: الشَّقُّ، ومنه:
في الحديث: من نَظَرَ في صِير بابٍ فقد دَمَرَ «208»
أي دَخَلَ. والصِّيرُ: شِبهُ الصِّحناء «209» يُتَّخَذُ بالشّام، ويقال: كل صِحْناءٍ «210» صِيرٌ. وصيرة «211» البَقَر موضع يتَّخذ من أغصان الشَّجر والحجارة كالحظيرة، واذا كان للغنم فهو زريبة.
__________
(208) ورد الحديث في التهذيب واللسان وغيرهما برواية
من اطلع في صير باب........
(209) كذا في التهذيب وفي ص وس وقد صحف في ط فجاء الشحناء.
(210) كذا في الأصول وهو صواب.
(211) في الأصول: صير، وهو جمع صيرة.(7/148)
وصِيرُ كلِّ شيءٍ مَصيره. والصَّيرورةُ مصدر صارَ يصير. وصَيُّورُ الأمر آخِرهُ، ويقال: صارَ الأمرُ مَصيره الى كذا وصَيُّوره. وصِيرُ الأمر: شَرَفُه، تقول: هو على صِيرِ أمره أي على شَرَفه. وَصيِّر: اسمُ موضعٍ على فَيْعِل. وصارةُ الجَبَل «212» : رأسُه. ويقال: صِيرة البَقَر وجمعُها صِيرٌ وصِيَر.
صور: الصَّوَرُ: المَيَلُ، يقال: فلانٌ يصُورُ عُنُقَه الى كذا أي مالَ بعُنُقه ووَجْهِهِ نحوَه، والنعت أصْوَرُ، قال الشاعر:
فقلت لها غُضِّي فاني الى التي ... تُريدينَ أن أصبو لها، غيرُ أصْوَرِ «213»
وعُصفورٌ صَوّارٌ: وهو الذي يُجيب الدّاعي. وقوله تعالى: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ «214» أي فشفِّقُهُنَّ اليك، قال: فقال له الرحمن: صَرْها فإنّها تأتيك طوعاً عند دعوتك الشفع.
__________
(212) كذا في ص وس وأما في ط فقد ورد: وطار الجبل.
(213) لم نهتد إلى القائل.
(214) سورة البقرة من الآية 260.(7/149)
ويقال: فَصُرْهُنَ
أي ضُمَّهُنَّ، ويقال: قطِّعْهُنّ، قال أميّة:
فشَتَّى فصُرْهُنَّ ثم ادعهن ... يأتِينَ زهراً بِدارَ القَطَا «215» .
وصَوَّرتُ صُورةً، وتجمع على صُوَرٍ، وصُورٌ لغة فيه، وقال الأعشى:
وما أَيُبلِيٌّ على هَيْكَلٍ ... بَنْاهُ وصَلَّبَ فيه وصارا «216»
بمعنى صَوَّر، وهي لغةٌ. والصَّوْرُ: النَّخلُ الصِّغارُ، ولم أسمع منه واحداً. [وفي حديث ابن عمر أنه دَخَلَ صَوْرَ نخْلٍ] «217» والصُّوارُ والصِّوارُ: القَطيع من بَقَر الوَحْش، العدَدُ أَصوِرة ويُجمَع على صِيران. وأَصْوِرُة المِسْكِ «218» : نافِقاته، وسَمِعْتُ من يقول في الواحد صِوار وصِيار «219» .
__________
(215) لم نجده في ديوان أمية بن أبي الصلت، ولعله لآخر يدعى (أمية) لم نهتد إليه.
(216) البيت في اللسان وفي الديوان.
(217) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(218) كذا في التهذيب واللسان وغيرهما وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: وصورة المسك.
(219) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة العبارة: فلا يدرى على أيهما أعتمد ولعل هذا من إضافات النساخ.(7/150)
قال أبو عمرو: والصِّوارُ رِيحُ المِسْكِ، قال:
اذا تقومُ يضُوعُ المِسْكُ أصوِرةً ... والعَنبَرُ الوَرْدُ من أردانِها شَمِلُ «220»
ويقال: أصوِرةٌ المسكِ قِطَعٌ تُجَعلُ في أزرارِ القُمُص، قال:
اذا راح الصِّوارُ ذكرتُ عيداً ... وأذكُرُها إذا نَفَحَ الصِّوارُ «221»
صري: صَرِيَ الماءُ فهو صَرٍ. والصَّرَى: الدَّمْعُ، واللَّبَن، وهو أن يجتمع فلا يجري. وفي اللَّبَن أن يُترَكَ حتى يفسُدَ طعمه، وتقول: شَرِبتُ لَبَناً صَرىً، قالت الخنساء:
فلم أملِك غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ ... سَوابقَ عَبْرةٍ حَلَبَتْ صَراها «222»
ويقال: الصَّرَى، مقصور: ما جمَعْتَه من الماء واللبَن. وصَرِيَتِ الناقةُ وأصْرَت: اجتَمَعَ اللبنُ في ضرعها.
__________
(220) البيت في اللسان وهو (للأعشى) والرواية فيه:
والزنبق الورد ...
وانظر الديوان ص 53 (تحقيق محمد حسين) .
(221) البيت في اللسان غير منسوب والرواية فيه:
اذا راح الصِّوارُ ذكرتُ ليلى.
(222) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 87 وقد ورد مصحفا في ط وس وهو:
سوابق عبرة صلبت صراها.(7/151)
وصَرِيَ فلانٌ في يَدِ فلانٍ أي بقي رَهُناً في يَدَيْهِ، قال رؤبة:
رَهْنَ الحَرورِيّين قد صَرِيتُ «223»
وصَرى يَصري أي دَفَعَ يدفَعُ، تقول: وما الذي يَصريك عنّي أي يدفعُكَ، يقال للانسان اذا سألَ شيئاً كأنه يقول: ما يُرضيكَ عنّي، قال:
لقد هلَكْتُ لِئن لم يَصْرِكَ الصاري «224»
باب الصاد واللام و (وأ يء) معهما وص ل، ص ل و، ل ص و، ص ل ي، ل وص، أص ل، ص ول مستعملات
وصل: كلُّ شيءٍ اتَّصَلَ بشيءٍ فما بينَهما وُصْلَةٌ. ومَوْصِل البعير: ما بين عَجُزه وفَخِذه، قال:
تَرَى يبيسَ البَوْلِ دونَ المَوْصِلِ «225»
[وقال المُتَنَخِّل:
ليس لِمَيْتٍ بوَصيل وقد ... عُلِّقَ فيه طرف الموصل] «226»
__________
(223) الرجز في التهذيب والديوان ص 26.
(224) لم نهتد إلى القائل.
(225) الرجز في التهذيب واللسان (لأبي النجم) ولكن الرواية فيهما: يبيس الماء.
(226) البيت في شرح أشعار الهذليين 2/ 14، وما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.(7/152)
والوَصيلة من الغَنَم كانت العربُ اذا ولَدَتِ الشّاةُ ذَكَراً قالوا: هذا لآلهتنا فتَقَرَّبوا به، واذا وَلَدَت أنثَى قالوا: وَصَلَتْ أخاها فلا يذبَحون أخاها، قال تأبَّط شرّاً:
اجدَّك إما كنتَ في الناس ناعقاً ... تراعي بأعلَى ذي المجاز الوَصائلا «227»
واتَّصَلَ الرجلُ أي انتَسَبَ فقال: يا لفُلان، قال:
اذا اتَّصَلَتْ قالَتْ لبَكرِ بنِ وائلٍ «228»
صلو: الصَّلاةُ ألفَها واوٌ لانّ جَماعتَها الصَّلَوات، ولأنّ التثنيةَ صَلَوان. والصّلا: وَسَط الظَّهْر لكلِّ ذي أربعٍ وللناس. وكلُّ أنثَى اذا وَلَدَت انفرَجَ صَلاها، قال:
كأنَّ صلا جهيزة حين قامت ... حباب الماء يتبع الحبابا «229»
واذا أتى الفَرَسُ على أَثَر الفَرَسِ السابق قيلَ: قد صَلّى وجاء مُصَلِّياً لأنَّ رأسَه يتلو الصَّلاَ الذي بين يديه.
__________
(227) لم نستطع تخريجه.
(228) صدر البيت تمامه في اللسان للأعشى وعجزه:
وبكر سبتها والأنوف رواغم
والبيت في التهذيب والمحكم وفي الديوان (الأعشين) ص 59.
(229) البيت في اللسان (حبب) غير منسوب.(7/153)
وصَلَواتُ اليَهود: كنائِسهُم واحدُها صلاة «230» . وصَلَواتُ الرسول للمسلمين: دُعاؤه لهم وذكرهم. وصَلَواتُ اللهِ على أنبيائه والصالحين من خلقه: حُسنُ ثَنائه عليهم وحُسن ذكره لهم. وقيل: مَغفرتُه لهم. وصَلاةُ الناسِ على المَيِّتِ: الدُّعاء. وصلاة الملائكةِ: الاستِغفارُ.
وفي الحديث: ان للشيطان مَصاليَ وفُخُوخاً
والمِصلاةُ أن تنصِبَ شَرَكاً ونحوه ليَقَعَ فيه شيءٌ فيُصطاد، وتقول: صَلَيْتُ أي نَصَبتُ المِصلاةَ وتجمع مَصالي. والصَّلا: الحَطَبُ. والصَّلا: النار، وصَلَى الكافرُ ناراً فهو يَصْلاها أي قاسَى حَرَّها وشِدَّتَها. وصَلَيْتَ اللَّحمَ صَليْاً: شَوَيتَه، واذا ألقَيْتَه في النّار قلتَ: أصلَيتُه أُصليه «231» إصلاءً وصَلَّيتُه تَصليةً «232» . والصَّلا اسمٌ للوَقود اذا اصطَلَى به القوم، قال العجاج:
__________
(230) جاء في الأصول المخطوطة: وفي نسخة الحاتمي واحدها صلوثا.
(231) جاء في الأصول المخطوطة: أصليه يصليه.
(232) جاء في الأصول المخطوطة: صلى تصلية.(7/154)
وصالياتٌ للصَّلا صليُّ «233» .
والصّاليات: الأَثافيُّ لأنَّهنَّ قد صَلِينَ النّارَ وصَلِيَ فلانٌ بشَرِّ فلانٍ وبرَجُل سُوءٍ. وفلانٌ لا يُصطَلَي بناره أي لا يُتَعَرَّض لحَدِّه. وصَلَّى عَصاه اذا أدارَها على النار يُثَقِّفُها، قال:
فلا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صَلَّى عصاكَ كمُستَديم «234»
وفي الحديث «235» : لو شِئتُ لدَعَوتُ بصِلاءٍ
فالصِّلاءُ الشِّواءُ لأنّه يُصْلَى بالنّار. والصِّلِّيانُ: نَبْتٌ على فِعِّلاّن، ويقال: فِعْلِيان له سَنَمةٌ عظيمةٌ كأنّها رأسُ القَصَبة، اذا خَرَجَتْ أذنابُها تَجِدُ بها الاِبِل تُسمِّيها العربُ خُبْزَةَ الاِبِل، فمن قال فِعْلِيان قال أأرض مَصْلاةٌ.
لصو: لَصَى فلانٌ فلانا يلصوه ويلصو اليه اذا انضمَّ إليه لرِيبةٍ، ويَلْصي أَعْربُهما. ويقال: لَصَاه يَلْصَاه، قال العجاج:
عَفٌّ فلا لاصٍ ولا ملصي «236»
__________
(233) الرجز في الديوان ص 311.
(234) البيت في اللسان (لقيس بن زهير) .
(235) في اللسان: وفي حديث عمر.
(236) الرجز في الديوان ص 315.(7/155)
[أي لا يُلْصَى إليه] «237» .
لوص: اللَّوصُ من المُلاوَصة، وهو في النَّظَر كأنّه يَختِلُ ليرومَ أمراً. وفلانٌ يُلاوِصُ الشَّجَرةَ اذا أراد قَلْعَها بالفأس، فتراه يلاوِص في نظره يَمْنَةً ويَسْرةً كيف يأتي لها وكيف يضربُها، قال خُفاف:
أمسَى يُلاوِصُ عَبّاسٌ بمِعْوَله ... مُدَلِّصاً قد نَبَتْ عنه المَناقير «238»
أصل: واستَأْصَلَتْ هذه الشَّجَرةُ أي ثَبَتَ «239» أصلُها. واستَأْصَلَ اللهُ فلاناً أي لم يَدَعْ له أصلاً. ويقال: إنَّ النَّخْلَ بأرضنا أصيلٌ أي هو بها لا يَفْنَى ولا يَزول. وفلانٌ أصيلُ الرأيِ، وقد أَصُلَ رأيُه أَصالةً، وإنّه لأصيلُ الرأيِ والعَقْل. [والأصلُ أسفَلُ كُلِّ شيءٍ] «240» . والأصيلُ: العَشِيُّ، وهو الأُصُل، وتَصغيره أُصَيلال.
__________
(237) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(238) لم نهتد إلى مظان البيت ولم نجده في مجموع شعره.
(239) كذا في التهذيب فيما أخذه الأزهري من العين، وكذلك في اللسان وأما في الأصول المخطوطة ففي س: نبت، وفي ص وط: أنبت.
(240) زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.(7/156)
ولَقِيتُه مُؤْصِلاً أي بأصيلٍ. والأصَلَةُ: حَيَّةٌ قصيرةٌ تَثِبُ فتُساوِر الانسانَ وتكون برَمْلٍ عاقرٍ شبيهةً «241» بالرِّئَة مُنْضَمَّةً، فاذا انتَفَخَتْ ظَنَنْتَها بها «242» ، ولها رِجْلٌ واحدة تقومُ عليها ثم تدور فتثب لا تُصيب نَفْخَتُها شيئاً اِلاّ أَهْلكَتْه لأنَّ السُمَّ فيها. [والاصيلُ: الهَلاكُ، وقال أوس:
خافُوا الأصيلَ وقد أَعيَتْ مُلُوكُهُم ... وحُمِّلوا من ذوي غَومٍ بأثقالِ
والأصيل: الأصيل، ورجلٌ أَصيلٌ: له أصْلٌ] «243»
صول: صالَ فلانٌ، وصالَ الأَسَدُ صَوْلاً يصف بأسَه قال:
فصالوا صَوْلَهم فيمن يَليهم ... وصُلْنا صَوْلنا فيمن يَلينا «244»
باب الصاد والنون و (وأ يء) معهما ص ون، ص ن و، ن ص و، ن وص، ص ي ن، ن ص أمستعملات
صون: الصَّونُ: أنْ تَقيَ شيئاً مما يُفسِدُه، والحُرُّ يصُونُ عِرضَه كما يَصُونُ ثوبه.
__________
(241) في الأصول المخطوطة: شبيها.
(242) كذا في الأصول المخطوطة، ولم نهتد إلى الوجه في المعجمات.
(243) ما بين القوسين زيادة من التهذيب عن العين والبيت في ديوانه ص 103 (صادر) .
(244) القائل هو عمرو بن كلثوم والبيت في مطولته المعروفة.(7/157)
والصوان: ما تصون به ثوباً ونحوه، ويقال: ثَوبٌ صَوْنٌ لا ثَوْبٌ بِذلةٌ. والفَرَسُ يَصُون عَدوَه وجَرْيَه أذا ذَخَر منه ذَخيرةً لحاجته إليها، قال لبيد:
فَوّلّى عامداً لِطِيات فَلْجٍ ... يُراوحُ بين صَوْنٍ وابتذالِ «245»
[أي يصُونُ جَريَه مرة فيبقي منه ويبتذله مرّةً فيجتَهدُ فيه] «246» . والصَّوّانُ: ضَرْبٌ من الحِجارة فيها صَلابة. لونُها كلَوْنِ الأَرضِ، الواحدةُ بالهاء، قال:
يَتَّقي المَرْوَ وصَّوّانَ الصُّوَى ... بوَقاحٍ مُجْمِرٍ غيرِ مَعِرْ «247»
صنو: فلانٌ صِنْوُ فُلانٍ أي أخُوه لأَبَوَيهِ وشَقيقُه. وعَمُّ الرجلِ: صِنوُ أبيهِ. والصِّنْوُ من النَّخْل: نَخْلتانِ أو ثلاثٌ أو أكثَرُ أصلُهُنَّ واحد، كلُّ واحدةٍ على حِيالها صِنْوٌ، وجمعُه صِنْوانٌ، والتثنية صِنوانِ، ويقال لغير النخل.
__________
(245) البيت في ديوانه ص 80. في الأصول: عائدا.
(246) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(247) لم نهتد إلى القائل.(7/158)
نصو: الناصِيَةُ قُصاصٌ من الشَّعَر [في مُقَدَّم الرأس] «248» . ونَصَوتُه: قَبَضْتُ على ناصيته فمدَدْتُها أنصُوه نصواً، والمُناصي: الذي يَمُدُّها. وناصَيْتَ فلاناً إذا قاتلته فأخذتما بناصيتيكما، قال أبو النجم:
إنْ يُمسِ رأسي أشمَطَ العَناصي ... كأنمّا فَرَّقَه مُناصي «249»
وَمفازَةٌ تُناصي مَفازَةً اذا كانت الأولى متصلةً بالأخرى، فالآخرة تنصو الأولى. والنَّصِيُّ: نبات من أفضل المراعي، الواحدة نَصيَّةٌ وَرَقه كورق الزرع شديد السُّبُوطة «250» . واذا اجتَمَعَتْ جماعة من نُخْبة الناسِ وخِيارِهم قيلَ: هم نَصِيَّةٌ انتَصَوا اي اختيروا.
نوص: النَّوصُ: الحِمار الوحشيُّ لا يزال نائصاً يرفَعُ رأسَه يتردَّد كأنّه نافِرٌ أو كأنّه جامح.
__________
(248) زيادة من التهذيب أيضا.
(249) الرجز في اللسان.
(250) وردت النصي ترجمة مفردة في الأصول المخطوطة بعد ترجمة صين فلزم أن نردها إلى موضعها في نصي.(7/159)
والفَرَسُ ينُوصُ ويَستنيصُ، وذلك عند الكَبْح والتَّحريك كقول حارثة بن بَدْر:
غَمْرُ الجراء إذا قصرت عنانه ... بيَدِي استناصَ ورامَ جَرْيَ المِسْحَلِ «251»
عَنَى الفِيلَ. والنَّوصُ: التباعُدُ عن الشيءِ، قال امرؤ القيس:
أمِنْ ذِكر سَلْمَى إذ نَأَتْكَ تَنُوصُ «252»
أي تباعَدُ عنها، (وهو التناصي) «253» . (والمناص: الملجأ) «254» ، وفي قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ «255» . أي: لا حين مطلب ولا حين مغاث وهو مصدر ناص ينوص، وهو الملجأ.
صين: ودار صيني منسوبٌ الى الصين. والصين بَطيحةٌ كانت بين النجف والقادسيّة بادَلَ بها طلحةُ بن عُبيد الله
__________
(251) البيت في التهذيب واللسان.
(252) البيت في التهذيب واللسان بتمامه وصدره:
فتقصر عنها خطوة وتبوص
وانظر الديوان ص 105 (تحقيق السندوبي) .
(253) ما بين القوسين ذكر في ترجمة صنو في الأصول المخطوطة، وقد وضعناه في موضعه.
(254) ما بين القوسين ذكر في ترجمة صنو في الأصول المخطوطة وقد وضعناه في موضعه.
(255) سورة ص، الآية 3.(7/160)
فأخَذَها مكانَ ضِياعِه في المدينة فنَضَبَ عنها وغرَسَها، يقال لها: نشاستق طلحةَ. وصينستان أبعدُ من الصين كما يقال: سورستان.
نصأ: نَصَأتُ البَعيرَ والناقةَ، وهو ضَربٌ من الزَّجْر للمُعْيي، قال طرفة:
وعَنْسٍ كألواحِ الإران نصأتها ... على لاحب كأنه ظهر بُرجُدِ «256»
أي زَجَرتُها، ويُروَى: نستأتها أي أخَّرْتُها عن عَطَنها.
باب الصاد والفاء و (وأ يء) معهما ص وف، وص ف، ص ف و، ف ي ص، ص ي ف، ف ص ي، أص ف مستعملات
صوف: الصُّوفُ للضَّأْن وشِبْهِهِ، وكَبشٌ صافٌ ونَعجةٌ صافةٌ، وكبشٌ صُوفانيٌّ ونَعجة صوفانيّةٌ. وزغبات القَفَا تُسَمَّى صوفةَ القفا. [ويقال لواحدة الصوف صوفة] «257» وتُصَغَّر صويفة.
__________
(256) البيت في اللسان والديوان (ط أوربا) ص 10 وروايته فيهما:
أمون كألواح الإران نسأتها.........
(257) زيادة من التهذيب 12/ 247 منقولة من العين.(7/161)
والصُّوفانةُ: بَقْلةٌ زَغْباءُ قصيرة. وصوفةُ اسمُ حَيٍّ من تَميم، وآل صوفان الذين كانوا يُجيزون الحُجّاج من عرفات، يقوم أحدُهم فيقول: أجيزي صوفة، فاذا أجازَتْ قالَ: أجيزي خِنْدِفُ، فاذا أجازَتْ أُذِنَ للناس في الإِفاضة، [وفيهم يقول أوس بن مَعْراء:
حتى يقالَ أجيزوا آلَ صوفانا] «258»
وصف: الوصف: وصفُكَ الشيءَ بحِلْيته ونَعْته. ويقال للمُهْر اذا تَوَجَّه لشيءٍ من حُسْنِ السِّيرة: قد وَصَفَ، معناه: أَنّه قد وَصَفَ المَشْيَ أي وَصَفَه لِمنْ يُريد منه، ويقال: هذا مُهْرٌ حين وَصَفَ.
[وفي حديث الحَسَن: أنّه كَرِهَ المواصفة في البَيْعِ] «259» .
ويقال للوصيف: قد أوصَفَ، وأوصَفَتِ الجاريةُ. ووَصيفٌ ووُصَفاءُ ووَصيفةٌ ووَصائِفُ.
صفو: الصَّفْوُ نقيض الكَدَرِ، وصَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ خالصُه وخَيرُه. والصَّفاءُ: مُصافاة المَوَدَّة والإخِاءِ. والصَّفاءُ: مصدر الشيء الصافي.
__________
(258) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.
(259) ما بين القوسين زيادة من التهذيب كذلك.(7/162)
واستَصفَيْتُ صَفوةً أي أخَذْتُ صَفْوَ ماءٍ من غديرٍ. وصَفِيُّ الاِنسانِ: الذي يُصافيه المَوَدَّةَ «260» . وناقةٌ صَفيٌّ: كثيرة اللبَن، ونخلةٌ صَفيٌّ: كثيرةُ الحَمل، وتجمع صَفايا. والصَّفَا: حَجَرٌ صُلْبٌ أملَسُ، فاذا نَعَتَّ الصخرةَ قُلتَ: صَفاة وصَفْواء، والتذكير: صفاً وصَفْوانٌ، واحده صَفْوانةٌ، وهي حجارةٌ مُلْسٌ لا تُنبِتُ شيئاً. والصَّفيُّ: ما كانَ رسولُ الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم يَصطَفيه لنفسه أي يختاره من الغَنيمة بعد الخمس قبلَ أن يَقسِمَ. [والاصطِفاءُ: الاختيار، افتِعال من الصَّفُوة، ومنه النبيُّ المُصطَفَى، والأنبياءُ المُصْطَفُونَ: اذا اختاروا، هذا بضمّ الفاء] «261» .
فيص: تقول: قَبَضْتُ على ذَنَبِ الضَّبِّ فأفاصَ (من) «262» يَدي حتى خلَصَ ذَنَبُه، وهو حين تَنْفَرجُ أصابعُكَ عن قَبْضِ ذَنَبه، ومنه التفاوُصَ. وما يُفيصُ بكذا أي ما يُبين.
__________
(260) في التهذيب: وصفي الإنسان أخوه الذي يصافيه الإخاء عن العين.
(261) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(262) كذا في س واللسان وقد سقطت في س وط.(7/163)
[الفَيْصُ من المُفاوَصة، وبعضهم يقول: مُفايَضة] «263» .
صيف: الصَّيفُ: رُبْعٌ [من أرباع] «264» السَّنَةِ، وعند العامّةِ نِصفُ السنة. والصَّيف: المطر الذي يَجيء بعد الربيع، قال جرير:
وجادَكِ من دارٍ ربيعٌ وصَيِّفُ «265»
والصَّيِّفُ من المطر والأزمنة والنبات: ما يكون في الرُّبْع الذي يتلو الربيعَ من السنة، وهو الصَّيْفيُّ. ويومٌ صائفٌ وليلةٌ صائفةٌ. وصافَ القوم في مَصيفهم اذا أقامُوا في مكان صَيْفَتهم. وغَزوةٌ صائفةٌ: [أَنهم] كانوا يخرُجُون صيفاً ويرجِعونَ شِتاءً. والصَّيفوفةُ: مَيْل السَّهْم عن الرَّمِيَّة، وصافَ يَصيفُ، قال أبو زبيد «266» :
فمُصيفٌ أو صافَ غير بعيد
__________
(263) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين، وقد ورد في الأصول المخطوطة في آخر ترجمة صيف قوله: الفيص من المفاوصة.
(264) زيادة من التهذيب من تمام عبارة العين.
(265) عجز بيت (لجرير) كما في الديوان ص 374 وصدره:
بأهلي أهل الدار إذ يسكنونها.
(266) في الأصول: (أبو ذؤيب) ، وما أثبتناه فمن التهذيب 12/ 250 واللسان (صيف) ، والشطر عجز بيت صدره:
كل يوم ترميه منها برشق.
وقد جاء في اللسان بيت آخر يلي البيت الشاهد هو (لأبي ذؤيب) وهو:
جوارسها تأوي الشعوف دوائبا ... وتنصب ألهابا مصيفا كرابها
على أننا لم نجد البيت الشاهد في شعر الهذليين.(7/164)
فصي: أَفْصَى: اسْمُ أبي ثقيف واسْمُ أبي عبد القَيس. وكلُّ شيءٍ لازِقٍ بشيءٍ ففَصَأتَه قلت: انفَصَى. واللحم المتفسخ ينفصي عن العظم. وتَفَصَّيْتَ اذا تَخَلَّصتَ من بليَّة، والاسْمُ الفَصْيةُ. ويقال: الفَصْية واللهِ الفَصية أي الخلاص مِمّا يُخاف اذا خِفْتَ أمراً أي جَرَى لك طَيْرُ السُّعود. وأَفْصَى البَرْدُ أي أقلَعَ. وفَصَّيْتُ الشيءَ عن الشيءِ أي خَلَّصْتُه منه.
أصف: الأَصَفُ لغةٌ في اللَّصَف. وآصف: كاتِبُ سُلَيمانَ بن داود- عليه السلام الذي دعا اللهَ- جلَّ وعَزَّ- باسمِهِ الأعظمِ، فرأى سليمانُ العَرشَ مستقراً عنده.(7/165)
باب الصاد والباء و (وأ يء) معهما باب الصاد مع الباء ص وب، وص ب، ص ب و، ب وص، وب ص، ب ي ص، صء ب، ص بء مستعملات
صوب: الصَّوْبُ: المَطَرُ. والصَّيِّبُ: سحابٌ ذو صَوْبٍ «267» . وقال اللهُ تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ «268» الى قوله: وَبَرْقٌ. وصابَ الغَيث بمكان كذا. والصُّيّابُ: الخِيارُ من كل شيء، قال رؤبة:
بَيْتُكَ من كِندةَ في الصُّيّابِ «269»
وصابَ السهمُ نحو الرَّميّة يُصوبُ صَيْبُويةً [اذا قَصَدَ] «270» ، وسَهْمٌ صائبٌ أي قاصد، قال:
بَرمْيٍ ما تَصُوبُ به السِّهامُ «271»
والصواب: نَقيض الخَطَأ. والتَصَوُّبُ: حَدَبٌ في حدور.
__________
(267) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير: سمعت أعرابيا وقد أظلهم أمر خافوه يقول: نعوذ بالله من صيب.
(268) سورة البقرة، الآية 19.
(269) لم نجد الرجز في مجموع أشعار العرب.
(270) زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.
(271) لم نهتد إلى القائل.(7/166)
وتقول: صَوَّبْتُ الإناءَ ورأسَ الخَشَبةِ «272» ونحوَه تصويباً [اذا خَفَضتُه] «273» . [وكُرِهَ تصويب الرأس في الصلاة] «274» . [والعرب تقول للسائر في فلاة تُقَطعُ بالحَدْس اذا زاغَ عن القَصْد: أَقِمْ صَوْبَكَ أي قَصْدَكَ] . وفلان مُستقيمُ الصَّوْب اذا لم يَزِغ عن قصده يميناً وشِمالاً في مسيره] «275» . والصُّيّاب والصُّيّابة: أصلُ كلِّ قوم، قال ذو الرمّة «276» :
مَثاكيلُ من صُيّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ
أي من صَميم النُّوب. والصّابُ: عُصارةُ شجرةٍ مُرَّةٍ، ويقال: هو عُصارة الصَّبِر، قال:
قَطَعَ الغيظ بصاب ومقر «277» .
__________
(272) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الخشب.
(273) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.
(274) كذلك زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.
(275) زيادة أخرى من التهذيب.
(276) ديوانه 2/ 1207 وصدر البيت:
ومستشحجات بالفراق كأنها
في الأصول المخطوطة: قال (الطرماح) ...
(277) أدرجت الصاب في ترجمة صأب فوضعناها في موضعها لأنها غير مهموزة. ولم نهتد إلى قائل الشطر.(7/167)
وصب: الوَصَبُ: المَرَضُ وتكسيره، وتقول: وَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، وأصابَه الوصَب، والجمع أوصاب أي أوجاع فهو وَصِبٌ، وهو يَتوَصَبُ يجد وَجَعاً كما قال ذو الرمة:
تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عُوّادِه، الوَصِبُ «278»
والوُصُوبُ: دَيْمُومةُ الشيءِ، فهو واصِبٌ دائم، قال الله- عز وجل-: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً «279» ومَفازةٌ واصِبة: بعيدةٌ لا غايةَ لها من بُعدها.
صبو: الصَّبْوُ والصَّبوَةُ: جَهلةُ الفُتُوَّة واللَّهوُ من الغَزَل. ومنه التَّصابي والصِّبا، وصَبَا فلان الى فلان صَبوَةً. والصِّبوَةُ: جماعة الصَّبيّ والصِّبيَةُ لغةٌ. والصِّبَا: مصدر، يقال: رأيتُه في صِباه أي في صِغَره. وامرأةٌ مُصْبٍ: كثيرة الصِّبيان. وصابَى فلانٌ سيفَه يُصابيه اذا جَعَلَه في غِمْده مقلوباً. والصَّبِيّانِ: رَأدا الحنكين، قال:
__________
(278) البيت في الديوان ص 8.
(279) سورة النحل، الآية 52.(7/168)
بينَ صَبيَّيْ لَحْيِهِ مَجَرْفَسا «280»
والصَّبا: رِيحٌ تَستَقبل القِبلةَ، وصَبَتْ تَصبُو على معنى أنها تَحِنّ الى البيت لاستقبالها إيّاه «281»
بوص: البَوْصُ: أن تستعجل إنسانا في تَحميلكَه أمراً لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ في الرويّة أي في التقدير، قال:
فلا تعجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ... فإِنْي إنْ تَبُصني أستبيصُ «282»
أي لا تَعجَلْ عليَّ ولا تَفُتْني بأمرك. وساروا خِمْساً بائصاً أي مُعْجلاً مُلِحّاً. والبُوصُ: عجيزة المرأة، قال ابو الدُّقَيْش: بُوصُها لِين شَحْمةِ عَجيزتها. والبُوصِيُّ: ضربٌ من السُّفُن.
وبص: وَبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبيصاً أي بَرَق «283» ، قال:
__________
(280) الرجز في اللسان والتاج (جرفس) غير منسوب، ونسب في الأصول المخطوطة إلى (رؤبة) وليس في ديوانه.
(281) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال أبو سعيد: سمي الصبا لأنها تتصبى البيت أي تلقاه قبلا أي مواجهة فتوزع بعضه على بعض، يسقي بها الله من شاء من بلاده.
(282) البيت في اللسان والتاج (بوص) من غير نسبة.
......... ... ودالكني فإني ذو دلال
(283) كذا في س وأما في ص وط فقد جاء: بريق.(7/169)
قد رابني من شَيْبَتي الوَبيصُ «284»
واِنَّه لَوابِصةُ سَمْعٍ أي يَسمَعُ كلاماً فيعتمِدُ عليه ويظُنُّه ولمّا يكن منه على ثقة، وتقول: هو وابصة سَمعٍ بفلان، ووابِصةُ سَمْعٍ بهذا الأمر.
[وفي الحديث: رأيتُ وَبيصَ الطِّيبَ في مَفارق رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو مُحرِمٌ.
أي بَريقَه. وأوْبَصَت النارُ عند القَدْح اذا ظَهَرَتْ. وأَوَبَصَتِ الأرض: أوّلُ ما يظهر من نَباتها. ورجلٌ وَبّاصٌ: بَرّاق اللّون] «285» . والوابِصة: موضع.
بيص: يقال: هو في حَيْصَ بَيْصَ أي في اختِلاط (من أمرٍ لا مَخرَجَ له منه) . ومن قال: حِيصَ بَيصَ أخرجَه مخرج الفعل الماضي، معناه: كأنَّ الأرض حِيطَتْ عليه فليس يجدُ عنها مذهبَاً. وبَيْص شيعة لِحَيْص.
صأب: والصُّؤابةُ واحدةُ الصِّئبان، وهي بَيْضَةُ البُرْغُوث ونحوهِ من القمل وغيره.
__________
(284) لم نهتد إلى القائل.
(285) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/170)
وقد صَئِبَ رأسُه. ويقال: شَرِبَ من الماء حتى صَئِبَ أي أفرَط في الرِّيِّ.
صبأ: وصَبَأَ فلانٌ أي دانَ بدِينِ الصَّابئين، وهم قوم دِينُهم شبيهٌ بدين النّصارَى إلا أنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنوبِ، حِيالَ مُنتَصَف النهار، يزعُمُون أنّهم على دين نُوحٍ، [وهم كاذبون] «286» . ويقال: صَبَأتَ يا هذا. وصبأ نابُ البعير اذا طَلَع حَدُّه، وهو يَصْبَأ صُبُوءاً.
باب الصاد والميم و (وأ يء) معهما ص وم، م وص، وص م، ص م ي، مستعملات
صوم: الصَّوْمُ: تَرْكُ الأكلِ وتَرْكُ الكلام، وقوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً «287» ، أي صَمتاً وقُرِىءَ به. ورجالٌ صُيّامٌ، ولغة تميم صُيَّم، والصَّوْمُ قيامٌ بلا عَمَل. وصامَ الفَرَسُ على آريِّه: اذا لم يعتَلفِ. وصامَتِ الرِّيحُ اذا رَكَدَت. وصامَتِ الشمسُ: استَوَتْ في منتصف النهار.
__________
(286) زيادة من التهذيب أيضا.
(287) سورة مريم، الآية 26.(7/171)
ومصامُ الفَرَس: موقِفُه. والصَّومُ عُرَّة النَّعام، يقال: مَزَقَ النَّعامُ بصومه، قال الطرماح:
في شناظي أقن بينها ... عرة الطير كصوم النعام «288»
[وبَكرةٌ صائمةٌ اذا قامَت فلم تَدُر، وقال الراجز:
شَرُّ الدِّلاءِ الوَلغةُ المُلازمَهْ ... والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائمهْ
ويقال: رجل صَومٌ ورجلانِ صَوْمٌ وامرأةٌ صوْمٌ، ولا يُثَنَّى ولا يُجمَع لانّه نعت بالمصدر، وتلخيصه: رجل ذو صَومٍ وامرأة ذات صَومٍ. ورجلٌ صَوّامٌ قَوّامٌ اذا كان يصومُ النهارَ ويقومُ الليْلَ. ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصيم، وصُيّام، كل ذلك يقال] «289» والصّومُ: شجرٌ [في لغة هُذيل] «290» .
وصم: الوَصْمُ: صَدْعٌ أو كَسْرٌ غيرُ بائنٍ في عَظمٍ ونحوِه، في عُودٍ وكلِّ شيءٍ. ووُصِمَ الرُّمحُ فهو موصومٌ، وهو صدع الأنبوب طولا.
__________
(288) البيت في الديوان ص 395.
(289) ما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(290) زيادة من الصحاح.(7/172)
ورجلٌ موصُومُ الحَسَبِ: في حَسَبه وَصمٌ أي عَيْبٌ، قال:
إن في شكر صالحينا لَما يَدْ ... حَضُ فِعل المُرَهَّقِ الموصومِ «291»
يعني: شكرُ صالحينا يُغطِّي كُفْرَ مَوْصُومينا. وجمع الوَصمِ وُصُومٌ. ويقال: أجد توصيماً في جَسَدي أي تكسيراً من مَليلةٍ أو حُمَّى، [يقال] : وَصَّمَته الحُمَّى. والتَّوصيمُ: الفَتْرَةُ والكَسَل في الجَسَد، قال لبيد:
واذا رُمتَ رحيلاً فارتَحِلْ ... واعصِ ما يأمُرُ تَوصيمُ الكَسَلْ «292»
موص: المَوْص: غَسْل الثوب غَسلاً ليِّناً يجعل في فيه ماءَ ثم يَصُبُّه على الثَّوب، وهو آخذه بين كتفيه وإبهامَيهِ يغسِلهُ ويَمُوصُه.
صمي: الانصِماءُ: الاقبال نحو الشيءِ كما يَنْصَمي الطائرُ اذا انقَضَّ على الشيء، قال جرير:
__________
(291) لم نهتد إلى القائل.
(292) البيت في الديوان ص 179.(7/173)
إني انصمَيْتُ من السَّماءِ عليكُمُ ... حتى اختطَفتُكَ يا فَرزْدَقُ من عَلِ «293»
ورجلٌ صَمَيانٌ: شجاعٌ صادقُ الحَملة.
وقول النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: كل ما أصميت، ودع ما أَنْمَيْتَ
فما أصمَيْتَ هو ما وَقَعَ بفِيكَ، وما أنمَيْتَ هو ما تَباعَدَ عنكَ. وقد أَصْمَى الفَرَس على لِجامه اذا عَضَّ عليه ومضى، قال:
أَصمَى على فأس اللِّجامِ وقُرْبه ... بالماءِ يقطُرُ تارةً ويسيلُ «294»
وصامَى منيّته: ذاقها.
باب اللفيف من حرف الصاد ص وو، ص وي، ص يء، صء ي، صء صء، ص ي ص، ء ص ي، وص ص مستعملات
صوو، صوي: الصُّوِّة: حِجارةٌ كأنَّها علامات في الطريق، وتجمَعُ أصواء وصُوَى، قال:
تَرَى أصواءَها متجاورات «295»
__________
(293) البيت في الديوان ص 444 والرواية فيه:
إني انصببت من السماء عليكم
(294) البيت في اللسان غير منسوب.
(295) لم نهتد إلى القائل.(7/174)
والصَاوي: اليابسُ من النَّخْلة، وقد صوت تصوي صوياو صيا.
صيأ وصأي: والصَاءُ، ممدود، الماءُ الذي يكون في السَّلَى كأنَّه الصَّديد. وصَيَّأتَ رأسَكَ تَصييئاً أي غَسَلْتَه فلم تُنَقِّه، قال:
يا لَعَبيد أَتَوا يَوماً مُصَيَّأةً «296»
وصاءَتِ الفَأرُ تَصيءُ صَيئاً أي صوتُها، وكذلك صِغار الطير تصيء، والسِّنَّوْرُ يَصيء، قال العجاج:
لهُنَّ في شَباتِه صِئيُّ «297»
يعني مَخالبَ السِّنَّوْرِ. والكِلابُ عند الوَجَع من الضَّرْب تَصيءُ. والصِّئِيُّ بوزن فِعيل كلُّه بكسر الفاء لمكان الهمزة، لأنَّ العرب في بعض لُغاتِها يكسِرون الفاءَ في كل موضع عينها حرف من حروف الحلق نحو الضِّئينُ والبِعير والشِّهيد. وناسٌ من أهل اليَمَن مما يلي الشِّحْرَ وعُمان يكسرون (فاء) فعيل كلَّه فيقولون: للكثير كثير.
صأصأ: والصِّيصاءُ: ما حَشَفَ من التَّمْر فلم يُعقَدْ نَواه، وما كان
__________
(296) لم نهتد إلى القائل.
(297) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 333.(7/175)
من الحَبِّ لا لُبَّ له كحَبِّ البِطِّيخ والحَنظل وغيرِه، الواحدة صِيصاءة فِعلالة، قال ذو الرُمّة:
بأعقارها القِرْدانُ هَزلَى كأنَّها ... نوادِرُ صِيصاء الهَبيدِ المُحَطَّم «298»
وتقول للشِّيصِ من البُسرِ صِيصاءة. والصَّأصَأة: تحريك الجِرْوِ عَيْنَه قبلَ التَّفقيح والتَّبصير. ويقال: أَبَصْر وَصَأْصَأْتمُ.
صيص: والصِّيصِيةُ: ما كان حِصْناً لكلِّ شيءٍ مثلَ صِيصِيةِ الثَّور وهو قَرْنه، وصِيْصِيَةُ الديك كأنّها مِخلَب في ساقِه. وصِيصِيَة القوم: قلعَتُهم التي يتَحصَّنُون فيها كقِلاع اليهود من قُرَيْظةَ حيثُ أنزَلَهم اللهُ من صَياصيهم. والصَّياصي: شَوْكُ النَّسّاجين، قال دُرَيْد: «299»
كوقع الصَّياصي في النَّسيج المُمَدَّدِ «300»
أصي: وأَصاةُ اللسان: حَصاتُه أي رَزانتُه، ويروَي لطرفة:
__________
(298) البيت في التهذيب غير منسوب، وهو في الديوان ص 630، والرواية فيه:
بأعطانه القردان ...
(299) هو (دريد بن الصمة) من جشم بن معاوية أحد الشجعان في الجاهلية وأدرك الإسلام شهد يوم حنين مع هوازن وقتل. انظر الشعر والشعراء (ط بيروت) ص 635.
(300) عجز بيت تمامه في التهذيب وصدره:
فجئت إليه والرماح تنوشه.(7/176)
وإن لسان المرء ما لم تكن له ... أصاةٌ على عَوْراتِه لدَليلُ «301»
ويُروَى: حَصاة. وطائر يُسَمِّيه أهل العراق: ابن، آصَى، فَعْلَى وهو شبيه بالباشق، إلاّ أنّه أطول جناحاً وأخبث صيداً، وهو الحِدَأ.
وصي: والوَصاة كالوَصِيّة. والوِصايةُ مصدر الوَصيِّ، والفعل: أوصَيْتُ. ووَصَّيتُه تَوصِيةً في المبالغة والكَثرة. وأما الوَصِيَّةُ بعدَ الموت فالعالي من كلام العرب أوصَى ويجوز وَصَى. والوَصِيَّةُ: ما أوصَيْتَ به. والوِصايةُ: فعِلُ الوَصِيِّ، وقد قيل: الوَصِيُّ الوِصايةُ. واذا أطَاعَ المَرْعَى للسائمة فأصابَتْه رَغَداً قيل: وَصَى لها المَرْتَعُ يَصِي وَصْياً ووُصِياً، قال:
فما جابَهَ المدْرى حدول وَصَى لها «302»
وصوص: الوَصواصُ: خَرْقٌ في السِّتْر ونحوُه على مقدار العَين يُنظَر منه، قال:
فَعَلْنَ وَصاوِصاً حَذَرَ الغَيارَى ... الى مَن في الهوادج والعيون «303»
__________
(301) البيت في الديوان (ط أوربا) ص 80 وروايته:
وإن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاة........
(302) كذا في الأصول المخطوطة، ولم نهتد إليه.
(303) لم نهتد إلى القائل.(7/177)
[وانشد:
في وَهَجانٍ يَلجُ الوَصواصا] «304»
والاسْمُ منه الوِصواصُ.
باب الرباعي من حرف الصاد
دلمص، دملص: الدُّلامِصُ: البَرّاق، وذَهَبٌ دُلامِصٌ ودُلَمِصٌ ودُمالِصٌ ودُمَلِصٌ، أي بَرّاقٌ يبرُق بُرُوقاً شديداً، قال الأعشى:
اذا جُردِّت يوماً حسِبتَ خَميصةً ... عليها وجريالاً يضيىء دُلامِصا «305»
صفرد: الصِّفرِد: طائرٌ أعظمُ من العُصفور، يألَفُ البيُوتَ، وهو أجبَنُ الطَّير، [يقال: أجبَنُ من صِفرِدٍ] «306» .
فرصد: الفِرْصادُ: شجر معروف، وأهلُ البصرة يُسمُّون الشجرة فِرصاداً وحَمْلُه التُّوت، [وأنشد:
كأنَّما نَفَضَ الأَحمالَ ذاويةً ... على جَوانبه الفِرْصادُ والعنب «307»
__________
(304) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(305) البيت في ديوانه ص 149.
(306) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(307) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/178)
أراد بالفِرصاد والعِنَب الشجَرتَيْن لا حملهما. أراد كأنّما نَفَضَ الفرصادُ أحمالَه. ذاويةً نُصِبَ على الحال، والعِنَب كذلك، شَبَّهَ أبعارَ البَقَر بحَبِّ الفِرصادِ والعِنَب] «308» . والفِرْصادُ حَبُّ العِنَب والزَّبيب، والفِرْصيدُ لغةٌ فيه طائِفيّة.
صيدل: الصَّيْدَلانيُّ لغةٌ عَمَّتْ والجميع الصَّيادلةُ، والنّون أعَمُّ.
صندل: الصَّندَل خَشَبٌ أحمرُ، ومنه الأصفر، طيِّبُ الرِّيح. والصَّندلُ والصُّنادِلُ من الحُمُر: الشَّديدُ الخَلْق الضَّخْم الرأس، قال: أنعَتُ عَيْراً صَنْدَلاْ صُنادِلا «309»
صلدم: الصِّلدِمُ: القويُّ الشَّديد الحوافِر، [والأُنثَى صِلْدِمة] «310» ، قال:
يخطَفُها بِمِخلَبٍ صُلادِمُ «311»
[وكذلك الصُلادِمُ، وجمعُه صلادم] «312» .
__________
(308) ما بين القوسين كله من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(309) الرجز (لرؤبة) كما في الديوان ص 182.
(310) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(311) لم نهتد إلى القائل.
(312) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.(7/179)
بربص: ويقال: بَربَصْت الارض اذا أرسلت فيها الماء فمخَرَتْها النُّجُود.
صنبر: والصُّنبُورُ: الرجل اللَّئيم. ونَخلةٌ صُنْبُورةٌ وهي الدقيقة العُنقُ القليلةُ الحَمْل، وصَنبَرَ عُنُقُها. وصَنبَرَ أصلُها أذا دَقَّ في الأرض. والصُّنبُور أيضاً: القَصَبَةُ التي تكون في الإِداوة من حَديدٍ أو رَصاص يُشرَبُ بها. والصَّنَوبَرُ: شَجَرٌ أخضَرُ صيفاً وشِتاءً. والصِّنَّبرُ والصِّنَّبِرُ: رِيحٌ باردةٌ في غَيْمٍ، قال طرفة:
من سَديفٍ حين هاجَ الصِّنَّبْر «313»
بنصر: البِنْصِر الإصبِع بينَ الوُسْطَى والخِنْصِر.
صطبل: الإصطَبلُ: موقِف الفَرس شاميّة، والجمع الأصابيل.
__________
(313) عجز بيت ورد تاما في التهذيب وصدره:
بجفان تعتري نادينا،،
وانظر الديوان ص 60 وقد ضبط الصنبر بفتح الصاد وكسرها وفتح النون وكسرها مع تشديدها، انظر اللسان.(7/180)
بلنص: البَلَنصاةُ: بَقلةٌ، وتُجمَعُ البَلَنْصَى، وقد تُسَمَّى بَلَنْصُوصة، [ويقال: انها طائر «314» ] .
تربص: [تَرْبَصْنا الأرضَ إذا أَرْسلتَ فيها الماءَ، فَمَخَرْتَها لتجود] «315» .
__________
(314) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين. وردت هذه الكلمة صرب مدرجة مع الرباعي وهي ثلاثية فآثرنا إيرادها في الحاشية وهي: الصربة من اللبن مثل الحلبة وشبهها، فإذا جمع الصربة إلى الصربة حتى يجتمع لبن كثير قيل: مصطرب، ثم استعمل في غير اللبن حتى قيل لكل من ادخر شيئا مصطرب قال (الكميت:)
فقد تركت الهوى واللهو وانصرفت ... بي التجارب نحوا فيه مصطرب
والمصطرب: المدخر من الصربة. والصربة: الحقنة تحقن في السقاء.
(315) سقطت هذه الكلمة وترجمتها من الأصول فأثبتناها من التهذيب 12/ 273 عن العين.(7/181)
حرف السين
الثنائي الصحيح
باب السين والطاء طس مستعمل فقط
طس: الطَّستُ في الأصل طَسَّةٌ، ولكنّهم حذفوا تَثْقيلَ السين فخفَّفوا وسَكَنَتْ فظَهَرتِ التاءُ التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلَها، وكذلك تظهر في كل موضع سَكَنَ ما قبلها غير ألف الفتح، والجمع الطِّساس. والطِّساسة: حِرفةُ الطَّسّاس. ومن العرب من يُتِمُّ الطَّسَّةَ فيُثَقِّل السين ويظهر الهاء، فان قيل: التاء أصليةٌ فانّه ينتقِضُ عليه قوله من وجهَيْن: أحدهما أنّ الطاء مع التاء لا يدخلان في كلمة واحدة، والوجه الآخر: أن جمعَه طِساس ولا يُصَغِّرونه اِلاّ طُسَيْسة. ومن قال في جمعه الطَسّات فهذه التاء مع التأنيث بمنزلةِ التاء التي تجيء في جماعة المؤنث المجرورة في موضع النصب «1» فمن جعل هاتَيْن
__________
(1) كذا في التهذيب من أصل العين، وعبارة الأصول المخطوطة: فهذه التاء.... بمنزلةِ التاء التي تجيء في جماعات النساء.(7/182)
التاءَيْنِ اللَّتَيْن في البنْتِ والطَسْتِ أصْلَّتَيْن فإِنه ينصِبُهُما لأنّهما يصيران كالحروف الأصلية مثل أقواتٍ وأصواتٍ ونحوهما. ومن نَصَبَ البنات فقال: هو على فَعال يَنتَقَضُ عليه مثلُ هنات وثُبات «2» وذَوات فنقول: ليس له أصلٌ في الكلام فتُجعَل التاء شبيهةٌ بالأصلية.
باب السين والدال س د، د س يستعملان
سد: السُّدُود: السِّلال تُتَّخَذُ من قُضبانٍ لها أطباقٌ، وتجمع على السِّداد أيضاً، والواحِدُ سَدٌّ «3» . والسِّدادُ: الشيء الذي تُسَدُّ به كُوَّة أو منفَذٌ سَدّاً، ومنه قيل: في هذا سِدادٌ من عَوَزٍ، أي يَسُدُّ من الحاجة سَدّاً. والسَّدُّ: رَدْمُ الثَّلْمِة، والشَّعْبِ ونحوِه. والسَّدادُ: إصابةُ القَصد. والسَّدادُ «4» : مصدر، ومنه السَّديد، قال:
أُعلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ ... فلما استد ساعده رماني «5»
__________
(2) سقطت الكلمة في التهذيب، وفي الأصول المخطوطة وردت بنات وهي غير واضحة، وقد آثرنا ما أثبتناه.
(3) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد ورد: سدة.
(4) جاء في الأصول المخطوطة في لصق هذه الترجمة: في نسخة مطهر.
(5) البيت في اللسان وهو (لمعن بن أوس) في ديوانه 72.(7/183)
أي لما تَشَدَّد لقصْد الرَّمِي، ومن قال: اشتَدَّ يقول: قَوِيَ ساعدُه. والفعل اللازم من سَدَّ انسَدَّ. والسُّدَّةُ والسُّدادُ: داءٌ يأخُذُ في الأَنف، يأخُذُ بالكَظم ويمنَع نسيمَ الرِّيحِ. والسُّدَةُ: أمامَ باب الدار. والسَّدَدُ «6» ، مقصور، من السَّداد، قال كعب:
ماذا عليها وماذا كانَ يَنْقُصُها ... يومَ التَرَحُّل لو قالتْ لنا سَدَدا «7»
أي قولاً سَداداً أي سَديداً، يَعني صَواباً. وسَدَّدَكَ اللهُ: وَفَّقَكَ للقَصْد والرَّشاد. والسُّدِّيُّ: منسوب الى قبيلةٍ [من اليَمَن] «8» . والسُّدُّ من السَّحاب: هو الذي يَسُدُّ الأفق، قال:
__________
(6) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: السد (بضم السين) .
(7) لم نجد البيت في ديوان كعب بن زهير ولا ديوان كعب بن مالك، غير أننا وجدناه منسوبا إلى (الأعشى) في اللسان.
(8) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من (العين) . وقد ورد في الأصول المخطوطة قول للأصمعي في لصق هذه الترجمة، وهي مادةسدس بضم السين وهي: السدوس النيلج سمي به لأنه خالف عمود الألوان: حمرة وصفرة وبياض وخضرة، والسدوس فارق هذه الألوان لذلك سدسها لأن النيلج أخضر فيه كدرة ليس بصافي اللون، قاله الأصمعي.(7/184)
وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ «9»
ورأيت سُدّاً من جَرادٍ، أي قِطعةً سَدَّت الأفق. وسَدوسٌ «10» : قبيلةٌ. والسُّدُّوس: الطَّيلَسان «11» . وأسْدَسَ البعير: صار سَديساً. والسِّدْسُ من الوِرْد: فوقَ الخِمْس. وتقول: سَدَسْتُهم أي صِرتُ سادِسَهم.
دس: دَسَسْتُ شيئاً في التُّرابِ، أو تحتَ شيءٍ أي أَخفَيْتُ، قال الله- عز وجل-: أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ «12» ، [اي يدفِنُه] «13» . واندَسَّ فلانٌ الى فلان: يأتيه بالنمائم.
__________
(9) عجز بيت تمامه في اللسان غير منسوب، وهو:
قعدت له وشيعني رجال ... وقد كثر......
(10) نقول: وردت هذه الترجمة في هذا الموضع من (سدد) وكان حقها أن تأتي إلى آخرها في ترجمة الثلاثي (سدس) ، ويشار إليها في الترجمة اللاحقة (ستت) ولكننا أبقيناها وسنشير إليها حين تأتي ترجمة (سدس) .
(11) وزاد في اللسان كلمة الأخضر.
(12) سورة النحل، الآية 59.
(13) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/185)
والدِّسِّيسَى: اسمٌ من دَسَّ يدُسُّ، يُمَدُّ ويُقصَر. والدَّسيس: مَن تَدُسُّه ليَأتيكَ بالأخبار. والدَّسّاسَة: حَيَّةٌ بيضاءُ تحتَ الترابِ «14» .
باب السين والتاء س ت مستعمل فقط
ست: سِتَّةٌ وسِتٌّ في الأصل سِدْسَةٌ وسِدْسٌ، فأدغموا الدّالُ في السِّين فالتَقَى عندها مخرَج التاء فغَلَبَتْ عليها كما غَلَبَت الحاءُ على العين والهاء في سَعدٍ، يقولون: كنتُ مَحهُم أي معهم. وبَيانه أنَّ تصغير سِتّةٍ سُدَيْسَة، وجميع تصريفها على ذلك، وكذلك الأسداس.
باب السين والراء س ر، ر س مستعملان
سر: السِّرُّ: ما أَسْرَرْتَ. والسَّريرة: عمل السِّرِّ من خير أو شر، ويقال: سَريرته خيرٌ من عَلانيته. وأسرَرْتُ الشيءَ: أظهَرْتُه، وأسرَرْتُه: كَتَمْتُه، قال الشاعر:
__________
(14) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: صماء.(7/186)
فلما رأى الحَجّاجَ جَرَّدَ سيفَه ... أسَرَّ الحَرُورِيّ الذي كان أَضْمَرا «15»
ومن الاظِهار أيضاً قوله- عزَّ وجلَّ-: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ «16» *. والسِّرارُ: يومَ يَستَسِرُّ فيه الهلالُ آخِرَ يومٍ من الشهر أو قبْلَه، ورُبَّما استَسَرَّ ليلتَين اذا تَمَّ الشَّهْرُ. والأسِرَّة: طرائق في الرَّحِمِ، ويقال في المَثَل: داهيةٌ تُفَطِّرُ أَسِرَّة الأرحامِ الدّمَ «17»
، قال «18» :
قتلوا ثمانيةً بظِنّةِ واحد ... تلك المُفَطَّر من أَسِرَّتها الدُّم
والسِّرُّ والسَّرارُ بَطْنٌ من الأرض تَنبُتُ فيه أحرارُ البُقُول، ويكونُ في بَحر الأودية وأَسلاقِ القِيعان، قال:
إلى سرار الأرض أو قَعَودِهِ «19»
والسَّرُّ والسِّرارُ، والجميع الأسرارُ: خطوط راحةِ الكَفِّ، وأساريرُ جمع الجمع، قال:
__________
(15) البيت (للفرزدق) كما في اللسان، ولم نجده في الديوان (ط. صادر) وفي اللسان والتهذيب: قال شمر: لم أجد هذا البيت للفرزدق
(16) سورة يونس، الآية 54.
(17) لم نهتد إلى المثل في كتب الأمثال المطبوعة.
(18) كذا وجد البيت في الأصول ولم نجده في المظان التي بين أيدينا.
(19) لم نهتد إلى القائل.(7/187)
بطَعْنةٍ لم تَخُنْها الكَفُّ والسِّرَرُ «20»
وقال:
انظر الى كَفٍ وأسرارِها ... هل أنتَ إن أوعدتني ضائري «21»
وجمع السِّرار أسرار وأسِرّة، وكذلك الخطوط في كلِّ شيءٍ، قال:
بزُجاجةٍ صَفراءَ ذاتِ أسرّةٍ ... قُرِنَت بأزهَرَ في الشِّمال مُفَدَّمِ «22»
والسُرَّةُ: الوَقْبَةُ في وَسَط البَطْنِ. والسَّرَرُ: داءٌ يأخُذُ في السُّرَّةِ، وبعيرٌ أَسَرُّ وناقةٌ سَرّاءُ اذا بَرَكَتْ تَجافَتْ عن الأرض من السَّرَرِ، قال:
ان جَنْبي عن الفراش لنابي ... كتجافي الأسر فوق الظراب «23»
__________
(20) لم نهتد إلى القائل.
(21) البيت (للأعشى) كما في اللسان وانظر الديوان ص 145.
(22) البيت في اللسان (لعنترة) وهو في ديوانه (ط المكتبة التجارية) ص 125 وجاء بعد هذا البيت في الأصول المخطوطة: قال الضرير: واحدتها إسرارة وأسرورة، وأسارير الوجه محاسنه لأنك إذا رأيتها سررت (في الأصول المخطوطة: استررت) ، قال الخليل: جمعهاأسرار وأسِرّة وكذلك الخطوط في كلِّ شيءٍ، قال:
بزُجاجةٍ صفراء.......
قال أبو عبد الله: يجوز أن تكون الأسرة في الشراب، ويجوز أن تكون في الزجاجة.
(23) البيت في التهذيب وهو غير منسوب. وهو أول أربعة أبيات في اللسان (لمعدي كرب) المعروف بغلفاء يرثي أخاه شرحبيل.(7/188)
ويقال: المَسَرَّة أطراف الرَّيْحان. والسُّرورُ من النَّبات: أنصاف سُوْقِها العُلَى، قال:
كَبَرْدِيَّةِ الغيل وسط الغريف ... اذا خالَطَ الماءُ منها السُّرورا «24»
وقيل: السُّرُور أجواف العِيدان، الواحدةُ سَرَرٌ. وسَرَرُ الصَّبيِّ: ما تَعَلَّقَ من سُرَّتِه حين يُولَد. وعَدَدُ السَّرير أسِرَّةٌ، وجمعُه سُرُر. والسِّرارُ: مصدرُ سارَرْتُه من السِّرِّ، وجَمعُ السِّرِّ أسرار. والسَّرير: مُسْتَقَرُّ العيش الذي اطمَأَنَّ عليه خَفْضُه ودَعَتُه. وسَرير الرأس: مُسْتَقَرُّه على مُحَرَّك عُنُقه، قال:
ضرباً يزيل الهام عن سريره «25»
ومن رَوَى بيتَ الأعشى:
خالَطَ الماءُ منها السريرا
عَنَى به جميعَ أصلها الذي استَقَرَّتْ عليه أو غاية نعيمها، وقال:
وفارق منها عِيشةً غَيْدَقِيَّةٍ ... ولم يَخْشَ يوماً أنْ يزولَ سَريرُها «26»
قوله: سَريرها يُريد سارها.
__________
(24) البيت في التهذيب واللسان (للأعشى) وفي الديوان ص 93.
(25) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(26) البيت في التهذيب غير منسوب.(7/189)
والسِّرُ: كناية عن الجِماع، قال:
ولا تَقرَبَنَّ جارةً إن سِرَّها ... عليكَ حَرامٌ فانْكِحَنْ أو تَأَبَّدا «27»
وسِرُّ القوم: أوسَط حَسَبهم. والسَّرارُ: مصدر السِّرِّ في الحَسَبِ والمَنبِت من غير اشتقاق، قال:
تَخَيَّر من سَرارةِ أَثل حُجْرٍ ... ولاءَم بينَها نَحتُ القُيُونِ «28»
وامرأةٌ سارَّةٌ سَرَّةٌ: تَسُرُّكَ. والسُّرِّيَّةُ على فُعلِيّة: من تَسَرَّرْتَ، وغَلِطَ من يقول: تَسَرَّيْتَ. والسُّرورُ: الفَرَح، وسُرِرْتُ أنا، وسَرَرْتُ فلاناً. والسُّرْسُور «29» : العالِمُ الفَطِنُ الدَّخّالُ في الأمور.
رس: الرَّسُّ: بئرٌ لبقيّةٍ من قوم ثمود. والرَّسُّ في قَوافي الشعر: صَرْف الحرف الذي بعد الألف للتأسيس نحو حركة عَيْن فاعِل في القافية حيثما تحرَّكَتْ حَرَكَتُها جازَتْ وكانت رَسّاً للألف أي أصلا.
__________
(27) البيت (للأعشى) كما في الديوان ص 137.
(28) لم نهتد إلى القائل.
(29) كان الحق أن يدرج سرسور في الرباعي. وقد جاء في الأصول عقب ذلك: السريس: الكيس من الرجال الحافظ لما في يديه، والسريس: العنين من الرجال، والجمع سرساء. نقول: وهذا كله في ترجمة سرس الثلاثي الصحيح.(7/190)
والرَّسيسُ: الشيءُ الثابتُ اللازمُ مكانَه، قال:
رَسيسُ الهوى من طُولِ ما يَتَذَكَّرُ «30»
ويقال: أجِدُ رَسيسَ الحُمَّى ورَسَّها وذلك حين يبدُو، وقال:
اذا غَيَّرَ النَّأيُ المُحبّينَ لم أجدْ ... رسيسَ الهَوَى من ذِكْرِ مَيَّةَ يَبْرَح «31»
والرَّسُّ: تَزويرُ الحديث والكلام في نفسك وتَرويضُه. والرَّسُّ: إِحكام البناء مثل الرَّصِّ، وبُنْيانٌ مَرْسُوسٌ. والرَّسُّ والرَّسيسُ: ماءانِ لبني سَعْدٍ، قال زهير:
عَفَا الرَسُّ منها فالرَّسيسُ فعاقِلُهْ «32»
والرَّسرَسَةُ: مثل الرَّصْرَصةِ، وهو إِثباتُ البعير رُكْبَتَيْهِ على الأرض للنُّهوض «33» . والرَّسُّ: الحَفْرُ، وكلُّ شيءٍ أَدخَلْتَه فقد رَسَسْتَه.
__________
(30) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(31) البيت (لذي الرمة) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 78.
(32) عجز بيت للشاعر كما في شرح الديوان ص 126 وصدره:
لمن طللٌ كالوَحْي عافٍ منازله.
(33) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال حماس: يقال: رسرس ورسس واحد.(7/191)
باب السين واللام س ل، ل س يستعملان
سل: السَّلُّ: إِخراجُكَ الشَّعْرَ من العجين ونحوه من الأشياء. والانسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من بينَ مَضيقٍ أو زِحام. وسَلَلْتُ السَّيفَ فانَسلَّ من غِمْدِه. والسُّلُّ والسُّلالُ: داءٌ يأخُذ الانسانَ ويقتُلُ، وسُلَّ الرجلُ وأَسَلَّهُ اللهُ إسلالاً [فهو مَسْلولٌ] «34» . والإِسلال: السَّرِقةُ الخَفِيَّة. والسَّلُّ والسَّليلُ والسلان: جماعة أودية بالبادية. والسَّليلُ والسَّليلةُ: المُهْرُ [والمُهْرَة] «35» . [والسليلُ: دِماغ الفرس] «36» . والسَّليل: الولدُ، [سُمِّي سَليلاً، لأنّه خلق من السّلالة] «37» . والسَّليلةُ: عَقَبةٌ أو عَصَبةٌ أو لَحْمةٌ اذا كانت شِبْهَ طَرائقَ ينفَصِلُ بعضُها عن بعض، [وأنشد:
__________
(34) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(35) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين. وجاء بعد هذه الكلمة: وقال الأخفش في قوله تعالى: سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ: السلالة الوتد، والسلالة النطفة وهو مما أقحم في النص إقحاما.
(36) زيادة من التهذيب 12/ 295 عن العين.
(37) زيادة من اللسان (سلل) للبيان.(7/192)
لاءم فيه السليل الفقار «38»
قال: السَّليلُ لَحْمَةُ المَتنَينِ] «39» . وكذلك السَّلائل في الخَيْشوم، وهي لَحَماتٌ عِراضٌ بعضُها مُلتَزِقاتْ ببعضٍ. والتَّسَلُّلُ: فِعلُ جماعة القوم اذا انْسَلّوا، [ويَتَسَلَّلُونَ ويَنْسَلُّون واحد] «40» . وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُه في سِباقه، تقول: قد خَرجَتْ سَلَّةُ هذا الفَرسِ على سائر الخَيْلِ، قال:
أَلِزاً اذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه ... وَهِلاً تَمَسُحه ما يَسْتَقِر «41»
الأَلِز: الوَثّابُ، والسلة: السبذة المطبقة كالجؤنة. والمِسَلَّة: المِخيَط، وجمعُه مَسالّ. والسَّلسَلُ: الماءُ العَذْبُ الصافي يَتَسَلَسلُ في الحَلْقِ، وفي
__________
(38) عجز بيت ورد في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان (للأعشى:) وتمامه في الديوان:
ودأيا تلاحكن مثل الفؤو ... س لاءم..........
(39) ما بين القوسين من أصل العين.
(40) ما بين القوسين كذلك من العين.
(41) البيت في التهذيب (للمرار العدوي) ، وكذلك في اللسان.(7/193)
صَبَبٍ أو حَدُورٍ اذا جَرَى. وهو السَّلْسالُ، وخَمرٌ سَلْسَلٌ قال الأخطل:
أَدَبَّ إليها جَدْوَلاً يتَسَلْسَلُ «42»
وقال:
بردى يصفق بالرحيق السلسل «43»
والسَّلَةُ: الفُرْجةُ بين نَصائِبِ الحَوْضِ، [وأنشد:
أَسَلَّةٌ في حوضها أم انَفَجَرْ «44»
وفي حديث أبي زرْعِ بنِ أبي زَرْعٍ: كَمَسَلِّ شَطْبةٍ
أراد بالمَسَلِّ: ما سُلَّ من شَطْبِ الجريدة، شَبَّهَه به لدِقَّةِ خَصْرِه] «45» . والسَّلاسِلُ جمعُ السِّلسِلة. وبَرْقٌ ذو سَلاسِلَ، ورَمْلٌ مِثلُه، وهو تَسَلْسُله الذي يُرَى في التِوائِه «46» . وماءٌ سُلاسِلٌ: عَذْبٌ.
__________
(42) البيت (للأخطل) كما في التهذيب وهو في الديوان ص 50 وصدره:
إذا خاف من نجم عليها ظماءة
(43) عجز بيت لحسان بن ثابت وصدره كما في الديوان (ط. السعادة 1331) ص 248 وصدره:
يسقون من ورد البريص عليهم
(44) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(45) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(46) كذا في اللسان وقد صحفت كلمة التوائه في الأصول المخطوطة فصارت: النواة.(7/194)
قال زائدة: كُلُّ مَنتُوجٍ سَليلٌ لأنّه يُسَلُّ من بطن أُمِّه لأنَّه يُجْبَذُ بالأيْدي سَلاًّ. وفي بني فُلانٍ مَسلَّةٌ أي سَرِقةٌ. وفيهم سَلَّةٌ أي سُيُوفٌ حِدادٌ. والسَلَّةُ حَصىً صِغارٌ مِثلُ الجَوْز في بطون الأَودِيةِ، لأنَّ الماءَ سَلَّها من بين الجِبال «47» . والسَّليلُ: اسْمُ منزلٍ بالبادية. وذاتُ السَّلاسِلِ: أرضٌ من أرض الشّام غَزاها عمرو بن العاص على عهد النبيِّ- صلى الله عليه وآله وسَلَّم- «48» . والمُسَلْسَلُ والمُسَنْسَنُ: طريقٌ يُسْلَكُ يَتخَلَّلُ البلاد كأنَّه حَيَّةٌ. ودابَّة سَلِسَةٌ «49» أي مُنقادةٌ. والسَّلِسُ: السَّيف، وجمعه سُلُوسٌ. والسَّلْسُ: الخَيط يُنْظمَ فيه الخَرَزُ، وجمعه سُلُوس، قال:
__________
(47) كذا في س وأما في ص وط فهي: الحلال.
(48) جاء بعد عبارة الدعاء: قال الأصمعي: من أرض السلان واحدها سال وهو مسيل ضيق غامض في الأرض. قال نصر: قضيب مسلسل يعني السيف الذي فيه وشي أو فرند.
(49) جمعت الأصول في ترجمة سل الثنائي الرباعي سلسل ثم الثلاثي الصحيح (سلس) وكذلك فعل الأزهري في التهذيب وكان الحق أن يرد الرباعي إلى موضعه وكذلك الثلاثي.(7/195)
وقَلائدٌ من حُبلةٍ وسُلُوسِ «50»
لس: اللَّسُّ: تَناوُل الدّابَّةِ الحشيشَ بجَحْفَلَتِها اذا نَتَفَتْهُ، قال زهير:
قد اخضَرَّ من لس الغمير جحافله «51»
والمَلْسوس: الذاهبُ العقل.
باب السين والنون س ن، ن س يستعملان
سن: السِّنُّ واحدةُ الأَسنان. وكَبِرَتْ سِنُّ الرجل: يُعنَى به الهَرَمُ «52» ، أُخِذَ من السِّنِّ التي نَيَّبَتْ «53» وليس من السِّنين، ومنه يقال: حديث السِّنِّ وسنُّه حديث «54» . وأَسَنَّ الرجلُ: [كَبِرَ] . وناقةٌ مُسِنّةٌ والجمع مسان.
__________
(50) عجز ثاني بيتين وردا في اللسان (لعبد الله بن مسلم من بني ثعلبة) وصدره:
ويزينها في النحر حلي واضح
(51) ديوانه ص 131 وصدر البيت فيه:
ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء وناشطٌ
(52) جاء في الأصول المخطوطة: كبر سن الرجل. وهو مؤنث ليس غير.
(53) كذا هو وفي الأصول المخطوطة: ينبت.
(54) لعله ذكر كلمة حديث لأنه فعيل بمعنى مفعول.(7/196)
وسِنٌّ من ثُومٍ أي حَبَّةٌ من رأسه. وأسنانُ المِنْجَل ونحوه في كلّ شيءٍ: أُشَرُهُ. وسِنان الرُّمحِ سِنانٌ مَسْنُونٌ سَنينٌ «55» . والمِسَنُّ: الحَجَرُ الذي يُسَنُّ عليه السِّكِّينُ، أي يُحَدَّدُ والسَنُّ: أن تَسُنَّ الطِّينَ بيَدكَ اذا طَيَّنتَ أو اتَّخَذْتَ منه فَخّاراً. ورجلٌ مَسُنونُ الوجهِ: كان قد سَنَّ عن وَجهِهِ اللَّحْمَ أي خَفَّفَ. وحَمَأٌ مَسنُونٌ، قيلَ: هو المُنتِنُ. والمَسنُونُ في كلام العَرَب المُصَوَّرُ. وما أحسَنَ سُنَّةَ وَجْهِهِ أي دوائره. والسنة: ما لج الفَرَسُ في عَدْوِه وإقباله وإدباره، قال في وصف الشَّوْل:
اذا اشمَعَلَّتْ سُنَنٌ رَسَابها «56»
أي رَفَقَ بها. والمَسْنُون أُخِذَ من سُنَّةِ الوجهِ. وأراد رجلٌ ابتِياع جَمَلٍ، فسألَ صاحبَه عن سنه فكذبه،
__________
(55) سنين: فعيل بمعنى مفعول.
(56) لم نهتد إلى القائل.(7/197)
وجاء آخر ببَكرٍ يبيعُه فسَأله عن سِنِّه فصَدَقَه فقال: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه «57» فذهبت مَثَلاً. والسَّنَّةُ: اسم الدُّبَّةِ او الفَهد. والسَّناسِنُ: حُروف فَقارِ الظَّهْر العُليا التي يسبِق بعضُها بين شَطَّيْ سَنام البعير، الواحِدُ سِنسِنٌ. وسُنْسُنُ: اسمٌ أعجميٌّ يُسَّمي به أهل السَّوادِ. والمُسَنَّنُ: طريقُ يُسْلَكُ، والمُسَلْسَلُ مثلهُ. ويقال: السَّنَّةُ والمَنَّةُ، فالسّنّةُ الدُّبَّةُ، والمَنَّةُ القِرْدَة. ويقال: السَّنينةُ من الرَّملْ الشَّقيقةُ المُنقطِعة، وجمعُها سَنائِنُ. والسَّنينةُ: الرمح، وجمعها سَنائنُ، قال مالك بن خالد الخُناعيّ: «58» :
فضولُ رِجاعٍ رَقْرَقَتها السَّنائن
والرِّجاعُ: الغُدرانُ. والسَّنَنُ: أوَّلُ القوم. والسَّنَةُ: العامُ القحط.
__________
(57) انظر مجمع الأمثال 1/ 392، يضرب مثلا في الصدق.
(58) كذا في التهذيب وشرح أشعار الهذليين 1/ 448 وهو في الأصول المخطوطة: (الجندعي) . والشاهد عجز بيت صدره
أبينا الديان غير بيض كأنها
وقد صحف الديان وتعني المداينة فصارت الديات جمع دية في التهذيب.(7/198)
نس: النَّسُّ لُزُومُ امَضاءِ في كلِّ أمر، وهو سُرعة الذَّهاب لورود الماء خاصة «59» ، قال العجّاج:
وبَلدةٍ يسمى قَطاها نُسَّسَا «60»
والتَّنساس: التَّفعال منه، قال الحُطيئة:
طالَ بها حَوْزي وتَنْساسي «61»
والنَسُّ: الحَثُّ السريع، والنّاسُ المصدر، ونَسَّه يَنُسُّه نَسّاً وأَنَسَستُ بعيري: حَثَثْتُه في السَّوق. والنَّسيس: جُهْدُ الإِنسان، قال أبو زُبَيْد:
اذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بقَرْنٍ ... فقد أَودَى اذا بَلَغَ النَّسيسُ «62»
أي بَلَغَ مَجُهودَه. [وأنشد:
باقي النسيس مشرف كاللدن] «63»
__________
(59) هذه عبارة التهذيب وهي ما نقله الأزهري من العين وأما عبارة الأصول المخطوطة فهي:.... وهو الذهاب كورد الماء خاصة.
(60) كذا في الديوان ص 127 وأما رواية التهذيب فهي:
وبند يمسي قطاه نسسا
(61) من عجز بيت للشاعر وتمامه كما في التهذيب:
وقد نظرتكم إيناء صادرة ... للورد طال.........
وروايته في الديوان ص 53:
وقد نظرتكم عشاء صادرة ... للخمس طال بها حبسي وتنساسي
(62) البيت في اللسان وعجزه في التهذيب.
(63) ما بين القوسين كله من التهذيب من أصل العين.(7/199)
والنَّسْنَسَةُ: سُرعة الطَّيَران، يقال: نَسْنَسَ ونَصْنَصَ. ويقال: طَبَخَ اللَّحْمَ حتى نَسَّ، والنّاسُّ: الذي ذَهَبَ طَعْمُه وبَلَلُه من شِدَّة الطَّبْخ، ونَسَّ ينِسُّ نُسُوساً، وأَنْسَستَ لَحمَكَ يا فلان. والنَّسيس: البقِيَّةُ من الشيء، وأصلُه بقيّة الرّوح، يقال: ما بقي منه الا نَسيسُه، أي بقيّةُ روحِه، قال الكُمَيت:
ولكنَّ مِنّيَ برَّ النَّسيس ... أَحُوط الحَريمَ وأحمى الذِّمارا «64»
أي لا ازال بهم بارّاً ما بَقِيَ في النَّسيس أيُّ قُوّةٍ وحياة ومنه قوله:
فقد أودَى اذا بَلَغَ النَّسيسُ «65»
والنِسْناسُ: خَلقٌ في صورة الناس، أَشبَهُوهُم في شيءٍ وخالفوهم في شيء، وليسوا من بني آدَمَ. ويقال فيهم: كانوا حَيّاً من عادٍ عَصَوا رُسُلهم فمَسَخَهُم اللهُ نَسْناساً، لكل إِنسانٍ يَدٌ ورِجلٌ من جانبٍ، يَنقُزون نَقْزَ الظَّبْي، ويَرْعَونَ رَعْي البَهائِم. ويقال: إِنَّهم انقرَضُوا، والذين هم على تلك الخِلْقة ليسوا من أصلهم ولا نَسْلِهم، ولكنْ خلق على حدة.
__________
(64) لم نهتد إلى البيت في شعر الكميت.
(65) جاء بعد هذا العجز: قال الضرير: أنسس بمعنى أسوق، ويقال: قدنس من العطش أي جف، وهن نسس.(7/200)
والنَّسانِسُ جمعُ النَّسناس، قال:
وما الناسُ الا نحن أم ما فَعالهم ... وإن جَمَعوا نَسناسَهم والنَّسانِسَا «66»
باب السين والفاء س ف، ف س يستعملان فقط
سف: سَفِفْتُ السَّويقَ أسَفُّه سَفّاً اذا اقتَمَحْتُه، والاقتِماحُ لكلَّ شيءٍ يابس: [سَفٌّ] «67» والسَّفُوفُ الاسْمُ، والسُّفَّةُ: القُمْحة، والسَّفَّةُ فِعْلُ مَرَّةٍ وأَسفَفْتُ الجُرْحَ دَواءً، وأَسفَفْتُ الوَشمَ نئورا. وإسفاف الخُوصِ: نَسْجُه بعضاً في بعض، وكل شيءٍ يُنسَجُ بالأصابِعِ. والسَّفيفةُ بِطانٌ عريضٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ والوِكاف «68» . والإِسفافُ: الدُنُّو من الأرض قال عَبيد:
دانٍ مُسفّ فُوَيْقَ الأرضِ هَيْدَبُه ... يكادُ يدفَعُه من قامَ بالرّاحِ «69»
يعني السحاب.
__________
(66) كذا جاء في المخطوطات ولم نطمئن إليه.
(67) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(68) هذا هو الوجه الصحيح، وفي الأصول المخطوطة: الوكف.
(69) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 34.(7/201)
والسُّفُّ: الحَيَّةُ التي تطير، قال:
وحتّى لو أنَّ السُّفَّ ذا الريشِ عَضَّني ... لمَا ضرَّني من فِيه نابٌ ولا ثَعْرُ «70»
والثَّعر: السُّمُّ. والسَّفيفُ والإِسفافُ: المُرورُ على وجه الأرض كما يُسِفُّ الطَّيرُ. وأَسَفَّ الرجُلُ اذا تَتَبَّع مَداقَّ الأمور والأشياء كأنما يطلب اللقط في التُّراب، قال:
وَسامِ جَسيماتِ الأمورِ ولا تكن ... مَسِفّاً الى ما دَقَّ منهنَّ دانيا «71»
والإِسنافُ في النّظَر: دِقَّتُه وحِدَّتُه، شِبْهُ اللُّزوم واللُّصوق، ويقال: لا تُسِفَّ النَّظَرَ أي لا تُحِدَّ. والسَّفْسَفَةُ: انتِخال الدَّقيق من مُنخُل ونحوِه، قال:
اذا مساحيج الرياح السفن ... سَفْسَفْنَ في أرجاءِ خاوٍ مُزْمِنِ
كالطِّحنِ إذ يُذْرَى ذَرَى لم يطحَنِ «72»
والسَّفْسافُ من الشِّعْر ونحوهِ: أردَؤه.
__________
(70) البيت في اللسان غير منسوب.
(71) البيت في اللسان مما أنشد (ابن برسي) ، غير منسوب.
(72) الرجز (لرؤبة) في التهذيب واللسان والديوان ص 162.(7/202)
فس: والمفسفس في شعر الكميت «73» : اللئيم العَطيّة. والفُسَيْفِساءُ: ألوانٌ من الخَرَز يُؤَلَّفُ بعضهُ الى بعض، ثم يركب في حِيطان البُيُوت من داخل كأنَّه نقشٌ مصوَّر، وأكثر من يتَّخذُه أهل الشام، قال:
كصَوْتِ اليَراعةِ في الفِسفِسِ «74»
أي في البيت المُصوَّر بالفُسَيفساء. والفِسفِسةُ: القَتُّ الرَّطْبُ.
باب السين والباء س ب، ب س يستعملان
سب: سَبَّه فلانٌ سَبّأ. والسَّبْسَبُ: المَفازة. والسَّبَبُ: الحَبْل. والسَّبَبُ: كُلُّ ما تَسَبَّبْتَ به من رَحِمٍ أو يَدٍ أو دَيْنٍ.
وكلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ منقطعٌ يومَ القِيامة الاّ سَبَبَ النبي- صلى الله عليه وآله وسَلَّم- ونَسَبَه
، وهذا في الحديث.
__________
(73) لم نهتد إلى البيت من شعر الشاعر.
(74) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/203)
والإِسلامُ أقوى سَبَبٍ ونَسَبٍ لأنَّ المُسلمَ اذا تَقَرَّبَ الى أخيه المُسْلِم ليس بينهما نَسَبٌ. ويقال للرجل الفاضل في الدِّين: ارتَقَى فلانٌ في الأسباب، قال اللهُ- عزَّ وجلَّ-: فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ «75» يقال: معناه إن كانوا يقدِرون أن يصِلوا بالسماء أسباباً فيَرْتَقُوا اليها فَلْيَفعَلوا. والسِّبُّ: الثَّوبُ الرقيقُ، وجمعُه سُبُوب. وكذلك السَّبيبة وجمعها: سَبائبُ. والسِّبُّ: الكثير السِّباب. ويومُ السَّباسِب: يومُ السَّعانين. والسَّبَبُ: سَبَبُ الأمر الذي يُوصَل به، وكلُّ فَصلٍ يوصَلُ بشيءٍ فهو سَبَبُ. والسَّبَبُ: الطريق لأنّك تصِلُ به الى ما تُريد. والسَّبّابَةٌ: الإصبَع بعد الإِبهام. والسُّبَّةُ: العارُ.
بس: بِسَ: زجرٌ للحِمار، تقول منه: بس بس «76» .
__________
(75) سورة ص، الآية 10.
(76) وهو زجر للإبل أيضا كما في اللسان.(7/204)
وبَسَسْتُ وأبْسَسْتُ وهم يَبُسُّون ويُبِسُّون. والمُبسُّ: المُتَلَطِّفُ للنّاقة المُسَكِّنُها بكلامٍ حتى يحلُبَها. وبَسْبَس: اسمُ رجلٍ «77» . وانبَسَّتِ الحَيّاتُ اذا تَفَرَّقَتْ في الأرض «78» . والبَسبْسُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ منها الرِّحالُ «79» . والبَسابِسُ: الكَذِبُ الذي ليس له أصلٌ وكذلك التُّرَّهاتُ. والبَسْباسةُ: بَقلةٌ. [وأبسّ بالنّاقة إبساساً: دعاها للحلب: وإِذا درّت على الإبساس قيل: ناقة بسوس] «80» . والبَسُوسُ: كانت ناقةْ تَرْعَى فرَمَاها كُلَيبٌ التغلِبيُّ فقَتَلَها، ويقال: بل اسْمُ المرآة التي كانت الناقةُ لها، وبذلك السبب هاجَتِ الحروبُ بين بَكرٍ وتَغْلِب حتى تَفانَوا فيقال: أشأمُ من البسوس.
__________
(77) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الأصمعي: يقال: بس سويقه يبسه بسا، وهو البسيسة إذا لته بسمن ونحوه حتى يجتمع.
(78) وجاء بعد هذا أيضا: قال نصر: القوم موبسون أي كثيرو اليبيس. نقول: وهذا من أيبس وليس هذا موضعه.
(79) كذا ورد في الأصول المخطوطة، ولم نجده في غيرها. ثم إن البيس (كذا) لم يرد في المعجمات فلم نهتد إلى ضبطه، وقد اقتصر في المعجمات على البسبس.
(80) نقل ما بين القوسين من باب الثلاثي المعتل في (أبس) كما سيأتي.(7/205)
باب السين والميم س م، م س يستعملان
سم: جَمْعُ السَّمِّ «81» القاتل سِمامٌ. والسَّم: خَرْتُ الإبرة. وكل مَشاقّ الرَّجُلِ والدّابَّةِ سُموم، واحدها سُمٌّ. والسُّمُومُ: الثُّقُوبُ كلُّها: المِسْمَعانِ والمَنْخِرانِ والفَمُ. والسَّمّانِ: عِرْقانِ في خَيشُوم الفَرَس، ويُجمَعُ السَّوامُّ. وسامُّ أبرَصَ: ضَربٌ من كِبار الوَزَغ، وتقول: سامّا أَبرَصَ وسَوامُّ أَبرَصَ. والسّامُّ والسّامَّةُ: الموت. والسامَّةُ: خاصَّةُ الرجلِ والفِعلُ عَمَّتْ وسَمَّتْ «82» ، قال:
هو الذي أنعَمَ نُعمَى عَمَّت ... على الذين أَسْلَمُوا لو سَمَّتِ «83»
والسُّمَّةُ والسَّمُّ والسُّمُومُ: الوَدَعُ وأشباهُه يستخرج
__________
(81) السم: مثلثة السين.
(82) كذا في الأصول المخطوطة. وجاء في اللسان: السامة الخاصة، ويقال: كيف السامة والعامة؟
(83) الرجز (للعجاج) كما في الصحاح وجاء أيضا في اللسان وروايته:
......... على البلاد ربنا وسمت
وهو في الديوان ص 268 برواية العين.(7/206)
من البَحْر، يُنظَم للزِّينة، ويقال: كُلُّ خَرْقٍ في وَدَعٍ أو خَرَز، قال:
يَمْدُّ بعِطفَيْهِ الوَضينَ المُسَمَّما «84»
أي وَضينٌ مُزَيَّنٌ بالسُّمُوم. والسَّمامُ، والسَّمامةُ واحدة،: ضَرْبٌ من الطَّيْر دون القَطَا في الخِلْقِة، يُشبِهُه وليس به، قال النابغة:
سَمامٍ تباري الطَّير «85»
ويقال: هو طيرٌ يُشبِه الحَمامَ الطوراني، وهو مذكَّر ويُسَمَّى اللِّواءُ سَماماً تشبيهاً به. والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحارّة. ونَباتٌ مُسْمُومٌ: أَصابته السَّمائِمُ. والسِّمسِمُ: حَبُّ دُهنِ الحَلِّ، والسَّمْسَمُ: ضرب من الثعالب، وقال:
فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُهْ «86»
والسَّمسَمُ: موضِعٌ.
__________
(84) عجز بيت ورد تاما في اللسان وصدره:
على مُصْلَخِمٍّ ما يكادُ جسيمه
ولم يرد في التهذيب، على أنه قيل: مما أنشده (الليث) . وهو غير منسوب.
(85) البيت الذي في الديوان (ط شكري فيصل) ص 51 وتمامه:
سمام تباري الطير خوصا عيونها ... لهن رذايا بالطريق ودائع
(86) الرجز (لرؤبة) ديوانه ص 150 والرواية فيه: فارطني.(7/207)
والسَّمْسمِةُ: دُوَيْبّة حمراءُ على خِلْقة الأَكَلة. والسَّمامة والسَّماوةُ: الشخص من كلِّ شيءٍ «87» . والسَمُّ: الإِصلاح، وسَمَمْتُ بينَ القومِ وسَمَلْتُ أي أَصلَحْتُ، قال الكُميت:
فكَاسْمِكَ أنتَ اليومَ في غير جَفوةٍ ... ولا عَنِفٍ في حُكمِه «88» بيَّن السَّمِّ «89»
والسَّمسَمُ «90» والسَّماسِمُ زَعَموا أنه شجر السير (كذا) ؟ وسَمُّ الطريق: استِواؤه وقَصْدُه.
