منزلة كتاب العين في تاريخ علم اللغة
تقدم علم اللغة في النصف الثاني من القرن العشرين خطوات واسعة بحيث غدا علما
جديدا له طرائقة العلمية التي ابتعدت عن التأمل الذاتي كما كان.
علم اللغة عند قدماء اللغويين.
لقد أصبح علم اللغة في الداراسات الحديثة مادة منهجية يدرسها الطلاب في مرحلتهم الجامعية في الاقسام اللغوية كما يدرسها غيرهم من طلاب علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة في سني تخصصهم واعدادهم.
إن علم اللغة في هذا الحيز من الدراسات اللغوية الحديثة علم قائم على المللاحظة والتجربة العلمية.
وهو من أجل ذلك مادة جددية.
غير أن هذا العلم الجديد مما يجهله طالب اللغة في جامعاتنا العربية.
انه ليس مادة " انشائية " تملى على الطلاب، بل هو بحث وتجربة علمية أقول: " انه ليس مادة انشائية " لا صرف النظر إلى حقيقته العلمية التي تبتعد عن السرد القصصي في كثير من المواد التي تفيد من التأمل والاستقراء والاستنتاج.
إن علم اللغة في عصرنا كسائر العلوم الانسانية التي أفادت من التقدم اعلمي ومما يدعى ب " التكنولوجيا " الحديثة.
إن الآلة الجديدة الدقيقة قد غزت ميدان هذا العلم، لا سيما ما كان منه متصلا ب " الاصوات ".
ثم إننا واجدون كل يوم نمطا جديدا من هذا الغزو العلمي الذي استعان به علماء اللغة في عصرنا الحاضر.
غير أن شيئا من ذلك ما زال بعيدا عن عالمنا العربي، مجهولا كل الجهل، فلم تدرس اللغة بوجه عام ولم تدرس العربية بوجه خاص الدراسة الموضوعية، ولم يستعن بشئ من مبتكرات العلم الحديث على فهم أصواتنا فهما جيدا تحليليا وتركيبيا دقيقا.
ثم إننا ما زلنا غير شاعرين بحاجتنا إلى الاخذ بشئ يسير في أساليب البحث الجديد.(1/5)
ما زلنا ننكر أن اللغة التى يعرب بها الناس شئ يستحق القليل من العناية، وأنها نتيجة لذلك، لغة مرذولة في حين أنها مادة الحياة اليومية، وكأن صنيعنا هذا انتصار
للفصيحة التي لم نحسن الوصول إليها وفهمها بل افهامها إلى ناشئة المتعلمين منا.
إننا نعاني صعابا حين نعرب بلغتنا الفصيحة، ومن أجل ذلك لا نقيم اعرابها ولا نحسن أن نأتي بالابنية الفصيحة على نحو ما هو معروف في " صرف " العربية، ثم لا نجيد صوغ جملها على نحو يكفل الاعراب عن مقاصدنا اعرابا مفيدا صحيحا.
لقد نسي أصحابنا الغيارى على الفصيحة المعربة أن السلف من علماء اللغة الثقات كانو يعنون بلغات القبائل ولغات الناس وأنهم سجلوا في رسائلهم شيئا من ذلك.
إن البحث في تاريخ العربية يدلنا على أن العلم اللغوي القديم قد اتبع في تقييده وضبطه وسائل علمية ما زالت مقوبولة.
لقدا اهتموا بالفصيحة لاهتمامهم بلغة التنزيل ولغة الحديث، كما اهتموا بلغات العامة.
إن الخيل بن أحمد مثل من الامثال اضربه لادلل على جهلنا بتاريخ هذه اللغة.
لعل الكثيرين من الدارسين وذوي الاختصاص لا يعرفون سوى أن الخليل من النحاة المتقدمين الكبار.
ثم نبة فريق من المتخصصين إلى " الكتاب " كتاب سيبويه ومكانة الخليل في هذا " الكتاب " النفيس.
ولا يعدو علم اخرين بالخليل سوى أنه صاحب كتاب العين، ويذهب فريق آخر في علمه إلى أبعد من ذلك قليلا فيعرف قاصدا أم غير قاصد إلى هذه المعرفة أن " العين " ليس من صنع الخليل.
وما زلنا نردد أحيانا هذه المقولة المكذوبة المختلقة التي روجها الاقدمون وفي مقدمتهم الازهري صاحب " التهذيب ".
أن نفرا آخر من أهل العلم لا تعدو معرفته بالخليل سوى كونه مبتدعا لعلم موازين الشعر.
ومن العجيب أن الخليل بن أحمد لم يعرف على حقيقته في مختلف العصور على الرغم من أن معاصريه ومن خلفهم قد أفادوا من علمه الشئ الكثير.(1/6)
كان النضر بن شميل من علماء اللغة المتقدمين يقول: " أكلت الدنيا بعلم الخليل بن
أحمد وكتبه وهو في خص لا يشعر به " (1) ولعل شيئا واحدا قد بقي معروفا عن الخليل هو أنه من علماء النحو المتقدمين، وأن كتاب سيبوية قد حفل بعلمه وآرائه في النحو واللغة.
ان اشياء كثيرة تتصل بعلم الخليل قد خفيت على جمهرة من الدارسين.
أقول: ان الخليل أحد الكبار العباقرة الذين هم مفخرة الحضارة العربية، وانه مبدع مبتكر، والا ابداع عند الخليل متمثل في عناصر عدة منها: أن الخليل قد وضع أول معجم للعربية فلم يستطع أحد ممن تقدمه أو ممن عاصره أن يهتدي إلى شئ من ذلك.
ولا بدلنا من أن نشير إلى أن علماء اللغة ممن تقدم الخليل وممن عاصره لم يستطيعوا استيفاء العربية بصنعة محكمة قائمة على الاستقراء الوافى.
وبسبب من ذلك قصروا عملهم على تصنيف الرسائل الموجزة المصنفات المختصرة التي تناولوا فيها موضوعا من الموضوعات كالابل والوحوش والخيل والجراد والحشرات وخلق الانسان وخلق الفرس والبئر والسراج واللجام ونحو ذلك من هذه المواد.
غير أن الخليل بن أحمد لم يصنع شيئا من ذلك فلم يعرض لهذه الابواب التي أشرنا إليها، ولكنه استقرى العربية استقراء أقرب إلى ما يد على ب " الاحصاء " في عصرنا الحاضر، فقيض له أن ينتهي إلى " كتاب العين " فكان أول معجم في العربية، وهو عمل جد كبير إذا عرفنا أنه من المعجمات الاولى في تاريخ اللغات الانسانية.
ومن غير شك أن أصحاب المصنفات الموجزة التي أشرنا إليها قد أفادوا من " كتاب العين " لقد استفروه استقراء وافيا فجردوا منه مصنفاتهم كما استقروا كتبا أخرى لا نعرفها ولم يفصحوا عنها.
__________
(1) الانباري، نزهة الالباء ص 48.
[*](1/7)
إن صنعة أول معجم في أية لغة من اللغات على نحو وترتيب جديدين لا سابق لهما،
لهو من أعمال الصفوة العباقرة الخالدين.
ولا أريد أن اعرض للرأى القائل إن الخليل قد اهتدى إلى شئ من علمه اللغوي والنحوي بسبب ما أفاده مما ترجم من العلم الا غريقي.
ذكر هذا جماعة من المستشرقين ثم خلف من بعدهم اخرون من المشارقة فأعادوا هذه المقولة التى تفتقر كل الافتقار إلى الدليل التاريخي.
قلت: إن الخليل قد احصى العربية احصاء تاما، وبذلك هيأ مادة مصنفة معروفة لمن جاء بعده من اللغوين الذين صنفوا معجمات لقد اهتدى الخليل إلى طريقة " التقليب " التي استطاع بها أن يعرف المستعمل من العربية والمهمل فعقد الكتاب على المستعمل وأهمل ما عداه.
حتى إذا تم احصاء اللغة من الثنائي إلى الثلاثي فالرباعي فالخماسي كان ذلك ايذانا ببدء مرحلة التدوين العلمي للعربية.
ومع ذلك لم يستطع معاصروه أن يضيفوا شيئا أو يقوموا بما قام به كما لم يستطع من خلفه أن يأتي بما أتى.
كان كل جهد الذين خلفوا الخليل أن يفيدوا من نظام العين فيصنفوا معجمات اتخذ أصحابها منه أساسا لهما كما فعل ابن دريد في الجمهرة والازهري في " التهذيب ".
ان عملية احصاء العربية وحدها تعد العملية الكبرى التي هيأت لجميع أصحاب المعجمات المطولة المادة التي عقدوا عليها أبوابهم وفصولهم.
ونستطيع أن نؤكد أن أضافه هؤلاء إلى ما جاء به الخليل لا تتناول المواد الاساسية بل هي اضافات ثانوية كزيادة في الشواهد من شعر وقرآن وحديث أو نسبة أبيات إلى أصحابها لم تنسب في " العين ".
ولعلنا نجد في المعجمات المطولة كلسان العرب وتاج العروس أشياء لا نجدها في(1/8)
" العين " وذلك لان ابن منظور صاحب اللسان والزبيدي صاحب التاج وأمثالهما من المتأخرين قد سجلوا مواد لم تكن معروفة بفصاحها في عصر الخليل مثلا أو عصر الجوهري صاحب الصحاح المتوفي سنة 383 هـ، ومعاصره ابن فارس المتوفى سنة 395 هـ.
وهذا يعنى أن معيار الفصاحة في خلال القرون الثاني والثالث والرابع للهجرة غيره في القرون المتأخرة.
إذا عدنا إلى " العين " اهتدينا إلى أن الخليل كان قد فطن إلى شئ في التطور التاريخي للعربية.
لقد بدأ الخليل بذكر المضعف الثلاثي وهو يشعرنا بهذا البدء أن المضاعف الثلاثي قائم على الثنائي الذي يصار منه إلى الثلاثي.
وهو من أجل ذلك يدعوه ب " الثنائي ".
ومعنى هذا أن طريقة تضعيف عين الكلمة هي الطريقة الاولى في نقل الثنائي إلى الثلاثي، حتى إذا تم الثنائي على هذا النحو انتقل إلى الثلاثي فيستوفيه ثم يعرض لما زاد على الثلاثي في هذا البناء المرتب على الثنائي ثم نقل إلى المضعف، ثم إلى غير المضعف.
ومن هنا ندرك أن الخليل كان على علم واضح بأبنية العربية وتطورها التاريخي.
لقد ذهب الخليل إلى " أن العرب تشتَقُ في كثير من كلامها أبنية المضعف في بناء الثلاثي المثقل بحرف التضعيف " (مقدمة التهذيب) .
لقد سمى الخليل كتابه " العين " وهذا يعني أنه ابتدأ بصوت العين واتبع نظاما خاصا ابتدعه فلم يتبع النظام الابجدي ولم يتبع نظام الالفباء الهجائي.
إن الاصوات اللغوية عند الخليل على النحو الآتي: ع ح هـ خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ث ذ، ر ل ن، ف ب م، وا ي همزة.
وقد أشار الخليل قي مقدمة العين إلى اهتدائه إلى عمله الكبير.
وهو في هذا العمل يضع البداية الاولى لعلم الاصوات في العربية.
نعم لقد حفل كتاب سيبويه بمادة مهمة في هذا الموضوع، وأكبر الظن أن سيبويه قد أفاد من الخليل كثير ذلك أنه في " الكتاب " قد(1/9)
اعتمد على الخليل فهو ينقل عنه ويثبت أقواله وآراءه.
إن مقدمة " العين " على ايجازها، أول مادة في علم الاصوات دلت على أصالة علم الخليل وأنه صاحب هذا العلم ورائده الاول.
في هذه المقدمة بواكير معلومات صوتية لم يدركها العلم فيما خلا العربية من اللغات الا بعد قرون عدة من عصر الخليل.
لقد جاء في المقدمة قوله: " هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصري من حروف: أب ت ث مع ما تكمَّلَت به فكان مدار كلام العرب وألفاظهم، ولا يخرج منها عنه شئ.
أراد أن يعرف بها العربُ في أشعارها وأمثالها ومخاطبتها، وألا يشذ عنه شئ من ذلك، فأَعْمَلَ فكره فيه فلم يمْكِنْه أن يَبْتَدِئَ التأليفُ من أول اب ت ث، وهو الألف، لأن الألف حرف معتلّ، فلما فاته الحرف الأوّل كره أن يبتدئ بالثاني وهو الباء إلاّ بعد حُجّةٍ واستقصاء النَّظَر، فدبّر ونظر إلى الحروف كلها وذاقها فصيَّر أولاها بالابتداء ادخَلَ حرف منها في الحلق.
وإنما كان ذَواقه إِيَّاها أنّه كان يَفْتَحُ فاهُ بالألفِ ثم يُظْهِرُ الحَرْفَ نحو: أب، أع، أغ، فوجد العيْن ادخَلَ الحروف في الحَلْقِ فَجَعَلهَا أوّل الكتابِ ثمّ ما قَرُبَ منها الا رفع فالأرفع حتى أتَى على اخرها وهو الميم.
في هذه المادة الاولى فائدة لغوية هي أن الخليل مبتدع طريقة علمية قائمة على تحليل أصوات الكلمة ومشاهدتها في طريقة اخراجها في حيز الفم.
وانت تحس أن الخليل كان على علم بالجهاز الصوتي وتركيبه واجزائه وما اشتمل عليه من احياز ومدارج فاستطاع أن يحدد مخارج الاصوات.
ومن المفيد أن نلاحظ أن مصطلح " صوت " لم يرد في مادة الخليل الصوتية، ولم يكن من مصطلح العلم اللغوي إلا في القرن الرابع الهجري فقد ورد في مصطلح ابن
جني " التصريف الملوكي ".(1/10)
ان كلمة " حرف " تعني في مصطلح الخليل ما نعنية باستعمالنا كلمة صوت في عصرنا الحاضر ولنسمعه يقول: " فإذا سُئِلَتَ عن كلمة وأردتَ أن تعرِفَ مَوْضِعَهَا فانظُرْ إلى حُرُوْفُ الكلمةِ فمهما وَجَدتَ منها واحداً في الكتاب المقدَّم فهو في ذلك الكتاب ".
ان قوله " حروف الكلمة " يعني أصواتها وهو يشير إلى أنه ضمن مقدمته التي دعاها " الكتاب المقدم " هذه المواد الصوتية واللغوية.
قلت: ان هذه المقدمة تشتمل على مادة صوتية وأخرى لغوية وهو يخلط بين هذه وتلك لحاجته إلى ذلك، فهو يقول بعد تلك الاشارات الصوتية: " كلاَمُ العَرَب مبنيّ على أربعةِ أصناف: على الثُنَائِيِّ والثلاثي والرباعي والخماسي " ثم يعرض لكل واحد من هذه الاصناف ويمثل له.
قال بعد أن تكلم على الخماسي: " والألف التي في " اسْحَنْكَكَ واقشَعَرَّ واسْحَنْفَرَ واسْبَكَرَّ ليستْ من أصل البناء وإنما دخلت هذه الألِفات في الأفعال وأمثالها من الكلام لتكونَ الألِفُ عماداً وسُلّماً لِلِّسان إلى حَرْف البناء، لأنَّ حرف اللِّسان لا ينطلق بالساكِن من الحروف فيحتاجُ إلى ألفِ الوَصْل.
إلاّ أنَّ دَحْرَجَ وهَمْلَجَ وقَرْطَسَ لم يُحْتَجْ فيهنَّ إلى الألفِ لتكون السلم فافهم..".
أقول: لم يرد الخليل بقوله: " والاف في ... ليستْ من أصل البناء ... " إنها من أحرف الزيادة فقد كان بوسعه أن يصرح بذلك، وإنما أراد أنها وسيلة لاخراج الصوت فكأن أي صوت لا يمكن للمعرب أن ينطقه ويأخذ الصوت مادته وصفته إلا بعد اعتماده على صوت الاف الاولى (الهمزة) قبله.
ومن أجل ذلك دعاها عمادا أو سلما،
وقوله: " لان حرف اللسسان لا ينطلق بالساكِن من الحروف فيحتاجُ إلى ألفِ(1/11)
الوصل " يشير إلى أن إخراج الصوت وهو ساكن بصفته محتاج إلى وسيلة إلى اخراجه.
ويذهب الخليل بعيدا في هذ المقدمة فيحلل الاصوات وبكتب في مادتها وصفاتها فيقول: إعلم أنَّ الحروف الذُلْقَ والشقوية ستَّة وهي، ر ل ن، ف ب ب م، وإنَّما سُمِّيَتْ هذه الحروف ذُلْقا لأن الذلاقة في المنطق إنّما هي بطَرَف أَسَلة اللَّسان والشفتين وهما مدرجتا هذه الاحرف الستة، منها ثلاثة ذليقة: ر ل ن تخرج من ذَلْقَ اللسان من طَرَف غار الفم، وثلاثة شفوية: ف ب م، مخرجها ما بين الشَّفَتيْن خاصة.
لا تعمل الشفتين في شئ من الحُرُوف الصَّحاح إلاَّ في هذه الا حرف الثلاثة فقط، ولا ينطلق طرف اللَّسانُ إلا بالرَّاء والّلام والنون ".
في هذا المادة الصوتية ندرك أن الخليل استطاع أن ينشئ في العربية معجمها في المصطلح اللغوي الصوتي لا نعرفه قبل الخليل بهذه السعة وهذا العمق.
ولقد تهيأ له أن يلم بالكلم في العربية فيميز بينها وبين الاعجمي الذي يتصف بصفات خاصة.
يقول: " فان وردت عليك لكمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من الحروف الذُلْق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذا الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أنَّ تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست في كلام العرب، لأنك لست واجدا من يُسمعْ في كلام العرب كلمة واحدة رباعيَّة أو خماسيَّة إلاَّ وفيها من الحروف الذلق أو الشفوية واحد أو اثنان أو أكثر ".
وأما البناءُ الرباعيُّ المُنبَسطِ فإنَّ الجُمهور الأعظم منه لا يَعْرَى من الحروف الذُلْق أو من بعضها، ألا كلمات نحو عشرجئن شواذ.
وقد أسهب الخليل في شرح صفات الكلم الدخيل غير العربي من الناحية الصوتية.
ولم يقتصر الخليل على وصف الاصوات مفردة بل عرض لها وهي مجموعة في كلمات لتوفر شئ(1/12)
أو أشياء فيها فمن ذلك مثلا قوله: ... ولكن العين والقاف لا تدخلان في بناء الاحسنتاه لأنهما أطلق الحروف وأضخمها جرسا ".
ثم يقول: فإذا اجتمعا أو أحدهما في بناء حَسُنَ البناء لنَصاعتهما، فإنْ كان البناءُ اسماً لَزِمَتْهُ السِّين أو الدَّال مع لزوم العَيْن أو القاف، لأن الدَّال لانَتْ عن صلابة الطَّاء وكزازتها، وارتقت عن خُفُوت التّاء فَحَسُنَتْ.
وصارت حالُ السِّين بين مَخْرَجِ الصَّاد والزاي كذلك ... " ثم يقول: وأمّا ما كان من رباعي منبسط معرى من الحروف الذُلق حكاية مؤلفة نحو " دهداق " واشباهه فإن الهاء والدلال المتشابهَتَيْن مع لُزوم العين أو القاف مُستحسَن، وإنما استحسنوا الهاء في الضرب للينها وهشاشتها وإنما هي نَفَس لا اعتياص فيها ".
أقول: كأن الخليل وقد ملك اللغة عرف دقائقها وكيف تتم أبنية الكلام فيها ومم تتألف مادة تلك الابنية، استطاع أن يقطع بصورة الكلمة وهندستها إن جازي لي أن استعبر هذا اللفظ، فهو يبتدع الكلمة التي لا يمكن أن تكون في العربية لانها عريت عن صفات الكلمة العربية.
وكأن الخليل اصطنع (دهداق) واشار إلى ذلك بقوله " حكاية مؤلفة " ليقول مقولته التي أشرنا إليها.
وقد أهمل الجوهري في " الصحاح " هذا المادة، والجوهري قد خلف الخليل بنحو أكثر من قرنين كاملين.
غير أن المتأخرين ومنهم الصاحب بن عباد في " المحيط " ذكر: دهدقت البضعة دهدقة " أي دارت في القدر إذا غَلَتْ.
وقال: دابة دهداق بالفتح
وتكسر أي هملاج.
وفي " الجمهرة ": دهدق اللحم دهدقة ودهداقا كسره وقطع عظامه.
أقول: وهذا يشير إلى أن الكلمة مولدة استحدثت فضمت إلى العربية المعجمية بعد الخليل لشيوعها.(1/13)
ويتكلم الخليل على البناء المضاعف الثلاثي والرباعي فتلمح في كلامه ما اهتدى إليه الباحثون في عصرنا من أن الفعل الثلاثي قائم على الثنائي.
وأن هذا الثنائي يصار به إلى الثلاثي أما عن طريق التضعيف، وأما عن طريق زيادة صوت اخر.
وهذا الصوت الاخر قد يأتي صدرا في أول الفعل وهو ما يدعى باللغات الاعجمية " "، وقد يأتي حشوا في وسط الفعل الثلاثي ويدعى " " infixe، وقد يأتي كسعا في اخر الفعل ويدعي ".
" suffixe ومثل هذا قوله في الاسم الثلاثي: " حرف يُبْتَدَأُ به وحرف يخشي به وحرف يوقف عليه ".
وإذا كان علي أن أوجز أقول: ان مقدمة العين مادة غزيرة في علم الا أصوات العربية وعلم وظائف الاصوات.
phonologie وهي بهذا تعد من أهم الوثاثق في علم اللغة التاريخي وذلك لتقدمها ولان صاحبها مبتدع مؤسس لم يأخذ علمه هذا عن معاصر له أو سابق عليه.(1/14)
منزلة " العين " في المعجمات العربية
كان الخليل فكر، وأطال التفكير في صنع كتاب في اللغة يحصر لغة العرب كلها، لا تفلت منه كلمة، ولا يشذ منها لفظ، وهداه عقله الناقد الفاحص إليه، وخطا في ذلك خطوات علمية محكمة، وأقام خطته على نظام رياضي دقيق.
بني الخطة على أساس من عدة الاصول التي تتألف منها للكلمة، ولم يعبأ بالزوائد، وقد توافرت لدية أبواب منتظمة محبوكة حبكا رياضيا متقنا.
عدة أبواب كتاب العين هي عدة الحروف السواكن يضاف إليها باب خاص بأحرف العلة، وأول أبواب الكتاب باب العين الي اتخذ منه اسم هذا المعجم، وينطوي فيه الكلمات المستعملة التي تتألف من العين مع ما يليها.
ويليه باب الحاء، وينطوي فيه الكلمات المستعملة التي تتألف من الحاء مع ما يليها.
ويليه باب الهاء وينطوي فيه الكلمات المستعملة التي تتألف من الهاء مع ما يليها.
ثم باب الخاء، وفيه الكلمات المستعملة التي تتألف من الهاء مع ما يليها.
ثم باب الغين وفيه الكلمات المستعملة التي تتألف من الغين مع ما يليها، وبالغنن تنهي مجموعة حروف الحلق، وهي تعادل نصف الكتاب.
فإذا انتهى من مجموعة أصوات الحلق بدأ بمجموعة اللهاة وفيها حرفان هما القاف والكاف وباب القاف يحتوي الكلمات التي تتألف من القاف مع ما يليها، وكذلك باب الكاف.
وهكذا ينتقل من مدرجة إلى ما يليها حتى ينتهي إلى مدرجة الشفتين، وفي صفحة الشفتين عنده ثلاثة أحرف صحاح هي الفاء والباء والميم، وأبواب هذه الحروف صغيرة جدا، لانها أنما تحتوي الكلمات التي تتألف منها مع ما يليها، ولا يلي الفاء إلا الباء والميم ولا يلي(1/15)
الباء إلا الميم، ولا يلي الميم حرف ساكن فلم يبق منها إلا الكلمات التي تتألف منها مع أحرف العلة.
قال الخليل في باب الفاء: " لم يبق للفاء إلا اللفيف وشئ من المعتل ".
وقال في باب الباء: " منزلة الباء مثل منزلة الفاء لانها شفهية، وكذلك الميم في حيز واحد، وهو اخر الحروف الصحاح، ولذلك لم يكن له في شئ من الابواب تأليف لا في الثّنائيّ ولا في الثلاثي و [لافي] الرباعي و [لافي] الخماسي، ولم يبق منها إلا الفيف ".
وقال في باب الميم: " الميم آخِرُ الحُروفِ الصِّحاح، وقد مضت مَعَ ما مَضَى من
الحروف، فلم يَبْقَ للميم إلا اللفيف ".
فإذا انتهى من الحروف الصحاح عقد بابا للاحرف المعتلة، وهو اخر أبواب كتاب العين، واخر كلمة ترجمت فيه هي كلمة (آية) .
وكل باب من تلك الابواب يتناول بالدرس الكلم مرتبة بحسب عدة أصولها، والكلم من حيث عدة أصولها تندرج في ستة أبواب: 1) باب الثنائي المشدد ثانية.
2) باب الثلاثي الصحيح.
3) باب الثلاثي المعتل.
4) باب اللفيف.
5) باب الرباعي.
6) باب الخماسي.
وليس بعد الخماسي باب، لانه " ليس للعرب بناء في الأسماء والافعال أكثر من خمسةِ أحرُف، فمهما وجدت زيادة على خمسة أحرف في فِعل أو اسم فاعلم أنَّها زائدة على البناء، نحو قرعبلانة، أنما هو قَرَعْبَلَ، ومثل عنكبوت، إنما هو: عنكب ".
(1)
__________
(1) تهذيب اللغة 1 / 42.
[*](1/16)
وطريقته في ترتيب الكلام في داخل الباب الواحد أن يأخذ من الثنائي مثلا عق فيترجم لها ثم يترجم لمقلوبها قع قبل أن ينتقل إلى الكلمة التي تلي عق وهي عك.
وإذا وصل إلى باب الثلاثي الصحيح كانت المادة الاولى عنده هي المولفة من العين والهاء والقاف ولم يستعمل من وجوه هذه المادة إلا عهق وهقع فأثبتها وأهمل الا وجه الاخرى.
فإذا انتهى من الكلمة وتقليباتها انتقل إلى الكلمة التى تليها وهي المؤلفة من العين والهاء والكاف: عهك، ولم يستعمل غيرها فأثبتها وأهمل ما سواها من التقليبات.
وهكذا إلى أن انتهي الكلمات المبدوءة بالعين مع ما يليها من الحروف فيعقد بابا جديدا وهو باب الحاء مع ما يليه ويفعل فيه ما فعل في باب العين إلى أن تنهي أبواب الكتاب كلها.
وكان قد بدأ بالعين، لا لانها أول الحروف مخرجا، ولكنها أول الحروف نصاعة وثباتا، والهمزة عنده هي أول الحروف مخرجا، لانها نبرة في الصدر تخرج باجتهاد على حد تعبيره في الكتاب، ولم يبدأ بها " لانها حرف مضغوط مهتوت إذا رفه عنه انقلب ألفا أو واوا أو ياء ".
ولم يجعل البدء بالاف لانها ساكنة ابدا ولا بالهاء لهتتها وخفائها فهي كالالف، ولكنها أقوى منها في التأليف، لانها تقبل الحركة، ويبدأ بها، ومن أجل ذلك أخرها عن العين، لان العين عنده أنصع الحروف (1) .
قال ابن كيسان فيما حكى السيوطي: " سمعت من يذكر عن الخليل انه قال: لم أبدأ بالهمزة: لانها يلحقها النقص والتغيير والحذف، ولا بالاف لانها لا تكون في ابتداء كلمة لا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مبدلة، ولا بالهاء لانها مهموسة خفية لا صوت لها، فنزلت إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف " (2) .
__________
(1) المقدمة.
(2) المزهر 1 / 90 [*](1/17)
وما قاله أبو طالب المفضل بن سلمة، فيهما زعم السيوطي، أن صاحب العين ذكر " أنه بدأ كتابه بحرف العين، لانها أقصي الحروف مخرجا " (3) وهم محض، لانه لم يقل ذاك، ولا شيئا قريبا منه.
وكان وهما أيضا ما جعله الزبيدي أساسا لنفي نسبة " العين " إلى الخليل.
وكان قد استند إلى أمرين كلاهما ضعيف لا يصح الاستناد إليه.
الاول: ما لا حظه من خلاف في الظاهر بين ترتيب الاصوات في العين وترتيبها في الكتاب، ولو كان العين له، " لم يكن ليختلف قوله، ولا ليتناقض مذهبه ".
والثاني: ما لاحظه من إدخال الرباعي المضاعف في باب الثلاثي المضاعف، وهو مذهب الكوفيين خاصة، فيما زعم (1) .
أما الاول فالجواب عنه هو ما قدمناه من بيان، ومن نقل عن ابن كيسان.
وأما الثاني فالجواب عنه أن الزبيدي لم يقع له مذهب الخليل على حقيقته، لان الثلاثي المضاعف عند الخليل أنما هو من الثناثيات، وأن الرباعي المضاعف إنما ينشأ من تكرار الثنائي فهو منه وليس من باب اخر، وإذا أخذا الكوفيون بهذا الرأي فيما بعد فلن يعني هذا أنه من مذهبهم وأنه خاص بهم.
* * * * والعين بهذا أول معجم في العربية ولعله معجم موعب، وقد أنجز في زمن لم تكن أذهان الدارسين ممهدة لتقبل مثله، مثله مثل أي عمل يبتكركان الخليل قد انفرد في انجازه، ولذلك بقي بعيدا عن متناول رواة اللغة السلفيين، ولم يخطر على بال أحدهم إذا ذاك أن يصنف كتابا يكون " مدار كلام العرب وألفاظهم، ولا يخرج منها عنه شئ ".
كما جاء في مقدمة " العين " ولم يكن ليكون مما اتجهت أذهانهم إليه، وانصبت عنابهم عليه.
__________
(3) المزهر 1 / 90 (1) انظر ما اقتبسه السيوطي من كلام الزبيدي في كتابة " استدراك الغلط الواقع في كتاب العين " المزهر 1 / 79 -! 7.
[*](1/18)
وكان ابن دريد على حق إذ قال: وقد ألف أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفرهودي رضوان الله عليه كتاب العين، فأتعب من تصدى لغايته، وعنى من سما إلى نهايته، فالمنصف له بالغلب معترف، والمعاند متكلف، وكل من بعده له تبع، أقر بذلك أم
جحد، ولكنه رحمه الله ألف كتابا مشاكلا لثقوب فهمه، وذكاء فطنته " (1) .
ولذلك أنكره حملة الرواية " المحافظون " مثل أبي حاتم السجستاني وأصحابه أشد الانكار، ودفعوه بأبلغ الدفع (2) .
بحجة أن أصحاب الخليل غبروا مدة طويلة " لا يعرفون هذا الكتاب، ولا يسمعون به، ومنهم النضر بن شميل، ومؤرج ونصر بن علي وأبو الحسن الاخفش وأمثالهم، ولو أن الخليل ألف الكتاب لحملة هؤلاء عنه " (3) .
لان أكثر من سموا لم يكن بالمتلقي المستوعب لكل ما هو جديد، ولان أبا الحسن الاخفش خاصة كان قد عاصر الخليل ولكنه لم يأخذ عنه، ولم يحك عنه حرفا واحدا، فكيف يحمل عنه علمه في العين وغيره.
ولان عدم علمهم، وعلم أشياخهم لا يعني عدم وجوده، ولم ينقدوه ولم يفحصوه ليعرفوا أنه من عمل الخليل أو من عمل غيره، بل تمسكوا بأوهى الاسباب ليملاوا الدنيا صخبا.
ويوجهوا الاذهان إلى إنكاره ورفضه.
وقد اتخذوا من انكاره وسيلة إلى نهب ما احتواه ليقيموا عليه كتبا زعموا أنها لهم أمثال الازهري والقالي وغيرهما.
وكان الازهري أشد المنكرين إنكار له، وأكثر أصحاب المعجمات إفادة منه.
زعم أن الكتاب ليس للخليل، وإنما هو لليث بن المظفر، نحله الخيلى " لينفقه باسمه ويرغب فيه من حوله " (4)
__________
(1) مقدمة الجمهرة ص 3.
(2) المزهر 1 / 84 (3) المزهر 1 / 84.
(4) مقدمة التهذيب 28.
[*](1/19)
وقد عقد الازهري في مقدمته بابا ذكر فيه الائمة الذين اعتمد عليهم فيما جمع في
كتابه " تهذيب اللغة "، ذكر أكثر الدارسين الذين صنفوا الكتب في اللغات، وفي علم القرآن وفي القراءات، بدأهم بأبي عمرو بن العلاء، وختمهم بأبي عبد الله نفطويه، ولم يكن الخليل بن أحمد واحدا من هؤلاء الاثبات فقد تجاهل مكانته في الدراسات اللغوية، ولم يذكره إلا على أنه أستاذ سيبويه، وأنه " رجل من الازد من فراهيد " وأن ابن سلام كان يقول: " استخرج من العروض واستنبط منه ومن علله ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلهم " (1) .
ولم يكن الخليل ليساوي عنه الازهرى حتى أصغر تلاميده الذين سلكهم في مصادره المعتمدة حتى كأن الخليل لا علاقة له باللغة ولا بالنحو ولا بالتأليف المعجمي، مع أنه اقتبس مقدمة لعين بكل تفصيلاتها، وجعلها مقدمة لمغجمه، نقل منها رأي الخليل في عدة حروف العربية، وأحيازها ومخارجها وصفاتها، وتأثير بعضها في بعض، حين تتألف وتتجاور في كلمات، وأخذ عنه تصنيف الكلم من حيث عدة أصولها، وأخذ عنه ما يأتلف من الاصوات وما لا يأتلف.
ولم يجعل الليث من مصادره، لان الليث، فيما زعم، من أولئك الذين ألفوا " كتبا أودعوها الصحيح والسقيم، وحشوها بالمزال والمصحف المغير " (2) .
ولكننا حين نتصفح " تهذيب اللغة " ونقابله بما في كتاب العين نعجب من أمر الرجل الذي حاول في غير ذكاء أن يجمع بين تحامله على الليث وغضه من شأنه، ونهب ما في كتابه، على حد زعمه، ليبني كتابه عليه.
لقد كان " العين بكل ما فيه من ترجمات وبيانات وتفسيرات أساس كتابه الذي لم يزد عليه إلا روايات ونقولا عن غير الخليل، ولم يضف شيئا على ما فعله الخليل الذي يسميه بالليث أو بان المظفر إلا مفردات أهملها الخليل.
__________
(1) مقدمة التهذيب 10.
(2) مقدمة التهذيب ص 28.
[*](1/20)
أما ما كان يرد به على الليث، ويزعم أنه مصحف أو أنه غير معروف فأكثره مزاعم يبطلها مراجعة نصوص العين.
وقد وضح لدينا في كثير من الاحيان أن الازهري كان لا يتواني عن النيل من العين أو نسبة التخليط إليه ولو باطلا.
فقد جاء في التهذيب في ترجمة (سعد) : " وخلط الليث في تفسير السعدان.
فجعل الحملة ثمر السعدان، وجعل حسكا كالقطب، وهذا كله غلط.
القطب: شوك غير السعدان يشبه الحسك والسعدان مستدير شوكه في وجهه.
وأما الحملة فهي شجرة أخرى وليست من السعدان في شئ " (1) وإنه لمن الواضح أن الازهري بهذا حاول أن يوهم من حوله بصحة تقويمه الليث حين جعله من غير الاثبات وممن ألفوا كتبا أو دعوها الصحيح والسقيم وحشوها بالمصحف إلى اخر ما تحامل به عليه.
غير أن ما نسبه إلى الليث هنا لم يقله الليث، وحقيقة ما جاء في العين مما اتفقت عليه النسخ وهو قوله: " والسّعدان نباتٌ له شوكُ كحسك القُطْب، غير أنه غليظ مُفْرْطَح كالفَلكْةَ، ونباته سمّي الحَلَمَةَ وهو من أفضل المراعي ... ويقال الحملة نبتٌ حسنٌ غير السعدان " (2) فأين هذا مما زعمه الازهري.
تَأبى بدِرّتها إذا ما استكرهت * إلاّ الحميَم فإنّه يتبصَّع بالصاد، أي: يسيل قليلا قليلا، فقال: ابن دريد " أخذ هذا من كتاب ابن المظفر فمر على التصحيف الذي صحفه " (3) .
لم يكن الخليل مصحفا، ولا الليث كما يحلو للازهري ذلك، فقد عرض في العين في ترجمة (بصع) لكلتا الرواتين، يتبصع بالصاد المهملة، ويبضع بالضاد المهملة ولكن الازهري أخفي هذا ليضفي على زعمه شيئا من الوجاهة.
__________
(1) التهذيب 2 / 73.
(2) العين، ترجمة (سعد) في باب العين والسين والدال معهما.
(3) التهذيب 2 / 53.
[*](1/21)
ومن ذلك ما جاء في ترجمة (عصم) : " والاعصم: الوعل، وعصمته بياض شبه زمعة الشاة في رجل الوعل في موضع الزمعة من الشاء ".
(1) قال الازهري: " الذي قاله الليث في نعت الوعل أنه شبه الزمعة تكون في الشاء محال ".
(2) .
وتغافل عما ورد في الترجمة نفسها من قوله: " قال أبو ليلى: هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه " ثم أردفه بشاهد من قول الاعشي: فأرتك كفا في الخضا * ب معصما ملء الجباره.
وذكره الرأيين يسد باب التحامل في وجه الازهري.
وأعجب من هذا كله فعلته في ترجمعة (سمع) فقد زعم أن الليث قال: " تقول العرب: سمعت أذني زيدا يفعل كذا، أي: أبصرته بعيني يفعل ذاك "، فعقب عليه بقوله: " قلت: لا أدري من أين جاء الليث بهذا الحرف، ليس من مذاهب العرب أن يقول الرجل: سمعت أذني بعني ابصرت عيني، وهو عندي كلام فاسد، ولا آمن أن يكون مما ولده أهل البدع والاهواء، وكأنه من كلام الجهمية " (3) .
وجاء ابن منظور على عادته فنقل ذلك عنه من دون تحفظ.
إذا استطاع الازهري أن يثير الدخان حول " العين " ويكدر الهواء من حوله حينا من الدهر فلن يستطيع دخانه أن يثبت أبدا فسيتبد أمام الواقع الناصع، والحقيقة المجلوة، وقد أتيح لكتاب " العين " أن يبقي، وأن يستعصي على ما أراد له الازهري وأمثاله، وأن تتداوله أقلام النساخ على تعاقب العصور شاهدا على جحود أبناء العربية لكتابها الاول كتاب " العين ".
وهذا هو النص الذي شوهه الازهري، أو جاءه مشوها ولم يتحر فيه الصواب، وهو مما اتفقت فيه نسخ العين الموجودة.
__________
(1) انظر مادة " زمع " في التهذيب.
(2) المصدر نفسه.
(3) انظر مادة " سمع " في " التهذيب ".
[*](1/22)
قال الخليل في ترجمة (سمع) : " وتقول: سَمِعتْ أذني زيداً يقول كذا وكذا، أي: سَمِعتُه، كما تقول: أَبَصَرْت عيني زيداً يفعل كذا وكذا، أي: أَبْصَرْتُ بعيني زيدا " (1) .
فأين هذا مما خلط فيه الازهري وحرف وصحف، وهو كلام سليم لا غبار عليه، غير أن ما فعله الازهري هنا لقليل من كثير مما تعرض له العين من الازهري ومن حذا حذوه، وهو قليل من كثير مما ورط الازهري نفسه فيه من تحامل على الخليل، والغض من شأن عمله اللغوي الكبير من وراء حجاب سماه الليث أو ابن المظفر.
على أن كثير مما كان ينسبه الازهري إلى الليث كان ابن فارس ينسبه إلى الخليل، ومن ذلك أن الازهري قال: " وقال الليث: العسن: نجع العلف والرِّعْيِ في الدّوابِّ " (2) وقال ابن فارس: " قال الخليل: العَسَنُ: نُجُوعُ العلف والرِّعْيِ في الدواب " (3) .
وإن كل ما كان ينسبه الازهري إلى الليث كان أبو علي القالي ينسبه في " بارعه " إلى الخليل.
من ذلك: (1) ما جاء في التهذيب في ترجمة (ضغط) : " قال الليث ": " الضغط عصر شئ إلى شئ، والضِّغاطُ: تَضاغُط الناس في الزحام ونحو ذلك " (4) فقد جاء في البارع قوله: " وقال الخليل: الضغط: عصر شئ إلى شئ، والضِّغاطُ: تَضاغُط الناس في الزحام ونحوه " (5) .
__________
(1) العين، باب العين والسين والميم معهما، (سمع) .
(2) التهذيب 2 / 101.
(3) المقاييس 4 / 316.
(4) التهذيب 8 / 3.
(5) البارع ص 257.
[*](1/23)
(2) وما جاء في التهذيب في ترجمة (غضن) ، قال: وقال الليث: الغضن والغضون: مكاسر الجلد في الجبين) (1) .
وجاء في البارع: " وقال الخليل: الغَضْنُ والغُضُون مكاسر جلدِ الجبين " (2) (3) وما جاء في التهذيب في ترجمة (غضف) : " قال الليث: الغَضَف: شجر بالهند كهيئة النخل سواء من أسفله إلى أعلاه [له] سعفٌ أخضر مغش عليه.
ونواه مقشر بدون لحاء " (3) .
فقد جاء في البارع هكذا: " وقال الخليل: الغضف بفتع الغين والضاد شجر بالهند كهيئة النخل سواء من أسفله إلى أعلاه [له] سعف مغش عليه، ونواه مقشر بدون لحاء " (4) وكان الدكتور عبد الله درويش قد فطن لهذا حين قال: " نرى أن الازهري في تهذيبه، حينما لم تسعفه الامور بما يرى به الخليل، كما فعل بابن دريد وغيره رأي أن يتحاشي أن يترجم للخليل حتى لا يتعرض لذكر العين تحت اسمه بالمرة [كذا] وعند ما نرى في مقدمته ذكر الخليل فإنما كان ذلك عرضا عند الكلام على اخرين كتلاميده مثلا.
وترى قبل أن نعرض للسبب الرئيسي لتجنب الازهري ذكر الخليل أن نذكر أن تعضب الازهري لم يكن فقط ضد [كذا] كتاب العين أو ابن دريد الذي رأى أن العين تأليف الخليل بل تعداه هذا إلى كل من ألف في المعجم من قبله " (5) .
__________
(1) التهذيب 8 / 10.
(2) البارع ص 255.
(3) التهذيب 8 / 97.
(4) البارع ص 260 (5) المعاجم العربية ص 56.
[*](1/24)
وهكذا كانت الحال مع أبي علي القالي الذي أشاع نفي نسبة العين إلى الخليل في ربوع الاندلس التي رحل إليها، ولقن تلاميذه تللك الافعولة التي افتعلها ذهن أبي حاتم السجستاني، وحبه لنفسه وتعصبه على كل ما ليس بصريا، وما لم يصل إليه علمه وراح تلميذه أبو بكر الزبيدي يردد ما تلقاه عنه في غير وعي.
وإذا أنكر عليه من في الاندلس من الدارسين حملته على كتاب العين ونفي نسبته إلى الخليل والطعن عليه بالتخليط والخلل والفساد أخذ يدري حملات الدارسين عليه بالثناء على الخليل " أوحد العصر وقريع الدهر، وجهبذ الامة، وأستاذ أهل الفطنة، الذي لم ير نظيره، ولا عرف في الدنيا عديله ".
(1) ولكنه ما زال ينفي أن يكون العين كتاب الخليل مرددا مزاعم أبي حاتم الجستاني في نفيه نسبته إلى الخليل، محتجا بحجته، زاعما.
أن فيه من الخطأ " ما لا يذهب على من شدا شيئا من النحو، أو طالع بابا من الاشتقاق والتصريف " (2) .
ولكنه لم يعزر زعمه بذكر أمثله التخليط والخلل والفساد، حتى إن السيوطي بعد أن اقتبس من كتابه المسمى ياستدراك الغلط الواقع في كتاب العين قال: " وقد طالعته إلى اخره فرأيت وجه التخطئة فما خطئ فيه غالبه من جهة التصريف والاشتقاق كذكر حرف مزيد في مادة أصلية، أو مادة ثلاثية في مادة رباعية، ونحو ذلك.
وبعضه ادعى فيه التصحيف، وأما أنه يخطأ في لفظة من حيث اللغة بأن يقال: هذه اللفظة كذب، أولا تعرف فمعاذ الله لم يقع ذلك " (3) وإذا كان الامر كما قال السيوطي لم يكن يقتضي كل تلك الضجة ولا كل ذلك التشهير، وكان من الانصاف لكتاب العين أن يحمل ما زعموا من تخليط وخلل وفساد على
أنه من عبث الوراقين وجهل النساخ، كان يسيرا.
لو حسنت النببة، أن يقوم الكتاب،
__________
(1) المزهر 1 / 80 (2) المزهر 1 / 86.
(3) المزهر 1 / 86.
[*](1/25)
ويصحح ما فيه من خطأ، وينبه على ما فيه من تصحيف لم يسلم منه كتاب في ذلك الزمان.
ولكن الزبيدي لم يفعل شيئا من ذلك، بل عمد، استجابة الامر المستنصر بالله إلى " اختصار الكتاب المعروف بكتاب العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي بأن يؤخذ عنه عبونه، ويلخص لفظه ويحذف حشوه، ويسقط فضول الكلام المتكررة فيه، لتقر بذلك فائدته، ويسهل حفظه، ويخف على الطالب جمعه " (1) .
لقد أراد أبو بكر الزبيدي باختصاره العين أن يحسن إليه فأساء إليه إذا حذف منه " شواهد القرآن والحديث وصحيح أشعار العرب " (2) ، وتركه جسما بلا روح.
وأبو بكر الزبيدي تلميذ أبي علي القالي، وعنه تلقى الدعوة إلى التشهير بكتاب العين ورميه بالتخليط، والخلل والفساد، فقد ارتحل القالي إلى ربوع الاندلس وحمل معه السجستاني، وأشاعه في تلك الربوع، وألف معجما بناه على كتاب العين، لكنه سماه بالبارع غمزا لكتاب العين، وإيهاما بفضله عليه، كما فعل الازهري في المشرق حين سمى كتابه بتهذيب اللغة لذلك.
على أن أبا علي بتأثير شيخه ابي بكر بن دريد، وبالتزامه مقابلة نسخ العين بأمر من الحكم المستنصر بالله لم ير مناصا من الاعتراف بواقع الامر، وبتصحيح نسبة الكتاب إلى الخليل، ولذلك حين صنف (البارع) نسب كل ما فيه إلى الخليل، ولم ينسب شيئا فيه إلى الليث، كما دأب الازهري عليه، وقد مربنا أمثلة ذلك.
وقد أتيح لدارس محدث عني بتحقيق نص من البارع أن يوازن بين ما رواه عن
الخليل في هذا الجزء وهو معظمه وما جاء في نسختي كتاب العين اللتين وقف عليهما " فإذا بالكتابين [يعني البارع والعين] ومتطابقان حذو القذة بالقذة " (3) .
وينتهي هذا الدرس إلى ان يقول: " بهذا يكون البارع أقدام نسخة وصلت إلينا من
__________
(1) الورقة (ء (من مختصر العين (نسخة مدريد) .
(2) المزهر 1 / 88.
(3) البارع تحقيق الدكتور هاشم الطعان ص 66.
[*](1/26)
كتاب العين ".
ولو كان من هم هذا الدارس أن يوازن بين منا نقله من العين وما في نسخ العين لعرف أن " تهذيب اللغة " نسخة قديمة أخرى لكتاب العين زيد عليها نقول عن أعلام اخرين فعل القالي في البارع.
ومن المستغرب الن تجوز هذا الافعولة على الدارسين المحدثين فيستمسك بها للطعن في نسبة " العين " إلى الخليل بدون تثبت ولا تحقيق.
وبعد الوقوف على أهم نسخ العين الموجودة ومقابلتها بما في التهذيب والبارع والمقاييس والمحكم، وبما حكته أمات المعجمات هنا وهناك تراثا نصل إلى نقطتين مهمتين: الاولى: أن كتاب " العين " بتأسيسه وبحشوه، وببيانه وتفسيره واستشهاده، إنما هو كتاب الخليل، لانه بعمله وعقله أشبه.
الثانية: أن كتاب العين بالرغم مما قيل فيه، ومما مني به من جحود وتحامل وتشهير، وبالرغم مما فعل به تقادم الزمن وعبث الوراقين ... كان مصدر إلهام اللغويين الذين احتذوه، ونهجوا نهجه، بل كان المادة الاساس لمعجماتهم وارائهم في اللغة وفقهها، كان مصدر إلهام اللغويين الذين احتذوه، ونهجوا نهجه، بل كان المادة الاساس لمعجماتهم وارائهم في اللغة وفقهها، كان نقلة عظيمة نقلت التأليف المعجمي من طور السذاجة إلى طور النضج والاكتمال.
وإذا كان أحمد بن فارس اللغوي والجوهري وغيرهما قد اختطوا لمعجماتهم رسما جديدا، وبنوها على أسس جديدة فقد كان ذلك، بلا ريب، من تأثير العين وتوجيهه.(1/27)
طريقة الكشف عن الكلمات في " العين "
عرفنا قبل قليل أن كل حرف من الحروف الصحاح يحتوي ستة أبواب، هي: باب الثنائي، وباب الثلاثي الصحيح، وباب الثلاثي المعتل، وباب اللفيف، وباب الرباعي، وباب الخماسي.
باب الثنائي من كل حرف يحتوى الكلمات الثنائية التي تبدأ بذلك الحرف.
وباب الثلاثي الصحيح يحتوى الكلمات الثلاثية التي تبدأ بذلك الحرف.
وكذلك سائر الابواب.
ومثال الثنائي من حرف العين: عق وعك إلى عم، وكل كلمة منها تمثل مجموعة على حدة، وفي كل مجموعة من الثنائي وجهان أو تقليبان، ففي مجموعة (عق) : عق وقع، وفي مجموعة (عم) : عم ومع.
ولا يترجم لمجموعة (عك) إلا بعد الانتهاء من مجموعة (عق) التي قبلها.
ومثال الثلاثي من حرف العين: عقر وعقم، وكل ثلاثي يمثل مجموعة على حدة تحتوى ستة أوجه أو تقليبات، فمجموعة (عقر) هي: عقر، عرق، قرع، قعر، زعق، رقع.
وقد تكون المجموعة كلها مستعلمة وقد يكون بعضها مستعملا وبعضها مهملا.
ولا يثبت من المجموعة إلا المستعمل.
ومثال الرباعي من حرف العين: عقرب وعلقم، وكل رباعي يمثل مجموعة تحتوي أربعة وعشرين وجها أو تقليبا، أكثر هل مهمل.
ومثال الخماسي من حرف العين: قرعبل، وكل خماسي يمثل مجموعة يندرج فيها عشرون ومئة وجه أو تقليب، ولا يستعمل منه إلا القليل القليل.
والذي جعل (قرعبل) من الخماس من حرف العين هو أن العين أحد أصولها.
وهكذا سائر الحروف الصحاح إلى الميم الذي هو آخرها.(1/28)
وينبغي لمن يريد الوقوف على ترجمعة كلمة في كتاب العين: (1) أن يعرف ترتيب حروف الهجاء الذي قام عليه تأليف كتاب العين، وحروف الهجاء في كتاب العين مرتبة على النحو الآتي: ع ح هـ خ غ - ق ك - ج ش ض - ص س ز - ط د ت - ظ ذ ث - ر ل ن - ف ب م - وا ئ.
ولابد قبل أن نحاول الكشف عن كلمة أن نعرف هذا الترتيب معرفة تامة، لنستطيع أن نحد موقع أي باب من أبواب الكتاب، وأبوابه، بناء على هذا الترتيب، هي: باب العين ثم باب الحاء، ثم باب الهاء إلى باب الميم.
(2) وأن نجرد الكلمة من الزوائد، فكلمة (لمعان) نجدها في باب الثلاثي من حرف العين أي: في باب العين واللاّم والميم معهما وتكون الكلمة حينئذ لمع ولا اعتبار اللالف والنون، لانهما زائدان على أصل البناء، وكلمة (لمع) هي في مجموعة (علم) .
(وكلمة تعاطف) نجدها في باب الثلاثي من حرف العين وفي باب العين والطّاء والفاء معهما.
إي: عطف، بعد تجريدها من الزائدتين التاء والالف.
وكلمة (قرعبلانة) نجدها في باب الخامسي من حرف العين، وفي باب العين والقاف والراء واللام والباء، بعد تجريدها من الالف والنون والهاء، لانهن زوائد.
(3) وأن نرد المعل ألى أصله في الكلمة المعتلة التي فيها إعلال، فكلمة (عطية) بعد تجريدها من الزائد هو الياء والهاء، وبعد إعادة المعل إلى أصله، في باب الثلاثي المعتل من حرف العين، وفي باب العين والطاء والواو ومعهما، أي: عطو، وكانت الواو معلة بسبب سكون الياء قبلها.
ومثلها كلمة (ميعاد) ، نجدها في (وعد) في باب العين
والدال والواو معهما، وكانت الواو قد أعلت بكسر ما قبلها.
(4) وإذا لم يكن في الكلمة (عين) كان الاعتبار للحرف الاسبق في ترتيب الحروف، فكلمة (لهج) مثلا نجدها في باب الثلاثي من حرف الهاء، وفي باب الهاء والجيم(1/29)
واللام معهما، لان الهاء في ترتيب الحروف أسبق من الجيم، والجيم أسبق من اللام.
وكلمة (فرط) نجدها في باب الثلاثي الصحيح من حرف الطاء، وفي باب الطاء والراء والفاء معهما، لان الطاء أسبق من الراء والراء أسبق من الفاء.
وكلمة (سلق) نجد في باب الثلاثي من حرف القاف، وفي باب القاف والسين واللام معهما، لان القاف أسبق من السين، والسين أسبق من اللام.
وكلمة (ميقات) مثلا نجدها في باب الثلاثي المعتل من حرف القاف، وفي باب القاف والتاء والواو معهما، والكلمة بعد تجريدها من الزيادة، وإعادة المعل إلى أصله تكون (وقت) .
(5) وكلمة (وأي) نجدها في اخر باب من أبواب الكتاب، أعني باب الاحرف المعتلة، لانها تتألف من الواو الهمزة والياء وكلهن من أحراف العلة.(1/30)
وصف نسخ كتاب العين
اعتمدنا في التحقيق على المخطوطات التي استطعنا الحصول عليها، وهي ثلاث مخطوطات: 1 - نسخة السيد حسن الصدر المرموز لها بالحرف صلى الله عليه وآله.
ولدينا منها مصورة وهي مكتوبه بخط نسخي واضح، وفيها من الضبط بالشكل، وتاريخ كتابتها هو سنة اربع وخمسين وألف من الهجرة 1054 هجري.
وتقع في 432 لوحة، وفي كل صفحة ثلاثة وعشرون سطرا وفي كل سطر نحو ثماني
عشرة كلمة.
وقد جعلناها الاصل، لانها أقدم النسخ الثلاث وأقلهن خطأ أو تصحيفا.
واللوحة الاولى من هذه النسخة كتب في أعلاها وعند الزاوية اليمنى بخط مغاير لخط النسخة: كتاب العين في اللغة للخليل ابن أحمد رحمه الله وكتب تحت ذلك بخط الرقعة: من كتب مكتبة الامام المغفور له آية الله السيد حسن الصدر في الكاظمية وفي ثلث الصفحة من اسفل سطر ونصف بلغة فارسية كتب اسم الكتاب واسم المؤلف و ... وتحت ذلك حروف الهجاء مرتبة على المخارج، كما رتبها الخليل.
وختمت الصفحة الاخيرة من المخطوطة بهذه العبارة: (فلو تكلفت من الآية اشتقاقا على قياس علامة معلمة لقلت: آية مأياة قد أُيِّيتْ فاعلم إن شاء الله.
هذا اخر كتاب(1/31)
اللغة الموسوم بالعين، وقد وقع الفراغ من كتابته سنه أربع وخمسين بعد الالف وكاتبه الضعيف ابراهيم الاصفهاني.
ب - نسخة طهران المرموز لها بالحرف (ط) تقع في خمسين ومئتي ورقة، في الصفحة منها تسعة وعشرون سطرا وفي كل سطر نحو ثلاث وعشرون كلمة في (المعدل) .
وتاريخ نسخها هو سنة سبع وثمانين وألف من الهجرة 1087 هج، وهي مكتوبة بخط نسخي جميل، وقد ضبطت بعض كلماته ببعض الضبط، واسم كاتبها كما دون في المخطوطة: ابن محمد يوسف مرتضى قلى افشار وهو ناسخ لا
يفرق بين المذكر والمؤنث، ولذلك كثر الخلط والخطأ من هذه الناحية كما كثر فيها التصحيف.
ولدينا منها مصورة كتب على اللوحة الاولى منها، وهي ليست من لوحات الكتاب: اسم الجهة التي تقتني هذه المخطوطة وهي مكتبة مجلس الامة الايراني، واسم الكتاب واسم المؤلف ورقم الكتاب.
أما الصفحة الاولى من الكتاب فكان فيها ما يأتي: (بسم الله الرحمن الرحيم وبحمد الله نبتدئ بالله نستهدي وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل هذا ما ألفه الخليل ابن أحمد البصريّ رحمة الله عليه من حروف اب ت ث (بياض) ما تكلمت مدار كلام العرب وألفاظهم ولا يخرج منها عنه شي ... ) .
وأما الصفحة الاخيرة فقد جاء فيها: (فلو تكلفت من الآية اشتقاقا على قيلس علامة معلمة لقلت آية، مأياة قد أُيِّيتْ فاعلم إن شاء الله تمت حروف المعتلة بحمد الله ومنه، اخر كتاب اللغة الموسوم بالعين عن الخليل بن أحمد رحمه الله عليه) .
وبعد هذا سطران في الصلاة على النبي وذكر صفاته.
وختمت الصفحة بهذه العبارة:(1/32)
(تمت كتاب لغة الموسوم بالعين بعون الله تعالى منه في يوم الثلثا عشرين من شهر ذى حجة الحرام من شهور سنة سبعة وثمانين بعد الالف من الهجرة النبوية المصطفوية على يد الضعيف النحيف المحتاج إلى رحمة الله الملك الغفار ابن محمد يوسف مرتضى قلى افشار عفي عنهما وغفر ذنوبهما وستر عيوبهما) .
ج - نسخة مكتبة المتحف المرموز لها بالحرف (س) وهي مكتوبة بخط فارسي واضح وليس فيها أثر لضبط بالشكل، وفيها زيادة أحيانا
وفيها تصحيف إلا أنه أقل مما في (ط) وليس فيها ما في (ط) من خلط بين المذكر والمؤنث لان الناسخ عربي صليبة.
ولدينا منها مصورة تقع في أربع مئة لوحة ولوحة، وهي مقسومة نصفين متعادلين تقريبا، يقع النصف الاول في ثلاث ومئتي لوحة، والنصف الثاني في ثمان وتسعين ومئة لوحة.
وفي الصفحة منها خمسة وعشرون سطرا، وفي كل سطر نحو خمس عشرة كلمة في (المعدل) .
وقد ثبت في اللوحة الاولى فهرس النصف الاول وأوله خطبة الكتاب واخره باب الخماسي من حروف الغين.
وفي الصفحة الاولى من الكتاب هذه العبارة: (هذا كتاب العين في اللغة العربية) للخليل بن أحمد الفراهيدي بسم الله الرحمن الرحيم بالله نستهدي وعليه نتوكل فهو حسبنا ونعم الوكيل هذا ما ألفه الخليل ابن أحمد البصري من حروف اب ت ث مما تكلمت به العرب في مدار كلامهم وألفاظهم فلا يخرج منها عنه شئ) .
وختم النصف الاول بباب الخماسي من حرف الغين وزيادات من الرباعي واخر عبارة من هذا الباب: (" المتلغذم: الشديد الاكل " تم حرف الغين) .(1/33)
وكتب الناسخ بعد هذا: (وقد انجز النصف الاول من كتاب العين بقلم الجاني ذى المساوى محمد بن الشيخ طاهر السماوي في النجف في اليوم الخامس عشر من محرم الحرام من سنة ألف وثلاثمائة وأربع وخمسين من الهجرة على نسخة سقيمة بالتحريف فصححت هذه النسخة إلا ما قل بمراجعة كتب اللغة، وفرغت حامدا مصليا مستغفرا) .
وبدئ النصف الثاني بأول باب القاف، وختم بهذه العبارة: (وقد نجز النصف
الثاني من الكتاب المسمي بالعين المنسوب إلى الخليل بن احمد بقلم أقل العباد ذي المساوي محمد بن الشيخ طاهر المعروف بالسماوي في النجف في اليوم التاسع والعشرين من صفر الخير سنة ألف وثلاثمئة وخمسين من الهجرة على نسخة كثيرة التحريف والتصحيف قاسيت فيها عرق القربة، وصححت فيها حسب الجهد حامدا الله مصليا على رسوله واله مسلما) .(1/34)
وجه الورقة الاولي من نسخة طهران ورمز إليها ب " ط "(1/35)
ظهر الورقة الاخيرة من نسخة " ط " ملاحظة: لم نستطع تصوير نموذجين من النسخة " ص " لاسباب طباعية.(1/37)
وجه الورقة الاولى من نسخة خزانة المتحف العراقي ورمز إليها ب " س "(1/39)
ظهر الورقة الاخيرة من نسخة " س "(1/41)
منهجنا في التحقيق
إن الهدف الاول في التحقيق هو تقويم النص المراد تحقيقه، وإخراجه على صورة صحيحه سليمة، كما صدر عن مؤلفه أو قريبا من ذلك، وقد خطونا من أجل تحقيق هذا الهدف ما يأتي من خطوات: (1) اعتمدنا نسخة (الصدر) فجعلناها الاصل، لانها أقدم النسخ التى وصلت إلينا واتخذنا الصلى الله عليه وآله رمزا لها، وليست هي خلوا من التصحيف أو الخطأ، ولكنها أفضل
من النسختين الاخريين، وهي بخط نسخي واضح، مضبوط بالشكل جزئيا.
واعتمدنا في ضبط النص الذي انتهينا إليه بهد التحقيق والمقابلة بين النسخ الثلاث، كتب اللغة، والمعجمات المحققة المطبوعة التي بين أيدينا، ولا سيما المعجمات الآخذة عن (العين) المقتبسة لنصوصه، المحتفظة بألفاظه وعباراته، وفي مقدمتها تهذيب اللغة للازهري، والمحكم لابن سيده، وكان لسان العرب في مقدمة المعجمات العامة، لانه اعتمد المصادر التي اعتمدناها بل احتواها برمتها.
(3) وحاولنا ان نقلل من الهوامش أو الحواشي إلى أقل مقدار واف بالقصد، (4) ثم خرجنا معظم الشواهد من الشعر، واكتفينا بالاشارة إلى رواية الديوان، أو مصدر واحد من المصادر القديمة المحققة.
(5) وضبطنا الآيات الكريمة بالشكل، وأشرنا إلى سورها وأرقامها وحصرناها في أقواس التنصيص.
أما الاحاديث فقد خرجنا بعضها من كتب الصحاح وبعضها من صحاح كتب اللغة المعتمدة التي تستشهد بها.
(6) ورأينا في ترتيب المفردات داخل أبوابها اضطرابا، وخروجنا على النظام الذي وضعه الخليل، واحتذاه فيه الدارسون الذين نهجو على نهجه في معجماتهم، وليس من المقبول البتة أن تلتزم هذه المعجمات بنظام الخليل الدقيق ولا يلتزم به (العين) كتاب الخليل.(1/43)
فأرجعناها إلى الترتيب الاصيل لينسجم الكتاب في ترتيب مفرداته مع ما اختطه الخليل وما سار عليه القالي والازهري وابن سيده وغيرهم.
فحين يكون الباب مثلا: باب العين والضاد والباء تكون الكلمة الاولى التي يترجم لها هي كلمة (عضب) ، ثم يليها مقلوبها، وهكذا فإذا لم تكن الكلمة الاولى التي انعقد عليها الباب مستعملة فإن ما يليها من مقلوباتها أحق بتصدر الباب.
ولكن الذى في النسخ، في الغالب، غير هذا، وقد شاع فيها الاضطراب في
ترتيب مفردات المجموعة الواحدة، ونظن ذلك من عبث النساخ، ولنا من ترتيب الذي قام عليه مختصر العين للزبيدي قدوة، بل نظن ظنا أنه الترتيب الاصيل الذي كان عليه كتاب العين قبل أن يمسخه الزبيدي باختصاره.
(7) ووضعنا ما اقتضى السياق زيادته بين معقوفتين: [] ، وما رأينا تقويمه بين زاويتين:، وأشرنا في الهامش إلى الاصل الذي استبدلنا به، ولم يكن هذا كثيرا بل مواضع معدودات.
(8) ورمزنا نسخ العين بهذه الرموز.
[ص] للاصل وهي نسخة الصدر.
[ط] لنسخة طهران، نسخة مكتبة مجلس النواب.
[س] لنسخة السماوي وهى نسخة مكتبة المتحف في بغداد.
[ك] للجزء الذي طبعه الاب أنستاس الكرملي - 1913.
[م] الجزء المطبوع 1967.
(9) وقصدنا إلى تيسير الرجوع إلى هذا الاثر الجليل فرسمنا للدارس في هذه المقدمة طريق الوصول إلى كلماته، وعززنا ذلك بوضع فهرس للكلمات المترجم لها في كل جزء، مرتبة يحسب أوائلها على ترتيب الحروف المعجمة، أب ت ث ج ح خ الخ ... لشياعه وعلم الدارسين به.
ووضع إزاء كل كلمة رقم الصفحة التي هي فيها.(1/44)
مقدمة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بحمد الله نبتدىء ونستهدي «1» ، وعليه نتوكل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصريّ رحمة الله عليه «2» . من حروف: أ، ب، ت، ث، مع ما تكمَّلَت «3» ، به فكان مدار كلام العرب وألفاظهم.
فلا يخرج منها عنه شيء. أراد أن تَعْرِفَ به العربُ في أشعارها وأمثالها ومخاطباتها فلا يشذُّ «4» .
عنه شَيْء من ذلك، فأَعْمَلَ «5» . فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدىء التأليفُ من أول ا، ب، ت، ث، وهو الألف، لأن الألف حرف معتلّ فلما فاته الحرف الأوّل كَرِهَ أن يَبْتَدِيءَ بالثاني- وهو الباء- إلاّ بعد حُجّةٍ واستقصاء النَّظَر، فدبّر ونظر إلى الحروف كلِّها وذاقَها [فوجد مخرج الكلام كلّه من الحلق] «6» فصيَّر أولاها بالابتداء ادخَلَ حرف منها في الحلق «7» .
وإنما كان ذَواقه إِيَّاها أنّه كان يَفْتَحُ فاهُ بالألفِ ثم يُظْهِرُ الحَرْفَ. نحو ابْ، اتْ، احْ، اعْ، اغْ، فوجد العيْن ادخَلَ الحروف في الحَلْقِ، فَجَعَلهَا أوّل الكتابِ ثمّ ما قَرُبَ منها الأرفعُ فالأرفع حتى أتَى على آخرها وهو الميم.
فإذا سُئِلَتَ عن كلمة وأردتَ أن تعرِفَ مَوْضِعَهَا. فانظُرْ إلى حُرُوْفُ الكلمةِ، فمهما وَجَدتَ منها واحداً في الكتاب المقدَّم فهو في ذلك الكتاب.
__________
(1) في ط وس: بالله نستهدي.
(2) سقطت جملة الدعاء من س.
(3) كذا في ك أما في ط وص وس: تكلمت. وجاء في س: مما تكلمت به العرب في مدار كلامهم وألفاظهم. وفي التهذيب 2 ب ت ث التي عليها مدار كلام العرب وألفاظها ولا يخرج شيء منها عنها. أراد أن يعرف بذلك جميع ما تكلَّمَتْ به العرب.
(4) كذا في س: بحيث لا يشذ.
(5) كذا في س وك أما في ص فأكمل. وفي ط بياض.
(6) من التهذيب عن العين.
(7) سقطت عبارة في الحلق من ك.(1/47)
وقلَّبَ الخليل ا، ب، ت، ث، فوضعها على قدر مخرجها من الحلق «1» وهذا تأليفه: ع، ح، هـ، خ، غ، - ق، ك- ج، ش، ض، - ص، س، ز- ط، د، ت- ظ، ث، ذ- ر، ل، ن- ف، ب، م- و، ا، ي- همزة قال أبو مُعاذ عبدُ الله بنُ عائذ: حدَّثني الليثُ «2» بنُ المُظَفَّر بن نصر بن سَيَّار عن الخليل بجميع ما في «3» هذا الكتاب.
قال اللَّيث «4» : قال الخليلُ: كلاَمُ العَرَب مبنيّ على أربعةِ أصناف: على الثُنَائِيِّ والثُّلاَثِيّ، والرُّباعيّ، والخماسيّ، فالثُّنائِيُّ على حَرْفَيْنِ نحو: قَدْ، لَمْ، هَلْ، لَوْ، بل ونحوه من الأدوات والزَجْر «5» والثلاثيُّ من الأفعال نحو قولك: ضَرَبَ، خَرَجَ، دَخَلَ، مَبْنيٌّ على ثَلاَثَةِ أحرف.
ومن الأسماء نحو: عُمر «6» وجَمَلَ وشَجَر مَبْنيٌّ على ثلاثةِ أحرُف.
والرباعي من الأفعال نحو: دَحْرَجَ، هَمْلَجَ، قَرْطَسَ، مبْنيٌّ على أربعةِ أحْرف.
ومن الأسماء نحو: عَبْقَر، وعَقْرَب، وجندب، وشبهه.
والخماسيُّ من الأفعال نحو: اسْحَنْكَكَ «7» واقْشَعَرَّ واسحَنْفَرَ واسبَكَرَّ مبنيّ على خمسة أحرف.
__________
(1) كذا في الأصول إلا في س فقد ورد: فإن الخليل وضع حروف أب ت ث على قدر مخرجها من الحلق، وهذا تأليفها وترتيبها ووضعها.
(2) كذا في ك أما في سائر الأصول: ليث.
(3) سقطت في من ص.
(4) كذا في ك في سائر الأصول: ليث.
(5) كذا في الأصول أما في ك: والحروف. وقد علق الدكتور درويش محقق المطبوعة ص 3 م على الزجر فقال: إنها أسماء الأفعال مثل صه.
(6) كذا في الأصول في ك: عمرو.
(7) كذا في ك في سائر الأصول: اسحنكل.(1/48)
ومن الأسماء نحو: سَفَرْجَلَ، وهَمَرْجَلَ، وشَمَرْدَلَ، وكَنَهْبَلَ، وقَرَعْبَلَ، وعقَنْقَلَ، وقَبَعْثَرَ وشبهه.
والألف التي في اسْحَنْكَكَ واقشَعَرَّ واسْحَنْفَرَ واسْبَكَرَّ ليستْ من أصل البناء، وإنما أُدخِلت هذه الألِفات في الأفعال وأمثالها من الكلام «1» لتكونَ الألِفُ عماداً وسُلّماً لِلِّسان إلى حَرْف البناء «2» ، لأنَّ اللِّسان لا ينطلق بالساكِن من الحروف فيحتاجُ إلى ألفِ الوَصْل «3» إلاّ أنَّ دَحْرَجَ وهَمْلَجَ وقَرْطَسَ لم يُحْتَجْ فيهنَّ إلى الألفِ لتكونَ السُلَّم فافْهَمْ إنْ شاءَ اللهُ.
اعلم أن الراء في اقشعر واسبكر هما راءانِ أُدغِمَتْ واحدة «4» في الأخرى.
والتَّشديدُ علامةُ الإدغام.
قال الخليل: وليس للعرب بناء في الأسماء ولا في الأفعال أكثر من خمسةِ أحرُف، فمهما وَجَدْتَ زيادة على خمسة أحرف في فِعل أو اسم، فاعلم أنَّها زائدة على البناء. وليسَت من أَصْل الكلمة، مثل قَرَعْبلانة، إنما أصْلُ بنائها: قَرَعْبَلَ، ومثل عنكبوت، إنما أصل بنائها عَنْكَب.
وقال الخليل: الاسم لا يكون أقلَّ من ثلاثةِ أحرف. حرف يُبْتَدَأُ به. وحرف يحشى به الكلمة، وحرف يُوْقَفَ عليه، فهذه ثلاثة، أحرف مثل سَعْد وعُمَر ونحوهما من الأسماء «5» .
بُدِيءَ بالعين وحُشِيَتْ الكلمة بالميم ووُقِفَ على الراء. فأمّا زَيْد وكَيْد فالياء مُتَعَلِّقَة لا يعتد بها.
__________
(1) كذا في ط وس وك في ص: الكلمة.
(2) كذا في الأصول أما في ك الحرف الساكن.
(3) الجملة ابتداء من قوله: (لأن) إلى قوله: ألف الوصل هي من ك في ص: لأن حرف اللسان ينطلق بنطق الساكن من الحروف. وفي ط: لأن اللسان ينطلق بالساكِن من الحروف.
(4) في س وك: الواحدة.
(5) سقطت من الأسماء من ط وس(1/49)
فإن صَيَّرْت الثنائيّ مثل قَدْ وهَلْ ولَوْ اسما أدخَلْتَ عليه التَّشديد فقلت: هذه لوٌّ مكتوبةٌ، وهذه قدٌّ حَسَنَةُ الكِتْبة، زِدْتَ واوا على واو، ودالاً على دال، ثم أَدْغَمْتَ وشَدَّدْتَ.
فالتَّشديدُ علامةُ الإدغام والحَرْفُ الثالثُ كَقَوْل أبي زُبيد الطائيّ: «1»
ليتَ شعري وأين مني ليت ... إن ليتا وإن لوا عناء
فَشَدَّدَ لَوّاًً حين جعله اسماً.
قال ليث: قلت لأبي الدقيش: هل لك في زُبْد ورُطَب؟
فقال: أشَدُّ الهَلِّ وأوحاه «2» ، فشدَّد اللام حينَ جَعَله اسماً. قال: وقد تجيء اسماءٌ لفظها على حرفين وتمامُها ومعناها على ثلاثة أحرف مثل يدٍ ودَمٍ وفَمٍ، وإنما ذَهَبَ الثالث لِعِلَّةِ أنها جاءت سواكن وخِلْقَتُهَا «3» السُّكون مثل ياء يَدَيْ وياء دَمَيْ «4» في آخر الكلمة، فلما جاء التنوين ساكناً اجتمع ساكنان فَثَبَتَ التنوين لأنه إعراب وذهب الحرفُ الساكن، فإذا أردتَ معرفَتها فاطلُبْها في الجمع والتَّصغير كقَولهم: أَيْديهم في الجَمع، ويُدَيَّة في التَّصْغير. ويوجَد أيضاً في الفعل كقولهم: دَمِيَتْ يَدُهُ، فإذ ثَنَّيْتَ الفم قلتَ: فَمَوَان، كانت تلك الذاهبة من الفم الواو.
قال الخليل: بل الفَمُ أصلُه فَوَهٌ كما ترى والجمع أفواه، والفعل فاهَ يَفُوهُ فَوْها، إذا فَتَحَ فَمَهُ للكلام
__________
(1) كذا في ص أما في ط وس: أبو زيد، وفي ك: ابن زيد الطائي والبيت في شعر أبي زبيد الطائي ص 24.
(2) في ط وص وس: وأوخاه. وفي ك: سد الهل وواخه. وجاء في اللسان هلل: قال ابن بري، قال ابن حمزة: روى أهل الضبط عن الخليل أنه قال لأبي الدقيش أو غيره: هل لك في تمر وزبد؟ فقال: أشَدُّ الهَلِّ وأوحاه. وفي رواية: أسرع هل وأوحاه.
(3) في م وك: وخلفها.
(4) في م وك: مثل بأيد، وبأدم.(1/50)
قال أبو أحمد حمزة بن زرعة: قوله: يدٌ دَخَلَهَا التنوين وذكر أنَّ التَّنوين أعرابٌ، (قلت «1» بل) الإعراب الضمَّة والكسرة التي تلزم الدال في يد في وجوه، والتَّنوينُ (يُميِّزُ بين) «2» الاسم والفعل، ألا ترى أنك تقول: تفعَلُ فلا تجد التنوين «3» يدخلُها، وأ لا ترى أنك تقول: رأيتُ يَدَكَ، (وهذه يَدُكَ) «4» وعَجبتُ من يَدِكَ فتُعرب الدالَ وتطرح «5» التَّنوينَ. ولو كان التنوينُ هو الإعراب لم يسقط. فأما قوله:
فَمَوان فإنه جعل الواو بدلاً من الذاهبةِ. فإن الذاهبةَ هي هاء وواو، وهُما إلى جنب الفاء «6» ودخلَتْ الميمُ عِوضاً منهما. والواو في فَمَوَين دَخَلَتْ بالغَلَط، وذلك أنَّ الشاعر، يَرَى «7» ميماً قد أُدخلت في الكلمة فيَرى أن الساقطَ من الفم هو بعد الميم فيُدخل الواو مكانَ ما يظُنُّ أنّه سقَطَ منه ويغلَطُ «8» .
قال الخليل: إعلم أنَّ الحروف الذُلْقَ «9» والشَّفَوِيَّةَ ستَّة وهي: ر ل ن، «10» ف، ب، م، وإنَّما سُمِّيَتْ هذه الحروف ذُلْقا لأن الذلاقة في المنطق إنّما هي بطَرَف أَسَلة اللَّسان والشفتين وهما مدرجتا هذه الأحرف الستة، منها ثلاثة ذليقة «11» ر ل ن، تخرج من ذَلْقَ اللسان من (طَرَف غار الفم) «12» وثلاثة شفوية: ف ب م، مخرجها من بين الشَّفَتيْن خاصة، لا تعمَلُ الشَّفتان في شَيء، من الحُرُوف الصَّحاح إلاَّ في هذه الأحرف الثلاثة
__________
(1) كذا في ك وفي ط وص وس: بياض.
(2) كذا في س وفي ط وص: بياض، وفي ك: يوجد في.
(3) كذا في ك أما في ط وص وس: لم تجد التنوين.
(4) كذا في ك أما في ط وص: وهذه وعجبت من يدك.
(5) سقطت تطرح من ط وص أما في س: ولم نجد.
(6) كذا في الأصول أما في س: الواو.
(7) كذا في ط وص أما في ك وس: رأى
(8) كذا في ط وص أما في س: تلفظ
(9) في م: الذلق بفتحتين.
(10) كذا في س أما في سائر الأصول: ر أن.
(11) كذا في الأصول أما في ك: ذولقية.
(12) سقطت من س.(1/51)
فقط، ولا ينطلق اللَّسانُ إلا بالرَّاء والّلام والنون. وأما سائر الحروف فإنَّها ارتفعَتْ فوق ظهر اللَّسان من لَدُنْ باطِن الثنايا من عند مَخْرَجْ التاء إلى مخرج الشين بين الغارِ الأعلَى وبين ظَهْر اللَّسان. ليس للَّسان فيهِنَّ عَمَلُ «1» كثُر من تحريك الطبقتين «2» بهنَّ، ولم ينحرفْنَ عن ظهر اللَّسان انحراف الرَّاء والّلام والنَّون. وأمَّا مَخْرَج الجيم والقافِ والكافِ فمن بين عكدة اللَّسان وبين اللَّهاة في أقصى الفَم. وأما مَخْرَجُ العين والحاء و (الهاء) «3» والخاء والغين فَالْحَلْقُ وأمّا الهَمْزة فَمَخْرَجُها من أقصَى الحَلْق مَهْتُوتة مضغوطَة فإذا رُفِّه عنها لانت «4» فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحُروفِ الصَّحاح.
فلمَّا ذَلَقَتِ الحُروفُ السِّتَّةُ، ومَذَلَ بِهِنَّ اللِّسان وسَهُلَتْ عليه في المَنْطِقِ كَثُرَتْ في أَبنِيَةِ الكلام، فليس شَيْءٌ من بِناء الخماسيِّ التَّامِّ يَعْرَى منها أو من بعضها.
قال الخليل: فإن وَرَدَتْ عليك كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من حروف الذَلَق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أنَّ تلك الكلمة مُحْدَثة مُبْتَدَعة، ليست من كلام العرب لأنك لست واجداً من يسمع «5» من كلام العرب كلمة واحدة رباعيَّة أو خماسيَّة إلاَّ وفيها من حروف الذَلَق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر.
قال الليث: قلت: فكيف تكون الكلمة المولدة المبتدعة غير مشوبة بشيء من هذه الحروف؟ فقال: نحو الكَشَعْثج والخَضَعْثَج والكَشَعْطَج «6» وأشباهِهِنَّ، فهذه مولَّدات لا تجوز في كلام العرب، لأنه ليس فيهن «7» شيء من حروف الذَلَق والشفوية فلا تَقْبَلنَّ منها
__________
(1) كذا في الأصول أما في ص: أعمل.
(2) كذا في ط والتهذيب أما في ص: الطبقتين.
(3) سقطت من: س وك.
(4) كذا في ط وك وس أما في الأصل: ما يحلق، وفي التهذيب فمن الحلق.
(5) سقطت من ص وك.
(6) في س: الكشغضج وفي ص: السعضج، وقد جاءت في التهذيب على النحو الذي أثبتناه.
(7) سقط من س وك.(1/52)
شيئاً، وإنْ أشبَهَ لفظهم وتأليفهم، فإن النحارير منهم ربَّما ادخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللَّبس والتَعنُّيت «1» .
وأما البناءُ الرباعيُّ المُنبَسطِ فإنَّ الجُمهور الأعظم منه لا يَعْرَى من الحروف الذُلْق أو من بعضها، إلاَّ كلمات نحوا من عشر كأن شواذَّ «2» .
ومن هذه الكلمات: العَسْجَدُ والقَسْطوس والقُداحِس والدُعشُوقةُ والهُدْعةُ والزُهْزُقَةُ وهي مُفَسَّرة في أمكنتها «3» .
قال أبو أحمد حمزة بن زرعة هي كما قال الشاعر:
ودُعشوقة فيها تَرَنَّحَ دَهْثَم «4» ... تعشَّقْتُها ليلا وتَحْتي جُلاهِقُ «5»
وليس في كلام العرب دُعْشوقة ولا جُلاهِق، ولا كلمة صَدْرُهَا نَرَ وليس في شيء من الأَلْسن ظاءً غير العربية ولا من لِسانٍ إلا التَنُّور فيه تَنُّور.
وهذه الأحرف «6» قد عَرينَ من الحروف الذُلْق، ولذلك «7» نَزَرْنَ فَقَلَلْنَ. ولولا ما لزمَهُنَّ من العين والقاف ما حَسُنَّ على حال. ولكن العين والقاف لا تدخلان في بناء إلا حَسَّنَتَاه، لأنهما أطلق الحروف وأضخمها جَرْسا.
فإذا اجتمعا أو أحدهما في بناء حَسُنَ البناء لنَصاعتهما، فإنْ كان البناءُ اسماً لَزِمَتْهُ السِّين أو الدَّال مع لزوم العَيْن أو القاف، لأن الدَّال لانَتْ عن صلابة الطَّاء
__________
(1) نقل السيوطي في المزهر 1/ 138 قول الخليل وقد أخذه السيوطي عن ابن فارس في الصاحبي من 3، وفي س: فإن المجاورين بينهم.... وفي ك: فإن دخيل النجار يرميهم بها..
(2) في ك من عشرين هي كالشواذ
(3) في ك: هن
(4) في ص: ترمح وهنم، وفي ط: نرمح وهينم والذي أثبتناه مما يقتضيه المعنى أو الوزن.
(5) كذا في س أما في ص وط: حلامق.
(6) في س وك: الحروف.
(7) كذا في التهذيب أما في الأصول: كذلك.(1/53)
وكزازتها، وارتَفعت. عن خُفُوت التّاء فَحَسُنَتْ. وصارت حالُ السِّين بين مَخْرَجِ الصَّاد والزاي كذلك، مهما جاء من بناء اسم رباعي منبسط معرى من الحروف الذُلْق والشَّفَويَّةِ فإنّه لا يَعْرَى من أحدِ حَرْفَي الطَّلاقةِ أو كليهما، «1» ومن السين والدال أو أحدهما، ولا يضُرُّ ما خالف من سائر الحروف الصُتْم. فإذا ورد عليك شيء من ذلك فانظر ما هو من تأليف العرب وما ليس من تأليفهم نحو: قَعْثَجْ ونَعْثَج ودَعْثَج لا يُنسَب إلى عربية ولو جاء عن ثِقَة لم يُنْكَر ولم نَسْمَع به (ولكن ألَّفناه ليُعَرف صحيحُ بناءِ كلام العرب من الدخيل) «2» .
وأمّا ما كان من رباعيَّ منبسط معرى من الحروف الذلق حكاية مؤلفة نحو:
دَهداق وزهزاق «3» وأشباهه فإن الهاء «4» والدال المتشابهَتَيْن مع لُزوم العين أو القاف مُستحسَن «5» . وإنما استحسنوا الهاء في هذا الضرب للينها «6» وهشاشتها. وإنما هي نَفَس، لا اعتياص فيها.
وإن كانت الحكاية المؤلفة غير مُعَّراة من الحروف الذُلْق فلن يضُرَّ كانت فيها الهاء أو لا نحو: الغَطمطة «7» وأشباهها. ولا تكون الحكاية مؤلفة حتى يكون حرف صدرها موافقا لحرف صدر ما ضُمَّ إليها في عَجْزها، «8» فكأنَّهم ضمُّوا د هـ إلى د ق فألَّفوهما، ولولا ما جاء فيهما من تشابه الحرفين ما حَسُنت الحكاية فيهما لأنَّ الحكايات الرباعيات لا تخلو من أن تكونَ مُؤلَّفة أو مُضاعَفة.
فأمَّا المُؤلَّفةُ فعلى ما وصَفْتُ لك وهو نَزْر قليل. ولو كان الهُعْخُع من الحكاية لجاز
__________
(1) في ص: كلاهما.
(2) في ص: ولكن عانينا هذا العناء ليعرف
(3) الزيادة من التهذيب.
(4) بياض في جميع النسخ.
(5) سقطت الكلمة مستحسن من ص وس وط.
(6) في ص: للبثها.
(7) في ص: العطمط، وفي س: العصمطيط، وفي ك: الدقدقة، وسقطت من ط.
(8) في ك وس: وعجزها موافق لحرف عجز ما ضُمَّ إليها.(1/54)
في قياس بناء تأليف العرب، وإن كانت الخاء بعد العين، لأن الحكاية تحتمل من بناء التأليف ما لا يحتمل غيرها بما يُريدون من بيان «1» المَحكيّ. ولكن لمّا كان الهعخع، فما ذَكَرَ بعضُهم اسماً خاصّاً، ولم يكن بالمعروف عند أكثرهم وعند أهل البَصَر والعلم منهم «2» ردّ ولم يُقْبَلْ. وأما الحكايةُ المُضاعفَة فإنها بمنزلة الصَّلْصلة «3» والزَّلْزِلَةِ [وما أشبهها] «4» يتوهمون في حُسن «5» الحركة ما يتوهمون في جَرْس الصوت «6» [يضاعفون لتستمر] «7» الحكاية في وجه التصريف. والمضاعف في [البيان] «8» في [الحكايات وغيرها] «9» ما كان حرفا عجزه مثل حَرْفَي صدره وذلك بناء يستحسنه [العَرَبُ] «10» فيجوز فيه من تأليف الحروف جميع ما جاء من الصحيح والمعتلّ ومن الذُّلْقِ [والطُّلْق] والصُّتْم، وينسب إلى الثنائي لأنه يضاعفه، ألا تَرى الحكايةِ أنّ الحاكي يَحكي صَلصلة اللجام فيقول صَلْصَلَ اللّجَام، «11» ، وإن شاء قال: صَلَّ، يُخّفِّفُ مرّة اكتفاء بها وإنْ شاء أعادها مرتين أو أكثر من ذلك فيقول: صل، صَل، صَل، يتكلّف من ذلك ما بدا له.
__________
(1) في ك: تبيان.
(2) في ك: ولا سيما عند أهل البصر ...
(3) في ص وك: الصل، أما في ط: الصتم ويليه فراغ وفي س: بمنزلة ضم الصلة والزلة.
(4) كذا في التهذيب وبياض في ص وط.
(5) كذا في ط والتهذيب وفي ص: أحسن أما في ك حسن.
(6) كذا في التهذيب، أما في ص: يصوت، وفي ط: بياض.
(7) كذا في التهذيب، أما في ص: بياض.
(8) كذا في ط وس أما في ص: بياض.
(9) كذا في التهذيب.
(10) كذا في س أما في ك: العربي ولم يرد في ص وط.
(11) لم يرد في الأصول وأثبتناه من التهذيب أما في ك: ألا ترى في نقل حكاية جرس اللجام أن الحاكي....(1/55)
ويجوز في حكاية المضاعَفة «1» ما لا يجوز في غيرها من تأليف الحروف، ألا تَرَى أنّ الضَّادَ والكاف إذا أُلِّفَتَا فبُديء «2» بالضَّادِ فقيل: ضك «3» كان تأليفا لم يحسُن في أبنية الأسماء والأفعال ألا مفصولا بين حَرْفَيه بحرف لازم أو أكثر من ذلك الضَّنْك والضحك وأشباه ذلك. وهو جائز في المضاعف نحو الضَّكضاكة من النساء. فالمضاعَفُ جائز فيه كل غَثّ وسَمين من الفصول «4» والأعجاز والصُّدور وغير ذلك. والعربُ تشتَقُ في كثير من كلامها أبنية المضاعف «5» من بناء الثلاثي «6» المُثقَّل بحَرْفَيْ التضعيف ومن الثلاثي المعتلّ، ألا ترى أنَّهم يقولون: صلَّ اللّجَامُ يصل صليلا، فلو حكيت ذلك قلت: صَلَّ تَمُدُّ اللام «7» وتثقّلها، وقد خَفَّفتَها في الصلصلة وهما جميعا صوت «8» اللّجَامُ «9» ، فالثِّقَل «10» مدٌّ والتضاعُف ترجيعٌ يَخِفُّ «11» فلا [يتمكّن لأنّه على حَرفين] «12» فلا يتقدَّر «13» للتصريف حتى يُضَاعَفَ أو يُثَقَّل [فيجيءُ كثير منه مُتَّفقا] «14» على ما وصفت لك، ويَجيء منه كثير مختلفاً نحو قولك: [صَرَّ الجندب صريرا] «15» وصرصر الأخطب صَرْصَرَة، فكأنّهم تَوَهَّموا في صوت الجندب مدا و [توهموا] «16» في صوت الأخطب ترجيعا. ونحو ذلك كثيرٌ مختلِفٌ.
__________
(1) كذا في الأصول أما في التهذيب وس: المضاعف.
(2) كذا في ص وط أما في ك: إذا التقتا بدىء، وفي س: إذا التقتا اقتداء ...
(3) كذا في ك وس والتهذيب أما في ص وط: ضل.
(4) كذا في ك أما في سائر الأصول: المفصول.
(5) كذا في ك والتهذيب أما في ص وط: بالمضاعف وفي س: للمضاعف.
(6) في التهذيب: الثنائي.
(7) في ص: صل اللام تمد اللام.
(8) كذا في التهذيب، وفي ص وط: بياض.
(9) في ص: الحمام، وبياض في ط وقد أثبته من التهذيب.
(10) في ص: الثقيل، وفي س: فالمثقل.
(11) في ك: ترجيع وتخفيف في إعادة، وفي س: والمضاعف ترجيع يخف. وفي التهذيب: والتضعيف ترجيع لأن الترجيع يخف.
(12) زيادة من التهذيب.
(13) في ص: فلا ينفد. أما في ط فالكلمة مهملة وفي التهذيب: فلا ينقاد. وفي ك: فلا تتعد بالتصريف.
(14) زيادة من التهذيب.
(15) زيادة من التهذيب.
(16) زيادة من التهذيب.(1/56)
وأمّا ما يشتقّون من المضاعف من بناء الثلاثي المعتلّ، فنحو قول العجاج:
ولو أنخنا جمعهم تنخنخوا
وقال في بيت آخر:
لِفَحلنا إنْ سَرَّه التَنُوُّخُ «1»
ولو شاء قال في البيت الأول (ولو أنَخْنا جَمْعُهم تَنوّخُوا) «2» ولكنّه اشتقّ (التنوُّخ) من تنوَّخناها فَتَنَوَّخَتْ، واشتقَّ (التَّنَخْنُخَ) من أنَخْنَاهَا، لأنّ أناخ [لمّا جاءَ] «3» مُخَفَّفا حَسُن إخراج الحرف [المعتلّ] «4» منه، وتضاعُف الحرفَيْن الباقيين في (تَنَخْنَخْنا تَنَخْنُخاً) ، ولما ثُقِّلَ قَويت الواو فَثَبَتَتْ في التنُّوخ فافهَمْ. قال الليث: قال الخليل: في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا: منها خمسة وعشرونَ حَرْفاً صِحَاحا لها أحياناً ومدارج «5» ، وأربعة أحرف جُوْف وهي «6» : الواو والياء والألف اللَّينَة. والهمزة، وسُمِّيَتْ جوفاً لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج الَّلسان، ولا من مدارِج الحَلْق، ولا من مدرِج اللهاة، إنَّما هي هاوية في الهواء فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلا الجَوْفَ. وكان يقول كثيرا: الألِفُ اللَّينَةُ والواو والياءُ هوائية أي أنها في الهواء. قال الخليل: فأقصي الحروف كلها العين ثم الحاء ولولا بَحَّة في الحاء لأَشْبَهَت العْيَن لقُرْب مَخْرَجها من العَيْن، ثم الهاء ولولا هَتَّة في الهاءِ، وقال مَّرة ههّة لأَشْبَهَت «7» الحاء لُقْرب مَخْرَج الهاء من الحاء، فهذه ثلاثة أحرف في حَيِّز واحد بعضها أرفع من
__________
(1) بياض في ط والبيت بشطريه، في ديوان العجاج ص 462.
(2) في ط: بياض.
(3) كذا في التهذيب.
(4) كذا في التهذيب.
(5) كذا في م وص وك وس أما في ط وتهذيب اللغة 1/ 48: مدارج.
(6) في ص: خوف أما في س: حرف، وفي التهذيب: وأربعة أحرف يقال لها جوف.
(7) في ص: لاشتبهت وما أثبتناه من الأصول الأخرى.(1/57)
بعض ثم الخاءُ والغَيْن في حيِّز واحد كلَّهُنَّ حلقية، ثم القاف والكاف لهَويتان، والكاف أرفع «1» ثم الجيم والشين والضاد في حيِّز واحد، ثم الصّاد والسِّين والزَّاء في حيِّز واحد، ثم الطاء والدّال والتّاء في حيزِّ واحد، ثم الظاء والذال والثاء في حيز واحد، ثم الراء واللام والنون في حيّز واحد ثم الفاءُ والباءُ والميمُ في حيِّز واحد، ثم الألفُ والواو والياءُ في حيِّزٍ واحد والهمزة في الهواء لم يكن لها حيز تنسب إليه. قال الليث: قال الخليل: فالعين والحاء والخاء والغَيْن حَلْقيّة، لأن مبدأها من الحَلْق، والقاف والكاف لَهَوِّيتانِ، لأنَّ مَبْدَأهُما من اللهَاة. والجيم والشِّين والضاد شّجْريّة لأن مَبْدَأها من شجْر الفم. أي مَفرج الفَمِ، والصاد والسين والزاء أسلية، لأنَّ مبدأها من أسلة اللّسان وهي مُستدَقّ طرف الّلسان. والطاء والتاء والدال نِطْعيَة، لأنّ مبدأها من نطع الغار الأعلى. والظاّء والذّال والثّاء لَثِويّة، [لأنّ مَبْدَأها من الِّلثة. والرّاءُ واللاَّم والنُّون ذَلَقيّة] «2» ، لأنّ مَبْدَأهَا من ذَلَق «3» اللّسان وهو تحديدُ طَرفَي ذلق اللّسان. والفاء والباء والميم شَفَويّة، وقال مّرةً شَفَهيّة لأن مبدأها من الشَفَة. والياء والواو والألف والهمزة هوائية في حَيِّز واحد، لأنّها لا يتعلّق بها شيء، فُنسِبَ كل حرف إلى مَدْرَجَتِه ومَوْضِعُه الذي يَبْدَأ منه. وكان الخليل يُسّمِّي الميم مُطْبَقة «4» لأنّها تطبِق الفم إذا نُطِقَ بها، فهذه صورة الحُرُوف التي أُلِّفَتْ منها العربية على الولاء، وهي تسعة وعشرون حرفاً: ع ح هـ خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ذ ث، ر ل ن، ف ب م، فهذه الحروف الصحاح، وا يء فهذه تِسعة وعشرون حرفا منها أبنيةِ كلامِ العربِ.
__________
(1) كذا في الأصول أما في ص: أربع.
(2) زيادة من التهذيب.
(3) في م: ذلك.
(4) في ط: مطلقة.(1/58)
قال الليث: قال الخليل: اعلم أن الكلمة الثنائيَّةَ تَتَصَرَّف على وَجْهَيْن نحو: قَدْ، دَقْ، شَدْ، دَشُ «1» والكلمةُ الثلاثَّيُة «2» تتصرَّفُ على ستة أوجُه، وتُسمَّى مَسدُوسة «3» وهي نحو: ضرب ضبر، برض بضر، رضب ربض،. والكلمة الرباعية تتصرَّف على أربعة وعشرين وجها وذلك أن حروفها وهي أربعة أحرف تضرب في وجوه الثلاثيِّ الصَّحيح وهي سَّتة أوجه فَتصيرَ أربعة وعشرين وَجْهاً، يُكَتَب مُسْتَعْمَلها. ويُلغى مُهْمَلها، وذلك نحو عبقر تقول منه. عقرب، عبرق، عقبر، عبقر، عرقب، عربق، قعرب، قبعر، قبرع، قرعب، قربع، رعقب، رعبق، رقعب، رقبع، ربقع، ربعق، بعقر، بعرق، بقعر، بقرع، برعق، برقع. والكلمة الخماسية تتصرّف على مائة وعشرين وجها، وذلك أن حروفها، وهي خمسة أحرف تُضرَب في وُجُوه الرُّباعيِّ، وهي أربعة وعشرون حرفا فتصير مائة وعشرينَ وَجْها يُسْتَعْمَل أقَلُّه ويُلغى أكثره. وهي نحو: سَفَرجل، سفرلج، سَفجرل، سجفرل، سجرلف، سرفجل، سرجفل، سلجرف، سلرفج، سلفرج، سجفلر، سرفلج، سجفرل، سلفجر، سرجلف، سجرلف، سرلجف، سجلفر، وهكذا. وتَفْسِيرُ «4» لثُّلاثِّي الصِّحيح أن يكونَ ثلاثةَ أحرُف ولا يكون فيها واوٌ ولا ياءٌ ولا ألفٌ [لينة ولا همزة] «5» في أصلِ البِنَاء «6» ، لأنّ هذه الحُرُوفَ يُقَالُ لها حروف العلل.
__________
(1) في ط: تر، دق، شد، دس.
(2) في التهذيب: الثلاثية الصحيحة.
(3) كذا في ك، والتهذيب أما في ص وط: مسدوسا، وفي س: مسدسة
(4) كذا في ط وس أما في ص وك: تقسيم.
(5) زيادة من التهذيب.
(6) كذا في س والتهذيب أما في ص وط: الباء.(1/59)
فكلّما سَلِمت كلمة على ثَلاثَة أحَرُف من هذه الحُرُوف فهي ثلاثيّ صحيح مثل: ضَرَبَ، خَرَجَ، دَخَلَ، والثلاثيُّ المعتلّ مثل: ضَرَا، ضَرِيَ ضَرُوَ، خَلا، خلي، خلْو لأنه جاء «1» مع الحَرْفَيْن ألفٌ أو واوٌ أو ياء فافهم. وقال الخليل: بَدَأَنَا في مُؤلَّفنا هذا بالعين وهو أقصَى الحروف، ونضُمُّ إليه ما بعده حتى نَسْتَوْعِبَ كلام العرب الواضحَ والغريب، وبدأنا الأبنيةَ بالمُضاعَف، لأنّه أخفُّ على اللّسان وأقرَبُ مأخذا للمتفهم.
2
حرف العين
المضاعَفُ
باب العين مع الحاء والهاء والخاء والغين
قال الخليل بن أحمد: إن العَيْن لا تَأْتَلِف مع الحاء في كلمة واحدة لقُرْب مَخْرَجَيْهما إلا أنّ يُشْتَقَّ فِعلٌ من جمعٍ بين كلمتين مثل حَيَّ على كقول الشاعر:
ألا رُبّ طَيفٍ بَاتَ منك مُعانِقِي «2» ... إلى أن دَعَا داعي الفَلاحِ فَحَيْعَلا
يُريدُ: قال: حَيَّ على الفَلاح أو كما قال الآخر:
فباتَ خيال طيفِكِ لي عنيقاً ... إلى أنْ حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا
أو كما قال الثالث:
أقولُ لها ودمعُ العَينِ جار ... ألَمْ يَحْزُنْكِ حَيْعلة المنادي
فهذه كلمة جُمِعَتْ من حَيَّ ومن على وتقول منه: حيعل يُحَيْعِل حَيْعَلَة، وقد أكثَرَت من الحيعَلة أي من قولك: «3» حَيَّ على. وهذا يشبه قولهم: تَعَبْشَم الرجل وتعَبْقَسَ، ورجل عَبْشَمِيّ إذا كان من عَبْد شمْس أو من عَبْد قَيس، فأخذوا من كلِمتين مُتعاقِبتين كلمة، واشتقُّوا فعلا، قال «4» :
__________
(1) في ك: جامع.
(2) في م: معانيقي.
(3) في ك وس: قول.
(4) (لعبد يغوث بن وقاص الحارثي) (المفضليات قصيدة 30 ص 158.(1/60)
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
نسبها إلى عَبْدِ شَمْسٍٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأَخَذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، واسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة، فهذا من النَّحت فهذا من الحُجَّةِ في قَوْلِهم: حَيْعَلَ حَيْعَلة، فإنها مأخوذة من كلمتين (حَيّ عَلى) . (وما وُجِدَ من ذلك فهذا بابُه، وإلاّ فإنّ العَين مع هذه الحُرُوف: الغين والهاء والحاء والخاء مُهْمَلاَتٌ) «1»
__________
(1) ما بين القوسين من ك وسقطت من سائر النسخ.(1/61)
باب الثنائي الصحيح
العين مع القاف وما قبله مهمل
عق، قع: قال الليث: قال الخليل: العرب تقول: عقَّ الرجل عن ابنِه يعِقُّ إذا حلق عقيقته وذبح عنه شاة وتسمى الشاة التي تذبح لذلك: عقيقة قال ليث: تُوفر اعضاؤها فتطبخ بماء وملح وتطعم المساكين.
ومن الحديث كل امرىء مُرتهن بعقيقتِه.
وفي الحديث: أن رسول الله ص عق عن الحسن والحسين بزِنة شعرهما ورِقاً.
والعِقّة: العقيقة وتُجْمَع عِققاً. والعقيقة: الشَّعر الذي يُولد الولدْ به وتسمى الشاة التي تذبح لذلك عقيقة يقع اسم الذَّبْح على الطعام، كما وقع اسم الجزور التي تنقع على النَّقيعة وقال زهير في العقيقة:
أذلك أم أقبُّ البَطْنِ جَأْبٌ ... عليه من عَقيقته عِفاءُ «1» .
وقال امرؤ القيس:
يا هندُ لا تَنْكِحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا
ويقال: أعقَّتِ الحاملُ إذا نبتتْ العقيقة على ولدها في بطنها فهي مُعقّ وعقوق. العقوق: عُقُق. قال رؤبة:
قد عَتَق الأجدَعُ بعد رِقِّ ... بقارحٍ أو زَوْلَةٍ مُعِقّ
وقال:
َوسْوَس يدعُو مخلصا رَبَّ الفَلَقْ ... سرا وقد أون تأوين العقق
__________
(1) في ديوان زهير رواية الأعلم ص 124 الرواية:
أذلك أم شتيم الوجه جأب.(1/62)
وقال أيضاً:
كالهرويِّ انجاب عن لون السَّرقْ «1» ... طَيّرَ عنها النَّسْرَ «2» حَوليّ العِقَقْ
أي جماعة العِقّة. وقال عدي بن زيد في العِقَّةِ أي العقيقة:
صَخِب التعشير نوّامُ الضُّحى «3» ... ناسل عِقَّتَهُ مثلَ المَسَدْ
ونوى العقوق: نوىً هشٌّ لِّينٌ رخو المضغة. تُعْلَفُه الناقةُ العقوق إلطافا لها فلذلك أُضيف إليها، وتأكلهُ العجوز. وهي من كلام أهل البصرة، ولا تعرفُه الأعراب في بواديها. وعقيقة البَرْق: ما يبقى في السَّحاب من شُعاعه. وجمعه العقائِق، قال عمرو بن كلثوم:
بسُمر من قنا الخَطّيّ لُدْنٍ ... وبيضٍ كالعقائِقِ يَختَلينا «4»
وانعق البرقُ إذا تسَّرب في السَّحاب، وانْعَقَّ الغُبارُ: إذا سطع. قال رؤبة: «5»
إذا العَجاجُ المُستَطار انْعَقَّا
قال أبو عبد الله: أصل العقِّ الشَّقُّ. وأليه يرجع عُقُوقُ الوالِديْنِ وهو قطعُهما، لأنَّ الشّق والقطع واحدٌ، يقال: عَقَّ ثوبه إذا شقَّه. عَقَّ والديه يَعُقُّهُما عَقّاً وعُقُوقاً، قال زهير:
فأصْبَحْتُمَا منها على خَيْر مَوطنٍ ... بعيدَينِ فيها عن عُقوقٍ ومَأْثَمِ
وقال آخر:
ان البنينَ شِرارُهم أمثاله ... مَنْ عَقَّ والدَه وَبرَّ الأبْعَدا
__________
(1) كذا في ط والديوان ص 108 أما في ص وم وك وس: ليل البرق.
(2) في م: النسء.
(3) رواية الديوان ص 44:
صيب التعشير زمزام الضحى
. وفي كتاب الخيل (لأبي عبيدة) :
صخب التعشير مرازم الضحى.
(4) كذا في معجم مقاييس اللغة 4/ 6 وفي جمهرة أشعار العرب ص 77 أما في ط يحتلينا وسائر الأصول الأخرى يجتلينا.
(5) كذا في ك وملحق ديوان رؤبة ص 180 أما في سائر الأصول: (العجاج) .(1/63)
وقال أبو سُفيان بنُ حرْب (لحمزة سيِّد الشُّهداء، يوم أُحُد حين مرَّ به وهو مقتول: ذُقْ عُقَقُ أي ذُق جزاء ما فعلت «1» يا عاقُّ لأنَّك قطعْت رحِمك وخالفت آباءك. والمَعَقَّةُ والعُقوق واحد، قال النابغة:
أحلامُ عادٍ وأجسامٌ «2» مُطَهَّرةٌ ... من المَعَقَّةِ والآفاتِ والإثَمِ
والعقيق: خرز أحمرُ يُنْظمُ ويُتَّخذُ منه الفصوص، الواحدة عَقيقةٌ. (والعقيق وادٍ بالحجاز كأنَّه عُقَّ أي شُقَّ، غلبت عليه الصِّفة غلبةَ الاسم ولِزمتْهُ الألف واللام كأنه جُعِل الشيء بعَيْنِه) «3» ، وقال جرير:
فهَيْهَات هَيْهَاتَ العقيقُ وأهلُه ... وهَيْهَاتَ خِلٌ بالعقيقِ نُواصِلُهْ «4»
أي بَعُد العَقيقُ: والعَقْعَقُ: طائر طويل الذَّيل أبلق يُعَقْعِقُ بصوته وجمعُه عقاعق.
قع: القُعاعُ: ماءٌ مرٌ غليظٌ، ويُجمع أقِعَّة. وأقعَّ القومُ إقعاعاً: أذا حضروا فوقعُوا على قُعاع والقَعْقَاعُ: الطريق من اليمامة إلى الكوفة، قال ابن أحمر:
ولمّا أن بدا القَعْقَاعُ لَحَّتْ ... على شركٍ تُناقِلُهُ نقالا
والقَعْقَعَة: حكاية صوت (السلاح والتِرَسة) «5» والحُلِيّ والجُلود اليابسة والخُطّاف والبكرة أو نحو ذلك، قال النابغة:
يُسَهَّدُ من نوم العِشَاء سَليمُها «6» ... لَحلْي النِّساء في يديه قعاقع
__________
(1) سقط ما بين القوسين من ص وس وأثبتناه من ك وقد امتد السقط إلى آخر المادة في ط.
(2) كذا في الأصول جميعها أما في اللسان عقق: أجساد، وكذلك في الديوان ص 235.
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) البيت في الديوان ص 476 والنقائض وروايته:
فأيهات أيهات العقيق وأهله.
والبيت من شواهد اسم الفعل. انظر أوضح المسالك لابن هشام 2/ 119.
(5) ما بين القوسين من ك.
(6) في الديوان 198 الرواية:
يسهد من ليل التمام سليمها
. وكذلك في اللسان (قعع) .(1/64)
القعاقع جمع قَعْقَعة، قال:
إنّا إذا خُطَّافُنا تَقَعْقَعَا ... وصَرَّت البَكْرَةُ يَوْماً أَجْمَعا
ذلك أنَّ المَلدُوغُ يوضع في يديه شيء من الحُلِيِّ حتى يُحرِّكه به فيُسلِّي به الهم، ويقال: يمنع من النوم لئلَّا يدبَّ فيه السُّمُّ. ورجل قُعْقعانيٌ: إذا مشى سَمِعْت لمفاصِلِ رجلَيه تَقَعْقُعاً. وحمارٌ قُعْقْعانيٌ: إذا حُمِل على العانة «1» صكَّ لَحْييِه. والقَعْقَاعُ مثل القُعْقُعانِيِّ، قال رؤبة:
شاحِي لَحْيَي قُعْقُعانِيّ الصَّلَقْ ... قعقعة المحور خطاف العلق
والأسد ذو قَعاقِع، إذا مشى سمعت لمفاصله صوتاً، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً:
ولا برمٍ تهدي النساءُ لِعرْسه «2» ... إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاء تقعقعا
والقعاقع: ضربٌ من الحجارة تُرمى بها النخل لتَنْثُرَ من تمرها «3» . قال زائدة: القَعْقَعان «4» : ضربٌ من التمر. والقعقع: طائر أبلق ببياض وسواد، طويل المنقار والرَّجْلَين ضخم، من طيور البر يظهر أيّام الرّبيع ويذهب في الشتاء. وقُعَيْقِعَانُ: اسم جبل بالحجاز، تُنحتُ منه الأساطين، في حجارته رخاوة، بُنيَت أساطين مسجد البصرة. ويقال للمهزول قد صار عظاماً يَتَقَعْقَعُ من هزاله. والرَّعدُ يُقعقِعُ بصوته.
__________
(1) في النسخ المخطوطة وكذلك في م: الغاية، وقد أثبتنا الصواب من اللسان والتاج (قعقع) .
(2) في المفضليات ص 528:
ولا برما تهدي النساء لعرسه.
(3) في م: ثمرها
(4) في اللسان: القعقاع: ضرب من التمر(1/65)
باب العين والكاف (ع ك، ك ع)
عك: «1» العُكَّةُ عُكَّة السمن أصغر من القربة، وتُجمع عِكاكا وعُكّا. والأُكَّةُ لغة في العُكَّة فورة الحَرّ شديدة في القيظ، تُجعل الهمزةُ بدل العين. قال الساجعُ: وإذا طلعت العُذرةُ، لم يبق بعُمان بُسرَةٌ، ولا لأكّارٍ بُرَّة، وكانت عُكَّةٌ نكرة على أهل البصرة «2» . وتُجمعُ عكاكا. والعُكَّة: رَمْلَةٌ حمِيتْ عليها الشمسُ «3» . وحرٌ عَكِيكٌ، ويومٌ عَكيكٌ، أي شديد الحرِّ، قال طرفة:
تطرد القُرّ بحرّ صادقٍ ... وعَكيكَ القيظ إن جاء بِقُرّ
يصف جارية وعكيك الصيف: إذا جاء بحرٍ مع سكون الريح وَعَكُّ بن عدنان أو مَعَدّ، وهو أبو قَومٍ «4» باليمن. والعَكَوَّكُ: الرجل القصير المُلَزَّزُ المقتَدرِ الخَلْقِ، إلى القِصَر كله. والمِعَكُّ- مُشَدَّد الكاف- من الخيل: الذي يجري قليلاً فيحتاجُ إلى الضَّرب والعَكَنْكَع: الذَّكر الخبيث من السَّعالِي، قال الراجز يذكر امرأة وزوجها:
كأنّها وهو إذا استَبَّا معا ... غُولٌ تُداهي شَرساً عَكَنْكَعا
كع: رجُلٌ كَعٌ، كاعٌّ- بالتشديد- وقد كَعَّ كُعوعاً: إذا تَلَكَّأ وجَبُنَ، قال:
وإنّي لكَرّارٌ بسيفي لَدى الوغى ... إذا كان كَعُّ القوم للرحل لازما
__________
(1) سقط أكثر هذه المادة من ط.
(2) سقطت نكرة من ط وسائر النسخ الخطية وقد أثبتناها من اللسان (عكك) .
(3) في م: رحلة حيث طلعت عليها الشمس والتصحيح من ط ومعجم مقاييس اللغة 4/ 10.
(4) في ك: اليوم في اليمن.(1/66)
وأكَعَّهُ الفرق عن ذلك، فهو لا يمضي في حَزم ولا عَزْم، وهو العاجز الناكِصُ على عَقِبَيه وكَعْكَعَةُ الخوف تجري مَجْرَى الاكعاع، قال:
كَعْكَعْتُهُ بالرَّجْمِ والتَنَجِّهِ «1» .
والكَعْكُ: الخُبزُ اليابس، قال: «2»
يا حبَّذا الكَعْكُ بلحمٍ مَثْرُودْ ... وخُشْكَنانٍ بسويق مَقْنُودْ
ويقال: أَكَعَّهُ الرّجُلُ عن كذا يُكِعُّه إذا حبسه عن وجهه.
باب العين والجيم (ع ج، ج ع مستعملان)
عج: العَجُّ: رفع الصوت، يقال: عَجَّ يَعِجُّ عجاًّ وعَجِيجا.
وفي الحديث: أفضل الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ
فالعَجُّ رفع الصوت بالتلبية، والثَّجُّ صبُّ الدِّماء، يعني الذبائح، قال ورقة بن نَوْفَل:
وَلوجا «3» في الذي كَرِهَت قُريشٌ ... وإنْ عَجَّتْ بمكَّتِها عَجيجا
وقال العجاج:
حتّى يَعِجُّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجا
والعجاج: الغُبار، والتَّعجيجُ إثارةُ الريح الغبار، وفاعِلُه العَجَّاجُ والمِعْجَاجُ، تقول: عَجَّجَتْهُ «4» الريحُ تَعْجِيجا، وعَجَّجْتُ البيت دخانا حتّى تَعَجَّجَ، أي امتلأ بالدخان. والبعير يَعِجُّ في هديره عجيجا وعجا، قال:
__________
(1) كذا في ديوان رؤبة أما في م: الجبة
(2) كذا في ط واللسان (كعك) جاء في اللسان: وسويق مقنود أو مقند معمول بالقند وهو عصارة السكر إذا جمد.
(3) كذا في ط وص أما في م: ولو جافي.
(4) كذا في الأصول أما في ك: عجعجته.(1/67)
أنعَتُ قَرْما بالهدير عاججا «1»
وعجعجت بالناقة: عطفتها إلى شيء «2» .
جع: جَعْجَعْتُ الإبلَ: حَرَّكْتُها للإناخة. قال الأغلب: «3»
عَوْدٌ إذا جَعْجَعَ بعدَ الهبِّ ... جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالجُبِّ
وجَعْجَعْتُ بالرَّجُل: حبستُه في مجلسِ سُوءٍ. والجعجاع من الأرض: معركةُ الأبطال قال أبو ذُؤيب:
فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفُهُنَّ فهارِبٌ ... بِدِمِاِئِه أو بارك متجعجع.
__________
(1) كذا في الأصول أم في: عجيجا.
(2) في م: الشيء
(3) كذا في التاج وأضاف: قال الصاغاني ليس الرجز (للأغلب) وإنما هو للركين (كذا) والصواب هو (دكين بن رجاء) الراجز. انظر ترجمته في إرشاد الأريب 11/ 113 والأغاني 8/ 149. والسمط 652. ورواية الصاغاني للبيت:
عود إذا جرجر بعد الهب.(1/68)
باب العين والشين (ع ش، ش ع مستعملان)
عش: العُشُّ: ما يتخذُهُ الطائر في رؤوس الأشجار للتَّفريخ، ويُجمّع عِشَشةً واعْتَشَّ الطائر إذا اتَّخذ عُشّا، قال يصف الناقة: «1»
يَتْبَعُها ذو كُدْنَةٍ جُرائِضُ ... الخشبِ الطَّلحِ هصورٌ هائض
بحيثُ يَعْتَشُ الغُرابُ البائضُ
قال: البائض وهو ذَكرٌ، فإن قالَ قائل: الذكر لا يبيض، قيل: هو في البيض سببٌ ولذلك جعله بائضاً، على قياس والِد بمعنى الأب، وكذلك البائض، لأنَّ الوَلَدَ من الوَالِدِ «2» ، والوَلَد والبَيْض في مذهبه شيء واحد. وشجرة عَشَّة: دقيقة القضبان، مُتَفَرِّقتُها، وتجمع عَشَّات، قال جرير:
فما شجرات عيصك في قريش ... بعَشَّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحِ
العِيص: منْبِت خيار الشَّجر، وامرأةٌ عَشَّةٌ، ورجلٌ عَشٌّ: دقيق عظام اليَديْن والرِّجليْن، وقد عَشَّ يَعشُّ عُشوشاً، قال العجَّاج يصف نعمة البدن:
أُمرَّ منها قصبا خَدَلَّجا ... لا قَفِرا عَشَّا ولا مُهبَّجا
وقال آخر:
لعمرك ما ليلى بورهاء عِنْفِصٍ ... ولا عَشَّة خَلْخَالُها يَتَقَعْقَعُ
والرَّجُل يَعَشُّ المعروف عَشّاً، ويَسْقي سَجْلا عَشاً: أي قليلاً نَزْراً ركيكا «3» وعَطِيَّةُ مَعشوشَةٌ: قليلة قال:
__________
(1) البيت (لأبي محمد الفقعسي) انظر اللسان (جرض) .
(2) في ص وط: لأن الولد من الولد.
(3) كذا في ط وص وس أما في ك: بكيا.(1/69)
يُسقيْن لا عَشاً ولا مُصرَّدا
وقال رؤبة:
حجّاجُ ما نيْلك بالمَعْشُوشِ «1» ... ولا جدا وَبْلك بالطَّشيشِ
المَعشُوش: القليل. والمَعَشُّ: المطلب، والمَعَسُّ بالسين لغة فيه، قال الأخطل:
معفرة لا ينكهُ السَّيفُ وسْطها ... إذا لم يكن فيها معشّ لطالب «2»
وأَعْشَشْتُه عن أمره، أي أعجلته، وكذلك إذا ما تَأَذَّى بمَكَانِك فذهب كراهة قُرْبِك. قال الفرزدق يصف قطاة:
ولو تُركت نامتْ ولكنْ أعشَّها ... أذى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعطَّفِ
الحَنِيِّ: القوس، وقول الفرزدق:
عزفْت بأعشاشٍ وما كنْت تعْزِفُ ... وأنكرْت من حدراء ما كنت تعرف
فأعشاش اسم موضع،
وفي الحديث نهى عن تَعشيش الخُبْز
وهو أن يُتْرك منضّداً حتى يتكرَّج، ويقال: عَشَّشَ الخُبْز أي تكرَّج. وقول العرب: عَشِّ ولا تغتر: أي عش إبلك هنا ولا تطْلب أفضل منه، فلَعَّلك لا تجده، ويَفوتُك هذا فتكونُ قد غررت بمالك.
__________
(1) الرواية نفسها في اللسان (عشش) أما في الديوان ص 78.
حارث ما سجلك بالمعشوش
(2) رواية البيت في الديوان ص 56:
إذا لم يكن فيها معس لحالب.
وفي التاج (عشش) : والمعش المطلب قاله الخليل. وقال ابن سيده نقلا عن غير الخليل: هو المعس بالسين المهملة. وفي المحكم عسس) : والمعس المطلب. وفي اللسان (عسس، عشش) بيت (الأخطل) وروايته:
...... معس لحالب(1/70)
شع: شَعْشَعْتُ الشراب: مَزَجْتُهُ، قال عمرو بن كلثوم:
مُشَعْشَعَةٌ كأنّ الحُصّ فيها ... إذا ما الماءُ خالطها سَخينا
يعني أنها مَمزوجة. ويقال للثَّريدَةِ الزُّريقاء «1» : شَعْشَعْتُها بالزَّيْتِ إذا سَغْبَلْتُها به. والشَّعْشَعُ والشَّعْشَاعُ والشَّعْشعان: الطويل العُنُق من كلِّ شيء، قال العجَّاج:
تحْت حِجاجيْ شذْقمٍ مضْبُور ... في شَعْشَعانِ عُنُقٍ مسْجُور
وقال:
يمُطّون من شَعْشَاعِ «2» غير مُوَدَّنٍ
أي غير قصير. وأَشعَّت الشَّمس أي نشرت شُعاعها وهو ما ترى كالرماح ويُجمع على شُعُع وأشِعَّة. وشعاعُ السُّنُبلِ: سفاهُ ما دام عليه يابساً قال أبو النجم:
لِمَّةَ قَفْرٍ كَشَعَاع السُّنْبُلِ
وتطاير القومُ شعاعا، أي مُتفرِّقين، قال سليمان:
وطار الجُفاةُ الغُواةُ العمُون ... شعاعاً تفرّقُ أديانُها
أي عمُون عن دينهم، ولو ضربْت على حائط قصبا فطارت قِطَعا قلت: تفرَّقت شعاعا، قال:
لطار شعاعا رمحه وتشققا
__________
(1) كذا في ص وط واللسان (سغبل، شعع) أما في م: الزبدة الزلقاء.
(2) في م: شعاع.(1/71)
باب العين والضاد (ع ض، ض ع)
عض: العَضُّ «1» بالأسنان والفعل منه عَضَضْتُ أنا وعَضَّ يَعَضُّ. وتقول: كلب عَضُوضٌ وفَرسٌ عَضُوضٌ. وتقولُ: برئت إليك من العِضاض والنَّفار والخِراط والحِران والشِّماس. والعِضُّ: الرجل السِّيء الخُلُق، قال: «2»
ولم أكُ عِضّاً في النَّدامَى مُلَوَّمَا
والجمع أعضاض والعُضُّ: الشَّجر الشَّائِكُ، وبَنُو فُلان مُعِضُّون أي يرْعون العُضَّ. وإبلٌ مُعضَّة: ترعاه. وشارِسة ترْعى الشِّرْس، وهو ما صَغُر من شجر الشَّوْك والعُضُّ: النَّوى المرضُوخ تُعلَفه الإبل، قال الأعشى:
من شراةِ الهِجَان صلَّبَها العُضُّ ... وَرَعْي الحِمى وطولُ الحِيالِ
وطُولُ الحيال ألاَّ تحمِل الناقةُ والتَّعضُوض: ضربٌ من التَّمْر (أسودُ، شديد الحلاوة موطِنُه هَجَرُ وقُراها) «3»
ضع: «4» الضَّعْضَعَة: الخضوع والتذلُّل. وضَعْضَعَهُ الهَمُّ فَتَضَعْضَعَ، قال أبو ذُؤيب:
وتَجلُّدي للشامتينَ أُرِيهُمُو ... أَنِّي لريْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ
وفي الحديث: ما تَضَعْضَعَ امْرؤٌ لاخر يُريدُ به عرض الدنيا إلاَّ ذهب ثُلُثا دِينِهِ
يعنى خضع وذل) «5»
__________
(1) كذا في الأصول أما في م: العض: الشد بالأسنان. وأكثر هذه المادة مضطرب بتقديم شيء على آخر.
(2) هو (حسان بن ثابت.) والشاهد عجز بيت صدره:
وصلت به كفي وخالط شيمتي
انظر الديوان ص 370.
(3) ما بين القوسين زيادة من ك.
(4) اتصلت هذه المادة بسابقتها في ص.
(5) ما بين القوسين من ك.(1/72)
باب العين والصاد (ع ص، ص ع مستعملان)
عص: العُصْعُصُ: أصل الذَّنب ويُجمع عُصوصاً وعَصاعِص، قال ذو الرمة: «1»
توصّل منها بامرِيء القيْسِ نِسْبَةً ... كما نِيط في طُول العَسيبِ العَصاعِصُ
صع: الصَّعْصَعَةُ: التفريق. صَعْصَعْتُهم فَتصَعْصَعُوا وذهبت الإبلُ صَعَاصِعَ أي نادّةً مُتَفَرِّقَةً في وجوهٍ شتى. وصَعْصَعَةُ بن صُوْحان سيِّدٌ معرُوفٌ من رجالِ علي بن أبي طالب رضي الله عنه «2»
__________
(1) في م وسائر النسخ (رؤبة) ، وقد علق الدكتور عبد الله درويش بقوله: ليس في ديوانه. والتصحيح من ط والبيت ليس في ديوان ذي الرمة. وقد رجحت هذه النسبة لأنه لا يمكن أن ينسب إلى (رؤبة) لأنه غير رجز. وفي ملحق ديوان ذي الرمة بيت من وزنه وقافيته.
(2) جملة الدعاء سقطت من م.(1/73)
باب العين والسين (ع س، س ع مستعملان)
عس: عَسْعَسَتِ السَّحابةُ أي دنتْ من الأرض لَيْلاً في ظُلمَة وبَرْق. وعَسْعسَ اللَّيْلُ: أقبل ودنا ظلامُه من الأرض، قال في عَسْعَسَة السَّحَابَة:
فَعَسْعَسَ حتَّى لو يشاءُ إذا دنا ... كأنَّ لنا من ناره مُتَقَبَّسُ «1»
ويروي لكان والعَسُّ: نفضُ الليل عن أهل الريبة. (عَسَّ يعُسُّ عَسّاً فهو عاسٌّ، وبه سُمِّي العَسَسَ الذي يطوفُ للسُّلطان بالليل) «2» ، ويجمع العساس «3» والعسسة والأعساس.
والمَعَسُّ: «4» المطلب
والعُسُّ: القدح الضخم ويُجْمَعُ على عِساس وعِسَسة. وعَسْعَسَ: مَوْضِع. والعَسْعاس: من أسماء الذئب. ويقع على كل سبع إذا تَعَسْعَسَ وطلب الصَّيْد باللَّيْل. والعَسُوس: ناقة تضربُ برجلها فتصُبُّ اللَّبن. (وقيل: هي التي أُثيَرتْ للحَلْب مشت ساعة ثمَّ طَوَّفَت فإذا حُلِبَت دَرَّتْ) «5»
سع: السَعْسَعَة: الاضطرابُ من الكِبَر تَسَعْسَعَ الإنسان: كَبْرَ وتولَّى حتى يهرم، قال
__________
(1) كذا في ص وط وس أما في م:
كأن له من ناره متقبس
وفي المحكم واللسان والتاج:
عسعس حتى لو يشاء ادنى ... كان له من ناره مقبس
وجاء في اللسان: أنشد هذا البيت (أبو البلاد النحوي) قال: وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع.
(2) سقط من ك ما بين القوسين.
(3) في م العساعس.
(4) وكذلك المعش (عشش) .
(5) ما بين القوسين من ك.(1/74)
رؤبة:
قالَتْ ولم تَأل به أن يَسْمَعَا ... يا هِنْدُ ما أَسْرَعُ ما تسعسعا
بعدِ أنْ كان فتىً سَرَعْرَعَا
أي شاباً قوياً.
وعن عُمر: أنَّ الشَّهْر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بقيته.
ويروى: تَشَعْشَعَ والأوَّل أصحُّ وأفْصحُ.(1/75)
باب العين والزاي (ع ز، ز ع مستعملان)
عز: العزَّة لله تبارك وتعالى، والله العزيز يُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء. من اعتَزَّ بالله أعزَّه الله ويُقال: عزَّ الشيء، جامِعٌ «1» لكلّ شَيء إذا قلَّ حتى يكادُ لا يُوجدُ من قلَّته يَعِزُّ عِزَّة، وهو عزيز بَيَّنُ العَزازة، ومُلْك أعَزُّ أي عزيز، قال الفرزدق:
إنّ الذي سمك السَّماء بنى لنا ... بَيْتا دَعائمُهُ أعَزُّ وأطوَلُ
والعزَّاءُ: السَّنة الشَّديدةُ، قال العجَّاجُ: «2»
ويَعْبِطُ الكُوم في العَزَّاءِ إن طُرِقَا
وقيل: هي الشدة والعَزُوزُ: الشاةُ الضيِّقةُ الإحْليل التي لا تدرُّ بحلبة فتحلُبُها بجَهْدِك «3» ويقال: قد تعزَّزتْ. وعَزَّ الرجُلُ: بلغ حدَّ العِزَّة ويقال: إذا عزَّ أخوك فهُنْ. واعتزَّ بفلان: تشرَّفَ به والمُعازَّةُ: المُغالَبة في العِزِّ. وقوله تعالى: وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ
«4» أي غلبني، ويقال أعزِز عليَّ بما أصاب فلانا أي أعظم «5» عليَّ، ولا يقال: أعززت.
__________
(1) كذا في ط وسائر الأصول أما في م: جاء عز مع كل شيء.
(2) من الغريب أن يكون القائل العجاج ذلك لأن البيت ليس رجزا، وقد ورد في اللسان غير منسوب.
(3) كذا في ط دون أن يكون في النص الفعل (تحلبها) وكذلك في ص أما في ك: التي لا تدرُّ بحلبة فتحلب بجهد.
(4) سورة ص 23.
(5) في ك: أعززت بما أصابه فلانا أي عظم.(1/76)
والمطر يُعَزِّز الأرض تَعزيزاً إذا لَبَّدَها. ويقالُ للوابل إذا ضرب الأرض السَّهْلَةَ فشدَّدها حتى لا تسُوخ فيها الرِجْل: قد عزَّزها وقد أعْزَزْنا فيها: أي وَقَعْنا فيها. والعَزاز: أرض صُلْبة ليست بذات حجارة، لا يعلوها الماء، قال الراجز:
يرْوي العَزازَ أيُّ سَيْلٍ فائِضٍ «1»
وقال العجاج:
من الصَّفا القاسَي «2» ويَدْعَسْنَ الغُدُرْ ... عزازه ويهتمِرْن «3» ما انْهَمَرْ
زع: الزَّعْزَعَةُ: تحريك الشيء لتَقْلَعَهُ وتُزِيلهَ. (زَعْزَعَه زَعْزَعَةً فَتَزَعْزَعَ) «4» والرِّيحُ تُزَعْزِعُ الشَّجر ونحوه، قال: «5»
فو اللهِ لولا اللهُ لا شيء «6» غَيْرُه ... لُزعْزِع من هذا السرير جوانبه
__________
(1) في ط: يروى العز أيسيل فائض.
(2) سقط من ط.
(3) كذا في ط وص واللسان (عزز) ، أما في م: ويهمرن، وفي اللسان أيضا (همر) : وينهمرن. والرجز في ديوان العجاج ص 17 والرواية فيه: ويدهش الغدر.
(4) ما بين القوسين من ك.
(5) في التاج نسب البيت إلى (أم الحجاج بن يوسف) ، ولم ينسب في اللسان.
(6) في التاج:
فو اللهِ لولا اللهُ لا رب غيره(1/77)
باب العين والطاء (ع ط، ط ع، مستعملان)
عط: العَطُّ: شقُّ الثَّوب طُولاً أو عَرْضاً من غير بَيْنُونة. عَطْعَطْتُ الثَّوْبَ: شَقَقْتُهُ. وجَذَبْتُ بثَوْبه فانعَطَّ، قال أبو النجم:
كأنَّ تحت دِرْعِها المَنْعَطِّ ... شَطّا رَمَيْتَ فَوقَه بشَطِّ
إذا بدا منها الذي تغطّي
وقال ساعدة بن جُؤَيَّةْ: «1»
بضَرْبٍ في القوانس ذي فروغ ... وطعن مثل تعطيط الرِّهاطِ «2»
والعَطْعَطَةُ: تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب. وهي أيضاً حِكايةُ أصواتِ المُجَّان إذا غَلَبوا فقالوا: عَيْطَ عَيْطَ، فإذا صاحُوا بها وأرادَ قائل أنْ يَحكي كلامَهم قال: هم يُعِطْعِطون وقد عَطْعَطوا.
طع: الطَّعْطَعة: حِكايَةُ صوْت اللاّطِع والمُتَمَطِّق إذا ألصق لسانه بالغار الأعلى، ثُمَّ لَطَع من طِيب شيءٍ يأكُله، أو كأنَّه أَكَلَه، فذلك الصَّوتُ الطَّعْطَعَةُ والطَّعْطَعُ: المُطْمَئِنُّ من الأرض.
__________
(1) كذا في ص وط وديوان الهذليين 2/ 24، واللسان: فروغ. في م: قروع.
(2) في ديوان الهذليين 2/ 18 وفي اللسان (عطط) والمحكم أن القائل المتنخل الهذلي.(1/78)
باب العين والدال (ع د، د ع مستعملان)
عد: عَدَدْتُ الشَّيْء عَدَاً: (حسبته وأحصيته) «1» قال عزَّ وجلَّ: نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا «2» يعْني أنّ الأنفاس تُحْصَى إحصاءً ولها عَددٌ مَعْلُوم. وفلان في عِدادِ الصَّالحينُ، أي يُعَدُّ فيهم وعِدَادُهُ في بني فُلانٍ: إذا كان ديوانُه مَعَهم وعِدَّةُ المرأةِ: أيَّامُ قُروئِها والعِدَّة جَماعةٌ قلَّت أو كَثْرَتْ. والعَدُّ مصدر كالعدَد والعَديدُ: الكَثرة، ويُقال: (ما أكَثَر عَديدةَ «3» . وهذه الدراهم عديدةُ هذه: إذا كانت في العدد مِثلَها وإنَّهم لَيَتعَدَّدون على عَشْرَةِ آلاف أي يزيدون في العَدَد وهم يَتَعادُّون: إذا اشَتَركوا فيما يُعَدِّدُ به بعضُهم على بعض من المكارم وغير ذلك من الأشياء كلِّها. والعُدَّة: ما يعد لأمر يحدث فيدخر له وأعدْدْتُ الشَّيءَ: هَيَّأتْه. والعِدُّ: مُجْتَمَعُ الماء وجمعه أعداد، وهو ما يُعِدُّه الناس، فالماء عَدُّ. وموضع مجتمعه عِدُّ، قال ذو الرمة:
دَعَتْ مَيَّةُ الأعدادَ واسْتَبْدَلَتْ بها ... خَناطيلَ «4» آجالٍ من العينِ «5» خُذَّلِ
ويقال: بنو فلانٍ ذوو عَدٍّ وفَيْضٍ يُغْنَى بهما «6» . ويقال: كان ذلك في عِدَّانِ شبابه.
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) سورة مريم 84.
(3) ما بين القوسين سقط من ك.
(4) كذا في ط وص والديوان ص 503 أما في م: خناطل.
(5) كذا في الأصول كلها والديوان واللسان أما في م: العيش.
(6) كذا في الأصول كلها أما في ك: يعني بهما الثروة.(1/79)
وعِدَّان مُلكِه: وهو أفضُله وأكثره، قال العجَّاج: «1»
ولي على عِدَّان مَلْكٍ مُحْتَضَرْ «2»
قال: واشتقاقه من أن ذلك كان مهيَّأ معدَّاً، وقال:
والمَلْك مخبوءٌ على عِدَّانِه «3»
والعِداد: اهتياج وجَعَ اللَّديغ، وذلك إذا تَمَّتْ له سنة مُذْ يَوْم لدِغَ هاج به الألم. وكأنَّ اشتقاقه من الحساب من قبَل عدد الشهور والأيّام، كأنَّ الوَجَعَ يَعَدُّ ما يَمْضِي السَّنة، فإذا تمَّتْ عاوَدَت الملدُوغ، ولو قيل: عادَّتْه لكان صواباً.
وفي الحديث: ما زالت أَكْلةُ خَيْبَرٍ تُعَادُّني «4» فهذا أوان قَطْعُ أبهَري
، (أي تُراجعني، ويُعاودنُي ألم سمها في أوقات معلومة قال الشاعر:
يُلاقي من تَذَكُّر آل سلمى ... كما يَلْقَى السَّليمُ من العِدادِ «5»
وقيل: عدادُ السليم أن تُعْدَّ سبعة أيّام، فإن مَضَتْ رجوت له البُرْء. وإذا لم تَمضِ قيل: هو في عِداده) «6»
دع: دَعَّهُ يَدُعُّهُ الدَّعُّ: دَفع في جفوة. وفي التنزيل العزيز: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
«7» أي يَعْنُفُ به عُنْفاً شديداً دَفعاً وانتهاراً، أي يَدْفَعه حقَّه وصِلَتهَ «8» . قال:
أَلَمْ أكفِ أهْلَكَ فِقدانه ... إذا القْوم في المَحْل دعوا اليتيما
__________
(1) سقط أكثر الشاهد في ط.
(2) في م: ملك بضم الميم.
(3) كذا في ص وط وس أما في م محبو. ولعلها مخبوء.
(4) في م: تعاودني والتصحيح من ط وص واللسان والصحاح والنهاية في غريب الحديث.
(5) البيت في الصحاح (عدد) وروايته:
ألاقي من تذكر آل ليل.....
(6) ما بين القوسين زيادة من ك.
(7) سورة الماعون 2
(8) كذا في ط وص أما في م: أو لم يدفعه حقه وصلته. ومثله في ك.(1/80)
والدَعْدَعَة تَحريكُك جُوالِقا أو مِكيالا ليَكْتَنِز «1» ، قال لبيد:
المُطْعِمُن الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ ... والضاربونَ الهام تحت الخَيْضَعَهْ
والدَّعْدعة: أن يقال للرجل إذا عثر: دَعْ دَعْ أي قُمْ، قال رؤبة:
وإنْ هوى العاثِرُ قلنا دَعْدَعا ... له وعالينا بتنعيش «2» لعا
والدعْدَعَه: عَدْوٌ في بُطْءٍ والتِواء، قال:
أسْعى على كلّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُمُ ... وَسْطَ العشيرة سَعْياً غيرَ دَعْدَاعِ
والدَعْدَاعُ: الرجلُ القصير. والرَّاعي يُدَعْدِعُ بالغَنمِ: إذا قال لها: داع داع «3» فإن شئِتَ جَرَرْتَ ونَوَّنْتَ، وإن شئت على توهم الوقف. والدُّعَاعَةُ: «4» حَبَّةٌ سوداء، تأكلها بنو فزارة (وتُجْمَعُ الدُّعاع) «5» والدُّعَاعَةُ: نَمْلَةٌ ذاتُ جنَاحَين شُبِّهَتْ بتلك الحبة.
__________
(1) في م: لتكثره، والتصحيح من ص وط ومختصر العين واللسان (دعع)
(2) كذا في الأصول أما في م: بتنعش.
(3) كذا في ص وط وس ومعجم المقاييس والمحكم أما في ك: دع دع.
(4) كذا في ص وط واللسان (دعع) أما في م: الدعدعة:
(5) سقط ما بين القوسين من ك. وهي في م: الدعادع.(1/81)
باب العين والتاء (ع ت، ت ع مستعملان)
عت: العَتُّ: رَدُّك القول على الانسان مَّرة بعد مرَّة. تقول: عَتَتُّ قَوْلَه عليه أعُتُّهُ عَتاً. ويقال: عَتَّتُه تَعتيتاً. وتَعَتَّتَ فلان في الكلام تَعَتًّتاً: تَرَدَّدَ فيه، ولم يستمَّر في كلامه. (والعُتْعُتُ: الطويلُ التامُّ من الرجال. وأنشد:
لمّا رأتني مُودنا عِظْيَّرا ... قالت أريدُ العُتُتَ الذِفِرَّا «1»
فلا سقاها الوابلُ الجَوَرّا ... إلاهُها ولا وقاهَا العُرَّا) «2»
تع: التَعْتَعَة: أن يَعْيَا الرجلُ بكلامه ويتردَّدُ من عِيٍّ أو حَصَر. ويقال: ما الذي تَعْتَعَهُ؟ فتقول: العيُّ. وبه شُبِّهَ ارتِطامُ الدَّابَّة في الرَّمْل، قال الشاعر: «3»
يُتَعْتِعُ في الخَبارِ إذا علاه ... ويعثر في الطريق المستقيم
__________
(1) كذا في اللسان (عتت) ومعجم المقاييس أما في م وك: الذكرا.
(2) ما بين القوسين ساقط من ص وط وهو من س وك.
(3) الشاعر هو (أعشى همدان) . انظر ديوان الأعشين ص 341.(1/82)
باب العين والظاء (ع ظ يستعمل فقط)
عظ: العَظْعَظَةُ: نُكوصُ الجَبانِ والتِواء السَّهم وارتِعاشُه في مُضيِّه إذا لم يُقصد قال رؤبة: «1»
لمَّا رَأونا عَظْعَظَتْ عِظعاظا ... نِبالُهُمْ وصَدَّقُوا الوُعّاظا
ويقال: في أمثال العرب لا تَعْظْني وتَعَظْعَظْ «2»
. أي اتَّعْظْ أنت ودَعْ مَوْعِظَتي. والعَظُّ: الشِّدَّة في الحَرْب كأنه من عَضِّ الحرب إيّاه، ولكن لم يُفَرّق بينهما كما يُفَرَّق بين الدَّعْث والدَّعْظ لاختلاف الوَضْعَيْن، قال الشاعر:
بَصيرٌ «3» في الكَريهِة والعِظاظِ
وتقول: عظّته الحَرْب بمعني عَضَّتْهُ. والرجل الجبان يُعْظْعِظُ عن مُقاتِلِهِ: إذا نَكَصَ عنه، قال العجاج:
وعَظْعَظ الجَبَاُن والزِئْنِيُّ «4»
أراد الكلب الصيني.
__________
(1) الرواية في ملحق الديوان ص 81: نبلهمو.
(2) في اللسان: لا تغطيني وتعظعظي.
(3) في م: بصير والتصحيح من ص وط وس واللسان.
(4) في م: الزئتي وكذلك في اللسان والتصحيح من ص وط.(1/83)
باب العين والذال (ذ ع يستعمل فقط)
ذع: الذَّعْذَعَةُ: تحريكُ الريح الشِّيء حتّى تُفِّرقه وتُمَزِّقه، يقال: قد ذَعْذَعَتْهُ، وذَعْذَعَتِ الريح التراب: وفرقته وسَفَتْهُ فَتَذَعْذَعَ، قال النابغة:
غَشِيتُ لها منازلَ مًقْوِياتٍ «1» ... تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَةٌ حَنُونُ
باب العين والثاء (ع ث، ث ع مستعملان)
عث: العُثَّةُ: السُّوسة عَثَتِ «2» العُثَّةُ الصُّوفَ تَعُثُّه عَثّا: أي أكلته والعَثْعَثَ: ظَهْر الكَثِيب إذا لم يكن عليه نبات، قال القُطاميّ:
كأنَّها بَيْضة غَرَّاء «3» خًدَّ لها ... في عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذَانَ والعَذَما
ثع: الثَّعْثَعَةُ: حكاية كلام الرجُل يَغِلبُ عليه الثَّاء والعين فهي لُثْغَة في كلامه
__________
(1) البيت غير منسوب في اللسان (عنن، ذعع) وروايته:
غشيت لها منازل مقفرات
وقد خلا الديوان من البيت.
(2) كذا في ص وط وس وك أما في م: عشت.
(3) كذا في الأصول كلها والديوان أما في م: عزاء.(1/84)
باب العين والراء (ع ر، ر ع مستعملان)
عر: العَرُّ والعُرُّ والعُرَّة: الجَرَب، قال النابغة:
فحملتني ذنب امرىء وتَرَكْتَني «1» ... كذي العُرِّ يُكْوَي غيرُهُ وهو راتِعُ
وقال الأخطلُ:
إن العَدَاوَةَ تَلْقَاها وإن قَدُمَتْ «2» ... كالعُرِّ يكمُنُ حينا ثُمَّ يَنْتَشِرُ
والعُرَّةُ اللَّطخ والعيبُ. تقولُ: أصابتني من فُلانٍ عُرَّةٌ، وإنَّهُ لَيَعرُّ قَوْمَه: إذا أدْخَلَ عليهم مَكروها. وعَرَرْتُه: أصبْتُهُ بمكروه. ورجل معرُور: مَلْطُوخ بشر، قال الأخطل:
نَعُرُّ أناسا عُرَّةً يكرهونَها ... فنَحْيا كِراماً أو نموتَ فنُعْذَرَا
ورجلٌ معْرُورٌ: وقع العُرُّ في إبِلِهِ. واستَعَرَّ بهم الجَرَبُ: فَشَا. والعُرَّةُ الشِّدة في الحَرْب والاسمُ منه العُرار والعَرار. والعُرُّ: سلح الحمام ونحوه، قال: «3»
في شناظي أقن بينها ... عرة الطير كصوم النعام
والمَعَرَّةُ: ما يُصيب من الإثْمِ. وحمارٌ أعَرُّ: إذا كان السِّمَنُ في صدره وعُنُقِه أكثَر مِمَّا في سائِرُ جَسَده والتَّعارُّ: السَّهَرُ والتقلُّبُ على الفِراش، ويقال: لا يكون ذلك إلاّ مع كلام وصوت،
__________
(1) الرواية في الديوان ص 200:
لكلفتني ذنب امرىء وتركته.
(2) الرواية في الديوان:
إن الضغينة تلقاها وإن قدمت
(3) الشاعر هو (الطرماح) انظر الديوان ص 97.(1/85)
أُخِذَ من عُرار الظَّليم وهو صوته، يقال: عَرَّ الظليم يعُرُّ عُراراً، قال لبيد:
تحمَّل أهلُها إلاّ عُراراً ... وعَزْفاً بعد أَحياءٍ حِلالِ
والعَرُّ والعرَّةُ الغلام والجاريةُ والعَرارُ والعَرَّارة المُعَجَّلان عن وقتِ الفطامِ «1» . والمعْتُّر: الذي يتعرَّض ليُصيب خيراً من غير سُؤال. ورجلٌ مَعْرُورٌ: أصابه ما لا يستقُّر عليه والمَعْرُورُ: المَغْرُورُ والعِرَارَةُ: السُّؤدُد. قال الأخطل:
إن العرارة والنبوح لدارم ... والمُستخِفّ، أخُوهُم، الأثقالا
والعَرْعَرُ: شجر لا يزالُ أخضر، يُسمَّى بالفارسية سَرْوا، والعَرار: نَبْت، قال:
لها مُقْلتا أدماء طُلّ «2» خميلها ... من الوَحْشِ ما تنفكُّ تَرْعَى عرارها
ويقال: هو شجر له ورق أصفر والعَرْعَرَةُ: اسِتخراجُ صِمامُ القارُورة، قال مُهلهل:
وصفراء في وكْرَيْن عَرْعَرَتُ رأسها ... لأُبلي إذا فارقتُ في صاحبي العُذْرا
والعُرْعُرةُ: رأسُ السَّنام. والعُرَاعِرُ: الرجل الشَّريف: قال الكميت:
قتل الملوك وسار تحت لوائِهِ ... شَجَرُ العُرا وعَراعِرِ الأقوام «3»
وهو جمع العُراعِر وشجر العُرا: الذي يبقى «4» على الجدب «5» ، ويقال: يعني به سُوقة الناس.
__________
(1) كذا في ص وط وس وك والتهذيب 1/ 103 أما في م: العظام.
(2) كذا في جميع الأصول أما في م: ظل.
(3) كذا في ص وط أما في ك وس وم: خلع الملوك وسار تحت لوائِهِ. والبيت في معجم مقاييس اللغة واللسان وهو (لمهلهل) وزاد في اللسان: ويروى (لشرحبيل بن مالك) بمدح معديكرب بن عكب.
(4) كذا في الأصول كلها واللسان أما في م: لا يبقى.
(5) في م: الجذب والتصحيح من الأصول المخطوطة واللسان.(1/86)
رع: شاب رَعْرَعَ: حسن الاعتدال. رَعْرَعَه اللهُ فَتَرَعْرَعَ. ويُجمع الرَّعارع. قال لبيد:
تُبكِّي على أثر الشّباب الذي مضى ... ولكنَّ أخدان الشبابِ الرَّعارعُ «1»
وتَرَعْرَعَ الصَّبيُّ: أي تحرَّك ونبت. والرَّعاعُ من الناس: الشَّبابُ ويُوصف به القوْمُ إذا عزبت أحلامُهم.
قال معاويةُ لرجُلٍ: «2» إنِّي أخشَى عليك رَعَاعَ الناس
أي فراغهم.
__________
(1) كذا في جميع الأصول أما في أساس البلاغة (رعع) : وتبكي. وجاء في اللسان: قال (لبيد:) وأضاف وقال ابن بري: وقيل (للبعيث) . وجاء أيضا مادة (شيع) : أخوان الشباب.
(2)
جاء في أساس البلاغة: وفي الحديث: إني أخاف عليك رعاع الناس.(1/87)
باب العين واللام (ع ل، ل ع مستعملان)
عل: العَلَلُ: الشَّرْبَة الثانية، والفِعْلُ: علَّ القومُ إبِلَهُم يَعُلُّونها عَلاًّ وعَلَلاً. والإبلُ تَعُلُّ نفسها عَلَلاً، قال: «1»
إذا ما نَديمي عَلَّي ثُمَّ علَّي ... ثلاث زُجاجات لهُنَّ هديرُ
والأمُّ تُعَلِّلُ الصَّبيَّ بالمرق والخُبْزِ ليجْتزيء به عن الَّلبن، قال لبيد:
إنّما يُعْطنُ من يرْجُو العَلَلُ
والعُلالُة بقيَّةُ اللَّبنِ، وبِقَّيُة كُلِّ شَيءٍ، حتى بَقْيَّة جرْي الفرس. قال الراجز:
أحْملُ أُمّي وهي الحمّالهْ ... تُرضِعُني الدِرَّه والعُلالهْ
أي بَقٍيَّةُ اللبن: والعِلَّة: المرض. وصاحبُها مُعْتَلٌ. والعِلَّةْ: حدثٌ يَشْغَلُ صاحبه عن وجهه. والعَلِيل: المريضُ. والعلُّ القُرادُ الضَّخْمُ، قال: «2»
عَلٌّ طويل الطَّوى كبالية السَّفْع ... متى يلْق العُلُوَّ يَصْطعِدُهُ
. أي متى يلْق مُرْتقىً يرْقه (والعَلُّ: الرَّجُلُ الذي يزورُ النِّساء. والعَلُّ: التَّيْسُ الضَّخْمُ العظيمُ، قال:
وعلْهبا من التُّيُوس عَلاّ
وبَنو العَلاَّت: بنو أُمَّهَاتٍ شتّى لرجل واحد) «3» قال القطامي:
كأنّ النّاس كُلُّهُمو لأمٍ ... ونحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارتفاعا
__________
(1) البيت (للأخطل) . انظر الديوان ص 154.
(2) البيت (للطرماح) ص 119.
(3) ما بين القوسين ساقط من ص وط.(1/88)
والعُلْعُلُ: اسمُ الذَّكر، وهو رأْسُ الرَّهابة أيضاً، والعَلْعَالُ: الذَّكرُ من القنابر. ويقال: عَلَّ أخاك: أي لعلَّ أخاك، وهو حرْفٌ يُقِّربُ من قضاء الحاجة ويُطْمِعُ، وقال العجاج:
عَلَّ الاله الباعِثَ الأثقالا ... يُعْقِبني مِن جَنَّةٍ ظِلاَلا
ويقالُ: لعلَّني في معنى لعلِّي قال: «1»
وأُشْرِف من فَوْقِ البطاح لعلَّني ... أرى نار ليْلي أو يراني بصيرها
لع: قال زائدةُ: جاءت الإبلُ تُلَعْلِعُ في كلأٍ خفيفٍ أي تَتْبعُ قليلةً. وتُلَعْلَعُ وتُلَهْلِهُ واحدٌ. واللُّعْلَعُ: السَّاب نفسه. واللَّعْلَعَةُ: بصيصه. والتَّلَعْلُعُ: التَّلأْلُؤُ. والتَّلَعْلُعُ: التَّكَسُّرُ، قال العجاج: «2» .
ومن هَمَزْنا رأسَهُ تَلَعْلَعَا
واللُّعَاعُ: ثمرُ الحشيش الذي يُؤْكَلُ والكلب يَتَلَعْلَعُ إذا دَلَعَ لسانُه من العطش ورجُل لَعَّاعَة: يَتَكَّلفُ الألحان من غير صواب وامْرأةٌ لَعَّةٌ: عفيفةٌ مليحه. ولَعْلَعٌ: مَوضِع قال: «3»
فَصَدّهُم عن لَعْلَعِ وبارِقِ ... ضَرْبٌ يشظيهم على الخنادق
__________
(1) البيت (لتوبة بن الحمير) . انظر اللسان (بصر) وروايته فيه:
وأشرف بالغور اليفاع لعلني
(2) البيت (لرؤبة) وهو في ديوانه ص 93 وكذلك في اللسان (لعلع) .
(3) لم أهتد إلى الرجز ولا إلى القائل.(1/89)
باب العين والنون (ع ن، ن ع مستعملان)
عن: العُنَّةُ: الحَظِيرةُ (من الخشب أو الشجر تُعْمَلُ للإبل أو الغنمِ أو الخيْلِ تكون على باب الرَّجُل) «1» . والجمع العُنَن، قال الأعشى:
ترى اللَّحْمَ من ذابلٍ قد ذوى ... ورطْبٍ يُرَفَّعُ فوْق العُنَنْ
وعَنَّ لنا كذا يَعِنُّ عَنَناً وعُنُونا: أي ظهر أمامنا. والعَنُونُ من الدوابِّ: المتقدِّمةُ في السَّيْر، قال النابغة:
كأنَّ الرّحْل شُدَّ به خنوف ... «2» من الحونات هادئة عَنُونُ
ورجُلٌ عِنِّين: وهو الذي لا يَقْدِرُ أن يَحْبِسَ رِيحَ نَفْسه وتقول: إنَّه ليأخذُ في كُلِّ فَنٍِّ وسَنٍٍّ وعَنٍِّ بمعني واحد. والعِنانُ من الِّلجَام: السَّيْرُ الذي بيدِ الفارس الذي يُقَوِّمُ به رأس الفرس، ويُجْمع على أَعِنَّة وعُنُن «3» . وعَنانُ السَّماءِ: ما عنَّ لك منها أي: بدا لك إذا نظرت إليها، ويقال: بل عَنانُ السَّماءِ: السَّحاب، الواحدة عَنانَةٌ، ويُجمعُ على أعنانٍ وعنانٍ، قال الشَّماخ:
طوى ظمْأها في بيضة الصيف «4» بعد ما ... جرت في عنانِ الشِّعْرَيين الأماعِزُ
ويقال: أعنانُ السَّماء: نواحيها. وعَنَنْتُ الكتاب أعُنُّهُ عناًّ وَعَنْوَنْتُ وعَنْوَيتُ عَنْوَنَةً وعنوانا.
__________
(1) ما بين القوسين من (ك) .
(2) البيت في اللسان (عنن) وفيه رواية أخرى:
كأنَّ الرّحْل شُدَّ به خذوف.
(3) كذا في الأصول واللسان أما في م: عن.
(4) في رواية الكامل (تحقيق أبي الفضل) : القيظ. وأشار في الحاشية إلى أن في إحدى نسخ الكامل الخطية الصيف. وفي شرح شواهد المغني: جمرة القيظ.(1/90)
ويقال: مَنْ تَرَكَ عَنْعَنَةَ تميم وكَشْكَشَةَ ربيعةَ فهم الفصحاء، أما تميم فإنّهم يجعلون بدل الهمزة العين، قال شاعرهم:
إنَّ الفؤاد على الذَّلْفاء قد كمِدا ... وحُبُّها مُوشِكٌ عَنْ يَصْدَعَ الكَبِدا
وربيعةُ تجعَلُ مكان الكاف «1» المكسورة شيئاً، قال:
تَضْحَكُ مِنُّي أن رأتْنِي أحْتَرِش ... ولو حَرَشْتِ لِكَشَفْتِ عن حِرِشْ
ويقال: بل يقولون: عَلَيكِش وبِكِش. ويُقال: بل يُبدلون في كل ذلك. والعَنانُ: الشَّوط. يقال: جَرَى عَنَانا وعَنانَين، قال:
لقد شَدَّ بالخَيْلِ الهديل علَيْكُمُو ... عَنَانَينِ يُبْدي الخيْلَ ثُمَّ يُعِيدُها
نع: النَّعْنَعَةُ: حكايةُ صَوْت. تقول: سمعتُ نَعْنَعَةً وهي رَنَّة في اللسان إذا أراد أن يقول: لع فيقول: نع والنَّعْنَعُ: الذَّكر المُسْتَرْخي والنَّعْنَعُ: بَقْلَة طَيَّبَة الريح وهو الفوذينج قال زائدة: الذي أعرفه: النعناع
__________
(1) في م: إلغاء.(1/91)
باب العين والفاء (ع ف، ف ع مستعملان)
عف: العِفَّةُ: الكَفُّ عمَّا لا يحِلُّ. ورجل عَفيف، يَعِفُّ عِفَّة، وقَومٌ عَفُّون، قال العجاج:
عَفٌّ «1» فلا لاص ولا ملصي
أي لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوفٌ وأعْفَفْتُه عن كذا: كَفَفْته، وامرأةٌ عَفَّةٌ بَيَّنَةُ العَفاف والعُفَافَةُ «2» بقِيَّةُ اللَّبن في الضَّرْع والعَفْعَفُ: «3» ثمرُ الطَّلْح.
فَع: الفَعْفَعَةُ: حِكايةُ بعض الأصوات، وبعض أصوات الجراء والسِّباع وشِبْهِهَا، وهُذَيْل تقول للقصَّاب الفَعْفَعَانيّ، قال صَخْر: «4»
فنادى أخاهُ ثُمَّ قام بشَفْرَة ... إليه فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُنَاهِبِ
يقالُ للجَزَّار: الفَعْفَعِيُّ والفعفعاني.
__________
(1) كذا في جميع الأصول الخطية أما في م: عف (بفتح الفاء مع التشديد) .
(2) كذا في الأصول أما في م العفافة (بفتح العين) .
(3) في م: العفف.
(4) هو (صخر الغي الهذلي) . والبيت من قصيدة له. انظر ديوان الهذليين 2/ 55، وروايته فيه:
........ إليه اجتزار الفعفعي المناهب(1/92)
باب العين والباء (ع ب، ب ع مستعملان)
عب: العَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصِّ، يُعبُّ عَباً، والكُباد يكون منه والعَبُّ: صوتُ الغَرْبِ إذا غرف الماء يَعُبُّ عَباً وعُبابُ الأمر وغيره: أوله. واليَعْبُوبُ: الفرسُ الكثيرُ العَدْوِ والعَرَقِ، وكذلك الجَدْوَل الكثير الماء الشديدُ الجِرْيَةِ. والعَبْعَب: ضَرْبٌ من الأكسِيةِ، ناعِمٌ رقيق، وهو نَعْمَةُ «1» الشَّباب أيضا، والعيبة: شرابٌ يُتَّخذُ من مغافِرِ العُرْفُط، وهو عِرْق كالصَّمْغ يكون حُلْواً، يُضربُ بِمِجْدَحٍ حتّى ينْضج ثُمَّ يُشْرَبَ قال زائدةُ: هو بالغين، وهو شرابُ يُضْربُ بالمِجْدَحَةِ ثم يجعل في سقاء حار يوماً ولَيْلَةً ثُمَّ يُمْخَضُ فيخْرُجُ منه الزُّبْدُ.
بع: البَعاعُ: ثقل السَّحاب، بعَّ السَّحابُ والمطر بَعاًّ وبَعاعاً: إذا أَلَحَّ بالمكان والبَعَاعُ أيضاً: نباتٌ، قال امرؤ القيس:
ويَأْكُلْنَ مِن قَوٍّ بَعاعا ورِبَّةً ... «2» تَجَبَّرَ بعد الأكْلِ فهو نَميِصُ
قال زائدة: بَعاعاً «3» لا شَيْء، إنَّما هو لَعَاعاً وبَطْنُ قَوٍّ: واد قال: والبُعْبُعَةُ: صوت التَّيْسِ أيضاً. والبُعْبُعَةُ: حكاية بعض الأصوات.
__________
(1) في م: نعمة (بكسر النون) .
(2) الديوان ص 181 وروايته:
ويأكلن من قو لعاعا وربة.....
(3) في اللسان والقاموس: البعاع بنت.(1/93)
باب العين والميم (م ع، ع م مستعملان)
عم: الأعمامُ والعُمومةُ: جماعة العَمِّ والعَمَّةِ، والعَمَّاتُ أيضاً جمع العَمَّةِ. ورجلٌ مُعِمٌّ: كريم الأعمام ومنه مُعِمُّ «1» مُخْوِلٌ، قال امرؤ القيس:
بجِيدٍ مُعِمٍّ في العَشِيَرَةِ مُخْوِلِ
والعِمامةُ: معروفة، والجمع العَمَائِمُ، واعَتَمَّ الرَّجُلُ، وهو حسنُ العِمَّةِ والاعْتِمامِ. قال ذو الرمة:
تنْجُو إذا جعلتْ تَدمى أخِشَّتُها ... واعتم بالزبد الجعد الخراطيم
وعُمِّمَ الرَّجُلُ: إذا سُوِّدَ، هذا في العرب، وفي العجم يقالُ: تُوِّجَ، لأنَّ تيجانهم العَمائم. قال العجاج:
وفيهِمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ
واستعم الرجل إذا اتخذه عماًّ وتَعَمَّمْتُهُ: دعوتُه عماً، وعُمِّمَ: سُوِّدَ فأُلْبِسَ عِملمة التسويدِ وشاة مُعَمَّةٌ «2» : بيضاءُ الرأس والعَميم: الطَّويلُ من النَّباتِ، ومن الرجال أيضاً، ويجمع على عُمُم. وجاريةٌ عَميمةٌ. وعَمَّةٌ أي طويلةٌ. والعُمُّ: الطوال من النَّخيل «3» ، التَّامُّةُ واستوى الشَّابُّ والنَّباتُ على عَمٍّه وعَميمِه: أي تمامُهُ. وعَمَّ الشيءُ بالناس يَعُمُّ عَمَّاً فهو عامٌّ إذا بلغ المواضع كُلَّها والعماعم:
__________
(1) في المحكم: معم (بالكسر والفتح) : كريم الأعمام.
(2) انفرد المقاييس بين المعجمات بقوله: شاةمعمة: سوداء الرأس.
(3) في ك: الخيل.(1/94)
الجماعات والواحدة عَمْعَمة عَمَّا معناه عن ما فأُدْغِم وأُلْزِقَ فإذا تَكَلَّمْتَ بها مُسْتَفْهِماً حذفت منه الألف كقول الله- عز وجل- عَمَّ يَتَساءَلُونَ «1» . والعَامَّةُ خِلافُ الخاصَّةِ. والعامَّة: عِيدانٌ يُضمُّ بعضها إلى بعض في البَحْرِ ثمَّ ُتْركَب. والعامَّةُ: الشَّخْصُ إذا بدا لك.
مع: المَعْمَعَةُ: صوتُ الحريق، وصوت الشُّجْعانِ في الحَرْب واسعارها، كلُّ ذلك مَعْمَعَةٌ. قال: «2»
سَبْوحاً جموحاً وإحضارُها ... كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدَ
وقال: «3»
ومَعْمَعَتْ في وَعْكَةٍ ومَعْمَعَا
والمَعْمَعَةُ: شدَّةُ الحرِّ، وكذلك المَعْمَعَانُ وكان عُمَرُ «4» يتتبّع اليَوْمَ المَعْمَعانيَّ فَيصُومُه، قال «5» :
حتّى إذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ له ... بأجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ
وأما مع فهو حرف يضمُّ الشيءَ إلى الشَّيءِ: تقول: هذا مع ذاك «6»
__________
(1) سورة النبأ 1
(2) البيت (لامرىء القيس) . انظر الديوان ص 158 وفيه رواية أخرى:
سبوحا جموما....
والجموم: الكثير الجري.
(3) الرجز (لرؤبة) . انظر الديوان ص 91.
(4)
جاء في اللسان: وفي حديث ابن عمر- رضي الله عنهما-: كان يتتبّع اليَوْمَ المَعْمَعانيَّ فَيصُومُه.
(5) البيت (لذي الرمة) كما في اللسان (نشش) والديوان ص 11.
(6) في ك: مع هذا.(1/95)
باب الثلاثي الصحيح من حرف العين
قال الخليل: لم تأتلف العَيْنُ والحاءُ مع شيء من سائر الحروف إلى اخر الهجاء فاعلمْهُ، وكذلك مع الخاء.
باب العين والهاء والقاف (ع هـ ق، هـ ق ع مستعملان) (ع ق هـ، ق ع هـ مهملان)
هقع: الهَقْعَة دائرة حيثُ تُصيبُ رجل الفارس جنب الفرس يُتَشاءَمُ بها «1» . هُقْعَ البِرْذَونُ يُهْقَعُ هَقْعاً فهو مَهْقوع، قال الشاعر:
إذا عرق المَهْقُوعُ «2» بالمَرْء أنْعَظَتْ ... حَلِيلَتُ وازداد حَرّا عِجانُها
أنْعَظَتْ: أي علاها الشّبقُ والنَّعظ هنا: الشَّهْوَةُ ويُرْوَى وابتلَّ منها إزَارُها فأجابه المجيب:
فقد يَرْكَبُ المَهْقُوعُ منْ لسْت مِثلَه ... وقد يركبُ المَهْقُوعَ زوْجُ حصانِ
والهَقْعَة: ثلاثةُ كواكب فوق منْكِبي الجوزاء، مثلُ الأثافيّ، وهي من منازل القمر، إذا طلعتْ مع الفجر اشتدّ حَرُّ الصَّيف.
عهق: العَوْهَقُ: الغُرابُ الأَسْوَدُ، والبعيرُ الأسودُ الجَسيمُ، ويقال: هو اسمُ جملِ كان في الزَّمن الأوَّل، يُنْسبُ إليه كرامُ النجائب، يقال: كان طويل القَرَا «3» ، قال رؤبة:
__________
(1) كذا في الأصول أما في م: يشاءم.
(2) كذا في الأصول أما في م: الهقوع.
(3) كذا في الأصول أما في م: الفرى.(1/96)
جاذَبْتُ أعلاهُ بعَنْس مُمْشَق ... خطَّارةٍ مثل الفنيق المَحْنَقِ «1»
قرْواءُ فيها من بنات العوْهق ... ضرْبٌ وتصفيحٌ كصفْحٍ الرَّوْنْق «2»
والعَوْهَقُ: الثَّورُ الذي لونهُ آخِذٌ «3» إلى السَّواد والعَوْهَقُ: الخطَّافُ الجبليُّ الأسود والعَوْهَقُ: لونٌ كلونِ السَّماء مُشْرَبٌ سواداً. قال زائدة: العَوْهَقُ: الحمامة إلى الورقة، وأنشد «4» :
يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلون العَوْهَق ... بهِنَّ جِنّ وبها كالأوْلَقِ
زَيَّافَةَ المَشْي أمام الأيْنُق ... لاحِقَة الرَحْل عتود المِرفَق
يصف نُوقا تَقَدَّمَتْها ناقة من نشاطها. قال عرَّام: العَوْهَق من الظباء الطويلةُ. والعَوْهَقُ: كوكبٌ إلى جَنْب الفرقَدَيْن (على نَسَق طريقهما مما يلي القطب) «5» قال:
بحيثُ بارى الفرقدانِ العَوْهَقا ... عند مَسَدّ «6» القُطْبِ حين اسْتَوْسَقا
والعَيْهَقةُ: عَيْهَقَةُ النَّشاط والاستنان، قال: «7»
إنَّ لريعان الشَّبابِ عَيْهَقَا
قال الضَّريرُ: هو بالغين وهو الجنون، وقد عاقَب بين العَين والغَين: قال زائدةُ: هو بالعين المهملة «8» ) .
__________
(1) خلا ديوان رؤبة من هذا الرجز.
(2) في ط والصحاح: الرونق أما في ص وك وم: الزورق.
(3) كذا في ص وط أما في ك وس: واحد.
(4) الرجز (لسالم بن قحفان) . انظر اللسان (عهق) .
(5) ما بين القوسين من ك.
(6) في اللسان ومعجم مقاييس اللغة (عهق) :
عند مسك القطب....
(7) الرجز (لرؤبة) انظر الديوان ص 109.
(8) في القاموس: بالعين والغين.(1/97)
باب العين والهاء والكاف (هـ ك ع يستعمل من وجوهها هكع)
هكع: يقال: هَكَعَ يَهُكَعُ هُكُوعاً: أي سكن واطمأنَّ، قال الطرماح «1»
ترى العِين فيها من لَدُنْ مَتَعَ الضُّحى ... إلى اللَّيل في الغَيْضَاتِ وهي هُكُوعُ
باب العين والهاء والجيم (ع هـ ج، هـ ج ع مستعملان)
عهج: العَوْهَجُ: ظَبْيَةٌ حسنةُ اللَّوْنِ طويلةُ العُنُق، يقال: هي التي في حَقْوَيْها خُطَّتَانِ سَوْدَاوَانِ. والناقةُ الفَتِيَّةُ: عَوْهَجٌ والنَّعَامة: عَوْهَجٌ، لطُول عُنُقها، قال العجاج:
كالحَبَشيّ التَفَّ أو تَسَبَّجَا ... في شَمْلَةِ أو ذات زِفٍّ عَوْهَجا
. شبَّه الظَّليم بحَبَشيِّ لفَّ على نفسه كساءً. وعن عرَّام: يقال للنَّاقِة الفتية وللمرأة الفَتِيَّةِ عَوْهَجٌ.
هجع: الهُجُوعُ: نومُ الليل دُون النَّهار، يقال: لقِيتُهُ بعد هَجْعَةِ. وقَوْمٌ هُجَّعٌ وهُجُوعٌ وهاجُعونَ، وامرأةٌ هاجِعَةٌ، ونسوةٌ هَواجعُ وهاجِعاتٌ. ورجلٌ هُجَعٌ أي أحمقُ غَافِلٌ سريعُ الاستِنامِة. الهَجْعَةُ ومِثلُها الجِعَةُ «2» ، عن أبي سعيد: نبيذُ الشَّعير والذُّرةِ، وعن أبي عُبيد: نبيذ الشعير.
__________
(1) البيت في اللسان والتاج (هكع) ، وفي الديوان ص 304
(2) في م الجعة (بفتح الجيم وتشديد العين) .(1/98)
باب العين والضاد والهاء (ع ض هـ مستعمل فقط)
عضه: العَضيهَةُ: الإفكُ والبُهْتَانُ والقَولُ الزُّورُ. وأَعْضَهْتُ إعْضاها أي أتيْتُ بمُنْكر. وعَضَهْتُ فُلاناً عَضْهاً، وهو أيضاً من كلام الكهنة وأهل السِّحْرِ والإسْم العَضْيهَةُ. قال الشاعر:
أعُوذُ برَبِّي من النَّافِثاتِ ... ومن عَضَهِ العاضِهِ المُعْضِهِ «1»
والعِضَاهُ: من شجر الشَّوك كالطَّلح والعَوْسَج حتّى اليْنْبُوتُ والسِّدْرُ، يقال: هي من العِضَاهِ ونحُوها ممَّا كان له أُرُومَة تبقى على الشِّتاء. يقال: عِضَاهَة واحدةٌ، وعِضَةٌ أيضا على قياس عِزَةٍ، تُحْذَفُ منها الهاءُ الأصليَّةُ كما حُذفتْ من الشَّفةِ، ثمَّ رُدَّتْ في الشِّفاهِ. والتَّعضيَةُ: قَطْعُ العِضاهِ واحتِطابُهُ. وبَعِيرٌ عَضِهٌ: يأكل العِضَاهَ، قال:
وقرّبوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ ... قَريبةٍ نُدْوتُه عن مَحْمَضِهْ «2»
أي بإبطه لأنّه به ينهض:
__________
(1) كذا في الأصول أما في الصحاح (عضه) فالرواية:
...... ... ت ومن عقد العاضه المعضه.
(2) الرجز (لهميان بن قحافة السعدي) انظر اللسان (عضه) .(1/99)
باب العين والهاء والزاي (ع ز هـ، هـ ز ع مستعملان)
عزه: العِزْهَاةُ: اللئِيمُ من الرجال، الذي لا يُخالطُ النَّاس، ولا يطْرب للسَّماعِ، ولا يُحِبُّ اللَّهْو، وجمعُه عِزْهُونَ، تَسْقُطُ منه الهاءُ والألِفُ المُمالَةُ، لأنَّها زائدةٌ، لا تُسْتَخْلَفُ فتحةً. ولو كانت أصلية، مثل ألِفَ مَثْنَى لاسْتُخْلِفَتْ فتحةً كقولهم: مَثْنَوْنَ، وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مثل ياء عِيسَى ومُوسَى على فِعْلَي وفُعْلَى فهو مضمومٌ بلا فتحةٍ، تقول: عِبسُونَ ومُوسُونَ. وأعْشَى ويَحْيَى مفتوحان في الجميع لأنهما على أَفْعَل ويَفْعَلَ فًيُقال: أَعْشَوْنَ ويَحْيَوْنَ، وقيل: هو خَطأ إنَّما هو عُشْوٌ، قال:
كيفما تجعلينَ حُراًّ كريماً ... مثل فَسْلِ مُخالِفٍ عِزُهَاةِ
جمع اللؤم والفُجُور جميعاً ... واتباعَ الرَّدَى وأمْرَ الدُناةِ
هزع: تقول: لقِيتُه بعد هزيعٍ مِنَ اللَّيْلِ، أي بعد مُضِيِّ صدره والأهزعُ من السِّهام: ما يَبْقَى في الكنانة وحده. وهو أرْدَؤها، يقال: ما في الجَعْبَة إلاَّ سَهْمٌ هِزَاعٌ وأهزَعُ، قال:
وبقِيتُ بعدَهُمُ كسَهْمِ هِزَاعِ
وقال رؤبة: «1»
لا تَكُ كالرَّامي بغير أهزعا
__________
(1) الرجز في الديوان ص 91(1/100)
(يعني كمن ليس في كنانته أهزَعُ ولا غيرُه. وهو الذي يَتَكلَّفُ الرَّمْيَ ولا سهْم معه) «1» والتِّهَزُّعُ شِبه التكسُّر والعُبُوس. يقال: تَهَزَّعَ فُلانٌ لفُلانٍ، واشتِقاقُه من هزيع اللَّيل، وتلك ساعةٌ وَحْشَةٌ.
باب العين والهاء والطاء (هـ ط ع مستعمل فقط)
هطع: المُهْطِعُ: المُقْبِلُ ببصره على الشَّيء لا يرفَعُهُ عنه قال اللهُ- عَزَّ وجَلَّ-: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ «2» وفي قول الخليل: هَطَعَ هُطُوعا، قال «3» :
تَعَبَّدَني نِمْر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ
يقول: كان ذليلا لي فصار فَوْقي. قال عرَّام: أهْطَعَ في العَدْوِ إذا أسرَعَ وبعير مُهْطِعٌ: في عُنُقه تصويبٌ خلقة.
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) سورة إبراهيم 43.
(3) البيت في اللسان غير منسوب.(1/101)
باب العين والهاء والدال (ع هـ د، ع د هـ، د هـ ع مستعملات)
عهد: العَهْدُ: الوَصِيِّةُ والتقَدُّمُ إلى صاحبك (بشيء) «1» ، ومنه اشتُقَّ العَهْدُ الذي يكتب لِلْوُلاةِ، ويُجْمَعُ على عُهودٍ. وقد عَهِدَ إليه يَعْهَدُ عَهْداً والعَهْدُ: المَوْثِق وجمعُه عُهُود والعَهْدُ: الالْتِقاءُ والإلمامُ يقال: ما لي عَهْدٌ بكذا، وإنَّه لقريبُ العَهْد بهِ والعَهْدُ: المنزلُ الذي لا يكادُ القوم إذا انْتَأوْا عنه رجَعُوا إليه قال:
هل تعِرفُ العَهْدَ المُحيلَ أَرْسُمُهْ «2»
والمَعْهَدُ: الموضع الذي (كنت عَهِدْتَه أو عَهِدْتَ فيه هوىً لك، أو كُنْتَ) «3» تَعْهَدُ به شيئاً يجمعُ المَعَاهِدَ والعَهْدُ من المَطَر: أن يكون الوسميُّ قد مضى قبله وهو الوليُّ، ثُمَّ يَرِدفُه الرَّبيعُ بمطرٍ يُدركُ آخِرَه بَلَلُ أوَّله ونُدْوَتِه ويُجمْعَ على عِهاد. وكلُّ مطر يكون بعد مَطَر فهو عِهاد، قال:
هَراقَتْ نَجُومُ الصَّيْفِ فيها عِهادَها ... سِجالاً لنَجْم المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ «4»
وقال أبو النجم:
تَرْعَى السَّحَابَ العَهْدَ والغُيُومَا
وعُهِدَت الرَّوْضة فهي مَعْهُودَةٌ أي أصابَها عِهاد من المطر قال الطِرمَّاح: «5»
عقائلُ رمْلةٍ نازِعْنَ منها ... دُفُوفَ أقاحِ مَعْهُودٍ ودينِ
والمُعَاهَدُ: الذِّمّيُّ لأنَّهُ مُعَاهَدٌ ومُبايَعٌ على ما عليه من إعطاء الجزية والكف عنه.
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) الرجز في اللسان والمحكم (لذي الرمة) وهو في ديوان رؤبة ص 149.
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) البيت في اللسان (عهد) وروايته:
أراقت نجوم الليل فيها سجالها ... عهادا لنجم المربع المتقدم
(5) البيت في معجم المقاييس 4/ 170 واللسان والتاج (ودن) .(1/102)
وهُمْ أهْلُ العَهْدِ، فإذا أسْلم ذهب عنه اسمُ المُعاهَدِ. والعُهْدَةُ: كتابُ الشِّراءِ وجمْعُه عُهَد. ويقال للشَّيء الذي فيه فساد: أنَّ فيه لَعُهْدَةً ولَمَّا يُحْكَمْ بَعْدُ وعَهِيدُكَ: الذي يُعاهِدُك وتُعَاهِدُهُ قال نصر بن سيار «1» :
فَلَلَتُّركُ أوْفى من نِزارٍ بِعَهْدِها ... فلا يأمَنَنَّ الغَدْرَ يوماً عَهِيدُها
والتعاهُدُ: الاحتفاظ بالشيء، وإحداثُ العَهْدِ بِه، وكذلك التَّعَهُّدُ والاعْتِهاد، قال الطرماح «2» :
ويَضِيعُ الذي قد أوجَبَهُ الله عليه فليس يُعْتَهَدُ
وأعْهَدْتُهُ: أعْطَيْتُهُ عَهْداً.
عده: يقال: في فلان عَيْدَهيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أيْ كِبْرٌ وسُوُء خُلُقٍ والعَيْدَهُ: السَّيِّءُ الخُلُق من الإبلِ، قال رؤبة: «3»
وخافَ صَقْع القارعات الكده ... وخبط صهميم اليَدَيْنِ عَيْدَه
أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افتِرارَ الأفْوَهِ
دهع: دَهَعَ الراعي بالنُّوقِ ودَهَدَعَ بها: إذا قال لها دَهَاعِ أو دَهْدَاعِ الأوَّلُ مجرورٌ. قال زائدة: ودَهْدَعَ بالسَّخْلِ إذا أشلاه.
__________
(1) البيت في اللسان من غير عزو.
(2) لم نجد البيت في الديوان.
(3) البيت في الديوان ص 166 وروايته فيه:
وخبط صهميم اليدين عيد هي(1/103)
باب العين والهاء والتاء (ع ت هـ مستعمل فقط)
عته: عُتِهَ الرجُلُ يُعْتَهُ عُتْهاً وعُتاهاً «1» فهو مَعْتُوهٌ أي مَدْهُوشٌ من غير مَسٍٍّ وجُنُونٍ. والتَّعَتُّهُ: التَّجَنُّنُ. قال رؤبة:
بعد لَجَاجٍ لا يكادُ يَنْتَهي ... عَنِ التَّصابي وعن التَّعَتُّهِ
وعُتِهَ به: أُوِلعَ به وتَعَتَّهَ في كذا: أَسْرَفَ فيه. وكُلُّ من حَاكَى غَيَره فيما قد عِتُه فهو عَتيهٌ بمعنى مَعْتوهٌ. والقَوْم عُتُهٌ في هذا. واشتقاق العَتَاهِيةِ والعَتاهة من عُتِه، مثلُ كَرَاهِيَةٍ وكراهة، وفراهية وفراهة.
__________
(1) أضاف صاحب القاموس عتها (بفتحتين) .(1/104)
باب العين والهاء والراء (ع هـ ر، هـ ع ر، هـ ر ع مستعملات)
عهر: العَهْرُ: الفُجُور، عَهَرَ إليها يَعْهَرُ عَهْراً: أتاها ليلاً للفُجُور ويُعَاُهِرها: يُزَانِيهَا. وكُلَّ منهما عاهِرٌ، قال:
لا تْلْجَأَنّ سِرّاً إلى خائِنٍ ... يوما ولا تَدْنُ إلى عاهِر «1»
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ.
هعر: الهَيْعَرَةُ: المرأةُ التي لا تسْتَقِرُّ مكانها نزفا من غيرِ عِفَّة. يقال: عَيْهَرَتْ وهَيْعَرَتْ، وهذه الياءُ لازمةٌ، إلاَّ أنَّها لَزِمَتْ لُزُوم الحرف الأصليّ، لأن العين بعد الهاء لا تأتلف إلا بفضل لازمٍ
هرع: الهُرَاعُ والإِهْرَاعُ والهَرَعُ: شِدَّةُ السَّوقِ. يُهْرَعُونَ: يُسَاقُونَ ويُعْجَلُونَ وتَهَرَّعَت الرماحُ إليه إذا أَقْبَلَتْ شَوَارِعَ، قال:
عندَ الكَريهِة والرِّماحُ تَهَرَّعُ «2»
أراد: تَتَهَرَّعُ. وأهْرَعُوها: أشْرَعُوها ثم مضوا بها. ورجُلٌ هَرِعٌ: سريعُ المشْيِ والبُكاء. والهَرْعَةُ: «3» القَمْلَةُ الكبيرَةُ. وكذلك الهرنع والحنبج.
__________
(1) البيت في معجم مقاييس اللغة (عهر) والرواية فيه:
يوما ولا تلجئه للعاهر
(2) الشطر في اللسان (هرع) وروايته:
عند البدبهة والرماح تهرع
(3) في المحكم: الهرعة القملة الصغيرة وقيل الضخمة. وفي القاموس: الهرنعة القملة الكبيرة. وفي اللسان الوجهان.(1/105)
باب العين والهاء واللام (ع هـ ل، ع ل هـ، هـ ل ع، ل هـ ع مستعملات)
عهل: العَيْهَلُ: الناقة السَّريعةُ، قال:
وبلْدةٍ تَجَهّمُ الجُهُوما ... زجرْتُ فيها عَيْهَلاً رسُوما
مُخْلِصَة الأنْقاءِ أو زَعُومَا
وامْرأةٌ عَيْهَلَةٌ: لا تَسْتَقَرُّ إنَّما هي تَرَدَّدُ إقْبالاً وإدْباراً وعَيْهَلٌ أيضاً بغير الهاء. فأمَّا النَّاقةُ فلا يقال إلا عَيْهَلٌ «1» بغير الهاء قال:
لِيَبْكَِ أبا الجَدْعاء ضَيْفٌ ومَعْيِلٌ «2» ... وأَرْمَلَةٌ تغْشى الدوَاجِن عَيْهَلُ
وأنشد غيره: «3»
فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتجرٍ ... ومُلقَى زِفْرِ عَيْهَلَةٍ بَجالِ
عله: العَلْهَانُ: منْ تُنَازِعُه نفسُه إلى الشَّيْءِ، عَلِهَ يَعْلَهُ عَلَها، وعَلِهَ الرَّجُلُ: إذا اشْتَدَّ جُوعُه، والعَلْهانُ: الجَائِعُ. وامرأةٌ عَلْهَى، ويُجمعُ على عِلاَهٍ ونِسَوةٌ عَلاَهَى. وعَلِهَ الرَّجُلُ: إذا وقع في المَلاَمَةِ. والعَلْهَان: الظَّلِيمُ. والعالِهُ: النَّعَامَةُ. والعَلَهُ: خُبْثُ النَّفْسِ والحِدَّةِ والانْهمِاك، قال:
بِجُرْد يَعْلَهُ الداعي إليها ... متى ركِبَ الفَوارِسُ أو متى لا «4»
__________
(1) في المحكم واللسان: عيهلة للناقة أيضا. وفي معجم المقاييس: ناقة عيهل وعيهلة.
(2) البيت في اللسان وروايته:
لِيَبْكَِ أبا الجَدْعاء ضَيْفٌ معيل.
بزنة اسم المفعول في معيل من المضعف عيل.
(3) البيت من ك دون سائر النسخ المخطوطة، وهو في اللسان أيضا (بجل) .
(4) البيت في اللسان وروايته: وجرد يعله.(1/106)
والعَلَهُ: أَذى الخُمار «1» . وعَلْهَانُ: رجُلٌ من بني تَميمٍ، قال جرير:
جيئُوا بِمِثْلِ قَعْنَبٍ والعَلْهَانْ
هلع: الهَلَعُ: بُعْدُ الحِرْصِ. رجُلٌ هَلِعٌ هَلُوعٌ هِلْوَاعٌ هِلْوَاعَةٌ: جُزوعٌ حَرِيصٌ. يقال: جاع فَهَلَعَ أي قل صبْرُهُ قال عمرو بن معديكرب الزبيدي: «2»
كمْ مِن أخٍ لي ماجِدٍ ... بَوَّأْتُهُ بَيِديَّ لَحْدَا
ما إنْ جَزِعْتُ ولا هلعت ... ولا يَرُدُّ بكاي رُشْدا
والهُلاَعُ: الجَزَعُ وأَهْلَعَنِي: أَجْزَعَنِي وناقةٌ هِلْواعةٌ: حديدةٌ سريعةٌ مِذْعَانٌ، قال الطرماح: «3»
قد تبطنت بهلواعة ... عبر أسفار كَتُومِ البُغَامْ
والهَوالعُ من النَّعامِ: الواحدُ هالِعٌ وهالِعَةٌ، وهي الحديدة في مُضِيِّها. وهَلْوَعْتَ فمَضَيْتَ: إذا عَدَوْتَ فأسرعت. ويقال: ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعَةٌ: أي ما له جَدْيٌ ولا عَناقٌ.
لهع: اللَّهِعُ: المُسْتَرْسِلُ إلى كلَّ شَيْءٍ. وقد لَهِعَ لَهَعاً ولهاعة فهو لهع.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة واللسان (عله) أما في م: الحمار (بالحاء المهملة) .
(2) الديوان ص 591
(3) البيت في المقاييس 4/ 207 واللسان والتاج. وروايته في اللسان:
....... ... غبر اسفار.........(1/107)
باب العين والهاء والنون (ع هـ ن، هـ ن ع، ن هـ ع مستعملات)
عهن: العِهْنُ: المَصّبُوغُ أَلْواناً من الصُّوفِ. ويقال: كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ. قال عرَّام: لا يقالُ إلاَّ للمَصْبُوغِ، والقِطْعَةُ عِهْنَةٌ والجمعُ عُهُونٌ والعِهنَة انكِسَارٌ في قَضيبٍ من غير بَيْنُونَةٍ إذا نظرْت إليه حَسِبْتَهُ صحيحاً وإذا هزُزْتهُ انْثنى. وقَضِيبٌ عاهِنٌ أي مُنْكَسِرٌ. وسُمِّي الفَقيرُ عاهِناً لانكِسَارِه. قال زائدة: لا أعرفُ العِهْنَة في ذلك، ونحن نُسمَّيه الشَّرْج، انشرجتِ القَوْسُ والقناةُ أي أصابها انكسار غير بات. قال غيرُ الخليل: العَواهِنُ السَّعَفُ الذي يَقْرُبُ من لُبِّ النَّخْلَة «1» . ومالٌ عاهِن، يغدُو من عند أهْلِه ويرُوحُ عليهم. وأعطاهم من عاهِنِ مالِه أي من تِلادِهِ، قال:
وأهْلُ الأولى اللاَّئي على عَهْد تُبَّعٍ ... على كلِّ ذي مالٍ غريبٍ وعاهِنَ
هنع: الهَنَعُ: التِواءٌ في العُنُقِ وقِصَرٌ، والنَّعْتُ أهْنَعُ وهَنْعَاءُ، وأكَمَةٌ هَنْعاءُ أي قصيرة. وظَليم أهْنَعُ ونَعامةٌ هَنْعاء: لاْلِتواءٍ «2» في عُنُقِها حتَّى يقصُرَ لذلك، كما يفعل الطائرُ الطويلُ العُنُقِ من بنات البَرِّ والمَاءِ.
نهع: النُّهُوعُ: تَهَوُّعٌ لا قَلْسَ مَعَه، نهع نهوعا.
__________
(1) في معجم مقاييس اللغة 4/ 176 القول لابن الأعرابي.
(2) في ك: لا التواء.(1/108)
باب العين والهاء والباء (ع هـ ب، هـ ب ع مستعملان)
عهب: العَيْهَبُ: البَلِيدُ من الرجال الضَّعيفُ عن طلبِ وتْره، قال: «1»
حَلَلْتُ بِه وتْري وأدْرَكْتُ ثُؤْرَتي ... إذا ما تَنَاسَى خلَّهُ كلُّ عَيْهَبِ
قال أبو سعيد: أعرِفُه الغَيْهَبُ، ورُبَّما عاقَبوا. يقال: غَهَبْتُ عن هذا أي سَهَوْتُ عنه وجَهِلْتُهُ.
هبع: الهُبُوعُ: مشْيٌ كمشْيِ الحُمُرِ البلِيدةِ. ويقال: الحُمُرُ كُلُّهَا تَهْبَعُ، وهو مَشْيُها خاصَّة. ويقال: الهُبُوعُ أن يُفاجئوكَ من كلِّ جانب، قال «2» :
فأقْبلتْ حُمْرُهُموَ هَوابعا ... في السِّكَّتَيْنِ تحْمِلُ الأَلاكِعا
ويقال: هو مَدُّ العُنُقِ، قال رؤبة «3» :
كلَّفْتُها ذاهَبَّةٍ «4» هَجَنَّعا ... عَوْجَاتُهُنَّ الذَّابِلاتِ الهُبَّعَا
الهُبَعُ: الفَصيلُ يُنْتَجُ في حَمارَّةِ القَيْظِ، والأُنثى هُبَعةٌ. ويقال: ما له هبع ولا ربع
__________
(1) جاء في اللسان (عهب) البيت للشويعر ثم قال: إنه (محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفي) .
(2) الرجز في اللسان وروايته:
فأقبلت حمرهم هوابعا
(3) كذا في الديوان ص 89، وفي المحكم واللسان أنه (للعجاج) .
(4) وفي اللسان: قال ابن السكيت: العرب تقول: ما له هبع ولا ربع، فالربع ما نتج في أول الربيع، والهيع ما نتج في الصيف.(1/109)
باب العين والهاء والميم (ع هـ م، ع م هـ، هـ م ع مستعملات)
عهم: العَيْهَامَةُ: النَّاقَةُ الماضيةُ ويقال: هي الطَّويَلةُ الضَّخْمَةُ الرَّأْسِ، قال لبيد: «1»
وَرَدْتُ بعَيْهَامَةٍ حُرَّةٍ ... فَعَنَّتْ شَمالاً وَهَبَّتْ جَنُوبا
وقال ذو الرمة:
هيهات خرقاء إلا أن يقربها ... ذو العرش والشعشعانات العَياهيمُ
والذَّكَرُ: عَيْهَامٌ. وعَيْهَمَتُها: سُرْعَتُها. وقال بعضهُم: عُياهِمَةٌ مثلُ عُذافَرة، وعُياهِمٌ عُذافِرٍ ... وعَيْهَمٌ: اسم مَوْضِع، قال لبيد: «2»
بِوادي السَّليلِ بينَ عُلْوَى وعَيْهَمِ
عمه: عَمِهَ يَعْمَهُ عَمَهاً. فهو عَمِهٌ وهم عَمٍهُونَ: إذا تَرَدُّوا في الضَّلالة.
همع: الهَيْمَعُ: المَوْتُ الوَحِيُّ، قال «3» :
إذا بلغوا مَصْرَهُمُ عاجَلُوا ... مِن المَوْتِ بالهَيْمَعِ الذَّاعِطِ
وبالغين خَطأٌ لأنَّ الهاءَ لا تَجْتَمِعُ مع الغَيْنِ في كلمة واحدة وتَهَمَّعَ الرَّجُلُ أي تَبَاكَى. وسَحابٌ هَمِعٌ أي ماطِرٌ، قال: «4»
تنكّر رسْمُها إلاَّ بَقايَا ... خلا عنها جدا همع هتون
__________
(1) خلا ديوان لبيد من البيت.
(2) لم أجده في الديوان.
(3) البيت (لأسامة الهذلي) . انظر ديوان الهذليين 2/ 103.
(4) البيت (للطرماح) انظر الديوان ص 176 والرواية فيه:
...... ... عفا عنها جدا همع هَتُونِ(1/110)
وعَيْنٌ هَمِعَةٌ: سائِلَةُ الدَّمْعِ. ورجُلٌ هَمِعٌ: لا يزَالُ تَدْمَعُ عَيْنُهُ وهَمَعَ الدَّمْعُ هُمُوعاً أي انْهَمَلَ، قال رؤبة: «1»
بادَرْنَ منْ طلٍّ ولَيْلٍ أَهْمَعَا
أي هَامِعٌ. وذَبَحْتُهُ ذَبْحاً هَميعاً أي سريعا.
__________
(1) الرجز في الديوان ص 90 وروايته فيه:
بادرن من ليل وطال أهمعا.(1/111)
باب العين والخاء والشين (خ ش ع مستعمل فقط)
خشع: الخشوع: رَمْيُكَ بِبِصرك إلى الأرض. وتَخَاشَعْتُ: تَشَبَّهْتُ بالخاشِعِينَ ورَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ مُتَضَرِّعٌ. والخُشُوعُ والتَّخَشُّعُ والتَّضَرُّعُ واحدٌ، قال:
ومُدَجَّجٌ يحْمِي الكتِيبة لا يُرى ... عند الكريهِة ضارِعا مُتَخَشِّعا «1»
وأَخْشَعْتُ أي طَأْطَأْتُ الرَّأْسَ كالمُتواضِع. والخشُوعُ المعْنَى من الخُضُوعِ إلاَّ أنَّ الخُضُوعَ في البدنِ وهو الإقْرَارُ بالاستِخدامِ، والخُشُوعُ في البدنِ والصَّوْتِ والبَصَر «2» قال الله- عَزَّ وجلَّ- خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ* «3» : وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ
«4» أي سَكْنتْ. والخُشْعَةُ: قُفُّ «5» غلبْت عليه السُّهولة، قُفٌّ خاشِعٌ وأَكَمَةٌ خاشِعةٌ أي مُلْتَزِمَةٌ لاطئةٌ بالأرض.
وفي الحديث: كانت الكَعْبَةُ خُشْعَةً على الماءِ فدحيت منها الأرض «6» .
__________
(1) كذا في الأصول أما في التاج (خشع) والرواية فيه:
عند البديهة ضارعا متخشعا
(2) كذا في ص وط أما في م وك: في الصوت والبصر.
(3) سورة المعارج 44.
(4) سورة طه 108.
(5) كذا في الأصول كلها أما في ك: قضى
(6) الحديث في اللسان والمحكم وفيهما:
.... فدحيت من تحتها الأرض.(1/112)
باب العين والخاء والضاد (خ ض ع مستعمل فقط)
خضع: الخُضُوعُ: الذُّلُّ والاستِخذَاءُ. والتَّخاضُعُ: التَّذَلُّلُ والتَّقاصُرُ والخَضِيعَةُ: صوتُ بَطْنِ الفَرَسِ، قال «1» :
كأنّ خَضْيعَةَ بطن الجواد ... وعَوْعَةُ الذَّئْبِ في الفَدْفَدِ
والأَخْضَعُ والخَضْعَاءُ: الرَّاضِيانِ بالذُّلِّ، قال العجاج:
وصِرْتُ عَبْداً للبَعُوضِ أَخْضَعَا ... يَمَصُّنَي مَصَّ الصبي المرضعا
والخيضعة: معركة الأبطال، قال لبيد:
المُطعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعْه ... الضارِبُونَ الهامَ تحت الخَيْضَعَهْ «2»
ويقال: هو غبار المعركة.
__________
(1) البيت (لامرىء القيس) في ملحق الديوان ص 459 عن مجالس ثعلب 449، وكذلك في اللسان.