مس: مَسِستُ الشيءَ بيَدي مَسّاً، ومِسْتُ «91» ، مخفف. ورجل مَمْسُوسٌ من الجُنُون، وبه مَسُّ. والمَسوسُ من المياه: ما نالته الأيدي، قال:
لو كنتَ ماءً كنتَ لا ... عَذْباً يُذاقُ ولا مَسُوسا «92»
ومِساسٌ مصدرٌ لا اسمٌ، ويقال: لا مِساس أي لا مُماسَّة.
__________
(87) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الأصمعي: والسمام الخفيف الجسم، وذئب سمام أي لطيف خفيف، ومنه سمسمائي.
(88) كذا في س وأما في ص وط فقد جاء: الحكم.
(89) لم نجد البيت في شعر (الكميت) .
(90) كذا في س وقد صحف في ص وط فصار: السمل.
(91) جاء في مسس: وربما قالوا: مست الشيء، يحذفون منه السين الأولى ويحولون كسرتها إلى الميم.
(92) البيت في التهذيب غير منسوب، وهو في اللسان أول بيتين (لذي الإصبع العدواني) .(7/208)
والرَّحِمُ المَسّاسة والماسَّة: القريبة، ومَسَّتْه مَواسُّ الخَبَل «93» . ويقال: مَسُّ المَرأةِ ومَماسَّتُها إِتيانُها. والمسمسة و [المسماس] : اختِلاط الأمر واشتِباهه، قال رؤبة:
إن كنت من أمرك في مسماس ... فاسط على أمك سطو الماس «94»
خفَّفَ سينَ الماس كما يخفِّفُون في قولهم: مِسْتُ الشيءَ أي مَسِسْتُ، قال ابن مَغراء:
مِسْنا السَّماء فنِلناهم وَطاءَ لَهُمْ «95»
والماسُّ: الذي لا يلتِفتُ الى موعظةٍ. ورجلٌ ماسٌّ: خَفيفٌ.
الثلاثي الصحيح
باب السين والطاء والراء معهما ط ر س، س ط ر، س ر ط مستعملات
طرس: الطِّرْس: الكتاب يُمحَى ثمّ يُعاد فيه، وفعله التطريس.
__________
(93) كذا في التهذيب من أصل العين، ومثله في اللسان، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء مصحفا وهو: الخير.
(94) الرجز في ملحق الديوان ص 175.
(95) البيت في اللسان تاما، وهذا عجزه:
حتى رأوا أحدا يهوي وثهلانا(7/209)
سطر: السَّطْرُ سَطْرٌ من كُتُبٍ، وسَطْر من شَجَرٍ مَغُروس ونحوه، قال:
إنيّ، وأَسطارٌ سُطِرْن سَطرا، ... لَقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نصَرا «96»
يستغيث به: يا نَصْرُ انصُرْني. ويقال: سَطَّرَ فلانٌ علينا تسطيراً اذا جاء بأحاديثَ تُشبهِ الباطِلَ. والواحد من الأساطير إِسطارةٌ وأُسطورةُ، (وهي) أحاديثُ لا نظام لها بشيء. ويَسْطرُ معناه يُؤَلِّف ولا أصل له، [وسَطرَ يَسطُرُ اذا كتَبَ] «97» . [وقال الله جل وعز-: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ
«98» ، أي وما يكتبُ الملائكة] «99» . والسَّيْطَرةُ مصدر المُسَيْطِر، وهو كالرَّقيب الحافظ المُتَعَهِّد للشيء، والمُصَيْطرُ لغة، وتقول: قد تَسَيْطَرَ علينا فلانٌ [وتقول: سُوطِر يُسيطِر في مجهول فعله، وانما صارت سُوطِرَ ولم تقل: سيطر
__________
(96) الرجز في التهذيب واللسان وسائر كتب البلاغة، غير منسوب.
(97) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(98) سورة القلم، الآية 1.
(99) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.(7/210)
لأن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضَمّةٍ، كما أنك تقول من آيَسْتُ: أويس يُؤيس. ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ فاذا جاءت ياءٌ ساكنة بعد ضمة لم تثبت، ولكنها يَجترُّها ما قبلها فَيُصَيِّرُها واواً في حال، مثل قولك: أعيَشُ بيِّنُ العِيشةِ، وأبيض وجمعُه بِيضٌ، وهي فُعلَه وفُعل، فاجترَّت الياء ما قبلها فكَسَرته وقالوا: أكيَسُ كُوسَى وأطيَبُ طُوبَى، وانّما تَوَخَّوا في ذلك أوضَحَه وأحسَنَه، وأيّاً ما فَعَلوا فهو القياس، ولذلك يقول بعضهم في قِسْمَةٌ ضِيزى «100» انّما هي فُعْلَى، ولو قيل: بُنيَت على فِعْلَى لم يكن خطأً، ألا تَرَى أنّ بعضهم يهمزها على كسرتها، فاستَقبَحوا أن يقولوا: سِيطِرَ لكثرة الكَسَرات، فلما تراوحَتِ، الضمةُ والكسرة كانت الواو أحسنَ. وأما يُسَيطَر فلما ذهبت منه مَدَّة السين رَجَعت الياءُ] «101» .
سرط: السَّرْط منه الاستِراط وهو سُرعة الابتلاع من غير مَضغ. والسِّرِطراط والسَّرَطْراطُ: الفالوذَجُ. والسَّرَطانُ من خَلْقِ الماء. ويقال له بالفارسية خرخبق. والسَّرَطانُ: بُرْجٌ في السَّماء منه أنف الأسد.
__________
(100) سورة النجم، الآية 22.
(101) ما بين القوسين من بداية قوله: وتقول سوطر إلى الآخر من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين وقد علق الأزهري تعليقا طويلا على هذه الفوائد الصرفية.(7/211)
والسَّرَطانُ: داءٌ يظهر بقائمة الدابَّة. والسَّرَاط: القطّاع.
باب السين والطاء واللام معهما ط س ل، س ط ل، س ل ط، ط ل س، ل ط س مستعملات
طسل: يقال: طَسَلَ السَّرابُ اذا اضطَرَبَ، [وقال رؤبة:
يُقَنِّع المَوْماةَ طَسلاً طاسِلا] «102»
والطَّيْسَل: الغُبار الرقيق.
سطل: السَّطْلُ معروف. والسَّيْطَلُ: الطُّسَيسَةُ الصغيرةُ، على صَنعَةِ تَوْرٍ له عُرْوَةٌ كعُرْوَة المِرْجَل، [والسطل مثله، قال الطرماح:
في سَيْطَلٍ كُفِئَتْ له يتردَّدُ «103»
وقال هِمْيان بنُ قُحافةَ في الطَّسْل:
بل بَلَدٍ يُكسَى القَتامَ الطّاسِلا ... أمرَقْتُ فيه ذبلا ذوابلا «104»
__________
(102) الرجز في الديوان ص 124.
(103) عجز بيت للشاعر ورد في التهذيب واللسان وصدره كما في الديوان ص 145.
حبست صهارته فظل عثانه.......
(104) الرجز في التهذيب واللسان.(7/212)
وقالوا: الطّاسِل المُلْبِسُ. وقال بعضهم: الطاسِلُ والساطِلُ من الغُبار: المرتفعُ، وأيَّدَ قول هِمْيانَ قولَ رُؤبةَ الأوَّلَ] «105»
سلط: السَّلاطةُ مصدر السَّليطِ [من الرجال] «106» والسَّليطةِ من النِّساء، والفِعلُ سَلُطَتُ اذا طالَ لسانُها واشتَدَ صَخَبُها، ورجل سَليط. والسَّليطُ: الزَّيتُ، قال:
ولكنْ دياميّ آبوه وأمُّه ... بنَجْرانَ يعصرنَ السَّليطَ قرائبُهْ «107»
والسُّلْطانُ في معنى الحُجّة، قال تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
«108» أي حُجّتِيَه. والسُّلْطان: قُدرةُ المَلْكِ، [مثل قَفيز وقُفزان وبَعير وبعران] «109» ، وقُدرة من جُعِلَ ذلك له وإنْ لم يكن مَلِكاً، كقولك: قد جَعَلْتُ له سُلطاناً على أخذِ حقي من فلان.
__________
(105) ما بين القوسين من بداية قوله: والسطل ... إلى الآخر من التهذيب عن أصل العين.
(106) زيادة كذلك من التهذيب.
(107) البيت (للفرزدق) كما جاء في اللسان والبيت في الديوان (ط صادر) ص 46 وروايته:
....... بحوران يعصرن السليط أقاربه
(108) سورة الحاقة، الآية 29.
(109) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين، وهي إشارة إلى أن سلطان جمع سليط.(7/213)
والنّونُ في السلطانِ زائدةً، وأصله من التَّسليط. والسِّلاط: الغليل، قال المُتَنخِّل:
وأخشَى أن أُلاقي ذا سِلاط «110»
طلس: الطِّلْس: كتابٌ قد مُحِيَ ولم يُنعَم مَحْوهُ. واذا مَحَوْتَ لتُفسِدَ خَطَّه قُلتَ: طَلَسْتُه، فاذا انعَمتَ مَحوَه قلتَ: طَرَسْتُه فيصيرُ طِلْساً. ويقال لجِلدِ فَخِذ البعير: طِلس لتَساقُط شَعرِه ووَبَرِه. والطَّلَسُ والطَّلَسة مصدر الأطلَس، والأطلَسُ من الذِّئاب: الذي قد تساقَطَ شَعرُه، وهو أخبَثُ ما يكون. والطَّلَسُ والطَّلَسَةُ: غُبرةٌ في غُبْسةٍ.
[وفي حديث ابي بكرٍ أنَّ مُوَلَّداً أطلَسَ سَرَقَ فقطَعَ يَدَه] «111» .
والطَّيْلِسَان، بفتح اللام وكسره، ولم يجيء فيعلان مكسورا غيره، وأكثر ما يجيءُ فَيْعلان مفتوحاً أو مضموماً نحو الخيْزُران والجَيْسَمان، ولكن لمّا صارت الكسرةُ والضمّةُ أُختَين واشتركتا في مواضِعَ [كثيرة] «112» دَخَلتِ الكسرةُ مَدْخَلَ الضّمّةِ.
__________
(110) لم نجد هذا الشطر في القصيدة الطائية المثبتة في شعر الهذليين ص 1266 وهي نفسها في ديوان الهذليين.
(111) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(112) زيادة من التهذيب أيضا.(7/214)
لطس: اللَّطْسُ: ضربُكَ الشيءَ بشيءٍ عريضٍ، ويقال: لَطَسَه البعيرُ بخُفِّه. والمِلطاسُ: حَجَرٌ عريضٌ فيه طولٌ، ورُبَّما سُمِّيَ خُفُّ البعير وحافِرُ الدّابّةِ مِلطاساً، وقيل: جمع مِلطاس مَلاطيس، وهو مِعولٌ تُكَسر به الصخرة، تقول: قد رُكِّبَتْ في قَوائِمها حَوافِرُ أمثالُ المَلاطيس، قال:
وَأْبا كمِلْطاس الصَّفَا مُقَعَّبا «113»
باب السين والطاء والنون معهما ن ط س، س ن ط، س ط ن مستعملات
نطس: النَّطْسُ ومنه التَّنَطُّس وهو التقُّزز «114» والنِّطاسيُّ والنِّطِّيسُ العالِمُ بالطبِّ، وهو بالرُّومية النِّسطاسُ، وما أنطَسَه.
سنط: السِّنَاط: الكَوْسَجُ [من الرجال] «115» ، وفِعلُه سنط، وكذلك
__________
(113) لم نهتد إلى القائل.
(114) جاء في اللسان: قال أبو عبيد: سئل ابن علية عن التنطس فقال: التقذر، وقال الأصمعي: هو المبالغة في الطهور. وقال أبو زيد: إنه لشديد التنطس أي التقزز، وقال شمر: امرأة تنطس أي تقزز من الفحش.
(115) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/215)
عامَّةُ ما جاء على بناء فِعال، [وكذلك ما جاء على بناء المجهول ثلاثيّاً] «116» .
سطن: الأُسْطُوانةُ معروفة. ويقال للرجل الطويل الرِّجْلَيْن والظَّهْر: أُسطُوان «117» . ونُون الأسْطُوانة من أصل بناء الكلمة على تقدير أفعُوالة، وبيانُهُ قولهم أساطينُ مُسَطَّنَةٌ.
باب السين والطاء والفاء معهما ف ط س، ف س ط، س ف ط، ط ف س مستعملات
فطس: الفَطْسُ حَبُّ الآسِ، والواحدة فَطْسةٌ. والفَطَسُ: انخِفاض قَصَبةِ الأنف، والنَّعْتُ أَفطَسُ، وفَطِسَ فَطَساً. ويقال لِخَطْم الخِنْزير: فَطَسةٌ. والفِطيِّسُ: المِطرَقة للحَدّادين. والفُطُوس: مصدر الفاطس، وهو الذي يموت من غير داءٍ ظاهر، وفطس وفقس.
__________
(116) هذا إيضاح ورد في اللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: وكذلك عامَّةُ ما جاء على فعال ففعله على بناء الثلاثي المجهول.
(117) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد ورد: أسطوانة.(7/216)
فسط: الفٌسطاط والفِسْطاط: ضَرْب من الأبنية. والفُسْطاط: مُجْتَمعُ أهل الكُورةِ حَوالَي مسجدهم، وهم الجماعة، ويقال: هؤلاء أهل الفسطاط. والفَسيط: عِلاقة «118» ما بينَ القِمَع «119» والنَّواة، وهو الثُّفْروق «120» ، والواحدة فسيطة.
سفط: جمع السَّفَطِ أسفاط. ويقال: نفسي سَفيطةٌ أي قويّةٌ. ويقال: انِّه لَيِّنُ سَفاطةِ النَّفس.
طفس: الطَّفَس: قَذَر الانسان اذا لم يتعاهدْ نفسَه ولا يَتَنَظَّف، وإنَّه لَطَفِسٌ، واِنّها لَطَفِسةٌ.
باب السين والطاء والباء معهما ب س ط، س ب ط، ط ب س مستعملات
بسط: البسط نقيض القبض.
__________
(118) كذا في الأصول المخطوطة، وفي اللسان: علاق، وفي التهذيب: غلاف.
(119) صحف في التهذيب فصار: قمح بالحاء.
(120) صحف في التهذيب فصار: تغروق بالتاء.(7/217)
والبَسيطةُ من الأرض كالبساط من المَتاع، وجمعه بُسُط. والبَسْطةُ: الفضيلة على غيرك، [قال الله- جل وعز-: وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ «121» ] «122» . والبَسيط: الرجلُ المُنَبسِطُ اللسان، والمَرأة بسيطةٌ، وقد بَسُطَ بَساطةً، والصاد لغةٌ. وبَسَطَ الينا فلانٌ يَدَه بما نُحِبُّ ونكرهُ. وانَّه ليَبْسُطني ما بَسَطَكَ ويَقبضني ما قبَضَكَ أي [يَسُرُّني ما سَرَّكَ ويَسُوءُني ما ساءَك] «123» . والأَبساطُ من النُّوق: التي معها أولادها، والواحد بِسط «124» والبَسيط: نَحوٌ من العَروض.
سبط: السَّبَطُ: نَباتٌ كالثَّيل يَنْبُتُ في الرِّمال، له طولٌ، الواحدة سَبَطةٌ، ويُجمَع على أسباط «125» . والسّاباط: سَقيفةٌ بين دارَين من تحتها طريق نافِذٌ. والسِّبْط من أسباط اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب، وكان بنو
__________
(121) سورة البقرة، الآية 247.
(122) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(123) كذا في التهذيب واللسان وهو من العين وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: أي يسرني ويسوؤني.
(124) بعد هذا جاءقول للأصمعي في الأصول المخطوطة وهو: وناقةبسيط وهي التي تخلى لولدها لا تعطف على غيره.
(125) جاء بعد كلمة أسباط: وهو بالفارسية: كورواش.(7/218)
اسرائيلَ اثنيَ عَشَرَ سِبطاً، عِدَّة بني اسرائيل وهم بنو يعقوب بنِ اسحاق، لكلِّ ابنٍ منهم سِبْطٌ من ولده. قال تُبَّع في يَهود المدينة، بني قُرَيظة وبني النَّضير:
حَنَقاً على سِبْطَيْنِ حَلاًّ يَثْربِاً ... أولى لهم بعِقابِ يومٍ سَرْمَدِ «125»
والسَّبْطُ: الشَّعر الذي لا جُعُودةَ فيه، ولغة أهل الحِجاز: رجلٌ سَبِط الشَّعر، وامرأة سَبِطة، وقد سَبُط شعرُه سُبُوطة «126» وسَبْطاً «127» . واِنَّه لسَبْط الأصابع أي طويلُها، وسَبْطُ اليَدَينِ أي سَمْحُ الكَفَّيْنِ، [وقال حسّان:
رُبَّ خالٍ ليَ لو أبصَرْتَه ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليوم الخَصِرْ] «128»
وسُباط: اسم شَهرٍ بالرُّوميّة، وهو فصل بين الربيع والشتاء، وفيه يكون كما يزعمُون تَمامُ اليوم الذي تَدور كُسُورُه في السِّنين، فاذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سَمَّى أهلُ الشام تلك السّنةَ عامَ الكبيس، يُتَيَمَّنُ به اذا وُلِدَ في تلك السّنة، أو قدم فيه إنسان.
__________
(125) لم نهتد إلى القول.
(126) كذا في التهذيب واللسان وهو ما جاء في العين إلا أن الأصول المخطوطة قد أخلت بذلك فجاء فيها: وامرأة سبوطة (كذا) .
(127) وزاد في اللسان: وسبوطا وسباطة.
(128) البيت في الديوان ص 168، وما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(7/219)
والسَّبَطانة: قناةٌ جَوْفاءُ مضروبةٌ بالعَقَب يُرمَى فيها بسِهامٍ صغار تُنْفَخُ نَفخاً فلا تكاد تُخطِىء. وسَباطِ: الحمَّى النافِض، قال المُتَنَخِّل:
كأَنَّهُمُ تَمَلَّهُمُ سَباطِ «129»
طبس: التَّطبيسُ والتطبين واحدٌ. والطَّبَسانِ: كُورتانِ من كُوَرِ خراسان «130» .
باب السين والطاء والميم معهما م س ط، س ط م، ط س م، ط م س، م ط س، س م ط مستعملات
مسط: ومَسَطَ يَمسُط مسطاً، وهو خَرْطُكَ ما في المِعَى باِصبَعِكَ ونحوُه لتُخرجَ ما فيه. واذا نَزا على الفَرَسِ الكريمة فحل لئيم أدخل رجل يَدَه فخَرَط ماءه من رَحِمِها، يقال: مَسَطَها ومَصَتَها ومَساها (يَمسي ويمسُو) ، وكأنَّهم عاقبوا بين التاء والطاء في هذه الكلمة.
__________
(129) البيت في اللسان (للمتنخل) ، وفي التهذيب إشارة إليه فأثبت المحقق أنه (المنخل) (كذا) ، والبيت في ديوان الهذليين 2/ 29. وجاء بعد البيت في الأصول المخطوطة: قال الأصمعي: إذا ولدت الناقة قيل أسبطت فهي مسبط، وسبطت بولدها.
(130) زاد في ص وط: من أرض الحرم، وهو الجروم في معجم البلدان.(7/220)
والماسطة «131» : ضَرْبٌ من شجر الصَّيفِ اذا رَعَته الاِبِلَ مَسَطَ بطونَها فخَرَطَها، [وقال جرير:
يا ثَلْطَ حامِضةٍ تربع ماسطا ... من واسِطٍ وتَرَبَّعَ القُلاّما] «132»
سطم: يقال: أُسطُمَّةُ البَحر لغة في أُصْطُمِّه، وهي مُجْتمَعُه ووسَطَه، قال:
له نواحٍ وله أُسطُمُّ «133»
وأُسْطُمَّةُ الحَسَب كذلك، والسين لغة فيهما جميعاً، وقد مَرَّ في الصاد.
طسم: طَسمٌ حَيٌّ ناصَبوا عاداً، انقَرَضُوا وصاروا أحاديثَ. وطَسَمَ الشيءُ طَسُوماً أي دَرَسَ، قال:
أحاديث طَسْمٍ إنَّما أنت حالِم «134»
طمس: طَمَسَ: لغةٌ في [طسم، أي:] دَرَسَ اِلاّ أنه أعم.
__________
(131) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: والماسط.
(132) البيت في الديوان ص 542 وروايته:
يا ثلط حامضة تروح أهلها ... عن ماسط وتندت القلاما
(133) لم نهتد إلى القائل.
(134) لم نهتد إلى القائل.(7/221)
وطَمَسَ النجمُ: ذَهَبَ ضوؤه، والقمرُ مثلُه. وخَرْقٌ طامِسٌ، وجبل طامِسٌ: لا نباتَ فيه ولا مَسلَكَ. والطَّمْس الآيةُ التاسعة من آياتِ مُوسَى- عليه السلام- حين طَمَسَ اللهُ- تعالى- بدعوته على أموال فِرْعَونَ فصارت حِجارةً. وقيل: الآيات التِّسْعُ: يَدُه وعَصاه والجَرادُ والقُمَّلُ والضَّفادِع والدَّمُ والسِّنُون ونَقْصُ الثَّمَرات. وقوله- عَزَّ وجَلَّ-: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ
«135» اي امسَخْها.
مطس: مَطَسَ العَذِرةَ يَمطِسُها: رَمَى بها بِمَرَّةٍ واحدة.
سمط: حَمَلٌ مُسمُوط: نُتِفَ منه الصوُّفُ وشُوِيَ، وسَمَطَ يسمِط سَمطاً. ويقال: بل هو الخَمطُ. والسَّمْطُ: السَّلْخُ، وسَمَطَ يسمُط. والسِّمْطُ يُجمَع على سُمُوط، وهو المَعاليق من السُّيُور في السَّرْج. وسُمُوط القِلادة يكون لها مَعاليقُ على الصدر.
__________
(135) سورة يونس، الآية 88.(7/222)
والسِّمطُ: الرجلُ الخفيف في جسِمه، الداهيةُ في أمره، وأكثر ما يوصف به الصَيّاد، [وأنشد لرؤبة:
سمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا] «136»
والسامِطُ: لَبَنٌ ذَهَبَت حَلاوةُ الحَلَبِ منه ولم يتغَيَّرْ طعمُه، وفعله سَمَطَ يسمُطُ. ويقال: نَعْلٌ سُمُط وسُمْطٌ اذا لم يكن فيها رِقاعٌ، ويقال: نَعلٌ أسماطٌ. [والشِّعر المُسَمَّط: الذي يكونُ في صدر البيت أبيات مشطورة أو منهوكة مُقَفّاة تجمعُها قافية مخالفةٌ لازمةٌ للقصيدة حتى تنقضي. وقال امرؤ القيس قصيدتين على هذا المثال يُسَمِّيان السِّمْطَينِ فصدر كلِّ قصيدةٍ مِصراعانِ في بيتٍ، ثم سائره في سُمُوط، فقال في إحداهما:
ومستلئم كشفت بالرمح ذيله ... أقمت بعضب ذي سفاسق مَيلَه
فجَعتُ به في مُلْتَقَى الخيلِ خَيْلَه ... تركتُ عِتاقَ الطير يحجلْنَ حَوْلَه «137»
وقال:
كأنَّ على سِرْبالِه نضح جريال «138»
__________
(136) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(137) البيتان في الديوان (ط السندوبي) ص 173 وفيه: ذي شقائق ...
(138) لم نهتد إلى القائل، وليس فيه موطن شاهد.(7/223)
وناقةٌ سُمُط وأسماطٌ: لا وَسمَ عليها، كما يقال: ناقةٌ غُفْلٌ. وقال العجاج يصف ثورا وحشيّاً وصيّاداً وكلابَه فقال:
عايَنَ سِمْطَ قفرةٍ مُهَفْهَفا ... وسرمطيات يجبن السُّوَّفا] «139»
باب السين والدال والراء معهما س د ر، د س ر، س ر د، ر د س، د ر س مستعملات
سدر: السِّدْرُ شَجَرٌ حَمْلُه النَّبِق، والواحدة بالهاء، ووَرَقه غَسولٌ. وسِدْرةُ المُنتَهى في السّماء السابعة لا يُجاوزُها مَلَكٌ ولا نبيٌّ، قد أَظَلَّتِ السَّماواتِ والجَنّةَ. والسَّدَرُ: اسمِدْرار البَصَر، وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً اذا لم يكَد يُبصِر الشيءَ حَسَناً، فهو سَدِرٌ وعَيْنُه سَدِرةٌ. وفي عَيْنة سَماديرُ أي غَشوةٌ. وسَدَرَ شَعرَه يَسْدُره سَدْراً اذا أرسَلَه، قال:
أَثيث شَعْرٍ على المَتنَيْنِ مَسْدورُ «140»
وهو كالسَّدْل للثوب. والأسدران: المنكبان.
__________
(139) الرجز في الديوان ص 503.
(140) لم نهتد إلى القائل.(7/224)
وقال الحَسَنُ في الأَثَر: يَضرِبُ أسْدَرَيْهِ ويخطُرُ في مِذْرَوَيْهِ «141» . والسادِرُ: الذي لا يُقلِعُ ولا ينزعُ عما هو فيه من غَيِّه وضَلالِه وتَكَلَّمَ فلانٌ سادراً: غيرَ مُتَثَبَّتٍ في كلامه، ولم أسمع له فعلا، قال:
ولا تنطق العوراء في القَول سادِراً ... فإنَّ له فاعلَمْ من اللهِ واعيا «142»
والسَّديرُ: اسْمُ نَهرٍ [بالحيرة، وقال عَدِيٌّ:
سَرَّه حالة وكثرة ما يملك ... والبحرُ مُعِرضاً والسَّديرُ] «143»
وسيفٌ مُنْسَدِرٌ أي ماضٍ، وانسَدَرَ عليهم الخَيرَ والشَّرُّ أي انْسَدَلَ «144» . والسِّدْر: الثَّوْبُ بلغة قومٍ.
دسر: الدَّسْرُ: الدَّفْعُ الشديد والطَّعن، ودَسَره بالرُّمْح. والدِّسارُ خَيْط من ليف تُشَدُّ به ألواحُ السَّفينةَ، والمَساميرُ أيضاً تُسَمَّى دُسُراً في أمر السفينة، واحدها دِسارٌ، قال العجاج في الدسر:
__________
(141) يضرب مثلا للفارغ الذي لا شغل له.
(142) لم نهتد إلى القائل.
(143) انظر الديوان ص 89 وفيه:
سره ماله....
(144) في الأصول المخطوطة: انسد.(7/225)
عن ذي قَداميسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ «144»
والبُضعُ أيضاً يستعمل فيه الدَّسرُ. وجَمَل دَوُسَرٌ ودَوْسريّ ودَوْسَرانيٌّ: ضَخْمُ الهامةِ والمَنكِب «145» .
سرد: سرَدَ القراءة والحديث يَسرُدُه سَرْداً أي يُتابِعُ بعضَه بعضاً. والسَّرْدُ: اسمٌ جامع للدُّروع ونحوِها من عَمَل الحَلَق، وسُمِّيَ سَرْداً لأنّه يُسْرَّدُ فيُثْقَبُ طَرَفا «146» كُلِّ حَلقةٍ بمِسمار فذلك الحَلَق المُسَرَّد، قال الله- عز وجل: وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ
«147» اي اجعَلِ المساميرَ على قَدْر خُرُوق الحَلَق، لا تُغلِظْ فتَنخَرِمَ ولا تُدِقَّ فتَقْلَقَ. والسِّرادُ والزِّراد والمِسْرَدُ: المِثْقَب، قال:
كما خَرَجَ السِّرادُ من النقال «148»
__________
(144) الرجز في الديوان ص 16 وهو كذلك في الأصول المخطوطة وأما رواية التهذيب فهي:
عن ذي قداميس كهام لو دسر.
(145) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال غيره: الدسر مسامير من خشب، وأهل الأندلس يعمدون إلى قشور شجر البلوط فيظاهرون بعضه على بعض ويدسرونه بمسامير الخشب ويركبون البحر فيه وإنما يفعلون لخفته، وأنه لا يغرق فإن دخله الماء أطالوه حتى يخرج الماء منه شبه الزورق.
(146) كذا في التهذيب وأما في ص وط ففيهما: صرفا، وفي س: حرفا.
(147) سورة سبأ، الآية 11.
(148) عجز بيت (للبيد) كما في التهذيب وصدره كما في الديوان ص 85.
يشك صفاحها بالروق شزرا(7/226)
وسُمِّيَت النَّعُلُ المَخصُوفةُ اللسان مِسرداً. وسُمِّيَ الزِّراد سِراداً لأنَّ السينَ قريبةٌ من الزاي كما قالوا للأسَد: أَزَد، فاذا صُغِّر أزد رَجَعوا الى السين فقالوا: أُسَيْد.
ردس: الرَّدْسُ: دَكُّكَ أرضاً أو حائطا أو مَدَراً بشيءٍ صُلْبٍ عريضٍ يُسَمَّى مِرْدَساً، والفعلُ يَردُسُ، قال العجاج:
يُغَمِّدُ الأعداءَ جَوْزاً مِرْدَسا «149»
درس: الدَّرْسُ: ضَرْبٌ من الجَرَب يبقَى له أَثَرٌ مُتَفَشٍّ في الجِلْد، قال العجاج:
من عَرَق النَّضحِ عَصيمُ الدَّرْسِ «150»
والدَّرس: بقيّة أَثَرِ الشيءٍ الدّارس، والمصدر الدُرُوس. ودَرَسَتهُ الرِّياح أي عَفَتْه. والدَّرْس: دَرْسُ الكتابِ للحِفْظ، ودَرَسَ دِراسةً، ودارَسْتُ فلاناً كتاباً لكي أحفَظَ. والدَّريسُ: الثَّوُبُ الخَلَق، وكذلك من البُسُطِ ونحوها. وقَتَلَ رجلٌ رجلاً من جُلَساءِ النُّعمان في مجلسه فأمر بقتله
__________
(149) ديوانه ص 135 (دمشق) .
(150) الرجز في مجموع الأراجيز (ط أوربا) ص 78. وفي ديوانه (ط دمشق) ص 474.(7/227)
فقال: أيقتُل الرجلُ جارَه ويُضيعُ ذِمارَه، قال: نَعَم اذا قَتَلَ جليسَه وخَضَبَ دريسه، ويجمع الدَريس على الدُّرْسان.
باب السين والدال واللام معهما س د ل، د ل س يستعملان فقط
سدل: السَّدْل: شَعرٌ مُنسَدِل كثير طويل، وَقَع على الظَّهْر. وكُرْه السَّدْل في الصلاة، وهو إرخاء الثوب من المَنْكِبَيْن الى الأرض.
دلس: ودَلَّسَ في البَيْع وفي كُلِّ شيءٍ اذا لم يُبَيِّن له عَيبه.
باب السين والدال والنون معهما س د ن، س ن د، ن د س مستعملات
سدن: السَّدَنُ: السِّتْر، والسِّدانةُ: الحجابة «151» . والسَّدينُ: الحاجبُ، وسَدَنَهُ البَيُتِ حُجابُه.
سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الارض في قُبُل جَبَلٍ أو وادٍ. وكلُّ شيءٍ أسْنَدْتَ اليه شيئاً فهو مسند.
__________
(151) جاء بعد هذه الكلمة في الأصول المخطوطة: قال أبو سعيد: السدين الصوف، وأنشد:
كأن بياض لبته سدين(7/228)
والكلامُ سَنَدٌ ومُسنَدٌ كقولك: عبد اللهِ رجلٌ صالحٌ، فعبد الله سند و [رجل] صالحٌ مُسنَدٌ إليه. وناقة سِنادٌ أي طويلةُ القَوائِم مُسنَدَة السَّنام. والسَّنْدُ: ضَربٌ من الثِّياب، قميص ثم يُلْبَس فوقه قَميصٌ أقصَرُ منه. وكذلك قُمُصٌ قِصارٌ من خِرَقٍ مُغَيَّبٍ بعضُها تحت بعض، وكل ما ظهر من ذلك يُسَمَّى سِمطاً، قال العَجّاج في الثَّوُر وما على قَوائمه من الوَشْي «152» :
كَتّانها أو سَنَدٍ أسماطِ «153»
والمُسْنَدُ: الدَّهْرُ لأنَّ الاشياء تُسنَد إليه، تقول: كانَ كذا في زَمانِ كذا. والسِّنادُ في الشِّعر: اختِلاف حَرْفِ المُقيَّدِ والمُرْدَف نحو الدَّيْن مع الدِّين في القوافي، يقال: سانَدْتَ في شعرك كقوله:
ألا هُبِّي بصَحنِك فاصبَحِينا «154»
ثم قال:
تُصَفِّقُها الرِّياحُ اذا جرينا «155»
__________
(152) كذا في ص وأما في س فقد سقطت كلمة قوائمه وفي التهذيب: ثورا وحشيا.
(153) الرجز في الديوان ص 250.
(154) صدر مطلع مطولة (عمرو بن كلثوم) ، والعجز:
ولا تُبقى خُمُورَ الأَنْدَرينا
(155) عجز بيت للشاعر صدره:
كأن متونهن متون غدر
انظر شرح القصائد السبع الطوال ص 416.(7/229)
والسندأوة: الجريء الشَّديدُ، قال:
سِندَأْوَةٌ مثل الفَنيقِ الحافِرِ «156»
والسِّنادُ: أن يَسْلَخَ شِعرَ غَيره فيُسنِده الى نفسه فيَدَّعيه أنه من شِعرِه.
ندس: رجلٌ نَدِسٌ ونَدُسٌ أي فَطِنٌ. والنَّدسُ: السَّريعُ الاستِماع للصَّوْتِ الخَفيِّ، ويكون الصَّوتُ الخَفِيُّ نَدْساً، وقد نَدِس نَدَساً.
باب السين والدال والفاء معهما س د ف، ف س د، د س ف، س ف د مستعملات
سدف: السَّدَفُ: ظَلامُ اللَّيْل، أو سَوادُ شَخصٍ تراه من بعيد. والسُّدْفةُ طائفةٌ من اللَّيل، يقال أسدَف اللّيْلُ. والسَّديف: شَحْمُ السَّنامِ. [والسُّدْفة: البابُ، وأنشَدَ لامرأة من قيسٍ تَهْجُو زَوُجَها:
لا يرتدي مَراديَ الحريرِ ... ولا يرى بسدفة الأمير] «157»
__________
(156) لم نهتد إلى القائل.
(157) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين. وفيه: (برادي) في موضع (مرادي) وهو تصحيف والمرادي: الأردية.(7/230)
دسف: الدّسفانُ: الذي يطلُبُ الشَّيءَ شِبْهُ الرسُول، وجمعُه قال أمَيَّهُ:
وأرسَلُوه يسُوفَ العَيثَ دُسْفانا «158»
فسد: الفَساد: نَقيضُ الصَّلاح، وفَسَدَ يفسُدُ، وأفْسَدُته.
سفد: وسَفِدَها سِفْاداً، ولغة سَفَدَها سَفداً. والسَّفافيدُ: جمع السُّفّودِ.
باب السين والدال والباء معهما د ب س، س ب د يستعملان فقط
دبس: الدَبسُ: الكثير. والدِّبْس: عُصارةُ الرُّطَب والتَّمْر. والدُّبسةُ: لَوْن في سَواد الشعر أحمَرُ مشرب سوادا.
__________
(158) عجز بيت (لأمية بن أبي الصلت) وهو كما في الديوان ص 304:
هم ساعدوه كما قالوا إلههم ... وأرسلوه يسوف الغيب (كذا) دسفانا
وفي التاج: يريد الغيب. وفي الأصول المخطوطة: يسوق الغيث، والذي أثبتناه من التهذيب.(7/231)
والدَّبوسُ: خِلاصُ تُمْرٍ يُلْقَى في مِسْلأِ السَّمن فيذوب فيه، وهو مُطَيِّبٌ للسَّمْن. والمِسْلأُ: البُرْمَة التي يَسلأَون فيها السَّمْنَ. والدَّبّوسيّةُ اسمُ كُورةٍ.
سبد: السَّبَدُ: الشَّعْرُ، وقولهم: ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أي ما له ذو شَعْر ولا وَبَرٍ مُتَلَبِّد، وبه سُمِّيَ سَبَداً. والسُّبَدُ: الشُّؤمُ: [حكاه عن أبي الدُّقيش في قوله:
أمرؤ القيس بن أروى مُؤلياً ... اِنْ رآني لأَبُوأَنْ بسُبَدْ
قُلتُ بحراً قُلتُ قولاً كاذباً ... إنّما يمنعني سَيْفٌ ويَدْ] «159»
وسَبَّدَ رأسه وسَمَّدَه اي استَأْصَلَه، ويقال: التسبيد حَلْق الرأس فيَنْبُتُ بعد ايام شَعرُه فذلك التسبيد. والسُبَدُ طائر مثل الخُطّاف اذ أصابَه المطر سال عنه «160» .
__________
(159) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين. والبيتان (لأبي دواد الأيادي) كما في التاج (سبد) والديوان ص 305 ورواية الثاني في التهذيب:
قلت بحرا....
(160) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير: السبد ثوب أو نطع يسد به الحفر إذا مر القوم مجتازين فأرادوا أن يسقوا من قليب حفروا شبه حوض، وبسطوا في الحفر ثوبا أو نحوه ثم صبوا الماء عليه فسقوا مطاياهم فذلك هو السبد. وضل من جعله طائرا لقول الشاعر:
حتى ترى المئزر ذا الفضول ... مثل جناح السبد الغسيل
فلما سمع الجناح ظن أنه طائر، وجناح الثوب: جانبه.(7/232)
باب السين والدال والميم معهما د س م، د م س، س د م، س م د، م س د مستعملات
دسم: الدَّسَمُ كلُّ شيءٍ له وَدَكٌ من اللَّحم والشَّحْم، والنعت دَسِمٌ، والفعلُ دَسِمَ يَدْسَمُ. والدِّسامُ سِدادُ كلِّ خَرْقٍ أو جحر، ودسَمْتُه أدسُمُه دَسْماً والدَّيْسم «161» : الثعلب.
سدم: السَّدَمُ هَمٌّ في نَدَم، [وتقول: رأيتُه سادماً، ورأيتُه سَدْمانَ نَدْمانَ. وقَلَّما يُفرَدُ السَّدَم] «162» وماءٌ سُدُم: وقَعَتْ فيه الأقمشة والجَوْلانُ حتى يكاد يندَفِن، وقد سَدَم يَسدُم، ومِياهٌ أَسْدامٌ. ويقال: مَنُهَلٌ سَدُومٌ وسُدُم، قال:
ومَنْهَلاً وَرَدْتُه سدوما «163»
__________
(161) كذا في التهذيب عن العين، وفي الأصول المخطوطة: الدسم.
(162) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(163) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/233)
وقال:
سُدْمَ المساقي آجناتٍ صُفرا «164»
وسَدُوم: مدينةٌ من مَدائن لوط- عليه السلام-، وكان قاضيها يقال له: سَدوم.
دمس: دَمَسَ الظَّلامُ وأَدْمَسَ، والدَّمْسُ: نفس الظلام اذا اشتَدَّ، وليلٌ دامِسٌ. والتَّدميس: إخفاءُ الشيء تحت التراب، ويُخفَّفُ ايضاً. [وأنشد:
اذا ذقت فاها قلت علق مدمس ... أريد به قيل فغودر في سأب «165» ]
«166» والدُّودَمِسُ: ضَرُبٌ من الحَيّاتِ مُحرَنْفِشُ الغَلاصيم ينفُخُ نَفْخاً فيَجْرَح «167» ما أصابَ، والجميع الدَّوْدَمِسات والدَّواميسُ.
سمد: السَّمْدُ من السير: [الدَّأْب، ويقال] : سَمَدَتِ الإبلُ تُسْمُد سُمُوداً أي لم تعرف الإعياءَ، وأنشد:
__________
(164) الرجز في اللسان (لأبي محمد الفقعسي) ، وروايته:
.... المرخيات صفرا.
(165) البيت في التهذيب مما أخذه الأزهري من العين غير منسوب.
(166) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(167) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: يحرق.(7/234)
سَوامِدَ اللَّيلِ خِفاف الأزوادْ «168»
والسُّمود في الناس: الغفلة والسَّهْوُ عن الشيء، وقوله- عزَّ وجلَّ-: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ
«169» ، أي ساهون لاهون، ويقال: دَعْ عنك سُمُودَكَ.
[ورُويَ عن عليٍّ- رضي الله عنه- أنه خرج الى المسجد والناس ينتظرونه للصلاةِ قياما، فقال: ما لي أراكم سامِدين] «170» .
والسامِد: القائم، وكُلُّ رافعٍ رأسَه فهو سامِدٌ، وسَمِدَ يسمَدُ ويسمُدُ سُمُوداً. والسَّمادُ: ترابٌ قويُّ يُسَمَّدُ به النَّبات. وسَمَّدَ شَعْرَه: أخَذَه كلَّه.
مسد: المَسَدُ: ليفٌ ليِّنٌ يُتَّخَذُ من النَّخل. والمَسدُ: إدْآبُ السَّيْر في اللَّيْل، وأَنَشَدَ:
يكابد الليل عليها مسدا «171»
والمِسادُ: نِحيُ السَّمُن او العسل، قال أبو ذؤيْب:
__________
(168) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو (لرؤبة) كما في الديوان ص 39.
(169) سورة النجم، الآية 1.
(170) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(171) الرجز في اللسان غير منسوب.(7/235)
غَدا في خافةٍ مَعَهُ مِسادٌ ... [فأَضَحى يقتري مَسَداً بِشِيقِ «172»
والخافة: خَريطةٌ يتَقلَّدُها المُشتارُ ليَجعَلَ فيها العَسَل] «173» . والمَسَدُ: المِحُوَرُ اذا كانَ من حديد. وجاريةٌ مَمُسودة: مَطُويَّةٌ مَمُشُوقةٌ.
باب السين والتاء والراء معهما س ت ر، ت ر س، يستعملان فقط
ستر: جمع السِّتْرِ ستورٌ وأستار في أدنى العدد، وستَرتُه أسْتُرهُ سَتراً وامرأةٌ ستيرةٌ: ذات سِتارةٍ، والسُّتْرةُ: ما استَتَرْتَ به [من شيءٍ كائناً ما كانَ] «174» ، وهو السِّتارُ والسِّتارةُ «175» . والسُّتْرةُ: ما استتر الوجه به «176» .
__________
(172) البيت في الديوان 1/ 87 والرواية:
تأبط خافة فيها حساب.
(173) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(174) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين أيضا.
(175) بعد هذا ورد في (ص) و (ط) ترجمة لكلمة (استرى) ، وكان حقها أن تكون في الثلاثي المعتل، وقد خلت (س) منها، فآثرنا وضعها في هذه الحاشية كما هي فيها: واستريت الشيء اخترته قال فلم أر عاماً كان أكثر باكياو وجه غلام يسترى وغلامة أي جارية وغلام أخذوا أسرا أحسن وجوها منهم، (كذا) .
(176) انفردت نسخة س بهذا.(7/236)
والسِّتار: موضع. [ويقال: ما لفلانٍ سِتْرٌ ولا حِجْرٌ، فالسِّتْر الحَياء والحِجْرُ العَقْلُ] «177» .
ترس: التِّرسَةُ جمعُ تُرْسٍ. وكُلُّ شيءٍ تَتَرَّستَ به فهو مِترَسَةٌ لكَ.
باب السين والتاء واللام معهما س ت ل، س ل ت يستعملان فقط
ستل: السَّتل من قولِكَ تَساتَلَ عَلَينا الناسُ أي خَرَجُوا من موضع واحداً بعد واحدٍ تِباعاً مُتَساتِلين. وكذلك ما جَرَى قَطَراناً فهو تَساتُلٌ، نحو الدَّمْع واللُّؤلُؤِ اذا انقَطَعَ سِلْكُه. والسُّتالةُ: الرُّذالةُ من كل شيءٍ.
سلت: السُّلتُ: شَعيرٌ لا قِشرَ لَهُ [أجرد، يكون] «178» بالغَوْر، وأهل الحِجاز يَتَبَرَّدونَ بسَويقه في الصيف. والسَّلْتُ: قَبْضُكَ على الشيء [أصابه قَذَرٌ أو لَطْخٌ فتسلته عنه سلتا] «179»
__________
(177) ما بين القوسين زيادة من التهذيب وهي من أصل العين.
(178) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(179) هذه عبارة التهذيب عن العين وأما عبارة الأصول المخطوطة فهي: قبضك على الشيء حتى تخرج ما فيه.(7/237)
وسَلَتَ أنفَه بالسَّيف سَلْتاً: قَطَعَه كُلَّه، وهو من الجُدْعان أَسْلتُ، وامرأةٌ سَلْتاءُ لا تتعاهَدُ يَدَيها ورِجلَيْها بالحِنّاء، وامرأتانِ سَلتاوان، ونِسْوَةٌ سَلْتَى مثلُ غَوْثَى. واسْمُ ما يخرُجُ من المِعَى سُلاتة، وكُلُّ ما يُطرَحُ ويُرْمَى به، شيءٌ من شيءٍ فهو على فُعالة نحو مُزاقةٍ ومُضاغة وسُلافة وشِبْهها.
باب السين والتاء والنون معهما س ت ن، س ن ت يستعملان فقط
ستن: سَتَنَ الفَرَسُ يَسْتُنُ سِتاناً «180» : اضطَرَبَ ورَقصَ.
سنت: وأَسْنَتَ القوم أي أصابَتْهم سَنَةٌ شديدةٌ من القَحط، قال:
ورجالُ مكّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ «181»
باب السين والتاء والباء معهما س ب ت، ب س ت يستعملان فقط
سبت: سَبَتَ اليَهوديُّ يَسُبُتُ يَتَّخِذُّ السَّبْتَ عِيداً. والسُّباتُ: النوم الغالب الكثير «182»
__________
(180) كذا في س وأما في ص وط فهو: استناتا.
(181) عجز بيت ورد في التهذيب غير منسوب، وتمامه في اللسان (لابن الزبعرى) ، وصدره:
عمرو العلا هشم الثّريد لقومه
(182) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال أبو عبيد: أي سبات الليل والنهار.(7/238)
والمريضُ يَسْبُتُ سَبْتاً فهو مسبوت. والسُّباتُ من النوم: شِبهُ غَشيةٍ. وسَبَتَ رأسَه إذا جزّهُ مستأصلا. [والسَّبُتُ بُرهةٌ من الدهر، وقال لبيد:
وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مُجرى داحِسٍ] «183» ... لو كان للنَّفس اللَّجُوج خُلُود «184»
والسَّبْتُ: ضَربٌ من السَّير، وبَعيرٌ سَبُوتٌ اذا سارَ تلك السِّيرَة. والسَّبْت: الجريءُ المُقْدِمُ، وهو السِّنبِتُ، قال ابن أحمر:
لأَنتَ خيرٌ من غُلامٍ بَتّا ... تُصبِحُ سَكْراناً وتُمسي سَبْتا «185»
والنَّعْلُ السِّبُتِيَّة: [ما] دُبِغَ بالقَرَظ، قال عنترة:
يُحْذَى نِعالَ السِّبُتِ ليس بتَوْأَمِ «186»
بست: بُسْت من مَدائِنِ سِجِستانَ، قال:
__________
(183) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الليث من العين. وجاء في الأصول قبل هذا: قال الأصمعي: إذا جرى الإبطال في البسر ولان فهوالمنسبت.
(184) كذا في التهذيب واللسان والديوان ص 116، وأما في س فقد ورد:
لو كان للنَّفس اللَّجُوج سبوت
وأضاف بمعنى خلود
(185) لم نستطع تخريج البيت.
(186) الشطر من مطولته، راجع ديوانه، وشروح المعلقات، وصدر البيت فيها:
بطل كأن ثيابه في سرحة.(7/239)
أيا قبرا ببست يجن معنىً ... عليكَ ولا على بُسْتَ السَّلام «187»
والبُسْتانُ معروف.
باب السين والتاء والميم معهما م ت س، س م ت يستعملان فقط
متس: المَتْسُ لغةٌ في المَطْس. والمَطسُ: الفِعُلُ بالجِعسِ.
سمت: السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْوِ، وسَمَتَ يَسمُتُ سَمْتاً. وهو حَسَنُ السَّمْتِ. والسَّمْتُ: السَّيْرُ بالحَدْسِ والظَّنِّ على غير الطريق، قال:
ليسَ بها زَيْغٌ لسمت السامت «188»
والتسميت: ذكرُ اللهِ على الشيء. والتسميت: دُعاؤكَ للعاطِس إذا حَمِدَ اللهَ، وبالشّين أيضاً.
باب السين والراء واللام معهما ر س ل، س ر ل يستعملان فقط
رسل: الرَّسْلُ: الذي فيه استرسال «189» ولين.
__________
(187) لم نهتد إلى القائل.
(188) الشطر في التهذيب غير منسوب، وكذلك في اللسان وروايته فيه:
ليس بها ريع....
(189) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: استرخاء.(7/240)
وناقة رَسْلةُ القوائم أي سَلِسَةٌ لَيِّنَةُ المَفاصِل: [وأنشد:
برَسْلَةٍ وثِّقَ مُلْتَقاها ... مَوضعَ جُلبِ الكُورِ من مَطَاها] «190»
والرَّسَلُ: جماعاتُ الإِبِل. والرَّسَلُ: القَطيع من كلِّ شيءٍ، وجمعه إرسال، قال:
[و] رسلا وارِدةً بعدَ رَسَلْ
والرَّسَلُ يُذَكَّر ويؤنَّث. والرِّسلُ: الهَيْئةُ والسُّكُون، يقال: تَكَلَّمْ على رِسْلِكَ. والرِّسلُ: اللَّبَنُ. والاستِرسالُ إلى شيءٍ كالاستِئناس والطُّمَأْنينة، [يقال: غَبن المُسْتَرسِلِ إليك رِباً] «191» . والتَّرسُّلُ في الأمر والمنطق كالتمهل والتَّوَقُّرِ والتَثَبُّت. والرّسولُ بمعنى الرِّسالةِ [يُؤنَّث ويذَكَّر، فمن أنَّثَ جمعه أرسُلاً، وقال:
قد أَتَتها أَرْسُلي] «192»
والرُّسُل جمع الرَّسُولِ، وفي لغةٍ: هي رسولٌ وهُنَّ رَسُولٌ. والرسائل جمع الرسالة. وامرأةٌ مراسِلٌ: كانَ لها زَوْجٌ والخطاب يراسلونها الخطبة،
__________
(190) الرجز في التهذيب غير منسوب، وما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(191) زيادة من التهذيب أيضا.
(192) زيادة كذلك من التهذيب وهي من العين. والقول: جزء من بيت (لأبي كبير الهذلي) ، وتمامه في 2/ 99 من ديوان الهذليين:
وجليلة الأنساب ليس كمثلها ... ممن تمتع قد أتتها أرسلي(7/241)
وقال:
وقالوا تَزَوَّجْ ذات مالٍ مراسلاً ... فقلتُ عليكم بالجِوارِ الصَّعالِكِ «193»
وناقةٌ مِرْسالْ: وهي الرَّسْلةُ القَوائمِ، الكثيرةُ شَعْرِ الساقَينِ، الطويلةُ.
سرل: السراويل عربت، وتجمع سراويلات. وسَرْوَلْتُه: أَلبَستُه إِيّاه فتَسَرْوَلَ. والعرب [تقول] : سِرْوال.
باب السين والراء والنون معهما ر س ن، ن س ر، س ن ر مستعملات
رسن: الرَّسَن: الحَبلُ، وجمعُه الأرسان، والمَرْسِنُ: الأنْف، [وجمعه المَراسِن] «194» .
نسر: النَّسْر: طائرٌ معروف والنَّسْران: نجمان في السَّماء يقال لأَحدِهما الواقع وللآخر الطائر، معروفان «195» .
__________
(193) لم نهتد إلى القائل.
(194) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(195) كذا عبارة العين التي وردت في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فهو: نسر الطائر ونسر الواقع في السماء.(7/242)
والنَّسر: نَتْف اللَّحْم بالمِنقار. ومِنْقارُ البازي ونحوه مَنْسِر. والمِنْسَرُ: ما بين المائةِ إلى المائتَيْن «196» ، ويقال: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، قال:
وأَدرَكَ مَنسِرٌ مِنّا جذاما «197»
والناسور في العربية: العِرْقُ الغَبِر، يقال: أصابه غَبَرٌ في عِرْقِه، ومنه يقال: داهِيةُ الغَبَر أي بَليَّةٌ لا تكاد تذهب. ونَسر الحافِر: لَحمةٌ يابِسةٌ يُشَبِّهُه الشُعَراء بالنَّوَى قد أَقْتَمَها الحافِرُ [وجمعُه نُسور] «198» قال:
صحيح النَّسْرِ والأشعَرِ ... والعُرْقوبِ والكَعْبِ «199»
[وقال سَلَمة بنُ الخُرْشُب:
غَدَوتُ به تُدافِعُني سَبوحٌ ... فَراشُ نُسورها عَجَمٌ جَرير] «200»
والنِّسرينُ من الرِّياحينِ ترجمةُ الفارسية. والمِنْسَرُ: الجيش الذي لا يمُرُّ بشيءٍ إلا اقتَلَعَه نَسْره كما يفعَلُ الطائر.
__________
(196) أراد من الخيل انظر اللسان.
(197) لم نهتد إلى القائل.
(198) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(199) لم نهتد إلى القائل.
(200) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/243)
والمِنْسَر: اللِّصُّ.
سنر: السِّنَّوْرُ والسِّنَّوْرَةُ. والسَّنَّوْرُ: السِّلاح الذي يُلْبَسُ.
باب السين والراء والفاء معهما س ر ف، ر س ف، ف ر س، ر ف س، س ف ر، ف س ر مستعملات
سرف: الأسرف وسَرِفٌ موضِعان بالحِجاز. والأِسراف نقيض الاقتصاد. ولِلَّحْمِ سَرَفٌ كسَرَفِ الخَمر، وهو الضَّراوةُ. والمَسروفةُ من الشّاءِ: التي تُقُطَعُ أُذُنُها أصلاً. وفي المَثَل: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وهي دُوَيبَّة صغيرة تَنْقُبُ الشَّجَر وتَبني فيه بَيْتاً، وسَرِفَ الشَّجَرُ أي أصابَتْه السُّرْفة. والسَّرِفُ: الجاهِلُ، وقال:
إنَّ امرَءاً سَرِفَ الفُؤادِ يَرَى ... عَسَلاً بماءِ سَحابةٍ شَتْمي «201»
والسَّرَفُ: الخَطَأ، يقال «202» : أردتكم فسرفتكم، قال:
__________
(201) البيت (لطرفة) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 90.
(202) في اللسان، أبو زياد الكلابي في حديث ومعناه أغفلتكم.(7/244)
ما في عَطائِهُمُ مَنٌّ ولا سَرَف «203»
أي لا يُخطِئُون ويَضَعُونَه موضِعَه.
رسف: الرَّسْفُ والرَّسيفُ والرَّسَفانُ: مِشْيَة المُقَيَّد، [وقد رَسَفَ في القَيْد يَرسُفُ رَسيفاً فهو راسفٌ] «204» . والمَرْسَفةُ: المَمْشى لمّا نجدها ووَجَدنا المَرْسَف.
فرس: هذا فَرَسٌ وهذه فَرَسٌ والفُروسَةُ، مصدر الفارس، لا فِعْلَ له والفِراسةُ مصدر التفرس. والفَرْسُ: دَقُّ العُنُق. والفَريسةُ فَريسةُ الأسَد، ونادَى منادي عُمَرَ فقال: لا تَنخَعُوا ولا تفرِسُوا، أي لا تكسِروا العُنَقَ. وأبو فِراس: كُنيةُ الأسَد، وكنية الفرزدق أيضاً. والفَريس: حَلْقةُ الحَبْل من خَشَب، قال:
فلو كان الرشا مائتين باعاً ... لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفريس «205»
__________
(203) عجز بيت (لجرير) كما في التهذيب والديوان ص 389.
(204) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(205) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/245)
رفس: الرَّفسَةُ: الصَّدْمَةُ بالرِّجْل في الصَّدْرِ.
سفر: السَّفْر: قومٌ مسافِرون وسُفّار، والأَسفار جماعة السَّفْر. والسَّفَر: بَياض النَّهار، وأسفَرَتْ: أَصَبَحت، وأَسَفَرَ الصُّبْحُ، تقول: رُحْ بنا إلى المنزل بسَفَرٍ أي قبل اللَّيل. ووجهٌ مُسْفِرٌ: منيرٌ مُشرِقٌ سروراً وحسناً. وسَفَرْتُ الشيءَ عن الشيء سَفْراً أي كَشَطْتُه فانسفَرَ وذَهَبَ قال:
سَفْرَ الشَّمالِ الزبرج المزبرجا «206»
وانسَفَرَتِ الإِبِل: تَصَرَّفَت فذَهَبَت. والسَّفيرُ: ما تَساقَطَ من الشَّجَر أيّامَ الخريف، سَفَرَتْ به الرَّيحُ. ويقال: اعلِفُوه سَفيراً. وسَفَرْتُ البيتَ بالمِسْفَرةِ أي كَنَستُه بالمِكنَسةِ سَفْراً. والسَّفيرُ: الكُناسةُ. والسُّفُور: سَفْرُ المرأةِ نِقابَها عن وجهها فهي سافِرٌ وهُنَّ سَوافِرُ، قال تَوْبةُ:
فقد رابني منها الغداة سفورها «207»
__________
(206) الرجز (للعجاج) انظر الديوان ص 384.
(207) لم نهتد إليه.(7/246)
والسفار: خَيطٌ يُشَدُّ طَرَفه على خِطام البعير فيُدارُ عليه ويُجُعَل بقيَّتُه زمامَها، ورُبَّما كان السِّفار من حديد، والجمع أسفرة. والسَّفيرُ: رسول بعض القوم إلى قوم، وهم السُّفَراءُ. والأسفار أجزاءُ التَّوراة، وجُزءٌ منه سِفرٌ، والتَّوراة خمسة أسفار أي كُتُب. سِفْرٌ يخرُجُ من بني إسرائيلَ من مِصر، وسِفر لسيرة الملوك، وسِفْر الوَصيّة وسفر مُكَرّرٌ. والسَّفَرة: الكَتَبةُ، وملائكةُ السَّماءِ والأرضِ سَفَرة أي كتبة، وهم الكتبة الذين يُحصُون أعمالَ أهلِ الأرض من قوله سبحانه: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ «208» . ويقال: سَفَرت الكتاب أي كَتَبْتُ أسفِره سفرا. والسفسير: الفَيْج والتابع والخادم. وسُفْرة الطعام تُتَّخَذُ للمسافرِ «209» .
فسر: الفَسْرُ: التفسير وهو بيان وتفصيل للكِتاب، وفَسَره يفسِره فسرا، وفسره تفسيرا.
__________
(208) سورة عبس، الآية 15.
(209) جاء بعد هذه العبارة في الأصول المخطوطة: قال النضر: ويسمى أسافل البر الذي يبقى على الأرض عند الجزاز السفير. وقال الأصمعي: بعيرمسفر وناقة بالهاء أي قوية على السير.(7/247)
والتَّفْسِرة: اسمٌ للبَوُل الذي ينظُر فيه الأَطِّباء، يُسْتَدَلُّ به على مَرَض البَدَنِ، وكلُّ شيءٍ يُعرفَ به تفسيرُ الشيءِ فهو التَّفسِرةُ.
باب السين والراء والباء معهما س ر ب، س ب ر، ب س ر، ب ر س، ر س ب، ر ب س مستعملات
سرب: السَّرْبُ: مال القوم، والجميع السُّرُبُ، قال:
لعلَّ الخَيْلَ تُعجِلُ سَرْبَ تَيْمٍ «210»
وفلانٌ آمِنُ السِّربِ أي لا تُغزَى نَعَمُه من عزِّهِ. وقول اللهِ عزَّ وجلَّ-: وَسارِبٌ بِالنَّهارِ
«211» أي ساعٍ في أموره نهاراً يَسرُبُ في حَوائجه بالنّهار سُروباً. ويُرادُ بآمِن السِّرْبِ آمِنَ القَلْب. والسِّربُ: قطيعٌ من الظِّباءِ والجَواري والقَطَا. والسُّرْبةُ: الطائفة من السِّربِ، قال ذو الرُمّة:
سِوَى ما أصابَ الذِّئبُ منه وسُرْبةٌ ... أَطافَتْ به من أمهات الجوازل «212»
__________
(210) لم نهتد إلى القائل.
(211) سورة الرعد، الآية 10.
(212) البيت في اللسان والديوان ص 497.(7/248)
يصف بقيَّةَ ماءٍ في الحَوْض. وفلانٌ مُنْساحُ السِّرْب يُرادُ به [شَعر] «213» صدره [وبَدَنِه] «214» . والمَسْرَبُ: الموضِعُ الذي يَسْرُبُ فيه الظِّباءُ والوَحشُ لمراعيها. والماءُ يَسرَب أي يجري فهو سَرِب أي قاطِرٌ من خُرَزِ السِّقاء، وسَرِبَ سَرَباً. والمَسْرُبة: شَعَراتٌ تَنْبُتُ في وَسَط الصدر إلى أصل السُّرَّةِ كقَضيب. ومَسارِبُ الدَّوابِّ: مَراقُّها من حَوالَي بطونِها وأرفاغِها وآباطِها. والسَّرابُ: الآلُ. وسَرَبْتُ سَرَباً وهو المحفور سُفْلاً لا نَفاذَ له، وإِنَّما انسَرَبَ الماءُ في موضعٍ سَرْبٍ اي قَطْعٍ. وسَرِّبْ قِرْبتَكَ حتى تُعيبها أي تتبَع عُيوبَها فتُذهبَها حتى تكتُمَ الماءَ. وقوله تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً
«215» ، أي دخولاً في الماء.
__________
(213) من التهذيب 12/ 417 واللسان (سرب) . في الأصول: سعة صدره.
(214) من التهذيب واللسان. في الأصول المخطوطة: بلده.
(215) سورة الكهف، الآية 61.(7/249)
رسب: الرُّسُوبُ: الذَّهابُ في الماء سُفْلاً، والفعل: رَسَبَ يرسُبُ. وسَيْفٌ رَسُوبٌ: يغيب في الضَّريبة ماضياً. وبَنُو راسبٍ: حَيٌّ من العَرَب، وبنو راسب «216» : اسْمُ ذي الحَيَّتَين وهو الضَّحّاك.
بسر: البَسْرُ الاِعجال، وبَسَرَ الفَحْلُ قَلوصاً أي ضَرَبَها قبل حِينها. والباسِرُ: القاهِرُ بَسراً أي قَهراً. وابتَسَرَ الفَحْلُ الناقة أي قَهَرها على نفسِها حتى يَنُزو عليها. والبُسُورُ: العُبُوس، ويَبْسُرُ فهو باسِرٌ من هَمٍّ أو فِكرٍ. والبُسْرُ من التَّمْر قبلَ أن يُرْطِبَ، والواحدة بُسرةٌ، وأبْسَرَ النَّخْل صارَ بُسْراً بعدَ ما كان بَلَحاً،
وفي الحديث: لا تَبسُروا
أي لا تَخلِطُوا البُسْر بالتَّمْر للنَّبيذ، وقد بسره بَسْراً. والبُسْرةُ: ما قد ارتَفَعَ من النَّبات عن وجه الأرض شيئاً ولم يَطُلُ، وهو غَضٌّ أَطَيبُ ما يكون، وقيل: البُسْرَةٌ البُهْمَى خاصّة تخرج في فَرْعها في وَسَط الربيع ثمَّ يُمسِكْها البَرْد فتَصمَع تلك البُسْرةُ ثم تَتَفَقَّاًُ عن السَّفَى «217» الذي يكون للبُسْرة، قال ذو الرمّة:
رعت بأرض البهممى جميما وبسرة «218»
__________
(216) كذا في ص وط وأما في س فهو: بنورسب.
(217) في الأصول المخطوطة: السفاء.
(218) صدر بيت عجزه كما في التهذيب والديوان ص 529.
وصمعاء حتى آنفتها فصالها(7/250)
والبَياسرةُ: قوم من أهل السِّند يُؤاجِرُون «219» أنفُسَهم من أهل السُّفُن لمُحاربةِ عدوِّهم، وهو رجلٌ بَيْسَريُّ. والبِسارَ: مطرٌ يُصيبُ أهلَ السِّنْد أيّامَ الصَّيف لا يُقلِعُ عنهم ساعة فتلك أيّام البِسار «220» . والباسور مُعَرَّبةٌ «221» .
سبر: السَّبْرُ: التَّجرِبةُ، وسَبَرَ «222» ما عنده أي جَرَّبَه. وسبر الجرح بالمسبار أي نظر ما ما مقداره. والسِّبارُ: فَتيلةٌ تُجْعَلُ في الجُرْحِ، قال:
ترد على السابري السبار «223»
والسبر: الأسد. والسبرة: الغَداة الباردةُ، ومنه إِسباغُ الوُضوءِ في السَّبَراتِ والسُّبَرُ: طائر دونَ الصَّقْر، قال:
حتى تَعاوَرَه العِقْبانُ والسُّبَرُ «224»
__________
(219) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب من أصل ما أخذه الأزهري من العين فهو: يستأجرهم أهل السُّفُن لمُحاربةِ عدوِّهم.
(220) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فهو: البسار.
(221) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الأصمعي: بسر فلان الحاجة أي طلبها من غير موضع طلب.
(222) كذا هو الوجه كما في المعجمات، وفي الأصول المخطوطة: أسبر.
(223) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب، وفي الأصول المخطوطة:
... السابرين السبارا.
(224) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.(7/251)
ربس: الرَّبْسُ منه الارتِباس، يقال: عُنقُود مُرْتَبِس، [ومعناه انِهضامُ حَبِّه وتَداخُلُ بعضِه في بعض] «225» . وكبْش رَبيس ورَبيزٌ أي مُكْتَنِزٌ أَعْجَز. وارتَبَسَ الأمر أي اختَلَطَ بعضه ببعض. والرِّيباس مُعرَّب.
برس: البُرْسُ: القُطن، [وهو قُطن البَرديِّ] «226» قال:
سَبائِخٌ من بُرُسٍ وطُوطِ «227»
باب السين والراء والميم معهما ر س م، ر م س، م س ر، م ر س، س ر م، س م ر مستعملات
رسم: الرَّسْمُ بقيّة الأَثَرَ. وتَرَسَّمتُ: نَظَرْتُ إلى رُسُومِ الدّارِ والرَّوْسَم: لوَيْحٌ فيه كتاب منقُوشٌ يُختَم به الطَّعام [والجميع الرَّواسيم] «228» . وقيل: قُرْحةٌ برَوْسَم «229» أي بوَجْه الفَرَس.
__________
(225) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(226) زيادة كذلك من التهذيب.
(227) لم نهتد إلى القائل.
(228) زيادة من التهذيب أيضا.
(229) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد وردت بقول صاحب التهذيب: وقد جاء في الشعر:
قرحة روسم.(7/252)
وناقة رَسُومٌ تَرْسُمُ رَسْماً أي تؤثِّرُ في الأرض من شِدَّةِ وَطْئِها. والرَّوُسَمُ: رَسْمُ الدّارِ.
سرم: السُّرْمُ: باطنُ طَرَف الخَوْران من الدُّبُر. والسَّرْمُ: ضَرُبٌ من زَجُر الكلاب، تقول: سَرْماً سَرْماً إذا هَيَّجْتَه.
مرس: المَرَسُ: الحَبْل، ويُسَمَّى مَرَساً لكثرةِ مَرْس الأيدي إيّاه. ومَرْسُ الحَبْل يقَعُ بين الخُطّاف والبَكرة فأنتَ تُعالِجُه لتُخرِجَه. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد الممارسة ذو جَلَدٍ وقَوَّةٍ. والمرس كالمرث، ومرثت دَواءً في الماء ومَرَسُتُه. وامتَرَسَتْه الألسُنُ في الخُصُومات: أخَذَ بعضُها بعضاً. وفَحلٌ مَرِسٌ ومَرّاس، وهو ذو المِراسِ الشديد، قال:
أَذَى الدَّواهي وامتِراسُ الألسُنِ «230»
وقال:
مِراس الأواني عن نفوسٍ عزيزة «231»
__________
(230) الرجز (لرؤبة) ديوانه ص 164.
(231) لم نهتد إلى القائل.(7/253)
والمَرْسُ: السَّيرُ الدائِمُ. والمَرْمَريسُ: الصَّعُبُ العالي من الجِبال.
رمس: الرَّمْسُ: التُّرابُ، ورَمْسُ القَبْر: ما حُثِيَ عليه، وقد رَمَسناه بالتُّراب «232» . والرَّمْسُ ترابٌ تحمِلُه الريحُ فتَرْمُس به الآثارَ أي تَعفوها. ورِياح رَوامِسُ. وكُلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ فهو مَرُمُوسٌ قال لَقيطُ بنُ زرارةَ:
يا ليتَ شِعري اليومَ دَختَنُوسُ ... إذا أتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ
أَتَحلِقُ القُرونَ أم تَميسُ ... لا بَل تميسُ أنّها عَروسُ «233»
وهذا رِماسُ هذا أي غِطاؤه، يرمس به أي يغطى.
مسر: المَسرَ فعلُ الماسِر «234» يقال: هو يَمْسُر الناسَ أي يغريهم،
__________
(232) ورد هذا مشوشا في الأصول المخطوطة وهو: الرمس تراب في حالين، الرمس ماء (كذا) حشي في القبر، يقال رمسناه بالتراب. والذي أثبتناه من التهذيب وهو ما أخذه الأزهري من العين.
(233) الرجز في التهذيب واللسان بهذه النسبة.
(234) كذا في س والتهذيب واللسان وأما في ص وط فقد ورد: الماسور.(7/254)
والمَيسِرُ: كل نَعْتٍ وفعل يُقُمَرُ عليه فهو القِمار.
سمر: السَّمرُ: شَدُّك شيئاً بالمِسُمار. والسَّمَرُ: حديث اللَّيل، والفعل المُسامَرة، وهم سُمّار، والسامِرُ: الموضِعُ الذي يجتمعون فيه للسمر، وقال:
وسامِرٌ طالَ فيه اللَّهْوُ والغَزَلُ «235»
ويُروَى: والسَّمَرُ. والسُّمْرُة: لونٌ إلى سَواد [خفيّ] «236» ، وفتاةٌ سمراءُ، وحِنْطةٌ سَمراءُ. والمَسْمَرُ: مكان يَسْمُرُ فيه المُسَمِّر، وهو أن يَحِميَ مِسماراً فيُدنيه من العَيْن دون أن تَمَسَّ العينَ حرارتُه، فتصِل حرارته إلى العَيْن فتُذيبُها. والسَّمُرُ: ضَرُبٌ من شجر الطلح، الواحدة سَمُرةٌ. والمَثَلُ [لا أفعلُ ذلك] «237» السَّمَرَ والقَمَرَ، فالسمر هيهنا سَوادُ اللَّيل. وفلانٌ سَميرُ فلانٍ أي يُسامِرُه. والسَّماسِرة: جمع السِّمْسار، مُعَرَّبة، وهم الذين يبيعون. ومن قال: سَمَرَ عينه أرادَ سَمْرَها بالمسمار.
__________
(235) في التهذيب:
.... ... وسامِرٌ طالَ فيه اللَّهْوُ والسمر
(236) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(237) زيادة في التهذيب من كلام الفراء، وقد آثرنا إثباتها ليتضح المثل.(7/255)
باب السين واللام والنون معهما ل س ن، ن س ل يستعملان فقط
لسن: اللِّسانُ: ما ينطق، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، والأَلسُن بيان التأنيث في عدده، والألسِنةُ في التذكير «238» . ولَسَنَ فلانٌ فلاناً يَلُسُنُه أي أخَذَه بلسانه، وقال طَرَفة:
وإذا تَلسُنُني أَلْسُنُها ... انَّني لستُ بمَوْهُونٍ فَقِرُ «239»
ورجلٌ لَسِنٌ: بَيِّنُ اللَّسَنِ. وشيءٌ مُلَسَّنٌ: جَعَلَ طَرَفَه كطَرَف اللِّسان. ولُسِنَ الرجُلُ أي قُطِعَ طَرَفُ لسانِه فهو مَلْسُونٌ. واللِّسانُ: الكلامُ من قوله- عزَّ وجلَّ-: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ «240» .
نسل: النَّسْلُ: الوَلَدُ لتناسُلِ بعضِه بعد بعضٍ. والنَّسَلانُ: مِشيَةُ الذِّئب إذا أعنَقَ وأسْرَعَ، والماشي يَنْسِلُ أي يسرع نسلانا.
__________
(238) هذه عبارة الأصول المخطوطة ولم نجدها في التهذيب وهي تفيد ما ذكره الأزهري مأخوذا من مصدر آخر وهو: واللسان يذكر ويؤنث، فمن أنثه جمعه ألسنا، ومن ذكره جمعه ألسنة.
(239) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 54.
(240) سورة إبراهيم، الآية 4.(7/256)
وقولهُ تعالى: إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «241» ، أي يهرولون ويُسرِعون. وأما ينسُلُ نُسُولاً فخروج الشيء من الشيء وسُقوطُه كنَسيلِ شَعر الدّابَّةِ إذا نَسَلَ فسَقَطَ قِطَعاً قطعاً، والقِطعَةُ: نُسالَتُه. وكذلك نُسالُ الطُيرِ وهو ما تحاتَّ من أرياشِها. ونَسَلَ الشيء إذا مَضَى، قال في اهتِزاز الرُّمحِ:
عَسَلانُ الذِّئب أمسَى قارباً ... بَرَدَ الليلُ عليه فنَسَل «242»
وقال أبو دُواد في نُسال الطَّيْر:
من الطَّيْر مُخِتلفٌ لَونُه ... يحُطُّ نُسالاً ويُبقى نسالا «243»
وعلى هذا المعنى قول امرىء القيس:
فسُلِّي ثِيابي من ثيابك تنسل «244»
__________
(241) سورة يس، الآية 51.
(242) البيت في التهذيب غير منسوب، وفي اللسان (عسل) هو (للبيد) ولم نجده في ديوانه وجاء في اللسان أيضا: وقيل (للنابغة الجعدي) وهو في الديوان المجموع ص 90 اعتمد جامعه على اللسان.
(243) في (ط) (أبو داود) .
(244) عجز بيت صدره:
وإن تك قد ساءتك مني خليقة.
وانظر شرح القصائد السبع الطوال ص 46.(7/257)
باب السين واللام والفاء معهما س ل ف، ف ل س، ف س ل، س ف ل مستعملات
سلف: أسلفته مالاً: أقرضته، والسلف من القرض. والسَّلَفُ: كلُّ شيءٍ قَدَّمْتَه فهو سَلَفٌ، والفعل سَلَفَ يسلُفُ سُلُوفاً. والقومُ إذا أرادوا أن يَنْفِروا فمن تقَدَّم من نَفيرهم فسَبَقَ فهو سَلَفٌ لهم، قال:
نحن منعنا منبت النَّصِيِّ ... بسَلَفٍ أَرعَنَ عَنْبَريِّ «245»
والسُّلْفَةُ: ما يَتَسَلَّفُ الرجلُ فيأكُلُ قبل غَدائه. والأُمَم السالفة الماضية أمام الغابرة، قال:
ولاقَتْ مناياها القُرونُ السَّوالِفُ ... كذلك تَلقاها القرون الخوالِف «246»
أي يموت من بقِيَ كما ماتَ من مَضَى. والسالِفةُ: أعلى العُنُق. [وسالِفة الفرس وغيرها: هاديتُه، أي ما تقدَّمَ من عُنُقه] «247» . والسَّلْفُ: جِرابٌ ضَخُم، والجميع سلوف.
__________
(245) لم نهتد إلى الراجز.
(246) البيت في التهذيب غير منسوب.
(247) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/258)
وسُلافَةُ كُلِّ شيءٍ: خُلاصَتُه. والسَّلِفُ «248» : غُرْلة الصَّبيِّ. والسُّلْفانُ: أولاد الحَجَل واحدها سُلَفٌ. والسُّلفةُ: الطعامُ يُتَعَلَّلُ به قبل الغداء «249» ، وكذلك اللُّهْنةُ، وقد سَلَّفْتُهم. والمُسْلِفُ من النِّساء: التي بلغت خمساً وأربعين ونحوَها. والسُّلفةُ: جِلُدٌ رقيقٌ يُجعَل بِطانةً للخِفاف أحمرَ وأصفَرَ والسَّلُوف من نِصال السِّهام: ما طال [وأنشد:
شَكَّ كُلاها بسَلوفٍ سَنْدَريُّ] «250»
وسَلَفُتُ الأرض بالمِسْلَفةِ إذا سَوَّيْتُها للزرع، وأرض مَسلوفةٌ أي مستوية. والسِّلْفانِ: رجلانِ تَزَوَّجا بأختَيْنِ، [وكلُّ واحدٍ منهما سِلْفٌ لصاحبه] «251» ، والمرأة سلفة لصاحبتها [إذا تزوَّجَت أختانِ بأخَوْينِ] «252» . والسُّلافة من الخمر أفضَلُها يَتَحلَّبُ من غير عَصْرٍ ولا مرث.
__________
(248) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب مما أخذه صاحبه من العين فهو: سلفة: والذي في اللسان هو في ما في الأصول المخطوطة.
(249) تكررت السلفة فقد ذكرت قبل أسطر بعبارة أخرى.
(250) الرجز في التهذيب غير منسوب.
(251) زيادة من التهذيب.
(252) زيادة كذلك.(7/259)
وهذا سَلِفي وأنا سَلِفُه.
فلس: وأفلس الرجل إذا صار ذا فُلُوس بعد الدراهم [والفَلْسُ معروف، وجمعُه فلوسٌ] «253» . [وقد فَلَّسه الحاكمُ تفليساً] «254» . والتَفليسُ في اللون إذا كان على جِلده لُمَعٌ كالفُلوس، ودابَّة مُفَلِّس: فيها لُمَعٌ كالفلوس. والفَلْسُ: خاتَم من رَصاصٍ يُختَم به عُنُقَ من يعطى الجِزْية.
فسل: الفَسْلُ: الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءةَ له ولا جَلَد، وفَسُلَ فَسالة. والفَسيل: صِغارُ النَّخل، والواحدة بالهاء. وفُسالة الحديد: ما تَناثَر منه عند الضرب إذا طُبعَ.
سفل: وأسفَلُ وأعلَى، وسُفْلٌ وعُلْو، وتسفل وتَعَلىَّ، وسافلةٌ وعاليةٌ، وسُفلَى وعُليا، وسَفال وعَلاء، وسفوُل وعُلُوّ نقائض. وسِفْلةٌ وعِليةُ وسفلة.
__________
(253) زيادة كذلك من التهذيب من أصل العين.
(254) زيادة كذلك من التهذيب من أصل العين.(7/260)
باب السين واللام والباء معهما س ل ب، ل س ب، ب ل س، ل ب س، ب س ل مستعملات
سلب: كلُّ لِباسٍ على الإنسانِ سَلَبٌ، وسَلَبَ يَسُلُبُ: أخَذَ سَلَبَه، [والسَّلَبُ: ما يُسْلَبُ به، والجميع الأسلاب] «254» . والسَّلوب من النّوق: التي يؤخَذُ ولدها، وجمعه سَلائب. وقيل: هي الناقة إذا أَلْقَت ولَدَها لغير تَمامٍ وجمعه سُلُبٌ، وأَسْلَبَتْ: فَعَلَت ذلك ويقال للشّاء أَسْلَبَتْ. ويقال: السُّلُبُ: الطِّوال، وفَرَسٌ سَلِبُ القَوائِم وبعير مثلُه والسَّليبُ: الشجرةُ أُخِذَتُ أغصانُها ووَرَقُها. وامرأة مُسَلِّبٌ: سَلَّبَت على زوجها أو غيره أي مُحِدٌّ. وفَرَسٌ سَلبُ القوائِمِ: خَفيفُ نقلِها. ورجل سَلْبُ اليَدَيُنِ بالطعْنِ: خفيفُهما. وثَورٌ سَلْبُ القَرْن بالطعْن أي خفيفُه. وشَجَر السَّلَب يكون فيه اللِّيف الأبيض، الواحدة سَلَبَةٌ، هُذَليّة. والسَّلَبُ: ليف المُقل وهو المَسَدُ.
لسب: لَسَبَته الحَيّةُ تلسِبُه لَسْباً.
__________
(254) زيادة من التهذيب من أصل العين.(7/261)
وجَوْزٌ لَسِبٌ لَصِبٌ نقيض الفَرِك. ولَسِبتُ السَّمْنَ ألْسَبُهُ لَسْباً لَعِقتُه.
بلس: المُبْلِسُ: الكئيبُ الحزين المُتَنَدِّم. وسُمِّي إِبليسَ لأنَّه أُبِلسَ من الخَيْر أي أُوِيسَ، وقيل: لُعِن. والمُبلِسُ: البائِسُ. والبَلَسانُ: شَجَرٌ حَبُّه يجعَل في الدَّواءِ، ولحَبِّه دُهْنٌ [يُتنافَس فيه] «255» .
لبس: اللِّباسُ: ما وارَيْتَ به جَسَدَك، ولباسُ التَّقّوى: الحَياءُ، ولَبِسَ يَلْبَس. واللَّبْسُ: خَلط الأمور بعضِها ببعضٍ إذا التَبَسَتْ. واللَّبُوسُ: الدِّرْع، وكلُّ ما تَحَصَّنْتَ به، قال:
البَسْ لكلِّ حالةٍ لَبُوسَها «256»
وثوبٌ ومُلاءةٌ لبيس، وجمعه لُبُسٌ لأنه مفعول «257» . واللِّبسةُ: ضَرَبٌ من الثياب، ولَبِسَ لُبْساً ولُبسَةً واحدةً. واللبسة: بقلة.
__________
(255) زيادة كذلك من التهذيب، وقد ورد في التهذيب: الملسان بدلا من البلسان.
(256) الرجز في اللسان ويأتي بعده:
إما نعيمها وإما بؤسها.
(257) كذا هو الوجه، وفي الأصول المخطوطة: المفعول به.(7/262)
سبل: المُسْبِلُ: اسم خامِس سِهامِ القِداح. والسبيل: يذكَّر ويؤنَّث، وجمعه سُبُل. والسابلةُ: المختلفةُ في الطُّرُقات للحوائج، وجمعه سوابِلُ. وسبيلٌ سابلٌ كقولهم: شِعْرٌ شاعِرٌ. والسَّبَلةُ: ما على الشَّفةِ العُليا من الشَّعر تَجمَعُ الشاربَيْنِ وما بينَهما، وامرأة سَبْلاء: لها هناك شَعْرٌ. وسَبَلَتِ المرأة: نَبَتَتْ سَبَلَتُها. والسَّبَلُ: المَطَرُ. والسَبُّولة: سُنْبلةُ الذُّرَةِ والأَرُزّ. وأَسْبَلَ الزَّرعُ أي سَنبَلَ. والفَرَسُ أَسبَلَ ذَنَبَه، والمرأةُ (اسبَلَتْ) ذَيلَها. ورجل مِسبال: عادتُه إِسبالُ ثِيابه أي إرساله. وطريق مَسْبُول أي مَسْلوكٌ. وسَبَّلْتُ مالاً في سبيل اللهِ أي وَقَفْتُه. والسِّبال جمع السابِل. وسبلل بَلدةٌ.
بسل: بَسَلَ يبسُلُ بُسُولاً فهو باسِلٌ، وهو عُبُوسة الشجاعة والغَضَب، وأسد باسلٌ. واستَبسَلَ الرّجُلُ إذا وطَّنَ نفسَه عليه واسْتَيْقن به.(7/263)
وأَبْسَلَ نفسَه للموتِ: وَطَّنَها عليه واستَيقَنَ به. والانسانُ يُبسِلُ بعملِه إِبسالاً أي يخذُل ويُوكَل إليه، ويُبسِلُ: يُسلِمُ. والبَسْلُ: المُحَرَّم الذي لا تُتَأوَّلُ حُرْمتُه، قال:
سوادٌ دَجُوجيٌّ وبَسلُ مُحَرَّم «258»
والبَسْلُ: الحَلالُ، قال:
دمي إنْ أُسيغَتْ هذه، لكُمُ بَسْلُ «259»
وبَسَلْتُ الراقي: أعطيتُه بُسْلَتَه، وهو ما يُعْطَى على رُقْيتِه، وابتَسَلَ الراقي: أخَذَ على رُقيَتِه. [وإذا دَعَا الرجلُ على صاحبه يقول: قَطَعَ اللهُ مَطاكَ، فيقول الآخرُ: بَسْلاً أي آمين، وانشد:
لا خابَ من نَفْعِكَ من رَجاكا ... بَسلا وعادَى اللهُ من عاداكا] «260»
__________
(258) لم نهتد إلى القائل.
(259) عجز بيت تمامه في اللسان (لابن همام) وروايته:
أيثبت ما زدتم وتلغى زيادتي ... دمي إن أحلت هذه، لكم بسل
(260) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين والرجز في اللسان منسوب إلى (المتلمس) ، وهو في ديوان المتلمس ص 307 من المنسوب إلى الشاعر مما لم يرد في مخطوطة الديوان.(7/264)
باب السين واللام والميم معهما س ل م، س م ل، م س ل، م ل س، ل س م، ل م س كلهن مستعملات
سلم: السَّلمُ: دلوٌ مُستْطيلٌ له عُروةٌ واحدةٌ، وجمعُه: سِلام، قال:
سَلْمٌ ترى الدالح منه أزورا «261»
والسَّلمُ: لَدْغُ الحية. والملدوغ يُقالُ له: مَسْلُوم، وسَليم. وسُمِّيَ به تطيُّراً [من اللديغ] ، لأنّه يقال: سلّمه الله. ورجلٌ سليم، أي: سالم، وقد سَلِمَ سلامةً. والسِّلام: الحِجارة، لم أسمع واحدها، ولا سمعت أحداً يُفْرِدُها، وربّما أُنِّثَ على معنى الجَماعة، وربّما ذُكّر، وقيل: واحدته: سَلِمةٌ، قال:
زمن الفِطَحْل إذِ السِّلامُ رِطابُ «262»
والسَّلام: ضَرْبٌ من دِقِّ الشّجر. والسَّلام يكون بمعنَى السَّلامة. وقول النّاس: السَّلام عليكم، أي: السَّلامةُ من اللهِ عَلَيْكم. وقيل: هو اسمٌ من أسماءِ اللهِ، وقيل: السَّلامُ هو اللهُ، فإذا قيل: السَّلامُ عليكم [فكأنّه] يقول: اللهُ فوقكم. والسُّلامَى: عظام الأَصابع والأشاجع والأَكارع، وهي كَعابِرُ كأنّها كِعاب، والجميع: السلاميات.
__________
(261) لم نهتد إلى الرجز ولا إلى الراجز.
(262) اللسان (فطحل) غير منسوب أيضا.(7/265)
ويقالُ [إنّ] آخر ما يبقى [فيه] المخ.. في السُّلامَى وفي العين. والسَّلَمُ: ضرب من الشجر، الواحدة بالهاء، ووَرَقُه: القَرَظ، [يُدْبَغُ به، ويقال] للمدبوغ بالقَرَظِ: مَقْرُوظ، وبقشرِ السَّلَم: مسلوم. والإسلام: الاستسلامُ لأمر اللهِ تَعالَى، وهو الانقيادُ لطاعتِهِ، والقَبُولُ لأَمره. والاسْتِلام للحَجَر: تَناوُلُه باليَد، وبالقُبْلة، ومَسْحُهُ بالكَفّ. ويُقالُ: أخذه سَلَماً، أي: أسره. والسلم: ما أسلفت به. وقوله عزّ اسمه: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ «263» . يُقال: هي السُّلَّم، وهو السُّلَّم، أي: السَّبَبُ والمِرْقاةُ، والجميعُ: السَّلاليم. والسَّلْمُ: ضِدُّ الحَرْب، ويقال: السَّلْمُ والسِّلْم واحد.
سمل: السَّمَلُ: الثَّوب الخَلَق. والسَّمَلَةُ: الخَلَقُ من الثِّياب، فإذا نُعِتَ، قيل: ثوبٌ سَمَلٌ. وأَسْمل الثَّوْب إسمالاً، أي: أخلق. وسَمَل يَسمُل سملا.
__________
(263) سورة الطور 38.(7/266)
والسَّمْل: فَقْءُ العين.. سَمَلْتُ عينَه: أدخلت [المِسمَل] فيها. قال أبو ذؤيب: «264»
فالعَيْنُ بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع
والسَّمَلُ، [وواحدها: سَمَلَة] : بقيّةُ الماء في الحَوْض. والسِّمال: بقايا الماء في فُقَر الصَّفا. والسَّمل: الإصلاح «265» ، [يقال: سَمَل بينهم سَمْلاً: أصلح] «266» . واسمالّ الظِّلُّ: قَلَص. ولُزَّ بأصل الحائط. والسَّمَوْألُ: اسمُ رجل في الجاهلية. أو في أهلِ زَمانِهِ. والسَّوْملةُ: فنجانةٌ صغيرةٌ.
مسل: المُسْلان «267» ، وواحدها مَسيلٌ: مسايل ماء ظاهر من الأرض.
ملس: المَلْسُ: النَجاء، أي: السُّرعة. والمَلْسُ أيضاً: سَلُّ الخُصْيَتَيْنِ بعُرُوقها.. خصي مملوس.
__________
(264) ديوان الهذليين- القسم الأول ص 3.
(265) في الأصول: الصلح.
(266) من التاج (سمل) .
(267) قال الأزهري معلقا على قول عمرو عن أبيه: المسيل: السيلان ... : هذا عندي على توهم ثبوت الميم أصلية في المسيل، كما جمعوا المكان: أمكنة، وأصله: مفعل من (كان) .(7/267)
والمُلُوسة: مصدرُ الأَمْلَس. وأرض مَلْساء، وسَنَةٌ مَلْساء، وسنونَ أماليس وأمالس. ورمان إملس وإمليسيٌّ: وهو أطيبُه وأحلاه، ليس له عَجَم.
لسم: أَلسَمْتُهُ حُجَّتَهُ: أَلزَمْتُهُ إيّاها، كما يُلسَمُ وَلَدُ المنتوجةِ ضَرْعَها.
لمس: اللَّمْسُ: طلب الشيء باليد من هيهنا وهنا ومِنْ ثَمَّ. لميسُ: اسمُ امْرأة. وإكافٌ مَلْمُوسُ الأحناء، أي: قد أمر عليه اليَدُ «268» ، فإنْ كان فيه ارتفاعٌ أو أَوَدٌ نُحِتَ. والمُلامسةُ في البيع: أن تقول: إذا لَمَستَ ثوبي أو لَمَسْتُ ثَوْبَك فقد وجب البَيع.
باب السين والنون والفاء معهما س ن ف، س ف ن، ن س ف، ن ف س مستعملات
سنف: السِّنافُ للبعير بمنزلة اللَّبَب للدّابّة. بعيرٌ مِسنافٌ، إذا كان يُؤَخِّر الرَّحْل، والجميعُ: مَسانيف. وأَسنَفْته: شَدَدْته بسِنافٍ. وأَسنَفوا أمرهم، أي:
__________
(268) في الأصول المخطوطة: القد بالقاف، والصواب ما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 11/ 456.(7/268)
أحكموه. وصار الإسنافُ مَثَلاً في رَجُلٍ قد دُهِشَ فلم يدر أين يُشَدُّ السِّناف: قد عَيَّ فُلانٌ بالإسناف، قال عمرو: «269»
إذا ما عَيَّ بالإسْنافِ حيٌّ ... من الأمر المُشَبَّه أنْ يكونا
والسُّنفُ: ثِيابٌ تُوضَعُ على أكتاف الإبل كالأَشِلّة على مآخيرها. والواحدُ: سَنيفٌ.
سفن: السَّفَنُ: جلد [الأطوم، وهي] سَمَكة في البحر يُجْعَل على قوائم السّيوف، وقد يُسَفَّنُ به الخشبُ أي: يُحَكّ حتّى يلين، فإذا كان مثله من غير سَفْنٍ فهو مُسفَنٌ.. والسَّفَنُ: الحديدةُ التي يُنحَتُ بها، قال الأعشى: «270»
وفي كلِّ عامٍ له غزوةٌ ... تَحُتُّ الدَّوابِرَ حتَّ السَّفَنْ
والرّيحُ تَسْفِنُ التُّراب: تَجْعَلُه دُقاقاً، قال «271» :
إذا مَساحيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ
والسُّفُنُ: جماعةُ السَّفينة.
نسف: النَّسْفُ: انتساف الرِّيحِ الشَّيءَ كأنّه يَسلُبُهُ. ورُبَّما انتسف الطّائر الشّيء عن وجه الأرض بمِخْلَبِهِ.. وطير شبه
__________
(269) عمرو بن كلثوم- معلقته شرح القصائد السبع الطوال ص 398.
(270) ديوانه ص 23.
(271) (رؤبة) ديوانه ص 162.(7/269)
الخَطاطيف يَنْتَسِفُ الشَّيءَ من الهواء سُمِّيت: النّساسيف، الواحد: نُسّاف، وقيل: إنّه الخُطافّ بعينه، ويُسَمَّى خُطّافَ المَطَر، لأنّه يَجيءُ مع المَطَر وهو أكبر من الخُطّاف.. والنِّسْفة والنشفة: من حجارة الحَرَّة تكون نخرةً فيها نَخاريب يُنْسَفُ بها الوَسَخ عن الأَقدامِ في الحمّام. وكلامٌ نَسيفٌ، أي: خفيّ، هُذَليّة. والمِنْسف: المُنْخُل، ونُسِفَ الطّعام به نَسفاً. ويُقال: اعْزِلِ النُّسافةَ [وكُلْ من الخالص] «272» . واتّخذ فلانٌ في جَنب بعيره نسيفاً إذا تَحاصّ عنه الوَبَر من أثر قَدَمه. وانتسف ما في أيديهم، أي: اختطفه. وفرس نُسُوفُ السُّنْبُك إذا دنا من الأرض في عَدْوِهِ. ويُقالُ للحمار الذَي يَشُدُّ على الحمار فيكدمه: ترك به نسيفا.
نفس: النَّفْس، وجمعها النُّفُوس: لها معان. النَّفسُ: الرّوح الذّي به حياة الجسد، وكلّ إنسانٍ نَفْسٌ حتّى آدم عليه السّلام، الذَّكَرُ والأنثى سواء. وكلُّ شيءٍ بعينه نَفْسٌ. ورجلٌ له نَفسٌ، أي: خُلُق وجَلادة وسَخاء.
__________
(272) زيادة مفيدة من اللسان (نسف) .(7/270)
والنَّفَسُ: التَّنَفُّسُ، أي: خروج النَّسيم من الجَوْف. وشَرِبْتُ الماءَ بنَفَس، وثلاثة أَنَفاسٍ. وكلُّ مُستَراح منه نَفَسٌ. وشيءٌ نَفيسٌ: مُتَنافَسٌ فيه. ونَفِسْتَ به عليّ نَفَساً ونَفاسةً: [ضَنِنْت] . ونَفُسَ الشَّيْءُ نَفاسةً، أي: صار نَفيساً. وهذا المكانُ أَنْفَسُ من ذاك، أي: أَبْعَدُ شيئاً. والنِّفاسُ: وِلادةُ المرأة، فإذا وَضَعَتْ كانتْ نُفَساءَ حتّى تَطْهُر. ونُفِسَتْ فهي منفوسة، وغايةُ نِفاسها: أربعون يوماً. والنّافِسُ: الخامسُ من القِداح.
باب السين والنون والباء معهما س ن ب، ن س ب، ن ب س، ب س ن، ب ن س مستعملات
سنب: السنبة: الدَّهرُ، قال:
إذا سَنبةٌ خلّفتها بعد سنبةٍ ... تَقَحَّمْت أخرى فِعْلَ من لم يُخَلَّدِ «273»
نسب: النَّسَبُ في القرابات. فلان نسيبي، وهؤلاءِ أنسبائي. ورجل نسيب منسوب: ذو حَسَبٍ ونَسَبٍ.
__________
(273) لم نهتد إلى البيت فيما بين أيدينا من مظان، ولا إلى قائله.(7/271)
والنِّسْبَة: مَصْدرُ الانِتسابِ، والنُّسْبةُ: الاسم. والنَّسَبُ في الشِّعْر: ما كان نسيباً. شعرٌ منسوبٌ وجَمعُه: مَناسيبُ، وهو الشِّعْر في النساء.. وما أحسن نسيبه، أي: ما أحسنَ قولَهُ في النِّساء، قال الكُمَيْت:
إذ أنت أغيد من أشعارِك النّسبُ
والنَّيسْسَبُ والنَّيسَبان: الطّريق المُستَدِقّ الواضح. كطريق النّمل والحيّة، وطريق حُمرُ الوحش إلى المورد، وهو طريقةٌ واحدةٌ.
نبس: [يقال] : ما نَبَس فلانٌ بكلمة، أي: ما تكلّم، يَنْبِسُ نَبْساً.
بسن: يقال: هو حَسَنٌ بَسَنٌ، [وهو] إتْباعٌ. والباسنةُ: جُوالقٌ غليظٌ.
بنس: بَنَّسَ، أي: تَأَخَّر وتخلّف، يُبنِّس فلان.
باب السين والنون والميم معهما س ن م، س م ن، ن س م، ن م س، م س ن مستعملات
سنم: السَّنَمُ: رأس شَجَرة من دِقِّ الشَّجَر، على رأسها شِبهُ ما يكونُ على رأس القَصَب، إلاّ أنّه ليّنٌ تأكلُه الإبلُ أكلاً خَضماً. وأفضل السّنم سَنَمةً تُسَمَّى الأَسْنامة، من أَعْظَمِها سَنَمةً.(7/272)
وجَمَلٌ سَنِمٌ: عظيم السَّنام، وناقةٌ سَنِمة، قال «274» :
يَسُفنَ عِطْفيْ سَنِمٍ هَمَرْجلِ
وأَسْنَمَتِ النّار: عَظُم لَهَبُها فارتفع، قال لبيد: «275»
[مشمولة غلثت بنابت عرفج ... كدخان] نار ساطعٍ أسنامُها
سَنامٌ: اسم جَبَلٍ بالبصرة، يُقال إنّه يسير مع الدَّجّال إذا خرج. وأسنمةُ الرَّمْل: ظهورُهُ المرتفعة من أثباجها، يقال: أَسْنِمة وأَسْنُمة بالرّفع، فمن قال: أَسْنُمة جعلها اسماً لرملةٍ بعينها، ومن قال: أَسْنِمة بالكَسْر جَعَلها جَماعةَ السَّنام. وتَسَنَّمْتُ الحائط، إذا علوته من عرضه. وسنام الحِمَى: موضع.
سمن: السِّمَنُ: نَقِيضُ الهُزال. سَمِنَ يَسمَنُ.. ورجلٌ مُسْمِنٌ: سمين. وأَسمَنَ الرَّجُلُ: اشترى سَميناً أو أعطاه أو ملكه. واسْتَسْمَنتُهُ: وَجَدْته سميناً. والسُّمْنةُ: دواءٌ تُسَمَّنُ به النِّساء، وامرأةٌ مسمنة:
__________
(274) (أبو النجم) التقفية للبندنيجي ص 576.
(275) ديوانه ص 306.(7/273)
سمينةٌ بالأَدْوية،
[وفي الحديث] «276» : ويلٌ للمُسَمَّنات يومَ القيامة من فَتْرةٍ في العِظام «277» .
ومُسْمَنة- خفيفة: سَمِينة، أَسمَنْتها إسمانا. وسَمَنتُ الطَّعامَ أَسْمُنُهُ سَمناً، إذا عَمِلْتَهُ بالسَّمْن. والسَّمْنُ: سِلاءُ اللّبن. والسُّمانَى: طائر شِبْه الفَرُّوجة، الواحدةُ: سُماناةٌ، وقيل: إنه السلوى. والسمينة: قومٌ من أَهلِ الهِنْد لهم دينٌ على حِدةٍ، دُهْريّون. والسَّمّانُ: هذه الأصباغ التّي يُزَخْرَفُ بها، قال:
فما أَحدثتْ فيه العُهُودُ كأنّما ... تَلَعَّبَ بالسَّمّان فيه الزَّخارفُ
أكبَّ عليه كاتبٌ بدَواتِهِ ... يُقيمُ عليه مَرّةً ويُخالِفُ «278»
وسِمنان: بلدةٌ. والتَّسْمِينُ: أَنْ تَقسِمَ شَيْئاً بين الشركاء فيكون في الأنصباء فضل لبعضهما على بعض فيرُدُّ كلُّ مَنْ في يده فضلٌ على
__________
(276) في الأصول: وقيل.
(277) التهذيب 13/ 21.
(278) لم نهتد إلى الشعر ولا إلى قائله.(7/274)
الذي خَسر نَصيبه، يُعطيه ذاك وَرِقاً، فهذا يُسَمَّى التَّسْمِينَ، كأنّه يُسَمِّنُ بصاحبه حتّى يساوي الذّي عليه الفَضل.
نسم: النَّسَم: نَفَسُ الرُّوح. [يقال] : ما بها ذو نَسَم، أي: ذو روح. والنَّسَمةُ في العِتق: المملوك ذَكَراً كان أو أنثى. وكلُّ إنسانٍ نَسَمة. ونَسيمُ الإنسانِ: تَنَفُّسُهُ. ونسيم الرّيح: هُبُوبها، قال امرؤ القيس: «279»
[إذا التفتت نحوي تضّوع ريحُها] ... نَسيم الصَّبا جاءت بريّاً القرنفل
ومَنْسِمُ البعير: خُفُّة، [ومَنْسِما البعير: كالظُّفرين في مُقدّم خُفّه، بهما يُسْتبان أَثَرُ البَعيرِ الضّال] . ولخُف الفِيل مَنسِم. والمنسِم: الصَّدْر، قال:
بها نَسَمُ الأرواح من كُلِّ منسم «280»
__________
(279) طويلته ديوانه ص 15.
(280) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام البيت.(7/275)
نمس: النَّمَسُ: فَسادُ السَّمْن، وفسادُ الغالية. وكلُّ طِيبٍ ودُهْنٍ تغيرَّ وفَسَد فَساداً لَزِجاً فقد نَمِسَ يَنْمَسُ نَمَساً، والنعتُ: نَمِسٌ، وقد يُقالُ للشَّعر إذا تَوَسَّخ وأصابه دهن: نَمِس. والنِّمسُ: سَبُعٌ من أَخْبَثِ السِّباع. ونِمْسٌ من الرِّجال، خبيث منهم. والنمس: دوابّ سودٌ الواحدةُ: نِمْسةٌ. والنّاموس: قُتْرة الصّياد. ولمّا نزل جِبريلُ على النَّبيّ عليهما السَّلام قيل: جاء النّاموسُ الأكبر الذّي كان يأتي مُوسى عليه السّلام. ويُقال: هو وعاءٌ لا يُوَعى فيه إلاّ العلم. وناموسُ الرّجُلِ: صاحبُ سِرِّهِ، وقد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً. ونامَسته مُنامَسةً، أي: سارَرْته «281» .
مسن: مَسَنَه بسَوْطٍ مَسْناً، أي: ضربه، قال رؤبة: «282»
وفي أخاديد السِّياط المُسَّنِ
وبالشّين أيضاً.
__________
(281) جاء بعد هذا نص استظهرنا أنه مقحم في الأصل، وليس منه، فلم نثبته، وهو: قال عصمة: النميسة فأرة صغيرة لا تبقي على شيء، خشناء تقرض الثياب. الذكر نميس، والأنثى: نميسة، وصغروها لخبثها، ولا يقال: فأر نمس، ولكن أقول: نميس ونميسة، هذا ولم نكد نجد له أثرا فيما بين أيدينا من معجمات.
(282) ديوانه ص 165.. وفي الأصول المخطوطة: (العجاج) ، وليس كذلك.(7/276)
باب السين والباء والميم معهما ب س م مستعمل فقط «283»
بسم: بَسَمَ يَبْسِمُ بَسْماً: فتح شفتيه كالمكاشر. ورجل بسّامٌ، وامرأة بسّامةٌ، وبسم وابتسم وتبسّم بمعنى واحد،
[وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم: أن كان جُلُّ ضَحِكِة التَّبَسُّم] «284» .
باب الثلاثي المعتل من السين
باب السين والطاء و (وأ يء) معهما س ط و، س وط، ط وس، وس ط، ط س ي، ط ي س، ط سء مستعملات
سطو: السَّطو: البَسْط على النّاس بقَهرِهم من فوق، [يقال] : سَطَوْتُ عليه وبه، قال الله عزّ وجلّ: يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا «285» . والسُّطو: شدّة البطش، وإنما سُمِّي الفَرَسُ ساطياً، لأنّه يَسْطُو على سائر الخَيْل، فيقومُ على رِجليه، ويَسْطُو بيديه. [والفَحْلُ يَسْطُو على طَروقته] «286» .
__________
(283) زيد عليه في الأصول المخطوطة (مسب) وهو من تخليط النساخ، لأن (مسب) من الأوجه المهملة، والمذكور في ترجمتها هو (مسأب) وهو من الثلاثي المعتل، وسيجيء ذكره فيه.
(284) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 23.
(285) سورة الحج 72.
(286) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 25.(7/277)
والسَّطْو: أن يَسْطُوَ الرّاعي فيُدْخِلَ يَدَهُ في رحِمِ النّاقِةِ، فيُخرِج ولدها مُقَطَّعاً، وربّما نشب الولدُ في بطنها، فيستخرج، ويفعل بالمرأة إذا خيِفَ عليها. وسَطْوُ الخَيل إذا جرت، ألاّ تبقي شيئا، ولا تُبالِ كَيْفَ وَقَعَتْ حوافرُها. وربّما سطا الرّاعي [على] الرَّمَكَة إذا نزا عليها فَحْلٌ لئيمٌ، فيمسّ رَحِمَها بيده [فيستخرج الوَثْر، وهو ماءُ الفَحْل] «287» ، كي لا تحمل، قال رؤبة: «288»
إنْ كنت من أمرك في مسماس ... فاسط على أمك سَطْوَ الماسِ
ويُقالُ: اتّقِ سَطْوتَهُ، أيْ: أخذَته.
سوط: السوط: معروف. والسوط: خلطك الشّيءَ بالشّيء، قال:
مَسُوطٌ لَحْمُها بدمي ولَحْمي «289» .
والمِسْوَطُ: الذي يُساطُ به، والسَّوّاطُ.. وسَوّط أَمرَه تَسْويطاً، أي: خلّط [فيه] ، قال:
فَسُطْها ذميم الرأي غَيْرَ مُوَفَّقٍ ... فلست على تَسويطها بمُعانِ «290»
__________
(287) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 25.
(288) ديوانه ص 175.
(289) حديث علي مع فاطمة اللسان (سوط) .
(290) التهذيب 13/ 24، واللسان (سوط) ، غير منسوب أيضا.(7/278)
والسُّوَيْطاء: مَرَقَةٌ كثيرةُ [التَمْرِ] «291» والماء.
وسط: الوَسْط، مُخَفَّفاً يكونُ مَوْضِعاً للشّيء، تقول: زيدٌ وَسْطَ الدّار، فإذا نصبت السّين صار اسماً لما بين طَرَفي كلِّ شيء. ووَسَطَ فلانٌ جماعةً من النّاسِ، وهو يَسِطُهُمْ، إذا صار في وَسطهم. وسُمِّي واسطُ الرَّحل [واسِطاً] ، لأنّه وَسَطٌ بين الآخرةِ والقادمةِ، وجَمْعُه: أواسط.. وواسطة «292» القِلادة: جَوْهَرةٌ تكون في وَسَط الكِرْسِ المَنْظُوم. وفلانٌ وَسِيطُ الحَسَب في قَوْمه، وقد وَسُطَ وَساطة وسِطَةً.. ووسّطة توسيطا. قال «293» :
وَسَّطت من حنظلةَ الأُصْطُمّا
وفلانٌ وسيطُ الدّارِ، وامرأةٌ وسيطةٌ ... والواسط: النّبات، هُذَليّة. وواسط: كورة. والوَسَطُ من النّاس وكلّ شيءٍ: أَعْدَلَه، وأفضله، ليس بالغالي ولا المُقَصِّر.
__________
(291) في (ص) و (ط) : الترنم، وفي (س) الترم، والصواب: ما أثبتناه مما روي في التهذيب عن العين.
(292) من (س) ، وهو موافق لما روي عن العين في التهذيب 13/ 25.
(293) (رؤبة) ديوانه ص 183 إلا أن الرواية في الديوان:
وصلت من حنظلة الأسطما(7/279)
طوس: الطّاوُوس: طائرٌ حَسَنٌ، ويُقال للشَّيْء الحَسَن: إنّه لمُطَوَّسٌ، قال رؤبة: «294»
أَزْمان ذات الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ
طسي: طسأ: طَسِيَتْ نَفْسُه فهي طاسية، أي: تغيّرت من أَكْل الدَّسَم فرأيته متكرّها، وقد يهمز. والاسم: الطُّسْأَةُ.. وهذا الشَّيء أطسَأني.
طيس: الطَّيْسُ: العَدَد الكثير، قال رؤبة: «295»
عَدَدْتُ قومي كعَديد الطَّيْسِ ... إذْ ذهب القَوْمُ الكِرامُ ليسي
باب السين والدال و (وأ يء) معهما س د و، س ود، د س و، د وس، وس د، ود س، س ي د، س د ي، سء د، ء س د مستعملات
سدو: السَّدْوُ: مدُّ اليَد نحوَ الشّيء كما تَسْدُو الإبلُ في سَيرها بأيديها، وكما يَسدُو الصِّبيانُ إذا لعبوا بالجَوْز فرَمَوْا بها في الحفرة، والزدو لغة في السَّدْو، صِبيانيّة، مثل أزد للأسد ... وفلان يسدو سدو كذا، أي: ينحو نحوه.
__________
(294) ديوانه ص 175. في الأصول: الغثغث بثاءين مثلثين، وهو تصحيف.
(295) ديوانه ص 175.(7/280)
سود: السَّوْدُ: سَفْحٌ مُسْتَوٍ بالأرض، كثير الحجارة، خشنها، والغالبُ عليها لَوْنُ السّواد. والقطعة منها: سَوْدةٌ، وقلمّا يكونُ إلاّ عند جَبَلٍ فيه مَعدِنٌ، والجميعُ: الأَسْواد. والسَّواد: نقيضُ البياض. والسّواد: لَطخُ الشَّفَتَيْن من أَكْل شيء، وما يُصيب الثَّوب من زرعٍ مأروق، ونحوه. والسَّواد: الشخص. والسواد: [إدناء] السَّواد من السَّواد، أي: سَواد الإنسان يعني: شخصه، قال «296» :
فأَدْنِ إذَنْ سوادَك من سَوادي
وسُئِلت ابنةُ الخس من أين يكون [لك] الولد، فقالت: قُرْبُ الوِساد وطول السِّواد. والسِّواد: [السِّرار] . ساوَدْتُه مُساوَدةً وسِواداً، أي: سارَرْته. والسُّودَدُ: معروف. والمَسُود: الذّي ساده غيرُه، والسؤدد، لغة طيىء. وأَسْوَدَ فلان: وُلِدَ له ولدٌ أَسود. وفُلانٌ أَسْوَدُ من فلان، في السودد.
__________
(296) من (س) .. في (ص) و (ط) : كقول (عمر) ، وليس في ديوانه، ولم نقف على البيت فيما بين أيدينا من مظان.(7/281)
وسَوَّدتُ الشّيء: غيّرْت بياضَه سواداً، وسُدتُه لغة، وسَوِدته، قال «297» :
سَوِدْتُ فلم أملِكْ سَوادي وتَحْتَه ... قميصٌ من القوهي بيض بنائقه
والسودانية: طائرٌ يأكُل العِنَبَ والتّمر، ويُسَمَّى: سُواديّة. والسّودان: جَمعُ الأسود. والأَسودانِ: التَّمْرُ واللَّبَنُ. ويُقالُ: التَّمرُ والماءُ. وأَسْوَدة: بئر بجنب جبل أسود. والأساوِدُ: حيّاتٌ سُودٌ، واحدها: أَسْوَد، [ويقال] : أسود سالخٌ. والسُّوَيْداء: حبّةُ الشُّونيز «298» . [وسواد القلب وسواديه وأسوده وسوداؤه: حبّته] . يقال: رميته فأصبتُ سواد قلبه، فإذا صغّروه ردّوه إلى سٌويداء، ولا يقولون: سٌوَيْد «299» قَلبِه، كما يقولون: حلَّق الطائر في كبد السماء وكبيداء السماء ولا يقولون: في كُبَيد «300» السّماء. والسّوادُ: ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى والرَّساتيق، وقد يقال:
__________
(297) القائل: (تصيب بن رباح) اللسان (سود) . وشعر (نصيب) ص 110
(298) حبة الشونيز: هي الحبة الخضراء.
(299) من (س) .. في (ص) و (ط) : سوداء، وكذا في التهذيب 13/ 33، واللسان (سود) ولكن ما بعده يؤيد ما أثبتناه من (س) .
(300) في (ص) و (ط) : كبيدات، وليس بالصواب.(7/282)
كورة كذا، وسوادها لما حَوالَيْ مدينتها وقَصَبتها وفُسطاطها من رَساتيقها وقُراها. والسَّوادُ: جماعة من النّاس تراهم، ويقال: كثّرتُ القومَ بسوادي ونحوه.
دسو: دسا يَدْسُو دُسُوّاً، ودَسْوَةً، وهو نقيض زكا يزكو زَكاءً وزكاةً، وهو داسٍ لا زاكٍ. ودَسَّى نفسَهُ.. ودَسَى يَدْسَى لُغَةٌ. ويَدْسُو أَصْوَبُ. ودَسا كقولك: غَوَى.
دوس: الدَّوْس: قبيلة، وأبو هريرة منهم. والدَّوْسُ: الدِّياس، والبقر التي تَدُوس الكُدْس هي: الدَّوائس. يقال: أَلقَوا الدّوائس في بَيدَرهم.. والمِدْوَس: الذّي يُداسُ به الكُدْس يُجَرُّ عليه جَرّاً. والجميع: مَداوِس. والمِدْوَسُ: خَشَبةٌ يُشَدُّ عليها مِسَنٌّ يَدوسُ بها الصَّيْقلُ السَّيْفَ حتّى يَجْلُوَهُ، وجمعه: مداوس، قال:
وأبيضَ كالصَّقيع ثَوَى عليه ... قُيُون بالمَداوِسِ نِصْفَ شهر «301»
والدوس: شدة الوطء ِبالأقدام حتّى يتفتَّت ما وطىء
__________
(301) اللسان (دوس) ، غير منسوب أيضا.. في الأصول: (فلان) في موضع (قيون) .(7/283)
بالأَقْدام والقَوائم [كما يتفتَّتُ قَصَبُ السّنابل، فيصيرُ تِبْناً ومن هذا يقال] : طريقٌ مَدُوسٌ. والخَيْلُ تدوس القَتْلَى بالحوافر. والمَداسُ: المكانُ الذي يُداسُ فيه الطَّعام، والجميع: مَداوِس.
وسد: وَسَّدَ فلانٌ فلاناً، وتَوَسّد، أي: وضع رأسه على وِسادة، والإسادةُ لُغةٌ.. وهو اسم وقع على وسائد، وهي لغة بني تميم، وكذلك لغتهم في كلّ واوٍ مكسورة في الأدوات على فِعالٍ وفِعالة، والجميعُ: وسائد.. أمّا الوِسادُ بغير الهاء فكلّ شيءٍ يُوضَعُ تحتَ الرّأس، وإنْ كان من التُّراب أو الحِجارة، وجمع الوِساد: وُسُدٌ.
ودس: الوادِس من النَّبات: ما غَطَّى وَجْهَ الأَرْض، ولمّا يتشعّب شُعَبُه بَعْدُ، إلاّ أنّه كثيرٌ مُلْتَفٌّ. وأَوْدَسَتِ الأرض ووَدَّسَتْ.. والتَّوْديس: رعي الوادِس من النّبات. ويُقال: ما أَدري أين وَدَس فلان، أي: أين ذهب.
سيد: السِّيدُ: الذئب، وربما سمي به الأسد، قال:
كالسِّيد ذي اللِّبْدةِ المستأسد الضّاري «302»
والسِّيدانةُ: الذئبة. وامرأة سيدانة: جريئة «303» .
__________
(302) الشطر في اللسان (سيد) بغير نسبة أيضا.
(303) في التهذيب والصحاح واللسان: الأنثى: سيدة.(7/284)
سدي: سَدِيتْ ليلتُنا، أي: كَثُر نَداها، قال:
يَمْسُدها القَفْر وليلٌ سَدي «304»
والسَّدَي: النَّدَى القائم، وقلّما يُقال: يومٌ سَدٍ، إنّما يُوصَفُ به اللَّيْل. والسّدي والسّداء: المعروف، يُمَدُّ ويُقصر، يقال: اسدى فلانٌ إلى فُلانٍ معروفا. وسدى عليه يسدي، قال:
وما رأينا أَحَداً من أَحْد ... سدّى من المعروف ما تُسَدّي «305»
والسَّدى: خلاف اللُّحمة، الواحدة بالهاء. وإذا نَسَجَ الإنسان كلاما أو أمراً بينَ قوم قيل: سَدَّى بينَهم. والحائك يُسَدِّي الثّوب، ويَتَسدّاه لنفسِهِ، وأمّا التَّسْديةُ فله ولغيره، وكذلك ما أشبه هذا، وقوله [جلّ وعزّ] : أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً «306» ، أي: هملا، وأسديت الأمرَ إسداء، أي: أهملته وقيل: السدى: البلح الأخضر بشماريخه، قال:
فعم مخلخلها وعث مؤزرها ... عذب مقبلها طعم السدي فوها «307»
__________
(304) التهذيب 13/ 39 واللسان (سدا) غير منسوب.
(305) لم نقف عليه في غير الأصول.
(306) سورة (القيامة) 36.
(307) لم نهتد إلى القائل.(7/285)
الواحدةُ: سَداةٌ. والمُسدّي: الدّيك، قال:
غناء المسدّي بأبشارها «308»
يعني: يبشّر بالصّبح.
سأد: السَّأَدُ: دأب السّير في اللّيل.. أسأد ليله، أي: أدأب السّير فيه، قال لبيد: «309»
يُسئِدُ السَّيْر عليها راكبٌ ... رابط الجأشِ على كلّ وَجَلْ
أسد: الأَسَدُ: معروف، وجمعُه: أُسْدٌ وأساودُ، والمأسدة له معنيان، يقال لموضع الأسد: مَأْسَدة، ويُقالُ للأَسَدِ: مَأْسَدة، كما يُقال: مَسْيَفة للسُّيُوف، ومَجنّة للجِنّ، ومَضَبَّة للضِّباب، ويُقالُ: أسَدْتُ بين الكلاب والقوم، أي: هارشتَ وأَغْريت. والمُؤْسِدُ: الكلاّب الذي يُوسِدُ كلبه للصَّيْد، يدعوه ويُغريه. واستأسد فلانٌ: صار في جُرْأته كالأسد، قال أبو النَّجم: «310»
مستأسد ذبانه في غيطل ... نقول للرائد: أغشبت انْزِلِ
واستأسد النّباتُ: طال، وذهب كل مذهب.
__________
(308) لم نهتد إلى الشطر ولا إلى قائله.
(309) ديوانه ص 176.
(310) التهذيب 13/ 43 واللسان (أسد) .(7/286)
باب السين والتاء و (وأ يء) معهما ت وس، ت ي س، سء ت مستعملات
توس: يقال: فلان من تُوْسِهِ كذا وكذا، أي: من أصل خِلْقته.
وفي الحديث «311» : من سُوسي
، لغة في توسي.
تيس: التَّيس: الذّكَر من المِعْزَى. وعَنزٌ تَيْساء، أي: طويلة القَرْنين، كقَرْنَيِ التَّيس، وهي بيِّنةَ التَّيَس. واسْتَتْيَسَتْ عَنزك، أي: أَشْبَهَتِ التَّيس. وتقول العَرَبُ إذا استكذبت الرّجل: تِيسِي، أي: كَذَبت، ولم يُعْرَفْ أَصْلُ هذه الكلمة. والتَّيْس: جبلٌ باليَمَن، وفلانٌ يتكلَّم بالتَّيسيّة، أي: بكلام أهل ذلك الجبل.
سات: السَّأْتُ: شدّة الخَنق.. سَأَتَهُ سَأْتَا.. سَأَتَهُ وزَرَدَهُ وذَعَتَهُ كلّه بمعنى: خنقه.
__________
(311) حديث جابر، وهو في اللسان (توس) :
كان من توسي الحياء.(7/287)
باب السين والراء و (وأ يء) معهما س ر و، س ور، ر س و، ور س، س ر ي، س ي ر، ي س ر، س رء، سء ر، ء س ر، رء س، ء ر س مستعملات
سرو: السَّرْوُ: سَخاء في مروءة. سَرُوَ يسرو، وسرا يسرو، وسَرِيَ يَسْرَى، فهو: سَرِيٌّ من قومٍ سَراة، ولم يجىء على فَعَلةٍ غيرها. والسَّرِيُّ: النّهرُ فوقَ الجدول، ودونَ الجَعفر. والسّريّة: خيل تبلغ أربع مائة أو نحوه. والسُّرْوَةُ: سَهْمٌ صغير قصير، وجمعه: سِراء قال أبو الدُّقَيْش: بل هو السّهم ذو القُطْبة والقُطْبةُ: حديدةٌ في رأسِ السَّهم يُرْمى به الهَدَف، قال:
وقد رمى بسُراهُ اليومَ معتمداً ... في المَنكِبَيْنِ وفي السّاقين والرَّقَبه «312»
وقيل: السُّروةُ: النَّصْل الدّقيق الأَجْرد المدمج مثل المِسَلَّة، وجمعه: سَرَوات. وسَرْوُ حِميَر: محلّة حِمْيَر. وسَراةُ كلّ شيء: ظهره، والجميعُ: سَرَوات. وسَراةُ النّهار: ارتفاعُه. وسَرْو الأرض: ما انحدرَ من حُزُونة الجبل.
__________
(312) نسب في اللسان (سرا) إلى (النمر) .(7/288)
وسَروْتُ عنه الثَّوبَ: أي: كَشَفْت، وسَرَّى عنه همَّه، بالتّشديد: أي: ألقاه.
سور: السَّوْرة في الرّأس: تناول الشّراب، والرأسُ يَسُور سَوْراً وسُؤوراً وسُؤراً. وساورتُ فُلانا: تناولتُ رأسه. والمِسوَرةُ: مُتَّكأٌ من أَدَم، وجمعُها: المَساوِر. وفلانٌ ذو سَوْرةٍ في الحرب، أي: ذو بَطْشٍ شديد. والسُّورُ: حائطُ المدينة، ونحوه. وتسوّرتُ الحائط، وسُرْتُه سَوْراً، قال العجّاج: «313»
سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ
والسَّوّار من الكلاب: الذّي يأخُذُ بالرّأس. والسَّوّار: الرّجُلُ الذي يَسُورُ في رأسه الشّراب، قال الأخطل: «314»
وشاربٍ مُرْبحٍ، بالكأس نادمَني ... لا بالحصور ولا فيها بسوار
أي: بذي عَرْبَدة وخِفّة. والسُّوَرُ: جَمْعُ السُّورة. والسِوُّار القلب: سوار المرأة والجميع: أَسوِرة وأساور، والكثير: سُور.
__________
(313) ديوانه، ص 244.
(314) ديوانه 1/ 168.(7/289)
والأُسْوار: من أَساورة كِسْرَى، أي: قُوّاده.
رسو: رَسَوْتُ لفلانٍ من هذا الأمر أو الحديث، أي: ذكرت له طَرَفاً منه. ورسوت الحديثَ: أحكمته فيما بينَك وبينَ نفسك. ورسا الجبلُ يرسو، إذا ثبت أصله في الأرض. ورست السفينة: انتهت إلى قرار الماء، فبقيت لا تسير. والمِرْساةُ: أَنْجَرٌ يُشَدُّ بالحِبال فيُرْسَلُ في البحر فيُمسِك بالسَّفينةَ ويُرسيها فلا تَسِيرُ. وألقتِ السَّحابةُ مَراسيَها: ثَبَتَتْ في مَوْضعٍ وجادتْ بالمَطَر، قال سليمان:
إذا قلت أَكْدَى البرقُ أَلْقَى المَراسيا «315»
والفَحْلُ من الإبل إذا تفرّق عنه شُوَّله فهَدَرَ بها وراغت إليه وسَكَنَتْ، قيل: رسا بها. قال رؤبة: «316»
إذا اشمَعَلَّتْ سننا رسا بها
والمُرْسَى: مصدر من أَرْسَيْت السّفينة. ورَسَتْ قدماه في الموقف والحرب، أي: ثبتت. وقِدْرٌ راسيةٌ: لا تَبْرحُ مكانَها، ولا يُستْطاعُ تحويلُها.
__________
(315) لم نهتد إليه، ولا إلى تمامه.
(316) التهذيب 13/ 56، واللسان (رسا) ، في ديوانه ص 170.(7/290)
ورس: الوَرْسَ: صِبغٌ، وفِعلُهُ: التَّوْريس. والوارسُ: نَبْتٌ أَصفَرُ كأنّه لَطْخٌ يَخْرج على الرِّمْث بين آخِرِ الشِّتاء، إذ أصاب الثَّوْبَ لَوَّنَهُ، وقد أَوْرَسَ الرِّمْثُ فهو مُورسٌ. والوَرْسيُّ من الأَقْداحِ النُّضار: من أجودها.
سير: السَّيْر: معروفٌ.. سار يَسِير سَيْراً ومَسيراً. وسيّرتُ الثّوبَ والسَّهم: جعلت فيهما خطوطاً. والسيراء: برود يُخالطها حرير. والسِّيرُ: الشِّراك، والجَمْعُ: سُيُور.
سري: السُّرَي: سير اللّيل، وكلُّ شيءٍ طرق ليلاً فهو سارٍ. سَرَى يسري سُرىً وسَرْياً. والسّاريةُ من السَّحاب: التي تجيء بين الغادية والرّائحة ليلا، والعرب تؤنِّث السُّرَى، قال:
هنّ الغِياثُ إذا تَهَوّلتِ السُّرَى «317»
وسرى وأسرى، لغتان، وقرىء: سَرَى بعَبْدِهِ ليلاً «318» . وسَرَى به وأَسرَى به سواء.
__________
(317) لم نهتد إليه، ولا إلى تمامه.
(318) القراءة: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا- أول سورة الإسراء(7/291)
والسّارية: أُسْطُوانة من حجارةٍ أو آجُرّ. وسَرَى عن فلان، أي: تجلّى عنه الغَضَبَ، أو غشيةٌ عَرَضتْ له. وسَرَى عِرقُ الشَّجرة يسري في الأرض سَرْياً: دبّ دبيباً فيها ليلاً ونهاراً.
سرا: سَرَأَتِ الجرادةُ، أي: ألقت بَيْضَها. وَسِرْؤُها: بيضُها، وكذلك سِرْءُ السَّمَكة. وما أشبهَهُ من البَيْض فهي سَرُوءٌ، والواحدة سِرْأة. وربّما قيل: سَرَأَتِ المرأةُ إذا كَثُر وِلادُها ووَلَدُها، وفي الشِّعْر أحسن. والسِّراءٌ: شًجًرٌ تٌتَّخَذُ منه القِسِيُّ العَرَبيّة، الواحدة: سَراءةٌ، قال زُهَير: «319»
ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء وناشطٌ ... قد اخضرّ من لَسِّ الغمير جحافلُهْ
سار: السّأر من السُّؤْر، [تقول] : أسأر فلانٌ طعامه وشرابه، أي: أَبْقَى منه بقيّةً، وبقية كلِّ شَيْءٍ: سؤْرُه، كقول طرفة: «320»
__________
(319) ديوانه ص 131.
(320) ديوانه (صنعة ثعلب) ص 131.(7/292)
ورأتني سؤر السيوف يقبضن ... يميناً ومَفْرقاً وشمالاً
وأسأر الحاسب، أي: حسب فأَفضَلَ من حِسابه شيئاً، وفي الشِّعْر أجود لقلّة استعماله، قال «321» :
في هجمةٍ يَسْأَر منها الفائض
أي: يفضلُ الفائض من حساب المائة، لأنّه إذا بلغ إلى تسعة وتسعين لم يقدر على قبض الفضل لتمام المائة. وأسأروا في الحوض: [تركوا فيه] بقيّة، قال «322» :
جرع الخصيّ سؤرة الثّمائل
ويقال للمرأة إذا جاوزت الشَّباب ولم يَعْدَمْها الكِبَر: إنَّ فيها لَسُؤراً، أي: بقيّة، قال «323» :
[إزاءُ مَعاشٍ لا يزالُ نِطاقُها] ... من الكَيس فيها سُؤرةٌ وهي قاعدُ
أسر: أَسَرَ فُلانٌ فُلاناً: شدّه وَثاقاً، وهو مأسورٌ. وأُسِرَ بالإِسار، أي: بالرِّباط، والإسِارُ: مصدرٌ كالأَسْر. ودابّةٌ مأسورُ المفاصل، أي: شديدُ لامُها، والأَسرُ: قوّة المفاصل والأوصال. وشدّ الله أَسْرَ فلان، أي: قوّة خلقه، قال الله عز
__________
(321) لم نهتد إلى الراجز.
(322) لم نهتد إلى الراجز.
(323) (حميد بن ثور الهلالي) ديوانه ص 66، والرواية فيه: (سورة) .(7/293)
وجل: وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ «324» ، وكلُّ شيئين مما يَبينُ طرفاهما فشددت أَحَدَهما بالآخر بربِاطٍ واحد فقد أَسَرْتَهما كما يُؤْسَرُ طَرَفا عُرْقُوتَي القَتَب ونحوه، قال الأعشَى: «325»
وقيّدني الشِّعْرُ في بيته ... كما قيّد الآسِراتُ الحِمارا
وأسرتُ السَّرْج والرَّحلَ: ضَمَمْتَ بعضَه إلى بعضٍ بسُيُور، والسُّيُور تسمى: تآسير.
رأس: رأسُ كلِّ شيء: أعلاه، ثلاثة أرؤس، والجميع: الرؤوس. وفحلٌ أرأس: وهو الضّخم الرأس، وأنا رأسُهم ورئيسُهم، وتَرَأَّسْت عليهم ورَأَّسوني على أَنْفُسهم. والرُّؤاس: عِظَم الرأس فوق قدره، وصاحِبُه: رؤاسيٌّ. وكلبٌ رَؤوسٌ: يُساوِرُ رأسَ الصَّيد. ورجلٌ رئيسٌ مَرْؤوُس، رأَسه السِّرسام فأخذ برأسه. وسَحابةٌ رائسة: [التي] تتقدّم السَّحاب. وبعضٌ يقول: إنّ السَّيْل يَرْأَسُ الغُثاء والقمام رأساً، وهو جمعه إيّاه ثمّ يحتمله، ويُقال: أَعطني رأساً من ثُوم. والضَّب ربّما رأس الأَفعَى، وربّما ذَنَبَها، وذلك أنّ الأَفْعَى تأتي جُحْر الضّبِّ فتَحرِشُه فيَخْرُجُ أحياناً مُسْتَقَبلَها براسه،
__________
(324) سورة الإنسان 28.
(325) ديوانه ص 53.(7/294)
فيقال: خَرَجَ مُرَئِّساً، ورُبّما احترشه الرّجل، فيجعل عُوداً في فم جُحْره فيحسَبُه أفعَى، فيخرج مُرَئِّسا أو مُذَنِّبا. وفلانٌ يَرْأَسُ الضِّبابَ، أي: يأخذ رُؤوُسَها. ورَأَس فلانٌ فلاناً: أصابه بضربةٍ على رأسه. ويقال للقوم، إذا كثروا وعزوا: هم رأس، قال عمرو بن كلثوم: «326»
برأسٍ من بني جُشَم بن بَكْرٍ ... نَدُقُّ به السُّهُولة والحُزُونا
أرس: «327» أَرَسةُ بن مرّ: اسم جبل.
يسر: يُقالُ: إنّه لَيَسْرٌ، خفيف، ويَسَرٌ: أي: ليِّنُ الانقياد، سريع المُتابعة، يُوصَفُ به الإنسانُ والفرس، قال:
إنّي على تَحَفُّظي ونزري ... أعسرُ إن مارستني بعُسْرِ
ويَسَرٌ لمن أراد يسري «328»
ويُقال: إنّ قوائم هذا الفرس ليَسَراتٌ خِفاف، إذا كُنَّ طَوْعَه. الواحدةُ: يَسَرة.
__________
(326) البيت من معلقته شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ص 401.
(327) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 213.
(328) التهذيب 13/ 57، واللسان (يسر) من غير نسبة.(7/295)
ورجلٌ أعسرُ يَسَرٌ، وامرأة عَسْراءُ يَسَرةٌ، أي: تعملُ بيديها معاً. واليَسَرةُ: فُرجةُ ما بين الأَسِرَّة من أَسرار الرّاحة، يُتَيَمَّنُ بها، وهي من علامات السَّخاء. واليَسارُ: اليَدُ اليُسْرَى. والياسِرُ كاليامِنِ، والمَيْسَرةُ كالميمنة، مجراها في التَّصريف واحد. والأَيسارُ: الذّين يجتمعون على الجَزُور في المَيْسِر، الواحدُ: يَسَرٌ. واليَسَرُ أيضاً: ضَريبُ القِداح. واليُسْرُ: اليَسار، أي: الغِنَى والسَّعة. وقد يَسَّر فَرَسَه فهو مُيَسَّر، أي: مصنوعٌ سَمينٌ. وفرسٌ حَسَنُ التَّيْسُور، أي: حَسَنُ السِّمَن، قال المرّار: «329»
قد بلوناه على عِلاّته ... وعلى التَّيسُور منه والضُّمُرْ
ويقال: خذ ما تَيَسَّر واستَيْسر. وإذا سَهُلت ولادة المرأة قيل: أَيْسرت، وأذكرت.
__________
(329) (المرار بن منقذ) المفضليات ص 84، والرواية فيها: وعلى التيسير....(7/296)
باب السين واللام و (وأ يء) معهما س ل و، س ول، وس ل، ول س، ل وس، س ل ي، س ي ل، ل ي س، س لء، سء ل، ء س ل، ء ل س مستعملات
سلو: سلا فلانٌ عن فلان يسلو سُلُوّاً، وفلان في سَلْوةٍ من عَيشه، أي: في رغد يسلّيه الهمّ. والسُّلوان: ماءٌ من شَرِبه ذهب همُه، فيما يقال، قال «330» :
لو أَشْربُ السُّلوانَ ما سَلِيتُ ... ما بي غِنىً عنك وإنْ غنيتُ
ويُقالُ: السُّلوان: تُرابُ القَبر يُنقَع في ماءٍ يَشْرَبُهُ العاشق، فيتسلَّى به، قال أبو الدُّقَيْش: السّلوةُ: خَرَزَةٌ تُدْلَكُ على صَخْرةٍ فيخرج من بين ذلك ماء فيُسْقَى المهموم أو العاشق من ذلك الماء، فيسلو ويَنْسَى، قال «331» :
فقلتُ له يا عمُّ حَكُّكَ واجبٌ ... إنَ أنتَ شَفَيْتَ اليوم يا عم ما بيا
فخاض شراباً بارداً في زُجاجةٍ ... فخلّط فيه سلوةً ودَنا لِيا
وتسلَّى: فلان: تشبّه بالسّالين الذين قد سلوا عن الشيء.
__________
(330) (رؤبة) ديوانه ص 25.
(331) لم نهتد إلى القائل.(7/297)
والسَّلْوى: طيرٌ أمثال السُّمانَي، الواحدة: سلواة، قال «332» :
وإنّي لَتَعْروني لذكراكِ هزّة ... كما انتفض السَّلواة بلّله القَطرُ
ويُروَى: العُصفور. والسلوى: العسل، قال «333» :
[وقاسمها بالله جَهداً لأنتُمُ] ... أَلَذُّ من السَّلْوَى إذا ما نَشُورُها
وبنو مُسلِية: حيٌّ من اليمن. ورجلٌ مُسْلِيٌّ: منسوبٌ إليهم.
سول: سوَلتْ لفلانٍ نفسُه أمراً، وسوّل له الشّيطانُ، أي: زيّن وأراه إيّاه. والأَسُول من النّبات: الذّي في أسفله استرخاء، وقد سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلاً.
وسل: وسّلتُ إلى ربّي وَسِيلةً، أي: عَمِلْت عَمَلا أتقرّب به إليه. وتوسّلتُ إلى فلانٍ بكتابٍ أو قرابة، أي: تقرّبت به إليه، قال لبيد: «334»
[أرى النّاسَ لا يدرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم] ... بَلَى، كلُّ ذي لُبٍّ إلى الله واسل
__________
(332) (أبو صخر الهذلي) الأمالي 1/ 148.
(333) (خالد بن زهير) ، كما في اللسان (سلا) .
(334) ديوانه ص 256.(7/298)
لوس: اللَّوْس: أن يتتبَّعَ الإنسانُ الحَلاَواتِ وغيرها فيأكلها. لاس يلوس لوساً، وهو أَلْوَسُ.
ولس: الوَلُوسُ: النّاقة التي تَلِسُ في سيرها وَلَساناً. والإبلُ يوالِسُ بعضُها بعضاً، وهو ضربٌ من العَنَق. والمُوالَسةُ: شِبْهُ المُداهنة في الأمر.
سلي: السَّلَى: [الجلدة الرّقيقة] «335» التي يكون فيها الولد، وهما: سَلَيان، وجمعه: أسلاء. وسَلِيَ فلانٌ عن فلانٍ: ذُهِل عنه، وتناساه. سَلِيته وسَلَوْتُ عنه. وهذا الشّيء يُسَلِّي هَمِّي تَسلِيةً، قال:
عجبت لصاحبي يحيى ... يُسَلِّيني لأَسْلاها «336»
سيل: السَّيْل: معروف، وجمعه: سُيُول. ومَسيلُ الماءِ، وجَمْعُه أَمْسِلة «337» : وهي مياهُ الأمطار إذا سالت.
__________
(335) زيادة من اللسان (سلى) للتوضيح.
(336) لم نهتد إلى البيت، غير الأصول، ولا إلى قائله.
(337) جمع مسيل على أمسلة، على توهم أن الميم فيه أصلية، كما جمعوا المكان على الأمكنة.(7/299)
والسَّيّال: شَجَرٌ سَبْطُ الأغصان عليه شوك أبيض، أصوله أمثال ثنايا الجواري. قال الأعشى: «338»
باكرتها الأغراب في سنة النوم ... فتجري خلالَ شوكِ السِّيالِ
والسِّيلانُ: سِنْخُ قائمِ السَّيْف والسِّكِّين ونحوهما.
ليس: ليس: كلمة جُحود، قال الخليل: معناه: لا أيس، فطُرِحتِ الهمزةُ وأُلزِقَتِ اللاّم بالياء، ودليلُه: قولُ العَرَبِ: ائتني به من حيث أيس وليس، ومعناه: من حيثُ هو ولا هو. واللّيس: مصدر الأليَس، وهو الشُّجاع الذي لا يَروعُه الحرب، قال «339» :
أَلْيَسُ عن حَوْبائه سَخِيُّ
وقد لَيِسَ يَلْيَسُ. والأَلْيَس: الرّجل الثّقيل الذي لا يَبْرَحُ مكانَه، وجَمْعُه: لِيسٌ. والأَليَسُ: الضّعيفُ الرّأيِ.
سلأ: سَلأْتُ السَّمْنَ أَسْلَؤُهُ سلأ، وهو إذابة الزبد،
__________
(338) ديوانه ص 5.
(339) (العجاج) ديوانه ص 332.(7/300)
والسِّلاء الاسم. والسّالئة: المرأة التّي تَسْلأُ السَّمْنَ، وتقول: هذا سَمْنٌ سِلاّء، وسمنُ السلاء. وسلأه مائة سَوْط [أي: ضربه] . والسُّلاّءُ: شَوْكُ النَّخْل، الواحدةُ بالهاء.
سأل: سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤالا ومَسأَلةً. والعَرَبُ قاطبةً تحذفُ همزةَ سَلْ، فإذا وُصِلَتْ بفاءٍ أو واوٍ هُمِزَتْ، كقولك: فاسأل، واسأل ... [وجَمعُ المَسأَلة: مسائِل، فإذا حذفوا الهمزة، قالوا: مَسَلة. والفقير يُسمَّى: سائلاً] «340» .
اسل: الأَسَلُ: نباتٌ لهُ أغصانُ كثيرةُ دِقاقُ، لا وَرَقَ له، ولا يكون أبدا إلا وفي أصله ماء راكدٌ. يُتَّخَذُ منه الغرابيلُ بالعراق. الواحدة: أسَلة، ويُجْمَع الأَسَل بغير الهاء. ويُسَمَّى القنا أَسَلاً تشبيهاً بطُولِهِ واستوائِهِ، قال:
تَعْدو المنايا على أسامة في الخيس ... عليه الطَّرفاءُ والأَسَلُ «341»
وأَسَلَةُ اللِّسان: طرف شَباته، أي: مُسْتَدقُّه. وأَسَلَةُ الذِّراع: مُسْتَدقّ السّاعد ممّا يلي الكفّ، وكفُّ أَسِيلةُ الأَصابع: وهي اللّينة السَّبْطة. وخدٌّ أسيلٌ: سَهْلٌ ليّن، وقد أَسُلَ أسالة ...
__________
(340) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 67.
(341) التهذيب 13/ 74، واللسان (أسل) بدون عزو أيضا.(7/301)
ومَأْسَل: اسم جبل.
الس: الأَلس: الكَذِب. والمَأْلُوس: الضَّعيف البخيل، شبه المخبّل، قال «342» :
كأبي الزِّنادِ لئيمِ الأَصْلِ ذي أَبَنٍ ... ولُبُّه ذاهبٌ والعَقل مألوسُ
باب السين والنون و (وأ يء) معهما س ن و، ن س و، ن وس، وس ن، س ي ن، ن س ي، ن سء، ء س ن، ء ن س مستعملات
سنو: السّانيةُ: النّاقة يُسقَى عليها للأرضين. سَنَتِ السّانية تَسْنُو سُنُوّاً وسِناية، إذا اسْتَقَتْ. وسَنَوْتُ الماءَ سُنُوّاً وسِناوة. والسّانية: اسم الغرْب وأَداته، والجميعُ: السّواني. والسّحابُ يسنو المطر، والقَوْمُ يستنون، إذا اسْتَنَوْا لأنفسهم، قال رؤبة: «343»
بأيّ غربٍ إذ غَرَفْنا نستني
والمساناة: الملاينة في المطالبة. ويقال: إنّ فلاناً لسنيّ الحَسَب، وقد سنا يسنو سنوا.
__________
(342) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(343) ديوانه ص 160.(7/302)
وسَناء: ممدود.. والسَّنا مقصور: حدّ مُنْتَهَى ضوء البدر والقمر. والسّنا: نبات له حمْلٌ إذا يَبِسَ فحركته الريح سمعت له زجلا والواحدة: سناة، قال حُمَيْد:
صوتُ السّنا هبّت به عُلويّةً ... هزّتْ أعالَيهُ بسَهْبٍ مُقفِرِ
نسو: النِّسْوَةُ والنّسوان والنّسُون كلّه: جملة النِّساء، لا واحِدَ لهُ من لفظه.
نوس: النَّوْس: تَذَبْذُبُ الشّيء. ناس يَنُوس نَوْسا. وأصل النّاس: أُناس، إلاّ أنّ الألف حذفت من الأناس فصارت: ناساً. وسُمِّي ذو نُواس، لذُؤابَتَيْنِ كانتا عليه تتحرّكان.
وسن: الوَسَنُ: ثَقْلَةُ النَّوْم.. وَسِنَ فلانٌ: أخذه شبه النُّعاس، وعَلَتْهُ سِنةٌ، ورجل وَسِنٌ وَسنان، وامرأة وسنانة وَسنَى، أي: فاترة الطَّرْف.
سين: السِّينُ: حَرْفُ هجاء يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنّث فعلى توهّم الكَلِمة، ومن ذكَّر فعلى توهّم الحَرْف.(7/303)
وطُور سِناء: جَبَل. وسينين: اسم جبل بالشّام.
نسي: نَسِيَ فلانٌ شيئاً كان يَذْكُرُهُ، وإنّه لنسيٌّ، أي: كثير النّسيان، من قوله جلّ وعزّ: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا «344» . والنَّسْي: الشّيء المَنسِيّ الذي لا يُذكر. يقال: منه قوله تعالى: وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا «345» . ويقال: هو خِرقه الحائض إذا رمت به. ونَسِيتُ الحديث نسيانا. ويقال: أَنْسَيتُ إنساءً، ونَسِيتُ: أجود، قال الله [تعالى] : فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ «346» ، ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخّرت. وسمِّي الإنسان من النِّسيان. والإنسانُ في الأصل: إنْسيان، لأنّ جماعته: أناسيّ وتصغيرُه أُنَيسِيان، يرجع المدّ الذي حذف وهو الياء، وكذلك إنسانُ العين، جمعه: أناسيّ، قال «347» :
[إذا استوحَشَتْ آذانُها استأنست لها] ... أَناسِيُّ ملحود لها في الحواجب
وقال الله عز وجل: وَأَناسِيَّ كَثِيراً «348» . والإنسانُ: صخرةٌ في رأس الجَبَل، قال:
__________
(344) سورة (مريم) 64.
(345) سورة (مريم) 23.
(346) سورة (الكهف) 63.
(347) (ذو الرمة) ديوانه 1/ 215.
(348) سورة الفرقان 49.(7/304)
علوتُ على إنسانِ نِيقٍ مثبت ... ربيئة أقوام يخافون من دهمِ
والإنسان «349» : الأَنملة «350» ، قال:
تَمري بإِنْسانِها إنسانَ مُقلَتِها ... إنسانةٌ، في سَوادِ اللّيلِ، عُطْبُولُ «351»
والنَّسا: عِرْقٌ يأخذ من مُنْشقّ ما بينَ الفَخِذَيْن، فيستمرَ في الرِّجلين. وهما: نَسَيان اثنان، وجمعُهُ: أَنساءٌ. وجَمَل أَنْسَى، أي: أخذه داءٌ في نَساه حتّى يقطع.
نسا: نسئت المرأة فهي نسء، إذا تأخّر حَيضُها. ونَسَأْتُ الشّيء: أخّرته. ونَسَأْته: بعته بتأخير. والأسمُ: النّسيئة. والنّسيء: المَذْق في اللَّبَنِ الحليب، قال «352» :
سقاني أبو زبّان إذْ عتم القرى ... نَسِيئاً وما هذا بحين نسيءِ
ونَسَأت ناقتي: دفعتها في السير، والمِنسأة: العصا تَنْسأُ بها. والمُنْتَسَأُ من الإبل: المباعَدُ لجرَبه، والانتساءُ: التَّباعُد. وما أَجِدُ عنه مُنتَسأً. ومُنْسَأً، أي: متباعداً، قال «353» :
__________
(349) في الأصول: والإنسانة.
(350) في الأصول: الأرملة، وهو تحريف.
(351) البيت في اللسان (أنس) من غير عزو أيضا.
(352) لم نهتد إليه.
(353) القائل: هو (مالك بن رغبة الباهلي) ، كما في اللسان (نسأ) ، والرواية في اللسان:
إذا أنسؤوا..(7/305)
إذا ما انْتَسَوا فوتَ الرِّماحِ أتتهُمُ ... عوائزُ نَبْلٍ كالجَراد تُطيرها
ونَسَأَ في الظِّمْء: زاد فيه، قال «354» :
هما غزوتان جميعا معاً ... سأنسا شبا قفلها المبهم
والنَّسيئة: تأخير الشّيء ودفعه عن وقته، ومنه النَّسيء، وهو شهر كانت العرب تؤخرُه في الجاهليّة، من الأَشْهُر الحُرُم، قال «355» :
أَلَسنا النّاسئين على مَعَدٍّ ... شهور الحِلِّ نَجْعَلُها حَراما
وذلك أن العرب إذا نفروا من الموسم قال بعضهم: أحللت شهر كذا، وحرمت شهر كذا. والناسىء: الرجل المؤخر الأمور غيرِ المُقدِّم، وكذلك: النّسّاء. وبعت الشّيءَ بنُسْأة، كما تقول: بكُلأَة، أي: بنسيئة. وكان عُبَيْد بن عُمَيرة يقول في قوله عزّ وجلّ: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها
«356» ، أي: نؤخِّرْها، ونُنْسِها، أي: نتركها. والمِنْسَأَةُ: العصا، لأنّ صاحِبَها ينسأ من نفسه وعن طريقه الأَذَى، وبها سميت عصا سليمان عليه السّلام: منسأة.
__________
(354) لم نهتد إليه.
(355) هو (عمير بن قيس بن جذل الطعان) ، كما في التهذيب 13/ 83.
(356) سورة (البقرة) - 106.(7/306)
أسن: أَسَنَ الماء يأْسِنُ أَسْناً وأُسُوناً فهو آسِنٌ، أي: متغير الطَّعم. وأَسِنَ الرَّجُلُ أَسَناً فهو أسِنٌ، إذا دخل بئرا فأصابه ريحُ الماءِ الآسن فغُشِيَ عليه أو مات، وأسِنَ، إذا دار رأسُه من ريحٍ تصيبه، قال «357» :
يغادر القِرْنَ مُصْفَرّاً أنامِلُهُ ... يَمِيدُ في الرُّمْح مَيْدَ المائح الأسن
وتأسن عَهْدُ فلانٍ ووُدُّهُ، أي: تغيّر، قال رؤبة: «358»
راجِعةٌ عَهْداً من التَّأَسُّنِ
وتأسَّنَ عليّ تَأَسُّناً، أي: اعتلّ وأبطأ. والأُسُنُ: قديم الشَّحم، ويقال: العُسُن، والجميع: الآسان. و [يقال] : هذا على آسانِ ذاك، أي: شبيهه. والأَسِينةُ: سَيْرٌ من سيور تضفر جميعا، فتُجعَل نِسْعاً أو عناناً كأَعِنَّة البغال، وكذلك كلُّ قّوةٍ من قُوَى الوَتَر: أسينة، والجميع: أسائن.
__________
(357) (زهير) ديوانه ص 121.
(358) ديوانه ص 161.(7/307)
أنس: الإنسُ: جماعةُ النّاس، وهم الأنس، [تقول] : رأيت بمكان كذا أَنَساً كثيراً، أي: ناساً. وإِنْسِيُّ القَوْس: ما أقبل عليك، والوحشيُّ: ما أدبر عنك. وإنْسيُّ الإنسان: شِقُّهُ الأيسر، ووحشيُّهُ: شقُّهُ الأيمن، وكذلك في كل شيء. والاستئناس والأُنْسُ والتَّأنُّسُ واحد، وقد أَنِسْتُ بفلان، وقيل: إذا جاء اللّيل استأنس كلُّ وحشي، واستوحش كل إنسي. والآنِسةُ: الجارية الطَّيِّبة النَّفْس التّي تحبّ قربها وحديثها. وآنَستُ فزعاً وأنَّسته، إذا أحسستَ ذاك ووجدته في نفسك. والبازي يَتأنَّسُ، إذا جَلَّى ونظر رافعاً رأسه. وآنست شخصاً من مكان كذا، أي: رأيت. وآنستُ من فلانٍ ضعفاً، أو حَزْماً، [أي: علمته] . وكلبُ أَنوس، وهو نقيض العَقور، وكلابٌ أُنُسٌ.
باب السين والفاء و (وأ يء) معهما س ف و، س وف، ف س و، وس ف، س ف ي، س ي ف، ء س ف، ف سء، فء س مستعملات
سفو: سَفْوانُ: اسم موضعٍ لبني تميم عند جَبَلٍ يُقال له: سَنام ببادية البصرة. وبغلةٌ سَفْواءُ: دَريرة في اقتدار خَلقها، وتلزُّز مفاصلها،(7/308)
والذَّكَرُ: أَسْفَى، ولا تُوصَفُ به الخيل، لأنَّ ذلك لا يكونُ إلا مع ألواحٍ وطولِ قوائم، وتُوصَفُ به الحُمُر، قال «359» :
ليس بأَقَنَى ولا أَسْفَى ولا سغل ... يسقى دواء قفي السَّكْنِ مربوبِ
والسّفا في الفَرَس: خفّة النّاصية، يُقال: فَرَسٌ أَسفَى سَفْواء، ولا يُقال ذلك في خفّة الناصية إلا للفرس.. والسّفا: شَوْكُ البُهىَ.. أَسْفَتِ البُهْىَ، أي: شوّكت.
سوف: التّسويفُ: التّأخيرُ من قولك: سوف أَفْعَلُ كذا. والسّوف: الشّمّ. والسّاف: من سافات البناء، ألفه واوٌ في الأصل. والمسافة: بُعدُ المفازة والطّريق، وجمعه: مساوف. وبلادٌ مَساويفُ: مجدبة. والسَّوافُ في الإبلِ: فَناءٌ يقع في مال العرب. يقال: قد أساف فلانٌ، أي: ذهب مالُه، وساءت حاله. والأَسْواف: موضع بالبادية «360» .
فسو: الفَسوُ: معروف، الواحدة: فَسْوة، والجميع: الفُساء، والفعْل: فسا يفسو فسواً. والفَسو: اسم لزم حيّاً من العرب معروفين، يقال لهم: الفُساة، وهم: عبد القيس، وقيل لهم: بنو فسوة.
__________
(359) (سلامة بن جندل) ديوانه ص 100.
(360) فيما روي عن العين في التهذيب 13/ 92: موضع بالمدينة معروف.(7/309)
وسف: الوَسفُ: تشقُّقٌ يبدو في فَخِذِ البَعير وعَجُزه أولّ ما يبدو عندَ السِّمَنِ والاكتناز، ثمّ يعمّ جسده فيتوسّف جِلْدُه، أي: يَتَقشّرُ، وربّما توسَّفَ الجِلْدُ من داءٍ أو قُوباء، ووَسفَ وسفاً، إذا أصابه ذلك.
سفي: الرِّيحُ تَسْفي التُّرابَ والوَرَقَ واليبيسَ [سَفياً] «361» . والسّافِياءُ: ريحٌ تحمل تُراباً كثيراً عن وَجْهِ الأرض تَهْجُمُهُ على النّاس. والسَّفَي: ما سَفَتْ به الرِّيح من كلِّ ما ذكرت. وشَعاع السُّنبل وكلّ ما على أطرافه شوك فهو سَفَى. الواحدة بالهاء. والسَّفَى: التّراب، والجميع: أَسْفيه. والسَّفاءُ بالمدّ هو السَّفه والجهل والطَّيش، قال «362» :
كم أزالت رماحُنا من قتيلٍ ... ساق قوما بغرّة وسَفاءِ
والسَّفَي: السَّحابة القليلة العَرْض، العظيمة القَطْر.
سيف: السَّيف: معروف، وجَمْعُه: سُيُوف وأَسيْافٌ. وجاريةٌ سَيفانةٌ، أي: شطبةٌ كأنّها نصل سيف، ولا
__________
(361) في الأصول سفوا، والصواب ما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 13/ 93.
(362) لم نهتد إلى القائل.(7/310)
يُوصَفُ به الرَّجل. واستاف القومُ وتسايفوا، [أي: تضاربوا بالسّيوف] . وبُرْدٌ مُسَيَّف: [فيه كصُوَر السُّيُوف] . وقومٌ سيّافة: حُصونُهم سُيُوفهم. والسائفة: اسم رملة. والسِّيف: ساحِلُ البَحْر. والسيف: ما كان ملتزقا بأصول السَّعف من خلال اللّيف، وهو أَرْدؤه وأَخْشَنُه، قال:
والسِّيف واللِّيف على هُدّابها «363»
والسّائفة: مُستَرقّ الرَّمْل، والجميع: السّوائف. والسِّيفُ: مَوْضِع، قال لبيد: «364»
ولقد يعلم صَحْبي كلُّهم ... بِعَدانِ السِّيف صبري ونقلْ
أسف: الأَسَفُ: الحُزْن في حال. والغضب في حال، فإذا جاءك أمرٌ مِمَّنْ هو دونك فأنت أَسِفٌ، أي: غضبان، وإذا جاءك ممّن فوقك، أو من مثلك فأنت أَسِفٌ، أي: حزين. [فقوله جلّ وعزّ] : فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ
«365» ، أي: أغضبونا. و [قولهم] : آسفني المَلِك، أي: أحزنني. وأَسِفَ فلان يَأْسَفُ فهو أَسِفٌ متأسِّف.
__________
(363) التهذيب 13/ 96، واللسان (سيف) من غير نسبة أيضا.
(364) ديوانه 186.
(365) سورة الزخرف 55.(7/311)
والأَسِيفُ: السَّريعُ البكاء والحُزْن. والأسيف: العَبْد، لأنّه مقهور مَحزون، قال:
كثر النّاسُ فما بَيْنَهُمُ ... من أسيفٍ يبتغي الخير وحُر «366»
والأسيفة والأُسافة: الأرض القليلة النّبات. وإِسافٌ: اسم صَنَمٍ كان لقُرَيش. [ويقال: إنّ إسافاً ونائلة كانا رجلاً وامرأة دخلا البيت فوجدا خَلْوةً، فوثب إسافٌ على نائلة فمسخها اللهُ حَجَرين] .
فسا: تفسّأت الملاءة، أي: تفتَّتَتْ وتشقّقت من غير مزق. قلّما يُتَكَلَّمُ به.
فأس: الفأس: الذّي يُفلَقُ به الحَطَب، يُقال: فَأَسَهُ يَفْأَسُهُ، أي: يَفْلِقُهُ. وفأسُ القفا هو مُؤَخَّرُ القَمَحدُوة. وفأسُ اللِّجام: الذي في وَسَط الشَّكيمة بين المِسْحَلَيْنِ.
باب السين والباء و (وأ يء) معهما وس ب، س ب ي، س ي ب، ب ي س، ي ب س، س بء، سء ب، ب سء، ء س ب، بء س، ء ب س مستعملات
وسب: الوَسْبُ من الغنم: ما كثرُ صُوفُه، ومن الأَرْض: ما كثر عشبه، أو يَبِيسُه، وقد أوسبت.
__________
(366) التاج (أسف) بدون عزو أيضا.(7/312)
سبي: السبي: معروف. تسابَى القوم: سَبَى بعضُهم بعضاً. وهؤلاءِ سَبْيٌ كثير. وقد سبيتهم سَبْياً وسِباءً. وسبتِ الجاريةُ قلبَ الفتى تَسْبِيهِ، أي: ذهبتُ به. والسّابِياء: كالحِوَلاء من النّاقة، فيها الولد. وإذا كَثُرَ نَسلُ الغَنَم سُمِّيتِ السّابِياءَ. ويقعُ اسمُ السّابياءِ على المالِ الكَثير، والعَدَدِ الكَثير، [وتقول] : يَرُوح وعليه سابياءُ من ماله، قال:
الم تَرَ أنّ بَنِي السّابِياء ... إذا قارعوا نَهْنَهُوا الجُهّلا «367»
واسابيّ الدِّماء: طرائقُها. الواحدة: إسْبِيّة. وبنو السّابياء: قومٌ في بني فزارة، ويُقالُ لهم: بنو العُشَراء.
سيب: السَّيْب: المعروف والعطاء، قال «368» :
بسطتُ لهم سَيْبي بَكفِّ مُشيعةٍ ... تَجودُ إذا ما خادع النَّفس جودُها
[والسيب: مجرى الماء، وجمعه: سُيُوب، وقد ساب الماءُ يسيب، إذا جرى] «369» .
__________
(367) التهذيب 13/ 102، واللسان (سبي) من غير نسبة أيضا.
(368) لم نهتد إلى القائل.
(369) من التهذيب 13/ 98 مما روي فيه عن العين.(7/313)
والحيّةُ تسيبُ وتَنْسابُ، إذا مرّتْ مُسْتَمِرّة. وسَيَّبْت الدّابّة أو الشّيء: تركْتَهُ يسيب حيث شاء. والسّائبة: العبد، يُعْتَقُ ثمّ يُجْعَلُ سائبةً لله لا يكون ولاؤه لمن يعتقه، ويضعُ مالَه حيث شاء بعد موته. والسيوب: الرِّكاز. والسَّيابُ والسُّيّابَ، يخفَفُ ويشدّد: البَلَح. وسايَبَتِ النّخلة ثمرتها قبلَ أن تُدْرِك، أي: ألقتها. والبعيرُ إذا نُتِجَ سنتين، وأَدْرَكَ نِتاجَ نِتاجِهِ يَرْعَى حيث شاء، لا يُرْكَب ولا يُسْتَعمل.
بيس «370» : بَيْسانُ: مَوْضعٌ.
يبس: اليُبْس: نقيضُ الرُّطوبة واللّين. يَبِسَ يَيْبَسُ يَبْسأ، يقال [هذا] لكلّ شيء كانت له النُّدُوّةُ والرُّطوبةُ خِلْقَةًُ. ويُقال لما كان [ذلك] فيه عَرَضاً: جفّ. وطريقٌ يَبَسٌ: لا نُدُوّةَ فيه، قال جلّ وعز: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً «371» . واليَبِيسُ: الكَلأَ الكثيرُ اليابس. وأَيبَسَتِ الأرض والخُضْر: صارت يبسا ويبيسا.
__________
(370) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 214.
(371) سورة طه 77.(7/314)
وأرضٌ مُوبِسة: أَيْبَسَها اللهُ. والشَّعَر اليابسُ: أردؤه، ولا يُرىَ فيه سَحجٌ ولا ذهن. ويدٌ يابسةٌ: جاسيةٌ من غير يُبْس، كَنَع عرض لها فيبسها. ووَجْهٌ يابسٌ: قليلُ الخَيْر. وايِبَسْ [يا رَجُلُ] ، أي: اسْكُتْ. والأَيابِسُ: ما كان مثلَ عُرْقُوبٍ وساقٍ. والأَيْبَسانِ: عَظْما الوظيف في اليد والرجل.
سبأ: سَبَأ: اسم رجُلٍ يجمعُ عامّةَ قبائلِ اليمَنَ، وهو اسم بلدة أيضاً سَكَنَتْها مَلِكَتُهُمْ بلقيس. وسبَأْت الخَمْرَ، أي: اشتريتها واسْمُها: السَّبِيئةُ، ومَصْدرُها: السِّباء، قال لبيد: «372»
أُغْلي السِّباءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عاتقٍ ... أو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها
والاشتراء: الاسْتِباءُ لنفسك. وسَبَأَتْهُ النار: محشته فأحرقتْ شيئاً من أعاليه. وسَبَأَتْهُ السِّياطُ: لَذَعَتْه. وسَبَأَ على يمينٍ كاذبه، أي: مرّ عليها غَيْرَ مُكْتَرِثٍ.
__________
(372) ديوانه ص 314.(7/315)
ساب: السًّأْبُ: زِقٌّ أو وعاءٌ من أَدَمٍ للشّراب، وجمعه: سوائب، قال:
إذا ذقت فاها قلت علق مدمس ... أريد به قيل فغُودِرَ في سأبِ «373»
وسأبته سَأْباً، أي: خَنَقتَهُ شديداً.
بسا: بَسَأَ بهذا الأمر: مَرَنَ عليه واستمرّ فلم يكترثْ لقُبْحه، وما قيل له فيه، وكذلك إذا كان عَمَلاً أو أمراً وطّن نَفْسَه عليه فاستمرّ وصَبَر قيل: بَسَأ به يَبْسَأ بَسْأً. وبَسَأَ به يبسأ بسأ وبسوءا، وبسىء يَبسَأً بسأً، إذا أَنِسَ به.
أسب: الإسبُ: شَعَر الفَرْج، أَصلُه: وِسْب، واشتقاقه من وِسْب العُشب والنّبات.
بأس: البأس: الحرب. ورجل بَئِسٌ، قد بَؤُسَ بَآسة، أي: شُجاع. والبأساء: اسمٌ للحرب، والمشقّة، والضّرر. والبائس: الرّجلُ النّازلُ به بليّة، أو عُدْمٌ يُرحَمُ لما به، قد بَؤُس يَبْؤُس بؤساً وبُؤْسَى، ومنه اشتقاق بئس، وهو نقيض صلح، يجري مجرى نِعم في المصادر، إلاّ أنّهم إذا صرّفوه قالوا بَئِسُوا ونعموا، وإِذا جعلوه نعتا
__________
(373) لم نهتد إلى القائل، والقول في التهذيب 13/ 104 من غير نسبة أيضا.(7/316)
قالوا: نَعِيم وبئيس، كما يقرأ [قوله تعالى] : بِعَذابٍ بَئِيسٍ «374» على فَعِيل، ولغة لسُفلَى مُضَر: نِعِيم وبِئِيس يكْسِرون الفاء في فعيل إذا كان الحرفُ الثّاني منه من حروف الحَلْق السّتة، وبلغتهم كُسِر الضِّئين ورِئيس ودِهين، وأمّا من كسر كِثير، وأشباه ذلك من غير حروف الحلق فإنهم ناسٌ من أهلِ اليَمَن، وأهل الشّحر، يكسرون كلّ فعيل وهو قبيحٌ إلاّ في الحروف السّتة، وفيها أيضاً يكسِرون صَدْر كلِّ فعلٍ يجيء على بناء عَمِل، نحو قولك: شهد وسعد، ويقرءون: وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا «375» . والمَبأَسة: اسم للفقر. وهي التي عَنَى عَدِيُّ بنُ زَيْد حين قال:
في غير مَبْأَسةٍ «376» ...
أبس: الأَبسُ: يكون توبيخا، ويكون ترويعاً. أَبَستُه بما صنع آبِسُهُ أَبْساً، قال «377» :
ولا تأبَسَنْهُ بالذي، كان، فاعلُهُ
أي: لا تلمْهُ، واعفُ عنه. وقال العجّاج: «378»
لُيُوثُ هَيجاء لم تُرَمْ بأَبسِ
__________
(374) سورة الأعراف 165.
(375) سورة يوسف 81.
(376) لم نقف على البيت الذي فيه هذه العبارة، لا في ديوانه ولا فيما بين أيدينا من مظان.
(377) لم نهتد إلى القائل، ولا تمام البيت.
(378) ديوانه ص 483.(7/317)
أي: بزَجرٍ وتَرْويعٍ. وأَبَّسْتُه تأبيساً [إذا قابلتَه بمكروه] . وأبسه يأبِسُه أبْساً، أي: ذلّله، والمؤابس: المذلّل. والأَبْسُ: السُّلَحْفاةُ.
باب السين والميم و (وا يء) معهما س م و، س وم، وس م، وم س، م س و، م وس، م س ي، م ي س، سء م، مء س، ء س م، ء م س، مستعملات
سمو: سما [الشيء] يَسْمُو سُمُوّاً، أي: ارتفع، وسما إليه بَصَرُي، أي ارتفع بَصَرُك إليه، وإذا رُفعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاستبنتَهُ قلت: سما لي شيء، قال «379» :
سما لي فرسانٌ كأنّ وجوهَهم
وإذا خرج القومُ للصَّيْد في قِفار الأَرْض وصَحاريها قلتَ: سَمَوْا، وهم السُّماةُ، أي: الصّيّادون. وسما الفَحْلُ إذا تطاول على شَوْله سُمُوّاً. والاسم: أصلُ تأسيسِهِ: السُمُوّ، وألفُ الاسمِ زائدةٌ ونقصانُه الواوُ، فإذا صَغَّرتَ قُلْتَ: سُمَيّ. وسمّيت، وأَسْميت، وتَسَمَّيْت بكذا، قال «380» :
باسم الذّي في كلّ سورة سِمُهْ
__________
(379) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام البيت.
(380) الرجز في الزاهر 1/ 148.(7/318)
وسَماوةُ الهِلال: شَخصُهُ إذا ارتفع عن الأُفُق شيئاً، قال «381» :
سماوةَ الهلالِ حتّى أحقوقفا
يصف النّاقة واعوجاجها تشبيهاً بالهلال. والسَّماوة: [ماءٌ] «382» بالبادية، وسُمِّيَتْ أمّ النّعمان بذلك، وكان اسمها ماء السّماوة، فسمّتها الشّعراء: ماء السّماء، وتتّصل هذه البادية بالشام وبالحزن حَزْن بني [جَعدة] «383» ، وأمّ النُّعمان من بني ذُهْل بن شيبان. والسّماء: سقف كلِّ شيء، وكلّ بيت. والسّماء: المطر الجائد، [يقال] : أصابتهم سماءٌ، وثلاث أسمية، والجميعُ: سُمِيٌّ. والسّماواتُ السَّبْعُ: أطباق الأَرَضينَ. والجميعُ: السّماء والسّماوات. والسّماويّ: نسبة إلى السّماوة.
سوم: السَّوْمُ: سّوْمُكَ في البِياعة، ومنه المساوَمةُ والاستِيام. ساومته فاستام علي. والسَّوْم: من سير الإبل وهبوب الريح إذا كانت مستمرّةً في سكون. سامتْ تسوم سَوْماً، قال لبيد «384» :
__________
(381) (العجاج) ديوانه ص 496.
(382) في الأصول: (فلاة) ، وما أثبتناه فمما روي عن العين في التهذيب 13/ 116.
(383) في الأصول: (جدعة) ، والتصحيح من معجم البلدان 2/ 254 (صادر) .
(384) ديوانه ص 306.(7/319)
[ورَمَى دوابرَها السَّفا وتهيّجت] ... ريح المصايف سَوْمُها وسِهامُها
وقال «385» :
يستوعبُ البُوعَيْن من جريرِه ... مالد لَحيَيْه إلى مَنْحورِه
سوماً إذا ابتل ندَى غرورِه
أي: استمراراً في عَنَقه ونَجائِهِ. والسَّوْمُ: أنْ تجشِّمَ إنساناً مَشَقَّةً وخُطَّةً من الشّرّ تسومه سَوماً كسَوم العالّة، والعالّة بعد النّاهلة، فتحمل على شُرب الماء ثانية بعَدْ النَّهَل فيكره ويداوم عليه لكي يشرب. والسَّوام: النَّعَم السّائمة، وأكثر ما يقال للإبل خاصّة. والسّائمة تسومُ الكَلأَ، إذا داوَمَتْ رَعيَهُ. والرّعاة يسومونها أي: يَرْعَوْنها، والمُسيمُ الرّاعي. وسوّم فلانٌ فرسه تسويما: أَعْلَمَ عليه بحريرة، أو شيء يُعْرَفُ بها. والسَّامُ: الهَرَمُ، ويُقال: الموت، والسّامة إذا جمعت قلت: سِيَم، وبعض يقول في تصغيرها: سُيَيْمة، وبعض يجعل ألفها واواً على قياس القامة والقِيَم.. والسّام: عِرْق في جبل كأنّه خطٌّ ممدودٌ، يَفْصِلُ بين الحِجارة وجَبْلَة الجبل. فإذا كانت السّامة ممدها من تلقاء
__________
(385) لم نهتد إلى الراجز، ولم نقف على الرجز فيما بين أيدينا من مظان.(7/320)
المشرق إلى المغرب لم تخلف أبداً أن يكون فيها معدن فضّة قلَّتْ أو كَثُرَتْ. والسِّيما: ياؤها في الأصل واوٌ، وهي العلامة التي يعرف بها الخير والشّرّ، في الإنسان. قال الله جل وعز: يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ «386» يعني: الخُشوع.
وسم: الوَسْمُ، والوَسمَةُ الواحدة: شجرةٌ وَرَقُها خِضابٌ. والوسم: أَثَر كيٍّ. وبعيرٌ موسومٌ: وُسِمَ بسمةٍ يُعْرَف بها، من قَطعِ أُذُنٍ أو كيّ. والمِيسَمُ: المِكواةُ، أو الشّيء الذّي يُوسَمُ به سمات الدّوابّ، والجميع: المواسم، قال الفرزدق: «387»
لقد قلّدتُ جِلفَ بني كليبٍ ... قلائدَ في السَّوالفِ ثابتات
قلائدَ ليس من ذَهَبٍ ولكنْ ... مواسمَ من جهنَّمَ مُنْضِجات
وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير والشّرّ، أي: عليه علامته. وتوسمتُ فيه الخَيْرَ والشَّرّ، أي: رأيت فيه أَثَراً. قال: «388»
__________
(386) سورة الأعراف 48.
(387) نقائض (جرير) و (الفرزدق) 2/ 769، ديوانه 1/ 108 (صادر) .
(388) لم نهتد إلى القائل.(7/321)
توسّمته لمّا رايت مَهابةً ... عليه، وقلت: المَرْءُ من آلِ هاشمِ
وفَلانة ذات مِيسَم وجمال، ومِيسمها أثر الجمال فيها، وهي وسيمة قسيمةٌ، وقد وَسُمَت وَسامةً، بيّنة الوَسام والقَسام، قال «389» :
[ظعائنُ من بني جُشَمَ بنِ بَكْرٍ] ... خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا
والوَسميُّ: أوّل مطر السنة، يسم الأرض بالنَّبات، فيصيرّ فيها أثراً من المطر في أوّل السّنة. وأرض موسومة: أصابها الوَسْميُّ وهو مَطَرٌ يكونُ بعد الخَرْفيّ «390» في البَرْد، ثم يتبعُهُ الوَلْيُ في آخر صميم الشّتاء، ثمّ يتبعُهُ الرِّبعيّ. ومَوْسِم الحجّ مَوْسما، لأنّه مَعلَمٌ يُجْتَمَعُ فيه، وكذلك مَواسمُ أَسْواقِ العَرَبِ في الجاهليّة.
ومس: المُومِساتُ: الفواجرُ مُجاهَرةً.
مسو: المَسْوُ، لغة في المَسْي، وهو إدخال النّاتج يده في رَحِمِ النّاقة أو الرَّمَكة فيَمسُط ماء الفحل من رَحِمِها استِلآْماً للفحل كراهية أن تحمل له.
__________
(389) (عمرو بن كلثوم) - معلقته.
(390) في الأصول: (بعد الحر في البرد) ، والتصويب من اللسان (وسم) .(7/322)
موس: المَوْسُ: تأسيسُ اسم المُوسَى، وبعضهم ينوّن موسىً لما يُحْلَق به. ومُوسَى عليه السّلام، يقال: اشتقاقُ اسمه من الماء والشّجر، فالمُو: ماء، والسّا: شجر لحال التّابوت في الماء.
مسي: المُسيُ: من المساء، كالصُّبْح من الصّباح. والمُمسَى كالمُصْبَح. والمساء: بعد الظُّهْر إلى صلاةِ المَغْرِب. وقال بعضٌ: إلى نِصْفِ اللَّيل. [وقول الناس] : كيف أمسيت؟ أي: كيف كنت في وقتِ المَساء، وكَيْف أصبحت؟ أي: كَيْفَ صرتَ في وقتِ الصُّبح؟ ومسّيت فلانا: قلت له: كيف أمسيت. وأمسينا نحن: صِرْنا «391» في وقت المساء.
ميس: المَيْسُ: شَجَرٌ من أجود الشّجر [خَشَباً] ، وأصلبه، وأصلحه لصَنعة الرَحال، ومنه تُتَّخَذُ رِحال الشّام، فلما كَثرُ قالت العرب: المَيس: الرَّحْل. والمَيسُ: ضربٌ من المَيَسان، أي: ضرب من المشي في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ، كما تَمِيسُ الجارية العروس.
__________
(391) في الأصول: (سرنا) بالسين المهملة، والتصويب مما روي عن العين في التهذيب 13/ 122.(7/323)
والجمل ربما ماس بهودجه في مَشْيه فهو يَميس مَيَساناً، قال «392» :
لا: بل تَميسُ إنّها عروسُ
ومَيْسان: اسم كورة من كُوَر دجلة، والنِّسبة إليها: مَيسانّي ومَيْسَنانّي، قال العجّاج «393» :
ومَيْسنانياً لها مُمَيَسا
يصف الثّوب، وقوله: مُمَيّسا، أي: مذيّلا مُطَوَّلاً.
سام «394» : سَئِمت الشّيء سآمةً: مَلِلْته.
ماس: ماسْتُ بينهم إذا أَرَّشْتُ. ورجل مأس: لا يلتِفتُ الى موعظةٍ. والمأس: الحدّ قال «395» :
أما ترى رأسي أَزْرَى به ... مأس زمانٍ انتكاثٍ مَؤُوسْ
والماس: الجَوْهر يُقْطَعُ به الصّخرة.
اسم: أُسامةُ: من أسماء الأَسَد. يقال: أَشجَعُ من أسامة.
__________
(392) لم نهتد إلى الراجز.
(393) ديوانه ص 126.
(394) الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 214.
(395) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول مما بين أيدينا من مظان.(7/324)
أمس «396» : أَمْسِ: ظرف مبنيّ على الكَسْر، وينسب إليه: إِمسِيٌّ.
باب اللفيف من السين س يء، س ي ي، س وي، س وء، سء و، ء وس، ء ي س، آس، وي س، س وي، ء س ي، ء س و، س ي هـ، أس، وس وس، س اس، سء سء مستعملات
سيأ: السَّيْء بوزن الشّيْء: اللّبَنُ القليلُ قبل نزول الدِّرَّة، من تأليف سين وياء وهمزة فهي ثلاثة أحرف مؤلفّة، قال «397» :
كما استغاث بسيء فز غَيْطلةٍ ... [خافَ العُيُونَ فلم يُنظَرْ به الحَشَكُ]
سيي: السي: المكان المستوي. وهما سِيّانِ، أي: مثلان، أراد بهما: سواءان، غير أنّ العرب تقول: هما سواء، وكذلك في الجميع والواحد. وإذا جمعوا سِيّان قالوا: سواسية ولم يقولوا: سواسين كذا وكذا، وهم سواء، هذا [هو] العالي من كلام العرب، قال:
سِيّان أفلح من يُعطِي ومن يَعدُ
سوي: سوَيت الشّيء فاستوى. وقوله في البيع: لا يَسوَى ولا يساوي، أي: لا يكون هذا مع هذا سيَّيْنِ من السّواء.
__________
(396) الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 214.