(2) الرجز في الديوان ص 7 والرواية فيه:
الضاربون الهام تحت الخضعه
وفي اللسان: الخيضعة وأضاف: قيل أراد الخضعة من السيوف فزاد الياء هربا من الطي..(1/113)
باب العين والخاء والزاي (خ ز ع مستعمل فقط)
خزع: الخُزُوعُ: تَخَلُّفُ الرَّجُلِ عن أصحابِهِ في مَسيرهم وسمِّيتْ خُزاعَةُ بذلك. لأنَّهم ساروا مع قَوْمِهم من سبأ أيَّامَ سَيْلِ العَرِم، فلما انْتَهُوا إلى مَكَّةَ تَخَزَّعُوا عنهم فأقاموا وسار الآخرون إلى الشَّام. واسمُ أبيهِم حارثةُ بن عمرو، قال حسان «1» :
فلمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ مرًّ تخزَّعَتْ ... خُزَاعَةُ عَنَّا في الحلول الكراكر
__________
(1) كذا في اللسان أما في معجم البلدان (مر) فالبيت منسوب فيه إلى (عوف بن أيوب الأنصاري) . وهو في ديوان حسان (ط. صادر) ص 119 والرواية فيه:
...... ... خزاعة عنا في حلول كراكر(1/114)
باب العين والخاء والدال (خ د ع مستعمل فقط)
خدع: خَدَعَةُ خَدْعاً وخَدِيعَةً، والخَدْعَةُ المَّرةُ الواحدة والانخِداع: الرِّضا بالخَدْعِ والتَّخادُعُ: التَّشَبُّه بالمخدوع. والخُدْعَةُ: الرَّجُلُ المخدُوع. ويقالُ: هو الخَيْدَعُ أيضاً «1» . والخُدْعَةُ: قبيلة من تميم، قال: «2»
مَن عاذِرِي من عشيرة ظَلَموا ... يا قومُ منْ عاذري من الخُدعة «3»
والمُخَدَّعُ: الذي خُدِعَ مِرَاراً في الحَرب وفي غيرها، قال أبو ذُؤيب:
فَتَنَازَعا وتَواقَفَتْ خَيْلاهُما ... وكِلاهُما بَطَلُ النِّزاعِ مُخَدَّعُ
وغُولٌ خَيْدَعٌ، وطريقٌ خَيْدَعٌ: مُخالِفٌ للقَصْد، جائرٌ عن وَجْهِهِ لا يُفطَنُ له، وخَادِعٌ أيضاً، قال الطرماح:
خَادِعَةَ المَسْلَكِ أرصادُها ... تُمسي وُكُوناً فَوقَ ارامِهَا
والإخْدَاعُ: إخفاء الشَّيْء، وبه سُمِّيَتْ الخِزانَةُ مُخْدَعاً. والأَخْدَعَانِ: عِرِقانِ في اللَّبَّتين لأنَّهُما خَفِيا وبَطَنا ويُجمَعُ على أخادع، قال «4» :
وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ ... ضَرَبْنَاه حتَّى تستقيم الأخادِعُ
ورَجُلٌ مَخْدُوعٌ: قطع أخدعاه.
__________
(1) كذا في ص وط أما في سائر النسخ: خدع
(2) في الخزانة 4/ 589 إن القائل (الأضبط بن قريع) . والبيت في ص 7 من كتاب المعمرين (لأبي حاتم) وقد أخطأ محقق م في الإفادة من حاشية 4 من معجم مقاييس اللغة 2/ 161. وعجز البيت في المعمرين:
والمسى والصبح لا فلاح معه
(3) الخدعة كهمزة: الخادع (القاموس) .
(4) قائل البيت هو (الفرزدق) . انظر الديوان ص 519.(1/115)
باب العين والخاء والتاء (خ ت ع مستعمل فقط)
ختع: الخُتُوعُ: رُكُوبُ الظُّلْمَةِ والمُضِيُّ «1» فيها على القَصْدِ باللَّيْلِ كما يَخْتَعُ الدَّليلُ بالقومِ تحت اللَّيل، قال رؤبة:
أَعْيَت أدِلاَّءَ الفَلاةِ الخُتَّعا
والخَتْعَة: النَّمِرَةُ الأُنْثي. والخَتيعَةُ: شيء يُتَّخذُ من الأدَم يُغَشَّي بها الإبْهامُ لِرَمْيِ السهام.
باب العين والخاء والذال (خ ذ ع مستعمل فقط)
خذع: الخَذْعُ: تَحزيرُ اللَّحْمِ في مواضِعَ من غير أن يكون قَطْعاً في عَظَمٍ أو صلابةٍ، إنَّما هو كما يُخْذَعُ القَرْعُ بالسّكيّن والخَذيعَةُ: طعامٌ يُتَّخذُ من اللَّحْمِ بالشام. ومن روى بَيْتَ أبي ذؤيب:
وكِلاهُما بَطَلُ اللَّقاءِ مُخَدَّعُ «2»
يقول: إنَّه مُقَطَّع بالسَّيف في مواضِع.
__________
(1) في ك: والمعني.
(2) وروي البيت في (خدع) بالدال المهملة. كما روي بالذال المعجمة (اللسان) . وصدر البيت:
فتنازلا وتواقفت خيلاهما(1/116)
باب العين والخاء والراء (خ ر ع مستعمل فقط)
خرع: الخَرَعُ: رخاوة في كلِّ شَيء. ورجُل خَرِعُ العَظْمِ أي رِخْوُ العظم. قال:
لا خَرِعَ العَظْمِ ولا مُوَصَّمَا «1»
ومنه اشْتُقَّ اسمُ الخِرْوِعِ، وهي شجرة تحمِلُ. حبّاً كأنَّهُ بَيْضُ العصافِير يُسمَّى سِمْسِماً هِنْدياً. والخَريعَةُ: المرأة التي لا تَمْنَعُ يد لامِسٍ فجوراً، وقد انْخرعتْ له ضَعْفاً وليناً. وانَخَرعَتْ أعضاء البعير: أي زالَتْ عن مواضعها. وتَخَرَّعَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ وضَعُفَ. والخَرْعُ: شَقُّكَ الثَّوْبَ. والتَّخَرُّعُ: التَّشَقُّقُ والتَّفَتُّتُ المُفْسِد، قال العجاج «2» :
ومنْ غَمَزْنا رَأْسَهُ تَخَرَّعَا
أي تَفَتَّتَ من شدَّةِ الغَمْزِ. واخترع فلانٌ باطِلاً وكذباً أي اشْتَقَّهُ والخَريعُ. مِشْفَر البعير المُدَلَّى المُشَقَّق وجمعه خَرَائِع، قال الطرماح:
خَريعَ النَّعْو مُضْطَرِبَ النَّواحي ... كأخلاق الغريفة ذا «3» غضون
__________
(1) نسب الرجز إلى (رؤبة) وأبيه العجاج في اللسان والتاج ولكل منهما أرجوزة بهذه القافية، إلا أن الشطر ليس في كل منهما
(2) والرجز في ديوان رؤبة ص 93 كذلك في اللسان.
(3) كذا في الديوان ص 176 أما في سائر الأصول المخطوطة: ذي.(1/117)
باب العين والخاء واللام (خ ل ع، خ ع ل مستعملان)
خلع: الخَلْعُ: اسم خَلَع رِداءَه وخُفَّه وخُفُّةُ وقَيْدَهُ «1» وامرأته، قال:
وكُلُّ أُناسٍ قارَبوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فهو سارِبُ
والخَلْعُ كالنَّزْعِ إلا أن في الخَلْعِ مُهْلَة. واختلعتِ المرأة اختِلاعاً وخُلْعَةً. وخَلَعَ العِذَارَ: أي الرَّسن فعَدَا على الناس بالشَّر لا طالب له فهو مَخْلُوعُ الرَّسنِ، قال:
وأُخرى تُكادرُ «2» مَخْلُوَعةً ... على النَّاس في الشرِّ أَرسانُها
والخِلْعَةُ: كُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عنْك. ويُقالُ: هو ما كان على الإنسان من ثِيابِه تاماً. والخِلْعَةُ: أجْودُ مالِ الرَّجُل، يقال: أخذْتُ خِلْعَةَ مالِه أي خُيِّرْتُ فيها فأخذتُ الأجْود فالأجْود منها. والخَلِيعُ: اسم الولد الذي يخلَعُه أبُوه مخافة أن يَجْنِي عليه، فيقول: هذا ابني قد خَلَعْتُه فإنْ جَرَّ «3» لم أَضَمنْ، وإنْ جُرَّ عليه أطلبْ، فلا يُؤخذُ بعد ذلك بجريرته، كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو المَخْلُوعُ أيضاً، والجَمْعُ الخُلَعاء، ومنه يُسمَّى كلُّ شاطِرٍ وشاطِرةٍ خَليعاً وخليعةً، وفعلُه اللَّازِمُ خَلُعَ خَلاعَةً أي صار خَليعاً. والخليعُ: الصَّيادُ لانفِرادِه عن الناس، قال امرؤ القيس:
ووادٍ كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل «4»
__________
(1) كذا في جميع الأصول أما في س: وفائدة.
(2) كذا في الأصول أما في رواية التاج: تكاد.
(3) كذا في جميع الأصول أما في ك: جرم.
(4) البيت في مصادر عدة كالمعلقات وغيرها وديوان الشاعر في طبعاته المختلفة. وقد علق محقق م فأشار إلى خلو ديوان الشاعر من البيت (ط. المعارف) وهو موجود في قسم الزيادات ص 372.(1/118)
ويقال: الخليع هاهنا الصياد، ويقال: هو هاهنا الشَّاطِرُ: والمُخَلَّعُ من الناس: الذي كأنَّ به هَبَّةً أو مَساً «1» ورجُلٌ مُخَلَّعٌ: ضعِيفٌ رِخْوٌ.
وفي الحديث: خَلَع رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ
إذا ضيَّع ما أعْطى من العَهْدِ وخرج على النَّاسِ. والخَوْلَعُ: فزعٌ يَبْقَى في الفُؤادِ حتى يِكادُ يعْتَري صاحِبه الوَسواسُ منه. وقيل: الضَعْفُ والفزعُ، قال جرير:
لا يُعْجِبَنَّكَ أنْ ترى لمُجاشعٍ ... جَلَدَ الرَّجال وفي الفُؤاد الخَوْلَعُ
والمُتَخَلَّعُ «2» : الذي يهُزُّ منكبيه إذا مشى ويشير بيديه. والمَخْلُوعُ الفُؤادِ: الذي انْخَلَعَ فؤاده من فزعٍ. والخَلَعُ: زوالٌ في المفاصِلِ من غير بَيْنُونَةٍ، يُقالُ: أصابَه خَلَعٌ في يَدِهِ ورِجْلِهِ والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه. والخالِعُ: البُسْرَةُ إذا نضِجَتْ كلُّهَا. والخالِع: السُّنْبُل إذا سفا. وخَلَع الزَّرْعُ خَلاعَةً. والمُخَلَّعُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من البسيط يُحْذفُ من أجزائه كما قال الأسودُ بن يَعْفَرُ: «3»
ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عفا ... مُخْلَوْلقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِمِ «4»
قُلْتُ للخليل: ماذا تَقُولُ في المُخَلَّعِ؟ قال: المُخَلَّعُ من العروض ضرب من البسيط وأورده. والخليعُ: القِدْحُ الذي يفوز أوَّلاً والجمعُ أخْلِعة «5» والخَليعُ من أسماء الغُولِ، قالَ عرَّام: هي الخَلوع لأنَّها تَخْلَعُ قلوب الناس ولم نَعرِفِ الخليع «6» .
خعل: الخَيْلَعُ والخَيْعَلُ مقلوب «7» ، وهو من الثِّياب غيْرُ منْصُوح الفرْجيْنِ تلبسه
__________
(1) كذا في جميع الأصول أما في س: هنة ومساو.
(2) كذا في ص وط: أما في م: المختلع.
(3) في م: أسود.
(4) في م: رواية البيت:
ماذا وقولي على رَسْمٍ عفا ... مُخْلَوْلقٍ دارس مستعجم
(5) في ك: خلعاء.
(6) في س: ولم يعرف الخليل الخليع.
(7) في م: والخيعل مقلوب.(1/119)
العروس وجَمْعُه خَياعِل، قال «1»
السَّالِكُ الثَّغْرَةِ اليَقْظَانُ كالئُها ... مَشْيَ الهَلُوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ
(وقيل: الخَيْعَلُ قَميص لا كُمَّيْنِ له) «2» . والخَيْعَلُ والخَيْلَعُ من أسماء الذِّئب.
__________
(1) قائل البيت (المتنخل الهذلي) . انظر ديوان الهذليين 2/ 34.
(2) ما بين القوسين زيادة من ك. وفي اللسان مثله عن الأزهري.(1/120)
باب العين والخاء والنون (خ ن ع، ن خ ع مستعملان)
خنع: الخَنْعُ: ضرْب من الفُجُورِ. خَنَعَ إليها: أتاها ليلاً للفُجُورِ. ووقفْتُ منه على خَنْعة: أي فَجْرَةٍ وخَنَعَ فُلانٌ لفُلان أي ضرع إليه إذا لم يكن صاحبُه أهلاً لذلك. وأخْنَعَتْهُ الحاجة إليه: أخْضَعَتْهُ، والاسم الخُنْعَة.
وفي الحديث: أخْنَع الأسماء إلى الله من تَسمَّى باسم مَلِك الأملاكِ
أي أذَلُّها، قال الأعشي:
هم الخَضَارِمُ إن غابوا وإن شهدوا ... ولا يُرَون إلى جاراتِهم خُنُعا
والخُنُع جمع خَنُوع. أي لا يخضعون لهنَّ بالقول، بل يُغَازِلونَهُنَّ «1» . وخُناعَةُ: قبيلة «2»
نخع: النُّخَاعُ والنِّخَاعُ والنَّخَاعُ، ثلاث لغات: عِرق أبيضُ مُستْبَطْنِ فِقار العُنُق مُتصل بالدِّماغ، قال:
ألا ذهب الخِداعُ فلا خِداعا ... ة أبدى السَّيْفُ عن طبق نُخاعا
(يقول: مضى السيفُ في قطع طبق العُنُق فبدا النُّخَاع) «3» . ونَخَعْتُ الشاةَ: قَطَعْتُ نُخَاعَها. ومنه يقال: تَنَخَّعَ الرجلُ: إذا رمى بُنخَاعَتِه «4» ، (وهي نُخامَتُهُ.
وفي الحديث: النُّخَاعَةُ في المسجد خطيئةٌ.
قال: هي البَزْقَةُ التي تخرج من
__________
(1) كذا في ك وم أما في س وط: لها بالقول يغازلونها.
(2) وفي اللسان: وهو خناعة بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر وكذلك في القاموس.
(3) سقط ما بين القوسين من ك.
(4) كذا في ك وس وم أما في ص: ببجاعة وفي ط: نخاعة.(1/121)
أصل الفم ممَّا يلي النُّخَاع) «1» والمَنْخَعُ: مفْصلَ الفَهْقَةِ بين العنق والرأس من باطنٍ.
وفي الحديث: لا تَنْخَعُوا الذَّبيحةَ، ولا تَفْرُسوا، ودعُوا الذَّبيحةَ حتى تجب فإذا وجَبَتْ فكُلُوا.
الفَرْس: كَسْر العُنُق. والنَّخْعُ: أن يَبْلُغَ القَطْعُ إلى النُّخَاعِ.
وفي الحديث: أنخَعُ الأسماء إلى الله- أي أقْتَلُه من تسمَّى بمَلْك المُلُوكَ.
__________
(1) ما بين القوسين زيادة من ك وقد خلت سائر الأصول منه.(1/122)
باب العين والخاء والفاء (خ ف ع مستعمل فقط)
خفع: «1» خَفَع الرَّجُلُ: إذا ديَر به فَسَقَطَ، وانْخَفَعَتْ كَبْدُه من الجوع، وانْخَفَعَتْ رئتُه إذا انْشَقَّتْ من داءٍ، قال جرير: «2»
يمْشُون قد نَفَخَ الخزيرُ بطُونهُمُ ... وغدوا وضَيْفُ بني عَقالٍ يَخْفَعُ
أي تَحْتَرِقُ كَبِدُه من الجوع. والخَوْفَعُ: الذي به اكتئابٌ ووجُومٌ شِبْهُ النُّعاس.
باب العين والخاء والباء (خ ب ع، ب خ ع مستعملان)
خبع: الخَبْعُ: الخَبْءُ في لغة تميمٍ، يجعَلُون بدل الهمزة عَيْناً «3» وخَبَعَ الصَّبِيُّ خُبُوعا: أي فُحِمَ من شدَّة البكِاء حتّى انْقطع نفسُه.
بخع: بَخَعَ نَفْسَهُ: قتلها غَيْظاً من شِدَّة الوَجْد، قال ذو الرمة: «4»
ألا أيهذا الباخع الوجد نَفْسَهُ
. بَخَعْتُ به بُخُوعا أي أقَررْتُ به على نفسي، وبَخَعَ بالطاعة: أي أذعن وانقاد وسلس.
__________
(1) في اللسان والقاموس (خفع) بالبناء للمجهول عن ابن بري.
(2) رواية البيت في الديوان ص 349:
يغدون قد نفخ ...
(3) في س: يجعلون الهمزة عينا.
(4) وعجز البيت كما في الديوان واللسان (بخع) :
بشيء نَحَتْهُ عن يَدَيْكَ المقادِرُ(1/123)
باب العين والخاء والميم (خ م ع، خ ع م مستعملان)
خمع: الخَوَامِعُ: الضِّباعُ لأنَّها تَخْمَعُ خُمُوعا وخَمْعا إذا مشَتْ وكُلُّ من خَمَعَ في مِشْيَتِهِ كأن به عَرَجا فهو خامِعٌ. والخُماعُ اسمٌ لذلك الفِعلِ. قال عَرَّام: الخَميعُ والخَمُوعُ: المرأة الفاجِرُة وخُماعَةُ «1» : اسمُ امرأةٍ
خعم: الخَيْعَامَةُ: نَعْتُ سُوءٍ للرجل
باب العين والقاف والشين (ع ش ق، ق ع ش، ق ش ع، ش ق ع مستعملات)
عشق: عَشِقَها عَشَقاً والاسم العِشْقُ، قال رؤبة:
فعف عن إسرارها بعد العَسَقْ «2» ... ولم يُضِعَها بين فَرْك وعَشَقْ
وفلانٌ عَشِيقُ فُلاَنةُ، وفُلانةُ عشيقَتُهُ، وهؤلاء عُشَّاق وعَشَاشيقُ «3» فُلانةٍ.
قعش: القَعْشُ: عَطْفُ الشَّيء كالقعص. قَعَشْتُ العَصَا من الشجرة إذا عطفت رءوسها إلَيْكَ. والقُعُوش من مراكِب النِّساء، قال رؤبة:
جَدْبَاءُ فَكَّتْ أُسُرَ القُعُوشِ
يصفُ سنة جَدْبَاءَ باردة أحَوجَتْ إلى أن حَلّوا قُعُوشهم فاستوقدوا حطبها.
__________
(1) في القاموس: بنو خماعة بنت جشم بطن.
(2) كذا في ص وط أما في م: الغسق. وقد ورد الشاهد في عسق.
(3) في م: عشاشق.(1/124)
قشع: القَشْعُ: بَيْت من أَدَم. ورُبَّما اتُّخِذَ من جُلُودِ الإبل صوانا «1» للمتاع، ويُجْمَعُ على قُشُوع، قال متممٍ:
إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشِّتاء تَقَعْقَعا
والقَشْعة: قطعةُ سحاب تَبْقَى في نواحي الأفق بعد ما يَنْقَشِعُ الغيْمُ. وكُل شيءُ يغْشَى وجْه ثمَّ يذْهَبُ فقد انقشعَ وانقشعَ الهَمُّ عن القلب. وانْقَشع البلاءُ والبَرْدُ: أي ذهب، وقَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحاب فَتَقَشَّع وانقشع: أذَهَبَتْهُ فذهب، والقِشَعُ: السِّحابُ الذَّاهِبُ عن وجْه السَّماء. وأقْشَع القَوْمُ عنه: أي تَفَرَّقُوا بعد اجتماعهم عليه، والقشْعَةُ العجوز التي قد انْقَشَع عنها لحمُها، قال الشاعر «2»
لا تَجْتَوي القَشْعَةُ الخَرْقاءُ مَبْنَاها ... النّاسُ ناس وأرْضُ الله سَرّاها
(قوله: مبناها: حيثُ تَنْبُتُ القَشْعَةُ. والاجتواء: ألا يوافِقُكَ المكانُ ولا هواؤه) «3»
شقع: شَقَعَ في الإناء: كَرَعَ فيه. ومثله قَبَعَ وقَمَعَ ومَقَعَ، وكُلُّهُ من شِدَّةِ الشُّرْبِ.
__________
(1) في س صوانا.
(2) رواية البيت في اللسان: لا تجتوي ... وأما في الأصول المخطوطة: تجتري
(3) ما بين القوسين من ك.(1/125)
باب العين والقاف والضاد (ق ع ض، ق ض ع مستعملان)
قعض: القَعْضُ: عَطْفُكَ رأس الخَشَبَةِ كعَطْفِكَ عُرُوشَ الكَرْم والهَوْدَج، «1» يقال: قَعَضَها فانقعضتْ أي حَنَاها فانْحَنَتْ، قال رؤبة يُخاطبُ امرأته: «2»
إمّا تَرَيْ دَهْري حَنَاني خَفْضَا ... أُطْرَ الصَّناعين العريش القَعْضا
فَقَد أُفَدّي مِرجَما منْقَضّا.
قضع: قُضَاعَةُ: اسمُ كَلْب الماء والقَضْعُ: القَهْرُ. وإن قُضَاعَةَ قَهَروا قَوْما فسُمُّوا بذلك، (وقيل: هو اسم رَجُل سمِّي بذلك لانقضاعِه عن أمِّه «3» . وقيل: هو من القَهْر لأنه قَهَرَ قَوْماً فسُمِّي به. وهو أبو حَيّ من اليمن واسمُهُ قُضاعَةُ بن مالك بن حِمَيْر بن سبَأ. وتَزْعُمُ نسَّابَةُ مُضر أنَّهُ قُضَاعَةُ بن مَعَدِّ بن عَدَنانَ. قال: وكانوا أشِدَّاء على أعدائهم في الحُرُوب ونحوها) «4»
__________
(1) سقطت الكلمة من الأصول وقد أثبتناها من ك.
(2) الرجز في ديوان رؤبة ص 80 والرواية فيه.
أما ترى دهرا حناني حفضا
(3) في المحكم واللسان: مع أمه، وفي القاموس: مع قومه.
(4) ما بين القوسين زيادة من ك.(1/126)
باب العين والقاف والصاد (ع ق ص، ق عص، ق ص ع، ص ع ق، ص ق ع مستعملات)
عقص: العَقْصُ: الِتَواءٌ في قَرْنِ الشَّاةِ والتَّيْسِ، ويُسْتْعَملُ في كُلِّ ذي قَرنٍ، يقال: شاة عقصاءُ أي مُلْتَويَةُ القَرْنِ. وهو أيضاً دُخُول الثَّنايا في الفمِ. والنَّعْتُ أعْقَصُ وعَقْصاءُ. ويُجْمعُ على عُقْص. والعَقْصُ أخذُك خُصْلَةُ من شعْر فَتَلْوِيها ثم تعْقِدُها حتّى يبْقى فيها الِتواءٌ. ثُمَّ تُرسِلُها، فكُلُّ خُصْلَةٍ عَقيصَةٌ، وجمعُها عَقَائِصُ وعِقاصٌ. قال امرؤ القيس:
غدائره مُسْتشْزرات إلى العُلا ... تضِلُّ العِقاصُ في مُثَنَّى ومُرْسل «1»
(والمِعْقصُ: سَهْمٌ ينْكسِرُ نصْلُه فيَبْقى سِنْخه في السَّهْم فيُخْرجُ ويُضْربُ حتَّى يَطُول ويُرَدَّ إلى مَوْطِنِه فلا يَسُدَّ مَسَدَّه لأنَّه طُوِّل ودُقِّق، قال الأعشى:
ولو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرامَةً ... ولو كنْتم نبْلاً لكُنْتُمْ معاقصا) «2»
قعص: القَعْصُ: القَتْلُ. ضَرَبَهُ فَقَعَصَهُ وأَقْعَصَهُ: أي قتلهُ في مكانه، قال يصف الحرب:
فأَقْعَصَتْهُم وحكّتْ بركها بهم ... وأعطت النهب هيَّان بن بَيَّانِ
ومات فُلان قَعْصاً أي أصابتْه ضَرْبَةٌ أو رَمْيَةٌ «3» فمات مكانُه والقُعَاصُ: داء يأخذ في الصَّدْرِ كأنَّهُ يَكْسِر العُنُقَ، ويقال: هو القُعاسُ، واشتقاقه من القعس وهو انتصاب النحر وانْحناؤه نحو الظَّهْر، وهو أَقْعَس، والأُنْثى قَعْساء. والقُعاصُ أيضا داء يأخذ الدواب فَيسيلُ من أُنُوفِها شيءٌ، قُعِصَتْ فهي مَقعوصةٌ وشاة قَعُوصٌ: تضْرُب حالِبها وتَمْنَعُ الدرة.
__________
(1) في ص ختمت المادة بعد بيت (امرىء القيس) (غدائره) بالعبارة الآتية: وكان ذو العقيص قد خصل شعره عقيصتين فأبقاهما. أما في ط وس فقد انتهت المادة ببيت (امرىء القيس) : غدائره.
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) في ك: ريبة.(1/127)
ويقال: ما كنت قَعُوصاً، ولقد قَعِصت قَعْصاً، قال الشاعر:
قَعُوصٌ شَريٌّ دَرُّها غير مُنْزَلِ
قصع: القَصْعُ: ابتلاعُ جُرَعِ الماء. والبَعِيرُ يقصَعُ جِرَّته إذا ردَّها إلى جوْفِهِ قال:
ولم يَقْصَعْنَه نُغَبُ «1»
والماءُ يَقْصَعُ العَطَشَ: أي يقتلُه وقَصَعَ صُؤاباً أو قَمْلةً: أي قتلها بين ظُفُرَيْهِ. وقَصَعْتُ رأس الصَّبِيَّ: ضَرَبتُه ببُسْط الكَفِّ على هامته، وقَصَع الله شَبابه: أي ذهب به وقتله. وغُلامٌ قَصْعٌ وقَصيع (إذا كان قَمِيئاً لا يَشِبُّ) «2» ، وقد قُصِع يُقْصَعُ قَصاعَة. (والجارية بالهاء) «3» إذا كانت قميئا (لا تشِبُّ ولا تزداد) «4» . والقِصاعُ جمعُ القَصْعَة. والقاصِعاءُ: جُحْرُ اليْربُوع الأول الذي يدخل فيه، اسم جامع له. ولا تجوز السِّين في الكلمة التي جاءت القاف فيها قبل الصَّاد إلا أن تكون الكلمة سينيَّةً لا لغة فيها للصاد.
صعق: الصُّعَاقُ: الصَّوت الشَّديد للثَّور والحمارِ، صَعَقُ صُعاقاً، قال رؤبة:
صَعِقٌ ذِبَّانُه في غَيْطلِ «5»
(أي يموت الذباب من شدَّةِ نَهِيقه) «6» إذا دنا منه. قال رؤبةُ يصف حماراً وأتانه:
يَنْصاعُ من حيلةِ ضمٍّ مُدّهَقْ «7» ... إذا تتلاَّهُنَّ صَلْصَالُ الصعق
__________
(1) البيت (لذي الرمة) وتمامه:
حتى إذا زلجت عن كل حنجرة ... إلى الغَليلِ ولم يقصعنه تغب
انظر الديوان ص 16. والبيت في اللسان (نغب) .
(2) ما بدتا لقوسين من ك.
(3) ما بين القوسين سقط من ك.
(4) ما بين القوسين ساقط من ك وم وقد أثبتناها من ص وط وس.
(5) الرجز في أساس البلاغة (لأبي النجم) وروايته فيه:
مستسأسد ذبانه في غيطل
(6) ما بين القوسين في م: أي يموت الذباب من شدة نهيقه.
(7) سقط الشطر الأول من الرجز من ك.(1/128)
وحِمارٌ صَعْقُ الصَّوْتِ أي شديدهُ. والصعَّاقُ: الشَّديدُ الصَّوْتِ. والصَاعِقَةُ: صيحةُ العَذَابِ. والصَّاعِقَةُ: الوَقْعُ الشَّديدُ من صوْتِ الرَّعْدِ، يسقُطُ معه قِطْعة من نار يقال: إنها من صَوْت الملك. ويجمع صَواعِق. والصَّعِقُ: المغْشِيُّ عليه. صعق صعقا: غُشِي عليه من صَوْتٍ يسمعه أو حِسٍّ أو نحوه. وصعِق صعَقاً: مات.
صقع: الصَّقْعُ: الضَّرْبُ بُبِسطِ الكفّ، صَقَعْت رأسَهُ بيدي، والسين لُغةٌ فيه. والدِّيكُ يَصْقَعُ بصَوْتِه، والسِّينُ جائز. وخطيب مِصْقعٌ: بليغٌ، وبالسِّين أحسن. والصَّقِيعُ: الجَلِيدُ يَصْقعُ النَّبات، وبالسين قبيحٌ. والصَّوْقَعةُ من العِمامَةِ والرِّدَاءِ ونحوهما: المَوْضِعُ الذَّي يلي الرَّأس، وهو أسْرَعُ وسخاً، وبالسين أجْودُ. والصَّوْقَعَة وقْبَةُ الثَّريدِ، وبالسِّين أحسنُ، والصُّقْعُ: ناحية من الأرض أو البيت، والصاد قبيحٌ، والصُّقْعُ: ما تحت الرَّكِيّةِ وحولها من نواحيها، والجمعُ: الأصْقَعُ. والأَصْقَعُ من العِقبانِ والطَّيْر: ما كان على رأسه بياضٌ باللُّغتْين معاً. وان أردتْ الأصْقَعَ نَعْتاً فجمعه على صُقْع. قال الحارث بن وعلة الجرمي:
خُدَارِيَّةٌ صَقْعَاءُ لثَّقَ رشَها ... بطَخْفَةَ يَوْمٌ ذو أهاضيب ماطر
والأصقَعُ: طُوَيْر كأنه عُصفُورٌ في ريشه خُضْرةٌ، ورأسُهُ أبْيَض يكون بقُرْبِ الماء. والجمع صُقْعٌ وأصاقِعُ. قال الخليل «1» : كل صادٍ قبلَ القاف إن شئتَ جعلْتها سينا لا تُبالي مُتَّصِلة كانت بالقاف أو مُنْفَصِلَة، بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلا أن الصَّاد في بعض الأحيان أحسن، والسِّين في مواطِنَ أخرى أجْوَدَ.
__________
(1) لم ينسب القول في المحكم إلى الخليل، وذكره صاحب اللسان عن ابن سيده في المحكم.(1/129)
باب العين والقاف والسين (ع س ق، ق ع س، س ق ع مستعملات)
عسق: العَسَقُ: لُزُقُ الشيء بالشيء عَسِقَ بها عَسَقاً. وعَسِقْت النَّاقةُ بالفَحْلِ: أرَبَّتْ به ولازمتْهُ، قال رؤبة:
فعف عن إسرارها بعد العَسَق «1»
ويقال: في خُلُقه عُسْرٌ وعَسَقٌ أي التِواء يَصِفُه بسوء الخُلُقِ وسُوء المُعامَلِة. والعَسَق العُرْجُونُ الرَّديء أَزْديَّةٌ «2»
قعس: القَعَسُ: نَقيض الحَدَبِ. قَعِسَ قَعَساً فهو أقعَسُ، والأنثى قَعْسَاءُ، وجَمعُه قعسٌ. والقَعْسَاءُ من النَّمْلِ: الرَّافِعَةُ صَدْرَهَا وذنبها، ويجمعُ قُعْساً، (وقَعْسَاوات على غلبةِ الصِّفَةِ) «3» . القُعاسُ: التواءٌ يأخُذُ في العُنُقِ من ريحِ كأنما يَكْسِرُه إلى الوراء ورجلٌ أقعَسُ: أي مَنيعٌ. وعِزٌ أَقْعَسُ: ثابِتٌ مُمْتِنعٌ، قال العجاج: «4»
والعِزَّةُ القَعْساء للأَعَزِّ
وقال:
تَقَاعَسَ العِزُّ بنا فاقعنسسا
__________
(1) تقدم الشاهد في عشق.
(2) في المحكم واللسان (عسق) : أسدية.
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) الرجز في ديوان العجاج ص 64 والرواية فيه:
والعزة الغلباء للأعز.(1/130)
والاقعِناس: التَّقَعُّسُ. شّبَّع السين بالسينِ للتوكيد. وتَقَاعَسَ فُلانٌ: إذا لم يَنفْذ ولم يَمضِ لما كُلِّفَ. والقَوْعَس: الغليظُ العُنُق الشديد الظَّهر من كُل شَيْء،
سقع: السُّقْعُ مُستْعَمْلَ في الصُّقْعِ «1» في بابه.
__________
(1) أشار الخليل واللغويون بعده إلى هذه الحقيقة الصوتية التي بحثوها في الإبدال.(1/131)
باب العين والقاف والزاء (ع ز ق، ق ز ع، ز ع ق، ز ق ع مستعملات)
عزق: المِعْزَقة: المِسْحَاةُ، قال ذو الرمة:
إذا رَعَشَت أيْدِيكُمُ بالمَعَازِقِ «1»
والمِعْزَقُ: المَرُّ من الحديد ونحوه ممَّا يُحفرُ به، ويجمعُ مَعازق. والعَزْقُ عِلاجٌ في عُسْر. رَجُل عَزِق ومُتَعَزِّق وعَزوق: فيه شدَّة وبُخْل وعُسْر في خلقُهِ. والعَزْوَقُ: «2» حَمْل الفُسْتُق في السَّنةِ التي لا يَعْقِدُ لُبُّهُ وهو دباغ وعُزوقَتُه: تَقَبُّضَه. وأنشد:
ما يصْنعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقِ ... يُثيبهُ العَزْوَقُ في جلده «3»
وذلك لأنه يُدْبَغُ جِلْدُهُ بالعَزْوَقِ
قزع: القَزُعُ: قِطعُ السَّحاب، الواحدةُ قَزَعَةٌ وهي رَقيقَةُ الظل «4» مر تحت السَّحابِ الكثير. قال:
مقانِبُ بعضُها يُبْرى لبَعْض ... كأنَّ زُهاءها قَزَعُ الظِّلاَلُ
والقَزَعُ من الصُّوفِ: ما تناتف في الرَّبيع، ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ: ليس على رَأسِه إلاَّ شعُيرات تتطاير في الريح، قال ذو الرمة:
مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأَطْمَارِ ليس لهُ ... إلاَّ الضِّراءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ
والمُقَزَّعُ من الخيْل: ما نُتِفَت ناصيته حتى ترق، وأنشد:
__________
(1) البيت في الديوان ص 408 وفي معجم المقاييس واللسان والتاج وروايته:
يثير بها نقع الكلاب وأنتم ... تثيرون قيعان القرى بالمعازق.
(2) كذا في المحكم واللسان أما في القاموس: عزوق (بفتح الواو وتشديدها) .
(3) كذا في ط أما في سائر الأصول: جلدها.
(4) كذا في ط أما في سائر الأصول: دقيقة تظل.(1/132)
نزائِع للصَّريحِ وأعْوجِيٍّ ... من الخَيلِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ
وسَهْمٌ مقزع خُفِّف ريشُهُ والقَزَعُ: السهم الذي خفَّ ريشُهُ. وكَبْش أَقَزَعُ، وشاةٌ قَزعاء: سَقَط بعض صوفهما. والفَرسُ يَقْزَعُ بفارسه: إذا مَرَّ يُسْرُع به.
وفي الحديث «1» : يخرجُ رجل في آخر الزَّمانِ يسمى أمير الغصب له أصحاب مُنَحَّوْنَ مَطْرُودُون مقصون عن أبواب السلطان يأتونه من كل أوب، كأنهم قزع الخريف، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها.
وقال في وصف السحاب:
وهاجَتِ الرّيح بَطرَّادِ القَزَعْ
ونهى عن القزِعِ وهو أخذُ بعضِ الشَّعْرِ وتْركُ بعضه
زعق: الزُّعَاقُ: ماءٌ مرٌ غليظٌ. وأزْعَقَ القَوْمُ: أي حفروا فهَجموا على ماءٍ زُعاقٍ.
قال علي بن أبي طالب:
دُونَكها مُتْرَعَةً دِهاقا ... كَأْساً زُعاقاً مُزِجَتْ زُعاقا «2»
وبِئْرٌ زَعِقَةٌ: مِلْحَة الماءِ. وطعامٌ زُعاقٌ: مَزْعُوقٌ: أي كُثر مِلْحُهُ فأمرَّ. والزُّعْقُوقُة: فَرْخُ القَبَجِ، ويُجْمعُ الزَّعاقيق، وأنشد:
كأنّ الزَّعَاقِيقَ والحَيْقُطَانَ ... يُبَادِرْنَ في المَنْزِلِ الضَّيْوَنا
(ويقال: أَرْضٌ مَزْعُوقَةٌ ومَذْعُوقَةٌ ومَمْعُوقَةٌ ومَبْعُوقَةٌ ومَشْحُوَذةٌ ومَسْحُورَةٌ ومَسْنَّيِةٌ بمعنىً واحد أي أصابها مطرٌ وابلٌ شَديدٌ. وزَعَقَتِ الريحُ التراب: أثارته) «3» .
__________
(1) جاء في اللسان (قزع) .
وفي حديث علي حين ذكر يعسوب الدين فقال: يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف،
وكذلك في القاموس. وقد وهم الجوهري فنسب الحديث إلى الرسول (ص) .
(2) جاء في أساس البلاغة (زعق) : ويروى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم حنين البيت:
(3) ما بين القوسين زيادة من ك.(1/133)
زقع: «1» زَقَعَ زَقْعاً وزُقاعاً لأَشَدِّ ضُراطِ الحمار. قال زائدة «2» : أعرفُه صَقَعَ بِضَرْطَة لها رَطْبَةٌ مُنْتَشِرَةٌ ذاتُ صَوْتٍ. والزَّقاقِيعُ: فِراخ القَبَجِ «3»
__________
(1) سقطت مادة (زقع) كلها من ك وط.
(2) سقط قول زائدة من ص.
(3) في مادة (زعق) : الزعاقيق: فِراخ القَبَجِ.(1/134)
باب العين والقاف والطاء (ق ط ع، ق ع ط مستعملان)
قطع: قَطَعْتُهُ قَطْعاً ومَقْطَعاً فانْقَطَعَ، وقَطَعْتُ النَّهْرَ قُطُوعاً. والطَّيرُ تَقْطَعُ في طيرانها قُطُوعاً، وهُنَّ قَواطِعُ أي ذواهبُ ورواجعُ. وقُطِعَ بفُلانٍ: انْقَطَعَ رجاؤه. ورجلٌ مُنقطعٌ به أي انْقطع به السَّفَر دون طيِّة. ويقال قَطَعَه. ومُنْقطعُ كُلِّ شيْء حيث تنْتهِي غايتُه. والقِطعةُ: طائفة من كل شيء والجمع القِطَعات والقِطَعُ والأقْطَاعُ «1» . والقَطْعَةُ فعْلةٌ واحدةٌ. وقال بعضُهم: الْقٌطَعَةُ «2» بمعنى القِطْعَةِ. وقال أعرابيٌ: غلبنِي فُلانٌ على قطعة أرضي. والأَقْطَعُ: المَقْطُوعُ اليدِ والجمعُ قُطْعان، والقياس أن تقول: قُطْع لأن جمع أفْعَلَ فُعْلٌ إلا قليلاً، ولكنهم يقولون: قُطِعَ الرَّجُلُ لأنه فُعِلَ به. ويقال: ما كان قَطِيع اللَّسَانِ، ولقد قُطِعَ قَطاعَةً: إذا ذهبتِ السلاطة منه. وأقْطَعَ الوالي قطيعةً أي: طائفةً من أرض الخَراجِ فاستْقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَنِي نهراً ونحوه، وأَقْطَعْتُ فُلاناً: أي جَاوَزْتُ به نهراً ونحوه وأقْطَعَنِي قُضْبَاناً: أذن لي قَطْعِها. ويُسمَّى القَضِيبُ الذي تُبْرى منه السِّهَامُ القِطْعُ، ويجمع على قُطْعَانَ «3» وأقْطُعُ، قال أبو ذؤيب:
وتميمةً من قابِض مُتلبِّبٍ ... في كَفِّه جَشَأٌ أَجَشُّ وأقطَعُ «4»
يَعْنِي بالجَشَأ الأجَشّ: القَوْس، والأَقْطُعُ: السِّهَام، والفَرَسُ الجَوَادُ يُقَطِّعُ الخَيْلَ تَقْطيعا إذا خَلَّفَهَا ومَضَى، قال أبو الخشناء: «5»
__________
(1) كذا في ط وك أما في ص: والجمع القطعان والقطع والأقطاع، وأما في س: والجمع أقطاع وقطعان وقطاع.
(2) في ك: القطيعة.
(3) في ط: أقطعة.
(4) والبيت في ديوان الهذليين 1/ 7 وروايته:
وتميمة من قانص متلبب....
وفي اللسان وروايته:
...... ... في كفه جش أجش وأقطع.
(5) في أساس البلاغة أن قائل البيت (الجعدي) ، ومثله في التاج: قال (النابغة الجعدي) ....(1/135)
يُقَطَّعُهُنَّ بتَقريِبهِ ... ويَأوي إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ
ويقال للأرنْبِ السَّريعة مُقَطَّعَةُ النِّياطِ، كأنهَا تُقَطِّعُ عِرْقاً في بطنها من العدو ومن قال: النياط بعد المفازة فهي تُقَطِّعُهُ أي تُجاوزُهُ (ويقال لها أيضاً مُقَطِّعَةُ الأسْحارِ ومُقَطِّعَةُ) «1» السُحُور، جمع السحر وهي الرِئةُ. والتَّقْطِيعُ: مَغَسٌ تجدُه في الأمْعَاءِ. قال عَرَّام: مَغَص لا غير. والمَغَصُ: أن تَجِدَ وجَعاً والتِواءً في الأمْعَاءِ، فإذا كان الوَجَعُ معه (شديداً فهو التَّقطيعُ. وجَاءَت الخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ: أي سِراعاً، بعضها في إثِر بَعْضْ. وفُلانٌ مُنْقَطِعُ القرين في الكرمِ والسخاء إذا لم يكن له مِثلٌ، وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالَ في الشر والخُبْثِ أي لا زاجر له، قال الشماخ:
رأيتُ عَرَاَبَةَ الأوْسيِّ يسمُو «2» ... إلى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ القرين
والمُنْقَطِعُ: الشَّيءُ نَفْسُهُ، وانْقَطَعَ الشَّيءُ: ذَهَبَ وَقْتُهُ، ومنه قَوْلُهم: انْقَطَعَ البَرْدُ والحَرُّ. وأُقْطِعَ: ضَعُفَ عن النِّكاح. وانْقُطِعَ بالرجُلِ والبعير: كلا، وقُطِعَ بفلانٍ فهو مَقْطُوع به. واْنُقِطعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به: إذا عجز عن سفرِه من نفقةٍ ذهبتْ أو قامَتْ عليه راحِلتُه، أو أتاهُ أمر لا يَقْدِرُ أن يَتَحَرَّكَ معه. وقيل: هو إذا كان مُسافِراً فأُقْطِعَ به وعَطْبَتْ راحِلتُه ونفذ زادُهُ ومالُهُ، وتقول العرب: فُلانٌ قَطِيعُ القيام أي) «3» مُنْقَطِع، إذا أراد القيام انْقَطَعَ من ثِقلٍ أو سمنةٍ، ورُبَّمَا كان من شِدَّة ضَعْفِه، قال:
رَخيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القيام ... أمسى الفُؤادُ بها فاتنا «4»
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) في شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري: ينمي.
(3) ما بين القوسين سقط من الأصول كلها وأثبتناه من ك.
(4) البيت في التاج وروايته فيه:
أمْسَى فؤادي بها فاتِنا(1/136)
أي مَفتُوناً، كقولك: طَريقٌ قاصِدٌ سابِلٌ أي مَقْصُورٌ مَسْبُولٌ، ومنه قوله تعالى: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ «1» * أي مَرْضَيِةَّ. ومنه قول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصِبِ ... وليلِ أُقاسيهِ بطيء الكَواكبِ
أي مُنْصِب. ورخيِمٌ وقَطيعٌ فَعيلٌ في موضع مَفعول، يَسْتَوي فيه الذَّكَرُ والأنْثَى، تقول: رجُلٌ قتيل وامرأة قتيلٌ. ورُبَّمَا خالف شاذاً أو نادراً بعض العرب «2» والإستقطاع: كلمةٌ جامعةٌ (لمعاني القَطْع) «3» . وتقول أَقْطَعَنِي قَطِيعَةً وثوْباً ونَهْراً. تقول في هذل كله استَقْطَعْتُهُ. وأَقْطَعَ فلانٌ من مال فُلانٍ طائفةٌ ونحوَها من كُلِّ شَيْءٍ أي أخذ منه شيئاً أو ذَهَبَ ببعضه وقَطَعَ الرَّجُلُ بحَبْل: أي اختَنَقَ ومنه قوله [تعالى] : ثُمَّ لْيَقْطَعْ
«4» أي لِيَخْتَنِقْ. وقاطَعَ فلانٌ وفلانٌ سَيْفَيْهِما: أي نَظَرا أيُّهمُا أقطعُ. والمِقْطعُ: كُلُّ شيء يُقْطَعُ به ورجُلٌ مِقْطاعٌ: لا يثْبت على مُؤاخاة أخ. وهذا شيءٌ حسن التقطيع أي القَدِّ. ويقالُ لقاطِعِ الرَّحم: إنه لقُطَع وقُطَعَةٌ. من قَطَعَ رَحِمَه إذا هجرها. وبَنُو قُطَيْعَةَ: حيٌ من العَرَبِ، والنِّسبةُ إليهم قُطَعِيُّ، وبنوا قُطْعة: بَطْنٌ أيضاً. والقِطْعَةُ في طَيِّء كالْعَنْعَنَةِ في تَمِيمِ وهي: أن يَقُولَ: يا أبا الحكا وهو يُريدُ يا أبا الحكم، فَيَقْطَعُ كلامه عن إبانَةً بَقَيَّةِ الكلمة. ولَبَنٌ قاطعٌ: «5» وقَطَّعْت عليه العذاب تَقْطِيعاً: أي لَوَّنْتُه وجزَّأتُه عليه.
__________
(1) سورة الحاقة 21.
(2) جاء في ص وط: إن فلانا منقطع القرين. وقد وردت هذه الجملة في أعلى هذه المادة.
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) سورة الحج 15.
(5) كلمة حامض في ك دون سائر الأصول.(1/137)
والقَطِيعُ: طائِفَةٌ من الغَنَمِ والنَّعَمِ ونحوها. ويجمعُ على قُطْعان وقِطاع وأقطاع، (وجمع الأَقْطاع أقاطيعُ) «1» . والقِطْع: نَصْلٌ صغيرٌ يُجْعَل في السَّهْم وجمعه أقطاعٌ. والقَطِيع: السَّوط المقطُوعُ طَرَفُه، قال:
لمّا عَلاني بالقَطِيع عَلَوْتُه ... بأبْيَضٍ عَضْبٍ ذي سَفاسِق مِفْصَلٍ
والقطِيعُ: شِبْه النَّظير. تقول: (هذا قطيع هذا أي شِبْهَهُ في خَلْقَهِ وقَدِّهِ) «2» . والأُقطُوعةُ: علامةٌ تبْعَثُ بها الجارية إلى الجارية أنها صَارمَتْها، قال: «3»
وقالتْ بِجارِيَتَيْهَا اذهبا- ... إليه بأقطُوعَةٍ إذْ هجرْ
وما إن هَجَرْتُك مِن جَفْوَة ... ولكن أخافُ وشاة الحَضَرْ
وانقِطَاعُ كُلِّ شَيْءٍ: ذهابُ وَقْتِه. والهَجْرُ مَقْطْعَةٌ للوُدِّ: أي سببُ قَطْعِه. ومَقْطَع الحَقِّ: مَوْضِعُ التِقَاء الحُكمِ فيه، وهو ما يَفْصِلُ الحق من الباطل، قال زهير:
وإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثلاث ... شُهُودٌ أو يَمِينٌ أو جُلاءُ «4»
يَنْجَلِي: يَنْكَشِفُ. ولُصُوصٌ قطَّاعٌ، وقُطَّعٌ (وهذه تخفيف تلك) «5» والمِقْطَعُ: ما يُقْطَعُ به الأدِيمُ والثَّوْبُ ونحوه. والمُقَطَّعَاتُ من الثياب: شِبْهُ الجِبَابِ ونحوها من الخَزِّ والبَزِّ والألوان. ومثله من الشِّعْر الأراحيزُ، ومن كل شيءٍ. قال غيرُ الخليل: هي الثيابُ المختلفةُ الألوان على بَدَنٍ واحدٍ، وتحتْها ثَوْبٌ على لَوِنٍ اخر. ويقالُ للرَّجُل الكثير الاختراقِ قَطِيعٌ وقُطُعات الشَّجَر: أطراف أُبَنِها إذا قُطِعَتْ أغْصانُها. (ومُقَطِّعَةُ السَّحْر من الأرانِب) «6» : هناتٌ صِغَارٌ من أسرع الأرانب. قال:
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) كذا في ك أما في ص وط وس: هذا قطيع من الثياب الذي قطع منه.
(3) البيت الاول في اللسان من غير عزو.
(4) ورواية البيت في الديوان ص 75 وكذلك في ط:
...... ... يمينٌ أو نِفارٌ أو جلاء
(5) ما بين القوسين من ك.
(6) كررت العبارة بين القوسين في ك.(1/138)
مَرْطَي مُقَطَّعةٌ سُحُورَ بُغاتِها ... من سوسها التاببر مهما تَطْلُبِ «1»
والقِطْعُ من الثِّيابِ: ضَرْبٌ منها على صَنْعَة الزَّرابيَّ الحِيريَّة لأن وشْيِها مَقْطُوع وتجمعُ على قُطُوع، قال «2»
أَتَتْك العِيسُ تَنْفُخُ في بُراها ... تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ
والقُطْعُ: بهرٌ يأخُذُ الفرس فهو مَقْطُوعٌ، وبه قُطْعٌ، قال أبو جندب:
وإنِّي إذا آنسْتُ بالصُّبْح مُقْبلاً ... يُعَاوِدُني قُطْعٌ جواه ثَقِيلُ
ورواية عرَّام:
وإنّي إذا ما آنس الناس مقبلاً ... يُعَاوِدُنِي قُطْعٌ عليَّ ثَقِيلُ
وكذلك إن انْقَطَعَ عِرْقٌ في بَطْنِه أو مَشْحَمِهِ، فهو مَقْطُوعٌ. والقِطْعُ: طائِفَةٌ من الليل، قال:
افتحِي الباب فانْظُري في النُّجومِ ... كم علينا من قِطْع لَيلٍ بَهيمٍ
ويجوز قَطْعٌ، لُغَتَانِ. وفي التنزيل: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً «3» وقرىء: قِطْعاً.
قعط: يقال: اقْتَعَطَ بالعمامَةِ: إذا اعتَمَّ بها، ولم يُدِرْها تَحتَ الحَنَكِ. قال عَرَّام: القَعْطُ: شِبْهُ العِصَابَة. والمِقْعَطَةُ: ما تَعْصِبُ به رَأْسَكِ. ويقال: قَطَعْتُ العمامة: في معنى اقتعطتها. وأنكر مبتكر قعطت بمعنى اقتعطت.
__________
(1) البيت في التاج وروايته فيه:
...... ... من سوسها التوتير مهما تطلب.
(2) القائل في اللسان هو (الأعشى) ، وقال ابن بري: انه (لعبد الرحمان بن الحكم بن ابى العاص) ، وقيل (لزياد الأعجم) .
(3) سورة يونس 27 ولم ترد الآية في ص وط.(1/139)
باب العين والقاف والدال ع ق د، ع د ق، ق ع د، ق د ع، د ق ع، د ع ق
عقد: الأعْقَادُ والعُقُودِ: جماعة عَقْدِ البِناء. وعَقَّدَهُ تَعْقِيداً أي جعل له عُقُوداً. وعَقَدْتُ الحبل عَقْداً، ونحوه فانْعَقَدَ والعُقُدَةُ: مَوْضعُ العقد من النظام ونحوه. وتَعَقَّدَ السَّحابُ: إذا صار كأنه عَقْد مَضْرُوبٌ مَبْنِيّ. وأعْقَدْتُ العسل فانْعَقَد، قال: «1»
كأنّ رُبّاً سال بعْدَ الإعْقادْ
(وعَقْدُ اليمينِ: أن يَحْلِف «2» يمينا لا لغو فيها ولا استثناء فيجب عليه الوفاء بها.
(وعُقْدَةُ كُلِّ شَيْءٍ: إِبْرَامُهُ) «3»
. وعُقْدَةُ النِّكَاحِ: وُجُوبُهُ. وعُقْدَةُ البيع: وجُوبُهُ والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ ويجمع على عُقَدٍ. (واعْتَقدْتُ مالاً) «4» : جمعتهُ. وعَقَدَ قَلْبَه على شيء: لم ينزع عنه. واليَعْقِيدُ: طعامٌ يُعْقَدُ بالعَسلِ. وظَبْيَةٌ عاقدٌ: تَعَقَّدَ طرف ذنبها. ويقال: بل العَواقِدُ: عَواطِفُ ثواني الأعطافِ، قال النابغة: «5»
وَيضَرْبِنَ بالأيدي وراء براغز ... حسان الوجُوه كالظِّباء العَواقِدِ
واعْتَقَدَ الشَّيْءُ: صَلْبَ. واعْتَقَدَ الإخَاءُ والمَوَدَّةُ بينهما: أي ثَبَتَ والأعْقَدُ من التُّيُوسِ والظِّباءِ: الذي في قَرْنِهِ عُقْدَةٌ ورَجُل أَعْقَدُ، وقد عَقِدَ يَعْقَدُ عَقَداً أي في لسانه عُقْدَةٌ) «6» وغِلَظٌ في وسَطِهِ فهو عُسُرِ الكلام، قال الله- عز وجل-. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي «7» .
__________
(1) الرجز (لرؤبة) . انظر الديوان ص 41
(2) في ك: وعقد اليمين ترى أن يحلف....
(3) في ك: وأعقدت كل شيء أحكمت إبرامه والذي أثبتناه مواقف للأصول ومعجم المقاييس والمحكم واللسان.
(4) في ط: واعتقدت مالا وأخا.
(5) البيت في الديوان والرواية فيه:
ويعقرن بالأيدي وراء براغز.
(6) ما بين القوسين من ك.
(7) سورة طه 27.(1/140)
والعَقْدُ مَثل العَهْدِ، عاقَدْتُهُ عَقْداً مِثلُ عاهَدْتُهُ عَهْداً. وعِقْدُ القِلادَةِ: ما يكون طوار العُنُقِ غيْر مُتَدلٍّ. والمعاقِدُ: (مواضِعُ العَقْد من النِّظام) «1» ونحوه قال: «2»
منه معاقِدُ سِلْكِهِ لم تُوصلِ
والعقِدُ مِنَ الرَّمْلِ: ما تراكم واجْتَمَعَ وجَمْعُهُ أعقاد. ومن قال: عَقْدَة فإنه يُجمع على عَقَداتٍ. قال «3» :
بَيْنَ النّهار وبَيْنَ اللّيْلِ من عَقِدٍ ... على جَوانِبِه الأسْباطُ والهَدَبُ
والعُقْدَانِ: ضربٌ من التَّمْرِ. قال زائدة سَمْعْتُ به وليس من لُغَتَي، وأعرفُ القَعْقَعانَ من التَّمْر. وجَمَلٌ عَقْدٌ مُمِرّ الخُلقِ، قال النابغة: الديوان.
فكَيْفَ مَزارُها إلاّ بعقْد ... ممر ليس ينقضه الخُؤونُ
وقال آخر:
مُوَتَّرةَ الأنْساء مَعْقُودَةَ القَرَى ... زَفُونا إذا كلّ العِتاقُ المَراسِلُ «4»
والعاقِدُ: النَّاقَةُ التي تَعْقِدُ بذنبها عند اللّقاح فيُعْلَمُ أنها قد حملت.
__________
(1) في م: مواضع العقد من العقد من النظام.
(2) البيت (لعنترة) في الديوان (ط المكتب الإسلامي) والرواية فيه:
كالدر أو فضض الجمان تقطعت ... منه عقائد سلكه لم يوصل
(3) البيت (لذي الرمة) انظر الديوان ص 4.
(4) كذا في ص وط وأساس البلاغة أما في م فروايته:
ممروءة الأنساء معقودة القرى ... ذفونا إذا كلّ العِتاقُ المَراسِلُ(1/141)
عدق: العودق على تقدير فَوْعل، وهي العَوْدَقَةُ أيضاً: حديدة لها ثلاث شُعَب يستخرج بها الدَّلْو من البئر، وهو الخُطّاف. والرجلُ يعدِق بيده (يدخل يَده) «1» في نواحي الحوض «2» كأنه يطلب شيئاً في الماء ولا يراه. يقال: اْعْدِق بيدك. قال: زائدة: أقول: يُعَودق بيده في نواحي البئر لا يعْدقُ.
قعد: قَعَد يَقْعُدُ قُعُوداً (خلاف قام) «3» والقَعْدةُ: المَرَّةُ الواحدة. والقَعَد: القَوْمُ الذين لا ديوان لهم. والمُقْعَدُ والمُقْعَدَةُ اللذان لا يطيقانِ المَشْيَ. والمُقْعَداتُ: فِراخ القَطَا والنسر قبل أن تَنْهَضَ للطَّيَرَانِ «4» ، قال ذو الرمة:
إلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرّيح بالضُّحى ... عَلَيْهِنَّ رَفْضاً من حصادِ القُلاقِلِ
القُلاقِلُ: أول ما ينبت من البَقْل، وأوَّل ما تَدْوِي له خَشْخَشَة إذا حَرَكَتْه الرَّيح. يقول: الريحُ تَطْرحُ عَلَيْهنَ كُساراتِ القُلاقِل. والمُقْعَداتُ أيضاً الضَّفادِعُ. والمُقْعَدُ: الثَّدْيُ النّاهدُ على النَّحْرِ، قال النابغة:
والبِطْنُ ذو عُكَنٍ لطِيف طَيُّه ... والِاتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ
والقَعْدَةُ ضَرْب من القُعُود، يقال: قَعَدَ قَعِدَ الدُّبِّ وقِعْدةُ الرَّجلِ: مِقْدَارُ ما أَخَذَ من الأرض، يقال: أَتَانا بِثَريدَةٍ مثل قعدة الرجل. و [ذو] القَعْدَةِ: اسم شَهْر كانت العرب تقعد فيه ثم تحُجُّ في ذي الحجة. والقُعْدَةُ: ما يَقْتَعِدُهُ الرجُلُ من الدَّوابِّ للرُّكُوِبِ خاصة. والقُعُود والقُعُودَةُ من الإبلِ: ما يَقْتَعِدُها الراعي فَيْركَبُها ويَحْمِلُ عليها زاده. ويُجْمَعُ على القِعْدانِ. وقَعِيدَتُكَ: امرأُتكَ، قال الأسعَرُ الجُعْفِيُّ:
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) في ك: البئر.
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) كلمة للطيران زيادة من ك.(1/142)
لكن قعيدة بيننا مجْفُوَّةٌ ... بادٍ جناجِن صَدْرِها ولها عنا «1»
وقال آخر:
إنَّنِي شَيْخُ كبِيرْ ... ليس في بَيْتِي قعيدهُ
(ومثل قعيدة قُعاد والجمع قعائد. قال عبد الله بن أوفى الخزاعيُّ في امرأته:
منجدة مثل كلب الهراش ... إذا هجع النَّاسُ لم تَهْجَع
فليسَتْ تباركُهُ مُحْرِماً ... ولو حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَعِ
فَبَئْسَ قُعَادُ الفتى وحدَهُ ... وبئستْ مُوَفِّيَةِ الأربع «2»
وقَعِيدُك: جَليسُك. وقَعيداً كُلّ حَيّ: حافظاه المُوكَّلان به عن يمينه وشماله. والقَعْيدَةُ: ما أتاك من خلفك من ظَبْيٍ أو طائرٍ. وامرأةٌ قاعِدٌ، وتجمعُ قواعِدَ وهُنَّ اللَّواتي قَعَدْن عن الولد فلا يَرْجون نِكاحاً والقواعدُ: أساسُ البيت، الواحدةُ قاعِد وقياسَه قاعدة بالهاء، وقعائِدُ الرَّمْلِ وقواعِده: ما ارتكن بعضه فوق بَعْض. وقواعِدُ الهَوْدج: خشباتٌ أربعٌ مُعْتِرضاتٌ في أسفلِه قد رُكِّب الهْودجُ فيهِنَّ والإقتعادُ مصدر اقتعد من قولك: ما اقْتَعَدَ فلانا عن السَّخاء إلا لُوْمُ أَصْلِه. ومنه قول الشاعر:
فازَ قِدَحُ الكلبي واقتعدت معزاء ... «3» عن سَعْيه عُرُوقُ لئيم
ورجُلٌ قُعْددٌ وقُعْدُدَةٌ: جَبانٌ لئيمٌ قاعِدٌ عن الحرب، قال الحطيئة للزبرقان:
دَعِ المكارِم لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها ... واقْعُدُ فإنّك أنت الطَّاعِمُ الكاسي
قال حَسَّان لعُمَر: ما هجاه ولكن ذرق عليه. والقُعْدُدُ أقرب القرابة إلى الحي
، يقال: هذا أقْعد من ذاك في النَّسبِ أي أسرعِ انتهاءً وأقرب أباً ووَرِثْتُ فلاناً بالقُعُود: أي لم يُوجَدْ
__________
(1) كذا في ص وم والمحكم أما في ط وك: غنى، وفي الأصمعيات: جنى.
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) كذا في الأصول كلها واللسان والتاج (معز) أما في م: مغراء.(1/143)
في أهل بيته أقْعَدُ نسباً مني إلى أجداده. والإقْعَادُ والقُعَادُ: داء يَأْخُذُ في أوِراكِ الإبلِ، وهو شِبْهُ مَيَل العجُزِ إلى الأرض، أُقْعِدَ البعِيرُ فهو مُقْعَدٌ، ولا يَعْتَري ذلك إلا الرجلية أي النَّجيبة، والمُقْعَدَةُ من الابار: التي أُقْعَدَتْ فلم يُنْته بها إلى الماء فتُرِكَتْ، قال الراجز (وهو عاصم بن ثابت الأنصاري) «1»
أبو سُليمانَ ورِيشُ المُقْعَدِ ... ومخْبَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أجْرد «2»
وضالة مثلُ الجَحيمِ الموقَدِ
يعني: أنا أبو سُلَيْمان ومعي سِهامي راشَها المُقْعَدُ، وهو اسم رجُل كان يريش السِّهَام. والضَّالَةُ من شجر السِّدْر يُعْمَلُ منها السِّهام. شَبَّه السهام بالجمْرِ لتَوَقُّدِها وقَعَدَت الرَّخْمةُ: جثمت. وما قعدت واقْتَعَدَكَ؟ أي حبَسَكَ والقَعَدُ: النَّخلُ الصِّغَار وهو جمع قاعِدٍ كما قالوا: خَادِمٌ وخَدَم. وقَعَدت الفسيلَةُ وهي قاعِدٌ: صار لها جِذْعُ تَقْعُدُ عليه. وفي أرْضِ فُلانِ من القاعد كذا وكذا أصلاً، ذهبوا إلى الجِنْسِ والقاعِدُ من النَّخْلِ: الذي تناله اليد «3»
قدع: القَدْعُ: كَفُّك انسانا عن الشَّيْء بيدِك أو بلسانِك أو برأْيِكَ فَيَنْقَدِعُ «4» لمكانك، قال:
قِياما تَقْدَعُ الذِّبّانَ عَنْها ... بأذْنابٍ كأجْنِحَةِ النُّسور
وامرأة قَدِعَةٌ: قليلة الكلام كثيرة الحياء. ونسوةٌ قَدِعاتٌ «5» .
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) الشطر الثاني في ك دون سائر الأصول.
(3) ما بين القوسين من ك وقد خلت الأصول الأخرى منه.
(4) كذا في الأصول أما في م: فيقدع.
(5) في م ورد: وامرأةقدوع تأنَفُ من كُلِّ شيْءٍ: ثم يأتي قول (الطرماح) . ومعنى هذا أنه سقط منها ما يقرب من ثلاثة أسطر. إن البيت وهو قول (الطرماح) يأتي في عقب قول عرام شاهدا عليه قد سقط من م.(1/144)
والتَّقَادُعُ: التَّهافُتُ في الشَّيْءِ كَتَهافُتِ الفراش في النَّار. وتَقَادَعَ القَوْمُ: إذا مات بعضهم في إثر بعض. والقَدُوعُ: الكافُّ عن الصَّوْتِ. قال عَرَّام: وقَدُوع إذا كان يأنَفُ من كُلِّ شَيْءٍ وبالذّال أيضا قال الطرماح:
إذا ما رآنا شَدَّ للقَوْم صَوْتهُ ... وإلاَّ فمَدْخُولُ الغِناءِ قَدُوعُ
دقع: الدَّقْعاء: التُّرابُ المَنْثُوُر على وَجْه الأرض. وأَدْقَعْتُ: التَزَقْتُ بالأرض فَقْراً. والدّاقِعُ: الذي يَطْلُبُ مَداقَّ الكَسْبِ. والدَّاقِعُ: الكئيب المُهْتَمُّ، قال الكميت:
ولم يدقعوا عند ما نابَهُمْ ... لوَقْعِ الحُرُوبِ ولم يَخْجَلْوا
أي لم يَخْضَعُوا للحرب.
دعق: دَعَقَتِ الدَّوابُّ في الأرض لشدَّةِ الوَطْءِ حتَّى تصير فيها اثارٌ من دَعْقِها، قال رؤبة:
في رسم آثار ومدعاس دَعَقْ ... يَرِدْنَ تحت الأَثْل سِيَّاحَ الدَّسَقْ
قال الضَّرِيرُ: الأَثَر والرَّسْمُ واحِدٌ، لكن اخْتِلَفَ اللَّفظان (فجاز له الجمع بينهما) «1» وأراد بالدَّعَقِ: الدَّفْعِ الكثير، وأراد بالدَّسَقِ الدَّسَع (ولكن ألجأتْ الضَّرورةَ فجعَلَ العين قافا) «2» الدَّسَعُ: القَيْء، وهو أخَفُّ القَيْء يغلب المتقي «3»
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) وقد ختمت المادة في ك بالقول: (ورجل عادق الرأس ليس له صيور يصير إليه فيقال عدق بظنه عدقا إذا رجم بظنه ووجه الرأي إلى ما يستيقنه) . وليس هذا مكانه في هذه المادة وكان يجب أن يكون في المادة السابقة.(1/145)
باب العين والقاف والتاء (ع ت ق، ق ت ع مستعملان)
عتق: أَعْتَقْتُ الغُلاَمَ إعْتاقاً فعَتَقَ. وهو يَعْتِقُ عِتْقاً وعتَاقاً وعتَاقَةً. وحلف بالعَتَاقِ. والعَبْد عَتيق أي مُعْتقَ «1» . (ولا يقال عاتق إلا أنْ يَنْوِي فِعلَ القابل فيقال: عاتِقٌ غداً) «2» . وامرَأةٌ عَتيقةٌ: حُرَّة من الأمُوَّةِ. وجارية عاتِقٌ شابَّة أوَّلَ ما أدْرَكَتْ. وامرأةٌ عتيقة: جميلةٌ كريمةٌ. عتَقَت عتِقاً. وكُلَّمَا وجَدْتَ من نَعْتِ النُّوقِ في الشِّعْرِ عَتيقةً فاعْلم أنَّها نَجيبَةٌ والعتيقُ القديم من كل شيء. وقد عَتَقَ عِتْقاً وعَتاقَةً: أي أَتَى عليه زَمَنٌ طويلٌ. والبيت العتيق: هو الكَعْبَةُ لأنه أوَّلُ بَيْت وُضِعَ للنَّاس، قال الله تعالى: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ «3» . والعاتقِ من الطَّيْر: فَوْقَ الناهِض، وأوَّلُ ما يَنْحَسِرُ ريشُهُ الأول ويَنْبُتُ له ريشٌ جِلْدِيٌّ أي شديدٌ صُلْبٌ. وقيل: العاتِقُ من الطير ما لم يُسَنِ ويَسْتَحكِمْ والجمع عُتُقٌ وجمعها عواتِق. والعاتقان: ما بين المنكبَيْنِ. والعاتِقُ من الزقاقِ: الواسِعُ الجيَّد والعاتِقُ من نَعْتِ المزَادةِ: إذا كانت واسِعةً. وشُرْبُ العتيقِ: وهو الطلا والخمر، ويقال: هو الماءُ والخمرُ العَتيقَةُ: التي قد عُتِّقَتْ زمانا حتى عتَقَتْ. قال الأعشى:
وسبيئةٍ ممّا تُعَتِّقُ بابل ... كدمِ الذبيح سلبتها جريالها
__________
(1) الكلمة من ك دون سائر الأصول. في الأصول: الغابر ويبدو أنه تصحيف وما أثبتناه فمستفاد من (المقاييس) كما في الهامش رقم (2) .
(2) كذا في الأصول المخطوطة وم أما في معجم مقاييس اللغة 4/ 219: ولا يقال عاتق في موضع عتيق إلا أن تنوي فعله في قابل فتقول: عاتق غدا.
(3) سورة الحج 29.(1/146)
السَّبيئةُ: الخَمْر تنقل من بلدٍ إلى بلدٍ، والجِرْيال: لَوْنُها الأحمر، يعني: شَرِبْتُها حَمْرَاءَ وبُلْتُها صَفْراءَ. والمُعَتَّقةُ: ضَرْبٌ من العِطْرِ. وعَتيقُ الطَّيْر: البازي، قال:
فانْتَضَلْنا وابن سلمى قاعد ... كعتيق الطَّيْرِ يُغْضَى ويُجَلُّ
والعتيق: اسم أبي بكر الصَّدِّيق.
قتع: القَتَعُ: دودٌ أَحْمَرٌ تكُون في الخَشَب تأْكُلُه، الواحدة قَتَعَةٌ. قال عَرَّام: وهي القادحَةُ أيضا، قال:
غَدَاةَ غادَرْتُهم قَتْلَى كأنّهُمُ ... خُشْبٌ تَقَصَّفُ في أجْوافِها القَتَعُ «1»
(وهي الأرض أيضاً والطَّحنَةُ والعَرَانَةُ والحَطِيطَةُ والبَطِيطَةُ واليَسْرُوعَةُ والهِرنبِصاةُ وقاتَعَهُ الله مثل كاتَعَهُ، وقيل: هي على البدل) «2»
__________
(1) البيت (للبيد) . انظر الديوان ص 159 وروايته فيه:
فانتضلنا وابن سلمى قاعد
أما في م: فانتصلنا (بالصاد) . ورواية سائر الأصول موافقة للديوان.
(2) البيت في الجمهرة (قتع) وروايته فيه:
غادرتهم باللوى قتلى كأنهم ... خشب تنقب في أجوافها القتع(1/147)
باب العين والقاف والظاء (ق ع ظ مستعمل فقط)
قعظ: القَعْظُ: إدْخَالُ المَشَقَّة تقول: أَقْعَظَنْي فلان. إذا أدخل عليك المَشَقَّة في أَمْرٍ كُنْتَ عنه بمَعْزٍلٍ.
باب العين والقاف والذال (ع ذ ق، ق ذ ع، ذ ع ق مستعملات)
عذق: العِذْقُ: العُنْقُودُ من العِنَبِ. العَذْق: النَّخْلة بحَمْلِها. وقال غَبْره: العِذْق: الكِباسةُ «1» وهي العُنْقُودُ على النَّخْلَة أو عُنْقُودُ العِنَبِ. والعَذْقُ من النَّبات: ذو الأغصانِ، وكُلُّ غُصْنِ له شُعب، والعَذْق: مَوْضِع، وخَبْراء العَذْق: مَوْضِعٌ مَعروفٌ بناحيِة الصَّمَّانَ، قال رؤبة: «2»
بين القَرينَيْنِ وخَبْراءِ العَذَق
قذع: القَذْعُ: سُوءُ القول من الفُحْشِ ونحوه، قَذَعْتُه قَذْعاً: رَمَيْتُهُ بالفُحْش، قال:
يا أيُّها القائلُ قَوْلا أقْذَعا
وتقول: أَقْذَعَ القَوْلَ إقذاعا أي أساءه. وامرأةٌ قَذوعٌ: تأنَفُ من كُلِّ شيْءٍ.
ذعق: الذُّعَاقُ بِمَنْزِلَة الزُّعَاقِ. قالَ الخليلُ «3» : سِمِعْناهُ فلا نَدْرِي ألُغَةٌ هي أم لَثْغَة. قال زائدةُ داءٌ زُعاقٌ وذُعاقٌ أي قاتل.
__________
(1) في م: الكباشة.
(2) كذا في الأصول أما في الديوان ص 105 فالرواية:
بين القريين وخبراء العذق.
(3) كذا في المحكم واللسان.(1/148)
باب العين والقاف والثاء (ق ع ث مستعمل فقط)
قعث: أَقْعَثَنِي العَطْيَّة: أَجْزَلَها، قال رؤبة:
أَقْعَثَنِي مِنه بسيَبِ مُقْعث ... ليْس بمَنْزُورِ ولا بِرَيِّث
والقَعْثُ: الكَثْرَة. وإنَّهُ لقَعِبثٌ أي كثيرٌ واسِعٌ من المعروف ونحوه. قال مُبْتَكِرٌ الأعْرَابِي: اقَتَعَث وقَعَث، وعَذَم له من ماله واعْتَذَمَ، (وعثم له واعْتَثَمَ) «1» ومَطَرٌ قَعِيثٌ أي كثير. قال زائدة: الاقتعاثُ «2» : الكَيْلُ الجُزافُ.
باب العين والقاف والراء (ع ق ر، ع ر ق، ق ع ر، ق ر ع، ر ع ق، ر ق ع مستعملات)
عقر: العَقْرُ «3» : كالجَرْح. سَرْجٌ مِعْقر وكَلْبٌ عَقُورٌ «4» يَعْقِرُ النَّاس. وعَقَرْتُ الفرس: كشفت قوائمَهُ بالسَّيْف، وفرس عَقِيرٌ معقورٌ وكذلك يُفْعَلُ بالنَّاقة فإذا سَقَطَتْ نَحَرَها مُسْتَمْكِناً منها. وكل عَقِيرِ مَعْقُور، وجمعه عَقُرْى، قال لبيد:
لما رأى لبد النسور تَطَيَرَتُ ... رَفَعَ القَوَادِمَ كالعَقِيرِ الأَعْزَلِ
ويَرُوْىَ: كالفقير الأعزَل، أي مَكْسُور الفِقَار، شَبَّهَ هذا النَّسْرَ القَشْعَمَ حين أراد أن يطير بالفرس المَعْقُورِ الماِئلِ. وعَقَرْتُ ظَهْرَ الدَّابَّةِ إذا أَدْبَرْتُه، قال امرؤ القيس:
__________
(1) سقط ما بين القوسين من ص وط.
(2) كذا في ط وك وس أما في م وص: الاقتعاث. وجاء في اللسان: الإقعاث الإكثار من العطية. وأقعث العطية واقتعثها: أكثرها
(3) كذا في الأصول أما في ك: العقر والعقر: العقم. وفي م تقديم وتأخير في أجزاء كثيرة من النص.
(4) في معجم مقاييس اللغة 4/ 93: قال الخليل: سَرْجٌ مِعْقر وكَلْبٌ عَقُورٌ.(1/149)
عَقَرْتَ بعيري يا امرأ القَيْسِ فانْزِلِ
وانْعَقَر واعْتَقَرَ ظَهْرُ الدَّابَّةِ بالسَّرْجِ، قال «1» : وإن تحنى كل عود وانعَقَرْ والعُقْر مصدر العاقر، وهي التي لا تَحْمِلُ، يقال: امرأةٌ عَاقِرٌ وبها عُقْر، ونسْوَةٌ عَواقِرُ وعُقَّرُ. وقد عَقَرَتْ تَعْقِر، (وعُقِرتْ) تُعْقَرُ أحسن لأنَّ ذلك شَيْءٌ يَنْزِل بها وليس من فعلِها بنفسها. وفي الحديث: عُجْزٌ عُقرٌ. والعُقْرُ: دِيَةُ فَرْجِ المرأةِ إذا غُصِبَتْ. وبَيْضَةُ العُقْرِ: بَيْضَةُ الدِّيكِ تُنْسبُ إلى العُقْرِ لأن الجارية العَذْراء تُبْلَى بها فيُعْلمُ شأُنها فتُضْرَبُ بَيْضَةُ العُقْرِ مثلاً لكُلِّ شيء لا يُسَتطاعُ مَسُّهُ رخَاوَةً وضَعْفاً (ويضرب ذلك مثلاً للعَطِيَّة القليلة التَّي لا يَزيدُها مُعطيها بِبِر يتلوها) «2» ويقال للرجُلِ الأبتر الذي لم يبق له ولَدٌ من بعده «3» كَبَيْضَةِ العُقْرِ والعَقْر: قَصْر يكون مُعْتَمَدا لأهل القَرْيَةِ يَلْجَأُونَ إليه. قال لبيد بن أبي ربيعة يصف ناقته:
كُعَقْرِ الهاجريِّ إذا آبتناه ... بأشباه حذين على مثال
يعني الجسمَ في عِظَمِ القَصْر والقَوَائِمِ والأساطين. وعُقْر الدَّار مَحَلَّةٌ بينَ الدَّارِ والحَوْضِ كان هناك بناء أو لم يكن، قال أوس بن مغراء:
أزْمَانَ سُقْنَاهُمُ عن عُقِرِ دارهُمُ ... حتى استقروا وأدناهم بحوارنا
ويقال: وعُقْرُ الدَّار وعَقْر الدَّار بالَّرْفِع والنَّصْبِ. وعُقْر الحَوض: مَوقِفُ الإبلِ إذا وَرَدَتْ. قال امرؤ القيس واصفا صائدا حاذقا بالرمي يُصيبُ المقَاتِلِ:
فَرَماها في فرائِصِها ... من إزاءِ الحَوْضِ أو عقره
وقال «4» :
__________
(1) أثبتناها من ك.
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) كذا في ص وط وس أما في م وك: من صلبه.
(4) البيت (لذي الرمة) . انظر الديوان ص 13.(1/150)
بِأَعْقَارِه القِرْدَانُ هَزْلَى كأنّها ... بَوَادِرُ صِيصاء الهَبيدِ المُحَطَّم
يعني أعقار الحَوْضِ. قال الخليل: سَمِعتُ أعرابياً فصيحاً من أهْلِ الصَّمَّانِ يقول: كُلُّ فُرْجَةٍ تكُونُ بين شَيْئَيْنِ فهو عُقْرٌ وعَقْرٌ لغتان، وَوَضَع يَدَيه على قائمتي المائدة «1» ونحن نتغدى فقال: ما بَيْنَهُمَا عُقْر. والعَقْرُ: غَيْمٌ يَنْشَأُ من قِبل العَيْنِ فَيَغْشي عين الشَّمْسِ وما حَواليها، ويقال: بل يَنْشَأَ في عَرْض السَّماءِ ثمَّ يَقْصِدُ على حاله من غَيْر أن تُبْصِرَهُ إذا مَرَّ بك ولم تَسْمَع رعده من بعيدٍ. قال حميد: «2»
وإذا احْزَأَلَّتْ في المُناخِ رَأْيْتَها ... كالعَقْرِ أفردَها الغمامُ المُمْطِرُ
يصفُ الإبلَ. والنَّخْلُةُ تُعْقَر: تقطع رءوسها فلا يَخُرجُ من ساقِها شَيْءٌ حتَّى تَيْبَسَ فذلك العَقْرُ، والنَّخْلَةُ عَقِرَةٌ «3» وكذلك يكون في الطَّيْرِ فقد تَضْعُفُ «4» قَوَادِمُها فتُصِيبُها آفة فلا ينبت ريشُها أبداً. يقال: طائرٌ عَقِرٌ وعَاقِرٌ. والعَقارُ: ضَيعُة الرَّجُلِ، يُجْمَعُ عَقارات والعُقَارُ: الخَمْرُ التي لا تَلْبَثُ أنْ ُتْسْكِرَ. والعِقارُ والمُعاقَرةُ: إدْمانُ شُربها، يقال: ما زالَ فلانٌ يعاقِرها حتى صَرَعَتْه، قال العجاج:
صَهْباءَ خُرْطُوماً عُقاراً قَرْقَفَا
وعَقْرَ الرَّجُلُ: بَقِي مُتَحَيِّراً دَهِشاً من غَمٍّ أو شدَّة. وعَقيرةُ الرَّجُلِ: صَوتُه إذا غَنَّى أو قَرَأ أو بكَى. وعَقيرَتُه، ناقته. وعَقيرتُه: ما عَقَرَ من صَيْدٍ. ويقال امرأة عقرى حلقى:
__________
(1) كذا في ط وم وك أما في ص وس: القاعدة.
(2) هو (حميد بن ثور) والبيت في الديوان ص 85 وروايته:
...... ... كالطود أفردها الغمام الممطر
وفي معجم المقاييس
.... كالعنز أفرده العماء الممطر
(3) كذا في الأصول كلها أما في اللسان والقاموس: عقيرة.
(4) كذا في ك وس وم أما في ص وط: تنبت(1/151)
توصَفُ بالخلاف والشُّؤم ويقال: عَقَرَها الله: أي عَقَرَ جَسَدَها وأصابها بوَجَع في حَلْقِها واشتقاقه من أنَّها تحِلق قَوْمَها وتَعْقِرُهمُ: أي تَسْتَأصِلُهُم من شُؤمِها عليهم. ويُقالُ في الشَّتِيمَةِ: عَقْراً له وجَدْعاً «1»
عرق: العَرَقُ: ماء الجسد يَجري من أُصُول الشَّعر وإن جُمع فقياسه أعراق مِثْل حَدَثَ وأحداث وسَبَبَ وأسباب. وقد عَرِق يَعْرَقُ عَرَقاً. واللَّبَنُ عَرَقٌ يَتَحَلِّبُ في العُرُوقِ ثمَّ يَنْتَهِي إلى الضُّروع، قال الشماخ: «2»
تُمْسِي وقَدْ ضَمْنَتْ ضَرَّاتُها عَرَقاً ... من طَيِّبِ الطَّعْم صافٍ غَيرِ مَجْهُودِ
ولبَنٌ عَرِقٌ: فَاسِدُ الطَّعْمِ، وهو الذي يُجْعَلُ في سِقاءٍ ثُمَّ يُشَدُّ على بعيرٍ ليس بينه وبَيْنَ جَنْبِه شَيْءٌ فإذا أصابه العَرَق فَسَدَ طَعْمُه وتَغْيَّر لُونُه. وعَرَّقْتُ الفرس تَعْريقاً: أي أجْرَيْتُه حَتَّى عَرق، قال الأعشى:
يُعَالَى عَليهِ الجُلُّ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... ويُرْفَعُ نُقْلاً بالضُّحى ويُعَرَّقُ
وعِرْق الشَجَرة وعُرُوق كُلِّ شيء أطْنابُه تَنْبُتٌ من أصُولِه ويُقالُ: استأْصَلَ اللهُ عَرَقاتَهَم «3» ، بنَصْبِ التّاء أي شَأْفَتَهمُ، لا يَجْعَلونَه كالتّاء الزائدة في التأنيث. وقال بعضهم: العِرْقاة إنّما هي أُروُمَة الأَصْل التَّي تَتَشَعَّبُ منها العُرُوق على تَقدير سِعْلاة، وهي عِرْق يذهَبُ في الأرض سُفلاً. ويقال: العَرَقات جمعُ العَرَق، الواحدةُ عَرَقة، وهي الأَرُومة التي تذهَبُ سُفْلاً في الأرض من عُروق الشجر في الوَسَط، وتأؤه كتاء جمع التأنيث، ولكنَّهم ينصِبُونه كقولهم:
__________
(1) في الأصول: قال سيبوبه: وقد قالوا: عقرته، أي قلت له عقرا. أسقطناه لأنه زيادة من النساخ.
(2) البيت في الديوان ص 23 (نشر الشنقيطي) وروايته فيه
تضحي وقَدْ ضَمْنَتْ ضَرَّاتُها عَرَقاً ... من ناصع اللون حلو غير مجهود
(3) في اللسان والقاموس بفتح التاء وكسرها لغتان(1/152)
رأيت بَناتَكَ لِخفَّته على الِّلسان لأنه مَبْنيُّ على فَعالٍ والعِرْق: نَباتٌ أصفَرُ يُصْبَغُ به وجمعه عُرُوق. والعرب تقول: إنه لمُعَرَّقٌ له في الحَسَبِ والكَرَم، وفي اللؤم والقرم «1» ويجُوز في الشِّعْر إنَّه لمَعْرُوق. وعَرَّقَة أعمامهُ وأخْوالُه تَعريقاً، وأعْرَقوا فيه إعراقاً، وعَرَّق فيه اللئام، وأعرق فيه إعراقَ العَبيد والإماء إذا خالَطَه ذلك وتَخَلَّقَ بأخلاقهم. وتَدارَكَهُ أعراقُ خيرٍ وأعراقُ شرٍ. قال «2» :
جَرَى طَلَقاً حتى إذا قيل سابق ... تداركه أعراق سوء فبلدا
وجرت الخَيْلُ عَرَقاً أي طَلَقا وأعْرَقَ الفَرَسُ: صارَ عريقاً كريماً. وأعْرَقَ الشَّجَرُ والنَّباتُ: امتَدَّتْ عُروقُه والعَريقُ من النّاسِ والخَيْل: الذي فيه عِرْقٌ من الكَرَم. والعراق: شاطىء البَحْرِ على طُولِه. وبه سُمِّيَ العِراقُ لأنَّه على شاطىء دِجْلَةَ والفُراتِ. وتقول: رَفَعْتُ من الحائط عِرْقاً وجمعه أعراق.
وفي الحديث: ليس لعِرْق ظالِمٍ حَقٌ
، وهو الذي يَغِرسُ في أرْضِ غَيره، وذلك أن الرجُلَ يَجيءُ إلى أرضٍ قد أحْياها رَجُلٌ قَبْلَه فيغرسُ فيها غَرْساً أو يُحدثُ فيها حَدَثاً يَسْتَوْجِبُ به الأرض. وعراق المزادة والرواية: الخَرَزُ المُثَنَّى الذي في أسفَلِه، ويجمع على عُرُق، وثلاثة أعِرقة، وهو من أوثَقِ خَرَزها، قال ابن أحمر:
من ذي عِراقٍ نيطَ في خَرَزٍ ... فهو لطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ
والعَرْقُوْةُ: خَشَبةٌ مَعْرُوضةٌ على الدَّلْوُ، ورُبَّ دَلْوٍ ذات عَرقُوَتَيْنِ. للقَتَبِ عُرْقُوَتانِ وهما خَشَبتانِ «3» على جانبَيِه. والعَرْقُوَةُ: كلُّ أَكمَةٍ كأنَّها جُثْوَة قَبْرٍ فهي مُستطيلة. والعَرْقُوَةُ من الجبال: الغَليظُ المُنْقادُ في الأرض ليس يُرْتَقَى لصُعُوبته وليس بطويل. والعِرق: جَبَلٌ صغير. قال الشماخ:
__________
(1) سقطت (القرم) في م وك.
(2) البيت في اللسان من غير عزو.
(3) في م وك: خشببة.(1/153)
ما إن يزال لها شَأْو يُقَوِّمُها ... مُجَرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرقِ مَجْدولُ «1»
وقال يصف الغَرْبَ «2» :
رَحْبُ الفُرُوعِ مُكرَبُ العَراقي
والعُراقُ: العَظْمُ الذي قد أُخِذَ عنه اللَّحْمُ. قال:
فأَلْقِ لكَلْبَكَ منها عُراقاً
وتقول: عَرَقْتُ العَظْمَ أعْرُقُه عَرْقاً واتَعَرَّقُه إذا أَكَلْتُ لَحْمَه، فإذا كان العَظْمُ بلَحْمِهِ فهو عَرْق. ورجُلٌ مَعْرُوقٌ ومُعْتَرِق: إذا لم يكن على قَصَبِه لحْمٌ، وكذلك المَهْزُول، قال رؤبة يَصِف صَيّاداً وامرأته:
غُولٌ تَصَدَّى «3» لِسَبَنْتَى مُعْتَرِق ... كِلحيةِ الأصْيدَ من طُولِ الأرَقْ
وفَرَسٌ مُعْتَرِقٌ: مَعْرَوق أي مَهْزُولُ قليلُ اللَّحْم. قال امرؤ القيس:
قد أشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواء تَحْمِلُني ... جَرْداء مَعْرُوَقُة اللَّحْيْنُ سُرْحُوبُ
(ويُرْوَى: مَعروقة الجَنَبْينِ وإذا عَرِيَ لَحْياها من اللَّحْمِ فهو من عَلاماتِ عِتْقِها،) (يصفُه بقِلَّةَ لَحْم وَجْهها وذلك أكْرَمُ لها «4» ) . والعَرَق والعَرَقات: كلُّ شَيْءٍ مُصْطَفٍ أو مَضْفُور. والعَرَقُ: الطَّيرُ المُصْطَفَّةُ في السماء، الواحدة عَرَقة. والعَرَقَةُ: السَّفيفةُ «5» المَنْسُوجة من الخُوصِ قبل أن يُجْعَلَ زَبيلاً ويُسمَّى الزَّبيل «6» عَرَقاً وعَرَقةً واشتقاقه منه، قال أبو كبير:
__________
(1) خلا الديوان في طبيعته من هذا البيت، وهو من غير نسبة في اللسان والتاج وروايته:
..... مقوم مثلُ طُوطِ العِرقِ مَجْدولُ
وهو في م وسائر النسخ:
مجرب مثل طود العرق مجدول.
(2) الرجز (لرؤبة) . انظر الديوان ص 116.
(3) في الديوان ص 107: تشكى.
(4) ما بين القوسين ساقط من ك.
(5) كذا في الأصول أما في م: السعفة.
(6) في م: الذبيل.(1/154)
نَغْدو فَنْتُركُ في المزاحِفِ من ثَوى ... ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ
يعني نأسِرُهم فنشدُّهم في العَرَقات وهي النُّسُوع
قعر: قَعْرُ كلِّ شَيْءٍ: أقصاه ومَبْلَغُ أسَفِلِه. يقال: بِئرٌ قَعِرةٌ وقَصْعَةٌ قَعيرة: قد قُعِرَتْ قعارةً واقعَرْتُها إقعاراً. وامرأةٌ قَعِرٌ ويقالُ قَعِرةٌ نَعْتُ سُوءٍ لها في الجِماعِ. وقَعَرْتُ الشَّجرةَ فانْقَعَرتْ: قَلَعْتُها فانْقَلَعَتْ من أُرُومَتها. والرَّجُلُ يُقَعِّرُ في كلامه إذا تَشَدَّق وتَكَلَّمَ بأقصى قَعْر فمِهِ، وهو يُقَعِّرُ تَقعيراً أي يَبلُغُ قَعْرُ الأشياء من الأمور ونحوها.
قرع: القَرَعُ: ذَهابُ شعر الرَّأس مِن داءٍ. رجُلٌ أقرَعُ وامرأةٌ قَرْعاءُ ونساءٌ قُرْعٌ ورجالٌ قُرْعانٌ ويجوز قُرْع إلا أنَّ فُعْلان في جماعة أفْعَل في النَّعُوت أصوبُ. ونَعامٌ قُرْعٌ، ويقال: (ما تسن إلا قَرِعَتِ) «1» وفي المثل: اسْتَنَّتِ الفِصال حتى القَرْعَى أي سَمِنَتْ، يُضْرَبُ مثلاً لِمْنْ تَعَدَّى طَوْرَه وادَّعى ما لَيْسَ له. ودَواء القَرَع الملح وجباب ألبانِ الإِبلِ، فإذا لم يَجِدوا مِلْحاً نتفوا أوبارَه ونَضَحُوا جِلدَه بالماء ثم جَرُّوه على السَّبَخِة. وتَقَرَّع جِلْدُه: تَقَوَّب عن القَرَع. وقُرِّعَ الفَصيلُ تقريعاً: فُعِلَ به ما يُفعَلُ به إذا لم يُوجَد الملح، قال أوس بن حَجَر يذكر الخيل «2» :
لدَى كُلّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارعاً ... يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ
وهذا على السلبْ لأنه يَنْزِعُ قَرَعَه بذلك كما يقال: قَذَّيتُ العين أي نَزَعْت قَذاها، وقَرَّدْتُ البَعيرَ. والقَرْعِ: حِمْلُ اليَقْطينِ الواحدة قَرْعةٌ.
__________
(1) ما بين القوسين ساقط من ك.
(2) البيت في اللسان (قرع) .(1/155)
ويقال: أقْرَعَ القومُ وتقارعُوا بينهم والاسمُ القُرْعةُ. وقارَعْتُه فقَرَعْتُه اصابَتْني القُرْعُة دونه. واقْرعَتُ بين القوم: أمَرْتُهم أن يَقْتَرِعُوا على الشيء، وقارَعْتُ بينَهم ايضاً، وفلانٌ قَريعُ فلانٍ أي يُقارعه، والجمع قُرَعاء. والقَريعُ من الإبل: الفَحْل، ويسمَّي قَريعاً لاّنه يَقْرَعُ النّاقةَ أي يضربها، (وثلاثة أقَرْعة) ، «1» قال الفرزدق:
وجاء قريعَ الشَّوْلِ قَبْلَ إفالها ... يَزِفّ وجاءتْ خَلْفَه وهي زُفَّفُ
وقال ذو الرمة: «2» :
وقد لاح للسّاري سُهيلٌ كأنّه ... قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشّولَ جافِرُ
ويُرْوَى:
وقد عارض الشّعْرَى سهيل....
واستقرعني فُلانٌ جَمَلي فأقْرَعْتُه إيّاه أي أعطَيْتُه ليضرِبَ أيْنُقَه. والقُرعةُ: سِمةٌ خَفِيَّة على وسطِ أنْفِ البعير والشاةِ. والمُقارَعة والقِراعُ: المُضاربةُ بالسّيف في الحرب، قال:
قِراعٌ تكلح الروقاء منه ... ويعتدل الصَّفا منه اعتِدال
والقارِعَةُ: القيامةُ. والقارِعةُ: الشِّدَّةُ. وفلانٌ أمِن قَوارِعَ الدَّهْر: أي شدائده وقوارِعُ القُرآن نحو آية الكُرسيّ، يقال: من قَرَأها لم تُصِبْه قارعة. وكل شيءٍ ضربْته فقد قَرَعْتَه. قال: «3»
حتىّ كأنيّ للحوادِثِ مَرْوَةٌ ... بصفا المُشَّرق كُلَّ يَومٍ تُقْرَعُ
والشارِبُ يَقْرَع جبهته بالإناء اذا استوفى ما فيه. قال:
كأنَّ الشُّهْبَ في الآذانِ منها ... اذا قَرَعُوا بحافَتِها الجبينا
أي احْمَرُّت آذانُهم لدَبيبِ الخَمْر فيهم كأنها شُهُبٌ أي شُعَل النار.
__________
(1) في ك: والجمع أقرعة.
(2) لم يرد البيت إلا في ك.
(3) البيت (لأبي ذؤيب) كما في ديوان الهذليين وفي اللسان (شرق) .(1/156)
والمِقْرَعَةُ والمِقراعُ: خَشَبة في رَأسِها سَيْرٌ يضربُ بها البغالُ والحميرُ. والإقْراعُ: صَكُّ الحمَيرِ بَعضِها بعضاً بحَوافرها، قال رؤبة:
حرّا «1» من الخَرْدَلِ مكروه النَّشَقْ ... أو مُقْرَعٌ من رَكضها دامي الرّنق
رعق: الرُّعاق: صوْتٌ يُسمع من قَنب «2» الدّابَّةِ كرَعيق ثَفْر الأنثى. يقال: رَعَقَ رَعْقاً ورُعاقاً.
رقع: رَقَعْتُ الثوب رَقْعاً، ورَقَّعْتُه تَرقيعاً في مواضِعَ، والفاعِلُ راقع، قال: «3»
قد يَبْلُغُ الشرف الفتى ورداؤه ... خلقٌ وجَيْبُ قَميصه مَرْقُوعُ
والرَّقيع: الأحمقُ يَتَفَرَّق «4» عليه رأيه وأمُره، وقد رَقُعَ رَقاعَةً. ويقال: رجلٌ أرْقَعُ ومَرْقَعانٌ، وامرأة رَقْعاءُ ومَرْقَعانةٌ أي حَمْقاءُ. والأرْقَعُ والرَّقيعُ: اسمان للسماء الدُّنيا (كأن الكواكِب رَقَعَتْها) «5» ) ، ويقال لأن كل واحدة من السَّماوات رَقيعٌ للأخرى، قال أميَّة بن أبي الصلت: «6»
وساكنُ أقطار الرَّقيع على الهَوَى ... وبالغَيْثِ والأرواحِ كلٌّ مُشهَّدُ
أي يَشَهَدُ لا إله إلا الله. والرُّقْعَةُ ما يُرْقَعُ بها. والرُّقْعَة: قِطعَةُ أرضٍ بلْزِق أخرى أوسَعَ
__________
(1) الرجز في الديوان ص 106 وروايته فيه: خرا (بالخاء المعجمة) .
(2) في م: قنب (بالنون) .
(3) البيت (لابن هرمة) . انظر اللسان (رقع) .
(4) كذا في الأصول أما في م: يتمزق.
(5) ما بين القوسين من ك.
(6) وزاد في التاج بقوله: يصف الملائكة.(1/157)
منها. والرَّقْع: الهجاءُ. يقال: رَقَعه رَقْعاً شديداً اذا هجاه، قال: «1»
فلا تقعدان على زخة ... وتضمر في القَلْبِ رَقْعاً وخيفا
ويروى: وَجْداً وخيفا، البيت لأبي كبير الهُذَليّ. والارتِقاعُ: الاكتِراث. قال:
ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا ... ولم تكُن بكتابِ الله ترتقع
__________
(1) في الصحاح (لصخر الغي) وروايته فيه:
وتضمر في القلب وجدا وخيفا.(1/158)
باب العين والقاف واللام (ع ق ل، ع ل ق، ق ل ع، ل ع ق، ل ق ع مستعملات)
عقل: العَقْل: نقيض الجَهْل. عَقَل يَعْقِل عَقْلاً فهو عاقل. والمَعْقُولُ: ما تَعْقِلُه في فؤادك. ويقال: هو ما يُفْهَمُ من العَقْل، وهو العَقْل واحد، كما تقول: عَدِمْتَ َمْعُقولاً أي ما يُفْهَمُ منك من ذهْنٍ أو عَقْل «1» . قال دغفل:
فقد أفَادَتْ لهُمْ حِلْماً ومَوْعِظةً ... لِمَنْ يكون له إرْبٌ ومَعْقُولُ
وقلبٌ عاقلٌ عَقولٌ، قال دغفل:
بلسانٍ سؤولٍ، وقَلْبٍ عَقولِ
وعَقَلَ بطنُ المريض بعد ما اسْتَطْلَقَ: اسْتَمْسَكَ. وعَقَلَ المَعْتُوهُ ونحوه والصَّبيُّ: إذا ادَرك وزَكا. وعَقَلْتُ البَعيرَ عقلاً شَدَدْت يده بالعِقالِ أي الرِّباط، والعِقالُ: صدقة عامٍ من الإبل ويجمع على عُقُل، قال عَمرو بن العَداء الكلبي:
سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
والعقلية: المرأةُ المُخَدَّرَة، المَحُبوسَة في بيتها وجمعها عَقائِلِ، وقال عبيد الله بن قيس الرُقَيّات: «2»
درُّةٌ من عَقائِل البَحْر بِكرءٌ ... لم تَخُنْها مثاقب اللآل
__________
(1) في الأصول جاءت هذه العبارة، قال الزوزني: المعقول والعقل واحد أكبر الظن أن قول الزوزني هذا مما دس في العين، ولعله تعليق أضيف التي النص. ومما يقوي هذا أني لم أهتد إلى أحد بهذه النسبة معاصرا للخليل أو متقدما عليه.
(2) في م وص وط: قيس الرقيات. والبيت في الديوان ص 112 والرواية فيه:
...... لم تنلها مثاقب الآل(1/159)
يعني بالعَقائل الدُرّ، واحدتها عَقيلةٌ، وقال امرؤ القيس في العقلية وهو يُريدُ المرأة المُخَدَّرةَ:
عَقيلةُ أخدانٍ لها لا دَميمةٌ ... ولا ذاتُ خلق ان تأملت جأْنب «1»
وفلانةُ عقلية قومها وهو العالي من كلام العرب. ويُوصفُ به السيد. وعَقيلةُ كل شيءٍ: أكرمه. وعقلت القتيل عقلا: أي وديت ديته من القرابة لا من القائل، قال: «2»
إنّي وقَتْلي سَلِيكا ثُمَّ أعقِلهُ ... كالثَّورِ يُضربُ لما عافَتِ البَقَرُ
والعَقْلُ في الرجل اصطِكاكُ الرُّكبَتَيْن، وقيل: التِواءٌ في الرِّجْل، وقيل: هو أن يُفْرِط الرَّوَحُ في الرِّجْلَيْن حتى يَصْطَكَّ العُرقوبان وهو مَذمُومٌ، قال:
أخَا الحَربْ لبّاساً إليها جِلالَها ... وليس بوَلاّجِ الخَوالِفِ أعْقَلا
وبَعيرً أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ: بينا العَقَل وهو الِتواءٌ في رجل البعير واتِّساعٌ، وقد عَقِلَ عَقَلاً. والعُقّالُ- ويخفَّف أيضاً-: داءٌ يأخذُ الدَّوابَّ في الرِّجلُين، يقال: دابة معقولة، وبها عُقّال: اذا مشت كأنها تَقْلَعُ رِجْلَيْها من صَخْرةٍ «3» وأكثر ما يعتْريه في الشتاء. والعَقْل: ثوبٌ تَتَّخذُه نساء الأعراب، قال عَلْقمةُ بن عبدة:
عَقْلاً ورَقْماً تظلّ الطَّيْرُ تَتْبَعُه «4» ... كأنّه من دم الأجواف مدموم
ويقال: هي ضَرْبانِ من البروُدُ. والعقل: الحصن وجمعه العُقُول. وهو المَعْقِل ايضأ وجمعه مَعاقِلُ، قال النابغة:
وقد اْعدَدْتُ للحدثانِ حِصْنأ ... لو أنّ المرء تَنْفَعُه العُقولُ.
__________
(1) في الديوان ص 41: عقيلة أتراب.
(2) البيت (لأنس بن مدركة الخثعمي) . انظر الحيوان 1/ 18 وهو شاهد نحوي في نصب الفعل بأن مضمرة بعد ثم العاطفة على اسم صريح ليس في تقدير الفعل وهو قتلي.
(3) في م: من ضمرة والتصحيح من الأصول والمقاييس 4/ 73.
(4) البيت في اللسان وروايته: عقلا ورقما تكاد الطير تخطفه(1/160)
وقال:
ولاذ بأطراف المعاقل معصما ... وأنسي أنّ الله فوقَ المعَاقِلِ
والعاقِلُ من كل شيء: ما تَحَصَّنَ في المَعاقِلِ المُتَمَنِّعَة، قال حفص الأموي:
تَظلُّ خَوْفَ الرُّماة عاقِلةً ... الى شَظايا فيهِنَّ أرجاءُ
وفُلانٌ مَعْقِل قومِه: أي يلجئون إليه اذا حَزَبَهُمْ أمْر، قال الفرزدق:
كان المُهَلَّبُ للعِراقِ سَكينةً ... وحيا الرَّبيعِ ومعقل الفرار
والعاقول: المُعَرَّج والمُلْتَوي من النّهر والوادي، ومن الأمُور المُلْتَبِس المُعْوَجّ. (وأرض عاقُول: لا يُهْدَى لها) «1» . والعَقَنْقَل من الرّمال والتّلال: ما ارْتَكَمَ واتسع، ومن الأودية: ما عَرُضَ واتَّسعَ بين حافَتَيِه، والجمع عَقاقِلُ وَعقاقيلُ، قال العجّاج:
إذا تَلَقَّته الدِّهاسُ خَطْرَفا ... وإن تَلقَّتْه العَقَاقيلُ طَفا
يصف الثّّور الوَحْشيّ وظفره. والخَطْرَفَةُ: مِشْيَةٌ كالتّخطّي. ويقال في الصَّرْعةِ: عَقَلْتُه عَقْلَةً شَغْزَبيّةً فصَرَعْتُه. ومَعْقَلة: موضع بالبادية. وعاقِل: اسمُ جَبَل، قال:
لمن الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فعاقِلِ
علق: العَلَقُ: الدّم الجامدُ قبل أن ييبس، والقطعة علقة. والعَلَقَةُ: دُوَيَّبةُ حمراءُ تكون في الماء، تُجمع على عَلَق. والمَعْلُوقُ: الذي أخَذَ العَلَقَ بحَلْقِهِ إذا شَرِبَ. والعَلُوقُ: المرأةُ الّتي لا تُحِبُّ غير زَوْجها. ومن النوق: التي
__________
(1) ما بين القوسين من ك.(1/161)
تألف الفَحْلَ ولا تَرْاَمُ البوّ، ويقال: هي الّتي يَعْلَقُ عليها وَلَدُ غيرها، قال: أفْنُونُ التّغلبي:
وكيف يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلوقُ به ... رئْمان أنْفٍ اذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ «1»
والمرأة اذا أرْضَعَت ولد غيرها يقال لها عَلُوقٌ ويُجمعُ على عَلائِق، قال:
وبُدِّلْتُ من أمّ عليَّ شَفيقةٍ ... عَلوقاً وشَرّ الامّهاتِ عَلُوقُها
والعَلَقُ: ما يُعَلَّقُ به البَكرْةُ من القامَةِ، قال رؤبة:
قَعْقَعَةَ المٍحْوَرٍ خُطّافِ العَلَق «2»
والعِلْقُ: المالُ الذي يكرُمُ عليك، تَضِنُّ به، تقول: هذا عِلْقُ مَضِنَّةٍ. وما عليه عِلْقَةٌ اذا لم يكن عليه ثيابٌ فيها خَيْرٌ والعَلاقةُ: ما تَعَلَّقْتَ به في صِناعة أو ضَيْعةٍ أو مَعيشة معتمدا عليه، أو ما ضَرَبْتَ عليه يدك من الأمُور والخُصُوماتِ ونحوها التي تحاولها. وفلانٌ ذو مِعْلاقٍ: أي شديدُ الخُصومِة والخلافِ، ويقال: مِغْلاق وإنّما عاقبوا (على حذف المضاف) «3» ، وقال: «4»
إنّ تَحْتَ الأحجارِ «5» حَزْماً وعَزْماً ... وخَصيماً ألدَّ ذا مِعْلاق
ومِعْلاق الرّجل: لسانُهُ اذا كان بَليغاً. وعَلِقْتُ بفُلانٍ: أي خاصَمْتُه. وعَلِقَ بالشيء: نَشِبَ به، قال جرير:
اذا عَلِقَتْ مَخِالُبُه بقِرْنٍ ... أَصابَ القَلْبَ أو هَتَكَ الحِجابا
وعُلِّقْتُ فُلانةً: أي أحْبَبْتها. وَعَلَقَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا: أي طَنِقَ وصار. وتقول:
__________
(1) البيت في آخر المادة في ك. وروايته في اللسان:
أم كيف يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلوقُ به....
(2) سبق الاستشهاد بالبيت في (قعقع) .
(3) ما بين القوسين من ك.
(4) نسب البيت في معجم المقاييس واللسان إلى المهلهل.
(5) كذا في الأصول أما في س: الأشجار.(1/162)
عَلِقَتْ بقَلبي عَلاقةَ جِنِّيًّ، قال جرير:
أو لَيْتَنْي لم تُعَلِّقْني عَلائِقُها ... ولم يكنْ داخَلَ الحُب الذي كانا
وقال جميل:
ألا أيُّها الحُبُّ المُبَرّحُ هل ترى ... أخا علَق يَفْري بحُبٍّ كما أَفْري «1»
والمِعْلاق: ما عَلَق من العِنَبِ ونحوه. وأهل اليمن يقولون: مُعْلُوق، أدخلوا الضمَّة والمدَّة، كأنهم أرادوا حَذْو بناء المُدْهُن والمُنْخُل ثم مدّوا. وتمامُه ان يكون مَمدُوداً لأنه على حذو المنطيق والمِحْضيرِ. وكل شيء عُلِّقَ عليه فهو مِعْلاقُهُ. ومِعلاقَ الباب: مِزْلاجهُ يُفتح بغير المفتاح. والمغلاق يُفْتحُ بالمِفتاح. يقالُ: عَلِّقِ البابَ وأزْلجْه، وتَعليقٌ البابِ: نَصْبُه وتَركيبُه. وعِلاقة السَّوط: سَيْرٌ في مقبضه. والعُلْقَةُ: شَجَرةُ تَبَقى في الشتاء. وكل شيء كانت عُلقِة فهو بُلْغَةٌ والإبلُ تَعْلُقُ منه فتَسْتَغْني به حتى تدرِك الرَّبيعُ وقد علَقتُ به تعلق عَلْقا اذا اَكَلَتْ منه فَتَبَلَّغت به. والعُلَّيْقَي: شَجَرٌ معروف. والعُلْقةُ من النَّبات لا تَلْبثْ أن تذهب. والعلقى: شجر، واحدته عَلْقاةٌ، قال العجاج:
فكرّ في عَلْقَى وفي مُكْورِ «2» ... بَيْن ثَواري الشَّمسِ والذُّرُور
والعَوْلَقُ: الغُولٌ، والكلبةُ الحريصة على الكلاب. قال الطرماح:
عوْلق الحِرصِ اذا أمْشَرتْ ... سادرت فيه سؤور المُسامي «3»
يعني أنَّهم يودِّعون رِكابَهم ويركبونها ويزيدون في حملها. والعُليقُ: القضيم اذا علق
__________
(1) البيت في الديوان (ط صادر 1961) ص 23 والرواية فيه:
....... أخا كلف يغري بحب كما أغري.
(2) البيت في الديوان ص 29 وروايته فيه: فحط في عَلْقَى وفي مُكْورِ وكذا في اللسان.
(3) ورد البيت في الديوان ص 106 وروايته:
أبشرت فيه سؤور المسام.(1/163)
في عُنُقِ الدّابَّة والعَليق: الشَّرابُ، قال لبيد: «1»
اسقِ هذا وذا وذاكَ وعَلِّقْ ... لا تُسَمِّ الشّرابَ إلاّ عَليقا
وكل شيءٍ يُتَبَلَّغ به فهو عُلقةٌ
وفي الحديث: وتجتزىء بالعُلْقِة
أي تكتفي بالبلغة من الطعام.
وفي حديث الإفك: وإنمّا يأكُلْنَ العُلْقَة من الطعام.
وقولهم: ارضَ من الرَّكْبِ بالتعليق، يضربُ مثلاً للرجُلِ يُؤْمَرُ بأنْ يَقنَعَ ببعض حاجته دون إتمامها كالراكب عَليقةً من الإبِلِ ساعةً بعد ساعة) «2» . ويقال: العَليقُ ضَرْبٌ من النَّبيذ يُتَّخذ من التمر. ومعاليقُ العِقْد: الشُّنُوفُ يُجعل فيها من كل ما يحسُنُ فيه. والعَلاقُ: ما تتعلق به الإبل فتجتزىء به وتَتَبَلَّغ، قال الأعشى:
وفلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرسٍ ... ليس إلا الرجيعَ فيها عَلاقُ
(والعُلَّيْقُ: نباتٌ أخضَرُ يَتَعلَّق بالشَّجر ويَلْتَوي عليه فَيْثنيِه) «3» . والعَلوقُ: التي قد عَلِقَت لَقاحاً. والعَلوقُ أيضاً: ما تعلقه الإبل أي ترعاه، وقيل: نَبْتٌ، قال الأعشى:
هو الواهِبُ المائة المصطفاة ... لاقَ العَلوقُ بِهِنَّ احمِرارا «4»
(أي حَسَّنَ النبتُ ألوانها. وقيل: إنه يقول: رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاطَ بهن الاحمرار من السِّمَنِ والخِصْب. ويقال: أراد بالعَلوقِ الوَلَدَ في بطنها، وأرادَ بالاحمرار حُسن لَوْنها عند اللقح) «5» . وَالعُلوقُ: النَّاقةُ السِّيئة الخُلُق القليلةُ الحلْبِ، لا تَرْأَمُ البو، ويعلق
__________
(1) ليس البيت في ديوان لبيد. وجاء في اللسان قول الأزهري: ويقال للشراب عليق وأنشد لبعض الشعراء وأظن أنه (للبيد) وإنشاده مصنوع. وروايته:
لا نسمي......
وروايته في ط:
لا يسمي الشراب......
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) ما بين القوسين ساقط من س وك.
(4) كان البيت ملفق من أصل بيتين في الديوان ص 51، ص 84 هما
بأجود منه بأدم العشار ... لاط العلوق بهن احمرارا
هو الواهب المائة المصطفاة ... إما مخاضا وإما عشارا
(5) ما بين القوسين ساقط من ك.(1/164)
عليها فَصيلُ غيرها، وتَزْبِنُ ولدها أيضاً لأنها تَتَأَذَّى بمَصِّه إياها لقِلَّة لَبنِها، قال الكميت
والرَّؤُومُ الرَّفُودُ ذا السِرَّ ... مِنْهُنّ عَلوقاً يَسْقينَها وزَجورا
قعل: القُعالُ: ما تناثر عن نَوْرِ العِنَبِ وعن فاغِيةِ الحِنّاء وشِبْهه، الواحدةُ: قُعالةٌ. وأقْعَلَ النَّوْرُ: اذا انشَقَّ عن قُعالَتَه. والاقتِعالُ: أخْذُك ذلك عن الشَّجَر في يدك إذا استنفضته. والمُقْتَعِل: السَّهْمُ الذي لم يبربريا جيدا، قال لبيد:
فرشقت القوم رشقا صائِباً ... ليسَ بالعُصْل ولا بالمُقْتَعِلْ «1»
(والاقْعيلال: الانتِصاب في الرُّكُوبِ) «2» .
قلع: قَلَعْتُ الشَّجرَةَ واقَتَلَعْتُها فانقَلَعَت. ورجُلٌ قَلْعٌ: لا يثُبتُ على السَّرْج. وقد قَلْعَ قَلْعاً وقُلْعةً. والقالِع: دائرةٌ بمَنسِجِ الدّابّة يُتَشاءَمُ به. ويجمع قَوالِع. والمَقْلُوع: الأمير المَعْزول. قُلِعَ قَلْعاً وقُلْعَةً، قال خلف بن خليفة: «3»
تَبَدّلْ بآذِنِك المُرْتَشي ... وأهَونُ تَعزِيِرهِ القُلْعَةُ
أي أهَونُ أدَبه أن تقْلعَه. والقُلْعَةُ: الرجُلُ الضَّعيفُ الذي اذا بُطِشَ به لم يَثْبُتْ، قال:
يا قُلْعةً ما أتَتْ قَوْماً بمُرِزئةٍ ... كانوا شِراراً وما كانوا بأخيارِ
والقَلعة من الحُصون: ما يُبْنَى منها على شَعَف الجبالِ المُمْتَنِعةِ. وقد أقلَعُوا بهذه البلاد قِلاعاً: أي بَنَوها. والمُقْلَعُة من السُّفن: العظيمةُ تُشَبَّه بالقلع من الجبال، وقال
__________
(1) البيت في الديوان ص 194 وروايته:
فرميت القوم رشقا صائبا.
(2) ما بين القوسين من ك.
(3) البيت غير منسوب في التاج وروايته في ط:
تبدل بآذانك المرتشي(1/165)
يصف السفن:
مَواخِرٌ في سماء اليَمَّ مُقْلعةٌ ... اذا عَلَوا ظَهْرَ مَوْج ثُمَّتَ انحدرُوا
شبَّه السُّفن العِظامَ بالقَلعة «1» لعِظَمِها وارتفاعِها، وقال: «2» )
تَكَسّرُ فَوْقَه القَلَعُ السّواري ... وجُنّ الخازِ باز بها جُنُونا
يصف السَّحابَ. والقَلَعُة: القِطعةُ من السحاب. واقْلَعَت السَّماءُ: كَفَّت عن المَطَر. وأقْلَعَتِ الحُمَّى: فَتَرَتْ فانقْطَعَتْ. والقَلَعُة: صَخرةٌ ضَخْمة تَنْقَلِعُ عن جَبَل، مُنْفَردَةٍ صَعْبَةِ المُرْتَقَى. والقَلَعيُّ: الرَّصَاصُ الجيّدُ. والسَّيفُ القَلَعيُّ: يُنْسَبُ الى القَلْعَةِ العَتيقة. والقَلعَةُ: مَوضِعٌ بالبادية تُنْسَبُ اليه السيوف، قال الراجز:
مُحارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ
والقُلاعُ: الطينُ الذي يَتَشقَّقُ اذا نَضَبَ عنه الماءُ. والقِطعةُ منه قُلاعة. واقلَعَ فلان عن فلان أي كَفَّ عنه.
وفي الحديث: بئْسَ الماءُ القُلَعةُ لا تدوم لصاحبها
لأنه متى شاء ارتَجَعَه.
لعق: اللَّعوقُ: اسمُ كُلِّ شيء يُلْعَقُ، من حلاوة أو دواء. لَعِقْتُه ألْعَقُه لَعْقاً، لا تُحَرِّكُ مصدره لأنه فِعْلٌ واقِعٌ، ومثل هذا لا يُحَرَّكُ مصدره، وأما عَجِلَ عَجَلاً ونَدِمَ نَدَماً فيُحَرَّك، لأنك لا تقول: عَجِلْتُ الشيء ولا نَدِمتُه لأن هذا فِعلٌ غير واقِع. والمِلْعَقَةُ: خَشَبةٌ مُعْتَرِضةُ الطرف يُؤخَذُ بها ما يُلْعَق. واللَّعْقَةُ: اسم ما تأخذه بالمِلْعقِة. والَّلْعَقُة: المرَّة الواحدة فالمَضمومُ اسم. والمفتوحُ فِعْلٌ مثلُ اللقمة واللقمة والأكلة والأكلة.
__________
(1) كذا في ص وط وس أما في م: القلع.
(2) البيت لابن أحمر كما في معجم المقاييس والمحكم واللسان والرواية.
تفقأ فوقه القلع السواري(1/166)
واللَّعاقُ: بَقِيَّةُ ما بقي في فَمِكَ مما ابَتَلعْتَ، تقول: ما في فمي لُعاقٌ من طعامٍ كما تَقُولُ: أُكالٌ ومُصاصٌ.
وفي الحديث: إن للشَّيطان لَعوقاً ونَشُوقاً يَسْتَميلُ «1» بهما العبد إلى هَواه.
فاللَّعُوقً اسم ما يَلْعَقُه. والنَّشُوق: اسم ما يَسْتْنشِقُه
لقع: لَقَعْتُ الشَّيءَ: رَمَيتُ به، الْقَعُه لَقْعاً. واللُّقاعةُ على بناء شُدّاخَة «2» : الرجُلُ الداهِيةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلام يرمي به رمياً، قال:
باتَتْ تَمَنِّّيها الرّبيعَ وصَوْبَهُ ... وَتْنظُرُ من لُقَّاعَةِ ذي تكاذُب
لَقَعَه بعَينِه: أصابه بها. ولَقَعَه بِبَعْرةٍ: رَماهُ بها. واللِّقاعُ: الكِساءُ الغَليظُ. وقال بعضهم: هو اللِّفاعُ لأنه يُتَلَفَّعُ به وهذا أعرف.
__________
(1) كذا في الأصول أما في ص: يستمسك.
(2) كذا في الأصول أما في ك: تفاحة.(1/167)
باب العين والنون والقاف (ع ن ق، ق ع ن، ق ن ع، ن ع ق، ن ق ع مستعملات)
عنق: العَنَق: من سيَرِ الدَّوابِّ. والنَّعْتُ مِعْناقٌ ومُعْنِقٌ وعَنيقٌ. وسَيْر عَنيقٌ. وبِرْذَونٌ عَنَقٌ. ولم أسمع عَنَقَه، قال رؤبة:
لمّا رَأَتْني عَنَقي دَبيبُ ... وقد أُرَى وعَنَقي سُرحُوبُ
ويجوز للشاعر أن يجعل العَنقَ من السَّير عَنيقاً. والمُعنِقُ من جِلْدِ الأرض: ما صَلُبَ وارْتَفَعَ وما حَواَلْيِه سَهْلٌ، وهو مُنْقادٌ في طُولِ نحو مِيلٍ أو أقل، وجمعه مَعانيقُ. والعُنُق مَعُروف، يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ ويُؤَنَّثُ. وقول الله تعالى: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ
«1» أي جماعاتهم، ولو كانت الأعناقُ خاصةً لكانت خاضعةً وخاضعاتٍ. ومن قال: هي الأعناقُ، والمعني على الرَّجال، رَدَّ نُونَ خاضعين على أسمائهم المُضْمَرة. وتقول: جاء القوم رَسَلاً رَسَلاً وعُنُقاً عُنُقاً إذا جاءوا فِرَقاً «2» ، ويجمع على الأعناق. واعتَنَقَتِ الدّابة: إذا وَقَعَتْ في الوحل فأخْرَجَتْ أعناقَها، قال رؤبة:
خارجة أعناقها من معتنق
أي من مَوضِع أخَرجَتْ أعناقها منه. والمُعْتَنَقُ: مَخْرَج أعناق الجبال من السَّراب، أي اعتَنَقَتْ فأخْرَجَتْ أعناقَها. والاعتِناقُ من المُعانَقِة، ويجوز الافتعال في موضع المُفاعَلِة، غير أن المُعانَقة في حال المَوَدَّةِ، والاعتِناقُ في الحَرْبِ ونحوها، تقول: اعتَنَقُوا في الحَرْبِ ولا تقول: تَعانَقُوا والقياس واحدٌ، قال زهير:
يَطْعُنُهم ما ارتَمَوا حتى اذا اطَّعَنْوا ... ضارَبَ حتى ما ضارَبُوا اعتَنَقا
وتَعَنَّقِت الأرنبُ في العانِقاء (وتَعَنَّقَتْها، كلاهما مُسْتَعمَل: دَسَّت عنقها فيه
__________
(1) سورة الشعراء 4.
(2) في الأصول: جاء القوم رسلا ورسلا وعنقا وعنقا وما أثبتنا موافق لما جاء في التهذيب وللسياق.(1/168)
وربما غابَتْ تحته، وكذلك البَربوعُ والعانقاء) «1» . وهو جُحْرٌ مملوءٌ تُراباً رخواً يكون للأرنبِ واليَرْبُوعِ إذا خافا. وربما دخل ذلك التُّرابَ فيقال: تَعَنَّقَ اليَربُوعُ لأنّه يَدُسُّ عُنُقَه فيه ويمضي حتى يصير تحته. والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبق في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمها. ويقال بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق وقال:
إذا ما ابنُ عبِد اللهِ خَلَّى مكانَه ... فقَدْ حَلَّقْتْ بالجُودِ عَنْقاء مُغْرِبُ
والعَنْقاءُ: الداهِيةُ. والعَنْقاءُ: اسم مَلَكٍ، قال: «2»
وَلَدْنا بني العَنْقاءِ وابْني مُحَرَّقٍ ... فأكرِمْ بنا خالاً وأكرِمْ بنا ابْنَما
والأعنَقُ: الطويل العُنُق. والأعنَقُ: الكلبُ الذي في عُنقِه بياضٌ كالطوق. والعَناقُ: الأُنْثَى من أولاد المعز. ويجمع العُنوق. وقولهم: العُنُوقُ بعد النُّوقِ، أي صِرتَ راعياً للغَنَم بعد النُّوقِ، يقال ذلك لمن تحول من رفعة إلى دناءة، قال
إذا مَرِضَتْ منها عَناقٌ رأيته ... بسِكِّينِه «3» من حولها يَتَصَرَّفُ «4»
وَعَناقُ الأرضِ: حَيَوان أسْوَدُ الرَّأسِ طَويلُ الظهر أصغَر من الفَهدِ ويُجمعُ على عُنُوقٍ
. قعن: اشتُقَّ منه اسم قُعَينٍ وهو في أسدٍ وفي قَيْسٍ أيضاً. ويقال: أفْصَحُ العرب نَصْرُ قُعَيْنٍ أو قُعَيْن نَصر. والقَيْعُونُ من العُشْب: نَبْتٌ على فَيْعُول مثل قَيْصُوم، وهو ما طال منه. يقال: اشتقاقه من القَعْن كاشتقاق القَيْصوم من القَصْم. ونحو هذه الأشياء اشتُقَّت من الأسماء
__________
(1) ما بين القوسين من ك.
(2) البيت (لحسان بن ثابت) . انظر اللسان (بنو) .
(3) كذا في الأصول أما في م: بسكينة.
(4) كذا في الأصول، أما في معجم المقاييس (عنق) : يتلهف.(1/169)
وأُميتَتْ أصولها، ولكن يعرف ذلك في تقدير الفعل. قيل: يكون القَيْعُونُ من القَيْع كالزَّيْتون من الزَّيت
قنع: قَنِعَ يَقْنعُ قَناعةً: أي رَضيَ بالقَسمِ فهو قَنِعٌ وهم قَنِعُونَ، وقوله تعالى: الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
فالقانِع: السائل، والمُعْتَرُّ: المُعْتَرض له من غير طلب، قال: «1»
ومنِهم شَقِيٌّ بالمَعيشِة قانِعُ
وقَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً: تذلَّلَ للمسألة فهو قانِع، قال الشماخ:
لمَالُ المرء يُصلِحُه فيُغني ... مُفاقِرَه أعَفُّ من القُنُوعِ «2»
ويُرْوَى من الكُنُوع بمنزلة القُنُوع ورَجُلٌ قَنعٌ أي كثير المال والقَنُوع بمَنزلة الهبوط- بلغة هذيل- من سَفْحِ الجَبَل، وهو الارتفاع أيضاً. قال:
بحَيْثُ استَفاضَ «3» القِنعُ غربيّ واسِطٍ ... نَهاراً ومَجَّتْ في الكَثيبِ الأباطِحُ
والقِناعُ: طَبَقٌ من عَسِيبِ النَّخْل وخُوصِهِ. والإقناع: مَدُّ البَعير رأسَه إلى الماء ليَشْرَبَ، قال يصف ناقةً:
تُقْنِعُ للجَدْوَل منها جَدْوَلا
شَبَّه حَلقَ الناقة وفاها بالجَدْوَل تَسْتَقْبِل به جدولاً في الشُّرْب. والرَّجُل يُقْنِعُ الإناء للماء الذي يَسيلُ من جَدْوَلٍ أو شِعْبٍ. والرجُلُ يُقنِعُ يَدَه في القُنوت أي يَمُدُّها فيَسْتَرحِمُ رَبَّه. والقِناع أوسَعُ من المِقْنَعِة. وتقول: ألْقَى فُلانٌ عن وَجْهِهِ قناع
__________
(1) قائل البيت (لبيد) . انظر الصحاح (قنع) . وصدر البيت
فمنه سعيد آخذ بنصيبه
(2) ورد البيت في التاج (كنع) وروايته:
مفاقره أعف من الكنوع
(3) كذا في الأصول أما في م: استعاض(1/170)
الحَياء وفُلانٌ مُقنِعٌ: أي يُرضَى بقوله. وتقول: قَنَعْتُ رأسَه بالعَصَا أو بالسَّوْط: أي علوته به ضَرْباً.؟ والقِنْعَةُ وجمعها القِنَع وجمع القِنعَ القِنْعان: وهو ما جَرَى بين القُفِّ والسَّهْلِ من التُّرابِ الكثير، فإذا نَضَبَ عنه الماء صارَ فَراشاً يابساً، قال: «1»
وايْقَن أنّ القَنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فراشاً وأن البَقْلَ ذاوٍ ويابِسٍ
المُقْنِعَةُ من الشّاء: المُرَتفِعةُ الضَّرع، ليس في ضَرعها تصَوُّب، قَنَعَت بضرعها، وأقنعتْ فهي مُقْنِعٌ. واشتقاقه من اقناع الماء ونحوه كما ذكرنا
. نعق: نَعَقَ الراعي بالغَنَم نَعيقاً: صاح بها زجْراً. ونَعَقَ الغُرابُ يَنْعِقُ نُعاقاً ونَعيقاً. وبالغين أحسن. والنّاعِقانِ: كوكبان أحدُهُما رِجْلُ الجوزاء اليُسْرَى والآخر مَنْكبها الأيمن. وهو الذي يُسَمَّى الهَقْعةَ، وهما أضوأ كوكبين في الجوزاء
نقع: نَقَعَ الماء في مَنْقِعِةَ السَّيل يَنْقَعُ نَقْعاً ونُقُوعاً: اجتمع فيها وطال مَكثْهُ. وتجمعُ المَنْقَعةُ «2» على المناقِع. وهو المستَنقٍعُ: أي المجتَمِعٌ. واسَتْنَقْعتُ في الماء: أي لَبِثتُ فيه مُتَبَرَّداً. وأنقَعْتُ الدواء في الماء إنقاعاً. والنَّقُوع: شَيءٌ يُنْقَعُ فيه زَبيبٌ وأشياءُ ثم يُصَفَّى ماؤه ويُشْربُ. واسم ذلك نَقُوع. ونَقَعَ السُّمُّ في ناب الحيَّة: في أنيابِها السُمُّ ناقع اجتمع فيه كقوله «3» .
__________
(1) قائل البيت (ذو الرمة) . انظر الديوان ص 313 وروايته في اللسان:
وابصرن أنّ القَنْعَ صارَتْ نِطافُه.
(2) كذا في الأصول أما في م: منقعة.
(3) البيت (للنابغة) وتمام البيت
وبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابِها السُمُّ ناقع
انظر الديوان.(1/171)
وانْتُقِعَ لَوْنُ الرَّجُل وامْتُقِعَ أصوَبُ: تَغَيَّر. والرَّجُل إذا شَرِبَ من الماء فَتَغَّير لونُه، يقال: نَقَعَ يَنْقَعُ نُقوعاً. قال: «1»
لو شِئْتُ قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ ... تَدَعَ الصوادي لا يجِدْنَ غَليلا
والماء يَنْقَعُ العَطَشَ نقعاً ونُقُوعاً، قال حفص الأموي:
أكرَعُ عند الوُرُود في سُدُمٍ ... تَنْقَعُ من غُلَّتي وأجْزَؤها
والنَّقيعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبيبِ يُنْقَعُ في الماء من غير طبخ. والنَّقيعةُ هي العَبيطة من الإبل. وهي جَزوُرٌ تُوَفَّر أعضاؤها فتُنْقَعُ في أشياء علاجاً لها، قال:
كلِّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبيعهَ ... الخُرْس والإعذارُ والنَّقيعَه
وقال المهلهل:
إنّا لنَضْرِبُ بالصوارم هامَهُم ... ضَربَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّام «2»
القُدّامُ: القادمون من سفر، جمع قادِم. وقيلَ القَدام بفتح القاف وعن غير الخليل: والقُدَام: الجَزّار. يقال: نَقَعُوا النَّقيعَةَ، ولا يقال: أَنْقَعُوا لأنه لا يُريدُ إنْقاعَها في الماء. والنَّقْعُ: الغبار. قال الشُوَيْعِرُ واسمه عبد العزى:
فهُنّ بهم ضوامِرُ في عجاجٍ ... يُثِرْنَ النَّقْعَ أمثال السَّراحي «3»
قال لَيْثٌ: قُلتُ للخليل: ما السّراحي، قال: أراد الذِئاب، ولكنه حَذَف من السرحان الألف والنُّونَ فجَمَعَه على سراحي، والعَرَبُ تقول ذلك كثيراً كما قال: «4»
__________
(1) البيت (لجرير) . انظر الديوان ص 354 وروايته فيه:
لو شِئْتُ قد نَقَعَ الفؤاد بمشرب......
(2) البيت في الصحاح (نقع) وروايته فيه:
إنا لنضرب بالسيوف رءوسهم
(3) في ك. السراج.
(4) البيت (للبيد) في اللسان (تلع) .(1/172)
درس المنا بمتالع فأبان
أراد المنازل فحَذَفَ الزّاءَ واللامَ. ونَقَعَ الصَّوْتُ: إذا ارتَفَعَ. ونَقَعَ بصَوته، وأنْقَعَ صوْته: إذا تابَعَه
ومنه قول عُمَرَ (في نِسوةٍ اَجَتمعْنَ يبكين على خالد بن الوليد: وما على نِساءِ بني المُغيرةِ أن يُهْرِقْنَ من دُمُوعِهِنَّ على أبي سليمان) ما لم يكن نَقْعٌ أو لَقْلَقةٌ.
يعني بالنَّقْعِ أصوات الخُدُود إذا ضُرِبَتْ، قال لبيد: «1»
فمتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ ... يُحلبوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ
ونَقَعَ الموتُ يعني كَثُرَ. وما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً: أي ما عجِتُ به ولا صدَّقت ما عِجتُ به أي ما أخذْتُه ولا قَبِلْتُه. والنَّقْع: ما اجتمع من الماء في القَليبِ. والنَّقيعُ: البئر الكثيرة الماء، تُذَكِّرُه العَرَب، وجمعه أنْقِعَةٌ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعَةُ: إناءٌ يُنقَعُ فيه الشَّيءُ. والأنْقوعَةُ: وَقْبَة الثَّريدِ التي فيها الوَدَكُ. وكل شيءٍ سال إليه الماء من مَثْعَبٍ ونحوه فهو أنقوعة.
__________
(1) البيت في الديوان ص 191 وروايته فيه:
يحلبوه ذات جرس وزجل(1/173)
باب العين والقاف والفاء (ع ق ف، ع ف ق، ق ع ف، ق ف ع، ف ق ع)
عقف: عَقَفْتُ الشَّيْءَ أعقِفُه عَقْفاً: أي عَطَفْتُه. والعُقّافةُ: خَشَبَةٌ في رأسِها حُجْنَةٌ يُمَدُّ بها الشيء كالمِحْجَن. وهو أعقَفُ وعَقْفاءُ: إذا كان فيه انحِناءٌ. والأعْقَفُ: الفَقيرُ المُحتاجُ، ويجمع على عُقْفان، قال يزيد بن معاوية «1»
يا أيُّها الأعْقَفُ المُزْجي مَطِيَّتَه ... لا نِعْمةً تبْتَغي عندي ولا نَشَبا
والعَقْفاءُ «2» من النَّبات. والعُقافُ: داء يأخذ في قوائم الشّاة حتى تَعْوَجَّ شاةٌ عاقِفٌ ومَعْقُوفةٌ «3» أيضاً. ورُبَّما اعْتَرى كل الدَّوابِّ. قال أبو سعيد: هو القُفاعُ لأنه يَقْفَعُها. والعَقْف: العَطْفُ
عفق: عَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: إذا مَضَى راكِباً رأسَه، ومن الإبل. تقولُ: ما يزالُ يَعْفِقُ عَفْقاً ثم يَرجعُ: أي يغيب غَيٍْبةً. والإبِل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفوقاً: إذا أُرسِلَتْ في مَراعيها فَمّرتْ على وجهها. وربما عَفَقَتْ عن المَرْعَى إلى الماء تَرْجِعُ إليه بين كُلِّ يَومَيْن. وكلُّ وارِدٍ صادرٍ: عافِقٌ. وهو شِبْهُ الخُنُوسِ إلا أنه يرجع، قال الراجز:
تَرعَى الغَضَا من جانِبَي مُشَفَّقِ ... غِبّاً ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَعْفِقِ «4»
أي من يرع المحض تَعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُدّاً من العَفْق (لأن المحض
__________
(1) البيت في الأصمعيات ص 47 (لسهم بن حنظلة الغنوي) وروايته فيه:
لا نِعْمةً تبْتَغي عندي ولا نسبا
وفي المحكم حاشية (عفق) عن بعض النسخ أنه (ليزيد بن معاوية) . وهو غير منسوب في اللسان.
(2) جاء في اللسان (ع ق ف) : حكى الأزهري عن الليث: العقفاء ضرب من البقول معروف
(3) في م: معقوقفة.
(4) الرجز في اللسان وروايته: يغفق (بالغين المعجمة) وفي ط:
ومن يكي يرعى الحموض يعفق(1/174)
يُعطِش فيَبْعَث على شرب الماء «1» . وقال رؤبة: «2»
صاحِبُ عاداتٍ من الوِرْدِ العَفَقْ ... يَرْمي ذِراعَيه بِجَثْجاثِ السُوَقْ
عفِاق: اسمُ رجلٍ، قال:
إنّ عِفاقاً أكَلتَه باهِلَهْ ... تَمَشَّشُوا عظامَه وكاهِلَهْ
قعف: القَعْفُ: شدَّة الوَطء واجتراف الترُّاب بالقَوائمِ، قال:
يَقْعَفْنَ باعاً كفراشِ الغِضْرِمِ ... مَظْلومةً، وضاحياً لم يُظلَمِ
قال زائدة: هو القَعْث. والقاعِفُ: المطر الشَّديد يَقْعَفُ بالحجاره أي يجرُفُها من وجه الأرض.
قفع: القَفْعُ: «3» ضربٌ من الخَشَب يَمْشي الرجال تحته إلى الحُصُونِ في الحَرْب. والقَفْعاء: حَشيشةٌ خَوّارة خَشْناءُ الوَرَق من نبات الرَّبيعِ لها نَوْرٌ أحمَرُ مثل الشَّرارِ، صِغارُ وَرَقُها «4» مُسْتَعلياتٌ من فوق وثَمَرَتُها مُتَقَفِّعَة من تحتٍ، قال:
بالسّيّ ما تنبتْ القَفْعاءُ والحَسَكُ «5»
وأُذُن قَفْعاءُ: كأنما أصابَتْها نارٌ فتزَّوت من أعلاها إلى أسفلها. ورِجْلٌ قفعاء: أي
__________
(1) ما بين القوسين ساقط من ك.
(2) البيت في الديوان ص 105 وروايته:
صاحِبُ عاداتٍ من الوِرْدِ العفق ... ترمي ذراعيه.....
(3) جاء في اللسان: القفع جنن كالمكاب من خشب يدخل تحتها الرجال إذا مشوا إلى الحُصُونِ في الحَرْب، قال الأزهري: هي الدبابات التي يقاتل تحتها واحدتها قفعة.
(4) في م: وأوراقها.
(5) البيت (لزهير) انظر الديوان ص 171 وصدر البيت:
جونية كحصاة القسم مرتعها(1/175)
ارتدت أصابعها أي القَدَم. تقول: قَفِعَتْ قَفَعاً. وربما قَفَّعَها البَرْدُ فَتقَفَّعَتْ. ونظر أعرابي إلى قُنْفَذِةٍ قد تَقَبَّضتْ فقال: أترَى البَرْدَ قَفَّعها أي قَبَّضَها. والفُقاعيُّ: الرجل الأحمر الذي يَتَقَسرُ أنْفُه من شدِّة حُمْرته. والمِقْفَعة: خَشَبةٌ تُضْرَبُ بها الأصابع. والقُفّاعُ: نباتٌ مُتَقَفّعٌ كأنه قُرونٌ صلابةً إذا يَبِسَ، يقال له كَفُّ الكلب. والقَفْعَة: هنةٌ تتخذ من خُوصٍ مُستديرةٌ يُجْنىَ فيها الرُّطَبُ.
وذُكِرَ الجَرادُ عند عمر فقال: لَيْتَ عندنا قَفْعةً أو قفْعَتَين.
وتُسَمَّى هذه الدُّواراتُ التي يُجْعَلُ فيها الدهانون السِمسِمَ المَطحُون قَفَعاتٍ. وهي هَناتٌ يُوضَع بعضُها على بعضٍ حتى يَسيلُ منها الدُّهْنُ. وشهد عند بعض القُضاةِ قومٌ عليهم خفِافٌ لها قُفْعٌ أي هنات مُسَتديرةٌ تَتَذَبْذَبُ.
فقع: الفَقْعُ «1» ضَرْبُ من الكَمْأةِ، واحدتها فَقْعةٌ، قال النابغة: «2»
حدّثوني الشقيقة ما يمنع ... فَقْعاً بقَرْقَرٍ أن يَزُولا
يهجو النُّعمانَ، شبَّههُ بالفَقْعِ لِذِلتَّهِا وأنها لا أصل لها. والفَقْعُ يخرج في أصل الأجْرَدِ. وهي هَناتٌ صِغارٌ، ورُبَّما خَرجَ في النفض الواحد منه الكثَيرُ، والظَّباءُ تَأكُلُه. وهي أردأ الكَمْأة طَعْماً وأسرَعُها فساداً، فإذا يَبِسَ آض له جوف أحمر إذا مُسَّ تَفَتَّتَ. ويقالُ: إنَّك لأَذَلُّ من فَقْعٍ في قِاعٍ. والفُقّاعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الشعير سُمِّيَ به للزَّبَد الذي يَعُلوه. والفَقاقيعُ: هناتٌ كالقَوارير تَتَفَقَّعُ فَوْقَ الماء والشَّرابِ، الواحدة فُقّاعةٌ قال عَديُّ بن زيد يصف الخمر: «3»
__________
(1) جاء في اللسان: الفقع بالفتح والكسر الأبيض الرخو من الكمأة. وهو أردؤها، وجمعه: فقعة
(2) في ك: الواحد منه الفقع والكثير الفقعة.
(3) البيت في اللسان (فقع) .(1/176)
وطفا فوقها فقاقيع كالياقوت ... حُمْرٌ يثيرها التَّصْفيقُ
أي التمزيج. والتَفقيعُ: أخْذُكَ وَرَقَةً من الوَرْدِ ثم تُديرُها بإصبِعكَ ثم تَغمزها فَتْسمَع لها صَوتاً إذا انشَقّتْ. والتفقيعُ: صوت الأصابع. والفَقْعُ: الضُّراطُ. وإنه لَيُفَقّعُ بمِفْقاعٍ: وهو المقِلاعُ إذا رَمَيْتَ به سمعت له فقعا أي صوتاً. وأصفَرُ فاقِعٌ: وهو أنصَعُه وأخلَصه. وقد فَقَع يَفْقَعُ فُقُوعاً. وأفْقَع، الرَّجُلُ فهو مُفقِعُ: أي فَقيرٌ مَجْهُودٌ، أصابَتْه فاقِعةٌ من فَواقِع الدهر فاقِعةٌ من فَواقِع الدَّهْر أي بائقةٌ من البَوائِق يعني الشدة. فَقير مُفْقِع مُدْقِع، فالمفقع: أسوأ ما يكوُنُ من حالاتٍ. والمُدْقِعُ: الذي يَبْحث في الدَّقْعاءِ من الفَقْرِ.(1/177)
باب العين والقاف والباء (ع ق ب، ع ب ق، ب ع ق، ب ق ع، ق ب ع، ق ع ب كلهن مستعملات)
عقب: العَقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَقَبةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها «1» وأمتَنُها. والعَقِبُ: مُؤخَّرُ القَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْقِبة «2» وعَقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه وقَوْلُهم: لا عَقِبَ له: أي لم يبق له ولد ذَكَرٌ. وتقول: وَلىَّ فلان على عَقِبهِ وعَقِبَيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ «3» ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَقِّبِ: الذي يتتبع عَقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد «4» :
حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظلوُمُ
وقوله عز وجل-: وَلَمْ يُعَقِّبْ
«5» * أي لم يَنْتظرْ والتَّعقيبُ: غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل-: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
«6» ) أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَقْبُه ان يعقب بحضرٍ أشد من الأول، قال:
__________
(1) كذا في ص وط أما في م: أصعبها.
(2) كذا في الأصول أما في م: ثلاثة أعقبة.
(3) كذا في الأصول أما في ك وجهه.
(4) البيت من شواهد النحو في رفع المظلوم وهو نعت للمعقب على المعنى، وهو مخفوض في اللفظ ومعناه فاعل.
(5) سورة القصص 31.
(6) سورة الرعد 41.(1/178)
لا جَرْىَ عندَكَ في عَقْبٍ وفي حُضُرِ
وكُلُّ شيءٍ يُعْقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتقَبِان ويَتَعاقَبانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَقَّبَ أيضاً مشدداً. قال: «1»
فَعَقَبْتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّ
وقال أبو ذؤيب:
أوْدَى بَنِيّ وأعقبونيِ حَسْرَةً ... بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ
قوله: فأعْقَبونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَقَدِّمَة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَقب لا يَقْولُ أعْقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير:
عَقَبَ الرَّذاذُ خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهنّ حَصيرا
وعَقِبُ الأمِر: آخِرَه. قال:
مَحْذُورُ عَقبِ الأمر في التّنادي
ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُقُباً. ويقال: عاقِبةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُقَّبٌ (مُشددٌ ومُخفَّفٌ)
تقُولُ لي ميّالة الذّوائبِ ... كَيْف أخي في عُقَبِ النَّوائبِ «2»
وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِبُ عُقْباناً وعُقْبىَ، قال ذو الرمة: «3»
__________
(1) عجز بيت قد ورد في اللسان (عقب) .
(2) كذا في الأصول أما في س: عواقب النوائب.
(3) البيت في الديوان ص 501 وروايته:
أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما كفى ... ونظرت في أعقابِ حقٍّ وباطِلِ.(1/179)
أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ ... ورَوَّأْتُ في أعقابِ حقٍّ وباطِلِ
يعني أواخره. وأعْقَبَه الله خيراً منه والاسم العُقْبىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل. وأعْقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال:
كم من عزيزٍ أعْقَبَ الذُلّ عِزُّه ... فأصْبحَ مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ
والبئر تُطْوَى فتُعْقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَقْبتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ «1» يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَقِباً على عَقِبٍ، قال الشماخ: «2»
أعقابُ طيٍّ على الأثباجِ منضودِ.
يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْقَبَ من أمره النَّدامةَ وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عقبةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان. والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة: «3»
ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ
والعُقْبَة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَقّبانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ «4» أي يحفظونه بأمر الله.
__________
(1) كذا في الأصول أما في ك: طرق.
(2) البيت في الديوان ص 23 والرواية فيه:
أطباق ني على الأثباج منضود
(3) البيت في الديوان ص 21 وروايته:
تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد
(4) سورة الرعد 11(1/180)
والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ. والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِقبانٍ وثلاث «1» أعْقُبٍ. والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز:
ولحق تَلْحَقُ من أقرابها ... تحت لِواء المَوْتِ أو عُقابِها «2»
والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرة نائتة ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها. والمُعْقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها. وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِقْبان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد. وُلِدَ عَيصُو قَبْلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبِه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل: «3»
وَلّى حَثيثاً وهذا الشَّيبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدرِكُه رَكْضُ اليعَاقيبِ.
ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا
__________
(1) في م: ثلاثة.
(2) في م: أعقابها أما في ط:
والحصن تلحق من أقرابها
(3) البيت في الديوان (تحقيق قبادة) وفي اللسان (عقب) .(1/181)
تدخله الهاء.
وفي الحديث: قَدِمَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ
، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده.
عبق: العَبَاقِيَةُ على تَقدير عَلانِية: الرجل ذو شَرٍَّ ونُكْرٍ، قال:
أطف لها عباقية سرندى ... جَريءُ الصَّدْرِ مُنْسَطِ اليَمينِ «1»
والعَبق: لُزُوق الشيء بالشيء. وامرأةٌ عَبْقَةٌ ورجلٌ عَبِقٌ: إذا تَطيَّب بأدنْى طِيبِ فَبقيَ ريحه أياماً، قال «2» :
عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْك بها ... فهي صَفراء كعُرْجُون القَمَرْ.
أي لَزِق.
قعب: القَعْبُ: القدَحُ الغَليظُ، ويجمع على قِعابٍ قال:
تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فعَادَا بعد أبوالا
والقعبة: شبه حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيه سَويقُ المرء. والتَّقعيبُ في الحافِر «3» : إذا كان مُقَعَّباً «4» كالقَعْبَةِ في استدارتها، وهكذا خلقته، قال العجاج «5» :
__________
(1) البيت في معجم المقاييس وروايته:
أتيح لها عباقية سرندى
(2) البيت (لمرار بن منقذ) . انظر المفضليان 1/ 90 وروايته:
فهي صفراء كعرجون العمر
وعرجون العمر: نخلة السكر. وفي المحكم: العمر (بالعين المهملة) وجاء في الحاشية: أن في بعض النسخ: القمر بالقاف.
(3) في ط: القعب.
(4) في ط: مفنيا.
(5) الرجز (لرؤبة) . انظر الديوان ص 73(1/182)
ورُسُغاً وحافِراً مَقَعّباً
وأنشد ابن الأعرابي:
يَتْرُكَ خَوّارَ الصَّفا رَكُوبا ... بمُكْرَباتٍ قَعَّبَتْ تَقْعيبا
قبع: قَبَعَ الخنِزيرُ بصوته قَبْعاً وقُباعاً. وقَبَعَ الإنسان قُبُوعاً: أي تَخَلَّفَ عن أصحابه. والقَوابعُ: الخَيْلُ المَسْبُوقُة قد بقيت خلف السابق، قال:
يُثابِرُ حتّى يْتُرَك الخَيْلَ خَلْفَهُ ... قَوابعَ في غُمَّى عَجاجِ وعثِيرَ
والقباع: الأحمق. وقباع بن ضبة كان من أحْمَقِ أهل زَمانِه، يضرب مَثَلاً لكل أحْمَقَ. ويقال: يا ابن قابعاءَ. ويا ابن قُبَعَةَ، يوصف بالحُمْق. ومن النساء القُبَعَةُ الطُّلَعَةُ: تَطْلُعُ مرةً وتَقْبَعُ أُخْرى فتَرجعُ. وقَبيعَةُ السَّيفْ: التي على رأس القائِم، ورُبمَّا اتخذَت القَبيعةُ من الفِضَّةِ على رأس السِّكيَّن. وقُبَعُ: دُوَيِّبَّةٌ، يقال من دَوابِّ البَحْر، قال: «1»
مأُبالي أن تَشَذَّرْتَ لنا ... عادِياً أم بالَ في البَحْرِ قُبَعْ
وقَبَعْتُ السِّقاء: إذا جَعَلَتْ رَأسهُ فيه وجَعَلتُ بَشَرتَه الداخِلةَ.
بعق: البُعاقُ: شدَّة الصَّوتِ. بَعَقَتِ الإبلُ بُعاقاً. والمَطَر الباعقُ: الذي يِفاجِئُكَ بشدةٍ، قال:
__________
(1) جاء في التاج (قبع) البيت (لخلف بن خليفة) وروايته:
ما أبالي انشذرت لنا(1/183)
تَبَعَّقَ فيه الوابلُ المُتَهطّلُ
والإنبعِاقُ: أن يَنْبِعقَ الشَّيء عليك مُفاجَأةً، قال أبو دُؤاد:
بَينمَا المَرْءُ آمناً راعه رائع ... حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعِاقَهْ
وقال:
تَيَّممْتُ بالكِدْيَوْنِ كيلا يَفُوتَني ... من المَقْلةِ البَيْضاء تَفريطُ «1» باعِقِ
الباعِقُ: المُؤَذِّنُ إذا انْبَعَقَ بَصوْتهُ. والكِدْيَونُ «2» يقال الثَّقيلُ من الدَّوابِّ. وبَعَقْتُ الإبلَ: نَحَرْتُها.
بقع: البَقَعُ: لَوْنٌ يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غراب أبقع، وكلب أبْقَعُ. والبُقْعَةُ: قِطعةٌ من أرض على غير هيئة التي على جَنْبِها. كل واحِدةٍ منها بُقْعةٌ، وجمعُها بقاعٌ وبُقَعٌ. والبَقيعُ: موضعٌ من الأرض فيه أرُومُ شَجَرٍ من ضُرُوبٍ شتى، وبه سُمِّيَ بَقيعُ الغَرْقَدِ بالمدينة والغَرْقُدُ: شَجَرٌ كان ينبت. هُناك، فبَقِيَ الاسمُ مُلازِماً للمَوْضِع وذَهَبَ الشجر. والباقِعَةُ: الدّاهِيةُ من الرجال. وبَقَعَتْهُمْ باقِعَةُ من البواقع: أي داهِيَةٌ من الدواهي.
وفي الحديث: يُوشِكُ أن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقعانُ أهْلِ الشّامِ
يُريدُ خَدَمُهُم «3» لبياضهم، وشَبَّهَهُمْ بالشيء الأبْقَعِ الذي فيه بَياضٌ، يعني بذلك الروم والسودان.
__________
(1) في ط: تفريظ، وفي اللسان: قال الأزهري ورواه غيره: تفريط ناعق.
(2) في القاموس الكديون بوزن فرعون دقاق التراب عليه دردي الزيت تجلى به الدروع وهذا بعيد عن عبارة العين، ولعل صاحب العين قد وهم يدل على هذا قوله: يقال التي وردت في ط وص.
(3) في ط: خرفهم.(1/184)
باب العين والقاف والميم (ع ق م، ع م ق، م ع ق، ق ع م، ق م ع، م ق ع كلهن مستعملات)
عقم: «1» حَرْبٌ عَقامٌ وعُقامٌ، لُغتانِ، أي شَديدةٌ مفنتة لا يلوي فيها أحدٌ على أحَدٍ، قال:
حِفافاهُ مَوْتٌ ناقِعٌ وعُقامُ
والعَقْمُ: المِرْطُ، ويقال: بل هُوَ ثَوْبٌ يُلْبَسُ في الجاهلية، ويقال،: كلُّ ثَوْبٍ أحْمَرَ عَقْمٌ. وعُقِمَت الرَّحِمُ عُقْماً. وذلك هَزْمَةٌ تَقَعُ فيها فلا تَقْبَلُ الوَلَدَ. وكذلك عُقِمَت المرأةُ فهي مَعْقُومَةٌ وعَقيمٌ. ورجل عقيمٌ ورجالٌ عُقَماءُ. ونِسْوةٌ مَعْقُوماتٌ وعَقائِمُ وعُقْمٌ. قال الاصمعي: يقال: عَقَمَ الله رَحِمَها عَقْماً ولا يقال: أعْقَمَها. ويقال: عَقُمت المرأة تعقُم عقَما.
وفي الحديث: تعقم أصلابُ المشُركينَ
أي تَيْبَسُ وتُسَدُّ. والرِيحُ العقيمُ: التي لا تلقح شجرا ولا تنشىء سَحاباً ولا مَطَراً.
وفي الحديث: العَقْلُ عَقَلانِ: فأما عَقْلُ صاحِبِ الدُّنيا فَعقيمٌ، وأما عَقْلُ صاحِبِ الآخرةِ فَمُثْمِرٌ
والمُلْكُ عَقيمٌ أي لا يَنْفَعُ فيه النَّسَبُ لأن الابن يقْتُلُ على المُلْكَ أباه، والأب ابنَه. والدُّنيا عَقيمٌ أي لا تُردُّ على صاحبها خيراً. ويقال: ناقَةٌ مَعْقُومةٌ أي لا تَقْبَلُ رَحِمُها الوَلَدَ، قال:
مَعْقُومةٌ أو عازِرٌ جدود
__________
(1) كذا في الأصول أما في اللسان: عقم بالبناء للمجهول ومثل فرح. وفي القاموس: فمثل فرج وكرم ونصر وعني.(1/185)
والاعتِقاُم: الدُّخولُ في الأمر، قال رؤبة «1» :
بِذِي دَهاءٍ يَفْهَمُ التَّفْهِيما ... ويَعْتفي بالعَقَم التَّعْقِيما
وقال:
ولقد دَريتُ بالاعتفاء ... والاعتقام فنلت نجحا «2»
يقول: إذا لم يَأْتِ الأمرُ سَهْلاً عَقَمً فيه وعفا حتى يَنْجَحَ. والمعَاقِمُ: المُفاصِلُ. ويقال للفَرَسِ إذا كان شديدَ الرُّسْغ: إنه لشَديدُ المعَاقِمِ، قال النابغة:
يخْطو على معج عوجٍ معَاِقُمها ... يَحْسَبْنَ أنَّ تُرابَ الأرض مُنْتَهبُ
والتَّعقيمُ: إبهامُ الشَّيْء حتى لا يُهْتَدى له.
عمق: بئرٌ عَميقةٌ وقد عَمُقَتْ عُمْقاً. وأعْمَقَها حافِرُها. (والعَمِقَى «3» : نَبْتٌ. وبَعيرٌ عامِقٌ، وإبِلٌ عامِقةٌ: تأكُلُ العِمْقَى، وهو أمَرُّ من الحَنْطَلِ، قال الشاعر:
فأقسم أن العيش حُلوٌ إذا دَنَتْ ... وهو إن نَأَتْ عَنّيَ أمَرَّ من العِمْقَى
والعِمْقَى أيضاً: موضعٌ في الحِجاز يكثر فيه هذا الشَّجَر، قال أبو ذؤيب:
لمّا ذَكَرْتُ أخَا العِمْقَى تأدَّبَني ... هَمٌّ وأفرد ظهري الأغلَبُ الشِّيحُ
والعُمَق كزُفَر: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ، وقول ساعدة بن جُؤَيَّةَ:
لمّا رأى عمقا ورجع عرضه ... هدراً كما هَدَرَ الفنيقُ المُصْعَبُ
أراد: العُمق فغَيَّرَ. وما في النحي عمقة، كقولك: ما به عَبَقةٌ أي لَطْخٌ ولا
__________
(1) الرجز في الديوان ص 85 وروايته:
بشيظمي يفهم التفهيما ... يعتقم الأجدال والخصوما
ويعتفي بالعقم التعقيما
(2) كذا في ط أما في م فرواية البيت:
ولقد دريت بالاعتقام والاعتقال فنلت نجحا
(3) من هنا إلى آخر المادة ساقط من الأصول كلها وأثبتناه من ك. واستعنا على تحقيقه بما في المقاييس والجمهرة والمحكم واللسان.(1/186)
وَضَرٌ من رُبٍّ ولا تَمْنٍ. وعَمَّقَ النَّظَرَ في الأمُور تَعْميقاً وتَعَمَّقَ في كلامه: تَنَطَّعَ. وتَعَمَّقَ في الأمِرِ: تَشَدَّق فيه فهو مُتَعَمِّق.
وفي الحديث: لو تَمادَى الشَّهرُ لواصَلْتُ وصالاً يَدَعُ المُتَعَمقُّونَ تَعَمُقَّهُم.
والمُتَعَمِّقُ: المُبالِغُ في الأمرِ المنشُودِ فيه، (الذي يطلب أقْصَى غايته) والعَمْقُ والعُمْق: ما بَعُدَ من أطراف المفاور. والأعماق، أطراف المَفاوِزِ البَعيدةِ، وقيل: الأطرافُ ولم تُقيَّدْ، ومنه قول رؤبة:
وقاتِمِ الأعْماقِ خاوي المُخْتَرَقْ ... مُشْتَبِه الأعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ
وأُعامِقُ: مَوضعٌ، قال الشاعر.
وقد كان منّا مَنزِلاً نَسْتَلِذُّه ... أُعامِقُ، بَرْقاواتُهُ فأَجادِلُهُ
معق: المَعْقُ: البُعْدُ في الأرض سُفْلاً. بئرٌ مَعيقةٌ، ومَعُقَتْ مَعاقةٌ. وبِئرٌ مَعِقةٌ أيضاً والعُمْقُ والمَعْقُ لغتان، يختارون العمْقَ أحياناً في بِئرٍ ونحوها إذا كانَتْ ذاهبةً في الأرض، ويختارون المَعْقَ أحياناً في الأشياء الأُخَر مثل الأودية والشِّعابِ البَعيدةِ في الأرضِ، إلا أنَّهم لا يكادون يقُولُونَ: فَجٌّ معيقٌ، بل عَميقٌ. والمعنى كله يرجعُ إلى البُعدِ والقَعْرِ الذاهِبِ في الأرض. والفَجُّ العَميق. المِصْرُ البَعيد. ويَصِفونَ أطرافَ الأرض بالمَعْقِ والعُمْقِ، قال رؤبة:
كأنَّها وهي تَهادىَ في الرُّفَقْ ... من جَذْبِها شِبْراقُ شد ذي معق «1»
__________
(1) كذا في الديوان ص 108 ورواية الرجز فيه:
كأنها.... ... من ذروها شِبْراقُ شدٍّ ذي مَعَقْ
وكذا في اللسان (معق) . وذومعق أي ذو بعد في الأرض(1/187)
أي ذي بُعدٍ في الأرض، وقال أيضاً:
وقاتِم الأعماقِ خاوي المخترقْ
يريد الأطراف البعيدةَ. والأمعاق «1» كذلك، والأماعِقُ: أطرافُ المَفاوز البعيدة. (والمَعْقُ: الشُّرب الشديد) «2» ، ومنه قول رؤبة:
وإن هَمَى من بَعدِ مَعْقٍ مَعْقا «3» ... عَرَفْتَ من ضَرْبِ الحَريرِ عِتْقا
أي من بَعْدِ بُعْدٍ بُعْداً، وقد تحرك مثل نَهْرٍ ونَهَر
. قعم: قُعِمَ وأقْعِمَ الرَّجُلُ: إذا أصابه الطاعُونُ فمات من ساعَتِهِ. وأقْعَمَتْه الحَيَّةُ: لَدَغَتْه فمات من ساعَتِهِ. والقَعَمُ: ردَّةٌ في الأنْف أي مَيْلٌ، قال الراجز:
عليّ ضفان «4» مُهَدَّمانِ ... مُشتَبِها الأنف مُقَعَّمانِ
والمِقْعَمَةُ: مِسمارٌ في طَرَف الخَشَبةِ مُعَقَّفُ الرأس
قمع: قَمَعْتُ فُلاناً فانْقَمَعَ: أي ذَلَّلْتُه فذَلَّ واخْتَبَأَ فَرَقاً والقَمَعُ ما فَوْقَ السَّناسِنِ من سنام البَعير من أعلاه، قال
علينا قِرَى الأضياف من قَمَع البُزْلِ
__________
(1) انظر الأعماق في عمق.
(2) كذا في م وك وسقط من ص وط وس.
(3) كذا في الديوان ص 108 وروايته:
وإن همرن بعد معق معقا
وجاء في ك المعق: المقلع وهو الشرب الشديد. تعليق: وأرى أن إضافة المقلع حدث سهوا. وجاء في اللسان: حكى الأزهري عن الليث: العمق والمعق الظ الشديد.
(4) في ط: خفان.(1/188)
والقِمَعُ: شيءٌ يُصبُّ به الشَّرابُ في القِرْبة ونحوها، وجمعه أقماع «1» ويكون الواحد قِمْع وقِمْع جميعاً، ويكون لأشياء كثيرةٍ مثل ذلك. والمِقْمَعة: خشبةٌ يُضربُ بها الإنسان على رأسه والجميع المَقامِعُ. والمِقْمَعةُ: مِسمارٌ يكون في طرف الخشبة معقف الرَّأسِ قال عرَّام: المِقْمَعَةُ: المِقْطَرةِ وهي الأعمِدَةُ والحَوْزةُ أيضاً. قال:
ويَمْشي مَعَدٌّ حوله بالمَقامعِ
والأُذُنانُ: قِمَعانِ
مقع: المَقْعُ: شدَّة الشُّرُبِ. والفَصيلُ يَمْقَعُ: إذا رَضَعَ أمَّه. وامْتُقِعَ لوناً وانْتُقِعَ «2» : أي تَغَيَّرَ. والميِقَعُ: داءٌ يأخذُ البَعيرَ مثل الحَصْبَةِ فيَقَعُ فلا يقوم فَيُنْحَر، قال جرير:
جُرّتْ فتاة مُجاشِعٍ في مُقْفِرٍ ... غير المِراءِ كما يُجَرُّ المَيْقَعُ «3»
__________
(1) في م وط: مقامع.
(2) وفي اللسان: وكذلك ابتقع.
(3) في الديوان ص 350: الميكع.(1/189)
(باب العين والكاف والشين معهما) (ع ك ش، ش ك ع مستعملان فقط
عكش: عكش على القوم: حمل عليهم «1» . عُكاشةٌ: اسم. قلت للخليل: من أين قلت (عكش) مهمل، وقد سمت العرب بُعكاشة؟ قال: ليس على الأسماء قياس. وقلنا لأبي الدقيش. ما الدُّقيش؟ قال: لا أدري، ولم «2» أسمع له تفسيراً. قلنا: فتكنّيت بما لا تدري؟ قال: الأسماء والكُنى علامات، من شاء تسمى بما شاء، لا قياس ولا حتم.
شكع: شَكِعَ الرجلُ شَكَعاً فهو شاكعٌ إذا كُثر أنينه وضجره من شدة المرض. وشَكِعَ الغضبان أي: طال غضبه. والشُّكاعَى نبات دقيق «3» العُود رِخوٌ. ويقال للمهزول: كأنه عودُ شُكاعَى، وكأنه شُكاعَى. قال ابن أحمر «4» :
شَرِبت الشَّكاعى والْتدَدتُ ألَدَّةً ... وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المكاويا
__________
(1) هذه زيادة من مختصر العين.
(2) في ط: لا أسمع.
(3) في ص: دقق، وفي س: رقيق، وما أثبتناه فمن ط،
(4) هو (عمرو بن أحمر الباهلي) شاعر إسلامي والبيت في التهذيب 1/ 295 وفي اللسان (شكع) وفي (ك) بعد البيت:
يصف تداويه بها وقد شفي بطنه
وهذه عبارة اللسان في هذه المادة. وفي التهذيب 1/ 295: والمحكم 1/ 154 سقى أي أصابه الاستسقاء وما جاء في اللسان وفي ك مصحف(1/190)
(باب العين والكاف والسين معهما) (ع ك س، ك ع س، ك س ع، [ع س ك] «1» مستعملات
عكس: العكس: ردّك آخر الشيء على أوّله. قال: «2»
وهنّ لدى الأكوار «3» يُعْكَسْنْ بالبرى ... على عَجَلٍ منها ومنهنّ نُزّع «4»
ويقال: عكست أي عطفت على معني النّسقْ. ويعكس: يُطْرد. والعكيس من اللبن: الحليبُ يصبّ عليه الإهالة ثم يشرب، ويقال: بل هو مَرَقٌ يُصَبُّ على اللبن. قال: «5»
فلمّا سقيناها العكيس تملأت ... مذاخرها وارفض رشحا وريدها
مذاخرها: حوايا بطنها. والتعكس: مشي كمشي الأفعى، كأنه قد يبست عروقه. والسَّكران يتعكّس «6» في مشيه إذا مشى كذلك.
كعس: الكعْسُ: عظام السُّلامَى، وجمعه: كِعاس، وهو أيضاً عظام البراجم من الأصابع، ومن الشاء أيضا وغيرها،
__________
(1) زيادة اقتضاها السياق.
(2) لم ينسب في نسخة ولا في مرجع. وهو في التهذيب 1/ 297 وفي اللسان (عكس) .
(3) في م: الأدوار ولعله تصحيف.
(4) هو كذلك في النسخ، وفي التهذيب 1/ 297 وفي اللسان (عكس) : يكسع.
(5) لم ينسب في إحدى النسخ ونسب في اللسان (عكس) إلى (أبي منصور الأسدي) ولعله تصحيف. ونسب في التهذيب إلى (منظور الأسدي) ولعله (منظور بن حبة الدبيري الأسدي) أو (ابن مرثد) وحبة أمه شرح اختيارات المفضل هامش 1/ 420. والرواية في التهذيب
لما سقيناها العكيس تمذحت
ولعله تصحيف.
(6) في س: ينعكس بالنون وهو تصحيف.(1/191)
كسع: الكسع: ضربُ يدٍ أو رجلٍ على دبر شيءٍ وكَسَعَهم، وكسَع أدبارهم إذا تبع أدبارهم فضربهم بالسيف. وكسعته بما ساءه إذا تكلّم فرميته على إثر قوله بكلمة تسوؤه بها. وكسعتُ الناقةَ بغُبْرِها «1» إذا تركت بقيّة اللبن في ضرعها «2» وهو أشدُّ لها، قال: «3»
لا تكسعِ الشول بأغبارها ... إنك لا تدري مَنِ النّاتجُ
هذا مثل. يقول: إذا نالت يدُك ممن بينك «4» [وبينه] «5» إحنةٌ فلا تُبْقِ على شيء، لأنك لا تدري ما يكون في غد، وقال الليث: لا تَدَعْ في خِلْفها لبناً تريد قوّة ولدها، فإنك لا تدري من ينتجها، أي لمن يصير ذلك الولد. وقال أبو سعيد: الكَسْعُ كسعان، فكسعٌ للدِّرّة، وهو أن يَنْهَزَ الحالب ضرعَها فتدر، أو ينهزه الولد. والكسع «6» لآخر: أن تدع ما اجتمع في ضرعها، ولا تحلبه حتى يتراد اللبن في مجاريه ويغزر. وقوله:
لا تكسعِ الشولَ بأغبارها
أي: احلُبْ وافضل. والكُسَعُ «7» حيٌ من اليمن رماة. قال: «8»
ندمت ندامةَ الكَّسَعيّ لمّا ... رأت عيناه ما عملت يداه
والكُسْعَة: ريشٌ أبيض يجتمع تحت ذَنَب العُقاب ونحوها من الطير. وجمعه: كُسَع. والكَسْعة الحمير والدواب كلها، سمّيت كُسْعة لأنها تكسع من خلفها.
__________
(1) هذا من (س) . وفي ط: بغيرها وهو تصحيف.
(2) في ط: هو وما أثبتناه فمن س.
(3) لم ينسب في النسخ، ونسب في اللسان (كسع) إلى (الحارث بن حلزة) وفي اختيارات المفضل 3/ 179 كذلك.
(4) في ط وس: بينكما وهو محرف.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) في (س) : وكسع.
(7) في الجزء المطبوع: وكسع وما في النسخ أولى.
(8) لم ينسب في النسخ المخطوطة ولا في المراجع.(1/192)
سكع: سَكَعَ فلانٌ إذا مشى متعسّفاً، لا يدري أين يَسْكَعُ من أرض الله، أي أين يأخذ. قال «1» :
ألا إنّه في غمرةٍ يتسكّع
عسك: [تقول:] «2» عَسِكْتُ بالرجل أعْسَكُ عَسَكاً إذا لزمتَه ولم تفارقه
(باب العين والكاف والزاي معهما) (ع ك ز مستعمل فقط)
عكز: العُكّازة: عصا في أسفلها زُجٌّ يُتَوكّأُ عليها، ويجمع عُكّازاتٍ وعكاكيز «3»
(باب العين والكاف والدال معهما) (ع ك د، د ع ك، د ك ع [مستعملات] «4» [و] «5» ع د ك، ك د ع، ك ع د (مهملات)
عكد: العكدة: أصل اللسان وعُقدته. وعَكِدَ الضبّ عَكَداً. أي: سَمِنَ وصَلُب لحمه فهو عَكِدٌ.
__________
(1) نسب في اللسان (سكع) إلى (سليمان بن يزيد العَدَويّ) .
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) في المخطوطة: عكاكز وما أثبتناه أولى.
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) زيادة اقتضاها السياق.(1/193)
واستعكد الضبّ اذا لاذ بحَجَرٍ أو جُحْرٍ. واستعكد الطائر إلى كذا: انضم إليه مخافة. البازي ونحوه. قال: «1»
اذا استعكدت «2» منه بكلّ كُداية ... من الصَّخر وافاها لدى كلّ مسرح «3»
هذه ضباب استعصمت من الذئب فهو لا يقدر أن يحفر الكُدْية وهو ما صلب من الأرض وكذلك الكُداية. دعك الأديم ونحوه «4» والثوب والخصم دَعْكا إذا لينه ومَعَكَهُ. قال: «5»
قَرْمَ قُرومٍ صَلْهَباً ضُبارِكا ... من آل مُّرٍ جخدبا «6» مداعكا
دكع: الدُّكاع داء يأخذ الخيل والإبل في صدورها، وهو كالخبطة في الناس. دكِعَ فهو مدكوع. قال القطامي: «7»
ترى منه صدور الخيل زورا ... كأن بها نحازا أو دكاعا
__________
(1) القائل هو (الطرماح بن حكيم) ديوان الطرماح (دمشق) ص 113.
(2) في الديوان ط دمشق: استترت.
(3) في الجزء المطبوع: ممرح والصواب ما أثبتناه وقد جاء في المخطوطة والديوان ص 113 والتهذيب 1/ 300 واللسان (عكد) .
(4) ونحوه) في ط بعد الثوب، وما أثبتناه هنا فمن س.
(5) القائل هو (العجاج) ديوان ص 85 (بيروت) .
(6) في المخطوطة مجذبا وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه وهو من الديوان.
(7) اللسان (دكع) 8/ 90 صادر.(1/194)
(باب العين والكاف والتاء معهما) (ع ت ك، ك ت ع، مستعملان فقط)
عتك: عتك فلان عليه يضربه: لا يُنَهْنِهُهُ عنه شيء. وعَتكَ فلانٌ يَعْتِكُ عُتُوكاً: ذهب في الأرض وحده. وعَتَكَ الشيءُ: إذا قَدُم وعَتْقَ. وعاتكُة: اسم امرأة. عتيكٌ «1» : قبيلة من اليمن، والنسبة إليه: عَتَكِيٌ.
كتع: الكُتَعُ: من أولاد الثعالب وهو أردؤها «2» . ويجمع: كِتْعان. ورجل كُتَعُ: لئيم. وقومٌ كُتَعُون وأكتع: حرف يوصل به أجمع تقويةٌ له (ليست له عربيّة) «3» ومؤنّثُه كتعاء. تقول: جَمْعاءُ كتعاء، وجُمعٌ كُتَعُ وأجمعون أكتعون، كل هذا توكيد.
(باب العين والكاف والظاء معهما) (ع ك ظ، ك ع ظ مستعملان فقط)
عكظ: عُكاظ اسم سوق كان العرب يجتمعون فيها كل سنة شهراً ويتناشدون ويتفاخرون ثم يفترقون، فهدمه الإسلام، وكانت فيها وقائع. يقول فيها دريد بن الصِمّة: «4»
تغيّبت عن يومَىْ عكاظ كليهما ... وإن يكُ يومٌ ثالثٌ أتغيّب
وهو من مكَّة على مرحلتين أو ثلاث، قريب من رُكبة والرُكْبة من السِيِّ «5» يقال: أديمٌ عُكاظيّ، منسوب إلى عُكاظ، وسمي به لأن العرب كانت
__________
(1) في س: والعتيك.
(2) في ط: أرداوها وهو خطأ في الرسم.
(3) عبارة لم يقع لي تفسيرها.
(4) البيت في اللسان (عكظ) 7/ 448 صادر.
(5) جاء في معجم البلدان (ط أوربا) 2/ 809: قال الحفصي: ركبة بناحية السي، والسي على ثلاث مراحل من مكة، وهي كذا في ط وفي س: السحر، وفي الجزء المطبوع: السير.(1/195)
تجتمع كل سنةٍ فيعكِظُ بعضها بعضا بالمفاخرة والتناشد، أي يَدْعَكُ ويَعْرُكُ. وفلان يعكِظُ خصمه بالخصومة: يَمْعَكُهُ.
كعظ: الكعيظُ المُكَعَّظ: القصير الضَّخم من الناس
(باب العين والكاف والثاء معهما) (ك ث ع مستعمل فقط) «1»
كثع: يقال: شفة ولثة كاتعة، أي: كادت تنقلب من كثرة «2» دمها، وامرأة مُكَثِّعَةَ، والفعل كَثَعَت تَكْثَعُ كُثُوعاً. قال أبو أحمد: مُكَثِّعَةٌ «3» على غير قياس وعسى أن «4» تكلمت به العرب. وعن غير الخليل: لَبَن مُكَثِّع، أي: قد ظهر زُبْدُهُ فوقه.
(باب العين والكاف والراء معهما) (ع ك ر، ع ر ك، ك ع ر، ك ر ع، ر ك ع مستعملات، و [ر ع ك] «5» مهمل
عكر: عكر على الشيء يَعْكَرِ عُكُوراً وعَكْراً، وهو انصرافه عليه بعد مضيه [عنه] «6» واعتكر اللّيلُ إذا اختلط سوادُه والْتَبَسَ. قال: «7»
تطاوَلَ الليل علينا واعتكر
__________
(1) في ط بياض وهذا من س.
(2) في س: شدة.
(3) ضبطت في اللسان بالثاء، وجاء في القاموس المحيط: امرأةمكثعة كمحدثة أي بكسر الثاء أيضا.
(4) كذا في س. وفي ص. ط: قد.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) هذه من س أما ط فقد سقطت منها.
(7) وورد في الأساس غير منسوب أيضا.(1/196)
واعتكرت الريح إذا جاءت بالغبار. قال: «1»
وبارحٌ معتكرُ الأشواط
يصف بلدا. أي: من ساره يحتاج إلى أن يعيد شوطاً بعد شوطٍ في السير. واعتكر العسكرُ: أي رجع بعضه على بعض فلا يُقْدَرُ على عده. قال رؤبة: «2»
إذا أرادوا أن يَعُدّوهُ اعتكر
والعَكَرُ: رديء النبيذ والزّيت. يقال: عكّرته تعكيراً. والعَكَرُ: القطيع الضخم من الإبل فوق خمسمائة «3» قال: «4»
فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ
قال حماس: «5» رجالٌ معتكرون، أي كثير.
عرك: عَرَكْتُ الأديم عَرْكا: دَلَكْتُهُ. وعِرِكْتُ القوم في الحرب عركا. قال جرير: «6»
قد جربت عركي في كل معترك «7»
واعترك القوم للقتال والخصومة، والموضع: المُعْتَرَكُ، والمعركة. وعريكة البعير: سنامه إذا عَرَكَهُ الحمل. قال سلامة بن جندل: «8»
نهضنّا إلى أكوار عيس تعرّكتْ ... عرائِكَها شدُّ القُوى بالمحازم
__________
(1) لم أهتد إلى تخريجه.
(2) ونسب في اللسان إلى (رؤبة) أيضا. ديوان رؤبة ص 172 برلين 1903.
(3) في ط وس: الخمسمائة، وهو خطأ والصواب: خمسمائة، وجاءت العبار صوابا في مختصر الزبيدي. وورقة 16 من المصورة مدريد قال: (والعكر فوق خمسمائة من الإبل) .
(4) لم أهتد إلى تخريجه.
(5) سقطت عبارة (قال حماس) من س.
(6) ديوان جرير ص 324.
(7) عجزه:
(غُلْبُ الأُسود فما بالُ الضغابيس.
(8) شعراء النصرانية ص 487. ديوان سلامة بن جندل ص 253 تحقيق قباوة (حلب 1968) .(1/197)
أي: انكسرت أسنمتها من الحمل. وقال: «1»
خِفاف الخُطى مطلنفئاتُ العرائك
أي: قد هُزِلت فلصِقَتْ أسنمتها بأصلابها. وفلان لبن العريكة: أي: ليس ذا إباءٍ فهو سلس. وأرضَ معروكة عَرَكَتْها السائمة بالرّعي فصارت جَدْبة. وعَرَكْتُ الشاة عَرْكاً: جَسَسْتُها وغبطتها، لأنْظُرَ سِمَنها، الغَبْطُ أحسنُ الجسّ، وأما العَرْك فكثرة الجسّ. وناقةٌ عَروك: لا يُعْرف سِمَنها من هُزالها إلا بجسّ اليد لكثرة وبرها. ولقيته عَرْكَةً بعد عركةٍ: أي مّرةً بعد مرة، وعَركات: مرّات. وامرأةٌ عارِكٌ، أي: طامث. وقد عَرَكَتْ تَعْرُكُ عِراكاً، قال: «2»
لن تغسلوا أبداً عارا أظلّكُمُ ... غسل العوارك حيضاً بعد أطهار
ويُرْوَى: لن ترحضوا، ورَحْضَ العوارك. ورجلٌ عِركٌ، وقومٌ عَرِكُونَ، وهم الأِشدّاء الصُّرَّاع. والعَرْكُ عركُ [مرفق البعير جنبه] «3» قال [الطرماح] : «4»
قليلُ العَرْكِ يهجر «5» مِرْفَقَاها ... خليف رحىً كقرزوم القيون
أي: (كعلاة) «6» القيون. والخليف: «7» ما بين العضُد والكركرة. ويهجر: يتنحّى عن. والرحى: [الكركرة] «8» .
__________
(1) القائل ذو الرمة، وصدره:
(إذا قال حادينا أيا عسجت بنا)
شرح ديوان ص 1737 (دمشق) .
(2) البيت للخنساء ديوانها ص 35 وقد جاء الصدر في الديوان هكذا:
لا نوم أو تغسلوا عارا أظلكم.
(3) هذه الزيادة من مختصر العين وقد أبدلناها بعبارة المخطوطة: والعرك عرك المرفق الجنب من الضاغط يكون بالبعير.
(4) في النسخ المخطوطة: جرير مكان الطرماح والبيت للطرماح ديوانه ص 538 والمقاييس.
(5) في النسخ المخطوطة: تهجر بالتاء المثناة من فوق. وقرزون بدل قرزوم.
(6) العلاة: سندان الحداد والجمع علا (بفتح العين) .
(7) في ط: خليفة وفي س: الخليفة وما أثبتناه أولى.
(8) زيادة اقتضاها السياق.(1/198)
والعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضخم من اركاب النساء. وأصله من الثلاثيّ ولفظه خماسيّ، إنما هو من العَرْك فأردف بحرفين «1» . وعَرَكْتُ القَومَ في الحرب عَرْكاً. قال [زهير] :
وتعرككم عرك الرّحى بثفالها «2»
كعر: كَعِرَ الصبيُّ كَعَراً فهو كَعِرٌ: إذا امتلأ بطنه من كثرة الأكل. وكَعِرَ البطنُ، وكل شيءٍ يشبه هذا المعنى فهو الكَعِرُ. وأكْعَرَ البعيرُ اكتنز سنامه وكبر، فهو مُكْعِرٌ. قال الضرير: إذا حمل [الحُوارُ] «3» أول الشحم فهو مُكْعِرٌ.
كرع: كَرَعَ في الماء يكرَعُ كَرْعاً وكُروعاً: إذا تناوله بفيه. وكَرَع في الإناء: أمال عُنُقه نحوه فشرب. قال [النابغة] :
وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في أكنافها المسك كارع «4»
قوله: بزوراء، أي: بسقاية يشرب بها. سميت زوراء لا زورار البصر فيها من شدة ما صقلت. ورجلٌ كَرِعٌ: غَلِمٌ، وامرأةٌ كَرِعةٌ: غلمةٌ وكَرِعَتِ المرأةُ إلى الفحل تكرَعُ كَرَعاً. والكُراعُ من الإنسان ما دون الركبة، ومن الدواب ما دون الكعب. تقول: هذه «5» كُراعٌ، وهو الوظيف نفسه.
__________
(1) هذا ما في س. في ط زيادة لا معنى لها فقد جاءت العبارة بحرفين من حروف.
(2) عجزه:
وتلقح كشافا ثم تحمل فتتئم.
(3) زيادة اقتضاها المعنى، من التهذيب 1/ 310.
(4) في التهذيب:
بصهباء في حافاتها المسكُ كارعُ
. وفيه عن شمر: أنشدنيه أبو عدنان:
بزوراء في أكنافها المسك كارع
. وفي اللسان (كرع) :
بصهباء في أكنافها المسك كارع.
(5) في س: هذا. وفي التهذيب: هذه كراع، وهي الوظيف. الوظيف: لكل ذي أربع: ما فوقَ الرُّسْغ إلى السّاق. [اللسان 9/ 358.(1/199)
قال: «1»
يا نفس لا تُراعي ... إنْ قطعت كُراعي
إنّ معي ذراعي ... رعاكِ خيرُ راعي
وثلاثةُ أكْرُع. قال سيبويه: الكُراع: الماء الذي يُكْرَعُ فيه. الأكرعُ من الدواب: الدقيق القوائم. وقد كَرِعَ كَرَعاً. وكُراع كل شيء طَرَفُهُ، مثل كُراع الأرض، أي: ناحيتها. والكُراعُ: اسم الخيل، إذا قال الكُراعُ والسِّلاحُ فإنَّه الخيل نفسها. ورجلا الجندب كُراعاه قال أبو زيد: «2»
ونَفَى الجندب الحصى بكراعيه ... وأذكت نيرانَها المعزاءُ
[والكُراعُ أنف سائل من جَبَلٍ أو حرَّةٍ] «3» ويقال [الكُراعُ] «4» من الحرة ما استطال منها. قال الشماخ: «5»
وهَمَّت بورد القنتين فصدَّها ... مضيق الكُراع والقنانُ اللواهز
ركع: كلّ قومةٍ من الصلاة ركعة، وركَعَ ركوعاً. وكلُّ شيءٍ ينكبُّ لوجهه فتمسُ ركبته الأرض أولا تمس [ها] «6» بعد أن يطأطىء رأسَه فهو راكع. قال لبيد: «7»
أُخبّر أَخْبار القرون التي مضت ... أدِبّ كأنّي، كلما قمت، راكع
__________
(1) في تاج العروس: قال الساجع، والظاهر أنه شعر لا سجع.
(2) هو (أبو زبيد الطائي حرملة بن المنذر) .
(3) زيادة من مختصر العين، لأن عبارة المخطوطة مرتبكة، ونصها: والكراع يقال من الحرة ما استطال منها
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) هو (الشماخ بن ضرار) . جمهرة أشعار العرب 322.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) هو (لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ) والبيت من قصيدته:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
ديوانه 170- 171. لسان العرب 8/ 132.(1/200)
وقال:
ولكنّي أنصّ العيس تدمى ... أظلاها وتركع بالحزون «1»
(باب العين والكاف واللام معهما) (ع ك ل، ع ل ك، ك ل ع، ل ك ع مستعملات وك ع ل، ل ع ك مهملتان)
عكل: عكَلَ يعكل السائق الخيل والإبل عَكْلاً إذا حازها وضمّ قواصيها «2» وساقها قال [الفرزدق] «3»
وهم على صَدَف الأميل تداركوا ... نَعَما تُشَلُّ إلى الرئيس وتعكل
والعَكَلُ لغة في العَكَرِ. وعُكْل قبيلة فيهم غفلة وغباوة يقال لكل من به غفلة: عُكْلِي. قال: «4»
[جاءت به عُجُزٌ مقابلَةٌ] «5» ... ما هُنَّ من جَرْم ولا عُكْلِ
والعَوْكَلُ ظهر الكثيب، الواو إشباع، وبناؤه ثلاثي. قال: «6»
بكلّ عَقَنْقَلٍ [أو رأس] برثٍ ... وعَوْكَلِ كُلِّ قَوْز [مستطير] «7»
علك: علَكتِ الدّابّةُ اللّجام عَلْكا [حركته في فيها] «8» قال [النابغة]
__________
(1) تدمى من س أما ما في ط ف (قدما) وهو تصحيف. وفي الجزء المطبوع: أنفى بدل أنفي وهو تصحيف واضح.
(2) في ط وس وفي الجزء المطبوع: نواحيها وهو تصحيف. ولم ينسب البيت في المخطوطة ونسب في اللسان (عكل) .
(3) في ط وس وفي الجزء المطبوع: نواحيها وهو تصحيف. ولم ينسب البيت في المخطوطة ونسب في اللسان (عكل) .
(4) لم ينسب في المخطوطة ولا المراجع.
(5) صدر البيت عن المحكم 1/ 165، واللسان (عكل) .
(6) لم ينسب في المخطوطة ولا المراجع.
(7) في ط وس: وبكل برث وما أثبتناه هنا فمن المحكم واللسان، وفيهما أيضا مستطيل وما أثبتناه هنا فمن المحكم واللسان.
(8) زيادة اقتضاها السياق عن المحكم 1/ 165.(1/201)
[خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ] «1» ... تحتَ العجاجِ وأخرى تَعلُكُ اللُّجُما
والعَلِكة: الشِقْشِقةُ عند الهدير. قال رؤبة:
يجمعن زارا وهديرا محضا «2» ... في عَلِكات يَعتلينَ النَّهضا
أي: إن ناهضت فحولا غلبتها. وسمي العِلْك لأنّه يُعَلكُ، أي: يمضغ.
كلع: الكَلَعُ: شُقاقٌ أو وسَخٌ يكون بِالقدم. كَلِعَتْ رجلُه كَلَعاً، وكَلِعَ البعير كَلَعاً وكُلاعاً: انشق فِرْسِنُه والنعت: كَلِعٌ [والأنُثَى كَلِعة] «3» ويقال لليد أيضاً. وإناء كَلِعٌ مُكْلَعٌ إذا الْتَبَدَ عليه الوسخ. قال حُمَيْدُ بن ثور: «4»
وجاءت بمعيوف الشريعة مُكْلَع ... أرشّت عليه بالأكفّ السّواعد
السواعد: مجاري اللّبن في الضّرع. والكلعة: داء يأخذ البعير (فيجرد شعره عن مؤخره ويسودّ) «5» ورجل كَلِع، أي أسود، سواده كالوسخ. وأبو الكَلاع: ملك من ملوك اليمن.
لكع: لِكَعَ الرجلُ يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكَاعَةً فهو أَلْكَعُ ولُكَع ولكيع ولَكاع ومَلْكعانٌ ولَكُوع.. وامرأة لَكاعِ ولكيعة ومَلكعانة، كل ذلك يوصف به [من به] الحُمْق والموق واللؤم. ويقال
__________
(1) عن اللسان (علك) .
(2) في س والجزء المطبوع 229: راو. وفي ط: رأر. أما (زأر) ففي التهذيب 1/ 313 واللسان زأر
(3) تكلمة من س. أما ط فالنص فيها مرتبك: والنعت أن يقال أيضا كلعة للأنثى.
(4) ديوانه ص 47.
(5) استبدلت هذه العبارة المحصورة بين قوسين المنقولة من مختصر العين بعبارة المخطوطة المرتبكة وهي: داء يأخذ البعير في مؤخره وهو أن يجرد الشعر عن مؤخره وينشق ويسود.(1/202)
اللُّكَع اللئيم من الرجال «1» . ويقال: مَلْكَعان إلا في النّداء، يا ملكعان ويا مَخبثان ويا محمقان ويا مرقعان. وقال: «2»
عليك بأمر نفسك يا لكاع ... فما من كان مرعيّا كراعي
ويقال: اللُّكَعُ العبد.
(باب العين والكاف والنون معهما) (ع ك ن، ع ن ك، ك ن ع، ن ك ع مستعملات ون ع ك، ك ع ن مهملان)
عكن: العُكَنُ: الأطواء في بطن الجارية السمينة، ويجوز جارية عكناء، ولم يجزه الضرير، قال: ولكنهم يقولون: مُعَكَّنة. وواحدة العُكَنِ: عُكْنة. قال [الأعشي:] «3»
إليها وإن حُسِرَتْ أكلة ... يوافي لأخرى عظيم العُكَنْ
وتعكَّنَ الشيء تعكُّنا، أي: آرتكم بعضُه على بعض، وانثني.
عنك: العانكُ: لون من الحُمْرة. دمٌ عانكٌ، وعِرْقٌ عانكٌ: في لونه صفرة. والعانك من الرمل: الذي في لونه حمرة. قال ذو الرمة: «4»
على أُقْحُوان في حناديج حُرَّةٍ ... يناصي حشاها عانك متكاوس
والعِنْكُ: سدفة من اللّيل. يقال مضى من الليل عِنْكٌ. والعِنْكٌ: البابُ بلغة اليمن
__________
(1) هذه العبارة في ط وقد سقطت من س.
(2) لم ينسب في المخطوط، ولا في المراجع التي أوردته كالأساس والتاج.
(3) ديوان الأعشى ص 23.
(4) شرح ديوان ذي الرمة 2/ 1126.(1/203)
كنع: الكَنْع: تشّنجٌ في الأصابع وتقبّضٌ. وقد كَنَعَ كَنْعاً فهو كَنِعٌ، [أي] «1» شَنِجٌ. قال: «2»
أنحى أبو لَقِطٍ حزّاً بشَفْرته ... فأصبحت كفُّهُ اليُمُنَى بها كَنَعُ
وقال ابن أحمر:
ترى كَعبه قد كان كعبَيْنِ مرّة ... وتحسسَبُهُ قد عاش دهراً مُكَنَّعا
وتكنَّعَ فلان بفلان، أي تضبث به وتعلّق. وكنع الموت يكنَع كنوعاً، أي: اقترب قال الأحوص:
يلوذُ حِذاء الموتِ والموتُ كانعُ «3»
وكَنَعَتِ العُقابُ إذا ضَمَّتّ جناحَيْها للانقضاض، فهي كانعة جانحة. قال: «4»
قعوداً على أبوابهم يَثمدونهم ... رمى الله في تلك الأكف الكوانع
وأكنَعَ الشيء: لانَ وخضع. قال: «5»
من نَفِثِه والرّفقِ حتّى أكْنَعا
والاكتناع: العطف. اكتنع عليه، أي: عطف. والاكتناع: الاجتماع. قال: «6»
ساروا جميعاً حذار الكهل فاكتنعوا ... بين الإياد وبين الهجفة الغدقة
__________
(1) من س.
(2) لم نعثر على نسبة له.
(3) صدره كما في التاج:
نحوسهم أهل اليقين فكلهم.
(4) لم نعثر على نسبة له، ولم يذكر من البيت في التهذيب واللسان إلا عجزه. وذكر البيت في التاج مرويا هكذا:
قعود على آبارهم يثمدونها ... رمى الله في تلك الأنوف الكوانع
(5) لم ينسب في المخطوطة ونسب إلى العجاج في التهذيب واللسان منسوب، محقق الجزء الأول من كتاب العين 1967 إلى (العجاج) أيضا ولكنه عثر عليه في ديوان رؤبة كما قال ص 232. وهو الصحيح.
(6) ذكر في التاج غير منسوب، وقد ذكر محقق الجزء الأول المطبوع من العين أن البيت من شواهد سيبويه وأنه في ص 47 ط إلا أنه لم يذكر بين شواهد سيبويه ولم يكن له وجود في الصفحة المشار إليها.(1/204)
وكنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية «1»
نَكع: الأنكع: المتقشّر الأنف مع حمرة لونٍ شديدةٍ. وقد نَكِعَ ينكَعُ. ونكعة الطرثوث: نبت من أعلاه إلى أسفله قدرُ إصبع، وعليه قشر أحمر كأنه نقط. ونكعه مثل كسعه إذا ضرب بظهر قدمه على دبره. قال: «2»
بني ثعل لا تنكوا. العنز إنه ... بني ثعل من ينكع العنز ظالم
يقول: العنز سمحة الدّرّة، تحتاج إلى أن تُنكَعَ كما تنكع النّعجة، يقول: أحسنوا الحلب. ويقال: أنكعه الله، أي: أبغضه.
(باب العين والكاف والفاء معهما) (ع ك ف، ع ف ك مستعملان فقط)
عكف: عَكَفَ يَعْكِفُ ويَعْكُفُ عكْفاً وعُكُوفاً وهو إقبالك على الشيء لا تصرف عنه وجهك. قال العجاج يصف حميرا وفحلا: «3»
فهنّ يعكِفْنَ به إذا حجا ... عَكْفَ النبيط يلعبون الفَنْزَجا
أي: وقَفْنَ وثبتن. وقرىء «4» يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ «5» ويعكفون. ولو قيل:
__________
(1) في الجزء المطبوع: تضارع العربية، وليس في المخطوطة (تضارع) ولعله أخذها عن التهذيب 1/ 319 أو من المحكم 1/ 168 أو من اللسان 8/ 316.
(2) لم ينسب، ونسبه سيبويه إلى رجل من بني أسد 1/ 436، وهو من شواهد الكتاب، وفيه (شربها) مكان (إنه) .
(3) ديوان العجاج 354، 355 مكتبة دار الشرق بيروت. واللسان 9/ 255.
(4) من س.،. وفي ط: قرئت.
(5) البقرة 187.(1/205)
عكف في المسجد لكان صوابا، ولكن يقولون: اعتكف. قال الله عز وجل: وَالْعاكِفِينَ «1» وعَكَفَتِ الطّيرُ بالقتيل. ويقال للنظم إذا نُضِّد فيه الجوهر: عُكِّفَ تعكيفاً. قال الأعشى: «2»
وكأنَّ السَّموط عكفها السلك ... بِعِطْفَي جيداء أمّ غزال
عفك: الأَعْفَكُ: الأحمق. وقال أبو ليلى: الأعفكُ: الذي لا يُحسنُ عَمَلا، ولا خير عنده. قال: «3»
صاح ألم تعجب لقول الضيطر ... الأعفك الأحدل ثم الأعسر
(باب العين والكاف والباء معهما) (ع ك ب، ع ب ك، ك ع ب، ك ب ع، ب ك ع مستعملات وب ع ك مهمل)
عكب: العَكَبُ: غِلَظٌ في لَحْي الإنسان. وأمَةٌ عكباء: عِلْجَةٌ جافية الخلق من آمٍ عُكْب. وفي لغة الخفجّيين: عَكَبَتْ حولهم الطير فهي طير عكوب أي: عكوف. قال شاعرهم: «4»
تَظَلُّ نسورٌ من شَمامٍ [عليهم] «5» ... عُكُوباً من العقبان عقبان يذبل
__________
(1) البقرة 125.
(2) ديوانه ص 5. واللسان 9/ 255 (صادر) .
(3) البيت في التهذيب 1/ 322. وفي اللسان (عفك) 10/ 468 (صادر) .
(4) البيت في التهذيب 1/ 323 وفي اللسان 1/ 626 منسوب إلى (مزاحم العقيلي) ، وفيها (عليهم) مكان (عليها) في المخطوطة
(5) في المخطوطة (عليها) والظاهر أنها (عليهم) .(1/206)
عبك: يقال: ما ذقت عبكة ولا لبكة. العبكة: قطعة من شيء أو كسرة. واللَّبَكَةُ: لقمة من ثريدة ونحوها. قال عرام: العَبَكَةُ ما ثردته من خبز، وعبكت بعضه فوق بعض، واللّبك سمن تصبّه على الدّقيق، أو السويق ثم تروّيه.
كعب: الكَعْبُ: العُظَيْم لكل ذي أربع، وكَعْبُ الإنسان: ما أشرف فوق رُسْغه عند قدمه، وكعب الفرس: عظم الوظيف، وعظم ناتىء من الساق من خلف. والكعبة: البيت الحرام، وكَعْبَتُهُ تربيع أعلاه. وأهل العراق يسمون البيت المربَّع: كَعبة. وإنما قيل: كعبة البيت فاضيف إليه، لأن كعبته تربّع أعلاه. وبيت لربيعة كانوا يطوفون به يسمونه: ذا الكَعَبات. قال [الأسود بن يعفر] «1»
أهل الخَوَرْنق والسدير وبارقٍ ... والبيت ذي الكعبات من سنداد
وكَعَبَتِ الجارية تَكْعُبُ كُعُوبة وكَعَابَة فهي كَعاب، وكاعب. وتَكَعَّبَ ثدياها. وثدي كاعب ومتكعّب. وقد كعّب تكعيبا. كل ذلك قد قيل. والثوب المكعّب المطويّ الشديد الإدراج كعّبته تكعيبا. والكّعْبَةُ: الغُرفة. والكعب من القصب ونحوه معروف. ويجمع على كُعوب. والكَعْبُ من السمن قَدْرُ صُبَّة أو كيلة. قال عرّام: إذا كان جامدا ذائبا لا يسمّى كعبا. ويقال: كعّبت الشيء إذا ملأته تكعيبا. وكِعاب الزَّرْعِ عقد قصبة وكعابره.
__________
(1) في ص وط وس قال الأعشى وليس في ديوانه والبيت (للأسود بن يعفر النهشلي) وهو من قصيدة من روي الدال ورقمها في المفضليات 44 ونص البيت فيها:
أهل الخَوَرْنق والسدير وبارقٍ ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
ووجه الرواية. ذي الكعبات فقد جاء في اللسان 1/ 718: وكان لربيعة بيت يسمونه الكعبات وقيل: ذاالكعبات وقد ذكره (الأسود بن يعفر) في شعره فقال:
والبيت ذي الكعبات من سنداد.(1/207)
كبع: الكَبْعُ: نقدُ الدراهم ووزنها. قال الراجز: «1»
قالوا لي اكْبعْ قلتُ: لستُ كابعا
أي: الغُرَّام «2» قالوا له: انقد لنا، وزن لنا.
بكع: البَكْعُ: شدَّة الضَّرب المتتابع، تقول: بَكَعْناه بالعصا والسيف بَكْعا وبكَعتُهُ بالكلام إذا وَّبخُتُه، بكعة يَبْكَعُهُ بَكعاً.
(باب العين والكاف والميم معهما) (ع ك م، ك ع م، ك م ع، م ع ك مستعملات [و] م ك ع، ع م ك مهملان)
عكم: يقال: عكمتُ المتاع أعكِمُه عَكْما إذا بسطت ثوبا وجمعت فيه متاعا فشددته فيكون حينئذ عِكمة. والعِكمان عدلان يشدّان من جانبي الهودج. قال أبو ليلى: هما شبه الحقيبتين تكون فيهما ثياب النساء [و] «3» تكون على البعير والهودج فوقهما، وأنشد:
أيا رب «4» زوِّجْني عجوزاً كبيرةً ... فلا جَدّ لي يا ربّ في الفتيات
تحدثني عما مضى من شبابها ... وتطعمني من عِكمِها تَمراتِ
وعُكِم فلان عنا «5» عِكاما، أي: ردّ عن زيارتنا. قال: «6»
ولاحته من بعد الحرور ظماءة ... ولم يك عن ورد المياه عكوم
__________
(1) لم نقف له على نسبة.
(2) في الجزء المطبوع: غرماء ولا ندري من أين.
(3) تكلمة من س.
(4) هذا من (س) وفي (ط) والجزء المطبوع: يا رب.
(5) في س: عن عملنا.
(6) لم نقف على نسبة له، وقد درت (عكوم) منصوبة في النسخ المخطوطة التي تحت أيدينا وكذلك في الجزء المطبوع ص 238 غير أنه ورد في التهذيب 1/ 328 ولسان العرب مرفوعا، والظاهر أنه الصواب.(1/208)
أي: مُنْصَرَفٌ، وتقول: ما عن هذا الأمر عُكُومٌ، أي: لا بدّ من مواقعته. ويقال للدّابّة إذا شربتْ فامتلأ بطُنها: ما بقيت في جوفها هَزْمَة ولا عَكْمة «1» إلا امتلأت. قال: «2»
حتى إذا ما بلت العكوما ... من قصب الأجواف والهزوما
يقال: الهَزْم: داخل الخاصرة، والعِكْمُ داخل الجنب.
كعم: كَعَمَ يَكْعَمُ الرجلُ المرأة كَعْماَ وكُعُوما: إذا قبّلها فاعتكم فاها، والكِعام: شيء يُجْعَلُ «3» في فم البعير، ويجمع: أكْعِمَة، كعمته أكْعَمُهُ كَعْماً. قال ذو الرمة: «4»
يهماء خابطُها بالخوف مكعوم «5»
وتقول: كَعَمَهُ الخوف فلا ينبِس «6» بكلمة. والكِعْمُ: شيء من الأوعية يوعى فيه السلاح، وجمعه: كعام.
كمع: كامعتها: ضممتها إلىّ [أصونُها] «7» . والمُكامِعُ: المُضاجعُ، واشتقاقه من ذلك. والكميع الضَّجيع. قال ذو الرمة: «8»
لَيْلَ التِّمام إذا المُكامِعُ ضَمَّها ... بعدَ الهدوّ من الخرائد تسطع
__________
(1) فس س: ما بقي وكذلك في الجزء المطبوع. وجاء في التهذيب 1/ 328 مطابقا لما جاء في ط وهو ما أثبتناه.
(2) البيت في التهذيب 1/ 328 واللسان 1/ 415 وفي النسخ والتهذيب واللسان: بلت وفي الجزء المطبوع بكت وهو تصحيف.
(3) كذا في النسخ وفي الجزء المطبوع: شمل وهو تصحيف.
(4) ديوان ذي الرمة 1/ 407 (دمشق) 1972 وصدر البيت كما في الديوان واللسان (كعم) :
بين الرجا والرجا من جنب واصية)
الرجا: الجانب. جيب: مدخل واصية: فلاة متصلة بأخرى.
(5) كذا في النسخ والتهذيب 1/ 328 والمحكم 1/ 172 واللسان كعم، وفي الجزء المطبوع: تيهاء.
(6) من (س) . وفي (ط) : يئس.
(7) كذا في التهذيب وسقطت من الأصول المخطوطة.
(8) في ديوان ذي الرمة (ط دمشق) 1/ 718- 744 قصيدة من روي هذا البيت ووزانه عدتها 48 بيتا وليس فيها هذا البيت، كما لم نجده في التهذيب ولا في المحكم ولا في اللسان، وإنما ورد في التاج (كمع) غير منسوب.(1/209)
معك: المَعْك: دَلْكُكَ الشيءَ في التراب. والتّمعّك: الفعل اللازم، والتمعيك متعدٍ «1» وهو التقلّب في التراب، كما تتمعَّك الدّابّة. ومَعَكتُه بالقتال والخصومة [لويته] «2» ومَعَكَني دَيني، أي لَواني. وقال: «3»
لزاز خصم مِمْعَكٍ «4» مُهوّن
ورجلٌ مَعِكٌ: شديد الخصومة قال زهير: «5»
....... ولا ... تمعَكْ بعِرْضِك إن الغادرَ المَعِكُ
(باب العين والجيم والشين معهما) (ج ش ع- ش ج ع يستعملان فقط)
جشع: الجشع: الحرص الشديد على الأكل وغيره. وقوم جَشِعُون. وجَشِعَ يَجْشَعُ.
شجع: الشَّجَع في الإبل: سُرعة نقْل القوائم. جمل شَجعٌ، وناقةٌ شَجِعَةٌ. ويقال: شَجْعاء. ويقال: هو الذي يعتريه جنون من الإبل، وهو خطأ، إذ لو كان جنونا لما وصف به
__________
(1) من س. في ط: متعدي.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) لم ينسب في المخطوطة ولم تذكره المراجع.
(4) ممعك بكسر فسكون ففتح: مطول.
(5) هذا ورد الاستشهاد به في النسخ وفي التهذيب، وورد كاملا في اللسان (معك) وصدره كما في الديوان ص 47 واللسان:
اردد ديارا ولا تعنف عليه ولا.(1/210)
قوائمها في قوله: «1»
على شَجِعاتٍ لا شِخاتٍ «2» ولا عُصْلِ
يعني بالشجعات: قوائم الإبل، وقال سويد «3» يصف النوق:
بصلاب الأرض فيهنّ شَجَعْ
والشَّجِعَةُ من النساء: الجريئة الجسورة على الرجال في كلامها وسلاطتها واللبؤة الشجعاء الجسورة الجريئة، وكذلك الأشجع من الأسد، والأشجعُ من الرجال الذي كأن به جنونا. قال الأعشى: «4»
بأشجع أخّاذ على الدهر حكمه............
ومن قال: الأشجع: الممسوس من الرجال فقد أخطأ. لو كان كذلك ما مدحت به الشعراء. والأشجع في اليد والرجل: العصب الممدود فوق السُّلامَى ما بين الرُّسغ إلى أصول الأصابع التي يقال لها: أطناب الأصابع، فوق ظهر الكفّ، ويقال: بل هو العظم الذي يصل الإصبَعَ بالرُّسغ، لكلّ إصبّع أشجع، وإنما احتج الذي قال هو العصب بقولهم: للذئب والأسد ونحوه: عارى الأشاجع. فمن جعل الأشاجع العصب قال: تلك العظام هي الأسناع. الواحد: سِنْعٌ. والشجاع: بعض الحيّات، وجمعُه: شُجْعانٌ وثلاثة أشْجِعَة، ورجل
__________
(1) الشطر مثبت في التهذيب 1/ 232.
(2) في اللسان والتاج والجزء المطبوع من العين: شحاب بالحاء أو مهملة وهو تصحيف، وصوابه: شخات بالخاء المعجمة وهي فعال جمع شخت وهو الدقيق من الأصل لا من الهزال.
(3) هو (سويد بن أبي كاهل) ، عاش في الجاهلية والاغسلام. صدر البيت في المفضليات 193 (دار المعارف) ، واللسان (شجع) :
فركبناها على مجهولها
(4) البيت كاملا في الديوان 145 وفي التهذيب 1/ 332. وفي اللسان (شجع) وعجزه في التهذيب واللسان:
فمن أيما تأتي الحوادث أفرق
وفي الديوان:
فمن أيما تجني ...(1/211)
شُجاعٌ وشُجَعَةً، وشِجَعَةٌ.. وامرأة شُجاعة، ونسوةٌ شُجاعاتٌ وشجائع. وقوم شُجَعاءُ وشُجْعَةٌ وشِجْعَةٌ على تقدير صُحْبة وغِلْمة. ورجلٌ شَجيعٌ، أي: شُجاعٌ، مثل: عجيب وعجاب. واشجاعة: شِدَّةُ القلب عند البأس. تقول: تَشَجّعوا فحَمَلوا. ورجل أشجع يرجع معناه إلى الشُّجاع أشْجَعُ: حيّ من قيس. بنو شُجَع «1» حيّ من كنانة.
(باب العين والجيم والضاد معهما) (ض ج ع يستعمل فقط)
ضجع: ضَجَعَ فلانٌ ضجوعاً، أي نام، فهو ضاجع، وكذلك اضطجع. وأصل هذه الطاء تاء، ولكنهم استقبحوا أن يقولوا: اضتجع. وأضجعته: وضعت جنبه بالأرض. وضَجَعَ هو ضَجْعا. وكل شيء خفضته فقد أضجعته. وضجيُعكَ الذي يضاجعك في فراشك. والإضجاع في القوافي: أن تُميلها: قال «2» يصف الشعر:
والأعْوَجَ الضاجعُ من إكفائها
يعني إكفاء القوافي. وتقول: أَضْجَعَ رأيَهُ لغيره
(باب العين والجيم والسين معهما) (ع ج س، ع س ج، ج ع س، س ج ع مستعملات، س ع ج، ج س ع مهملان)
__________
(1) في س: بنوأشجع. وليس صوابا.
(2) القائل (رؤبة) كما في المحكم 1/ 176 وفيه: من إقوائها.(1/212)
عجس: «1» العجس: شدّة القبض على الشّيء. ومَعْجِس القوس: مَقْبِضْها، قال: «2»
انْتَضُوا مَعَجِس القسي وأبرقنا ... كما توعد الفحول الفحولا
وقيل: عَجْسُ القوس عجُزُها. وعَجْسُ القوم: اخرهم وعَجُزُهم. وعَجَاساءُ الليلة: ظُلْمَتُها. قال العجاج: «3»
منها عجاساءُ إذا ما التَجَّتِ.
والعَجاساءُ الْمَسَانُّ من الإبل. قال: «4»
وإن بَرَكَتْ منها عجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أشلى العِفاسَ وبَرْوُعا
عسج: العَسَجُ: مدّ العُنُق في المشي. والعَوْسَجُ: شجر كبير الشوك، وهو ضروب شتّى، وقال في العسج: «5»
والعيسُ من عاسجٍ أو واسج خببا
__________
(1) في المخطوطة بنسخها الموجودة قدمت (سجع) ثم عسج ثم جعس، ورأينا في هذا خروجا على الأساس، فالباب ما يزال أساسه العين، وينبغي تقديم ما يبدأ من هذه التقليبات بالعين، وهكذا سار الأزهري وابن سيده في محكمه، وهكذا كان ترتيب كتاب العين كما يدل عليه كتاب مختصر العين لأبي بكر الزبيدي فقد بدأ بعجس ثم عجس، ثم جعس، ثم سجع. ولم يلتفت محقق الجزء الأول المطبوع إلى ذلك فقد بدأ بمادة سجع وهي آخر مواد هذا الباب.
(2) القائل هو (المهلهل) . الأغاني ج 5/ 178 (بولاق) . في النسخ الموجودة والجزء المطبوع: (أنبضوا) وهو تصحيف وصوابه (انتضوا) كما في الأغاني.
(3) في النسخ: التحمت وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه وما أثبتناه فمن الديوان. (ص 270 دمشق) والتجت: اختلطت فصارت مثل لجة البحر بعضها في بعض من الظلم.
(4) القائل هو (الراعي) كما في التهذيب 1/ 337 واللسان (عجس) .. والجلة: المسان من الإبل. والعفاس وبروع اسما ناقتين.
(5) قائله (ذو الرمة غيلان بن عقبة العدوي) . ديوانه 1/ 47 (دمشق) واللسان (عسج) 2/ 324. وعجز البيت:
ينحزن من جانبيها وهي تنسلب
[ينحزن: يستحثثن. تنسلب: تنسل](1/213)
وقال: «1»
عسجن بأعناق الظباء وأعين الجآذر ... وارتجَّت لهنّ الروادف
جعس: الجَعْسُ: العَذِرة. جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْسا. والجُعْسوس: اللئيم القبيح الخلقة والخُلُق، والجمع: الجعاسيس. قال العجاج: «2»
ليس بجُعْسوسٍ ولا بجُعشُمِ «3»
سجع: سَجَعَ الرجلُ إذا نطق بكلام له فواصل كقوافي الشعر من غير وزن كما قيل: لِصُّها بَطَلٌ، وتمرها دَقَلٌ، إن كثُر الجيش بها جاعوا، وإن قلّوا ضاعوا «4» يَسْجَعْ سَجْعا فهو ساجع وسجّاع وسجّاعة. والحمامةُ تَسْجَعُ سَجْعا إذا دعت، وهي سَجُوع ساجعة، وحمام سُجَّع سواجعُ. قال: «5»
إذا سَجَعْتَ حمامةُ بطنِ وجّ
وقال: «6»
وإن سجعت هاجت لك الشوق سجعُها ... وإن قرقرت هاج الهوى قرقريرها
أي: قرقرتها.
__________
(1) لم ينسب في المخطوطة ولا في التهذيب 1/ 338 ولكنه نسب في المحكم 1/ 177 إلى (جرير) ومن اللسان كذلك (عسج) 2/ 324.
(2) ديوان العجاج (بيروت) : ليس بجعشوش بالشين المعجمة: إلا أنه في (جعس) حكي عن ابن السكيت في كتاب القلب والإبدال. جعسوس بالسين المهملة. وقال: يقال هو من جعاسيس الناس قال: ولا يقال بالشين 6/ 39.
(3) في ط وس: بجعثم وهو تصحيف.
(4) هذا السجع في صفة سجتان التاج (سجع) 5/ 376.
(5) لم نقف عليه كاملا إلا في التاج. وعجزه كما في التاج:
على بيضاتها تدعو الهديلا.
(6) جاء في التاج (سجع) 5/ 376: وأنشد (أبو ليلى) ، ثم أورد البيت، كما جاء في (ط) .(1/214)
(باب العين والجيم والزاي «1» معهما) (ع ج ز، ز ع ج، ج ز ع مستعملات ع ز ج، ج ع ز، ز ج ع مهملات)
عجز: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه. والعجزُ نقيض الحزم. وعَجَزَ يَعْجِزُ عَجْزا فهو عاجزٌ ضعيفٌ. قال الأعشي: «2»
فذاك ولم يُعْجِزْ من الموتِ ربَّه
والعجوز: المرأة الشيخة. ويُجْمَعُ عجائز، والفعل: عجزت. وعجَزت تعجز عجْزاً، وعجّزت تعجيزاً، والتخفيف أحسن. ويقال للمرأة: اتقي «3» الله في شيبتك، وعجزِكِ، أي: حين تصيرين عجوزا. وعاجز فلانٌ: حين ذهب فلم يُقْدَرْ عليه. وبهذا التفسير: وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ «4» * والعَجُزُ: مؤخر الشيء، وجمعه أعجاز. والعجوز: الخمر. والعجوز: نصل السيف. قال أبو المقدام:
وعجوزا رأيت في بطن كلب ... جُعلَ الكلبُ للأميرِ حَمالا «5»
يريد: ما فوق النصل من جانبيه حديدا أو فضة. والعجيزة عجيزة المرأة إذا كانت ضخمة، وامرأة عَجْزاء وقد عَجِزَتْ عَجَزاً قال:
من كلّ عجزاء سَقوط البرقع
__________
(1) في س والجزء المطبوع: الزاء.
(2) عجز البيت كما في الديوان، ص 217 وفي التهذيب 1/ 340 وفي اللسان 5/ 370 وفي التاج 4/ 52:
ولكن أتاه الموت لا يتأبق
(3) من س. في ط: اتق.
(4) سورة العنكبوت 22.
(5) في المحكم 1/ 180 وفي اللسان (عجز) .. في فم كلب.(1/215)
بلهاء لم تحفظ، ولم تضيّع وتجمعُ العجيزة عَجيزات، ولا يقولون: عجائز مخافة الالتباس. والعجزاء من الرمل خاصة رملة مرتفعة كأنها جبل ليس بركام رمل، وهي مكرمة المنبت وجمعه: عُجْزٌ، لأنه نعت لتلك الرملة. والعَجَزُ داءٌ يأخذ الدّابّة في عجُزِها فتثقل. والنعت: أعْجَزُ وعَجْزاءُ. والعِجْزةُ وابنُ العِجْزَةِ آخرُ ولدِ الشيخ ... «1» ويقال: وُلدَ لِعِجْزَة، أي: ولد بعد ما كَبَرِ أبواه. قال: «2»
واستبصرت في الحيّ أحوى أمردا ... عِجْزَةَ شيخين يسمىَّ معبدا
جزع: الجَزْع: الواحدة: جَزْعة من الخرز. قال امرؤ القيس: «3»
كأنّ عيونَ الوحشِ حولَ خبائنا ... وأَرْحُلِنا الجَزْعُ الّذي لم يُثَقّب
والجَزْعُ: قطعُك المفازة عرضا. قال:
جازعاتٍ بطن [العقيقِ] «4» كما تمضي ... رِفاقٌ أمامَهُنَّ رِفاقُ
وجَزَعْنا الأرضَ: سلكناها عَرْضا خلاف طولها. وناحيتا الوادي: جزِعاه، ويقال: لا يُسمىَّ جِزْعُ الوادي جزعا حتى تكون له سعة تُنْبِتُ الشّجَر وغيره، واحتج بقول لبيد:
كأنّها ... أجزاعُ ببشةَ أَثْلُها ورضامها «5»
__________
(1) في ط: بعد آخرُ ولدِ الشيخ ويقال هرمة بن هرمة. وفي س يقال هرمة ولم نر ذلك إلا زيادة مقحمة لا علاقة لها بالمادة.
(2) أثبتهما المحكم 1/ 180 واللسان 5/ 372 (صادر) .
(3) في المحكم 1/ 182، واللسان (جزع) 8/ 48. والتاج (جزع) 5/ 300.
(4) من التهذيب 1/ 344، والمحكم 1/ 181، واللسان 8/ 47. وفي ط وس: العتيك.
(5) البيت من معلقة لبيد وصدره كما في شرح القصائد السبع الطوال 531 (دار المعارف) :
حفزت وزايلها السراب كأنها.(1/216)
قال: ألا ترى أنه ذكر الأثل! ويقال: بل يكون جِزْعاً بغير نبات وربما كان رملا. ومعه: أجزاع. والجازعُ: الخشبة التي توضع بين الخشبتين منصوبتين عَرْضاً «1» لتوضع عليها عروش الكرم وقضبانها، ليرفعها عن الأرض، فإن نعتَّها قلت: خشبة جازعة، وكذلك كل خشبة بين شيئين لُيحْمَلَ عليها (شيء فهي) «2» جازعة. والمُجَزَّعُ من البُسرُ ما قد تَجَزَّعَ فأرْطَبَ بعضه وبعضه بُسْرٌ بعدُ. وفلان يسبّح بالنوى المجزّع أي: الذي يصُيَر على هيئة الجَزْع من الخَرز. والجِزْعَةُ من الماء واللّبن: ما كان أقلّ من نصف السقاء [أو] «3» نصف. الإناء والحوض. والجَزَعُ: نقيض الصَّبْر. جَزعَ على كذا جَزَعا فهو [جَزِع و] «4» جازع وجزوع.
وفي الحديث: أتتنا جُزيعة «5» من الغنم.
زعج: الإزعاجُ: نقيض القرار، أزعجته من بلاده فشَخَص، ولا يقال: فَزَعَجَ. ولو قيل: انزعج وازدعج لكان صوابا وقياسا. قال الضرير: لا أقوله، ولكن يقال: أزعجته فزعج زعجا.
__________
(1) في ط: عرضا منصوبتين وفي س: عرضا المنصوبتين.
(2) من س.. في ط: فمتى.
(3) في ط وس: (و) .
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) من س. في ط: جزلعة:
جاء في اللسان: وفي الحديث: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا
، الجزيعة: القطعة ومن الغنم تصغيرجزعة بالكسر وهو القليل من الشيء. اللسان (جزع) 8/ 49 صادر.(1/217)
(باب العين والجيم والدال مهمل) (ع ج د، ج ع د، ج د ع، د ع ج مستعملات د ج ع، ع د ج مهملان)
عجد: العُجْدُ: الزّبيب، وهو حب العنب أيضا، ويقال: بل هو ثمرة غير الزبيب شبيهةٌ به، ويقال: بل هي العُنْجُدُ. لا يعرف عرام إلا العُنْجُد «1» .
جعد: رجلٌ جَعْدُ الشَّعرٌ، وشعر جعْدٌ، وقد جَعْدُ يَجْعُدُ جُعُودَة. وجعّدها صاحبها تجعيداً. ويُجْمَعُ الجعدُ جعادا. وقال: «2»
قد تيمتني طَفْلَةٌ أُمْلُودُ ... بفاحمٍ زيَّنه التّجعيد
ورجلٌ جَعْدُ اليدين: بخيلٌ بملك يده. قال: «3»
ما قابض الكفّين إلاّ جَعْدُ
ويقال للقصير الأصابع: جعد الأصابع. وزبد جَعْدٌ إذا صار على خَطْم البعير بعضه فوق بعض. قال:
واعتمّ بالزّبَدِ الجعد الخراطيم «4»
__________
(1) بعد هذا في ط: قال بعض الناس، حب العنب الفرصم. وفي س: وقال بعض الناس: حب العنب هو الفرم لم نهتد إلى معنى ذلك وعلاقته بالمادة ولم نجد في المصادر اللغوية ما يشير إلى شيء من هذا.
(2) لم ينسب في المخطوطة ولا في التهذيب 1/ 349 ولا في اللسان 3/ 122 صادر.
(3) لم ينسب في المخطوطة ولا في المراجع.
(4) القائل هو (ذو الرمة) ، وصدر البيت:
تنْجُو إذا جعلتْ تَدمى أخشتها
وبداية العجز في الديوان: وابتل. وفي المخطوطة والتهذيب 1/ 349 والمحكم 1/ 183: واعتم.(1/218)
والجعودة في الخدين أيضا. وثرى جَعْد يعني التُّرابَ النديّ. (يقال: ثَرى جَعْد ثَعْد: ندٍ) «1» . والذئب يُكنَى أبا جعدة من بُخْلِه. قال: «2»
هي الخمر تُكْنَى [بأمّ] «3» الطِلا ... كما الذئب يُكْنَى أبا جعده
يعني: هذه كنية باطلة ككنية الذئب. وبنو جَعْدة: حيّ من قيس. وبعيرٌ َجْعدٌ: كثيرُ الوبر. والجعدة: حشيشة تنبت على شاطىء الأنهار لها رعثة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت بالربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول تُحْشَي بها المرافق «4» . قال أبو ليلى: هي من الأصول التي تشبه البقول. لها أصلٌ مجتمع وعروق كثيرة، والبقلة: التي لها عرق واحد.
جدع: الجَدْعُ: قطع الأنف والأذن والشفة، جدَعْتُه أجْدَعُهُ جَدْعا وهو مجدوع وأنا جادع. واذا لزمت النعت فهو أجدع والأنثي جدعاءُ. وبه جدع، ولا يقال: قَطْع. ولا يقال: قد جَدِعَ ولكن جُدِعَ، ألا ترى أنك تقول: رجل أقْطَعُ وبه قطع، ولا يقال قَطِع. والجدعة: موضع الجَدْع من المجدوع [قال سيبويه، يقال: جدّعته، أي: قلت له: جدعا] «5» والجَدَاع: «6» السنة التي تذهب بكل شيء وجُدَيع: اسم الكرمانيّ الأزديّ. والجِدعُ: السّيء الغذاء، وقد أجدعته.
دعج: الدَّعَجُ: شِدّة سواد العين وشِدّة بياضه. رجل أدعج، وامرأة دَعْجاءُ، وعين
__________
(1) ما بين القوسين من (س) وما في ط فهو: قال في ثرى عمد جعد وهو غير مفهوم.
(2) نسب في التهذيب 1/ 350 إلى (عبيد بن الأبرص) وكذلك في اللسان (جعد) ولم نجده في ديوانه (دار المعارف بمصر) .
(3) من س. وقد سقطت من ط.
(4) في اللسان عن النضر: تحشى بها الوسائد 3/ 123.
(5) أكبر الظن أن المحصور بين القوسين مقحم وليس من الأصل.
(6) وبدون (أل) : جداع.(1/219)
دعجاء. ويقال: الدَّعَجُ: شدَّة سواد سواد العين، وشِدّة بياض بياضها. والدليل على ذلك بيت جميل حيث يقول:
سوى دعج العينين والنعج الذي ... به قتلتني حين أمكنها قتلي
وقال العجاج: «1»
تَسُورُ في أعجاز ليل أدعجا
جعله أدعج لشدّة سواده وبياض الصبح.
(باب العين والجيم والظاء معهما) (يستعمل ج ع ظ فقط)
جعظ: يقال الجعظ للسّيّء الخلق الذي يَتَسَخَّط عند الطعام.
(باب العين والجيم والذال معهما) (يستعمل ج ذ ع فقط)
جذع: الجَذَع من الدّوابّ قبل أن يُثْنِيَ بسنة، ومن الأنعام هو أول ما يستطاع ركوبه. والأنثي جَذَعَة، ويَجْمع على جِذاع وجُذعان وأجذاع أيضاً. والدهر يسمّى جَذَعا لأنه جديد. قال: «2»
يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى علي يديه الأْزْلَمْ الجَذَعُ
صيرّ الدهَر أزْلَمَ لأنّ أحداً لا يقدرُ أن يكْدَحَ فيه. يقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ، أي: مُسَوَّى، وفرسٌ مُزَلّمٌ إذا كان مُصَنّعا وقال بعضهم: الأَزْلَمُ الجَذَعُ في هذا البيت هو الأسد، وهذا خطأ أنما
__________
(1) ديوان العجاج (بيروت) 369 والتهذيب 1/ 347 واللسان 2/ 271.
(2) القائل هو الأخطل. المحكم 1/ 186 ديوانه 72.(1/220)
هو الدّهر، يقول: لولا أنتم لأهلكني الدهر. وإذا طَفِئَتِ الحربُ من القوم يقال: إن شئتم أعدناها جَذَعَة، أي أول ما يُبْتَدَأ بها. وفلان في هذا الأمر جذع، أي: أخذ فيه حديثا. والجِذْعُ النخلة، وهو غصنها «1»
(باب العين والجيم والثاء معهما) (ع ث ج، ث ع ج يستعملان فقط)
عثج: العَثَجُ والثَّعَجُ والأول أنسب: «2» جماعة من النّاس في السَّفر. قال: «3» ثعج:
لا هُمَّ لولا أن بِكراً دونكا ... يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونكا
ما زال منّا عَثَجٌ يأتونكا
يريدون بيتك، والعَثَوْجَجُ: البعير السّريع الضّخم، المجتمع الخلق، يقال: اعثوثج اعثيثاجاً، لم يعرفه عرّام.
(باب العين والجيم والراء معهما) (ع ج ر، ع ر ج، ر ع ج، ج ع ر، ج ر ع، ر ج ع مستعملات)
عجر: الأعجر: الضخم الوسط من الناس، وقد عَجِرَ يَعْجَرُ عَجَراً. والعُجْرَةُ: موضع العَجَر منه.
__________
(1) في ط وس: غصنه. وما أثبتناه أصوب وفي اللسان: والجذع واحد جذوع النخل. وقيل هو ساق النخلة والجمع: أجذع وجذوع وقيل. لا يتبين لها جذع حتى يبين ساقها.
(2) هذه الكلمة من س وما في ط فهو (اب) .
(3) لم ينسب ونسبه المحكم إلى بعض العرب في الجاهلية وهم يلبون 1/ 186، وكذا اللسان 2/ 317.(1/221)
والأعجز: كل شيء ترى فيه عقدا. كيس أعجز، وبطن أعجز إذا امتلأ جدا. قال: عنترة:
أبني زبيبة ما لِمُهْرِكُمُ ... مُتَخَدِّدا وَبُطُونُكُمْ عُجْرُ «1»
وأنشد أبو ليلى:
حَسَنُ الثياب يبيت أعجرَ طاعما ... والضيف من حبّ الطعام قد التوى
والُعْجَرُة: خروج السُّرّة.
وفي الحديث: أذكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَهُ «2»
والخليج «3» ذو عُجَر. والعُجَرُ [جمع عُجْرة] «4» كل عُقدة في خشبة أو غيرها. وكذلك المِعْجَر حتى يقال: هذا سيف أَعْجَرُ، وفي وسطه عُجْرَة، ومِعْجَر. وحافر عَجِرٌ، أي: صلب شديد. قال: «5»
سائلٍ شِمْراخُهُ ذي جببٍ ... سَلِطِ السُنْبُكِ في رُسْغٍ عَجِرْ
والاعتجار: لفُّ العمامِة على الرأس من غير إدارة تحت الحنك، وأنشد أبو ليلى: «6»
جاءت به معتجرا ببُرْدِهِ ... سَفْواء تَخْدي بنسيجِ وَحْدِهِ
والمِعْجَرُ: ثوب تَعْتَجِرُ به المرأة، أصغرُ من الرداء، وأكبر من المقنعة. قال زائدة: مِعْجَرٌ من المعاجر ثيابٌ تكون باليمن. العَجيرُ من الخيل كالعنّين من الرجال.
عرج: عَرِجَ الأعرجُ يَعْرَجُ عَرَجاً. والأنثي عَرْجاءُ. وأْعْرَجَ الله الأَعْرَجَ فعرج هو، وفلان
__________
(1) في س: متخدد. والبيت في التهذيب 1/ 360، واللسان 4/ 542.
(2) في اللسان:
وفي حديث أم زرع: إن أذكره أذكر عجره وبجره
4/ 542.
(3) الخليج: الجفنةو جمعه الخلج قال (لبيد:)
ويكلون إذا الرياح تناوحت ... خلجا تمد شوارعا أيتامها
اللسان 2/ 260.
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) القائل هو (المرار بن منقذ العدوي) . والبيت من قصيدة له في المفصليات ص 83 دار المعارف.
(6) نسبها اللسان (عجر) 4/ 544 إلى (دكين) يمدح عمرو بن هبيرة ويصف بغلته التي آلت إليه.(1/222)
يتعارج إذا مشّى يحكى الأعرجَ. والعُرْجَةُ: موضع العَرَجِ من الرِّجْلِ. وجمع الأعرج عُرْجان. والعرجاء: الضَّبُعُ، خلقه فيها. وجمعه: عُرْج.. أُعَيْرِج: حيّة صمّاء لا تقبل الرُّقْية، وتَطْفِرُ كما تَطْفِرُ الأَفعى وجمعه: أُعَيْرِجات. قال أبو ليلى: العَرْجُ من الإبل ثمانون إلى تسعين فإذا بلغت ماِئَةً فهي هُنَيْدة، وجمعه: أعْرُجٌ وعُرُوجٌ. قال طرفة بن العبد البكري: «1»
يوم تُبْدي البيضُ عن أَسْوُقِها ... وتَلُفٌّ الخيلُ أَعْراجَ النَّعَمَ
ويقال: العَرْجُ: القطيع الضَّخْمُ من الإبل نحو خمسمائة «2» ، وجمعه: أعراج. قال: «3»
فقسَّم عَرْجا كأسه فوق كفّه ... وجاء بِنَهْبٍ كالفسيل المكمّم
والعَرِجُ من الإبلِ كالحَقْبِ وهو الذي لا يستقيم بوله [لفصده من ذكره] «4» يقال: عَرِج الجملُ وحَقِبَ. وعَرَجَ يعرُجُ عُروجاً، أي: صَعِد. والمَعْرَجُ: المَصْعَد. والمَعْرَجُ: الطريقُ الذي تصعَدُ فيه الملائكة. والمِعْراجُ شبهُ سُلّم أو درجة تَعْرُجُ الأرواحُ فيه إذا قُبِضَتْ. يقال ليس شيءٌ أحسن منه، إذا رآه الروحُ لم يتمالك أن يخرج، ولو جمع على المعاريج لكان صوابا. والمعارج في قول الله عزّ وجلّ: مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ «5» جماعة المَعْرَج. ولغة هذيل: يعرِجُ ويعكِفُ، هم مولعون بالكسر. والتعريج: حَبْسُكَ مطيّتك ورفقتك مقيما على رفقتك أو لحاجة. وما لنا عرجة بموضع كذا، أي: مقام. قال:
__________
(1) ديوان طرفة ص 71.
(2) في الأصل في ط ود: الخمسمائة.
(3) القائل، كما في التاج هو (العلاء بن قرظة خال الفرزدق) . (وآب) مكان (جاء) .
(4) عبارة غير مفهومة لم نقع على معنى لها.
(5) سورة المعارج 3، 4.(1/223)
يا حادِيَيْ أمّ فضّاض أمَا لكُما ... حتّى نُكَلِّمَها همٌّ بتعريجِ
وانعرج الطريق والبئر والوادي إذا مال، ومُنْعَرَجُه حيث يميل يمنة ويَسْرة. وانعرج القوم عن الطريق، أي: مالوا عنه. وعرجنا النّهَر، أي: أملناه يَمْنَةً ويَسْرَة. والعَرَنْجَجُ: اسم حِمْيَر، واشتقاقه من العرج.
رعج: الإرعاج: تلألؤ البرق وتفرّقه في السّماء. قال العجاج: «1»
سحّاً أهاضيب وبرقاً مُرْعجا
جعر: الجَعْرُ ما يبس في الدّبر من العَذِرَة، أو خرج يابسا. ولا يقال للكلب إلاّ جَعَرَ يَجْعَرُ. والجَعْراءُ حي يُعَيَّرون بذلك. قال: «2»
دعت كندة الجعراء بالحيِّ مالكا ... وتدعو بعوفٍ تحت ظل القواصل
والضَّبع تسمّى جَعارِ لكثرة جعرها، والأنثي أم جعار. والجاعرتان حيث يُكُوَى الحمار من مؤخره على كاذَتَيْ فَخِذَيهِ «3» والجِعارُ: الحبل الذي يشُدُّ به المستقي من البئر وسطه لئلا يقع في البئر. قال: الراجز «4»
ليس الجِعار مانعي من القدر
__________
(1) ديوان العجاج ص 355 (بيروت) .
(2) لم ينسب في نسخ العين ولا في المراجع المتيسرة، وقد ورد البيت في المحكم 1/ 189 وفي اللسان والتاج (جعر) .
(3) الكاذَتان من فخذي الحمار في أعلاهما. وهما موضع الكي من جاعرتي الحمار. لسان العرب (كوذ) .
(4) البيت في التهذيب 1/ 362: (منجيا) مكان (مانعي) وفي المحكم 1/ 189 واللسان 4/ 139 والتاج 3/ 102: مانعي.(1/224)
جرع: جَرِعْتُ الماءَ أجْرَُعهُ جَرْعا، واجترعته. وكلّ شيء يبلعه الحلق فهو اجتراع. والاسم الجُرعة وإذا جَرَعه بِمَرّة قيل: اجترعه. والاجتراع، بالماء كالابتلاع بالطعام. والتَّجَرُّع: تتابعُ [الجرعِ] «1» مَرَّة بعد مَرَّة. والجَرْعاءُ من الأرض: ذات حزونة تَسْفي عليها الرياحِ فتغشَّيها، وإذا كانت صغيرة فاسمها الجرعة وجمعها جِراع. وإذا كانت واسعة جداً [فهي] «2» أجرع كلّه، ويجمع أجارع. وجمع الجرعاء: جرعاوات. قال:
أتنسي بلائي «3» غداة الحروب ... وكَرّي على القومِ بالأجرعِ
وقال ذو الرمة: «4»
بِجَرْعائِك البيضُ الحسانُ الخَرائدُ
رجع: رجعت رُجوعا ورجعته يستوي فيه اللازم والمجاوز. والرَّجْعَةُ المرّة الواحدة. والترجيع: تقارُبُ ضروب الحركات في الصوت. هو يُرجِّع في قراءته، وهي قراءةُ أصحاب الألحان. والقينة والمغنِّية تُرجّعان في غنائهما. وترجيع وشي النقش والوشم والكتابة خطوطها. والرَّجْعُ: ترجيع الدَّابَةُ يدها في السَّير. قال: «5»
يعدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنّه ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ
شبّه الفرس في عدوه بصَدَع. وهو الفِتُّي من الأوعال. ورَجْعُ الجوابِ: ردُّه. وَرَجْعُ الرشق من الرمي: ما يردّ عليه. والمرجوعة: جواب
__________
(1) زيادة اقتضاها السياق.
(2) في ط وس: فهو.
(3) من س. في ط: بلاي.
(4) ديوان ذي الرمة 2/ 1088 دمشق وصدر البيت:
ولم تمش مشي الأدم في رونق الضحى
(5) القائل هو (أبو ذؤيب الهذلي) . ديوان الهذليين 1/ 18.(1/225)
الرسالة. قال: «1»
لم تَدْرِ ما مرجوعةُ السائلِ
يصف الدّار، تقول: لَيس في هذا البيع مرجوع، أي: لا يرجع فيه. ويقال: يريد: ليس فيه فضل ولا ربح، والارتجاع «2» أن ترتجع شيئا بعد أن تُعطي. وارتجع الكلب في قيئِه. قال:
أن الحُبابَ عاد في عطائه ... كما يعود الكلب في تقيائه
والرَّجعة: مراجعةُ الرّجُلِ أهلَه بعدَ الطّلاق. وقوم يؤمنون بالرجعة إلى الدّنيا قبل يوم القيامة. والاسترجاع أن تقول: إنا لله وإنّا إليه راجعون «3» قال الضرير: أقول: رَجَعَ، ولا أقول استرجع. وكلامٌ رجيعٌ: مردودٌ إلى صاحِبِهِ. يقال: هذا الكلام رجيع فيما بيننا. والرجيع من الدَّوابِّ ما رجعته من السَّفَر إلى السَّفَرِ، والأنثى رجيعة. قال: ذو الرّمّة: «4»
رَجيعَةُ أسفارٍ كأنّ زِمامها ... شُجاع لدى يُسْرَى الذِراعَيْن مُطْرِقُ
والرَّجيع: الروث. قال الأعشي: «5»
ليس فيها إلا الرَّجيع عَلاقُ
ويقال: الرجيع: الجَرَّة. قال حُمَيْد: «6»
رَدَدْنَ رجيع الفرثِ حتّى [كأنّه] ... حصي إثّمٍ بين الصَّلاءِ سحيقُ
يصف إبلا تُرَدّدُ جِرّتَها. قال الضرير: يصف الرّماد فأمّا الجرّة ففي البيت الأول.
__________
(1) القائل هو (حسان بن ثابت) . ديوانه 192 (صادر) والتاج (رجع) وصدر البيت:
ساءلتها عن ذاك فاستعجمت
(2) هذا من س. في ط: ارتجاع.
(3) سورة البقرة آخر آية 156.
(4) ديوان ذي الرمة 1/ 468 (دمشق) . التهذيب 1/ 365. لسان العرب 8/ 116.
(5) ديوان الأعشى ص 171 وصدر البيت:
وفلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرسٍ.
(6) هو (حميد بن ثور الهلالي) . البيت في المحكم 1/ 192 واللسان 8/ 116.(1/226)
والرَّجْعُ: المطر نفسه. والرَّجْع: نباتُ الرَّبيع. قال: «1»
وجاءت سِلْتِمٌ لا رَجْعَ فيها ... ولا صَدْعٌ [فتحتلبَ] الرِّعاء
السِلْتِمُ: السَّنَةُ الشديدة، وهي الداهية أيضا. والرُّجْعانُ من الأرض ما ارتدّ فيه من السيل ثم نَفَذَ.
(باب العين والجيم واللام معهما) (ع ج ل، ع ل ج، ج ع ل، ج ل ع، ل ع ج مستعملات، ل ج ع مهمل)
عجل: العَجَل: العَجَلَة وربّما قيل [رجل] «2» عَجِل وعَجُلٌ، لغتان. واستعجلته، أي: حثثته وأَمَرَتْهُ أن يُعَجِّلَ في الأمر. وأَعْجَلَتْهُ وتَعَجَّلْتُ خراجه، أي: كلفته أن يُعْجلَهُ. وعَجّل يا فلان، أي: عَجِّلْ أمرك. ورجُل عجلان، وامرأة عَجْلَى، وقوم عِجال، ونساء عَجالى. والعَجَلُ عَجَلُ الثِّيران، ويُجمع على أعجال. والعَجَلَةُ: المنجنون يُسْتَقَى عليها، وجمعُهُ: عَجَلٌ وعَجَلاتٌ. والعِجْلَةُ: المزادة، والإداوة الصغيرة، ويُجْمَعُ على عِجالٍ وعِجَلٍ. قال: «3»
على أنّ مكتوب العجال وكيع
__________
(1) لم ينسب في نسخ العين التي بين أيدينا ولا في المراجع. والبيت مما أنشده (ابن بري) في السنة الصعبة. كما جاء في اللسان 12/ 301.
(2) زيادة من المختصر اقتضاها السياق.
(3) هو (الطرماح) ديوان الطرماح ص 301 (دمشق) . والبيت في اللسان أيضا (عجل) 11/ 429 و (وكع) والرواية في الديوان وفي اللسان (وكع) :
تنشف أو شال النطاف ودونها ... كلى عجل مكتوبهن وكيع
والرواية في اللسان (عجل) تطابق رواية العين، وصدر البيت في هذه الرواية:
تنشف أوشال النطاق بطبخها(1/227)
وقال الأعشَى: «1»
والرَّافلات على أعجازها العِجَل
قال أبو ليلى: العِجُلَة: المِطْهَرَةُ والمزادة. والعِجْلة ضرب من الجنبة من نبات الصَّيف والاعجالةُ: ما يعجَّله الرَّاعي من اللَّبن إلى أهله. قال الكميت: «2»
أتتكم بإعجالاتها وهي حُفَّلٌ ... تَمُجُّ لكم قبلَ احتلابٍ ثُمالَها
والعجول من الإبل الواله التي فقدت ولدها، ويجمع على عُجُلٍ. قالت الخنساء: «3»
فما عَجولٌ على بَوٍّ تُطيفُ به ... قد ساعدتها على التَّحنان أظار
والعاجلة: الدنيا، والآجلة: الاخرة. والعاجل: نقيض الآجل. عامّ في كل شيء، يقال: عجّل وأجّلَ. وبعضهم يفسِّر قول الله خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ
«4» أنّه الطين والله أعلم. والعِجَّوْلُ لغة في عِجْل البقرة. والأنثي: عِجَّوْلَة، وجمعها: عجاجيل. وقد تجيء في الشعر نعتا للإبل السِّراع، والقوائم الخفاف. والعِجَّوْلُ: قطعة من أَقِط. والعُجالة من الّلبَنِ ويجمع على عُجال. والعُجالة: ما استُعْجِلَ به من طعام، فقدّم قبل إدراك الغداء، وهو العَجَلُ أيضا. قال: «5»
أن لمّ تُغِثْنِي أكُنْ يا ذا النَّدى عَجَلاً ... كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرثانِ
علج: العِلْجُ من مَعْلوجاء العجم، وجمعه: علوج. والعِلْجُ: حمار الوحش لاستعلاج خَلْقِه، أي: غِلَظه. والرَّجُلُ إذا خرج وجهه وغَلُظَ فهو عِلْج. وقيل: قد استعلج.
__________
(1) ديوان الأعشى ص 46 والبيت أيضا في اللسان (عجل) وصدر البيت:
والساحبات ذيول الخز آونة
(2) شعر (الكميت) ج 2 ص 76 (بغداد) - والبيت في التهذيب 1/ 371، واللسان 11/ 427.
(3) ديوان الخنساء ص 26. والرواية فيه، وفي اللسان (عجل) :
فما عَجولٌ على بَوٍّ تطيف به ... لها حنينان: إعلان وإسرار
(4) سورة الأنبياء 27.
(5) البيت غير منسوب أيضا في التهذيب 1/ 370 واللسان 11/ 427.(1/228)
والعِلاجُ مُزاولةُ كُلِّ شيءٍ ومُعالجتُه. وعالجتُ فلانا فَعَلَجْتُهُ إذا غَلَبْتُهُ، والعُلَّجُ من الرجال الشديد القتال، والنطاح. قال العجاج: «1»
منّا [خراطيم] «2» ورأساً عُلَّجا
واعتلج القوم: اتخذوا صراعا وقتالا، واعتلاج الأمواج: التطامها. والعَلَجَانُ: شجر أخضر لا تأكله [الإبل والغنم إلا مضطرة] «3» رملُ عالِج: موضعٌ بالبادية. قال: «4»
أو حيثُ رملُ عالِجٍ تعلّجا «5»
تَعَلُّجُهُ: اجتماعه. وبنو علاج قبيلة.
جعل: جَعَلَ جَعْلاً: صنع صنعاً، وجَعَلَ أعمُّ، لأنَّكَ تقول: جَعَلَ يأكُلُ، وَجَعَلَ يصنع كذا، ولا تقول: صَنَعَ يأكُلُ. والجعل: ما جعلت لإنسان أجراً له على عملٍ يعملُهُ، والجعالة أيضا. والجُعالاتُ: ما يتجاعل الناس بينهم عند بعث أو أمر يحزبهم من السلُّطان. والجُعَلُ: دابَّةٌ من هوام الأرض. والجَعْلُ، واحدُها جَعْلَة: وهي النّخلُ الصّغار. والجِعالُ والجِعالة: خِرْقَةُ تُنزلُ بها القِدْرُ عن رأس النارِ يُتَّقَى بها من الحر.
__________
(1) ديوان العجاج ص 389 (بيروت) .
(2) من ديوان العجاج. ط وس: الخراطيم.
(3) كذا في اللسان (علج) .
(4) القائل هو (العجاج) ، والبيت في ديوانه 358.
(5) الشطر في ط وس:
أوجبت رمل عالج تعملجا
وفيه تصحيف. وما أثبتناه فمن الديوان.(1/229)
قال: «1»
كَمُنْزِلٍ قِدراً بلا جِعالها
وأَجْعَلَتِ الكلْبَةُ «2» إذا أرادت السّفاد. وماءٌ مُجْعِلٌ وجَعِلٌ، أي: ماتت فيه الجعلانُ والخنافس. ورجلٌ جُعَلٌ يُشَبَّهُ بالجُعَلِ لسواده، وفطس أنفه وانتشاره.
جلع: المجالعة: التنازعُ عند شُربٍ أو قمارٍ أو قسمةٍ. قال: «3»
ولا فاحشٌ عندَ الشَّرابِ مُجالِعُ
وَرَوَى عَرَّام: مُجالِح أي مكابر. وقال عرّام: المجالعة: أن يستقبلك بما لم تفعله ويَبْهَتَكَ به. والجَلَعْلَعُ من الإبل: الحديدة النفس الشديدة.
لعج: لَعَجَ الحُزْنُ يَلْعَجُ لَعْجاً وهو حرارته في الفؤاد. لَعَجَه الحزنُ أبلغ إليه. قال: «4»
بمُكْتَمِنٍ من لاعج الحزن واتنِ
أي: دائم قد دخل الوتين. ويقال: الحبّ يلعج. قال:
فوا كبدا من لاعج الحبّ والهوى ... إذا اعتاد نفسي من أميمة عيدها «5»
__________
(1) لم تقع لنا نسبته.
(2) من س. في ط: الكلب.
(3) لم ينسب الشطر، وجاء شطرا منفردا أيضا في المحكم 1/ 200. والصحاح 3/ 1197 واللسان 8/ 52. والتاج 5/ 304.
(4) لم نقف له على نسبة.
(5) لم نقف على نسبته.(1/230)
(باب العين والجيم والنون معهما) (ع ج ن، ع ن ج، ج ع ن، ن ع ج، ن ج ع مستعملات، ج ن ع مهمل)
عجن: عَجَنَ يَعْجِنُ عَجْناً [فهو عجين] «1» إذا عجن الخمير وناقة عجناء: كثيرة لحم الضَّرعِ مع قلّةِ لبنٍ [وكذا الشاة والبقرة] «2» [يقال] «3» عَجَنَتْ تعجِنُ عَجْناً وهي حسنةُ «4» المَرْآةِ «5» قليلة اللبن. والمتعجّن من الإبل: المكتنز سِمْناً كأنه لحم بلا عظم. والعِجان اخر الذكر ممدود في الجلد الذي يستبرئه البائل، وهو القضيب الممدود من الخصية إلى الدّبر. وثلاثة أعْجِنَةٍ ويجمع على عُجُنٍ. والعَجَّانُ: الأحمق. ويقال: إن فلاناً لَيَعْجِنُ «6» بمرفقيه حُمقا.
عنج: العِناجُ: خَيْطٌ أو سَيْرٌ يُشَدُّ في أسفل الدّلو ثمّ يُشدّ في عروته فإذا انقطع الحبل أمسك العناج الدّلَو من أن تقع في البئر، وكل شيء يُجْعَلُ له ذلك فهو عناج. وثلاثة أعنجة، وجمعه عُنُج. وكلّ شيءٍ تجذبه إليك فقد عَنجته. عَنَجَ رأس البعير، أي: جذبه إليه بخطامه. قال الحطيئة:
شدّوا العِناجَ وشدوا فوقه الكربا «7»
__________
(1) في ط وس: عجنا وعجينا، ولا نراه إلا وفيه سقط لعدم ائتلاف العجين والعجن، لأن العجين مفعول والعجن مصدر.
(2) ما بين القوسين من المحكم 1/ 200 وما في ط وس: من الشاة والبقر، ولا يظهر للعبارة صلة بما قبلها ولا معنى مفهوم منها.
(3) زيادة اقتضاها السياق.
(4) في س: صفة وهو تصحيف والعبارة: فيها صفة المرأة قليلة اللبن ولا معنى لها، وجاء في التهذيب: من الضروع الأعجن. قال: والعجن: لحمة غليظة مثل جمع الرجل حيال فرقتي الضرة، وهو أقلها لبنا وأحسنها مرآة.
(5) رسمت المرآة في ط: المرااة.
(6) في س. في ط: لعجن.
(7) ديوان الحطيئة 128 والتهذيب 1/ 379 والمحكم 1/ 201 واللسان (عنج) وصدر البيت:
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ...(1/231)
و [عنجة] «1» الهودج: عِضادة عند بابه [يُشَدّ بها] «2» الباب. والعَنَجُ بلغة هُذيل هو الرّجل، ويقال بالغين، وهذيل تقول: عَنَج على شَنَج، أي: رجل على جمل. والعُنْجُوجُ: الرائع من الخيل، ومن النجائب، ويجْمَعُ عناجيج. قال:
نحن صَبَحْنا عامرا وعَبْسا ... جُرْدا عناجيجَ سبقْنَ الشمسا
أي: طلوعها
جعن: جَعُونَةُ: اسم رجل من البادية. قال مبتكر «3» : بنو جَعُونة بطن من بني تميم.
نعج: نَعِجَ اللون نَعَجا إذا ابيضَّ، ونُعُوجا أيضا وهو البياض الخالص. وامرأة ناعجة اللون، أي: حسنتُه. وجملٌ ناعجٌ، وناقةٌ ناعجةٌ: حسنةُ اللون مُكَّرَمَةٌ. والناعجة من الأرض: السَّهْلَةُ المستوية مَكْرُمَة للنَّبات تُنْبِتُ الرَّمث. قال أبو ليلى: تنبت أطايب العشب والبقل. والنَّعْجَةُ من الإناث، من الضأن والبقر الوحشيّ والشاء الجبليّ، وجمعه: نِعاج. وكُنِّي عن المرأة فسمِّيت نعجة. قال الله عزّ وجل: وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ «4» ومَنْعِجٌ: موضع بالبادية، ويقال مَنْعِج: واد لبني كلاب من ضريّة، قال:
منا فوارس مَنْعِجٍ وفوارس ... شدوا وثاق الحوفزان (تأودا) «5»
__________
(1) من مختصر العين ورقة 18، والتهذيب 1/ 379. والمحكم 1/ 201. وهي في ط وس: عناجة.
(2) في ط وس: تشد به الباب.
(3) في ط وس ولم تذكره المراجع.
(4) سورة (ص) 23.
(5) لم نقف له على نسبة.. في ط وس: باودا وفي الجزء المطبوع 267: تأوّدا.(1/232)
وإذا أكل القوم لحم ضأن فثقل عليهم فهم نَعْجون ورجل نَعِج قال: «1»
كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأن ... فهم نَعْجون قد مالت طُلاهُمْ
نجع: النُّجْعَةُ: طلب الكلأ والخير. وانتجعت أرضَ كذا في طلب الريف. وانتجعت فلانا لطلب معروفه. ونَجَعَ في الإنسان طعام يَنْجَعُ نجوعا أي: هنأه واستمرأه. ونجع فيه قولك أي: أخذ فيه. والنجيع: دم الجوف. قال ذو الرمة في الانتجاع:
رأيت الناسَ ينتجعون غيثا ... فقلت لصَيْدَحَ: انتَجِعي بِلالا «2»
والناجعة القومُ ينتجعون.
(باب العين والجيم والفاء معهما) (ع ج ف، ع ف ج، ج ع ف، ف ج ع مستعملات ف ع ج، ج ف ع مهملان)
عجف: عجفتُ نفسي عن الطعام أعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، أي: حبست وأنا أشتهيه لأوثر به جائعاً، ولا يكون العجف إلا على الجوع. وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفُها عَجْفاً، أي: صبّرتُ فأقمت عليه أعينه وأمّرضه. قال: «3»
إنّي وإنْ عَيَّرْتَنِي نُحُولي ... أو ازدَرَيْتَ عِظَمِي وطولي
لأعْجِفُ النَّفْسَ على خليلي ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ
__________
(1) لم ينسب في التهذيب 1/ 381 ولا في المخصص 4/ 80 أما في المحكم 1/ 202 وفي اللسان 2/ 381 فمنسوب إلى (ذي الرمة) . ولم نجده في ديوانه.
(2) ديوان ذي الرمة 3/ 1535 وفيه:
سمعت الناس ...
(3) لم نقف له على نسبة. والرجز في المحكم 1/ 203 واللسان 9/ 233. وفي التهذيب: الشطر الأول منه والثالث فقط.(1/233)
أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي، أي: حملت عنه، ولم أؤاخذه. والعجف: ذَهاب السِّمَنِ. رجل أَعْجَفُ وامرأةٌ عجفاء، وتجمع على عِجافٍ، ولا يجمعِ أَفْعَلُ على فِعالٍ غير هذا، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سِمانٍ. والعُجَافُ من أسماء التَّمر. قال: «1»
نَعَافُ وإن كانتْ خِماصا بُطُونُنا ... لُبابَ المُصَفَّى والعُجافَ المجرّدا
عفج: العَفْجَةُ: من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجترَ كالمِمْرَغَةِ من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنّها حَوْصَلَةُ الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأعفاج، الواحد: عَفْج وعَفَج. وعفجه بالعصا: ضربه بها. والعَفَنْجَجُ: كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فَسْل «2» ، بوزن فَعَنْلل، ويقال: هو الأخرق الجافي الذي لا يتّجه لعمل، قال: «3»
مِنْهُم وذا الخِنّابَةِ «4» العَفَنْجَجا
والعفج معروف
جعف: الجعف: شدّة الصرع. جعفته فانجعف، قال:
إذا دخلَ الناسُ الظِّلال فإنَّه ... على الحوضِ حتى يصدر الناس مُنْجَعِف «5»
أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيٌّ: حي «6» . والنسبة إليه: جُعْفِيّ على لفظه.
فجع: الفجع: أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فجع بماله وولده، ونزلت به
__________
(1) لم نقف على نسبة له.
(2) هو الرذل الذي لا مُروءةَ له.
(3) لم نقف على نسبة له.
(4) هذه من (س) أما (ط) ففيها: (الخنا) . والخنابة: فتحة المنخرو قبله:
أكوي ذوي الأضغان كيا منضجا.
(5) البيت في التاج (جعف) 6/ 57 والرواية فيه...... ( ... يصدر الناس مجعف) ولم ينسب البيت.
(6) في التهذيب 1/ 385 وقال الليث: جعف: حي من اليمن. ولم نجد هذا القول في الأصول.(1/234)
فاجعة من فواجع الدهر. قال:
أن تَبْقَ تُفْجَعْ بالأحبَّة كلّها ... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع «1»
ويقال لغُرابِ البينِ: فاجع، لأنه يفجع الناس بالبين. قال:
بشير صدق أعان دعوته ... بصعقه مثل فاجع شَجِبِ «2»
وموت فاجع. ودهرٌ فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرّجلُ يتفجَّع، وهو تَوَجُّعُهُ للمصيبة. والفجيعة الاسم كالرّزية. أنشد عرّام:
كأنها نائحة تفجّع ... تبكي لميتٍ وسواها الموجع
(باب العين والجيم والباء معهما) (ع ج ب، ج ع ب، ب ع ج، مستعملات، ع ب ج، ج ب ع، ب ج ع مهملات)
عجب: عَجِبَ عَجَباً، وأمرٌ عجيبٌ عَجَبٌ عُجاب. قال الخليل: بينهما فرق. أما العجيب فالعجب، وأما العُجابُ فالذي جاوز حدّ العجب، مثل الطويل والطُّوال. وتقول: هذا العجب العاجب، أي: العجيب. والاستعجاب: شدّة التعجب، وهو مُسْتَعْجِبٌ ومُتَعَجِّبُ ممّا يرى. وشيء مُعْجِبٌ، أي: حَسَن. وأعجبني وأُعْجِبْتُ به. وفلان مُعْجَبٌ بنفسه إذا دخله العُجْبُ. وعَجَّبْتُه بكذا تعجيباً فعجب منه. والعَجْبُ من كُلَّ دابّة: ما ضُمّتْ عليه الوَرِكان من أصل الذَّنَبِ المغروز في مؤخَّر العَجُزِ.
__________
(1) البيت غير منسوب وهو في التاج 5/ 447.
(2) البيت في التاج وهو غير منسوب أيضا. وجاء فيه بعده: يعني الغراب إذا نعق بالبين والشجب. الهالك.(1/235)
تقول: لشدّ ما عَجُبَتْ وذلك إذا دقَّ مؤخّرها، وأشرفت جاعرتاها، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت. وناقة عجباءُ بيّنةُ العَجَبِ والعَجَبَة. وعُجُوبُ الكُثْبانِ أواخرِها المُسْتَدِقَّة. قال لبيد:
بعُجوب كثبانٍ يميلُ هَيامها «1»
جعب: جَعَبْتُ جَعْبَة، أي: اتخذت كنانة. والجِعَابَةُ صنعة الجَعَّاب. والجُعَبَى: ضرب من النّمل أحمر، ويجمع جُعَبَيات. والجُعْبُوبُ: الدّنيء من الرجال. قال:
تأمل للملاح مخضبات ... إذا انجعب البعيث ببطن وادي
أي: مات البعيث الذي عجز عن المرأة. والجعباء: الدُّبُر قال: بشار:
سُهَيْلُ بن عمارٍ يجود ببرّه ... كما جاد بالجعبا سُهيل بن سالم «2»
ويُروى: بالوجعاء.
بعج: بعج فلانٌ بطن فلانٍ بالسِّكِّين، أي: شقَّه وخضخضه فيه، وتَبَعَّجَ السّحابُ إذا انفرج عن الوَدْقِ. قال: «3»
__________
(1) صدر البيت:
تجتاف أصلا قالصا متنبذا
والبيت من معلقته. ديوان لبيد ص 309 (الكويت) وفيه (هيامها) بضم الهاء وهو خطأ والصواب فتحها، وهي مفتوحة في شروح المعلقات وفي التهذيب 1/ 387. وجاء في اللسان: الهيام بالفتح هو التراب أو الرمل الذي لا يتمالك أن يسيل من اليد اللينة. والجمع هيم مثل قذال وقذل، ومنه قول (لبيد) هذا. تجتاف: تستكن في جوفه. القالص: المرتفع. متنبذ: متفرق. وجاء عجز البيت في غير هذا المكان: بعجوب أنقاء....
(2) البيت (لبشار) وفي النسخ: سهل بن سالم وجاء في الديوان وفي الأغاني 3/ 26 (بولاق) : سهيل بن سالم ويؤكده البيت الذي قبل هذا وهو:
رأيت السهيلين استوى الجود فيهما ... على بعد ذا من ذاك في حكم حاكم
(3) القائل هو (العجاج) . ديوانه 374 (دمشق)(1/236)
حيث اسَتهلَّ المزنُ [أو] «1» تبعّجا
وبعّج المطر في الأرض تبعيجاً من شدَّة فحصه الحجارة. وبَعَجَهُ [حُبّ] «2» فلان إذا اشتدّ وجده وحزنَ لهُ. ورجل بَعِجٌ كأنّه مبعوج البطن من ضعف مشيه «3» . قال:
ليلة أمشي على مخاطرة ... مشياً رُوَيْداً كمشية البَعِجٍ
باعجة [الوادي حيث يَنْبَعِجُ أي: يتسع] «4» . و [بنو بعجة] «5» بطن.
(باب العين والجيم والميم معهما) (ع ج م، ع م ج، ج ع م، ج م ع، م ع ج، م ج ع مستعملات)
عجم: العَجَمُ: ضِدُّ العَرَب. ورجلٌ أعجميّ: ليس بعربيّ وقوم عجم وعرب والأعجم: الذي لا يُفْصِحُ. وامرأة عجماء بيّنة العجمة. والعجماء: كلّ دابّة أو بهيمة.
وفي الحديث: جُرْحُ العجماء جُبار «6»
يقول: إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي: باطل، هدر دُمُه. والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها. والأعجم: كلّ كلام ليس [بلغة] «7» عربيّة إذا لم ترد بها النسبة.
__________
(1) في ط وس: إذ وفي الديوان: أو، وفي رواية الأزهري في التهذيب 1/ 389: (أو أيضا.
(2) من التهذيب في رواية له عن الليث.
(3) في ط وس: مسه وكذلك في الجزء المطبوع وهو تصحيف.
(4) تكملة من مختصر العين (لأبي بكر الزبيدي) ورقة 20. وجاء في التهذيب: والبواعج (جمع باعجة) أماكن في الرمل تسترق فإذا نبت فيها النصي كان أرق له وأطيب ... ثم قال: باعجة: اسم موضع. التهذيب 1/ 389.
(5) تكملة من المحكم 1/ 206: وبنوبعجة: بطن. ويبدو أن عبارة المخطوطة محرفة وملفقة فإنها في ط وس: باعجة بطن من الأرض وفي الجزء المطبوع (من الأزد) ولا ندري من أين.
(6) صحيح البخاري 9/ 15. وأورده اللسان (عجم) .
(7) زيادة اقتضاها السياق.(1/237)
قال أبو النجم:
صوتا مخوفا عندها مليحا ... أعجمَ في آذانها فصيحا
يصف حمار الوحش. وتقول: اسعجمت الدار عن جواب السائل. والمعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية. وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ. وعُجْمَةُ الرّملِ أكثره واضخمه وأكثره تراكما في وسط الرَّمل. قال ذو الرّمة:
من عُجْمَةِ الرّمل أنقاء لها حِبَبُ «1»
وعَجَمُ التَّمر نواهُ «2» والإنسان يعجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعجيم النَّوى: الذي قد قشر لحاؤه من التّمر. وعجَمتُ العود: عضضتُ عليه بأسناني أيّها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشيّ:
وكم عاجم عودى أضرّ بنابه ... مذاقي ففي نابَيْه فرض فلول
وقال الحجاج بن يوسف: إنّ أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها «3»
. قوله: عجم، أي: عضّ عليها بأسنانه لينظر أيّها أصلب، وهذا مَثَلٌ، أي: جرَّب الرجال فاختارني منهم. والثور يعجُم قرنَه يدلكه بشجرة لينظِّفه. وما عجمتك عيني مذ كذا، أي: ما أَخَذَتْك. وتقول للرجل العزيز النفس: أنه لصُلْبُ المَعْجَمِ. أي: إذا عجمته الأمور
__________
(1) ديوانه 1/ 79 والرواية فيه: أثباج لها خبب والخبب الطرائق كالحبب بالحاء المهملة.
(2) في ط وس: نواته.
(3) النص في التهذيب 1/ 392. وفي اللسان (عجم) 12/ 390.(1/238)
وجدته متينا. وقال سعد بن مسمع:
ذا سُبْحَةٍ لو كان حلو المعجم
أي: ذا جمال. وهذا من سُبُحات الوجه، وهو محاسنه، ولأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله. وقوله: لو كان حلو المعجم، أي: لو كان محمود الخُبْر كان قد تمّ أمره ولكنّه جَمال دون خُبْر. قال أبو ليلى: المعجم: هاهنا المذاق. عَجَمْتُهُ: ذُقْنُهُ. قال الأخطل:
يا صاح هل تبلغَنْها ذات معجمة ... بدايتيها ومَجْرَى نِسْعِها بَقَعُ «1»
عمج: التَّعْمُّجُ: الاعوجاج في السير، والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال: «2»
تَدافُعَ السَّيْلِ إذا تعَمَّجَا
جعم: امرأة جَعْمَاءُ: أُنْكِرَ عقلها هرما، ولا يقال رجل أجْعَم. وناقة جعماء: مسنة. ورجل جعم وامرأة جَعِمَةٌ، وبها جَعَمٌ، أي: غِلَظُ كلامٍ في سَعَةِ حَلْق. وجَعِمَ الرّجُلُ جَعَماً، أي: قَرِمَ إلى اللَّحْمِ، وهو في ذاك أكول. قال: العجّاج «3»
إذ جَعِمَ الذُّهلانِ كلَّ مَجْعَمِ
أي: جَعِموا إلى الشَّرِّ، كما يُقْرَمُ إلى اللّحم.
جمع: الجمعُ مصدر جمعت الشيء. والجَمْعُ أيضا: اسم لجماعة الناس، والجموع: اسم
__________
(1) ديوان الأخطل 1/ 360 والرواية فيه:
بصفحتيها ومجرى نسعها وقع
(2) القائل هو (العجاج) ديوانه ص 363 وورد البيت في التهذيب 1/ 394 وفي اللسان: (عمج) .
(3) ديوان العجاج ص 304 والتهذيب 1/ 396.(1/239)
لجماعة الناس. والمجمع حيث يُجْمَعُ الناس، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعَةُ: عدد كل شيء وكثرته. والجِماعُ: ما جمعَ عَدداً، فهو جِماعُهُ، كما تقول لجماع الخباء: أخبية
قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي «1» جِماعَها الضلالة ومعادها إلى النار.
وكذلك الجميع إلاَّ أنَّه اسمٌ لازم. يقال: رجل جميع، أي: مجتمِعٌ في خَلْقه. وأما المجتمعُ فالذي استوتْ لِحْيَتُهُ، وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. والمسجدُ الجامعُ نعت به، لأنه يجمع أهله، ومسجد الجامِعِ خطأ بغير الألف واللام، لأنّ الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال: هذا زيد الفقيه. وتقول: جَمَّعَ الناسُ، أي: شهدوا الجُمُعة، وقضوا الصلاة. وجُمَّاعُ كل شيء: مجتمع خلقه، فمن ذلك: جُمّاع جسد الإنسان رأسُه، وجُمَاعُ الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرّمة:
ورأسٌ كجُمَّاع الثريا ومِشْفَرٌ ... كَسِبْتِ اليماني قدُّه لم يُحَرّدِ «2»
وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع، أي: مع ما في بطنها «3» [وكذلك «4» ] يقال إذا ماتت عذراء. وترك فلان امرأته بجُمْع وسار، أي: تركها وقد أثقلت. واستجمع للمرء أموره إذا استَجمع وهُيءّ له ما يُسَرُّ به من أمره. قال: «5»
إذا استجمعت للمرء فيها أموره ... كبا كبوة للوجه لا يستقيلها
__________
(1) في س: فإن.
(2) البيت في ملحق الديوان ص 1867 (دزشق) وهو التهذيب 1/ 399 وفي اللسان (جمع) وفي التاج (جمع) . (وءوفذة لم نجرد) سقطت من ط وأكملت من س.
(3) من س. في ط بطنه.
(4) زيادة يقتضيها السياق مستفادة من التهذيب 1/ 399.
(5) لم نقف على نسبة له.(1/240)
واستجمع السيل: أي: اجتمع، واستجمع الفرس جَرْيا. قال: «1»
ومُسْتَجْمِع جَرْيا وليس ببارحٍ ... تُباريِه في ضاحي المِتانِ سواعدُه
وسُمِّيَ جَمْعٌ «2» جمعاً، لأنّ الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين، المغرب والعشاء الاخرة. والمجامَعَةُ والجماعُ: كناية عن الفعل، والله يكني عن الأفعال، قال الله عز وجل: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* «3» كنىّ عن النكاح
معج: المَعْجُ: التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَجُ مَعْجاً، أي: جَرَى في كُلِّ وجهٍ جرياً سريعا. قال العجاج: «4»
حُنِّيَ منه غيرَ ما أَنْ يَفْحَجا ... غَمْرَ الأَجَاريَّ مِسَحّاً مِمْعَجا
وحمارٌ معاجٌ: يسبق في عَدْوِه يميناً وشمالاً. والريح تمعَجُ في النبات، أي «5» : تفليه وتقلبه. قال ذو الرمة:
أو نَفْحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا مَوْهِنا والرَّوضُ مَرْهُومُ «6»
والفصيل يَمْعَجُ ضرعَ أمّه إذا لَهَزَهُ، وقلّب فاه في نواحيه «7» ليستمكن. وتقول: جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله، أي: يُسْرع. قال: «8»
ضافت تمعّج أعناق السيول به
__________
(1) لم نجده معزوا. ضاحي بالمعجمة من س. في الأصل (ط) : صاحي.
(2) جمع: المزدلفة في اللسان: معرفة كعرفات. (جمع) .
(3) سورة النساء: 43.
(4) ديوان العجاج ص 385 (بيروت) ورد الشطر الثاني في التهذيب 1/ 395. وفي اللسان 2/ 368.
(5) من س. في، كي ما.
(6) ديوانه 1/ 398 دمشق. والبيت في التهذيب 1/ 395.
(7) من س في ط الأصل: نواحيها.
(8) لم نعثر على نسبة له. في س: جاءت. وفي الجزء المطبوع: ضاقت.(1/241)
مجع: مَجَعَ الرّجل مَجْعا، وتمجَّعُ تَمَجُّعا «1» إذا أكل التّمر باللّبن. والمُجاعة: فُضالةُ ما يُمْجَع. والاسم: المَجيع. قال: «2»
إنّ في دارنا ثلاثَ حُبالى ... فوددنا لو قد وضعْنَ جميعا
جارتي ثم هرّتي ثم شاتي ... فإذا ما وضعْنَ كُنَّ ربيعا
جارتي للخبيص والهرّ للفأر ... وشاتي إذا اشتهيت مجيعا
ورجلٌ مجّاععةٌ، أي: كثير التّمجَع، مثل: علاّمة ونسَّاببة. قال الخليل: يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتوكيد.
(باب العين والشين والسين معهما) (ش س ع، يستعمل فقط)
شسع: يقال: شَسَّعْت النّعل تشسيعاً، وأَشْسَعْتُه إشساعا، أي: جعلت [لها] «3» شسعا. واشِّسْعُ: السَّيْرُ نفسه، وجمعه: شُسُع. قال: «4»
أَحْدو بها مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّيِّ
أراد: شِسْعِي، فأدخل النون على البناء حتى استقامت قافيته. والشّاسعُ: المكان البعيد. وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعا. قال: «5»
لقد علمت أفناء بكر بن وائل ... بأنا نزور الشاسع المتزحزحا
__________
(1) في س وط: تمجيعا. والصواب ما أثبتناه.
(2) لم نقف على نسبة لها: وردت الأبيات الثلاثة في اللسان (مجع) 8/ 333 (ألو) - (إذا اشتيدا) وورد البيت الثالث وحده في التهذيب (مجع) 1/ 395: إذا اشتهينا.
(3) في النسخ الثلاث: له. وصوابه من التهذيب.
(4) لم نقف عليه معزوا، وورد الشطر في التهذيب 1/ 403 وفي اللسان أيضا (شسع) 8/ 180، وفي التاج 5/ 398.
(5) غير معزوها ولم نقف عليه في المراجع.(1/242)
(باب العين والشين والزاي معهما) (ع ش ز يستعمل فقط)
عشز: العَشْوَزُ من الأرض والمواضع: ما صَلُبَ مَسْلَكُهُ، وخشن من [طريق] «1» أو أرض، ويُجْمَعُ على عشاوز. قال الشَّماخ: «2»
............ ... .... المقفرات العشاوز
(باب العين والشين والطاء معهما) (ع ط ش يستعمل فقط)
عطش: رجل عطشان، وامرأة عَطْشَى، وفي لغةٍ، عَطشانة، وهو عاطش غداً، ويجمع على: عطاش. والفعل: عَطِشَ يَعْطَشُ عَطَشاً. والمعاطش: مواقيت الظِّمْء. قال: «3»
لا تُشْتَكى سَقْطَةٌ منها وقد رقصت ... بها المعاطشُ حتى ظَهْرُها حَدِبُ
والمعاطش: الأَرَضُونَ التّي لا ماء بها. الواحدة: معطشة. وعطَّشت الإبل تعطيشا إذا ازْدَدْتَ على ظِمئْها في حبسها عن الماء تكون نوبتها [اليوم] «4» الثالث أو الرابع فَتِسْقِيها فوق ذلك بيوم. وإذا حبستها دون ذلك قلت: أَعْطَشْتُها، كما قال الأعرابيّ: أَعْطَشْناها لأقرب الوقتين، والمُعَطَّشُ: المحبوس عن الوِرد عمداً، وزرعٌ مُعَطَّشٌ: قد عطش عطشا.
__________
(1) في النسخ الثلاث: طرائق، وما أثبتناه فمن التهذيب 1/ 404.
(2) ورد هذا الجزء من بيت (الشماخ) في التهذيب 1/ 404 وفي اللسان 5/ 379 وورد في التاج كاملا كما جاء في الديوان:
حذاها من الصيداء نعلاً طِراقها ... حوامي الكراع المؤبدات العشاوز
(3) ديوان ذي الرمة 1/ 44 دمشق. وفيه المفاوز مكان المعاطش. وورد البيت في المقاييس 4/ 355 كما ورد في العين: المعاطش.
(4) في النسخ: يوم، والصواب ما أثبتناه.(1/243)
(باب العين والشين والذال معهما) (ش ع ذ يستعمل من وجوهها فقط)
شعذ: الشعوذة: خفة في اليد، وأخذٌ كالسِّحر يُري غير ما عليه الأصل من عجائبٍ يفعلها كالسِّحر في رأي العين. والشَّعْوَذيُّ أظن اشتقاقه منه لسرعته وهو الرسول على البريد لأمير. ورجلٌ مُشَعوذٌ، وفعله: الشَّعْوَذَةَ، ويقال: مشعبذ والشعوذي: كلمة ليست من كلام العرب وهي كلمة عالية.
(باب العين والشين والثاء معهما) (ش ع ث مستعمل فقط)
شعث: يقال: رجلٌ أَشْعَثُ شَعِثٌ شعثانُ الرأسِ، وقد شَعِثَ شَعَثا وشِعاثا وشُعوثة وشعّثتُه أنا تشعيثاً، وهو المُغْبَرُّ الرأس، المتلّبد الشّعر جافّا غير دهين. والتَّشْعَثُ كتَشَعُّث رأس السِّواك. وأشعَثُ: اسم الوتدِ لتشعّث رأسه. قال ذو الرّمْة: «1»
وأشعثَ عاري الضَّرَّتين مُشَجَّجٍ............... .....
وألشَّعَث: انتشارُ الأمر وزَلَلُهُ.
وفي الدعاء: لمّ الله شَعَثَكُمْ وجمع شَعْبَكُمْ.
قال: «2»
لمّ الإلهُ به شَعْثا ورمّ به ... أمور أمته والأمر منتشر
ويجوز: امرأة شعثاء في النعت. وشعثة الرأس.
__________
(1) ديوانه 3/ 1438. وعجز البيت:
بأيدي السبايا لا ترى مثله جيرا
(2) البيت في التهذيب 1/ 406 غير معزو. وفي اللسان (شعث) معزو إلى (كعب بن مالك الأنصاري) .(1/244)
والمتشعّث في العروض في الضَّرب الخفيف: ما صار في آخره، مكان فاعل، مفعول، كقول سلامة: «1»
وكأنَّ ريقَتَها إذا نبّهتهَها ... صهباءُ عتَّقها لشَرْبٍ ساقي
(باب العين والشين والراء معهما) (ع ش ر، ع ر ش، ش ع ر، ش ر ع، ر ع ش مستعملات، ر ش ع مهمل)
عشر: العَشْرُ: عدد المؤنّث، والعَشَرَةُ «2» : عدد المذكّر، فإذا جاوزت ذلك أنّثت المؤنث وذكّرت المذكر. وتقول: عَشْرُ نسوة، وإحدى عَشْرَةَ امرأة، وعشرةُ رجالٍ، وأَحدَ عَشَرَ رجلاً وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة، ثم تقول: ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة. وعَشَرْتُ القوم: صرتُ عاشرهم، وكنت عاشر عشرَة: أي: كانوا تسعة فتمُّوا بي عشَرة. وعَشَّرْتُهُم تعشيرا: أخذت العُشْر من أموالهم، وبالتخفيف أيضا، وبه سُمِّيَ العشَّار عشّاراً والعُشْرُ: جزء من عَشَرَةِ أجزاء، وهو العشير والمِعْشار. والعِشر: وِرْدُ الإبل [ال] يوم العاشر. وفي حسابهم: العِشْرُ: التاسع. وإبلٌ عواشُر: وردت الماء عشراً. ويجمع [العِشْر] «3» ويُثَنّى، فيقال: عِشْران وعِشْرون، وكلّ عِشْر من ذلك: تسعة
__________
(1) القائل: (سلامة بن جندل) ، كما في التهذيب 1/ 406. وفي ديوانه ص 14:
كأس يصفقها لشرب.
(2) من س. في ط: عشر.. (2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) زيادة اقتضاها السياق.(1/245)
أيام. ومثله: الثوامن والخوامس. قال ذو الرّمة: «1»
أقَمْتُ لهم أعناق هيمٍ كأنّها ... قطا نش عنها ذو جلاميد خامِسُ
يعني بالخامس: القطا التي وردت الماء خمساً. والعرب تقول: سقينا الإبلَ رِفْهاً أيْ: في كلِّ يوم، وغِبّا إذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرّعي يوما، وإذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرعي يومين ثم أوردوا [ال] يوم «2» الثالث قالوا: أوردنا رِبْعا، ولا يقولون ثِلْثا أبدا، لأنّهم يحسبون يوم الورد الأول والآخر، ويحسبون يومي المقام بينهما، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا: أوردناها رِفْهاً بعدَ عِشْرٍ. قال اللّيث: قلت للخليل: زعمت أنّ عشرين جمع عِشْر، والعِشْرُ تسعةُ أيام، فكان ينبغي أن يكون العشرون سبعة وعشرين يوما، حتى تستكمل ثلاثة أتساع. فقال الخليل: ثمانيَ عَشَرَ يوما عِشْران [ولمّا كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عشر يوما] «3» سمّيته بالجمع. قلت: من أين جاز لك ذلك، ولم تُسْتَكْمَلِ الأجزاء الثلاثة؟ هل يجوز أن تقول للدّرهمين ودانَقَيْن: ثلاثة دراهم؟ قال: لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة، ألا ترى أنه قال: [إذا] «4» طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة [ف] هي ثلاث تطليقات، وليس من التطليقة الثالثِة في الطّلاق ألاّ عُشْرُ تطليقةٍ، فكما جاز لأبي حنيفةَ أن يَعتدَّ بالعُشْرِ جاز لي أن أعتدَّ باليومين. وتقول: جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي: عشرة عشرة و [أحاد أحاد] «5»
__________
(1) ديوانه 2/ 1130 دمشق.
(2) من س. في الأصل: يوم.
(3) عبارة النسخ مضطربة وغير مفهومة. نصها: واليومان مع الثمانية عشر مع العشر الثالث في الثمانية عشر يوما
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) في النسخ: وحاد وحاد وصوابه ما أثبتناه وهو موافق لمذهب الخليل في إبدال الهمزة من الواو المضمومة في بداية الكلمة.(1/246)
ومثنى مثنى وثلاث ثلاث، إلى عشرة، نصَبٌ بغير تنوين. وعشرت [هم] «1» تعشيرا، أي: كانوا تسعة فزدت واحدا [حتى تمّ عشرة، وعَشَرْتُ، خفيفة، أخذت واحدا] «2» من عَشَرَةٍ فصار [وا] «3» تسعةً، فالعشورُ نقصان والتَّعشير تمام. والمُعَشِّرُ [الحمار] «4» الشّديد النُّهاقِ المتتابع، سُمِّيَ به، لأنه لا يكفّ حتى يبلغ بع عَشْرَ نَهقَات وترجيعات. قال: «5»
[لعمري لئن] عشّرتُ من خشية الرَّدى ... نُهاق [الحمير] إني لجزوع
وناقة عُشَراء، أي: أقربت، وسُمّيت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشَّرت تعشيرا، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع، والعدد: عُشَراواتٌ، والجميع: العشار، ويقال: بل سُمّيت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن، يقال: عُشرَاء بيّنة التعشير. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نُتِجَ بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق: «6»
كم خالة لك يا جرير وعمة ... فدعاء قد حلبث علي عشاري
__________
(1) زيادة اقتضاها السياق.
(2) زيادة تم بها المعنى وهي من التهذيب 1/ 409 مما حكاه عن الليث.
(3) زيادة اقتضاها السياق.
(4) زيادة اقتضاها السياق أيضا.
(5) القائل هو (عروة بن الورد) ديوانه ص 46. والبيت في س وط:
فإني إن عشّرتُ من خشية الرَّدى ... نهاق الحمار إنني لجزوع
ويؤيد رواية الديوان التي أثبتناها مجيء جواب الشرط (إنني لجزوع) خلوا من الفاء، لسبق القسم فيه.
(6) ديوانه 1/ 361.(1/247)
قال بعضهم: ليس للعشارِ لبنٌ، وإنمّا سمّاها عشاراً لأنها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل. والعاشِرَةُ: حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة: التعشير. [والعِشْر] «1» : قطعة تنكسر من البُرْمَة أو القَدَح، فهو أعشار. قال: «2»
وقد يقطع السيف اليماني وجفنه ... شباريق أعشار عثمن على كسر
وقُدورٌ أعشارٌ لا يكاد يُفْرَدُ العِشْرُ من ذلك. قدورٌ أعاشيرُ، أي: مُكسَّرة على عَشْرِ قطع. تِعْشار موضع معروف، يقال: بنجد ويقال: لبني تميم. والعُشَرُ: شجر له صمغ. يقال له: سُكّر العُشَرِ. والعِشْرَةُ: المعاشرة. يقال: أنت أطولُ به عِشْرَةً، وأبطنُ به خِبْرَةً. قال زهير: «3»
لَعمْرُكَ، والخطوب مغيّرات ... وفي طول المعاشرة التَّقالي
وعشيرك: الذي يعاشرك، أمركما واحد، ولم أسمع له جمعا، لا يقولون: هم عُشَراؤك، فإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشروك وسمّيت عشيرة الرّجل لمعاشرة بعضهم بعضا، [و] «4» الزوج [عشير] «5» المرأة، [والمرأة عشيرة الرجل] «6» والمَعْشَرُ: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر، والمشركون مَعْشَر، والإنْسُ معشر، والجنّ مَعْشَرَ وجمعه: مَعاشِرُ. والعشاريّ من النبات: ما بلغ طولهُ أربعة أذرع.
__________
(1) في النسخ: والعشيرة وصوابه ما أثبتناه من المعجمات. ففي المحكم 1/ 220: والعِشْر قطعة تنكسر من القدح أو اليرمة كأنها قطعة من قطع والجمع أعشار وفي اللسان مثله. وهذا فيما يبدو العبارة الصحيحة من العين.
(2) البيت غير معزو. وهو في اللسان (عثم) 12/ 384 وروايته: فقد.. وفي التاج 8/ 389 وروايته: ويقطعه.
(3) ديوان زهير بن أبي سلمى ص 86.
(4) في النسخ: حتى.
(5) في س: عشيرة. وفي ط: عشيرة.
(6) زيادة اقتضاها السياق- من المعجمات الحاكية عن العين.(1/248)
وعاشوراء: اليوم العاشرُ من المحرّم «1» ، ويقال: بل التاسع، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان.
عرش: العَرْشُ: السرير للملك. والعَريش: ما يُسْتَظلُّ به، وإن جُمِعَ قيل: عروش في الاضطرار. وعَرْشُ الرجل: قِوامُ أمِره، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه. قال زهير: «2»
تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عَرْشهُ ... وذبيان إذ زلَّتْ بأقدامها النّعل
وجمع العرش: عِرَشَةٌ وأعراشٌ. ويقال: العرش: ما عُرِّش من بناء يستظلِّ به. قالت الخنساء: «3»
كان أبو حسان عرشا خوى ... مما بناه الدهر دانٍ ظليل
وعرّشت الكَرْم بالعوش تعريشاً إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكَرْم. الواحد: عَرْش. وجمعه: عروشٌ، وعُرُشٌ. والعريش: شبهُ الهودجَ، وليس به، يُتَّخَذُ للمرأة على بعيرها. وعرش البيت سقفه، وعرش البئر: طيُّها بالخشب. قال ابو ليلى: تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطيّ، لأنها رملة فيُعْرشُ أعلاها بالخشب بعد ما يطوى موضع الماء بالحجارة، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون، قال: «4»
وما لمثابات العروش بقيّة ... إذا استلَّ من تحت العروش الدعائم
__________
(1) في ط: شهر المحرم. وفي س: شهر محرم.
(2) ديوان زهير ص 21 والرواية فيه:
تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها
(3) هذه رواية العين والمحكم 1/ 121. وما في الديوان ص 115 (صادر) :
أن أبا حسان عرش هوى ... مما بنى الله بظل ظليل
(4) القائل هو (القطامي) ديوانه ص 131 (بيروت) والبيت في التهذيب 1/ 415، وفي المحكم 1/ 222.(1/249)
وعرَّش الحمار بعانته تعريشاً إذا حمل عليها رافعاً رأسه شاحيا فاه. قال [رؤبة] «1»
كأنّ حيث عرّش القنابلا ... من الصبيين وحنواً ناصلا
وللعُنُق عُرْشان بينهما الفقار، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عَداءَ العنق، أي: طَواره. قال: «2»
[وعبدُ] يغوث تحجل الطير حوله ... وقد هذَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذكَّرُ
والعرش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: ما ارتفع من ظهر القدم، وجمعه: عِرَشَةٌ، وأعراش. والعُرش: مكة: «3»
شعر: رجل أَشْعَرُ: طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر: شعور وشَعْرٌ وأشعارٌ. والشِّعار: ما استشعرت به من اللّباس تحت الثياب. سمي به لأنّه يلي الجسد دون ما سواه من اللباس، وجمعه: شعر وجل الأعشَى الجلّ الشِّعار فقال: «4»
وكل طويل كأن السليط ... في حيث وَارى الأديمُ الشِّعارا
معناه بحيث وارَى الشِّعار الأديم، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربيّة، كما يقولون: ناصح الجيب، أي: ناصح الصدر. والشِّعار ما يُنادي به [القومُ] «5» في الحرب، ليَعْرِفَ بعضُهم بعضا.
__________
(1) في النسخ: (العجاج) ، ولم نجد الرجز في ديوانه، وعزاه التهذيب 1/ 415 إلى (رؤبة) وكذلك اللسان (عرش) .
(2) القائل (ذو الرمة) . والبيت في الديوان 1/ 648 دمشق. ورواية نسخ العين: وابن. وصوابه ما أثبتناه: (عبد يغوث) . ورد البيت في التهذيب 1/ 416 مطابقا لما جاء في الديوان. وطواره وعداؤه أي: طوله.
(3) بعد هذا: والعرشة: الحربةو لم يذكره ليث ويعتقد أنها زيادة من التاج أو تعليق أدخله التاج في النص.
(4) ديوان الأعشى 52 وروايته:
وكل كميت كأن السليط ...
ورد عجز البيت في التهذيب 1/ 418 وورد البيت في اللسان مطابقا لرواية العين غير معزو أيضا.
(5) زيادة لتقويم العبارة مستفادة مما حكاه التهذيب عن الليث 1/ 418.(1/250)
والأشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، ويجمع: أشاعر. وتقول: أنت الشِّعار دون الدثِّار، تصفه بالقرب والمودَّة. وأَشْعَرَ فلان قلبي همّا، أي: ألبسه بالهَم حتى جعله شِعاراً للقلب. وشعرت بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشعر المبّيت، أنّما معناه: فَطِنْتُ له، وعلمت به. ومنه: ليت شعري، أيْ: علمي. وما يُشْعُرِكَ أي: ما يدريك. ومنهم من يقول: شَعَرْتُهُ، أي: عَقَلْتُه وفهمته. والشِّعْرُ: القريض المحدَّد بعِلامات لا يجاوزها، وسُمِّيَ شعرا، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه. ويقولون: شِعْرٌ شاعرٌ أي: جيّد، كما تقول: سبيٌ سابٌ، وطريقٌ سالكٌ، وإنّما هو شعر مشعور. والمَشْعَرِ: موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ «1» وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج، وشعائر الله مناسك الحج، أي: علاماته، والشّعيرة من شعائر الحج، وهو أعمال الحج من السعي والطَّواف والذبائح، كل ذلك شعائر الحجّ. والشعيرة أيضا: البَدَنَةُ التي تُهْدَى إلى بيت الله، وجُمِعَتْ على الشَّعائر. تقول: قد أَشْعَرْتُ هذه البّدَنَةَ لله نُسْكا، أي: جعلتها شعيرة تُهْدَى. ويقال: إشعارها أن يُجَأَ أصل سَنامها بسِكّين. فيسيل الدَّمُ على جنبها، فيُعَرفُ أنّها بَدَنُة هَدْيٍ. وكَرِهَ قوم من الفقهاء ذلك وقالوا: إذا قلّدتَ فقد أشعَرْتَ. والشعيرة حديدة أو فضَّة تُجْعَلُ مِساكاً لنصل السِّكِّين في النِّصابِ حيثُ يُركَّبُ. والشَّعاريرُ: صغارُ القِثَّاء، الواحدة، شُعْرُورةَ وشعرور.
__________
(1) سورة البقرة 198.(1/251)
والشعارير: لعبة للصبيان، لا يُفْرد. يقولون: لعبنا الشّعارير، ولعِبَ الشعارير. والشَّعْراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول: هذه شعراءُ واحدة، وأكلنا شعراء كثيرة. والشُّعَيْرَاءُ ذباب من ذباب الدَّوابّ، ويقال: ذباب الكلب. والشَّعِيَرَةُ من الحُلِيّ تتخذ من فضَّة أو ذهب أمثال الشعير. بنو الشُّعَيْراء: قبيلة من العرب. الشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء. ويُسمّي اللّحم الذي يبدو إذا قُلّمَ الظُّفْر: أشعر. شِعْرٌ جبل لبني سُلَيْم، ويقال: لبني كلاب بأعلى الحِمِى خلف ضربة. والشَّعْرَانُ: ضرب من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق، ويقال: هو ضرب من الحَمْض. والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر: «1»
يحطّ العفر من أفناء شعر ... ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا
يعني به اسم جبل يصف المطر في أوّل السنة.
شرع: شَرَعَ الوارد الماء وشَرْعاً فهو شارع، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّريعة والمَشْرَعَة: موضع على شاطىء البحر أو في البحر يُهَيَّأ لشُرْب الدَّوابِّ، والجميع: الشرائع، والمشارع، قال ذو الرّمة: «2»
وفي الشَّرائع من. جِلاّنَ مُقْتِنِصٌ ... رثُّ الثياب خفي الشخص منزرب
__________
(1) البيت معزو إلى (البريق) في المحكم 1/ 226، والرواية فيه: فحط العصم. وفي اللسان أيضا. والرواية: فحط الشعر.
(2) ديوانه 1/ 64 (دمشق) والرواية فيه: وبالشمائل.. رذل الثياب.(1/252)
والشَّريعة والشّرائع: ما شرع الله للعباد من أمر الدين، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه، وهي الشِّرْعَةُ والجمعُ: الشِّرِع. ويقال: هذه شِرعُة ذاك، أي: مثله. قال الخليل بن أحمد رضي الله عنه: «1»
كفّاك لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه
فكفّ عن الخير مقبوضة ... كما حُطّ من مائة سبعه
وأخرى ثلاثة آلافها ... وتسع مئيها لها شرعه
أي: مثلها:.. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إشراعاً. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال: «2»
وق خيّرونا بين ثنتين منهما ... صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل
ولغة شرعناها نحوهم فهي مشروعة قال: «3»
أناخوا من رماح الخط لما ... رأونا قد شرعناها نِهالا
وكذلك في السيوف. يقال: شرعناها نحوهم. قال النابغة: «4»
غداة تعاورتهم ثَمَّ بيضٌ ... شرعْنَ إليه في الرهج المكن
أي: المغطّي. قال أبو ليلى: أشرعت الرماح فهي مشرعة. وإبلٌ شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارعة، ومنزل شارع إذا كان قد شرع على طريق نافذ، والجميع: الشوارع. ويجيء في الشّعر الشارع اسما لمشرعة الماء.
__________
(1) الأبيات في التهذيب 1/ 427 وفي اللسان 8/ 176، والرواية فيها: لؤمهما.
(2) لم نقف على نسبة له.
(3) ورد في النسخ غير منسوب. وورد البيت في التهذيب 1/ 426 وفي اللسان (شرع) وفيهما: أفاجوا مكان أناخوا ولعلها مصحفة.
(4) ورد البيت في المحكم غير معزو 1/ 227، وكذلك في اللسان (شرع) .(1/253)
والشراع: الوتر نفسه ما دام «1» مشدوداً على القوس. والشَّرْعه الوتر، ويُجْمَعُ على شِرَع، قال: «2»
ترنّم صوتُ ذي شِرَعٍ عتيق
وقال: «3»
ضرب الشَّراعِ نواحيَ الشِّريان
يعني: ضرب الوتر سِيَتَيِ «4» القوس. وشِراعُ السَّفينة. يقال: ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه: شُرُعٌ «5» وشَرّعْتُ السَّفينة تشريعا: جعلت لها شِراعاً، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة، تصفّقه الرياح فتمضي السفينة. ورفع البعيرُ شِراعَهُ، أي: عُنُقَه. ونحن في هذا الأمر شَرَعٌ، أيْ: سواء. وتقول: شَرْعُكَ هذا، أيْ: حَسْبُكَ. وأَشْرَعَنِي، أيْ: أحسبني وأَكفاني، والمعني واحد. وشَّرعت الشيء إذا رفعته جداً. وحيتان شُرَّعٌ: رافعة رءوسها، كما قال الله عز وجل إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
«6» أي: رافعة «7» رءوسها. قال أبو ليلى: شُرَّعاً: خافضة رءوسها للشرب. وأنكره عرام.
__________
(1) في الأصل: ما دأو وصوابه ما أثبتناه وهو من س.
(2) لم نقف على نسبة له.
(3) القائل هو (كثير) ديوانه 1/ 180 وصدر البيت:
إلا الظباء بها كأن تريبها
والبيت معزوا وتاما في المحكم 1/ 228 وفي اللسان 8/ 177.
(4) سية القوس وسئتها: طرفها المعطوف المعرقب.
(5) في ط وس: شروع. وصوابه ما أثبتناه.
(6) سورة الأعراف 163.
(7) هذا من س. في ط: رافعة.(1/254)
وشرّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا، واحدتها: شريعة، وجمعُها: شرائع. ويقال: هذا أشرعُ من السَّهم، أيْ: أَنْفَذُ وأسرع.
رعش: الرَّعَشُ: رعدة تعترى الإنسان. ارتعشَ الرّجلُ. وارتعشتْ يدُهُ. ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشاً. ورجل رِعْشيشٌ، وقد أخذته الرعشيشة عند الحرب ضعفا وجبنا. قال: «1» .
لجّت به غير صياش ولا رعش
قال: «2»
وليس برعشيش تطيش سهامه
والرَّعْشاء: النّعامة الأنثي السَّريعة. وظليم رَعِشٌ على تقدير فَعِل بدلاً من أفعل. وناقة رَعْشَاءُ وجملٌ أَرْعَشُ إذا رأيت له اهتزازا من سُرعته في السَّير. ويقال: جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ، قال: «3»
من كلّ رعشاءَ وناجٍ رعشنِ ... يركبن أعضادَ عتاقِ الأجفن
جفن كلّ شيء بدنه. ويقال: أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلاً من الألف التي أخرجها من أرعش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له: الصَّيدَنُ، ويقال: بل الصَّيدَنُ الثعلب.
__________
(1) القائل: (ذو الرمة) . ديوانه 1/ 105 (دمشق) ، وعجز البيت:
إذا جلن في معرك يخشى به العطب
(2) غير معزو. والبيت كاملا في التاج (رعش) 4/ 313 وعجز البيت في التاج:
ولا طائش رعش السنان ولا اليد
(3) غير معزو. والشطر الأول في التهذيب 1/ 424 وفي التاج 4/ 313.(1/255)
والرَّعْشن بناءٌ على حِدةٍ بوزن فَعْلَلٍ. والرُّعاشُ: رِعْشَة تغشَى الإنسان من داءٍ يصيبه لا يسكن عنه. وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.
(باب العين والشين واللام معهما) (ع ل ش، ش ع ل يستعملان فقط)
علش: العِلَّوْش: الذئب بلغة حمير، وهي مخالفة لكلام العرب، لأن الشينات كلّها قبل اللاّم «1» . قال زائدة: لا أشك إلاّ أنّه الذئب، لأنّ العِلَّوش الخفيف الحريص. وأنشد عرَّام:
أيا جَحْمَتي بكّي على أمّ واهبٍ ... أكيلة عِلَّوشٍ بإحدى الذّنائب «2»
شعل: اشَّعَل: بياض في الناصية وفي الذَّنَب. والفعل: شَعِل يشعَل شعَلا. والنعت: أشعلُ وشعلاء للمؤنث. والشُّعلة من النار ما أشعلت من الحطب. والشَّعيلة: الفتيلة المشتعلة في الذبّال. قال لبيد: «3»
كمصباح الشعيلة في الذّبالِ
__________
(1) قال الخليل فيما حكى الأزهري عن الليث: ليس في كلام العرب شين بعد لام، ولكن كلها قبل اللام. التهذيب 1/ 429.
(2) في س: قتيلة. والبيت في اللسان (جحم) 12/ 85 وروايته:
أيا جحمتا بكي على أم مالك ... أكيلة قلوب بأعلى المذائب
الجحمة (جيم وحاء وميم) : العين بلغة حمير. والقلوب كعلوش وسنورو الذنائب: جمع ذناب ككتاب وهو مسيل ما بين كل تلعتين.
(3) ديوان لبيد: ق 11 ب 44 ص 88 (الكويت) وصدر البيت كما في الديوان:
أصاح ترى بريقا هب وهنا.
والبيت في التهذيب 1/ 430.(1/256)
وأشعلته فاشتعل غضبا، وأشعلت الخيل في الغارة، أي: بثثتها. قال:
والخيل مُشْعَلَةٌ في ساطع ضَرِمٍ ... كأنّهنّ جرادٌ أو يعاسيب «1»
وجراد مُشْعِلٌ: متفرق كثير. ويقال شَعِلَ يَشعَلُ شَعلاً. قال زائدة: قد شعل شعلا وأشعل الرأس الشيب.
باب العين والشين والنون معهما (ش ن ع، ن ش ع، ن ع ش، ع ن ش مستعملات، ع ش ن، ش ع ن مهملان)
شنع: الشَّنَعُ والشُّنوع كله من قبح الشيء الذي يُسْتَشْنَعُ. شَنُع الشيء وهو شنيع. وقصَّة شنعاء ورجلٌ أشنعُ الخلق، وأمور شُنْعٌ، أي: قبيحة. قال: «2»
تأتي أمورا شُنُعا شنائرا
أي فظيعة وقال: «3»
وفي الهام منها نظرة وشنوع
أي: قبح واختلاف يُتَعَجَّبُ من قبحه. وقال أبو النجم: «4»
باعد أم العمر من أسيرها ... حرَّاس أقوام على قصورها
وغيرة شنعاء من أميرها
__________
(1) غير معزو. والبيت في المحكم 1/ 229 وفي اللسان: (شعل) .
(2) غير منسوب وهو في اللسان (شنر) معزو إلى (جرير) إلا أننا لم نجده في ديوانه.
(3) غير منسوب. وهو في التهذيب 1/ 433 وفي اللسان (شنع) 8/ 187.
(4) الرجز في التاج (شنع) 5/ 403 والرواية فيه:
حراس أبواب.... من غيورها.(1/257)
وقال القطاميّ: «1»
ونحنُ رعيّة وهم رعاة ... ولولا رعيهم شنع الشنار
وتقول رأيت أمرا شَنِعْتُ به، أي: استشنعته. وشنَّعت عليه تشنيعا، واستشنع به جهله «2» [خفّ] «3» قال مروان بن الحكم: «4»
فوض إلى الله الأمور فإنّه ... سيكفيك لا يَشْنَعْ برأيك شانع
نشع: النَّشُوعُ: الوَجُورُ. والنَّشع: إيجارك الصبيّ. قال: «5»
فألأم مُرْضَعٍ نُشِعَ المحارا
والنَّشْعُ: جُعْل الكاهن يقول: أنشعنا الجارية إنشاعاً. قال: «6»
قال الحوازي واستحت أن تنشعا
أي: استحت أن تأخذ أجر الكهانة.
نعش: النعشُ: سرير المّيت عند العرب. قال: «7»
أمحمول على النعش الهمام
وعند العامّة: النّعش للمرأة والسَّرير للرجل.
__________
(1) البيت منسوب إلى (القطامي) أيضا في التاج (شنع) .
(2) من س. في ط: جملة وهو تصحيف.
(3) زيادة اقتضاها السياق من المحكم 1/ 232 واللسان 8/ 187.
(4) البيت في التهذيب 1/ 433 منسوب إلى (مروان) وزعم محقق التهذيب أن (مروان) وهو مروان بن أبي حفصة وهو وهم.
(5) القائل: (ذو الرمة) والبيت في ديوانه 2/ 1392 والبيت أيضا في التهذيب وهو منسوب إلى (ذي الرمة) . وصدر البيت كما في الديوان:
إذا مرئية ولدت غلاما
(6) القائل هو (رؤبة) والرجز في ديوانه 92 وفي اللسان أيضا 8/ 354 والرواية فيه: وأني أن ينشعا. ونسب في التهذيب 1/ 434 وفي المحكم 1/ 232 إلى (العجاج) وهو وهم ... والحوازي جمع حازية وهي الكاهنة. و (استحت) من س. في ط استحث.
(7) القائل (النابغة) وصدر البيت كما في الديوان ص 24:
ألم أقسم عليك لتخبرني.(1/258)
بنات نعش سبعة كواكب، أربعةٌ نعش وثلاثةٌ بنات والواحد: ابن نعش، لأن الكوكب مذكّر فيذكّرونه على تذكيره، فإذا قالوا: ثلاث وأربع ذهبوا به مذهب التأنيث، لأنّ البنين لا يقال إلاّ للآدميّين. وعلى هذا: ابن اوى فإذا جمعوا قالوا: بنات اوى. وابن عرس وبنات عرس. قال الخليل: [هذا شيء لم نسمع بالابن لحال الأب والأم كما يقولون بنين وبنات فإذا ذكروا ابن لبون وابن مخاض قالوا] «1» ولكنهم يقولون: بنات لبون ذكور وبنات مخاض ذكور هكذا كلام العرب، ولو حمله النحويّ على القياس فذكر المذكّر وأنَّث المؤنث كان صوابا. وتقول: نَعَشَهُ الله فانتعش. إذا سدّ فقره، وأنعشُته فانتعش، أي جَبَرْتُهُ فانجبَرَ بعد فقر. قال زائدة: لا يقال نعشه الله فانتعش، والربيع يَنْعَش الناس، أي، يُخصبهم. قال رؤبة: «2»
أنعشني منه بسيب مُفْعِمِ
وقال: «3»
وأنّك غيث أنعش الناس سَبْبُه ... وسيف، أُعيرَتْهُ المنيةُ، قاطع
عنش: العرب تقول: رجل عَنَشْنَشٌ، وامرأةٌ (عَنَشْنَشَةٌ) «4» بالهاء. قال عرَّام: يروي بالهاء مكان العين، فيقال: هَنَشْنَشٌ، أي: خفيف. وقال الراجز: «5»
عَنَشْنَشٌ تعدو به عنشنشه
__________
(1) جعلنا هذا بين معقوفتين، لأننا لم نقف منه على معنى واضح، وهو كذلك في الأصول الثلاثة.
(2) والشطر في التهذيب 1/ 436 والرواية فيه مقعث، وكذلك جاء في اللسان (نعش) .
(3) القائل هو (النابغة الذبياني) . ديوانه والبيت في المحكم 1/ 231 وفي اللسان أيضا (نعش) والرواية فيها: ينعش.
(4) من س وقد سقطت من ط.
(5) غير معزو والرجز في التهذيب 1/ 432 والرواية فيه: تحمله. وما في المحكم 1/ 230 واللسان (عنش) فمطابقة للعين وبعد هذا الشطر في المراجع:
للدرع فوق ساعديه خشخشه.(1/259)
(باب العين والشين والفاء معهما) (ش ع ف، ش ف ع يستعملان فقط)
شعف: الشعف: مثل رءوس الكمأة، ورءوس الأثافي المستديرة في أعاليها، قال العجاج: «1»
دواخسا في الأرض إلاّ شَعَفا
يعني دواخِل في الأرض إلاّ رءوس الأثافي. وشعَفةُ القلب: رأسه عند معلق نياطه. شعفني حبه، وشعفت به وبحُبّه، أي: غَشِيَ الحبّ القلب من فوق. ويقرأ شَعَفَها حباً «2» . وشَعَفُ الجبال والأبنية: رءوسها. قال: «3»
وكَعْباً قد حَمَيْناهُم فحلّوا ... محلَّ العُصْم في شَعَفِ الجبالِ
شفع: الشَّفع: ما كان من العدد أزواجاً. تقول: كان وتراً فشفعته بالآخْر حتى صار شفعاً. وفي القرآن وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ «4» . الشفع يوم النّحر والوتر يوم عَرَفة. ويقال: الشفع الحصا يعني كثرة الخلق، والوتر الله قال العجاج: «5»
شَفْعُ تميم بالحصى المتمم
__________
(1) ديوان العجاج ص 490 (بيروت) والرجز في التهذيب 1/ 440.
(2) الآية: قَدْ شَغَفَها حُبًّا سورة يوسف 31.
(3) غير منسوب.
(4) سورة الفجر 3.
(5) ديوان العجاج ق 23 ب 92 ص 300.(1/260)
يريد به الكثرة. والشَّافعُ: الطالب لغيره: وتقول استشفعت بفلان فتشفع لي إليه فشَفَّعَهُ فيّ. والاسم: الشفاعة. واسم الطالب: الشَّفيع. قال: «1»
زَعَمَتْ معاشر أنّني مُسْتَشْفِعٌ ... لمّا خرجتُ أزورُه أقلامها
أي: زعموا أني أستشفع (بأقلامهم) «2» أي: بكتبهم إلى الممدوح. لا: بل إنّي أستغني عن كتب المعاشر بنفسي عند الملك. والشُّفْعَةُ في الدّار ونحوها معروفةٌ يُقْضَى لصاحبها. والشافع: المعين. يقال: فلانٌ يشفع لي بالعداوة، أي: يُعينُ عليَّ ويضادُّني. قال النابغة: «3»
أتاك امرؤ مستعلن شنآنه ... له من عدوّ مثل ذلك شافع
أي: معين. وقال الأحوص: «4»
كأن من لامني لأصْرِمَهَا ... كانوا علينا بلومهم شفعوا
أي: أعانوا.
__________
(1) غير معزو وجاء في التاج (شفع) : وأنشد (أبو ليلى) ... البين
(2) هذه من س وقد سقطت من ط.
(3) ديوان النابغة ص 50 والبيت في المحكم 1/ 233 وفي اللسان (شفع) 8/ 183 والرواية فيهما: مستبطن لي بغضة
(4) ديوان الأحوص ق 89 ص 144 والبيت في التهذيب 1/ 437.(1/261)
(باب العين والشين والباء معهما) (ع ش ب، ش ع ب، ش ب ع، ب ش ع مستعملات، ب ع ش، ع ب ش مهملان)
عشب: رَجُلٌ عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبَةٌ، أي: قصير في دمامة وذلّة، تقول: عَشُبَ يَعْشُب عَشباً وعشوبةً. والعُشْبُ: الكلأ الَّطب. وهو سَرَعَانُ الكلأ، أي: أوله في الّبيع ثُمَّ يَهِيجُ فلا بقاءَ له. وأرضٌ عَشِبَةٌ مُعْشِبَةٌ قد أَعْشَبَتْ واعشَوْشَبَتْ، أي: كثر عُشْبُها وطال والتفّ. وأَعْشَبَ القَوْمُ واعشوشبوا أصابوا عُشْباً. وأرضٌ عَشِبَةٌ بيّنة العَشابة. ولا يقال: عَشِبَتِ الأرضُ، ولكن أعشبت وهو القياس. قال أبو النجم: «1»
يَقُلْنَ للرائد أعشَبتَ إنِزلِ
وعَشِبَ الموضع يَعْشَبُ عَشَباً وعُشوبةً.
شعب: الشَّعْبُ: الصَّدْعُ الذي يَشْعَبُهُ الشّعَابُ، وصنعته: الشِّعَابَةُ، قال: «2»
وقالت ليَ النَّفْسُ اشعبِ الصَّدْعَ واهتَبِلْ ... لإحدى الهنات المعضلات اهتبالها
والمشعب: المِثْقَبُ. والشُّعبة: القطعة يصل بها الشّعّابُ قَدَحاً مكسوراً ونحوه. تقول: شَعَبَهُ فما ينشعب، أي: ما يقبل الشَّعْبَ، والعالي من الكلام شَعَبَهُ فما يلتئم.
__________
(1) الرجز في التهذيب 1/ 441 واللسان (عشب) 1/ 601.
(2) لم نقف على نسبة له.(1/262)
والشَّعبُ: ما تَشَعَّبَ من قبائل العرب، وجمعُهُ: شُعوب. ويقال: العرب شعبٌ والموالي شعبٌ والترك شعبٌ وجمعه شعوب. والشُّعوبيّ: الذي يصغِّرُ شأن العرب فلا يرى لهم فضلاً. وشعَّبت بينهم، أي: فرَّقتهم. وشَعَبْتُ بينهم بالتخفيف: أصلحت. والتأم شعبهم، أي: اجتمعوا بعد تفرُّقهم وتَفرُّق شعبهم، قال الطرماح «1»
شت شعب الحي بعد التئام
وقال ذو الرمة: «2»
ولا تَقسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَبُ
وشَعَبَ الرجل أمره: فرَّقه. قال الخليل: هذا من عجائب الكلام ووسع اللغة والعربية أن يكون الشعب تفرقا، ويكون اجتماعاً وقد نطق به الشعر. ومَشْعَبُ الحقّ: طريقُ الحق. قال الكميت: «3»
وما لي إلاّ آلَ أَحْمَدَ شيعةٌ ... وما لي ألاّ مَشْعَبَ الحقّ مَشْعَبٌ
وانشعبت أغصان الشجرة، والشّعبة: غُصْنُها في أعلى ساقها. وعصا في رأسها شُعْبَتانِ. وشُعَبُ الجبال: ما تفرّق من رءوسها. وانشعبت الطريق إذا تفرَّق، وانشعبت منه أنهار.
__________
(1) ديوانه: ق 27 ب 1 ص 390 وعجز البيت في الديوان:
وشجاك الربع ربع المقام
والبيت في التهذيب 1/ 443 وفي المقاييس 3/ 192 وشت: تفرق: وشعب الحي: اجتماعهم.
(2) ديوانه: ق 1 ب 24 ص 38 ج 1 (دمشق) وصدر البيت في الديوان:
لا أحسب الدهر يبلى جدة أبدا
والشطر في التهذيب 1/ 444 والبيت كاملا في المحكم 1/ 235. والشعب هنا: القبائل.
(3) الروضة المختارة- القسم الأول ص 28 والرواية فيه: فما لي.. والبيت في المحكم 1/ 236.(1/263)
وأقطار الفَرس وأطرافه شُعَبُه، يعني: عُنُقَهُ ومِنْسَجَهُ وما أشرف منه. قال: «1»
أشمُّ خِنْذيذٌ مُنيفٌ شُعَبُهْ ... يَقْتَحِمُ الفارسَ لولا قَيْقَبُهْ
قال أبو ليلى: نواحي الفَرس كلّها شعبه، أطرافه: يداه ورجلاه. يقال: فَرسٌ أشعبُ الرّجلَيْنِ أي: فيهما فجوة، وظبيٌ أَشْعَبُ: متفرقٌ قرناه متباين [ان] «2» بينونةً شديدة. قال أبو دواد: «3»
وقُصْرَى شَنِجِ الأَنساءِ نبّاجٍ من الشُّعُبِ
يصف الفرس. يعني من الظباء الشُّعْب. وكان قياسه تسكين العين على قياس أشعب وشُعْب مثل أَحمَرَ وحُمْر، ولحاجته حرَّك العين، وهذا يحتمل في الشعر. ويقال: في يد فلانٍ شعبةٌ من هذا الأمر، أي: طائفة. وكذلك الشُّعبة من شُعَب الدهر وحالاته. والزّرع يكون على ورقة ثم ينشعب، أي: يصير ذا شُعَبِ وقد شَعَّبَ. ويقال للمنبّة: شعبته شَعُوب أي أماته الموتُ فماتَ. وقال بعضهم: شعوب اسم المنية لا ينصرف، ولا تدخل فيه ألف ولام، لا يقال: هذه الشَّعوب. وقال بعضهم: بل يكون نكرة. قال الفرزدق:
يا ذئب إنّك إنْ نجوت فبعد ما ... شرٍّ وقد نظرتْ إليك شعوب
__________
(1) غير منسوب. وقد نسب في اللسان (شعب) إلى (دكين بن رجاء) وكذلك في التاج (شعب) وقد ورد البيت في التهذيب 1/ 444 وفي المحكم 1/ 235 غير منسوب إلا أن المحققين نسبوه في الهامش إلى (دكين) أيضا. الخنذيذ: الجيد من الخيل، وأراد بقيقبه سرجه، والمنسج والمنسج: المنتبر من كاتبه الدّابَّة عند مُنتهى منبت العرف ...
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) البيت (لأبي دواد الأيادي) . وجاء البيت منسوبا في اللسان أيضا 1/ 502 (شعب) والرواية فيه: من الشعب، بسكون العين.(1/264)
ويقال للميت: انشعب إذا مات، وتمثّل يزيد بن معاوية ببيت سهم الغنويّ: «1»
حتّى يُصادفَ مالاً أو يقال فتى ... لاقَى الذي يشعَبُ الفتيانَ فانشعبا
والشعبُ: سمةٌ لبني مِنْقر كهيئة المِحْجَن. وكأسُ شَعوب هو الموت. والشُّعبة: صدعٌ في الجبل تأوي إليه الطير «2» . والشَّعيبُ: السّقاء البالي، ويقال: بل هي المزادة الضَّخمة. قال امرؤ القيس: «3»
فسّحت دموعي في الرِّداء كأنّها ... (كُلىً) «4» من شَعيبٍ بين سح وتهتان
[و] «5» شعبعب: موضع. وشعبانُ اسم شهر. وشعبانُ حيّ، نسبة عامر الشعبيّ إليهم وشَعْب: حيّ من هَمْدان.
شبع: الشِّبْعُ: اسمُ ما يُشْبُع من طعام «6» وغِيره. والشِّبَع مصدر شَبِعَ شِبَعاً فهو شبعان، وأشبعته فشبع. قال: «7»
وكُلُّكُمُ قد نال شِبعاً لبطنه ... وشبعُ الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبُهْ
وامرأة شَبْعى وشبعانة.
__________
(1) سقطت العبارة كلها من (م) وفي المخطوطات: المشعبة وصوابه من التهذيب 1/ 445 والمحكم 1/ 235. واللسان (شعب) .
(2) الأصمعيات 55 والرواية فيها:
لاقى التي تشعب
وكذلك في التهذيب 1/ 440 واللسان (شعب) .
(3) ديوانه ص 90 والرواية فيه: ذات سح.
(4) سقطت الكلمة من ص وما أثبت فمن الديوان وسائر النسخ.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) في (س) : من الطعام.
(7) البيت في التهذيب 1/ 447 غير معزو، وهو في اللسان (شبع) معزو إلى (بشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة) . والرواية فيه: وكلهم.(1/265)
وأشبعت الثوب صبغاً، [أي: روّيته] «1» وأشبعت القراءة والكتابة، أي: وفرت حروفها.
بشع: البَشَع: طعامٌ (كريهٌ) «2» فيه جفوف ومرارة كطعم الإهليلجة البشعة «3» . ورجلٌ بشِعٌ وامرأةٌ بشِعة، «4» أي: كريهة ريح الفم، لا تتخلل ولا تستاك. وقد بشِع يَبْشَعُ بَشَعاً وبشاعةً.
(باب العين والشين والميم معهما) (ع ش م، ع م ش، ش م ع، م ش ع، مستعملات م ع ش، ش ع م مهملان)
عشم: العَيْشُوم: ما هاج من الحُمّاض ويَبِس، الواحدة بالهاء. قال أبو ليلى: هي عندنا نبتٌ دقيق طُوال: يُشبهُ الأَسَل، محدّد الرّأس كأنّها شوك تُتَخَذُ منه الحُصُرُ الدِّقاقُ المصبَّغة «5» قال ذو الرمة: «6»
................ ... كما تناوح يوم الريح عَيْشومٌ
والعَشَمَةُ: المرأة الهَرِمَة، والرّجلُ: عَشَم. وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً، أي: خَنزِ «7» وفسد فهو عاشم، لم يعرفه أبو
__________
(1) زيادة من المحكم 1/ 237 أثبتناها لاقتضاء السياق إياها.
(2) من (س) وما في ص وط: كريهة.
(3) في (م) : يشبه الإهليلج، ولا ندري من أين.
(4) سقطت الكلمة (بشعة) من (م) .
(5) في ص وط وس: المصيغة بالياء المثناة من تحت وهو تصحيف وما أثبتناه في المحكم 1/ 239 واللسان (عشم) .
(6) ديوانه 1/ 408 (دمشق) ، وصدره:
للجن بالليل في أرجائها زجل
(7) في ط وس: حنز بالحاء المهملة وهو تصحيف.(1/266)
ليلى. وقال عرَّام: شجرة عشماء إذا كانت خليساً، «1» يابسها أكثر من خضرتها
عمش: رجل أَعْمَشُ، وامرأة عمشاء، أي: لا تزال عينها تسيل دمعاً، ولا تكاد تُبصِرُ بها. وقد عَمِشَ عَمَشاً. وطعامٌ عَمْشٌ لك، أي: موافقٌ صالح. والعَمْشُ: ما يكون فيه صلاحٌ للبدن. والختانُ عَمْشٌ للغلام لأنه يرى فيه بعد ذلك زيادة. لم يعرفه أبو ليلى. وعرفه عرَّام.
شمع: الشَّمع: موم العسل، والقطعة بالهاء. وأَشْمَعَ السّراجُ: سطع نوره. قال: «2»
كلمع برق أو سراج أشمعا
والشَّمُوعُ: الجاريةُ الحَسَنَةُ الطّيبة النّفس. قال الشماخ: «3»
ولو أني أشاء كننت نفسي ... إلى بيضاء بهكنةٍ شَموع
وقال: «4»
بكَيْن وأبكَيْنَنا ساعة ... وغاب الشِّماعُ فما نَشْمَعُ
أي: ما [نمرح] «5» بلهوٍ ولَعِبٍ.
مشع: المَشْعُ: ضربٌ من الأكل كأكل القثَّاء، مَشْعاً، أي: مضغاً. والتَّمشُّع: الاستنجاء. قال عرَّام: بالحجارة خاصَّة:
وفي الحديث: لا تتمشَّع «6» بروثٍ ولا عظمٍ.
قال أبو ليلى: لا أعرفه، ولكن يقال: لا تمتَش بروثٍ وعظمٍ، أي:
__________
(1) في (م) : خليا وهو تصحيف.
(2) الرجز في التهذيب 1/ 450، واللسان 8/ 186 غير منسوب. ونسب في التاج (شمع) إلى (رؤبة)
(3) ديوانه 223 والرواية فيه:
إلى لبات هيكلة شموع.
(4) البيت في التاج بلا عزو.
(5) في جميع النسخ: نمرج وأكبر الظن أنه تصحيف.
(6) هذا من (س) أما في ص وط ف (لا تتشمع) وهو تصحيف.(1/267)
لا تستنج بهما. وامَتشَعَ سيفه، أي: استلّ. ومَشَعَ ببوله، أي: أعجله البول. ومُشِعَ بمنّية: «1» حُذِفَ بها. ومَشَعُه بالسوط والحبل، أي: ضربه به.
(باب العين والضاد والدال معهما) (ع ض د يستعمل فقط)
عضد: العضد فيه ثلاث لغات: عَضُدٌ، وعُضُد، وعُضْد. وعضُدان وأعضاد، وهو من المرفق إلى الكتف «2» . وفلان يعْضُدُ فلاناً: يعينه. وعَضَدني عليه، أي: أعانني. والعَضَدُ: داء يأخذ في أعضاد الإبل خاصة. قال: «3»
................ ... طعن المبيطر إذ يَشفي من العَضَد
ورجل عَضُد: دقيق العَضُد. وأعضاد كل شيء ما يشد من حواليه من البناء وغيره، مثل أعضاد الحوض، وهي صفائح من حجارة ينصبن حول شفيرة. وأحدها: عَضُد. قال لبيد: «4»
راسخ الدمن على أعضاده ... ثلمته كل ريح وسبل
__________
(1) في (م) : بيمينه وهو خطأ والصواب ما جاء في النسخ الثلاث.
(2) في (م) : الكف، وهو خطأ والصواب ما جاء في النسخ الثلاث.
(3) القائل هو (النابغة) ... معلقته. ورواية البيت فيها:
شك الفريضة بالمدرى فأنفذها ... شك المبيطر، إذ يشفي من العضد
شرح المعلقات العشر [دمشق- الطباعة المنيرية ص 313] . وشرح القصائد التسع المشهورات ج. 2/ 748.
(4) ديوانه ص 184 (الكويت) .(1/268)
وعِضادتا الباب: ما كان عليهما يطبق الباب إذا أُصْفِقَ «1» . وعِضادتا الإبزيم من «2» الجانبين. وما كان من نحوه فهو عضادة. وللرَّحْل «3» عَضُدان وهما خشبتان لزيقتان بأسفل الواسطة. قال زائدة: العَضْد القطع. عَضَدْتُ الشجرةَ قَطَعْتُها. (والَيْعِضيد: بقلةٌ فيها مرارة، تؤكل، وهو الطَّرْخَشْقوق «4» ) والعَضْدُ: المعونة. وأخو الرّجُل عَضُدُه.
(باب العين والضاد والراء معهما) (ض ر ع، ر ض ع، ع ر ض، ع ض ر مستعملات ر ع ض، ض ع ر مهملان)
ضرع: ضَرِعَ الرجل يَضْرَعُ فهو ضَرَعٌ، أي: غمر ضعيف. قال طرفة بن العبد: «5»
................ ... فما أنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغمر
والضَّرَعُ أيضاً: النحيف الدقيق. يقال: جسدك ضارع، وأنت ضارع. وجنبك ضارع. قال الأحوص: «6»
كفرت الذي أسدَوْا إليك ووسّدوا ... من الحسن إنعاماً وجنبك ضارع
__________
(1) في س: إذا أصفد وهو تصحيف.
(2) في ص وط: الجانبين. والتصحيح من س، ومن التهذيب 1/ 452، وفي (م) : الجانبان وهو ترخص في التغيير.
(3) في (م) : وللرجل براء مكسورة وجيم، وهو تصحيف.
(4) هذا من (س) أما ما في (ص) و (ط) ف (طلخ كيو) وهو غير مفهوم. وفي التهذيب 1/ 453 عن ابن شميل: اليعضيد: الترخجقوق. وفي المحكم 1/ 242: اليعضد: بقلة زهرها أشد صفرة من الورس. وقيل هي من الشجر. وفي اللسان (عضد: اليعضيد: بقلة، وهو الطرخشقوق ولعل ما في ص وط تصحيف ل (طلح كبير) . والطلح شجر ترعاه الإبل، وتأكل منه أكلا كثيرا.
(5) البيت في المحكم 1/ 249 غير معزو. وصدر البيت فيه:
أناةً وحلماً وانتظاراً بهم غدا
(6) البيت في أساس البلاغة (ضرع) . وفي التهذيب 1/ 471 عجزه فقط غير معزو.(1/269)
وتقول: أضرعته، أي: ذللته. وضَرِعَ، أي: ضعف، وقوم ضَرِع. قال: «1»
تعدو غواة على جيرانكم سفهاً ... وأنتم لا أشابات ولا ضرع
والضَّرَعُ والتّضَرُّعُ: التّذلل. ضَرَعَ يَضْرَعُ، أي: خضع للمسألة. وتضّرع: تذلل، وكذلك التضرّع إلى الله: التخشُّع. وقوم ضَرَعَةٌ، أي: متخشِّعُون من الضعف. والضَّرع للشاء والبقر ونحوهما، والخلف للناقة، ومنهم من يجعله كلّه ضرعاً من الواب. ويقال: ما له زرع ولا ضرع، أي: [لا] «2» أرض تزرع ولا ماشية تحلب. وأضْرَعَتِ «3» الناقة فهي مُضْرع لقرب النتاج عند نزول اللبن. والمضارع: «4» الذي يضارع الشيء كأنّه مثلُهُ وشِبْهُه. والضَّريع في كتاب الله، يبيس الشبرق. قال زائدة: هو يبيس كل شجرة.
رضع: رَضِعَ الصبي رِضَاعاً ورَضَاعة، أي: مصَّ الثدي وشرب. وأرضعته أمّه، أي: سقته، فهي مرضعة بفعلها. ومُرْضِعٌ، أي: ذات رضيع، ويُجمعُ الرضيعُ على رُضُع، وراضع على رُضَّع.
قال النبي عليه السلام: لولا بهائم رُتَّع، وأطفال رُضَّع، ومشايخ ركَّع لصبَّ عليكم العذاب صبّا
ويقال: رضيع وراضع. ويقال: الرضاعة من المجاعة، أي: إذا جاع أشبعه اللبن لا الطعام.
__________
(1) البيت في أساس البلاغة (ضرع) غير معزو. وفي التهذيب 1/ 471 عجزه فقط غير معزو أيضا.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) في (ط) : أضرعة والصواب في ص وس وما أثبتناه.
(4) من س. في ص وط: المضارعة، والصواب ما أثبتناه.(1/270)
ورَضُعَ الرجل يَرْضُعُ رَضاعة فهو رضيع راضع: لئيم، وقوم راضعون ورَضَعَة. يقال: لأنه يرضع لبن ناقته من لؤمه. والراضعتان من السنّ اللّتان شرب عليهما اللّبن، وهما الثنّيتان المتقدمتا الأسنان كلّها، والرواضع: الأسنان التي تطلع في فم المولود في وقت رَضاعه.
عرض: عَرُضَ الشيء يعرُضُ عرضا، فهو عريض. والعَرْضُ مجزوماً: «1» خلاف الطول. وفلان يَعْرِضُ علينا المتاع عَرْضاً للبيع والهبة ونحوهما. وعرَّضته تعريضاً، وأعرضْتُهُ إعراضاً، أي: جعلته عريضاً. وعَرَضْتُ الجند عرض العين، أي: أمررتهم علي لأنظًرَ ما حالهم، ومن غاب منهم. واعترضت: وعَرَضْتُ القوم على السيف عرضاً، أي: قتلاً، أو على السوط: ضرباً. وعرضت الكتاب والقرآن عرضاً. وعَرَض الفرس في عدوه إذا مر عارضا على جنب واحد، يَعْرِضُ عَرْضاً. قال «2»
يَعْرِضُ حتى ينصب الخيشوما
وعارض فلان بسلعته، أي: أعطى واحدة وأخذ أخرى. قال: «3»
هل لك والعارض منك عائضُ ... في مائة يسئر منها القابض
أي: هل لكِ فيمن يعارضك فيأخذ منك شيئاً، ويعطيك شيئاً يعتاض منك. قوله: في مائة، أي في مائة من الإبل يسئر منها الذي يقبضها. ومعنى يسئر منها: يبقي منها
__________
(1) في ص وط س وفي م أيضا: مجزوم والصواب ما أثبتناه. أي: ساكن الراء.
(2) القائل هو (رؤبة) ديوانه- الملحق ص 185، والرجز في التهذيب 1/ 457 منسوب إلى (رؤبة) أيضا.
(3) نسب الأزهري الرجز 1/ 456 إلى (أبي محمد الفقعسي) . وكذلك في اللسان (عرض) والرواية فيه:
في هجمة يسئر منها القابض(1/271)
بعضها، لأنه لا يقدر أن يسوقها لكثرتها. ويقال: هذا رجل خطب امرأة، فبذل لها مائة من الإبل. وعارضته في البيع فعرضته عرضاً، أي: غبنته وصار الفضل في يدي. وعَرَضْتُ أعواداً بعضها على بعض. قال: «1»
ترى الرّيش في جوفه طامياً ... كعَرْضِكَ فوق نصالٍ نصالا
يصف البئر أو الماء. يقول: إن الريش بعضه على بعض معترضاً، كما عرضت (أنت نصلاً) «2» فوق نصل كالصليب. وأعرضت كذا، وأعرضت بوجهي عنه، أي: صددت وحدت، «3» وأعْرَضَ الشيء من بعيد، أي: ظهر وبرز. تقول: النهر مُعْرِض لك، أي: موجود ظاهر لا يُمْنَعُ منه، ومُعْرض خطأ. قال عمرو بن كلثوم: «4»
وأعرضتِ اليمامةُ واشمخرّت ... كأسياف بأيدي مُصْلتينا
أي: بدت.. وعارضته في المسير، أي: سرت حياله. قال:
فعارضتها رهواً على متتابع ... نبيل [منيل] «5» خارجي مجنب
وعارضته بمثل ما صنع، إذا أتيت إليه بمثل ما أتي إليك، ومنه اشتُقَّتِ «6» المعارضة. واعترضت عُرْضَ فلان، أي: نحوت نحوه، واعترضتُ عُرْضَ هذا الشيء، أي: تكلفتُهُ، وأدخلتُ نفسي فيه. واعترض فلان عِرْضي، إذا قابله وساواه في الحسب.
__________
(1) البيت في التهذيب 1/ 460 والرواية فيه:
ترى الريش عن عرضه
وكذا في اللسان 7/ 176 ولم ينسب.
(2) ما بين القوسين من ط وس.
(3) في ط: وجدت بالجيم، وهو تصحيف.
(4) معلقته.
(5) بياض في ص، وسقط في ط والتكملة في س.
(6) في ط: اشتقة وهو خطأ في الرسم.(1/272)
وعارضت فلاناً، أي: أخذ في طريق وأخذت في طريق غيره، ثمّ لقيته. ونظرت إليه معارَضةً، إذا نظرت إليه من عُرْض، أي: ناحية. وعارضت فلاناً بمتاع، أو شيء معارضة. وعارضته بالكتاب إذا عارضت كتابك بكتابه. واعترض الشيء، أي: صار عارضاً كالخشبة المعترضة في النهر. واعترض عِرْضي، إذا وقع فيه، وانتقصه، ونحو ذلك.. واعترض له بسهم، أي: أقبل قِبَلَه فرماه من غير أن يستعدّ له فقتله. واعترض الفرس في رسَنِه إذا لم يستقم لقائده. والاعتراض: الشغْب «1» . قال: «2»
وأراني المليك رشدي وقد كنت ... أخا عُنْجُهيّة واعتراض
واعترضت الناس: عرضتهم واحداً واحداً «3» واعترضت المتاع ونحوه. [عرضته] «4» . وتعرض لمعروفي يطلبه، وهو واحد «5» . وتعرَّض الشيء دخل فيه فساد. وكذلك تعرَّض الحب. قال لبيد: «6»
فاقطع لُبانَةَ من تعرّض وصله................
أي: تشاجر واختلف. ويقال: الحموضة عرض في العسل، أي: عرض له شيء مما يحدث.
__________
(1) في ط: الشعب بالعين المهملة، وهو تصحيف.
(2) القائل (الطرماح) . ديوانه ق 18 ب 3 ص 263.
(3) هذه الفقرة من ط وس. وقد سقطت من ص.
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) العبارة (وهو ماحد) غير واضحة المعنى.
(6) ديوان لبيد. ق 48 ب 20 ص 303. وعجز البيت:
ولشر واصل خلة صرامها.(1/273)
وعَرَّضْتَ لفلان وبفلان: إذا قلت قولاً وأنت تعيبه «1» بذلك. ومنه المعاريض بالكلام، كما أن الرجل يقول: هل رأيت فلاناً فيكره أن يكذب. فيقول: إن فلاناً لَيُرَى «2» .
وقال عبد الله بن عباس: ما أُحِبُّ بمعاريضِ الكلام حُمْرَ النَّعَم.
ورجل عِرِّيض يتعرّض للناس بالشر، (ونِفيح ونتّيج ينتتح له) «3» أي: يتعرض. قال طريف بن زياد السلمي:
ومنتاحة من قومكم لا ترى لكم ... حريماً ولا تَرْضَى لذي عذركم عذرا «4»
ويقال: استعرضت أعطي من أقبل وأدبر. واستعرضت فلاناً: سألته عرض ما عنده علي. جامع في كل شيء «5» .. وعِرْض الرجل: حَسَبه. ويقال لا تعرض عرض فلان، أي: لا تذكره بسوء. وسحاب عارض. والعارض من كل شيء ما استقبلك كالسحاب العارض ونحوه والعَرْضُ: السحاب «6» . قال: «7»
................ ... كما خالف العَرْضُ عَرْضاً مُخيلا
وربما أدخلت العرب النون في مثل هذه زائدة، وليست من أصل البناء، نحو
__________
(1) في ص وس م: تعنيه. وفي ط: تعنيه. والصواب ما أثبتناه وهو من المحكم 1/ 248 واللسان 7/ 183.
(2) في س: لمنزو، وهو، فيما يبدو تصحيف.
(3) كلمات لم تنفق النسخ عليها وم أسقطت واحدة وصحفت الأخريين. وقدرنا بالقرائن أن تكون كما رسمت هنا.
(4) لم يقع لنا هذا البيت فيما بين أيدينا من مراجع.
(5) لم تتضح لنا الصلة بين هذه الفقرة وما قبلها.
(6) جاء في التهذيب 1/ 457: والعرض السحاب أيضا. وجاء في اللسان 7/ 174: والعرض والعارض: السحاب.
(7) لم يقع لنا القائل ولا القول.(1/274)
قولهم: يعدو العِرَضْنى والعِرَضْنَة وهو الذي يشتق «1» في عدوه، [أي: يعترض] «2» في شق. قال: «3»
تعدو العِرَضْنَى خيلهم حواملا «4»
أي: يعترض في شق «5» . ويروى: حراجلاً، وأظنه عراجلاً، أي: جماعات. وامرأة عِرَضْنة، أي: ذهبت عَرْضَاً من سِمَنِها وضِخَمِها «6» . والعريض: الجدي إذا بلغ، ويروى: كاد ينزو، وجمعه عِرْضان. قال أبو الغريف الغنوي يصف ذئباً: «7»
ويأكل المرجل من طُليانه ... ومن عنوق المعز أو عِرضانه
والعَروض عَروض الشعر، لأن الشعر يعرض عليه، ويجمع أعاريض، وهو فواصل الأنصاف. والعروض تؤنث. والتذكير جائز. والعَروض طريق في عُرْض الجبل، وهو ما اعترض في عُرْض الجبل في مضيق، ويجمع [على] «8» عُرُض.
__________
(1) يشتق الفرس في عدوه، أي: يذهب يمينا وشمالا. وفي اللسان (شفق) : وقد اشتَقَّ في عدوه كأنه يميل في أحد شقيه.
(2) جاء في م: وفي (عدوه) شق.. وهو تحريف ولا معنى له.
(3) القائل هو (رؤبة) والرجز منسوب إلى (رؤبة) في التاج (عرض) . وهو اللسان (عرجل) غير منسوب.
(4) في ط وس: خواجل. وجاء في اللسان (عرجل) : أنشد الأزهري في ترجمة عرضن:
تَعدُو العِرَضْنَى خَيلُهُم. حَراجِلا
وقال: حراجل وعراجل: جماعات
(5) يبدو أن هذه الفقرة هنا مقحمة.
(6) في ص وط وقد سقطت من س وم.
(7) الرجز في التاج (عرض) غير منسوب، وهو فيه مما أنشد (الأصمعي) .
(8) زيادة اقتضاها السياق.(1/275)
والعُرْض عُرْض الحائط وهو وسطه. وعُرْضُ النهر وسَطُهُ. قال لبيد: «1»
فتوسّطا عرض السري.... ............
أي وسط النهر. ومن روى: عَرْضَ السرِي يريد سعة الأرض، الذي هو خلاف الطوّل. يقال جرى في عُرض الحديث، ودخل في عُرْض الناس، أي: وسطهم، وكلّما رأيت في الشعر: عن عُرْض فاعلم أنّه عن جانب، لأنّ العرب تقول: نظرت إليه عن عُرْض، أي ناحية. واعَرَضُ من أحداث الدّهر نحو الموت والمرض وشبهه. وعَرَضَتْ له الغولُ، أي: تغّولته وبدت له. وعَرَضَ له خير أو شرّ، أي: بدا. وفلان عُرْضة للناس لا يزالون يقعون فيه. وأصاب من الدنيا عَرَضاً قليلاً أو كثيراً. قال:
من كان يرجو بقاء لا نفاد له ... فلا يكن عَرَضُ الدنيا له شجَنا «2» )
وفي فلان على أعدائه عُرْضيّة، أي: صعوبة. والمَعِرض «3» : المكانُ الذي يُعْرَضُ فيه «4» الشيء. وثوب مِعْرَضٌ، أي: تُعْرَضُ فيه الجارية. وعارضةُ الباب: الخشبة التي هي مِساكُ العِضادتين من فوق. وفلان شديد العارضة، أي: ذو جَلَد وصرامة. وعارِض وجهك ما يبدو منه عند الضحك. قال زائدة: أقول: عارض الفم لا غيرُ «5» .
__________
(1) ديوانه ... ق 48 ب 34 ص 307.. السري: نهر صغير. وتمام البيت:
فتوسطا عرض السري وصدعا ... مسجورة متجاوزا قلامها
(2) البيت في التاج (عرض) غير منسوب.
(3) في ص وط: فالمعرض. وما أثبتناه فمن (س) .
(4) في ص وس، أما ط فقد سقطت (فيه) منها.
(5) في ط وس: لا غيره.(1/276)
ورجل خفيف العارضين، أي: عارضي لحيته. وتجيء العوارض في الشعر يريد به أسنان الجارية. قال: «1»
......... بقسيمةٍْ «2» ... سبقت عَوارضها إليك من الفم
والعوارض: سقائف المحمل العِراض التي أطرافها في العارضتين، وذلك أجمع سقائف المحمل العراض، وهي خُشُبه، وكذلك العورض من الخشب فوق البيت المسقف إذا وضعت عرضاً. والعوارض: الثنايا. قال «3» :
تجلو عوارض ذي ظَلْم إذا ابتسمت ... كأنّه مُنْهَلٌ بالرّاح معلول
الظَّلْمُ: ماء الأسنان كأنه يقطر منها. وقال أبو ليلى: الظلم صفاء الأسنان وشدة ضوئها. قال «4»
إذا ما رنا الرائي إليها بطرفه ... غروب ثناياها أضاء وأظلما
يعني من ظَلْم الأسنان. وقيل: العوارض: الضواحك، لمكانها في عُرْض الوجه، وهي تلي الأنياب «5»
عضر: العَضْرُ: لم يستعمل في العربية، ولكنه حيّ من اليمن. ويقال: بل هو اسم موضوع لموضع. قال زائدة: عَضَرَ بكلمة، أي باح بها. وهل سمعت بعدنا عضرة، أي: خبرا
__________
(1) القائل (عنترة) ، والبيت من معلقته وتمام الشطر الأول:
وكأن فأرة تاجر بقسيمة
(2) سقطت (بقسيمة) من س.
(3) القائل: (كعب بن زهير) ، والبيت من قصيدته: بانت سعاد. شرح ديوانه ص 7.
(4) البيت في اللسان والتاج (ظلم) غير منسوب، والرواية فيهما:
إذا ما اجتلى الرائي ...
(5) هذا من س. وفي ص وو! وهو يلي الأنياب.(1/277)
(باب العين والضاد واللام معهما) (ع ض ل، ع ل ض، ض ل ع مستعملات ض ع ل، ل ض ع، ل ع ض مهملات)
عضل: العَضَلة: موضع اللحم من الساقين والعضدين. وإنه لعضِل الساقَين إذا كثر لحمهما. ويد عضِلة، وساق عضِلة: ضخمة. وداء عُضال، إذا أعْيىَ الأطباء، وأَعْضَلَهم فلم يقوموا به. وأمر مُعْضل يغلب الناس أن يقوموا به «1» . قال ذو الإصبع «2» :
واحدةٌ أعضّلكم أمرُها ... فكيف لو دُرْتُ على أربع
بلغنا أنّ ذا الإصبع تزوج فأتي حيّه يسألهم مهرها فلم يعطوه، فهجاهم يقول: عجزتم عن مهر واحدة فكيف لو تزوجت بأربع نسوة. وقوله: فكيف لو درْت، أي: فكيف لو قامت الحرب على ساق. ولو قيل للحم الساق عضيلة وعضائل جاز. وتقُول: عضَّلْتُ عليه، أي: ضيَّقْتُ عليه في أمره وحلت بينه وبين ما يريد ظلماً. وعُضِلَتِ المرأة، بالتخفيف إذا لم تطلّق، ولم تترك، ولا يكون العَضْلُ ألاّ بعد التزويج. وعَضَّلَتِ المرأةُ بولدها، إذا عسر عليها ولادُها، وأَعْضَلَتْ مثله، وأعْسَرَتْ فهي معضل [ومعضل] «3» .
__________
(1) سقطت هذه الفقرة كلها من (م) .
(2) الديوان ق 11 ب 1 ص 65. البيت في المحكم 1/ 252 غير منسوب والرواية فيه:
أعضلكم شأنها ... فكيف لو قمت
. وفي اللسان (عضل) غير منسوب أيضا والرواية فيه
أعضلني داؤها ... فكيف لو قمت.
(3) زيادة اقتضاها السياق من المحكم 1/ 251.(1/278)
والعَضَل مواضع «1» بالبادية كثيرة الغياض «2» . بنو عضَل من أسد. واعضَلَتِ «3» الشجرة إذا كثرت «4» أغصانها، واشتدّ التفافها، قال: «5»
............ شجاعٌ ... تَرَاَّدَ في غصون معضئلّه
علض: العِلَّوْض: ابن آوى بلغة حمير، ولم يعرفه الضرير وغيره.
ضلع: الضِّلَع والضِّلْعُ. يقال: ناولته ضلعاً من بطِّيخ، تشبيهاً بالضلع. وثلاثُ أَضْلُع، والجميع أضلاع. والضِّلَعُ يؤنث. والضِّلَعُ القُصَيْرَى: آخر الأضلاع من كل شيء ذي ضِلَع وأقصرها.
وفي الحديث: إنّ حواء خلقت من الضِّلَعِ القُصَيْرَى من ضلوع آدم عليه السَّلام.
والالتواءُ في أخلاق النساء وراثة عَلِقَتْهُنّ من الضِّلَع، لأنّها عوجاء. والضَّليع: الجسيم. قال «6» :
عبل وكيع ضليع مقرب أرن ... للمقربات أمام الخيل معترق
__________
(1) في (م) : موضع والصواب ما أثبتناه وفي اللسان: موضع بالبادية كثير الغياض.
(2) في ط: العياض بالعين المهملة وهو تصحيف.
(3) في النسخ اعضالت بتسهيل الهمزة وصوابه من المحكم بآية ما جاء في البيت بعده.
(4) هذا من (س) وفي ص وط: كثر.
(5) البيت في المحكم 1/ 252 غير منسوب أيضا وتمامه فيه:
كأن زمامها أيم شجاع ... تراد في غصون معضئله
وقد وهم (م) وألحق (شجاع) ب (قال) حتى كان اسم القائل، وهو وهم. الأيم: الحيةو الترؤد: التلوي والتميل.
(6) القائل هو (سليمان بن يزيد العَدَويّ) ، كما في التاج (وكع) . العبل: الضخم. الوكيع: الصلب الشديد المتين. الأرن: النشيط المقرب: من الخيل التي تقرب وتكرم. المعترق: فرس معروق ومعترق إذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أن يكون معروق الخدين.(1/279)
والأضلَع: يوصف به الشديد «1» والغليظ. ودابّة مُضْلِع: لا تقوَى «2» أضلاعها على الحمل. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ، أي: مُثْقِل. واضطلعت بهذا الحِمْل، أي: احتملته أضلاعي. وإنّي «3» لهذا الحِمْل مضطلع، ولهذا الأمر «4» مطُّلع، الضاد مدغمة في الطاء، وليس من المطالعة. والمضلّعة من الثياب: التّي وشيُها مثل الضِّلَع. قال أبو ليلى: هو المسبّر. قال «5» :
تَجَافَى عن المأثور بيني وبينها ... وتُدني [عليها] «6» السابريّ المضلّعا
ورجل أضلَعُ، وامرأة ضلعاءُ، وقوم ضُلْعٌ، إذا كانت سنّه شبيهة بالضِّلَع. والضالع: الجائر والمائل، أخذه من الضِّلَعِ لأنّها مائلة عوجاء. قال النابغة: «7»
أتأخذ عبداً لم يخنْكَ أمانةً ... وتترك عبداً ظالماً وهو ضالع
وفلان أضلعهم، أي: أضخمهم.
__________
(1) سقطت الواو في م.
(2) في ص وط: لا تقوا، وهو خطأ في الرسم.
(3) في ط: وافي، وهو تصحيف.
(4) بياض في الأصل (ص) . وفي ط: القوم، وما أثبتناه فمن (س) . وجاء في التهذيب 1/ 478 عن الليث: يقال إني بهذا الأمر مضطلع ومطلع.
(5) القائل: (امرؤ القيس) . ديوانه ق 51 ب 15 ص 242.
(6) من الديوان.. في النسخ: الثياب، وما أثبتناه من الديوان أصوب.
(7) ديوانه ص 50.(1/280)
باب العين والضاد والنون معهما (ن ع ض يستعمل فقط)
نعض: النُّعْضُ: اسم شجر «1» معروف عندهم. قال عرَّام: لا ينبت النّعض إلاّ بالحجارة، وهي شجرة خضراء تُشبه المَرْخ «2» ، ليس لها ورق، ولكنَّها خيطان. والخيطان: التي لا شوك لها ولا ورق.
باب العين والضاد والفاء معهما (ض ع ف، ض ف ع، ف ض ع مستعملات ع ض ف، ع ف ض، ف ع ض مهملات)
ضعف: ضَعُفَ يضعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً. والضُّعْفْ: خلاف القوّة. ويقال: الضَّعْفُ في العقل والرأي، والضُّعْفُ في الجسد. ويقال: هما لغتان جائزتان في كلّ وجه. ويقال: كلّما فتحت بالكلام فتحت بالضَّعْف. تقول: رأيت به «3» ضَعْفاً. وأنَّ به ضَعْفاً، فإذا رفعت أو خفضت فالضم أحسن، تقول: به ضُعْفٌ شديدٌ. وفَعَلَ ذاك من ضُعْفٍ شديد.
__________
(1) في الأصل (ص) : شجرة، وما أثبتناه فمن ط وس.
(2) في اللسان (مرخ) قال أبو حنيفة: المرخ من العضاة وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظل فيه، وليس له ورق ولا شوك وعيدانه سلبة قضبان دقاق.
(3) سقطت (به) من ط.(1/281)
رجل ضعيفٌ، وقوم ضُعَفاءُ ونسوة ضعيفات، وضعائف. أنشد عرّام: «1»
أيا نفسُ قد فرّطْتِ وهي قريبة ... وأبليت ما تبلى النفوس الضعائف
ويجمع الرجال أيضاً على ضَعْفَى، كما يقال حِمْقَى. ويقال: رجالٌ ضِعافٌ، كما يقال خِفافٌ. وتقول أضعفته إضعافاً، أي: صيرته ضعيفاً. واستضعفته: وجدته ضعيفاً فركبته بسوء. وفي معنى آخر «2» : أضعفت الشيء إضعافاً، وضاعفته مضاعفة، وضعّفته تضعيفاً، وهو إذا زاد على أصله فجعله مثلين أو أكثر. وضَعَفْتُ القومَ أَضْعُفُهُمْ ضَعْفاً إذا كَثَرْتُهُمْ، فصار لك ولأصحابك الضِّعْفُ عليهم.
ضفع- فضع: «3» ضَفَعَ الإنسان يَضْفَعُ ضَفْعاً، إذا جَعَس. وفَضَعَ ... لغتان، مثل جذب وجبذ مقلوباً.
__________
(1) لم يقع لنا القائل ولا القول.
(2) في س، وعنها في م: ويقال في معنى آخر.
(3) جاء في الهامش ال (4) من ص: ورد هذان العنوانان مقترنين في جميع النسخ وقد أفردهما الأزهري وابن سيده. وهو سهو فقد جمعهما الأزهري كما جمعا في العين. انظر التهذيب ص 483، ولم يفعل ابن سيده شيئا ذا بال في فصلهما فقد قال في ترجمة الثانية: فضع فضعا كضفع. انظر المحكم 1/ 255.(1/282)
باب العين والضاد والباء معهما (ع ض ب، ب ع ض، ض ب ع، ب ض ع مستعملات ع ب ض، ض ع ب مهملان)
عضب: العَضْبُ: السيف القاطع. عَضَبَهُ يَعْضِبُهُ عَضْباً، أي قطعه. وشاة عضباء: مكسورة القرن. وقد عَضِبَتْ عَضَباً، وأعضبتها إعضاباً، وعَضَبْتُ قَرْنَها فانعضب، أي: انكسر. ويقال العَضَبُ يكون في أحد القرنين. وناقة عضباء، أي: مشقوقة الأذن. ويقال: هي التي في أحد أُذُنَيْها شق وسمّيت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم العضباء.
بعض: بعض كل شيء: طائفة منه. وبعضته تبعيضاً، إذا فرَّقته «1» أجزاء. وبعض مذكَّر في الوجوه كلها، كقولك: هذه الدّار متّصل بعضُها ببعض. وبعض العرب يصل ب (بعض) كما يصل ب (ما) ، كقول الله عز وجل: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ «2» . وكذلك ببعض في هذه الآية: وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ «3» . والبعوض: جمع البعوضة، وهي المؤذية العاضَّة في الصيف.
ضبع: ضَبِعَتِ النّاقةُ ضَبْعاً وضَبَعَةً فهي ضَبِعَةٌ، وأَضْبَعَتْ فهي مُضْبِعَةٌ إذا أرادتِ الفحل
__________
(1) هذا في جميع النسخ. في (م) : مزقته بميم وزاي. ولا ندري من أين.
(2) سورة آل عمران 159.
(3) سورة غافر 28.(1/283)
وفي معنىً آخر: ضَبَعَتْ تَضْبَعُ ضَبْعاً، وضبّعت تضبيعاً، وهو شدّة سيرها. وضَبَعانها اهتزازها، واشتقاقها من أنّها تمّد ضَبْعَيْها في السَّير والضَّبْعُ وسط العضُد بلحمه، قال العجاج: «1»
وبلدة تمطو العَناقَ الضُّبَّعا
قال عرّام: الضَّبعة: اللحم [الذي] «2» تحت العضُدِ مما يلي الإبط. والمَضْبَعَةُ اللّحم الذي تحت الإبط من قُدُم. قال موسى «3» : فرس ضابع إذا كان يتبعُ أحد شقّيه، فَيَثْني عُنُقه، وهو أن يركض فيقدم إحدى رجليه. ويجمع: ضوابع. والرّجُل يضطبع بالثوب أو بالشيء إذا تأبَّطه. ضُباعَةُ اسمُ امرأة. ضُبَيعَة: قبيلة، والنسبة إليها: ضَبَعِيّ «4» والضِّبْعان: الذكر من الضِّباع، ويجمع على ضِبْعانات، لم يرد بالتاء التأنيث، إنما هو مثل قولك: فلان من رجالات الدنيا. قال الخليل: كلّما اضطرّوا إلى جماعة فَصَعُبَ عليهم واستُقبح ذهبوا به إلى هذه الجماعة، تقول: حمّام وحمّامات، كما يقولون: فلان من رجالات الدنيا.
__________
(1) ليس الرجز في ديوانه. ونسب في التاج (ضبع) إلى (رؤبة) . والضبع جمع ضابع.
(2) في (ص) وهي الأصل: التي، وكذا في ط. في س: اللحمة التي. ويبدو أن الصواب ما أثبتناه.
(3) في س وحدها: أبو موسى وقفتها (م) . ولم يقع لنا أبو موسى هذا.
(4) سقطت هذه الفقرة كلها من س ثم م.(1/284)
قال: «1»
وبُهلُولاً وشِيعَتَهُ تركنا ... لضِبْعَانَات مَعْقُلَةٍ منابا
قال زائدة: هو منّى مناب، أي هو منّى على بعد ليس كلّ البعد. والضِّبَاعُ: جمع للذَّكَر والأُنْثَى، ولغة للعرب: ضَبْع جزم. والضَّبْعُ: السنة المجدبة. قال: «2»
أبا خراشةَ إمّا كنتَ ذا نفر ... فإنَّ قومي لم «3» تأكلهم الضَّبُعُ
بضع: بَضَعْتُ اللحم أَبْضَعُه بَضْعاً، وبضَّعْتُه تبضيعاً، أي: جعلته قِطَعاً. والبَضْعَةُ: القطعة، وهي الهَبْرَةُ. وفلان شديد البَضْع والبَضْعَة، أي: حسنها إذا كان ذا جسم وسِمَنٍ. قال: «4»
خاظي البضيع لحمه كالمرمر
وبضعت من صاحبي بضوعاً إذا أمرته بشيء فلم يفعله فدخلك منه شيء «5» وبضعت من الماء بضوعاً، أي: رويت. والبُضْعُ اسم باضعتها، أي: باشرتها. وبضعتها بضعا، أو بضعا، وهو «6» الجماع
__________
(1) لم يقع لنا. والبيت في اللسان والتاج (ضبع) غير منسوب.
(2) القائل هو (العباس بن مرداس) . والبيت من أبيات الكتاب، والرواية في الكتاب 1/ 148،
أبا خراشة إما أنت ذا نفر....
وهي رواية الصحاح واللسان والتاج (ضبع) أيضا. أما رواية ابن دريد في الجمهرة فمطابقة لما جاء في العين. وقوله: (إمّا كنتَ ذا نفر) أي: إن كنت ذا نفر، و (ما) لغو.
(3) في ط: (لا) مكان (لم) ، والصواب: ما في ص وس وهو ما أثبتناه.
(4) لم يقع لنا القائل ولا القول. غير أن الجمهرة أوردت رجزا يشبه هذا ونسبته إلى (الأغلب العجلي) وهو قوله:
خاظي البَضيع لحمُه خَظَا بظا
الخاظي: المكتنز، والبضيع: اللحم أو الهبر. وقال في التهذيب 1/ 487 وأنشد [أي (الليث:) ]
خاظي البضيع لحمه خظا بظا.
(5) هذا من (س) وقد سقط من ص وط.
(6) من (س) . في ص وط. وهي.(1/285)
والبضاعة: ما أبضعت للبيع كائناً ما كان. ومنه الإبضاعُ والإبتضاعُ. والباضعة: شجة تقطع اللحم. والباضعةُ: قطعة من الغنم انقطعت عن «1» الغنم. يقال: فِرْقٌ بواضعُ. والبَضِيعُ: البحر. قال «2» :
سادٍ تجرّمَ في البَضِيع ثمانياً ... يُلْوَى (بفيفاء) «3» البحور ويُجْنَبُ
ويُرْوَي بعَيْقات البحور. قال الهذليّ يصف حمار الوحش «4» :
فظلَّ يُراعي الشَّمْس حتَّى كأنَّها ... فويق البَضِيع في الشعاع جميل «5»
الجميل هاهنا: الشّحم المذاب، شبه شعاع الشمس في البحر بدسم الشحم المذاب. والبِضْعُ من العدد ما بين الثلاثة إلى العشرة، ويقال: هو سبعة. قال عرَّام: ما زاد على عقد فهو بِضع، تقول: بضعة «6» عشر وبضع وعشرون وثلاثون «7» ونحوه.
__________
(1) في س وحدها: من.
(2) القائل هو (ساعدة بن جؤية) . ديوان الهذليين 1/ 172 والرواية فيه: بعيقات.. يلوي بواو مكسورة. والبيت في التهذيب 1/ 487 برواية الديوان. وفي المحكم 1/ 259 والرواية فيه يلوى بفتح الواو كما في النسخ الثلاث. في ص وط: بفيفا وهو تصحيف وما أثبتناه فمن (س) . ساد: مقلوب من الإسآد وهو سير الليل. والعيقات: ساحات البحر. ويجنب: تصيبه الجنوب.
(3) هذا في ص وط أما في (س) و (بقيعاء) وكلها فيما يبدو مصحف، ولم نهتد إلى الصواب.
(4) القائل: (أبو خراش الهذلي) . ديوان الهذليين 2/ 119. والرواية فيه: فلما رأين ... خميل بالخاء وجاء في شرح البيت: صارت الشمس حين دنت للغروب كأنها قطيفة لها خمل لشعاعها.
(5) في (ص) و (ط) : جميل بالجيم، وفي (س) : خميل، وعنها في (م) وهو تصحيف. فقد جاء في تفسير الكلمة: الجميل هاهنا: الشحم المذاب، (والشحم المذاب) هو تفسير ل (جميل) بالجيم، لا ل (خميل) بالخاء. والبيت في اللسان (خمل) . والرواية فيه:
وظلت تراعي الشمس..... ... خميل.
(6) هذا في جميع النسخ، وفي (م) بضعة وعشرون ولا ندري من أين.
(7) في (س) وحدها: وبضع وثلاثون. وعنه في (م) .(1/286)
وأبْضَعْته بالكلام إبضاعاً، وهو أن تبيّن له ما تنازعه حتى تشتفي منه كائناً ما كان. وبَضَعْتُه فانبضع، أي قطعته فانقطع. وبُضِعَ الشيء، أي: فُهِمَ.
باب العين والضاد والميم معهما (ع ض م، م ع ض يستعملان فقط)
عضم: العَضْم: مَعْجِسُ «1» القوس والجميع العِضام، وهو ما وقعت عليه أصابع الرَّامي. قال «2» :
ربّ عضم رأيت في جوف ضَهر
الضَّهر: موضع في الجبل. والعِضامُ: عسيب البعير وهو عظم الذّنب لا الهُلب، و [أدنى] «3» العدد: أَعْضِمَة، والجميعُ: العُضُم. والعَضْمُ: خشبة ذات أصابع يُذَرَّى بها الحنطة فَيُنَقَّى من التِّبن. وعَضْمُ الفَدّان: لوحه العريض الذّي في رأسه الحديدة التي تشقّ بها الأرض، لم يعرفه أبو ليلى.
معض: مَعِضَ الرجل من شيء يسمعه، وامتعض منه إذا شقَّ عليه وأوجعه فامتعض منه، أي: توجّع منه.
وفي الحديث: فأشفق «4» عليه امتعاضه
أي: موجدته.
__________
(1) المعجس: المقبض.
(2) لم نهتد إلى القائل. والشطر في التهذيب 1/ 491 وفي اللسان (عضم) وهو غير منسوب.
(3) زيادة اقتضاها السياق.
(4) في (ط) : فاشتق، وهو تصحيف.(1/287)
والمجاوز «1» أمعضته إمعاضاً، ومعَّضته تمعيضاً إذا أزلت به ذلك. قال رؤبة «2» :
فهي تَرى ذَا حاجةٍ مؤتضَّا ... ذا مَعَضٍ لولا يردّ الْمَعْضا
باب العين والصاد والدال معهما (ع ص د، ص ع د، د ع ص، ص د ع مستعملات ع د ص، د ص ع مهملان)
عصد: قلت لأبي الدقيش: ما العَصْدُ؟ قال: تقليبك العصيدة في الطَّنجير بالمِعصدة. تقول: عَصَدَ يَعْصِدُ عَصْداً. قلت: هل تعرفه العرب العاربة ببواديها؟ قال: نعم! أما سمعت قول غيلان «3» :
على الرحل مما منه السير «4» عاصد
أي: يذبذب رأسه ويضطرب شبه الناعس الذي يعصد لخفة رأسه. وقال بعضهم: العاصد في هذا البيت هو الميّت وهو خطأ. والعِصواد: جلبة في بلية. تقول: عصدتهم العصاويد، وهم في عصواد من أمرهم، وفي عصواد بينهم، يعني البلايا والخصومات. وجاءت الإبل عصاويد: يركب بعضها بعضاً. قال زائدة: (أقول) «5» جاءت
__________
(1) في س وعنه في م: المحاور بالمهملتين، وهو تصحيف. وقوله: المجاوز بالمعجمتين: الفعل المجاوز، أي: المتعدي.
(2) ديوانه 79 والشطر الثاني في التهذيب 1/ 491 وفي اللسان (معض) . وفي (م) : موئضا. وهو تصحيف.
(3) ديوان ذي الرمة ق 35 ب 37 ص 1112 ج 2 وصدر البيت:
ترى الناشىء الغريد يضحي كأنه
. وفي س وعنه في م: مشه وهو تصحيف.
(4) سقطت من الأصل (ص) ، وأثبتناها من (ط) و (س) .
(5) سقطت من ط وس.(1/288)
الإبل عصاويد، أي: متفرقة وكذلك عصاويد الظلام لتراكبه.
وعَصَدَ البعيرُ إذا مات «1»
قال غيلان:
............ ... على الرحل مما منه السير عاصد
ويقال لخفة رأسه.
صعد: صعِد صعوداً، أي: ارتقَى مكاناً مشرفاً. وأصعد إصعاداً، أي: صار مستقبل حدور نهرٍ أو وادٍ، أو أرضٍ أرفع من الأخرى. قال الشماخ: «2»
لا يدركنّك إفراعي وتصعيدي
الإفراع هاهنا: الإنحدار. والصَّعود: طريق منخفض من أسفله إلى أعلاه. والهَبُوط من أعلاه إلى أسفله. والجميع: أصعدة وأهبطة. والصَّعود أيضاً بمنزلة الكَؤود من عقبة، وارتكاب مشقة في أمر. والعرب تؤنثه، وقول العرب: لأرهقنّك صَعودا، أي: لأجشمنّك مشقة من الأمر. واشتق ذلك، لأن الارتكاب في صَعود أشق من الارتكاب في هَبوط. وقول الله عز وجل: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً
«3» أي: مشقة من العذاب، ويقال: بل هو جبل من جمرة واحدة يكلّف الكفرةُ ارتقاءه، فكلّما وضع رجله ليرتقي ذاب إلى أصله وركه. ثم تعود صحيحة مكانها، ويضربون بالمقامع.
__________
(1) في س وم بعد كلمة (مات) : وبه وبخفة الرأس فسر قول غيلان.
(2) ديوانه. ق 4 ب 10 ص 115، والرواية فيه: تفريعي. وصدر البيت:
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي
(3) سورة المدثر 17.(1/289)
والصَّعود: الناقة يموت ولدها، فترجع «1» إلى فصيلها الأول فتَدرّ عليه، يقال: هو أطيب للبنها.. وجمعها: صُعُد. قال خالد بن جعفر «2» :
أمرت بها الرعاء ليكرموها ... لها لبن الخلية والصعود
يعني مهره. أمر «3» أن يُسقَى اللبن. والصَّعيد: وجه الأرض قلّ أو كثر. تقول: عليك بالصَّعيد، أي: اجلس على الأرض وتَيَمَّم الصَّعيد، أي: خذ من غباره بكفيك للصلاة. قال الله: عز وجل فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً «4» *. قال ذو الرّمة «5» :
قد استحلّوا قسمةَ السجود ... والمسحَ بالأيدي من الصّعيد
والصَّعدةُ القناة المستوية تنبت كذلك، ومن القصب أيضاً، وجمعه: صِعاد. قال:
................ ... خرير الريح في القصب الصّعاد
والصَّعدةُ من النّساء: المستقيمة التامّة، كأنّها صَعْدَةٌ، فإذا جمعت للمرأة «6» قلت: ثلاث صَعْدات، جزم «7» ، لأنه نعت، وجمع القناة: صَعَدات مثقّلة. لأنّه اسم. والصُّعدَاء: تنفس بتوجع. قال «8» :
__________
(1) ص، ط، س، م أيضا: فترفع. والظاهر أنه تصحيف، وصوابه من التهذيب 2/ 9 ومن اللسان (صعد) .
(2) ص، ط، س: خالد بن جعفر وفي م: خلف بن جعفر ولا ندري من أين. وعجز البيت في التهذيب 2/ 9 وتمام البيت في اللسان (صعد) والرواية فيه: أمرت لها ...
(3) هذا من س. وفي ص وط: يعني مهره أن يسقي اللبن.
(4) سورة النساء 43 والمائدة 8.
(5) ديوانه (دمشق) ق 11 ب 40، 41 ص 339/ 340 ج 1. والرواية فيه: حتى استحلوا
(6) س: للنساء.
(7) أي: بسكون العين، لأنها صفة، وفعلة صفة تجمع على فعلات بسكون العين، واسما على فعلات بفتح العين.
(8) لم يقع لنا القائل والقول.(1/290)
وما اقترأتُ كتاباً منك يبلُغُني ... إلاّ تنفّست من وجدٍ بكم صُعَدا «1»
ويقال للحديقة إذا خربت، وذهب شجرها: صارت صعيداً، أي: أرضاً مستوية. وقال زائدة: الصَّعدةُ: الاتانُ، والجمع صِعاد وصَعَدات. وتقول: افعل كذا وكذا فصاعدا، أي: فما فوق ذلك.
دعص: الدِّعْص: قَوْزٌ من الرمل مثل التلال. الواحدة: دِعصة. ويقال دِعْصَة، ودِعْص فمن أنّثه يريد به رملة، ومن ذكرره يريد به الكثيب. والمندعص: الشيء الميّت إذا انفسخ «2» ، وشبه بالدِّعْص لورمه أو ضعفه. قال «3» :
كدِعْص النقا يمشي الوليدان فوقه............... .....
صدع: الصَّدَع: الفتيّ من الأوعال. والرّجل الشاب المستقيم القناة. قال «4»
قد يترك الدهر في خلقاء راسية ... وهيا وينزل منها الأَعْصَمَ الصَّدَعَا
والصَّدْعُ: شقّ في شيء له صلابة. وصَدَعْتُ الفلاةَ قطعتُ وسطَ جوزِها. والنَّهْرُ تَصْدَعُ في وسطه فتشقّه شقاً. والرّجلُ يَصْدَعُ بالحق: يتكلّم به جهاراً، قال أبو ذؤيب «5» :
فكَأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وكأنَّهُ ... يَسَرٌ يُفيضُ على القِداحِ ويصدع
__________
(1) قصر للضرورة.
(2) س: تفسخ. انفسخ وتفسخ واحد.
(3) لم يقع لنا القائل والقول.
(4) القائل هو الأعشى ديوانه ق 13 ب 3 ص 101 وقد وهم في م إذ نسبه إلى (ذي الرمة) . والبيت في التاج (صدع)
(5) ديوان الهذليين. القسم الأول ص 6. الربابة بكسر الراء: خرقة تغطى بها القداح. واليسر محركة: الذي يضرب بالقداح.(1/291)
أي: يبين سهم كلّ إنسان يخرج له مُعلناً. والصَّدْعُ: نبات الأرض لأنه يصدع الأرض، والأرض تتصدَّع عنه «1» والصَّديعُ: انصداع الصبح. قال «2» :
ترى السرحان مفترشا يديه ... كأن بياضَ لَبَّتِهِ صديعُ
ويقال: بل الصديعُ رقعةٌ جديدةٌ في ثوبٍ خَلَقٍ. والصُّداع: وجعُ الرأس. صُدِّع الرجلُ تصديعاً، ويجوز صُدِعَ فهو مصدوع في الشعر. صدَّعْتُهم فَتَصَدَّعوا أي: فرّقتهم فتفرّقوا. وإذا تغيّب الرجل فاراًّ في الأرض يقال: تَصدعُ به الأرض. اشتقاقه من الصَّدْعِ، وهو الشق والفعل اللازم: انصدع انصداعاً. والصَّديع: جبل.
باب العين والصاد والتاء معهما (ص ت ع يستعمل فقط)
صتع: العرب تقول: جاء فلان يتصتّع إلينا، أي: يذهب بلا زاد، ولا نفقة، ولا حقٍّ واجب. وقال أبو ليلى: بل هو التردّد، أي: يذهب مرة، ويعود أخرى.
باب العين والصاد والراء معهما (ع ص ر، ع ر ص، ص ع ر، ر ع ص، ص ر ع، ر ص ع)
عصر: العَصْرُ: الدّهر، فإذا احتاجوا إلى تثقيله قالوا: عُصُر، وإذا سكنوا الصاد لم يقولوا
__________
(1) الفقرة كلها سقطت من (م) .
(2) القائل هو (معديكرب الزبيدي) . ديوانه ق 52 ب 30 ص 142. والرواية فيه: به السرحان ...(1/292)
إلاّ بالفتح، كما قال «1»
............ ... وهل يَنْعَمَنْ من كان في العُصُرِ الخالي
والعصران: الليل والنهار. قال حميد بن ثور «2» :
ولا يَلْبِثُ العَصْرَانِ يوماً وليلةً ... إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما
والعَصر: العشيّ. قال «3» :
يروحُ بنا عمْروٌ وقد عَصَرَ العَصْرُ ... وفي الرَّوْحَةِ الأولَى الغنيمةُ والأجرُ
به سمّيت صلاة العصر، لأنّها تعصر. والعصران: الغداة والعشيّ. قال «4» :
المطعم الناس اختلاف العَصْرَيْنِ ... جفان شيزى كجوابي الغربين
يعني للحدس التي يصيب فيها الغربان. والعصارة ما تحلب من شيء تعصره. قال العجاج «5» :
عصارة الجزء الذي تحلبا
يعني بقية الرَّطْب في أجواف حمر الوحش التي تجزّأ بها عن الماء. وهو العصير أيضاً. قال «6» :
__________
(1) القائل: (امرؤ القيس) . ديوانه ق 2 ب 1 ص 27 والرواية فيه: وهل يعمن. وصدره ...
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي....
(2) ديوانه ق أب 5 ص 8 والرواية فيه: إذا طلبا ...
(3) لم يقع لنا القائل. وصدر البيت في التهذيب 2/ 14 والبيت كاملا في المحكم 1/ 265، وفي اللسان والتاج (عصر) . والرواية في الأربعة:
تروح بنا يا عمرو قد قصر العصر.
(4) لم يقع لنا الراجز ولا الرجز.
(5) ليس في ديوانه وهو في التهذيب 2/ 15 وفي اللسان (عصر) بلا عزو. والرواية في اللسان: عصارة الخبز مكان الجزء.
(6) لم يقع لنا الراجز. والرجز في التهذيب 2/ 15 وفي اللسان (عصر) بلا عزو.(1/293)
وصار باقي «1» الجزء من عصيره ... إلى سَرار الأرض أو قعوره
يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض، ويبس ما سواه. وكلّ شيء عُصِر ماؤه فهو عصير، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر. والاعتصار أن تخرج من إنسان مالاً بغرم أو بوجه من الوجوه. قال «2» :
فمن واستبقى ولم يعتصر ... من فرعه مالاً ولا المكسر
مَكسِره لشيء أصله، يقول: منّ على أسيره فلم يأخذ منه مالاً من فرعه، أي: من حيث تفرّع في قومه، ولا من مكسره، أي: أصله، ألا ترى أنّك تقول للعود إذا كسَرته: إنّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشّعر فوصف به أصله وفرعه. والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء، وهو شربه إياه قليلاً قليلاً، قال الشاعر «3»
لو بغير الماءِ حَلْقي شرِق ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري
أي: لو شرقت بغير الماء، فإذا شرقت بالماء فبماذا أعتصر؟ والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر، بلغت عصر شبابها. واختلفوا فقالوا: بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها. قال «4»
............ ... وفنّقها المراضعُ والعصورُ
__________
(1) في ط وس وعن س (فيما يبدو) في (م) : وضاربا في وهو تصحيف والصواب ما في الأصل (ص) وهو ما أثبتناه، ورواية التهذيب تطابقه. وفي اللسان: وصار ما في....
(2) لم يقع لنا القائل، والبيت في اللسان وفي التاج (كسر) وهو منسوب فيهما إلى الشويعر، والرواية في التاج: ولم يعصر.
(3) القائل هو (عدي بن زيد) . ديوانه ق 17 ب 5 ص 93. والبيت في التهذيب 2/ 15 وفي المحكم 1/ 267.
(4) لم نقف على القائل. والشطر في اللسان، وفي التاج (عصر) ولم ينسب فيهما. وفنق، أي: نعم. وهذه الكلمة في ط: وقفتها، وفي س: ووقفتها. وفي م: وقضتها وهذا كله تصحيف.(1/294)
ويجمع معاصير. قال أبو ليلى: إذا بلغت قرب حيضها، وأنشد «1» :
جاريةٌ بِسَفَوان دارهَا ... تمشي الهُوَيْنا مائلاً خمارُها
يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها إزارُها ... قد اعْصَرَتْ، أو قد دنا إعصارها
والمُعْصِرات: سحابات تُمْطِر. قال الله عزّ وجلَ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً «2» . وأعصر القوم: أُمْطِرُوا. قال الله عزّ وجلّ: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ «3» . ويقرأ يَعْصِرون، من عصير العنب. قال أبو سعيد: يَعْصِرون: يستغلّون أَرَضِيهم «4» ، لأن الله يُغنيهم «5» فتجيء عصارة أَرَضيهم، أي: غلّتها، لأنك إذا زرعتَ اعتصرتَ من زرعك ما رزقك الله. والإعصار: الريح التي تثير السَّحاب. أعصرتِ الرياح فهي مُعْصِرات، أي: مثيرات «6» للسحاب. والإعصار: الغبار الذي يستدير ويسطع. وغبار العجاجة إعصار أيضا. قال الله عز وجلّ: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ
«7» يعني العجاجة. والعَصَرُ: الملجأ، والعُصْرةُ أيضاً، والمُتَعَصَّرُ والمعْتَصَرُ، وهذا خلاف ما زعم في
__________
(1) الرجز في الجمهرة 2/ 354 منسوب إلى (منظور بن مرشد الأسدي) ، وقد سقط منه الثالث: ينحل.. والأخير في التهذيب 2/ 17 ولم ينسب. وفي الصحاح (عصر) غير منسوب، والرواية فيه: ساقطا خمارها وقد صحف اللسان فنسبه إلى (منصور بن مرشد الأسدي) . ونسبه في التكملة (عصر) إلى (منظور بن حبة) حاكيا ذلك عن ابن دريد. وحبة هي أم (منظور) .
(2) سورة النبإ 14.
(3) سورة يوسف 49.
(4) في م أراضيهم في الموضعين.
(5) في ط: يغيبهم، وهو تصحيف.
(6) هذا من س. في ص: مثير، وفي ط: مثير عصر.
(7) سورة البقرة 266.(1/295)
تفسير هذا البيت، في قوله «1» :
وعصْفَ جارٍ هدَّ جارُ المعتَصَرْ
قالوا: أراد به كريم البلل والنَّدَى، وهو كناية عن الفعل، أي: عمل جارٍ وهدَّ جار [المعتصر «2» ] فهذا معني كَرُمَ، أي: أَكْرِمْ به من مُعْتَصَر، أي: أنك تعصر خيره تنظر ما عنده، كما يُعْصَر الشراب. وقال عبد الله: هذا البيت عندي:
وعصَّ جارٍ هدَّ جاراً فاعتصر
أي: لجأ. وقال أبو دُواد في وصف الفرس «3» :
مِسَحٌّ «4» لا يواري العير ... منه عَصَرُ اللِّهْبِ «5»
قال أبو ليلى: اللِّهْب: الجبل، والعَصَرُ: الملجأ، يقول: هذا العَيْرُ إن اعتصر بالجبل لم ينج من هذا الفرس. وقال بعضهم: يعني بالعَصَر جمع الإعصار، أي: الغبار «6» : والعُصْرَةُ: الدِّنْيَةُ «7» في قولك: هؤلاءِ موالينا عُصْرَةً، أي: دِنْيَةَ، دون مَنْ سواهم. والمَعْصِرَةُ: موضع يُعْصَرُ فيه العنب.
__________
(1) القائل هو (العجاج) . ديوانه ق 2 ب 16 ص 63 (بيروت) . وجاء في الشرح: هو عصفي أي: هو كسبي و (هد جار المعتصر) أي: نعم جار المعتصر. يقال، كما في اللسان، إنه لهد الرجل، أي: لنعم الرجل. ابن سيده: هد الرجل، كما تقول: نعم الرجل.
(2) زيادة اقتضتها سلامة العبارة.
(3) شعره
(غر نباوم فينا
1948) ص 251. الأزمنة والأمكنة للمرزوقي حيدرآباد) ج 2 ص 333.
(4) هذا في الأصل (ص) وفي ط أيضا وهو الصواب، يقال: فرس مسح، أي: جواد سريع كأنه يصب الجري صبا. في س وعنه في م: مشيح وهو تصحيف ظاهر.
(5) اللهب هنا بكسر اللام وسكون الهاء، وقد جاءت محركة في (م) وليس بصواب.
(6) من س. في ص وط: غبار.
(7) في (م) : الدنية بياء مشدد في الموضعين وهو تصحيف قبيح، لأن (الدنية) هنا هي من قولهم: هو ابن عمي دنيا إذا كان ابن عمه لحا، وهي بدال مكسورة ونون ساكنة وياء مخففة.(1/296)
والمِعْصار: الذي يُجْعَلُ فيه شيء يُعْصَر حتى يُتَحلَّب ماؤه. وعَصَرْتُ الكرمَ، وعصرت العنب إذا وليته بنفسك، واعتصرت إذا عُصِرَ لك خاصة. والعَصْرُ العطية، عَصَرَهُ عَصْراً. قال طرفة «1» :
لو كان في إملاكنا واحدٌ «2» ... يَعْصِرُنا مثل الذي تَعْصِرُ
والعرب تقول: إنّه لكريم العُصارة. وكريم المعتَصَر، أي: كريم عند المسألة. وكلّ شيء منعته فقد اعتصرته.
ومنه الحديث: يعتصر الوالد على ولده في ماله «3» أي: يحبسه عنه، ويمنعه إياه.
وعَصرت الشيء حتى تحَلَّب. قال مرار بن منقد:
وهي لو تعصر من أردانها ... عبقَ المسكِ لكادت تَنعَصِر
وبعير معصور قد عصره السّفر عصراً.
عرص: العَرْص: خشبة توضع على البيت عُرضاً إذا أراد تسقيفه ثم يوضع عليه أطراف الخشب الصّغار. وعَرَّصت السقف تعريصاً. والعرّاص من السّحاب ما أطلّ من فوق، فقرب حتى صار كالسقف، ولا يكون إلاّ (ذا) «4» رعد وبرق. قال ذو الرّمة «5»
يَرْقَدُّ في ظلِّ عرَّاصٍ ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حصب
__________
(1) ديوانه ص 154 والرواية فيه: في أملاكنا ملك ... يعصر فينا كالذي والبيت في التهذيب 2/ 18 وفيه (أحد) مكان (واحد) وليس بصواب. وفي المحكم 1/ 266
(2) في ص وط أحد وليس صوابا.
(3) حديث عمر بن الخطاب كما في اللسان
والرواية في اللسان: أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده.
ورواية المحكم 1/ 266 مطابقة لما جاء في العين.
(4) في النسخ كلها: إلا ذو رعد، والصواب ما أثبتناه
(5) ديوانه. ق 1 ب 115 ص 126 ج 1. يرقد الظليم وزان يحمر: يعدو ويسر. والنافجة بالجيم الريح الشديدة، وفي جميع النسخ: النافحة بالحاء وهو تصحيف.(1/297)
والمُعَرَّص من اللّحم ما ينضج على أيّ لون كان في قدر أو غيره. يقال «1» المعرَّص الذي تعرَّصه على الجمر فيختلط بالرماد فلا يجود نضجه. والمملول «2» : المغيّب في الجمر، المفأد «3» : المشوي فوق الجمر، والمحنود: المشويّ بالحجارة المحماة «4» خاصة. وعَرْصَةُ الدار: وسطها، والجميع العَرَصات والعِراص.
صعر: الصَّعَرُ: مَيَل في العنق، وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقين. والتَّصعير إمالة الخدّ عن النظر إلى الناس تهاوناً من كِبْر وعظمة، كأنّه مُعْرض، قال الله عز وجل: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ «5» وربما كان الإنسان والظّليم أصعَر خلقةً.
وفي الحديث: يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلاّ أَصْعَرُ أو أبترُ «6»
يعني رُذالة الناس الذين لا دين لهم. قال سليمان «7» :
قد باشر الخد منه الأصعر العَفِرُ
والصُّعرورة: دحروجة الجُعَل، يصعرِرُها بالأيدي، قال زائدة: الصُّعْرور أيضاً جنس من الصَّمغ يخرج من الطَّلح. وقال زائدة: أقول: دُحْروجَة وصُعرورة وحُدْروجة، وكتلة ودهدهة كله واحد. قال «8» :
يبعرْنَ مثل الفلفل المصعرر «9»
__________
(1) من س. في ص وط: قال.
(2) في ط: العملول. وفي س: المغلول وكلاهما تصحيف.
(3) في م: المضأد بالضاد وهو تصحيف.
(4) في ط: المحاة.
(5) سورة لقمان 18.
(6) الحديث في التهذيب 2/ 27 وفي اللسان (صعر) .
(7) لعله (سليمان بن يزيد العَدَويّ) ، ولكننا لم نقف على الشطر فيما بين أيدينا من مراجع.
(8) لم نهتد إلى القائل. والرجز في الجمهرة 2/ 353 وفي التهذيب 2/ 27 وفي اللسان والتاج (صعر) بلا عزو. وروايته في الصحاح (صعر) :
سود كحب الفلفل المصعرر.
(9) الرواية في جميع النسخ: المصعور وهو تصحيف.(1/298)
وضربته فاصعنرر إذا استدار من الوجع مكانه، وتقبّض، ولكنّهم يدغمون النون في الراء فيصير «1» : اصعرّر وكل حمل شجر يكون أمثال الفلفل أو أكبر نحو ثمر الأبهل وشبه مما فيه صلابة يسمّى الصعارير.
رعص: الرَّعْص بمنزلة النّفض «2» . ارتعصت الشجرة، ورَعَصَتْها الريح، وأَرْعَصَتْها، لغتان. والثور يحتمل الكلب بطعنةٍ فيرعَصُه رَعْصاً إذا هزّه ونفضه.
صرع: صرعه صرعاً، أي: طرحه بالأرض «3» . والصِّراع: معالجتهما أيّهما يصرع صاحبه. ورجل صِرّيع، أي: تلك صنعته الّتي يعرف بها. وصرّاع شديد الصّرع وإن لم يكن معروفاً ... وصَروع للأقران، أي: كثير الصّرع لهم. والصّراعة مصدر الاصطراع بين القوم، وأصَّرَعة: القوم يصرعون من صارعوا. والصُّرَعَةُ: القوم يصرعون من صارعوا. والمِصراعان من الأبواب بابان منصوبان ينضمّان جميعاً مدخلهما في الوسط من المصراعين. ومن الشّعر: ما كان قافيتان في بيت.. يقال: صرَّعت الباب والشعر تصريعاً. ومصارع القوم: سقوطهم عند الموت. قال «4» :
............ ... ...... ولكل جنب مصرع
__________
(1) بين كلمة (يصير) وكلمة (اصعرر) في النسخ كلها: كأنه قال ويبدو أنها زيادة مقحمة.
(2) في ط: النقص. في م: النغض وكلاهما مصحف.
(3) س: في الأرض. وفي م: طرحه أرضا، ولا ندري من أين.
(4) قائله (أبو ذؤيب الهذلي) . ديوان الهذليين- القسم الأول ص 2. وتمام البيت:
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع(1/299)
والصُّرْعة: الرجل الحليم عند الغضب. قال الضرير: الاصطراع مصدر والصِّراعة اسم كالحِياكة والحِراثة وقول لبيد «1»
............ ... منها مصارع غابة وقيامها
فالمصارع هاهنا كان قياسه: مصاريع، لأن مصروع. ألا ترى أنه ذكر قيامها، فهو جمع. و [ما] «2» ينبغي أن يكون المصَارعُ جمعاً ولكنه مضطرّ إلى ذلك.
رصع: الرَّصَعُ: مثل الرَّسَح سواء. وقد رصِعَتِ المرأة رَصَعاً، فهي رَصْعاء، أي: ليست بعجزاء، ويقال: هي التي لا إسْكَتَيْن «3» لها. وأما الرَّصْعُ، جزماً «4» فشدة الطعن. رَصَعَهُ بالرّمح وأَرْصَعَهُ. قال العجاج.
رخضاً إلى النصف وطعناً أرصعا ... قابل من أجوافهنّ الأخدعا
قوله «5» : أرصعاً، أي: لازقاً. والرَّصيعَةُ «6» : العقدة في اللّجام عند المعذّر كأنّها فَلْس، وإذا أخذت سيراً فعَقَدتَ فيه عقداً مثلثة فذلك التّرصيع، وهو عقد التميمة وما أشبه: قال الفرزدق «7» :
وجئنَ بأولاد النصارى إليكُمُ ... حَبالَى وفي أعناقِهنّ المراصع
__________
(1) هذا من س. في ص وط: وقول (لبيد) : مصرع غابة، ويروى مصارع غابة. ديوانه. ق 48 ب 35 ص 307، وصدر البيت:
محفوفة وسط اليراع يظلها
والرواية فيه: مصرع غابة.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) ص، ط، س: لا إسكتان لها..
(4) أي: بسكون الصاد. وفي النسخ: جرما، والصواب ما أثبتناه.
(5) ط: أرصعا، أي لازقا.. س: أي لازقا. م. أي لازق
(6) ص، ط، س: الرصعة. الرصعة، وما أثبتناه فمن التهذيب في حكايته عن الليث 2/ 23 ومختصر العين. الورقة (25) : والرَّصيعَةُ: العقدة في اللّجام.. والمحكم 1/ 271
(7) والبيت في اللسان (رصع) أيضا بالرواية نفسها.(1/300)
أي: الختم في أعناقهنّ. والرَّصَعُ: فراخ النّحل.
باب العين والصاد واللام معهما (ع ص ل، ع ل ص، ص ع ل، ص ل ع مستعملات ل ع ص، ل ص ع مهملان)
عصل: العَصَلُ: إعوجاج الناب، قال «1» :
على شناحٍ نابُهُ لم يَعْصَلِ
شناح، أي: طويل. والأعْصَلُ من الرجال: الذي عَصِلَتْ ساقه فاعوجّتِ اعوجاجاً شديداً. ولا يقال العَصِلُ إلاّ لكلّ معوجّ فيه صلابة وكزازة. والعَصِلَةُ: الشجرة العوجاء التي لا يقدر على إقامتها بعد ما صلبت. وكذلك السّهم إذا اعوجّ متنه. والعَصَلَةُ شجرة إذا أكل البعير منها سلّحته تسليحاً، ويجمع على عَصَلَ قال لبيد «2» :
وقبيل من عُقَيْلٍ صادق ... كليوثٍ بين غابٍ وعَصَلْ
علص: العِلَّوْص: من التُّخَمَةِ والبَشَم. ويقال: هو اللَّوَى «3» الذي ييبس في المعدة.
__________
(1) لم يقع لنا القائل. والرجز في التهذيب 2/ 28، واللسان (عصل) بلا عزو. والشناح بالحاء المهملة، وقد صحفت (م) فجعلتها (شناخ) بالخاء المعجمة.
(2) ديوانه. ق 26 ب 58 ص 190. والبيت في المحكم 1/ 272، وفي اللسان (عصل) في ص: وقتل. وفي ط: وقتيل، وفي م: وقتيل وكل ذلك تصحيف بدلالة قوله: كليوث.
(3) س، ط، س: اللواء، وفي م: اللواء بالضم والمد وهو تحريف، والصواب: اللوى بالفتح والقصر عن مختصر العين- الورقة (25) ، والتهذيب 2/ 30 والمحكم 1/ 272، واللسان والتاج (لوى) .(1/301)
عَلَّصَتِ التُّخَمَة في مَعِدَتِه تعليصاً، وإن به لِعِلَّوْصاً. وإنّه لمعلوص وعِلّوْص، أي: مُتْخَم.
صعل: الصّعل من النَّعام ما صغر رأسُه، وكذلك الرّجلُ الصَّعْلُ إذا صغر رأسه، كأنّه يستوي مع عنقه من غير قِصَر في العنق. قال «1» يصف دَقَلاً، وهي الخشبة التي ينصب في وسطها الشِّراع:
ودَقَلٌ أجرُ شوذبيُّ «2» ... صَعْلٌ من السّام ورُبّانيُّ
الشوذبيّ: الطويل، وأراد بالصعل هاهنا الطويل. وإنما يصف مع طوله استواء أعلاه بأسفله، ولم يصفه بدقة الرأس، لأنّه أراد جودة النعت. قال الضرير: الصّعل: الدقيق، والسّام: شجر، والرُّبانيّ الذي يقعد فوق الدَّقَل فيتمخّر الرياح لأصحاب السّفن.
صَعْل من السّام وزنبريّ
وهو الملاحّ، ويُروى: رِبّانيّ. وقد يقال: رجل أصعل، وامرأة صَعْلاَء، وقد صَعِلَ صَعَلاً.
صلع: الصَّلَعُ: ذهاب شعر الرأس من مقدّمه إلى مؤخَّره، وإن ذهب وسطه فكذلك «3» والنعت: أصلع وصلعاء، والجميع: صلع وصلعان.
__________
(1) القائل هو (العجاج) . ديوانه: ق 25 ب 84، 85 ص 321. والرواية في الديوان: من الساج. وفي التهذيب 2/ 33: من الساج. وفي المحكم 1/ 273 وكذا في اللسان (صعل) ، وجاء في اللسان: رأيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله: صعل من الساج. قال: صوابه: من الشام بالميم شجر يتخذ منه دقل السفن
(2) ص، ط، س، م: شوذني بالنون وهو تصحيف وصوابه ما أثبتناه من الديوان والمعجمات.
(3) في ص وط: كذلك، وما أثبتناه فمن (س) .(1/302)
والصَّلَعَةُ: موضع الصَّلَع من الرأس حيث يرى، وكذلك النَّزَعَة والجَلَحَة ونحوه رأيتهم يخففونه، ويجوز تثقيله في الشّعر على قياس الكَشَفَة والقَزَعَة فإنّها يثقّلان هكذا جاءت الرواية. الصُّلاّع: الصَّفاحُ وهو العريض من الصَّخر. الواحدة: صُلاَّعة وصُفّاحة. والتَّصليع: السُّلاح. يقال للمُجَعْسِس: صلّع تصليعاً، إذا وضع مستوياً مبسوطاً على الأرض. قال شجاع: أقول: لا أعرف: صلّع المُجَعْسس، ولكن أقول: (سلّخ أي: وضعه مطّولاً مثل سليخة الغزل، ويصل به، وهو السليخ أيضاً التي تنزع المرأة مما على مغزلها إذا وفرته وفرع) «1» . وزرق به وذرق به إذا وضعه بخرِاءة «2» مستوياً. وصلّعت العُرْفُطُة تصليعاً إذا سقطت رءوس أغصانها، وأكلتها الإبل. قال الشماخ «3»
إن تُمس في عُرْفُطُ صُلْعٍ جماجمه ... من الأسالق عاري الشّوك مجرود
والأصْلَعُ من الحيات الدقيق العنق كأن رأسه بندقة مدحرجة. والأُصَيْلِعُ: رأس الذكر مكنّى عنه «4»
__________
(1) ما حصر بين قوسين لم يضح مفاده لاضطراب العبارة فيه.
(2) الخراءة بالكسر والمد: التخلي والقعود للحاجة.
(3) ديوانه ... ق 4 ب 14 ص 117 والرواية فيه: من الأساليق.. وجواب الشرط في البيت الذي يليه.
(4) في جميع النسخ: عنها وليس صوابا.(1/303)
باب العين والصاد والنون معهما (ع ن ص، ن ع ص، ص ن ع، ن ص ع مستعملات ص ع ن، ع ص ن مهملان)
عنص: العُنْصُوَةُ: الخُصلة من الشّعر على تقدير ثُنْدُوة «1» . وما لم يكن ثانية نوناً لا تضمّ العرب صدره، مثل عَرْقُوة وتَرْقُوة وقُرْنُوَة «2» ، وهي شجرة طيبة الريح يدبغ بها الأَدم، وهي جنس من الجَنَبَة. وتجمع عناصيَ. قال «3» :
فقد عيّرتني الشّيبَ عِرسي ومسّحتْ ... عناصيَ رأسي فهي من ذاك تعجب
نعص: وأما نعص فليس [ت] «4» بعربية، إلاّ ما جاء من اسم ناعصة المشّبب بخنساء، وكان جيّد الشّعر، وقلّما يروى شعره لصعوبته «5»
صنع: صَنَعَ يَصْنَعُ صُنْعاً. وما أحسن صُنْعَ الله عنده وصنيعه. والصُّنّاع: الذين يعملون بأيديهم. تقول: صنعتُه فهو صِناعتي. وامرأة صَناع، وهي الصّنّاعة الرقيقة بعمل يديها، ويجمع صوانع. ورجل صَنَعُ اليدين وصِنْع اليدين.
__________
(1) ثندوة بالثاء المثلثة في جميع النسخ. في م: تندوة بالتاء وهو تصحيف. وقد صحف في التهذيب 2/ 35
(2) بالقاف في جميع النسخ. في م: ترنوة بالتاء وهو تصحيف ظاهر.
(3) لم يقع لنا القائل. والبيت في المقاييس 4/ 157 بدون عزو.
(4) زيادة لا بد منها لسلامة العبارة، وقد جاءت الكلمة في جميع النسخ بدون تاء.
(5) جاء في مختصر العين في ترجمة (نعص) : نعصت الشيء حركته، وانتعص مثل انتعش وناعصة اسم رجل الورقة 26.(1/304)
والصنيعة: ما اصطنعت من خير إلى غيرك. قال: «1» .
إنّ الصنيعة لا تكون صنيعة ... حتى يصاب بها طريق المصنع
وفلان صنيعتي، أي: اصطنعته وخرّجته. والتّصنّع: حسن السّمت والرأي سّره يخالف جهره. وفرس صَنيع، أي: قد صَنَعه أهلُه بحسن القيام عليه. تقول: صَنَعَ «2» الفرسَ، وصنّع الجارية تصنيعاً، لأنّه لا يكون إلاّ بأشياء كثيرة وعلاج. والمصنعة: شبه صهريج عميق تتخذ للماء، وتجمع مصانع. والمصانع: ما يَصْنَعُه العباد من الأبنية والآبار والأشياء. قال لبيد: «3»
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
وقال الله عزّ وجلّ: وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ «4» . والصَّنّاعُ والصَّنَّاعةُ أيضاً: خشب يتّخذ في الماء ليحبس به الماء، أو يسوّى به، ليمسكه حيناً، لم يعرفه أبو ليلى ولا عرّام. والأصْناعُ: جمع الصِّنْع [وهو مثل الصَّنَّاع أيضاً: خشب] «5» يتخذ لمستنقع الماء.
نصع: النِّصْعُ: ضرب من الثِّياب شديد البياض. قال العجّاج: «6»
__________
(1) لم يقع لنا القائل. والبيت في اللسان والتاج (صنع) بالرواية نفسها، ولم ينسب فيهما.
(2) ط، س، م: أصنع وليس صوابا.
(3) ديوانه ... ق 24 ب 1 ص 168.
(4) سورة الشعراء 129.
(5) قال ابن سيده: والصناعة كالصنع التي هي الخشبة المحكم 1/ 275. والنص في النسخ الثلاث: والصناع أيضا والأصْناعُ جمع الصِّنْع وهو أيضا مثل هذا الخشب.
(6) الرجز (لرؤبة) . ديوانه 89 والرجز أيضا في التهذيب 2/ 36 وفي المحكم 1/ 277.(1/305)
تخالُ نِصْعِّاً فوقَها مقطّعاً
والناصع: الشديد البياض، الحسن اللّون. نَصَعَ لونه نَصَاعة ونُصُوعاً. ويقال للإنسان إذا تصدى للشر: قد أنْصَعَ للشر إنصاعاً. والنّصيعُ: البحر، قال: «1»
أدليت دلوي في النّصيع الزّاخر
لم يعرفه عرّام، ولم ينكره. قال أبو عبد الله: هو بالضاد والباء، وكذلك البيت «2» ، ولم يشك فيه، وقال: هو مأخوذ من البضع، وهو الشقّ، كأن هذا البحر شقة شُقّتْ من البحر الأعظم. ومما يشبه: الخليج، لأنه خلج من النّهر الأعظم. قال عرّام: هذا صحيح لا شك فيه. قال عرام: ويكون الأبيض ناصعاً كما قال النابغة: «3»
............ ... ولم يأتك الحقّ الذي هو ناصع
أي: الحق الواضح، والواضح: الأبيض.