(397) (زهير) ديوانه 177.(7/325)
وساويت هذا بهذا، أي: رفعته حتّى بلغ قدرَهُ ومَبلَغَه، كما قال الله عزّ وجلّ: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ
«398» ، أي: الجَبَلين، أي: ردم طريقي يأجوج وماجوج بالقِطْر، أي: سوى أحدهما بالآخر، أي: رفعه حتّى بلغ طولُه طُولَهما. والمساواةُ والاستواءُ واحدٌ، فأمّا يَسْوَى فإنّها نادرة، لا يقال منه سَوِي ولا سَوَى، وكما أنّ (نَكَرَ) جاءت نادرة، ولا يُقال منه (ينكر) ، وإذا رجعوا إلى الفِعل قالوا: يُنْكِرُ، كذلك إذا رجعوا إلى الفعل من يَسْوَى قالوا: ساوَى، وقال بعضهم: يُساوي ويَسْوَى واحد، إلاّ أنّ يَسوى مُوَلَّد، ولا يقال منه فَعَل ولا يفعل، ولا يصَرّف. ويُجْمَع السِّيّ: أسواء، كما قال:
النّاس أسواءٌ وشتّى في الشِّيَمْ «399» ... وكلّهم يجمعهم بَيتُ الأَدَمْ
أي: على اختلاف أخلاقهم، أي: هم كبيت فيه الأَدَم فمنه الجيّد والوسط والرّديء. والسَّواء، ممدود: وسط كلّ شيء. وسوى، مقصور، إذا كان في موضع (غير) ففيها لغتان بكسر السّين، مقصور، وبفتحها ممدود. ويقال: هما على سَوِيّةٍ من الأمر، أي: على سَواء وتَسويةٍ واستواء.
__________
(398) سورة الكهف 96.
(399) اللسان (سوا) غير منسوب أيضا.(7/326)
والسّيّ: موضع بالبادية أملس. والسَوِيّة: قَتَبٌ أعجميٌّ للبعير، والجميعُ: السَّوايا. والسَّويّ: الذي سوّى الله خَلقَه، لا دَمامةَ فيه ولا داء. وقوله جلّ وعز: مَكاناً سُوىً
، أي: معلما قد عَلِمَ القومُ به، وقال الضّرير في قوله تعالى: مَكاناً سُوىً
: سُوى وسِوَى واحد، أي: مُسْتَوياً تُدرِكُه الأَبْصار. وتصغير سواء وسوى: سُوَيّ، ويُجمَع على سواسية وأسواء. أَسْوَى [فلانٌ] حرفاً من كتاب الله، أي: أسقط وأغفل. وأسويته أنا: مثله.
سوأ: والسّوء نعت لكلّ شيء رديء. ساء يَسُوءُ، لازمٌ ومجاوزٌ.. وساء الشّيء: قَبُح فهو سيىء. والسُّوء: اسم جامعٌ للآفات والدّاء. وسُؤْت وَجْهَ فلان وأنا أَسُوءُهُ، مَساءةً ومَساية لغة، تقول: أردت مساءتك ومسايتك، وأسأت إليه في الصُّنْع. واستاء من السوء بمنزلة اهتم من الهمّ. وأساء فلان خياطة هذا الثّوب، وسُؤت فلانا، وسُؤت له وجهه، وتقول: [ساء ما فعل فلان صنيعاً يسوء، أي: قبح صنيعُة صنيعاً] «400» . والسَّيَّىء والسَّيِّئة: عملان قبيحان، يصير السّيِّيء نعتاً للذَّكَر من الأعمال، والسَّيِّئة للأنثَى، قال:
والله يعفو عن السيئات والزلل «401»
__________
(400) ما بين المعقوفين مما روي عن العين في التهذيب 13/ 131. لأن ما يقابله في الأصول قاصر الدلالة.
(401) لم نهتد إلى تمام البيت في المظان، ولا إلى قائله.(7/327)
والسَّيّئة: اسم كالخطيئة. والسُّوءَى، بوزن فُعلَى: اسم للفَعْلة السَّيِّئة، بمنزلة الحُسْنَى للحَسَنة، محمولة على جهة النَّعْت في حدّ أّفعل وفُعْلَى كالأَسْوَأ والسُّوءَى، رجلٌ أَسوَأ، وامرأة سُوءَى، أي: قبيحة. سوأة: اسم أبي حيّ من قيس بن عامر. والسَّوْأةُ: فرج الرَّجُل والمراة، قال الله عز وجل: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما «402» ، والعرب إذا أرادوا شيئين من شيئين هما من خِلْقةٍ في نفس الشّيء، نحو القلب واليد، قالوا: قلوبهما وايديهما ونحو ذلك. والسَّوْأةُ: كلُّ عمل وأمر شائن.. ويُقال: سَوْأَةً لفُلانٍ، نصبٌ، لأنه ليس بخبر إنّما هو شَتْم ودعاء. والسّوأة السَّوءاء: المرأة المخالفة. وتقول في النَّكرة: رجلُ سَوْءٍ، وإذا عرّفت، قلت: هذا الرجل السَّوْءُ، ولم تُضِفْ.. وتقول: هذا عَمَلُ سَوْء، ولم تقل [العمل] «403» السّوء، لأنّ السَّوْءَ يكون نعتاً للرجل، ولا يكون السَّوْء نعتاً للعمل لأن الفعل من الرّجل وليس الفعل من السَّوْء، كما تقول: [قول صِدْقٍ، والقولُ الصِّدْق، ورجل صِدْق، ولا تقول] «404» : الرّجلُ الصِّدْق لأنّ الرّجل ليس من الصدق.
__________
(402) سورة طه 121.
(403) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 132. في الأصل: عمل.
(404) سقط ما بين المعقوفين من الأصول، وما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 13/ 132 وفي اللسان (سوا) .(7/328)
وأمّا السُّوءُ فكلّ ما ذكر بسيىء «405» فهو السُّوء. ويكنّى بالسُّوء عن البرص، قال [جلّ وعزّ] : تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ*
«406» ، أي: برص. ويقال: لا خير في قول السُّوء، فإِذا فتحت السِّين فهو على ما وصفنا. وإذا ضممت السّين فمعناه: لا تقل سُوءاً. وتقول: استاء فلانٌ من السُّوء، [وهو] بمنزلة اهْتَمّ من الهَمّ،
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و [على] اله وسلم: أنّ رجلاً قص عليه رؤيا فاستاء لها «407»
، أي: الرؤيا ساءته فاستاء لها إنّما هو افتعل منه.
سأو: السأو: بعد الهمّه والنزاع. تقول إنك لذو سأو بعيد الهمّة قال ذو الرُّمة:
كأنّني من هوى خرقاء مطرف ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم «408»
يعني: همّه الذي تنازعه إليه نفسه. واستاء من السوء بمنزلة اهتم من الهمّ.
أوس: أَوْسٌ: قبيلةٌ من اليمن، واشتقاقه من آسَ يؤوس أوساً، والاسم: الإياس، وهو من العِوَض. أُستُهُ أؤوسه أوسا: عُضْتُه أعوضه
__________
(405) في الأصول: لشيء، وهو تصحيف ظاهر.
(406) سورة طه 22.
(407) اللسان (سوا) .
(408) ديوانه 1/ 382، والرواية فيه: الشأو بالمعجمة.(7/329)
عَوضاً.. واستآسني فأستُه، أي: استعوضني فعوّضته قال [الجعديّ] «409» :
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإلهُ هو المستآسا
وتقول: إذا التوى عليك أخ بأخوته فاستأْيِسِ اللهَ من أخوتك خيراً منه. ويقال للذئب: أوس وأُوَيس، قال «410» :
ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ بالغَنَمْ
[وأوس: زجر العرب للمَعز والبَقر، تقول: أَوْس أَوْس] «411» .
أيس: أَيس: كلمة قد أُمِيتَتْ، وذكر الخليل أنّ العَرَب تقول: ائتني به من حيث أيس وليس، ولم يستعمل أيس إلاّ في هذا، وإنما معناها كمعنى من حيث هو في حال الكينونة والوَجْد والجدة، وقال: إنّ (ليس) معناها: لا أَيْس، أي: لا وَجْد. والتّأييسُ: الاستقلال، يقال: ما أَيَّسنا فلاناً خيراً، أي: استقللنا منه خيراً، أي: أردته، لأستخرج منه شيئاً فما قَدَرت عليه، وقد أَيَّس يُؤَيِّس تأييساً، قال كعب بن زهير «412» :
__________
(409) التهذيب 13/ 137 واللسان (أوس) . في الأصول: قال (لبيد) ، وليس في ديوانه.
(410) في اللسان (أوس) : قال (الهذلي) ، وفي ديوان الهذليين 3/ 96: قال رجل من هذيل.
(411) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 137.
(412) ديوانه ص 10.(7/330)
وجلدها من أطوم ما يؤيسه ... طِلحٌ بضاحية المتنين مهزول
والإياس: انقطاع المطمع، واليأس: نقيض الرجاء. يئست منه بأساً، وآيست فلانا إياساً، فأما أَيستُهُ فهو خطأ إلا أن يجيء في لغة على التحويل، وهو قبيحٌ جِدّاً. وتقول: أيأسته فاستيأْس، والمصدر منه إياس. فأمّا العامّة فيحذفون الهمزة الأخيرة، ويفتحون الياء عليها، فيقولون: أَيَسته إياساً. وتقول في معنى منه: قد يئست أنّك رجل صدق، أي: علمت. قال جلّ وعز: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا «413» ، وقال الشّاعر «414» :
ألم يَيأسِ الأقوامُ أنّي أنا ابنُهُ ... وإن كنت عن عُرْض العَشيرة نائيا
آس: الآسُ: شَجَرٌ ورقُهُ العِطْر، الواحدةُ بالهاء.. والآسُ: شيءٌ من العسل، تقول: أَصَبْنا آسآ من العسل، كما تقول: كعباً من السَّمن، قال مالك بن خالد الخُناعيّ [الهُذليّ] : «415»
والخُنْسُ لن يُعْجِزَ الأيّامَ ذو حَيَدٍ ... بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيّانُ والآس
[والآس: القبر. والآس: الصاحب] «416» .
__________
(413) سورة الرعد 31.
(414) لم نهتد إلى القائل.
(415) ديوان الهذليين 3/ 2. في الأصول: قال (لبيد) .
(416) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 138.(7/331)
ويس: ويس: كلمةٌ في موضع رأفة واستِمْلاح، كقولك للصّبيّ: وَيسَه ما أملحه.
أسي: الأَسَى، مقصور: الحُزْنُ على الشَّيء.. أَسِيَ يَأْسَى أَسىً فهو أسيان، والمرأة: أَسيَى والجميع: أسايا، وأسيانون، وأَسْيَيات.. ويجوز في الوحدان: أَسْيان وأَسْوان، قال «417» :
ماذا هنالك من أسوان مكتئب ... وساهف ثمل في صعدة قِصَمِ
أي: كِسَر. وأَسَّيته أُؤَسِيّهِ تأسيةً، أي: عزّيته، وتأسَّى مثل تَعَزَّى. وآسية: اسم امرأة فرعون. والآسِيَةُ، بوزن فاعِلة: ما أسّس على بنيانٍ فأحكم، ثمّ أسس ثم رفع فوقه بناء غير ذلك من ساريةٍ أو نحوها. وإنّ منزلة فلان عند الملك آسية، على وزن فاعولة، لا تزول.
__________
(417) نسب في اللسان إلى رجل من الهذليين، وليس في ديوان الهذليين(7/332)
أسو: والأَسوُ: علاجُ الطّبيب الجراحاتِ بالأَدوية والخِياطة، أسا يَأْسُو أَسْواً، قال «418» :
أَرفَقُ من أَسْوِ الطّبيبِ الآسي
وقيل: الآسية: المعالجة والمداوية، والجمع: آسياتٌ وأواسٍ. وأما أواسي المسجد فواحدتها: آسية، وهي السّارية. وجعل الأَعشَى «419» الأُسَى مصدر الأَسْوَة، وإنّما الأُسى جماعة الأُسْوة من المواساة والتّأسّي. تقول: هؤلاء القوم أسوةٌ في هذا الأمر، أي: حالهم فيه واحدة. وفلانٌ يأتسي بفلان، أي: يرى أن له فيه أسوة إذا اقتدى به وكان في مثل حاله، والجمع: الأُسَى، ويقال: إسوة وإسى، وفلان يأتسى لفُلان، أي: يَرصى لنفسه ما رضيه، قال «420» :
هلاّ ذكرت أُسىً في مثلها عبرٌ ... بل وافق الشّوق من معتَاده وفقا
أي: وقع موافقا، يقول: لم تذكر ذاك وذكرت غيره، ويقول: الشّوق غلب الأسَى.
سيه: وسِيةُ القَوْس: رأس قابها.
__________
(418) لم نهتد إلى الراجز.
(419) إشارة إلى قوله:
عنده الحزم والتقى وأسى الصر ... ع وحمل لمضلع الأثقال
(420) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على البيت فيما بين أيدينا من مظان.(7/333)
أس: الرّاقون إِذا رَقَوا الحيّة ليأخذوها ففرغ أحدهم من رُقْيته قال لها: أُسْ فتخضع وتلين. والأُسُّ: أصل تأسيس البناء، والجميع: الإِساس، وفي لغة: الأَسَس، والجميع: الآساس، ممدود. وأسٌ الرّماد: ما بقي في الموقد، قال:
فلم يبق إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفعٌ على أُسٍّ ونُؤْيٌ مُعَثلَبُ «421»
وأسَّسْت داراً: بنيتُ حُدُودَها، ورفعت من قواعدها، ويُقال: هذا تأسيسٌ حَسَن. والتَّأسيسُ في الشِّعْر أَلفٌ تلزم القافية وبينها وبينَ أَحرُف الرَّوِيّ حرف يجوز رفعه وكَسْرُه ونَصْبُه، نحو: مَفاعِلنْ، فلو جاء مثل (محمّد) في قافية لم يكن فيه تَأْسيس، حتّى يكون نحو: مُجاهد، فالألف تأسيسُه، وإن جاء شيء من غير تأسيس فهو المؤسّس، وهو عيبٌ في الشِّعر، غير أنّه ربّما اضطُرَّ إليه، وأحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرفُ الذّي بعد الألف مفتوحاً، لأن فتحته تغلب على فتحة الألف، كأنّها تُزال من الوهم، كما قال العجّاج «422» :
مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ ... مُعَلِّمٌ آيَ الهدى معلم
__________
(421) (النابغة) ديوانه ص 74.
(422) التهذيب 13/ 142.(7/334)
فلو قال خاتِم بكسر التّاء لم يَحْسُنْ.
وسوس: الوسوسة: حديث النّفس. والوسواس: الصوت الخفي من ريحٍ تهزّ قصباً ونحوه، وبه يُشَبّه صوتُ الحلي، قال الأعشى «423» :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت ... كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ
وتقول: وسوس إليّ، ووسوس في صدري، وفلان موسوس، أي: غلبت عليه الوسوسة. والوَسواس: اسم الشّيطان، في قوله [تعالى] : مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ «424» . والوَسْواسُ في بيت ذي الرُّمّة «425» :
فباتَ يُشْئِزُهُ ثأدٌ ويُسهِرُهُ ... تذاؤب الرِّيح والوَسواس والهَضَبُ:
[همسُ الصّائدِ وكلامه] «426» .
ساس: السُّوس والسّاسُ. العُثَّةُ التي تقع في الثّياب والطّعام. تقول: سِيسَ الطَّعامُ فهو مسوس.
__________
(423) ديوانه ص 55.
(424) سورة الناس.
(425) ديوانه 1/ 90.
(426) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 136.(7/335)
والسُّوسُ «427» : حَشيشةُ تُشبه القَتَّ. والسِّياسة: فعل السائس الذي يسوس الدّوابَّ سياسهً، يقوم عليها ويروضها. والوالي يَسُوس الرعية وأمرهم. والسّوس: داءٌ يكون بعجز الدّابّة بين الفَخِذِ والوَرِك، يورثه ضعف الرِّجل. والنّعت: أسوس. والسَّواسُ: شجر، الواحدة بالهاء، من أفضل ما يُتَّخَذ منه زند، لأنّه قلّما يصلِد، قال الطّرمّاح: «428»
وأخرج، أُمُّه، لسَواسِ سَلْمى ... لمعفور الضَّرا ضَرِم الجَنينِ
أبو ساسان: كنية كِسْرى، والحُصَين بن المنذر ... ومن جعل: ساسان: فعلان، فتصغيره: سُوَيْسان. والسِّيساء: منسج الحمار والبغل، وجعله الرّاجز مُجتَمع داياتِ البَعير، قال «429» :
قُفّاً كِسيساء البعير قافلا
سأسا: السَّأْسأةُ: من قولك: سأسأت بالحمار، أي: قلت له: سأسأ ليحبس.
__________
(427) من التهذيب 13/ 134 مما روي فيه عن العين، ومن اللسان: (سوس) . في الأصول: السويس.
(428) ديوانه ص 522. في (ص) و (ط) : لمعفور الضنى. في (س) لمغفور الجنى.
(429) (رؤبة) ديوانه ص 125، والرواية فيه: كسيساء المعنى ...(7/336)
باب الرباعي من السين
السين والطاء س ر م ط، س ر ط م، ط م ر س، ط ر م س، ط ل م س، س ل ط م، ف ن ط س، ف ر ط س، ر س ط ن، ن س ط ر، س ف ن ط، س ب ط ر، ط ر ف س، ف ل س ط مستعملات
سرمط: السرومط: الطويل من الإبل، قال:
بكلّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطِ «430»
سرطم: السَّرْطَمُ: البيّن من القَوْل ومن الرِّجال. والسَّرْطَمُ: الواسعُ الحَلق، السريع البَلْع مع جِسْمٍ وخَلق.
طمرس: الطِّمْرِس: اللئيم الدَّنيء. والطُّمْرُوس: الخروف.
طرمس: الطَّرْمَسَةُ: الانقباض والنّكوص. والطِّرمِساء: الظّلمة الشّديدة
. طلمس: الطِّلمِساء: الظّلمة أيضا.
سلطم: السلاطم: الطوال.
__________
(430) التهذيب 13/ 145 واللسان (سرمط) غير منسوب أيضا.(7/337)
فنطس: فرطس: فِنْطِيسةُ الخنزير: خَطْمُهُ، وهي الفِرْطيسةُ، والفَرْطَسَةُ: فِعلُه إذا مَدَّ خُرْطُومَهُ.
رسطن: الرّساطون: شرابٌ لأهل الشّام من الخمر والعسل.
نسطر: النّسطورية: أمّةٌ من النّصارَى يخالفون بقيّتهم. بالرّوميّة: نسطورس.
سفنط: الإسْفَنْط: ضرب من الخمر.
سبطر: السِّبَطرُ: الماضي، قال:
كمِشْيَةِ خادِرٍ ليثٍ سِبَطْرِ «431»
واسبطرَّ الشّيء، أي: امتدّ وتوسَّعَ، قال «432» :
ولما رأيت الخيلَ تجري كأنّها ... جداولُ شَتَّى أرسلت فاسبطرَّتِ
طرفس «433» : طَرْفَسَ الرّجلُ، إذا حدد النظر.
__________
(431) التهذيب 13/ 146 واللسان (سبطر) غير منسوب أيضا.
(432) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على القول فيما لدينا من مظان.
(433) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، فأثبتناها مما روي عن العين في التهذيب 13/ 148.(7/338)
فلسط: فِلَسطين: كورة بالشّام، نونها زائدة، يقال: مَرَرْنا بفِلَسْطينَ، وهذه فِلَسْطون.
السين والدال د ف ن س، د ر ف س، ف ر د س، د ر وس، د ر ي س، س ن د ر، س ر ن د، س ب ن د، س ن د س، س ر م د، س م د ر مستعملات
دفنس: الدِّفنِسُ: المرأةُ الحَمْقاء. [والدِّفنِس] والدِّفناسُ: الأحمق
درفس: الدِّرَفْسُ: الضّخم من الإبل، الواحدة بالهاء. والدِّرَفس: خِرْقَةُ الدّابّة، والدِّرَفْسُ: الحرير.
فردس: الفِرْدَوْس: جنّة ذات كَرْم. وكَرْمٌ مُفَرْدسٌ، أي: مُعَرَّش، قال «434» :
وكلاكلاً ومَنْكِباً مفردسا
والفَرْدسةُ: الصَّرع القبيح، [يقال] : أَخَذَهُ ففَرْدَسَهُ. أي: ضرب به الأرض.
__________
(434) (العجاج) ديوانه ص 135.(7/339)
دروس: دربس: الدِّرْواسُ والدِّرياسُ: الضَّخْم الرّأس، الغليظ الرَّقبة، قال رؤبة: «435»
كأنّه ليثُ عرينٍ دِرْواسْ
سندر: السّندريّ: ضرب من السّهام والنِّصال مُحكَم الصّنعة. والسَّنْدَرة: ضرب من الكيل جُزاف، ويقال: السَّنْدرة: الكيل الوافي.
دربس: الدُّرابِسُ: الضّخم قال:
لو كنت أمسيت طليحاً ناعساً ... لم تلف ذا راوية دُرابساً
سرند: السَّرَندَى: الجريء من الرجال الذي لا يَهُولُه شَيْءٌ، قال:
أَطَفَّ لها عباقية سرندى ... جريء الصَّدْر مُنْبَسِطُ اليمين «436»
واسْرَنْديته، إذا أتيته في جُرْأة. وجعل النعاس يسرنديه ويَغْرَنديهِ، إذا غلب عليه، قال:
__________
(435) ديوانه ص 67.
(436) اللسان (عبق) غير منسوب أيضا.(7/340)
ما لنُعاسِ اللّيل يَغرَنْديني ... أَزْجُره عنّي ويَسْرَنْديني «437»
سبند: السَّبَندَي: الجريء من كلّ شيء.
سندس: السُّنْدُسُ: ضربٌ من البُزْيون يُتَّخَذُ من المرعزى [ولم يختلفوا فيهما أنّهما مُعَرَّبان] «438» .
سرمد: السّرمدُ: دوام الزَّمان من ليلٍ ونهار. والسَّرمدُ: دوام العيش.
سمدر: السَّماديرُ: ضَعْفُ البَصَرِ، وقد اسمدرّ بَصَرُهُ.
السين والتاء ت ر م س، س ب ر ت، س ل ت م، س ب ن ت، ت ر م س مستعملات
ترمس: التُّرمُسُ: شجر له حبٌّ مُضَلَّع مُحزّز، وبه سُمِّي الجُمان «439» : ترامس. والمترس الخَلْق: الموثق المضبر. التُّرمُسة: الحُفرة، [يقال] : حفر فلانٌ تُرْمُسَةً تَحْتَ الأَرْض.
__________
(437) التهذيب 13/ 150 واللسان (سرد) من غير نسبة أيضا.
(438) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 153.
(439) في الأصول: الحمار بالراء وهو تصحيف ظاهر، والتصويب من اللسان (ترمس) .(7/341)
سبرت: السُّبْرُوتُ والسِّبْرِيتُ: الفقيرُ المحتاجُ. قال حسان بن قطيب:
ولا الذي يخضعك السُّبْرُوتُ «440»
والسُّبْرُوتُ: الغُلامُ الأَمْرَدُ. والسُّبرُوتُ: القاعُ لا نباتَ فيه.
سلتم: السِّلْتِمُ: من أسماء الغول. والسِّلْتِمُ: السّنة الشَّديدة، والدّاهية أيضاً، وجمعه: سَلاتِمُ، [تقول] : رَماهُ الله بسلتم، أي: بداهية.
سبنت: السبنتى: الجريء المُقدِم من كلّ شيء. والسبنتى: النمر.
السين والراء س ر ن ف، ف ر س ن، ف ر ن س، س ن م ر، ن ب ر س، ب ر ن س، س م س ر مستعملات
سرنف: السِّرْنافُ: الطّويلُ.
__________
(440) لم نقف على الرجز في غير الأصول.(7/342)
فرسن: الفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعير.
فرنس: الفِرْناسُ: الأسد. والفَرْنَسَةُ: حُسْنُ تدبير المراة لبيتها، امرأةٌ مُفَرْنِسة ومُفَرنسة أيضاً، أي: قويّة على الأمور.
سنمر: سِنِمّار: اسم رجل كان يبني الآطام فبنَى لأُحَيْحَةَ بن الجُلاحِ أُطُمأ فقال أُحَيْحة: إنّي لأعرف موضع حجرٍ في هذا الأُطُم لو نُزعَ لتداعَى، فقال: سِنِمّار، وأنا أعرفه، فقال أرنيه، فقال: هو ذا فدفعه من رأس الأُطُم فوقع ميّتاً.
نبرس: النِّبراسُ: السِّراج.
برنس: البُرْنُس: كلّ ثوب رأسه منه مُلّتَزِق به، دُرّاعةً كانَ أو مِمْطَراً أو جُبّة. والتَّبَرْنُس: مشيُ الكلب، وإذا مشى الإنسان على نحو ذلك قيل: تَبَرْنَسَ قال «441» :
ومُستنكر لي لم أكنْ ببلاده ... ففاجأته من غربة أتبرنس
__________
(441) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول فيما بين أيدينا من مظان.(7/343)
سمسر «442» : السِّمسارُ: الذّي يَبيعُ البُرَّ للنّاس، [والسِّمْسار: فارسيّة معرّبة، والجميع: السَّماسرة] «443» .
السين واللام س مء ل، س وم ل، س ر ب ل، ب ل س ن، ب س م ل مستعملات
سمأل: السمؤال: اسم رجل. واسمألّ الظِّلُّ: قَلَص.
سومل: السَّوْملة: الفنجانة الصغيرة.
سربل: السِّربالُ: القميص، وجمعه: سرابيل.
بلسن: البُلْسُنُ: العَدَس.
بسمل: بَسْمَلَ الرّجلُ، إذا كتب: بسم الله، قال:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الدّلالُ المبسمل «444»
__________
(442) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 217.
(443) ما بين المعقوفتين من اللسان (سمسر) مما روي عن العين.
(444) التهذيب 13/ 155 والزاهر 1/ 103، واللسان (بسمل) غير منسوب أيضا.(7/344)
باب الخماسي من السين «445» طرطبيس، دردبيس، سلسبيل، فنطليس مستعملات
طرطبيس: الطَّرطَبِيسُ: النّاقة الخوّارة الحلب. والطّرطبيسُ العجوز المُسْتَرْخية.
دردبيس: الدَّرْدَبِيسُ: العجوز المسترخية، [والدردبيس: الدّاهية وهي العجوز الكبيرة] «446» .
سلسبيل «447» : السَّلْسَبِيلُ: عين في الجنّة.
فنطليس: الفَنطَلِيسُ: من أسماء الذَّكر.
تم الخماسي، وبه تم حرف السين والحمد لله كثيرا
__________
(445) لم يعقد هذا الباب في الأصول المخطوطة، فعقدناه مستهدين بخطة الكتاب العامة، وبما فعله الزبيدي في مختصر العين والأزهري في التهذيب، وكانت المفردات الخماسية قد خلطت بالرباعية بفعل النساخ، فاستخلصناها، وهي معدودة.
(446) ما بين المعقوفين تكملة من مختصر العين الورقة 217.
(447) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول فأثبتناها من مختصر العين- الورقة 217.(7/345)
حرف الزاي
بسم الله الرحمن الرحيم
باب الثنائي من الزاي
باب الزاي والطاء ز ط مستعمل فقط
زط: الزّط: جيل من السّودان، [والزّطُّ: أَعْرابُ جَتَّ بالهنديّة، وهم جيل من أهل الهند، إليهم تُنسَبُ الثّياب الزُّطيّة] «1» .
باب الزاي والراء ز ر، ر ز مستعملان
زر: الزَّرُّ: الشّلّ، وهو الطّرد، قال:
يزُرُّ الكتائبَ بالسَّيْف زَرّا «2»
وزرّه: طعنه. والزر: العض.
__________
(1) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 159.
(2) التهذيب 13/ 161 واللسان (زرر) بدون عزو أيضا.(7/347)
والزِّرُّ: جُوَيْزةُ الجيب، وجمعه: أزرار.. وأَزْرَرْتُ [القميص] ، أي: اتخذت له أزراراً. وزرّرته: علقته بالعُرَى. والزَّريرُ: نباتٌ له نَوْر أصفر يُصبغ به. والزُّرْزُور، وجمعه: زرازير: هَناتٌ كالقنابر مُلْسُ الرؤوس، تُزرزر بأصواتها زَرْزَرةً. وعيناه تَزِرّانِ في رأسه [زريراً] ، إذا توقّدتا.
رز: رَزَزْتُ السِّكِّين والسَّهْم في الحائط فارتزّ، أي: ثَبَتَ فيه. وأرزّتِ الجَرادةُ، إذا أدخلت ذَنَبها في الأرضِ لتَبِيضَ. والرِّزُّ: الصّوت تَسمْعُه من بعيد، قال «3» :
فتسمّعتْ رِزَّ الأَنيسِ فراعها ... عن ظّهْر غَيبٍ والأنيسُ سَقامُها
باب الزاي واللام ز ل، ل ز مستعملان
زل: زَلَّ السَّهْمُ عن الدِّرع زليلاً، والإنسانُ عن الصَّخرة يَزِلُّ زليلاً. فإِذا زلّت قَدَمُهُ قيل: زلّ زلاًّ وزُلولاً، وإذا زلّ في مقالٍ أو نحوه قيل: زلّ زلّة وزللا، قال سليمان بن يزيد العدوي:
__________
(3) (لبيد) ديوانه ص 311 برواية:
وتوجست ...(7/348)
وإذا رأيت ولا مَحالةَ زلَّةً ... فعلى صديقك فضلَ حِلْمِك فارْددِ
واتّخذ فلانٌ زلّةً للنّاس، أي: صنيعاً. وأزلّة الشَّيْطانُ عن الحقّ، إذا أضلّه. [والزَّليل: مشيٌ خفيفٌ، زلّ يَزِلّ زليلاً، قال «4» :
وعاديةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعتها ... فَكَلَّفْتها سِيداً أزلَّ مُصَدَّراً
لم يَعْنِ بالأزلّ الأَرْسح، ولا هو من صفة الفَرَس ولكنّه أراد: يزلّ زليلاً خفيفا] «5» . والمُزِلَّةُ: المكانُ الدَّحضُ. والمَزَلَّةُ: الزَّلَلُ في الدَّحْض. والزّلّةُ، عراقيّة: اسمٌ لما يُحمَلُ من المائدة لقريب أو صديق، وإنّما اشتُقّ ذلك من الصّنيع إلى النّاس. والإزْلالُ: الإنعامُ، من أَزْلَلْت إليه نِعْمة، أي: أَسْدَيت، واصطُنِعَتْ عنده. والأزل: الأرسح، وقد زلّ زَلَلاً، فهو أَزَلُّ، [وهي زلاءُّ] . والأَزَلُّ: الصغير المؤخر، الضخم المقدم. والسِّمْعُ الأَزَلُّ: سَبُعٌ بين الذئب والضبع.
__________
(4) التهذيب 13/ 165 واللسان (زلل) غير منسوب أيضا.
(5) ما بين القوسين مما روي عن العين في التهذيب 13/ 165.(7/349)
والزَّلْزَلة: تحريكُ الشَّيء [والزِّلزال أيضاً] . والزَّلزالُ «6» : كلمة مُشتقّة، جُعِلَت اسماً للزَّلزلة. والزَّلازل: البلايا.
لز: اللَّزُّ: لزومُ الشَّيء بالشّيء. ولِزازُ الباب: نِجافُها، وهي خَشَبَةٌ يُلَزُّ بها الباب. ورجلٌ مِلَزٌّ في خصوماتِهِ وأمورِهِ. وإنّه لَلِزازٌ خَصِمٌ، أي: شديد الخصومة، قال «7» :
لِزازُ خَصْمٍ مَعِكٍ مُمَرَّنِ
ورجلٌ مُلَزَّزُ الخَلْق، أي: مجتمع [الخلق] . ولزّه، أي: طعنه.
باب الزاي والنون ز ن، ن ز مستعملان
زن: أبو زَنَّة: كنية [القِرْد] «8» . والإزنان: الأَبْنُ، وهو مصدر المأبون.. أزنّة بخير، أي: أَبَنَهُ. وفلان يُزَنُّ بخير أو بشر. ولا يقال: يؤبن إلا بشر، قال «9» :
__________
(6) في الأصول: و (الزلزل) بدون ألف.
(7) (رؤبة) ، ديوانه ص 146 والرواية فيه:
وعض خصم....
(8) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 168 في الأصول: كنية الفرجة.
(9) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول فيما بين أيدينا من مظان.(7/350)
لا يزنّون في العشيرة بالسوء ... ولا يُفسِدون ما صَلَحا
نز: النِّزُ: ما تحلّب من الأرض من الماء. وأَنَزَّتِ الأرض، أي: صارت ذات نِزٍّ، ونَزَّت: تحلَّب منها النِّزُّ وصارت هذه الأرض منابعَ النِّزّ ومواقع الوزّ. وظليمٌ نَزٌّ: لا يكاد يستقرّ في مكان. والمِنَزُّ: مَهْدُ الصّبيّ. وغلام نَزٌّ، أي: خفيف، وغلمان نزّونَ، أي: خفاف.
باب الزاي والفاء ز ف، ف ز مستعملان
زف: زُفَّتِ العروسُ إلى زوجها زَفاً.. وتَزِفُّ الريح زفيفا، أي: تَهُبُّ هُبُوباً ليس بالشَّديد وهو ماضٍ في ذاك. وزَفَّ الطّائرُ زفيفاً ترامَى بنفسه، قال:
زفيف الزُّبانَى بالعجاج القواصفِ «10»
والزَّفْزفةُ: تحريك الرّيح يَبَس الحشيش وصوتها، قال «11» :
زفزفةَ الرّيحِ الحصادَ اليَبَسا
والزفزاف: النّعام الذّي يزفزف في طَيَرانه، يحرّك جناحيه إذا عدا وجاء فلان يَزِفّ زفيفَ النعامة، أي: من سرعته.
__________
(10) الشطر في التهذيب 13/ 170، واللسان (زفف) غير منسوب وهو (لذي الرمة) شرح ديوانه 3/ 1622 وصدره:
بوهبين لم يترك لهن بقية
(11) (العجاج) ديوانه ص 127.(7/351)
والزِّفّ: صغار ريش النّعام والطّائر. والمِزَفّة: المِحَفّةُ التي تُزَفُّ فيها العَرُوس. والقوم يزفون في مشيهم، أي: يُسرعون في سكون.
فز: الفَزُّ: وَلَدُ البقرة، قال «12» :
كما استغاث بسيء فز غيطلة ... [خاف العُيُونَ ولم يُنظَرْ به الحَشَكُ]
أفزّه يُفِزّه: أفزعه.. واستفزّه: أخرجه من داره.. واستفزّوه: ختلوه حتى ألقوه في مَهْلكة «13» .
باب الزاي والباء ز ب، ب ز مستعملان
زب: الزَّبُّ: مَلْؤُك القِرْبة إلى رأسها، [تقول: زَبَبْتها فازْدَبَّت. والزَّبابُ، خفيفةٌ: ضَرْبٌ من عظيم الجرذان. والزّبيب: معروف، والزبيبة الواحدة. وفعلُ الزّبيب: التّزبيب. والزّبيبة: قُرْحة تخرج في اليد [تسمى: العرفة] «14» .
__________
(12) (زهير) ديوانه ص 177.
(13) من اللسان (فزز) . في الأصول: في الجهل.
(14) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 172، واللسان (زبب) غير منسوب أيضا.(7/352)
والزَّبَبُ: مصدر الأَزَبّ، وهو كثرة شعر الذِّراعين والحاجبين والعين، والجميع: الزُّبّ. وبعيرٌ أزبُّ: كثير الوَبَر. والزُّبُّ: اللّحية بلغة اليمن، قال:
ففاضت دموعُ الجَحْمَتَيْن بعَبرةٍ ... على الزُّبِّ حتّى الزُّبُّ في الماء غامسُ «15»
وزُبُّ الصّبيّ: معروف، [وهو ذَكَرُهُ بلغة أهل اليمن] «16» . والتَّزبُّبُ في الكلام: التَّزَيُّد. وأبو زبّان «17» : كنية.
بز: البَزُّ: ضَرْبٌ من الثّياب. والبِزازةُ: حرفة البزّاز. والبَزّ [أيضاً] : ضرب من المتاع. والبَزُّ: السَّلْبُ، [يقال] : غَزَوْته فبززته. ويقال: من عَزَّ بَزَّ، أي: من غَلَبَ سَلَبَ. والابتزازُ: التَّجَرُّدَ من الثّياب. وابتُزَّت من ثيابها، أي: جُرِّدت. والبِزَّة: الشّارةُ الحَسَنةُ من الثياب، قال «18» :
__________
(15) التهذيب 13/ 172، واللسان (زبب) غير منسوب أيضا.
(16) من العين رواية التهذيب 13/ 172.
(17) إذا جعلناه: فعلان من (زب) . وإلا فهو من باب (زبن) : فعال.
(18) (خالد بن زهير الهذلي) ديوان الهذليين- القسم الأول ص 165.(7/353)
كنت إذا أتوته من غَيْبي ... يَشَمُّ عِطْفي ويَبُزُّ ثَوْبي
والبُزابِزُ: الشّديدُ من الرِّجال.
باب الزاي والميم ز م، م ز مستعملان
زم: زمّ: فِعْلٌ من الزِّمام، [تقول] : زَمَمْتُ النّاقة أَزُمُّها زَمّاً. والزِّمام: الخَيْط الذّي في أنفها، والجميعُ: الأزمّة. والعُصْفور يَزِمُّ بصوتٍ له ضعيف، والعِظامُ من الزنابير يَفْعَلْنَ ذلك. والذِّئب يَذْهَب بالسَّخْلة زامّاً، أي: رافعاً رأسه، وقد ازدمّ سَخْلةً فذهب بها. والزَّمْزمةُ، تَكَلُّف العُلُوج الكلامَ عند الأكل والشُّرب من غير استعمال اللّسان والشّفة، ولكنّه صوت تديره في خياشيمها وحُلُوقها. والزَّمْزَمةُ: الجماعةُ من النّاس. وزَمْزَم: بئرٌ في مَسْجِد مكّة عند البيت. والرّعد يزمزم ثمّ يهدهد، قال «19» :
هدّاً كهدّ الرّعد ذي الزمازم
__________
(19) التهذيب 13/ 175 واللسان (زمم) غير منسوب أيضا.(7/354)
مز: المِزُّ: اسم الشّيء المزيز. مزّ يَمَزُّ مزازةً، وهو الذّي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته وجودته. والمُزُّ من الرُّمّان: ما كان طَعْمُه بين حُمُوضةٍ وحلاوة. والمُزُّة: الخمرُ اللّذيذة الطّعم. وهي: المُزّاء، جعل ذلك اسماً لها، ولو كان نعتاً لقلت: مُزَّى، قال «20» :
[لا تَحْسَبَنَّ الحربَ نَوْم الضُّحَى] ... وشُرْبَكِ المُزّاءَ بالباردِ
والتَّمَزُّزُ: شُرْبُ المزّاء وأكل الرمان [المز] .. والتمزز: المصُّ. تَمَزَّزْته: تمصَّصْته قليلاً قليلاً، والمزّة: المصّة، قال أبو دواد:
تمزَّزْتها ومعي فتيةٌ ... يُميتُونَ مالاً ويُحْيُونَ مالا
الثلاثي الصحيح من الزاي
باب الزاي والطاء والراء معهما ط ز ر، ط ر ز مستعملان
طزر: الطَّزَرُ: بيت إلى الطول. [والطزر: هو النّبت الصّيفيّ] «21» فارسيّة معربة.
__________
(20) (ابن عرس) في جنيد بن عبد الرحمن المزي، كما في التهذيب 13/ 176 واللسان (مزز) .
(21) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 178.(7/355)
طرز: الطِّراز: الثّوبُ الحَسَنُ المعلّم، ومنه: رجل طرّاز مُطَرِّز، لتعليمه الثِّياب، ويقال للرّجل القديم: إنّه لمن الطِّراز الأوّل.. والطِّراز: العلَم نفسه. [والطِّراز: الموضع الذي تُنْسَجُ فيه الثّياب الجياد] «22» .
باب الزاي والدال والراء معهما ز ر د، د ر ز مستعملان
زرد: الزَّرَدُ: حِلَقٌ يُتَّخذُ منها المِغْفَر، ومنه الزّرّاد [وهو صانعه] . والزَّرْدُ: الابتلاع. ازدرد الطّعام. والزَّرْدُ الخَنْق.
درز: الدَّرز: دَرْز الثَّوْب ونحوه، وهو معرّب، وجمعُه: الدّروز.
باب الزاي والدال والنون معهما ز ن د مستعمل فقط
زند: الزَّنْدُ والزَّندة: خَشَبَتانِ يستقدح بهما، العُلْيا: زَنْد، والسُّفْلَى: زَنْدة. والزَّندانِ: عَظْمان في السّاعد، [أحدهما أرقّ من الآخر] «23»
__________
(22) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 178.
(23) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 181.(7/356)
فطرف الزّند الذّي يلي الإبهام هو الكوع، وطَرَفُ الزند الذي يلي الخنصر هو: الكُرْسُوع، والرُّسْغُ: مجتمع الزَّندين، ومن عندهما تُقْطَعُ يدُ السّارق. والمُزَنَّدُ: اللّئيم.
باب الزاي والدال والباء معهما ز ب د مستعمل فقط
زبد: الزُّبْد: زُبْدُ السَّمْن قبل أن يسلأ، والقِطْعةُ منه: زُبْدة. والزَّبَدُ: لعاب ابيض على مِشفر الجَمَل، وأكثر ما يكون في الاغتلام. والبحر واللّبن زَبَدٌ، وهو ما يرتفع فوقه إذا حلبت. أَزْبَد اللَّبَنُ والبحر. وتزبّد الإنسان: خرج على شِدْقَيْهِ زَبَدٌ من الغَضَب. والزَّبْد: الرِّفْد.. زَبَدْته [أزبِدُه] زَبْداً: رَفَدْته ووهبت له، قال زهير: «24»
أصحابُ زَبْدٍ وأيام لهم سلفتْ ... [من حاربوا أعذبوا عنهم بتنكيل]
__________
(24) ديوانه ص 311.(7/357)
باب الزاي والتاء والراء معهما ت ر ز مستعمل فقط
ترز: تَرَزَ الرَّجُلُ، إذا مات ويبس بلا روح، [والتّارز: اليابس بلا روح] «25» ، قال «26» :
[قليلُ التّلادِ غَيْرَ قوسٍ وأسهمٍ] ... كأنّ الذّي يرمي من الوحش تارزُ
وقال أبو ذؤيب: «27» :
فكبا كما يكبو فَنيقٌ تارِزٌ ... بالخَبْتِ إلاّ أنّه هو أبرعُ
باب الزاي والتاء والنون معهما ز ت ن مستعمل فقط
زتن: الزَّيْتُون من الشجر والجبل: معروف، والنّون فيه زائدة.
باب الزاي والتاء والفاء معهما ز ف ت مستعمل فقط
زفت: الزِّفْتُ: القِيرُ، ويقال لبعض أوعية الخَمْر: المُزَفَّت، ونُهي أن ينبذ فيه.
__________
(25) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 185.
(26) (الشماخ) ديوانه ص 183.
(27) ديوان الهذليين- القسم الأول ص 15.(7/358)
باب الزاي والتاء والميم معهما ز م ت مستعمل فقط
زمت: الزَّمِيتُ: السّاكن، والمُزَمَّتُ: السّاكت، وفيه زَماتهٌ، [والزِّمِّيت أيضاً] ، قال:
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامنٌ زِمِّيت «28»
باب الزاي والراء والنون معهما ز ن ر، ر ز ن، ن ز ر، ر ن ز مستعملات
زنر: الزُّنّار: ما يَتَزَنّر به أهل الذِّمة، والزُّنارة أيضاً. والزّنانيرُ: الحجارة، الواحدة: زُنَّيْرة وزُنّارة.
رزن: شيء رزين. رَزُنَ رَزانةً، وأنا أَرْزُنُهُ رَزْناً، ثَقَلْتُه بيدي لأَعرفَ ثِقَلَه. وامرأة رَزانٌ: ذات وقار وعَفاف، ورجل رزين: وقور. والأَرْزَنُ: شَجَرٌ يُتَّخَذُ منه العِصيّ.
نزر: نَزُرَ الشَّيء يَنْزُرُ نَزارةً ونزرا فهو نزر. وعطاء منزور: قليل، وامرأة نَزُورٌ: قليلة الولد، قال «29» :
__________
(28) التهذيب 13/ 186، واللسان (زمت) غير منسوب.
(29) كثير، كما في اللسان (نزر) والرواية في الأصول:
شرار الطير ...(7/359)
بُغاثُ الطّير أكثرُها فِراخاً ... وأُمُّ الصَّقْرِ مِقلاةٌ نُزُورُ
وقد يقال للقليل الكلام: نَزُور. والتَّنزُّرُ: التَّقَلُّل. ونَزَرَهُ: أَلَحَّ عليه،
وفي الحديث: لا تَنْزُروا العلماء
، أي: لا تُلِحُّوا عليهم.
رنز: الرُّنْزُ: لغة في الأُرْز.
باب الزاي والراء والفاء معهما ز ر ف، ز ف ر، ف ز ر، ف ر ز مستعملات
زرف: ناقةٌ زَرُوفٌ: طويلة الرِّجْلين، واسعة الخطو. والزَّرافةُ: دابّةٌ له خَلْق حَسَن عند الله مُسْتَشْنَع عند النّاس، شبه البعير. وأزرف القوم: أعجلوا في هزيمة وخوف وبحثوه. والزَّرافاتُ. المواكب، وكلُّ جماعةٍ زرافة وقال الحجّاج: إيّاي وهذه الزَّرافات «30» .
زفر: الزّفر: الزَّفير، والفعل: يَزْفِرُ، وهو أن يملأ صدره غمّا ثم يزفِر به، والشهيق مدُّ النَّفَس، ثمّ يزفِر، أي: يَرْمي به ويُخْرِجُه من صدره.
__________
(30) اللسان (زرف) .(7/360)
والمزفور [من الدّوابّ] : الشّديدُ تَلاحُمِ المَفاصِلِ، تقول: ما أشد زفرة هذا البعير، اي: هو مَزْفور الخَلْق. والزُّفَرُ: السّيّد. وزُفَرُ: اسم رجلٍ مدحه القَطامي. والزُّفَر: القِرْبة، والزّافر: الذي يُعِينُ على حَمْل القِربة، قال «31» :
[رِئابُ الصُّدوع غياث المضوع] ... لأمتك الزفر النوفل
والزوافر: الإماء. والزّافرة: العشيرة، [يقال] : جاء فلانٌ في زافِرته. وزافرةُ الرُّمح والسَّهْم: نحو الثّلث منه.
فزر: الفُزُور: الشقوق والصدوع، وتفزر الحائطُ والثَّوْبُ ونحوُه [إذا تشقق] «32» . والفِزْر: ابن البَبْر، والفَزارة: أُمُّه، والفِزْرة: أُخْتُه، والهَدَبَّسُ: أخوه، قال:
ولقد رأيت فَزارةً وهَدَبَّساً ... والفِزْرُ يتبع فِزْره كالضَّيْوَنِ «33»
والفازر: طريق يأخذ في رملة ودكادك ليّنة كأنّها صَدْعٌ في الأرض مُنْقادٌ طويل.. وكلّ شيء قطع شيئا فقد فزره.
__________
(31) (الكميت) التهذيب 13/ 194 واللسان (زفر) .
(32) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 191.
(33) التهذيب 13/ 190، واللسان (فزر) غير منسوب أيضا.(7/361)
وفَزارة [أبو حيّ من غَطَفان، وهو فَزارة] بن ذبيان. والفِزْر: لقبٌ لسَعْدِ بن زيد مناة.
فرز: فَرَزَ له نصيبَهُ من الدّار، أي: عزل، وقد فُرِزت فهي مفروزة وأفرزته فهو مُفْرَز. وفرزان: اسم أعجميّ من الشّطرنج.
باب الزاي والراء والباء معهما ز ر ب، ز ب ر، ر ز ب، ب ز ر، ب ر ز مستعملات
زرب: الزَّرْب والزّريبة: موضع الغنم. والزَّرْبةُ: قترة الرامي. والزرابي، وواحدتها: زُرْبِيّة: من القُطوع الحِيريّة وما كان على صنعتها.
زبر: الزَّبْرُ: طيٌّ البِئْر، تقول: زَبَرْتها، أي: طَوَيْتها. والزبور: الكِتابُ. والزّبور: اسم الكتاب الذي أنزل على داود. والزُّبْرةُ من الكاهل: الهَنَةُ النّاتئة من الأسد، وهو شَعرٌ مجتمع على موضع الكاهل منه، وكلّ شَعرٍ مجتمع كذلك فهو زُبْرة. والزُّبْرة: قِطْعةٌ من الحديد ضَخْمة. والأَزْبَرُ: الضَّخْمُ زُبرةِ الكاهلِ، والأُنْثَى: زَبْراء. وكان للأحنف خادمٌ تُسَمَّى زَبْراء، فكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجَتْ زَبْراء، فذهبت مثلا حتى قيل لكل من غضب: هاجت زَبْراؤه.(7/362)
وزبر فلان فلانا يَزْبُرُه زبراً وزبرة: انتهره. وكَبْشٌ زَبِيرٌ، أي: ضَخْم مكتنز.. وكِيسٌ زبير: أَعْجَر مملوء. وزئبر الثّوب: ما يرتفع من قُطنه، وزِئبُرُ القطيفة: ما تعلّق منها. والجميع: الزَّآبِرُ. والزِّبِرُّ: الشّديد، قال الفقعسيّ «34» :
أكونُ ثَمَّ أَسَداً زِبِرّا
رزب: المِرْزابُ: المِيزاب، والجميعُ: مَرازيبُ ومَيازيبُ. والمِرْزَبةُ: شِبْه عُصَيّةٍ من حديد، وكذلك: الإرْزَبّة، ويُخَفِّفون الباء، إذا قالوا بالميم.
بزر: البَزْرُ: كلّ حَبّ ينثر على الأرض للنّبات، [وتقول] : بَزَرْتُه وبَذَرْتُه والبَزْرُ: الهَيْجُ بالضَّرْب. والمِبْزَرُ: مثل خَشَبة القصّارين. والبَيْزَرُ أيضاً: خَشَبٌ يُبْزَرُ به الثّيابُ في الماء. وبَزْرُ الكتّان: حَبُّه. وبُزُور النبات: حبوبه الصغار.
__________
(34) هو (أبو حسان المرار بن سعيد الفقعسي) ، كما في التكملة. في التهذيب 13/ 198، واللسان (زبر) : أبو محمد ورواية التكملة (زبر) :
هيجت مني أسدا زبرا.(7/363)
برز: رجل برز، أي: طاهر الخُلُق عفيف. وامرأة برزة: موثوق برأيها، وفضلها، وعفافها. والفعل: بَرُزَ يَبْرُزُ برازة. قال العجّاج «35» في الرّجل البَرْز:
بَرْزٌ وذو العَفافةِ البَرْزيُّ
والبَرازُ: المكانُ الفضاءُ من الأرض، البعيدُ الواسعُ. وتبرّز فلان: خَرَجَ إلى البَراز. وقيل تبرّز في التَّغَوُّط، كناية عنه. أي: خرج إلى بَرازٍ من الأرض. وبَرَزُ [فلان] يَبْرُزُ بالتخفيف، أي: ظهر بعد الخفاء. وإذا تسابقت الخيلُ قيل لسابقها: قد بَرَّزَ عليها. وأبرزت الكتاب والشيء، أي: أظهرته. وكتابٌ مَبْرُوزٌ، مبرز أي: منشور، قال «36» :
أو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألواحه ... الناطق المبروز والمختوم
والبراز: المبارزة من القرنين في الحرب، وتبارزا تبارُزاً، وبارزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً.
باب الزاي والراء والميم معهما ز ر م، ز م ر، ر ز م، ر م ز، م ز ر، م ر ز كلهن مستعملات
زرم: الزَّرْمُ من السَّنانير والكِلاب: ما يَبْقَى جَعْرهُ في دُبُره، والفِعْلُ: زَرِمَ، والسِّنَّوْرُ يسمى: أزرم.
__________
(35) ديوانه ص 316.
(36) (لبيد) ديوانه ص 119، برواية:
على ألواحهن الناطق.....(7/364)
والإزرام: القطع. وأَزْرَمَ بَوْلَه: قطعه. وزَرِمَ البول نفسه: انقطع فهو زرم، قال «37» :
[أو كماءِ المثمود بعد جِمامٍ] ... زَرِمِ الدّمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورا
وزَرِمَ عطاؤُهُ، أي: قلّ.
زمر: الزَّمْرُ بالمِزمار، والجميع: المزامير.. زَمَرَ الزّامِرُ، يَزْمِرُ زَمْراً. والزِّمارُ: صوتُ النَّعام. زَمَرتِ النَّعامة تَزْمِرُ زِماراً. والزُّمرة: فَوْجٌ من النّاس، ويقال: جماعة في تفرقة، بعض على أثر بعض. والزّمّارة: الزّانية.
وفي الحديث: نهى عن كَسْبِ الزَّمّارة «38» .
رزم: الإرزامُ: صوتُ الرّعد. ورَزَمتِ النّاقة تَرْزُمُ رُزوماً، أي: قامتْ من إعياءٍ أو هُزال فهي رازمة، والجميع: رَزْمَى.. ويقال: أرزمت الناقة إرزاما، وهو صوتٌ تُخرِجه من حلقها، لا تفتح به فاها.
__________
(37) (عدي بن زيد) اللسان (رزم) ، وديوانه ص 63.
(38) حديث أبي هريرة اللسان (زمر) .(7/365)
والرِّزْمةُ من الثّياب: ما شُدَّ في ثوبٍ واحدٍ، [يقال] : رَزَّمْت الثِّيابَ تَرْزيماً.
رمز: الرمازة: من أسماء الدُّبر، والفعل: رَمُزَ يَرْمُزُ، أي: يَنْضَمُّ. والرّمز باللسان: الصّوت الخفيّ. ويكون [الرّمز] : الإيماء بالحاجب بلا كلام، ومثله الهمس. ويقال للرّجل الوقيد: ارتمز. وقد يُقالُ للجارية الغمّازة الهمّازة بعينها، واللمّازة بفمها: رمّازة، ترمز بفمها، وتغمز بعينها. ويُقال: الرَّمْز: تحريك الشَّفَتين.
مزر: المَزْرُ: نبيذ الشعير والحبوب، ويقال: نبيذ الذُّرَةِ خاصّة. والمزَارة: مصدر المَزير، وهو القويُّ النّافذُ في الأُمور. والمَزْرُ: الذّوق، والشُّرْبُ القليل، ويُقال: الشُّرْبُ بمرّة. قال «39» :
تكون بعد الحسو والتمزر ... في فمه مثلَ عَصير السُّكَّرِ
مرز: المَرْزُ: دونَ القَرْص، تقول: مَرَزَهُ مَرْزاً. وقام عُمَرُ ليصلّي على جنازة فمرز حذيفةُ يده، كأنّه أراد أن يكفّه عن الصلاة
__________
(39) في التهذيب 13/ 209: وأنشدنا الأموي. وفي اللسان (مزر) : وأنشد الأموي يصف خمرا.(7/366)
عليها، لأنّ الميّت كان من المنافقين، فأمسك عنه عمر، وكان عمر بعد ذلك لا يُصلّي على جنازة إذا لم يتابعه حذيفة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ذكرهم لحذيفة.
باب الزاي واللام والنون معهما ل ز ن، ن ز ل مستعملان
لزن: اللَّزَنُ: اجتماعُ القَوْمِ على البِئر لِلاِسْتِقاء حتّى ضافتْ بهم وعَجَزَتْ عنهم، وكذلك في كلّ أمرٍ وشدّة وازدحام.. والماء ملزونٌ، ولَزِنَ القومُ يَلزُنُونَ [ويَلْزَنون] لَزَناً ولَزْناً.
نزل: النّازلةُ: الشديدة من شدائد الدهر تَنْزِلُ بالقَوْم وجمعُها: النَّوازِل. ونزل فلانٌ عن الدّابّة، أو من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ، والنَّزْلَة: المرّة الواحدة. قال [تعالى] : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى
«40» . أي: مرّةً أُخْرَى. والنُّزُل: ما يُهيّأ للقوم والضّيف إذا نزلوا. والنُّزْلُ: رَيْعُ ما يُزْرع. والنِّزْالُ: المنازلةُ في الحرب، أن يَنْزلا معاً فَيَقْتَتِلا. ويقال: نَزالِ نَزالِ، بالكَسْر، أي: انزلوا للحرب.
__________
(40) سورة النجم 13.(7/367)
باب الزاي واللام والفاء معهما ز ل ف، ز ف ل، ف ل ز مستعملات
زلف: المَزْلَفةُ: قريةٌ تكونُ بين البرّ وبلاد الرّيف، والجميع: مَزالِف. والزَّلَفُ المصانعُ، واحدتها: زَلَفة، قال لبيد: «41»
حتّى تحيرت الدبار كأنها ... زلف وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ
والزُّلَفُ: جمع الزُّلْفَة، وهي الزُّلْفَى وهي: القُرْبة.. وزُلْفَةٌ من اللّيل: طائفة من أوّله. والزَّلَفَةُ: الصَّحْفة، وجمعها: زَلَف. وأَزْلَفْته: قَرَّبْته. وازدلفَ: اقترب، وسميت المزدلفة، لاِقْتِرابِ النّاسِ إلى مِنىً بعدَ الإفاضةِ من عَرَفات.
زفل: الأَزْفَلَةُ: الجماعةُ من النّاس.
فلز: الفِلِزُّ [والفُلُزُّ] : نُحاسٌ أبيض يجعل منه قدور عظام مُفْرَغة. وقيل: الفِلِزُّ: الحجارة. ورجل فِلِزُّ: غليظ شديد.
__________
(41) ديوانه ص 123.(7/368)
باب الزاي واللام والباء معهما ز ب ل، ل ز ب، ل ب ز، ب ز ل مستعملات
زبل: الزِّبْلُ: السِّرْقِينُ «42» وما أشبهه، والمُزْبَلةُ: مُلْقاهُ. والزَّبيل: الجِراب، والزِّنْبِيلُ أيضاً. وجَمْعُه: زنابيل، وهو عند العامّة ما يُتَّخذ من الخُوص بعُرْوتين. [وجمع الزَّبيل: زُبُل وزُبْلان] «43» .
لزب: اللَّزبُ: الأَزْبة. والأَزْب: الشِّدّة والصّلابة. ولَزَبَ لُزُوباً، أي: لزق، والطّينُ اللاّزبُ منه، قال النّابغة: «44»
[ولا يَحْسبونَ الخَيْرَ لا شَرَّ بَعْدَهُ] ... ولا يَحْسبونَ الشَّرَّ ضَرْبَةَ لازبِ
واللُّزُوب أيضاً: الضّيقُ والقَحط.
لبز: اللَّبْزُ: الأكلُ الجيّد، يقال: لَبَزَ يَلْبِزُ لبزا فهو لابز. واللّبز: ضَرْبُ النّاقةِ بجمع خُفِها ضَرْباً لطيفاً في تَحامُل، قال «45» :
خَبْطا بأخفافٍ ثقال اللبز
__________
(42) في (ط) : السرقس، وهو تصحيف.
(43) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 216.
(44) ديوانه ص 64.
(45) (رؤبة) ديوانه ص 46.(7/369)
بزل: ناقة بازل، وبعير بازل [الذّكّر والأنثى فيه] سواء، لأنّ هذا شيء ليس لها فيه فعل إنما هو بَزَل نابُه يَبْزُل بُزولا، أي: فَطَر وانشقّ، والجميع: بُزُلٌ وبُزَّلٌ في الذّكور، وفي الإناث: بُزّلٌ وبَوازِلُ وبُزّل يشتركان فيه ... وبزَل نابه ونابُه بازل. والبَزْل: تصفيةُ الشّراب ونحوه، والمِبْزَلُ: الذّي يُصَفَّى به، ويكون في مَوْضِعٍ من الوعاءِ، شِبْه طُبْيٍ فيه خَرْقٌ، فذلك نفسُه المِبزَل، وبزل الخَمْرَ وابتزلها وتَبَزَّلها: ثقب إناءها، قال:
تحدّر من نواطب ذي ابتزال «46»
والنّاطبة: شيء يُتَّخذ فيه خروقٌ كثيرة يُصَفَّى به.
باب الزاي واللام والميم معهما ز ل م، ز م ل، ل ز م، ل م ز مستعملات
زلم: الزُّلَمُ، والزَّلَمُ، وجمعه: أزلام، وهي القِداح التي لا ريش لها، كانت العرب تَسْتَقْسِمُ بها عند الأمور إذا همّ بها أحدهم، مكتوبٌ عليها: افْعَلْ.. لا تَفْعَلْ، قال «47» :
فرمى فأخطأه وجال كأنّه ... زَلَم على.... «48» الأماعز منعب
__________
(46) التهذيب 13/ 217 واللسان (بزل) من غير نسبة أيضا.
(47) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول فيما بين أيدينا من مظان.
(48) في مكان النقاط كلمة لم نتبينها، فهي في (ص) : سرز. وهي في (ط) : برز: وهي في (س) : بزو.(7/370)
أي: سريعٌ، والزَّلَمَةُ تكون للمِعْزَى متعلّقة في حلوقها كالقُرْط، فإذا كانت في الأُذُن فهي زَنَمة والنَّعْتُ: أَزْلَم وأَزْنَم والأنثى: زَلمْاء وزَنْماء. والأَزْلَم الجَذَعُ: الدَّهْرُ الشّديدُ، قال: «49»
يا بِشْرُ لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى علي يديه الأَزْلَمُ الجَذَعُ
زمل: الدّابّة تَزْمُل في عَدْوها ومشيها زَمالاً، إذا رأيتها تَتَحامَلُ على يَدَيْها بَغْياً ونشاطا، قال «50» :
تَراهُ في إحْدَى اليدين زاملا
والزاملة: البعير يُحْمَل عليه الطّعامُ والمتاعُ. والزَّمِيلُ: الرَّدِيفُ على البّعير والدّابّة هكذا يتكلّم به العرب. والازْدِمال: احتمال الشّيء كله بمرة واحدة. والتزمل: التّلفّف بالثّياب، ومنه قوله [جلّ وعزّ] : يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
«51» ، أي: المُتَزَمِّل، فأدغم التّاء في [الزّاي] «52» . والزُّمَّيْل: الرَّذْلُ من الرّجال والزُّمَّيْلَةُ والزمال أيضا، وكله قيل.
__________
(49) (الأخطل) ديوانه 1/ 365.
(50) (رؤبة) ديوانه ص 125.
(51) أول سورة المزمل.
(52) في الأصول: في الميم.. والصواب ما أثبتناه.(7/371)
والأَزْمَلُ: الصَّوْتُ، والجميعُ: الأَزامل.
لزم: اللّزوم: معروف، والفعل: لَزِمَ يَلْزَمُ، والفاعل: لازم، والمفعول: ملزم، ولازَمَ لِزاماً، وقوله [تعالى] : فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً
«53» ، قيل: [هو] يوم القيامة، وقيل: يوم بدر. والملزم: خشبتان مشدودة أوساطهما بحديدةٍ، تكون مع الصّياقلة والأبّارين يُجْعلَ في طرفها قُنّاحة فيلزم ما فيها لزوما شديداً.
لمز: اللَّمْزُ، كالغمز [في الوجه] تَلْمِزُه بفيك بكلام خفّي، وقوله [تعالى] : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ
«54» ، أي: يُحَرِّك شفتيه بالطّلب. ورجل لُمَزة: يعيبك في وَجْهك لا من خَلْفك، وهو من اللَّمْز. ورجلٌ هُمَزة: يعيبك من خلفك.
باب الزاي والنون والفاء معهما ز ف ن، ن ز ف، ن ف ز مستعملات
زفن: الزَّفْنُ، الرَّقْص. والزفن، بلغة عُمان: ظُلَّة يَتَّخِذونَها فوقَ سُطُوحِهم تَقِيهم وَمَدَ البَحْر، أي: حره ونداه.
__________
(53) سورة الفرقان 33.
(54) سورة التوبة 58.(7/372)
نزف: نُزِفَ دَمُ [فلان] فهو نزيف منزوف، أي: انقطع عنه، قال الله عز وجل: وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ
«55» ، أي: لا تَنزِف الخَمْر عقولهم. والسَّكْرانُ نزيف، أي: منزوفٌ عَقْلُه. والنَّزْفُ: نَزْحُ الماءِ من البئر أو النّهر شيئاً بعد شيء. والفعل: يَنْزِفُ، والقليل منه: نَزْفة. وأَنْزَفَ القَوْمُ: نُزِفَ ماءُ بئرهم. والنَّزفُ: الدّمع. ويقال للرجل الذّي عَطِشَ حتى يَبِسَتْ عُرُوقُه وجفّ لسانُه: نَزيفٌ، قال:
شُرْبَ النزيف ببرد ماء الحشرج «56»
والحَشْرَجُ: كُوزٌ، ويقال: بل حفيرة تُحفَرُ للماء. [وقالت بنت الجَلَنْدَى ملك عُمان حين ألبست السلحفاة حليها ودخلت البحر فصاحت وهي تقول: نَزافِ نَزافِ، ولم يبق في البحر غير قَذاف.. أرادت: انزِفْن الماءَ فلم يبقَ غيرُ غَرْفة] «57» .
نفز: نفز الظبي يَنْفِزُ نَفْزاً، إذا وَثَبَ في عَدْوه. والتَّنْفِيزُ: أن تَضَعَ سهماً على ظُفْرك، ثم تنفزه بيدك
__________
(55) سورة الصافات 47.
(56) التهذيب 13/ 226، واللسان (نزف) بدون عزو أيضا.
(57) مما روي عن العين ... في التهذيب 13/ 227، وفي اللسان (نزف) .(7/373)
الأُخْرَى، فتُديرَهُ حتى يَدُورَ فيَسْتَّبِين لك اعوجاجُه أوٍ استٍقامتُهُ.. والمرأة تُنَفِّزُ اْبنَها كأنّما تُرَقِّصُهُ. والنَّفيزةُ: زُبْدةٌ تتفرّق في المَخْض، فلا تجتمع.
باب الزاي والنون والباء معهما ز ب ن، ن ز ب، ن ب ز مستعملات
زبن: المُزابَنةُ: بيعُ التَّمْرِ في رأْس النَّخْل بالتَّمرْ. والزَّبْنُ: دفع الشَّيء عن الشيء، كالناقة تزبن وَلَدَها عن ضَرْعها برجِلْها. والحرب تزبن النّاسَ إذا صَدَمَتْهم، وحَرْبٌ زَبُونٌ. وزَبَنَهُ: مَنَعَهُ، قال:
إذا زبنته الحرب لم يَتَرَمْرَمِ «58»
وزَبِينَةُ: اسم حيّ من العَرَب. والزَّبانِيةُ: ملائكة موكّلون بتعذيب أهل النّار.
نزب: نَزَبَ تَيْسُ الظِّباء عند السِّفاد يُنْزِبُ نَزْباً ونزيبا، وهو صوته.
__________
(58) لم نهتد إلى قائل الشطر، وإلى تمام البيت.(7/374)
نبز: النبز: مصدر النَّبَز، وهو اسم كاللّقب، والتَّنْبيز: التّسمية. والأسماء على وجهين: أسماء نَبَزٍ كزيد وعمرو. وأسماءُ عامٍّ مثل فَرَس ودار ورَجُل ونحو ذلك.
باب الزاي والنون والميم معهما ز ن م، ز م ن، ن ز م، م ز ن مستعملات
زنم: زَنَمَتا العَنز من الأُذُن، وزَنَمَتا الفُوق من السَّهْم، والزَّنَمَة: اللَّحْمة المُتدلِّية في الحلق، تسمى ملازة. والزَّنَمةُ والزُّنمةُ شيءٌ واحد. والزَّنَمَةُ: سمة تحزّ ثم تُتْرك. والزَّنيم: الدَّعيّ، ومنه قوله [تعالى] : عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ «59» . والمزنّم: المُستَعْبَدُ، قال «60» :
[فإنّ نِصابي إن سألتَ ومَنْصِبي ... من النّاس] قومٌ يَقتَنُونَ المُزَنَّما
والمُزَنَّم: صِغارُ الإبل، وكلُّ مُسْتَلْحَقٍ «61» فهو مزنم.
زمن: الزَّمَنْ: من الزَّمان. والزَّمِنُ: ذو الزّمانة، والفِعل: زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزَمانة، والجميع: الزَّمْنَى في الذّكر والأنثى. وأَزْمَن الشَّيءُ: طال عليه الزمان.
__________
(59) سورة القلم 13.
(60) (المتلمس) الأصمعيات ص 244.
(61) في الأصول: مستحلق، والصواب ما أثبتناه، وهو المستحلق بالنسب.(7/375)
نزم: النَّزْمُ: شدَّةُ العضّ، والمِنْزَمُ: السِّنّ بلُغَةِ أهلِ اليَمَن كُلِّهم، قال «62» :
ولا أظنّك إن عضّتك نازمةٌ ... من النّوازم الاّ سوف تدعوني
مزن: مَزَنَ [فلانٌ] يَمْزُنُ مزوناً، إذا مضى لوجهه. والمُزْنُ: السَّحابُ، والقطعة: مُزْنة. والمازِنُ: بيضُ النَّمْل. ومازن: حيّ من تميم. [ومُزَينة: قبيلة من مضر، وهو] : مُزَينة بن أُدّ بن طابخة.
باب الزاي والباء والميم معهما ب ز م مستعمل فقط
بزم: الإبْزيمُ: ما على طَرَف المِنطَقَة، ذو لسان يدخل في الطَّرَف الآخر. ولغة فيه: إبزام. والبَزِيم: حُزْمةٌ مِنْ بقل، وكذلك: الوزيم.
__________
(62) البيت في التهذيب 13/ 233، واللسان (بزم) غير منسوب أيضا، وقد ورد فيهما في ترجمة (بزم) بالباء والزاي، أما (نزم) بالنون والزاي فقد أهملت فيهما، ولكن ترجمت بالتاج (نزم) ، وقال في التاج: إنها أهملت عند الجماعة.(7/376)
باب الثلاثي المعتل من الزاي
باب الزاي والدال و (وا يء) معهما ز د و، ز ود، ز ي د، زء د، ء ز د مستعملات
زدو: الزَّدْوُ: لغةٌ في السدو، وهو من لعب الصبيان [بالجَوْز «63» ] ، والغالب عليه الزّاي.
زود: الزّود: تأسيسُ الزّاد، وهو الطَّعام الذّي يُتَّخَذُ للسَّفَر والحَضَر. والمِزْوَد: وعاء الزّاد، وكلّ مُنْتَقلٍ بخيرٍ أو عَمَل فهو مُتَزَوِّد. وزُوَيدة: اسم امرأةٍ من المهالبة.
زيد: زِدته زيداً وزيادة. وزاد الشّيءُ نفسُه زيادة. وإبل كثيرة الزّيايد، أي: الزّيادات، قال:
ذاتِ سُرُوحٍ جمّة الزَّيايِدِ «64»
ومن قال: الزَّوائد فإنّها جماعة الزّائدة، وإنّما قالوا: الزّوائد في قوائم الدّابة، ويقال للأسد: إنّه لذو زوائد، وهو الذّي يتزيد في زئيره
__________
(63) في الأصول: المزادة، والصواب ما أثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 13/ 236.
(64) الرجز في التهذيب 13/ 235 واللسان (زيد) غير منسوب.(7/377)
وصولته. والنّاقة تتزيّد في سيرها، أي: تتكلّف فوق قدرها. والإنسان يَتَزَيَّدُ في كلامِهِ وحَديثه، إذا تكلّف فوق ما ينبغي، قال عَدّي:
إذا أنت فاكهتَ الرّجال فلا تَلَعْ ... وقلْ مثْلَ ما قالوا ولا تتزيّدِ «65»
وزيادة الكبد: قُطَيْعةٌ معلّقةٌ منها، والجميع: الزّيايد. والمَزادة: مَفْعلةٌ من الزِّيادة، والجميع: المَزايد.
زاد: الزَُؤْدُ: الفَزَعُ. زُئِدَ الرّجل فهو مزؤود.
أزد: أَزْد: حيُّ من العَرَب.
باب الزاي والتاء و (وا يء) معهما ز ي ت، ت ي ز مستعملان
زيت: الزِّياتةُ: حرفة الزَّيّات. يقال: زِتُّ رأسه فهو مَزِيتٌ وازْدَتُّ ازدياتاً، أي: ادّهنت بالزَّيت، وهو عُصارةُ الزَّيتون. وازداتَ فلانٌ، أي: ادّهَنَ بالزّيت فهو [مُزْداتٌ] «66» ، وتصغيره. بتمامه: مزيتيت.
__________
(65) ديوانه ص 105 برواية: ولا تتزند. بالنون.
(66) من التهذيب 13/ 237 عن العين. وفي الأصول مزديت.(7/378)
تيز: التّيّاز: الرّجلُ المُلَزَّزُ الذي يَتَتَيَّزُ في مشيه كأنّه يَتَقَلَّعُ من الأَرْض تَقَلُّعاً، قال القُطاميّ «67» :
إذا التياز ذو العضلات قلنا ... إليكَ إِليكَ ضاق بها ذِراعا
باب الزاي والراء و (وا يء) معهما ز ور، وز ر، ر وز
زور: الزَّور: وَسَطُ الصَّدْر. والزور: مَيَلٌ في وَسَط الصّدر. وكَلْبٌ أَزْور: استدقّ جوشنُ زَوْره وخرج كلكله كأنّه قد خُصِر جانباه، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ لا يكون معتدل التّربيع. قال أعرابيّ: الزَّوْر للزّائر، أي: صدرُ الدّجاجة للضّيف. ومَفازةٌ زوراء، أي: مائلة عن القصد والسّمت. والأَزْوَرُ: الذي ينظر إليك بمؤخّر عينه، قال «68» :
تراهنّ خَلّفُ القَوْمِ زُوراً عيونُها
والزِّيار: سِفافٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى صدر البعير، بمنزلة اللَّبَب للدّابّة، ويسمّى هذا الذي يَشُدُّ به البَيْطار جحفلة الدّابّة: زياراً. والزّوراء: مِشْرَبةٌ مُستطيلة، شبه التَلتلة، قال النابغة:
__________
(67) ديوانه ص 40.
(68) لم نهتد إلى تمام البيت، ولا إلى قائله.(7/379)
وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسكُ كارعُ «69»
والمُزَوَّرُ من الإبل: الذي إذا سَلَّهُ المُزَمِّرُ من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليقيمه، فيبقَى فيه من غمزه أثرٌ يُعْلَم أنّه مُزَوَّر. والإنسان يُزَوِّر كلاما، أي: يُقَوِّمه قبل أن يتكلّم به، قال «70» :
أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤْمنين رسالةً ... تزوّرتُها من مُحكَماتِ الرَّسائلِ
والزَّور: الذّي يزورك، واحداً كان أو جميعاً، ذكراً كان أو أنثى. والزُّورُ: قول الكَذِب، وشهادةُ الباطلِ، ولم يُشتَقّ تزوير الكلام منه، ولكنْ من تزوير الصَّدر.
وزر: الوَزَرْ: الجبل يُلْجَأُ إليه، يقال: ما لهم حِصْنٌ ولا وَزَر. والوِزْرُ: الحِمْلُ الثّقيل من الإثم، وقد وَزَرَ يَزِر، وهو: وازر، والمفعول: موزور. والوزير: الذّي يَستَوْزِرُه الملكُ، فيستعين برأيه، وحالته: الوَزارة. وأوزار الحرب: آلتها، لا تُفْرد، ولو أُفْرِد لقيل: وِزْر، لأنه
__________
(69) ديوانه ص 53 برواية في أكنافها المسك ...
(70) (نصر بن سيار) اللسان (زور) .(7/380)
يرجع إلى الحمل الثّقيل، قال الضّرير: أُفْرِده، وأقول: وَزَر، لأنّ السِّلاح وَزَرُ الرّجل وحِصْنُه، قال الأَعشَى: «71»
وأعددت للحرب أوزارَها ... رماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورا
روز: الرَّوْز: التَّجْربة [تقول] : رزت فلانا ورزت ما عنده. والرّازُ: رأسُ البنّائينَ، وحِرْفَتُهُ الرِّيازةُ، وجمعُ الرّازِ: الرَّازةُ.
زرى: الزَّرْيُ: أنْ يَزْرِيَ [فلانٌ] على صاحبه أمراً، إذا عابه وعَنَّفَهُ ليرجع فهو زارٍ عليه، قال «72» :
نُبِّئْتُ نُعمَى على الهِجرانِ زارية ... سقياً ورعياً لذاك الغائب الزاري
وإذا أَدْخَلَ الرّجلُ على غَيْرِهِ أمراً «73» فقد أزرى به وهو مُزْرٍ. والإزراء: التّهاوُن بالنّاس.
زير: الزِّير: الذي يُكْثِرُ مجالسة النّساء، والزّير مشتقّ من الفارسيّة.
__________
(71) ديوانه ص 99.
(72) لم نهتد إليه.
(73) في التهذيب 13/ 246 عن العين: وإذا أدخل على أخيه عيبا.(7/381)
زرأ: المزرىء: تأسيسُ قولك: أَزْرَأَ فلان إلى كذا، أي: صار إليه وأَوَى إليه.
زار: الزّأرة: الأجَمة ذات الحَلْفاء والقصب. وزأر الأسدُ يزأر زئيراً وزئاراً. والفَحْلُ يَزْأَرُ في هَديره زَأْراً إذا ردّه في جوفه، ثم مدّه، قال رؤبة:
يجمعن زارا وهديرا محضاً «74»
أزر: الأَزْرُ: الظّهر، وآزَرَهُ، أي: ظاهره وعاونه على أمر. والزّرع يؤازرُ بَعضُه بَعْضا، إذا تلاحق والتفّ. وشدّ فلانٌ أَزْرَه، أي: شَدَّ مَعقِدَ إزارِهِ، وائتزر أَزْرَة، ومنه قولُ الله عزّ وجلّ: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي «75» . والمِئْزرُ: الإزارُ نفسُه. آزر: اسم والدِ إبراهيمَ عليهِ السّلام.
رزا: ما رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً، أي: ما أصاب من مالِهِ شيئا. والرزء: المصيبة، والاسم: الرزيئة والمرزئة، وهذا يكون
__________
(74) ديوانه ص 80، وفيه (محضا) مصحفة إلى (مخضا) بالخاء المعجمة.
(75) سورة طه 31.(7/382)
في صعير الأمرِ وكَبيرِهِ، حتّى يُقال: إنّ فلاناً لَقليلُ الرَّزء للطّعام، وأصابه رُزءٌ عظيم من المَصائب، والجميعُ: الأَرْزاءُ، قال لبيد: «76»
[وأرى أَرْبَدَ قد فارقني] ... ومن الأَرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ
وإنّهُ لكَرِيمٌ مُرَزّأ، أي: يُصِيبُ النّاسُ من مالِهِ ونَفْعه. وقوم مُرَزَّءونَ، وهُمُ الّذينَ تُصِيبُهم الرّزايا في أموالهم وخِيارِهم.
أرز: الأَرُزّ: معروف. والأَرْزُ: شدّةُ تَلاحُمٍ وتَلازُمٍ في كَزازةٍ وصَلابةٍ. وإنّ فلاناً لأَرُوزٌ، أي: ضيّقٌ بخيلٌ شُحّاً، قال «77» :
فذاك بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرزِ
ويُقالُ للدّابة: إنّ فقارَها لآرزةٌ، أي: مُتَضايقة متشددة، قال «78» :
بآرزة الفَقارة لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ
وما بَلَغَ فلانٌ أَعْلَى الجَبَلِ إلاّ آرزاً، أي: مُنْقَبِضاً عن الانبساط في مَشيه من شِدّةِ إعيائِهِ، يُقال: أَعْيا فلانٌ فآرَزَ، أي: وَقف لا يَمضي.
__________
(76) ديوانه ص 197.
(77) (رؤبة) ديوانه ص 65.
(78) (زهير) ديوانه ص 63.(7/383)
وسُئِلَ فُلانٌ شيئاً فآرَزَ، أي: انقبض عن أن يَجُودَ به وامتنع: ومن لم يَعرِفْ هذا قال: أرّز فأخطأ مثقّلاً.
باب الزاي واللام و (وا يء) معهما ز ول، ز ي ل، ء ز ل مستعملات
زول: الزَّوْلُ: الفَتَى الخفيفُ الظَّريفُ. ووصيفةٌ زَوْلةٌ، أي: نافِذةٌ في الرَّسائِل والحَوائج. وفتيانٌ أَزْوالٌ. والمُزاولةُ: المعالجة في الأشياء. والزّوالُ: ذَهابُ المُلْك. وزوالُ الشَّمس كذلك.. زالتِ الشَّمسُ زوالاً، وزالتِ الخَيْلُ برُكبانها زوالاً، وزال زوالُ فُلانٍ وزويلُهُ، قال «79» :
هذا النّهارَ بدا لها من هَمِّها ... ما بالُها باللّيلِ زال زَوالَها
ونصب النّهارَ على الصفة «80» . اختلفوا في [ما] يعنيه، فقال بعضُهم: أراد به: أزال الله زوالها، دعاء عليها.. وقال بعضُهم: [معناه] : زال الخيالُ زوالَها، والعرب تلقي الألف، والمعنى: أزال، كما قال ذو الرمة: «81»
__________
(79) (الأعشى) ديوانه ص 27 برواية: الضم في (النهار) ، والضم والفتح في (زوالها) .
(80) يعني بالنصب على الصفة: النصب على الظرفية.
(81) ديوانه 2/ 923.(7/384)
[وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنّا وأُمُّها] ... إذا ما الْتَقَيْنا زِيلَ مِنّا زَوِيلُها
ولم يقل: أزيل.
زيل: و [يقال] : ما زالَ [فلانٌ] يَفعَلُ كذا، يريد دوام ذلك، والتزيل: التَّبايُن، [تقول] : زَيَّلْتُ بَينَهم، أي: فرّقت. وقَوْلُهم: ما زيل فلانٌ يَفعلُ ذلك لا يُرادُ به مَعْنَى مَفْعول مجهول، ولكنْ يُراد به معنى فَعَلَ فكسروا الزّاي «82» مع الياء. وبيانُ ذلك أَنّهم لا يقولون في المستقبل: ما يُزالُ، ولكنْ يَردُّونه إلى يَزالُ.
أزل: الأَزْلُ: شدّةُ الزّمانِ، [يقال] : هم في أَزْلٍ من العَيْش والسّنة، وأَزْلٍ من شَدائد البلْوَى. وأَزَلْتُ الفَرَسَ أَزْلاً: قصّرتُ حَبْله، ثم أَرْسَلته في المرعى.
باب الزاي والنون و (وا يء) معهما ز ون، وز ن، ن ز و، ز ن ي، ز ي ن، ي ز ن، ز نء، ء ز ن مستعملات
زون: الزُّونُ: مَوْضِعٌ تُجْمع فيه الأصنام وتُنصب وتُزَيَّن.
__________
(82) في الأصل: بالزاي.(7/385)
والزُّوانُ: حَبِّ يكونُ في البُرّ يُسمّيه أهلُ السَّواد «83» : الشَّيْلَم، الواحدةُ: زُوانة. والزِّوَنَّةُ: المرأة القصيرة، والرجل: زِوَنٌّ.
وزن: الوَزْنُ: معروفٌ. [والوَزْنُ: ثقل شَيءٍ بشَيْءٍ مِثْلِه، كأَوْزانِ الدَّراهم، ويُقالُ: وَزَنَ الشّيء إذا قدّره، ووزن ثَمَر النَّخل إذا خَرَصه] «84» . ووزنت الشّيء فاتّزن.. [وَزَنَ يَزِنُ وزنا] «85» . والميزانُ: ما وَزَنْت به. [ورجلٌ وَزِينُ الرّأي، وقد وَزُن وزانةً، إذا كان مُتَثَبِّتاً] «86» . وجارية مُوْزونةٌ: فيها قِصَرٌ. والوَزِينُ: الحَنْظل المطحون. كانت العَرَب تتّخذُه من هبيد «87» الحَنظَل، يَبُلُّونه «88» باللّبن، ويأكلونه.
__________
(83) في (س) من الأصول: أهل الشام، وكذلك فيما روي عن العين في التهذيب 13/ 256.
(84) ما بين القوسين من التهذيب 13/ 256، 257 عن العين.
(85) من مختصر العين- الورقة 222.
(86) مما رواه الأزهري عن العين في التهذيب 13/ 258.
(87) الهبيد: الحنظل، وقيل: حبه.
(88) مما رواه الأزهري عن العين في التهذيب 13/ 258، ومن اللسان والتاج (وزن) .(7/386)
نزو: النَّزْوُ: الوَثَبانُ، ومنه نَزْوُ التَّيْس. ولا يقال ينزو إلاّ في الدّوابِّ والشّاء والبقر في معنى السِّفاد. والنّازية: حِدّة الرَّجلِ المُتَنَزّي إلى الشَّرِّ، [ويقال] : إنّ قَلبَه لَيَنْزو إلى كذا، أي: يَنْزعُ إليه. وقَصعةٌ نازيةُ القَعْر، أي: قَعِيرةٌ، وإذا لم تُسَمِّ قعرها قُلْتَ: هي نَزيّةٌ، أي: قعيرة. والنُّزاءُ: النَّزَوانُ في الوَثَبانِ.
زني: زَنَى يزني زنا وزناء. و [هو] وَلَدُ زَنْيةٍ.
زين: الزَّيْنُ: نقيضُ الشَّيْنِ. زانه الحُسْنُ يزينه زَيْنا. وازدانتِ الأرضُ بعُشبِها، وازَّيَّنَتْ وتَزَيَّنَتْ. والزّينة جامعٌ لكُلِّ ما يتزيّن به، قال «89» :
وإذا الدُّرُّ زانَ حُسْنَ وُجُوهٍ ... كان للدُّرِّ حُسْنُ وَجهِك زَيْنا
يزن: اليَزَنيّ: ضربٌ من الأَسِنّة والرِّماح يُنسَب إلى اليَمَن. وذُو يَزَنٍ: مَلِكٌ من ملوك اليمن.
__________
(89) لم نهتد إلى القائل.(7/387)
زنا: زنَأ في الجبل يزنَأُ وزنوءاً، أي: صَعَِد، قال «90» :
أَزْنَأَني الحُبُّ في سُهى تَلَفٍ ... ما كنت لولا الرَّبابُ أزْنَؤُها
وزَنَّأْت بينَ القوم: حرّشت بينهم. والزِّناء، ممدود: الضِّيقُ والأَسْر. وأزنأ [الرَّجل] بَوْلَهُ إزناءً. وزَنَاًَ بَوْلُه يَزْنَأُ زُنُوءاً، أي: احتقن، ونُهِي أن يُصلِّيَ الرَّجُلُ وهو زَناءٌ.
أزن: الأَزَنُ: لُغَةٌ في اليَزَن، مِثْل الأَلَب في اليَلَب.
باب الزاي والفاء و (وا يء) معهما ز وف، وز ف، ف وز، ز ف ي، ز ي ف، ء ز ف مستعملات
زوف: الزَّوف: [يقالُ] : الغِلْمان يَتَزاوفونَ، وهو: أن يَجيءَ أحدُهم إلى رُكنِ الدّكّان، فيضع يَدَهُ على حَرْفه، ثم يَزُوفُ زوفةً فيستقلّ من مَوْضِعه، ويدورُ حوالَيْ ذلك الدّكّان في الهواء حتّى يَعُود إلى مكانِه، وإنّما يَتَعَلَّمُون بذلك الخِفّة للفُرُوسيّة.
وزف: وأَمّا وَزَفَ يَزِفُ وزفاً فيجري مجرى زفّ يَزِفُّ زفا، وهو
__________
(90) لم نهتد إلى القائل.(7/388)
سُرعةُ المَشْي، قال الله عز وجل [في قراءة من قرأ] : فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
«91» ، أي: يُسرِعُون.
فوز: الفَوْزُ: الظَّفَرُ بالخَيْر، والنّجاة من الشّرّ. [يقال] : فاز بالجنّةِ ونَجا من النّارِ، وقوله [جلّ وعزّ] : فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ
«92» ، أي: مَنْجاة. وفوّز الرَّجُلُ تفويزاً: رَكِبَ المفازة ومضى فيها، قال الشاعر:
لله درُّ رافعٍ أَنَّى اهْتَدَى ... [خمسا إذا ما سارها الجيش بكَى]
[ما سارها مِنْ قَبله إنسٌ يُرَى] ... فوّز من قُراقِرٍ إلى سُوَى «93»
ومنه يُقالُ لمن مات: فَوَّزَ، أي: صار في مَفازةٍ بين الدُّنيا والآخرة. ويقال: بل سُمِّيَتْ «94» ، تطيّراً من الفلاة وهي المَهلكة، كما قيل لِلّديغ: سليم. وإذا خرج قِدْح قومٍ في القمار قيل: قد فاز، قال الطِّرِمّاح: «95»
وابنِ سَبيلٍ قَرَيْتُه أُصُلاً ... من فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسوبةٍ تلده
__________
(91) سورة الصافات 94.
(92) سورة آل عمران 388.
(93) الرجز في معجم البلدان (ترجمة قراقر) 4/ 318.
(94) يعني تسمية الفلاة بالمفازة.
(95) ديوانه ص 199 برواية:
من فوز حمك....(7/389)
والفازةُ: من أَبنيةِ الحِزَقِ وغيرها تُبْنَى في العساكر.