باب العين والصاد والفاء معهما (ع ص ف، ع ف ص، ص ف ع، ف ص ع مستعملات ص ع ف، ف ع ص مهملان)
عصف: العَصْفُ: ما على ساق الزّرع من الورق الذي يبس فتفتّت. قال أبو ليلى: هو عندنا دقاق التبن الذي إذا ذّري البيدر صار مع الريح كأنْه غبار. وقال عرّام: هو أن تؤخذ رءوس الزرع قبل أن تُسَنْبِلَ فتعلفه الدّوابُّ، ويترك الزّرع حتى ينشو، أو يكتنز، فيكون أقوى له وأكثر لنُزْله، وأنكر ما سواه.
__________
(1) لم يقع لنا اسم الراجز، والرجز في التهذيب 2/ 36 وفي التكملة (نصع)
(2) سس: في البيت وعنه كذلك في م.
(3) ديوانه 51.(1/306)
والرّيح تَعْصِفُ بما مرّت عليه من جَوَلان التراب، أي: تمضي به. وناقة عَصُوف: تعصف براكبها، أي: تمضي به كسرعة الريح. والعَصْفُ: السّرعة في كل شيء. قال: «1»
ومن كلّ مِسْحاج إذا ابتلَّ لِيتُها ... تحلّب منها ثائب متعصّف «2»
ونعامة عَصُوف: سريعة. والحرب تَعْصف بالقوم، أي: تذهب بهم، قال: «3»
في فيلق جأواء ملمومة ... تَعْصِفُ [بالدارع والحاسر] «4»
جأواء: التي فيها من كل لون. والمُعْصِفات التي تثير «5» السحاب والتراب ونحوهما الواحد [ة] «6» مُعْصِفة قال العجاج: «7»
والمعصفات لا يزلن هدجا
عفص: العَفْص: حمل شجرة تحمل سنة عَفْصاً وسنة بلّوطاً. والعفاص: صمام القارورة. [و] «8» عفصتها: جعلت العِفاص في رأسها.
__________
(1) لم نقف على القائل، والبيت في التهذيب 2/ 42، واللسان والتاج (عصف) . ناقة سحاج: تقشر الأرض بخفها. والليث: صفحة العنق، ويريد بالثائب العاصف: العرق.
(2) في النسخ كلها: مكان سحاج. و (لينها) بالنون مكان (ليتها) بالتاء ونائب بالنون بدل ثائب بالثاء. وهو تصحيف ظاهر.
(3) البيت في التهذيب 2/ 42 والمحكم 1/ 278 واللسان عصف معزو إلى (الأعشى) والروايات كلها تتفق في رواية العجز. أما الصدر فرواية المحكم مطابقة لما في العين، ورواية التهذيب: شهباء مكان جأواء، وفي الديوان: يجمع خضراء لها سورة.
(4) العجز في النسخ كلها: تعصف بالمقبل والمدبر، وهذا لا يكون لأن القافية على فاعل ولا تجيء معهما مفعل.
(5) من ط. في س: تنثر.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) هذه الفقرة كلها من ط وس وقد سقطت من الأصل (ص) .
(8) زيادة اقتضاها السياق.(1/307)
صفع: الصّفع: ضرب بجُمْع اليد على القفا، ليس بالشديد. والسين لغة فيه. ويقال: الصّفع بالكفّ كلها. ورجل صفعان.
فصع: الفصع من «1» قولك: فَصَّع تفصيعاً: يكنّى به «2» عن ريح [سَوْء] «3» وفسوة لا غير.
باب العين والصاد والباء معهما (ع ص ب، ص ع ب، ب ع ص، ص ب ع، ب ص ع، مستعملات ع ب ص مهملة)
عصب: العَصَبُ: أطناب المفاصل الّذي يلائم بينها، وليس بالعقب. ولحم عِصبٌ: صُلْب كثيرُ العَصَب. والعَصَب: الطّيّ الشديد. ورجل معصوصب الخلق كأنّما لوي لّياً. قال: «4»
ذروا [التخاجؤ] «5» وامشوا مشية سجحا ... إن الرجال ذوو عَصْب وتشمير
التَّخاجؤ «6» : مشية فيها نفخ. وسَجُحاً: مستوية. وروى عرّام: سرحا.
__________
(1) من س. سقطت من ص وط.
(2) من س. في ص وط: يكنى عنه في ريح ولا معنى له.
(3) زيادة للبيان من اللسان وغيره.
(4) القائل: (حسان) ديوانه 123 والرواية فيه: ذروا.... وتذكير والبيت في اللسان، والرواية فيه: دعوا التخاجوء..... وتذكير.
(5) الكلمة من رواية المحكم 1/ 280 واللسان (خجأ) و (عصب) .
(6) قبل هذه الكلمة وفي النسخ كلها عبارة (وفي نسخة الحاتمي رجل معصوب) رأينا رفعها لأنها لا علاقة لها بما بعدها، ولأنها مقحمة على الأصل قطعا.(1/308)
والمعصوب: الجائع، في لغة هذيل، الذي كادت أمعاؤه تيبس وهو يَعْصِبُ عُصُوباً فهو عاصب أيضاً، يقال، لأنه عَصَبَ بطنه بحجر من الجوع. وعصَّبتهم تعصيباً، أي: جوّعتهم، قال «1» :
لقد عَصَّبْت أهل العرج منهم ... بأهل صوالق إذ عصّبوني
والعَصْبُ من البرود: ما يُعْصَبُ غزلهُ ثم يُصْبَغُ ثم يُحاكُ، ليس من برود الرَّقْم. وتقول: بُرْدُ عَصْبٍ، مضاف [إليه] «2» لا يجمع، وربما اكتفوا فقالوا: عليه العَصْب، لأن البُرْد عرف بذلك الاسم. وسمّي العصيب من أمعاء الشاة، لأنه مطوي. ويقال في سنة المحل إذا احمرّ «3» لأفق، واغبرّ العُمْقُ: عَصَبَ الأُفْق يعصب فهو عاصب، أي: محمر. قال أبو ليلى: عصبت أفواه القوم عصوباً، إذا لصق على أَسْنانهم غبار مع الريق وجفت أرياقهم. ويقال: عَصَبَ القوم يعصب عصوباً إذا اجتمع الوسخ على أسنانهم من غبار أو شدّة عطش، فإذا غُسِل أو مُسِحَ ذهب. والعَصَبَةُ: وَرَثَةُ الرّجل عن كلالة من غير وَلَد ولا والد. فأمّا في الفرائض فكلّ من لم يكن له فريضة مسماة فهو عَصَبَة، يأخذ ما بقي من الفرائض، ومنه اشتقت العصبيّة. والعُصبة من الرجال: عشرة، لا يُقال لأقلّ منه. وإخوة يوسف عليه السَّلام عشرة، قالوا: وَنَحْنُ عُصْبَةٌ*
«4» ، ويقال هو ما بين العَشَرة إلى الأربعين من الرجال. وقوله تبارك وتعالى: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ
«5» . يقال أربعون، ويقال: عشرة.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا القول.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) في الأصل وسائر النسخ: احمرت واغبرت وليس بصواب.
(4) سورة يوسف 14.
(5) سورة القصص 76.(1/309)
وأما في كلام العرب فكل رجال أو خيل بفرسانها إذا صاروا قطعة فهم عصبة، وكذلك العصابة من الناس والطير. قال النابغة: «1»
إذا ما التقي الجمعان حلّق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب
واعصوصب القوم: صاروا عصابة. قال: «2»
يعصوصب الحشر إذا اقتدى بها
أي: يجتمع. واعصوصب القوم إذا جدّوا في السّير، واشتقاقه من اليوم العصيب، أي: الشديد. وأمر عصيب، أي: شديد. قال العجاج:
ومبرك الجائل حيث اعصوصبا
أي: تفرقت عُصَباً. وقال: «3»
يعصوصب السّفر إذا علاها ... رهبتهم أو ينزلوا ذراها
يعصوصب السَّفْر، أي: يجدّون في السير حين رهبوا تلك المفازة. واعصوصب السفر، أي اشتدّ. ويوم عصبصب بوزن فَعَلْعَلْ بناء مردف بحرفين، قال: «4»
............ ... أذقتهم يوما عبوسا عصبصبا
والعَصْب: أن يُشَدَّ أُنثيا الدّابة حتى تسقطا. عصبتهُ وهو معصوب. والعِصابة: ما يُشَدُّ به الرَّأس من الصُّداع. وما شددت به غير الرأس فهو عِصاب،
__________
(1) ديوانه ص 6 والرواية فيه:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم....
(2) لم يقع لنا اسم القائل ولا القول.
(3) لم نهتد إلى القائل، ولم نجد القول فيما اعتمدنا من مراجع.
(4) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(1/310)
بغير الهاء فرقاً بينهما ليُعْرفا. قال: «1» .
فإن صعُبت عليكم فاعصِبوها ... عصابا، تُسْتَدرُّ به شديدا
واعتصب فلان بالتّاج، أي: شدَّ، ويقال: عَصَبَ وعَصَّبَ، يُخَفّف ويُشَدّد «2» قال:
يعتصبُ التّاج فوق مَفْرِقِه ... على جبين كأنّه الذّهب
والبيت لقيس بن الرقيات «3»
صعب: الصَّعْبُ: نقيض الذّلول من الدّوابّ، والأنثي: صَعْبة، وجمعه صِعاب. وأَصْعَبَ الجملُ الفحل فهو مُصْعَب، وإصعابه أنه لم يركب ولم يمسسه حبل، وبه سمي المسّود مُصْعَبا. وصَعُبَ الشيء صُعُوبة، أي أشتدّ. وكلّ شيء لم يُطَقْ «4» فهو مُصْعَب. وأمرٌ صَعْبٌ، وعقبة صَعْبَة. والفعل من كلٍ: صَعُبَ يَصْعُب صعوبة.
بعص: البُعْصُوصَة: دُوَيْبَّة صغيرة لها بريق من بياضها. يقال للصَّبيّ: يا بُعْصوصة لصغره وضعفه. لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرام.
صبع: الصَّبْعُ: أن تأخذ إناء فتقابل بين إبهامَيْك وسبّابتيك، ثم تسيل ما فيه، أو تجعل شيئاً في شيء ضيّق الرأس، فهو يَصْبَعُهُ صبعاً. والإصْبَعُ يؤنث، وبعض يُذَكِّرها. من ذكّرة قال: ليس فيه علامة التأنيث، ومن أنث قال: هي مثل العينين واليدين وما كان أزواجا فأنثناه.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 48، وفي اللسان: (عصب) ولم ينسب فيهما.
(2) م: لم يشد، وليس صوابا.
(3) الصواب (عبد الله بن قيس الرُقَيّات) .
(4) م: لم يطلق، وليس صوابا.(1/311)
قال الليث: قلت للخليل: ما علامة اسم التأنيث؟ قال: ثلاثة أشياء: الهاء في قولك: قائمة. والمدّة في: حمراء. والياء «1» في حَلْقَى وعَقْرَى. وإنما أنّث الإصْبَعَ، لأنّها منفرجة، فكلّ ما كان مثل هذا مما فيه الفرْج فهو مؤنث، مثل المنخرين، وهما منفرج ما بينهما. وكذلك.. الفكان والساعدان والزندان مذكر [ان] «2» . وهذا جنس أخر. وصَبَعت بفلان إذا أشرتَ نحوه بإصْبَعِكَ واغتبته. والإصْبَعِ: الأثر الحسن. قال: «3»
أغرُّ كلونِ البَدْرِ في كلِّ منكبٍ ... من الناس تعمى يحتذيها وإصْبَعُ
وقال الرّاعي يذكر راعياً أحسن رِعْيَة إبِله حتى سَمِنَت فأشير إليها بالأصابع لسِمَنها:
يُسَوِّقُها بادي العُروق ترى له ... عليها إذا ما أجدبَ الناسُ إصْبَعا «4»
وتقول: ما صَبَعَك علينا؟، أي: ما دَلَّكَ علينا؟
بصع: البَصْعُ: خرق لا يكاد ينفذ منه الماء لضيقه. بَصُع بَصاعة، وتَبَصَّع العَرَقُ من الجسد أي نبع من أصول الشَّعَر قليلاً قليلاً. قال عرَّام: الخَرقُ هو البضْعُ، بالضاد. بَضَعْتَ الثوب بضعاً، أي: مزقته تمزيقا يسيرا.
__________
(1) يريد بالياء: الألف المقصورة التي تمال فترسم ياء.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) لم نهتد إلى القائل ولا القول، وقد اضطرب القول في (م) فنسبه إلى (لبيد) ثم أخذ يتحدث عنه على أنه رجز [م 362]
(4) والبيت في المحكم 1/ 283. منسوب إلى الراعي أيضا والرواية فيه: ضعيف العصا ... وكذلك في اللسان والتاج (صبع) .(1/312)
وتبصع العرق من الجسد، أي: خرج. قال أبو ذؤيب: «1»
تَأبى بدِرّتها إذا ما اسْتُعْضِبْت «2» ... إلاّ الحميَم فإنّه يتبصَّع
باب العين والصاد والميم معهما (ع ص م، ع م ص، م ع ص، ص م ع، م ص ع مستعملات ص ع م مهملة)
عصم: العِصْمَةُ: أن يَعْصِمَكَ اللهُ من الشّر، أي: يدفعُ عنك. واعتصمت بالله، أي: امتنعت به من الشّر. واستعصمت، أي: أبيت. وأَعْصَمْتُ، أي: لجأت إلى شيء اعتصمت به. قال: «3»
قل لذي المَعْصِمِ المُمَسِّك بالأطناب ... يا ابن الفجار يا ابن ضريبه
وأعصمت فلانا: هَيّأتُ له ما يعتصم به.
__________
(1) ديوان الهذليين. القسم الأول ص 7 والرواية فيه: إذا ما استكرهت ... يتبضع بالضاد المعجمة. وفي الجمهرة 1/ 296: يتبصع بالصاد المهملة ناسبا ذلك إلى الخليل: إذ قال: وكان الخليل ينشد بيت (أبي ذؤيب) ... يتبصع، وغيره ينشد: يتبضع. وجاء في التهذيب 2/ 53: أن ابن دريد أخذ هذا من كتاب ابن المظفر فمر على التصحيف الذي صحفه. ورواية اللسان (بصع) : استغضبت ... ويتبصع ولكنه أعاد زعم الأزهري المذكور.
(2) في جميع النسخ: استبصعت ولا معنى له وأخذنا برواية اللسان.
(3) لم نقف على القائل ولا على القول.(1/313)
والغريق يَعْتَصِمُ بما تنالهُ يده، أي: يلجأ إليه. قال: «1»
.......... ... يظلّ ملاّحه بالخوف معتصما
والعصمة: [ال] «2» قلادة، ويجمع على أعْصام. والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمَتُهُ بياضه في الرّسغ، شبة زَمَعه الشاه.. قال أبو ليلى: هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه، قال: «3»
قد يَتْرُكُ الدّهُر في خلقاء راسية ... وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا
وقال: «4»
مقادير النفوس مؤقتات ... تحطّ العُصْمَ من رأس اليفاع
ويقال: غراب أعصم إذا كان كذلك وقلّما «5» يوجد في الغربان مثله «6» والعصيم الصدىء من العرق والبول والوسخ اليابس على فخذ الناقة يبقى فيه خثورة «7» كالطريق، قال: «8»
بلَبَّتِهِ سرائحُ «9» كالعَصيمِ
وعِصام المحمِل: شِكاله وقيده الذي يشدّ في أعلى طرف العارضين، وكلّ حبل يُعْصَمُ به شيء فهو عصام، وجمعه: عصم.
__________
(1) ديوان النابغة ص 26 وصدر البيت:
(2) زيادة اقتضتها سلامة العبارة.
(3) القائل هو (الأعشى) . ديوانه ق 13 ب 3 ص 101 وقد سبق الاستشهاد به في ترجمة (صدع) .
(4) لم نهتد إلى القائل. والبيت في المقاييس (عصم) 4/ 332 بدون عزو.
(5) ط: وقواما وهو تصحيف ظاهر.
(6) سقطت هذه الفقرة كلها من (م) .
(7) س. م: خشورة وهو تصحيف.
(8) البيت في التهذيب 2/ 58 وفي اللسان (عصم) غير منسوب، وفي (سرح) نسبه إلى (لبيد) وليس في ديوانه. وورد في المقاييس 4/ 332 غير منسوب، وصدر هذا البيت في التهذيب واللسان: وأضحى عن مواسمهم قتيلا والرواية في المقاييس: عن مراسهم.
(9) س: شرائح. م: برائح وكلاهما تصحيف.(1/314)
والعُصُم: طرائق طرف المزادة، الواحدة عصام، وهي عند الكلبة. قال أبو ليلى: العِصام القربة أو الأداوة، وأنشد: «1»
وقربة أقوام جعلت عصامها ... على كاهل منى ذلول مذلل
قال: لا يكون للدلو عصام، إنما يكون له رِشاء. وقال عرّام كما قال. ويقال: العِصام مستدقّ طرف الذَّنب، وجمعه: أعصمة، لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرّام. والمِعْصَمُ: موضع السوارين من ساعد [ي] المرأة. قال: «2»
اليومَ عندك دلُّها وحديثُها ... وغدا لغيرِك كفُّها والمِعْصَمُ
أي: إذا مات تُزَوَّجُ الأخر.
عمص: عَمَصْتُ العامِصَ، وأَمَصْتُ الأمِصَ، أي: الخاميز «3» ، معربة.
معص: مَعِصَ الرّجل مَعَصا فهو مَعِص ممتعص، وهو شبه الحجل «4» ، قال أبو ليلى: المَعَصَ يكون في الرّجل من كثرة المشي في مفصل القدم. وهو «5» تكسير يجده الإنسان في جسده من ركض أو غيره.
__________
(1) شعر (تأبط شرا) . ق 29 ب 1 ص 128. والبيت في المقاييس 4/ 332 وفي اللسان (عصم) منسوب إلى (تأبط شرا) والرواية فيها كلها: مرحل.
(2) لم نهتد إلى القائل. والبيت في المقاييس 4/ 333 وفي اللسان (عصم) 12/ 407 من دون نسبة.
(3) الخاميز، كما جاء في اللسان: ضرب من الطعام، أن يشرح اللحم رقيقا ويؤكل غير مطبوخ ولا مشوي. يفعله السكارى.
(4) في النسخ الثلاث وفي م: الخجل بالخاء المعجمة وهو تصحيف والصواب الحجل بالحاء المهملة وهو ما أثبتناه. وفي التهذيب عن العين: شبه الخلج وهو تحريف وقد جاز ذلك على ابن منظور فمر على التحريف الذي حرفه الأزهري.
(5) قبل هذه الكلمة جاءت في النسخ الثلاث عبارة رأيناها من عبث الناسخين وتزيدهم وهي: (وفي نسخة مطهر) فرفعناها.(1/315)
صمع: الصَّمَع: مصدر الأصمع «1» صَمِعَتْ أذنه صَمَعاً، أي: صغُرت، وضاق صِماخها. قال: «2»
حتى إذا صرّ الصّماخ الأصمعا
يعني الحمار إذا رفع أذنيه. ويقال للظليم: أصمع لرفعه أذنه. والأنثي صمعاء. وامرأة صمعاء الكعبين، أي: لطف كعبها، واستوى. وقناة صمعاء، أي: لطيفة العقد «3» ، مكتنزة الجوف. ومنه سمّي الرمح: أصمع. قال: «4»
وكائِنْ تركنا من عميم مُحَوَّأٍ ... شحا فاه محشورَ الحديدةِ أصمعا
وبقلة صمعاء: مكتنزة مرتوية. قال: «5»
رعت بارضَ إلبهمَي جميما وبسرة ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها «6»
وكلاب صُمْعُ الكعوب، أي: صغارها. والصُّمعان من الريش ما يراش به السهم من الظهار وهو أجوده وأفضله. وصومعة الثَّريد جثَّتها وذروتها المصعبنة. وصومعة الرَّاهب: منارته يترهّب فيها. وقول أبي ذؤيب «7» :
__________
(1) يحتمل أن تكون العبارة (مصدر صمع) .
(2) الراجز هو (رؤبة) ق 33 ص 61.
(3) ط: والعقد.
(4) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القائل.
(5) القائل: (ذو الرمة) . ديوانه ق 14 ب 33 ص 519 ج 1 وقد سقطت (قال) من ط.
(6) ص: لصالحها ط، س، م: اتصالها. وكل ذلك تصحيف
(7) ديوان الهذليين. القسم الأول ص 8. النحوص: بالفتح: الأتان الوحشية الحائل. أما رواية الديوان فمن نجود، والنجود الأتان الطويلة.(1/316)
فرمى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ ... سهماً فخرّ وريشُهُ مُتَصَمِّعُ
أي: لزق بعض ريشه ببعض من الدم، يعني ريش السهم، فأراد أنه رقيق. قال عرّام: المتصمع هاهنا: ريش السهم الذي خرج من هذه الرّمية فبلّه الدّم «1»
مصع: المُصْعُ: حمل العوسج. الواحدة: مُصْعَه، يكون حلواً أحمر يؤكل منه، ومنه ضرب أسود أردأ العوسج، وأكثره شوكاً، وهو حب صغار مثل الحمّص، وربما كان مرّاً. المُصْعُ: الضَّرب بالسيف، والمماصعة: المجالدة بالسيف. قال: «2»
سلي عنّي إذا أختلف العوالي ... وجرّدت اللّوامع للمِصاع
وقال أبو كبير: «3»
أزُهيرُ إنْ يَشِب القذال فإنني ... كم هيضل مَصِعٍ لففت بهيضَلِ
يعني بكتيبة. والدّابة تَمْصَعُ بذَنبها، أي: تحرّكه. ومصع به، أي: رَمَى به، والأمّ تَمْصَعُ بولدها: ترمي به إذا ولدته. قال: «4»
ومَجَنَّباتٍ لا يَذُقْنَ عذوبةً ... يَمْصَعْنَ بالمُهَراتِ والأمهار
وقال: «5»
يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق
__________
(1) سقطت هذه الفقرة كلها من (م) .
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(3) في الأصل (ص) وفي ط: (أبو كثير) ، وهو تصحيف. ديوان الهذليين- القسم الثاني ص 89 والرواية فيه: رب.
(4) لم نهتد إليه.
(5) (رؤبة) ديوانه ق 40 ص 108.(1/317)
أي: يحرّكْنَ. ورجل مَصُوع: فَرِق الفؤاد. ومُصِعَ فؤاده: أي: ضرب. ومَصَعَ فلان بسلحه على عقيبه إذا سبقه من فَرَق أو عَجلَةِ أمرِ. قال: «1»
[ف] «2» باست امرىء «3» واسَتِ التي مَصَعْت به ... إذا زبنته الحرب لم يترمرم
__________
(1) لم نهتد إلى القائل والبيت في التاج، ونص البيت فيه:
فباست امرىء واسَتِ التي مَصَعْت به ... إذا زبنته الحرب لم يترمرم
وهو غير منسوب. ويبدو لنا أن هذا البيت ملفق من صدر بيت وعجز بيت آخر. وعجز البيت عجز بيت (لأوس بن حجر:)
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وهذا البيت من قصيدة (لأوس بن حجر) رقمها 48 في ديوانه.
(2) زيادة من التاج لتصحيح الوزن.
(3) في النسخ كلها: امرىء، وفي (م) وحدها: أمة وليس صوابا.(1/318)
باب العين والسين والطاء معهما ع ط س- س ع ط- س ط ع- ط س ع- مستعملات ط ع س- ع س ط مهملان
عطس: المَعْطِسُ: الأنف من يَعْطُسُ. والمعطِسُ من يَعْطِسُ. قال «1» :
يا قومُ ما الحيلةُ في العَرَنْدَسِ ... المخلفِ الوعدِ المطولِ المفلسِ
وهو على ذاك كريمُ المعطِس
أي: كريم الأنف. أخبر أنه حميّ الأنف منيع. وهذا رجل كان له عليه دين فجحد «2» إياه. يقال: عَطَسَ يَعْطُسُ عُطاساً وعَطِسَ يَعْطَسْ عَطَساً. ويقال: كان سبب عطسة آدم عليه السلام أن الرّوح جرى في جسده، فتنفّس فخرج من خياشيمه فصارت عَطْسَة فقال: الحمد لله إلهاماً من الله فقال له ربّه: يرحمك الله، فسبقت رحمته غضبه، فصارت سنّة التّسميت للعاطس. وعَطَسَ الصبح: انفلق، ولذلك سّمي الصبح عُطاساً. قال أبو ليلى: هو قبل أن ينتبه أحد فيعطس، وذلك بليل. قال امرؤ القيس «3» :
وقد أغتدي قبل العُطاس بسابح ... [أقبّ كيعفور الفلاة محنّب]
وقال عرّام السُّلَميّ: لأن الإنسانَ يعطُسِ قرب الصباح، والعطاس للإنسان مثل الكداس للبهائم.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولم نقف على القول في المراجع المعتمدة.
(2) زيادة اقتضتها سلامة التأليف.
(3) لم نجده في ديوانه وهو في الجمهرة 3/ 25 منسوب إلى (امرىء القيس) ، والرواية فيه: بهيكل. والصدر وحده في التهذيب 2/ 64 وفي اللسان والتاج (عطس) بدون عزو، ولا ريب أن ما جاء في النسخ تلفيق من النساخ.(1/319)
سعط: أَسْعَطْتُهُ دواءً فاسْتَعَطَهُ. والسَّعُوطُ: اسمُ ذلك الدواء. وطعنته فأسْعَطْته الرّمح، أي: جعلته في أنفه. والمُسْعُط: الذي يجعل فيه الدّواء، على مُفْعُل، لأنّه أداة. والمَسْعَطُ أصل بنائه، وقال غيره بالكسر وليس بشيء. أسعطته سعطة واحدة وإسعاطة واحدة، فهو مُسْعَطٌ وسَعيطٌ.
سطع: كل شيء ينتشر فينبسط نحو البرق والغبار والريح الطّيبة يقال: سَطَعَ سُطُوعا. قال «1» :
مشمولةٍ غُلِثَتْ بنابت عرفج ... كدخان نار ساطعٍ أَسْنامُها
وسَطَع الظليم، أي: رفع رأسَهُ، ومدّ عُنُقَّه. وظليم أسْطَعُ: طويل العنق، وقياس فعله: سَطَع سَطَعاً، والأنثى: سطعاء مثل حمراء هذا من النعت. ومن رفع العنق فقد سَطَع يَسْطَعُ سَطْعاً. وسِطاعُ الخباء: خشبة تنصب في وسطه ووسط الرواق ونحوهما. وثلاثة أَسْطِعة وجمعه [لأكثر العدد «2» ] سُطُع. قال «3» :
أليسوا بالأُلَى قسطوا قديماً ... على النُّعمان وابتدروا السِطاعا
وذلك أنّهم دخلوا عليه قبّته والسَّطْعُ أن تَسْطَعَ شيئاً براحتك أو أصابعك ضرباً. وتقول: سمعت لوقعه سَطَعاً شديداً، تعني صوت ضربة أو رمية، وإنما ثقلت سَطَعاً، لأنه حكاية، وليس بنعت ولا مصدر
__________
(1) القائل (لبيد) ، والبيت من معلقته. ديوانه ق 48 ب 32 ص 206.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) القائل: (القطامي) . ديوانه ق 2 ص 36. والبيت في التهذيب 2/ 66 وفي المحكم 1/ 289 منسوب إلى (القطامي) .(1/320)
وتقول: أسطعته إسطاعة. قال عرّام: إذا قويت عليه، والاستطاعة تجري مجرى القدرة.
طسع: الطسع: الرجل الذي لا غيرة له. طسع طسعاً، أي: ذهبت غيرته. وطزع لغة.
باب العين والسين والدال معهما ع س د- ع د س- س ع د- د ع س- س د ع- د س ع
عسد: العَسْدٌ لغةٌ في العَزْدِ، كالأسد والأزد. والعِسْوَدَّةُ: دُوَيَّبة بيضاء كأنّها شحمة يقال لها: بنت نقا، تكون في الرّمل يُشبَّه بها بنان الجواري، ويجمع على عِسْوَدّات وعَساوِد. قال زائدة: هي على خلق العظاء إلاّ أنها أكثر شحماً من العظاء وإلى السواد أقرب.
عدس: العَدَس: حبوب. الواحدة عَدَسة. والعَدَسُ: بثرة من جنس الطّاعون قلما يُسلم منها، وبها مات أبو لهب. عُدِس فهو مَعْدوس، كما تقول: طعن فهو مطعون. عَدَسْ: زجرٌ للبغال، وناس يقولون: حدس. ويقال: إنّ حدساً كانوا بغّالين على عهد سُلَيْمانَ بن داودَ عليه السّلام يعنفون على البغال عنفاًُ شديداً، والبغل إذا سمع باسم حدس طار فَرَقاً مما يلقَى منهم، فلهج الناس بذلك. والمعروف عدس. وعَدَس: قبيلة من تميم.
سعد: السَّعْدُ: نقيضُ النَّحْس في الأشياء يومُ سَعْدٍ ويومُ َنْحسٍ، وسَعْدُ الذّابح، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأخْبية، نجومٌ من منازل القمر وهي بروج الجدي والدّلو.(1/321)
وسَعِدَ فلانٌ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادةً فهو سعيد ويجمع سُعَداء، نقيض أشقياء «1» وتقول: أَسْعَدُه اللهُ وأسْعَدَ جَدَّه. وإذا كان اسماً لا نعتاً «2» فجمعه «3» سعيدون لا سعداء. وسَعيدُ الأرضِ النّهُر الذي يسقيها. والسّاعد: إحليل خِلْف الناقِة يخرج منه اللبن، ويجمع سواعد، ويقال: هي عروقٌ يجري فيها اللبن إلى الضرع والإحليل. قال حُمَيْد «4» :
وجاءتْ بمعيوفِ الشَّريعةِ مُكْلِعٍ ... أُرِسَّتْ «5» عليهِ بالأكِفّ السواعدُ
قال «6» : لا أشك أن سعيد النهر اشتق منه. والسّاعد: عظم الذّراع ملتقي الزندين من لدن المرفق إلى الرّسغ، وجمعه سواعد. قال «7» :
هو السّاعد الأعلى الذي يُتَّقىَّ به ... وما خيرُ كفٍّ لا تنوء بساعد
ويقال للأسد خاصة: ساعدة. وساعدة قبيلة. والمُساعَدةُ: المُعاوَنة على كل أمرٍ يعمله عامل. والمسعودُ: السعيد. وساعدته فسعدته فهو مسعود، أي: صرت في المساعدة أسعد منه وأعون.
__________
(1) ط: الأشقياء.
(2) من (س) . ص، ط: لا نعت.
(3) من (س) . ص، ط: يجمع.
(4) (حميد بن ثور الهلالي) ديوانه ق 13 (جي) ب 9 ص 67
(5) في النسخ: أرشت بالشين المعجمة وهو تصحيف.
(6) أكبر الظن أنه إذا قال: قال ولم يصرح باسم القائل ولا تقدم عليه ما يدل على اسمه فإنما هو الخليل، وقد فعل مثل ذلك سيبويه في الكتاب.
(7) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(1/322)
والسّعدان: نباتٌ له شوكُ كحسك القُطْب غير أنه غليظ مُفْرْطَح كالفَلكْةَ، ونباته سمّي الحَلَمَةَ، وهو من أفضل المراعي وهو من أحرار البقول. ويقال: الحَلَمَة نبتٌ حسنٌ غير السعدان. وتقول العرب إذا قاست رجلاً برجل لا يشبهه: مرعىً ولا كالسّعدان، وماءٌ ولا كصدّاء «1» . وسَعْدانةُ الثُنْدُوَة: التي في رأس الثّدي، شُبّهت بحَسَكَةِ تلك الشجرة وهو ما استدار من السّواد حول حَلَمَة الثدي من المرأة، ومن ثُنْدُوَة الرّجل. والسُّعَادَى نبات السّعد والسّعد أصله الأسود. والسّعدانة: الحمامة الأنثى، وإن جُمع قيل: سعدانات. والإسعاد لا يستعمل إلا في البكاء والنّوح. قال عمران بن حطان:
ألا يا عينُ ويحكِ أَسعديني ... على تقوى وبرٍّ عاونيني
دعس: الدَّعْسُ: الطعن بالرمح. قال «2» :
اذا دَعَسوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ
وطريقٌ مِدْعاسٌ: دَعَسَتْه القوائم حتى لان، والدَّعْسُ: شدّة الوطء. قال رؤبة:
في رسم آثار ومدعاس دعق
أراد بالدّعق: الدّقع على القلب، وهو التراب.
__________
(1) بعد كلمة (صداء) جاءت هذه العبارة في ص وط: وقال: إذا كدست البهيمة فإنه يستحب عند ذكر الحاجة. وهي فيما يبدو، لا علاقة لها بما قبلها ولا بما بعدها فأسقطناهما كما أسقطت من (س) .
(2) لم نقف على القائل. والبيت في اللسان (نضا) وصدر البيت كما في اللسان:
وظل لثيران الصريم غماغم
وفي النسخ الثلاث: داعسوها، وأما ما أثبتناه فمن اللسان.(1/323)
سدع: رجلٌ مِسْدَعٌ: ماضٍ لوجهه نحو الدليل. المِسْدَعُ: الهادي. قال زائدة: وشجاع يصدع بالصاد.
دسع: الدَّسْعُ: خروج جِرَّةِ البعير بِمّرة إذا دَسَعَها وأخرجها إلى فيه. والمَدْسِع: مضيق مولج المريء في عظم ثغرة النّحر، واسم ذلك العظم الدّسيع، وهو العظم الذّي فيه الترقوتان مشدود [ا] «1» بعظم الكاهل. قال: «2»
يرقَى الدسيع إلى هاد له تلع ... في جؤجؤ كمداك الطّيب مجيوب
أي: متّسع، وهو من الجيب. والدّسيعة: مائدة الرّجل إذا كانت كريمة. قال أبو ليلى: الدّسيعة: كلّ مكرمة يفعلها الرّجل. قال «3» :
ضخم الدسيعة حمّال لأثقال
ورجل ذو دسيعة، أي: ذو مكرمة. ودسعت الحجر «4» إذا أخذت دِساماً، وهو شيء على قدر الجحر فسددت بِمرّة، فدَسَمْته بدِسام دسما «5» .
__________
(1) زيادة اقتضتها سلامة التأليف.
(2) القائل: (سلامة بن جندل) . ديوانه. والبيت في التهذيب 2/ 75 والصحاح واللسان والتاج (دسع) وهو منسوب فيها إلى (سلامة بن جندل) . ورواية البيت في الديوان وهذه المراجع هو ما أثبتناه هنا. ص وط: سقطت كلمة (في) من أول العجز. س: وجؤجؤ. وليس صوابا لأن (جؤجؤ) لا بد أن يكون مكسورا لأن القافية نعت له وروي هذه القصيدة مكسور.. مداك الطيب: ما يسحق عليه الطيب.
(3) لم نقف على القول ولا على القائل.
(4) في النسخ الثلاث: الحجر وهو تصحيف ظاهر.
(5) ص وط: قد سمته يد سام دسما. في س: قد سعته تدسعه دسعا. الدسام بالكسر: ما يسد به رأس القارورة ونحوها.(1/324)
باب العين والسين والتاء معهما س ت ع- ت ع س- ت س ع مستعملات وع س ت- ع ت س- س ع ت مهملات
ستع: رجلٌ مِسْتَعٌ، لغة في مِسْدَع، وهو الماضي في أمره. ورأيته مِسْتَعاً، أي: سريعاً، لم يعرفه عرّام ولا أبو ليلى.
تعس: التَّعْسُ: ألاّ ينتعش «1» من صرعته وعثرته، وأن ينكس في السِّفال. تَعِسَ الرّجل يَتْعَسُ تَعَساً فهو تِعسٌ. أَتْعَسُه اللهُ [فهو] «2» متعس «3» إذا أنزل الله به ذلك.
تسع: يقال: تَسَعْتُ القوم، أي: صرت تاسعهم. وأَتْسَعْتُ الشيء إذا كان ثمانية وأتممته تسعة. والتِسّعُ والتِسّعَةُ من «4» العدد يجري على وجوه [التذكير والتأنيث «5» ] ، تسعة رجال، وتسع نسوة.
__________
(1) ط: ينتعس بالسين المهملة، وهو تصحيف.
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) جاءت بعد تعس بلا فصل وقيل (أتعسه) .
(4) من س. ص ط: على.
(5) زيادة من التهذيب وفي نص حكايته عن الليث.(1/325)
باب العين والسين والراء معهما ع س ر- ع ر س- س ع ر- س ر ع- ر س ع مستعملات ر ع س مهمل
عسر: العُسْرُ: قلّة ذات اليد. والعُسْرُ نقيض اليُسْر، والعُسْرُ خلافٌ والتواءٌ. أمرٌ عسيرٌ وعَسِرٌ، ويومٌ عسيرٌ وعَسِرٌ، ولم أسمع: رجلٌ عَسِرٌ. وعسُر الأمر يَعْسُر عُسْراً، ويجوز عَسارة، ونعته عسير. وعَسِرَ الأمر يَعْسَرُ علينا عَسْراً، وهو شاذ، لاختلاف تصريفه في الفعل والنعت. قال: «1»
عليك بالميسور «2» واترك ما عسر ... وإن أداروك لشربٍ فاستدر
ورجلٌ أَعْسَرُ بينُ العَسَرِ. وأَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأةٌ عسراء يسرة [إذا كان «3» ] يعمل «4» بيديه معاً فإذا عمل بيده الشُّمْلَى وكانت غالبة على اليُمْنَى فهو أَعْسَرُ. وأَعْسَرَ الرجلُ إذا صار من مَيْسَرَةٍ إلى عُسْرة. وعَسَرْتُه أعْسُرُه عُسْراً إذا لم تَرْفُقْ به إلى ميسرة. والمعسورُ: المضّيَّق عليه. وبلغت معسوره [إذا لم تَرْفُقْ به «5» ] ، وعَسَّرْتُ عليه تعسيراً، أو عَسَرْتُ عليه عُسْراً إذا خالفته. ومن العرب من يقول: عَسُرَ الأمر وعَسِرَ الرّجل فرقا بينهما. والعسرى ذهاب اليسرى.
__________
(1) لم يقع لنا القائل ولا القول.
(2) في ط: الميسور.
(3) في س: أرادوك ... فابتدر.
(4) زيادة اقتضاها السياق.
(5) زيادة من التهذيب 2/ 81 اقتضاها السياق.(1/326)
ويقال: يَسَّرَهُ الله للعُسْرَى، ولا وّفقه لليُسْرَى وما كان أعسر ولقد كان عمل بعسارة «1» واستعسرته: طلبت معسوره. واستعسر الأمر وتعسَّر، أي: التوى. وتغسّر الغزل بالغين [المعجمة «2» ] إذا التبس فلا يقدر على تخليصه، ولا يقال بالعين [المهملة «3» ] إلاّ تجشماً. وأَعْسَرَتِ المرأةُ: عَسُر عليها وِلادُها. وقيل: أَعْسَرت وأنّثت إذا دُعيَ عليها، وأيسرت وأذكَرتْ إذا دُعي لها. والعَسِيرُ: الناقةُ التي اعتاصت فلم تحملْ سَنَتها. قال «4» :
وعسير أدماء حادرة العين ... خنوفٍ عَيْرانةٍ شِملالِ
ويقال: عَسِرَ الناقةُ، وناقةٌ عاسرةٌ تَعْسِرُ إذا عَدَتْ، أي: ترفع ذنبها. قال «5» :
تراني إذا ما الرّكبُ جدّوا تنوفةً ... تُكَسّرُ أذناب القلاص العواسِرِ
وناقَةٌ عَوْسَرانيّة، وهي التي تركب قبل أن تُراضَ. والذَّكَرُ عَيْسرانّي كالمنسوب، وإن شئت طرحت الياء، وضممت السّين كما تضمّ الخيُزران، فتقول: عَيْسُران، وتفتح السين أيضاً كما تفتح الغَيْدَقان، فتقول: عيسران.
__________
(1) عبارة غير واضحة القصد.
(2) زيادة اقتضاها بيان المعنى.
(3) زيادة اقتضاها بيان المعنى.
(4) (الأعشى) . ديوانه ق 1 ب 18 ص 5. الأدماء: الخالصة البياض. الحادرة: الصلية الخنوف النشيطة.
(5) (ذو الرمة) . ديوانه ق 67 (الملحق) ب 71 ص 1703. والرواية فيه: أراني ... جابوا تنوفة وفي المقاييس 4/ 230 عجز البيت فقط بدون عزو.(1/327)
عرس: العِرْسُ: امرأة الرّجل. ولبوءة الأسد عِرْسُه والعَروس نعتٌ للرجل والمرأة، استويا فيه ما داما في تعريسهما إذا عَرَّس أحدهما بالآخر. وأحسن ذلك أن يقال للرجل: مُعْرِسٌ، لأنّه أَعْرَسَ، أي: اتخذ عِرْساً. والعُرْسُ: اسم الطعام الذي يُعْرَسُ للعّروس. والعرب تؤنث العُرْس. قال: «1»
يمشي إذا أخذ الوليد برأسه ... مشيا كما يمشي الهجين المعرس
هذا هو الذي يُعْرِسُ العُرْس، وهو اسم الطعام الذي يُعْرَسُ للعَروس. قال عرّام: عَرِسَ الرجلُ يَعْرَسُ عَرَساً، أي: بَطِرَ. ويقال: عَرِسَ به، أي: لزمه، واعترسوا عنه، أي: تفرَّقوا. والعِرْسِيّ: ضربٌ من الصّبغ يشبه لون ابن عرس. والعريس «2» : مأوى الأسد في خيسٍ من الشجر والغياض في أشدها التفافاً. وقول جرير: «3»
............ ... ... أَجَمي فيهِمْ وعِرّيسي
يعني: منبت أصله في قومه. والتَّعريس: نزول القوم في السّفر من آخر الليل، ثم يقعون وقعة ثم يرتحلون. قال زهير «4» :
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(2) هنا قبل هذه الكلمة عبارة رأينا أنها من تزيد النساخ فأسقطناها وهي: وفي نسخة أبي عبد الله الضبع.
(3) ديوانه ص 251 (صادر) وتمام البيت:
إني امرؤ من نزار في أرومتهم ... مستحصد أجمي فيهم وعريسي
وعجز البيت في اللسان (عرس) منسوب.
(4) ديوانه ص 195. أسنمة: بفتح الهمزة وضم النون: اسم أكمه.(1/328)
وعرّسوا ساعةً في كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... ومنهم بالقَسُوميّات مُعْتَرك
ابن عرس: دويبّة دون السّنَّوْر أَشْتَرُ أَصَكُّ، وربّما أَلِفَ البيت فَرجَنَ فيه. وجمعه: بناتُ عرسٍ، هكذا يجمع ذكراً كان أم أنثى.
سعر: السّعْرُ: سعر السوق الذي تقوم عليه بالثمن. تقول: أسعر أهل السّوق إسعاراً، وسّعروا تسعيراً إذا اتفقوا على سِعْر.
وقيل للنبيّ صلى الله عليه وآله: سَعِّرْ لنا. فقال: المُسَعّرُ الله.
والسِّعر: وَقود النار والحرب. قال: «1»
شددت لها أزري وكنت بسعرها ... سعيداً وغير الموقديها سعيدها
وسعّرت النار في الحطب والحرب، وسعّرت القوم شراً، ويجوز بالتّخفيف. واستعرت النار في الحطب، واستعرت الحرب والشرّ. ورجل مِسْعَر حربٍ، أي: وقَاد لها. قال الضرير: موقد لها. والسّاعور: كهيئة تنّور يحفر في الأرض. والسعير: النار. والسُّعار حرّها، وهو السُّعر أيضاً. وسُعِرَ الرجل فهو مسعور إذا ضربه السّموم والعطش. قال: «2»
أَسْعَرَ ضَرْباً أو طُوْالاً هِجْرَعا
يعني طويلاً. والسَّعْرَةُ في الانسان لون يضرب إلى سواد فُوَيْقَ الأدَمَة. والسُّعرة في الأشياء على ما وصفنا. ومساعرُ البعيرِ: مشافِرُهُ. قال أبو ليلى: آباطه وأرفاغه. الواحد: مَسْعَرٌ، وهو أيضاً
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(2) نسب إلى (العجاج) في التهذيب 20/ 88 وفي المحكم 1/ 299 وليس في ديوانه، ولكنه في مجموع أشعار العرب (ديوان رؤبة) 90 (برلين) .(1/329)
أصل ذنب البعير حيث دقّ وَبَرُهُ. ويقال لها: المشاعر، لأنّ في تلك المواضع من جسده شعراً، وسائر جسده وَبَر. والسّعْراوةُ التي تتردد في الضوء الساقط في البيت من الشمس من الهباء المنبث.
سرع: السَّرعُ: من السّرعة في جري الماء وانهمار المطر ونحوه. وقال: «1»
.......... ... غربٌ على ناضحٍ في سجله سَرَعُ
والسّريع: نقيض البطيء ما كان سريعاً ولقد سَرُع سُرْعة. وأما قولك: قد أسرع فإنه فعل مجاوز يقع معناه مضمرا على مفعول به، أي: أسرع المشيَ وغيره، لمعرفته عند المخاطبين، استغني عن إظهاره فأضمر. ومثله: أفْصَح فلان، أي: أفصح القول، وفُصح الرّجل فصاحةً، أي: صار فصيحاً. والسَّرْعُ: قضيب سنة من قضبان الكرم، وجمعه: سُرُوع. وهي تَسْرُعُ سُرُوعاً فهي سارعة، والجميع: سوارع ما دامت غرّتها تقودها. والسَّرْع اسم للقضيب خاصّةً، ويقال لكلّ قضيب ما دام غضّاً رطباً: سَرَعْرَع. وإن أنثتها قلت: سرعرعة. قال «2» يصف الشباب:
أزمان إذ كنت كنعت الناعتِ ... سَرَعْرَعاً خوطاً كغصنٍ نابتِ «3»
وسَرَعانُ الناس: اوائلهم الذين يسبقون إلى أمر. ويقال: لسُرعان ما صنعت كذا، ولوشكان ما خرجت، في معنَى [ما] «4» أسرع ما
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(2) لم نهتد إلى القائل، والشطران في التهذيب 2/ 91 وفي المحكم 1/ 301 وفي اللسان (سرع) . بدون عزو.
(3) ص، ط: النابت، وما أثبتناه فمن س والمظان الأخرى.
(4) زيادة اقتضاها السياق.(1/330)
صنع، وهن كلمات ثلاث: سرعان، ووشكان، وعجلان، وحرّك عرّام سَرَعان ووَشَكان. قال بشر: «1»
أتخطب فيهم بعد قتل رجالهم ... لسرعان هذا والدماء تصبب
واليَسْرُوع [والأسروع «2» ] : دودٌ تكون على الشوك والحشيش. الواحد: يسروعة [وأسروعة «3» ] والجمع: الأساريع قال امرؤ القيس: «4»
وتعطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنَّه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
نسب الدّود إلى رملٍ يُسمَّى ظبياً. وقال أبو الدقيش، نسبها إلى الظّبي، لأن الظباء تأكل هذا الضرب من الدّود، كما تأكل النمل. وضمّ الياء لغةً وجمعهُ يساريع. قال: ونحن نسمي تلك الدود: السُّرْفَةَ، ويجمع على سُرَفٍ.
رسع: رسعتَ عين الرجل، أي فَسَدَتْ وتغيّرت. رجُلٌ مُرَسِعٌ ومُرَسِعّةٌ. وقد رَسَعَ ورَسَّعَ، لغتان. قال «5» :
مرسّعة وسط أرباعه ... به عسم يبتغي أرنبا
__________
(1) (بِشْر بنُ أبي خازم الأسدي) . ديوانه ق 2 ب 28 ص 12. والرواية فيه:
وحالفتم قوما هراقوا دماءكم ... لوشكان ...
(2) زيادة اقتضاها توضيح العبارة.
(3) زيادة اقتضاها توضيح العبارة.
(4) معلقته.
(5) (امرؤ القيس) . ديوانه ق 18 ب 2 ص 128. ط: أرياقه وهو تصحيف.(1/331)
باب العين والسين واللام معهما ع س ل- ع ل س- س ع ل- ل ع س- س ل ع- ل س ع
عسل: العسل: لعاب النْحل. وعسل اللُّبْنَى: شيء يُتّخذ من شجر اللُّبْنَى يشبه العسل، لا حلاوة له. والعسّالة: شورة النحل يتّخذ فيها العسل. والعاسل: الذي يشتار العسل من موضعه فيستخرجه. قال عرام: العسال والعاسل واحد. قال لبيد: «1»
بأشهبَ من أبكارِ مُزْنِ سحابةٍ ... وأريِ دَبورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ
الأريُ: العسل، والدَّبور: النحل. وعسّلَ النّحل تعسيلا. وطعامٌ مُعَسَّلٌ معسول: مجعول فيه العسل، ومعقّد به وناقةٌ عسول، وجملٌ عسّال، إذا كان (باقي السير سريعه) «2» وناقة عسّالة أيضا والعاسل والعسّال والمعسّل والمتعسّل من يطلُبُ العَسَل. والعَسِلُ: الرّجلُ الشديدُ الضّربِ السّريعُ رَجْعِ اليدينِ بالضرب «3» . قال: «4»
__________
(1) ديوانه ق 36 ب 16 ص 258.
(2) في النسخ الثلاث: (باقي السير سريعة) وهي عبارة ذهب بدلالتها التصحيف.
(3) تناقلت المعجمات هذه العبارة بنصها ولم يشر أكثرها إلى قائلها. كما لم يشر إلى مئات أمثالها.
(4) لم نهتد إلى القائل، ولم تنسبه المظان التي رجعنا إليها.(1/332)
تمشي موائله والنّفس تنذرها ... مع الوبيل بكفّ الأهوج العَسِلِ «1»
وكلام معسولٌ: حلوٌ. والعَسَلانُ: شدّة اهتزاز، إذا هززته. عَسَلَ يَعْسِلُ عَسَلانا كما يعسل الذئب إذا مشي مسرعا، وهزّ رأسه فالذئب عاسلٌ، ويجمع على عُسَّلٍ وعَواسِلَ، والرُّمح عسّالٌ. قال: «2»
بكل عسّالٍ إذا هُزّ عَسَل
وقال:
عَسَلانَ الذئب أمسي طاويا ... بَرَدَ الليلُ عليه فنسل
والدليل يعسل في المفازة، أي يسرع.
علس: العَلْسُ: الشُّرْبُ. عَلَسَ يَعْلِسُ عَلْساً، أي: شرب. قال أبو ليلى: العَلْسُ لما يؤكل ويُشْرب جميعا. والعَلْسُ الشّوِاء السّمين. وقال غير الخليل: العليس الذي ليس بالسمين ولا [ال] «3» مهزول، بين ذلك. والمسّيب بن عَلَس شاعر. غير الخليل: العَلَس: القراد.
سعل: السّعال: معروف. تقول: سَعَلَ يسعُل سعالا وسعلة شديدة. وإنّه لذو سُعَالٍ ساعِل، كما تقول: شُغلٌ شاغل، وشعرٌ شاعر. قال: «4»
__________
(1) البيت في التهذيب 2/ 96 بالرواية نفسها بدون عزو. وفي اللسان (عسل) بدون عزو أيضا، والرواية فيه موالية
(2) لم نهتد إلى اسم الراجز، والرجز في المقاييس 4/ 314 بدون عزو والرواية فيه كالرواية في العين. وفي اللسان (عسل) إلا أن الرواية فيه: عتر بدون عزو أيضا.
(3) زيادة لاتساق العبارة.
(4) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في المظان.(1/333)
ذو ساعلٍ كسَعْلةِ المزفور
والسّعِلاةُ من أخبث الغيلان، ويجمع على سَعالى. ويقال للمرأة الصخابة: استسعلت، أي: صارت كالسّعِلاة، كما قالوا: استكلب، واستأسد وثلاث سِعْلَيات، وتصغر: سُعَيْلية، وثلاث سعالَى صوابٌ أيضا. قال حُمَيْد: «1»
فأضحت تعالَى بالرجال كأنّها ... سَعَالَى بجَنْبَيْ نخلة وسلوق
لعس: اللَّعَسُ: لعسةٌ، وهو سواد يعلو الشّفة للمرأة البيضاء. وجعلها رؤبة في الجسد كله إذا كان بياضا ناصعا يعلوه أدمة خفية. قال الراجز: «2»
وبشر «3» مع البياض ألعسا
يريد بالبَشَر: جلدها. وامرأة لعساء. قال ذو الرّمة «4» :
لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شَنَبُ
ورجل متلعّس: شديد الأكل. ورجلٌ لَعْوَسٌ لحوس، أي: أكول حريص. والجمع: لعاوس «5» . قال «6» :
وماءٍ هتكت اللّيلَ عنهُ ولم يَرِدْ ... روايا الفراخِ والذّئابُ اللَّعاوسُ
ويُرَوى بالغين. والبيت لذي الرمة.
__________
(1) (حميد بن ثور الهلالي:) . ديوانه: ق (ب) ... ب 25 ص 37. والرواية فيه: تعالى بجنبي ...
(2) (العجاج:) . ديوانه. ق 11 ب 16 ص 126
(3) س: وبشرا، وهو وهم، لأن (بشر) مخفوض بالعطف على مخفوض، ونصبت ألعس لأنها على زنة الفعل، والألف للإطلاق.
(4) ديوانه. ق 1 ب 19 ص 32.
(5) هذا من (س) . ص: سقط منها: (والجمع لعاوس) . ط: سقط منها: (والجمع لعاوس قال) ..
(6) ديوان ذي الرمة. ق 36 ب 33 ص 1132 ج 2 والرواية فيه: اللغاوس بالغين المعجمة. ص وط: (وما إن) وليس صوابا لأنه يتحدث عن ماء فعل به كذا وكذا. وفي (س) : اللواعس وهو تحريف.(1/334)
سلع: السَّلَع: نبات، يقال: هو سمّ. قال العجاج: «1»
فظلّ يسقيها السّمام الأسلعا
أي: السّمّ الأشدّ. وقال في موعظة يصف الدّنيا: أسبابها رمام وقطافها سَلَع. والسَّلْع: شقّ في الجبل كهيئة الصّدع. وبكسر السين أيضا، والجميع: السّلوع، وهو أيضا الشيء الذي يكون في العقب. يقال: به سَلْع وزَلْع، وسَلِعَتْ يده وزَلِعَتْ. ويقال للدليل الهادي: مِسْلَع، أي يشقّ بالقوم أجواز الفلا: قالت الخنساء: «2»
سباق عادية ورأس سريّة ... ومقاتل بطل وهادٍ مِسْلَع
والسِّلْعة تجمع على سِلَعٍ وما كان متجوراً به من رقيق وغيره. والسَّلْعة يخفّف ويثقّل: خرّاج، ويخرج كهيئة الغدّة في العنق أو غيره، يمور بين الجلد واللحم، تراه يديص ديصانا إذا حركته. يديص: يتقلب. وسَلْع: موضع بالحجاز. قال: «3»
أرقت لتوماض البرُوقِ اللوامع ... ونحن نشادي بين سلع وفارع
لسع: اللّسع للعقرب تلسع بالحمة. والحيّة تلسع أيضا، ويقال: إنّ من الحيات ما تلسع بلسانها كلسع الحمة وليس لها أسنان. ولَسَعَ فلان فلانا بلسانه، أي: قرصه. وإنّه لَلُسَعَة للناس، أي: قّراصة لهم بلسانه.
__________
(1) لم نجده في ديوان العجاج. ونسبه المحكم 1/ 305 إلى (رؤبة) ، وطمست نسبته في اللسان (سلع) . والرواية فيها: يظل.
(2) البيت في التهذيب 2/ 99 والمحكم 1/ 305 منسوب إلى (الخنساء) . وفي اللسان (سلع) إلى (سعدى الجهنية) .
(3) لم تهتد إلى اسم القائل ولا إلى القول.(1/335)
والمُلَسَّعَةُ: المقيم الذي لا يبرح. قال: «1»
مُلَسَّعة وسْطَ أرباعه ... به عسم يبتغي أرنبا
ليجعل في رجلِهِ كَعْبَها ... حذارَ المنيّةِ أنْ يعطبا
وذلك أنّ العرب كانوا يعلقون في أرجلهم كعاب الأرانب كالمعاذة لئّلا يموتوا، وهو باطل. والملسِّعة مثل علاّمة وداهية.
باب العين والسين والنون معهما ع س ن- ع ن س- س ع ن- ن ع س- س ن ع- ن س ع
عسن: العَسَنُ: نُجُوعُ العلف والرِّعْيِ في الدّوابِّ. عَسِنَتِ الإبل عَسَناً إذا نجع فيها الكلأ وسمنت. ودابّة عَسِنٌ، أي: شكور. وعَسْنٌ: موضع. قال: «2»
كأنّ عليهم بِجَنوبِ عَسْنٍ ... غماماً يستهلّ ويستطير
عنس: العَنْسُ من أسماء الناقة سمّيت به لتمام سِنِّها وشدّة قُوَّتِها. ووُفور عظامها وأعضائها واعنيناسِ ذَنَبِها، أي: وُفُورُ هُلْبِه وطوله. قال: «3»
وكم قَطَعْنا من علاة عنس
__________
(1) (امرؤ القيس) . ديوانه ق 18 ب 2، 3 ص 128. وقد سبق ذكر أولهما في ترجمة (رسع) وفيه (مرسعة) مكان (ملسعة) هنا، وكأنهما روايتان. والرواية في الديوان في كفه بدل رجله.
(2) (زهير بن أبي سلمى) . ديوانه ص 338 والرواية فيه: عشر بالراء. والبيت في المحكم 1/ 307 وفي اللسان (عسن) .
(3) (العجاج) ديوانه ق 43 ب 1 ص 472 والرواية فيه: كم قد حسرنا ...(1/336)
وقال الطرماح: «1»
يَمْسَحُ الأرض بمُعْنَوْنِسٍ ... مثل مِئْلاةِ النّياحِ الفِئامْ
وعَنَسَتِ المرأةُ تَعْنُس عُنُوسا، إذا صارت نَصَفاً وهي بعدُ بِكْرٌ لم تَزَوَّجْ. وعنّسها أهلُها تعنيساً إذا حبسوها عن الإزواج حتى تجاوزت فَتاء السّنّ، ولمّا تَعْجُز بعدُ فهي مُعَنَّسة، ويجمع على مَعانِس ومُعَنَّسات، ويجمع العانس بالعوانس. قال: «2»
وعيط كأسرابِ القَطا قد تشوّفت ... معاصيرُها والعاتِقاتُ العوانس
قال عرّام: والقاعدات. وقال ابو ليلى: جماعة العانس: عُنَّس، وأنشد: «3»
تجمّع العون على العنَّس من كلّ فخجاء لبود البرنس
وعنس: قبيلة من مذحج.
سعن: السَّعْنُ يتّخذ من الأدم شبه الدلو إلا أنه مستطيل مستدير، ربما جعلت له قوائم ويُنْتَبَذُ فيه. وقد يكون على تلك الخلقة من الدلاء صغيراً [فتسميه] «4» العرب السَّعنَ، وجمعه: سِعَنَةٌ وأسعان. قال: سَعْنٌ وسُعْنٌ كلاهما. وقال عرّام: السَّعْنُ عندنا قِرْبَة باليةٌ قد تَخَرَّق عُنُقُها يُبّرد فيها الماء، ولا يسمى الدلو سعنا، وأنشد لعنترة «5» :
كَذَبَ العتيقُ وماءُ سُعْن بارد ... إن كنتِ سائلةً غَبُوقاً فاذهبي
ويروي: وماء شن.
__________
(1) ديوانه ق 27 ب 44 ص 410. المئلاة: خرقة تكون بيد النائحة تشير بها إذا ناحت. والفئام الجماعةص وس: ويمسح.... كمثل وما أثبتناه فمن (ط) والديوان.
(2) (ذو الرمة) . ديوانه. ق 36 ب 39 ص 1135. والرواية فيه: وعيطا وكذا في اللسان (عنس) .
(3) لم نقف على اسم ولا على الرجز. ونثبته هنا كما هو في النسخ.
(4) في الأصل (تسمى) .
(5) ديوانه ص 33 (صادر) والرواية فيه: ماء شن.. سائلتي.(1/337)
والمُسَعَّنُ من الغُروب يتخذ كل واحد من أديمين يقابل بينهما فيعرقان عِراقَيْنِ، وله خُصْمان من جانبين لو وضع لقام قائما من استواء أعلاه وأسفله. والسُّعْنُ: ظُلّة يتخذها أهل عُمان فوق سطوحهم من أجل ندى الوَمَدَةِ «1» والجميع: السُّعُون.
نَعَسَ: نَعَسَ يَنْعَسُ نُعاسا ونَعْسَة شديدة فهو ناعس. وقد سمعناهم يقولون: نَعْسان ونَعْسَى، حملوه على وَسْنان ووسْنَى، وربما حملوا الشيء على نظائره، وأحسن ما يكون ذلك في الشعر.
سنع: امرأة سَنيعة قد سَنُعَتْ سَناعة، وهي الجميلة اللينة المفاصل اللطيفة العظام في كمال. والسّنيع: التّام الضليع من كل شيء. والسِّنْعُ: السُّلامَى التي تصل ما بين الأصابع والرُّسغ في جوف الكفّ. الواحدة: سِنْعَة ويجمع على أسناع.
نسع: النِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ كهيئة أعنّة البغال يشد به الرحال. والقطعة منها: نِسْعَة تشد على طرفي البطان، ويجمع على نسوع وأنساع. والمرأة الناسعة هي الطويلة المتك. ونسوعه: طوله.
__________
(1) الومد محركا: نَدىً يجيء في صَميم الحَرِّ من قِبَل البحر مع سكون ريح.(1/338)
باب العين والسين والفاء معهما ع س ف- ع ف س- س ع ف- س ف ع- مستعملات ف ع س- ف س ع مهملان
عسف: العَسْفُ: السّيُر على غير هُدى، وركوب الأمر من غير تدبير، وركوب مفازة بغير قصد، ومنه التعسف. قال: «1»
قد أعسف النازح المجهول مَعْسِفُهُ ... في ظلّ أخضر يدعو هامَهُ البومُ
والعسيف: الأجير. قال: «2»
كالعسيف المربوع شل جمالا ... ما له دون منزلٍ من بيات
وعَسَفَ البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفا (وعُسوفا) «3» إذا كان في حشرجة الموت، وهو مثل النزع للإنسان وهو أهون من كرير الحشرجة. وعُسْفان: موضع بالحجاز.
عفس: العَفْسُ: شدة سوق الإبل. قال: «4»
يَعْفِسُها السّواقُ كلَّ مَعْفِسِ
والرجل يَعْفِسُ المرأة برجله إذا ضربها على عجيزتها، يعافسها وتعافسه. قال غيره: المعافسة: المعاركة في جدّ أو لعب، وأصله اللعب.
__________
(1) (ذو الرمة) ديوانه. ق 12 ب 28 ص 401. والرواية فيه: في ظل أغضف.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(3) الكلمة المحصورة بين القوسين موضعها في النسخ بعد كلمة (الموت) .
(4) لم نهتد إلى الراجز. والرجز في التهذيب 2/ 107، والمحكم 1/ 310 واللسان (عفس) .(1/339)
والعِفاسُ: اسم ناقة. قال «1» :
أشلى العِفاسَ وبَرْوَعا
والعَفْسُ. أن تُردَّ رأس الدابّة إلى صدرها.
سعف: السَّعَفُ: أغصان النخلة. الواحدة: سَعَفَةٌ. وأكثر ما يقال ذلك إذا يبست، فإذا كانت رطبة فهي شطبة. وشبه امرؤ القيس ناصية الفرس بسَعَفِ النّخل حيث يقول: «2»
وأركب في الرّوعِ خيفانةً ... كسا وجْهَها سَعَفٌ منتشرْ
والسَّعْفَةُ قروحٌ تخرُجُ على رأس الصبي وفي وجهه، سُعِفَ الصبيُّ إذا ظهر به ذلك فهو مسعوف. والإسعافُ: قضاء الحاجة. والمساعَفَةُ: المواتاة على الأمر في حسن معاونة. قال: «3»
....... ... وإذْ أم عمار صديق مساعف
سفع: السُّفْعُ: أُثْفِيَةٌ من حديد يوضع عليها القدر. الواحدة سفعاء بوزن حمراء. وسُمَي سفعا لسواده وشَبهِت الشعراء به. فسمَّوْا ثلاثة أحجار يُنْصَب عليها القدرُ سفعا. والسفع: سفعة سواد في خدّي المرأة الشاحبة.
__________
(1) القائل هو (الراعي) . في التهذيب 2/ 107: عجز البيت. وفي الصحاح 2/ 948: جاء بالبيت كاملا. وفي المحكم 1/ 310 أيضا. وتمام البيت: كما جاء في الصحاح:
وإن بَرَكَتْ منها عجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أشلى العِفاسَ وبروعا
وذكر الجوهري: أن العفاس وبروعا ناقتان كانتا (للراعي) . العجاساء: القطعة الكبيرة من الإبل. والإشلاء الدعاء. يقال: أشلى الناقة إذا دعاها باسمها ليحلبها.
(2) ديوانه. ق 29 ب 26 ص 163.
(3) (أوس بن حجر) ديوانه ق 30 ب 60 ص 74 (صادر) ، وصدر البيت:
إذا الناس ناس والزمان بعزة
والرواية في التهذيب 2/ 11 وفي المحكم 1/ 311 واللسان (سعف) : بغرة.(1/340)
وكلّ صقر أسفع، وكل ثور وحشي أسفع. و [كل] «1» من النعام أسفع، وكل سُوذانِقٍ أسفع. وحمامة سفعاء صارت سُفْعَتُها في عنقها دوين الرأس في موضع العِلاطَيْنِ. قال حميد: «2»
من الورق سفعاء العلاطين باكرت ... فروع أشاء مطلع الشمس أسحما
والنارُ تَسْفَعُ الشيء إذا لفحته لفحاً يسيراً فغيّرت لون بشرته سَفْعاً. وسَفَعَتْه السَّموم. والسَّوافعُ لوافعُ السَّموم. والسُّفْعَةُ (ما) «3» في دمنة الدّار من زِبْلٍ أو رماد أو قُمام متلبّد فتراه مخالفا للون الأرض في مواضع. ولا تكون السُّفْعَةُ في اللون إلا سوادا مشتربا حمرة. قال: «4»
..... سُفَعاً ... كما تنشر بعد الطية الكتب
وسَفَعَ الطائر لطيمتَه، أي: لطمَهُ. وسَفَعْتُ وجهَ فلانٍ بيدي، وسفَعْت رأسَهُ بالعصا. وسفعتُ بناصيته إذا قبضت عليها فاجتذبتها. وكان عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول: اسْفَعَا بيده، أي: خذا بيده فأقيماه.
وفي الحديث أن ابن عمر نظر إلى رجل فقال: به سَفْعَةٌ من الشيطان
يريد به الأخذَ بالناصية. وقال: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
«5» ، أي: لَنأخُذَنَّ بها ولنقيمنه.
__________
(1) زيادة اقتضاها السياق والسوذانق: الصقر.
(2) (حميد بن ثور الهلالي) . ديوانه ق 1 ب 79 ص 24. والرواية فيه ... حماء.... عسيب أشاء والبيت في المخصص 8/ 171 برواية الديوان نفسها. والبيت في التهذيب 2/ 109، والصحاح 3/ 1230 (سفع) برواية العين المثبتة هنا.
(3) زيادة اقتضاها السياق.
(4) (ذو الرمة) . ديوانه. ق 1 ب 4 ص 15 وتمام البيت فيه.
أم دمنةٌ نسفت عنها الصَّبا سُفَعاً ... كما تُنَشَّرُ بعد الطية الكتب
(5) سورة العلق 15.(1/341)
باب العين والسين والباء معهما ع س ب- ع ب س- س ب ع- مستعملات س ع ب- ب ع س- ب س ع مهملات
عسب: العسب: طرق الفرس، وربما استعمله الشاعر في الناس. قال زهير: «1»
فلولا «2» عَسْبُه لردَدْتُموهُ ... وشَرُّ مَنيحَةٍ أيرٌ معارُ
قال أبو ليلى: العسب: ماء الفحل فرساً كان أو بعيراً. يقال: قطع الله عسبه، أي: ماءه وولده. وقال «3» يصف نجائب قد رمت بأولادها من التعب:
يغادرن عسب الوالقيّ وناصِحٍ «4» ... تخصّ به أمّ الطريق عيالَها
أمّ الطريق: معظمه. يقول: هذه الإبل ترمي بأجنّتها فتأكلها الطير والسباع. وعسيب الذَّنَبِ: عظمه الذي فيه منابت الشعر. والعسيب من النخل: جريدة مستقيمة دقيقة يكشط خوصها. وجمعه عِسبان، وثلاثة أعسبة. واليعسوب: أمير النحل وفحلها، ويقال: هي دَبْرة عظيمة مطاعة [فيها] إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت. واليعسوب: ضرب من الحِجلان من أعظمها. قال أبو ليلى: هو اليَعقوب من الحجلان لا اليعسوب. واليعسوب: دائرة عند مركض الفرس حيث يصيب رجل الفارس. واليعسوب أيضا طائر يشبه به الخيل والكلاب لِضُمْرها.
__________
(1) ديوانه ص 301
(2) ط: (فلما) وليس صوابا. وفي س: فلو ما.
(3) القائل هو (كثير) ، والبيت من قصيدة يصف فيها خيلا أزلقت ما في بطونها من أولادها من التعب. والبيت في التهذيب 2/ 114 والمحكم 1/ 313
(4) هذا من س ومن المظان الأخرى، وفي الأصل وفي ط: ناضح بالمعجمة وهو تصحيف.(1/342)
عبس: عَبَسَ يَعْبِسُ عبوساً فهو عابس الوجه غضبان. فإن أبدى عن أسنانه في عبوسه قلت كلح. وإن أهتم لذلك وفكر فيه، قلت: بَسَرَ، وهكذا قول الله عز وجل عَبَسَ وَبَسَرَ «1» . وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان مقبلا على رجل يعرض عليه الإسلام فأتاه ابن أم مكتوم، فسأله عن بعض ما كان يسأل فشغله عن ذلك الرجل فعبس رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه، وليس من التهاون به، ولكن لما كان يرجو من إسلام ذلك الرجل، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى «2» وإن رأيته مع ذلك مغضبا قلت: بسل. وإن رأيته مع ذلك وقد زوى بين عينيه قلت: قطب وقطب أيضا فهو عابس وقاطب. والعَبَسُ: ما يبس على هُلْب الذّنب من البعر والبول، وهو من الإبل كالوَذَحِ من الشاء الذي يتعلّق بأذنابها وأَلْياتها وخصاها، ويكون ذلك من السِّمَن.
وفي الحديث: مر رسول الله بإبل قد عبست في أبوالها فتقنع بثوبه «3» .
وقد عبست فهي عبسة. قال: «4»
كأنّ في أذنابهنّ الشُّوَّلِ ... من عبس الصيف قرون الأيل
ويوم عبوس: شديد.
__________
(1) سورة المدثر 22.
(2) سورة (عبس) 1.
(3) الحديث في اللسان (عيس) مع اختلاف في سياقه.
(4) الراجز هو (أبو النجم العجلي) . والرجز في المقاييس 4/ 211 وفي المحكم 1/ 314 وفي اللسان (عبس) في ط: السيف. في س: الريف وكلاهما محرف.(1/343)
سبع: السَّبُع: واحد السّباع. والأنثي سَبُعة. وسبعت فلانا عند فلان إذا وقعت فيه وقيعة مضرّة. وعبد مسبع في لغة هذيل عبدٌ مترف. ويقال: ترك حتى صار كالسَّبُع لجرأته على الناس. وهو في لغة الدّعيّ. قال العجاج: «1»
إنّ تميما لم يُراضِعْ مُسْبَعا ... ولم تلده أمّه مقنّعا
أي: لم يكن ملفّفا خوف الفضيحة، أي: لم يولد زنى. قال أبو ليلى: والمُسْبَعُ: الراعي الذي أغارت السباع على غنمه فهو يصيح بالسباع وبكلابه. قال «2» :
قد أُسْبَع الرّاعي وضَوْضَى أَكْلُبُهْ ... واندفع الذئب (وشاه يسحبه)
وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنى. وقال أبو ذؤيب: «3»
....... كأنه ... عبد لآل أبي «4» ربيعة مُسْبَعُ
إلا «5» أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع، ويقال هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم.
__________
(1) الرجز في ديوان رؤبة ص 62 وليس في ديوان العجاج. والأول منهما في التهذيب 2/ 117، وكلاهما في المحكم 1/ 316 وفي اللسان (سبع) والرواية في النسخ: مقفعا
(2) ديوان الهذليين. القسم الأول ص 4. وتمام البيت كما في الديوان:
صخب الشوارب لا يزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع
(3) (أبي) من س والديوان وقد سقطت من الأصل ومن ط.
(4) في ط وس قبل قوله (إلا) عبارة ويروى مسبع.
(5) هذه الكلمة: (ينسب) من س، وقد سقطت من ص وط.(1/344)
وقالوا: المسبعُ أيضا: الذي ولد لسبعة أشهر، فلم «1» تنضجه الشّهور في الرّحِمِ ولم تُتَمَّم. وأسبعت المرأة فهي مُسْبعٌ إذا ولدت لسبعة أشهر. والأسبوع: تمام سبعة أيام، يُسَمَّى ذلك كلّه أسبوعاً واحداً وجمعه: أسابيع، كذلك الأسبوع من الطواف ونحوه، ويجمع على أسبوعات. شربت الدّواء أسبوعين وثلاثة أسابيع وأسبوعات كثيرة. وسَبَعْتُ القوم: صرت سابعهم. وأسبعت الشيء إذا كان ستة فتممته سبعة. وسبعته تسبيعا أيضا. والسِّبْعُ من أظماء الإبل، ولا تكون موارد الإبل. سقينا الإبل سبعا، أي في اليوم السابع من يوم «2» شربت، فإن جمع فأسبع. والسَّبيعُ: جزء من السبعة كالعَشيِر من العَشَرة. ويقولون: عَشَرَةُ دراهم وزن سبعة، لأنهم جعلوا عشرة دراهم وزن سبعة مثاقيل. وقولهم: لأعملن بفلان عمل سَبْعَة يعني المبالغة وبلوغ الغاية في الشرّ. يقال: اراد به عمل سَبْعَةِ رجال. ويقال: أراد بالسَّبْعة اللَّبُؤة فخفّف الباء. ومن أراد معَنى سَبْعة رجال، نصب الباء وثقّل في بعض اللغات، وهو في الأصل جزم، كقول الله عز وجل سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ «3» وأرض مَسْبَعَة ومُسْبِعَة، ويقال: مسبوعةٌ وسَبِعةٌ، كما يقال مذؤوبةٌ وَذِئَبةٌ، أي: ذات سباع وذئاب. قال «4» :
__________
(1) من قوله (فلم) إلى آخر الفقرة.. سقط من (س) .
(2) ط، س: في يوم.
(3) سورة الكهف 22.
(4) لم نهتد إلى الراجز. ولم نجد الرجز في المظان التي بين أيدينا.(1/345)
يا معطي الخير الكثير من سعه ... إليك جاوزنا بلاداً مَسْبَعه
وفلواتٍ بعد ذاك مَضْبَعَه
أي: كثيرة الضباع.
باب العين والسين والميم معهما ع س م- ع م س- س ع م- س م ع مستعملات م ع س- م س ع مهملان
عسم: العَسَم: يُبْسٌ في المِرْفَق تَعْوَجُّ منه اليد. عَسِمَ الرجل فهو أعسم، والأنثي عسماء. والعُسوم: كِسَر الخبز القاحل اليابس. الواحد: عَسْم، وإن أنّثت قلت: عَسْمة. قال «1» :
ولا أقواتُ أَهْلِهُمُ العُسُومُ
والعَسْمُ: الطمع. قال «2» :
استَسْلَمُوا كَرْها ولم يُسالِموا ... كالبحَر لا يَعْسِم فيه عاسمُ
أي: لا يطمع فيه طامع أن يغالبه ويقهره، وقد قيل: لا يمشي فيه ماش. وأقول: يد عَسِمة وعسماء. والأرض من العضاه وما شابهه عُسوم وأعسام وعُسون وأعسان. وأقول: رأيت بعيراً حسن الأعسان والأعسام، أي: حسن الخلق والجسم والألواح.
__________
(1) القائل هو (أمية بن أبي الصلت) كما في التهذيب 2/ 120، والمحكم 1/ 317. وصدر البيت:
ولا يتنازعون عنان شرك
(2) ورد الشطر الثاني في التهذيب 2/ 120 بدون عزو. وورد الشطران في المحكم 1/ 17 من دون عزو أيضا. ونسبهما. اللسان مع ثالث (عسم) إلى (العجاج) .(1/346)
وتقول: ظل العبد يعسم عَسَماناً، وهو الزميل وما شاكله. ومثل يعسم: يَرْسِم من الرّسيم. والعَسَمان الحَفَدان، وهو خَبَبُ الدّابة. ويدٌ عَسِمة وعسماء، أي: مُعْوَجّة. وعَسَم بنفسه إذا ركب رأسه ورمى بنفسه وسط جماعة في حرب. وعسم واعتسم، أي اقتحم غير مكترث.
عمس: العَماسُ: الحربُ الشديد وكل أمر لا يقام له ولا يُهتَدىَ لوجهه. ويوم عَماسٌ من أيامٍ عُمْسٍ. وعَمس يومنا عماسة وعموسا. قال «1» :
ونزلوا بالسهل بعد الشأسِ ... [من مرّ أيامٍ] «2» مَضَيْنَ عُمْسِ
ويقال: عَمُس يومُنا عَماسَةً عموسةً «3» . قال: «4»
إذ لَقْحَ اليومُ العَماسُ واقمطرّ
والليلة العَماسُ: الشديدة الظلمة عن شجاع. وتعامست عن كذا: إذا أريت كأنك لا تعرفه، وأنت عارف بمكانه. وتقول: اعِمِس الأمرَ، أي: اخفِهِ ولا تُبَيِّنْهُ حتى يشتبه. والعَماسُ من أسماء الداهية.
__________
(1) (العجاج) . ديوانه. ق 43 ب 62، 63 ص 485. والرواية فيه: وينزلوا.
(2) ما بين القوسين بياض في ص (الأصل) . وفي ط: في مره.
(3) كذا ما حكاه الأزهري عن الليث. في الأصول المخطوطة: عموسا.
(4) (العجاج) . ديوانه ق 1 ب 105 ص 38.(1/347)
سعم: السَّعْمُ: سرعة السّير والتّمادي. قال «1»
وقلت إذ لم أدر ما أسماؤه ... سَعْمُ المهارَي والسُّرى دواؤه
سمع: السَّمْعُ: الأُذُن، وهي المِسْمَعَةُ، والمسمعة خرقها، والسَّمْعُ ما وقر فيها من شيء يسمعه. يقال: أساء سَمْعاً فأساء جابةً، أي: لم يسمع حسنا فاساء الجواب. وتقول: سَمِعتْ أذني زيداً يقول كذا وكذا، أي: سَمِعتُه، كما تقول: أَبَصَرْت عيني زيداً يفعل كذا وكذا، أي: أَبْصَرْتُ بعيني زيداً «2» . والسَّماعُ ما سَمَّعت به فشاع.
وفي الحديث: من سَمَّع بعَبْدٍ سمَّعَ الله به
، أي: من أذاع في الناس عيباً على أخيه المسلم أظهر الله عيوبه.
__________
(1) الشطران في المحكم 1/ 318 غير منسوبين. والثاني منهما في التهذيب 2/ 122 غير منسوب أيضا. وكلاهما في اللسان (سعم) غير منسوبين أيضا. والرواية في المحكم واللسان: قلت ولما ...
(2) زعم الأزهري في التهذيب 2/ 123 في ترجمة (سمع) : أن الليث قال: تقول العرب سمعت أذني زيدا يفعل كذا أي: أبصرته بعيني يفعل ذاك. فعقب عليه بقوله: قلت لا أدري من أين جاء الليث بهذا الحرف، وليس من مذاهب العرب أن يقول الرجل: سمعت أذني بمعنى أبصرت عيني. وهو عندي كلام فاسد، ولا آمن أن يكون مما ولده أهل البدع والأهواء، وكأنه من كلام الجهمية. وجاء ابن منظور، على عادته، فنقله بدون تحفظ. وهذا هو النص الذي اتخذه الأزهري للتحامل على العين وهو كلام سليم لا غبار عليه ولكنه، كما يبدو، جاءه مبتورا، أو جاءه سالما فبتره وشوهه. وهو قليل من كثير مما تعرض له العين من الأزهري وغيره، وهو قليل من كثير مما ورط الأزهري نفسه فيه من تحامل على الخليل من وراء حجاب سماه الليث، أو ابن المظفر.(1/348)
ويُقال: هذا قبيحٌ في السَّماع، وحسنٌ في السَّماع، أي إذا تكلّم به. والسَّماعُ الغناء. والمِسْمَعَة: القينة المغنّية. والسُّمعَةُ: ما سمّعت به من طعام على ختان وغيره من الأشياء كلها، تقول: فعل ذاك رياءً وسُمْعَةً، أي: كي يُرىَ ذلك، ويُسْمَع. وسمّعَ به تسميعاً إذا نّوه به في الناس. والمِسْمَعُ من المزادة ما جاوز خُرْتَ العُروة إلى الظّرف. والجميع: المسامع. ومِسْمَعُ الدلو والغرب: عروة في وسطه يُجْعَل فيه حبل ليعتدل. قال أوس بن حجر «1» :
ونَعْدِلُ ذا الميلَ إن رامنا ... كما يُعْدَلُ الغَرْبُ بالمِسْمَع
أي: بأذنه. والسّامعة في قول طرفة: الأذن، حيث يقول: «2»
كسامِعَتَيْ شاةٍ بِحَوْمَلِ مُفْردِ
ويجمع على سوامع. والسِّمْعُ: سبع بين الذئب والضبع. قال «3»
فإمّا تأتني أتركْكَ صيداً ... لذئب القاع والسِّمْع الأزلّ
الأزلّ: الصغير المؤخَّر الضّخْم المقدّم. والسَّمَعْمَعُ من الرّجال: المنكمش الماضي، وهو الغول أيضا. يقال: غولٌ سَمَعْمَع، وأمرأة سمعمعة، كأنها غول أو ذئبةٍ.
__________
(1) لم نجده في ديوانه. والبيت في التهذيب 2/ 125 بدون عزو، والرواية فيه: كما عدل ... وفي اللسان (سمع) ، والرواية فيه: نعدل بدال مشددة.... وعدل بدال مشددة أيضا، وهو منسوب إلى (عبد الله ابن أوفى) .
(2) معلقته. وصدر البيت:
مُؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فيهما
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(1/349)
ويقال: السَّمَعْمَعُ من الرجال: الصغير الرأس والجثة، وهو في ذلك منكر داهية. قال «1»
هَوَلْوَلٌ إذا دنا القومُ نزل ... سَمَعْمَعٌ كأنَّه سِمْعٌ أزلّ
هولول، أي خفيف خدوم. وقال:
سَمَعْمَعٌ كأنّني منْ جِنّ «2»
ويقال للشيطان: سَمَعْمَعٌ لجنّته. ويقال: النساء أربع: جامعةٌ تجمعُ، ورابعةٌ تربَعُ، وشيطانٌ سَمَعْمَعٌ (ورابعتُهُنَّ القَرْثَعُ) «3» فالجامعة الكاملة في الخصال تجمع الجمال والعقل والخير كله. والرابعة التي تربع على نفسها إذا غضب زوجها. والسمعمع: الصخابة السليطة شبهت بشيطانٍ سمعمعٍ. والقرثع: البذيئة الفاحشة، ويقال: هي التي تكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى «4» لحمقها «5»
__________
(1) أولهما في اللسان (هو) ، أما الثاني فلم نهتد إليه في المظان.
(2)
من اللسان في روايته حديثا لعلي: سَمَعْمَعٌ كأنّني منْ جِنّ
وجاء في التاج: أن سعد بن أبي وقاس قال: رأيت عليا رضي الله عنه يوم بدر وهو يقول:
ما تنقم الحرب العوان مني ... بازل عامين حديث سن
سَمَعْمَعٌ كأنّني منْ جِنّ
وجاء الرجز في التهذيب 2/ 128 والمحكم 1/ 321 واللسان (سمع) برواية أخرى:
ويل لأجمال العجوز مني ... إذا دنوت أو دنون مني
كأنني سمعمع من جن
ونسب هذا الرجز في شرح ديوان زهير إلى (أبي سلمى) والد زهير. أما رواية النسخ: (سمعمع كأنني من الجن) فمن عبث النساخ وتزيدهم.
(3) ما بين القوسين من س وكان سقط من ص وط، ص، ط: (ومنهن القرثع وهي) . وقد صحفت كلمة القرثع في (س) في هذا الموضع فرسمت: البرقع.
(4) ص وط: أخرى.
(5) في اللسان رواية أخرى لما قيل هنا فقد جاء فيه أن المغيرة سأل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال: النساء أربع: فربيع مربع، وجميع تجمع، وشيطان سمعمع، ويروى: سمع، وغل لا يخلع. وتفسير ذلك في اللسان (سمع) .(1/350)
باب العين والزاي والطاء معهما ط ز ع يستعمل فقط
طزع: رجل طَزِعٌ: لا غيره له. وقد طَزِعَ يَطْزَعُ طَزَعاً إذا لم يَغَرْ.
باب العين والزاي والدال معهما ع ز د يستعمل فقط
عزد: العَزْدُ: الجِماع
. باب العين والزاي والراء معهما ع ز ر- ع ر ز- ز ع ر- ز ر ع مستعملات ر ع ز- ر ز ع مهملان
عزر: العَزِيرُ: ثمن الكلأ، ويجمع على عزائر. إذا حُصِدَتِ الحصائدُ بيعت مراعيها. وعزائرها «1» والتّعزيرُ: ضربٌ دونَ الحّد. قال «2» :
وليس بتَعْزيرِ الأميرِ خَزايَةٌ ... عليَّ إذا ما كُنْتُ غَيْرَ مُريب
والتعزير: النّصرة. عُزَيْرٌ: اسم. عَيْزارٌ اسم.
__________
(1) سقطت من ص، ط.
(2) لم نهتد إلى القائل، والبيت في المحكم 1/ 322 وفي اللسان (عزر) بدون عزو(1/351)
عرز: العارز: العاتب. قال الشّماخ «1» :
وكلّ خليلٍ غَيْرِ هاضِمِ نفسِه ... لِوصلِ خليلٍ صارمٌ أو مُعارِزُ
وتقول: استعرز عليّ، أي: استصعب. والعَرْزُ واحدتها بالهاء، من الشّجر من أصاغر الثُّمام وأدقِهِ، ذات ورق صغار متفرق، وما كان من شجر الثمام من ضروبه فهو ذو أماصيخ، أُمْصُوخة في أُمْصُوخة إذا امتُصِخَت انقلعتِ العُليا من جوف السُّفلى انقلاعَ العِفاص من رأسِ المُكْحُلة. والتَّعريز كالتعريض في الخصومة. ويقال: العَرْز: اللّوم. قال مزاحم: التعريز: التّوذير «2» ، وإفساد وإفساد الشيء وتعييبه. أعرز الله منه، أي: أعوز منه وأفقده وعيّب شخصه. وعرّز منه بمعناه ويقال: التعريز: الخسف والإعواز، أعرز الله به، أي: خسف به.
زعر: الزَّعَرُ: قلة شعر الرأس، وقلّة ريش الطائر وتَفَرُّقُهُ، إذا ذهب أطوله وبقي أقصره وأردؤه، قال علقمة «3» :
كأنها خاضب زُعْر قوادمُها
يقال: زَعِرَ يَزْعَرُ زَعَراً، وازعارّ ازعيراراً. والزَّعارَّةُ، الرّاء شديدة، شراسة في خلق الرجل، لا يكاد ينقاد، ولا يلين، ولا يعرف منه فعلٌ وليس لها نظائر إلاّ حَمارّة القيظ، وصَبارّة الشتاء، وعبالّة البقل، ولم أسمع منه فاعلا ولا مفعولا، ولا مصروفا في وجوه.
__________
(1) ديوانه. ق 8 ب 2 ص 173.
(2) ط، س: التودير بالمهملة، وهو تصحيف.
(3) علقمة الفحل. ديوانه. ق 2 ب 17 ص 58 ورواية البيت وتمامه، كما في الديوان:
كأنها خاضب زعر قوائمه ... أجنى له باللوى شري وتنوم
ونسبه في اللسان (زعر) إلى (ذي الرمة) وليس في ديوانه.(1/352)
والزُّعْرُورُ: شجرٌ، الواحدة بالهاء تكون حمراء ثمرتها، وربّما كانت صفراء نواتها كنواة النّبق في الصّلابة والاستدارة، إلاّ أنّها مطبقة تكون اثنتين «1» في ثمرة واحدة، ونواة النبق واحدة أبداً.
زرع: زُرْعة من أسماء الرّجال، وكذلك زُرَيعْ. والزَّرْع: نبات البُرّ والشعير. الناس يحرثونه والله يَزْرَعُه، أي: ينميه حتى يبلغ غايته وتمامه. ويقال للصبيّ: زَرَعَه الله أي: بلّغه تمام شبابه. والمُزْدَرِعُ: الذي يزرع، أو يأمر بحرث زرع لنفسه خصوصا. دخلته الدّال بدل تاء مفتعل، كما يقال: اجدمعوا واجتمعوا. قال شجاع: المُزْدَرَعْ: الأرض التي يُزْرَعُ فيها. قال «2» :
فاطلب لنا منهم نخلا ومُزْدَرَعاً ... كما لجيراننا نخل ومُزْدَرَعُ
والمزارع: الزارع. والمزارع الذي يزرع أرضه.
باب العين والزاي واللام معهما ع ز ل- ع ل ز- ز ع ل- ل ع ز- ز ل ع مستعملات ل ز ع مهملة
عزل: عزلت الشيء نحيّته، ورأيته في معزل، أي في ناحية عن القوم معتزلا وأنا بمعزل منه، أي: قد اعتزلته. والعُزْلة: الاعتزال نفسه. وعَزَل الرجل عن المرأة عزلاً إذا لم يرد ولدها.
__________
(1) هذا هو الصواب. في الأصول المخطوطة: اثنين.
(2) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 132، وفي اللسان (زرع) ، وهو فيهما بدون عزو.(1/353)
والأعزل: الذي لا رمح له، فيعتزل عن الحرب. وعزلت الوالي: صرفته عن ولايته. والأعزل من السّماكين: الذي [ينزل به القمر، والسّماك الآخر هو السّماك المرزم الذي لا ينزل به القمر، لأنّه ليس على مجراه، وهو السّماك الرامح] «1» ، وقال «2» :
لا معازيل في الحروب تنابيل ... ولا رائمون بو اهتضامي
وواحد المعازيل: معز [ا] ل «3» والأعزل من الدواب الذي يميل ذيله عن دبره. والعزلاء: مصبّ الماء من الرواية حيث يستفرغ ما فيها، ويجمع عزالي وسميت عَزالي السّحاب تشبيها بها. يقال: أرسلت السّماء عزاليها إذا جاءت بمطرٍ منهمر. قال «4» :
يَهْمُرها الكف على انطوائها ... همر شَعِيِبِ العُرْفِ من عزلائها
ويروي: مثل فنيق الغرب. ورجل معزال: لا ينزل مع القوم في السّفر، ينزل وحده في ناحية. قال الأعشَى «5» :
.......... ... بليون المعزابة المعزال
__________
(1) جاء هذا النص مضطربا في النسخ كلها. فقد جاء فيها قوله: والأعزل من السّماكين الذي لا ينزل به القمر وهو السماك الرامح، والسماك الآخر هو المرزم الذي ينزل به القمر أي لا يلقاه القمر، لأنّه ليس على مجراه.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على القول في المظان التي بين أيدينا.
(3) زيادة اقتضتها سلامة البناء.
(4) لم نقف على الراجز ولا على الرجز.
(5) ديوانه. ق 1 ب 66 ص 13. وصدر البيت فيه:
تخرج الشيخ عن بنيه وتلوي(1/354)
علز: العَلَزُ: شبهُ رِعْدَةٍ تأخذ المريض كأنّه لا يستقرّ من الوجع. والعلز: يأخذ الحريص على الشيء فهو عَلِزٌ، وأعلزه غيره. قال «1» :
عَلَزان الأسيرِ شُدَّ صِفادا
زعل: الزَّعِل: النشيط الأشر. زَعِلَ يَزْعَلُ زَعَلاً. قال «2»
زَعَلٌ يمسحه ما يستقر
وقال طرفة: «3»
في مكانٍ زَعِلٍ ظِلْمانُه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر
أي: يوم فيه طل ومطر. يقول: زعلت كأنها خائفة لا تستقر في موضع واحد وقالوا: الزَّعَلُ في الأذى والمرض وفي الجزع والهم والفرق، وهو اختلاط وقوم زُعالّى وزَعِلُونَ من الهم والجزع. وأَزْعَلَهُ الرّعْيُ والِسّمَنُ إزعالا. قال أبو ذؤيب «4» : أكل الجميمَ «5» وطاوعتْهُ سَمْحَجٌ مثل القناةِ وأزعلتْهُ الأمْرُعُ والزَّعْلَةُ من الحوامل: التي تلد سنة ولا تلد سنة، كذلك «6» ما عاشت.
لعز: اللَّعْزُ: ليس بعربية محضة. لَعَزَها: فعل بها ذاك «7» . ومن كلام أهل العراق: لَعَزَها لعزا: باضعها.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والشطر في اللسان (علز) .
(2) لم نقف على القائل ولا على القول.
(3) ديوانه. ق 2 ب 29 ص 55 والرواية فيه:
وبلاد زعل ظلمانها
(4) ديوان الهذليين. القسم الأول، ص 4.
(5) ط: الحميم بالمهملة وهو تصحيف.
(6) ط: لذلك.
(7) جاء في التهذيب عن الليث: لعز فلان جاريته يلعزها إذا جامعها.(1/355)
زلع: الزَّلَعُ: شقاق «1» في ظاهر القدم وباطنه. فإذا كان في باطن الكف فهو الَكَلعُ. زَلِعَتْ قدمه. والزلع، مجزوم [ا] «2» : استلاب شيء في خَتْل. زلعه يزلعه زلعا.. وأزلعته: أطعمته في شيء يأخذه. قال غيره: زلعت الشيء قطعته فأبنته من مكانه، فأنا زالع، وقد انزلع.
باب العين والزاي والنون معهما ع ن ز- ن ز ع يستعملان فقط
عنز: العَنْزُ: الأُنثى من المَعَز ومن الأوعال والظِّباء. والعَنْزُ: ضربٌ من السمك، يقال له: عَنْزُ الماءِ. والعَنَزَةُ كهيئة عصا في طرفها الأعلى زُجٌّ يَتَوَكَّأُ عليها الشيخ. وضَرْبٌ من الطير يقال له: عنزل الماء. والعَنَزَةُ والجمعُ العَنَزُ: دويبّةٌ، دقيق «3» الخطم يكون بالبادية، وهو من السباع يأخذُ البعيرَ مِنْ قِبَلِ دُبرِه، قلّما يُرَى، يزعمون أنّه شيطان، يقال في قدّ «4» ابن عرس يدنو من الناقة الباركة فيدخل حياءها فيندس فيه حتى يصل إلى الرَّحِم فيجد به وتسقط الناقة فتموت مكانها. والعَنْزُ: دابّة تكون في الماء. قال رؤبة «5» :
وإرمٍ أَحْرَسَ فوقَ عَنْزِ
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، في حكاية الأزهري عن الليث في التهذيب: شقوق.
(2) ط: محروب.
(3) في س: دقيقة.
(4) في س: قدر.
(5) ديوانه 65. والرجز في التهذيب والرواية فيه أعيس. 2/ 140.(1/356)
أحرس، أي: أتي عليه الدهر. والعَنْزُ: النَّسْرُ الأنثي، وجَمْعُه: عُنوُز، ويقال: العَنْزُ: العُقاب. قال «1» :
إذا ما العَنْزُ من ملق تدلّت ... ضحيّا وهي طاوية تحوم «2»
تناولت النّسوس بلهذميها ... كما يتطوح الحبل الجذيم
قوله: بلهذميها، أي: بمنقاريها الأعلى والأسفل. يتطوح يأخذ الحية. والعَنْزُ من الأرض ما فيه حُزونةٌ، وأَكَمَةٌ، وتلٌّ فيه حجارة. قال الضّرير: العَنْزُ: أَكَمَةٌ سوداء غليظة.
نزع: نَزَعْتْ الشيء: قَلَعْتُه، أَنْزِعُه نَزْعاً، وانتزعته أسرع وأخف. ونَزَعَ الأمير عاملاً عن عمله. قال «3» :
نزعَ الأمير للأمير المبدل
ونَزَعْتُ في القوس نَزْعاً. والسّياق النَّزْعُ هو في النَّزْع يَنْزِعُ نَزْعاً، أي: يسوق سوقا. والنّفسُ إذا هَوِيَتْ شيئاً، ونازَعَتْكَ إليه فإنها تَنْزِعُ إليه نِزاعاً. ونَزَعْتُ عن كذا نُزُوعاً، أي: كففت. والنَّزُوعُ: الجملُ الذي يُنْزَعُ عليه الماء من البئر وحده. وبئرٌ نَزُوعٌ إذا نُزِعَتْ دلاؤها بالأيدي.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل. الشطر الأول من البيت الأول في اللسان. (عنز) . والبيت الأول في التاج
(2) من التاج وفي النسخ الثلاث: لحوم. (عنز) .
(3) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز.(1/357)
والنَّزائِعُ التي تُجْلَبُ إلى غير بلادها. الواحدةُ نزيعةٌ. وكذلك النَّزائِعُ من النّساء يُزَوَّجْنَ في غير عشائرهنّ، فَيُنْقَلْنَ «1» وفلانة تَنْزِعُ إلى ولدها، أيْ: تَحِنُّ. والنَّزُوعُ: الذي يَحِنُّ إلى الشيء. ونَزَعَ الرّجُلُ أخواله وأعمامه ونَزَعوهْ ونَزَعَ إليهم، أي: أشبَهُوهُ وأشبَهَهُمْ. قال الفرزدق:
أشبهتَ أمّك يا جريرُ فإنّها ... نَزَعَتْكَ والأمّ اللئيمةُ تَنْزِعُ
أي اجتّرت شبهك إليها. ونَزَعْتُ وانتزعت له آية من القرآن، ونحو ذلك. ونَزَعْتُ وانتزعت له بسهم. والمِنْزَعُ: السهم الذي يرمي به أبعد ما يقدر به الغَلْوة. قال: «2»
فهو كالمِنْزَعِ المَريش من الشوحط ... مالت به يمين المغالي
يصف فرساً شبّهه بِقدْحٍ حين يرسله. والمَنْزَعَةُ: إذا نَزَعْتَ يدك عن فيك بالإناء فنحّيته. تقول: إن هذا الشَّرابَ لطيّبُ المَنْزَعَة. وتكون تعني «3» به الشُّرْب. قال الضرير: المَنْزَعَةُ: الاجتذاب وهو أن يجرع جرعا شديداً. ويقال للخيل إذا جرت طلقاً: لقد نَزَعَتْ سننا، أي بعضها خلف بعض. قال النابغة «4» :
والخيلَ تَنْزِعُ غَرْباً في أَعنّتِها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
__________
(1) في ط وس: فنقلن.
(2) جاء في المحكم 1/ 328 واللسان (نزع) منسوبا إلى (الأعشى) وليس في ديوانه.
(3) من س. ص، ط: تعنا.
(4) معلقته ورواية النحاس والتبريزي: تمزع بالميم. وتمزع وتنزع بمعنى. والغرب: الحدة.(1/358)
والتنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ايضا، كما ينازِعُ «1» الفرسُ فارسهَ العنانَ. والنَّزَعَةُ: الموضعُ من رأس الأَنْزَعِ، وهما نَزَعْتَانِ ترتفعان في جانبي الناصية، فتحاص الشعر عن موضعها. نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً فهو أنزعُ، والأُنثَى نزعاءُ، وقومٌ نُزْعٌ، وغَنَمٌ نُزَّعٌ، أي: حرامى.
باب العين والزاي والفاء معهما يستعمل ع ز ف- فزع فقط
عزف: العَزْفُ: من اللَّعِبِ بالدُّفّ والطنابير ونحوه. والمْعَازِفُ: الملاعبُ التي يُضْرَبُ بها. الواحد: عَزْفٌ والجميع: معازفُ، رواية عن العرب. فإذا أفرد المعزف فهو ضرب من الطنابير يتخذه أهل اليمن. والعَزْفُ: صَرْفُ النفس عن الشيء فَتَدَعُهْ. والعَزُوفُ: الذي لا يكاد يثُبتُ على خُلَّةِ خليلٍ واحدٍ. قال «2» :
عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ
وقال: «3»
ألمْ تعلمي أنّي عزوفٌ عن الهوى ... إذا صاحبي من غير شيءٍ تعصبا «4»
__________
(1) ط: ينازعه.
(2) (الفرزدق) ديوانه 2/ 23 صادر، وهو صدر بيت استهل به قصيدته وعجزها:
وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
(3) لم نهتد إلى القائل، والبيت في المحكم 1/ 330 والرواية فيه: على الهوى، في غير، تغضبا، بالغين والضاد المعجمتين. وهو في اللسان (عزف) والرواية فيه: على الهوى، في غير. وفي التاج (عزف) والرواية في غير.
(4) ط تغضا. س: تعضنا.(1/359)
والعزيفُ: أصواتُ الجنّ ولَعْبُهم، وكل لَعِبٍ عَزْفٌ. وعَزْفُ الرّياح: أصواتُها ودويُّها. قال «1»
عوازِفُ جِنّانٍ وهامٌ صواخد
والعَزيفُ والعَزَّافُ رملٌ لبني سَعْدٍ. تَسَّمى هذه الرّملة: أَبْرَقَ العَزّافِ، وفيها الجنّ، قريب من زرود، يسرة عن طريق الكوفة.
فزع: فَزِعَ فَزَعاً، أي فَرِق. وهو لنا مَفْزَعٌ، وهي لنا مَفْزَعٌ، وقوم لنا مَفْزَعٌ «2» سواء، أي: فَزِعْنا إليهم إذا دَهَمنا أمرٌ، وهو لنا مَفْزَعَةٌ، وهي لنا مفزعة [وهم لنا مَفْزَعَةٌ] «3» الواحد والجمع والتأنيث سواء، أي: فَزِعنا منه، ومن أجله فرّقوا بينهما، لأن المَفْزَعَ يُفْزَعُ إليه، والمَفْزَعَةُ يُفْزَع منه. ورجل فزّاعة: يفزّع الناس كثيرا.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 144 وفي اللسان والتاج (عزف) وصدر البيت كما في هذه المراجع:
(وإني لأجتاب الفلاة وبينها)
(2) س: سقطت منها هذه الجملة (وقوم لنا مفزع) .
(3) زيادة اقتضاها السياق.(1/360)
باب العين والزاي والباء معهما ع ز ب- ز ع ب- ز ب ع- ب ز ع مستعملات ع ب ز- ب ع ز مهملان
عزب: عَزبَ يَعْزُبُ عُزُوبةً فهو عَزَبٌ. والمِعْزابَةُ: الذي طالت عُزُوبتُه حتى ما له في الأهل من حاجة «1» والمِعْزابَةُ: الذي يَعْزُب بعيره، ينقطع به عن الناس إلى الفلوات. وليس في التصريف مِفْعالة غير هذه الكلمة. وقالوا: معزابةٌ توكيد النعت، وكذلك الهاء توكيد في النسابة ونحوها. ويقال: أُدْخِلَتِ الهاءُ في هذا الضّربِ من نعوتِ الرّجالِ، لأنّ النّساءَ لا يُوصَفْنَ بهذه النعوت. وأعْزَبَ فلانٌ حلمَهُ وعَقْلَهُ، أي: أذهبه. وعزبَ عنه حلْمُهُ، أي: ذهب. عَزَبَ يَعْزُبُ عُزُوباً. وكلُّ شيءٍ يَفُوتُك حتى لا تقدر عليه فقد عَزَبَ عنك، ولا يَعْزُبُ عن الله شيءٌ. والعازبُ من الكَلأَ: البعيدُ المطلب. قال ابو النجم: «2»
وعازب نور في خلائه ... في مقفر الكمأة من جنائه
وأَعْزَبَ القومُ: أصابوا عازِباً من الكلأ. ويقال: العازبُ: ما لم يُرْعَ قط.
__________
(1) سقطت هذه الفقرة كلها من (ط وس)
(2) جاء الشطر الأول في التهذيب 2/ 148. واللسان (عزب) ولم ينسب فيهما.(1/361)
زعب: الزّاعبيّةُ: الرماحُ المنسوبةُ، ولا يُعْلَمُ الزّاعبُ أرجلٌ هو أم بلدٌ. قال «1» :
والزّاعبيّة يَنْهلون صدورَها
والأزْعَبُ: ضرب من الأوتار جيد: قال قيس بن الإطنابة:
كما طنّتِ الأَزْعَبُ المحصد «2»
أنّث (طنّت) ، لأنّه ردّه على طَنَّةٍ واحدة. والتَّزعُّبُ: من النّشاطِ والسُّرعة. والزّاعب: الهادي السَّيَّاحُ في الأرض. قال ابن هرمة:
يكادُ يهلك فيها الزاعب الهادي «3»
وزَعَبْتُ الإناءَ والقِربةَ زَعْبا إذا ملأته، ويقال: إذا احتملتها وهي مملوءة. والرّجلُ يَزْعَبُ المرأةَ إذا ملأ [فَرْجَها بفَرْجه] «4» من ضِخَمِه. وزَعَبْتُ له من مالي زَعْبَةً، أي: قطعت له قليلا من كثير.
زبع: الزّوبَعَةُ: اسمُ شيطانٍ، ويُكْنَى الإعصارُ أبا زَوْبعة حين يدوم ثم يرتفعُ إلى السَّماء ساطعاً، يقال فيه شيطان مارد. وتَزَبَّع فلانٌ: تهيأ للشَّرّ. قال متمم بن نويرة «5» :
وإن تلقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً ... على القوم ذا قاذورة «6» متزبعا
__________
(1) لم نهتد إلى القول ولا إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى البيت.
(3) المقاييس 3/ 11، المحكم 1/ 332
(4) في النسخ الثلاث: فرجه بفرجها.
(5) المفضليات ق 67 ب 7 ص 366 والرواية فيه: على الكأس.
(6) ط: قارورة.(1/362)
بزع: بَزُعَ الغلام بَزاعةً فهو بَزيعٌ، وجاريةٌ بزيعةٌ يوصف بالظرافة والملاحة (و) «1» ذكاء القلب، لا يقال إلا للأحداث. وتَبَزَّعَ الشّرُّ أي: هاج وأَرْعَدَ «2» ولما يقع. قال «3» :
إنا إذا أمر العدى تبزّعا ... وأجمعت بالشرّ أن تلفّعا
وبَوْزَع رملةٌ لبني سعد. قال «4» :
برملِ يرنا «5» وبرملِ بوزعا
وبَوْزَعُ: من أسماء النساء.
باب العين والزاي والميم معهما ع ز م- ز ع م- م ع ز- ز م ع- م ز ع مستعملات ع م ز مهمل
عزم: العَزْمُ: ما عَقدَ عليه القلبُ أنَّكَ فاعلهُ، أو من أمرٍ تيقّنْتَهُ. وما لفلان عزيمة، أي: ما يثُبتُ على أمرٍ يَعْزُِم عليه، وما وجدنا له عَزْما، وإن رأيه لذو عزم. والعزيمة: الرُّقَى ونحوها يعزم على الجنّ ونحوها من الأرواح، ويجمع: عزائم. وعزائم القرآن: الآيات التي يقرأ بها على ذوي الآفات لما يرجى من البُرْءِ بها.
__________
(1) من التهذيب في حكايته عن الليث. والنسخ الثلاث: من.
(2) ط: فلما.
(3) (رؤبة) ديوانه 91. والرواية فيه: تترعا. والتترع: التسرع.
(4) (رؤبة) والرجز في اللسان (بزع) منسوب إلى (رؤبة) أيضا.
(5) في النسخ الثلاث (ترنا) بالتاء المثناة من فوق. والصواب ما أثبتناه من اللسان ومن معجم البلدان.(1/363)
والاعتزامُ: لزومُ القَصْدِ في الحُضْرِ والمَشْيِ وغير ذلك. قال رؤبة:
إذا اعتزمن الرّهَو في انتهاض ... جاذبن «1» بالأصلاب والأنواض
يريد بالأَنْواض: الأنواط، لأن الضاد والطاء تتعاقبان. والرهو: الطريق هاهنا. والرجل يَعْتَزِمُ الطريقَ فيمضي فيه [و] لا ينثني. قال حميد: «2»
مُعْتَزِماً للطّرُقِ النَّواشِطِ
النواشط: التي تنشط من بلدٍ إلى بلد.
زعم: زَعَمَ يَزْعُمُ زَعْماً وزُعْماً إذا شك في قوله، فإذا قلت ذَكَرَ فهو أحرى إلى الصواب، وكذا تفسير هذه الآية هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ «3» ويقرأ بزُعْمهم، أي: بقولهم الكذب. وزعيمُ القوم: سيّدُهُمْ ورأسُهُمُ الذي يتكلم عنهمٌ. زَعُمَ يَزْعُمُ زَعامةً، أي: صار لهم زعيما سيدا. قالت ليلى «4» :
حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواء على الخميس زعيما
__________
(1) في الأصل بياض. وفي ط: جا. وفي س: جأون. ورواية اللسان: إذا اعتزمن الدهر وهو في أكبر الظن تصحيف.
(2) في التهذيب 2/ 153: وقال (الأريقط) . وفي المحكم 1/ 333: وقال (حميد الأرقط) ، وكذا في اللسان (عزم) . نشط الطريق: خرج من الطَّريق الأعظم يمنةً أو يسرة.
(3) سورة الأنعام 136.
(4) (ليلى الأخيلية) . ديوانها. ق 36 ب 12 ص 110 (بغداد) والبيت في اللسان (زعم) وهو غير منسوب.(1/364)
والتّزعُّم: التكذّب. قال «1» :
يا أيُّها الزّاعمُ ما تزعّما
والزَّعيمُ: الكفيلُ بالشيء، ومنه قوله تعالى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ
«2» أي: كفيل. وزَعِمَ فلانٌ في غير مَزْعَم، أي: طَمِعَ في غير مَطْمعَ. وأزعمته: أطمعته. وزعامة المال: أَكْثَرُهُ وأفْضَلُهُ من الميراث. قال لبيد «3» :
تطيرُ عدائد الأشراك شفعا ... ووترا والزّعامَةُ للغلام
وقال عنترة «4» :
عُلِّقتْهُا عَرَضاً وأقْتُلُ قَوْمهَا ... زَعْماً لعمرُ أبيكَ ليس بمَزْعَمِ
أي: طعما ليس بمطمع. والزَّعوم من الجُزُر التي يُشَكُّ في سِمَنِها حتى تُضْبَثَ بالأيدي فُتغْبَطَ، وتُلْمَسَ بها، وهي الضَّبوثُ «5» والغَبُوطُ. قال «6» :
مُخْلِصَةَ الأنقاء أو زعوما
والزّعيم: الدّعيُّ. وتقول زعَمتْ أَنّي لا أُحِبُّها، ويجوز في الشعر: زَعَمَتْني لا أحبّها. قال «7»
فإن تَزْعُميني كنت أَجْهَلُ فيكم ... فإنّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعدَكِ بالجهلِ
وأما في الكلام فأحسن ذلك أن تُوقِع الزّعمَ على أنّ، دون الاسم. وتقول: زعمتني
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والرجز في التهذيب 2/ 158 والرواية فيه: فأيها.
(2) سورة يوسف 72.
(3) ديوانه ق 27 ب 4 ص 202.
(4) ديوانه- معلقته.
(5) ص وط: الضبوط.
(6) لم نهتد إلى الراجز، والرجز في اللسان (زعم) والرواية هي الرواية.
(7) (ذؤيب الهذلي) . ديوان الهذليين- القسم الأول ص 36.(1/365)
فعلت كذا. قال:
زَعَمَتْني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنما الشّيخُ من يَدِبُّ دبيبا «1»
معز: المَعَزُ اسم جامع لذوات الشّعر من الغنم. قال الضرير: المَعيزُ والمَعْزُ والماعِزُ واحد، والمعنَى جماعة. ويقال: مَعيز مثل الضَّئين في جماعة الضّأن، والواحد: الماعز والأنثَى ماعزة. قال «2» :
ويمنحها بنو أشجى بن جرم ... مَعيزَهُمُ حنانَك ذا الحنان
والأُمْعُوزَة «3» : جماعة الثياتل من الأوعال. ورجلٌ ماعِزٌ: شديد عصب الخلق. ما أَمْعَزَهُ، أي: ما أصلبَهَ وأَشَدَّهُ. ورجلٌ ممعّز، أي: شديد الخلق والجلد. والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ من الأرض: الحزنة الغليظة، ذات حجارة كثيرة، ويجمع على مُعْزٍ وأماعز ومعزاوات. فمن جعله نعتا قال للجميع مُعْز، نطق الشاعر بكل هذا. قال «4» :
جماد بها البَسْباسُ تُرهِص مُعْزُها ... بناتِ اللبونِ والصلاقمةَ الحُمْرا
جماد: بلاد ينبت البسباس. والصّلقامة: الجملُ المُسِنُّ. يقول: إذا وطئت هذه الصّلاقمة المعزاء رهصتها أخفافَها فَوْرمَتْ، لأنّه غليظ.
__________
(1) شاهد نحوي معروف على جعل زعم مثل عد.
(2) لم نقف على القائل ولا على القول.
(3) هذا في النسخ الثلاث وما في المعجمات: الأمعوز.
(4) (طرفة) ديوانه ق 14 ب 3 ص 112.(1/366)
زمع: الزَّمَعُ: هَناتٌ شبهُ أظفار الغنم في الرُّسْغ، في كل قائمة زَمَعَتان كأنّهما خلقتا من القرون، تكون لكلّ ذي ظلف ويقال: للأرانب زَمَعاتٌ خلف قوائمها، ولذلك يقال لها: زَموع. قال الشماخ «1» :
وما تَنْفَكُّ بين عَوْيْرِضاتٍ ... تَجُرُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعِ
قال حماس: زموع: فردة من الأرانب تكون وحدها. والزَّمَعَة: النهر الصغير، ويسمى التلعة الزمعة. والزَّمَعَة من الكلأ: الفردة من صغار الحشيش مما تأكل الشاء والأماعز. ويقال: بل الزّموع من الأرانب السّريعة النشيطة التي تزمَع زمعانا يعني سرعتها وخفّتها. ويقال لُرذالة الناس إنمّا هم زَمَعٌ. وأزماع عند الرجال بمنزلة الزَّمَع من الظلف. قال «2» :
ولا الجدا من مشعب حبّاض ... ولا قُماشَ الزَّمَع الأحراض
يقول: لا ينقمشون من قلّة الخير فيهم. ويروى من متعب. وقوله: من مشعب، أي في مفرد من الناس. والحابض: الفشل من الرجال، وهو السفلة. وقوله: أحراض، أي: قصار لا خير فيهم. ويقال: رجل زمع، أي خفيف للحادث. والزّمَاعةُ التي تتحرك من رأس الصبّي من يافوخه، وهي اللماعة.
__________
(1) ديوانه ق 10 ب 31 ص 213 والرواية فيه: فما.
(2) (رؤبة) ديوانه (مجموع أشعار العرب) 83 (برلين) والرواية فيه:
ولا الجدا من متعب حباض(1/367)
والزّميعُ: الشّجاع الذي يُزمِعُ بالأمر ثمّ لا ينثني، وهم الزُّمَعاءُ، والمصدر منه: الزّماع. قال «1» :
وصِلْهُ بالزّماع وكلّ أمرٍ ... سما لك أو سموتَ له ولوع
أي: هو عزم. وأزمعوا على كذا إذا ثبت عليه عزيمة القوم أن يمضوا فيه لا محالة. وأزمعوا بالابتكار، وأزمعوا ابتكارا قال «2» :
أأزْمَعْتَ من آلِ ليلى ابتكارا
وأَزْمَعَ النَّبْتُ إزماعاً إذا لم يستوِ النبتُ كلُّه، وكان قطعةً قطعةً متفرقاً بعضُه أفضلُ من بعض.
مزع: مَزَعَ الظّبيُ في عَدْوه يَمزَعُ مَزْعاً، أي: أسرع. قال: «3»
فأقبلن يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظباء
وامرأة تمزع القطن بيديها إذا زَبَّدتْهُ كأنما تقطعه ثم تؤلفه فتجوده بذلك. ومُزْعَة: بقيّة من دَسَمٍ. يقال: ما له جُزْعَةٌ ولا مُزْعةٌ، فالجُزْعَة: ما يبقى في الإناء، والمُزْعَةُ: شيء من شحم متمزع. ويقال: إنه يكاد يَتَمَزَّعُ من الغضب، أي يتطاير شققا. والمِزْعَةُ من الرّيشِ والقُطْنِ ونحوه كالمِزْقَةِ من الخِرَق. وقال يصف ظليما:
مِزَعٌ يطير به أسف خذوم «4»
__________
(1) لم نقف على القائل ولا على القول.
(2) (الأعشى) ديوانه- ق 5 ب 1 ص 45 وعجز البيت:
وشطت على ذي هوى أن تزارا.
(3) لم أهتد إلى نسبته.
(4) كذا في اللسان. في الأصول: جذوم(1/368)
وقال في المُزْعةِ، أي: قطعة الشحم: «1»
فلما تخلل طرف الخلال ... لم يبق في عينه مُزْعَه
يصف أعور. قوله تخلّل، أي أخطأ الخلال وتحركت يده فأصاب الخلال عينه فأوجعها.
__________
(1) لم أهتد إلى نسبته.(1/369)
ج 2
بقية حرف العين
بقية باب الثلاثي الصحيح من حرف العين
باب العين والطاء والدال معهما ع ط د، يستعمل فقط
عطد: العَطَوَّدُ الشّديدُ الشاقّ من كلّ شيء. وبعض يقول: عَطَوَّط. قال الراجز: «1»
فقد لَقينا سَفَراً عَطَوَّدا ... يَتْرُكُ ذا اللون البصيص أسودا
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز، والرجز في التهذيب 2/ 161، وفي المحكم 1/ 337(2/5)
باب العين والطاء والذال معهما ع ذ ط- ذ ع ط يستعملان فقط
عذط: العِذْيَوْطُ: الذي إذا أتى أهله أبدى، ويجمع عذاييط وعذاويط، وإن شئت عِذْيَوْطُونَ. وقد عَذْيَطَ عَذْيَطَةً.
ذعط: الذَّعْطُ: الذَّبْحُ نفسُهُ، وذَعَطَتْهُ المنيّةُ قتلته. قال «1» :
إذا بَلَغوا مصرهم عوجلوا ... من الموت بالهميع الذاعط
__________
(1) (أسامة بن الحارث.) ديوان الهذليين- القسم الثاني 196 والرواية فيه: بالهميغ بالغين المعجمة، وكلاهما يفسر بالموت الوحي المعجل.(2/6)
باب العين والطاء والثاء معهما ث ع ط- ث ط ع يستعملان فقط
ثعط: الثَّعيط: دقاقُ رملٍ يسيرُ على وجه الأرض تَنْقلُه الرّيحُ.
ثطع: الثَّطْعُ من الزُّكام. ثُطِعَ فهو مثطوع «1» ، أي: مزكوم.
__________
(1) في س: ثطوع.(2/7)
باب العين والطّاء والرّاء معهما ع ط ر فقط
عطر: العِطْرُ: اسم جامع الأشياء «2» الطيب. وحرفة العطًّارِ: عِطارةٌ. ورجلٌ عَطِرٌ وامرأة عَطِرَةٌ، إذا تعاهد نفسه بالطيب. قال أبو لَيْلَى امرأة مِعْطِير، وأنشد «3» :
يتبعْنَ جَأْباً كمدَقِّ المِعْطِيرْ ... ينتشفُ البولِ انتشافَ المعذور
يصف حمار وحش.
__________
(2) في س: لأنواع.
(3) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز.(2/8)
باب العين والطاء والّلام معهما ع ط ل- ع ل ط- ط ل ع- ل ط ع مستعملات ط ع ل- ل ع ط مهملان
عطل: العَطَلُ: فُقْدانُ القِلادة. عَطِلَتْ تَعْطَلُ عطلا وعطولا فهي عاطل، وهن عواطل. قال «1» :
يرضن صعابَ الدر في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا
وتعطلت فهي متعطّلة، وهنّ عُطَّل. [وهي عُطُل أيضاً] «2» قال الشّمّاخ «3» :
يا ظبيةً عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ
وقوسٌ عُطُلٌ: لا وتَرَ عليها. والأعطالُ من الخيلِ التي لا قلائد ولا أرسان في أعناقها. والتعطيل: الفراغ، ودار معطلة. وبئر مُعَطَّلَةٌ، أي: لا تورد ولا يستقى منها. وكل شيء تُرِكَ ضائعاً فهو معطل. والعطيل: الطويل من النساء والنوق في حسنِ جسمٍ. قال ذو الرّمة «4» :
رُواعِ الفؤادِ حرة الوجه عيطل
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على البيت في المراجع.
(2) زيادة اقتضاها السياق والاستشهاد ببيت (الشماخ) .
(3) ديوانه. ق 4 ب 2 ص 112. وصدر البيت.
دار الفتاة التي كنا نقول لها.
(4) ديوانه ق 50 ب 42 ص 1475 ج 3. وصدر البيت:
رفعت له رحلي على ظهر عرمس(2/9)
ويقال للناقة الصّفيّة الكريمة: إنّها لَعِطْلَةٌ، وما أحْسَنَ عَطَلَها. وشاة عَطِلَةٌ تعرف أنّها من الغزار.
علط: العُلُطُ من العذار في قول الشاعر «5» :
واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تركُضُهُ ... أمُّ الفوارس بالدِّئداءِ والرَّبَعَة
ويقال اعرورت العُلُط مِنِ اعلُوّاطِ البعير، وهو ركوب العنق، والتقحم على الشيء من فوق. والعِلاطان: صَفْقا العنق من الجانبين من كلّ شيء. قال حُمَيْد «6» :
من الورق سفعاء العلاطين باكرت ... فروع أشاء مطلع الشّمسِ أَسْحَما
والعِلاط: كيٌّ وسِمَةٌ في العُنُق عرضا. وثلاثة أعْلِطةٍ، ويجمع على عُلُط. عَلَطْت البعير أَعْلِطُهُ عَلْطاً. قال أبو عبد الله هو أن تسِمَهُ في بعض عنقه في مقدّمه، واسم تلك السمة العِلاط، وبه سمّي المعلوط الشاعر. والأعْلُوّاط: ركوب العنق، والتقحّم على الشيء من فوق. وعلاط الإبرة خيطها. وعلاط الشّمسِ [الذي] «7» كأنه خيط إذا رأيت. ويجمع على أعلاط، وكذلك يقال للنجوم [عِلاطُ النّجم] «8» : المعلّق به. قال «9» :
__________
(5) هو، كما في اللسان، (أبو داود الرؤاسي.)
(6) (حميد بن ثور الهلالي) . ديوانه ق أب 79 ص 24. والرواية فيه: حماء ... عسيب.
(7) زيادة اقتضاها تقويم العبارة.
(8) زيادة اقتضاها تقويم العبارة أيضا، والعبارة في الأصل: (وكذلك يقال للنجوم المعلق به) .
(9) البيت في التهذيب 2/ 168 واللسان (علط) غير منسوب، ونسبه التاج (علط) إلى أمية بن أبي الصلت في روايتين. الثانية:
وأعلاط الكواكب مرسلات ... كخيل القرق غايتها انتصاب(2/10)
وأعلاط النُّجومِ معلّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليس له انتصاب
قال: لأن النجوم أول ما تطلع مُصعدة فإذا ولت للمغيب ذهب انتصابها. وأعلاط النجوم وأفرادها، التي ليست لها أسماء كخيل القِرْقِ جعلها حجارة، لأن تلك الحجارة أفراد لا أسماء لها فكذلك هذه النجوم لا أسماء لها. والقرق لعبة لهم. جعلها خيلاً، لأنّهم يلعبون هذه اللعبة بالحجارة «10»
. طلع: المطْلَعُ: الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس. والمطلع: مصدر من طَلَعَ، ويُقْرأ مَطْلَعِ الْفَجْرِ «11» وليس بقياس. والطلعة: الرؤية. ما أحْسَنَ طَلْعَتَهُ، أي: رؤيته. ويقال: حيّا الله طلعتك. وطَلَعَ علينا فلان يَطْلُعُ طُلوعاً إذا هجم. وأطلع فلان رأسه: [أظهره] «12» وأطّلع: أشرف على الشّيء، وأَطْلَعَ غيرَه إطلاعاً، ويُقْرَأُ، فَهَلْ أنْتُمْ
__________
(10) جاء في اللسان (قرق) : القرق: لعبة للصبيان. يخطون في الأرض خطا ويأخذون حصيات فيصفونهاقال (أمية بن أبي الصلت:)
وأعلاق الكواكب مرسلات ... كخيل القرق غايتها النصاب
شبه النجوم بهذه الحصيات التي تصف وغايتها النصاب أي المغرب الذي تغرب فيه.
(11) سورة القدر (5) .
(12) بين كلمة (رأس) وكلمة (اطلع) عبارة مقحمة: قال سيبويه: طلعت: بدوت، وطلعت الشمس بدت رأينا رفعها من النص لأنها من زيادات النساخ إذ يدخلون في النص ما ليس منه من تعليق أو حاشية أو هامش، مستفيدين مما حكاه الأزهري في التهذيب 2/ 169 من نص كلام (الليث) .(2/11)
مُطْلِعون فأطّلع «13» ، أي: تطلعونني على قريني فأنظر إليه. والاسم: الطِّلْعُ. تقول: أطْلَعني طِلْعَ هذا الأمر حتّى علمته كلّه. وطالعت فلاناً: أتيته ونظرت ما عنده. والطليعة: قوم يبعثون ليطّلعوا طِلْعَ العدو. ويقال للواحد: طليعة. والطلائع: الجماعات في السّريّة، يُوَجَّهون ليطالعوا العدوّ ويأتون بالخبز. والطلاع: ما طلعت عليه الشّمس. وطلاع الأرض: مِلْءُ الأرض.
وفي الحديث: لو كان لي طِلاعُ الأرض ذهباً لافتديت به من هول المطَّلَع «14» .
والطلاع: الاطّلاع نفسه في قول حُمَيْد: «15»
وكان طِلاعاً من خَصَاصٍ ورِقْبَةً ... بأعين أعداء، وطَرْفاً مُقَسَّما
أي: ينظر مرة هاهنا ومرة هاهنا. وتقول: إنّ نفسك لَطُلَعَةٌ إلى هذا الأمر، أي: تَتطلّع «16» إليه، أي: تنازع إليه. وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تنظر ساعة وتتنحَّى أُخرى. والطلع: طَلْعُ النَّخلة، الواحدة: طَلْعَة ما دامت في جوفها الكافورة. وأَطْلَعَتِ النخلة، أي: أخرجت طَلْعَة. وطلع الزّرع: بدا.
__________
(13) القراء على قراءة التشديد في (مطلعون) و (اطلع) : هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ سورة الصافات 54. وقرأ ابن عباس: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ مطلعون على بناء (فاعل) وأطلع على بناء ما لم يسم فاعله، وهذا هو ما عناه بقوله: ويقرأ.
(14) قول عمر عند موته. لسان العرب (طلع) .
(15) (حميد بن ثور الهلالي) . ديوانه ق أب 4 ص 23 والرواية فيه:
فكان لماحا من خصاص ورقبة ... مخافة أعداء، وطرفا مقسما
(16) س: تطلع عليه.(2/12)
واستطلعت رأيه، أي: نظرت ما هو. وقوس طِلاع: إذا كان عَجْسُها يملأ الكفّ قال «17» :
كَتُومٌ طِلاعُ الكفّ لا دون ملئها ... ولا عَجْسُها عن موضع الكفّ أفضلا
لطع: لَطَعْتُ عينه: لطمته. ولطعت الغَرَضَ: أَصَبْتُهُ. ومثله: لقعته ولمعته ورقعته. ولَطَعَ الشيءُ: ذهب. ولَطِعْتَ الشَّيْءَ إذا لَحَسْتَهُ بلسانك لَطْعاً. ورجُلٌ لطّاع: يَمَصُّ أصابعه ويلحس إذا أكل. ورجل لطّاعٌ قطّاعٌ: يأكل نصف الّلقمة ويَرُدُّ الباقي إلى القَصْعَة. والألْطَعُ: الذي قد ذَهَبَتْ أسْنانُه وبقيتْ أسْناخُها في الدُّرْدُرِ. يقال لَطِعَ لَطَعاً. ويقال: بل هو الذي في شَفَتِهِ رِقّةٌ [وامرأة لطعاء] «18» . واللّطْعاءُ أيضاً: اليابسة الهتّة منها، ويقال: هي المرأة المهزولة.
__________
(17) (أوس بن حجر.) ديوانه ق 35 ب 33 ص 89 (صادر) . رواية البيت في النسخ الثلاث: (أودون) وليس صوابا لوجود (ولا) بعدها.
(18) سقطت من النسخ وأثبتناها من حكاية الأزهري عن الليث في التهذيب 2/ 174، لأن الفقرة بعدها راجعة إليها.(2/13)
باب العين والطّاء والنون معهما ع ط ن- ع ن ط- ط ع ن ن ع ط- ن ط ع مستعملات ط ن ع مهمل
عطن: العطن: ماء حول الحوض والبئر من مبارك الإبل ومناخ القوم، ويجمع على أعطان. عَطَنَتِ الإِبلُ تعطن عطونا و [إ] عطانها حَبْسُها على الماء بعدَ الوِرْدِ. قال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ: «1»
عافتا الماءَ فلم يُعْطِنْهما ... إنّما يُعْطِنُ من يرجو العلَلْ
ويقال: كُلُّ مَبْرَكٍ يكون إلفاً للإبل فهو عَطَنٌ بمنزلة الوطَنِ للنّاس. وقيل: أعطانُ الإِبل لا تكون إلاَّ على الماء، فأمّا مبارِكُها في البريّة فهي المأوى والمراح أيضاً، وأحدهما: مأوة ومَعْطِن مثل المَوْطِن. قال «2» :
ولا تُكَلِّفُني نفْسي ولا هَلَعي ... حِرْصاً أُقِيمُ به في معطن الهون
وعطن الجلدُ في الدّباغ والماء إذا وُضِعَ فيه حتّى فَسَدَ فهو عَطِنٌ. ويقال: انْعطَنَ مثل عَفِنَ وانْعَفَنَ، ونحو ذلك كذلك.
وفي الحديث: وفي البيتِ أُهُبٌ عطنة «3» .
__________
(1) ديوانه. ق 26 ب 38 ص 185 والرواية فيه فلم نعطنهما بالنون.
(2) البيت في التهذيب 2/ 176 وفي اللسان (عطن) ، بدون عزو.
(3) من حديث عمر. اللسان (عطن) .(2/14)
عنط: العَنَطْنَطُ اشتُقّ من عنط، أردف بحرفين في عَجُزِهَ، وامرأة عَنَطْنَطَةٌ: طويلةُ العنق، مع حسن قوامها، لا يجعل مصدره إلا العَنَط، ولو قيل عَنَطْنَطَتُها طولُ عنقها كان صواباً في الشعر، ولكن يقبح في الكلام لطولِ الكلمة. وكذلك يومٌ عَصَبْصَبٌ بيّن العَصَابَةِ، وفَرَسٌ غَشَمْشَمٌ بيّن الغَشَمِ وبيّن الغشمشمة، ويقال بل يقال: عصيب بيّن العَصابة، ولا يقال عَصَبْصَبٌ بيّنُ العَصابة، ولكن بين العصبصبة. والغشمشم: الحَمولُ الذي لا يبالي ما وَطِىءَ وكيف رَكَضَ وهو شبهُ الطموح. قال رؤبة:
يمطو السُّرى بعنُق عَنَطْنط «4»
طعن: طَعَنَ فلانٌ على فلان طعنانا في أمره وقوله إذا أدْخَلَ عليه العيبَ. وطعن فيه وقع فيه عند غيره. قال «5» :
وأبى الكاشحونَ يا هندُ إلاَّ ... طَعَناناً وقولَ ما لا يُقالُ
وطَعَنَهُ بالرُّمحِ يطعُنُ بضمة العين طَعْناً، ويقال: يَطْعُنُ بالرُّمْحِ ويَطْعَنُ بالقول. قال: كلاهما مضموم. والإنسان يطعُن في مفازة ونحوها، أي: مضى وأمعن.. وفي الليل إذا سار فيه. وطُعِنَ فهو مطعون من الطّاعون، وطعين. قال النابغة «6» :
فبتّ كأنّني حَرِجٌ لعينٌ ... نفاه الناس، أو دَنِسٌ طعين
__________
(4) ديوانه ص 84. في النسخ الثلاث: يملأ.
(5) حكاه الأزهري عن الليث في التهذيب 2/ 177، وفي اللسان (طعن) والرواية فيه: وأبي المظهر العداوة. وهو من (شعر أبي زبيد) ص 130 والرواية فيه (شنآنا) مكان (طعنانا) .
(6) ديوانه ق 75 ب 37 ص 264. والرواية فيه: دنف طعين.(2/15)
والأطّعانُ: التَّطاعُن من مُطَاعنة الفرسان في الحرب، تطاعنوا واطعنوا، وكلّ شيء نحو ذلك مما يشترك الفاعلان فيه يجوز فيه التفاعل والافتعال، نحو: تَخاصَمُوا واخْتَصَموا إلاَّ أنّ السَّمْعَ آنَسُ فإذا كَثُرَ سَمْعُك الشيءَ استأنستَ «7» به، وإذا قلّ سمعُك اسْتَوْحَشْت منه. ويقال: طاعنت الفرسان. قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمّة «8» :
وطاعَنْتُ عنه الخيلَ حتّى تبدَّدَتْ ... وحتْى عَلاني حالكُ اللّونِ أسود
وطَعَنَ في السّنّ: دَخَلَ فيه دُخولاً شديداً.
نعط: ناعط: اسم جبل.
نطع: النِّطَعُ ما يُتَّخَذُ من الأَدَمِ، وتصحيحه: كَسْرُ النّون وفتحُ الطّاء، يجمع على أنطاع. والنطع مثل فِخْذ وفَخْذ: ما ظهر من الغار الأعلى، وهي الجلدةُ الملتصقةُ بعَظْمِ الخُلَيْقاء، وفيها آثارٌ كالتّحزيز، ويُجْمَعُ على نُطُوع، ومنهم من يقول للأسفل والأعلى: نِطْعان. والتَّنَطُّعُ في الكلام تعمق واشتقاق.
__________
(7) س: أنست.
(8) البيت من قصيدة (لدريد) رويها دال مكسورة، وقد أقوى في هذا البيت. الأصمعيات ق 28 ب 21 ص 109 وفيه: فطاعنت.(2/16)
باب العين والطّاء والفاء معهما يستعمل ع ط ف- ع ف ط فقط
عطف: عَطَفْتُ الشيءَ: أَمَلْتُه. وانعطف الشيء انعاج. وعَطَفْتُ عليه: انصرفت. وعَطَفْتُ رأسَ الخَشَبَةِ، أي: لَوَيْتُ. وقوله: ثانِيَ عِطْفِهِ «1» أي: لاوي عُنُقِه، وهُنَّ عواطفُ: أي: ثواني الأعناقِ. وثَنَى فلانٌ على عِطْفِهِ إذا أعرضَ عنكَ وجفاك. وتَعْطِفُ على ذي رَحِمٍ، في الصّلة والبرّ. وعَطَفَ اللهُ فلاناً على فلانٍ عطفاً. والعَطّافُ: الرّجل العطيف على غيره بفضله، الحسنُ الخُلُقِ، البارُّ اللَّيِّنُ الجانِب. وعِطْفا كلِّ شيءٍ جانباه [وعِطْفا الإنسان] «2» من لدنْ رأسِه إلى وركه. قال «3» :
__________
(1) سورة الحج 9.
(2) مقتضى السياق.
(3) لم نهتد إلى الشاعر، ولم نجد البيت فيما بين أيدينا من مراجع.(2/17)
فبينا الفتى يعجب الناظرين ... مال على عطفه قانعفر
وعطفتُ الوسادة، أي: ثنيتها وارتفقتها. قال:
عاطِف النُّمرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل «4»
ورجلٌ عَطُوفٌ إذا عَطَفَ على القوم في الحرب فَحَمَى دُبُرَهم إذا انهزموا. وظبيٌ عاطِفٌ: تعطِفُ عُنُقَها إذا ربضت، وربما كان الذّئب عاطفاً في عَدْوِهِ وخَتَلِهِ. وعطفتُ دابّتي، وبرأس الدّابّة إلى وجه آخر. وهي ليّنة العطف، والعطف متن العنق. وفلان يَتَعَاطَفُ في مشيه إذا حرك رأسه. وناقة عَطُوفٌ تعطِفُ على بَوٍّ فترأمُه، ويجمع على عُطُف. وفلان يتعطّف، بثوبه شبه التّوسّخ. والعَطُوفُ: مِصْيَدَة سُمّيت به لأنها خَشَبَةٌ مَعْطوفة، ويقال: عاطوف.
عفط: العَفْطُ والعَفِيطُ: نثرةٌ الضأنِ بأُنُوفِها كَنَثْرِ الحمار، وفي المثل: ما لفلانٍ عافطة ولا نافطة، العافطة: النّعجة، والنّافطة: العَنْزُ والنّاقَةُ، لأنها تنفِط نفيطاً. وهذا كقولهم: ما له ثاغية ولا راغية، أي: لا شاة تثغو ولا ناقة ترغو. والعافِطَةُ: الأمة، لأنّها تَعْفِطُ في كلامها، كما يعفط الرجل الألكن، والنافطة: الشاة. والرجل العُفاطيُّ هو الألكَنُ الذي لا يُفْصِح، وهو العفّاط.
__________
(4) (لبيد.) ديوانه ق 26 ب 28 ص 181. وصدر البيت:
ومجود من صبابات الكرى(2/18)
ويقال: يَعْفِطُ في كلامه عَفْطاً، ويعفِت كلامه عفتاً، وهو عفّاتٌ عفّاط، ولا يقال على وجه النسبة: الأعفطي. والعفطة: ريح الجوف المصوّت. قال موسى: العافط كلام الرّاعي للإبل، والنفيط للشاء ضائنها وماعزها.(2/19)
باب العين والطاء والباء معهما ع ط ب- ع ب ط- ب ع ط- ط ب ع مستعملات ط ع ب- ب ط ع مهملان
عطب: عَطِبَ الشيءُ يَعْطَبُ عَطَباً، أي: هلك، وأَعْطَبَهُ مَعطبة. ويقال: أجدُ ريحَ عُطْبَةٍ، أي ريحَ خِرْقَةٍ، أو قطنة مُحْتَرِقة. قال «1» :
كأنّما في ذرى عمائمهم ... موضع من منادف العُطُبِ
وكلُّ شيء من ثياب القُطْنِ أَخَذَتْ فيه النّارُ فهو عُطْبَةٌ خَلَقاً أو جديداً.
عبط: عَبَطْتُ النّاقَةَ عَبْطاً، واعتبطتُها اعتباطاً إذا نحرتُها من غير داءٍ وهي سمينة فتيّة. واعْتُبِطَ فلانٌ: مات فَجْأَةً من غيرِ علّةٍ ولا مَرَضٍ. وقولهم: الرّجل يَعْبِط بسيفه في الحرب عَبْطاً، اشتقّ من ذلك. ويَعْبطْ نَفْسَهُ في الحَرْبِ إذا ألقاها فيها، غير مُكْرَهٍ. قال أبو ذؤيب «2» :
__________
(1) البيت في اللسان (عطب) بدون عزو أيضا.
(2) ديوان الهذليين- القسم الأول ص 20(2/20)
بنوافذٍ ... كنوافذ العُبُطِ التي لا تُرْقعُ «3»
واحد العُبُطِ: عبيط. والرّجلُ يعبط الأرض عبطاً، ويعتبطها إذا حفر موضعاً لم يحفره قبل ذلك، وكلّ مبتدأ من حَفْرٍ أو نَحْرٍ أو ذبح أو جرح فهو عبيط. قال مرّار بن منقذ «4» :
ظلّ في أعلى يفاعٍ جاذلاً ... يُعْبِطُ الأرْضَ اعتباطَ المُحْتَفِرْ
ومات فلان عبطة، أي: شابّاً صحيحاً. قال أمية بن أبي الصلت «5» :
من لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... الموتُ كأسٌ والمَرْءُ «6» ذائِقُها
واعتبطه الموت. ولحم عبيط: طريّ، وكذلك دم عبيط. وزعفران عبيط شبيه بالدّم بيّن العبط. وعَبَطَتْهُ الدّواهي، أي: نالته من غير استحقاق لذلك. قال حميد الأريقط «7» :
(مدنسات الريب العوابط)
__________
(3) تمام البيت:
فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ ... كنوافذ العُبُطِ التي لا تُرْقعُ
(4) البيت برواية العين في التهذيب 2/ 185 وفي المحكم 1/ 347 وفي اللسان (عبط) . وفي المفضليات وضع الشطر الأول صدرا للبيت (رقم 35) والشطر الثاني عجزا للبيت (رقم 15) برواية: يخبط.. اختباط. وكذا الأمر في الاختيارين.
(5) البيت في التهذيب 2/ 185 وفي اللسان (عبط) معزو أما في المحكم 1/ 347 فبدون عزو. والرواية فيها كلها: للموت.
(6) ص، ط فالمرء.
(7) الرجز في التهذيب 2/ 185 واللسان (عبط) وفيهما قيله:
بمنزل عف ولم يخالط(2/21)
والعَبِيطَةُ: الشّاةُ أو الناقةُ المعتَبَطة، ويُجْمَعُ عبائط قال «8» :
وله، لا يني، عبائط من كوم ... إذا كان من دقاقٍ وبُزْلِ
بعط: البَعْطُ منه الإِبعاط، وهو الغلو في الجهل والأمر القبيح. يقال: منه إبعاط وإفراط إذا لم يقل قولاً على وجهه، وقد أَبْعَطَ إبعاطاً. قال رؤبة «9» :
وقلتُ أقوالَ امْرىءٍ لم يُبْعِطِ ... أعرِضْ عن النّاسِ ولا تَسَخَّطِ
ويُقال للرّجُلِ إذا استامَ بسلْعَتِهِ فتباعَدَ عن الحقِّ في السَّوْم: قد أَبْعَطَ وتَشَحَّى. أو شَطَّ وأَشَطَّ.
طبع: الطَّبْعُ: الوسَخُ الشّديد على السَّيف. والرّجُلُ إذا لم يكن له نفاذٌ في مكارِمِ الأُمور، كما يَطْبَعُ السيفُ إذا كَثُرَ عليه الصّدأ. قال «10» :
بيضٌ صوارِمُ نَجْلوها إذا طَبِعَتْ ... تَخالُهُنَّ على الأبطال كتّانا
أي بيضٌ كأنّهُنَّ ثيابُ كتّانٍ، قال «11» :
وإذا هَزَزْتُ قَطَعْتُ كلَّ ضريبةٍ ... فخرجتُ لا طَبِعاً ولا مَبْهورا
__________
(8) لم تفدنا المراجع عن القول والقائل.
(9) ديوانه 84.
(10) لم تفدنا المراجع شيئا عن القول ولا عن القائل.
(11) (جرير) . ديوانه 1/ 229 والرواية فيه: فإذا.. ومضيت.(2/22)
وفلانٌ طَبَعٌ طَمِعٌ إذا كان ذا خُلُقٍ دنيء. قال المغيرة بن حبناء يهجو أخاه صخراً «12» :
وأُمُّكَ حين تُذْكَرُ، أمُّ صدقٍ ... ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سخيفُ
وفلانٌ مطبوع على خُلُق سيّء، وعلى خُلُق كريم. والطباع: الذي يأخذ فيطبعها، يقرضها أو يسوّيها، فيطبع منها سيفاً أو سكيناً، ونحوه. طبعت السيف طبعاً. وصَنْعَتُهُ: الطّباعة. وما جُعِلَ في الإنسان من طِباع المأكل والمشرب وغيره من الأَطْبِعَة التي طُبِعَ عليها. والطّبيعة الاسم بمنزلة السّجيّة والخليقة ونحوه. والطَّبْعُ: الختم على الشيء. وقال الحَسَنُ: إنّ بين الله وبين العبد حدّاً إذا بلغه طُبع على قلبه، فوُفِّق بعده للخير. والطّابَعُ: الخاتَمُ. وطَبَعَ الله الخَلْقَ: خَلَقَهُم. وطُبِعَ على القلوب: خُتِمَ عليها. والطِّبْعُ ملءُ المكيال. طبّعته تطبيعاً، أي: ملأته حتّى ليس فيه مَزِيدٌ. وطبّعت الإناء تطبيعاً. وتطبّع النّهْرُ حتّى إنّه لَيتدفّق. والطَّبْعُ: ملؤك سقاء حتّى لا يتّسع فيه شيءُ من شدَّةِ مَلْئِهِ، والطَّبعُ كالمِلء، والتّطْبيعُ مصدر كالتّمليء، ولا يقال للمصدر: طّبْع، لأنّ فعله لا يخفف كما يُخَفَّف فعل ملأت، لأنّك تقول: طبّعتُه [تطبيعاً] «13» ولا تقول طَبَعْتُه طبعا. وقول لبيد «14» :
كَرَوَايا الطِّبْعِ ضحّت بالوحلْ
فالطبع هاهنا الماء الذي مُلِىء به الراوية.
__________
(12) البيت في (الشعر والشعراء) لابن قتيبة ص 240 (بريل) .
(13) نفس المصدر السابق.
(14) ديوانه ق 26 ب 77 ص 196. وصدر البيت، ما في الديوان:
فتولوا فاترا مشيهم(2/23)
يعني الربيع بن زياد ومن نازعه عند الملك. يقول: أوقرتُهم «15» وأثقلتُ أكتافهم للّذي سمعوا من كلامي وحجتي فصاروا كأنّهم روايا قد أُثْقِلَتْ وأُوقِرَتْ ماءً حتى همّت أن توحل حول الماء. ويقال: من طِباعِهِ السّخاء، ومن طِباعِهِ الجفاء. والأطباع مغايض الماء. ويُقالُ: هي الأنهار. الواحد: طِبْعٌ. قال «16» :
ولم تُثْنِهِ الأطْباعُ دوني ولا الجدر
__________
(15) س: أقررتهم. ط: مطموسة لا تقرأ.
(16) لم يفدنا ما بين أيدينا عن القول والقائل شيئا.(2/24)
باب العين والطّاء والميم معهما ط ع م- ط م ع- م ط ع- م ع ط مستعملات، ع م ط- ع ط م مهملان
طعم: الطَّعم، طَعم كلّ شيء وهو ذوقه. والطّعم: الأكل. إنّه ليطعم طعْماً حَسَناً. وهو حَسَنُ المَطعم، كما تقول: حَسَنُ المَلْبَس، أي: طَعَامُهُ طيْبٌ، ولباسه جميل. وفلان حسن الطِّعْمَةِ كسرت كالجِلسة، لأنّه ضَرْبٌ من الفعل، وليس بفَعْلَةٍ واحدة. وكُلُّ فِعْلٍ واقع «1» لا يُحرّك مصدره نحو الطَّعْم، لأنّك تقول: طَعِمْتُ الطّعام، وما لم يقع يحرّك مصدره مثل نَدِمَ، لأنك لا تقول: نَدِمْتُ الشيءَ. والطَّعامُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُؤْكَلُ، وكذلك الشّراب لكلّ ما يُشْرَبُ. والعالي في كلامِ العَرَب: أنّ الطّعام هو البُرُّ خاصّة. ويقال: اسم له وللخُبْزِ المخبوز، ثم يُسَمَّى بالطعام ما قرب منه، وصار في حدّه، وكلُّ «2» ما يَسُدُّ جوعاً فهو طَعام. قال [تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ]
__________
(1) يعني بالواقع: المتعدي.
(2) في ط وس: كلما وهو خطأ في الرسم.(2/25)
وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ «3» فسمَّى الصّيدَ طَعاماً، لأنّه يَسُدُّ الجوعَ، ويُجْمَعُ: أطْعِمَة وأَطْعِمات. ورجل طاعِمٌ: حسن الحال في المَطْعَم. قال: «4»
فَاقْعُدْ فإنك أنت الطاعم الكاسي
وطَعِمَ يَطْعَمُ طعاماً، هكذا قياسُه. وقول العرب: مُرُّ الطَّعْمِ وحُلْو الطَّعْمِ معناه الذّوق، لأنّكَ تقول: اطْعَمْهُ، أي: ذُقْهُ، ولا تُريد به امضَغْه كما يُمْضَغ الخبز، وهكذا في القرآن: وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي «5» فجعل ذوق الشّراب طَعْماً. نهاهم أن يأخذوا منه إلا غَرْفَة وكان فيها ريُّ الرّجُلِ وريُّ دابَّتِهِ. رجلٌ مِطْعَامٌ: يُطْعِمُ النّاسَ، ويَقْري الضَّيفَ «6» في الشّتاء والصّيف. وامرأةٌ مِطْعَامٌ بغير الهاء، ورجلٌ مِطْعَمٌ شديد الأكل، والمرأة بالهاء. وطُعْمُ المسافِر: زادُهُ. والطُّعْمُ: الحبُّ الذي يُلْقَى للطّير. والطُّعْمَةُ: المأكُلَة. والمَطْعَمُ: القوس، لأنها تطعم الصّيد. قال ذو الرّمة «7» :
وفي الشمال من الشريان مطعمة ... كَبْداءُ في عَجْسِها عَطْفٌ وتقويم
وطُعْمَة: من أسماء الرّجال. والمُطْعِمةُ: الإصْبَعُ الغليظةُ المتقدّمةُ من الجوارح، لأنّ الجارحةَ به تحفظ اللَّحْمَ، فاطَّرَدَ هذا الإسم في الطير كلها.
__________
(3) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ سورة المائدة 96.
(4) (الحطيئة) . ديوانه ق 71 ب 13 ص 284. وصدر البيت:
دَعِ المكارِم لا تَرْحَلْ لبغيتها
(5) سورة البقرة 249.
(6) هذا من س. في ص: الشتاء. في ط: للشتاء.
(7) ديوانه ق 12 ب 80 ص 451 ج 1 والرواية فيه: في عودها(2/26)
والمُطَعِّمُ من الإِبل الذي تجدُ في مُخِّهِ طَعْمُ الشّحْمِ من سِمَنِهِ. وكلُّ شيء إذا وُجِدَ طَعْمُهُ فقد أطْعَمَ واطّعَمَتِ الشّجرةُ أدركت ثَمَرَتُها على بناء (افتعلت) ، يعني أخذت طعمها وطابت. قال أبو ليلَى: أطعم النخل بالتخفيف. ومن طَعُومٌ يوجد فيه طعمُ السِّمَنِ. وطَعمْتُ أَطْعَمَ طَعْماً، أي: أكلت. وجزور طَعُومٌ: بين السّمين والمهزول. والمُطْعِمَتانِ: من رِجْلِ كلِّ طائرٍ: المتقدمتان المتقابلتان.
طمع: طَمِعَ طَمَعاً فهو طامِعٌ، وأطْعَمَهُ غيره، وإنه لطَمِعٌ: حريص. والأطْماعُ: أرزاق الجند. وما أطْمَعَ فلاناً، وإنّه لطَمُعَ [الرجل] بضمّ الميم على معنى التّعجّب، وكذلك التّعجّب في كلِّ شيءٍ كقولك لَخَرُجَتِ المرأة، أي: كثيرة الخروج، ولَقَضُوَ القاضي، مضموم أجمع إلا ما قالوا في نِعْمِ بِئْسَ، رواية تروى عنهم. غير لازم لقياس التّعجّب، لأنّهم لا يقولون: نَعُمَ ولا بَؤُس والباقيةُ كذلك. وامرأة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ. والمَطْمَعُ: ما طمعت فيه، ويقال: إنّ قول المخاضعة لمطمعة، ونحوه في كل شيء. والمَطْمَعَةُ هو الطَّمَعُ نفسُه، طَمِعْتُ فيه مَطْمَعَةً.
مَطَعَ: المَطْعُ: ضَرْبٌ من الأكل بأدنى الفم، والتناول في الأَكْلِ بالثنايا وما يليها «8» من مقدّمة الأسنان.
__________
(8) في النسخ الثلاث: بينهما، ولا معنى له.(2/27)
معط: المَعْطُ: مدّ الشيء. وامتعَطْتُ السَّيْفَ من غِمْدِهِ، [سللته] ، ولو قلت: معطته لاستقام، وإنّه لَطوِيلٌ مُمَّعِط بتشديد الميم وكسرِ العين، أي: كأنه قد مُدّ مدّاً. ومَعِطَ يَمْعَطُ مَعَطاً فهو أمعط، مَعِط. (وامَّعَطَ شَعرُهُ امّعاطاً) «9» إذا تمرَّطَ فذهب. ومَعَطْتُ الشَّعر من رأس الشّاةِ ونحوه إذا مددته فنتفته «10» . والأَمْعَط: الذي لا شعر على جسده كالذّئبِ الأمْعَط الذي قد تمعَّط شَعْره. ومَعِطَ الذّئبُ، ولا يُقالُ مَعِطَ «11» شَعرُهُ. ذئبٌ أمْعَطُ يفسّرونه بالخُبث. والأصل ما فسّرتُ لك، لأنّه أخبثُ من غيره، وإذا تَمَرَّطَ شَعْرُهُ يتأذَّى بالذُّباب والبَعوضِ، فيخرُجُ على أذىً شديدٍ وجوعٍ فلا يكاد يَسْلَمُ مِنْهُ ما اعترض له. ولِصٌّ أمْعَطُ، ولُصوصٌ مُعْطٌ، تشبيهاً بالذئاب لخُبْثِهِمْ وهو الذي مع خبثه لا شيء معه. والمَعْطُ: ضربٌ من النِّكاح. وبنو مُعَيْط حَيٌّ من قريش.
__________
(9) في النسخ الثلاث: انمعط انمعاطا.
(10) س: ونتفته.
(11) ص: موضع (معط) بياض، وما أثبتناه فمن ط وس.(2/28)
باب العين والدّال والتاء معهما ع ت د فقط
عتد: عَتُدَ الشَّيء يَعْتُد عَتاداً فهو عَتِيد: حاضرٌ. ومنه سُمِّيَتِ العَتيدةُ التي يكون فيها الطِّيب، والأدهان. قال النابغة «1» :
عتادُ امرىءٍ لا يَنْقُضُ البُعْدُ هَمَّهُ ... طَلُوبِ الأعادي، واضحٍ غير خامِلِ
والعتيدُ: الشّيءُ المُعَدُّ. أَعتَدْناه، أي: أعددناه لأمرٍ إن حزب. وجمعه: عُتُدٌ، وأَعْتِدة. والعَتُودُ: الجدْيُ الذي قد استكرش. وثلاثة أعتدة، والجميع عِدّاتٌ: فِعْلانٌ، أصله: عِتْدان، فأدغمت التّاء في الدّال. ويقال: العَتُودُ: الذي بلغ السّفاد، قال «2» :
واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَةً ... من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حَوْلَهُ الصير
__________
(1) ديوانه. ق 5 ب 25 ص 71.
(2) البيت في التهذيب 2/ 196، واللسان (عند) بدون عزو، وهو مما أنشد (أبو زيد.)(2/29)
وتقول: هذا الفرس عَتِدٌ، أي معدّ متى ما شئت ركبت، الذكر والأنثى فيه سواء. قال سلامة «3» :
وكلِّ طُوَالَةٍ عَتِدٍ نِزاقِ
أي: شديد الجري.
__________
(3) البيت في المحكم 2/ 3 وفي اللسان (عتد) . وصدر البيت:
بكل مجنب كالسيد نهد(2/30)
باب العين والدال والراء معهما ع د ر- ع ر د- د ع ر- ر ع د- د ر ع- ر د ع
عدر: العَدْرُ: المَطَرُ الكَثيرُ. وأرضٌ معدورةٌ: ممطورة. وعَدِرَ المكان عَدَراً واعتدر: [كثر ماؤه] «1»
. عرد: العَرْد: الشّديد الصّلب من كل شيء، المنتصب. يقال: أنّه لَعَرْدُ العُنُقِ، ويقال: عارِدُ مَغرِزِ «2» العُنُقِ. قال رؤبة يصف حمار وحش «3» :
عَرْدَ التّراقي حَشْوَراً مُعَقْرَبا
وعَرَدَ النّابُ يَعْرُدُ عُروداً إذا خرج كلّه واشتدّ وانتصب، وكذلك نحوه. قال ذو الرّمة «4» :
يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بين عُوج كأنّها ... زِجاجُ القنا منها نَجِيمٌ وعارد
__________
(1) زيادة اقتضاها السياق، من المحكم 2/ 4.
(2) في النسخ الثلاث: (ومعرد) مكان (مغرز) والظاهر أنه تصنيف.
(3) الرجز في التهذيب 2/ 198 وفي اللسان (عرد) منسوب إلى (العجاج) ، وليس في ديوانه.
(4) ديوانه. ق 35 ب 17 ص 1099 ج 2.(2/31)
والتَّعْريد: تَرْكُ القصدِ، وسرعة الذّهابِ، والإنهزام. قال الراجز «5» :
وهمّت الجوزاء بالتّعريد
وقال لبيد «6» :
فمضى وقَدَّمَهَا وكانت عادة ... منه إذا هي عرّدتْ إقدامُها
والعَرْدُ الذَّكر، والعَرَادَةُ الجرادةُ الأنثى. والعَرَادَةُ: ضربٌ من نبات الربيع حشيشُهُ طيّبةُ الرّيح. ويقال: العَرَادَةُ: الحَمْضُ تأكله الإبل. والعَرَّادَةُ: شِبْهُ منجنيقٍ صغيرةٌ، ويجمع على عرّاداتٍ.
دعر: الدُّعَرُ: ما احترق من حطب، أو غيره فطُفِىءَ من غير أن يشتدّ احتراقه. الواحدة دُعَرَةٌ. هو أيضاً من الزّناد ما قدح به مراراً حتّى احترق فصار دُعَراً لا يُورِي. ويقال: هو الذي يُدَخِّنُ ولا يَتَّقِدُ. قال «7» :
أقبَلْنَ من بطْنِ فلاةٍ بسَحَرْ ... يَحْمِلْنَ فَحْماً جيّداً غيرَ دُعَرْ
والدّاعِرُ: الخبيث الفاجر، ومصدرُه الدَّعَارَةُ. ورجل دعار، وقوم داعرون.
__________
(5) الرجز في التهذيب 2/ 200 وفي اللسان والتاج (عرد) منسوب إلى (ذي الرمة) ، وليس في ديوانه، وفي النسخ الثلاث بعد هذا الرجز: ناديت معنا يا حليف الجود أسقطناه لأنه، كما يبدو، أقحم بتزيد النساخ.
(6) ديوانه. ق 8 ب 33 ص 306. أنث الإقدام لتعلقه بالجوزاء بإضافته إلى ضميرها.
(7) الشطر الثاني في اللسان (دعر) وهو غير منسوب أيضا.(2/32)
رعد: الرَّعْدُ: اسم مَلَكٍ يسوق السَّحابَ، وتسبيحُه صوته الذي يسمع (ومن صوته اشتُقَّ رَعَدَ يرعُدُ، ومنه الرِّعدة والإرتعاد) «8» . ارتعد رِعْدَةً وارتعاداً. والرِّعْدَةُ: رَجْرَجَةٌ تأخذ الإنسان من فزع أو داءٍ. تقول: يُرْعَدُ الإنسانُ، فإذا جعلت الفعل منه قلت: يرتعد. وأرعده الدّاء. والرِّعْديدُ والرِّعْدِيدَةُ: الرّجلُ الفروقة. وسمعت من يقول: ترْعيدٌ، كما يقولون: تعْبِيد. وأرعده الخوف ورجلٌ رِعْديد: جبانٌ يدع القتال من رعدةٍ تأخذه. قال الهُذَليّ «9» :
ثأرت بأبناء الكرام ولم أكن ... لدى الرّوع رعديداً جباناً ولا غمرا
وكلُّ شيءٍ يَتَرَجْرَجُ من نحو القريس فهو يَتَرَعْدَدُ، كما تترعْدَدُ الألية والفالوذج ونحوهما. قال العجّاج «10» :
فهي كرعديد الكثيب الأهْيَمِ
وتقول: رَعَدَتِ السّماء وبَرَقَتْ، ويقال: أرْعَدَتْ وأبْرَقَتْ، وسحابٌ رواعدُ وبوارِقُ، أي ذات رعد وبرق. والرواعد: سحاباتٌ فيها ارتجاسُ رَعْدٍ.
__________
(8) أصل العبارة في النسخ الثلاث: (من صوته اشتق من رعد يرعد والرعدة مصدر الارتعاد) وهي عبارة مضطربة غير مؤدية.
(9) لم نهتد إلى القائل ولا أفادتنا المراجع عن القول.
(10) ديوانه. الأرجوزة 24 ب 25 ص 292.(2/33)
ويقال: أَرْعَدَ لي فلانٌ وأبرق إذا هدّد وأوعد (من بعيد يُريني علامات بأنّه يأتي إلي شرّاً) . قال «11» :
أبرق وأرعد يا يزيد ... فما وعيدك لي بضائر
وقال «12» :
وهبته بأطيب الهبات ... من بَعْدِ ما قد كثُرَتْ بَناتي
فأَرعدوا وأَبرقوا عُداتي
هذا في بُنَيٍّ له. ويقال: يَرْعُدُ ويَبرُقُ لغتان. رَعَدَ يرعُدُ فهو راعد. قال:
فابْرُقْ هنالك ما بدا لك وارْعُدِ
ويقال: الرِّعديد: الفالوذجُ، فما أدري مولّدٌ أم تليد
درع: دِرْعُ المرأةِ يُذكّر، ودِرْعُ الحديدِ تُؤَنَّثُ، وقال بعضهم: يذكر أيضاً، والجميع: الدروع. وتصغيره: دُرَيْع بلا هاء، رواية عن العرب. والدّرعُ اللَّبوسُ، وهو حَلَقُ الحديد. وادّرع الرّجلُ، لبس الدِّرْعَ. وادّرع القوم سرابيلَ الدّم، أي: تسربلوا فجرحوا وجُرِحوا. قال العجاج «13» :
وادّرع القوم سرابيل الدم
__________
(11) (الكميت.) ديوانه 1/ 225.
(12) لم نقف عليه.
(13) القائل كما في التهذيب 2/ 208 (ابن أحمر) والرواية فيه. بأرضك، وتمام البيت كما في اللسان والرواية فيه:
يا جل ما بعدت عليك بلادنا ... وطلابنا فابرق بأرضك وارعد(2/34)
والدّراعُ الرّجل ذو الدّرع إذا كانت عليه. والدُّرّاعَةُ: ضربٌ من الثّياب، وهو جُبَّةٌ مشقوقة المقدّم. والمِدْرَعَةُ ضربٌ آخرُ، لا يكون إلا من الصوف. قال الراجز «14» :
يومٌ لخُلاّني ويومٌ للمالْ ... مشمّرٌ يوماً ويوماً ذيّالْ
مِدْرَعَةٌ يوماً ويوماً سِرْبالْ
يقول: أتنعَّمُ مع إخواني يوماً، ويوماً أصْلِحُ مالي، فأتشمّرُ وألْبَسُ المِدْرَعَةَ. قال الخليل: فرّقوا بينهما لاختلافهما في الصّنعة إرادة الإيجاز في المنطق، وكذلك يفعلون بنحو ذلك. وصُفَّةُ الرَّحْلَ إذا بدا منها رءوس الواسطةِ والآخرة تُسمَّى: مِدْرَعة. ادّرع الرّجُلُ، أي: لبس هذه الغواشي. والدَّرَعُ مصدر الأدْرَع [والدّرعاء] «15» وهو في ألوان الشاء: بياضٌ في الصدر والنحر، وسوادٌ في الفخذ، شاة درعاء.. وإذا كانت سوداء الجسد، بيضاء الرأسِ فهي أيضاً درعاء. والليالي الدُّرَع هي التي يطلُع فيها القمرُ عند وجهِ الصُّبْحِ، وسائرها أسود مظلم، شُبِّهَ بالشاة التي وُصِفَتْ. ويقال: الدُّرَعُ: ثلاث ليال
ردع: الرَّدْعُ: مقاديم الإنسان إذا كانت فيه منيّتُهُ. يقال: طَعَنْتُهُ فركِبَ ردعه،
__________
(14) ديوانه. الأرجوزة 24 ب 133 ص 305.
(15) لم تفدنا المراجع عنه شيئا.(2/35)
أي: خرَّ صريعاً لوجهه. ويقال: خرّ في بئرٍ فركب رَدْعَهُ، وهَوَى فيها، فلذلك يقال: رَكِبَ رَدْعَ المنيّة. ويقال للفرس إذا وقع على وجهه فَعَطِبَ: رَكِبَ رَدْعَهُ فمات. قال «16» :
أقول له والمرء يركَبُ رَدْعَهُ ... وقد شكّه لدن المهزّة ناجم
وردعته ردعاً فارتدع، أي: كففتُه فكَفَّ. وارتدع الرّجلُ إذا رآك وأراد أن يعمل عَمَلاً فكفّ، أو سمع كلامَكَ. وأنا ردعته عن ذلك، كأنّه شبه الدفع وهو مستقبلك فَرَدَعْتُه رَدْعاً لا باليد بل بنظرة. قال «17» :
أهلُ الأمانة إن مالوا ومَسَّهُمُ ... طيفُ العدوِّ إذا ما ذُكِروا ارتَدَعُوا
والرّادعةُ والمُرَدَّعةُ: قميصٌ قد لُمِّعَ بالزّعفران أو بالطّيب في مواضع، وليس مصبوغاً كله، إنما هو مُبَلَّق كما تردع الجارية صدْرَ جَيْبها بالزّعفران بملء كفّها، والفعل: الرَّدْع. قال «18» :
رادعة بالمِسْكِ أَرْدانَها
وقال «19» :
ورادعةٍ بالطّيب صفراءَ عندها ... لِجَسِّ النَّدامَى في يدِ الدِّرْعِ مفتق
__________
(16) لم نهتد إلى القائل ولا أفدنا شيئا عن القول.
(17) لم نهتد إلى القائل والبيت في المحكم 2/ 8، وفي اللسان والتاج (ردع) والرواية فيهما: إذا ما ذكروا، وهو بدون عزو فيها جميعا.
(18) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(19) (الأعشى) . ديوانه ق 33 ب 20 ص 219 والرواية فيه: بالمسك.(2/36)
يعني جارية قد جعلت رَدْعاً «20» على ثيابها في مواضع. وقال رؤبة «21» :
وقد فشا فيهنّ صِبْغا مُرْدَعا
__________
(20) من س. في ص وط: قد جعلت على ثيابها في مواضع.
(21) ديوانه 91 والرواية فيه: وقد كسا.(2/37)
باب العين والدّال واللاّم معهما ع د ل- ع ل د- دلع مستعملات د ع ل- ل ع د- ل د ع مهملات
عدل: العَدْلَ: المَرْضيُّ من الناسِ قولُهُ وحُكْمُهُ. هذا عَدْلٌ، وهم عَدْلٌ، وهم عَدْلٌ، فإذا قلت: فهُمْ عدولٌ على العدّة قلت: هما عدلان، وهو عدلٌ بيّن العدل. والعُدُولَةُ والعَدْلُ: الحكْمُ بالحقّ. قال زهير «1» :
متى يَشْتَجِرْ قومٌ يقلْ سَرَواتُهُمْ ... هُمُ بَيْنَنَا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عدل
وتقول: هو يَعْدِلُ، أي: يحكُمُ بالحقّ والعدلِ. وهو حَكَمٌ عدلٌ ذو مَعْدَلَةٍ في حُكْمه. وعِدْل الشيء: نظيره، هو عِدْلُ فلانٍ. وعَدَلْتُ فلاناً بفلانٍ أعدِله به. وفلان يعادل فلاناً، وإن قلت: يَعْدِلُهْ فَحَسَنٌ. والعادِلُ: المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربّه. والعدلان: الحملان على الدّابّة، من جانبين، وجمعه: أعْدالٌ، عُدِلَ أحدهما بالآخر في الإستواء كي لا يرجح أحدهما بصاحبه.
__________
(1) ديوانه ص 107.(2/38)
والعَدْلُ أن تَعْدِلَ الشيء عن وجهه فتميله. عَدَلْتُهُ عن كذا، وعَدَلْتُ أنا عن الطريق. ورجل عَدْلٌ، وامرأة عَدْلٌ سواء. والعِدْلُ أحدُ حِمْلَي الجَمَل، لا يقال إلا لِلحمل، وسمّي عِدْلاً، لأنّه يُسَوَّى بالآخر بالكيل والوزن. والعَديلُ الذي يُعادلك في المَحْملِ. وتقول: اللهم لا عدل لك، أي: لا مثل لك. ويقول في الكفّارة أَوْ عَدْلُ ذلِكَ
«2» ، أي: ما يكون مثله، وليس بالنّظير بعينه. ويقال: العَدْلُ: الفداء. قال الله [تعالى] لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ
«3» ويقال: هو هاهنا الفريضة. والعَدْلُ: نقيض الجَوْر. يقال عَدْلٌ على الرّعيّة. ويقال لما يؤكَلُ إذا لم يكن حارّاً ولا بارداً يضرّ: هو مُعْتَدِلٌ. وجعلت فلاناً عَدْلاً لفلانٍ وعِدلاً، كلّ يتكلّم به على معناه. وعَدَلْتُ فلاناً بنظيره، أعْدِلُهُ. ومنه: يقال: ما يعدلك عندنا شيء، أي: ما يقع عندنا شيء موقعك. وعَدَلْتُ الشيءَ أقمته حتى اعتدل. قال «4» :
صَبَحْتُ بها القومَ حتّى امتسكت ... بالأرض أعْدِلُها أنْ تَميلا
أي: لئلاّ تميل. وعَدَلْتُ الدّابّة إلى كذا: أي: عطفتها فانعدلت.
__________
(2) سورة المائدة 95.
(3) سورة البقرة 123.
(4) البيت في المحكم 2/ 11 بدون عزو وفي اللسان (مسك) معزو إلى (العباس.)(2/39)
والعَدْل: الطريق. ويقال: الطريق يُعْدَلُ إلى مكان كذا، فإذا قالوا يَنْعَدِلُ في مكان كذا أرادوا الاعوجاج.
وفي حديث عمر: الحمدُ لله الذي جعلني في قومٍ إذا مِلْتُ عَدَلوني، كما يُعْدَلُ السّهمُ في الثقاف «5» .
والمعتدلة من النّوق: الحسنة المتّفقة الأعضاء (بعضها ببعض) «6» . والعَدَوْلِيّةُ: ضربٌ من السّفن نُسِبَ إلى موضعٍ يقال له: عَدَولاة، أُمِيتَ اسمه. قال حماس: وأرويه أيضاً: عَدْوَلِيّة من الاستواء والإعتدال. وغصنٌ معتدل: مستو. وو جارية حسنة الاعتدال، أي: حسنة القامة. والانعدال: الانعراج. قال ذو الرّمة «7» :
وإنّي لأنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها ... حياءً ولو طاوعْتُهُ لم يُعادِل
أي: لم ينعدل. وقال طرفة في العَدَوْلِيّة «8» :
عَدَوْلِيَةٍ، أو من سفينِ ابنِ يامِنٍ ... يَجُورُ بها الملاّحُ طوراً ويَهْتدي
علد: العَلْدُ: الصُّلْبُ الشّديدُ من كل شيء كأن فيه يُبْساً من صلابته. وهو الرّاسي الذي لا ينقاد ولا ينعطف. وسَيِّدٌ عِلْوَدٌ: رزين ثخين، قد اعلّود اعلودا.
__________
(5) الحديث في التهذيب 2/ 214 وفي المحكم 2/ 11.
(6) من التهذيب في حكايته عن الليث 2/ 213. في النسخ الثلاث (بعضا) .
(7) ديوانه. ق 45 ب 8 ص 1336 ج 2.
(8) ديوانه، معلقته ص 6.(2/40)
واعلوَّدَ الشيءُ إذا لزِمَ مكانَهُ فلم يقدرْ على تحريكه. قال رؤبة «9» :
وعزُّنا عٌّز إذا توحّدا ... تثاقَلَتْ أركانُهُ واعْلَوَّدا
والعلَنْدَى: البعيرُ الضخم، وهو على تقدير فَعَنْلَى، فما زاد على العين واللام والدّال فهو فضل، والأنثى: علنداة، ويجمع علاندة وعلادَى وعَلَنْدَيات وعلاند، على تقرير قلانس. والعَلَنْداةُ: شجرةُ طويلةُ من العِضاهِ لا شوك لها. قال «10» :
دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ
دلع: دَلَعَ لسانُهُ يَدْلَعُ دَلْعاً ودُلوعاً، أي: خرج من الفمِ، واسترخى وسقط على عَنْفَقَتِهِ، كلَهَثانِ الكلب، وأدلعه العطش ونحوه، وانْدَلَعَ لِسانَه. قال أبو العتريف الغَنَويّ «11» يصفُ ذئباً طرده حتّى أعيا ودَلَعَ لسانُه «12» :
وقلّص المشفر عن أسنانه ... ودَلَعَ الدالعُ من لسانه
وفي الحديث «13» : إنَّ الله أَدْلَعَ لسانَ بَلْعَمَ، فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه على صدرِه.
ويقال للرّجلِ المُنْدَلِثِ البطنِ أمامَه: مُنْدَلِع البطن. والدّليعُ: الطّريق السّهل في مكانٍ حَزْنٍ لا صَعُودَ فيه ولا هَبُوط، ويُجْمَعُ: دلائع.
__________
(9) الرجز في المحكم 2/ 13. ديوانه- المفردات المنسوبة إليه ص 173.
(10) (عنترة.) ديوانه ص 41. وصدر البيت:
(سيأتيكم عني وإن كنت نائيا) .
والبيت في المحكم 2/ 13 والرواية فيه: مني.
(11) الرجز في التاج (دلع) وفيه أنه مما أنشد (أبو ليلى) لأبي العتريف الغنوي. وموضع الشاهد من الرجز في المحكم 2/ 14 وفي اللسان (دلع) بدون عزو.
(12) العبارة من (قال) إلى (لسانه) سقطت من الأصل، وما أثبت هنا فمن ط وس.
(13) ورد الحديث في التهذيب 2/ 217.(2/41)
باب العين والدّال والنون معهما ع د ن- ع ن د- د ن ع مستعملات د ع ن- ن ع د- ن د ع مهملات
عدن: عدن: موضعٌ يُنْسَبُ إليه الثّيابُ العَدَنيّة. والمَعْدِنُ: مكانُ كلِّ شيء، أصلهُ ومبتدؤه، نحو الذهب، والفضة والجوهر والأشياء، ومنه: جنّات عَدْن. وفلانٌ مَعْدِنُ الخَيْر ومَعْدِنُ الشّرّ. عَدَان: موضع على ساحلٍ من السّواحل. قال لبيد «1» :
ولقد يعلم صبحي أنّني ... بعَدانِ السِّيفِ صبري ونَقَل
والعَدَنُ: إقامة الإبل على الحَمْض خاصّة. عدَنت الإبل تعْدُنُ عُدونا. عَدَنيّة: من أسماء النساء والثياب. عدنان: اسم أبي مَعَدّ.
عند: عَنَدَ الرّجل يَعْنُدُ عَنْداً وعُنُوداً فهو عاند وعنيد، إذا طغى وعتا، وجاوز قدره، ومنه: المعاندة، وهو أن يعرف [الرّجلُ] الشيءَ ويأبى أن يقبلَه أو يقر به.
__________
(1) ديوانه. ق 26 ب 42 ص 186. والرواية فيه: كلهم مكان (أنني) .(2/42)
والعَنُودُ من الإبل: الذي لا يُخالِطُ الإبل، إنّما هو في ناحية. ورجلٌ عنود: يحل وحده، لا يخالط النّاس. قال «2» :
وصاحبٍ ذي ريبةٍ عَنُودِ ... بَلَّدَ عنّي أسوأ التّبليد
وأمّا العنيد فهو من التّجبّر، لذلك خالفوا بين العَنودِ والعانِدِ والعَنيدِ. ويقال للجبّار العنيد: لقد عَنَدَ عَنْداً وعُنُوداً. عند: حرف الصفة، فيكون موضعاً لغيره، ولفظه نصب، لأنّه ظرفٌ لغيره، [وهو] في التّقريب شِبْهُ اللِّزْق، لا يكاد يجيء إلا منصوباً، لأنّه لا يكون إلا صفة معمولاً فيها، أو مضمراً فيها فِعْلٌ إلا في حرف واحد، وذلك قول القائل لشيء، بلا علم: هو عندي كذا وكذا، فيقال له: أَوَلَكَ عِنْدٌ؟ فَيُرْفَعُ. وزعموا أنّه في هذا الموضِع يراد به القلبُ وما فيه من معقول اللُّبّ. والعرق العانِدُ: الذي ينفجِرُ منه الدّمُ فلا يكادُ يرقأ، وأنشد «3» :
وطعنة عانِدُها يَفُورُ
دنع: رجلُ دَنِعٌ من قوم دنائع، وهو الغَسْلُ الذي لا لُبّ له ولا عقل. والدانع: الذي يأتي مداقّ الأمورِ والمخازي ولا يكرم نفسه
__________
(2) لم نهتد إلى القائل ولم تفد المراجع شيئا عن القول.
(3) لم نهتد إلى القائل. ولم نفد من المراجع شيئا.(2/43)
باب العين والدّال والفاء معهما ع د ف- د ف ع- ف د ع مستعملات ع ف د- د ع ف- ف ع د مهملات
عدف: العَدُوفُ: الذَّواقّ. والعَدْفُ: اليسيرُ من العَلَف. ما ذاقت الخيل عَدُوفاً، أي: لم «1» يَلُكْنَ عوداً. قال «2» :
إلى قُلُصٍ تظل مقلّدات ... أزمّتهُنّ ما يَعْدِفْنَ عودا
والعَدْفُ: نولٌ قليلٌ، أَصَبْنا عَدْفاً من مالِهِ. والعِدَفَةُ كالصَّنِفَةِ من قطعةِ ثوبٍ ونحو ذلك. ويُقالُ: بل العَدْفُ اشتقاقُه من العَدْفَةِ، أي: يلمّ ما تفرّق منه. قال «3» :
حمّال أثقال دياتِ الثَّأَي ... عن عِدَفِ الأصْلِ وَجُرّامِها
ويقال: عِدْفَة من الناس وحِذْفَة، أي: قطعة.
__________
(1) من س. ص، ط: ما يلكن.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على القول فيما تيسر من مراجع.
(3) (الطرماح) . ديوانه. ق 29 ب 25 ص 447 والرواية فيه: حمال أشناق.. وجشامها.(2/44)
دفع: دَفَعْتُ عنه كذا وكذا دفعاً ومدفعاً، أي: مَنَعْتُ. ودافع الله عنك المكروه دفاعاً، وهو أحسن من دَفَع. والدَّفْعَةُ: انتهاءُ جماعةِ قومٍ إلى موضعٍ بمُرَّةٍ. قال خلف «4» :
فنُدْعَى جميعاً مع الرّاشدين ... فنَدْخُلُ في آخِرِ الدَّفْعَةِ
وكذلك نحو ذلك. وأمّا الدُّفعة فما دفع من إناء أو سقاءٍ فانصبّ بمرّة. قال «5» :
كقَطِران الشّامِ سالتْ دُفَعُهْ
وكذلك دُفَع المطر نحوه. قال الأعشى «6» :
وسافتْ من دمٍ دُفَعا
يصف بقرة أكل السّباع ولدها. والدُّفّاعُ: طَحْمَةُ الموج والسّيل. قال «7» :
جوادٌ يَفيضُ على المجتدين ... كما فاض يمٌّ بدُفّاعه
والدُّفّاعُ: الشيءُ العظيم الذي يدفع بعضه بعضاً. والدّافعةُ: التَّلْعَةُ تَدْفَعُ في تلعةٍ أخرى من مسايل الماء إذا جرى في صبب وحدور فتراه يتردّد في مواضع فانبسط شيئاً، أو استدار، ثم دفع في أخرى أسفل من ذلك، فكل واحد من ذلك دافعة، وجمعه: دوافع، وما بين الدافعتين مذنب.
__________
(4) البيت في المحكم 2/ 18 وفي اللسان والتاج (دفع) بدون عزو.
(5) اللسان (دفع) بدون عزو أيضا.
(6) ديوانه. ق 13 ب 34 ص 105 وتمامه:
عجلا إلى المعهد الأدنى ففاجأها ... أقطاع مسك وسافتْ من دمٍ دُفَعا
(7) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 226، وفي المحكم 2/ 18 وفي اللسان والتاج (دفع) ، والرواية في هذه: المعتفين.(2/45)
والاندفاع: المضيّ في الأمر كائناً ما كان. وأمّا قول الشاعر «8» :
أيّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إلى المدفع ... من نهر معقلٍ فالمذَارِ
فيقال: أراد بالمدفع موضعاً «9»
وأشعث يزهاه النبوح مدفع ... عن الزاد ممن حرف الدّهْرُ مُحْثَلِ
وإذا مات أبو الصّبيّ فهو يتيم، وهو مدفّع، أي: يدفع ويحقر. وفلانٌ سيّدُ قومِهِ غير مدافَعٍ، أي: غير مُزاحَم فيه، ولا مَدْفوعٍ عنه. وهذا طريق يَدْفَعُ إلى مكان كذا. [أي: ينتهي إليه] «11» . ودُفِعَ فلانٌ إلى فلانٍ: انتهى إليه. وقولهم: غَشِيَتْنا سحابةٌ فدُفِعْناها إلى بني فلان، أي: انصرفت إليهم عنا. والدافع: الناقة التي تَدْفَعُ اللّبَن على رأس ولدها، إنّما يكثر اللّبن في ضرعها حين تريد أن تضع، وكذلك الشاة المِدفاع. والمصدرُ: الدَّفْعَةُ. ورأيت عليه دُفَعاً، أي: دفعة دفعة.
__________
(8) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 227 وفي المحكم 2/ 18 وفي اللسان والتاج (دفع) .
(9) من س. ص وط: يقال أراد بالمدفع موضع.
(11) زيادة اقتضاها السياق من التهذيب 2/ 229.(2/46)
فدع: الفدع: عَوَجٌ في المفاصل، [كأنها] «12» ، قد زالت عن مواضعها، وأكثر ما يكون في الأرساغ خلقة أو داء، كأنّه لا يستطيع بسطه. وكلُّ ظليمٍ أفدع لاعوجاج في مفاصله. فَدِعَ فَدَعاً. قال الفرزدق «13» :
كم خالة لك يا جرير وعمة ... فدعاء قد حلبت علي عشاري
وقال «14» :
عكباء عكبرة في بطنها ثَجَلٌ ... وفي المفاصل من أوصالها فَدَعُ
وقال «15» :
عن ضعف أطنابٍ وسَمْكٍ أفدعا
جعل السَّمْكَ المائل أفدع
__________
(12) زيادة لتقويم العبارة من التهذيب 2/ 229 والتاج (فدع) .
(13) ديوانه 361 (صادر) س: كم عمة.
(14) في س وط: في أوصالها. والبيت في التاج (فدع) والرواية فيه: عكيرة اللحيين همرش.
(15) (رؤبة.) ديوانه 91 (برلين) والرواية فيه أفرعا بالراء وهو تصحيف وهو في التهذيب 2/ 229 واللسان (فدع) : أفدعا.(2/47)
باب العين والدال والباء معهما ع ب د- د ع ب- ب ع د- ب د ع مستعملات ع د ب- د ب ع مهملان
عبد: العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي: لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال «1» :
تعبدني نمر بن سعد، وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في اللسان (عبد) .(2/48)
وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى (أن) «2» يُنْجِمَ عنكَ، [أي] «3» لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ. وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. والجزم فيها ة خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني: جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي: مَلَّكَني إياه.
__________
(2) ص. ط: لا. س: أن لا.
(3) زيادة اقتضاها السياق.(2/49)
وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء «4» بالقَطِران، وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال «5» :
وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد
وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ
«6» أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ
أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة.
ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: عَبِدْتُ فَصَمَتُّ
أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال «7» :
ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد
والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهبت الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ «8» :
والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ ... كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد «9»
__________
(4) في النسخ: مهني.
(5) (طرفة بن العبد) معلقته، وصدره:
إلى أن تحامتني العشيرة كلها
(6) سورة الزخرف 81.
(7) لم نهتد إلى القائل، ولم تفدنا المراجع في القول شيئا.
(8) ديوانه. ق 4 ب 29 ص 123.
(9) من س.. ص، ط: العباديد.(2/50)
والعباديد: الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة، وكذا «10» العبابيد.
دعب: الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال «11» :
واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم ... مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ
رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتا للداعب، ويكسعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:
يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا ... بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا «12»
أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز «13» :
يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ ... إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ
أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلما هي تستعمل في الكلام.
__________
(10) من س.. ص، ط: من عباديد.
(11) (الطرماح.) ديوانه ق 9 ب 5 ص 157. والرواية فيه:
أل الضحى ناشطا من داعيات دد
(12) الرجز في التهذيب 2/ 249 معزو. وفيه يأببا وهو تصحيف.
(13) الرجز في التهذيب 2/ 249 بدون عزو.(2/51)
والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. والدعبوب: النشيط. قال «14» :
يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ ... رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ
بعد: بعد: خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف بعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ، أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه من صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد «15» منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله [له] «16» مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا
__________
(14) الرجز في التهذيب 2/ 249 بدون عزو أيضا.
(15) ط، س: من بعد.
(16) زيادة اقتضاها السياق، وقد دخلت منها النسخ الثلاث.(2/52)
أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ، البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا «17» وبعّد، قال الطّرماح «18» :
تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ
والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال «19» :
من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ
وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ
ويقرأ: بَعِدَتْ ثَمُودُ «20» وبَعِدَتْ ثَمُودُ. إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال «21» :
وقلنا أبعدوا كبعاد عاد
__________
(17) سورة سبإ 19.
(18) ديوانه. ق 34 ب 4 ص 474، والرواية فيه: تفرق منا من نحب اجتماعه.
(19) البيتان في التهذيب 2/ 246 وفي اللسان (بعد) غير معزوين. وهما في أمالي القالي 3/ 220 مما أنشد المبرد.
(20) سورة هود 95.
(21) لم نهتد إلى القائل، ولم تفدنا المراجع شيئا عن القول.(2/53)
وهذا من قولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَتْ ثَمُودُ، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.
بدع: البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم «22» يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عز وجل: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ
«23» ، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر «24» :
فلست بِبِدْعٍ من النائبات ... ونقض الخطوب وإمرارها
والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال «25» :
إنّ (نبا) «26» ومطيعاً ... خُلِقا خلقاً بديعا
جمعةُ تُتْبَعُ سبتا ... وجُمادَى وربيعا
ويُقرأ: بديعَ السماوات والأرض «27» بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه
__________
(22) ط: ولا وهو تصحيف.
(23) الأحقاف 9.
(24) لم نهتد إلى القول ولا إلى القائل.
(25) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(26) هكذا رسمت في النسخ ولم نقف لها على معنى.
(27) سورة البقرة 117.(2/54)
على التعجّب، والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر «28» :
ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا ... والطعن أمر من الواشين لا بدع
وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظهره.
__________
(28) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(2/55)
باب العين والدّال والميم معهما ع د م- ع م د- د ع م- م ع د- د م ع مستعملات م د ع- مهملة
عدم: العَدَمُ: فقدانُ الشيء وذهابه، والعُدْمُ لغة. إذا أرادوا التثقيل فتحوا العين، وإذا أرادوا التخفيف ضمُّوها. عَدِمْتُ فلاناً أَعْدَمُهُ عَدَماً، أي: فقدته أفقده فقداً وفقداناً، أي: غاب عنك بموت أو فقدٍ لا يقدر عليه. وأَعْدَمَهُ الله مني كذا، أي: أفاتَه. ورجلٌ عديمٌ لا مالَ له، وقد عَدِمَ مالَه وفَقَدَهُ وذهَبَ عنه. والعديمُ: الفقيرُ، لأنّه فقد الغنى، وأَيِسَ منه، ويجوز جمعُه على: عُدَماء، كما يجمع الفقير فُقَراء. قال «1» :
فعَديمُنا متعفّفٌ متكرِّمٌ ... وعلى الغنيّ ضمانُ حقِّ المُعْدِمِ
وأَعْدَمَ فهو مُعْدِمٌ، وأفقر فهو مفقر، أي: نزل به العُدْمُ والفقر فهو صاحبه. قال حسان بن ثابت «2» :
ربّ حِلْمٍ أضاعه عدم المال ... وجهلٍ غطَّى عليه النّعيم
__________
(1) لم تفدنا المراجع عنه شيئا.
(2) ديوانه ص 225 (صادر) .(2/56)
لأنّه إذا كان فقيراً لم ير النّاسُ له قيمةً، ولا ينتفعون بحِلْمِه، ولا يهابونه، وإذا كان غنيّاً هِيبَ واحتُمِلَ له، وإن كان جهولاً طَمَعاً فيما عنده. قال «3» :
أما تَرَيْني اليومَ لا أعدو غَنَمْ ... أعينُ ما اسطعْتُ وعَوْني كالعَدَمْ
قال حمّاس: قوله: لا أعدو غنم، أي: ليس لي فضل على الغنم. أي: على حفظها، ويكون المعنى ليس عندي منفعة، ولا كفاية إلا مثل كفاية شاة من الغنم.
عمد: عَمَدْتُ فلاناً أَعْمِدُهُ عَمْداً، أي: قصدته وتعمّدته مثله. والعَمْدُ: نقيض الخطأ. والعمدان: تعمّد الشيء بعمادٍ يمسكه ويعتمد عليه. والعُمُد: جمع عِمادٍ، والأَعْمِدَةُ جمع العَمود من حديد أو خشب. وعَمُود الخباء من خشب قائم في الوسط. وأهل عَمُود وعِماد: أصحاب الأخبية، لا ينزلون غيرها. وقوله: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
«4» أي: في شبه أخبية من نار ممدودة، ويقرأ في عُمُد، لغة، وهما جماعة عَمُود، وعَمَد بمنزلة أديم وأَدَم، وعُمُد بمنزلة رسول ورُسُل. ويقال: هي أوتاد أطباق تطبق على أهل النّار، ولا يدخل جهنّم بعد ذلك ريحٌ ولا يخرج منها تنفّس. والعُمُدُّ: الشابّ الشديدُ الممتلىءُ شباباً. يقال: عُمُدٌّ وعُمُدّانيّ وعُمُدّانيّون، والمرأة: عُمُدّانيّة، أي: ذات جسم وعبالة، وهو أملأ الشباب وأردؤه. الدّال شديدة في كله.
__________
(3) لم نقف عليه.
(4) الهمزة 9.(2/57)
عُمْدان: اسم جبل. والعمود عرق الكبد الذي يسقيها. ويقال للوتين: عمود السَّحر. وعمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرُّهابَة إلى دُوَيْن السُّرّة في وسطه يشقّ من بطن الشّاة. وعَمودُ السّنان ما توسّط شفرتيه من أصله، وهو الذي فيه خيط العَيْر. ورجلا الظّبي عموداه. وعَمودُ الأمر: قوامُه الذي يستقيم به. وعمود الأذن: معظمها وقوامها الذي تثبت عليه الأذن. وعميد القوم: سيّدهم الذي يعتمدون عليه في الأمور، إذا حَزَبَهُمْ أمرٌ فزعوا إليه وإلى رأيه. والعميد: المعمود الذي لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ بالوسائد. ومنه اشتق القلب العميد وهو المعمود المشغوف الذي قد هدّه العشق وكسره فصار كشيء عُمِدَ بشيء. قال امرؤ القيس «5» :
أأذكرتَ نفسَكَ ما لن يَعُودا ... فهاج التّذكُّرُ قلباً عميدا
يقال: قلب عميد معمود معمّد. قال جميل «6» :
فقلتُ لها يا بَثْنُ أوصيتِ كافيا ... وكل امرىء لم يرعَهُ الله معمودُ
والعَمْدُ: ارتكابك أمراً بجدٍّ ويقين. تقول: فعلته عَمْداً على [عين] وعمد عين، وتعمّدت له وأتيت ذلك الأمر متعمّداً ومعتمداً بمعناه. قال «7» :
فزادك الله غمًّا إذا كلفت بها ... وإذا أتيت الذي أبلاك معتمدا
__________
(5) ديوانه. ق 54 ب 1 ص 251.
(6) ديوانه ص 67.
(7) لم نفد من المراجع شيئا عنه.(2/58)
وعَمِدَ السّنام يَعْمَدُ عَمَداً فهو عَمِدٌ إذا كان ضخماً وارياً فحمل عليه ثقل فكسره ومات فيه شحمه فلا يستوي فيه أبداً كما يَعْمَدُ الجُرْحُ إذا عسر قبل أن ينضج بيضته فَيرِم. وبعيرٌ عَمِدٌ، وسنام عَمِدٌ، وناقة عَمِدَةٌ. وثرىً عَمِدٌ، أي: بلّته الأمطار، وأنشد أبو ليلى «8» :
وهل أحطبن القومَ بعد نُزولِهِمْ ... أصولَ ألاء في ثرى عمد جعد
وبعير معمود، وهو داءٌ يأخذه في السّنام. وقوله خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها «9» . يقال: إنّ الله عجّب الخلق من خلق السّماوات في الهواء من غير أساس وأعمدة، وبناؤهم لا يثبت إلا بهما، فقال: خلقتهما من غير حاجة إلى الأعمدة ليعتبر الخلق ويعرفوا قدرته. وقال آخر: بغير عَمَدٍ ترونها، أي: لها عَمَدٌ لا ترونها. ويقال: عَمَدُها جَبَلُ قافٍ، وهي مثلُ القُبّة أطرافُها على ذلك الجَبَلِ والجَبَلُ محيط بالدّنيا من زبرجَدَةٍ خَضْراءَ وخضرةُ السّماءِ منه، فإذا كان يوم القيامة صيّره الله ناراً تحشر النّاس من كلّ أَوْبٍ إلى بيت المقدس. وأمّا قول ابن ميّادة «10» :
وأَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهم
فإنهُ يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا. قال عرّام: يقول: إنّي أجدُ من ذلك أَلَماً ووجعاً، أي: لا أعمد من ذاك. ويعني بقول أبي جهل حين صرع: أعمد من سيّد قتله قومه، أي: هل زاد على سيّدٍ قتله قومه، والعرب تقول: أعْمَدُ من كَيْلٍ مُحِقَ، أي: هل زاد على هذا؟
__________
(8) لم نفد أيضا شيئا.
(9) سورة لقمان 10.
(10) البيت في التهذيب 2/ 253 وفي اللسان (عمد) ، وعجزه فيهما:
صدام الأعادي حيث فلت نيوبها
وجاء في اللسان أن الأزهري نسبه إلى ابن مقبل، وليس كذلك.(2/59)
دعم: الدَّعْمُ «11» : أن يميلَ الشيءُ فَتَدْعَمَهُ بِدِعامٍ، كما تَدْعَمُ عروشَ الكَرْمِ ونحوه فَتَدْعَمُهُ بشيءٍ يَصيرُ له مِساكاً. وجمعُهُ: دعائم. قال:
لمّا رأيت أنّه لا قامَه ... وأنّه النزعُ على السآمة
جذبت جذباً زعْزَعَ الدِّعامة
وقال:
لأَدْعَمَنَّ العيسَ دَعْماً أيَّما ... دعمٍ يثنّي العاشقَ المتيّما
وقال:
لا دَعْمَ بي لكنْ بليلى دَعْمُ ... جارية في وَرِكّيْها شحم «12»
قوله: لا دعم بي، أي: لا سِمَنَ بي يدعمني، أي: يقوّيني. والدِّعامتان: خشبتا البكرة، بمنزلة القائمتين من الطين. والدِّعامة: «13» اسم الخشبة التي يُدْعَم بها. والمدعومُ الذي يميل فَتَدْعَمُهُ ليستمسك. والمدعومُ الذي يُحْملُ عليه الثِّقلُ من فوق كالسَّقف يُعْمَدُ بالأساطين المنصوبة. دُعْمِيّ: اسم أبيٍّ حي من ربيعة، ومن ثقيف. ويقال للشيء الشّديد الدِّعام: إنّه لدُعْمِيّ. قال رؤبة «14» :
__________
(11) الرجز في المحكم 2/ 29، واللسان (دعم) والرواية فيهما: وأنني ساق ... نزعت نزعا.
(12) لم نقف على الرجز في المراجع ولا الراجز.
(13) الرجز في التهذيب 2/ 258 واللسان (دعم) وهو غير معزو فيهما أيضا.
(14) لم نجده في ديوانه. والثاني منهما في التهذيب 2/ 258 وفي اللسان (دعم) ولم ينسب فيهما.(2/60)
حاول منه العرضُ طولاً سَلْهَبا ... أكْتَدَ دُعْميَّ الحوامي جسزبا
ودُعْمِيُّ كلِّ شيءٍ أشدُّه وأكْثَرُهُ. والدَّعْمُ: تقويةُ الشيءِ الواهنِ، نحو: الحائط المائل فتدعَمه بدِعامةٍ من خلفه، وبه يشبّه الرّجل السيّد يقال: دِعامةُ العشيرة، أي: به يتقوَّوْن. ودعائم الأمور: ما كان قوامها.
معد: الْمَعِدَةُ: [ما] «15» يستوعبُ الطعام من الإنسان، والمِعْدَةُ لغةٌ. قال: «16»
معداً وقلْ لجارتَيْك تمعدا ... إنّي أرى المعد عليها أجودا
قال هذا ساقٍ يسقي إبِلَهُ فاستعان بجاريته إذ لا أعوان له يقول: امعدْ ونادِ جاريتك. والمَعْدُ: أن تأخذَ الشيء من الرّجل ويأخذَهُ منك. والمَعْدُ: نزعُ الماء من البئر. ومُعِدَ الرّجل فهو [مَمْعُودٌ «17» ] ، أي: دويت معدته فلم يستمرىء ما يأكل واشتكاها. ويجوز جمعه على المِعَدِ. مَعَدّ: اسم أبي نزار. والتّمعدُدُ: الصبر على عيشهم في سفر وحضر. تَمَعْدَدَ فلانٌ. وكذلك إذا عاد إليهم بعد التحوّل عنهم إلى غيرهم.
__________
(15) زيادة اقتضاها السياق.
(16) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في المراجع.
(17) ص، ط: معمود. س: معود.(2/61)
والمَعَدُّ مشددة الدّال: اللحم الذي تحت الكتف، أو أسفل منه قليلاً، من أطيب لحم الجنب «18» . ويقال: المَعَدّان من الفرس ما بين كتفيه إلى مؤخر متنيه. قال ابن أحمر «19» :
وإمّا زالَ سرجٌ عن معدٍّ ... وأَجْدِرْ بالحوادثِ أن تكونا
وقال «20» :
وكأنّما تحتَ المعدِّ ضئيلةٌ ... ينفي رُقادَكَ لَدْغُها وسِمامُها
ومَثَلٌ تضربه العرب: قد يأكلُ المعدّيّ أكل السوء، وهو في الإشتقاق يخرج على مَفْعَل، وعلى تقدير فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ونحوه، ولم يشتقّ منه فِعْلٌ. مَعْدان: اسم رجل، ولو اشتق منه من سعة المعدة فقيل: معدان واسع المعدة لكان صواباً. والمُعَيْديْ: رجل من كنانة صغير الجثة عظيم الهيبة قال له النّعمان: أن تسمع بالمعَيْديْ خير من أن تراه فذهب مثلا. والمعد: الجَذْبُ. مَعَدْته مَعْداً. ويقال: امْعَدْ دَلْوَكَ، أي: انزَعْها وأَخْرِجْها من البئر. قال الراجز «21» :
يا سعدُ يا ابن عَمَل يا سَعْدُ ... هل يُروِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ معد
__________
(18) س: الجيب، وهو تصحيف.
(19) البيت في التهذيب 2/ 261 والرواية فيه: فإما زل.
(20) البيت في التهذيب 2/ 261، والرواية فيه: سمها وسمامها. وفي اللسان (معد) والرواية فيه: سمها وسماعها.
(21) القائل: (أحمد بن جندل السعدي) كما في المحكم 2/ 30 واللسان (معد) . غير أن الرواية في اللسان: يا ابن عمر. والثاني في التهذيب 2/ 259 بدون عزو.(2/62)
والمَعْدُ: الغضّ من الثّمار. والتَّمَعْدُدُ: التّردُّد في الّلصوصيّة.
دمع: دَمِعَتِ العينُ تدمَعُ دَمَعاً ودَمْعاً ودُمُوعاً. من قال: دمعت قال: دمعا، ومن قال: دَمَعَتْ قال: دَمْعاً. وعين دامعة، والدّمْع: ماؤها. والدَّمْعَة القطرة. والمَدْمَعُ: مجتمع الدّمع في نواحيها. يقال: فاضت مدامعي ومدامع عيني. والماقيان من المدامع، وكذلك المؤخّران. وامرأة دَمِعَةٌ: سريعة الدمعة والبكاء، وإذا قلت: ما أكثر دَمْعَتَها خفّفت، لأنّ ذلك تأنيث الدمع. قال «22» :
قد بليت مهجتي وقد قرح المد ... مع ...
ويقال للماء الصّافي: كأنّه دمعة. والدَّمّاع من الثّرى ما تراه يتحلّب عنه النّدى، أو يكاد. قال «23» :
من كلِّ دمَّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ ... يُثِرْنَ صيفيّ الظّباءِ الغُفَّلِ
ودُمّاعُ الكَرْمِ ما يسيل منه أيّام الربيع. والدَّمّاعُ: ما تحرّك من رأس الصبيّ إذا ولد ما لم «24» يشتدّ، وهي اللّمّاعة والغاذية أيضاً. وشجّة دامعة: تسيل دما.
__________
(22) هكذا في النسخ ولم نقف عليه في المراجع التي بين أيدينا.
(23) لم نهتد إلى القائل. والأول في المحكم 2/ 32 وفي اللسان (دمع) بلا عزو أيضا.
(24) نفس المصدر السابق.(2/63)
باب العين والتاء والذال معهما ذ ع ت يستعمل فقط
ذعت: ذَعَتُّ فلاناً أَذْعَتُهُ ذَعْتاً إذا أخذتَ برأسه ووَجْهِهِ فمعكتَهُ في التراب مَعْكاً كأنّك تَغُطُّه في الماء، ولا يكون الذّعتُ إلا كذلك. ويقال: الذّعتُ: الخَنْقُ. ذَعَتّه: خَنَقْته، حتى قَتَلْته.(2/64)
باب العين والتاء والراء معهما ع ت ر- ت ر ع- ر ت ع مستعملات
عتر: عَتَرَ الرّمْحُ يَعْتِرُ عَتْراً وعَتَراناً، أي: اضطرب وتراءد في اهتزاز. قال «1» :
من كلِّ خَطّيٍّ إذا هُزَّ عَتَرْ
والعَتِيرة: شاة تذبح ويصب دمها [على رأ] «2» س الصَّنَم. والعاتِرُ: الذي يَعْتِرُ شاةً، يفعلونه في الجاهليّة، وهي المعتورة. قال «3» :
فَخَرَّ صريعاً مِثْلَ عاتِرةِ النُّسْكِ
أراد الشاةَ المعتورةَ. وربما أدخلوا الفاعل على المفعول إذا جعلوه صاحب واحد ذلك الوصف. كقولهم: أَمْرٌ عارفٌ، أي: معروفٌ، ولكن أرادوا أمراً ذا معرفةٍ، كما تقول: رجل كاس، أي: ذو كسوة، ونحوه وقوله: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ «4» *، أي: مرضيّة. وجمعه عتائر وعتيرات. قال «5» :
عتائر مظلوم الهدي المذبح
__________
(1) الرجز في المحكم 2/ 32. بلا عزو.
(2) تتمة من اللسان (عتر) وهي في الأصل (ص) : بياض. في ط: ومهلهل. وفي س: مهلهد.
(3) لم نهتد إلى القائل. والشطر في التهذيب 2/ 263 وفي المحكم 2/ 32.
(4) سورة القارعة 7.
(5) لم نهتد إلى القائل ولا القول.(2/65)
وأمّا العِتْر فاختلف فيه. قالوا: العِتْر مثل الذِّبْح، ويقال: هو الصّنم الذي كان تُعْتَرُ له العتائر في رجب. قال زهير «6» :
كناصبِ العِتْرِ دمَّى رأسَهُ النُّسُكُ
يصف صقراً وقطاة، ويُروَى: كَمَنْصِبِ العِتْر، يقول: كمنصب ذلك الصَّنَم أو الحجر الذي يُدَمَّى بدم العتيرة. ومن روى: كناصب العتر يقول: إنّ العاتر إذا عتر عتيرته دمّى نفسه ونصبه إلى جنب الصّنم فوق شرف من الأرض ليعلم أنه ذبح لذلك. وعِترةُ الرجل: أصله. وعِتْرَةُ الرَّجلِ أقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمّه دِنْياً. وعِتْرةُ الثّغرِ إذا رقّت غروب الأسنان ونقيت وجَرَى عليها الماء فتلك العِتْرة. ويقال: إنّ ثغرَها لذو أُشْرَةٍ وعِتْرَةٍ. وعِتْرَةُ المسحاةِ: خشبتها التي تسمى يد المسحاة. عتوارة: اسم رجل من بني كنانة. والعِتْرَةُ أيضاً: بقلة إذا طالت قطع أصلها، فيخرج منه لبنٌ. قال «7» :
فما كنت أخشَى أن أقيم خلافهم ... لستة أبيات كما ينبت العِتْرُ
لأنه إذا قطع أصله نبتتت من حواليْه شُعَبٌ ستّ أو ثلاث، ولأن أصل العتر أقلّ من فرعه، وقال: لا تكون العترة أبداً كثيرة إنّما هنّ شجرات بمكان، وشجرات بمكان لا تملأ الوادي، ولها جراء شبهُ جراءِ العُلْقَة. والعُلْقَة شجرة يدبغ بها الأُهُب. والعِتْرَةُ [نبتة «8» ] طيبة يأكلها الناس ويأكلون جراءها.
__________
(6) ديوانه ص 178. وصدر البيت فيه:
فزل عنها ووافى رأس مرقبة
(7) البريق (عياض بن خويلد) . ديوان الهذليين 3/ 59.
(8) زيادة اقتضاها السياق.(2/66)
ترع: التَّرَعُ: امتلاء الإِناء. تَرِعَ يَتْرَعُ تَرَعاً، وأترعته. قال جرير «9» :
فهنا كم ببابه رادحات ... من ذرى الكوم مترعات ركود
وقال «10» :
فافترش الأرض بسيلٍ أترعا
أي: ملأ الأرض ملءً شديداً. وقال بعضهم: لا أقول تَرِعَ الإناء في موضع الإمتلاء، ولكن أترع. ويقولون: تَرِعَ الرجلُ، أي: اقتحم الأمور مرحاً ونشاطاً، يَتْرَعُ تَرَعاً. قال «11» :
الباغيَ الحرب يسعى نحوها تَرِعاً ... حتى إذا ذاق منها جاحماً بردا
ترعاً، أي: ممتلئاً نشيطاً، جاحماً، أي: لهباً ووقوداً. وإنّه لمتَتَرِّعٌ إلى كذا، أي: متسّرع.
وقول رسول الله ص: إنّ مِنْبَري على تُرْعَةٍ من تُرَعِ الجنّة «12» .
يقال: هي الدّرجة، ويقال: هي البابُ، كأنّه قال: إنّ مِنْبَري على باب من أبواب الجنّة. والتُّرعَةُ، والجماعةُ التُّرَعُ: أفواه الجداول تفجر من الأنهار فيها وتُسْكَرُ إذا ساقوا الماء.
رتع: الرَّتْعُ: الأكل والشّرب في الربيع رغدا.
__________
(9) ليس في ديوانه، ولم نقف عليه فيما بين أيدينا من مراجع.
(10) (رؤبة) ديوانه. أرجوزة 33 ب 180 ص 92.
(11) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب 2/ 267، وفي اللسان (ترع) .
(12) الحديث في التهذيب 2/ 266 والرواية فيه: إن منبري هذا..(2/67)
رَتَعَتِ الإبلُ رَتْعاً، وأَرْتَعْتُها: ألقيتها في الخصب. قال العجّاج «13» :
يرتاد من أربا لهنَّ الرُّتَّعا
فأمّا إذا قلت: ارْتَعَتِ الإبل ترتعي فإنّما هو تفتعل من الرّعي نالت خصباً أو لم تنل، والرَّتْعُ لا يكون إلا في الخصب، وقال الفرزدق «14» :
اِرْعَيْ فزارةُ، لا هناكِ المَرْتَعُ
وقال الحجاج للغضبان: سمنت قال: أسمنني القَيْدُ والرَتَعَةَ، كما يقال: العز والمنعة والنجاة والأمنة. وقال «15» :
أبا جعفر لما تولَّيت أرتعوا ... وقالوا لدُنْياهُمْ أفيقي فدرّت
وقوم مُرتعون وراتعون. ورَتَعَ فلان في المال إذا تقلّب فيه أكلاً وشرباً. وإِبِلٌ رِتاع.
__________
(13) ليس في ديوانه.
(14) ديوانه 1/ 408 وصدر البيت:
ومَضَتْ لَمْسَلَمَةَ الرِّكابُ مُوَدَّعاً.
والرواية فيه فارعي.
(15) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(2/68)
باب العين والتّاء والّلام معهما ع ت ل- ت ل ع يستعملان فقط
عتل: العَتَلَةُ: حديدةٌ كحد فأس عريضة ليست بمتعقّفة الرأس كالفأس، ولكنها مستقيمة مع الخشبة، في أصلها خشبة يحفر بها الأرض والحيطان. ورجل عُتُلٌّ أي: أكولٌ مَنُوع. والعَتْلُ: أن تأخذ بتلبيب رجل فَتَعْتِلَهُ، أي: تجرّه إليك، وتذهب به إلى حبس أو عذاب. وتقول: لا أَنْعتِلُ «1» معك، أي: لا أَنْقاد معك. وأخذ فلان بزمام النّاقة فَعَتَلَها، وذلك إذا قَبَض على أصْلِ الزِّمام عند الرأس فقادها قوداً عنيفاً. وقال بعضهم: العتلة عصاً من حديد ضخمةٌ طويلةٌ لها رأسٌ مُفَلْطَح مثل قَبيعةِ السيف مع البناة يهدمون بها الحيطان. والعَتَلَةُ: الهراوة الغليظة من الخشب، والجميع عَتَلٌ. قال الراجز «16» :
__________
(1) هذا من س. في الأصل بياض، وفي ط: (لأن المعتل) وهو تحريف.
(16) لم نهتد إليه.(2/69)
وأينما كنت من البلاد ... فاجتنبنّ عرمَ الذّوّاد
وضّرْبَهم بالعَتَلِ الشِّداد
يعني عرامهم وشِرّتهم.
تلع: التَّلَعُ: ارتفاع الضّحى. وتَلَعَ النّهار ارتفع. قال «17» :
وكأنّهم في الآل إذ تَلَع الضّحى
وتَلَع فلان إذا أخرج رأسه من كل شيء كأن فيه وهو شبهُ طَلَعَ، غير أنّ طَلَعَ أعمُّ. وتَلَعَ الشاةُ يعني الثورَ، أي: أخرج رأسَه من الكناس. وأَتْلَعَ رأسَهُ، فنظر إتلاعاً، لأنّ فعلَه يجاوز، كما تقول: أطْلَعَ رأسه إطلاعاً. قال ذو الرّمة «18» :
كما أَتْلَعَتْ من تحتِ أَرْطَى صريمةٍ ... ألى نبأةِ الصوتِ الظِّباءُ الكوانِسُ
والأتلع من كلّ شيء: الطويلُ العُنُقِ. والأنثَى: تلعاء. والتّلِعُ والتَّرِعُ هو الأتلع، لأن الفَعِلَ يدخُلُ على الأَفْعَل. قال «19» :
وعَلَّقوا في تِلَعِ الرأسِ خَدِبْ
يعني بعيراً طويل العنق. وسيد تَلِعٌ، ورجلٌ تَلِعٌ، أي كثيرُ التلفّت حوله. ولزم فلانٌ مكانه فما يتتلّع، أي ما يرفع رأسه للنّهوض ولا يريد البراح. قال أبو ذؤيب «20» :
__________
(17) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التاج، وعجزه فيه:
سفن تعوم قد ألبست إجلالا
(18) ديوانه. ق 36 ب 23 ص 1127 ج 2.
(19) الرجز في المحكم 2/ 37، واللسان (تلع) .
(20) ديوان الهذليين 1/ 6.(2/70)
فوردن والعيوق مقعد رابىء ... الضُّرَباءِ فوقَ النَّظْمِ لا يتتلَّعُ
ويقال: إنّه لَيتتالَعُ في مشيِهِ إذا مدَّ عُنُقه ورفَع رأسَه. ومُتالع: اسم جبل بالحمى. ومُتالع اسم موضع بالبادية. قال لبيد «21» :
دَرَسَ المَنَا بمُتالعٍ فَأَبانِ ... فتقادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ
والتّلعةُ: أرضٌ مرتفعة غليظة، وربما كانت مع غِلَظِها عريضة يتردّد فيها السّيلُ ثم يدفع منها إلى تلعةٍ أسفلَ منها. قال النابغة «22» :
فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ
ويقال: التَّلعَةُ مقدار قفيزٍ من الأرض، والذي يكون طويلاً ولا يكون عريضاً. والقرارة أصغرُ من «23» التّلعة، والدّمعة أصغر من ذلك. ورجلٌ تليع، وجيدٌ تليع، أي: طويل. قال:
جيدٍ تليعٍ تزينه الأطواق
__________
(21) ديوانه. ق 16 ب 1 ص 138. المنا: منزل. والرواية فيه: وتقادمت.
(22) ديوانه. ق 3 ب 1 ص 42. وتمام البيت:
عفا حسم من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أراك فالتلاع الدوافع
(23) (الأعشى:) ديوانه. ق 32 ب 6 ص 209. وتمامه فيه:
يوم تبدي لنا قتيلة عن جيدٍ ... تليعٍ تَزينُهُ الأَطْواقُ(2/71)
باب العين والتاء والنون معهما ع ن ت- ن ع ت- ن ت ع مستعملات ع ت ن- ت ن ع- ت ع ن مهملات
عنت: العَنَتُ: إدخالُ المشقّةِ على إنسانٍ. عَنِتَ فلان، أي: لَقِيَ مشقّة. وتَعَنَّتُّه تَعَنُّتاً، أي: سألتُه عن شيءٍ أردتُ به اللَّبْسَ عليه والمشقّة. والعظم المجبورُ يصيبه شيءٌ فيُعْنِتُه إعناتاً، قال «1» :
فأَرْغَمَ الله الأنوفَ الرُّغَّما ... مَجدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما
المُخَشَّمُ: الذي قد كُسِرَتْ خياشيمُه مرّة بعد مرّة. والعَنَتُ: الإثْمُ أيضاً. والعُنْتُوتُ: ما طال من الآكام كلّها.
نعت: النَّعْتُ: وصفُكَ الشيءَ بما فيه. ويُقالُ: النَّعْتُ وصف الشيءِ بما فيه إلى الحسن مذهبُه، إلا أن يتكلّفَ متكلّفٌ، فيقول: هذا نعت سوء. فأمّا العرب العاربة فإنما تقول لشيءٍ إذا كان على استكمال النّعت: هو نعتٌ كما ترى، يريد التّتمة. قال:
أمّا القطاةُ فإنّي سوف أّنْعَتُها ... نَعْتاً يُوافِقُ نَعْتي بعضَ ما فيها
__________
(1) (رؤبة) ديوانه- أرجوزة 89 ب 14، 15 ص 184.(2/72)
سكاء مخطومة في ريشها طَرَقٌ ... حُمْرٌ قوادمُها سُود خوافيها «2»
البيتان لامرىء القيس «3» . ويقال: صلماء «4» أصحّ من سكّاء، لأن السّكك قِصَرٌ في الأذن. فلو قال: صلماء لأصاب. و [النعت] «5» : كل شيء كان بالغاً. تقول: هو نعت، أي: جيّد بالغ. والنعت: الفرس «6» الذي هو غاية في العتق والروع إنه لنعت ونعيت. وفرس نعتة، بيّنة النّعاتة وما كان نعتاً، ولقد نعت، أي: تكلف فعله. يقال: نعت نعاتة. واستنعته، أي استوصفته. والنعوت: جماعة النّعت، كقولك: نعت كذا ونعت كذا. وأهل النحو يقولون: النعت خلف من الاسم يقوم مقامه. نَعَتُّه أَنْعَتُه نعتاً، فهو منعوت.
نتع: نَتَعَ العَرَقُ نتوعاً، وهو مثل نَبَعَ، إلاّ أن نَتَعَ في العرق أحسن.
__________
(2) البيتان في اللسان (طرق) بدون عزو والرواية فيه: سود قوادمها صهب خوافيها ومعهما بيتان آخران في التاج (طرق) نسبا في كتاب الطير لأبي حاتم إلى الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أو ابن عباس على الشك. وعن ابن الكلبي: هما للعباس بن يزيد بن الأسود. والرواية فيه:
سود قوادمها كدر خوافيها.
(3) ليسا في ديوانه.
(4) ط وس: سلماء بالسين وهو تصحيف.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) في النسخ الثلاث: والفرس النعت وما أثبتناه فمما اقتضاه السياق.(2/73)
باب العين والتاء والفاء معهما ع ف ت يستعمل فقط
عفت: العفت في الكلام كاللّكْنَةَ. عَفَتَ الكلامَ يَعْفِتُهُ عَفْتاً. وهو أن يكسرَهُ، وهي عربيّةٌ كعربيّةِ الأعجميّ أو الحبشيّ أو السّنديّ ونحوه إذا تكلّف العربيّة. وقال ابن القِرِّيَّةِ: لا يَعرِفُ العربيةَ هؤلاء الجراجمة الطمطمانيّون الذين يلفتونها لفتاً ويعفتونها عفتاً.(2/74)
باب العين والتاء والباء معهما ع ت ب- ت ع ب- ت ب ع- ب ت ع مستعملات
عتب: العَتَبَةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ. وجعلها ابراهيم ع كناية عن امرأة إسماعيل إذ أمره بإبدال عَتَبَتِه. وعتباتُ الدَّرَجة وما يشبهها من عتبات الجبال وأشراف الأرض وكلّ مَرْقاةٍ من الدرج عَتَبَة، والجميع العَتَب. وتقول: عتّب لنا عتبة، أي: اتَّخذ عَتَبات: أي: مَرْقَيات. والعتَب ما دخل في أمرٍ يُفْسِدُهُ ويُغَيِّرُهُ عن الخلوص. قال خلف بن خليفة «1» :
فما في حُسْنِ طاعتنا ... ولا في سمعِنا عَتَبُ
وحُمِلَ فلانٌ على عَتَبَةٍ كريهة، وعلى «2» عَتَبٍ كريهٍ من البلاء والشّرّ. والعتَب: التواءٌ عند الضريبة. قال امرؤ القيس «3» :
مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَيْرَ ذي عتب
__________
(1) البيت في المحكم 2/ 40، وفي اللسان (عتب) غير منسوب.
(2) في النسخ: وكل. وما أثبتناه فمن حكاية الأزهري عن الليث.
(3) ليس في ديوانه. والبيت في المحكم 2/ 40، وفي اللسان (عتب) بدون عزو، وصدر البيت فيهما:
أعددت للحرب صارما ذكرا(2/75)
يصف السيف، وقال المتلمّس «4» :
يُعْلَى على العَتَبِ الكريه ويُوبَسُ
أي: يكره ويرد عليه. والفحل المعقول، أو الظالع إذا مشى على ثلاث قوائم كأنّه يَقْفِزُ يقال: يَعْتِبُ عَتَباناً، وكذلك الأقطع إذا مشى على خشبة، وهذا تشبيه كأنّه ينزو من عتبة إلى عَتَبة. والعَتْبُ: الموجدة. عَتَبْتُ على فلان عَتْباً ومَعْتِبَةً، أي: وجدت [عليه] . قال «5» :
عتبتُ على جُمْلٍ ولستُ بشامتٍ ... بجُمْلٍ وإن كانتْ بها النَّعلُ زَلَّتِ
وأعتبني، أي ترك ما كنت أجِد [عليه] «6» ورجع إلى [مرضاتي] «7» والاسم: العُتْبَى. تقول: لك العُتبى. والتّعاتب إذا وصفا موجِدَتها، وكذلك المعاتبة إذا لامك واستزادك، قال «8» :
إذا ذهب العِتابُ فليس حبٌّ ... ويَبْقَى الحبُّ ما بقيَ العِتابُ
وأعطاني فلان العُتْبَى، أي أعتبني. قال «9» :
لك العُتْبَى وحبّايا خليلي
واستعتب، أي: طلب أن يعتب.
__________
(4) الشطر في التهذيب 2/ 278، وفي اللسان (عتب) بدون عزو.
(5) لم نهتد إليه.
(6) زيادة اقتضاها السياق.
(7) في الأصل، أي: ص: مسراتي. في ط: في س: سيرتي.
(8) البيت في اللسان (عتب) بدون عزو أيضا. والرواية فيه: ود ... الود.
(9) لم نهتد إليه.(2/76)
وما وجدت في قوله وفعله عتباناً، إذا ذكر أنّه قد أعتبك، ولم يُرَ لذلك بيان. قال أبو الأسود في الإستعتاب «10» :
فعاتبته ثم راجعته ... عتاباً رفيقاً وقولاً أصيلا
فألفيته غيرَ مستعتب ... ولا ذاكِرِ الله إلاّ قليلا
نصب ذكر الله على توهّم التنوين، أي: ذاكرٍ الله. وعُتَيْبَة وعتّابة من أسماء النّساء، وعُتْبَة وعتّاب ومُعَتِّب من أسماء الرجال «11» وعَتِيب اسم قبيلة.
تعب: التَّعَبُ: شدّة العناء. والإِعجال في السّير والسَّوق والعمل. تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً. فهو تَعِبٌ. وأتْعَبْتُه إتعاباً [فهو] «12» مُتْعَبٌ، ولا يقال: متعوبٌ. وإذا أعْتِبَ العظم المجبور، وهو أوّل بُرْئِه قيل أُتْعِبَ ما أُعْتِبَ. قال ذو الرمة «13» :
إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياضِ فيِ المُتْعَبِ المتتمّم
يعني أنّه تتمّم جبره بعد الكسر.
__________
(10) ديوان ص 203 ورواية البيت الأول فيه:
فذكرته ثم عاتبته ... عتابا رقيقا وقولا جميلا
(11) أصل العبارة المحصورة بين الزاويتين هنا، في النسخ: عتيبة من أسماء الناس وعتابة وعتيبة ومعتب وعيب اسم قبيلة وهي هنا مضطربة كما ترى، وقد عدلت كما هي بين الزاويتين من حكايات اللغويين عن الليث أو عن الخليل في العين.
(12) زيادة اقتضاها السياق.
(13) ديوانه. ق 38 ب 15 ص 1173 ج 2. والرواية فيه:
إذا نال منها نظرة هيض قلبه ...(2/77)
تبع: التّابع: التالي «14» ، ومنه التتبّعُ والمتابعة، والإتّباع، يتبَعه: يتلوه. تَبِعَه يَتْبَعُهُ تَبَعاً. والتَّتَبُّعُ: فعلك شيئاً بعد شيء. تقول: تتبّعتُ علمه، أي: اتّبعت آثاره. والتّابعة: جِنِّيَّة تكون مع الإنسان تتبعه حيثما ذهب. وفلانٌ يتابع الإِماء، أي: يُزانيهنَ. والمتابعة أن تُتْبِعَهُ هواك وقلبك. تقول: هؤلاء تبع وأتباع، أي: مُتَّبِعُوك ومتابعوك على هواك. والقوائم يقال لها تَبَعٌ. قال أبو دؤاد «15» :
وقوائم تَبَعٌ لها ... من خلفها زَمَعٌ مُعَلَّقْ
يصف الظبية. وقال «16» :
يَسْحَبُ اللَّيْل نجوماً طُلَّعا ... وتواليها بطيئات التَّبَع
والتّبيع: العِجْلُ المُدْرك من ولد البقر الذّكر، لأنه يتبع أمّه بعدوٍ. والعدد: أَتْبِعَة، والجميع: أتابيع. وبَقَرٌ مُتْبِعٌ، أي: خلفها تبيع. وتَبِعْتُ شيئاً، واتّبعْتُ سواء.
__________
(14) في ص: التا. وفي ط: الد. أما في س فقد سقطت هذه الكلمة منها.
(15) البيت في التهذيب 2/ 282. وفي المحكم 2/ 43 إلا أن الرواية فيه:
من خلفها زمع زوائد
وجاءت الروايتان كلتاهما في اللسان (تبع) على عادته في جمع الروايات.
(16) لم نهتد إليه.(2/78)
وأَتْبَعَ فلانٌ فلاناً إذا تَبِعَه يُريد شرّا. قال الله عزّ ذِكْرُهُ: فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ «17» والتّتابُعُ ما بين الأشياء إذا فعل هذا على إثر هذا لا مهلة بينهما كتتابع الأمطارِ والأمورِ واحدا خلف آخر، كما تقول: تابع بين الصلاة والقراءة، وكما تقول: رميته بسهمين تِباعاً وولاءً ونحوه. قال «18» :
متابعة تذبّ عن الجواري ... تتابع بينها عاماً فعاما
والتَّبيع: النَّصير «19» . والتَّبِعَةُ هي التَّباعَةُ، وهو اسم الشيء الذي لك فيه بغية شبه ظلامة ونحوها. والتُّبَّعُ والتُّبُّعُ: الظلّ، لأنه مُتَّبعٌ حيثما زال. قال الفرزدق «20» :
نرد المياه قديمة وحديثة ... وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمِأَلَّ التُّبَّعُ
والتُّبَّعُ ضربٌ من اليعاسيب، أحسنها وأعظمها، وجمعها: تبابيع. تُبَّع: اسم ملكٍ من ملوك اليمن، وكان مؤمناً، ويقال: تُبّت اشتقّ لهم هذا الاسم من تُبَّع ولكن فيه عُجْمة، ويقال: هم من اليمن وهم من وضائع تبّع بتلك البلاد. والتّبيع الذي له عليك مال يتابعك به، أي: يطالبك.
__________
(17) سورة الأعراف 175.
(18) لم نهتد إليه.
(19) بعده كلمة هكذا رسمت في النسخ: (المثام) ولم يقع لنا مفادها.
(20) ليس في ديوانه والبيت في المحكم 2/ 43 منسوب إلى (الجهينية) . وفي اللسان (تبع) منسوب إلى (سعدى الجهنية) ترثي أخاها أسعد. والرواية فيهما:
يرد المِياهَ حَضيرةً ونَفيضةً ... وِرْدَ القطاة إذا اسمأل التبع(2/79)
وأتبعت فلاناً على فلان، أي: أحلته عليه، ونحو ذلك.
بتع: البِتْعُ والبِتَعُ معاً: نبيذ يتّخذ من العسل كأنّه الخَمْرُ صلابةً. وأما البَتِعُ فالشديدُ المفاصلِ والمواصل من الجسد. قال سلامة بن جندل «21» :
يرقى الدسيع إلى هاد له بَتِعٍ ... في جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّيبِ مخضوبِ
أي: شديد موصول. وقال رؤبة: «22»
وقَصَباً فَعْماً وعُنْقاً أَبْتَعا
أي: صلبا، ويروى: أرسعا.
__________
(21) ديوانه. ق 1 ب 11 ص 106 والرواية فيه: تم الدسيع.
(22) ديوانه: (أبيات مفردات) . رقمه 57 ص 178. والرواية فيه: ورسغا أبتعا.(2/80)
باب العين والتاء والميم معهما ع ت م- ع م ت- م ت ع مستعملات ت م ع- ت ع م- م ع ت مهملات
عتم: عتّم الرّجلُ تعتميا إذا كفّ عن الشيء بعد ما مضى فيه. قال حُمَيْد «23» :
عَصاهُ منقارٌ شديدٌ يلطمُ ... مجامعَ الهامِ ولا يُعَتّمُ
يصف الفيل. عصا الفيل منقاره، لأنّه يضرب به كلّ شيء. وقوله: لا يعتّم، أي: لا يكفّ ولا يهمل. وحملت على فلان فما عتّمت، أي: ضربته فما تنهنهت وما نكلت ولا أبطأت. وعَتَمْتُ فأنا عاتِمٌ، أي: كففت. قال «24» :
ولستُ بوقّافٍ إذا الخيلُ أَحْجَمَتْ ... ولستُ عن القرن الكميّ بعاتمِ
والعاتم: البطيء. قال «25»
ظعائنُ أمّا نيلهن فعاتم
__________
(23) ليس في ديوان حميد بن ثور الهلالي، فلعله (لحميد الأرقط) .
(24) لم نهتد إليه.
(25) لم نهتد إليه.(2/81)
وفي الحديث «26» : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ناول سلمان كذا وكذا وديّة فَغَرَسَها فما عَتَّمتْ منها وَديَّة،
أي، ما أبطأتْ حتى عَلِقَتْ. والعَتَمَةُ: الثُلُثُ الأوّلُ من الليل بعد غيبوبة الشَّفَق. أَعْتَمَ القوم إذا صاروا في ذلك الوقت، وعتّموا تعتيماً ساروا في ذلك الوقت، وأوردوا أو أصدروا في تلك السّاعة. قال «27»
يَبْني العُلَى ويبتني المكارما ... أقراهُ «28» للضَّيفِ يثوبُ عاتِما
والعُتْمُ: الزّيتونُ يُشْبِهُ البرّي لا يَحْمِلُ شيئاً.
عمت: العَمْتُ: أن تَعْمِتَ الصّوفَ فتلُفّ بعضَه على بعضٍ مستطيلاً أو مستديراً، كما يفعلُه الذي يغزلُ الصّوفَ فيُلقيه في يده أو نحو ذلك، والاسمُ: العَميتُ، وثلاثة أَعْمِتَةٍ، وجمعه: عُمُتٌ. قال «29» :
يظَلُّ في الشّاء يرعاها ويَحْلُبُها ... ويَعْمِتُ الدّهرَ إلاّ ريْثَ يَهْتَبِدُ
ورجل عمّات وامرأة عمّاتة إذا كانت جيدة العَمْت. وعمَّتَ الصّوفَ تعميتاً. وعَمْتُ الصّوفِ أن تعمِتَه عمائت. والعميتة: [ما] «30» ينفش [من] «31» الصوف، ثم يمدّ، ثم يُجْعل حبالا، يلقى بعضه على بعض، ثم يغزل «32» .
__________
(26) ورد الحديث في التهذيب 2/ 228.
(27) الرجز في اللسان غير منسوب أيضا.
(28) ط: اقرأه س: قراءة.
(29) البيت في التهذيب 2/ 290، وفي اللسان (عمت) بدون عزو.
(30) في النسخ: أن.
(31) زيادة اقتضاها السياق.
(32) سقطت من س.(2/82)
قال:
حتى تطير ساطعاً سختيتا ... وقطعاً من وَبَر عميتا
وقيل: العَمْتُ: أن تضربَ ولا تُبالي من أصابَ ضربُك.
متع: متع النَّهارُ متوعاً. وذلك قبل الزّوال. ومتع الضّحى. إذا بلغ غايته عند «33» الضحى الأكبر. قال «34» :
وأدركْنا بها حَكَمَ بنَ عمرٍو ... وقد مَتَعَ النَّهارُ بنا فزالا
والمتاعُ: ما يَستمتع به الإنسانُ في حوائجه من أمتعة البيت ونحوه من كلّ شيء. والدنيا متاعُ الغرور، وكلّ شيء تمتعت به فهو متاع، تقول: إنّما العيشُ متاعُ أيّام ثم يزول [أي بقاء أيام] «35» ومتّعك اللهُ به وأَمْتَعَكَ واحدٌ، أي: أبقاك لتستمتع به فيما تحب من السرور والمنافع. وكلّ من متّعته شيئاً فهو له متاعٌ ينتفع به. ومُتعةُ المرأةِ المطلّقةِ إذا طلّقها زوجُها. متّعها مُتعةً يعطيها شيئاً، وليس ذلك بواجب، ولكنّه سُنّة. قال الأعشى «36» يصف صيّاداً:
حتّى إذا ذرَّ قرنُ الشمسِ صبَّحها ... من آل نبهانَ يبغي أهلَه مُتَعا
أي: يبغيهم صيداً يتمتعون به، ومنهم من يكسر في هذا خاصّة، فيقول: المِتعة. والمُتعةُ في الحجّ: أن تضمَّ عُمْرَةً إلى الحجّ فذلك التّمتع. ويلزمُ لذلك «37» دمٌ لا يجزيه غيره.
__________
(33) في س: عن.
(34) لم نقف على القائل. في ص: يبغي لأهله. وهو وهم من الناسخ.
(35) زيادة من التهذيب من رواية له عن الليث.
(36) في الديوان ص 105 والرواية فيه:
ذؤال بنهان يبغي صحبه المتعا
(37) في س وط: ذلك.(2/83)
باب العين والظاء والراء معهما يستعمل ر ع ظ فقط
رعظ: الرُّعْظُ من السّهم: الموضعُ الذي يدخُل فيه سِنْخ النَّصْل. وفوقه الذي عليه لفائف العَقَبِ. ورُعِظَ السّهمُ فهو مرعوظ إذا انكسر رُعْظُه. قال «1» :
ناضلني وسهمُهُ مرعوظُ
ويقال: أُرْعِظَ فهو مُرْعَظٌ. يعني: مرعوظ. ويقال: إنّ فلاناً لَيكسِرُ عليك أَرْعاظَ النّبلِ غضباً. أبو خيرة: المرعوظ الموصوف بالضعف.
__________
(1) لم نقف على الراجز. في ط: فاضلني بالفاء.(2/84)
باب العين والظاء واللاّم معهما ع ظ ل، ل ع ظ، ظ ل ع مستعملات
عظل: عَظَل يَعْظُلُ الجراد والكلاب وكلّ ما [يلازم] «2» في السّفاد. والاسم العِظال. قال «3» :
يا أمّ عمرٍو أبشري بالبشرى ... موت ذريع وجراد عَظْلَى
أي: يَسْفِد «4» بعضُها بعضاً. وعاظلها فعظلها، أي: غلبها. قال جرير «5» :
كلابٌ تعاظل سود الفقاح...............
لعظ: جاريةٌ مُلَعَّظة: طويلة سمينة.
__________
(2) من التهذيب في روايته عن الليث وفي الأصول: يلزم.
(3) لم نقف على الراجز.
(4) من س. في ص وط: أسفد.
(5) ليس في ديوانه والبيت في التهذيب واللسان والتاج غير منسوب، وتمامه:
لم تحم شيئا ولم تصطد(2/85)
ظلع: الظَّلْع: الغَمْزُ، كأنّ برجله داءً فهو يظلع. قال كثير «6» :
وكنتُ كذاتِ الظَّلْعِ لمّا تحاملتْ ... على ظّلْعِها يومَ العثارِ استقلتِ
يصف عشقه، أخبر أنّه كان مثل الظالع من شدة العشق فلمّا تحامل على الهّجْر استقلّ حين حمل نفسَهُ على الشِّدّة، وهو كإنسان أو دابّة يصيبها حمر، فهي أقلّ ما تركب تغمز صدرها، ثم يستمرّ يقول: لمّا رأى الناس، وعَلِمَ أنّه لا سبيلَ له إليها حَمَلَ نفسَهُ على الصّبر فأطاعته. ودابّةٌ ظالعٌ، وبِرْذَوْنٌ ظالعٌ، الذّكرُ والأنثى فيه سواء.
__________
(6) البيت من قصيدته التائية. انظر الأمالي 2/ 108.(2/86)
باب العين والظاء والنون معهما ع ن ظ، ظ ع ن، ن ع ظ مستعملات
عنظ: العُنْظُوانُ نباتٌ إذا استكثر منه البعيرُ وَجِعَ بطنُه. عَظِيَ البعير عظىً فهو عظٍ «1» . النون زائدة، وأصل الكلام: العين والظاء والواو، ولكنّ الواو إذا بنيت منه فَعِلَ «2» قلت: عَظِيَ مثل رَضِيَ، فالياء هو الواو وكسرته الضاد المكسورة، والدليل عليه الرِّضوان. قال «3» :
حرَّقها وارسُ عُنْظُوانِ ... فاليومُ منها يومُ أَرْوَنانِ
وارس ثمرُهُ. والمُورِسُ [الذي] «4» خرج وارسه. وقال «5» :
ماذا تقول نبتها تَلَمَّسُ ... وقد دعاها العُنظوان المُخْلِسُ
والعُنْظُوانَةُ: الجرادةُ الأنثى، والجمعُ «6» العنظوانات.
__________
(1) في (ط وس) : عظى. وفي (ص) : معظي والصواب ما أثبتناه.
(2) من (ص) . في (س وط) : الفعل.
(3) من (س) وقد سقطت من (ص وط) . والرجز في اللسان (عنظ) وهو غير منسوب أيضا.
(4) في الأصول: (أي) .
(5) الرجز من (ط وس) . أما (ص) فقد سقط الرجز منها.
(6) من (ص) . في (س وط) : والجميع.(2/87)
ظعن: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظُعوناً وظَعَناً وهو الشخوص. والظَّعينةُ: المرأةُ، سُمّيت به لأنّها تَظْعَنُ إذا ظَعَنَ زوجُها، وتقيم إذا أقام. ويقال: لا بل الظّعينةُ الجملُ الذي يعتمل ويركب، وسمّيت ظعينةً لأنّها راكبتُه، كما سُمّيتْ المزادةُ راوية وإنما الرواية البعيرُ. قال «7» :
تَبَيَّنْ خليلي هل ترى من ظعائن ... لميّة أمثالِ النّخيلِ المَخَارِفِ
والنّساء لا يُشَبَّهْنَ بالنخيل، وإنما تُشَبَّهُ بها الإِبل التي عليها الأحمال فهذا يبيّن لك أن الظَّعينةَ قد تكون البعير الذي يعتمل. والظُّعُنُ: رجالٌ ونساءٌ جماعة.
نعظ: نَعَظَ ذكرُ الرّجلِ يَنْعَظُ نَعْظاً ونُعُوظاً. وأَنْعَظَهُ [يُنْعِظُهُ] «8» . وهو أن ينتشر ما عند الرّجل، ومن المرأة الاهتياج إذا علاها الشبق. يقال: أنعظت المرأة.
__________
(7) البيت (للفرزدق) . ديوانه 2/ 13 (صادر) .
(8) في (ص) و (ط) : منعظه. وفي (س) : منعظة. وما أثبتناه أصوب.(2/88)
باب العين والظاء والفاء معهما يستعمل من وجوهها ف ظ ع فقط
فظع: فَظُعَ الأمر يَفْظُعُ فَظاعةً. وأَفْظَعَ إفْظاعاً. وأمرٌ فظيع، أي: عظيم. وأفظعني هذا الأمرُ وفَظِعْتُ به: واستفظعته رأيتُه فظيعاً. وأفْظَعْتُه أيضاً.(2/89)
باب العين والظاء والباء معهما ع ظ ب يستعمل فقط
عظب: عَظَبَ الطائرُ يَعْظِبُ عَظْباً وهو سرعةُ تحريكِ الزِّمِكَّى.(2/90)
باب العين والظاء والميم معهما ع ظ م، م ظ ع، مستعملان
عظم: العِظام: جمع العَظْم، وهو قَصَب المفاصل. والعِظم: مصدر الشيء العظيم. عَظُم الشيء عِظَماً فهو عظيم. والعَظَامَةُ: مصدرُ الأمرِ العظيمِ. عَظُمَ الأمرُ عَظامَةً. وعَظَّمَهُ يُعَظِّمُهُ تعظيماً، أي: كبّره. وسمعت خبراً فأَعْظَمتُه، أي: عَظُمَ في عيني. ورأيت شيئاً فاستعظمته. واستعظمْتُ الشيء: أخذت أُعَظِّمُهُ. واستعظمتُه: أنكرته. وعُظْمُ الشيءِ: أعظمُهُ وأكبرُهُ ومُعْظَمُ «1» الشيءِ أكْثَرُهُ. مثل مُعْظَم الماء وهو تبلّده. والعُظْم: جلّ الشيء وأكثره. والعَظَمَةُ من [التَعَظُّمِ] «2» والزّهو والنّخوة. وعَظُمَ الرّجُلُ عّظامةً فهو عظيمٌ في الرأي والمجد. والعظيمةُ: المُلِمَّةُ النّازلةُ الفظيعة. قال «3» :
__________
(1) من (س) . في (ص) و (ط) معظمه.
(2) هذا من التهذيب في روايته عن الليث في الأصول: التعظيم.
(3) عجز البيت كما في المحكم 2/ 52 واللسان (عظم) :
وإلا فإني لا إخالك ناجيا
والبيت غير منسوب.(2/91)
فإن تنجُ منها تَنْجُ من ذي عظيمة................
وتقول: لا يتعاظمني ذلك، أي: لا يَعْظُمُ في عيني.
مظع: مَظَعَ الرّجُلُ الوتَرَ يَمْظَعُ مَظْعاً، وهو أن يمسحَ الوتَرَ بخُرَيْقةٍ أو قطعةِ شعر حتى يقوّمَ متنَه. ويمْظَعُ «4» الخشبةَ يملّسُها حتى ييبّسَها، وكلّ شيء نحوه. والمَظْعُ الذّبولُ. مَظَعَه مشقه «5» حتى يبسه.
__________
(4) في الأصول. مظع وما أثبتناه أنسب.
(5) من (س) . في (ص) و (ط) مشقة.(2/92)
باب العين والذال والرّاء معهما ع ذ ر، ذ ع ر، ذ ر ع مستعملات
عذر: عَذَرْتُه عَذْراً ومَعْذِرَةً. والعُذْرُ اسمٌ، عذرته بما صنع عَذْراً ومَعْذِرة وعَذَرْتُه من فلانٍ، أي: لُمْتُ فلاناً ولم أَلُمْهُ. قال «1» :
يا قوم من يعذر من عجرد ... القاتل النفس على الدانق
وعذيرُ الرّجل ما يروم ويحاول مما يعذر عليه إذا فعله. قال العجاج «2» :
جاريَ لا تَسْتَنكري عَذيري
ثم فسّره فقال:
سَعْيي وإشفاقي على بعيري
وعَذِيري من فلان، أي من يَعْذِرُني منه. قال «3» :
عَذيرَكَ من سعيدٍ كلّ يوم ... يُفجّعنا بفُرْقته سعيد
__________
(1) لم نقف على القائل.
(2) ديوانه ص 221 (دمشق) .
(3) لم نقف على القائل ولا على القول في غير الأصول.(2/93)
أي: أعذر من سعيد. واعتذر فلانٌ اعتذاراً وعِذرةً. قال «4» :
ها إن تا عِذْرةٌ.
واعتذر من ذنبه فَعَذَرْته. وأعْذَرَ فلان، أي: أبلى عذراً فلا يلام. واعتذر إذا بالغ فيه. وعذر الرجل تعذيرا إذا لم يبالغ في الأمر وهو يريك أنّه يبالغ فيه. وأهلُ العربية يقولون: المُعْذِرُونَ الّذين لهم عُذْر بالتخفيف، وبالتثقيل «5» الذين لا عُذْرَ لهم فتكلّفوا عُذْراً. وتعذّر الأمرُ إذا لم يستقمْ. قال «6» :
............. تعذّرت ... عليّ وآلتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
وأَعْذَرَ إذا كثُرَتْ ذنوبُه وعيوبُه «7» . والعِذارُ عَذار اللّجام، عَذَرْتُ الفرسَ، أي: ألجمتُه أَعذِره. وعذَّرته تعذيراً، يقال: عَذِّرْ فرسَك يا هذا. وعذَّرْتُ اللّجامَ جعلتُ له عِذاراً. وما كان على الخدّين من كيّ أو كّدْحٍ طولاً فهو عِذارٌ.
__________
(4) من بيت (للنابغة) في ديوانه ص 26 وتمام البيت:
ها إن تا عذرة إلا تكن نفعت ... فإن صاحبَها قد تاهَ في البلد
(5) المعذرون. قال تعالى من سورة التوبة: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ.
(6) من معلقة (امرىء القيس) . ديوانه ص 12 وتمام البيت:
ويوما على ظهر الكثيب تعذّرت ... عليّ وآلتْ حَلْفَةً لم تحلل
(7) قبل هذه العبارة وبعد بيت (امرىء القيس) . غير الخليل يروي
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم. ويروى يعذروا
والظاهر أنه تعليق أدخله النساخ في الأصل.(2/94)
والإِعذار: طعام الختان. والعِذارُ طعامٌ تدعو إليه إخوانك لشيء تستفيده، أو لحدَثٍ كالخِتانِ ونحوه سوى العُرس. أعذرتُ الغلام ختنته. قال «8» :
تلوية الخاتن زب المعذر
والمعذور مثله «9» . وحمارٌ عَذَوَّرٌ. أي: واسعُ الجوف. قال يصف الملك أنه واسع عريض «10» :
وحاز لنا اللهُ النبوّة والهدى ... فأعطى به عزا وملكا عذورا
والعُذْرة عُذْرة الجارية العذراء وهي التي لم يَمْسَسْها رجل. والعُذْرَة داء يأخذ في الحلق. قال «11» :
غَمْزَ الطبيب نغانِغَ المَعْذور
والعُذْرةُ نجمٌ إذا طلع اشتدّ الحرّ. قال الساجع: إذا طلعتِ العُذْرةُ لم تبق بعمان سرّة وكانت عكّة نكرة. والعُذْرةُ: الخُصْلَةُ من عرف الفرس أو ناصيته، والجميع العُذَر. قال ينعت فرساً «12» :
سَبِط العُذْرةِ ميّاح الحضر
ويروى: مياع.
__________
(8) الرجز في التهذيب 2/ 310. غير منسوب. وفي اللسان (عذر) غير منسوب أيضا. ورواية اللسان: ... المعذور.
(9) من (س) . في (ص) و (ط) : قال والمعذور..
(10) لم نقف على القائل، ولا على القول في غير الأصول.
(11) (جرير) ديوانه 2/ 858 وصدر البيت:
غمز ابن مرة يا فرزدق كينها
(12) لم نقف على الراجز، ولا على الرجز في غير الأصول.(2/95)
والعذراء: شيء من حديد يعذّب به الإنسان لاستخراج مالٍ أو لإقرارِ بشيء. والعَذِرةُ: البَدَا، أعذر الرّجلُ إذا بدا «13» وأحدث من الغائط. وأصل العَذِرَةُ فِناءُ الدار ثم كنّوا عنها باسم الفِناء، كما كُنِّيَ بالغائط، وإنّما أصل الغائط المطمئنّ من الأرض. قال «14» :
لعمري لقد جرَّبتكم فوجّدْتكم ... قباحَ الوجوهِ سيِّئي العَذِرات
يريد الأفنية، أنّها ليست بنظيفة. والعاذرُ والعَذِرَةُ هما البَدَا أيضاً، وهو حَدَثه. قال بشار يهجو الطرماح:
فقلت له لا دهل ملقمل بعد ما ... ملا ينفق التّبان منه بعاذر
يقول: خاف المهجُوُّ من الجمل فكلَّمَهُ الهاجي بكلام الأنباط. قوله: لا دهل، أي لا تَخَفْ بالنبطية، والقمل: الجمل. ومُعَذَّرُ الجمل ما تحت العِذار من الأذنين. ومَعْذِرُهُ ومَعْذَرَهُ، كما تقول: مَرْسِنُهُ ومَرْسَنَهُ «15» .
ذعر: ذُعِرَ الرّجُلُ فهو مذعور منذعر، أي: أخيف. والذُّعْرُ: الفَزَع، وهو الاسم. وانْذَعَرَ القومُ تفرقوا.
ذرع: الذِّراعُ من طَرَف المِرْفَق إلى طرف الإِصْبَع الوُسْطَى.
__________
(13) في الأصول: 8 بدا، والصواب ما أثبتناه.
(14) (الحطيئة) ديوانه ص/ 332 (البابي الحلبي) .
(15) (مرسنة) الثانية من (س) فقد سقطت من (ص) و (ط) .(2/96)
ذَرَعْتُ الثوب أذْرَعُ ذَرْعاً بالذِّراع والذِّراعُ السّاعد كلّه، وهو الاسم. والرّجُلُ ذارِعٌ. والثَّوبُ مذروعٌ. وذرعتُ الحائط ونحوه. قال «16» :
فلمّا ذَرَعْنا الأرضَ تسعين غلوة............... ....
والمُذَرَّع: الممسوح بالأذْرع. ومنهم من يؤنّث الذِّراع، ومنهم من يذكّر، ويصغّرونه على ذُرَيْع فقط «17» . والرّجلُ يُذَرِّعُ في ساحته تذريعاً إذا اتّسع، وكذلك يتذرّع أي: يتوسع كيف شاء. وموتٌ ذريعٌ، أي: فاشٍ، إذا لم يتدافنوا، ولم أسمع له فِعْلاً. وذَرَعَهُ القَيْء، أي: غلبه. ومِذارِعُ الدّابّة قوائمها، ومَذارِعُ الأرض نواحيها. وثوب موشى المذراع. والذَّرَع ولدُ البقرة، بقرةٌ «18» مُذْرِعٌ، وهنّ مُذْرِعاتٌ ومذاريع، أي: ذوات ذِرْعان. قال الأعشى «19» :
كأنها بعد ما أفضى النِّجادُ بها ... بالشّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تبتغي ذَرَعا
والذِّراعُ سِمَةُ بني ثعلبة من اليمن، وأناس من بني مالك بن سعد من أهل الرّمال. وذِراعُ العامل: صدر القناة. وأَذْرِعاتٌ: مكان تنسب إليه الخمور.
__________
(16) لم نقف على القائل ولا على القول.
(17) من (س) . في (ص) و (ط) : قط.
(18) من (س) . في (ص) و (ط) : بقر.
(19) ديوانه ص 105، في (س) النجباء وفي (ص) و (ط) : النجأ.(2/97)
والذَّريعةُ جملٌ يُخْتَلُ به الصّيدُ، يمشي الصّيادُ إلى جنبه فإذا أمكنه الصيدُ رمى وذلك [الجملُ] «20» يسيّب أوّلاً مع الوحش حتى يأتلفا. والذريعةُ حلقةٌ يتعلّم عليها الرّمي. والذّريعةُ الوسيلةُ. والذِّراعُ من النّجوم، وتقول العرب: إذا طلع الذّراع أمرأَتِ الشّمسُ الكُراع. واشتدّ منها الشُّعاع. ويقال للثور مُذَرَّعٌ إذا كان في أكارعه لُمَعٌ سودٌ. قال ذو الرمة «21» :
بها كل خوّارٍ إلى كلِّ صَعْلةٍ ... ضهول ورفض المذرعات القراهب
والمِذراع الذِّراع يُذْرَعُ به الأرض والثياب. ومَذارِعُ القرى: ما بَعُدَ من الأمصار.
__________
(20) زيادة من المحكم يقتضيها السياق.
(21) ديوانه 1/ 188.(2/98)
باب العين والذال واللاّم معهما ع ذ ل، ل ذ ع يستعملان فقط
عذل: عَذَلَ يَعْذِلُ عَذْلاً وعَذَلاً، وهو اللّوم، والعُذّال الرّجال، والعُذّلُ النساء. قال «1» :
يا صاحبيَّ أقلاّ اللّومَ والعَذَلا ... ولا تقولا لشيء فات ما فعلا
والعاذِلُ: اسم العِرْق الذي يخرج منه دم الاستحاضة.
لذع: لَذَعَ يَلْذَعُ لَذْعاً كلَذْعِ النار أي: كحُرْقَتِها، ولَذَعْتُه بلساني، والقرحة تلتَذِعُ إذا قيّحتْ، ويلْذَعُها القيحُ. قال «2» :
وفي الجَمْر لَذْعٌ كجمرِ الغَضَى
والطائر يلذَعُ الجناحَ إذا رَفْرَفَ به ثمّ حرّك جناحَيْهِ ومشَى مشيا قليلا.
__________
(1) لم تهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.(2/99)
باب العين والذّال والنّون معهما يستعمل ذ ع ن فقط
ذعن: يقال: أَذْعَنَ إِذْعاناً، وذَعِنَ يذْعَن أيضاً، أي: انقاد وسَلِسَ. ناقةٌ مِذعانٌ سَلِسَةُ الرأسِ منقادةٌ لقائدها. وفي القرآن: مُذْعِنِينَ أي: طائعين. قال «1»
............... .... ... وقرّبت مذعاناً لموعاً زمامُها
__________
(1) (ذو الرمة) ديوانه 2/ 1327 وصدر البيت:
فعاجا علندى ناجيا ذا براية
ورواية الديوان: وعرجت مكان قربت.(2/100)
باب العين والذّال والفاء معهما ذ ع ف يستعمل فقط
ذعف: الذُّعافُ سمٌّ ساعة. وطعام مَذْعوفٌ جعل فيه الذُّعاف. قال رزاح:
وكنّا نمنعُ الأقوامَ طرّا ... ونسقيهم ذُعافاً لا كميتا(2/101)
باب العين والذّال والباء معهما ع ذ ب، ب ذ ع يستعملان فقط
عذب: عَذُبَ الماءُ عُذوبةً فهو عَذْبٌ طيب، وأَعْذبتُه إعذاباً، واستعذبته، أي: أسقيته وشربته عَذْباً. وعَذَبَ الحمار يَعْذِبُ عَذْباً وعُذوباً فهو عاذِبٌ عَذوبٌ لا يأكل من شدة العطش. ويقال للفرس وغيره: عَذوبٌ إذا بات لا يأكل ولا يشرب، لأنه ممتنع من ذلك. ويَعْذِبُ الرّجل فهو عاذِبٌ عن الأكل، لا صائم ولا مُفْطِرٌ. قال عَبِيد «1» :
وتَبَدَّلوا اليَعْبوبَ بعدَ إلَههم ... صنماً فَقَرّوا يا جَديلَ وأَعْذِبوا
وقال حُمَيْد «2» :
إلى شجرٍ ألمَى الظّلال كأنّه ... رواهبُ أَحْرَمْنَ الشراب عذوب
__________
(1) (عبيد بن الأبرص) ديوانه ص 3.
(2) (حميد بن ثور الهلالي.) ديوانه ص 57. في الأصول: إلى شجر الماء.(2/102)
وتقول: أعذبتُه إعذاباً، وعذّبتُه تعذيباً، كقولك: فطّمته عن هذا الأمر، وكلّ من مَنَعْتَهُ شيئاً فقد أعْذَبْتَهُ. قال «3» :
يَسُبُّ قومَك سبّاً غير تعذيب
أي: غير تفطيم. والعذوب والعاذب الذي ليس بينَه وبين السّماء سِتْر. قال النابغة الجعديّ «4» :
فبات عَذوباً للسّماءِ كأنّه ... سهيلٌ إذا ما أفردَتْهُ الكواكبُ
والمعذّب قد يجيء اسماً ونعتاً للعاشق. وعَذَبَةُ السَّوط: طَرَفُه. قال «5» :
مثلُ السّراحِينِ في أعناقِها العَذَبُ
يعني أطراف السُّيور التي قد قلّدت بها الكلاب. والعَذَبَةُ في قضيب البعير أَسَلَتُه. أي: المستدقّ من مقدّمه، ويجمع على عَذَب. وعذَبة شِراك النعل: المرسلة من الشّراك. والعُذَيْبُ: ماء لبني تميم.
بذع: البَذَعُ: شبه الفَزَع. والمبذوع كالمفزوع. قال الأعرابيّ: بُذِعُوا فأبْذَعَرُّوا. أي: فَزِعوا فتفرّقوا.
__________
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(4) البيت في المحكم 2/ 61 وفي اللسان (عذب) .
(5) (ذو الرمة) ديوانه 1/ 98. وصدر البيت:
غضف مهرتة الأشداق ضارية(2/103)
باب العين والذّال والميم معهما ع ذ م، م ذ ع يستعملان فقط
عذم: عَذَمَ يَعْذِم عَذْماً، والاسم العذيمة وهو الأخذ باللسان، واللوم. قال الرّاجز «1» :
يظَلُّ مَنْ جاراه في عذائم ... من عنفوان جَرْيِهِ العُفاهمِ
أي: في ملامات. وفرسٌ عَذُومٌ، وعَذِمٌ، أي: عضوض. والعُذّامُ: شَجَرٌ من الحَمْضِ يَنْتَمِىءُ، وانتماؤه انشداخه إذا مَسسْتَه. له ورق كورق القاقُلّ، الواحدة عُذّامة.
مذع «2» : مَذَعَ لي فلانُ مَذْعَةً من الخَبَر إذا أخبرك عن الشيء ببعضِ خَبَره ثم قَطَعَهُ، وأخذ في غيره، ولم يتمّمه. والمُذّاعُ: الكذّابُ يكذِبُ لا وفاءَ له. ولا يحفظ أحدا بالغيب.
__________
(1) الرجز في التهذيب 2/ 323 وفي المحكم 2/ 62 غير معزو. وفي اللسان (عذم) و (عفهم) ونسب إلى (غيلان) . في (س) : من جراه.
(2) قال الأزهري 2/ 324 عند ترجمته ل (مذع) : أهمله الليث، وهو كما ترى.(2/104)
باب العين والثاء والرّاء معهما ع ث ر، ث ع ر، ر ع ث، ر ث ع مستعملات
عثر: عَثَرَ الرّجل يَعْثُرِ [ويَعْثُرُ] عثوراً، وعثر الفرس عِثاراً إذا أصاب قوائمه شيء، فيُصرع أو يَتَتَعْتَعُ. دابّة عثور: كثيرة العثار. وعثرَ الرّجل يعثرُ عثراً إذا اطلّع على شيء لم يطلّع عليه غيره. وأعثرت فلاناً على فلانٍ أي: أطلعته عليه، وأعثرته على كذا. وقوله عزّ وجل «1» : فَإِنْ عُثِرَ «2» أي: اطُّلِعَ. والعِثْيَرُ: الغبار السّاطع. والعَثْيَرُ الأثَرُ الخفيُّ، وما رأيت له أثرا ولا عثيرا. والعثير: ما قلبت من ترابٍ أو مَدَرٍ أو طينٍ بأطراف أصابع رجلَيْكَ إذا مشيت لا يرى من القدم غيره. قال «3» :
............... ...... ... عَيْثَرْتَ طَيْرَكَ لو تَعيفُ
يقول: وقعت عليها لو كنت تعرف، أي: جزتَ بما أنت لاقٍ «4» لكنّك لا تعرف.
__________
(1) من (س) . في (ص) و (ط) : (وقوله) فقط.
(2) المائدة 107: فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً.
(3) من بيت (للمغيرة بن حبناء التميمي) ، وتمام البيت، كما في المحكم 2/ 65 واللسان (عثر) :
لعمر أبيك يا صخر بن ليلى ... لقد عثيرت طيرك لو تعيف
(4) في (س) : جزات بما تلاقي. في (ص) و (ط) : جزت بما انتلاق ولعل الصواب ما أثبتناه.(2/105)
والعاثور: المتالِف. قال «5» :
وبلدةٍ كثيرةِ العاثُورِ
ثعر: الثَّعْرُ والثُّعْرُ، لغتان، لَثىً «6» يخرج من غصن شجرة السَّمُر، يقال: هو سمٌّ. والثُّعْرور «7» : الغليظ القصير من الرّجال. والثعارير: ضربٌ من النّبات يشبه الأذْخِرَ يكون بأرض الحجاز.
رعث: الرَّعْثةُ: تلتلة تتّخذ من جُفِّ الطَّلْعِ يُشْرَبُ بها. والرِّعاثُ: ضربٌ من الخَرَزِ والحليّ. قال «8» :
إذا علقت خافَ الجنان رِعاثها
وقال «9» :
رقراقة كالرشأ المُرَعَّثِ
أي في عنقها قلائد كالرِعاث. وكلّ مِعْلاقٍ كالقُرط والشّنْف ونحوه في آذان أو قلادة فهو رِعاثٌ، وربّما علّقت في الهودج رُعُثٌ كثيرة، وهي ذباذب يُزَيَّنُ بها الهودجُ. ورَعْثَةُ الدّيك عُثْنونُهُ. أنشد أبو ليلى «10» :
ماذا يُؤَرّقُني والنّومُ يَطْرُقُني ... من صوتِ ذي رَعَثاتٍ ساكنِ الدّارِ
__________
(5) (العجاج) ديوانه ص 225، والرواية فيه: بل بلدة مرهوبة العاثور.
(6) في (س) : لما.
(7) في (ص) و (ط) والثعارير والثعرور. وفي (س) والثعارير.
(8) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(9) (رؤبة) ديوانه ص 27 والرواية فيه:
دارا لذاك الرشأ المرعث
ورواية اللسان كرواية الأصول.
(10) (الأخطل) كما جاء في اللسان. وليس في ديوانه.(2/106)
وَرَعِثَتِ العَنْز تَرْعَثُ رَعَثاً إذا ابيضّت أطرافُ رَعْثَتِها. أي: زَنَمَتها.
رثع: رجل رَثِعٌ، وقوم رَثِعون، وقد رَثِعَ رَثَعاً، وهو الطّمع والحرص.(2/107)
باب العين والثاء واللام معهما ع ل ث، ث ع ل مستعملان فقط
علث: العَلْثُ: الخَلْطُ. يقال: عَلَثَ يَعْلِثُ عَلْثاً، واعتلث. ويقال للزّنْد إذا لم يُورِ واعتاص: عُلاثة، ويقال: إنّما هو علث والعُلاثُ اسمه. قال «1» :
وإنّي غير معتلث الزناد
أي: غير صلد الزّند. أي: أنا صافي النّسب. واعْتَلَث زنداً أخذه من شجرٍ لا يدري أيوري أم لا. واعتلث سهماً أتّخذه بغير حذاقة. عُلاثَةُ: اسم رجل، ويقال: بل هو الشيء الذي يَجْمع من هنا وهناك.
ثعل: الثُّعْلُ: زيادة السّنّ أو دخول سنّ تحت سنّ في اختلاف من المّنْبِت. ثَعِلَ ثَعَلاً فهو أَثْعَلُ والأنثى ثَعْلاء، وربما كان الثُّعْل في أطباء الناقة، والبقرة، وهي زيادة في طُبْيِها فهي ثَعْلاء. والأَثْعَلُ: السيّد الذي له فضول.
__________
(1) الشطر في التهذيب 2/ 328 وفي اللسان (علث) غير معزو.(2/108)
والثُّعلول: الرّجلُ الغضبانُ. قال «2» :
وليس بثُعْلولٍ إذا سِيل واجتُدي ... ولا بَرٍماً يوماً إذا الضّيفُ أوهما
والأنثى من الثعالب ثُعالة، ويقال للذّكر أيضاً ثعالة. قال رافع «3» : الثعل دُوَيْبة صغيرة تكون في السّقاء إذا خبث ريحُه. ويقال للرّجل إذا سبّ: هذا الثّعل والكعل، أي: لئيم ليس بشيء، والكعل: كسرة تمر يابس لا يكاد أحدٌ يكسره ولا يأكله وأصله تشبيه بتلك الدّوَيْبَة فاعلم.
عثل «4» : يقال: رجل عِثْوَلٌ، أي: طويل اللحية، ولِحْيةٌ عثولة «5» : [ضخمة «6» ] .
__________
(2) البيت في التهذيب 2/ 329، واللسان (ثعل) غير معزو أيضا.
(3) هذا القول إلى آخره مثبت في (ص) و (ط) بعد ترجمة (علث) . أما في (س) فالقول في موضعه.
(4) هذا من (س) فقط وليس في (ص) ولا (ط) . وقال الأزهري في التهذيب عند ترجمته (عثل) : أهمله الليث.
(5) (س) : عثولية والصواب ما أثبتناه.
(6) زيادة من المحكم 2/ 66 اقتضاها السياق.(2/109)
باب العين والثاء والنون معهما ع ث ن، ع ن ث يستعملان فقط
عثن: العُثانُ: الدُّخانُ. عَثَنَ النار يَعْثُنُ عَثْناً، وعَثّنَ يُعَثّنُ تعثيناً، أي: دخّن تدخيناً. وعَثِنَ البيتُ يَعْثَنُ عَثَناً إذا عبق به ريح الدُّخْنة، وعَثَّنْتُ البيتَ والثّوبَ بريح الدُّخْنة والطِّيب تعثيناً، أي: دخّنتُه. وعُثْنونُ اللّحية طولُها وما تحتها من الشّعر. والعُثْنونُ: شُعَيْراتٌ عند مَذْبَحِ البعير. وجمعُه: عَثانين. وعُثْنونُ السَّحابِ: [ما تدلّى من هَيْدَبِها] «1» . و [عثنون] «2» الرّيحِ: هَيْدَبُها في أوائلها إذا أقبلت تجُرُّ الغبارَ جرّاً، ويقال: هو أوّلُ هبوبها. ويقال: العِثْنُ: يبيسُ الكلأ.
عنث: العُنْثُ أصلُ تأسيس العُنْثُوة وهي يبيسُ الحلِيّ خاصّة إذا اسودّ وبلي. ويقال: عُنْثَة، وشبه الشاعر شَعَرات اللّمّة به فقال «3» :
عليه من لِمّتِهِ عِناثٌ
ويروى عَناثي مثل عناصي في جماعة عنثوة.
__________
(1) زيادة من التهذيب 2/ 330 من روايته عن الليث.
(2) زيادة لتقويم العبارة.
(3) الرجز في التهذيب 2/ 331 والمحكم 2/ 69 واللسان (عنث) غير معزو أيضا.(2/110)
باب العين والثّاء والباء معهما ع ب ث، ث ع ب، ب ث ع، ب ع ث مستعملات
عبث: عَبِثَ يَعْبَثُ عَبَثاً فهو عابث بما لا يعنيه، وليس من باله، أي: لاعب. وعَبَثْتُ الأقِطَ أَعْبِثُهُ عَبْثاً فأنا عابث، أي: جفّفته في الشمس. والاسم: العبيث. والعبيثة والعبيث: الخلط «1» .
ثعب: ثَعَبْتُ الماء أَثْعَبُهُ ثَعْباً، أي فجّرته فانثعب، ومنه اشتقّ المَثْعَبُ وهو المِرْزاب. وانثعب الدم من الأنف. والثُّعبانُ: الحيّة الطويل الضّخم، ويقال: أُثْعُبان. قال «2» :
على نهجٍ كثُعْبانِ العرين
والأُثْعُبانُ الوجهُ الضَّخْم الفَخْمُ في حُسْنٍ وبياضٍ. قال الرّاجز «3» :
إنّي رأيتُ أُثْعُباناً جَعْدا ... قد خرجتْ بعدي وقالتْ نكدا
__________
(1) بعده بلا فصل: وهو بالفارسية ترف ترين، وهو المصل أيضا في بعض اللغات. اقتطعناها، لأنها، فيما يبدو، زيادة من النساخ.
(2) لم نقف على الراجز ولا على الرجز في غير الأصول.
(3) البيت في المحكم 2/ 70 وفي اللسان (ثعب) غير معزو أيضا.(2/111)
والثُّعَبَةُ: ضربٌ من الوزغ لا تلقى أبداً إلا فاتحةً فاها شبه سامّ أبرص، غير أنها خضراء الرأس والحلق جاحظة العينين، والجميع: الثُّعَب. والثَّعْبُ: الذي يجتمع في مسيل المطر من الغُثاء. وربما قالوا: هذا ماء ثَعْبٌ، أي: جارٍ، للواحد، ويجمع على ثُعْبان.
بثع: البَثَعُ: ظهور الدّم في الشّفتين خاصّة. شفة باثِعةٌ كاثِعةٌ، أي: يتبثع فيها الدم، [و] «4» كادت تنفطر من شدّة الحُمرة، فإذا كان بِالغَيْن «5» فهو في الشّفتين وغيرهما من الجسد كلّه، وهو التَّبثّغ.
بعث: البَعْثُ: الإِرسالُ، كبعث الله من في القبور. وَبَعَثْتُ البعيرَ أرسلتُه وحللت عِقالُه، أو كان باركاً فَهِجْتُهُ. قال «6» :
أُنيخها ما بدا لي ثم أَبْعَثُها ... كأنها كاسر في الجو فتخاء
وبعثته من نومه فانبعث، أي: نبّهته. ويومُ البَعْثِ: يومُ القيامة. وضرب البَعْثُ على الجند إذا بعثوا، وكل قوم بُعِثوا في أمرٍ أو في وَجْه فهم بَعْثٌ. وقيل لآدم: ابعَثْ بَعْثَ النار فصار البَعْثُ بَعْثاً للقوم جماعة. هؤلاء بَعْثٌ مثل هؤلاء سفر وركب.
__________
(4) زيادة اقتضاها تقويم العبارة.
(5) في النسخ الثلاث: (والياء) ويبدو أنها زيادة.
(6) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.(2/112)
باب العين والثاء والميم معهما ع ث م، ث ع م مستعملان فقط
عثم: عَثَمْتُ عظمَهُ أَعْثِمُهُ عَثْماً إذا أسأت جَبْرَهُ وبقيَ فيه وَرَمٌ أو عِوَج، [وعَثِمَ عَثَماً «1» ] فهو عَثِمٌ، وبه عَثَمٌ كهيئة المشمش. قال «2» :
وقد يقطع السيف اليماني وجفنه ... شباريق أعشار عثمن على كَسْرِ
والعَيْثام: شجرة بيضاء طويلة جداً، الواحدة عَيْثامة «3» . والعَيْثُومُ الضّخم من كلّ شيء الشّديد. ويقال للفيلة الأنثى عَيْثوم، ويقال للذّكر أيضاً عيثوم، ويُجمع عياثيم. قال «4» :
وقد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحمِلُني ... والفَضْلَتَيْنِ كِنازُ اللحم عيثوم
__________
(1) زيادة من المحكم 2/ 71.
(2) البيت في المحكم 2/ 72، واللسان عثم غير معزو أيضا.
(3) بعد (عيثامة) : تسميه الفرس سبيذ دال أسقطناه لأنه زيادة مقحمة إقحاما.
(4) البيت في التهذيب 2/ 336، واللسان (عثم) غير منسوب أيضا.(2/113)
أي: قوّية ضخمة شديدة. والعَثَمْثَمُ: الطويل من الإبل في غِلَظٍ، ويُجمع على عَثَمْثَمات، ويوصف به الأسد والبغل لشدّة وَطْئهما.
ثعم: الثَّعْمُ: النّزع والجرّ. ثَعَمْتُه: نزعته. وتَثَعَّمَتْ فلاناً أرضُ بني فلانٍ إذا أعجبتْهُ وجَرَّتْه إليها ونَزَعَتْهُ.(2/114)
باب العين والرّاء واللام معهما ر ع ل مستعمل فقط
رعل: الرّعْلُ: شدّةُ الطَّعْن «1» . رَعَلَهُ بالرّمح، وأَرْعَلَ الطَّعْنَ. قال الأعراب: الرَّعْلُ الطّعنُ ليس بصحيح إنّما هو الإرعال، وهو السُّرعةُ في الطّعن. وضرب أرعَلُ، وطعنٌ أَرْعَلُ أي: سريع. قال «2» :
يَحمي إذا اخْترط السيوفَ نساءنا ... ضربٌ تطيرُ له السّواعدُ أَرْعَلُ
ورَعْلَةُ الخيل: القِطْعَةُ «3» التي تكون في أوائلها غير كثير. والرِّعالُ: جماعة. قال «4» :
كأنّ رِعالَ الخيلِ لمّا تبدّدت ... بوادي جرادِ الهبوةِ المُتَصَوّب
والرَّعيلُ: القطيعُ أيضاً منها. والرَّعْلَةُ النّعامة، سُمّيت بها لأنّها لا تكاد تُرى إلا سابقةً للظليم. والرَّعْلَةُ: أوّل كلّ جماعة ليست بكثيرة.
__________
(1) في (س) : الوطي، وهو تحريف.
(2) لم نقف على القائل.
(3) من المحكم 2/ 73. في (ص) و (ط) : القطيع، وفي (س) : القطع.
(4) لم نقف على القائل.(2/115)
وأراعيل في كلام رؤبة: أوائل الرّياح، حيث يقول «5» :
تُزْجي أراعيلَ الجَهامِ الخُورِ
وقال «6» :
جاءت أراعيل وجئت هَدَجا ... في مدرعٍ لي من كساءٍ أَنْهَجا
والرَّعْلَةُ: القُلْفَةُ وهي الجِلْدةُ من أُذُنِ الشّاةِ تُشْتَقُّ فَتُتْرَكُ مُعلّقةً في مُؤَخَّر الأذُن.
__________
(5) ليس في ديوان رؤبة. والرجز في المحكم 2/ 73 واللسان (رعل) منسوب إلى (ذي الرمة) .
(6) لم نهتد إليه.(2/116)
باب العين والراء والنون معهما ع ر ن، ر ع ن، ن ع ر مستعملات
عرن: عَرِنَتِ الدّابّةُ عَرَناً فهي عَرونٌ، وبها عَرَنٌ وعُرْنَةٌ وعِران، على لفظ العِضاض والخِراط، وهي داءٌ يأخُذُ في رِجل الدّابّة فوق الرُّسْغِ من آخره مثل سَحَجٍ في الجلد يُذْهِب الشَّعر. والعِرانُ: خَشَبة في أنفِ البعير. قال «1» :
وإن يَظْهَرْ حديثُك يُؤتَ عَدْواً ... برأسك في زناق أو عِرانِ
والعَرَنُ «2» قروح تأخذ في أعناق الإبل وأعجازها. والعرنين: الأنف. قال ذو الرمة «3» :
تثني النقاب على عرنين أرنبة ... شماء مارنها بالمسْكِ مَرْثوم
عُرَيْنة: اسم حيّ من اليمن، وعَرين: حيّ من تميم. قال جرير «4» :
بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَة من عرين
__________
(1) اللسان (زنق) غير منسوب أيضا.
(2) من (ص) في (ط) و (س) : العرون.
(3) ديوانه 1/ 395.
(4) ديوانه ص 475. وصدر البيت:
عرين من عرينة ليس منا(2/117)
والعَرِينُ: مأوى الأسد. قال «5» :
أَحَمَّ سَراةِ أعلَى اللّونِ منه ... كَلَوْنِ سَراةِ ثُعْبانِ العَرين
قال: هذا زمامٌ وإنّما حمّمتْهُ الشّمس ولوّحتْ لَوْنَه، والثُعْبانُ على هذه الصفة.
رعن: رَعُنَ الرّجلُ يَرْعَنُ رَعَناً فهو أَرْعَنُ، أي: أهوج، والمرأة رعناء، إذا عُرِفَ الموق والهوج في منطقها. والرَّعنُ من الجبال ليس بطويل، ويجمع على رُعُون ورِعان، قال «6» :
يعدل عنه رعُنِ كلِّ ضدٍّ ... عن جانِبَيْ أجْرَد مُجْرَهِدِّ
أي عريان مستقيم، وقال «7» :
يَرْمينَ بالأبصارِ أنْ رعنٌ بدا
ويقال هو الطّويل. وجيشٌ أرعنُ: كثير. قال «8» :
أَرْعَنَ جرّارٍ إذا جرَّ الأَثَرْ
ورُعِنَ الرّجل إذا غثي عليه كثير. قال «9» :
كأنّه من أوار الشمس مرعون
أي: مغشي عليه من حرّ الشّمس.
__________
(5) (الطرماح) ديوانه 530 والرواية فيه أحم سواد.
(6) (رؤبة) ديوانه 49 والرواية فيه: يعدل عند.. وعن حافتي أبلق ...
(7) لم نقع على الراجز.
(8) (العجاج) - ديوانه ص 16.
(9) التهذيب 2/ 341، واللسان (رعن) ، وصدره:
باكره قانص يسعى بأكلبه(2/118)
رُعَيْنٌ: جبلٌ باليَمَن، وفيه حِصْن يقال لملكه: ذو رُعَيْنٍ يُنْسَبُ إليه. وكان المسلمون يقولون للنّبيّ صلى الله عليه وآله: أَرْعِنا سمعك، أي: اجعل إلينا سمعك. فاستغنمت اليهود ذلك، فقالوا ينحون نحو المسلمين: يا محمد راعِنا، وهو عندهم شتم، ثمّ قالوا فيما بينهم: إنّا نشتم «10» محمّداً في وجهه، فأنزل الله: لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا «11» ، فقال سعد لليهود: لو قالها رجل منكم لأضرِبَنَّ عُنُقَه.
نعر: نَعَرَ الرّجلُ يَنْعَرُ نعيراً، وهو صوتٌ في الخيشوم. والنُّعرة: الخيشوم. نعر النّاعر، أي: صاح الصائح. قال «12» :
وبَجَّ كلَّ عاندٍ نَعورِ
بَجَّ أي: صبّ فأكْثَرَ، يعني: خروج الدّماء من عِرْقٍ عانِدٍ لا يَرْقأُ دَمُه. نَعَرَ عِذرقُه نُعُوراً وهو خروج الدّم. والناعور: ضَرْبٌ من الدِّلاء. والنُّعَرَةُ: ذبابُ الحمير، أزرق يقع في أنوف الخيل والحمير. قال امرؤ القيس «13» :
فظلّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ ... كما يستدير الحِمارُ النَّعِرْ
قال «14» :
وأحذريات يعييها النعر
__________
(10) من (س) . (ص) و (ط) : بالشتم.
(11) البقرة 105.
(12) (العجاج) ديوانه ص 240.
(13) ديوانه ص 162.
(14) لم يقع لنا القائل، ولم نجد القول في غير الأصول.(2/119)
والنُّعَرَةُ: ما أَجَنَّتْ حُمُرُ الوحش في أرحامها قبل أن يَتمَّ خَلْقُه. قال رؤبة «15» :
والشَّدَنيّاتُ يساقِطْنَ النُّعَرْ ... حُوصَ العُيونِ مُجْهِضاتٍ ما اسْتَطَرْ
يصفُ رِكاباً ترمي بأّجِنَّتِها من شدّة السّير. ورجلٌ نعور: شديد الصوت. ورجل نعر: غضبان. وو امرأة غَيْرَى نَعْرَى، يعني بالنَّعرى: الغضبى «16» . وأمّا نغِرة بالغين فمُحمارّة الوجه مُتغيِّرة متربّدة اللّون. ويقال للمرأة الفحّاشة: نعارة.
__________
(15) ليس في ديوان رؤبة. هو العجاج، ديوانه ص 22.
(16) في النسخ الثلاث: غضبانة.(2/120)
باب العين والرّاء والفاء معهما ع ر ف، ع ف ر، ر ع ف، ر ف ع، ف ر ع مستعملات
عَرَفَ: عَرَفت الشىءَ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً. وأَمْرٌ عارفٌ، معروفٌ، عَرِيفٌ. والعُرْفُ: المعروف. قال النّابغة «17» :
أبَى اللهُ إلا عَدْلَهُ وقَضاءَهُ ... فلا النُّكْرُ مَعْروفٌ ولا العُرْفٌ ضائع
والعَريفُ: القيّم بأمرِ قومٍ عرّفَ عليهم، سُمّي به لأنّه عُرِفَ بذلك الاسم. ويوم عَرَفَة: موقفُ النّاس بعَرَفات، وعَرَفات جبل، والتَّعريفُ: وقوفهم بها وتعظيمهم يوم عَرَفَة. والتعريف: أن تصيب شيئاً فتعرفه إذا ناديت من يعرف هذا. والاعْترافُ: الإقرار بالذّنب، والذلُ، والمهانة، والرضَى به. والنفسُ عَرُوفٌ إذا حُمِلَتْ على أمرٍ بسأتْ به، أي: اطمأنَّت. قال «18» :
فآبوا بالنِّساءِ مُرَدَّفاتٍ ... عوارفَ بعْدَ كَنٍّ وائتجاح
__________
(17) ديوانه ص 53، والرواية فيه: ووفاءه.
(18) في التهذيب 2/ 344، واللسان (عرف) بدون عزو أيضا.(2/121)
الائتجاح من الوجاح وهو السّتر، أي: معترفات بالذّلّ والهون «19» . والعَرْفُ: ريحٌ طيّبٌ، تقول: ما أطيب عَرْفَهُ، قال الله عز وجل: عَرَّفَها لَهُمْ
«20» ، أي: طيّبها، وقال «21» :
ألا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ وليلةٍ ... بواضحة الخدّين طيّبة العَرْف
ويقال: طار القَطا عُرْفاً فعُرْفا، أي: أولاً فأولاً، وجماعة بعد جماعة. والعُرْف: عُرْفُ الفَرَس، ويجمع على أَعْرَاف. ومَعْرَفَةُ الفرس: أصل عرفه. والعرف: نبات ليس بحمض ولا عضاة، وهو من الثمام. قال شجاع: لا أعرفه ولكن أعرف العرف وهو قرحة الأكلة، يقال: أصابته عُرْفة.
عفر: عَفَرْته في التراب أعفره عفرا، وهو متعفّر الوجه في التّراب. والعفر: التّراب. وعفّرتُه تعفيراً، واعتفرته اعتفاراً إذا ضربت به الأرض فَمَغَثْتُه فانعفر، قال «22» :
تَهْلِكُ المِدْراةُ في أكنافِه ... وإذا ما أرسلَتْه يَنْعَفِرْ
أي: يسقط على الأرض.
__________
(19) ورد في النسخ الثلاث نص بعد كلمة (الهون) يبدو أنه أقحم إقحاما، لأنه فضلة وزيادة لا يقتضيها السياق، ولا يحتاج إليه الشاهد فضلا عما فيه من إرتباك، والنص هو: يقول كان فرسان هذه النساء قد ائتجحوا افتخروا وكروا ثم غلبوا بعد ذلك وأخذت سبيهم.
(20) سورة (محمد) 6.
(21) لم نقع على القائل، ولا على القول في غير الأصول.
(22) البيت في التهذيب 2/ 351 غير معزو أيضا. وفي اللسان (عفر) معزو إلى المرار.(2/122)
يَعْفُر: اسم رجل. والعُفرة في اللون: أن يضرب إلى غيره في حمرة، كلون الظّبي الأعْفَر، وكذلك الرّمل الأعفر. قال الفرزدق «22» :
يقول لي الأنباط إذْ أنا ساقط ... به لا بظبيٍ بالصَّريمة أعفرا
واليعفور: الخشف، لكثرة لزوقه بالأرض. ورجل عِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ. وعِفارِيَةٌ وعِفْريتٌ: بيّن العَفارة، يوصف بالشيطنة. وشيطان عِفْرِيةٌ وعِفْريتٌ وهم العَفارِيَة والعَفارِيتُ، وهو الظّريف الكيّس، ويقال للخبيث: عِفِّرِّي، أي: عِفِرّ وهم العفريون وأسد عفرنى ولبوءة عَفَرناةٌ وهي الشّديدة قال الأعشى «23» :
بذاتِ لَوْثٍ «24» عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ
وعِفْرِيةُ الرأس: الشّعر الذي عليه. وعِفْرِيةُ الديك مثله. وأمّا ليثُ عِفِّرين فدُوَيْبَّة مأواها التّراب السّهل في أصول الحيطان. تُدَوِّرُ دُوّارة ثم تندسّ في جوفها، فإذا هِيج رمَى بالتّراب صُعُدا. ويُسمَّى الرّجل الكامل من أبناء خمسين: ليثَ عِفِرِّين. قال: وابنُ العَشْر لعّابٌ بالقُلِينَ، وابنُ العِشرينَ باغي نِسِين، أي: طالب نساء، وابنُ الثلاثين أسْعَى السّاعينَ، وابنُ الأربعين أبطشُ الباطشينَ، وابنُ الخمسين ليث عِفِرّين. وابنُ الستين مؤنس الجَليسينَ، وابنُ السّبعينَ أحكمُ الحاكمين، وابنُ الثّمانينَ أسرعُ الحاسبينَ، وابنُ
__________
(22) ديوانه 1/ 201 ولكن الرواية فيه:
أقول له لما أتاني نعية ... به لا بظبي بالصريمة أعفرا
(23) ديوانه ص 103.
(24) في (س) و (ط) : ليث، وفي (ص) بياض، والصواب ما أثبتناه. وعجز البيت:
فالتَّعْسُ أَدْنَى لها من أن أقول: لعا(2/123)
التّسعين واحد الأرذلينَ، وابنُ المائة لاجا ولاسا، أي: لا رجل ولا امرأة. والعَفارَة: شجرة من المَرْخ يُتَّخذُ منها الزّند، ويُجمع: عَفاراً. ومَعافر: العرفط يَخْرجُ منه شبه صَمْغٍ حُلوٍ يُضيّع بالماء فيشرب. ومَعافر: قبيلةٌ من اليَمَن. ولقيته عن عُفْرٍ، أي بعد حين. وأنشد «25» :
أعِكْرِم أنت الأصل والفرعُ والذي ... أتاك ابن عمّ زائراً لك عن عُفْرَ
قال أبو عبد الله: يقال: إنّ المُعَفَّر المفطوم شيئاً بعد شيءٍ يُحْبَس عنه اللبن للوقت الذي كان يرضَعُ شيئاً، ثمّ يعاد بالرَّضاع، ثمّ يُزادُ تأخيراً عن الوقت، فلا تزالُ أمُّه به حتّى يصبر عن الرَّضاع، فَتَفْطمه فِطاماً باتًّا.
رعف: رَعَفَ يَرْعُفُ رُعافاً فهو راعف. قال «26» : تضمَّخْنَ بالجاديّ حتّى كأنّما الأنوفُ إذا استعرضتَهُنَّ رواعفُ والرَّاعفُ: أَنْف الجبل «27» ، ويجمع رواعف. والرّاعِفُ: طرف الأرْنَبَة. والرّاعِف: المتقدم. وراعوفةُ البئر وأُرْعوفَتُها، لغتان،: حجر ناتىء [على رأسها «28» ] لا يستطاع قلعه، ويقال: هو حجرٌ على رأس البئر يقوم عليه المستقي.
__________
(25) لم يقع لنا المنشد ولا القائل، كما لم يقع لنا البيت في غير الأصول.
(26) لم نهتد إلى القائل.
(27) من التهذيب في روايته عن الليث 2/ 348. في النسخ الثلاث: الجمل، وهو تصحيف.
(28) زيادة من المحكم 2/ 86 لتقويم العبارة.(2/124)
رفع: رفَعْته رَفْعاً فارتفع. وبَرْقٌ رافع، أي: ساطع، قال «29» :
أصاح ألم يُحْزِنْكَ ريح مريضة ... وبرق تلالا بالعقيقين رافع
والمرفوعُ من حُضْر الفَرَس والبِرْذَون دون الحُضْر وفوقَ الموضوع. يقال: ارفع من دابتك، هكذا كلام العرب. ورَفُع الرّجلُ يَرْفُعُ رَفاعةً فهو رفيعٌ [إذا شَرُف] «30» وامرأة رفيعة. والحمارُ يرفِّعُ في عَدْوِهِ ترفيعاً: [أي: عدا] «31» عَدْواً بعضُهُ أرفعُ من بعض. كذلك لو أخذت شيئاً فرفعت الأوّل فالأوّل قلت: رفَّعتُه ترفيعاً. والرَّفْعُ: نقيضُ الخَفْضِ. قال «32» :
فاخْضَعْ ولا تُنْكِرْ لربّك قُدْرةً ... فالله يخفض من يشاء ويرفع
والرّفعة نقيض الذّلّة. والرُّفاعةُ والعظامة و [الزنجبة] «33» : شيء تعظّم به المرأة عجيزتها.
فرع: فَرَعْتُ رأس الجبل، وفَرَعْتُ فلاناً: علوتُه. قال لبيد «34» :
لم أَبِتْ إلاّ عليه أو على ... مَرْقَب يَفْرَعُ أطرافَ الجَبَلْ
__________
(29) لم نهتد إلى القائل.
(30) من التهذيب 2/ 358 في روايته عن الليث.
(31) من التهذيب 2/ 358 في روايته عن الليث.
(32) لم نهتد إلى القائل.
(33) من اللسان (زنجب) . في النسخ الثلاث (الزنجتة) .
(34) ديوانه ص 190 والرواية فيه: لم أقل.(2/125)
والفَرْعُ: أوّل نِتاجِ الغنم أو الإبل. وأَفْرَعَ القومُ إذا نُتِجوا في أوّل النِّتاج. ويقال: الفَرَعُ: أوّل نتاج الإبل يُسلخ جلده فَيُلْبَسُ فصيلاً آخر ثم تَعْطِفُ عليه [ناقة] «35» سوى أُمّه فتحلبُ عليه. قال أوس بن حَجَر «36» :
وشُبِّهَ الهيدب العبام من الأقوام ... سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا
والفَرْعُ: أعلى كلّ شيء، وجَمْعُه: فُروعٌ. والفروع: الصّعود من الأرض. ووادٍ مُفْرِعٍ: أفْرَع أهلَه، أيْ: كفاهم فلا يحتاجون إلى نُجْعة. والفَرَعُ: المال المُعَدُّ. ويقال: فَرِعَ يَفْرَعُ فَرَعاً، ورجلٌ أَفْرَعُ: كثير الشّعر. والفارِع والفارِعة والأفرَعُ والفَرْعاء يوصف به كثرة الشّعر وطوله على الرأس. ورجلٌ مُفْرَعُ الكَتِفِ: أي: عريض. قال مرار «37» :
جَعْدةٌ فرعاءُ في جُمْجُمةٍ ... ضخْمةٍ نمرق عنها كالضّفر
وأفرع فلان إذا طال طولاً. وأَفْرَعْتُ «38» بفلانٍ فما أحمدته، أي: نزلت. وأفرع فلان في فرع قومه، قال النابغة «39» :
ورعابيب كأمثالِ الدُّمَى ... مُفْرِعات في ذِرَى عز الكرم
__________
(35) من المحكم 2/ 89.
(36) ديوانه 54 والرواية فيه: ملبسا فرعا.
(37) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(38) من (س) . (ص) و (ط) : أفرعته.
(39) ليس في ديوان النابغة، ولم نقع على البيت فيما تحت أيدينا.(2/126)
وقول الشاعر «40» :
وفروعٍ سابغٍ أطرافها ... عللتها ريح مسك ذي فَنَع
يعني بالفروع: الشعور. وافْتَرَعْتُ المرأةَ: افْتَضَضْتُها. وفَرَّعْتُ أرض كذا: أي جوّلت فيها، وعلمت علمها وخبرها. وفَرْعَةُ الطّريق وفارِعَتُهُ: حواشيه. وتَفَرّعْتُ بني فلان: أي: تزوّجتُ سيّدةَ نسائهم. قال «41» :
وتفرّعنا من ابني وائلٍ ... هامةَ العزّ وخُرطومَ الكرم
فوارع: موضعٌ. والإفراعُ: التصويب. والمُفْرِعُ: الطويل من كلّ شيء. والفارعُ: ما ارتفع من الأرض من تلّ أو علم. أو نحو ذلك. فارِعٌ: اسمُ حصنٍ كان في المدينة. والفرعة: القملة الصغيرة.
__________
(40) (سويد بن أبي كاهل) اللسان- (فنع) .
(41) لم يقع لنا القائل.(2/127)
باب العين والراء والباء معهما ع ر ب، ع ب ر، ر ع ب، ب ع ر، ر ب ع، ب ر ع مستعملات
عرب: العرب العاربة: الصريح منهم. والأعاريب: جماعة الأعراب. ورجل عربيّ. وما بها عَريب، أي: ما بها عربيّ. وأعرب الرجل: أفصح القول والكلام، وهو عربانيّ اللسان، أي: فصيح. وأعرب الفرس إذا خلصت عربيّته وفاتته القرافة. والإبل العِراب: هي العربية والعرب المستعربة الذين دخلوا فيهم فاستعربوا وتعرّبوا. والمرأة العَروُبُ: الضحّاكة الطّيّبةُ النّفس، وهنّ العرب. والعَروبةُ: يوم الجُمُعَة. قال «1» :
يا حسنه عبد العزيز إذا بدا ... يومَ العروبة واستقر المنير
كَنَّى عن عبد العزيز قبل أن يظهره، ثم أظهره. والعَرَبُ: النّشاطُ والأرَنُ. وعرب الرجل يعرب عربا فهو عَرِبٌ، وكذلك الفرس عرب، أي: نشيط.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.(2/128)
وعرب الرجل يعرب عربا فهو عَرِبٌ، أي: مُتْخَم. وعربت مَعِدَتُه وهو أن يدوي جوفه من العلف. والعِرْبُ: يبيس البهمى. الواحدة: عِرْبَةٌ. والتّعريب: أن تُعَرَّبَ الدّابّة فَتُكْوَى على أشاعراها في مواضع، ثم يُبْزَغُ بمبزَغٍ ليشتدّ أشعره. والعِرابَةُ والتَّعريب والإعْرابُ: أسامٍ من قولك: أعربت، وهو ما قبح من الكلام، وكرِه الإعرابُ للمُحْرِم. وعرّبت عن فلان، أي تكلّمت عنه بحجة.
عبر: عَبَّرَ يُعبِّر الرؤيا تَعبيراً. وعَبَرَها يَعْبُرُها عَبْراً وعِبارة. إذا فسّرها. وعَبَرْت النهر عُبوراً. وعِبْرُ النّهر شطّه. وناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ. أي: لا تزال يُسافَرُ عليها. قال [الطّرمّاح] «2» :
قد تبطنت بهلواعة ... عبر أسفارٍ كَتُومِ البُغامْ
والمَعْبَرُ: شط النهر الذي هيىء للعبور. والمَعْبَرُ: مركب يعبر بك، أي: يقطع بلداً إلى بلَدٍ. والمِعْبَرَة: سفينة يُعْبَرُ عليها النّهرُ. وعَبَّرتُ عنه تعبيراً إذا عيّ من حُجّته فتكلّمتُ بها عنه. والشّعرى العَبورُ: نجم خلف الجوزاء. وعَبَّرتُ الدّنانير تعبيراً: وَزَنْتها ديناراً ديناراً. ورجلٌ عابِرُ سبيلٍ، أي مارُّ طريق. والعِبْرَةُ: الإعتبار لما مضى. والعَبيرُ: ضربٌ من الطيب.
__________
(2) ديوانه 407 (دمشق) ، واللسان (هلع) والرواية في اللسان: غبر بالغين المعجمة. ونسب البيت في النسخ الثلاث إلى (لبيد،) وليس في ديوانه.(2/129)
وعَبْرَة الدّمع: جريُه، ونفسه أيضاً. عَبِرَ فلان يَعْبَرُ عَبَراً من الحزن، وهو عَبْرانُ عَبِرٌ، وامرأة عَبْرَى عَبِرَةٌ. واستعبر، أي: جرت عَبْرَتُهُ. والعُبْرِيُّ: ضربٌ من السِّدْر. ويقال: العُبْرِيُّ: الطويل من السِّدْر الذي له سوق. والضّال: ما صغر منه. قال العجّاج «3» :
لاثٌ بها الأشاءُ والعُبْرِيّ
وقال «4» :
..... ... ضروبَ السِّدرِ عُبْرِيّاً وضالا
والعُبْرُ: قبيلة، قال «5» :
وقابلتِ العُبْر نصف النهار ... ثمّ تولّت مع الصّادر
وقوم عَبيٌر، أي: كثيرٌ. والعِبْرانِيّة لغة اليهود.
رعب: الرُّعْبُ: الخوف. رَعَبْتُ فلاناً رُعْباً ورُعُباً فهو مرعوب مُرْتَعِبٌ، أي: فَزِع. والحمام الرّعبيّ والرّاعبيّ: يُرَعِّبُ في صوته ترعيباً، وهو شدّة الصوت. ويقال: إنّه لشديد الرَّعب. قال:
ولا أجيب الرعب إن دعيت
__________
(3) ديوانه 324 (بيروت) .
(4) (ذو الرمة) ديوانه 3/ 1530، وصدر البيت:
قطعت إذا تجوفت العواطي
(5) لم نهتد إلى القائل.(2/130)
ورعّبْتُ السّنامَ ترعيباً. إذا قطّعته تِرْعيبةً تِرْعيبةً. والرّعبة: القِطعة من السّنامِ ونحوه. قال «6» :
ثمّ ظلِلنا في شواءٍ رُعْبَبُه
وقال «7» :
كأنَّهنّ إذا جرّدنَ تِرْعيب
وجارية رُعبوبة. أي: شطبة تارة، ويقال: رُعبوب والجمع: الرّعابيب. قال الأخطل «8» :
قضيت لبانةَ الحاجاتِ إلاّ ... من البيضِ الرَّعابيبِ المِلاحِ
والتَّرْعابةُ: الفَروقةُ. قال «9» :
أرى كلَّ ياموف وكلّ حَزَنْبَلٍ ... وشِهْدارة تِرْعابة قد تضلّعا
الشهدارة: القصير، وهو الذي يُسْخَر منه أيضاً. وسيلٌ راعِبٌ، إذا امتلأ (منه) «10» الوادي
بعر: البَعَرُ للإِبل ولكلّ ذي ظلف إلاّ للبقر الأهليّ فإنه يَخْثِي. والوحشيّ يَبْعَرُ. ويقال: بَعَرُ الأرانب وخراها. والمِبعار: الشاة أو النّاقة تُباعِرُ إلى حالبها، وهو البُعار على فُعال [بضم الفاء] ، لأنّه عيب. وقال: بل المِبعار: الكثيرة البَعَر.
__________
(6) التهذيب 2/ 368: وأنشد الليث وكذلك اللسان (رعب) .
(7) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(8) ليس في ديوانه.
(9) لم نهتد إليه في غير الأصول، ودوناه كما جاء في الأصول.
(10) سقطت من..(2/131)
والمَبْعَر حيث يكون البَعَرُ من الإِبل والشاء، وهي: المَبَاعِر. والبعيرُ البازل. والعرب تقول: هذا بَعيرٌ ما لم يَعْرِفوا، فإذا عَرَفوا قالوا للذّكر: جمل، وللأُنْثَى: ناقة، كما يقولون: إنسان فإذا عرفوا قالوا للذكر: رجل، وللأُنْثى امرأة.
ربع: رَبَعَ يَرْبَعُ رَبْعاً. ورَبَعْتُ القومَ فأنار رابِعُهم. والرِّبْعُ من الوِرْدِ: أن تُحْبَسَ الإبلُ عن الماءِ أربعةَ أيّامٍ ثم تردَ اليومَ الخامسَ «11» . قال «12» :
وبلدةٍ تُمسِي قَطاها نُسَّسا ... روابِعاً وبعدَ رِبْعٍ خُمَّسا
ورَبَعْت الحجر بيديّ رَبْعاً إذا رفعته عن الأرض بيدك. ورَبَعْتُ الوتَرَ إذا جعلته أربعَ طاقاتٍ. قال «13»
كقوس الماسخيّ يرنّ فيها ... من الشّرعيّ مربوع متين
وقال لبيد «14» :
رابط الجأش على فرجهم ... أعطف الجون بمربوع متل
وقال «15» :
أنزعها تبوّعا ومتّا ... بالمَسَدِ المربوعِ حتى ارفتّا
__________
(11) في النسخ الثلاث: يوم الخامس.
(12) (العجاج) ديوانه 127.
(13) لم نهتد إلى قائله، ولم يقع لنا البيت في غير الأصولين.
(14) ديوانه ص 186.
(15) لم نهتد إلى الراجز.(2/132)
يعني الزّمام [أي] : أنه على أربعِ قُوَى. ومربوع مثل رمحٍ ليس بطويل ولا قصير. وتقول: ارْبَعْ على ظلعك، وارْبَعْ على نفسك، أي انتظر. قال «16» :
لو أنهم قبل بينهم رَبَعوا
والرَّبْعُ: المنزلْ والوطنُ. سمّي رَبْعاً، لأنّهم يَرْبَعون فيه، أي: يطمئنّون، ويقال: هو الموضع الذي يرتبعون فيه في الرّبيع. والرُّبَعُ: الفصيل الذي نُتِجَ في الرّبيع. ورجلٌ رَبْعَة ومَرْبوع الخلق، أي: ليس بطويل ولا قصير. والمِرباعُ كانت العرب إذا غزت أخذ رئيسُهم رُبْعَ الغنيمةِ، وقَسَمَ بينهم ما بقي. قال «17» :
لك المِرباعُ منها والصّفايا ... وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُ
وأوّل الأسنان الثّنايا ثم الرَّباعيات، الواحدة: رَباعيَة. وأَرْبَعَ الفرس: ألقى رَباعِيَتَهُ من السّنة الأخرى. والجميع: الربع والأثني: رَباعيَة. والإِبل تعدو أربعة، وهو عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. وأرْبَعَتِ الناقةُ فهي مُرْبعٌ إذا استغلق رَحِمُها فلم تقبل الماء. والأربِعاء والأربِعاوان والأربِعاوات مكسورة الباء حُمِلَتْ على أسعِداء. ومن فتح الباء حمله على قصباء وشبهه «18» والرّبيعة: البيضة من السّلاح. قال «19» :
ربيعته تلوح لدى الهياج
__________
(16) (الأحوص) ديوانه ص 121 وصدره:
ما ضر جيراننا إذ انتجعوا
(17) التهذيب 2/ 369، والمحكم 2/ 98 والصحاح (ربع) وهو منسوب إلى عبد الله بن عنمة الضبي.
(18) في (س) وشبهاء.
(19) لم يقع لنا القائل ولا القول في غير الأصول.(2/133)
ورُبِعَتِ الأرضُ فهي مربوعة من الرّبيع. وارْتَبَعَ القوْم: أصابوا ربيعاً، ولا يقال: رُبِعَ. وحمّى ربع تأتي في اليوم الرابع. والمِرْبَعَةُ: خَشَبَةٌ تشال بها الأحمال، فتوضع على الإبل. قال «20» :
أين الشَّظاظانِ وأين المِرْبَعة
قال شجاع: الرَّبَعَةُ أقصى غايةِ العادي. يقال: مالك ترتبع إليّ، أي: تعدو أقصى عَدْوك. رَبَعَ القوم في السّير. أي: رفعوا. قال «21»
واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تركضه ... أم الفوارس بالدئداء والرَّبَعَة
وقال «22» :
ما ضرَّ جيراننا إذ ارتبعوا ... لو أنّهم قبلَ بَيْنِهِمْ رَبعوا
هذا من قولهم: إرْبَعْ على نفسك. ويقال: الرّبعة: عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. والرَّبْعَةُ: الجُونةُ. قال خلف بن خليفة «23» :
محاجم نضدن في ربعة
__________
(20) لسان العرب (ربع) بدون عزو.
(21) البيت في التهذيب 2/ 372 واللسان (ربع) وقد نسب فيه إلى (أبي دواد الرؤاسي) .
(22) (الأحوص) ديوانه 121.
(23) لم نقع عليه في غير الأصول.(2/134)
برع: بَرَعَ يَبْرُعُ بَرْعاً، وهو يتبرّع من قبل نفسه بالعطاء، إذا لم يطلب عوضاً. قالت الخنساء «24» :
جَلْدٌ جميلٌ أريبٌ بارعٌ وَرِعٌ ... مأوى الأرامِلِ والأيتامِ والجار
__________
(24) ليس في ديوانها ولا في الظان التي رجعنا إليها.(2/135)
باب العين والرّاء والميم معهما ع ر م، ع م ر، ر ع م، م ع ر، ر م ع، م ر ع مستعملات
عرم: عَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ عَرامةً فهو عارِمٌ. وعَرُم يَعْرُم. قال صقر بن حكيم «1» :
إنّي امرؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي ... بسطةُ كفٍّ ولسانٍ عارمِ
وعُرامُ الجيشِ: حدُّهم وشِرَّتُهم وكَثْرتُهم. قال سَلامَة بنُ جَنْدَل «2» :
وإنّا كالحصى عَدَداً وإنّا ... بنو الحربِ التي فيها عُرامُ
وقال «3» :
وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيةٍ ... هَدَيْتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ
والعَرِمُ: الجُرَذُ الذّكَرُ. والعُرْمَةُ: بياضٌ بمرَمّة الشاة، عنقها بيضاء وسائرها أسود. والعَرَمَةُ الكُدْسُ المدوسُ الذي لم يُذَرَّ بعد كهيئة الأزج.
__________
(1) التهذيب 2/ 390، واللسان- عرم، غير منسوب.
(2) ديوانه- ص 251، والمحكم 2/ 104.
(3) التهذيب 2/ 390 واللسان (عرم) غير منسوب أيضا.(2/136)
قال شجاع: لا أقول: نعجة عَرْماء، ولكن ماعزة عرماء ببطنها بياض. والعَرَمْرَمُ: الجيشُ الكثير. وجبلٌ عَرَمْرَمٌ، أي: ضخم. قال «4» :
أداراً بأجْمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَمَا
والعَرَمْرَمْ الشّديدْ العجمةِ الذي لا يُفصح.
عمر: العَمْرُ: ضربُ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطويلُ. والعَمْرُ: ما بدا من اللِّثة، ومنه اشتقّ اسم عمرو. والعُمْرُ عُمْرُ الحياة. وقول العرب: لعَمْرُكَ، تحلف بعمره، وتقول: عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله، أو تسأله طول عُمره. عَمَرَ النّاس وعّمَّرهُمُ الله تعميراً. وتقول: إنّك عَمْري لظريف. وعَمَرَ النّاس الأرض يَعْمُرُونَها عِمارةً، وهي عامرة معمورة ومنها العُمْران. واستعمر الله النّاسَ ليَعْمُروها. والله أعمر الدّنيا عمْراناً فجعلها تعمر ثمُ يُخَرِّبُها. والعِمارة: القبيلة العظيمة. والعُمورُ: [حي من عبد القيس] «5» . قال «6» :
فلولا كان أسعد عبد قيسٍ «7» ... أعاديها لعادتني العمور
والحاجُّ يَعْتَمِرُ عُمْرَةً. والعَمْرَةُ: خَرَزَةٌ حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط.
__________
(4) المحكم 2/ 105، واللسان (عرم) غير منسوب أيضا.
(5) من المحكم 2/ 109، واللسان (عمر) في النسخ الثلاث: (اسم أبي حي من قيس) .
(6) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(7) من (س) . في (ص) و (ط) : (ابن بكر) .(2/137)
والإفلاس يُكنى أبا عَمْرَة «8» .
رعم: رَعَمَتِ الشّاةُ تَرْعَمُ فهي رَعومٌ، وهو داءٌ يأخذُ في أنفها فيسيل منه شيء، فيقال لذلك الشيء: رُعام رَعُوم: اسم امرأة تشبيهاً بالشّاة الرّعوم. قال الأخطل «9» :
صَرَمَتْ أمامةُ حَبْلَنا وَرَعُومُ ... وبدا المُجَمْجَمُ منهما، المَكْتومُ
رُعْم: اسم امرأة. قال «10» :
ودع عنك رُعْماً قد أتى الدّهر دونها ... وليس على دهر لشيء معول
معر: مَعِرَ الظُّفْرُ مَعَراً. إذا أصابه شيءٌ فَنَصَلَ. قال «11» :
بوقاح مجمر غير مَعِرْ
وقال «12» :
تتّقي الأرضَ بمرثومٍ مَعِرْ
وتَمَعَّرَ لَوْنُهُ إذا تغيّر، وعَرَتْه صفرةٌ من غضبٍ. ورجل أَمْعَرُ، وبه مُعْرَة، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة، وهو أقبح الألوان.
__________
(8) من (س) . في (ص) و (ط) : أباعمرو. في التهذيب 2/ 388، والمحكم 2/ 109. واللسان (عمر) : أبوعمرة.
(9) ديوانه 1/ 380 والرواية فيه: حبلها.
(10) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(11) لم يقع لنا الراجز. ولا الرجز في غير الأصول.
(12) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.(2/138)
ومَعِرَ رأس الرّجل إذا ذهب شعره، وأَمْعَر أيضاً بالألف. قال «13» :
والرأس منك مبيّن الإِمْعارِ
ويقال: رجلٌ أَمْعَرُ، أي: قليل الشعر، مثل أَزْعَر. وأَمْعَرَت الأرضُ إذا لم يكن فيها نبات، وأرض مَعِرَة مثل زَعِرَة: قليلة النبات غليظة. ومَعِرَتِ الأرضُ وأمْعَرَتْ لغتان. قال الكميت «14» :
أصبحت ذا تلعة خضراء إذْ مَعِرَتْ ... تلك التلاع من المعروف والرّحب
وأَمْعَرْنا في هذا البلد، أي: وقعنا في أرض مَعِرَة.
رمع: رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرّك «15» . وتقول: مرّ بي يرمع رمعاً ورمعاناً مثل: رسم يرسم رسماً «16» ورسماناً. والرَّمّاعةُ: الاست، لترمُّعِها، أي: تحرّكها. والرَّمّاعةُ التي تتحرك من رأس الصبيّ المولود [من يافوخه من رقّته] «17» . واليَرْمَعُ: الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس، الواحدة بالهاء. قال رؤبة «18» :
حتى إذا أحمى النهار اليرمعا
__________
(13) لم يقع لنا القائل ولا القول كاملا.
(14) ليس في مجموعة أشعاره، ولا فيما بين أيدينا من مصادر.
(15) (ص) غير واضحة، (ط) التحرف.
(16) سقطت من (ص) و (ط) .
(17) من التهذيب 2/ 393 من روايته عن الليث.
(18) ما في ديوان رؤبة هو:
بالبيد إيقاد الحزور اليَرْمَعا(2/139)
مرع: مرُعَ يَمْرَعُ مُرْعاً والمَرْعُ الاسم، وهو الكلأ. ويقال: أرض مَرِعَةٌ مُمْرِعة. مثل خَصِبَة مُخْصِبة. وأَمْرَعَ القومُ: أصابوا مَرْعاً. قال «19» :
فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربنا ... أسال علينا البطن بالعدد الدثر
وأَمْرَعَ المكانُ والوادي، أي: أكلآ.
__________
(19) لم نهتد إلى القائل.(2/140)
باب العين واللاّم والنّون معهما ع ل ن، ل ع ن، ن ع ل مستعملات
علن: عَلَنَ الأمرُ يَعْلُنُ عُلُوناً وعَلانِيَةً، أي: شاع وظهر. وأعلنته إعلاناً. قال «1» :
قد كنت وَعَّزْت إلى علاء ... في السر والإعْلانِ والنَّجاءِ
ويقال للرّجُل: استسرّ ثم استعلَنَ. لا يقال: أعلن إلاّ للأمر والكلام، وأمّا استعلن فقد يجوز في كلّ ذلك. واعْتلَنَ الأمر، أي: اشتهر. ويقولون: استعلِنْ يا رجل، أي: أَظْهِرْ. والعِلان: المُعالَنة، يُعْلِنُ كلُّ واحدٍ لصاحبه ما في نفسه. قال «2» :
وإعلاني لمن يبغي عِلاني
لعن: اللّعن: التّعذيب، والمُلَعّنُ: المعذّب، واللَّعِينُ المشتوم المسبوب «3» . لَعَنْتُه: سَبَبْتُه. ولَعَنَهُ اللهُ: باعده.
__________
(1) اللسان (وعز) ، غير معزو أيضا.
(2) التهذيب 2/ 396 عن الليث، واللسان (علن) ، وصدر البيت فيهما:
وكفي عن أذى الجيران نفسي
(3) في النسخ الثلاث: المسبب.(2/141)
واللَّعِينُ: ما يُتّخذ في المزارع كهيئة رجل. واللَّعْنَةُ في القرآن: العذابُ. وقولهم: أبيت اللَّعْنَ، أي: لا تأتي أمراً تُلْحَى عليه وتُلْعَنُ. واللّعنة: الدّعاء عليه. واللُّعَنَةُ: الكثيرُ اللّعن، واللُّعْنَةُ: الذي يلعنه النّاس. والْتَعَنَ الرّجُل، أي: أنصف في الدّعاء على نفسِه وخَصْمِه، فيقول: على الكاذب منّي ومنك اللَّعْنة. وتلاعَنوا: لَعَنَ بعضهم بعضا، واشتقاق مُلاعَنة الرّجل امرأته منه في الحكم. والحاكم يُلاعِنُ بينهما ثم يُفَرِّق. قال جميل «4» :
إذا ما ابنُ ملعونٍ تَحدَّر رشْحُه ... عليكِ فموتي بعد ذلك أوذري
والتلاعُنُ كالتَّشاتُم في اللفظ، وكلّ فعل على [تفاعل] «5» فإن الفعل يكون منها، غير أن التّلاعُنَ ربّما استعمل في فعل أحدهما، والتَّلاعُنُ يقع فعل كلّ واحدٍ منهما بنفسه ويجوز أن يقع كلُّ واحدٍ بصاحبه فهو على معنيين.
نعل: النَّعْل: ما جُعِلَتْ وقاية من الأرض. نَعِل يَنْعَل نعلاً، وانتعل بكذا: [إذا لبس النّعل] «6» . والتنعيل: أن يُنَعّل حافر البِرْذَوْن بطبقٍ من حديد يقيه الحجارة، [وكذلك خُفّ البعير بالجلد] «7» لئلا يحفى.
__________
(4) ديوانه ص 101.
(5) في النسخ: (مفاعل) .
(6) زيادة من التهذيب 2/ 398 من روايته عن الليث.
(7) زيادة من التهذيب 2/ 398 من روايته عن الليث.(2/142)
ويقال: لا يقال إلاّ أَنْعلت. ويوصف حمار الوحش فيقال: ناعِلٌ، لصلابته. قال «8» :
يركب قيناه وقيعا ناعلا
يقول: صلبُ من توقيع الحجارةِ حتّى كأنّه مُنْتَعِلٌ من وَقاحته. ورجلٌ ناعل: ذو خفّ ونَعْل، وكذلك مُنْعِل. وكذلك يقال: أنْعَلتُ الفرس. ونَعْلُ السيف: الحديدة التي في أسفل جفنه. قال «9» :
إلى ملك لا ينصف السّاق نعله
والنَّعلُ من الأرض: شبه أكمة صلب يبرق حصاه، لا ينبت شيئاً، ويجمع النّعال، ونعلها غِلَظُها. قال «10» :
كأنّهمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ ... بالجوِّ إذ تَبْرُقُ النِّعالُ
يعني: نعال الحرة.
__________
(8) ديوانه/ 125.
(9) (ذو الرمة) ديوانه 2/ 1266 وعجز البيت:
أَجَلْ لا، وإنْ كانت طوالا محامله
والرواية فيه: (ترى سيفه) مكان (إلى ملك) .
(10) (امرؤ القيس) ديوانه 193.(2/143)
باب العين واللاّم والفاء معهما ع ل ف، ع ف ل، ف ع ل، ل ف ع، ف ل ع مستعملات
علف: عَلَفْتُ الدّابةَ أَعْلِفُها عَلْفاً، أي: أطعمتها العَلَف. والمِعْلَفُ: موضع العَلَف. والدّابة تعتلف، أي: تأكل، وتستعلِفُ، أي: تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشّاة المُعَلَّفة هي التي تسمّن. علّفتها تعليفاً [إذا أكثرت تعهّدها بإلقاء العَلَفِ لها] «1» . (وعلوفة الدّوابّ كأنّه جَمْعٌ وهو شبيهٌ بالمصدر وبالجمع أُخرى) «2» . والعُلَّفُ: ثمرُ الطّلح، مشددة اللاّم، الواحدة بالهاء. والعِلافِيّ، منسوب، وهو أعظم الرِّحال آخرة وواسطاً «3» . وجمعه: عِلافيّات. قال ذو الرّمة «4» :
أحمُّ عِلافيٌّ وأبيضُ صارمٌ ... وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأروع ماجد
__________
(1) ما بين المعقوفتين من التهذيب من روايته عن الليث وما يقابله في النسخ مضطرب.
(2) جعلت بين قوسين لأنها مضطربة.
(3) من التهذيب في روايته عن الليث 2/ 400. في النسخ الثلاث: واسطة.
(4) ديوانه 2/ 1109، والرواية فيه (وأشعث ماجِدُ) .(2/144)
وقال «5» :
شعب العِلافيّاتِ بين فروجهم ... والمحصناتُ عوازبُ الأطهار
قوله بين فروجهم، أي قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهنَّ، لأنّهم أبداً على الأسفار. وشيخ عُلْفوفٌ: كثيرُ الشَّعَرِ واللّحمِ، ويقال: هو الكبير السّنّ.
عفل: عَفِلَتِ المرأةُ عَفَلاً فهي عَفْلاءُ. وعَفِلَتِ النّاقةُ. والعَفَلُ والعَفَلَةُ الاسم، وهو شيء يخرج في حياء النّاقة شِبهُ أَدَرة.
فعل: فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالفَعْلُ: المصدر، والفِعْل: الاسم، والفَعالُ اسمٌ للفِعل الحسَن، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ «6» بالنصب. والفَعَلَةُ: العَمَلَةُ، وهم قوم يستعملون الطّينَ والحَفْر وما يشبه ذلك من العمل.
لفع: لفع الشّيبُ الرأس يلفع لفعاً، أي: شمل المشيب الرأس. قال سويد «7» :
كيف يرجون سقاطي بعد ما ... لفع الرأس مشيب وصلع
__________
(5) لم نهتد إلى القائل.
(6) الأنبياء 73.
(7) لم نهتد إلى القائل.(2/145)
وتلفّع الرّجلُ، إذا شمله الشيبُ، كأنّه غطّى على سوادِ رأسِه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج «8» :
إنّا إذا أمر العدى تَتَرَّعا ... وأجمعت بالشر أن تلفعا
أي: تلبّس بالشّر، يقول: يشمل شرُّهم النّاسَ. وقال «9» :
وقد تلفع بالقور العساقيل
يعني: تلفع السّرابُ على القَارَةِ. وإذا اخضرَّ الرَعيُ واليبيسُ، وانتفعَ المالُ بما يأكل. قيل: قد تَلَفَّعَ المالُ. ولُفِّعَتْ «10» فهي مُلَفَّعَة. واللِّفاعُ: خمارٌ للمرأة يَسْتُرُ رأسَها وصَدْرَها، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول: لَفِّعَتِ المزادةُ فهي مُلَفَّعَة، أي: ثنيتها فجعلت أَطِبَّتَها في وَسَطها، فذلك تَلْفِيعُها.
فلع: فَلَعَ رأسَه بحجرٍ يَفْلَعُ فَلْعاً فهو مَفْلوعٌ، أي مشقوق، فانْفَلَعَ، أي: انشقّ. قال طفيل «11» :
نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبلنا ... كما شُقَّ بالمُوسَى السَّنامُ المفلع
وتفلعت البطيخة، وتفلعت العَقِبُ ونحوه. ويُقال في الشتم: لَعَنَ الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة: يا فَلْعَاءُ، ويا فَلْحاء، أي: يا منشقة.
__________
(8) ديوانه 91. في النسخ الثلاث: (العجاج) .
(9) (كعب بن زهير) ديوانه 16 وصدره:
كأنّ أَوْبَ ذراعيها وقد عرقت
(10) في النسخ الثلاث (وألفعت) ولم نجد (ألفع) .
(11) (طفيل الغنوي) كما في اللسان (فلع) .(2/146)
باب العين واللاّم والباء معهما ع ل ب، ع ب ل، ل ع ب، ب ع ل، ب ل ع مستعملات
علب: عَلِبَ النّباتُ يَعْلَبُ عَلَباً فهو عَلِبٌ. وهو الجاسي. واللحم يَعْلَبُ ويستَعْلَبُ إذا لم يكن رخصاً. واسْتَعْلَبْتُ البقل، أي: وجدْتُه عَلِباً. والعلبة الشيخ الكبير المهزول. والعُلْبُ: الضبُّّ الضّخْمُ المُسِنُّ. والعِلْباءُ: عَصَبُ العُنُق، وهما عِلباوان، وهُنَّ عَلاَبيُّ. ورمْح مُعَلَّبٌ، أي: مجلُوزٌ بعَصَبِ العِلْباء. والعُلْبَةُ من خشب كالقَدَح يُحْلَبُ فيها. ويقال: عَلَّبْتُ السّيفَ بالعَلابيّ تَعْليباً، وهو سيف مُعَلَّبٌ ومَعْلوبٌ. قال «1» :
وسيفُ الحارثِ المعْلوبُ أَرْدَى ... حُصَيْناً في الجبابرةِ الرَّدِينا
وبعير أَعْلَبُ، وقد عَلِبَ عَلَباً، وهو داء يأخذ في جانِبَيْ عنقه تُرِمُ منه الرَّقَبَةُ وتنحني، تقول: قد حز علباويه، وعلبابيه وبالواو أجود. والعِلابُ سمة في طول العُنُق، ربّما كان شبراً، ورُبّما كان أقصر.
__________
(1) (الكميت) - شعره 2/ 129.(2/147)
وعَلَبْتُ الشيءَ أَعْلُبُهُ عَلْباً وعُلُوباً إذا أثّرت فيه. قال ابن الرَّقاع «2» :
يتبعْنَ ناجية كأنّ بِدَفِّها ... من غَرْضِ نِسْعتها عُلُوبَ مواسم
عبل: العَبْلُ: الضَّخم، عَبُلَ يَعْبُلُ عَبالةً. قال «3» :
خبطناهم بكلّ أزجّ لام ... كمرضاخ النّوى عَبْلٍ وقاحِ
وحَبْلٌ أَعْبَلُ، وصخرة عَبْلاء، أي: بيضاء. وقد عَبِلَ عَبَلاً فهو أعبل. قال أبو كبير الهذليّ «4» :
أخرجت منها سلقة مهزولة ... عجفاء يَبْرُقُ نابُها كالأَعْبَلِ
أي: كحجرٍ أبيضَ صلب من حجارة المرو. والعَبَلُ: ثمر الأرطى، الواحدة بالهاء.
لعب: لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، فهو لاعبٌ لُعَبَةٌ، ومنه التَّلعُّب. ورجل تِلِعّابة- مشددة العين- أي: ذو تلعُّبٍ. ورجل لُعَبَة، أي: كثير اللَّعِبِ، ولُعْبَة، أي: يُلْعَبُ به كلُعْبَة الشّطْرَنْجِ ونحوها. قال الرّاجز «5» :
العَبْ بها أو اعْطِني ألعب بها ... إنك لا تُحْسِنُ تَلعاباً بها
والمَلْعَبُ حيث يُلْعَبُ. والمِلْعَبَةُ: ثوبٌ لا كُمَّ له، يلعب فيها الصبي.
__________
(2) التهذيب 2/ 407، واللسان (علب) .
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(4) ليس في قصيدة أبي كبير اللامية، والذي فيها هو قوله:
صديان أخذي الطرف في ملمومة ... لون السحاب بها كلون الأعبل
(5) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.(2/148)
واللّعّاب من يكونُ حرفتُه اللَّعِب.. ولُعابُ الصّبيّ: ما سال من فيه، لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْباً، ولعابُ الشّمس: السّراب. قال «6» :
في صحن يهماء يهتَفُّ السّهامُ بها ... في قَرْقَرٍ بلُعاب الشّمسِ مَضْروجِ
قال شجاع: المضروج من نعت القَرْقَر، يقول: هذا القرقر قد اكتسَى السّراب، وأعانه ذائب من شُعاع الشّمس، فقوّى السّراب. ولعاب الشّمس أيضاً: شعاعُها. قال «7» :
حتى إذا ذاب لعابُ الشّمسِ ... واعترف الرّاعي ليومٍ نجسِ
ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طائر بالبادية. ومُلاعِبا ظِلّيهِما، والثلاثة: ملاعباتُ ظِلالِهِنَّ. وتقول: رأيت ثلاثة مُلاعِباتِ أظلالٍ لَهُنَّ، ولا تَقُلْ أظلالَهنّ، لأنّه يصيرُ معْرِفَةً. قال شجاع: مُلاعِبُ ظلِّهِ عندنا: الخطّاف.
بعل: البَعْلُ: الزّوجُ. يقال: بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلاً وبُعَولة فهو بَعْل مستبعل، وامرأة مستبعل، إذا كانت تحظَى عند زوجها، والرّجل يتعرّس لامرأته يطلب الحُظْوَة عندها: والمرأة تتبعّل لزوجها إذا كانت مطيعةً له. والبَعْلُ: أرضٌ مرتفعة لا يُصيبُها مطر إلاّ مرّةً في السّنة. قال سلامة بن جندل «8» :
إذا ما عَلَوْنا ظهرَ بَعْلٍ عَريضَةٍ ... تَخالُ علينا قَيْضَ بَيْضٍ مفلق
__________
(6) (ذو الرمة) ديوانه 2/ 992.
(7) لم نهتد إلى الراجز.
(8) المحكم 2/ 112 واللسان (بعل) . وديوانه 164 إلا أن الرواية فيه: (نشز) وهو وهم من المحقق.(2/149)
ويقال: البَعْلُ من الأرضِ التي لا يَبْلُغُها الماءُ إنْ سيق إليها لارتفاعها. ورجل بَعِلٌ، وقد بَعِل يَبْعَلُ بَعَلاً إذا كان يصير عند الحرب كالمبهوت من الفرق والدّهش. قال أعشى هَمْدان:
فجاهَدَ في فُرسانِهِ ورجالِهِ ... وناهَضَ لم يَبْعَلْ ولم يتهيّب
وامرأة بَعْلَةٌ: لا تُحسنُ لبسَ الثّياب. والبَعْلُ من النَّخل: ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها. قال عبد الله بن رَواحة «9» :
هنالك لا أبالي سقيَ نَخْل ... ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإِتاءُ
الإِتاء: الثّمرة. والبَعْلُ: الذّكر من النّخل، والنّاس يسمّونه: الفّحْل. قال النّابغة «10» :
من الواردات الماء بالقاعِ تستقي ... بأذنابِها قبلَ استقاءِ الحناجِر
أراد بأذنابها: العروق. والبَعْلُ: صَنَمٌ كان لقومِ إلياس. قال الله عز وجل: أَتَدْعُونَ بَعْلًا والتّباعُلُ والمُباعَلَةُ والبِعالُ: مُلاعَبة الرّجلِ أهلَه، تقول: باعَلَها مُباعَلة،
وفي الحديث: أيّام شرب وبعالٍ «11» .
__________
(9) المحكم 2/ 123، واللسان (بعل) . والرواية فيهما: لا أبالي نخل بعل ... ولا سقي..
(10) ديوانه ص 145، والرواية فيه: من الشارعات الماء ... بأعجازها مكان بأذنابها.
(11) تمام الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أيام التشريق، فقال:
إنها أيام أكل وشرب وبعال.
التهذيب 2/ 414.(2/150)
بلع: بَلِعَ الماءَ يَبْلَعُ بَلْعاً، أي شرب. وابتلعَ الطّعامَ، أي: لم يَمضغْهُ. والبُلَعَةُ من قامة البكرة سَمُّها وثَقْبُها، ويُجمعُ على بُلَع. والبالوعةُ والبَلُّوعةُ: بئر يُضَيَّقُ رأسُها لماءِ المطر. والمَبلع: موضعُ الابتلاع من الحَلْق. قال «12» :
تأمّلوا خَيْشومَه والمَبْلَعا
والبُلَعَةُ والزُّرَدَةُ: الإنسان الأكول. ورجل متبلّع إذا كان أكولاً. وسَعْدُ بَلْعٌ: نجم يجعلونه معرفة. ورجلٌ بَلْعٌ، أي: كأنّه يبتلِعُ الكلامَ. قال رؤبة «13» :
بَلْعٌ إذا استنطقتني صموت
__________
(12) لم نهتد إلى الراجز. غير أن لرؤبة ما يقاربه، وهو قوله:
ما ملئوا أشداقه والمبلعا.
(13) ديوانه 26.(2/151)
باب العين واللاّم والميم معهما ع ل م، ع م ل، م ع ل، ل م ع مستعملات
علم: عَلِمَ يَعْلَمُ عِلْماً، نقيض جَهِلَ. ورجل علاّمة، وعلاّم، وعليم، فإن أنكروا العليم فإنّ الله يحكي عن يوسف إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ «1» ، وأدخلت الهاء في علامة للتّوكيد. وما عَلِمْتُ بخبرك، أي: ما شعرت به. وأعلمته بكذا، أي: أَشْعَرْتُه وعلّمته تعليماً. والله العالِمُ العَليمُ العلاّمُ. والأَعْلَمُ: الذي انشقّتْ شَفَتُه العُليا. وقوم عُلْمٌ وقد عَلِمَ عَلَماً. قال عنترة «2» :
تمكو فَريصَتُه كشِدْقِ الأعلَمِ
والعَلَمُ: الجبل الطّويل، والجميع: الأعلام. قال «3» :
قال ابنُ صانعةِ الزّروب لقومه ... لا أستطيعُ رواسيَ الأَعْلامِ
__________
(1) يوسف 55.
(2) ديوانه 24. وصدر البيت:
وخليل غانية تركت مجدلا
(3) لم نهتد إلى القائل. ولم نجد القول في غير الأصول.(2/152)
ومنه قوله [تعالى] : فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ
«4» *، شبه السّفن البحرية بالجبال. والعَلَمُ: الرّاية، إليها مجمعُ الجُند. والعَلَمُ: عَلَمُ الثّوبِ ورَقْمُه. والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ في الطّريق، ليكون علامةً يُهْتَدَى بها، شِبْه الميل والعَلامَة والمَعْلَم. والعَلَم: ما جعلته عَلَماً للشيء. ويُقرأ: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ «5» ، يعني: خروج عيسَى ع، ومن قرأ لعلم يقول: يعلم بخروجه اقتراب السّاعة. والعالَم: الطّمش، أي الأنام، يعني: الخلق كلّه، والجمع: عالَمون. والمَعْلَمُ: موضعُ العلامة. والعَيْلَمُ: البحر، والماء الذي عليه الأرض، قال «6» :
في حوض جيّاش بعيدٍ عَيْلَمُهْ
ويقال: العيلم: البئر الكثيرة الماء، قال «7» :
يا جَمَّةَ العَيْلَم لَنْ نُراعي ... أورد من كلّ خليفٍ راعي
الخليف: الطّريق. والعُلامُ: الباشِقُ. عُلَيْمٌ: اسمُ رجل.
عمل: عَمِلَ عَمَلاً فهو عاملٌ. واعتمل: عمل لنفسه. قال «8» :
إنّ الكريمَ وأبيك يَعْتَمِلْ ... إنْ لم يجد يوما على من يتكل
__________
(4) الشورى 32 والرحمن 24.
(5) الزخرف 61.
(6) (رؤبة) ديوانه 159 والرواية فيه: خسيف.
(7) لم نهتد إلى الراجز.
(8) بعض الأعراب، كما في الكتاب 1/ 443.(2/153)
والعمالة: أجر ما عمل لك. والمعاملة: مصدر عاملْته مُعامَلةً. والعَمَلَةُ: الذين يعملون بأيديهم ضروباً من العَمَل حَفْراً وطيناً ونحوه. وعاملُ الرُّمْحِ: دون الثّعلب قليلاً ممّا يلي السِّنان وهو صّدْرُه. قال «9» :
أطعَنُ النَّجلاء يَعْوي كَلْمُها ... عامل الثّعلب فيها مُرْجَحِنْ
وتقول: أعطِهِ أَجْرَ عملته وعمله. ويقال: كان كذا في عملة فلانٍ علينا، أي: في عمارته. ورجُلٌ عِمِّيلٌ: قويّ على العمل. والعَمولُ: القويُّ على العمل، الصابر عليه، وجمعه: عُمُلٌ. وأَعْمَلْتُ إليك المطيَّ: أَتْعبتُها. وفلان يُعْمِلُ رأيه ورُمْحَه وكلامه ونحوه [عَمِلَ به] «10» . والبنّاء يستعمل اللّبِنَ إذا بنَى. واليَعْمَلَةُ من الإبل: اسم مشتقّ من العمل، ويجمع: يَعْمَلات، ولا يقال إلاّ للأنثى، وقد يُجمع باليعامل، قال «11» :
واليَعْمَلاتُ على الوَنَى ... يَقْطَعْنَ بيداً بعدَ بيدِ
معل: مَعَلْت الخُصْيَةَ إذا استخرجتها من أرومتها وصَفَنِها.
__________
(9) لم نهتد إلى القائل.
(10) من المحكم لتوضيح المعنى. 2/ 127.
(11) لم نهتد إلى القائل فيما بين أيدينا من مصادر.(2/154)
لمع: لَمَعَ بثوبه يلمع لمعا، للإنذار، أي: للتحذير. وأَلْمَعَتِ النّاقةُ بذَنَبِها فهي ملمعة، و [هي] «12» مُلْمِعٌ أيضاً: قد لَحِقَتْ. قال لبيد بن ربيعة «13» :
أو مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأحْقَبَ لاحَهُ ... طَرْدُ الفُحول وزَرُّها وكِدامُها
ويقال: أَلْمَعَتْ إذا حملتْ، ويقال: ألْمَعَتْ إذا تحرَّك ولدُها في بطنها. وتلمَّع ضرعُها إذا تلوّن ألواناً عند الإنزال. قال أبو ليلى: يقال: لَمَعَ ضَرْعُها إذا ظهر. واللُّمَعُ: التّلميع في الحجر، أو الثّوب ونحوه من ألوانٍ شتَّى، تقول: إنّه لحجرٌ مُلَمّعٌ، الواحدة: لُمْعة. قال لبيد «14» :
مَهْلاً أبيت اللّعنَ لا تأكُلْ معَهْ ... إنّ استَهُ من بَرَصٍ مُلَمَّعه
يقول: هو منقّط بسواد وبياض. ويقال: لَمْعَة سوادٍ أو بياضٍ أو حُمرة. يَلْمَع: اسم البَرْق الخُلَّب. واليلمَعُ: السّراب. واليلمعُ: الملاّذُ الكذّاب، ويقال: ألْمَعِيٌّ، لغة فيه، وهو مأخوذ من السّراب قال أبو ليلى: اليَلْمَعيّ من القوم: الدّاعي الذي يَتَظَنَّى الأمور ولا يكاد يخطىء ظنّه، قال أوس بن حجر «15» :
__________
(12) زيادة من التهذيب 2/ 423.
(13) ديوانه 304، والرواية فيه: (ضربها) مكان (زرها) .
(14) ديوانه 343.
(15) ديوانه ص 53. والرواية فيه: الألمعي.(2/155)
اليَلْمَعيّ الذي يَظُنُّ بكَ الظّنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا واللِّماعُ جمعُ اللُّمْعَة من الكلأ. والْتمعْتُ الشيء ذهبتُ به، وأمّا قول الشاعر «16» :
أَبَرْنا منْ فَصيلتِهِمْ لِماعاً
أي: السّيّد اللاّمع، وإن شئت فمعناه. التمعناهم، أي: استأصلناهم.
__________
(16) (القطامي) ديوانه 36 والرواية فيه: فصيلته وصدر البيت:
زمان الجاهلية كل حي.(2/156)
باب العين والنّون والفاء معهما ع ن ف، ع ف ن، ن ع ف، ن ف ع، ف ن ع مستعملات
عنف: العُنْف: ضدّ الرفق. عَنَفَ يَعْنُفُ عَنْفاً فهو عنيفٌ. وعنّفته تعنيفاً، ووجدت له عليك عُنْفاً ومشقّة. وعُنْفُوانُ الشّباب: أوّل بهجته، وكذلك النّبات. قال «1» :
تلومُ امْرأً في عُنْفُوانِ شبابهِ ... وتتركُ أشياعَ الضّلالةِ حُيَّرا
وقال «2» :
وقد دعاها العُنْفُوان المخلس
واعتَنَفْتُ الشيءَ كرهتُه.
عفن: عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً فهو عَفِنٌ، وهو الشيء الذي فيه نُدُوَّةٌ يُحبس في موضع فيفسد فإذا مَسَسْتَه تفتّت. وعَفِنَ الخُبْزُ أيضاً إذا فسد وعشش.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) لم نهتد إلى الراجز.(2/157)
نعف: النَّعْفُ من الأرض: المكانُ المرتفع في اعتراض، ويقال: ناحية من الجبل، وناحية من رأسه. والرّجل ينتعِفُ إذا ارتقى نَعْفاً. قال العجّاج «3» :
والنَّعْفُ بين الأُسْحُمانِ الأطولِ
وقال رؤبة «4» :
بادرْنَ ريح مطر وبَرْقا ... وظلمة الليل نِعافاً بُلْقا
والنَّعْفُ: ذُؤابة النَعل. والنَّعَفَةُ: أَدَمَة تضطربُ خلْف مؤخّر الرّحْل.
نفع: النّفع: ضدّ الضَّرّ. نفعه نَفْعاً، وانتفعت بكذا. والنَّفْعة في جانبَي المزادة، يشقّ الأديمُ فيجعل في كلّ جانبٍ نَفْعة. نُفَيْعٌ: اسم رجل.
فنع: الفَنَعُ: نشرُ المسكِ ونَفْحَتُهُ، ونشرُ الثّناءِ الحسَن. يقال: له «5» فَنَعٌ في الجود، قال «6» :
وفروعٍ سابِغٍ أطرافُها ... عللتها ريح مسك ذي فَنَع
أي: ذي نَشْر. ومال ذو فَنَعٍ، وذو فَنَأٍ «7» ، أي: ذو كَثْرةٍ. والفنع أكثر وأعرف.
__________
(3) ديوانه 140، وفيه (عند) مكان (بين) .
(4) ليس في ديوانه.
(5) سقطت (له) من (ط) و (س) .
(6) (سويد بن أبي كاهل) . كما في التهذيب 3/ 4.
(7) في النسخ الثلاث: فناع، وهو تصحيف.(2/158)
باب العين والنّون والباء معهما ع ن ب، ع ب ن، ن ع ب، ن ب ع، مستعملات
عنب: رجل عانب: ذو عِنَب كثير، كما يقال: لابن وتامر، أي كثير اللّبن والتّمر، الواحدة: عِنَبَةٌ ويجمع أَعْناباً. والعُنّاب: ثَمَرٌ، والعُنَابُ الجبلُ الصغير الأسودُ. وظبيٌ عَنَبانٌ: نشيط، ولم أسمع للعَنَبانِ فِعلاً. قال «1» :
يشتدّ شدّ العَنَبانِ البارحِ
والعِنَبَةُ: قُرْحة تُعْرفُ بهذا الاسم. والعُنابُ: المطر، ويجمع أَعْنِبة.
عبن: العَبَنُّ [والعَبَنَّى] «2» : الجملُ الشّديدُ الجسيمُ. وناقةٌ عَبَنَّة وعَبَنّاة، ويُجمع: عَبَنَّيات. ورَجُلٌ عَبَنُّ الخلق: أي ضَخْمُه وجَسيمُه. قال حميد بن ثور «3» :
وفيها عَبَنُّ الخَلْقِ مختلف الشَّبا ... يقول المُماري طالَ ما كان مقرما
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) من التهذيب 3/ 7 من روايته عن الليث.
(3) ديوانه 32 والرواية فيه: (أمين) مكان (وفيها) .(2/159)
نعب: نَعَبَ الغُرابُ يَنْعَبُ نعيباً ونعَباناً، وهو صوته. وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نعّابة، أي: سريعة.
نبع: نَبَعَ الماءُ نَبْعاً ونُبُوعاً: خرج من العين، ولذلك سمّيت العين يَنْبوعاً. والنّبع: شجرٌ يُتَّخذُ منها القِسيّ. يُنابِعَى: اسم مكان ويجمع: يَنابِعات. قال «4» :
سقَى الرحمنُ حَزْنَ يَنابِعاتٍ ... من الجوزاء أنواء غزارا
__________
(4) لم نهتد إلى القائل.(2/160)
باب العين والنون والميم معهما ع ن م، ن ع م، م ع ن، م ن ع مستعملات
عنم: العَنَمُ: شجر من شجر السّواك، ليّن الأغصان لطيفها، كأنها بنان جارية. الواحدة: عَنَمة. ويقال: العَنَمُ: شوك الطّلح. والعَنَمةُ: ضَرْبٌ من الوزغ مثل العَظاية إلاّ أنّها أحسن منها وأشدّ بياضاً. قال رؤبة «1» :
يبدين أطرافاً لطافاً عَنَمُهْ
نعم: نَعِمَ يَنْعَمُ نَعْمةً فهو نَعِمٌ ناعمٌ بيّنُ المَنْعَم. قال «2» :
هذا أوانِي وأوانِكنَّهْ ... ليس النّعيم دائماً لكنَّهْ
والنَّعماءُ اسم النَّعمةِ. والنَّعيمُ: الخفضُ والدَّعة. والنِّعْمةُ: اليد الصّالحة، وأنعم الله عليه.
__________
(1) ديوانه 150.
(2) لم نهتد إلى الراجز.(2/161)
وجارية ناعمةٌ مُنَعَّمةٌ، وأَنْعَمَ الله بك عيناً، ونَعِمَ بك عيناً، أي: أقرّ بك عَيْنَ من تحبّ. وتقول: نُعْمَةُ عينٍ، ونعماء عين، ونُعام عَين. والنّعمة: المسرّة. ونعم الرّجلُ فلانٌ، وإنه لنعما وإنه لنعيم. نَعَمْ: كقولك: بَلَى، إلاّ أنّ نَعَمْ في جواب الواجب. والنُّعَامَى: اسم ريح الجنوب. قال «3» :
مَرَتْهُ الجَنُوبُ فلمْ يعترفْ ... خِلافَ النُّعامَى من الشَّام ريحا
والنَّعامُ الذَّكَرُ وهو الظّليم. والنّعامة: الخشبةُ المُعْتَرِضة على الرّجامين تتعلق عليها البكرة، وهما نعامتان. وزعموا أنّ ابن النَّعامة من الطُّرُقِ كأنّه مركبُ النَّعامة. قال «4» :
ويكون مركبُكِ القَعودُ ورَحْلَهُ ... وابنُ النَّعامَةِ عندَ ذلك مركبي
ويقال: ليس ابنُ النَّعامةِ هاهنا الطريق، ولكنّه صدرُ القَدَم. وهو الطّريقُ أيضاً. ويقال: قد خَفَّتْ نَعامَتُهم، أي: استمرّ بِهِمُ السّيرُ. والنَّعَمُ: الإِبلُ إذا كثرت. وزَعَم المفسّرون أنّ النَّعَمَ الشّاءُ والإبلُ، في قول الله عز وجلّ: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً «5» . والنَّعائِمُ: من منازِل القَمَر.. والأَنْعَمانِ: واديانِ. وتقول: دَقَقْتُهً دقّاً نِعِمّاً، أي زدته على الدّقّ. وأحْسَنَ وأَنْعَمَ، أي زاد على الإحسان.
__________
(3) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين 132. وفيه (النعامى) مكان (الجنوب) .
(4) (عنترة) ديوانه 33.
(5) الأنعام 142.(2/162)
يَنْعَمُ: حيّ من اليمن. نَعْمانُ: أرض بالحجاز أو بالعراق. وفلان من عَيْشِهِ في نُعْمٍ. نُعَيْمٌ ونُعمانُ: اسمان.
معن: أمْعَنَ الفرسُ ونحوه إمعاناً، إذا تباعد يعدو. ومَعَنَ يَمْعَنُ مَعْناً أيضا. والماعون يفسر بالزكاة والصّدقة. ويقال: هو أسقاط البيت، نحو الفَأْس، والقِدْر، والدلو.. مَعْنٌ: اسم رجل.
منع: مَنَعْتُه أَمْنَعُه مَنْعاً فامْتَنَعَ، أي: حُلتُ بينه وبين إرادته. ورجل منيع: لا يُخْلَصُ إليه، وهو في عزٍّ ومَنَعَةٍ، ومنعة- يخفّف ويثقّل، وامرأة منيعة: متمنّعة لا تُؤاتى على فاحشة، قد مَنُعَتْ مَناعةً، وكذلك الحصن ونحوه. ومَنُعَ مَناعةً «6» إذا لم يُرَمْ. [ومَناعِ بمعنى امنَعْ] «7» قال «8» :
مَناعِها من إبلٍ مَناعِها
__________
(6) من التهذيب 3/ 19 عن العين.
(7) من المحكم 2/ 146 لتقويم العبارة.
(8) لم يقع لنا الراجز، وهو من شواهد الكتاب 1/ 123.(2/163)
باب العين والفاء والميم معهما ف ع م يستعمل فقط
فعم: يقال: فَعُمَ فَعامَةً وفُعُومةً، فهو فَعْمٌ، أي: ملآن. قال كعب بن زهير «1» :
فَعْمٌ مُقَلَّدُها عَبْلٌ مُقَيَّدُها ... في خَلْقِها عن بناتِ الفَحْلِ تفضيل
وامرأة فعمة السّاق، فَعُمَتْ فَعَامَةً وفُعُومةً، أي: مستوية الكعب، غليظة السّاق. قال «2» :
فعم [مخلخلها] «3» وعث مؤزرها ... عذب مقبلها طعم السَّدا فوها
وأَفْعَمْتُ البيتَ بريحِ العُود. وافْعَوْعَمَ النّهر والبحر، أي: امتلأ. قال «4» :
مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذيّ مُنبعِقُ ... كأن فيه أكف القوم تَصطّفِقُ
يعني النّهر. وأفعمته فهو مُفْعَمٌ. وأفعمَ المِسْكُ البيتَ. وقوله في البيت الأول: طعم السَّدا: السَّدا: البلح.
__________
(1) ديوانه ص 10 والرواية فيه:
ضخم مقلدها نعم مقيدها
(2) المحكم 2/ 147 واللسان (فعم) .
(3) من المحكم 2/ 147 واللسان (فعم) . في النسخ الثلاث: (مقلدها) ولعله سهو.
(4) نسب في اللسان إلى (كعب) وليس في ديوان كعب بن زهير.(2/164)
باب العين والباء والميم معهما ع ب م يستعمل فقط
عبم: العبام: الرّجل الغليظ الخَلْقُ. في حمق عَبُمَ يَعْبُمُ عَبامَةً [فهو عَبامٌ] «1» . قال «2» :
فأنكرتُ إنكار الكريم ولم أكن ... كفَدْمٍ عَبامٍ سيل نسيا فجمجما
__________
(1) من التهذيب 2/ 21 عن العين.
(2) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على القول في غير الأصول.(2/165)
باب الثلاثي المعتل(2/167)
باب العين والهاء و (واي) معهما ع وهـ، هـ وع، هـ ي ع مستعملات
عوه: التّعويه والتّعريس: نومة خفيفة عند وجه الصّبح. عوّهت تَعْويهاً. قال رؤبة «1» :
شأزٍ بمن عَوَّهَ جَدْبِ المنطق ... تبدو لنا أعلامُهُ بعدَ الغَرَقْ
وتقولُ: عَوَّهْتُ بالجَحْشِ تعويهاً إذا دَعَوتَه لِيَلْحَقَ بك. تقول: عَوْهِ عَوْهِ. وعاهِ عاهِ: زجرٌ للإبل [لتحتبس] «2» وربّما قالوا: عَيْهِ عَيْهِ، وقد يقولون: عَهْ عَهْ، وعَهْعَهْتُ بها. وأَعاهَ الزَّرْعُ، وأعاهَ القومُ إذا أصابَ زرْعَهُم خاصّةً عاهةٌ وآفةٌ من اليَرَقان ونحوه فأفْسَدَهُ. قال: «3»
قذف المجنّبِ بالعاهاتِ والسَّقَمِ
وقال بعضُهم: عِيةَ الزَّرْعُ فهو مَعُوهٌ.
__________
(1) ديوانه 104.
(2) من التهذيب 3/ 22 في نقله عن العين.
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى تمام القول.(2/169)
هوع: هاعَ يَهُوعُ هَوْعاً وهُواعاً إذا جاءه القيء ومن غير تكلّف. قال «4» :
ما هاعَ عمرٌو حين أدْخَلَ حَلْقَهُ ... يا صاحِ ريش حمامة بل قاء
وإذا تكلّف ذلك قيل: تهوَّع، فما خرجَ من حلقِهِ فهو هُواعة. تقول: لأَهوِعَنَّهُ أَكْلَهُ، أي: لأَستخرجنّ من حَلْقِهِ ما أَكَلَ.
هيع: الهاعُ: سوء الحرص. هاعَ يَهاعُ هيعة وهاعاً. وقال بعضهم: هاع يَهِيعُ هُيُوعاً وهَيْعَةً وهَيَعاناً. وقال أبو قيس بن الأسْلَتِ «5» :
الكَيْسُ والقُوّةُ خيرٌ من الإشفاق ... والفَهّةِ والهاع
ورجلٌ هاعٌ، وامرأة هاعة إذا كان جباناً ضعيفاً. والهَيْعَةُ: الحَيْرَة. رجل مُتَهيّعٌ هائع، أي: حائر. وطريق مَهْيَعٌ، مَفْعَلٌ من التّهيُّعِ، وهو الانْبساطُ، ومن قال: فَعْيَل فقد أخْطأ، لأنه ليس في كلام العرب فعيل إلا وصدرُه مكسورٌ نحو: حِذْيَم وعِثْيَر. وبلَدٌ مَهْيَعٌ أيضاً، أي، واسع، قال أبو ذُؤَيب:
فاحْتَثَّهُنَّ من السَّواءِ وماؤه ... بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ مهْيَعُ
ويُجْمَعُ مهايع بلا همز.
__________
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) المحكم 2/ 151، واللسان (هيع) .(2/170)
والسّراب يَتَهَيَّعُ على وجهِ الأرضِ، أي: ينبسِطُ. تهيّع السّرابُ وانْهاع انهياعاً. والهَيْعَةُ: أرضٌ واسعةٌ مبسوطة. والهَيعةُ سَيَلانُ الشيءِ والمصبوبِ على وجهِ الأرضِ، هاعَ يَهِيعُ هيعاً. وماءً هائع. والرّصاص يَهيعُ في المِذْوَبِ.
وفي الحديث: كلّما سمع هيعةً طار إليها «6»
، أي: صوتاً يُفْزَع منه ويُخافُ، وأصله من الجزع.
__________
(6) اللسان (هيع) وتمام الحديث:
خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلّما سمع هيعةً طار إليها.
في (ط) : طاب وهو تصحيف.(2/171)
باب العين والخاء و (واي) معهما خ وع يستعمل فقط
خوع: الخَوْعُ: جبلٌ أبيض بين الجبال، قال رؤبة «7» :
كما يَلُوحُ الخوع بين الأجبال
__________
(7) نسب البيت في الصحاح واللسان (خدع) إلى (رؤبة) أيضا، وحكى اللسان عن ابن بري أنه (للعجاج) .(2/172)
باب العين والقاف و (واي) معهما ع وق، وع ق، ع ق و، ق ع و، وق ع، ع ق ي، ع ي ق مستعملات
عوق: عاقه فاعتاقَهُ وعوَّقَهُ في الكثرة والمبالغة يَعوقُهُ عَوْقاً. قال أبو ذؤيب «8» :
ألا هلْ إلى أُمِّ الخويلدِ مُرْسَلٌ ... بلى خالدٌ إن لم تَعُقْهُ العَوائِقُ
والواحدة: عائقة. وقال أميّة بن أبي الصلت:
تَعرِفُ ذاك النّفوس حتّى إذا هَمَّتْ بخيرٍ عاقت عوائقها
ورجل عُوقَةٌ: ذو تعويق وتربيث للنّاس عن الخير، ويجوز عَقاني في معنى عاقني على القلب قال «9» :
لَعاقَك عن دُعاءِ الذّئبِ عاقي
والعوق الذي لا خير فيه وعنده. قال رؤبة «10» :
__________
(8) ديوان الهذليين 151، والرواية فيه:
ألا هل أتى أم الحويرث ...
(9) اللسان (عوق) غير منسوب أيضا، وصدره:
فلو أني رميتك من قريب
(10) ديوانه 173.(2/173)
فَداكَ منهم كلُّ عَوْقٍ أصلدِ
والعَوَقَةُ: حيّ من اليمن. قال «11» :
إنّي امرؤ حنظليّ في أرومتها ... لا من عَتِيك ولا أخواليَ العَوَقَه
ويعوق: اسم صنم كان يعبد زمن نوح عليه السلام. وعُوقٌ والدُعُوجٍ. وعوق: موضع بالحجاز. قال «12» :
فعوق فرماح فاللوى ... من أهلِهِ قَفْرُ
ويقال: كان يعوق رجلاً من صالحي أهلِ زمانِهِ قبلَ نوحٍ. فلما مات جزع عليه قومُه فأتاهم الشيطان في صورة إنسان فقال: أمثله لكم في مِحْرابِكم حتى تروه كلّما صلّيتم. ففعلوا ذلك. وشيّعه من بعده من صالحيهم، ثم تمادى بهم الأمْرُ إلى أن اتخذوا تلك الأمثلة أصناماً يعبدونها من دون الله. وأمّا عيّق فمن أصواتِ الزّجر. عيّق يُعَيّق في صوته.
وعق: رجلٌ وعقة لعقة، أي: سيىء الخُلُق. ورجلٌ وَعِقٌ: فيه حِرْصٌ، ووُقوعٌ في الأمر بجهلٍ. تقول: إنه لَوَعِقٌ لَعِقٌ. قال رؤبة «13» :
مخافة الله وأَنْ يُوَعَّقا
أي: أن يقال: إنّك لَوَعِقٌ، وبه وعقة شديدة.
__________
(11) اللسان (عوق) وغير منسوب، ونسبه (التاج- عرق) إلى (المغيرة بن حيفاء) . ولعله (ابن حبناء) .
(12) اللسان (عوق) غير منسوب أيضا.
(13) ليس في ديوانه.(2/174)
والوَعيقُ: صوت يخرُجُ من حياء الدّابّة إذا مَشَتْ. وَعَقَتْ تَعِقُ، وهو بمنزلة الخَقِيقِ من قُنْب الذّكر. يقال: عُواق ووُعاق، وهو العَويقُ والوَعيقُ. قال «14» :
إذا ما الرّكبُ حلَّ بدارِ قومٍ ... سمعتَ لها إذا هَدَرَتْ عواقا
عقو: العَقْوَةُ: ما حولُ الدّارِ والمَحَلَّة. تقول: ما بعَقْوَةِ هذه الدّار أحدٌ مثل فلان، وتقولُ للأسَد ما يطور بعقوته أحد. والرّجلُ يحفر البئر فإذا لم ينبط من قعرها اعتقى يَمْنَةً ويَسْرةً، وكذلك إذا اشتقّ الإنسان في الكلام فيعتقي منه. والعاقي كذلك، وقلّما يقولون: عقا يعقو. قال «15» :
ولقد دربت بالاعتقاء ... والاعتقام فنلت نجحا
يقول: إذا لم يأته الأمر سهلاً عقم فيه وعقا حتّى ينجح.
قعو: القَعْو: شبه البَكْرة، وهو الدّموك يستقي عليها الطيّانون. قال «16» :
له صريفٌ صريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
ويقال: القَعْو: خشبتان تكونان كنّا في البكرة تضمّانه يكون فيهما المِحْوَر.
__________
(14) اللسان والتاج (عوق) غير منسوب فيهما أيضا.
(15) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(16) (النابغة الذبياني) ديوانه ص 6، وصدر البيت:
مقذومة بدخيس النحض بازلها(2/175)
والقَعا: رَدَّةٌ في رأسِ أَنْفِ البَعير، وهو أن تُشْرِفَ الأَرْنَبَة، ثم تقعي نحو القصبة. قِعيَ الرّجل قَعاً، وأَقْعَتْ أرنبتُه، وأَقْعَى أنفُه. ورجل أَقْعى وامرأةٌ قَعْواء وقد يقعي الرّجل في جلوسه كأنّه مُتَساندٌ إلى ظهْرِه. والذّئب يُقعي، والكلب يقعي. إقعاء مثله سواء، لأنّ الكلبَ يُقْعي على اسْتِه. والقَعْو: إرسالُ الفحل نفسَهُ على النّاقةِ في ضِرابِها. قَعا عليها يَقْعُو قُعُوّاً إذا أناخها ثم علاها.
وقع: الوَقْعُ: وَقْعَةُ الضَّرب بالشّيء. ووَقْعُ المطرِ، ووَقْعُ حوافِرِ الدّابَّةِ، يعني: ما يُسْمَعُ من وَقعِه. ويقال للطّير إذا كان على أرضٍ أو شجرٍ: هنّ وقوعٌ ووُقَّعٌ. قال الرّاعي:
كأنّ على أثباجها حين شوّلَتْ ... بأَذْنابِها قبّا من الطّيْر وُقَّعا
والواحد: واقعٌ. والنَّسْرُ الواقع سُمّي به كأنه كاسرٌ جناحيه من خلفه، وهو من نجوم العلامات التي يُهْتَدَى بها، قريب من بنات نَعش، بحيالِ النَّسْرِ الطّائر. والمِيقعةُ: المكانُ الذي يقَعُ عليه الطّائر. ويقال: وقعت الدّوابُّ والإبل، أي: ربضَتْ تشبيهاً بوقوع الطّير. قال «17» :
وَقَعْنَ وقوعَ الطّير فيها وما بها ... سوى جرّة يرجعنها متعلل
وقد وقَّعَ الدّهرُ بالنّاس، والواقِعةُ: النازلةُ الشَّديدةُ من صُروفِ الدّهْر، وفلانٌ وُقَعَةٌ في الناس، ووقّاعٌ فيهم [أي يغتابهم] «18» . ووَقَعَ الشيءُ يَقَعُ وقوعا، أي: هويا.
__________
(17) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(18) زيادة لتوضيح المراد.(2/176)
وواقعنا العدوّ، والاسم: الوقيعة. والوِقاعُ: المواقعة في الحرب. ووَقَعَ فلان في فلان، وقد أظهر الوقيعة فيه [إذا عابه] «19» . والوَقيعُ من مناقع الماء في متون الصخور. ووقائع العرب: أيّامُها التي كانت فيها حروبُهُمْ. والتَّوقيعُ في الكتاب: إلحاقُ شيءٍ فيه. وتوقّعتُ الأمرَ، أي: انتظرتُه. والتوقيع: رَمْيٌ قريبٌ لا تُباعِدُهُ كأنّك تُريدُ أن تُوقِعَهُ على شيء، وكذلك توقيع الإزكان، تقول: وَقِّعْ أي: ألقِ ظنّك على كذا. والتّوقيعُ: سَحْجٌ بأطرافِ عِظام الدّابّة من الرّكوب وربّما تحاصّ عنه الشَّعَرُ. قال الكميت «20» :
إذا هما ارتدفا نَصّا قعودهما ... إلى التي غبها التَّوْقيعُ والخَزَلُ
يقالُ: دابّة مُوَقَّعة. والتّوقيع: أثَرُ الرّحل على ظهر البعير. يقال: بعيرٌ موقّع، قال «21» :
ولم يُوَقَّعْ برُكوبٍ حَجَبُهْ
وإذا أصابَ الأرضَ مطرٌ مُتَفَرِّقٌ فذلك توقيع في نباتها. والتّوقيعُ: إقبال الصَّيْقَل على السيف يحدّده بميقعته، وربما وُقِّعَ بحَجَرٍ. وحافِرٌ وَقيعٌ: مقطّط السّنابك. والوقيعُ من السُّيوف وغيرها: ما شُحِذ بالجحر، قال يصف حافر الحمار «22» :
يركب قيناه وقيعا ناعلا
__________
(19) زيادة من نقول الأزهري عن العين 3/ 35 من التهذيب.
(20) ليس في مجموع شعر الكميت.
(21) التهذيب 3/ 35، اللسان (وقع) .
(22) (رؤبة) ديوانه 135.(2/177)
وقال الشّماخ يصف إبلاً حدادَ الأسْنانِ «23» :
يغادين العِضاه بمقنعات ... نواجذهن كالحدأ الوقيع
وقد وَقِعَ الرّجل يَوْقَعُ وَقعاً. إذا اشتكى قدميه من المشي على الحجارة. قال «24» :
كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذي الحافي الوَقِعْ
ووقَّعَتْهُ الحجارةُ توقيعاً، كما توقّع الحديدةُ تُشْحَذُ وتُسَنُّ. واستوقَع السَّيفُ: إذا أنَى له الشَّحْذُ. والميقَعَةُ: خَشَبَةُ القصّارين يُدَقُّ عليها الثياب بعد غسلها «25» . والتوقيع: أثر الدم والسحج. والتّوقيعُ بالظن شبه الحزر والتّوهُّم. والمَوْقِعُ: موضِعٌ لكلّ واقع، وجمعُه: مَواقِعُ. قال «26» :
أنا شُرَيْقٌ وأبو البلادِ ... في أبلٍ مصنوعة تلادِ
تربّعتْ مَواقِعَ العِهادِ
عقي: عقّيتم صبيّكم، أي: سقيتموه عَسَلاً، أو دواءً ليَسْقُطَ عنه عِقْيُهُ، وهو ما يخرج من بطن الصبيّ حين يولد، أسودُ لزجٌ كالغِراء. يقال: عقَى يَعْقي عَقْياً. والعِقْيانُ ذَهَبٌ ينبُتُ نَباتاً وليس مما يُذابُ من الحجارة. قال «27» :
كلّ قوم صيغه من آنك ... وبنو العبّاسِ عقيان الذّهب
__________
(23) اللسان (وقع) والرواية فيه: يباكرن.
(24) (جساس بن قطيب) ، اللسان (وقع) .
(25) في النسخ الثلاث: غسله.
(26) لم نقف على الرجز في غير الأصول.
(27) لم نقف عليه في غير الأصول.(2/178)
ويقال: عَقَّى بسهمه تعقيةً إذا رمى به بعد ما يستبعد العدوّ
. عيق: العيّوق: كوكبٌ بحيال الثّريّا إذا طلع عُلِمَ أنّ الثّريّا قد طلعت. قال «28» :
تراعى الثّريّا وعيّوقها ... ونجم الذّراعين والمرزم
وعَيُّوقٌ: فَيْعول، يحتمل أن يكون من (عيق) ومن (عوق) ، لأنّ الواو والياء فيه سواء.
__________
(28) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.(2/179)
باب العين والكاف و (واي) معهما ع ك و، وع ك، ك وع، وك ع مستعملات
عكو: عَكَوْتُ ذَنَب الدّابّةِ عَكْواً إذا عطفت الذَّنَب عند العُكوة، وعَقَدْتُهُ. والعُكْوَة: أصْلُ الذَّنَبِ، حيث عَرِيَ من الشَّعَر، ويقال: هو ما فضل عن الوَرِكَيْنْ من أصلِ الذَّنَبِ قدر قبضة. بِرْذَوْنٌ مَعْكُوٌّ، أي: معقودُ الذَّنَب. وجمعُ العُكْوَةِ: عُكىً. قال «1» :
هَلَكْتَ إن شَرِبْتَ في إكْبابِها ... حتّى تُوَلّيكَ عُكَى أذنابِها
وشاة عكواء إذا ابيضّ ذَنَبُها وسائِرُها أسود، ولو استعمل فعل [لهذا] «2» لقيل: عَكِيَ يَعكَى «3» فهو أَعْكَى، ولم أسمعْ له ذلك.
وعك «4» : الوَعْكُ: مَغْثُ المَرْض. وعكته الحُمّى، أي دكّته «5» وهي تَعِكُهُ. قال «6» :
__________
(1) اللسان (عكا) .
(2) زيادة اقتضاها السياق.
(3) من التهذيب في روايته عن الليث 3/ 39. في (ص) عكي عكى. وفي (ط) و (س) : عكا عكا.
(4) هذا من (س) فقد سقط كله من (ص) و (ط) .
(5) من التهذيب في حكايته عن الليث 3/ 43 في (س) دلكته. وهي محرفة عن دكته.
(6) لم نهتد إلى القائل.(2/180)
كأنّ به تَوْسيمَ حُمّى تصيبه ... طروقاً وأعباط من الورد واعك
ورجلٌ موعوك: محموم. وأوعكَتِ الكلابُ الصَّيدَ، أي: مرّغته. قال رؤبة في الكلاب والثّور «7» :
عوابس في وَعْكَةٍ تحت الوَعِكْ
أي: تحت واعكتها، أي: صوتها. والوَعْكَةُ: معركة الأبطال إذا أخذ بعضُهم بعضاً، وأَوْعَكَتِ الإبل إذا ازدحمت فركب بعضُها بعضاً عند الحوض، وهي الوَعْكَةُ. قال «8» :
نحن جلبنا الخيل من مرادها ... من جانب السّقيا إلى نضادها
فصبّحت كلباً على أحدادها ... وَعْكَة وردٍ ليس من أورادها
أي: لم يكن لها بورد، وكان وردها غير ذلك.
كوع: «9» : الكوع والكاع، زعم أبو الدّقَيْش أنهما طرفا الزندين في الذّراع ممّا يلي الرُّسغ. والكوع منهما طرف الزند الذي يلي الإبهام وهو أخفاهما، والكاعُ طرف الزند الذي يلي الخنصر، وهو الكرسوع.
__________
(7) ما في ديوان رؤبة هو قوله: ولم تزل في وعكة اليوم الوعك.
(8) لم نقع على الراجز. ولا على الرجز. وأثبتناه كما جاء في (س) .
(9) وهذا أيضا سقط من (ص) و (ط) وما أثبتناه فمن (س) .(2/181)
ورجلٌ أكوعُ وامرأة كوْعاء، أي: عظيم الكاع. قال «10» : دواحسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أكوعا ويقال: الكوعُ يَبسٌ في الرُّسغَيْن، وإقبال إحدى اليدين على الأخرى. بعيرٌ أكوع، وناقة كَوْعاء. كاعَ يكُوعُ كَوْعاً، وتصغير الكاع: كُوَيْع، وأكْوَعُ اسم رجل.
وكع: الوَكْع: ضربة العقرب بإِبرتها. قال «11» :
كأنّما يرى بصريح النصح وكع العقارب
والأوكع: المائل. والوَكَعُ: ميلانُ صدرِ القدم نحو الخِنْصِر، ورُبّما كان في إبهام اليد والرّجل، والنّعت: أوكع، ووَكْعاء، وأكثره في الإماء اللّواتي يكددْنَ بالعمل. ويقال: الأوكع والوكعاء: للأحمق [والحمقاء] «12» . وفرسٌ وَكِيعٌ. وَكُعَ يَوْكُعُ وَكَاعَةً، أي: صَلُبَ واشتدّ إهابُه. قال سليمان بن يزيد «13» :
عَبْلٌ وكيع ضليع مقرب أرن ... للمقربات أمام الخيل مفترق
وسقاء وَكِيعٌ: صُلْبٌ غليظٌ، وفَرْوٌ وكيعٌ: متينٌ. ومَزادةٌ وَكِيعةٌ: قُوِّرَتْ فأُلْقي ما ضَعُفَ من الأديم وبقي الجيّد فَخَرِزَ، والجميع: وكائع. واستوكع السّقاءُ متن واشتدت مخارزه بعد ما جعل فيه الماء «14» .
__________
(10) التهذيب 3/ 42 واللسان (كوع) غير منسوب أيضا.
(11) (القطامي) ديوانه ص 47 إلا أن الرواية فيه:
سرى في جليد الليل حتى كأنما ... تخزم بالأطراف شوك العقارب
(12) من التهذيب 3/ 42 فقد سقطت من النسخ الثلاث.
(13) التاج (وكع) - (سليمان بن يزيد العَدَويّ) .
(14) ما بين القوسين من (س) وقد سقط كله من (ص) و (ط) .(2/182)
باب العين والجيم و (واي) معهما ع ج و، ع وج، ج وع، وج ع، ع ي ج مستعملات
عجو: العجوة: تمرٌ بالمدينة، يقال: [إنّه] غرسه النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والأمّ تعجو وَلَدَها، أي: تؤخّر رضاعه عن مَواقيته، ويُورِثُ ذلك وَهَناً في جسمِه.. ومنه: المعاجاة، وهو ألا يكون للأمّ لبنٌ يُرْوِي صبيّها فتعاجيه بشيء تعلّله به ساعة. قال الأعشى «1» :
مشغقا قلبها عليه فما تعجوه ... إلاّ عُفافةٌ وفُواقُ
وكذلك إن ربّى الولدَ غيرُ أمّه. والاسم: العُجْوةُ، والفِعل: العَجْو، واسم الولد: عَجيٌّ، والأنثى عَجيّة والجميع: العُجايا. قال يصف أولاد الجراد «2» :
إذا ارتحلت عن منزلٍ خلّفتْ به ... عُجايا يحاثى بالتراب دفينها
__________
(1) ديوانه 221، وصدر البيت فيه:
ما تعادى عنه النهار ولا تعجوه............... .......
(2) التهذيب 3/ 45.(2/183)
ويروى: صغيرها. وإذا منع اللبن عن الرضيع، واغتذى بالطعام قيل: قد عُوجيَ. قال الإصبع «3» :
إذا شئتَ أبصرتَ من عَقْبِهِمْ ... يتامَى يُعاجَوْنَ كالأَذْؤُبِ
والعُجاية: عَصَبٌ مركّبٌ فيه فُصوص من عظام كأمثال فُصوص الخاتم عند رُسْغ الدّابّة، إذا جاع أحدهم دقّه بين فهرَيْن فأكله، ويُجمع: عُجايات وعُجىً. قال «4» :
شمّ العُجاياتِ يَتركْنَ الحصى زِيَماً
يصف أخفافها بالصّلابة، وعُجاياتها بالشّمم، وأشدّ ما يكون للدّابّة إذا كان أشمّ العُجاية.
عوج: عَوْجُ كلّ شيء: تعطّفه، من قضيب وغير ذلك. وتقول: عُجْتُه أَعُوجُهُ عَوْجاً فانعاج، قال «5» :
وانعاجَ عُودي كالشَّظيفِ الأَخْشنِ
والعِوَجُ الاسم اللازم منه الذي تراه العيون من خشب ونحوه، والمصدر من عَوِجَ يَعْوَجُ: العَوَجُ فهو أَعْوَجُ، والأنثى: عَوْجاء، وجمعه: عُوجٌ. قال أبو عبد الله: يقال من العِوَج: عَوِج يَعْوَجُ عَوَجاً، ومن العَوْج: اعوجّ اعوجاجاً [فهو مُعْوَجٌّ] وعوّجَ الشيءَ فهو مُعَوَّجٌ.
__________
(3) التهذيب 3/ 45 غير منسوب، ونسبه اللسان إلى (النابغة الجعدي) وقال: وأنشد الليث (للنابغة الجعدي) وذكر البيت.
(4) (كعب بن زهير) ديوانه 14 وعجز البيت:
لم يقهن رءوس الأكم تنعيل
(5) (رؤبة) ديوانه 161.(2/184)
والخيولُ الأعوجيّةُ منسوبة إلى فرس كان في الجاهلية سابقاً، ويقال: كان لغنيّ. قال طفيل «6» :
بناتُ الوَجيهِ والغُرابِ ولاحقٍ ... وأَعْوجَ تَنْمي نِسْبةَ المتنسِّبِ
ويقال: أعوجيّ من بنات أعوج. والعوج: القوائم من الخيل التي في أرجلها تحنيب. والعائج الواقف. والعاج: أنياب الفِيَلَة، لا يُسمّى غير النّاب عاجاً. وناقة عاج إذا كانت مذعان السّير، ليّنة الانعطاف. قال ذو الرّمة:
تقدُّ بيَ المَوْماةَ عاجٌ كأنّها
وإذا عجعجت بالناقةِ قلت: عاجِ عاجِ خفض بغير تنوين. وإن شئت جزمت على توهُّم الوقْف. وعجعجتُها: أنختها. وعُوج بنُ عُوقٍ، يقال: إنّه صاحبُ الصَّخرةِ، الذي قتله موسى عليه السّلام، ويقال: إنّه إذا قام كان السّحابُ له مئزراً، وكان من فراعنةِ مِصْر.
جوع: «7» الجوع: اسم جامعٌ للمخمصة. والفعل: جاع يجوع جوعاً. والنعت: جائع، وجَوْعان، والمجاعة: عامٌ فيه جوعٌ [ويقال: أجعته وجوّعته فجاع يجوع جوعاً] «8» فالمتعدي: الإجاعة والتجويع. قال «9» :
يُدْعَى الجُنَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ ... مُجَوَّعُ البطنِ كلابيُّ الخلق
__________
(6) اللسان (وجه) .
(7) سقطت هذه المادة وترجمتها من (ص) و (ط) .
(8) زيادة مكملة من التهذيب في روايته عن العين.
(9) التهذيب 3/ 50. وفيه: كان الجنيد..(2/185)
وجع: [الوَجَعُ: اسم جامع لكل مرض مؤلم. يقال:] «10» رجل وجِعٌ وقومٌ وجاعَى، ونسوة وَجَاعَى، وقوم وَجِعَونَ. وقد وَجِعَ فلانٌ رأسه أو بطنه، وفلانٌ يَوْجَعُ رأسه. وفيه ثلاث لغات: يَوْجَعُ، ويَيْجَعُ، وياجَعُ، ومنهم من يكسر الياء فيقول: يِيجَعُ وكذلك تقول: أنا إيجَعُ، وأنت تِيجَعُ «11» . والوجعاء: اسم الدّبر. ولغة قبيحة، منهم من يقول: وجع يجع. وتوجّعت لفلان إذا رثيتَ له من مكروه نزل به. ويقال: أوجعت فلاناً ضرباً، وضربته ضرباً وجيعاً، ويُوجِعُني رأسي.
عيج: العَيْجُ: شبهُ الاكتراث للشيء والإقبال عليه. تقول: عِجْتُ به يعيج عَيْجاً، ولو قيل: عيجوجة لكان صواباً، وما عِجْتُ بقوله: لم أَكْتَرِثْ. قال «12» :
فما رأيت لها شيئا أعيج به
__________
(10) ما بين المعقوفتين من التهذيب في روايته عن الليث.
(11) ما بين القوسين من (س) فقد سقط من (ص) و (ط) أيضا.
(12) التهذيب 3/ 52، واللسان (عيج) ، غير منسوب فيهما أيضا. وعجز البيت فيهما:
إلا الثمام وإلا موقد النار(2/186)
باب العين والشين و (واي) معهما ع ش و، ع ش ي، ع ي ش، ش ع و، ش وع، ش ي ع، وش ع مستعملات
عشو، عشي: العشو: إتيانك ناراً ترجو عندها خيراً وهدىً. عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّا. قال الحطيئة «1» :
متى تأتِهِ تعشو إلى ضَوْءِ نارِه ... تَجِدْ خَيْرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ
والعاشيةُ: كلُّ شيءٍ يعشو إلى ضوء نارٍ بالليل كالفَراشِ وغيره، وكذلك الإبل العواشي، قال «2» :
وعاشيةٍ حوشٍ بطانٍ ذَعَرْتُها ... بضربِ قتيلٍ وَسْطَها يَتَسَيَّفُ
وأوطأته عَشْوَة وعِشْوَةُ وعُشْوَةً- ثلاث لغات، وذلك في معنى أن تحملَه على أن يركب أمراً على غير بيانٍ. تقول: ركب فلانٌ عشوة من الأمر، وأوطأني فلان عَشْوةً، أي: حملني على أمرٍ غير رشيدٍ، ولقيته في عَشْوةِ العَتَمَة وعَشْوةِ السَّحَر. وأصله من عشواء اللّيل، والعشواء بمنزلة الظّلماء، وعَشْواء الليل ظلمته «3» .
__________
(1) ديوانه ص 249.
(2) البيت في اللسان (عشو) غير منسوب أيضا.
(3) هذه الفقرة مضطربة في النسخ الثلاث، فقومناها من نقول الأزهري عن العين.(2/187)
والعِشاءُ: أوّلُ ظلام اللّيلِ، وعشّيتُ الإبل فتعشّت إذا رعيتُها اللّيلِ كلَّه. وقولهم: عش ولا تغتر، أي: عش إبلك هاهنا، ولا تطلب أفضل منه فلعلّك تغترّ. ويقال: العواشي: الإبل والغنم تُرعَى باللّيل. العشيّ، آخر النّهار، فإذا قلت: عَشِيّة فهي ليومٍ واحد، تقول: لقيتُه عشيّةَ يوم كذا، وعشيّةً من العَشِيّاتِ، وإذا صغّروا العشيّ قالوا: عُشَيشِيان، وذلك عند الشَّفَى وهو آخر ساعة من النّهار عند مُغَيْرِبان الشّمس. ويجوز في تصغير عَشيّة: عُشَيَّة، وعُشَيشِيَة. والعَشاءُ ممدود مهموز: الأكلُ في وقت العشيّ. والعِشاءُ عند العامّة بعد غروب الشّمس من لدُنْ ذلك إلى أن يولّي صدر اللّيل، وبعض يقول: إلى طلوع الفجر، ويحتجّ بما ألغز الشّاعرُ فيه:
غدونا غدوة سحرا بليل ... عشاء بعد ما انتصف النهار.
والعَشَى- مقصوراً- مصدر الأعشَى، والمرأة عَشْواءُ، ورجال عُشْوٌ، [والأعشى] هو الذي لا يبصر باللّيل وهو بالنّهار بصير، وقد يكون الذي ساء بَصَرُه من غير عمىً، وهو عَرَض حادثٌ ربّما ذهب. وتقول: هما يَعْشَيانِ، وهم يَعْشَوْن، والنّساء يَعْشَيْنَ، والقياس الواو، وتعاشَى تعاشياً مثله، لأنّ كلّ واوٍ من الفعل إذا طالت الكلمة فإنّها تقلب ياءً. وناقةٌ عَشْواءُ لا تُبصِرُ ما أمامَها فَتَخْبِطُ كلَّ شيءٍ بيدها، أو تقعُ في بئرٍ أو وهْدةٍ، لأنّها لا تَتَعاهدُ موضعَ أخْفافِها. قال زهير:
رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ من تُصِبْ ... تمته ومن تخطىء يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وتقول: إنّهم لفي عَشْواء من أمرهم، أو في عمياء.(2/188)
وتعاشَى الرّجلُ في الأمر، أي: تجاهل. قال «4» :
تَعُدُ التّعاشِيَ في دينها ... هدىً لا تقبّل قُربانها
عيش: العيشُ: الحياةُ. والمعيشة: الّتي يعيش بها الإنسان من المطعم والمشرب، والعِيشة: ضربٌ من العيش، مثل: الجِلْسة، والمِشْية، وكلّ شيء يعاشُ به أو فيه فهو معاش، النّهار معاش، والأرض معاش للخلق يلتمسون فيها معايشهم. والعِيش في الشعر بطرح الهاء: العيشة. قال «5» :
إذا أمّ عِيشٍ ما تَحُلُّ إزارَها ... من الكَيْس فيها سورة وهي قاعد
بنو عيش: قبيلة، وإنّهم بنو عائشة، كما قال «6» :
عبد بني عائشة الهلابعا
وقال آخر «7» :
يا أمّنا عائش لا تراعي ... كلّ بنيك بطل شجاعِ
خَفَضَ العَيْنَ بشُفعةِ الكافِ المكسورة.
__________
(4) لم نهتد إليه.
(5) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(6) التهذيب 3/ 60 واللسان (عيش) .
(7) لم يستشهد به فيما بين أيدينا من مصادر.(2/189)
شعو: الشَّعْواءُ: الغارة الفاشية. وأشعى القومُ الغارة إشعاءً، أي: أشعلوها. قال «8» :
كيف نَوْمي على الفراش ولمّا ... تشملِ الشّامَ غارةٌ شَعْواءُ
شيع وشوع: الشُّوعُ: شجرُ البانِ، الواحدة: شُوعةٌ. قال الطّرمّاح «9» :
جَنَى ثَمَرٍ بالواديين وشُوعُ
فمن قال بفتح الواو وضمّ الشين: فالواو نسق، وشُوع: شجر البان، ومن قال: وشوع بضمهما، أراد: جماعةَ وَشْعٍ «10» ، وهو زهر البقول. والشَّيْعُ: مقدارٌ من العَدَد. أقمت شهراً أو شيْعَ شهرٍ، ومعه ألفُ رجلٍ، أو شَيْعُ ذاك. والشَّيْعُ من أولاد الأسد. وشاعَ الشّيءُ يَشِيعُ مَشاعاً وشَيْعُوعَةً فهو شائعٌ، إذا ظهر وأشعْتُهُ وشعْتُ به: أذعته. وفي لغة: أشعت به. ورجلٌ مِشْياعٌ مِذْياعٌ، وهو الذي لا يكْتُمُ شيئاً. والمُشايَعةُ: متابعتُك إنساناً على أمرٍ. وشَيَّعتُ النارَ في الحَطَبِ: أضرمتُه إضراماً شديداً، قال رؤبة «11» :
شدّا كما يشيّع التَّضْرِيمُ
__________
(8) لم نهتد إلى القائل، ولم نقف على القول في غير الأصول.
(9) ديوانه 295، وصدر البيت:
وما جلس أفكار أطاع لسرحها.
(10) في (س) : وشيع، وليس صوابا.
(11) اللسان (شيع) وهو غير منسوب.(2/190)
والشّياعُ: صوتُ قَصَبةِ الرّاعي. قال «12» :
حَنِين النّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ
وشيَّع الرّاعي في الشِّياعِ: نَفَخَ في القَصَبة. ورجل مُشَيَّعُ القَلبِ إذا كان شجاعاً، قد شُيّع قلبه تشييعاً إذا ركب كلَّ هولٍ، قال سليمان: «13»
مُشَيَّع القلبِ ما منْ شأنِهِ الفَرَقُ
وقال الرّاجز «14» :
والخزرجيُّ قلبُه مُشَيَّعُ ... ليس من الأمر الجليل يَفْزَعُ
والشِّيعةُ: قوم يتشيّعون، أي: يهوون أهواء قوم ويتابعونهم. وشيعةُ الرّجلِ: أصحابه وأتباعه. وكلّ قومٍ اجتمعوا على أمرٍ فهم شيعة وأصنافهم: شِيَع. قال الله [تعالى] : كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ
«15» . أي: بأمثالِهِمْ من الشِّيَعِ الماضية. وشَيَّعْتَ فلاناً إذا خرجت معَه لتُودِّعَه وتُبْلِغَه منزِلَهُ. والشِّياعُ: دعاءُ الإبل إذا استأخرت. قال «16» :
وألاّ تخلدَ الإبل الصّفايا ... ولا طول الإهابة والشِّياعِ
__________
(12) اللسان (شيع غير منسوب أيضا، ونسبه التاج إلى (قيس بن ذريح،) وصدره:
إذا ما تذكرين يحن قلبي
(13) لم نهتد إلى البيت، ولعل سليمان هذا هو سليمان بن يزيد العَدَويّ.
(14) لم نهتد إلى الراجز.
(15) سبأ 54.
(16) لم نقف على القائل.(2/191)
وشع: الوَشِيعَةُ: خَشَبَة يُلَفُّ عليها الغَزْلُ من ألوان الوَشْي، فكلُّ لفيفةٍ وَشِيعةٌ، ومن هنالك سُمِّيتْ قَصَبَةُ الحائكِ وَشِيعَة، لأنّ الغَزْلَ يُوَشَّعُ فيه. قال ذو الرّمة «17» :
به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَهُ ... كنَسْجِ اليَمانِي بُرْدَهُ بالوَشائِعِ
وقال «18» :
نَدْفَ القِياس القُطُنَ المُوَشَّعا
والوَشْعُ من زهر البقول: ما اجتمع على أطرافها، فهي وَشْعٌ ووُشُوع. وأَوْشَعَتِ البُقولُ خرجت زهرتها قبل أن تتفرق.
__________
(17) ديوانه 2/ 778.
(18) ديوانه 90.(2/192)
باب العين والضاد و (واي) معهما ع ض و، ع وض، ض وع، ض ي ع، ض ع و، وض ع
عضو: العُضْوُ والعِضْوُ- لغتان- كلّ عظم وافر من الجسد بلحمه. والعِضة: القطعة من الشيء، عضّيت الشيء عِضةً عِضةً إذا وزّعته بكذا، قال «1» :
وليس دين الله بالمُعَضَّى
وقوله تعالى: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
«2» ، أي: عضةً عضةً تفرقوا فيه فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
عوض: العِوَضُ معروف، يقال: عِضْتُه عِياضاً وعَوْضاً، والاسم: العِوَضُ، والمستعملُ التَّعويضُ عوّضتُه من هِبَته خيراً. واستعاضني: سألني العِوَضَ. عاوَضْتُ فلاناً بعَوَضٍ في البيع والأخذ فاعتَضْته مما أعطيته. عِياض: اسم رجل. وتقول: هذا عِياضٌ لك، أي: عِوَضٌ لك. عَوْضُ: يجري مجرى القَسَم، وبعض النّاس يقول: هو الدّهر والزّمان، يقول الرّجلُ لصاحبه: عَوْضُ لا يكون ذاك أبداً، فلو كان اسماً للزّمان
__________
(1) (رؤبة) ديوانه ص 81.
(2) الحجر 91.(2/193)
إذا لجرى بالتنوين، ولكنه حرفٌ يُرادُ به قَسَم، كما أنّ أجَلْ ونَحْوَها مما لم يتمكّن في التّصريف حُمِلَ على غير الإعراب. قال الأعشى:
رضيعَيْ لِبانٍ ثديَ أم تحالفا ... بأسحمَ داجٍ عَوْضَ لا تَتَفَرَّقُ
وتقول العرب: لا أفعل ذاك عَوْضُ، أي: لا أفعله الدّهر، ونصب عوض، لأنّ الواو حفزت الضّاد، لاجتماع السّاكنين.
ضوع، ضيع: ضاعَتِ الريحُ ضوعاً: نَفَحَتْ. قال «4» :
إذا التَفَتَتْ نحوي تضوّع ريحُها
ويقال: ضاعَ يَضُوعُ، وهو التَّضوُّر، في البكاء في شِدَّةٍ ورفعِ صوتٍ. تقول: ضَرَبَهُ حتّى تَضَوَّعَ، وتضوّر. وبكاءُ الصّبيّ تضوُّعٌ أكْثَرَهُ، قال «5» :
يَعِزُّ عليها رقبتي ويسوؤها ... بكاه فتثني الجيدَ أن يتضوّعا
وأضاعَ الرّجلُ إذا صارت له ضَيْعَةٌ يشتغِلُ بها، وهو بِمَضِيعَةٍ وبمَضيع إذا كان ضائعاً وأضاع إذا ضيّع. والضُّوَعُ: طائر من طير اللّيل من جنسِ الهامِ إذا أَحَسَّ بالصّباح صَدَحَ «6» . وضَيْعةُ الرّجلِ: حِرْفَتُه، تقول: ما ضَيْعَتُك؟ أي: ما حِرْفَتُك؟ وإذا أخذ الرّجلُ في أمور لا تَعنيه تقول: فَشَتْ عليك الضَّيعة، أي: انتشرتْ
__________
(4) (امرؤ القيس) ديوانه ص 15 وعجز البيت:
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
(5) (امرؤ القيس) ديوانه ص 241 وفيه (ريبتي) مكان (رقبتي) .
(6) من التهذيب 3/ 7 في نقله عن العين. في الأصول: صرخ ولعله تصحيف.(2/194)
حتّى لا تدري بأيّ أمرٍ تأخذ. وضاعَ عيالُ فلانٍ ضَيْعَةً وضِياعاً، وتركهم بمَضْيَعَةٍ، وبمَضِيعَةٍ وأضاعَ الرّجلُ عياله وضيعهم إضاعة ونضييعا، فهو مُضِيعٌ، ومُضَيِّع
ضعو: الضَّعْوَةُ: شَجَرٌ تكون بالبادية، والضَّعة أيضاً بحذف الواو، ويجمع ضَعَوات قال «7» :
مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجا
وقال يصف رجلاً شهوان اللّحم «8» :
تتوقُ باللّيل لشَحْمِ القَمعَه ... تثاؤبَ الذّئبِ إلى جنبِ الضّعة
وضع: الوضاعةُ: الضَّعَةُ. تقول: وَضُعَ [يَوْضُعُ] وَضاعة. والوضيعة: نحو وضائع كسرى، كان ينقل قوماً من بلادهم ويسكنهم أرضاً أخرى حتّى يصيروا بها وَضِيعَةً أبداً. والوَضيعةُ أيضاً: قوم من الجند يُجْعَلُ أسماؤهم في كورة لا يغزون منها. والوضيعةُ: ما تَضَعُه من رأسِ مالكَ. والخيّاط يُوضِّعُ القُطنَ على الثّوب توضيعاً قال «9» :
كأنَّه في ذرى عمائمهم ... موضع من مَنادِفِ العَطَبِ
وتقول: في كلامه توضيعٌ إذا كان فيه تأنيثُ كلامِ النِّساءِ.
__________
(7) (جرير) ديوانه 1/ 187.
(8) لسان العرب (قمع) غير منسوب.
(9) لم نهتد إلى القائل.(2/195)
والوَضْعُ: مصدرُ قولِك: وَضَعَ يَضَعُ. والدّابّة تضع السّير وضعاً [وهو سير دون] «10» . وتقول: هي حسنة الموضوع. وأوضعها راكبها. قال الله عزّ وجلّ: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ «11» . والمُواضَعَةُ: أن تُواضِعَ أخاك أمراً فتناظره فيه. وفلان وضعه دخوله في كذا فاتضع والتواضع: التذلل.
__________
(10) زيادة من التهذيب من روايته عن العين. لتوجيه العبارة وتوضيح المعنى.
(11) التوبة 47.(2/196)
باب العين والصاد و (واي) معهما ع ص و، ع ص ي، ع وص، ع ي ص، ص ع و، ص وع، وص ع، مستعملات
عصو، عصي: العصا: جماعة الإسلام، فمن خالفهم فقد شقّ عصا المسلمين. [والعصا: العود، أنثى] عصا وعَصَوان وعِصِيّ. وعَصِيَ بالسّيف: أخذه أخذ العصا، أو ضرب به ضربه بالعصا. وعصا يعصو لغة. قال «1» :
وإنَّ المشرفيةَ قد عَلِمْتُمْ ... إذا يَعْصَى بها النَّفرُ الكرامُ
والعصا: عرقوة الدّلو، والإثنان عَصَوانِ، قال «2» :
فجاءتْ بنَسْجِ العنكَبُوتِ كأنّما ... على عصويها سابري مشبرق
وإذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ، وأزمع المُقامَ قيل: ألقى عصاه، قال «3» :
فألقَتْ عصاها واستقرّت بها النَّوَى ... كما قرّ عيناً بالإياب المسافر
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) (ذو الرمة) ديوانه 1/ 496.
(3) التهذيب 3/ 77. المحكم 2/ 215 غير منسوب أيضا، ونسبه ابن بري، كما جاء في اللسان (عصا) إلى (عبد ربه السلمي) .(2/197)
وذهب هذا البيت مَثَلاً لكلّ من وافقه شيء فأقام عليه، وكانت هذه امرأة كلّما تزَّوجتْ فارقَتْ زَوْجَها، ثم أقامتْ على زوجٍ. وكانتْ علامةُ إبائها أنَّها لا تكشِفُ عن رأسها، فلمّا رضيت بالزّوْجِ الأخير، ألقتْ عصاها، أي: خمارها. وتقول: عَصَى يَعْصي عِصياناً ومَعْصية. والعاصي: اسم الفصيل خاصّة إذا عصى أمّه في اتّباعها.
عوص، عيص: العَوَص: مصدر الأَعْوص والعَويص. اعتاص هذا الشيء إذا لم يُمكِنْ. وكلام عَويصٌ، وكلمةٌ عَوْصاءُ. قال الرّاجز «4» :
يا أيها السائل عن عَوْصائها
وتقول: أَعْوَصْتُ في المنطق، وأَعْوَصْتُ بالخَصْمِ إذا أدخلت في الأمرِ ما لا يُفْطَنُ له، قال لبيد «5» :
فلقد أُعْوِصُ بالخَصْمِ وقد ... أملأُ الجَفْنَةَ من شَحْمِ القُلَلْ
واعتاصتِ النّاقةُ: ضَربَها الفَحْلُ فلم تحمِلْ من غَير علّة. والمَعِيص، كما تقول: المَنْبِت: اسمُ رجلٍ. قال «6» :
حتّى أنالَ عُصَيَّةَ بن مَعِيصِ
والعِيصُ: مَنْبِتُ خِيار الشَّجَرِ. قال «7» :
فما شجرات عيصك في قريش ... بعشات الفروع ولا ضواحي
__________
(4) لم نهتد إلى الراجز.
(5) ديوانه 177.
(6) البيت في التهذيب 3/ 81 واللسان (عيص) غير منسوب فيهما، وصدره:
ولأثأرن ربيعة بن مكدم
(7) (جرير) ديوانه 1/ 90.(2/198)
وأعياص قريش: كرامُهم يتناسبون إلى عِيص، وعيص في آبائهم عيص بن إسحاق، ويقال: عيصاً. وقيل: العِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ.
صعو: الصَّعو: صِغارُ العصافير، والأنثى: صَعْوة، وهو أحمر الرأس والجميع: الصِّعاء. ويقال: صَعْوةٌ واحدة وصَعْوٌ كثير، ويقال: بل الصَّعْو والوَصْع واحدٌ، مثل: جَذَبَ وجَبَذَ.
صوع: الصّواع: إناء يُشْرَبُ فيه. وإذا هيّأَتِ المرأةُ موضِعاً لنَدْفِ القطن قيل: صوَّعَتْ موضِعاً، واسم الموضع: الصّاعة. والكَمِيُّ يَصُوعُ أقرانَه إذا حازهم من نواحيهم. والرّاعي يَصوعُ الإبلَ كذلك. وانصاع القوم فذهبوا سراعاً وهو من بنات الواو، وجعله رؤبة من بنات الياء حيث يقول «8» :
فظلّ يكسوها الغُبارَ الأصْيَعَا
ولو ردّ إلى الواو لقال: أَصْوَعا. وتَصَوَّعَ النّباتُ إذا صار هَيْجاً. والتّصوّعُ: تَقَبُّضُ الشَّعر. والصّاعُ: مِكيالٌ يأخذ أربعةَ أمدادٍ، وهي من بنات الواو.
وصع: الوَصْعُ والوَصَعُ: من صغار العصافير خاصّة، والجمع: وِصْعانٌ،
وفي الحديث: إن العرش على مَنْكِبِ إسرافيل، وإنّه ليتواضع لله حتّى يصيرَ مثل الوَصَعِ «9» .
والوَصِيعُ: صوت العصفور.
__________
(8) ديوانه 90.
(9) المحكم 2/ 218، واللسان (وصع) .(2/199)
باب العين والسين و (واي) معهما ع س و، ع وس، ع ي س، س ع ي، س وع، س ي ع، ي س ع، وس ع، وع س
عسو: عسا الشّيخ يَعْسو عَسْوَةً، وعَسِيَ يَعْسَى عسىً إذا كَبِرَ، قال رؤبة «1» :
يهوُون عن أركانِ عزٍّ أَدْرَما ... عن صامل عاس إذا ما اصلخمما
قوله: عن صاملٍ، أي: عن عزٍّ كأنّه جبل صامل، أي: صُلْب. وعسا الليل: اشتدت ظلمته. قال «2» :
وأطعن اللّيلَ إذا اللّيل عسا
أي: أظلم. وعَسِيَ النبات يعسى عسى، إذا غلظ. قال الرّاجز يصف راعياً وإبلاً «3» :
فظل ينحاها ظماءً خمّسا ... أسعف ضرب قد عسا وقوّسا
عسَى في القرآنِ من الله واجبٌ، كما قال في الفتح وفي جمع يوسف وأبيه: عسَيْت، وعسِيت بالفتح والكسر، وأهلُ النّحوِ يقولون: هو فعل
__________
(1) ديوانه 184.
(2) العجاج ديوانه 129، والرواية فيه: غسا بالعين المعجمة. وعسا وغسا بمعنى.
(3) لم نقف على الراجز، ولا على الرجز في غير الأصول.(2/200)
ناقص، ونقصانه أنك لا تقول منه فَعل يَفْعلُ، و (ليس) مثله، ألا ترى أنك تقول: لَسْتُ ولا تقول: لاس يَليس. وعسَى في الناس بمنزلة: لعلّ وهي كلمة مطمعة، ويستعملُ منه الفعل الماضي، فيقال: عَسَيْت وعَسَيْنا وعَسَوْا وعَسَيا وعسَيْنَ- لغة- وأُمِيتَ ما سواه من وجوه الفعل. لا يقال يفعل ولا فاعل ولا مفعول
. عوس: العَوْس والعَوَسانُ: الطَّوَفان باللّيل. والذّئْبُ يَعُوسُ: يَطْلُبُ شيئاً يأكلُه. والأعوس الصيقل، ويقال لكلّ وصّافٍ للشيء: هو أَعْوَسُ وصّافٌ، قال جرير «4» :
يا ابن القُيُونِ وذاكَ فِعْلُ الأَعْوَسِ
عيس: العَيَسُ: عَسْبُ الجملِ، أي: ضرابه. والعَيَسُ والعِيسَةُ: لونٌ أبيضُ مشرب صفاءً في ظُلْمة خفيّة. يقال: جملٌ أَعْيَسُ، وناقة عَيْساء. والجمعُ: عِيسٌ قال رؤبة «5» :
بالعيس تمطوها قياقٍ تَمْتَطي
والعَرَبُ خصّت بالعيس عِراب الإبلِ البيض خاصّة. وبناء عِيسَةٍ: فُعْلة على قياس كُمْتَةٍ وصُهْبَة، ولكنْ قَبُح الياءُ بعد الضّمّة فكُسِرَتِ العين على الياء. ظبيٌ أعيس. وعيسَى: [اسم نبي الله صلوات الله عليه] «6» يجمع: عِيسُونَ بضمّ السّين، والياء «7» ساقطة، وهي زائدة، وكذلك كلّ ياء زائدة في آخر
__________
(4) ديوانه ص 359 (صادر) غير أن الرواية فيه غير ذلك، فالشطر في الديوان: وذاك فعل الصيقل فالروي لام.. إلا أن يكون الشطر لغير جرير.