وفز: الوَفَزَةُ: أَنْ تَرَى الإنسانَ مُستَوْفِزاً، قَدِ اسْتَقَلّ على رِجْلَيْه ولمّا يَسْتَوِ قائماً، وقد تهيّأَ للأَفز والوُثُوبِ [والمُضِيِّ] «96» ، يُقالُ: ما لي أراك مُسْتَوْفِزاً لا تَطمئنّ!!
زفي: الرِّيحُ تَزْفي الغُبارَ والتُّرابَ والسَّحابَ، وكلَّ شَيْءٍ، إذا طَرَدَته ورفعته على وجه الأرض، كما تَزْفي الأمواجُ السّفينةَ. والزَّفَيان: شِدّةُ هُبُوب الرِّيح، لأنّها تَزْفي كلَّ شيءٍ تَمُرُّ به، وتَسُوقُه معها، قال العجّاج: «97»
يَزْفيهِ والمُفَزَّعُ المَزْفيُّ ... من الجَنوبِ سَنَنٌ رَمْليُّ
زيف: [يُقال] : زافت عليهم دراهم كثيرة، وهي تَزِيف عليه زَيفا. والجَمَلُ يَزِيفُ في مَشْيِهِ زَيَفاناً. والمرأة تَزِيفُ في مَشيِها كأنّها تستديرُ. والحمامة تَزِيفُ عند الحمام الذكر، إذا تمشت بين يَدَيه مُدِلّة، أي: اقترب ودنا.
__________
(96) تكملة مما رواه الأزهري عن العين. في التهذيب 13/ 263.
(97) ديوانه ص 324.(7/390)
أزف: أزف الشيء يأزف أزفا وأزوفا. والآزفةُ القيامة. والمُتَآزِفُ: المكانُ الضَّيِّق. والمتآزف: الخَطْوُ المُتَقارِب، و [المتآزف: القَصيرُ مِن الرّجال] ، قال «98» :
فتى قد قد السيف لا متآزف ... ولا رهل لَبّاتُهُ وبآدِلُهُ
باب الزاي والباء و (وا يء) معهما ب ز و، ز ب ي، ز ي ب، زء ب، ء ز ب، ء ب ز مستعملات
بزو: أَخَذْتُ منه بَزْوَ كذا وكذا، أي: عِدْلَ كذا وكذا. والبازي يبزو في تَطاوُلِهِ وتَأَنُّسِهِ. ورجلٌ أَبْزَى، أي: في ظَهْره انحناء عند العَجُز في أصْلِ القَطَن «99» ، ورُبَّما قيل: هو أَبْزَى أَبْزَخُ كالعجوز البَزْواء البَزْخاء [التّي] إذا مشت [ف] كأنها راكعة، وقد بَزِيت تَبزَى بَزىً. والتّبازي في المشي كأنّه سَعَةُ الخطو، قال «100» :
وتَبازَيْت كما يَمشي الأَشَقّ
__________
(98) التهذيب 13/ 266 بدون عزو، وعزي في اللسان إلى (العجير (السلولي)) .
(99) في الأصول: (القطا) ، والتصويب مما رواه عن العين في التهذيب 13/ 268.
(100) في الأصول: قال (رؤبة) .. لم يكن الرجز في ديوانه، وقد ورد الرجز في اللسان (شقق) برواية: وتباريت بالراء، غير منسوب.(7/391)
وأَبْزَيْتُ بفُلانٍ، إذا بَطَشْت به وقَهَرْته.
زبي: الزُّبْيةُ: حفرة يتزبى الرجل فيها للصّيد، وتُحْتَفَرُ للذِّئب فيُصْطادُ فيها. [وقوله: بَلَغَ السَّيل الزُّبَى: يُضرَبُ مَثَلا للأمر يَتَفاقَم ويجاوز الحدّ حتّى لا يُتَلافَى] «101» . والزّابيان: نهرانِ في أسفل الفُرات «102» ، ورُبّما سمّوهما مع ما حوالَيْهما من [الأنهار] «103» : الزّوابي، [وأمّا العامّة] فيحذفون الياء ويقولون: الزّاب، كما يقولون للبازي: باز.
زيب: الأَزْيَبُ: ريحٌ من الرِّياح، بلغة هذيل أراها: الجَنوب،
وفي الحديث: إنّ لله ريحاً يُقال لها: الأَزْيَبُ «104» .
والأَزْيَبُ: الرّجلُ المتقاربُ الخَطْوِ.
زاب: الزَّأْبُ: أن تَزْأَب شيئاً، فتحتمله بمرة واحدة.
__________
(101) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 17/ 270.
(102) جاء في معجم البلدان 3/ 124: وبين بغداد وواسط زابان آخران أيضا، ويسميان: الزاب الأعلى والزاب الأسفل. أما الأعلى فهو عند قوسين، وأظن مأخذه من الفرات.. وأماالزاب الأسفل من هذين فقصبته نهر سابس قرب مدينة واسط.
(103) في الأصول: (من الأمصار) . والتصحيح مما روي عن العين في التهذيب 17/ 270 ومن اللسان والتكملة (زبي) .
(104) الحديث في اللسان (زيب) .(7/392)
وازْدأبَ الشّيءَ إذا احتمله، والازْدِئابُ: الاحتمال شبه الاحتضان، وزَأَبْتُ القِرْبةَ، أي: حملتها، وزَعَبْتُ لغة.
أزب: الإزْبُ: الذّي تَدِقُ مَفاصِله يكون [ضئيلاً] «105» ، فلا تكون زيادته في ألواحه وعظامه، ولكنْ في بَطنِهِ وسَفْلَتِهِ، كأنّه ضاويٌّ مُحْثَل.
أبز: يُقالُ: فُلانٌ يَأْبِزُ في عَدْوِهِ، أي: يَسْتَريحُ ساعة ويَمضي ساعة.
باب الزاي والميم و (وا يء) معهما وز م، م وز، ز ي م، م ز ي، م ي ز، زء م، ء ز م مستعملات
وزم: الوَزْمُ والوَزيمُ: حُزْمةٌ من بَقْلٍ، وبَعْضُهم يقولُ: وزيمة، قال:
أَتَوْنا ثائرين فلم يؤوبوا ... بأُبْلُمةٍ تُشَدُّ على وَزيمِ «106» .
والوَزْمةُ: الأَكْلةُ من اليوم إلى مثلِها من الغَد مرّة. ورجلٌ مُتَوزِّم: شديدُ الوَطْء، هذلية.
__________
(105) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 266.. في الأصول: (صبيا) .
(106) اللسان (وزم) غير منسوب أيضا.(7/393)
موز: المَوْزُ: معروف، الواحدة: مَوزة.
زيم: تزيّم اللّحْمُ يتزيّم، إذا صار زِيَماً زِيَماً، وهو شدّةُ اكْتِنازِهِ واجتماعِه، ومنه قيل: اجتمعوا فصاروا زِيَماً زِيَماً. وزِيَم: اسم فَرَسٍ سابقٍ، قال:
هذا أوان الشَدِّ فاشتدّي زِيَمْ «107»
مزي: المَزْيُ والمزيّة: تمامٌ وكمالٌ في كلِّ شيء. وفلانٌ يتمزَّى به، أي: يَتَشَبَّهُ به.
ميز: [المَيْز: التمييز بين الأشياء، تقول] «108» : مِزْتُ الشَّيء أَمِيزُهُ مَيْزاً، وقَدِ انْمازَ بَعْضُه من «109» بعض، وميّزته. وامتاز القوم: تَنَحَّى بعضهم عن بعض. وإذا أراد الرّجلُ أن يضربَ عُنُقَ رَجُلٍ يقول له: مازِ عنقك، ويقال: مازِ رأسك، أي: مُدَّ عنقك. أو يقول: مازِ ويَسْكُت من غير أن يَذْكُرَ الرأس.
__________
(107) الرجز في التهذيب 17/ 272، واللسان (زيم) ، غير منسوب أيضا.
(108) ما بين القوسين مما روي عن العين في التهذيب 17/ 272.
(109) في الأصول: (عن) .(7/394)
ويقال: امتاز القَوْم، واستمازوا، قال الله [جل وعز] : وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ «110» ، وقال الأخطل: «111»
[فإلاّ تُغَيِّرْها قريش بملكها] ... يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتمازٌ ومَزْحَلُ
زام: زأمت الرَّجلَ: ذعرته فأنا زائم، وذاك مَزْءُوم.. ولغةٌ أخرى: زَئِمَ، أي: ذُعِرَ وفَزِعَ، [يقال] : رجلٌ زَئِمٌ، أي: فَزِعٌ. والمَوْت الزُّؤام: الموتُ الوَحِيُّ.
أزم: الأَوازم، وواحدُها: آزمة: الأَنْيابُ. [وأَزَمْتُ يدَ الرّجلِ آزِمُها أَزْما. وهو أَشَدُّ العَضّ. وأَزَمَ علينا الدّهرُ يأزِمُ أَزْماً، إذا ما اشتدّ وقل خَيْرُه] . وسُئِل الحارثُ بنُ كلدة: ما الدّواءُ؟؟ قال: الأزْم، أراد به: الحِمْية، وأَلاّ يُؤْكَلَ إلا بقَدر، ومعناه القبض للأسنان، ويُقال: له أَزْمة وَوَزْمة ووجبة إذا كان له أكلة واحدة في النّهار. [وتقول: سنة أَزْمة وأزوم] «112» .
__________
(110) سورة يس 59.
(111) ديوانه 1/ 33.
(112) ما بين القوسين في هذه الترجمة فمما روي عن العين في التهذيب 17/ 274.(7/395)
باب اللفيف من الزاي ز ي ي، ز وي، وز ي، ز وز ي، وز وز، ء ز ي، زء ز، ء وز، وز ي مستعملات
زيي: الزّاي والزاء لغتان، فالزّاي ألفها يرجع في التّصريف إلى الياء، فتكون من تأليف زاي وياءين، وتصغيرها: زُيَيَّة. والزِّيّ: حُسْنُ الهيئة من اللباس، [يقال] : تزيّا فلانٌ بزيّ حَسَن، وقد زَيَّيْتُهُ تَزِيّةً.
زوي: وزَوَيْتُ الشَّيْءَ عن موضعه زَيّاً، في حال التَّنْحية وفي حالٍ الانْقِباض، كقوله «113» :
يزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عنّي كأنما ... زوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ
أي: قبض، وزوى فهو: مَزْويّ. وتزوّتِ الجِلْدة في النّار، أي: تَقَبَّضَتْ من مَسِّها. وزاويةُ البيتِ اشتُقّتْ منه، [يقال] : تَزَوَّى فلانٌ في زاويةٍ. والزاوية: موضع بالبصرة.
__________
(113) (الأعشى) ديوانه 79.(7/396)
زوزى: الزّوزاة: شِبْه الطَّرْد والشَّلِّ، [تقول] : زَوْزَيْت به. والزِّيزاةُ من الأرض: الأَكَمةُ الصَّغيرةُ، والجميعُ: الزَّيازي. والزِّيزاة: الرِّيش.
وزوز: الوَزْواز: الرّجلُ الطّائش، الخفيف في مَشْيهِ وعمله، قالت:
فلستَ بوَزْوازٍ ولا بزَوَنّكٍ ... [مكانَكَ حتّى يبعث الخلق باعثه] «114»
والزونك: القصير. الأزّ: ضَرَبانُ عِرقٍ يأتز، أو وجعٌ في خُراج. وفلان يأتزّ، أي: يجد أزّاً من الوجع. والأَزَزُ: امتلاء البيت من النّاس، يقال: البيتُ منهم أَززٌ إذا لم يكن فيه مُتَّسَعٌ، لا يشتق منه فِعْل، ولا يُجمع. والأزّ: أن تؤزّ إنساناً، أي: أن تحمله على أمرٍ برفقٍ واحتيال حتّى يفعله كأنه يزين له. أززته فائتزّ. وقوله [جلّ وعزّ] : أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
«115» ، أي: تُزْعجهم إلى المَعْصِية، و [تغريهم] بها.
__________
(114) البيت في اللسان (زنك) منسوبا إلى امرأة ترثي زوجها.
(115) سورة مريم 83.(7/397)
وأَزَّتِ القِدْرُ أزيزاً، وائتَزَّتِ ائتِزازاً. والأَزيزُ: صوتُ النَّشِيش،
وفي الحديث: لجَوْفِةِ أَزيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل «116» .
والأَزَزُ: حسابٌ من مَجاري القَمَرِ، وهو فُضُولُ ما يَدْخُلُ بينَ الشُّهورِ والسِّنين.
أزي: أَزَى الشّيء يأْزي بَعْضُه إلى بعضٍ، نحو اكْتِناز اللّحْم، وما انْضَمَّ من نحوه، قال «117» :
عضّ السِّقالِ فهو آزٍ زِيَمُهْ
زاز: [تقول] : تَزَأْزَأَ عنّي فلانٌ إذا هابك وفَرِقَ منك.. وزأزأني الخوف.
أوز: الإوَزّ: من طَيْر الماءِ، والواحدة بالهاء.. ورجلٌ إوَزٌّ، وإمرأة إوَزَّةٌ، أي: غليظة لَحِيمةٌ في غَيْر طُولٍ، لا يُحْذَفُ أَلِفُها. وإِوَزّة على فِعَلَّه، ومَأْوَزَة على مَفْعَلة، وكان ينبغي أن تقول: مَأْوَزَّة، ولكنّه قبيحٌ. ومن العَرَب من يَحْذف ألف إوَزَّة ويقول: وَزَّة، ويُقال من ذلك: موزة.
__________
(116) الحديث في التهذيب 17/ 280، واللسان (أزز) .
(117) (العجاج) ديوانه 436، برواية:
عض الصقال.(7/398)
وزي: الإيزاء: وَضْعُك شيئاً على مَصَبِّ الماءِ في مَجْراه إلى الحَوْض. أَوْزَى إيزاءً. [وأَوْزَى ظَهْرَه إلى الحائط: أسنده] ، قال «118» :
لَعمْرُ أبي عمر ولقد ساقه [المَنَى] ... إلى جَدَثٍ يُوزَى له بالأَهاضِبِ
والإزاء: مصبّ الماء في الحوض، وتقول: آزيت إذا صببت على الإزاء. وفلانٌ بإزاء فلان، إذا كان قِرْناً له. وإزاء المعيشة: ما سبّب من رَغَدها وخَفْضِها، وقوله «119» :
إزاءُ معاشٍ ما تَحُلُّ إزاءها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعِدُ
يريد: قيّمة المال. والإزاء: [المحاذاة] ، تقول: هو بإزاء فلان، أي: بحِذائه. وأَزَيتُه أَزْياً، أي: أتيتُه من وَجه مأْمَنِه لأَخْتِله. وكلُّ شيء ينضمُّ إلى شيءٍ فقد أزَى إليه يأزي أزيا. الوَزَى: من أسماء الحِمارِ المصك الشديد.
__________
(118) (صخر الغي الهذلي) ديوان الهذليين 2/ 51، والرواية فيه: ساقه (المنى) وهو المقدار، وهي موافقة لرواية اللسان (وزى) . في (ص، ط) ، وفي (س) : الصوى.
(119) (حميد بن ثور الهلالي) ديوانه ص 66 برواية:
إزاءُ مَعاشٍ لا يزالُ نطاقها ... شديدا وفيها سورة وهي قاعدا(7/399)
باب الرباعي من الزاي
الزاي والدال
زردم: الزَّرْدَمَةُ: الابتلاعُ. والزَّرْدَمةُ: موضعُ الازْدِرام في الحَلْق.
دلمز: الدُّلَمِزُ: الماضي القويّ، والدلامز أيضاً.
الزاي والراء
فنزر: الفَنْزَر، يؤنّثُ: [بيتٌ صغيرٌ] «120» يُتَّخَذُ على رأسِ خَشَبةٍ طولها ستّونَ ذراعاً، أو نحوه يكونُ الرَّجلُ فيه رَبيئةً للقوم.
زرفن: الزِّرْفِينُ والزُّرْفِينُ، لغتان: [حلقةُ الباب] «121» .
زرنب: الزَّرْنَبُ: ضَرْبٌ من الطِّيب، وقيل: الزَّرْنَب: نَباتٌ طيِّبُ الرِّيح.
زنبر: الزُّنْبُورُ: طائرٌ يَلْسَعُ. والجميعُ: زَنابير. وزَنْبَر: من أسماء الرِّجال.
__________
(120) مما روي عن العين في التهذيب 17/ 287.
(121) مما روي عن العين في التهذيب 17/ 287.(7/400)
والزَّنْبَريّةُ: الضَّخْمةُ من السُّفنُ. والزَّنْبَرِيُّ: الثّقيلُ من الرِّجال، قال:
كالزَّنْبَرِيِّ يُقادُ بالأَجْلالِ «122»
زابر: الزِّئْبُرُ: زِئْبُرُ الخَزِّ والقَطيفةِ والثَّوْبِ ونحوه. [ومنه اشْتُقَّ] : ازْبَأَرَّتِ الهِرّةُ إذا وفى شَعْرُها وكَثُر. قال المّرار بن منقذ الفقعسيّ: «123»
فهو وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرارِهِ ... وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرّ
والمُزْبَئرّ: المُقْشَعِرّ من النّاس والدّوابّ. المِرْزابُ: لغة في المِيزاب. والمِرْزَبَة: شبه عصية من حديد.
باب الخماسي من الزاي
زندبيل: الزَّنْدبيل «124» : الفِيلُ.
كمل حرف الزاي بحمد الله ومنه
__________
(122) الشطر في التهذيب 17/ 286، واللسان (زنبر) غير منسوب.
(123) اللسان (زبر) ، منسوب أيضا.
(124) الكلمة وترجمتها من مختصر العين- الورقة 223.(7/401)
حرف الطاء
باب الثنائي
باب الطاء والثاء ط ث، ث ط مستعملان
طث: الطَّثُّ: لُعْبةٌ للصّبيان، يرمون بخَشَبةٍ مُسْتديرةٍ تُسَمَّى المِطَثّة.
ثط: الثَّطَطُ: مصدر الأَثَطّ والثَّطُّ أصوب، [فمن قال: رجلٌ أثطّ] قال: ثَطّ يَثِطّ ثَطَطاً، ومن قال: رجلٌ ثَطٌّ ثَطاطةً وثطوطة، ويثط ويَثُطُّ لغتان. وقومٌ ثُطٌّ. والثَّطّاء: التي لا إسْبَ لها. والثّطّاء: دُوَيْبَّة.
باب الطاء والراء ط ر مستعمل فقط
طر: الطَّرُّ: كالشّلّ، يَطُرهمُّ بالسَّيْف طَرّاً. وسِنانٌ مَطْرورٌ وطَريرٌ: مُحدّدٌ.(7/403)
ورجلٌ طَريرٌ: ذو طُرَّة وهيئةٍ حَسَنة. وفتىً طارٌّ: طَرَّ شاربُه. وطُرَّةُ الثَّوْبِ: شِبهُ علمين، يُخاطان بجانبي البُرْد على حاشيته. وطُرّةُ الجارية: أن يُقْطَعَ لها في مُقَدَّم ناصِيَتها كالطُّرّةِ تحت التّاج. والطِّرار، وواحدها طُرّة: تتخذ من رامِكٍ تلزق بالجنبين، والطُّرور: اسمٌ منه.
باب الطاء واللام
طل: الطَّلُّ: المَطَرُ الضَّعيفُ القَطْرِ الدّائمُ، وهو أَرْسَخُ المَطَرِ ندىً. [تقول] : طَلَّتِ الأرضُ. وتقول: رَحُبَتِ الأَرْضُ وطلّتْ. ومن قال: طَلَّتِ ذهب إلى معنى: طلّت عليك السّماء، ورَحُبَتْ عليك الأرض، أي: أتّسعَتْ. والطَّلُّ: المَطْلُ للدِّياتِ وإبطالُها. والإطلالُ: الإِشرافُ على الشّيء. وطَلَلُ السَّفينة: جِلالُها، والجميع: الأَطْلال. وطَلَلُ الدّار: يُقال: [إنّه] مَوْضِعٌ في صَحْنِها يُهَيَّأُ لمجلس أهلها، قال أبو الدُّقَيْش: كأنْ يكون بفِناءِ كُلِّ حيٍّ دُكّانٌ(7/404)
عليه المأْكَلُ والمَشْرَب، فذلك الطَّلَل، قال جميل: «1»
رسمُ دارٍ وقفت في طَلَلِهْ ... كِدْتُ أَقْضي الغَداةَ من جلله
لط: اللَّطُّ: إلزاقُ الشّيء، والنّاقة تَلِطّ بذَنَبها، أي: تُلْزِقُهُ بفَرْجها وتدخله بين فخذيها. واللَّطُّ: [السّتر والإخفاء] كما [يقال] : لطّ فلانٌ الحقّ بالباطل. والمِلْطاطُ: حرفٌ من الجَبَل في أعلاه. ومِلْطاطُ البَعير: حَرْفٌ في وَسَط رأسه. والإلطاط: الإلحاح.. أَلَطّ عليه: أَلَحَّ. واللِّطْلِطُ: الغَليظ من الأَسْنان، قال جرير:
تَفْتَرُّ عن قَردِ المَنابِتِ لِطْلِطٍ ... مِثلِ العِجانِ وضِرْسُها كالحافر
واللِّطْلِطُ واللّطاء: [العجوز] الدّرداء التّي سقطت أسنانُها [وتأكّلت] وبَقِيَتْ أُصُولُها، وهي: الجَعْماءُ واللَّطْعاءُ [أيضاً] .
باب الطاء والنون ط ن مستعمل فقط
طن: الطُّنُّ: ضربٌ من التَّمْر. والطُّنُّ: الحُزْمةُ من القَصَب والحطب.
__________
(1) ديوانه- ص 188.(7/405)
والطَّنينُ: صَوْتُ الأُذُن والطَّسْت، ونحوه. وطَنَّ الذُّباب، إذا طار فَسَمِعْتَ لِطَيَرانِهِ صوتاً، قال «2» :
كذُبابٍ طار في الجَوِّ فَطَنّ
والطَّنْطَنةُ في الصّوت: الكلام الكثير. والإطنانُ: سُرْعة القطع، [يُقال] : ضربتُهُ بالسّيفِ فأَطْنَنْت ذراعَهُ، وقد طنت ذراعُه يحكي بذلك صوتَها حين قُطِعَتْ.
باب الطاء والفاء ط ف مستعمل فقط
طف: الطَّف: طَفُّ الفرات، وهو الشاطىء. والطَّفافُ: ما فوقَ المِكيال. والتَّطْفيفُ: أَنْ يُؤْخَذَ أعلاه فلا يُتَمَّ كَيْلُهُ، فهو طَفّان، والتَّجميمُ والتَّطفيفُ واحد، وإناء طفّان. وأَطَفَّ فلانٌ لفلانٍ، أي: طَبَنَ له وأَراد خَتْله. واسْتَطَفَّ لنا شيءٌ، أي: بدا لنا حدُّه. والطَّفِيفُ: الشّيء الخَسِيسُ الدُّون. والطَّفطَفَةُ: معروفة [وجمعُها: طَفاطفُ] «3» . وبعض العرب يُسَمِّي كلَّ لحمٍ مُضطرب طَفْطَفة، قال:
__________
(2) لم نهتد إلى قائل الشطر.
(3) مما روي في التهذيب 13/ 301 عن العين.(7/406)
وتارةً يَنتَهِسُ الطَّفاطِفا «4»
وقال ابو ذؤيب: «5»
قليلٌ لَحْمُها إلاّ بقايا ... طَفاطِفِ لَحْمِ ممحوصٍ مَشِيقِ
ويُرْوَى: منحوص.
باب الطاء والباء ط ب، ب ط مستعملان
طب: الطِّبُّ: السِّحْرُ، والمطبوب: المَسحُورُ. والطِّبُّ: من تَطبَّبَ الطَّبيب. والطَّبُّ: العالِمُ بالأُمِور. [يقال] : هو به طّبُّ، أي: عالم. وبعيرٌ طَبٌّ، أي: يتعاهد مواضع خُفِّه أَيْنَ يَضعُه. والطَّبَةُ: شُقَّةٌ مُسْتطيلةٌ من الثَّوْب. والطِّبَبُ: طَرائقُ شُعاع الشَّمْس إذا طلعت. والطَّبطَبة: شيءٌ عَريضٌ يُضْرَبُ بَعضُه ببعْضٍ. والطَّبطابة: خشبة عريضةٌ يلعَبُ الفارس بها بالكُرة. والمُتَطبِّبُ: الطّبيب، وقوله «6» :
__________
(4) الرجز في التهذيب 13/ 301، واللسان (طفف) ، غير منسوب أيضا.
(5) ديوان الهذليين 1/ 87.
(6) (عبيد بن الأبرص) ديوانه ص 106 برواية (فلا أحفل) في مكان (فإن البين) .(7/407)
إنْ يكنْ طِبُّكِ الفراقَ [فإن البين ... أَنْ تَعطِفي صُدُورَ الجِمالِ]
أي: طَوِيتَّكِ وشهوتكِ. والطَّبابةُ من الخُرَزِ: السَّيْر بين الخُرْزَتَيْنِ. والطَّبابة: الكُرْدة من الأرض. والطَّبابةُ: القِطْعةُ من السَّحاب، والجميعُ: طِبَبٌ.
بط: بَطَّ الجُرْحَ بطّاً، والمِبَطّ: المِبْضَع. والبطّة: الدُّبّة بلُغِة مَكّة. والبَطُّ: معروفٌ، الواحدةُ: بَطَّة. [يقال] : بطّةٌ أنثى، وبطة ذَكَر.. والبَطْبَطةُ: صوت البطّ. والبَطيطُ: العَجيبُ من الأَمر، قال:
ألم تَتَعجّبي وتَرَيْ بطيطأ «7»
باب الطاء والميم ط م، م ط مستعملان
طم: الطّمُّ: طمّ الشّيء بالتّراب، قال ذو الرُّمّة: «8»
كأنّ [أجلادَ] حاذَيْها وقد لَحِقَتْ ... أَحشاؤُها من هَيامِ الرَّمل مَطْمُومُ
__________
(7) التهذيب 13/ 303، واللسان (طيب) غير منسوب أيضا.
(8) ديوانه 1/ 424. ورواية الأصول:
كأنما جاز حاذيها....(7/408)
وطمَّ على طَمِّك، أي: جاء بأكثر ممَا في يدك. وطمّ إناءه، أي: ملأه، ويُقال: جاءوا بالطِّمِّ والرِّمِّ، في مثَل، أي: بأمرٍ عظيم «9» . والرَّجُلُ يطِمُّ في سَيْره طميماً، أي: يَمْضي ويَخِفّ. والطّامّة: التّي تَطِمُّ على ما سواها، أي: تَزيد وتَغلب. وطمّ البَحْرُ: غَلَب سائِرَ البُحُور. وبَحْرٌ طَمْطامٌ، وطَمَّ البَحرُ إذا زاد على مَجراه أيضاً، والطّمُّ: البحر. والطِّمْطِمُ، والطِّمْطِميُّ، والطُّمطُمانيُّ: هو الأَعجَمُ الذّي لا يُفْصِحُ.
مط: المطّ: سَعَةُ الخَطْو، وقد مَطّ يَمُطُّ.. وتكلّم فمطَّ حاجِبَيهِ، أي: مدّهما. ومطّ كلامَهُ، أي: مَدَّهُ وطَوَّله. والمُطَيْطاء والمُطَواء: التَّمَطّي. والمَطائِطُ: مواضِعُ حَفْرِ قَوائمِ الدَّوابِّ في الأرض، تَجْتمعُ فيها الرِّداغ، قال:
فلم يَبقَ إلاّ نُطفةٌ في مَطِيطةٍ ... من الأَرْضِ فاسْتَصْفَينها بالجحافلِ «10»
__________
(9) في اللسان (طم) : أي: بالمال الكثير.
(10) لم نهتد إلى القائل. والبيت في التهذيب 13/ 309، واللسان (مصط) مع اختلاف يسير.(7/409)
ابواب الثلاثي الصحيح من الطاء
باب الطاء والدال والراء معهما ط ر د مستعمل فقط
طرد: طَرَدْتُهُ أَطْرُدُه طَرْداً، أي: نَحَّيتْه. والطرد: مطاردةُ الصَّيد، أي: علاج أخذه. والطَّريدةُ: صَيْدٌ أقبلتْ عليه الكلاب والقوم يَطْرُدونه ليأخُذوه. والطَّريدة: قصبة يُوضَع فيها سِكِّينٌ يُبْرَى بها القِداح. والمُطارَدةُ: مُطاردةُ الفُرسان وطِرادُهم، وهو حَملةٌ بَعضِهم على بعضٍ في الحرب وغيرها. والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْعَنُ به حُمرُ الوَحْش. والرِّيحُ تَطرُد الحَصَى والجَوْلان على وجه الأرض، وهو عَصْفُها وذَهابُها بها. والأرضُ ذاتُ الآل تَطْرُد السَّرابَ طردا. وتقول: طَرَدْتُ فُلاناً فذَهَبَ، ولا يُقال: فاطَّرَد في مُطاوَعة الفعل. واطّردَ الماء: [جرى] . وجدولٌ مُطَّرِدٌ: [سريعُ الجَرْيةِ، وأمرٌ مُطَّرد] «11» : مُستقيمٌ على جهته. وأَطرُدْت فلاناً: تركته طريداً شريدا.
__________
(11) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 311.(7/410)
باب الطاء والثاء والراء معهما «12» ط ث ر، ط ر ث مستعملان
طثر: لبن خاثر طاثر، أي: عَكِرٌ. وطَثَر اللّبن: زبَّد. ورجلٌ طَيْثارةٌ «13» : لا يُبالي على من أقدم. وأسد طيثارة: لا يبالي على ما أغار.
طرث: الطُّرْثُوثُ: نباتٌ كالفُطْر مستطيلٌ دقيقٌ يَضْرِب إلى الحُمْرة، وهو دِباغٌ للمَعِدة، منه مُرٌّ، ومنه حُلْوٌ، يُجْعَلُ في الأدوية، والجميعُ: طَراثيثُ.
باب الطاء والثاء واللام معهما ث ل ط مستعمل فقط
ثلط: الثَّلْطُ: هو سَلْحُ الفيل ونحوه إذا كان رقيقا.
__________
(12) جاء في الأصول قبل هذا الباب باب زعم النساخ أنه باب الطاء والتاء والنون معهما، ولم نجد لهذا الباب أثرا في مختصر العين، ولا في تهذيب الأزهري، وتبين لنا أن مادة هذا الباب: (الانتياط) من باب المعتل فأسقطناه وسنثبته في بابه.
(13) مما رواه الأزهري عن العين في التهذيب 13/ 313، واللسان (طثر) في الأصول: (طثار) .(7/411)
باب الطاء والثاء والنون معهما ن ث ط مستعمل فقط
نثط: النَّثْطُ: خروج الكَمأَةِ من الأرض. والنَّبات إذا صَدَعَ الأَرْضَ وظهر.
وفي الحديث: كانت الأَرْضُ تميد فوق [الماء] «14» فنثطها الله بالجبال فصارت لها أوتاداً «15» .
باب الطاء والثاء والباء معهما ث ب ط مستعمل فقط
ثبط: ثَبَّطَهُ عن الأمر تثبيطاً، إذا شَغَلَه عنه.
باب الطاء والثاء والميم معهما ط م ث مستعمل فقط
طمث: الطَّمْثُ: الافتضاضُ. وطَمَثْتُ الجارية: افترعتها، وقول الله عزّ وجلّ: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ*
«16» . أي: لم يَمْسَسْهُنَّ. والطَّامث: لُغَةٌ في الحائض. وطَمَثْتُ البَعِيرَ طَمْثاً، إذا عقلته.
__________
(14) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 315، واللسان (نثط) .. في الأصول: فوق الجبال.
(15) الحديث في التهذيب 13/ 315، واللسان (نثط) .
(16) سورة الرحمن 56.(7/412)
باب الطاء والراء واللام معهما ر ط ل مستعمل فقط
رطل: الرَّطْلُ: مِقدارُ نِصفِ منٍّ، وتُكْسَرُ الرّاء فيه. والرَّطلُ من الرِّجالِ: الذّي فيه قَضافة.
باب الطاء والراء والنون معهما ط ر ن، ر ط ن، ن ط ر مستعملات
طرن: الطُّرْنُ: الخَزُّ، والطّارُونُّي ضَرْبٌ منه: [وفي النّوادر: طَرْيَنَ الشَّرْبُ، وطَرْيَمُوا، إذا اختلطوا من السُّكْر] «17» .
رطن: الرَّطانةُ: تَكَلُّم الأَعْجميّة. تقول: رأيتهما يَتَراطنانِ، وهو كلّ كلامٍ لا تَفْهَمُهُ العرب.
نطر: النّاطر: الذّي يَحْفَظُ الزَّرْعَ، سَوادية، غير عربيّة.
باب الطاء والراء والفاء معهما ط ر ف، ط ف ر، ف ط ر، ف ر ط مستعملات
طرف: الطَّرْفُ: تَحريكُ الجفون في النّظر. [يقال] : شَخَصَ بَصَرُهُ فما يطرف.
__________
(17) ما بين القوسين سقط من الأصول، وأثبتناه مما روي عن العين في التهذيب 13/ 318.(7/413)
والطَّرْفُ: اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يجمع. والطَّرْفُ: إصابتُك عيناً بثوبٍ او غيره، والأسم: الطُّرفة. [تقول] : طُرِفَتْ عَيْنُه، واصابتها طُرفة. وطَرَفَها الحزنُ بالبُكاء. قال «18» :
والعَيْنُ مطروفةٌ إنسانُها غرِقُ
وقال «19» :
فلا يَغُرُّك من فتاةٍ ضِحكُها ... واعْمَدْ لأُخْرَى صامتٍ ما تَطْرِف
طرح الهاء من صامتٍ على لزوم الصّموت كالطّبيعة فيها، كما يقال:
تصلّي صلاةَ الصُّبْح والشَّمْس طالعٌ ... وتَسْجُدُ للرَّحْمن والقلبُ كاره
طرح الهاء من (طالع) لِلُزُوم الطّلوع لها طوعاً أو كرهاً. ومُنْتَهى كلِّ شيء طَرَفُه. والأطراف: اسم الأصابع، لا يُفْرد إلا بالإضافة إلى الإصْبَع، يقال: أشار بطرف إصْبَعه، قال «20» :
يبدين أطرافا لطافا عنمه
وأطراف الأرض: نواحيها، الواحدُ: طَرَف. والطَّرَفُ: الطّائفة من الشَّيء، [تقول] : أصبت طَرَفاً من الشّيء. والطَّرَفُ: اسم يجمع الطَّرْفاء، قلّما يستعمل إلا في الشعر،
__________
(18) لم نهتد إلى القائل.
(19) لم نهتد إلى القائل.
(20) (رؤبة) ديوانه ص 150.(7/414)
الواحدة: طَرَفة، وجمع ذلك: الطَّرْفاء، ممدودٌ، وقياسُه: قَصَبةٌ وقَصَبٌ وقَصْباء، وشَجَرةٌ وشَجَرٌ وشجراء. والطِّرْفُ: الفَرَس، تقول: هو كريمُ الأطراف، يعني: الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتطرِف، ليس من نِتاج صاحبه، الأنثى: طِرْفة، قال:
وطِرْفةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجاً «21»
وقد يُوصفُ بالطِّرْفة النَّجيب والنَّجيبة، قال حسّان:
نحثُّ الخَيْلَ والنُّجُبَ الطُّرُوفا «22»
والطِّرْفُ من مال الرّجل، هو: الطّارف والمستطرف الذي قد استفاده، ولم يكن أَصْليّا من مِيراثٍ ولا اعتقار قبل ذلك، والطّارف في الكلام أحسن. وفي الشِّعر الطّرف والطارف والطّريف سواء، قال:
بَذَلت له من كلّ طِرْفٍ وتالدِ «23»
والشّيء الطّريف: المُستحدث المُسْتطرف، وهو الطّريف وما كان طريفاً، ولقد طَرُف يَطْرُفُ، والأسم: الطُّرْفة. وأطرفته شيئاً لم يملكْ مِثلَه فأعجبه. وإِبِلٌ طَوارف: تَطْرَف مَرْعى بَعْد مَرْعى، إذا أَكْثَرتْ من ذا ثمّ تتناول من غيره، قال:
__________
(21) (العجاج) ديوانه ص 386، والرواية فيه: مدرجا، وما في التهذيب 13/ 322، واللسان (طرف) مطابق لرواية العين.
(22) لم نقف عليه، ولم نجده في ديوانه (صادر) .
(23) لم نهتد إلى القائل.(7/415)
إذا طَرِفتْ في مَرْبع بَكَراتها ... أوِ استأخرتْ عنها الثِّقال القناعِسُ «24»
وناقةٌ طَرِفة: لا تَثْبُتُ في مَرْعى واحدٍ، إنّما تتطرّف من النّواحي. ورَجُلٌ طَرِف: لا يَثْبُتُ على امرأةٍ ولا على صاحبٍ. وسباعٌ طَوارِفُ: تشلُّ الصَّيْد، قال:
تنفي الطوارف عنه دعصّا بَقَرٍ «25»
والطِّراف: بَيْتٌ سماؤه من أدم، وله كسرانِ، وليس له كِفاء، وهو ضربٌ من الأبنية للأعراب، قال طرفة: «26»
رأيتُ بني غَبْراءَ لا يُنكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد
والمِطْرَفُ: ثوبٌ كانت الرّجالُ والنِّساءُ يَلبَسونه، والجميعُ: مَطارِف، قال:
فلو أنّ طرفاً صاد طرفا بطَرْفه ... لصدّت بطرفي طرف ذاتِ المطارفِ «27»
وأَطرَفْتُ شيئاً، أي: أَصبَتْه، ولم يكنْ لي. وبَعيرٌ مُطَّرَفٌ، أي: أُصِيبَ من قوم آخرين، قال «28» :
__________
(24) (ذو الرمة) ديوانه 2/ 1139.
(25) لم نهتد إلى قائل الشطر ولا إلى تمامه.
(26) معلقته ديوانه ص 27.
(27) لم نكد نقف عليه في غير العين، ولم نهتد إلى القائل.
(28) (ذو الرمة) ديوانه 1/ 382.(7/416)
كأنني من هوى خرقاء مطرف ... دامي الأظل بعيد الشأو مهيوم
طفر: الطفر: وُثُوبٌ في ارتفاع، كما يطفر الإنسان حائطا، أي: يثبه إلى ما وراءه. وطَيْفور: طُوَيْئِرٌ صغير.
فطر: الفُطرُ: ضربٌ من الكَمْأَة، وهو المروزي ونحوه، الواحدة بالهاء والفُطْرُ: شيءٌ قليل من اللّبن يُحْلَبُ ساعتئذٍ، تقول: ما احتلبناها إلاّ فُطْراً، قال المرّار:
عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُرْ «29»
وفَطَرْتُ النّاقةَ أَفطِرُها فَطْراً، أي: حلبتُها بأَطْرافِ الأَصابِع، قال [الفرزدق:] «30» :
[شغارة تقذ الفَصِيلَ برِجْلها] ... فَطّارةٍ لقَوادِمِ الأَبكارِ
وفطر ناب البعير: طَلَع. وفَطَرْتُ العَجينَ والطِّينَ، أي: عَجَنْته واختبزته من ساعتِهِ، وإذا تركتَه ليَختمِرَ قلت: خَمَّرْته، وهو الفَطِير والخمير.
__________
(29) التهذيب 13/ 325، واللسان (فطر) .
(30) ديوانه 1/ 361 (صادر) ، في الأصول: قال (جرير) .(7/417)
وفَطَر اللهُ الخَلْق، أي: خَلَقَهم، وابتدأَ صَنْعة الأشياء، وهو فاطرُ السّماواتِ والأرض. والفِطرة: التي طُبِعَتْ عليها الخليقة من الدّين. فَطَرَهُمُ الله على معرفته برُبُوبيّته. ومنه:
حديث: النبيّ صلّى الله عليه وكل مولودٍ يولد على الفِطْرة حتّى يكون أبواه يُهَوِّدانهِ وينصرانه ويمجسانه «31» .
وانفطر الثَّوْب وتفطَّر، أي: انشقّ. وتَفَطَّرتِ الجبالُ والأرض: انصدعت. وتفطرت يده، أي: تَشَقَّقَت. وفَطَرْتُ إصبَعَهُ، أي: ضربتها وغمزتها فانفطرتْ دماً، قال خلف:
وأرنبةٍ لك مُحْمَرةٍ ... نكاد نفطِّرُها باليد
وفَطَرْت وأَفْطرتُ الرّجلَ وفطّرته. كلٌّ يُقال من الفطر بمعنى تَرْك الصَّوْم.
وفي الحديث أَفطَر الحاجمُ والمَحْجُومُ «32» .
فرط: الفَرْطُ: الحِينُ من الزَّمانِ «33» . والفَرَطُ: ما سبق من عمل وأجر. وفُرِطَ له ولدٌ: [مات صغيراً] .
وفي الدّعاء: اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً
[أي: أجراً يتقدّمُنا حتى نرد عليه] «34» .
__________
(31) الحديث في التهذيب 13/ 326، واللسان (فطر) مع شيء من الاختلاف في عبارة النص.
(32) اللسان (فطر) .
(33) من (س) .. في (ص وط) : الحين من الزمان بعد الحين.
(34) من اللسان (فرط) لتوضيح القصد. وينظر الزاهر 1/ 412.(7/418)
والفارِطُ: الذي يسبِق القوم إلى الماء. والفارطانِ: كوكبانِ مُتباينانِ أمامَ سرير بناتِ نَعْش، شُبِّها بالفارط الذي يبعثه القوم لحَفْر القَبر، قال أبو ذؤيب: «35»
وقد بعثوا فُرّاطَهُم فتأثّلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد
وأفراط الصّباح: أَوائلُ تَباشِيره، الواحدُ: فُرطٌ، قال «36» :
باكَرْتُهُ قبل الغَطاط اللُّغَّطِ ... وقَبلَ جَوْنِيِّ القَطا المُخَطَّط
وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ
وفَرَطَ إلينا من فُلانٍ خيرٌ أو شرٌّ، أي: عَجِلَ، ومنه قوله [جل وعز] : إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا، أَوْ أَنْ يَطْغى
«37» ، أي: يَسْبق ويَعجَل. وفرّط علينا، أي: عَجَّل علينا بمكروه. والإفراطُ: إعجالُ الشّيء في الأَمْر قبل التَّثبُّت. وأَفْرَط [فُلانٌ] في أمرِهِ، أي: عَجِل فيه وجاوز القَدْر. والسَّحابةُ تُفرِطُ الماءَ في أوّل الوسمّي، إذا عجّلتْ فيه. قال كَعْب بن زُهَير: «38»
تجلو الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَةُ ... من صَوْبِ سارية بيض يعاليل
__________
(35) ديوان الهذليين 1/ 122.
(36) (رؤبة) ديوانه ص 84.
(37) سورة طه 45.
(38) ديوانه ص 7.(7/419)
والفَرَطُ: الأَمْر الذّي يُفَرِّط فيه صاحبُه، وتقول: كلّ أمرٍ من فلانٍ فَرَط. وفرّط فلانٌ في جَنب الله، أي: ضَيَّع حظّه من عندِ الله في اتّباع دينه ورضوانه. وفرّط اللهُ عنه ما يكرهُ، أي: نجّاه، يستعمل في الشِّعْر. وكلّ شيءٍ جاوز قدره فهو مُفْرِطٌ. طُولٌ مُفْرطِ، وقِصَرٌ مُفرِط. وتفارطته الهُمومُ، أي: لا تُصيِبهُ الهمومُ إلاّ في الفَرْط. وفَرَسٌ فُرُطٌ: [السّريع] الذي يتقدّم الخيلَ ويَسبِقُها، قال لبيد: «39»
[ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي] ... فُرُطٌ، وِشاحي، إذ غدوتُ، لجامُها
باب الطاء والراء والباء معهما ط ر ب، ر ط ب، ب ط ر، ر ب ط مستعملات
طرب: الطَّرَب: الشَّوْق. والطَّرَب: ذَهابُ الحُزن، وحُلولُ الفَرَح. طَرِب يَطْربُ طَرَباً فهو طَرِبٌ. وطَرَّب في غِنائه تطريباً، [إذا رَجَّع صَوْتَه] «40» ، وأَطْرَبَني هذا الشَّيءُ.
__________
(39) ديوانه ص 315.
(40) من التهذيب 13/ 335.(7/420)
والأَطْرابُ: نُقاوةُ الرَّياحينِ، وأذكاؤها. واستعمل الطّربُ في الإبل في قوله:
..... كالإبل الطِّراب «41»
أي: طَرِبَتْ للحُداء. واسْتَطْرَبَ القَوْمُ، أي: طَرِبوا للَّهوِ طَرَباً شَديداً «42» .
رطب: الرُّطَبُ، والواحدةُ: رُطْبَةٌ: النَّضيجُ من البُسر قبل إتمارِهِ. وقد أرطبت النخلة، و [أرطب] البُسْرُ: [صار رُطَباً] ، وأرطب القَوْمُ: [أرطب نَخْلُهم] . ورَطَّبْتُ [القوم] ترطيباً: أطعمتهم رُطَباً. والرُّطْبُ: الرِّعي الأَخضر من البُقول والشَّجَر، اسمٌ جامع لا يُفْرَدُ. وأرضٌ مُرْطبة، مُعْشِبة: ذاتُ رُطَبٍ وعُشب. والرُّطْبُ: النّاعمُ. وجاريةٌ رَطْبةٌ: رَخصة. والرَّطْبُ: الشّيء المبتلّ بالماء، والشّيء الرَّخْص في المِمضَغة. والرَّطْبةُ: روضةُ الفِسْفِسة ما دامتْ خضراء، والجميعُ: الرِّطاب. والرَّطابةُ: مصدرُ الرَّطب، وقد رَطُبَ يَرْطُبُ رَطابة، وقد يقال للغُلام الذي فيه لِينٌ: إنّه لَرَطبٌ.
__________
(41) يبدو أنه شيء من بيت لم نهتد إليه، ولا إلى قائله.
(42) جاء بعد هذا: ترجمة (طرطب) وهي من الرباعي، فآثرنا نقلها إلى بابها وسنثبتها فيه إن شاء الله.(7/421)
بطر: البَطَرُ، في معنىً، كالحَيرة والدَّهَش، يُقالُ: لا يُبْطِرنّ جهلُ فلان حِلْمك، أي: لا يُدْهِشك. وفي معنىً: كالأَشَر وغَمْط النّعمة، يقال: بَطَر فلانٌ نِعْمةَ الله، أي: كأنّه مَرِح حتّى جاوز الشُّكْرَ فتركه وراءه. والبَيطَرةُ: مُعالجةُ البَيْطار الدّوابّ من الدّاء، قال «43» :
شك الفريصة بالمدرى فأنفذها ... شك المبيطر إذ يشفي من العَضَدِ
وقال الطِّرمّاح: «44»
[يَساقِطَها تَتْرَى بكلّ خميلةٍ] ... كبَزْغِ البِيطَرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ
وهو يُبَيطِرُ الدَّوابَّ، أي: يُعالجها. ورجلٌ بِطْريرٌ، وامرأة بِطْرِيرةٌ، وأكثرُ ما يُقالُ للمرأة. قال أبو الدُّقَيش: هي التّي قد بَطِرت حتى تمادت في الغَيّ.
ربط: ربط يربِطُ رَبطاً. والرِّباط: هو الشَّيءُ الذّي يُرْبَطُ به، وجَمْعُه: رُبُط. والرِّباط: ملازمة ثغر العدو، والرجل مرابط.
__________
(43) (النابغة) ديوانه ص 10.
(44) ديوانه ص 509، وفيه:
كطعن البيطر..(7/422)
والمرابطات: الخيول [التي رابطت] «45» ،
وفي الدّعاء: اللهمّ انْصُرْ جيوشَ المسلمين، وسَراياهُم ومرابطاتهم
، يريد: خيلهم المرابطة، وقوله [جل وعز] : صابِرُوا وَرابِطُوا
«46» ، يريد: رباط الجهاد، ويقال: هو المواظبة على الصّلواتِ الخَمس في مَواقيتها. والرِّباطُ: المُداومةُ على الشّيء. ورجلٌ رابط الجأش، ورَبَطَ جَأْشُه، أي: اشتدّ قلبُه وحَزُم فلا يَفِرُّ عندَ الرَّوْع، كما قال لبيد: «47»
رابط الجأش على فرجهم ... أعطف الجون بمربوع متل
وارتبطتُ فرساً، أي: اتّخذته للرباط. و [يقال] : ربط الله بالصبر على قلبه.
باب الطاء والراء والميم معهما ط ر م، ط م ر، ر ط م، ر م ط، م ط ر، م ر ط كلهن مستعملات
طرم: الطِّرْمُ في قولٍ: الشَّهْد، وفي قولٍ: الزُّبد. قال الشّاعر:
[فمِنْهُنَّ من يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ] ... ومِنْهنَّ مِثْلُ الشَّهْد قد شيب بالطرم «48»
__________
(45) من اللسان (ربط) .. في الأصول: (الذين رابطوا) .
(46) سورة آل عمران 200.
(47) ديوانه ص 186.
(48) اللسان (طرم) غير منسوب أيضا.(7/423)
يعني: الزُّبد. وقال:
[فأُتينا بزغبد وحَتيٍّ] ... بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ «49»
والطُّرْمُ: الكانون. والطُّرْمة: البَثرة في وسط الشَّفَة السُّفْلَى، والتُّرفةُ في العُليا، فإذا جمعوا قالوا: طُرْمتين، بتغليب الطُّرْمة على التُّرْفة. والطِّرْيَمُ: السَّحابُ الكَثيفُ، قال رؤبة «50» :
في مُكْفِهرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبثِ
وقيل: الطِّرْيَم ما يكونُ فوقَ الماءِ من دمن وغُثاء. والطُّرامة: خُضرة في الأسنان، وقد أَطْرَمَتْ أَسْنانُه. والطّارمة، دخيل: وهو بيت كالقُبّة، من خشب.
طمر: طَمَرَ فلانٌ شيئاً، أي: خَبَّأَهُ حيثُ لا يُدْرَي. والمَطمورةُ: حُفْرة، أو مكانٌ تحت الأرض قد هيىء خفيّاً، يُطمَرُ فيه طعام أو مال «51» . والطِّمْرُ: الثّوبُ الخَلَق. والطُّمرورُ: نعت الفَرَس الجواد.
__________
(49) اللسان (طرم) غير منسوب أيضا.
(50) ديوانه ص 171.
(51) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 343. في الأصول: أو ماء.(7/424)
والطُّمُور: شِبْهُ الوُثُوب. وطامِرُ بن طامِر، أي: بُرْغُوث بن بُرْغُوث.
رطم: رَطَمْتُ الشَّيء رَطْمأ فارْتَطَم، أي: أَوْحَلْتُه فوَحِلَ. وارتطم فلانٌ في أَمْرٍ فلا مَخْرَج له منه. والرَّطوم: من نعت الحر الكبيرة الواسعة.
رمط: الرَّمطُ: مَجمَعُ العُرْفُط ونحوه من شَجَر العِضاه كالغيضة. وأنكره بعضٌ وقال: إنّما هو الرَّهَط والرّهاطة، وهو ما اجتمع من العُرْفُط.
مطر: المَطَرُ: الاسم [وهو الماء المُنْسَكِبُ من السَّحاب] ، والمَطرُ: فِعْلُهُ. والمطرة: الواحدة. ويوم مَطيرٌ: ماطِرٌ. ووادٍ مَطيرٌ: ممطور. ومَطَرَتْنا السّماءُ تَمْطُرُهُمْ مَطَراً، وأَمطَرَتْهُمُ [السّماء] وهو أَقْبَحُهُما. وأَمطَرهم اللهُ مَطَراً أو عذاباً. ورجلٌ مُستَمطِرٌ: طالبُ خيرٍ من إنسانٍ. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: قد احتاج إلى المَطَر، وإن لم يُمْطَرْ، قال خُفاف [بن نُدبة:](7/425)
لم يكس من وَرَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عودا «52»
يصف القَحْط، وقال رؤبة: «53»
والطَّيرُ تَهْوِي في السّماء مُطرَّا
يعني: مسرعة. وجاءتِ الخَيلُ مُتَمَطِّرة، [أي: مسرعة] يَسبِقُ بعضُها بعضاً.
مرط: المَرْطُ: نتفُك الشَّعر والرِّيش والصّوف عن الجسد، [تقول] : مَرَطتُ شَعْرَهُ فانمرط، وقد تَمَرَّط الذِّئب إذا سقط شَعْرُهُ وبقي شيء قليل، فهو أَمْرَطُ. والأَمْرَطُ: من لا شَعر على جَسَدة إلاّ قليل، فإنْ ذهَبَ كُلُّه فهو أَمْلَطُ، وقد مَرِط مَرَطأ. وسَهْمٌ أَمرَطُ: سَقَطَ قُذَذُه. وسَهمٌ مِراطٌ: لا ريشَ عليه والجميعُ [مرُط] «54» ، وقيل: قد يُقالُ: سهم مُرُط، وجَمعُه: أمراط، قال ذو الرُّمّة:
.... كالقِداح الأمراط «55» ....
والمُرَيطاء: ما بين الصدر إلى العانة.
__________
(52) الشطر في التهذيب 13/ 343، واللسان (مطر) .
(53) ديوانه ص 174.
(54) مقتضى القياس. وفي الأصول: مرطه.
(55) هذا شيء من بيت لم نهتد إليه في ديوانه، ولا في المظان المتيسرة. في (ص وط) من الأصول: الأقداح الأمراط.(7/426)
والمُرُوطُ: سُرعة المَشْي والعَدْو، والخيل يَمْرُطنَ مروطأ. وفَرَسٌ مَرَطَى: سريع، وهو يَعْدُو المَرَطَى: [وهو ضرب من السير] ، قال:
يَعْدُو بيَ المَرَطَى والريح معتدل «56»
والمرط: رِداءٌ من صُوفٍ أو خَزٍّ أو كَتّان، وجَمْعُه: مُرُوط.
باب الطاء واللام والنون معهما ن ط ل مستعمل فقط
نطل: النّاطل: مِكيالٌ يُكالُ به اللَّبَن ونَحْوُه، وجَمْعُه: النّواطل والنَّيْطل: الدّاهية الشّنعاء، والجميعُ: النَّياطِلُ. والنِّئْطِلُ [أيضاً] مهموز.
باب الطاء واللام والفاء معهما ط ل ف، ط ف ل، ل ط ف، ف ل ط مستعملات
طلف: الطَّلفُ: شِبْهُ الأخذ، وقيل: الطَّلْفُ: الفَضْلُ، وهو زيادة تفضّل. وقيل: هذا الشَّيء طَلْفٌ، أي: مجّانٌ. ويقال: أَطْلِفْني،
__________
(56) صدر بيت لم نهتد إلى تمامه، ولا إلى قائله، غير أن في اللسان بيتا يشبهه (لطفيل الغنوي) ، وهو قوله:
تقريبه المرطى والجوز معتدل ... كأنه سبد بالماء مغسول
والتقريب ضرب من العدو، فلعله هو باختلاف في الرواية.(7/427)
[و] «57» أَسْلِفني، فالطّلفُ: العطاءُ المجّان، والسَّلَفُ: الذّي يُقْتَضَى. [ويُقال] : أَطْلَفَه وأَطْلَفَ عليه، أي: أعطاه مجانا، وأفضل عليه.
طفل: غلامٌ طَفلٌ، إذا كان رَخْصَ القَدَمَيْن واليَدَين. وامرأة طَفْلَةُ الأَنامِلِ، أي: رَخْصَتُها في بياض، بيّنة الطُّفولة، قال الأعشى: «58»
حرةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخاماً تكُفُّهُ بخِلالِ
والفِعْل: طَفُل يَطْفُل طُفُولةً، مثل: رُخُوصة ورَخاصة. والطِّفلُ: الصَّغير من الأولاد للنّاس والبَقَر والظِّباء ونحوها. وتقول: فعل ذلك في طفولته، أي: هو طِفْل ولا فِعْل له، لأنّه ليس له قَبْلَ ذاك حالٌ فتحوّل منها إلى الطُّفُولة. وأَطفَلَتِ المرأةُ والظّبيةُ [والنَّعم] «59» إذا كان معها وَالَدٌ طِفْلٌ، فهي مُطْفِلٌ قال لبيد: «60»
فَعَلا فُرُوع الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها
أَدْخل النّعامَ اضطراراً إلى القافية.
__________
(57) من اللسان (طلف) . في الأصول: (أي) ، وهو لا ينسجم مع ما بعده.
(58) ديوانه ص 5.
(59) زيادة مما روي عن العين في التهذيب 13/ 348.
(60) ديوانه ص 298.(7/428)
والطَّفَلُ: طَفَلُ الغَداةِ وطَفَلُ العشّي من لَدُنْ [أن] تَهمّ الشَّمسُ بالذّرور إلى أن يَسْتمكِنَ الصُّبح من الأَرض. طَفَلتِ الشّمْس تَطْفُلُ طَفْلاً. ثم تُضِيءُ وتُصبح، ويقال: طَفَّلَتْ تطفيلاً، أي: وَقَع الطَّفَل في الهواء، وعلى الأرض وذلك بالعَشيّ، قال لبيد: «61»
فتدلَّيْتُ عليه قافلاً ... وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ
والتَّطْفيلُ من كلام العرب «62» : أن يأتيَ الرَّجلُ وليمة أو صنيعا لم يُدْع إليه، فَكُلُّ من فَعَل فِعْلَهُ نُسِبَ إليه، وقيل «63» : طُفَيليٌّ.
لطف: اللَّطَفُ: البِرُّ والتَّكْرِمةُ. وأمٌّ لطيفةٌ بوَلَدها تُلْطِفُ [إلطافاً] . واللَّطَفُ: من طُرَفِ التُّحَف ما أَلطَفْت به أخاك ليَعْرِفَ به بِرَّك. وأنا لطيف بهذا الأمر، أي: رفيق بمُداراته. واللّطيف: الشّيء الذي لا يتجافى، من الكلام وغيره، والعود ونحوه، كلامٌ لطيفٌ، وعودٌ لطيفٌ، لَطُفَ لَطافةً.. وإنّ فيها لَلَطافةَ خَلْق: غير جسيمة.
__________
(61) ديوانه ص 189.
(62) فيما روي عن العين في التهذيب 13/ 349: من كلام أهل العراق.
(63) من (س) . في (ص) و (ط) : ويقال.(7/429)
فلط: أَفْلَطَني، في لغة تميم: بمعنَى أَفْلَتني، وهي قبيحةٌ. ولَقِيتُ فلاناً أَفْلاطاً، أي: بغتةً.. هُذَليّةٌ.
باب الطاء واللام والباء معهما ط ل ب، ط ب ل، ب ط ل، ل ب ط، ب ل ط مستعملات
طلب: الطَّلَبُ: مُحاولةُ وجدانِ الشَّيء. والطِّلبة: ما كان لك عندَ آخَر من حقٍّ تُطالِبهُ به. والمُطالَبةُ: أن تُطالبَ إنساناً بحقٍّ لك عنده، ولا تزال تُطالبه وتتقاضاه بذلك. والغالب في باب الهَوَى: الطِّلاب والمعنى واحد. والتَّطَلُّبُ: طلب في مُهْلة من مواضع. وكلأ مطلب: بعيد المطلب، وقد أَطلَبَ الكَلأُ، أي: تباعد وطلبه القوم. والمُطَّلِب: ابنُ عَبْد مَناف.
طبل: الطَّبْلُ: معروف. وفِعْلُهُ: التَّطْبيلُ، وحِرفتُه: الطِّبالة، ويجوز: طَبَل يَطْبُلُ، وهو ذو الوَجهِ الواحد والوجهين. ويقال لكثير الكلام الكَذِب: لا تُطَبِّلْ علينا.
بطل: بَطَلَ الشّيء يَبطُلُ بُطْلأ، أي: ذهب باطلاً.(7/430)
والباطلُ: نقيضُ الحقّ، قال النّابغة: «64»
[لعَمري، وما عَمْري عليّ بهَيِّنٍ] ... لقد نَطَقَتْ بُطْلاً عليّ الأقارعُ
وأَبْطلته: جعلته باطلاً. وأَبْطَلتُ: جئت بكَذِبٍ، وادّعيتُ غَيْرَ الحقّ. والتَّبطُّلُ: فِعْلُ البَطالة، وهو اتّباعُ اللهو والجَهالة. والبَطَل: الشُّجاعُ الذّي يُبطِل جراحته ولا يكتَرِثُ لها، ولا تكُفُّهُ عن نَجْدته، وإنّه لَبَطَلٌ بيِّنُ البُطُولة. وبطّلني فلانٌ: منعني عملي. وتقول: البَطَلُ الرَّجلُ هذا، أي: إنَه بَطَلٌ، والبُطلُ الشّيء هذا، أي: إنّه باطل، وجمعُ البَطَل: أبطال.
لبط: لَبَطَ فُلانٌ بفلانٍ الأرضَ لَبْطاً، أي: صَرَعَهُ صرعاً عنيفا. ولُبِطَ بفلان، إذا صُرِعَ من عَيْنٍ أو حُمَّى، أو أمرٍ يَغشاه شِبْه مُفاجأة.
بلط: بَلاطُ الأَرْض: مُتْنُها الصُّلُب من غير جمعٍ، يُقال: لَزِمَ [فلانٌ] بَلاطَ الأرض. والبَلاطُ: ما بَلَّطْتَ به الأرضَ من حجارة أو آجر يفرش
__________
(64) ديوانه ص 49.(7/431)
بها فَرْشا مستوياً بها، أملس، فهي مَبْلُوطة، وبَلَطناها بَلْطاً، وبلَّطناها تبليطاً. ويقال: بلَّطْتُ الأرضَ وملّطتُ، إذا سُوِّيَتْ. والبَلُّوط: ثَمَرُ شَجَرٍ له حملٌ يُؤْكَل، ويُدْبَغُ بقِشْره. والتَّبليطُ: عراقية: أن تَضْرِبَ فَرْعَ أُذُنٍ بطَرَف سَبّابتك ضرباً يُوجِعُه، [تقول] : بلَّطْتُ أُذُنَهُ تبليطاً. وأَبلَطَ المَطَرُ الأرضَ، أي: أصاب بَلاطَها، وهو ألاّ ترى على مَتْنها «65» تُراباً وغُباراً، قال رؤبة: «66»
تُفْضي إلى أَبلاطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ
باب الطاء واللام والميم معهما ط ل م، ط م ل، ل ط م، م ط ل، م ل ط مستعملات
طلم: الطلمة: الخبزة، وقيل: الطُّلَمة، بنصب الّلام. والتَّطليمُ: ضربك الخُبز.
طمل: الطِّمْلُ: الرَّجلُ الفاحِشُ الذي لا يبالي ما أَتَى وما قيل له. تقول: إنّه لَمِلْطٌ طِملٌ، والجميعُ: طُمُول. وهو بيّن الطُّمُولة، وقيل: الأّطْمال: اللُّصُوصُ الخُبَثاء، قال «67» :
__________
(65) من (س) . في (ص) و (ط) : مثلها، وفي التهذيب 13/ 352: مشيها.
(66) ديوانه ص 84.
(67) (لبيد) ، ديوانه ص 94. والصدر فيه
وأسرع في الفواحش كل طمل(7/432)
أطاعوا في الغِوايةِ كلَّ طِمْلٍ ... يَجُرُّ المُخزِياتِ ولا يُبالي
لطم: اللَّطْمُ: ضربُ الخدِّ، وصَفَحات الجِسْم ببَسْط اليد. والمَلاطمُ: الخُدود. والفعل: لطم يلطم لطما.. واللطيم، بلا فِعلٍ، من الخيل: الذّي يأخذ خدّيه بياضٌ. ورجل ملطم، أي: لئيم. والمُلَطَّم: الخدّ. وفرسٌ أسيل المَلْطَم، وجمعُه: الملاطم. واللَّطيمةُ: سوقٌ فيها أوعيةُ العِطْر ونحوه من البِياعات. وكلُّ سُوقٍ يُحمل إليها غير الميرة فهو اللّطيمة من حرّ البياعات، غير ما يُؤْكل، قال النّابغة: «68»
[على ظَهْرِ مِبناةٍ جديدٍ سُيُورُها] ... يَطوفُ بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائعُ
واللَّطيمةُ: المِسْكُ في قول ذي الرّمّة: «69»
[كأنّه بيت عَطّارٍ يُضَمِّنهُ] ... لطائِمَ المِسْكِ يَحْويها وتُنتَهَبُ
يعني: أوعية المِسك.
مطل: المَطْلُ: مُدافَعَتُكَ العِدة، والدَّيْن، وليّانه، [يقال] :
__________
(68) ديوانه ص 44.
(69) ديوانه 1/ 85.(7/433)
ما طلني بحقي، ومطلني حقّي. وهو مَطُولٌ ومَطّالٌ قال رؤبة: «70»
دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُونُ تُقضَى ... فمَطَلَتْ بَعضاً وأدّتْ بَعْضا
ويُرْوى: فامتطلت..
وفي الحديث: مَطلُ الغَنِّي ظُلْمٌ «71»
والمَطْلُ: أيضاً: مدُّ المَطالِ حَديدةَ البَيضةِ التّي تُذابُ للسُّيُوف حتّى تَحْمَى وتُضْرَبُ وتُمَدُّ وتُرَبَّع. يُقال: مَطَلَها المطّالُ، وهو الطّبّاعُ، ثم يَطْبَعُها بعدَ المَطل، فيَجْعَلُها صَفيحةً. والمَطيلةُ: اسْمُ الحَديدةِ التي تُمْطَلُ من البَيضةِ، ومن الزُّبرة. والمطّال: الحدّاد. والزُّبْرةُ: العَلاةُ التّي يُضْرَبُ عليها. والمَطالي: من مَناقعِ الماء.
ملط: المِلْطُ: الرَّجُلُ الذّي لا يُرْفَع له شَيْءٌ إلاّ أَلْمَأَ عليه، فذَهَب به سَرِقةً واسْتحلالاً، والجميعُ: المُلُوط، والأَمْلاط، وقد مَلَطَ مُلُوطاً. والملاّط: الذّي يملُطُ أَرْحامَ الخيلِ والإبلِ، يَدْهُنُ يَدَهُ ثمّ يدخل بها حياءَ النّاقةِ، لينظُرَ أيّ شيءٍ في رَحِمها من داء، وربّما نزع ولدها.
__________
(70) ديوانه ص 79.
(71) الحديث في التهذيب 13/ 361.(7/434)
والمِلاطانِ جانبا السَّنام مما يلي مقدّمَه. والمِلْطاءُ، بوزْنِ الحِرْباء، ممدود، مُذَكّر: هي الشَّجَّةُ التي يُقالُ لها: المِسحاق، [يُقالُ] : شجّ رأسَه شجةً مِلطاء. والأملط: الرّجل الذي لا شعر على جَسَدِهِ كلّه إلاّ الرّأس واللِّحية، والفِعلُ: مَلِطَ يَملَطُ مَلَطاً ومُلْطةً، وكان قيس بن الأحنف أَمْلَطَ. وقيل: المَليطُ: الذّي أُعْجِلَ عن التّمام من الوَلَد، والذّي لم يَخْرُجْ شَعره. والملاّطُ: الذّي يَمْلُطُ الطِّين، والمِلاطُ: هو الطِّين الذّي يُجْعَلُ بين سافَيِ البِناء.
باب الطاء والنون والفاء معهما ط ن ف، ط ف ن، ف ط ن، ن ط ف، ن ف ط مستعملات
طفن: الطَّفانِيَةُ: نعتُ سوءٍ في الرَّجُل والمرأة.
طنف: الطَّنفُ: نفسُ التُّهمة. ورَجُلٌ مُطنَّفٌ، أي: مُتَّهمٌ. طَنَّفْته: اتَّهَمْته. ويُطَنَّفُ فلانٌ بهذه السَّرِقة، وإنه لطنف بهذا الأَمر، أي: مُتَّهَمٌ.
فطن: رَجُلٌ فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطُنةِ والفَطَنِ. وقد فَطَنَ لهذا الشَّيْء يَفْطُنُ فِطْنةً فهو فاطن. وأمّا الفَطِنُ فذو فطنة بين(7/435)
الفطنة. ولا يمتنع كل فِعْلٍ من النُّعُوتِ من أن يُقالَ: قد فَعُلَ، وفَطُنَ، أي: صار فَطِناً إلاّ القليل. وفَطَّنْتُهُ لهذا الأمرِ تفطيناً ففَطِنَ، قال رؤبة «72» :
وقد أُعاصي في الشَّباب الميّالْ ... موعظةَ الأَدْنَى وتَفْطينَ الوال
يعني بالتفطين: تأديبه إيّاه، وبيانه له الشّرّ.
نطف: النَّطَفُ: التَّلَطُّخُ بالعَيب، قال الكُمَيت:
فدعْ ما لَيْس منكَ ولَسْتَ منه ... هما، رِدْفَيْن، من نَطَفٍ قريبُ
وفلانٌ يُنْطَفُ بسُوءٍ. أي: يُلَطَّخُ، وفُلانٌ يُنْطَفُ بفُجُور، أي: يُقْذَفُ به. والنَّطْفُ: عَقرُ الجُرْح، ونَطَفَ الجُرْحَ، أي: عَقَر. والنَّطَفُ: اللُّؤْلؤُ، الواحدةُ: نَطَفةٌ، وهي الصّافيةُ الماء، وقيل: الواحدة: نُطَفَةٌ، والجميع: النُّطَفُ. تَشبِيهاً بقطرة الماء. والنُّطْفَةُ: الماء الصّافي، قلَّ أو كَثُر، والجميعُ: النُّطَفُ والنِّطاف. وليلةٌ نَطُوفٌ: [قاطرة] تمْطرُ حتّى الصباح. والنطف:
__________
(72) ليس في مجموع شعره، ولم نهتد إليه في غيره.(7/436)
الصب، و [القطر] . والنّاطِفُ: القاطِرُ. وأَنفُ نَطُوفٌ: كثير القَطَران. ووصيفةٌ مُنَطَّفةٌ: مُقَرَّطةٌ بتُومَتَيْنِ، قال «73» :
كأنّ ذا فِدامةٍ مُنَطَّفا
والتَّنَطُّفُ: التَّقَزُّزُ. والنُّطْفةُ: التي يكون منها الولد. والنّاطفُ: القُبَّيْطُ.
نفط: النِّفط، والنَّفْطُ لُغَةٌ: حلابةُ جَبَلٍ في قَعْر بئرٍ تُوقَدُ به النّارُ. والنَّفّاطاتُ: ضربٌ من السُّرُجِ يُرمَى فيها بالنِّفْطِ و [يُسْتَصبَحُ بها] . والنَّفّاطةُ أيضاً: المَوْضِعُ الذي يُستَخَرَجُ منه النِّفْط. والنَّفْطُ: قَيْحٌ يَخْرُجُ في اليدين من العَمَل مَلآن ماء، وقد نَفِطَتْ يدُه، وأَنْفَطَها العَمَلُ، وإنِ انْفَقَأَتْ تلك النَّفْطةُ فهي أيضاً كذلك لم تَصلُبْ، فإذا صَلُبَتْ صارتْ: مَجْلَة.
__________
(73) (العجاج) ديوانه ص 491.(7/437)
باب الطاء والنون والباء معهما ط ن ب، ط ب ن، ن ط ب، ن ب ط، ب ط ن مستعملات
طنب: الطُّنْبُ: حَبلُ الخِباء [والسُّرادق] ونحوهما. وأطناب الشَّجر: عروقها، وأطنابُ الجَسَدِ: عَصَبٌ يصل المفاصل والعِظامَ ويَشُدُّها. والإطنابُ: البلاغةُ في المنطق في مَدْحٍ أو ذمٍّ. والإطْنابةُ: سَيْرٌ يُوصَلُ بوتر القوس العربية، ثم يُدارُ على كُظْرِها، وقَوْسٌ مُطَنَّبة.
طبن: طَبِنَ فُلانٌ لهذا الأمر يَطْبَنُ طَبانةً وطَبَناً، إذا فَطِنَ له فهو طَبِنٌ.. وقيل: الطَّبَنُ في الخَيرِ، والتَّبَنُ في الشَّرِّ. ويُقالُ: هو أَطْبَنُ، أي: غامضٌ شديدُ [الغُمُوض] . والطُّبْنُ: خُطَّةٌ يَخُطّها الصِّبْيانُ، يلعَبونَ بها، يُسَمُّونها الرَّحَى، وقيل: هي الطُّبنة. واطْبَأَنَّ: لغةُ في اطْمَأَنّ.
نطب: النَّواطِبُ: خُروقٌ تُجعل في مبزل الشراب، وفيما يُصَفَّى به الشّيء، فُيَتَصَفَّى منه ويُبْتَزَلُ. والواحدةُ: ناطِبةٌ.(7/438)
نبط: النَّبَطُ: الماء الذي يَنْبُطُ من قَعر البِئْر إذا حُفِرت، وقد نَبَط ماؤها يَنبِط نَبْطاً ونبوطاً، وقد أَنبَطْنا الماءَ، أي: استنبطناه، يعني: انتهينا إليه. والنَّبَطُ: ما يُتَحَلَّبُ من الجَبَل كأنّه عَرَقٌ يَخْرُج من أَعْراض الصَّخْر. والنَّبَطُ والنُّبْطةُ: بياضٌ يكونُ تحتَ إبطِ الفَرَس، وكلّ دابّةٍ وبهيمة، ورُبّما عَرُضَ حتّى يَغْشَى البَطْنَ والصَّدْرَ. وشاةٌ نَبطاءُ: مُوَشَّحةٌ، أو نَبْطاء مُجَوَّزَةٌ «74» ، أي: [البياضُ] مُحيطٌ بجَوْزها، وهو الصدر، فإن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد، وإن كانت سوداء فهي نبطاء ببياض، قال ذو الرُّمّة: «75»
كمِثلِ الجّوادِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً ... تمايَلَ عنه الجُلُّ واللَّوْنُ أَشْقَرُ
والنَّبَطُ والنَّبيطُ: كالحَبَشِ والحَبِيشِ في التَّقدير، وسُمُّوا به، لأنّهم أَوَّلُ من استنبط الأرض، والنِّسبةُ إليهم: نَبَطيٌّ، وهُمْ قومٌ ينزلون سَوادَ العراق، والجميع: الأنباط. وعِلْكُ الأَنْباط: هو الكامانيُّ المُذاب يجعل لزوقا للجرح.
__________
(74) كذا في الأصول، وهو الصواب. وقد صحف محقق التهذيب 13/ 371 ما جاء فيه من نص للعين فقد صحف (مجوزة) إلى (محورة) بحاء وراء مهملتين آخذا ذلك من اللسان الذي صحف هو أيضا.
(75) ديوانه 2/ 626، برواية،
كلون الحصان....(7/439)
بطن: البَطْنُ في كلّ شيءٍ خلافُ الظَّهر، كبَطْنِ الأَرْضِ وظَهْرها، وكالباطِنِ والظّاهر، وكالبِطانةِ والظِّهارة، يعني: باطن الثَّوب وظاهِره، قال الله عزّ وجلّ: مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ «76» وفي بعض التَّفْسير: بطائنُها: ظَواهِرهُا. وبِطانةُ الرَّجل: وَليجَتُهُ من القَوْم الذّين يُداخِلُهم ويُداخِلُونه في دُخْلِة أَمْرِهم. وبِطانتُه: سَرِيرتُه. وكذلك يقال: أَهْل بِطانته، ولحافٌ مبطون ومُبَطَّنٌ. والباطنةُ من الكوفة والبَصَرة ونحوهما: مُجتَمَعُهم في وَسَطِها. والظّاهرة: ما تنحّى. وبَطْنُ الرّاحةِ وظَهْر الكَفِّ، وباطنُ الإبْط، ولا يقولون: بَطْن. وباطنُ الخُفّ: [الذي تليه الرِّجل] «77» . والنِّعمةُ الباطنة: التّي قد خصّتْ، والظّاهِرةُ: التّي عمّت، قال الله عزّ وجلّ: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً «78» . والبِطْنةٌ: امتلاء البطن من الطّعام، وهي الأَشَر من كثرة المال أيضاً، ومنه قيل: نزت به البطنة.
__________
(76) سورة الرحمن 54.
(77) مما روي عن العين في التهذيب 13/ 375.
(78) سورة لقمان 20.(7/440)
ورَجُلٌ بطينٌ: ضَخْمُ «79» البَطْن، ورجلٌ بطينٌ: كثيرُ المالِ أيضاً، قال رؤبة: «80»
وكُرَّزٌ يمشي بَطِينَ الكُرْزِ ... لا يَحْذَرُ الكيَّ بذاك الكَنْزِ
ورَجُلٌ مَبْطونٌ: قَدْ بُطِنَ، وبه البطن. وأَلْقَتِ الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها: كناية عن مَزْقها، أي: سَلْحها. وأَلْقَتِ المرأةُ ذا بَطْنِها، أي: وَلَدَتْ، ونَثَرَتْ للزَّوْج بَطْنها، أي: أكْثَرَتْ وَلَدَها. والبِطانُ للبعير كالحِزامِ للدّابّة، وجَمْعُه: بُطُنٌ، والعددُ: أَبْطِنهٌ.. وتَبْطينُك الدّابّةُ: ضَرْبُكَ بَطْنَها بالسَّوْط. وتَبَطَّنْت في هذا الأمر، أي: دَخَلْتُ فيه حتّى عَرَفْتُ باطنَهُ. وتَبَطَّنْتُ الأرضَ والكلأ، أي: جَوَّلْت فيه. ورَجُلٌ مِبْطان: يَغيب بالعَشيّات عن النّاس في الشُّرْبِ وغيره، قال مُتَمِّم: «81»
لقد كَفَّن المِنْهالُ تحتَ ردائِهِ ... فتىً غيرَ مِبْطانِ العَشِيّات أَرْوَعا
ورَجُلٌ مِبْطانٌ، [إذا كان لا يزال ضَخْم البطن] يأكلُ أكلاً شديداً دون أصحابه.
__________
(79) في الأصول: ضخيم.
(80) ديوانه ص 65.
(81) العقد الفريد 3/ 263.(7/441)
وتقول: أنت أَبْطَنُ بهذا الأمر خِبْرةً، وأطول به عِشْرة، أي: أخْبَرُ بباطنه.
باب الطاء والنون والميم معهما ط م ن، ن م ط مستعملان
طمن: اطْمأَنّ الرّجل، واطمأنّ قَلْبُهُ، واطمأنَّتْ نَفْسُه إذا سَكَنَ واستأنس. والمُطْمَئِنُّ من الأرض، أرضٌ مُنْخَفِضة، وهي: المُتَطَأْمِنة
نمط: النَّمَطُ: ظِهارةُ الفراش. والنَمَّطُ: جماعةٌ من النّاس أَمْرُهُمُ واحدٌ،
وفي الحديث: خَيْرُ النّاسِ النَّمَطُ الأَوْسَطُ «82» .
وقول عليّ عليه السَّلام: عليكم بالنَّمَط الأَوْسط «83»
، يعني الطّريقة. ونَمَطٌ من العِلْم والمتاع وكلّ شيء، أي: نَوْعٌ منه.
باب الطاء والفاء والميم معهما ف ط م مستعمل فقط
فطم: فَطَمَتِ الصَّبِيَّ أُمُّهُ تَفْطِمُهُ، أي: تَقْطَعُهُ عن الرَّضاع والغُلامُ فَطيمٌ مفطومٌ، والجارية: فَطيمةٌ مَفْطومةٌ، وفَطَمْتُ فُلاناً عن عادته.
__________
(82) الحديث في اللسان (نمط) .
(83) نص القول في التهذيب 13/ 378، واللسان (نمط) :
خير هذه الأمة النمط الأوسط، يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي.(7/442)
باب الطاء والباء والميم معهما ب ط م مستعمل فقط
بطم: البُطْمُ: شجرة الحبة الخضراء، الواحدة: بُطْمة.
باب الثلاثي المعتل من الطاء
باب الطاء والدال و (وا يء) معهما ط ود، وط د، ء ط د مستعملات
طود: الطَّوْد: الجَبَلُ العظيمُ، وجَمْعُهُ: أَطْوادٌ.
وطد: وَطَدْتُ الأَرْضَ أَطِدُها طِدَةً، إذا أَثْبتّها بالوطء، أو بالرَّدْس حتّى تَتَصَلَّب. والمِيطَدةُ: خَشَبةٌ يُوَطَّد بها المكان فيصلب لأساسِ بناءٍ أو غيره. ومنه اشْتُقَّ توطيدُ السُّلطانِ والملك ونحوه، وجاء في شِعْر القُطاميّ: الطّادي يريد به: الواطِد، على القَلب حيث يقول «84» :
[ما اعتاد حُبُّ سُلَيْمَى حينَ معتادِ] ... ولا تَقَضَّى بَوادي دَيْنها الطّادي
اطد: الأطيدُ، أي: الشَّديدُ الوَكِيدُ، وفي شِعرٍ آخر: أطد، واشتقاق ذلك كلّه من: وَطَدَ.
__________
(84) ديوان القطامي ص 78.(7/443)
باب الطاء والذال و (وا يء) معهما ذء ط مستعمل فقط
ذأط: الذَّأْطُ: الامتلاءُ.
باب الطاء والثاء و (وا يء) معهما ثء ط، ث طء، ث ط ومستعملات
ثاط: الثأطة: دُوَيْبَّة. والثَّأطُ: الحِرْمِدُ «85» ، وهو الحَمْأَة.
ثطأ: الثَّطْأة: دُوَيْبّةٌ، يُقالُ لها: الثَّطاةُ.
ثطو «86» : الثَّطا: إفراطُ الحُمْق، يقال: رجلٌ ثَطٍ، بَيِّنُ الثَّطا.
وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم مرّ بامرأةٍ سوداء تُرَقِّصُ صبيّا لها وهي تقول:
ذؤالُ، يا ابن القَوْم يا ذؤالة ... يمشي الثّطا ويَجلسُ الهبنقعة «87»
فقال عليه السّلام: لا تقولي ذؤال، فإنّه شر السباع «88» .
__________
(85) في (س) القرمد.
(86) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتنا ذلك من التهذيب 14/ 5 مما روي فيه عن العين.
(87) القول في التهذيب 14/ 5 وفي اللسان (ثطا) .
(88) الحديث في التهذيب واللسان.(7/444)
أرادت: أنّه يمشي مَشْيَ الحمقى، كما يقال: يمشي بالحُمْق. ومنه: قولهم: فلانٌ من ثطاته لا يَعْرِفُ قَطاتَهُ من لَطاتِهِ. والقَطاةُ: موضع الرَّديف من الدّابّة، واللَّطاة: غُرَّةُ الفَرَس، أراد أنّه لا يعرف، من حُمْقِهِ مقدّم الفَرَسِ من مؤخّره. ويُقال إنّ أصل الثَّطا من الثَّأْطة، وهي: الحَمْأَة، وقيل للذي يُفْرِطُ في الحُمْق: ثَأْطةٌ مُدّت بماءٍ، وكأنّه مقلوب.
باب الطاء والراء و (وا يء) معهما ط ر و، ط ور، وط ر، ور ط، ط ي ر، ر ي ط، ط رء، ء ط ر، ر ط امستعملات
طرو: الطَّراوة: مصدر الشّيء الطريّ.. طَرِيَ يَطْرَى طَراوةً وطَراءَةً. وقلّما يُستَعمل، لأنّه ليس بحادث. وأَطْرَى فلانٌ فلاناً: مَدَحَهُ باحسن ما يَقْدِر عليه. والمُطَرّاةُ: ضَرْبٌ من الطيب و [يقال] : عُودٌ مُطَرّى. والطَّرا: يُكَثَّرُ به العَدَد، يُقال: هم أكْثرُ من الطَّرا والثَّرى. ويقال: الطّرا في هذه الكلمة: كلّ شيء من الخَلْق لا يُحْصَى عدده وأصنافه. وفي أَحَد القَوْلَيْن: كلُّ شَيْءٍ على وَجْهِ الأَرْض، ممّا ليس من جِبِلَّة الأَرْض من التُّراب والحَصَى ونحوه فهو الطَّرا. والأُطريةُ: طعامٌ يَتَّخِذُه أهلُ الشّام لَيْس له واحدٌ، وبَعْضُهم يكسِرُ الأَلِفَ فيقول: إِطْرية ... مثل: زِبنِية.(7/445)
طور: الطُّورُ: جَبَلٌ مَعرُوفٌ. رجلٌ طُوريُّ وطُورانيّ. والطَّوْر: التّارةُ، [يقال] طَوْراً بَعْدَ طَوْر، أي: تارةً بعد تارةٍ. والنّاسُ أطوارٌ، أي: أَصْنافٌ، على حالاتٍ شَتَّى، قال:
والمَرْءُ يُخْلَقُ طَوْراً بعد أَطْوارِ «89»
والطَّوار: ما كان على حَذْو الشَّيء أو بحِذائه. [يقال] : هذه الدّارُ على طَوارِ هذه الدّار، أي: حائِطُها مُتَّصِل بحائطها على نَسَقٍ واحد. و [نقول] : معه حَبلٌ بطَوار هذا الحائط، أي: بطُوله. وطار فلان يَطُورُ طَوراً، أي: كَأَنَّه يَحُومُ حَوالَيه ويَدْنُو منه.
وطر: الوَطَرُ: كلُّ حاجةٍ كان لصاحبها فيها همّة فهي وَطَرُهُ. ولم أسْمَعْ لها فِعْلا أكثر من قَوْلهم: قَضَيتُ وَطَري، [أي: حاجتي، وجمعُ الوَطَرِ: أَوْطارٌ] «90» .
ورط: الوِراطُ: الخديعةُ في الغَنَم، وهو أنْ يَجْمَعَ بين مُتَفَرِّقٍ أو يُفَرِّقَ بين مُجْتَمعٍ. والوَرْطةُ: بليّةٌ يَقَعُ فيها الإنسانُ. أورطه يورطه إيراطا.
__________
(89) الشطر في التهذيب 14/ 11، وفي اللسان (طور) ، غير منسوب أيضا
(90) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 14/ 10.(7/446)
طير: الطَّيْر: اسمٌ جامِعٌ مؤنث. الواحد: طائر، وقلّما يقال للأنثى: طائرة. والطِّيَرةُ: مصدرُ قولك: اطَّيَّرْتُ، أي: تَطَيَّرْتُ، والطِّيرةُ لغة، ولَمْ اسمع في مَصادِر افتعل على فِعله غير الطِّيرة والخِيرة، كقولك: اخْتَرْتُهُ خِيرةً، نادرتان «91» . ويجمع الطَّير على أطيار جمع الجمع. وطائر الإنسانِ: عمله الذّي قُلِّده في قوله تعالى: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ «92» . والطّائر: من الزّجْر في التَّشؤُم والتّسَعُّد. وزجر فلانٌ الطَّير فقال: كذا وكذا، أو صنع كذا وكذا، جامع لكلّ ما يَسْنَحُ لك من الطّير وغيره. والطَّيَرانُ: مصدر طار يَطيرُ. والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذَّهابُ، وقول الله تبارك اسْمُهُ: قالُوا: اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ
«93» ، أي: هرّبناهم وأنجيناهم. والمُطَيَّرُ من البرود والثّياب: ما صُوِّر فيه صُوَر الطيور نسجا وغيره.
__________
(91) بعده بلا فصل قول لسهل بن محمد أبي حاتم السجستاني آثرنا إسقاطه لأنه ليس من النص، وهذا هو: قال سهل بن محمد أبو حاتم: الطير: جماعة مؤنثه، ويقال: هي الطير، والواحد الذكر هو الطائر، والأنثى: طائرة وجمعها: الطوائر.
(92) سورة الإسراء 13.
(93) سورة النمل 47.(7/447)
ويُقال: فَجْرٌ مُستطير، [إذا انتشر ضوؤه في الأفق] . وغبارٌ مُستَطار [إذا انتشر في الهواء] «94» . هذا كلامُ العَرَب، وقيل: يجوز: [أَنْ يُقالَ] : غبارٌ مُسْتَطير، يعني: منتصب،
وفي الحديث: إذا رأيتم الفَجْرَ المُستَطيل فكُلُوا ولا تُصَلُّوا، وإذا رأيتُمُ الفَجْرَ المُسْتَطِير فلا تَأْكُلُوا وصَلُّوا
، يعني بالمُسْتَطير: المعترض في الأفق. ويُقالُ: كَلبٌ مستطير، كما يقال للفَحل: هائج. وفرسٌ مُسْتَطار، أي: حَديدُ الفُؤادِ، ماضٍ طيّار.
ريط: الرَّيطةُ: مُلاءةٌ لَيْسَتْ بلِفْقَيْن: كلها نَسْجٌ واحدٌ، وجَمعُها: رِياط.
طرأ: طرأ فُلانٌ علينا يَطْرَأُ طُرُوءاً، أي: خرج علينا مُفاجَأَة من مكانٍ بعيد، ومنه اشْتُقَّ الطُّرْآنيُّ. وطَرَآنْ: جَبَلٌ فيه حَمامٌ كَثِيرٌ، إليه يُنْسَبُ الحَمامُ الطُّرْآنّي، والعامَّةُ تُسَمِّيها: الطُّورانيّة غَلَطاً.