(5) ديوانه 84.
(6) زيادة من التهذيب 3/ 94 من روايته عن العين.
(7) يعني الألف في آخره المرسومة ياء.(2/201)
الاسم تسقط عند واو الجمع، ولم تعقب فتحة. فإن قلت: ما الدليل على أن ياء عيسى زائدة؟ قلت: هو من العَيَس، وعيسى شبهُ فُعلَى، وعلى هذا القياس: مُوسَى.
سعي: السَّعْيُ: عَدْوٌ ليس بشديد. وكلُّ عملٍ من خيرٍ أو شَرٍّ فهو السَّعْيُ. يقولون: السّعيُ العملُ، أي: الكسب. والمسْعاة في الكَرَم والجود. والسّاعي: الذي يُوَلّى قَبْضَ الصَّدَقات. والجمع: سعاةٌ قال:
سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيف لو قد سعى عمرٌو عقالَينْ
والسِّعاية: أن تَسعَى بصاحبك إلى والٍ أو مَنْ فوقَه. والسِّعاية: ما يُسْتَسْعَى فيه العبدُ من ثَمَنِ رقَبتِه إذا أُعْتِق بعضُه، وهو أن يكلَّفَ من العَملِ ما يُؤدّي عن نفسِه ما بقي.
سوع: سُواعٌ: اسم صَنَمٍ في زمن نوح فَغَرَّقَهُ الطُّوفانُ، ودَفَنَهُ، فاستثاره إبليسُ لأهْلِ الجاهليّةِ فكانوا يعبدونه من دون الله عزّ وجلّ. والسّاعة تُصغّر سُوَيْعة، والسّاعة القيامة.
سيع: السّيعُ الماء الجاري على وجه الأرض. تقول: قد انساعَ إذا جرى. وانساعَ الجَمَدُ إذا ذابَ وسالَ. قال «9» :
من شِلّها ماءُ السراب الأسيعا
__________
(9) (رؤبة) - ديوانه 89. والرواية فيه: ترى بها ماء السراب الأسعيا.(2/202)
والسياعُ تطيينُك بالجَصِّ أو الطّينِ، أو القِير، كما تُسَيّعُ به الحبّ أو الزّق أو السُّفُن تَطْليه طلْياً رفيقاً. قال يُشَبِّهُ الخَمْرَ بالوَرْسِ «10» :
كأنّها في سِياعِ الدَّنِّ قِندِيد
يجوزُ في السّين النَّصب والكسر. والمِسْيَعَةُ: خَشَبةٌ مُمَلَّسَةٌ يُطَيَّنُ بها. والفعل: سَيَّعْتُه تَسييعاً، أي: تطييناً. والسِّيَاع: شجر البان، وهو من شجرِ العِضاه، ثَمَرتُهُ كهيئةِ الفُسْتُق، ولِثاهُ مِثْلَ الكُنْدُر إذا جَمَد.
يسع: اليَسَع: اسم من اسماء الأنبياء، والألف واللام زائدتان.
وسع: الوُسْعُ: جِدةُ الرَّجلِ، وقدرة ذات يده. تقول: انفِقْ على قَدْرِ وُسْعِك، أي: طاقتك. وَوَسُعَ الفرس سَعَةً ووَساعَةً فهو وَساعٌ. وأَوْسَعَ الرّجل: إذا صارَ ذا سَعَةٍ في المال، فهو مُوسِعٌ وإنّه لذو سَعَةٍ في عيشه. وسَيْرٌ وَسِيعٌ ووَساعٌ. ورحمة الله وسعت كل شيء، وأَوْسَعَ الرّجُلُ صار ذا سعة في المال. وتقول: لا يَسَعُكَ، أي: لَسْتَ منهُ في سَعَةٍ.
وعس: الوَعْسُ: رملٌ أو غيره، وهو أعظم من الوعساء. والوَعْسُ: الرّملُ الذي تغيبُ فيه القوائم. والاسم: الوعساء وإذا ذكّروا قالوا: أوعسُ. قال العجاج يصف العَجُزَ «11» :
ومَيْسَنا نِيًّا لها مُمَيّسا ... ألبس دعصاً بين ظهري أوعسا
__________
(10) في اللسان والتاج (سيع) غير منسوب وغير تام.
(11) ديوانه 127.(2/203)
والمِيعاسُ: المكان الذي فيه الوَعْسُ في قول جرير «12» :
حيّ الهِدَمْلَة من ذاتِ المواعيس
والمُواعَسَةُ: ضربٌ من سير الإبل في السّرعة يقولون: تَوَاعَسْنَ بالأعناق، إذا سارت ومدّت أعناقها في سعة الخطو، قال الشاعر «13» :
كَمِ اجْتَبْنَ من ليلٍ إليك وواعَسَتْ ... بنا البِيدَ أعناق المهاري الشعاشع
__________
(12) ديوانه 249 (صادر) وعجز البيت:
فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس
(13) المحكم 2/ 219، اللسان (وعس) .(2/204)
باب العين والزاي و (واي) معهما ع ز و، ع ز ي، ع وز، وع ز، ز وع، وز ع مستعملات
عزو، ع ز ي: العِزَةُ: عصبةٌ من النّاس فوقَ الحِلَقَة، والجماعةُ: عِزُونَ، ونقصانُها واو. وكذلك الثُّبة. قال في الحيّة «1» :
خُلِقَتْ نواجذُه عِزينَ ورأسُه ... كالقُرص فُلْطِحَ من طَحينِ شعيرِ «2»
وعَزِيَ الرّجلُ يَعْزَى عزاءً، ممدود. وإنّه لَعَزِيٌّ صبور. والعَزاءُ هو الصّبرُ نفسه عن كلّ ما فقدت ورزئت، قال «3» :
ألا مَنْ لِنَفْسٍ غاب عنها عزاؤها
والتّعزّي فعلُهُ، والتّعزِيَةُ فعلك به قال «4» :
وقد لمت نفسي وعزّيتها ... وباليأس والصبر عزّيتُها
والاعتزاءُ: الإتّصالُ في الدَّعْوَى إذا كانت حرب، فكل مَنِ ادَّعَى في شِعارِه أنا فلانُ بنُ فلانٍ: أو فلان الفلانيّ فقد اعتزَى إليه. وكلمةٌ
__________
(1) اللسان (عزا) وهو منسوب فيه إلى (ابن أحمر البجلي) .
(2) في النسخ (عجين) مكان شعير.
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.
(4) لم نهتد إليه في غير الأصول.(2/205)
شنعاءُ من لغة أهل الشِّحْر، يقولون: يَعْزى لقد كان كذا وكذا، ويَعْزيكَ ما كان ذلك، كما تقول: لعمري لقد كانَ كذا وكذا، ولعَمْرُكَ ما كانَ ذاك. وتقول: فلان حسَنُ العِزْوَةِ على المصائب. والعِزْوَةُ: انتماءُ الرّجلِ إلى قومه. تقول: إلى مَنْ عِزْوَتُكَ، فيقول: إلى تميم.
عوز: العَوَزُ أن يُعْوِزَك الشيء وأنت إليه مُحتاجٌ، فإذا لم تجدِ الشيء قلت: أعوزني «5» . وأَعْوَزَ الرّجلُ ساءتْ حالُه. والمِعْوَزُ والجمع مَعاوِز: الخِرَقُ التي يُلَفُّ فيها الصّبيّ ... قال حسان بن ثابت «6» :
وموءودةٍ مقرورةٍ في مَعاوزٍ ... بآمَتِها مَرْموسَةٍ لم تُوَسَّدِ
ورواية عبد الله: منذورة في معاوز. وكلّ شيءٍ لزِمَهُ عيبٌ فالعيب آمَتُهُ، وهي في هذا البيت: القلفة.
وعز: الوَعْزُ: التَّقدِمَةُ. أوعزت إليه، أي: تَقَدَّمْتُ إليه ألاّ يَفْعَل كذا، قال «7» :
قد كنت أَوْعَزْتُ إلى علاء ... في السر والإعلانِ والنَّجاء
النَّجاءُ من المناجاة.
__________
(5) في (ص) و (ط) : عوز وما أثبتناه فمن (س) .
(6) في (ص) : (مفروضة) وفي (ط) (مفروزة) وفي (س) : (معزوة) مكان (مقرورة) . وفي (ص) و (ط) : (بأمتها) وفي س (بامتها) مكان (بآمتها) . وفي (ط) مرمرسة، وفي (س) مرسومة والصواب ما أثبتنا من (ص) والمحكم 2/ 221 واللسان (عوز) .
(7) المحكم 2/ 222، واللسان (وعز) غير منسوب، والرواية فيهما (وعزت) .(2/206)
زوع: الزَّوع: جَذْبُك النّاقة بالزّمام لِتَنْقاد. قال ذو الرّمة «8» :
ومائلٍ فوقَ ظهرِ الرّحْلِ قلتُ له: ... زُعْ بالزّمام وجَوْزُ اللّيل مَرْكومُ
وقال في مثل للنّساء «9» :
ألا لا تبالي العِيسُ من شدِّ كُورِها ... عليها ولا من زاعها بالخزائم
وزع: الوزع: كفُّ النَّفْس عن هواها. قال «10» :
إذا لم أزع نفسي عنِ الجَهلِ والصِّبا ... لِينفَعَها عِلْمي فقد ضَرَّها جَهْلي
والوَزوع: الوَلوع. أُوزِع بكذا، أي: أوِلع.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله موزَعاً بالسّواك،
والتَّوزيع: القِسْمة: أن يقسموا الشيء بينهم من الجزور ونحوه، تقول: وزّعتُها بينهم، وفيهم، أي: قسّمتها. وَزُوع: اسم امرأة. والوازعُ: الحابسُ للعسكر. قال عزّ وجلّ: فَهُمْ يُوزَعُونَ
«11» * أي: يُكَفُّ أوّلُهم على آخرهم. وقوله عزّ وجلّ: أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
«12» *، أي: أَلْهِمْني.
__________
(8) ديوانه 1/ 420 والرواية فيه: وخافق الرأس مثل السيف ...
(9) (ذو الرمة) ديوانه 3/ 1915 (ملحق الديوان) .
(10) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(11) النمل 17.
(12) النمل 19.(2/207)
باب العين والطّاء و (واي) معهما ع ط و، ط وع، ع ي ط، ي ع ط مستعملات
عطو: العَطاء: اسمٌ لما يُعْطَى، وإذا سمّيت الشيء بالعطاء من الذّهب والفضّة قلت: أَعْطِيَة، وأَعْطِيَات: جمع الجمع. والعَطْوُ: التّناوُلُ باليدِ. قال امرؤ القيس «1» :
وتَعْطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مَساويكُ إسْحِلِ
والظّبيُ العاطي: الرافع يديه إلى الشّجرة ليتناول من الورق. قال «2» :
تحكُّ بقَرنَيْها برير أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغُصْنُ طالَها
يقال: ظبيٌ عاطٍ، وعَطُوٌّ، وجَدْيٌ عطوٌّ، ومنه اشتُقَّ الإعطاءُ. والمُعاطاةُ: المُناوَلَةُ. عاطى الصبيُّ أهلَه إذا عَمِلَ لهم وناولَ ما أرادوا. والتَّعاطي: تناولُ ما لا يحقّ. تعاطَى فلان: ظلمك، قال الله عزّ وجلّ: فَتَعاطى فَعَقَرَ «3» ، قالوا: قام الشّقيّ على أطرافِ أصابع رجلَيْه، ثمّ رفع يدَيْه فضربَها فعقرها،
__________
(1) ديوانه 17.
(2) لم نهتد إلى القائل.
(3) القمر 29.(2/208)
ويقال: بل تَعاطيهِ جُرْأتُهُ، كما تقول: تعاطى أمراً لا ينبغي له.. والتَّعاطي أيضاً في القُبَل.
طوع: طاع يَطُوع طوعاً فهو طائع. والطَّوْعُ: نقيض الكَرْه، تقول: لَتَفْعَلَنَّهُ طوعاً أو كَرْهاً. طائعاً أو كارِهاً، وطاع له إذا انقاد له. إذا مضَى في أمرك فقد أطاعك، وإذا وافقك فقد طاوعك. قال يصف دلواً «4» :
أحلِفُ بالله لَتُخْرِجِنَّهْ ... كارِهةً أو لتطاوِعِنَّهْ
أو لَتَرينَّ بيَ المُرِنَّهْ
أي: الصّائحة. والطّاعة اسم لما يكون مصدره الإطاعة، وهو الإنقياد، والطّواعِيَةُ اسم لما يكون مصدره المطاوعة. يقال: طاوعتِ المرأة زوجَها طَواعيةً حَسَنةً، ولا يقال: للرعيّة ما أحسن طَواعِيَتَهُم للرّاعي، لأنَّ فعلَهم الإطاعة، وكذلك الطّاقة اسم الإِطاقة والجابة اسم الإِجابة، وكذلك ما أشْبَهَهُ، قال «5» :
حَلَفْتُ بالبيتِ وما حَوْلَهُ ... من عائذٍ بالبيت أَوْ طاعي
أراد: أو طائع فقلبه، مثل قِسِيّ، جعل الياء في طائع بعد العين، ويقال: بل طرح الياءَ أصلاً، ولم يُعِدْها بعد العين، إنّما هي: طاع،
__________
(4) لم نهتد إلى الراجز.
(5) المحكم 2/ 224. واللسان (طوع) .(2/209)
كما تقول: رجلٌ مالٌ وقال، يراد به: مائل، وقائل، مثل قول أبي ذؤيب «6» :
وسوّد ماءُ المَرْدِ فاها فلونُهُ ... كلَوْنِ الرَّمادِ وهي أدماءُ سارُها
أي: سائرها. وقال أصحابُ التّصريف: هو مثل الحاجة، أصلها: الحائجة. ألا ترى أنّهم يردّونها إلى الحوائج، ويقولون: اشتُقّت الاستطاعة من الطّوع. ويقال: تَطاوَعْ لهذا الأمر حتّى تستطيعه. وتطوّع: تكلّف استطاعته، وقد تطوّع لك طوعاً إذا انقاد، والعرب تحذف التّاء من استطاع، فتقول: اسطاع يَسطيع بفتح الياء، ومنهم من يضمّ الياء، فيقول: يُسْطِيعُ، مثل يُهريق. والتَّطوُّعُ: ما تبرّعت به ممّا لا يلزمك فريضته. والمُطّوِّعة بكسر الواو وتثقيل الحرفين: القوم الذين يتطوّعون بالجهاد يخرجون إلى المُرابَطات. ويقال للإبل وغيرها: أطاعَ لها الكلأ إذا أصابتْ فأكلَتْ منه ما شاءت، قال الطرمّاح «7» :
فما سرحُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِهِ
والفَرَس يكون طوعَ العِنانِ، أي: سَلِس العِنانِ. وتقول: أنا طَوْعُ يدِكَ، أي: منقادٌ لكَ، وإنَّها لطوعُ الضّجيع. والطّوْعُ: مصدرُ الطائعِ. قال «8» :
طَوْعَ الشَّوامِتِ مِنْ خوف ومن صرد
__________
(6) ديوان الهذليين ص 24، والرواية فيه: كلون النوور.
(7) ديوانه، ص 295 والرواية فيه: فما جلس أبكار ... وعجز البيت:
جَنَى ثَمَرٍ بالواديين وشُوعُ
(8) النابغة ديوانه ص 8 وصدر البيت:
فارتاع من صوت كلاب فبات له(2/210)
عيط: جملٌ أَعْيَطُ، وناقةٌ عَيْطاء: طويلُ الرّأسِ والعُنُقِ. وتُوصَفُ به حُمُر الوَحْشِ. قال العجّاج يصفُ الفَرَس بأنّه يعقر عليه «9» :
فهو يكب العيط منها للذقن
وكذلك القَصْرُ المنيف أَعْيَطُ لطوله، وكذلك الفأرة عَيْطاء. قال «10» :
نحنُ ثقيفٌ عِزُّنا منيعُ ... أَعْيَطُ صعْبُ المرتَقَى رفيع
واعتاطت النّاقة إذا لم تَحْمِلْ سنوات من غير عقر، وربّما كان اعتياطها من كثرة شحمها، وقد تعتاط المرأة أيضاً. وناقةٌ عائط، قد عاطت تعيط عياطاً في معنى حائل. ونُوقٌ عِيطٌ وعوائطُ. والتعيّط: تنبّع الشيء من حجرٍ أو عود يَخْرُجُ منه شِبْهُ ماءٍ فيُصَمَّغُ، أو يَسِيلُ. وذِفْرَى الجَمَل يَتَعَيَّطُ بالعَرَق الأسود. قال «11» :
تعَيَّطُ ذِفراها بجَوْنٍ كأنّه ... كُحَيْلٌ جَرَى من قُنْفُذِ اللّيتِ نابعُ
وقال في العائط بالشحم «12» :
قدّد من ذات المدكّ العائط
وعِيطِ: كلمة يُنادَى بها الأشِرُ عند السُّكر، ويُلْهَجُ بها عند الغلبة، فإذا لم يَزِدْ على واحدة مدّه وقال: عيَّط، وإن رجّع قال: عطعط.
__________
(9) ليس في ديوانه، ولم نقف عليه في غير الأصول.
(10) لم نهتد إلى الراجز.
(11) (جرير) ديوانه 290 (صادر) والرواية فيه: تغيض مكان تعيط. وفي النسخ: (الليل) مكان (الليت) .
(12) هذا من (س) ، ولم يتبين لنا معناه. أما (ص) و (ط) فالعبارة فيهما أكثر اضطرابا فقد جاءت العبارة فيهما: قال في العائط: وبالشحم قد دمها نيها وبالمد [بياض] العائط.(2/211)
يعط: يَعاطِ: زجرُك الذّئبَ إذا رأيته. قلت: يَعاطِ يَعاطِ. ويقال: يَعَطْتُ به، وأَيْعَطْتُ به، وياعَطْتُه. قال «13» :
صُبَّ على شاءِ أبي رِباطِ ... ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأمْراطِ
يدنو إذا قيلَ له: يَعاطِ
وبعض يقول: يِعاط، وهو قبيحٌ، لأنَّ كسر الياء زاده قبحاً، وذلك أنّ الياء خُلِقَتْ من الكسرة، وليس في كلامِ العربِ فَعال في صدرها ياء مكسورة في غير اليِسار بمعنى الشّمال، أرادوا أن يكون حذوهما واحداً، ثم اختلفوا فمنهم من يهمز، فيقول: إسار. ومنهم من يفتح الياء فيقول: يَسار، وهو العالي من كلامهم.
__________
(13) التهذيب 3/ 107 واللسان (يعط) .(2/212)
باب العين والدّال و (واي) معهما ع د و، ع ود، د ع و، وع د، ود ع، يدع
عدو: العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً، وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً «1» على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والعداء، والعدوى والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء.
وفي الحديث: لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ «2»
أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم.
__________
(1) الأنعام 108.
(2) اللسان (عدا) .(2/213)
وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ من المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:
وعادك أن تلاقيها العداء
أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك، فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال «3» :
إنّي عداني أن أزورميا ... صهب تغالى فوق نيّ نيّا
والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال «4» :
فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ
وقال «5» :
يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ
يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طواره.
__________
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(4) (امرؤ القيس) ديوانه ص 52، وعجز البيت:
وبين شبوب كالقضيمة قرهب
(5) الشطر في التهذيب 3/ 114 واللسان (عدا) غير منسوب، وفي الأصول منسوب إلى (رؤية) ، وليس له.(2/214)
ويقال: الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى العَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع [على أفعال فيقال] أعداء النهر، وأعداء الطريق. والتَّعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة «6» :
مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ
والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ [في الرِّجْلِ] «7» . قال بعضهم: هو من العَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة «8» :
فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ
وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً،
__________
(6) ديوانه 1/ 384 والرواية فيه (الدار) مكان (النأي) . وصدر البيت فيه:
هام الفؤاد لذكراها وخامره
(7) زيادة من التهذيب 3/ 118. لتوضيح المعنى.
(8) ديوانه ص 5.(2/215)
والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك. والمرأتان عدوتاك، والنسوة عداوتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. [وتجمع العَدوّة على] عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال «9» :
عَذيرَ الحيِّ من عدوان ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ
والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك «10» :
تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز ... نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمز
والعداوء: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ «11» :
وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا
والعُدوة: صلابة من شاطىء الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا بالكسر والضم.
__________
(9) (ذو الإصبع العدواني) - الكتاب 1/ 390. ديوانه 46.
(10) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول.
(11) ديوانه ص 500.(2/216)
عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال: هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر «12» :
... عرّدت ... بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ
عود: العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة،
كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد.
وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال «13» :
قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا ... فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ
وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني: قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل.
__________
(12) لسان العرب (عرد) غير منسوب، وصدر البيت:
لما استباحوا عبد رب عردت
(13) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.(2/217)
وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء:
اللهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً.
وقوله لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ «14» يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلى الله عليه وآله أن يَفْتحها ويَعودَ «15» إليها. ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عبيد بن الأبرص «16» :
أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يُعِيدُ
والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز «17» :
لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ... إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ
يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة،
__________
(14) القصص 85.
(15) هذا من (س) .. (ص) و (ط) : حتى يعود.
(16) ديوانه 45.
(17) المحكم 2/ 232، واللسان (عود) غير منسوب فيهما أيضا.(2/218)
أي بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذلك الوقت، قال «18» :
لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ ... وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ
والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال «19» : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح «20» :
هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى ... ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن
والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجاج يصف الثور الوحشيّ ينتابُ الكِناس «21» :
يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ ... كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ
وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا: عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف، والجميع:
__________
(18) الشطر الأول في المخصص 15/ 111 واللسان (صنع) والشطر الثاني في التصريح على التوضيح 2/ 293 والرواية فيه (ودبر) .
(19) المحكم 2/ 233 غير منسوب أيضا، ونسب في اللسان (عود) إلى بشير بن النكث.
(20) ديوانه ص 516 والرواية فيه (اللها) مكان (الندى) .
(21) ديوانه 322 والرواية فيه (واعتاد) مكان (يعتاد) .(2/219)
عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة «22» :
صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ
والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه «23» . قال زهير «24» :
ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّعاً ... وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا
وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله «25» . ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال «26» :
عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ ... قام عليها فتيةٌ سود اللمم
__________
(22) ديوانه ص 21 وهو من معلقته.
(23) أكبر الظن أن المحصور بين أقواس التنصيص ليس من كلام الخليل. ولكنه من زيادات النساخ.
(24) ديوانه ص 288.
(25) أكبر الظن أن المحصور بين أقواس التنصيص ليس من كلام الخليل. ولكنه من زيادات النساخ.
(26) لم نهتد إلى الراجز، ولا إلى الرجز فيما بين أيدينا من مظان.(2/220)
دعو: الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال «27» :
ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ ... إلى فحْلٍ لغير أبيه حوب
يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً.
وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ «28»
يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال «29» :
دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى ... إذا نام العيونُ سرتْ عليكا
وقوله عز وجل: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى «30» ، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانبٍ: [أَقْبَل] . وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم.
__________
(27) لم نهتد إلى القائل.
(28) التهذيب 3/ 121.
(29) المحكم 2/ 235، واللسان (دعا) . في الأصول: (فيش) مكان (قيس) .
(30) المعارج 17.(2/221)
ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.
وعد: [الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع] «31» . والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة «32»
، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير «33» :
تُعَلِّلُنا أُمامةُ بالعِداتِ ... وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ
والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا «34» . ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:
يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل
ودع: الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة «35» :
كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ ... وَدْعٌ بأرجائِهِ فذ ومنظوم
__________
(31) نص من العين حفظه الأزهري في التهذيب 3/ 133، وسقط من الأصول.
(32) في الأصول: للحين، وما أثبتناه فمن التهذيب 3/ 134 عن العين.
(33) ديوانه 69.
(34) الحج 72.
(35) ديوانه 1/ 416، والرواية فيه (أدمانها) مكان آرامها) ، و (فض) مكان (فذ) .(2/222)
والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال «36» :
يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه
والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال «37» :
طرحتُ أثوابيَ إلا الميدعا
والوداع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال «38» :
غداة غدٍ تودّع كلّ عين ... بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ
وقوله تعالى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى
«39» أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال «40» :
إذا رأيت الغرب المودوعا
__________
(36) (لبيد) - ديوانه 340.
(37) لم نقف عليه.
(38) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(39) الضحى 3.
(40) لم نهتد إليه.(2/223)
والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال «40» :
وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِمْ ... أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا
أي تركوا ... وقال الفرزدق «41» :
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجلف
فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره:
وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان.
وقول الله عزّ وجلّ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ «42» . يُقال: المستودَع: ما في الأرحام.
__________
(40) المحكم 2/ 238 واللسان والتاج، غير منسوب أيضا.
(41) ليس في ديوانه (صادر) . وهو في نزهة الألباء ص 20 (أبو الفضل) .
(42) الأنعام 98.(2/224)
ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمرت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتدع. ويقال: عليك بالمودوع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكن الهادىء ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.
يدع: الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه [وأنا أُيَدِّعُهُ] «44» تَيْديعاً قال «45» :
فنحا لها بمُذَلَّقَيْنِ كأنّما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ
__________
(44) زيادة من التهذيب 3/ 142 عن العين.
(45) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين 1/ 13.(2/225)
باب العين والتاء و (واي) معهما ع ت و، ت وع، ت ي ع، تستعمل فقط
عتو: عتا عُتُوّاً وعِتِيّاً إذا استكبر فهو عاتٍ، والملك الجبار عاتٍ، وجبابرة عتاة. وتَعَتَّى فلانٌ، وتَعَتَّتْ فُلانة إذا لم تُطِعْ. قال العجاج «1» :
بأمره الأرض فما تعتَّتِ
أي: فما عَصَتْ «2»
توع: التَّوْعُ: كسرك لبا أو سمناً بكسرة خبز ترفعه بها. تقول: تُعْتُه فأنا أتوعُه توعاً.
تيع: التَّيْعُ: ما يسيل على الأرض من جمد إذا ذاب، ونحوه. وتاعَ الماء تيعا إذا تتيع على وجه الأرض، أي: انبسط في المكان الواسع فهو تائع
__________
(1) ديوانه 266 والرواية فيه: بإذنه الأرض وما تعتت
(2) جاء في النسخ بعد قوله: (فما عصت) ما يأتي: وتهته في الأمر إذا تعمق فيه قال: [والقائل (رؤبة) - ديوانه 165] :
بعد لَجَاجٍ لا يكادُ يَنْتَهي ... عَنِ التَّصابي وعن التعته
فحذفناه لأنه لا صلة له بهذا الباب إنما هو من باب العين والهاء والتاء معهما، وقد مر بنا في بابه ص 104 من الجزء الأول وما نظنه إلا من وهم النساخ.(2/226)
مائِع. والرّجُلُ يَتَتَايَعُ في الأمر إذا بقي فيه. والبعير يَتَتايَعُ في مشيه إذا حرّك ألواحه حتى يكاد يتفكّكُ. والسكران يتتايع: يرمي بنفسه إذا لجّ وتهافت. والتَّتايُعْ: رميُك بنفسك في الشيء من غير ثبت. والتَّتَيُّعُ: القيء، وهو مُتَتَيِّعٌ. وقد تاع، إذا قاء، وأتاعه غيره، أي: قيّأه.(2/227)
باب العين والظاء و (واي) معهما ع ظ ي، وع ظ، مستعملان
عظي: العَظايَةُ على خلقة سام أبرص، أو أُعَيظِم منهُ شيئاً، والذّكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تَرَ قوائمها ظَنَنْتَ أن رأسها رأسُ حيّةٍ. وتجمع: عَظاء، وثلاث عَظايات، والعَظاءَةُ: لغة فيها.
وعظ: العِظَةُ: الموعظة. وَعَظْتُ الرّجلَ أَعِظُهُ عِظَةً وموعظة: واتَّعَظَ: تقبّل العِظَةَ، وهو تذكيرُك إيّاه الخيرَ ونحوَه ممّا يرقُّ له قلبُهُ. ومن أمثالِهم المعروفة: لا تَعِظيني وتَعَظْعَظي، أي: اتَّعظي أنتِ ودَعي موعظتي.(2/228)
باب العين والذال و (واي) معهما ع ذ ي، ع وذ، ذ ي ع مستعملات
عذي: العِذْيُ: موضع بالبادية. والعَذَاةُ: الأرضُ الطيّبةُ التربةِ الكريمةُ المنْبِتِ. قال «1» :
بأرضٍ هجان الترب وسمية الثرى ... عَذاةٍ نَأَتْ عنها المُلوحَةُ والبَحْرُ
والعِذْيُ: اسمٌ للموضِعِ الذي ينبت في الشّتاء والصّيف من غير سقيٍ. ويقال: العِذْيُ: الزّرع الذي لا يُسقَى إلاّ من المطر لبعده من المياه، الواحدة،: عَذاة. ويقال: العِذْي واحد وجمعُهُ: أَعْذاء.
عوذ: أعوذ بالله، أي: ألجأ إلى الله، عَوْذاً وعِياذا. ومعاذَ الله: معناه: أعوذُ بالله، ومنه: العَوْذَةُ، والتّعويذ. والمعاذة الّتي يُعَوَّذُ بها الإنسان من فَزَعٍ أو جُنون. وكلّ أنثى عائِذٌ إذا وضعت مدّة سبعةِ أيّامٍ، والجميع: عُوذ، من قَول لبيد «2» :
__________
(1) (ذو الرمة) - 1/ 575.
(2) ديوانه ص 299 وصدر البيت فيه:
والعين ساكنة على أطلائها(2/229)
عُوذاً تَأَجَّلَ بالفَضاءِ بِهامُها
ذيع: الذَّيْعُ: إشاعةُ الأمر. أذعته فذاع. ورجل مِذياع مِشياعٌ لا يستطيع كتمانَ شيءٍ وقوم مذاييع، وأذعت به، الباء دخيل،! معناه: أذعته.(2/230)
باب العين والثاء و (واي) معهما ع ث و، ع ث ي، وع ث، ع ي ث مستعملات
عثو: العَثا: لون إلى السّواد [مع كثرة شعر] «1» . والأَعْثَى: الكثير الشّعر. والأَعْثَى: الضبع الكبير، والأنثى: عَثْواء، وفي لغة: عثياء والواو أصوب. والجميعُ: العُثْوُ، ويقال: العُثْيُ، والعِثْيانُ: اسم الذَّكر من الضِّباع.
عثي: عَثِيَ يَعْثَى في الأرض عِثيّاً وعَثَياناً: أفسد.
وعث: الوَعْثُ من الرّمل: ما غابتْ فيه القوائمُ. ومنه اشتُقَّ وَعْثاء السَّفَر، يعني: المشقّة. وأَوْعَثَ القومُ: وقعوا في الوَعْثِ. قال «2» :
وَعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبَّسا
عيث: عاثَ يَعيثُ عيثاً، أي: أَسْرَعَ في الفسادِ. تقول: إنّك لأَعْيَثُ في المال
__________
(1) زيادة من المحكم لتوضيح الترجمة.
(2) (العجاح) ديوانه 128.(2/231)
من السّوس في الصَّيف. والذِّئْبُ يعيث في الغنم فلا يأخذ شيئاً إلاّ قتله. قال «3» :
والذّئبُ وسْطَ غنَمي يَعيثُ
والتَّعيِيثُ: طلبُ الأعمى الشَّيء، وطلبُ الرّجُلِ الشّيء في الظُّلْمة. والتَّعييثُ: إدخالُ الرّجلِ يدَهُ في الكنانةِ يَطْلُبُ سَهماً. قال أبو ذويب «4» :
فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يَرْجِعُ
__________
(3) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول في غير الأصول.
(4) ديوان الهذليين 1/ 9 والبيت هو:
فبدا له أقراب هذا رائغا ... عجلا فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يَرْجِعُ(2/232)
باب العين والرّاء والواو معهما ع ر و، ع ر ي، ع ور، ع ي ر، ر ع و، ر ع ي، وع ر، ر وع، ر ي ع، ور ع، ي ع ر
عرو: عري: عراه أمرٌ يَعْرُوه عَرْواً إذا غشيه وأصابه، يقال: عراه البرد، وعَرَتْهُ الحُمَّى، وهي تَعْروه إذا جاءته بنافض، وأخذته الحُمَّى بعُرَوائها. وعُرِيَ الرّجلُ فهو مَعْروّ، واعتراه الهمّ. عام في كل شيء، حتى يقال: الدّلف يعتري الملاحة.
ويقال: ما مِنْ مؤمنٍ إلا وله ذَنْبٌ يعتريه
قال أعرابيّ إذا طلع السّماك فعند ذلك يعروك ما عداك من البرد الذي يغشاك. وعَرِيَ فلانٌ عِرْوَةً وعِرْيَةً شديدة وعُرْيا فهو عُريانٌ والمرأة عُريانة، ورجل عارٍ وامرأة عارية. والعُريان من الخيل: فرس مقلّص طويل القوائم. والعُريان من الرّمل ما ليس عليه شجر. وفرسٌ عُرْيٌ: ليس على ظهره شيءٌ، وأفراس أَعْراء، ولا يقال: رجلٌ عُرْيٌ، واعْرَوْرَيْتُ الفَرَسَ: ركبته عُرْياً، ولم يجىء افعوعل مجاوز غير هذا. والعَراء: الأرضُ الفضاءُ التي لا يُسْتَتَرُ فيها بشيء، ويجمع: أَعْراء، وثلاثة أَعْرِيَةٍ والعرب تُذكّره فتقول: انتهينا إلى عَراءٍ من الأرضِ واسعٍ(2/233)
باردٍ، ولا يُجْعَلُ نعتاً للأرض. وأعراءُ الأرض: ما ظهر من مُتُونها. قال «1» :
وبلدٍ عاريةٍ أَعْراؤُهُ
وقال «2» :
أو مُجْنَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُهُ
واعْرَوْرَى السّرابُ ظهورَ الآكامِ إذا ماج عنها فأعراها. ماج عنها: ذهب عنها، ويقال: بل إذا علا ظهورها. والعَراءُ: كلّ شيء أَعْرَيْتَهُ من سُتْرته، تقول: استُرْهُ من العَراء، ويُقال: لا يُعَرَّى فلانٌ من هذا الأمر أي: لا يُخَلَّصُ، ولا يُعَرَّى من الموت أحدٌ، أي: لا يُخَلَّص. قال «3» :
وأحْداثُ دهرٍ ما يُعَرَّى بَلاؤُها
والعَرِىّ: الريح الباردة. [يقال] : ريحٌ عَرِيَّةٌ، ومساءٌ عَرِيٌّ، وليلةٌ عريّة ذات ريح باردة قال ذو الرمة «4» :
وهل أحطِبَنَّ القوم وهي عريَّةٌ ... أصول ألاءٍ في ثَرَى عمدٍ جَعْدِ
والعُرْوةُ: عروةُ الدلو وعروة المزادة وعروة الكوز. والجمع: عُرَى. والنّخلة العريّة: التي عُزِلَتْ عن المساومة لحرمة أو لِهِبَةٍ إذا أينع ثمر النَّخل، ويجمع: عَرايا.
وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله رخّص في العَرايا «5» .
وعرّيت الشيء: اتخذت له عروة كالدلو ونحوه.
__________
(1) التهذيب 3/ 159 واللسان (عرا) غير منسوب أيضا.
(2) اللسان (عرا) غير منسوب أيضا. وفي (س) : أو لجن. وفي اللسان: أو مجز.
(3) لم نهتد إليه.
(4) ليس في ديوانه، ولم نقف عليه فيما بين أيدينا من مصادر.
(5) التهذيب 3/ 155.(2/234)
وجارية حسنة المُعَرَّى، أي: [حسنة عند تجريدها من ثيابها] «6» والجميع: المعاري: والمعاري مبادىء رءوس العظام حيث تعرّى العظام عن اللحم. ويُقال: المعاري: اليدان والرجلان والوجه لأنّه بادٍ أبداً. قال أبو كبير الهُذَليّ يصف قوماً ضربوا على أيديهم وأرجلهم حتى سقطوا «7» :
متكوّرين على المعاري بينهم ... ضرب كتعطاط المزَاد الأنجل
والعُرْوَةُ من النّبات: ما تبقَى له خُضْرةٌ في الشتاء تتعلّقُ بها الإبلُ حتى تُدْرِكَ الرّبيعَ. وهي العُلْقَة. قال «8» :
خَلَعَ الملوكَ وآب تحتَ لوائِهِ ... شَجَرُ العُرَى وعُراعِرُ الأقوام
ويقال: العُرْوة: الشّجر الملتفّ الذي تَشْتُو فيه الإبلْ فتأكل منه، وتبرك في أَذْرائه.
عور: عير: عارتِ العَيْنُ تَعار عَوَاراً، وعَوِرَتْ أيضاً، واعْوَرَّتْ. يعني ذهاب البصر [منها] . قال «9» :
ورُبّة سائلٍ عنّي حفيٍّ ... أعارت عينه أم لم تعارا
والعُوَّارُ: ضربٌ من الخطاطيف، أسود طويل الجناحين.
__________
(6) من التهذيب 3/ 160 عن العين. أما عبارة النسخ فمضطربة.
(7) ديوان الهذليين 2/ 96.
(8) (المهلهل) التهذيب 3/ 159. المحكم 2/ 244.
(9) التهذيب 3/ 170 غير منسوب أيضا، ونسب ابن بري فيما يروي اللسان (عور) إلى (عمرو بن أحمر الباهلي) .(2/235)
والعُوَّارُ: الرّجُلُ الجبانُ السّريعُ الفِرار، وجمعُه عواوير. قال «10» :
غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيجا ... ولا عُزَّلٍ ولا أكْفالِ
والعرب تُسمّي الغُرابَ أعور، وتصيح به فتقول: عوير عوير. قال «11» :
يطير عُوَيْر أن أنوّه باسمه ... عُوَيْر............... .....
وسمّي أعور لحدّة بصره، كما يكنّى الأَعْمَى بالبصير، ويقال: بل سمّي [أعور] لأنّ حدقته سوداء. قال «12» :
وصحاحُ العيونِ يُدْعَوْنَ عُورا
ويقال: انظر إلى عينه العَوْراء، ولا يقال: العمياء، لأنّ العَوَرَ لا يكون إلاّ في إحدى العينين، يقال: اعورّت عينُه، ويخفف فيقال: عُوِرَتْ، ويقال: عُرْت عينه، وأعْوَرَ الله عَيْنَ فلان. والنعت: أَعْوَرُ وعَوْراءُ، والعَوْراء: الكلمة تَهْوِي في غيرِ عقلٍ ولا رُشْدٍ. قال «13» :
ولا تنطق العوراء في القومِ سادراً ... فإنّ لها فاعلمْ من الله واعيا
ويقال: العَوْراء: الكلمةُ القبيحةُ الّتي يمتعضُ منها الرجال ويَغضبون. قال كعب بن سعد الغنويّ «14» :
وعَوْراءَ قد قيلت فلم ألتفِتْ لها ... وما الكَلِمُ العُوْراُن لي بقتول
__________
(10) الأعشى- ديوانه ص 11.
(11) لم نهتد إليه.
(12) التهذيب 3/ 171 واللسان (عور) .
(13) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(14) لسان العرب (عور) ، المحكم 2/ 247 غير منسوب.(2/236)
ودجلة العَوْراء بالعراق بمَيْسان. والعُوارُ: خَرْقٌ أو شَقٌّ يكون في الثَّوب. والعَوْرَة: سوءة الإنسان، وكلّ أمرٍ يُسْتَحْيَ منه فهو عَوْرة. قال «15» :
في أناسٍ حافظي عَوْراتِهم
وثلاثُ ساعاتٍ في الليلِ والنَّهارِ هنَّ عَوْراتٌ، أمَرَ الله الولدان والخدم ألا يدخلوا إلا بتسليم: ساعة قبلَ صلاةِ الفَجْر، وساعة عندَ نِصْفِ النَّهار، وساعة بعدَ صلاةِ العشاء الآخرة.
والعَوْرةُ في الثّغور والحروب والمساكن: خَلَلٌ يُتخوَّفُ منه القَتْل. وقوله عزّ وجلّ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ
«16» . أي: ليستْ بحريزة، ويقرأ عَوِرَة بمعناه. [ومن قرأ: عَوِرة. ذكّر وأنّث. ومن قرأ: عَوْرة قال في التّذكير والتّأنيث والجمع (عَوْرة) كالمصدر. كقولك: رجل صومٌ وامرأة صوم ونسوةٌ صَوْمٌ ورجالٌ صوم، وكذلك قياس العَوْرة: والعَوَرُ: تركُ الحقّ. قال العجاج «17» :
وَعَوَّرَ الرَّحمنُ مَنْ وَلَّى العَوَر
ويقال: تردُ على فلانٍ عائرة عين من المال وعائرة عينين، أي: ترد عليه إبلٌ كثيرة كأنّها من كثرتها تملأ العينين، حتى تكاد تَعُورها. وسلكت مفازة فما رأيت فيها عائِرَ عَيْنٍ، [أي: أحداً يَطْرِفُ العينَ فَيَعُوُرها] «18» . وعَوَّرَ عينَ الرَّكِيَّة [أَفْسَدها حتى نضبَ الماء] «19» .
__________
(15) لم نهتد إليه.
(16) الأحزاب 13.
(17) ديوانه ص 4.
(18) من المحكم 2/ 247 لتوضيح المعنى.
(19) كذلك.(2/237)
وعُوَيْر: اسم موضعٍ بالبادية. وسَهْمٌ عائِرٌ: لا يُدرَى من أينَ أتَى «20» . والعَيْرُ: الحمار الأهليّ والوحشيّ. والجمع أعيار، والمعيوراء ممدوداً: جماعة من العَيْر، وثلاث كلمات جِئْنَ ممدوداتٍ: المعيوراء والمعلوجاء والمشيوخاء على مَفْعُولاء، ويقولون: مَشْيَخَة، أي مَفْعَلَة ولم يجمعوا مثل هذا. والعَيْر: العظم الباقي في وسط الكتف، والجميع: العِيَرة. وعَيْرُ النّعل: وسطه. قال «21» :
فصادف سَهمُه أحجارَ قُفٍّ ... كسرْنَ العَيْرَ منه والغِرارا
والعَيْرَ: جبلٌ بالمدينة. والعَيْرُ: اسم موضعٍ كان خِصباً فغيَّره الدهر فأقفره، وكانتِ العربُ تَستوحِشُهُ. قال «22» :
وواد كجوف العير قفر مَضِلّةٍ ... قطعت بسامٍ ساهمِ الوجْهِ حسّان
ولو رأيت في صخرة نتوء، حرفاً ناتئاً خلقةً كان ذلك عَيْراً له. والعِيارُ: فِعْلُ الفرسِ العائرِ، أو الكلبِ العائرِ عارَ يَعِيرُ عِياراً وهو ذهابه كأنّه مُنْفَلِتٌ من صاحبه. وقصيدة عائرة: سائرة. ويقال: ما قالت العرب بيتاً أَعْيَرَ من قول شاعر هذا البيت:
ومن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه ... ومن يغوِ لا يَعْدَمْ على الغي لائما
__________
(20) من قوله وقوله عز وجل إلى قوله من أين أتى من (س) أما (ص) و (ط) فقد سقط النص منهما.
(21) (الراعي) اللسان (عير) .
(22) (امرؤ القيس) - ديوانه ص 92، اللسان (عير) . والبيت في الأصول:
وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل
ويبدو أنه ملفق، فليس في ديوانه من هذا البحر والروي مثل هذا البيت.(2/238)
والعارُ: كلّ شيء لزم به سُبّة أو عَيْب. تقول: هو عليه عارٌ وشَنارٌ. والفعل: التّعيير، والله يُغَيِّر ولا يُعَيِّر. والعارِيَّةُ: ما استعرت من شيء، سمّيت به، لأنّها عارٌ على من طلبها، يقال: هم يتعاورون من جيرانِهم الماعُونَ والأمتعة. ويقال: العارِيَّة من المعاوَرَة والمناوَلَة. يتعاورون: يأخُذونَ ويُعطُون. قال ذو الرّمة «23» :
وسِقْطٍ كعَيْنِ الديك عاورت صحبتي ... أباها وهيّأنا لموقِعها وَكْرا
والعيار: ما عايرت به المكاييل. والعيار صحيح وافر تام. عايَرْتُه. أي: سوّيته عليه فهو المِعْيار والعيار. وعيّرتُ الدّنانيرَ تعييراً، إذا ألقيت ديناراً فتُوازِنُ به ديناراً ديناراً. والعِيار والمِعيار لا يقال إلا في الكَيْل والوَزْن. وتعاوَرَ القوم فلاناً فاعتوروه ضرباً، أي: تعاونوا فكلّما كفّ واحد ضرب الآخر، وهو عامّ في كلّ شيء. وتعاورتِ الرّياحُ رسماً حتى عفّته، أي: تواظبت عليه. قال «24» :
دِمنةٌ قفرة تعاورها الصيف ... بريحَيْن من صَباً وشمالِ
والعائر: غَمَصَةٌ تَمُضُّ العينَ كأنّما فيها قذى وهو العُوَّار. قالت الخنساء «25» :
قذًى بعينك أم بالعينِ عُوَّار
__________
(23) ديوانه 3/ 1426 والرواية فيه: عاورت صاحبي.
(24) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(25) ديوانها ص 47 وعجز البيت:
أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
والبيت مطلع القصيدة.(2/239)
وهي عائرة، أي ذات عُوَّار، ولا يقال في هذا المعنَى: عارتْ، إنّما هو كقولك: دارِعٌ ورامح، ولا يقال: دَرَعَ، ولا رَمَحَ. ويقال: العائرة: بَثْرَة في جفن العين الأسفل. ويقال: عارت عينه من حزن أو غيره، قال كثيّر:
بعينٍ مُعَنّاةٍ بعزّةَ لم يَزَلْ ... بها منذُ ما لم تلقَ عزّةَ عائرُ
رعو: رعي: ارْعَوَى فلانٌ عن الجهْلِ ارعِواءً حسناً، ورَعْوَى حسنة وهو نزوعه عن الجهل وحسن رجوعه. قال «26» :
إذا ارعَوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد إلى نكسه
ورعَى يرعَى رَعْياً. والرّعيُ: الكَلأ. والرّاعي يَرْعاها رعايةً إذا ساسَها وسَرَحَها. وكلُّ من وليَ من قومٍ أمراً فهو راعِيهم. والقوم رَعيّتُهُ. والرّاعي: السّائسُ، والمَرْعيُّ: المَسُوس. والجميع: الرِّعاء مهموز على فِعالٍ رواية عن العرب قد أجمَعَتْ عليه دونَ ما سواه. ويجوز على قياس أمثاله: راعٍ ورُعاة مثل داعٍ ودُعاة. قال «27» :
فليس فِعْلٌ مثلَ فعلي ولا المرعي ... في الأقْوامِ كالرّاعي
والإبل ترعى وترتعي.
__________
(26) لم نهتد إلى القائل.
(27) (أبو قيس الأسلت) . التهذيب 3/ 162 واللسان (رعي) والرواية فيهما: ليس قطا مثل قطي....(2/240)
وراعيتُ أُراعي، معناه: نظرت إلى ما يصير [إليه] أمري. وفي معناه: يجوز: رعيت النجوم، قالت الخنساء «28» :
أرعَى النُّجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها ... وتارة أَتَغشَّى فَضْلَ أَطْماري
رعيت النّجومَ، أي: رَقَبْتُها، وفلان يَرْعَى فلاناً إذا تعاهد أمرَه. قال القطامي «29» :
ونحن رعية وهم رعاة ... ولولا رعيهم شنع الشَّنارُ
والرّعيان: الرّعاة. والمَرْعَى: الرّعي أي المصدر، والموضِع. واسْتَرعيتُه: ولّيتُه أمراً يَرْعاه. وإبل راعية، وتُجمَعُ رَواعي. والإرعاء: الإبقاء على أخيك. وأَرْعَى فلانٌ إلى فلانٍ، أي: استمع، وروي عن الحسن: راعنا بالتنوين وبغير التنوين ويُفَسَّرُ في باب (رعن) . ورجل تِرْعِيَّة: لم تزل صنعته وصنعة آبائه الرِّعاية. قال «30» :
يسوقها تِرْعِيَّةٌ جافٍ فضل
وأَرْعيتُ فلاناً، أي أعطيتُه رِعْيةً يرعاها.
وعر: الوعْرُ: المكانُ الصُّلْب وَعُرَ يَوْعُر ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعوراً والجمع: وُعُورٌ. وتوعّر المكانُ. وفلانٌ وَعْرُ المعروف: قليلُه. قال الفرزدق «31» :
وَفَتْ ثمّ أدّتْ لا قليلا ولا وعرا
__________
(28) ديوانها ص 58.
(29) ديوانه ص 142.
(30) لم نهتد إلى القائل.
(31) ديوانه ص 323، وصدر البيت فيه:
إليكم: وتلقونا بني كل حرة(2/241)
أي: وَلَدَتْ فأنجبتْ، وأكثرت، يعني: أمّ تميم. واستوعر القومُ طريقَهم. وأوعروا، أي، وقعوا في الوَعْر.
روع: الرَّوْعُ: الفزع. راعني هذا الأمرُ يَرُوعني، وارتَعْت له، وروَّعَني فتروَّعْت منه. وكذلك كلُّ شيء يَروعُك منه جمالٌ أو كثرةٌ. تقول: راعني فهو رائعٌ. وفرس رائع: كريم يروعك حسنُه، وفرسٌ رائع بيّن الرَّوْعة. قال «32» :
رائعةُ تحمل شيخاً رائعاً ... مجرَّباً قد شهِدَ الوقائعا
والأرْوَعُ من الرّجال: من له جسم وجهارة وفضلٌ وسُودَد، وهو بيّنُ الرَّوَع. والقياس في اشتقاق الفعل منه: رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً. ورُوعُ القلب: ذِهْنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُهُ إذا ذهب قلبه ثم ثاب إليه.
ورع: الوَرَعُ: شدّةُ التَحَرَّجِ. ورّعْهُ: اكفُفْهُ كفّاً. ورجلٌ وَرِعٌ متورَعٌ. [إذا كان متحرجاً] «33» . والوَرَعُ: الجبان، ورُعَ يَوْرُعُ وَراعةً. ومن التّحرّج: وَرِعَ يَرِعُ رِعَةً. وسمّي الجبانُ وَرَعاً لإحجامه ونكوصه، ومنه يقال: وَدَّعْتُ الإبلَ عن الحوض، إذا رَدَدْتُها فارتدت.
وفي
__________
(32) المحكم: 2/ 250 واللسان (ووع) .
(33) زيادة من التهذيب لتوضيح المعنى.(2/242)
الحديث: ورّعوا اللّص ولا تُراعوه «34» .
أي ردّوه بتعرّضٍ له، أو بثنية، ولا تنتظروا ما يكون من أمره. قال «35» :
وقال الذي يرجو العُلالَة وَرِّعُوا ... عن الماء لا يطرق وهن طوارِقُهْ
يعر: اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشّاة تُشَدُّ عندَ زُبْيَة الذّئب. واليُعارُ: صوت من أصوات الشّاء شديد. يَعَرَتْ تَيْعَرُ يُعاراً. قال «36» :
تيوساً بالشَّظيّ لها يُعار
واليَعور «37» : الشّاة التي تبولُ على حالِبها، وتُفْسِدُ اللَّبنَ «38» .
ريع: الرَّيْع: فضل كلّ شيء على أصله، نحو الدّقيق وهو فضلُهُ على كَيْلِ البُرّ، ورَيْعُ البَذْرِ: فضل ما يَخْرُجُ من النُّزْلِ على أصلِ البَذْر. والرَّيْع: رَيْع الدّرع، أي: فضل كُمَتِها على أطرافِ الأنامل. قال قيس بن الخطيم «39» :
مُضَاعَفَةً يَغْشَى الأناملَ رَيْعُها ... كأن قَتِيرَيْها عيونُ الجنادبِ
__________
(34) التهذيب 3/ 175 وروايته فيه ورع اللص ولا تراعه.
(35) (الراعي) المحكم 2/ 252 واللسان (ورع) .
(36) اللسان (يعر) غير منسوب أيضا وصدره فيه:
وأما أشجع الخنثى فولوا
(37) قال الجوهري: هذا الحرف هكذا جاء. وقال الأزهري: شاة يعور إذا كانت كثيرة اليعار.
(38) ترجمة الكلمات الثلاث الأخيرة من (س) فقد سقطت من (ص) و (ط) .
(39) ديوانه ص 82. والرواية فيه: فضلها.(2/243)
وراع يَرِيعُ رَيْعاً، أي: رجع في كلّ شيء. والإبل إذا تفرّقت فصاح بها الرّاعي راعت إليه، أي: رجعت، قال «40» :
تَرِيعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتّقي
ورَيْعانُ كلِّ شيء أوّلُه وأفضلُه. ورَيْعانُ الشَّباب صدرُه. ورَيْعانُ المطر أوّلُهُ. والرِّيعُ: هو السّبيل سُلِكَ أو لم يُسْلَكْ، قال «41» :
كظهْرِ التُّرس ليس بهنّ رِيعُ
__________
(40) (طرفة) ديوانه ص وعجز البيت فيه:
بذي خصل روعات أكلف ملبد
(41) لسان العرب (ريع) منقوص وغير منسوب أيضا.(2/244)
باب العين واللام و (واي) معهما ع ل و، ع ول، ع ي ل، ل ع و، وع ل، ل وع، ل ي ع، ول ع، ي ع ل مستعملات
علو: العُلُوٌّ للهِ سبحانَه وتَعَالَى عن كلِّ شيء فهو أعلى وأعظم مما يُثْنَى عليه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له. والعلو: أصل البناء. ومنه العَلاءُ والعُلُوّ، فالعَلاءُ الرِّفْعَةُ، والعُلُوُّ العظمة والتجبّر. [يقال] : علا مَلِكٌ في الأرض [أي: طغَى وتعظّم] . قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ «1» . ورجلٌ عالي الكعب، أي: شريف. قال «2» :
لمّا عَلا كَعْبُكَ لي عَلِيتُ
[وتقول] لكلّ شيء علا: علا يَعْلو علوا، و [تقول] في الرِّفعة والشرف: عَلِيَ يَعْلى عَلاءً. والعَلْياء: رأسُ كلّ جَبَلٍ مُشْرِف. قال «3» :
تحملن بالعلياء من فوق جرثم
__________
(1) القصص 4.
(2) (رؤبة) ديوانه ص 25.
(3) (زهير) ديوانه ص 9 وهو من معلقته، وصدر البيت:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن(2/245)
والعالية: القناة المستقيمة. والجمع: العوالي. [ويُسمّى أعلى القناة: العالية. وأسفلُها: السّافِلَة] «4» . والمَعْلاةُ: كَسْبُ الشَّرَفِ من المعالي. والعالية من محلّة العرب: الحجاز وما يليها، والنّسبة إليها: عُلْويّ. وعُلْوُ كلّ شيء أعلاه تَرْفَع العَيْنَ وتخفِضُ. وذهب في السّماء عُلْواً وفي الأرض سُفْلاً. والعُلْوُ والسُّفْلُ: أعلى كلّ شيء وأسفله. و [يقال] : سِفْلُ الدّارِ وعِلْوُها، وسُفْلُها وعُلْوُها. وفلان من عِلْية الناس، أي: من أهل الشَّرَفْ. وهؤلاء عِلْيَةُ قومهم. مكسورة العين، على فِعْلَة خفيفة. والعُلِّيَّة: الغُرفة على بناء حُرّيّة، في التّصريف على: فُعُّولة. وعاليةُ الوادي: أعلاه، وسافلتُه: أسفلُه، وفي كلّ شيء كذلك، عُلْيا مضر، وسُفْلى مضر. إذا قلت: عُليا قلت: سُفْلَى، وإذا قلت: عُلْو قلت: سفل. والسماوات العُلَى. الواحدة عُلْيا. وتِعْلَى: اسم امرأة. قال «5» :
سلامُ اللهِ يا تِعْلَى ... عليكِ، الملك الأَعْلَى
والثّنايا العُلْيا، والثّنايا السُّفْلَى. والله تبارَكَ وتعالَى هو العليّ العالي المتعالي ذو العُلَى والمعالي تعالَى عمّا يقولُ الظالمون علوا كبيرا. و (على) : صفة من الصّفات، وللعرب فيه ثلاث لغات: على زيدٍ مال، وعليك مال. ويقال: علاك، أي: عليك. ويقولون: كنت على
__________
(4) من التهذيب 3/ 187 عن العين.
(5) لم نقف عليه.(2/246)
السّطح، وكنت في أعلَى السّطح. ويقولون: في موضع أعلى عالٍ، وفي موضع أعلى علٍ. قال أبو النجم «6» :
أقبُّ من تحتُ عريضٌ من علِ
وقد ترفعُه العربُ في الغاية فيقولون: من علُ. قال عبد الله بن رَواحة:
شهِدْتُ فلم أكذبْ بأنّ محمّداً ... رسول الذي سوّى السماوات من علُ
ويقال: اعْلُ عن مَجْلِسِك. فإذا قام فقد علا عنه. وتعلّتِ المرأة فهي تتعلَّى إذا طَهُرت من نفاسها. وتقول: يا رجل تعالَهْ، الهاءُ صِلَة، فإذا وصلتَ طرحتَ الهاء. فتقول: تعالَ يا رجلُ، وتعاليا وتعالَوْا، وأماتوا هذا الفعل سوى النّداء. وعَلْوَى: اسم فرس كان في الجاهلية. والعلاوة: رأس الجمل وعُنُقه. والعلاوة: رأس الرّجل وعُنُقه. والعلاوة: ما يحمل على البعير والحمار فوق العِدْلينِ بعد تمام الوقر، والجميع: علاوات. وتقول: أعطيك ألفاً وديناراً علاوة. والجمع العَلاوَى على وزن فَعالَى، كالهِراوَة والهَراوَى.
وقال أبو سفيان: اعلُ هُبَل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: الله أَعْلَى وأَجَلّ.
وعَلِيّ: اسم على فعيل، إذا نُسِبَ إليه قيل: عَلَويّ. والمُعَلَّى: القِدْحُ الأوّل يخرج في الميسر. وكلّ من قهر امرأً أو عدوّاً فقد علا واعتلاه واستعلى عليه. والفَرَسُ إذا جرى في الرّهان وبلغ الغاية، قيل: استعلَى على الغاية واستولى. ويقال: عُلْوان الكتاب، وأظنه غلطاً، وإنّما هو عُنوان. والعِليانْ: الذّكر من الضّباع. والبعير الضخم أيضا.
__________
(6) اللسان (علا) .(2/247)
وعِلِّيِّينَ: جماعة علِّيٍّ في السماء السابعة يُصْعَدُ إليه بأرواحِ المؤمنين. والعَلاةُ: النّاقة الصُّلبة تُشَبّهُ بالعَلاة وهي السّندان.
عول: العَوْلُ: ارتفاع الحساب في الفرائض. والعالةُ: الفريضة. تَعُول عَوْلاً. ويقالُ للفارض: اعلُ الفريضة. والعَوْلُ: الميل في الحكم، أي: الجَوْر. والعَوْل: كلّ أمرٍ عالكَ. قالت الخنساء «7» :
يُكلّفُه القومُ ما عالَهُمْ ... وإن كان أصْغَرَهُمْ مَولدا
والعَوْلة من العَويل، وهو البكاء. أعْوَلَتِ المرأة إعوالاً، وهو شدّة صياحِها عند بكاء أو مكروه نزل بها. والعَوْل أيضاً: المُعَوَّل. عَوَّلَ عليه: اقتصر عليه، ولم يختر عليه. وعوّلتُ عليه: استعنتُ به، ومعناه: صيّرتُ أمري إليه. وتقول: أبفلانٍ تعوّل عليّ وبكذا إذا نازعك في أمرٍ يتطاول عليك. قال «8» :
وليس على دهرٍ لشيءٍ مُعَوَّل
وقال «9» :
عندي ولا في القومِ من مُعوّل
والعَوْل: قُوتُ العِيال. هو يَعُولهم عولاً. والمِعْوَل: حديدة ينقر بها الجبال، قال «10» :
أنيابها كالمعاول
__________
(7) ديوانها ص 30. وما في الأصول:
ويكفي العشير ما عالها.
(8) لم نهتد إليه.
(9) لم نهتد إليه.
(10) لم نهتد إليه.(2/248)
عيل: العيالُ: جماعة عيِّل. ورجل مُعيل ومُعَيَّل: كثير العيال. قال «11» :
ووادٍ كجوفِ العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل
والعَيلة الحاجة. عال الرّجل يعيل عَيلة إذا احتاج
وفي الحديث: ما عال مقتصد ولا يَعيل «12»
، وقال «13» :
من عال يوماً بعدها فلا انجبر ... ولا سقى الماء ولا رعى الشَّجر
عَيْلان: اسم أبي قيس بن عَيْلان بن مُضَر.
لعو: كلبة لَعْوَة، وامرأة لَعْوَة، وذئبة لَعْوَة، أي: حريصة تقاتل عمَّا تأكل. والجمع: اللعوات واللعاء. وتيعى العسلُ ونحوه: تعقّد. لعاً: كلمة تقال عند العثرة. قال الأخطل «14» :
ولا هدى اللهُ قيساً من ضَلالتها ... ولا لَعاً ذَكْوانَ إن عَثَرُوا
وعل: الوَعِلُ وجمعه الأوعال، وهي الشّاءُ الجبلية. وقد استوعلتْ في الجبال، ويقال: وَعِل ووَعْل. ولغة للعرب: وُعِل بضمّ الواو وكسر العين من
__________
(11) الصدر (لامرىء القيس) وهو في ديوانه 92 أما عجز البيت فليس في ديوانه وقد تقدم ذلك عند ترجمة (العير) .
(12) لسان العرب (عيل) .
(13) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز غير الأصول.
(14) ديوانه 1/ 205.(2/249)
غير أن يكونَ ذلك مُطّرِداً، لأنه لم يجيء في كلامهم: فُعِل اسماً إلا دُئل، وهو شاذّ. والوَعْل- خفيف- بمنزلة بُدّ، كقولك: ما بدٌّ من ذلك ولا وَعْل، وِعالٌ: اسم جبل. وَعْلَة: اسم رجل.
لوع: اللَّوْعة: حُرقة يجدها الرّجل من الحُزْنِ والوَجْد. ورجل هاعٌ لاع، أي: حريص سيىء الخلق، والفعل من هذا: لاع يلوعُ لَوْعاً ولُووعاً. ويُجْمَعُ على الألواع واللاّعين. والمرأة اللاّعة، ويقال: اللاّعة- بلامين-: التي تُغازِلُك ولا تُمكِّنُك. قال أبو خيرة: هي اللاّعة بهذا المعنَى، والأوّل قول أبي الدُّقيش.
ليع: لاعني الهمُّ والحزنُ فالْتَعْتُ التياعاً: أي: أَحْزَنَني فَحَزِنْت.
ولع: الوَلَعُ: نفس الولوع. تقول: أُولِع بكذا وَلُوعاً وإيلاعاً إذا لجّ، وتقول: وَلِعَ يَوْلَعُ وَلَعاً. ورجُلٌ ولِعٌ ووَلُوعٌ ولاعةٌ. والمُوَلَّعُ: الذي أصابه لُمَعٌ من برصٍ في وجهه والله ولَّع وجهه، أي: بَرَّصَهُ. قال: «15»
كأنّها في الجلد تَوْليعُ البهق
__________
(15) (رؤبة) ديوانه 104.(2/250)
والوليع: الطلع ما دام في قِيقاتِه كأنّه اللّؤلؤ في شدّة بياضه، الواحدة: وَلِيعَة. قال «16» :
تَبَسَّمُ عن نيّر كالوليع ... يُشقِّقُ عنهُ الرّقاةُ الجُفوفا
الجفوف: القشور. والرُّقاة الذين يَرْتَقون النَّخْل.
يعل: اليَعْلول واليَعاليل من السَّحاب: قِطَعٌ بيضٌ. قال «17» :
تجلو الرياح القذى عنه وأَفْرَطَةُ ... من صَوْبِ ساريةٍ بيض يعاليل
__________
(16) التهذيب 3/ 200.
(17) (كعب بن زهير) ديوانه 7.(2/251)
باب العين والنون و (واي) معهما ع ن و، ع ن ي، ع ون، ع ي ن، ن ع و، ن ع ي، وع ن، ن وع، ن ي ع مستعملات
عنو: العاني: الأسير، أقرّ بالعُنُوِّ والعَناء وهما مصدران قال «1» :
ابني أمية إني عنكما عاني ... وما العنا غير أني مرعش فاني
قوله: عانٍ، أي: ماسور، أي ليس عُنُوّي إلاّ أنّي مرعش. ويقال للأسير: عنا يعنو وعَنِيَ يَعْنَى إذا نشب في الإسار. قال «2» :
ولا يُفكّ طَوالَ الدّهر عانيها
وتقول: أَعْنُوه، أي أَبْقُوهُ في الإسار. والعاني: الخاضع المُتَذَلِّل. قال الله عزّ وجلّ: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ «3» وهي تَعْنو عُنُوّاً. وجئت إليك عانياً: أي: خاضعاً كالأسير المرتهن بذنوبه. والعنوة: القهر. أخذها عنوة، أي: قهراً بالسّيف. والعاني مأخوذ من العنوة، أي: الذلة.
__________
(1) لم نهتد إليه في غير الأصول.
(2) لم نقف عليه في غير الأصول.
(3) طه 111.(2/252)
والعُنوان: عُنوان الكتاب، وفيه ثلاث لغات: عَنْوَنْتُ، وعنّنْتُ وعَيَّنْتُ، وعنوان الكتاب مُشْتَقٌّ من المعنى، يقال.
عني: عناني الأمر يَعْنيني عِناية فأنا مَعنيّ به. واعتنيت بأمره. وعنت أمور واعتنّت، أي: نزلت ووقعت. قال رؤبة «4» :
إني وقد تَعْني أمور تَعْتَنِي
ومَعْنَى كلّ شيء: مِحْنَتُهُ وحالُه الذي يصير إليه أمره. والعناء: التّعنِيَةُ والمشقّة. عنَّيته تُعَنّيه. والمُعَنَّى: كان أهلُ الجاهلية إذا بلغت إبل الرّجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أَمْأَتْ به إبلُه فأَغْلَقوا ظهرَهُ لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَعُ بظهرِهِ ليَعْلَمَ أن صاحبها مميء وإغلاق ظهره أن يُنْزَع منه سناسِنُ من فِقْرتَه، ويعقر سنامه. قال الفرزدق «5» :
غلبتك بالمفقىء والمُعَنِّي ... وبيت المُحْتَبَى والخافقاتِ
والعَنِيّةُ: الهناء، وقيل: بل هي بول يُعقد بالبعر. قال أوس بن حجر «6» :
كأنّ كُحَيْلاً مُعْقَداً أو عَنِيَّةً
عون: كلّ شيء استعنت به، أو أعانك فهو عَوْنُك. والصّوم عَوْنٌ على العبادة. وتقول: هؤلاءِ عَوْنُك، الذّكر والأنثى والجميع سواء، ويجمع أَعْوان. وأَعَنْته إعانة. وتَعاوَنوا أي: أعان بعضهم بعضا.
__________
(4) ديوانه 163.
(5) ديوانه ص 110.
(6) ديوانه 67 وعجز البيت:
على رجع ذفراها من الليت، واكف(2/253)
ورجل مِعْوان: حسن المعونة. والمَعُونة على مَفْعُلة في القياس عند من جعله من العَوْن. وعند أناس هي: فَعُولة من الماعون، الفاعول. والعَوَان: البقرة النَّصَف في سنّها. والحربُ العَوانُ التي كانت قبلها حرب بَكْر، وهي أوّل وقعةٍ، ثمّ تكون عَوَاناً كأنّها ترفع من حالٍ إلى حالٍ أشدَّ منها. ويقال للمرأة النَّصَف: عَوَان قال:
نواعم بين أبكار وعون
والعانةُ: القطيع من حُمُر الوَحْش، وتجمع على عانات وعُون. وعانات: موضع من ناحية الجزيرة تُنْسب إليه الخمر العانيّة. وعانة الرّجل: إسْبُهُ من الشَّعَر على فرجه، وتصغيره: عُوَيْنة.
عين: العَيْن النّاظرة لكلّ ذي بصر. وعَيْنُ الماء، وعَيْنُ الرُّكبة. والعينُ من السّحاب ما أقبل عن يمينِ القِبْلة، وذلك الصُّقْع يُسمَّى العَيْن. يقال: نشأتْ سَحابةٌ من قِبَل العَيْن فلا تكادُ تُخْلِفُ. وعَيْنُ الشّمس: صيخدها. ويقال لكلّ رُكْبَةٍ عينانِ كأنّهما نُقرتان في مُقَدّمها. والعَينْ: المال العتيد الحاضر. يقال: إنه لَعَيّن غير (دين) «7» ، أي: مالٌ حاضر. ويقال: إنّ فلاناً لكريم عَينْ الكريم. ويقال: لا أطلبْ أثراً بعد عَينْ، أي: بعد مُعايَنَة. ويُقال: العَيْن: الدّينار، قال أبو المِقْدام «8» :
حبشيّ له ثمانون عيناً ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسوقُ إفالا
وعِنْتُ الشّيء بعينه فأنا أَعينُه عَيْناً، وهو مَعْيونٌ، ويقال: مَعِينٌ
__________
(7) في (ص) : بياض وفي (ط) و (س) : عين.
(8) التهذيب 3/ 208، واللسان (عين) .(2/254)
ورجل مِعيانٌ: خبيثُ العَيْن، قال في المعيون: «9»
قد كان قومُك يَحْسَبونك سيّداً ... وإخالُ أنّك سيّدٌ مَعْيونُ
والعَيْنُ: المَيْلُ في الميزان، تقول: أَصْلِحْ عَيْنَ ميزانِك. والعَيْنُ الذي تبعثه لتجسُّسِ الخبر، ونسميه العربُ ذا العُيَيْنَتَيْنِ، وذا العِيَيْنَتَيْنِ وذا العُوَيْنَتَيْنِ كلّه بمعنى واحد. ورأيته عِياناً، أي: مُعايَنَةً. وتَعَيَّن السِّقاءُ، أي: بَلِيَ ورقَّ منه مواضع [فلم يُمْسِكِ الماء] «10» ، قال القطاميّ «11» :
ولكنّ الأديمَ إذا تفرَّى ... بِلًى وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا
وتَعَيَّنَ الشَّعِيبُ، أي: المزادة. والعِينةُ: السَّلَف، وتعيّن فلانٌ من فلانٍ عِينة، وقد عيّنه فلانٌ تَعييناً. والعِينُ: بَقَرُ الوحش وهو اسم جامع لها كالعِيس للإبل. ويُوصَفُ بسَعَةِ العَيْنَ، فيقال: بقرة عَيْناءُ وامرأة عَيْناء، ورجلٌ أَعْيُنَ، ولا يقال: ثورٌ أَعْيُنُ. وقيلَ: يقال ذلك. ورُوِي عن أبي عمرو. وهو حسَنُ العِينة والعَيَنِ، والفعل: عَيِنَ عَيَناً. والعَيَنُ: عظم سواد العَيْن في سَعَتها. ويقال: الأَعْيَنُ: اسم للثَّورِ وليس بنعتٍ. وهؤلاءِ أعيانُ تومهم، أي أشرافُ قومهم. ويُقال لكلّ إخوةٍ لأبٍ وأمٍ، ولهم إخوةٌ لأمّهات شتَّى: هؤلاءِ أعيانُ إخوتهم. والماء المَعِين: الظّاهر الذي تراه العُيون. وثوبٌ مُعَيَّن: في وَشْيِهِ ترابيعُ صغارٌ تُشْبِهُ عيون الوحش.
__________
(9) لم نهتد إليه.
(10) زيادة من التهذيب 3/ 206 لتوضيح المعنى.
(11) ديوانه- ص 34.(2/255)
وأولاد الرّجل من الحرائر: بنو أعيان، ويقال: هم أعيان.
نعو: النَّعْوُ: الشَّقُ في مشْفَر البعير الأعلَى من قول الطّرمّاح «12» :
خَريعَ النَّعْوِ مُضطّرِبَ النَّواحي ... كأخلافِ الغَريفةِ ذا غُضُونِ
نعي: نَعَى يَنْعَى نُعْياً. وجاء نَعِيُّه بوزن فَعِيل. وهو خَبَرُ المَوْت. والنّعي: نداءُ النّاعي. وانتشار ندائه. والنَّعيُّ أيضاً: الرّجل الذي يَنْعَى. قال «13» :
قامَ النَّعيُّ فأَسْمَعا ... ونَعَى الكريمَ الأَرْوَعا
والإستِنْعَاءُ: شبهُ النّفار. واسْتَنْعَى القومُ إذا كانوا مُجتمعين فتفرّقوا لشيءٍ فَزِعوا منه. واسْتَنْعَتِ النّاقةُ، أي: عَدَتْ بصاحبها نافرةً. ويقال: يا نَعاءِ العربَ، أي: يا من نَعَى العربَ. قال الكُمَيْت «14» :
نعاءِ جُذاماً غَيْرَ مَوْتٍ ولا قَتْلِ ... ولكنْ فِراقاً للدعائم والأصل
يذكر انتقال جُذامٍ بنسبهم. وفيه لغة أخرى، يا نُعيان العرب، وهو مصدر نَعَيْتُه نُعْياً ونعيانا.
__________
(12) ديوانه 534. في النسخ: ذي غضون، وكذلك في اللسان (خرع) و (نعو) مع نصب الصفات قبله.
(13) التهذيب 3/ 219. اللسان (نعى) ، في (س) : قال.
(14) ليس في مجموع شعر الكميت، ولكنه في التهذيب 3/ 218، واللسان (نعى) .(2/256)
وعن: الوَعْنَةُ: جمعُها: الوِعان، بياضٌ تراهُ على الأرض تعلم به أنّه وادي النمل، لا يُنْبِتُ شيئاً. قال «15» :
كالوِعانِ رُسُومُها
وتَوعَّنتِ الغنم: أخذ فيها السِّمَنُ أيّامَ الرّبيع. وكانت تلبية الجاهليّة:
وعن إليك عانية ... عبادل اليمانية
على قلاص ناجيه
نوع: النّوع والأنواع جماعة كلّ ضربٍ وصنف من الثّياب والثّمار والأشياء حتّى الكلام. والنُّوَع: الجُوع، ويقال: هو العطش وبالعطش أشبه، لقول العرب عليه الجوع والنوع، وجائع نائع. ولو كان الجوع نوعاً لم يحسن تكريره. وقال آخر: إذا اختلف اللّفظان كرّروا والمعنى واحد.
ينع: يَنَعَتِ الثّمرةُ يُنْعاً ويَنَعاً. وأَيْنَعَ إيناعاً. والنَّعتُ: يانِعٌ ومونع.
__________
(15) في اللسان (وعن) : كالوعان رسومها وفي التاج كذلك، منقوص غير منسوب.(2/257)
باب العين والفاء و (واي) معهما ع ف و، ف ع د، ع ي ف، ي ف ع مستعملات
عفو: العفو: تركُكَ إنساناً استوجَبَ عُقوبةً فعفوتَ عنه تعفُو، والله العَفُوُّ الغَفور. والعَفْوُ: أحَلُّ المالِ وأطيبُه. والعَفْوُ: المعروف. والعُفاةُ: طُلاّبُ المعروف، وهم المُعْتَفُونَ. واعْتَفَيتُ فلاناً: طَلَبتُ مَعروفَه. والعافيةُ من الدَّوابِّ والطَّيْر «1» : طُلاّب الرِزقِ، اسمٌ لهم جامع.
وجاء في الحديث: مَن غَرَسَ شجرةً فما أَكَلَتِ العافيةُ منها كُتِبَتْ له صَدَقةٌ «2» .
والعافيةُ: دِفاعُ الله عن العبد المَكارِه. والإستِعفاءُ: أن تَطْلُبَ إلى من يُكَلِّفُك أمراً أن يُعفيك منه أي يَصرِفُه عنك. والعَفاءُ: التُّرابُ. والعَفاءُ: الدُّروسُ، قال:
__________
(1) في اللسان: والعافية: طلاب الرزق من الإنس والدواب، والطير.
(2) في اللسان:
وفي الحديث: من أحيا أرضا ميتة فهي له، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة.
وجاء أيضا في حديث أم مبشر الأنصارية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نخل لي فقال: من غرسه أمسلم أم كافر؟ قلت: لا بل مسلم، قال: ما من مسلم يغوس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو دابة أو طائر أو سبع إلا كانت له صدقة.(2/258)
على آثار مَن ذَهَبَ العَفاءُ «3»
تقول: عَفَتِ الدِّيار تَعفُو عُفُوّاً، والرِّيحُ تَعفُو الدارَ عَفاءً وعُفُوّاً وتَعَفَّتِ الدارُ والأثَرُ تَعَفّيَاً. والعَفْو والعِفَو والجميع عِفْوة «4» : الحُمُر الأَفْتاء والفَتيات، والأنثى عِفَوَة ولا أعلم واواً مُتحركة بعد حرف متحرك في في آخِر البناء غيرَ هذا، وأن [لُغَة] «5» قيس بها جاءت «6» وذلكم أنَّهم كَرهوا عِفاة في موضع فِعَلة وهم يريدون الجماعة فيلتبس بوُحْدان الأسماء فلو تكلَّف متكلّف أن يَبنيَ من العَفو اسماً مفرداً على فِعلة لقال عِفاة. وفيه قول آخر: يقال همزة العَفاء والعَفاءة ليست بأصلية إنما هي واوٌ أو ياء لا تُعرَف لأنّها لم تُصَرَّف ولكنّها جاءت أشياء في لغات العرب ثَبَتَت المَدَّة في مؤنثّها نحو العَماء والواحدة العَماءة ليست في الأصل مهموزة ولكنّهم إذا لم يكن بين المذكّر والمؤنّث فرقٌ في أصل البناء همَزوا بالمدّة كما تقول: رجلٌ سَقّاء وامرأة سقّاءة وسقّاية. قيل أيضاً، من ذهب إلى أن أصله ليس بمهموز «7» . والعِفاء ما كَثُر من الريش والوَبَر. ناقةٌ ذات عِفاء كثيرةُ الوَبَر طويلتُه قد كادَ ينسِل للسُقوط. وعِفاء النَّعامة: الريشُ الذي قد عَلا الزِّفَّ الصِّغار، وكذلك الدّيك ونحوه من الطَّير، الواحدة عِفاءة بمَدَّة وهمزة، قال «8» :
__________
(3) عجز بيت (زهير) وصدره:
تحمل أهلها عنها فبانوا
والبيت في شرح ديوان زهير ص 58 وفي اللسان. وفي الأصول المخطوطة: على آثار ما ذهب العفاء.
(4) في اللسان: والعفو والعفو والعفو والعفا والعفا تبصرهما: الحجش. وفي التهذيب: ولقد الحمار. والجمع أعفاء وعفاء وعفوة.
(5) ما بين المعقوفين من اللسان وهو شيء يقتضيه السياق وهو الفعل جاءت.
(6) كذا في ط وس في ص: كان.
(7) في الأصول المخطوطة: بمهموزة.
(8) لم نهتد إلى القائل،(2/259)
أُجُدٌ مُؤَثَّفةٌ كأنَّ عِفاءَها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَليمٍ جافِلِ
وعِفاءُ السّحاب: كالخَمْل «9» في وجهه لا يكاد يُخلِف «10» ، ولا يقال للواحدة عِفاءة حتى تكونَ كثيرة فيها كثافة.
فعو: الأفعى: حَيَّةٌ رَقشاءُ طويلةُ العُنُق عريضة الرَّأس، لا ينفَعُ منها رُقْيَة ولا تِرْياق، وربّما كانتْ ذاتَ قَرْنَيْن. والأُفْعُوانُ: الذَّكَرُ.
عوف: العَوْفُ: الضَّيْف، وهو الحالُ أيضاً «11» : تقول: نِعْمَ عَوْفُك أي ضَيْفُكَ. والعَوْفُ: اسم من أسماء الأسد لأنّه يَتَعَوَّف باللَّيْل فيَطلُب. ويقال: كلُّ مَن ظَفِرَ في اللَّيْل بشيءٍ «12» فالذي يَظفَر به عُوافتُه. وعُوافةُ وعَوْفٌ «13» من أسماء الرّجال. ويقال: العَوْفُ الأَيْرُ. ويقال: العَوْف نَبْتٌ
عيف: عافَ الشَّيءَ يَعَافُه عِيافةً «14» إذا كَرِهَه من طعام أو شراب. والعَيُوفُ من الإبِلِ: الذي يَشَمُّ الماءَ فيَدَعُه وهو عطشان. والعِيافة زَجْرُ الطَّيْر، وهو أَنْ تَرَى طَيْراً أو غراباً فَتَتَطَيَّرَ، تقول: ينبغي أنْ يكون كذا فإنْ لم تَرَ شيئاً قُلتَ بالحَدْس فهو عِيافة. ورجل عائف يَتَكَهَّن، قال: عَثَرَت طيرك أو تعيف.
__________
(9) كذا في (ط) و (ص) في (س) : كل ما تحمد.
(10) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة: يخفف.
(11) في اللسان: وخص بعضهم به الشر.
(12) كذا في س في ط وص: فهو الذي.
(13) كذا في الأصول المخطوطةفي اللسان: وعرف وعويف: من أسماء الرجال.
(14) في اللسان: عاف الشيء يعافه عيفا وعيافة وعيافا وعيفانا.(2/260)
يفع: اليَفاعُ: التلُّ المُنيفُ. وكلُّ شيءٍ مُرتَفع يَفاع. وغُلامٌ يَفَعة «15» وقد أيْفَعَ ويَفَعَ أي شَبَّ ولم يبلُغ. والجارية يَفَعَة والأيفاع جمعه.
__________
(15) في اللسان: وغلام يافع ويفعة وأفعة ويفع: شاب.(2/261)
باب العين والباء و (واي) معهما ع ب ا، ع بء، ع ي ب، وع ب، ب وع، ب ع و، ب ي ع مستعملات
عبا: العباية: ضرب من الأكسية فيه خُطوط سُود كبار والجميع العَباء، والعَباءة لغة. وما ليس فيه خُطوطٌ وجِدّة فليس بعَباءة، قال:
نَجَا دَوْبَل في البئر واللَّيل دامِسٌ ... ولولا عباءته «1» لزار المقابرا
والعَبا، مقصور،: الرجل العَبام في لغة وهو الجافي العَيُّ «2» .
عبء: العِبْء: كلّ حِمْلٍ من غُرْمٍ أو حَمالةٍ، والجميع الأَعْباء، قال:
وحَمْلُ العِبْء عن أعناق قَومي ... وفِعلي في الخُطوبِ بما عَناني «3»
__________
(1) كذا ورد، ولا يستقيم الوزن إلا بإسكان التاء، وهذا من أقبح الضرورات. ولم نهتد إلى الشاهد في المعجمات المشهورة ولا في كتب اللغة والأدب.
(2) نقل الأزهري عن الليث: العبا مقصور الرجل العبام، وهو الجافي العيي.. قال الأزهري: ولم أسمع العبا بمعنى العبام لغير الليث (تهذيب اللغة 3/ 235) وفي اللسان، العيي أيضا. وفيه: رَجُلٌ عَيٌّ بوزن فَعْلٍ، وهو أكثر من عيي.
(3) لم نجد الشاهد.(2/262)
وما عَبَأَت به شيئاً: أي لم أياله ولم ارتفع «4» . وما أعبَأُ بهذا الأمر: أي ما أصنع به كأنَّك تَستقلُّه وتَستَحقِرهُ. تقول: عَبَأَ يَعْبَأُ عَبْأً وعَباءً، وعَبَأتُ الطِيبَ أعبوه عَبْأً وأُعَبِّئُهُ تَعْبِئةً إذا هَيَّأتُه في مواضعه، وكذلك الجيش «5» إذا ألبستُهم السلاحَ وهَيَّأتُهم للحرب، قال:
وداهيةٍ يُهالُ الناسُ منها ... عَبَأتُ لشدِّ شِرَّتِها عَلَيّا «6»
وتقول في ترخيم اسم مثل عبد الرَّحمن وعبد الرَّحيم وعبد الله وعُبَيْد الله عَبْوَيْهِ مثل عَمْرَوَيْةِ «7» .
عيب: العَيْبُ والعَابُ لغتان، ومنه المَعَابُ. ورجُلٌ عَيّابٌ: يَعيبُ النّاسَ، وكذلك عَيّابة «8» : وقَّاعَةٌ في الناس، قال:
قد أَصْبَحَتْ لَيْلَى قليلاً عابُها «9»
وعابَ الشّيء: إذا ظَهَرَ فيه عَيب. وعابَ الماءُ: إذا ثَقَبَ الشَّطَّ فَخَرَجَ منه، مُجاوزُه ولازمهُ واحد. وعَيْبَة المَتاعِ يجمَعُ عِياباً. والعِيابُ: المِنْدَف «10» ، لم يعرفوه. والعِيابُ: الصُّدورُ أيضاً واحدُها عَيْبة.
وفي الحديث: إنَّ بينَنا وبَينَكم عَيْبةً مكفُوفَةً «11»
يُريد صَدْراً نَقِيّاً من الغِلِّ والعداوة، مَطْوِيًّا على الوفاء. قال بِشْر بن أبي خازم:
__________
(4) كذا في الأصول المخطوطة ولكن لم نجد قوله ولم أرتفع في المعجمات.
(5) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة: الخيل. وقد اخترت ما في اللسان لصحته بقرينة الضمير في ألبستهم وهيأتهم.
(6) لم نهتد إلى قائل الشاهد.
(7) كذا في ص في ط وس: غبرويه.
(8) في اللسان: وعيبة بضم ففتح.
(9) لم نظفر بالشاهد.
(10) وفي اللسان: قال الأزهري لم أسمعه لغير الليث.
(11) وفي اللسان: قال الأزهري وقرأت بخط شمر:
وإن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة.(2/263)
وكادتْ عِيابُ الوُدِّ منَّا ومنكم ... وإنْ قيل أبناءُ العُمُومةِ تَصْفَرُ «12»
أي تخلو من المَحبَّة.
وعب: الوَعْبُ: إيعابُكَ الشَّيْءَ في الشيء. واستَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ.
وفي الحديث: إنَّ النِّعْمةَ الواحدَة تَستَوعِبُ جميعَ عَمَلِ العبد يومَ القِيامة
أيْ تَأتي عليه.
بوع: البَوعُ «13» والبَاعُ لغتان، ولكنْ يُسَمَّى البَوعُ في الخِلقة، وبَسْطُ الباع في الكَرَم ونحوه فلا يقال إلاّ كريمُ الباع، قال:
لهُ في المجْدِ سابقةٌ وباعٌ 1»
والبَوعُ أيضاً مصدر باع يَبُوع بَوعاً، وهو بَسْطُ الباع في المَشْيِ والتناوُلِ، وفي الذَّرع. [والإبِل] «15» تَبُوعُ في سيرها. وقال في بَسطِ الباع:
لقد خِفتُ أن ألْقَى المنايا ولم أَنَلْ ... من المالِ ما أسْمُو به وأَبُوعُ «16»
أيْ أمُدُّ به باعي.
__________
(12) لم نجده في الديوان، وأضافه محقق الديوان (عزة حسن) في ملحق الديوان. وهو منسوب إلى (بشر) في أساس البلاغة وفي اللسان (عيب) من غير عزو، والبيت مع بيت آخر في كتاب المعاني الكبير ص 527 منسوبان إلى (الكميت) .
(13) في اللسان والبوع بفتح الباء وهي كلمة ثالثة.
(14) لم يرد في المعجمات الأخرى ولا في كتب اللغة التي أفدنا منها.
(15) الكلمة زيادة من اللسان ومكانها في ص فراغ.
(16) (الطرماح) ديوانه/ 314 والرواية فيه:
وشيبني أن لا أزال مناهضا ... بغير ثرا أثرو به وجبوع(2/264)
بعو: البَعْوُ: الجُرْمُ «17» ، قال «18» :
وإِبسالي بَنِيَّ بغَير جُرْمٍ ... بَعَوناهُ ولا بِدمٍ مُراقِ
وبَعَوا من فلان أي حقروا وتجرءوا «19» .
بيع: العَرَبُ تقول: بِعتُ الشيءَ بمعنى اشتريته. ولا تَبعْ بمعنى لا تَشْتر. وبِعتُه فابْتاعَ أي اشتَرَى. والبَيّاعات: الأشياءُ التي يُتَبايَع بها للتجارة. والإبتياع: الإشتراء. والبَيْعة: الصَّفْقة على إيجابِ البَيع وعلى المُبايَعَةِ والطَّاعة، [وقد] «20» تَبايَعوا على كذا. والبَيْعُ اسم يَقَع على المَبيعِ، والجميع البُيوع. والبَيِّعان: البائع والمشتري. والبِيعةُ: كنيسة النَّصارَى وجَمعُها بِيَع، قال الله عزّ وجلّ: [لَهُدِّمَتْ «21» ] صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ.
__________
(17) في اللسان: الجناية والجرم.
(18) (هو عوف بن الأحوص الجعفري) (اللسان) .
(19) لم نجد قوله: بعوا من فلان إلى آخره في سائر المعجمات.
(20) كذا في اللسان وهي مما يقتضيها السياق.
(21) تمام الآية وهي ضرورية. انظر سورة الحج الآية 40.(2/265)
باب العين والميم و (واي) معهما ع م ي، م ع و، ع وم، ع ي م، م ي ع مستعملات
عمي: العَمَى: ذَهابُ البَصرَ، عَمِيَ يَعْمَى عَمىً. وفي لغة اعمايَّ يَعمايُّ اعمِيياء، أرادوا حَذْوَ ادهَامَّ ادهيماماً فأخرجوه على لفظٍ صحيح كقولك ادهامَّ: اعمايَّ. ورَجُلٌ أعْمَى وامرأة عَمْياءُ لا يَقَعُ على عَيْنٍ واحدةٍ. وعَمِيَت عَيْناهُ. وعَينانِ عَمياوان. وعَمْياوات يَعني النساء. ورجالُ عُمْيٌ. ورَجُلٌ عَمٍ، وقَومٌ عَمُون من عَمَى القَلْب، وفي هذا المعنى [يُقال] «1» ما أعماه، ولا يُقال، من عَمَى البَصرَ، ما أعماه لأنّه نَعْتٌ ظاهرٌ تُدركُه الأبصار. ويقال: يجوز فيما خَفِيَ من النُّعوت وما ظَهَرَ خلا نَعْتٍ يكون على أَفْعَلَ مُشَدَّد الفعل مثل اصفَرَّ واحمرَّ. والعَمايَةُ: الغَوايةُ وهي اللَّجاجة. والعَمايَةُ والعَماء: السَّحابُ الكثيفُ المُطبِقُ، ويقال للَّذي حَمَلَ الماءَ وارتَفَعَ، ويقال للَّذي هَراقَ ماءَه ولما يَتَقَطَّع، تَقَطَّعَ الجَفْل «2» والجَهامُ. والقِطعةُ منها عماءة، وبَعضٌ يُنكِره ويَجعَلُ العَماءَ اسماً جامعاً. وقال الساجعُ: أشَدُّ بَرْدِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياءُ في غِبِّ السَّماء تحت ظِلِّ عَماء.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، وكذا في اللسان.
(2) كذا وردت في اللسان مرة وقد جاءت الجفال مرة أخرى.(2/266)
والعَمْيُ على لفظ الرَّمْيُ: رَفْعُ الأمواجِ القَذَى والزَّبَد في أعاليه، قال:
رَهَا «3» زَبَداً يَعمِي به المَوْج طاميا
والبعيرُ إذا هَدَرَ عَمَى بلغامِه على هامتِه عَمْياً. والتَّعمِيَة: أن تُعَمِّي شيئاً على إنسانٍ حتى تُلْبَه عليه لَقْماً «4» ، وجمع العَماء أعماء كأنه جعل العماء اسماً ثمّ جمعه على الأعماء، قال رؤبة «5» :
وبَلَدٍ عاميةٍ اعماؤُهُ «6»
والعُمِّيَةُ: الضَّلالة، وفي لغة عِمِّيَة. والاعتماء: الاختيار، قال:
سيل بينَ النّاسِ أيًّا يَعْتمي «7»
والمَعامي: الأرضُ المجهُولة.
معو: المَعْوُ: الرُّطَبُ الذي أَرْطَبَ بُسْرُه أجمَعُ، الواحدةُ مَعْوَة لا تَذنيبَ فيها ولا تَجزيع. والمُعاء: من أصواتِ السنانير، معا يمعو أومغا يَمْغُو لونان «8» أحدُهما من الآخر، وهُما أرفَعُ من الصئي.
__________
(3) كذا في اللسان وفي الأصول المخطوطة: زها. ولم نهتد إلى قائل البيت.
(4) كذا في الأصول المخطوطة أما في اللسان: تلبيسا. واللقم: سد فم الطريق ونحو ذلك.
(5) كذا في ديوان رؤبة واللسان في الأصول المخطوطة: العجاج.
(6) كذا روي الرجز في اللسان والديوان في الأصول المخطوطة:
وبلدة عامية أعماؤه
وتكملته:
كأن لون أرضه سماؤه
(7) كذا في الأصول المخطوطة: ولم نجده في سائر المعجمات.
(8) كذا في ص وط واللسان في س: لغتان.(2/267)
معي: ومَعًى ومِعًى واحدٌ، ومِعَيانِ وأمعاءٌ وهو الجميعُ ممّا في البَطْن ممّا يتردَّدُ فيه من الحَوايا كُلِّها. والمِعَى: من مَذانب الأرض، كُلُّ مِذْنَبٍ يُناصي مِذْنَباً بالسَّنَد، والذي في السَّفْح هو الصُّلْب، قال:
تحبو إلى أصلابه أمعاؤه «9»
[وهما مَعاً وهم مَعاً «10» ، يُريدُ به جماعة. ورجل إمَّعَة على تقدير فِعَّلة: يقول لكلٍ أنا مَعَك، والفعل نَأْمَعَ «11» الرجُلُ واسْتَأْمَعَ «12» . ويقال للَّذي يتردَّدُ في غير ضَيعَةٍ إمَّعَة،
وفي الحديث: اغْدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَغْدُ إمَّعَة] .
عوم: العَوْمُ: السِّباحة. والسَّفينةُ والإبِلُ والنُّجُوم تَعُومُ في سيرها، قال:
وهُنَّ بالدَّوِّ «13» يَعُمْنَ عَوْماً
وفَرَس عَوّام: يَعُومُ في جَرْيه. والعامُ: حَوْلٌ يأتي على شَتْوةٍ وصَيْفَةٍ، ألِفُها واو، ويُجمَع على الأعوام. ورَسْمٌ عامِيٌّ أو حَوْليٌّ: أتَى عليه عامٌ، قال العجّاج:
مِن أنْ شَجاكَ طَلَلٌ عامِيُّ «14»
والعامَةُ: تُتَّخَذُ من أغصان الشَّجر ونحوه، تُعْبَر عليها الأنهار كعُبُور السُّفُن، وهي تَموجُ فوْقَ الماء، وتُجمَعُ عامات. والعام والعومة
__________
(9) الرجز (لرؤبة) في ديوانه ص 4:
تحبو إلى أصلابه أمعاؤه ... والرمل في معتلج أنقاؤه
(10) أدرجت الكلمة في مادة (معع في اللسان وفي غيره من المعجمات كالتهذيب مثلا. وكذلك إمعة ولا مكان لها في معي.
(11) لم نجد الفعل في المعجمات المتيسرة.
(12) لم نجد الفعل في المعجمات المتيسرة.
(13) كذا في اللسان وسائر المظان اللغوية، في الأصول المخطوطة: الدوم.
(14) الرجز في الديوان ص 311.(2/268)
والعامَةُ: هامَةُ الراكب إذا بدا لك رأسُه في الصَّحْراء وهو يَسيرُ. ويقال: لا يُسَمَّى رأسُه عامةً حتّى تَرَى عِمامةً عليه. والإعتِيامُ: اصطِفاء خِيارِ مالِ الرَّجُل، يُقال: اعتَمْتُ فلاناً، واعتَمْتُ أَفْضَلَ مالِهِ. والمَوْتُ يَعْتامُ النُّفُوس، قالَ طَرَفة:
أَرَى المَوْتَ مِعْيَامَ الكِرامِ ويَصْطَفي ... عَقيلةَ حالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ «15»
عيم: العَيْمانُ: الذي يَشْتَهي اللَّبَنَ شَهْوَةً شَديدةً، والمرأة عَيْمَى. وقد عِمْتُ إلى اللَّبَن عَيْمَةً شديدة وعَيَماً «16» شديداً. وكل مَصْدرٍ مثلهُ ممّا يكون فَعْلان وفَعْلى، فإذا أَنَّثْتَ المصدر فقُلْ على فَعْلةٍ خفيفة، وإذا طَرَحْتَ الهاءَ فَثَقِّلْ نحو الحَيَرْ والحَيرَة.
ميع: مَاعَ الماءُ يميع مَيْعاً إذا جرى على وجه الأرض جَرْياً مُنْبسطاً في هيئته، وكذلك الدَّمُ. وأَمَعْتُه إماعةً، قال «17» :
بساعِدَيْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ ... منَ الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ
والسَّرابُ يَميعُ. ومَيْعَةُ الشَّبابِ: أوَّلُه ونشاطه. والمَيْعَة والمائعة: من العِطْر. والمَيْعَة: اللبنى «18» .
__________
(15) ورواية البيت في كتاب السبع الطوال لابن الأنباري وغيره من مصادر الشعر الجاهلي، واللسان:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي............... .............
(16) في الأصول واللسان: عيما بسكون الياء والصواب الذي يقتضيه قول الخليل، فتح الياء.
(17) في اللسان: وأنشد الليث والرجز فيه يبدأ لقوله:
كأنه ذو لبد دلهمس............... ..........
(18) اللبنى واللبن: شجر.(2/269)
باب اللَّفيف من العين
اللَّفيفُ: أنْ تلفَّ الحَرْف بالحَرْف أي تُدْغم لأنَّ العَيَّ أصْلُهُ العَوْيُ فاستتْقلوا إظهارَ الواو مع الياء المتحرِّكة.. فحوَّلُوها ياء وأدغمُوها فيها.
عوي: عَوَتِ السِّباعُ تَعْوي عَوًى «1» . وللكلْب عُواءٌ، وهو صوْتٌ يمُدُّهُ وليس بنَبْح. وعَوَيْتُ الحَبْلَ عيّاً: لوَيْتُهُ. وعَوَيْتُ رأس النّاقة «2» : أي عُجْتُها فانْعَوَى. والناقةُ تَعْوي بُرَتها في سيْرها: أيْ تلويها «3» بخَطْمها، قال «4» :
تَعْوي البُرَى مُسْتوفِضاتٌ وفْضا
وعَوَى فلانٌ قَوْماً واسْتَعْوَى: دَعاهُم إلى الفِتنة. وعَوَيْتُ المُعْوَجَّ حتّى أقَمْتُه. والمُعاويَةُ: الكَلْبَةُ المُسْتحرِمةُ تَعْوي إليهنَّ ويَعْوِينَ، يُقال: تَعاوَى الكِلابُ. والعَوَّاءُ: نَجْمٌ في السَّماءِ يُؤَنَّث، (يُقال لها عَوَّاء) «5» ،
__________
(1) لم يرد هذا المصدر في كتب اللغة وفيها أن العواء هو المصدر، ليس غير. وأضيف أن بناء فعل مصدرا للثلاثي المكسور العين والماضي مفتوحها في المضارع، خاص في الأكثر بالأعراض والصفات والعيوب والحلية. ولم نجد هذا المصدر إلا في الأصول المخطوطة التي لدينا من كتاب العين.
(2) كذا في ص وس وقد سقطت من ط.
(3) كذا في س أما في ص وط: تلويه.
(4) (رؤبة) ديوانه/ 80.
(5) سقط ما بين القوسين من س.(2/270)
ويقال: إذا طَلَعَتِ العَوّاءُ جَثَمَ الشِّتاءُ وطابَ الصِّلاءُ، وهي من نُجُوم السُّنْبُلة من أنْواء البَرْدِ في الرَّبيع، إذا طلعت وسَقَطَتْ جاءَتْ بالبَرد، ويُقالُ لها عواء البرد. والعواء والعَوَّة «6» ، لغتان: الدُبُرْ، قال:
فهلاّ شَدَدْتَ العَقْدَ أو بِتَّ طاوِياً ... ولم يَفْرَحِ العَوّا كما يَفْرَحُ القَتْبُ
وقال:
قِياماً يُوارُون عَوّاتِهم ... بِشَتْمي وعَوّاتُهُمْ أظْهَرُ
عا، مقصُورٌ، زَجْرُ الضئين، ورُبّما قالوا: عو وعاي، كلّ ذلك يُخفَّف، فإذا استُعملَ فِعْلُه قيل: عَاعَى يُعاعِي مُعَاعاةً»
وعَاعاةً «8» ، ويُقالُ أيضاً، عَوْعَى يُعَوْعِي «9» عَوْعَاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي «10» عَيْعاة وعِيعاء «11» مصدرٌ لكلّ تلك اللغات، قال «12» :
وإنّ ثِيابي من ثِيابِ مُحَرَّقٍ ... ولم أَسْتَعِرْها من مُعاعٍ وناعِقِ
عيي: والعِيُّ مصدر العَيِّ، وفيه لغتان: رَجُلٌ عَيٌّ بوزن فَعْلٍ وعَيِيٌّ بوزنِ فَعيل «13» قال العجّاج:
لا طائِشٌ فاقٌ ولا عيي «14»
__________
(6) كذا في اللسان وما يقتضيه الشاهدان المذكوران، في الأصول المخطوطة: العوا ولم نهتد إلى القائل لكل من الشاهدين. وقال محقق (اللسان) عن عجز البيت الأول: قوله: ولم يفرح ... هكذا في الأصل. ولعل الصواب: لم يقرح.
(7) كذا في القياس واللسان في الأصول المخطوطة: عاعاة.
(8) هذا هو القياس وكذا في اللسان في الأصول المخطوطة: عيعا.
(9) سقط من الأصول المخطوطة.
(10) سقط من الأصول المخطوطة.
(11) سقط من الأصول المخطوطة.
(12) لم نهتد إلى القائل.
(13) كذا في ص وقد سقط في ط وس.
(14) لم نجد الرجز في الديوان.(2/271)
وقال آخر «15» :
لنا صاحِبٌ لا عَيِيُّ اللسانِ ... فيَسْكُتُ عنّا ولا غافِلُ
وقد عيَّ عن حُجَّته عِيّاً، وعَيِيتُ بهذا الأَمْر وعنه، إذا لم أَهْتَدِ لوجههِ، وأعياني الأَمْرُ أنْ أضْبِطَه. والدَّاءُ العَياءُ: الذي لا دَواءَ له. ويقال: الدَّاءُ العَياء الحُمْقُ. والإعْياءُ: الكَلالُ. والمُعاياة: أن تَأتي بكَلام، لا يُهْتَدَى له. والفَحْلُ العَياءُ: الذي لا يَهتَدِي لضراب الشَّوْل. والعَيَاياءُ من الإبل: الذي لا يَضْرِبُ ولا يُلْقِحُ، وكذلك من الرِّجال.
وعي: وَعَى يَعِي وَعْياً: أيْ حَفِظ حديثاً ونحوه. وَوَعَى العَظْمُ: إذا انجَبَرَ بعدَ كَسْرٍ، قال
دلاث دلعثي «16» ، كأن عظامه ... وعت في محال الزور بعدَ كُسُورِ «17»
وقال أبو الدُّقَيْش: وَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْحِ، ووَعَتْ جايئَتُه يَعْني مِدَّتُه. وأَوْعَيتُ شَيئاً في الوِعاء وفي الإِعاءِ، لغتان. والواعِيةُ: الصُّراخُ على المَيِّتِ ولم أسمع منه فعلا. والوَعَلأ «18» : جَلَبَةٌ وأصْواتٌ للكِلابِ إذا جَدَّتْ في الطَّلَبِ وهَرَبَتْ «19» . قال:
عَوابِساً في وعكة تحت الوعا «20»
__________
(15) لم نجد البيت ولا قائله.
(16) كذا في الأصول المخطوطة، في اللسان: دلعثى (مقصور) وهو سهو.
(17) البيت في اللسان والتاج: دلعث.
(18) كذا في س في ص وط: الوعاء.
(19) كذا في ص في ط: هرت.
(20) لم نهتد إلى الراجز.(2/272)
جَعَلَه آسْماً من الواعِية. وإذا أَمَرْتَ من الوَعَى قُلْتَ: عِهْ، الهاءُ عِمادٌ للوُقُوفِ الإبتِداءُ والوُقُوفُ على حرف واحد. والوَعْوَعَةُ: من أصواتِ الكلاب وبنات آوَى وخَطيبْ وَعْوَعٌ: نَعْتٌ له حَسَنٌ، قالت الخنساء:
هو القَرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ «21»
رَجُل وَعْواعٌ، نَعْتٌ قبيحٌ: أي مِهْذار، قال:
نِكْسٌ من القوم ووغواه وعيّ «22»
وكَقَول الآخَر:
تَسْمَعُ للمَرْءِ به وَعْواعا
وتقولُ: وَعْوَعَتِ الكلبة وَعْوَعةً، والمصدَرُ الوَعْواع، لا يُكْسَرُ على وِعْواع نحو زِلْزال كراهيةً للكَسْر في الواو. وكذلك حكاية اليَعْيَعَة من الصَّوتِ: يَع، واليَعْياع، لا يُكْسَر. وإنَّما يَع من كَلامِ الصِّبيان وفِعالِهم، إذا رَمَى أَحَدهُم الشَّيْءَ إلى الآخَر، لأنَّ الياءَ خِلْقَتُها الكَسْرة فَيَسْتَقْبِحُونَ الواو بينَ كَسْرَتَيْن. والواو خِلْقَتُها من الضَمَّة فيستقبحون التِقاءَ كَسْرةٍ وضَمَّةٍ، ولا تَجِدها في كلام العرب في أصل البناء سِوى النَّحوْ «23» .
__________
(21) في الديوان ص 55:
هو الفارس المستعد الخطيب ... في القوم واليسر الوعوع
(22) من اللسان (وعع) . وفي الأصول:
لا نكس في القوم وعواع ولا وعق
ويروى: وعي. وهو مصحف ومحرف.
(23) انتهى كلام الليث في التهذيب بقوله: في أصل البناء، ولعل عبارة سوى النحو قد اندست سهوا.(2/273)
باب الرُباعيِّ من العين
قال الخليل: سَمِعْتُ كلمةً شَنعاءَ لا تَجُوزُ في التأليف الرُباعيِّ. سُئِل أعرابيٌّ عن ناقته فقال: تَرَكْتُها تَرْعَى العُهْعُخ، فَسأَلْنا الثِقاتِ من عُلَمائهم فأنكَروا أن يكونَ هذا الإسْمُ من كلام العرب. وقال الفَذُّ منهم: هي شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى «1» بوَرَقِها. وقال أعرابيٌّ: إنَّما هو الخُعْخُعُ، وهذا موافق لقياس العربية.
__________
(1) في التهذيب 3/ 264: يتداوى بها وبورقها. وقد ساق الخبر كله عن الليث.(2/274)
هجرع: الهِجْرَعُ من وصف الكلاب السَّلُوقيّةِ الخِفافِ. والهِجْرَع: الطويلُ المَمْشُوق، الأهْوَجُ الطَّول، قال العّجّاج «1» :
أَسْعَرُ ضَرْباً وطُوالاً هجْرَعا
والهِجْرَع: الأحْمَقُ من الرجال، قال: الشاعر «2» :
فلأقْضِيَنَّ على يَزيدَ أميرِها ... بقَضاءِ لا رِخْوٍ وليس بهِجْرَعِ
وأنشد عَرّام «3» :
إذا أنتَ لم تخلِطْ مع الحِلْمِ طِيرةً ... من الجَهْلِ ضامتك اللئام الهجارع
__________
(1) الرجز (لرؤبة) . انظر الديوان ص 90، وقبله:
يقدمن سواس كلاب شعشعا
(2) البيت في التهذيب (هجرع) غير منسوب، ومثل ذلك في اللسان.
(3) وهذا مما تفرد به كتاب العين من الشواهد.(2/275)
هجنع: والهَجَنَّعُ: الشيخُ الأصْلَعُ وبه قُوَّة. والظَّليمُ الأقرع. والنَّعامة. هَجَنَّعَة، قال:
جَذْباً كرأس الأقرَعِ الهَجَنَّعِ
والهَجَنَّعُ من أولاد [الإبِلِ] «4» ما يُوضَعُ في حَمارّة الصَّيْف قَلَّما يَسْلَم حتى يقرَعَ رأسُه.
عنجه: العُنْجُهُ: الجافي من الرجال، وفيه عُنْجُهِيَّة أي جَفْوةً في خُشُونة «5» مَطْعَمِه وأموره، قال حَسّانُ بنُ ثابت:
ومن عاشَ منّا عاشَ في عُنْجُهِيّةٍ ... على شَظَفٍ من عَيْشِهِ المتَنَكِّدِ
وقال رُؤبة:
بالدَّفْع عَنّي دَرْءَ كلّ عنجه «6»
والعُنْجُهةُ: القُنْفُذُةُ الضَّخْمةُ.
عجهن: والعُجاهِنُ: صديقُ الرجُل المُعْرِسِ الذي يَجرِي بيْنَه وبيْنَ أَهلِه بالرسائل، فإذا بَنَى بأهله فلا عُجاهِنَ له، قال:
ارجِعْ إلى أهْلِكَ يا عُجاهِنُ ... فقد مَضَى العرس وأنت واهن «7»
__________
(4) سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب واللسان.
(5) كذا في الأصول المخطوطة واللسان في التهذيب: جشوبة.
(6) ديوانه/ 166.
(7) الرجز في اللسان (عجهن) وروايته: ارجع إلى بيتك ...(2/276)
والماشِطةُ عُجاهِنةٌ إذا لم تُفارِقْها حتى يُبْنىَ بها. والمرأةُ عُجاهِنة، وهي صديقةُ العَروس. والفِعلُ تَعَجْهَنَ تَعَجْهُناً، قال:
يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئينا «8»
جمعُ العُجاهِن، قال عرّام: العُجاهِنُ من الرجال: المخلوط الذي ليس بصريح النَسَب «9» . ويقال فيه عُنْجُهيَّةٌ وعُنْزُ هْوَةٌ وهما واحد.
عمهج: العُماهِج: اللَّبَنُ الخاثِرُ من ألبان الإبِل، قال:
تُغذَى بمَحْضِ اللَّبَنِ العُماهِج
عجهم: العُجهُوم: طائرٌ من طَيْر الماء منقارُهُ كجَلَمِ الخيَاط
. علهج: المُعَلْهَج: الرجل الأحمقُ المَذِر اللئيم الحَسَب المُعجب بنفسه، قال:
فكيف تُساميني وأنت معلهج ... هذارمة جعد الأناملِ حَنْكَلُ «10»
والمُعَلْهَج: الدَّعِيّ. وقال بعض الأعراب: العَلْهَج شجر ببلادنا معروف.
__________
(8) الشطر عجز بيت (للكميت) وصدره
وينصبن القدور مسمرات
انظر اللسان (عجهن) .
(9) إذا كان عرام هو ابن الأصبغ المتوفى سنة 275 هـ فلا يمكن أن يكون ممن روى عنهم الخليل، وقد فاتنا ذكر هذه الفائدة في المرات السابقة التي ذكر فيها عرام مثل الصفحة 97، وقد يكون عرام هذا غير ابن الأصبغ
(10) في حاشية التهذيب 3/ 265 ينسب إلى الأحطل والصاغاني ينفي النسبة.(2/277)
عنبج: العُنْبُج: الثقيل من الناس. العُنْبُج «199» : الضَّخْم الرخْو الثقيل من كلّ شيءٍ، وأكثر ما يوصَفُ به الضِبعان، قال:
فوَلَدَتْ أعْثى ضَرُوطاً عنبجا «200»
علهص: علهَصْتَ القارورة إذا عالجتَ صمامَها لتَستخرجه «11» . وَعَلْهَصْتَ العَيْنَ إذا استخرجْتَها من الرأس علهصةً، وهو ملاجكها بإصبَعك واستخراجُكَها من مُقلتها. وعَلْهَصتُ الرجل: عالجتهُ علاجاً شديداً. وَعَلْهَصْتُ منه شيئاً: إذا نِلْتُ شيئاً. وَلحْمٌ مُعَلْهَصٌ أي لم ينضج بعد.
علهس: قال عرّام: عَلْهَسْتُ الشَّيءَ مارَستُهُ بشدَّة «12» .
همسع: الْهَمَيسَع من الرجال: القَويّ الذي لا يُصرع جَنْبُه، ويقال للطَّويل الشَّديد هَمَيْعَ. والهَميع جَدُّ عدنانَ بن أُدَد.
علهز: العِلْهزِ كان يُفْعَلُ في الجاهلية، يُعالَج الوَتر بدماءِ الحَلَمَ فيأكلونه، قال:
وإنَّ قِرى قحطانَ قِرْفٌ وَعِلْهِزٌ ... فَأَقبَح بهذا وَيحَ نَفسِك مِن فِعْلِ 1»
والعِلْهِز: القرادُ الضَّخم: والقِرفُ: نبتُ يَنْبُتُ نبْتةَ الطَّرانيث يخرجُ مع المَطر في وقت الصَّيف وفي وقت الخريف مِثلَ جِروِ القِثّاء، إلاَّ أنَّها حمراءُ مُنْتَنَةُ الريح. قال عرّام: والعِلْهِزُ يَنبتُ ببلادِ بني سليم وهو نبت
__________
(199) أدرجت هذه المادة في حشو مادة عجرم.
(200) الرجز في التهذيب واللسان (عنبج) .
(11) إلى هنا ينتهي ما جاء عن هذه الكلمة في المعجمات الأخرى. وما بقي مما تفرد به كتاب العين.
(12) لم ترد هذه الكلمة في اللسان والتهذيب.
(13) البيت من شواهد التهذيب وهو بلا غرو.(2/278)
شِبْهُ الجِراءِ إلاّ أنَّها مُعَنْقَرةٌ أي لها عُنْقُرةٌ. قال: وأقول شاةٌ مُعَلْهَزَة أي ليست بسمينة «14» .
هزلع: الهِزْلاع: السِّمْعُ الأزَلُّ. وهَزْلَعَتُه: انسِلالُهُ ومُضُيُّه.
عزهل: العُزْهُل: الذَّكَرُ من الحَمام، وجمعه عَزاهِل، قال:
إذا سَعْدانةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ ... عَزاهِلُها، سَمِعْتَ لها عَرينا
أي بُكاءً «15» . وقالَ بعضُهم: العَزاهيلُ الجماعةُ من الإبِلِ المهمَلة، واحدُها عُزْهول، وقالَ بعضهم: لا أعرف واحدَها، قال الشَّمّاخ:
حتّى استغاثَ بأحْوَى فوقَه حُبُكٌ ... يدعُو هَديلاً به العُزْفُ العَزاهيلُ «16»
والقولُ الأول أشبه بالصَّواب. والعَزْاهِل «17» : الأرضُ لا تُنْبِتُ شيئاً، الواحدة عُزْهُلة.
زهنع: وتقول: زَهْنَعتُ المرأة وزَتَّتُّها: زيَّنْتُها بالصَّواب!؟ «18» قال:
بني «19» تَميم زَهْنِعُوا نِساءَكم ... إنَّ فتاةَ الحَيِّ بالتزتت
__________
(14) ليس هذا المعنى في أي من المعجمات سوى كتاب العين.
(15) في اللسان: قال ابن الأعرابي: العرين الصوت.
(16) لم أجد البيت في الديوان.
(17) هذا مما تفرد به كتاب العين.
(18) وردت كلمة الصواب في ص وط ولم أجدها في س ولا في المعجمات الأخرى وأظنها من تزيد الناسخ.
(19) في ص وط: أبني تميم ... ورواية البيت في اللسان:
بني تميم زهنعوا فتاتكم............... ..........(2/279)
هطلع: الهَطَلَّعُ: الرجلُ الجسيم العريض المضطَرِب الطُوال «20» . ويقال: بَوْشٌ «21» هَطَلَّع أي كثير.
عيهر: العَيْهَرَةُ: الفاجرة عَهَرَتْ وتَعَيْهَرَتْ. والعَيْهَرَةُ: الشَّديدة من الإبِلِ، والتَيْهَرَةُ «22» أيضاً. ورجلٌ عَيْهَرٌ تَيْهَر أي شديد ضخم.
هرنع: الهُرْنُوع: القَمْلةُ الضَخْمة، ويقال: هي الصغيرة. قال عرّام: لا أعرفُ الهرنوع ولكنّه الهِرَنَّعة، وهو الحِنْبجُ والهُرْنُع، قال جرير:
يَهِزُ الهَرانعَ لا يَزالُ كأنَّه «23»
هزنع: الهُزْنُوع «24» ، ويقال هو بالغين المعجمة: هو أُصُول نَباتٍ شِبْهِ الطُّرْثُوث.
هرمع: الهَرْمَعَةُ: السُّرْعة. اهْرَمَّعَ في مَشْيه ومَنْطِقِهِ كالإنهِماكِ فيه اهرمّاعاً. والعَيْن تهَرَمِّعُ إذا ذَرَفَتِ الدَّمْعَ سريعاً. والنَّعْت هَرَمَّع ومُهْرَمِّع. واهْرَمَّعَ
__________
(20) في اللسان: المضطرب الطول.
(21) في اللسان: بؤس. والبوش: الجماعة.
(22) لم نجده في المعجمات ولعله من ألفاظ الإتباع.
(23) كذا في س في ص وط: يهز الهرنع ... والبيت في التهذيب 3/ 268 وروايته:
يهز الهرانع عقده عند الخصى ... يا ذل حيث يكون من يتذلل
وكذلك في اللسان. وليس في ديوان جرير. وقد نسب في التاج إلى (الفرزدق) .
(24) لم يرد في سائر المعجمات، وهو مما تفرد به كتاب العين.(2/280)
إليه الرجُل أي تَباكَى. ورجُلٌ هَرَمَّعٌ: سريعُ البُكاء، والهَلَمَّعُ لغةٌ فيه عن عَرّام. والهَلْمَعَةُ والهَرْمَعَةُ: السُّرعةُ في كلّ شيءْ.
عرهم: العُراهِم: التّارُّ الناعِمُ من كلّ شيءٍ، قال: «25»
وقَصَباً عُراهِماً عُرْهوماً «26»
وقال بعضُهم: العُراهِم الطَّويلُ الضَّخْم، قال «27» :
فَعَوَّجَتْ مُطَّرِداً عُراهِما
وقال بعضُهم: العُراهِم نعْتٌ للمؤنَّث دونَ المذكَّر. وقال آخر: الذَّكرَ عُراهِم والأُنْثى عُراهِمة.
عبهر: العَبْهَر: اسْمٌ للنَّرجِس، ويقال للياسَمين. وجاريةٌ عَبْهَرَةٌ: رقيقةُ البَشَرَة ناصعةُ البَياض، قال:
قامَتْ تُرائيكَ قَواماً عَبْهَرا «28»
العَبْهَر: الناعم من كلّ شيءٍ، قال الكميت:
مِلء عينِ السَّفيه تُبْدي لك الأشنب ... منها والعبهر الممكورا «29»
__________
(25) التهذيب 3/ 269 غير منسوب أيضا.
(26) ورواية الرجز في التهذيب:
وقصبا عفاهما عرهوما
(27) لم نهتد إليه.
(28) جاء في اللسان: وأنشد (الأزهري:)
قامَتْ تُرائيكَ قَواماً عَبْهَرا ... منها ووجها واضحا وبشرا
لو يدرج الذر عليه أثرا
(29) لم أجد البيت في شعر (الكميت) .(2/281)
ورَجُلُ عَبْهَر أيْ ضَخْم، وامْرأةٌ عَبْهَرَةٌ، ويُجْمَعُ عَباهِر وعَباهير، قال «30» :
عَبْهَرَةُ الخَلْقِ لباخية ... تزينه بالخلق الظاهر
علهب: العَلْهَب: التَّيسُ الطويل القَرْنَيْن من الوَحْشِيَّة والإِنْسِيّة ويوصف به الثَّور الوحشيُّ، وجمعه عَلاهِب، قال جرير.
إذا قَعِسَتْ ظهورُ بنات تَيْمٍ ... تَكشَّفُ عن عَلاهِبةِ الوُعُولِ
أي عن بُظُورٍ «31» كأنَّها قُرونُ الوُعُول. والعَلْهَب: الرجُلُ الطَّويلُ، والمرأةُ بالهاء.
عبهل: ومَلِكٌ مُعَبْهَل: لا يُرَدُّ أمرُه في شَيْءٍ.
هبلع: والهِبْلَع: الأَكُولُ، العظيمُ اللَّقْم، الواسِعُ الحُنْجُور، وأنشَدَ عرّام «32» :
وُضِعَ الخزيرُ فقيلَ أينَ مُجاشِعٌ ... فشَحَا «33» جَحافِلَه جراف هبلع
__________
(30) هو (الأعشى) . ديوانه/ 139 وفيه: بلاخية.
(31) كذا في الأصول المخطوطة وفي اللسان: بطون.
(32) البيت (لجرير) . نظر الديوان ص 437، وانظر هامش مادة عجهن.
(33) كذا في س واللسان. في ص وط: فشجا.(2/282)
والهِبْلَعُ من أسماء الكلابِ السَّلُوقيَّة، قال العجّاج:
والشَدُّ يدني لا حقا وهِبلَعاً «34»
هلبع: الهُلابع: اللئيمُ الجَسيمُ الكُرَّزيُّ، قال:
وقُلْتُ لا آتي «35» زُرَيْقاً طائِعاً ... عبد بني عائشة الهلابعا
هملع: الهَمَلعَّ: الرجُلُ المُتَخطِرفُ الذي يُوَقِّع وَطْأه تَوقيعاً شديداً، قال:
رأيت الهَمَلَّع ذا اللعوتين ... ليس بآبٍ «36» ولا ضَهْيَدِ
ضَهْيَد كلمة مُوَلَدة لأنَّها على بناء فَعْيَل، وليس فَعْيَل من بناء كَلام العرب، قال:
جاوَزْتُ «37» أهوالاً وتَحْتيَ شَيْقَبٌ «38» ... يَعْدو برحْلي كالفنيق هَمَلَّعُ
هنبع: الهُنْبُع والخُنْبُع: من لِباس النِّساء شِبْهُ مِقْنَعةٍ خِيط مُقدَّمُها تلبَسها الجواري. ويقال: الهُنْبُع ما صَغُر، والخُنْبُع: ما اتَّسَعَ حتّى يبلُغَ اليَدَيْن «39» ويُغطِّيهما.
__________
(34) الرجز (لرؤبة) ديوانه ص 90، وفيه: والشد يذري....
(35) كذا في س والتهذيب في ص وط: زريعا.
(36) كذا في س والتهذيب أما في ص وط ففراغ.
(37) في الأصول المخطوطة: تجاوزت.
(38) اللسان (هملع) ، غير منسوب أيضا.
(39) كذا في اللسان والتهذيب. في الأصول المخطوطة: الثديين.(2/283)
عفهم: العُفاهِم: النّاقةُ الجَلْدة، ويجمَعُ عَفاهيم، قال:
يَظَلُّ من جاراه في عذائم ... من عنفوان جريه العفاهم «40»
يصفُ أوَّل شَبابه وقوّته. وفي لغة عُفاهِن، بالنُّون، والنُّون يجعَلُونَها بدلاً من اللام، يقولون: اسماعِين في اسماعيل واسرافين وقد رُوِيَ في الحديثِ بالنّون. وقال:
وقَرَّبوا كلّ وأًي عُراهِمِ ... من الجَمالِ الجِلَّة العَفاهِمِ
علهم: العُلاهِمُ والعُلاهِمةُ «41» : القويّة الشّديدة من الإبل، وجمعُه عَلاهيم.
خضرع: الخُضارِعُ: البخيل المُتَسَمِّحُ وتَأْبَى شِيمتُه السَّماحة. وهو المُتَخضرِع.
خرعب: الخُرْعُوبة «42» : القطعةُ من القَرْعة والقِثّاء والشَّحْم. الخَرْعَبَةُ: الشَّابةُ الحسَنةُ القوام، وكأنَّها خُرعُوبةٌ من خَراعيب الأغصان من بَنات سَنَنها. ويقال: جَمَل خُرْعُوب أيْ طويلٌ في حُسْن خلق.
__________
(40) التهذيب 3/ 269 ونسب فيه إلى غيلان.
(41) في التهذيب 3/ 273 العلهم بكسر فسكون ففتح فتشديد الضخم العظيم من الإبل، وأنشد:
لقد غدوت طاردا وقانصا ... أقود علهما أشق شاخصا
(42) كذا في الأصول المخطوطة واللسان في التهذيب: الخذعوبة.(2/284)
خثعم: خَثْعَمٌ: اسمُ جبَل، فمن نَزَلَ به فهو خَثْعَميٌّ، وهم خَثْعَميُّون. وخَثْعَم: اسم قبيلة وافق اسمُها اسم الجبَل «43»
ختعر: الخَيْتَعُور: ما بَقيَ من السَّرابِ من آخره حتى يَتَفَرَّقَ فلا يَلْبَث أن يضمَحِلَّ. وخَتْعَرَتُه: اضْمِحلالُه. ويقال: بَل الخَيْتَعُور دُوَيْبة على وجْه الماء لا تَلْبَثُ في مواضِع «44» إلاّ رَيْثَما تَطْرِف. وكلّ شيءٍ لا يدُومُ على حالٍ ويَتَلَوَّنُ فهو خَيْتَعُور. والخَيْتَعُور: الذي يَنْزِل من الهواءِ أبيضَ كالخُيوط أو كَنَسْج العَنْكبُوت. والدُّنيا خَيْتَعُور، قال 4»
:
كُلُّ أُنْثَى وإنْ بدا لك منها ... آيةُ الحُبِّ، حُبُّها خَيْتَعُورُ
والغُول: خَيْتَعُور. والذّئبُ خَيْتَعُور لأنّه لا عَهْدَ له، قال «46» :
ماذا «47» يُتمُكَ والخَيْتَعُور ... بدارِ المَذَلَّةِ والقَسْطَلِ
ويقال: هو الداهية هاهنا.
خرفع: الخُرْفُعُ: القُطْن الذي يَفسُدُ في براعيمه.
خنبع: الخُنْبُعةُ: شِبهُ القُنْبُعة تُخاطُ كالمِقْنَعة تُغَطِّي المَتْنَيْن. والخُنْبُعُ أوسَعُ وأعرَفُ عند العامّة. والخُنْبُعَةُ: مَشَقُّ ما بين الشاربين بحيال الوترة.
__________
(43) في الأصول المخطوطة: اسمه.
(44) كذا في الأصول المخطوطة في التهذيب: موضع.
(45) لم نتبين قائل البيت في كثير من المصادر.
(46) لم نهتد إلى قائل البيت.
(47) لعله: وماذا.(2/285)
قعضب: القعْضَبُ: الضَّخْم الشَّديدُ الجَريء. والقَعْضَبَةُ: استِئصال الشَّيء. وقَعْضَبٌ: اسمُ رجل كان يعمَلُ الأسِنَّة في الجاهلية، وهو الذي ذكرَه طفيل الغنوي:
وعُوْج «48» كأحْناءِ السَّراءِ مطت بها ... ضراغم «49» تهديها أسِنَّةُ قَعْضَبِ
دعشق: الدُّعْشُوقةُ: دويبة شِبْهُ خُنْفُساء. وربَّما قالوا للصَّبيَّة والمرأةِ القصيرة: يا دُعْشُوقةُ، تشبيهاً بتلك الدُّوَيْبة، وليستْ بعربيّةٍ مَحْضَةٍ لتَعْريتها من حروف الذلق والشفوية.
قعشم: والقَشْعَمُ: النَّسْرُ المُسِنُّ والرَّخَم والشَّيخُ الكبيرُ فإذا شدَّدت الميم كَسَرتَ القافَ. وكذلك بناءُ الرُّباعِيِّ المُنْبسط إذا ثُقِّلَ آخرُه كُسِرَ أوَّله كقول العجّاج:
إذ زعمت ربيعةُ القِشْعَمُّ «50»
وتُكنى الحَرْبُ أم قَشْعَم. والضَّبع يُكنى به أيضاً.
عشرق: العِشْرِقُ: حَشيش وَرَقُه شبيه بوَرَق الغار إلاّ أنَّه أعظم، إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ سَمِعتَ له زَجَلاً شديداً، قال الأعشى:
__________
(48) كذا في الديوان ص 5 في الأصول المخطوطة: وعرج.
(49) كذا في س وقد سقطت من ص وط. وهي في الديوان: مطارد.
(50) ديوانه/ 422.(2/286)
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت ... كما استعان «51» بريح عِشْرِقٌ زَجِلُ
ويقال: هي شَجَرة كشَجَرة الباقِلَّى لها سِنْفَة «52» كسِنْفِة الباقِلَّى وهو وِعاء «53» حَبِّهِ، أي قِشره عليه، وقال «54» :
لولا الأماضيحُ وحَبُّ العِشْرِقِ ... لَمِتُّ بالنَّزْواءِ مَوتَ الخِرْنِقِ
خَصَّ الخِرْنِق لأنّه يموتُ سريعاً.
عشنق: والعَشَنَّق: الطويلُ الجسيم. وهو العَشَنَّظ أيضاً. وامرأةً عَشَنَّقةٌ: طويلة العُنُق. ونَعامَةٌ عَشَنَّقة. والجميع عَشانِق وعَشانيق وعَشَنَّقُون «55» .
قشعر: القُشْعُر: القِثّاء بلغةِ أهل الجَوْفِ من اليَمَن. الواحدة بالهاء. ويقال: القُشَعْريرة، العَيْنُ ساكنةٌ: اقشِعْرار الجِلْد من فَزَعٍ ونحوه. وكُلُّ شيءٍ تَغَيَّر فهو مُقْشَعِرٌ. واقشَعَرَّتِ السَّنَةُ من شِدَّة المَحْل. واقشَعَرَّتِ الأرضُ من المحل، والجِلْدُ من الجَرَبِ.
__________
(51) ديوانه/ 55.
(52) كذا في س في ص وط: سنقة بالقاف وهو تصحيف.
(53) كذا في ص وط في س: دواء.
(54) لم نهتد إلى القائل.
(55) إذا كان وصفا للعاقل المذكر.(2/287)
واقشَعَرَّ النَّباتُ إذا لم يجدْ رِيّاً. والقُشَعريرة مثلُ الإقشعرار، قال «56» .
أصْبَحَ البيتُ بيتُ آلِ بَيانٍ «57» ... مُقْشَعِرّاً والحيُّ حَيُّ خَلوفُ
صقعر: الصُّقْعُرُ: الماءُ المُرُّ الغَليظ.
عرقص: العُرْقُصاء والعُرَيْقِصاء: نَبات يكون بالباديةِ. وبعضٌ يقول للواحدة: عُرَيْقصانة، والجميع: عُرَيْقِصان. ومن قال: عُرَيْقصاء وعُرْقُصاء فهو في الواحدة والجميع ممدودٌ على حالٍ واحدة.
قصعر: القِنْصَعْرُ: القصير العُنُق والظَّهْر المُكَتَّل من الرجال، قال:
لا تَعْدِ لي بالشَّيْظَم السِّبَطْر ... الباسِطِ الباعِ الشَّديدِ الأسْرِ
كلُّ لئيمٍ حَمِقٍ قِنْصَعْرِ «58»
وامرأةً قِنْصَعْرة. ويقال: ضَرَبْتُه حتى اقعَنْصَرَ أي تقاصَرَ إلى الأرض.
صعفق: الصَّعافِقَةُ: قومٌ يَشْهَدون السُّوق للتِّجارة ليست لهم رءوس الأموال، فإذا اشتَرَى التُّجّار شيئاً دخلوا معهم. الواحدُ صَعْفَقٌ وصَعْفَقيٌّ، ويُجمعُ على صَعافيق وصَعافِقة، قال أبو النجم:
__________
(56) هو (أبو زبيد الطائي) كما في التهذيب واللسان.
(57) كذا في التهذيب واللسان في ص وط:
أصبح البيت بنت البنان
وفي س:
أصبح النبت نبت آل بنان
(58) كذا في الأصول المخطوطة و (اللسان أما في التهذيب فبضم القاف.(2/288)
بهم «59» قَدَرنا والعزيزُ مَنْ قَدَرْ ... وآبتِ الخَيلُ وقَصَّينا الوَتَر «60»
من الصَّعافيق وأدْرَكْنا المِيَر «61»
ويقال: الصَعْفُوق اللِّصُّ الخَبيث. والصَّعْفُوقُ: اللئيم من الرجال، وكان آباؤهم عَبيداً فاسْتَعْرَبوا قال العجّاج:
من آلِ صَعْفُوقٍ وأتباعٍ أُخَرْ «62»
قال أعرابيٌّ: هؤلاء الصَّعافِقة عندَك، وهم بالحجاز مسكنهم، وهم رُذالةُ الناس. ومنهم من يقول بالسين.
صلقع، سلقع: الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعَةُ: الإعدامُ. تقول: صَلْقَعَةُ بنُ قَلْمَعةَ: أي ليسَ عنده قليلٌ ولا كثير، لأنّه مُفْلِسٌ وأبوه مِن قَبله، فلذلك قال: ابنُ قَلْمَعة. يقال: صَلْقَعَ الرّجل فهو مُصَلْقِعٌ أي عَديم مُعدم، ويجُوز بالسين. وهو نَعْتٌ يَتْبَعُ البَلْقَعَ، يقال: بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وبَلاقِعُ سَلاقِعُ، ولا يُفرَدُ. والسَّلْقَعُ: الأرضُ التي ليسَ فيها شَجَرٌ ولا شَيْءٌ. والسَّلْقَعُ: المكان الحَزْنُ، والحَصَى إذا حَمِيتْ عليه الشَّمْسُ. وتقول: اسلَنْقَعَ بالبَرْقِ واسْلَنْقَعَ البَرْقُ إذا استَطارَ في الغيم، وإنَّما هي خَطْفَةٌ لا لُبْثَ لها. والسِّلِنْقاعُ: الاسم من ذلك.
__________
(59) الرجز في التهذيب واللسان على النحو الآتي:
يوم قَدَرنا والعزيزُ مَنْ قَدَرْ
(60) كذا في ص وط في س والتهذيب واللسان:
وآبت الخيل وقضينا الوطر
(61) كذا في الأصول المخطوطة، في التهذيب واللسان: المئر.
(62) وبعده:
من طامعين لا يبالون الغمر
ديوانه/ 12.(2/289)
عسلق: وكل سَبعً جريءٍ على الصَّيْد فهو عَسْلَق وعَسَلَّقٌ «63» ، والأنثى بالهاء. [والجميع] «64» عَسالِق. والعَسَلَّقُ: اسمٌ للظَّليم خاصَّة، قال «65» :
بحيثُ يُلاقي الآبداتِ العَسَلَّقُ
عسقل: والعُسْقُولةُ: ضَرْبٌ من الجَبْأَةِ «66» ، وهي كَمْأَة لَونُها بين البياض والحُمْرة، ويُجْمَعُ عَساقِل، قال:
ولقد جَنَيْتُك أكمُؤاً وعَساقِلاً ... ولقد نَهيتك عن بناتِ الأَوْبَرِ
[وكان في النُسْخة كلاهما، يعني العُسْلوق والعُسقولة. ورجلٌ عَسْلَق، وامرأة بالهاء] «67» ، إذا كان خفيف المَشْي سريعاً. والعَسْقَلَةُ والعُسْقُولُ: لَمْعُ السَّراب وقِطَع السَّراب، ويجمع عَساقيلَ، قال «68» :
جَرَّدَ منها جُدَداً عَساقِلا ... تَجريدَكَ المصقُول والسَّلائلا
وعَسْقَلان «69» : موضع بالشام من الثغور «70» .
__________
(63) في الأصول المخطوطة: وعسليق، ولا وجود للعسليق في أي معجم.
(64) زيادة وهي مما يقتضيه الأمر.
(65) الشطر للراعي كما في التهذيب واللسان. وروايته في الأصول المخطوطة:
بحيث يلاقي الآبدات العسلقا
(66) كذا في س والتهذيب في ص وط: الجناة.
(67) وهذه العبارة من غير شك إضافة من الناسخ وقد حصرناها بين قوسين.
(68) هو (رؤبة بن العجاج) والرجز في (ديوانه ص 125 وروايته:
جدد منها جُدَداً عَساقِلا ... تَجريدَكَ المصقولة السلائلا
وفي ص وط: المسقول والسلائلا.
(69) كذا في س وص أما في ط: عسلقان.
(70) كان الأمر مختلطا بين اللادتين (عسلق) و (عسقل) فأرجعنا إلى كل منهما ما يخصه.(2/290)
عسقف: العَسْقَفَةُ «71» : نقيض البُكاء. ويُقال: بَكَى فلانٌ وعَسْقَفَ أي جَمَدتْ عينُه فلم تَبْكِ. وكذلك إذا أرادَ البكاءَ فلم يقدِرْ عليه.
فقعس: فَقْعسُ: حَيٌّ من بني أسد.
صقعب: الصَّقْعَبُ: الطويل من الرجال.
عسقب: العِسْقِبةُ: عُنَيقيدٌ يكون منفرداً بأصل العُنْقُود الضَّخْم ويُجمعُ عَساقِب وعِسْقِب «72» .
قعمس وجعمس: القُعْمُوسُ والجُعْمُوسُ، ويقال بالصاد، قَعْمَصَ فلان إذا أبْدَى بمَرَّةٍ ووضع بمرّة. ويقال: قد تحرَّكَ قُعْمُوصُه في بَطْنه. والقُعْمُوصُ: ضربٌ من الكَمْأة.
قعسر: القَعْسَريُّ «73» : الرّجل الضَّخْمُ الشَّديدُ. وهو القَعْسَرُ أيضاً، قال العجّاج:
والدَّهْرُ بالإنسان دَوّاريُّ ... أفْنَى القرون وهو قعسري «74»
__________
(71) في اللسان: العسقبة جمود العين وقت البكاء. قال الأزهري: جعله الليث العسقفة بالفاء، والباء عندي أصوب.
(72) مثل ثمر وثمرة وقصيد وقصيدة.
(73) في التهذيب: وقال الليث: القعسري الجمل الضخم. وفي اللسان: القعسري من الرجال: الباقي على الهرم.
(74) الرجز في ديوان العجاج ص 310 وروايته فيه:
أفنى القرون وهو قسعري ... والدهر بالإنسان دواري(2/291)
يصف الدَّهْرَ. والقَعْسَريُّ: الخَشَبَةُ التي تُدارُ بها الرَّحَى القصيرةُ التي تَطْحَنُ باليَد، قال:
الزَمْ بقَعْسَريِّها ... وألقِ في خُرْتيِّها «75»
تُطْعِمُكَ من نَفيِّها «76»
خُرتُيُّها: فَمُها تُلْقَى فيه اللُّهْوةُ. وعَبْدٌ قَعْسَرٌ: جَيِّدُ السَّقْيِ شديدُ النَّزْع. وقَعْسَرَ فلانٌ في مَشْيِهِ: إذا مَشَى مَشْياً مُتقاعِساً.
عقرس: عِقْرِسٌ: حيٌّ من اليمن
قنعس: القِنْعاسُ: الرّجلُ السَّيَّد المنيعُ. والقِنْعاسُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، قال جرير:
وابنُ اللَّبُونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ ... لم يَسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعيسِ
قنزع: القَنْزَعة والقُنْزُعة: التي تَتَّخِذُها المرأةُ على رأسها. والقَنْزَعةُ: الخصْلةُ من الشَّعر التي تُترَكُ على رأس الصَّبيّ، وتُجمَعُ قَنازِعَ، قال الكميت:
عاري المغَابِن لم يعبرُ بجُؤْجُئِه ... إلا القَنازعُ من زيزائه الزغب 7»
__________
(75) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة والتهذيب خريها. وروي خريها بالباء في اللسان.
(76) كذا في اللسان وص في التهذيب وط وس: نقيها بالقاف.
(77) لم نهتد إليه في شعر الكميت.(2/292)
يقول: انْتُتِفَ شَعُر صَدرِه. والزِيزاءُ: عَظمُ الزَّوْر. والقُنْزُعة: ما يُتْرَك على قَرْنَي الرَّأس للصبيِّ من الشَّعر القصير لا من الطَّويل. والقُنْزُعةُ من الحجارة: أعظَمُ من الجَوْزة. القُنْزُعةُ «78» : المرأة القصيرةُ جداً «79» .
عنقز: العَنْقَزُ: من المَرْزَنْجُوش، قال الأخطل «80» :
ألا آسلَمْ سَلِمْتَ أبا خالدٍ ... وحيَّاكَ ربُّكَ بالعَنْقَزِ
وقال بعضهم: العَنْقَزُ جُرْدانُ الحِمار. والعَنْقَزُ: السمُّ الذُّعافُ «81»
قلعط: اقلَعَطَّ الشَّعرُ واقلَعَدَّ: وهو الجَعْدُ الذي لا يطولُ ولا يكونُ إلاّ مع صَلابةٍ. وقد اقلَعَطَّ الرّجل اقلِعْطاطاً، قال:
بأَتْلَعَ مُقْلَعِطِّ الرأسِ طاطِ «82»
أي مُنحدرٌ مُنْخَفِض، وقال غيرُه: اقْلَعَطَّ واقْلَعَدَّ واجْلَعَدَّ إذا مَضَى في البلاد على وجهه. والمُقْلَعِطُّ من الشَّعر: القصير.
__________
(78) كذا في الأصول المخطوطة واللسان أما في التهذيب: المقنزعة.
(79) جاء بعده: هذا في نسخة الحاتمي، وفي نسخة أخرى: القنزعة: المرأة الصغيرة جدا. وهذه أول إشارة إلى النسخ التي أخذت منها نسخ العين المخطوطة التي بين أيدينا وفيها نسخة الحاتمي ونسخة أخرى. وما حصر بين القوسين من كلام الناسخ.
(80) في اللسان: قال (الأخطل) يهجو رجلا. وروايته في التهذيب: أسلم سلمت ...
(81) لا توجد الذعاف في التهذيب فيما نقله عن الليث. وزاد: وقيل العنقز الداهية.
(82) كذا في التهذيب واللسان في الأصول المخطوطة: طاطي.(2/293)
قمعط: اقمَعَطَّ [الرجل] «83» : عَظُم أعلى بَطْنِه وخمِصَ أسفلُه. [والقُعْمُوطة والقُمْعُوطة] «84» والبِقْعُوطة: دُحْروجة الجُعَل «85» .
قعطر: اقْعَطَرَّ الرجل: إذا انقَطَعَ نَفَسُه من بُهْرِ.
عندق: العَنْدَقةُ: مَوْضِعٌ في أسفل البَطْنِ عند السُرَّة كأنَّها ثَغْرةُ النَّحْر في الخِلْقَةِ.
عنقد: والعُنْقُودُ من العِنَب، وحَمْلُ الأراكِ والبطم ونحوه.
قردع: القردوعة: الزّاويةُ في شِعْبِ جَبَل، قال:
منَ الثَياتِلِ مَأْواها القَراديعُ
والقُرْدوعةُ أيضاً: أعلَى الجَبَل.
درقع: الدَّرْقَعَةُ: فِرارُ الرجُلِ من الشَّدة «86» ، قال:
وإنْ ثارَتِ الهَيْجاءُ وِلَّى مُدَرْقِعاً
وهو المُدَرْنقِعُ أيضاً. والدَّرْقَعَةُ: سُرعةُ المَشْيِ. جاءَ يُدَرْقِعُ أي يَمشي مَشْياً شديداً. والمُدْرَنْقِعُ في العَدْوِ.
__________
(83) مما يقتضيه السياق.
(84) مما نقله الأزهري في التهذيب عن الليث.
(85) وزاد الأزهري في التهذيب والعريقطة دويبة عريضة من ضرب الجعل عن الليث.
(86) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة والتهذيب: الشديدة.(2/294)
قمعد: المُقْمَعِدُّ: الذي تُكَلِّمُه بجُهْدكَ فلا يَلينُ ولا يَنْقادُ. كَلَّمْتُه فاقْمَعَدَّ اقمِعداداً أي: انقَبَضَ. ومثله اقْمَهَدَّ.
عرقد: العَرْقَدَةُ: شدَّة فَتْلِ الحَبْلِ ونحوه من الأشياء كُلِّها.
ذعلق: الذُّعْلُوقُ «87» : نَباتٌ بالباديةِ.
قذعر: المُقْذَعِرُّ: المُتَعَرِّض للقَوْم ليدخُلَ في أمرهِم وحديثهم. ويَقْذَعِرُّ نَحوهم: يَرْمي بالكلمةِ بعد الكلمة وَيَتَزَحَّفُ نحوهم «89» وإليهم.
قذعل: والمُقْذَعِلُّ: السريع من كل شيء، قال:
إذا كُفيتُ أكْتَفي وإلاّ ... وَجَدْتَني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاّ
قال غير الخليل «90» : المُقْذُعِلُّ السريع من كل شيء، والمقذعِرّ الخبيث اللسان مُقْذَعِلاًّ. قال: ويُروى مُشمعلاًّ «91» .
ذلقع: المُذْلَنْقِعُ «92» الذي قد انْخَلَعَ أيْ وَضَعَ جِلْبَابَ الحَياءِ فلا يبالي بشيء.
__________
(87) لم يرد هذا المعنى في التهذيب بل جاء في هذه المادة فوائد كثيرة أخرى.
(89) سقطت في التهذيب مما نقله الأزهري عن الليث.
(90) هذا مما أضافه النساخ.
(91) لقد جاء هذا في مادة منفردة بعد الكلام على (ذلقع) وآثرنا أن نرده إلى مكانه وذلك من قوله: قال غير الخليل.
(92) لم نجد هذه المادة في اللسان.(2/295)
قنذع: القَنْذَعُ والقُنْذُع «93» ، بالفتح والضّمّ: الدَّيُّوثُ، وأظُنُّها بالسُّريانية.
قرثع: القَرْثَعُ: المرأةُ الجَريئةُ القليلةُ الحَياء.
قعثب: القَعْثَب: الكثير. والقُعْثُبان: دُوَيْبة كالخُنْفساء تكونُ على النَّبات، والقَعْثَبان أيضاً.
عرقب: عَرْقَبْتُ الدّابّةَ: قَطَعْتُ عُرْقُوبَها. والعُرْقُوبُ: عَقِبٌ مُوَتَّرٌ خلف الكَعْبَيْنِ، ومن الإنسانِ فُوَيق العَقِب، ومن ذَوات الأرْبَع بين مَفْصِل الوَظيف ومَفْصِل الساقِ من خَلْفِ الكَعبَيْنِ. والعُرقُوبُ من الوادي: مُنْحَنى فيه التِواءٌ شديد، قال:
ومَخُوفٍ من المناهل وحش ... ذي عراقيب آجِنٍ مدفانِ «94»
والعُرْقُوبُ: طريقٌ يكون في الجَبَل مُصَعِّداً. تَعَرْقَبْتُ الجَبَلَ: أي صَعِدتُ فيه. وعَراقيبُ الأمور: عَصاويدُها وادخال اللَّبْس فيها. وعُرْقُوبُ: رجلٌ من أهل يَثْرب أكْذَبُ أهل زَمانِه موعداً، فذَهَبَتْ مَثلاً، قال كَعْبُ بنُ زُهَير:
كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلاً ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
__________
(93) في اللسان: القندوع والقندع (بضمتين) وبالدال، والقنذع بالضم والفتح والذال المعجمة، والقنذع (بضمتين) والقنذوع بالذال أيضا.
(94) البيت غير منسوب في اللسان والتهذيب.(2/296)
وقال آخرُ:
وأكْذَبُ من عُرقُوبِ يَثْربَ لهجةً ... وأبْيَن شُؤْماً في الكَواكبِ من زُحَلْ «95»
وفي مَثَلٍ للعَرَب: مَرَّ بنا يومٌ أقْصَرُ عُرقُوبِ القَطا «96»
، يريدُ ساقَها. ويقال: أقْصَرُ من إبهامِ القَطاةِ، قال:
ويَوْمٍ كإبهامِ القَطاةِ مُمَلَّحٍ ... إليَّ صباه، مُعجِبٌ لِيَ باطِلُهْ «97»
قرعب: واقْرَعَبَّ البَرْدُ اقرِعباباً، واقْرَعَبَّ الانسانُ: أي قَعَدَ مُسْتَوْفِزاً.
عقرب: العَقْرَبُ: الأنثى والذَّكر فيه سواءٌ والغالِبُ التأنيث. ويقالُ للرّجل الذي يَقرِضُ النّاسَ: إنَّه لتدِبُّ عَقارِبُه. والعَقْرَبُ: سَيْرٌ مَضْفُورٌ في طَرَفه إبْزيمٌ يُشَدُّ به تَفَرُ الدّابّةِ في السَّرْج. والدّابّة مُعَقْرَبَةُ الخَلْقِ أي مُلَزَّزٌ مُجَمَّعٌ شديدٌ، قال العجّاج:
عَرْدَ التَراقي حَشْوَراً مُعَقْرَبا ... شَذَّبَ عن عَاناتِه ما شَذَّبا
والعَقْرَبُ: حَديدةٌ تكونُ في سَيْرٍ في مُؤَخَّر السَّرج، يُعَلَّقُ فيه الشَّيْء، أو يُكَلَّبُ به الدرْع. والعَقْرَبُ: بُرْجٌ في السَّماء، وهو بُرْجُ العَقْرَب، وطُلُوعُها في حَدِّ الشِّتاء. وقال قائل: إذا طَلَعَتِ العَقْرَبُ جَمَسَ «98» المُذَنِّب «99» وفَرَّ الأشيب ومات الحندب. قولُه: جَمَسَ أي: صارَ تمرا، ويقال:
__________
(95) لم نهتد إلى قائل البيت.
(96) في ط: أقصر مثل عرقوب القطاة.
(97) لم نهتد إلى القائل.
(98) كذا في الأصول المخطوطة، وفي اللسان (حمس) وهو تصحيف.
(99) هذا هو الوجه، وفي التهذيب واللسان: المذنب (بكسر الميم وفتح النون) .(2/297)
لا بَلْ يَبقَى بُسْراً على حاله فلا يرطب، يعني: لا يَصِرُّ الجُنْدُب لِشدَّة البَرْد. والعُقْرُبان: دُوَيْبة، يُقال هو دَخَّال الآذان. ويقالُ: العَقْرَبان هو العَقْرَبُ الذَّكر.
عبقر: عَبْقَرٌ: موضعٌ بالبادية كثير الجنِّ. يقال: كأنَّهم جِنٌّ عَبْقَر، قال زهير:
بِخَيْلٍ عليها جِنَّةٌ عَبْقَريَّةٌ ... جَديرونَ يَوْماً أن يَنالوا فيَسْتَعلوا «100»
والعَبْقَرَةُ: المرأةُ التارَّةٌ الجميلةُ، قال الشاعر «101» :
تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأزواجِهِ ... عِشاراً وعَبْقَرةً عَبْقَرا
أراد: عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً، فذهَبَتِ الهاء في القافية وصارَت ألفاً بَدَلاً للهاء. والعَبْقَريُّ: ضربُ من البُسُط، الواحدة بالهاء، وقال بعضهم: عَباقِريّ، فإن أرادَ بذلك جَمْعَ عَبْقَريٍّ، فإنَّ ذلك لا يكون لأنَّ المنسوبَ لا يُجْمَعُ على نِسبةٍ ولا سيَّما الرباعيُّ، لا يُجْمَعُ الخثعمي بالخَثاعِميِّ ولا المُهَلَّبِيِّ بالمَهالِبيِّ، ولا يجوز ذلك ألا أن يكونَ يُنسب اسمٌ على بناء الجماعة بعدَ تَمامِ الاسم نحو شَيءٍ تنسِبُه إلى حَضاجِر وسَراويل فيقال: حضاجري وسَراويليٌّ، ويُنسب كذلك إلى عَباقِر فيقال: عَباقِريٌّ. والعَبْقَرةُ: تَلألُؤ السَّراب.
برقع: البُرْقُعُ: تَلْبَسُهُ الدَّوابُّ ونِساءُ الأعراب، فيه خَرْقان للعَيْنَين، قال «102» :
وكُنْتُ إذا ما زُرْتُ ليلى تَبَرْقَعَتْ ... فقد رابَني منها الغداة سفورها
__________
(100) شرح ديوان زهير ص 103.
(101) في التهذيب: الشاعر (مكرز بن حفص) .
(102) قائل البيت هو (توبة بن الحمير) كما في التهذيب.(2/298)
فرقع: الفرقعة: [أن] تنقص الأصابع. وفَرْقَعَ أصابِعَه فَتَفَرْقَعَت. وتقول: افرَنْقِعُوا عنَّا: أي تَنَحَّوْا. وافْرَنْقَعَ: إذا قَعَدَ مُنْقَبِضاً.
عفقر: العَنْقَفير: داهِيةٌ من دَواهي الزَّمان، تقولُ: غُولٌ عَنْقَفير.
عرقل: العِرْقيلُ: صُفْرةُ البَيْض، قال الشاعر:
طِفلةٌ تَحسَبُ المَجاسِدَ منها ... زَعْفَراناً يُدافُ أو عرقيلا «103»
عنقر: العُنْقُر: أصلُ القَصَب ونحوه أوَّل ما ينبت، وهو رِخْوٌ غَضٌّ، الواحدة: عُنْقُرةٌ، وذلك قبل أن يظهَرَ في الأرضِ. ويقال لأولاد الدَّهاقين: عُنْقُر، شَبَّههُم بالعُنْقُر لترارتِهم ورُطُوبَتهم، قال «104» :
كعُنْقُرات الحائط المَسْطُور
قفعل: اقْفَعَلَّتْ أنامِلُه: إذا تَشَنَّجَتْ من بردٍ أو كبرٍ. وفي لغة: اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً، قال:
رأيتُ الفَتَى يَبْلَى وإنْ طالَ عُمُره ... بِلَى الشنِّ حتى تَقْفعِلَّ أناملُه «105»
__________
(103) ويروى غرقيلا بالغين المعجمة كما في التهذيب.
(104) قائل الرجز (العجاج،) الديوان ص 223 وروايته فيه:
كعنقرات الحائط المسطور
وروايته في التهذيب:
كعنقرات الحائط المسجور
(105) لم نهتد إلى قائل البيت.(2/299)
والبعيرُ يَقْلَعِفُّ إذا ضَرَبَ النّاقةَ فانضمَّ إليها يصيرُ على عُرقُوبَيْهِ مُتَعَمِّداً عليها، وهو في ضِرابِها يقال: اقْلَعَفَّها. واقْلَعَفَّ الرّجل: إذا تَقَبَّضَ. وإذا مدَدْت الشيءَ ثمَّ أرسَلْتَه فانْضَمَّ قلت: قد اقْلَعَفَّ.
عفلق: العَفْلَقُ: الفَرْجُ إذا كان واسعاً رِخواً، قال:
يا ابنَ رَطومٍ ذاتِ فَرْجٍ عَفْلَقِ
والعَفْلَقُ من الرّجال: الوَخْمُ الضَّخْم.
علقم: العَلْقَم: شَجَر الحَنْظَل، القِطْعَة: عَلْقَمةٌ.
قمعل: القُمْعُلُ: القَدَحُ الضَّخْم بلغةِ هُذَيْل، قال:
كالقُمْعُل المُنْكَبِّ فوقَ الأتْلَبِ «106»
الأتْلًب: التُّراب. يَنْعَتُ حافِرَ الفَرَس.
قعبل: «107» رجلٌ مُقَعْبَلُ القَدَمَيْن: إذا كان شديدَ القَبَل، اعْوِجاجُ صَدْرِ القَدَم مُقْبلاً إلى الأخرى وتلقبُه فتقول: يا قَعْبَل. (والقِعْبِل: ضربٌ من الكَمْأة ينبُت مُستطيلاً كأنّه عود فإذا يَبسَ وصارَ له رأسٌ مثلُ الدُّخْنَةِ «108» السَّوداء سمِّيتْ فوات الضباع) «109» .
__________
(106) الرجز في التهذيب وقبله: يلتهب الأرض بوأب حوأب. وروايته في اللسان: يلتهم الأرض ...
(107) قبل هذه الكلمة جاء في الأصول المخطوطة قال موسى وأظن أن هذه العبارة قد أدرجت سهوا من الناسخ.
(108) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب في اللسان: الدجنة.
(109) النص المحصور بين القوسين قد أدرج في غير هذا الموضع في الأصول المخطوطة.(2/300)
قلعم، قلحم: القِلّعْم القِلّحْم: الشَّيْخُ الهَرِم، بالحاء أصْوَب.
عملق: عِملاقٌ: أبو العَمالِقة وهُم الجَبابرةُ الذينَ كانُوا بالشّام على عَهد مُوسَى ع-
بلقع: البَلْقَعُ: القَفْر لا شَيْءَ فيه. مَنْزِل بَلْقَعٌ ودِيارٌ بَلاقِعُ. وإذا كانت اسْماً مُنْفرداً أُنِّثَ، تقُولُ: انْتَهَيْنا إلى بَلْقَعَةٍ مَلْساءَ.
عقبل: العُقْبُول: ما يَبْثُرُ من الحُمَّى بالشَّفَتَيْن في غِبِّها. الواحِدةُ عُقبُولة، قال 11»
:
من وِرْدِ حُمَّى أسْأَرَتْ عَقابلا
ويُقالُ لصاحِب الشَّرِّ: إنَّه لذو عَقابيلَ، وذو عَواقيلَ.
عنفق: العَنْفَقَةُ: بينَ الشَّفَةِ السُّفلَى وبينَ الذَّقَن. وهي الشُّعَيْرات بينَهما، سالَتْ من مُقَدَّمة الشَّفَة السُّفلَى، تقوُل للرَّجُل: بادي العَنْفَقَةِ إذا عَرِيَ جانِباه من الشَّعر.
قنفع: القُنْفُعَةُ: القُنْفُذَةُ إذا تَقَبَّضَتْ، وقد تَقَنْفَعَتْ.
__________
(110) الرجز (لرؤبة) انظر الديوان ص 134.(2/301)
القُنْفُعَةُ: الفُرْقُعَة وهي الأسْتُ بلغةٍ يمَانية، قال «111» ،
قَفَرْنِيَة كأنَّ بطَبْطَبَيْها ... وقُنْفُعِها طِلاءَ الأُرْجُوانِ «112»
والطُّبْطُبان: الثَّدْيان، وأنشد:
إذا طَحَنَتْ دُرْنيَّة «113» لعِيالها ... تَطَبْطَبَ ثَدْياها فطارَ طَحينُها
وقال هؤلاء الأعرابُ: القُنْفُعَةُ الاسْتُ. وهي العَزافةُ والعزافة والعَزّافة «114» والرَّمّاعةُ والصَّنّارةُ «115» والرمّازةُ والخَذَّافة.
قنبع: قَنْبَعَ الرجلُ في ثيابه: إذا دَخَلَ فيها. وقَنْبَعَتِ الشَّجرةَ: إذا صارت زَهْرَتُها في قُنْبُعةٍ أي في غِطاء. والقُنْبُعَةُ مثل الخُنْبَعَةِ إلا أنّها أصغَرُ.
قعنب: القَعْنَب: الشَّديدُ الصلب [من كل شيء] «116» ،
عضنك: العَضَنُّكُ: المرأةُ اللَّفّاء العَجُزِ التي ضاقَ مُلْتَقَى فَخِذَيْها مع تَرارَتِها، وذلك لكثرة اللحم.
__________
(111) اللسان (قنفع) غير منسوب أيضا.
(112) في الأصول المخطوطة: قرنبية.
(113) في ط: ذرنية (بالذال المعجمة) ، والبيت غير منسوب.
(114) لم نجد في المعجمات الموجودة هذه المادة.
(115) لا وجود للكلمة في المعجمات المتيسرة بهذه الدلالة وذلك لأن الصنارة والصفارة بالنون أو بالفاء تدلان على معان أخرى غير المنصوص عليها في كتاب العين.
(116) زيادة يقتضيها السياق، وهي كذلك في التهذيب.(2/302)
عكرش: العِكْرِشُ: نبتٌ شبه قَرْنِ الثيْقَل «117» [ولكنه] «118» أشدُّ خشونةً منه، وفيه مُلُوحةٌ، لا ينبُتُ إلاّ في سَبخةٍ. والعِكْرِشةُ: الأرْنَبَةُ الضَّخمة وبها سُمِّيت الأرْنَبَةُ لأنَّها تأكل العِكرش، قال الشَّمّاخ:
تجر برأس عكرشة زموع «119»
وعِكراشٌ رجل كان أرْمَى أهلِ زمانِه، صاحِبَ قِفارٍ وفيافٍ، وله يقولُ الشاعر:
إذْ كانَ عِكْراشُ فتىً خِدْريّا ... سَمَّحَ واجْتابَ فلاةً فَيّا «120»
الخدريّ: المُقيمُ مع نسائِه لا يكادُ يَجتابُ الفَلاة.
صعلك: الصُّعْلُوكُ، وفِعْلُه التَّصَعلُكُ، ويُجمع الصَّعاليك، قال:
إن اتّباعَكَ مَوْلَى السُّوءِ تَتْبَعه ... لكالتَّصَعْلُكِ ما لم تَتَّخِذْ نَشبا «121»
وهم قومٌ لا مالَ لهم ولا اعتماد. ومُصَعْلَكُ الرَّأس: مُدَوَّر الرأس، قال «122» :
__________
(117) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب الثيل.
(118) زيادة من التهذيب.
(119) كذا في الديوان، وصدر البيت:
فما تنفك بين عريرضات
ورواية العجز في اللسان: تمد برأس عكرشة زموع.
(120) لم نجد الشاهد في أي من المعجمات. في الأصول: جدريا بالجيم ولم نجد (الجدري) بهذه الدلالة. وعكراش بن ذؤيب كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم-
(121) من الشواهد التي تفرد بها العين.
(122) (هو ذو الرمة) . والبيت في الديوان ص 398.(2/303)
يُخَيِّلُ في المَرْعَى لهُنَّ بشخصِه ... مُصَعْلَكُ أعْلَى قُلَّةِ الرَّأْس نِقْنِقُ
عكنكع «123» : العَكَنْكَعُ: الذَّكر من الغِيلان، قال:
غُولٌ تَداعَى شَرِساً [عَكَنْكَاع] «124»
علكس: اعْلَنْكَسَ الشَّعرُ إذا اشتدَّ سوادُه وكَثُرَ، قال العجّاج:
بفاحِمٍ دُورِيَ حتّى اعْلَنْكَسا «125»
والمُعْلَنْكِس: من اليَبيس: ما كَثُرَ واجْتَمَعَ. والمُعْلَنْكَس: المُتَراكِم من الرَّمْل والمُعْلَنْكِس: الكثير من كلّ شيءٍ. ورجلٌ مُعْلَنْكِس: إذا كانَ مُقيماً بالبَلَد. ويقال: ما له قد اعْلَنْكَسَ. وقومٌ مُعْلَنْكسُون: مُقيمون بالبَلَد قال:
يا رُبَّ تَيْسٍ قَهَوانٍ قَهْوَسِ ... سِيقَتْ له في نَشَرٍ مُعْلَنْكِسِ
مُطبقَةَ الغَضِّ كعَيْنِ الأشْوَسِ «126»
الغضُّ «127» : يعني الكفَّةَ، ولذلك قال كعَين الأشْرَس لأن وَسَطَ الكفَّةِ يبدو منها شيءٌ صغيرٌ أو ثُقْبةٌ، فهو كعين الأشوَس لصغرَها. والقَهْوَسُ: الشَّديد المشي المجترىء باللَّيْل على السَّيْر. والقَهْوانُ: الطويل القرنين.
__________
(123) سقطت هذه المادة من س.
(124) لم نجد الشاهد. في الأصول: عكنعاع وهو تصحيف ثقيل.
(125) وقبله في الديوان ص 31: أزمان غراء تروق العنا.
(126) لم نجد الرجز في أي من المظان المتيسرة لدينا.
(127) في الأصول المخطوطة: العض.(2/304)
عكلس: عكلس «128» : اسمُ رجلٍ من اليَمَن. وعَكْلَسَ الشَّعرُ: إذا سُقي الدِّهانَ ومارسَ بالأشياء حتى يكبُر ويطوُل.
عركس: اعْرَنْكَسَ الشيءُ: تَراكَم بعضه على بعض، قال العجاح يصف الإبل:
واعْرَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْرَنْكَسَا «129»
واعْرَنْكَسْتُ الشيءَ: حملتُ بعضه على بعض.
كرسع: الكُرْسُوعُ: حرف الزَّنْد الذي يلي الخِنْصر عند الرُّسْغ. وامرأةٌ مُكَرْسَعةٌ: ناتئةُ الكُرْسُوع تُعابُ بذلك. وبعضٌ يقول: الكُرْسُوع: عُظَيم في طَرَف الوَظيف ممَّا يَلي الرُّسْغ من وظيفِ الشَّاء ونحوها. وهو من الانسان كذلك.. واسم الطَّرَفَيْن الكاعُ والكُرْسُوع.
عكمس: ويُقالُ: عَكْمَسَ اللَّيلُ عَكْمَسَةً: إذا أظْلَمَ، قال: واللَّيلُ ليلُ السَّماكَيْن العُكامِس. وكلُّ شيءٍ كَثُفَ وتَراكَم فهو عُكامِس، قال العجّاج:
عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشورِ «130»
عكسم: والعُكْسُوم: الحِمارُ بالحميرية. ويقال: هو الكسعوم «131» .
__________
(128) في التهذيب: علكس (بفتح العين) اسم رجل من أهل اليمن، وبذلك تكون المادة كلها جزء من المادة السابقة وهي علكس.
(129) وقبله في الديوان ص 129. وأعسف الليل إذا الليل غسا.
(130) وقبله في الديوان ص 232: ليل تمام تم مستحير.
(131) في التهذيب 3/ 304 قال الليث: الكعسوم الحمار بالحميرية، ويقال: بل الكُسْعُوم.(2/305)
دعكس: الدَّعْكَسَةُ: لَعِبُ المَجُوس: يَدُورُونَ وقد أخذ بعضُهم يَدَ بَعْضٍ كالرَّقْص. يقال: دعكس وتدعكس بعضُهم على بعض، قال الراجز:
طافُوا به معتكفين «132» نُكَّسا ... عَكْفَ المَجُوسِ يلعَبُونَ الدَّعْكَسا
عكلط: لَبَنٌ عُكَلِط وعُجَلِط «133» : أي خاشِرٌ حامِضََّ.
علكد: العِلْكِد «134» : الشَّديد العُنُق والظَّهْر، ويقال: رَجُلٌ عَلْكدٌ وامرأةٌ عَلْكَدَةٌ، ويُثَقَّل الدال عند الإضطرار. قال:
أعيَس مَصْبُور القَرَى عِلْكَدا
كنعد: الكَنْعَدُ: ضربٌ من السَّمك البَحْريّ، ويُقال: كَنْعَد بسكون النُّون ويُلقَى تَسكين العَيْن على النُّون، قال:
قلْ لِطغامِ «135» الأزْدِ لا تَبْطَروا ... بالشيم والجريث والكنعد
__________
(132) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب واللسان: معتكسين.
(133) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: عكلد عن الليث. ومن المعلوم أن العجلط يعني أيضا اللبن الخاثر مثل العكلد.
(134) كذا في الأصول المخطوطة، والتهذيب وفي اللسان: العلكد (بكسر فسكون فكسر) والعلكد (بضم ففتح فكسر) والعلكد (بفتح فسكون ففتح) والعلكد (بضم فسكون فضم) والعلاكد بضم العين وكسر الكاف، والعلكد بكسر العين وفتح اللام مع تشديدها وإسكان الكاف، كله الغليظ الشديد العنق.
(135) من (س) . في (ص وط) : لطعام بالمهملة.(2/306)
وقال «136» :
عليك بقُنْأَةٍ وبزَنْجبيلٍ ... وحلتيت وشيء من كنعد
كعدب: الكُعْدُبُ والكُعْدُبَةُ: الفَسْلُ من الرِّجال.
كعتر: كَعْتَرَ الرّجل في مشيِه: إذا تَمايل كالسَّكران.
كرتع: وكَرْتَعَ الرَّجُلُ: إذا وَقَعَ فيما لا يَعْنيه. وكَرْتَع: إذا مَشَى مَشْياً يُقارِب بينَ خطوه «137» ، وقال:
.............. يَهيمُ بها الكَرْتَعُ
عكبر: العُكْبَرة من النساء الجافية العكباء في خُلُقها. قال:
عكْباء عُكْبُرَة في بطنها ثَجَلٌ ... وفي المفاصل من أوصالها فَدَعُ «138»
كعبر: المُكَعْبَرُ: من أسْماء الرِّجال. والكُعْبَرَةُ «139» من النِّساء: الجافيةُ العِلْجَةُ العَكْباءة في خَلْقِها، قال: عكباء كُعْبُرة اللَّحْيَينْ حجمرش «140» يعني الكبيرة. الكُعْبُرةُ ويجمعُ كَعابِر: وهو عُقَدُ أنابيب الزَّرْع والسُّنْبُل ونحوه.
__________
(136) اللسان (حلت) غير منسوب أيضا. وفيه: سندروس مكان زنجبيل.
(137) كذا في س، وفي ص وط: خطويه.
(138) لم نهتد إلى القائل.
(139) كذا في الأصول المخطوطة واللسان، وفي التهذيب: العكبرة.
(140) كذا في الأصول المخطوطة واللسان، وفي التهذيب: عكباء عكبرة اللحيين ...(2/307)
بركع: البَرْكَعةُ: القِيام على أربعٍ «141» ، ويُقال: تَبَرْكَعَتِ الحَمامةُ للحَمامةِ الذَّكَر، ويقال: أصبح فلان متبركعاً، أي: لا يقوم إلا على كراسيعه. قال رؤبة:
هَيْهاتَ أعْيا جدنا أن يصرعا ... ولو أرادوا غيرَه تَبَرْكَعا
14»
عكرم: العِكْرِمة: الحَمامةُ الأنْثى، قال:
وعِكْرِمة هاجَتْ لنفسي عَبْرَةً ... دَعاها دَعَتْ ساقاً لها فوق مَرْقَبِ «143» !
كثعم: كَثْعَم: من أسماء الفَهْد والنَّمِر.
كعثب: [وامرة] كَعْثَبٌ وكعْثَمٌ: الضَّخمةُ الرَّكبِ. ورَكَبٌ كَعْثَبٌ، ويقال: كثعب، وكعثم. وبعضٌ يقول: [جارية] كَثْعَبٌ: أي ذاتُ رَكَبٍ كَثْعَبٍ.
عثكل: العُثْكُولةُ «145» : ما عُلِّقَ من عِهْنٍ أو زِينةٍ فتَذَبْذَبَ في الهواء! قال:
....... كقنو النخلة المتعثكل «146»
__________
(141) كذا في س واللسان، وفي ص وط: أربعة.
(142) ديوانه/ 93 والرواية فيه: ومن أبحنا عزه تبركعا ونسب في الأصول إلى (العجاج) .
(143) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(145) في التهذيب العثكول.
(146) من عجز بيت (لامرىء القيس) وتمامه:
وفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْوَدَ فاحمٍ ... أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلةِ المُتَعَثْكِلِ(2/308)
والهَوْدَجُ يُعَثْكَلُ أي يُزيَّنُ بعُهُونٍ تعلَّقُ عليه فتَتَذَبْذَبُ.
بعلبك: بَعَلْبَك: اسم أرض بالشّام.
بلعك: ويقال: جَمَلٌ بَلْعَكٌ وهو البَليدُ.
علكم: العُلْكوم: الناقةُ الجَسيمةُ السَّمينةُ، قال لبيد:
بَكَرَتْ به جُرشِيَّةٌ مَقْطورة ... تَروي الحَدائِقَ بازل عُلكُومُ «147»
قوله: جُرَشية يَعْني ناقةً منسوبةً إلى جُرَش، وهو مَوْضع «148» ، والمقطورةُ المطليّةُ بالقَطِران. قال أبو الدُّقيش: عَلْكَمَتُها عِظَم سَنامِها.
عنكب: العَنْكَبوتُ بلغة أَهْل اليَمَن العَنْكَبوه والعَنْكباه، والجمع العَناكِب، وهي دَوَيبةٌ تَنْسِجُ نَسْجاً بينَ الهواء وعلى رَأْس البئر وغيرها، رَقيقاً مُتَهلْهِلاً، قال ذو الرّمة:
هي اصطَنَعْته نَحْوَها وتَعاوَنَتْ ... عَلى نَسْجها بينَ المَثابِ عناكبه «149»
__________
(147) البيت في الديوان ص 122 وروايته:
............... .. ... تروي المحاجر بازل علكوم
(148) في الديوان: أرض باليمن.
(149) ديوانه 2/ 854 والرواية فيه: انتسجته...... على نسجه.(2/309)
ضرجع: الضَرْجَع: اسم من أسماء النَّمِر خاصّة
ضمعج: الضَمْعَج: الضَّخمةُ من النُّوق. وأتانٌ ضَمْعَجٌ: قصيرةٌ ضخمةٌ، ولا يقال ذلك للذَّكر، قال:
يا رب بيضاء ضِحوكٍ ضَمْعَجِ
وقال الشّماخ:
أنا ابنُ رَباحٍ وابنُ خاليَ جَدْشَنٌ ... ولم أُحْتَمَلْ في بَطْنِ سَوْداءَ ضَمْعَجِ «150»
عضفج: العِضْفَاجُ «151» : الضَّخْم السَّمين الرِخْو. وعَضْفَجَتُه: عِظَمُ بطْنه وكَثرةُ لحمه. وقد يقال: عفضاج بمعنى عِضْفاج، مقلوب.
شرجع: الشَّرجَعُ: السَّريرُ الذي يُحْمُل عليه الميّت، قال:
وساريةُ القَوْم في شَرْجَع ... ليهدى إلى حُفْرةٍ نازِحَه «152»
والمُشَرْجَع من مطارق «153» الحدادين ما لا حروفَ لنَواحيه. وكذلك
__________
(150) ليس البيت في الديوان ولكن ورد. بيت آخر فيه الكلمة موطن الشاهد وهو:
أضر بمقلاة كثير لغوبها ... كقوس السراء نهدة الجنب ضمعج
(151) خلت معجمات العربية من هذه المادة واقتصرت على مقلوبها عفضاج.
(152) لم نهتد إلى قائل البيت.
(153) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: مطارقة.(2/310)
من الخَشَب إذا كانت مُرَبَّعَةً فأمرتَهُ أن يَنْحِتَ حُروفَه قُلتَ: شَرْجَعَهُ، قال:
كأن ما فات عينيها ومَذْبَحَها ... مُشَرْجَعٌ من عَلاة القَيْن مَمْطُول «154»
جرشع: الجُرْشُعُ: الضَّخم الصَّدر، قال:
جَرْشُعَةٌ إذا المَطيُّ أدْرَجَا
جعشم: الجُعْشُم: الصغيرُ البَدن القَليل اللَّحم والجسم، قال العجّاج:
ليس بجُعْشوشٍ ولا بجُعْشُمِ «155»
وقال بعضهم: الجُعْشُمُ الرّجل المُنْتَفِخ الجَنْبَيْنِ غَليظُهما، قال رؤبة:
تنجو إذا السَّيرُ استمرَّ وذَمُهْ ... وكلُّ نئّاج عُراضٍ جَعْشَمُهْ «156»
والشَجْعَمُ: الطويلُ من الأسْد مع عِظَمٍ، وكذلك من الإبِل والرِّجال.
عجلط: العُجَلِط: اللَّبن الخاثِرَ الطيِّبُ من الألبان، ويُجْمَعُ عَجالِط. وعُجالِطُ لغة، قال الراجز:
__________
(154) البيت في اللسان وروايته:
كأن ما بين عينيها ومذبحها............... ..........
وفي التهذيب:
كأن ما بين عينيها ومذبحها............... ..........
(155) وقبله في الديوان ص 293:
في صلب مثل العنان مؤدم
(156) الجعشم (بفتحتين) : الوسط.(2/311)
إذا اصطَحَبْتَ لَبناً «157» عُجالِطا ... من لَبَنِ الضَّأنِ فلَسْتَ ساخِطا
عشنط: العَشَنَّط: الطَّويل من الرجال والجميع عَشَنَّطُون وعشانط. ويقال: هو الشّابُّ الظَّريفُ مع حُسْن جِسْمٍ، قال:
إذا شِئتَ أن تَلقَى مُدِلاًّ عَشَنَّطاً ... جَسُوراً إذا ما هَاجَه القَومُ يَنْشَبُ
وصفه بخِلافٍ وسوءِ خُلُقٍ.
عنشط: والعَنَشَّط أيضاً لغة، قال:
أتاكَ من الفتيان أرْوعُ ماجدٌ ... صَبُورٌ إذا ما هاجَ هَيْجَ عَنَشَّط «158»
عشزن: العَشَوْزَنُ: المُلتوي العسِرُ الخُلُق من كلّ شيء، ويُجمع على العَشاوِز بحذف النُّون. وناقةٌ عَشَوْزَنَةٌ. قال يصف القناة:
عَشَوْزنةً إذا غمزت إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ ... تَشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبينا «159»
عشزر: العَشَنْزَرُ: الشَّديد من كلِّ شيء، قال الراجز:
__________
(157) في التهذيب: رائبا مكان (لبنا) .
(158) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب:
............... .. ... صبور على ما نابه غير عنشط
(159) (عمرو بن كلثوم) - من معلقته.(2/312)
وصادفوا المدت جهارا مُشعَرا ... ضَرْباً وطَعْناً باقِراً عَشَنْزَرا «160»
شرعب: الشَرْعَبَةُ: شَقُّ اللَّحم والأديم طُولاً. والشَّرْعَبِيُّ: ضربٌ من البُرُود. والشَرْعَبةُ: قِطعةٌ كالرَّعْبلة، قال:
قَدّاً بهَدّادٍ وهَذّاً شَرْعَبا
يصف [ناب] «161» البعير. وشَرْعَبْت الأديمَ واللَّحمَ: أي شقَقْتُه طُولاً. والمشرعب: المطول. والمشرعب الطويل ورجلٌ مُشَرْعَبٌ: طويل، قال طفيل الغَنَويّ:
أسيلةُ مَجْرَى الدَّمْع خُمْصانَةُ الحَشَا ... بَرُودُ الثَّنايا ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
شعفر: شَعْفَر: بَطْنٌ من بني ثَعْلَبة يقال لهم: بنو السِّعْلاة، قال الشمّاخ:
وإني لولا شَعْفُرٌ إن أرَدْتُهم ... بَعيدَيْنِ حتى بَلّدا بالصَّحاصِحِ «162»
شمعل: شَمْعَلَتْ اليهودُ شَمْعَلةً: وهي قراءتهم «163» ويقال: اشمعلت
__________
(160) في اللسان: نافذا مكان باقرا.
(161) زيادة من التهذيب.
(162) كذا في الأصول المخطوطة، وليس في ديوانه، وما في الديوان ص 104 هو: ولا شاهد فيه.
(163) في التهذيب واللسان: وهي قراءتهم إذا اجتمعوا في فهرهم.(2/313)
الإبلُ: أي تَفَرَّقَتْ، ومَضَتْ مَرَحاً ونشاطاً. وناقةٌ شَمْعَلَةٌ: سريعةٌ نشيطةٌ، قال:
إذا اشمعلت سننا رسابها ... بذاتِ حَرْفَيْنِ إذا خَجا بِها «164»
يعني الغارةَ، وناقةٌ مُشْمَعِلَّةٌ مثل شَمْعلةٍ. واشمَعَلَّتِ الغارةُ إذا شَمِلتهم وتَفَرَّقَتْ في الغَزْوِ، قال:
صَبَحْتُ شَباماً غارةً مُشْمَعِلَّةً ... وأخرَى سأُهديها قَريباً لِشاكِرِ «165»
علوس: العِلَّوْس: الذِّئْب، وليس هذا من كلام العرب. قال زائدةُ: هو بالشين.
شنعب: الشِّنْعاب «166» : الرّجلُ الطويلُ الشديد.
شنعف: الشنعاف: الرّجل الطويلُ العاجز الرِّخْو.
عنفش: العِنْفِشُ: اللئيم القصيرُ. ومن النِّساء كذلك «167» ، قال الشاعر «168» :
__________
(164) التهذيب 3/ 326 وفيه (بذات خرقين) واللسان (شمعل) .
(165) التهذيب 3/ 326 وفيه: صحفت (سأهديها) إلى (شاهديها) واللسان (شمعل) .
(166) كذا في (ص وط) في س: الشنعاب: الرّجل الطويلُ العاجز الرِّخْو. وقد سقطت من (س) : (شنعف) وترجمتها.
(167) لم يرد هذا المعنى في المعجمات.
(168) ورد البيت شاهدا في عنفص في جميع المعجمات. والعنفص المرأة القليلة اللحم، البذية القليلة الحياء. ورواية البيت:
لعمرك ما ليلى بورهاء عِنْفِصٍ ... ولا عَشَّة خَلْخَالُها يتقعقع(2/314)
لعمرك ما ليلى بورهاء عِنْفِشٍ ... ولا عَشَّةٍ مثل الذي يَتَعبَّسُ
عسلج: العسلوج: غُصْنٌ ابنُ سنةٍ. وجاريةٌ عُسْلوجة الشَّباب والقَوام، قال العجاج:
وبَطْنَ أيْمٍ وقواماً عُسْلُجا
والعُسالِج: ما كان رَطْباً في طُولٍ وحُسْن. وعَسْلَجَتِ الشَّجَرة: أخْرَجَتْ عَساليجَها قال طرفة:
إذا أنْبَتَ الصَّيف عَسالِيج الخَضِرْ «169»
ويقال: بل العساليجُ عُروق الشَّجَر، وهي نُجُومُها التي تَنْجُمُ من سَنَتِها فيما زُعِمَ والعَساليجُ عند العامَّة: القُضْبانُ الحديثةُ.
عسجر: العَيْسجُورُ: الناقةُ الشديدة. والعَيْسَجُور: السِّعْلاةُ. وعَسْجَرَتْها: خُبْثُها.
عجنس: العَجَنَّسُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ، قال «170» :
يتبَعْنَ ذا هداهد عجنسا ... إذا الغرابان به تَمَرَّسا
عسجد: العَسْجَدُ: الذَّهبُ، ويقال: بل العَسْجَد اسم جامعُ للجَوْهر كُلِّه، من الدر والياقوت.
__________
(169) ديوانه/ 53، وصدر البيت فيه:
كبنات المخر يمأدن كما
وفي الأصول المخطوطة: عساليج خضر. وفي الديوان كما بدلا من إذا.
(170) الرجز في اللسان منسوب إما إلى (العجاج) ، وإما إلى (جري الكاهلي) .(2/315)
جعمس: ورجُلٌ مُجَعْمِسٌ وجُعامِس: أي وَضَعَ الجُعْمُوسَ بمرَّة، وهو العَذِرة.
عجلز: العِجْلِزَةُ: الفَرَسُ الشديدةُ الخَلْق. ويقال: [أُخِذ] «171» هذا من النَّعْت من جَلْز الخَلْق، وهو غير جائز في القياس ولكنهما اسمان «172» اتفقت حُروفُهما. ونحو ذلك قد يجيء وهو متباين في أصل البناء. ولم اسمعهم يقولون للذكر من الخَيل عِجْلِز، ولكنهم يقولون للجَمَل عِجْلِز وللناقة عِجْلِزة. وهذا النَّعْت في الخيل اعرف. قال «173» :
وقُمْنَ على العَجالِز نصفَ يومٍ ... وأَدَّيْنَ الأواصِرَ والخِلالا
وعِجْلِزة: رملة.
جندع: الجُنْدُع والجَنادِعُ،
وفي الحديث: إني أخاف عليكم الجَنادِعَ والمربّات؟ «174»
يعني البلايا والآفات. والمربّات؟: الدواهي الشديدة. والجُنْدُع: الجُخْدُب وهو شِبهُ الجرادة إلا أنه أضخمَ من الجرادة.
__________
(171) زيادة من التهذيب مما نقل عن الليث أي الخليل في العين.
(172) كذا في التهذيب، وفي الأصول المخطوطة: ولكنها أسماء ...
(173) البيت (لذي الرمة) كما في التهذيب وروايته:
مررن على العجالز ... ............... ..........
وهو من الزيادات في الديوان ص 671.
(174) كذا في ص وط، وفي س: المرابات. ولا وجود لهذه الكلمة في الحديث في التهذيب واللسان فيما نقل من كلام الليث. ولم أهتد إلى حقيقة الكلمة.(2/316)
عنجد: العُنْجُدُ: الزَّبيبُ، قال:
رءوس الحناظب 17» كالعنجد
شبه رءوس الخنافِس بالزَّبيب، ومن رَوَى العناظِب فهي الجراد، شَبَّه رءوسها بالزَّبيب.
دعلج: الدَّعْلَجُ: ألوان الثياب. ويقال: ضربٌ من الجواليق والخِرَجة، قال يصف الثَّور في الحشيش:
لَثِقُ القَميصِ قد احتواهُ الدَّعْلَجُ «176»
قال السُلَميّ: الدَّعْلَجُ عندنا الضَّبُّ إذا هاجَ فإنَّما هو مُقبلٌ ومُدبرٌ. والدَّعْلَجَةُ: أثَر المُقبل والمُدبر. رأيتُ دَعْلَجَتَهم: أي آثارَهم.
جعدل: الجَعْدَلُ: البعير الضَّخْم القويّ.
عجلد: والعَجَلَّدُ والعَمَلَّطُ والعُجالِدُ والعُمالِط: اللبن الخاثِرُ، قال «177» :
هل من صَبوحٍ لَبَنٍ عُجالِدِ
جلعد: الجَلْعَدُ: الناقةُ القويّة الظَّهيرة، قال «178» :
أكسُو القُتودَ ذاتَ لَوْثٍ جَلْعَدَا
__________
(175) في التهذيب واللسان: العناظب.
(176) لم نهتد إلى القائل.
(177) لم نهتد إلى القائل.
(178) لم نهتد إلى القائل.(2/317)
عجرد: عَجْرَد: اسمُ رجلٍ. والعَجْرَدية: ضربٌ من الحَرُوريّة.
جمعد: جَمْعَدٌ «179» : حِجارة مَجموعةٌ.
جعدب: جُعْدُبةُ: اسم رجل من المدينة.
جنعظ: الجِنعاظةُ: الرجل الذي يَتَسَخَّط «180» عند الطعام من سُوء خُلُقه، قال:
جِنعاظةٌ بأهلِهِ قد بَرَّحا ... إنْ لم يجدْ يوماً طَعاماً مُصْلَحا «181»
جعمظ: الجَعْمَظُ: الشَّيخُ الشَّرِهُ.
جعظر: الجَعظَريُّ: الأكُول.
وفي الحديث: أبغَضُ النّاس إلى الله الجَوّاظُ الجَعْظَريُّ «182»
فالجوَّاظُ الفاجر، قال:
جواظة جعنظر جنعيظ
وجَعَنْظَرٌ وجِنعيظٌ وجَنْعَظرٌ كله سواء. والجِعْظار: الرجل القصيرُ الرِّجْلَيْن
__________
(179) في اللسان: الجمعد: حجارة مجموعة عن كراع، والصحيح الجمعرة. وجاء في التهذيب أيضا: وقال الليث: يقال للحجارة المجموعة جمعر.
(180) في التهذيب: يسخط.
(181) تكملة الرجز في التهذيب نقلا عن الليث: قبح وجها لم يزل مقبحا
(182)
الحديث في اللسان: إلا أخبركم بأهل النار؟ كل جعظري جواظ مناع جماع(2/318)
الغليظ الجسم. وهو الجِعِنْظارُ أيضاً، وإن كان مع غِلَظ جسمه وترارةِ خَلْقِه أكولاً قويّاً سُمِّيَ جَعْظرياً.
عذلج: المُعَذْلَجُ: الناعمُ. وعَذْلَجَتْه النَّعمةُ، قال العجاج:
مُعَذْلجٌ بَضٌّ قُفاخِريٌّ «183»
يصف خَلْقَها.
عثجل: العَثْجَلُ: الواسعُ الضَّخم من الأسقِية والأوعية «184» ونحوها، قال الراجز يصف الناقة:
تَسقي به ذاتَ فراغٍ عثْجَلا
أي كَرْشاً واسعاً.
ثعجر: الثَّعْجَرَةُ: انصباب الدَّمْعِ المتتابع. واثْعَنْجَرَت العينُ دمعاً، واثْعَنْجَر دمعها. واثْعَنْجَرَ السَّحابُ بالمطَر، واثْعَنْجَرَ المطر تشبيه كأنّه ليس له مسلك ولا حِباسٌ يَحْبِسُه، ولو وصَفْتَ به فعل غيره لقلت ثَعْجَرَه كذا، قال امرؤ القيس عند موته:
رب جفنة مثعنجره ... وطَعْنةٍ مُسْحَنفِره
تَبقَى غداً بأَنْقَره
أي يكون ثَمَّ قَتْلى. ويعني بالمُثْعَنْجِره المملوءة ثريدا تفيض إهالته.
__________
(183) في الديوان: ص 315: مغذلج بيض قفاخري. وهو وهم من المحقق.
(184) في التهذيب: من الأساتي. وهو وهم من المحقق.(2/319)
جعثن: الجِعثِن: أروحةُ الشَّجَر بما عليها من الأغصان، الواحدة جِعْثِنة، وكلُّ شَجَرةٍ تَبقى ارومتها في الشتاء من عظام الشَّجَر وصغارها فلها جِعْثِن في الأرض، وبعد ما يُنْزَعُ فهو جِعْثِن، حتى يقال لأصول الشوك على الأرض جِعْثِن حتى يقال لأصول الشوك: جِعْثِن، قال الطّرمّاح في وصف لحيَي النّاقة على الأرض «185» :
ومَوضِع مشكوكَين ألقَتْهما معاً ... كوطأة ظبي القُفِّ بين الجعاثِنِ
[وجِعْثِن: من أسماء النّساء. وتَجَعْثَن الرّجلُ إذا تجمَّع وتقبَّض. ويقال لأرومة الصِّلِّيان: جِعْثِنة] «186»
جعثم: الجُعثُومُ: الغُرمول الضَّخْم.
عرجل: العَرْجَلَةُ: القطيعُ من الخيل. وهي بلغة تميم الحَرْجلة.
عرجن: العُرجُون: أصلُ العِذْق، وهو أصفر عريضٌ يُشبهُ الهلال إذا انْمَحَقَ «187» . والعُرجُون: ضربٌ من الكَمْأة قَدْر شِبْرٍ أو دُوَيْنَ ذلك. وهو طيِّبٌ ما دام غَضّاً رطباً والجمعُ العراجِينُ. والعَرْجَنَةُ: تصوير عراجين النخل، قال «188» :
__________
(185) ديوانه 493.
(186) ما بين القوسين سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب.
(187) في التهذيب عن الليث: لما عاد دقيقا.
(188) هو (رؤبة) . والرجز في الديوان ص 161 وقبله:
أو ذكر ذات الربذ المعهن(2/320)
في خِدْرِ ميّاس الدّمى مُعَرْجَنِ
أي مُصوَّر فيه صُور النَّخْل والدُّمَى.
عنجر: العَنْجورةُ «189» : غِلافُ القارُورة. وكان عَنْجورة اسم رجلٍ إذا قيلَ له: عَنْجِرْ يا عَنْجورِةُ غَضِبَ.
جعفر: الجَعْفَرُ: النَّهْرُ الكبير الواسع، قال:
تأود عسلوج على شط جَعْفَر
جرعن: اجْرَعَنَّ «190» الرجُلُ: إذا سَقَطَ عن دابّته.
عجرف: العَجْرَفِيَّة: جَفْوَةٌ في الكلام وخُرق في العقل «191» . وتكون في الجمل فيقال: عَجْرَفيُّ المَشْيِ لسُرعته. ورجلٌ فيه عَجْرَفيَّةٌ. ويقال: بعيرٌ ذو عَجاريف. والعُجْروفُ: دُوَيبة ذاتُ قوائِمَ طِوال. ويقال أيضاً: هو النَّمْلُ الذي رَفَعَتْه قوائمه عن الأرض. وعَجاريفُ الدهر: حَوادثُه قال قيس «192» :
لم تُنْسِني أُمُّ عَمَّارٍ نَوًى قَذَفٌ ... ولا عَجاريفُ دَهرٍ لا تُعَرِّيني
أي لا يُخَلِّيني ولا يتركني من أذاه.
__________
(189) في التهذيب عن الليث: العجنحرة. وفي اللسان: العنجرة.
(190) كذا في الأصول المخطوطة أما في التهذيب: ارجعن وهو تصحيف. انظر اللسان.
(191) في التهذيب عن الليث: العمل وهو تصحيف.
(192) التهذيب 3/ 321 واللسان (عجرف) غير منسوب.(2/321)
عرفج: العَرْفَجُ: نباتٌ من نَبات الصَّيف ليِّنٌ أغْبَر له ثَمَرةٌ خَشْناء كالحَسَكِ، الواحدة عَرْفَجةٌ. وهو سريع الاتّقاد، قال لبيد:
مَشْمُولةٍ غلثت بنابت عرفج ... كدخان نار ساطِعٍ أسنامُها «193»
جعبر: الجَعْبَريَّةُ والجَعْبَرة أيضاً: القصيرةُ الدَميمةُ، قال: «194»
لا جَعْبريّات ولا طَهامِلا
أي قِباحُ الخِلْقة. ويقالُ: يريد طِوالاً دِقاقاً.
عجرم: العُجَرُمةُ: شجرة غليظة لها كِعابٌ كهَيْئة «195» العُقَد تُتَّخَذُ منه القِسِيّ، وهي العُجْرومة. وعَجْرَمَتها: غِلَظ عُقَدها، قال العجاج:
نَواجِلٌ مثلُ قِسِيّ العُجْرُمِ «196»
والعُجْرُمُ: أصلُ الذكر. وإنه لمُعَجْرَمٌ: إذا كان غليظ الأصل، قال رؤبة:
ينبو بشَرْخَي رَحْلِهِ مُعَجْرَمُه ... كأنّما يزفيه حاد ينهمه «197»
__________
(193) البيت في ديوان لبيد ص 306.
(194) هو (رؤبة بن العجاج) والرجز في الديوان ص 121
(195) في التهذيب عن الليث: كهنات نقلا عن مخطوطة واحدة وفي المخطوطتين الأخريين: كهيئات.
(196) كذا في الأصول المخطوطة والديوان ص 59، وفي اللسان: نواجلا.
(197) ديوانه/ 151.(2/322)
مُعَجْرَمُهُ: حيث عُجْرِمَ وَسَطُه أي غَلُظَ. والعجاريم من الدّابّة «198» : مجتمع عُقَدٍ بين فَخذَيه وأصل ذَكَره. والعُجْرُم من أسماء الرّجال ومن ألقابهم القِصار. والعِجْرِم أيضاً: دُوَيبة صُلْبة كأنّها مقطوعة، تكون في الشجر وتأكلُ الحشيش.
جعمر: الجَعْمَرة «201» أن يجمعَ الحِمارُ نفسَه وجَراميزه ثم يحمل على العانة وعلى شيءٍ أراد كَدْمَه.
علجم: العُلْجُوم: الضِفدِعُ الذَكرَ. ويقالُ: البَطُّ الذكر، قال:
حتى إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أكرُعَها ... وخَالَطَتْ مُستَنيماتِ العَلاجِيمِ
يقال: فلانٌ مُستنيم وليس بنائم ولكنه أمِنَ حتى إذا بَلَغَ حَومة الماء رَمَى بها، وهذا بالظنِّ. والعَلاجِيمُ هاهنا. الضفادِعُ. قال: ونحن نقول في لغتنا: تَيْسٌ عُلْجُوم وكُبْشٌ عُلْجُوم ووَعِلٌ عُلجُومٌ، وهي كبارُها. والعُلْجُومُ: الظُلْمَةُ المتراكمة، قال ذو الرمة:
__________
(198) كذا في الأصول المخطوطة واللسان، وفي التهذيب: عجارم.
(201) كذا في الأصول المخطوطة واللسان، وفي التهذيب الجمعرة.(2/323)
أو مزنة فارق يجلو غوارِبَها ... تَبَوُّجُ البرقِ، والظَلْماءُ عُلْجُومُ
عفجل: العَفَنْجَل: الكثيرُ فُضُولِ الكلام.
عفنج: العَفَنْجَجُ من الناس: كلُّ ضَخْم اللَّهازِمِ ذو وَجَنات «202» أكُولٌ فَسْلٌ، بوزن فَعَنْلَل، ورجلٌ عَفَنْجَج مُضطرِب.
جلعب: الجَلْعَبُ: الرّجلُ الجافي الكثيرُ الشرِّ، ويقال: بل هو الجَلَعْبَى
جِلفاً جَلَعْبَى ذا جَلَب «203»
ويقال: بل هو الجَلَعباء «204» ، والمرأةُ جَلَعْباة «205» ، وهما من الإبِلِ: ما طال في هَوَجٍ وعَجْرفيَّة. والمُجْلَعِبُّ: المُسْتَعْجِلُ الماضي، وهو من نَعتِ رجل السَّوء «206» ، قال:
مُجْلَعِبّاً بينَ راوُوقٍ ودَنّ
علجن: العَلْجَنُ: الناقةُ الكِنازُ «207» اللَّحْم وكان فيها بُطءٌ «208» من عظمها، قال الراجز:
وخَلَّطَتْ ذات دلاث «209» علجن
__________
(202) وزاد في التهذيب: وألواح (عن الليث) .
(203) (اللسان) : (جلعب) .
(204) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب عن الليث: الجلعبي.
(205) في ص وط: جلعبات.
(206) في التهذيب: الشرير. وفي الأصول: الرجل السوء.
(207) كذا في س، وفي ص وط: الكبار.
(208) في ص وط: بطؤا.
(209) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب واللسان: وخلطت كل ...(2/324)
جلفع: الجَلَنْفَعُ: الغَليظُ من الإبِلِ.
ضلفع: ضَلْفَعُ: موضِع، قال العجاج:
وعهد مَغْنَى دمنةٍ بضَلْفَعا «210»
عرضن: العِرَضْنَةُ والعرضنى: عدو في اشتقال، قال:
تعدو العرضنى خيلهم حَراجِلا
وامرأةٌ عِرَضْنةٌ أي ضَخمةٌ قد ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.
عربض: أَسَدٌ عِرباضٌ: رَحْبُ الكَلْكَل، قال:
إنّ لنا عِرْباضةً عِرْبَضّا «211»
أي مُبالَغاً في أمره.
عرمض: العَرْمَضُ: نَبْتٌ رخْوٌ أخضَرُ كالصوف المنقُوش في الماء المُزمِن، وأظنُّه نباتاً «212» . والعَرْمَضُ أيضاً من شجرة العِضاه، لها شوك أمثالُ مَناقير الطيرْ، وهو أصلبُها عِيداناً.
عضمر: العَيْضَمُورُ: الناقةُ الضَّخمةُ مَنَعَها الشَّحْمُ أن تحملَ. والعَيْضَمُورُ: العجوزُ أيضاً
__________
(210) ليس في ديوان العجاج.
(211) رواية التهذيب واللسان:
إن لنا هواسة عربضا.
(212) في (س) : أقول: نبت ظنا.(2/325)
عضرط: العِضْرِط: اللَّئيم من الرجال. والعُضْرُوط: الذي يَخدِمُكَ بطَعام بطنه، وهم العَضاريطُ والعَضارِطةُ، قال الأعشى:
وكَفَى العَضاريطُ الرِكابُ فبُدِّدَتْ ... منها لأمرِ مُؤَمَّلٍ فأزالَها «213»
ذعلب: الذِّعْلِبَة: الناقةُ الشديدةُ الباقيةُ على السير، وتجمع على ذَعالِب، قال نَهارُ بنُ تَوْسِعة:
سَتُخبِرُ قُفّالٌ غَدَت بسُروجها ... ذعالِبُ قُودٌ سَيرُهُنَّ وَجيفُ «214»
. والذِعلبةُ: النَّعامة وهي الظليم «215» الأنثى، وإنما تُشَبَّه بها الناقةُ لسرعتها. وكذلك جَمَل ذِعْلِبٌ. والذِعْلِبُ: القِطَعُ من الخِرَقِ المُتَشَقِّقَةِ، قال:
مُنْسَرِحاً إلاّ ذَعاليبَ الخِرَقْ
وتقول: إذلَعَبَّ الجَمَلُ في سيره إذلِعْباباً من النَّجاء والسرعة، قال الراجز:
ناجٍ أمام الرَّكبِ «216» مُذْلَعِبُّ
وإنَّما اشتُقَّ من الذِعْلِب. وكلُّ فعلٍ رُباعيٍّ ثُقِّلَ آخره فإنّ تَثقيله معتمدٌ على حرف من حروف الحلق.
__________
(213) كذا في الأصول المخطوطة، ورواية الديوان ص 26:
فكفى العضاريط الركاب فبددت ... منه لأمر مؤمل فأجالها
(214) لم نهتد إلى القول وفي غير الأصول.
(215) المعروف أن الظليم ذكر النعام. ولعل عبارة (وهي الظليم) زيادة من النساج، وتكون العبارة: والذعلبة: النعامة الأنثى.
(216) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: الحي.(2/326)
ذعمط: قال شُجاع: الذَّعْمَط «217» من النساء: البذيئة وكذلك اللَّعْمَظ. وتقول: ذَعْمَطْتُ الشَّاةَ أي ذَبَحتُها ذَبْحاً وَحِيّاً، والذعْمَطَةُ مصدره.
عرفط: العُرفُطُ: شجرةٌ من شجر العِضاه، تأكلُه الإبلُ، الواحدة بالهاء.
عنظب: العُنْظُبُ: الجراد الذكر والأنثى عُنَظُوبة «218» .
عطرد: عُطارِد: كوكبٌ لا يُفارقُ الشَّمس. وهو كوكب الكُتّاب. وبنو عُطارِد: حيٌّ من بني سَعْدٍ.
عسطس: العَسَطُوس: شجرٌ يُشبِهُ الخَيْزُران، قال:
............... ... كأنّه ... عصا عَسَّطُوسٍ لينُها واعتدالها «219»
ويقال: هو شَجَرٌ يكون بالجزيرة. ويقال: بل العَسَطُوسُ من رءوس النصارى بالنبطية.
__________
(217) ضبطنا (الذممط) على ضبط (اللعمظ) .
(218) في الأصل: عنظوانة وهو تصحيف.
(219) البيت (لذي الرمة) وروايته في الجمهرة والمحكم واللسان (عسطس) :
على أمر منقد العفاء كأنّه ... عصا عَسَّطُوسٍ لينُها واعتدالها
وقد جاء البيت شاهدا في الكلمة وهي مشددة السين مفتوحة، وهي رواية كراع. ورواية البيت في الديوان ص 532:
............... ..... ... عصا قس قوس لينها واعتدالها
والقس: النصراني، وقوس: منارة الراهب.(2/327)
عرطس: عَرْطَس الرجلُ: إذا تَنَحَّى عن القوم وذَلَّ عن مُنازعَتِهم ومُناوَأتِهم «320» ، قال الراجز:
يُوعدِني ولو رآني عَرْطَسا «221»
وفي لغة: عَرْطِزْ عنا أي تَنَحَّ عنّا.
عطمس: العَيْطَمُوس: المرأة التّارَّة، ذات قَوامٍ وألواح. ويقال لها ذلك في كلّ حال إذا كانت عاقراً. ويقال: عُطْمُوسٌ.
عطبل: عُطْبُول: جارية وَضيئةٌ فتيّةٌ حَسَنة، وجمعُها عَطابِيل وعَطابل، قال:
فسِرْنَا وخَلَّفا هُبيرةَ بعدَنا ... وقُدَّامَه البيضُ الحِسانُ العَطابِلُ «222»
عرطل: العَرْطَلُ: الطويل من كلِّ شيءٍ، قال أبو النَّجم:
وكاهلٍ ضَخْمٍ وعُنْقٍ عَرْطَلِ «223»
صنتع: حِمارٌ صُنْتُعٌ: شديد الرأس ناتىء الحاجِبَيْن عريضُ الجَبْهة. وظليم صنتع «224» .
__________
(320) كذا في ص واللسان، وفي ط وس: مساواتهم.
(221) الرجز في التهذيب واللسان، وقبله: وقد أتاني أن عبدا طبرسا.
(222) لم نهتد إلى القائل.
(223) الرجز في اللسان وروايته:
في سرطم هاد وعنق عرطل
وقد أدرجت مادة عنظب بعد هذا الرجز في س.
(224) في اللسان: وظليم صنتع أي صلب الرأس.(2/328)
عترس: العِتريسُ «225» : الذكر من الغيلان. والعَتْرَسَةُ: العِلاجُ باليَدَيْن مثلُ الصِراع والعِراك،
وفي الحديث: جاءَ رجلٌ بغَريمٍ له مَصْفُودٍ إلى عُمَر فقال: أتَعْتَرسُه
أي تَغْصِبُه وتَقْهَرُه. ويقال: عَتْرَسْتُ ماله: أي أخَذْتُه عَتْرَسَةً أي غَصْباً. والعَنْتريسُ: الناقةُ الوثيقة، وقد يُوصَفُ به الفَرَسُ الجَوادُ، قال: «226»
كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ
والعَنْتَريسُ: الداهية. العَتْرَسَةُ: الغَلَبَةُ والأخْذُ من فوق.
عنتر: العَنْتَرُ: الشُجاع.
عترف: العُتْرُفان: الديك.
عضرس: العِضْرِسُ: ضَرْبٌ من النبات. وبعضٌ يقول: هو حمار الوَحْش، قال: «227»
والعَيْرُ ينفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ ... منه جحافِلُه والعِضْرِسِ الثُّجَرِ
المكنان: نَبات الربيع يَنْبُتُ مُتَكاوِساً أي كثير بعضه على بعض. (ويقال: العِضْرِس شجرة تشبه ثمرتها أعين الكلاب الزرق) «228»
__________
(225) في الأصول المخطوطة: العتريس من الغيلان الذكران والتصحيح من اللسان.
(226) البيت (لأبي داود) يصف فرسا، اللسان (عترس) ، وتمامه:
مستطيل الأقراب والبلعوم.
(227) قائل البيت هو (ابن مقبل) . انظر اللسان (عضرس) .
(228) ما بين القوسين أدرج بعد مادة [عنبس] في الأصول المخطوطة.(2/329)
عنبس: العَنْبَسُ: من أسماء الأسد إذا نَعَتَّه قلتَ عَنْبَس وعُنابِس.
عملس: العَمَلَّسُ: الذئب الخَبيثُ، ويقال: عَمَلَّس دَلْهاث «229» ، قال الطرمّاح:
يوزِّعُ بالأمراس كلّ عَمَلَّس «230»
عرنس: العِرناسُ: طائرٌ كالحمامةِ لا تشْعُرُ به حتى يطيرَ تحت قَدَميك، قال:
لسْتُ كَمَنْ يُفْزِعُه العِرناسُ «231»
عرمس: العِرْمِسُ: اسم للصَّخْرة تُنْعَتُ به الناقةُ الصُلْبة، قال:
وَجْناءُ مُجْمَرةُ المنَاسِمِ عرِمِسٌ «232»
عنسل: العَنْسَل: الناقةُ السريعةُ الوَثيقةُ الخَلْقِ.
عربس: العِرْبِسُ والعِرْبَسيس: مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأرض، قال العجّاج:
وعِرْبِساً منها بسَيرِ وَهْسِ «233»
الوَهْس: الوطءُ الشديدُ. (وقال الطرمّاح في العربسيس:
__________
(229) كذا في س أما في ص وط: دلجات.
(230) رواية البيت في الأصول المخطوطة: يودع بالأمراس. أما التصحيح فهو من الديوان ص 171 والتهذيب واللسان وتمام البيت:
من المطعمات الصيد غير الشواجن
(231) لم نهتد إلى الراجز.
(232) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام البيت.
(233) ليس الرجز في ديوان العجاج.(2/330)
تُراكِلُ عَرْبَسيسُ المتْنِ مَرْتاً ... كظَهْر السَّيْحِ مُطَّرِدَ المتونِ
والعَرْبَسيس بفتح العين أصوَبُ من كسرها، لأن ما جاء من بناء الرُباعيِّ على مثال فَعْلَليل يُفْتَح صدرُه مثل سَلْسَبِيْل وأشباه ذلك، وإنما كسرت عَيْن عربسيس على كسرة عِرْبِس) «234» .
سلفع: السَلْفَعُ: الشُجاع الجسور. وامرأةٌ سَلْفَعٌ: أي سَليطةٌ. الرجلُ والمرأةُ فيه سَواءٌ، قال جرير:
أيّامَ زَيْنَبُ لا خفيفٌ حِلْمُها ... عند النساء ولا رءود سَلْفَعُ «235»
عسبر، عبسر: العُسْبُر: النَّمِر، والأنثى بالهاء. والعُسْبُور: وَلَدُ الكلب من الذِّئبة. والعُبْسُورة والعُبْسُرَة «236» : الناقةُ السريعة من النجائب، قال: «237» :
والمُقْفِراتُ بها الخُورُ العَباسيرُ
سبعر: وناقةٌ ذاتُ سِبعارةٍ يعني حِدَّتَها. وسَبْعَرَتُها: نشاطها إذا رفعت رأسها وخَطَرَتْ بذَنَبها وارتفعت واندفعت.
__________
(234) ما بين القوسين جاء بعد مسلفع المادة التالية.
(235) كذا رواية البيت في الأصول المخطوطة وفي الديوان ص 341:
............... .. ... همشى الحديث ولا رواد سلفع
(236) كذا في ص وط أما في التهذيب واللسان: العسبورة والعسبرة. وكذلك الشاهد:.... الخور العسابير. وجاء في اللسان أيضا: قال الأزهري: والصحيح العبسورة، الباء قبل السين في نعت الناقة، قال: وكذلك رواه أبو عبيد عن أصحابه، وكذلك ابن سيده.
(237) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.(2/331)
سرعب: السُرْعُوبُ: اسمُ ابنِ عرْس، قال:
وثبة سُرْعُوبٍ رأَى زَبابا «238»
وهو الجُرَذ الضَّخْمُ.
سمدع: السَمَيْدَع: الشُجاع.
سعبر: السَعْبَرَةُ: البِئْرُ الكثيرةُ الماء.
سرعف: السَرْعَفةُ: حُسْنُ الغِذاء والنَّعمة. وهو سُرْعُوف ناعِم، قال العجّاج:
وقَصَبٍ لو سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفا «239»
عمرس: يوم عَمَرَّسٌ «240» : شديد. وشَرٌّ عَمَرَّس، قال الأُرَيْقِط في وصف يومٍ ذي شَرٍّ.
عَمَرَّسٌ يَكْلَحُ عن أنيابهِ
العُمْروسُ: الجَمَلُ إذا بَلَغَ النَّزْوَ. والعَمَرَّس: الشرس الخُلُق القوي.
__________
(238) الرجز في التهذيب واللسان من غير عزو.
(239) الرجز في اللسان وفي الديوان ص 491 وقبله: بجيد أدماء تنوش العلفا.
(240) أدرجت المادة قبل أكثر من ثلاث صفحات.(2/332)
زعفر: الزَّعْفَران: صِبْغٌ وهو من الطِّيبِ. والأسَدُ يُسَمَّى مُزَعْفَراً لأنَّه وَرْدُ اللَّوْن يضربُ إلى الصُفرة، قال أبو زبيد:
إذا صادَفوا دوني الوليدَ كأنَّما ... يَرَونَ بوادٍ ذا حِماسِ مُزَعْفَرا «241»
عفرز: عَفْزَرُ: اسمُ رجلٍ، قال:
[نَشِيمُ بُروقَ المُزْنِ أين مَصابُهُ ... ولا شَيْءَ يَشْفي منكِ] يا بنت عَفْزَرا
كأنّه اسمٌ أعجَميّ لذلك نَصَبَه.
زعنف: الزِّعْنِفةُ: صِنْفةٌ من ثَوب وطائفة من قبيلة يَشِذُّ ويَنْفَرِدُ. وإذا رأيت جَماعةً ليس أصلُها واحداً قُلتَ: إنَّما هم زَعانِفُ، بمنزلة زَعانِفِ الأديم، وهي في نَواحيه حيثُ تُشَدُّ فيه الأوتادُ إذا مُدَّ للدِباغ.
زبعر: رجلٌ زِبَعْرَى. وامرأة زِبَعراة: في خُلُقها شَكاسةً «242» . والزَّبْعَرُ: ضَرْبٌ من المَرْوِ. قال:
وكأنَّها الاسفِنْطُ يومَ لقِيتُها ... والضَوْمَران تَعُلُّهُ بالزَّبْعَرِ «243»
والزَّبْعَرِيّ: ضَرْبٌ من السِّهام، منسوب.
__________
(241) لم أجد البيت في شعر أبي زبيد.
(242) كذا في التهذيب وفي الأصول المخطوطة: شكس.
(243) كذا رواية البيت في س، وفي ص وط:
وشاهدنا الإسفنط يوم لقيتها............... ...(2/333)
زعبل: الزَّعْبَلُ: الذي لا يَنْجُعُ فيه الغِذاء وقد عَظُمَ بَطْنُه ودَقَّ عُنُقُه، قال:
سِمْطاً يُرَبّي وِلْدَةً زَعابِلا «244»
عرزم: العَرْزَم: القويُّ الشديد من كل شيء، المُكْلَئِزُّ المجتمع، فإذا عَظُمَت الأرنَبَةُ وغَلُظَتْ قيل: اعَرَنْزَمَتْ، واللِّهْزِمَةُ كذلك إذا ضَخُمَتْ واشْتَدَّتْ قال «245» :
لقد أوقدَتْ نار الشروري بأرؤس ... عظام اللِّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ
مرعز: المِرْعِزَّى: كالصُّوف يُخَلَّصُ من شَعْر العَنْز. وثوبٌ مُمَرْعَز. ومثلُه ما جاء على لفظه شِفْصِلَّى «246» . والمِرْعِزاء أيضاً إذا كَسَروا مَدّوا وخفَّفوا الزاي، وإذا فَتحوا الميم وكسَروا العين ثَقَّلوا الزاي وعَلَّقوا الياء مرسلة، وهذا في كلام العرب بناء نَزْرٌ. ويقال أيضاً مِرعِزى مقصوراً.
عرزل: العِرزالُ: ما يجمَعُه الأسدُ في مَأواه من شَيءٍ يُمَهِّدُه لأشباله كالعُشّ. قال زائدة: العِرزالُ جُحْرٌ لحَيّة، وذكره أبو النجم في شعره فقال:
تَلوّذ الحَيَّة في عِرزالها «247»
وعِرزالُ الصيَّاد: أهدامُه وخِرَقُه التي يمتَهدُها ويضطجع عليها في القترة، قال:
__________
(244) الرجز في اللسان (للعجاج) . وجاء فيه: قال ابن بري: الصحيح أنه (لرؤبة) ، وقبله:
جاءت فلاقت عنده الضآبلا
(245) لم نهتد إلى القائل في المصادر المتيسرة.
(246) كذا في (ص وط) . في (س) : فعللي.
(247) كذا في س، وفي ص وط:.... في عرزالها.(2/334)
ما إنْ يني يفتَرِشُ العِرازلا «248»
يعني صاحبَ القُتْرة. ويقال: العِرزالُ ما يَجْمَعُ [الصائد] من القَديد في قُتْرته.
عصفر: العُصفُرُ: نباتٌ سلافتُه الجِرْيال، وهي معرَّبة. العُصْفُور: طائر ذَكَرٌ. والعُصْفُور: الذكر من الجراد. والعُصْفُور: الشِمراخ السائِلُ من غُرَّة الفَرَس لا يبلُغ الخَطْمِ. والعُصفورُ: قُطَيعةٌ من الدِماغ تحت فَرْخ الدِماغ كأنَّه بائن منه، بينَهما جُليدة تفصِلُه، قال:
ضَرْباً يُزيلُ الهامَ عن سَريره ... عن أمِّ فَرْخ الرأسِ أو عُصفورِهِ
والعُصفور في الهَوْدَج: خَشَبَةٌ تجمعُ أطرافَ خَشَباتٍ فيها، وهي كهيئة عُصفور الإكاف، وعُصفور الإكاف عند مُقَدَّمِه في أصل الذِئبة، وهي قطعة خَشَبٍ في قَدْرِ جُمع الكَفِّ وأعظم من ذلك شيئاً، مشدودة بين الحِنْوَيْن المُقَدَّمَيْن، قال الطِرمّاح:
كلُّ مَشْكوكٍ عَصافيرُه ... قانىء اللَّونِ حديث الرِمامِ «249»
يصف الهَوْدَج أي أُصْلِحَ حَديثاً. والرَمُّ: الأَسْر أيضاً، يعني أنه شُلَّ فَشُدَّ العُصفورُ من الهودج.
__________
(248) زيادة من اللسان.
(249) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: الدمام، وكذا في الديوان/ 401 وفي اللسان الزمام: وهو تصحيف.(2/335)
صعفر: اصعَنْفَرت الحُمُرُ: إذا تَفَرَّقَتْ وابذَعَرَّت وهَرَبَت، قال:
فلم يُصِبْ واصْعَنْفَرَتْ جَوافِلا «250»
عرصف: العِرصافُ: العَقِبُ المُستطيل، وأكثر ما يقال ذلك لعَقِبِ المتْنَيْن والجنْبَيْن. وعَرَصَفْتُ الشيءَ أي: جَذَبْتُه فَشَقَقْتُه مُستطيلاً. والعَراصيف: أربعةُ أوتادٍ يجمعن بين أحناء رءوس القَتَب، في رأس كلّ حِنْوٍ من ذلك وَدّانِ مَشْدودان بجُلُود الإِبِل، يَعدِلُونَ الحِنْوَ بالعُرْصرف. وعَراصيفُ القَتَب: عصافيره. والعُصفور والعُرْصوف واحد.
صمعر: الصَّمْعَريّ: اللَّئيمُ. والصَّمْعَريّ: كلُّ مَن لم يعمَلْ فيه رُقْيةً ولا سِحْر أيضاً. والصَمْعَرِيَّةَ من الحيّات: الخبيثة، قال «251» :
أحَيَّةُ وادٍ ثُغْرةٌ صَمْعَريَّةٌ ... أحَبُّ إليكم أم ثلاثٌ لواقِحُ
أي: عقرب.
عصمر: العُصْمُورُ والعَصَاميرُ: دُلِيُّ المَنْجَنُون.
عرصم: العِرْصَمُّ: الرجل الشديد البضعة.
__________
(250) وفي اللسان: وروي: واسحنفرت. والرجز (لرؤبة) الديوان ص 127.
(251) كذا في الأصول المخطوطة، وفي اللسان: أحية وادي بغرة ...(2/336)
عنصر: العُنْصُرُ: أصْلُ الحَسَب. إنما جاء عن الفُصَحاء مضمُومُ العَين منصُوب الصاد، ولا يجيء في كلامهم من الرباعي المُنبسِط على بناء فُعْلَل إلاّ ما يكون ثانيه نوناً أو همزةً نحو الجُنْدَب والجُؤْذَر. وجاءَ السودد كذلك كراهِيَة أن يقولوا سودُدٌ فتلتقي الضمّات مع الواو.
عنفص: العِنْفِص: المرأة القليلةُ الجسم، ويقال: هي أيضاً الداعِرة الخبيثة، قال:
ليستْ بسَوْداءَ ولا عِنْفِصٍ ... تُسارِقُ الطَّرْفَ إلى الداعِرِ «252»
وقال آخر:
صُلْبُ العَنافِصِ كلَّ أمرٍ أصلَحَتْ ... ومُعَمَّر في أهله مَعْمُورُ «253»
صعنب: الصَّعْنَبَةٌ: أن تُصَعْنِبَ الثريدة، تضُمُّ جوانبها وتُكَوِّمُ صَومعتها.
صنبع: والصَّنْبَعَةُ: انقباض البخيل عند المسألة. يقال: رأيتُه يُصَنْبِعُ لؤماً. وصنيبعات «254» : اسم موضع.
__________
(252) لم نهتد إلى الشاهد في كتب اللغة، وهو مما تفرد به العين.
(253) لم نتبين هذا البيت لانفراد العين بروايته.
(254) في ط: صنبعات.(2/337)
عنصل: العُنْصُل: نباتٌ شِبْهُ البَصَل، وَوَرَقُه كورق الكُرّاث «255» ونوره أصفر يتخد منه صبيان الأعراب أكاليلَ، قال:
والضرب في جَأواءَ ملمومةٍ ... كأنَّما هاماتُها العُنْصُلُ «256»
عصلب: العَصْلَبيُّ: الشديد الباقي القوّة، «257» ، قال:
قد ضَمَّها اللَّيلُ بعَصْلَبيِّ
وعَصْلَبتُه: شِدَّة عَصَبه.
صلمع، صلفع: الصَلْمَعَةُ والصَلْفَعَةُ: الإفلاس «258» . ورجلٌ مُصَلْمِعٌ مُصَلْفِعٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ. صُلْمِعَ رأسُه وصُلْفِعَ: إذا استؤصِلَ شَعرُه. بلغة أهل العراق.
صعتر: الصَّعْتَر: ضَرْبٌ من البقول. والصَعْتَريُّ: الشاطِرُ
دعمص: الدُعْمُوص: دُوَيبةٌ تكونُ في الماء، قال:
ودُعْمُوصُ ماءٍ نَشَّ عنها غَديرُها
الدعْموص: الرجلُ الدَخّال في الأُمُور، الزَوّارُ للملوك، قال أمَيّة بن أبي الصَّلت:
دُعْمُوصُ أبواب الملوك ... وجانب للخرق فاتح
__________
(255) وزاد في التهذيب مما نقل عن الليث بقوله: أو أعرض منه.
(256) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في المصادر التي أفدنا عنها.
(257) في التهذيب عن الليث: الباقي على المشي والعمل، وكذلك في اللسان. وما أثبتناه فمما ورد في الأصول المخطوطة الثلاثة.
(258) وجاء في التهذيب مما نقل عن الليث: الإفلاس وذهاب المال.(2/338)
رثعن: ارثَعَنَّ المطَرُ: إذا ثَبَتَ وجاد، قال «259» :
كأنَّه بعد رِياحٍ تَدْهَمُهْ ... ومُرْثَعِنّات الدُّجُونِ تَثمِهْ
والمُرْثَعِنُّ من الرجال: الضعيف، قال:
لستُ بالنِكْسِ ولا بالمُرْثَعِنْ
والمُرْثَعِنُّ: السيدُ الغالب: قال «260» :
حيثُ ارثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحاصِحِ
بعثر: يقال بَعْثَرَه بَعْثَرَةً: إذا قَلَبَ الترابَ عنه.
عبثر: العَبَوْثَران: نباتٌ مثل القَيْصُوم في الغُبْرة، ذَفِرُ الريح، الواحدة عَبَوْثَرانة، فإذا يَبِسَتْ ثَمرَتُها عادت صفراءَ كَدِرة. وفيه أربع لغات بالياء والواو وضمّ الثّاء وفتحها.
عثلب: عَثْلَبَ زنداً: أي أخذه من شجرٍ لا يدري أيوري أم لا. وعَثْلَب: اسم ماء، قال الشمّاخ:
وصدَّتْ صُدوداً عن شَريعةِ عَثْلَبٍ ... ولا بنيَ عياذٍ في الصدور حَزائِزُ «261»
. عَثْلَبْتُ الحوضَ: إذا كسَرْتُه، قال العجّاج:
والنُؤيُ أَمْسَى جدره معثلبا «266»
__________
(259) (رؤبة) ديوانه/ 149.
(260) لم نهتد إلى القائل.
(261) كذا في الأصول المخطوطة والديوان ص 181، وفي التهذيب: حوامز
(266) لم يرد الرجز في ديوان العجاج.(2/339)
دلعث: الدَّلْعَثُ: الجَمَلُ الضَّخْم، قال «262» :
دلاث دلعثي، كأن عظامه ... وعت في محال الزَّوْرِ بعدَ كُسُورِ
عمثل: العَمَيْثَلُ والعَمَيْثَلَةُ: الضَّخْمُ الثقيل. والعَمَيْثَلُ: إذا كان فيه إبطاءٌ من عِظَمه ونحو ذلك. وامرأةٌ عَمَيْثَلة ويُجمَعُ عَماثِلَ، قال «263» :
ليس بمُلْتاثٍ ولا عَمَيْثَلِ
ثعلب: الثَعْلَبُ: الذَكَر، والأنثى: ثُعالة. وثَعْلُبُ الرمح: ما دخل في عامِلِ صَدره في جُبَّةِ السِّنانِ. وثَعْلَبَ «264» الرجُلُ: جَبُنَ وراغ، كقول الشاعر:
فإنْ رآني شاعِرٌ تَثَعْلَبَا
والثَّعْلَبيَّةُ: اسم مكان. والثَّعْلبيَّةُ «265» : عَدْوٌ أشَدُّ من الخَبَبِ من عَدْوِ الفَرَس. وقال بعضُهم: الثَّعْلَبُ خَشَبَةٌ صُلْبة تُبْرَى ثم تدخُلُ في قَصَبَة القَناة، ثم يُرَكَّبُ فيها السِنانُ، وتُسَمَّى بالكلب، قال لبيد:
يُغرِقُ الثَعْلَبَ في شِرَّتِه ... صائِبُ الجذْمَةِ في غَيْر فَشَلْ
قولُه: في شِرَّتِه أي في أوَّلِ رَكْضه وسُرعته. والثَعْلَبُ: الحجر الذي يسيلُ منه المطر.
__________
(262) البيت في اللسان والتاج (دلعث) ، وجاءت (دلعثي) في التاج بياء مشددة ليستقيم الوزن. من غير عزو فيهما أيضا.
(263) لم نهتد إلى الراجز.
(264) وفي التهذيب: وثعلب الرجل وتثعلب....
(265) كذا في ص وط، وفي س: الثعلبة.(2/340)
نعثل: النَعْثَلُ: الشَّيْخُ الأحمقُ، ويُقال: فيه نَعْثَلةٌ أي حُمْقٌ. وقال بعضُ الناس في عُثْمانَ: اقتُلُوا النَّعْثَلَ، يقال: شَبَّهَهُ بالضَبع كما يقال في العربيّة: يا ثَوْرُ، يا حِمارُ. والنَّعْثَلُ: الذيخ، وهو الذكر من الضِبْعان.
بلعم: البُلْعُومُ: البَياضُ الذي في جَحْفَلَة الحِمار في طَرَف الفَمِ، قال:
بيص البلاعيمِ أَمثال الخَواتيمِ
قال زائدةُ: البُلْعُومُ باطِنُ العُنُقِ كُلُّه، وليس كما قال.
عنبل: امرأةٌ عُنْبُلةٌ، وعَنْبَلَتُها: طولُ بَظْرِها. والعُنْبُلةُ: الخَشَبَةُ يُدَقُّ بها الشَيء في المِهْراس «267» . والعُنابِل: الوَتَرُ الغليظ، قال:
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ «268»
والعُنابُ مثلُ العُنْبُلة أي البَظر.
عنبر: العَنْبَرُ: ضرب من الطيب.
__________
(267) في اللسان: يدق عليها بالمهراس، وكذلك في القاموس.
(268) الرجز في اللسان (لعاصم بن ثابت) .(2/341)
يعفر: اليَعفُورُ: الخِشْف، سُمِّيَ بذلك لكَثرة لُزُوقِه بالأرض، قال طَرَفة:
آخرَ الليل بيعْفُورٍ خَدِرْ «269»
أي بشخص ظَبيٍ خَجِل مُسْتَحْيٍ.
يربع: يَرْبُوع: دُوَيْبةٌ فوقَ الجُرَذ، الذكر والأنثى فيه سواء. ويَرْبُوعٌ: قبيلة من تَميم.
برعم: البَرْعَمَةُ والبَراعم: أكمامُ ثَمَر الشَجَر.
لعظم: اللَّعْظَمةُ «270» : الانتِهاسُ على اللَّحْمِ مِلءَ الفَمِ. تقول: لَعْظَمتُ اللَّحم، وهو انتِهاسٌ على عجلة.
لعمظ: اللَّعْمَظَةُ: الحِرْصُ والشَهْوة في الطعام.
عظلم: العِظْلِمُ: عُصارةُ شَجَر لونه أخضَرُ إلى الكُدْرة.
رعبل: رَعْبَلْتُ اللَّحمَ رَعْبَلَةً: أي قَطَّعْتُه قِطَعاً صِغاراً كما يُرَعْبَلُ الثَّوْبُ فيُمَزَّقُ مِزَقاً، الواحدةُ رُعْبُولةٌ من الرَّعابِلِ، وهي الخِرَقُ المُتَمَزِّقَة. والشِّواءُ المُرَعْبَلُ: يُقَطَّعُ حتى تصلَ النارُ إليه فتنضجه، قال «271» :
__________
(269) وصدر البيت كما في اللسان: جازت البيد إلى أرحلنا.
(270) هذه المادة والتي تليها واحدة في الصحاح واللسان فكأنهما على القلب.
(271) التهذيب 3/ 364 واللسان (رعبل) وقد نسب فيهما إلى (ابن أبي الحقيق.)(2/342)
من سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه ... بعضاً كَمَعْمَعَةِ الأباءِ المُحْرَقِ
الأباءُ: القَصَبُ. والأبُّ: الحشيش. أي يجُزُّ بعضُه بعضاً في السرعة، والمَعْمَعَةُ: السرعة. وامرأةُ رَعْبَل: في الخلقان، قال «272» :
كَصَوْت خَرقاءَ تُلاحي، رَعْبَلِ
أي تُشاتِمُ أخرى.
برعل، فرعل: البُرْعُلُ والفُرْعُلُ: وَلَدُ الضَّبع، الواحدةُ فُرْعُلة، قال «273» :
سَواءٌ على المَرءِ الغريبِ أجارُهُ ... أبو حَنَشٍ [أم] كانَ لحمَ الفَراعِلِ
عمرط: العَمَرَّط: الجَسُور الشديد. وبالدال أيضاً.
عفنط: العفنط: اللئيم الرذل السيىء الخلق.
عفنظ: العفنظ «274» : الذي يُسَمَّى عَناقَ الأرض.
عدمل: العدملي «275» : القديم.
__________
(272) في اللسان الرجز (لأبي النجم.)
(273) زاد في التهذيب: من الضبع. ولم نهتد إلى قائل البيت الشاهد وفي الأصول المخطوطة: (أو) مكان (أم) .
(274) في اللسان: العفنط عناق الأرض بالطاء المهملة والمادتان ومادة واحدة.
(275) في اللسان العدامل والعدملي والعدامل والعداملي واحد، وكذلك في التهذيب.(2/343)
برذع: البَرْذَعَةُ «276» : الحِلْسُ الذي يُلْقَى تحت الرَّحْل وهو القِرطاط.
عذفر: العُذافِرةُ: الناقةُ الشديدةُ وهي الأَمُونُ. والعُذافِرُ: كوكبُ الذَنَب.
عذلم: العُذْلُمِيُّ «277» من الرجال: الحريصُ الذي يأكُلُ ما قَدِرَ عليه.
__________
(276) وهي بالدال المهملة أيضا.
(277) لم أهتد إليه ولم أجده في المعجمات المتيسرة لدي.(2/344)
باب الخماسي من العين
قال الليث، قال الخليل: الخُماسيُّ من الكلمة على خمسة أحرف، ولا بدَّ أن يكونَ من تلك الخمسة واحد أو اثنان من الحروف الذَّلْق: ر، ل، ن، ف، ب، م، فإذا جاءت كلمة [رباعية أو خماسية] لا يكون فيها واحد من هذه الستة، فاعْلَمْ أنَّها ليست بعربية. قال: فإنْ قُلتَ مثلُ ماذا؟ قال: إن سُئِلْتَ عن [الحضاثج] ، فقل: ليست بعربية، لأنّه ليس فيها شيء من تلك الأحرف الستة. وكذلك لو قيل لكَ ما الخَضَعْثَج؟ فقل: ليست بعربية لأنّه ليس فيه من تلك الأحرف الستة شيءٌ. فمن الخُماسيِّ:
عفنقس وعقنفس: العَفَنْقَسُ والعَقَنْفَسُ: لغتان مثل جذب وجبذ، وهو السيىء الخُلُقِ المُتَطاوِلُ على الناس. يقال للعَقَنْفَس: ما الذي عَقْفَسَه وعَفْقَسَه؟ أي ما الذي أساء خلقه بعد ما كانَ حَسَنَ الخُلُق، قال العجّاج:
إذا أرادَ خُلُقاً عفنقسا «278»
عضرفوط: العضرفوط: دويبة تُسَمَّى العِسْوَدَّة «279» بيضاءُ ناعمةٌ تشبه بها أصابع
__________
(278) الرجز في الديوان ص 134 وفي التهذيب وبعده:
أقره الناس وأن تفجسا
(279) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: العسود.(2/345)
الجواري، تكون في الرَمْل، وتُجمَعُ عَضافيط وعَضْرَفُوطات. ويقال: هي العَضْفُوط والعَضَافيطُ جماعة في القَولَين جميعاً. قال زائدة: العَسْوَدة، بالهاء، عظاءةٌ كبيرةٌ سَوداء تكون في الشَّجَر والجَبَل، وجمعه عِسْوَدٌ. وقال بعضهم: العَضْرَفوط: ذكر العَظاء، وهي من دَوابِّ الجِنِّ، قال:
وكلَّ المَطايا قد ركِبْنا فلم نَجِدْ ... أَلَذُّ وأَحْلَى من وَخيد الثَّعالِبِ
ومن فارةٍ مُزْمومةٍ شَمَّريَّةٍ ... وخَودٍ [ترى فيها] «280» امامَ الركائب
ومن عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بي في ثَنيّةٍ ... يُبادِرُ سِرْباً من عَظاءٍ قَوارب
قَوارِب: طَوالِبُ الماء.
هبنقع: الهَبَنْقَعُ والهَبَنْقَعَةُ: المَزْهُوُّ الأحمق، والجميعُ: هَبَنْقَعُون وهَبَنْقَعَات، والفعل اهْبَنْقَعَ اهْبِنْقاعاً، إذا جَلَسَ جِلْسَةَ المَزْهُوِّ الأحمق، يُقال: هو يمشي الهَبَيَّخَى ويجلِسُ الهَبَنْقَعَة. الهَبَيَّخَى «281» : مِشيةٌ فيها نَفْجٌ وتحريك البدَن، قال جميل:
يَظَلْنَ بأعلَى ذي سَديرٍ عَواطباً ... بمُستَأنِسٍ من عيرجن هبنقع «282»
__________
(280) في س: تراميها، وفي ص وط: ترد فيها: ولم نجد الأبيات في غير الأصول من فطان.
(281) كذا هو الصحيح، وفي الأصول المخطوطة: الهبيخ.
(282) ديوانه/ 124 وفيه: لمستأنس.(2/346)
قذعمل: القُذَعْمِلةُ والقُذَعْمِلُ: (الضَّخْمُ من الإبل) «283» . والقُذَعملة: الشديد من الأمر. قال زائدةُ: القُذَعْمِلُ الشَيءُ الصغيرُ شِبْهُ الحَبَّة، تقول: لا تُعطِ فلاناً قُذَعْمِلَةً.
قبعثر: القَبَعْثَرَى: الفَصيلُ المهزول، ويُجمعُ على قَبَعْثَرات وقَباعِث. وسألتُ أبا الدقيش عن تصغيره فقال: قُبَعْثرة «284» . ويقال: بل هو الفَصيلُ الرِخْوُ المضطرِب. وقال بعضُهم: ليس ذا بشيءٍ، ووافقه مُزاحم قال: ولكنّ القَبَعْثَرَى دابَّةٌ من دَوابِّ البحر لا تُرَى إلا مُنْقَبعةً في الثَّرَى أو على ساحل البحر.
عبنقاة: العَبَنْقَاة «285» : أي الداهية من العِقبان، ويجمَع عَبَنْقَيات وعَباقيّ. ومنهم من يقلبها فيقول: عَقَنْباة، قال الطرمّاح:
عُقابُ عَبَنْقاةٌ كأنَّ وَظيفَها ... وخُرْطُومَها الأَعْلَى بنارٍ مُلَوَّحُ
قوله: عَبَنْقاة أي حديدة الأظفار، مُلَوَّح لسوادها. ويقال: اعْبَنْقَى يَعْبَنْقي اعبنقاءً. وعَبَنْقاة بوزن فَعَنْلاة.
عنقفير: العَنْقَفير: الداهية، وعَقْفَرَتها: دهاؤها. وغُولٌ عَنْقُفيرٌ.
__________
(283) سقط ما بين القوسين من س.
(284) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب وزاد قوله: على الترخيم. في اللسان: قبيعث.
(285) في اللسان: عقاب عقنباة وعبنقاة وقعنباة وبعنقاة.(2/347)
قرعبل: القَرْعْبْلانةُ: دُوَيْبَّةٌ عريضةٌ مُحْبَنْطِئةٌ. وما زادَ على قَرَعْبَل فهو فضلٌ ليس من حروفها الأصلية. ولم يأتِ شيءٌ من كلام العرب يَزيدُ على خمسة أحرف إلا أن تلحقها زيادات ليست من أصلها أو يُوَصَلَ حكايةً يُحكى بها، كقول الشاعر «286» :
فَتَفْتَحُه طَوْراً وطَوراً تُجيفُه ... فَتَسمعُ في الحالَيْنِ منه جَلَنَبَلَقْ
يَحكي صوتَ بابٍ في فَتْحِهِ وإصفاقه. وهما حكايتان جَلَنْ على حِدة، وبَلَق على حِدة. وقول الشاعر في حكاية جَرْي الدَوابِّ:
جَرَتْ الخَيْلُ فقالت ... حَبَطِقْطِقْ حَبَطِقْطِقْ
وإنّما هو إردافٌ كما أردَفُوا العَصَبْصَب، وإنّما هو من العَصيب.
جَنَعْدَل: الجَنَعْدَل «287» : التارُّ الغليظ الرقَبَة.
دلعوس: الدِّلْعَوْس، المرأةُ الجريئة على أمرها العَصيَّةُ لأهلها. والدِّلْعُوْسُ: الناقةُ الجريئة أيضاً.
سقرقع: السُقُرْقَع «288» : شراب لأهل الحجاز من الشعير والحُبوب قد لَهِجُوا به. وهذه الكلمة
__________
(286) التهذيب 3/ 368، واللسان (جلنبلق) . غير منسوب أيضا.
(287) من التهذيب 3/ 369 عن العين. في الأصول المخطوطة: جعندل.
(288) كذا في اللسان، وفي التهذيب: السفرفع (بالفاء) ، وفي الأصول المخطوطة بالشين.(2/348)
حبشية وليست من كلام العرب، وبيان ذلك أنه ليس من كلام العرب كلمة صدرها مَضمُوم وعَجُزُها مفتوح إلاّ ما جاء من البناء المُرَخَّم نحو الذُرَحْرَحة والخُبَعْثَنة. وأصل هذا أنّهم يَعْمِدون إلى الشعير فَيُنَبِّتُونه، فإذا كَبَتَ أو هَمَّ بالنبات خَمَدوا إليه فجفَّفُوه ثم اتَّخَذوه هَيُوجاً لشَرابهم أي عَكراً، ثم يعمِدُون إلى خُبْز الشعير أو غير ذلك فيخبِزُونه خُبزاً غِلاظاً، ثم إذا أخرَجُوه حارّاً كسروه في الماء، ثم ألقَوا فيه من ذلك الطَّحين قَبْضةً فيُغليه ذلك أيّاماً، ثم يُضْرَبُ بالعَسَل فهو شَرابٌ قطامي صلب.
اقعنسس: اقعنسس العِزُّ: إذا ثَبَتَ ولَزِمَ، قال:
تَقَاعُسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسَا «289»
سقعطر: السَّقَعْطَريُّ من الرجال: لا يكون أطوَلَ منه. ويقال: تُنْعَتُ الإبلُ بهذا النَّعْت.
سبعطر: السَّبَعْطَريُّ: الضَّخْمُ الشديدُ البَطش
خبعثن: الخُبْعَثِنُ: من كلّ شيءٍ التّارُّ البَدَن، الرّيّانُ المَفَاصِلِ، وتقول: اخبَعَّثَ في مشيهِ، وهو مَشْيٌ كَمَشيِ الأسد، قال يصف الفيل:
خُبَعْثِنٌ مشيته عثمثم «290»
__________
(289) (العجاج) ديوانه/ 138.
(290) اللسان (عثم) غير منسوب أيضا.(2/349)
ويقالُ: أسَدٌ خُبَعْثِنةٌ. ويقالُ: فلان خُبَعثِنةٌ. ويقال: للفيل خُبَعْثِنٌ وبَقَرةٌ خُبَعْثِنةٌ، قال أعرابيّ في صفة الفيل:
خُبَعْثِنٌ في مَشْيِهِ تَثْقيلُ ... أمثالُه بأرضِنا قليلُ «291»
وإن قلتَ: خُبَعْث على الترخيم جازَ لك. وإنْ قيل للذَكَر بالهاء كانَ صواباً كقولك أسَدٌ خُبَعْثِنَةٌ.
علطميس: العَلْطَمِيسُ من النوق: الشَديدةُ الضَّخْمَةُ ذاتُ أقطار وسَنام مُشرفٍ.
سلنطع: السَّلَنْطَعُ: الرّجُل المُتَعَتِّهُ في كلامه كأنه مجنُون.
عيطموس: العَيْطَمُوسُ من النّوق: الشديدةُ الضَّخْمَةُ.
عندليب: العَنْدَليبُ: طُوَيْرٌ يُصَوِّتُ ألواناً.
عفرناة: أَسَدٌ عِفِرْناة: شديد قوي. ولبوءة عِفِرْناة.
جَلَنْفَع: الجَلَنْفَعُ: الغليظ من الإِبِل.
تلعثم «292» : التَلَعْثُمُ: التَنَظُّرُ. لَعْثَم عنه أي نَكَلَ عنه. وتَلَعْثَمْتُ عن هذا الأمر أي نَكَلْتُ عنه.
__________
(291) لم نهتد إليه.
(292) من حق هذه الكلمة أن يترجم لها في أبواب الرباعي لأنها رباعية، ولكنه عبث النسخ.(2/350)
ج 3
حرف الحاء
قال الخليل بن أحمد- رضي الله عنه «1» -: الهاء والحاء لا تأتلفان في كلمةٍ واحدةٍ أصليّة الحروف، لقُرب مَخْرجَيْهما في الحَلْق، ولكنَّهما يجتمعان من كلمتين، لكُلِّ واحدةٍ منهما معنىً على حِدَة، كقول لبيد:
يَتَمارَى في الذي قلتُ له ... ولقد يَسَمعُ قَولي حَيَّهَلْ
وقال آخر:
هَيْهاؤهُ وحَيْهَلُهْ
حَي كلمة على حدة ومعناها هَلُمَّ، وهل حِثِّيثَى، فجَعَلَهما كلمةً واحدة.
وفي الحديث «2» : إذا ذُكِرَ الصالحونَ فَحَيَّهَلا بعُمَرَ
أي فَأْتِ بذكر عُمَرَ. قال اللَّيْث: قُلتُ للخليل: ما مِثْلُ هذا في الكلام: أن يُجْمَعَ بين كلمتين فتَصير منهما كلمة واحدة؟ قال: قول العرب عَبْد شَمْس وعَبْد قَيْس فيقولون: تَعَبْشَمَ الرجل وتعبقس وعبشمي وعبقسي.
__________
(1) جملة الدعاء لم ترد في ص وط. والبيت الشاهد في ديوان لبيد ص 183
(2) وفي اللسان: وفي حديث ابن مسعود. وقد روي الحديث في التهذيب: فحيهل ...(3/5)
باب الثنائي
باب الحاء والقاف وما قبلهما مهمل ح ق، ق ح مستعملان
حق: الحقُّ نقيض الباطل. حقَّ الشيْء يَحِقُّ حَقّاً أي وَجَبَ وُجُوباً. وتقول: يُحِقُّ عليكَ أنّ تفعَلَ كذا، وأنتَ حقيقٌ على أن تفعَلَه. وحَقيقٌ فَعيلٌ في موضع مفعول. وقول اللهِ عزَّ وجَلّ «1» - حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ
«2» معناه مَحقوق كما تقول: واجب. وكلُّ مفعُول رُدَّ إلى فعيل فمذكره ومؤنثه بغير الهاء، وتقول للمرأة: أنتِ حقيقةٌ لذلك، وأنتِ محقوقة أن تفعلي ذلك، قال الأعشى:
لَمحقُوقَةٌ أنْ تَسْتَجيبي لصَوْته ... وأنْ تَعلمي أنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ «3»
والحَقَّةُ من الحَقِّ كأنَّها أوجَبُ وأَخَصُّ. تقول: هذه حَقَّتي أي حَقّي. قال:
وحَقَّهٌ ليست بقول التُرَّهة.
والحقيقة: ما يصيرُ إليه حقُّ الأمر ووجوبه. وبلغْتُ حقيقةَ هذا: أي يقين شأنه.
وفي الحديث: لا يبلُغُ أحدُكُم حقيقةَ الإِيمان حتى لا يعيبَ على مُسلِمٍ «4» بعَيْبٍ هو فيه.
وحقيقةُ الرجل: ما لَزِمَهُ الدفاعُ عنه من أهل بيته، والجميع حقائق.
__________
(1) في ص وط: وقوله من غير إشارة إلى أن القول آية.
(2) سورة الأعراف 105
(3) البيت في الديوان واللسان وقبله:
وإن امرء أسرى إليك ودونه ... من الأرض موماة ويهماء سملق
(4) في التهذيب واللسان والنهاية: مسلما(3/6)
وتقول: أَحَقَّ الرجُلُ إذا قال حَقّاً وادَّعَى حَقّاً فوَجَبَ له وحَقَّقَ، كقولك: صدَّق وقالَ هذا هو الحقُّ. وتقول: ما كان يَحُقُّك أن تَفْعَل كذا أي ما حَقَّ لك. والحاقَّةُ: النازلة التي حقَّتْ فلا كاذبةَ لها. وتقولُ للرجل إذا خاصَمَ في صِغار الأشياء: إنّه لنَزِقُ الحِقاقِ.
وفي الحديث: مَتَى ما يَغْلُوا يحتَقُّوا
أي يَدَّعي كلُّ واحدٍ أنَّ الحقَّ في يَدَيْه، ويغلوا أي يُسرفوا في دينهم ويختصموا ويتجادلوا. والحِقُّ: دونَ الجَذَع من الإِبِل بسنةٍ، وذلك حين يَسْتَحِقُّ للرُكُوب، والأُنثَى حِقَّةٌ: إذا استَحَقَّتِ الفَحْلَ، وجمعه حِقاق وحَقائِق، قال عَديّ:
لا حقة هُنَّ ولا يَنوبُ «1»
وقال الأعشى «2»
أيُّ قومٍ قَوْمي إذا عزت الخمر ... وقامتْ زِقاقُهُمْ والحِقاقُ
والرواية:
قامت حِقاقُهُم والزِّقاق
فمن رواه:
قامت زقاقُهم والحقاق
يقول: استوت في الثمن فلم يفضلُ زِقٌ حِقّاً، ولا حِقٌّ زِقّاً. ومثله:
قامت زقاقُهم بالحِقاق
فالباءُ والواوُ بمنزلة واحدة، كقولهم: قد قامَ القَفيزُ ودِرْهَم، وقام القَفيزُ بدرهم. وأنتَ بخَيرٍ يا هذا، وأنت وخَيْرٌ يا هذا، وقال «3» :
ولا ضعافِ مُخِّهِنَّ زاهقِ ... لَسْنَ بأنيابٍ ولا حَقائقِ
__________
(1) لم نجده في ديوان عدي بن زيد.
(2) البيت في التهذيب واللسان (لعدي) . وقد ضمه محقق ديوان عدي إلى شعر (عدي) مما لم يذكر في الديوان. وفي الأصول المخطوطة منسوب إلى (الأعشى) ولم نجده في ديوان الأعشى ولعله من سهو الناسخ.
(3) الرجز في اللسان (لعمارة بن طارق) وروايته: ومسد أمر من أيانق......(3/7)
وقال «1» :
أفانينَ مكتُوبٍ لها دونَ حِقِّها ... إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ
جَعَلَ الحِقَّ وقتاً. وجمع الحُقَّةِ من الخَشَب حُقَق، قال رؤبة:
سوى مساحيهن تقطيط الحقق «2»
والحَقْحَقَةُ: سَيْرُ أوّلِ اللُيل، وقد نُهِيَ عنه، ويقال: هو إتعابُ ساعة.
وفي الحديث: إيّاكُم والحَقْحَقةَ في الأعمال، فإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما داومَ عليه العبد وإنْ قلَّ.
ونباتُ الحَقيق «3» : ضرب من التَّمْر وهو الشِّيصُ.
قح: والقُحُّ الجافي من الناس والأشياء، يقالُ للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج: إنَّها لقُحٌّ «4» . والفعلُ: قَحَّ يقُحُّ قُحوحةً، قال:
لا أبتغي سَيْبَ اللئيم القُحِّ ... يكادُ من نحنحة وأح
يحكي سعال الشَّرِقِ الأَبَحِّ «5»
والقُحُّ: الشَّيخُ الفاني. والقُحُّ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ. والقُحْقُحُ: فوقَ القَبِّ شيئاً. والقَبُّ: العظمُ الناتىء من الظَّهْر بين الأَلْيَتْين.
__________
(1) الشاعر (ذو الرمة) . والبيت في الديوان 1/ 153.
(2) الرجز في ديوان رؤبة.
(3) جاء في التهذيب: قلت: صحف الليث هذه الكلمة وأخطأ في التفسير أيضا، والصواب: لون الحبيق ضرب من التمر ردىء.
(4) قال الأزهري في التهذيب: قلت: أخطأ الليث في تفسير القح، وفي قوله للبَطِّيخة التي لم تَنْضَج إنهالقح، وهذا تصحيف. وصوابه: الفج بالفاء والجيم
(5) الرجز في التهذيب فيما نقله عن الليث، ثم تكرر في اللسان، وكله من غير عزو.(3/8)
باب الحاء مع الكاف ح ك، ك ح «1» مستعملان
حك: الحَكيكُ: الكَعْبُ المحكُوكُ. والحَكيكُ: الحافِرُ النَّحيتُ. والحَكَكَةُ: حَجَرٌ رِخْوٌ أبيض أرْخَى من الرِّخام وأصلَبُ من الجَصِّ. والحاكَّةُ: السِنِّ، تقول: ما فيه حاكَّة. ويقال: إنَّه لَيَتَحكَّكُ بكَ: أي يَتَعَرَّض لشَرِّكَ. وحَكَّ في صدري واحتَكَّ: وهو ما يَقَعُ في خَلَدك من وسَاوِس الشيطان.
وفي الحديث: إياكم والحكاكات فإنَّها المآتم.
وحَكَكْتُ رأسي أحُكُّه حَكّاً. واحتَكَّ رأسُه احتكاكاً. وقوله «2» :
أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك
أي عِمادُها ومَلْجَأُها.
كح: الأكح: الذي لا سن له. والكُحْكُحُ: المُسِنُّ من الشّاء والبقر.
باب الحاء مع الجيم ح ج، ج ح مستعملان
حج: قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ. ويقال للرجل الكثير الحَجٍّ حَجّاج من غير إمالةٍ. وكلُّ نعت على فَعّال فإنّه مفتوح الألف، فإذا صيَّرتَه اسماً يَتَحَوَّل عن حال النَّعْت فتدخله الإمالة كما دَخَلَتْ في الحَجّاج والَعجّاج. وحَجٍّ علينا فُلانٌ أي قَدِمَ. والحَجُّ: كثرة القَصْد إلى من يُعَظَّم، قال:
كانت تحُجُّ بنُو سَعْدٍ عِمامتَه ... إذا أَهَلُّوا على أنصابِهم رَجَبا «3»
__________
(1) لم ترد هذه المادة في الأصول المخطوطة بعد مادة (حكك. وأثبتناها من مختصر العين [ورقة 55] .
(2) في التهذيب: وقول (الحباب:) أنا جذيلها ...
(3) لم نهتد إلى البيت ولا إلى قائله.(3/9)
حَجُّوا عِمامتَه: أي عظَّمُوُه. والحِجَّةُ: شَحْمةُ الأُذُن، قال لبيد:
يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا «1»
ويقال: الحجة هيهنا الموسم. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، تقول: حَمَلوا ثم حَجْحَجوا أي نَكَصُوا، قال «2» :
حتّى رَأَى رايتَهم فَحَجْحَجا
والمَحَجَّةُ: قارعة الطريق الواضح. والحُجَّةُ: وَجْهُ الظَّفَر عند الخُصومة. والفِعل حاجَجْتُه فَحَجَجْتُه. واحتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة: حُجَجٌ. والحِجاج المصدر. والحَجاجُ: العظمُ المستدير حولَ العَين، ويقال: بل هو الأَعْلى الذي تحت الحاجب، وقال: «3»
إذا حَجاجا مُقلتَيْها هَجَّجا
والحَجيجُ: ما قد عُولِجَ من الشَجَّة، وهو اختلاط الدَّمِ بالدماغ فيصب عليه السَّمْنُ المَغْلِيُّ حتى يظهَرَ الدمُ فيُؤخَذُ بقُطنةٍ، يقال: حَجَجْتُه أحُجُّه حَجّاً. الجَحْجاحُ: السيِّدُ السَّمْحُ الكريمُ، ويجمع: جَحاجِحة، ويجوز بغير الهاء، قال أمية «4» :
__________
(1) رواية الديوان ص 243:
....... ... ولو لم تكن أعناقهن عواطلا.
وهو كذلك في ص وط في حين أن الرواية في س واللسان: يرضن صعاب الدو......
(2) صاحب الرجز هو (العجاج) . انظر الديوان ص 389. والرواية فيه:
حتى رأى رائيهم فحجحجا
(3) (الحجاج) أيضا. انظر الديوان واللسان.
(4) لا ندري (أأمية بن أبي الصلت) أم أمية آخر؟ ولم نجد البيت في ديوان أمية بن أبي الصلت.(3/10)
ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جَحاجحْ
وأَجَحَّتِ الكلبةُ: أي حَمَلَتْ فهي مُجحٌّ.
باب الحاء مع الشين ح ش، ش ح مستعملان
حش: حَشَشْتُ النارَ بالحَطَب أحُشُّها حَشّاً: أي ضَمَمْتُ ما تَفَرَقَ من الحَطَب إلى النار. والنابِلُ إذا راشَ السَهْمَ فأَلزَقَ القُذَذَ به من نَواحيه يقال: حَشَّ سَهْمَه بالقُذَذِ، قال:
أو كمريخ على شريانة ... حشه الرامي بظهران حشر «1»
والبَعيرُ والفَرَسُ إذا كان مُجْفَرَ الجنْبَيْن يقال: حُشَّ ظهْرُه بجَنْبَيْنِ واسِعَيْن، قال أبو داود في الفرس:
منَ الحاركِ مَحْشُوشٌ ... بجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ «2»
والحُشاشةُ: روحُ القلب. والحُشاشةُ: رَمَقُ بَقيَّة من حياة النفس، قال يصف القردان «3» :
__________
(1) البيت في التهذيب 3/ 392 فيما رواه عن الليث من غير عزو.
(2) البيت في اللسان (حشش) .
(3) البيت (للفرزدق) كما في التهذيب واللسان (حشش) والرواية فيه:
إذا سمعت وطء الركاب تنفست......
أما في ترجمة (نغش) فقد قال: وأنشد (الليث) لبعضهم. في صفة القراد:
إذا سمعت وطء الركاب تنغشت(3/11)
إذا سمعت وطء الركاب تَنَغَشَّتْ ... حُشاشَتُها في غيرِ لحْمٍ ولا دَمِ
والحشيشُ الكَلَأُ، والطّاقَةُ منه حشيشةٌ، والفعل الاحتِشاش. والمَحَشَّةُ: الدُّبُر.
وفي الحديث: مَحاشُّ النساء حرامٌ
ويُرْوَى: مَحاسنٌّ بالسين أيضاً. والحَشُّ والحُشُّ: جماعة النَّخْل، والجميعُ الِحُشّان. ويقالُ لليَدِ الشّلاّءِ: قد حَشَّتْ ويَبِسَتْ. وإذا جاوزَتِ المرأةُ وقتَ الوِلادِ «1» وهي حاملٌ ويَبْقَى الولَدُ في بطنها يقال: قد حَشَّ ولدُها في بَطنها أي يَبِسَ. وأحَشَّتِ المرأةُ فهي مُحِشٌّ. والحَشُّ: المخرَجُ.
شح: يقالُ: زَنْد شَحاحٌ: أي لا يُوري. والشَّحْشَحُ: المواظِب على الشيء الماضي فيه. والشَّحْشَحُ: الرجل الغَيورُ وهو الشَّحشاح، قال «2» :
فيقدمُها شَحْشَحٌ عالمٌ
ويقالُ: شَحْشَحَ البعير في الهَدْر وهو الذي ليس بالخالِص من الهَدْر، قال:
فردَّدَ الهَدْرَ وما إنْ شحشحا «3»
__________
(1) كذا في ص وط، وفي س: الولادة
(2) البيت (لحميد بن ثور) كما في ديوانه ص 48 والرواية فيه:
تقدمها شحشح جائز ... لماء قعير يريد القرى
(3) الرجز في التهذيب 3/ 396 من غير عزو. ونسب في اللسان (شحح) إلى (سلمة بن عبد الله العدوي.)(3/12)
ويقالُ للخطيب الماهِر في خُطْبته الماضي فيها: شَحْشَح. والشُّحُّ: البُخل وهو الحِرْصُ. وهما يَتَشاحّان على الأمر: لا يُريدُ كلُّ واحدٍ منهما أن يفوته. والنَّعْتُ شَحيح وشَحاح والعَدَدُ أشِحَّة. وقد شَحَّ يَشِحٌّ شُحّاً.
باب الحاء مع الضاد ح ض، ض ح مستعملان
حض: حضَّ: الحِضِّيضَى والحِثِّيَثى من الحَضِّ والحَثِّ. وقد حَضَّ يحُضُّ حضّاً. والحُضضُ: دَواء يُتَّخَذُ من أبوال الإبِلِ. والحَضيض: قَرارُ الأرض عند سفح الجبل.
ضح: الضِّحُّ والضَّيْحُ: ضوء الشَّمس إذا استَمْكَنَ من الأرض. والضَّحْضاحُ: الماءُ إلى الكَعْبَيْن، أو إلى أنصاف السُّوقِ. والضَحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ «1» : جَرْيُ السَّراب وتَلَعْلُعُهُ:
باب الحاء مع الصاد ح ص، ص ح مستعملان
حص: الحَصْحَصَةُ: الحركةُ في الشيْء حتى يَسْتَقِرَّ فيه ويَستَمكنَ منه. وتحاص
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: والتضحيح.(3/13)
القَومُ تَحاصّاً: يَعني الاقتِسامَ من الحِصَّة. والحَصْحَصَةُ: بَيان الحق بعد كتمانه. حَصْحَصَ الْحَقُّ، ولا يقال: حُصْحِصَ الحقُّ. والحُصاصُ: سُرعة العَدْو فيِ شِدَّة. ويقال: الحُصاص: الضُّراط. والحُصُّ: الوَرْسُ، وإن جُمِعَ فحُصُوص، يُصْبِغُ به، وهو الزَّعْفَران أيضاً. والحَصُّ: إذهابُكَ الشَّعْر كما تَحُصُّ البَيْضة رأس صاحبها، قال «1» :
قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فما ... أطعَمُ ونَوماً غيرَ تَهْجاعِ
وقال: «2»
بميزان قِسْطٍ لا يَحُصُّ شعيرةً ... له شاهدٌ من نفسه غيرُ فاضِلِ «3»
لا يَحُصُّ: أي لا يَنْقُصُ. ويقالُ: رجلٌ أحَصُّ وامرأةٌ حَصّاء. وقال في السنة الجَرداء الجَدْبة:
عُلُّوا على شارفٍ صَعْبٍ مراكبُها ... حَصّاءَ ليس بها هُلْبٌ ولا وَبرُ «4»
عُلُّوا: حُمِلُوا على ذلك
صح: الصِحَّةُ: ذَهابُ السَّقَم والبَراءة من كل عَيْب ورَيْب. صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً.
(والصَّومُ مَصَحَّةٌ «5» )
ومَصِحَّة، ونَصْب الصادِ أعلى من الكسر. يعني يصح عليه.
__________
(1) في التهذيب 3/ 400: وقال (أبو قيس بن الأسلت.)
(2) في اللسان: وفي شعر (أبي طالب) : البيت....
(3) والمعنى: ذهب الشعر كله.
(4) البيت في اللسان غير منسوب، والرواية فيه:
علوا على سائف صعب مراكبنها
(5) ما بين القوسين من الحديث الشريف كما في التهذيب 3/ 404(3/14)
والصَّحْصَانُ والصَحْصَحُ: ما استوى وجَرِدَ من الأرض، ويجمع صَحاصِح، قال:
وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ كالتُّرْسِ «1»
باب الحاء مع السين ح س، س ح مستعملان
حس: الحَسُّ: القَتْل الذَريعُ. والحَسُّ: إضرارُ البَرْد الأشياءَ، تقول: أصابتْهم حاسَّةٌ من البَرْد، وباتَ فلان بِحَسَّةِ سَوءٍ «2» : أي بحالٍ سيِّئةٍ وشدَّةٍ. والحَسُّ: نَفْضُك التُرابَ عن الدابَّة بالمِحَسَّة وهي الفِرْجَون. ويقالُ: ما سَمِعْتُ له حِسّاً ولا جرِسْاً، فالحِسُّ من الحركة، والجْرسُ من الصَّوْت. والحِسُّ: داءٌ يأخُذُ النُّفَساءَ في رَحِمها. وأَحْسَسْتُ من فُلانٍ أمراً: أي رأيتُ. وعلى الرؤيةِ يُفسَّر (قوله عَزَّ وجل) : فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ
«3» أي رأَى. ويقال: مَحَسَّةُ المرأة: دُبُرُها. ويقالُ: ضُرِبَ فلان فما قالَ حَسٍّ ولا بَسٍّ، ومنهم من لا ينوِّن ويجُرُّ فيقول: حَسِّ، ومنهم من يكسر الحاء «4» . والعرب تقول عند لَذْعِة نارٍ أو وَجَع: حَسٍّ حس «5» . والحس: مس
__________
(1) التهذيب 3/ 405 واللسان (صحح) ورواية فيهما:
وصحصحان قذف مخرج
(2) جاء في التهذيب: قلت: والذي حفظناه من العرب وأهل اللغة بات بحيبة سوء، وبكينة سوء، وببيئة سوء. ولم أسمع بحسة سوء لغير الليث والله أعلم.
(3) سورة آل عمران 52
(4) وزاد في اللسان: والباء.
(5) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب 3/ 407 في اللسان: حس بس.(3/15)
الحُمَّى أوّلَ ما تبدو «1» . والحِسُّ: الحَسيسُ تسمَعُه يمُرُّ بك ولا تَراه، قال:
تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ «2» ... جُنُوحاً إنْ سَمِعْنَ له حسيساً
وتَحَسَّسْتُ خَبَراً: أي سأَلْتُ وطَلَبْتُ.
سح: السَّحْسَحَةُ: عَرْصَة المَحَلَّة وهي السّاحةُ. وسَحَّتِ الشّاهُ تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أي حَنَّتْ. وشاةٌ سمينة ساحٌّ، ولا يقال: ساحَّةٌ. قال الخليل: هذا مما يُحْتَجُّ به، إنّه قولُ العرب فلا نَبْتَدُع شيئاً فيه. وسَحَّ المَطَرُ والدَّمْعُ يَسِحُّ سَحّاً وهو شدَّةُ انصبِابِه. وفَرَسٌ مِسَحٌّ: أي سريع، قال «3» :
مسح إذا ما السابحات على الوَنَى ... أثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ
باب الحاء مع الزاي ح ز، ز ح مستعملان
حز: الحُزُّ: قَطْعٌ في اللَّحْم غيرُ بائن. والفَرْضُ في العظم والعُود غير طائل حز أيضا. يقال: حززته حَزْاً، واحتزَزْتُه احتِزازاً، قال الشاعر: «4»
وعبدُ يَغُوتٍ تَحجِل الطَّيْرُ حولَه ... قد احتَزَّ عرشيه الحسام المذكر
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: تبدأ.
(2) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: يطلن.
(3) للشاعر (امرىء القيس) . انظر معلقته، وانظر اللسان (كدد) .
(4) (لذي الرمة) انظر الديوان 2/ 648، والرواية فيه: وقد حز....(3/16)
فجعل الاحتزاز هيهنا قطع العنق. والحزازة: هبرية في الرَأس «1» ، وتجمَع على حَزازٍ. والحزازةُ أيضاً: وَجَعٌ في القَلْب من غَيْظٍ ونحوه. والحَزّاز يُقال في القَلْب أيضاً، قال الشمّاخ:
فلما شراها فاضت العين عبرة ... وفي الصدر حزاز من اللَّومِ حامِزُ «2»
وقال «3» :
وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَن الثَّرَى ... وتَبْقَى حَزازاتُ النُفوس كما هِيا
وتقول: أعطيتُه حُزّةً من لَحْمٍ «4» . والحَزّاز من الرجال: الشَّديد على «5» السَّوْق والقِتال، قال:
فهي تفادى من حزاز ذي حَزِقْ «6»
وفي الحديث: أخَذَ بحُزَّته
يقال: أخَذَ بعُنقه، وهو من السَّراويل حُزَّة وحُجْزَة، والعُنُق عندي تشبيه به. وحَزّاز «7» القلوب: ما حَزَّ وحكَّ في قلبه. والحَزيزُ: مَوضِعٌ من الأرض كَثُرتْ حِجارتُه وغَلُظَتْ كأنَّها سكاكينُ، ويجمعُ على حُزّاِن وثلاثة أحِزَّة «8» . وإذا أصاب المرفقُ طَرَفَ كِرْكِرةِ البَعيرِ فقَطَعَه قيل به حاز.
__________
(1) وزاد في التهذيب: كأنها نخالة.
(2) ديوانه/ 190 وروايته فيه:
............... ........... ... وفي الصدر حزاز من الوجد حامز
(3) اللسان (حزز) ، وقد نسب فيه إلى (زفر بن الحرث الكلابي) .
(4) وفي اللسان: وأعطيته حذية من لحم وحزة من لحم.
(5) كذا في ص وس، وفي ط: من.
(6) الرجز في التهذيب 3/ 414 غير منسوب.
(7) كذا في س في ص وط: حواز. وفي اللسان مثل ما أثبتناه.
(8) في المحكم: والجمع أحزة وحزان بضم الحاء أو كسرها مع تشديد الزاي.(3/17)
زح: الزح: جذب الشَّيءِ في العَجَلة. زَحَّه يزُحُّه زَحّاً. والزَّحْزَحة: التَنْحِيةُ عن الشيء [يقال] زَحْزَحْتُه فتَزَحْزَحَ.
باب الحاء مع الطاء ح ط، ط ح مستعملان
حط: الحَطُّ: وَضْعُ الأحمال عن الدَّوابِّ. والحَطُّ: الحَدْرُ من العُلوِّ. وحَطَّتِ النَجيبةُ وانحَطَّتْ في سيرها من السرعة، قال النابغة يمدح النُّعمانَ:
فما وخدت بمثلك ذات غرب ... حطوط في الزمام ولا لَجُونُ «1»
وقال: «2»
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقِبلٍ مُدْبرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ من عَلِ
وحَطَّ عنه ذُنُوبَه، قال:
واحْطُطْ إلهي بفَضْلٍ منك أوزاري «3»
والحَطاطةُ: بَثُرٌة تخرُج في الوجه صغيرة تُقَبِّح «4» اللَّوْنَ ولا تُقَرِّح، قال: «5»
ووجهٍ قد جَلَوتِ أُقَيْم صافٍ ... كقَرْن الشمس ليس بذي حطاط
__________
(1) البيت في الديوان ص 265.
(2) الشاعر هو (امرؤ القيس) ، والبيت في مطولته.
(3) لم نهتد إلى البيت ولا إلى قائله.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب واللسان: تقيح.
(5) (هو المتنخل الهذلي) كما في اللسان، والرواية فيه:
ووجه قد رأيت أميم صاف
وفي ديوان الهذليين 2/ 23:
ووجه قد طرقت أميم صاف(3/18)
وبَلَغَنا أنَّ بني إسرائيلَ حيثُ قيل لهم: وَقُولُوا حِطَّةٌ «1» * إنّما قيل لهم ذلك حتّى يَسْتَحِطُّوا بها أوزارهم فتُحَطَّ عنهم. ويقالُ للجارية الصغيرة: يا حَطاطةُ. وجاريةٌ مَحْطُوطُة المَتْنَيْن أي ممدُودةٌ حَسَنة، قال النابغة:
محطُوطةُ المَتْنَينِ غيرُ مُفاضةٍ «2»
طح: الطَحَّ: أنْ يَضَعَ الرجلُ عَقِبَه على شيءٍ ثمَّ يَسْحَجُه بها. والمِطَحّةُ من الشّاةِ مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحتَ الظِلّفْ في مَوْضِع المِطَحَّة عُظَيم كالفَلْكة. والطَّحْطَحَةُ: تفريق الشيء هَلاكاً، وقال في خالد بن عبد الله القَسْريّ:
فيُمْسي نابذاً سُلْطان قَسْرٍ ... كضَوء الشمس طَحْطَحَه الغُرُوبُ «3»
باب الحاء مع الدال حد، د ح مستعملان
حد: فَصلُ ما بينَ كُلِّ شيئين حَدٌّ بينهما. ومُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ حدُّه. وحَدَّ السيفُ واحتَدَّ. وهو جَلْدٌ حَديدٌ. وأحدَدْتُه. واستَحَدَّ الرجلُ واحتَدَّ حِدَّةً [فهو] «4» حديد. وحُدُودُ الله: هي الأشياء التي بيَّنَها وأَمَر أنْ لا يُتَعَدَّى فيها. والحَدُّ: حَدُّ القاذِف ونحوِه مما يُقامُ عليه من الجَزاء بما أتاه. والحديد معروف، وصاحبه
__________
(1) سورة البقرة 58، سورة الأعراف 161
(2) وعجز البيت:
زيا الروادف بضة المتجرد ... وهي من داليته المشهورة.
(3) اللسان (طحح) غير منسوب أيضا.
(4) الزيادة من اللسان (حدد) .(3/19)
الحَدّاد. ورجل محدُود: مُحارِف في جدّه. وحَدُّ كلِّ شيءٍ: طَرَف شَباتِه كحَدِّ السِّنان والسَّيف ونحوِه. والحُدُّ: الرجلُ المَحدُودُ عن الخير. والحَدُّ: بأْسُ الرجل ونَفاذه في نجدته، قال العجاج:
أُمْ كيفَ حَدَّ مُضَرَ القَطيمُ «1»
وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوجها فهي مُحِدٌّ «2» وحَدَّتْ بغير الألف أيضاً، وهو التَسليبُ بعد مَوته. وحادَدْتُه: عاصيته، مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ
، أي يُعاصيه. وما عن هذا الأمرِ حَدَدٌ: أي مَعْدِل «3» ولا مُحْتَدٌّ، مثله، قال الكُميت:
حَدَداً أن يكونَ سَيْبُكَ فينا ... رَزِماً أو مُجَبَّناً ممصوراً «4»
وحَدّان: حيٌّ من اليَمَن. والحَدُّ: الصَرْف عن الشيء من الخَير والشَرّ. وتقول للرامِي: اللهُم احدُدْه، أي لا تُوفِقّهْ للإصابة. وحَدَدْته عن كذا: مَنَعتُه والاستِحْداءُ: حَلْقُ الشيء بالحديد، وحَدُّ الشَّراب: صَلابتُه، قال الأعشى «5» :
وكأسٍ كعَيْنِ الديكِ باكَرْتُ حَدَّها ... بفِتْيانِ صِدق والنواقيس تضرب
__________
(1) الديوان ص 63 عن التهذيب. ورواية اللسان:
أم كيف حد مطر الفطيم.
(2) كذا في التهذيب وكتب اللغة الأخرى، وفي الأصول المخطوطة: محدة.
(3) في التهذيب: معزل.
(4) كذا في اللسان (حدد) ، وروايته في التهذيب:
............... ........... ... وتحا أو محينا محصورا
والرواية في الأصول المخطوطة: فمصورا.
(5) ديوانه/ 203.(3/20)
دح: الدّحُّ: شِبْهُ الدَسِّ، وهو أن تضع شيئاً على الأرض ثمَّ تَدُقُّه وتَدُسُّه حتّى يَلْزَقَ، قال أبو النجم:
بيتاً خفّياً في الثَّرَى مَدحُوحا
والدَحُّ أن ترميَ بالشيءِ قُدُماً «1» . والدَحْداحُ والدَحْداحة من الرجال والنساء: المستديرُ المُلَمْلَم، قال:
أَغَرَّكِ أنَّني رجلٌ قصيرٌ ... دُحَيْدِحةٌ وأَنَّكِ عَلْطَميسُ «2»
باب الحاء مع التاء ح ت، ت ح مستعملان
حت: الحَتُّ: فركك شيئاً عن ثَوب ونحوه، قال الشاعر:
تحتُّ بقَرْنَيْها بَريرَ أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغُصن طالها «3»
وحُتاتُ كُلِّ شَيءٍ: ما تَحاتَّ منه. والحَتُّ لا يبلُغُ النَحْتَ.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: احْتُتْهُم يا سَعْدُ فِداكَ أبي وأُمِّي
يعني اردُدْهُم. والفَرَسُ الكريم العَتيقُ: الحَتُّ.
تح: وتَحْتَ: نقيضُ فَوْق. والتُحُوتُ: الذين كانوا تحتَ أقدام الناس لا يُشْعَرُ بهم.
وفي حديثٍ: لا تَقومُ الساعةُ حتى يظهَرَ التُحُوتُ «4»
__________
(1) الرجز في التهذيب فيما رواه الأزهري عن الليث، وهو منسوب (لأبي النجم) ، وزاد في اللسان: في وصف قترة الصائد.
(2) البيت في التهذيب واللسان من غير عزو.
(3) البيت في التهذيب 3/ 423 وهو مما أنشده (الليث) .
(4) التهذيب 3/ 424، وتتمته فيه:
ويهلك الوعول.(3/21)
باب الحاء مع الظاء ح ظ مستعمل فقط ظ ح
حظ: والحظ: النَّصيبُ من الفَضْل والخير، والجميع: الحُظُوظ. وفلان حَظيظ، ولم نَسْمَعْ فيه فِعلاً. وناس من أهل حِمْص يقولون: حَنْظ، فإذا جَمَعوا رَجَعوا إلى الحُظُوظ، وتلك النُونُ عندهم غُنَّةٌ ليست بأصلية «1» . وإنّما يَجري على ألْسنتهم في المُشَدَّد نحو الرُزّ يقولون: رُنْز، ونحو أُتْرُجَّة يقولون أتْرُنْجة، ونحو اجّار يقولون انّجار فإذا جَمَعوا تركوا الغُنَّة ورجعوا إلى الصِحَّة فقالوا: أجاجير وحُظوظ.
باب الحاء مع الذال ح ذ مستعمل، فقط
حذ: الحَذُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصلُ. والحَذَذُ: مصدر الأَحَذّ من غير فِعل. والأحَذُّ يُسَمَّى به الشيْءُ الذي لا يتعَلّقُ به شَيْءٌ. والقلبُ يُسَمَّى أحَذّ. والدُّنْيا وَلَّتْ حَذّاءَ مُدْبرة: لا يتعلّق بها شيء. والأحذ من عَروض الكامل: ما حُذِفَ من آخِره وَتِدٌ تامُّ وهو مُتَفاعِلُنْ حُذفَ منه عِلُنْ فصار مُتَفا فجُعل فَعِلُن مثل قوله:
وحُرِمتَ «2» منّا صاحباً ومُؤازِراً ... وأَخاً على السَّرّاء والضُرِّ
وقصيدةٌ حَذّاءُ: أي سائرةٌ لا عيبَ فيها. ويقالُ للحمار القصير الذَّنَب: أَحَذّ. ويقال للقَطاة: حَذّاء لقِصَر ذَنَبها مع خِفّتها، قال الشاعر: «3»
__________
(1) قوله: ليست بأصلية قد جاءت في التهذيب: ولكنهم يجعلونها أصلية.
(2) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: جرمت بالجيم الموحدة التحتية.
(3) (للنابغة الذبياني) يصف القطا، كما في التهذيب، وانظر الديوان (ط. دمشق) ص 176 والرواية فيه:
حذاء مدبرة سكاء مقبلة(3/22)
حَذّاءُ مُقبلةً سَكّاءُ مُدبرةً ... للماء في النَّحْر منها نَوْطةٌ عَجَبُ
باب الحاء مع الثاء ح ث، ث ح مستعملان
حث: حثيثٌ فلاناً فهو حثيث مَحْثُوث، وقد احتَثَّ. وامرأة حَثيثةٌ في موضع حاثَّةٍ، وامرأ حثيث في موضع مَحثوثة. والحثِّيِثَى من الحَثّ، قال: اقبَلُوا دِلِّيلَى رَبّكُمُ وحِثّيثاه إيّاكم «1» يعني ما يدُلُّكم ويحثُّكُم. والحَثْحَثَةُ: اضطرابُ البَرْق في السِّحاب وانتخال «2» ، المَطَر والثَلْج. والحَثُوثُ والحُثْحُوث: السَّريعُ. قال زائدة: الحَثْحَثَةُ طَلَب الشيء وحَرَكُته، يقالُ: حَثْحَثَ الأمر ليتحرَّك. وحَثْحِثِ القَومَ: أي سَلْهُم عن الأمور.
ثح: الثَّحْثَحَةُ: صوتٌ فيه بُحَّةٌ عند اللَّهاةِ. قال:
أَبَحُّ مُثَحْثَحٌ صَحِلُ «3» الشَّحيحِ «4»
باب الحاء مع الراء ح ر، ر ح مستعملان
حر: حَرَّ النهار يَحِرُّ حَرّاً. والحَرُورُ: حَرُّ الشمس. وحَرَّتْ كَبِدُه حَرَّةً،
__________
(1) كذا في التهذيب، وفي الأصول المخطوطة: اقبلوا دليلاه ربكم
(2) كذا في اللسان وعنه صحح ما في التهذيب وكذا في ط وص في س: انتحال.
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: صهل.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، وفي اللسان: الثحيج(3/23)
ومصدره: الحَرَرُ، وهو يُبْسُ الكَبِد. والكَبِدُ تَحَرُّ من العَطَش أو الحزن. وو الحريرة: دَقيقٌ يُطبَخُ بلَبَن. والحَرُّةُ: أرض ذاتُ حِجارة سُودٍ نَخِرة كأنَّما أُحرِقَتْ بالنار، وجمعه حِرار وإحَرِّين وحَرّات، قال:
لا خَمْسَ إلا جَندَلُ الإِحَرِّينْ ... والخَمْسُ قد جَشَّمَكَ الأَمَرِّينْ»
والحرّان: العطشان، وامرأةٌ حَرَّى. والحُرَّ: ولد الحيّة اللطيف في شعر الطِرِمّاح:
كانطِواءِ الحُرّ بينَ السِّلام «2»
والحُرُّ: نَقيضُ العَبد، حُرٌّ بين الحُرُوريَّة والحُرّية والحرار «3» . والحرارة: سحابة حُرَّة من كثرة المطر. والمُحَرَّرُ في بني إسرائيل: النذيرة. كانوا يجعلون الولد نذيرةً لخدمة الكنيسة ما عاشَ لا يَسَعُه تركه في دينهم. والحر: فعل حَسَن في قول طَرَفة:
لا يكنْ حبُّكَ داءً قاتلاً ... ليس هذا منك ماويَّ بحُرّ «4»
والحُرِّيَةُ من الناس: خِيارُهم. والحُرُّ من كل شيءٍ اعتَقُه. وحُرَّة الوَجْه: ما بداً من الوَجْنة. والحُرُّ: فَرْخَ الحَمام، قال حُمَيد [بن ثور] :
وما هاجَ هذا الشَّوقَ إلاّ حَمامَةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَرَنَّما «5»
وحُرَّة النِفْرَى: موضِع مَجال القُرْط. والحُرُّ والحُرَّة: الرَمْلُ والرَمْلةُ الطَيِّبة، قال:
__________
(1) في أرجوزة نسبت في اللسان إلى (زيد بن عتاهية التميمي) يخاطب ابنته بعد أن رجع إلى الكوفة من صفين.
(2) ديوانه/ 426 وصدر البيت فيه:
منطو في مستوي رجبة
(3) زاد في اللسان: الحرورية.
(4) البيت في ديوان طرفة ص 64.
(5) الرواية في الديوان ص 24: ترحة وترنما في مكان في حمام ترنما.(3/24)
واقَبلَ كالشِّعْرَى وُضُوحاً ونُزْهةً ... يُواعِسُ من حُرِّ الصَّريمة معظما
يصف الثَور. وقول العجاج:
في خشاوى حُرَّةِ التَحريرِ
أي حُرَّة الحِرار «1» ، أي هي حُرّة. وتحرير الكتاب: إقامةُ حُروفه وإصلاحُ السَّقَط. وحَرْوراء «2» : مَوضعٌ، كان أوّل مجتمع الحُرُوريّة بها وتحكيمهم منها. وطائرٌ يُسمَّى ساق حر. والحُرّ في قول طَرَفة وَلَد الظَبْي حيثُ يقول «3» :
بين أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ... مُخرِفٌ يَحْنُو لرَخْص الظِّلْف حُرّ
وحَرّان: مَوْضع. وسَحابة حُرَّةٌ تَصفِها بكثرة المطر. ويقال للَّيْلة التي تُزَفُّ فيها العَروس إلى زَوْجها فلا يقدِرُ على افتِضاضها ليلةٌ حُرَّةٌ، فإذا افتَضَّها فهي ليلةٌ شَيْباء، قال «4» :
شُمْسٌ مَوانِعُ كلَّ ليلةِ حُرَّةٍ
رح: الرَّحَحُ: انبساط الحافِر وعِرَضُ القَدَم، وكلُّ شيءٍ كذلك فهو أرَحُّ، قال الأعشى:
فلو أنَّ عِزَّ الناسِ في رأسِ صَخرةٍ ... ململمة تعيي الأرح المخدما «5»
يعني الوَعِل يصفه بانبساط أظلافه. ويستَعمل أيضاً في الخُفَّيْن وتَرَحْرَحَتِ الفَرَسُ إذا فَحَّجَتْ قَوائِمَها لَتُبوَل. رَحْرَحان: موضع.
__________
(1) في التهذيب واللسان: يعني حرة الذفرى.
(2) كذا في المصادر والأصول التاريخية، وفي الأصول المخطوطة: حرور
(3) هو (طرفة بن العبد) كما ديوانه/ 49.
(4) (النابغة الذبياني) ديوانه/ 103 وعجز البيت فيه:
يخلفن ظن الفاحش المغيار
(5) كذا في اللسان والتهذيب في الأصول المخطوطة: المخذما(3/25)
باب الحاء مع اللام ح ل، ل ح مستعملان
حل: المَحَلُّ: نَقيضُ المُرْتَحَل، قالَ الأعشى:
إنَّ مَحلاًّ وإنَّ مُرْتَحَلا ... وإنّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلاً «1»
قُلتُ للخليل: أَلَيسَ تزعمُ أنَّ العَرَبَ العاربةَ لا تقول: إنّ رجلاً في الدار، لا تَبدأ بالنكرة ولكنّها تقول: إن في الدارِ رجلاً، قال: ليس هذا على قياس ما تقول، هذا من حكاية سَمِعَها رجلٌ من رجل: إن محلاًّ وإن مُرْتَحَلاً. ويصف بعد ذلك حيث يقول:
هل تذكُر العَهْدَ في تنمُّصَ إذ ... تضربُ لي قاعداً بها مَثَلاً
والمَحَلُّ الآخرة، والمُرْتَحَلُ: الدنيا، وقال بعضهم: أرادَ أنّ فيه محلاًّ وأن فيه مُرْتَحَلاً فأضمَرَ الصِفة. والمَحَلُّ مصدرٌ كالحُلُول. والحِلُّ والحلال والحلول والحلل: جماعة الحالّ النازل، قال رؤبة:
وقد أَرَى بالجَوِّ حَيّاً حِلَلاً ... حِلّاً «2» حِلالاً يَرْتَعون القُنْبُلا
والمحلّةُ: مَنْزِل القَوم. وأرضٌ مِحلال: إذا أَكَثْرَ القَومُ الحُلول بها. والحِلَةُ: قَومٌ نُزولٌ، قال الأعشى:
لقد كان في شَيْبان لو كنت عالماً ... قِبابٌ وحتى حلة وقبائل
__________
(1) انظر الصبح المنير ص 155
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: حي، وكذلك في اللسان.(3/26)
وتقول: حَلَلْتُ العُقْدةَ أحُلُّها حلاً إذا فَتَحْتَها فانحَلَّت. ومن قَرَأَ: يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي
«1» [ف] معناه ينزِلُ. ومن قَرَأَ: يحلُلْ يُفْسَّر: يحبُ من حَلَّ عليه الحقُّ يحُلّ محلاً. وكانت العَرَبُ في الجاهلية الجهلاء إذا نَظَرت إلى الهِلال قالت: لا مرحباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّبِ الأَجَل. والمُحِلُّ: الذي يَحِلُّ لنا قَتلُه «2» ، والمُحرِمُ الذي يَحرمُ علينا قتلُه، وقال: «3»
وكم بالقنان من مُحِلٍّ ومُحرِمِ
ويقال: المُحِلُّ الذي ليس له عهدٌ ولا حُرمة، والمُحرِمُ: الذي له حُرْمة. والتَحليل والتَحِلَّةُ من اليمين. حللت اليمين تحليلا وتحلة، وضربته ضربا تحليلا يعني شبه التعزير غيرَ مُبالَغٍ فيه، اشتُقَّ من تحليل اليمين ثمَّ أُجرِي في سائر الكلام حتّى يقال في وصف الإبِلِ إذا بَرَكَت:
نَجائِبٌ وقْعُها في الأرض تحليل «4»
أي: هَيِّنٌ. والحَليلُ والحَليلةُ: الزَّوْجُ والمرأةُ لأنَّهما يحلاَن في موضع واحد، والجميع حلائل. وحَلْحَلْتُ بالإبِلِ إذا قلت: حلْ بالتخفيف، وهو زَجْرٌ، قال:
قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَرْحَلُ «5» ... أخرى وإنْ صاحُوا بها وحَلْحَلوا
__________
(1) سورة طه 81
(2) في اللسان: قتاله.
(3) هو (زهير بن أبي سلمى) من مطولته المعروفة ديوانه/ 11 وصدر البيت:
جعلن القنان عن يمين وحزنه.
(4) قائل البيت (كعب بن زهير) ديوانه/ 13 وصدره:
تخدي على يسرات وهي لاحقة
والرواية فيه:
ذوابل وقعهن الأرض تحليل
(5) اللسان (حلل) غير منسوب أيضا. والرواية في: (تزحل) بالزاي.(3/27)
وحَلْحَلْتُ القَوْمَ: أزَلْتُهم عن موضعهم. ويقالُ: الحُلَّةُ إزارٌ ورِداءُ بُردٌ أو غيرُه. ولا يقال لها حُلّة حتّى تكون ثَوْبَيْن. وفي الحديث تصديقُه وهو ثَوبٌ يمانيٌّ. ويقولون للماء والشيء اليسيرُ مُحَلَّل، كقوله: «1»
نَميرُ الماءِ غيرَ مَحَلَّلِ
أي غير يسير. ويحتمل هذا المعنى أن تقول: غَذاها غِذاءً ليس بمحلل، أي ليس بيسير ولكن بمبالغةٍ. ويقال: غير محلل أي غير مَنزُول عليه فيكْدُرُ ويَفسُدُ. قال الضرير: غير محلل أي ليس بقَدْر تَحِلَّةِ اليمين ولكن فوق ذلك رِياءً. وحَلَّتِ العُقوبة عليه تَحِلُّ: وَجَبَت. والحِلُّ: الحلال نفسه، لا هن حِلٌّ. وشاة مُحِلّ: قد أحَلَّتْ إذا نَزَلَ اللَّبَنُ في ضرَعْها من غير نِتاج ولا وِلاد. وغَنَمٌ مَحالٌّ. والإِحليلُ: مَخْرَجُ البَوْلِ من الذَّكَر ومَخَرجُ اللَّبَنِ من الضَّرْع. والحِلُّ: الرجل الحلال الذي خرج من إصراحه، والفعل أحَلّ إحلالاً. والحِلُّ: ما جاوَرَ الحَرَم. والحُلاَنُ «2» : الجَدْي ويُجمَع حَلالين، ويقال هذا للذّي يُشَقُّ عنه بطْن أُمَّه، قال عمرو بن أحمر:
تُهْدَى إليه ذراع الجفر تَكرِمةًُ ... إمّا ذبيحاً وإما كان حُلاّنا
ويُرْوَى: ذراع البَكْر والجَدْي. والحُلاحِلُ: السيّد الشجاع. والمَحَلُّ: مبلَغ المُسافر حيث يريد. والمَحِلّ: الموضِع الذي يَحِلّ نحرهُ يومَ النَّحر بعد رَمْي جِمار العَقَبة.
__________
(1) هو (امرؤ القيس) في معلقته، والشاهد شيء من عجز بيت هو قوله يصف جارية:
كبكر المُقاناةِ البياض بصفرةٍ ... غذاها نمير الماء غير محلل
انظر اللسان (حلل) .
(2) في التهذيب 3/ 439: حلام وحلان: ولد المعزى، وقد أيده بقول (ابن أحمر) المثبت في هذه المادة.(3/28)
وفي الحديث: أحِلَّ بمن أحَلَّ بك «1» .
يقول: من تَرَكَ الإحِرام وأحلَّ بك فقاتَلَكَ فاحللْ أنتَ به فقاتِلْهُ.
لح: الإلحاحُ: الإلحاف في المسألة، ألَحَّ يُلِحُّ فهو مُلِحُّ. وأَلَحَّ المَطَرُ بالمكان: أي دام به. والإلحاحُ: الإقبالُ على الشيء لا يفتر عنه. وتقول: هو ابنُ عَمٍّ لّحٍ في النكرة، وابنُ عمّي لَحّاً في المعرفة، وكذلك المؤنَّث والأثنان والجماعة بمنزلة الواحد.
باب الحاء والنون ح ن، ن ح مستعملان
حن: الحِنُّ: حَيٌّ من الجِنِّ، [يقال: منهم الكلابُ السّود] «2» البهم [يقال:] كلب حِنِّيٌّ. والحَنانُ: الرحمةُ، والفعل: التَحُنُّن. والله الحَنّانُ المنّان الرَّحيم بعباده. وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا
«3» . أي رحمةً من عندنا. وحَنانَيْكَ يا فلانُ افعَلْ كذا ولا تفعَلْ كذا تُذَكِّرُه الرحمةَ والبِرِّ. ويقال: كانت أمُّ مَرْيَمَ تُسَمَّى حَنّة. والاستِحنان: الاستِطراب. وعُودٌ حَنّان: مُطرِّبٌ يَحِنُّ. وحَنينُ الناقة: صوتها إذا اشتاقَتْ، ونِزاعُها إلى ولدها من غير صَوتٍ، قال رؤبة:
حَنَّتْ قَلُوصي أمسِ بالأُرْدُنّ ... حنيِّ فما ظُلِّمتِ أنْ تَحِنِّي «4»
والحُنّة: خِرْقةٌ تلبسها المرأةُ فتُغَطّي بها رأسَها.
نح: النّحْنَحُة: أسهَلُ من السُّعال. وهو علة البخيل، قال:
__________
(1) الحديث في اللسان كما في النهاية:
من حل بك فأحلل به.
(2) ما بين المعقوفتين من التهذيب 3/ 445 عن العين.
(3) سورة مريم 13)
(4) والرجز في التهذيب 3/ 446(3/29)
والتَغْلِبيُّ إذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ استَه وتَمَثَّلَ الأَمثالا
وقال:
يكادُ من نَحْنَحةٍ وأح ... يحكي سعال الشرق الأَبَحِّ «1»
باب الحاء والفاء ح ف، ف ح مستعملان
حف: حَفّ الشَّعْرُ يَحِفُّ حُفُوفاً: إذا يَبِسَ. واحْتَفَّتْ المرأةُ: أمَرَتْ من تَحُفُّ شَعر وَجْهها بخَيْطَيْن. والحُفُوفُ: اليُبُوسةُ من غير دَسَم، قال رؤبة:
قالتْ سُلَيمَى أنْ رَأَتْ حُفُوفي مَعَ اضطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ «2»
وحَفَّتِ المرأةُ وَجْهَها تَحُفُّه حَفّاً وحُفُوفاً. وسَويقٌ حافٌّ: غير مَلْتُوتٍ. والحَفيفُ: صوتُ الشيء تُحسُّه كالرَمْية أو طَيَران طائر أو غيره، حف يحف حفيفا. وحِفّان الإِبِل: صِغارُها. والحِفّان: الخَدَمُ. والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يحِفُّ بثَوْب تركبُه المرأةُ. وحِفافا كلِّ شيءٍ: جانِباه. وحَفُّ الحائكِ: خَشَبَتُه العريضة [يُنَسِّقُ] «3» بها اللُّحمة بينَ السَدَى. وحَفَّ القَومُ بسيِّدهم: أي أطافوا به وعَكَفُوا، ومنه قَولُه: حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ «4» . والحَفُّ: نَتْفُ الشَّعْر بخيط ونحوه.
__________
(1) استشهد بهذا الرجز في مادة قحح.
(2) في ديوان رؤبة ص 101:
قالت سليمى إذ رأت حفوفي.....
(3) من التهذيب 4/ 4 عن العين. في الأصول: ينسج
(4) الآية: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ. سورة الزمر 75(3/30)
فح: فَحيح الحَيَّة شبيهٌ بالنَّفْخ في نَضْنَضة، أي بضَرْب أسنانِها. [وقيل] : فَحيح الأفْعَى دَلْكُ بعض جِلْدها ببعض، وهي خَشْناءُ الجلْد. والفَحْفاحُ: الأَبَحِّ من الرجال.
باب الحاء مع الباء ح ب، ب ح مستعملان
حب: أحبَبْته نَقيضُ أبغضته. والحِبُّ والحِبّةُ بمنزلة الحبيب والحبيبة. والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخمةُ ويُجمَعُ على: حِبَبة وحِباب، وقالوا: الحِبَّةُ إذا كانت حُبوبٌ مختلفةٌ من كل شيء [شيءٌ] .
وفي الحديث: كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميل السَّيْل.
ويقال لِحَبِّ الرَّياحينِ حِبّة، وللواحدة حَبّة. وحَبّة القلب: ثَمَرَتُه، قال الأعشى:
فرَمَيْت غَفلةَ عَينه عن شاته ... فأصَبْتُ حَبّةَ قلبها وطِحالَها «1»
ويقالُ: حبّ إلينا فلان يَحَبُّ حبّاً، قال:
وحَبَّ إلينا أنْ نكونَ المقدَّما «2»
وحَبابُك أن يَكون ذاك «3» ، معناه: غاية مَحبَّتك. والحِبّ: القُرْط من حَبّةٍ واحدة، قال: «4»
تبيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ منه ... مَكانَ الحِبِّ يَستمع السِّرِارا
__________
(1) البيت من قصيدة يمدح بها (الأعشى) قيس بن معديكرب (انظر الديوان ص 27) .
(2) الشاهد في التهذيب 4/ 8 واللسان وصدره:
دعانا فسمانا الشعار مقدما
(3) كذا في اللسان، وفي الأصول المخطوطة: وحبابك أن تكون ذاك
(4) هو (الراعي النميري) كما في اللسان (حبب) .(3/31)
وحبَابُ الماء: فقاقيعُه الطافيةِ كالقَوارير، ويقال: بل مُعظَم الماء، قال طرفة:
يَشُقُّ حباب الماء حيزومها بها ... كما قسم الترب المفايل باليَدِ
فهذا يدُلُّ على أنه معْظَم الماء، وقال الشاعر:
كأنَّ صَلاَ جَهِيزةَ حينَ تَمشِي «1» ... حَبابُ الماء يَتَّبِعُ الحبَابا
ويُرْوَي: حين قامت. لم يُشبِّه صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقيع وإنَّما شَبَّههَا بالحَباب الذي كأنه درج في حَدَبَة «2» . وحَبَبُ الأسنان: تَنَضُّدُها، قال طرفة:
وإذا تضحك تُبدي حَبَباً ... كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً ذا أُشُرْ
وحَبّان وحِبّان: اسمٌ من الحُبّ. والحَبْحابُ: الصغير: ونار الحُباحِب: ذُبابٌ يطيرُ باللَّيل له شُعاعٌ كالسراج. ويقال: بل نارُ الحُباحِب ما اقتَدَحْتَ من شَرار «3» النار في الهَواء من تصادُم الحِجارة. وحَبْحَبَتُها: اتِقّادُها. وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامة: إنّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأربَعُ التي توضَعُ عليها الجَرَّة ذاتُ العُرْوَتَيْن، والكَرامة: الغِطاء الذي يُوضَع فوقَ الجرَّة من خَشَبٍ كانَ أو من خَزَفٍ. قال الليث: سمعت هاتَيْن بخراسان. حَبَّذا: حرفان حَبَّ وذا، فإذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ بهما، تقول: حَبَّذا زَيْدٌ.
بح: عَوْدٌ أَبَحُّ: إذا كان في صوته غِلَظٌ. والبَحَحُ مصدرُ الأَبَحِّ. والبَحُّ إذا كان من داءٍ فهو البُحاحُ.
__________
(1) في اللسان وأنشد (الليث:)
كأن صلا جهيزة حين قامت
(2) كذا في اللسان في الأصول المخطوطة: حدته
(3) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب، وفي اللسان شرر.(3/32)
والتبحْبُحُ: التَمكُّن في الحُلُول والمُقام، والمرأةُ إذا ضَرَبَها الطَّلْقُ، قال أعرابيّ: تركتُها تُبَحْبحُ على أيدي القَوابل. وقال في البَحَح أي مصدر الأبَحّ:
ولقد بَحِحْتُ من النداء ... لجَمْعِكم هلْ من مُبارز
والبُحْبُوحةُ: وسطُ مَحلّة القَوم، قال جرير:
ينفونَ تغلب عن بُحْبُوحة الدار «1»
باب الحاء مع الميم ح م، م ح مستعملان
حم: حُمَّ الأَمرُ: قُضِيَ. وقدَّرُوا احتَمَمْتُ الأمرَ اهتَمَمْتُ، قال: كأنّه من اهتمام بحَميم وقَريب. والحِمامُ: قَضاءُ المَوْت. والحميم: الماء الحارُّ وتقول: أَحَمَّني الأمرُ. والحامَّةُ: خاصَّةُ الرجل من أهله وولده وذوي قَرابته. والحَمّام: أُخِذَ من الحَميم، تُذكِّرُه العَرَب. والحميم: الماء الحارُّ. وأَحَمَّتِ الأرض: أي صارت ذاتَ حُمَّى كثيرة. وحُمَّ الرجُلُ فهو محموم، وأَحَمَّه الله. والحَمَّةُ: عَيْنٌ فيها ماءٌ حارٌّ يُسْتَشْفَى فيه بالغُسْل. والحَمُّ: ما اصطَهْرتَ إهالتَه من الأَلْيَةِ والشَّحْم، الواحدة: حَمّة، قال:
كأنَّما أصواتُها في المَعْزاء ... صوتُ نَشيش الحَمِّ عند القلاّء «2»
__________
(1) وصدر البيت كما في التهذيب واللسان والديوان:
قومي تميم، هم القوم الذين هم
(2) هذا من اللسان (حمم) وفي الأصول:
كأنما أصواتها في المعزا ... صوتُ نَشيش الحَمِّ عند المقلى(3/33)
والحُمَم: المَنايا، واحدتُها حُمَّة. والحُمَم أيضاً: الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمة. والمَحَمَّةُ: أرضٌ ذاتُ حُمَّى. وجاريةٌ حُمَّةٌ: أي سَوداء كأنها حُمَمة. والأَحَمُّ من كلِّ شيء: الأسَود، والجميع الحُمُّ. والحَمّة: الاسم. والحَمّةُ: ما رَسَبَ في أسفَل النِحْي من سَواد ما احتَرَقَ من السَّمْن، قال:
لا تَحسَبَنْ أنَّ يَدي في غُمَّهْ ... في قعر نحي أستثير حُمَّهْ
وقوله تعالى: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ
«1» هو الدُخان. والحُمام: حُمَّى الإبِلِ والدَوابِّ وتقول: حُمَّ هذا لذاك أي قُضِيَ وقُدِّرَ وقُصِدَ، قال الأعشى:
هو اليَوْمَ حَمٌّ لميعادِها «2»
أي قصد لميعادها، يقول: واعدتها أن لا أحط عنها حتى القى سلامة ذا فائش. وأحمني فاحتممت، قال زُهَير:
[وكنت إذا ما جئت يوماً] لحاجة ... مضت وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَدِ ما تخلو «3»
أي حانت ولَزِمَتْ. والحَميمُ: الذي يَوَدُّكَ وتَوَدُّه. والحَمام: طائر، والعَرَبُ تقول: حَمامةٌ ذَكَر وحَمامةٌ أُنْثَى، والجميع حَمام. والحَميم: العرق. والحَمّاءُ «4» الدُبُر لأنه مُحَمَّم بالشَّعْر، وهو من قولك: حُمَّ الفَرْخُ إذا نَبَتَ ريشهُ. واليَحْمُومُ: من أسماء الفَرَس، على يَفعُول، يَحْتَمِلُ أن يكون بناؤه من الأَحَمّ الأسود ومن الحميم العَرَق. والحِمْحِمُ: نَبات، قال عنترة: تَسَفُّ حَبَّ الحمحم «5»
__________
(1) سورة الواقعة 43
(2) البيت في الديوان ص 73 واللسان وصدره:
تؤم سلامة ذا فائش.
(3) ديوانه/ 97.
(4) كذا في اللسان، وفي الأصول المخطوطة: الحمى.
(5) في التهذيب واللسان (حمحم) : وقد يقال له بالخاء المعجمة واستشهد بعجز بيت (عنترة:)
وسط الديار تسف حب الخمخم(3/34)
ويُروَى بالخاء. واستحَمَّ الفَرَس: إذا عَرِقَ. والرجُلُ يُطَلِّق المرأة فَيُحمِّمُها: أي يُمَتِّعُها تَحميماً، قال:
أنتَ الذي وهبت زيدا بعد ما ... هَمَمْتَ بالعَجُوز أن تُحَممَّا
والحَمْحَمةُ: صَوْتُ الفَرَس دونَ الصوت العالي.
مح: المَحُّ: الثَوبُ البالي. والمَحّاحُ: الذي يَرَى الناسَ بلا فِعلٍ من الرجال. والمُحُّ: صُفرة البَيْض، قال «1» :
كانَتْ قُرَيشٌ بَيْضةً فتَفَلَّقَتْ ... فالمُحُّ خالِصُة لعَبْدِ مَنافِ
وأَمَحَّ الثَوْبُ يُمِحُّ: إذا خَلِقُ، ولو استعمل في أَثَر الدارِ إذا عَفَّتْ كان جائزاً، قال: «2»
ألا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَديدُ ... وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبيدُ
باب الثلاثي الصحيح
باب الحاء والقاف والشين معهما ش ق ح يستعمل فقط
شقح: الشَقْحُ، العَرَبُ تقول: قُبْحاً له وشُقْحاً. وإنَّه لقَبيحٌ شَقيح. ولا يَكاد يُعْزَلُ الشَّقح من القُبْحُ. والشَّقيحُ «3» : تَلوينُ البُسْر إذا اصفَرَّ أو احمَرَّ، قيل: قد
__________
(1) البيت في اللسان (لعبد الله بن الزبعرى) .
(2) لم نهتد إلى القائل.
(3) لا بد أن يكون الصواب: التشقيح لأن الفعل: أشقح وشقح والثاني مضعف، وما أثبتناه فمن الأصول المخطوطة.(3/35)
شقح.
وفي الحديث: «1» لا بأس ببَيْع تَمْر النخل إذا شَقَّحَتْ
، ويقال: أشقَحَتْ أيضاً.
باب الحاء والقاف والسين معهما ق س ح، س ح ق مستعملان فقط
قسح: القَسْحُ: صَلابةُ الانعاظ، إنّه لقُسّاح مَقْسُوحٌ. قال زائدة: القَسْحُ الفَتْل الشَّديد في الحَبْل. قَسَحْتُه قَسْحاً.
سحق: السَّحْق: دونَ الدَّقّ، وفي العَدْوِ دونَ الحُضْر وفوق السَّحْج، قال العجاج:
سَحْقاً من الجِدِّ وسَحْجاً باطِلاً «2»
ويقال للثَّوْب البالي: سَحَقَه البلَى ودَعَكَه اللُّبْس، قال:
وليسَ عليك إلا طيلسان ... نصيبي وإلا سَحْقُ نِيمِ «3»
وقال: «4»
سَحْقُ البِلَى جدَّتَه فانسحقا
وهو يَسْحَقُه سَحْقاً: ويقال: سَحَقَه وسَحَجَه إذا طَرَدَه طردا شديدا،
__________
(1) جاء في اللسان (شقح) :
وفي حديث البيع: نَهَى عن بيع الثَّمرَ حتى يشقح.
(2) في اللسان وملحق (ديوان رؤبة) (أبيات مفردات) ، ص 182
(3) من الشواهد التي تفرد بها كتاب العين والنيم: الغرو.
(4) (رؤبة) ديوانه ص 108 والرواية فيه: فأسحقا.(3/36)
قال:
كانَتْ لنا جارةٌ فأزعَجَها ... قاذورةٌ تَسحَقُ النَّوَى قُدُما
والسَحْقُ: البُعد. ولغة أهل الحجاز: بعدٌ له وسُحْقٌ، يجعلونه اسماً، والنَّصْبُ على الدُعاء عليه، أي أبعَدَه اللهُ وأسحَقَه. وأتانٌ سحوق، وحمار سحوق، وهي طِوال المَسانّ ويجمَع [على] سُحُق، قال:
يُمنّيني النسيبُ قُبَيلَ شَهرٍ ... وقد أعيتْنيَ السُحُقُ الطِوالُ «1»
والعَيْنُ تسحق الدَّمعَ سحقاً، ودَمْعٌ مُنْسحِق، ودُمُوع مَساحيقُ كما تقولُ: مُنْكسِر ومَكاسير، قال الراعي:
ظلى طَرفَ عَيْنَيه مَساحيقُ ذُرَّفُ «2»
والاسِحاقُ: ارتِفاعُ الضَّرْع ولُزُوقُه بالبطنِ، قال لبيد:
حتى إذا يَئِسَتْ وأسْحَقَ «3» حالقٌ ... لم يُبلِه إرضاعُها وفِطامُها
ويُرْوَى: لم َيْبُله أي لم يجربه. ومَكانٌ سَحيقٌ: أي بعيد. والسَّوْحَق: الطويل.
باب الحاء والقاف والزاي معهما ق ح ز، ح ز ق، ق ز ح مستعملات فقط
قحز: القَحْزُ: الوثبان والقلق، قال «4» :
__________
(1) الشاهد مما تفرد به كتاب العين.
(2) كذا في الأصول المخطوطة وأورده صاحب التهذيب عن الليث كذلك ولم نهتد إلى الشاهد في أي من المظان.
(3) كذا في التهذيب 4/ 25 والديوان ص 311 في الأصول المخطوطة: وأخلق.
(4) (رؤبة) ديوانه/ 64.(3/37)
إذا تَنَزَّى قاحزِاتُ القَحْز
يعني به شَدائد الدَّهْرِ، ويقال: قاحِزاتُ القَحْزِ نازياتُ النَّزْو.
حزق: الحَزْقُ: شِدَّة جَذْبِ الرباط والوتَرَ. والرجُلُ المُتَحزِّق: المتشدِّدُ على ما في يَدَيْه ضَنْكاً، وكذلك الحُزُقَّةُ والحُزُقُّ، قال امرؤ القيس:
وأعجبَنَي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالدٍ ... كَمْشيِ أتانٍ حُلِّئَتْ عن مَناهِلِ
ويقال الحَزَق أيضاً وقال في الحزق:
فهي تفادى «1» من حزاز ذي حَزَقْ
والحَزيقةُ: الجماعةُ من حُمْر الوَحْش، قال ذو الرمة: «2»
كأنَّه كلَّما ارفَضَّتْ حَزيقتُها ... بالقاعِ من نَهْشِه أكفالَها كَلِبُ
قزح: القُزَح: ابزار القِدْر. وقِدْرٌ مُقَزَّحة. وقَوْسُ قُزَح: طريقة مُتَقوِّسة تبدوُ في السَّماِء «3» أيامَ الربيع. قال أبو الدُقَيْش: القُزَح الطرائف التي فيها، الواحدة: قُزْحة. وقُزَح: اسم شيطان. والتَقزيح في رأْس شجرةٍ أو نَبْتٍ: إذا انشعب شُعباً مِثْلَ بُرْثُن الكلب. ونُهي عن الصلاة خَلْفَ شجرة مقزَّحةَ، وقول الأعشى:
في مُحيلِ القدَّ من صحب قزح «4»
__________
(1) اللسان (حزق) غير منسوب أيضا، وفيه: تعادى.
(2) ديوانه 1/ 59 وفيه: (بالصلب) في مكان (بالقاع) وفي الأصول المخطوطة: حزيقته.
(3) وزاد في التهذيب عن الليث: غب المطر.
(4) وصدر البيت كما في التهذيب واللسان والديوان:
جالسا في نفر قد يئسوا(3/38)
يعني لقباً له وليس باسم.
باب الحاء والقاف والطاء معهما ق ح ط يستعمل فقط
قحط: القَحْطُ: احتِباسُ المَطَر. قُحِطَ القَوم وأقحَطُوا. وقُحِطَت الأرضُ فهي مَقْحوطة. أو قَحَطَ المَطَر: احتَبَس، قال الأعشى:
وهُمُ يُطْعِمُونَ إنْ قَحَطَ القطر ... وهَبَّتْ بشَمْألٍ وضريب «1»
ورجل قَحْطِيٌّ: أكْولٌ لا يُبقي على شَيءٍ من الطعام من كلام أهل العراق دون أهل البادية، أي كأنَّه نَجَا من القَحْط. قَحْطان: ابن هُودٍ، ويقال: ابن أرفَخشذ بنِ سامِ بن نوُحٍ.
باب الحاء والقاف والدال معهما ق ح د، ح ق د، ق د ح، ح د ق، د ح ق، مستعملات
قحد: القَحَدة: «2» ما بينَ المأْنَتَيْن من شَحْم السَّنام. ناقةٌ مِقحاد: ضَخْمةُ القَحَدة، قال:
المُطْعِمُ القَوْمِ الخِفافِ الأَزوادْ ... من كُلِّ كَوماءَ شَطُوطٍ مقحاد «3»
__________
(1) ديوانه/ 333، وفيه (إذ) في مكان (إن) .
(2) كذا في كتب اللغة عامة، وفي الأصول المخطوطة: القحد
(3) مما نقله الأزهري في التهذيب عن الليث، وذكره صاحب اللسان (قحد) .(3/39)
حقد: الحِقْدُ: الاسمُ، والحَقْدُ: الفِعلُ، حَقَدَ يَحقِدُ حَقْداً، وهو إمساكُ العَداوة في القلب والتَرَبُّصُ بفُرصتها.
قدح: القداح: متخذ الأقداح، وصنَعْتُه القِداحة. والقدّاح: أرْادٌ رَخْصةٌ من الفِسْفِسة، والواحدة قَدّاحة. وأراد بالأَرآد جمعَ رُؤد وهو نَعْمةُ الشَّباب وغَضارتُه وأوَّليَّتُه ورَوْنَقُه. والمِقْدَح: الحديدة التي يُقْدَحُ بها. والقدّاح: الحَجَر الذي تُورَى منه النار، قال رؤبة:
والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مَضبُوَح الفِلَقْ «1»
والقَدْحُ: فِعلُ القادِحِ بالزَّنْد وبالقدّاح ليُوري. والقَدْح: أُكّالٌ يَقَع في الشَّجَر وفي الأسنان. والقادِحةُ: الدُودة التي تأكُلُ الشَجَرَة والسِنَّ، قال اَلطِرِمّاح:
بَريٌء من العَيْبِ والقادِحهْ «2»
وقال جميل:
رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أنيابِها بالقَوادِحِ «3»
القِدْحة: اسم مشتق من الاقتداح بالزَّنْد.
وفي الحديث: لو شاءَ اللهُ لجَعَلَ للنّاس قِدْحة ظُلْمةٍ كما جَعَلَ لهم قِدْحَة نورٍ «4» .
والإنسانُ يقتَدِحُ الأمرَ إذا نَظَرَ فيه ودَبَّر، قال عمرو بن العاص:
يا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدحتَه ... أبدى لعمرُكَ ما في النفس» وردان
__________
(1) والرجز في ديوان رؤبة ص 106
(2) ديوانه/ 83 إلا أن الرواية فيه
قليل المثالب والقادحه
(3) ديوانه/ 53.
(4) الحديث في التهذيب 4/ 31.
(5) كذا في اللسان، وفي ص وط: الناس وفي س: الأمر.(3/40)
والقَديحُ: ما يَبْقَى في أسفل القِدْر فيُعْرَف بجَهْد، قال النابغة:
يَظَلُّ «1» الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها ... كما ابتدَرَتْ كلبٌ مياهَ قراقِر
والمِقْدَحة: المِغرفة. والقِدْح: السَّهْمُ قبل أن يُراش ويُنصَل، وجمعُه قِداح.
حدق: حَدَقَةُ العَيْن في الظاهر هي سواد العَيْن، وفي الباطن خَرَزَتُها، وتَجْمَع [على] حَدَق وحِداق أيضاً، قال أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كأن حداقها سملت ... بشوك فهي عور تدْمَعُ
والحديقةُ: أرضٌ ذاتُ شَجَر مُثْمِر، والجميع: الحَدائق. والحديقة من الرياض: ما أَحدَقَ بها حاجِزٌ أو أرضٌ مُرتفعة، قال عنترة:
فَتَرْكنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِرْهَم «2»
يعني في بَياضه واستدارته. والتَحديقُ: شدَّة النَظَر. وكُلُّ شيء استدار شيء فقد أَحدَقَ به.
دحق: الدَّحْقُ: أن تقصُرَ يَدُ الرجُل وتناولُه عن الشَّيء، تقول: أدحَقَه الله: أي باعَدَه عن كلِّ خيَر. ورجل دَحيق مُدْحَق: مُنَحًّى عن الناس والخير، قال يصف العَيْرَ المغلُوب:
والدحيقَ العاملا «3»
__________
(1) ديوانه/ 173.
(2) وصدر البيت:
جادت عليها كل بكر حرة.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، ولم نجد البيت على صورته في المظان التي رجعت إليها.(3/41)
يَعني الذي قد أُخرجَ عن الحمير. وتقول: [دَحَقَتِ الرَّحِمُ: إذا] «1» رَمَتْ بالماء ولم تقبَلْه، قال النابغة:
لم يُحرمَوا حُسنَ الغذاء وأُمُّهُمْ ... دَحَقَتْ عليك بناتقٍ مِذكارِ
يَعني بامرأةٍ بناتق مِذكارٍ. وقولُه: دَحَقَتْ عليك: فَضَلَتْ عليك بأولادٍ، أي على الذي يُفاخره «2» .
باب الحاء والقاف والذال معهما ح ذ ق مستعمل فقط
حذق: الحِذْقُ والحَذاقةُ: مَهارةٌ في كُلِّ شيءٍ. والحِذَقْ مصدر حَذَقَ وحَذِقَ معاً في عمله فهو حاذق. وحذَقَ القرآنَ حِذقاً وحَذاقاً، والاسم الحَذاقة. وحَذْقُك الشيءَ: مَدُّكَه، تقطَعُه بمِنْجَل ونحوه حتَّى لا يبقى منه شيء. وانْحَذَقَ الشيْءُ: انقَطَعَ، قال:
يكادُ منه نِياطُ القَلْب يَنْحَذِقُ «3»
باب الحاء والقاف والراء معهما ر ق ح، ح ق ر، ق ح ر، ق ر ح، حرق مستعملات
رقح: الرَّقاحيُّ: التاجرُ. وإنَّه ليُرقِّحُ معيشته: أي يصلحها.
__________
(1) سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب 4/ 34 عن العين.
(2) كذا في ص وس، وفي ط: أفاخره
(3) التهذيب 4/ 35، واللسان (حذق) غير منسوب فيهما وغير تام أيضا.(3/42)
حقر: الحَقْرُ في كلّ المعاني: الذِلَّةُ. حَقَرَ يَحْقِرُ حقرا وحقرية. وتَحقيرُ الكلمةِ: تَصغيرُها.
قحر: القَحْر: المُسِنُّ وفيه بقيَّةٌ وجَلَد.
قرح: القَرُحْ: في عَضِّ السِلاح ونحوه مما يَجْرَحُ من الجَسَد. إنه لَقِرحٌ قَريح، وبه قَرْحَةٌ داميةٌ. وقَرِحَ قَلْبُه من الحزن. والقَرْح: جَرَبٌ يأخُذُ الفُصِلانَ لا تكادُ تنجو منه، يقالُ: فَصيل مَقرُوح. والناقةُ تَقْرَح قُروحاً: إذا لم يظُنُّوها حاملاً ولم تُبَشِّره بذَنَبها فيَستَبينُ الحَمْل في بَطْنها. واقَتَرحْتُ الجَمَلَ: رَكِبْتُه قبل أنْ يُرْكَبَ. واقترَحْتُ الشَيء: ابتَدَعْتُه. ويقال للصُبح أقَرْح لأنَّه بياض في سَواد، قال ذو الرمة:
وَسُوجٌ إذا اللَّيْلُ الخُداريُّ شَقَّهُ ... عن الرَكْب مَعرُوفُ السَّماوةِ أقرَحُ «1»
يَعني الصُبْحَ. والقرحَةُ: الغُرَّةُ في وسط الجَبْهةِ، والنَّعْتُ أَقرَح وقَرْحاء. ورَوْضةٌ قَرْحاءُ: في وَسَطها نَوْرٌ أبيض، قال ذو الرمة:
حواء قرحاء أشراطية وكفت ... فيها الذهاب وحفَّتْها البَراعيمُ «2»
وقَرَحَ الفَرَس قُروحاً، وقَرَحَ نابُه فهو قارحٌ، والأُنْثَى قارحٌ أيضاً. والقارحُ: السُِّن التي بها صارَ قارحاً. ويقالُ للرجل والمرأة: قُرحان إذا لم يُصْبهما الجُدَريُّ ونحوه، والجميع قُرْحانُون. والقُرحان: ضرْبٌ من الكَمْأة
__________
(1) ديوانه 2/ 1219.
(2) ديوانه 1/ 399.(3/43)
بيض صغار ذات رءوس، كرءوس الفُطْر، الواحدة بالهاء. وجمع القارح من الفَرَس قُرَّح وقُرْح وقَوارِح، قال: «1»
نحنُ سَبَقْنا الحَلَباتِ الأربَعا ... الرُبعُ والقرح في شوط معا
والقَراح: الماءُ الذي لا يخالِطُه ثُفْل من سَويق وغيره. والقَراح من الأرض: كلُّ قِطعةٍ على حِيالها من مَنابِت [النَّخْلِ] «2» وغير ذلك. والقِرْواح: الأرض المستوية، قال عبيد:
فَمَنْ بعَقْوتِه كَمنْ بنَجْوَتِه «3» ... والمُستَكِنُّ كَمَنْ يَمْشي بِقرْواحِ
حرق: حَريقُ النّابِ: صَريفُه إذا حَرَق أَحَدَهُما بالآخَر. والرجل يَحرِقُ نابَه، قال زهير:
أبى الضَيْم والنُعْمان يَحرقُ نابَه ... عليه وأفضَى والسُيُوفُ مَعاقِلُهُ
أفْضَى: أي صار في فَضاء ولم يَتَحَرَّزْ بشيءٍ. وأَحْرَقَني فُلانٌ: إذا بَرَّحَ بي وآذاني: قال: «4»
أَحْرقَني الناسُ بتكليفهم ... ما لَقِيَ الناسُ من الناسِ
وأحرَقَت النّارُ الشيءَ فاحتَرَق. وحَرَقُ الثَوبِ: ما يُصيبه من دق القصار. والحرقات: سُفُنٌ فيها مرامي نيران يُْرَمي بها العَدُوُّ في البَحْر بالبَصْرة، وهي أيضاً بلغتهم: [مواضع] القلاّئين والفَحّامين «5» .
__________
(1) لم نهتد إلى الراجز،
(2) من التهذيب 4/ 42 عن العين من الأصول المخطوطة: الأرض.
(3) اللسان (قرح) : والرواية فيه:
فمن بنجوته كمن بعقوته ...
أما ديوانه (دار المعارف) 25 وتحقيق (نصار) ص 41 فروايته:
أوصرت ذا بومة في رأس رابية ... أو في قرار من الأرضين قرواح
(4) لم نتبين القائل في المصادر بين أيدينا.
(5) سقطت كلمة مواضع من الأصول وأثبتناها من التهذيب مما نقله من كلام الليث.(3/44)
والحَرُّوق والحُرّاق: ما يُورَى به النار. والمُحارَقةُ: المُباضَعة على الجَنْب. والحُرقة: حَيٌّ من اليَمَن. والحُرَيْقاء: من الأسماء. والحارقةُ: عَصَبةٌ بين وابلةِ الفَخِذ التي تَدُور في صَدَفة الوَرِك والكتَفِ، فإذا انَفْصَلتْ لم تَلْتَئِم أبداً. ويقالُ: إنّما هي عَصَبة بين خُرْبة الوَرِك ورأس الفَخِذ يقالُ عند انفصالها: حُرِقَ الرجُلُ فهو مَحروُق. والحُرْقة: ما يُوجَدُ من رَمَدِ عَيْنٍ أو وَجَع قلبٍ أو طَعْم شيءٍ مُحْرق. والحارقةُ من السبع: اسم له. والحرقة: احترِاقٌ يقَعُ في أصُول الشَّعْر فيَنْحَصُّ. والحُرقتان تَيْم وسَعْدٌ وهما رَهْط الأعشى، قال الأعشى:
عَجِبْتُ لآلِ الحُرقَتْين كأنَّما ... رَأَوْني نَفّياً من إيادٍ وتُرخُمِ «1»
رحق: الرَّحيقُ: من أسماء الخَمْر، قال حسان:
يسقون من وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ ... كأساً تُصَفّقُ بالرَّحيقِ السَّلْسَلِ «2»
باب الحاء والقاف واللام معهما ح ق ل، ق ل ح، ق ح ل، ل ق ح، ل ح ق، ح ل ق مستعملات
حقل: الحَقْلُ: الزَّرْعُ إذا تَشَعَّبَ ورَقَهُ قبلَ أنْ يَغلُظَ. وأَحْقَلَتِ الأرضُ إحقالاً. والحَقيلةُ: ماءُ الرُّطْب في الأمعاء، ورُبَّما صَيَّرَه الشاعر حَقْلاً، قال: «3»
إذا الفُرُوضُ اضطمت الحقائلا
__________
(1) البيت في اللسان والديوان ص 123.
(2) ورواية البيت في اللسان (برص) والديوان (صادر) 180:
............... .......... ... بردى يصفق بالرحيق السلسل
(3) القائل (رؤبة) والرجز في الديوان ص 124 وفي التهذيب 4/ 48، وفي الأصول المخطوطة: (الفروض) بإلغاء، وهو تصحيف.(3/45)
والحِقْلَةُ «1» حُسافة التَّمْر، وهو ما بَقي من نُفاياته. وحَقيل: اسم جَبَلٍِ بالبادية. والحَوْقَل: الشَّيْخ إذا فَتَرَ عن الجِماع، قال:
أصْبَحْتُ قد حَوْقَلْتُ أو دَنَوتُ ... وفي حَواقيلِ الرجالِ الموت «2»
والحَوْقَلةُ: الغُرْمُولُ اللَّيِّن، وهي الدَّوْقَلَة أيضاً. والمُحاقَلُة: بَيْعُ الزرع قبل بدو صلاحه. قال غيره: هو أن يدفع الأرض بالثُلُث والرُبُع أو أقَّلَّ أو أكثر.
قحل: القاحِلُ: اليابِسُ من الجُلود ونحوه. وشَيْخٌ قاحل. قَحَلَ يَقْحَلُ قُحُولاً، قال (رُجُلٌ من أصحاب الجمل) :
ردوا علينا شيخنا ثم بَجَلْ ... عُثْمانَ رُدّوه بأطراف الأَسَلْ
(فأجابه رجل من أصحاب عليٍّ) :
كيفَ نَرُدُّ نَعْثَلاً وقد قَحَلْ «3»
أي ماتَ وذَهَبَ.
قلح: القلح: صُفرةُ الأسنان. رجُلٌ أقْلَحُ وامرأةٌ قَلْحاءُ قَلِحةٌ. ويُسَمَّى الجُعَلُ أقلَحَ لأنَّه لا يُرَى أبداً إلا مُتَلَطِّخاً بعذرة «4» .
__________
(1) وفي اللسان والقاموس: الحقيلة حشافة التمر وما بقي من نفاياته.
(2) (رؤبة) ديوانه (أبيات مفردات) ص 170. والرواية فيه:
وو بعض حيقال الرجال الموت
(3) الرجز في اللسان مع خلاف يسير.
(4) من (س) . في (ص وط) : بقذرة.(3/46)
لقح: اللِّقاحُ: اسم ماءِ الفَحْل. واللقَّاحُ: مصدر لقِحَتِ الناقةُ تَلْقَحُ لَقاحاً، وذلك إذا استبانَ لَقاحُها يَعني حَمْلَها، فهي لاقح، قال أبو النجم:
وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً مَلْقُوحاً ... ضَمَّنَه الأَرحامَ والكُشُوحا
يَعني لَقِحَتْه من الفَحْل أي أخَذَتْه. وأولادُ المَلاقيحِ والمَضامينِ نُهِيَ عن بَيْعها، كانوا يَتَبايعون ما في بطون الأمهات وأصلاب الآباء، فالمَلاقيحُ هُنَّ الأُمَّهات والمَضامينُ هُمُ الآباء، الواحدُ مَلْقُوحٌ ومَضْمُون. واللِّقْحَةُ: الناقةُ الحَلْوب، فإذا جُعِلَ نَعْتاً قيلّ: ناقةٌ لَقُوح، ولا يقال: ناقةٌ لِقْحةٌ. و [يقال] هذه لِقْحةٌ بني فلان. واللِّقاحُ: جمع اللِّقْحة. واللُّقُحُ: جَماعةُ اللِّقُوح. وإذا نُتِجَتِ الإبِلِ فبعضُها وَضَعَ وبعضها لم يَضَع فهي عِشارٌ، فإذا وَضَعْنَ كُلُّهُنَّ فَهُنَّ لِقاح، فإذا أُرسِلَ فيهِنَّ الفَحْلُ بعد ذلك فهُنَّ الشَّوْلُ. واللَّقاحُ: ما تُلْقَحُ به النَّخلة من النَّخلة الفُحّالة. ألقَحُوا نَخْلَهم الِقاحاً ولقَّحوها تَلقيحاً في المبالغة. واستَلْقَحَتِ النخلةُ أَنَى لها أن تُلْقَح. وحيٌّ لَقاحٌ «1» : لم يُملَكوا قطٌّ. والَّواقِح من الرياح: التي تحمل النَّدَى ثمَّ تمُجُّه في السَّحاب وفي كُلِّ شيء، فإذا اجتَمَعَ في السَّحاب صارَ مَطَراً. والمَلْقَح كاللِّقاح وهما مصدَران، قال:
يشهَدُ مِنّا مَلْقَحاً ومَنْتَحا «2»
وحَرْبٌ لاقِح تشبيهاً لها بالأُنْثَى الحامل، قال: «3»
إذا شمَّرَتْ بالناسِ شَهباءُ لاقِحٌ ... عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأظَلَّتِ
أي دَنَتْ، وهَمْزُها: عَضُّها ومَكرُوهُها.
__________
(1) زاد في اللسان: لم يدينوا للملوك.
(2) الرجز في اللسان (لقح)
(3) هو (الأعشى) . ديوانه 259 وفيه:
(وقد) في مكان (إذا) و (شمطاء) في مكان (شهباء ... و (فأضلت) بالضاد، في مكان (وأظلت) بالظاء.(3/47)
لحق: اللَّحَقُ: كُلُّ شيءٍ لَحِقَ شيئاً أو أَلْحقْتُه به، من النَبات ومن حَمْل النَخل، وذلك أن يُرطِب ويتمر «1» ثم يخرُجُ في بَعضِه «2» شيءٌ أخضَرُ قَلَّ ما يَرْطُبُ حتى يُدركَه الشتاء، ويكون نحو ذلك في الكَرْمُ يُسَمَّى لَحَقاً. واللَّحَقُ من الناس: قَومٌ يلحقون بقَومْ بعدَ مُضيِهِّم، قال:
ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها «3»
واللَّحَقُ: الدَّعِيُّ المُوَصَّل بغير أبيه. وناقةٌ مِلْحاقٌ: لا تكاد الإِبِلُ تَفْوتُها «4» في السَّيْر، قال رؤبة:
فهي ضَروحُ الرَّكْضِ مِلحاقُ اللَّحَقْ «5»
ولاحِقٌ: اسمُ فَرَس «6» . وقوله: إن عذابك بالكُفّار مُلْحِقٌ بالكسر. ويقال: إنه من القرآن لم يجدوا عليها إلا شاهداً واحداً فوُضِعَتْ في القُنُوت. وهذه لغة موافقة لقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ «7»
حلق: الحَلْقُ: مَساغُ الطَّعام والشَراب. ومَخرَجُ النَفَس من الحُلْقُوم. ومَوضع المَذْبَح مِن الحَلْق أيضاً، ويُجْمَع على حُلْوق. وحَلَقَ فُلانٌ فُلاناً: ضَرَبَه فأصابَ حلَقْهَ. والحَلْقُ: نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضةٌ يُخلَط بالوَسْمَةِ للخِضاب، الواحدة بالهاء. والحَلْقَةُ من القوم وتُجمَع على حَلَق. ومنهم مَن يثقِّل فيقول حَلَقة لا
__________
(1) كذا في ص، وفي ط وس والتهذيب: تثمر. وفي اللسان: تتمر بالتضعيف.
(2) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب، وفي اللسان: بطنه.
(3) الرجز في اللسان وبعده:
تحت لِواء المَوْتِ أو عقابها.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب: تفوقها.
(5) الديوان ص 107
(6) زاد في اللسان: لمعاوية بن أبي سفيان.
(7) سورة الإسراء 1 واللسان.(3/48)
يبالي. والحلق: الخاتم من فِضَّةِ بلا فَصّ، قال المخبل في رجل أعطاه النعمان خاتَمَه:
وناوَلَ منا الحِلْقَ أبَيضَ ماجداً «1» ... رَديفَ مُلُوكٍ ما تُغِبُّ نوافله
أي لا يبطىء ولا يجيء غِبّاً. والحالِقُ: الجَبَلُ المُنيفُ المُشرف، قال:»
فخَرَّ من وجأته ميتا ... كأنما دهده من حالِقِ
والحالِقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوهِما ما التَوىَ منه وتَعَلَّقَ بالقُضبان، لم يَعرفوه. والمَحالق: من تعريش الكرم. وحلق الضرع ُيَحلُقُ حُلُوقاً فهو حالق: [يريد: ارتفاعه إلى البَطْنِ وانضمامَه] . وفي قول آخر: كَثْرة لَبَنه. وتَحَلَّقَ القَمَرُ: صارت حوله دوارة «3» . والمحلق: موضع حَلْق الرأس بِمنىً، قال:
كَلاّ وربِّ البيتِ والمُحَلَّق «4» .
وحَلَّقَ الطائر تحليقاً: إذا ارتَفَعَ. والحالق: المشْئُوم يَحلِقُ أهله ويقشُرهم. وفي شَتْم المرأة: حَلْقَى عَقْرَى، يريد مشئومة مؤذية. والمُحَلِّق: اسم رجل ذكره الأعشى:
وباتَ على النارِ النَّدَى والمحلق «5»
__________
(1) رواية الصدر في التهذيب واللسان
وأعطي منا الحلق أبيض ماجد
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، والذي في التهذيب عن العين 4/ 64 واللسان (دور) : دارة.
(4) التهذيب 4/ 59، واللسان (حلق) غير منسوب أيضا.
(5) وصدر البيت كما في الديوان واللسان:
تشب لمقرورين يصطليانها(3/49)
باب الحاء والقاف والنون معهما ح ق ن، ن ق ح، ق ن ح، ح ن ق مستعملات
حقن: الحَقين: اللَّبَنُ المَحقُونُ في مِحْقَنٍ. وفي مَثَل: أَبَى الحَقينُ العِذْرة. وأصلُه أنّ أعرابياً أَتَى حَيّاً فسألهم اللَّبَن، فقيل له: ما عندَنا لَبَنٌ، فالتفت إلى سِقاء فيه لبن فقال: يأبَى الحَقينُ العِذْرة، أي يأبَى الحقين أنْ أقبَلَ عُذْرَكم. وحَقَنْتُه: جَمَعْتُه في سِقاء ونحوِه. وحَقَنْتُ دَمَه: إذا انْقَذْتُه من قَتْلٍ أحلَّ به. واحتَقَنَ الدَمُ في جَوْفه: إذا اجتَمَعَ من طعنةٍ جائفة. والحُقنةُ: اسمُ دواءٍ يُحْقَنُ به المريضُ المُحتَقِن. وبَعيرٌ مِحقانٌ يحقُنِ البَوْل، فإذا بالَ أكثَرَ. والحاقِنتان: نُقْرَتا التَرْقُوَتَيْن، والجميع: الحَواقِن
. نقح: النَّقْح: تَشذيبكَ عن العَصَا أُبَنَها. وكلُّ شيءٍ نَحَّيْتَه عن شَيء فقد نَقَحْتَه من أذىً. والمُنَقِّحُ للكلام: الذي يُفَتِّشُه ويُحسِنُ النَظَر فيه، [وقد] نقحت الكلام.
قنح: القَنْح: اتَّخاذُك قُنّاحة تشُدُّ بها عِضادةَ الباب ونحوه، تُسَمِّيه الفُرْس قانه. قال غير الخليل: لا أعرفُ القَنْح إلا في الشُرْب، وهو شُربٌ في أَفاويقَ، ويُرْوَى في الحديث.
وأَشْرَبُ فأَتَقَنَّحُ «1»
وأَتَقَمَّحُ، يُرْوَيان جميعاً.
__________
(1) في (ط) : وانقخ، وهو تصحيف. وجاء في التهذيب 4/ 66 بعد ذكر الحديث: قال ابن جبلة: قال شمر: سمعت أبا عبيد يسأل أبا عبد الله الطوال النحوي عن معنى قوله فأتقنح، فقال أبو عبد الله: أظنها تريد أشرب قليلا. قال شمر: فقلت: ليس التفسير هكذا، ولكن التقنح أن يشرب فوق الري، وهو حرف روي عن أبي زيد، فأعجب ذلك أبا عبيد، قلت: وهو كما قال شمر: وهوالتقنح والترنح.(3/50)
حنق: الحَنَق: شِدُّةُ الاغتِياظ، حَنِقَ حَنَقاً فهو حَنِق. والاِحناق: لُزُوقُ البَطْنِ بالصُلْب، قال: «1»
فأحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها
باب الحاء والقاف والفاء معهما ح ق ف، ق ح ف، ف ق ح مستعملات
حقف: الحِقْفُ: الرَّمْل ويُجْمَع [على] أحقاف وحُقُوف. واحقَوْقَفَ. واحقَوْقَفَ الرَّمْلُ، واحقَوْقَفَ ظَهْرُ البَعير: أي طالَ واعوَجَّ، قال العجاج:
سَماوةَ الهلال حتّى احقَوْقَفا «2»
والأحقافُ في القرآن يقال: جَبَل مُحيطٌ بالدنيا من زبرجدة خَضراء يَلْتَهِبُ يومَ القيامة فيُحشَرُ الناسُ من كُلِّ أفق.
قحف: القِحْفُ: العَظْم فوقَ الدِماغ من الجُمْجُمة، والجميع: القِحْفة والأَقحاف. والقَحْفُ: قَطْعُه وكَسْرُه فهو مَقْحُوف أي مَقْطُوع القِحْف، قال:
يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقْحُوفِ ... صُمِّ الصَدَى كالحَنْظَل المَنْقُوفِ «3»
__________
(1) هو الشاعر (لبيد) ، وتمام البيت:
بطليح أسفار تركن بقية ... منها فأحنق صلبها وسنامها.
(2) والرجز في الديوان ص 496 واللسان (حقف) وقبله:
طي الليالي زلفا فزلفا.
(3) التهذيب 4/ 69 في روايته عن العين، واللسان (قحف) .(3/51)
والقَحْفُ: شدَّةُ الشُرب، وقيل لامرىء القيس: قتل أبوك، وهو على الشَّراب، فقال: اليومَ قِحاف وغداً نِقاف، ومثلْه اليَومَ خَمْرٌ وغداً أمْرٌ. وقُحِف الإنِاءُ: شُرِبَ ما فيه. ومَطَرٌ قاحِف مثل قاعِف: إذا جاءَ مُفاجَأةً فأَقحَفَ كُلَّ شيءٍ. ويقال: سَيْلٌ قُحاف وجُحَاف وقُعاف [بمعنى واحد] «1» .
فقح: فَقَح الجُرْوُ: أي أَبصَرَ وفَتَح عَيْنَيه. والفُقّاح: من العِطْر، وقد يُجعَل في الدواء فيقال: فُقّاح الاذِخْرِ، الواحدة بالهاء وهو من الحَشيش. والفَقْحةُ: الراحة بلغة اليَمَن. والفَقْحة: معروفة وهي الدُبُر بجُمعِها. والتفقح: التفتح بالكلام.
باب الحاء والقاف والباء معهما ج ب ق، ح ق ب، ق ب ح، ق ح ب مستعملات
حبق: الحَبَق: دَواء من أدوية الصَيْدلانيِّ. والحَبْق: ضُراط المِعَز، حبقت تَحبِقُ حَبْقاً.
حقب: الحَقَبُ: حَبْل يُشَدُّ به الرَّحْل إلى بطْن البعير كي لا يَجْتَذبَه التَصدير: وحَقِبَ البعيرُ حَقَباً فهو حَقِب أي تَعَسَّرَ عليه البَوْل. والأحقَب: حِمارُ الوَحْش لبَياض حَقْوَيه، ويقال: بل سُمِّيَ لدِقَّة حَقْوَيه، والأُنثى حَقْباء، قال رؤبة:
كأنَّها حَقْباءُ بلقاء الزلق «2»
__________
(1) من التهذيب 4/ 70 للتوضيح.
(2) اللسان (حقب) ، والديوان ص 104(3/52)
الزَّلَقُ: العَجُزُ وقارةٌ حَقْباءُ: دقيقةٌ مُستطيلةٌ، قال: «1»
تَرَى القارةَ الحَقْباءَ منها كأنَّها ... كُمَيْتٌ يُبارِي رَعْلةَ الخَيل فارِدُ.
ويقال: لا يقالُ ذلك حتّى يَلْتَويَ السَراب بحَقْوَيْها. والحِقابُ: شيءٌ تَتَّخذُه المرأةُ تُعلِّق به مَعاليق الحُلِيِّ تَشُدُّه على وَسَطها، ويجمع [على] حُقُب. واحتَقَبَ واستَحْقَبَ: أي شَدَّ الحقيبة من خلفه، وكذلك ما حمل من شيء من خلفه، قال النابغة:
حَلَق الماذيِّ خَلْفَهُمُ ... شُمُّ العَرانينِ ضَرّابُونَ للهامِ «2»
وقال: «3»
فاليومَ فاشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ ... إثماً من اللهِ ولا واغِلِ
والمُحقِبُ كالمُردِف. والحِقْبة: زمان من الدهر لا وقتَ له. والحُقُبْ: ثَمانونَ سنةً والجميعُ: أحقاب
قحب: القُحابُ: سُعال الشَّيخ والَكلْب. قَحَبَ يَقْحُبُ قُحاباً وقَحْباً. وأخَذَه سُعالٌ قاحِب. والقَحْبَةُ: «4» المرأة بلغة اليمن.
قبح: القُبْح والقَباحة: نَقيضُ الحُسْن، عامٌّ في كلِّ شيء. وقَبَحه الله: نَحّاه عن كلّ خير وقوله تعالى: هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ
«5» أي المُنَحَّيْن عن كل خير.
__________
(1) هو (امرؤ القيس) . انظر الديوان ص 458 واللسان (حقب) . وجاء في اللسان: أن البيت منحول وفي الديوان واللسان والتهذيب:
ترى القنة الحقباء.
(2) الرواية في التهذيب واللسان:
مستحقبي حلق الماذي يقدمهم.
وفي الديوان/ 221:
مستحقبو حلق الماذي فوقهم
(3) هو (امرؤ القيس) ، والبيت في الديوان واللسان (حقب، وغل) وروايته في اللسان: فاليوم أسقي....
(4) في التهذيب 4/ 74 عن العين: وأهل اليمن يسمون المرأة المسنة: قحبة.
(5) سورة القصص 42(3/53)
قال زائدة: المقْبُوحُ الممقُوت. والقَبيح: طَرَفُ عَظْم المِرْفَق ويُجْمَع: قبائح، قال: «1»
حَيثُ تحُكّ الإبرةُ القَبيحا «2»
باب الحاء والقاف والميم معهما ق ح م، ق م ح، ح م ق، م ح ق مستعملات
قحم: قَحَمَ الرجُلُ يَقْحَم قُحوماً في الشِعْر، ويقال في الكلام العام: اقتَحَمَ وهو رَمْيُه بنفسَه في نَهْر أو وَهْدةٍ أو في أمْرٍ من غير رَوِيّة «3» . ويقال: قَحَمَ قُحُوماً: إذا كَبِرَ. قال زائدة: قَحَمَ وأقحَمَ تجاوَزَ، واقتَحَم هو. والقَحْم: الشّيْخ الخَرِف، والقَحْمةُ: الشَّيْخةُ، قال الراجز:
إنّي وإنْ قالوا كبير قَحْمُ ... عندي حُداءٌ «4» زَجَلٌ ونَهْمُ
والقُحْمةُ: الأمْرُ العظيم. لا يَركَبُها كل أحَد، والجمعُ: قُحَم. وقُحَم الطريق: ما صَعُبَ، قال:
يَرَكَبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ «5»
وبعيرٌ مِقحام: يقتَحِم الشَّوْلَ من غير إِرسالٍ فيها. والمُقْحَمُ: البعير الذي
__________
(1) هو (أبو النجم) الراجز. اللسان (قبح) .
(2) في التهذيب:
حيث تلاقي الإبرةُ القَبيحا.
(3) في التهذيب 4/ 77 نقلا عن الليث: من غير دربة.
(4) كذا في ط، وفي س: حمار
(5) لم نهتد إلى الرجز ومصدره وقائله.(3/54)
يُربع ويُثنى في سنة واحدة فَتقتَحِمُ سِنُّ. وبعير مُقْحَم: يُقْحَم في مَفازة من غير مُسيمٍ ولا سائقٍ، قال ذو الرمة:
أو مُقحَمٌ أَضعَفَ الإِبطانَ حادِجُه ... بالأَمسِ فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ «1»
شبَّهَ به جَناحَي الظليم. وأعرابيُّ مُقْحَم: أي نَشَأ في المَفازة لم يخرُجْ منها. والتقحيم: رَمْي الفَرَس فارسَه على وجهه.
وفي الحديث: إنّ للخُصومة قُحَماً «2»
أي إنّها تُتَقَحَّمُ على المَهالِك وقُحْمُة الأَعراب: سَنَةٌ جَدْبةَ تَتقحَّم عليهم، أو تَقَحُّمُ الأعراب بلاد الريف.
قمح: القَمْحُ: البُرُّ. وأَقْمَحَ البُرُّ: جَرَى الدقيقُ في السُّنْبُل. والاقتِماحُ: ما تَقتَمِحُه من راحتكَ في فيكَ. والاسم: القُمْحة كاللُّقْمة والأكلة. والقميحة: اسم الحوارش. والقمحان: وَرْسٌ، ويقال: زَعْفَران. وقال زائدة: هو الزَّبَدُ وقال النابغة:
إذا فُضَّتْ خَواتُمه علاه ... يَبيسُ القُمَّحانِ من المُدام «3»
والقامِح والمُقامِحُ من الإبِلِ: الذي اشتدَّ عَطَشُه فَفَتَر فُتُوراً شديداً. وبَعير مُقْمَحٌ، وقَمَحَ يَقْمَحُ قُمُوحاً وأقمَحَه العَطَش والذليل مُقمَح: لا يكادُ يرفَعُ بصَره. وقول الله- عز وجل- فَهُمْ مُقْمَحُونَ
«4» أي خاشعون لا يَرفَعُونَ أبصارهم، وقال الشاعر:
ونحن على جوانِبِهِ عُكُوفٌ «5» ... نَغُضُّ الطرف كالإبل القماح
__________
(1) البيت في الديوان 1/ 120
(2) في التهذيب 4/ 77- 78
وفي حديث عليٍّ (رضي الله عنه أنه وكل عبد الله بن جعفر بالخصومة وقال: إن للخصومةقحما.
(3) البيت في اللسان (قحم) والديوان ص 160
(4) سورة يس 8
(5) في التهذيب: 4/ 81 واللسان (قمح) ، وفيهما: (قعود) في مكان (عكوف) ، والبيت فيهما غير منسوب أيضا.(3/55)
وفي المثل: الظَمَأُ القامِحُ خَيْرُ من الرِيِّ الفاضِح يُضرَبُ هذا لِما كان أوّله مَنْفَعَة وآخرهُ نَدامة. ويقال: القامِحُ الذي يَردُ الحَوضَ فلا يشرَب. ويقال: رَوِيتُ حتّى انقَمَحْتُ: أي حتى تَرَكْتُ الشَرابَ. وابِلٌِ قِماحُ.
محق: مَحَقَهُ اللهُ فانمَحَقَ وامتَحَقَ: أي ذَهَبَ خيرُه وبَرَكَتُه ونَقَصَ، قال الشاعر:
يَزدادُ حتّى إذا ما تَمَّ أعقَبَه ... كَرُّ الجَديدَيْن نَقْصاً ثمَّ يَنْمَحِقُ «1»
والمُحِاقُ: آخِرُ الشَّهْر إذا انمَحَقَ الهِلالُ فلم يُرَ، قال:
بلالُ يا ابنَ الأَنجُمِ الأَطلاقِ ... لَسْنَ بنَحْساتٍ ولا مِحاقِ «2»
ويُرْوَي: ولا أَمحاقِ.
حمق: استَحْمَقَ الرجلُ: فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى. وامرأةٌ مُحْمِقٌ: تَلِدُ الحَمْقَى. وفَرَسٌ مُحْمِقٌ: لا يَسْبِقُ نَتاجُها. وحَمَقَ حَماقة وحُمْقاً: صارَ أحمَقَ. والحُماقُ: الجُدَريّ «3» . يقال منه رَجُلٌ مَحمُوقٌ. وانحَمَقَ في معنى استَحْمَقَ، قال:
والشَّيْخُ يَوماً إذا ما خِيفَ يَنْحَمِقُ «4»
__________
(1) التهذيب 4/ 82، واللسان (محق) غير منسوب فيهما أيضا.
(2) (رؤبة) ديوانه/ 116. والرواية فيه: أمحاق
(3) في التهذيب: والحميقاء الجدري الذي يصيب الصبيان. وفي اللسان: الحماق والحميقاء: الجدري.
(4) ورواية الشطر في اللسان:
والشيخ يضرب أحيانا فينحمق.(3/56)
باب الحاء والكاف والشين مهما ح ش ك، ك ش ح، ش ح ك مستعملات
حشك: الحَشَكُ: تَرْكُكَ النّاقَةَ لا تَحلُبُها حتّى يجتَمع لَبَنُها، وهي مَحْشُوكةٌ. والحَشَك: اسم للدِرّةِ المُجتَمعة، قال:
غَدَتْ وهي مَحشُوكةٌ حافِلٌ ... فراحَ الذِئارُ عليها صَحيحا «1»
كشح: الكشح: من لدن السرة إلى المَتْن ما بَيْنَ الخاصِرة إلى الضِلَع الخَلْف، وهو مَوضِع مَوقِع السَّيْف إلى المُتَقَلِّد. وطَوَى فلانٌ كَشْحَه على أمر: إذا استَمَرَّ عليه وكذلك الذاهب القاطع. والكاشِح: العَدوٌ، قال:
فذَرْني ولكنْ ما تَرَى رَأْيَ كاشحٍ ... يَرَى بيننا من جهلِه دقَّ مَنْشِمِ
ويقال: طَوَى كَشْحَه عَنّي: إذا قَطَعَكَ وعاداكَ. وكاشَحَني فلانٌ بالعَداوة.
شحك: الشَّحْكُ: من الشِّحاك، تقول: شَحَكْتُ الجَدْيَ: وهو عُودٌ يُعَرَّض في فَمِهِ يَمْنَعُه من الرِّضاع.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان (حشك) .(3/57)
باب الحاء والكاف والضاد معهما ض ح ك مستعمل فقط
ضحك: ضحِكَ يَضَحَكُ ضَحِكاً وضِحْكاً، ولو قال: ضَحَكاً لكان قياساً لأنّ مصدر فَعِلَ فَعَل. والضُحْكَةُ: ما يُضحَكُ منه. والضُّحَكَةُ: الكثير الضَحِك يُعابُ به. والضِّحّاك في النَعْت أحسَنُ من الضُّحَكَةِ. والضَّاحكة: كلُّ سِنٍ من مُقَدَّم الأضراس ما يبدُو عند الضَّحِك. والضَّحّاكُ بن عدنان: الذي يقال مَلَكَ الأرض، ويقال له: المُذْهَب، كانَتْ أمّه جنّيَّةً فلحق بالجنِّ وتلبّد بالفِراء «1» . تقولُ العَجمُ إنّه عَمِل بالسِحْر وأظهَرَ الفساد أُخِذَ فشُدَّ في جَبَل دَنْباوَند. وقوله فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها
«2» يَعني طَمِثَتْ. والضَّحْك: الثَلجْ، ويقال: جَوْف الطَّلْع، وهي من لغة بني الحارث، يقالُ: ضحِكتِ النَّخلة إذا انشَقَّ كافورُها. وقال آخرون: هو الشُهُدُ، ويقالُ: الزُبْد، ويقال: العَسَلُ. وهو بهذَيْن أشبْهُ في قوله: «3»
فجاءَ بمزج لم يَرَ الناسُ مِثلَه ... هو الضَّحْكُ إلا أنّه عملُ النَّخْلِ
والضَحُوك من الطُرُق: ما وَضحَ فاستَبانَ، قال:
على ضَحوكِ النَّقْبِ مجرهد «4»
__________
(1) عبارة (وتلبد بالفراء) من (س) أما (ص وط) فالعبارة فيهما غير واضحة ولا مفهومة. أما في التهذيب 4/ 89 عن العين فالعبارة: (ويتبدى للقراء) . وفي اللسان: وسد القرا. وقد علق الناشر في الحاشية: كذا بالأصل بدون نقط، وأضاف: ولعله محرف عن: وبيداء القرى.
(2) سورة هود 71
(3) هو (أبو ذؤيب الهذلي) كما في التهذيب وديوان الهذليين 1/ 42
(4) (رؤبة) ديوانه/ 49 والرواية فيه:
على ضحوك النقب مصمعد(3/58)
باب الحاء والكاف والسين معهما ح س ك، ك س ح يستعملان فقط
حسك: الحَسَكُ: نَباتٌ له ثَمَرةٌ خَشِنةٌ تَتَعَلّق بأصواف الغنم، الواحدة حَسَكة. والحَسَكُ: من أَدَوات الحَرْب رُبَّما يُتَّخَذُ من حديدٍ فيُلْقَى حَولَ العَسكر، ورُبَّما اتُّخِذَ من خَشَب فنُصِبَ حولَ العسكر. وحسك الصَّدْر: حِقْدُ العَداوة، تقول: إنه والحسك الصدر عليَّ. والحِسكيكُ «1» : القُنْفُذُ الضَّخْم.
كسح: الكُساحةُ: تُراٌب مجموع. وكَسَحَ بالمِكْسَحة كَسْحاً أي كَنْساً. والمُكاسحُة: المُشّارّةُ الشديدة. والكَسَح: شَلَلٌ «2» في إحدى الرِجْلَيْن إذا مَشى جَرَّها جَرّاً. ورجلٌ كَسْحان. وكَسِحَ يَكسَحَ كَسَحاً فهو أكسَحُ، قال: «3» .
كلّ ما يقطَعُ من داء الكَسَح
قال زائدة: أعرِفُ الكَسَحَ العَجْز، يقال: فلان كَسِحٌ: أيْ عاجز ضعيف. والأكَسَحُ: الأَعَرجُ.
باب الحاء والكاف والدال معهما ك د ح مستعمل فقط
كدح: الكَدْح: عَمَل الإنسان من الخَيْر والشَرِّ. ويكدَحُ لنفسه: أي يسعى.
__________
(1) كذا في (ص، ط) . في (س) : الحسيك، وفي التهذيب واللسان: الحسكك.
(2) في التهذيب من كلام الليث: ثقل.
(3) (الأعشى) ديوانه/ 245 والرواية فيه:
كل ما يحسم من داء الكشح
بالشين المعجمة. وصدر البيت
ولقد أمنح من عاديته.(3/59)
وقوله تعالى: إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً
«1» أيْ ناصب، وكدحا أي نَصْباً. قال زائدة: إِلى رَبِّكَ في معنى نحو ربّك. والكَدْح: دونَ الكَدْم بالأسنان. والكَدْحُ بالحَجَر والحافِر.
باب الحاء والكاف والتاء معهما ك ت ح، ح ت ك يستعملان فقط
كتح: الكَتْح: دون الكَدْح من الحَصَى والشَّيء يُصيبُ الجلد فيُؤثّر فيه، قال: «2»
يَلْتَحْنَ وجهاً بالحَصَى ملتوحا ... ومرة بحافر مكتوحا
أي تضربه الريح بالحصى، قال:
فأَهْوِنْ بذِئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باستِهِ «3»
أيْ تَضْربُه الريحُ بالحَصَى. ومن يروي: تكثَح، أي: تكشِفُ.
حتك: الحَتْك والحَتَكان: شِبْه الرَتَكان في المَشْي إلاّ أنَّ الرَّتك للإبِلِ خاصّة، والحَتْك من المشي للإنسان وغيره. والحوتك: القصير «4»
__________
(1) سورة الانشقاق 6
(2) هو (أبو النجم) الراجز. انظر التهذيب.
(3) الشطر في التهذيب واللسان (كتح) .
(4) وأضاف في التهذيب واللسان: القرب الخطو.(3/60)
باب الحاء والكاف والثاء معهما ك ث ح يستعمل فقط «1»
كثح: الكَثْح: كشفُ الريحِ الشيءَ عن الشيء. ويَكثَحُ بالتُرابِ وبالحصَىَ: يضرِبُ به.
باب الحاء والكاف والراء معهما ح ر ك، ح ك ر، ر ك ح مستعملات
حرك: حَرَكَ الشيء يحرُكُ حَرْكاً وحركةً وكذلك يَتَحَرُّك. تقول: حَرَكْتُ بالسيف مَحْرَكَه حَرْكاً أي ضَرَبْتُه. والمَحْرَكُ: مُنَتَهى العُنُق وعند مَفصِل الرأس. والحاركُ: أعلى الكاهل، قال: «2»
مُغْبَطُ الحارِكِ مَحبُوكُ «3» الكَفَلْ
والحَراكيكُ: الحَراقِف، واحدها: حَرْكَكَة.
حكر: الحَكْرُ: الظُلم في النقص «4» وسُوء المعاشرة. وفلان يحكِرُ فلاناً: أدخَلَ عليه مَشَقّة ومَضَرَّةً في مُعاشَرته ومُعايَشته. وفلان يَحْكِرُ فلاناً حَكْراً. والنَعْت حكر، قال الشاعر:
__________
(1) في التهذيب: كثح، كحث مستعملان.
(2) هو الشاعر (لبيد) . وصدر البيت:
ساهم الوجه شديد أسره.
الديوان ص 187.
(3) كذا في الديوان واللسان (حرك) والتهذيب، وفي الأصول المخطوطة: محروك.
(4) في التهذيب عن الليث: الظلم والتنقص....(3/61)
ناعَمَتْها أُمُّ صِدْقٍ بَرَّةٌ ... وأبٌ يُكرِمُها غيرَ حَكِرُ «1»
والحَكْر: ما احتَكرْتَ من طَعام ونحوه ممّا يُؤكَل، ومعناه: الجمع، والفعل: احتَكَر وصاحبه مُحتَكِرٌ ينتظر باحتباسه، الغلاء.
ركح: الرُكْح: رُكن مُنيفٌ من الجَبَل صَعْبٌ، قال:
كأنَّ فاهُ واللِّجامُ شاحي ... شَرْخا «2» غَبيطٍ سَلِسٍ مِركاح
أي كأنَّه رُكْح جَبَل. والرُكْح: ناحيةُ البَيت من وَرائه، وُرَّبما كانَ فَضاءً لا بِناءَ فيه.
باب الحاء والكاف واللام معهما ك ح ل، ل ح ك، ح ل ك، ك ل ح مستعملات
كحل: الكُحْل: ما يُكْتَحَلُ [به] والمِكحال: المِيلُ تُكحَلُ به العَيْنُ من المُكْحُلَة، والكَحَلُ: مصدره. والأكْحَل الذي يَعلُو مَنابِتَ أشفاره سَوادٌ خِلقةً. والأكحَلُ: عِرْق الحياة في اليَد وفي كُلِّ عُضو منه شعبة على حدة. والكحل: شِدَّة المَحْل. والكُحَيل: ضَرْبٌ من القَطِران.
لحك: اللَّحْك: شِدَّة لأَم الشّيء بالشيء، تقول: قد لوحِكَت فَقارُ هذه الناقة، أي دَخَلَ بعضُها في بعض. والمُلاحَكة في البُنيْان ونحوه، قال الأعشى: «3»
__________
(1) رواية التهذيب واللسان: نعمتها (بالتضعيف) .
(2) (العجاج) ديوانه/ 441. وبينهما قوله: يفرع بين الشد والإكماح في التهذيب 4/ 98 واللسان (ركح) : (شرجا غبيط) بالجيم.
(3) ديوانه/ 47.(3/62)
ودأبا تلاحك مثل الفئوس ... لاحم فيه السليل «1» الفِقارا
حلك: الحَلَكُ: شدَّة السَّواد، حالِكٌ حلكوك، وحَلَكَ يَحلُكُ [حلوكا] «2» . والحَلَك: شِدَّة السَواد كلَون الغُراب، يقال: إنّه لأشدُّ سواداً من حَلَك الغُراب.
كلح: الكُلُوح: بُدُوّ الأسنان عند العُبُوس. وكَلَح كُلُوحاً. وأَكْلَحَه كذا. قال لبيد:
تُكلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ «3»
حكل: تقُول: في لِسانِه حُكْلةٌ أي عُجْمة.
باب الحاء والكاف والنون معهما ن ك ح، ح ن ك، مستعملان فقط
نكح: نَكَحَ يَنكِحُ نَكْحاً: وهو البَضْع. ويُجرَى نَكَحَ أيضاً مجرى التزويج. وامرأةٌ ناكِحٌ: أي ذاتُ زوج، ويجوز في الشعر ناكحة بالهاء، قال: «4»
__________
(1) في (ص، ط، س) : الشليل، بالشين.
(2) في الأصول المخطوطة: حلكا.
(3) ديوانه/ 195. وصدر البيت:
رقميات عليها ناهض
(4) هو (الطرماح) ديوانه/ 89.(3/63)
ومثلك ناحت عليه النساء ... من بين بِكْرٍ إلى ناكِحَهْ
وقال:
أحاطَتْ بخطّابِ الأيامَى وطُلِّقَتْ ... غَداتئِذٍ منهُنَّ من كان ناكحا «1»
وكانَ الرجلُ يأتي الحَيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول: خِطبٌ، أيْ جئتُ خاطباً، فيقال «2» له: نِكحٌ، أي أنْكَحْناك.
حنك: رجلٌ مُحَنَّك: لا يُستقلّ منه شيء مما عضَّه الدهر. والمُحتَنِك: الذي تَمَّ عقًلُه وسنُّه، يُقال: حَنَّكَتْه السِّنُّ حَنْكاً وحَنَكاً. وحنَّكَتْه تحنيكاً: إذا نَبَتَتْ أسنانُه التي تُسَمَّى أسنان العقل، قال العجاج:
محنتك ضخم شئون الراسِ
ويقال: هم أهلُ الحُنْك، ومنهم من يكسر الحاء، ومنهم من يثقّل فيقول: أهل الحُنُك والحُنْكة يَعني أهلَ الشَرَف «3» والتَجارِب. والتَّحنيك: إن تغرِزَ عوداً في الحَنَك الأعلى من الدابَّة أو في طَرَف قَرْنٍ حتى يُدميه لِحَدَث يحدث فيه. واستَحنَكَ الرجلُ: اشتَدَّ أكْلُهُ بعد قِلَّة. وحَنَّكْتُ الصبيَّ بالتّمْر: دَلَكتُه في حَنَكه. والحَنَكانِ: الأعلى والأسفل، فإذا فَصلَوهما لم يَكادوا يقولون للأعلى حَنَك، قال حميد: «4»
__________
(1) التهذيب 4/ 103، واللسان (لكح) ، وفي اللسان: غداة غد.
(2) من (س) وهو الصواب. في (ص، ط) : فيقول:.......
(3) في التهذيب: السن.
(4) التهذيب 4/ 104 عن العين. أما (ص ط، س) فالرجز فيها فالحنك الأسفل منه أفعم والحنك الأعلى طوال مطهم(3/64)
[فالحَنَكُ الأعلى طُوالٌ سَرطُم] ... والحنك الأسفل منه أفقمُ]
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم- كانَ يُحنِّك أولادَ الأنصار.
واحتَنَكتُ الرجلَ: أخذتُ مالَه ومنه قوله تعالى: لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا «1» .
باب الحاء والكاف والفاء معهما ك ف ح يستعمل فقط
كفح: المُكافَحة: مُصادَفُة الوجْهِ بالوجْه عن مُفاجأة، قال عدي: «2»
أعاذل من تكتب له النّارُ يَلْقَها ... كِفاحاً َومَنْ يُكتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ
وكافَحها: قَبَّلَها عن غَفْلةٍ وِجاهاً. والمُكافحةُ في الحَرْب: المُضاربة تِلقاءَ الوُجُوه.
باب الحاء والكاف والباء معهما ك ح ب، ك ب ح، ح ب ك مستعملات
كحب: الكَحْبُ: [البَرْوَقُ] «3» بلغة اليَمَن، والحبة منه كحبة..
__________
(1) سورة الإسراء 62
(2) هو عدي بن زيد. والبيت في الديوان ص 103 وفيه: (الفوز) في مكان (الخلد) .
(3) التاج (كحب) : الكحب والكحم: الحصرم بالكسر، واحدته: كحبة بهاء، يمانية، وهو البروق. في الأصول المخطوطة: (فورق) وكذلك في مختصر العين (ورقة 61) . وفي التهذيب 4/ 110. (النورة) . وفي اللسان (كحب) : (العورة) .(3/65)
كبح: الكَبْحُ: كَبْحُكَ الدابَّة باللِّجام، وهو قَرْعُك إيّاها.
حبك: حَبَكتْهُ بالسيف حَبْكاً: وهو ضَربٌ في اللَّحْم دون العَظْم، ويقال: هو مَحْبُوكُ العَجْز والمَتْن إذا كان فيه استِواء مع إرتفاع، قال الأعشى: «1»
على كُلِّ مَحبُوكِ السَّراة كأنَّه ... عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقَبٍ وتعلت
أي: ارتفعت. وهوت انخَفْضَتْ.. والحِباكُ: رباطُ الحَضيرة بقَصَبات تُعَرَّضُ ثمَّ تُشَدُّ كما تُحبَكُ عُروشُ الكَرْم بالحِبال. واحَتَبكْتُ إزاري: شَدَدْتُه. والحَبيكة: كلُّ طريقة في الشَّعْر وكُلُّ طريقةٍ في الرَّمْل تَحْبِكهُ الرِياحُ إذا جَرَتْ عليه، ويُرَى نحوَ ذلك في البيضِ من الحديد، قال الشاعر:
والضاربُونَ حَبيكَ البيضِ إذ لَحِقُوا ... لا يَنكُصُونَ إذا ما استُلْحِموا «2» وَحَمُوا
أي اشتَدَّ قتالُهم. والحُبُك: جماعة الحبيك، ويقال: كذلك خِلْقةُ وجْهِ السَّماء. ويقال: ما طَعِمْنا عنده حبكة ولا لَبَكة، ويقال: عَبَكة، فالعَبَكةُ والحَبَكةُ معاً: الحَبَّة من السَّويق، واللَّبَكة: اللُّقمة من الثَريد ونحوِه.
باب الحاء والكاف والميم معهما ح ك م، م ح ك، ح م ك، ك م ح مستعملات
حكم: الحِكمةُ: مَرْجِعُها إلى العَدْل والعِلْم والحِلْم. ويقال: أحْكَمَتْه التَجارِبُ إذا كانَ حكيماً. وأَحْكَمَ فلانٌ عنّي «3» كذا، أي: مَنَعَه، قال:
__________
(1) ديوانه (تحقيق محمد محمد حسين) ص 261.
(2) كذلك في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: استحملوا.
(3) من (س) في (ص ط) : وأحكم عني فلانا شيء كذا.(3/66)
أَلَمّا يَحْكُمُ الشُعَراءُ عَنّي «1»
واسَتحْكَمَ الأمرُ: وَثُقَ. واحتَكَمَ في ماله: إذا جازَ فيه حُكْمُه. والأسم: الأُحكُومة والحُكوُمة، قال الأعشى:
ولَمَثْلُ الذي جَمَعْتَ لرَيْب ... الدَّهْر يَأبَى حُكومةَ المُقتالِ
أي لا تَنْفُذُ حكومةُ من يحتكِم عليك من الأعداء. والمُقتالُ: المُفتَعِلُ من القَوْلِ حاجةً منه إلى القافية. والتَحكيم: قول الحَروريّة: لا حُكمَ إلاّ للهِ «2» . وحَكَّمنا فُلاناً أمرَنا: أي: يحكُمُ بيننا. وحاكَمناه إلى الله: دَعَوناه إلى حُكم الله. ويقال: نُهِيَ أنْ يُسَمَّى رَجُلٌ حَكَماً. وَحكَمة اللّجام: ما أحاطَ بحَنَكَيْه سُمِّيَ به لأنّها تمنعه من الجَرْي. وكلُّ شيء مَنَعْتَه من الفَساد فقد [حَكَمْتَهُ] وحَكَّمته وأحكَمْتَه، قال: «3»
أبني حَنيفةَ أَحكِمُوا سُفَهاءكُم ... إنّي أخافُ عليكُمُ أن أغْضَبا
وفَرَسٌ محكُومةُ: في رأسها حَكَمَةٌ. قال زائدة: مُحْكَمةُ وأنكَرَ مَحكُومة، قال:
مَحكوُمةٌ حَكمَات القِدِّ والأَبَقَا «4»
وهو القِتْبُ «5» . وسَمَّى الأعشى القصيدة المُحْكَمة حَكيمة في قوله:
وغريبةٍ تأتي المُلُوكَ حكيمةٍ «6» .
__________
(1) لم نهتد إلى البيت وإلى قائله.
(2) وزاد في التهذيب من كلام الليث: ولا حكم إلا الله.
(3) هو (جرير) . (3) هو (جرير) . ديوانه 1/ 466.
(4) الشطر في التهذيب (حكم) ويروى أيضا: قد أحكمته حكمات القد والأبقا
(5) انفرد كتاب العين بذكر هذه الدلالة.
(6) ديوانه/ 27 وعجز البيت فيه:
قد قلتها ليقال من ذا قالها.(3/67)
محك: المَحْكُ: التَّمادي في اللَّجاجة عند المُساوَمة والغَضَب ونَحْوه. وتماحَكَ البَيِّعان.
حمك: الحَمَكُ: من نَعْت الأدِلاّء، [تقول] : حَمِكَ يَحْمَكُ.
كمح: الكَمْحُ: رَدُّ الفَرَس باللِّجام.
باب الحاء والجيم والشين معهما ش ح ج، ج ح ش مستعملان فقط
شحج: الشَّحيجُ: صَوْتُ البغل وبعض أصوات الحِمار. شَحَجَ يَشْحَجُ شَحيجاً. وشَحَجَ الغُرابُ شَحَجاناً: وهو تَرجيعُ الصَوْت فإذا مَدَّ [قيل] : نَعَب «1» . ويقال للبِغال: بَناتُ شاحِج وشَحّاج. ويقال للحِمار الوحشي «2» ، قال لبيد:
فهو شَحّاجُ مُدِلٌّ سَنِقٌ ... لاحِقُ البَطْن إذا يَعدُو زَمَلْ «3»
جحش: الجَحْشُ: وَلَدُ الحمار، والعَدَدُ: جِحَشة، والجميعُ جِحاشُ. والجَحْشة [يتخذها الرّاعي] كالحلقة من الصّوف يلقيها في يده ليغزلها «4» . والجِحاش: الدِفاع [تُجاحِشُ] «5» : تُدافِعُ عن نفسك. والجَحْشُ: دون الخَدْش. جُحِشَ فهوَ مَجحُوش.
__________
(1) في اللسان: فإذا مد رأسه نعب.
(2) من التهذيب 4/ 119 عن العين. في (ص، ط) : الشّيء، وفي (س) : وانحضج إذا ضرب مشحج وشحاج
(3) البيت في التهذيب 4/ 117 والديوان ص 189.
(4) من التهذيب 4/ 118 عن العين. والعبارة في الأصول مضطربة وفيها تقديم وتأخير.
(5) من اللسان (جحش لتقويم العبارة.(3/68)
باب الحاء والميم والضاد معهما ح ض ج يستعمل فقط
حضج: الحَضْجُ «1» : الماءُ القليلُ. والحِضْج أيضاً قال: «2»
فأسأَرَتْ في الحوض حِضْجاً حاضجا
وانحَضَجَ الرجلُ «3» : إذا ضَرَبَ بنفسه الأرض غضبا و [يقال ذلك] إذا اتَّسَعَ بطنه، فإذا فَعلْتَ به قُلتَ: حَضَجْتُه أيْ ادخَلْتُ عليه ما يكادُ ينشَقُّ وانحَضَجَ من قِبلَه.
باب الحاء والجيم والسين معهما س ح ج، س ج ح يستعملان فقط
سحج: سَحَجْتُ الشَّعْرَ سَحْجاً: وهو تَسريح ليِّنٌ على فَرْوة الرأس. وسَحَجَ الشيءَ يَسحَجُه: أي يَقشِرُ منه شيئاً قليلاً كما يُصيبُ الحافِرَ من قِبَل الحَفا. والسَّحْجُ أيضاً: «4» جَرْيُ الدَوابِّ دون الشديد. وحِمارٌ مِسْحَج، قال النابغة:
رباعية أضر بها رَباعٌ ... بذاتِ الجِزْع مِسْحاجٌ شَنونُ «5»
والمُسَحَّج: من التَسحيج وهو الكدم.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب نقلا عن الليث: الحضيج.
(2) في التهذيب 4/ 119 واللسان (حضج) : وأخبرني أبو مهدي قال سمعت هميان بن قحافة ينشده: الرجز......
(3) من التهذيب 4/ 119 عن العين، في (ص، ط) الشّيء، وفي (س) : وانحضج إذا ضرب....
(4) ديوانه/ 216. والرواية فيه:
رباع قد أضر بها رباع
(5) ديوانه/ 216. والرواية فيه:
رباع قد أضر بها رباع(3/69)
سجح: الإسجاحُ: حُسنُ العَفْو كقولهم: مَلَكْتَ فأَسجحْ. ويقال: مَشَى مَشياً سجيحاً وسُجُحاً، قال الشاعر: «1»
ذَرُوا التَّخاجيَ وامشوا مشية سجحا ... إن الرجالَ ذوو عَصْبٍ وتذكيرِ
ويقال: سَجَحَت [الحمامة] «2» وسَجَعَتْ. ورُبَّما قالوا: مُزْجح في مُسْجح كالأسْد والأزْد. والسَجَحُ: لِينُ الخَدِّ، والنَّعتُ: أسجَحُ وسَجْحاء، قال ذو الرمة:
وخد كمرآة الغريبة أسجح «3»
باب الحاء والجيم والزاي معهما ح ج ز، ج ز ح يستعملان فقط
حجز: الحَجْزُ: أن تَحجِزَ بين مُقاتِلَيْن. والحِجاز والحاجز اسم، وقوله تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً
«4» أيْ حِجازاً فذلك الحِجاز أمْر الله بين ماءٍ مِلْحٍ وعَذْبٍ لا يختلطان. وسُمِّيَ الحِجاز لأنّه يفصِلُ بينَ الغَوْر والشام وبيْنَ البادِية. والحِجازُ: حَبْلٌ يُلقَى للبعير من قِبَل رِجلَيْه، ثُمَّ يُناخُ عليه، يُشَدُّ به رُسْغا رِجلَيْه إلى حِقْوَيْه وعَجُزه. حَجَزْته فهو مَحجُوز، قال ذو الرمة:
__________
(1) الشاعر حسان بن ثابت والبيت في الديوان (ط تونس) ص 125. وفي اللسان:
دعوا التخاجؤ....
(2) سقطت في الأصول المخطوطة ووردت في التهذيب من كلام الليث.
(3) ديوانه 2/ 1217. وصدر البيت:
لها أذُنٌ حَشرٌ وذِفْرَى أسيلة
(4) سورة النمل 61(3/70)
حتى إذا كانَ محجُوزاً بنافِذةٍ ... وقائظا وكِلا رَوْقَيْهِ مُخْتَضَبُ «1»
وتقول: كان بينهم رِمِّيّاً ثم حَجَزْتَ بينهم حِجِّيَزى. أيْ رَمْيٌ، ثم صاروا إلى المُحاجزة. والحُجْزَةُ: حَيثُ يُثْنَى طَرَف الأزِار في لَوْث الازِار، قال النابغة:
رِقاقُ النِعالِ طِّيبٌ حجزاتهم ... يُحَيُّونَ بالرَيْحانِ يومَ السباسِبِ
والرجلُ يحتَجزُ بإزارِه على وسَطه. وحُجْزُ الرجل: أصلُه ومَنْبِتُه. وحُجْزُ الرجل أيضاً: فَصْل ما بين فَخذِه والفَخِذِ الأخرى من عشيرته، قال: «2»
فامدَحْ كريمَ المُنْتَمَى «3» والحُجْزِ
جزح: جَزَحَ لَنا من ماله [جَزْحا «4» أو جَزْحةً: أيْ قَطَعَ قِطعةً. وجَزَحَ الشَجَرَ: حَتَّ ورقه.
باب الحاء والجيم والطاء معهما ج ط ح يستعمل فقط
جطح: جطح: يقال للعَنْز عند الحليب: جِطِحُ، أي: قَرِّي فتَقَرَّ. قال زائدة: جَطَح السَّخْلةَ إذا زُجِرَتْ ولا يقال للعنز.
__________
(1) ديوانه 1/ 109 والرواية فيه:
حتى إذا كن محجوزا بنافذة ... وزاهقا.....
رواية التهذيب 4/ 123 واللسان (حجز) :
فهن من بين محجوز بنافذة ... وقائظ وكلا روقيه مختضب.
(2) هو (رؤبة) ديوانه/ 65.
(3) في الأصول المخطوطة: المنتهى.
(4) في الأصول المخطوطة، جزاحا(3/71)
باب الحاء والجيم والدال معهما ج ح د، ج د ح، ج د ح مستعملات
جحد: الجُحُود: ضدُّ الاقرار كالانكار والمعرفة. والجَحدُ: من الضيِّق والشُحِّ. ورجُلٌ جَحْدٌ: قليلُ الخير، قال:
لا جحدا ابتغينه ولا جَدا ... يَعدنَ من هازَلْنَه غداً غدا «1»
حدج: الحَدَج: حَمْلُ البِطِّيخ والحنَظْلَ ما دام صِغاراً خُضْراً. ويقال ذلك لحَسَك القُطْب ما دامَ رَطْباً، الواحدة بالهاء. والحُدْجُ لغةٌ فيه. والتَحديج: شِدَّة النَظَر بعد رَوْعةٍ وفَزْعةٍ، حَدَّجْتُ بَبصَرى، قال العجاج: «2»
إذا آثبجرّا «3» من سَواد حَدَّجا
وحَدَجْتُ ببَصَري: رَمَيتُ به. والحِدْج: مَرْكَبٌ غيرُ رَحْلٍ ولا هَوْدَج لنِساء العرب، حَدَجْتُ الناقةَ أحدِجُها حَدْجاً، والجميع: أحداج وحَدائج وحُدُوج، قال:
أَصاحِ تَرَى حَدائِجَ باكراتٍ ... عليها العَبْقَريَّةُ والنُّجُودُ «4»
وأحدَجْتُها: إذا شَدَدْتُ الحِدْجَ عليها.
__________
(1) لم نهتد إلى الرجز في المشهور من المظان.
(2) في اللسان: يصف الحمار والأتن.
(3) كذا في الأصول المخطوطة والديوان ص 379. وفي اللسان: اسبجرا.
(4) لم نهتد إلى البيت وقائله ولم نجده في المظان المعتمدة.(3/72)
جدح: الجَدْحُ: خوض السَّويق واللَّبَن ونحوه بالمجدح ليختلِطَ. والمِجدَح: خَشَبةٌ في رأسها خَشَبَتان مُعتَرضَتانِ. والمِجداح: تردُّد رَيِّق الماء في السَّحاب «1» ، يقال: أرسَلَتِ السَماُء مَجاديحَ الغَيْثِ.
باب الحاء والجيم والظاء معهما ج ح ظ مستعمل فقط
جحظ: الجِحاظان: حَدَقَتا العَيْن إذا كانتا خارجتَيْن. وعَيْنٌ جاحظةُ جَحَظَتْ جُحُوظاً.
باب الحاء والجيم والذال معهما ذ ح ج مستعمل فقط
ذحج: ذَحَجَتِ المرأةُ بَوَلَدِها، إذا رَمَتْ به عندَ الوِلادة. ومَذْحِجٌ: اسم رجل.
باب الحاء والجيم والراء معهما ح ج ر، ج ح ر، ح ر ج، ر ج ح مستعملات
حجر: الأحجار: جمع الحَجَر. والحِجارة: جمع الحَجَر أيضاً على غير قياس،
__________
(1) وفي التهذيب: وما قاله الليث في تفسير المجاديح أنها تردُّد رَيِّق الماء في السحاب فباطل، والعرب لا تعرفه.(3/73)
ولكن يَجْوزُ الاستحسان في العربية [كما أنه يجوز في الفقه، وترك القياس له] «1» كما قال: «2» .
لا ناقصي حسب ولا ... أيد إذا مُدَّتْ قِصارَهْ
ومثله المِهارة والبِكارة والواحدةُ مُهْرٌ وبَكْرٌ. والحِجْرُ: حطيم مكّة، وهو المَدارُ بالبيت كأنّه حُجْرَةٌ. مما يلي الَمْثَعب. وحِجْر: موضعٌ كان لثَمود ينزِلونَه. [وقصبة اليمامة] : حَجْرٌ، قال الأعشى:
وإن امرأ قد زُرْتُه قبل هذه ... بحَجْرٍ لخَيرٌ منكَ نفساً ووالِدا «3»
والحِجْر والحُجْر لغتان: وهو الحرام، وكان الرجل يَلقَى غيره في الأشهر الحُرُم فيقول: حِجْراً مَحجُوراً أيْ حَرامٌ مُحرَّم عليك في هذا الشْهر فلا يبدؤهُ بشَرٍّ، فيقول المشركون يومَ القيامة للملائكة: حِجْراً محجُوراً، ويظُنّون أن ذلكَ ينفعُهم كفِعلِهم في الدنيا، قال:
حتى دَعَونا بأَرحامٍ لهم سَلَفَتْ ... وقالَ قائلُهم إنّي بحاجُورِ «4»
وهو فاعُول من المنع، يَعني بمَعاذٍ. يقول: إني مُتَمسِّكٌ بما يعيذني منك ويَحجُبُك «5» عنّي، وعلى قياسه العاثُور وهو المَتْلَفُ. والمُحَجَّر: المُحَرَّم. والمَحْجِرُ: حيثُ يَقَعُ عليه النِقابُ من الوَجْه، قال النابغة:
وتَخالُها في البَيتِ إذْ فاجَأتَها ... وكأنَّ مَحْجِرَها سِراجُ الموقِدِ «6»
وما بَدَا من النِقاب فهو مَحْجِر. وأحجار الخَيْل «7» : ما اتخذ منها
__________
(1) من التهذيب 4/ 130 عن العين. والعبارة في الأصول مضطربة.
(2) هو الأعشى كما في التهذيب واللسان وديوانه ص 157
(3) ديوانه ص 65 والرواية فيه: بجو لخير منك......
(4) البيت في التهذيب واللسان (حجر) .
(5) في التهذيب: ويحجرك.
(6) عجز البيت في اللسان (حجر) والديوان ص 38. والرواية فيه:
قد كان محجوبا سراج الموقد
(7) في (ط) : النخل، وهو نصحيف.(3/74)
للنَسل «1» لا يكادُ يُفرَد. ويقال: بل يقال هذا حِجْرٌ من أحجار خَيْلي، يَعني الفَرَسَ الواحد، وهذا اسم خاصٌّ للإِناث دونَ الذُكور، جَعَلَها كالمُحَرَّمِ بَيعُها ورُكوبُها. والحَجْر: أن تحجُرَ على إنسانٍ مالَه فتَمنَعَه أن يُفسدَه. والحَجْر: قد يكون مصدراً للحُجرة التي يَحتَجرُها الرجل، وحِجارُها: حائطُها المحيطُ بها. والحاجرِ من مَسيل الماء ومَنابِت العُشْب: ما استَدارَ به سَنَدٌ أو نهْرٌ مُرتفع، وجمعُه حُجْران، وقول العجاج:
وجارةُ البيتِ لها حُجْريٌّ «2»
أي حُرْمة. والحَجْرة: ناحيةُ كلِّ موضع قريباً منه. وفي المَثَل: يأكُلُ خُضْرةً ويَرْبِضُ حَجْرة «3» أيْ يأكُلُ من الرَوضة ويَربِض ناحيةً. وحَجْرتا العَسَكر: جانِباه من المَيْمَنةِ والميْسَرة، قال:
إذا اجتَمَعُوا فضضنا حجرتيهم ... ونجمعهم إذا كانوا بَدادِ «4»
وقال النابغة:
أُسائِلُ عن سُعْدَى وقد مَرَّ بعدَنا ... على حَجَرات الدارِ سَبْعٌ كَوامِلٌ
وحِجْر المرأة وحَجْرها، لغتان،: للحِضْنَين.
جحر: جَمْعُ الُجْحر: جِحَرة. أجْحَرته فانْجَحَر: أي أدخَلْتُه في جُحْر، ويجوز في الشعر: جَحَرتُه في معنَى أجْحَرتُه بغير الألف. واجتَحَر لنفسه جُحْراً. وجَحَرَ عنّا الربيع: تأخر، وقول امرىء القيس:
__________
(1) في (س) : للفسيل، وليس بالصواب.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 316.
(3) في الأمثال ص 380 وفي التهذيب: فلان يرعى وسطا ويربض حجرة.
(4) البيت في التهذيب 4/ 135 واللسان. (حجر) .(3/75)
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ «1»
أي أواخرُها. وقالوا: الجَحْرة السنةُ الشديدة، وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها جَحَرَتِ الناسَ، قال زهير:
ونالَ كرامَ الناس في الجَحْرةِ الأَكْلُ «2»
حرج: الحَرَجُ: المَأُثم. والحارِجُ: الآثِم، قال:
يا ليتَني قد زُرْتُ غيرَ حارِجِ «3»
ورجُلٌ حَرِج وحَرَج كما تقول: دَنِف ودَنَف: في معنى الضَيِّق الصَدْر، قال الراجز:
لا حَرِجُ الصَدّرِ، ولا عنيفُ «4»
ويقرأ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً «5» وحَرِجاً. وقد حَرِجَ صدرهُ: أيْ ضاق ولا ينشَرحُ لخَير ورجلٌ مُتَحَرِّج: كافٌّ عن الإثم وتقول: أَحرَجَني إلى كذا: أيْ ألجَأني فخرِجْتُ إليه أي انضَمَمْتُ إليه، قال الشاعر: «6»
تَزدادُ للعَيْن إبهاجاً إذا سَفَرتْ ... وتَحْرَجُ العَيْن فيها حين تَنْتَقِبُ
والحَرَجَةُ من الشَجَر: الملتَفّ قَدْر رَمْية حَجَر، وجَمْعُها حِراج، قال:
ظلَّ وظلَّتْ كالحِراج قُبُلا ... وظلَّ راعيها بأخرى مبتلى «7»
__________
(1) وصدر البيت كما في الديوان، ص 22:
فألحقنا بالهاديات ودونه.
(2) وصدر البيت كما في الديوان ص 110:
إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت
(3) لم نهتد إلى الرجز ولا إلى قائله.
(4) الرجز في التهذيب واللسان.
(5) سورة الأنعام 125
(6) البيت (لذي الرمة) انظر الديوان 1/ 31.
(7) لم نهتد إلى هذا الرجز.(3/76)
والحرِجْ: قِلادة كَلْبٍ ويجمَع [على] أحرِجة ثم أحراج، قال الأعشى:
بنَواشِطٍ غُضُفٍ يُقلِّدُها ... الأَحراجُ فَوْقَ مُتُونها لُمَعُ «1»
والحِرْج: وَدَعة، وكِلابٌ محرّجةٌ: أي مُقَلّدة، قال الراجز: «2»
والَشُّد يُدني لاحقاً والهِبْلَعا ... وصاحبَ الحِرْج ويُدني ميلعا «3»
والحرجوج: الناقة الوقادة القَلْب، قال:
قَطَعْتُ بحُرْجُوجٍ إذا اللَّيلُ أظْلَما «4»
والحَرَج من الإبِل: التي لا تُركَب ولا يَضربُها الفَحل مُعَدَّة للسِمَن، كقوله: «5»
حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ «6»
ويقال: قد حَرَج الغبارُ غيرُ الساطعِ المنضَمِّ إلى حائطٍ أو سَنَد، قال:
وغارة يَحرَجُ القَتامُ لها ... يَهلِكُِ فيها المُناجِدُ البَطَلُ «7»
جرح: جَرحْتُه أجرَحُه جَرْحاً، واسمُه الجُرْح. والجِراحة: الواحدة من ضربة أو طعنةٍ. وجَوارح الإنسان: عواملُ جَسَده من يَدَيْه ورِجْلَيه، الواحدة: جارحة.
__________
(1) لم نجد البيت في الديوان (تحقيق محمد محمد حسين) .
(2) هو (رؤبة بن العجاج) ، الديوان ص 90
(3) ورواية الرجز في الديوان: (يذري) في مكان (يدني) في الرجز. و (هبلعا) بدون (أل) .
(4) لم نهتد إلى قائل البيت ولا إلى تمامه.
(5) هو الشاعر (لبيد) .
(6) وصدر البيت كما في الديوان ص 175:
قد تجاوزت وتحتي جسرة
(7) البيت في اللسان من غير عزو.(3/77)
واجَتَرَح عَمَلاً: أي اكتسَبَ، قال:
وكلٌّ فتىً بما عملت يَداهُ ... وما اجتَرَحَتْ عوامِلُهُ رَهينُ «1»
والجَوارحُ: ذواتُ الصَيْد من السِباع والطَّيْر، الواحدة جارحة، قال الله تعالى: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ «2» .
رجح: رَجَحْتُ بيَدي شيئاً: وَزنته ونَظَرت ما ثِقْلُه. وأرجَحْتُ الميزان: أَثقَلْتُه حتى مال. ورجح الشيء رُجحاناً ورُجُوحاً. وأرجَحْتُ الرجلَ: أعطيته راجحاً. وحِلْمٌ راجح: يَرْجُحُ بصاحبه. وقَوْمٌ مراجيح في الحلم، الواحد مِرْجاحٌ ومِرْجَح، قال الأعشى:
من شَبابٍ تَراهُمُ غيرَ مِيلٍ ... وكُهُولاً مَراجحاً أحلاما «3»
وأراجيحُ البَعير: اهتِزازُه في رَتَكانه إذا مَشَى، قال:
على رَبِذٍ سَهْل الأراجيح مِرْجَم «4»
والفِعلُ من الأرجُوحة: الارتِجاح. والتَّرجُّح: التَذَبْذُب بينَ شَيْئَين.
باب الحاء والجيم واللام معهما ح ج ل، ل ح ج، ج ل ح، ح ل ج مستعملات
حجل: الحجل: القبج، الواحدة حَجَلةٌ. وحَجَلة العَروس تجمع على حجال
__________
(1) لم نهتد إلى قائل البيت.
(2) سورة المائدة 4
(3) كذا في التهذيب واللسان والديوان ص 249، وفي الأصول المخطوطة: أحكاما
(4) الرواية في التهذيب واللسان.
على ربذ سهو الأراجيح مرجم(3/78)
وحَجَل، قال:
يا رُبَّ بيْضاءَ ألوفٍ للحَجَل
والحَجْل، مجزوم، مَشْيُ المُقيَّد. وحِجلاً القَيد: حَلْقَتاه. قال عديّ بن زيد:
أعاذلُ قد لاقَيْتُ ما يَزَعُ الفَتَى ... وطابقت في الحجلين مشي المُقيَّدِ «1»
وفلانٌ يَحْجِل: إذا رَفَعَ رجلاً وَيَثِبُ في مَشْيه على رِجْل، يقال: حَجَلَ. ونَزَوان الغُراب: حَجْله. والحِجْل: الخَلْخال، ويقال: الحَجْل أيضاً، قال النابغة:
على أنَّ حِجْلَيْها وإن قُلتُ أُوسِعا ... صَمُوتانِ من ملءٍ وقِلّةِ مَنطِق «2»
والتَحْجيل: بَياضٌ في قَوائِم الفَرَس، فَرَسٌ مُحَجَّل، وفَرَسٌ بادٍ حُجُولُه، قال: «3»
تَعالَوا فإِنَّ العِلْمَ عندَ ذَوي النُهَى ... من الناس كالبَلقْاء بادٍ حُجُولُها
والحَوْجَلةُ: من صِغار القَوارير ما وسعَ رأسُها، قال العجاج:
كأنَّ عَيْنَيهِ من الغئور ... قلتان أو حوجلتا قارور «4»
وحَجَل الإبلِ: أولادُها وحَشوها. وحَجَلتْ عينُه: غارَتْ، قال: «5»
__________
(1) ديوانه/ 103.
(2) ديوانه/ 184.
(3) هو (الأعشى) كما في اللسان (حجل) والتهذيب 4/ 145. والديوان ص 175.
(4) ديوانه ص 226، 227، والرواية فيه:
كأن عينيه من الغئور ... بعد الإني وعرق الغرور
قلتان في لحدي صفا منقور ... أذاك أم حوجلتا قارور
(5) في اللسان هو (ثعلبة بن عمرو) .(3/79)
فتُصبحُ حاجلةً عينُه ... بحِنْو استه وصلاه عيوب
جحل: الجَحْل: ضرب من اليعسوب، والجمع جحِلان. غير الخليل: ضَبٌّ جَحُول إذا كان ضَخْماً كبيراً.
لحج: اللحَج: كَسر العين مثل اللَّخَص إلا أنّه من تحت ومن فوق. واللحجَ: الغَمَص نفسه. واللَّحْج، مجزُوم، المَيْلُولة «1» التَحجَوا إلى كذا. وأَلحَجَهُمْ فيه كذا: أَمالَهُم فيه، قال:
ويَلْتَحجُوا بَكْراً لدَى كلِّ مِذنَبِ «2»
قال العجاج:
أو تَلْحَجَ الألسُنُ فينا مَلْحَجا «3»
أي تقولُ فينا فتَميل إلى القَبْيحِ عن الحَسَن.
جلح: الجَلَحُ: ذَهابُ شَعْر مُقَدَّم الرأس، والنعتُ أجْلَحُ. والتَجليحُ: التَعميم في الأمر. وناقَةٌ مِجلاح: وهي المُجَلِّحة على السنة الشديدة في بقاءِ لَبَنٍها، والجميعُ: المَجاليح، قال:
شَدَّ الفَناءُ بمصباح مَجالحَه ... شَيْحانةٌ خُلِقَتْ خلق المصاعيب «4»
__________
(1) في اللسان: الميل.
(2) لم نهتد إليه.
(3) ديوانه/ 365. وقد نسب في اللسان إلى (رؤبة) .
(4) لم نجد هذا الشاهد في المظان المتيسرة لدينا.(3/80)
والجالحةُ والجَوالحُ: ما تَطايَرَ من رءوس النَبات كالقُطْن من الريح ونحوه من نَسْج العنكبوت. وكالثلج إذا تَهافَتَ. والجَلْحاء: البَقَرةُ الذاهبُ قَرناها بأَخَرةٍ «1» . جُلاح: اسمُ أبي أُحَيْحَة، وكان سيِّدَ بني النَجّار وهو جَدّ عبد المطَّلب، كانت أمُّه سَلمَى بنتَ عَمْرو بنِ أُحَيْحَة. والمُجَلَّح: الكثير الأكل، ومنه قول ابن مقبل:
إذا اغبَرَّ العِضاهُ المُجَلَّحُ «2»
وهو الذي أُكِلَ فلم يُتْرَكْ منه شيءٌ.
حلج: والحَلْجُ: حَلْجُ القُطن بالمِحْلاج. والحَلْج في السَّيْر كقولك: بَيْننا وبينَهم حَلْجة صالحةٌ وحَلْجةٌ بعيدة «3» ، قال أبو النجم:
منه بعجز كصَفاةِ الحَيْجَل «4»
وفي الأصل: الحَيْلَج.
باب الحاء والجيم والنون معهما ح ج ن، ن ج ح، ج ح ن، ج ن ح مستعملات
حَجَنَ: المِحْجَنة والمِحْجَن «5» : عصا في طرفها عقافة. واحتجن الرجل: إذا
__________
(1) وجاء في التهذيب فيما نقله الأزهري عن الليث: والجلحاء من البقر التي تذهب قرناها أخرا.
(2) البيت في اللسان (جلح) وتمامه:
ألم تعلمي أن لا يذم فجاءتي ... دخيلي إذا اغبر العظاةالمجلح
(3) قال الأزهري: والذي سمعته من العرب: الخلج في السير بالخاء، ولا أنكر الحاء بهذا المعنى.
(4) لم نهتد إلى هذا الشاهد. في (س) : كصفاة الحيلج.
(5) كذا في اللسان، وفي الأصول المخطوطة: الحجن.(3/81)
اختصَّ بشيءٍ «1» لنفسه دونَ أصحابه. والاحتجان أيضاً بالمِحْجَن. حَجَنته عنه: أي صَدَدْتُه، قال:
ولا بُدَّ للمشَعُوف من تَبَع الهَوَى ... إذا لم يَزَعْه من هَوَى النفس حاجنُ «2»
وغَزوةٌ حَجون: وهي التي تظهر غيرها ثمَّ تخالف إلى غير ذلك الموضع، [ويُقْصَدُ إليها] . يقال: غَزاهم غَزوةً حَجوناً، ويقال: هي البعيدة، قال الأعشى:
فتلك إذا الحَجونُ ثَنَى عليها ... عِطافَ الهَمِّ واختَلَطَ المَريدُ «3»
والحَجون: مَوضع بمكّة قال: «4»
فما أنتَ من أهل الحَجون ولا الصَفا
والحُجْنة: مَوضع أصابَه اعوِجاجٌ. والحَجَنُ: اعوجاجُ الشيء الأحجن. والصقر وما يشبهه من الطَّير أحْجَن المِنقار. ومن الأُنُوف أحجَن وهو ما أقبَلْتْ رَوثَتُه نحوَ الفَم فاستَأْخَرَتْ ناشزتاه قُبْحاً. وتكون الحُجْنةُ من الشَّعر: الذي جُعُودتُه في أطرافه.