أطر: الأَطْرُ: عَوْجُكَ الشَّيْءَ تَقْبِضُ على أَحَد طَرَفَيْهِ ثمّ تأطِرُه فيتأطَّرُ، قال العجّاج: «95»
__________
(94) ما بين المعقوفتين زيادة من اللسان (طير) لبيان المعنى.
(95) ديوانه، ص 35 برواية:
يمكن السيف ...(7/448)
نَضْرِبُ بالسَّيف إذا الرُّمحُ انأَطَرْ
وأَطَرْتُ الشَّيء: عَطَفْته، وكلُّ شيءٍ عَطَفته فقد أَطَرْته أَطْرأ. والأُطْرَةُ: عَقَبةٌ تُلْوَى على ريش السَّهْم، وفي كلّ مَوْضع يُشَدُّ فهو: أُطرة، بعد ألاّ يكونَ جِلازاً «96» . والإطار إطارُ الدُّفِّ، وإطارُ المُنخُل، وإطارُ الفم وهو الحيد الشاخص ما بين مِقَصّ الشّارب وطَرَفِ الشَّفَة المحيط بالفم، وإطارُ البَيْت: كالمِنطَقة حَوْل البيت. والإطار: قُضبان الكَرْم، يَلْوَى للتّعريش، وكلّ شيء محيط بالشَّيء فهو إطار له، والتَّأطُّر: لزوم المرأة لبيتها حتى لا تبرح، قال «97» :
تأطَّرْنَ حتّى قلتُ لَسْنَ بوارحاً ... وذُبْنَ كما ذابَ السَّديفُ المُسَرْهَدُ
رطا: الأرطاة: شجرةٌ تُسمّيها العجم (سنجد) ، والجميعُ: الأرطى.
باب الطاء واللام و (وا يء) معهما ط ول، ل وط، ط ل ي، ل ي ط، ل طء، ء ط ل مستعملات
طول: طال فلانٌ فلاناً، أي: فاته في الطّول، قال:
__________
(96) في (س) : جلادا بالدال المهملة.
(97) في التهذيب 14/ 9 غير منسوب أيضا، ونسب في اللسان إلى (عمر بن أبي ربيعة) وليس في ديوانه.(7/449)
تَخُطّ بقَرْنيها بَرِيرَ أَراكه ... وتعطوا بظلفيها إذا الغصن طالها «98»
أي: طاولها فلم تَنَله. وطال الشّيء يَطُولُ طُولاً فهو طويل.. والأَطْوَلُ: نَقِيضُ الأَقصر. والطُّوال: إذا كان أهوج الطُّول، امرأةٌ طُوالة، قال:
ألم تر إنّني وأبا يزيدٍ ... لفي حربٍ مماطلة طُوالَه «99»
والطِّوَلُ: الحَبْل الطّويل، ويقال: لقد طال طِوَلُك يا فلان، إذا طال تماديه في أمرٍ وتراخيه عنه. وقد يُقال: طال طيله. والطول: القدرة. وإن فُلاناً لَذو طَوْلٍ، أي: ذو قدرة. ويُقالُ: إنّه ليتطوّل على النّاس بفَضله وخَيْره. واشتقاق الطائل من الطُّول.. ويُقال: للخسيس الدُّون: هذا غيرُ طائل، والتَّذْكيرُ والتّأنيثُ فيه سواء، قال:
لقد كلّفوني خُطَّةً غَيْرَ طائلِ «100»
والطِّيال: لغةٌ في الطِّوال. والطَّوال: مدى الدَّهر، يقال: لا آتيك طَوال الدَّهْر. والطَّوَلُ: طُولٌ في المِشْفَرِ الأَعْلَى على الأَسْفل. يقال جَمَل أَطْوَلُ وبه طول.
__________
(98) البيت في التهذيب 14/ 17، واللسان (طول) غير منسوب أيضا.
(99) لم نهتد إلى القائل.
(100) الشطر في التهذيب 14/ 18 واللسان (طول) غير منسوب أيضا.(7/450)
والمُطاولةُ في الأَمْر هي التَّطْويل. والتَّطاوُلُ في معنىً: هو الاستطالة على النّاس إذ هو رفع رأسه ورأى أنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر. وهو في معنىً آخر، أَنْ يَقُومَ قائماً، ثمّ يَتَطاوَل في قيامه، ثمّ يرفَعُ رأسَهُ ويَمُدُّ قَوامَهُ للنَّظَر إلى الشَّيء. والطِّولُ: اسم حَبْل تُشَدُّ به قوائم الدّابّة، ثم تُرْسَل في المَرْعَى، وكانتِ العَرَبُ تتكلّم به، يُقال: طَوِّلْ لِفَرَسِك الطِّوَلَ، أي: أَرْخِ له حَبْلَه في مرعاه، قال طرفة:
لَعَمْرُكَ إنّ المَوْتَ ما أَخْطأ الفَتَى ... لَكالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياه باليَدِ
لوط: لاط فلان في هذا الأمر لَوْطاً شديداً، أي: أَلَحَّ. واللَّوْط: مدر الحَوْض، يَعْمَدون إلى الطِّين الحرّ، فيَحْفِرون له مَمْدرةً إلى جنب الحوض، فإذا أراد أن يَمْلأَ الحَوْضَ، وهو جاف، تقول: مَدَرْتُهُ ولُطْتُهُ لئلا ينشف الماء. والتاط حوضاً، أي: لاطه لنفسه. والالتياطُ: أن يلتاط الإنسان ولداً يَدَّعيه ليس له، تقولُ: التْاطَهُ واستلاطه، قال:
فهل كنتَ إلاّ بُهْثَةً واستلاطَها ... شَقيٌّ من الأقوام وَغْدٌ ملحق «101»
__________
(101) التهذيب 14/ 24 برواية وملحق. وفي اللسان (لوط) غير منسوب أيضا.(7/451)
وقولُ أبي بَكْرٍ: الولدُ أَلْوَطُ، أي: أَلْصَقُ بالقلب. لاط به يلوطُ لَوْطاً.. ويُقالُ للشَّيء إذا لم يُوافِقْك: ما يلتاطُ هذا بصَفَري، أي: لا يلصقُ بقلبي، وهو يَفْتَعِل من لاطَ لَوْطاً. ولُوطٌ: اسم نَبيّ، كان ذا قَرابةٍ لإبراهيم عليه السّلام، بعثه الله إلى قَوْمِه فكذَّبُوهُ [وأَحْدَثُوا ما أَحْدَثوا] فاشتقَّ النّاسُ منِ اسمه فِعلاً لمن فَعَلَ فِعْلَ قَوْمِهِ.
طلي: الطَّلاَ: الوَلَدُ الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ، حَتَّى لقد شُبِّه رمادُ المَوْقد بين الأَثافيّ بالطّلا، والطّلايين أمّهاته، قال العجاج: «102»
طَلاَ الرَّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّليُّ
. والأَطْلاءُ «103» : جماعةُ الطلا وكذلك: الطُّليان [والطِّليان] «104» جِماعُه. قال زهير: «105»
بها العِينُ والآرام يَمْشِينَ خِلْفهَ ... وأَطْلاؤُها يَنْهضْنَ من كُلِّ مَجْثَمِ
والطُّلَى: جماعةُ الطُّلْية، وهي صَفْحة العُنُق، وبعضٌ يقول: طلوة وطلى.
__________
(102) ديوانه ص 312.
(103) في الأصول المخطوطة: والطلى.
(104) مما روي عن العين في التهذيب 14/ 19.
(105) معلقته.(7/452)
والطِّلاءُ من القَطِران، ممدود: ضَرْبٌ منه، شُبِّهَ به خاثِر المُنَصَّف «106» . والطِّلاءُ: اسمٌ من أسماء الشّراب. وكلُّ شيء طُلِي به شيءٌ فهو طِلاءٌ. والطُّلاوةُ: الرِّيق الذي يَجِفُّ على الأسنان من الجوع. والطُّلاوة: الحُسْن، يقال: سَمِعْتُ كَلاما عليه طُلاوة.
ليط: اللِّيطُ: قِشْر القَصَب اللاّزق به، وقشرُ كلّ شيء كانت له صلابة ومتانة كالقناة، والقطعة منه: لِيطةٌ. وكذلك القوس العربية، تُمسح وتمرنُ كي تَصْفُوَ ويَصيرَ لها لِيطٌ، تقول: عاتكةُ اللِّيط واللِّياط، أي: لازقة اللِّيط، صُلْبتُهُ. وتَلَيَّطْت لِيطةً، أي: تَشَظَّيْتُها، أي: اشْتَقَقْتُها، وأخذت شقّة منها. واللِّيط: اللَّوْنُ، هُذَليّة.
لطأ: اللَّطْءُ: لُزُوقُ الشَّيْء بالشَّيء. ورأيت فلاناً لاطئاً بالأرْض. ورأيت الذِّئْبَ لاطئا للسّرقة، وهذه أكَمَةٌ لاطئة. والّلاطِئةُ: خُراجٌ يَخْرج بالإنسان فلا يكادُ يَبْرَأُ منه، ويَزْعُمون أَنّها من لسْعة الثُّطْأَة. والّلاطئةُ: ضَرْبٌ من القلانس.
__________
(106) المنصف من الشراب: الذي يطبخ حتى يذهب نصفه.(7/453)
أطل: الإِطْلُ: لغةٌ في الأَيْطل، وهو الشّاكلة، والقُرُبُ تحت الشّاكلة. تقول إنه لَلاحقُ الأَيْطَلَيْن، وجمعه: أياطل، وألآطال: جماعة الإطْل، والأَيْطَلُ: أَحْسَنُ وأَعْرَفُ.. ونظيرُهُ قَوْلُهم للمجنون: به أَوْلَق، وقد أُلِقَ يُؤْلَقُ أَلْقاً.
باب الطاء والنون و (وا يء) معهما ط ن و، ن ط و، وط ن، ن وط، ط ن ي، ط ي ن، ط نء مستعملات
طنو: الطُّنُوُّ: الفُجور، يقال: طنا إليها، وقَوْم طُناةٌ: زناة، وقيل: ما طَنَوْتُ، وما طَنَيْتُ ... وما تطنّيت لكذا، أي: ما تَعَرَّضْتُ له، يعني: ما تَسَكَّعْتُ له، وما دنوت منه.
نطو: الإنطاء: لغةٌ في الإعطاء. والنَّطاةُ: حُمَّى تأخذ أهل خَيْبَر، وقيل: النطاة عين بخيبر تأخذ بحمّى شديدة.
وطن: الوَطَنُ: مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ. وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها، قال رؤبة: «107»
__________
(107) ديوانه ص 163.(7/454)
حتّى رَأَى أَهْلُ العِراقِ أَنَّني ... أَوْطَنْتُ أرضا لم تكُنْ من وَطني
والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ. وواطنتُ فُلاناً على هذا الأمر، أي: جعلتما في أَنْفُسِكما أن تعملاه وتفعلاه، فإذا أردت وافَقْتُهُ قلتَ: واطَأْتُهُ. وتقول: وَطَّنْتُ نفسي على الأَمْر فتَوَطَنَّتْ، أي: حملتها عليه فَذَلَّتْ، قال كثيّر: «108»
وقلتُ لها يا عَزُّ: كلُّ مُصِيبةٍ ... إذا وُطِّنَتْ يَوْماً لها النَّفْسُ ذَلَّتِ
نوط: النَّوْطُ: مصدر ناط ينوط نَوْطاً، تقول: نُطْتُ القِرْبةَ بنياطها نَوْطاً، أي: علّقتها. والنَّوْط: علق شيء يُجْعل فيه تَمْر ونحوه، أُو ما كان يعلّق من محمل وغيره. والمَنُوطُ: جرابٌ صغيرٌ يُجْعلُ فيه التَّمْر وما شاكله. والنَّوْط: جُلَيْلةٌ صغيرةٌ تَسَعُ خمسين منّاً، أو أقلّ، وجَمْعُهُ [نياطٌ] «109» تُسْتَخَفُّ لحَمْلِ الزّادِ إلى مكّة، أو إلى سَفَرٍ. وناط عنّي فلانٌ، أي: تباعد.
__________
(108) التهذيب 4/ 28.
(109) من التهذيب 14/ 28.. في الأصول: نوطة.(7/455)
وفلانٌ مَنُوطٌ بفُلانٍ إذا أَحَبَّهُ وتعلّق بحَبْله «110» . والنِّياطُ: عِرْقٌ غليظٌ قد عُلِّق به القَلْبُ من الوَتين، وجَمْعُه: أَنْوِطة، وإذا لم تُرِدْ به العَدَد جاز أن تقول للجميع: نُوط، لأنّ الياء في النِّياط في الأصل: واو. وإنّما قيل لبعد المفازة: نياط، لأنّها مَنُوطةٌ بفلاة أخرى تتّصل بها لا تكاد تنقطع. قال الخليل: المدّات الثلاث منوطات بالهمز، ولذلك قال بعضُ العَرَب في الوقوف: افعليء وافْعَلأ وافْعَلُؤ. فهمزوا الياء والألف والواو حين وقفوا. قال العجّاج: «111»
وبلدة نياطُها نَطيّ
أي: بعيد، إنّما أراد: نيط، فقلب، كما قالوا قَوْس وقِسِيّ،
وفي الحديث: أمّا أنا فآخذ في نيطي بعد الموت
معناه: طريقُه بعيدٌ، وسَفَرُه بَعيِدٌ. والتَّنَوُّطُ: طائرٌ مِثْلُ العُصْفُور، وفي لغة أخرى: تُنَوِّط على تُفَعِّل، وهذه نادرة.
طنى: الطَّنَى: لزوق الرِّئةِ بالأَضْلاع، حتّى ربّما اسْوَدَّتْ وعَفِنَتْ، وأكْثَرُ ما يُصِيبُ ذلك الإبِل، قال «112» :
من داءِ نَفْسي بَعْدَ ما طَنِيتُ ... مِثْلَ طَنَى الإبل وما ضنيت
__________
(110) في (س) : بحبه.
(111) ديوانه ص 317، ونسب في اللسان إلى (رؤبة) وهو سهو.
(112) (رؤبة) ديوانه ص 25 برواية،
مثل طنى الأسن ...(7/456)
طين: الطِّينُ: معروف.. طِنْتُ الكِتابَ طَيْناً: خَتَمْتُهُ بطِينةٍ، وطينت البيت تطيينا.... والطِّيانةُ: حِرْفةُ الطَّيّانِ. والطّيّانُ في وَصْف الثَّوْر: الطّاوي البَطْنِ [من الطَّوَى وهو الجُوع] «113» .
طنأ: الطَّنْءُ في بَعْض الأَشْعار: اسمٌ للرَّمادِ الهامِدِ. [والطِّنْءُ: الفُجور، ويُقالُ: قَوْمٌ طناةٌ زناة] «114» .
باب الطاء والفاء و (وا يء) معهما ط ف و، ط ف ي، ط وف، وط ف، ف وط، ط ي ف، ط فء، ف طء مستعملات
طفو: طفي: طفا الشّيءُ فوقَ الماءِ يَطْفُو طَفْواً، وقد يُقالُ للثّور الوْحشيّ إذا علا رملةً: طَفا فَوْقَها. قال العجّاج: «115»
وإن تَلَقَّتْه العَقاقيلُ طَفا
وفي الحديث: اقتُلوا ذا الطُّفْيَتَيْن
، أُراه شَبَّهَ الخَطَّينِ على ظَهره بطُفْيَتَينِ. والطَّفْية من خُوصِ المُقْل، وهي حجازيّة، وجمعُها: طُفَى. والطّفْية: حيّة ليّنة خبيثة، قيل: هي بتراءُ قصيرة الذنب.
__________
(113) تكملة مما روي في التهذيب 14/ 26 عن العين.
(114) من التهذيب 14/ 27 عن العين.
(115) ديوانه ص 504.(7/457)
طوف: الطَّوْف: قِرَبٌ يُنْفَخُ فيها، ثمَّ يُشَدُّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ كهيئة سَطْحٍ فوق الماء، يُحْمَل عليها المِيرةُ، ويُعْبَرُ عليها. والطُّوفانُ: الماءُ الذّي [يَغْشَى «116» ] كلَّ مكانٍ، ويُشَبَّهُ به الظَّلامُ، قال العجّاج:
وعمَّ طُوفانُ الظَّلام الأَثْأَبا
الأَثأَبُ: شَجَرٌ مثل الطَّرْفاء، أكبر «117» منه. والطَّوَفان: مَصْدَر طافَ يَطُوفُ. فأمّا طاف بالبيت يطوف [فالمصدر] : طَوَافٌ. وأطاف بهذا الأمرِ، أي: أحاط به، فهو مُطِيفٌ. وطائفةٌ من النّاسِ واللَّيْل، أي: قِطعةٌ، والطّائفُ الذي بالغور سُمِّي به الحائط الذّي بَنَوا حولها في الجاهليّة، حصّنُوها به، قال
نحن بَنَيْنا طائفاً حَصِينا ... نقارعُ الأعداءَ عن بنينا
والطّائف: العاسُّ [بالليل] . والطوافون: المماليك.
وطف: الوَطَفُ: كَثْرةُ شَعَرِ الحاجبين والأشفار، واسترخاؤه. وسَحابةً وطفاءُ: كأنّما بوَجْهِها حِمْلٌ ثَقيلٌ. ويقال في الشِّعْر: ظلام أوطف.
__________
(116) في (ص) و (ط) : يغسل. وفي (س) : يسيل، وما أثبتناه فمن اللسان (طوف) .
(117) في (ط) من الأصول المخطوطة: أكثر بالثاء.(7/458)
فوط: الفُوَطُ: ثيابٌ تُجْلَبُ من الهِنْد، الواحدةُ: فُوطة، وهي غِلاظٌ قِصارٌ تكونُ مَآزِر.
طيف: كلُّ شيء يَغشَى البَصَرَ من وَسواس الشّيطان فهو طيف. وما في الأشعار من الطَّيْف، نحو قوله «118» :
أَرَّقَني زائرُ طَيْفٍ أَرَّقا
يعني: أنّه يرى خيالَها في مَنامه، فذلك طَيْفُها.
طفا: طَفِئَتِ النّارُ تَطفَأُ طُفُوءاً: سكن لَهَبِها وبَرَد جَمْرُها، وأَطفَأْتُها.
فطأ: الفَطَأُ «119» في سَنامِ البَعير.. بعيرٌ أَفْطَأُ الظَّهر. فطىء يَفْطَأُ فَطَأً. وتَفاطَأً فلانٌ: وهو أَشَدُّ من التّقاعُسِ. وتَفاطأَ فلانٌ في مَشْيِه، أي: تمايَلَ من السِّمَنِ، وهو يتفاطأ وتفاطؤا.
__________
(118) (رؤبة) ديوانه ص 108، غير أن الرواية فيه:
أرقني طارق هم أرقا.
(119) الفطأ: الفطس.(7/459)
باب الطاء والباء و (وا يء) معهما وط ب، وب ط، ط ب ي، ط ي ب، ب طء، ء ب ط، ب وط مستعملات
وطب: الوَطْبَ: سِقاءُ الَّلَبن، وجَمْعُهُ: وِطابٌ وأوطابٌ. وقيل: وَطبَة ووُطُوب.
وبط: وَبَطَ رأيُ فُلانٍ في هذا الأَمر وُبُوطاً، إذا ضَعُف، ولم يكنْ ذا أَصالةٍ واسْتحكامٍ، قال الكميت:
.... ولا وابطينَ انتظاراً «120»
أي: بطيئين. ويقال: ما لك تُوَبِّطُ القَوْمَ، أي تُثَبِّطُهُم عما يريدون، أو تكرهم عنه، والأسمُ: الوُبُوط «121» .
طبي: كلُّ شيءٍ صَرَفَ شيئاً عن شيء فقد طباه يطبيه عن رأيه وأمره. قالَ العجّاج: «122»
لا يَطَّبيني العَمَلُ المَقذِيُّ ... ولا من الأَخْلاقِ دَغْمَرِيُّ
المَقْذِيُّ: الذي يركبه القَذَى، والدَّغْمَرِيُّ: الذي تُريدُ أن تُدَغْمِرَهُ، أي: تخفيه.
__________
(120) جزء من بيت لم نهتد إليه.
(121) كذا ضبط في (ص) .
(122) ديوانه ص 316. والأول منهما في التهذيب 14/ 42 برواية: المقذي بذال مشددة مكسورة بعدها ياء خفيفة. وفي اللسان (طبي) بتصحيف المقذي إلى المفدى بفاء بعدها دال مشددة مفتوحة بعدها ألف مقصورة. والرجز في كليهما منسوب.(7/460)
والطبي: من أطباء الضَّرْع. وكلّ شيء لا ضَرْعَ له نحو الكلبة فلها أطباء. ورجلٌ طَباةٌ: أي: أَحمَقُ ذو شَرٍّ. ويقال: [فلان] يَطْبَى بالشَّرِّ الناسَ، أي: يفعله بهم. وما لك تَطْباني بشرّك!!، أي: نرميني به. وما أنا لك بطبيٍّ، أي: بتابعٍ. والطُبَاةُ: الذي يَطبَى غيره بشَرّ نَفْسِهِ، أي: يرميه به.
طيب: طابَ يَطيبُ طِيباً فهو طَيِّبٌ والطِّيبُ على بناء فِعل، والطَّيِّبُ. نعت. والطَّيِّبُ: الحلال. وطابةُ: مدينة الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم. والطّابة: الخَمْرُ، لم يعرفوه. وطُوبَى: اسْمُ شَجَرة في الجنّة أصلها في دار النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، وفي كلّ دارٍ من دُور أُمَّتِهِ غصنٌ منها. [ويقال] : ما أَطْيَبَ هذا، وأَيطَبَهُ، وأَطْيِبٌ به وأَيطِبْ. ومَطايِبُ اللَّحْمِ وكلِّ شيءٍ، لا يكاد يُفْرَدُ، فإنْ أُفرِد فواحِدُةُ: مَطابٌ ومَطابةٌ، وهو أَطْيَبُهُ. والطَّيِّباتُ من الكلام: أَفْضَلُهُ وأَحْسَنُهُ. وطاب القِتالُ، أي: حلّ.
وفي الحديث: يُكْرَهُ أن يَستطيبَ الرَّجلُ بيَمِينِهِ «123»
، أي: يَسْتَنْجي، والطّهور من الطِّيب. وذهب منه الأَطيَبانِ: الطّعام والنِّكاح.
__________
(123) الحديث في التهذيب 14/ 40.(7/461)
بطأ: البُطْءُ: الإبطاء. بَطُؤَ في مَشْيِهِ يَبْطُؤُ بُطْءاً وبَطاءً فهو بَطِيءٌ. ويقال: ما أَبْطَأَ بك عنّا، وقَوْمٌ بِطاءٌ، وفلانٌ بَطُوءٌ مثل: بَطُوع. وباطية اسم مجهول أَصْلُه.
أبط: تَأَبَّطَ فلانٌ سَيفاً أو شيئاً، إذا أخذه تحت إبْطِهِ، ومنه سُمِّي: تَأَبَّطَ شرّاً.
بوط: البُوطةُ: التّي يُذِيبُ فيها الصّاغةُ ونحوهم من الصُّنّاع.
باب الطاء والميم و (وا يء) معهما ط م ا، م ط ا، ء ط م، وط م، م ي ط مستعملات
طمى: طَمَى الماء يطمي طَمياً، ويَطمُوا طُمُوّاً وطُمِيّاً فهو طامٍ وذلك إذا امتلأ البَحْرُ أو النَّهْرُ أو البِئْرُ، قال:
إذا رجزت قَحْطانُ يومَ عَظيمةٍ ... رأيتَ بُحُوراً من بحورهم تطمو «124»
__________
(124) لم نهتد إليه، ولم نتبين (زجر) ، أهي زجر أم رجز أم غير ذلك.(7/462)
مطا: مُطِيَ في الشَّمْس: مُدَّ، وكلّ شَيءٍ مَدَدْتَهُ فقد مَطَوْته، ومنه: المَطوُ في السَّير، ومنه يقال: يَتَمَطَّى، إنّما هو تمديد جسده. والمُطَيطاءُ: التَّبَخْتُرُ، ومنه قوله جلّ وعزّ: ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى
«125» ، أي: يَتَبَخْتَرُ.
أطم: الأُطُم: حِصْنٌ بناه أهلُ المدينة من حجارة. وتأطَّمَ السَّيْلُ إذا ارتفع في وجهه طَحَماتٌ كالأمواج، ثمَّ يُكْسَرُ بعضه على بعض، قال رؤبة: «126»
إذا ارتمى في وَأْدِهِ تَأَطَّمُهْ
وتَأَطَّمَتِ الحِيطانُ، إذا هَمَّتْ بالسُّقُوط. والأَطُومُ: السُّلَحْفاةُ البحريّ الذي يُجعَلُ من جلده (الزيَل «127» ) ، ورُبَّما شبِّهَ جِلدُ البَعير الأملس به. والأَطُومُ: سَمَكَةٌ في البَحر قد رأيت جلدها، وكان أصحابنا يقولون: إنّها بقرة، حتّى رأيت جِلْدَها يُتَّخَذُ منه الخِفاف للجمّالين، قال الشماخ: «128»
__________
(125) سورة القيامة 33.
(126) ديوانه ص 155. والرواية فيه:
إذا رمى في زأره تأطمه.
(127) هكذا ضبطت في (ص) ، وهكذا رسمت في (ط) و (س) بدون ضبط.
(128) ديوانه ص 275، والرواية فيه: كضاحية الصيداء ...(7/463)
وجلدها من أطوم ما يُؤَيِّسُهُ ... طِلحٌ كضاحية الصَّحْراء مَهزولُ
وطم «129» : وطمت الشّيء أَطِمُهُ: أرخيته.
ميط «130» : قولهم: ما زِلنا بالهياط والمِياط: الهِياطُ: المُزاوَلةُ، والمِياطُ: المَيْلُ. ويُقال: أماط الله عنك الأَذَى، أي: نحّاه. ويقال: أرادوا بالهِياطِ الجَلَبة والصَّخَب، وبالمياط التَّباعُدُ والتَّنَحِّي والميل.
باب اللفيف من الطاء ط يء، ط وي، وطء، وط وط، ط وط، ء ط- ء ط ي ط، طء طء، ط اي، وا ط مستعملات
طاء: الطّاءُ: حرفٌ من حُروفِ العربيّة، ترجعُ أَلِفُها إلى الياء، إذا هجّيته جَزَمته، كما تقول: طاء مُرْسَلة اللّفظ بلا إعْرابٍ، فإذا وَصَفتَه وصيّرته اسماً أَعْرَبْتَهُ كإعراب الإسم، تقول: هذه طاءٌ مكتوبة طويلة، لمّا وصفته أعربته.
طوي: تقول: طَوَيْتُ الصَّحيفةَ أطويها طيّاً، فالطّيّ: المصدر،
__________
(129) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول المخطوطة وأثبتناها من مختصر العين- الورقة 228.
(130) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول، وأثبتناها من التهذيب 14/ 46 مما روي فيه عن العين.(7/464)
وطَوَيْتها طَيَّةً واحدة، أي: مرةً واحدة. وإنّه لحَسَنُ الطِّيّة، لا يُراد به المرة الواحدة، ولكنْ ضربٌ من الطَّيِّ مثل: الجِلْسة والمِشية يراد: نوعٌ منه، قال ذو الرُّمّة: «131»
أم دمنةٌ نسفت عنها الصَّبا سُفَعاً ... كما تنشر بعد الطية الكتب
فكسر الطّاء [لأنّه] «132» أراد نوعاً من الطَّي في الحسن أو القبح. والفعل اللازم: الانطواء، يقال للحيّة وما يُشبِهُها: انطَوَى يَنطَوي انطواء فهو منطوٍ، على مُنْفَعِل.. ويقال: اطّوى يَطَّوي اطِّواء إذا أردت به: افتعل فأدغم التّاء في الطّاء، فهو مًطَّوٍ على مُفْتَعل. والمَطْوَى: شيءٌ تَطْوى عليه المرأةُ غَزْلَها. والطِّيَّة تكون منزلاً، وتكون مُنْتَوىً، تقول: مَضَى فلانٌ لطِيَّته، أي: لِنِيَّته التّي انتواها. ويُقال: طوى اللهُ لك البُعدَ، أي: قرّبة. وفلانٌ يَطْوي البلاد، أي: يَقطَعُها بلداً عن بلدٍ. وقد تُخَفَّفُ الطيّة في الشِّعْر، كما قال الطِّرِمّاح: «133»
[ولا كِفْلَ الفُرُوسةِ شاب غُمراً] ... أصمَّ القلب حوشي الطيات
__________
(131) ديوانه 1/ 15.
(132) زيادة اقتضاها السياق.
(133) ديوانه ص 20 برواية: (وحشي) .(7/465)
أي: بعيد الهمّة. ويقال: فلان حوشيٌّ إذا كان خبيث الفؤاد والحركات. وطَوّى فُلانٌ كَشْحَهُ، أي: ذهب لوجهه، قال:
وصاحبٍ قد طوى كَشْحَاً فقلت له: ... إنّ انطواءك هذا عنك يطويني «134»
وطوى عنّي نصيحته، [أي: كتمها] «135» . وأطواء النّاقة: طرائق شَحْمٍ في جَنْبَيها وسنامها، طيٌّ فوقَ طيٍّ. ومطاوي الحيّة والأمعاء والشَّحم والبَطْن والثَّوْب: أطواؤها وغُضُونُها، الواحد: مَطوَى. وكذلك مطاوي الدِّرع إذا ضُمَّت غُضُونُها، قال:
وعندي حَصْداءُ مَسْرُودةٌ ... كأن مَطاويَها مِبْرَدُ «136»
والأطواء كذلك، الواحدُ: طيّ. والطَّوِيُّ: البِئْر المطويّة. والطيُّ [فيها] : طيّ الحجارة. وطُوَى: جبلٌ بالشّام، ويُقال: بل طُوىَ وادٍ في أصل الطُّور. وطوى فلان نهاره جائعاً يطوي طَوىً فهو طاوٍ.. والطيّان: الطّاوي البطن، والمرأة: طيى، وطاوية، قال عنترة:
ولقد أَبيتُ على الطَّوَى وأظلّه ... حتّى أنالَ به كريم المأكل
__________
(134) في التهذيب 14/ 47 بدون نسبه أيضا.
(135) من التهذيب 14/ 47.
(136) التهذيب 14/ 48، واللسان (طوى) غير منسوب أيضا.(7/466)
وطيىء: قبيلة بوزن: فَيعِل، والهمزة فيها أصليّة، والنِّسبةُ إليها: طائيّ. وما به طُوئيٌّ، أي: أحد، قال:
وبلدةٍ ليس بها طُوئيّ «137»
وطأ: الموطىء: المَوْضع. وكلُّ شيءٍ يكون الفِعْل منه على فَعَلَ يَفْعَلُ فالفِعْل منه مفتوح العين، إلاّ ما كان من بنات الواو على بناء وطىء يَطَأ وَطأ.. وإنّما ذَهَبَتِ الواوُ من يَطَأُ فلم تَثبُتْ كما تَثْبُتُ في وجل يوجل، لأن وطىء يَطَأُ مبنيّ على تَوَهُّم فَعِل يَفْعِل مثل وَرِمَ يَرِم، غَيْرَ أَنّ الحَرْفَ الذّي يكونُ في موضع اللاّم من يَفْعل من هذا الحد إذا كان من حروف الحلق الستة فإنّ أكْثَرَ ذلك عندَ العرب مفتوح، ومنه: ما يقر على أَصْلِ تَأْسِيسه مثل: وَرِمَ يَرِمُ، وأَمّا وَسِعَ يَسَعُ فقد فُتِحَتْ يَسَعُ لتلك العلّة. والوَطْءُ: بالقَدَم والقَوائم، تقول: وطّأتُه بقدمي إذا أردتَ به الكَثرة، ووطّأت لك الأَمرَ، إذا هيّأته، ووطّأتُ لك الفِراشَ، وقد وَطُؤَ يَوْطُؤُ وَطْأً ووَطاءةً. والوَطء بالخيل أيضاً، يُقالُ: وَطِئْنا العَدُوَّ وطأةً شَديدةً. والوَطْأة: الأَخذَة.
وجاء في الحديث: اللهمّ اشْدُدْ وطأتك
__________
(137) الراجز هو (العجاج) ديوانه ص 319، والرواية فيه: وخفقة....(7/467)
على مُضَر
، أي: خُذْهُمْ أخذاً شَديداً، فأَخَذَهم اللهُ بالسِّنين «138» .. والوَطَأَةُ: هم أبناءُ السّبيلِ من النّاس، سَمُّوا وطَأَةً، لأنّهم يَطَئُون الأَرْض. والإيطاء من قولك: أوطأتُ فُلاناً دابّتي حتّى وَطِئَتْهُ. والإيطاءُ في الشِّعر: اتِّفاق قافيتَينِ على كَلِمةٍ واحدةٍ، أُخِذَ من المُواطَأَةِ، وهي المُوافَقَةُ على شيء واحد. [يقال] : أَوْطأ الشّاعِرُ في البيتين، أي: جاء [مثلاً] بقافيةٍ على (راكب) ، والأخْرَى على (راكب) وليس بينهما في المعنى وفي اللّفظ فرق، فإن اتفق المعنى ولم يتّفقِ اللّفْظُ فليس بإيطاء، [وإذا اختلف المعنى واتّفق اللّفظ فليس بإيطاءٍ [أيضاً] «139» . وأوطأت فُلاناً وتَواطَأْنا، أي: اتفقنا على أمر. ووَطِئْتُ الجارية، أي: جامَعْتها. والوَطِيءُ من كل شيء: ما سَهُلَ ولانَ، حتّى إنّهم يَقُولون: رَجُلٌ وَطيءٌ ذو خَيرٍ حاضرٍ، وقد وَطُؤَ يَوْطُؤُ وَطاءةً. ودابَّتُهُ وطيئةٌ، بينه الوطاءة. و [يقال] : ثَبَّتَ اللهُ وَطْأَتَهُ، أي: أمره. وأرض مستوية، لا وِطاء بها ولا رِباء، أي: لا انخِفاضَ بها ولا [صعود] «140» .
__________
(138) الحديث في التهذيب 14/ 49.
(139) تكملة مما روي عن العين في التهذيب 14/ 50.
(140) من التهذيب 14/ 50.. في الأصول: ولا صعوبة.. وما أثبتناه أنسب للسياق.(7/468)
ووطّأتُ له المَجِلسَ توطئه: جعلته وَطِيئاً. قال «141» :
فقمنا راجعين إلى كريمٍ ... وَطِيءِ الرَّحْل ذي حَسَبٍ تليدِ
والوطيئة: طعام للعرب من التّمر [واللَّبََن] «142» .
وطوط: الوَطْواطُ: الجَبانُ من الرِّجال، شُبِّهَ بضْربٍ من الخَطاطيف لحيْدِه ونُكُوصِهِ، ويُقالُ: الوَطْواطُ: خَطاطيفُ الجِبالِ، سودٌ طِوالُ الجناحين.
طوط: الطّاطُ: الفحلُ الهائج، يوصف به الرَّجُلُ الشُّجاع، قال «143» :
خطّارةٍ مثل الفَنيق الطّاطِ
والجميعُ: الطّاطون، وفحولٌ طاطةٌ، ويجوز في الشِّعْر: فحولٌ طاطاتٌ وأَطْواط. والطُّوط: قطن البردي. والطُّوط: الحيّة، قال «144» :
ما إن يزال لها شأو يقومها ... مُقَوِّمٌ مثلُ طُوطِ الماء مَجْدول
يعني الزِّمام، شبّهه بالحية.
__________
(141) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول فيما تيسر لدينا من مظان.
(142) زيادة من اللسان (وطأ) .
(143) (العجاج) ديوانه ص 248.
(144) لم نهتد إلى القائل.(7/469)
أط: أطيط: الأط والأطيط: صَوْتُ تَقَبُّضِ المَحامِل، أَطَّ أَطِيطأ، وكلُّ شيء ثقيل يُحمَلُ بَعْضُه على بَعضٍ يَئِطُّ. والأطاطُ: الصّياح. وأطيطُ الإبل: أَنينُها من ثِقَل الحِمْل، أو صوتُ هَزّة عليها.
طأطأ: الطَّأْطَأَة: مَصْدر طأطأ فلانٌ رأسَهُ طَأْطَأَةً وقد تَطَأْطَأَ إذا خفض. والفارس إذا نَهَزَ دابّته بفخذيه ثمّ حَرّكَهُ للحُضْر قيل: طأطأ فَرَسَهُ.
طاية: الطّايةُ صَخْرَةٌ عظيمة في رَملةٍ أو أَرْضٍ لا حجارة بها.
واط: الواطُ: ما اطمأن من الأرض، قال «145» :
إذا ارتمى في واطه تأطمه
يصف البحر أو الماء.
باب الرباعي من الطاء
الطاء والثاء
طرمث: الطُّرْمُوث: الرّغيف.
__________
(145) (رؤبة) ديوانه ص 155، ولكن الرواية فيه:
إذا رمى في زأره تأطمه.(7/470)
الطاء والراء
طربل: الطِّربالُ: عَلَمٌ يُبنَي.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: إذا مَرَرْتُمْ بطربالٍ مائلٍ فأَسرِعُوا المَشْيَ «146» .
قال المفسّرون: هو حائط، أو ركن أو نحوه، مائل، قال جرير:
ألوى بها شَذْبُ العُرُوق مُشَذَّبٌ ... فكَأَنَّما وَكَنَتْ على طِرْبالِ «147»
برطل: البِرْطيل: حَجَرٌ أو حديدٌ فيه طول يُنقَرُ به الرَّحَى، خِلْقَتُه كذلك، ليس ممّا يُطَوِّله الناس، ولا يُحَدِّدونه، وقد يُشَبَّهُ به خَطمُ النَّجيبة، قال «148» :
كأن ما فات عينيها ومَذْبَحَها ... من خَطْمِها ومن اللَّحيَيْنِ بِرْطيلُ
والبُرْطُلَة: المِظَلَّةُ الصَّيفيّة.
طرطب: الطُّرْطَبُّ، مُثَقَّلَةُ الباء: الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْترخي، وبعضٌ يقول: طُرطَبّة للواحدةِ فيمن يؤنث الثدي.
__________
(146) الحديث في التهذيب 14/ 56.
(147) ديوانه 2/ 960.
(148) (كعب بن زهير) ديوانه ص 12.(7/471)
والطَّرْطَبةُ: صوت الحالب بالمَعز ليُسَكِّنَها. والطَّرْطَبةُ [تكون] بالشَّفتين، يقال: طَرْطَبَ بها. وقيل: فلانٌ يُطَرْطِبُ، أي: يُكْثِرُ الضُّراطَ، قال المغيرة بن حبناء:
فإنّ استَك الكَوْماءَ عَيبٌ وعَوْرةٌ ... يُطَرْطب فيها ضاغطان وناكث «149»
بربط: البربط: مُعَرَّبٌ، وهو من ملاهي العجم. [والبِرِْبيطِيّاءُ: موضعٌ يُنْسَبُ إليه الوشيُ] «150» .
طنبر: الطُّنْبُور: الذي يُلْعَبُ به، معرّب، [وقد استعمل في لفظ العربيّة] «151» .
فرطم: الفُرطومة: مِنقارُ الخُفّ، إذا كان طويلاً محدّد الرّأس،
وفي الحديث: إنّ شِيعةَ الدَّجّال شَوارِبُهُمْ طوال، وخفافهم مفرطمة.
__________
(149) البيت في اللسان (طرطب) منسوب أيضا. هذا و (طرطب) وترجمتها إلى هنا منقولة من أبواب الثلاثي الصحيح، باب الطاء والراء والباء معهما.
(150) مما روي في التهذيب 14/ 59 عن العين.
(151) تكملة من اللسان (طنبر) في روايته عن العين.(7/472)
برطم: البَرْطَمةُ: عُبُوسٌ في انتفاخ [وغيظ، تقول] «152» : رَأَيتُهُ مُبَرْطِمأ.. وما الذي بَرْطَمَةُ؟
تفطر: التّفاطير: أَوَّلُ نَبْتٍ يَقَعُ في مَواقِعَ من الأَرْض مختلفة. قال «153» :
تَفاطِير وسميٍّ رواء جُذُورُها
يعني: أصول التفاطير.
الطاء واللام
طلنف: المطلنفىء: اللاطىء بالأرض، تقول: اطلنفأت اطلنفاءً، إذا لَزِقت بالأرض.
بلنط: البَلَنْطَ: شيء يُشبِهُ الرُّخام، إلاّ أنّ الرّخام أَهشُّ وأرخى، قال في وصف ساقَيِ الجارية:
وسارِيَتَيْ بَلَنطٍ أو رُخامٍ ... يَرِنُّ خشاشُ حَلْيِهِما رَنِينا «154»
تم حرف الطاء بحمد الله ومنه.
__________
(152) مما روي عن العين في التهذيب 14/ 57.
(153) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام البيت.
(154) نسب في التهذيب 14/ 57 واللسان (بلنط) إلى عمرو بن كلثوم، ولم نجده في قصيدته.(7/473)
ج 8
حرف الدال
الثنائي الصحيح
باب الدال والظاء دظ يستعمل فقط
دظ: الدَّظّ: الشَّلُّ بلغة أهل اليمن، يقال: دَظَظْناهم في الحَرْبِ، ونحن نَدُظُّهم دَظّاً «1» .
باب الدال والثاء «2» دث يستعمل فقط
دث: دُثَّ فلانٌ دَثَّةً، وذلك التِواءٌ في جنبه وبعض جَسَده. والتَّدثيث: التَّليين، ودَثَثتُ الأمرَ الصَّعْبَ ودَثَّيْتُه: لَيَّنْتُه. والدَّيايِثةُ جمعُ الدَّيُّوث، وهو المُحْتَمِلُ لِما ينالُه من سوء في حرمته.
__________
(1) وأنكر الأزهري الدظ.
(2) قال الأزهري في التهذيب: أهمله الليث. نقول: وهو موجود في العين وعبارة العين في ترجمة دثث موجودة في اللسان.(8/5)
باب الدال والراء در، رد مستعملان
در: دَرَّ اللَّبَنُ يَدُرُّ دَرّاً، وكذلك الناقةُ إذا حُلِبَتْ فأقبَلَ منها على الحالب شيءٌ كثير، قيل: دَرَّتْ وإذا اجتَمَعَ في الضَّرْعِ من العُروقِ [وسائر الجَسَد قيل: دَرَّ اللَّبَنُ] «3» ودَرَّت العُروق إذا امتَلأَتْ دَماً. ودَرَّت السَّماءُ إذا كَثُرَ مَطَرُها، وسَحابةٌ مِدْرارٌ وناقةٌ دَرورٌ، وقال:
وقالوا لدنياهم أفيقي فدرت «4»
[وروِيَ عن عُمَرَ بنِ الخطّاب أَنّه أَوصَى عُمّالَه حين بعَثَهم فقال في وصيته لهم: أدروا لقحة المُسلمين] «5»
، أراد بذلك فَيئَهم وخَراجَهم، والأسمُ من كلِّ ذلك الدِّرَّةُ. وفي الشَّتْم يقال: لا دَرَّ دَرُّه، أي لا كَثُرَ خيرُه، ولِلّهِ دَرُّكَ أي خيرُك وفَعالُك. والدَّريرُ من الدَّوابِّ: السريعُ المُكتَنِزُ الخَلْق، المُقتَدِر، قال:
درير كخذروف الوليد أمَرَّه ... تتابُعُ كَفَّيْهِ بخَيْطٍ موصل «6»
__________
(3) زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) زيادة من التهذيب من أصل العين، ولقحة المسلمين هي حلوبة المسلمين في الأصول المخطوطة.
(6) البيت (لامرىء القيس) كما في اللسان، وفي مطولته المشهورة. انظر السبع الطوال ص 88.(8/6)
والدُّرُّ: العِظامُ من اللُّؤْلُؤِ، والواحدةُ دُرَّةٌ. وكوكَبٌ دُرِّيُّ أي ثاقِب مُضيءٌ وجمعُه دَراريُّ. ودَرّاية «7» من أسماء النساء. والدُّردور: موضعٌ من البحر يجيش ماؤه، وقَلَّما تَسلَمُ السفينةُ منه، يقال: لَجَّجُوا فوَقَعُوا في الدُّرْدور «8» . والدُّرْدُرُ: موضع مَنابِت الأسنان قبل نَباتها وبعدَ سُقوطِها. [ويقال: دَرِدَ الرجلُ فهو أدرَدُ إذا سقطَتْ أسنانهُ وظَهَرتْ دَرادِرُها، وجمعُه الدُّرْد] «9» . [ومن أمثال العَرَب السائرة: أَعيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف أرجوك بدرْدرٍ] «10»
. ودِرَّةُ السُّلْطانِ: ما يضرب بها.
رد: [الرَّدُّ مصدر رَدَدْتُ الشيءَ] . ورُدُودُ الدَّراهِم واحدُها رَدٌّ، وهو ما زُيِّفَ فرُدَّ على ناقده بعد ما أُخِذَ منه «11» . والرَّدُّ: ما صار عِماداً للشيء الذي تدفَعُه وترُدُّه. والرَّدُّة: مصدر الارتداد عن الدين.
__________
(7) كذا س والتهذيب وأما في ص وط فهي: درانة.
(8) كذا عبارة التهذيب عن العين وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: وقلما تسلم السقيفة إذا وقعت فيها.
(9) ما بين القوسين مما أخذه الأزهري من العين.
(10) زيادة كذلك مما أخذه الأزهري من العين.
(11) كذا في التهذيب وهي من العين، وفي الأصول المخطوطة: والرد اسم لما رد بعد ما أخذ والجميع الردود مثل ردود الدراهم.(8/7)
والرَّدةُ: تَقَاعُسٌ في الذَّقَن. وإِنْ كانَ في الوَجْه بعضُ القَباحة ويعتريه شيءٌ من جَمال، يقال: هي جميلةٌ ولكنَّ في وجهها بعضَ الرَّدّة. ورَدّاد اسم الرجل المُجَبِّر يُنسَب إليه المُجَبِّرون لأنَّه يرُدُّ العظمَ المنكسِرَ إلى موضِعه
. باب الدال واللام د ل، ل د، مستعملان
دل: الدَّلُّ دلالُ المرأة إذا تَدَلَلَتْ على زوْجها تُريه جَراءةً عليه في تَغَنُّجٍ وتَشَكُّلٍ كأنَّها تُخالِفُه وليس بها خِلاف. والرجلُ يُدِلُّ على أقرانه في الحرب يأخُذُهم من فَوق. والبازي يُدِلُّ على صيده. والدالَّةُ: مما يُدِلُّ الرجلُ على من له عنده مَنزِلةٌ أو قَرابةٌ قَريبةٌ: شِبْهُ جَراءةٍ منه. والدَّلالة: مصدر الدليل (بالفتح والكسر) . والدِّليلاءُ، يُمَدُّ ويُقصَر، ومعناه ما دلَّكُم عليه. والدُّلْدُلُ: شيءٌ أعظم من القُنْفُذ، ذو شَوْكٍ طِوال. والتَّدَلْدُل كالتَّهَدُّل. والدُّلدُل اسمُ بَغْلةِ رسول الله- صلى الله عليه وآلِه وسَلَّم-
لد: اللَّدُّ: فِعلُكَ باللَّدودِ حين تَلُدُّ به، وهو الدَّواء يُوجَر في(8/8)
أحَدِ شِقَّي الفَم، وتقول: لدَدْته أَلُدُّه لَدّاً، والجمعَ أَلِدَّة. وأُخِذَ اللَّدود من لَديدَي الوادي، وهما جانِباه، والوَجُور في وَسَط الفَم. واللَّدِيدانِ: صَفْقا العُنُق من دون الأُذُنَيْنِ، وجانبا كلِّ شيءٍ لَديداه، قال رؤبة:
على لَدِيدَيْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخادْ «12»
والتَلَدُّد في التَلَفُّتِ، أن يعطِفُ بعُنُقِه مرّةً كذا ومرّةً كذا. واللَّدَد مصدر الألد أي السيىء الخُلُق الشديدُ الخُصومة، العَسِرُ الانقياد. ورجل ألندد ُويَلَنْدَد: كثير الخُصوماتِ شَرِسُ المعاملة، قال:
عقيلة شينخ كالوَبيل ألَنْدَدِ «13»
وهُذَيْل تقول: لَدَّه عن كذا أي حَبَسَه.
باب الدال والنون د ن، ن د يستعملان
دن: الدَّنُّ ما عَظُم من الرَّواقيد كهيئةِ الحُبِّ، إلاّ أنّه طويل مُستَوى الصَّنْعةِ في أسفله كهيئة قونس البيضة.
__________
(12) الرجز (لرؤبة) ، ديوانه ص 41، برواية (مصمتك) والصواب ما أثبتناه من التهذيب 14/ 68، واللسان (لدد) .
(13) القائل (: طرفة بن العبد) - معلقته ديوانه ص 39.(8/9)
والدَّنينُ والدَّنينةُ: أصوات النَّحْل والزَّنابير ونحوها [وأنشد:
لدَنْدَنة النخل في الخَشرَم] «14»
والدَّنْدَنةُ من هَيْنَمةِ الكلام الذي لا يُفهَم. والدِّنْدِنْ: أصولُ الشَّجَر البالي، وجمعه دَنادِن «15» .
ند: النِّدُّ: ما كانَ مثل الشيءِ يُضادُّه في أموره. والنَّديد والنِّدُّ سَواءٌ، وجمع النِّدِّ أنْدادٌ. ونَدَّ البعيرُ نُدوداً: انفرَدَ واستَعْصَى، وأَنَدْتُ البعيرَ فنَدَّ. ويَوْمَ التَّنادِ
«16» : يومُ التَّناص أي يُنادي بعضُهم بعضاً، أصحابُ الجنةِ أصحابَ النارِ، وقُرِىءَ: يَوْمَ التَّنادِ
«17» بتشديد الدال أي يَندِّون فيَنْفِرون، هكذا في بعض التفسير. والتَّنديد: أن تُنَدِّدَ بإنسانٍ أي تُسمعَ الناسَ بعًيوبه وتَشتِمَه. ويَنْدَد: اسم موضع، قال:
لو كنت بالشَّرْوَيْنِ شَرْوَى يَنْدَدِ «18»
والنَّدُّ: ضَرْبٌ من الدُّخْنِة من غير فعل.
__________
(14) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(15) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال غير الخليل: الدنان: السيف الكهام الردي.
(16) كان الحق ألا يكون التناد في ترجمة ندد ولكن الذي سوغ ذلك هو القراءة الخاصة، فالتناد بتشديد الدال من ندد وقد ورد ذكرها
(17) سورة غافر، الآية 32.
(18) لم نهتد إلى القائل.(8/10)
باب الدال والفاء د ف، ف د يستعملان
دف: الدَّفُّ والدَّفَّةُ: الجَنْب لكل شيء، قال:
ووانيةٍ زَجَرْتُ على وَجاها ... قريحَ الدَّفَّتَيْنِ من البِطانِ «19»
والدُّفُّ لغةُ أهل الحِجاز في الدَّفِّ الذي يُضرَبُ به، والدفاف عامِلُه. ودَفَّتا الطَّبْل: اللتان على رأسه. ودَفَّتا المُصحَف: ضِمامتاه من جانِبَيهِ. والدَّفيفُ: أن يدِّفَ الطائرُ على وجه الأرض بتحريك جَناحَيْهِ، ورِجلاه في الأرض، وهو يطير ثم يستَقلُّ، قال الراجز:
والنَّسْرُ قد ينهَضُ وهو دافِي «20»
فخَفَّفَ وكَسَرَ على كسرة دافِف وحَذَف الفاءَ. والدافَّةُ: قَومٌ يَسيرون سَيْراً ليِّنا ليس بالشديد، وهم يَدِفُونَ دفيفاً. ودافَفْتُ الرجلَ دِفافاً ومُدافَّةً، وهو إجهازكَ عليه أي مبادرةٌ إلى قَتله، والآمِرَ الذي يأمرُ يقول: دافَّ الرجلَ أي ائْتِ عليه، ويُخَفَّف في لغة جُهَينةَ فيقال: دافَيتُه، ويأمُرُ فيقول: دافِ يا هذا.
__________
(19) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(20) الرجز في اللسان غير منسوب، ونسب في التهذيب 14/ 73 إلى (رؤبة) وليس في ديوانه.(8/11)
وتَدافَّ القومُ: ذكَرَ بعضُهم بعضاً، ولا أراه مأخوذاً في الأمر من هذا.
فد: الفديد: صوت كالحفيف، وقد فَدَّ يفِدُّ فَديداً، ومنه الفَدْفَد «21» ، قال النابغة:
أوابِدُ كالسَّلامِ إذا استَمَرَّتْ ... فليس يرد فدفدها التظني «22»
وفلاةٌ فَدْفَد: لا شيءَ فيها وبها (كذا) ، قال:
قلائص إذا علون فدفدا «23»
وفي الحديث: هَلَكَ الفَدّادون إِلّا من أعطاها في نَجدتها ورِسْلها
، والفَدّادون هنا أصحابُ الإِبِل، يقول: إِلاّ من أخرَجَ زَكاتَها في شِدَّتِها ورَخائها. ويقال: فَديدٌ من الإِبِل، يصف الكَثْرة.
باب الدال والباء د ب، ب د يستعملان
دب: دَبَّ النَّمْل يدِبُّ دَبيباً، والمَدِبُّ موضع دَبيب النَّمْل. ودَبَّ القومُ يَدِبُّون دَبيباً إلى العَدُوِّ أي مَشَوا على هَيْنَتِهم ولم يسرعوا.
__________
(21) في اللسان الفدفدة وهي عبارة العين المنسوبة إلى الليث.
(22) البيت في الديوان ص 197 و (الرواية:)
أوابد كالسهام إذ استمرت ... فليس يرد مذهبها التظني
(23) لم نهتد إلى القائل.(8/12)
والدَّيدَبة: العُجْروف من النَّمْل، وذلك أنّه أوسعُ خَطْوا وأعجَلُ نَقْلاً. والدَّبابةُ: آلة تتخذ في الحروب يدخل فيها الرجال بسلاحهم، ثم تُدْفَع في أصل حِصنٍ فيَنْقُبون وهم في جَوْفِها. والدُّبَّة لزومُ حالِ الرجلِ في فِعاله، وتقول: رَكِبَ فلانٌ دُبَّة فلانٍ واخَذَ بدُبَّتِه أي يعَمَل بعَمَلِه ويركَبُ طريقته. والدُّبُّ من السِّباع مُضِرٌّ عادٍ، والأنثَى دُبَّةٌ، والجميع دِبَبة. وكلُّ شيءٍ مما خَلَقَ اللهُ يُسَمَّى دابّة، والأسمُ العامُّ الدابَّةُ لِما يُرْكَبُ، وتصغيرها دُوَيبَّة، الياء ساكنة وفيها إشمام من الكسرة، وكذلك كلُّ ياءٍ في التصغير إذا جاءَ بعدها حرفٌ مُثَقَّل في كلّ شيء. ودَيابُوذ «24» : ثَوبٌ له سَدّانِ، ويقال: هو كِساءُ، ليست بعربية، وهو بالفارسية دوبود فعُرِّبَتْ.
بد: البُدُّ: بيتُ فيه أصنام وتصاوير، وهو إعرابُ بُت بالفارسية، [وأنشد:
لقد علمت تكاكرة ابن تيري ... غَداةَ البُدِّ أَنّي هِبْرِزيُّ] «25»
__________
(24) كذا في اللسان، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاءت: ديابود (بالدال) ، وليس موضعها هذا.
(25) البيت في التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(8/13)
ويقال: ليس لهذا الأمر بٌدٌّ أي لا مَحالةَ. والتَبَدُّد: التَفَرُّق، وذَهَبَ القَومُ في الأمر بَدادِ بَدادِ أي تَفَرَّقوا. وجاءَتِ الخيل بَدادِ بَدادِ أي واحداً واحداً «26» . واستَبَدَّ فلان [برأيه] أي انفرَدَ بالأمر «27» . والبِدادُ: لِبْدٌ يُشَدُّ مَبدُوداً على الدابَّةِ الدَّبِرةِ، تقول: بُدَّ عن دَبَرها أي شُقَّ. والبَدَدُ مصدر الأَبَدِّ، وهو الذي في يَدَيْهِ تباعُدٌ عن جَنبَيْهِ. وبِرْذَوْنٌ أبَدُّ، والحائكُ أبداً أَبَدُّ. وفَلاةٌ بَدْبَدٌ: لا أحَدَ فيها. ورجل له جسم وبادُّ وبادُّه: طُولُ فَخِذَيْهِ، والبادّان: باطِنا الفَخِذَينِ. ورجلٌ أَبَدُّ أي عظيم الخَلْقِ، وامرأةٌ بَدّاءُ.
باب الدال والميم د م، م د يستعملان
دم: الدَّمُّ: الفِعل من الدِّمام، وهو كُلُّ دَواءٍ يُلطخ به على ظاهِر العَيْن، قال:
__________
(26) أصلحنا هذه العبارة مما ورد في المعجمات وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: التبدد التفرق، وذهب القوم بداد بداد وجاءَتِ الخيل بَدادِ بَدادِ وفي الأمر تفرقوا وتفرقوا (كذا) .
(27) ما بين القوسين من التهذيب.(8/14)
تَجْلُو بقادَمِتَيْ حَمامةِ أَيْكَةٍ ... بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بدِمامِ «28»
يعني النُّؤور قد طُلِيَت به حتى رَسَخَ. ويقال للشيء السمين كأنَّما دُمَّ بالشَّحْمِ دَمّاً [وقال علقمة:
كأنّه من دَمِ الأجْواف مَدمُوم] «29»
ويُدَمُّ الصَّدُعُ بالدَّمِ والشَّعرِ المُحْرَقِ يُجْمَع بينهما، ثم يُطلَى الصَّدْعُ فيُعَضُّ عليه ويُشَدُّ، وقد دَمَمنْا يَدَيهِ بالشَّعْرِ والصُوفِ والدِّمامِ دَمّاً «30» والدَّمامةُ مصدر الشيء الدَّميمِ. وأساء فلانٌ وأدَمَّ أي أَقْبَحَ، والفعل اللازم: دم يدم، ولغةٌ ثانية على قياس فَعَل يفعُل، وليس في باب التضعيف على فَعَل يَفْعِلُ غير هذا. وتقول: دَمَمْتَ يا هذا، وإذا أرَدْتَ اللازمَ قُلتَ: دَمِمْتَ. والدَّأْماءُ: بَيْتُ اليَرْبوع غيرُ القاصِعاء والنافِقاء، والجَميعُ الدَّأْماوات. والدمدمة: الهلاك المتأصل.
__________
(28) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو مما أخذه الأزهري من العين.
(29) عجز بيت في التهذيب واللسان وصدره كما في الديوان ص 59:
عَقْلاً ورَقْماً تظلّ الطَّيْرُ تخطفه
(30) هذا هو الوجه وهو من س وأما في ص وط فهو: وقد دممناه يدمه بالشعر والصوف الدمام.(8/15)
مد: المَدُّ: الجَذْبُ، والمَدُّ: كَثرةُ الماء أيّامَ المُدودِ. ومَدَّ النَّهرُ، وامتَدَّ الحَبْلُ، هكذا قالته العَرَب. والمَدَدُ: ما أمدَدْتَ به قوماً في الحربِ وغيره من الطعام والأعوان. والمادّةُ: كُلُّ شيءٍ يكون مَدَداً لغيره، ويقال: دَعُوا في الضَّرْعِ مادَّةَ اللَّبَنِ، والمتروكُ في الضَّرْعِ هو الدّاعية، وما اجتَمَعَ إليه هو المادّةُ. والمادَّةُ: أَعرابُ الإِسلام، وأصل العرب وهم الذين نَزَلوا البَوادي. والمِدادُ: ما يُكتَبُ به، يقال: مُدَّني يا غلامُ، أي أَعطِني مُدَّةً من الدَّواةِ، وأمدِدْني جائز، فإِن قُلتَ: أَمِدَّني خُرِّجَ على مجرى المَدَد بها والزِّيادة ويكون في معنى المَدَد «31» . والمَديدُ: شَعيرٌ يُجَشُّ ثم يُبَلُّ فتَضفَره الاِبِل. والمُدَّة: الغاية، وتقول: هذه مُدَّة عن غَيْبَته، وله مُدَّة أي غاية في بقاء عَيشِه. ومَدَّ اللهُ عُمْرَكَ أي جَعَلَ لعُمْرِكَ مُدَّةً طويلة. والمُدُّ نصف صاعٍ، والصّاعُ خمسةُ أرطالٍ وثُلْث، ويقال: إنّه مِثلُ القَفيزِ السناني (كذا) . ولعبة للصِّبيان يقال لها: مِداد قيس.
__________
(31) كذا في ص وط وأما في س ففيه: معنى المداد.(8/16)
والتَمَدُّد كتَمَدُّدِ السِّقاء، وكذلك كلُّ شيءٍ يبقى فيه شِبْهُ المَدِّ. والامتِدادُ في الطول، وامتَدَّ بهم السَّيْرُ أي طالَ. وأمَدَّ الجُرْحُ أي: اجتمعت فيه المِدَّة. وسُبحانَ اللهِ مدادَ كلماتِه من المَدِّ لا من المداد «32» الذي يُكتَبُ (به) ، ولكنَّ معناه على قَدْر كَثرتها وعَدَدها. والأَمِدّةُ: المِساك في جانِبَي الثوب إذا ابتُدِىءَ في عَمَلِه، والتثنيةُ أَمِدّانِ بوزن أفعِلانِ. والمدَيد: بَحرٌ من العَروض نحوُ قوله:
يا لَبَكرٍ انشروا لي كُلَيباً ... يا لَبَكْرٍ أينَ أين الفِرارُ «33»
الثلاثي الصحيح
باب الدال واللام والتاء معهما ت ل د يستعمل فقط
تلد: التِّلادُ: كُلُّ ما تَرِثُه عن أبيكَ وغيرِه فهو تالد وتليد ومتلد. والتليدة من الجواري هي التي تولد في ملك قوم وعندهم أبواها.
__________
(32) إشارة إلى قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ... سورة الكهف الآية 109.
(33) البيت (لعدي بن ربيعة التغلبي) وهو من شواهد كتب العروض.(8/17)
باب الدال واللام والظاء معهما د ل ظ يستعمل فقط
دلظ: دَلَظَ يَدْلِظُ دَلْظاً وهو الدَّفْعُ الشَّديد. والدَّلْظ: الزَّحْمُ بالمَناكِب في القتال والمُزاحَمة، ومنه الدَّوالِظةُ. والدِّلاظ وهو الصَّدْمُ، قال البراضُ بنُ قيس:
فيا لك شدةً ما قد شَدَدْنا ... صَبَرنا للصَّفائِحِ والدِلاِّظِ «34»
والدَّلَنْظَى: الجَمَل الضَّخْم الغليظ المَناكِب، وناقةٌ دَلَنْظاة، واشتُقَّ من الدَّلظ، والجميع الدَّلائظ والدَّلاظىَ، وما كان دلنظى. وقد ادلنظى ادلنظاء.
باب الدال والثاء والراء معهما د ث ر، ث ر د يستعملان فقط
دثر: الدُّثورُ: كَثْرةُ المال، ويقال: هم أهلُ دَثرٍ [ومالٌ دَبْرٌ بمعناه] «35» . ودَثَرَ أي دَرَسَ فهو داثِرٌ،
[ورُوي عن الحَسَن أنه قال: حادِثوا هذه القلوبَ بذكر الله فإنها سريعةُ الدُثور] «36»
والدِّثار من فعل المتدثر.
__________
(34) لم نستطع تخريج البيت في مصادرنا المتيسرة.
(35) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(36) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/18)
ثرد: الثَّريدة معروفة. والتَّثريدُ في الذَّبيحةِ: تفسيخُ الجِلْد وتركُ الإِجهاز عليها، والكلالة «37» أداة للذَّبْح
. باب الدال والثاء واللام معهما د ل ث يستعمل فقط
دلث: يقال: الدِّلاث [من الإبل] «38» : السريع، [قال كُثَيِّر:
دِلاثُ العَتيق ما وَضَعتُ زمامَه ... مُنيفٌ به الهادي إذا احتَثَّ ذامِلُ «39»
والمَتدَلِّثُ: المُسْرِعُ، واندَلَثَ على وَجْهه أي مشى مسرعا.
باب الدال والثاء والنون معهما ث ن د يستعمل فقط
ثند: الثُّنْدُوة: لَحْمُ الثَّدْيِ، وجماعتها ثُنْدُوات. والمُثْدِن: الكثير اللَّحْمِ المسْتَرخي.
__________
(37) كذا في الأصول المخطوطة فقط ولم نجد الكلالة في مصدر آخر وبهذا المعنى.
(38) زيادة من التهذيب.
(39) البيت في التهذيب واللسان ولم نجده في الديوان (ط إحسان عباس) .(8/19)
باب الدال والثاء والميم معهما د م ث وث م د يستعملان فقط
دمث: الدَّماثةُ: اللِّينُ، والدَّمْثُ المكان السَّهْلُ. والدَّميث: السَّهْل الخُلُق، وقد دَمِثَ دَمَثاً، والاسْمُ الدَّماثة.
ثمد: الثَّمدُ: الماء القليل يبقى في الأرض الجَلد. ويقال: الثَّمْدُ الماءُ القليل يظهَرُ في الشتاء ويذهَب في الصَّيف. والإِثمِدُ: حَجَرُ الكُحْل
. باب الدال والراء والنون معهما د ر ن، ر د ن، ن د ر، ر ن د، د ن ر، ن ر د مستعملات
درن: الدَّرَنُ: تَلَطُّخُ الوَسَخُ، وثَوْبٌ دَرِنٌ وأَدْرنُ داخِلٌ عليه ويجوز في الشِّعْر، [قال رؤبة يمدح رجلاً:
إِنِ إمرؤ دغمر لون الأدرن ... سلمت عرضا ثوبه لم يُدْكَنِ] «40»
والفِعلُ دَرِنَ يدرَنُ. والدَّرينُ: اليَبيسُ الحَوْلِيُّ، ويقال: ما في الأرض من اليبيس إلا الدرانة.
__________
(40) الرجز في التهذيب واللسان وهو مما أخذه الأزهري من العين وفي الديوان ص 164 والرواية فيه:
إذا امرؤ....(8/20)
والدُّرَيْنةُ: الأَحمَقُ بلغة ناسٍ من أهل الكوفة «41» .. ودُرّانة على فُعْلانة: من أسماء الجَواري.
ردن: الرُّدْنُ: مُقَدَّمُ كُمِّ القميص. والأُرْدُنٌّ: أرضٌ بالشام، وقيل: هو نَهْرٌ بالحجز بينَ تِيهِ بني إسرائيلَ وبينَ أرض الشام. والرّادِنيُّ من الإِبِل: ما جَعُدَ وَبَرُه، وهو منها كريمٌ جميلٌ يضرِبُ إلى السَّواد شيئاً. ولَيْلٌ مُرْدِن، أي مظلم. وعرق مردن: قد نَمَّسَ الجَسَدَ كلَّه. والرَّدَنُ: الخَزُّ ويقال: الحرير.
رند: ضربٌ من العُود يُدخَّنُ به.
ندر: نَدَرَ الشيء إذا سَقَطَ، وإنَّما يقال ذلك لشيءٍ من بينِ شيءٍ أو من جَوف شيءٍ، وكذلك نَوادِر الأشياء تَنْدُر. والأنْدَرِيُّ «42» ، والجميع الأَنَدرُون، وهم الفِتيانُ الذينَ يجتمعُونَ من مَواضعَ شَتَّى، قال
__________
(41) كذا في التهذيب واللسان من أصل العين، وأما في الأصول المخطوطة ففيها: رعينه (كذا)
(42) كذا في التهذيب وذلك ما نقله الأزهري من العين وأما في الأصول المخطوطة ففي س: الأندروني، وفي ص وط: الأندروي.(8/21)
ولا تُبقى خُمُورَ الأَنْدَرينا «43»
وقيلَ: الأَنُدَرُ موضعٌ، وهي قرية أبي عُبَيد الوَزير. ويقال: إنما يكون ذلك في النُّدْرة بعدَ النُّدْرة أي الأحيان، [وكذلك الخَطيئةِ بعد الخطيئة] «44» . والأندَرُ: البَيْدَرُ في لغة أهل الشام. [ويقال للرجل إذا خَضَفَ: نَدَرَ بها] «45» .
دنر: دَنَّرَ وَجْهُ فلانٍ إذا أَشرَقَ وتَلأَلأَ. ودِينارُ مُدَنَّرُ أي مضروب دينارا. وبرذون مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أي أشهَبُ على مَتنَيْه وعَجُزه سَوادٌ مستديرٌ يخالِطُه شُهْبَهٌ.
نرد: النَّرْدُ: الكَعْبُ الذي يُلْعَبُ به. ومن لعِبَ بالنَّرْد فكأنّما غَمَسَ يَدَيْهِ في لَحْمِ الخِنزيرِ.
باب الدال والراء والفاء معهما ر د ف، ف ر د، ر ف د، د ف ر، ف د ر مستعملات
ردف: الرِّدْفُ: ما تَبِعَ شيئاً فهو ردفه، وإذا تتابع شيءٌ خَلْفُ شيءٍ فهو التّرادُف، والجميعُ: الرُّدافَى، قال:
__________
(43) عجز بيت (لعمرو بن كلثوم) كما في التهذيب وغيره، وصدره كما في السبع الطوال ص 37 وهو مطلع مطولته:
ألا هُبِّي بصَحنِك فاصبَحِينا
(44) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(45) زيادة كذلك.(8/22)
عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافىَ ... [تَخَوَّنَها نُزولي وارتِحالي] «46»
ويقال: جاءَ القومُ رُدافَى أي بعضهم يتبع بعضاً. ورَديفُكَ: الذي تُردِفه خَلفَك، ويَرْتَدِفُكَ، ويُردِفُه غيرُك. ونَزَلَ بالقوم أمرٌ قد رَدِفَ لهم أمرٌ أعظمُ منه. والرِّدافُ: هو موضعُ مَرْكَبِ الرِّدف، وقال:
لِيَ التَّصدير فاتبَعْ في الرِّدافِ «47»
ويقال: بِرْذَونٌ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِف أي يَدَع رديفاً يركَبُه. والرَّديف: كوكب قريبٌ من النَّسر الواقع، والرَّديف في قول أصحاب النَّجوم هو النجم الناظر إلى النَّجم الطالع، [وقال رؤبة:
وراكبُ المِقدارِ والرَّديفُ ... افنى خُلوفاً قبلَها خلوف «48»
فراكبُ المِقدار هو الطالِعُ، والرَّديف هو الناظر إليه] «49» . والرِّدْف: الكَفَلُ «50» . وأرداف النجوم: تَواليها أي ترادفها.
__________
(46) عجز بيت للبيد كما في التهذيب منقولا من العين وفي الديوان ص 76.
(47) الشطر في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين.
(48) الرجز في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين وهو في ديوان رؤبة ص 178.
(49) ما بين القوسين من أصل العين.
(50) كذا في الأصول المخطوطة، وأما عبارة التهذيب فهي: توابعها.(8/23)
والتَّرادُف: كناية عن فِعلٍ قبيحٍ وذلك انه إذا عَمِلَ أحدُهما عَمَلَ إِثمٍ رَدِفَه الآخَر.
فرد: الفَرْدُ ما كانَ وحدَه، يقال: فَرَدَ يَفرُدُ، وانفَرَد انفِراداً. وأفرَدْتُه: جَعَلْتُه واحداً. والفَريدُ: الشذر، الواحدة فريدة، وهو بلسان العجم الجاوَرْسَق، والجميع الجَوارس، قال:
وأكراسُ دُرٍّ فُصٍّلَتْ بالفَرائد «51»
وجاء القومُ فُرادَى، وعَدَدْتُ الخَرَزَ والدراهم «52» أفراداً أي واحداً واحداً. وقوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى جميع فَرْدان. واللهُ الفَرْد: تَفَرَّد بالرُّبُوبيّةِ والأمرِ دونَ خَلْقه. ومن صفة الفارس في طِراده قال: واستَطرَد لهم فكلَّما استَفْرَدَ رجلاً كَرَّ عليه فجَدَّله، يُريدُ أنه يندُر من أصحابه فيُطارد ساعةً، فلمّا أمكَنَتْه الفُرصةُ قَتَلَ منهم واحداً ومَضَى. والفَرّاد: بيّاع الفَريد، والفارِدُ والفَرَد: الثَّور.
رفد: الرِّفدُ: المَعُونةُ بالعَطاء، وسَقْي اللَّبَنِ، والقول، وكل شيء.
__________
(51) لم نهتد إلى القائل.
(52) كذا في التهذيب واللسان وهي من أصل العين وأما في الأصول المخطوطة فهي: النجوم.(8/24)
ورَفَدته بكذا، ورفَدَني أي أعانني بلسانه، وترافدوا على فلانٍ بألسنتهم إذا تناصروا، قال:
رفدت ذوي الأحساب منهم مَرافدي «53»
والواحد مَرْفَد، ومن هذا سُمِّيَتْ رِفادة السَّرْج لأنها تَدْعَم السَّرْجَ من تحتِه حتى يرتِفَعَ. والرِّفادةُ: شيءٌ كانت قُرَيش ترافد به في الجاهلية، فيخرجون أموالا بقدر طاقتهم فيَشْتَرونَ بها الجزور والطعامَ والزَّبيب للنَّبيذ، فلا يزالون يُطعِمون الناسَ حتى ينقضِيَ الموسم. وأول من سَنَّ ذلك هاشمُ بنُ عبدِ مَناف. والمِرْفَدُ: عُسٌ تُحلَبُ فيه الرَّفُود من النّوق التي تمَلأُ مِرْفَدها، والرَّفْدُ المصدر. وارتَفَدْتَ مالاً إذا سألتَه أن يُرِفدَكَ، وارتَفَدْتَ مالاً إذا أَصَبْتَه من كَسب، قال الطرماح:
عَجَباً ما عَجِبت من جامع المال ... يُباهي به ويَرْتَفِدُهُ
ويُضيعُ الذي قد أوجَبَهُ الله ... عليه فليس يَعْتَقِدُهْ «54»
[والتَّرفيدُ نحو من الهَمْلَجة، وقال أمية بن أبي عائذ الهذليّ:
وإن غُضَّ من غَرْبها رَفَّدَت ... وَسيجاً وألْوَت بجلس طوال «55»
__________
(53) لم نهتد إلى القائل.
(54) البيت الأول في التهذيب واللسان وروايته فيه: من واهب المال، والبيتان في الديوان ص 197 ورواية البيت الثاني فيه:
ويضيع الذي يصيره الله.
(55) البيت في التهذيب واللسان وهو من شواهد العين مما أخذه الأزهري، وانظر ديوان الهذليين 2/ 175.(8/25)
وأراد ب الجلس أصلَ ذنبها] «56» . والرافدانِ: دِجْلةُ والفُراتُ
. دفر: الدَّفرُ: وقوع الدّود في الطعام واللَّحم ونحوهما. والدُّنيا دَفِرةٌ أي مُنْتِنةٌ، وهي أمُّ دَفر أيضاً. ويقال للأَمَةِ: يا دَفارِ.
فدر: فَدَرَ الفحلُ فُدُوراً إذا فَتَرَ عن الضِّراب. والفَدورُ: الوَعِلُ العاقلُ في الجِبال. والفادرةُ: الصَّخْرةُ الضَّخْمة تراها في رأس الجَبَل، شُبِّهَتْ بالوَعِل. والفِدْرَة: قِطعةٌ من الجَبَل دونَ الفِنْديرة. والفِدْرةُ: قِطعةٌ من اللَّحْم المطبوخ البارد، وهو الفادِر أيضاً. [ويقال للوَعِل: فادر، وجمعُه فُدْر، وقال الراعي:
وكأنَّما انبَطَحَتْ على أثباجِها ... فُدْرٌ بشابة قد يَمَمنَ وعولا] «57»
باب الدال والراء والباء معهما د ر ب، ب ر د، ر ب د، د ب ر، ب د ر مستعملات
درب: كل مَدْخَلٍ من مَداخِلِ الرُّومِ دَرْبٌ من دُروبها.
__________
(56) وما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.
(57) ما بين القوسين من كلام صاحب العين مما أخذه الأزهري ونقله صاحب اللسان.(8/26)
والدَّرْبُ باب السِّكَّةِ الواسعة، ورُبَّما كانَ ما بَين. والدُّربة: عادةٌ وجُرأَةٌ على الحَرْب وكلِّ أمرٍ. ورجلٌ مُدَرَّبٌ: دَرَّبَته الشَّدائدُ حتى قَوِيَ ومَرَنَ عليها، قال:
ومن يَحْرِصْ على كِبَرٍ فإِنيّ ... أنا الكَهْلُ المُدَرَّبُ بالكُلُومِ «58»
والدَّرَبُ: داءٌ في المَعِدة. وما زال فلانٌ يعفُو عن فلانٍ حتى اتَّخَذَها دُرْبَةً. ودَرِبَ الإنسانُ بالشيءِ إذا عَمِلَه حتى بَسَأ به أي أَتقَنَ «59» . ودرَّبتُ البازي على الصَّيد «60» أي ضَرَّيْتُه. وشَيْخٌ مُدَرَّبٌ أي مُجَرَّبٌ «61» ، والدُّرْبة: كَثرةُ العِبَر حتى يَتَدَرَّب بالذُّنُوب
. برد: البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمْد. وسَحابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ وبَرَدٍ، [وقد بُرِدَ القومُ إذا أصابهم البرد] «62» .
__________
(58) لم نهتد إلى القائل.
(59) سقطت حتى من ط وس. وفي س: بسابة بدلا من بسأ به، وصحفت أتقن في ط وس إلى أس (كذا) .
(60) كذا في التهذيب واللسان من أصل العين وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: الطائر.
(61) سقطت عبارة وشَيْخٌ مُدَرَّبٌ أي مُجَرَّبٌ من س وانتهت بذلك ترجمة درب وأما في ط فقد بقي من هذا الكلام كله عبارة: يتدرب بالذنوب.
(62) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/27)
[وأما قول اللهِ- جلَّ وعزَّ-: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ، «63» ففيه قولانِ: أحدهما: وينزل من السماء من أمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني: ويُنزِل من السماء من جبال فيها بَرَدٌ. ومِن صِلةٌ] «64» . والأَبْرَدانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، وبَرَدَ يبرُد بُرودةً. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماءِ: صَبَبْتُه عليه فبَلَلتُه، واسمُ ذلك الخبز المَبلُول البَريدُ والمَبْرودُ، تَطعَمُه النِّساءُ للسُّمْنة، وتقول: اسقني شَرْبةً أُبَرِّدُ بها كبدي. وبَرَدَ القُرُّ، وأبردوا: صاروا في وقت القُرِّ آخر النّهار. وبَرَّدْتُ الماءَ تبريداً. وبَرَدَ عليه حَقٌ كذا وكذا دِرْهَماً أي لَزِمَه ذلك. والبَرودُ: كُحْل تُبَرَّدُ به العين من الحَرِّ.
وفي الحديث: أَبردوا بالظُّهر فإنّ شِدَّةَ الحَرِّ من فَيح جَهَنَّم.
ويقال: جئناكَ مُبْردينَ إذا جاءوا وقد باخ الحَرُّ. والبرّادةُ: الكوازة «65» .
__________
(63) سورة النور، الآية 43.
(64) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: سويقا.
(65) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان من أصل العين فهي الكوارة وقد علق الأزهري فقال: ولا أدري أهي من كلام العرب أو من كلام المولدين. نقول: لم نجد الكوارة بهذا المعنى في المعجمات ولعلها الكوازة بالزاي كما وردت في الأصول المخطوطة، على أنها لغة سائرة قائمة على الكوز!(8/28)
والبَريد: ستَّة أميال يتِمُّ بها فَرْسخان. والبَريدُ: الرسولُ المُبْرَد على دَوابِّ البريد، [وإبراده إرساله] «66» ، وقال الراجز:
رأيتُ للموت رَسُولاً مُبرَدا
[ويُرَوى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا أَبْرَدْتُم إليَّ بَريداً فاجعَلوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ] «67» .
[وقال بعض العرب: الحُمَّى بريد الموت، أراد أنها رسول الموت تُنذر به. وسِكَكُ البَريد، كل سِكَّةٍ منها اثنا عشر ميلاً، والسَّفَر الذي يجوز فيه قَصْرُ الصلاة أربعة بُرُدٍ، وهي ثمانية وأربعون ميلاً بالأميال الهاشمية التي في طريق مَكَّةَ. وقيل لدابَّة البريد: بَريدٌ لسَيْرِهِ في البَريد، وقال الشاعر:
إِنّي انُصُّ العِيسَ حتى كأنَّني ... عليها بأجواز الفلاة بَريُد «68» ] «69»
والبَرْدُ: سَحكُكَ الحديد بالمِبرَدِ أي السُّوهان (بالفارسية) . والبُرْدُ: ثَوبٌ من بُرود العَصْب والوَشْي. والبُرْدد: كِساء [مُرَبَّع أَسْوَدُ فيه صِغَرٌ ونحو ذلك] «70» تَلتَحِفُ به العرب.
__________
(66) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(67) زيادة كذلك من التهذيب من أصل العين.
(68) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(69) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(70) ما بين القوسين من التهذيب أيضا.(8/29)
وقوله تعالى: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً
«71» ، يقالُ: نَوْماً. وبَرَدَى: نَهر دمشقَ، قال حسّان:
يَسْقُون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل «72»
وضَرَبَه حتى بَرَدَ أي ماتَ. وبَرَدَ فلانٌ في أيديهم أي صارَ في أيديهم لا يُفْدَى ولا يُطْلَبُ. وبُرْدا الجَرادِ: جناحاهُ، قال ذو الرمة:
إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ ترنيمُ «73»
ربد: رُبَدُ السَّيفِ فِرِندُه، هُذَليَّة. والرُّبْدةُ في لَون النَّعامِ قِطعةُ كَدْراءُ، وأُخرَى «74» سوداءُ ونحوها من لونٍ مختلطٍ غير حَسَنٍ. والأربَدُ: ضَربٌ من الحَيّات [خبيث] «75» . وتَرَبَّدَ وجهُهُ من الغَضَب، كأنّه تَسَوَّد منه مواضِع. وإذا اضَرَعَتِ النّاقةُ قيل: رَبَّدَتْ، وتَرَبَّد ضَرْعُها إذا رأيتَ فيه لُمَعاً من سَوادٍ ببَياضٍ خَفيٍّ، قال:
__________
(71) سورة النبإ، الآية 24.
(72) البيت في الديوان ص 248.
(73) عجز بيت في التهذيب واللسان وصدره كما في الديوان ص 578:
كأن رجليه رجلاً مُقطِفٍ عجل.
(74) في الأصول المخطوطة: وآخرة.
(75) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/30)
إِذا والدٌ منها تَرَبَّدَ ضَرْعُها ... جَعَلتُ له السِّكِّينَ إحدَى القَلائدِ «76»
وإِنَّما ذَكَّر والد لأنَّ الوَلَدَ في بطنها، فإذا وَضَعَتْ فهي والدة لأن الذكر لا يلد، فكلُّ نَعْتٍ لا يشترك فيه الذَّكَرُ فهو للإِناثِ بغير الهاء إذا اردتَ الاسْمَ، فإِن أرَدْتَ الفِعلَ ألحَقْتَ الهاء. والمِرْبَد: مُتَّسَعٌ بالبَصرة كان موقِفَ العَرَب ومُتَحَدَّثَهم، وكذلك مِرْبَد المدينة، والمِرْبَدُ: كُلُّ موضعٍ للإبِل، والمِرْبَدُ: شِبهُ حُجْرةٍ في كُلِّ دارٍ مما يلي المَرافِق بمنزلة الدار المُستديرة، ومثل المُتَوَضَّأ وبِئر الماء. والمِرْبَدُ: الذي يُجْعَلُ فيه التَّمْرُ عند الجَدادِ ليَيبَسَ.
[وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: إن مسجدَه كانَ مِرْبَداً لِيَتيمَيْنِ في حِجر مُعَوَّذ بنِ عَفراءَ فاشتراه منهما معاذُ بنُ عَفراء فجَعَلَه للمسلمين، فبَناه رسول اللهِ- صلّى اللهُ عليه وسلَّم- مسجداً] «77» .
دبر: دُبُر كلِّ شيءٍ خلاف قُبُله ما خلا قولهم: جَعَلَ فلانٌ قَولي دَبْرَ أُذُنِه أي خَلْفَ أذنه ودبر أذنه «78» .
__________
(76) البيت في التهذيب وهو مما أخذه الأزهري من العين غير منسوب وكذلك في اللسان.
(77) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(78) انفردت بذلك نسختا ص وط. وعبارة الأصول: هي مأخذ قولك، وما أثبتناه فمن التهذيب 8/ 110 عن العين.(8/31)
ويقال للقوم في الحرب: وَلُّوهُم الدُّبُرَ والإِدبار والإدبار التَّوْلِيةُ نفسُها. وما لهم من مَقْبَلٍ ولا مَدْبَر «79» أي مذهب في إِقبال وإِدبار. وَأَدْبارَ السُّجُودِ
«80» أي أواخِر الصَلَواتِ. وَإِدْبارَ النُّجُومِ
«81» ، عند الصُّبحِ في آخر اللّيل إذا أَدبَرَتْ مُوَلِّيةً نحو المغرب. والدابِرُ: التابع، ودَبَرَ يَدْبُرُ دَبْراً أي تَبِعَ الأَثَر، وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
«82» أي وَلَّى ليذهَبَ، ومن قَرَأَ: دَبَرَ أي تَبِعَ النَّهارَ. وقَطَعَ اللهُ دابِرَهم أي آخِرَ من بَقِيَ منهم. وجَعَلَ الدَّبْرةَ عليهم أي الهزيمة. والدَّبُورُ: رِيحٌ من قِبَل القِبْلة دابرة نحو المَشرِق، وجمعُه دُبُر، والدَّبائِرُ أصوَبُ. والدابرةُ من الطائر اصبعٌ من خَلف وهي للدِّيك، أسفلَ من الصِّيْصية يَطَأُ بها، وبها يضرب البازي. ودابِرة الحافِرِ: ما وَلِيَ مُؤَخَّر الرُّسْغ، قال:
افنَى دَوابِرَهُنَّ الرَّكْضُ في الأكم
__________
(79) لم نجد هذا إلا في الأصول المخطوطة.
(80) سورة ق الآية 40.
(81) سورة الطور، الآية 49.
(82) سورة المدثر، الآية 33.(8/32)
ومَثَلٌ للعرب: ما يَدري فلانٌ قبيلاً من دَبير، القَبيل: ما وَلِيَكَ، والدَّبيرُ: ما خالَفَكَ. ويقال: الدَّبيرُ فَتْلُ الكَتّان والصُّوف، والقَبيل فتل القُطْن. ودُبارٌ: اسْمُ ليلة الأَربِعاء في الجاهليّة. والدَّبارُ: الهلاكُ، ودَبَرَ القومُ يدبُرون دِباراً. ودَبِرَ ظهرُ الدّابّةِ، والاسمُ الدَّبَر، ودابَّةٌ دَبِرة. وأَدْبَرَ أمرُه أي تَوَلَّى إلى الفساد. ودابَرْتُه: عادَيتُه. والمدابِرُ من المنازِل نقيضُ المُقابل «83» . والدَّبرة: الكُرْدةُ من مَزْرعةٍ ومَبقَلة، وتجمع على دِبار «84» . والدَّبَرانِ: نجمْ بين الثُرَيّا والجَوْزاء من مَنازل القمر، نَحسٌ من بُرج الثَّور. والتدبير: عَتقُ المملوك بعد الموت. والتدبير: نَظَرٌ في عَواقِبِ الأمور، وفلانٌ يَتَدَبَّرُ أعجازَ أمورٍ قد وَلَّتْ صدورُها. واستَدَبَر من أمره ما لم يكن استَقْبَل، أي نظر فيه مُستَدبِراً فعرف ما عاقبة ما لم يعرف من صدره. واستَدْبَرَ فلان فلاناً من حِينه، أي حين تَوَلَّى تبع أمره.
__________
(83) في الأصول المخطوطة: المفاعل.
(84) جاء في اللسان: الكردة هي كرده بالفارسية.(8/33)
والدَّبرُ: النَّحُلُ، والجميع الدُّبُور. والتَّدابُر: المُصارَمة والهِجْران، وهو أن يُوَلِّي الرجل صاحبَه دُبُرَه ويُعرضَ عنه بوَجهه
. بدر: البَدْر: القَمَر ليلةَ البَدْر وهي أربعَ عشرةَ، وسُمِّيَ بذلك لأنّه يُبادِرُ بالطُّلوع عند غروب الشمس، «85» [لأنَّهما يتراقبان في الأفُق صُبحاً] «86» . [والبَدْرة كِيسٌ فيه عشرة آلاف دِرهمٍ أو ألفٌ والجميع: البُدور، وثلاث بَدَرات] «87» . ويقال لَمسْكِ السَّخْلة ما دام يرضَع: مَسْكٌ فإذا فُطِمَ فمَسْكُه البَدْرةُ. والبادِرةُ: ما يبدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند الغَضَب، يقال: فلانٌ مَخْشِيٌّ عند البادرة، وأخافُ حِدَّتَه وبادرتَه. والبادِرتانِ: جانِباً الكِرْكِرَتَيْنِ، ويقال: عِرْقانِ اكتَنَفاها [وأنشد:
تَمري بوادِرَها منها فوارقها «88»
__________
(85) جاء في التهذيب من عبارة العين: لأنه يبادر بالغروب عند طلوع الشمس.