نجح: النُجْح والنَجاح: من الظَّفَر [بالحوائج] . نَجَحَتْ حاجتُك وأنجَحْتُها لك. وسِرْتُ سَيراً نُجحاً وناجحاً ونجيحاً: أي وشيكاً، قال:
يَشُلُّهُنَّ قَرَباً نجيحا «5»
__________
(1) كذا في التهذيب واللسان وقد سقط من الأصول المخطوطة.
(2) البيت في اللسان (حجن) .
(3) ديوانه/ 325، والرواية فيه:
فتلك إذا الحجوز أبى عليه ...
(4) (الأعشى) ديوانه/ 123 وعجزه:
ولا لك حق الشرب في ماء زمزم.
(5) في (ط) : تشلهن بالتاء. والرجز في المحكم 3/ 63، وفي اللسان (نجح) ، والرواية فيهما: يغبقهن. غير منسوب أيضا.(3/82)
يصف قرباً على طريق المصدر. ورأيٌ نَجيحٌ: صَوابٌ. وتناجحت أحلامه: إذ تَتابَعَت عليه رؤيا صِدقٍ. ونَجَحَ أمره: سَهُل ويَسَر.
جحن: جَيْحُونُ وجَيْحانُ: اسم نهر بالشام «1» . والجحن: السيىء الغِذاء، قال الشّماخ يذكُر ناقةً:
وقد عَرِقَتْ مَغاِبنُها وجادَتْ ... بدرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتينِ «2»
أي قليلُ الطُّعْم.
جنح: جَنَحَ الطائرُ جُنُوحاً: أي كَسَرَ من جَناحَيْه ثم أقبل كالواقع اللاجىء إلى موضع. والرجُلُ يَجْنَحُ: إذا أقبَلَ على الشَيءِ يعَملُه بَيدَيْه وقد حَنَى إليه صدرهَ، قال: «3»
جُنُوحَ الهالكي على يديه ... مكبا يَجْتَلي نُقَبَ النِصال
وقال في جُنوح الطائر:
تَرَى الطَّيْرَ العتاق يَطَلْنَ منه ... جنوحا.... «4» ......
__________
(1) الذي بالشام هو جيحان، كما في معجم البلدان 2/ 196، أماجيحون فيجيء من موضع يقال له: ريوساران وهو جبل يتصل بناحية السند والهند وكابل. ولعل ترجمة (جيحون) سقطت من الأصول فاختلط الأمر واضطربت العبارة
(2) جاء في اللسان: قال (ابن سيده)
أراد قرادا جعله حجنا لسوء غذائه
، يعني أنها عرقت. فصار عرقها قرى للقراد. وهذا البيت ذكره (ابن بري) بمفرده في ترجمة (حجن) بالحاء قبل الجيم، قال: والحجن المرأة القليلة الطعم وأورد البيت. غير أن رواية العين (حجن) بالجيم قبل الحاء هي المعتمدة، فغد جاءت في مصادر معتبرة قديمة. جاء في المجهرة 2/ 59: والجحن: السيىء الغذاء. قال (الشماخ) :.. وأورد البيت. وتهذيب الألفاظ لابن السكيت ص 328، والمقاييس لابن فارس 1/ 430 والصحاح (جحن) والتهذيب 4/ 154، والمحكم 3/ 61.
(3) هو (لبيد) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 78
(4) وتكملة العجز كما في التهذيب واللسان:.... إن سمعن له حسيسا(3/83)
والسَفينةُ تجنَحُ جُنوحاً: إذا انتَهَتْ إلى الماءِ القليل فَلزِقَتْ بالأرض فلم تَمْض. واجتَنَحَ الرجُلُ على رِجْله في مَقْعَده: إذا انكَبَّ على يديه كالمتكىء على يَدٍ واحدة. وجَنَحَ الظَلامُ جُنُوحاً: إذا أقبَلَ الليل، والاسم: الجنح والجُنْح، لغتان، يقال: كأنُّه جنح اللَّيْل يُشَبَّهُ به العَسْكَرُ الجَرّار. وجَناحا الطائر: يداه. ويَدا الإنسان: جناحاه. وجَناحا العَسْكَر: جانِباه. وجَناحا الوادي: أنْ يكونَ له مَجْرى عن يَمينه وعن شمَالِه. وجَنَحَت الناقةُ: إذا كانَتْ باركةً فمالَتْ عن أحَدِ شِقَّيْها. وجَنَحَتِ الإبِل في السَّيْر: أسرَعَتْ، قال: «1»
والعيِسُ المَراسيلُ جُنَّحُ
وناقةٌ مُجَنَّحُة الجَنْبَيْن: أي واسعتها. وجَنَحْتُه عن وجهه جنحاً فاجتَنَحَ: أي أمَلْتُه فمالَ. واجْنَحْتُه فجَنَحَ: أمَلْتُه فمال، قال:
فإن تَنْأ لَيْلَى بعدَ قُرْبٍ ويَنْفَتِلْ ... بها مُجْنَحُ الأَيّام أو مُستقيمُها «2»
وجَوانِح الصدر: الأضلاع المتصلة رءوسها في وَسَط الزَّوْر، الواحدةُ جانحة.
حنج: يقال: حَنَجْتُه فاحتَنَجَ: أي أمَلْتُه فمالَ، وأحْنَجْتُه، لغة، قال العجاج:
فَتُحْمِلِ الأرواحَ حاجاً مُحْنَجاً ... إليَّ أعرِفْ وَجْهَها المُلَجْلَجا «3»
يَعني حاجةً ليسَتْ بواضحةٍ على وجهها ولكنَّها مُمالةُ المَعْنَى. والحَنْج: إمالة الشَيءِ عن وجهه. والمِحْنجة: شَيءٌ من الأدَوات.
__________
(1) هو (ذو الرمة) . ديوان 2/ 1215 وتمام البيت فيه:
إذا مات فوق الرحل أحييت نفسه ... بذكراك............... ......
(2) لم نهتد إلى نسبة البيت، وإن كان يتفق في الوزن والقافية مع قصيدة للمجنون في ديوانه.
(3) في الديوان ص 360: إلى أعرف وحيها الملجلجا.(3/84)
باب الحاء والجيم والفاء معهما ح ج ف، ج ح ف، ف ح ج مستعملات
حجف: الحَجَفُ: [ضَرْبٌ من التِّرَسةِ] «1» مُقوِّرَةٌ من جُلُود الإبِل، الواحدة حَجَفة. والحُجاف: داءٌ يَعَتَري [الإنسان] من كَثرة الآكل أو من شَيءٍ لا يلائِمُه فيأخُذُ البطنَ استطلاقاً. وقيل: رجلٌ مَحْجُوف، قال: «2» .
والمُشتَكي من مَغْلة المحَجُوفِ
جحف: الجَحْفُ: شِبْهُ الجَرْف إلاّ أنّ الجَرْف للشيء الكثير والجحف للماء والكرة ونحوهما، تقول: اجتَحَفْنا ماءَ البئر إلاّ جُحفةً واحدة بالكَفِّ أو بالإناء. وتَجاحَفْنا الكُرَةَ بيننا بالصَوالِجة. وتَجاحَفْنا بالقِتال: تناول بعضُنا [بعضاً] بالعِصِيِّ والسُيُوف، قال العجاج:
وكانَ ما اهتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا «3»
اهتَضَّ: أي كَسَرَ، بَهْرَجاً: أي باطلاً، والجِحاف: مُزاحَمةُ الحرب. وسنة مُجْحفةٌ: تُجحفُ بالقَوم وَتْجَتحِفُ أموالَهم. ويقال: مَن آثَرَ الدُنْيا أجْحَفَتْ بآخِرتِه. والجُحْفةُ: «4» ميقات للإحرام.
فحج: الفَحَجُ: تَباعُدُ ما بينَ الساقَيْن في الإنسان والدابة، والنعْتُ: أفحَجُ وفَحْجاءُ، ويُقال «5» : لا فَجَحٌ فيها ولا صكك.
__________
(1) من التهذيب، وفي الأصول المخطوطة: ترس.
(2) هو (رؤبة) كما في اللسان وملحقات الديوان ص 178.
(3) ديوانه/ 383.
(4) في التهذيب: ميقات أهل الشام.
(5) من (س) . وسقطت من العبارة في (ص، ط) .(3/85)
باب الحاء والجيم والباء معهما ح ج ب، ب ج ح، ج ب ح مستعملات
حجب: الحَجْب: كُلٌّ شيءٍ مَنَعَ شَيئاً من شيءٍ فقد حَجَبَه حَجْباً. والحِجابةُ: ولايَة الحاجب. والحِجابُ، اسمٌ،: ما حَجَبْتَ به شيئاً عن شيءٍ، ويجمع [على] : حُجُب. وجمع حاجب: حَجَبة. وحِجاب الجَوْف: جِلْدةٌ تَحْجُبُ بينَ الفُؤاد وسائر البطن. والحاجب: عظم العَيْن من فَوق يَستُرُه بشَعْره ولحمه. وحاجبُ الفيل: اسمُ شاعرٍ. ويُسَمَّى رءوس عظم الوَرِكَيْن وما يَلي الحَرْقَفَتَيْن حَجَبَتينِ وثلاث حَجَبات، وجمعهُ حَجَب، قال «1» :
ولم يُوَقَّعْ برُكُوبٍ حَجَبُهْ
حبج: أحْبَجَتْ لنا نارٌ وعَلَمٌ: أي بَدا بَغْتَةً، قال: «2»
عَلَوْتُ أقصاهُ إذا ما أحْبَجا
بجح: فلانٌ يَتَبَجَّحُ بفُلانٍ ويَتَمَجَّحُ به: أي يهذي به اعجاباً، وكذلك إذا [تَمَزَّحَ] «3» به. وَبَجَّحنَي فَبَجِحْتُ: أي فرَّحَني ففَرِحْتُ. وبَجِحْتُ وبَجَحْتُ لغتان، قال: «4»
ولكنّا بقرباك نبجح «5»
__________
(1) التهذيب 4/ 162 واللسان (حجب) غير منسوب أيضا.
(2) هو (العجاج) ديوانه/ 368 وفيه (أخشاه) في مكان أقصاه.
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: تمدح.
(4) هو (الراعي) كما في التهذيب.
(5) وتمام البيت:
وما الفقر من أرض العشيرة ساقنا ... إليك ولكنّا بقُرباكَ نَبْجَحُ.(3/86)
جبح: جَبَحُوا بِكَعابهم: رَمَوا بها ليُنْظَرَ أيُّها يخرُجُ فائِزاً. والأُجْبُحُ «1» : مواضع النَّحْل في الجبل، الواحد جِبحْ، ويقال: هو الجَبَلُ، قال الطرماح: «2»
جَنَى النَحْل أضْحَى واتِناً بين أجبح
باب الحاء والجيم والميم معهما ح ج م، ج ح م، ج م ح، ح م ج، م ح ج مستعملات
حجم: الحِجامة: حِرْفُة الحاجِم وهو الحجّام، والحجم فعله. والمحجمة: قارورة. والمَحْجَم: مَوضعة من العُنُق. والحُجُومُ: اسمٌ للقُبل. والإِحجام: النُّكُوص عن الشّيء هَيبةً. والحِجام: شيءٌ يُجعل في خَطْم البَعير كي لا يعَضَّ، بَعيرٌ مَحْجُوم. والحَجْمُ: كفُّكُ إنساناً عن أمْرٍ يُريده. والحَجْم: وجدانُك شيئاً تحت ثَوْبٍ، تقول: مَسِسْتُ الحُبْلَى فوَجَدت حَجْمَ الصبَّيِّ في بَطْنها. وأحْجَمَ الثَدْيُ أي: نَهَدَ، قال: «3»
قد أحْجَمَ الثَدْيُ على نَحْرها ... في مُشرِقٍ ذي بَهجة نائر
جحم: الجَحيمُ: النّارُ الشديدة التَأَجُّج والالتِهاب، جَحَمَت تجحم جحوما.
__________
(1) في (ط) : والأجج: الجبل.
(2) ديوانه/ 102. وصدر البيت فيه:
وإن كنت عندي أنت أحلى من الجنى
(3) هو (الأعشى) كما في الديوان/ 139 والرواية فيه:
قد نهد الصدر على نهدها ... في مشرق ذي صبح نائر(3/87)
وجاحِم الحرب: شدَّة القَتْل في معركتها، قال:
حتّى إذا ذات منها جاحِماً بَرَدا «1»
والحَجْمةُ: العَيْن بلغة حِمْيَر. قال: «2»
أيا جَحْمَتي بكي على أم واهب
وجَحْمَتا الأسَد: عَيناه بكلِّ لغة «3» . والأجحم: الشديدُ حُمرةِ العَيْن مع سَعَتها. والمرأةُ جَحْماءُ ونساءٌ جُحْمٌ وجَحْماواتٌ.
جمح: جَمَحَتِ السفينةُ جُمُوحاً: تَرَكَتْ قَصدَها فلم يَضبطْها المَلاّحُون. وجَمَح الفَرَسُ بصاحبه جِماحاً: إذا ذَهَبَ جَرْياً غالباً. وكلٌّ شيءٍ مَضَى لوجهِه على أمرٍ فقد جَمَحَ، قال:
إذا عَزَمْتُ على أمرٍ جَمَحتُ به ... لا كالذي صدَّ عنه ثُمَّ لم يَثُبِ «4»
وفَرَسٌ جَموحٌ: جامح، الذكَر والأُنثى في النَعتَيْن سواء. والجماح «5» و [الجميع] : الجَماميحُ: شِبْهُ سُنْبُلٍ في رءوس الحلي والصليان. وجمحموا بكِعابهم مثل جَبَحوا. والجُمّاح «6» : شيء يلعب به الصبيان، يأخذون ثلاث ريشات فيربطونها ويجعَلُون في وَسَطها تَمْرَةً أو عجيناً أو قِطعةَ طين فيرمونه فذلك
__________
(1) التهذيب 4/ 169، واللسان، والتاج (جحم) غير منسوب وغير تام أيضا.
(2) وفي اللسان (شنتر) : قال حميري يرثي امرأة أكلها الذئب. رواية البيت في التهذيب مع تمامه:
فيا جحمتا بكي على أم مالك ... أكيلة قليب ببعض المذانب
(3) وردد الأزهري ذلك في التهذيب 4/ 170 ناقلا عبارة (العين) . وفي اللسان (جحم) : لغة حمير، وقال ابن سيده: لغة أهل اليمن خاصة.
(4) اللسان (جمح) غير منسوب أيضا، وفيه، (لم ينب) بالنون في مكان (لم يثب) .
(5) في التهذيب من كلام الليث: الجماحة.
(6) في التهذيب 4/ 168: أبو عبيد عن الأموي: الجماح: ثمرة تجعل على رأس خشبة يلعب بها الصبيان. و (4/ 169) عن ثعلب عن ابن الأعرابي: الجماح: سهم يلعب به الصبيان.(3/88)
الجُمّاح، قال: «1» عَبْداً كأنّ رأسَه جُمّاحْ وقال الحطيئة:
أخو المَرْء يُؤتَي دونَه ثُمَّ يُتَّقَى ... بزُبِّ اللِّحَى جُردِ الخُصَى كالجَمامِحِ
والجُمّاحةُ والجماميح: رءوس الحَليِّ والصِليِّان ونحو ذلك مِمّا يخرُجُ على أطرافه شِبْه سُنْبُل غيرَ أنّه كأذناب الثَعالب. والجِماح: موضع، قال الأعشى:
فكم بينَ رُحْبَى وبين الجماح ... أرضاً إذا قيسَ أميالُها «2»
حمج: وتَحميج العَيْنَيْن: إذا غارتَا، قال:
لقد تَقُودُ الخَيْلَ لم تُحَمِّجِ
أي لم تَغُرْ أعينُها. والتَحميج: النَظَرُ بخَوفٍ. ويقال: تَحميجُها هُزالُها. والتَحميجُ: تغُيُّر الوَجْه من [الغضب] «3» .
وفي الحديث: ما لي أراكَ مُحَمِّجاً.
محج: المَحْجُ: مَسْحُ شيءٍ عن شيءٍ. والرِيحُ تَمْحَجُ الأرضَ: أي تَذْهَبُ بالتُراب حتّى يتناولَ من أَدَمة الأرض تُرابَها «4» ، قال العجاج:
__________
(1) واللسان (جمح) : وروت العرب عن راجز من الجن زعموا وفيه: (هيق) في مكان (عبد) . للحكم 3/ 69
(2) رواية البيت في الديوان ص 165:
وكم دون أهلك من مهمه ... وأرض إذا قيس أميالها
(3) من عبارة العين في التهذيب 4/ 167 وهو الصواب.
(4) سقطت في الأصول المخطوطة، وهي في كلام الليث في التهذيب.(3/89)
ومَحْجُ أرواحٍ يُبارينَ الصبَّا
ويُرْوَى: وسَحْجُ أرواحٍ «1»
مجح: التمَجُّح: «2» الاعجابُ بالشيء.
باب الحاء والصاد والشين معهما ش ح ص مستعمل فقط
شحص: الشَّحْصاء: الشاة التي لا لَبَنَ لها.
باب الحاء والشين والطاء معهما ش ح ط مستعمل فقط
شحط: الشَّحْطُ: البُعْدُ في الحالات كُلّها يُخَفَّف ويُثَقَّل. شَحَطَتْ دارُه تَشْحَطُ شُحُوطاً وشَحطاً. والشَحْطة: داءٌ يأخذ في صُدُور الإبِل لا تكادُ تنجُو منه. ويقال لأثَرِ سَحْج يُصيب جَنباً أو فَخِذاً ونحوه: أصابته شَحطةٌ. والشَّوْحَطُ: ضربٌ من النَّبْع. والمِشْحَطُ: عُوَيْدٌ يوضَع عند القضيب من قُضبان الكَرْم يقيه من الأرض.
__________
(1) وورد في اللسان (بيت العجاج) وكذا في ملحقات الديوان ص 73 وليس من إشارة إلى هذه الرواية.
(2) في التهذيب: قال غير واحدالتمجح والتبجح البذخ والفخر.(3/90)
والتَشحُّطُ: الاضطِرابُ في الدم. والوَلَدُ يَتَشَحَّطُ في السَّلَى: أي يضطرِبُ فيه، قال النابغة:
ويَقْذِفْنَ بالأولادِ في كُلِّ مَنْزِلٍ ... تَشَحَّطُ في أَسلائِها كالوصَائِل «1»
يَعني بالوصائل البُرودُ الحُمْر.
باب الحاء والشين والدال معهما ح ش د، ش ح د يستعملان فقط
حشد: يقال: حَشَدوا أي خَفُّوا في التَعاوُن، وكذلك إذا دُعُوا فأَسْرَعُوا الإجابة، يستعمل في الجميع، قَلَّما يُقال: حَشَدَ، إلاّ أنَّهم يقولون للإبِل: لها حالِبٌ حاشدٌ أيْ لا يفتُرُ عن حَلْبها والقيام بذلك.
شحد «2» : الشَّوْحَدُ: الطَويل من النُّوق، قال الطرماح:
بفَتْلاءَ أمرار الذراعين شَوْدَحِ «3»
وهذا مقلوبٌ من شَوْحَد.
باب الحاء والشين والذال معهما ش ح ذ يستعمل فقط
شحذ: الشَّحْذُ: التَّحديد، شَحَذْت السِكِّينَ أشحَذهُ شَحْذاً فهو شحيذ ومشحوذ،
__________
(1) ديوانه/ 70.
(2) جاء في التهذيب من هذه المادة أشياء أخرى نسبها المصنف إلى الليث ولم يذكر الشوحد.
(3) ديوانه/ 116 (دمشق) والرواية فيه: بفتلاء ممران. وهذا الشاهد مما ذكره صاحب التهذيب في شدح التي أهملت في العين. وصدر البيت:
قطعت إلى معروفها منكراتها.(3/91)
قال رؤبة:
يَشحَذُ لَحيَيْهِ بنابٍ أعْصَلِ «1»
والشَحَذانُ: الجائع
باب الحاء والشين والراء معهما ح ش ر، ش ح ر، ش ر ح، ر ش ح، ح ر ش مستعملات
حشر: الحَشْر: حَشْرُ يَومِ القِيامة [وقوله تعالى] : ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
«2» ، قيل: هو الموتُ. والمَحْشَرُ: المجمعُ الذي يُحشَرُ إليه القوم. ويقال: حَشَرتْهُم السَّنةُ: وذلك أنَّها تضُمُّهم من النَّواحي [إلى الأمصار] ، قال: «3»
وما نَجا من حَشْرها المَحْشُوش ... وَحْشٌ ولا طمْشٌ من الطُمُوش
قال غير الخليل: الحش والمحشوش واحد. والحَشَرة: ما كان من صِغار دَوابِّ الأرض مثل اليّرابيع والقَنافِذ والضبِّاب ونحوها. وهو اسمٌ جامعٌ لا يُفردَ منه الواحد إلاّ أن يقولوا هذا من الحشرة. قال الضرير: الجَرادُ والأرانِبُ والكَمْاة من الحَشَرة قد يكون دَوابَّ وغير ذلك. والحَشْوَر: كُلُّ مُلَزَّز الخَلْق. شديدةُ. والحَشْر من الآذانِ ومن قُذّذ السِهام ما لطُفَ كأنَّما بُرِيَ بَرْياً، قال: «4»
لها أذُنٌ حشر وذفرى أسيلة ... وخذ كمرآة الغريبة أسجح
__________
(1) ليس الرجز في ديوان رؤبة وهو في التهذيب 4/ 176 وفي اللسان (شحذ) غير منسوب.
(2) سورة الأنعام 38.
(3) هو (رؤبة بن العجاج) . والرجز في ديوانه ص 78.
(4) القائل (ذو الرمة) . والبيت في الديوان ص 2/ 1217.(3/92)
وحَشَرْتُ السِنانَ فهو مَحْشُور: أي رَقَّقُته «1» وأَلْطَفْتُه.
شحر: الشِحْرُ: ساحِلُ اليَمَن في أقصاها، قال العجاج:
رَحَلْتُ من أقصَى بلاد الرُحَّلِ ... من قُلَل الشِحْرِ فجَنْبَيْ مَوْكِلِ «2»
ويقال: الشِحْر مَوضع بعُمان.
شرح: الشَّرْحُ: السَعَةُ، قال الله- عز وجل-: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ
«3» أي وسَّعَه فاتَّسَعَ لقَول الخير. والشَرْحُ: البَيان، اشرَحْ: أيْ بيِّنْ. والشَّرْحُ والتَشريحُ: قِطْعُ اللَّحم على العظام قَطْعاً، والقِطعة منه شَرْحةٌ.
رشح: رَشَحَ فلانٌ رَشْحاً: أي عَرِقَ. والرَشْحُ: اسمٌ للعَرَق. والمِرْشِحَةُ: بِطانةٌ تحت لِبْدِ السَّرْج لنَشْفِها العَرَق. والأُمُّ تُرشِّحُ وَلَدَها تَرشيحاً باللَّبَن القليل: أيْ تجعلُه في فَمِه شيئاً بعدَ شيءٍ حتى يقْوَى للمص. والترشيح أيضا: لحس الأُمِّ ما على طِفلها من النُدُوَّة، قال:
أُدْمُ «4» الظِباء تُرَشِّحُ الأطفالا
والراشِحُ والرَواشِحُ: جبال تَنْدَى فرُّبَما اجتَمَعَ في أصُولها ماء قليل وإنْ كَثُرَ سُمِّيَ واشِلاً. وإِنْ رأيتَه كالعَرَق يَجري خلالَ الحِجارة سُمِّيَ راشحا.
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة وفي نسخة من أصول التهذيب في سائرها: دققته.
(2) الرجز في الديوان (ط مصر) ص 46 والرواية فيه: بجنبي:
(3) سورة الزمر 39.
(4) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب 4/ 181 من العين واللسان (رشح) : أم الظبا ...(3/93)
حرش: الحرش والتحريش: إغراؤك إنسانا بغيره. والأحرش من الدنانير ما فيه خشونة لجِدَّته، قال:
دنانيرُ حُرْشٌ كُلُّها ضَربُ واحِدٍ «1»
والضَبُّ أحرَشُ: خَشِنُ الجِلدِ كأنَّه مُحَزَّز. واحترشْتُ الضَبَّ وهو أن تحرشه في جحره فتُهيجَه فإذا خَرَجَ قريباً منك هَدَمْتَ عليه بقيَّةَ الجُحْر. ورُبَّما حارَشَ الضَبُّ الأفعَى: إذا أرادت أن تدخُل عليه قاتَلَها. والحَريشُ: دابَّةٌ لها مَخالِبُ كمخَالبِ الأسد ولها قرن واحد في وسط هامَتها، قال:
بها الحريشٌ وضِغْزٌ مائِلٌ ضَبِرٌ ... يَأوي إلى رَشَفٍ منها وتقليصِ «2»
والحَرْش: ضَرْبٌ من البَضْع وهي مُسْتَلْقِيةٌ.
باب الحاء والشين والنون معهما ح ش ن، ش ح ن، ش ن ح، ن ش ح، ح ن ش مستعملات
حشن: حَشِنَ السِقاءُ حَشَناً وأَحْشَنتُه أنا: إذا أكثَرْتُ استعماله بحَقْن اللَّبَن ولم يُغْسَل ففَسَدَتْ ريحه.
__________
(1) لم نهتد إلى نسبة الشطر.
(2) رواية البيت في التهذيب:
بها الحريشٌ وضِغْزٌ مائِلٌ ضئز ... يأوي إلى رشح منها وتقليص
واللسان (ضغز) :
ما يني ضئزا.... ... يأوي إلى رشف ...(3/94)
شحن: شَحَنْتُ السَّفينةَ: مَلأَتها فهي مَشْحُونة. والشَحْناءُ: العَداوة، عَدُوٌّ مُشاحِن: يشحَنُ لك بالعَداوة «1» .
شنح: الشَناحيٌّ: نَعْتٌ للجَمَل في تَمام خَلْقه: قال «2» :
أعَدُّوا كلَّ يَعْمَلَةٍ ذَمُولٍ ... وأعْيَسَ بازلٍ قَطمٍ شَناحي
نشح: نَشَحَ الشاربُ: أي شَرِبَ حتّى امتَلأ، ويقالُ للَّذي يشرَبُ قليلاً قليلاً، قال: «3»
وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ
وسقاءٌ نَشّاح، أي: نَضّاح.
حنش: الحَنَشُ: من الحَرابيِّ وسَوامِّ أبرص ونحوه، تشبه رءوسه رءوس الحَيّات، وجمعُه أحناش، قال الشماخ:
تَرَى قِطَعاً من الأحناش فيه ... جَماجِمُهُن كالخَشَل النَزيعِ «4»
يَصفِها في الوَكْر.
__________
(1) في الأصول المخطوطة بعد كلمة (بالعداوة) : عبارة: والشيحان: الطويل لم نثبتها هنا، لأنها من معتل الحاء وسنثبتها في موضعها.
(2) كذا في التهذيب واللسان في الأصول المخطوطة: شناح. ولم نهتد إلى نسبة الشاهد.
(3) هو (ذو الرمة) . وصدر البيت:
فانصاعت الحقب لم تقصع صرائرها
انظر اللسان والديوان 1/ 453.
(4) البيت في التهذيب (حنش) واللسان (حنش وخشل) .(3/95)
قال زائدة: الخشْل ما يُكْسَر من الحُلِيِّ، ونَزيعٌ ومَنْزُوع واحد.
باب الحاء والشين والفاء معهما ح ش ف، ش ح ف، ح ف ش، مستعملات
حشف: الحَشَفُ: ما لم يُنْوِ «1» من التَمْر، فإذا يَبِسَ صَلُبَ وفَسَدَ، لا طَعْمَ له ولا حَلاوة «2» . وقد أحشَفَ ضَرْعُ الناقة: إذا يَبِسَ وتَقَبَّضَ. والحَشيفُ: الثَوْبُ الخَلَق. والحَشَفةُ: ما فَوقَ الخِتان. والحَشَفُ: الضَرْعُ اليابسُ، قال طرفة:
فطَوراً به خَلْفَ الزَميل وتارةً ... على حَشَف كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ «3»
فحش: الفُحْشُ: مَعرُوف، والفَحْشاءُ: اسمٌ للفاحِشة. وأفحَشَ في القَوْل والعَمَل وكلِّ أمر: لم يُوافقِ الحَقَّ فهو فاحِشةٌ. وقوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ*
«4» ، يَعني خُروجَها من بَيْتها بغير إِذْنِ زوجها المُطَلِّقها.
حفش: الحِفْش: ما كانَ من الآنِية مِمّا يكون أوعية في البَيت للطِيب ونَحوهِ، وقَواريرُ الطيب أحفاش. والسَّيْل يحفِش الماءَ حَفْشاً من كُلِّ جانب إلى مُستَنْقِعٍ واحدٍ فتلك المسايلُ التي [تَنَصبُّ «5» ] إلى المسيل الأعظَمِ من الحوافِش، الواحدة حافِشة، قال:
__________
(1) في (ط) : ينق وهو تصحيف.
(2) زاد في التهذيب واللسان: ولا لحاء. وهو كلام (الليث) .
(3) البيت من مطولة (طرفة) ديوانه/ 13.
(4) سورة النساء 19
(5) كذا في التهذيب من كلام (الليث) ، وفي الأصول المخطوطة: التي تنسب إلى المسايل(3/96)
عَشيَّةَ رُحْنا وراحُوا إلينا ... كما مَلأَ الحافِشات المَسيلا «1»
وقال مرار بن منقذ:
يَرجِعُ الشَدُّ على الشَدِّ كما ... حفش الوابل غيث مُسْبَكِرّ «2»
وحَفَش: أي طَرَدَ فأسرَعَ، يصف الفَرَس. والحِفْشُ: البيتُ الصَغير أيضاً. والحَفْش: الجَريُ. وهُم يحفِشُون عليك ويجلُبون: أي يجتمعُون. والفَرَسُ يحفِشُ الجَرْيَ: أي يُعقِبُ جَرْياً بعدَ جَرْي فلا يزدادُ إلا جَودة.
باب الحاء والشين والباء معهما ح ش ب، ش ح ب، ح ب ش، ش ب ح، مستعملات
حشب: الحَوْشَبُ: عظمٌ في باطِن الحافِر بينَ العَصَب والوَظيف. والحَوْشَبُ: العظيم البطن، قال الأعلم الهذلي:
وتجُرُّ مُجرِيةٌ لها ... لَحمي إلى أجرٍ حَواشِبْ «3»
وقال العَجّاج في الوَظيف:
في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا «4»
الحَوْشَب: من أسماء الرجال.
__________
(1) البيت في اللسان (حفش) غير منسوب أيضا.
(2) لم نهتد إلى البيت في المظان التي بين أيدينا.
(3) كذا في التهذيب وديوان الهذليين 2/ 80، وفي الأصول المخطوطة:
وتجر أجريه لها ... تحمي إلى أجر حواشب
(4) كذا في التهذيب، وفي الأصول المخطوطة: حوشبا وليس الرجز في ديوان العجاج (ط بيروت) .(3/97)
شحب: شَحَبَ يَشحَبُ شُحوباً: أي تَغَيَّر من سَفَرٍ أو هُزال أو عَمَل، قال:
فإنّ كِرامَ الناس بادٍ شُحُوبُها «1»
حبش: الحَبَشُ: جنْس من السُودان، وهم الحبشان والحبش، و [في] لغة يقولون: الحَبَشِة على بناء سَفَرة، وهذا خطأ في القياس لأنّك لا تقول حابش كما تقول: فاسق وفَسَقة، ولكنّه سارَ في اللَّغات وهو في اضطِرار الشعر جائز. والأُحُبوش كالحَبَش، قال: «2»
كأنَّ صِيران المَهَا الأخلاطِ ... بالرَّمْل أُحبُوشٌ من الأنباطِ
وأما الأحابيش فكانوا أحياءَ من القارَة انضَمُّوا إلى بني ليث في الحَرْب التي وقَعَت بينهم وبينَ قُرَيش قبلَ الإسلام فيها يقول إبليس لقريش: إني جارٌ لكم من بني كبْت فواقِعوا محمداً، أتاهم في صورة سُراقة بن مالك بن جَعْثم، وذلك حيث يقول الشاعر:
لَيْثٌ ودِيِلٌ وكعبٌ والتي ظَأَرَتْ ... جُمْعَ الأحابيشِ لمّا احمَرَّتِ الحَدَقُ
سُمُّوا بذلك لتَجَمُّعِهم فلمّا صارَ لهم ذلك الاسمُ صارَ التَحبيش في الكلام كالتجميع، قال رؤبة «3» :
أولاك حَبَّشتُ لهم تجبيشي ... فَرضي وما جَمَّعْت من خُروشي
والحُبْشّيُة: ضَرْبٌ من النَّمْل سُودٌ عِظامٌ، لمّا جَعَلوا ذلك اسماً غيَّروا اللفظ
__________
(1) سقطت (فإن) من (ط) . ولم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام البيت.
(2) هو (العجاج) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 247.
(3) القائل هو (رؤبة) كما في التهذيب واللسان، أما في الأصول المخطوطة فهو (العجاج) . والرجز في ديوان رؤبة ص 78 وروايته:
أولاك حفشت لهم تحفيشي(3/98)
ليكونَ فَرقاً بين النسبةِ والاسمِ. النِسبةُ: حبَشيَّة، والاسم: حبُشْيّة. وعلى هذا أيضاً الحُبْشيّة: ناقةٌ شديدة السَواد.
شبح: الشَبَحُ: ما بَدا لكَ شَخصُه من الخلق، يقال: شَبَحَ لنا أي مَثَلَ، وجمعهُ: أشباح، قال:
رمقت بعيني كل شبح وحائِلِ «1»
وقال:
كأنَّما الرَحْلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ ... ذبِّ الريادِ إلى الأشباح نَظّارِ «2»
أي كثير الرِياد وهو الاقبال والادِبار في الرَعْيِ. ويقال في التصريف أسماءُ الأشباح وهو ما [أدرَكَتْهُ] «3» الرُؤيةُ والحِسُّ، وأسماء الأعمال: ما لا تدركه الرؤيةُ ولا الحِس. والشَبْحُ: مَدُّك الشَيءَ بينَ أوتاد ليَجِفَّ. والمضُروبُ يُشّبُح إذا مُدَّ للجَلْد. ورجُلٌ مَشبُوح الذِراعَيْن: أي طويلُهما، قال أبو ذؤيب:
فذلك مَشبُوحُ الذراعَيْن خَلْجَمٌ ... خَشُوفٌ إذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها «4»
باب الحاء والشين والميم معهما ح ش م، ش ح م، ح م ش، م ح ش مستعملات
حشم: الحَشَمُ: خَدَمُ الرجل ومَن دونَ أهلِه من وَلَدِه وعِياله. والحِشمةُ: الانقباض عن أخيك في المَطْعَم وطَلَب الحاجة، تقول: احتَشَمْتُ، وما الذي
__________
(1) في التهذيب 4/ 191 واللسان (شج) .
(2) (النابغة) ديوانه/ 236. وفيه: (الزياد) بالزاي وهو تصحيف. واللسان (ذبب) .
(3) مما نقل في التهذيب 4/ 192 عن العين في الأصول: أدركت.
(4) البيت في شرح أشعار الهذليين 1/ 82) .(3/99)
حَشَمَكَ وأحشَمَكَ أيضاً. والحُشُومُ: الإِقبال بعدَ الهُزال، حَشَمَ يحشِمُ، ورجلٌ حاشِم، وقد حَشَمتِ الدَّوابُّ في أوَّل الربيع وذلك إذا أصابت شيئاً فحَسُنَتْ بطُونُها وعَظُمَت.
شحم: رجلٌ شاحِمٌ لاحم: إذا أطعَمَ الناسَ الشَّحْمَ واللحم. وقد شَحَمَهُم يَشْحَمُهُم شَحْماً. وشَحْمةُ الرُمّانة: هَنَةٌ في جَوْفها تَفْصِلُ بين حَبّها، وإذا غَلُظَت قلتَ رُمّانة شَحِمةٌ. وعَنِبٌ شَحِمٌ: قليلُ الماء صُلْبُ اللِّحاء. وشَحْمةُ الأُذن: لَحْمةُ مُتَعَلَّق القُرْطِ من أسفَلَ.
حمش: الحَمْشُ: الدَّقيقُ القوائِمِ. وساقٌ حَمْشةٌ، جزم، وتجمَع [على] : حُمْش وحِماش، قال الطرماح يصف الدِيَكةَ:
حِماشُ الشَّوَى يَصْدَحْنَ من كُلِّ مَصْدَح «1» .
أيْ: من كل وجه. والاستِحماش في الوَتَر أحسَنُ، يقال: أوتارٌ حَمْشةٌ، ووَتَرٌ حَمْشٌ: مُسَتْحِمش، قال: «2»
كأنَّما ضُرِبَت قُدّامَ أعيُنِها ... قُطْنٌ بِمُسْتَحِمشِ الأوتارِ مَحْلُوجُ
واستَحْمَشَ الرجُلُ: اشتَدَّ غضَبُه.
محش: المَحْشُ: تناولٌ من لَهَبٍْ يُحرِق الجلدَ ويُبدي العظمَ، يقال محشته النار محشا.
__________
(1) وصدر البيت في الديوان ص 99:
إذا صاح لم يخذل وجاوب صوته
،
(2) البيت (لذي الرمة) . انظر الديوان 2/ 995. والرواية فيه: عهنا بمستحصد.(3/100)
باب الحاء والضاد والدال معهما د ح ض مستعمل فقط
دحض: الدَّحْضُ: الزَلَقُ، يقال: مَزْلَقَةٌ مِدحاضٌ. والدَّحْضُ: الماءُ الذي تكون منه المزْلَقَةُ. ودَحَضَتِ الشَمس عن بطن السَماءِ، أي: زالت. ودَحَضَت حُجَّتُه: أي: بَطَلَتْ. ودُحَيْضة: موضع، قال: «1»
َأَتْنَسْيَن أيّاماً لنا بدُحَيْضةٍ ... وأيّامَنا بينَ البَديِّ فَثَهْمَدِ
البدي: بئر لحمى ضرية لبني جعفر بن كلاب. ودَحَضَتْ رِجْلُ البعير: زَلَقَت.
باب الحاء والضاء والظاء معهما ح ض ظ مستعمل فقط
حضظ: الحُضَظ لغة في الحُضَض: [دواءٌ يتخذ من أبوال الإبل] «2» .
باب الحاء والضاد والراء معهما ح ض ر، ر ح ض، ح ر ض، ض ر ح، ر ض ح مستعملات
حضر: الحَضَرُ: خلافُ البَدْو، والحاضِرة خلاف البادية لأن أهل الحاضرة
__________
(1) هو (الأعشى) ، ديوانه/ 189، وانظر اللسان (دحض) .
(2) من مختصر العين (ورقة 65) ، وجاء في التهذيب من كلام الليث: الحُضَظ لغة في الحُضَض وهو دواء يتخذ من أبوال الإبل.(3/101)
حَضَروا الأمصارَ والديار. والباديةُ يُشبِهُ أنْ يكونَ اشتِقاق اسمه من: بدا يبدو أى بَرَزَ وظَهَرَ، ولكنّه اسم لزم ذلك الموضع خاصَّةً دونَ ما سِواه، [والحَضْرَةُ: قرب الشَّيء] «1» . تقول: كنت بحَضرةِ الدار، قال:
فشَلَّتْ يَداهُ يومَ يحمِلُ رأسَه «2» ... إلى نَهشَل «3» والقَومُ حَضرةَ نَهْشَلِ
وضَرَبُته بحَضْرَة فلانٍ، وبمَحْضَره أحسَنُ في هذا. والحاضِرُ: هُمُ الحَيُّ إذا حَضَروا الدارَ التي بها مُجتَمَعهُم فصارَ الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسامِرِ ونحوِهما، قال:
في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامرُه ... فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ «4»
والحُضْر والحِضار: من عَدْوِ الدابَّة، والفعل: الإحضار. وفَرَسٌ مِحضير بمعنى مِحضار غيرَ أنّه لا يقالُ إلا بالياء وهو من نَوادر كلام العرب، قال امرؤ القيس:
استلحم الوحش على أحشائها ... أهوَجُ مِحضيرٌ إذا النقْعُ دَخَنْ «5»
والحضيرُ: ما اجتَمَعَ من [جائية] «6» المِدَّةِ «7» في الجُرْح، وما اجتَمَعَ من السُّخد في السَّلا ونحوه. والمُحاضرةُ: أنْ يُحاضِرَك إنسان بحَقّكَ فيذهَب به مُغالَبةً ومُكابَرةٌ. والحِضار: اسم جامع للإبِلِ البِيض كالهِجان، الواحدةُ والجميع في الحضار سَواءٌ. وتقول: حَضارِ. أي: احضَرْ مثلُ نَزالِ بمعنَى انزل. وتقول: حضرت
__________
(1) من التهذيب 4/ 200 عن العين.
(2) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب وفي اللسان: راية.
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي (ط) : فشل.
(4) البيت في التهذيب واللسان فيما نقله صاحب التهذيب عن (الليث) .
(5) ليس البيت في الديوان ولكنه غير منسوب في اللسان والتاج (دخن) .
(6) من المحكم 3/ 87 والجائية: الغليظة، وفي التهذيب 4/ 200: جايئة. وفي الأصول المخطوطة: جانبه.
(7) في اللسان المادة.(3/102)
الصَّلاةُ، لغة أهل المدينة، بمعنى حَضَرت، وكلهم يقولون: تَحضُر. وحَضارِ: اسم كوكب معروف، مجرورٌ أبداً. وحَضْرَمَوْت: اسمان جُعِلا اسماً واحداً ثم سُمِّيَت به تلك الَبْلَدة، ونظيرهُ: أحمرجون «1» .
رحض: ثَوبٌ رَحيضٌ ومَرْحُوضٌ: أي: مَغسُول. والرحْضُ: الغَسْل.
وقالتْ عائشة في عُثمانَ: استَتابوه حتى إذا تَرَكوه كالثَوْبِ الرَّحيض أحالوا عليه فقَتَلُوه «2» .
والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأ فيه مثل كنيف وكذلك المِرحاضُ وهو المُغَتسَل. والرُحَضاء: عَرَق الحُمَّى، رُحِض الرجُلُ أخَذَتْهُ الرُحَضاءُ.
حرض: التَحريضٌ: التَحضيضُ. والحُرضُ، (مثقل) ، الأشْنان، والمِحْرَضةُ: وِعاؤه. وقوله تعالى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً «3» أي مُحْرَضاً يُذيبك الهَمُّ، وهو المُشرِف حتى يكاد يَهلِك. رجلٌ حَرَضٌ ورجالٌ أحراض. والحَرَضُ: الذي لا خير فيه لؤماً ودقّةً من كلّ شيءٍ. [والفِعل منه «4» : حَرُضَ يحرُضُ حُروضاً. وناقةٌ حَرَضٌ وإبِلٌ أحراض: وهو الضاوي الرديءُ.
ضرح: الضَرْحُ: حَفرُكَ الضَريحَ للميِّت وهو قَبْرٌ بلا لَحْدٍ، ضَرَّحْتُ له. والضَرْحُ: الرَمْيُ بالشيْءِ. واضطَرُحوا فلاناً: إذا رَمَوا به، والعامَّةُ تقول: اطَّرَحُوه، يظُنُّونَ أنَّه من الطَرْح وإنّما هو من الضَرْح، قال:
ضرحاً بصليات النُسور نحتبي «5»
__________
(1) لم نجده في المظان التي بين أيدينا.
(2) التهذيب 4/ 203.
(3) سورة يوسف 85
(4) من اللسان (حرض) ، لتوضيح العبارة.
(5) كذا في الأصول المخطوطة، ولم نهتد إلى هذا الرجز ولم نتبينه.(3/103)
ويقال: الضَرْحُ الرُمْح. والضرُّاح بيت في السَّماء. والمَضْرَحيُّ من الصِقُوُر: ما طالَ جناحاه، قال طرفة:
كأنَّ جَناحَي مَضْرحَيٍّ تَكَنَّفا «1»
ويقال للرجل السيد السَريِّ: مَضْرَحيّ. ويقال المَضْرَحّي. ويقال المَضْرَحِيُّ: الأبيضُ من كلّ شَيءٍ.
رضح: الرَضْحُ: رَضْحُك النَّوَي بالمِرْضاح أي: بالحَجَر، والخاء لغة قليلة.
باب الحاء والضاد واللام معهما ض ح ل، ح ض ل يستعملان فقط
ضحل: الضَّحْل: الماءُ القريبُ القَعْر. والضَّحْضاحُ: أعَمُّ منه قلَّ أو كثر. وأتان الضحل: الصَّخْرة بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهر. والمَضْحَل: مكان يقِلُّ فيه الماء من الضَّحْل، وبه يُشَبَّه السَّراب، قال: «2»
حسِبتُ يَوماً غيرَ قَرٍّ شاملاً ... يَنسُجُ غُدراناً على مَضاحِلاً
حضل: حَضِلَتِ النخْلةُ: أي فَسَدَ أصولُ سعفها، و [حظلت] «3» أيضاً. وصَلاحُها: إشعالُ نارٍ فيها حتّى يحترقَ ما فَسَدَ من ليفها وسَعَفها ثم تجود بعد ذلك.
__________
(1) وعجز البيت كما في التهذيب واللسان والديوان:
حفافية شكا في العسيب بمسرد
(2) هو (رؤبة بن العجاج) . انظر الديوان ص 121 ونسب غلطا إلى (العجاج) في اللسان.
(3) كذا في التهذيب 4/ 209 واللسان (حضل) ، وفي الأصول المخطوطة: حضلت.(3/104)
باب الحاء والضاد والنون معهما ح ض ن، ن ض ح، ن ح ض، ض ح ن مستعملات
حضن: الحِضْن: ما دونَ الإبْط إلى الكَشْح، ومنه احتضانك الشَيءَ وهو احتمالُكَهُ وحَمْلكَهُ في حضنِك كما تَحْتَضِنُ المرأة ولدها فتحمله في أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَنُ: الحِضْن، قال: «1»
هَضيمُ الحَشَا شَخْتَةُ المُحتَضَنْ «2»
والحَضانةُ: مصدر الحاضِنة والحاضِن وهما اللذان يُربِّيان الصَبيِّ. وناحِيَتا المَفازةِ: حِضناها، قال:
أجَزْتُ حِضْنَيه هِبَلاًّ وعثا «3»
وعَنْزٌ حَضون: أَيْ أحَد طُبْيَيْها أطوَلُ. والحَمامةُ تَحتضِنُ بَيْضَها حُضُوناً للتفريخ فهي حاضِنٌ. وسُقْعٌ حَواضِنُ: أي جَواثِمُ، قال النابغة:
رَمادٌ مَحَتْة الريحُ من كُلِّ وِجْهةٍ ... وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَواضِنُ «4»
أي أثافيُّ [جَواثم] على الرَماد. وحَضَنْتْ الرجل عن الشيء: اختَزَلتُه ومَنَعْتُه، قال ابن مسعُود: لا تُحضَنُ زَيْنَبُ امرأةُ عبدِ الله «5» أي لا تُحجَب عنه ولا يُقْطَعُ أمرٌ دونها. وفُلانٌ احتَجَنَ بأمرٍ دُوني وأحضَنني: أي أخَرجَني منه في ناحيةٍ. وقالت الأنصار لأبي بَكْر: تُريدونَ أن تَحضُنونا «6» من هذا الأمر.
__________
(1) هو (الأعشى) كما في التهذيب واللسان والديوان ص 17.
(2) وصدر البيت:
عريضة بوص إذا أدبرت.
(3) ورواية الرجز في المحكم 3/ 91، واللسان:
أجزت حضنيها هبلا وغما
. وروايته في التهذيب 4/ 209
أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاً وَغْبا.
(4) لم نجد البيت في ديوان الشاعر في مختلف طبعاته المتيسرة. وهو في التهذيب 4/ 210، واللسان (حصنن) منسوب إلى (النابغة) أيضا.
(5) الفائق 1/ 291. وفي التهذيب 4/ 210: ولاتحضن زينب امرأته عن ذلك.
(6) كذا في التهذيب 4/ 210، وفي (س) أيضا. وفي ط: تحضونها، وفي (ص) : تحضوننا.(3/105)
والمِحْضَنة: المعمُولةُ من الطيِن للحمامة كالقصعة الرَّوْحاء. والمَحاضِن: المَواضِع التي تحضُنُ فيها الحمامة على بَيْضها، واحدُها مَحضَن. والأعنُز الحَضَينات: ضَربٌ منها شَديَدة الحُمْرة، وأسوَدُ منها شَديدُ السَواد. والحَضَن: جَبَل، قال الأعشى:
كخلْقاء من هَضبَات الحَضَنْ «1»
نضح: النضح: كالنضح رُبَّما اختَلَفا ورُبَّما اتَّفَقا. ويقال: النَّضخ ما بَقِيَ له أَثَرَ، يقال: على ثَوبه نَضْخُ دَمٍ. والعَيْن تَنْضَح بالماء نَضْحاً: أي تفور [وتنضخ] أيضاً. والرجُلُ يعتَرفُ بأمرٍ فيَنْتَضِحُ منه: إذا أظهَرَ البَراءةَ وبَرَّاً نفسَه منه جُهْدَه. والنَضيحُ من الحِياض: ما قرُبُ من البِئر حتّى يكونَ الافِراغ فيه من الدَلْوِ ويكونَ عظيماً، قال: «2»
فغَدَونا علَيهِمُ بُكرةَ الورد ... كما تورِدُ النَضيحَ الهِياما
والناضِحُ: جَمَلٌ يُسْتَقَى عليه الماء للقِرَى في الحَوض، أو سِقيْ أرضٍ وجَمعُه النَواضِح. والفَرَس يَنْضَحُ: أي يعْرَقُ، قال: «3»
كأنَّ عِطْفَيْه من التَنْضاحِ ... بالماء ثوباً مُنْهِلٍ مَيّاحِ
أي مُستَقٍ بيَده. والجَرَّة تنضَحُ بالماء: يخرُج الماء من الخَزَف لرِقَّتِها. والجَبَل يَنْضَحُ: إذا تَحَلَّبَ الماءُ من بين صُخُوره. ويقال في القتال: نضحوهم
__________
(1) البيت في الديوان (الصبح المنير) ص 16 وروايته:
وطال السنام على جبلة ... كخلقاء من هضبات الضحن
وفي حاشية صفحة الديوان: وروى غيره الحضن (بفتحتين) والحضن (بضم ففتح) . وقال (أبو عبيدة) : من هضبات الضحن. وفي الديوان (ط مصر) ص 19 ولكن الرواية فيه: من هضبات الدجن.
(2) هو (الأعشى) . انظر التهذيب واللسان والديوان ص 249، وفيه: بكر الورد
(3) هو (العجاج) . والرجز في الديوان ص 442.(3/106)
بالنُّشّاب ورَضِّحوهم بالحِجارة. واستَنْضَحَ الرجلُ: أي رَشَّ شيئاً من الماء على فَرْجه بعد الوضوء. وإذا ابتَدَأَ الدقيق في حَبِّ السُنْبُل وهو رَطْبٌ قيلَ: قد أنْضَحَ ونَضَحَ «1» ، لغتان. والنَّضُوحُ: الطِيبُ.
نحض: النَحْضُ: اللَّحْم نفسُه، والقطعةُ الضَخْمةُ تُسَمَّى نَحْضَة. ورجُلٌ نَحيضٌ، وامرأةٌ نَحيضةٌ: كثيرة اللَّحْم. وقد نَحُضَ نَحاضةً، فإذا قُلتَ: نُحِضَتْ فقد ذَهَبَ لحمُها فهي مَنحُوضةٌ ونَحيضٌ. ونحضتُ السِنان رَقَّقْتُه، قال حميد:
كَمَوقِف الأشقَرِ إنْ تَقَدَّما ... باشَرَ مَنحُوضَ السِنانِ لَهْذَما
والموتُ من وَرائه ان أحجَما «2»
ضحن: الضَّحَنُ: اسم بَلَد.
باب الحاء والضاد والفاء معهما ف ض ح، ح ف ض يستعملان فقط
فضح: والاسم: الفضيحة: ويجمَع الفضائح. والفَضْح فِعلٌ مُجاوز من الفاضِح إلى المفضُوح، قال في الفضائح:
قَومٌ إذا ما رَهِبوا الفضائحا ... على النساء لبسوا الصفائحا «3»
__________
(1) في (ط) : أنضح (وأنطح) وهو تصحيف.
(2) كذا في التهذيب واللسان، وفي هذه المصادر كلها ورد اسم الراجز حميد، ونرجح أن يكون حميد الأرقط لا حميد بن ثور الهلالي، لأن الأول راجز معروف والثاني شاعر لم يشتهر بالرجز.
(3) الرجز في التهذيب 4/ 215 نقلا عن العين، ثم في اللسان (فضح) .(3/107)
وقال الأعشى:
لأَمُكُّ َبالهِجاء أحَقُّ مِنّا ... لِما أَوْلتْكَ من شَوط الفِضاح «1»
الشَوط: المُجازاة. يقال للمُفتَضِح: يا فَضُوح. وأفضَحَ البُسْرُ: إذا بَدَتْ فيه الحُمرة. والفُضْحةُ: غبرة في طُحْلة «2» يُخالِطُها لونٌ قَبيحٌ يكونُ في ألوان الإبِل والحمام، والنَعْتُ أفضَحُ. قد فَضِحَ فَضَحاً.
حفض: الحَفَض: القَعود نفسُه بما عليه، ويقال: بل الحَفَضُ كلُّ جُوالَقٍ فيه مَتاع القَوم ويُحْتَجُّ بقوله: «3»
على الأحفاضِ نَمنَعُ من يَلينا
ويقال: الأحفاضُ في هذا البَيت صِغارُ الإبِل أوَّلَ ما تُرْكَبُ، وكانوا يُكِنُّونها في البيت من البَرْد، قال:
بملقى بُيُوتٍ عُطِّلَتْ بحِفاضِها ... وإنَّ سَوادَ اللَّيل شُدَّ على مُهْر «4»
ويقال: الأحفاض عند الأخبية. ومَثَلٌ من الأمثال: يَومٌ بيوم الحفض المجور «5» .
__________
(1) ورواية البيت في الديوان ص 345.
لأَمُكُّ َبالهِجاء أحَقُّ مِنّا ... لما أبلتك من شوط الفضاح
في (س) : لأنك وهو تصحيف.
(2) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: ظلمة.
(3) هو (عمرو بن كلثوم) ، وصدر البيت:
ونحن إذا عماد البيت خرت
انظر اللسان والمعلقات ص 125
(4) لم نهتد إلى الشاهد.
(5) كذا في التهذيب واللسان (حفض) ، وفي (ط) : المجود. والمثل في مجمع الأمثال 2/ 310 وفيه: وأصل المثل كما ذكره أبو حاتم في كتاب الإبل أن رجلا كان له عم قد كبر وشاخ، وكان ابن أخيه لا يزال يدخل بيت ابن عمه ويطرح متاعه بعضه على بعض، فلما كبر أدركه بنو أخ أو بنو أخوات له، فكانوا يفعلون به ما كان يفعله بعمه. فقال: يوم بيوم الحفض المجور. أي هذا بما فعلت أنا بعمي فذهبت مثلا.(3/108)
باب الحاء والضاد والباء معهما ح ض ب، ض ب ح، ح ب ض، ب ح ض، مستعملات
حضب: الحَضَب والحصب واحد، وقرىء: حَضَبُ جَهَنَّم، قال الأعشى:
فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً ... لتجعَلَ قَومَك شَتَّى شُعوبا «1»
أيْ موقِداً.
ضبح: ضَبَحْتُ العُودَ بالنار: إذا أحرقت من أعاليه شيئاً، وكذلك حِجارة القَدّاحة إذا طَلَعَتْ كأنَّها محترقة: مَضبُوحة، قال طرفة:
واصفَرَ مَضبْوُحٍ نَظَرتُ حوارهَ ... إلى النارِ واستَوْدَعتُه كفَّ مُجْمِدِ «2»
أي بَخيلُ يُريدُ المَضْبُوحَ بالنار. يقال: كلُّ شيءٍ مَسَّتْه النارُ فقد ضَبَحَتْه. والضبُّاح: صَوْتُ الثَعلَب. والهامُ يَضْبَحُ، قال الشاعر:
من ضابح الهامِ وبُومٍ نُوَّمٍ «3»
الأُرجوزة للعَجّاج، وقال ذو الرمة:
سَباريت يخلُو سَمْعُ مُجتاز رَكْبها «4» ... من الصَوتٍ إلاّ من ضباح الثعالب
__________
(1) البيت في اللسان (شعب) ، وفي ملحقات الديوان (ط أوروبا) ص 236 (عن التهذيب) .
(2) لم نجد البيت في ديوان طرفة. وهو في اللسان (ضج) غير منسوب.
(3) الرجز في التهذيب واللسان وروايته فيهما:
من ضابح الهامِ وبُومٍ بوام
(كذا) . ولا يستقيم الرجز. ولم نجد الرجز في ديوان العجاج (ط. دمشق) ولكن محقق التهذيب أشار إلى ملحقات الديوان (ط. مصر) فذكر أنه في الصفحة 87 وروايته: توأم بدل بوام
(4) في الديوان ص 58: مجتاز خرقها. وفي ص و (س) : يحلو. وهو تصحيف.(3/109)
والخَيْلُ تَضْبَحُ في عَدوِها ضَبْحاً: تسمَعُ من أفواهِها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمة.
حبض: حَبَضَ القلبُ يَحبِضُ حَبْضاً: أي ضَرَباناً شديداً. والعِرقَ يَحبِض ثم يسكُن، وهو أشَدُّ من النَبْض. والوَتَر يَحبِض إذا مَدَدَتَه ثم أرسَلْتَه. وحَبِضَ السُهْمُ: إذا لم يَقَعْ بالرَّميَّة وقصّرَ دونَها فوَقَعَ وَقْعاً [غَيْرَ شديدٍ «1» ] ، قال الراجز:
والنَبْلُ يَهوي خَطَأً وَحَبْضا
ويقال: أصابَ القومَ داهِيةٌ من حَبْض الدَّهْرِ: أي من ضَرَباته. ويقال: حَبْضُ الدهر وحَبَضُه أي حركاته. والحَبْض والنَبْض: الحركة، يقال: ما يَحبِض ولا ينبِض.
باب الحاء والضاد والميم معهما ح م ض، م ح ض، م ض ح مستعملات
حمض: الحَمْضُ: كلُّ نَباتٍ يبقى على القَيْظ فلا يَهيجُ في الربيع، وفيه مُلُوحة، تشربُ الإبِلُ الماءَ على أكلِه، وإذا لم تجدْه دَقَّتْ «2» وضَعُفَت. حَمَضَتْ تَحْمُضُ حُمُوضاً: إذا رَعَتْها، وهي حَوامِضُ، وأحْمَضناها، قال: «3»
قريبة ندوته من محمضه
__________
(1) من التهذيب 4/ 221 في الأصول: وقعا شديدا يؤيده أن النساخ ذكروا أن في نسخة الزوزني: إذا وقع بالدمية وَقْعاً غَيْرَ شديدٍ. قال الأزهري في التهذيب: فأما ما قاله (الليث:) إن الحابض الذي يقع بالرمية وقعا غير شديدفليس بصواب.
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وفي التهذيب واللسان: رقت.
(3) هو (هميان بن قحافة) كما في اللسان.(3/110)
وقد يُسَمَّى كلُّ ما فيه مُلُوحة حُمْضاً. ويقال للشيء الحامض: حَمَضَ حُموضةً، إلاّ أنَّهم يقولون للَّبَن خاصةً حَمَضُ حَمْضاً، وهو شديد الحَمْض. واللَّحمُ حَمْضُ الرِجال، وإذا حَوِّلت رجلاً عن أمرٍ فقد أحمَضْتَه، قال الطرماح:
لا يَني يُحمِضُ العَدُوُّ وذُو الخُلَّةِ ... يُشْفَى صداه بالإحماضِ «1»
والحَمْضة: الشَّهْوةُ للشَيء: وحَمضةُ اسم حَيِّ بلعاء بن قيس الليَّثيّ. والحُمّاض: بَقْلةٌ من ذُكُور البَقل لها زَهْرةٌ حَمراء، قال: «2»
كثَمَر الحُمّاضِ من هَفَت العَلَقْ
ويقال للذَّي يكونُ في جَوف الأُتْرُجِّ: حُمّاضة ويجمع الحُمّاض: قال «3» :
كأنَّما في فيه حُمّاضٌ نَزا
محض: المَحْضُ: اللَّبَنُ الخالصُ بلا رَغوة. وكلُّ شيءٍ خَلَصَ حتّى لا يشُوبُه شَيءٌ فهو مَحْضٌ. ورجلٌ مَمْحُوض الضَريبةِ: أي مخلص. وفضة مَحْضَة: لا شَوبَ فيها، فإذا قلت هذه الفضةُ محضاً جَعَلْتَ المحض [نصباً] اعتِماداً على المصدر أي قصداً له. ورجل عَرَبيُّ مَحْضٌ، وامرأةٌ مَحْضةٌ ومَحْضٌ.
مضح: مَضَحَ الرجلُ عِرْضَ فُلانٍ: «4» إذا شأنَه وعابَه، قال «5» .
لا تَمْضَحنْ عِرْضي فإنّي ماضِحُ ... عِرضَكَ إنْ شاتمتني وقادح
__________
(1) البيت في الديوان (ط. مصر) ص 87 واللسان (حمض) .
(2) هو (رؤبة بن العجاج) . انظر التهذيب والديوان ص 108 ورواية الرجز في اللسان:
كتامر الحُمّاضِ من هَفَت العَلَقْ.
(3) لم نهتد إلى الراجز.
(4) وزاد في التهذيب من كلام الليث: وأمضحه.
(5) في التهذيب 4/ 226 غير منسوب أيضا.(3/111)
باب الحاء والصاد والدال معهما ح ص د، ص د ح يستعملان فقط
حصد: الحَصْد: جَزُّ البُرِّ ونحوه. وقَتْلُ الناس أيضاً حَصْدٌ. وقول الله تعالى: جَعَلْناهُمْ حَصِيداً
«1» أي كالحَصيد المَحصُود. والحَصيدةُ: المَزْرَعة إذا حُصِدَت كُلُّها. والجميع الحَصائد، قال الأعشى:
قالوا البقيَّةَ والهِنْديٌّ يحصُدُهُمْ ... ولا بقيَّة إلاّ الثَأرُ «2» فانكَشَفُوا
نَصَبَ البقيّةَ بفِعْل مُضمَر أي ألقَوا. وقوله تعالى: وَحَبَّ الْحَصِيدِ
«3» أي وحَبّ البُرِّ المَحصُود. وأحصَدَ البُرُّ: إذا أَنَى حَصاده أي: حانَ وقتُ جَزازه. والحِصَاد: اسمُ البُرِّ المحصود وبعد ما يُحصَد، قال ذو الرمة:
عليهن رفضا من حصاد القُلاقِلِ «4»
وقوله تعالى: يَوْمَ حَصادِهِ
وحِصاده، يُريدُ: الوَقْتَ للجزاز. والأحصَدُ: المِحْصَد: [وهو المُحْكِم فتله] «5» وصنعته من حَبل ودِرع ونحوه. ويقال للخَلْقِ الشَديد أَحصَدُ فهو مُحصَد ومُستَحصِد، وَتَرٌ أحصَدُ، قال: «6» .
من نزع أحصد مُسْتَأرِبِ
أي مُحكَم الأَرْب ومثله مُؤَرَّب الخَلْق أي مُحكَمُة، ومُستَأْرِب مُستَفْعِل، والدِرعُ الحصداء: المحكمة.
__________
(1) سورة يونس الآية 24.
(2) كذا في الأصول والتهذيب واللسان، وفي الديوان ص 311: إلا النار.
(3) سورة ق من الآية 9.
(4) وصدر البيت:
إلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرّيح بالضحى
. انظر التهذيب واللسان والديوان ص 498.
(5) من التهذيب 4/ 228 عن العين أما الأصول فالعبارة فيها منقوصة قاصرة.
(6) في التهذيب 4/ 228. واللسان (حصد) : (قال الجعدي) .(3/112)
صدح: الصَّدْح: من شدَّة صَوت الديك والغُراب ونحوهما، قال أبو النجم يصف الحمار:
مُحَشْرِجاً ومرةً صَدُوحا
والصادحةُ: المُغَنِيَّةُ. وصَيْدَح: اسمُ ناقَةِ ذي الرُمَّة، لا ينصَرِفُ، ولو كانَ اسماً عاملا لانصرف، قال:
فقلت لصَيْدَحَ انتَجِعي بِلالا «1»
باب الحاء والصاد والراء معهما ح ص ر، ص ح ر، ص ر ح، ح ر ص، مستعملات فقط
حصر: حَصِرَ حَصَراً: أي عَيَّ فلم يَقْدِر على الكلام. وحصر صدر المرء: أي ضاق عن أمرٍ حَصَراً. والحُصْرُ: اعتِقالُ البَطْن حُصِرَ، وبه حُصْرٌ، وهو مَحْصُور. والحِصار: مَوضع يُحْصَر فيه المَرءُ، حَصَروه حَصْراً، وحاصَرُوه، قال رؤبة:
مِدْحةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرا ... دَجْرانَ لم يشرب هناك الخمرا «2»
دَجران: أيْ سَكران: والإحصارُ: أن يَحصُرَ الحاجَّ عن بُلوغ المنَاسِك مَرَضٌ أو عَدُوٌّ. والحَصُور: مَن لا إربةَ له في النِساء. والحَصُور كالهَيُوب المُحجِم عن الشيء، قال الأخطل:
__________
(1) وصدر البيت:
سمعت الناس ينتجعون غيثا
انظر الديوان ص 442
(2) الرجز في ملحق الديوان ص 174 وروايته وتمامه:
مِدْحةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرا ... رأيته كما رأيت نسرا
كُرِّز يلقي قادمات زعرا ... دجران لم يشرب هناك الخمرا(3/113)
لا بالحصور ولا فيها بسَوّار «1»
والحَصيرُ: سَفيفةٌ من بَردّي ونحوه. وحَصيرُ الأرض: وجْهُها، وجمعُه حُصُر. والعدد: أحصِرة. والحَصيرُ: فِرِنْد السيَف. والحَصيرُ: الجنب، قال تعالى: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً «2» أي يُحْصَرون فيها.
صحر: أصحَرَ القَومُ: أي بَرزُوا إلى الصَّحْراء، وهو فَضاءٌ من الأرض واسِعٌ لا يُواريهم شيءٌ، والجمع الصَّحَارَى ولا يُجمَع على الصُّحْر لأنّه ليسَ بنَعْتٍ. والصَّحَرُ مصدر الأصحَر وهو لَونُ غُبْرةٍ في حُمرة خَفيفة «3» إلى بياض قليل، والجميع الصُّحْر. والصُّحْرةُ: اسم اللَّوْن، يقال حِمارٌ أصحَر، قال ذو الرمة:
صُحْرُ السَرابيلِ في أحشائها فبب «4»
وأصحارّ النَباتُ: أي أخَذَتْ فيه صُفرةٌ غيرُ خالصةٍ ثمَّ يَهيجُ فيَصفَرُّ. وَيقول: أبرز له ما في نفسه صَحاراً: أي جاهَرَه به جِهاراً. والصَحيرُ: النَهيقُ الشديد، صَحَر يَصحَرُ صحيرا، أي: نَهَق.
صرح: الصَرْح: بَيْت منُفَرِد يُبنَى ضَخْماً طويلاً في السماء، ويُجمَع الصُرُوح، قال: «5»
__________
(1) وصدر البيت:
وشاربٍ مُرْبحٍ بالكأس نادمَني
انظر الديوان ص 116.
(2) سورة الإسراء الآية 8
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: خفيفة.
(4) وصدر البيت:
تنصبت حوله يوما تراقبه
الديوان 1/ 56 والرواية فيه: صحر سماحج.....
(5) هو (أبو ذؤيب الهذلي) كما في التهذيب واللسان، ورواية البيت فيهما، وفي ديوان الهذليين 1/ 136:
على طرق كنحور الركاب ... تحسب آرامهن الصروحا(3/114)
بهن نعام بنته الرجال ... تَحسِبُ أعلامَهُنَّ الصُرُوحا
يُريدُ بالنَعام: [خَشَبات] قائماتٍ على أرجاء الآباد. والصَريحُ: اللَّبَن المَحْضُ الخالصُ. ومن كل شيء. ومن البَول: إذا لم يكنْ عليه رَغوة، قال أبو النجم:
يَسُوف من أبوالِها الصَريحا ... حَسْوَ المريضِ الخَرْدَلَ المجْدُوحا «1»
والصَريح من الخَيل والرجال: المَحْض الحَسَب، وجمعه: صُرَحاء، وجمع الخيل: الصَرائح. وصَريح النُصْح: مَحْضُه، قال الشاعر:
أمرتُ أبا ثَورٍ بنُصْحٍ كأنَّما ... يرى بصريح النصح وكع العَقارِبِ «2»
وقول عبيد: «3»
فَتْخاءَ لاحَ لها بالصَرْحةِ الذيبُ
فالصَرْحةُ: موضع، ويقال: مَتْنٌ «4» من الأرض مُسْتَوٍ.
وكُرِّمَ ماءً صريحا
قال زائدة: بالصخرة الذيبُ. وقال في السحاب: «5» أي: خالصاً، كُرِّمَ «6» : كَثُرَ بلغة هُذيل وصَرَّح ما في نفسه تصريحا أي أبداه «7» . وخَمرٌ وكأسٌ صراحية وصراح:
__________
(1) البيت الأول وحده في التهذيب.
(2) لم نهتد إلى نسبة هذا البيت.
(3) هو (عبيد بن حصين الراعي) ، وصدر البيت:
كأنها حين فاض الماء واختلفت
انظر التهذيب 2/ 39 واللسان (صرح)
(4) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: هي.
(5) هو (أبو ذؤيب الهذلي) ، انظر ديوان الهذليين 1/ 131، وتمام البيت وروايته:
وهي خرجه واستجيل الرباب ... منه وغرم ماءصريحا
(6) في الأصول المخطوطة: كزم.
(7) كذا في ط، وفي ص: أنبأه.(3/115)
أي لم تُشَبْ بمزاج، وصَرَّحَتِ الخمر تصريحاً: ذهب عنها الزَبَد، قال الأعشى:
كُمَيتاً تَكَشَّفُ عن حُمرةٍ ... إذا صَرَّحَتْ بعد إزبادِها
ويقال: جاء بالكُفر صُراحاً: أي جَهِاراً.
حرص: حَرَص يَحرِص حِرْصاً فهو حَريص عليك: أي على نفعك، وقَومٌ حُرَصاءُ وحِراصٌ. والحَرْصة: مستَقَرُّ وَسَط كُلِّ شَيءٍ كالعَرْصة للدار «1» . والحارصةُ: شَجَّةٌ تشُقُّ الجِلْدَ قليلاً كما يحرِصُ القَصّارُ الثوبَ عند الدق، ويقال منه قول الله- عز وجل-: وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ «2» . والمطَرُ يحرِصُ الأرضَ: يخرِقها.
باب الحاء والصاد واللام معهما ح ص ل، ص ل ح، ل ح ص، ص ح ل مستعملات
حصل: حَصَلَ يحصُل حُصُولاً: أي بَقِيَ وثَبَتَ وذَهَبَ ما سِواهُ من حِسابٍ أو عَمَلٍ ونحوه فهو حاصل. والتحصيلُ: تَمييز ما يحصل. والاسم: الحصيلة، قال لبيد:
وكل امرىء يَوماً سيَعلَم سَعْيَه ... إذا حُصِّلَتْ عند الإِله الحصائل «3»
ويُرَوى: إذا كُشِّفَت عند الإِله. وحَوْصَلةُ الطائر: معرُوف. والحَوْصلةُ: طَيْرٌ أعظَمُ من طير الماء طويل العنق، بَحْريَّةٌ جُلُودُها بيضٌ تُلْبَسُ،
__________
(1) وعلق الأزهري في التهذيب 4/ 240 وقال: لم أسمع حرصة بمعنى العرصة لغير الليث.
(2) سورة يوسف من الآية 103.
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي الديوان ص 257:
إذا كُشِّفَت عند الإِله المحاصل(3/116)
ويُجمَع حَواصِل. والحَوْصَلُ: الشاةُ التي عَظُمَ ما فَوقَ سُرَّتِها من بَطْنها. ويقال: احوَنْصَلَ الطَيْرُ: إذا ثَنَى عُنَقَه وأخرَجَ [حوصلته] «1» .
صحل: الصحلّ: صَوْتٌ فيه بُحَّة، صَحِل صوتُه فهو أصحَلُ الصَوْت «2»
صلح: الصَلاحُ: نقيض الطلاح «3» . ورجل صالح في نفسه ومُصلِحٌ في أعماله وأمُوره. والصُّلْحُ: تصالُحُ القوم بينهم. وأصلَحْتُ إلى الدابَّة: أحْسَنْتُ إليها. والصِّلْحُ: نهر بمَيْسان.
لحص: اللَّحْصُ والتَلحيصُ: استقصاء خَبَر الشيء وبيانه، لَحَصَ لي فلان خَبَرك وأمْرَكَ أي بَيَّنَه شَيئاً شَيئاً. وقال «4» في بعض الوصف: أَمْرُ مَناقِع النّزّ ومواقع الرّزّ، حبُّها لا يُجَزُّ، وقصبها يهتزّ، وكتَبْتَ كتابي هذا وقد حَصَّلتُه ولحَّصتْهُ وفَصَّلُته ووَصَّلْتُه وترّصته «6» وفَصَّصْته مُحَصَّلاً مُلَحَّصاً مُفَصَّلاً مُوَصَّلاً مُتَرَّصاً مُفصّصا، وبعض يقول ملخصا بالخاء.
__________
(1) من مختصر العين (ورقة 67) ، وفي التهذيب 4/ 241 عن العين: وأخرج حوصلته. في الأصول المخطوطة: (صلبه) وفيه بتر وتصحيف.
(2) وصحل مثل فرح.
(3) في التهذيب من كلام (الليث) : نقيض الفساد.
(4) عبارة التهذيب عن (الليث) : وكتب بعض الفصحاء إلى بعض إخوانه كتابا في بعض الوصف فقال:
(6) وجاء النص في الأصول كثير التصحيف. (مناقح) بالقاف، في (ط) : منافع بالفاء (والنز) في (ط) : النبز، و (الرز) : الوز. و (ترصته) : في (س) : قرطسته. و (مترصا) من (س) : مقرطسا(3/117)
باب الحاء والصاد والنون معهما ح ص ن، ص ح ن، ن ص ح، ن ح ص مستعملات
حصن: الحِصْنُ: كل مَوضِع حَصين لا يُوصل إلى ما في جَوفه، يقال: حَصُنَ الموضع حصانةً وحَصَّنْتُه وأحصنَتْهُ. وحِصنٌ حَصين: أي لا يُوصل إلى ما في جَوْفه. والحِصان: الفَرس الفَحْل، وقد تَحصَّن أي تكلف ذلك، ويجمع [على] حُصُن. وامرأةٌ مُحْصَنٌة: أَحصَنَها زَوْجُها. ومُحْصِنةٌ: أحْصَنَتْ زَوْجَها. ويقال: فَرْجَها. وامرأةٌ حاصِنٌ: بَيِّنة الحُصْن والحَصانة أي العَفافة عن الريبة. وامرأة حَصانُ الفَرْج، قال: «1»
وبِيني حَصانَ الفرجَ غيرَ ذَميمةٍ ... ومَوْمُوقةٌ فينا كذاك ووامِقَهْ
وجماعة الحاصن حواصن وحاصنات، قال:
وابناء الحَواصِنِ من نِزارٍ «2»
وقال العجاج:
وحاصِنٍ من حاصناتٍ مُلْسِ «3»
وأحسن ما يجمع عليه الحَصان حَصاناتِ. والمحصن: المكتل «4» . والحصينة: اسم للدِرْع المُحكَمِة النَسْج، قال:
__________
(1) البيت (للأعشى) ، انظر الديوان وفيه: غير ذميمة، وفي (ط) : دميمة.
(2) لم نهتد إلى هذا الشطر وإلى قائله.
(3) وتكملة الرجز كما في التهذيب واللسان والديوان ص 481:
من الأذى ومن قراب الوقس
(4) في اللسان: المكتلة.(3/118)
وكل دِلاصٍ كالأضاةِ حَصينةٍ «1»
صحن: الصَحْنُ: شبه العُسِّ الضَخْم إلا أنَّ فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. والسائلُ يَتَصَحَّنُ الناس: أي يسأل في قَصْعةٍ ونحوها. والصِّحْناة «2» بوزن فعلاة إذا ذهب عنها الهاء دخلها التنوين، ويجمع على الصِحْنَى بحذف الهاء.
نصح: فلانٌ ناصح الجيب: أي ناصح القَلْب مثل طاهرُ الثياب أي الصدر. ونَصَحْتُه ونَصَحْتُ له نُصحاً ونَصيحةً، قال:
النُصْحُ مجّانٌ فمن شاء قبِل ... ومنْ أبَى لا شكَّ يَخْسَرْ ويَضِلّ «3»
والناصِحُ: الخيّاط، وقميصٌ مَنْصُوحٌ: أي مَخيطٌ. نَصَحتُه أنصَحُه نَصْحاً [منَ النِّصاحة] . والنِّصاحة: السُلُوكُ التي يُخاطُ بها وتصغيرها نصيحة، قال: «4»
وسَلَبْناهُ بُرْدَه المَنْصُوحا
والتنصح: كثرة النصيحة،
قال أكتم بن صيفي: إيّاكمْ وكثْرة التَنَصُّح فإنه يُورِثُ التُهَمَة.
والتَوْبةُ النّصوحُ: أن لا يعُودَ إلى ما تاب عنه. والنِّصاحات: الجُلود، قال الأعشى:
فتَرَى القَومَ نَشاوىَ كلَّهُمْ ... مثلَ ما مُدَّت نِصاحاتُ الرُبَحْ «5»
__________
(1) (الأعشى) ديوانه/ 205 وعجز البيت فيه:
ترى فضلها عن ربها يتذبذب
(2) الصحناة: الصير وهي السمكات المملوحة.
(3) لم نهتد إليه.
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) البيت في الديوان ص 243 وفي التهذيب 4/ 249 واللسان (نصح)(3/119)
نحص: النَّحُوصُ: الأتانُ الوَحْشَّيُة الحائِل. ونُحْص الجَبَل: أصله.
حنص: الحِنْصَأوة من الرجال: الضئيل الضَعيف، قال:
حتّى تَرَى الحِنْصَأوةَ الفَروقا ... مُتَّكِئاً [يَقْتَمِحُ] «1» السَّويقا
باب الحاء والصاد والفاء معهما ص ح ف، ح ص ف، ف ص ح، ص ف ح، ف ح ص، ح ف ص، كلهن
صحف: الصُّحُفُ: جمع الصَحيفة، يُخَفَّف ويُثّقَّل، مثل سفينة وسُفْنُ، نادِرتان، وقياسُه صَحائف وسَفائن. وصَحيفة الوجه: بشرة جلده، قال:
إذا بَدا من وَجْهِكَ الصَحيفُ «2»
وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. والصَّحْفةُ شبه القَصْعة المُسْلَنْطِحة العَريضة وجمعه صِحاف. والصَّحَفِيُّ: المُصَحِّف، وهو الذي يَروي الخَطَأ عن قِراءة الصُّحُف بأشباه الحُروف.
حصف: الحصف: بثر صِغارٌ يَقيحُ ولا يعظُم «3» ، ورُبَّما خَرَجَ في مَراقِّ البطن أيام
__________
(1) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: يقتحم.
(2) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: الصحيفة.
(3) كذا في التهذيب واللسان، وفي الأصول المخطوطة: يقيح ولا يقيح ولا يعظم.(3/120)
الحَرِّ. حَصِفَ جَلْدُه حَصَفاً. والحَصافَةُ: ثخانة العَقل. رجلٌ حَصيفٌ حَصِفٌ، قال
حَديثُكَ في الشِتاءِ حَديثُ صَيْفٍ ... وشَتْويُّ الحديثِ إذا تَصيفُ
فتَخلِطُ فيه من هذا بهذا ... فما أدري أَأَحمَقُ أم حَصيفُ «1»
ويقال: أحصَفَ نَسجَه: أحكمه. وأحصَفَ الفَرَسُ: عَدا عَدْواً شديداً، [ويقال: استَحْصَف القوم واستحصدوا إذا اجتمعوا] . قال الأعشى:
تَأوي طوائفُها إلى مَحْصُوفةٍ ... مَكرُوهةٍ يَخشىَ الكُماةُ نِزالُها «2»
فصح: الفُصِحْ: فِطْر النَصارَى، قال الأعشى:
بهم تَقرَّبَ يومَ الفِصْح ضاحيةً «3»
وتَفصيحُ اللَّبَن: ذَهابُ اللِّبأ عنه وكَثرةُ مَحْضة وذَهابُ رَغْوته، فَصَّحَ اللَّبَنَ تَفصيحاً. ورجلٌ فصيحٌ فَصُحَ فَصاحة، وأفصَحَ الرجلُ القَوْلَ. فلما كَثُرَ وعُرِفَ أضمَروا القَولَ واكتَفَوا بالفِعل كقَولهم: أحسَنَ وأسْرَعَ وأبْطَأَ. ويقال في الشِّعْر في وصف العُجْم: أفصَح وإن كان بغَير العربّية كقول أبي النجم:
أعجَمَ في آذانِها فصيحا «4»
يَعني صوتَ الحمارِ. والفصيحُ في كلام العامة: المعرب.
__________
(1) البيتان في تاج العروس (حصف) غير منسوبين أيضا.
(2) قال الأزهري في التهذيب: أرادبالمحصوفة كتيبة مجموعةو البيت في التهذيب 4/ 252 وفي الديوان ص 33. والرواية فيه: إلى مخضرة.
(3) ديوانه ص 111 وعجز البيت فيه:
يرجو الإله بما سدى وما صنعا
(4) الرجز في التهذيب 4/ 253 واللسان (فصح)(3/121)
صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ: من كلِّ شيءٍ. وصَفْحا السَيْف: وَجْههاهُ. وصَفْحةُ الرجلِ: عُرْضُ صَدره «1» وسَيْفٌ مُصَفَّحٌ [ومُصْفَح] وصَدرٌ مُصْفَحٌ: أي عَريض، قال:
وصَدري مُصْفَحٌ للمَوتِ نَهْدٌ ... إذا ضاقَت عن المَوتِ الصُدُورُ «2»
وقال الأعشى:
أَلَسْنا نحنُ أكرَمَ إن نُسْبنا ... وأضْرَبَ بالمُهَنَّدة الصِّفاحِ «3»
وقال لبيد: «4»
كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذراه ... وأنواحا عليهن المَآلي
شَبَّهَ السَحَاب وظُلْمَتَه وبَرقَه بسُيُوفٍ مُصَفَّحة، والمَآلي جمع المِئلاة وهي خِرْقةٌ سَوداء بيَد النَوّاحة. وكل حَجَرٍ عَريضٍ أو خَشَبةٍ أو لَوحٍ أو حَديدة أو سَيْفٍ له طُولٌ وعَرْضٌ فهو صَفيحة، وجمعُه صَفائحُ. والصُفّاحُ من الحِجارة خاصةً: ما عَرُضَ وطالَ، الواحدة صفاحة، قال: «5»
ويوقدن بالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
وَصَفْحتُ عنه: أي عَفَوتُ عنه. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَف صَفْحاً. وصَفَحْتُ القَومَ: عَرَضْتُهم واحداً واحداً «6» وتَصَفَّحْتُهم: نَظَرتُ في خِلالهم هل أرَى فُلاناً، أو ما حالُهم. وقوله تعالى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
«7»
__________
(1) في التهذيب من كلام الليث: وجهه.
(2) البيت في التهذيب 4/ 255، وفي اللسان (صفح) .
(3) البيت في الديوان ص 347 واللسان (صفح) .
(4) أضاف الأزهري في التهذيب قوله: يصف السحاب.
(5) هو (النابغة الذبياني) كما في التهذيب، وصدر البيت كما في الديوان:
تقد السَّلُوقيَّ المضاعفَ نَسجهُ
(6) (واحدا) الثانية ساقطة من (ط)
(7) سورة الزخرف الآية 5.(3/122)
هو الاِعراض. والصُفّاح من الإبِلِ: التي عَرُضَت أسنامُها «1» ، ويُجمَع صُفّاحات وصَفافيح. والمُصافَحةُ معروفة.
فحص: الفَحْصُ: شِدَّة الطَلَب خِلالَ كُلِّ شيءٍ [تقول] : فحَصْتُ عنه وعن أمره لأَعلَمَ كنْهَ حاله. ومَفْحَصُ القَطا: موضِعٌ تُفرِّخ فيه. والدَجاجَةُ تفحَصُ برَجلَيْها وجَناحَيْها في التُراب: تَتَّخِذُ أُفحُوصةً تَبيضُ أو تربضُ «2» فيها.
وفي الحديث: «3» فَحَصُوا عن أوساط الرءوس
أي عَمِلوها مثلَ أَفاحيص القَطا. والمَطَرُ يَفحَص [الحصَىَ] «4» : يقلِبُه ويُنَحِّي بعضَه عن بعض.
حفص: أمُّ حَفْصة: تُكْنَى به الدَجاجةُ. ووَلَدُ الأَسَد يُسَمَّى [حفصاً] «5» .
باب الحاء والصاد والباء معهما ح ص ب، ص ح ب، ص ب ح، مستعملات
حصب: الحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباء أي صِغار الحَصَى أو كِبارها.
وفي فِتنةِ عُثمان: تَحاصَبُوا حتّى ما أُبصِرَ أديمُ السَماء.
والحَصْبَةُ معروفة تخرُجُ بالجَنْب، حُصِبَ فهو مَحصُوب. والحَصَبُ: الحَطَب للتَنُّور أو في وقود [أما] «6»
__________
(1) في رواية التهذيب 4/ 258 عن العين: التي عظمت أسمتها.
(2) في رواية التهذيب 4/ 259 عن العين أو تجثم
(3) في التهذيب 4/ 259: ومنه اشتق قول أبي بكر.....
(4) كذا في التهذيب واللسان، وفي ص وط وس: القطا.
(5) من مختصر العين (ورقة 97) ، والتهذيب 4/ 259 عن العين. في الأصول المخطوطة: حفصة
(6) زيادة من التهذيب 4/ 260 عن العين، لتقويم العبارة.(3/123)
ما دام غيرَ مُسَتْعمل للسُجُور فلا يُسَمَّى حصباً. والحاصِب: الريحُ تَحمِلُ التُرابَ وكذلك ما تَناثَر من دِقاق البَرَد والثّلج، قال الأعشى:
لنا حاصِبٌ مثلُ رِجْلِ الدَّبَى ... وجأواءُ تُبرِق عنها الهُيُوبا «1»
يصف جَيشاً جَعَلَه بمنزلةِ الريح الحاصب يُثير الأرض. والمُحَصَّب: موضع الجِمار. والتَحصيبُ: النَّومَ بالشِعْب الذي مَخرَجُه إلى الأبْطَح ساعةً من اللَّيل ثم يُخرَجُ إلى «2» مَكّة.
صحب: الصّاحِبُ: يجمعُ بالصَّحْب، والصُّحبان والصُحْبة والصِحاب. والأَصحابُ: جماعة الصَّحْبِ. والصِّحابة مصدرُ قولِك صاحَبَكَ اللهُ وأَحْسَنَ صِحابتَكَ. ويُقالُ عندَ الوَداع: مُصاحَباً مُعافىً. ويقال: صَحِبَكَ اللهُ [أي: حفظك] ، ولا يُقال: مصحوب. والصّاحبُ يكونُ في حالٍ نعتاً، ولكنَّه عَمَّ في الكلام فجرى مَجرى الاسمِ، كقولك: صاحبُ مال، أي: ذو مالٍ، وصاحبُ زيدٍ، أي: أخو زيدٍ ألا تَرى أنّ الألفَ والّلام لا تدخلانِ، على قياس الضّارب زيداً، لأنّه لم يُشْتَقّ من قولك: صَحِبَ زَيْداً، فإذا أَرَدْتَ ذلك المعنى قُلتَ: هو الصاحب زيداً. وأَصْحَبَ الرجُلُ: إذا كان ذا صاحبٍ. وتقول: إنَّك لَمِصْحابٌ لنا بما تُحِبُّ، قال: «3»
فقد أراك لنا بالوُدِّ مِصْحابا
وكلُّ شَيءٍ لاءَمَ شَيئاً فقد استَصْحَبَه، قال:
إنَّ لك الفضل على صاحبي «4» ... والمسك قد يستصحب الرامكا
__________
(1) في اللسان (حصب) وفي ملحقات الديوان 236
(2) في (ط) : من..
(3) هو (الأعشى) ، وصدر البيت:
إن تصرمي الحبل يا سعدى وتعتزمي
انظر ملحقات الديوان ص 235
(4) في اللسان: على صحبتي.(3/124)
ويقال: جِلدٌ مُصْحِب: إذا كان عليه شَعْرُه وصُوفه.
صبح: [تقول] : صَبَحنَي فلانٌ: إذا أتاك صبَاحاً. وناوَلكَ الصَبُّوح صباحاً، قال طرفة بن العبد:
متى تَأْتِني أصبحك كأسا روية ... وإن كنتَ عنها ذا غِنىً فاغْنَ وازْدَدِ «1»
وتقول في الحرب: صَبَحناهم. أي غادَيناهم بالخَيْل ونادَوا: يا صَباحاه، إذا استَغاثُوا. ويومُ الصبَّاح: يومُ الغارة، قال الأعشى:
ويمنَعُه يَومَ الصَّباح مَصُونةٌ ... سِراعاً إلى الداعي تَثُوبُ وتُركَبُ «2»
(يَعني أنَّ الخَيْل تَمنَع هذا المصطَبح يَوْمَ الصبَّاح، المصونة: الخيْل، تثوب: ترجع) «3» . وكان ينبغي أن يقول: تُركَبُ وتَثُوب، فاضطُرَّ إلى ما قاله. وهذا مثل قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ «4» إنَّما معناه: انشَقَّ القَمَرُ واقَتَرَبتِ الساعةُ. وكما قال ابن أحمر:
فاستَعرِفا ثم قُولا في مَقامِكُما ... هذا بَعيرٌ لنا قد قامَ فانعَقَرا «5»
مَعناهُ: قد انعَقَرَ فقامَ. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ من أتاكَ صبَوحاً من لَبَنٍ وغيره. والصَّبُوح: ما يُشرَب بالغَداة فما دونَ القائلة، وفِعلك الاصطِباح. والصبَّوَح: الخمرَ، قال الأعشى:
ولقد غَدوتُ على الصَّبُوحِ معي ... شَرْبٌ كِرامٌ من بَني رُهْمِ «6»
__________
(1) البيت في اللسان (صبح) ، وفي معلقة الشاعر المشهورة.
(2) الرواية في الديوان ص 203:
يوم الصباح بالياء.. ... وسراع إلى الداعي تَثُوبُ وتُركَبُ
(3) سقط ما بين القوسين من ط وس.
(4) سورة القمر الآية 1
(5) لم نقف على البيت في المصادر المتيسرة لدينا.
(6) البيت في التهذيب 4/ 264 واللسان (صبح)(3/125)
واستصبح القوم بالغدوات. والمُصْبَحُ: الموضع الذي يُصبَحُ فيه، قال:
بعيدةُ المُصْبَح من مُمساها «1»
والمِصباحُ: السِراج بالمِسرَجة، والمِصباحُ: نفْسُ السراج وهو قُرْطُه الذي تَراهُ في القِنديل وغيره، والقِراطة «2» لغة. والمِصباح من الإبِل: ما يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا ينهضُ وإنْ أُثيرَ حتى يُصبحَ، قال:
أَعْيَس في مَبْرَكهِ مِصباحا «3»
والمَصابيحُ من النُجُوم: أعلامُ الكَواِكب، الواحدُ مِصباح، وقَوْلُ الله- عزَّ وجَلَّ-: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ «4» أي بعدَ طُلُوع الفجر وقبلَ طُلُوع الشمس. وصَبَحْتُ القومَ ماءَ كذا، وصبحتهم أيضا: أتيتهم مع الصَباح، قال:
وصَبَّحْتُهم ماءً بفيفاء قفرة ... وقد حلق النَّجْمُ اليَمانيُّ فاستَوَى «5»
والصُّبْح والصباح: هما أوَّل النَهار. والصَّبَحُ: شِدَّةُ حُمْرةٍ في الشَّعْر، وهو أصْبَحُ. والأَصْبَحيَّةُ والأَصْبَحيُّ: غِلاظ السياط وجيادها، وتقول: أصبَحَ الصبح صَباحاً وصَباحَةً. وصَبُحَ الرجلُ صَباحةً وصُبْحةً، قال ذو الرمة:
وتَجلو بفَرْعٍ من أَراكٍ كأنَّه ... من العَنْبَر الهِنْديِّ والمِسْكُ أصْبَحُ «6»
أراد به أذَكى ريحاً. ونَزَل رجلٌ بقَومٍ فَعَشَّوه فجَعَل يقولُ: إذا كانَ غدٌ وأصَبْتُ من الصَّبُوح مَضَيْتُ في حاجَة كذا (أراد أن يُوجبَ) «7» الصبوح عليهم
__________
(1) البيت في التهذيب 4/ 267 واللسان (صبح) .
(2) في التهذيب: القراط
(3) لم نهتد إلى الراجز.
(4) سورة الحجر من الآية 83.
(5) البيت في التهذيب 4/ 265 واللسان (صبح) من غير عزو.
(6) ورواية البيت في الديوان ص 83:
............... ............ ... من العَنْبَر الهِنْديِّ والمِسْكُ يصبح
(7) ما بين القوسين من (س) . في (ص) و (ط) : فإذا أوجب.(3/126)
ففَطٍنُوا له فقالوا: أَعَنْ صبَوحٍ تُرَقِّقُ. أي: تُحسِن كلامَكَ فذَهَبَتْ مَثَلاً.
باب الحاء والصاد والميم معهما ح م ص، م ح ص، ص ح م، ص م ح، ح ص م، م ص ح كلهن مستعملات
حمص: الحَمَصيصُ: بَقْلةٌ دونَ الحُمّاض في الحُمُوضة، طَيِّبة الطَّعْم من أحرار البَقْل تنبت في رمل عالج. والحَمْصُ: تَرَجُّح الغُلام على أُرجُوحةٍ من غير أن يُرجَّح، يقال: حَمَصَ. وانحَمَصَ الوَرَمُ: أي سَكَن. وحَمَّصَه الدواء «1» . وحمصتُ القَذاةَ بيَدي: إذا رَفْقتَ بإخراجها من العَيْن مَسْحاً مَسْحاً. حِمْص: كُورةٌ بالشام أهلها يَمانُون. والحِمِصَّ: جمع الحِمِصَّة، وهو حبَّة القِدْر، قال:
ولا تَعْدُوَنَّ سبيلَ الصَّوابِ ... فأرزَنُ من كذِبٍ حمَّصَهْ «2»
محص: المَحْصُ: خُلُوصُ الشَيء، مَحَصْتُه مَحْصاً: خَلَّصْتُه من كلِّ عَيْب، قال:
يَعتادُ كلَّ طِمِرَّةٍ ... مَمْحُوصةٍ ومُقَلَّص «3»
والمحْص: العَدْوُ، يقال: خَرَجَ يَمْحَص كأنَّه ظَبْيٌ. والتَمحيصُ: التَطهيرُ من الذنوب.
__________
(1) جاء في التهذيب: وقال غيره (أي غير (الليث) حمزة وحمصه إذا أخرج ما فيه.
(2) لم نهتد إلى القائل.
(3) لم نهتد إلى القائل.(3/127)
صحم: الصُحْمةُ: لَون من الغُبرة إلى سَوادٍ قليل. واصحامَّتِ البقلةُ فهي مُصحامَّةٌ: إذا أخَذَتْ ريَّها واشتدَّتْ خُضرتُها. والصَحْماءُ: اسمُ بَقْلةٍ ليسَتْ بشديدة الخُضرة. وبَلْدةٌ صَحْماءُ: ذاتُ اغبِرار، قال الطرماح:
وصَحْماءَ مَغْبَرِّ الحَزابي كأنَّها «1»
مصح: مَصَحَ الشَيءُ «2» يمصَحُ مُصُوحاً: إذا رسَخَ، من الثَرَى وغيره. والدارُ تمصَحُ: أي تَدْرُسُ فتذهَبُ، قال الطرماح:
قِفا نَسْأَلِ الدِّمَن الماصِحَهْ «3»
وقال:
عَبْلُ الشَّوَى ماصِحةٌ أشاعُرهْ «4»
أيْ رسَخَتْ أصُولُ الأشاعِر حتى أُمِنَتْ الانتِتافَ والانحِصاصَ.
صمح: صَمَحَه الصَيْفُ: أي: كادَ يُذيب دِماغَه من شِدَّة الحَرِّ «5» . قال أبو زبيد الطائي: «6»
__________
(1) وفي التهذيب 4/ 273 واللسان (صحم) : قول (الطرماح) يصف فلاة:
وصحماء أشباه الحزابي ما يرى ... بها سارب غير القطا المتراطن
والبيت في الديوان/ 487 وقد نسب في الأصول المخطوطة خطأ إلى (ذي الرمة) .
(2) في التهذيب 4/ 275 وهو كلام الليث: مصح الندى يمصَحُ مُصُوحاً إذا رسَخَ في الثرى.
(3) وعجز البيت كما في التهذيب والديوان ص 67:
وهل هي إن سئلت بائحه
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) جاء في (س) بعد كلمة (الحر) : (هذا في نسخة الزوزني، وفي نسخة الحاتمي: لا يقال: صمحه الصيف، لأنه خطأ) حذفنا هذه العبارة من الأصل لأنها ليست منه.
(6) في الأصول المخطوطة: أبو زيد، والبيت في اللسان (صمح) .(3/128)
من سُمُومٍ كأنَّها لَفْحُ نارٍ ... صَمَحتْها ظَهيرةٌ غَرّاء
وقال ذو الرمة:
إذا صَمَحتْنا الشَمسُ كان مَقيلُنا ... سَماوَةَ بَيْتٍ لم يُرَوَّقْ له سِتْرُ «1»
وفي حديث مَقتَل حجر بن عَدِيّ عن أبي عُبَيد في ذِكْر سُمَيَّةَ أُمِّ زِيادٍ: إنَّها لَوطْباءُ «2» شدَيدة الصِماح تُحبُّ النِكاح
أيْ شديدة الحرِّ. ورجلٌ صَمَحْمَحٌ وصَمَحْمَحيٌّ: أي مُجْتَمِعٌ ذو ألواحٍ، وفي السِنِّ: ما بين الثَلاثينَ إلى الأربَعينَ.
حصم: حَصَمَ الفرس وخَبَجَ الحمار: إذا ضَرَط. والحَصُومُ: الضَرُوط.
باب الحاء والسين والطاء معهما س ط ح، س ح ط يستعملان فقط
سطح: السَطْحُ: البَسْطُ، يقالُ في الحَرْب سَطَحُوهم أي أَضْجَعُوهم على الأرض. والسَطيحُ: المَسْطُوح، وهو القَتيل، قال:
حتّى تَراه وَسْطَنا سطيحا «3»
وسَطيح: اسمُ رجلٍ من بني ذِئبٍ في الجاهليّة الجَهْلاء، كان يَتَكَهَّنُ، سُمِّيَ سطيحا لأنه لم يكن بين مفاصِلِه قَصَب يَعمِدُه، كانّ لا يقدِرُ على قُعُوٍد ولا
__________
(1) البيت في الديوان 1/ 591.
(2) الوطباء: العظيمة الثدي. في ص: رطباء وهو تصحيف.
(3) رواية الرجز في التهذيب 4/ 276: حتى تراه وسطها سطيحا وفي اللسان (سطح) : حتى يراه وجهها سطحيا،(3/129)
قيام، وكان مسطحاً على ألأرض وفيه يقول الأعشى:
ما نَظَرتْ ذاتُ أشفارٍ كنَظْرتها ... يَوماً كما صَدَقَ الذِئبيُّ إذ سجعا «1»
والسَطْح: ظَهْر البَيْت إذا كان مُستَوياً، والفِعلُ التَسَطيح «2» . والمِسْطَح: شِبْهُ مِطهَرةٍ ليسَتْ بمُرَبَّعة. والمِسْطَحةُ: الكُوزُ ذو الجَنْب الواحد يُتَّخَذُ للأسفار، قال «3» :
فلم يُلْهِنا استِنْجاءُ وَطْبٍ ومسطح
. الاستنجاء: التشمم هاهنا. والمِسْطَح: عُودٌ من عِيدان الخِباء والفُسْطاط ونحوه، قال مالك بن عوف النضري: «4»
تعرض ضيطار وخزاعة دونَنا ... وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلَّبُ مِسْطَحاً
سحط: سَحَطْتُ الشاةَ سَحْطاً، وهو ذَبْحٌ وحِيٌّ.
باب الحاء والسين والدال معهما ح س د، س د ح، ح د س، د ح س مستعملات
حسد: الحَسَدُ: معروف، والفعل: حَسَدَ يَحْسُد حَسَداً، ويقال: فلانٌ يُحْسَدُ على كذا فهو محسود.
__________
(1) البيت في الديوان ص 103 وروايته:
............... ......... ... حقا كما صَدَقَ الذِئبيُّ إذ سجعا
(2) في التهذيب من كلام الليث: والسطح ظهر البيت.....، وفعلكه التسطيح.
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول
(4) في اللسان وقال مالك بن عوف النضري. وهذا من حواشي ابن بري. وفي التهذيب: عوف بن مالك النضري كذلك. في الأصول المخطوطة. النصراني.(3/130)
سدح: السَّدْحُ: ذبحُكَ الحيوانَ وبَسْطُكَهُ على وجه الأرض، ويكونُ إضجاعك الشّيءَ على الأرضِ سَدْحاً، نحو القِرْبة المملوءة المسدوحة إلى جَنْبك. قال أبو النجم: «1»
يأخذ فيه الحيّةَ النَّبوحا ... ثمَّ يَبيتُ عنده مَذْبوحا
مُشَدَّخَ، الهامةِ أو مَسْدوحا
حدس: الحَدْسُ: التَّوهّمُ في معاني الكلام والأمور. تقول: بَلَغني عنه أمرٌ فأنا أَحْدِسُ فيه، أي: أقول فيه بالظَّنّ. والحَدْسُ: سُرْعةٌ في السَّيْر، ومُضِيُّ على طريقةٍ مُسْتمرّة. قال «2» :
كأَنَّها من بَعْدِ سيرٍ حَدْسِ
وحُدَسُ: حيٌّ من اليَمَن بالشّام. والعربُ تختلف في زَجْرِ البَغْل، فيقول: عَدَس، وبعض يقول: حَدَس، والحاءُ أصوبُ. ويقال: إنّ حَدَساً قومٌ كانوا بَغّالينَ على عهد سُلَيْمانَ بن داودَ عليهما السّلام، وكانوا يَعْنُفُون على البغال، فإذا ذُكِروا نفرتِ البغالُ خوفاً مما كانت تَلْقَى منهم.
دحس: الدَّحْسُ: التَّدْسيسُ للأمْرِ تَسْتبطِنُه وتَطْلُبُهُ أَخْفَى ما تَقْدِر عليه، ولذلك سميت دودة تحت التراب دحّاسة. وهي صَفْراء صُلْبة داهية، لها رأس مشعب
__________
(1) التهذيب 4/ 281. اللسان (سدح) ، غير منسوب.
(2) التهذيب 4/ 282. اللسان (حدس) غير منسوب.(3/131)
يَشُدُّه الصّبيان في الفخاخِ لصَيْد العصافير، لا تؤذي. قال: [في الدّحس بمعنى] «1» الاستيطان: «2»
ويَعْتِلونَ مَنْ مَأَى في الدَّحْسِ
من مأى: أي: من نمَّ. والمَأْيُ النّميمة. مَأَتُّ بين القوم: نَمَمْتُ.
باب الحاء والسين والتاء معهما س ح ت يستعمل فقط
سحت: السُّحْتُ: كلُّ حرامٍ قبيح الذِّكْر يلزَمُ منه العارُ- نحو ثمن الكلب والخمرِ والخنزيرِ. وأَسْحَتَ الرّجلُ: وقع فيه. والسُّحْتُ: جَهْدُ العذاب. وسحتناهم- وأسحتنا بهم لغة- أي: بلغنا مجهودهم في المشقّة عليهم. [قال] الله عز وجل: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ «3» . قال الفرزدق: «4»
وعَضّ زَمانٌ يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّفُ
أي: مُقَشَّر، ورجل مَسْحوتُ الجوف، أي: لا يَشْبَع. قال: «5»
يُدْفَعُ عنه جَوْفُهُ المَسْحُوتُ
أي: سَحَتَ جَوْفَهُ، فَنَحَّى جوانبَهُ عن أذَى يونس عليه السلام.
__________
(1) من التهذيب 4/ 284 في روايته عن العين.
(2) (العجاج) . ديوانه ص 482. في النسخ: (يقبلون) مكان (يعتلون) .
(3) طه 61.
(4) نزهة الألباء. ص 20 (أبو الفضل) . وليس في ديوانه (صادر) .
(5) (رؤبة) ديوانه ص 27.(3/132)
باب الحاء والسين والراء معهما ح س ر، س ح ر، س ر ح، ر س ح مستعملات
حسر: الحَسْر: كَشْطُكَ الشَيْءَ عن الشيءِ. (يقال) : «1» حَسَرَ عن ذراعَيْه، وحَسَرَ البيضةَ عن رأسه، (وحَسَرَت الريحُ السَحابَ حَسْراً) «2» . وانحسَرَ الشيءُ إذا طاوَعَ. ويجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انحَسَرَ. والحَسْر والحُسُور: الإِعياء، (تقول) «3» : حَسَرَتِ الدابّة وحَسَرَها بُعْدُ السير فهي حسير ومحسورة «4» وهُنَّ حَسْرَى، قال الأعشى:
فالخَيْلُ شُعْثٌ ما تزال جيِادُها ... حَسْرَى تُغادرُ بالطريق سِخالَها «5»
وحَسِرَتِ العَيْن أيْ: كَلَّتْ، وحَسَرَها بُعْدُ الشيء الذي حَدَّقَتْ نحوه «6» ، قال: «7»
يَحْسُرُ طرف عينه فضاؤه
__________
(1) ما بين القوسين من التهذيب 4/ 286 مما نسبه الأزهري إلى الليث.
(2) ما بين القوسين من التهذيب 4/ 286 مما نسبه الأزهري إلى الليث.
(3) ما بين القوسين من التهذيب أيضا.
(4) هذا ما نرى وهو الصحيح، وفي الأصول المخطوطة: فهو حسير محسور.
(5) ورواية البيت في كتاب الصبح المنير في شعر أبي بصير ص 26:
بالخيل شعثا ما تزال جيادها ... رجعا تغادر بالطريق سخالها
(6) جاء في المحكم 3/ 130: وحسرت العين: كلت، وحسرها بعد ما حدقت إليه، أو خفاؤه. ونقل ابن منظور هذا في اللسان (حسر) .
(7) القائل (رؤبة) والرجز في التهذيب واللسان والديوان ص 3.(3/133)
وحَسِرَ حَسْرةً وحسراً أي نَدِمَ على أمْرِ فاته، قال مرار بن منقذ: «1»
ما أنا اليومَ على شَيْءٍ خَلا ... يا ابنَهَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحسِرْ
أي بنادم. ويقال: حَسِرَ البحرُ عن القرار «2» وعن السَّاحل اذا نضب عنه الماء ولا يُقال: انحسَرَ. وانحَسَرَ الطيْرُ: خَرَجَ من الريش العتيق إلى الحديث، وحَسَّرَها إبّان التحسير: ثَقَّله لأنّه فُعِلَ في مُهلةٍ وشَيء بعد شيء. والجارية تَنْحسِر «3» إذا صار لحمُها في مَواضعه. ورجل حاسر: خلاف الدارع، قال الأعشى:
وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمومةٍ ... تقذِفُ بالدارع والحاسر «4»
وامرأةٌ حاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها درعَها. والحَسار: ضرب من النبات يُسلِحّ «5» الإبلِ. ورجل مُحَسَّر أيْ مُحَقَّر مؤذىً. ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم
__________
(1) هو (المرار بن منقذ العدوي) من شعراء الدولة الأموية. انظر الشعر والشعراء ص 586، وشرح المفضليات لابن الأنباري. والبيت في التهذيب واللسان.
(2) كذا في الأصول المخطوطة، وفي اللسان: العراق. نقول: وهو الصحيح. ولم ترد كلمة العراق في التهذيب.
(3) في التهذيب: والجارية تتحسر.
(4) ورواية البيت في الصبح المنير ص 108:
يجمع خضراء لها سورة ... تعصف بالدارع والحاسر
(5) في (س) : يسلح بلا تشديد.(3/134)
الله مشارق الأرض ومغاربها.
سحر: السِّحْر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة «1» . والسِّحْر: الُأْخَذُة التي تأخُذُ العين. والسِّحْر: البَيان في الفطنة. والسَحْرُ: فعل السِحْرِ. والسَّحّارة: شيءٌ يلعَبُ به الصبيان إذا مُدَّ خَرَجَ على لونٍ، وإذا مُدَّ من جانبٍ آخَرَ خرج على لون آخر مخالف (للأوّل) «2» ، وما أَشْبَهَها فهو سَحّارة. والسَّحْر: الغَذْوُ، كقول امرىء القيس:
ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشَرابِ «3»
وقال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ:
فإن تسألينا: فيم نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المُسَحَّرِ «4»
وقول الله- عزَّ وجلَّ-: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*
«5» ، أيْ من المخلوقين. وفي تمييز العربية: هو المخلوق الذي يُطعَم ويُسقَى. والسَّحَرُ: آخِرُ الليل وتقول: لقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، تجعله اسماً مقصوداً إليه، ولقِيتُه بالسَّحَر الأعلى، ولقيتُه سُحْرةَ وسُحْرةً بالتنوين، ولقيتُه بأعلى سَحَريْن، ويقال: بأعلى السَّحَرَيْن، وقول العجاج:
__________
(1) وعبارة التهذيب فيما نسب إلى الليث: عمل يقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه.
(2) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(3) وصدر البيت كما في الديوان ص 47 (ط. السندوبي) :
أرانا موضعين لأمر غيب
(4) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 56.
(5) سورة الشعراء الآية 153.(3/135)
غدا بأعلى سحر و [أجرسا] «1»
هو خَطَأ، كان ينبغي أن يقول: بأعلَى سَحَرَيْنِ لأنَّه أوّلُ تنفُّس الصبح ثمّ الصبح، كما قال الراجز:
مَرَّتْ بأعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ «2»
أي تُسرع، وتقول: سَحَريَّ هذه الليلة، ويقال: سَحَريَّةَ هذه الليلة، قال:
في ليلةٍ لا نَحْسَ في ... سَحَريِّها وعِشائِها «3»
وتقول: أسْحَرْنا كما تقول: أصْبَحْنا. وتَسَحَّرْنا: أكَلْنا سَحوراً على فَعولُ وُضِعَ اسماً لِما يُؤكَل في ذلك الوقت. والإسحارَّة: بَقْلة يَسْمَنُ عليها المالُ. والسَّحْر والسُّحْر: الرئة في البطن بما اشتَمَلتْ، وما تَعَلَّق بالحُلقوم، وإذا نَزَتْ بالرجل البِطْنة يقال: انتفخ سَحْرُه إذا عَدا طَوْرَه وجاوَزَ قَدْرَه، وأكثرُ ما يقال للجبان إذا جَبُنَ عن أمرٍ «4» . والسَّحْرُ: أعلى الصَدر،
ومنه حديث عائشة: تُوّفيَ رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم- بينَ سَحْري ونحري [ «5» .
__________
(1) الرجز في التهذيب 4/ 293 واللسان والأصول المخطوطة والرواية في كل ذلك: وأحرسا بالحاء المهملة. والصواب ما جاء في الديوان ص 131 (ط. دمشق) وأجرس أي سمع صوته.
(2) الرجز في التهذيب 4/ 293 واللسان ولم نهتد إلى الراجز.
(3) البيت في التهذيب 4/ 293 واللسان، وجاء في س: في ليلةٍ لا نَحْسَ في سحريها أي صبحها وعشائها. ويبدو أن (عشائها) سقطت في النسخ.
(4) وعقب الأزهري على هذا فقال: هذا خطأإنما يقال: انتفخ سحرة للجبان الذي ملأ الخوف جوفه فانتفخ السحر وهو الرئة حتى رفع القلب إلى الحلقوم ومنه قول الله جل وعز: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.
(5) روي الحديث في اللسان: مات رسول الله......(3/136)
حرس: الحَرْس: وقت من الدهر دون الحُقْبِ، قال: «1»
َأْتَقَنه الكاتبُ واختارَهُ ... من سائر الأمثال في حَرْسِهِ
والحَرَسُ هم الحُرّاس والأحراس، (والفعل) «2» حَرَسَ يَحرُسُ، ويحترس أي: يحتَرِزُ: فعل لازم. والأحرَسُ هو الأصَمُّ من البُنيان.
وفي الحديث: أنّ الحريسةَ السرقة «3» .
وحريسةُ الجَبَل: ما يُسرَق من الراعي في الجبال وأدرَكَها الليل قبل أن يُؤويها المَأْوَى.
سرح: سَرَّحنا الإبِل، وسَرَحَتِ الإبِلُ سَرْحاً. والمَسْرَح: مَرْعَى السَّرْح، والسَّرْح من المال: ما يغُدَى به ويُراح، والجميع: سروح، والسارح اسم للراعي، ويكون اسماً للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع، قال: «4»
سَواءٌ فلا جَدْبٌ فيُعرَفُ جَدْبُها ... ولا سارحٌ فيها على الرَعْي يَشبَعُ
والسَّرْحُ: شَجَرٌ له حَمْلٌ وهي [الآءُ] «5» ، والواحدة سرحة. والسرح: انفجار البول بعد احتباسه.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل.
(2) الزيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(3) يريد أن الكلمة وردت في الحديث وهو: أن غلمة لحاطب بن أبي بلتعة: احترسوا ناقة لرجل فانتحروها التهذيب 4/ 296 واللسان.
(4) لم نهتد إلى القائل.
(5) من اللسان (سرح) . أما في التهذيب فقد ذكر: وهي الألاءة. وفي الأصول المخطوطة: الأواو.(3/137)
ورجل مُنْسَرِح الثياب أيْ: قليلها خفيف فيها، قال رؤبة:
مُنسَرِحاً إلاّ ذغاليبَ الخِرَقْ «1»
والسَّريحةُ: كل قطعة من خِرْقة مُتَمزِّقة، أو دم سائل مستطيل يابس وما يُشبِهُها، والجميع السَّرائح، قال: «2»
بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ
يريد به ضَرْباً من القطران. والسَّريحُ: سَيْرٌ تُشَدُّ به الخَدَمة فوق الرُّسْغ، قال حميد: «3»
.............. ودَعْدَعَتْ ... بأَقْتادِها إلا سَريحاً مُخدَّما
وقولهم: لا يكون هذا في سريح، أيْ في عجلة. وإذا ضاق شَيْء فَفرَّجْتَ عنه، قلتَ: سَرَّحْتُ عنه تَسريحاً فانسرَحَ وهو كتسريحِكَ الشَّعرَ إذا خلَّصت بعضَه عن بعضٍ، قال العجاج:
وسَرَّحَتْ عنه إذا تَحَوَّبا ... رواجِبَ الجَوْفِ الصَّحيلَ الصُّلَّبا «4»
والتَسريح: إرسالُك رسولاً في حاجةٍ سَراحاً. وناقةٌ سُرُحٌ: مُنسَرِحة في سيرها، أي سريعة.
__________
(1) والرجز في الديوان ص 105.
(2) البيت في التهذيب 4/ 299 واللسان (سرح وعصم) منسوب إلى (البيد) ، وصدره: ولم نجده في ديوانه (ط. الكويت) .
(3) هو (حميد بن ثور الهلالي) ، ورواية البيت في ديوانه ص 10:
وخاضت بأيديها النطاف ودَعْدَعَتْ ... بأَقْتادِها إلا سَريحاً مخدما
في الأصول: (ذعذعت) بذال معجمة، و (أفيادها) وهو تصحيف.
(4) لم نجد الرجز في ديوان العجاج ولكننا وجدناه في اللسان وروايته:
............... ... ... رواجب الجوف الصهيل الصلبا(3/138)
والسِّرْحان: الذئب ويجمع على السَّراح، النون زائدة «1» . والمُنسَرح: ضَرب من الشِعر على [مستفعلن مفعولات مستفعلن] [مرّتين] «2» .
رسح: يقال منه امرأةٌ رَسْحاء [أيْ] لا عَجيزَة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب
. باب الحاء والسين واللام معهما ح س ل، س ل ح، س ح ل، ح ل س، ل ح س، ل س ح كلهن مستعملات
حسل: الضَبُّ يُكْنَى أبا حِسْل، والحِسْلُ: ولدُه، ويقال: إنه قاضي الدوابّ والطَّيْر، ويقال: وُصِفَ له آدَمُ وصورتُه- عليه السلام-، فقال الضَّبُّ: وَصَفتُم طَيْراً ينزل الطير من السماء والحوت [في] الماء، فمن كان ذا جَناحٍ فَلْيَطِرْ، ومن كان ذا حافر فليحفر. وجمعة حِسَلةٌ «3» .
سحل: السَّحيل: ثَوْبٌ لا يُبْرَمُ غَزْلُة أي لا يفتل طاقَيْنِ طاقَْين، تقول: سَحَلُوه أي:
__________
(1) وفي التهذيب: الليث: السرحان: الذئب ويجمع على السَّراح. قال الأزهري: ويجمع سراحين وسراحي بغير نون كما قال: ثعالب وثعالي فأما السراح في جمع السرحان فهو مسموع من العرب وليس بقياس.
(2) في الأصول: مستفعلن ست مرات وليس الأمر كذلك. والصواب ما أثبتناه.
(3) وزاد الأزهري في التهذيب: قلت: ويجمع حسول.(3/139)
لم يَفْتِلوا سَداه «1» ، والجمع السُّحُل، قال «2» :
على كلِّ حالٍ من سَحيلٍ ومُبْرَمِ
والمِسْحَلُ: الحِمارُ الوحشيُّ، والسَّحيل: أشدُّ نهيق الحمار. والسَّحْل: نَحْتُكَ الخَشَبَةَ بالمِسْحَل، أيْ: المِبْرَد، ويقال له ومِبْرَد الخَشَب، إذا شَتَمه. والمِسْحَل: من أسماء الرِّجال الخُطَباء، واللِّسان، قال الأعشى:
وما كنتُ شاحرداً ولكن حَسْبتُني ... إذا مِسْحَلٌ سَدَّى ليَ القَوْلَ أَنطِقُ «3»
ومِسْحَل يقال، اسمُ جِنّيّ الأعشى في هذا البيت، ويُريد بالمِسْحَل المِقْوَل. والريحُ تَسْحَل الأرض سَحْلاً تَكْشِطُ أَدَمَتَها. والسُّحالةُ: ما تحات من الحديد إذا بُرِدَ، ومن الموازين إذا [تَحاتّتْ] «4» ، ومن الذُّرَة والأَرُزِّ إذا دُقَّ شِبْهُ النُّخالة. والسَّحْل: الضرْب بالسياط مما يَكْشِطُ من الجِلد. والمِسَحلان: حَلْقَتان إحداهما مُدْخَلة في الأخرى على طَرَفَي شَكيم الدابّة، وتُجمَع مَساحِل، قال: «5»
__________
(1) وزاد الأزهري: وقال غيره (غير الليث) : السحيل: الغزل الذي لم يبرم، فأما الثوب فإنه لا يسمى سحيلا ولكن يقال للثوب سحل.
(2) القائل هو (زهير بن أبي سلمى) والبيت في مطولته (الديوان ص 14) ، وتمامه:
يمينا لنعم السيدان وجدتما ... على كلِّ حالٍ من سحيل ومبرم
(3) البيت في الصبح المنير ص 148 والديوان (ط مصر) ص 221. وروايته في الأصول المخطوطة: وما كنت شاجردا.... بالجيم.
(4) وعبارة التهذيب: والسُّحالةُ ما تَحاتَّ من الحديد وبرد من الموازين. في س: تحتت، وفي (ط) و (ص) : نحتت ولعل الصواب ما أثبتناه.
(5) القائل (رؤبة) والرجز في ملحقات الديوان ص 180 وروايته
لولا شكيم المسحلين اندقا
وكذلك في التهذيب واللسان.(3/140)
لولا شَباةُ المِسْحَلَيْنِ اندَقَّاً
وقال: «1»
صُدودَ المَذاكي أفلتتها المساحل
والساحل: شاطىء البحر. والإسْحِل: من شَجَر السِّواك. ومُسْحُلان: اسمُ وادٍ، قال النابغة:
سأربِطُ كلبي أنْ يَريبك نَبْحُهُ ... وإنْ كنتُ أرْعَى مُسْحُلانَ وحامِرا «2»
وشابٌّ مُسْحُلان «3» : طويل حَسَن القامة.
سلح: السَّلْح: السُّلاح، ويقال: هذه الحشيشة تُسَلِّح الإِبِل تسليحاً. والسِّلاح من عِداد الحرب ما كان من حديد، حتى السَّيف وحدَه يُدعَى سِلاحاً، قال:
طَليحَ سِفارٍ كالسِلّاح المُفَرَّد
يعني السيف وحدَه. والسُّلْحة: رُبُّ خاثر يُصَبُّ في النِحْي.
__________
(1) القائل هو (الأعشى) (الصبح المنير ص 187) ، والديوان ص 271. وتمام البيت:
صددت عن الأعداء يوم عباعب ... صدود المذاكي أقرعتها المساحل
(2) والبيت في الديوان (ط أوروبا) ص 82 وروايته:
سأكعم كلبي أنْ يَريبك نَبْحُهُ............... ...........
(3) القائل هو (الأعشى) ، والبيت في الديوان (ط مصر) ص 189، وتمامه:
ثلاثا وشهرا ثم صارت رذية ... طَليحَ سِفارٍ كالسِلّاح المُفَرَّد
وكذلك ورد في التهذيب 4/ 310 واللسان (سلح) من غير عزو.(3/141)
والمَسْلَحة: قومٌ في عُدَّةٍ قد وُكِّلوا بإزاء ثَغْر، والجميع المَسالِح، والمَسْلَحيٌّ: الواحد المُوَكَّل به. والاِسليح: شجرة تغرُز عليه الإبل. وسَيْلَحِين وسَيْلَحُون ونُصيبِين ونَصيُبون، كذا تُسميه العرب بلغتين.
حلس: الحِلْس: ما وَلِيَ البعير تحت الرحل «1» ، ويقال: فلان من أحلاس الخيل، أي في الفُروسيّة أي كالحِلْس اللازم لظَهْر الفَرَس. والحِلْس للبيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ وغيره. وحَلَسْتُ البعيرَ حَلْساً: غشَّيتُه بحِلْسٍ.
وفي الحديث في الفِتْنة كُنْ حِلْسَ بيتِكَ حتى تأتيك يدٌ خاطية أو مَنِيّةٌ قاضية «2» .
وحَلسَتِ السماءُ: أمطرتْ مطراً رقيقاً دائماً. وعُشّبٌ مُسْتَحِلس: ترى له طرائق بعضها فوق بعض لتراكُمه وسواده. واستَحْلَسَ الليلُ بالظلام، أي: تراكَمَ. واستَحْلَسَ السَّنام إذا رَكِبَتْه رَوادِفُ الشَّحم ورَواكبُه. والحَلِس (بكسر اللام) : [الشجاع الذي يُلازمُ قِرْنَهُ] «3» والحِلْس: أن ياخذ المُصَدِّق مكان الإبل دراهمَ «4» .
__________
(1) وزاد الأزهري في التهذيب فيما نسبه إلى الليث:..... تحت الرحل والقنب، وكذلك حلس الدابة بمنزلة المرشحة تكون تحت اللبد.
(2) وجاءت رواية الحديث في التهذيب واللسان كالآتي:
كن حلسا من أحلاس بيتك في الفتنة......
(3) من التهذيب 4/ 312، لأن الرابع من القداح إنما يسمى حلسا بحاء مكسورة ولام ساكنة.
(4) لم يرد هذا المعنى في غير كتاب العين.(3/142)
والحِلْسُ: الرّابعُ من القِداح. والمُسْتَحلِس: الذي يلزم المكان.
لحس: اللَّحْسُ: أكل الدَّوابّ «1» الصوف، وأكل الجَراد الخضر والشجر ونحوه. واللاحوس: المشئوم يَلْحَس قومه. واللَّحُوس: الذي يَتَتَبَّع الحلاوة كالذُّباب. والمِلْحَس: الشُّجاع الذي يأكل كل شيء يرتفع إليه.
باب الحاء والسين والنون معهما ح س ن، س ح ن، ن ح س، س ن ح، ن س ح مستعملات
حسن: حَسُنَ الشَيْءُ فهو حَسَن. والمَحْسَن: الموضع الحسن في البدن، وجمعه مَحاسن. وامرأةٌ حَسناء، ورجُل حُسّان، وقد يجيء فُعّال نعتاً، رجلٌ كُرّام، قال الله- جل وعز-: مَكْراً كُبَّاراً «2» . والحسان: الحسن جدا، ولا يقال: رجل أحسنَ. وجارية حُسّانة. والمَحاسِن من الأعمال ضد المساوىء، قال الله- عز وجل-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
«3» أي الجنة وهي «4» ضد السوءى.
__________
(1) في التهذيب واللسان: أكل الدود.... نقول: والدابة تشمل الحيوان كافة مما يدب على الأرض، والدود على ذلك مما يدب أيضا.
(2) سورة نوح، الآية 22.
(3) سورة يونس، الآية 26.
(4) في ص وط: هو.(3/143)
وحَسَن: اسم رَمْلةٍ لبني سعْد «1» . وفي أشعارهم يوم الحَسَن، وكتاب التَّحاسين، وهو الغليظ ونحوه من المصادر، يُجْعَل اسماً ثم يجمع كقولك: تقاضيب الشَّعُر وتكاليف الأشياء.
سحن: السُّحْنة: لينُ البشرة، والناعم له سُحْنة. والمُساحنة: المُلاقاة. والسَّحْن: دَلْكُكَ خشبةً بِمَسْحَنٍ حتى تلين من غير أن يأخذ من الخشبة شيئاً.
نحس: النَّحْس: خلاف السَّعْد، وجمعه النُحوُس، من النجوم وغيرها. يومٌ نَحِسٌ وأيّام نَحِسات، من جعله نعتاً ثَقّله، ومن أضاف اليوم إلى النَحْس خَفَّفَ النَحْس. والنُّحاس: ضربٌ من الصُّفْر شديد الحُمْرة، قال النابغة:
كأنَّ شِواظَهُنَّ بجانِبَيْه ... نُحاسُ الصُّفْر تضربه القُيُون «2»
والنُحاس: الدُّخان الذي لا لهب فيه، قال: «3»
يُضيءُ كضوء سراج السليط ... لم يجعل الله فيه نُحاسا
والنِّحاس: مبلغ طبع وأصله، قال: «4»
__________
(1) في التهذيب: والحسن نقا في ديار بني تميم معروف. نقول: ولم يذكر ياقوت في معجمه
(2) البيت في ديوان النابغة (تحقيق شكري فيصل) ص 262.
(3) قائل البيت هو (الجعدي) كما في اللسان (نحس) .
(4) نسب الرجز خطأ في اللسان إلى (لبيد) والصواب أنه من قول (رؤبة) كما في ملحق مجموع أشعار العرب ص 175، والرواية فيه:
......... ... عني ولما يبلغوا أشطاسي(3/144)
يا أيها السائل عن نِحاسي ... عَنّي ولمّا تَبلُغَنْ أشطاسي
سنح: سَنَحَ لي طائر وظبيٌ سُنُوحاً، فهو سانح إذا أتاك عن يَميِنكَ، يُتَيَمَّنُ به، قال الشاعر: «1»
أبالسنح الأَيامِنِ أمْ بنَحْسِ ... تمُرُّ به البَوارحُ حينَ تجري
وسَنَحَ لي رَأْيٌ أو قريضٌ أيْ: عَرَض. وكان في الجاهلية امرأةٌ تَقومُ في سوق عكاظ فتُنْشد الأقوالَ وتضرِب الأمثالَ وتُخْجِل الرجالَ، فانْتَدَبَ لها رجلٌ، فقالتْ ما قالتْ، فأجابها فقال:
أسيكتاك جامِحٌ ورامِحٌ ... كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحٌ «2»
فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.
نسح: النَّسْحُ والنُّساح: ما تحاتَّ عن التَّمْر من قِشْره، وفُتات أقْماعه ونحوه مما يبقى في أسفل الوعاء. والمِنْساح: شَيْءٌ يُدْفَعُ به التراب ويذرى به.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل، والبيت في اللسان، والتاج (سنح) ، غير منسوب أيضا
(2) الرجز في التهذيب 4/ 321. واللسان (رسخ) ، غير منسوب أيضا. في (ط) : إسكتاك وفي التهذيب 4/ 321 عن العين: وأسكتاك (بفتح الهمزة) وليس بالصواب.(3/145)
باب الحاء والسين والفاء معهما ح س ف، ح ف س، س ح ف، س ف ح، ف س ح، ف ح س، كلهن «1» مستعملات
حسف: حُسافة التَّمْر: قُشوره ورديئة، (تقول) «2» : حَسَفْتُ التَّمْرَ أحسِفُه حسَفاً: نَقَّيْتُه «3» .
حفس: رجل حِيْفْسٌ، وامرأة حِيَفْساء، والحِيَفْساء إلى القِصَر ولؤم الخِلْقة.
سحف: السَّحْف: كَشْطُكَ الشَّعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء تقول: «4» سَحَفتُه سَحْفاً. والسَّحائف، الواحدة سَحيفة: طرائق الشَّحْم التي بين طرائق الطَفاطِف ونحوها ممّا يُرَى من شَحْمة عريضة مُلْزَقة «5» بالجِلْد. وناقة سَحوف: كثيرةُ السَّحائف، وجَمَلٌ سَحوف كذلك، قال: «6»
بجَلْهَة عِلْيانٍ سَحوِف المعقب «7»
__________
(1) رتبنا المواد على النحو الذي أثبتناه وخالفنا ما جاء في الأصول المخطوطة جريا على نظام التقليب المتبع في العين والذي احتذاه الأزهري في التهذيب وابن سيده في المحكم. وقد رتبت المواد في الأصول المخطوطة الثلاث على النحو الآتي: سحف، حسف، سفح، فسح، فحس، حفس.
(2) كذا ورد في س وفي التهذيب فيما نسب إلى الليث، وليس شيء من ذلك في ص وط.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، ولكن في التهذيب جاء: نفيته (بالفاء) وهو تصحيف.
(4) كذا في س وفي التهذيب وقد خلا من ذلك كل من ص وط.
(5) كذا في ص وط أما في س والتهذيب ففيهما: ملتزقة.
(6) لم نهتد إلى القائل.
(7) كذا في ص أما في ط وس فقد جاء: جلهة عليان.....(3/146)
والقطعة منه سَحيفة وتكون سَحْفة. والسُّحاف: السِّلُّ. والسَّحُوف من الغنم: الرقيقة صُوف البطن. والسَّيْحَف: النَّصْل العريض، والجميع: السَّياحف.
سفح: سَفْح الجَبَل: عُرضهُ المُضْطَجع، وجمعه سُفُوح. وسَفَحَتِ العَيْنُ دَمْعَها تَسْفَحُ سَفْحاً. وسَفَحَ الدَّمْعُ يَسفَحُ سَفْحاً وسُفُوحاً وسَفَحاناً، قال الطرماح:
سِوى سَفَحانِ الدمْعِ من كُلِّ [مَسْفَحِ] «1»
وسَفْحُ الدَّمِ كالصَّبِّ. ورجلٌ سَفّاح: سَفّاكٌ للدِماء. والمُسافَحة: الإقامة مع امرأة على فجور من غير تزويج صحيح، ويقال لابن البغي: ابن المُسافحة.
وقال جْبِريل: يا مُحمَّد ما بينك وبين آدَمِ نِكاح لا سِفاحَ فيه.
والسَّفيحان: جُوالِقانِ يُجْعَلانِ كالخُرْج «2» ، قال:
تَنُجو إذا ما اضطَرَبَ السَّفيحانْ ... نَجاءَ هِقْل جافلٍ بفَيْحانْ «3»
__________
(1) من الديوان (ط أوروبا) ص 72 واللسان (سنح) ، أما الأصول فالبيت فيهن:
سِوى سَفَحانِ الدمْعِ من كل مدمع
نقول: والذي نراه أن الخلاف وهم وخطأ في رواية العين ولعل ذلك من أحد النساخ فثبت في هذه الأصول المتأخرة. وليس من قصائد الديوان على هذا الوزن ما كان رويه عينا مكسورة.
(2) جاء في التهذيب مما نسب إلى الليث:..... يجعلان كالخرجين.
(3) كذا في التهذيب واللسان أما الرواية في الأصول المخطوطة فهي:
............... .......... ... نجاء هقل حافل بفيحان
وقد جاء في حاشية محقق التهذيب 4/ 326: أنه للجعيل كما في كتاب مشارف الأقاويز في محاسن الأراجيز ص 299، والرواية فيه السبيجان بدلا من السفيحان.(3/147)
والَّسفيح: من أسماء القِداح.
فسح: الفُساحة: السَّعَة في الأرض، بَلَدٌ فَسيح»
وأمر فَسيح، فيه فَسحة أي: سَعَة. والرَّجل يَفسَحُ لأخيه في المجلس: يُوسِّعُ عليه. والقَوم يَتَفَسَّحُون إذا مَكَّنُوا. وانفَسَحَ طرْفه إذا لم يَردُدْه شيءٌ عن بُعْد النَّظَر. والفُساح: من نَعْت الذَّكَر الصُّلْب «2» .
فحس: الفَحْس: أَخذُك الشَيْءَ بلسانِك وفَمِك من الماء ونحوه، فَحَسَه فَحْساً.
باب الحاء والسين والباء معهما ح س ب، ح ب س، س ح ب، س ب ح، «3» مستعملات
حسب: الحَسَبُ: الشَرَف الثابت في الآباء. رجل كريم الحَسَب حسيبٌ، وقَوْمٌ حُسَباءُ،
وفي الحديث: الحَسَبُ المالُ، والكَرَمُ التقوى «4» .
__________
(1) وقد ورد في التهذيب، بعد بلد فسيح مما نسب إلى الليث: ومفازة فسيحة
(2) لم نجد هذا المعنى وهذا النعت للذكر في سائر المعجمات.
(3) لم يكن ترتيب المواد على هذا النحو في الأصول المخطوطة، وهذا الترتيب المثبت يوافق نظام التقليب.
(4) وفي التهذيب في هذا الموضع زيادة فيما جاء في الكلام المنسوب إلى الليث وهي:
وروي عن النبيّ صلى الله عليه أنه قال: تنكح المرأة لمالها وحسبها وميسمها ودينها فعليك بذات الدين تربت يداك.(3/148)
وتقول: الأَجْر على حَسَب ذلك أي على قَدْره،
قال خالد بن جعفر للحارث بن ظالم: أما تَشكُرُ لي إذْ جَعَلْتُك سيِّد قَومِكَ؟ قال: حَسَبُ ذلك أشكُرُكَ.
وأمّا حَسْب (مجزوماً) فمعناه كما تقول: حَسْبُك هذا، أيْ: كَفاكَ، وأَحْسَبَني ما أعطاني أي: كفاني. والحِسابُ: عَدُّكَ الأشياء. والحِسابةُ مصدر قولِكَ: حَسَبْتُ حِسابةً، وأنا أحْسُبُه حِساباً. وحِسْبة أيضاً «1» ، قال النابغة:
وأَسْرَعَتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ «2»
وقوله- عز وجل-: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* «3» اختُلِفَ فيه، يقال: بغير تقدير على أجْرٍ بالنقصان، ويقال: بغير مُحاسَبةٍ، ما إنْ يخاف أحدا يحاسبه «4» ، ويقال: بغير أن حَسِبَ المُعطَى أنّه يعطيه: أعطاه من حيثُ لم يَحتَسِبْ. واحتَسَبْتُ أيضاً من الحِساب والحسبة مصدر احتِسابك الأجْرَ عند الله. ورجلٌ حاسِبٌ وقَوْمٌ حُسّاب. والحُسْبان من الظنّ، حَسِبَ يحسَبُ، لغتان، حُسْباناً، وقوله- عز وجل-: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ
«5» ، أي قُدِّرَ لهما حِسابٌ معلوم في مواقيتِهما لا يَعدُوانِه ولا يُجاوزانِه. وقوله تعالى: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ
«6» أي نارا تحرقها.
__________
(1) كذا في ص وط أما في س فقد جاء: والحسبة....
(2) عجز بيت في التهذيب واللسان (حسب) وفي الديوان (ط دمشق) ص 16 وصدره:
فكملت مائة فيها حمامتها
(3) سورة آل عمران الآية 37.
(4) في التهذيب 4/ 333: ما يخاف أحدا أن يحاسبه عليه.
(5) سورة الرحمن الآية 5.
(6) سورة الكهف الآية 40.(3/149)
والحُسْبان: سهِام قِصارُ يُرمى بها عن القِسِيِّ الفارسية، الواحدة بالهاء. والأَحْسَبُ: الذي ابيضَّتْ جلدتُه من داءٍ ففَسَدَتْ شَعَرتُه فصار أحمَرَ وأبيَضَ، من الناس والإبل وهو الأبرَصُ، قال: «1»
عليه عَقيقتُه أَحْسَبا
عابَه بذلك، أَيْ لم يُعَقِّ له في صِغَره حتى كَبِرَ فشابَتْ عقيقته، يعني شَعَره الذي وُلِدَ معه «2» . والحَسْبُ والتَحسيب: دَفْن الميِّت في الحجارة، قال:
غَداةَ ثَوَى في الرَّمْل غيرَ مُحَسَّبِ «3»
أيْ غيرَ مُكَفَّن.
حبس: الحَبْس والمَحْبِس: موضعان للمحبوس، فالمَحْبِس يكون سِجْناً ويكون فعلاً كالحَبْس. والحَبيس: الفَرَس: يُجْعَل في سبيل الله. والحِباس: شيء يُحْبَس به نحو الحِباس في [المَزْرَفة] «4» يحبس به فضول الماء.
__________
(1) هو (امرؤ القيس) كما في الديوان (ط. المعارف) ص 128، واللسان (حسب) . وصدر البيت:
أيا هند لا تنحكي بوهة
(2) جاء بعد هذا نص ليس من العين، فيما نرى، وهو: قال القاسم: الأحسب: الشعر الذي نعلوه حمرة. أدخله النساخ في الأصل.. نحسب أنه من كلام أبي عبيد القاسم بن سلام، فقد جاء في التهذيب 4/ 334: وقال أبو عبيد: الأحسب: الذي في شعره حمرة وبياض.
(3) كذا في التهذيب واللسان، ورواية ابن سيده: في الترب بدلا من قوله في الرمل. وهو غير منسوب إلى قائل.
(4) كذا في التهذيب واللسان في الأصول المخطوطة: الدرقة. ولا معنى للدرقة. وجاء في مادة حبس في اللسان. أن الحباسة هي المزرفة بالفاء أي ما يحبس به الماء. ولم نجد في مادة زرف لفظ المزرفة بل وجدنا فيها: الزرافة: منزفة الماء.(3/150)
والحباسة في كلام العجم: (المكلا) «1» ، وهي التي تُسَمَّى المَزْرَفة، وهي الحباسات في الأرض قد أحاطت بالدَّبْرة يُحْبَس فيها الماء حتى يمتلىء ثم يُساق إلى غيرها. واحتَبَسْتُ الشَيْءَ أي خَصصتُه لنفسي خاصَّةُ. واحتَبَست الفِراشَ بالمِحْبَس أي بالمِقْرَمة «2» .
سحب: السَّحْبُ: جَرُّكَ الشَّيْءَ، كسَحْب المرأةِ َذْيَلها، وكسَحْبِ الريحِ التُرابَ. وسُمِّيَ السَّحابُ لانسحابه في الهواء. والسَّحْبُ: شدَّة الأكْل والشُّرْب، رجلٌ أُسْحُوب «3» : أَكُولٌ شَروبٌ. ورجل مُتَسَحِّب: حريص على أكل ما يوضَع بين يَدَيْه.
سبح: قوله- عز وجل- إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا
«4» ، أي: فَراغاً للنَّوم عن أبي الدُّقَيْش، ويكون السَّبْحُ فراغاً باللَّيْل أيضاً. سُبْحانَ اللهِ: تنزيه لله عن كل ما لا ينبغي أن يُوصَف به، ونَصبُه في موضع فِعْلٍ على معنى: تَسبيحاً لله، تُريدُ: سَبَّحْتُ تَسبيحاً للهِ [أي: نزَّهتُه تنزيهاً] «5» . ويقال: نُصِبَ سُبحانَ الله على الصرف، وليس بذاك، والأول أجود.
__________
(1) هكذا رسمت في الأصول، ولم نهتد إلى ضبطها.
(2) المقرمة: ما يبسط على وجه الفراش للنوم. انظر التهذيب (حبس) 4/ 343
(3) عقب الأزهري في التهذيب 4/ 336 فقال: قلت الذي عرفناه وحصلناه رجل أسحوت بالتاء إذا كان أكولا شروبا، ولعل الأسحوب بهذا المعنى جائز.
(4) سورة المزمل الآية 7
(5) من التهذيب 4/ 338 عن العين. في الأصول: تنزهه(3/151)
والسُّبُّوح: القُدُّوس، هو اللهُ، وليس في الكلام فُعُّول غير هذين. والسُّبْحةُ: خَرَزات يُسَبَّح بعددها.
وفي الحديث أن جبريل؟ قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم-: إن لله دون العرش سبعين حِجاباً لو دَنَونا من أحدها لأَحْرَقَتْنا سُبُحاتُ وَجْهِ رَبِّنا
يعني بالسُّبْحة جَلالَه وعَظَمَتَه ونورهَ. والتَّسبيح يكونُ في معنى الصلاة وبه يُفسَّر قوله- عَزَّ وجل- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ «1» ، الآية تأمُرُ بالصَّلاة في أوقاتِها، قال الأعشى:
وسَبِّحْ على حينِ العَشِيّات والضُّحَى ... ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعبُدا «2»
يعني الصلاة. وقوله تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
«3» يعني المُصَلِّين. والسَّبْح مصدرٌ كالسِّباحة، سَبحَ السابحُ في الماء. والسابح من الخَيْل: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْي. والنُجُوم تَسْبَح في الفَلَك: تجري في دَوَرانه. والسُّبْحة من الصلاة: التَطَوُّع.
__________
(1) سورة الروم الآية 17.
(2) ديوانه ص 137، وقد لفق من بيتين له، هما:
وذا، النصب المنصوب لا تنسكنه ... ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا
وصل على حينِ العَشِيّات والضُّحَى ... ولا تحمد الشيطان والله فاحمدا
(3) سورة الصافات الآية 143.(3/152)
باب الحاء والسين والميم معهما ح س م، ح م س، س ح م، س م ح، م س ح «1» مستعملات
حسم: الحَسْم: أن تَحسِمَ عِرْقاً فتَكويه لئلاّ يَسيل دمه. والحسم: المنع، والمحسوم: الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤه. وحَسَمْتُ الأمْرَ أي: قَطعتُه حتى لم يُظفَر منه بشيء، ومنه سمِّي السَّيفُ حُساماً لأنّه يحسِمُ العدوَّ عَمَا يُريد، أي يمنَعُه. والحُسُوم: الشُّؤْم، تقول: هذه ليالي الحُسُوم تحسِم الخَير عن أهلها، كما حُسِمَ عن قَوم عادٍ في قوله تعالى: ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً
«2» أي شُؤْماً عليهم ونَحْساً «3» . حُسُم: موضع، قال: «4»
وأدْنَى مَنازلِها ذو حُسُمْ
وحاسم: موضع. وحَيْسُمان: اسم رجل «5» .
__________
(1) هذا هو الترتيب في المواد الذي اقتضاه نظام التقليب، وهو غير ما ذكر في الأصول المخطوطة. وفي أن المستعملات هي مواد أما السادسة (محس) فقد عدها الخليل من المهمل في حين ذكرها الأزهري في التهذيب وأدرج فيها قدرا موجزا من الفوائد.
(2) سورة الحاقة الآية 7.
(3) بعده بلا فصل: قال القاسم: حسوما: متتابعة. رفعناها من الأصل لأنها تعليق أدخله النساخ فيه. والقاسم هو أبو عبيد القاسم بن سلام، كما سبق أن بينا ذلك في هامشنا (ص 149)
(4) القائل هو (الأعشى) ، والبيت في ديوانه (الصبح المنير) ، وتمام البيت فيه:
فكيف طلابكها إذ نأت ... وأدنى مزارا لها ذو حسم
وكذلك في ديوانه (شرح الدكتور محمد حسين) ص 35، وفي الديروانين: (وأدنى مزارا) بالنصب، وهو لحن. ورواية البيت في معجم ما استعجم (2/ 446) :
وأدنى ديار بها ذو حسم
(5) وزاد الأزهري في التهذيب مما نسب إلى الليث:.... اسم رجل من خزاعة. وفي القاموس: ابن إياس الخزاعي، صحابي.(3/153)
حمس: رجُلٌ أحْمَس أي شجاع. وعامٌ أحْمَس، وسنة حَمْساء أي شديدة، ونَجْدَة حَمْساء يُريد بها الشجاعة، قال «1» :
بنجدةٍ حَمْساءَ تُعدي الذَّمْرا
ويقال: أصابَتْهم سِنُونَ أحامِسُ لم يُرِد به مَحْضَ النَّعْت، ولو أرادَه لقال: سِنونَ حُمْسٌ، وأريد بتذكيره الأعوام. والتَنَّور: هو الوَطيس والحَميس. والحُمْسُ: قُرَيش. وأحماس العَرَب: أُمُّهاتُهم من قُرَيش، وكانوا مُتَشدِّدين في دينهم، وكانوا شُجَعاء العرب لا يُطاقُون، وفي قَيْسٍ حُمْسٌ أيضا، قال:
والحُمْسُ: قد تُعلَمُ يوم مأزق «2»
والحمس: الجَرْس، قال:
كأن صَوْتَ وَهْسِها تحتَ الدُجَى ... وقد مضى ليل عليها وبَغَى «3»
حَمْسُ رجالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَا «4»
والوَحَى مثل الوَغَى.
سحم: السُّحْمةُ: سَوادٌ كَلَوْنِ الغُرابِ الأَسْحَم، أي: الأَسْوَد.
__________
(1) الرجز في اللسان غير منسوب (حسم) .
(2) لم نهتد إلى الرجز ولا إلى الراجز.
(3) كذا في ص وط أما في س فقد جاء: سجا
(4) الأول والثالث من هذا الرجز في التهذيب واللسان (حمس) .(3/154)
والأَسْحَم: اللَّيل في شعر الأعشَى:
بأسحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ «1»
وفي قول النابغة: السحاب الأسود:
وأسْحَم دانٍ مُزْنُه مُتَصَوِّبُ «2»
سمح: رجلٌ سَمْحٌ، ورجالٌ سُمَحاءُ، وقد سَمُحَ سَماحةً وجادَ بمالِه «3» ، ورجلٌ مِسْماحٌ مَساميح، قال: «4»
غَلَبَ المَساميح الوليد سَماحةً ... وكَفَى قُرَيش المُعضِلاتِ وسادَها
وسَمَحَ لي بذلكَ يَسمَحُ سَماحةً وهو الموافقة فيما طَلَبَ. والتَسميح: السُّرْعة «5» ، والمُسامَحةُ في الطِّعان والضرِّاب والعَدْوِ إذا كانت على مُساهلة، قال: «6»
وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيج ِالمُقَوَّمِ
ورُمْحٌ «7» مُسَمَّح: تُقِّفَ حتى لان. وكذلك بعير [مسمح] «8» . ورجل
__________
(1) عجز بيت (للأعشى) وصدره:
رضيعَيْ لِبانٍ ثديَ أم تحالفا
، والبيت في ديوانه (الصبح المنير) والتهذيب 4/ 345 واللسان (سحم) .
(2) البيت في الديوان (ط. دمشق) ص 73 وفي اللسان (سحم) ، وصدره:
عفا آية ريح الجنوب مع الصبا
(3) في التهذيب 4/ 345 عن العين.
(4) البيت (لجرير) كما في المحكم 3/ 159 واللسان والتاج (سمح)
(5) وزاد الأزهري في التهذيب مما نسب إلى الليث الرجز الآتي: سمح واجتاز فلاة قيا. وكذلك في اللسان.
(6) الشطر في التهذيب 4/ 346، واللسان (سمح) غير منسوب وغير تام أيضا.
(7) كذا في التهذيب مما نسب إلى الليث، وهو الصواب وذلك لأن في ص وط: ورجل مسمح. وهذا لا يستقيم مع المعنى. وقد جاء في س: ورمح ورجل مسمح، وهو غير وجيه أيضا. والذي أشار إليه محقق التهذيب 4/ 346: أن في بعض النسخ المخطوطة رجل بدل رمح.
(8) آثرنا إضافتها لأنها متطلبة.(3/155)
مِسْماح أيْ: جَوادٌ عند السَّنة.
مسح: يقال للمريض: مَسَحَ اللهُ ما بكَ، ومَصَحَ أجوَدُ. ورجل ممسوح الوَجْهِ ومَسيحٌ إذا لم يبقَ على أحَد شِقَّي وَجْهه عَيْنٌ ولا حاجبٌ إلا استَوَى. والمَسيحُ الدَّجّال على هذه الصفة. والمَسيحُ عيسِى بن مَرْيَمَ عليه السلام- أُعرِبَ اسمُه في القرآن، وهو في التَوراة مَشيحا «1» ، قال:
إذا المَسيحُ يقتُل المَسيحا
يَعْني عيَسى يقتُل الدَّجّال بنَيْزَكه. والأمْسَحُ من المَفاوِز كالأَمْلَس، والجميع الأماسِحُ. والمِساحةُ: ذَرْعُ الأرض، يقال: مَسَحَ يمسَحُ مَسْحاً ومِساحةً. والمَسْحُ: ضَرْب العنق تمسَحُه بالسَّيْف مَسْحاً ومنه قوله- عز وجل-: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ «2» . والتِّمْسَحُ والتِّمْساح: خَلْقٌ في الماء شَبيهٌ بالسُّلَحْفاة، إلا أنه ضَخْمٌ طويلٌ قَويٌ. والماسِحة: الماشطة. والمُماسحَة: المُلايَنة في المُعاشَرة من غير صفاء القَلْب. وعلى فلانٍ مَسْحةٌ من جَمال، وكانَتْ مَيَّةُ تتمَّنَى لقاء «3» ذي الرُّمَّة فلمّا رَأَتْه استَقْبَحته فقالت: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تَراه، فَسِمع ذو الرُمَّة فهَجاها فقال:
على وجْهِ مَيٍّ مَسْحَةٌ من مَلاحةٍ ... وتحت الثَياب الشَّيْن لو كانَ بادياً «4»
__________
(1) كذا في س أما في ص فإنه: مسيحا (بالسين) .
(2) سورة ص الآية 33.
(3) كذا في س أما في ص وط: لقي.
(4) البيت في ديوان ذي الرمة ص 675.(3/156)
والمَسيحة، قِطعة من الفِضَّة. والمَسيحة والمسايحُ: ما تُرِكَ من الشَّعَر فلم يُعالَج بشَيْءٍ وفُلانٌ يُتَمسَّحُ به لفَضْله وعبادته.
باب الحاء والزاي والدال معهما د ح ز يستعمل فقط
دحز: الدَّحْز: الجِماع.
باب الحاء والزاي والراء معهما ح ز ر، ح ر ز، ز ح ر، ر ز ح «1» مستعملات
حزر: الحَزْر: حَزْرُكَ الشَّيءَ بالحَدس تَحْزِرُه حَزْراً. والحاِزُر والحَزْر: اللَّبَن الحامِض. والحَزْرَةُ: خِيار المال «2» ، قال:
الحزرات حزرات النَّفْسِ «3»
حرز: مكان حَريز: قد حَرُزَ حَرازةً، والحَرَزُ: الخَطَر، وهو الجَوْزُ المَحْكُوك يُلْعَبُ به «4» ، وجمعُه أحراز. وأخطار. والحِرْز: ما أحْرَزْتَ في موضع من
__________
(1) رتبت المواد بحسب ما يقتضي نظام التقليب، وفي الأصول المخطوطة ما يختلف عما أثبتنا.
(2) كذا في التهذيب 4/ 358 عن العين وغيره من المعجمات، في الأصول المخطوطة: الموت: وهو من خطإ الناسخ.
(3) الرجز في التهذيب 4/ 358 واللسان (جذر) غير منسوب
(4) في التهذيب 4/ 360 عن الليث، يلعب بها الصبي.(3/157)
شَيْء، تقول: هو في حِرْزي. واحتَرَزْتُ من فُلانٍ.
زحر: زَحَرَ يَزْحَر زَحيراً وهو إخراج النَّفَس بأَنين عند شِدَّةٍ ونحوها، والتَزَحُّر مثله. وزَحَرَتِ المرأةُ بوَلَدها، وتَزَحَّرَت عنه إذا وَلَدَتْ، قال: «1»
إني زعيم لك أَن تَزَحَّري ... عن وارِمِ الجَبْهة ضَخْمِ المَنخَرِ
وفُلانٌ يَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً.
رزح: رَزَحَ البعيرُ رُزُوحاً أي: أعْيا، وبَعير مِرْزاح ورازِح وهو المُعْيي القائم، وإبِل رَزْحَى ومَرازيح. والمِرْزيح: الصَّوْت.
باب الحاء والزاي واللام معهما ح ز ل، ح ل ز، ز ل ح، ز ح ل، ل ح ز «2» مستعملات
حزل: الإحزِئْلال: الارتِفاع، احزَأَلَّ يَحْزَئِلُّ في السَّيْر وفي الأرض صعداً كما يَحْزَئِلُّ السحاب إذا ارتَفَعَ نحو بَطْن السَّماء. واحزَأَلَّتِ الإبِل: اجتَمَعَتْ ثُمَّ ارتَفَعَتْ على مَتْنٍ من الأرض في ذهابها، قال: «3»
__________
(1) في التهذيب 4/ 357 واللسان (زحر) ، غير منسوب أيضا.
(2) هذا هو ترتيب التقليب وهو غير ما هو موجود في العين.
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى الشطر في غير الأصول.(3/158)
بَنُو جُنْدَعٍ فاحزَوْزَأَتْ واحزَأَلَّتِ
والاحتِزال: الاحتِزام بالثَّوْب. واحزَوْزَأَتِ الدَّجاجة على بَيْضها: «1» تجافَتْ، وهذا من المضاعف.
حلز: القَلْبُ يَتَحلَّزُ عند الحُزْن كالاعتِصار فيه والتَوَجُّع. وقَلْبٌ حالِز، وإنسانُ حالِز: ذو «2» حَلْزٍ، ويقال: كَبِدٌ [حِلِّزَة وحَلِزَة، أي: قريحة] «3» . ورجلٌ حِلِّزٌ (أيْ بخيل) «4» . وامرأةٌ حِلِّزَةٌ بخيلةٌ.
زلح: (الزَّلْحُ من قولك) : «5» قَصْعةٌ زَلَحْلَحة: لا قَعْر لها.
زحل: زحل الشيء: زال عن مَقامه. والناقة تَزْحَلُ زَحْلاً إذا تأخَرَّت في سَيْرها، قال: «6»
فإنْ لا تُغَيِّرْها قريش بملكها ... يكن عن قُرَيشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ
وقال: «7»
قد جعلت ناب دكين تزحل
__________
(1) كذا في ص وط أما في س: بيضتها.
(2) جاء في التهذيب: وهو ذوه وهو خطأ صوابه ما أثبتنا مما جاء في الأصول المخطوطة.
(3) من اللسان (حلز) . في الأصول: حلز. وقرحة
(4) زيادة من التهذيب 4/ 362 مما نسبه إلى الليث.
(5) زيادة من التهذيب 4/ 361 مما نسبه إلى الليث.
(6) القائل هو (الأخطل) والبيت في ديوانه ص 11.
(7) الرجز في التهذيب 4/ 363 واللسان (زحل(3/159)
والمزَحَل: المَوْضِع الذي يُزْحَل إليه. والزَّحُول من الإبل: التي إذا غَشِيَت الحَوْضَ ضَرَبَ الذائد وجْهَها فوَلته عَجُزَها (ولم تَزَلْ تَزْحَلُ حتى تَرِدَ الحوضَ) «1» ، وربَّما ثَبَتَت مقبلةً، قال لبيد في زحل الشيء إذا زال عن مقامه «2» :
لو يقومُ الفيلُ أو فَيَّالُه ... زَلَّ عن مِثْل مَقامي وزَحَلْ
لحز: رجُلٌ لَحِزٌ أي شَحيحُ النفس، وأنشد:
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحيحَ إذا أُمِرَّتْ ... عليه لِما له فيها مُهينا) «3»
والتَلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فيكَ من أكل رمّانٍة ونحوها «4» . شهوةً.
باب الحاء والزاي والنون معهما ح ز ن، ز ح ن، ن ز ح، ن ح ز مستعملات
حزن: الحُزْن والحَزَن، لغتان [إذا ثقّلوا فتحوا، وإذا ضحّوا خفّفوا، يقال: أصابه حَزَنٌ شديدٌ، وحُزْنٌ شديد] «5» ، ويقال: حَزَنَني الأمرُ [يَحْزُنُني فأنا محزون] وأحزنني [فأنا مُحْزَنٌ، وهو مُحْزِنٌ] ، لغتان أيضاً، ولا يقال: حازن. وروي عن أبي عمرو «6» : إذا جاء الحَزَنُ منصوباً فَتَحوه، وإذا جاء مكسوراً
__________
(1) زيادة من التهذيب 4/ 363 مما نسب إلى الليث.
(2) البيت في التهذيب 4/ 363 واللسان (زحل) ، وديوانه (ط الكويت) ص 194.
(3) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(4) في التهذيب مما نسب إلى الليث: أو إجاصة.
(5) ما بين الأقواس من التهذيب 4/ 364 عن العين أثبتناه، لأن عبارة الأصول قاصرة ومضطربة.
(6) هو أبو عمرو بن العلاء.(3/160)
مرفوعاً ضَمَّوه، قال الله عز وجل-: وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ «1» وقال- عزَّ اسمه-: وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً «2» . وقوله- عز وجل-: نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
«3» . ضَمُّوا الحاءَ هنا لكَسْرة النون، كأنّه مجرور في استعمال الفعل. وإذا أفردُوا الصَّوْتَ والأمْرَ قالوا: أمْرٌ مُحزن وصَوْتٌ محُزن ولا يقال: حازن. والحَزْنُ من الأرض والدَّوابِّ: ما فيه خُشونة، والأنثى حَزْنة، وقد حَزُنَ حُزونةً. وحُزانةُ الرجل: من يَتَحَزَّن بأمره. ويُسَمِّي سَفَنْجقانية العرب على العجم في أوَّل قُدومهم الذي استَحَقُّوا به ما استَحَقُّوا من الدور والضياع «4» حُزانة «5» .
زحن: زَحَنَ الرجلُ يزْحَنُ زَحْناً، وتَزَحَّنَ تَزَحُّناً أي: أبطَأَ عن أمره وعَمَله. وإذا أرادَ رَحيلاً فعَرَضَ له شُغْل فبَطَّأَ به قلت: له زَحْنةٌ بعد. والرجل الزيحنة «6» : المتباطىء عند الحاجة تُطلَب إليه، قال:
__________
(1) سورة يوسف الآية 84.
(2) سورة التوبة الآية 92.
(3) سورة يوسف الآية 86.
(4) كذا في س أما في ص وط: الضياعة.
(5) عقب الأزهري على ما نقله الليث عن الخليل فقال في التهذيب (4/ 366) فقال: السفنجقانية: شرط كان للعرب على العجم بخراسان إذا افتتحوا بلدا صلحا أن يكونوا إذا مر بهم الجيوش أفذاذا أو جماعات أن؟ ينزلوهم ويقروهم ثم يزودوهم إلى ناحية أخرى في (س) : سفنجانية.
(6) في (س) : الزحنية، ولعله تحريف، فقد جاء رسم الكلمة في التهذيب 4/ 366 وفي مختصر العين (ورقة 70) ، وفي المحكم 3/ 167، وفي اللسان (زحن) مطابقا لما في (ص) و (ط) .. وجاء في القاموس المحيط ما يزيل اللبس، فقد قال: والزيحنة كسيفنة: المتباطىء، وتابعه التاج (زمن) . أكبر الظن أن ما جاء في (س) وما ورد في آخر المادة في النسخ، الثلاث المخطوطة من عبارة: (الحاء ساكنة) ... من فعل النساخ.(3/161)
إذا ما التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ «1»
نزح: نَزَحَتِ الدارُ تَنْزَح نُزُوحاً أي بَعُدَت. ووَصْل نازح أي بعيد، قال: «2»
أم نازحُ الوصْل مِخلافٌ لشِيمته
ونَزَحْتُ البِئْرَ، ونَزَحْتُ ماءَها، وبئر نَزوحٌ ونَزَحٌ أي قليلة الماء، [ونَزَحَتِ البِئْرٌ، أي: قلّ ماؤها] «3» والصَّواب عندي: نُزِحَتِ البئرُ أي: اسْتُقِيَ ما فيها.
نحز: النَحْز كالنَّخْس. والنَّحْز شَبْهُ الدَّقّ. والراكبُ يَنْحَزُ بصدره واسِطَ الرَّحْل، قال ذو الرمة:
إذا نَحَزَ الإدْلاجُ ثُغرةَ نَحْره ... به أَنَّ مُستْرخي العِمامِة ناعِسُ «4»
قال: والنُّحازُ داءٌ «5» يأخُذُ الإبل والدَّوابَّ في رِئاتها «6» ، وناقةٌ ناحِز: بها نُحاز، قال القطامي:
تَرَى منه صدور الخيل زورا ... كأن بها نحازا أو دكاعا «7»
__________
(1) الشطر في التهذيب غير منسوب.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى الشطر.
(3) سقط ما بين القوسين من الأصول المخطوطة الثلاث وأثبتناه مما نقل في التهذيب 4/ 376 عن العين، لتقويم العبارة.
(4) البيت في الديوان ص 317.
(5) في التهذيب 4/ 367: سعال.
(6) كذا في التهذيب مما نسب إلى الليث، وفي الأصول المخطوطة: رئتها.
(7) كذا في ص وط والديوان ص 33. أما في س: فبالراء وهو تصحيف.(3/162)
والنّاحزِ أيضاً: أن يُصيبَ المِرفقُ كِرْكِرةَ البعير، فيقال: به ناحز «1» ، وإذا أصابَ حَرْفَ الكِرْكَرة المِرفقُ فحزَّة قيلَ: بها حازٌّ، مُضاعَف، فإذا كان من اضطغاط عند الأبِطْ قيل بها ضاغِط. والمِنْحاز ما يُدَقُّ به. ونَحيزة الرجل: طبيعتُه، وتجمع: نَحائز. ونَحيزةُ الأرض كالطِّبَّة ممدودةٌ في بَطن الأرض تقود الفَراسِخَ وأقلّ (من ذلك) «2» ، ويجيء في الشعر نَحائز يُعْنَى بها طِبَبٌ من الخِرَق والأَدَم إذا قُطِعَتْ شرُكُاً طِوالاً.
باب الحاء والزاي والفاء معهما ز ح ف، ح ف ز يستعملان فقط
زحف: الزَّحْف جماعة يزحَفُون إلى عدوِّهم بمَرَّة، فهُم الزَّحْف والجميع زُحُوف. والصَّبيُّ يَتَزَحَّفُ على الأرض قبل أن يمشي. وزَحَفَ البعير يزحَفُ زَحْفاً فهو زاحف إذا جَرَّ فِرْسَنَه من الاعِياء، ويجمع زَواحف، قال: «3» .
على زَواحِفَ تُْزَجى مُخُّهارِيرُ
وأَزْحَفَها طولُ السَّفَر والازدحاف كالتزاحف.
__________
(1) كذا في التهذيب أما في الأصول المخطوطة ففيها: أن يصيب المرفق كركرته. وقد عقب الأزهري على عبارة العين المشار إليها فقال: قلت: لم نسمع الناحز في باب الضاغط لغير الليث، وأراه أراد الحاز فغيره. نقول: وتعقيب الأزهري غير صحيح فقد بين الخليل ذلك بعد الناحز فذكر الحاز الذي أشار إليه الأزهري.
(2) من التهذيب مما نسب إلى الليث وهو ما ذكره الخليل في العين.
(3) القائل هو (الفرزدق) ، والشطر في التهذيب واللسان، وفي الديوان 1/ 213 (ط صادر) والرواية فيه:
على عمائِمنا تُلْقَى وأَرْحلنا ... على زواحف نزجيها محاسير(3/163)
حفز: الحَفْزُ: [حثّك] الشَّيْءَ حثيثاً من حَلفه، سَوْقاً أو غير سَوْق «1» ، قال: «2»
وقد سِيقَتْ من الرِّجْلَيْن نفسي ... ومن جَنْبي يُحَفَّزُها وَتينُ
أي يحثها الوتين، وهو نِياط القلب، بالخروج. والرجُلُ يَحْتَفِزُ في جلوسه: يُريد القيام أو البَطْش بالشَّيْء. واللَّيْلُ يَحْفِزُ النَّهار: يسوقُه، قال رؤبة:
حَفْزُ الليالي أمَدَ التَّدليف «3»
والحَوْفَزان من الأسماء.
باب الحاء والزاي والباء معهما ح ز ب يستعمل فقط
حزب: حَزَبَ الأمرُ يَحْزُبُ حَزْباً إذا نابَكَ، قال: «4»
فنِعْمَ أخاً فيما ينوبُ ويحزُبُ
وتَحَزَّبَ القَومُ: تَجَمَّعوا. وحَزَّبْتُ أحزاباً: جَمَّعْتُهم. والحِزْبُ: أصحابُ الرجل على رَأْيه وأَمِره، قال العجاج «5» :
لقد وجَدْنا مُصْعَباً ُمَستَصعَبا ... حتى رمى الأحزاب والمحزبا) «6»
__________
(1) من التهذيب 4/ 372 عن العين، في الأصول المخطوطة: الحفز: سوقك الشيء حثيتا من خلفه أو غير سوق وهي عبارة قاصرة مضطربة.
(2) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.
(3) مجموع أشعار العرب ص 101.
(4) لم نهتد إلى القائل ولا إلى الشطر.
(5) سقط ما بين القوسين من (س) وفي (ص) و (ط) : (رؤبة بن العجاج) وه وهم.
(6) الرجز في ديوان العجاج ص 94، والرواية فيه:
لقد وجدتم مصعبا مستصعبا ... حين رَمَى الأحزابَ والمُحزِّبا(3/164)
والمؤمنون حزبُ الله، والكافرون حزبُ الشَّيْطان. وكلُّ طائفةٍ تكون أهواؤهم واحدة فهم حزبٌ. والحَيْزَبون: العَجوز، النون زائدة كنون الزيتون. والحزباءة، ممدودة،: أرض حَزْنةٌُ غليظة، وتُجمَع حَزابيّ، قال: «1»
تحِنُّ إلى الدَّهْنا قَلوصي وقد عَلَت ... حَزابيَّ من شَأْز «2» المُناخ جديبا
وعَيْرٌ حَزابيةٌ في استداره خَلَقه، قال النابغة:
أَقَبَّ ككَرِّ الأَنْدَريِّ مُعَقْربٌ ... حَزابية قد كدَّمَتْه المساحل «3»
وركب حزابية، قال: «4»
إن حِري حَزَنْبَلٌ حَزابِيَهْ ... إذا قَعَدْتُ فوقَه نَبابِيَهْ
كالقَدَح المكبوب فَوْقَ الرابيهْ
ويقال: أرادَت: حَزابي أي: رَفَع بي عن الأرض.
باب الحاء والزاي والميم معهما ح ز م، ز ح م، م ز ح، ز م ح، ح م ز، م ح ز كلهن مستعملات
حزم: المِحْزَم: حِزامة البقل، وهو الذي تُشَدُّ به الحُزْمة، حَزَمَه يحزِمُه حزما.
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.
(2) كذا في ص وط أما في س فهو: شأو.
(3) البيت في الديوان (ط. دمشق) ص 114 والرواية فيه:
أقب كعقد الأندري معقرب............... .............
(4) الرجز في التهذيب 4/ 374 واللسان حزب وهو لا مرأة تصف ركبها(3/165)
والحِزامُ للدابَّة والصبَّيّ في مَهْده. والمِحْزَم: الذي يَقَع عليه الحِزام من الصَّدْر. والحَزيم: موضِع الحزِام من الصَّدْر والظَّهْرِ كله ما استدارَ به، يقال: شَدَّ حَزيمَه وشَمَّرَ، قال: «1»
شَيْخٌ إذا حمل مكروهة ... شد الحَيازيمَ لها والحَزيمْ
والحَيْزُوم: وَسَط الصَّدْر حيث يلتقي فيه رءوس الجَوانح فوقَ الرُّهابة بحِيال الكاهل، قال ذو الرمة:
تَكادُ تَنْقَضُّ مِنْهُنَّ الحَيازيمُ «2»
والحَيْزوم: اسم فَرَس جِبْريل «3» ع-. والحَزْم أيضاً: َضْبُطَك أمرَكَ وأخْذُكَ فيه بالثقة، حَزُمَ الرجُلُ حَزامةً فهو حازم ذو حَزْمة «4» . والحَزْم: ما احتَزَمَ السَّيْل من نَجَوات الأرضِ والظُهور، وجمعُه حُزُوم.
زحم: زَحَمَ القَوْمُ بَعضُهم بعضاً من شِدَّة الزِّحام إذا ازدَحموا. والأمواجُ تَزْدَحِم، قال: «5»
تَزَاحُمَ المَوْجِ إذا الموج التطم
__________
(1) البيت غير منسوب في التهذيب واللسان.
(2) من قصيدة الشاعر:
أعن ترسمت من خرقاء منزلة
الديوان ص 569 وصدر البيت:
تعتادني زفرات من تذكرها
(3) كذلك في الجمهرة 2/ 149، والمحكم 3/ 172، واللسان، والقاموس والتاج، حزم) .
(4) كذا في الأصول المخطوطة أما في التهذيب فهو: حزم.
(5) الرجز في التهذيب واللسان من غير عزو.(3/166)
جعل مصدر ازدَحَمَ تَزاحُماً. والفيل والثَّوْر يُكَنَّيانِ أبا مُزاحِم. ومُزاحم أو أبو مُزاحِم: أوّل خاقانٍ ولَيَ التُّرْكَ وقاتَلَ العرب، فقُتِل زَمَنَ أَسَد بن عبد الله القسري.
مزح: المِزاح مصدر كالمُمازَحة، والمُزاحُ الاسم، قال: «1»
ولا تَمْزَح فإن المَزْحَ جَهْلٌ ... وبَعضُ الشرِّ يبدَؤُه المُزاح
مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومُزاحاً ومُزاحةً.
زمح: الزَّوْمَح [والزُّمَّحُ] : الأسود القبيح من الرجال، ويقال: الزُّمَّح الضيِّق الخُلُق «2» ، قال بعض قريش: «3»
لازُمَّحيّينَ إذا جئْتَهم ... وفي هِياج الحَربِ كالأَشْبُلِ
[والزُّمّاح: طائرٌ عظيم] «4» .
حمز: حمز اللوم فُؤاده وقلبَه أيْ: أوجَعَه، قال الشماخ بن ضرار:
فلما شراها فاضت العين عبرة ... وفي الصدر حزاز من اللوم حامز «5»
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.
(2) جاء في التهذيب 4/ 378: الزمح القصير السمج الخلقة السيىء الأدم المشئوم. ما بين القوسين زيادة من مختصر العين (ورقة 71) .
(3) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.
(4) من مختصر العين- الورقة 71.
(5) البيت في الديوان (ط. دار المعارف) ص 190 والرواية فيه:
............... ........... ... وفي الصدر حزار من الوجد حامِزُ(3/167)
الحامِز: الشديدُ من كلِّ شيء. ورجل حامِزُ الفؤاد: شديدُه.
وقال ابن عباس: أفضل الأشياء أحمزها
أي: أَشَدُّها وأَمتَنُها «1»
محز: المَحْزُ: النِكاح، تقول: مَحَزَها، قال جرير:
مَحَزَ الفرزدق أُمَّه من شاعرِ «2»
باب الحاء والطاء والراء معهما ط ح ر، ط ر ح يستعملان فقط
طحر: الطَّحْر: قَذْف العَيْن قذاها «3» ، وطَحَرتِ العَيْنُ الغَمَصَ أي رَمَت به، قال: «4»
وناظرتَيْنِ تطحَران قَذَاهما
وقال في عَيْن الماء: «5»
تَرَى الشريريغ يطفو فوق طاحرة ... مسحنطرا ناظرا نحو الشناغيب
(يصف عَيْنَ ماء تفُور بالماء، والشُّرَيْرِيغ: الضِّفْدَع الصغير،
__________
(1) جاء في اللسان (حمز) :
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الأعمال أفضل؟ قال: أحمزها عليك
يعني أمتنها وأقواها وأشدها، وقيل: أمضها وأشقها. (أشدها) في الأصل: زيادة من (س) .
(2) البيت في ديوان جرير ص 307 وصدره:
كان الفرزدق شاعرا فخصيته
وقد ورى نساخ الأصول المخطوطة عن الفرزدق فأثبتوا وزنه الصرفي الفعلل.
(3) والرواية في التهذيب: بقذاها.
(4) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى البيت.
(5) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب واللسان (طحر) .(3/168)
والطاحرةُ: العَيْن التي ترمي ما يُطْرْح فيها لشِدَّة حَمْوَة مائها من مَنبَعها وقُوَّة فَوَرانه، والشَّناغيب والشَّغانيب: الأغصان الرَّطْبة، واحدها شُغْنُوب وشُنْغوب، والمُسْحَنْطِر: المشرف المنتصب) «1» . وقوس مطحرة: ترمي بسهمها صُعُداً لا تقصِدُ إلى الرَّمِيَّة. والقَناة إذا التَوَتْ في الثِّقاف فوَثَبَتْ فهي مِطْحَرة، وأما قول النابغة: مِطْحَرةُ زَبون «2» فإنّه نعت للحرب. والطَّحِير: شِبْه الزَّحير.
طرح: طَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا أطْرَحُه طَرْحاً، والطِّرْح: الشَّيْءُ المطروحُ لا حاجة لأحَدٍ فيه. والطَّروح: البعيد نحو البَلْدة وما أشبهها.
باب الحاء والطاء واللام معهما ط ل ح، ط ح ل، ل ط ح، ح ل ط مستعملات
طلح: شَجَرُ أمِّ َغْيلان، شَوْكُه أَحْجَنُ، من أعظم العِظاه شَوْكاً، وأصلبِه عُوداً واجوده «3» صَمْغاً، الواحدة طَلْحة. والطَّلْح في القرآن المَوْز.
__________
(1) ما بين القوسين كله من التهذيب مما نسب إلى الليث، ولم يرد منه في الأصول المخطوطة إلا قوله: يعني: أغصان الشجرة تدلت، الواحد شنغوب.
(2) لم نجد هذه العبارة في قصيدة (النابغة) النونية من الوافر (الديوان ط دمشق ص 256) بل هناك عبارة حرب زبون في قوله: وحالت بيننا حرب زبون.
(3) كذا في (ص) و (ط) وفي التهذيب 4/ 383 عن العين. في (س) : أصلبها، أجودها.(3/169)
والطَّلاح نقيض الصَّلاح، والفعل طلح يطلح طَلاحاً. وذو طَلَح: مَوضِع: قال: «1»
ورأيْتُ المرءَ عَمْراً بِطَلَحْ
قال بعضهم: رأيته يَنْعُمُ بنعمة، وهو غلط، إنما عمرو هذا بموضعٍ يقال له: ذو طَلَح، وكان مَلِكاً. والطَّلاحة: الإِعياء وبَعيرٌ طَليحٌ، وناقةٌ طَليح، وطِلْح أيضاً، قال: «2»
فقد لَوَى أنْفَه بمِشْفَرها ... طِلْحُ قَراشيمَ شاحِبٌ جَسَدُهْ
والقُرْشُوم: شَجَرَةٌ تزعمُ العرب أنّها تُنْبِتُ القِرْدان، والقُرْشُوم: القُراد الضَّخْم.
طحل: الطُّحْلة: لوْنٌ بين الغُبْرة والبَياض في سَوادٍ قليل كسَواد الرَّماد. وشَرابٌ طاحِل: ليس بصافي اللَّوْن، والفعل طَحِلَ يطْحَل طَحَلاً. وذِئبٌ أطحَلُ، ورَماد أطحَلُ. والطِّحال معروف. ورجل مطحول إذا ديء «3» طِحالُه.
لطح: اللَّطْح كاللَّطْخ إذا جَفَّ ويُحَكُّ لم يبْقَ له أثَرٌ. واللَّطْحُ كالضرب باليد.
__________
(1) القائل هو (الأعشى) ديوانه 237- والرواية فيه: كم رأينا من أناس هلكوا
وكم رأينا من أناس هلكوا ... ورأينا المرء عمدا بطلح
(2) القائل هو (الطرماح) ، والبيت في التهذيب واللسان والديوان (ط. القاهرة) ص 118.
(3) في الأصول المخطوطة: دئي، والصواب ما أثبتناه.(3/170)
حلط: حَلَطَ فلان إذا نَزَل بحال مَهْلكة. والاحتِلاط: الاجتِهادُ في مَحْكٍ ولَجاجة. وأحْلَطَ الرجل بالمكان إذا أقامَ به، قال ابن أحمر:
وأحْلَطَ هذا: لا أريمُ مَكانيا «1»
باب الحاء والطاء والنون معهما ط ح ن، ح ن ط، ن ح ط، ن ط ح، ط ن ح، مستعملات
طحن: الطِّحْن: الطَّحين المطحون، والطَّحْن الفِعل، والطِّحانة: فعل الطَّحّان. والطّاحُونة: الطَّحّانة التي تدور بالماء. وكل سن من الأضراس طاحنة. والطُّحَنَةُ: دُوَيْبَّةِ كالجُعَل، ويُجْمَع [على] طُحَن. والطّحون: الكتيبة [من الخيل] تَطْحَن كُلَّ شيءٍ بحَوافرها.
حنط: الحِنْطة: البُرُّ. والحِناطةُ: حِرفة الحَنّاط، وهو بَيّاع البُرِّ. والحَنُوط: يُخلَط (من الطِّيب) «2» للميِّت خاصَّةً،
وفي الحديث: أنّ ثَمُوداً لمّا أيقَنُوا بالعذاب تَكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتَحَنَّطوا بالصبر «3» .
__________
(1) البيت في التهذيب و 4/ 387 واللسان (حلط) ورواية اللسان: لا أعود ورائيا وصدره:
(2) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث. وفي (س) : يحنط به الميت خاصة.
(3) التهذيب 4/ 390.(3/171)
نحط: النَّحْطةُ: داءٌ يُصيب (الخيل) «1» والإبل في صدورها، فلا تكاد تسلم منه. والنَّحْطُ شِبْه الزَّفير، والقَصَّار يَنْحِط إذا ضَرَب بثوبِه على الحَجَر، ليكون أروَحَ له، قال الراجز: «2»
ما لك لا تنْحِطُ يا فلاّح ... إنَّ النَّحيطَ للسُّقاةِ راحُ
أي راحة. والنَّحّاط: الرَّجل المتكبِّر، وقال النابغة:
وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ اللَّيْل نَحْطةً ... تَقَضَّبُ منها أو تكادُ ضُلوعُها «3»
نطح: النَّطْح للكِباش ونحوها، وتناطحت الأمواج والسُّيُول والرجال في الحروب. والنَّطيح: ما يأتيكَ من أمامِك من الظِّباء والطَّيْر وما يُزْجَر. والنَّطيحة: ما تناطَحا فماتا، كان أهل الجاهلية يأكلونَها فنُهِيَ عنها.
باب الحاء والطاء والفاء معهما ف ط ح، ط ح ف، ط ف ح، مستعملات
فطح: الفَطَح: عِرَضٌ في وَسَط الرأس، وفي الأَرْنَبة حتى تلتزق بالوجه كالثور
__________
(1) زيادة من التهذيب 4/ 389 مما نسب إلى الليث.
(2) لم نهتد إلى الراجز ولا إلى الرجز في غير الأصول
(3) البيت في التهذيب 4/ 390 واللسان (نحط) والديوان (ط. دمشق) ص 124.(3/172)
الأفطَح، قال أبو النجم:
قبصاء لم تفطح ولم تُكَتَّلِ «1»
طحف: الطَّحْف: حَبٌّ يكون باليَمَن يُطْبَخ «2» .
طفح: طَفَحَ النَّهْر إذا امتَلَأَ. والشارب طافح «3» أي ممتلىء سُكْراً. والرِّيحُ تَطفَح القُطْنةَ إذا سَطَعَت بها، قال أبو النجم:
مُمَزَّقاً في الرِّيح أو مطفوحا «4»
وما طَفَح فوقَ شَيءٍ فهو طُفاحة كطُفاح القِدْر.
باب الحاء والطاء والباء معهما ح ط ب، ح ب ط، ب ط ح مستعملات
حطب: الحَطَب معروف، حَطَبَ يَحطِب حَطْباً وحطبا، المخفف مصدر، والمثَّقَل اسم. وحطَبْتُ القوم إذا احتَطَبتَ لهم، قال: «5»
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان (فطح) .
(2) عقب الأزهري فقال في التهذيب 4/ 392 فقال: قلت هو الطهف بالهاء ولعل الحاء تبدل من الهاء.
(3) وعبارة التهذيب عن الليث: ويقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلىء سكرا: طافح.
(4) الرجز في اللسان (طفح) .
(5) القائل (ذو الرمة) والبيت في الديوان ص 665، وعجزه:
أصول ألاء في ثرى عمد جعد.(3/173)
وهل أحطِبَنَّ القوم وهي عَرِيَّةٌ
(ويقال) «1» للمُخلِّط في كلامه وأمره: حاطبُ لَيْلٍ، مَثَلاً له لأنّه لا يَتَفَقّد كلامَه كحاطب اللَّيل لا يُبصر ما يجمع في حَبْله من رديء وجيّد. وحَطَب فلان بفُلان إذا سَعَى به. والحَطَب في القرآن «2» النَّميمة، ويقال: هو الشَّوك كانت تَحمله فتلقيه على طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-. ويقال للشديد الهزال حَطِبٌ «3» .
حبط: الحَبَط: وَجَع يأخُذُ البعيرَ في بَطْنه «4» من كَلأَ يَسْتَوْبِلُه، (يقال) «5» : حَبِطَتِ الإبِل تحبَط حَبَطاً. وحَبِطَ عَمَلُه: فَسَدَ، وأحبَطَه صاحبُه، واللهُ مُحْبِطٌ عمل من أشرك. و [الحبطات] «6» : حيٌّ من تميم.
بطح: بَطَحْتُه فانبَطَحَ. والبَطْحاء: مَسيل فيه دُقاق الحَصَى، فإنْ عَرُضَ واتَّسَعَ سُمِّيَ أبطَح. والبَطيحة: ماء مستنقِع بينَ واسِطٍ والبصرة، لا يُرَى طَرَفاه من سَعَته، وهو مَغيض دجلةَ والفُرات، وكذلك مَغايض ما بين البصرة والأهواز، والطَّفُ: ساحل البَطيحة.
__________
(1) زيادة من التهذيب.
(2) في قوله تعالى: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ وهي أم جميل امرأة أبي لهب وكانت تمشي بالنميمة. (التهذيب 4/ 394) .
(3) وفي اللسان: وأحطب أيضا.
(4) هذه عبارة التهذيب أما في الأصول المخطوطة فهو: وجع يأخذ في بطن البعير.
(5) زيادة من التهذيب
(6) كذا في التهذيب 4/ 397، أما في الأصول المخطوطة ففيها: الحبط.(3/174)
وتَبَطَّحَ السَّيْل أي: سالَ سَيْلاً عريضاً، قال ذو الرمة:
ولا زالَ من نَوْء السِّماكِ عليكُما ... ونَوْءِ الثُرَيّا، وابِلٌ مُتَبَطِّحُ»
وقال الراجز:
إذا تَبَطَّحْنَ على المحامِلِ ... تَبَطُّحَ البَطِّ بشَطِّ الساحِلِ «2»
والبَطْحاءُ والأبْطَحُ ومنِىً من الأبْطح «3» . ويقال: بين قَرْية كذا وقَرْية كذا بطحة «4» بعيدة.
باب الحاء والطاء والميم معهما ح ط م، ط م ح، ط ح م، م ح ط، ح م ط، م ط ح كلهن مستعملات
حطم: الحَطْمُ: كَسْرُك الشَّيْءَ اليابس كالعظام ونحوها، حَطَمْتُه فانحَطَمَ، والحُطامُ: ما تَحَطَّمَ منِه، وقِشْر البَيْض حُطام، قال الطرماح:
كأنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْف فيه ... فَراشُ صَميم أقحاف الشئون «5»
والحَطْمَةُ: السَّنة الشديدة. وحَطْمةُ الأسَد في المال: عَيْثه وفَرْسُه. [والحُطَمَةُ: النّار] «6» . وقيل: الحُطَمَةُ: بابٌ من جهنّم. والحطيم: حجر مكة.
__________
(1) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص 77.
(2) الرجز في التهذيب واللسان والرواية فيهما:
............... ........... ... تبطح البط بجنب الساحل
(3) كذا في س أما في ص وط فقد جاء: بطحاء وأبطح.
(4) كذا في ص وط أما في س فقد جاء: بطيحة.
(5) البيت في التهذيب واللسان (حطم) والديوان (ط. مصر) ص 178
(6) ما بين القوسين من مختصر العين، من الورقة 71، زيد هنا لتقويم العبارة.(3/175)
طحم: طَحْمة السَّيْل: دَفّاعُه ومُعْظَمُه. وطَحْمةُ الفِتْنة: جَوْلة الناس عندها، قال: «1»
تَرمي بنا خِنْدُفُ يوم الايسادْ ... طَحْمةَ إبليسٍ ومَرداةَ الراد «2»
محط: مَحَّطْتَ الوَتَرَ: أمرَرْتَ الأصابعَ عليه لتُصلِحَه، وكذلك تُمَحِّطُ العَقَبَ فَتُخَلَّصُه، والبازي يُمُحِّطُ ريشه: يُذهبه «3» ، وتقول: امتَحَطَ البازي «4» .
طمح: طَمَّحَ الفَرَسُ رأسه أي رفعه، وكذلك طَمَّحَ يَدَيْه «5» . وطَمَحاتُ الدَّهْر: شَدائدُه، [وربّما خُفِّف] «6» قال: «7»
باتت همومي في الصدر تحضؤها ... طمحات دهر ما كنت أدرؤها
وطَمَّحْتُ الشْيَء وغيرَه في الهواء أي رَمَيْتُ به تطميحاً. وطَمَح ببَصَره إذا رَمَى به إلى الشيْء. وفَرَس طامِحُ البَصَر والطَّرْف، قال: «8»
__________
(1) لم نهتد إلى القائل ولم نهتد إلى مصدر البيت ولم نجده فيما بين أيدينا من مظان.
(2) لم نهتد إلى القائل ولم نهتد إلى مصدر البيت ولم نجده فيما بين أيدينا من مظان.
(3) كذا في الأصول المخطوطة، أما في التهذيب فقد جاء: يدهنه. نقول: وقد جاء في اللسان كما في الأصول المخطوطة.
(4) ورد في الأصول المخطوطة مما أخل به الناسخ كلمةمحط وهي حديدة يسقل بها الجلد حتى تلين. ووجه الإخلال أن هذه المادة هي في حطط ولا صلة لها ب محط.
(5) أصل هذه العبارة في التهذيب طمح الفرس رأسه ويديه أي رفعه، وقد آثرنا إعادة ترتيب العبارة على الوجه الذي أثبتناه.
(6) من التهذيب 4/ 404 عن العين.
(7) البيت في التهذيب 4/ 404 وفي اللسان (حثنا) أيضا، غير منسوب. في الأصول: تحطاها، وهو تصحيف.
(8) لم نهتد إلى القائل ولا إلى البيت.(3/176)
طمحت رءوسكم لتبلُغَ عِزَّنا ... إن الذليل بأن يُضامَ جديرُ
حمط: الحمطيط و [جمعه] الحَماطيط، والحَماط: نبْت. والحَماطة: حُرْقة يجدُها الرجلُ في حَلْقه، تقول. أجدُ في حَلْقي حَماطةً.
باب الحاء والدال والثاء معهما ح د ث يستعمل فقط
حدث: يقال: صارَ فلان أُحدوثة أي كَثَّروا فيه الأحاديث. وشابُّ حَدَثٌ، وشابَّة حَدَثة: [فتيّة] في السِّنِّ. والحَدَث من أحداث الدهر شِبْه النازلة، والأُحدوثة: الحديث نفسه. والحديث: الجديد من الأشياء. ورجل حِدْث: كثير الحديث. والحَدَث: الإِبْداء.
باب الحاء والدال والراء معهما د ح ر، ح د ر، ر د ح، ح ر د، د ر ح مستعملات
دحر: دَحَرْتُه أدحَرُه دَحْراً أي بعَّدتُه ونَحَّيْتُه. ومَلُوماً مَدْحُوراً
«1» أي: مطرودا.
__________
(1) من سورة الأعراف، الآية 18، والآية هي: قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً.(3/177)
حدر: الحَدْر: ما تحدِرُه من علو إلى سفل، والمطاوعة منه الأنْحدار، وحَدَرْتُ السَّفينة في الماء حُدوراً. والحَدور اسم مُنحَدَر الماء في انحطاط صبَبَه، وكذلك الحَدور في سَفْح جَبَل. وحَدَرْتُ القرِاءةَ حَدْراً، وحَدَرَتْ عيَنْي الدَّمْعَ، وانحدَرَ الدمعُ. وناقةٌ حادرةُ العينين أي ممتلئتهما «1» نقيا قد ارتوتا وحَسُنَتا «2» . وكل رَيّان حَسَن الخَلْق حادر، وقد حَدُرَ حدارة، قال: «3»
وعسير «4» أدماء حادرة العين ... خَنُوفٍ عَيْرانةٍ شِمْالال
وقال: «5»
أُحِبُّ صَبيَّ «6» السَّوْء من أجل أُمِّه ... وأُبْغِضُه من بُغْضِها وهو حادِرُ
وامرأةٌ حَدْراءُ، ورجل أحْدَرُ. والحَدْرة (جزم) «7» : قَرْحةٌ تخرج بباطن جَفْن العَيْن (وقد) «8» حَدَرتْ عينه حَدْراً. ويقال: الحَدْر في نعت العَيْن في حسنها خاصة مثل الحادرة، قال: «9»
وأنكرْتَ من حَدْراءَ ما كنت تعرف
__________
(1) كذا في س في ص وط: ممتلئتها.
(2) كذا في التهذيب مما نسب إلى الليث. في الأصول المخطوطة: قد ارتوت وحسنت.
(3) هو (الأعشى الكبير) ، والبيت في ديوانه (الصبح المنير) ص 6.
(4) كذا في الديوان ص 5. والتهذيب واللسان أما في الأصول المخطوطة ففيها: وعيسين، وهو تصحيف.
(5) لم نهتد إلى القائل، والبيت في التهذيب واللسان.
(6) كذا في الأصول المخطوطة، وأما في التهذيب واللسان ففيهما: الصبي.
(7) كذا في الأصول المخطوطة، ويراد به إسكان الدال في الحدرة، وقد صحف في التهذيب واللسان فصار جرم ولا معنى له.
(8) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(9) القائل هو (الفرزدق) ، والبيت في التهذيب واللسان والديوان 2/ 551، وصدره:
عزفت بأعشاش وما كنت تعزف(3/178)
وحيدرة: اسم علي بن أبي طالب عليه السلام- في التوراة، وارتجَزَ فقال:
أنا الذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَه «1»
وحَدَرَ جِلْده يحدُرُ حُدوراً أي تَوَرَّمَ، قال: «2»
لو دَبَّ ذرٌّ فوقَ ضاحي جلدها ... لأبانَ من آثارِهنَّ حُدورُ
ومنه يقال: حَدَرْتُ جلدَه بضرْبٍ، وأحْدَرتُ لغة.
ردح: الرَّدْح: بَسْطُكَ الشَّيء فَتُسَوٍّي ظهرهَ بالأرض، قال أبو النجم:
بَيْتَ حُتُوفٍ مُكْفأً مردوحا «3» ... شَخْتا خَفيّاً في الثَّرَى مدحُوحا «4»
يصف القُتْرة. ويجيء في الشعر مُردَح مثل مَبْسُوط ومُبْسَط. وناقةٌ رَداحٌ: ضَخْمة العَجيزة والمآكِم «5» ، تقول: رَدُحَت رَداحةً فهي رَدُوحٌ ورَداحٌ. وكَبْشٌ رَداح: ضَخْم الأَلْية، قال: «6»
ومَشَى الكُمأةُ إلى الكماة ... وقُرِّبَ الكبَشْ الرَّداحْ
وكتيبة رَداح: مُلَمْلَمة كثيرة الفُرسان «7» .
__________
(1) الرجز في التهذيب واللسان وهو أول ثلاثة أشطار.
(2) (عمر بن أبي ربيعة) ديوان ص 146 (صادر) .
(3) في صحاح الجوهري: مكفحا مردوحا.
(4) كذا في س وهو الصواب أما في ص وط فهو: شحتا بالحاء المهملة.
(5) جاء في التهذيب واللسان مما نسب إلى الليث: وامرأةرداح أي ضخمة العجيزة والمآكم.
(6) البيت في اللسان (ردح) غير منسوب.
(7) في التهذيب واللسان: وكتيبة رداح أي ضخمة ململمة....(3/179)
حرد: الحَرَدُ مصدر الأحْرَد الذي إذا مَشَى رَفَعَ قوائمه رفعاً شديداً ويَضَعُها مكانَها من شِدَّة قَطافته في الدَّوابِّ وغيرها. وحَرِدَ الرجلُ فهو أحرَد إذا ثَقُلَتْ «1» عليه دِرعُه فلم يستطع الانبِساط في المشْي، قال:»
إذا ما مَشَى في دِرْعِه غيرَ أحرَدِ
والحَرْدُ والحَرَد لغتان، يقال: حَرِدَ فهو حَرِد إذا اغتاظ فَتَحرَّشَ بالذي غاظه وهَمَّ به فهو حاردٌ، قال: «3»
أسود شرى لاقت أسود خفية ... تساقين سما، كَلُّهُنَّ حَوارِدُ
وقطاً حُرْدٌ أيْ سِراع، قال: «4»
بادَرْتُ حردا من قطاها النامي
وقول الله جل ذكره: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ
«5» ، أيْ على جِدٍّ من أمرهم. وحَرِدَ السَّيْرُ إذا لم يستَوِ قَطْعُه. والحُرْديّة: حِياصة الحَظيرة التي تُشَدُّ على حائطٍ من قَصَب عَرْضاً (تقول) «6» : حَرَّدناه تحريداً، ويجمع على حرادي.
__________
(1) في التهذيب: ثقل.
(2) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب أيضا.
(3) لم نهتد إلى القائل، والبيت من شواهد التهذيب واللسان. غير أن في اللسان رواية لبيت منسوب إلى (الأشهب بن ميلة) وهو:
أسود شرى لاقت أسود خفية ... تساقوا على حرد غماء الأساود
(4) لم نهتد إلى القائل، ولا إلى القول.
(5) سورة القلم، الآية 25.
(6) زيادة من التهذيب.(3/180)
وحَيٌّ حَريدٌ: (الذي) «1» ينزل مَنزِلاً من جَماعَة القبيلة لا يخالطهم في ارتِحاله وحُلُولِه. والحِرْد: قِطعة من سِنَام «2» . والمُحاردةُ: انقِطاعُ اللَّبَن من المَواشي والإبِل، وناقة مُحاردِ: شديدةُ الحِراد. والحَرْدُ: القَصْد، قال: «3»
أَقَبلَ سَيْلٌ جاء من أمْر الله ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّةْ
باب الحاء والدال واللام معهما ح د ل، د ح ل، ل ح د، د ل ح، مستعملات
حدل: الأحْدَلُ: ذو الخُصْيَة الواحدة من كُلِّ شيء، ويقال لمِائِل الشِّقَّينْ أيضا. والحودل: المُذَكَّر من القِرْدان. وبَنو حُدال: حَيُّ نُسبوا إلى محَلَّة [كانوا ينزلونها] «4» . والتَّحادُل: الانحناء على القوس.
__________
(1) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(2) وعلق الأزهري في التهذيب (4/ 415) فقال: قلت: لم أسمع بهذا لغير الليث، وهو خطأ، إنما الحرد المعى.
(3) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.
(4) تكملة من اللسان (حدل) ، للبيان.(3/181)
دحل: الدَّحْل: مَدْخلٌ تحتَ الجُرْف أو في عُرْض جَنْب «1» البئر في أسفلِها، أو نحوه من المناهِل والموارد، ورُبَّ بيت من بُيُوت الأَعراب يُجْعَل له دَحْل تدخُلُ المرأةُ فيه إذا دَخَلَ عليهم داخِلٌ، وجمعُه دُحْلان وأدحال، قال: «2»
دَحْلُ أبي المِرقال خيرُ الأدْحالْ
والداحُول وجمعه دَواحيل: خشبات على رءوسها خِرَقٌ كأنهَّا طَرّاداتٌ قِصارٌ، تُرْكَز في الأرض لصيد الحمر «3» . والدحل: [ال] عظيم البطن، ويقال: الخَدّاع.
لحد: اللَّحْد: ما حُفِرَ في عُرْضِ القَبْر، وقَبْرٌ مُلْحَد، ويقال: مَلْحُود، ولَحَدوا لَحْداً، قال ذو الرمة:
أَناسِيُّ ملحود لها في الحواجب «4»
شبَّه إنسانَ العَيْن تحت الحاجِب باللَّحْد، حين غارت عُيون الإبِل من تَعَب السَّيْر. والرجل يلْتَحِد إلى الشَيء: يلجأُ إليه ويميَل، يقال: أَلْحَد إليه ولَحَدَ إليه بلسانه أيْ: مال، ويُقرأ: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ ويلحدون «5» .
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة، في التهذيب واللسان: خشب. وهو تصحيف لأنه لا يتناسب مع قوله في أسفلها.
(2) لم نهتد إلى الرجز ولا إلى قائله.
(3) جاء في التهذيب واللسان: لصيد الحمر والظباء.
(4) وصدر البيت في الديوان ص 63 وهو:
إذا استوجست آذانها استأنست لها
(5) إشارة إلى الآية 103 من سورة النحل: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.(3/182)