(86) من التهذيب مما في العين.
(87) هذه عبارة التهذيب وهي ما في العين وقد آثرناها على ما في الأصول المخطوطة وهي: وجمع بدرة الدراهم بدور وثلاث بدرات عشرة آلاف درهم وألف درهم في كيس (كذا) .
(88) الشطر في التهذيب مما أخذه الأزهري من العين وكذلك في اللسان، غير منسوب.(8/34)
يَعني فوارقَ الإِبِل وهي التي أخذها المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً، فكلَّما أخَذَها وَجَعٌ في بطنها مَرَتْ، أي ضَرَبَت بخُفِّها بادِرةَ كِرْكِرَتِها، وقد تفعَل ذلك عند العطش] «89» . والبَيُدَرُ مجمَعُ الطعام حيث يُداسُ ويُنَقَّى. وابتَدَرَ القوم أمرا وتبادروا أي بادَرَ بعضُهم بعضاً فبَدَرَ بعضُهم فسَبَقَ وغَلَبَ عليهم. وبَوادِرُ الإنسانِ وغيره: اللَّحْمةُ التي بين المَنكِب والعُنُق، قال:
وجاءَتِ الخَيْلُ مُحمَراً بَوادِرُها «90»
باب الدال والراء والميم معهما د ر م، ر د م، م ر د، ر م د، م د ر، د م ر مستعملات
درم: الدَّرَمُ: استِواءُ الكَعْبِ وعظمِ الحاجِب ونحوه إذا لم يَنْبَتِرْ فهو أَدْرَمُ. [والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِمٌ] «91» . ودَرِمٌ: اسم رجل من بني شيبان ذكره الأعشى فقال:
ولم يُودِ من كنتَ تَسْعَى له ... كما قيلَ في الحَرْبِ أَوْدَى دَرِمْ «92»
__________
(89) ما بين القوسين من أصل العين كما في التهذيب.
(90) صدر ثاني بيتين جاءا في اللسان (لخراشة بن عمرو العبسي،) والعجز:
زورا وزلت يد الرامي عن الفوق.
(91) زيادة من التهذيب أيضا.
(92) من التهذيب أيضا والبيت في الديوان ص 39.(8/35)
والدَّرّامةُ من النساء: السيِّئةُ المشي] «93» ، قال:
من البِيض، لا درامة قملية ... تَبُذُّ نِساءَ الناسِ دَلاًّ ومِيَسما «94»
والدَّرَمُ في الأسنان: كَسرُها وانثِلامُها. والدَّرَمانُ: مِشية الأرنب والفَأرةِ والقُنْفُذِ ونحوها، والفعل دَرَمَ يدرِمُ. والدَّرّامةُ: اسْمُ القُنفُذةِ والأرنب. والدَّرّامةُ: نَعْتٌ للمرأةِ القصيرة. وبَنوُ درام من تَميم، فيها بيتُها وشَرَفُها
. ردم: رَدَمتُ الثُّلْمةَ والبابَ أردِمُ رَدْماً أي سَدَدْتُه، والاسم الرَّدْم وجمعُه رُدُوم، وثوبٌ مُرَدَّم ومُلَدَّم إذا رفع، وقال عنترة:
هل غادَرَ الشُّعَراءُ من مُتَرَدَّمِ «95»
أي مُرَقَّع مُستَصْلَحٌ. والرَّدْمُ: سَدُّ ما بيننا وبينَ يأجوجَ ومَأْجُوجَ.
مرد: المَرْدُ: حَمْلُ الأراك.
__________
(93) زيادة من اللسان يقتضيها الشاهد بعدها.
(94) البيت في اللسان غير منسوب.
(95) صدر مطلع مطولة عنترة كما في الديوان (بتصحيح أمين سعيد) ص 122(8/36)
والمَرْدُ: دَفعُك السفينة بالمُرْديِّ أي خَشبَة يدفع بها المَلاّح السّفينة، والفعل مَرَدَ يمرُد مَرْداً. ومُرادٌ: حيٌّ في اليَمَن، ويقال: الأصل من نِزارٍ. والمَرادة: مصدر المارِد. والمَريدُ: من شياطين الإِنْس والجِنِّ. وقد تَمَرَّدَ عليه أي عَصَى واستَعْصىَ. ومَرَدَ على الشيءِ أي عَتَا وطَغَى، وكذلك قولُه تعالى: مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ «96» . والتِّمْرادُ: بيتٌ صغير يُجعَلُ في بيوت الحَمام لِمبيضة، فإذا كانت نَسَقاً بعضها فوق بعضٍ فهي التَّماريدُ، وقد مَرَّدَها صاحبها تمريداً وتِمراداً بالكَسْر. والتمراد: بالفتح، اسْمٌ. والتمريدُ: تمليسُ الطِّينِ والتَسوية كما مُرِّدَ صَرْحُ سُلَيمان- عليه السلام- ومَرِدَ الأَمرَدُ مُرودةً ومَرَداً، وجمعُه مُرْدٌ. وتَمَرَّدَ فلانٌ زماناً ثمّ خَرَج وجهُه، وذلك أن يبقَى حَسَناً أمرَدَ. ورَمْلة مَرْداء: لا تُنبتُ شجرةً إلا نُبذَاً من بُقُول، أي قليلا، وهي صلبة الموطىء.
__________
(96) سورة التوبة، الآية 102.(8/37)
وإمرأةٌ مَرْداءُ: لم يُخْلَقْ لها إسبٌ
. رمد: الرَّمَدُ: وَجَعُ العين، وعَيْنٌ رَمْداءُ، ورجلٌ أرمَدُ ورَمِدٌ. وقد رَمِدَتْ عينه وأرمَدَتُ. وصارَ الرَّمادُ رِمْدِداً أي هَباءً أدَقَّ ما يكون، [والرَّمادُ دقاق الفحم من حُراقةِ النّار «97» ] . والمُرَمَّدُ من اللحم: الشِّواءَ يُمَلُّ في الجَمْر، ورَمَّدْتُه فهو مُرَمَّدٌ. ورُمَّدتِ النّاقةُ ترميداً فهي مُرَمَّدة إذا أنزَلَتْ شيئاً من اللَّبَنِ عند النتاج أو قُبَيلَه. ورَمِدَ القومُ وأرمَدوا: هَلَكُوا. وارْمَدّ الظليم، أي أسرَعَ، قال:
وارْمَدَّ مثل شِهابِ النّار مُنصَلتاً ... كأنّه خَشْرمٌ بالقاع يأتَلِقُ «98»
مدر: المَدَرُ: قِطَعُ طينٍ يابِسٍ، الواحدة مَدَرة. والمَدْرُ: تَطيينُكَ وجْهَ الحوض بالطِّين الحُرِّ لئلاً يَنشَف الماءُ.
__________
(97) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(98) لم نهتد إلى القائل.(8/38)
والممدرة: موضِعٌ فيه طين حُرٌّ يُستَعَدُّ لذلك. ومَدَرْتُ الحوضَ أمدُرُه. ورجل أمدَرُ الجَنْبَينِ أي عظيمهما، ويقال: مُنتَبرهما. والأمدَرُ من الظِّباءِ: الذي يُرى على جَسَدِه لُمَعٌ من سَلْحِه. والمِدرار: المَطَر الغزير الديمة «99» ، قال:
وسقاك من نَوءِ الثُرَيّا مُزْنةٌ ... سَحَراً تَحَلَّبُ وابلاً مِدْرارا «100»
دمر: الدَّمارُ: استئصال الهلاك، يقال: دَمَرَ القومُ يدمُرون دَماراً أي هَلَكوا. ودَمَّر عليهم: مَقَتَهُم «101» . ودَمَّرَهم اللهُ تدميراً «102» . [وقال الله- عزَّ وجلَّ-: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً] ، «103» يعني فِرْعَونَ وقومَه الذين مُسِخوا قِرَدةً وخَنازيرَ «104» . والمُدَمِّرُ: اسمُ الصياد.
__________
(99) كذا في س وأما في ص وط: الغزيرة الدائمة. نقول: وليس مدرار من ترجمةمدر لأنها من درر كما في المعجمات.
(100) لم نهتد إلى القائل.
(101) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: ودمر عليهم مفسدهم.
(102) كذا في التهذيب وهو من العين، وفي الأصول المخطوطة: ودمر عليهم تدميرا.
(103) سورة الفرقان، الآية 36.
(104) ما بين القوسين من التهذيب وهو من أصل العين.(8/39)
وتَدْمُر: اسمُ مدينةٍ بَناها الشَّياطين بإِذنِ سليمان بن داود- عليه السلام-، قال:
يبنون تدمر بالصفاح والعمد «105»
. والتَّدْمُريُّ من اليَرابيع: ضَرْبٌ لئيم الخِلْقةِ عَلْب اللحم أي عَضِلٌ. يقال: هو من مِعزى اليَرابيع، وأمّا ضَأنُها فهو شَفارِيُّها، وعلامةُ الضَّأن فيها أن له في وَسَط ساقه ظُفْراً في مَوضِع صِيصِيَةِ الدِّيك، ويوصف به الرجل اللئيم. والدُّمُور: الدُّخول على القوم بلا إِذنٍ، ودَمَرَ يَدْمُرُ دَمْراً ودُموراً.
باب الدال واللام والنون معهما ل د ن، ن د ل يستعملان فقط
لدن: لَدُن بمعنى عند، وتقول: وَقَفوا له من لَدُن كذا إلى المسجد ونحو ذلك، إذا اتّصَلَ ما بين الشّيئين، وكذلك في الزَّمان: من لَدُن طُلوع الشمس إلى غُروبها، أي من حين، قال:
فما زالَ مُهْري مَزجَرَ الكلبِ منهم ... لَدُن غُدْوةٍ حتى دنت لغروب «106»
__________
(105) عجز بيت (للنابغة) وصدره كما في اللسان:
وخَيِّسِ الجِنّ إني قد أذنت لهم
وانظر الديوان ص 13
(106) البيت من شواهد استعمال لدن وانظر اللسان غير منسوب.(8/40)
وقال الله- جل وعز-: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً «107» . واللدن: اللِّيَّن من كُلِّ شيءٍ، ولَدُنَ لُدونهً، ورُمْحٌ لَدْنٌ، وقناةٌ بالهاء،: ليِّنة المَهَزَّة.
ندل: النَّدْل: الوَسَخُ من كُلِّ شيء من غير استعمال [في العربية] «108» . وتَنَدَّلْتُ بالمِنديل أي تَمَسَّحْتُ به من أَثَر الوَضوءِ أو الطَّهور، وتَمَندَلتُ، ويقال: أنْدِلْ عنه الوَسَخَ أي ألْقِهِ
. باب الدال واللام والفاء معهما د ل ف يستعمل فقط
دلف: يقال: دَلَفَ الشيخ يدلِفُ دَلَفاناً ودَليفاً، وهو فوق الدَّبيب كما تدلِف الكَتيبةُ نحوَ الكَتيبةِ في الحرب، قال طرفة:
لا كبيرٌ دالِفٌ من هَرَمٍ ... أرهَبُ الناسَ ولا أكبُو لضُرّ «109»
باب الدال واللام والباء معهما د ل ب، ب ل د، ل ب د، د ب ل مستعملات
دلب: الدُّلبُ شَجَرةُ العَيْثام، ويقال: شجر الصِّنار، وهو بالصِّنار أَشبَهُ، والواحدة دلبة.
__________
(107) سورة الكهف، الآية 76
(108) زيادة من التهذيب.
(109) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 54 وروايته فيه:
....... ... أرهب الليل ولا كل الظفر(8/41)
بلد: البَلَدُ: كلُّ موضعٍ مستحيز من الأرض، عامرٍ أو غيرِ عامرٍ، خالٍ أو مَسكون، والطائفة منه بَلْدةٌ، والجميع البِلاد. والبَلَدُ اسمٌ يقع على الكُوَر. والبَلَدُ المقبرة، ويقال: هو نَفسُ القَبْر. ورُبَّما عُنِيَ بالبَلَد التُّرابُ. وبيضة البَلَدِ: بَيْضة تتركها النَّعامةُ في قِيٍّ من البلاد، ويقال: هو أذَلُّ من بيضةِ البَلَدِ. وقوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ
«110» يعني مَكَّةَ نفسَها. وبَلدة النَّحْر: الثُّغْرةُ وما حَوالَيْها، قال:
أُنيخَتْ فأَلقَتْ بَلْدةً فوقَ بَلدةٍ ... قليلٍ بها الأصواتُ إلاّ بُغامُها «111»
والبلدة: موضع [لا نجوم فيه] «112» بين النَّعائِم وسَعْد الذابح ليس فيه كَواكبُ عِظامٌ تكون عَلَماً، وهي من مَنازِل القَمَر، وهي من آخِر البُرُوج، سُمِّيَت بَلدةً وهي من برج القوس خاليةً، إلاّ من كواكبَ صغارٍ. والبُلْدةُ: بُلجَةُ ما بين الحاجبين.
__________
(110) سورة البلد، الآية 1.
(111) البيت في التهذيب واللسان فيما أخذه الأزهري من الليث، والقائل: (ذو الرمة) وهو في الديوان ص 638.
(112) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/42)
والبَلادة نقيض النَّفاذ والمَضاءِ في الأمر [ورجلٌ بَليدٌ إذا لم يكن ذَكيّاً] «113» ، وفَرَسٌ بليد، إذا تأخَّرَ عن الخَيْلِ السَّوابِق، وقد بلد بلادة. والتبلد: نقيض التَّجَلُّدِ، وهو من الاستِكانة والخُضوع، قال:
ألا لا تَلمْه اليومَ أن يَتَبَلَّدا «114»
وبَلَّدَ الرجلُ أي نكَّسَ «115» وضَعُف في العمل وغيره حتى في الجُود، قال:
جرى طلقا حتى إذا قيل سابق ... تداركه أعراقُ سُوءٍ فبَلَّدا «116»
والمُبالَدةُ كالمُبالَطةِ بالسُيوف والعِصيِّ إذا اجتَلَدوا بها على الأرض، ويقال: اشتُقَّ من بِلادِ الأرض «117» . وبَلَّدوا بها: لَزِمُوها فقاتَلوا على الأرض. ورجلٌ بالِدٌ، في القياس: مُقيم ببَلَده. والأبلادُ آثارُ الوَشْم في اليَد، وبه شِبْهُ ما بُقِي من آثار الدار، قال جرير
حَيِّ المَنازِلَ بالبُرْدَينِ قد بَلِيَتُ ... للحَىِّ لم يَبقَ منها غير أبلاد «118»
__________
(113) زيادة من التهذيب كذلك.
(114) صدر مطلع قصيدة (للأحوص) كما في شعره ص 56 وعجزه:
فقد غلب المحزون أن يتجلدا
(115) في الأصول المخطوطة: تكسر.
(116) البيت في التهذيب غير منسوب.
(117) كذا في س والتهذيب وأما في ص وط ففيهما: بلاط.
(118) انظر الديوان ص 153.(8/43)
لبد: لَبَدَ يلبُدَ لُبُوداً: لزم الأرض بتضاؤل الشَّخص. وصِبيان الأعراب إذا رأوا سُمانَى قالوا: سُمانَى لُبادَى البُدِي لا تُراعِي «119» ، أي لا تَفْزَعي والبُدي لا تُرَيْ، ولا يزالون يقولون ذلك «120» وهي لابِدةٌ، ويَدورون بها حتى يأخذوها. وكل شعرٍ وصُوفٍ تَلَبَّدَ فهو لِبدٌ، ولِبْدةُ الأسَد شَعرٌ كثير تَلَبَّدَ على زُبْرَته، وقد يكون مثلُ ذلك على سَنامِ البعير، قال:
كأنَّه ذو لِبَدٍ وَلَهمَسِ «121»
واللُّبّادةُ: لباسٌ من لُبودٍ. ولُبَدٌ آخِر نُسُور لُقْمانَ بنِ عادٍ وسُمِّيَ به، أي أنّه قد لَبِدَ فلا يموت، واللُّبَدُ واللَّبِدُ: الرجلُ اللازم لموضعٍ لا يُفارقه. ومالٌ لُبَدٌ أي لا يُخافُ فَناؤه من كَثْرته. وصارَ القومُ لِبْدَةً ولُبَدا في شِدَّة ازدحامهم. وما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أي ما له ذو شَعرٍ وصُوفٍ ووَبرٍ من المال أو ما لهم خَيلٌ وإِبِلٌ وبَقَرٌ فذَهبَت مثلا.
__________
(119) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: لا تري.
(120) كذا في س وأما في التهذيب وص وط ففيهما: ولا تزال تقول ذلك
(121) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(8/44)
دبل: الدَبُلةُ شِبْهُ كُتلةٍ من ناطِفٍ أو حَيْسٍ أو شَيءٍ معجُون، ودَبَّلْتُه تدبيلاً أي جَعَلتُه دَبْلاً. والدَّبيلُ موضع باليَمامة، وجمعُه دُبُل، قال الشاعر:
لولا رَجاؤكَ ما تَخَطَّتْ ناقتي ... عُرْضَ الدَّبيلِ ولا قُرَى نَجرانِ «122»
بدل: البَدَلُ: خَلَفٌ من الشيء، والتبديل: التغيير. واستبْدَلْتُ ثوباً مكانَ ثَوبٍ، وأَخا مكانَ أَخٍ، ونحوُ ذلكَ المُبادَلةُ. والأبْدالُ: قومٌ يُقيمُ اللهُ بهم الدِّينَ ويُنَزَّلُ الرِّزْقَ، أربعونَ بالشّام وثَلاثونَ في سائر البُلدان، إذا ماتَ واحدٌ منهم يقومُ مَقامَه مِثلُه ولا يُؤبَهُ لهم. ويقال: واحدٌ منهم بعَقَبةِ حُلْوانَ رُبِّيَ بها، اسمُه ذُؤَيْب بنُ برتملى (كذا) «123» ، ويقال: قَرَأ القرآن وأبدال الشام. والبَأْدَلةُ: لَحْمةٌ بين الإِبط والثُّنْدُوةِ، والرُّعثاوانِ أعاليهما، قال:
فتى قد قد السيف لا متآزف ... ولا رهل لباته وبآدله «124»
__________
(122) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(123) كذا في س وأما في ص وط: زريب بن برتملى، ولم نجد هذا في سائر المعجمات.
(124) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.(8/45)
باب الدال واللام والميم معهما د ل م، ل د م، د م ل، م ل د مستعملات
دلم: الأَدْلَمُ: الطويلُ الأسودُ من الرجال، ومن الجبال «125» كذلك في مُلوسَةِ الصَّخْر غيرُ جِدِّ شديد السَّواد، [قال رؤبة:
كأنَّ دَمخاً ذا الهِضابِ الأدْلَما
يَصِفُ جَبَلاً] «126» . وبلاد الدَّيْلَم معروفة. والدَّيْلَم: مجتمع النَّمل والقِرْدانِ عند أعقابِ الحِياض وأعطانِ الإِبِل.
لدم: اللَّدْمُ: ضَرْبُ المرأةِ صدرَها وعَضُدَيْها في النِّياحة. والالتِدامُ فِعلها بنفسها، ولَدَمَتْ صدرَها والتَدَمَتَ مِثلُه، قال:
لَدْمَ الغلام وراء الغيب بالحجر «127»
وأُمُّ مِلْدَم: الحُمَّى، يقال: أنا أُمُّ مِلْدَم «128» آكُلُ اللحم وأمص الدم.
__________
(125) كذا في الأصول المخطوطة واللسان وأما في التهذيب فهو: الخيل
(126) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين ولم نجد الرجز في ديوان (رؤبة) .
(127) عجز بيت تمامه في اللسان (لابن مقبل) وصدره فيه وفي الديوان ص 99
وللفُؤادِ وَجيبٌ تحتَ أَبْهَرَهَ
(128) كذا في س واللسان وأما في ط وص ففيهما: ابن ملدم(8/46)
واللَّدْمُ: ضَرْبُكَ خُبْزَ المَلّةِ إذا أَخْرجَتَه منها. ولَدَمتُ الثوبَ: رَقَعْتُه. ورجلٌ مِلْدَمٌ ضِغَنٌّ. واللَّدْمُ واللَّديمُ: صوتُ الشيء يقع على الأرض.
دمل: الدَّمالُ: السِّرقينُ ونحوُهُ، وما رَمَى به البَحر من خُشارة ما فيه [من الخَلْقِ مَيْتاً] «129» نحو الأصداف والمَناقيف والنّبّاح «130» ، وهو شيء تُتَّخذ منه سُبْحة «131» ، قال الكميت في السرقين:
رَأَى إِرَةً منها تُحَشُّ لفتنةٍ ... وإيقادَ راجٍ إن يكون دَمالَها «132»
ويقال: أدْمَلْتُ الأرضَ أي سَمَّدْتُها بالسِّرقين، ودَمَلْتُها: أصلَحتُها. ودامَلتُ الرجلَ: داريتُه لأُصلِحَ ما بينَنا. واندَمَلَ أي تَماثَلَ من العِلَّةِ والجُرْح، ودَمَلَه الدَّواء. والدُّمَّلُ، ويُجمَع الدَّماميل، قال:
__________
(129) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(130) كذا في الأصول المخطوطة وفي التهذيب 14/ 136 وفي اللسان (دمل) و (نبح)
(131) كذا في الأصول المخطوطة وجاء في الجزء الثالث من العين ص 252: والنَّبّاح: مناقِفُ صِغارٌ بيضٌ تُحْمَل من مَكَّةَ، تُجْعَلُ في القَلائد والوُشُح. الواحدة نباحة. ونقل الأزهري في التهذيب 5/ 118 هذا النص عن العين. ثم نقلها اللسان (نبح) عن التهذيب.
(132) البيت في اللسان والصحاح.(8/47)
قَذَى بِعَينِكَ أم بظَهْركَ دُمَّلُ «133»
[وأنشد:
وامتَهَدَ الغاربُ فِعلَ الدُّمَّلِ] «134»
ملد: الأَمْلَدُ: الشّابُّ الناعِمُ، وامرأةٌ مَلْداءُ أُملُودٌ أُمْلُدانيّة، وشابٌّ أُمْلُودٌ أُمْلُدانيّ شُبِّهَ بالقَضيب الناعِم، قال:
بعدَ التصابي والشبابِ الأَمْلَدِ «135»
والمصدر المَلَدُ.
باب الدال والنون والفاء معهما د ن ف، ن د ف، ف ن د، د ف ن، ن ف د، ف د ن مستعملات
دنف: الدَّنَفُ: المَرَض المُخامِرُ المُلازِم، ورجل دَنِفٌ، وفِعلُه دَنِفَ وأدنَفَ. وامرأة دَنِفَةٌ ورجلٌ مُدنِفٌ أيضاً، فإذا قلت: رجلٌ دَنَفٌ فالرجل والمرأة فيه سواء وكذلك الجمع لأنه مصدر، قال:
والشمس قد كادت تكون دَنَفا «136»
[أي حين اصفرَّتْ] «137» .
ندف: النَّدْف: طَرْق القُطنِ بالمندف، والفعل يندف.
__________
(133) لم نهتد إلى القائل.
(134) الشطر في التهذيب واللسان من أصل العين.
(135) الشطر في التهذيب واللسان من أصل العين.
(136) الرجز (للعجاج) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 493.
(137) زيادة من التهذيب أيضا.(8/48)
والدابَّةُ تَندِفُ في سيرها نَدْفاً، وهو سرعة رَجْع اليَدَيْنِ. والنَّديف: القُطْن الذي يُباعُ في السوق مَندوفاً. [والنَّدْف: شُرْبُ السِّباع الماءَ بألسنتها] «138» . والنَّدْفُ: الأكل السَّريعُ بنَهمةٍ.
فند: الفَنَدُ: إِنكار العَقْل من هَرَمٍ، يقال: شيْخٌ مُفنِدٌ، ولا يقال: عجوزٌ مُفْنِدة لأنّها لم تكن في شَبْيبَتها ذات رأي فتُفْنِد في كِبَرها. وفي التفسير لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ
«139» أي تكذِبونِ، وقيل: تعذِلون وتَجهَلون وتُوبَّخُون، فصارَ الفَنَدُ في مواضِعَ كثيرة الكَذبَ. وأَفْنَدَ: تكلم بالفَنَد من الكلام وبَلَغَ وقت الهَرم، قال النابغة:
إلاّ سليمان إذ قالَ الإِلَهُ له ... قُمْ في البَريَّةِ واحددها عن الفَنَدِ «140»
وقال رؤبة:
يا أيُّها القائلُ قولاً فَنَدا «141»
والفِندُ: الشِّمْراخ من الجبل.
__________
(138) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(139) سورة يوسف، الآية 94.
(140) انظر الديوان ص 13.
(141) لم نجده في ديوان (رؤبة) .(8/49)
نفد: نَفِدَ الشيء نَفاداً أي فَنِيَ. وأَنَفَدَ القومُ: نَفِدَ زادُهم، واستَنْفَدوا: نَفِدَ ما عندهم.
دفن: الدَّفين: المدفون، وتَدافَنَ القومُ: دَفَنَ بعضهم بعضاً. والدَّفْنُ والدِّفْن: بئرٌ أو حوضٌ أو منهلٌ سَفَتِ الريح فيه التُّرابَ فاندَفَنَ. وبِئرٌ دِفانٌ ودَفْنٌ، وجمعُ دَفْنٍ دِفان، قال:
دَفْنٌ وطامٍ ماؤه كالجِرْيال «142»
والمِدْفان: السقاء البالي والمنهَلُ الدفين أيضاً، وهو مِدْفان «143» . والمِدْفانُ والدَّفون من الناس والإِبِل: الذي يأبق ويذهب على وجهِه من غير حاجةٍ ولا أمر، يقال: إِنَّ فيه لدَفْناً. والدّاءُ الدَّفين: الذي لا يُعلَم حتى يظهر منه شَرُّه وعُرُّه.
فدن: الفَدَنُ: القَصرُ المَشيد، [وجمعُه أفدان، وأنشد:
كما تَراطَنَ في أفدانِها الرُّومُ] «144»
والفَدانُ يجمَعُ أَداةَ ثَوْرَيْنِ «145» في القِران، قال عَنترة:
__________
(142) لم نهتد إلى القائل.
(143) كذا في التهذيب واللسان وهو من عبارة العين، وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: السماء التالي والمنهل الدفن أيضا.
(144) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين، ولم نهتد إلى صاحب الشاهد.
(145) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: أداة الثور.(8/50)
فَوقَفْت فيها ناقتي فكأنَّها ... فَدَنٌ لأَقضيَ حاجةَ المُتَلَوِّمِ «146»
باب الدال والنون والباء معهما ن د ب، ب د ن، ب ن د مستعملات
ندب: النَّدَبُ: أَثَرُ جُرْحٍ قد أجلَبَ، قال ذو الرُمّة:
مَلساء ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ «147»
والنَّدْبُ: الفَرَسُ الماضي، ونَدُب نَدابةً نقيض بَلُدَ بَلادةً. والنادِبةُ تندُبُ بالميت بحسن الثناء: وا فلاناه، وا هناه، والنُّدبةُ الاسْمُ. والنَّدْبُ إن تندُبُ إِنساناً أو قوماً إلى أمر في حَرْبٍ تدعوهم إليه وإلى غيره فيَنْتدبون أي يَتَسارَعون، وانتَدَبوا له من قِبَل أنفسهم من غير أن يُنْدَبوا. وجُرْحٌ نَديبٌ أي ذو نَدَبٍ. ورجل نَدْبٌ: أريبٌ لبيبٌ مُتَيَقِّظٌ.
بدن: البَدَنُ من الجَسَد ما سوى الشَّوَى والرأس. والبَدَنُ: شِبْه دِرْعٍ إلاّ أنّه قصير قَدْرَ ما يكون على
__________
(146) والبيت كما في الديوان ص 122.
(147) عجز بيت صدره كما في الديوان ص 4:
تريك سنة وجه غير مقرفة(8/51)
الجَسَد، قصيرُ الكُمَّيْنِ، ويجمَع على أبدان، [وقال الله- جلَّ وعزَّ: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ] «148» . وبَدُنَ الرجلُ: صار بَديناً فهو مُبْدِن، ورجل بادِنٌ ومُبَدَّنٌ وامرأة مُبَدَّنةٌ أي سَمينانِ جسيمان. وبَدَّنَ تَبديناً أي أسَنَّ. والبَدْنةُ: ناقةٌ أو بَقَرةٌ، الذكر والأنثى فيه سواءٌ، يُهدَى إلى مَكَّةَ، والجميع البُدُنُ.
بند: البَنْدُ دَخيلٌ، ويقال: فلانٌ كثيرُ البُنُود [أي كثيرُ الحِيَلِ] «149» . والبَنْدُ أيضاً كُلُّ عَلَمٍ من الأعلام للقائد، والجميع البُنود، وتحتَ كُلِّ بَندٍ عشرةُ آلاف [رجل، أو أقلُّ أو أكثَرُ] «150» ، قال:
يا صاحبَ الأعلامِ والبُنودِ
باب الدال والنون والميم معهما ن د م، م د ن، د م ن مستعملات
ندم: النَّدَمُ والنَّدامة واحد، ونَدِمَ فلان فهو نادِمٌ سادِمٌ، وهو نَدْمانُ سَدْمانُ أي نادِمٌ مُهتَمٌّ، وجمعُة نَدامَى سَدامَى ونِدامٌ سِدامٌ «151» .
__________
(148) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(149) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(150) زيادة كذلك من أصل العين.
(151) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: نديم سديم.(8/52)
ونَديم الرجلِ: شَريبُه ونَدْمانُه «152» ، وجمعُه النُدَماء والنَّدامَى. والتَنَدُّمُ: التَحَسُّر، وهو أن يتَّبِعَ الإنسانُ أمراً نَدَماً، وقيل: التَقَدُّمُ قبل التَنَدُّم.
مدن: المدينة فعيلة تُهمَزُ في الفَعائل، لأنّ الياءَ زائدة، ولا تهمَزُ ياءُ المعايش لأن الياء أصلية. [والمدينة اسمُ مدينة الرسول- عليه السلام- خاصّة،] «153» والنسبة إلى المدينة مَدَنيٌّ، للإِنسان، وحمامةٌ مدينيّةٌ، فُرِّق بين الإنسان والحمامة. وكل أرض يُبنَى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهو مدينتها، [والنسبة إليها مَدَني. ويقال للرجلِ العالِم بالأمر: هو ابنُ بَجْدَتِها، وابن مدينتها، قال الأخطل:
ربت وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل «154»
وابنُ مدينةٍ أي العالم بأمرها. ويقال للأَمَة: مَدينةٌ أي مَمْلوكة، والميم ميمُ مفعول، ومَدَنَ الرجل إذا أتى المدينة] «155» .
__________
(152) كذا في ص وأما في ط وس فقد ورد: وندمه.
(153) من التهذيب 14/ 145 عن العين.
(154) البيت في الديوان ص 5 وروايته ربت وربا في حجرها ابن مدينة
(155) ما بين القوسين كله من التهذيب من أصل العين.(8/53)
دمن: الدِّمنُ: ما تَلَبَّدَ من السِّرْقين وصارَ كِرْساً على وَجهِ الأرض، وكذلك ما اختَلَطَ من البَعْر والطِّين عند الحوض، قال لبيد:
راسخ الدمن على أعضاده ... ثلمته كل ريح وسَبَل «156»
واسمُ البُقعَةِ وخُصُوص الموضع الدِّمْنةُ. والدِّمْنةُ: ما اندَمَن من الحِقْدِ في الصَّدْر. وفلانٌ يُدْمِن الخَمْرَ والشُّرْبَ أي يُديُمُ شُرْبَها، ومُدْمِنْ الخمر: الذي لا يُقلِعُ عن شُربِها. والمَدمَنُ: موضعُ الدِّمنةِ من النّار.
باب الدال والفاء والميم معهما ف د م يستعمل فقط
فدم: الفَدْمُ: العَيِيُّ عن الحُجَّة والكلام، وفَدُمَ فَدامةً، [والجميع فُدْمٌ] «157» .، قال الشاعر:
فأنكرت إنكار الكريم ولم أكن ... كفدم عبام سيل شيئاً فجَمْجَما «158»
والفِدامُ: شيءٌ تَشُدُّه العجم على أفواهِها عند السَّقْي، الواحدة فِدامة.
__________
(156) البيت في الديوان ص 184.
(157) من التهذيب من أصل العين.
(158) لم نهتد إلى القائل.(8/54)
والفِدامُ: مِصفاةُ الكوزِ والإبريق ونحوه، وإبريقُ مُفَدَّمٌ ومفدوم قال أبو الهندي:
مفدمة قَزّاً كأنَّ رِقابَها ... رِقابُ بنات الماء تفزع للرعد «159»
الثلاثي المعتل
باب الدال والتاء و (وا ي) معهما وت د يستعمل فقط
وتد: الوَتِدُ معروف، وجمعُه أوتاد، وتقول: تِدْ يا فلان وَتْداً.
باب الدال والذال و (وا ي) معهما
ذود: الذَّوْد من الإِبِل من الثلاث إلى العشر. وذُدْتُه أذودُه عن كذا أي دَفَعته.
دوذ: والداذيُّ: نَبْتٌ.
باب الدال والثاء و (وا ي) معهما ث د ي، د أث، ث أد مستعملات
ثدي: الثَّدْيُ ثَدْيُ المرأة، وامرأة ثَدْياء ضَخمةُ الثديَيْن. وذو الثُّدَيَّةِ الذي قَتَلَه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- عليه السلام بالنهروان.
__________
(159) البيت في اللسان ورواية العجز فيه:
رقاب بنات الماء أفزعها الرعد
وصدره في التهذيب.(8/55)
ثاد، داث: الثَّأْداء والدَّأْثاء: الأَمَةُ. والثَأَد: الطِّينُ المُبْتَلُّ، وثَئِدَتِ الأرضُ تَثأَد ثَأَداً، قال:
ضرب الوليدة بالمِسْحاةِ في الثَّأَدِ «160»
باب الدال والراء و (وا ي) معهما د ور، د ي ر، د ر ي، د ر أ، ر أد، ر ي د، ر ود، أد ر، ور د، ر د أ، ر د ي مستعملات
دور: الدَوّاريُّ: الدهرُ الدَوّار بالناس، قال العجاج:
والدهر بالاِنسانِ دَواريُّ
ويقال: دارَ دَورةً واحدة، وهي المرَّةُ الواحدة يَدورُها. والدَّور قد يكون مصدراً [في الشعر] «161» ، ويكون لوثاً واحداً من دَوْر العِمامة، ودَوْرُ الحَبْلِ بالشيء «162» ، ويكون لوثاً واحداً من والدُوارُ: أن يأخُذَ الإنسان في رأسِه كهيئة الدَّوَران، تقول: دِيرَ به أي غُشِيَ عليه. والدَّوار: صَنَم كانت العرب تَنصِبُه، يجعلون موضِعاً حوله يدورون فيه، واسم ذلك الصَّنَم والموضِع الدَّوار، قال:
كما دارَ النِّساءُ على الدَّوار «163»
__________
(160) لم نهتد إلى القائل.
(161) زيادة من التهذيب.
(162) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان فقد جاء: ودور الخيل وغيره.
(163) لم نهتد إلى القائل.(8/56)
[ومنه قول امرىء القيس:
عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ] «164»
ويُثَقَّل في لغة فيقال دَوّار [ويقال دُوار] «165» . والمَدار: موضع للشيءِ الذي تُدير به كالحَبْل تُديره على شيء، وموضعه من ذلك الشيء مَدارٌ. والمَدارُ يكون كالدَوَرانِ فيُجْعَلُ اسْماً نحوُ مَدِار الفَلَكِ. والدائرةُ: الحَلْقةُ، والشيءُ المستديرُ. والدّارةُ: دارَة القَمَر. وكلَّ موضع يُدارُ به شيءٌ يحجُزه فاسْمُه دارةٌ، نحو الدارات التي تُتَّخذ في المَباطح «166» ونحوها يجعَلُون فيها الحُمُرَ «167» ونحوها [وأنشد:
تَرى الإِوَزين في أكناف دارتها ... فَوْضَىَ وبين يَدَيها التِّبْنُ منثورُ «168»
ومعنى البيت أنَّه رأى حَصّاداً أَلْقَى سُنبَلَة بين يَدَي تلك الإِوَزِّ فقَلَعَت حَبّاً من سَنابِلِهِ فأكَلَتِ الحب وافتحصت التبن] «169» .
__________
(164) عجز بيت من مطولته وصدره:
فعن لنا سرب كأن نعاجه
انظر السبع الطوال ص 93.
(165) زيادة من التهذيب.
(166) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة واللسان ففيها: المباطخ.
(167) كذا في الأصول المخطوطة، ويعضد ذلك البيت الشاهد، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: الخمر.
(168) البيت غير منسوب في التهذيب واللسان وهو من شواهد العين ولم يرد في الأصول المخطوطة.
(169) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.(8/57)
والدائرةُ: الدَّولة، يقال: الدَّوائِرُ تدور، والدَّوائلُ تدول. والدّارُ: كلُّ موضعٍ حَلَّ به قومٌ فهو دارُهم، وأما الدّارُ فاسمٌ جامعٌ للعَرْصةِ والبناء والمحلة، وثلاثُ أدؤرٌ، وجاءت الهمزة لأنَّ الألف التي كانت في الدار صارت في أفعُل في موضع تَحرُّك فَأُلِقيَ عليها الصَّرْف بعَيْنها ولم تُرَدَّ إلى أصلها فانهَمَزَتْ. [ومُداوَرة الشُّؤون: مُعالَجتُها. والدَّوّارةُ: من أدَواتِ النّقّاش والنجّار، لها شُعبَتانِ تَنْضمّانِ وتَنْفَرِجانِ لتقدير الدارات] «170» .
دير: الدَيْرُ: البِيعةُ، وساكنُه وعامِلُه دَيرانيٌّ ودَيّارٌ. والدَّيُّور: الواحدُ، الفرْد من الناس، يقال: ليس بها دَيّارٌ ولا دَيُّورٌ. [والدَيّار فيعال من دارَ يَدورُ] «171» .
دري: دَرَى يَدْري دِرْيةً ودَرْياً ودِرْياناً ودِراية، ويقال: أتَى فلانٌ الأمرَ من غير دِرْيةٍ أي من غير عِلمٍ، والعَرَب ربَّما حَذَفوا الياء من قولِهم: لا أَدْرِ [في موضع لا أدري، «172» يكتفون بالكسرة
__________
(170) ما بين القوسين من التهذيب أيضا من أصل العين.
(171) زيادة أيضا من التهذيب.
(172) زيادة من التهذيب.(8/58)
فيها كقول الله- جل وعز: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ «173» ، والأصل يَسري] «174» .
درأ: والدَّريئة من أَدَمٍ وغيره يُتَعَلَّم عليها الطِّعانُ، قال:
ظَلِلْتُ كأنيّ للرِّماحِ دَريئةً «175»
وأَدْرَأْتُ دَريئةً أي اتّخَذْتُها. والدَّريئة: ما تَتَسَتَّرُ به فترمي الصَّيْدَ، وتقول منه: دَرَيتُ الصيد أدري دَرياً «176» ، قال:
فإن كنتُ لا أدري الظباء فإنني ... أدس لها، تحت الترابِ، الدَّواهِيا «177»
والدَّريئةُ، بالهمز،: الحَلْقة. وتقول: حي بني فلان ادرؤوا فُلاناً كأنَّهم اعتَمَدوه بالغارة والغزو، وقال:
أَتَتْنا عامِرٌ من أرض حَزْمٍ ... مُعَلِّقةَ الكَنائِنِ تَدَّرينا «178»
__________
(173) سورة الفجر، الآية 4.
(174) ما بين القوسين من التهذيب.
(175) صدر بيت تمامه في اللسان (لعمرو بن معديكرب الزبيدي) وعجزه:
أقاتل عن أبناء جرم وفرت
والبيت في الديوان ص 45 وروايته: وقفت.
(176) إنما خلط المهموز بالمعتل هنا وفي غير هذا الموضع، لأن الهمزة معدودة في أحرف العلة، كما مر في المقدمة.
(177) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(178) البيت في اللسان (لسحيم بن وثيل الرياحي) ، والرواية فيه:
أثتنا عامر من أرض رام(8/59)
والدَّرْءُ: العِوَجُ في العَصَا والقَناةِ وكلِّ شيءٍ تَصعُب إِقامتُه، قال:
إنّ قناتي من صَليبات القَنَا ... على العُداةِ أن يُقيموا دَرْأَنا «179»
وطريقٌ ذو دُرُوء ممدود، أي ذو كُسُورٍ ونحو ذلك من الأَخاقيق وإنه لذو تُدْرَأ في الحرب أي ذو مَنْعةٍ «180» وقوّةٍ على أعدائه، قال:
لقد كنت في الحَربِ ذا تُدْرَأ «181»
والتَّدارُؤُ: التَّدافُع. ودَرأ فلان علينا ودرىء مثله [دروء إذا خَرَجَ مُفاجأة] «182» . ودَرَأتُه عنّي، أي دَفَعتُه. وتُدْرَأُ: اسمٌ وُضِعَ للدَّرْءِ «183» كما يسمى تنفل وتُرْتُب، تريدُ به جاءَ الناسُ تُرْتُباً أي طُرّاً.
وتقول: اللهم إني أدرأ بك في نَحْر فلانٍ لتَكفيَني شَرَّه.
ودَرَأتُ عنه الحَدَّ أي اسْقَطتُه من وجهٍ عَدْلٍ، قال الله- عزَّ وجل-:
__________
(179) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(180) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: سعة.
(181) صدر بيت تمامه في اللسان (للعباس بن مرداس) ، وروايته:
وقد كنت في الحَربِ ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
(182) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(183) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب ففيه: للدفع.(8/60)
وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ «184» . والتَّعطيلُ: أن تُترَكَ إِقامة الحد، ويقال في هذا المعنى بعينه: درأت عنه الحد درء، ومن هذا الكلام اشتُقَّت المُدارَأة بين الناس، وفي معنى آخر كان بينهم دَرْو أي تَدارُؤ في أمر فيه اختلافٌ واعوِجاج ومُنازعةٌ، قال الله عزَّ وجلَّ: فَادَّارَأْتُمْ فِيها
«185» أي تَدارأتُم. ودَرَأَ فلانٌ علينا دروء: خَرَجَ علينا مُفاجأةَ. والتّدارُؤُ: التدافُع. وتقول هُذَيل: ادَّرَيْتُ الصَّيْدَ أي ختَلتُه. وادّرَأتِ الناقة بضرعها فهي مدرىء إذا أرْخَتْ ضَرْعَها عند النِّتاج. وكوكب دِرِّيُّ على فِعّيل: من تَوَقُّده كأنّه يدرأ دروء، كأنّه يُخرجُ نفسَه من السَّماء. والمِدْرَى: سَرخاره: أعجميّة، وشُبِّه بها قَرْنُ الثَّور، فمن أَنَّثه قال: مِدْراة على تَوَهُّم الصغيرة من المَدارَى، [وهي حديدة يُحَكُّ بها الرأسُ] «186» . [ومنه قول النابغة:
شَكَّ الفَريصة َبالمِدْرَى فأنفذها ... شك المبيطر إذ يشفي من العضد] «187» .
__________
(184) سورة النور، الآية 8.
(185) سورة البقرة، الآية 72.
(186) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(187) زيادة من اللسان وهو من أصل العين وفي الديوان ص 10(8/61)
والداريّ: الملاّح الذي يلي الشِّراع أو منسُوبٌ إلى موضعٍ يقال له دارين. والمدرية: المدراة نفسُها في لغة، وهي التي حُدِّدَت حتى صارت مدراة.
راد: ورَأدُ الضُّحَى: ارتفاعُها، ويقال: ترجَّلَ رَأْدَ الضُّحى وتَرأَّدَ. وتَرَأدَّتِ الحيَّةُ أي اهتَزَّتْ في انسيابها «188» ، قال الشاعر:
كأنَّ زمامَها أَيْمٌ شجاع ... تراد في غصون مُعْضَئِلَّه «189»
أي ملتَفّةٌ، قال: إنما هي مُعْضَئِلَّة قد اعضَأَلَّ بعضها إلى بعض. ومثله:
حَدائقُ رَوضٍ مُزْهَئِرٌّ عَميمُها «190»
إنما هو على قياس أزهَاَرَّ، واعضَأَلَّ النَّبْتُ. والجارية الممشوقة تَرَأَّدُ في مِشْيتها. ويقال للغصن الذي نَبَتَ من سَنَته أرطَبَ ما يكون وأرخصَه: رُؤدٌ والواحدة بالهاء. والجاريةُ الشّابَّةُ رُؤدٌ، ورَؤُدَ شَبابُها. والرَّأْد: أصُول مَنبِتِ الأسنان في اللَّحْيَيْنِ، وجمعُه آراد. ورادَت «191» المرأةُ تَرودُ رَوَداناً فهي رادةٌ، غير مهموز، إذا كانت طَوّافةً في بُيوت جاراتها لا تثبُتُ في بيتها.
__________
(188) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: اجتيازها.
(189) في التهذيب 14/ 162 واللسان (رأد) : مغطئله.
(190) لم نهتد إلى القائل.
(191) جرى نفر من أصحاب المعجمات على أن يقربوا بين المهموز والمعتل، ويخلطوا بين ما كان من الواو وما كان من الياء وهذا نموذج من ذلك وقد أشرنا إلى هذا في غير هذا الموضع.(8/62)
ريد: الرَّيدُ: الحَيْدُ من حُيُود الجَبَل، وجَبَل ذو حُيُود، وذو رُيُود، إذا كانت له حُرُوفٌ ناتئةٌ من الصَّخْر في أعراضه لا في أعاليه. والريَّدُ: الأمرُ الذي تريده وتُزاوِلُه. والرِّئدُ، بالهمز،: التِّرْبُ، وهذا رِئْدُكَ أي تِرْبُكَ. وقيل: الرِّئدُ اسم من أراد. ورويد تصغيرا الرَّوْد من غير أن يستعمل الرَّوْد فيه، فإذا أردت ب رويد الوَعيد نَصَبْتَها بلا تنوينٍ وجازَيت بها، قال:
رُوَيْدَ تصاهَلْ بالعراق جِيادَنا ... كأنَّكَ بالضحّاكِ قد قامَ نادِبُهْ «192»
وإذا أردت ب رويد المُهْلةَ والإِروادَ في الشيء فانصِبْ ونَوِّنْ، تقول: امشِ رُوَيداً يا فتى، وإذا عَمِلَ عَمَلاً، قُلتَ: رُوَيْداً رويدا، أي أرود وأرود في معنى رُوَيْداً المنصوبة
رود: الرَّوْد: مصدر فعل الرائد، يقال: بَعَثْنا رائداً يرود لنا الكَلأَ والمنزِلَ، ويَرتادُه بمعنى واحد أي يطلبُ وينظر فيختار أفضَله، وجاء في الشعر: بَعَثوا رادَهم أي رائدَهم. [ومن أمثالهم: الرائدُ لا يكذِبُ أهلَه، يُضرَبُ مثلاً للّذي لا يكذب إذا حَدَّثَ.
__________
(192) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب وهو مما أخذه الأزهري من العين.(8/63)
ويقال: رادَ أهلَه يَرودَهم مَرْعىً أو مَنزِلاً رياداً، وارتادَ لهم ارتياداً.
وفي الحديث: إذا أراد أحدُكم أن يبُولَ فليَرْتَدْ لبَولِه
أي يرتاد مكاناً دَمِثاً لينا منحدرا لئلاّ يرتَدَّ عليه بَولُه] «193» . [والرائد: الذي لا منزلَ له] «194» . والإِرادة أصلها الواو، ألا ترى أنك تقول: راوَدْتُه أي أردْتُه على أن يفعَلَ كذا، [وتقول: راوَدَ فلانٌ جاريتَه عن نفسها، وراوَدَته هي عن نفسه إذا حاوَل كلٌّ منهما من صاحبه الوَطْءَ والجماعَ، ومنه قول الله- جلَّ وعزَّ-: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ «195» ، فجَعَل الفعل لها] «196» . [والرّوائد من الدَّوابِّ: التي ترتَع ومنه قول الشاعر:
كأنَّ رَوائد المُهْرات منها «197»
ويقال: رادَ يَرودُ إذا جاء وذَهَبَ، ولم يَطْمَئِنَّ، ورجل رائدُ الوِساد إذا لم يَطمِئنَّ عليه، لهم أقلقه، وبات رائدَ الوِسادِ، وأنشد:
تقولُ له لما رأتْ جمع رَحْلِهِ ... أهذا رئيسُ القومِ. راد وسادها «198»
__________
(193) ما بين القوسين من التهذيب مما أخلت به الأصول المخطوطة.
(194) زيادة أخرى أصلها العين.
(195) سورة يوسف، الآية 30.
(196) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(197) الشطر في اللسان غير منسوب.
(198) البيت في اللسان غير منسوب.(8/64)
دَعَا عليها بألاّ تنام فيطمَئِنَّ وسادُها.
وفي الحديث: الحُمَّى رائد الموتِ
أي رسولُ الموت كالرائدِ الذي يُبعَث ليرتادَ منزِلاً] «199» . والرِّيدةُ اسمٌ يوضَعُ موضعَ الارتياد والإِرادة. [والرِّيدة: ريحٌ رَيْدةٌ ليِّنةُ الهبوب، وأنشَدَ:
إذا رِيدةٌ من حيث ما نَفَحَت له ... أتاه برَيّاها خليل يُواصلُهْ «200»
ويقال: ريح رود أيضا] «201» .
أدر: الأَدَرَةُ والأَدَر مصدرانِ، ورجل آدَرُ وامرأة عَفْلاء، لا يُشتَقُّ لها فِعلٌ من هذا لأنَّ هذا نَفْخةٌ في الصَّفَن، والأُدْرةُ اسمُ تلك النفخة، والآدر نعت، والفعل أدِرَ يأْدَرُ.
ورد: الوَرْدُ اسْمُ نَوْرٍ «202» ، ويقال: ورَّدَتِ الشَّجَرة أي خَرَجَ نَورُها، وفَغَمَ نَورْها أي خَرَجَ كلُّه. والوَرْدُ لونٌ يضربُ إلى صُفرةٍ حَسَنةِ من ألوان الدَّوابِّ وكلِّ شيءٍ، والأُنثَى وردةٌ وقد وَرُدَ وُرْدةً، وقيلَ: إيرادّ يَوْرادُّ في لغة، على قياس ادهام.
__________
(199) ما بين القوسين من قوله:. الروائد من الدواب إلى قوله: ليرتاد منزلا، كله من التهذيب من أصل العين.
(200) البيت في التهذيب واللسان مما أفاده الأزهري من العين.
(201) ما بين القوسين من التهذيب أيضا من أصل العين.
(202) كذا في التهذيب عن العين وكذلك في س وأما في ص وط ففيهما: لون.(8/65)
ويَصيرُ لونُ السماء يومَ القيامةِ وَرْدَةً كالدّهان «203» . والوَرْدُ من أسماء الحُمَّى، وقد وَرَدَ الرجلُ فهو مَورُودٌ أي مَحْمُوم، قال الشاعر:
إذا ذَكَرَتْك النفسُ ظَلَّت كأنَّها ... عليها من الوِرْدِ التهامِيِّ أَفْكَلُ «204»
والوِرْدُ: وقتُ يَوْمِ الوِرْدِ بينَ الظِّمْئَينِ، وهو وَقْتانِ، ووَرَدَ الوارِدُ يَرِدُ وُرُوداً. والوِرْدُ أيضاً اسْمٌ من وَرَدَ يَرِدُ يومَ الوِرْدِ. ووَرَدَتِ الطيرُ الماءَ ووَرَدَتْهَ أَوراداً، وقال:
كأَورادِ القَطَا سَمَلَ النِّطافِ «205»
والوِرْدُ: النصيبُ من قِراءة القرآن لأنّه يُجَزِّئُهُ على نفسه أجزاء: فيقرؤه وِرْداً وِرْداً. وقوله تعالى: وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
«206» ، يُفسَّر عَطاشَى، معناه: كما تُساق الإِبِل يومَ وقتها وِرْداً وِرْداً. والوَريدُ: عِرْقٌ، وهما وَريدانِ مُلْتَقَى صَفقَتَي العنق، ويجمع أوردة، والورد أيضا جمعه.
__________
(203) إشارة إلى الآية: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ الآية 37 من سورة الرحمن.
(204) لم نهتد إلى القائل.
(205) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما:
كأوراد القطا سهل البطاح.
(206) سورة مريم، الآية 87.(8/66)
وأرنَبَةٌ واردةٌ إذا كانت مُقبلةً على السَّبَلة. وقوله تعالى: فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ
«207» أي ساقيهم.
ردأ: الرِّدْءُ مهموز، وتقول: رَدَأْتُ فلاناً بكذا [أو كذا] «208» أي جعَلْتُه قوَّةَ له وعماداً كالحائِط تَرْدَؤُه برِدْءٍ من بناء تُلِزَقُه به، وأرْدَأْتُه أي أَعَنْتُه وصِرْتُ له ردء أي معينا. والردوء: الأعوان، وترادؤوا أي تعاونوا. وقد أردأ هذا الأمرُ على غيره أي زادَ، يُهمَزُ ويُلَيَّنُ، وأربَأ وأَرْمَأَ مِثلُه، قال:
وأسمَرَ خَطِّياً كأنَّ كُعُوبَه ... نَوَى القَسْبِ قد أرْدَى ذِراعاً على العَشْرِ «209»
والرَّداءَة مصدر الشيء الرَّديِء، وقد رَدُؤَ الشيءُ يردُؤُ رَداءةً. وإذا أَصَبْتَ شيئاً أو فِعلته فعلاً رديئاً فأنتَ مردىء.
ردي: رَدِيَ يَرْدَى رَدىً فهو رَدٍ أي هالِكٌ، وأراده الله، قال:
__________
(207) سورة يوسف، الآية 19.
(208) زيادة من التهذيب.
(209) البيت كذا في س، وهو في ص وط جاء محرفا وهو: لون القسب أردا ذراعا كالعمر. والبيت في اللسان (رمي) وهو (لحاتم الطائي) وروايته:
نوى القَسْبِ قد أَرْمَى ذراعاً على العشر(8/67)
تَنادَوا فقالوا أرْدَتِ الخَيْلُ فارساً ... فقُلت: أعبدُ اللهِ ذلكُم الرَّدِي «210»
والتَرَدِّي: التَّهَوُّرُ «211» في مَهْواةٍ، والمُتَرَدِّية التي تَردَّتْ في بئرٍ أو هُوَّةٍ فهَلَكَتْ، وتأنيثه على معنى الشاة. والأردية جمع الرِّداءِ، ومنه التَرَدّي والارتِدِاءُ. والرَّدْيُ والرَّدَيانُ في الِإقبال والإِدبار، ورأيت الخَيْلَ تَردي رَدَياناً ورَدْياً. والرَّدَيانُ: مَشيُ الحِمارِ من آريِّهِ إلى مُتَمَعَّكِهِ، قال ذو الرُمّة:
بها السُّحمُ تَردِي والحَمامُ المُوَشَّحُ «212»
والرَّدْيُ إنْ تأخُذَ صَخرةً أو شيئاً صُلباً تَرْدي به حائطاً أو شيئاً صُلْباً فتكسِرَه. والمِرْداةُ: صخرةٌ يُردَى بها الشيءُ ليُكسَرَ. وفلانٌ مِرْدَى حَرْبٍ أي يَصْدمُ الحرْبَ. والمُرادي: الذي يرادي حائطا بمِرْداته ليَهُدَّه. وقوائمُ الإِبِل مَرادٍ لِثقَلها وشدَّةِ وَطْئِها نَعتٌ لها خاصّة، وكذلك مرادي الفيل.
__________
(210) لم نهتد إلى القائل.
(211) من التهذيب 14/ 168 واللسان (ردي) عن العين. في الأصول: تهوى، وهو تصحيف.
(212) عجز بيت صدره كما في الديوان ص 85:
إذا احتملت مي فهاتيك دارها.(8/68)
باب الدال واللام و (وء ي) معهما د ل و، ل د ي، د ول، دء ل، ء د ل، ول د، ل ود مستعملات
دلو: جمع الدَّلْوِ الدِّلاء، والعَدَدُ أَدْلٍ، (والكثيرُ) «213» دُلِيًّ ودِلِيٌّ. والدَّلاةُ: الدَّلْوُ، وأَدْلَيْتُها: أَرْسَلْتُها في البِئر، [وقول الله- عز وجل-. فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى] «214» ، ودَلَوْتُها: مَلأَتُها ونزَعتُها من البئر مَلأَى، [قال الراجز:
يْنزَعُ من جَمّاتِها دَلْوَ الدّالْ «215»
أي نَزْعَ النازِع] «216» والدَّاليةُ شيءُ يُتَّخَذُ من خُوصٍ وخَشَب يُستَقَى به بحبالٍ يُشدُّ في رأس جِذعٍ طويل، والإِنسانُ يُدْلي شيئاً في مَهْواة ويَتَدلَّى هو نفسُه. وأَدْلَى فُلان بحُجَّته أي احتَجَّ بها، وأَدْلَى بها إلى الحاكم: رفعها إليه «217» .
__________
(213) زيادة ضرورية.
(214) سورة يوسف، الآية 19.
(215) الرجز في التهذيب غير منسوب.
(216) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.
(217) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب عن العين فهي: وأدلى بمال فلان إلى الحاكم إذا دفعه إليه.(8/69)
لدى: لَدَى معناها عندَ، يقال: رأيتُه لدى بَاب الأمير، وجاءني أمر من لَدَيْك أي من عندك، وقد يحسُن من لدُنْك بهذا المعنى، ويقال في الإِغراء: لدَيْكَ فلاناً كقولكَ عليكَ فلاناً، كقول القُطامي:
إذا التياز ذو العضلات قلنا ... لَدَيْكَ لَدَيكَ ضاقَ بها ذراعاً «218»
ويُروي: إِليكَ إليك على الإغِراء.
دول: الدُّولةُ والدَّوْلةُ لغتان، ومنه الإدالة، قال الحَجّاج: إِنّ الأرضَ ستُدالُ مِنّا كما أدَلنا منها أي نكون في بَطْنها كما كُنّا على ظَهْرها. وبنُو الدِّول: حَيٌّ من بني حنيفة.
دأل: بنو الدُّئِل حَيٌّ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناف بن كنانة. والدَّأَلانُ: مِشيةٌ فيها ضَعْفٌ وعَجَلةٌ. والدُّؤلُولُ: الداهيةُ من دواهي الدِّهْر الشديدة، والجمعُ الدَّآليل.
أدل: الإِدْلُ: ضَرْبٌ من اللَّبَن يَتَغَيَّر عن مَحْضِه فيَصير إِدْلاً.
__________
(218) البيت كذلك في الديوان ص 40 وهو في س:
إذا ما التزت العضلات قلنا.(8/70)
ولد: الوَلَدُ اسم يجمعُ الواحدَ والكثيرَ، والذكَر والأنْثَى سَواء. والوَليدُ: الصَّبِيُّ، والوليدةُ: الأَمَةُ. واللِّدَةُ: مثلُكَ في السِّنِّ. ووَلَدُ الرجل ووُلْدُه في معنىً، ووَلَدُه ورَهطُه في معنىً ويقال: مالُه ووَلَدُه أي ورَهْطُه، ويقال: وُلدُه. والوِلْدةُ: جماعة الأولاد، وقال يصف صَيّاداً:
سِمْطاً يربي ولدة زعابلا «219»
[ويقال في تفسير قوله تعالى: لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً
«220» أي رَهطُه] «221» . وشاةٌ والدٌ: حاملٌ، والجميع وُلَّد، وإِنّها لَبِّينةُ الوِلاد. والوِلادة: وَضْع الوالدةِ وَلَدَها. وجارية مُوَلَّدة: وُلِدَتْ بين العرب ونَشأَتْ مع أولادهم، ويَغْذونها غِذاء الوَلَد ويُعَلِّمونها من الأدب مثلَ ما يُعَلِّمون أولادَهم، وكذلك المُوَلَّد من العبيد. وكلامٌ مُوَلَّد: مُسْتَحدَث لم يكن من كلام العرب. [وأمّا التليدة من الجَواري فهي التي تولد في ملك قوم وعندهم أبواها] «222» .
__________
(219) الرجز في التهذيب (لرؤبة) ، وهو في الديوان ص 127، وروايته في التهذيب: شمطا.
(220) سورة نوح، الآية 21.
(221) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(222) ما بين القوسين زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/71)
لود: الأَلوَدُ: الذي لا يكاد يَميل إلى غَزَل أو عشق، ولا ينقاد لأمرٍ، وقد لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً، وقوم أَلْوادُ، وهذه من النَّوادِر.
باب الدال والنون و (وء ي) معهما د ون، د ي ن، ود ن، د نء، د ن و، ن د و، ن د ي، نء د مستعملات
دون: تقول في الإِغراء: دونَكَ هذا الشيءَ وهذا الأمْرَ أي عليكَ. ودونك زيدٌ في المنزلة والقُرْبِ والبعد، وزَيْدٌ دونَكَ أي هو أحسَنُ منك في الحَسَب. وكذلك الدُّون يكون صفةً ويكون نَعْتاً على هذا المعنى، ولا يشتق منه فعل، وتقول: هذا دون ذاكَ في التّقريب والتحقير، فالتقريبُ منصوبٌ لأنه صفة، والتحقير مرفوع.
دين: جمع الدَّيْن دُيُون، وكلُّ شيءٍ لم يكن حاضراً فهو دَيْنٌ. وأَدَنْتُ فلاناً أَدينُه أي أَعطيتُه دَيْناً. ورجلٌ مَدْيُون: قد رَكِبَه دَينٌ، ومَدينٌ أجوَدُ. ورجلٌ دائِنٌ: عليه دَينٌ، وقد استَدانَ وتَدَيَّنَ وادّانَ بمعنى واحد، قال:
قالت أُمَيْمةُ ما لِجِسْمِكَ شاحباً ... وأَراكَ ذا هَمٍّ ولستَ بدائِنِ «223»
__________
(223) لم نهتد إلى القائل.(8/72)
ورجل مدان، خفيفة، ورجل مُدينٌ أي مُسْتَدين. والدِّينُ جمعه الأديانُ. والدِّينُ: الجَزاءُ لا يُجْمَعُ لأنّه مصدر، كقولِكَ: دانَ اللهُ العِبادَ يَدينهم يومَ القيامة أي يَجزيهمِ، وهو دَيّانُ العِباد. والدِّينُ: الطّاعةُ، ودانوا لفلانٍ أي أطاعوه. وفي المَثَل: كما تَدينُ تدان أي كما تأتي يُؤْتَى إليكَ، قال النابغة:
بهن أدين من يأتي أَذاتي ... مُداينةَ المدُايِنِ فلْيُدِنِّي «224»
والدِّينُ: العادةُ لم اسمَعْ منه فعلا إلا في بيت واحد، قال:
يا دِينَ قَلبِكَ من سَلْمَى وقد دِينا «225»
أي قدْ عُوِّدَ قَلْبُكَ، فمن كَسَر القلبَ فعلى الإضافة، ومن رفع فعلى الفِعل، أي عُوِّدَ قَلْبُكَ يا هذا ودِينَ قَلْبُكَ. والمَدينةُ: الأمَةُ، والمَدينُ: العَبْد، قال الأخطل:
ربت وربا في كرمها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل «226»
وقوله تعالى: غَيْرَ مَدِينِينَ
«227» أي غيرُ مُحاسَبين. وقوله تعالى: أَإِنَّا لَمَدِينُونَ
«228» أي مَملوكون بعدَ الممات، ويقال: لمجازون.
__________
(224) انظر الديوان ص 197.
(225) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.
(226) البيت في الديوان ص 5 وروايته:
ربت وربا في حجرها ابن مدينة....
(227) سورة الواقعة من الآية 86.
(228) سورة الصافات من الآية 53.(8/73)
ودن: الودين «229» من الأمطار: ما يَتعاهَدُ موضِعَه لا يزال يُرِبُّ به ويصيب، قال الطرماح:
دُفوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ وَدينِ «230»
ووَدَنْتُ فُلاناً أي بَلَلتُه. وقولُ الطرماح: معهودٍ وَدينِ إنّما هو وَدينٌ مَبلُول، الواو من نفس الكلمة «231» . والوَدْنُ: حُسنُ القِيامِ على العَروس، ويقال: ودَنُوه وأخَذوا في وِدانِه [وأنشد:
بئسَ الوِدانُ للفَتَى العَروسِ ... ضَرْبُكَ بالمِنقار والفُؤُوس «232»
وفي حديث ذو الثُدَيَّة: إنّه لَمُودَنُ اليَدِ] «233» .
والمُودَن من الناس: القصير العُنُق الضيِّقُ المَنكبَيْنِ مع قِصَر الألواحِ واليَدَيْنِ، يُهمَزُ ويُلَيَّنُ.
__________
(229) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد جاء: الدين.
(230) تمام البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 528 وصدره:
عقائلُ رمْلةٍ نازِعْنَ منها
(231) أورد الأزهري في التهذيب من عجز بيت (الطرماح:) معهود ودين برفع دين وحمله على الخطإ، وأنه جعل المادة دين من الأمطار ... نقول: والحقيقة أن المادة ودن كما في الأصول المخطوطة وليس دين كما ادعى، وعلى ذلك فلا خطأ في مادة العين وقد افتعله الأزهري في حين أفرد في التهذيب ودن ولم يشر إلى ما جاء في العين منها.
(232) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(233) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.(8/74)
وأَوْدَنْتُ الشيءَ: قَصَّرْتُه ووَدَنْتُه فهو مَوْدُون، قال:
وأمُّكَ سَوداءُ مَوْدُونةٌ «234»
والمَوْدونة: دُخْلُلةٌ من الدَّخاليلِ قصيرةُ العُنُق صغيرة الجثة.
دنأ، دنو: دَنُؤَ يَدْنُؤُ دَناءةً فهو دَنيءٌ، أي حقيرٌ قريبٌ من اللُّؤْم. والدُّنُوُّ، غير مهموز، دَنَا فهو دانٍ ودَنيٌّ، وسُمِّيَت الدُّنيا لأنَّها دَنَتْ وتأخَرَّتِ الآخِرةُ، وكذلك السَّماءُ الدُّنيا هي القُرْبَى إلينا. ورجلٌ دُنْياوِيٌّ، وكذلك النسبة إلى كل ياء مؤنَّثُة نحو حُبلى ودَهنا وأشباه ذلك، وأنشد:
بوعساءَ دهناويّةِ التّرب مُشرف «235»
وتقول: هو ابنُ عَمِّه دِيْناً ودْينَةً أي لَحّاً. والمُدَنِّي من الناس: الضعيف الذي إذا آواه الليلُ لم يَبْرَح ضَعْفاً. وقد دَنَّى فلان في نَخْله ومَنبتِه «236» . ودانَيْتُ بين الشيئين: قاربْتُ بينَهما، [وقال ذو الرمة:
__________
(234) البيت بتمامه في التهذيب واللسان وهو (لحسان بن ثابت) وعجزه فيهما وفي الديوان ص 54:
كأن أناملها الحنظب
(235) كذا في الأصول المخطوطة وأما روايته في التهذيب واللسان فهي:
..... دهناوية الثرب طيب.
(236) وردت هذه العبارة في التهذيب مع شيء من العبارة السابقة فجاءت ملفقة وهي: ... الذي إذا آواه الليلُ لم يبرح.... وقد دنى في مبيته (كذا) .(8/75)
دَانَي له القَيْدَ في دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَينَيهِ وانحَسَرتْ عنه الأناعيم] «237»
ودانِيا لغة في دانيال اسم نَبيٍّ من بني إِسرائيلَ.
ندو: النادي: مجِلسُ يَنْدو إليه مَنْ حَوالَيْه، ولا يُسَمَّى نادياً من غير أهله، وهو النَّدِيُّ، ويجمعُ أَنْدِيهً، وسُمِّيَ به لأنّهم يَنْدُون إليه نَدْواً ونَدْوةً، وبه سُمِّيَ دارُ النَّدْوة بمَكَّةَ، كانت داراً لبني هاشم إذا حَزَبَهم أمرٌ نَدوا إليها فاجتَمَعُوا للمُشاورة، [وأُناديكَ: أُشاورُكَ وأَجالِسُك في النادي] «238» . والنَّدْوةُ: دارةُ القَمَر. ونُدْوة الإِبِل: [موضع شرب الإبلِ] ، وتقول منه: نَدَّيْتُ الإِبِل أُنَدِّيها تَنْدِيةً، واسم الموضع المَنْدَى. وتفسير نُدوة الإِبِل أنْ تَنْدو من المَشَرب إلى مَرْعىً قريب ثم تعود إلى الماء من الغَدِ أو من يومها، وكذلك تَندُو من الحَمْضِ إلى الخَلَّة، قال الشاعر:
دانيةٌ سُرَّتُهُ من مَأْبِضِهْ ... قريبة ندوته من محمضه «239»
__________
(237) البيت من التهذيب من أصل العين وهو في الديوان ص 570.
(238) زيادة من التهذيب.
(239) الرجز في اللسان (لهميان:) وروايته:
وقرّبوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ ... قربته ندوته من محمضه
بعيدة سرته من مغرضه(8/76)
ويقال: أَحْمَضَتِ الإبل، وفي المثل: إن هذه الناقة تَنْدو إلى تُوقٍ كِرامٍ أي تنزِع إليها في النَّسَب، وأنشد:
[تندو نَواديها إلى صلاخدا] «240» .
ندي: النَّدَى على وُجُوهٍ: نَدَى الماء، ونَدَى الخير، ونَدَى الشَّرِّ، ونَدَى الصَّوْت، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنَة، فأمّا نَدَى الماء فمنه المطر، يقال: أصابَه نَدىً من طَلٍّ ويومٌ نَدٍ وليلةٌ نَدِيَةٌ، والمصدر من هذا النُّدُوَّة. والنَدَى: ما أصابَك من البَلَل. ونَدَى الخير هو المعروف، وأنْدَى فلان علينا نَدىً كثيراً، وإنَّ يَدَه لنَديَّةٌ بالمعروف، ويقال: ما نَدِيَني من فلانٍ شيءٌ أَكَرهُه أي ما أصابني. وما نَدِيت كَفّي له بشيءٍ، ولا نَدِيَت بشيءٍ يكرَهُه أي ما تَلَطَّخَتْ، [قال النابغة:
ما إنْ نَدِيتُ بشيءٍ أنتَ تكرَهُهُ ... إذَنْ فلا رفَعَتْ سَوْطي إليَّ يَدي] «241»
وفي الحديث: من لَقِيَ اللهَ ولم يَتَنَدَّ من الدِّماء الحرام بشيءٍ دَخَلَ الجنَّةَ من أي باب شاءه.
__________
(240) الرجز في التهذيب واللسان عن العين، غير منسوب.
(241) انظر الديوان ص 20.(8/77)
ونَدَى الصَّوْتِ: بُعْدُ هِمَّته ومذهبه وصِحَّةُ جِرْمِه، قال:
بعيدُ نَدَى التغريد أَرفَعُ صَوْتِه ... سَحيلٌ وأدناه شَحيجٌ مُحَشرَجُ «242»
وقوله: أصابَه المُندِيات اشتُقَّ من نَدَى الشَّرِّ أي البلايا. وناداه أي دَعاه بأرفَع الصَّوت. ونَدَى الحُضْر: بَقاؤه ومَدُّه، [وقال الجَعْدي أو غيره:
كيف ترى الكامِلَ يُفضي فَرْقا ... إلى نَدَى العَقْب وشَدّاً سَحقا «243»
وفُلانٌ أَنْدَى صوتاً من فلانٍ أي أبعدُ مذهباً وأرفعُ صوتاً] «244» والنَّدَى: الكرم والسخاء..
ناد: النّآدُ: الداهيةُ، ويقال: أصابتهم داهيةٌ نَآدٌ ونَؤُودٌ. ونأدَته الدَّواهي أي دهَته.
ندأ: والنَّدْأةُ والنُّدْأَةُ، لغتان، وهي التي يقال لها قَوْسُ قُزَح. والنُّدْأة في لحْم الجَزور: طريقة مُخالفةٌ لِلَون اللَّحْم. ونَدأْتُ اللحمَ في المَلَّة «245» : دَفَنتُه حتى ينضَجَ، فذلك اللحم النديء.
__________
(242) لم نهتد إلى القائل.
(243) البيت في التهذيب وهو من أصل العين.
(244) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(245) كذا في التهذيب وأما في الأصول المخطوطة ففيها: الماء.(8/78)
باب الدال والفاء و (وء ي) معهما ف ود، ف ي د، فء د، وف د، ود ف مستعملات
فود: الفَوْدُ أَحَدُ فَوْدَيِ الرَّأْسِ، وهما مُعْظَمُ شَعْر اللِّمَّةِ ممّا يلي الأُذُنَيْنِ. وكذلك فَوْدا جَناحَي العُقابِ، [وقال خُفاف:
متى تُلقِ فَوْدَيها على ظَهْر ناهِضٍ] «246»
فيد، فاد: فَيْد: منزل بالبادية. والفَيّادُ من أسماء البُومِ. والفَيّادُ من الرِّجال هو الذي يلُفُّ ما قَدَرَ عليه من شىءٍ فأَكَلَه، [وأنشدَ:
وليس بالفَيّادة المُقَصْمِلِ] «247»
والفَيّادةُ: المُتَبَخْتِر في مِشْيَتِه. والفائدة: ما أَفادَ اللهُ العِبادَ من خَيْرٍ يستفيدونَه ويَستحدِثونه، وقد فادَتْ له من عندنا فائدة، وجمعها الفوائد. ويقال: أفادَ فلان خَيراً واستفادَ. وسُمِّيَ الفُؤاد لتفَؤُّدهِ أي لتوقُّده. وفُئِدَ الرجلُ فهو مَفؤود أي أصابَه داء في فؤاده.
__________
(246) البيت في التهذيب واللسان مما أخذه الأزهري من العين.
(247) الرجز في التهذيب غير منسوب، وهو من أصل العين.(8/79)
وافتأَدَ القومُ: أَوَقَدوا ناراً ولُهْوَجُوا عليها لَحْماً. وفَأَدْتُ النّارَ: سَجَرْت خَشَبَها، والمَفأَدُ: المَسْجَرُ، والمُفتَأَدُ: موضع النارِ في الأرض. وفأَدْتُ لحماً: شَوَيتُه، قال:
سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوه عند مُفَتَأَدِ «248»
وفد: واحد الوَفد وافِدٌ، وهو الذي يفِدُ عن قوم إلى ملك في فَتْحٍ أو قضيةٍ «249» أو أمرٍ، والقوم أوفده. والوافدُ من الإِبِل والقَطَا وغيرها: ما سَبَقَ سائر السِّرْب في طَيَرانِه ووُروده. وتَوَفَّدَتِ الأوعالُ فوق الجبال أي أشرَفَتْ.
ودف: استَوْدَفْتُ لَبَناً في الإِناء ونحوه إذا فتَحْتُ رأسَه فأشَرفْتُ عليه، ويكون أن تصُبَّ فوقه لَبَناً كانَ أو ماءً، قال العجّاج:
فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثم استَوْدَفا «250»
دفا، دفو: الدَّفاءُ: نقيض حِدَّة البَردِ. والدِّفْءُ: ما يُدْفِئُكُ، وثوب دفيء أي مدفىء.
__________
(248) عجز بيت (للنابغة) كما في التهذيب وانظر الديوان (شكرى) ص 11.
(249) كذا في س وأما في ص وط ففيهما: نهية.
(250) الرجز في الديوان ص 495.(8/80)
ورجل دفىء بوزن فَعِل: قد لَبِسَ ما يُدْفِئُه، [ويقال للاحمق: إنه لدفىء الفؤاد] «251» . وادَّفَيْتُ واستَدْفيتُ أي لَبِسْتُ ما يُدْفِئُني «252» ، ودَفِئْتُ من البَرد. ومَطَرٌ دَفَئِيٌّ يكون في الصيف بعد الربيع. والدَّفَأُ، مقصور مهموز: الدِّفءُ نفسُه إِلاّ إنّ ألدِّفءَ كأنّه اسمٌ شِبهُ الظمء، [والدفأ شِبهُ الظَمَأ ومما لا همز فيه من هذا الباب] «253» ، مصدر الأَدفَى، والأُنثى دَفواء من الطَير: وهو ما طالَ جَناحاه من أُصول قَوادِمه وطَرَف ذنبه، أو طالت قوادِمُ ذَنَبه، قال الطرماح:
شَنِجُ النَّسَا أَدْفَى الجَناح كأنَّه ... في الدّار بعد الظاعنين مُقَيَّدُ «254»
والأَدْفَى من الأوعال: ما طالَ قَرْناه وامتَدَّ أعلىَ ظهره جِدّاً. والدَّفْواءُ من النَّجائِب: الطويلة العُنُق إذا سارت كادَتْ تَضَعُ هامَتَها على ظهر سَنامِها، ومع ذلك طويلة الظهر.
__________
(251) أدرجنا هذه المادة في موضعها الصحيح وكانت مدرجة في ترجمة (دوف) في الأصول المخطوطة.
(252) كذا في التهذيب من أصل العين، وفي الأصول المخطوطة: دفأ (كذا) .
(253) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(254) البيت في الديوان ص 130.(8/81)
دوف: الدَّوْفُ: خَلْطُ الزَّعْفَران والدَّواء بماءٍ فيَبتَلُّ، وتقول منه: دُفتُه وأَدَفْتُه. والدِّيافيُّ من الزَّيْت منسوبٌ إلى بَلَدٍ بالشامِ أو بالجزيرة.
فدي: «255» الفِدَى جمع فِدْية. والفِداءُ ما تَفدي به وتُفادي، والفِعلُ الافتِداء، وفَدَّيْتَه تَفدِيةً: قُلتَ له: أَفديك. وتَفادَى القومُ: استَتَرَ بعضُهم ببعض مَخافةً، وتَفَدَّيْتُه وفَدَّيتُه واحد. والفَداءُ: جماعة الطَّعامِ من البُرِّ والشعير وغيرهما، وهو الأَنبار، وجمعه أفدِيةٌ.
باب الدال والباء و (وء ي) معهما د بء، ب د و، ب دء، ب ي د، ء ب د، دء ب، ء د ب، وب د مستعملات
دباً: الدُّبّاء: [القَرْع] «256» والواحدة دُبّاءةٌ.
[وفي الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عن الدُّباءِ والحَنْتَم والنَّقير
، وهي أوعيةٌ كانوا ينتبذون فيها وضريت
__________
(255) سقطت هذه المادة من ص وط وأثبتناها من س.
(256) زيادة من التهذيب وقد سقطت في الأصول المخطوطة.(8/82)
فكان النَّبيذُ يغلي فيها سريعاً ويُسكِرُ فنَهاهم عن الانتِباذ فيها، ثم رخَّصَ- عليه الصلاة والسلام- في الانتِباذ فيها بشرط أن يَشرَبوا ما فيها وهو غير مُسْكِرٍ، وقال:
إذا أَقبَلَت: قُلتَ: دُبّاءَةٌ] «257» ... من الخُضرِ مغموسةٌ في الغُدُرْ «258»
بدو، بدء: بَدَا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُواً أي ظهر. وبَدَأني فلان بكذا. وبَدا له في هذا الأمر بداء وبدوا. والبادية اسْمٌ للأرض التي لا حَضَرَ فيها أي لا مَحَلَّةَ فيها دائمة، فإذا خَرَجُوا من الحَضَر إلى المراعي والصّحارَى قيل: بَدَوا بَدْواً «259» . ويقال: أهل البَدْوِ وأهلُ الحَضَر. والبَدْءُ، مهموز، وبَدَأ الشيءَ يبدَأُ أي يَفْعَلُهُ قبل غيره، واللهُ بَدَأَ الخَلْقَ وأَبدَأ واحدٌ. والبَديءُ: الشيءُ المخلوق، ورُبَّما استعملوه في أمرٍ عجيب، قالوا: أمْرٌ بَديءٌ أي عجيب. والبَداء يكني عنه الفعل أبدى يبدي. والبداء من الرجال: السيِّد الذي يُعَدُّ في أول من يُعَدّ في سادات قومه.
__________
(257) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(258) البيت في التهذيب 14/ 201 وهو من أصل العين، غير منسوب.
(259) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال غيره: بدوا واسمه البدو.(8/83)
واعطْيتُه بَدْءاً من اللَّحم، وجمعه أبداء، يقال: نَحْضه أي قِطعة، ويقال: عُضوٌ تامٌّ قال طرفة:
وهُمُ أبْسارُ لقمانَ إذا ... أَغْلَتِ الشَّتوَةُ أَبداءَ الجُزُرْ «260»
وقال أبو عمرو: الأبداء: المفاصل، والواحد بَدىً، مقصور، ويقال: بَدْء، وجمعُه بُدُوء مثال بُدوع. ورجلٌ مَبدوء أي مَجْدور اصابَه الجُدَريُّ. وتقول: فَعَل ذلك عَوْداً وبَدءاً، أو في عَوْدِه وبَدئه، أو في عودته وبَدْأَتِه. وبئرٌ بَديء: ليست بعادِيّة، ابتُدِئَتْ فَحُفِرَتْ بَديئاً حديثاً
بيد: البَيْدُ من قولك: بادَ يَبيدُ، وأبادَه اللهُ. والبَيداءُ: مَفازَةٌ لا شيءَ فيها، [وبين المَسجِدَيْنِ ارضٌ مَلْساءُ اسمُها البَيْداء] «261» .
وفي الحديث: إنّ قوماً يغزون البيت فإذا نَزَلوا البيداءَ، وهي مفازة بين مَكَّةَ والمدينة مَلساءُ، بَعَثَ اللهُ مَلَكاً فيقول: يا بيداء بيدي بهم فيُخسَفَ بِهم.
وبَيْدَ بمعنى غير، ويقال: بمعنى على، ومَيدَ لغةٌ فيها. وأتانٌ بَيْدانة أي تسكُن البيداء.
__________
(260) البيت في الديوان ص 67.
(261) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/84)
أبد: وأتانٌ أَبِد: في كل عام تلد «262» ، وقيل: الإبِدِ الوحشية، ويقال: أَبِلٌ «263» أَبِدٌ، وليس في كلامِ العرب فِعِلٌ إلا أن يتكَلَّفَ مُتَكَلِّفٌ فيَبني كلمةً مُحْدثةً على فِعِل فيتكلَّم بها، فأمّا ما جاء عن العرب فهو الذي جَمَعناه، ويقال: إبْلٌ وخِطبٌ ونكح. وآباد الدهر: طَوالُ الدهر، والأَبيد مثل الآباد. والآبدة: الغريبةُ من الكلام، والجميع أوابد، والأوابد: الوَحْشُ. وتَأَبَّدَ فلانٌ: طالتْ غُربَتُه. وتأبَّدَتِ الدارُ: خَلَت من أهلها.
دأب: الدُّؤوُب: المبالغة في السَّيْر، وأدْأبَ الرجلُ الدابَّة إِدآباً إذا اتعَبَها، والفعل اللازم دَأَبَت الدابَّةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً. وقوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ
«264» * أي كعادتهم وحالهم.
أدب: رجلٌ أَديبٌ مُؤَدَّبٌ يؤدب غيره ويتأدب بغيره. والآدِبُ: صاحبُ المَأْدُبة، وقد أدَبَ القَومُ أدْباً، وأَدَبتُ أنا. والمَأدوبة: المرأة التي صُنعَ لها الصَّنيعُ. والمَأْدُبة والمَأْدَبة، لغتان: دَعوة على الطعام.
__________
(262) من أسجاعهم المعروفة، انظر اللسان.
(263) كذا في س وأما في ص وط: لبن أبد.
(264) سورة آل عمران، الآية 11.(8/85)
وبد: الوَبَدُ: سوء الحال، يقال: وَبدَت حاله تَوْبَدُ وبداً، قال:
ولو عالَجنَ من وَبَدٍ كِبالاً «265»
باب الدال والميم و (وء ي) معهما د وم، د ي م، ء د م، م د ي، ء م د، م ي د، د م ي، وم د، مء د، دء م مستعملات
دوم، ديم: ماء دائم: ساكن. والدَّوْمُ مصدر دامَ يدوم. ودامَ الماءُ يدومُ دَوْماً وأَدَمْتُه إِدامةً إذا سَكَّنتُه، وكُلُّ شيءٍ سَكَّنْتَه فقد أدَمْتَه. والدِّيمةُ: المطر الذي يدوم دوماً يوماً وليلةً أو أكثر.
[وفي حديث عائشة: أنّها سُئِلَت هل كان رسول الله- صلى الله عليه وسَلَّم يُفَضِّلُ بعض الأيام على بعض فقالت: كان عمله دِيمةً] «266» .
ووادي الدَّوم: موضعٌ. والمُدامةُ: الخمر، سُمِّيَتْ به لأنّه ليس من الشراب شيءٌ يُستطاعُ إِدامة شُرْبه غيرُها. والتَّدويمُ: تحليق الطائر في الهواء ودَورانُه، ودوَّمَ تدويماً أي يدور ويرتفع.
__________
(265) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو من أصل العين.
(266) ما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(8/86)
وتدويم الشمس: دَوَرانُها كأنّها تدور في مُضِيِّها، قال ذو الرُمّة:
والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدويمُ «267»
يعني كأنَّها لا تَمضي من بُطِئها أو كأنّها تدور على رأسه، ومنه اشتُقَّت الدُّوّامة لدوَرانها. ودَوَّمَتِ الكلاب أي أمعنت في طلب الصَّيْد. وتدويمُ الزَّعْفَران: دَوُفُه وإدارتُه في دَوْفه، [قال:
وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعْفَرانَ المُدَوَّفا] «268» .
والدَّوْمُ: شَجَر المُقْلِ، الواحدة دَوْمة. واستِدامةُ الأمر: الأَناةُ فيه والنَّظَر، قال:
فلا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلى عصاك كمستديم «269»
[وتَصلِيةُ العَصَا: إِدارتُها على النار لتستقيم] «270» ، أي ما قَوَّمَ أمرك كالتَّأَني «271» . ومَفازةٌ دَيُمُومةٌ أي دائِمةُ البعد.
__________
(267) وصدر البيت كما في الديوان ص 578:
معروربا رمض الرضراض يركضه.
(268) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(269) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو من العين.
(270) زيادة من التهذيب أيضا.
(271) كذا هو الوجه كما في التهذيب وفي الأصول المخطوطة: المتأني.(8/87)
أدم: الأَدْمُ: الاتفاق، وأَدَمَ الله بينهما يأدِمُ أدْماً، وآدَمَ بينهما اِيداما فهو مُؤْدِمٌ بينهما، قال:
والبِيضُ لا يُؤدِمْن إِلاّ مُؤدمَا «272»
أي لا يُحْبِبْنَ إلاّ مُحَبَّباً. ويقال: بينهما أُدْمةٌ ومُلْحَة أي خُلْطة. وقالوا: الأُدمة في الناس شَرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء بياض، يقال: ظَبْية أدماءُ، ولم أسمع أحداً يقول للذكر من الظِّباء آدَم وإنْ كان قياساً. وأديمُ كُلِّ شيءٍ: ظاهرُ جلدِه، وأَدَمَة الأرض: وَجهُها، وقيل: سُمِّيَ آدَمَ- عليه السلام- لأنّه خُلِقَ من أَدَمة الأرض، وقيل: بل من أَدَمةٍ جُعلت فيه. (والإِدام والأُدْمُ: ما يُؤْتَدَم به مع الخُبز، وأَدَمتُ الخُبْزَ أَدْماً: جَعَلتُ فيه الأُدْمَ والسَّمنُ واللَّحْمُ واللَّبَنُ، كُلُّه أُدْمٌ، والاِدامُ جماعة، وثلاثة آدمِة) «273» .
مدي: المَدَى: بُعد الصَّوْت، ويُغْفَر للمُؤَذِّنِ مَدَى صوته. (والمُدْيةُ: الشُّفرةُ، والجمع المُدَى. والمَدَى: القَفيز والمكيال.
__________
(272) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(273) ما بين القوسين كله من ص وط وسقط من س.(8/88)
والمَدَى: الحوَضُ لا نِصابَ له، وجمعه أمدية) «274» .
أمد «275» : الأَمَدُ مُنْتَهَى كلِّ شيءٍ وآخرُه.
ميد «276» : المائدة: الخِوان، اشتُقَّتْ من المَيْد، وهو الذهاب والمَجيء والاضطِراب. ومادَتِ المرأة: ماسَتْ وتَبَخْتَرَتْ كما يَميدُ الغُصْن. والرُّمحُ الميّاد.
دمي «277» : الدمُ معروف، والقطعة منه دَمَةٌ واحدة، وكأنَّ اصلَه دَمَيٌ لأنّك تقول: دَمِيَتْ يدُه. والمُدَمَّى من الخيل الأشقَرُ الشديدُ الحُمرْة، شِبْه لون الدَّمِ، وكل شيءٍ فيه سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمَّى. وبَقْلةٌ لها زهرة يقال لها دُمية الغِزلان. والدُّميةُ: الصَّنَمُ والصُّورةُ المُنَقَّشة. وشَجَّةٌ دامية: دَمِيَت ولمّا تَسِلْ، وقيل: إذا سالَتْ، والأوّلُ أصوَبُ لأنّ الدامِعةَ سائلةٌ، والداميةُ التي تَدْمَى ولم تَدْمَعْ بعدُ.
__________
(274) كذا في س وسقط من ص وط.
(275) كذا في س وسقط من ص وط.
(276) كذا في س وسقط من ص وط.
(277) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/89)
ومد: يومٌ وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأكثر ما يقال لِلَّيل. وإنَّما الوَمْدةُ نَدىً يجيء في صَميم الحَرِّ من قِبَل البحر، يقَع على الناس ليلاً، قال:
تُسْقَى ببَرْدِ الماءِ ما جادَتْ تَجُدْ ... من حَرِّ أيّامٍ ومن ليل ومد «278»
ماد: المَأْدُ من النَّباتِ: ما قد ارتَوَى، وقد مَأَدَ يَمْأَدُ مَأْداً. وأمْأَدَه الرِّيُّ والرَّبيع: جَرَى فيه الماء أيّامَ الرَّبيع. وجاريةٌ مَأْدةُ الشباب، وتُسَمّى يَمْؤُدو ويَمْؤودة إذا كانت تارَّةً. والمَأْدُ: النَّزُّ الذي يظهَرُ في الأرض قبل أن ينبع، شامية «279» .
دأم: الدَّأْمُ إذا رَفَعْتَ حائِطاً فدَأَمْتَه على شيءٍ في وَهدَةٍ بِمرَّة، وتقول: دَأَمتُه. وتَدَأَّمَتْ عليه الأمواجُ والأهوالُ والهُمومُ، وقال:
تحت ظِلالِ الموج إذ تدأما «280»
__________
(278) لم نهتد إلى القائل.
(279) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: ورجل مؤد: شاك في السلاح (كذا) نقول: وموضع هذه المادة في أدي وليس مأد.
(280) الرجز (لرؤبة) - ملحق الديوان ص 184.(8/90)
باب اللفيف من الدال د د، د ود، د ي د، د وو، د وء، دء ي، ء د و، ء ود، ودء، وء د، ء ي د، ء د ي، ود ي، ود د، ء د د، ي د ي مستعملات
دد: حِكاية الاستنان للطَّرَب، وضَرْبِ الأصابع في ذلك، وإن لم تُضْرَب بعد أن يَجْري في بَطالةٍ فهو دَدٌ، قال الطرمّاح:
واستَطْرَبَتْ ظُعْنُهم لما احزأل بهم ... أل الضحى ناشطا من داعيات دَدِ «281»
ويُروَى أيضاً: من داعِبٍ دَدَدِ. ولما جَعَلَه نعتاً للداعب كسعة بدالٍ ثالثة لأنَّ النَّعْتَ لا يتمكن حتى يتم ثلاثة أحرفٍ فما فوق ذلك فصار دَدِدٍ نعتاً للداعِب اللاعب، فإذا أرادوا اشتقاق الفعل منه لم يَنْقَدْ لِكَثْرة الدالات فيفصلون بين حرفَي الصدر بهمزة فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ، وإِنَّما اختاروا الهمزة لأنّها أقوى من سائر الحروف الجوفية ونحوه كذلك. وفي الدَّدِ ثلاث لغات، تقول: هذا دَدٌ، وهذا دَدا، وهذا دَدُن.
دود، ديد: وطعامٌ مُدَوِّد ومُدَيِّدٌ، وقد ادّادَ أي وقع فيه الدُّودُ «282» .
__________
(281) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 157.
(282) جاء في حشر هذه المادة في الأصول المخطوطة: المديو اسم الضرب الثاني من العروض. نقول: وليس هذا موضعه فهو من مدد.(8/91)
دأد: والدَّأْدَأةُ: ضرب من العَدْوِ، ومَرَّ فلان يَتَدَأْدَاُ أي مَرَّ يدفع بعضُه بعضاً لا يفتر.
دوو، دوء: الدَوُّ: موضع بالبادية أَملَسُ كأنّه الراحة، قال:
جُنَينةٌ من مُجتَنىً عَويصِ ... بالدَّوِّ أو صَحرائه القَمُوصِ «283»
والدّوّيّة: مَفازةٌ ملساءُ بلغة تميم، وداويَّة لأهل الحجاز بلغتهم، قال ذو الرمة:
داويَّة ودُجَى ليلٍ كأنَّهما «284»
ودَويُّ الصوت، يقال منه: دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدويةً. والدَوَى: داء يأخذ في الصدر في باطنه، ويقال: إنّه لدَويّ الصَّدْر، قال:
وعينُكَ تبدي أن صدرَك لي دَوي «285»
ورجلٌ دَوٍ، وهو يَدْوَى دَوىً شديداً، وامرأةٌ دَوِية، الواو مكسورة خفيفة على فَعِله، وإن خَفَّفْتَها للنَّعت فالواو ساكنة مع الياء، والإِشمامُ فيه أحسن من الإِسكان، وناسٌ من أهل الحجاز يفتحون ما كان من نحو دَوٍ ويقولون: رجل دَوىً وامرأةٌ دَوىً سواء، لأنه تحويل، قال:
__________
(283) لم نهتد إلى القائل.
(284) صدر بيت في الديوان ص 576 وروايته:
دوية ودجى ليل كأنهما ... يم تراطن في حافاته الروم
(285) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب، وهو مما أخذه الأزهري من العين.(8/92)
يَكْرٌ عليه الدَّهْرُ حتى يَرُدَّهُ ... دَوىً شَنَجَته جِنُّ دَهْرٍ وخابِلُه «286»
ويُروَى: دَوِ مكسورٌ مُنَوَّن، وهو في موضع النصب ولم يقلْ: دَوِيا وعليه لغتهم هكذا في جميع الإِعراب مثل قولِكَ: رأيت قاضٍ وهذا قاضٍ، قال رؤبة:
ذلك والٍ لست راءٍ واليا ... كهؤلا وأنَّ يوماً ساعِيا «287»
والفعل دَوِيَ يَدْوَى دَوىً، وهو الدّاءُ الباطن، وكلُّ بناءٍ على دَوىً ونَدىً، مكسور، ويكون الفعل منه مكسوراً فإن النعتَ منه مخفَّف إلاّ أن يضطَرَّ شاعر إلى غيره. والدِّواء، ممدود،: الشِّفاءُ، وداوَيتُه مَداواةً، ولو قُلتَ: دِواءً جاز في القياس، ويقال: دووِيَ فلانٌ يُداوَى فتُظهِرُ الواوَيْنِ ولا تُدغِمُ إحداهما في الأُخرى، لأنَّ الأولى هي مَدَّة الألف التي في داوى، فكرهوا إدغامَ المَدَّةِ في الواو، فيَلْتَبس فُوعِلَ ب فُعِّلَ «288» . وأما الدّاءُ، مهموز، فاسْمٌ جامعٌ لكلِّ مَرَضٍ ظاهرٍ وباطنٍ حتى يقال: داءُ الشُّحِّ أشَدُّ الأَدْواء، والحُمْقُ داءٌ لا دَواءَ له. [ومنه قول المرأة: كُلُّ داءٍ له داءٌ أرادت كُلُّ عَيب في الرجال فهو فيه] ، وهو من تأليف دال وواوٍ وهمزة، ورجل داءٌ وامرأة داءةٌ، وفي لغة أخرى: رجل ديىء وامرأةٌ دَيِّئة على فَيعِل وفيعلة.
__________
(286) لم نهتد إلى القائل.
(287) لم نجده في ديوان رؤبة.
(288) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب فقد جاء: يفعل.(8/93)
ولقد داء يداء دوء وداءً كُلُّه يقال، والدَّوْءُ أصوَبُ لأنَه يُحْمَلُ على المصدر وهذه الكلمة «289» تتصرف على ستة أوجه: دوأ، دأو، ودأ، وأد، أود، أدو مستعملة في أماكنها. والدَّوءُ: مصدر الفِعل من الداء. الدَّوءُ: الأزْمُ، والأزْمُ: الحِمْية، والآزِمُ: المُمسِكُ عن الطعامِ. ويقال: بَرِئتُ إليكَ من كل داءٍ تَداؤُهُ الإِبِلُ مثل تَداعُهُ. والدّواة إذا عُدَّتْ، يقال: ثلاثُ دَوَيات، وكذلك ما أشبَهَه مثل النَّوى نَويات، فإذا جَمَعْتَ من غير عددٍ قُلتَ: هي الدَّوَى والدُّوِيُّ، قال العباس:
أمن آل ليلى عرفتَ الطُلُولا ... كخط الدوى ماثلات مُثُولا
وقال:
عَرَفتُ الديارَ كخَطِّ الدُويِّ ... يُحبِّرُهُ الكاتِبُ الحِميَريّْ
دأي: والدَّأْيُ: شِبْهُ الخَتْل والمُراوغة وكذلك الدَّأوُ، والفعل منه دَأَى يَدْأَى دَأْياً ودَأْوا، وقال:
دَأَوتَ له لتأخُذَه ... فهَيْهات الفَتَى حذرا «290»
__________
(289) في الأصول: وهذه الضمة، وهو تصحيف.
(290) البيت في اللسان (أدو) وروايته: أدوت له الآخذه. ورواية التهذيب: دأوت له ...(8/94)
نَصَبَ حذرا على القطع، وفي مِثل: كالذئبُ يأدُو للغزال يأكلُه «291»
ويقولون أيضاً: يدأى له. والدَّأيُ جمع الدَّأْية، وهي فَقار الكاهل في مُجتَمع ما بين الكَتِفَيْن من كاهل البعير خاصَّة، والجمعُ الدَّأيات، وهي عظامُ ما هنالك، كل عَظْمٍ دأية، قال:
نصف على دَأْياته تَجَرَّما «292»
أدو: والإِداوة: مطهرةٌ للماء والجمع الأَداوَى. والأدْو: خَتلٌ منه قال:
لكن أدَوتُ لآخُذَهُ ... فأصَبتُ خَرْقاً أروعاً «293»
ويقولون: أَدَا الرجل يَأْدُو أَدْواً.
أود: والأَوْدُ مصدر آدَ يؤودُ أوْداً، وتقول: أُدْتُ العُودَ فأنا أؤودهُ أَوْداً فانآدّ، وتفسيره: عُجْتُه فانْعاجَ، قال «294» :
لم يَكُ يَنْآدُ فأَمسَى انآدى
__________
(291) كذا في اللسان (أدو) غير منسوب، وقد ورد في اللسان أيضا (دأي) والرواية (: كالذئب يدأى للغزال يختله) .
(292) لم نهتد إلى القائل.
(293) لم نهتد إلى القائل.
(294) البيت في التهذيب (للعجاج) ، ولم نجده في ديوانه (ط بيروت) .(8/95)
وتقول: آدَنى هذا الأمرُ، يَؤودُني أوْداً وأُووداً إذا بَلَغَ منكَ المَشَقَّة. ويقال: آدَه الكِبَرُ. ومنه التَأَوُّد وهو كالتَثَنّي والتَعَوُّج للقَضيب وغيره، وقال:
تَثَنَّى إذا قامَتْ لشيءٍ تُريدُه ... تَأوُّد عسلوج على شط جعفر «295»
وتقول: ما آدَكَ فهو لي آئِدٌ، أي ما أَثَقَلَكَ فهو لي مُثْقِلٌ. والأَوَدُ: العِوَجُ، وأوِدَ يأوَدُ أَوَداً فهو أَوِدٌ. وموضعٌ بالبادية يُسَمَّى أوَّدَ، بالتشديد، قال:
أم بالجنينة من مَدافِعِ أَوَّدِ «296»
ودأ: ويقال: وَدَّاْتُه فَتَوَدَّأَ، أي سَوَّيْتُه فاستَوى، قال:
ولِلأَرضِ كم من صالحٍ قد تَوَدَّأَتْ ... عليه فوارته بلماعة قفر «297»
وتَوَدَّأَتِ الأخبارُ أي خَفِيَتْ. ووَدَّأْتُ الأرضَ إذا كانت محفورة فسويتها.
__________
(295) عجز البيت في التهذيب واللسان غير منسوب. وجاء بعده في الأصول المخطوطة: قال الضرير: ودأته أي دفنته، وأنشد البيت، قال: ويروى تلمأت عليه، مثل معناه.
(296) لم نهتد إلى القائل.
(297) البيت في اللسان غير منسوب.(8/96)
واد: المَوْؤودةُ: الوَئيدُ، كانت العَرَبُ إذا وُلِدَت بنتٌ دَفَنوها حين وُضِعَتْ حتى تموت مَخافة العار والحاجة، والفعل: وَأَدَ يَئِدُ وَأْداً، فهو وائِدٌ، والمفعول: مَوؤُودٌ كما تقول: واعِدٌ ومَوْعُود، قال الفرزدق:
وجَدِّي الذي منع الوائدات ... وأحيى الوئيد فلم يُوأَدِ «298»
والوَئيدُ: دَوِيٌّ تَسمعُ صوتَه في الأرض كحائِطٍ يسقط من بعيد فتسمع لهَدِّه وئيداً. والتُّؤادُ من التُّؤَدة، تقول: أتَّأَدَ وتَوَأَّدَ وهو التَمَهُّل والتأنيّ والرَّزانة.
أيد، أدي: الأَيْدُ: القُوَّة، وبلغة تميم الآد، ومنه قيل: أَدَّ فلانٌ فلاناً إذا أعانَه وقَوّاه. والتَّأييدُ: مصدر أيَّدْتُه أي قَوَّيْتُه. وقوله تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ
«299» أي بقُوّة. وإيادُ كُلِّ شيءٍ ما يُقُوَّى به من جانِبَيْهِ، وهما إِياداه، وإِياد العسكر المَيْمَنةُ والميسَرة، وكلُّ شيءٍ كان واقياً لَشيءٍ فهو إياده، قال العجاج:
__________
(298) البيت في الديوان (ط صادر) 1/ 173 وروايته:
ومنا الذي منع الوائدات....
(299) سورة الذاريات، الآية 47.(8/97)
عن ذي إيادَينِ لُهام ذو دُسُرْ ... برُكنِه أركانَ دَمْخٍ لا نْقَعَرْ «300»
وأَدَّى فلانٌ ما عليه أداءً وتأدِيةً، وفلانٌ آدَى للأمانةِ من فلانٍ. غير أنّ العامة قد لَهِجُوا بالخَطَأ، يقولون: فلان أدَّى للأمانةِ، وهذا في النَّحْو غير جائز. وألف الأداة هي الواو، لأنك تقول: أدَوات، لكلِّ ذي حِرْفةٍ أداةٌ، وهي آلتُه يقيم بها حِرْفتَه. وأداةُ الحرب: السِّلاح، ورجل مُؤْدٍ: كاملُ السِّلاح، قال:
مُؤدِينَ يَحمُون السَّبيلَ السّابلا «301»
ودي: والمُودَى: الهالك، بغير همز، وأَوْدَى فلانٌ: هَلَكَ، وأودَى به الموتُ أي أَهلَكَه، واسم الهلاك من ذلك الوَدَى، بالتخفيف، وقَلَّ ما يُستعمَل. [والمصدر الحقيقي الإِيداء] «302» . والتوادي: الخَشَبات التي تُصَرُّ بها أطباءُ الناقة لئلا يرضعها الفصيل، وقد وَدَيْتُ الناقة بتَوْدِيتَيْنِ أي صَرَرْت أَخلافَها بهما، وودّيت النّاقة توديةً. والوادي كل مَفرَجٍ بين جبالٍ وآكام، وتلال يكون مسلكاً للسَّيل أو مَنْفَذاً، والجميع الأودية، على تقدير فاعِل وأفعِلة،
__________
(300) الرجز في الديوان ص 16.
(301) القائل: (رؤبة) ، ديوانه ص 122.
(302) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/98)
وإنّما جاءت هذه العلة لاعتلال آخِره، وكذلك نادٍ وأندية ونَجوَى وأَنجية، ولم يُسمَع بمثله في الصحيح، ألا ترى أنهم يقولون: قومٌ ظَلَمةٌ وقوم عُتاةٌ ولم يقل عتاة من العُتُوِّ، ولكنهم غيّروا البناء فقالوا فَعَلة ثم أسكَنوا الواو فاعتمَدَت على فتحة التاء فصارت ألفا. والوادي: فَسيل النَّخْل الذي يُقلَعُ للغرس، الواحدة وَدِيّة. وتقول: وَدَى فلانٌ فلاناً إذا أدَّى دِيته، قال جميل:
ليقتلوني ثمَّ لا يَدوني «303»
ويأدونه لغة. [وأصل الدِيَة وِدية فحذفت الواو كما قالوا: شِية من الوشيِ] «304» . وتقول: وَدَى الحِمارُ فهو وادٍ إذا أنْعَظَ، ويقال: وَدَى بمعنى قَطَرَ منه الماء عند الإِنعاظِ، [وقال الأغلب:
كأنّ عِرْقَ أيْرِهِ إذا وَدَى ... حَبْلُ عجوزٍ ضَفَرتْ سَبْعَ قُوَى] «305»
والوَدَى: الماء الذي يخرُجُ أبيضَ رقيقاً على أَثَر البول من الإنسان.
ودد، أدد: الوَدُّ مصدر وَدِدْتُ، وهو يَوَدُّ من الأمنِية ومن المَودّة، وَدَّ يَوَدُّ مَوَدَّةً، ومنهم من يجعله على فَعَلَ يفعَلُ.
__________
(303) البيت في الديوان (تحقيق حسين نصار) ص 215.
(304) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(305) انفرد العين بهذا الشاهد.(8/99)
والوِداد والوَدادُ مصدر مثل المَوَدّة. وهذا وِدُّكَ ووَديدُكَ كما تقول: حِبُّكَ وحَبيبُكَ، قال:
فإِن كنتَ لي وِدّاً فبَيِّنْ مَوَدَّتي ... ليَغشاكُمُ وُدِّي ويَسري بكم بُغْضي «306»
والوَدُّ: الوَتِدُ بلغة تَميم، فإذا صَغَّروا رَدُّوا التاءَ فقالوا وتَيد. والوَدُّ: صَنَم لقوم نوحٍ، وكان لقريش صَنَمٌ يدعُونَه وُدّاً، ومنهم من يَهمِز فيقول: أُدّ، وبه سُمِّيَ عَبدُ وُدٍّ، ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابخِةَ جَدُّ تَميم أو جَدُّ مَعَدِّ بنِ عدنانَ. والإدُّ: الأمرُ الفَظيع، تقول: فَعَلْتُ فِعْلاً إدّاً. ولقد أدَّتْ فلاناً داهيةٌ تَؤُدُّه أَدّاً، قال رؤبة:
ويتَّقي الفَحْشاءَ والنَّياطِلا ... والاِدَّ والإِدادَ والعَضائلا «307»
والإِدادة واحدة الإِداد «308» ، من قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا
«309» ، أي أمرا فظيعا.
__________
(306) لم نهتد إلى القائل.
(307) لم نجد المصراع الشاهد في الرجز في ديوان رؤبة بل وجدنا الأول وروايته: النآطلا. غير أن الشاهد في التهذيب واللسان عن العين.
(308) جاء في التهذيب من أصل العين: وواحد الإدد إدة.....
(309) سورة مريم، الآية 90.(8/100)
دادا، دودى: والدَّأْدَأَةُ: صوتُ وقع الحِجارة في المَسيل. والدأداء، ممدود، والجمع الدآدىء، وهي ثلاثُ ليالٍ: خمسٌ وسِتٌّ وسَبعٌ وعشرون. وليلةٌ دَأداء: أشدُّ الليالي ظلمةً. الدَّوْداةُ: أرجوحة للصِّبيان، والجمع الدَّوادي، قال:
كأنّني فوقَ دَوداةٍ تُقَلِّبُني «310»
ويقال على غير قياس: الدَّءادي. وتَدَأْدَأَ الرجل إذا مال عن شيء فتَرَجَّحَ، ويقال: تَدَأْدَأَ، ودَأْدَأتْهُ حركَتُه
يدي: اليَدُ معروفة، ويَدُ النِّعمةِ هي السابِغة. ويَدُ الفَأسِ ونحوُها: مَقبِضُها، ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها. ويَد الدَّهْر: مَدَى «311» زَمانِه، ويَدُ الريح: مَلِكُها «312» ، قال لبيد:
إذ أصبحَتْ بيَدِ الشمال زمامها «313»
قال: لما مُلِّكَتِ الريحُ تصريفَ السَّحاب وصفت بمِلْك اليَد. وهذه الضَّيْعةُ في يَدِ فلانٍ، أي في مِلكِه، ولا يقولون: في
__________
(310) الشطر في التهذيب واللسان من أصل العين.
(311) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: مد.
(312) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب ففيه: سلطانها.
(313) عجز بيت صدره كما في الديوان ص 315:
وغداة ريح قد وزعت وقرة(8/101)
أيدي فلانٍ، ولكن يقولون: بين يَدَي لكل شيءٍ أمامَك، [قال الله: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ*
] «314» . وكقولهم: يَثُور الرَهَجُ بين يَدَي المَطَر، ويَهيجُ السِّبابُ بين يَدَي القتال، وقال الله تعالى: بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ «315» ويقال: يَدِيَ فلانٌ من يَدِه إذا شَلَّتْ، ورجلٌ مَيدِيٌ أي مقطوع اليَدِ من أصلها. [ويَدَيْتُ يَدَه أي ضَرَبتُ يَدَه، واليُداء: وَجَع اليَدِ. وأيْدَيْت عنده يَداً، أي أنعَمْتُ عليه] «316» وأيْداهُ اللهُ، والمصدر اليد أو الأَيد. وتقول: ايدَيْتُ عن فلانٍ يَداً بيضاءَ: من النِّعمة. وإنّ فلاناً لذو مالٍ يَيدي به ويَبُوعُ أي يَبْسُط به يَدَيْه وباعَه. وذهَبَ القومُ أيدي سَبَا، وأيادي سَبَا، أي مُتفرقِّين في كل وجه، وكذلك الريحُ وغيرُه. وجمع يَد الإنسان والأشباح أيدي، وجِماعُ يَدِ النِّعمة أيادٍ ويَدِيٌّ، قال:
فإِنّ له عندي يديا وأنعما «317»
__________
(314) سورة الأعراف، الآية 16.
(315) سورة سبإ، الآية 46.
(316) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(317) لم نهتد إلى القائل.(8/102)
والنسبة إلى اليَدِ يَدِيٌّ على النقصان، وإلى الأَبِّ أَبَويٌّ، لأنّهم يقولون: يَدانِ فلا تظهر الياء، ويقولون: أبَوانِ باِظهارِ الواو، قال العجّاج:
بالدّارِ إذ ثَوبُ الصِّبا يَدِيٌّ «318»
ويقال: ثوبٌ يَدِيٌّ أي واسع، ويقال: عند جِدَّة الثوب، كأنّما رُفِعَتّ عنه الأيدي ساعَتَئِذٍ، ويقال: بل أراد أنّ الأيدي تتعاوَرُه. وتقول: هم يد واحدة على مَن سِواهم إذا كانَ أمرُهم واحداً «319» ، واعطيتُه مالاً عن ظهر يَدٍ يعني تَفَضُّلاً غيرَ قَرْضٍ ولا مُكافَأَةٍ. وخلع فلانٌ يدَه من الطاعةِ. ويقال: ثوب قصير اليَدِ إذا كان يقصر عن أن يُلتَحَفَ به
باب الرباعي
فندر: الفِنْديرةُ: قطعةٌ ضَخْمةْ من تَمْرٍ مُكْتَنِزٍ، أو صخرةٌ تَتقَلَّع من عُرْض جَبَل، وتُجمَع فناديرَ، قال:
كأنّها من ذُرَى هَضْبٍ فَناديرُ
يصف الإِبِل.
فرند: دَخيل معرَّب، اسمٌ للثوب، وفِرِنْد السيف: وشيه.
__________
(318) الرجز في الديوان ص 313.
(319) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة ترجمة يمؤود وهو ماء من مياه العرب، قال:
حي المنازل من رسم يمؤود ... أودى وكل حديد مرة مودي
نقول: وليس هذا موضعه فهو من مأد.(8/103)
بندر: البَنادرةُ والدرابنة دَخيل، هم التُّجّار الذين يلزمون المعادن، واحدهم بُندارة.
أردب: الإرْدَبّةُ: قِرميدٌ شِبهُ البَرابخ «320» . والإِرْدَبّ: مِكيال ضخم.
بلدم: البَلدَمُ: الثقيل في المنطق، البليد المخبر ومُقَدَّمُ الصَّدْر بَلْدَمٌ. دنباوند: بلدةٌ فيها الضَّحّاك وهو بيوراسب ذو الحَيَّتَيْنِ. الساحر، يقال: إنَّه محبوس في جبلها.
__________
(320) البرابخ: مجاري البول واحدها: بربخ.(8/104)
حرف التاء
الثنائي الصحيح
باب التاء والراء ت ر، ر ت مستعملان
تر: التَّرارة: امتِلاء الجِسم من اللحم، ورِيُّ العَظْمِ، ورجل تارٌّ، وقَصَرةٌ تارَّةٌ، والفعْل تَرَّ يتِرُّ. والتُّرور: وَثْبَة النَّواة من الحَيْس، يقال: تَرَّ يَتِرُّ تُروراً. وأَتْرَرْتُ يَدَهُ بالسَّيفِ إتْراراً. [وضَرَبَ فلان يَدَ فلانٍ بالسيف فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها] «1» . والغلام يُتِرُّ القُلَةَ بمِقلاةٍ، [وقال طرفة:
تقول وقد تُرَّ الوَظيفُ وساقُها ... أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أَتَيْتَ بمؤيد] «2»
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(2) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 40.(8/105)
وتَرَّ الوَظيفُ أي انقَطَع فبانَ وسَقَطَ. والتَرْتَرة أنْ تقبضَ على يَدَي رجل ثم تُتَرتِرُه أي تُحَرِّكُه. والتَّرُّ كلمة تتكلّم بها العرب إذا غَضِبَ أحدُهم على الآخر، قال: واللهِ لأُقيمنَّك على التُّرِّ، وهو الحَبْل الذي يمتدُّ ليَمسَحَ به الأرضَ. والتُّرَّة: «3» الباطل وهي التُّرَّهات أيضاً. والتّارُّ: الغائب المنفرد من قومِه.
رت: الرُّتَّةُ: عَجَلةٌ في الكلام، وتقول: رجلٌ أَرَتُّ، ورَتَّ يَرُتُّ رَتّاً. والرَّتُّ: شيءٌ يُشَبَّهُ بالخِنزير البَرِّي، والجمعُ الرُّتوتُ.
باب التاء واللام ت ل، ل ت يستعملان
تل: التَلُّ: الرابية من التُّراب مكبُوسٌ «4» ليس خلقة. والتليل: العُنُق، [قال لبيد:
يَتَّقيني بتَليلٍ ذي خُصَلْ] «5»
أي بعنق ذي خصل.
__________
(3) كذا في الأصول المخطوطة وليس في مادة ترر في معجمات العربية شيء من هذا فليس فيها إلا الترهة.
(4) كذا في س وأما في ص وط ففيهما: مكنوس.
(5) عجز بيت وصدره كما في الديوان ص 190: وتأييت عليه ثانيا. وهذا العجز من التهذيب واللسان من أصل العين.(8/106)
والتليل: الصَّريع، وجمعه تَلَّى «6» . والتَلَّةُ: شيءٌ من وصف الإِبِل. والمِتَلُّ: القويُّ الشديد، أسَدٌ، وريحٌ مِتَلٌ. وتَلَلْتُه في يَدَيْهِ: دَفَعتُه إليه سِلماً. والتَّلْتلةُ: الإِقلاق [والحركة] «7» . والتَّلْتلةُ: المَشرَبة تُتَّخَذُ من قِيقاءةِ الطَّلْع. ورجلٌ مِتَلٌّ: مُنتَصِبٌ في الصلاة، قال:
على ظَهْرِ عاديٍّ كأنَّ أرُومَة ... رجالٌ يَتُلُّون الصلاةَ قيامُ «8»
أي يَقضُونَها. وتَلَّ فلانٌ فلاناً أي صَرَعَه، وما اسوء تَلَّتَه أي صَرْعته. وتَلُّوه في قبره مَتَلاًّ أي أوردوه «9» . والتَّلْتلة مثل التَّرْتَرةِ في التحريك.
لت: اللَّتُّ: الفعل من اللُّتات، وكُلُّ شيءٍ يُلَتَّ به سَويق وغيره نحو السَّمْن وشِبهه. والخيْلُ تَلُتُّ الحصى لتا.
__________
(6) كذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة ففيهما: تلي.
(7) زيادة من التهذيب.
(8) البيت (للبعيث) كما في التهذيب واللسان، وقد علق الأزهري على رواية الخليل فقال: الصحيح: يتلون على ما لم يسم فاعله.
(9) كذا في س وأما في ص وط ففيهما: بروه (كذا) .(8/107)
باب التاء والنون ت ن يستعمل فقط
تن: التِّنُّ: التِّرْبُ، يقال: صِبوةٌ أَتنانٌ. والتِّنُّ: الصبيُّ الذي يقصَعُه المَرَضُ فلا يَشِبُّ، وقد أَتَنَّه المرضُ. والتِّنّينُ من الحَيّات: أعظمُها، وربَّما بعث اللهُ سَحابةً فاحتَمَلَتها، وذلك فيما يقال واللهُ أعلم: أنّ دوابَّ الأرض تشكوها إلى اللهِ فيرفعُها عنها. والتِّنّينُ: نجم من نجوم الحساب وليس بكَوْكَب ولكنّه بَيَاضٌ خَفيٌّ يكون جَسَدُه في شبيهٍ من الماء وذَنَبُه دقيق أسودُ فيه التواء يكون في البَرج السابع من رأسه، وهو يتنقَّلُ كتَنَقُّل الكواكب الجواري، واسمُه بالفارسية هَشْت أبير في حِساب النجوم، وهو من النحوس «10» .
باب التاء والفاء ت ف، ف ت يستعملان
تف: التُّفُّ: وَسَخ الأظفار، والأُفُّ: وَسَخ الأُذن. والتَّتْفيف من التف كالتأفيف من الأُفِّ، ويقال: أُفَّةً لكَ، وأُفُّ وأَفٌّ وإفٌّ.
__________
(10) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: النتن معروف، نتن ينتن نتنا، وأنتن إنتانا، والفاعل: منتن: ومنتن، ومنتن من نتن. نقول: وهذه المادة من الثلاثي وليس هذا موضعها فالباب مقصور على الثنائي. ومثل هذا جاء في (التهذيب) .(8/108)
فت: الفَتيت كلُّ شيءٍ مَفْتُوتٍ إلاّ أنّهم خصّوا الخُبْزَ المفتوتَ. والفَتيت الشيءُ الذي يقع فيَنُقطع. والفَتَّةُ: بَعْرَة أو رَوْثة مَفتوتةٌ تُوضَعُ تحت الزَّندَة. والفُتاتُ: أن تأخذَ الشيءَ بإِصبَعِكَ فتصيِّرَه فُتاتاً، أي دُقاقاً.
باب التاء والباء ب ت، ت ب يستعملان
بت: البَتُّ من الطَّيالِسة يُسَمَّى الساج، مُرَبَّع غليظ، لونه أخضَرُ، والجميع البُتُوتُ. والبَتُّ: القطع المُستَأصِلُ، يقال: بَتَتُّ الحَبلَ فانْبَتَّ أي قطعتُه. وتقول: أعطيتُه هذه القُطَيعة بَتاً بَتلاً. والبَتَّةُ اشتِقاقُها من القَطع، غير أنه مستعمل في كل أمرٍ لا رجعةَ فيه ولا التِواء. وأَبَتَّ فلانٌ طلاقَ فلانة، أي طلَقها طَلاقاً باتّاً. والمُجاوز منه الابتات في كلِّ شيءٍ من هذا «11» . ورجل أحمقُ باتٌّ: شديد الحُمْق. وانقَطَعَ فلانٌ عن فلانٍ فانْبَتَّ وانقبض.
__________
(11) جاء بعد هذا: قال الضرير: لا أعرف إلا بت.(8/109)
[وانبَتَّ حَبْلُه عنه أي انقطع وصاله وانقبض، وأنشد:
فحَلَّ في جُشَمٍ وانبَتَّ مُنقَبضاً ... بحَبلِه من ذوي العِزِّ الغَطاريف] «12»
[وفي الحديث انه- عليه السلام- كَتَبَ لحارثةَ بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومَة الجَنْدَل من كَلْب: أَن لنا الضاحية من البغل ولكم الضامِنة من النَّخل، ولا يُؤْخَذُ منكم عُشرُ البَتاتِ] «13» .
والبَتاتُ يعني مَتاع البيت.
وفي الحديث: أن المُنبَتَّ لا أرضاً قَطَعَ ولا ظهْراً أبْقَى،
فالمُنْبَتُّ الذي عَطِبَ ظهرُه وبقي مُنْقَطَعِاً به. والبَتات: الزّادِ بَتَّتَه أهلهُ أي زَوَّدوه تَبْتيتاً، وتَبَتَّتنا أي تَزَوَّدْنا.
تب: التَّبُّ الخَسارُ، وتَبّأ له، نُصِبَ لأنه مصدرٌ محمول على فِعْله كما تقول: سقياً لفلان، معناه: سُقِيَ فلانٌ سقياً، وتَبَّ يَتِبُّ تبابا وتبا، ولم يُجمَع اسماً مسنداً إلى ما قبلَه. وتَبَبْتُ القومَ أي قلت لهم: تَبّاً لكم. وتَبّاً لفلان تَتْبيباً، ويقال: تَبّاً لفلان تبيباً، والتَبابُ الهلاك، قال:
أرَى طولَ الحياة وإن تأتَّى ... تُصِّيرُه الدُّهورُ إلى تَبابِ «14»
__________
(12) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(13) كذلك من التهذيب من أصل العين.
(14) البيت في التهذيب واللسان (للفرزدق) ، وانظر الديوان ص 296.(8/110)
واستَتَبَّ له الأمرُ أي تَهيَّأَ. ورجل تابٌّ أي ضعيف، وجمعه أَتبابٌ.
باب التاء والميم ت م، م ت يستعملان
تم: تَمَّ الشيء يتم تماما، وتممه اللهُ تَتميماً وتَتِمَّةً. وتَتِمَّةُ كلّ شيءٍ ما يكون تماماً لغايته كقولك: هذه الدراهِمُ تمام هذه المائة، وتَتِمَّةُ هذه المائة. والتِّمُّ: الشيءُ التامُّ، يقال: جَعَلتُه تِمّاً، أي بتمامِه. والتَّميمةُ: قلادة من سُيُور، ورُبَّما جعلت العوذة التي تُعَلَّقُ في أعناق الصِّبيان، قال:
وكيف يضِلُّ العَنْبَريُ ببَلْدَةٍ ... بها قُطِعَتْ عنه سُيُورُ التَّمائِم
[وفي حديث ابن مسعود: أن التَّمائِمَ والرُّقَى والتِّوَلة من الشرك] «15» .
وأتممته إتماما: عَلَّقْتُ عليه التَّميمةَ. واستَتَمَّ نِعمةَ اللهِ بالشكر. والتَّمْتَمةُ في الكلام ألاّ يُبَيِّنَ اللسان، يخطىء موضِعَ الحرف فيرجع إلى لفظٍ كأنَّه التاء والميم.
__________
(15) ما بين القوسين من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.(8/111)
ورجلٌ تَمْتامٌ. وتَمَّمَ الرجل إذا صارَ تَميميَّ الرأيِ والهَوَى. والتِّمامُ: أطوَلُ ليلةٍ في السنة، ويقال: ليلة التِّمام ثلاث لا يستبان فيها نُقصان من زيادة، وقيل: بل ليلةُ أربعَ عْشَرةَ، وهي ليلة البَدْر، وهي الليلة التي يتِمُّ فيها القَمَرُ فيصير بدراً. والتَّميم في لغة،: التَّمام، قال رؤبة:
جَرَت تَميماً لم تخنِّقْ جَهضاً «16»
والتَّميمُ: الشديدُ. ويقال: أَبَى قائلُها إلا تِمّاً أي أَبَى إلاّ أن يُتِمَّ على ما قال.
مت: المَتُ كالمَدِّ، إِلاّ أنّ المَتَّ يُوصَل بقَرابةٍ ودالةٍ يُمَتُّ بها، [وأنشدَ فقال:
إنْ كنتَ في بَكرٍ تَمُتُّ خُؤولةً ... فأنا المقابَلُ في ذُرَى الأَعمامِ] «17»
ومَتَّى اسمُ والدِ يُونُسَ- عليه السلام- بوزن فَعلَى، وذلك أَنّهم لمّا لم يكن في كلامهم في آخر الاسم بعد فتحةٍ على بناء مَتى حَمَلوا الياءَ على الفتحة التي قبلها فجعَلوها ألفاً [كما يقولون: من غَنَّيْت غَنَّى، ومن تَغَنَّيْتُ تَغَنَّى، وهي بلغة السريانية مَتّي] «18» .
__________
(16) الرجز في الديوان ص 80 وروايته:
جرت تماما....
(17) البيت في التهذيب واللسان من أصل العين.
(18) كذا في التهذيب.(8/112)
الثلاثي الصحيح
باب التاء والثاء والنون معهما ث ت ن فقط
ثتن: وثَتِنَ اللحمُ وتَثَتَّن: تَغَيَّرَ.
باب التاء والثاء واللام معهما ث ت ل يستعمل فقط
ثتل: الثيتل: الذَكَر من الأَروَى، وجمعُه ثَياتِل.
باب التاء والراء واللام معهما ر ت ل يستعمل فقط
رتل: الرتل: تنسيق الشيء، وثَغْرٌ رَتِلٌ: حَسَنُ المُتَنَضَّد، ومُرَتَّلٌ: مُفَلَّجٌ. ورَتَّلْتُ الكلامَ تَرتيلاً إذا أمهَلْتُ فيه وأحسَنْتُ تأليفَه، وهو يَتَرَتَّل في كلامه، وَيتَرسَّلُ إذا فَصَلَ بعضَه من بعض. والرُّتَيْلاءُ: دابَّة تَسُمُّ فتَقْتُل.
باب التاء والراء والنون معهما ر ت ن، ت ن ر، ن ت ر مستعملات
رتن: المُرَتَّنةُ: الخُبْزةُ المُشَحمة، والتَّرتينُ: خَلْطُ الشَّحم بالعَجين.(8/113)
تنر: التَّنُّورُ عَمَّتْ بكلِّ لسانٍ، وصاحبُه تَنّار، وجمعُه تنانير.
نتر: النَّتْرُ: جَذْبٌ فيه جَفوةٌ، والإنسان يَنتَتِرُ في مَشْيِه كأنَّما يجذِب جَذْباً. والنَّواتِرُ: القِسِيُّ التي تَقَطَّعَتْ أوتارُها.
باب التاء والراء والفاء معهما ت ر ف، ف ت ر، ف ر ت، ر ف ت مستعملات
ترف: التَّرَف: تَنعيم الغذاء، وصَبِيٌّ مُتْرَفٌ، والمُتْرَفُ: المُوسَّعُ عليه عَيشُه، القليل فيه هِمّة، وأتْرَفَه اللهُ. والتُّرْفةُ والطِرُّمْة في وَسَط الشَّفَةِ السُّفلَى، وهي هَنَةٌ ناتِئةٌ خِلْقةً، والنَّعْتُ أتْرَفُ. والتُّرْفةُ كلُّ ما تَرَّفْتَ به نفسَكَ تَتريفاً إذا خَفَّفْتَ عنها.
فتر: فَتَرَ فُتُوراً: سَكَنَ عن حِدَّتِه، ولانَ بعدَ شِدَّتِه. وطَرْفٌ فاتِرٌ: فيه فُتُورٌ وسُجُوٌّ، وليس بِحادِّ النظر. ويجدُ في جَسده فَتْرةً، أي ضَعفاً، كما تقول: كبِرَ فلانٌ كِبَراً، وعليه كَبْرَةٌ والفِترُ: مقدار ما بين طَرَف الإِبْهام وطَرَف المُشيرة، وفَتَرتُ الشَّيءَ فَتْراً بفِتري، وشَبَرْته شَبْراً بشِبري.(8/114)
والفَترةُ: ما بين كلِّ رسولٍ إلى رسولٍ.
رفت: رَفَتُّ الشيءَ بيَدي رَفْتاً فارفَتَّ كما يَرْفَتُّ العَظْمُ البالي والمَدَرُ ونحوُه حتى يصير رفاتا فيترفت أي يتكَسَّرُ.
فرت: ماءٌ فُراتٌ أي عَذْبٌ، والفُروتةُ مصدرٌ، ولو قيل: ماءٌ فَرْتٌ، لكانَ صَواباً.
باب التاء والراء والباء معهما ر ت ب، ت ر ب، ت ب ر، ب ت ر، ب ر ت مستعملات
رتب: الرُّتُوبُ: الانِتصاب كما يُرتِبُ الصَّبيُّ الكَعْبَ إرتاباً، والمُصَلِّي يَرْتُبُ أي ينتَصِبُ. والرَّتَبُ: ما أشرَفَ من الأرض كالدرج. ورتبة كقولِك: دَرَجَةٌ، ويجمع على رَتَب كما يقال: دَرَج سواء. والرَّتَبَةُ واحدةٌ من رَتَبات الدَّرَج. ورَتبْتُه ورَتَّبْتُه سواء. والمُرْتبةُ: المنزلة عند الملوك ونحوها. وتَرَتَّبَ فلانٌ أي عَلا رُتْبة أي دَرَجةً. والمَراتِبُ في الجبال والصحارى من الأعلام التي يُرتَّب عليها العُيُون والرُّقَباءُ.(8/115)
وما في عَيْشه رَتَبٌ ولا في هذا الأمر [رَتَبٌ ولا عَتَبٌ] «19» أي: هو سَهل مستقيم. وقوله:
وكانَ لنا فَضلٌ على الناسُ تُرْتُباً «20»
أي جميعاً، ويقال: ثابتاً «21» .
ترب: التُّرابُ والتُّربُ واحد، وإذا أَنَّثوا قالوا: تُرْبَةٌ. وأرضٌ طيِّبةُ التُّربةِ أي خِلْقةُ تُرابِها، فإذا أرَدْتَ طاقةً واحدةً، قُلتَ: تُرابةٌ واحدةٌ، ولا تُدْرَك بالبَصَر إلا بالتَّوهُم. ولحمٌ تَرِبٌ إذا تَلَوَّثَ بالتراب،
[ومنه حديث علي- عليه السلام-: لئنْ وَلِيتُ بني أُميّة لأَنْفُضَنَّهُم نفضَ القَصّابِ الوِزامَ التَّرِبةَ] «22» .
وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتريباً. والتَّيْرَب: التُراب. وقوله: وهذا الشيءُ عليك تُرْتُبٌ أي واجبٌ. وأتْرَبَ الرجلُ إذا كثر مالُه.
وفي الحديث: تَرِبَتْ يَداكَ
أي هو الفَقْر، وتَرِبَ إذا خسر، وأترب: استغنى.
__________
(19) ما بين القوسين من التهذيب 14/ 279 عن العين. في س: ولا عيب وفي ص وط: ولا عتب.
(20) القائل: (زيادة بن زيد العذري) ، وهو ابن أخت هدبة. [اللسان رتب] .
(21) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: وقال غيره: لازما.
(22) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/116)
والتَّرْباءُ: نفسُ التُرابِ، قال: لأضربنه حتى يعض بالترباء. وريحٌ تَرِبَةٌ: حَمَلَتْ تُراباً.
[وفي الحديث: خَلَق اللهُ التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبالَ يومَ الأَحَد، والشَّجَرَ يومَ الاثنين] «23» .
والتِّرْبُ والتَّريبُ: اللِّدَةُ، وهما تِرْبانِ، وقوله- عزَّ وجلَّ-: عُرُباً أَتْراباً
«24» أي نِشاطاً أمثالاً. والتَريبةُ: ما فوقَ الثَّندُوتَيْنِ إلى التَّرْقُوتَيْنِ، وقيلَ: كلُّ عظم منه تريبة، وتجمع التَّرائب.
تبر: التِّبْرُ: الذَّهَبُ والفِضَّة قبل أن يُعْمَلا. ويقال: كل جَوْهرٍ قبل أن يُستعمَلَ تِبرٌ من النُّحاس والصُّفر،
كُلُّ قَومٍ صِيغةٌ من تِبْرهم ... وبنو عَبْدِ مَنافٍ من ذَهَبْ «25»
والتبار: الهلاك والفَناء، وتَبِرَ يَتْبَرُ تَباراً، وتَبَّرَهم اللهُ تَتبيراً.
بتر: البَتْرُ: قَطعُ الذَّنَب ونحوه إذا استأصَلْتَه. وأبتَرَتِ الدابة فبترت، وأبترت الذنب وبتَرْتُه، وبَتَرْتُ الشيءَ فانبَتَرَ.
__________
(23) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين.
(24) سورة الجمعة، الآية 37.
(25) البيت في اللسان (تبر) ، غير منسوب أيضا.(8/117)
والأبتَرُ: الذي لا عَقِبَ له، ومن ذلك قوله عزَّ وجلَّ: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ «26»
. برت: البُرْت: الفَأْس بلغة اليمن، والبُرْتُ بلغتهم السُكَّرُ الطَّبَرْزَد. وقال مُزاحِم: المُبَرِّتُ والبِرِّيتُ في شعر رؤبة اسمٌ اشتُقَّ من البَرِّية في قوله:
ينشَقُّ عني الخَرقُ والبِرِّيتُ
فكأنّما أسكَنَ الياءَ فصارت الهاءُ تاءً فغَلَبَت، وجَعَله اسماً للبَريِّة، وهو الصحراء، والجمع البَراريت، فصارت التاء كأنها أصلية في التصاريف كما لزِمَت التاء في عِفريت. والبُرْتُ: الدليلُ الهادي ولم أسمَع له جمعاً.
باب التاء والراء والميم معهما ر ت م، م ر ت، م ت ر، ت م ر مستعملات
رتم: الرَّتَمُ خَيط يُعقَد على الإِصبِع أو الخاتَم للعلامة وهي الرَّتيمةُ. والرَّتَمَةُ: نَباتٌ من دِقِّ الشَّجَر، ومن دِقَّته شُبِّهَ بالرَّتَم، ورَتَمْتُ ارتِمُ رَتْماً، قال:
هلْ يَنفَعَنْكَ اليومَ إن هَمَّتْ بهم ... كَثرةُ ما تُوصي وتَعقادُ الرتم «27»
__________
(26) سورة الكوثر، الآية 3.
(27) البيت في التهذيب واللسان من أصل العين.(8/118)
مرت: مرت: أرض مَرْتٌ، ومكان مَرْتٌ بَيِّنُ المُروتةِ، قال:
مَرْتٍ يُناصي خَرْقَها مَروتُ «28»
متر: المَتْرُ: السَّلْحُ إذا رُمِيَ به. والنّارُ إذا قَدِحَت رأيتَها تَتَماتَرُ أي تَتَساقطُ.
تمر: أَتمَرَتِ النَّخْلةُ، وأَتْمَرَ الرُّطَبُ، [والتَّمْرُ حَملُ النخلةِ] «29» . والتَّتْمير: القَديدُ يَيْبَس فيصير تَتميراً، اسماً له. وتَمَرَني فلانٌ: أَطعَمَني تمرا، ويقال عليك بالتمران والسَّمْنانِ. ورجلٌ تامِرٌ إي ذو تَمْر. والتُّمَّرةُ: طائرٌ أصغَرُ من العُصفور. والمُتْمَئرّ «30» : الشاب. وتمرة الغراب: أطيب التَّمر لأنه لا يقصد إلاّ الطيِّب فإذا سَقَطَتْ بادروا إلى أخذها.
__________
(28) الرجز (لرؤبة) في التهذيب واللسان والديوان ص 25 وروايته فيه:
مرت نياصي حزمها مروت
والمرت: الأرض التي لا نبات فيها.
(29) الزيادة من التهذيب من أصل العين.
(30) في ص وط: المتير وهو المتمئر. وفي س: المتمر.(8/119)
باب التاء واللام والنون معهما ن ت ل يستعمل فقط
نتل: [قال الأعشى:
لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظ يَهبِطها ... إلاّ الذينَ لهم، فيما أَتَوا، نَتَلُ] «31»
زعموا إن العرب كانوا يملَؤون بَيْضَ النَّعام ماء في الشتاء ويدفنونها في الفَلَوات البعيدة من الماء، فإذا سَلَكوها في القيظ استثاروا البَيضَ وشربوا ما فيها من الماء، فذلك النَّتَلُ. والنَّتْل: الجَذْبُ إلى قُدُم، واستَنْتَلَ الرجلُ من بين أصحابه أي تَقَدَّمَ «32» . ونَتَلتُ الجِرابَ: نَثَرتُ ما فيها.
باب التاء واللام والفاء معهما ت ل ف، ل ف ت، ف ل ت، ت ف ل، ف ت ل مستعملات
تلف: التلف: عطب وهلاك في كلِّ شيء، والفعل تَلِفَ يتلَفُ تَلَفاً.
وفي الحديث: القَرَف أَدنَى للتَّلَف
، يريد بالقَرَف أمراً يتَّهمُه ويتخوف عاقبته «33» .
__________
(31) البيت في التهذيب وانظر الديوان ص 59 والرواية: في القيظ يركبها
(32) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير: النتل الاستقدام أمام كل شيء.
(33) جاء في التهذيب في موضع هذا الحديث: والعرب تقول: إن من القرف التلف، والقرف مداناة الوباء. وهذا كله مما نسب إلى الليث أي من العين.(8/120)
والمُتْلَفةُ: مَهْواةٌ مُشرِفة على تَلَف، والمَتالف: المَهالِك. وأتْلَفَ فلان مالَه: أفناه إسرافاً، [وقال: الفرزدق:
وقومٍ كرامٍ قد نَقَلنا إليهمُ ... قِراهم فأَتْلَفْنا المنايا وأَتلَفُوا] «34»
وأَتْلَفْنا المَنايا: وَجَدْناها ذاتَ تَلَفٍ أي ذات إتلاف ووَجَدناها كذلك.
لفت: اللَّفْتُ: لَيُّ الشيءِ عن جهته كما تَقبِضُ على عُنُق إِنسانٍ فتلفته، قال رؤبة:
ولَفْت كَسّارِ العِظامِ خَضّادْ «35»
واللَّفتُ والفَتْل واحدٌ. ولَفَتُّ فلاناً عن رأية أي صَرفتُه عنه، ومنه الالتِفات ويقال: لِفْتُ فلانٍ مع فلانٍ، كقولك صَغْوه معه، ولِفتاه شِقّاه.
[وفي حديث حُذَيْفَةَ: مِن أقرأ الناسِ للقرآنِ مُنافقٌ لا يَدَعُ منه واواً ولا ألفاً، يَلْفِته بلسانه كما تَلفِت البَقَرة الخَلا بلسانها] «36» .
والألفَتُ من التُيُوس: الذي قد أعوج قرناه والتويا.
__________
(34) ما بين القوسين من التهذيب من أصل العين، وهو في الديوان ص 29 وروايته: وأضياف ليل.
(35) كذا في الديوان ص 41، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء: مصحفا ومحرفا.
(36) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/121)
واللفوت: العسر الخلق «37» . والفيتة: مَرَقٌ يُشبه الحَيْس، وقريباً منه. قال أبو الدُّقَيْش: اللَّفُوت من النِّساء التي لها زوج وولد من زوج آخر، فهي تَلْتَفِتُ إلى الوَلَد.
فلت: الفَلْتَةُ آخر يوم من الشهر الذي بعده الشَّهرُ الحرامُ كآخِر يوم من جُمادَى الآخِرة وذلك أنَّ الرجلَ يَرَى فيه ثأره، فرُبَّما تَوانَى فيه، فإذا كان الغدُ، دَخَلَ الشهر الحَرامُ ففاتَه، فيُسَمَّى ذلك اليوم فَلتةً، قال:
فسائلْ لَقيطاً وأَشياعَها ... ولا تَدَعَنْ واسأَلَنْ جعفَرا
غَداةَ العروبةِ من فَلتةٍ ... لمن تَرَكُوا الدار والمُحْضَرا «38»
والفَلْتَةُ: الأمر الذي يقع من غير إحكامٍ، يقال: كان ذلك الأمر فلتة أي مُفاجَأةً. وأَفْلَتَني فلانٌ أي انفَلَتَ منّي، وأَفلَتَني أيضاً: خَلَّصَني «39» . وتَفَلَّتَ فلان إلى فلان، وإلى هذا الأمر أي نازعٌ إليه. وفَرَسٌ «40» فَلَتانٌ صَلَتانٌ أي نَشيط حديد الفؤاد.
__________
(37) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: وفي نسخة أبي عبد الله:: القسي الخلق.
(38) لم نهتد إلى القائل.
(39) كذا في اللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها: خلطني.
(40) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما: ورجل فلتان ...(8/122)
وتَفَلَّتَ إلى الشَّرِّ: تعَرَّضَ له، والفَلَتانُ: المُفَلَّتُ إلى الشَّرِّ، والفِلْتانُ جَمْعٌ. وثَوْبٌ فلوت: لا ينضم طَرَفاه من صِغَره يُفْلُت من اليد. [وأَفلَتَ فلانٌ بجُرَيْعَةِ الذَّقَن يُضرَبُ مثلاً للرجل يًشرِف على هَلَكةٍ، ثم يُفلِتُ كأنَّه جَرَع الموتَ جَرْعاً ثم أفلَتَ منه. والإِفلاتُ يكون بمعنى الانفلات لازماً، وقد يكون واقعاً، يقال: افلَتُّه من الهَلَكةِ أي خلَّصْتُه] «41» .
تفل: التَّفْلُ: رَمْيُكَ بالبُزاق، والتُّفل: البُزاقُ نفسه. والتَّفْلُ: سُوءُ ريحِ جِلْدِ الإنسانِ، ورجلٌ تَفِلٌ، وامرأة تَفِلةٌ مِتْفال. والتَّتفُل «42» الثعلَبُ.
فتل: ناقة فَتْلاءُ إذا كان في ذراعِها فَتَلٌ وبانت عن الجنب. والفَتيل: سَحاةٌ في شَقِّ النَّواة. وتَفَتَّلَ الشِّعْرُ أي التَوَى بعضُه ببعض. والفَتْل: لَيُّ الشيءِ كلَيِّكَ الحَبل، وفَتَلَ الفَتيلةَ فَتْلاً.
__________
(41) زيادة من التهذيب مما أفاده الأزهري من العين.
(42) لكلمة تتفل عدة صور للضبط فهي: بفتح التاء الأولى وضم الفاء، وضمها وفتحهما وكسرهما........ انظر اللسان.(8/123)
باب التاء واللام والباء معهما ت ب ل، ب ت ل، ب ل ت، ت ل ب، ل ت ب مستعملات
تبل: التَبلُ: الذَّحْلُ، وتَبَلَني فلانٌ، أي وترني. وتبلهم الدهرُ: رَماهم بصُروفِ الموت، قال:
ودهرٌ خابلٌ تَبِلُ
والرجُلُ يعشَقُ المرأةَ فتُتْبِلُ فُؤادَه ثم لم تُبلهِ. وتَوْبَلْت القِدْرَ تَوْبَلةً: جَعَلْتُ فيه التَّوابل، الواحد تابل «43» .
بتل: البَتْل: كلمة تُوصَل بالبَتِّ، تقول: أعطيتُه بَتّاً بَتْلاً، وأصلُه القَطْعُ، وبَتَلْتُه: قَطَعتُه. وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا
، فالتَبَتُّل الانقطاع إلى اللهِ تعالى، أي أخلَصَ إليه إخلاصا. والبَتُول: كل امرأةٍ تَنْقَبِضُ عن الرجال فلا حاجة لها فيهم ولا شَهوة، ومنه التَبَتُّل وهو تَرْكُ النِّكاح، [قال ربيعة بن مَقُروم الضَّبِّي:
لو أنّها عَرَضَت لأَشمَطَ راهبٍ، ... عَبَدَ الإِلهَ، صَرورةٍ متبتل] «44»
__________
(43) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الزوزني: عن الثقة تبلت.
(44) البيت في التهذيب واللسان وغيرهما من المعجمات.(8/124)
ونَخْلٌ مُتَبَتِّل: قد تَدَلَّتْ عُذُوقُه. والبَتيلُ: فَسيلُ النّخْل يُبْتَلُ عنه أي يُقْطَعُ عنه ويُعْزَل. والبَتيلةُ: كلُّ عُضوٍ بلحمه مُكتَنِزٍ من أعضاء اللَّحم على حِيالِه، قال:
إذا المُتُونُ مَدَّتِ البتائلا «45»
وامرأةٌ مُبَتَّلَةٌ: تامَّةُ الأعضاء والخَلْق، وجَمْلٌ مُبَتَّلٌ، وناقةٌ مُبَتَّلَةٌ. والبُتُل: أسفل الجَبَل، الواحد بَتيلُ. [والبَتْل: تمييز الشيءِ من الشيءِ] «46» .
بلت: المُبَلَّتُ بلغة حِمْيَر: المَهر المَضمون، قال:
وما زُوِّجَتْ إلاّ بَمهرٍ مُبَلَّتِ «47»
تلب: التَلْبُ: كلمة تُوصَل بالتَّبِّ، يقال: تَبّاً له تَبّاً تَلْباً. واتْلأَبَّ صدرُه على الطريقِ أي استقامَ.
لتب: اللّتْبُ: اللُّبْس، ولَتَبَ عليه ثَوبَه، والتَتَبَ وهو لُبْسٌ كأنّه لا يُريد أن يخلَعَه. ولَتَبَ عليكَ لتوبا أي ثبت.
__________
(45) الشطر في التهذيب من أصل العين.
(46) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(47) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.(8/125)
باب التاء واللام والميم معهما ت ل م، ل ت م، ت م ل، م ت ل مستعملات
تلم: التَّلَمُ: مَشَقُّ الكِرابِ في الأرض بلغة اليمن، والجميع الأتلام. والتِّلامُ: الصَّاغةُ، والواحد تِلْمٌ «48» .
لتم: اللَّتْمُ: طَعْنُ مَنْحَر البَعير بالشَّفْرةِ، يقال: لَتَمَ نَحْرَهُ، ولَطَم خَدَّه، ولَدَمَ صَدْرَه.
تمل: التُّمَيْلَةُ: دُوَيبَّةٌ تكون بالحِجاز مثلُ الهر، والجميع التملان «49» . والتملول: البَرغست بلسان العجم، والغُملُول أيضاً مِثلُ المِتَلِّ من الرِّماح وغيره، مِفعَل من تَلَّ، وهو الدفع، وتَلَّ في يدِه شيئاً أي دفع.
__________
(48) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير عن الحارثي: التلم الغلام يتخذه الرجل، وقيل: بل التلام الحملاج، قال: كالتلاميذ بأيدي التلام، أراد ب التلموذ الحملاج، والتلام الصاغة، والحملاج الذي ينفخ فيه.
(49) في التهذيب: التميلات.(8/126)
باب التاء والنون والفاء معهما ن ت ف، ن ف ت، ت ن ف، ف ت ن مستعملات
نتف: النَّتْفُ: نَزْعُ الشَّعْر والريش وما أَشْبَهَها، والنُّتافةُ ما انتُتِفَ من ذلك. وأنتَفَ الشيء: أمكَنَ نَتْفُه.
نفت: نَفَتَتِ القِدْر تَنْفِت نَفَتاناً إذا غلا المرق فيها فلزِقَ بجوانِب القِدْر فيَبِسَ عليه، فذلك النَّفتُ، وانضِمامُه النفتان حيث يهم المَرَق بالغَلَيان «50» ، يقال: نَفَتَتِ القِدْرُ إذا رَمَت مثلَ السِّهامِ تَنْفِتُ نَفتاً.
تنف: التَّنُوفةُ: الأرضُ القَفْرُ، والجميع التَّنائِفُ.
فتن: فَتَنَ فلانٌ يَفْتِنُ فهو فاتِنٌ أي مُفتَتِنٌ، والفُتُون مصدرُه، وهو اللازم، ويقال: فَتَنَة غيرُه، وأنشَدَ:
رخيم الكلام قطيع الرجام ... أمْسَى فؤادي بها فاتِنا «51»
أي مُفتَتَناً. والفَتْنُ: إِحراقُ الشيء بالتّارِ كالوَرَق الفتين أي المحترق، وقوله تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ
«52» ، أي يُحرَقوُن. وكانَ أصحابُ النبيِّ- صلى الله عليه و [على] اله وسلّم- يُفْتَنُون بدينهم، أي يُعَذَّبُون ليَرُدّوا عن دِينهم، ومنه قوله تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ «53» ، والفِتْنةُ: العَذاب. والفِتنةُ: أن يَفتِنَ اللهُ قوما أي يبتليهم.
__________
(50) في التهذيب: حيث يهم القدر (كذا) بالغليان.
(51) البيت في اللسان غير منسوب، وروايته: رخيم الكلام قطيع القيام
(52) سورة الذاريات، الآية 13.
(53) سورة البقرة، الآية 191.(8/127)
والفِتَنُ: ما يَقَعُ بين الناس من الحروب، ويقال في أمر العِشْق: فُتِنَ بها وافتَتَنَ بها أي عَشِقَها. والفَتّان: الشَّيْطان، والفتان جَماعة. وقوله تعالى: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ
«54» ، أي مُضلِّين، عن الحَسَن ومُجاهد. وفَتَنَ وأفتَنَ واحد، قال:
لَئِن فَتَنَتْني لَهي بالأمسِ أَفْتَنَتْ ... سعيداً فأمسَى قد قَلا كلَّ مُسِلمِ «55»
أي اختارَها على كل مُسلم، وقول امرىء القيس:
كأنّي ورَحلي والفِتانَ ونُمرُقي «56»
أي غاشية الرَّحْل.
باب التاء والنون والباء معهما ت ب ن، ب ن ت، ن ب ت مستعملات
تبن: [التِّبْنُ: يُروي العشرين وهو أعظمُ الأَقْداحِ، ثمّ الصَّحْنُ، مقاربٌ له، ثمّ العُسُّ يروي الثلاثة والأربعة] . والتِّبْنُ: العُسُّ الضَّخم في قول أبي المِقدام لقوله:
ثم تِبناً رأيتُه مكيالاً «57»
__________
(54) سورة الصافات، الآية 162
(55) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(56) انظر الديوان (السندوبي) ص 58 وعجزه:
على ظهر عير وارد الخبرات
(57) لم نهتد إلى القائل.(8/128)
ورجلٌ تَبِنٌ فَطِنٌ وطَبِنٌ، وقيل: التَّبِنُ: الفَطِن في الخَير، والطَّبِنُ في الشَّرِّ. وتَبِنٌ: ذو تَبَنٍ وتَبانةٍ. وتَبِنَ لفلانٍ أي فَطِنَ لوَجْه غِيلتِه وخَديعته. وهو تَبِنٌ بالخَير، لا يقال منه فاعل. ويقال: تَبَّنْتُ أي دقَّقْتُ النظَرَ في الأمور، ولا يقال للأمر اللازم في القلب: إنّ في قَلبه لأمراً تَبِناً. والتُّبّانُ: شبه سراويل، والتبابين: الأقبية القِصارُ الأكْمام «58» . والتِّبنُ معروف، والواحدة تِبْنة، والتَّبْن لغةٌ.
بنت: ومنه قول امرىء القيس:
غيرِ باناتٍ على وَتَرِه «59»
ويقال: هو باناتٌ على هذا الأمر، أي مُقبلٌ عليه بنفسه، مُنْكَبٌّ. ويقال: البانات هاهنا كل قِطعةٍ من العَقَب بانهٌ. ويقال: أراد: بائنة. ثم رَجَعَ إلى بانات بلغته.
نبت: النَّبْتُ: الحشيش، والنَّباتُ فِعلهُ، ويُجرَي مُجرَى اسمِه. [تقول: أَنْبَتَ الله النّباتَ إنباتاً ونباتاً، ونحو ذلك] .
__________
(58) في الأصول المخطوطة: كمام.
(59) ديوانه (أبو الفضل) ص 123.(8/129)
والرجلُ يُنَبِّتُ الحَبَّ تَنبيتاً، إذا غَرَسَه وزَرَعَه. والنِّبْتَةُ: ضَرْبٌ من فِعل النَّبات لكل شيءٍ، تقول: إنّه لحَسَن النِّبْتةِ. والمَنبِتُ: الأصلُ، والموضع الذي يَنْبُتُ فيه الشيء، وقول الله تعالى: وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً «60» ، ويُفَسَّرُ كالنَّبات. وأحسَنُ من ذلك قال:
تَرَى الفَتَى ينبت إنبات الشجر «61»
أي كما أنبتكم فنَبَتُّم نَباتاً، ورُبَّما رَفَعوا مصدرا إلى فِعل غيره بعد إن يكون الاشتقاق واحداً، قال:
ترى الفتى ينبت إنبات الشَّجَرْ
أي كما أَنْبَتَ اللهُ الشَّجَرَ، ونحو ذلك قول رؤبة:
صحراء لم يَنْبُتْ بها تِنْبيتُ «62»
بكسْر التاء وتغيير البناء، وكلٌّ صوابٌ. والرجلُ يُنبِتُ الجاريةَ، أي يَغذُوها ويُحسِنُ القيام عليها رجاءَ فَضْل ربحها. والينبوت: شجر الخشخاش، الواحدة يَنْبُوتةٌ وخَشخاشَةٌ وخَرُّوبةٌ. والنَّبيتُ: حي من الأنصار.
__________
(60) سورة نوح، الآية 17.
(61) لم نهتد إلى القائل.
(62) الرجز في الديوان ص 25.(8/130)
باب التاء والنون والميم معهما ت ن م، م ت ن مستعملان
تنم: التَّنُوم: شَجَرٌ له حَمْلٌ صِغارُه كمِثل خِلقْه الخِرْوَع، يَنْفَلِقُ عن حَبٍّ يأكُلُه أَهْلُ البادية، وكيفما زالت الشمس تبعها بأعراض الورَق.
متن: المَتنُ والمَتْنَةُ لغتان، يُذكَّر ويُؤَنَّث، وهما مَتنَتانِ لَحْمتانِ مَعصوبتانِ بينهما صُلْبُ الظَّهْر مَعْلُوَّتانِ بعَقَبٍ، والجميع المُتُونٌ. ومَتَنْتُه: ضَرَبتُ مَتنَه بالسِّياط. والمَتينُ: القويُّ من كلِّ شيءٍ، ومَتُنَ مَتانةً. والمَتْنُ في الأرض: ما ارتَفَعَ وصَلُبَ، وجمعه مِتان. ومَتْنُ كلِّ شيءٍ: ما ظَهَرَ منه، ومَتْن القِدْرِ والمَزادةِ: وَجُهُها البارز. والمَتْنُ: مَتنُ السَّيف. والمُماتَنة: المُباعَدة في الغاية، وسارَ سَيْراً مُماتِناً، أي بعيداً. والمَتنُ: أنْ يُشَقَّقَ صَفَنُ الدّابّة فيُسْتَخْرَجُ أُنْثَياه بعُروقِهما، ومَتَنتُه مَتْناً، فالدابَّة مَمْتُونٌ.
باب التاء والباء والميم معهما ب ت م يستعمل فقط
بتم: البتم «63» : بلاد بناحية فغانة، ويقال: حصن.
__________
(63) جاء في اللسان: البتم بفتح فسكون، والبتم بضم ففتح مع التشديد.(8/131)
الثلاثي المعتل
باب التاء والراء و (وء ي) معهما وت ر، ر ت و، ت ور مستعملات
وتر: الوَتُر لغة في الوِتْر، وكل شيءٍ كان فَرْداً فهو وِتْر واحد، والثلاثة وِترٌ، وأَحَدَ عَشَرَ وِتْر، والفعل أَوْتَرَ يُوتِرُ. والوِتر والتِّرةُ: ظُلامةٌ في دَمٍ. والوَتَر معروف، وجمعُه أوتار. والوَتيرةُ من الأرض «64» ، والوَتيرة: الطريقة. والوَتيرةُ: المُداوَمَةُ، وهي من التَّواترُ. والوَتيرةُ في قول زهير:
نَجاءٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتيرةٌ ... وتَذْبيبُها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ «65»
وهو التَعريج في المَشْي، يصف بَقَرةً في حُضْرِها. والوَتيرة: العَقَبة، قال بُرَيق الهُذَلّي:
لما رأيتُ بني نُفايةَ أقبَلوا ... يمشُونَ كُلَّ وتيرة وحجاب «66»
__________
(64) جاء بعد كلمة الأرض هذه قوله: شاذ، ولم نجد لها وجها، ولعل شيئا سقط من النص وبقيت هذه الكلمة نافرة في موضعها هذا.
(65) البيت في ديوان زهير ص 229 بهذه الرواية وهي كذلك في الأصول المخطوطة وأما في اللسان فقد جاء: يذب بها ...
(66) لم نجد البيت في مجاميع شعر الهذليين.(8/132)
والمُواتَرةُ: المتابعة،
وفي الحديث: لم يَزَلْ على وتيرةٍ حتى مات.
وقيل هي المداومة. والوَتيرةُ: خَرَزةٌ بيضاءُ تُعَلَّقُ في أعناق الإبل والصبيان بمزلةِ التّميمةِ، قال عياض بن حَزْرَة الهُذليّ: «67»
لها قُرْحةٌ مثل الوتيرة زانها ... عبيق......... «68»
والوَتيرة: حَلْقةٌ أو شيء يُتَعَلَّم عليها الطَّعْنُ والرَّمْي، يقال: أخَذَ وتيرةً يتَعَلَّم عليها. وليس في الأمر وتيرةٌ، أي غَميزةٌ ولا فَترةٌ. وقد وَتَّرْتُ القوسَ توتيراً. والوَتَرةُ: جُلَيْدَةٌ بين الإِبهام والسَّبّابة، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِه «69» ونحو ذلك. والوَتَرةُ في الأَنف: صِلةُ ما بين المَنْخِرَيْنِ. والوَتيرة: غُرَّة الفَرَس إذا كانت مُستديرةً. وقوله تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا
«70» فمن لم يُنَوِّنْ جَعَلَها مثلَ سَكرَى وجماعته، ومعناه: وترى، جعل بَدَل الواوِ تاءً، ومن نَوَّنَ يقول: معناه: أرسَلْنا بعثا، فجعل تَتْرا فِعْلَ الفِعل، وقيل: تَتْرَى أي رسولاً بعد رَسُولٍ.
__________
(67) لم نقف على عياض بين شعراء هذيل في مصادر الهذليين.
(68) كذا ورد في الأصول المخطوطة.
(69) كذا في التهذيب من أصل العين، وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: عرشه.
(70) سورة المؤمنون الآية 44.(8/133)
رتو: الرَّتوُ في المَشْي، وهو الخَطْوُ، وكلُّ خُطْوةٍ رَتْوةٌ، ورَتَا رَتوةً أي قامَ قَوْمَةً. وفلانٌ يَتَرَتَّى في مَشيه شَيئاً شيئاً أي خَطْواً ثمَّ خَطْواً. والرَّتوُ: شدة الشيءِ بالشيء مِثلُ الزِّرِّ بالعُرْوة. ويقال: رَتَا في ذَرْعِه، كما يقال: فَتَّ في عَضُدِه، ورتا وفت بمعنى أوهنْتَ قُوَّتَه.
تور: التَّوْرُ تُذكِّرُه العَرَبُ، وتارةٌ ألِفُها واوٌ، والجميع التِّيَرُ. واستَوْأَرَ القومُ: فَزِعُوا، والوَحشُ أيضاً إذا نَفَرَت، قال الكميت:
فاستوأرت بقري.... «71»
وأَتْأرْتُ إليه النَّظَرَ إذا حَدَّدْته.
باب التاء واللام و (وء ي) معهما ت ل و، ت ول، ل ي ت، تء ل، ء ت ل، ء ل ت، ت لء مستعملات
تلو: تَلاَ فلانٌ القرآن يتلُو تِلاوةٌ. وتَلاَ الشيءَ: تَبِعَه تُلُوّاً. والأمَّهاتُ هُنَّ المَتالي، تلاهُنَّ أولادُهنَّ، الواحدُ مُتْلٍ. والتلوُ: وَلَدُ الحمار، وكلُّ شيءٍ تَلاَ يتلُو شيئاً فهو تِلْوُه. والتّليّة: الحاجة. وأَتْلَيْتُ فلاناً على فلان، أي: أحلته.
__________
(71) لم نستطع معرفة تمام البيت.(8/134)
تول: التِّوَلةُ، ويقال: التُّوَلة: التعاويذ، والتِّوَلة الواحدة.
ليت: الليت: صفحة العنق، و [الجمع] : لِيتةٌ «72» . ولَيتي لغةٌ في لَيْتَني، وليت أداة النَّصْب، وهو التَّمنِّي، وتقول: لَيتَني فَعَلْتُ، ولَيْتَ لي كذا.
تال: التَّأْلانُ: الذي كأنّه [ينهض] برأسه إذا مَشَى، يُحَرِّكُه إلى فَوْق، مثل الذي يعدُو وعليه حِملٌ ثقيل.
أتل: الأتَلانُ: أن تُقارب الخَطْوَ في غَضَبٍ، وتقول: أَتَلَ يَأْتِلُ، ومِثلُه أَتَنَ يأتِنُ، قال:
أَرانيَ لا آتيكَ إلاّ كأنَّما ... أسَأّتُ، وإلاّ أنتَ غَضبانُ تَأْتِلُ «73»
ألت: اللاّتُ «74» معروف. وقول الله- عز وجل-: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
«75» ، أي ما أَنقَصْناهُم، وألَتَ يَأْلِتُ، ويقال: يَلْئِت، ويقال: وَلَتَ يَلِتُ ولتا.
__________
(72) في اللسان: جمع الليت: أليات وليتة.
(73) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(74) ليس موضع اللات في ألت ولكن هكذا ورد في الأصول المخطوطة والتهذيب.
(75) سورة الطور، الآية 21.(8/135)
وقيل: ألاتَني عن حَقّي، أي صَرَفَني عنه.
تلأ: والتِّلاءُ: أن تكتُبَ على السَّهم: فلانٌ جاري، ويقال أَتَلَه سَهْماً.
باب التاء والنون و (وء ي) معهما ت ي ن، ي ت ن، وت ن، ن تء، ء ت ن مستعملات
تين: واحِدُ التِّينُ تينةٌ. والتِّينةُ: الرَّمّاعةُ من أسماءِ الدُّبُر تَرْمَعُ أي تَتَحرَّكُ. والتِّنِّين: حَيَّةٌ.
يتن: اليَتَنُ: الوَلَدُ المنكُوسُ، وأَيتَنَتِ المرأةُ فهي مُوتِن، والوَلَدُ مُوتَنٌ، ويقال: آتَنَتْ بمعناه أيضاً.
وتن: الوَتينُ: عِرْق يَسقي الكبد، وثلاثة أوتنة، وجمعه وُتُنِ. ورجل مَوتونٌ: انقَطَعَ وَتينه، وهي نِياطُ القَلب، وقيلَ: الوَتينُ: عرق القلب «76» .
نتا: النُّتُوءُ «77» : خُروجُ الشيء من موضعه من غير بينونة فهو ناتىء معلق، ونتأ ينتأ.
__________
(76) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: غير الخليل: التانىء المقيم. نقول: وليس هذا موضعها.
(77) كذا في الأصول المخطوطة، وقد تحولت في التهذيب إلى التنوء والتانىء.(8/136)
أتن: الأُتُّونُ: أُتُّون الحَمّام والجَصّاصةِ ونحوهما. والأُتوُنُ: الثُّبُوت في المكان، وأَتَنَ ووَتَنَ بالمكان، أي أقام به. والأَتانُ: العانةُ، وثَلاثُ أُتُنٍ.
باب التاء والفاء و (وء ي) معهما ف وت، ف ت ويستعملان فقط
فوت: فاتَني يفُوتُني فأنا مَفُوتٌ، وبينهما فَوْتٌ فائت كما تقول: بائنْ. وبينَهما تَفَوُّتٌ وتفاوُتٌ، وتقول: أَدْرِكْ أمرَ كذا قبل الموت، فيقول: إنَّه لا يُفْتاتُ، أي لا يَفوت، يُفْتَعَل من الفَوْت. ولا أفتاتُه أي لا أسْبِقُ عليه.
فتو: الفَتيُّ والفَتِيَّةُ: الشاب والشابة، والقياس فَتُو فَتَاءً. وفَعَلَ ذلك في فَتائة، ممدود مهموز، وجماعة الفَتَى فِتْيَةَ وفِتيان، وتَفَتَّى فلانٌ أي تَشَبَّهَ بالفِتيان. ويجمع الفَتَى على الأفتاء، [وجمع الفَتأةِ فَتَيات] «78» . والفَقيهُ يُفتي أي يَبَيِّنُ المُبهم، ويقال: الفُتْيا فيه كذا، وأهل المدينة يقولون: الفتوى.
__________
(78) زيادة من التهذيب من أصل العين.(8/137)
باب التاء والباء و (وء ي) معهما ت وب، ب ي ت، ء ت ب، تء ب مستعملات
توب: تُبْتُ إلى اللهِ تَوْبةً ومَتاباً، وأنا أَتوبُ إلى اللهِ ليَتُوبَ عليَّ قابلُ التَّوْبِ، أي قابل التَّوْبةِ، تطرَح الهاءَ. والتَّوْبةُ: الاستِحياءُ، يقال: ما طعامُكَ بطَعامِ تَوْبةٍ، أي لا يُستَحيى منه ولا يُحْتَشَمُ.
بيت: البَيْتُ من بُيُوت النّاس، وبَيْتٌ من أبيات الشِّعْر. وبُيُوتاتُ العَرَب: أحياؤها. وبَيَّتُّ بَيْتاً أي بَنَيْتُه. وبَيَّتَ بنو فلان قولهم أي قَدَّروه وأصلَحُوه، شُبِّهَ بتقدير أبيات الشعر، وبيتوا هذا العَمَلَ بَياتاً أي عملوه ليلا، قال عبيد بن هلال:
أَتَوْني فلم أرضَ ما بيتوا ... وكانوا أتوني بشيء نكر «79»
والبيتوتة: دُخولُكَ في الليل، تقول: بِتُّ أصنَعُ كذا إذا كان بالليل، وبالنَّهار ظَلِلتُ. ومن فَسَّرَ باتَ على النَّوم فقد أخطأَ، ألا تَرَى إنك تقول: بِتُّ أراعي النُّجُوم، معناه: بتُّ أنظرُ إليها، فكيف نامَ وهو ينظر إليها؟. وتقول: أباتَهم اللهُ إباتةً حَسَنةً فباتوا بَيتُوتةً صالحة.
__________
(79) لم نهتد إلى تخريج البيت.(8/138)
وأَتاهُم الأمرُ بَياتاً، [أي أتاهم في جَوْفِ الليلِ] «80» . وباتَ يُصَلِّي. والمَبيتُ يجمع كلَّ المعاني.
إتب: الإِتبُ: غَير الإِزار، والأرباطُ له كالتِّكَّةِ، وليس على خِياطةِ السَّراويلِ، ولكنّه قَميصٌ مَخيطُ الجانبين.
تأب: وأتْاَبَ فلانٌ من هذا الأمرِ أي اسْتَحْيَى فهو يُتْئِب إِتئاباً.
باب التاء والميم و (وء ي) معهما ت وم، ت ي م، ي ت م، م وت، ء م ت، ء ت م مستعملات
توم: أوَّلُ أسماء السِّهام: الفَذُّ، ثمَّ التَّوْأمُ، ثُمَّ الرَّقيبُ، ثمَّ الحلسُ ثم النافِرُ، ثمَّ المُسْبِل، ثمَّ المُعَلَّى، والذي ليس له نَصيب المَنيحِ والسَّفيحِ والوَغدِ. والتُّومة: القُرْط. والتَّوْأَمانِ: وَلَدانِ في بطنٍ واحد، وأَتْأَمَتِ المرأةُ فهي مُتئِم. والتَّوْأَمُ من كواكب الجوزاء. وأتأمت المرأة إذا أفضيت، والاسم المتأمَةُ والتِّآم، قال الحُطَيئة:
__________
(80) زيادة من التهذيب، وجاء بعده في الأصول المخطوطة: قال الضرير: قد يكون بات نائما (كذا) .(8/139)
فما تَتآمُ جارةُ آلِ لؤي ... ولكنْ يَضْمَنُونَ لها قِراها «81»
وأتْاَمَ الرجلُ وأتْأَمَتِ المرأةُ، أي ذَبَحَ شاتَه الرَّبيبةَ، واسم شاته النئمة.
تيم: تَيْمٌ: قبيلة.
يتم: لا يقال: يَتيم إلاّ بفِقدان الأَبِ، ويَتِمَ يَيْتَم يُتماً، وأَيتَمَه اللهُ «82» .
موت: مَيِّتٌ في الأصل مَوْيِتٌ مثلُ سَيِّد وسَوْيِد، فأُدْغِمَتِ الواو في الياء وثَقُلَت الياءُ، وقيل: مَيْوِت وسَيْوِد «83» . ويخفَّفُ فيقال: مَيْت. والمَيْتةُ في البَرِّ والبَحْر: ما لا تُدْرَكُ ذَكاتُه. والمِيتَةُ: الموت بعينه، ويقال: ماتَ مِيتَةَ سوء. والموتة: الجنون.
__________
(81) انظر الديوان (تحقيق نعمان) ص 117.
(82) جاء بعد هذا في الأصول المخطوطة: قال الضرير: ويتم البهائم من قبل الأمهات.
(83) جاء في الأصول المخطوطة: أن القول الأول ورد في نسختي الحاتمي والزوزني، وأما القول الثاني فقد ورد في نسخة مطهر. وهو من عمل النساخ.(8/140)
ومُؤْتة: موضع «84» . ويقال: وَقَعَ في المالِ المَوْتانُ، وهو الموتُ في النَّعَم والمَواشي. ومَوَتانُ الأرض: التي لم تُحيَ بَعْدُ. وأماتَ الرجل، إذا ماتَ له إِنسان، فهو مُميتٌ. ورجلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ: غير ذَكيٍّ ولا فَهِمٍ. ورجلٌ يبيع المَوْتان، أي يَبيعُ غيرَ ذي رُوحٍ.
أمت: في القرأن عِوَجاً وَلا أَمْتاً «85» . والأمْتُ: أن تَصُبَّ في السقاء ماء فلا تَملَؤُه فيَنثَني، وذلك الثِّنْيُ هو الأمت، وإذا ملىء وتمدَّدَ فلا أَمْتَ فيه. وهذا شيءٌ مأموت، أي معروف، قال رؤبة:
هيهاتَ منها ماؤها المأموتُ «86»
أتم: والمَأْتَمُ: الجماعة من الرجال والنساء في فَرَحٍ أو حُزنٍ.
باب اللفيف من التاء
التاء: حَرْفٌ من حُرُوف المعجم لا يعرب. وتا وته لغتان كقولك: ذا وذِهْ، وتقول: هذي فلانةٌ، كقولك: هذهِ، وفي لغة: هاتا فلانةٌ، وهي بغير هاء أحسن كقول الشاعر:
__________
(84) مؤتة مهموزة موضعها مأت وليس موت، ولعلها أدرجت هنا على أن الهمزة تسهل.
(85) من الآية: لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً الآية 107 من سورة طه.
(86) الرجز في الديوان ص 25، وروايته في التهذيب: أيهات منها ...(8/141)
ها إن تا عذرة إلا تكن نفعت ... فإن صاحبَها قد تاهَ في البَلَدِ «87»
وعلى هاتَيْن اللغتَينِ قالوا: تيكَ وتلكَ وتالِكَ كما قالوا: ذلكَ، وهي أقبَح اللغاتِ، فإذا ثَنَّيْتَ لم تقل: إلا تان، وتانِكَ، وتَينِ، وتَينِكَ، في الجرِّ والنَّصْب في اللغات كلها، وإذا صَغَّرْتَ لم تقل إلاّ تَيا، وبها سُمِّيَت المرأة تيّا. والتّي هي معرفة (تا) لا يقولونَها في المعرفة إلاِّ على هذه اللغة، وجَعَلوا إِحَدى اللاّمَيْنِ تقويةً للأخرى استِقباحاً أن يقولوا اَلْتي، وإِنَّما أرادوا بها الألف واللام المُعرِّفة، والجميع اللاّتي، واللواتي جمع اللاّتي، ويُلْقون التّاءَ فيقولون: اللاّئي، ممدودةٌ [وقد تخرجُ الياءُ فيقال: اللاّء] بكسرة تدلّ على الياء. وتصغير التي اللَّتَيّا، ويجمَعُ اللَّتَيّاتُ. وإِنّما صار تصغير ته وذِهِ وما فيهما من اللغات تيّاً، لأنّ التّاءَ والذّال من ذِهِ، وتِهِ، كل واحدةٍ هي نَفْسُ الكلمة وما لحقها من بعدها فإِنّه عِمادٌ للتاء، لكي ينطلق به اللسان، فلما صُغِّرتْ لم تجدْ ياءَ التَّصغير حَرْفَين من أصل البناء تَجيء بعدها كما جاءتْ في سُعَيْد وعُمَيْر. والتصغير على أربعة أنحاء: تقريب وتقليل وتصغير وتحقير، ولكنَّهما وقَعَا بعد التاء، فجاءت بعد فتحةٍ، والحرف الذي قبل ياء التصغير بجنبْها لا يكون إلاّ مفتوحاً، ووقَعَت التاء إلى جنبِها فانتصَبَتْ، وصار ما
__________
(87) البيت (للنابغة) انظر الديوان ص 26.(8/142)
بعدَها قوَّةً لها، ولم يَنضمّ قبلَها شيءٌ لأنّه ليس قبلها حَرْفان، وجميع التصغير صدره مضمومٌ، والحرف الثاني منصوب، ثم بعدهما ياء التصغير، ومَنَعَهم أن يَرفَعُوا الياءَ التي في التصغير، لأنّ هذه الأحرف دَخَلَتْ عماداً لِلِّسان في آخِر الكلمة فصارت الياء التي قبلها في غير موضعها، لأنَّها بُنِيَتْ لِلَّسان عماداً، فإذا وقَعَتْ في الحشو لم تكن عماداً، وهي في بناء الألف التي كانتْ في تا، قال الشاعر في تصغير التي:
مع اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والتَّي «88»
والتصغير على أربعة أنحاءٍ فتَدَبَّرْ وتَفَهَّمْ.
توو: التَّوُّ: الحَبْلُ يُفتَلُ طاقاً واحداً لا يُجعَل له قُوىً مُبْرَمة، والجميع الأتواء.
[وفي الحديث: الاستِجمار بتَوٍّ أي بفَرْدٍ ووِتْرٍ من الحجارة والماء لا بشَفعٍ] «89» .
ويقال: جاء فلانٌ تَوّاً، أي وَحْدَه. ويقال: وَجَّهَ فلانٌ من خَيْلهِ للغارةِ بألْفِ تَوٍّ، أي بأَلْف رجلٍ جريدةً مُتَخفِّفينَ. وإذا عَقَدْتَ عَقداً بإِدارة الرِّباط مرّةً واحدة قلتَ: عَقَدْتُه بتَوٍّ واحدٍ، قال:
جاريةٌ ليسَتْ من الوَخْشنِّ ... لا تعقِدُ المنطِقَ بالمِتنَنِّ
اِلاّ بتَوٍّ واحدٍ أو تَنِّ «90»
__________
(88) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.
(89) زيادة من التهذيب من أصل العين.
(90) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.(8/143)
أي نصفِ تَوٍّ، والنون في تنّ زائدة، والأصل فيها تا خفيفةٌ خَفَّفَها من تو فإنْ قلتَ على أصلها تَوْ خفيفةً مثلُ لَوْ جازَ، غير أنّ الأسمَ إذا جاءت في آخره وأو بعد فتحة حُمِلَت على الألف، وإنَّما يحسُن في لو لأنّها حرفُ أداةٍ وليست باسَمٍ، فلو حَذَفْتَ من يَوْم الميم وتَركْتَ الواو والياء وأنتَ تُريدُ إِسكانَ الواو، ثم تجعَلُ ذلك اسْماً تُجرية بالتنوين، وغير التنوين في لغة من يقول: هذا حارٌ قد جاءَ، مرفوعاً، لقُلْتَ في محذوف يوم: هذا يا قد جاء، وكذلك في لَوْم ولَوْح، ومَنَعَهم أن يقولوا في لو لأنَّ لو هكذا أُسِّسَت، ولم تُجْعَل اسماً كاللّوْحِ. فإذا أرَدْتَ به نِداءُ قُلتَ: يا لَوُّ أَقْبلَ، فيمَنْ يقول: يا حارُ لأنّ نَعتَ اللَّوِّ، بالتشديد، يا لَوُ، تقويةٌ للواو، ولو كان اسمُه حَوّاً ثم أردت حذفذَ إحدَى الواوَين قُلْتَ: يا حَا أَقبِلْ، بقِيَت الواو أَلِفاً بعدَ الفتحة، وليس في جميع الأسماء واوٌ مُعَلَّقةٌ بعد فتحةٍ إِلاّ أن يُجْعَلَ اسْماً. والتَّوَى، مقصور «91» : ذهاب المال الذي لا يُرجَى، وتَوِيَ يَتْوَى تَوىً: ذَهَبَ. وأَتْوَى فلانٌ مالَه فتَوِيَ فهو تو «92» .
__________
(91) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد: التواء مقصور.
(92) كذا هو الوجه، وفي التهذيب: الثأثأة.(8/144)